Professional Documents
Culture Documents
البتلء والعمل
مجموعة من العلماء
إعداد موقع السلم اليوم
تصل لوقع السلم اليوم أسئلة كثية ،أفرزها ما يعيشه السلمون من حوادث مريعة ،وجراءة
كبية من أعدائهم ،وهذه السئلة تبث ألها ،وتتساءل عن الدور الذي يكن أن يكون للفرد
عمله وتقيقه ،ول شك أن هذا التساؤل دليل حياة ،ومؤشر على خي ف النفوس ،ولكن ما
ل يتم التوجيه الرشيد لذه الشاعر فإنا قد تبد وتتبلّد مع مرور الوقت فنخسرها ،أو تنحرف
فنشقى با.
ولذا رأينا توجيه هذه السئلة إل كوكبة من الشايخ الذين يعيشون هوم هذه المة،
ويدركون ما ييق با من أخطار؛ علهم أن يسهموا ف تلك الشكالت الت تطرحها تلك
التساؤلت بتوجيه يشفي الصدور ،ويوجه الطاقات من خلل برنامج عملي واضح .وقد
جاءت إجابات الشايخ الجلء – مشكورين -ف مورين:
الحور الول :الشباب بي الماسة والفتور -السباب – الثار -العلج.
الحور الثان :المة بي سنت البتلء والعمل لذا الدين.
المة بي سنت البتلء والعمل ()1/4
حاسة الكياس:
لعلي أصل إل نقطة أخية وإنا نقطة مهمة وكما قلنا ل للتهور نقول :ل للمتهورين وتسألون
الن :ما الذي تريد؟ وأين سنصل؟ ما بي حاسة مدحتها ث عدت ونقضت أصولا وهنا
نكمل بالشق الثان لعنواننا ونقف هذه الوقفة الخية ف :حاسة الكياس:
-1التعقل والتزان :
وطبعا ليست الكياس الكياس إنا الكياس من ذوي العقول ،هنا جعنا بي المرين نريد
هذه الماسة والقيقة أن النسان بدون الماسة واليوية النفسية ف القيقة هو أقرب إل
الماد وإل الوات منه إل النسان الذي بطبيعته هو حيوي والتفاعلت اليوية ف جسم
النسان ف الثانية الواحدة تقوم عمليات ضخمة وهائلة ف جسم النسان ث هو بعد ذلك
يكون خامل وقاعدا وكسول هذا ل يتطابق لذلك نقول :صفة الماسة إذا أضفنا إليها هذا
الليط والزيج من الكياسة أصبحت الماسة اليابية هي الت ندحها ونريدها وترشدها تلك
النظرة العقلية التزنة فتأتينا هذه الصورة الت نريد أن نعطي فيها وصف لذه الماسة الكيسة
أو الكياسة التحمسة أو كما ذكر ف كلمات جيلة الستاذ البنا يقول :ألموا نزوات
العواطف بنظرات العقول وأنيوا أشعة العقول بلهيب الماسة.
وهي كلمات جيلة تبي أننا نتاج لزج ذلك العقل الذي دائما يتحفظ يتحفظ ول يريد أن
ينطلق يتاج إل بعض الماسة حت تفك عنه بعض تلك القيود الت يبالغ فيها وربا تلك
الماسة الندفعة تتاج إل بعض القيود العقلي حت يرشدها فلذلك التعقل والتزان مهم جدا
التزان ل يعل هناك طغيان جانب على جانب كما قلنا ونستحضر كما قلنا ف قصة سلمان
وأب الدرداء :لا جاء سلمان إل أب الدرداء شكت أم الدرداء ،قالت :أخوك أبو الدرداء ل
حظ له ف الدنيا وكذا وإنا هو صائم ناره أو قائم ليله فنل ضيفا عليه أراد أن يصلي قال:
ل ،كان صائما وقدم لسلمان الطعام قال :كل معي ،قال أنا صائم قال :أفطر وجعله يفطر ث
أراد لا جاء الليل أن يصلي قال :ن ،ث قام يريد أن يصلي ،قال :ن ،حت انتصف الليل قال:
قم فصلي ،ث جادله ف ذلك فلما بلغ المر الرسول صلى ال عليه وسلم قال له( :إن لهلك
عليك حقا وإن لزورك عليك حقا "لضيوفك يعن " وإن لنفسك عليك حقا فأعطي كل ذي
حق حقه).
موقف أيضا لعثمان بن عفان رضي ال عنه لا كان ف فترة خلفته تعرفون ما بدأ بعض
الرجفي يشيعونه من انتقادات على عثمان رضي ال عنه فلما جاء موسم الج كان عثمان
رضي ال عنه من أخيار الصحابة يريد أن يبي للناس خطأ ما يقولونه ويفند فقال :لقومن ف
الناس مقاما ل أدع شاردة وواردة إل أتيت عليها يريد أن يبي للناس ،قال عبد الرحن بن
عوف :يا أمي الؤمني ل تفعل فإن الوسم يمع رعاع الناس ورب كلمة يطيها عنك مطي،
عقول ل تستوعب عامة الناس تذكر قضايا وإذا با بعد ذلك تتطيش وهذا يأخذها يينا وذاك
يأخذها يسارا وهذا يفهمها على وجه وذاك يفهمها على وجه آخر الكلم ف موضعه جعله
الشاطب رحه ال من السنة وجعل الكلم ف غي موضعه جعله من البدع كما ذكر ذلك ف
العتصام استدلل بديث النب عليه الصلة والسلم ف حديث علي عند البخاري :حدثوا
الناس با يعرفون أ تبون أن يكذب ال ورسوله؟ وحديث ابن مسعود ف مسلم قال :ما أنت
بحدث قوما حديثا ل تبلغه عقولم إل كان لبعضهم فتنة ،وهذا أمره واضح.
ف الديبية موقف جيل للنب عليه الصلة والسلم لا أرادوا أن يكتبوا قال( :اكتب ممد
رسول ال) قال :سهل بن عمرو لو كنا نعلم أنك رسول ال ما جادلناك ولكن اكتب اسك
واسم أبيك ،ولا قال( :اكتب بسم ال الرحن الرحيم) قال :ل ،ل نعرف ما الرحن ول
الرحيم ،اكتب باسك اللهم ،الرسول يقول لعلي بن أب طالب( :اكتب) وعلي غي قابل لذا
يعن ل يرى ذلك السألة أن الرسول صلى ال عليه وسلم كان أوسع نظرا وعقل دع هذه
الصغية من المور فقال( :اكتب) فقال الرسول صلى ال عليه وسلم( :أرينيها؟) فمسحها
الرسول صلى ال عليه وسلم ف بعض الروايات بنفسه ،قال لعلي( :اكتب) دعك من هذه
القضية الصغية فإن هناك ما هو أكب منها ل تعل هذه السألة أكب من حجمها وبالتال تعل
كل توجهك ومواجهتك وقوتك وطاقتك واعتراضك لذه القضية فتستنفذ أو تقيم فيها
معركة ضخمة هائلة كما نرى من بعض الشباب الن عندما يذكرون أمرا من الشرع وسنة
من السنن لكن يعلون النفي عليها كأنا أصل الدين كله وربا جعلوا من ذلك كما يرجون
به إل تفسيق أو تبديع أو تكفي من غي مثل هذا الذي ننبه الناس إليه.
-2الضبط والحكام :
وقد ذكرت ف هذا ما هو مهم جدا ولعلنا نستحضر مثال واحدا:
ف بيعة العقبة بعد أن بايع الصحابة رضوان ال عليهم بل قبل أن يبايعوا انظروا كيف كانت
روح الماس جاء أبو التيهان وف رواية غيه قال :اعلموا أنكم إنا تبايعون الرجل على حرب
الحر والسود فإن رأيتم أنكم تسلمونه فمن الن ،أراد أن يفاصلهم وينبههم وأن يستشعر
حيتهم ،فبايعوه فقال العباس بن عبيد بن نضلة رضي ال عنه :قال :يا رسول ال لو شئت أن
نيل على أهل الوادي ميلة واحدة لفعلنا ف من هذا الكلم ف الفترة الكية ،قال :لو تريد غدا
أن نناجز القوم ونقاتلهم انتهى قال صلى ال عليه وسلم( :إنا ل نؤمر بذلك) ولا جاءه
الباب ف الفترة الكية وقد اشتد الذى :يا رسول ال أل تدعو لنا أل تستنصر لنا؟ قال( :إنه
كان ف من كان قبلكم من يفر ف الرض ث يوضع فيها ث يؤتى بالنشار فيوضع ف مفرق
رأسه فينشر حت ينفلق إل نصفي ما يصده ذلك عن دينه وإنه كان يؤتى بالرجل فيمشط
بأمشاط من حديد ما بي لمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه) ث قال( :وال ليبلغن هذا
المر حت يسي الراكب من صنعاء إل حضرموت ل يشى إل ال والذئب على غنمه
ولكنكم قوم تستعجلون).
-3التدرج والستثمار:
لذه العاطفة :لو أننا تدرجنا لوجدنا أننا نصل أكثر ما نصل بالسرعة الت ليس فيها مراعاة
للواقع ولطبيعة النسان وإمكانياته من أحسن المثلة ف هذا:
عبد اللك بن عمر بن عبد العزيز لا تول أبوه اللفة ونعرف عمر كيف كان عندما تول
اللفة ورعا وزاهدا وكان يعن يأخذ بالد ف المور ،جاءه ابنه عبد اللك ينكر عليه
ويقول :كيف تلقى ال عز وجل وف هذا كذا وكذا ،فقال له :أل ترضى أن ل ير على أبيك
يوم إل وهو ييت بدعة وييي سنة ،ذاك الشاب يريد أن يغيها كلها ف يوم واحد ،وهذا
لكمته وأيضا قوة إيانه وحاسته يريد أن يعلها ف منهجية تصل با النتيجة ويقع با الثر
الطلوب.
ونعرف ما كان من شأن النب عليه الصلة والسلم :ف عمرة القضاء ف العام السابع من
الجرة طاف النب صلى ال عليه وسلم حول الكعبة والصنام حولا ستون وثلثائة صنم،
والرسول يطوف با بعد صلح الديبية ،ول يشتمها ول يتعرض لا أبدا لن له مال آخر بعد
عام واحد فقط ف العام الثامن فتح مكة جاء ومعه مجنه عليه الصلة والسلم يطعن هذه
الصنام وهي تتهاوى ويقول { :وَقُلْ جَا َء اْلحَقّ َوزَهَ َق الْبَاطِلُ إِ ّن الْبَاطِلَ كَا َن زَهُوقا }
(السراء.)81:
كل شيء بأوانه النسان يتهد ويعد عدته ويفكر ويدبر ويستشي ويستعي بال عز وجل
ويستخي ولكن هذا التعجل ل ينبغي أن يكون .
-4الدوام والستمرار :
هو طبيعة ذلك التدرج (خي العمال أدومها وإن قل) (أحب العمال إل ال ما كان دية)
وحت النية لكي نافظ على هذه الماسة تأتينا ثرتا نن الن لنريد العواطف الت تصل بنا
إل العواصف القاصمة وإنا نريد العمل الذي يدوم ويستمر.
ابن عباس يذكر قصة له مع صاحب من النصار ف سنه ،قال :لا مات الرسول صلى ال عليه
وسلم قلت لصاحب من النصار :اغد بنا إل أصحاب الرسول صلى ال عليه وسلم نطلب
العلم ،قال له :ومن ينظر إليك يابن عباس وف القوم أبو بكر وعمر وفلن ،قال :فانطلقت
وتركته وضللت أتتبع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وآخذ عنهم وتدرج وتدرج
حت أصبح ابن عباس بعد فترة قصية من الزمن بذه الواظبة والستمرارية هو حب المة
وترجان القرآن رضي ال عنه وأرضاه.
والنب عليه الصلة والسلم رأى حبل متدليا كما ف الصحيح ،قال( :ما هذا؟ ) قالوا :حبل
لزينب ،تصلي فإذا تعبت تعلقت به ،قال( :مه ،عليكم من العمال ما تطيقون فإن ال ل يل
حت تلوا ،ليصل أحدكم نشاطه فإذا تعب فليقد) خذ أمرا تستطيع أن تواصل فيه .
-5التنامي والنتشار :
وهذا أيضا من المور الهمة وينتج عن هذا لو أننا أخذنا بذلك سوف تنمو هذه الماسة
وتنتشر وتعم هذه اليابية بشكل مهم وأساسي ولعلنا وقد تاوزنا الوقت نقول:
إن الذي نريده حاسة ولكنها مشوبة بذه الكياسة نن نقول :ل للتهجي والترويض ولكننا
أيضا نقول :ل للثارة والتهييج ،نن نريد أن يكون لنا طريق إل هذه الماسة الراشدة من
خلل ما قلناه ف تلك الوانب السلبية بعكسه إيابيا:
علم بالشرع وبصر بالواقع وصب ف العالة وعدالة ف الواقف وأناة ف المارسة وال سبحانه
ك الْغَفُورُ ذُو الرّ ْحمَةِ َلوْ ُيؤَا ِخذُهُمْ ِبمَا َكسَبُوا لَ َعجّلَ َل ُهمُ الْعَذَابَ َبلْ َلهُمْ
وتعال قالَ { :ورَبّ َ
جدُوا مِنْ دُونِهِ َموْئِلً } (الكهف.)58: َموْ ِعدٌ لَنْ َي ِ
هذا وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا .
المة بي سنت البتلء والعمل()2/4
المد ل رب العالي ،والصلة والسلم على نبينا ممد وعلى آله وصحبه أجعي ،أما بعد:
فإن مثل هذه التساؤلت ،والهات الت تنفثها صدور كثي من شباب المة ،لي وال بشي
خي ،كيف ل؟ وقد أتى على أكثر شباب قبل ثلثة عقود من الزمان تقريبا ،ول هم لم إل
الديث عن الفن والكرة ونوها من المور الت شغلوا با ردحا من الزمن!
لقد مرّت فترة على أكثر الشباب ،وأحدهم ربا بكى لن فريقه الكروي انزم ،أو مطربه
الفضل مات ،واليوم نرى كثيا من شبابنا -ول المد-ترتقي ههم ،ليكون بكاؤها على ما
يستحق البكاء ..أل وهو البكاء على ما يل بالسلمي من ظلم وقتل واغتصاب من قبل
أعدائهم.
وفرحتنا بذا التحول ف الهتمامات ،وبذه التساؤلت والهات -لكي تكتمل -يب أن
نستثمرها استثمارا إيابيا حت ل تفتر هذه العزمات التطلعة لنصر المة.
أما النواح والبكاء دون عمل ،فليس هذا من هديه – صلى ال عليه وسلم ،-ولك أن تعلم
مقدار حزنه العظيم الذي كاد يفلق كبده على شهداء أحد ،ومع ذلك ل ينعه ذلك الشهد -
الذي بقي معه إل أن مات -من الستمرار ف الهاد لذا الدين ،وتبليغه.
وإذا تدثنا عن أهية استثمارها ،فإننا نؤكد على أهية ترشيد هذه التساؤلت حت ل يساء
استخدامها ف أمور قد ُيظَن أنا نافع ٌة وليست كذلك ،والسبيل إل ذلك إنا يكون بترشيدها،
وهذا يكن تقيقه بعدة أمور:
-1يب أن ل نغفل ـ ف زحة الحداث ،وشدة وطأتا على قلوبنا ـ عن السنن اللية ف
ابتلء أهل اليان ،فلقد ابتلي من هومنا ،وكم ف البتلءات من اللطاف الفية لربنا تعال ،
والت قد تعجز عقولنا عن تصورها،فضلً عن الحاطة با.
أين أنت أخي عن قوله تعال لي جند مشوا على وجه الرض :ممد – صلى ال عليه
وسلم -وصحابته؟ الذين قيل ف حقهم -لا ابتلوا با ابتلوا به يوم أحد َ " :-ولُِيمَحّصَ اللّهُ
اّلذِينَ آمَنُواْ وَيَ ْمحَ َق الْكَافِرِينَ" قال غي واحد من السلف :أي :ليختب الذين آمنوا ،حت
يلصهم بالبلء الذي نزل بم ،وكيف صبهم ويقينهم.
وقيل لم أيضاَ " :ولِيُ َمحّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ" ،أي :يتبكم با جرى عليكم ليميز البيث من
الطيب ،ويظهر أمر الؤمن من النافق للناس ف القوال والفعال .
أخي :كم ف المة من العلل؟ وكم فيها من الدخلء ؟ وكم فيها من يدعي الرقة والمر
ليس كذلك؟!
هل نسيت أيها البارك ما وقع لنبيك – صلى ال عليه وسلم -يوم أحد ؟ أو يوم الحزاب؟!.
إن هذه الحداث الت أقلقتك وأزعجتك ،إنا تت سع ال وبصره ،وال –تعال -أغي من
خلقه أن تنتهك حرمات عباده ،وتغتصب نساء أوليائه ،ويُعرض عن دينه ،ويارب حزبه ،
ولكنها السنن -أيها الخ الكري -الت ربّى النب – صلى ال عليه وسلم -عليها أصحابه
حي اشتكوا إليه شدة ما يلقون من الشركي ،ومنهم خباب -كما ف البخاري -قال:
شكونا إل رسول ال – صلى ال عليه وسلم -وهو متوسد بردةً له ف ظل الكعبة ،قلنا له:
أل تستنصر لنا؟ أل تدعو ال لنا؟ قال" :كان الرجل فيمن قبلكم يفر له ف الرض ،فيجعل
فيه ،فيجاء بالنشار فيوضع على رأسه ،فيشق باثنتي ،وما يصده ذلك عن دينه ،ويشط
بأمشاط الديد ما دون لمه من عظم أو عصب ،وما يصده ذلك عن دينه ،وال ليتمن هذا
المر ،حت يسي الراكب من صنعاء إل حضرموت ل ياف إل ال أو الذئب على غنمه،
ولكنكم تستعجلون".
وهذه الملة الخية ،يب أل تغيب عن الذهان ،ونن نبحث ونتلمس النصر لذا الدين..
ويب أل تغيب ونن نسمع أو نعلم عن إخوان لنا ف السجون قد يوت أحدهم ف سبيل ال
،ويب أن ندرك أن المر كما قال الشاعر:
فتلك سبيلٌ ،لست فيها بأوحد
2ـ ومع استحضار سنة البتلء ،فإننا يب أن نتذكر أن هذا الطغيان والستبداد الذي تراه
من أمم الكفر ،هو أيضا ل يرج عن سنة أخرى من سنن ال تعال ف المم ،وهي أن هذا ف
القيقة تهيد لضي سنة أخرى من سنن ال تعال ،أل وهي مق الكفار.
يقول ابن القيم -رحه ال -وهو يتحدث عن العب من غزوة أحد ف (زاد العاد)
( :)3/222ومنها ـ أي من دروس غزوة أحد ـ أن ال سبحانه إذا أراد أن يهلك أعداءه
ويحقهم ،قيض لم السباب الت يستوجبون با هلكهم ومقهم ،ومن أعظمها -بعد
كفرهم : -بغيهم وطغيانم ،ومبالغتهم ف أذى أوليائه ،وماربتهم وقتالم ،والتسلط عليهم،
فيتمحص بذلك أولياؤه من ذنوبم وعيوبم ،ويزداد بذلك أعداؤه من أسباب مقهم
وهلكهم ،وقد ذكر سبحانه وتعال ذلك ف قوله" :ول تنوا ول تزنوا وأنتم العلون إن
كنتم مؤمني * إن يسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك اليام نداولا بي الناس
وليعلم ال الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء وال ل يب الظالي * وليمحص ال الذين آمنوا
ويحق الكافرين" ،فجمع لم ف هذا الطاب بي تشجيعهم ،وتقوية نفوسهم ،وإحياءِ
عزائمهم وهمهم ،وبي حسن التسلية ،وذكر الكم الباهرة الت اقتضت إدالة الكفار عليهم،
فقال" :إن يسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله" فقد استويتم ف القرح والل ،وتباينتم ف
الرجاء والثواب ،كما قال" :إن تكونوا تألون فإنم يألون كما تألون وترجون من ال ما ل
يرجون" فما بالكم تنون وتضعفون عند القرح والل؟! فقد أصابم ذلك ف سبيل الشيطان
وأنتم أصبتم ف سبيلي وابتغاء مرضات.
ث أخب أنه يداول أيام هذه الياة الدنيا بي الناس ،وأنا عرض حاضر يقسمها دولً بي أوليائه
وأعدائه ،بلف الخرة فإن عزها ونصرها ورجاءها خالص للذين آمنوا.
ث ذكر حكمةً أخرى ،وهي :أن يتميز الؤمنون من النافقي ،فيعلمهم علم رؤية ومشاهدة ،
بعد أن كانوا معلومي ف غيبه.
ث ذكر حكمة أخرى ،وهي :اتاذه سبحانه منهم شهداء ،فإنه يب الشهداء من عباده ،وقد
أعد لم أعلى النازل وأفضلها ،وقد اتذهم لنفسه ،فل بد أن ينيلهم درجة الشهادة " انتهى.
وكان قال قبل ذلك ـ رحه ال ـ مقررا هذا الصل ( :)3/18والقصود أن ال سبحانه
اقتضت حكمته أنه ل بد أن يتحن النفوس ويبتليها ،فيظهر بالمتحان طيبها من خبيثها ،ومن
يصلح لوالته وكراماته ومن ل يصلح ،وليمحص النفوس الت تصلح له ،ويلصها بكي
س ف الصل المتحان ،كالذهب الذي ل يلص ول يصفو من غشه إل بالمتحان ،إذ النف ُ
جاهلةٌ ظالةٌ ،وقد حصل لا بالهل والظلم من البث ما يتاج خروجه إل السبك والتصفية"
اهـ .
-3علينا -أيضا -أن ندفع هذه السنة بسنة أخرى ،وهي سنة العمل للدين ،فإن ال تعال
قادرٌ أن ينصر دينه بأيسر السباب ،ولكن اقتضت حكمته أن ل يتم النصر إل على أيدي
رجا ٍل ينذرون أنفسهم لنصرة دينهم بالغال والنفيس ،وبكل ما يقدرون عليه.
أل تر -أخي الكري -كيف ترك الهاجرون ديارهم وأموالم ،بل أخرجوا منها رغما عنهم،
وقبلوا بذلك ،وما أرخصه إذا كان الثمن رضوان ال والنة ،فأعقبهم ال تعال -بعد سنوات
من الدعوة والهاد -بأن عادوا إليها فاتي ،وقبل ذلك وبعده أن ال تعال رضي عنهم ،وعن
إخوانم من النصار.
إذن ،نن باجة إل أن نرج من دائرة النواح والبكاء ،لننل إل ميادين العمل ،وما أكثرها ف
هذا الزمن!
ومن الهم –أيضا -ف هذا القام أن ل نتصر مالت النصرة ،وسبل رفع الذلة عن هذه المة
ف عملٍ واحد ،فإن نبينا – صلى ال عليه وسلم -الذي جاء بالتوحيد ،هو الذي أمر بإماطة
الذى عن الطريق ،وهو الذي أمر بالحسان إل اليوان ويب أن ل نستهي بأي عملٍ
فاضل ،وأن ل يعيب الشتغل بالعلم تعلما وتعليما من نذر نفسه ف ميادين الدعوة إل ال ،أو
ف ساحات الهاد ،والعكس صحيح ،فإن الميع يكمل بعضهم بعضا ،ول غن للمة عن
أي عملٍ صال.
نعم! ليست اليادين ف تأثيها وقوتا بدرجة واحدة ،لكن مقصودي هو التحذير من اختزال
أسباب النصر ف سبب واحدٍ أو سببي ،فإن ال تعال قال" :وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا لََن ْهدِيَنّ ُهمْ
سُبُلَنَا َوإِنّ اللّهَ لَ َمعَ اْل ُمحْسِنِيَ".
فلنسع إل نصرة ديننا جهدنا ،ولنكن من لب نداء ربه الذي قال":يَا أَّيهَا الّذِينَ آَمَنُوا كُونوا
حوَارِيّونَ َنحْنُ حوَارِيّيَ مَنْ أَنصَارِي ِإلَى اللّ ِه قَالَ اْل َ
أَنصَارَ اللّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرَْيمَ لِ ْل َ
أَنصَارُ اللّهِ".
وقد سألت أيها الفاضل عن كيفية السعي لنصرة هذا الدين؟ وسأل آخر عن كيفية القيام
بواجبه الدعوي؟ ومن الصعب ف مثل هذه العجالة أن أفصل لك ماذا تعمل ،لكن يكنك
النطلق من خلل الطوات التالية:
-1قم بصر للمنكرات ف ميطك الذي حولك.
-2ابدأ بعلج النكر الكب ،فإن ل تستطع فانتقل للذي بعده.
-3تواصل وتشاور مع أهل العلم والدعاة ـ إن وجدوا ف بلدك ـ لبحث كيفية علج هذه
النكرات أو التخفيف منها ،وإل فانتقل للذين بعدهم وهكذا ،وأرجح أل تبتعد ف السؤال
عن أهل بلدك ،لنم أعلم بال بلدك من غيهم ،فإن عدموا ـ ول أظن ذلك ـ فبإمكانك
أن تتواصل مع غيهم.
-4ديننا قائم على :المر بالعروف والنهي عن النكر ،فمع مارسة النهي عن النكر ،يب أن
نقدم للمجتمع العروف ،بل البدء به هو الصل ،فليس صحيحا أل يسمع الجتمع منا إل نبة
النكار فقط ،بل من نشر العروف ،بالدروس والواعظ ،أو على القل عن طريق خطب
المعة ،كل ذلك بسب الطاقة.
فإن منعنا من ذلك كله ،فلن نعجز أن نري الجتمع منا صدقا ف اللتزام بذا الدين ،نتمثله
بالصدق ف أقوالنا وأفعالنا ،فتلك –ورب -ليست بينة ،فقد كسب با النب ج أنصارا لدينه
بسبب صدقه وأمانته ،وشائله الطيبة الت جعلت الناس يقولون :ما كان هذا ليكذب على ربه
وهو ل يكذب ف حديث الناس.
-4ونن نرى ما نرى من البتلءات والشدائد ،يب أن نفتح أعيينا على الوانب الشرقة
الت تققت للمة ف العقدين الخيين ،على مستوى الشعوب على القل؟!
فمن ذا الذي ينكر هذا الي العميم الذي انتشر ف بلد السلم؟
ومن الذي يكابر ف هذه الفواج الكبية العائدة إل ال ،أو الداخلة ف دين ال تعال؟!
كم هم حفظة القرآن؟ كم هم الشتغلون بفظ السنة؟.
أل تر عينك أفواج الشباب الت تعتكف ف الرمي ف العشر الواخر من رمضان؟
أل تسمع عن أخبار الجاهدين الذين رووا أرض الهاد بدمائهم ف فلسطي ،وأفغانستان،
والشيشان ،وكشمي ،والعراق؟!
مت كان الشباب يعلنون أن أغلى أمانيهم أن يوت أحدهم شهيدا؟!
كم هن النساء اللت عدن إل الجاب ،وهن ف وسط الفت ،رغم قوة الصوارف
والغريات؟!
إن هذه -أخي الفاضل -مكاسب كبى ،يب أن تكون رافعةً لمتنا ،ومبشرةً لنا بأن عمل
من سبقنا من الصلحي -رغم ضعف إمكانياتم ،وقلة اتصالتم -آتى ثارا يانعة.
إن بشائر النصر تلوح ف الفق ،وهي -بقياس الزمن الطويل -ليست ببعيدة بإذن ال ،ولكننا
-أحيانا -نستعجل ،وربنا ل يعجل لعجلتنا.
يقال هذا ،وتذكر هذه البشائر ،ونن جيعا نعلم أن ف المة جوانب كثية ،تتاج إل
إصلح ،نعم ..لكن لاذا نستمر ف جلد ذواتنا ،وتطيمِ ما شُـيّد من جهود كبية ،وكأننا ل
نلك أي بصيص من المل ؟!
-5قلب نظرك -أخي -ف صفحات التاريخ ،فستجد أن المة مر با أنواع من الفت
والبتلءات ،أضعفتها ،وأنكتها فترة من الزمن ،ولكنها عادت بعد ذلك قويةً.
وحسب هنا أن أشي إل إحدى البتلءات الكبار الت تعرضت لا المة ،وهي غزو التتار،
وسأسوق لك كلم عالي أرّخا ورصدا مشاعر المة ف تلك الفتنة العمياء الصماء ،أحدها
أدرك أولا ،والخر أدرك آخرها.
أما الذي أدرك أولا فهو العلمة ابن الثي ـ ف كتابه "الكامل" - 10/399حيث يقول
-ف أحداث سنة 617هـ" :لقد بقيت عدة سني معرضا عن ذكر هذه الادثة استعظاما
لا،كارها لذكرها ،فأنا أقدم رجلً وأؤخر أخرى ،فمن الذي يسهل عليه نعي السلم
والسلمي؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي ل تلدن ،ويا ليتن مت قبل
حدوثها وكنت نسيا منسيا ،إل أن حثن جاعة من الصدقاء على تسطيها ،وأنا متوقف ،ث
رأيت أن ترك ذلك ل يدي نفعا ،فنقول :هذا الفصل يتضمن ذكر الادثة العظمى ،والصيبة
الكبى ،الت عقمت اليام عن مثلها ،عمت اللئق وخصت السلمي ،فلو قال قائل :إن
العال مذ خلق ال سبحانه وتعال آدم وإل الن،ل يبتلوا بثلها ،لكان صادقا ،فإن التواريخ ل
تتضمن ما يقاربا ول ما يدانيها.
ومن أعظم ما يذكرون من الوادث ما فعله بتنصر ببن إسرائيل من القتل وتريب البيت
القدس وما البيت القدس بالنسبة إل ما خرب هؤلء اللعي من البلد الت كل مدينة منها
أضعاف البيت القدس ،وما بنو إسرائيل بالنسبة إل من قتلوا فإن أهل مدينة واحدة من قتلوا
أكثر من بن إسرائيل ،ولعل اللق ل يرون مثل هذه الادثة إل أن ينقرض العال ،وتفن الدنيا
إل يأجوج ومأجوج ،وأما الدجال فإنه يبقي على من اتبعه ويهلك من خالفه ،وهؤلء ل يبقوا
على أحد بل قتلوا النساء والرجال والطفال ،وشقوا بطون الوامل ،وقتلوا الجنة فإنا ل وإنا
إليه راجعون ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم"
وهذا الوصف من ابن الثي وهو بعد ل يدرك تلك الفاجعة العظمى والنكبة الكبى لسقوط
بغداد ،وناية اللفة السلمية الكبى.
يقول ذلك وهو ل يعلم بتجاوز التتر بلد العراق إل بلد الشام ،وما تبع ذلك من مآس
ومصائب ،والت وصفها إمام آخر وقف على أحداثها ،يصفها ويشخص فيها أحوال الناس،
ويصور مشاعرهم ومواقفهم بدقه وخبة ،شيخ السلم ابن تيمية ـ رحه ال ـ حي يقول:
" فينبغي للعقلء أن يعتبوا بسنة ال وأيامه ف عباده ودأب المم وعاداتم ،لسيما ف مثل
هذه الادثة العظيمة الت طبق الافقي خبُها ،واستطار ف جيع ديار السلم شررها ،وأطلع
فيها النفاق ناصية رأسه ،وكشر فيها الكفر عن أنيابه وأضراسه ،وكاد فيها عمود الكتاب أن
يتث ويترم ،وحبلُ اليان أن ينقطع وينصرم ،ودارُ الؤمني أن يل با البوار ،وأن يزول هذا
الدين باستيلء الفجرة التتار ،وظن النافقون والذين ف قلوبم مرض أنْ ما وعدهم ال ورسوله
إل غرورا ،وأن لن ينقلب حزب ال ورسوله إل أهليهم أبدا ،ونزلت فتنة تركت الليم فيها
حيان ،وأنزلت الرجل الصاحي منـزلة السكران ،وتركت اللبيب لكثرة الوساوس ليس
بالنائم ول اليقظان ،وتناكرت فيها قلوب العارف والخوان ،حت بقي للرجل بنفسه شغل
عن أن يغيث اللهفان ،وميز ال فيها أهل البصائر واليقان من الذين ف قلوبم مرض أو نفاق
أو ضعف إيان ،ورفع با أقواما إل الدرجات العالية ،كما خفض با أقواما إل النازل
الاوية ،وكفّر با عن آخرين أعمالم الاطئة ،وحدث من أنواع البلوى ما جعلها قيامه
متصرة من القيامة الكبى ...وفرّ الرجل فيها من أخيه ،وأمه وأبيه ،إذْ كان لكل امرئ منهم
شأن يغنيه ،وكان من الناس من أقصى هته النجاة بنفسه ،ل يلوي على ماله ول ولده ول
عرسِه ...وبليت فيها السرائر ،وظهرت البايا الت كانت تكنها الضمائر ،وتبي أن البهرج
من القوال والعمال يون صاحبه أحوج ما كان إليه ف الآل "انتهى كلمه رحه ال.
6ـ ل بد أن نعلم أن من حكم البتلء :تحيص الصفوف ،تكفي الذنوب ،وهذا أمرٌ بي،
فكم هم الدخلء على الصف السلمي ،الذين ل يعرفهم إل الندرة من الناس ،فإذا جاءت
مثل هذه الحن والبتلءات ميّزت الطيب من البيث ،وشرح ذلك يطول جدا.
7ـ هذا دين ال الذي تكفّل بنصره ،وأمرنا بأن نسعى لذلك ،ول يكلفنا أن نصد ثرة
النصر ،بل هذه ل تطلب من النبياء والرسل عليهم الصلة والسلم..
تأمل أخي ..لقد مات النب – صلى ال عليه وسلم -وهو ل يفتتح من بلد السلم القائمة
اليوم إل ما يشكل الربع تقريبا أو أقل ،ولكن تابع أصحابه والتابعون لم بإحسان الفتوحات،
فوصلوا إل حدود الصي شرقا ،وإل جنوب فرنسا غربا ،وكل ذلك مسوب ومضاف إل
رصيده.
فالواجب علينا أن نتبن مشروعات دعوية ،تقوم على العمل الؤسسي ـ إن أمكن ـ لن
ذلك أدعى لستمرارها وبقائها ،إذ لن يؤثر عليها موت شخص أو سجنه ،بل هي تسي وفق
خطة وسياسة واضحة ،يتلقها اللحق عن السابق ،وما منظمة حاس إل نوذج حي للعمل
الؤسسي الذي ل يتوقف بوت قائد أو مؤسس.
-7إن لعجب من مسلم يقرأ قوله تعالَ ":ولَ َقدْ سَبَقَتْ كَِلمَتُنَا لِعِبَادِنَا اْلمُرْسَلِيَ * إِّنهُمْ َلهُمُ
اْلمَنصُورُونَ *وَإِنّ جُندَنَا لَ ُهمُ الْغَالِبُونَ" كيف يدب اليأس إل قلبه؟
يقول شيخ السلم ابن تيمية :ـ فيما نقله عنه ابن عبدالادي ف "اختيارت ابن تيمية ص(
)71-70ـ(( :وهذا يشكل على بعض الناس ،فيقول :الرسل قد قتل بعضهم ،فكيف
يكونون منصورين؟
فيقال :القتل إذا كان على وجهٍ فيه عزة الدين وأهله كان هذا من كمال النصر ،فإن الوت ل
بد منه ،فإذا مات ميتةً يكون با سعيدا ف الخرة ،فهذا غاية النصر ،كما كان حال نبينا ج،
فإنه استشهد طائفة من أصحابه فصاروا إل أعظم كرامة ،ومن بقي كان عزيزا منصورا،
وكذلك كان الصحابة يقولون للكفار :أخبنا نبينا أنّ من قتل منا دخل النة ،ومن عاش منّا
ملك رقابكم.
فالقتول إذا قتل على هذا الوجه كان ذلك من تام نصره ،وَنصْرِ أصحابه.
ومن هذا الباب حديث الغلم ـ الذي رواه مسلمٌ ـ لا اتبع دين الراهب ،وترك دين
الساحر ،وأرادوا قتله مرة بعد مرة ،فلم يستطيعوا حت أعلمهم بأنه يقتل إذا قال اللك :باسم
ال رب الغلم ،ث يرميه ،ولا قتل آمن الناس كلهم ،فكان هذا نصرا لدينه)) انتهى كلمه.:
-8ف ظل هذه الفت ،وتتابع هذه الصائب ،يب أل تشغلنا هذه الفت عن عباداتنا الاصة
بيننا وبي ربنا ،فالضرورة تتأكد بوجوب العناية بإصلح القلب ،وهذا يتحقق بأمور:
أ ـ التعلق بال -عز وجل -دائما ،واللجأ إليه ،وكثرة اللاح عليه بالدعاء ،فإن ال تعال
نعى على قومٍ أصيبوا بالضراء ،فلم يكن ذلك سببا ف تضرعهم ،قال تعالَ " :ولَ َقدْ َأرْسَلنَآ ِإلَى
أُ َممٍ مّن قَبْلِكَ فَأَ َخذْنَا ُهمْ بِالْبَأْسَاء وَالضّرّاء لَعَّل ُهمْ يََتضَرّعُو َن * فََلوْل إِذْ جَاء ُهمْ بَأْسُنَا َتضَرّعُواْ
ستْ قُلُوُبهُمْ َوزَيّنَ َلهُمُ الشّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَ ْعمَلُونَ".َولَكِن قَ َ
فما أحوجنا إل اللجأ ،والتضرع إل ربنا ف كشف ضرنا ،وإصلح أحوالنا ،والستغاثة به ف
طلب النصر ،وكبت العدو وخذلنه.
ب -ل بد لكل واحدٍ منا من عبادة يلزمها ،ويكثر منها ،مع العناية ببقية العبادات ،فإن
للعبادة أثرا عظيما ف سكون القلب ،واستقرار النفس.
ولئن كان هذا مطلوبا ف كل حي ،فهو ف أوقات الفت آكد وأعظم ،فإن النب ج يقول
-كما روى ذلك مسلمٌ ف صحيحه من حديث معقل بن يسار س " :-العبادة ف الرج،
كهجرةٍ إلّ".
وسبب ذلك -وال أعلم -أنه ف زمن الفت يف أمر الدين ،ويقل العتناء بأمره ،ول يبقى
لحد اعتناء إل بأمر دنياه ،ومعاشه ،ونفسه وما يتعلق به.
فمن فتح عليه ف نوافل الصلوات ،أو ف الصيام ،أو ف الصدقة ،أو ف قراءة القرآن ،أو ف
غيها من العبادات ،فليلزمها ،وليكثر منها ،فإنا من وسائل الثبات بإذن ال تعال.
ج -القبال على قراءة القرآن بتدبر ،وقراءته قراءة الستشفي به ،الطالب للهدى منه ،الحرك
لقلبه به ،فإن ذلك من أعظم الدوية وأنفعها للقلب خصوصا ف هذه الزمنة الت انفرط عقد
الفت ول حول ول قوة إل بال.
هذا ما تيسر تريره ،وصلى ال وسلم على نبينا ممد وعلى آله وصحبه أجعي.
المة بي سنت البتلء والعمل()3/4
المد ل ،وأصلي وأسلم على رسول ال وآله وصحبه ومن سار على هداه ،وبعد:
فل ريب أنّ المة تر بظروف عصيبة مؤلة ،وتعان ويلت فت خطية ف دينها وعقيدتا
وأخلقها ،وتواجه تديا حضاريا عاليا بل حربا صليبية صهيونية تستهدف ف كيانا
ووجودها.
ومن الطأ السيم أن نتغافل أحصل الصراع بي السلمي وأعدائهم من يهود ونصارى ،وأنه
ف أصله صراع عقدي دين سيما وقد صرّح العدو نفسه بدوافع الصراع ومنطلقات الرب
ف أكثر من مناسبة.
ومن الطأ البيّن كذلك أن يتناول هذه القضية الطية بشيء من الرتالية والستعجال أو
بدوافع من العاطفة والماس غي النضبط.
ل بد أن نعترف أن ما يارس اليهود والصليبيون كل يوم ف فلسطي والعراق وأفغانستان
والشيشان وغيها هو استفزاز خطي لشاعر المة السلمة بعامة ولشبابا الغيور على وجه
الصوص.
ول يكن أن نتصور بقاء الشباب السلم مكتوف اليدي إل البد أمام تلك المارسات
الدموية الظالة وتلك الرب "الصهيوصليبية" فمن حقه أن يغار ،بل من واجبه أن يغار لدينه
ودماء إخوانه ،بل من وأحق أن يهتم لنصرة دينه ،وإعلء كلمة ل بكل وسيلة مشروعة أسّها
ورأسها الهاد ف سبيل ...بيد أن الهاد ف سبيل ال قد ل يتيسر لكل أحد سيما والبواب
مؤصدة والوانع كثية.
فما العمل إذا والالة هذه؟ هل نكتفي بسبّ اليهود وشتم النصارى؟ أم يكون الل ببث
الحزان ،وسكب العبات ،وندب الزمان؟!.
إنّ ال ّل العملي الواقعي لشكلتنا وصراعاتنا مع أعدائنا يب أن يتضمن ف نظري المور
التالية:
( )1العودة الماعية الادة إل الدين عودة صادقة ،وتكيم شريعته تعال تيكما فعليا ف
سائر القطار السلمية بل مساومة أو مزايدة ،فالدساتي الوضعية وإقصاء الوحيي الشريفي
هي أعظم النوازل وأكب الصائب الت آلت بالسلمي إل ما ترى وهي الت جرأت العدو على
استباحة أرضهم والعبث بقيمهم وإملء مشروعه الضاري عليهم.
( )2ل بد أن نعترف بوجود مظاهر كثية تصادم السلم ف جوهره وروحه ،وف أخلقه
وقيمه ف معظم ديار السلمي ،فبنوك الربا وحانات المور وملهي الليل ،ودور الفاحشة
تعمر كثيا من بلد السلم ،وهذه الظاهر الثة ل بد أن تظهر منها بلد السلمي وإل من
أين سينل النصر؟ قال سبحانه" :إن ال ل يغي ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم".
( )3إنّ على علماء المة الصادقي كسر حاجز النفرة بينهم وبي شباب المة على وجه
الصوص واسترجاع ثقتهم الفقودة من خلل مارسة دور إياب فاعل ف قيادة الصحوة
وترشيدها ،ومن خلل صدعهم بكلمة الق وتذير أمتهم من الويلت الحدقة با وتنفي
متمعاتم من كل الظاهر النافية والصادمة لشريعة ال – سبحانه.-
إن على العلماء دورا ،وأي دور ،ف احتضان الشباب والرفق بم ،وتدئة روعهم ،وتلمس
احتياجاتم العلمية والتربوية وإشباعها بالعلم الصحيح والتربية الادة مصطحبي تقوى ال فيما
يأتون ويذرون ويفتون ويوجهون ،وبغي هذا سيبحث الشباب عمن يستقل حاسهم،
ويستوعب قدراتم ف غي إطارها الشروع.
س ثوابتها أو تمش
( )4إن على الميع أن يدركوا أن الماهي السلمة ل ترضى أن ُتمَ ّ
أصولا ،فالهاد ف سبيل ذِروة سنام السلم ،والباءة من الكفار أصل عظيم من أصول اللة
البراهيمية والحمدية ،فل مال لتمييع هذه الصول وإل كانت ردة الفعل كافية ف تشتيت
جهود المة وبعثرة أوراقها وإغراقها ف دوامة جديدة من الصراع الذات ،يعيقها عن مسية
بناء نفسها ،إعداد كوادرها للبناء الضاري بكافة مالته.
( )5علينا جيعا أن نسعى جاهدين لوحدة الصف وتأجيل خلفاتنا الامشية والفرعية الت ل
تس الصول والثوابت ،لنتأهب لواجهة العدو بكل قوة متاحة ،وعلينا أل ننشغل عن إعداد
العُدة الادة لواجهة أي أخطار مدقة ،وأن نستوعب أن أقوياء العال ل يرحون الضعفاء ،وأن
الراهنة على جعيات حقوق النسان واليئات الدولية مازفة ذات ثرات مرة ل زلنا نتجرع
غصصها ف أفغانستان والشيشان وفلسطي والعراق.
أيها الشباب :إننا نثمن لكم غيتكم ونوتكم السلمية الشريفة ،ونقدّر أنفتكم من تلك
الوضاع النشاز الت تعيشها متمعات السلمي ،كما نيّ شجاعتكم ورغبتكم بالبذل والعطاء
والثأر لدماء إخوانكم ف البلد السلمية الحتلة ،بَْيدَ أنّ ثة موانع كثية قد تول بينكم وبي
الهاد ف سبيل ال ل ذنب لكم فيها.
فنصيحت أل نبقى أسرى الحزان ،وبث الشجان؛ بل علينا أن نبذل الوسع والطاقة ف
تعلم العلم الشرعي حت نعرف أين نضع أقدامنا ،وكيف نددّ مسارنا الصحيح وسط هذه
البحار الائجة من الفت.
ثانيا :وبعد العلم الشرعي يأت واجب الدعوة إل ال ،فإنّ ثة جوعا هائلة من أبناء المة
يعيشون حياة اللهو والعبث ،وتتخطفهم الهواء والسبل ،فمن يستنفذ هؤلء ويعيد لم
هويتهم السلمية؟ ومن يبصرهم بدينهم ،ويعرفهم بالخطار الحدقة بم؟ إن ل تقوموا
بالهمة أنتم أيها الشباب على علم وبصية وبتوجيه من علماء المة العالي؟
( )3علينا كذلك أخيا أن نثق بوعد ال –تعال -وأن هذه المة منصورة بول ال وقوته
مهما تكالب عليها أعداؤها ومهما كادوا لا وبكروا با شريطة أن تنصر ربا ،وتعظم سنة
نبيها – صلى ال عليه وسلم -مع الخذ بالسباب الادية اللزمة والمكنة وعلى رأسها إعداد
اليوش السلمة الجاهدة التسلحة بسلح اليان بال ،وحسن التوكل عليه التطلع للشهادة
ف سبيله تعال فضلً عن أخذ زمام البادرة ف النهضة القتصادية والعمرانية والثقافية وغيها
بعيدا عن تأثي الكفار واستغللم؛ قال ال جل ذكره" :إن تنصروا ال ينصركم ويثبت
أقدامكم" ،وقال سبحانه" :وأعدوا لم ما استطعتم من قوة ومن رباط اليل" .وفق ال الميع
لا يب ويرضى ،وصلى ال على ممد وعلى آله وصحبه.
المة بي سنت البتلء والعمل()4/4
( (1أخرجه الحاكم 1/93عن أبي هريرة ،وقال اللباني في صحيح الجامع (( :(2938صحيح(.
( (2رواه أبو داود ( (4607والترمذي ( (2676وصححه ابن حبان (.(5
ثانيا :التوبة النصوح:
فهي واجبة ف كل وقت ،وهي ف هذه الوقات أوجب "فََلوْل إِذْ جَاءَ ُهمْ بَ ْأسُنَا َتضَرّعُوا"
[النعام.]43 :
ولنا ف قصة قوم يونس _ عليه السلم _ عبة وموعظة؛ فهم لا رأوا ُنذُر العذاب قد بدأت
تلوح لأوا إل ال ،وتضرعوا إليه ،فرفع ال عنهم العذاب ومتعهم بالياة إل حي ماتم،
وانقضاء آجالم.
فعلى المة أن تتوب ،وأن تدرك أن ما أصابا إنا هو جارٍ على مقتضى سنن ال الت ل تاب
أحدا كائنا من كان؛ فتتوب من النكرات الت أشاعتها من شرك ،وحكم بغي ما أنزل ال،
وتقصي ف الدعوة إل ال ،والمر بالعروف والنهي عن النكر.
وتتوب من الظال ،والربا ،والفسق ،والجون ،والسراف ،والترف وما إل ذلك ما هو مؤذن
باللعنة ،وحلول العقوبة.
وعلى كل فرد منا أن ينظر ف حاله مع ربه ،وف جيع شؤونه؛ لن "مَا َأصَابَ ُكمْ مِنْ ُمصِيبَةٍ
فَبِمَا َكسَبَتْ أَْيدِي ُكمْ وَيَعْفُو َعنْ كَِثيٍ" [الشورى.]30 :
رابعا :الفادة من التجارب :فذلك من جيل ما ينبغي؛ فالياة كلها تارب ،واستفادة من
التجارب ،وميزة إنسان على إنسان ،وأمة على أمة هي القدرةُ على الستفادة من التجارب
وعدمُها؛ فالوادث تر أمام جع من الناس؛ فيستفيد منها أناس بقدار مائة ،وآخرون بقدار
خسي وهكذا ،وآخرون تر منهم الوادث على عي بلهاء ،وقلب معرض؛ فل يفيدون منها
شيئا ،ول تسّ له وجبةً ،ول تسمع لم ركزا.
والفرق بي من يستفيد من التجربة ومن ل يستفيد أن الول يستطيع انتهاز الفرص ف حينها،
وأن يتجنب الطر قبل وقوعه.
على حي أن الثان ل ينتهز فرصة ،ول يشعر بالطر إل بعد وقوعه؛ فل يليق _ إذا _ أن تر
بنا وبأمتنا التجارب؛ فنكررَ الطأ ،ول نفيدَ من عب الاضي.
ول يسن بنا أن نُغْفِل تعامل أسلفنا مع ما مر بم من البليا ،وكيف تاوزوا تلك الحن
والفت ،بل علينا أن نقبس من هداهم ،ونستَ ْلهِم العب من صنيعهم.
خامسا :التذكي بعاقبة الظلم:
فمهما طال البلء ،ومهما استبد الل فإن عاقبة الظلم وخيمة ،وإن العاقبة الميدة إنا هي
للتقوى وللمتقي ،كما بي ذلك ربنا ف مكم التنيل؛ فماذا كانت عاقبة النمرود ،وفرعون،
وهامان وقارون ،وغيهم من طغى وتب وظلم؟
إنا الدمار ،والبوار ،وجهنم وبئس القرار ،وماذا كانت عاقبة النبياء والصلحي القسطي من
عباد ال الؤمني ؟
إنا الفلح والنصر ،والتمكي ،والنة ونعم عقب الدار.
وكما يسن التحذير من الظلم العام على مستوى المة يسن كذلك التحذير من الظلم أيّا
كان نوعه ،سواء ف الكم على الناس ،أو القوال ،أو الشخاص.
( (3انظر زاد المعاد لبن القيم 241_3/218ففيه كلم عظيم حول هذه المسألة ،وحول الحكمة من إدالة الكفار
على المسلمين.
فينبغي ف ذلك الضم من الفت والصائب أل يفارقنا هدوؤنا ،وسكينتنا ،ومروآتنا؛ فذلك
دأب الؤمن الق ،الذي ل تبطره النعمة ،ول تقنطه الصيبة ،ول يفقد صوابه عند النوازل ،ول
يتعدى حدود الشرع ف أي شأن من الشؤون.
ويتأكد هذا الدب ف حق من كان رأسا مطاعا ف العلم ،أو القدر؛ لن لسان حال من تت
يده يقول:
اصب نكن بك صابرين فإنا *** صب الرعية عند صب الراس
فهو يدح الصحابة _رضي ال عنهم_ بأنم ل يفرحون من نيلهم عدوا؛ فتلك عادتم ،ول
يزنون إذا نالم العدو؛ لن عادتم الصب والثبات.
وقال عبدالعزيز بن زرارة الكلب -رضي ال عنه -وهو من خيار الجاهدين من التابعي:
قد عشت ف الدهر أطوارا على طرق *** شت فصادفت منها اللّيْن والَبشِعا
هذه الصال يتثلها عظماء الرجال؛ فلم يكونوا يتخلون عن مروآتم ،وعاداتم النبيلة حت ف
أحلك الواقف.
وها هو سيد العظماء ،وسيد ولد آدم نبينا ممد _عليه الصلة والسلم_ يضرب لنا أروع
المثلة ف ذلك؛ فهو يقوم بصغار المور وكبارها؛ فلم ينعه قيامه بأمر الدين ،وحرصه على
نشره ،وقيادته للمة ،وتقدمه ف ساحات الوغى_ ل ينعه ذلك كله من ملطفة ذلك الطفل
)(4
الصغي الذي مات طائره ،وقولِه له":يا أبا عمي ما فعل النغي!"
ول يكن أحد يلهيه عن أحد *** كأنه والد والناس أطفال
فإذا لزم الرء هذه الطريقة؛ فلم َيخِفّ عند السراء ،ول يتضعضع حال الضراء _ فأحرِ به أن
يعلو قدره ،ويتناهى سؤدده ،وأن تنال المة من خيه.
تذكر كتب السي الت تناولت سية عمر بن عبدالعزيز -رضي ال عنه -أنه لا َدفَ َن وَلدَه
عبداللك _ وهو أبر أولده ،وأكثرهم دينا وعقلً _ مرّ بقوم يرمون؛ فلما رأوه أمسكوا،
فقال :ارموا ،ووقف ،فرمى أحدُ الراميي فأخرج _ يعن أبعد عن الدف _ فقال له عمر:
أخرجت فقصّر ،وقال للخر :ارمِ ،فرمى فقصّر _ أي ل يبلغ الدف _ فقال له عمر:
قصّرت فبلّغ.
فقال له مسلمة بن عبداللك :يا أمي الؤمني! أَتْفِرغ قلبك إل ما تفرغت له ،وإنا نفضت
يدك الن من تراب قب ابنك ،ول تصل إل منلك؟ فقال له عمر :يا مسلمة! إنا الزع قبل
الصيبة ،فإذا وقعت الصيبة فالْهُ عما نزل بك" )(5فالخذ بذه السية_أعن العتدال حال
نزول الفت_ ينفع كثيا ،ويدفع ال به شرا مستطيا؛ لن الناس حال الفت يوجون،
ويضطربون ،وربا غاب عنهم كثي من العلم؛ فلذلك يتاجون_وخصوصا من كان عالا ،أو
رأسا مطاعا_ إل لزوم السكينة ،والعتدال؛ حت يُثَبّتوا الناس ،ويعيدو الطمأنينة إل النفوس،
ول تقطعهم تلك النوازل عما هم بصدده من عمل.
قال شيخ السلم ابن تيمية -رحه ال ( : -ولذا لا مات النب"ونزلت بالسلمي أعظم نازلة
)(6
نزلت بم؛ حت أوهنت العقول ،وطيشت اللباب ،واضطربوا اضطراب الرشية ف الطوي
( (4أخرجه البخاري(6129و (6203ومسلم ( (2150عن أنس ابن مالك قال :كان رسول ال – صلى ال عليه
وسلم -أحسن الناس خلقاً ،وكان لي أخ يقال له أبو عمير ،قال :أحسبه فطيمٌ ،وكان إذا جاء قال " :يا أبا عمير ما
فعل النغير" نغرٌ كان يلعب به .وهذا لفظ البخاري.
( (5الجامع لسيرة عمر بن عبدالعزيز لعمر بن محمد الخضر المعروف بالملء ،تحقيق د .محمد البورنو(
.(2/236
( (6جمع رشاء وهو الحبل ،والطوي :البئر المطوية بالحجارة.
البعيدة القعر؛ فهذا ينكر موته ،وهذا قد أقعد ،وهذا قد دهش فل يعرف من ير عليه ،ومن
يسلم عليه ،وهؤلء يضجون بالبكاء ،وقد وقعوا ف نسخة القيامة ،وكأنا قيامة صغرى
مأخوذة من القيامة الكبى ،وأكثر البوادي قد ارتدوا عن الدين ،وذلت كماته؛ فقام الصديق
-رضي ال عنه -بقلب ثابت ،وفؤاد شجاع فلم يزع ،ول ينكل قد جُمع له بي الصب
واليقي فأخبهم بوت النب"وأن ال اختار له ما عنده ،وقال لم( :من كان يعبد ممدا فإن
ممدا قد مات ،ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل يوت" ،وَمَا ُمحَ ّمدٌ ِإ ّل رَسُو ٌل َقدْ خََلتْ
مِ ْن قَبْلِهِ الرّ ُسلُ َأفَإِنْ مَاتَ َأوْ قُتِلَ انْقَلَبُْتمْ َعلَى َأعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَِلبْ َعلَى عَقِبَيْ ِه فََلنْ َيضُرّ اللّهَ
شَيْئا وَسََيجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ" [آل عمران.]144:
فكأن الناس ل يسمعوا هذه الية حت تلها الصديق فل تد أحدا إل وهو يتلوها ،ث خطبهم
فثبتهم وشجعهم.
قال أنس -رضي ال عنه" :خطبنا أبو بكر -رضي ال عنه -وكنا كالثعالب فما زال يشجعنا
حت صرنا كالسود".
وأخذ ف تهيز أسامة مع إشارتم عليه ،وأخذ ف قتال الرتدين مع إشارتم عليه بالتمهل
والتربص ،وأخذ يقاتل حت مانعي الزكاة فهو مع الصحابة يعلمهم إذا جهلوا ،ويقويهم إذا
ضعفوا ،ويثهم إذا فتروا؛ فقوى ال به علمهم ودينهم وقوتم؛ حت كان عمر_مع كمال
قوته وشجاعته_ يقول له :يا خليفة رسول ال تألف الناس ،فيقول :علم أتألفهم؟ أعلى دينٍ
مفترى؟ أم على شعرٍ مفتعل؟ وهذا باب واسع يطول وصفه" .)(7
)(14
وكان يقال" :من لنت كلمته وجبت مبته"
وخلصة القول أن الرفق هو الصل ،وهو الجدى ،والنفع ،وأن الشدة ل تصلح من كل
أحد ،ول تليق مع كل أحد ،فقد تلئم إذا صدرت من ذي قدر كبي ف سن ،أو علم وكانت
ف حدود الكمة ،واللباقة ،واللياقة.
أما إذا صدرت من ليس له قدر ف سن ،أو علم ،أو كانت ف غي موضعها ،وتوجهت إل
ذي قدر أو جاه_فإنا _أعن الشدة_ تضر أكثر ما تنفع ،وتفسد أكثر من أن تصلح.
وقال آخر:
اقرن برأيك رأي غيك واستشر *** فالق ل يفى على الثني
والرء مرآةٌ تريه وجهه *** ويرى قفاه بمع مرآتي
وقال آخر:
الرأي كالليل مسودا جوانبه *** والليل ل ينجلي إل بإصباح
فاضمم مصابيحَ آراءِ الرجال إل *** مصباح ضوئك تزددْ ضو َء مصباح
وإذا كان العال النحرير ،والكيم الداهية ،والقائد الصيف ل يستغنون عن الشورى_فكيف
بن دونم،بل كيف بن كان شابا ف مقتبل عمره ،ول تصلب بعد قناته ،ول ُتحَنّكْهُ
التجارب؟!.
خامس عشر :التثبت ما يقال ،والنظر ف جدوى نشره ،والرص على رد المور إل أهلها:
الرفقُ أينُ شيءٍ أنت تَتْبَعُه *** والُرق أشأمُ شيء يُ ْقدِم الرّجُل
)(25
ب الرفقَ ل يستحقبِ الزلل وذو التثبت من حد إل ظَفَ ٍر ***من يرك ِ
وزِن الكلم إذا نطقت فإنا *** يبدي عيوب ذوي العقول النطقُ
قال أحد الكماء" :إن لبتداء الكلم فتنةً تروق وجدّ ًة تعجب؛ فإذا سكنت القرية ،وعدل
)(26
التأمل ،وصفت النفس_ فليعدِ النظر ،وليكن فرحُه بإحسانه مساويا لغمّه بإساءته".
وقال ابن حبان – رحه ال " :-الرافق ل يكاد ُيسْبَق كما أن ال َعجِل ل يكاد يَ ْلحَق ،وكما أن
من سكت ل يكاد يندم كذلك من نطق ل يكاد يسلم.
وال َعجِل يقول قبل أن يعلم ،وييب قبل أن يفهم ،وَيحْمد قبل أن ُيجَرّب ،وَيذّم بعد ما يمد،
ويعزم قبل أن يفكر ،ويضي قبل أن يعزم.
)(27
وال َعجِل تصحبه الندامة ،وتعتزله السلمة ،وكانت العرب تُكَنّي العجلةَ أ ّم الندامات".
وذكر بسنده عن عمر بن حبيب قال" :كان يقال :ل يوجد العجول ممودا ،ول الغضوب
مسرورا ،ول الر حريصا ،ول الكري حسودا ،ول الشّرِه غنيا ،ول اللول ذا إخوان".)(28 .
( (32مجلة الرسالة عدد 562إبريل ،1944وانظر جمهرة مقالت محمود شاكر 1/258إعداد د .عادل سليمان
جمال.
( (33البخاري (.(6830
قال أمي الؤمني علي بن أب طالب -رضي ال عنه" : -حدثوا الناس با يعرفون؛ أتريدون أن
)(34
يكذب ال ورسوله؟!"
وقال ابن مسعود -رضي ال عنه " :-ما أنت بحدث قوما حديثا ل تبلغه عقولم إل كان
)(35
لبعضهم فتنة"
وقال:
وكل شجاعة ف الرء تغن *** ول مثل الشجاعة ف الكيم .)(40
وبالملة فالشجاع ليس بالتهور الطائش الذي ل ياف ما ينبغي أن ياف منه ،ول هو
بالبان الرعديد الذي يَفْرَقُ من ظله ،وياف ما ل ياف منه.
وما يدخل ف ذلك البعد عن مالس النا والزور ،ومالس الدال بالباطل ،ومالس الوقيعة ف
عباد ال خصوصا أهل العلم والفضل خصوصا ف أوقات الفت الت يكثر فيها القيل والقال؛
فالبعد عن الفت سبيل للنجاة منها إل من كان لديه علم يزمّه ،وإيان يردعه ،وكان يأنس من
نفسه نفع الناس ،وتبصيهم ،وكشف الشبه ،وبيانَ الق؛ فأول لثل هذا أل ينوي ف قعر
بيته ،ويدع الناس يتخبطون ف دياجي الظّلم.
سئل شيخ السلم ابن تيمـية – رحه ال تعال " :-هل الفضل للسالك :العزلة أو
اللطة؟".
فأجاب بقوله" :فهذه السألة ـ وإن كان الناس يتنازعون فيها إما نزاعا كليا وإما حاليا _
فحقيقة المر أن اللطة تارة تكون واجبة ،أو مستحبة ،والشخص الواحد قد يكون مأمورا
بالخالطة تارة ،وبالنفراد تارة.
وجاع ذلك أن الخالطة إن كان فيها تعاون على الب والتقوى فهي مأمور با ،وإن كان فيها
تعاون على الث والعدوان فهي منهيّ عنها".
إل أن قال" :فاختيار الخالطة مطلقا خطأ ،واختيار النفراد مطلقا خطأ".
الادي والعشرون :ترسيخ الفهم الصحيح لليان بالقدر والتوكل على ال _عز وجل_:
فاليان بالقدر يمل على التسليم ل ،والرضا بكمه ،والقيام بالسباب الشروعة ،ل على
القعود ،والخلد إل الرض؛ فهناك من يترك الخذ بالسباب ،بجة أنه متوكل على ال،
مؤمن بقضائه وقدره ،وأنه ل يقع ف ملكه شيء إل بشيئته.
وذلك كحال بعض الذين يرون أن ترك الخذ بالسباب أعلى مقامات التوكل.
( (53مجموع الفتاوى .426_10/425
فهذا المر ما عمت به البلوى ،واشتدت به الحنة ،سواء على مستوى الفراد ،أو على
مستوى المة.
فأمة السلم مرت بأزمات كثية ،وفترات عسية ،وكانت ترج منها بالتفكي الستني،
والنظرة الثاقبة ،والتصور الصحيح ،فتبحث ف السباب والسببات ،وتنظر ف العواقب
والقدمات ،ث بعد ذلك تأخذ بالسباب ،وتلج البيوت من البواب ،فتجتاز _ بأمر ال _
تلك الزمات ،وترج من تلك النكبات ،فتعود لا عزتا ،ويرجع لا سالف مدها.
هكذا كانت أمة السلم ف عصورها الزاهية.
أما ف هذه العصور التأخرة الت غشت فيها غواشي الهل ،وعصفت فيها أعاصي اللاد
والتغريب ،وشاعت فيها البدع والضللت _ فقد اختلط هذا المر على كثي من السلمي؛
فجعلوا من اليان بالقضاء والقدر تكأةً للخلد إل الرض ،ومسوغا لترك الزم والد
والتفكي ف معال المور ،وسبل العزة والفلح ،فآثروا ركوب السهل الوطيء الوبء على
ركوب الصعب الشق الريء.
فكان الخرج لم أن يتكل الرء على القدر ،وأن ال هو الفعّال لا يريد ،وأن ما شاءه كان،
وما ل يشأه ل يكن؛ فلتمضِ إرادتُه ،ولتكن مشيئته ،وليجرِ قضاؤه وقدره ،فل حول لنا ول
طول ،ول يدَ لنا ف ذلك كله.
هكذا بكل يسر وسهولة ،استسلم للقدار دون منازعة لا ف فعل السباب الشروعة
والباحة؛ فل أمر بالعروف ،ول ني عن النكر ،ول حرص على نشر العلم ورفع الهل ،ول
ماربة للفكار الدامة والبادئ الضللة ،كل ذلك بجة أن ال شاء ذلك!
والقيقة أن هذه مصيبة كبى ،وضللة عظمى ،أدت بالمة إل هوة سحيقة من التخلف
والنطاط ،وسبَبّت لا تسلط العداء ،وجرّت عليها ويلت إثر ويلت.
وإل فالخذ بالسباب ل يناف اليان بالقدر ،بل إنه من تامه؛ فال _ عز وجل _ أراد بنا
أشياء ،وأراد منا أشياء ،فما أراده بنا طواه عنا ،وما أراده منا أمرنا بالقيام به ،فقد أراد منا
حل الدعوة إل الكفار وإن كان يعلم أنم لن يؤمنوا ،وأراد منا أن نكون أمة واحدة وإن
كان يعلم أننا سنتفرق ونتلف ،وأراد منا أن نكون أشداء على الكفار رحاء بيننا ،وإن كان
يعلم أن بأسنا سيكون بيننا شديدا وهكذا...
فاللط بي ما أريد بنا ،وما أريد منا ،وبي المر الكون القدري ،والشرعي الدين هو الذي
يُلبِس المر ،ويوقع ف الحذور.
ث ل ريب أن ال _ عز وجل _ هو الفعال لا يريد ،الالق لكل شيء ،الذي بيده ملكوت
كل شيء ،الذي له مقاليد السموات والرض.
ولكنه _ تبارك وتعال _ جعل لذا الكون نواميس يسي عليها؛ وقواني ينتظم با ،وإن كان
هو _ عز وجل _ قادرا على خرق هذه النواميس وتلك القواني ،وإن كان _ أيضا _ ل
يرقها لكل أحد.
فاليان بأن ال قادر على نصر الؤمني على الكافرين _ ل يعن أنه سينصر الؤمني وهم
قاعدون عن الخذ بالسباب؛ لن النصر بدون الخذ بالسباب مستحيل ،وقدرة ال ل
تتعلق بالستحيل ،ولنه منافٍ لكم ِة ال ،وقُ ْدرَتُه_عز وجل_ متعلقةٌ بكمته.
فكون ال قادرا على الشيء ،ل يعن أن الفرد أو الماعة أو المة قادرةٌ عليه؛ فقدرة ال صفة
خاصة به ،وقدرة العبد صفة خاصة به ،فاللط بي قدرة ال واليان با ،وقدرة العبد وقيامه
با أمره ال به_ هو الذي يمل على القعود ،وهو الذي يدر المم والشعوب .)(54
وهذا ما لحظه وألح إليه أحد الستشرقي اللان وهو باول شتز ،فقال وهو يؤرخ لال
السلمي ف عصورهم التأخرة( :طبيعة السلم التسليم لرادة ال ،والرضا بقضائه وقدره،
والضوع بكل ما يلك للواحد القهار ،وكان لذه الطاعة أثران متلفان؛ ففي العصر
السلمي الول لعبت دورا كبيا ف الروب ،وحققت نصرا متواصلً؛ لنا دفعت ف
الندي روح الفداء ،وف العصور التأخرة كانت سببا ف المود الذي خيم على العال
السلمي ،فقذف به إل الندار ،وعزله وطواه عن تيار الحداث العالية) .)(55
فيا دارها بالزن إن مزارها *** قريب ولكن دون ذلك أهوال
فمن العسي أن تتفق آراء الناس ،واجتهاداتم ،ومن التعذر أن يكونوا جيعا على سنة واحدة
ف كل شيء ،ومن الحال أن يُ ْعصَم الناس فل يطئوا.
ث ليكن لنا ف سلفنا الكرام قدوة؛ فهم خي الناس ف حال الوفاق وحال اللف؛ حيث
كانوا مثالً يتذى ف الرحة ،والعدل ،والنصاف حت ف حال الفتنة والقتال.
روي أنه أُنشد ف ملس أمي الؤمني علي بن أب طالب –رضي ال عنه -قول الشاعر:
فـتً كان يدنيه الغن من صديقـه *** إذا مـا هـو استغن ويبعده الفقر
كـأن الـثريا عـلقـت ببينه *** وف خده الشّعرى وف الخر البدر
فلما سعها علي – رضي ال عنه -قال :هذا طلحة بن عبيد ال ،وكان السيف يومئذٍ ليلتئد
مردا بينهما.
فانظر إل عظمة النصاف ،وروح الودة ،وشرف الصومة.
ول ريب أن هذه العان تتاج إل مراوضة النفس كثيا ،وإل تذكيها بأدب النصاف،
وإنذارها ما يترتب على العناد والتعصب من الث والفساد.
وإذا استقبلنا اللف والردود بتلك الروح السامية ،والنفس الطمئنة صارت رحةً ،وإصلحا،
وتقويا ،وارتقاءً بالعقول ،وتزكية للنفوس.
وبذا نفظ لرجالنا ،وأهل العلم منا مكانتهم ف القلوب ،ونضمن _بإذن ال_ لمتنا تاسكها
وصلبة عودها ،ونوصد الباب أمام من يسعى لتفريقها واليضاع خللا .
والعجيب أن ترى أن اثني من أهل العلم قد يكون بينهما خلف حول مسألة أو مسائل،
وتد أتباعهما يتعادون ،ويتمارون ،وكل فريق يتعصب لصاحبه مع أن صاحب الشأن بينهما
من الود ،والصلة ،والرحة الشيء الكثي!.
وأخيا لنستحضر أن ذلك امتحان لعقولنا وأدياننا؛ فلنحسن القول ،ولنحسن العمل،
ولنجانب الوى.
الرابع والعشرون :إشاعة روح التعاون على الب والتقوى والرص على الفادة من كل
أحد:
فهذا ما ينمي روح الودة ،ويقضي على الكسل والبطالة؛ فإن من النعم الكبى كثرةَ طرق
الي ،وتعّددَ السبل الوصلة إل الب؛ فل يسوغ _والالة هذه_ أن يُقَلّل من أي عمل من
أعمال الي؛ فالسلم باجة إل ما يقربه إل ربه ،والمة باجة إل كل عمل من شأنه رفعُ
راية السلم ،وإعزازُ أهله.
وإذا شاعت روح التعاون بي أفراد المة ف شت اليادين_أمكن الفادة من كل شخص مهما
قلت مواهبه ،ومن كل فرصة ووسيلة ما دامت جارية على مقتضى الشرع.
أما إذا اقتصر كل واحد منا على باب من أبواب الي ،ورأى أنه هو السبيل الوحيد للنهوض
بالمة ،وقبض يده عن التعاون مع غيه من فتح عليهم أبواب أخرى من الي_فإننا سنحرم
خيا كثيا ،وستُفْتَح علينا أبواب من الشر ل يعلمها إل ال _عز وجل_.
قال شيخ السلم ابن تيمية – رحه ال -ف معرض كلم له ف بيان أن أفضل العمال
يتنوع بسب أجناس العبادة ،وباختلف الزمنة ،والمكنة ،والشخاص ،والحوال ،قال:
"وهذا باب واسع يغلو فيه كثي من الناس ،ويتّبعون أهواءهم؛ فإن من الناس من يرى أن
العمل إذا كان أفضل ف حقه لناسبته له ،ولكونه أنفع لقلبه ،وأطوع لربه _ يريد أن يعله
أفضل لميع الناس ،ويأمرهم بثل ذلك.
وال بعث ممدا بالكتاب والكمة ،وجعله رحة للعباد ،وهديا لم يأمر كل إنسان با هو
أصلح له؛ فعلى السلم أن يكون ناصحا للمسلمي ،يقصد لكل إنسان ما هو أصلح.
وبذا تبي لك أن من الناس من يكون تطوعه بالعلم أفضل له ،ومنهم من يكون تطوعه
بالهاد أفضل له ،ومنهم من يكـون تطوعه بالعـبادات البدنية _ كالصلة والصيام _
أفضل له.
والفضل مطلقا ما كان أشبه بال النب -صلى ال عليه وسلم -باطنا وظاهرا؛ فإن خي
الكلم كلم ال ،وخي الدي هدي ممد -صلى ال عليه وسلم . -
)(62
وال _ سبحانه وتعال _ أعلم-
وبناءً على ما مضى فإنه ل غضاضة على من فتح عليه ف باب من أبواب الي دون أن يفتح
عليه ف غيه؛ ول على من فتح عليه من أبواب الي دون أن يفتح على غيه فيه؛ فكل ميسر
لا خلق له ،وقد علم كل أناس مشربم؛ فل غرو_ إذا _ أن تتنوع العمال ما دامت على
مقتضى الشرع؛ فهذا يُ ِكبّ على العلم والبحث والتأليف ،وذاك يقوم بتعليم الناس عب
الدروس ،وهذا يسد ثغرة الهاد ،وذاك يقوم بشعية المر بالعروف والنهي عن النكر ،وهذا
يقوم على رعاية الرامل واليتام ،ويتعاون مع جعيات الب العنية بذا الشأن ،وذاك يقوم
بتربية الشباب ف ماضن التربية والتعليم ،وهذا يقوم بتعليم الناس كتاب ال ،وتفيظهم إياه،
وذاك يعن بشؤون الرأة ،وما ياك حولا ،وهذا يهتم بعمارة الساجد ،ودللة الحسني على
ذلك ،وذاك يسعى ف تنظيم الدروس والحاضرات والدورات العلمية ،وتسهيل مهام أهل
العلم ف ذلك الشأن ،وهذا يعن بالاليات الت تفد إل بلد السلمي يعلمهم أمور دينهم إن
كانوا مسلمي ،ويدعوهم إل السلم إن كانوا غي مسلمي ،وهذا مفتوح عليه ف باب
الشبكة العالية _النترنت_ حيث ينشر الي من خللا ،ويصد الشر عن السلمي ،وذاك قد
فتح عليه ف العلم ونشر الي عب وسائله التنوعة ،وهذا يعن بالسلمي ف بقاع الرض؛
حيث يسعى ف تعليمهم ،وبيان قضاياهم ،ويرص على رفع الظلم عنهم ،وهذا يسعى سعيه
ف الصلح بي الناس ،وذاك يقوم بشؤون الوتى من تغسيلهم ،ودفنهم ونو ذلك ،وهذا