You are on page 1of 778

‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫كتاب ف الديث عن الفت وأخبار آخر الزمان ما أخب به رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وذكر‬
‫أشراط الساعة والمور العظام الت تكون قبل يوم القيامة ما يب اليان به لخبار الصادق الصدوق‬
‫عنها الذي ل ينطق عن الوى إن هوى إل وحي يوحى ‪ .‬وقد احتوى الكتاب على أشراط الساعة‬
‫الصغرى والكبى وذلك ف الزء الول والخبار بوادث يوم القيامة أيضا وذلك ف الزء الثان من‬
‫الكتاب‬

‫و صلى ال على سيدنا م مد وآله و صحبه و سلم وب عد فهذا كتاب الف ت والل حم ف آ خر الزمان م ا‬

‫أخب به رسول ال صلى ال عليه وسلم وذكر أشراط الساعة والمور العظام الت تكون قبل يوم القيامة‬

‫ما يب الِيان به لِخبار الصادق الصدوق عنها الذي ل ينطق عن الوى إن هو إل وحي يوحى‪.‬‬

‫َرحْ َمةَ ال َع ّز وَ َج ّل بِأ ّمةِ مُح ّمدٍ‬

‫ل ُة وَالسّلَم‬
‫عَلَ ْيهِ الصّ َ‬

‫‪1‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبو داود‪ ،‬حدثنا عثمان بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا كثي بن هشام‪ ،‬حدثنا السعودي عن سعيد بن أب‬

‫بردة عن أب موسى الشعري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أمّت هذه أمّة مَرْحُومةٌ ليس‬

‫عليها عذابٌ ف الخرة عذاُبهَا ف الدنيا الْ ِفتَنً والزلز ُل والقتل"‪.‬‬

‫وقد ذكرنا فيما تقدم إخباره صلى ال عليه وسلم عن الغيوب الاضية وبسطناه ف بدء اللق وقصص‬

‫النبياء وأيام الناس إل زمانه وأتبعنا ذلك بذكر سيته عليه الصلة والسلم وأيامه وذكرنا شائله ودلئل‬

‫نبوته وأردفناها با أخب به عن الغيوب الت وقعت بعده صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وقد طابق ذلك إخباره‬

‫كما شوهد ذلك عيانا قبل زماننا هذا‪ ،‬وقد أوردنا جلة ف آخر كتاب دلئل النبوة من سيته صلى ال‬

‫عل يه و سلم وذكر نا ع ند كل زمان ما ورد ف يه من الد يث الاص به ع ند ذكر نا حوادث ووفيات‬

‫العيان كمصا بسصطنا فص كصل سصنة مصا حدث للخلفاء والوزراء والمراء والفقهاء والصصلحاء والشعراء‬

‫والتجار والدباء والتكلم ي ذوي الراء وغي هم من النبلء‪ ،‬ولو أعد نا ذ كر الحاد يث التقد مة هاه نا‬

‫مبسوطا لطال ذلك‪ ،‬ولكن نشي إل ذلك إشارة لطيفة ث نعود إل ما قصدنا إليه هاهنا وبال الستعان‪.‬‬

‫بعض ما أخَب َر ال ّرسُولُ عَلَ ْي ِه السّلَم ِبأَّنهُ سَيَقَع‬

‫‪2‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إشارة نبوية إل أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه سيلي أمر المة بعد الرسول عليه السلم‪:‬‬

‫فمن ذلك قوله صلى ال عليه و سلم لتلك الرأة الت قال لا ارجعي فقالت أ َرَأيْ تَ إن ل أَجد كَ كأنا‬

‫ُتعَرّضُ بالوت فقال‪" :‬إِنْ لَمْ تدِين فآت أبا بكرٍ" رواه البخاري فكان القائم بعده بالمر أبو بكر‪ ،‬وقوله‬

‫صلى ال عليه وسلم حي أَراد أَن يكتب للصديق كتابا باللفة فتركه لعلمه أَن أَصحابه ل يعدلون عنه‬

‫لعلم هم ب سابقته وفضله ر ضي ال ع نه فقال‪" :‬يأ ب ال والؤمنون إل أ با ب كر" فو قع كذلك و هو ف‬

‫ال صحيح أيضَا‪ ،‬وقوله‪" :‬باللذ ين من بعدي أ ب ب كر وع مر" رواه أح د وا بن ما جة والترمذي وح سنه‬

‫وصححه ابن اليمان‪ ،‬وقد روي من طريق ابن مسعود وابن عمر وأب الدرداء‪ ،‬وقد بسطنا القول ف هذا‬

‫ف فضائل الصحيحي والقصود‪ :‬أنه وقع المر كذلك ولّي أبو بكر الصديق بعد رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم اللفة ث وليها بعده عمر بن الطاب كما أخب صلى ال عليه وسلم سواء بسواء‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن السلمي يفتتحون مصر‪:‬‬

‫وروى مالك والليث عن الزهري‪ ،‬عن ابن كعب بن مالك‪ ،‬عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬إِذَا ا ْفتَتَحْتمُ مِصْرَ فاستوْصوا بال ِقبْط" وف رواية‪" :‬فَاستَوصُوا ِبَأهْلِها َخيْرا فَِإنّ لم ذمة وَ َرحِما"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد افتتحها عمرو بن العاص ف سنة عشرين أيام عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ،‬وف صحيح مسلم‬

‫ط فاستَوصوا‬
‫عن أب ذر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إنكم َستَفتَحُونَ أرضا يذْكَر فيها القيا ُ‬

‫بأهلها خيا فإن لم ذم ًة ورحا"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن دولت فارس والروم ستذهبان إل غي عودة‪:‬‬

‫وقال صلى ال عليه وسلم فيما ثبت عنه ف الصحيحي‪" :‬إِذا هَلك َقيْصر فل َقيْصَرَ بعده وإذا هلك‬
‫كِسْرَى فل كسرى بعده والذي نفسي بيده ِلُتْنفِقُ ّن كنوزَها ف سبيل اللّه"‪.‬‬
‫وقد وقع ذلك كما أخب سواء بسواء‪ ،‬فإنه ف زمن أب بكر وعمر وعثمان انزاحت يد قيصر ذلك‬

‫الوقت واسه هرقل عن بلد الشام والزيرة وثبت ملكه مقصورا على بلد الروم فقط والعرب إنا كانوا‬

‫يسمون قيصر لن ملك الروم مع الشام والزيرة‪ ،‬وف هذا الديث بشارة عظيمة لهل الشام وهي أن‬

‫يد ملك الروم ل تعود إلي ها أ بد البد ين ود هر الداهر ين إل يوم الد ين‪ ،‬و سنورد هذا الد يث قريبا إن‬

‫شاء ال بإسناده ومتنه‪ ،‬وأما كسرى فإنه سلب عامة ملكه ف زمن عمر ث استأصل ما ف يده ف خلفة‬

‫عثمان‪ ،‬وقيل ف سنة اثنتي وثلثي ول المد والنة‪ ،‬وقد بسطنا ذلك مطو ًل فيما سلف وقد دعا عليه‬

‫‪4‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حي بلغه أنه مزق كتاب رسول ال صلى ال عليه بأن يزق ملكه كل‬

‫مزق فوقع المر كذلك‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن عمر رضي اللّه عنه سيقتل‪:‬‬

‫وثبت ف الصحيحي من حديث العمش وجامع بن راشد عن شفيق بن سلمة عن حذيفة قال‪ :‬كنا‬

‫جلوسا عند عمر فقال‪ :‬أيكم يفظ حديث رسول ال صلى ال عليه ف الفتنة? قلت‪ :‬أنا‪ .‬قال‪ :‬هات‬

‫إنك لريء‪ ،‬فقلت ذكر فتنة الرجل ف أهله وماله ونفسه وولده وجاره تكفرها الصلة والصدقة والمر‬

‫بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬فقال‪ :‬ليس هذا أعن إنا أعن الت توج موج البحر فقلت يا أمي الؤمني‬

‫إن بينك وبينها بابا مغلقا فقال‪َ " :‬ويْحَك أيفتح الباب أ مْ يكسر? فقلت بل يكسر قال إذا ل يغل قُ أبدا‬

‫قلت أجَلْ فقلنا لذيفة َفكَانّ عم َر يعلم مِ َن الباب?"‪.‬‬

‫قال‪ :‬نعم إن حدثته حديثا ليس بالغاليط فقال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا السروق فسأله‬

‫‪5‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فقال عمر هكذا وقع المر سواء بعدما قتل ف سنة ثلث وعشرين وقعت الفت بي الناس وكان قتله‬

‫سبب انتشارها بينهم‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل ما سيصيب عثمان بن عفان رضي اللّه عنه من الحنة‪:‬‬

‫وأخب صلى ال عليه وسلم عن عثمان بن عفان أنه من أهل النة على بلوى تصيبه‪ ،‬فوقع المر كذلك‬

‫حصر ف الدار كما بسط ذلك ف موضعه وقتل صابرا متسبا شهيدا رضي ال عنه‪ ،‬وقد ذكرنا عند‬

‫مقتله ما ورد من الحاد يث ف النذار لذلك والِعلم به ق بل كو نه فو قع ط بق ذلك سواء ب سواء‪،‬‬

‫وذكرنا ف يومي المل وصفي ما ورد من الحاديث بكون ذلك وما وقع فيهما من الفتنة والخبار‬

‫وال الستعان‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن عمار بن ياسر رضي اللّه عنه سيقتل‬

‫‪6‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وكذلك الِخبار بقتل عمار‪ ،‬وأما ذكر الوارج الذين قتلهم علي بن أب طالب رضي ال عنه ومقتهم‬

‫وبعث ذي الندبة منهم‪ ،‬فالحاديث الواردة ف ذلك كثية جدا وقد حررنا ذلك فيما سلف ول المد‬

‫والنة وقد ذكرنا عن مقتل علي الديث الذكور الوارد ف ذلك بطرقه وألفاظه‪.‬‬

‫تديد الرسول مدة اللفة من بعده بثلثي سنة وإشارته إل أنا ستتحول بعد ذلك إل ملك‬

‫عضوض‪:‬‬

‫وتقدم الديث الذي رواه أحد وأبو داود والنسائي والترمذي وحسنه من طريق سعيد بن جهمان عن‬

‫سصفينة أن رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم قال‪" :‬اللفصة بعدي ثلثون سصنة ثص تكون ملكا‪.‬‬

‫وقد اشتملت هذه الثلثون سنة على خلفة أب بكر الصديق‪ ،‬وعمر الفاروق وعثمان الشهيد‪ ،‬وعلي بن‬

‫أ ب طالب الشه يد أيضا‪ ،‬وكان ختام ها وتام ها ب ستة أش هر ولي ها ال سن بن علي ب عد أب يه‪ ،‬وع ند تام‬

‫الثلثي نزل عن المر لعاوية بن أب سفيان سنة أربعي وأصفقت البيعة لعاوية بن أب سفيان وسي ذلك‬

‫عام الماعة وقد بسطنا ذلك فيما تقدم‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن اللّه سيصلح بالسن رضي اللّه عنه بي فئتي عظيمتي من السلمي‬

‫‪7‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى البخاري عن أ ب بكرة ر ضي ال ع نه أ نه سع ر سول ال صلى ال يقول وال سن بن علي إل‬

‫جانبه على النب‪" :‬ابن هذا سيد وسيصلح ال به بي فئتي عظيمتي من السلمي" وهكذا وقع سواء‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن أم حرام بنت ملحان رضي اللّه عنها ستموت ف غزوة برية‬

‫وثبت ف الصحيحي عن أم حرام بنت ملحان أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر أن غزواته ف‬

‫البحر تكون فرقتي وتكون أم حرام مع الولي‪ ،‬وقد كان ذلك ف سنة سبع وعشرين مع معاوية حي‬

‫استأذن عثمان ف غزو قبص فأذن له فركب بالسلمي ف الراكب حت دخلها وفتحها قسرا‪ ،‬وتوفيت‬

‫أم حرام ف هذه الغزوة ف البحر وقد كانت مع زوجة معاوية فأخته بنت قرظة‪ ،‬وأما الثانية فكانت ف‬

‫سنة اثنت ي وخ سي ف أَيام ملك معاو ية و قد أمّر معاو ية اب نه يز يد على ال يش إل غزو الق سطنطينية‪،‬‬

‫وكان م عه سادات ال صحابة من هم أ بو أيوب الن صاري وخالد بن يز يد ر ضي ال ع نه فمات هنالك‬

‫وأوصى إل يزيد بن معاوية وأمره أن يدفنه تت سنابك اليل وأن يوغل به إل أقصى ما يكن أن ينتهي‬

‫به إل جهة نر العدو ففعل ذلك‪ ،‬وتفرد البخاري با رواه من طريق ثور بن يزيد بن خالد بن معدان عن‬

‫عمر بن السود العنسي عن أم حرام أنا سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬أول جيش من‬

‫‪8‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أمت يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام فقلت يا رسول ال أنا فيهم? قال‪ :‬إنك فيهم قالت‪ :‬ث قال‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم "أول ج يش من أم ت يغزون مدي نة قي صر مغفور ل م قلت أ نا من هم يا‬

‫رسول ال قال‪ :‬ل"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن اليش السلم سيصل إل الند والسند‬

‫وقال الِمام أح د‪ ،‬حدث نا ي ي بن إ سحاق‪ ،‬أ نا الباء‪ ،‬عن ال سن‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ .‬وحدث ن خليلي‬

‫الصادق رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬يكون ف هذه المة بعث إل السند والند" فإن أنا‬

‫أدركته واستشهدت فذاك وإن أنا فذكر كلمة رجعت فأنا أبو هريرة الحرر قد أعتقن من النار" ورواه‬

‫أحد أيضا عن هشيم عن سيار عن جب بن أب عبيدة عن أب هريرة قال‪ :‬وعدنا رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم غزوة الند فإن استشهدت كنت من خي الشهداء‪ ،‬وإن رجعت فأنا أبو هريرة الحرر‪ .‬ورواه‬

‫الن سائي من حد يث هشام وز يد بن أ ب أني سة عن سيار عن جابر‪ ،‬ويقال هذا خب عن أ ب هريرة‬

‫فذكروه‪ ،‬وقد غزا ال سلمون ال ند ف سنة أربع وأربع ي ف إمارة معاوية بن أ ب سفيان رضي ال عنه‬

‫فجرت هناك أمور فذكرنا ها مب سوطة‪ ،‬و قد غزا ها اللك ال كبي ال سعيد الحمود بن شنكنك ي صاحب‬

‫‪9‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بلد غز نة و ما وال ها ف حدود أربعمائة فف عل هنالك أفعالً مشهورة وأمورا مشكورة وك سر ال صنم‬

‫العظم السمى بسومنات وأخذ قلئده وسيوفه ورجع إل بلده سالا غانا‪ ،‬وقد كان نواب بن أمية‬

‫يقاتلون التراك ف أقصى بلد السند والصي‪ .‬وقهروا ملكهم القال العظم ومزقوا عساكره واستحوذوا‬

‫على أمواله وحواصله‪ ،‬وقد وردت الحاديث بذكر صفتهم ونعتهم ولنذكر شيئا من ذلك على سبيل‬

‫الياز‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن السلمي سيقاتلون الترك‬

‫قال البخاري‪ ،‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬وأخبنا أبو شعيب‪ ،‬أخبنا أبو الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعةُ حت تقاتلوا قوما نعالُهم الشعرُ وحت ُتقَاتِلوا الترك‬
‫ف النوفِ كأنّ ُوجُوهَهم الْ َمجَانّ الْمَ َطرَّقةُ وتدون خْي َر الناس أشدّهم‬
‫صغِا َر العي حْرَ الوجوه ذل َ‬
‫كراهةً لذا المرِ حت يدخ َل فيه والناسُ معادنُ خِيارُهم ف الاهلية خيارُهم ف الِسلم وليأتِيَ ّن على‬
‫أحدِكم زما ٌن لنْ يران أحبط إليهِ من أن يكونَ له مثلُ أهله وماله"‪.‬‬

‫تفرد به البخاري‪ ،‬ث قال حدثنا يي حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن هام بن منبه‪ ،‬عن أب هريرة أن‬

‫ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ل تقوم ال ساعة ح ت تقاتلوا حورا وكرمان من العا جم ح ر الوجوه‬

‫‪10‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فطس النوف كأن وجوههم الجان الطرقة نعالم الشعر"‪ ،‬وأخرجه الماعة سوى النسائي من حديث‬

‫سفيان بن عيينة‪ ،‬ورواه مسلم من حديث إساعيل بن أب خالد كلها عن قيس بن أب حازم‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة فذ كر نوه‪ .‬قال سفيان بن عيي نة و هم أ هل البارز كذا يقول سفيان‪ ،‬ول عل البارز هو سوق‬

‫الف سوق الذي ل م‪ ،‬وقال أح د‪ :‬حدث نا عفان‪ ،‬حدث نا جر ير بن حازم سعت ال سن‪ ،‬حدث نا عمرو بن‬

‫ثعلب‪ ،‬سعت رسصول ال صلى ال عل يه وسصلم يقول‪" :‬إن من أشراط السصاعة أن تقاتلوا قوما عراض‬

‫الوجوه كأن وجوههم الجان الطرقة"‪ .‬ورواه البخاري من حديث جرير بن حازم‪ ،‬والقصود أن الترك‬

‫قاتلهم الصحابة فهزموهم وغنموهم وسبوا نساءهم وأبناءهم‪ ،‬وظاهر هذا الديثَ يقتضي أن يكون هذا‬

‫من أشراط ال ساعة‪ ،‬فإن كا نت أشراط ال ساعة ل تكون إل ب ي يدي ها قريبا ف قد يكون هذا أيضا واقعا‬

‫مرة أخرى عظيمة بي السلمي وبي الترك حت يكون آخر ذلك خروج يأجوج ومأجوج كما سيأت‬

‫ذكر أمرهم‪ ،‬وإن كانت أشراط الساعة أعم من أن تكون بي يديها قريبا منها فإنا تكون ما يقع ف‬

‫الملة ولو تقدم قبلها بدهر طويل‪ ،‬إل أنه ما وقع بعد زمن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهذا هو الذي‬

‫يظ هر ب عد تأ مل الحاد يث الواردة ف هذا الباب ك ما سترى ذلك قريبا إن شاء ال تعال‪ ،‬وذكر نا ما‬

‫‪11‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورد ف مقتل السي بن علي بكربلء ف أيام يزيد بن معاوية كما سلف‪ ،‬وما ورد ف الحاديث من‬

‫ذكر خلفاء بن أمية وغلمة بن عبد الطلب‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل ما سيكون من تول بعض الصبية لمر السلمي وما سيكون ف ذلك من فساد‬

‫وإفساد‬

‫وقال أحد‪ ،‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا أبو أمية هم وابن يي بن سعيد بن العاص‪ ،‬أخبن جدي سعيد بن‬
‫عمرو بن سعيد عن أب هريرة قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬هلكة أمت على يدي‬
‫غلمة" فقال مروان وما معنا ف اللقة أحد قبل أن يلي‪ :‬شيئا فلعنة ال عليهم غلمة‪ .‬قال وأنا وال لو‬
‫شئت أن أقول بن فلن وبن فلن لفعلت‪ .‬قال‪ :‬فكنت أخرج مع أب إل بن مروان بعد ما ملكوا فإذا‬
‫هم يبايعون الصبيان ومنهم من يبايع له وهو ف حزامه‪ ،‬فقلت هل عسى أصحابكم هؤلء أن يكونوا‬
‫الذين سعت أبا هريرة‪ ،‬قال لنا عنهم إن هذه اللوك يشبه بعضها بعضا‪ .‬ورواه البخاري بنحوه عن أب‬
‫هريرة‪ ،‬والحاديث ف هذا كثية جدا وقد حررناها ف دلئل النبوة‪ ،‬وتقدّم الديث ف ذكر الكذاب‬
‫والبي من ثقيف‪ ،‬والكذاب هو الختار بن أب عبيد الذي ظهر بالكوفة أيام عبد ال بن الزبي‪ ،‬والبي هو‬
‫الجاج بن يوسف الثقفي الذي قتل عبد ال بن الزبي كما تقدّم‪ ،‬وتقدم حديث الرايات السود الت جاء‬
‫با بنو العباس حي استلبوا اللك من أيدي بن أمية وذلك ف سنة اثنتي وثلثائة حيث انتقلت اللفة‬
‫من مروان بن ممد بن مروان بن الكم بن أب العاص‪ ،‬ويعرف بروان المار ومروان العدي لتعلمه‬
‫على العد بن درهم العتزل‪ ،‬وكان آخر خلفاء بن أمية وصارت للسفاح الصرح بذكره ف حديث‬
‫رواه أحد بن حنبل ف مسنده‪ ،‬وهو أبو العباس عبد ال بن ممد بن علي بن عبد ال بن العباس بن عبد‬
‫الطلب أول خفاء بن العباس كما تقدم ذلك‪ ،‬وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا جرير بن حازم‪ ،‬عن‬

‫‪12‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ليث‪ ،‬عن عبد الرحن بن سابط‪ ،‬عن أب ثعلبة الشن‪ ،‬عن أب عبيدة بن الراح ومعاذ بن جبل‪ ،‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ال بدأ هذا المر نبوة ورحة وسيكون خلفة ورحة وسيكون‬
‫عزا وحرمة وسيكون ملكا عضوضا وفسادا ف المة يستحلون به الفروج والمور والرير وينصرون‬

‫على ذلك ويرزقون أبدا ح ت يلقوا ال عز و جل"‪ .‬وروى البيه قي من حد يث ع بد ال بن الارث بن‬

‫ممد بن حاطب المحي‪ ،‬عن سهل بن أب صال عن أبيه عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليصه وسصلم‪" :‬يكون بعصد النصبياء خلفاء يعملون بكتاب ال ويعدلون فص عباد ال‪ ،‬ثص يكون مصن بعصد‬

‫اللفاء ملوك يأخذون بالثأر ويقتلون الرجال وي صطفون الموال فمغ ي بيده ومغ ي بل سانه ومغ ي بقل به‬

‫وليس وراء ذلك من الِيان شيء"‪ .‬وثبتَ ف صحيح البخاري من حديث شعبة عن فرات الفرار عن أب‬

‫حازم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬كانت بنو إسرائيل تسوسهم النبياء كلما‬

‫هلك نب خلفه نب وإنه ل نب بعدي وإنه سيكون خلفاء كثيون لا قالوا فما تأمرنا يا رسول ال? قال‪:‬‬

‫"فوا ببي عة الول فالول وأعطو هم حق هم فإن ال سائلهم ع ما ا سترعاهم"‪ .‬و ف صحيح م سلم من‬

‫حديث أب رافع‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما كان نب إل‬

‫‪13‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫كان له حواريون يهدون بديصه ويسصتنون بسصنته‪ .‬ثص يكون مصن بعدهصم خلوف يقولون مصا ل يفعلون‬

‫ويعملون ما ينكرون"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن اثن عشر خليفة قرشيا سيلون أمر المة السلمية‬

‫وثبت ف الصحيحي من رواية عبد اللك بن عمي‪ ،‬عن جابر بن سرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‬

‫"يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش"‪ .‬رواه أبو داود من طريق أخرى عن جابر بن سرة سعت‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ل يزال هذا الدين قائما حت يكون"‪ .‬وف رواية‪ :‬ل تزال هذه‬

‫المة مستقيما أمرها ظاهرة على عدوها حت يضي منهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش قالوا ث يكون‬

‫ماذا? قال‪ :‬ث تكون الفرج" فهؤلء البشر بم ف الديثي ليسوا الثن عشر الذين زعم فيهم الروافض‬

‫ما يزعمون من الكذب والبهتان وأن م مع صومون‪ ،‬لن أك ثر أولئك ل يل أ حد من هم شيئا من أعمال‬

‫هذه المة ف خلفة‪ ،‬بل ول ف قطر من القطار ول بلد من البلدان‪ ،‬وإنا ول منهم علي وابنه السن‬

‫بن علي رضي ال عنهما‪.‬‬

‫ليس القصود باللفاء القرشيي الثن عشر أولئك الذين تتابعوا بعد الرسول عليه السلم سردا‬

‫‪14‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ول يس الراد من هؤلء الث ن ع شر الذ ين تتاب عت وليت هم سردا إل أثناء دولة ب ن أم ية لن حد يث‬

‫سفينة‪" :‬اللفة بعدي ثلثون سنة" ينع من هذا اللك‪ ،‬وإن كان البيهقي قد رجحه وقد بثنا معه ف‬

‫كتاب دلئل النبوة ف كتابنا هذا با أغن عن إعادته ول المد‪ ،‬ولكن هؤلء الئمة الثن عشر وجد‬

‫منهم الئمة الربعة أبو بكر ث عمر ث عثمان ث علي وابنه السن بن علي أيضا‪ ،‬ومنهم عمر بن عبد‬

‫العزيز كما هو عند كثي من الئمة وجهور المة ول المد‪ ،‬وكذلك وجد منهم طائفة من بن العباس‬

‫وسيوجد بقيتهم فيما يستقبل من الزمان حت يكون منهم الهدي البشر به ف الحاديث الواردة فيه كما‬

‫سيأت بيانا وبال الستعان وعليه التكلن‪ ،‬وقد نص على هذا الذي بيناه غي واحد كما قررنا ذلك‪.‬‬

‫عدم صحة ما ورد من أن اليات بعد الائتي‪ ،‬وأن خي السلمي بعد الائتي من ل أهل له ول ولد‬

‫قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا السن بن علي اللل‪ ،‬حدثنا عون بن عمارة‪ ،‬حدثن عبد ال بن الثن بن ثامة‬

‫بن عبد ال بن أنس بن مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن أب قتادة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬اليات بعد الائتي"‪ ،‬ث أورده ابن ماجه من وجهي آخرين عن أنس عن النب صلى ال‬

‫عل يه و سلم بنحوه ول ي صح‪ ،‬ولو صح ف هو ممول على ما و قع من الفت نة ب سبب القول بلق القرآن‬

‫‪15‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫والح نة للِمام أح د بن حن بل وأ صحابه من أئ مة الد يث ك ما ب سطنا ذلك هنالك‪ ،‬وروى رواد بن‬

‫الراح وهو منكر الرواية عن سفيان الثوري عن ربعي عن حذيفة مرفوعا‪" :‬خيكم بعد الائتي خفيف‬

‫الاذ" قالوا‪ :‬وما خفيف الاذ يا رسول ال? قال‪" :‬من ل أهل له ول ولد" وهذا منكر‪.‬‬

‫خي القرون قرن الرسول عليه السلم ث الذين يلونم ث الذين يلونم ث تنتشر الفاسد‬

‫وثبت ف الصحيحي من حديث شعبة‪ ،‬عن أب حزة‪ ،‬عن زهدم بن ضرب‪ ،‬عن عمران بن‬
‫حصي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬خي أمت قرن ث الذين يلونم قال عمران فل أدري‬

‫ذكر بعد قرنه قرني أو ثلثة ث إن بعدكم قوما يشهدون ول يستشهدون ويونون ول يؤتنون وينذرون‬

‫ول يوفون ويظهر فيهم السمن" وهذا لفظ البخاري‪.‬‬

‫ذكر سنة خسمائة‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا عمرو بن عثمان‪ ،‬حدثنا أبو الغية‪ ،‬حدثن صفوان‪ ،‬عن شريح بن عبيد‪ ،‬عن سعد‬

‫بن أب وقاص‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن لرجو أن تنجو أمت عند ربا من أن يؤخرها‬

‫نصف يوم قيل لسعد وكم نصف يوم قال خسمائة سنة"‪ .‬وقد تفرد به أبو داود‪ ،‬وأخرج أحد بن حنبل‬

‫‪16‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن أ ب ثعل بة الش ن من قوله م ثل ذلك وهذا التحد يد بذه الدة ل يب قى ما يز يد علي ها إن صح ر فع‬

‫الديث‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫ل يصح عن الرسول أنه ل يكث ف الرض قبل الساعة ألف سنة ول يدد الرسول مدة معينة لقيام‬

‫الساعة‬

‫فأما ما يورده كثي من العامة من أن النب صلى ال عليه وسلم ل يؤلف تت الرض فليس له أصل‪.‬‬

‫ول ذكر ف كتب الديث العتمدة ول سعناه ف شيء من البسوطات ول شيء من الختصرات‪ ،‬ول‬

‫ت الساعة بدة مصورة وإنا ذكر شيئا من‬


‫ثبت ف حديث عن النب صلى ال عليه وسلم أنه حدد وق َ‬

‫أشراطها وأماراتا وعلماتا على ما سنذكره إن شاء ال تعال‪.‬‬

‫ذِكْر الْخَبَر الْوارد ف ُظهُور نَار ِم ْن أَرْض الْحِجَاز تُضِيء َلهَا أَعْنَاق البِل ببصرى ِم ْن أَرْض الشّام‬

‫‪17‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال البخاري‪ :‬حدث نا أ بو اليمان‪ ،‬حدث نا شع يب عن الزهري قال‪ :‬قال سعيد بن ال سيب أ خبن أ بو‬

‫هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل َتقُو ُم الساعةُ حت تر جَ نارٌ من أرض الجاز تضيءُ‬

‫ق الب َل ِببُصرى"‬
‫لا أعنا ُ‬

‫ورواه مسلم من حديث الليث عن عقيل عن ابن شهاب‪.‬‬

‫ظهور النار ف الدينة واستمرارها شهرا عام ‪ 654‬للهجرة‬

‫وقد ذكر الشيخ شهاب الدين أبو شامة‪ ،‬وكان شيخ الحدثي ف زمانه وأستاذ الؤرخي ف أوانه أنه ف‬

‫سنة أر بع وخ سي و ستمائة ف يوم الم عة خا مس جادى الخرة ظهرت نار بأرض الدي نة النبو ية ف‬

‫بعض تلك الودية طول أربعة فراسخ وعرض أربعة أميال تسيل الصخر حت يبقى مثل النك‪ ،‬ث يصي‬

‫كالفحم السود وإن ضوءها كان الناس يسيون عليه بالليل إل تيماء وأنا استمرت شهرا‪ ،‬وقد ضبط‬

‫ذلك أهل الدينة وعملوا فيها أشعارا‪ ،‬وقد ذكرناها فيما تقدم‪ .‬وأخبن قاضي القضاة صدر الدين علي‬

‫بن القاسم النفي قاضيهم بدمشق عن والده الشيخ صفي الدين مدرس النفية ببصرى أنه أخبه واحد‬

‫‪18‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫من العراب صبيحة تلك الليلة من كان باضرة بلد بصرى أنم شاهدوا أعناق الِبل ف ضوء هذه النار‬

‫الت ظهرت من أرض الجاز‪.‬‬

‫ذك ُر ِإخْبَا ِرهِ صًلّى ال ّلهُ عَلَ ْيهِ َوسًلّم بِاْلغُيُوبِ الْ ُمسَْتقْبَ َلةَ َب ْعدَ َزمَانَنَا هَذَا‬

‫قال الِمام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثنا عروة عن ثابت‪ ،‬حدثنا عليان بن أحد البكري‪،‬‬

‫حدثنا أبو زيد النصاري قال‪" :‬صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الصبح ث صعد النب‬

‫فخطبنا حت حضرت الظهر ث نزل فصلى العصر ث صعد النب فخطبنا حت غابت الشمس فحدثنا با‬

‫كان وما هو كائن فأعلمنا أحفظنا"‪ .‬وقد رواه مسلم منفردا ف كتاب الفت من صحيحه عن يعقوب‬

‫بن إبراهيم الدورقي‪ ،‬وحجاج بن الشاعر عن أب عاصم الضحاك بن ملد النبيل عن عروة عن علي عن‬

‫أب يزيد وهو عمرو بن أخطب بن رفاعة النصاري‪.‬‬

‫إشارات نبوية إل الحداث الاضية والستقبلة حت قيام الساعة‬

‫وقال البخاري ف كتاب بدء اللق من صحيحه‪ ،‬وروى عن عيسى بن موسى عنجار عن رقية عن قيس‬
‫بن مسلم عن طارق بن شهاب قال‪ ،‬سعت عمر بن الطاب يقول‪ :‬قام فينا رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪19‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلم مقاما‪.‬‬
‫سيَهُ‬
‫"فأَ ْخبَ َرنَا عَنْ بدء الْخَلْق َحتّى دَخَ َل أهْ ُل الَّن ِة َمنَازَِلهُ ْم وأهْ ُل النّا ِر َمنَازَِلهُم َحفِظَ ذَلِكَ مَنْ َحفَظَ ُه ونَ ِ‬
‫سيَه"‪.‬‬‫مَ ْن نَ ِ‬
‫هكذا ذكره البخاري تعليقا بصيغة التمريض‪ ،‬عن عيسى بن موسى عنجار‪ ،‬عن أب حزة عن رقية فال‬

‫أعلم‪ ،‬وقال أ بو داود ف أول كتاب الف ت من سننه‪ :‬حدث نا عثمان عن أ ب شي بة‪ ،‬حدث نا جر ير‪ ،‬عن‬

‫العمش عن أب وائل عن حذيفة قال‪" :‬قام فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم قائما"‪" .‬فما تَرَ َك شيئا‬

‫يكونُ ف مقَامِهِ ذلك إل قيام الساعة إل حدثه َحفِظَه من حفظه ونسيَه من نَسِيه قد عَلمَه أصحاب هؤلء‬

‫ب َعنْهُ ث إذا رَآهُ عَرَفَه"‪.‬‬


‫وإِنّ ُه ليكون الشيءُ فأذكُرة كما يذكر الرجلُ وجهَ الرجل إذا غَا َ‬

‫شهادة حذيفة بدوث بعض ما أخب به الرسول عليه السلم ل يبق من الدنيا إل اليسي‬

‫وهكذا رواه البخاري من حديث سفيان الثوري‪ ،‬ومسلم من حديث جرير كلها عن العمش به‪،‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ .‬أخبنا معمر عن علي بن زيد عن أب نصرة عن أب سعيد قال‪:‬‬

‫"صلى بِنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صل َة العصر ِذَا تَ يَوم ثّ قا مَ َفخَ َطَبنَا إل أَ نْ غَابَ تِ الشّمْ سُ‬

‫سيَهُ فكان‬
‫ك مَ ْن نَ ِ‬
‫فَلَ ْم يَدَ عْ َشيْئا مِمّا َيكُو نُ إِل يوم القيامة إِلّ َح ّدَثنَاه َحفِ ظَ ذلِ كَ مِن َحفِظَه ونَ سِيَ ذلِ َ‬

‫‪20‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ف َتعْمَلُو نَ فَاتّقُوا الدنيا‬


‫خَلفَكمْ فِيهَا َفنَاظِرٌ َكيْ َ‬
‫ما قالَ‪ :‬يا أَيها النّاس إِنّ الدنيا خض َرةٌ حُ ْل َوٌة َوإِنّ اللّ َه ا سْتَ ْ‬

‫ب َوإِنّ مَا َبقِ َي مِن الدنيا فِيما مَضى مِثل ما َبقِ يَ من‬
‫واتّقوا النّ سَاءَ إِل أَ نْ قَا َل وََقدْ َدنَ تِ الشّمْ سُ أَ ْن َتغْرُ َ‬

‫يومكم هذا فِيمَا َمضَى ِمنْه"‪.‬‬

‫علي بن زيد بن حدجان التيمي له غرائب ومنكرات‪ ،‬ولكن لذا الديث شواهد من وجوه أخر‪ ،‬وف‬

‫صحيح مسلم من طريق أب نصرة عن أب سعيد بعضه وفيه الدللة على ما هو القطوع به أن ما بقي من‬

‫الدنيا بالنسبة إل ما مضى منها شيء يسي جدا ومع هذا ل يعلم مقداره على التبيي والتحديد إل ال‬

‫عز وجل‪.‬‬

‫ل أساس للسرائيليات الت تمد ما مضى وما بقي من الدنيا‬

‫كما ل يعلم مقدار ما مضى إل ال عز وجل والذي ف كتب الِسرائيليي وأهل الكتاب من تديد ما‬

‫سلف بألوف ومئات من ال سني قد نص غ ي وا حد من العلماء على تبط هم ف يه وتغليط هم‪ ،‬و هم‬

‫صث‪" :‬ال ُدنْيَصا ُجمْعَصة مِن صْ جُمَصع الخِرَة"‪.‬‬


‫صد ورد ف ص حديص‬
‫صه وقص‬
‫جديرون بذلك حقيقيون بص‬

‫ول يصح إسناده أيضا‪ ،‬وكذا كل حديث ورد فيه تديد وقت يوم القيامة على التعيي ل يثبت إسناده‬

‫‪21‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ك ُمْنَتهَاهَا‪ِ ،‬إنّمَا‬
‫وقد قال ال تعال‪" :‬يَ سْألُونَكَ عَن ال سّا َعةِ أيّا نَ مُرْ سَاهَا‪ ،‬فِي مَ َأنْ تَ مِن ذِكْرَاهَا‪ ،‬إل ربّ َ‬

‫ص يَ ْلَبثُوا إِ ّل عَشِّيةً َأوْ ضُحَاهصصا"‪.‬‬


‫ص َيوْمصصَ يَ َر ْونَهصصا لَمص ْ‬
‫ص يَخْشَاهَصصا‪ ،‬كَأّنهُمص ْ‬
‫َأنْتصصَ مُنذِ ُر مَنص ْ‬

‫جلّيهَا ِلوَ ْقتِهَا إِلّ ُه َو َثقُلَت ف‬


‫وقال‪" :‬يَ سألُونَكَ عَن ال سّا َعةِ َأيّا َن مُرْ سَاهَا قل ِإنّمَا عِ ْل ُمهَا ِعنْدَ َربّي َل يُ َ‬

‫ت وَالَرْض ل تَأتيكُ مْ إِ ّل بَ ْغَت ًة يَ سْألُونَكَ كَأنّ كَ حَفيّ َعْنهَا قُلْ ِإنّمَا عِلْ ُمهَا ِعنْدَ اللّ هِ ولكنّ أ ْكثَرَ‬
‫ال سّموَا ِ‬

‫النّاس ل َيعْلمُون"‪.‬‬

‫واليات فصص هذا والحاديصصث كثية وقال ال تعال‪" :‬اقت َربَتصصِ السصصّاعةُ وانْشَقّصص القَمَرُ"‪.‬‬

‫ت أنَا والسّا َعةَ َكهَاَتيْن"‪.‬‬


‫وثبت ف الديث الصحيح‪ُ" :‬بعِْث ُ‬

‫اقتراب الساعة‬

‫و ف روا ية‪" :‬إن كادت لت سبقن" وهذا يدل على اقتراب ا بالن سبة إل ما م ضى من الدن يا‪ .‬وقال تعال‪:‬‬

‫جلُوه"‪.‬‬
‫َسصَتعْ ِ‬
‫لت ْ‬‫ّهص َف َ‬
‫ُمص فِي غَفَْل ٍة ُمعْرِضُون"‪.‬وقال تعال‪" :‬أتصى أمْرُ الل ِ‬
‫"اقتربص للنّاس حِسصاُبهُ ْم َوه ْ‬
‫َ‬

‫ش ِفقُونَ مِْنهَا َوَيعْلَمُونَ أّنهَا الْحَقّ"‪.‬‬


‫سَتعْجِ ُل ِبهَا الّذِينَ َل ُي ْؤ ِمنُو َن ِبهَا وَالّذِينَ آ َمنُوا مُ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬يَ ْ‬

‫حشر السلم مع من أحب يوم القيامة‬

‫‪22‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وف الصحيح أن رجلً من العراب سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الساعة فقال‪ِ" :‬إنّهَا كَاِئَنةٌ‬

‫لةٍ وَ َل عَمَل وَلَ ِكنّن أحِبّ اللّ هَ‬


‫صَ‬‫فَمَا أَعدَدْ تَ َلهَا? َفقَالَ الرّجُ ُل وَاللَ هِ يا ر سول ال َل ْم أعِدّ َلهَا َكثْ َرةَ َ‬

‫شيْءٍ َفرَ َحهُ ْم ِبهَذَا الديث‪.‬‬


‫ت مَ َع مَنْ أ ْحَببْتَ" فَمَا َفرِحَ السلمو َن بِ َ‬
‫وَ َرسُولَهُ‪َ ،‬فقَالَ‪ :‬أْن َ‬

‫من مات فقد قامت قيامته‬

‫وف بعض الحاديث أنه عليه السلم سئل عن الساعة فنظر إل غلم فقال‪" :‬لَ ْن يُدرِ كَ هَذَا الَرَم َحتّى‬

‫تأتِيكُ ْم سَا َعتُكُمْ"‪.‬‬

‫والراد انرام قرن م ودخول م ف عال الخرة‪ ،‬فإن كل من مات ف قد د خل ف ح كم الخرة‪ ،‬وب عض‬

‫الناس يقول‪ :‬من مات فقد قامت قيامته‪ ،‬وهذا الكلم بذا العن صحيح‪ ،‬وقد يقول هذا‪ ،‬بعض اللحدة‬

‫ويشيون به إل شيء آخر من الباطل‪ ،‬فأما الساعة العظمى وهي وقت اجتماع الولي والخرين ف‬

‫صعيد واحد فهذا ما استأثر ال تعال بعلم وقته‪.‬‬

‫مفاتيح الغيب خس ل يعلمهن إل اللّه‬

‫‪23‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ك ما ث بت ف الد يث‪" :‬خَ مس َل َيعْلَ ُمهُنّ إِلّ اللّ ُه ثُ مّ قرأ‪" :‬إِنّ اللّ َه عِندَ هُ عِ ْل ُم ال سّا َع ِة َويُنَز ُل اْلغَيْ ثَ‬

‫ب غَدا َومَا ت ْدرِي َنفْ سٌ بِأي أرْض تَمُو تُ ِإنّ اللّ َه عَلِيم‬
‫س مَاذَا َتكْ سِ ُ‬
‫َويَعَْل ُم مَا فِي الرْحَام َومَا تدْرِي َنفْ ٌ‬

‫َخبِي"‪.‬‬

‫الرسول عليه السلم ل يعلم مت الساعة‬

‫ولا جاء جبيل عليه الصلة والسلم ف صورة أعراب فسأل عن الِسلم ث اليان ث الِحسان أجابه‬

‫صلى ال عليه وسلم عن ذلك‪ ،‬فلما سأله عن الساعة قال له‪" :‬ما السئول عنها بأعلم من السائل‪ ،‬قال‬

‫فأخصبن عصن أشراطهصا فأخصبه عصن ذلك كمصا سصيأت إيراده بسصنده ومتنصه مصع إسصناده وأشكاله مصن‬

‫الحاديث‪.‬‬

‫باب‬

‫ذكر الفت جلة‬

‫ث تفصيل ذكرها بعد ذلك إنْ شا َء ال ّلهُ تعال‬

‫‪24‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إشارة نبوية إل تعاقب الي والشر‬

‫قال البخاري‪ :‬حدث نا ي ي بن مو سى‪ ،‬حدث نا الول يد‪ ،‬حدث نا ا بن جابر‪ ،‬حدث ن بئر بن ع بد الرح ن‬

‫الضرمي‪ ،‬حدثن أبو إدريس الولن أنه سع حذيفة بن اليمان يقول‪ :‬كنا الناس يسألون رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم عن الي وكنت أسأله عن الشر مافة أن يدركن فقلت يا رسول ال‪ِ" :‬إنّا ُكنّا فِي‬

‫جَاهِِلّي ِة َوشَر فَجاءَنا اللّ ُه بِهذا الي َِفهَ ْل َبعْ َد هَذا الَيْر َمِ ْن َشرٍ? قَالَ‪َ :‬نعَ ْم َوهَلْ َبعْدَ ذَلِكَ الشّر مِ نْ َخيْر?‬

‫قَالَ‪َ :‬نعَمْ وفيهِ دَ َخ نٌ ُقلْ تُ‪َ :‬ومَا دَ َخنُ هً? فقَالَ‪َ :‬قوْ ٌم َيهْدُونَ ِب َغيْ ِر هَدي ِي ُيعْرَف منهُ ُم وُينْكَرُ قُلت‪ :‬فهل بعد‬

‫ذلك اليِ من شَرّ? قَالَ‪َ :‬نعَ مْ دعاةٌ على أبواب جهنم مَ نْ أَجَاَبهُ مْ إَِليْهَا قَذَفُو هُ فِيها‪ .‬قلت يا رسول ال‬

‫ص ْفهُمْ ل نا‪ .‬قال هُ ْم مِ نْ ِجلْ َدتِنَا وَيتَكَلّمُو نَ بِألْ سَِنِتنَا‪ .‬قلت‪ :‬فَمَا تأ ُمرْنِي إِ نْ أَ ْدرَكَنِي ذَلِ كَ? قَال‪ :‬تَ ْلزَ مْ‬
‫ِ‬

‫ك اْلفِرَ قَ كُّلهَا وَلَو‬


‫جَمَا َع َة الُ سْلِمِي وِإمَا َمهُم‪ .‬قُلْ تُ‪ :‬فإِ نْ لَ ْم َيكُ نْ َلهُ مْ ِإمَا مُ وَلَ َجمَا َعةٌ‪ .‬قَالَ‪ :‬فَاعْتَ ِز ْل تِلْ َ‬

‫ص عَلى ذَلِك"‪.‬‬
‫صص بأصصصصْل َشجَ َرةٍ َحتّىصصص يدْرِكَكصصصَ ا َلوْتصصصُ َوَأنْتصص َ‬
‫أنصصصْ تَعَضّص‬

‫ث رواه البخاري أيضا ومسلم‪ ،‬عن ممد بن الثن‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‪ ،‬عن عبد الرحن بن يزيد بن‬

‫جابر به ونوه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عودة الِسلم غريبا كما بدأ‬

‫وثبت ف الصحيح من حديث العمش‪ ،‬عن أب إسحاق‪ ،‬عن أب الحوص‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‬

‫لمَ بَدأ غَرِيبا و َسيَعُو ُد غَريبا كما بَدَأ فَطُوب لِلغُ َربَاءِ‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ِ" :‬إنّ الِ ْس َ‬

‫قِي َل َومَن الغُ َربَاءُ? قالَ‪ :‬النائ ُح مِ َن اْلقَبَائِل"‪.‬‬

‫ورواه ابن ماجة عن أنس وأب هريرة‪.‬‬

‫باب‬

‫افتراق المم‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا ممد بن بشر‪ ،‬حدثنا ممد بن عمرو‪ ،‬عن أب‬

‫ت الَْيهُو ُد عَلَى إِحْدَى وَ َسْبعِيَ‬


‫سلمة‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪َ" :‬تفَرّقَ ِ‬

‫ث َوسَْبعِيَ ِفرَْقةً"‪.‬‬
‫ت أمّتِي عَلَى َثلَ ٍ‬
‫فِرَْق ًة وَتفَرَّق ْ‬

‫ورواه أبو داود عن وهب بن تقية‪ ،‬عن خالد‪ ،‬عن ممد بن عمرو به‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إشارة نبوية إل أن الفت ستفرق المة وأن النجاة ستكون ف لزوم الماعة‬

‫وقال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كريش بن دينار المصي‪ ،‬حدثنا عباد بن يوسف‪ ،‬حدثنا‬

‫صفوان بن عمرو‪ ،‬عن راشد بن سعد‪ ،‬عن عوف بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫لّنةِ و سَْبعُونَ فِي النّارِ‪ ،‬وا ْفتَرَقَ تِ النّصارَى عَلَى‬


‫"إِ ْفتَرَ قَ الَيهُود عَلَى إِحْدَى وَ َسْبعِيَ فِرَْقةً َفوَاحِ َدةٌ فِي ا َ‬

‫اْثَنتَيْن و سبعيَ فرقةً فِإحْدى و سبعون ف النّا ِر َووَاحِ َدةٌ ف النّ ة‪ ،‬والّذِي َنفْ سي ِبيَدِ هِ َلتَفتَرِقَنّ أمّتِي على‬

‫ثلث وسصَبعيَ فِرْقَة فواحدة فص الّنةِ واثنتان وسصبعون ف النّارِ" قيصل يصا رسصول ال مصن تراهصم? قال‪:‬‬

‫"الماعة"‪.‬‬

‫تفرّد به أيضا وإسناده ل بأس به أيضا‪ ،‬وقال ابن جاعة أيضا حدثنا هشام هو ابن عامر‪ ،‬حدثنا الوليد‬

‫بن مسلم‪ ،‬حدثنا أبو عمرو‪ ،‬وحدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫ت على إِحدى و َسْبعِيَ فرق ًة وإِن أمّت ستفترق على اْثنََتيْن و َسبْعِيَ فرقةً كلّها ف‬
‫"إِنّ بن إِسرائيلَ افترق ْ‬

‫النّارِ إل واحد ًة وهي الماعةُ"‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وهذا إ سناد ج يد قوي على شرط ال صحيح تفرد به ا بن ما جه أيضا‪ ،‬وقال أ بو داود حدث نا أح د بن‬

‫حنبل وممد يي بن فارس قال حدثنا أبو الغية حدثنا صفوان هو ابن عمرو‪ ،‬حدثنا أزهر بن عبد ال‬

‫الراري قال أحد عن أب عامر الوزن عن معاوية بن أب سفيان أنه قام فقال أل إن رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم قام فينا وقال‪" :‬أل ِإنّ مَ نْ َقبَْلكُ ْم مِ نْ أهل الكتاب ا ْفتَرقُوا على اْثنََتيْن وسبعي مّلةً وأن هذه‬

‫الِّل َة سصتفترق على ثلث وسصبعي اثنتان وسصبعون فص النّا ِر وواحدةٌ فص النصة وهصي الَماعصة"‪.‬‬

‫تفرد به أبو داود وإسناده حسن‪ ،‬وف مستدرك الاكم أنم لا سألوه عن الفرقة الناجية من هم قال ما‬

‫أنا عليه اليوم وأصحاب"‪ .‬وقد تقدم ف حديث حذيفة أن الخلص من الفت عند وقوعها اتباع الماعة‬

‫ولزوم الطاعة‪.‬‬

‫ل تتمع المة على ضللة‬

‫وقد قال‪ :‬حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا معاذ بن رفاعة السلمي‪،‬‬

‫حدثنا أبو خلف العمى أنه سع أنس بن مالك يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن‬

‫ضلَلةٍ فإذا رأيتم الختل فَ فعليكم بال سّوا ِد العظَم" ولكن هذا حديث ضعيف‬
‫أمّتِي لَ ْن تَجْتم عَ على َ‬

‫‪28‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫لن معاذ بن رفاعة السلمي ضعفه غي واحد من الئمة‪ ،‬وف بعض الروايات عليكم بالسواد العظم‬

‫الق وأهله فأهل الق هم أكثر المة ول سيما ف زمان الصدر الول ل يكاد يوجد فيهم من هو على‬

‫بدعة‪ ،‬وأما ف العصار التأخرة فل يعدم الق عصابة يقومون به‪.‬‬

‫الذن باعتزال الناس عند اشتداد الفت وتكم الهواء‬

‫ك الفِر قَ كلّ ها وَلَو أَ نّ‬


‫ك ما قال ف حد يث حذي فة فإن ل ي كن ل م إمام ول جا عة قال‪" :‬فاعْتَزلْ تل َ‬

‫ت عَلَى ذلِك"‪.‬‬
‫ك الوتُ وأن َ‬
‫ض بأصل شجرة حت يُدْرِكَ َ‬
‫َتعَ ّ‬

‫وتقدم الد يث ال صحيح‪ .‬بدأ الِ سلم غريبا و سيعود غريبا‪ .‬وورد ف الد يث‪" :‬ل تقوم ال ساعة على‬

‫أح ٍد يقولُ اللّهُ اللّه"‪.‬‬

‫والقصود أنه إذا ظهرت الفت فإنه يسوغ اعتزال الناس حينئذ كما ثبت ف الديث‪" :‬فإِذا رأَيت شُحّا‬

‫صكَ َودَعصْ َأمْ َر العَوام"‪.‬‬


‫صةِ نفس ِ‬
‫ص بوَيص َ‬
‫مُطَاعا َو َهوَى ُمتّبَعا وإِعْجَابصَ كُلّ ذِي رأي برأيصه َفعََليْك َ‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد ال بن يوسف‪ ،‬أخبنا مالك عن عبد الرحن بن عبد ال بن أب صعصعة عن‬

‫‪29‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أبيه عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يُوشِكُ أن يَكُونَ َخيْر مال السلم غن ٌم يُّتبَعُ‬

‫ِبهَا َشعَف البالِ ومواضِ َع الْقطْر ناجيا بدينِه من ال ِفتَن"‪.‬‬

‫ل يرجه مسلم‪ ،‬وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من طريق ابن أب صعصعة به‪ ،‬ويوز حينئذ‬

‫سؤال الوفاة عند حلول الفت وإن كان قد نى عنه لغي ذلك كما ص ّح به الديث‪.‬‬

‫النهي عن تن الوت‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬حدثنا ابن يونس‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه قال‪" :‬ل َيتَ َمنّيّ أحدُكُ ُم الوتَ َل يَ ْدعُو بِهِ مِنْ َقبْل أ ْن يَأِتيَهُ وإنّه إذا مَات انقطع عمل ُه وإنّهُ‬
‫ل يَزي ُد الؤمنَ عم ُرهُ إل خيا"‪.‬‬
‫والدليل على جواز سؤال الوت عند الفت الديث الذي رواه أحد ف مسنده عن معاذ بن جبل ف‬

‫ت بقوم فِتَنةً‬
‫ت وأ نْ َت ْغفِرَ ل وتَرْحَ َمنِي وإذا أ َردْ َ‬
‫حديث النام الطويل وفيه‪" :‬الّلهًمّ ان اسألُك فع َل الَيْرا ِ‬

‫حبّك و ُحبّ كُ ّل عَمَل يقربُن إل ُحبّك"‪.‬‬


‫ك َغيْ َر َمفْتُو نٍ الّلهُمّ إِن أ سْألُكَ ُحبً كَ وحبّ مَن ُي ِ‬
‫َفَتوَفّنِي إَِليْ َ‬

‫وهذه الحاديث دالة على أنه يأت على الناس زمان شديد ل يكون للمسلمي جاعة قائمة بالق إما ف‬

‫جيع الرض وإما ف بعضها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رفع العلم بوت العلماء‬

‫و قد ث بت ف ال صحيح‪ ،‬عن ع بد ال بن عمرو أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قّال‪" :‬إنّ اللّ هَ لَ‬

‫َيقْبِ ضُ العل مَ انتِزَاعا َيْنتَزِع ُه مِ نَ النّاس ولكِ ْن يَقب ضُ العل َم بِموت العلماء ح ت إنّه إذا ل َيبْ َق عَالِ ٌم اتّخَذَ‬

‫النّاسُ رؤَساءَ جهالً فَسئِلُوا فَأ ْفتَوْا بغيْ ِر علم َفضَلوا وأضلّوا"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل بقاء طائفة من المة على الق حت تقوم الساعة‬

‫وف الديث الخر‪" :‬ل َتزَال طائفةٌ مِنْ أمّتِي ظَاهِرين على الَقّ ل َيضُرهُمْ من خَذََلهُ ْم وَل مَنْ خالفهُمْ‬

‫َحتّى يأتِي أمرُ اللّ ِه وهُم كذلك"‪.‬‬

‫وف صحيح البخاري وهم على ذلك‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن اللّه سيبعث لذه المة كل مائة سنة من يدد لا أمر دينها‬

‫قال ع بد ال بن البارك وغ ي وا حد من الئ مة و هم أهل الديث‪ ،‬وقال أ بو داود‪ :‬حدثنا سلمان بن‬

‫داود النهري‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب أيوب‪ ،‬عن شراحيل بن يزيد الغازي عن أب علقمة‬

‫‪31‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن أ ب هريرة عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬إن اللّ َه َيْبعَ ثُ لذه المةِ على رأس كُل ماَئةِ‬

‫َسَنةٍ من يُجدّدَ َلهَا أمرَ دِينَها"‪.‬‬

‫تفرد به أبو داود‪ ،‬ث قال عبد الرحن بن شريح ل يتحر شراحيل يعن أنه موقوف عليه‪ ،‬وقد ادعى كل‬

‫قوم ف إمامهم أنه الراد بذا الديث‪ ،‬والظاهر وال أعلم أنه يعم جلة أهل العلم من كل طائفة وكل‬

‫صنف من أصناف العلماء من مفسرين ومدثي وفقهاء وناة ولغويي إل غي ذلك من الصناف وال‬

‫أعلم‪ ،‬وقوله ف حديث عبد ال بن عمرو‪" :‬إن ال ل يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض‬

‫العلماء" ظاهر ف أن العلم ل ينتزع من صدور الرجال بعد أن وهبهم ال إياه‪.‬‬

‫بعض أشراط الساعة الت أخب با الرسول عليه السلم‬

‫وقد ورد ف الديث الخر الذي رواه ابن ماجه عن بندار وممد بن الثن عن غندر عن شعبة سعت‬

‫قتادة يدث عن أ نس بن مالك قال‪ :‬أل أحدث كم حديثا سعته من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل‬

‫ط ال سّا َعةِ أن يُرَف عَ العل ُم ويَ ْظهَ َر الهل َويَفْشُو الزنا‬


‫يدثكم به أحد بعدي? سعت منه‪" :‬أنّ مِ ْن أشْرَا ِ‬

‫‪32‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص وا ِحدٌ"‪.‬‬
‫ص لمسصي امرأةً َقيّم ٌ‬
‫ص الرّجا ُل وَتبْقَصى النّسصَاءُ َحتّىص يكون َ‬
‫ص الَمْصر ويَ ْذهَب َ‬
‫وتُشْرَب َ‬

‫وأخرجاه ف الصحيحي من حديث غندر به‪.‬‬

‫رفع العلم من الناس ف آخر الزمان‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن ني‪ ،‬حدثنا أب وكيع‪ ،‬عن العمش عن شقيق‪ ،‬عن عبد ال‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يكون بي يدي الساعة أيام‪ ،‬يرفع فيها العلم وينل فيها‬
‫الهل‪ ،‬ويكثر فيها الرج"‪ ،‬والرج القتل‪ ،‬وهكذا رواه البخاري ومسلم من حديث العمش به‪.‬‬
‫وقال ابن ماجة‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن أب مالك الشجعي‪ ،‬عن ربعي بن خراش‪ ،‬عن حذيفة بن اليمان‬
‫لمُ َكمَا يدْرُس وشَي الثوبِ َحتّى مَا يُدْرَى‬ ‫س الِ ْس َ‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ي ْدرُ ُ‬
‫ل َيْبقَى ف الَرْض ِمنْهُ آيةٌ‬ ‫ك وَلَ صَدََق ٌة وَيسْرِي النسيان على ال ِكتَابِ ف َليَْلةٍ َف َ‬ ‫صيَامٌ وَلَ صَل ٌة وَلَ نُسُ ٌ‬
‫ِ‬
‫ف مِ َن النّاس الشي ُخ الكب ُي والعجوزُ يقولون أَ ْدرَ ْكنَا أبَانَا على هَ ِذ ِه الكَِل َمةِ ل إِلهَ إلّ اللّ ُه وهم‬ ‫وتبقَى طَوائِ ُ‬
‫ض عنه حُذيفَة فَ َردّدَها عليه ثلثا كلّ ذلك‬ ‫صدََقةٌ َفأَع َر َ‬
‫ك وَل َ‬
‫صيَام وَل نُسُ ٌ‬
‫لٌة وَل ِ‬ ‫صَ‬‫ل يَدْرُون مَا َ‬
‫ُيعْرِض عنه حذيف ُة ث أ ْقبَلَ عَليْه ف الثالثة فقال فاصل ٌة ُتنْجِيهم من النارِ"‪.‬‬
‫وهذا دال على أن العلم قد ير فع من الناس ف آ خر الزمان ح ت إن القرآن ي سري عل يه الن سيان ف‬

‫الصاحف والصدور ويبقى الناس بل علم‪ ،‬وإنا الشيخ الكبي والعجوز السنة يبان بأنم أدركوا الناس‬

‫وهم يقولون ل إله إل ال فهم يقولونا على وجه التقريب إل ال عز وجل فهي نافعة لم وإن ل يكن‬

‫عندهم من العمل الصال والعلم النافع غيها‪ ،‬وقوله‪ :‬تنجيهم من النار يتمل أن يكون الراد أنا تدفع‬

‫‪33‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن هم دخول النار بالكل ية ويكون فرض هم القول الجرد لعدم تكليف هم بالفعال ال ت ل ياطبوا ب ا وال‬

‫تعال أعلم‪ ،‬ويتمل أن يكون العن أنا تنجيهم من النار بعد دخولا‪ ،‬وعلى هذا فيحتمل أن يكونوا من‬

‫الراد بقوله تعال ف الديث القدسي‪.‬‬

‫صن النّا ِر مَنصْ قَال يَوما مِنصَ الدّهرِلَ إِلهصَ إلّ اللّه"‪.‬‬
‫"وعزّتص وجللِي ل ْخرِجَنّص مص‬

‫ك ما سيأت بيا نه ف مقامات الشفا عة‪ ،‬ويت مل أن يكون أولئك قوما آخر ين وال أعلم‪ ،‬والق صود أن‬

‫العلم ير فع ف آ خر الزمان ويك ثر ال هل‪ ،‬و ف هذا الد يت إخبار بأ نه ينل ال هل أي يل هم أ هل ذلك‬

‫الزمان الهل وذلك من الذلن نعوذ بال منه‪ ،‬ث ل يزالون كذلك ف تزايد من الهالة والضللة إل أن‬

‫تنتهي الياة الدنيا كما جاء ف الديث ما أخب به الصادق الصدوق ف قوله‪َ " :‬ل َتقُومُ السّا َع ُة عَلَى أحَدٍ‬

‫يقُولُ اللّهُ اللّ ُه وَ َل تقومُ إِلّ على ِشرَا ِر الناس"‪.‬‬

‫ذكر شرور تدث ف آخر الزمان‬

‫وإن كان قد وجد بعضها ف زماننا أيضا‬

‫إشارة نبوية إل بعض شرور ستكون‬

‫‪34‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبو عبد ال بن ماجة رحه ال ف كتاب الفت من سننه‪ ،‬حدثنا ممود بن خالد الدمشقي‪ ،‬حدثنا‬
‫سليمان بن عبد الرحن أب أيوب‪ ،‬عن ابن مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عطاء بن أب رباح‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‬
‫قال‪ :‬أقبل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬ذكر شرور تدث ف آخر الزمان وإن كان قد‬
‫وجد بعضها ف زماننا أيضا‪.‬‬
‫"يَا َمعْشَرَ الُهاجرينَ خَ ْمسُ ِخصَال إِذَا اْبتُلِيتُ ْم ِبهِنّ وَأعُو ُذ بِاللّ ِه أنْ تُدرِكُوهُنّ َل ْم تَ ْظهَر الفَاحشة ف قوم‬
‫ضوْا‪ ،‬ول‬ ‫قط حتّى يُعِْلنُوا بِها إل فَشَا فيهم الطاعو ُن والوجاعُ الت لْ تكُن َمضَت ف أسلفهم الذين َم َ‬
‫ي وشِ ّدةِ ا َلؤُوَنةِ و َج ْورِ السلطانِ عليهم‪ ،‬ول يَ ْمنَعُوا زكاةَ أموالم إِلّ‬ ‫ُينْ ِقصُوا الكيالَ إِلّ أخِذُوا بالسنِ َ‬
‫ط عَلْيهِم‬ ‫ُمنِعوا آْلقَ ْط َر مِنَ السّمَاءِ‪ ،‬وَلوْل الَبهَائِمُ لَم يُمْ َطرُوا وَلَ ْم َيْن َقضُوا عهدَ اللّ ِه و َعهْدَ َرسُولهِ إِ ّل سَلّ َ‬
‫عَ ُدوّا مِنْ غَيْ ِرهِمْ فأ َخذُوا َب ْعضَ مَا ف أيْدِيهِمْ وما ل َتحْكم أئمتُهم بكتابِ اللّ ِه وسَخِروا با أنزلَ اللّهُ إل‬
‫َجعَ َل ال بأ َسهُم بَْيَنهُم"‪.‬‬
‫تفرّد به ابن ماجه وفيه غرابة‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حدثنا صال بن عبد ال‪ ،‬حدثنا الفرج بن فضالة الشامي‪،‬‬
‫عن يي بن سعيد‪ ،‬عن ممد بن عمر بن علي بن أب طالب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"إِذا فعلتْ أمّت خَمْس عَشْ َرةَ َخصَْلةَ حَلّ فِيها البلء قِي َل وما ِه َي يا رسول ال? قَالَ إِذا كان الَ ْغنَمُ ُدوَل‬
‫والمَاَنةُ ُم ْغنَما والزكاة َمغْرَما وأطاع الرجل زوجته وعَ ّق أمّهُ وبَرّ صدِيقَه وجفا أبَاهُ‪ ،‬وارتفعت الصوات‬
‫س الَرير واتذَت‬ ‫ف الساجِ ِد وكان زعيم القوم أ ْرذََلهُ ْم وأكْ َرمَ الرجلُ مَخاَف َة شَره وشُربتُ المر وُلِب َ‬
‫ال َقيْناتُ والْ َمعَازفُ وَلعَنَ آخرُ ه ِذ ِه ال ّم ِة أ ّولَا َف ْليَ ْرَت ِقبُوا عِنْدَ ذلِكَ رِيا َحمْراءَ أو خَسْفا أَو مسْخا"‪.‬‬
‫ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب ل نعرفه من حديث علي إل من هذا الوجه‪ ،‬ول نعلم أحدا‬
‫روى هذا الديث عن يي بن سعيد النصاري عن أب الفرج بن فضالة‪ ،‬وقد تكلم فيه بعض أهل العلم‬
‫من قبل حفظه‪ ،‬وقد روى عنه وكيع وغي واحد من الئمة‪ ،‬وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد‬
‫بن السي القيسي‪ ،‬حدثنا يونس بن أرقم‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن عبد ال بن حسن بن حسن‪ ،‬عن زيد بن‬
‫علي بن السي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي بن أب طالب قال‪ :‬صلى بنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم صلة الصبح فلما صلى صلته ناداه رجل مت الساعة فزبره رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وانتهره وقال اسكت حت إذا أسفر رفع طرفه إل السماء فقال‪ :‬تبارك رافعها ومدبرها ث رمى ببصره‬
‫إل الرض فقال تبارك داحيها وخالقها‪ ،‬ث قال أين السائل عن الساعة فجثا الرجل على ركبتيه فقال أنا‬

‫‪35‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ف الئمة وتصديق بالنجوم وتكذيبٍ بالْقدرِ‪ ،‬وحت تتخذ‬ ‫بأب أنت وأمي سألتك فقال‪" :‬ذلك عند َحيْ ِ‬
‫ك هَلَك َق ْومُك"‪.‬‬
‫المانة َمغْنما والصّدَقةُ َمغْرَما والفاحِشةُ زيَادَة َف ِعنْدَ ذل َ‬
‫ث قال البزار ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬ويونس بن أرقم كان صادقا وروى عنه الناس وفيه ثقة‬
‫شديدة‪ ،‬ث قال الترمذي‪ :‬حدثنا علي بن ممد‪ ،‬أخبنا ممد بن يزيد عن السلم بن سعيد عن رميح‬
‫الذامي عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا اتّخِ َذ الغنِي والمان ُة مغنما‬
‫والزكاة مغرما وتُعاّلَمَ لغي الدين‪ ،‬وأطاع الرجلُ امرأتَه وع ّن أمّهُ وأ ْدنَى صديق ُه وأقصَى أبَاه‪ ،‬وظهَرتِ‬
‫الصواتُ ف الساجِدِ وسادَ القبيَلةَ فاسقُهُ ْم وكان زعي ُم القوم أرذلمِ وأكرم الرجلُ مافةَ شرهِ‪ ،‬وظهرت‬
‫اْل َقْينَاتُ والَعازفُ‪ ،‬وشُ ِرَبتِ المورُ‪ ،‬وَلعَنَ آخِر هذه ال ّمةِ أوَلَها ف ْلَي ْرتَقبوا عند ذلك ريا حراء وخسفا‬
‫ت َتتَابَ ُع كنِظام بال قُ ِطعَ سلكُهُ َفَتتَابَع"‪.‬‬
‫ومسخا وقذفا وآيا ٍ‬
‫ث قال‪ :‬هذا حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ .‬حدثنا عباد بن يعقوب الكوف‪ ،‬حدثنا عبد ال‬
‫بن عبد القدوس عن العمش‪ ،‬عن هلل بن يساف‪ ،‬عن عمران بن حصي أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬ف هذه المةِ خَسْفٌ ومس ُخ وقذفُ‪ ،‬فقال رجل من السلمي ومت ذلك يا سول ال? قال‪:‬‬
‫ت المورُ"‪.‬‬ ‫ف و ُشرِب ِ‬
‫إذا ظهرتِ القيانُ والعاز ُ‬
‫ث قال هذا حديث غريب‪ ،‬وروي هذا الديث عن العمش عن عبد الرحن بن سابط عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم مرسلً‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حدثنا موسى بن عبد الرحن الكندي‪ ،‬حدثنا زيد بن الباب‪،‬‬
‫أخبن موسى بن عبيدة‪ ،‬أخبن عبد ال بن دينار عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫شتْ أمّت الْمَطيْطَى و َجرََفهَا ابناءُ اللوك فارسُ والرومُ سلط اللّهُ شرارَها على خيارِها"‪.‬‬ ‫وسلم‪" :‬إذا مَ َ‬
‫حديث غريب‪ ،‬وقد رواه أبو معاوية عن يي بن سعيد النصاري‪ ،‬عن عبد ال بن دينار‪ ،‬عن ابن عمر‬
‫فذكره ول نعرف له أصلً‪.‬‬
‫وثبت ف الصحيحي‪ ،‬وسنن النسائي‪ ،‬واللفظ له من طريق عبد ال بن طاوس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‬

‫عصن النصب صصلى ال عليصه وسصلم قال‪" :‬ننص الخرون الولون يوم القيامصة‪ ،‬ننص أول الناس دخولً إل‬

‫النة"‪ ،‬وف صحيح مسلم‪ ،‬من طريق جرير‪ ،‬عن العمش عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى‬

‫‪36‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ال عل يه و سلم‪" :‬ن ن الخرون الولون يوم القيا مة? وأول من يد خل ال نة"‪ ،‬الد يث‪ ،‬روى الا فظ‬

‫الضياء من طريق عبد ال بن ممد بن عقيل‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سعيد بن السيب‪ ،‬عن عمر بن الطاب‪،‬‬

‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن النة حرمت على النبياء كلهم حت أدخلها‪ ،‬وحرمت‬

‫على المم حت تدخلها أمت"‪ ،‬وف سنن أب داود‪ ،‬من حديث أب خالد الدالن‪ ،‬مول جعدة‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬قال‪" :‬أتا ن جب يل‪ ،‬فأرا ن باب ال نة الذي يد خل م نه أم ت"‪،‬‬

‫فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬وددت أن معك حت أنظر إليه‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أما‬

‫إنك يا أبا بكر أول من يدخل النة من أمت"‪ .‬وثبت ف الصحيح‪ :‬فيقول ال‪ :‬أدخل من ل حساب‬

‫عل يه‪ ،‬من أم تك من الباب الي ن‪ ،‬و هم شركاء الناس ف بق ية البواب‪ ،‬و ف ال صحيحي من حد يث‬

‫الزهري‪ ،‬عن حيد بن عبد الرحن‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من أنفق‬

‫زوجي من ماله ف سبيل ال دعي من أبواب النة‪ ،‬وللجنة أبواب‪ ،‬فمن كان من أهل الصلة يدعى من‬

‫باب الصلة‪ ،‬ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة‪ ،‬ومن كان من أهل الهاد دعي من باب‬

‫الهاد‪ ،‬ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬وال يا رسول ال‪ ،‬ما على أحد‬

‫‪37‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫من ضرورة دعي من أيها دعي‪ ،‬فهل يدعى منها كلها أحد‪ ،‬يا رسول ال? قال‪ :‬نعم‪ ،‬وأرجو أن تكون‬

‫منهم"‪ ،‬وف الصحيحي من حديث أب حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال‪ " :‬ف ال نة ثان ية أبواب‪ ،‬باب من ها ي سمى الريان‪ ،‬ل يدخله إل ال صائمون فإذا دخلوا م نه أغلق فلم‬

‫يدخل منه أحد غيهم"‪.‬‬

‫ذكر دخول الفقراء النة قبل الَغنياء‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن ممد بن عمرو‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬تدخل فقراء السلمي النة قبل أغنيائهم بنصف يوم‪ ،‬وهو‬
‫خسمائة عام"‪ ،‬وأخرجه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث ممد بن عمرو‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حسن‬
‫صحيح‪ ،‬وله طرق عن أب هريرة‪ ،‬فمن ذلك ما رواه الثوري‪ ،‬عن ممد بن زيد‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب‬
‫هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن فقراء الؤمني يدخلون النة قبل أغنيائهم بنصف‬
‫يوم‪ ،‬وذلك خسمائة عام"‪ ،‬الديث بطوله‪ ،‬وقال أحد‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحن‪ ،‬حدثنا حيوة هو ابن‬
‫شريح‪ ،‬أخبن أبو هانئ‪ :‬أنه سع أبا عبد الرحن البلي‪ ،‬يقول‪ :‬سعت عبد ال بن عمر‪ ،‬يقول سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن فقراء الهاجرين يسبقون الغنياء يوم القيامة‪ ،‬يعن إل النة‪-‬‬
‫بأربعي خريفا"‪ ،‬وكذا رواه مسلم‪ ،‬من حديث أب هانء حيد بن هانء‪ ،‬به‪ ،‬وقال أحد‪ :‬حدثنا‬
‫حسي‪ ،‬هو ابن ممد‪ ،‬حدثنا داود‪ ،‬هو ابن نافع‪ ،‬عن مسلم بن بشر‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬التقى مؤمنان على باب النة‪ ،‬مؤمن غن‪ ،‬ومؤمن فقي‪ ،‬كانا ف‬
‫الدنيا‪ ،‬فأدخل الفقي النة‪ ،‬وحبس الغن‪ ،‬ما شاء ال أن يبس‪ ،‬ث أدخل النة‪ ،‬فلقيه الفقي‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫أخي‪ ،‬ماذا حبسك? وال لقد احتبست حت خفت عليك‪ ،‬فيقول‪ :‬أي أخي‪ ،‬إن حبست بعدك مبسا‬

‫‪38‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فظيعا كريها‪ ،‬ما وصلت إليك حت سال من من العرق ما لو ورده ألف بعي كلها أكلت حضا‬
‫لصدرت عنه راوية"‪ ،‬وثبت ف الصحيحي من حديث أب عثمان النهدي‪ ،‬عن أسامة بن زيد‪ :‬أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬قمت على باب النة‪ ،‬فإذا عامة من دخلها الساكي‪ ،‬وقمت على باب‬
‫النار‪ ،‬فإذا عامة من يدخلها النساء"‪ ،‬وف صحيح البخاري‪ ،‬من حديث مسلمة بن زرير‪ ،‬عن أب رجاء‪،‬‬
‫عن عمران بن حصي مثله‪ ،‬رواه عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أب رجاء‪ ،‬عمران بن ملحان‪،‬‬
‫عن عمران بن حصي‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬نظرت ف النة فرأيت أكثر أهلها‬
‫الفقراء‪ ،‬ونظرت ف النار فرأيت أكثر أهلها النساء"‪ ،‬وروى مسلم عن شيبان بن فروخ‪ ،‬عن أب‬
‫الشهب‪ ،‬عن أب رجاء‪ ،‬عن ابن عباس‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم اطلع ف النار‪ ،‬فرأى أكثر‬
‫أهلها النساء‪ ،‬واطلع ف النة‪ ،‬فرأى أكثر أهلها الفقراء‪.‬‬
‫وقد رواه مالك عن يي بن سعيد مرسلً‪ ،‬ث روى من حديث صال الزي عن سعيد الريري عن أب‬
‫عثمان الروي عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا كان أمراؤكم خياركم‬
‫ونقباؤكم سحاءكم وأموركم شورى بينكم فظهر الرض خي لكم‪ ،‬وإذا كان أمراؤكم شراركم‬
‫وأغنياؤكم بلءكم وأموركم إل نسائكم فبطن الرض خي لكم من ظهرها"‪.‬‬
‫ث قال غريب ل نعرفه إل من حديث صال الزي وله غرائب ل يتابع عليها وهو رجل صال‪ ،‬وقال‬
‫الِمام أحد‪ :‬حدثنا خلف بن الوليد‪ ،‬حدثنا عباد بن عباد‪ ،‬عن خالد بن سعيد‪ ،‬عن أب الرداد‪ ،‬عن أب‬
‫سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ" :‬لُتضْ ِربَنّ مضرُ عبادَ ال حت ل يعبدَ اللّهُ‬
‫ولَيضْ ِرَبنّهم الؤمنون حتّى ل يُ ْمَنعُوا"‪.‬‬
‫تفرّد به أحد من هذا الوجه‪ .‬قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا حاد يعن ابن سلمة عن أيوب عن‬
‫أب قلبة عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حت يتباهى الناس ف الساجد"‪.‬‬
‫ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث حاد بن سلمة‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن أب قلبة‬
‫عبد ال بن زيد الرمي‪ ،‬زاد أبو داود عن قتادة كلها عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬وسيأت‬

‫ذكر أشراط الساعة ف حديث ابن مسعود وفيه‪" :‬وتزخرفت الحاريب ونرت القلوب"‪ .‬وقال الِمام‬

‫‪39‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن مروان‪ ،‬أخبنا شريك بن عبد ال‪ ،‬عن عثمان بن عمر‪ ،‬عن زادان أب عمر‪ ،‬عن‬

‫عليم قال‪ :‬كنا جلوسا على سطح معنا رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال يزيد‪ :‬ل أعلمه‬

‫إل عنس الغفاري والناس يرجون ف الطاعون‪ ،‬فقال عنس يا طاعون خذن قالا ثلثا فقال له عليم ل‬

‫تقول هذا? أل يقل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل َيتَمنّى أحدُكم الو تَ فإ نّ عنده انقطا عَ عمله‬

‫ول ُيرَدّ َفيُسْتعْتب" فقال‪ :‬إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬بادِروا بالوت إمْ َرةَ السفهاء‬

‫وكثرةَ الشُرَ طِ وبَيْ َع الكم وا ستخفافِ الذَم وقطيعةَ الر حم ووجود فَئةٍ يتخذون القرآ نُ مزاميَ يقدمونه‬

‫للناس يلهونم به وإن كانوا أق ّل منهم فقها"‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬

‫فصل‬

‫ذكر الهدي‬

‫الذي يكون ف آخر الزمان وهو أحد اللفاء الراشدين والئمة الهديي وليس بالنتظر الذي تزعم‬

‫الروافض وترتي ظهوره من سرداب ف سامراء فإِن ذاك ما ل حقيقة له ول عي ول أثر‬

‫‪40‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أما ما سنذكره فقد نطقت به الحاديث الروية عن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى ال عليه‬

‫و سلم أ نه يكون ف آ خر الد هر وأ ظن ظهوره يكون ق بل نزول عي سى ا بن مر ي ك ما دلت على ذلك‬

‫الحاديث‪.‬‬

‫بعض ما ورد ف ظهور الهدي من الثار‬

‫قال الِمام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا حجاج وأبو نعيم قال‪ :‬حدثنا قطر عن القاسم بن أب برة عن أب‬
‫الطفيل قول حجاج سعت عليا يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لو ل يبق من الدنيا إل يوم‬
‫ل منا يلها عدلً كما ملئت جورا‪.‬‬ ‫لبعث ال رج ً‬
‫قال أبو نعيم رجلً من‪ ،‬وقال مرة يذكره عن حبيب عن أب الطفيل عن علي عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ .‬ورواه أبو داود‪ ،‬عن عثمان بن أب شيبة‪ ،‬عن أب نعيم الفضل بن دكي‪ .‬وقال الِمام أحد‪:‬‬
‫حدثنا فضل بن دكي‪ ،‬حدثنا يس العجلي عن إبراهيم بن ممد بن النفية عن أبيه عن علي قال‪ :‬قال‬
‫ت ُيصْلِحُهُ اللّهُ ف ليلةٍ"‪.‬‬
‫ي ِمنّا أهْ َل البي ِ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الهد ّ‬
‫رواه ابن ماجه عن عثمان بن أب شيبة عن أب داود البي عن يسَ العجلي وليس يسَ بن معاذ الزيات‬
‫س العجلي هذا أوثق منه وقال أبو داود حديث عن هارون بن الغية حدثنا عمر بن أب‬ ‫فهو ضعيف وي َ‬
‫قيس عن شعيب بن خالد عن أب إسحاق قال‪ :‬قال علي ونظر إل ابنه السن فقال إن ابن هذا سيد‬
‫كما ساه رسول ال صلى ال عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم صلى ال عليه‬
‫وسلم يشبهه ف اللق ول يشبهه ف اللق ث ذكر قصة يل الرض عدلً وقد عقد أبو داود السجستان‬
‫رحه ال كتاب الهدي مفردا ف سننه فأورد ف صدره حديث جابر بن سرة عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬ل يَزَال هذا الدينُ قائما حت يكون عليكم اْثنَا عَشَر َخَليفةً كُّلهُم تتمع عليه المة"‪ .‬وف‬
‫رواية‪" :‬ل يزال هذا الدين عزيزا إل اثن عشر خليفة" قال‪ :‬فكبّر الناس وضجوا ث قال كلم ًة خفيفة‬

‫‪41‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فقلت لب ما قال? قال‪ :‬كلهم من قريش وف رواية قال فلما رجع إل بيته أتته قريش فقالوا ث يكون‬
‫ماذا? قال "ث تكون الفرج"‪ .‬ث روى أبو داود من حديث سفيان الثوري‪ ،‬وأب بكر بن عباش‪ ،‬وزائدة‪،‬‬
‫وقطر‪ ،‬وممد بن عبيد وكلهم عن عاصم بن أب النجود وهو ابن بدلة‪ ،‬عن زر بن حبيش‪ ،‬عن عبد ال‬
‫هو ابن عبد ال بن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لو ل يبقَ من الدنيا إل يوم قال زائدِه‬
‫لطوّل ال ذلك اليومَ حت ُيْبعَث فيه رجل ِمنّي أو من أهل بيت يُواطئُ اسه اسي واس ُم أبيه اسم أب زاد‬
‫من حديث قطر‪" :‬يل الرض قِسْطا وعَدْلً كما مُِلَئتْ ظلما وجَورا"‪.‬‬
‫وقال ف حديث سفيان‪" :‬ل تذهب أو ل تنقضي الدنيا حت يلك العربَ رجلٌ من أهل بيت يواط اسه‬
‫اسي"‪.‬‬
‫وهكذا رواه أحد‪ ،‬عن عمر بن عبيد وعن سفيان بن عيينة‪ ،‬ومن حديث سفيان الثوري كلهم عن‬

‫عا صم به رواه الترمذي من حد يث ال سنانيي وقال ح سن صحيح‪ .‬قال الترمذي‪ :‬و ف الباب عن علي‬

‫وأب سعيد وأم سلمة وأب هريرة‪ ،‬ث قال الترمذي حدثنا عبد البار بن العلء العطار‪ ،‬حدثنا سفيان بن‬

‫عيينة‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن زر‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يلي رجل من أهل بيت‬

‫يواطىء اسه اسي"‪.‬‬

‫قال عاصم‪ :‬وأخبنا أبو عاصم عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لو ل يبق من‬

‫الدنيا إل يوم لطول ال ذلك اليوم حت يلي الرجل من أهل بيت يواطىء اسه اسي" هذا حديث حسن‬

‫صحيح‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا سهل بن تام بن بريع‪ ،‬حدثنا عمران القطان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أب نصرة‪،‬‬

‫‪42‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن أ ب سعيد قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬الهديّ م ن أجْلى الب هة أقنَى النْ فِ يل‬

‫الرض قسطا وعدلً كما ملئت ظلما وجورا يلك َسبْعَ ِسنِيَ"‪.‬‬

‫وقال أبو داود حدثنا أحد بن إبراهيم حدثنا عبد ال بن إبراهيم جعفر الرقي حدثنا أبو الليح السن بن‬

‫عمر عن زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن السيب عن أم سلمة قالت سعت رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم يقول‪" :‬الهدي من ِعتْرت من وَلد فاطمة"‪.‬‬

‫قال عبد ال بن جعفر‪ :‬سعت أبا الليح يثن على علي بن نفيل ويذكر فيه صلحا‪ ،‬ورواه ابن ماجه‬

‫عن أب بكر بن أب شيبة‪ ،‬عن أحد بن عبد اللك‪ ،‬عن أب الليح الرقي‪ ،‬عن زياد بن بيان به‪ ،‬وقال أبو‬

‫داود‪ :‬حدثنا ممد بن الث ن‪ ،‬حدث نا معاذ بن هشام‪ ،‬حدثن أ ب‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن صال بن الليل‪ ،‬عن‬

‫صاحب له عن أم سلمة زوج ال نب صلى ال عل يه و سلم عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬يكون‬

‫ف ع ند موت خلي فة فيخر جُ ر جل من أ هل الدي نة هاربا إل مكّ ة فيأت يه ناس من أ هل م كة‬


‫اختل ٌ‬

‫ف بم البيدا ُء بي‬
‫فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه ب ي الركن والقام ويبعث إليه َبعْ ثٌ من الشام َفُتخْ سَ ُ‬

‫ف ب م البيدا ُء ب ي م ّك َة والدينةِ‪ ،‬فإذا رأى الناس‬


‫م كة والدينةِ والقام ويب عث إل يه بَعْث من الشام َفُتخْ سَ ُ‬

‫‪43‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ب فَيبْعَ ثُ‬
‫ذلك أتاه أبدال الشام وع صاِئبُ أ هل العراق فيبايعو نه‪ ،‬ث َينْ شأ ر جل من قر يش أخواله َكلْ ٌ‬

‫ليَْب ُة ل ن ل يش هد بي عه كلب‪ ،‬فيق سم الال ويعملَ ف‬


‫إلي هم بعثا َفيَ ْظهَرو نَ علي هم وذلك َبعْ ثُ كَل بٍ وا َ‬

‫الناس سنة نبيه ويلقى الِسلم برانه إل الرض‪ ،‬فيلبث سبع سني ث يتوف ويصلي عليه السلمون"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ ،‬قال هارون يعن ابن الغية‪ ،‬حدثنا عمر بن أب قيس‪ ،‬عن مطرف بن طريف‪ ،‬عن أب‬

‫ال سن‪ ،‬عن هلل بن عمرو سعت عليا يقول قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يرج ر جل من وراء‬

‫النهر يقال له الارث بن حران على مقدمة رجل يقال له منصور يوطىء أو يكن لل ممد كما مكنت‬

‫قريصش لرسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم وجبصت على كصل مؤمصن نصصرته أو قال إجابتصه"‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا حرملة بن يي الصري وإبراهيم بن سعيد الوهري قال‪ :‬حدثنا أبو صال عبد‬

‫الغفار بن داود الرا ن‪ ،‬حدث نا ا بن لي عة عن أ ب زر عة عن عمرو بن جابر الضر مي عن ع بد ال بن‬

‫الارث بن جزء الزبيدي قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يرج ناس من الشرق فيوطئون‬

‫للمهدي يعن سلطانه"‪.‬‬

‫إِخبار الرسول عليه السلم ببعض ما سيلقي آل بيته الكرام من متاعب وأهوال‬

‫‪44‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا عثمان بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا معاوية بن هشام‪ ،‬حدثنا علي بن صال‪ ،‬عن يزيد بن‬
‫أب زياد‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن علقمة‪ ،‬عن عبد ال قال‪ :‬بينما نن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫اغْ َروْرَقت عيناه وتغي لونه قال‪ :‬فقلت ما نزال نرى ف وجهك شيئا نكرهه فقال‪" :‬إنا أه ُل بيت اختار‬
‫ال لنا الخرةَ على الدنيا وإن بيت سَيل َقوْن بعدي بلء وتشريدا وتطريدا حت يأت قوم من ِقبَل الشرق‬
‫معهم رايات سود فيسألون البز فل ُيعْطَونَه فيقاتلون َفيُْنصَرون فُيعْ َط ْونَ ما َسأَلوا فل َي ْقبَلُونَهُ حت‬
‫يدفعوها إل رجل من أهل بيت فيملها قسطا كما مُِلَئتْ َجوْرا‪ ،‬فمن أدرك ذلك منكم فليأتم ولوحبوا‬
‫على الثلج"‪.‬‬
‫ففي هذا السياق إشارة إل بن العباس كما تقدم التنبيه على ذلك عند ذكر ابتداء دولتهم ف سنة اثنتي‬
‫وثلثي ومائة‪ ،‬وفيه دللة على أن الهدي يكون بعد دولة بن العباس وأنه يكون من أهل البيت من ذرية‬
‫فاطمة بنت الرسول صلى ال عليه وسلم ث من ولد السن والسي‪ ،‬كما تقدم النص على ذلك ف‬
‫الديث الروي عن علي بن أب طالب وال تعال أعلم‪ .‬وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا ممد بن يي وأحد بن‬
‫يوسف قال‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن خالد الزاعي أب قلبة عن أب أساء الرحب عن‬
‫ثوبان قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ُ" :‬ي ْقتَلُ عند كنْزِكمِ ثلثةُ كّلهُم ابن خليف ٍة ل يصي إل‬
‫واحد منهم ث تَطُْلعُ الراياتُ السود من ِقبَل الشرق فيقاتلونكم قتالً ل يقاتله قوم‪ ،‬ث ذكر شيئا ل‬
‫أحفظه قال فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة ال الهدي"‪.‬‬
‫تفرّد به ابن ماجه‪ ،‬وهذا إسناد قوي صحيح‪ ،‬والظاهر أن الراد بالكن الذكور ف هذا السياق كن‬
‫الكعبة يقتل عنده ليأخذه ثلثة من أولد اللفاء حت يكون آخر الزمان فيخرج الهدي ويكون ظهوره‬
‫من بلد الشرق ل من سرداب سامراء كما تزعمه جهلة الرافضة من أنه موجود فيه الن وهم ينتظرون‬
‫خروجه ف آخر الزمان‪ ،‬فإن هذا نوع من الذيان وقسط كثي من الذلن وهوس شديد من الشيطان إذ‬
‫ل دليل عليه ول برهان ل من كتاب ول من سنة ول من معقول صحيح ول استحسان‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا رشيد بن سعد‪ ،‬عن يونس بن شهاب الزهري‪ ،‬عن قبيصة بن ذؤيب‪،‬‬
‫عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يرج من خراسانَ راياتُ سود فل يردها‬
‫شيء حتّى ُتنْصبُ بإيلياء"‪.‬‬
‫هذا حديث غريب وهذه الرايات السود ليست هي الت أقبل با أبو مسلم الراسان فاستلهب با دولة‬

‫‪45‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بن أمية ف سنة اثنتي وثلثي ومائة‪ ،‬بل رايات سود أخر تأت بصحبة الهدي وهو ممد بن عبد ال‬
‫العلوي الفاطمي السن رضي ال عنه يصلحه ال ف ليلة أي يتوب عليه ويوفقه ويفهمه ويرشده بعد إن‬
‫ل يكن كذلك‪ ،‬ويؤيده بناس من أهل الشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه ويشدون أركانه وتكون راياتم‬
‫سوداء أيضا وهو زي عليه الوقار لن راية رسول ال صلى ال عليه وسلم كانت سوداء يقال لا‬
‫العقاب‪ ،‬وقد ركزها خالد بن الوليد على الثنية الت هي شرقي دمشق حي أقبل من العراق فعرفت الثنية‬
‫با فهي الن يقال لا ثنية العقاب‪ ،‬وقد كانت عذابا على الكفرة من نصارى الروم والعرب ووطدت‬
‫حسن العاقبة لعباد ال الؤمني من الهاجرين والنصار ولن كان معهم وبعدهم إل يوم الدين ول‬
‫المد‪ ،‬وكذلك دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الفتح إل مكة وعلى رأسه الغفر وكان أسود‬
‫وف رواية كان متعمما بعمامة سوداء فوق البيضة صلوات ال وسلمه عليه‪ ،‬والقصود أن الهدي‬
‫المدوح الوعود بوجوده ف آخر الزمان يكون أصل خروجه وظهوره من ناحية الشرق ويبايع له عند‬
‫البيت كما دل على ذلك نص الديث‪ ،‬وقد أفردت ف ذكر الهدي جزءا على حدة ول المد‪.‬‬
‫وقال ابن ماجه أيضا‪ :‬حدثنا نصر بن علي الهضمي‪ ،‬حدثنا ممد بن مروان العقيلي‪ ،‬حدثنا عمارة بن‬
‫أب حفصة‪ ،‬عن زيد العمي‪ ،‬عن أب الصديق الناجي‪ ،‬عن أب سعيد الدري أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬يكون ف أمت الهدي إن قصر فسبع وإلّ فتسع تنعم فيها أمت نعمة ل يسمعوا بثلها قط‬
‫تؤت الرض أكلها ول يدخر منها شيء والال يومئذ كروس يقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطن فيقول‬
‫خذ"‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا ممد بن يسار‪ ،‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة سعت زيدا العمي‪ ،‬سعت‬

‫أبا الصديق الناجي يدث عن أب سعيد الدري قال‪ :‬خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا نب ال‬

‫صلى ال عليه و سلم فقال‪" :‬إن ف أمت الهدي يرج يعيش خسا أو سبعا أو تسعا ييء إليه الرجل‬

‫فيقول يا مهدي أعطن قال فيحثي له ف ثوبه ما استطاع أن يملها"‪ .‬هذا حديث حسن‪ ،‬وقد روي من‬

‫‪46‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫غي وجه عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأبو الصديق الناجي اسه بكر بن عمرو‪ ،‬ويقال بكر بن قيس‪،‬‬

‫وهذا يدل على أن أ كب مد ته ت سع وأقل ها خ س أو سبع‪ ،‬ولعله هو اللي فة الذي ي ثي الال حثيا وال‬

‫تعال أعلم‪ .‬وفص زمانصه تكون الثمار كثية والزروع غزيرة والال وافرا والسصلطان قاهرا والديصن قائما‬

‫والعدو راغما وال ي ف أيا مه دائما‪ ،‬وقال الِمام أح د‪ :‬حدث نا خلف بن الول يد‪ ،‬حدث نا عباد بن عباد‪،‬‬

‫وحدثنا خالد بن سعيد‪ ،‬عن أب الوداك‪ ،‬عن أب سعيد‪ :‬قال رجل وال ما يأت علينا أمي إل وهو شر من‬

‫الاضي‪ ،‬قال أبو سعيد فقلت‪ :‬لول شيء سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم لقلت مثل ما يقول‬

‫سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬إن من أمرائ كم أميا ي ثو الال حثوا ول يعده يأت يه‬

‫الرجل فيسأله فيقول خذ فيبسط ثوبه فيحثو فيه وبسط رسول اللّه صلى ال عليه وسلم ملحفة غليظة‬

‫كانصصت عليصصه يكصصى صصصنع الرجصصل ثصص جعصص عليصصه أكتافهصصا قال فيأخذه ثصص ينطلق"‪.‬‬

‫تفرّد به أحد من هذا الوجه‪ ،‬وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا هدبة بن عبد الوهاب‪ ،‬حدثنا سعد بن عبد ال‬

‫الن يد‪ ،‬عن جع فر‪ ،‬عن علي بن زياد اليما ن‪ ،‬عن عكر مة بن عمار‪ ،‬عن إ سحاق بن ع بد ال بن أ ب‬

‫طل حة‪ ،‬عن أ نس بن مالك قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬ن ن ولد ع بد الطلب‬

‫‪47‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سادة أهل النة أنا وحزة وعلي وجعفر والسن والسي والهدي" قال شيخنا أبو الجاج الزي‪ :‬كذا‬

‫و قع ف سنن ا بن ما جه‪ .‬ف هذا الِ سناد علي بن زياد اليما ن‪ ،‬والصواب ع بد ال بن زياد ال سحيمي‪.‬‬

‫قلت وكذا أورده البخاري ف التاريخ‪ ،‬وابن حات ف الرح والتعديل وهو رجل مهول وهذا الديث‬

‫منكر‪ ،‬فأما الديث الذي رواه ابن ماجه ف سننه حيث قال رحه ال‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪،‬‬

‫حدثنا ممد بن إدريس الشافعي‪ ،‬حدثن ممد بن خالد الندي‪ ،‬عن أبان بن صال‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن‬

‫أ نس بن مالك أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ل يزداد ال مر إل شدة‪ ،‬ول الدن يا إل إدبارا‪،‬‬

‫ول الناس إل شحا‪ ،‬ول تقوم السصاعة إل على شرار الناس‪ ،‬ومصا الهدي إل عيسصى ابصن مريص"‪ ،‬فإنصه‬

‫حديث مشهور بحمد بن خالد الندي الصنعان الؤذن شيخ الشافعي‪ ،‬وقد روى عنه غي واحد أيضا‬

‫وليس هو بجهول كما زعمه الاكم‪ ،‬بل قد روى عن ابن معي أنه وثقه‪ ،‬ولكن من الرواة من حدث‬

‫به عنه أبان عن أب عياش عن السن البصري مرسلً‪ ،‬وذكر شيخنا ف التهذيب عن بعضهم أنه رأى‬

‫الشافعي ف النام وهو يقول‪ :‬كذب عليّ يونس بن عبد العلى الصدف ويونس من الثقات ل يطعن فيه‬

‫بجرد منام‪ ،‬وهذا الديث فيما يظهر بادىء الرأي مالف للدحاديث الت أوردناها ف إثبات أن الهدي‬

‫‪48‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫غي عيسى ابن مري‪ ،‬أما قبل نزوله فظاهر وال أعلم‪ ،‬وأما بعده فعند التأمل ل منافاة بل يكون الراد من‬

‫ذلك أن يكون الهدي حق الهدي هو عيسى ابن مري ول ينفي ذلك أن يكون غيه مهديا أيضا‪ ،‬واللّه‬

‫أعلم‪.‬‬

‫ذكر أَنواع من الفت وقعت وستكثر وتتفاقم ف آخر الزمان‬

‫إذا كثر الفسدون هلك الميع وإن كان فيهم الصالون‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا مالك بن إساعيل‪ ،‬حدثنا ابن عيينة أنه سع الزهري يروي عن عروة عن زينب‬
‫بنت أم سلمة‪ ،‬عن أم حبيبة‪ ،‬عن زينب بنت جحش أنا قالت استيقظ النب صلى ال عليه وسلم من‬
‫النوم ممرا وهو يقول‪" :‬ل إلهَ إِل اللّ ُه ويْلُ للعرب من شر قد اقترب ُفتِ َح اليومَ من ردم يأجوجَ ومأجوجَ‬
‫ك وفينا الصالون? قال‪َ :‬نعَم إِذا كثر الَبَث"‪.‬‬
‫ِمثْل هذه وعقد تِسعي أو مائة قيل? أو َنهْلِ ُ‬
‫وهكذا رواه م سلم‪ ،‬عن عمرو النا قد‪ ،‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬وقال‪ :‬ع قد سفيان بيده عشرة‪ ،‬وكذلك‬

‫رواه عن حرملة‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن يونس الزهري به‪ .‬وقال‪ :‬وحلق بإصبعيه الِبام والت تليها‪ ،‬ث رواه‬

‫عن أ ب ب كر‪ ،‬عن ا بن أ ب شع بة و سعيد بن عمرو وز هر بن حرب وا بن أ ب ع مر‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن‬

‫الزهري‪ ،‬عصن عروة‪ ،‬عصن زينصب‪ ،‬عصن حبيبصة‪ ،‬عصن أم حبيبصة‪ ،‬عصن زينصب فاجتمصع فيصه تابعيان وزينبان‬

‫وزوجتان أربصصصصصصصع صصصصصصصصحابيات رضصصصصصصصي ال عنهصصصصصصصن‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ،‬حدثنا وهيب‪ ،‬حدثنا ابن طاوس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬

‫عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ف تح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج م ثل هذه وع قد وه يب به‬

‫ت سعي"‪ .‬وروى البخاري من حد يث الزهري‪ ،‬عن ه ند ب نت الارث الفرا سية أن أم سلمة زوج ال نب‬

‫صلى ال عليه وسلم قالت استيقظ النب صلى ال عليه وسلم فزعا يقول‪" :‬سبحانَ اللّ هِ ماذا أنزِل الليلةَ‬

‫من الزائن? وماذا أَنزل ال من الفت? من يوقظ صواحِبَ الجرات ِلكَ ْي يُصَلّيَ? رُبّ كاسيةٍ ف الدنيا‬

‫عاريةٌ ف الخرة"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل تغلغل الفت ف الوساط الِسلمية‬

‫ث روى البخاري ومسلم من حديث الزهري‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن أسامة بن زيد قال‪ :‬أشرف النب صلى‬

‫ال عليه وسلم على أطم من أطام الدينة فقال‪" :‬هَلْ ترون ما أرى? قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فإن لرى ال ِفتَنَ تقع‬

‫صصصصصصصصصصر"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصع الطَص‬
‫خِل َل بيوتكصصصصصصصصصصصم َكوَقْص‬

‫وروي من حد يث الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬يتقار بُ‬

‫الزما ُن ويَْنقُ صُ العلم َوَيبْقَى الشحّ وتظ هر الفتُ ويك ثر ال ْر جُ‪ .‬قالوا يا ر سول ال إِي ا هو? قال‪ :‬القتلُ‬

‫‪50‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫القتلُ"‪.‬‬

‫ورواه أيضا عن الزهري‪ ،‬عن حيد‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬ث رواه من حديث العمش‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن عبد‬

‫ال بن مسعود وأب موسى‪.‬‬

‫كل زمن يضي هو خي من الذي يليه‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن يوسف‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن الزبي‪ ،‬عن عدي قال‪ :‬أتينا أنس بن مالك‬

‫فشكونا إليه ما نلقى من الَجّاج‪ ،‬فقال‪" :‬اصبوا فإنه ل يأ ت على الناس زمان إل الذي بعده شر منه‬

‫حت تلقوا ربكم سعت هذا من نبيكم صلى ال عليه وسلم"‪ .‬وروي عن الترمذي من حديث الثوري‬

‫فقال حسن صحيح‪ ،‬وهذا الديث يعب عنه العوام فيما يوردونه بلفظ آخر كل عام ترذلون‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل ما سيكون من فت شديدة تقتضي الذر منا والبعد عنها‬

‫وروى البخاري ومسلم من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد بن السيب‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة قال‪:‬‬

‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ " :‬ستكونُ ف ت القاع ُد في ها خ ي من القائِم‪ ،‬والقائ ُم في ها خيٌ من‬

‫‪51‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ستَشْرِفْه فمن وجد فيها مَلْجأ أو َمعَاذا فَ ْلَيعُدْ به"‪.‬‬


‫ف لا تَ ْ‬
‫الاشي‪ ،‬والاشي فيها خيٌ من الساعي مَ ْن يُشْر ْ‬

‫ولسلم عن أب بكرة نوه بالبسط منه‪.‬‬

‫رفع المانة من القلوب‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن كثي‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن زيد بن وهب‪ ،‬حدثنا حذيفة‬

‫قال‪ :‬حدث نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم حديث ي رأ يت أحده ا وأ نا أنت ظر ال خر حدث نا قال‪" :‬إن‬

‫المانة نزلت ف جذور قلوب الرجال ث نزل القرآن فعلموا من القرآن ث علموا من ال سّنة وحدثنا عن‬

‫ض الما نة من قل به فيظَلُ أَثرُ ها مِثلَ َأثَ ِر الْوكْ تِ"‪ ،‬ث ينام النو مة‬
‫رفع ها قال‪" :‬ينام الر جل الّنوْ َم َة فُتقْبَ ُ‬

‫فتقبض فيبقى أثرها مثل أثر الجْل كَجَ ْمرٍ َدحْ َر ْجتَهُ على رجلكَ فَنفَطَ‪َ ،‬فتَرَاهُ ُمْنتَبِرا ليس فيه شيءُ فيصبح‬

‫ل أمينا‪ ،‬ويقال للر جل ما َأ ْعقَل هُ‬


‫الناس فيتبايعون ول يكاد أ حد يُؤذي المانةَ‪ ،‬فيقال إن ف ب ن فلن ر َج ً‬

‫ومَا َأظْرَفَة و ما أَجَْلدَ هُ و ما ف قل به مثقالُ حبةِ خَ ْردَلَ من إِيا نِ‪ ،‬ول قد أَ تى عليّ زمان ومَا أبال َأيّ كم‬

‫بَايَعْتُ‪ ،‬فإِن كان مسلما رده عليّ الِسْلمُ‪ ،‬وإِن كان نصرانيا أَو يهوديا رده عليّ سَاعِيهِ‪ ،‬وَأمّا اليَومَ فما‬

‫‪52‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫كنصصصصصصصصصصصصصصصصت أَبايعصصصصصصصصصصصصصصصصُ إِ ّل فلنا وفلنا"‪.‬‬

‫ورواه مسلم من حديث العمش به‪ ،‬ورواه البخاري من حديث الزهري عن سال عن أبيه‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن الفتنة ستظهر من جهة الشرق‬

‫ومن حديث الليث‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قام إل جنب النب وهو‬
‫مستقبل الشرق فقال‪" :‬أل ِإ ّن الفتنةَ هاهنا من حيث يَطلع ق ْر ُن الشيطانِ أَو قال قَ ْرنُ الشمس"‪.‬‬
‫ورواه مسصلم مصن حديصث الزهري وغيه‪ ،‬عصن سصال بصه‪ ،‬ورواه أحدص مصن طريصق عبصد ال بصن دينار‪،‬‬

‫والطبان من رواية عطية كلها عن عبد ال‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن الفساد سيكثر حت ليغبط الحياء الموات‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ،‬حدثن مالك‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬سعت‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬ل تقو مُ ال ساعة ح ت ي ر الرج ُل ِب َقبْر الر جل َفَيقُولَ يا ليت ن‬

‫مكانَه"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل عودة الصنمية قبل قيام الساعة إل بعض أحياء العرب‬

‫‪53‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬حدثنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ .‬أ خبن سعيد بن السيب أنا أبا هريرة‬

‫قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬ل تقوم ال ساعةُ ح ت تَضْ َطرِ بَ أَليَا تُ ن ساءَ َدوْ سٍ‬

‫على ذي الََلصَة‪ ،‬وذو اللصَة طاغيةُ َدوْس الذي كانوا يعبدون ف الاهلية"‪.‬‬

‫إخبار الرسول عليه السلم با ستتفجر عنه الرض العربية من ثروات هائلة وما سيكون لذه‬

‫الثروات من إثارة الشقاق وأسباب الناع والقتال بي الناس‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد ال بن سعيد الكندي‪ ،‬عن عقبة بن خالد‪ ،‬حدثنا عبيد ال عن حبيب بن‬

‫ع بد الرح ن‪ ،‬عن جده ح فص بن عا صم‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬

‫ص أَن يَحْسصِر عصن كنص مصن ذهصب فمصن حَضَصر َفل يأخُ ْذ منصه شيئا"‪.‬‬
‫"يُوشِصك الفرات ُ‬

‫قال عقبة‪ :‬وحدثنا عبد ال‪ :‬حدثنا أبو الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‬

‫صرُعن جَبَصصصصصل مصصصصصن ذَهَصصصصصب"‪.‬‬


‫مثله إل أنصصصصصه قال‪" :‬يَحْسصصصص ِ‬

‫وكذلك رواه م سلم من حد يث عق بة بن خالد من الوجه ي‪ ،‬ث رواه عن قتي بة‪ ،‬عن يعقوب بن ع بد‬

‫الرحن‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أ ب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة‬

‫‪54‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫س َع ٌة وتسعون ويقول كلّ‬


‫حت يَحْ سِرَ الفرا تُ عن جبل من ذهب َيقْتتِل النا سُ عَلَيه َفُي ْقتَلُ مِ نْ كُ ّل مائة تِ ْ‬

‫رجصصصصصصصل منهصصصصصصصم لعلي أَكون أَنصصصصصصصا الّذِي َأنْجُصصصصصصصو"‪.‬‬

‫ث روى من حديث عبد ال بن الارث بن نوفل قال‪ :‬كنت واقفا مع أب بن كعب ف ظل أجم حسان‬

‫فقال‪ :‬ل يزالط الناس متلفة أعناقهم ف طلب الدنيا قلت أجل قال‪ :‬إن سعت رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم يقول‪" :‬يُوشِك الفرات أَن يَحْ سِرَ عن جَ بل من ذه بِ فإِذا ا سَع به النا سُ سَاروا إليه فيقول مَ نْ‬

‫الناسص يأخذون منصه َليُ ْذ َهبَنّ بصه كلّه‪ ،‬قال َفَيقْتَتلون عليصه فَيقْتَل مِن كُ ّل ماَئةٍ تسصعةٌ‬
‫َ‬ ‫ِنص تَرَكْنَا‬
‫عِنْدَه َلئ ْ‬

‫وَتسعون"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل ظهور كثي من الدجالي قبل قيام الساعة وإل مفاجأة الساعة للناس وهم عنها‬

‫لهون غافلون‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا أبواليمان‪ ،‬أخبنا شعيب‪ ،‬حدثنا أبو الزناد‪ ،‬عن عبد الرحن‪ ،‬عن أب هريرة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حت تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة‬
‫عظيمة َد ْعوَاهَا واحدة‪ ،‬وحت ُيْبعَث دجالون كذابون قريب من ثلثي ك ّل يَزْعم أنه رسول ال صلى‬
‫ج وهو اْل َقتْلُ‪،‬‬‫ت ويكْث ُر اْلهَ ْر ُ‬
‫ال عليه وسلم وحت ُيقْبَض العل ُم وتَكْثرَ الزلز ُل وَيَتقَارَبَ الزمانُ وتَ ْظهَرَ الف ُ‬
‫وحت يَكثر فيكم الالُ حت يهِمّ رب الال من َي ْقبَل صَدََقتَة وحت َيعْرضَه فيقول الذي َيعْرضة عليه ل‬

‫‪55‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أَرَب ل به‪ ،‬وحت َيتَطَاوَ َل الناسُ ف البنيانِ‪ ،‬وحت ير الرجل بقب الرجل فيقول يا ليتن مكانَه‪ ،‬وحت‬
‫ي ل ينفع نفسا إيانا ل تكن‬ ‫س مِن َمغْرِبا فِإذَا طلعت ورآها الناس آمنوا أجعون‪ ،‬ولكن ح َ‬ ‫تطلعُ الشم ُ‬
‫آمنت من قبل أَوكسبت ف إيانا خيا‪ ،‬ولتَقومن الساعة وقد نَشَر الرجل ِن ثَوبمَا بينهما َفلَ يََتبَاَيعَانِه‬
‫حتِه فل يَطْعمهُ‪ ،‬ولتقومَن الساعة وهو يليطُ‬ ‫ول يَطْويَانِه‪ ،‬ولتقَومنّ الساعة وقد انصرف الرجل بلب ِلقْ َ‬
‫سقِ َي فيه‪ ،‬ولتَقُومَنّ السّاعَة وقد رفع أَكَْلتَهُ إل فِيه فل يَ ْطعَمُها"‪.‬‬
‫َحوْضَه فل يَ ْ‬
‫وقال م سلم‪ :‬حدث ن حرملة بن التج يب‪ ،‬أخب نا ا بن و هب‪ ،‬أخب نا ا بن يو نس عن ا بن شهاب أن أ با‬

‫إدريس الولن قال‪ :‬قال حذيفة بن اليمان‪ :‬وال إن لعلم الناس بكل فتنة كائنة فيما بين وبي الساعة‬

‫وما ب أن ل يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم أسرّ َل ف ذلك شيئا ل يدثه غيي‪ ،‬ولكن رسول‬

‫ال صلى ال عليه و سلم قال وهو يدث مل سا أنا فيه عن الف ت فقال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم وهو يعد الف ت من هن ثلث ل يكدن يذرن شيئا‪ ،‬ومنهن ف ت كرياج الصيف منها صغار ومنها‬

‫كبار‪ ،‬فقال حذيفة فذهب أولئك الرهط كلهم غيي‪ ،‬وروى مسلم من حديث نفي‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن‬

‫أبيه‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬منعت العراق درهها وقفيزها‪ ،‬ومنعت‬

‫الشام مديها‪ ،‬ودينارها‪ ،‬ومنعت مصر إردبا‪ ،‬ودينارها وعدت من حيث بدأت وعدت من حيث بدأت‬

‫وعدتصصص مصصصن حيصصصث بدأتصصص شهصصصد ذلك لمصصص أبصصص هريرة ودمصصصه"‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ،‬حدثنا الريري‪ ،‬عن أب نصرة قال‪ :‬كنا عند جابر فقال‪ :‬يوشك أهل‬

‫‪56‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫العراق أن ل ي يء إلي هم دينار ول مدى‪ ،‬قل نا من أ ين ذاك? قال‪ :‬من ق بل الروم ينعون ذلك‪ :‬قال‪ :‬ث‬

‫سكت هنيهة ث قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يكون ف آخر أمت خليفة يثو الال حثوا ل‬

‫يعده عدا"‪ ،‬قال الريري فقلت لب نصرة وأب العلء كأنه عمر بن عبد العزيز? فقال‪ :‬ل‪ .‬رواه مسلم‬

‫مصصصصصصصصصصصصصصصصن حديصصصصصصصصصصصصصصصصث الريري بنحوه‪.‬‬

‫وقال الِمام أح د حدث نا أ بو عا مر‪ ،‬حدث نا أفلح بن سعيد الن صاري ش يخ من أ هل قباء من الن صار‪،‬‬

‫حدث ن ع بد ال بن را فع مول أم سلمة قال‪ :‬سعت أ با هريرة يقول سعت ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫و سلم يقول‪" :‬إِ ْن طالت ب كم م ّدٌة أوْشَ كَ أن تُ ْدنِ يَ َقوْما يَغدُو نَ ف سَخَطِ اللّ هِ ويَرُوحون ف الفتنة ف‬

‫أيديهصصصصصصصصصصصم مثصصصصصصصصصصصل أذناب البقصصصصصصصصصصصر"‪.‬‬

‫وأخرجه مسلم‪ ،‬عن ممد بن عبد ال بن عي‪ ،‬عن زيد بن الباب‪ ،‬عن أفلح ابن سعيد به‪:‬‬

‫إشارة نبوية إل ما سيكون من ظهور صنفي من أهل النار والعياذ باللّه رب العالي‬

‫ث روي‪ ،‬عن زهر بن حرب‪ ،‬عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫ب البَقَ ِر يضربون ب ا الناس ون ساءُ‬


‫صْنفَانِ مِن أ هل النار ل أ َرهُ ما َبعْ ُد قو مٌ َمعَهُم ِسيَاطٌ كأ ْذنَا ِ‬
‫و سلم‪ِ " :‬‬

‫‪57‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جدْ نَ ريهَا‬
‫لّنةَ ول يَ ِ‬
‫ت رؤو ُسهُنّ كَأ ْسنِ َم ِة الْبخْت الائل ِة ل يَدْخلْ نَ ا َ‬
‫ت مُمِيل ٌ‬
‫ت مَائِل ٌ‬
‫كَا ِسيَات عاريَا ٌ‬

‫وإن ريها لتوجدُ من مسيةِ كذا وكذا"‪.‬‬

‫بعض مبرات ترك المر بالعروف والنهي عن النكر‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا زيد بن يي الدمشقي‪ ،‬حدثنا أبو سعيد‪ ،‬حدثنا أبو مكحول عن أنس بن مالك‬

‫قال‪ :‬قيل يا رسول ال مت ندع الئتمار بالعروف والنهي عن النكر? قال‪" :‬إذا ظهر فيكم ِمثْلُ ما ظهر‬

‫واللكص فص صصغاركم"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فص بنص إِسصرائيل? إِذا كانصت الفاحشصة فص كباركصم والعلم فص أَراذِلكصم‬

‫رواه ا بن ماجه‪ ،‬عن العباس بن الوليد‪ ،‬عن زيد بن يي بن عبيد‪ ،‬عن اليثم بن حيد‪ ،‬عن أ ب معبد‬

‫حفص بن عيلن مكحول‪ ،‬عن أنس فذكر نوه‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل ما سيكون من خروج الناس أفواجا من الدين‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا معاوية بن عمر‪ ،‬حدثنا أبو إسحاق‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬حدثنا أبو عمار‪ ،‬حدثن‬

‫جار جابر بن ع بد ال قال‪ :‬قدمت من سفر فجاءنا جابر ليسلم عليّ فجعلت أحدثه عن افتراق الناس‬

‫‪58‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وما أحدثوا فجعل جابر يبكي ث قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ِ" :‬إنّ الناسَ دخلوا ف‬

‫دين ال أَفواجا وسيخرجون منه أَفْواجا"‪.‬‬

‫إِخبار الرسول صلى ال عليه وسلم بنشوب فت مهلكة تعل القابض على دينه أثناءها كالقابض‬

‫على الجر‬

‫وقال الِمام أح د‪ :‬حدث نا ي ي بن إ سحاق‪ ،‬حدث نا ا بن لي عة‪ ،‬حدث نا أ بو يو نس عن أ ب هريرة‪ ،‬وقال‬

‫حسن حدثنا أبو ليعة‪ ،‬حدثنا أبو يونس عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ " :‬ويْلٌ‬

‫للعرب من شرٍ قد اقتر بَ ِفتَ نٌ َكقَطِ يع الل يل الظلم ي صبح الر جل مؤمنا وي سي كافرا يبيع قوم دينَ هم‬

‫صك يومئذ بدينه صِ كالقابِصض على الَمْصر أو قال على الشوْك"‪.‬‬


‫صل التمسص‬
‫صا قليص‬
‫صن الدنيص‬
‫بعَرَض مص‬

‫وقال حسن ف حديث تبط الشوك‪:‬‬

‫إشارة نبوية إل ما سيكون من تمع المم ضد السلمي استضعافا لم وطمعا فيهم‬

‫مع كثرة السلمي ووفرة عددهم حينئذ‬

‫‪59‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو جعفر الداين‪ ،‬حدثنا عبد الصمد بن حبيب الزدي‪ ،‬عن أبيه حبيب عبد‬

‫ال‪ ،‬عن سبيل‪ ،‬عن عوف‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول لثوبان‪:‬‬

‫"كيف أنت يا ثوبان إذا تداعت عليكم المم كما تداعى الكلة على قصعتها‪ .‬فقال بأب أنت وأمي يا‬

‫رسول ال أمن قلة بنا? قال‪ :‬ل بل أنتم يومئذ كثي ولكن يلقي ف قلوبكم الوهن‪ ،‬قال‪ :‬وما الوهن يا‬

‫رسول ال? قال‪ُ " :‬حبّكم الدنيا وكراهيَتُكم القتال"‪.‬‬

‫إشارة من الرسول صلى ال عليه وسلم إل أن فتنةً مهلكة ستحدث وإن النجاة منها ف البعد عنها‬

‫وتنب طريقها‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر عن رجل عن عمرو بن وابصة السدي عن أبيه‬

‫قال‪ :‬إن بالكوفة ف داري إذ سعت على باب الدار السلم عليكم إلّ فقلت عليكم السلم فل جّ‪ ،‬فلما‬

‫د خل فإذا هو ع بد ال بن م سعود‪ ،‬فقلت أ با ع بد الرح ن أ ية ساعة زيارة هذه? وذلك ف ن ر الظ هر‬

‫فقال‪ :‬طال عليّ النهار فذكرت من أتدث إليه قال فجعل يدثن عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫يقول‪" :‬تكون فتنةٌ النائ ُم فيها خيٌ من الضْطَجعَ‪ ،‬والضطج ُع فيها خَيٌ من القاعدة والقاع ُد فيها خ ٌي مِ نَ‬

‫‪60‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫لهَا كُلّها‬
‫الْقَائِم والقَائِم فيها خي من الاشي? والاشي خيٌ من الراكب‪ ،‬والراكب خَ ٌي مِ َن الساعي? َقتْ َ‬

‫ف النارِ‪ :‬قلتُ يا رسول ال ومَت ذلك? قال‪ :‬أيّام الَرْج حي َل يأمَنُ الرجلُ جَليسه‪ ،‬قال‪ :‬فما تَأمُرُن إِنْ‬

‫ك َويَدَ كَ وادخلُ دَارَك‪ .‬قال قلت يا ر سول ال أَرَايْ تَ إِ نْ دَ َخلَ رجُل‬


‫ف نف س َ‬
‫أدرك تُ ذلك‪ .‬قال اكفُ ْ‬

‫عَلَ يّ داري? قا َل فأ ْقفِ ْل بيتَ كَ‪ :‬قال افرَأيْ تَ إِن دخل على بي ت? قال فادخل مسجدَك وا صنع هكذا وق‬

‫فّ ل سانَك َويَدَك وكُ نْ حِلْ سا من أ ْحلَس َبْيتِ كَ‪ .‬قال يع ن واب صِه فل ما ق تل عثمان طَار قل ب مطَاره"‪.‬‬

‫فركبت حت أتيت دمشق فلقيت حذي بن فاتك السدي فحلف بال الذي ل إله إل هو لقد سعته من‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫إشارة من رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ضروب من الفت ستكون وإن النجاة منها من‬

‫اعتزال الجتمع‬

‫كما حدثنا ابن مسعود‪ ،‬وقال أبو داود حدثنا عثمان بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا وكيع عن عثمان السحام‪،‬‬
‫حدثن مسلم بن أب بكرة عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم "إنا ستكون فتنة الُضْطَجعْ‬
‫فيها خي من الالس والالسُ خي من القائم? والقائم خي من الاشي والاشي خي من الساعِي‪ .‬قال يا‬
‫رسول ال مَا تَأمُرُن? قَال‪ :‬من كانت له إِبلٌ ف ْليَ ْلحَ ْق بِإبِلِهِ‪ ،‬ومن كانت لَه َغنَمٌ فَ ْليَ ْلحَ ْق ِب َغنَمِهِ‪َ ،‬ومَنْ‬
‫ق عَلَى حَ ّدهَ‬ ‫كَانَتْ لَه أرض ف ْليَ ْلحَ ْق بِأرْضِهِ‪ .‬قال‪ :‬فمن لَم َيكُن له شيءُ من ذلك ف ْلَيعْمَدْ إِل َسيْفِهِ في ُد ّ‬

‫‪61‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ج ٍر ث ليَنْ ُج ما ا ْستَطَاعَ النّجَاءَ"‪.‬‬


‫بِحَ َ‬
‫وقد رواه مسلم من حديث عثمان السحام بنحوه‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا الفضل عن عياش عن بكي عن بشر بن سعيد عن حسي بن عبد الرحن‬
‫الشجعي أنه سع سعد بن أب وقاص يروي عن النب صلى ال عليه وسلم ف هذا لديث قال‪ :‬قلت يا‬
‫رسول ال أرأيت إن دخل على بيت وبسط يده ليقتلن? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬كُنْ‬
‫ل يدكَ"‪.‬‬
‫كَابْن آ َد َم وتل‪َ" :‬لئِ ْن بَسَ ْطتَ إِ ّ‬
‫انفرد به أبو داود من هذا الوجه‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا ليث بن سعد عن عياش بن عباس عن بكر بن عبد ال عن‬

‫بشر بن سعيد أن سعد بن أب وقاص "قال عند فتنة عثمان بن عفان أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬إِن ا ستكو ُن فتنةٌ القاع ُد في ها خيٌ من القائم والقائم خَيْر من الا شي والا شي خيٌ من ال ساعي‪.‬‬

‫قال‪ :‬أرَأيْتصصَ إِن دخصصل على بيتصص فبَسصصَطَ يده أي ليقتلنصص قال كُنصصْ كابصصن آدَم‪.‬‬

‫وهكذا رواه الترمذي عن قتيبة عن الليث عن عياش بن عباس القنيان عن بكي بن عبد ال بن الشج‬

‫عن بسرة بن سعيد الضرمي عن سعيد بن أب وقاص فذكره وقال هذا حديث حسن‪ ،‬ورواه بعضهم‬

‫ل يع ن ال سي‪ ،‬وق يل الل ب بن عبدِ الرح ن‪ ،‬ويقال ع بد الرح ن بن‬


‫عن الل يث فزاد ف الِ سناد رج ً‬

‫السي عن سعد‪ ،‬كما رواه أبو داود فيما تقدم آنفا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫نصح الرسول عليه السلم بتحمل الذى عند قيام الفت والبعد عن الشاركة ف الشر‬

‫ث قال أبو داود‪ :‬حدثنا مسدد‪ ،‬حدثنا عبد الوارث بن سعد‪ ،‬عن ممد بن حجارة‪ ،‬عن عبد الرحن بن‬

‫نزوان‪ ،‬عن هذ يل‪ ،‬عن أ ب مو سى الشعري قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إِنّ بَيْ َن يَدَي‬

‫ال سّا َعةِ ِفتَنا َكقَطِ يع الل يل الظلِ ًم ي صب ُح في ها مؤمنا ويُمْ سِي كافرا وي سي مؤمنا ويُ صْبحُ كافرا‪ :‬القاعدُ‬

‫صُوفَكُمْ‬
‫ُمص واضربُوا سُي‬
‫صكُمْ وَق ّطعُوا أ ْوتَارَك ْ‬
‫خيمصن القائم والاشصي فيهصا خ ٌي مصن السصاعي‪ ،‬فَكسصّروا قِسِّي‬

‫صصصَ"‪.‬‬
‫خيْ ِر ابْنِصصصي آدَمص‬
‫صصصْ كَ َ‬
‫صصصم فَ ْليَكنص‬
‫بِالجارة‪ ،‬فإِن دُخِلَ يَعْنِصصصي عَلَى أحَ ٍد منكص‬

‫ث قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أم حرام‪ ،‬حدثن أبو عمران الون عن عبد ال بن الصامت عن أب ذر قال‪:‬‬

‫ب النا سَ جو عٌ‬
‫ركب رسول ال صلى ال عليه وسلم وَأرْدََفنِي َخ ْلفَ هُ فقالَ‪" :‬يا أبا ذَ ّر أرأيْ تَ إِ نْ أ صَا َ‬

‫ف تَ صْنَعُ? قلت ال ور سولهُ أعْلَ مُ‪ .‬قال‪:‬‬


‫ستَطِيعُ م عه أ نْ تقو مَ مِن فِراشِك إِل م سجدك َكيْ َ‬
‫شَد يد َل تَ ْ‬

‫صبِر‪ ،‬قال يا أ با ذر‪ :‬أرأ يت إِن أ صاب الناس موت شديدٌ ك يف ت صنع قلت ال ور سوله أعلم‪ .‬قال‪:‬‬
‫ا ْ‬

‫س بَعضُهم بعْضا يعن حت َتغْرِقَ حجار ُه اْلبَيْتِ من الدماءِ كيف‬


‫صبِرْ‪ .‬قال يا أَبا ذر‪ :‬أرأيت إِن َقتَ َل النا ُ‬
‫ا ْ‬

‫ك بَابَ كَ‪ .‬قال‪ :‬فإِن ل أتْرَ كْ أفأ ُخذُ ِسلَحي?‬


‫تصنع قال ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬ا ْقعُدْ ف َبيْتِ كَ وأغلِ ْق عََليْ َ‬

‫‪63‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سيْفِ فالْق طَرَ فَ رِدَائِ كَ عَلَى‬


‫ك ُشعَا عُ ال ّ‬
‫قال‪ :‬إِذا تُشَار ُكهُم فيما هم فِيه‪ ،‬ولكن إِن خشيت أن ُي َروّعَ َ‬

‫وَ ْجهِكصصصصصصصصَ كَيصصصصصصصصْ َيبْوءُ بإثهصصصصصصصص وإِثكصصصصصصصص"‪.‬‬

‫هكذا رواه الِمام أحد‪ ،‬وقد رواه أبو داود عن مسدد وابن ماجه وعن أحد بن عبدة كلها عن حاد‬

‫بن زيد عن أب عمران الون عن الشعث بن طريف عن عبد ال بن الصامت عن أب ذر بنحوه‪ ،‬ث قال‬

‫أبو داود‪ :‬ول يذكر الشعث ف هذا الديث غي حاد بن زيد‪ ،‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ممد بن يي بن‬

‫فارس‪ ،‬حدث نا عفان بن م سلم‪ ،‬حدث نا ع بد الوا حد بن زياد‪ ،‬حدث نا عا صم الحول عن أ ب لبي بة قال‪:‬‬

‫سعت أ با مو سى يقول قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إِن ب ي أيدِي كم فتنا كق طع الل يل‬

‫يُصبحُ الرجل فيها مؤمنا ويُمْسي كافرا ويسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعدُ فيها خيٌ من القائم والقائم‬

‫س ُبيُوتكم"‪.‬‬
‫خيٌ من الاشي والاشِي خي من السّاعِي قال فما تَأمُرُنا? قال‪ :‬كانوا أَ ْحلَ َ‬

‫إشارة الرسول عليه السلم إل ما سيكون من ردة بعض السلمي إل الصنمية‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا حاد بن زيد عن أيوب عن أب قلبة عن أب أساء‬

‫‪64‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن ثوبان قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ِ" :‬إنّ الّ َزوَى ل الر ضَ فرأَي تُ مشارقهَا ومَغا ِربَها‬

‫ك أمّتِي سيبلغ ما ُزوِي ِمنْهَا‪ ،‬وِإنّ ي أعْطِي تُ الكنَ ين الحْ َم َر والَبي ضَ‪ ،‬وإِ ن سأَلتُ ر ب أَن ل‬
‫وإِن مُل َ‬

‫ضتَهُمْ‪ ،‬وإنّ رَب عَ ّز وَجَلّ قال يَا‬


‫سهِمْ َفيَسَتبِيح َبْي َ‬
‫ط عليهم عدوّا مِنْ ِسوَى َأْنفُ ِ‬
‫سَنةٍ بِعَا َم ٍة ولَ يُسَلّ َ‬
‫ُيهَْلكُوا بِ َ‬

‫ط عليه مْ‬
‫ممدُ إِن إِذا قضي تُ قِضاءَ فِإنّه ل يُرَد‪ ،‬وإِن أعْ َطيْتُ كَ لمتك أ نْ لَ َأهِْل َكهُم بِسنة عَامة ول أ سَلّ َ‬

‫ضَتهُمْ ولو ا ْجتَمَ َع عََليْه ْم مَ ْن َبيْ نَ أَقطَا ِرهَا‪ ،‬أَو قال مَ ْن ِبأَقْطَا ِرهَا َحتّى‬
‫عدوا من ِسوَى أنفسِهم َفيَستبي َح َبيْ َ‬

‫ضهُ ْم َبعْضا‪ ،‬وِإنّما أَخَاف عَلى أمتِي الئمة ا ُلضِلّيَ‪ ،‬وإِذا وُضِ عَ ف‬
‫سبِي َبعْ ُ‬
‫ك َبعْضا ويَ ْ‬
‫ضهُ ْم ُيهْلِ ُ‬
‫يَكُو نَ َب ْع ُ‬

‫أمت السيفُ لَم يًرْفَ عْ عنهم إِل يَوم القيامة ول تقوم الساعة حت َتلْحَ قَ قبائلُ من أمت بالشركي وحت‬

‫َتعْبُد قبائل من أمت الوثان‪ ،‬وإِنه سيكون ف أمت كذابون ثلثون كلّ يزع ُم أنّه َنبِي وأَنا خاتُ الّنِبيّيَ ل‬

‫َنبِ ّي َبعْدِي‪ ،‬ول َتزَال طائ فة من أم ت ظاهر ين على الَق ل يضر هم من خالف هم ح ت يا ت أ مر ال عَزّ‬

‫وَجَلّ"‪.‬‬

‫رواه مسلم وأ بو داود والترمذي وا بن ماجه من طرق عن أ ب قلبة عبد ال بن زيد الرمي‪ ،‬عن أب‬

‫أساء عمرو بن مزيد‪ ،‬عن ثوبان بن ممد بنحوه‪ ،‬وقال الترمذي حسن صحيح‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فتنة الحلس‪:‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا هارون بن عبد ال‪ ،‬حدثنا أبو داود‪ ،‬حدثنا يي بن عثمان بن سعيد المصي‪،‬‬
‫حدثنا أبو الغية‪ ،‬حدثن عبد ال بن سال‪ ،‬حدثن العلء بن عتبة عن عمر بن هانء العنسي سعت عبد‬
‫ال بن عمر يقول‪" :‬كنا قعودا عند رسول ال فذكر الفت فأكثر ف ذكرها حت ذكر فتنة الحلس‬
‫فقال قائل يا رسول ال وما فتنة الحلس? قال هي حرب وهرب‪ ،‬ث فتنة السراء دخلها أو دخنها من‬
‫تت قدمي رجل من أهل بيت يزعم أنه ابن وليس من إنا أوليائي التقون‪ ،‬ث يصطلح الناس على رجل‬
‫كورك على ضلع‪ ،‬ثٍ فتنة الدهيماء ل تدع أحدا من هذه المة إل لطمته حت إذا قيل انقضت عادت‬
‫يصبح الرجل فيها مؤمنا ويسي كافرا حت يصي الناس إل فسطاطي فسطاط إيان ل نفاق فيه‬
‫وفسطاط نفاق ل إيان فيه‪ ،‬فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده"‪ .‬وتفرد به أبو داود‪،‬‬
‫وقد رواه أحد ف مسنده عن أب الغية بثله‪.‬‬
‫وقال أبوداود‪ :‬حدثنا القعنب‪ ،‬حدثنا عبد العزيز يعن ابن أب حازم عن أبيه عن عمارة بن عمرو عن عبد‬
‫س فيه غَ ْربََلةً‬
‫ف بِكم وَ َزمَانٌ َأ ْوشَكَ أَ ْن يأتِي يُغَ ْربَ ُل النا ُ‬
‫ال بن عمرو بن العاص أن رسول ال قال‪َ " :‬كيْ َ‬
‫والناسُ قد َمرَجَت عُهُودهُ ْم واختلفوا فكانوا هكذا و َشبّكَ بي أصاِبعِهِ? قالوا كيف بنا يا رسول الّ?‬
‫صتِكم وتَذَرُون أمْر عَامّتكم"‪ .‬قال أبو‬ ‫قال‪ :‬تأخذون با تعرفون وتَ َدعُون ما ُتْنكِرون ُتقْبلون على أمرِ خَا ّ‬
‫داود‪ :‬هكذا روي عن عبد ال بن عمرو بن العاص عن النب صلى ال عليه وسلم من غي وجه‪ ،‬وهكذا‬
‫رواه ابن ماجه عن هشام بن عمار وممد بن الصباح عن عبد العزيز بن أب حازم به‪.‬‬
‫فقد رواه الِمام أحد عن حسي بن ممد عن مطرف عن أب حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن‬
‫جده فذكر مثله أو نوه‪ ،‬ث قال أبو داود‪ :‬حدثنا هارون بن عبد ال‪ ،‬حدثنا الفضل بن دكي‪ ،‬حدثنا‬
‫يونس يعن ابن أب إسحاق عن هلل بن حباب أب العلمة‪ ،‬حدثنا عكرمة‪ ،‬حدثن عبد ال بن عمرو بن‬
‫العاص قال‪ :‬بينما نن حول رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ ذكر الفتنة أو ذكرت عنده فقال‪:‬‬
‫ت أماناُتهُم وكانوا هكذا وشبّك بي أَصابعه‪ ،‬قال فقمت اليه‬ ‫"ورأيتم الناس قد م َر َجتْ عهودهم و َخ ّف ْ‬
‫فقلت كيف أفعل عند ذلك َجعَلنِي اللّهُ فدَاك? قال‪ :‬ال َز ْم َبْيتَك وامْلِك عََليْكَ لسَانَك وخُذْ با َتعْرِفُ‬
‫ص ِة نفسك وَدع عنك أمر العَا ّمةِ‪.‬‬ ‫ع ما تُنكِر وعَليك بأمر خا ّ‬
‫وَ َد ْ‬

‫‪66‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وهكذا رواه أحد عن أب نعيم والفضل بن دكي به‪ ،‬وأخرجه النسائي ف اليوم والليلة عن أحد ابن‬

‫بكار عن ملد بن مزيد عن يونس بن أب إسحاق فذكر بإسناده نوه‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أنه ستكون فتنة وقع اللسان فيها أشد من وقع السيف‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد‪ ،‬حدثنا حاد بن زيد‪ ،‬حدثنا الليث عن طاووس عن رجل يقال له‬

‫زياد عن عبدال بن عمرو قال‪ :‬قال ر سول الّ صلى ال عل يه و سلم ‪ِ" :‬إنّ ه سََتكُون ِفْتَنةٌ و َسُتصِيبُ‬

‫صيْفِ "‪.‬‬
‫ص وَقْصصع السص ّ‬
‫العَرَبصصَ َقتْلَهَصصا فصص النّارِة وقْعصصُ اللسصصان فيهصصا أَش ّد مِنص ْ‬

‫وقد رواه أحد عن أسود بن عامر عن حاد بن سلمة‪ ،‬والترمذي وابن ماجه من حديثه عن الليث عن‬

‫طاووس عن زياد وهو العجم‪ ،‬ويقال له زياد سي كوش‪ ،‬وقد حكى الترمذي عن البخاري أنه ليس‬

‫لزياد حديث سواه‪ ،‬وأن حاد بن زيد رواه عن الليث موقوفا‪ ،‬وقد استمرك ابن عساكر على البخاري‬

‫هذا فإن أبا داود من طريق حاد بن زيد مرفوعا فال أعلم‪ ،‬وقال الِمام أحد حدثنا وكيع‪ ،‬وقال‪ :‬حدثنا‬

‫أبو معاوية‪ ،‬حدثنا العمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحن بن عبد رب الكعبة عن عبدال بن عمر‬

‫‪67‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وكنت جالسأ معه ف ظل الكعبة وهو يدث الناس قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬

‫سفر فنلنا منل إِذْ نادَى ُمنَادِي رسول اللّ هِ صلى ال عليه وسلم الصلةُ جَا ِم َعةُ قال فَانتهي تُ إِليه وهو‬

‫س ويقول‪ :‬ل أيها الناس إِنه ل يَك ْن شيء قبلِي إِلّ كان حقا على ال أن يدل ِعبَادَ هُ ِمنْ هُ على‬
‫يطب النا َ‬

‫مَا َيعْلَم هُ خَيا لم ويُنذِ َرهُم مَا َيعْلَمُ هُ شرا لم‪ ،‬أَلَ َوِإنّ عَافَيةَ هذه الَمةِ ف َأوّلا و َسيُصيبُ آخرَها بلءُ‬

‫وفتٌ يرافق بعضها بعضا تيءُ الفتنة فيقول الؤم نُ هذه هذه ُمهْلِكتِي ث َتنْكش فُ‪ ،‬ث تيءُ فيقول هذه‬

‫هذه ث تيءُ َفيَقول هذه هذه ث تنكشِف‪ ،‬فمن أحب أَن يُزَ ْحزَ حَ عن النا ِر ويُدْخَ َل النةَ َف ْلتُدْرِكْ ُه ميتتُ هُ‬

‫وهو يؤمن بِاللّه واليوم الخِر وليْا تِ إِلَى الناس ما يب أن يُوتَى إِليه‪ ،‬ومن بَايع ِإمَاما فأَعطَا هُ ص ْف َقةَ يدِه‬

‫وثَمَرة قلب هِ َف ْليُ ِطعْ هً إِن أ ْستَطَاعَ وقال مرة ما ا ستُطاع "‪ .‬قال ع بد الرح ن‪ :‬فلَمَا سَمِعتَها أدخلت رأسي‬

‫ب ي رجلي وقلت فإِن اب نَ عمّك معاويةَ يأمرنا أَن نأَكلَ أَموال الناس بالباطل وأَن َنقْتُل أَنفسنا و قد قال‬

‫ُمص بِالبَاطِل" النسصاء‪ .،29 :‬قال‪ :‬فجمصع يديصه‬


‫ُمص َبيَْنك ْ‬
‫ِينص آمَنُوا َل تَئهُلُوا َأ ْموَالَك ْ‬
‫ال تعال‪" :‬يصا َأيّهصا الذ َ‬

‫صَيةِ‬
‫فوضعهما على جبهته ث نكّس ُهنَْي ًهةَ ث رَفَ عَ رَأ سَهُ فقال َأ ِطعْه ف طَا َعةِ ف طَا َعةِ ال واعْ صِهِ ف مَع ِ‬

‫ال‪ .‬قلت له‪ :‬أن تَ سعتَ هذَا من رسولِ اللّ هِ صلى ال عليه وسلم ? قال‪ :‬نع مِ سعتهُ أذنَاي َو َوعَا هُ قَ ْلبِي‬

‫‪68‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫"‪.‬‬

‫رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث العمش به‪ ،‬وأخرجه مسلم من حديث الشعب‬

‫عصصن عبصصد الرحنصص بصصن عبصصد رب الكعبصصة بصصن عبدال بصصن عمصصر وبنحوه‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا ابن نيحدثنا السن بن عمرو عن أب الزبيعن عبدال بن عمرو قال‪ :‬سعت رسول‬

‫ع ِمنْهُ مْ "‪.‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إِذا رأيتُ ْم أمّتِي تا بُ الظّالِ مَ أَ ْن تَقول له ِإنّ كَ ظال فقد ُتوُدّ َ‬

‫وقال رسصصول ال صصصلى ال عليصصه وسصصلم‪" :‬يكون فصص أمتصص قَذْف وخَسصصْف ومَسصصْخ"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا عبد اللك بن شعيب‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬حدثن الليث عن يي بن سعيد قال‪:‬‬

‫قال ل خالد بن عمران‪ ،‬عن عبد الرحن بن السلمان‪ ،‬عن عبد الرحن أب هند‪ ،‬عن أب هريرة رضي‬

‫ال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪َ " :‬ستَكونُ فِتنةٌ صَمّا ُء بَكْمَا ُء عَ ْميَا ُء مَ نْ أشر فَ لَهَا‬

‫سيْفِ"‪.‬‬
‫اسْتَشْرَف لَه‪ ،‬وقعُ اللسان فيها َأشَ ّد مِ ْن وَقْع ال ّ‬

‫إشارة نبوية إل القسطنطينية ستفتح قبل رومية‬

‫‪69‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق‪ ،‬حدثنا يي بن أيوب‪ ،‬حدثن أبو قتيل قال‪ :‬كنا عند عبد‬

‫ال بن عمر وسئل أي الدينتي تفتح القسطنطينية أو رومية‪ .‬قال‪ :‬قال فدعا عبد ال ب صندوق له حلق‬

‫فأخرج م نه كتابا قال‪ :‬فقال ع بد ال بي نا ن ن حول ر سول ال صلى ال عل يه و سلم نك تب إذ سئل‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أي الدينتي نفتح أولً القسطنطينية أو رومية? فقال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬مَدِينة هرَق َل ُتفْتَحَ أَولً يعن القسطنطينية"‪.‬‬

‫إشارة منسوبة إل الرسول صلى ال عليه وسلم إل ما سيكون من خراب بعض البلدان وأسباب‬

‫خراب كل بلد وهي إشارة تضمنها حديث بي الوضع‬

‫وقال القرطب ف التذكرة‪ ،‬وروي من حديث حذيفة بن اليمان عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬

‫ب الب صرة‪،‬‬
‫ب م صرُ‪ ،‬وم صر آمنةٌ من الراب ح ت تر َ‬
‫"ويبدأ الَرا بُ ف أطْراف الرض ح ت تَخْرِ َ‬

‫وخراب الب صرة من الغرق‪ ،‬وخراب م صر من جفاف الن يل‪ ،‬وخراب م كة وخراب الدي نة من الوع‪،‬‬

‫وخراب اليمن من الرَاد‪ ،‬وخراب البّلةِ من الصارِ‪ ،‬وخرَاب فارِ سَ من ال صّعاليكِ‪ ،‬وخراب التر كِ من‬

‫ال ّديْلَم‪ ،‬وخراب الديلم من ال ْرمَن‪ ،‬وخراب الرمن من الَزرِ‪ ،‬وخرا بُ الزر م َن التُرْ كِ‪ ،‬وخراب الترك‬

‫‪70‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫من ال صّواعِق‪ ،‬وخراب ال سند من ا ِلنْدِ‪ ،‬وخراب ال ند من ال صي‪ ،‬وخراب ال صي من الرّمُل‪ ،‬وخراب‬

‫ف وخراب العراق من‬


‫سفْيان‪ ،‬وخراب الروحاءِ من الَ سْ ِ‬
‫البشةِ من الرج فة‪ ،‬وخراب الزَوراءِ من ال ّ‬

‫القتصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصل"‪.‬‬

‫ث قال ورواه أبو الفرج بن الوزي قال وسعت أن خراب الندلس بالريح العقيم‪.‬‬

‫فصل‬

‫تعدد اليات والَشراط‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا خلف يعن ابن خليفة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال ابن عمر‬

‫وقال‪" :‬دخلت على ع بد ال بن ع مر وهو يتو ضأ مُنكّ سا فر فع رأ سَه فن ظر إِلّ فقال ستّ فِي كم أَيتها‬

‫صصصبيكم قال َفكَأنّمصصصا انتزعصصصَ قلبصصص مصصصن مكانصصصه"‪.‬‬


‫صصصة َموْت نص‬
‫المص‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬واحدةٌ قال وَيفِيضُ الالُ فِيكُمْ حت إِن الرج َل لُيعْطَى عَشْ َرةَ آلفٍ‬

‫يظصصصصصصصصصصصصصصصصصصل يَسصصصصصصصصصصصصصصصصصصْخَطُها"‪.‬‬

‫ص كصل رجصل ِمنْكصم"‪.‬‬


‫قال رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬اثنتيص قال وفتنصة تدخ ُل بيت َ‬

‫‪71‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال رسصصول ال صصصلى ال عليصصه وسصصلم‪َ" :‬ثلَثصصٌ قال وموت كقُصصصاصَ الغَنصصم"‪.‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أَربَ ٌع وهدَنةٌ تكون بينكم وبي بن الَصفَر فيجمعون لكم تِسعة‬

‫صصصصصصل الْ َمرْأةِ ثصصصصصصص يكونون أول بالعدل منكصصصصصصصم"‪.‬‬


‫أَشهرٍ َكقَدْر حَمْص‬

‫قال رسصصصصصول ال صصصصصصلى ال عليصصصصصه وسصصصصصلم‪" :‬اثنتان خسصصصصص"‪.‬‬

‫قلت يا رسول ال أي مدينة تفتح القسطنطينية أو رومية? قال‪ :‬قسطنطينية‪ ،‬وهذا الِسناد فيه نظر من‬

‫ج هة رجاله ول كن له شا هد من و جه آ خر صحيح‪ ،‬فقال البخاري‪ :‬حدثنا الميدي‪ ،‬حدثنا الول يد بن‬

‫مسلم‪ ،‬حدثنا عبد ال بن العلء بن يزيد‪ ،‬سعت يزيد بن عبد ال أنه سع أبا إدريس يقول سعت عوف‬

‫بن مالك رضي ال عنه يقول‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف غزوة تبوك وهو ف قبة أدم‬

‫ت القدس‪ ،‬ث مُوتَا نٌ يأخذكم كقُصاص الغنم‪ ،‬ث‬


‫فقال‪" :‬أعدُدْ ِستّا َبيْ َن يَدَي الساعةِ موت‪ ،‬ث َفتْ ُح بي ِ‬

‫استِفاضةُ الالِ حت يُعطَى الرج ُل ماَئةَ دينار َفيَظَلُ ساخِطا‪ ،‬ث فِتنةٌ ل ُتْبقِي َبيْتا من العَر بِ إِلّ َدخََلتْه‪ ،‬ث‬

‫هُدنةٌ تكون َبيْن كم وب ي ب ن ال صف ِر فَيغْمُون فيأتون كم ت ت ثان ي رايةً ت تَ كل رايةٍ اث نا عَشَرألْفا"‪.‬‬

‫ورواه أبو داود وابن ماجه والطبان من حديث الوليد بن مسلم ووقع ف رواية الطبان‪ ،‬عن الوليد‪ ،‬عن‬

‫‪72‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بشر بن عبد ال فال أعلم‪.‬‬

‫علمات بي يدي الساعة‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو الغية‪ ،‬حدثنا صفوان‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن جبي بن نظي‪ ،‬عنأبيه‪ ،‬عن‬

‫عوف بن مالك الشجعي قال‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم فسلمت عليه فقال‪َ " :‬عوْف? فقلت َنعَمْ‬

‫فقال أد ُخلْ‪ :‬قال قلْ تُ كلَي أ ْو َبعْضِي? فقال‪ :‬كُلّ كَ‪ ،‬فقال‪ :‬اعْ ُد ْد يَا َعوْ فُ ِستّا بَيْ َن يَدَي ال سّا َعةِ َأ ّولُنّ‬

‫سكِتُن قال قل واحدة قلت واحدةً‪،‬‬


‫َموْت قال فا ْسَتْبكَْيتً حتّى جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يُ ْ‬

‫والثانيةُ فت ُح بي تِ الْ َمقْدِس قال قل اثَْنَتيْن قلت اْثَنتَيْن‪ ،‬والثالثَة مُوتَان يكون ف أمّت يأخذهم مثل ق صَاص‬

‫الغنم قل ثلثا‪ ،‬والرابعة فتنة تكون ف أمّت أعْظَمُها قل أربعا‪ ،‬والامسة يَفيضُ الال فِيكم حت إنّ الرجل‬

‫لُيعْطَى ماَئةَ دينَارٍ َفيَ سْخَطها قل خسا‪ ،‬والسادسة هُدْنةٌ تكون بينكم وبي بن الصفر فيسيون إليكم‬

‫على ثاني غايةً‪ .‬قلت‪ :‬وما الغايةُ‪ :‬قال‪ :‬الرايةُ تت كل غاي ٍة اثنا عشر ألفا وفُ سْطَاط السلمي يومئذ ف‬

‫أرض يقال لاصصصص الغُوطَصصصصة فصصصص مدينصصصصة يقال لاصصصص ِدمَشقصصصصُ"‪.‬‬

‫تفرّد به أحد من هذا الو جه‪ ،‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‪ ،‬حدثنا يي بن حزة‪ ،‬حدثنا أبو‬

‫‪73‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جابر‪ ،‬حدثن زيد بن أرطأة‪ ،‬سعت جبي بن نفي‪ ،‬عن أب الدرداء أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫ط السلمي يوم الَلْحَمة بالغًوطة إل جانب مدينة يقال لا ِدمَشْق من خَي مَدًائِن الشام"‪.‬‬
‫قال‪" :‬إن فُسْطا َ‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا وكيع عن النهاش بن فهم‪ ،‬حدثن شداد أبو عمار‪ ،‬عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ستّ من أشْراط الساعة‪ .‬موت‪ ،‬وفت ُح بي تِ القدِس‪ ،‬ومو تٌ يأخذ ف‬

‫الناس كقُ صَاص الغ نم‪ ،‬وفتنَة يد خل حريُ ها َبيْ تَ ك ّل م سلم‪ ،‬وأن يع طى الر جل ألف دينارٍ فَي سخَطُها‪،‬‬

‫وأن يغمُرَ الرو َم فيسيونَ بثماني بندا تت كل بند اثْنا عَشَر ألفا"‪.‬‬

‫طلب الرسول صلى ال عليه وسلم أن يبادر الؤمنون بالعمال الصالة ستة أمور قبل وقوعها‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد وعفان قال‪ :‬حدثنا هام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن زياد بن‬

‫رباح‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬بَا ِدرُوا بالعمال ِستّا طلو عَ الشمس من‬

‫َمغْرِب ا‪ ،‬والدجالَ‪ ،‬والدخا نَ‪ ،‬ودا بة الرض‪ ،‬وخ َويّ صة أحدِكُم‪ ،‬وأمْرَ العا ّمةِ‪ ،‬وكان قتادة يقول إذا قال‬

‫وأمصصصصصصر العامصصصصصصة قال َيعْنصصصصصص أمصصصصصصر السصصصصصصاعة"‪.‬‬

‫وهكذا رواه مسلم من حديث شعبة وعبد الصمد كلها عن هام به‪ ،‬ث رواه أحد منفردا به عن أب‬

‫‪74‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صن أب ص هريرة مرفوعا مثله‪.‬‬


‫صن رباح بص‬
‫صد ال بص‬
‫صن عبص‬
‫صن قتادة‪ ،‬عص‬
‫صن عمران القطان‪ ،‬عص‬
‫داود‪ ،‬عص‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا سليمان‪ ،‬حدثنا إساعيل‪ ،‬أخبن العلء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى‬

‫ال عل يه و سلم قال‪" :‬بادروا بالعمال ِستّا طلو عَ الش مس من مغرب ا‪ ،‬والدجال‪ ،‬والدخا نَ‪ ،‬والدا بة‪،‬‬

‫وخاصصصصصصصصصصصة أحدِكصصصصصصصصصصم‪ ،‬وأم َر العامّصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫ورواه مسلم من حديث إساعيل بن جعفر الدن به‪.‬‬

‫عشر آيات قبل قيام الساعة‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة‪ ،‬عن فرات‪ ،‬عن أب الطفيل‪ ،‬عن حذيفة بن أسد قال‪ :‬اطلع‬

‫النب صلى ال عليه وسلم علينا ونن نتذاكر الساعة فقال‪" :‬مَا تَذْ ِكرُو نَ? ُقلْنا نَذْكُ ُر السا َعةَ‪ ،‬فقال‪ :‬إنا‬

‫لن تقو مَ َحتّى تَ َروْا عَشْر آيا تٍ‪ :‬الدخا نَ والدجالَ والداّبةَ وطلو عَ الشمس مِن َمغْرِبا ونزولَ عيسى ابن‬

‫سفٌ بالشرِق وخ سف بالغر بِ وخ سْفٌ بزيرة العر بِ‪،‬‬


‫ج وَثلََثةَ خ سوفٍ خَ ْ‬
‫ج ومَأجُو َ‬
‫مَ ْريَ َم ويأجُو َ‬

‫شرِهم"‪.‬‬
‫خرُجُ من ِقبَل الشرق تسوق الناس إل مَحْ َ‬
‫وآخر ذلك نا ٌر تَ ْ‬

‫النار الت ترج من قعر عدن هي نار من نار الفت‬

‫‪75‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبو عبد الرحن عبد ال ابن الِمام أحد سقط كلمة‪ ،‬ث رواه أحد عن حديث سفيان الثوري‬
‫وشعبة كلها عن فرات القزاز‪ ،‬عن أب الطفيل عامر بن وائلة‪ ،‬عن حذيفة بن أسيد‪ ،‬عن ابن شرية‬
‫ت معهُم حيثُ بَاتوا‬
‫ش ُر الناس تبي ُ‬
‫الغفاري فذكره وقال فيه‪" :‬ونار ترج من قعْر عَدَن تسوقُ أو تَحْ ُ‬
‫وتَقِي ًل معهُم حيث قَالُوا"‪.‬‬
‫قال شعبة‪ :‬وحدثن بذا الديث رجل عن أب الطفيل‪ ،‬عن أب شرية ول يرفعه إل النب صلى ال عليه‬

‫وسلم فقال أحد هذين الرجلي‪ :‬نزول عيسى ابن مري‪ ،‬وقال الخر‪ :‬ريح تلقيهم ف البحر‪ ،‬وقد رواه‬

‫مسلم من حديث سفيان بن عيينة وشعبة عن فرات القزاز‪ ،‬عن أب الطفيل‪ ،‬عن حذيفة بن أسيد موقوفا‬

‫ورواه أهل السنن الربعة من طرق فرات عن القزاز به‪.‬‬

‫ذكر قتال اللحَمة مع الرّوم الذي آخره فتح القسطنطينيّة‬

‫وعنده يرج السيح الدجال فينل عيسى ابن مري من السماء الدنيا إل الرض على النارة البيضاء‬
‫الشرقية بدمشق وقت صلة الفجر‪ ،‬كما سيأت بيان ذلك كله بالحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن مصعب هو القرقسان‪ ،‬حدثنا الوزاعي‪ ،‬عن حسان بن عطية‪ ،‬عن‬
‫خالد بن معدان‪ ،‬عن جبي بن نفي‪ ،‬عن ذي ممر‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ُ" :‬تصَالِحُونَ الرّومَ‬
‫صُلْحا آمِنا وَت ْقهَرُونَ أْنتُ ْم وهُمْ عدوا من وَرائهم فتسلمون وتغنمون ث تنلون برج ذي تلول‪ ،‬فيقوم‬
‫ب الصليبُ‪ ،‬فيقوم إليه رجل من السلمي فيقتله فعند ذلك‬ ‫الرجل من الروم فيفَ ُع الصليب ويقو ُل الغل ُ‬
‫تغدر الرومُ وتكو ُن اللحمُ فيجمعون لكم فيأتونَكم ف ثاني غايةً مع ُك ّل غايةٍ عشرةُ آلف"‪.‬‬
‫ث رواه أحد عن روح عن الوزاعي به وقال فيه‪" :‬فعند ذلك تغمر الروم ويمعون اللحمة" وهكذا‬
‫رواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه من حديث الوزاعي به‪ .‬وقد تقدم ف حديث عوف بن مالك ف صحيح‬

‫‪76‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫البخاري‪" :‬فَيأاتُونكُمْ تت ثاني غايةً كل غاي ٍة اثْنَا عَشَرألفا"‪.‬‬


‫وهكذا ف حديث شداد أب عمار عن معاذ‪" :‬يسيون إليكم بثماني بندا تت كل بند إثنا عشر ألفا"‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ،‬حدثنا أيوب‪ ،‬عن حيد بن هلل‪ ،‬عن أب قتادة‪ ،‬عن أسي بن جابر‬
‫قال‪ :‬هاجت ريح حراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيي إل يا عبد ال بن مسعود جاءت الساعة‪،‬‬
‫وكان عبد ال متكئا فجلس فقال‪ :‬إن الساعة ل تقوم حت ل يقسم مياث ول يفرح بغنيمة‪ ،‬قال‪ :‬ث‬
‫قال بيده هكذا وناها نو الشام‪ ،‬وقال عدو يمعون لهل الِسلم ويمع لم أهل الِسلم قلت‪:‬‬
‫"الرومَ تعْن? قال‪ :‬نعم ويكون عند ذاكُم القتال رد ٌة شديدةٌ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيشترط السلمون شرطة للموت ل ترجع إل غالبة‪ ،‬فيقتتلون حت يجز بينهم الليل فيبقى هؤلء‬
‫كل غي غالب تفن الشرطة‪ ،‬ث يشترط السلمون شرطة للموت ل ترجع إل غالبة فيقتتلون ث يبقى‬
‫هؤلء وهؤلء كل غي غالب وتفن الشرطة‪ ،‬ث يشترط السلمون شرطة للموت ل ترجع إل غالبة‬
‫فيقتتلون حت يجز بينهم الليل فيفيء هؤلء وهؤلء كل غي غالب وتفن الشرطة‪ ،‬فإذا كان اليوم الرابع‬
‫ند إليهم بقية أهل السلم فيجعل ال الدائرة عليهم فيقتتلون مقتلة إما قال ل ندري مثلها‪ ،‬وإما قال ل‬
‫يرى مثلها حت إن الطائر ليمر بنباتم فما يلفهم حت ير ميتا فيعاد بنو الرب كانوا مائْة فل يدونه‬
‫بقي منهم إل الرجل الواحد‪ ،‬فبأي غنيمة يفرح أو أي مياث يقاسم‪ .‬قال‪ :‬فبينما هم كذلك إذا سعوا‬
‫ببأس هو أكب من ذلك قال فجاءهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم ف ذراريهم فيفضون ما ف أيديهم‬
‫ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن لعلم أساءهم وأساء‬
‫آبَائِهم وألوانَ خيولم هم خي فوارس على ظهر الرض يومئذٍ"‪.‬‬
‫تفرّد بإخراجه مسلم‪ ،‬فرواه عن أب بكر بن أب شيبة وعلي بن حجر كلها عن إساعيل بن علية من‬
‫حديث حاد بن زيد كلها عن أيوب‪ ،‬ومن حديث سليمان بن الغية كلها عن حيد بن هلل‬
‫العدوي‪ ،‬عن أب قتادة العدوي‪ ،‬وقد اختلف ف اسه والشهر ما ذكره‪ ،‬ابن معي أنه يهم ابن نذير‪،‬‬
‫وقال ابن منده وغيه كانت له صحبة فال أعلم‪.‬‬
‫وتقدم من رواية جبي بن نفي‪ ،‬عن عوف بن مالك ف تعداد الشراط بي يدي الساعة أن النب صلى‬

‫ال عليه وسلم قال‪" :‬والسادسة هُدْنة تكون بينكم وبي بن الصفر فيسيون إليكم ف ثاني غايةً تت‬

‫‪77‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ط ال سلمي يومئذ ف أرض يقال لا الغُوطةُ ف مدي نة يقال ل ا ِدمَش قُ"‬


‫كل غايةٍ اثنا عَ شر ألفا‪ ،‬وفُ سطا ُ‬

‫رواه أحد‪ .‬وروى أبو داود من حديث جبي بن نفي أيضا‪ ،‬عن أب الدرداء أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال‪" :‬إِن ف سْطَاطَ السلمي يو مَ الْمَلحَ َمةِ باْلغُوطةِ إل جانب مدينة يقال لا دمشق من خي مدائن‬

‫الشام"‪ .‬وتقدم حديث أب خذم‪ ،‬عن عبد ال بن عمر ف فتح القسطنطينية‪ ،‬وكذا حديث أب قبيل عنه‬

‫ف فتح رومية بعدها أيضا‪.‬‬

‫ل تقوم الساعة حت يقتل السيح عليه السلم الدجال عليه لعنة اللّه أو حت ينتصر الي ونوره‬

‫على الباطل وظلمه‬

‫وقال م سلم بن الجاج‪ ،‬حدث ن زه ي بن حرب‪ ،‬حدث نا يعلى بن من صور‪ ،‬حدث نا سليمان بن بلل‪،‬‬

‫حدثنا سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ل تقوم ال ساعة ح ت‬

‫ينل الرو مُ بالعماق أو بدابِ قَ‪ ،‬في خر فنل عي سى ا بن مر ي فأمهُم‪ ،‬فإذا رآه عدو ال ذاب ك ما يذوب‬

‫اللحُ ف الاء فلو تركه لنْذَابَ حت َيهْلِكَ ولكن َي ْقتُلُه ال بِيدهِ فييهم َدمَهُ ف َح ْرَبتِه"‪.‬‬

‫ل إله إل اللّه واللّه أكب بعزم شديد وايان صادق تدك الصون وتفتح الدائن‬

‫‪78‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا عبد العزيز يعن ابن ممد‪ ،‬عن ثور وهو ابن زيد الديلي‪ ،‬عن‬

‫أ ب الغ يث‪ ،‬عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ " :‬سعتم بدي نة جان بٌ من ها ف الب‬

‫وجان بٌ من ها ف الب حر? قالوا نع مِ يا ر سول ال قال ل تقوم ال ساعة ح ت يغزوهَا سبعون ألفا من ب ن‬

‫ِسصهْم‪ ،‬وإناص قالوا ل إله إل ال وال أكصب‬


‫َمص يُقاتِلُوا بسصلح ول ي ْرمُوا ب َ‬
‫إسصحاق‪ ،‬فإذا جاءُوهصا نَزَلُوا َفل ْ‬

‫سقَطُ أحدُ جاِنَبيْ ها‪ .‬قال َثوْر‪ :‬ول أعْلَمُ هُ إل قال الذي ف الب حر‪ ،‬ث يقولوا الثان ية ل إله إل ال وال‬
‫في ْ‬

‫ج ل م فيدخلون ا فَي ْغنَمُون"‪.‬‬


‫أ كب في سقط جانب ها ال خر‪ ،‬ث يقولوا الثال ثة ل إله إل ال وال أ كب فُيفَرّ ُ‬

‫فبينما هم يقسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال‪ :‬إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل فتح السلمي لبلد الروم واستيلئهم على كثي من الغنائم‬

‫وقال ابن ما جه‪ :‬حدثنا علي بن ميمون الرقي‪ ،‬حدثنا أ بو يعقوب الب يب‪ ،‬عن الكث ي بن عبد ال بن‬

‫عمرو بن عون‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ل تقوم ال ساعة ح ت‬

‫يكون أد ن ُشيُوخ ال سلمي َيَتوَلّى‪ ،‬ث قال يا علي يا علي يا علي‪ :‬قال بأ ب أ نت وأ مي يا ر سول ال‪،‬‬

‫قال‪ :‬إنّكم ستقاتلون بن الصفر ويقاتلهم الذين ن َبعْدِكم حت َيخْر جَ إليه مُ رُوَق ُة الِسلم أهل الجاز‬

‫‪79‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الذ ين ل يافون ف ال لَومةَ لئم‪ ،‬فيفتحون الق سطنطينية بالت سبيح والت كبي في صيبون غنائم ل ي صيبوا‬

‫مثلها حت يقتسموا بالترِسةِ‪ ،‬ويأت آت فيقولُ إن السيح قد خرج ف بلدكم أل وهِ يَ كِ ْذبَة فالخذ‬

‫نادم والتارك نادمٌ"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل ما سيكون من فتح السلمي لبعض الزر البحرية ولبلد الروم وبلد فارس ومن‬

‫انتصار حقهم على باطل الدجال‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن عبد اللك بن‪ .‬عمر‪ ،‬عن جابر بن سرة‪ ،‬عن نافع بن عيينة‬

‫أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬تغزون جزيرة الب حر فيفتح ها ال‪ ،‬ث فارس فيفتح ها ال‪ ،‬ث‬

‫تغزون الرو َم فيفتحها ال‪ ،‬ث تغزون الدجالَ فيفتحه ال"‪.‬‬

‫بعض خصال الروم السنة‬

‫و قد روى م سلم من حد يث الل يث بن سعد‪ ،‬حدث ن مو سى بن علي‪ ،‬عن أب يه قال‪ :‬قال ال ستورد‬

‫القرشي عند عمرو بن العاص سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬تقوم الساعة والروم أكثرُ‬

‫‪80‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الناس فقال له عمرو‪ :‬أبْ صِرْ ما تقولُ‪ :‬قال أقُولُ ما سعتُ من رسوٍل ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال‪ :‬لئ نْ‬

‫قل تَ ذَاك فإن فِيهِ ْم لِصالً أرْبعا‪ :‬إنّهم لحك ُم الناس عند فتنةٍ‪ ،‬وأسرعُهم إفَاقَة‪ .‬بعد مصية‪ ،‬وأوشكهم‬

‫كر ًة بعد فَرةٍ ‪ ،‬وخيُهم لِسْكي ويتيم وضعيف‪ ،‬وخامسة حسنة جيلة وأمنعهم من ظُلم اللوك"‪.‬‬

‫تقوم الساعة والروم أكثر الناس‬

‫ث قال مسلم‪ :‬حدثن حرملة بن يي‪ ،‬حدثنا عبد ال بن وهب‪ ،‬حدثن أبو شريح أن عبد الكري بن‬

‫الارث حد ثه أن ال ستورد القر شي قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬تقوم ال ساعة‬

‫والروم أكثر الناس قال‪ :‬فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال‪ :‬ما هذه الحاديثُ الت يُذْكَ ُر عنك أنك تقُولا‬

‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم? فقال له الستورد‪ :‬قلت الذي سعت من رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم فقال عمرو‪" :‬إ نْ قل تَ ذا َك إنّهم لحك ُم الناس عند فتنةٍ ‪ ،‬وأجْ ُب الناس عند مصيبة‪ ،‬وخ ُي الناس‬

‫لسصصصصصصصصصصصصصصصصصاكينِهم وضعفائِهصصصصصصصصصصصصصصصصصم"‪.‬‬

‫وهذا يدل على أن الروم يسلمون ف آخر الزمان‪ ،‬ولعل فتح القسطنطينية يكون على يدي طائفة منهم‬

‫ك ما ن طق به الد يث التقدم أ نه يغزو ها سبعون ألفا من ب ن إ سحاق‪ ،‬والروم من سللة الع يص بن‬

‫‪81‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إسحاق بن إبراهيم الليل‪ ،‬فمنهم أولد عم بن إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق‪ ،‬فالروم يكونون ف‬

‫آخر الزمان خيا من بن إسرائيل‪ ،‬فإن الدجال يتبعه سبُعون ألفا من يهود أصبهان فهم أنصار الدجال‪،‬‬

‫وهؤلء أع ن الروم قد مدحوا ف هذا الد يث فلعل هم ي سلمون على يدي ال سيح ا بن مر ي وال أعلم‪.‬‬

‫وقال إساعيل بن أب أويس‪ ،‬حدثنا كثيّ بن عبد ال بن عمرو بن عوف‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده أن رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ستقاتلون بن الصفر ويقاتلهم من َبعْدكُم من الؤمني أهْل الجاز ِحت‬

‫َيفْتَح ال علي هم الق سطنطينيةَ وروميةَ بالت سبيح والت كبي قيتهدّم حصنَها في صيبون ما ل يصيبوا مثله قط‬

‫حتِ إنم يقتسمون بالترسة‪ ،‬ث يصرخ صارخٌ يا أهل الِسلم السيحُ الدجال ف بلدكم وذراريكم‪،‬‬

‫فَينْ َفضّ الناس عن الا ِل من هم الخ ُذ ومنهم التار ُك ال خذ نادم والتارك ناد ٌم يقولون‪ :‬مَن هذَا ال صارخً?‬

‫ول يعلمون من هو‪ ،‬فيقولون ابعثوا طليعةً إل إيلياءُ فإن َيكُ ْن ال سيحُ قد خرج يأتو كم بعل مه‪ .‬فيأتون‬

‫خ ال صارخُ إل لن بأ عظ يم فاعزموا ث‬
‫فينظرون ول يَ َروْ َن شَيئا ويَ َروْ نَ الناس ساكِني‪ ،‬ويقولون ما صر َ‬

‫ارفضّوا فيعزمون أن نرج بأجع نا إل إيلياء‪ ،‬فإن ي كن الدجال خرج نقاتله ح ت ي كم ال بين نا وبي نه‪،‬‬

‫وإن تكن الخرى فإنا بلدكم وعشائركم إن رجعتم إليها"‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إشارة إل أن الدينة النورة ستتعرض للضعف حي يعمر بيت القدس‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن ثابت بن ثوبان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن مكحول‪ ،‬عن‬

‫جبي بن نفي‪ ،‬عن مالك بن بار‪ ،‬عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬عمرانُ‬

‫بيتِ القدِس خرابُ يثرب‪ ،‬وخروج اللحمة فتح القسطنطينية‪ ،‬وفتح القسطنطينية خروج الدجال قال ث‬

‫ضرب بيده على ف خذ الذي حد ثه أو منكبِه ث قال‪" :‬إنّ هَذَا لَحَق ِمثْلُ مَا ِإنّ كَ ها هُنَا أوْ كَمَا َأنّ كَ‬

‫قاعصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصد"‪.‬‬

‫وهكذا رواه أ بو داود‪ ،‬عن عباس الع نبي‪ ،‬عن أ ب الن ضر ها شم بن القا سم به‪ ،‬وقال هذا إ سناد ج يد‬

‫وحديصث حسصن وعليصه نور الصصدق وجللة النبوة‪ ،‬وليصس الراد أن الدينصة ترب بالكليصة قبصل خروج‬

‫الدجال‪ ،‬وإن ا ذلك ف آ خر الزمان ك ما سيأت بيا نه ف الحاد يث ال صحيحة‪ ،‬بل تكون عمارة ب يت‬

‫القدس سببا ف خراب الدي نة النبو ية‪ ،‬فإ نه قد ث بت ف الحاد يث ال صحيحة أن الدجال ل يقدر على‬

‫دخولا ينع من ذلك با على أبوابا من اللئكة القائمي بأيديهم السيوف الصلتة‪.‬‬

‫عصمة الدينة النورة من الطاعون ومن دخول الدجال‬

‫‪83‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وف صحيح البخاري من حديث مالك‪ ،‬عن نعيم الحمر‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬الدينة ل يدخلها الطاعونُ ول الدجالُ"‪.‬‬
‫وف جامع الترمذي أن السيح عيسى ابن مري يدفن إذا مات ف الجرة النبوية‪.‬‬

‫إشارة نبوية ال ما سيكون من امتداد عمران الدينة النورة‬

‫وقد قال مسلم‪ :‬حدثن عمرو بن الناقد‪ ،‬حدثنا السود بن عامر‪ ،‬حدثنا زهي‪ ،‬عن سهيل بن أب صال‪،‬‬

‫عن أب يه‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬تَبُل ُغ ال ساك ُن إها بَ أو يهَاب"‪.‬‬

‫قال زهي‪ ،‬قلت لسهيل‪ :‬و كم ذلك من الدي نة? قلت‪ :‬كذا وكذا مثلً‪ ،‬فهذه العمارة إما أن تكون قبل‬

‫عمارة ب يت القدس و قد تكون ب عد ذلك بد هر‪ ،‬ث ترب بالكل ية ك ما دلت على ذلك الحاد يث ال ت‬

‫سنوردها‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل خروج أهل الدينة منها ف بعض الزمة الستقلة‬

‫وقد روى القرطب من طريق الوليد بن مسلم‪ ،‬عن ابن ليعة‪ ،‬عن أب الزبي‪ ،‬عن جابر أنه سع عمر بن‬

‫الطاب على النب يقول سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وسلم يقول‪" :‬يرج أهل الدينة منها ث‬

‫يعودون إليهصصا فَيعْمُرُونَهصصا حتصص تتلىء ثصص يَخْ ُرجُونصصَ منهصصا ثصص ل يعودون إليهصصا أبدا"‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وفص حديصث عصن أبص سصعيد مرفوعا مثله وزاد الوليصد عنهصا‪" :‬وهصي خيص مصا تكون مربعصة"‪.‬‬

‫قيصصصصصصل‪ :‬فمصصصصصصن يأكلهصصصصصصا‪ .‬قال‪ :‬الطيصصصصصص والسصصصصصصباع‪.‬‬

‫وف صحيح مسلم عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يتركون الدينة على خي ما كانت‬

‫ل يغشاها إل العواف يريد عواف السباع والطي‪ ،‬ث يرج راعيان من مزينة يريدان الدينة ينعقان بغنمهما‬

‫فيجداناصصص وحشصصصى‪ ،‬حتصصص إذا بلغصصصا ثنيصصصة الوداع خرا على وجوههمصصصا"‪.‬‬

‫وف حديث حذيفة سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أشياء إل أن ل أسأله ما يرج أهل الدينة‬

‫منها? وف حديث آخر عن أب هريرة‪" :‬يرجون منها ونصف ثرها رطب‪ .‬قال‪ :‬ما يرجهم منها يا أبا‬

‫هريرة? قال‪ :‬امرؤ السصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصوء"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ابن مقيل‪ ،‬حدثنا عيسى بن يونس‪ ،‬عن أب بكر بن أب مري‪ ،‬عن الوليد بن سفيان‬

‫الغسان‪ ،‬عن يزيد بن قطيب السلوان‪ ،‬عن أب بر‪ ،‬عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫ص الدجال فص سصبعة أشهصر"‪.‬‬


‫ص القسصطنطينية وخروج ُ‬
‫عليصه وسصلم‪" :‬اللحمصة الكصبى وفتح ُ‬

‫ورواه الترمذي‪ ،‬عن عبد ال بن عبد ال بن عبد الرحن الدارمي‪ ،‬عن الكم بن أبان‪ ،‬عن الوليد بن‬

‫‪85‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫مسلم به‪ .‬وقال‪ :‬حسن ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وف الباب عن مصعب بن حبابة‪ ،‬وعبد ال بن بسر‪،‬‬

‫وعبد ال بن مسعود وأب سعيد الدري‪ ،‬ورواه ابن ماجه‪ ،‬عن هشام بن عمار‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‬

‫وإسصصصاعيل بصصصن عياش عصصصن أبصصص بكصصصر بصصصن أبصصص مريصصص بصصصه‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ ،‬وأبو داود واللفظ له‪ ،‬حدثنا حيوة بن شريح المصي‪ ،‬حدثنا بقية‪ ،‬عن بر بن سعد‪،‬‬

‫عن خالد هو ابن معدان‪ ،‬عن أب بلل‪ ،‬عن عبد ال بن بسر أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪َ" :‬بيْ نَ‬

‫اللحمصصصة وفتصصصح الدينصصصة سصصصتّ سصصصني ويرج الدجال فصصص السصصصابعة"‪.‬‬

‫وهكذا رواه ابن ماجه‪ ،‬عن سويد بن سعيد‪ ،‬عن بقية بن الوليد‪ ،‬وهذا مشكل مع الذي قبله اللهم إل أن‬

‫يكون بي أول اللحمة وآخرها ست سني‪ ،‬ويكون بي آخرها وفتح الدينة وهي القسطَنطينية مدة قريبة‬

‫بيصصصث يكون ذلك مصصصع خروج الدجال فصصص سصصصبعة أشهصصصر وال تعال أعلم‪.‬‬

‫قال الترمذي‪ :‬حدث نا ممود بن غيلن‪ ،‬حدث نا أ بو داود‪ ،‬عن شع بة‪ ،‬عن ي ي بن سعيد‪ ،‬عن أ نس بن‬

‫مالك قال‪" :‬فتصصصصصصح القسصصصصصصطنطينية مصصصصصصع قيام السصصصصصصاعة"‪.‬‬

‫قال ممود‪ :‬هذا حد يث غر يب‪ ،‬والق سطيطينية مدي نة الروم تف تح ع ند خروج الدجال‪ ،‬والق سطنطينية‬

‫‪86‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فتحت ف زمان الصحابة بعد النب صلى ال عليه وسلم هكذا قال إنا فتحت ف زمن الصحابة وف هذا‬

‫ن ظر‪ ،‬فإن معاو ية ب عث إلي ها اب نه يز يد ف ج يش في هم أ بو أيوب الن صاري ول كن ل يت فق أن فتح ها‬

‫وحا صرها م سلمة بن ع بد اللك بن مروان ف زمان دولت هم ول تف تح أيضا‪ ،‬ول كن صالهم على بناء‬

‫مسجد با كما قدمنا ذلك مبسوطا‪.‬‬

‫مقدمة فيما ورد من ذكر الكذابي الدجالي وهم كالقدمة بي يدي السيح الدجال‬

‫خاتتهم قبّحه اللّه وإياهم وجعل نار الحيم متقلبهم ومثواهم‬

‫إشارة نبوية إل أنه سيكون بي يدي الساعة كذابون يدعون النبوة‬

‫روى مسلم من حديث شعبة وغيه‪ ،‬عن ساك‪ ،‬عن جابر بن سرة سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬إ ّن َبيْ َن يَدي الساعة كذابي"‪.‬‬
‫قال جابر‪ :‬فاحذروهم‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ ،‬حدثنا موسى‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬عن أب الزبي‪ ،‬عن جابر أنه قال سعت رسول ال‬

‫صصلى ال عليصه وسصلم يقول‪" :‬إن بيص يدي السصاعة كذابيص منهصم صصاحبُ اليمامةِ وصصاحب صصنعاء‬

‫صصم فتنةً"‪.‬‬
‫صصو أعظمهص‬
‫صصم الدجا ُل وهص‬
‫صصاحبُ حِمْيَصصر‪ ،‬ومنهص‬
‫صصم صص‬
‫ال َعبْس صصِيّ‪ ،‬ومنهص‬

‫‪87‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال جابر‪" :‬وبعصصصض أصصصصحاب يقول قريبا مصصصن ثلثيصصص رجلً" تفرّد بصصصه أحدصصص‪.‬‬

‫وثبت ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة أن‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حت ُيْبعَثَ دجالون كذابون قريبٌ من ثلثي كل‬

‫ص أنّهصصصصصصصصصصصص رسصصصصصصصصصصصصول ال"‪.‬‬


‫ي ْزعُمصصصصصصصصصصص ُ‬

‫وذكصصصصصصصصصصصصصصصصر تام الديصصصصصصصصصصصصصصصصث وطوله‪.‬‬

‫وف صحيح مسلم من حديث مالك‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبِ هريرة عن النب صلى ال عليه‬

‫و سلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حت يبعث دجالون كذابون قريب من ثلثي كل يزعم أنه رسول ال"‪.‬‬

‫حدثنا ممد بن زامع‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن هام بن منبه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى‬

‫صصصصصث"‪.‬‬
‫ال عليصصصصصصه وسصصصصصصلم غيصصصصصص أنصصصصصصه قال‪َ" :‬يْنبَعِص‬

‫وقال المام أحد‪ ،‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬سعت العلء بن عبد الرحن يدث‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬

‫عن أَب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حت يظهر دجالون ثلثون كلهم‬

‫ج والْمَ ْر جُ قال‪ :‬قيل أ يّ الرْج‪ ?.‬قال‬


‫يزعم أنه رسول ال ويَفِي ضُ الا ُل فيكثرُ وتظه ُر الفت ويكثر اْلهَرْ ُ‬

‫‪88‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫القت ُل القت ُل القتلُ ثلثا"‪.‬‬

‫تفرّد بصصصصه أحدصصصص مصصصصن هذا الوجصصصصه وهصصصصو على شرط مسصصصصلم‪.‬‬

‫وقد رواه أبو داود عن القعنب‪ ،‬عن الدراوردي‪ ،‬عن العلء به‪ .‬ومن حديث ممد بن عمرو‪ ،‬عن علقمة‪،‬‬

‫عن أ ب سلمة‪ ،‬عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ل تقوم ال ساعة ح ت يرج‬

‫ثلثون دجا ًل كذابون‪ ،‬كلهصصصصصصصصصم يكذب على ال وعلى رسصصصصصصصصصوله"‪.‬‬

‫وقال أحد‪ ،‬حدثنا يي بن عوف‪ ،‬حدثنا جلس‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"بيصص يدي السصصاعة قريبصصٌ مصصن ثلثيصص دجاليصص كلهصصم يقول أنَصصا نَبِصصي"‪.‬‬

‫وهذا إسصصصصصناد جيصصصصصد حسصصصصصن تفرّد بصصصصصه أحدصصصصص أيضا‪.‬‬

‫وقال أحد‪ ،‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬أخبنا سلمان بن عامر‪ ،‬عن أب عثمان الصبحي‬

‫قال‪ :‬سعت أبا هريرة يقول‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ ":‬سيكون ف أمت دجالون كذابون‬

‫الديثص باص ل تسصمعوا أنْتُصم ول آباؤُكُصم فإيّاكصم وإياهصم ل َيغُشّونَكصم "‪.‬‬


‫ِ‬ ‫يأتونكصم ِببِدَع مصن‬

‫وف صحيح مسلم من حديث أب قلبة‪ ،‬عن أب أساء‪ ،‬عن ثوبان قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪89‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلم ‪:‬وإِنّه سيكون ف أمت كذابون ثلثون كلهم ي ْزعُمُ أنه نب وأنا خات النبياء ل َنبِيّ بعدي" الديث‬

‫بتمامصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو الوليد‪ ،‬حدثنا عبدال بن أياد بن لقيط‪ ،‬حدثنا أبار‪ ،‬عن عبد الرحن بن‬

‫أنعم أو نعيم العرجي مثله‪ :‬أبو الوليد قال‪ :‬سأل رجل ابن عمرعن التعة وأن عنده متعة النساء? فقال‪:‬‬

‫وال ما كنا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم مرتابي ول مسافحي ث قال‪ :‬وال لقد سعت‬

‫صحُ الدجال وكذابون ثلثون أو‬


‫رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم يقول‪" :‬ليكونَنّ َقبْ َل يوم القيامصة الس ي‬

‫أكثر"‪.‬‬

‫اشارة نبوية إل أنه سيكون ف المة السلمية دعاة إل النار‬

‫ورواه الطبان من حديث مورق العجلي عن ابن عمر بنحوه‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬
‫قال الافظ أبو يعلى‪ ،‬حدثنا واصل بن عبد العلى‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن سعيد بن عامر‪،‬‬
‫عن ابن عمرقال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن ف أمت لنَيفا وسبعيَ داعِيا كّلهُم‬
‫داع إل النار لوأشا ُء لنْبأتُكم بأسْمائهم وقبائلهم "‪ .‬وهذا إسناد ل بأس به‪.‬‬
‫وقد روى ابن ماجه به حديثا ف الكرع والشرب باليد‪ ،‬وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو كريبط‪،‬حدثنا‬
‫ممد بن السن السدي‪ ،‬حدثنا هارون بن صال المدان‪ ،‬عن الرص بن عبد الرحن‪ ،‬عن أب اللس‬
‫ل بشيء كتمته أحدا من الناس‪ ،‬ولقد‬ ‫قال‪ :‬سعت عليا يقول لعبد ال بن سبأ‪ ،‬ويلك وال ما أفضي إ ّ‬

‫‪90‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن بي يدي الساعة ثلثي كذابا " وإنك لحدهم‪.‬‬
‫ورواه أيضا عن أب بكر بن شيبة‪ ،‬عن ممد بن السي به‪.‬‬
‫وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهرة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن بشر‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫صصصصبعون دجالً"‪.‬‬
‫صصصصٌ وسص‬
‫صصصصل الدجال َنيّفص‬
‫صصصصلم ‪":‬يكون قبص‬
‫صصصصه وسص‬
‫عليص‬

‫فيصصصصصه غرابصصصصصة والذي فصصصصص الصصصصصصحاح أثبصصصصصت وال أعلم‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن طلحة بن عبدال‪ ،‬عن عوف‪ ،‬عن أب‬

‫بكرقال‪ :‬واف مسيلمة قبل أن يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم فيه شيئا فقام رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم خطيبا فقال‪" :‬أما بعد ففِي بيان هذا الرجل الذي قَد أكْثَرْت فيه أنه كذا بٌ من ثلثيَ كذابا‬

‫يرجون بيصصص يدي السصصصاعة وأنصصصه ليصصصس بلدٌ إلّ يبلغهارُعْصصصب السصصصيح "‪.‬‬

‫وقد رواه أحد أيضا‪ ،‬عن حجاج‪ ،‬عن الليث بن سعد‪ ،‬عن عقيل‪ ،‬عن ابن شسهاب‪ ،‬عن طلحة‪ ،‬عن‬

‫عبد ال بن عوف‪ ،‬عن عياض بن نافع‪ ،‬عن أب بكرة فذكره وقال فيه‪" :‬فإنه كذّاب من ثلثي كذابا‬

‫يرجون قبصل الدجال‪ ،‬وإنصه ليصس بلد إل سصيدخله رعصب السصيح"‪ .‬تفرّد بصه أحدص مصن الوجهيص‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو جعفر الداين وهو ممد بن جعفر‪ ،‬أخبنا عباد بن العرام‪ ،‬حدثنا ممد بن‬

‫‪91‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إسحاق‪ ،‬عن ممد بن النمدر‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن أمَا مَ‬

‫ق ويُ صدق في ها الكاذب‪ ،‬فيَخُون في ها الميُ ويُؤتَمَ نُ فِي ها‬


‫ب في ها ال صاد ُ‬
‫الدجال سني خِداع ًة َيكْذ ُ‬

‫ضةُ? قال اْل ُف َويْ سِق يتكلم ف أمر العامة" وهذا إسناد جيد‪.‬‬
‫الائِ نُ‪ ،‬ويتكلم فيها ال ّر َوْيبِضةُ قيل وما ال ّر َوْيبِ َ‬

‫تفرّد به أحد من هذا الوجه‪.‬‬

‫الكلم على أحاديث الدجال‬

‫بعض ما ورد من الثار ف ابن صياد‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثن حرملة بن يي بن عبد ال بن حرملة بن عمران التجيب‪ ،‬أخبن ابن وهب‪ ،‬أخبن‬

‫يونس‪ ،‬عن ابن شهاب أن سلم بن عبد ال أخبه أن عبد ال بن عمر بن الطاب انطلق مع رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم ف رهط قبل ا بن صياد حت وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بن مغالة‪ ،‬وقد‬

‫قارب ابن صياد يومئذ اللم فلم يشعر حت ضرب رسول ال صلى ال عليه وسلم ظهره بيده? ث قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لبن صياد‪ :‬أتشهد أن رسول ال? فنظر ابن صياد فقال‪ :‬أشهد أنك‬

‫رسول الميي‪ :‬وقال ابن صياد لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أتشهد أن رسول ال? فقال له رسول‬

‫‪92‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬آمنت باللة ورسله? ث قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ماذا ترى? قال‬

‫ابن صياد‪ :‬يأتين صادق وكاذب? فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬خلط عليك المر? ث قال له‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن قد خبأت إليك خبأ‪ ،‬فقال ابن صياد‪ :‬هو الرخ فقال رسول ال‬

‫ص َتعْد َو وقَدَرك"‪.‬‬
‫صصصصصصلى ال عليصصصصصه وسصصصصصلم‪" :‬اخْسصصصصصَأ فَلَنصصصص ْ‬

‫وقال ع مر بن الطاب مر ن يا ر سول ال أضرب عن قه‪ ،‬فقال له ر سول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن‬

‫صصصصه فل َخْيرَ لك فصصصصص َقتْلِهصصصصصِ"‪.‬‬


‫ط وإن ل َيكُنْص‬
‫يكنصصصصصه فلن تُسصصصصصلّ َ‬

‫وقال سال بن عبد ال‪ :‬سعت عبد ال بن عمر يقول‪ :‬انطلق بعد ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫وأبّ بن كعب إل النخل الت فيها ابن صياد‪ ،‬حت إذا دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم النخل طفق‬

‫يتقي بذع النخل وهو يتل أنه يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد‪ ،‬فرآه رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم وهو مضطجع على فراش ف قطيفة له فيها زمزمة فرأت أم ابن صياد رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم وهو يتقي بذوع النخل فقالت لبن صياد‪ :‬يا صاف وهو اسم ابن صياد هذا ممد فثار ابن‬

‫صياد فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬لو ترك ته ب ي" قال سال‪ ،‬قال ع بد ال بن ع مر‪ :‬فقام‬

‫‪93‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف الناس فأث ن على ال ب ا هو له أ هل ث ذ كر الدجال فقال‪" :‬إ ن‬

‫ح قومِه ولكِ نْ أقول ل كم ف يه قولً ل َيقُلْه نب‬


‫لنْذِركُمُو هُ ما من نَبِي إ ّل و قد أنْذَرْ َق ْومَ هُ ل قد أنذره نو ٌ‬

‫صصصصصصس بأعْور"‪.‬‬
‫صصصصصصه أعو ُر وإنّصصصصصص ال ليص‬
‫صصصصصصه تعلَمُوا أنص‬
‫لقومص‬

‫قال ابن شهاب‪ :‬وأخبن عمر بن ثابت النصاري أنه أخبه بعض أصحاب رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال يوما يذر الناس الدجال‪" :‬إنّ ُه َمكْتُو بٌ ب ي عين يه كافرٌ‬

‫يَقر ُؤهُ مَنْ َك ِرهَ عَ َملَ ُه أوْ يقرؤُه كل مؤمن‪ ،‬وقال تعلّموا أنه لن يرى أحد منكم لربّه حت يوت"‪.‬‬

‫تذير الرسول من الدجال وذكر بعض أوصافه‬

‫وأ صل الد يث ع ند البخاري هو حد يث الزهري عن سال عن أب يه بنحوه‪ ،‬وروى م سلم أيضا من‬

‫حديث عبيد ال بن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر الدجال بيْ َن ظهْران اَلناس‬

‫ص ِعَنَبةٌ طافِيصة"‪.‬‬
‫ص بأعورَ إل إن السصيحَ الدجا َل أعو ُر العيص اليُمْنص كأنّص َعيْنَه ُ‬
‫ص ليس َ‬
‫فقال‪" :‬إن اللّه َ‬

‫وسلم من حديث شعبة عن قتادة عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬مَا مِ ْن نبِ يّ إلّ‬

‫ص عَْينَيْصه كافرٌ"‪.‬‬
‫ص بيْن َ‬
‫ص أعورُ وإن ربّكصم ليصس بأعو َر مكتوب ٌ‬
‫ص أل إنّه ُ‬
‫قَدْ أنذر أمتَصه العو َر الكذاب َ‬

‫‪94‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواه البخاري مصصصصصصصصصن حديصصصصصصصصصث شعبصصصصصصصصصة بنحوه‪.‬‬

‫قال م سلم‪ ،‬وحدث ن زه ي بن حرب‪ ،‬حدث نا عثمان‪ ،‬حدث نا ع بد الوارث‪ ،‬عن سعيد بن الجاب‪ ،‬عن‬

‫خ العي مكتوبٌ بي عينيه كافرٌ ث تجّاها‬


‫أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الدجا ُل مسو ُ‬

‫كافرٌ يقرؤُهصصصصصصصصصصصا كصصصصصصصصصصصل مسصصصصصصصصصصصلم "‪.‬‬

‫ولسلم من حديث العمش‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن حذيفة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لنَا‬

‫ي العي نا ٌر تَأجّ جُ‬


‫أعْلَ ُم بِمَا مَ عَ الدّجا ِل ِمنْ هُ‪َ ،‬معَ هُ نران يريان أحدهُما رَأ يَ العي مَاء أبي ضُ‪ ،‬والخر رَأ َ‬

‫فإمّا أ ْدرَكَنّ أحدَكصم فَ ْليَأتِص الذي رآه نارا وليُغْمصض ثص ليُطاطِىءْ رأسصَه فيشربَص فإنصه ما ٌء بَارِد‪ ،‬وإِن‬

‫ب وغي كاتبٍ"‪.‬‬
‫الدجال مسوحُ العي عََلْيهَا َظفَرة غَليظ ٌة مكتوب بي عينيه كافرٌ يقرؤُه كل مؤمن كات ٍ‬

‫نار الدجال جنة وجنته نار‬

‫ث رواه من حديث شعبة‪ ،‬عن عبد اللك بن عمرو‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫و سلم بنحوه‪ .‬قال ا بن م سعود وأ نا سعته من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ .‬ورواه البخاري من‬

‫حد يث شع بة بنحوه‪ .‬وروى البخاري وم سلم من حد يث شيبان‪ ،‬عن ع بد الرح ن‪ ،‬عن ي ي بن أ ب‬

‫‪95‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫كثي‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أل اخْبكم عن الدجال‬

‫ب قومَه إ نه أعورُ وإ نه يي ُء م عه ِمثْ ُل الّن ِة والنارِ فال ت يقول إن ا الّنةُ هي النا ُر وإ ن‬


‫حديثا ما حَ ّدثَ هُ ن ّ‬

‫ح قومَه "‪.‬‬
‫أنذرتكم به كما انذر بهِ نو ٌ‬

‫تذير الرسول صلى ال عليه وسلم أمته من أن تغتر با مع الدجال من أسباب القوة والفتنة‪:‬‬

‫وروى م سلم من حد يث م سلم بن النكدر قال‪ :‬رأ يت جابر ع بد ال يلف بال أن ا بن صياد هو‬

‫الدجال‪ ،‬فقلت‪ :‬تلف بال? فقال‪ :‬إن سعت عمر يلف على ذلك عند النب صلى ال عليه وسلم فلم‬

‫ينكره النصصصصصصصصب صصصصصصصصصلى ال عليصصصصصصصصه وسصصصصصصصصلم‪.‬‬

‫وروي من حديث نافع أن ابن عمر لقي ابن صياد ف بعض طرق الدينة‪ ،‬فقال له ابن عمر قولً أغضبه‬

‫فانتفخ حت مل السكة‪ ،‬وف رواية أن ابن صياد نر كأشد ني حار يكون‪ ،‬وأن ابن عمر ضربه حت‬

‫تكسرت عصاه‪ ،‬ث د خل على أخته أم الؤمني حفصة فقالت‪ :‬ما أردت من ابن صياد أما علمت أن‬

‫ضَبةٍ يغضبها"?‪.‬‬
‫ج مِ ْن َغ ْ‬
‫خرُ ُ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ِ" :‬إنّمَا يَ ْ‬

‫ليس ابن صياد هو الدجال الكب وإنا هو أحد الدجالة الكبار الكثار‬

‫‪96‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال بعض العلماء‪ :‬إن ابن صياد كان بعض الصحابة يظنه الدجال‪ ،‬وهو ليس به إنا كان رجلً صغيا‪.‬‬

‫وقد ثبت ف الصحيح أنه صحب أبا سعيد فيما بي مكة والدينة‪ ،‬وأنه تبم إليه با يقول الناس فيه إنه‬

‫ت با‪،‬‬
‫الدجال‪ ،‬ث قال لب سعيد أل يقل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إنه ل يدخل الدين َة وقد ولد ُ‬

‫وإِنصصصه ل يُولَدُ له وقصصصد وُلدَ ل‪ ،‬وإِنصصصه كافصصصر وإِنصصص قصصصد أَسصصصلمت "‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومصع هذا فإنص أعلم الناس بصه وأعلمهصم بكانصه ولو عرض عليّ أن أكون إياه لاص كرهصت ذلك‪.‬‬

‫وقال أح د‪ ،‬حدثنا عبد التعال بن عبد الوهاب‪ ،‬حدثنا يي بن سعيد الموي‪ ،‬حدثنا الجالد عن أ ب‬

‫الوداك عن أب سعيد قال‪ :‬ذكر ابن صياد عن النب صلى ال عليه وسلم فقال عمر‪ :‬إنه يزعم أنه ل ير‬

‫بشيء إِل كلمه والقصود أن ابن صياد ليس بالدجال الذي يرج ف آخر الزمان قطعا‪ ،‬وذلك لديث‬

‫فاطمة بنت قيس الفهرية فإنه فيصل ف هذا القام وال أعلم‪.‬‬

‫حديث فاطمة بنت قيس ف الدجال‬

‫قال مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث وحجاج بن الشاعر كلها‬

‫‪97‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن عبد الصمد‪ ،‬واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد‪ ،‬حدثن أب‪ ،‬عن جدي‪ ،‬عن السي ابن ذكوان‪،‬‬

‫حدثنا ابن بريدة‪ ،‬حدثن عامر بن شراحيل الشعب‪ ،‬سعت حدان يسأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك‬

‫بن قيس وكانت من الهاجرات الول فقال‪َ " :‬ح ّدثِينِي حديثا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫سَتنِدِينَ فيه إل أحَدٍ غيِ هِ‪ ،‬فقالت‪ :‬نَكَحْت الُغي َة وهو من خيار شباب قريش يَومئِذٍ ‪ ،‬فأ صِيبَ ف‬
‫ل تَ ْ‬

‫أوَلِ الهادِ مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلمَا ما تَ خَ َطَبنِي عبدُ الرحن ب ُن عو فٍ ف نَفَر من‬

‫أصحابِ ممد صلى ال عليه وسلم و َخ َطَبنِي رسول ال صلى ال عليه وسلم عَلَى َموْلَه أ سَا َمةَ‪ ،‬وقد‬

‫حبّ أسَا َمةَ‪ ،‬فلما كًّل َمنِي رسول ال‬


‫كنتَ ُح ّدثْتُ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬مَنْ أ َحبّنِي فَ ْليُ ِ‬

‫صلى ال عليه وسلم قلتُ أمْرِي بِيدِكَ فأنكِحْن مَ ْن ِشئْ تَ? فقال‪ :‬اْنتَقلي إِل أمّ شَريك وأمّ شَريك امرأة‬

‫غنيةٌ مصصن النصصصَار عظيم ُة النفَقةِ فصص سصصَبيل ال ينل عليهصصا الضيفَانصصُ فقلت‪ :‬سصصأفعَل‪.‬‬

‫ف الثَوبُ‬
‫ط َعنْكَ خِمَارُ ِك أوْ َيْنكَشِ َ‬
‫سقُ َ‬
‫فقال‪ :‬ل تفعلي ِإنّ أمّ شَريك امرأ ٌة كثي ُة الضيفان وإِن أكْرَه أن يَ ْ‬

‫عن سَاَقيْك َفيَرَى القَو مُ منك َبعْ ضَ ما تكره ي‪ ،‬ولكن انتقلي إِل ابن ع مك ع بد ال بن عمرو بن أم‬

‫مكثوم و هو ر جل من ب ن فِهْر ِفِهْر ِقر يش من الب طن الذي هِ َي مِن هُ‪ ،‬فانتقلت إِل يه فل ما انقضَ تْ عِدّ ت‬

‫‪98‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سعت الناديَ مناديَ رسول ال صلى ال عليه وسلم ينادي الصلةُ جامعةٌ فخرجتُ إِل السجد فصليت‬

‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فكنت ف صف النساءِ الت تلي ظهور القوم‪.‬‬

‫ما روي عن تيم الداري من رؤية الساسة والدجال‬

‫س على النبِ وهو َيضْحَكُ فقالَ‪ِ :‬ليَلْ َزمْ كل إِنسانٍ‬ ‫فلما قَضى رسول اللّه صلى ال عليه وسلم صلتَه جََل َ‬
‫مُصلهُ ث قال‪ :‬أتدرُونَ لِم جَ َم ْعتًكُمْ? قالوا‪ :‬اللّهُ ورسولهُ أعلمُ‪ :‬قال‪ :‬إِن واللّهِ ما جعتكم لِرغب ٍة ول‬
‫ل نَصرانيا فجاءَ فبايع وأسلم‪ ،‬وحدثن حديثا وافق الذي كنت‬ ‫لِ َر ْهبَة‪ ،‬ولكن لن تيما الدّارِي كان رج ً‬
‫أحَدّثكم عن السيح الدجالِ‪ ،‬حدثن أنه ركب البحر ف سفينة برية مع ثلثي رجلً من لَخْم وجُذَامَ‪،‬‬
‫فلعب بم الوج شهرا ف البحر ث أ ْرسَوا إِل جزيرة ف البحر حيث َتغْرُبُ الشمسُ فجلسوا ف أقرب‬
‫شعْرِ لَ يدْرُونَ مَا ُقبُلُه مِن ُدبُ ِر ِه مِنْ ِكثْ َرةِ الشّعْرِ‪،‬‬
‫السفينة فدخلوا الزيرة فَلَقَيهُ ْم شَيْ ُء أهَْلبُ َكثِيُ ال ّ‬
‫ك مَا أنْتَ? قال‪ :‬أنا الَسّا َسةُ‪ .‬قالوا‪ :‬وما الَسّا َسةُ? قالت‪ :‬أيها القوم انطلقوا إِل هذا الرجل‬ ‫َفقَالُوا‪َ :‬ويْلَ َ‬
‫بال ّديْر فإِنه‬
‫إِل َخَبرِكُم بِالشواق قال‪ :‬فل ما سَ ّمتْ لَنَا رجلً فَرقْنَا من ها أَن تكون شيطا نة‪ .‬قال‪ :‬فانْ َطَلقْنَا سِرَاعا‬

‫حت دخلنا الديرَ‪ ،‬فإِذا فيه أعظمُ إِنسان رأيناه قط َخلْقا وأشَدّه وثاقا مموعةٌ يداه إِل ُعنُقِهِ ما بي ركبتيهِ‬

‫ك مَا أنْ تَ? قالَ‪ :‬قَدْ قدَ ْرتُ مْ على َخبَرِي فأخبون ما أَنتم? قالوا‪ :‬نن أنا سٌ‬
‫إِل كعبيه بالديد‪ .‬قلنا‪َ :‬ويْلَ َ‬

‫من العرب ركبنا ف سفينة برية فصادفنا البحر حي اغتَلَمَ‪ ،‬فلعب بنا الوج شهرا ث أرْفأنا إِل جزيرتك‬

‫هذه‪ ،‬فجلسنا ف أقربَا فدخلنا الزيرة فلقينا دابة أَهلب كثيةَ الشَعر ِما ندري ما قبُلهُ من ُدبُرِهِ من كثرة‬

‫‪99‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الشعرِ‪ ،‬فقل نا َويْلَ كَ ما أ نت? فقالت‪ :‬أ نا الَ سّا َسةُ‪ ،‬قالت‪ :‬أَعمدوا إِل هذَا الر جل ف الدّيْر ِفإِ نه إِل‬

‫َخبَركُ ْم بِالشوَاق‪ ،‬فأقبلنا إليكم سراعا وَفرَغنَا منها ول نَأمَنْ أن تكون شيطانة‪ ،‬فقال‪ :‬أخبون عن نل‬

‫خِبرُ? قال‪ :‬أ سألكم عن نَخْل ها هل ُيثْمَرُ? قل نا له‪ :‬نَعَم‪ .‬قال‪ :‬أمَا ِإنّ ه‬
‫َبيْ سَانِ فَقل نا عن أ يّ شأنَ ها تَ سْتَ ْ‬

‫يُوشِك أن ل ُيثْمِرَ‪ .‬قال‪ :‬أ خبون عن بية ال ّطبَ َرّيةِ‪ ،‬قلنا‪ :‬عن أي شَأنَها ت ستخب? قال‪ :‬هل فيهَا مَاءَ?‬

‫قالوا‪ :‬هي كثية الاءَ‪ .‬قال‪ :‬إِن ماءَها يوشك أن يذهب‪ .‬قال‪ :‬أخبون عن عي ُزغَ ْر قالوا‪ :‬عن أَي شأنا‬

‫ت ستخب? قال‪ :‬هل ف الع ي ماءُ? و هل يَزْرَ عُ أهل ها با ٍء الع ي? قل نا له‪ :‬ن عم هي كثية الا ِء وأَهل ها‬

‫يزرعون من مائها‪ .‬قال‪ :‬أخبون عن نب المِيّيَ ما فعل? قالوا‪ :‬قد خرج من مكة ونزل ِبيَثْرِب‪ .‬قال‪:‬‬

‫أقاتله العرب? قلنا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬كيف صنع بم? فأخبناه أنه قد ظَهَ َر على مَ ْن يلي هِ من العرب وأَطاعوه‬

‫قال‪ :‬قال ل م قد كان ذا كَ? قل نا‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬أمَا إِ نه خ ٌي ل م أ ْن يطيعوه وإِ ن م بكم عَنّ ي‪ِ ،‬إنّ ي أنَا‬

‫ج فأسيُ ف الرض فل أ َدعَ قريةً إِل َهبَطتُها ف أربعي‬


‫السِيحُ‪ ،‬وإِن يُوشِكُ أ ْن ُتؤْذَن لِي ف الروج فَأ ْخرُ َ‬

‫ليل ًة غي مكة وطيبةَ فهما مرمتا ِن عليّ كِّلتَاهُمَا كُلما أرَدْ تُ أن أدخل واحدة أو إِحداها ا ْستَ ْقبَلَن مَلك‬

‫ب منها ملئكة يرسونا قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬


‫ِبيَدِهِ السيفُ صَلْتا يَصُدّن َعْنهَا‪ ،‬وإِنّ عَلَى ك ّل َنقْ ٍ‬

‫‪100‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عليه وسلم‪" :‬وطَعَ َن بِمِخْصَرتِهِ ف النب هذه‪ :‬طيبةُ يَعن الديَنةَ ألّ هَلْ كنت حدثتكم ذلك? فقال الناسُ‪:‬‬

‫جبَن حديث تيم إنّ ُه وافق الذي كن تُ أحدثكم عنه وعن الدينة ومكة ألَ إِنه ف بر‬
‫َنعَ مْ‪ .‬قال‪ :‬إنّ هُ أعْ َ‬

‫الشام أو ب ر اليم ي ل بل من ق بل الشرق وَأوْمأ بيده إِل الشرق‪ .‬قالت‪ :‬فحف ظت هذا من ر سول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم"‪.‬‬

‫حديث فاطمة بنت قيس‬

‫رواه مسلم من حديث سيار‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬عن فاطمة قالت‪ :‬فسمعت النب صلى ال عليه وسلم وهو‬
‫على النب يطب فقال‪ :‬إِن بن عم لتميم الداري ركبوا ف البحر وساق الديث‪ ،‬ومن حديث غيلن بن‬
‫جرير‪ ،‬عن الشعب عنها فذكرته أن تيما الداري ركب البحر فتاهت به السفينة فسقط إل جزيرة فخرج‬
‫إليها يلتمس الاء فلقي إنسانا ير شعره فاقتص الديث‪ ،‬وفيه فأخرجه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫إِل الناس يدثهم فقال‪" :‬هذه طيبة وذلك الدجال"‪.‬‬
‫حدثن أبو بكر بن إسحاق‪ ،‬حدثنا يي بن بكي‪ ،‬حدثنا الغية يي الرامي‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن الشعب‪،‬‬
‫عن فاطمة بنت قيس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قعد على النب فقال‪ :‬أيها الناس حدثن تيم‬
‫الداري أن ناسا من قومه كانوا ف البحر وساق الديث‪.‬‬
‫وقد رواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه من حديث إساعيل بن أب خالد‪ ،‬عن مالد‪ ،‬عن الشعب عنها بنحوه‪.‬‬
‫ورواه الترمذي من حديث قتادة? عن الشعب عنها وقال‪ :‬حسن صحيح غريب من حديث قتادة عن‬
‫الشعب‪ :‬وروراه النسائي من حديث حاد بن سلمة‪ ،‬عن داود بن أب هند‪ ،‬عن الشعب عنها بنحوه‪،‬‬
‫وكذلك رواه الِمام أحد عن عفان وعن يونس بن ممد الؤدب كل منهما‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ ،‬حدثنا يي بن سعيد‪ ،‬حدثنا مالد عن عامر قال‪ :‬قدمت الدينة فأتيت فاطمة بنت‬
‫قيس فحدثتن‪ :‬أن زوجها طلقها على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فبعثه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ف سرية فقال أخوه‪ :‬اخْرجي مِن الدار‪ ،‬فقلت له‪ :‬إِن ل فيها َنفَ َق ًة وسَكن حت يَحِ ّل الَجَلُ‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل‪ .‬قالت‪ :‬فأَتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬إِن فلنا طّل َقنِي وإِن أَخاه أَخرجن و َمَنعَن‬
‫السّكْن والنفق َة فأَرسلَ إِليه فقال‪ :‬ما لك ولبنة آل قيس? قال يا رسول ال‪ِ :‬إنّ أَخي طلقها ثلثا‬
‫جيعا‪ ،‬فقال رسول ال‪ :‬انظُري يا ابنة قيس ِإنّما النفقةُ والسكْنَى للمرأة على زوجها ما كانت له عليها‬
‫رَجعة‪ ،‬فإِذا ل يكن له عليها رجع ٌة فل نفقةَ ول سكن اخرُجي فانزل على فلنةَ‪ ،‬ث قال‪ :‬إِنه يتحدثُ‬
‫خ َطبَنِي‬‫إِليها إنزل على ابن أمّ مكثوم فإِنه َأعْمى ل يَرَاكِ‪ ،‬ث ل تنكحي حَت أكون أَنا أَنكحك‪ ،‬قالت‪ :‬فَ َ‬
‫رج ٌل مِنْ قُ َريْش فَأتَْيتُ رسول ال صلى ال عليه وسلم اسْتأمُره‪ ،‬فقال‪ :‬أَل تَْنكَحِيَ مَ ْن هُو أَ َحبّ إَِليّ‬
‫حنِي مِن أسَا َمةَ بن زيد‪ .‬قالت‪ :‬فََلمّا‬ ‫حنِي مَنْ أَحَببَتَ‪ .‬قَالت‪َ :‬فأَْنكَ َ‬ ‫منه? فقلت‪ :‬بلى يا رسول ال فَأْنكَ ْ‬
‫أَردتُ َأنْ أخْرجَ قَاَلتْ ا ْجِلسْ حت أَحَ ّدثَكَ حديثا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬قالت‪ :‬خرج‬
‫غ الناس‪ ،‬ث قال‪ :‬اجلِسُوا‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما من الَيام فصلّى صلةَ الاجرةِ ث َقعَدَ َففَ َر َ‬
‫أيُها الناسُ َفإِن ل أَُق ْم مقامي هذا ِلفَزَع وَلكِ ْن تَميم الداريّ أَتان فأَخبن خبا فمنعن من القيلوَل ِة مِن‬
‫ح َنِبيّكم‪ ،‬أَخبن َأنّ َرهْطا من بن عمه ركبوا البحر‬ ‫الفَرَح وَقُ َر ِة اْلعَيْن‪ ،‬فأَ ْحَبْبتُ َأنْ أَنْشرَ عََليْكُم َفرَ َ‬
‫ب سفينة حت إِذا خرجوا إِل‬ ‫فأَصَابتهم عواصفُ فأَلأَتم الريحُ إِل جزيرة ل يعرفونا فقعدوا ف ُق َويْرِ ِ‬
‫جزيرةٍ فإِذا هم بشيءٍ َأهَْلبَ كثيِ الشّعرِ ل يدرُون أَرَج ٌل هو أَم امرأَة‪ ،‬فسلّموا عليه فَر ّد عَلَيهم السلمَ‪،‬‬
‫خبِركُمْ‪ ،‬ولكِ ْن هَذَا ال َديْرُ الذِي قَد َرأَْيتُمًوهُ في ِه مَنْ‬‫ستَ ْ‬
‫خبِرِكُ ْم ول بِمُ ْ‬‫فقالوا له‪ :‬أَل تبُنا‪ .‬فقال‪ :‬مَا َأنَا ب ْ‬
‫خِبرَكُمْ‪ ،‬قَالَ‪ُ :‬قلْنا‪ :‬مَا َأْنتَ? قَال‪ :‬الْجَسّا َسةَ? فانطلقوا حت‬ ‫خِبرَكُ ْم ويَسْتَ ْ‬‫ُهوَ إِل َخبَرِكُ ْم بِا َلشْواق َأنْ يُ ْ‬
‫َأتَوا الدير فإِذا هُ ْم بِرَجْل ُم َوثّق شدِيدٍ الوثاق يًظْه ُر الزنَ كث َي الشكر فسلّموا عََليْهِ َفرَدّ عليهم قال‪ :‬فَمَنْ‬
‫ج نَبّيهُمْ? قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فما َفعَلوا?‬ ‫س مِ َن اْلعَرَبِ‪ .‬قال‪ :‬ما َفعَلتِ العربُ اخ َر َ‬ ‫أنْتُمْ? قالوا‪ :‬نَحْن أنَا ُ‬
‫قَالوا‪ :‬خيا آمنوا به وصدّقوهُ‪ .‬قال‪ :‬ذَاكَ خي لم‪ .‬قالوا‪َ :‬لقَدْ كَانُوا له أعْدَاءَ فَأ ْظهَرَه ال عليهم‪ .‬قال‪:‬‬
‫ب اليوم ِإ ُلهُ ْم واحِد ونبّيهُم واحِ ُد وكلمتهم واحدةُ? قالوا نعم‪ :‬قال‪ :‬فما عَمِلتْ عي زًغرَ? قالوا‪:‬‬ ‫فالعر ُ‬
‫سقِيهم ويَسْقو َن منها زَ ْر َعهُمُ‪ .‬قال‪َ :‬فمَا َفعَ َل نَخْ ٌل َبيْ َن عَمّانَ وبَيْسَانَ‪ .‬قالوا‪:‬‬ ‫ب مِنها أهلُها تَ ْ‬ ‫صال ٌة يَشْرَ ُ‬
‫صال مُ ْطعِمٌ َجنَاهُ كُ ّل عَام‪ .‬قال‪ :‬ما فعلت بية ال ّطبَريةِ? قالوا‪ :‬مَلى‪ .‬قال‪َ :‬فزَفَر َث َحلَفَ لو َخرَجتً‬

‫‪102‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫مِن مكان هذا ما تركت أرضا من ال إِل َو ِطئًْتهَا غَيْرَ طيبةَ و ًم ّكةَ ليس ل عليهما سلطانً‪ .‬قال‪ :‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل يدخل الدجال طيبة"‪.‬‬
‫إِل هنا إِنتهى فرحي إِن طيبة الدينةُ إِن ال حرمها على الدجال أنْ يدخلَها ث حلف رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬وال الذي لَ إِلهَ إِلّ ُه َو مَا َلهَا طَريق ضَي ٌق ولَ واس ُع وَ َل َسهْ ُل وَلَ َجبَلٌ إِلّ عََليْه مًلكٌ‬
‫ستَطِيعُ الدّجالُ أنْ يدخلَها على أهلِها"‪.‬‬ ‫شَاهِرٌ السّيْفَ إِل َيوْم اْلقِيَامةِ مَا يَ ْ‬
‫قَالَ عامر‪ :‬فلقيت الحرز بن أب هريرة فحدثته بديت فاطمة بنت قيس فقال‪ :‬أشهد على أب أنه حدثن‬
‫كما حدثتك فاطمة غي أنه قال قال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إِنه ف َبحْر الشّرْق"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث لقيت القاسم بن ممد فذكرت له حديث فاطمة فقال‪ :‬أشهد على عائشة أنا حدثتن كما‬
‫حدثتك فاطمة غي أنا قالت‪" :‬الرمَا ِن عليه حرام مك ُة والدينةُ"‪.‬‬
‫وقد رواه أبو داود وابن ماجه من حديث إساعيل أب خالد‪ ،‬عن مالد عن عامر الشعب‪ ،‬عن فاطمة‬

‫ب نت ق يس ب سطه ا بن ما جه وأحاله أ بو داود على الد يث الذي رواه قبله ول يذ كر متاب عة أ ب هريرة‬

‫وعائشصصصصصصصة كمصصصصصصصا ذكصصصصصصصر ذلك الِمام أحدصصصصصصص‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ ،‬حدثنا النفيلي‪ ،‬حدثنا عثمان بن عبد الرحن‪ ،‬حدثنا ابن أب ذئب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أب‬

‫سلمة‪ ،‬عن فاطمة بنت قيس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخّر العشاء الخرة ذات ليلة ث خرج‬

‫فقال‪ِ " :‬إنّ هُ َحبَ سَن حد يث كان يُحدثُنِي هِ تي مُ الداري عن ر جل ف جَزيرة من جزائر الب حر‪ ،‬فإِذا أَ نا‬

‫بإِمرأة تر َشعْ َرهَا فقال‪ :‬ما أنْتِ? فقالت‪ :‬أنا السّاسة اذهب إِل ذلك القصْرِ فأتَيتهُ فإِذا رجل ي ّر َشعْرَهُ‬

‫ُموَثّ ٌق بالغل ِل َينْزُو فيها بي السما ِء والرض فقلت من أنت? قال‪ :‬أَنا الدجال‪ .‬قال‪ :‬ما فعلت العرب?‬

‫‪103‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص ْوهُ? قلت‪ :‬ب َل أطَاعُوة‪ .‬قال‪ :‬ذلك خيص لمص"‪.‬‬


‫ص عَص َ‬
‫أخرج نصبيهم? قلت‪ :‬نعصم‪ .‬قال‪ :‬أطَاعُوه أَم ْ‬

‫فهذه روايصة لعامصر بصن شراحيصل الشعصب عصن فاطمصة بنصت قيصس بطوله كنحصو مصا تقدم‪.‬‬

‫ث قال أبو داود‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪ ،‬عن الوليد بن عبد ال بن جيع‪ ،‬عن أب سلمة بن عبد الرحن‪ ،‬عن‬

‫جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم على ال نب‪ِ" :‬إنّه َبْينَمَا أنَاس ي سَيُونَ ف الب حر‬

‫خبْ َز فلقيتهصم السصاسة قلت لبص سصلمة‪ :‬ومصا‬


‫َتص لمص جزيرةً فخرجوا يريدون الْ ُ‬
‫َفَنفَدَ طعامُهصم فرُِفع ْ‬

‫السصصصصّاسة? قال‪ :‬امرأة ترصصصص شعرهصصصصا شعصصصصر جلدِهصصصصا ورأسصصصصِها"‪.‬‬

‫وقال ف هذا القصر وذكر هذا الديث‪ ،‬وسأل عن نل بيسان‪ ،‬وعن زغر قال هو السيح فقال ل ابن‬

‫سلمة‪ :‬أن ف الديث شيئا ما حفظته‪ .‬قال‪ :‬شهد جابر أنه ابن صياد‪ .‬قلت‪ :‬فإنه قد مات قلت‪ :‬فإنه‬

‫أسلم‪ .‬قلت‪ :‬وإن أسلم قلت‪ :‬فإنه قد دخل الدينة‪ .‬قال‪ :‬وإن دخل الدينة تفرّد به أبو داود وهو غريب‬

‫جدا‪.‬‬

‫وقال الافظ أبو يعلى‪ ،‬حدثنا ممد بن أب بكر‪ ،‬حدثنا أبو عاصم سعد بن زياد‪ ،‬حدثن نافع مولي‪،‬‬

‫عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم استوى على النب‪ ،‬فقال‪ :‬حدثن تيم فرأى تيما ف‬

‫‪104‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ناح ية ال سجد‪ ،‬فقال يا ت يم‪ :‬حدّث الناس ما حدث ن قال‪" :‬ك نا ف جزيرة فإِذا ن ن بدا بة ل ندْرِي ما‬

‫لمَكُمْ? فدخلنا الديْرَ فإِذا نن برجل‬


‫جبُون مِنْ َخ ْلقِي وف ال ّديْر مَن يشتهي َك َ‬
‫ُقبُلُها من ُدُبرِها فقالت‪َ :‬تعْ َ‬

‫ُموَث قٌ ف الَديدِ من َكعْبِ هِ إِل أ ُذنِ هِ‪ ،‬وإِذا أحد ِمنْخَ َريْ ِه مسدود وإِحدى عَينيه مطموسةٌ قال‪ :‬فمن أنتم?‬

‫فأخبناه‪ ،‬فقال‪ :‬ما فعلت بُحية َطبَريّة? قلنا‪ :‬كعهدها‪ .‬قال‪ :‬فما تفعل نَخْل َبيْسَانَ? قلنَا‪ :‬كعهده‪ .‬قال‪:‬‬

‫لَطأَن الرض بقدمصصصصصصي هاتيصصصصصص إِل بلدة إِبراهيصصصصصصم وطيبصصصصصصة‪.‬‬

‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬طيبةُ هِيَ الْمَدِيَنةُ"‪ .‬وهذا حديث غريب جدا‪ ،‬وقد قال أَبو حات‬

‫ليس هذا بالتي‪.‬‬

‫ابن صياد من يهود الدينة‬

‫وقال أحد‪ ،‬حدثنا ممد بن سابق‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن طهمان‪ ،‬عن أب الزبي‪ ،‬عنِ جابر بن عبد ال أنه‬
‫قال‪" :‬إِن إِمرأَة من اليهود بالدينة ولدت غلما مسوحةٌ عينُه طالع ًة نابُه‪ ،‬فَأشْفق رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أَن يكون الدجالَ فوجَدَه تت قطيفة يهَ ْمهِم‪ ،‬فأدَنتْهُ أمه فقالت يا عبد ال‪ :‬هذا أَبو القاسم‬
‫قد جاءَ فا ْخرُجْ إِليه من القطِيفةِ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما لا‪ .‬قَاتَلَها اللّهُ لو َترَ َكتْه َلَبيّنَ‬
‫صيّادٍ مَا َترَى? قال‪ :‬أَرَى حقا وأرى باطلً وأرى عرشا على الاءَ‪ .‬قال‪ :‬فليس‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ث قال‪ :‬يا ابنَ َ‬
‫أَتشهد أَن رسول الّ‪ ،‬فقال هو‪ :‬أتشهد إِن رسول ال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬آمنت‬

‫‪105‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫باللّهِ ورسله‪ ،‬ث خرج وتركهُ‪ ،‬ث أَتاه مرةً أخرى ف نَخْل لَهم فأدْنته أمّهُ فقالت يا عبد ال‪ :‬هذا أَبو‬
‫القاسم قد جاءَ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬مَا َلهَا قَاتََلهَا اللّ ُه لو تَرَ َكتْهُ لبيّن"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يطمع أن يسمع من كلمه شيئا ليعلم أهو هو أم ل‪ .‬قال‪:‬‬

‫يا ا بن صياد ما ترى? قال‪ :‬أرى حقا وأرى باطلً وأرى عرشا على الاء‪ .‬قال‪ :‬أتش هد إ ن ر سول ال?‬

‫قال هو‪ :‬أتشهد إن رسول ال? قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬آمنت بال ورسله فلبس عليه‪ ،‬ث‬

‫خرج فتركه‪ ،‬ث جاء ف الثال ثة والرابعة وم عه أبو بكر وع مر بن الطاب رضي ال عنهما ف ن فر من‬

‫الهاجرين والنصار وأنا معه‪ ،‬قال‪ :‬فبادر رسول ال صلى ال عليه وسلم بي أيدينا ورجا أن يسمع من‬

‫كلمه شيئا فسبقته أمه إليه فقالت يا عبد ال‪ :‬هذا أبو القاسم قد جاء فقال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪" :‬ما لا قاتلها ال لو تركته لبيّن? فقال‪ :‬يا ابن صياد ما ترى? قال‪ :‬أرى حقا وأرى باطلً أرى‬

‫عرشا على الاء‪ .‬قال‪ :‬تشهد أن رسول ال‪ .‬فقال رسول ال‪ :‬آمنت بال ورسوله? يا ابن صياد إِنا قد‬

‫خبأ نا لك خ بأ‪ ،‬قال‪ :‬ف ما هو? قال‪ :‬الدخ‪ ،‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬أخ سأ أخ سأ‪ .‬قال‬

‫عمر بن الطاب‪ :‬ائذن ل فأقتله يا رسول ال‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن يَكنْه فلست‬

‫بصاحبه إِنا صاحبه عيسى ابن مري‪ ،‬وإِلّ ي ُكنْه فليس لك أن تقتل رجلً من أهل العهد‪ .‬قال‪ :‬يعن جابر‬

‫‪106‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صب جدا‪.‬‬
‫صياق غريص‬
‫صه الدجال وهذا سص‬
‫صلم مشفقا أنص‬
‫صه وسص‬
‫صلى ال عليص‬
‫صول ال صص‬
‫فلم يزل رسص‬

‫وقال الِمام أحد‪ ،‬حدثنا يونس حدثنا العتمر‪ ،‬عن أبيه عن سليمان العمش‪ ،‬عن شفيق بن سلمة‪ ،‬عن‬

‫عبد ال بن مسعود قال‪ :‬بينما نن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ م ّر بصبيان يلعبون فيهم ابن‬

‫شهَدُ أَ ن ر سول ال? فقال هو‪ :‬أتَشْهَد أ ن‬


‫صياد فقال ر سول ال صلى ال عليه و سلم "ت ِربَ تْ يداك أتَ ْ‬

‫ضرِب ُعنُقَه‪ ،‬فقال رسول ال‪ِ" :‬إ ْن يَكُن الذي يُخَافُ فَلَنْ تَسْتَطِيعَه"‪.‬‬
‫رسول ال? فقال عمر‪َ :‬د ْعنِي فَل ْ‬

‫ل وليس بعقول صدورها عن الرسول عليه السلم‬


‫مرويات مرفوضة لنا ل تصدق عق ً‬

‫والحاديث الواردة ف ابن صياد كثية‪ ،‬وف بعضها التوقف ف أمره على هو الدجال أم ل‪ .‬فال أعلم‪،‬‬

‫ويتمل أن يكون هذا قبل أن يوحى إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف شأن الدجال وتعيينه‪ ،‬وقد‬

‫تقدم حديث تيم الداري ف ذلك وهو فاصل ف هذا القام‪ ،‬وسنورد من الحاديث ما يدل على أنه ليس‬

‫بابصصصصصصصصصصن صصصصصصصصصصصياد وال تعال أعلم وأحكصصصصصصصصصصم‪.‬‬

‫فقال البخاري‪ :‬حدثنا يي بن بكي‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عن عقيل‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن سال بن عبد ال بن‬

‫عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪َ" :‬بْينَا أنَا قائِ مُ أطو فُ بالكعبةِ فإِذا رجل آدَ مُ َسبْطُ الشّعْرِ‬

‫‪107‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫َينْطِ فُ أَو ُيهْرَا قُ رَأ سُهُ‪َ ،‬ف ُقلْ تُ‪ :‬مَ ْن هَذا? فقيل‪ :‬اب نُ مَ ْريَ مَ ث التَف تْ فِإذَا رجُلٌ ج سِيمٌ أحْ َمرُ أجَذّ الرّأس‬

‫ص الناس بِصصصه شبَها ابصصصن قَطُصصصن رَجُصصصل مصصصن خَزاعةُ"‪.‬‬


‫أعْوَ ُر اْلعَيْصصصن أقْرَبصص ُ‬

‫وقال الِمام أحد‪ ،‬حدثنا ممد بن سابق‪ ،‬أخبنا إبراهيم بن طهمان‪ ،‬عن أب الزبي‪ ،‬عن جابر بن عبد‬

‫ال أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يرج الدّجالُ ف ِخ ّف ٍة مِ نَ الدّين وإِ ْدبَارٍ من العِلم وله‬

‫حهَا ف الرض اليو مُ منها كالسنةِ‪ ،‬واليوم منها كالشهر‪ .‬واليوم منها كالُ ُم َعةِ‪ ،‬ث سائر‬
‫أربعون ليَلةً يَ سْبَ ُ‬

‫أيا مه كأيام كم هذِ هِ وله حار يرك به عرض ما ب ي أذن يه أربعون ذِراعا‪ ،‬فيقول للناس‪ :‬أ نا ر بّ كم و هو‬

‫أعو ُر وإِن ربكم ليس بأ ْعوَ َر َمكْتُو بٌ َبيْ نَ َعْيَنيْ هِ َكفَ َر ِبهَجَا ٍء َيقْ َرؤُ هُ كُ ّل ُم ْؤمِن كاتب أ ْو غي كاتب يَرد‬

‫كلّ ما ٍء ومنهل إل الدينةَ وم ّكةَ حًرّمهمَا ال عليه وقامَت اللئكةُ بِأبْوابِهما‪ ،‬ومعه جبال من خبز والناس‬

‫ف جهد المن اتبعه‪ ،‬ومعه نران أنا أعلم بما منهما نر يقول له النة ونر يقول له النار‪ ،‬فمن أدخل‬

‫الذي يسميه النة فهي النار‪ ،‬ومن أدخل الذي يسميه النار فهي النة قال‪ :‬وسعت معه شياطي تكلم‬

‫س ويق تل نف سا ث يُحيي ها في ما يرى الناس‪،‬‬


‫الناس وم عه فت نة عظي مة يأ مر ال سماءَ فتم طر في ما يَرَى النا ُ‬

‫ويقول للناس‪ :‬هصل يفعصل مثلَ هذا إل الرّب ّ? قال فيفِدُ السصلمون إل جبصل الدخان بالشام فيأتيهصم‬

‫‪108‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جهِدُهم جُهدا شديدا‪ ،‬ث ينل عيسى ابن مري فينا من السًحَر ِفيقول‪ :‬يا‬
‫فيحاص ُرهُم َفيُشثدُ حِصَارهم ويُ ْ‬

‫أيّها الناس ما ينعكم أن ترجوا إل الكذاب البيث? فيقولون‪ :‬هذا رجل حي فينطلقون فإذا هم بعيسى‬

‫ابن مريَم فتقام الصلة‪ ،‬فيقال له تقدم يا رو حَ ال‪ ،‬فيقول‪ِ :‬لَيَتقَدّ مْ ِإمَا ُمكُ مْ ِليُ صَ ّل ِبكُ مْ فإذا صلّوا صلة‬

‫ث الِلْحُ ف الاء‪ ،‬فيمشي إليه فيقتلُه حت إن‬


‫ب َينْماثُ كَمَا َينْمَا ُ‬
‫الصبح خرجوا إليه‪ ،‬قال فحي يراه الكذا ُ‬

‫الشجرةَ والجرَ ينادي يا رو حَ ال هذا يهوديّ فل َيتْرُ َك مِمّ نْ كَا َن يَتبعُه أحدا إِلّ َقتَلَه تفرّد به أح د‬

‫أيضا‪ .‬وقد رواه غي واحد عن إبراهيم‪.‬‬

‫حديث النواس بن سعان الكلب ف معناه وأبسط منه‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثن أبو خيثمة زهي بن حرب‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثن ابن جبي‪ ،‬عن أبيه ابن نفي‬
‫الضرمي أنه سع النواس بن سعان الكلب‪ ،‬وحدثن ممد بن مهران الرازي واللفظ له‪ ،‬حدثنا الوليد بن‬
‫مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن زيد بن جابر الطائي‪ ،‬عن يي بن جابر الطائي‪ ،‬عن عبد الرحن بن جبي‬
‫بن نفي‪ ،‬عن أبيه جبي بن نفي‪ ،‬عن النواس بن سعان قال‪ :‬ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم الدجال‬
‫خفّض فيه ورَفّع يت ظنناه ف طائفة النّخْل‪ ،‬فلما رُحنا إليه َعرَفَ ذَلِكَ فينا فقالَ‪" :‬مَا‬ ‫ذَات غداةٍ ف َ‬
‫ت فيه ورَّف ْعتَ حت ظَننّاه ف طَائِ َف ِة النّخْل فقال‪:‬‬
‫ض َ‬
‫شَأُنكُمْ? قُلنا يا رسول ال ذكرت الدّجّال غداةً فخفّ ْ‬
‫ج وأَنَا فِيك ْم فأَنَا َحجِيجُه دُونكُمْ‪ ،‬وإِن َيخْرج ولَستُ فِيكم فكل‬‫غَيْرَ الدجالِ أ ْخوَُفنِي عََليْكم ِإنْ َيخْر ْ‬
‫امرىء َحجِي ُج نفسِهِ واللّهُ خَليفت على كُلّ امرىءٍ مسلم‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إنه شابّ قَطط عَْينُهُ طَافَِي ٌة إن أشبهه بعبد العُزّى ابن قَطُن مَنْ أَدْرَكَ ُه ِمنْكم فليقرأ عليْهِ َفوَاتِ َح سورة‬
‫الكهف إنه خارج ف خلّة بي الشام والعراق َفعَائِث يينا وعَاِئثٌ ِشمَالً يا عبادَ ال فاثُبتُوا قلنا يا رسول‬
‫شهْ ٍر ‪ ،‬ويومٌ َكجُ ْم َعةٍ‪ ،‬وسَائِ ُر أيّامه‬ ‫سَنةٍ‪ ،‬ويوم ك َ‬ ‫ال َومَا َلبْثُهُ ف الرْض قال‪ :‬أربعون يوما? يومٌ ك َ‬
‫كأَيّامكم‪ .‬قلنا يا رسول ال فذلك اليوم الذي كسنة أَت ْكفِينَا فيه صلةُ َيوْم? قال‪ :‬ل‪ :‬اقدرُوا لهُ قدْ َرهُ‪:‬‬
‫قلنا يا رسول ال‪ :‬وما ِإسْرَاعُهُ ف الرض قال‪ :‬كاْلغَْيثُ ا ْستَ ْدبَ َرتْهُ الريحُ? فيأت عَلَى الْقوم َفيَ ْدعُوهُم‬
‫ح عَليهم سَا ِر َحُتهُمْ َأ ْطوَلَ ما كَانَتْ‬ ‫فُيؤْ ِمنُو َن ب ِه ويَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيأمُرُ السّمَاءَ َفتُمْطِر والَ ْرضَ فَتنْبِت َفتَرُو ُ‬
‫صبِحُون‬ ‫ف عَْنهُم فُي ْ‬ ‫ضرُوعا وَأمَ ّدهُ َخوَاصِرَ‪ ،‬ثّ يَأتِي ال َقوْ َم فيدعوهم ف ُيدّونَ َقوْلَهُ َفَينْص ِر ُ‬ ‫ذرا وَأ ْسبَغهُ ُ‬
‫س ِبأَيْدِيهِ ْم مِن َأ ْموَاِلهِ ْم شَيءٌ‪ ،‬ويَمُ ّر بالَ ِرَب ِة فيقول أَخرِجي كنوزَكِ َفتَتبَعُه كنوزُها َكَيعَاسِيبِ‬ ‫مُمْحِليَ َلْي َ‬
‫سيْفِ َفيَقطعهُ جَزَلَتيْن َر ْمَيةَ الغَرَض? ث يدعوَه فيقْبِ ُل َيَتهَلّلُ‬ ‫ل مُ ْمتَلِئا َشبَابا َفَيضْربُهُ بال ّ‬‫النّحْل‪ ،‬ث يَ ْدعُو ر ُج ً‬
‫وَ ْجهُ ُه وهو َيضْحَكُ? َفَبْينَما هُو كذلك إِذ َبعَث اللّ ُه السيحَ ابن مريُ فينلُ عند النار ِة البيضاء شرقي‬
‫ِدمَشْقَ ف مهروذتي واضعا ك ّفيْه على أَ ْجنِحَة مََل َكيْن إذا طأطأَ رأسَه قَ َط َر وإِذا رَفَعه َتحَدّ َر ِمنْه جُمَانٌ‬
‫كالّلؤُْلؤُ‪ ،‬ول َيحِلّ لكافر يَجِد رِي َح نفسِه إلّ ماتَ‪ ،‬وَنفَسُهُ َينْتهي حْيثُ يَْنَتهِي طرْفه‪ ،‬فيطلُبه حت يدركه‬
‫بباب لدّ فيقتله‪ ،‬ث يَأْت عيسى ابن مري قوما قد عصمهم ال منه فيمس َح عن وجو ِههِم ويدثُهم عن‬
‫دَرَجاتِهم ف النة‪ ،‬فبينما هو كذلك إذْ َأوْحى ال تعال إل عيسى إن قد أخرجت عبادا ل ل يَدان‪.‬‬
‫لحَ ٍد بقتالم فَحَرز عبادي إل الطّورِ‪ ،‬ويبعث اللّه يأجوجَ ومأجوجَ وهم من كل َحدَب يَنْسِلُونَ‪َ ،‬فيَمُرّ‬
‫أوائلهُم على بُحية الطبية فيشربون ما فيها‪ ،‬ويرّ آخرهم فيقولون لقد كان بذه مرةً ماءُ‪ ،‬ويضر نب‬
‫س الثورِ لحَدِهم خيا من مائة دينارٍ لحدكُم اليو َم فيغَبُ نب ال‬ ‫ال عيسى وأصحابُهُ حت يكون رأ ُ‬
‫ت َنفْس واحِدَة‪ ،‬ث‬ ‫عيسى وأَصحابه إل اللّهِ فيسلُ ال إليهم النغْفَ ف رقَابِهم فيصبحونَ فَرْس كَمَو ِ‬
‫َيهْبط نب ال عيسَى وأَصحابُه إل الَرض فل يدونَ موض َع شبٍ إل مله َزهَ ِم ِه ْم ونََتُنهُمْ َفيَ ْر َغبُ نبّ ال‬
‫ختِ َفتَطَرحهمْ َحْيثُ شَاءَ اللّ ُه ثُمّ يرسل ال مطرا‬ ‫عيسى وأصحابُهُ إل اللّهِ َفيُ ْرسِل اللّ ُه َطيْرا كَأ ْعنَاق اْلبُ ْ‬
‫ت ول َوبَر‪ ،‬فيَغْسِل ال الرض حت يتركها كالزّل َفةِ‪ ،‬ث يقال للَرض أنبت ث َرتِكَ و ُردّي‬ ‫َل يُكِ ّن منه َبيْ ٌ‬
‫حةَ من‬ ‫ح ِفهَا ويُبَا َركُ ف ال ّرسْل‪ ،‬حت ِإنّ الّلقْ َ‬ ‫بَرَ َكتَكِ? فيومئذ تأْكل العِصاَبةُ من ال ّرمّاَن ِة ويَسْتَ ِظلّو َن ِبقِ ْ‬
‫حةَ من الغنم لتكفي‬ ‫ح َة مِن البَقَر لتكفي القبيلةَ من الناس‪ ،‬والَل ْق َ‬ ‫الِبل لتكفي الفِئامَ من الناس‪ ،‬والّلقْ َ‬
‫خذَ من الناس‪ ،‬فبينما هم كذلك إِذ بعث ال ريا طيبة فتأخذهم تت آبَاطِهم‪َ ،‬فَت ْقِبضُ روح كل‬ ‫الفَ ِ‬

‫‪110‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ج الُ ْمرِ فعليهم تقوم الساعة"‪.‬‬


‫مُؤمن وك ّل مسلم‪ ،‬ويبقى شرار الناس يتهارَجًون فيها َتهَارُ َ‬
‫حدثن علي بن حجر السعدي‪ ،‬حدثنا عبد ال بن عبد الرحن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم قال‬
‫ابن حجر‪ :‬دخل حديث أحدها ف حديث الخر عن عبد الرحن بن يزيد بن جابر بذا الِسناد نو ما‬
‫ذكرناه وزاد بعد قوله‪" :‬لقد كان ِبهَذِه مَ ّر ًة ماء ث يسيون حت َينْتهوا إل َجبَل الَمر وهو جب ُل َبْيتِ‬
‫ا َلقْدِس فيقولون لقد قتلنا من ف الرض هَلمّا َف ْلَنقْتُلْ من ف السماء فيمون ِبنُشّاِبهِمْ ل السماء فيد ال‬
‫خضُوَبةَ دماء"‪.‬‬‫عليهم نُشَابَهُ ْم َم ْ‬
‫وف رواية ابن حجر‪" :‬فإن قد أنزلت عبادا ل ل يد لحد بقتالم" انتهى‪.‬‬
‫رواه مسلم إسنادا ومتنا‪ ،‬وقد تفرّد به عن البخاري‪ ،‬ورواه الِمام أحد بن حنبل ف مسنده عن الوليد‬
‫بن مسلم بإسناده نوه‪ ،‬وزاد ف سياقه بعد قوله‪ :‬فيطرحهم ال حيث شاء‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬فحدثن‬
‫عطاء بن يزيد السكسكي عن كعب أو غيه قال‪" :‬فيطرحهم بالهبل قال ابن جابر وأين الهبل? قال‪:‬‬
‫مطلع الشمس"‪.‬‬
‫ورواه أبو داود‪ ،‬عن صفوان بن عمرو الؤذن‪ ،‬عن الوليد بن مسلم ببعضه‪ .‬ورواه الترمذي‪ ،‬عن علي بن‬
‫حجر وساقه بطوله وقال غريب حسن صحيح ل نعرفه إل من حديث ابن جابر‪ ،‬ورواه النسائي ف‬
‫فضائل القرآن عن علي بن حجر متصر‪ ،‬ورواه ابن ماجه عن هشام بن عمار عن يي بن حزة عن عبد‬
‫سيّ يأجوج ومأجوج ونُشّابِهم وتُرُو ِسهِمْ‬ ‫الرحِن عن زيد بن جابر بإسناده قال‪" :‬سيوقد الناس مِن قِ ِ‬
‫َسبْعَ سِنِي"‪.‬‬
‫وذكره قبل ذلك بتمامه عن هشام بن عماد ول يذكر فيه هذه القصة‪ ،‬ول ذكر ف إسناده عن جابر‬
‫الطائي حديث عن أب أمامة الباهلي صدى بن عجلن ف معن حديث النواس بن سعان‪.‬‬
‫قال أبو عبد ال بن ماجه‪ ،‬حدثنا علي بن ممد بن ماجه‪ ،‬حدثنا عبد الرحن الحارب‪ ،‬عن إساعيل بن‬
‫رافع أب رافع‪ ،‬عن أب زرعة الشيبان يي بن أب عمرو‪ ،‬عن أب أمامة الباهلي قال‪ :‬خطبنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فكان أكثرُ خُ ْطَبتِه حديثا حَدّثنَاهُ عن الدجال وحَذّ ْرنَا ُه فكانَ من قوله أنْ قَالَ‪ِ" :‬إنّهُ‬
‫ل تكن ِفتَْنةٌ ف الَرض ُمنْذُ َذرَأ اللّهُ ذُ ّريّة آ َد َم أعْظَ َم من فتنة الدجال‪ ،‬وإِن ال َل ْم َيبْ َعثْ نبيّا إل حَذّرَ من‬
‫الدجال‪ ،‬وأنا آخر النبياء وأَنتم آخ ُر المَم‪ ،‬وهو خارج فيكم َل مَحَاَلةَ‪ ،‬فإِن يرج وأنا بي أظْهرِكُم‬
‫فأنا َحجِيجٌ لكل مسلم‪ ،‬وإِن يرج من بعدي فكل حَجِي ُج َنفْسِهِ‪ ،‬وال َخلِيفت على كل مسلم‪ ،‬وإِنه‬

‫‪111‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صفُه لكم‬ ‫ث يينا وشِمالً‪ .،‬يا عباد ال أيها الناس فاثُبتُوا‪ ،‬وإِن سَأ ِ‬ ‫يرج من خَلّة بي الشام والعراق فَيعِي ُ‬
‫ص َفةَ ل َيصِفْها ِإيّاه نبّ َقبْلي‪ِ ،‬إنّ ُه يَبْدأ َفيَقولُ‪ :‬أنا نَب ول َنِبيّ َبعْدِي‪ ،‬ثُ ّم يُثنّي فيقول‪ :‬أنا ربّكم‪ ،‬وَ َل تَ َر ْونَ‬ ‫ِ‬
‫ب بي عينيه كافرٌ يقرؤُه كل‬ ‫ربكم حت تَمُوتوا‪ ،‬وإِنّه أَعورُ وإِن ربكم عزّ وجل ليس بأعورَ‪ ،‬وإنه مَكتُو ٌ‬
‫ب وغي كاتبٍ‪ ،‬وإِن من فتنته أن معه جّنةً ونارا‪ .‬فنارُه َجّن ٌة وَ َجّنتُهُ نار‪ ،‬فمن اْبتُِليَ ِبنَا ِرهِ‬ ‫مؤمن كات ٍ‬
‫ث بِاللّهِ وليقرأْ َفوَاتِ َح الكهْفَ َفَتكُو َن عََليْ ِه بَرْدا َوسَلما كما كانت النارُ على إِبراهِيمَ‪ ،‬وإِن مِن‬ ‫ستَغ ْ‬
‫فَ ْليَ ْ‬
‫فتنته أن يقول لعراِبيّ أَرأَيت إِن َبعَثث لك َأبَا َك وأمّكَ أتشهد أنّي ربّك? فيقول له‪َ :‬نعَمْ‪َ ،‬فَيتَ ًمثّلْ لَهُ‬
‫شيطانان ف صورة أبيه وأمه فيقولن يا ُبَنيّ اّتبِعْهُ فإنه ربّك‪ ،‬وإن من فتنته أن يُسًلّطَ على نَفس واحدة‬
‫فيقتلها َينْشُرُها بالِنْشَا ِر ث يُ ْلقِيها شقّتي‪ ،‬ث يقول انظروا إل َعبْدِي فإن أبَتعِثُ ُه الن‪ ،‬ث يزعم أن له ربا‬
‫غيي‪ ،‬فَيْب َعثُهُ ال فيقول له البيث‪ :‬من ربك? فيقول‪ :‬ربّي اللّهُ‪ ،‬وأنت عدوّ اللّ ِه الدجالُ واللّهِ ما كنتُ‬
‫ك منّي اليومَ"‪.‬‬
‫َبعْدُ أشدّ َبصِ َيةً بِ َ‬
‫قال أبو السن يعن علي بن ممد‪ ،‬فحدثنا الحاربّ حدثنا عبيد ال بن الوليد الوصال‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن‬
‫أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ذاك الرجلُ أرف ُع أمّت درجةً ف الّنةِ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬قال أبو سعيد ما كنا نرى ذلك الرجل إل عمر بن الطاب حت مضى لسبيله‪ .‬قال الحارب ث‬
‫رجعنا إل حديث أب رافع قال‪ :‬من فتنته أن يأمر السما َء أ ْن تُمْطِ َر فتمطرَ‪ ،‬ويأمرَ الرض أن تُْنِبتَ‬
‫فتُنبت‪ ،‬وإِن من فتنته أن ير بالي فيكذبونه فل تبقى لم سَائِمةٌ إل هلكت‪ ،‬وإن من فتنته أن ير بالي‬
‫فيصدقونه فيأمر السماءَ أن تُمْ ِطرَ فتمطر ويأمر الرض أن تنبت فتنبت‪ ،‬حت تروح عليهم مواشِيهِم من‬
‫ضرُوعا وإِنه ل يبقى من الرض شيئا إل‬ ‫يومهم ذلك أس َن ما كاَنتْ وأعظمه‪ ،‬وأمَدّه َخوَاصِرَ‪ ،‬وأدَ ّرهُ ُ‬
‫َوطِئَه وظَهَر عليه إل م ّكةَ والدينة‪ ،‬فإنه ل يَأتيهما مِن نَقب من ِنقَابِهِما إِ ّل لقيته اللئكة بالسيوف صَ ْلَتةً‬
‫ت فل يبقى منافق‬ ‫ف الدينة بأهلها ثلث ر َجفَا ٍ‬ ‫خةِ َفتَ ْرجُ ُ‬
‫حت ينل عند الطريب الحر عند منقطع السبْ َ‬
‫ك الْيو ُم َي ْومَ‬
‫ث الديد َويُدْعَى ذَلِ َ‬ ‫ول منافقة إل خَرَج إليه َفيُنقّى الَبَث منها كما يُنقّى الكيُ َخَب َ‬
‫ب يَو َمئِذٍ? قال‪ :‬هُمْ قَلِيلٌ و ُجّلهُمْ‬ ‫سكَر‪ :‬يا رسول ال فأيْنَ العر ُ‬ ‫اللص‪ ،‬فقالت أمّ شَريكٍ ابنةُ أب الْعَ ْ‬
‫ل ‪ ،‬فبينما ِإمَا ُمهُمْ ق ْد َتقَ ّدمَ َفصًلّى الصُبحَ إذ نزل عليهم عِيسى ابنُ َم ْريَمَ‪،‬‬ ‫ببيت القدِس وِإمَا ُمهُمْ رجلٌ صا ٌ‬
‫فَ َرجَعَ ذلك ا ِلمَامُ يشي ال َق ْهقَرى ليتق ّدمَ بم عيسى يُصلّي‪ ،‬فيضعُ عيسى عليه الصلة والسلم يده بي‬
‫ف قال عيسى‪ :‬أقِيمُوا البابَ‬ ‫كتفيه فيقول له‪َ :‬تقَ ّدمْ َفصَلّ فإنا لك أقي َمتْ‪ ،‬فيصلي بم إمامهم فإذا انصر َ‬

‫‪112‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫َفُيفْتَ ُح َووَرَاءَه الدجا ُل َمعَهُ سبعون ألف يهوديّ كُّلهُم ذو سيْف مُحَلّى وساج‪ ،‬فإذا نظر إليه الدجال‬
‫ب الِلحُ ف الاء وينطلق هارِبا ويقول عيسى‪ :‬إن ل فيك ضَ ْرَبةً لَ ْن تَسْبقَن بِها? فيدْرِكُه‬ ‫ذَاب كما يذو ُ‬
‫ل َيبْقى شَيء ِبهَا َخلَقَ اللّ ُه َيَتوَارى بِ ِه يَهوديّ إل أنطَقَ‬
‫عن َد بابِ الدارِ الشرقي فيقتله َفيَه ِزمُ اللّ ُه اليهودَ َف َ‬
‫ط وَلَ داّبةَ إل الغَرْقَدَة فإِنا من شَجَ ِرهِمْ َل َتنْطِقُ إل قال‪ :‬يا عبد‬ ‫ج َر وَلَ حَائِ َ‬ ‫اللّ ُه الشيء‪ ،‬لَ َحجَ َر وَ َل شَ َ‬
‫ال السلم هذا يهوديّ َفَتعَالَ فا ْقتُلْهُ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬وإِن أيامِه أربعون سنةً السنةُ‬
‫كنصف السنةِ‪ ،‬والسنةُ كالشهر‪ ،‬والشهر ُكالمعةِ‪ ،‬وآخر أيامِ ِه قصيةٌ يصبح أحدكم على باب الدينة‬
‫ك اليّام القِصارِ? قال‪:‬‬ ‫فما يصل إل بابا الخر حت يُمْسي‪ ،‬فقيل له يا رسول ال‪ :‬كيف نصلي ف تل َ‬
‫تَقدُرُونَ فيها للصَلةِ كما تقدرونه ف هذه اليام الطوال ث صلّوا"‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ِ" :‬ليَكونَنّ عيسى اب نُ مريَ ف أمّت َحكَما عَدْ ًل وإِماما قِ سْطا يدُق‬

‫ص الزيةَ ويترك الصصّدق َة فل تسصعى على شاةٍ ول بعيٍ‪ ،‬ويرفَصع الشحناء‬


‫الصصليبَ وَيقْتلُ الني َر ويَضَع ُ‬

‫والتباغ ضَ وينع جُ ّمةِ كل ذي جُمّة حت يدخل الوليد يده ف فَم اليّة فل َتضُرّه‪ ،‬وينفر الوليد السد‬

‫فل يَضرّه ويكون الذئب ف الغنم كأنّ هُ كَلبها‪ ،‬وتل الرْ ضُ من ال سّلْم كما يل الناء من الاءِ? وتكون‬

‫الكل َمةُ واح ًة فل يعبدُ إِل اللّ هُ‪ ،‬وتَض ُع الْحَرب أوزَار ها‪ ،‬وتَ سَْلبُ قري شٌ ف ْلكَهَا وتكو نُ الرض َكعَاثُور‬

‫شِب ُعهُمْ ويتمع الّنفَرُ على ال ّرمَانةِ‬


‫ت َنبَاتا كعهد آدمَ حت يتمِع الّنفَ ُر على القِطْفِ من ال ِعنَبِ فَ ْليُ ْ‬
‫ض َة يَْنبُ ُ‬
‫ال ِف ّ‬

‫َفتُشْبعهمْ‪ ،‬ويكونَ الثّور بكذا وكذا من الال‪ ،‬ويكون الفرَسُ بالدريهمات قيل يا رسول ال‪َ :‬ومَا يُرْخصُ‬

‫الفر سَ? قال‪ :‬ل يركب لرب أبدا قيل له‪ :‬فما ُيغْلي الثور? قال‪ :‬لرث الرض كلّها‪ :‬وإن قبل خروج‬

‫‪113‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حبِ سَ ثل ثَ مطرِ ها‪،‬‬


‫الدجال ثلث سنوات شدا ٍد ي صيب الناس في ها جو عٌ شدي ٌد يأ مر اللّ ُه ال سماء أن تَ ْ‬

‫ث نباتِها‪ ،‬ث يأمر السماء ف السن ِة الثانية فتحب سُ ثلثي مَ َطرِها ويأمر الر ضَ‬
‫حبِ سَ ثل َ‬
‫ويأمرَ الر ضَ أن َت ْ‬

‫س ثلث نبَاتِها‪ ،‬ث يأمر السماءَ ف السن ِة الثالثةِ فتحب سُ مطرها كلّ هُ َفلَ َتقْطر قطرةً‪ ،‬ويأمر الرض‬
‫فتحب ُ‬

‫س نَداتَها كلّها فل ُتْنبِ تَ خضراءَ‪ ،‬فل تبقى ذا تُ ظ ْل فٍ إل هلكت إل ما شاء ال‪ ،‬فقيل‪ :‬ما يُعيش‬
‫فتحب ُ‬

‫الناس ف ذلك الزمان? قال‪ :‬التهلي ُل والتكبي والتسبيحُ والتحمي ُد ويري ذلك عليهم مُجْرى الطعام"‪.‬‬

‫بعض العجائب الغرائب الت وردت نسبة قولا إل الرسول عليه السلم‬

‫قال ابن ماجه سعت أبا السن الطنافسي يقول‪ ،‬سعت عبد الرحن الحارب يقول ينبغي أن يدفع هذا‬

‫الديث إل الؤدب حت يعلمه الصبيان ف الكتّاب انتهى سياق ابن ماجه‪ ،‬وقد وقع تبيط ف إسناده لذا‬

‫الديث‪ ،‬فكما وجدته ف نسخة كتبت إسناده‪ ،‬وقد سقط التابعي منه وهو عمرو بن عبد ال الضرمي‬

‫أبو عبد ال البار الشامي الرادي عن أب أمامة قال شيخنا الافظ الزي‪ ،‬ورواه ابن ماجه ف الفت عن‬

‫علي بن ممد‪ ،‬عن عبد الرحن بن ممد الحارب‪ ،‬عن أب رافع إساعيل بن رافع‪ ،‬عن أب عمرو الشيبان‬

‫زر عة‪ .‬عن أ ب أما مة بتما مه كذا قال‪ ،‬وكذا رواه سهل بن عثمان عن الحار ب‪ ،‬و هو و هم فا حش‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قلت‪ :‬وقد جرد إسناده أبو داود فرواه عن عيسى بن ممد‪ ،‬عن ضمرة‪ ،‬عن يي بن أب عمرو الشيبان‪،‬‬

‫عصصن عمرو بصصن عبصصد ال‪ ،‬عصصن أبصص أمامصصة نوصص حديصصث النواس بصصن سصصعان‪.‬‬

‫و قد روى الِمام أح د بذا الِ سناد حديثا واحدا ف م سنده فقال أ بو ع بد الرح ن ع بد ال ا بن الِمام‬

‫أحد‪ :‬وجدت ف كتاب أب بط يده حدثن مهدي بن جعفر الرملي‪ ،‬حدثنا ضمرة‪ ،‬عن الشيبان واسه‬

‫يي بن أب عمر‪ ،‬وعن عمرو بن عبد ال الضرمي عن أب أمامة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪" :‬ل تزال طائفة من أمّت ظاهرين على عَدوَهِم قاهرين ل يضرهم من خالفهم ول ما أصابم من‬

‫ف َبيْ تِ‬
‫لواء حت يأت أمر ال وهم كذلك‪ .‬قالوا يا رسول ال وأين هم? قال‪ :‬ف بيت القدس وأكْتَا ِ‬

‫القدِس"‪.‬‬

‫حديث يب صرفه عن ظاهره ال التأويل‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا عمرو بن الناقد والسن اللوان وعبيد بن حيد وألفاظهم متقاربة والسياق بعيد قال‬
‫حدثن وقال الخران‪ :‬حدثنا يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد‪ ،‬حدثنا أب عن صال‪ ،‬عن ابن شهاب‪،‬‬
‫أخبن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة أن أبا سعيد الدري قال‪ ،‬حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يوما حدثنا طويلً عن الدجال فكان فيما حدثنا قال‪" :‬يأت وهو مرّم عليه أن يدخ َل ِنقَابَ الدينةِ‬
‫ج إليه يومئذٍ رجل هو خ ُي الناس أو مِنْ خي الناس فيقول‬ ‫فينتهي إل بعض السباخ الت تلي الدينة فيَخر ُ‬

‫‪115‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫له‪ :‬أشهد َأنّك الدجالُ الذي ح ّدثَنا رسول ال صلى ال عليه وسلم حديثه فيقول الدجال‪ :‬أرَايْتُمْ إِن‬
‫حيِيه فيقول حي يُحييه‪ :‬وال ما‬ ‫قتلتُ هذا ث أ ْحَييْتُه أتَشكّون ف المرِ? فيقولون‪ :‬ل‪ .‬قال‪َ :‬فَيقْتُلُ ُه ث يُ ْ‬
‫ط أشَ ّد بصيةً من الن‪ .‬قال‪ :‬فييدُ الدجال أن يقتلَه فل يُسلّطَ عليه"‪.‬‬ ‫كنتُ فيك قَ ّ‬
‫لضْرُ"‪.‬‬‫قال أبصصصصصصو إسصصصصصصحاق‪ُ" :‬يقَالُ إِنّصصصصص هَذَا الرّ ُج َل هصصصصصصو ا ِ‬

‫قال مسلم‪ :‬وحدثن عبد ال بن عبد الرحن الدارمي‪ ،‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬حدثنا شعيب‪ ،‬عن الزهري ف‬

‫هذا الِسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصناد بثله‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثن ممد بن عبد ال بن فهران من أهل مرو‪ ،‬حدثنا عبد ال بن عثمان‪ ،‬عن أب حزة‪،‬‬

‫عن قيس بن وهب‪ ،‬عن أب الوداك‪ ،‬عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫ل مَ سالُ الدجا ِل فيقولون له أ ين َتعْمَدُ?‬


‫"يرج الدجال َفَيَتوَجّ هُ ِقبَلَ هُ ر جل من الؤمن ي فتلقاه الْمَ سَا ُ‬

‫فيقول‪َ :‬أعْمَدُ إل هذا الذي خرج‪ .‬قال‪ :‬فيقولون له أو ما ُتؤْمن بربنا? فيقول‪ :‬ما بربنا َخفَاءُ‪ ،‬فيقولون‪:‬‬

‫اقتلوه‪ ،‬فيقول بعض هم لب عض‪ :‬أل يس قد نا كم ربّ كم أن تقتلوا أحدا دو نه? قال‪ :‬فينطلقون إل الدجالِ‬

‫ص قال يصا أيهصا الناس‪ :‬هذا الدجالُ الذي ذكصر رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪.‬‬
‫فإِذا رآه الؤمن ُ‬

‫ضرْبا قال فيقول‪ :‬أما تؤمن ب?‬


‫قال‪ :‬فيأمر الدجال به َفيُشَجّ فيقول خذوه وشُجوه َفيُو سَ ُع َظهْرَ ُه وبَ ْطنَ هُ َ‬

‫قال فيقول‪ :‬أنصصصصصصصصصصصصصصصت السصصصصصصصصصصصصصصصيح الكذاب‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬فيؤمر به َفُينْشَ ُر بالنشارِ من َمفْرِقِ هِ حت َيفْرِ قَ بيَ ِرجَْليْه قال‪ :‬ث يَمشي الدجال بيَ اْلقِ ْط َعتَيْن ث‬

‫ستَوِي قَائِما‪ .‬قال‪ :‬ث يقول له أَتؤمِنُ ب? فيقول‪ :‬مَا ا ْزدَدْتُ فيك إِ ّل بصِ َيةً قال‪ :‬ث يقول‬
‫يقول له‪ :‬قُم َفيَ ْ‬

‫يا أَيها الناس إِنه ل يفعل بعدي بأَحد من الناس مِثْلَ الذي َفعَلَ ب‪ .‬قال‪ :‬فيأخذه الدجال ليذبه َفَيحُول‬

‫سبُ‬
‫مَا بَيْ نَ رقبتِه إِل تَرْقُوتِ ِه نُحاس فل ي ستطيع إِل يه سبيلً‪ ،‬قال فيأ خذ بيد يه ورجل يه ِليَقْذِ فَ به َفيَحْ ِ‬

‫الناس َأنّ ما َقذَفَه إِل النّا ِر وِإنّمَا ألقِ يَ ف النةِ قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬هَذا أع ظم الناس‬

‫شهادة عند رب العالي"‪.‬‬

‫ذكر أحاديث منثورة عن الدجال‬

‫حديث عن أب بكر الصديق رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب عروبة‪ ،‬عن أب التياح‪ ،‬عن الغية بن سبيع‪ ،‬عن عمرو بن‬

‫حريب أن أبا بكر الصديق أفاق من مرض له فخرج إل الناس فاعتذر بشيء وقال‪ :‬ما أردنا إل الي‪ ،‬ث‬

‫قال‪ :‬حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أن الدجالَ يرجُ ف أرض بِالشرِق يقال لا ًخرَاسَا ُن َيتْبَعه‬

‫ص كأَن وجوهَهصصصصصصصصصصم الجانّصصصصصصصصص الُطْرََقةُ"‪.‬‬


‫أقوامصصصصصصصصص ٌ‬

‫‪117‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه الترمذي‪ ،‬وا بن ما جه من حد يث روح بن عبادة به‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪ .‬قلت‪ :‬و قد‬

‫رواه عب يد ال بن مو سى العب سي‪ ،‬عن ال سن بن دينار‪ ،‬عن أ ب التياح فلم ينفرد به روح ك ما زع مه‬

‫بعضهم ول سعيد بن عروبة‪ ،‬فإن يعقوب بن شعبة قال‪ :‬ل يسمعه ابن أب عروبة من أب التياح إنا سعه‬

‫من ابن شوذب عنه‪.‬‬

‫حديث علي بن أب طالب كرم اللّه تعال وجهه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا الشجعي‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن جابر بن عبد ال بن عبد ال بن يي‪،‬‬

‫عن علي‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ذكرنا الدجال عند النب صلى ال عليه وسلم وهو نائم‬

‫فاستيقظ ممر اللون فقال‪" :‬غي ذلك أخوف ل عليكم"‪ .‬وذكر كلمة‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬

‫حديث سعد بن أب وقاص رضي اللّه تعال عنه‬

‫‪118‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا ممد بن إسحاق‪ ،‬عن داود بن عامر‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن مالك‪،‬‬

‫ف الدجالَ ل ّمتِ هِ‬


‫عن أبيه أن جده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ِ" :‬إنّ هُ ل يك نْ نَبِ يٌ إل وَ صَ َ‬

‫ص ْفهَا أَح ٌد كانَ َقبْلِي‪ِ ،‬إنّهُ أعورُ واللّ ُه عَ ّز وَجَلّ لَيس بأَعورَ"‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬
‫ص َفةً ل َي ِ‬
‫صفَنّهُ ِ‬
‫ولَ ِ‬

‫حديث أب عبيدة بن الراح رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال الترمذي‪ :‬حدثنا عبد ال بن معاوية المحي‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة عن خالد بن الذاء‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن شفيق‪ ،‬عن عبد ال بن سراقة‪ ،‬عن أب عبيدة بن الراح قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬إنّهُ ل يكن نبّ إ ّل أنْذَرَ قَومَه الدجا َل وأنا أنْذِرُكُمُوهُ فوصفَه لنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال‪َ :‬لعَلّ ُه سَيدْرِكُ ُه َب ْعضُ مَنْ رَأى َوسَم َع كلمي? قالوا يا رسول ال‪ :‬كيف قُلُوُبنَا َيوْ َمئِذ? قال‪:‬‬
‫ِمثْلُها‪ .‬يَعْن الي ْومَ أوْ َخْيرٌ"‪.‬‬
‫ث قال الترمذي‪ :‬وف الباب عن عبد ال بن بسر وعبد ال بن معقل وأب هريرة وهذا حديث حسن ل‬

‫نعرفه إل من حديث الذاء‪ ،‬وقد روى أحد بن عفان وعبد الصمد‪ ،‬وأخرجه أبو داود‪ ،‬عن موسى بن‬

‫إساعيل كلهم عن جال بن سلمة له‪ ،‬وروى أحد عن غندر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن خالد الذاء ببعضه‪.‬‬

‫ب بن كعب رضي اللّه تعال عنه‬


‫حديث عن أ ّ‬

‫‪119‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫روى أحد عن غندر وروح وسليمان بن داود ووهب بن جرير كلهم عن شعبة عن حبيب بن الزبي‪،‬‬

‫سعت عبد ال بن أب الذيل‪ ،‬سع عبد الرحن بن ابزى‪ ،‬سع عبد ال بن خباب‪ ،‬سع أبّ بن كعب‬

‫يدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد ذكر عنده الدجال فقال‪" :‬إِحْدَى َعْيَنيْه كأّنهَا ُزجَا َجةٌ‪،‬‬

‫وتَ َعوّذُوا? بال من عَذَاب اْلقَبْر"‪ .‬تفرّد به أحد‬

‫حديث عن أب سعيد الدري رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال عبد ال ابن الِمام أحد‪ :‬وجدت هذا الديث ف كتاب أب بط يده‪ ،‬حدثن عبد التعال بن عبد‬

‫الوهاب‪ ،‬حدث نا ي ي بن سعيد الموي‪ ،‬حدث نا مالد عن أ ب الوداك قال‪ :‬قال أ بو سعيد‪ :‬هل يلت قي‬

‫الوارج بالدجال? قلت‪ :‬ل‪ .‬فقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إِن خَاتَ مُ ألف َأوْ أَ ْكثَرَ‪َ ،‬ومَا‬

‫ب ُيْتبَعُ إِ ّل وَقَدْ حذّ َر أ ّمتَه الدّجّالَ‪ ،‬وإن َقدْ بيَ ل مِن أمْرِهِ مَا لَمْ يَُبيّنْ لحَدٍ‪ِ ،‬إنّ ُه أ ْعوَرُ وِإنّ رّبكُمْ‬
‫بعث ن ّ‬

‫س بأ ْعوَرَ‪َ ،‬وعَيْ نه اْليُمْ ن َعوْراءُ جَاحِ َظ ٌة ل تُخْفَى كأانّهَا نَخَا َم ٌة عَلَى حَائِط مُ صّص‪ ،‬وعَْينُ هُ اْليُ سْرَى‬
‫َليْ َ‬

‫جرِي فيها الاءُ وصورة النارِ َسوْدَاءَ‬


‫كَأّنهَا َكوْكَب ُدرّي‪َ ،‬معَ هُ من كُلّ لِسان ومعه صور ُة النّةِ خَضراءَ يَ ْ‬

‫تُدَخّنصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫تفرّد به أحد‪ ،‬وقد روى عبد بن حيد ف مسنده‪ ،‬عن حاد بن سلمة‪ ،‬عن الجاج‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أب‬

‫سعيد مرفوعا نوه‪.‬‬

‫حديث عن أنس بن مالك رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا بز وعفان قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬حدثنا إسحاق بن عبد ال عن ابن أب طلحة‪،‬‬

‫عصن أنصس بصن مالك قال‪ :‬قال رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬يِيءُ الدجال فيطصا الَرض إِلّ َ َم ّكةَ‬

‫والدينةَ فيأتِي الدينةَ فيج ُد بكل نقْ بٍ من أنقابا صًفوفا من اللئِكةِ فيأت سِبخ ِة الَرْ فِ َفَيضْرِ بُ َروَاقَة‬

‫ص فيخرجصصصُ إليصصصه كلّ منافصصصق ومنَافِقصصصة"‪.‬‬


‫صصص الدينصصصة ثلث رَ َجفَاتصص ٍ‬
‫فتَرْجُص‬

‫رواه مسلم‪ ،‬عن أب بكر بن أب شيبة‪ ،‬عن يونس بن ممد الؤدب‪ ،‬عن حاد بن سلمة بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫‪121‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يي‪ ،‬عن حيد عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أن الدجال أعور العي‬

‫الشمال عليهصصصا ظَفَرٌة غَلِيظصصصة مكتوبصصصٌ بيصصص عينيصصصه كَفَصصصر َأو كَافِصصصر"‪.‬‬

‫هذا حديث ثلثي السناد وهو على شرط الصحيحي‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا ممد بن مصعب‪ ،‬حدثنا الوزاعي‪ ،‬عن ربيعة‪ ،‬عن أب عبد الرحن‪ ،‬عن أنس بن‬

‫مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفا من‬

‫صصصصصصصصص‪.‬‬
‫صصصصصصصصصه أحدص‬
‫صصصصصصصصصم التيجان"‪ ،‬تفرّد بص‬
‫اليهود عليهص‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنِ أب‪ ،‬حدثنا شعيب هو ابن الجاب‪ ،‬عن أنس أن رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم قال‪" :‬الدجا ُل مَمْ سُوحُ العي‪َ ،‬بيْن َعيَْنيْه مكتوب كافر‪ ،‬ث تجاها كَ فَ رَ يقرؤه كل‬

‫مسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصلم"‪.‬‬

‫حدثنا يونس‪ ،‬حدثنا حاد يعن ابن سلمة‪ ،‬عن حيد وشعيب بن الجاب‪ ،‬عن أنس بن مالك أن رسول‬

‫ب بي عينيه كافِر يقرؤُه كل‬


‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬الدجا ُل أعورُ وِإنّ ربّكم ليس بأعورَ مكتو ٌ‬

‫‪122‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص وغيِ كاتصصصصصصصصصصصب"‪.‬‬
‫ُمؤْمصصصصصصصصصصصن كاتبصصصصصصصصصص ٍ‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن زهي بن عفان‪ ،‬عن شعيب به بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عمرو بن اليثم‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫س بِأ ْعوَ َر مكتوب َبيْنَ عَْيَنيْه‬


‫وسلم‪" :‬ما ُبعِثَ نب إل أنْذَ َر أ ّمتَه ال ْعوَرَ الكذابَ إل أنّه أعو ُر وإنّ َربّكمْ َليْ َ‬

‫كافرٌ"‪ .‬ورواه البخاري ومسلم من حديث شعبة به‪.‬‬

‫حديث عن سفينة رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر قال‪ :‬حدثنا سعيد بن جهمان‪ ،‬عن سفينة مول رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم قال‪ :‬خطب نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪" :‬أل إنّ هُ ل ي كن نبّ َقْبلِي إِل وَقَدْ َحذّ َر أ ّمتَ هُ‬

‫ج مَعَه واديان‬
‫الدجالَ‪ ،‬هو أعو ُر عينِه اليُمْنَى ِب َعيْنِ ِه اليمْنَى َظفَرة غَلِ َظ ٌة مكتوب ب ي عَين يه كاِفرٌ‪ ،‬يَخر ُ‬

‫شِبهَا نِ َنِبيّيْن مِ ْن ا َلْنبِياءِ‪ ،‬ولو‬


‫أحدهُما جّنتُ هُ والخَ ُر نَارُ هُ فنارُ هُ َجّنةٌ َو َجنّتُ ُه نَارٌ‪ .‬معه مَلَكان من اللئكة يُ ْ‬

‫‪123‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ِشئْ تُ أن أ سَمّيهُمَا بِأ سْمَاِئهِمَا وأساء آبَائِهما َل َفعَلْ تُ‪ ،‬واحِدُها عن يينه والخ َر عَن شِماله وتلك فتنةٌ‪.‬‬

‫ت فل يسمعه أحَ ٌد مِ نَ‬


‫ت بِرّبكُم? ألست أحيي وأمِي تُ? فيقول له أحَدُ اللكي‪ :‬كَ َذبْ َ‬
‫يقُولُ الدجالُ‪ :‬ألس ُ‬

‫الناس إلّ صَا ِحبُهُ فيقول لَ هُ صَدَقْت فيسمعه الناس فيظنون أنا ي صدق الدجال وذلك فتنة ث ي سي حت‬

‫يدخل الدسنة فل يؤذن له بدخول ا فيقول‪ :‬هذه قرية ذاك الر جل‪ :‬ث يسي حت يأت الشام فيهلكه ال‬

‫عنصصصصصصصصصصصصد عقبصصصصصصصصصصصصة أفيصصصصصصصصصصصصق"‪.‬‬

‫تفرد به أحد وإسناده ل بأس به ولكن ف متنه غرابة ونكاره وال أعلم‪.‬‬

‫حديث عن معاذ بن جبل رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال يعقوب بن سليمان الف سوي ف م سنده‪ ،‬حدث نا ي ي بن بك ي‪ ،‬حدث ن خن يس بن عا مر بن ي ي‬

‫العافري‪ ،‬عن أب ليلى جبارة بن أب أمية أن قوما دخلوا على معاذ بن جبل وهو مريض فقالوا له‪ :‬حدثنا‬

‫حديثا سعته من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل تن سه? فقال‪ :‬أجل سون فأ خذ ب عض القوم بيده‪،‬‬

‫فجلس بعضهم خلفه فقال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ما مِن نبِ ّي وقد حذّر أ ّمتَه‬

‫الدجا َل وإ ن أحذّرُكُ ْم أمْرَ هُ ِإنّ هُ أعو ًر وإِن ر ب عَزّ و َجلّ ل يس بأعوَ َر مكتو بٌ ب ي عين يه كافرٌ يقرؤُه‬

‫‪124‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ب وغي الكاتِب معه جّن ٌة ونارٌ فنارُه جّنةٌ و َجّنتُ هُ نار"‪ .‬قال شيخنا الافظ الذهب‪ :‬تفرّد به خنيس‪،‬‬
‫الكات ُ‬

‫ومصصصصصصا علمنصصصصصصا بصصصصصصه جرحا وإسصصصصصصناده صصصصصصصحيح‪.‬‬

‫وقال شيخ نا الذ هب من كتا به‪ -‬ف الدجال‪ :-‬عن سعيد‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن ال سن‪ ،‬عن سرة مرفوعا‪:‬‬

‫"الدجال أعور العيصصصص الشمال عليهصصصصا ظفرة غليظصصصصة"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وليس هذا الديث من هذا الوجه ف السند ول ف شيء من الكتب الستة‪ ،‬وكان الول لشيخا‬

‫أن يسنده أو يعزوه إل كتاب مشهور وال الوفق‪.‬‬

‫حديث عن سرة بن جنادة بن جندب رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو كامل‪ ،‬حدثنا زهي عن السود بن قيس‪ ،‬حدثن ثعلبة بن عباد العبدي من‬

‫أهل البصرة‪ ،‬قال‪ :‬شهدت يوما خطبة سرة فذكر ف خطبته حديثا ف صلة الكسوف أن رسول ال‬

‫صلى ال عل يه و سلم خ طب ب عد صلة الك سوف خط بة قال في ها‪" :‬وال ل تقوم ال ساعةُ ح ت ير جَ‬

‫ج أوْ قَا َل مت‬


‫خرُ ْ‬
‫ح العي اْليُ سْرَى كأّنهَا َعيْ نُ أب ييَى‪ .‬وأنه مَت يَ ْ‬
‫ثلثُو نَ آخِ ُرهُ ْم العوَرُ الدّجا ُل مَمْ سُو ُ‬

‫ما يرج فإِنه سوف يزعمُ أنه ال‪ ،‬فمن آمن به وصدّقه واتبعه ل ينفعْه صالٌ من عمله سَلَفَ‪ ،‬ومن كفَرَ‬

‫‪125‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ب بشيءٍ من عمله‪ ،‬وقال السن بشيء من عمله سلف‪ ،‬وإنه سوف يظهر على الرض‬
‫بِهِ وكذبه ل يعاَق ْ‬

‫صرُ الؤمنون ف بيت القدس ويُزَْلزَلُون زِلزالً شديدا ث ُيهِْلكُ هُ اللّ هُ‬
‫كلّها إل الر َم وبي تَ القدس وإِنه يُحْ َ‬

‫حت ِإنّ هِدْ َم الائِط وأصلَ الشجَرة لينادي يا مؤمِن هذا يهودي‪ ،‬وقال هذا كافرٌ فقال فا ْقتُلْه ول كن ل‬

‫يكون ذلك كذلك حت تَ َروْا أمورا يتفاقَ َم شَأَنهَا ف أنفسكم‪َ ،‬فتَ سْألُونَ َبْينَكم هَلْ كا نَ نبيكم ذَكَرَ َلكُ مْ‬

‫صصصصصصا"‪.‬‬
‫صصصصصصن مَراِتبِهص‬
‫صصصصصص تزولَ ِجبَا ُل عص‬
‫صصصصصصا? ذِكْرا وحتص‬
‫منهص‬

‫ث شهد خطبة سرة مرة أخرى فما قدم كلمة ول أخرها عن موضعها‪ ،‬وأصل هذا الديث ف صلة‬

‫الكسوف عند أصحاب السنن الربعة‪ ،‬وصححه الترمذي وابن حبان والاكم ف مستدركه أيضا‪.‬‬

‫حديث آخر عن سرة‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد وعبد الوهاب‪ ،‬أخبنا سعيد عن قتادة عن السن عن‬
‫سرة بن جنادة بن جندب أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان يقول‪" :‬إن الدجال خارج و هو‬

‫أعور العي الشما ِل عليها ظَفرةٌ غَلِظة وإِنه ُيبْرى ُء الكْمَه والبْرَص‪ ،‬وييي الوتى‪ ،‬ويقول أنا َربّكم َفمَ نْ‬

‫قال أْنتَ َربَي فقد فتِنَ‪ ،‬ومن قال رب ال حت يوت فقد ُعصِمَ مِنْ فتنته ول ِفْتَن َة عليه ول عذابَ‪ ،‬فيلبث‬

‫‪126‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ب مُ صَدّقا بحمد وعلى مِّلتِ ِه فيقتل الدجالَ‬


‫ف الرض ما شاء ال ث يي ُء عيسى اب نُ مريَ من ِقبَل الغر ِ‬

‫ثّ إِنَا هُو ِقيَا ُم السّا َعةِ" وقال الطبان‪ :‬حدثنا موسى بن هارون‪ ،‬حدثنا مروان بن جعفر السهري‪ ،‬حدثنا‬

‫ممد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان‪ ،‬عن جعفر بن سعد بن سرة‪ ،‬عن حبيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جدة‬

‫سرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول‪" :‬إِ ّن السيحَ الدّجّالَ أعو ُر ال َعيْن الشما ِل عليها َظفَرة‬

‫غَلِيظ ٌة وإِنّه ُيبْرىءُ الكمَه والْرَص ويُحيي الوتَى ويقول أنا َربّكم‪ ،‬فمن ا ْعتَصم بال فقال رب ال ث أبَى‬

‫ذَلِك حت يو تَ فل عذا بَ عليه ول ِفْتَن َة ومن قال أنت رب فقد ُفتِ َن وِإنّ هُ يَ ْلبَ ثُ ف الرض ما شَاءَ اللّ هُ‬

‫أن يَ ْلبَ ثَ ث ييءُ عي سى اب نُ م ْريَ مَ من الشرق مُ صدقا بح مد وعلى مِّلتِ هِ ث يَ ْقتُلُ الدّجّالَ"‪ ،‬حد يث‬

‫غريب‪.‬‬

‫حديث عن جابر رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال الِمام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا عبد اللك بن عمرو بن دينار‪ ،‬حدثنا زهي‪ ،‬عن زيد يعن ابن أسلم‪،‬‬

‫عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬أشرف رسول ال صلى ال عليه وسلم على فلق من أفلق الرة ونن معه‬

‫فقال‪ِ" :‬نعْمَت الرضُ الدِينةُ إذا خرج الدّجالُ‪ ،‬على كل َنقْبٍ من أْنقَابِها َملَكٌ َل يَدْخُُلهَا فإِذا كان ذاكَ‬

‫‪127‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ت فل يَْبقَى منافق ول منافقةٌ إل َخرَ جَ إليه وأكث ُر يعن من َيخْ ُر جُ إليه‬


‫رَ َجفَ تِ الدين ُة بأهلها ثَل ثَ رَجَفا ٍ‬

‫ث الديدِ يكون معه سبعون‬


‫خبَثَ كما َينْفي الكيُ خَب َ‬
‫ك يوم التخْلِيص يوم تَْنفِي الدين ُة الْ َ‬
‫من النساءِ وذل َ‬

‫ج وَ َسيْفٌ َمحَلَى‪ ،‬فيضر بُ ِروَاقُه بذا الطّرَ فِ الذي ع ند مُجْت مع‬


‫ألفا من اليهودِ على كل ر جل سا ٌ‬

‫السّلُولِ ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما كانت فتنةٌ ول تكونُ حت تقو َم الساعةُ أكْبَر من فِتنةِ‬

‫الدجال‪ ،‬وما من نب إل وقد حذّرَ هُ أ ّمتَ هُ لخْبنّكُ ْم بشيء ما أ ْخبَرَة نب أ ّمتَ هُ ث وضع يده على َعيْنيه ث‬

‫قال‪" :‬أشهد أن ال ليس بأعوَر"‪ .‬تفرّد به أحد وإسناده جيد وصححه الاكم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن جابر‬

‫قال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ،‬حدثنا يي بن سعيد‪ ،‬حدثنا مالد‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬عن‬

‫ب أو أكث َر وِإنّه ليس منهم نبِي إل وقد‬


‫جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن لات ألفِ ن ّ‬

‫ّنص لحدٍ منهصم وإنصه أعو ٌر وإن ربكصم ليصس بأعور"‪.‬‬


‫َمص َيَتَبي ْ‬
‫ّهص قصد َتبَيَ ل مَا ل ْ‬
‫أنذرَ قَومَه الدّجَال‪ ،‬وإن ُ‬

‫وتفرّد بصصصصصه البزار وإسصصصصصناده حسصصصصصن ولفظصصصصصه غريصصصصصب جدا‪.‬‬

‫وروى عبد ال بن أحد ف السنة من طريق مالد‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪128‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسصصصصلم ذكصصصصر الدجال فقال‪" :‬إنصصصصه أعو ُر وإن ربّكُصصصصم ليصصصصس بأ ْعوَرَ"‪.‬‬

‫ورواه ابن أب شيبة عن علي بن مسهر عن مالد به أطول من هذا‪.‬‬

‫طريق أخرى عن جابر‬

‫قال أح د‪ :‬حدث نا روح‪ ،‬أ خبن أ بو الزب ي أ نه سع جابر بن ع بد ال يقول قال ال نب صلى ال عل يه‬

‫وسصصصصصصصلم‪" :‬الدّجا ُل أ ْعوَ ُر وهصصصصصصصو أشصصصصصصصد الكذّابِيصصصصصصص"‪.‬‬

‫وروى مسلم من حديث ابن جريح‪ ،‬عن أب الزبي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل‬

‫ص مَرْيَصصم"‪.‬‬
‫تزال طائفصصة مصصن أمتصص ظَاهِريصصن على القصص حتصص ينلَ عيسصصى ابنص ُ‬

‫وتقدمت الطريق الخرى عن أب الزبي عنه‪ ،‬عن أب سلمة عنه ف الدجال‪.‬‬

‫حديث عن ابن عباس رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن ساك بن حرب‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪،‬‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الدجال‪" :‬أ ْعوَ ُر هَجِي أزهَر كأ ّن رأاسَه أصََل ٌة أ ْشبَ ُه النّاس بعبد‬
‫العُزّى ابن قَطَن وإن ربّكم ليس بأعور"‪.‬‬
‫قال شعبة‪ :‬فحدثت به قتادة فحدثن بنحو من هذا تفرد به أحد من هذا الوجه‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى أح د والارث أ ب أ سامة وا بن معلى من طر يق هلل عن عكر مة عن ا بن عباس ف حد يث‬

‫ي عَيْن لَ ُرؤْيَا َمنَام وعي سى وإِبراه يم فَ سئِ َل عَن الدّجّالِ‬


‫الِ سراء قال‪" :‬ورأى الدّجالَ ف صورتِهِ رأ َ‬

‫فقال‪" :‬رأْيتُهُ إِ ْحدَى عينيه قائمةٌ كأنّها َكوْكَبٌ ُدرّي كأن شعرَه أغصَانُ شجرةٍ"‪.‬‬

‫ليس ف الدنيا فتنة أعظم من فتنة الدجال‬

‫وذكصصصصر تام الديصصصصث حديصصصصث عصصصصن هشام بصصصصن عامصصصصر‪.‬‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا حسي بن ممد‪ ،‬حدثنا سليمان بن الغية‪ ،‬حدثنا حيد يعن ابن هلل‪ ،‬عن هشام بن‬

‫عامر النصاري سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬مَا َبيْنَ َخلْق آدَمَ إِل أ ْن تقو َم الساعةُ فِتَنةٌ‬

‫أكصصصصصصصصصصصصصصصصصصبُ مِنصصصصصصصصصصصصصصصصصصَ الدجالِ"‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ،‬حدثنا أيوب‪ ،‬عن حيد بن هلل‪ ،‬عن بعض أشياخهم قال‪ :‬قال هشام بن‬

‫عا مر ليا نه‪ :‬إن كم تتخطو ن إل رجال ما كانوا بأح ضر لر سول ال صلى ال عل يه و سلم ول أو عى‬

‫لديثه من وإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬مَا َبيْنَ خَلْق آدمَ إل أن تقوم الساعة ِفْتَنةٌ‬

‫أكصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصبُمن الدّجالِ"‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه المام أحد أيضا‪ ،‬عن أحد بن عبد اللك‪ ،‬عن حاد‪ ،‬عن زيد‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن حيد بن هلل‪،‬‬

‫عن أب الدهاء‪ ،‬عن هشام بن عامر أنه قال‪ :‬إنكم لتجاوزون إل رهط من أصحاب رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم ما كانوا أحضر ول أحفظ لديثه من وإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ما‬

‫بيصصصصصص خلق آدم إل قيام السصصصصصصاعة أمْرٌ أكصصصصصصبُ مصصصصصصن الدّجالِ"‪.‬‬

‫وقد رواه مسلم من حديث أيوب‪ ،‬عن حيد بن هلل‪ ،‬عن رهط منهم أبو الدهاء وأبو قتادة عن هشام‬

‫بصصصصصصصصصصصصن عامصصصصصصصصصصصصر فذكصصصصصصصصصصصصر نوه‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن أب قلبة‪ ،‬عن هشام بن عامر قال‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إنّ رأ سَ الدّجالِ من وَرَائِ هِ حُبك ُحبُ كٌ فمن قال أنت رب ا ْفُتتِ نَ َومَ نْ‬

‫قالَ‪ :‬كذبتَ‪ .‬رب اللّ ُه عليه توكلتُ‪ ،‬فل َيضُر ُه أو قال فل فتنةَ عليه"‪.‬‬

‫حديث عن ابن عمر‬

‫قال أح د‪ :‬حدث نا أح د بن ع بد اللك‪ ،‬حدث نا م مد بن سلمة‪ ،‬عن م مد بن إ سحاق‪ ،‬عن م مد بن‬

‫خةِ‬
‫طلحة‪ ،‬عن سال‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم "منل الدجال ف هذه السّبِ َ‬

‫‪131‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيكون أكثرَمن يَخْ ُرجُ إليه النساءُ َحتّى إنّ الرجل ليَرجعُ إل زوجته وإل أمه وابنته واختِ ِه وعمتِه فيُوثقُها‬

‫ختَبِىءُ‬
‫خرُ جُ إليه َفيُ سَلّطُ اللّ ُه السلمي عليه َفيَقتلونه ويقتلون شِيعَتُ هُ حت إنّ اليهوديّ ليَ ْ‬
‫ِربَاطا َمخَاَفةَ أن تَ ْ‬

‫تت الشجرةِ والجر‪ ،‬فيقول الج ُر والشجرةُ للمسلمي هذا يهودي تت فا ْقتُلْهُ"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن سال‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سال‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬قام رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم ف الناس فأثن على ال با هو أهله ث ذكر الدجال فقال‪" :‬إِن لنْذِرُ ُكمُو ُه وما من‬

‫نب إل وقد أنْذَرَ هُ َق ْومَ هُ لقد أنْذَرَ ُه نوح قومَه ولكن سأقول لكم فيه قولً ل َيقُلْ هُ نب لقومه َتعْلَمُو نَ أنّ هُ‬

‫أعْوَ ُر وأن ال ليس بأعورَ"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أن السلمي سيقاتلون اليهود وينتصرون عليهم حت أن اليهودي ل يد له مبأ‬

‫يميه من سيف السلم‬

‫‪132‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد تقدم هذا ف الصحيح مع حديث ابن صياد وبذا الِسناد إل ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم قال‪" :‬تقاتل كم اليهودُ َفتُ سَلّطُونَ علي هم ح ت يقول الجرُ يا مُ سْلِمُ هذا يهودي ورائي فا ْقتُلْ هُ"‪.‬‬

‫وأصله ف الصحيحي من حديث الزهري بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ،‬حدثنا عاصم ابن أخيه‪ ،‬عن عمر بن ممد‪ ،‬عن ممد بن زيد يعن أبا عمر‬

‫بن م مد قال‪ :‬قال ع بد ال بن ع مر‪ :‬ك نا نتحدث ب جة الوداع ول ندري أ نه الوداع من ر سول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلما كان ف حجة الوداع خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكر السيح‬

‫الدجال فأطنب ف ذكره قال‪" :‬ما بعث ال من نب إل قد أنْذَرَهُ أمتَه لقد أنْذَرَهُ نُوح أمّتَه وأنْذَرَهُ النبيون‬

‫من بعده أمَ َمهُ مْ‪ .‬أل إنّ ما خفي عليهم من شأنه فَل نْ يفي عليكم إنّه أعور وإِن ربكم ليس بأعور"‪.‬‬

‫تفرّد به أحد من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪133‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬أخبنا ممد بن إسحاق‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫ص ْفهَا من كان قبلي‪ ،‬إنه أعو ُر وإِن ال‬


‫ص َفةً لَم يَ ِ‬
‫صفَهُ لمّتِ ِه ولص َفنَهُ ِ‬
‫وسلم قال‪" :‬إِنّه ل يكن نبّ إ ّل وَ َ‬

‫ليصصس بأعو َر عينُصصه اْليُمْنصص كأناصص عِنَبَصصة طَاِفَيةٌ" وهذا إسصصناد جيصصد حسصصن‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا ممد بن عبد العلى الصنعان‪ ،‬حدثنا العتمر بن سليمان‪ ،‬عن عبيد ال‪ ،‬عن نافع‪،‬‬

‫عن ابن عمر‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه سئل عن الدجال فقال‪" :‬ألَ ِإنّ ربكم عزّ وجلّ ليس‬

‫بأعو َر وإن الدجا َل أعور عينصصصصصصصه اليمنصصصصصصص كأناصصصصصصص عَِنَب ٌة طافيةٌ"‪.‬‬

‫قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وف الباب عن سعد وحذيفة وأب هريرة وجابر بن عبد ال وأب بكرة‬

‫وعائشة وأنس بن مالك وابن عباس والتلبان بن عاصم‪.‬‬

‫حديث عبد ال بن عمر‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن شهر بن حوشب قال‪ :‬لا جاءتنا بيعة يزيد‬

‫بن معاوية قدمت الشام فأخبت بقام يقومه عوف البكال فجئته فجاء رجل فأسدل الناس عليه خيصة‪،‬‬

‫وإذا هو عبد ال بن عمرو بن العاص فلما رآه عوف أمسك عن الكلم فقال عبد ال‪ :‬سعت رسول ال‬

‫‪134‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صلى ال عليه وسلم يقول‪ِ" :‬إنّها ستكو ُن هِجْ َرٌة َبعْ َد هِجْ َر ٍة َينْحا ُز النّا سُ إِل ُمهَاجَ ِر إبراهِي مَ ل يبقى ف‬

‫ت َم َعهً ْم إذا باتوا وتقيل‬


‫الرض إِلّ شرا ُر الناس تَ ْلفِظَهم أَرضُوهُ مْ تشرهم النّارُ مع الر َدةِ والنازي ِر وَتبِي ُ‬

‫خلّفصصصصصصصصصصَ"‪.‬‬
‫معهصصصصصصصصصصم إذا قَالوا وتأكُلُ مصصصصصصصصصصن تَ َ‬

‫س مِ ْن أمّتِي مِ نْ ِقبَل الشّرْق َيقْرَءُو نَ‬


‫ج نَا ٌ‬
‫خرُ ُ‬
‫قال‪ :‬وسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪َ " :‬سيَ ْ‬

‫ج منهم‬
‫ج ِمْنهُ مْ قَرْ نٌ قُطِ عَ َحتّى عَدّ ِزيَا َدةً عَلى عَشْ ِر مَرّا تٍ كُلّما خر َ‬
‫القُرْآ نَ َل يُجَاوِ ُز تَرَاِقَيهُ مْ كُلّمَا َخرَ َ‬

‫قَرَن قُطِعصصصصصصصَ حتّصصصصصصى يَخرُج الدّجالُ مصصصصصصصن َب ِقيِّتهِمصصصصصصصْ"‪.‬‬

‫ورواه أبو داود من حديث قتادة عن شهر من طريق أخرى عنه‪.‬‬

‫حديث غريب السند والت‬

‫قال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا جعفر بن أحد الثنائي‪ ،‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬حدثنا فردوس الشعري‪ ،‬عن‬

‫مسعود بن سليمان‪ ،‬عن حبيب بن أب ثابت‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫صبَاحا يَ ِردُ‬
‫ج فيكو نُ فِي الرض أ ْرَبعِيَ َ‬
‫س بِأ ْعوَرَ‪ ،‬ي ُر ُ‬
‫وسلم أنه قال ف الدجال‪ِ" :‬إنّه أعْوَ ُر وإِن اللّ هَ َليْ َ‬

‫كُ ّل َمنْهَل إِ ّل الكعبةَ وبي تَ الْ َمقْدِس والدينةَ الشهرُ كَالُ ْم َع ُة والْجُ ْم َعةُ كاليوم ومعَ هُ جّنةٌ ونار فنارُ هُ جّنةٌ‬

‫‪135‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وجنت هُ نار َمعَ هُ ج بل من خُبْز وَنهْرٌ من ماءٍ ة يَدْعُو بِرَجُل ل يُ سَلّطُهُ اللّ ُه عَلَى أحَدٍ إل عليه فيقول‪ :‬ما‬

‫شقّه ث ْييِيه فيقولُ له‪ :‬ما‬


‫ضعُهُ َفيَ ُ‬
‫تقول ف فيقول‪ :‬أنت عدوّ اللّهِ‪ ،‬وأنت الدّجا ُل الكذابُ فيدعو بنشار َفَي َ‬

‫ت عَ ُدوّ اللّ ُه عَزّ و َجلّ الدّجّالُ الذِي أخَبرَنا‬


‫تقولُ? فَيقولُ‪ :‬واللّ هِ ما كن تُ أشدّ بصي ًة ِمنّي فيك ال نَ‪ ،‬أن َ‬

‫صتَطِيعُ ُه فيقول أخروه عنص"‪.‬‬


‫صْيفِهِ فَل يَس ْ‬
‫ص بِس َ‬
‫ص رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم فَي ْهوِي إَِليْه ِ‬
‫عَنْك َ‬

‫قال شيخنا الذهب‪ :‬هذا حديث غريب فردوس ومسعود ل يعرفان وسيأت حديث يعقوب بن عاصم عنه‬

‫ف مكث الدجال ف الرض ونزول عيسى ابن مري‪.‬‬

‫التسبيح والتهليل والتكبي ل تطعم الجساد حديث عن أساء بنت يزيد بن السكن النصارية‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أساء‬
‫بنت يزيد النصارية قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيت فذكر الدجال فقال‪" :‬إ نّ بيَ‬

‫ث نَباتِ ها‪ ،‬والثّانَِي ًة تُمْ سِكُ ال سما ُء ثُُلثَ يْ‬


‫ض ثُلُ َ‬
‫ث مطرِ ها والر َ‬
‫ك ال سماءُ ثل َ‬
‫يد يه ثل ثَ سِنيَ سنةً ت س ُ‬

‫ك ال سماءُ مَطَرَ ها ًكلّه والرض نباتَ ها كُلّه‪ ،‬ول تب قى ذات‬


‫مطر ها والر ضُ ثل ثي نباتِهَا‪ ،‬والثالثةُ تُمْ سِ ُ‬

‫ضِرس ول ذات خُف من البَهَائِم إل هََلكَ تْ‪ ،‬وإن مِ نْ أ شد فتن ته أن يأ ت العرا ب فيقولَ‪ :‬أرَأيْ تَ إِن‬

‫‪136‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حوَ‬
‫ح َو أبِي ِه َونَ ْ‬
‫ت َتعْلَ مْ أن َربّ كَ? فيقولَ‪ :‬بَلى‪َ ،‬فَيتَ َمثّلُ لَ هُ الشّيطان نَ ْ‬
‫ك أبَا كَ وأ ْحَييْ تُ أخَا كَ ألَ سْ َ‬
‫أحيي تُ ل َ‬

‫أخِيه قالت ث خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم لاجته ث رجع والقو مُ ف اهْتِمَام وغَ ّم مِمّا َح َدَثهُ مْ‬

‫قالت‪ :‬فَأ َخ َذ بِحَ ْل َق ت الباب وقال‪ :‬مَ ْه مَ هْ أ سْماءُ‪ ،‬قالت‪ :‬قّلت يا رسول ال و سلم خََلعْ تَ أفئِ َدتِ نا بذكرِ‬

‫ج وأ نا حي فأ نا حَجِيجُ هُ َوإِلّ فَإن رَ ب خَلِيفَتِي عَلَى كُ ّل مؤمِن قَالَت أ ساءُ‪ :‬يَا‬


‫الدّجالِ قال‪ :‬فإِن َيخْ ُر ُ‬

‫ع فك يف بالؤمن ي َيوْ َمئِذ‪ .‬قَال‪ :‬يَجزِيهِ مْ ما‬


‫خَتبِزُه ح ت نو َ‬
‫جنَنّ عَجِينَنَا فَمَا نَ ْ‬
‫ر سول ال واللّ ِه ا نا لَنعْ ِ‬

‫صصصصصصس" ‪.‬‬
‫صبِيح والتقديص‬
‫صصصصص ْ‬
‫صصصصصصن التّسص‬
‫صصصصصصماءِ مص‬
‫يَجْزِي أهْلَ السص‬

‫وكذلك رواه أحد أيضا‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن جرير بن حازم‪ ،‬عن عبادة‪ ،‬عن شهر عنها بنحوه‬

‫وهذا إ سناد ل بأس به‪ ،‬و قد تفرد به أح د وتقدم له شا هد ف حد يث أ ب أما مة الطو يل‪ ،‬و ف حد يث‬

‫عائشصصصصصصة بعده شاهصصصصصصد له مصصصصصصن وجصصصصصصه أيضا وال أعلم‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬حدثنا عبد الميد‪ ،‬حدثنا شهر‪ ،‬حدثن أساء أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم قال ف حد يث‪" :‬ف من َحضَ َر َمجْلِ سِي وَ سَمِعَ َقوْل َف ْلُيبْلِ غُ الشاه ُد منكُ ُم الغائ بَ واعْلَمُو‪ ،‬أن ال‬

‫ح العَيْن مكتوب ب ي عين يه كا فر يقرؤُه كل مؤ من كا تب وغ ي ِكات بٍ"‪.‬‬


‫صَحِيحٌ ل يس بِأ ْعوَ ُر م سو ُ‬

‫‪137‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسيأت عن أساء بنت عميس نوه والحفوظ هذا‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫حديث عائشة‬

‫قال الِمام أح د‪ :‬حدث نا ع بد ال صمد‪ ،‬حدث نا حاد‪ ،‬حدث نا علي بن ز يد‪ ،‬عن ال سن‪ ،‬عن عائ شة أن‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر جهدا بي يدي الدجال فقالوا أي الال خي يومئذ قال‪ :‬غلم أسود‬

‫ص طعام الؤمنيص يومئذ قال‪ :‬التسصبيح والتكصبي والتحميصد‬


‫يسصقي أهله الاء وأمصا الطعام فليصس"‪ .‬قالوا فم ا‬

‫والتهل يل قالت عائ شة‪ :‬فأ ين العرب يومئذ? قال‪ :‬قل يل"‪ .‬تفرّد به أح د وإ سناده ف يه غرا بة وتقدم ف‬

‫حديث أساء وأب أمامة شاهد له وال تعال أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنها‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‪ ،‬حدثنا حرب بن شداد‪ ،‬عن يي بن أب كثي‪ ،‬حدثن الضرمي بن‬

‫لحق أن ذكوان أبا صال أخبه أن عائشة أخبته قالت‪ :‬دخل علي رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا‬

‫صصول ال ذكرتصصُ الدجال َفَب َكيْتصصُ"‪.‬‬


‫صصا رسص‬
‫صصا ُيبْكيكصصِ? قلت يص‬
‫صصي فقال‪" :‬مص‬
‫أبكص‬

‫‪138‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ج َبعْدِي فَِإنّ‬
‫خرُ جْ الدّجا ُل وأنا حي َك َفْيتُكمُو ُه وإِ ْن يَخْ ُر ْ‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إِ ْن يَ ْ‬

‫صَبهَان حت يأت الدينة فينل نا ِحَيتَها ولا يومئذ َسبْعةُ أبوا بٍ‬
‫َرّبكُ مْ َليْ سَ ِبَأعْوَرَ ِإنّ هُ يرُ جُ من يهوديةِ أ ْ‬

‫ب من ها مََلكَان‪ ،‬فيخرج إل يه شرارُ أهلِ ها ح ت يأتِ يَ الشا مَ بدينةِ فل سْ ِطيَ باب لدّ‪ ،‬فينلُ‬
‫على كل َنقْ ٍ‬

‫عي سى اب نُ مر ي فيقتلُه ث يَ ْمكُ ثُ عي سى ف الرض أربع ي سنة إماما عادِلً و َحكَما ُمقْ سطا" تفرّد به‬

‫أحد‪.‬‬

‫ل يدخل الدجال مكة الكرمة ول الدينة النورة‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا ابن أب عدي? عن داود بن عامر‪ ،‬عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل‬
‫يدخل الدجا ُل مكةَ ول الدينةَ"‪.‬‬
‫ورواه النسائْي‪ ،‬عن قتيبة‪ ،‬عن ممد بن عبد ال بن أب عدي‪ ،‬والحفوظ رواية عامر الشعب عن فاطمة‬
‫بنت قيس كما تقدم‪.‬‬
‫وثبت ف الصحيح من حديث هشام بن عروة‪ ،‬عن زوجته فاطمة بنت النذر‪ ،‬عن أساء بنت أب بكر‬
‫أنا قالت ف حديث صلة الكسوف‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ف خطبته يومئذ‪" :‬وإنّه قد‬
‫ل أنّكُ ْم ُت ْفتَنُون قرِيبا أوْ َقبْ َل فتنةِ السيح الدّجالِ ل أدْرِي أيّ ذلك قَالَ"‪ .‬قالت أساء الديث‬
‫أو ِحيَ إ ّ‬
‫بطوله‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وثبت ف صحيح مسلم من حديث ابن جريح‪ ،‬عن أب الزبي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أم شريك أن رسول ال‬

‫حقُوا بُرؤوس البال قلت يا رسول ال‪ :‬أيْنَ‬


‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لَيْنفِ َرنّ النّاسُ مِ نَ الدجالِ حت يَ ْل َ‬

‫العربُ َيوْ َمئِذٍ? قال‪ :‬هم قَلِيلٌ"‪.‬‬

‫حديث عن أم سلمة‬

‫قال ابن وهب أخبن مرمة بن بكي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عروة قالت أم سلمة ذكرت السيح الدجال ليلة‬

‫فلم يأتن نوم‪ ،‬فلما أصبحت دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبته فقال‪" :‬ل َت ْفعَلِي فِإنّ هُ‬

‫حيَ" ث قام فقال‪" :‬ما من‬


‫ج َبعْدَ أنْ أموتَ يَ ْكفِهِ ال الصّالِ ِ‬
‫خرُ ْ‬
‫ج وأنا فيكُ ْم َي ْكفِيكُمُ اللّ ُه بِي وإِنْ يَ ْ‬
‫إِنْ يْرُ ْ‬

‫نب إل قد ًحذّ َر أ ّمتَ ُه يعن مِنه وإن احذرُ ُكمُوهُ ِإنّهُ أ ْعوَ ُر وإِن اللّ َه َتعَالَى َليْس بِأ ْعوَر"‪ .‬قال الذهب‪ :‬إسناده‬

‫قوي‪.‬‬

‫حديث ابن خديج‪ ،‬رواه الطبان‪ ،‬من رواية عطية بن عطية بن عطاء بن أب رباح‪ ،‬عن عمر بن شعيب‪،‬‬

‫عن سعيد بن السيب‪ ،‬عن رافع بن خديج‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف ذم القدرية وأنم زنادقة‬

‫هذه ال مة‪ ،‬و ف زمان م يكون ظلم ال سلطان‪ ،‬وحي فه‪ ،‬و كبه‪ ،‬ث يب عث ال طاعونا‪ ،‬فيف ن عامت هم‪ ،‬ث‬

‫‪140‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يكون السف‪ .‬فما أقل من ينجو منهم‪ ،‬الؤمن يومئذ قليل فرحه‪ ،‬شديد غمه‪ ،‬ث يكون السيح فيمسخ‬

‫ال عامت هم‪ ،‬قردة‪ ،‬وخناز ير‪ ،‬ث يرج الدجال على إ ثر ذلك قريبا‪ ،‬ث ب كى ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫ص يبك يك? قال‪ :‬رحةص لولئك القوم‪ ،‬لن فيهصم القت صد‪ ،‬وفي هم‬
‫وسصلم‪ ،‬ح ت بكي نا لبكائه‪ ،‬وقلنصا‪ :‬م ا‬

‫الجتهد‪ ،‬الديث بتمامه‪.‬‬

‫حديث عن عثمان بن أب وقاص‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن أب نضرة قال‪ :‬أتينا‬
‫عثمان بن أب العاص ف يوم جعة‪ ،‬لنعرض عليه مصحفا لنا على مصحفه‪ ،‬فلما حضرت المعة أمرنا‬
‫فاغتسلنا‪ ،‬ث أتينا بطيب فتطيبنا‪ ،‬ث جئنا السجد فجلسنا إل رجل يدثنا عن الدجال‪ ،‬ث جاء عثمان بن‬
‫أب العاص فقمنا فجلس فجلسنا فقال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬يكون للمسلمي‬
‫ع الناسُ ثلث فَزَعات فيخرج‬ ‫ثلََث ُة أمْصَا ٍر ِمصْ ٍر بِ ُم ْلَتقَى البَحْ َريْن و ِمصْرٍ بالزي َر ِة ومصرٍ بالشام َفَيفْ َز ُ‬
‫الدّجالُ ف َأعْراض الناس َفَيهْ ِز ُم مِنْ ِقبَل الشرِق‪ ،‬فأوّل مِص ٍر يَرُدّه الِصرُ الذي بِ ُملْتقى اْلبَحْ َريْن َفيَصيُ‬
‫ح ُق بالعرابِ‪ ،‬وفرق ٌة تلحق بالْ ِمصْر الذي‬ ‫أهْلُهُ ثَلَثَ فرق‪ِ :‬فرَْق ٌة ُتقِيمُ بالشّام وَتنْظ ُر ما هُو وفرَق ٌة تَلْ َ‬
‫يَلِيهم‪ ،‬ومع الدجال سبعون ألفا عليهم التيجانُ وأكث َر مَ ْن َمعَ ُه اليَهو ُد والنّساءُ‪ ،‬ث يأت الصرَ الذي يَليهم‬
‫فيصي أهله ثلثَ فرق فرقة تقيم بالشام وتنظر ما هو وفرقة تلحق بالعراب‪ ،‬وفرقة تلحق بالصر الذي‬
‫يليهم بغربّ الشام‪ ،‬وينحاز السلمون إل َع َقَبةِ أفيق فيبعَثون سَرحا لم فيصاب سَرْ ُحهُمْ فيشتد ذلك‬
‫ق َوتَرَ َقوْسه فَيأكلهُ‪ ،‬فبينما هم كذلك‬ ‫عليهِم وتَصيبهُم ماع ٌة شَديدةٌ و َجهْدٌ شديدٌ حت إن أحدَهم َليَحْ ِر ُ‬
‫إذ نادى ُمنَاد من السّحَ ِر يا أيها الناس‪َ :‬أتَاكُم الْ َغوْث ثلثا فيقول بعضهم لبعض‪ :‬إن هذا الصوت صوتُ‬
‫رجل شبعانَ وينل عيسى ابن مريَ َم عليه السلم عند صلةِ الفجرِ فيقول له أميُهم‪ :‬يا رُوحَ اللّ ِه َتقَدّم‬

‫‪141‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صلَتَه أخذ عيسى‬ ‫ضهُ ْم عَلَى َبعْض فيتَقَ ّد ُم أميُهم َفُيصَلّي‪ ،‬فإِذا َقضَى َ‬
‫َفصَل‪ ،‬فيقو ُل هَ ِذ ِه المّ ُة أمَرَا ُء َبعْ ُ‬
‫َح ْربَتَهُ فَ َذ َهبَ نو الدجّالِ فإِذا رآه الدجالُ ذَابَ كما يذوبَ الرصاصُ َفَيضَعُ حَ ْرَبتَهُ تت َثنْدَوتهِ فيقتلهُ‬
‫ويَْنهَ ِزمُ أصحابُهُ فليس يومئذ شيء ُيوَاري مِنْهم أحَدا حت إن الشجرةَ لتقولُ يا مؤم ُن هَذا كافر ويقول‬
‫الجرُ يا مؤمن هذا كافرٌ"‪.‬‬
‫تفرّد به أحد‪ ،‬ولعلّ هذين الصرين ها البصرة والكوفة بدليل ما رواه الِمام أحد‪.‬‬
‫حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم‪ ،‬حدثنا الشرح بن نباته القيس الكوف‪ ،‬حدثن سعيد بن جهمان‪،‬‬

‫حدثنا عبد ال بن أب بكرة‪ ،‬حدثنا أب ف هذا السجد يعن مسجد البصرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬لَينْزِلَنّ طائفة من أمت أرضا يقال لا اْلبَصْ َر ُة يَكثُرُ با عَد ُدهُ ْم ويَ ْكثُ ُر ِبهَا نَخْلهُمْ ث ييءُ بنو‬

‫سرٍ َلهُ مْ يقال له دِجَْلةُ َفُيفْرَ قُ ال سلمون ثل ثَ فرَق‪ ،‬فأ ما فِرقةٌ‬


‫َقنْطُورا صغا ُر العيو نِ ح ت ينلوا على جِ ْ‬

‫سهَا وهذِ ِه وَتلْكَ َسوَاءُ‬


‫حقُونَ باْلبَا ِدَي ِة َوهََلكَتْ وأما فرقةُ َفَتتَأخّرُ خَاِئ َف ًة عَلَى أْنفُ ِ‬
‫ب ا ِلبِل يَ ْل َ‬
‫فَيأخذون بأذْنا ِ‬

‫ف ُظهُورِهِ ْم وهؤل َء َيكُو نُ فُضلوهُ ْم ُشهَدَاءَ َويَفْتَح اللّ ُه عَلَى بَ ِقَيتِهَا"‪.‬‬


‫ج َعلُو نَ ِعيَاَلهُ مْ خَلْ َ‬
‫وأمّ ا فِرَْقةٌ َفيَ ْ‬

‫ث رواه أحد‪ ،‬عن يزيد بن هارون وغيه عن العوام بن حوشب‪ ،‬عن سعيد بن جهمان‪ ،‬عن ابن أب‬

‫بكرة عن أب يه فذكره ب نو قنطورا هم الترك‪ ،‬ورواه أ بو داود‪ ،‬عن م مد بن ي ي بن فارس‪ ،‬عن ع بد‬

‫الصمد بن عبد الوارث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعيد بن جهمان‪ ،‬عن مسلم بن أب بكرة عن أبيه فذكره نوه‪.‬‬

‫وروى أبو داود من حديث بشر بن الهاجر‪ ،‬عن عبد ال بن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫‪142‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حقُوا ِبهِ ْم بِجَزِيرةِ‬


‫صغَارُ ال ْعيُن يَ ْعنِي التّرْكَ قال َليَسُوُقنّهُ ْم َثلَث مِرَارٍ حَت يَ ْل َ‬
‫وسلم ف حديث‪" :‬يَلُونَكمْ ِ‬

‫ك َبعْضُ‪ ،‬وأمّا ف‬
‫ض وَيهْلِ ُ‬
‫ب ِمْنهُمْ‪ ،‬وَأمّا ف الثاِنيَةِ َفَينْجُو َبعْ ٌ‬
‫العَرَبِ‪ ،‬فَأما ف السيَاَقةِ الول َفَينْجُو مَنْ هَرَ َ‬

‫الثاِلَثةِ َفيُصصصصصصصْ َطلَمُونَ" أو كمصصصصصصا قال لفصصصصصصظ أبصصصصصص داود‪.‬‬

‫س عند خروج الدجال‬


‫وروى الثوري‪ ،‬عن سلمة بن كفيل‪ ،‬عن الزهر‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪َ" :‬ي ْفتَرِق النا ُ‬

‫ثلث فِرق‪ :‬فرقصة تتبعصه‪ ،‬وفرقصة تلحصق بأرْض بِهَا َمنَابِتُص الشيصح‪ ،‬وفرقصة تأخصذ بِشَطِص العِراق يقاتلُهصم‬

‫ويقاتلُونَه ح ت يتَ مع الؤمنو َن ِبقُرى الشام َوَيْبعَثو َن طَليع ًة فيهم فار سٌ َفرَ سُه أشق ُر أ ْو أبْلَ قُ َفيُقتَلو َن فل‬

‫يرجع منهم بَشَرُ"‪.‬‬

‫حديث عن عبد اللّه بن بسر‬

‫قال حنبل بن إسحاق‪ :‬حدثنا رحيم‪ ،‬حدثنا عبد ال بن يي العافري هو الريسي أحد الثقات‪ ،‬عن‬

‫معاوية بن صال‪ ،‬حدثن أبو الزارع أنه سع عبد ال بن يسر يقول سعت صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬

‫"ليدْرِكَنّ الدجا َل مَن رَأى"‪ .‬أو قال ليكو نن قريبا من قول قال شيخ نا الذ هب أ بو الزارع ل يعرف‬

‫والديث منكر‪ .‬قلت‪ :‬وقد تقدم ف حديث أب عبيدة شاهد له‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حديث عن سلمة بن الكوع‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا العباس بن الفضل السفاطي‪ ،‬حدثنا يزيد بن الريش‪ ،‬حدثنا أبو هام ممد بن‬

‫الزبرقان‪ ،‬حدثنا موسى بن عبيدة‪ ،.‬حدثن يزيد بن عبد الرحن‪ ،‬عن سلمة بن الكوع قال‪ :‬أقبلت مع‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من قبل ال َعقِيق حت إذا كنا مع الثنِّيةِ قال‪" :‬إن لنظر إل مواقع عدو ال‬

‫الَ سِيح إن هُ يقْبل حت ينل مِ نْ كذا حَت َيتَرَسل يرج إليه الْ َغ ْوغَاءُ مَا مِ نْ نَقْ بٍ من أنْقَاب الدنةِ إ ّل عَلَيه‬

‫مَلَ كٌ أو ملكا ِن يَحْر سَانِهِ‪ ،‬مَعَه صُورتانِ صورةُ النةِ و صورة النار وشياطيُ َيتَشَّبهُو َن بِا َلبَو ين يقول‬

‫ستُ قَ ْد مِت هذا رَبنَا فاّتبِعْهُ‪َ ،‬فيَ ْقضِي ال‬


‫أحدهم للحي‪ :‬أتَعْرُفنِي? أنا أبْو َك أنَا أخُوك أنا ذُو ِقرَاب ٍة ِمنْكَ أل ْ‬

‫مَا شاَء مِنْه ويب عث اللّ هُ له رَ ُجلً من ال سلِمِي فَي سْ ِكتُهُ ويبكتُ هُ‪ ،‬ويقول هَذَا الكًذّا بُ ياأيهَا النا سُ‪ :‬ل‬

‫ت ُمتّبِعِي? فَيأ ت‬
‫ب ويقولَ با ِطلً وإِنّ َرّبكُ مْ لَيْس بِأعْورَ‪ ،‬ويقول الدجّالُ لَ هُ‪َ :‬هلّ أنْ َ‬
‫َيغُرنَكُم فَإ نه كذّا ٌ‬

‫ك ويقولُ أعِيدُ هُ َلكُ مْ َفَيْب َعثُ هُ ال أشَ ّد مَا كا نَ تكذيبا وأش ّد َشتْما فيقولُ‪ :‬أّيهَا‬
‫شقّ ُه ُشقَّتيْن َوَيفْ صِلُ ذَلِ َ‬
‫َفيَ ُ‬

‫النا سُ إنّمَا رَأْيتُم َبلَءَ اْبتُلِيتُ ْم بِ هِ وفتَْن ًة افُْتِتنْتُ ْم ِبهَا ألَ إ نْ كا نَ صَادِقا فَ ْلُيعِدْن مَ ّرةً أ ْخرَى ألَ هُو َكذّا بً‬

‫َفيَأمُ ُر بهِ إل ه ِذ ِه النّارِ وهي الن ُة ث يرج ِقبَلَ الشّام" موسَى بن عبيدة اليزيدي ضعيف ف هذا السياق‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حديث مجن بن الدرع‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬حدثنا حاد يعن ابن سلمة‪ ،‬عن سعيد الريري‪ ،‬عن عبد ال بن شفيق‪ ،‬عن‬

‫م جن بن الدرع أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خ طب يوما الناس فقال‪َ" :‬يوْ ُم اللص ومَا يَوم‬

‫ص اللص? قال‪ :‬يَجيءُ الدجالُ فيص صعَدُ أحُدا فينظ ُر إل الدينةِ فيقول‬
‫اللص? َثلَثا َفقِي َل وَمَصا َيوْمصُ‬

‫لصحابِه‪ :‬هل تدرون هَذَا القص َر البيَ ضَ? هذا مسجدُ أحد‪ ،‬ث يأت الدينة فيجد على كل َنقْب من‬

‫ل يبقى‬
‫خةَ ال ْر فِ فيضرب رِواقَ هُ ث ترجف الدينة ثلث رَجَفا تٍ ف َ‬
‫أنقاِبهَا مَلكا مُ صْلِتا سَْيفَ ُه فيأت ِسبْ َ‬

‫منافقٌ ول منافقةٌ ول فاس ٌق ول فاسقةٌ إلّ خرج إليه فذلك َيوْ ُم اللص"‪ .‬تفرًد به أحد‪.‬‬

‫خي دينكم أيسره‪.‬‬

‫ث رواه أحد‪ ،‬عن غندر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن أب بشر‪ ،‬عن عبد ال بن شقيق‪ ،‬عن ابن أب رجا‪ ،‬عن مجن‬

‫بن الدرع قال‪ :‬أخذ رسول ال بيدي فصعد على أحد وأشرف على الدينة فقال‪َ " :‬ويْل‪ :‬إنا قُ ّر ُة َعيْن‬

‫أ َد ُعهَا خيَ ما تكو نُ أو كأخي ما تكو نُ‪ ،‬فيأتيها الدّجالُ فيجد على كل باب من أبواب ا َملَكا مُ صْلِتا‬

‫سَيفهُ فل يَ ْدخُلُ ها‪ .‬قال‪ :‬ث نزل و هو آ خذ بيدي فد خل ال سجد فإذا ر جل ي صلي فقال ل‪ :‬من هذا?‬

‫‪145‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ض يَدَه مِ نْ‬
‫ت ل تُ سْ ِمعْهُ َفُتهِْلكَة‪ ،‬قال‪ :‬ث أتى حجرة امرأةٍ من نِسائِهِ َفَنفَ َ‬
‫فأثنيت عليه خيا‪ ،‬فقال‪ :‬ا سْ ُك ْ‬

‫يَدِي وقال‪" :‬إنّ خَيَ دِينكم أيْسَ َر ُه إنّ خَيَ دِيَنكُمُ أيْسَ ُرهُ"‪.‬‬

‫حديث أب هريرة رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا يعقوب‪ ،‬عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حت يقاتل السلمون اليهود فيقتلهم السلمون حت يتب ُء اليهودي من وراءِ‬

‫جرُ‪ :‬يا م سلم يا ع بد َالِ هَذا اليَهُودِيّ مِ نْ خَلْفِي َفَتعَالَ فا ْقتُلْه إل‬
‫الَجَ ِر والشَجَرِ‪ ،‬فيقول الَجَرُ أو الشَ َ‬

‫الْغَرَْقدُ فإنصصصه شَجَصصر الَْيهُودِ"‪ .‬وقصصصد روى مسصصصلم عصصصن قتيبصصصة بذا السصصصناد‪.‬‬

‫"ل تقوم الساعة حت تقاتلوا الترك" الديث‪ .‬وقد تقدم هذا الديث بطرقه وألفاظه‪ .‬والظاهر وال أعلم‪،‬‬

‫أن الراد أن الترك هم اليهود أيضا والدجال من اليهود كما تقدم ف حديث أب بكر الصديق الذي رواه‬

‫أحد والترمذي وابن ماجه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أب هريرة‬

‫‪146‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا حسي بن ممد‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن ممد بن إسحاق‪ ،‬عن ممد بن إبراهيم التيمي‪،‬‬

‫عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬لَينْزلً ّن الدجالُ بُورَانَ‬

‫وكِ ْرمَانَ ف سبعي ألفا كأن وجوههم الْمَجَا ّن الْمُطْرََقةُ"‪ .‬إسناده جيد قوي حسن‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أب هريرة‬

‫قال حن بل بن إ سحاق‪ :‬حدثنا شر يح بن النعمان‪ ،‬حدث نا فل يح‪ ،‬عن الارث بن النف يل‪ ،‬عن زياد ا بن‬

‫سعيد‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب الناس فذكر الدجال فقال‪" :‬إنه ل يكن‬

‫صفُهُ لكم با ل يصفه نبِي َقبْلي إِنه أعورُ مكتوب بي عينيه كافر بقرؤه كُل مؤمن‬
‫نب إل حذّرَهُ أمتَه وسأ ِ‬

‫يكتبُ أو ل يكتب"‪ .‬وهذا إسناد جيد ل يرجوه من طريق أخرى‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أب هريرة‬

‫قال حن بل بن إ سحاق‪ :‬حدثنا شر يح بن النعمان‪ ،‬حدث نا فل يح‪ ،‬عن الارث بن النف يل‪ ،‬عن زياد ا بن‬

‫سعيد‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب الناس فذكر الدجال فقال‪" :‬إنه ل يكن‬

‫‪147‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صفُهُ لكم با ل يصفه نبِط َقبْلي? إنه أعو ُر مكتوب بي عينيه كافر بقروّه كُل‬
‫نب إل حذّرَ هُ أمتَه وسأ ِ‬

‫مؤمن يكتبُ أو ل يكتبُ "‪ .‬وهذا إسناد جيد ل يرجوه من طريق أخرى‪.‬‬

‫الدينة النورة ومكة الكرمة ف حراسة من اللكة بأمر اللّه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا شريح‪ ،‬حدثنا فليح عن عمرو بن العلء الثقفي عن أبيه عن أب هريرة أن رسول ال‬

‫صلى ال عل يه و سلم قال‪ " :‬الدينةُ ومك ًة مفوفَتَان باللئكةِ على كل نقْب منه ما ملئكةٌ ل يَدْخُل ها‬

‫الدجال ول الطاعونصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصُ"‪.‬‬

‫هذا غريب جدا? وذكرمكة ف هذا ليس مفوظا وكذلك ذكر الطاعون وال تعال أعلم‪ ،‬والعلء الثقفي‬

‫هذا إن كان مزيدا فهو أقرب‪.‬‬

‫حديث عبادة بن الصامت رضى اللّه تعال عنه‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا حيوة بن شريح‪ ،‬حدثنا بقية‪ ،‬حدثنا بيعن خالد عن جنادة بن أمية عن عبادة ابن‬

‫‪148‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الصامت أنه حدثهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن قد حَدّثتكم عن الدجال حت خَشِيتُ‬

‫س عليكم فاعلموا أن‬


‫س العي فإن َلبّ َ‬
‫أ نْ َل تَفعلوا? إن ال سِيحَ الدجالَ رجل قص ٌي أبَح َجعْذ أعَورُ مطمو ُ‬

‫ربكصصصصصصصصصصصم عزّ وجصصصصصصصصصصصل ليصصصصصصصصصصصس بأعورَ"‪.‬‬

‫ورواه أحد‪ ،‬عن حيوة بن شريح أو يزيد بن عبد ربه‪ ،‬والنسائي عن إسحاق بن إبراهيم كلهم عن بقية‬

‫بن الوليد به‪.‬‬

‫شهادات نبوية كرية بفضل بن تيم‬

‫وقال البخاري ومسلم‪ :‬حدثنا زهر‪ ،‬حدثنا جرير عن أببما زرعة عن أب هريرة قال‪ :‬ما زلت أحب بن‬

‫ت يم من أ جل ثلث? سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ " :‬هم أ شد امّ ت على الدجال!‪.‬‬

‫وجاءَت صصصصصصصصصدقاتم فقال‪" :‬هذِه صصصصصصصصصدقات قومِصصصصصصصصي "‪.‬‬

‫وكانت َسبِّي ٌة منهم عند عائشة‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬أ ْعِتقِيها فإنا من ولد إساعيل "‪.‬‬

‫حديث عمران بن حصي رضي اللّه تعال عنه‬

‫‪149‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أ بو داود‪ :‬حدث نا مو سى بن إ ساعيل‪ ،‬حدث نا جر ير‪ ،‬حدث نا ح يد بن هلل عن أ ب الدهاء قال‪:‬‬

‫سنَا‬
‫سعت عمران بن حصي يدث قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬مَ نْ سَمِعَ من الدجال فَلَ ْ‬

‫شبُهَا تِ أو ولا يبعث به من‬


‫ِمنْ هُ فوال إن الرجل ليأتيه وهو يسب أنه مؤمن فيتبعه با يبعث به من ال ّ‬

‫الشبهات"‪ .‬قال‪ :‬هكذا تفرد بصصصصصصصصصصصصصه أبصصصصصصصصصصصصصو داود‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ،‬حدثنا هشام بن حسان‪ ،‬حدثنا حيد بن هلل‪ ،‬عن أب الدهاء‪ ،‬عن‬

‫عمران بن ح صي‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ " :‬من سع من الدجال فل سنا م نه من سع من‬

‫سبُ إ نه مؤ من ف ما يزال به ل ا م عه من الش به حَ ت َيْتبَعَه"‪.‬‬


‫الدجال فل سنا م نه? فإن الر جل يأت يه يَحْ س ِ‬

‫وكذلك رواه عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن هشام بن حسان وهذا إسناد جيد وأبو الدهاء واسه فرقة ابن‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصة‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصصص الدوي ثقص‬
‫بيص‬

‫وقال سفيان بن عيينة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن عمران بن حصي قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬لقد أكلَ الطعامَ ومَشَى ف السواق"‪ .‬يعن الدجال‪.‬‬

‫حديث الغية بن شعبة رضي اللّه تعال عنه الدجال أهون على اللّه‬

‫‪150‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا شهاب بن عباد العبدي‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن حيد الوارسي‪ ،‬عن إساعيل‪ ،‬عن أب خالد‬
‫عن قيس بن حازم عن الغية عن شعبة قال‪ :‬ما سأل أحد النب عن الدجال أكثر ما سألت قال‪:‬وما‬
‫يَضركَ ِمنْهُ? إنه ل يضرك‪ :‬قلت يا رسول ال إنم يقولون إ ّن معه الطعا َم والنارَ قال هُو أهْونُ على ال‬
‫من ذلك"‪.‬‬
‫حدثنا شريح بن يونس‪ ،‬حدثنا هشام بن إساعيل‪ ،‬عن قيس‪ ،‬عن الغية بن شعبة قال‪ :‬ما سأل أحد النب‬
‫صلى ال عليه وسلم عن الدجال أكثر ما سألته‪ :‬قال وما سؤالك? قال‪ :‬إنم يقولون إن معه جبالً من‬
‫خبز ولم ونرا من ماء‪ ،‬قال‪" :‬هو أهون على ال من ذلك"‪.‬‬
‫ورواه مسلم أيصا ف الستئذان من طرق كثية‪ ،‬عن إساعيل عن قيس عن الغية بن شعبة قال‪ :‬ما سأل‬
‫أحد النب صلى ال عليه وسلم عن الدجال أكثر ما سألته‪ ،‬قال‪ :‬وما سؤالك? قال‪ :‬إنم يقولون إن معه‬
‫جبالً من خبز ولم ونرا من ماء? قال‪" :‬هو أهون على ال من ذلك"‪.‬‬
‫ورواه مسلم أيضا ف الستئذان من طرق كثية‪ ،‬عن إساعيل بن أب خالد‪ ،‬وأخرجه البخاري‪ ،‬عن‬
‫مسدد‪ ،‬عن يي القطان‪ ،‬عن إساعيل‪ ،‬وقد تقدم حديث حذيفة وغيه أن ماءه نار وناره ماء بارد وإنا‬
‫ذلك ف رأي العي وقد تسك بذا الديث طائفة من العلماء كابن حزم والطحاوي وغيها ف أن‬
‫الدجال مخرق موه ل حقيقة لا يبدي للناس من المور الت تشاهد ف زمانه بل كلها خيالت عند‬
‫هؤلء‪.‬‬
‫وقال الشيخ أبو علي البائي شيخ العتزلة‪" :‬ل يوز أن يكون كذلك حقيقة لئل يشتبه خارق الساحر‬
‫بارق النب وقد أجابه القاضي عياض وغيه بأن الدجال إنا يدعي اللية وذلك مناف للبشرية فل يتنع‬
‫إجراء الارق على يديه والالة هذه‪ .‬وقد أنكرت طوائف كثية من الوارج والهمية وبعض العتزلة‬
‫خروج الدجال بالكلية وردوا الحاديث الواردة فيه فلم يصنعوا شيئا وخرجوا بذلك عن حيز العلماء‬
‫لردهم ما تواترت به الخبار الصحيحة من غي وجه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم كما تقدم‪،‬‬
‫وإنا أوردنا بعض ما ورد ف هذا الباب‪ ،‬لن فيه كفاية ومقنعا وبال الستعان‪.‬‬
‫والذي يظهر من الحاديث التقدمة أن الدجال يتحن ال به عباده با يلقه معه من الوارق الشاهدة‬

‫ف زما نه ك ما تقدم أن من ا ستجاب له يأ مر ال سماء لتمطر هم والرض فتن بت ل م زرعا تأ كل م نه‬

‫‪151‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أنعامهصم وأنفسصهم وترجصع إليهصم سصانا ومصن ل يسصتجيب له ويرد عليصه أمره تصصيبهم السصنة والدب‬

‫والق حط والعلة وموت النعام ون قص الموال والن فس والثمرات‪ ،‬وأ نه تتب عه كنوز الرض كيعا سيب‬

‫النحل‪ ،‬ويق تل ذلك الشاب ث يييه‪ ،‬وهذا كله ليس بخرفة بل له حقيقة امت حن ال به عباده ف ذلك‬

‫الزمان في ضل به كثيّا ويهدي به كثيا‪ ،‬يك فر الرتابون‪ ،‬ويزداد الذ ين آمنوا إيانا‪ ،‬و قد ح ل القا ضي‬

‫عياض وغيه على هذا العنصصص معنصصص الديصصصث‪" .‬هصصصو أهون على ال مصصصن ذلك"‪.‬‬

‫أي هو أ قل من أن يكون م عه من ي ضل به عباده الؤمن ي‪ ،‬و ما ذاك إِل ل نه ظا هر الن قص والفجور‬

‫والظلم‪ ،‬وإن كان م عه ما م عه من الوارق‪ ،‬وب ي عين يه مكتوب كا فر كتا بة ظاهرة و قد ح قق ذلك‬

‫الشارع ف خبه بقوله ك ف ر‪ ،‬وقد دل ذلك على أنه كتابة حسية ل معنوية كما يقوله بعض الناس‪،‬‬

‫وعينه الواحدة عوراء شنيعة النظر ناتئة‪ ،‬وهومعن قوله "كأنا عنبة طافية" أي طافية على وجه الاء ومن‬

‫روى ذلك طافية فمعناه ل ضوء فيها‪ ،‬وف الديث الخر "كأن ا نامة على حائط مصص" أي بشعة‬

‫الشكل‪ ،‬وقد ورد ف بعض الحاديث أن عينه اليمن عوراء رحا اليسرى فإما أن تكون إحدى الروايتي‬

‫غيص مفوظصة أو أن العور حاصصل فص كصل مصن العينيص ويكون معنص العور النقصص والعيصب‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ويقوي هذا الواب ما رواه الطبان‪ ،‬حدثنا ممد بن ممد التمار وأبو خليفة قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد‪،‬‬

‫حدث نا زائدة‪ ،‬حدث نا ساك‪ ،‬عن عكر مة‪ ،‬عن ا بن عباس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬

‫"الدجال جعد هجي أخن كأن رأسه غصن شجرة مطموس عينه اليمن‪ ،‬والخرى كأنا عنبة طافية"‬

‫الديث‪ .‬وكذلك رواه سفيان الثوري عن ساك بنحوه‪ ،‬لكن قد جاء ف الديث التقدم وعينه الخرى‬

‫كأنا كوكب دري‪ ،‬وعلى هذا فتكون الرواية الواحدة غلطا‪ ،‬ويتمل أن يكون الراد أن العي الواحدة‬

‫عوراء ف نفسها‪ ،‬والخرى عوراء باعتبار انبازها وال سبحانه وتعال أعلم بالصواب‪.‬‬

‫لاذا ل يذكر الدجال صراحة ف القرآن الكري?‬

‫وقد سأل سائل سؤالً فقال‪ :‬ما الكمة ف أن الدجال مع كثرة شره وفجوره وانتشار أمره ودعواه‬
‫الربوبية وهو ف ذلك ظاهر الكذب والفتراء‪ ،‬وقد حذر منه جيع النبياء ل يذكر ف القرآن ويذر منه‬
‫ويصرح باسه وينوه بكذبه وعناده? والواب من وجوه‪ :‬أحدها‪ :‬أنه قد أشي إل ذكره ف قوله تعال‪:‬‬
‫سَبتْ ف إيَاِنهَا َخيْرا"‪ .‬أ‬ ‫ت مِنْ َقبْ ُل أوْ كَ َ‬
‫ض آيَاتِ ربّكَ َل َينْفَ ُع َنفْسا إِياُنهَا لَ ْم َتكُنْ آمََن ْ‬‫"َيوْ َم يَأت َبعْ ُ‬
‫النعام‪ ،158 :‬الية‪.‬‬
‫قال أبو عيسى الترمذي عند تفسيها‪ :‬حدثنا عبد بن حيد‪ ،‬حدثنا يعلى بن عبيد‪ ،‬عن فضيل بن غزوان‬
‫" عن أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ثلثٌ إذا َخرَجْنَ ل يَْنفَ ْع َنفْمسا‬
‫ب او‬
‫ت مِنْ َقبْل اوكسبتْ ف إِيانِها َخيْرا الدجالُ والداب ُة وطلوعُ الشمس من الغر ِ‬ ‫إيَاُنهَا لَم َتكُنْ آمََن ْ‬
‫من مغربا"‪ .‬ث قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الثان‪ :‬أن عيسى ابن مري ينل من السماء الدنيا فيقتل الدجال كما تقدم وكما سيأت‪ ،‬وقد ذكر ف‬
‫القرآن نزوله ن توله تعال‪) :‬وَقوْل ْم إنّا َقتَ ْلنَا ألْمَسِي َح عِيسى أبْ َن َم ْريَمَ َرسُولَ اللّ ِه ومَا َقتَلُوهُ َومَاَ صََلبُوهُ‬
‫ك ِمنْهُ مَا َلهُ ْم بِ ِه مِ ْن عِلْم إِلّ اتباع الظّ ّن َومَا َقتَلُو ُه َيقِينا بَلْ‬ ‫وََلكِنْ شئبّهَ َلهُ ْم وإِ ّن الّذِينَ ا ْختََلفُوا فِيهِ َلفِي شَ ّ‬
‫رََفعَهُ اللّهُ إَِليْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزا َحكِيما وإِ ْن مِ ْن أهْل ال ِكتَابِ إِلّ لُي ْؤ ِمنَنّ بِهِ َقبْ َل َموْتهِ َويَ ْو َم الْ ِقيَا َمةِ َيكُونُ‬
‫عََلْيهِ ْم شَهيدا"‪.‬النساء‪.159 -157 :‬‬
‫وقد قررنا ف التفسي أن الضمي ف قوله‪ :‬قبل موته عائد على عيسى أي سينل إل الرض ويؤمن به‬

‫أهل الكتاب الذين اختلفوا فيه اختلفا متباينا‪ ،‬فمن مدعي الِتية كالنصارى ومن قاثل فيه قولً عظيما‬

‫وهوأنه ولد ريبة وهم اليهود‪ ،‬فإِذا نزل قبل يوم القيامة تقق كل من الفريقي كذب نفسه فيما يدعيه‬

‫فيصصصصصصصصصصه مصصصصصصصصصصن الفتراء وسصصصصصصصصصصنقرر هذا قريبا‪.‬‬

‫وعلى هذا? فيكون ذكر نزول السيح عيسى ابن مري إشارة إل ذكر السيح الدجال شيخ الضلل وهو‬

‫ضد مسيح الدى‪ ،‬ومن عادة العرب أنا تكتفي بذكر أحد الضدين عن ذكر الخر كما هو مقرر ف‬

‫موضعصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أنه ل يذكر بصريح اسه ف القران احتقارا له حيث يدعي الِتية وهو ليسر يناف حالة جلل‬

‫الرب وعظمته وكبيائه وتنيهه عن النقص‪ ،‬فكان أمره عند الرب أحقر من أن يذكر وأصغر وأدخر من‬

‫أن ي كي عن أ مر دعواه ويذر‪ ،‬ول كن انت صر الر سل بناب الرب عز و جل فكشفوا لم هم عن أمره‬

‫‪154‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وحذروهم ما معه من الفت الضلة والوارق الضمحلة فاكتفى بإخبار النبياء‪ ،‬وتواترذلك عن سيد ولد‬

‫آدم إمام التقياء عن أن يذكرأمره الق ي بالن سبة إل جلل ال ف القران العظ يم ة وو كل بيان أمره إِل‬

‫كصصصصصصصصصصصصصل نصصصصصصصصصصصصصب كريصصصصصصصصصصصصص‪.‬‬

‫فإن قلت‪ :‬فقد ذكر فرعون ف القرآن‪ ،‬وقد ادعى ما دعاه من الكذب والبهتان حيث قال‪" :‬أنَا َرّبكُ مُ‬

‫العْلَى"‪ .‬النازعات‪ .،24 :‬وقال‪" :‬يَأئهَا الَل مَا عَِلمْ تُ َلكُ ْم مِن إِل ٍه َغيْرِي"‪ .‬أ الق صص‪ :‬والواب‪ :‬أن‬

‫أمر فرعون قد انقضى وتبي كذبه لكل مؤمن وعاقل? وهذا أمر سيأت وكائن فيما يستقبل فتنة واختبارا‬

‫للعباد فترك ذكره ف القرآن احتقارا له وامتحانا به إذ المر ف كذبه أظهر من أن ينبه عليه ويذر منه‪،‬‬

‫وقد يترك الشيء لوضوحه‪ ،‬كما قال النب صلى ال عليه وسلم ف مرض موته وقد عزم على أن يكتب‬

‫كتابا بلفصصة الصصصديق مصصن بعده ثصص ترك ذلك وقال‪ :‬يأبصص ال والؤمنون إل أبصصا بكصصر"‪.‬‬

‫فترك نصه عليه لوضوح جللته وظهور كب قدره عند الصحابة وعلم عليه الصلة والسلم منهم أنم ل‬

‫يعدلون به أحدا بعده‪ ،‬وكذلك وقع المر‪ ،‬ولذا يذكر هذا الديث ف دلئل النبوة كما تقدم ذكرنا له‬

‫غي مرة ف مواضع من الكتاب‪ ،‬وهذا القام الذي نن فيه من هذا القبيل وهو أن النب قد يكون ظهوره‬

‫‪155‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫كافيا عن التن صيص عل يه‪ ،‬وأن ال مر أظ هر وأو ضح وأجلى من أن يتاج م عه زيادة على ما هو ف‬

‫القلوب مستقر‪ ،‬فالدجال واضح الذم ظاهر النقص بالنسبة إل القام الذي يدعيه وهو الربوبية‪ ،‬فترك ال‬

‫ذكره والنص عليه لا يعلم تعال من عباده الؤمي أن مثل هذا ليهدهم ول يزيدهم إل إيانا وتسليما ل‬

‫ورسوله وتصديقا بالق وردا للباطل ولذا يقول ذلك الؤمن الذي يسلط عليه الدجال فيقتله ث يييه‪،‬‬

‫وال ما ازددت فيك إ ّل بصية‪ .‬أنت العور الكذاب الذي حدثنا في هَ رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫شفاها وقد أخذ بظاهره إبراهيم بن ممد بن سفيان الفقيه الصحيح عن مسلم‪ ،‬فحكى عن بعضهم أنه‬

‫الضصصصصر وحكاه القاضصصصصي عياض عصصصصن معمصصصصر فصصصص جامعصصصصه‪.‬‬

‫وقد قال أحد ف مسنده وأبو داود فِ سننه‪ ،‬والترمذي ف جامعه بإسنادهم إل أب عبيدة أن رسول ال‬

‫صصصلى ال عليصصه وسصصلم قال‪" :‬لعلّهصصُ يدْرِكُهصصُ مَنصصْ رآنصص وسصصَمع كلمصصي"‪.‬‬

‫وهذا م ا قد يتقوى به بعض من يقول بذا ولكن ف إ سناده ف غرابة‪ ،‬ول عل هذا كان قبل أن يبي له‬

‫صصصلى ال عليصصه وسصصلم مصصن أمصصر الدجال مصصا بيصص فصص ثانصص الال وال تعال أعلم‪.‬‬

‫و قد ذكر نا ف ق صة ال ضر كلم الناس ف حيا ته ودلل نا على وفا ته بأدلة أ سلفناها هنالك‪ ،‬ف من أراد‬

‫‪156‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الوقوف عليها فليتأملها ف قصص النبياء من كتابنا هذا وال تعال أعلم بالصواب‪.‬‬

‫ذكر ما يعصم من الدجال‬

‫الستعاذة الخلصة باللّه تعصم من فتنة الدجال فمن ذلك الستعاذة من فتنته‪ ،‬فقد ثبت ف الحاديث‬

‫الصحاح من غي وجه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يتعوذ من فتنة الدجال ف الصلة وأنه أمر‬

‫حيَا والمَا تِ‬


‫أمته بذلك أيضا فقال‪" :‬اللّهم إنا نعوذُ بك من عَذاب َج َهنّ مَ ومن فتنةِ القبْر وم ْن فتنة الْمَ ْ‬

‫ومِنصصصصصصصصصصصصصصصصْ فتن ِة السصصصصصصصصصصصصصصصصِيح الدجال"‪.‬‬

‫ذلك من حد يث أ نس وأ ب هريرة وعائ شة وا بن عباس و سعد وعمرو بن شع يب عن أب يه عن جده‬

‫وغيهم‪:‬‬

‫حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف حفظا عمليا يعصم من فتنة الدجال‬

‫قال شيخنا الافظ أبو عبد ال الذهب والستعاذة من الدجال متواترة عن النب صلى ال عليه وسلم‬

‫ك ما قال أ بو داود‪ ،‬حدث نا ح فص بن ع مر‪ ،‬حدث نا هام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬حدث نا سال بن أ ب ال عد‪ ،‬عن‬

‫‪157‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ظ عَشْر آيا تٍ من سُورةِ‬


‫معدان‪ ،‬عن أ ب الدرداء يرو يه عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ " :‬من َحفِ َ‬

‫ال َكهْفصصصصصصصصصصِ عصصصصصصصصصصصِمَ مِصصصصصصصصصصن فتنةِ الدجّالِ"‪.‬‬

‫قال أبو داود‪ :‬كذا قال هشام عن دستواي عن قتادة إِل أنه قال من حفظ من خواتيم‪ ،‬وقال شعبة عن‬

‫قتادة من آخر الكهف‪ ،‬وقد رواه مسلم من حديث هام وهشام وشعبة عن قتادة بألفاظ متلفة‪ ،‬وقال‬

‫الترمذي‪ :‬حسن صحيح وف بعض روايات الثلث‪" :‬آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال"‪.‬‬

‫وكذلك رواه عن روح عن سعيد عن قتادة بثله‪ ،‬ورواه عن حسي عن شعبان عن قتادة كذلك‪ ،‬وقد‬

‫رواه عن غندر وحجاج عن شعبة عن قتادة بثله‪ ،‬ورواه عن حسي شعبان عن قتادة كذلك‪ ،‬وقد رواه‬

‫عن غندر وحجاج عن شعبة عن قتادة وقال‪" :‬من حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف عصم من‬

‫فتنصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة الدجال"‪.‬‬

‫سنَا مِنْه"‪.‬‬
‫وكذلك البتعاد م نه ك ما تقدم ف حد يث عمران بن ح صي‪" :‬م نْ سَمِعَ مِ نَ الدجالِ َفلَ ْ‬

‫سبُ أنّه مُؤم نٌ َفَيتّبعَ ُه ما يبعت ب ِه م نَ‬


‫وقول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إِنّ الؤم َن ليأتِي ِه وهو يَحْ ِ‬

‫الشُُبهَات"‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سكن الدينة ومكة الشرفتي تعصم من فتنة الدجال‬

‫وما يعصم من فتنة الدجال الذي سكن الدينة ومكة شرفهما ال تعال‪ ،‬فقد روي ف البخاري ومسلم‬

‫من حديث الِمام مالك عن نعيم الجمر عن نعيمة عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫ص الدينصصصصة َملَئكةٌ ل يدخلهصصصصا الطاعونصصصصُ ول الدجال"‪.‬‬


‫قال‪" :‬عَلَى انْقَابصصص ِ‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن عبد ال‪ ،‬حدثن إبراهيم بن سعيد عن أبيه‪ ،‬حدثن أبو بكر‪ ،‬عن‬

‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل يدخل الدينةَ ُرعْ بُ السيح الدجا ِل لا يومئذ َسْب َعةُ أبْوا بٍ على كل‬

‫بابصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصٍ ملكان"‪.‬‬

‫وقد روي هذا من غي وجه عن جاعة من الصحابة منهم أبو هريرة‪ ،‬وأنس بن مالك وسلمة بن الكوع‬

‫صصصصصصصصصصا تقدم‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصن الدرع كمص‬
‫صصصصصصصصصصن بص‬
‫ومجص‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا عبده بن عبد ال الزاعي‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا شعبة عن قتادة عن أنس‬

‫حرُ سُونَها فل يدخل ها‬


‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يأتِي الدجالُ الدينةَ فيج ُد اللئكةَ يَ ْ‬

‫الطاعون ول الدجال إِن شاءَ ال"‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وأخر جه البخاري‪ ،‬عن ي ي بن مو سى وإ سحاق بن أ ب عي سى عن يز يد بن هارون وم جن وأ سامة‬

‫وسرة بن جندب رضي ال عنهم أجعي‪ .‬وقد ثبت ف الصحيح‪" :‬أنّ هُ ل يدخ ُل مك َة ول الدينةَ تَ ْمنَع هُ‬

‫اللئكةُ" لشرف هات ي البقعت ي فه ما حرمان آمنان م نه وإن ا إذا نزل نزل ع ند سبخة الدي نة فتر جف‬

‫الدينة بأهلها ثلث رجفات إما حسا أو معن على القولي فيخرج منها كل منافق ومنافقة ويومئذ تنفي‬

‫الدينة خبثها ويسطع طيبها كما تقدم ف الديث وال أعلم‪.‬‬

‫تلخيص سية الدجال لعنه اللّه‬

‫هو رجل من بن آدم خلقه ال تعال ليكون منة للناس ف آخر الزمان‪" :‬يُضِلُ به َكثِيا وَيهْدِي به َكثِيا‬
‫َومَا ُيضِل بِهِ إِ ّل الفَا ِسقِيَ"‪.‬‬
‫وقد روى الافظ أحد بن علي البار ف تاريه من طريق مالد‪ ،‬عن الشعب أنه قال‪ :‬كنية الدجال أبو‬
‫يوسف‪ ،‬وقد روى عمر بن الطاب وأبو داود جابر بن عبد ال وغيهم من الصحابة وغيهم كما تقدم‬
‫أنه ابن صياد‪ ،‬وقد قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن أب يزيد‪ ،‬عن عبد الرحن‬
‫بن أب بكرة عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يَ ْم ُكثُ أَبوَا الدجا ِل ثلثي عاما ل‬
‫ي غُلم أعوَرُ أضَر َشيْءٍ وأقَلُ ُه َنفْعا َتنَام عَيْناهُ و َل َينَامُ َق ْلبَه"‪.‬‬
‫يُولدُ لما غًلم ّث يولَدُ َل ُهمَا َبعْد الثَلثِ َ‬
‫ث نعت أبويه فقال‪" :‬أبوه رجل مضطرب اللحم طويل النف كأن أنفه منقار وأمه امرأة عظيمة الثديي‬

‫ث بلغنا أن مولودا من اليهود ولد بالدينة قال‪ :‬فانطلقت والزبي بن العوام حت دخلنا على أبويه فوجدنا‬

‫‪160‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيهما نعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وإذا هو منجدل ف الشمس ف قطيفة يهمهم فسألنا أبويه‬

‫فقال‪ :‬مكثنا ثلثي عاما ل يولد لنا‪ ،‬ث ولد لنا غلم أعور أضر شيء وأقله نفعا‪ ،‬فلما خرجنا مررنا به‬

‫صيّادٍ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬عرفت ما كنتما فيه‪ .‬قلنا‪ :‬وسعت? قال‪ :‬نعم‪ .‬إنه َتنَام َعْينَاي وَل َينَا مُ ق ْلبِي فإذا هُو ابْن َ‬

‫وأخرجصه الترمذي مصن حديصث حاد بصن سصلمة‪ ،‬وقال حسصن قلت بصل منكصم جدا والَص أعلم‪.‬‬

‫وقد كان ابن صياد من يهود الدينة ولقبه عبد ال‪ ،‬ويقال صاف‪ ،‬وقد جاء هذا وهذا وقد يكون أصل‬

‫اسه صاف ث تسمى لا أسلم بابن عبد ال‪ ،‬وقد كان ابنه عمارة بن عبد ال من سادات التابعي‪ ،‬وروى‬

‫ع نه مالك وغيه‪ ،‬و قد قدم نا أن ال صحيح أن الدجال غ ي ا بن صياد وأن ا بن صياد كان دجالً من‬

‫الدجاجلة ث تاب بعد ذلك فأظهر الِسلم وال أعلم بضميه وسيته‪ ،‬وأما الدجال الكب فهو الذكور‬

‫ف حديث فاطمة بنت قيس الذي روته عن رسول ال صلى ال عليه وسلم عن تيم الداري وفيه قصة‬

‫الساسة ث يؤذن له ف الروج ف آخر الزمان بعد فتح السلمي مدينة الروم السماة بقسطنطينية فيكون‬

‫بدء ظهوره من أصبهان من حارة منها يقال لا اليهودية وينصره من أهلها سبعون ألف يهودي عليهم‬

‫السصلحة والتيجان وهصي الطيالسصة الضراء‪ ،‬وكذلك ينصصره سصبعون ألفا مصن التتار وخلق مصن أهصل‬

‫‪161‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خراسان فيظهر أولً ف صورة ملك من اللوك البابرة ث يدعي النبوة ث يدعي الربوبية‪ ،‬فيتبعه على ذلك‬

‫ع والعوام‪ ،‬ويال فه ويرد عل يه من هدى ال من عباده ال صالي‬


‫الهلة من ب ن آدم والطغام من الرعا ٍ‬

‫وحزب ال التقي‪ ،‬يأخذ البلد بلدا بلدا وحصنا حصنا وإقليما إقليما وكورة كورة‪ ،‬ول يبقى بلد من‬

‫البلد إل وطئه بيله ورجله غيص مكصة والدينصة‪ ،‬ومدة مقامصه فص الرض أربعون يوما يوم كسصنة‪ ،‬ويوم‬

‫كش هر‪ ،‬ويوم كجم عة‪ ،‬و سائر أيا مه كأيام الناس هذه ومعدل ذلك سنة وشهران ون صف ش هر‪ ،‬و قد‬

‫خلق ال تعال على يديه خوارق كثية يضل با من يشاء من خلقه ويثبت معها الؤمنون فيزدادون با‬

‫إيانا مع إيانم‪ ،‬وهدى إل هداهم‪ ،‬ويكون نزول عيسى ابن مري مسيح الدىَ ف أيام السيح الدجال‬

‫مسيح الضللة‪ ،‬على النارة الشرقية بدمشق فيجتمع عليه الؤمنون ويلتف به عباد ال القتون‪ ،‬فيسي بم‬

‫السيح عيسى ابن مري قاصدا نو الدجال‪ ،‬وقد توجه نو بيت القدس فيدركهم عند عقبة أفيق فينهزم‬

‫م نه الدجال فيلح قه ع ند مدي نة باب لد‪ ،‬فيقتله برب ته و هو دا خل إلي ها ويقول إن ل ف يك ضر بة لن‬

‫تفوت ن‪ ،‬وإذا واج هه الدجال ينماع ك ما يذوب اللح ف الاء فيتدار كه فيقتله بالر بة بباب لدّ‪ ،‬فتكون‬

‫وفا ته هناك لع نه ال ك ما دلت على ذلك الحاد يث ال صحاح من غ ي و جه ك ما تقدم وك ما سيأت‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد قال الترمذي‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا الليث عن عمر بن شهاب أنه سع عبد ال بن عبد ال‬

‫ا بن ثعل بة الن صاري يدث عن ع بد الرح ن بن يزيد الن صاري من ب ن عمرو بن عوف سعت ع مي‬

‫ممع بن جارية يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬يَ ْقتُل ابنُ مَ ْريَ َم الدجا َل ِببَابِ لُدّ"‪.‬‬

‫وقد رواه أحد‪ ،‬عن أب النضر‪ ،‬عن الليث به‪ ،‬وعن سفيان بن عيينة عن الزهري به‪ .‬وعن ممد بن‬

‫م صعب عن الوزا عي عن الزهري‪ ،‬و عن ع بد الرزاق عن مع مر عن الزهري ف هو مفوظ من حدي ثه‬

‫وإ سناده من بعده ثقات‪ ،‬وكذا قال الترمذي ب عد رواي ته له وهذا حد يث صحيح قال‪ :‬و ف الباب عن‬

‫عمران بن حصي ونافع بن عتبة وأب برزة وحذيفة بن أسيد وأب هريرة وكيسان وعثمان بن أب العاص‬

‫وجابر وأ ب أما مة وا بن م سعود وع بد ال بن عمرو و سرة بن جندب والنواس بن سعان وعمرو بن‬

‫عوف وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وروى أبو بكر بن أب شيبة عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سال عن‬

‫أبيه أن عمر سأل يهوديا عن الدجال فقال‪" :‬وُل َد يَهودِيا ِلَيقْتلَه ابْنُ َم ْريَ َم ِببَابِ لُد"‪.‬‬

‫صفة الدجال قبحه اللّه‬

‫‪163‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قد تقدم ف الحاديث أنه أعور وأنه أزهر هجي وهو كثي الشعر‪ ،‬وف بعض الحاديث أنه قصي وف‬

‫حديث أنه طو يل‪ ،‬وجاء أن ما بي أذ ن حاره أربعون ذراعا ك ما تقدم‪ ،‬و ف حديث جابر ويروى ف‬

‫حديث آخر سبعون باعا ول يصح وف الول نظر‪ ،‬وقال عبدان ف كتاب معرفة الصحابة روى سفيان‬

‫الثوري عن عبد ال بن ميسرة عن حوط العبدي عن مسعود قال‪" :‬إذن حار الدجال يظل سبعون ألفا"‬

‫قال شيخنا الافظ الذهب‪ :‬خوط مهول والب منكر وإنه مكتوب بي عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن وإن‬

‫رأ سه م ن ورائه ح بك ح بك‪ ،‬وقال حن بل بن إ سحاق‪ :‬حدث نا حجاج‪ ،‬حدث نا حاد عن أيوب عن أ ب‬

‫قل بة قال‪ :‬دخلت ال سجد فإذا الناس قد تكابوا على ر جل ف سمعته يقول سعت ر سول ال صلى ال‬

‫عليصصه وسصصلم يقول‪" :‬إِن بعدي الكذاب الضصصل وإن رأسصصه مصصن ورائه حبصصك حبصصك"‪.‬‬

‫ت الُبُ كِ"‪.‬‬
‫وتقدم له شا هد من و جه آ خر‪ ،‬ومع ن ح بك أي ج عد ح سن كقوله تعال‪" :‬وال سّمَاءِ ذَا ِ‬

‫وقال الِمام أح د‪ :‬حدث نا يز يد‪ ،‬حدثنا ال سعودي وأ بو الن ضر‪ ،‬حدثنا ال سعودي العنّى عن عا صم ا بن‬

‫كليب عن أبيه عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬خَرَجْتُ إَِليْكُ ْم وََق ْد تََبّينْتُ َليَْلةَ‬

‫ج َز َبْينَهَا فأنْسِيُتهًمَا‪ ،‬وأمّا َليَْلةُ‬


‫ح َبيْ نَ رَ ُجَليْن بِس ّدةِ السجد فأنَأْيُتهُمَا لحْ ُ‬
‫الْق ْد ِر َومَسِيح الضللةِ فَكان يُلو ُ‬

‫‪164‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الْقَ ْدرِ فالتمسوها ف العَشْر الواخِر وتْرا‪ ،‬وأمّا مَسِي ُح الضللة فإِنه أعورَ العي أجْلَى الَْب َه ِة عَرِيض النّحرِ‬

‫فيه دفا كَأنّه َقطَ نُ بن عبدِ العُزّى قَالَ‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬هل يضرن شبهه? قال‪ :‬ل‪ .‬أنْ تَ امر ٌء مسل ٌم وهو‬

‫رجلٌ كافصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصر"‪.‬‬

‫تفرّد به أحد وإسناده حسن‪ ،‬وقال الطبان‪ :‬حدثنا أبو أشعب الران حدثنا إسحاق بن موسى رحه‬

‫ال‪ ،‬وحدثنا ممد بن شعيب الصبهان‪ ،‬حدثنا سعيد بن عنبسة قال‪ :‬حدثنا سعيد بن ممد الثقفي‪،‬‬

‫حدث نا خلد بن صال‪ ،‬أ خبن سليمان بن شهاب القي سي قال‪ :‬نزل على عبد ال بن مغ نم وكان من‬

‫أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فحدث ن عن ال نب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬الدجالُ ليس به‬

‫َخفَاء إ نه يَجِيءُ من ِقبَ َل الشْرِق َفيَدْعُو إل حق َفُيّتبَ عُ‪ ،‬ويَ ْذهَ بُ للناس فيقاتلُ هم َفيَ ْظ َه ُر علي هم‪ ،‬فل يَزَال‬

‫على ذلك حت َيقْدُمَ الكوفة‪َ ،‬فيُظْهرُ دينَ الِ‪ ،‬ويعم ُل بِهِ‪َ ،‬فُيتّبَ ُع ويُحب على ذلكَ‪ ،‬ث يقول بعد ذَلكَ إن‬

‫نَب َفَيفْزَعُ من ذلك كل ذِي لُبّ وُيفَارِقُه‪ ،‬ويَمكث بعد ذلك ث يَقول‪ :‬أنا ال َفَيغْمِسُ اللّ ُه عينيه‪ ،‬ويقطعُ‬

‫أذنيْه‪ ،‬ويُكْتب بي عينيه كافرٌ‪ ،‬فل يفَى على كل مسلم‪ ،‬فيفارقهُ كل أحد من الَلْق ف قَلبِهِ مِْثقَالُ َحَبةُ‬

‫س والنَ صَارَى وهذِه العاج مُ من الشركي ث يدعو‬


‫َخرْدَلٍ من إِيا نٍ‪ ،‬ويكون من أصحابِ ِه اليهودُ والجو ُ‬

‫‪165‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ق بينهما حت يَرَاهَا الناس‪ ،‬ث‬


‫ضوٍ على ح َدةٍ فيفرّ ُ‬
‫برجل فيما يَ َروْنَ َفيَأمُ ُر بِهِ َفُيقْتَ ُل ثُ َم يُقطّ ُع أعضاءَ كلّ عُ ْ‬

‫صت‪.‬‬
‫صي وأميص‬
‫صا ال أحيص‬
‫صو قائم فيقول الدجال‪ :‬أنص‬
‫صاه فإذا هص‬
‫صه بِعصص‬
‫ص يضربص‬
‫صا ثص‬
‫صع بَينهص‬
‫يُجْمص‬

‫وذلك سصصصصحر يسصصصصحر بصصصصه الناس ليصصصصس يصصصصصنع مصصصصن ذلك شيئا‪.‬‬

‫قال شيخنا الذهب ورواه يي بن موسى عن سعيد بن ممد الثقفي وهو واه‪ .‬وعن علي بن أب طالب‬

‫كرم ال وجهه أنه قال ف الدجال‪" :‬هو صاف بن صائد يرج من يهودية أصبهان على حار أبتر ما بي‬

‫أذنيه أربعون ذراعا وما بي حافره إل الافر الخصر أربع ليال يتناول السماء بيده أمامه جبل من دخان‬

‫وخلفه ج بل آ خر مكتوب بي عينيه كا فر يقول أنا ربكم العلى" أتباعه أ صحاب الرياء وأولد الزنا‪،‬‬

‫رواه أبو عمرو الدان ف كتاب الدجال ول يصح إسناده‪.‬‬

‫خب عجيب ونبأ غريب‬

‫قال نعيم بن حاد ف كتاب الفت‪ :‬حدثنا أبو عمرو‪ ،‬عن عبد ال بن ليعة‪ ،‬عن عبد الوهاب بن حسي‪،‬‬
‫عن ممد بن ثابت‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الارث‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"بي أذن الدجال أربعون ذراعا‪ ،‬وخطوة حاره مسية ثلثة أيام‪ ،‬يوض البحر كما يوض أحدكم‬
‫الساقية‪ ،‬ويقول‪ :‬أنا رب العالي وهذه الشمس تري بإذن أفتريدون أن أحبسها? فيقولون‪ :‬نعم‬
‫فيحبسها حت يعل اليوم كالشهر واليوم كالمعة ويقول‪ :‬أتريدون أن أسيها? فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيجعل‬

‫‪166‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫اليوم كالساعة? وتأتيه الرأة فتقول‪ :‬يا رب أخي وابن وأخي وزوجي‪ ،‬حت إنا تعانق شيطانا وبيوتم‬
‫ملوءة شياطي ويأتيه العراب فيقولون‪ :‬يا رب إحي لنا إبلنا وغنمنا? فيعطيهم شياطي أمثال إبلهم‬
‫وغنمهم سواء بالسن فيقولن‪ :‬لو ل يكن هذا ربنا ل يي لنا موتانا ومعه جبل من برق وعراق وجبل من‬
‫لم حار ول يبد ونر جار‪ ،‬وجبل من جنان وخضرة وجبل من نار ودخان يقول‪ :‬هذه جنت وهذه‬
‫نادري وهذا طعامي وهذا شراب‪ ،‬واليسع عليه السلم معه‪ ،‬ينذر الناس فيقول‪ :‬هذا السيح الكذاب‬
‫فاحذوره لعنه ال ويعطيه ال من السرعة والفة ما ل يلحقه الدجال فإذا قال‪ :‬أنا رب العالي قال له‬
‫الناس كذبت‪ ،‬ويقول اليسع‪ :‬صدق الناس فيمر بكة فإذا هو بلق عظيم فيقول من أنت? فيقول‪ :‬أنا‬
‫جبيل‪ .‬وبعثن ال لمنعك من حرم رسوله فيمر الدجال بكة فإذا رأى ميكائيل ولّى هاربا ويصبح‬
‫فيخرج إليه من مكة منافقوها ومن الدينة كذلك ويأت النذير إل الذين فتحوا قسطنطينية ومن تآلف من‬
‫السلمي ببيت القدس قال‪ :‬فيتناول الدجال منهم رجلً ث يقول‪ :‬هذا الذي يزعم أن ل أقدر عليه?‬
‫فاقتلوه‪ ،‬فينشر ث يقول‪ :‬أنا أحييه‪ ،‬فيقول‪ :‬قمٍ فيقوم بإذن ال ول يأذن لنفس غيها فيقول‪ :‬أليس قد‬
‫أمتك ث أحييتك? فيقول‪ :‬الن أزيد لك تكذيبا بشرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنك تقتلن ث‬
‫أحيا بإذن ال فيوضع على جلده صفائح من ناس ث يقول‪ :‬اطرحوه ف ناري‪ ،‬فيحول ال ذلك على‬
‫النذير فيشك الناس فيه ويبادر إل بيت القدس فإذا صعد على عقبة أفيق وقع ظلمه على السلمي ث‬
‫يسمعون أن جاءكم الغوث فيقولون‪ :‬هذا كلم رجل شبعان وتشرق الرض بنور ربا وينل عيسى ابن‬
‫مري ويقول يا معشر السلمي احذروا ربكم وسبحوه فيفعلون‪ ،‬ويريدون الفرار فيضيق ال عليهم‬
‫الرض فإذا أتوا باب لدّ وافقوا عيسى فإذا نظر إل عيسى يقول‪ :‬أقم الصلة‪ ،‬قال الدجال‪ :‬يا نب ال قد‬
‫أقميت الصلة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا عدو ال زعمت أنك رب العالي فلمن تصلي? فيضربه بقرعة فيقتله فل يبقى‬
‫أحد من أنصاره خلف شيء إل نادى يا مؤمن هذا دجال فاقتله‪ ،‬إل أن قال فيمنعون أربعي سنة ل‬
‫يوت أحد ول يرض أحد‪ ،‬ويقول الرجل لغنمه‪ :‬اذهب ال السرح ولدي به وأرعي وتر الاشية بي‬
‫الزرع ول تأكل منه سنبلة واليات والعقارب ل تؤذي أحدا والسبع على أبواب الدور ل يؤذي أحدا‬
‫ويأخذ الرجل الؤمن القمح فيبذره بل حرث فيجيء منه سبعمائة فيمكثون كذلك حت يكسر سد‬
‫يأجوج ومأجوج فيمرحون ويفسدون ويستغيث الناس فل يستجاب لم‪ ،‬وأهل طور سيناء هم الذين‬
‫فتح ال لم القسطنطينهة فيدعون فيبعث ال دابة من الرض ذات قوائم فتدخل ف آذانم‪ ،‬فيصبحون‬

‫‪167‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫موتى أجعي وتنت الرض منهم‪ ،‬فيؤذون الناس بنتنهم أشد من حياتم‪ ،‬فيستغيثون بال فيبعث ال ريا‬
‫يانية غباء فتصي على الناس غما ودخانا ويقع عليهم الزكمة ويكشف ما بم بعد ثلث‪ ،‬وقد قذفت‬
‫جيفهم ف البحر‪ ،‬ول يلبثون إلّ قليلً حت تطلع الشمس من مغربا وقد جفت القلم وطويت‬
‫الصحف‪ ،‬ول يقبل من أحد توبة‪ ،‬وير إبليس ساجدا ينادي إلي مرن أن أسجد لن شئت‪ ،‬ويتمع إليه‬
‫الشياطي فيقولون‪ :‬يا سيدنا إل من تفزع? فيقول‪ :‬إنا سألت رب أن ينظرن إل يوم البعث وقد طلعت‬
‫الشمس من مغربا‪ ،‬وهذا هو الوقت العلوم‪ ،‬وتصي الشياطي ظاهرة ف الرض حت يقول الرجل هذا‬
‫قرين الذي كان يغرين فالمد ل الذي أخزاه‪ ،‬ول يزال إبليس ساجدا باكيا حت ترج الدابة فتقتله‬
‫وهو ساجد‪ ،‬ويتمتع الؤمنون بعد ذلك أربعي سنة ل يتمنون شيئا إل أعطوه‪ ،‬ويترك الؤمنون حت يتم‬
‫أربعون سنة بعد الدابة ث يعود فيهم الوت ويسرع فل يبقى مؤمن‪ ،‬ويقول الكافر‪ :‬ليس تقبل منا توبة‪،‬‬
‫يا ليتنا كنا من‬
‫الؤمني‪ ،‬فيتهارجون ف الطرق تارج المر‪ ،‬حت ينكح الرجل أمه ف وسط الطريق‪ ،‬يقوم واحد وينل‬

‫آ خر‪ ،‬وأفضل هم من يقول لو تنحي تم عن الطر يق كان أح سن‪ ،‬فيكونون على ذلك‪ ،‬ول يولد أ حد من‬

‫نكاح ث يعقم ال النساء ثلثي سنة فيكونرن كل هم أولد زنا شرار الناس عليهم تقوم الساعة"‪.‬من ي‪،‬‬

‫فيتهارجون ف الطرق تارج ال مر‪ ،‬ح ت ين كح الر جل أ مه ف و سط الطر يق‪ ،‬يقوم وا حد وينل آ خر‪،‬‬

‫وأفضلهم من يقول لو تنحيتم عن الطريق كان أحسن‪ ،‬فيكونون على ذلك‪ ،‬ول يولد أحد من نكاح ث‬

‫يعقصم ال النسصاء ثلثيص سصنة فيكونرن كلهصم أولد زنصا شرار الناس عليهصم تقوم السصاعة"‪.‬‬

‫كذا رواه الطبان‪ ،‬عن عبد الرحن بن حات الرادي‪ ،‬عن نعيم بن حاد فذكره‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حديث مرفوض‬

‫قال شيخ نا الا فظ الذ هب إجازة إن ل ي كن ساعا‪ :‬أخب نا أ بو ال سن اليوني ن‪ ،‬أخب نا ع بد الرح ن‬

‫حضورا‪ ،‬أخبنا عتيق بن مصيلء‪ ،‬أخبنا عبد الواحد بن علوان‪ ،‬أخبنا عمرو بن دوسة‪ ،‬حدثنا أحد‬

‫بن سلمان النجاد‪ ،‬حدثنا ممد بن غالب‪ ،‬حدثنا أبو سلمة النوذكي‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬حدثنا علي‬

‫بن زيد عن السن قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الدجال يتناول السحاب ويوض البحر‬

‫ال ركبته ويسبق الشمس إل مغربا وتسي معه الكام وف جبهته قرن مكسور الطرف‪ ،‬وقد صور ف‬

‫جسصصصصصده السصصصصصلح كله حتصصصصص الرمصصصصصح والسصصصصصيف والدرق"‪.‬‬

‫قلت للحسن‪ :‬يا أبا سعيد ما الدرق? قال‪ :‬الترس‪ .‬قال شيخنا‪ :‬هذا من مراسيل السن وهي ضعيفة‪.‬‬

‫حديث خرافة‬

‫قال ابن مندة ف كتاب اليان‪ :‬حدثنا ممد بن السي الدن‪ ،‬حدثنا أحد بن مهدي‪ ،‬حدثنا سعيد بن‬

‫سليمان بن سعدون‪ ،‬حدثنا خلف بن خليفة عن أب مالك الشجعي عن ربعي عن حذيفة قال‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا أعلم با مع الدجال منه‪ ،‬معه نران أحدها نار تأجج ف عي من‬

‫‪169‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يراه‪ ،‬والخر ماء أبيض‪ ،‬فمن أدركه منكم فليغمض عينيه وليشرب من نر النار الذي معه فإِنه ماء بارد‪،‬‬

‫وإيا كم وال خر فإ نه فت نة‪ ،‬واعلموا أ نه مكتوب ب ي عين يه كا فر يقرؤه من ك تب و من ل يك تب‪ ،‬وأن‬

‫إحدى عينيه مسوحة عليها ظفرة‪ ،‬وأنه مطلع من آخر عمره على بطن الردن على ثنية فيق‪ ،‬وكل أحد‬

‫يؤ من بال واليوم ال خر بب طن الردن‪ ،‬وأنه يق تل من ال سلمي ثلثا ويهزم ثلثا يبقى ثلث فيح جز بين هم‬

‫الليل‪ ،‬فيقول بعض الؤمني لبعض‪ :‬ما تنظرون? أل تريدون أن تلحقوا بإخوانكم ف مرضاة ربكم? من‬

‫كان عنده ف ضل طعام فلي عد به على أخ يه‪ ،‬و صلوا ح ي ينف جر الف جر وعجلوا ال صلة‪ ،‬ث أقبلوا على‬

‫عدوكم‪ ،‬قال‪ :‬فلما قاموا يصلون نزل عيسى وإمامهم يصلي بم‪ ،‬فلما انصرف قال هكذا‪ :‬فرحوا بين‬

‫وبي عدو ال‪ .‬قال‪ :‬فيذوب كما يذوب اللح ف الاء فيسلط عليهم السلمي فيقتلونم حت إن الجر‬

‫والشجر ينادي يا عبد ال يا مسلم‪ ،‬هذا يهودي فاقتله‪ ،‬ويظهر السلمون فيكسر الصليب‪ ،‬ويقتل النير‬

‫وتو ضع الز ية‪ ،‬فبين ما هم كذلك إذ أخرج ال يأجوج ومأجوج‪ ،‬فيشرب أول م‪ ،‬وي يء آخر هم و قد‬

‫انتشفوا فما يدعون منه قطرة‪ ،‬فيقولون‪ :‬هاهنا أثر ماء‪ ،‬ونب ال وأصحابه وراءهم حت يدخلوا مدينة من‬

‫مدائن فلسطي يقال لا باب لدّ فيقولون ظهرنا على من ف الرض‪ ،‬فتعالوا نقتل من ف السماء‪ ،‬فيدعو‬

‫‪170‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ال نبيه ب عد ذلك فيب عث ال علي هم قر حة ف حلوق هم فل يب قى من هم ب شر‪ ،‬ويؤذي ري هم ال سلمي‪،‬‬

‫فيدعصصو عيسصصى عليهصصم‪ ،‬فيسصصل ال عليهصصم ريا تقذفهصصم فصص البحصصر أجعيصص"‪.‬‬

‫قال شيخ نا أ بو ع بد ال الذ هب‪ :‬هذا إ سناد صال‪ .‬قلت‪ :‬وف يه سياق غر يب وأشياء منكرة وال تعال‬

‫أعلم‪.‬‬

‫ذكر نزول عيسى ابن مري رسول اللّه من ساء الدنيا إِل الرض ف آخر الزمان‬

‫صَلبُو ُه ولكِ ْن شبهَ َلهُمْ‬ ‫قال ال تعال‪" :‬وقَولِ ْم إنّا َقتََلنَا الْمَسِي َح عِيسَى بْ َن مَ ْريَمَ رسول ال َومَا َقتَلُو ُه َومَا َ‬
‫ك ِمنْهُ مَا َلهُ ْم بِ ِه مِن عِلْم إلّ اتبَاعَ الظّن َومَا َقتَلو ُه َيقِينا بَلْ رََفعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ‬ ‫وَإ ّن الّذِينَ ا ْختََلفُوا فِيهِ َلفِي شَ ّ‬
‫وكانَ اللّ ُه عَزِيزا َحكِيما"‪.‬‬
‫قال ابن جرير ف تفسيه‪ :‬حدثنا بن يسار‪ ،‬حدثنا عبد الرحن‪ ،‬حدثنا سفيان عن أب حصي عن سعيد‬
‫بن جبي عن ابن عباس‪" :‬وإ ْن مِ ْن أهل ال ِكتَابِ إِ ّل ليُؤمِنَ ّن بِهِ َقبْ َل َموْته"‪.‬‬
‫قال‪ :‬قبل موت عيسى ابن مري‪ .‬وهذا اسناد صحيح وكذا ذكر العوف عن ابن عباس‪.‬‬

‫هل مات عيسى عليه السلم أو رفع حيا إل السماء?‬

‫وقال أبو مالك‪" :‬إن من أهل الكتاب إلّ ليؤمنن به قبل موته" ذلك عند نزول عيسى ابن مري‪ ،‬وإنه‬

‫الن حي عند ال‪ ،‬ولكن إذا نزل آمنوا به أجعي رواه بن جرير‪ ،‬وروى ابن أب حات عنه أن رجلً سأل‬

‫‪171‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ال سن عن قوله تعال‪" :‬وأن من أ هل الكتاب إِل ليؤم نن به ق بل مو ته" فقال‪ :‬ق بل موت عي سى إن ال‬

‫رفع إليه عيسى وهو باعثه قبل يوم القيامة مقاما يؤمن به الب والفاجر‪ ،‬وهكذا قال قتادة بن دعامة وعبد‬

‫الرحن بن زيد بن أسلم وغي واحد وهو ثابت ف الصحيحي عن أب هريرة كما سيأت موقوفا وف‬

‫روايصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة مرفوعا وال تعال أعلم‪.‬‬

‫والقصود من السياق الخبار بياته الن ف السماء وليس كما يزعمه أهل الكتاب الهلة أنم صلبوه بل‬

‫رف عه ال إل يه‪ ،‬ث ينل من ال سماء ق بل يوم القيا مة ك ما دخلت عل يه الحاد يث التواترة م ا سبق ف‬

‫أحاديث الدجال وما سيأت أيضا وبال الستعان وعليه التكلن ول حول ول قوة إِل بال العزيز الكيم‬

‫صصصصصصص‪.‬‬
‫صصصصصصصو رب العرش الكريص‬
‫صصصصصصصم الذي ل إله إِل هص‬
‫العلي العظيص‬

‫و قد روي عن ا بن عباس وغيه أ نه أعاد الضم ي ف قوله ق بل مو ته على أ هل الكتاب‪ ،‬وذلك لو صح‬

‫لكان منافيا لذا‪ ،‬ول كن ال صحيح من الع ن وال سناد ما ذكرناه و قد قررناه ف كتاب التف سي ب ا ف يه‬

‫كفاية ول المد والنة‪.‬‬

‫ذكر الحاديث الواردة ف غي ما تقدم‬

‫‪172‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال م سلم‪ :‬حدث نا ع بد ال بن معاذ الع نبي‪ ،‬حدث نا أ ب‪ ،‬حدث نا شع بة عن النعمان بن سال سعت‬

‫يعقوب بن عاصم بن عروة يقول‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو وقد جاءه رجل فقال‪ :‬ما هذا الديث الذي‬

‫تدث به? تقول‪ :‬إن الساعة تقوم إل كذا وكذا فقال‪ :‬سبحان ال أو ل إله إل ال أو كلمة نوها‪ ،‬لقد‬

‫همت أن ل أحدث أحدا شيئا أبدا إنا قلت إنكم سترون بعد قليل أمرا أعظما يزن ويكون‪ ،‬ث قال‪:‬‬

‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يرج الدّجّالُ ف أمَ ت َفيَ ْمكُ ثُ أ ْرَبعِيَ َيوْما أوْ أ ْرَبعِيَ َشهْرا أوْ‬

‫ث النا سُ َسبْع‬
‫سعُود َفيَ ْطُلبُ ُه فُيهِْلكُ هُ‪ ،‬ث يَ ْمكُ ُ‬
‫أ ْرَبعِيَ عَاما‪َ ،‬فيَْبعَ ثُ اللّ ُه عيسى اب نَ مري كأنّ ُه عُ ْر َوةُ بْ ُن مَ ْ‬

‫ِسنِيَ َليْ سَ َبيْن اثَْنيْن عَدَاوَةُ‪ ،‬ثّ ُيرْ سِلُ ال رِيا بارِ َدةً من ِقبَل الشام فل َيْبقَى عَلَى وَج هِ الرض أحَد ف‬

‫ضتْ هُ‪ ،‬حَ ت َل ْو أنّ أحَدَكُ مْ َدخَلَ ف َكبَدِ جَبَل لَدَ َخلَتْه عََليْ هِ َحتّ ى‬
‫َقْتبِ ِه ِمثْقَالُ ذَرّة مِ نْ َخيْ ِر أوْ إيان إلَ َقَب َ‬

‫َتقِْبضَ هُ قال‪ :‬سَمَعتُ من رَ سُول ال صلى ال عليه وسلم قال‪َ :‬فَيْبقَى شِرَا ُر الناس ف ِخ ّفةِ ال ّطيْرِ وأ ْحلَم‬

‫ال سبَاع ل ُيعْرِفو َن َمعْرُوفا ول ُينْكِرُو َن ُمْنكِرا َفيَتَ َمثُّلهُ مْ الشيطا نُ َفَيقُولُ‪ :‬أ َل تَ سْتجِيبُونَ? َفَيقُولُو نَ‪ :‬فَمَا‬

‫ل َيبْقَى‬
‫شهُ مْ‪ ،‬ثُم ُيْنفَ خُ ف الصورِ َف َ‬
‫تأمُ ُرنَا? َفيَأمُ ُرهُم ِبعِبَا َد ِة ال ْوثَا نِ‪َ ،‬وهُ مَ ف ذَلِ كَ دَار ِرزُْقهُ مْ‪ ،‬حَ سَن عَي ُ‬

‫صعَقُ‬
‫صغَى ليتا وَرَفَ َع ليتا قَالَ‪ :‬وأوَل مَ ْن يَ سْ َمعُهُ رَجُ َل يَلُو طُ َحوْ ضَ إبل هِ‪ ،‬قال‪َ :‬فيُ صْعَ ُق ويُ ْ‬
‫أحدٌ إلّ أ ْ‬

‫‪173‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ت ِمنْه أجْ سَا ُد الناس‬


‫النا سُ‪ ،‬ثّ يُرْ سِلُ اللّ هُ أو قَالَ‪ :‬يُنِل الُ مَطَرا كَأنَ هُ الطَل أو الظل‪ُ -‬نعْمان الشا كُ َفَينْب َ‬

‫ث ُينْفَ خُ ف يه مرة اخرى فإذا هم قيَام َينْظُرُون ث يقال‪ :‬يا أي ها الناس هَلُموا إل رب كم "وقفُوهُ ْم إّنهُ مُ‬

‫صئُولُونَ"‪.‬‬
‫مَسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص ْ‬

‫سعُمَائةٍ وتس ٌع وتسعون‪ ،‬قال‪ :‬وذلك‬


‫"ث يقال أخرجوا مِ َن النار‪ ،‬فيقال‪ :‬مِ نْ كَمْ? فيقال‪ :‬مِ نْ كُل ألْف تِ ْ‬

‫جعَ ُل الوالدان شِيبا‪ ،‬وَيوْ َم ُيكْشَفُ عن سَاق"‪.‬‬


‫يوم يَ ْ‬

‫بعض العجائب قبل قيام الساعة‬

‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا شريح‪ ،‬حدثنا فليح‪ ،‬عن الارث‪ ،‬عن فضيل‪ ،‬عن زياد بن سعد‪ ،‬عن‬
‫أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ينل ابْ ُن مَ ْريَ َم إمَاما عَادِلً و َحكَما ُمقْ سِطا‬

‫فيكسر الصليبَ َوَي ْقتُل النير ويرجع السلم ويتخذ السيوف مناجل ويذهِب جة كل ذاتِ جة‪ .‬وينِل‬

‫ب ال صّب بِالث ْعبَا ِن وَ َل َيضُرّه‪َ ،‬وتَرْعَى اْل َغنَ مُ‬


‫ج مِ َن الرض بَرَ َكتُ ها‪ ،‬حَتَى يَلعَ َ‬
‫خرُ ُ‬
‫مِن ال سماءِ رِزق ها‪َ ،‬وتَ ْ‬

‫ب وَلَ َيضُرها‪َ ،‬ويَ ْرعَى السَ ُد وَالَبقَ ُر وَ َل َيضُرّها"‪ .‬تفرّد به أحد وإسناده جيد قوي صال‪.‬‬
‫وال ّذئْ ُ‬

‫قبل قيام الساعة تقل العبادة وتكثر الموال‪:‬‬

‫‪174‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬حدثن يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا أب عن صال عن ابن‬

‫شهاب عن سعيد بن السيب عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي‬

‫بيده ليوشكن أن ينل فيكم ابن مري حكما عدلً فيكسر الصليب‪ ،‬وَي ْقتُل النير ويضع الزية‪ ،‬ويفيض‬

‫الال حت ل َي ْقبَلَه أحد‪ ،‬وحت تكون السجدة خيا من الدنيا وما فيها" ث يقول أبو هريرة واقرءوا إن‬

‫شئتصم‪" :‬وإن مصن أهصل الكتاب إل ليؤمنصن بصه قبصل موتصه ويوم القيامصة يكون عليهصم شهيدا"‪.‬‬

‫وكذلك رواه مسلم عن حسن اللوان وعبد بن حيد كلها عن يعقوب بن إبراهيم به وأخرجاه أيضا‬

‫مصصصن حديصصصث ابصصصن عيينصصصة والليصصصث بصصصن سصصصعد عصصصن الزهري بصصصه‪.‬‬

‫وروى أبو بكر بن مردويه من طريق ممد بن أب حفص عن الزهري عن سعيد بن السيب عن أب‬

‫هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يو شك أن يكون في كم ا بن مر ي حكما عد ًل يق تل‬

‫الدجال ويق تل الن ير ويك سر ال صليب وي ضع الز ية‪ ،‬ويف يض الال‪ ،‬وثكون ال سجدة الواحدة لرب‬

‫العالي خيا من الدنيا وما فيها" قال أبو هريرة واقرءوا إن شئتم "وإن من أهل الكتاب إل ليؤمنن به قبل‬

‫موتصصصه" موت عيسصصصى ابصصصن مريصصص ثصصص يعيدهصصصا أبصصصو هريرة ثلث مرات‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال المام أحد حدثنا يزيد حدثنا سفيان وهو بن حصي عن الزهري عن حنظلة عن أب هريرة قال‪:‬‬

‫ب وت مع له‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ينل عي سى ا بن مر ي فيق تل الن ير وي حو ال صَلِي َ‬

‫الصلة ويُعطِي الال حَت ل ي ْقبَل وَيضَ ُع الَرَا جَ فينل بالروحا َء فيحج منهما أو يعتمر أو يمعهما قال‪:‬‬

‫ِمص شهيدا"‪.‬‬
‫ُونص عََلْيه ْ‬
‫ْمص الْ ِقيَا َمةِ َيك ُ‬
‫ْتهص وَيو َ‬
‫ِهص َقبْ َل َمو ِ‬
‫َابص إلَ ليُؤ ِمنَنّ ب ِ‬
‫ِنص أهْل الكِت ِ‬
‫وتل أبوهريرة‪" :‬وإن م ْ‬

‫فيز عم حنظلة أن أ با هريرة قال‪ :‬يؤ من به ق بل موت عي سى فل أدري أهذا كان حد يث ال نب صلى ال‬

‫عليه وسلم أو شيئا قاله أبو هريرة? وروى أحد ومسلمِ من حديث الزهري عن حنظلة عن أب هريرة‬

‫أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪َ" :‬ليَ ْم ُكثَنّ عِي سى اب ُن َم ْريَ مَ بالروْحَا ِء فَيقُومَنّ ِمنْهَا بالْحَج أوْ‬

‫بِاْلعُمْ َرةِ أو اثنَتيْهمَا َجمِيعا"‪.‬‬

‫النبياء أخوة أبناء علت‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ابن بكي‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن نافع مول أب قتادة‬
‫النصاري أن أبا هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬كيف أنتم إذا نزل فيكم عيسى ابن‬
‫مري وإمامكم منكم" ث قال البخاري تابعه عقيل الوزاعي‪.‬‬
‫وقد رواه المام أحد‪ ،‬عن عبد الرازق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن عثمان بن عمر‪ ،‬عن أب ذؤيب كلها عن‬
‫الزهري به‪ ،‬وأخرجه مسلم من حديث يونس الوزاعي وابن أب ذؤيب عن الزهري به‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا هام أخبنا قتادة عن عبد الرحن وهو ابن آدم مول أم برين‬
‫صاحب السقاية عن أب هريرة أن رسول ال قال‪" :‬النِْبيَاءُ إخ َوةٌ عَلتٍ‪ ،‬أمّهاُتهُ ْم شَت ودِينُهُ ْم وَاحدُ‪،‬‬
‫وإن أول الناس ِبعِيسى ابن مَ ْريَمَ‪ ،‬لنّهُ لَ ْم َيكُنْ بَيْن َوَبْينَهُ َنبِي‪ ،‬وإنّ ُه نَازِلٌ‪ ،‬فإذا رَأْيتُمُوه فَاعْرِفُوهُ‪ِ ،‬إنّه‬
‫رَ ُج ٌل مَ ْربُوع‪ ،‬إل الُ ْمرَة والبياض‪ ،‬عليه ثَوبَانِ مُ َمصّرانِ كان رأسه َيقْطُرُ ماءً‪ ،‬وإن ل يصِبْه بَلَل‪ ،‬فَي ُدقّ‬
‫الصليب ويقت َل النيرَ‪ ،‬وَيضَع الِزَى ويدعُو النّاسَ إِل الِسلم‪ ،‬ويُهْلِكَ اللّهُ ف َزمَانِه المَمَ كّلهَا إِل‬
‫الِسلمَ‪ ،‬ويهلكُ اللّهُ ف زمانه السيحَ الدجال‪ ،‬ث تقع المَنَة عَلَى الرض حت تَرتع السُودُ مع الِبل‪،‬‬
‫والنمورُ مع البقر‪ ،‬والذئاب مع الغنم‪ ،‬ويلعب الصبيان باليات فيمكث أربعي سنة‪ ،‬ث ُيَتوَفّ ِى ويُصَلي‬
‫عليه السلمون"‪.‬‬
‫وهكذا رواه أبو داود عن هدبة بن خالد عن هام بن يي عن قتادة‪ ،‬ورواه ابن جرير ول يورد عند‬

‫تفسيها غيه عن بسر بن معاذ عن سعيد بن أب عروبة عن قتادة بنحوه وهذا إسناد جيد قوي‪.‬‬

‫النب عليه السلم أول الناس بعيسى ابن مري‬

‫وروى البخاري‪ ،‬عن أب اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة سعت رسول‬

‫س َبْينِي َوبَْينَ ُه نَبِي"‪.‬‬


‫ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬أنا أوْلَى النّاس بِابن مريَ والنبياءُ أول ُد ًعلّ تٍ َليْ َ‬

‫ث روي عن ممد بن سفيان‪ ،‬عن فليح بن سليمان‪ ،‬عن هلل بن علي‪ ،‬عن عبد الرحن بن أب عمرة‪،‬‬

‫عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬أ نا أول الناس بعي سى ا بن مر ي ف الدن يا‬

‫والخرة النصصصصبياءُ إِخوٌة عُلت أمهاتمصصصص شَتّصصصصى ودِينُهُصصصصم واحصصصصد"‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ث قال‪ :‬وقال إبراهيم بن طهمان‪ ،‬عن موسى بن عقبة‪ ،‬عن صفوان بن سليم‪ ،‬عن ابن يسار عن أب‬

‫هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فهذه طرق متعددة كالتواترة عن أب هريرة رضي ال‬

‫عنه‪.‬‬

‫حديث ابن مسعود رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا هشام بن العوام بن حوشب‪ ،‬عن جبلة بن سحيم‪ ،‬عن ا بن عمارة‪ ،‬عن ا بن‬

‫مسعود‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لقيت ليْلة أ سْرِيَ ب إبراهيم ومو سَى وعيسى عليهم‬

‫الصلة والسلم قال َفتَذاكروا أم َر الساعةِ فَردوا أمرهم إل إبراهيم قال‪ :‬ل علم ل با‪ ،‬فردوا أمرَهم إل‬

‫مُوسى‪ ،‬فقال‪ :‬ل عل مَ ل بِ ها‪ ،‬فردوا أمرَهم إل عي سى فقال أمّا حِيُنهَا فل يعلم به أحدٌ إل اللّ هُ‪ ،‬وفيما‬

‫َعهَدَ إلّ ربّي عزّ وجلّ أن الدجال خارج وم عه َقضِيبا نِ‪ ،‬فإذَا رآ ن ذَا بَ ك ما يذو بُ الر صاص‪ ،‬قال‪:‬‬

‫َفَيهِْلكُ هُ ال إذا رآنِ? حت إن الجر والشجر يقول يا مسلم إن تت كافرا َتعَالَ فَا ْقتُلْ هُ? قال‪ :‬فُيهِْل ُكهُم‬

‫ج َوهُ ْم مِ نْ كُلّ‬
‫اللّ هُ عزّ وجلّ? ث يرْج ُع النا سُ إل بِلدِ هم وأوطان م‪ ،‬فع ند ذلك يرج يأجُوج ومأجُو ُ‬

‫حَدَب ينسِلُونَ َفيَطؤو َن بِلدهم? َل يَأتُونَ عَلَى َشيْءٍ إلّ أكَلُوهُ‪ ،‬وَ َل يَمُرونَ عَلَى مَاءٍ إل ش ِربُوهُ? قال‪ :‬ث‬

‫‪178‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شكُو نَ فأ ْدعُو ال عَليهم َفُيهِْل ُكهُ مْ? ويَميُتهُ مْ حت تَ ْمتَلِىءَ الر ضُ من َنتَن ر ِيهِم ويُنل ال‬
‫يرجع الناس يَ ْ‬

‫الط َر فُيغْرِ قُ أجْ سَا َدهُمْ حَتّى َيقْذَِفهُ مْ ف البحرِ َففِيمَا ع هد إل ربّي عزّ وجلّ‪ :‬أن ذلك إذا كان كذلك‬

‫فإن السصصصصاعة كالامصصصصل الُتمّصصص لَ يدْرِي أهْلُهَصصصا مَتَصصصى َتفْجأهُصصصم"‪.‬‬

‫ورواه ابن ماجه‪ ،‬عن ممد بن يسار‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن العوام بن حوشب به نوه‪.‬‬

‫صفة السيح عيسى ابن مري‬

‫رسول اللّه عليه السلم‬

‫صفة أهل آخر الزمان‬

‫ثبت ف الصحيحي من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫ي َطوِيل رَ ْجلُ الرأس كأنه من رجالِ‬
‫وسلم‪" :‬ليلة أسري ب لقيت موسى َفَنعَتهُ فإذا رجل ُمضْطَرِبُ أ ْ‬
‫َشنُو َءةَ? قال ولقيت عيسى َفَنعَتهُ‪ ،‬قال فرأيته أ ْحمَ َر كأنّه خرجَ من دياس يعن َحمَاما"‪.‬‬
‫وللبخاري من حديث ماهد‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬رأيت موسى‬
‫وعيسى وإبراهيم‪ ،‬فأما عيسى فأحرُ َجعْد عريض الصدر‪ ،‬وأما موسى فأ َدمُ جَسِيم سَبط كأنه من رجال‬
‫الزط "‪.‬‬
‫ولما من طريق موسى بن عتيبة‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫يوما بي ظهران الناس السيح الدجال فقال‪" :‬إنّ ال ليس بأعوَرَ? ألَ إن السيحَ الدجال أعورَ العي‬

‫‪179‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الْيُمْن? كأن عينه َعنِبة طافيةُ? وأران ال عند الكعب ِة ف النام ر ُجلً آدمَ كأحسن ما يُرَى مِن أدْم الرجَالِ‬
‫شعْرِ يقطرُ رأسَهُ ما ًء واضعا يدي ِه عَلَى ِمْن َكبَيّ رجلي وه َو يَطوف‬ ‫َيضْرِبُ لِ ّمتَ ُه بَيْ َن َمْنكَِبيْهِ? َرجْلَ ال ّ‬
‫بالبيت فقلت‪ :‬مَ ْن هَذَا? قالوا‪ :‬هو الَسِيح اب ُن مَ ْريَم‪ ،‬ورأيت رجلً ورا َءهُ قَطَطا أعوَرَ العي اليمن كأشْبَه‬
‫مِن رَأيت بابن قطَن واضِعا يَدَيهِ على ِمنْكب رجل يطوف بالبيت‪ ،‬فقلت‪ :‬مَ ْن هَذَا? قالوا‪" :‬الَسِيحُ‬
‫الدجالُ"‪ .‬تابعه عبيد ال‪ ،‬عن نافع‪.‬‬
‫ث روى البخاري‪ ،‬عن أحد بن ممد الكي‪ ،‬عن إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سال‬
‫عن أبيه قال‪ :‬ل وال ما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعيسى أحر‪ ،‬ولكن قال‪َ" :‬بْينَمَا أنا نائمِ‬
‫أطوف بالكعبة وإذا رجل آ َد ُم َسبْطُ الشّع ِر ُي َهوّدُ بي رجلي يَنْطِف رأسهُ ما ًء أو ُيهْرِق ماء فقلت‪ :‬من‬
‫هذا? قالوا‪ :‬هذا السيح ابْنُ مَريْ‪َ ،‬فذَهبت ألتفت فإذا رجل أحرُجسيمٌ َجعْدُ الرأس? أعوَ ُر الْ َعيْن اليمن‬
‫كأن عينه عنبة طافِيةٌ? قلت‪ :‬مَن هَذا? قالوا‪ :‬الدجالُ‪ :‬وأقرب الناس به شبها ابْنُ قطن قال الزهري‪ :‬ابن‬
‫قطن رجل من خزاعة هلك ف الاهلية وتقدم ف حديث النواس بن سعان "فينل عند النارة البيضاء‬
‫شرقي دمَشقَ ف مهْرُو َدَتيْن واضعا كفيه على أجنحة ملكي? إذا طأطأ رأسه قَطَر وإذا رفعهُ تدّر منه‬
‫ث َينْتَهي طَرْفه "‪.‬‬
‫مثل جُمَانِ اللؤلؤ‪ ،‬ول يِل لكافر يد ريح َنفَسِه إل مَاتَ? وَنفَسُ ُه َينْتَهي َحيْ ُ‬
‫هذا هو الشهر ف موضع نزوله أنه على النارة البيضاء الشرقية بدمشق? وقد رأيت ف بعض الكتب أنه‬
‫ينل على النارة البيضاء شرقي جامع دمشق فلعل هذا هو الحفوظ‪ ،‬وتكون الرواية فينل على النارة‬
‫البيضاء الشرقية بدمشق فتصرف الراوي ف التعبي بسب ما فهم‪ ،‬وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية‬
‫سوى الت إل شرق الامع الموي‪ ،‬وهذا هو النسب والليق‪ ،‬لنه ينل وقد أقيمت الصلة فيقول له‪:‬‬
‫يا إمام السلمي‪ ،‬يا روح ال‪ ،‬تقدم‪ ،‬فيقول‪ :‬تقدم أنت فإنا أقيمت لك‪ ،‬وف رواية بعضكم على بعض‬
‫أمراء‪ ،‬يكرم ال هذه المة‪ ،‬وقد جدد بناء النارة ف زماننا ف سنة إحدى وأربعي وسبعمائة من حجارة‬
‫بيض‪ ،‬وكان بناؤها من أموال النصارى الذين حرقوا النارة الت كانت مكانا‪ ،‬ولعل هذا يكون من‬
‫دلئل النبوة الظاهرة حيث قيض ال بناء هذه النارة البيضاء من أموال النصارى حت ينل عيسى ابن‬
‫مري عليها فيقتل النير‪ ،‬ويكسر الصليب‪ ،‬ول يقبل منهم جزية‪ ،‬ولكن من أسلم قبل من إسلمه وإلّ‬
‫قتل‪ ،‬وكذلك حكم سائر كفار الرض يومئذ‪ ،‬وهذا من باب الِخبار عن السيح بذلك‪ ،‬والتشريع له‬
‫بذلك فإنه إنا يكم بقتضى هذه الشريعة الطهرة‪ ،‬وقد ورد ف بعض الحاديث كما تقدم أنه ينل‬

‫‪180‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ببيت القدس‪ ،‬وف رواية بالردن‪ ،‬وف رواية بعسكر السلمي وهذا ف بعض روايات مسلم كما تقدم‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وتقدم ف حديث عبد الرحن بن آدم عن أب هريرة‪" :‬وإنه نازل? فإذا رأيتموه فاعرفوه? رجل مَ ْربُوعٌ‬
‫إل الُمْ َر ِة والبياض? عليه َث ْوبَانُ َمصّرانِ? كأنّ رأسه يَقْ ُطرُ? وإِن ل يصبه بَلَلٌ فيدق الصليب? ويقتل‬
‫النيرة ويضع الزيةَ‪ ،‬ويدعو الناس إل الِسلم‪ ،‬ويهلك ال ف زمانه اللل كلها إل السلم? ويهلك‬
‫ال ف زمانه السيحَ الدجالَ? ث تقع ال َمنَة على الرض حت يرتع السد مع الِبل? والنّمورُ مع البقر?‬
‫والذئاب مع الغنم ويلعب الصب باليات ل تضره‪ ،‬فيمكث أربعي سنة ث يتوف ويصلّي عليه‬
‫السلمون"‪.‬‬
‫رواه أحد وأبو داود هكذا وقع ف الديث أنه يكث ف الرض أربعي سنة‪ ،‬وثبت ف صحيح مسلم‬
‫عن عبد ال بن عمر أنه يكث ف الرض سبع سني فهذا مع هذا مشكل‪ ،‬اللهم إل إذا حلت هذه‬
‫السبع على مدة إقامته بعد نزوله وتكون مضافة إل مدة مكثه فيها قبل رفعه إل السماء‪ ،‬وكان عمره إذ‬
‫ذاك ثلثا وثلثي سنة على الشهور وال أعلم‪.‬‬
‫وقد ثبت ف الصحيح أن يأجوج ومأجوج يرجون ف زمانه ويهلكهم ال ببكة دعائه ف ليلة واحدة‬
‫كما تقدم‪ .‬وكما سيأت وثبت أنه يج ف مدة إقامته ف الرض بعد نزوله‪.‬‬
‫وقال ممد بن كعب القرظي ف الكتب النلة "أن أصحاب الكهف يكونون حوارييه وأنم يجون معه‬
‫"‪.‬‬
‫ذكر القرطب ف اللحم ف آخر كتابه التذكرة ف أحوال الخرة‪" :‬وتكون وفاته بالدينة النبوية فيصلي‬
‫عليه هنالك ويدفن بالجرة النبوية أيضا" وقد ذكر ذلك الافظ أبو القاسم بن عساكر‪.‬‬
‫ورواه أبو عيسى الترمذي ف جامعه‪ ،‬عن عبد ال بن سلم فقال ف كتاب الناقب‪:‬‬
‫حدث نا ز يد بن أحزم الطائي النضري‪ ،‬حدث نا أ بو قتي بة م سلم بن قتي بة‪ ،‬حدث نا مودود الدي ن‪ ،‬حدث نا‬

‫عثمان بن الضحاك‪ ،‬عن ممد بن يوسف‪ ،‬عن عبد ال بن سلم‪ ،‬عن أبيه عن جده قال‪ :‬مكتوب ف‬

‫التوراة صفة ممد وأن عيسى ابن مري يدفن معه قال‪ ،‬فقال أبو مودود‪" :‬وقد بقي ف البيت موضع قب"‬

‫‪181‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫هذا حديث حسن غريب‪ .‬هكذا قال عثمان بن الضحاك والعروف الضحاك بن عثمان الدين التجيب‬

‫ما ذكره الترمذي رحه ال تعال‪.‬‬

‫ذكر خروج يأجوج ومأجوج‬

‫ذلك ف أيام عيسى ابن مري بعد قتله الدجال فيهلكهم ال أجعي ف ليلة واحدة ببكة دعائه عليهم‬

‫ب اْل َوعْ ُد الْحَقّ فَِإذَا‬


‫ج َوهُمْ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ‪ ،‬وَاقْتَرَ َ‬
‫ج َومَأجُو ُ‬
‫ت يَأجُو ُ‬
‫ح ْ‬
‫قال ال تعال‪َ " :‬حتّى إِذا ُفتِ َ‬

‫هِ يَ شَاخِ صَة أبْصا ُر الّذِي نَ َكفَرُوا يَا َويْلَنا َقدْ ُكنّا فِي َغفَْل ٍة مِ ْن هَذَا بَلْ ُكنّا ظَالِمِيَ" النبياء‪.97-96 :‬‬

‫وقال تعال ف ق صة ذي القرن ي‪" :‬ثُمّ أْتبَ عَ َسبَبا‪َ ،‬حتّ ى إِذا بَلَ َغ َبيْ َن ال سّ ّديْن وَ َج َد مِن دونِ ما َقوْما لَ‬

‫ج ُمفْ سِدون ف الرْض َفهَ ْل نَجعَلُ لَ كَ‬


‫ج َومَأجُو َ‬
‫يَكَادو نَ َي ْف َقهُو نَ َقوْلً‪ ،‬قَالُوا يَا ذَا اْلقَ ْرنَيْن إِنّ يَأجُو َ‬

‫جعَ َل َبيَْننَا َوَبيَْنهُ مْ سَدّا‪ ،‬قا َل مَا ًم ّكنّي في هِ َر بّي َخيْرٌ فَأعِينُون بِقوّة أ ْجعَ ْل َبيَْنكُ ْم َوَبْينَهُ مْ‬
‫َخرْجا عَلَى أ نْ َت ْ‬

‫رَدْما‪ ،‬آتُو ن ُزبَ َر الَدِيدِ َحتّ ى إذَا سَاوَى َبيْ َن ال صّدََفيْن قَا َل اْنفُخُوا حَتّى إِذَا َج َعلَ ُه نَارا قَا َل آتُو ن أفْرِ غْ‬

‫عَلي هِ قِطْرا‪ ،‬فَما ا سْطَاعُوا أ ْن يَ ْظهَرُو ُه َومَا ا سْتَطَاعُوا لَ ُه َنقْبا‪ ،‬قَا َل هَذَا رَ ْح َم ٌة مِ نْ َربّي َفإِذَا جَا َء َوعْدُ َربّي‬

‫ج َم ْعنَاهُ مْ‬
‫ضهُ ْم َيوْ َمئِذ يَمُو جُ فِي َبعْض َوُنفِ خَ فِي ال صّورِ فَ َ‬
‫َجعَلَ هُ دَكّا َء وكَا نَ َوعْدُ َربَي َحقّا‪ ،‬وتَرَ ْكنَا َب ْع ُ‬

‫‪182‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جَمْعا" الكهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصف‪.99-92 :‬‬

‫وقد ذكرنا ف التفسي ف قصة ذي القرني وخب بنائه للسد من حديد وناس بي جبلي فصار ردما‬

‫واحدا‪ ،‬وقال‪ :‬هذا رحة من رب أن يجز به بي هؤلء القوم الفسدين ف الرض وبي الناس‪ ،‬فإذا جاء‬

‫وعد رب أي الوقت الذي قدر اندامه فيه جعله دكا أي مساويا للرض وكان وعد رب حقا أي وهذا‬

‫ش يء ل بد من كو نه‪ ،‬وترك نا بعض هم يوج ف ب عض‪ ،‬يع ن بذلك يوم اندا مه‪ ،‬يرجون على الناس‬

‫فيمرحون فيهم وينسلون‪ ،‬أي يسرعون الشي من كل حدب ثٍ يكون النفخ ف الصور للفزع قريبا من‬

‫ج َوهُ ْم مِنْ كل حَدَب َينْسِلونَ‪،‬‬


‫ذلك الوقت كما قال ف الية الخرى " َحتّى إِذَا ُفتِحَتْ يَأجُوج ومَأجُو ُ‬

‫صةٌ" النبياء‪ :‬الية ‪ .96‬وقد ذكرنا ف الحاديث الواردة ف خروج‬


‫ب اْلوَعْ ُد الْحَق فَِإذَا هِ َي شَاخِ َ‬
‫وَاقْتَرَ َ‬

‫الدجال ونزول السيح طرفا صالا ف ذكرهم من رواية النواس بن سعان وغيه‪:‬‬

‫إشارة نبوية إل شر قد اقترب من العرب‬

‫وثبت ف الصحيحي من حديث زينب بنت جحش‪" :‬أنّ رسول ال صلى ال عليه وسلم نام عندها ث‬

‫ب مِ ْن شَر قَد ا ْقتَرَ بَ‪ُ ،‬فتِ َح اليو مَ مِن َردْم‬


‫ا ستيقظ مُحْ َمرّا وَجْهُة َو ُه َو َيقُولُ‪ :‬لَ إِل هَ إِلّ اللّ ُه َويْلٌ ِل ْلعَرَ ِ‬

‫‪183‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫س ِعيْ َن قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول‬


‫ج مثل هذِهِ و َحلَق بي أصبعيه‪ ،‬وف رواية وعقد َسْبعِي أ ْو تِ ْ‬
‫ج ومَأجُو َ‬
‫يَأجُو َ‬

‫لبَثُ"‪.‬‬
‫ك وفينا الصّالِحُونَ? قَالَ‪َ :‬نعَمْ إذَا َكثُ َر ا َ‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أَنهْلِ ُ‬

‫خروج يأجوج ومأجوج‬

‫وف الصحيحي أيضا من حديث وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال‬
‫سعِي"‪.‬‬
‫ج ومَأجوجَ مثلُ هذا وعقد تِ ْ‬ ‫عليه وسلم قال‪ُ" :‬فتِ َح الي ْومَ مِنْ رَدْم يأجو َ‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬حدثنا أبو رافع‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن يأجوجَ ومأجوج ليَحْفرون السّدّ ك ّل َيوْم‪ ،‬حت إذا كانوا‬
‫ستَح ُفرُونَه غدا‪ ،‬فيعودون إليه كأشَد ما كان‪ ،‬حت إذا‬ ‫يَ َروْن شعاع الشمس قال الذي عََلْيهِمْ ارْجعُوا ف َ‬
‫بَلَغتْ مدتُم وأراد ال أ ْن َيبْ َعَثهُمٍ على الناس َحفَروا‪ ،‬حت إذا كانوا يَ َر ْونَ شُعاعَ الشمس قال الذي‬
‫حفُرون غَدا إنْ شاءَ ال‪ ،‬ويَسْتثْن‪ ،‬فيعودون إليه وهو كهَيئته حي تركوه فيحفرونه‬ ‫عليهم‪ :‬اغدوا َفتَ ْ‬
‫ويرجون على الناس َفيُنْشفون الاء ويتحصّ ُن الناسُ منهم ف حصونم فيمون بِسها ِمهِم إل السماء‬
‫فيبعث ال عليهم نَغَفا ف أ ْقفَاِئهِ ْم فيقتلُهم با"‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬والذي َن ْفسُ م ّم ٍد بيدهِ إن دوابّ الرض لتَسْمَنُ وتشكرُ شكرا‬
‫مِنْ لًحُومِهم ودِمائهم "‪.‬‬
‫ث رواه أحد والترمذي وابن ماجه من غي وجه عن قتادة به‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير وابن أب حات‪ ،‬عن كعب الحبار قريبا من هذا وال أعلم‪.‬‬
‫قال المام أحد حدثنا يعقوب‪ ،‬حدثنا أب عن أب إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن ممود بن‬
‫لبيد عن أب سعيد الدري قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ُ" :‬ت ْفتَحُ يأجوجُ ومأجُوجُ‬
‫س وَينْحازُون عنهم إل مَدَائِنهم‬
‫ش النَا ُ‬
‫فيخْرجون كما قال ال تعال "مِنْ كُل حَدَب َينْسِلُونَ" َفُي ِف ّ‬
‫وحصونم‪ ،‬ويضمون إليهم مواشِيهُم‪ ،‬فَيضْربون ويَشْ َربُو َن مياهَ الرض حت أن بعضهم ليمُرّ بذلك النهرِ‬

‫‪184‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيقول‪ :‬قد كان ها ُهنَا ماء مَ ّرةً‪ ،‬حت إذا ل َيبْقَ من النّاس أحدَ إل أخَذَ ف ِحصْن أو مدينةٍ قال قائلهم‬
‫هؤلء أه ُل الرض‪ ،‬قدْ فَرَغنَا منهم‪ ،‬بَقي أهلُ السماء‪ .‬قال‪ :‬ث َيهُز أحدهم حَ ْرَبتَ ُه ثّ يَ ْرمِي ِبهَا إل‬
‫ضَبةَ ِدمَاءَ ِللْبل ِء والفتَنةِ‪ ،‬فبينما هم عَلَى ذلك إذ َب َعثَ ال عليهم داء ف أعْناِقهِم‬ ‫خّ‬ ‫السماءِ َفتَرجعُ إلَيْه ْم مُ َ‬
‫َكنَغَفِ الرادِ الذي يرج ف أعْناقِه‪ ،‬فُيصْبِحُو َن َم ْوتَى ل يُسْمَعُ َلهُمْ حِس‪ ،‬فيقول السلمون‪ :‬أل َرجُل‬
‫حتَسِبا َنفْسَهُ‪ ،‬قد أ ْو َطنَها على أنّهُ‬ ‫جرِد رج ٌل منهم مُ ْ‬ ‫يَشْري لنا َنفْسَه فينظر ما فعل هَذَا العَدُو? قال‪َ :‬فَينْ َ‬
‫ي أل أبْشِرُوا‪ ،‬إنّ اللّهَ قد‬ ‫ضهُ ْم عَلَى َبعْض‪َ ،‬فيُنادِي‪ :‬يَا َمعْشَرَ السلم َ‬ ‫َمقْتُولٌ ‪َ ،‬فَينْزِلُ َفيَجدهُم َم ْوتَى َبعْ ُ‬
‫كفَاكُ ْم عَ ُدوّكُمْ‪َ ،‬فيَخْر ُجوْ َن مِ ْن مَدَاِئنِهِمْ و ُحصُونِ ْم ويُسرحُو َن َموَا ِشَيهُمْ فَمَا َيكُونُ َلهَا مَ ْرعَى إلّ‬
‫ت أصابَتْه?"‪.‬‬‫ت عن شيْء من النّبا ِ‬ ‫شكَر ُ َعنْهُمْ كأحْسَن مَا َشكِرَ ْ‬ ‫لُحُو ُمهُمْ َفتَ ْ‬
‫وهكذا أخرجه ابن ماجه من حديث يونس بن بكي‪ ،‬عن ممد بن إسحاق به وهو إسناد جيد‪.‬‬
‫وف حديث النواس بن سعان بعد ذكر قتل عيسى الدجال عند باب لدّ الشرقي قال‪" :‬فبينما كذلك إذ‬
‫ك بقتالم فحَرزْ‬ ‫أوْحَى اللّ ُه ال عيسى ابن مري عليه السلم إنًي قد أ ْخرَجتُ عبادا من عبادي ل يَدَان ل َ‬
‫ب َينْسِلُونَ"‬ ‫ج وهم كما قال ال تعال‪" :‬وهم مِنْ كُل حَدَ ٍ‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫عبادي ال الطور‪ ،‬فيبعثُ ال يأجو َ‬
‫صبِحونَ فَرْسى ك َموْتِ‬ ‫َفيَر َغبُ عِيسَى وأصحابُهُ إل اللّ ِه عًزّ وجلّ‪ ،‬فيسِلُ اللَ ُه عليهم نغفا ف رقابم فُي ْ‬
‫ختِ َفيَحْ ِملُهمْ‬ ‫ب عيسَى وأصحابُه إل ال عزّ وجَ ّل فيسِلُ ال عليهم َطيْرا كأ ْعنَاق البُ ْ‬ ‫َنفْس وَاحِدة فيغ ُ‬
‫َفيَطْرَ ُحهُم َحْيثُ شَاءَ اللّ ُه تَعال‪ .‬قال كعب الحبار‪ -‬بكان يقال له الهي ُل ِعنْ َد مَطْلَع الشمس‪ -‬ويرسل‬
‫ال مَطَرا ل يكُن ِمنْهُ َبْيتُ مدَر ول َوبَر أربعيَ يوما عَلَى الرض َحتّى يَ َدعَها كالرَل َفةِ ويقال للرض‬
‫أنِْبتِي ثَمريك و ُردّي بَرَ َكتَكِ? فيومئِذ يَأكُ ُل النّفَرُ من الرمّاَن ِة ويَسْتظِلونَ بقِحفِها" الديث إل أن قال‪:‬‬
‫"فبينما هم على ذلك إذ بعث ال ريا طيبة تت آباطِهم فيقبضُ روحَ كل مسلم أوْ قال مؤمن وَيبْقى‬
‫ج الُمُ ِر وعََلْيهِ ْم َتقُو ُم السا َعةُ"‪.‬‬
‫شرا ُر الناس يتهارجُون َتهَا ُر َ‬
‫وف حديث مدبر بن عبادة‪ ،‬عن ابن مسعود ف اجتماع النبياء يعن ممد وإبراهِيم وموسى وعيسى‬

‫عليهم من ال أفضل الصلة والسلم‪ ،‬وتذاكرهم أمر الساعة ورَدهِ ْم أمْ َرهُم إل عيسى وَقوْلهِ‪" :‬أمّا حيُنهَا‬

‫ج و َمعَ هُ َقضِيبَا نِ فإذا رَآ ن ذَا بَ ك ما يذوب‬


‫َفلَ يَعْلم به إلّ اللّه‪ ،‬وفي ما َعهَدَ إلّ رَ ب أنّ الدّجّالَ خار ُ‬

‫‪185‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الر صاصُ قال‪ :‬فيهل كه اللّ هُ إذا رآ ن حَتّى إن ال جر والشج َر ليَقول‪ :‬يا م سل ُم إنّ تَح ت كافِرا فتعالَ‬

‫ج وهمْ مِنْ‬
‫فا ْقتُلْه? قال‪ :‬فيهلكهُم اللّهُ‪ ،‬ويَرْجع الناسُ إل أوْطَانِهم? قال‪ :‬فعند ذلك يرج يأجوج ومأجو ُ‬

‫كُل حَدَب َينْ سِلُونَ فَيطؤُو نَ ِبلَ َدهُ مْ‪ ،‬ل يَمُرّو نَ عَلَى شيءٍ إ ّل أهَْلكُوه? وَل يُرون عَلَى ماء إِلّ ش ِربُو هُ?‬

‫س يشكونَ هم فأدْعُو اللّ هَ عََليْهِم َفًيهِْلكُهُم اللّ ُه ويُمِيُتهُ مْ حَتّى تَ ْمتَلِىء الرض مِن نَتَ نَ‬
‫قال‪ :‬ث يرجع النا ُ‬

‫جرِف أجْ سَا َدهُمْ َحتّى َيقْذِ ْفهُ مْ ف البحرِ‪ ،‬فَفيمَا عَدِ إلّ رب أنّ ذَا كَ إذَا كَا نَ‬
‫ريهم? ويُنِلُ اللّ ُه الطَرَ َفيَ ْ‬

‫كذلِك فإن السصا َعةَ كاْلحَامِصل الْ ُمتِمّص لَ يَدْرِي أهْلُهصا مَتص َتفْجأهُمصْ بول َدتِهصا َلْيلً أو َنهَارا"‪.‬‬

‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن ب شر‪ ،‬حدث نا م مد بن عمرو‪ ،‬عن ا بن حرملة‪ ،‬عن خال ته‪ ،‬قالت‪:‬‬

‫خ طب ر سول ال صلى ال عليه و سلم وهو عا صب أ صبعه من لد غة عقرب فقال‪" :‬إنكُم َتقُولُو نَ ل‬

‫صغَا ُر العيو نِ‬


‫ج عِراض الوجو هِ ِ‬
‫ج ومَأجُو ُ‬
‫عدوّ َلكُ مْ? إنّ كم ل تزالون تُقاتِلون عدوّا حَتّى يرج يأجو ُ‬

‫ص الجان الُطرقةُ"‪.‬‬
‫ص ينسصصصِلُونَ كَأنّصصص وجُوهَهُمصص ْ‬
‫ص ْهبٌ مِنصصصْ كُلّ حَدَبصص ْ‬
‫صصص ُ‬

‫قلت‪ :‬يأجوج ومأجوج طائفتان من الترك من ذر ية آدم عل يه ال سلم ك ما ث بت ف ال صحيح‪ .‬يقول ال‬

‫ث َبعْ ثَ النا ِر و َسعْ َديْكَ َفيُنادِي‬


‫ك وَ َسعْ َديْكَ َفُينَادِي ب صوت‪ :‬اْبعَ ْ‬
‫تعال يوم القيا مة "يَا آد مُ فيقولُ‪َ :‬لّبيْ َ‬

‫‪186‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ف تِ سْعمائ ٍة وتس ٌع وت سْعُون إل النار وواحدٌ إل‬


‫ث َبعْ ثَ النا ِر فيقول كم? فيقول من كًل أل ٍ‬
‫بصوت أْبعَ ُ‬

‫ج ومأجُو جَ‬
‫الّنةِ‪ ،‬فيومئذ يش يب ال صغي وَتضَ عُ ُكلّ ذَا تِ حَمْل حَ ْملَهَا‪َ ،‬فيُقال‪ :‬أبْشِروا‪ ،‬فإن ف يأجو َ‬

‫ج ومأجو جُ " وسيأت‬


‫لكم فداء? وف رواية فيقال‪ :‬إن فيكُ مْ أ ّمَتيْن ما كَانتا ف شيءٍ إلّ ًكثّرتاه‪ ،‬يأجو ُ‬

‫هذا الديصصصصصصصصصصصث بطرقصصصصصصصصصصصه وألفاظصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫ثصص هصصم مصصن حواء عليهصصا السصصلم‪ ،‬وقصصد قال بعضهصصم‪ :‬إنمصص مصصن آدم ل مصصن َحوّاء‪.‬‬

‫وذلك أن آدم احتلم فاختلط منيصه بالتراب فخلق ال مصن ذلك الاء يأجوج ومأجوج‪ ،‬وهذا ماص ل دليصل‬

‫عليه ل يرد عن من يب قبول قوله ف هذا وال تعال أعلم وهو من ذرية نوح عليه السلم‪ ،‬من سللة‬

‫يافث أب الترك وقد كانوا يعيشون ف الرض ويؤذون‪ ،‬فحصرهم ذو القرني ف مكانم داخل السد‪،‬‬

‫حت يأذن ال بروجهم على الناس فيكون من أمرهم ما ذكرنا ف الحاديث‪.‬‬

‫يأجوج ومأجوج ناس من الناس‬

‫وهم يشبهون الناس كأبناء جنسهم من التراك الخرومة عيونم الزلف أنوفهم الصهب شعورهم على‬

‫أشكالم وألوانم‪ ،‬ومن زعم أن منهم الطويل الذي كالنخلة السحوق أو أطول‪ ،‬ومنهم القصي الذي هو‬

‫‪187‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫كالش يء الق ي‪ ،‬ومن هم من له أذنان يتغ طى بإحداه ا ويتو طى بالخرى‪ ،‬ف قد تكلف ما ل علم له به‪،‬‬

‫وقال ما ل دليل عليه‪ ،‬وقد ورد ف حديث‪" :‬أن أحدهم ل يوت حت يرى من نسله ألف إنسان " فاللّه‬

‫أعلم بصحته‪ ،‬قال الطبان‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن العباس الصبهان‪ ،‬حدثنا أبو مسعود أحد بن‬

‫الفرات‪ ،‬حدثنا أبو داود الطيالسي‪ ،‬حدثنا الغية بن مسلم‪ ،‬عن أب إسحاق‪ ،‬عن وهب بن جابر‪ ،‬عن‬

‫ج ومأجوج من وَلَدِ آدَ مَ‪ ،‬ولو أرْ ِسلُوا‬


‫عبد ال بن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إِن يأجو ِ‬

‫ت مِنهم رجلٌ إل ترك ألفا فصاعِدا‪ ،‬وإن من ورائهم ثلث أمم‪،‬‬


‫شهُم ولن يو َ‬
‫لَفْ سَدُوا على الناس معايِ َ‬

‫تأويصصصصصصصصصصصصصصصصصل ومارس ومنسصصصصصصصصصصصصصصصصصك"‪.‬‬

‫وهذا حديصصصث غريصصصب وقصصصد يكون مصصصن كلم عبصصصد ال بصصصن عمرو وال أعلم‪.‬‬

‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن مسمع‪ ،‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن عبد ال بن أب يزيد‬

‫قال‪ :‬رأى ابصن عباس صصبيانا ينو بعضهصم على بعصض يلعبون فقال ابصن عباس‪ :‬هكذا يرج يأجوج‬

‫ومأجوج‪.‬‬

‫ذكر تريب الكعبة‬

‫‪188‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شرفها اللّه على يدي ذي السويقتي الفحج قبحه اللّه‬

‫وروينا عن كعب الحبار ف التفسي عند قوله تعال‪" :‬حت إذا فتحت يأجوج ومأجوج" أن أول ظهور‬

‫ذي ال سويقتي ف أيام عي سى ا بن مر ي عل يه ال سلم‪ ،‬وذلك ب عد هلك يأجوج ومأجوج‪ ،‬فيب عث إلي هم‬

‫عيسى عليه السلم طليعة ما بي السبعمائة إل الثمانائة‪ ،‬فبينما هم يسيون إليه إذ بعث ال ريا يانية‬

‫طيبة فيقبض با روحِ كل مؤمن‪ ،‬ث يبقى عجاج من الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم ث قال كعب‪:‬‬

‫وتكون السصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصاعة قريباَ حينئذ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وقد تقدم ف الديث الصحيح‪ :‬أن عيسى عليه السلم يج بعد نزوله إل الرض‪.‬‬

‫سيبقى حجاج ومعتمرون بعد ظهور يأجوج ومأجوج‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‪ ،‬حدثنا عمران‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن عبد ال بن أب عقبة‪ ،‬عن أب‬

‫حجّنّ هَذَا الَْبيْ تُ ولُي ْعتَمَرَنّ بَعْدَ خُروج يأجو جَ‬


‫سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ليُ َ‬

‫‪189‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ومأجوج"‪ .‬انفرد بإخراجه البخاري رواه عن أحد بن حفص‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن إبراهيم بن‬

‫طهمان‪ ،‬عن حجاج بن منهال‪ ،‬عن قتادة‪.‬‬

‫يهجر الج قبيل قيام الساعة‬

‫ص البيصصت"‪.‬‬
‫وقال عبصصد الرحنصص عصصن شعبصصة عصصن قتادة‪" :‬ل تقوم السصصاعة حتصص ل يُحَجصّ‬

‫قال أبو عبد ال‪ :‬والول أكثر‪ ،‬انتهى ما ذكره البخاري‪ ،‬وقد رواه البزار‪ ،‬عن ممد بن الثن‪ ،‬عن عبد‬

‫الرحن بن مهدي‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن يزيد العطار‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬كما ذكره البخاري‪ ،‬ورواية سليمان بن داود‬

‫القطان عصصصصن عمران قصصصصد أوردهصصصصا الِمام أحدصصصص كمصصصصا رأيصصصصت‪.‬‬

‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أبو بكر بن الثن‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ ،‬حدثنا شعبة عن قتادة سعت عبد ال‬

‫بن أب عتبة يدث عن أب سعيد الدري عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حت ل‬

‫يُحَجّصصصصصصصصصصصصصصصصصصص البيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصت"‪.‬‬

‫قال‪ :‬وهذا الديصث ل نعلمصه يروى عصن سصعيد عصن النصب صصلى ال عليصه وسصلم‪ ،‬إلّ بذا الِسصناد‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ول منافاة ف الع ن ب ي الروايت ي لن الكع بة يج ها الناس‪ -،‬يعتمرون ب ا ب عد خروج يأجوج‬

‫‪190‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ومأجوج وهلكهم وطمأنينة الناس وكثرة أرزاقهم ف زمان السيح عليه السلم‪ ،‬ث يبعث إليه ريا طيبة‬

‫فيقبض با روح كل مؤمن‪ ،‬ويتوف نب ال عيسى عليه السلم‪ ،‬ويصلي عليه السلمون‪ ،‬ويدفن بالجرة‬

‫النبوية مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ث يكون خراب الكعبة على يدي ذي السويقتي بعد هذا‪،‬‬

‫وإن كان ظهوره ف زمن السيح كما قال كعب الحبار‪.‬‬

‫ذكر تريبه إياها قبحه اللّه وشرفها‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أحد بن عبد اللك وهو الران‪ ،‬حدثنا ممد بن سِلمة‪ ،‬عن ممد بن إسحاق‪،‬‬

‫عن ا بن أ ب ن يح‪ ،‬عن الجا هد‪ ،‬عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬

‫س َوتَاة ولكأن أنظرُ‬


‫جرّ ُدهَا مِن كُ ْ‬
‫سوَْي َقَتيْن من البشة‪ ،‬ويَ سْلبها ًحِليّها‪ ،‬ويُ َ‬
‫ب الكعبة ذُو ال ّ‬
‫خرّ ُ‬
‫يقول‪" :‬يُ َ‬

‫إليصصه أصصصَيلِعا أَفيْدِعا بضرب عليهصصا بَسصصَاحِيه ومِ ْعوَلهصصِ"‪ .‬وهذا إسصصناد جيصصد قوي‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬باب النهي عن تيج البشة‪ ،‬حدثنا القاسم بن أحد‪ ،‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا زهي‪ ،‬عن‬

‫موسى بن جبي‪ ،‬عن أب أمامة بن سهل بن حنيف‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫و سلم قال‪ :‬اتركوا الب شة ما تركو كم‪ ،‬فإ نه ل ي ستخرج ك ن الكع بة إل ذو ال سويقتي من الب شة‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي‪ ،‬عن عبد ال بن الخنس‪ ،‬أخبن ابن أب مليكة وهو عبد ال بن عبيد ال‬

‫بن أ ب ملي كة أن ا بن عباس أ خبه أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬كَأنّي أنظرُ إل يه أ ْسوَدَ أفْحَ جَ‬

‫صصصصصصصصصا حجَرا َحجَرا يعنصصصصصصصصصص الكعبصصصصصصصصصصة"‪.‬‬


‫َينْ ُقضُهَص‬

‫تفرّد بصصه البخاري‪ ،‬فرواه عصصن عمرو بصصن الغلس عصصن بيصص وهصصو ابصصن سصصعيد القطان‪.‬‬

‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ،‬حدثنا بأبو عامر‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ ،‬عن ثور‪ ،‬عن‬

‫أب الغيث‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ذو السويقتي من البشة يُخَرب بيت‬

‫ال"‪.‬‬

‫ورواه مسلم عن قتيبة بن سعيد‪ ،‬عن عبد العزيز بن ممد الراوردي به‪.‬‬

‫إشارة إل ظهور ظال من قحطان قبل قيام الساعة‬

‫وبذا الِسناد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقومُ الساعة حت يْرج رج ٌل مِنْ قحطان‬
‫يسوق الناس بعصاه"‪.‬‬
‫ورواه البخاري عن ع بد العز يز بن ع بد ال بن سليمان بن بلل‪ ،‬وم سلم عن قتي بة عن ع بد العز يز‬

‫الراوردي‪ ،‬كلها عن ثور بن يزيد الديلي‪ ،‬عن أب الغيث سال مول ابن مطيع‪ ،‬عن أب هريرة عن النب‬

‫‪192‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فذكر مثله سواء بسواء‪ ،‬وقد يكون هذا الرجل هوذا السويقتي‪ ،‬ويتمل أن يكون‬

‫غيه فإن هذا مصصصصصصصن قحطان‪ ،‬وذاك مصصصصصصصن البشصصصصصصصة فال أعلم‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو بكر النفي‪ ،‬حدثنا عبد الميد بن جعفر‪ ،‬عن عمر بن الكم النصاري‪،‬‬

‫عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل يَذْهب اللي ُل والنهارُ َحتّى يَمْلِ كَ رجُلٌ من‬

‫الَوال ُيقَالُ لَهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصُ َجهْجَاه"‪.‬‬

‫ورواه م سلم عن م مد بن بشار‪ ،‬عن أ ب ب كر الن في به‪ ،‬فيحت مل أن يكون هذا ا سم ذي ال سويقتي‬

‫البشصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصي وال تعال أعلم‪.‬‬

‫وقد قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬حدثنا أبو الزبي‪ ،‬عن جابر أن عمر بن الطاب‬

‫أخب أنه سِع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬سَيَخرُجُ أهل مكة ث ل يَ ُم ّر ِبهَا أوْ َل َيعْبُرُ با إِلّ‬

‫ل َيعُودُون إليها أبدا"‪.‬‬


‫قليل‪ ،‬ث تَمْتلىء ث يَخْرجُون ِمْنهَا َف َ‬

‫فصل‬

‫ل يدخل الدجال مكة ول الدينة‬

‫‪193‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وأما الدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلة والسلم‪ ،‬فقد ثبت ف الصحيح كما تقدم أن الدجال ل‬

‫يكنه الدخول إل مكة ول إل الدينة‪ ،‬وأنه يكون على أنقاب الدينة ملئكة يرسونا منه لئل يدخلها‪،‬‬

‫وف صحيح البخاري من حديث مالك عن نعيم الجمر‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسصصصصصلم قال‪" :‬الدينصصصصصة ل يدخلهصصصصصا السصصصصصيحُ الدجال ول الطاعون"‪.‬‬

‫وقد تقدم أنه ييم بظاهرها‪ ،‬وأنا ترجف بأهلها ثلث رجفات‪ ،‬فيخرج إليه كل منافق ومنافقة‪ ،‬وفاسق‬

‫وفاسقة‪ ،‬ويثبت فيها كل مؤمن ومؤمنة‪ ،‬ومسلم ومسلمة‪ ،‬ويسمى يومئذ يوم اللص‪ ،‬وهي كما قال‬

‫صا"‪.‬‬
‫صي َخَبثَهصصا ويَضوعصصَ طيبُهَص‬
‫رسصصول ال صصصلى ال عليصصه وسصصلم‪" :‬إناصص طيبصصة َتنْفِص‬

‫خبِيثَاتِص وال ّطيّبا تُ لِل ّطيّبصيَ وال ّطّيبُو نَ لِل ّطّيبَاتِص أوَلئِكَص‬
‫لبِيثَا تُ ِللْخَبثيص والبِيثُو نَ ِللْ َ‬
‫وقال ال تعال‪ :‬ا َ‬

‫مُصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصبّءون"‪.‬‬

‫والق صود أن الدينة تكون عامرة أيام الدجال‪ ،‬ث تكون عامرة ف زمان ال سيح عي سى ا بن مري ر سول‬

‫ال صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬ح ت تكون وفا ته ب ا ودف نه في ها ث يرج الناس من ها ب عد ذلك ك ما سبق‪.‬‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬عن أب الزبي‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬أخبن عمر بن‬

‫‪194‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جَنبَا تِ الدينةِ ث يقول نّ َلقَدْ‬


‫الطاب قال‪ :‬سعت ال نب صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬ليَ سيَنّ الراك بُ بِ َ‬

‫صصصصر مِنصصصصصَ السصصصصصلمي كثيصصصصص"‪.‬‬


‫كَانصصصصصَ فصصصصص هَذَا حَاضِص‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬ول يرجه حسن‪ ،‬إل بثبت عن جابر‪ ،‬انفرد بما أحد‪.‬‬

‫خروج الدابة من الرض تكلم الناس‬

‫قال ال تعال‪" :‬وإِذَا وَقَ َع القَوْ ُل عََلْيهِ مْ أَخْ َر ْجنَا َلهُ مْ دَابّة مِ نَ الرْض ُتكَلّمهُ مْ أنّ النّا سَ كَانُوا بِآيَاِتنَا ل‬

‫يوقنون"‪.‬‬

‫قد تكلمنا على ما يتعلق بذه الية الكرية ف التفسي‪ ،‬وأوردنا هنالك من الحاديث التعلقة بذلك ما فيه‬

‫كفايصصصة‪ ،‬ولو كانصصصت مموعصصصة هصصصا هنصصصا كان حسصصصنا كافيا ول المصصصد‪.‬‬

‫قال ابن عباس والسن وقتادة‪ :‬تكلمهم أي تاطبهم ماطبة‪ ،‬ورجح ابن جرير أنا تاطبهم فتقول لم‪:‬‬

‫إن الناس كانوا بآيات نا ل يوقنون‪ ،‬وحكاه عن عطاء وعلي‪ ،‬و ف هذا ن ظر‪ ،‬و عن ا بن عباس تكلم هم‪،‬‬

‫ترجهم‪ ،‬يعن يكتب على جبي الكافر كافر‪ ،‬وعلى جبي الؤمن مؤمن‪ ،‬وعنه تاطبهم وترجهم‪ ،‬وهذا‬

‫القول ينتظم من مذهبي وهو قوي حسن جامع لما وال تعال أعلم‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عشر آيات قبل قيام الساعة‬

‫وقد تقدم الديث الذي رواه أحد ومسلم وأهل السنن عن أب شرية حذيفة بن أسيد أن رسول ال‬
‫ت طُلًوعَ الشمس من مغربا والدخان‬ ‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تَقُومُ الساعة حتّى َترَوا عَشْرَ آيا ٍ‬
‫ج ومأجوجَ‪ ،‬وخروجَ عيسى ابن مَ ْريَ والدجالَ‪ ،‬وثلثةَ خسوفٍ خَسفا بالغربِ‬ ‫والدابة وخروجَ يأجو ِ‬
‫وخسفا بالشرِق وخَسفاَ بزير ِة العربِ‪ ،‬ونارا ترجُ من َق ْع ِر عَ َدنٍ تَسُوقُ النّاسَ أو َتحْشر الناس تَبيت‬
‫َم َعهُمْ حَيث بَاتوا وتقفِي ُل مَعهمْ َحْيثُ قالوا"‪.‬‬
‫ولسلم من حديث العلء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬بَادِرُوا بالعْمالِ‬
‫الدجال والدخا َن ودابة الرض وأمْ َر العامّة و ُخوَيصة أحدِكُم"‪.‬‬
‫وروى ابن ماجه‪ ،‬عن حرملة‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن عمرو بن الرص‪ ،‬وابن ليعة‪ ،‬عن يزيد بن أب‬
‫حبيب‪ ،‬عن سنان‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬بادروا بالعمال ِستّا‬
‫طلوعَ الشمس من مغربا والدخا َن ودابةَ الرض والدجال و ُخ َويّصةَ أحَدِكُمْ وأم َر العا ّمةِ"‪ .‬تفرد به ابن‬
‫ماجه من هذا الوجه‪.‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي عن طلحة بن عمرو وجرير بن حازم‪ ،‬فأما طلحة فقال‪ :‬أخبن عبد ال بن‬
‫عبيد ال بن عمر أن ابن الطفيل حدثه‪ ،‬عن حذيفة بن أسيد الغفاري أب شرية وأب جرير فقال عن عبد‬
‫ال بن عبيد عن رجل من آل عبد ال بن مسعود وحديث طلحة أت وأحسن قال‪ :‬ذكر رسول ال صلى‬
‫خرُجُ خَ ْر َجةً مِنْ أقصى البا ِدَي ِة وَ َل يَدْخُلُ‬
‫ت مِنَ ال ّدهْر َفتَ ْ‬
‫ال عليه وسلم الدابة فقال‪" :‬لَها ثَلثُ َخرْجا ٍ‬
‫ل ثُ ّم تَخْ ُرجُ َخرْ َجةَ أخْرى دون تِلك َفَيعْلُو ذكرُها ف أهْل‬ ‫ذِ ْكرُها القَ ْرَي َة َيعْن َمكّةَ‪ ،‬ثُ ّم َتكْمُنُ َزمَنا َطوِي ً‬
‫البادية ويَدْخُل ذكرُها القَ ْرَيةَ يعن مًكّة"‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ث بينما الناس ف أعظم الساجد على ال ُح ْر َمةً وأكرَمها‪ ،‬السجدِ‬
‫ض الناس عنها َشتّى‬ ‫الرام ل يَ ُر ْعهُمْ إ ّل وهِيَ ترغو بي الركْن والَقَام‪َ ،‬تنْ ُفضُ عن رأسِها التراب فَارْف َ‬
‫ومعا‪ ،‬وبقَيت عِصَاَبةُ الؤمني‪ ،‬وعَرفوا أنم لَ ْم َيعْجزوا ال فبدأت بم َفجَلَت وجوههم َحتّى َج َعًلْتهَا ِمثْلَ‬
‫الكوكب الدري ووَلتْ ف الرض ل يدركها طالبٌ ول ينجو منها هاربٌ‪ ،‬حت إن الرج َل ليَت َعوّذُ فَتأتِيهِ‬
‫مِن خَلفِه فتقول‪ :‬يا فلنُ‪ :‬الن تصلي? فيقبل عََليْها فتسِمُه ف وَجْهه‪ ،‬ث َتنْطَلِقُ ويشترك الناس ف‬

‫‪196‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫المْوالِ‪ ،‬ويَصْ َطحِبونَ ف المصار‪ُ ،‬يعْ َرفَ الؤمنُ من الكافر حتّى إن الؤمن ليقول‪ :‬يا كافر اقضن حقّي‬
‫وحت إن الكافر ليقول يا مؤمن اقضن حقي"‪.‬‬
‫وهكذا رواه مرفوعا من هذا الوجه بذا السياق‪ ،‬وفيه غرابة‪ ،‬ورواه ابن جرير عن اليمان‪ ،‬مرفوعا‪ ،‬وفيه‬
‫أن ذلك ف زمان عيسى ابن مري‪ ،‬وهو يطوف بالبيت‪ ،‬ولكن ف إسناده نظر وال تعال أعلم‪.‬‬
‫وقد قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو غسان ممد بن عمر‪ ،‬حدثنا أبو نيلة‪ ،‬حدثنا ابن عبيد‪ ،‬حدثنا عبد ال بن‬
‫بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬ذهب ب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل موضع بالبادية قريب من مكة‪ ،‬فإذا‬
‫أرض يابسة حولا رمل‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ" :‬تخْ ُرجُ الدّاّبةُ من هذا الوضع فإذا فِتر ف‬
‫شبْر"‪.‬‬
‫قال ابن بريدة‪ :‬فحججت بعد ذلك بسني فأرانا إياه‪ ،‬فإذا هو يقاس بعصاي هذه كذا وكذا‪ ،‬يعن أنه‬
‫كلما مضى وقت يتسع حت يكون وقت خروجها? وال تعال أعلم‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق العمر‪ :‬عن قتادة‪ ،‬أن ابن عباس قال‪ :‬هي دابة ذات زغب لا أربع قوائم ترج من‬
‫بعض أودية تامة‪ ،‬ورواه سعيد بن منصور‪ ،‬عن عثمان بن مطر‪ ،‬عن قتادة عن ابن عباس بنحوه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا عبد ال بن روحاء حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية قال‪ :‬قال‬
‫عبد ال ترج الدابة من صدع من الصفا كجري الفرس ثلثة أيام ل يرج ثلثها‪ ،‬وعن عبد ال بن‬
‫عمرو أنه قال‪ :‬ترج الدابة من تت صخرة فتستقبل الشرق فتصرخ صرخة تنفذه ث تستقبل الشام‬
‫فتصرخ صرخة تنفذه‪ ،‬ث تستقبل اليمن فتصرخ صرخة تنفذه‪ ،‬ث تروح من مكة فتصبح بعفسان قيل له‪:‬‬
‫ث ماذا? قال‪ :‬ث ل أعلم‪ .‬وعنه أنه قال‪ :‬ترج الدابة من تت السدوم يعن مدينة قوم لوط‪ ،‬فهذه أقوال‬
‫متعارضة وال تعال أعلم‪.‬‬
‫وعن أب الطفيل أنه قال‪ :‬ترج الدابة من الصفا أو الروة رواه البيهقي‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا أبو صال‪ :‬كاتب الليث‪ ،‬حدثن معاوية بن صال‪ ،‬عن أب مري‪،‬‬
‫أنه سع أبا هريرة يقول‪" :‬إن الدابة فيها كل لون‪ ،‬ما بي قرنيها فرسخ للراكب"‪.‬‬
‫وعن أمي الؤمني علي بن أب طالب أنه قال‪ :‬إنا دابة لا رأس وزغب وحافر‪ ،‬ولا ذنب‪ ،‬ولا لية‪،‬‬
‫وإنا ترج حضر الفرس الواد ثلثا وما خرج ثلثاها‪ ،‬رواه ابن أب حات‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ابن جريج‪ ،‬عن أب الزبي أنه وصف الدابة فقال‪ :‬رأسها رأس ثور‪ ،‬وعينها عي خنير‪ ،‬وأذنا أذن‬

‫فيل‪ ،‬وقرنا قرن أيل وعنقها عنق نعامة‪ ،‬وصدرها صدر أسد‪ ،‬ولونا لون نر‪ ،‬وخاصرتا خاصرة هر‪،‬‬

‫وذنبها ذنب كبش‪ ،‬وقوائمها قوائم بعي‪ ،‬بي كل مفصلي اثنا عشر ذراعا‪ ،‬ترج معها عصا موسى‪،‬‬

‫وخات سليمان فل يبقى مؤمن إل يكتب ف وجهه بعصا موسى نكتة بيضاء‪ ،‬فتفشو تلك النكتة‪ ،‬حت‬

‫يبيض لا وجهه‪ ،‬ول يبقى كافر إل يكتب ف وجهه نكتة سوداء بات سليمان‪ ،‬فتفشو تلك النكتة حت‬

‫يسود لا وجهه‪ ،‬حت إن الناس يتبايعون ف السواق فيقولون‪ :‬بكم ذا يا مؤمن‪ .‬بكم ذا يا كافر? وحت‬

‫إن أ هل الب يت ليجل سون على مائدت م فيعرفون مؤمن هم وكافر هم‪ ،‬ث يقول ل م الدا بة‪ :‬يا فلن‪ :‬أب شر‬

‫أنت من أهل النة‪ ،‬ويا فلن‪ :‬أنت من أهل النار‪ ،‬فذلك قول ال تعال‪َ " :‬وإِذا وََق َع ال َقوْ ُل عََلْيهِمْ أَ ْخرَ ْجنَا‬

‫صصصا َل يُوقنُون"‪.‬‬
‫صصص النّاس كانُوا بآيَاتِنَص‬
‫ص الَرْض ُتكَلّ ُمهُمصصصصْ أَنّص‬
‫َلهُمصصصصْ دَاّب ًة مِنصصص َ‬

‫وقد ذكرنا فيما تقدم عن ابن مسعود‪ ،‬أن الدابة من نسل إبليس الرجيم‪ ،‬وذلك فيما رواه أبو نعيم عن‬

‫حاد‪ ،‬فصصصص كتاب الفتصصصص واللحصصصصم‪ ،‬تصصصصصنيفه‪ ،‬وال أعلم بصصصصصحته‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا ممد بن بشر‪ ،‬عن أب حيان‪ ،‬عن أب زرعة‪ ،‬عن عبد‬

‫‪198‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ال بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حفظت من رسول ال صلى ال عليه وسلم حديثا ل أنسه بعد‪ :‬سعت رسول ال‬

‫ج الدابةِ على‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬إِنّ أو َل اليات خروجا طلو عُ الش مس من مغرِب ا‪ ،‬وخرو ُ‬

‫الناس ضُحىً فَأّيُتهُمَصصصا كَانَتصصصْ قَبْصصصل صصصصَا ِحَبِتهَا فالخْرَى على ِإثْرهَصصصا َقرِيبا"‪.‬‬

‫أي أول اليات الت ليست مألوفة‪ ،‬وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه السلم من السماء قبل ذلك‪،‬‬

‫وكذلك خروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬فكصل ذلك أمور مألوفصة لن أ مر مشاهدتصه ومشاهدة أمثاله مألوف‪،‬‬

‫فأما خروج الدابة على شكل غريب غي مألوف وماطبتها الناس ووسها إياهم باليان أو الكفر‪ ،‬فأمر‬

‫خارج عن ماري العادات‪ ،‬وذلك أول اليات الرضية‪ ،‬كما أن طلوع الشمس من مغربا على خلف‬

‫عادتا الألوفة أول اليات السماوية‪.‬‬

‫ذكر طلوع الشمس من الغرب‬

‫ل تنفع توبة التائب بعد طلوع الشمس من مغربا‬

‫ك أوْ يَأتِي ب ْعضُ آياتِ رَبك ِي ْومَ يأت َب ْعضُ‬ ‫لئِ َك ُة أوْ يَأتِن ربّ َ‬
‫قال ال تعال‪" :‬هَ ْل َينْظُرُونَ إِلّ أ ْن تَأِتَيهُمُ ا َل َ‬
‫سَبتْ فِي إِيَاِنهَا َخيْرا قُل إنتَ ِظرُوا ِإنّا‬
‫آياتِ رَبك َل َيْنفَ ُع َنفْسا إِياُنهَا َلمْ تكن آ َمَنتْ مِنْ َقبْ ُل أوْ كَ َ‬
‫ُمنْتَ ِظرُون"‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا ابنِ أب ليلى‪ ،‬عن عطية العوف‪ ،‬عن أب سعيد الدري عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪َ" :‬ي ْومَ يَأت َب ْعضُ آيَاتِ َربّكَ ل َينْف ُع َنفْسا إِيَاُنهَا"‪.‬‬
‫قال‪" :‬طلوع الشمس من مغربا"‪ ،‬ورواه الترمذي‪ ،‬عن سفيان بن وكيع‪ ،‬عن أبيه به‪ .‬وقال‪ :‬غريب وقد‬
‫رواه بعضهم فلم يرفعه‪.‬‬
‫وقال البخاري عند تفسي هذه الية‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ،‬حدثنا عبد الواحد‪ ،‬حدثنا عمارة‪،‬‬
‫حدثنا أبو زرعة‪ ،‬حدثنا أبو هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ " :‬ل تَقومُ السّا َعةُ حَت‬
‫س مِ ْن َمغْ ِربِها? فَِإذَا رَآهَا النّاسُ آمَ َن مَ ْن عََلْيهَا? فَذَلِكَ ِحيَ َل َينْفَ ُع َنفْسا إِياُنهَا ْل َتكُنْ‬
‫تَطْلًعَ الشّ ْم ُ‬
‫ت مِنْ َقبْلُ"‪.‬‬
‫آ َمنَ ْ‬
‫وقد أخرجه بقية الماعة إِل الترمذي من طرق عن عمارة بن القعقاع بن شبمة‪ ،‬عن أب زرعة بن‬
‫عمرو بن جرير‪ ،‬عن أب هريرة مرفوعا مثله‪.‬‬
‫ث قال البخاري‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن هام بن منبه‪ ،‬عن أب هريرة قال‪:‬‬
‫ت ورآهَا‬ ‫س مِ ْن َمغْ ِرِبهَا فَإذَا طََلعَ ْ‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ " :‬ل َتقُو ُم السا َعةُ حَت تَطُْلعَ الشم ُ‬
‫الناسُ آ َمنُوا أجْ َمعُونَ وذَلِكَ ِحيَ لَ يَْنفَ ُع َنفْسا إِيَانُها"‪ ،‬ث قرأ هذه الية‪.‬‬
‫وكذا رواه مسلم عن ممد بن رافع عن عبد الرزاق بن هام الصنعان بإخراجه من طريق العلء ابن عبد‬
‫الرحن بن يعقوب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن فضيل بن غزوان‪ ،‬عن أب حازم سلمان‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول‬

‫سبَتْ ف‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪َ" :‬ثلَ ثٌ إِذا َخرَجْ نَ َل َيْنفَ ُع َنفْسا إِيَاُنهَا لَ مْ تَكُ نْ آ َمنَ تْ مِ نْ َقبْ ُل أوْ كَ َ‬

‫ص وَداّبةُ الرْض"‪.‬‬
‫ص َمغْ ِربِهصصصصا والدّخَانصصص ُ‬
‫صصصس مِنصصص ْ‬
‫إيانِهصصصصا َخيْرا طُلُوع الشّمْص‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن أب بكر بن أب شيبة وزهي بن حرب عن وكيع به‪ .‬ورواه مسلم أيضا والترمذي وابن‬

‫جرير من غي وجه عن فضيل بن غزوان نوه‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫من علم فليقل بعلمه ومن ل يعلم فليسكت‬

‫وقد ورد هذا الديث من طرق‪ ،‬عن أب هريرة وعن جاعة من الصحابة أيضا‪ ،‬فعن أب شرية حذيفة‬
‫ت طُلوعَ الشمس‬ ‫بن أسيد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪َ " :‬ل َتقُومُ السّا َعةُ حَت تَروا عَشْر آيا ٍ‬
‫مِنْ مغربا‪ ،‬والداّبةَ وخروجَ يَأجوجَ ومأجوجَ وخروج عيسى ابن مَ ْريَمَ‪ ،‬والدجا َل وثلثة خسوف خسفا‬
‫ش ُر الناسَ‪،‬‬
‫ب ونارا تَخْرج من َقعْرِ عَد َن تَسُوق أو تَحْ ُ‬ ‫بالشرق وخسفا بالغربِ وخسفا بزيرةِ العر ِ‬
‫ث بَاتَوا‪ ،‬وتَقِي ُل َم َعهُمْ َحْيثُ قَالُوا"‪.‬‬‫َتبِيتُ مَعهمْ حَي ً‬
‫رواه أحد ومسلم وأهل السنن كما تقدم غي مرة‪.‬‬
‫ولسلم من حديث العلء عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬ومن حديث قتادة عن السن‪ ،‬عن زياد بن رباح‪،‬‬
‫عن أب هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬بادروا بالعمال ستا‪ ،‬فذكر منهن طلوع الشمس‬
‫من مغربا والدخان والدابة"‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫وثبت ف الصحيحي من حديث إبراهيم بن يزيد بن شريك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب ذر قال‪ :‬قال ل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أتدْرِي أيْ تَ ْذ َهبُ هذه الشمسُ إِذا غَ َرَبتْ‪ .‬قلتُ‪ :‬لَ‪ ،‬قال‪ :‬إنا َتْنتَهي َفتَسْجُدُ‬
‫ستَأ ِذنُ َفيُوشِكُ َأنْ ُيقَالَ َلهَا‪ :‬ارْ ِجعِي مِن َحْيثُ ِجْئتِ‪ ،‬وذلكَ حي ل َينْف ُع َنفْسا إيَانُها‬ ‫حتَ الْعرْش ث تَ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫سَبتْ ف إِياِنهَا َخيْرا"‪.‬‬ ‫ت مِنْ َقبْلُ َأوْ كَ َ‬
‫لَ ْم َتكُنْ آمََن ْ‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا اساعيل بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا أبو حيان‪ ،‬عن أب زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬قال‪:‬‬
‫جلس ست نفر من السلمي إِل مروان بالدينة فسمعوه يقول وهو يدث ف اليات‪ :‬إن أولا خروج‬
‫الدجال‪ .‬قال‪ :‬فانصرف النفر إل عبد ال بن عمرو‪ ،‬فحدثوه بالذي سعوه من مروان ف اليات فقال‬
‫عبد ال‪ :‬ل يقلِ مروان شيئا‪ .‬قد حفظت من رسول ال صلى ال عليه وسلم قوله‪" :‬إِن أولَ الياتِ‬
‫ت قبَلَ صَا ِحبَِتهَا فَال ْخرَى عَلَى إِث ِرهَا قريبا"‪.‬‬
‫ضحَى فأيُتهُما كَانَ ْ‬ ‫طلوعُ الشمس‪ ،‬وخروجُ الدّاّبةِ ُ‬
‫ث قال عبد ال وكان يقرأ الكتب‪ :‬وأظن أولها خروجا طلوع الشمس من مغربا‪ ،‬وذلك أنا كلما‬
‫غربت أتت تت العرش فسجدت واستأذنت ف الرجوع فأذن لا ف الرجوع‪ ،‬حت إذا أذن ال أن تطلع‬
‫من مغربا فعلت كما كانت تفعل وأتت تت العرش فسجدت‪ ،‬واستأذنت ف الرجوع فل يرد عليها‬
‫شيء ث تستأذن ف الرجوع فل يرد عليها شيء‪ ،‬حت إذا ذهب من الليل ما شاء ال أن يذهب‪ ،‬وعرفت‬

‫‪201‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أنه وإن أذن لا ف الرجوع ل تدرك الشرق‪ ،‬قالت‪ :‬رب ما أبعد الشرق من ل بالناس حت إذا صار‬
‫الفق كأنه طوق استأذنت ف الرجوع‪ ،‬فيقال لا‪ :‬ارجعي من مكانك فاطلعي‪ ،‬فطلعت على الناس من‬
‫مغربا‪ ،‬ث تل عبد ال هذه الية‪َ " :‬ل يَنفعُ َنفْسا إِيانُها لَم تكن آ َمنَت من قبل أو كسَبتْ ف إِيانِها‬
‫خيْرا"‪.‬‬
‫وقد رواه مسلم ف صحيحه‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث أب حيان يي بن سعيد بن حيان‪ ،‬عن‬
‫أب زرعة‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬حفظت من رسول ال صلى ال عليه وسلم قوله‪" :‬إِن أَولَ‬
‫ج الداّبةِ على الناس ضُحى فَأّيُتهُما كَاَنتْ َقبْل صَا ِحبَِتهَا‬
‫اليات خروجا طلوعُ الشمس مِن َمغْ ِرِبهَا وخرو ُ‬
‫فَالخْرَى عَلَى ِإثْ ِرهَا قَرِيبا"‪.‬‬
‫وقد ذكرنا أن الراد باليات هاهنا اليات الت ليست مألوفة‪ ،‬وهي مالفة للعادات الستقرة فالدابة الت‬
‫تكلم الناس‪ ،‬وتعيي الكافر منهم من الؤمن‪ ،‬وطلوع الشمس من مغربا‪ ،‬متقدم على الدابة وذلك متمل‬
‫ومناسب وال أعلم‪.‬‬
‫وقد ورد ذلك ف حديث غريب رواه الافظ أبو القاسم الطبان ف معجمه فقال‪ :‬حدثن أحد بن يي‬

‫بن خالد بن حبان الرقي‪ ،‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن بريق المصي‪ ،‬حدثنا عثمان بن سعيد بن كثي‬

‫بن دينار‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬عن حييّ بن عبد ال‪ ،‬عن أب عبد الرحن اليلي‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو بن‬

‫العاص قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ِ" :‬إذَا طََلعَ تِ الش مس مِ ْن َمغْ ِربِهَا خَرّ ِإبْلِي سُ سَاجِدا‬

‫جتَمِعُ إَِليْهِ َزبَانَِيتُه" يَقولونَ لَه يَا َسيّ َدهُمْ‪ :‬مَا هَذَا الّتفَزعُ?‬
‫جهَ ُر مُرْن أنْ أَسْجد ِلمَ ْن ِشئْتَ قَالَ َفَي ْ‬
‫ينَادِي ويَ ْ‬

‫صدْع فِي ال صّفَا‬


‫ت الَعْلوم‪ .‬قَال‪ :‬ثُ مّ تَخْر جُ دَاّبةُ الَرْض مِ نْ َ‬
‫َفيَقولً‪ِ :‬إنّما سَألتُ رَب أ نْ ُينْظِ َرنِي إِلَى الوَقْ ِ‬

‫ضعُهصصصصصا بِإِنطَا ِكّيةَ‪ ،‬فَيأتصصصصص ِإبْلِيسصصصصصُ َفتَلطِمُصصصصصه"‪.‬‬


‫قال‪ :‬فَأوّلُ خُ ْط َو ٍة َت َ‬

‫‪202‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وهذا غريب جدا ورفعه فيه نكارة ول بد أنه من الزملتي اللتي أصابما عبد ال بن عمرو يوم اليموك‬

‫مصصصصصن كتصصصصصب أهصصصصصل الكتاب فكان يدث منهمصصصصصا بأشياء غرائب‪.‬‬

‫و قد تقدم ف خب ا بن م سعود الذي رواه أ بو نع يم بن حاد ف الف ت أن الدا بة تق تل إبل يس‪ ،‬وهذا من‬

‫أغرب الخبار‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫وف حديث طالوت بن عباد‪ ،‬عن فضالة بن جبي‪ ،‬عن أب أمامة صدى بن عجلن‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن أول اليات طلوع الشمس من مغربا"‪.‬‬

‫ل يزال ف السلمي من يقوم الليل عابدا حت تطلع الشمس من مغربا‬

‫قال الافظ أبو بكر بن مردويه ف تفسيه‪ :‬حدثنا ممد بن علي بن دحيم‪ ،‬حدثنا أحد بن حازم ابن‬

‫أب غرزة‪ ،‬حدثنا ضرار بن صرد‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪ ،‬عن سليمان بن يزيد‪ ،‬عن عبد ال بن أب أوف‪،‬‬

‫قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ليأتي على الناس ليلة تعدل ثلث ليال من لياليكم‬

‫هذه‪ ،‬فإذا كان ذلك عرفهصا التنفلون‪ ،‬يقوم أحدهصم فيقرأ حزبصه‪ ،‬ثص ينام‪ ،‬ثص يقوم فيقرأ حزبصه ثص ينام‪،‬‬

‫همص‬
‫فبينمصا هصم كذلك‪ ،‬صصاح الناس بعضهصم فص بعصض‪ ،‬فقالوا‪ :‬مصا هذا? فيفزعون إل السصاجد‪ ،‬فإذا ٍ‬

‫‪203‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بالشمس قد طلعت حت صارت ف وسط السماء‪ ،‬رجعت وطلعت من مطلعها‪ ،‬قال فحينئذ ل ينفع‬

‫نفسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا إياناصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫ث سأل ابن مردويه من طريق سفيان الثوري‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬سألت النب‬

‫صلى ال عليه وسلم ما آية طلوع الش مس من مغرب ا? قال‪" :‬تطول تلك الليلة حت تكون ق مر ليلتي‬

‫فيتن به الذ ين كانوا ي صلون في ها‪ ،‬يعملون ك ما كانوا يعملون قبل ها‪ ،‬والنجوم ل ترى‪ ،‬قد با تت مكان ا‪،‬‬

‫يرقدون ث يقومون فيصلون‪ ،‬ث يرقدون ث يقومون فيصلون‪ ،‬ث يرقدون ث يقومون‪ ،‬يتطاول الليل فيفزع‬

‫الناس‪ ،‬ول ي صبحون‪ ،‬فبين ما هم ينتظرون طلوع الش مس من مشرق ها إذ طل عت من مغرب ا‪ ،‬فإذا رآ ها‬

‫الناس آمنوا ول ينفعهصصصصصصصصصصصصصصصم إيانمصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫وقال الافظ أبو بكر البيهقي ف البعث والنشور‪ :‬أخبنا أبو السن ممد بن السي بن داود العلوي‪،‬‬

‫أخبنا أبو ن صر ممد بن حدويه بن سهل الروزي‪ ،‬حدثنا ع بد ال بن حاد الملي‪ ،‬حدثنا ممد بن‬

‫عمران‪ ،‬حدثن أب‪ ،‬حدثن ابن أب ليلى‪ ،‬عن إساعيل بن رجاء‪ ،‬عن سعيد بن إياس‪ ،‬عن عبد ال بن‬

‫م سعود أ نه قال ذات يوم لل سائه‪ :‬أرأي تم قول ال‪َ" :‬تغْرُ بُ ف عَيْن حَمَيةٍ"‪ .‬ماذا يع ن ب ا? قالوا‪ :‬ال‬

‫‪204‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬إنا إذا غربت سجدت له وسبحته وعظمته‪ ،‬ث كانت تت العرش‪ ،‬فإِذا حضرها‬

‫طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته‪ ،‬ث استأذنت‪ ،‬فإذا كان اليوم الذي تبس فيه سجدت له وسبحته‬

‫وعظم ته ث ا ستأذنته فيقال ل ا‪ :‬تأ ت فتح بس قدر ليلت ي‪ ،‬قال‪ :‬ويفزع التهجدون‪ ،‬وينادي الر جل تلك‬

‫الليلة جاره يا فلن ما شأننا الليلة? لقد نت حت شبعت‪ ،‬وصليت حت اعييت? ث يقال لا‪ :‬اطلعي من‬

‫حيث غربت‪ ،‬فذلك "يوم ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل" الية‪.‬‬

‫ل تقبل هجرة الهاجرين والعدو يقاتلهم‬

‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا الكم بن نافع‪ ،‬حدثنا إساعيل بن عياش‪ ،‬عن ضمضم بن زرعة‪ ،‬عن شريح بن‬
‫عبيد‪ ،‬يرده إِل مالك بن عامر‪ ،‬عن ابن السعدي‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تنفع‬
‫الجرة ما دام العدو يقاتل"‪.‬‬
‫قال معاوية وعبد الرحن بن عوف‪ ،‬وعبد ال بن عمرو بن العاص أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬إن الجرة خ صلتان‪ ،‬إحداه ا أن ت جر ال شر‪ ،‬والخرى أن تا جر إل ال ور سوله‪ ،‬ول تنق طع ما‬

‫تقبلت التوبة‪ ،‬ول تزال التوبة مقبولة حت تطلع الشمس من الغرب‪ ،‬فإذا طلعت طبع على كل قلب با‬

‫فيصصصصصصصصصصصه‪ ،‬وكفصصصصصصصصصصصى الناس العمصصصصصصصصصصصل"‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وهذا إسصصصناد جيصصصد قوي ول يرجصصصه أحصصصد مصصصن أصصصصحاب الكتصصصب‪.‬‬

‫وف الديث الذي رواه المام أحد والترمذي‪ ،‬وصححه والنسائي وابن ماجه‪ ،‬من طريق عاصم ابن أب‬

‫منجود‪ ،‬عن زر بن حبيش‪ ،‬عن صفوان بن عسال‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن‬

‫ال فتصح بابا قبصل الغرب عرضصه سصبعون أو أربعون ذراعا للتوبصة‪ ،‬ل يغلق حتص تطلع الشمصس"‪.‬‬

‫فهذه الحاديث التواترة مع الية الكرية دليل على أن من أحدث إيانا أو توبة بعد طلوع الشمس من‬

‫مغربا ل يقبل منه‪ ،‬وإنا كان كذلك وال أعلم لن ذلك من أكب أشراط الساعة وعلماتا الدالة على‬

‫ُمص‬
‫ُونص إلّ أن تَأتَِيه ْ‬
‫اقتراباص ودنوهصا‪ ،‬فعومصل ذلك الوقصت معاملة يوم القيامصة كمصا قال تعال‪" :‬هَ ْل َينْطر َ‬

‫ض آيَا تِ رَبك َل َيْنفَ ُع َنفْسا إيَاُنهَا َل ْم تَكُ نْ‬


‫ض آيَا تِ ربك َيوْ َم يَأتِي َبعْ ُ‬
‫ك أ ْو يَأت َبعْ ُ‬
‫لئِ َك ُة أوْ يَأتِ يَ َربّ َ‬
‫ا َل َ‬

‫صصصصصصصصصصصصْ قَبْصصصصصصصصصصصصل"‪.‬‬
‫ص مِنص‬
‫صصصصصصصصصصص ْ‬
‫آ َمنَتص‬

‫ك َيْنفَ ُعهُ مْ إيَاُنهُ مْ‬


‫وقال تعال‪" :‬فَلًما رَأوْا بأ َسنَا قَالُوا آ ًمنّا بِاللّ ِه َوحْدَ ُه وَ َكفَ ْرنَا بِمَا كُنا بِ ِه مُشْرِكِيَ فَلَ ْم يَ ُ‬

‫ص َر هُنَالكصصَ الكَافِرُونصصَ"‪.‬‬
‫ص الّتصص َقدْ خَلتصصْ فصص ِعبَاده وخَسصِ‬
‫صّنةَ اللّهصِ‬
‫صنَا سصُ‬
‫لًمّصا رَأوْا بَأسصَ‬

‫شعُرُون"‪.‬‬
‫ص تَأِتَيهُمصصصْ َب ْغَتةً وهُمصصصْ َل يَ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬هَ ْل َينْظُرُونصصصَ إلّ السصصصّا َعةَ أنصص ْ‬

‫‪206‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد حكى البيهقي عن الاكم أنه قال‪ :‬أول اليات ظهورا خروج الدجال‪ ،‬ث نزول عيسى ابن مري‪ ،‬ث‬

‫فتح يأجوج ومأجوج‪ ،‬ث خروج الدابة‪ ،‬ث طلوع الشمس من مغربا‪ ،‬قال‪ :‬لنا إذا طلعت من مغربا‬

‫آ من من علي ها‪ ،‬فلو كان نزول عي سى بعد ها ل ي كن كافرا‪ ،‬وهذا الذي قاله ف يه ن ظر لن إيان أ هل‬

‫الرض يومئذ ل ينفع جيع هم ول ينفع نف سا إيان ا ل ت كن آم نت من ق بل‪ ،‬ف من أحدث إيانا أو توبة‬

‫يومئذ ل تق بل ح ت يكون مؤمنا أو تائبا ق بل ذلك‪ ،‬وكذلك قوله تعال ف ق صة نزول عي سى ف آ خر‬

‫ص أهْصصصل الْ ِكتَابصصصِ إِلّ َليُؤ ِمنَنّصصص بِصصصه َقبْلَ َموْتهصصصِ"‪.‬‬


‫ص مِنصص ْ‬
‫الزمان‪" :‬وإِنصص ْ‬

‫أي قبل موت عيسى وبعد نزوله يؤمن جيع أهل الكتاب به إيانا ضروريا بعن أنم يتحققون أنه عبد‬

‫ال ورسوله‪ ،‬فالنصران يعلم كذب نفسه ف دعواه فيه الربوبية والنبوة‪ ،‬واليهودي يعلم أنه نب رسول من‬

‫ال ل ولد ريبة كما كان الجرمون منهم يزعمون ذلك‪ ،‬فعليهم لعائن ال وغضبه الدرك‪.‬‬

‫ذكر الدخان الذي يكون قبل يوم القيامة‬

‫س هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ َرّبنَا اكْشِفْ َعنّا اْلعَذَابَ‬ ‫ب َيوْ َم تَأت السّما ُء بِدُخَا ٍن ُمبِي َيغْشَى النّا َ‬ ‫قال تعال‪" :‬فَا ْرتَ ِق ْ‬
‫جنُونٌ ِإنّا كَا ِشفُواْ‬
‫ِإنّا مُؤ ِمنُونَ َأنّى َلهُمُ الذّكْرَى وَقَدْ جَا َءهُمْ َرسُو ٌل مبِي ثَ ّم َتوَّلوْا َعنْهُ وَقَالُوا ُمعًلّ ٌم مَ ْ‬
‫ش َة ال ُكبْرَى ِإنّا ُمنَْتقِمُون"‪.‬‬
‫الْعَذَابِ قَلِيلً ِإنّكُ ْم عَائدُونَ َي ْو َم َنبْ ِطشُ اْلبَطْ َ‬

‫‪207‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد تكلمنا على تفسي هذه اليات ف سورة الدخان با فيه مقنع‪.‬‬
‫وقد نقل البخاري‪ ،‬عن ابن مسعود أنه فسر ذلك با كان لقريش من شدة الوع بسبب القحط الذي‬
‫دعا عليهم به رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان أحدهم يرى كأن فيما بينه وبي السماء دخانا من‬
‫شدة الوع‪ ،‬وهذا التفسي غريب جدا ول ينقل مثله عن أحد من الصحابة غيه‪.‬‬
‫وقد حاول بعض العلماء التأخرين رد ذلك ومعارضته با ثبت ف حديث أب شرية حذيفة بن أسيد‪:‬‬
‫"ل تقوم الساعة حت تروا عشر آيات فذكر فيهن الدجال والدخان والدابة‪ ،‬وكذلك ف حديث أب‬
‫هريرة‪" :‬بادروا بالعمال ستا" فذكر فيهن هذه الثلث‪ ،‬والديثان ف صحيح مسلم مرفوعان‪ ،‬والرفوع‬
‫مقدم على كل موقوف‪.‬‬
‫وف ظاهر القرآن ما يدل على وجود دخان من السماء يغشى الناس‪ ،‬وهذا أمر مقق عام وليس كما‬
‫ب َيوْمَ تأت السّماءُ‬
‫روي عن ابن مسعود أنه خيال ف أعي قريش من شدة الوع قال اللّه تعال‪" :‬فَا ْرتَ ِق ْ‬
‫بِدُخَا ٍن ُمبِي"‪.‬‬
‫ص ِإنّاص مُؤمِنُون"‪.‬‬
‫ص عَنّاص العَذاب َ‬ ‫أي واضصح جلي وليصس خيا ًل مصن شدة الوع‪َ " .‬ربّنصا اكْشِف ْ‬

‫أي ينادي أهل ذلك الزمان ربم بذا الدعاء‪ ،‬يسألون كشف هذه الشدة عنهم‪ ،‬فإنم قد آمنوا وارتقبوا‬

‫ما وعدوا من المور الغيب ية الكائ نة ب عد ذلك يوم القيا مة‪ ،‬ح يث ي كن رف عه‪ ،‬وي كن ا ستدراك التو بة‬

‫والِنابصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫وقد روى البخاري‪ ،‬عن ممد بن كثي‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬عن العمش ومنصور‪ ،‬عن أب الضحى‪،‬‬

‫عن م سروق قال‪ :‬بين ما ر جل يدث ف كندة قال‪ :‬ي يء دخان يوم القيا مة فيأ خذ بأ ساع النافق ي‬

‫وأب صارهم ويأ خذ الؤ من كهيئة الزكام‪ ،‬ففزع نا‪ ،‬فأتي نا ا بن م سعود قال‪ :‬وكان متكئا فغ ضب فجلس‬

‫‪208‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال‪ :‬يا أيها الناس‪ :‬من علم شيئا فليقل به‪ ،‬ومن ل يعلم فليقل‪ :‬ال أعلم‪ ،‬فإن من العلم أن يقول لا ل‬

‫يعلم‪ :‬ال أعلم‪ ،‬فإن ال قال ل نبيه صلى ال عل يه و سلم‪" :‬قُ ْل مَا أ سْألُكُ ْم عََليْ ِه مِ نْ أجْر وَمَا أنَا مِ نَ‬

‫الْ ُمتَكَّلمِيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫إن قريشا أبطأوا عن ال سلم‪ ،‬فد عا علي هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الل هم أع ن علي هم ب سبع‬

‫كسبع يوسف‪ ،‬فأخذتم سنة حت هلكوا فيها‪ ،‬وأكلوا اليتة والعظام‪ ،‬وحت كان الرجل يرى بينه وبي‬

‫الرض الدخان‪ ،‬فجاءه أبو سفيان فقال‪ :‬يا ممد جئت تأمر بصلة الرحم‪ ،‬وقومك قد هلكوا‪ ،‬فادع ال‬

‫ف عَنّا‬
‫ب َيوْ َم تَأت ال سّماءُ بِدُخّا ٍن ُمبِي يغْشىَ النّا سَ هذا عَذا بٌ ألِي مٌ َربّنا اكشِ ْ‬
‫فقرأ هذه الية‪" :‬فَا ْرَتقِ ُ‬

‫العَذَا بَ ِإنّا ُمؤْ ِمنُو نَ"‪ ،‬أفنكشف عنكم عذاب الخرة إذا جاء? لقد كشف عنهم عذاب الدنيا ث عادوا‬

‫ش َة اْلكُبْرَى"‪.‬‬
‫ص الْبَطْ َ‬
‫ص نَبْطِشصصصصصص ُ‬
‫إل كفرهصصصصصصصم فذلك قوله‪َ" :‬يوْمصصصصصص َ‬

‫فذلك يوم بدر‪ ،‬فسوف يكون لزاما‪" :‬ال غِلبَ تِ الرّو مُ ف أ ْدنَى الرْض َوهُ ْم مِ ْن َبعْ ِد غََلِبهِ مْ سََيغِْلبُونَ"‪.‬‬

‫قد مضى‪ ،‬فقد مضت الربع‪ ،‬وقد أخرجه البخاري أيضا‪ ،‬ومسلم‪ ،‬من حديث العمش‪ ،‬ومنصور به‬

‫نوه‪ ،‬وفص روايصة فقصد مضصى القمصر‪ ،‬والدخان‪ ،‬والروم‪ ،‬واللزام‪ ،‬وقصد سصاقه البخاري مصن طرق كثية‪،‬‬

‫‪209‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بألفاظ متعددة‪ ،‬وقول هذا القاص‪ :‬إن هذا الدخان يكون ق بل يوم القيا مة ل يس ب يد‪ ،‬و من ه نا ت سلط‬

‫عليه ابن مسعود بالرد‪ ،‬بل قبل يوم القيامة وجود هذا الدخان‪ ،‬كما يكون وجود هذه اليات ن الدابة‬

‫والدجال‪ ،‬والدخان‪ ،‬ويأجوج ومأجوج‪ ،‬كما دلت عليه الحاديث عن أب شرية‪ ،‬وأب هريرة‪ ،‬وغيها‬

‫من الصحابة‪ ،‬وكما جاء مصرحا به ف الديث الذي رواه‪ ،‬وأما النار الت تكون قبل يوم القيامة فقد‬

‫تقدم ف ال صحيح أن ا ترج من ق صر عدن ت سوق الناس إل الح شر‪ ،‬تبيت مع هم ح يث باتوا‪ ،‬وتق يل‬

‫معهم حيث قالوا‪ ،‬وتأكل من تلف منهم‪.‬‬

‫ذكر كثرة الصواعق عند اقتراب الساعة‬

‫قال الِمام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن م صعب‪ ،‬حدث نا عمارة‪ ،‬عن أ ب نضرة عن أ ب سعيد الدري‪ ،‬أن‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حت يأت الرجل القوم فيقول‬

‫من صعق قبلكم الغداة فيقولون‪ :‬صعق فلن وفلن وفلن"‪.‬‬

‫ذكر وقوع الطر الشديد قبل يوم القيامة‬

‫‪210‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الافظ أبو بكر البزار ف مسنده‪ ،‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا خالد‪ ،‬عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حت تطر ال سماء مطرا ل تكن منه بيوت‬

‫الدر ول تكصصصصصصصصصصن منصصصصصصصصصصه بيوت الشعصصصصصصصصصصر"‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ،‬حدثنا حاد‪ ،‬حدثنا علي بن زيد‪ ،‬عن خالد بن الويرث‪ ،‬عن عبد ال‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬اليات خرزات منظومات ف سلك‪ ،‬فانقطع السلك‪ ،‬فتبع‬

‫بعضها بعضا"‪ .‬انفرد به أحد‪.‬‬

‫ذكر أمور ل تقع الساعة حت يقع منها ما ل يكن قد وقع بعد‬

‫و قد تقدم ف الحاد يث ال سابقة من هذا ش يء كث ي‪ ،‬ولنذ كر شيئا آ خر من ذلك‪ ،‬ولنورد شيئا من‬

‫أشراط الساعة‪ ،‬وما يدل على اقترابا‪ ،‬وبال الستعان‪.‬‬

‫من علمات الساعة تطاول الناس ف البنيان‬

‫‪211‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫تقدم ما رواه البخاري‪ ،‬عن أب اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن‬

‫النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حت يتطاول الناس ف البنيان‪ ،‬ول تقوم الساعة حت تقتتل‬

‫فئتان عظيمتان تكون بينه ما مقتلة عظي مة‪ ،‬دعواه ا واحدة‪ ،‬ول تقوم ال ساعة ح ت يق بض العلم وتك ثر‬

‫الزلزل‪ ،‬ويتقارب الزمان وتكثر الفت ويكثر الرج‪ ،‬ول تقوم الساعة حت يبعث دجالون كذابون قريب‬

‫من ثلثي كلهم يزعم أنه رسول ال‪ ،‬ول تقوم الساعة حت ير الرجل بقب الرجل فيقول ليتن مكانك‬

‫ول تقوم الساعة حت تطلع الشمس من مغربا فإذا طلعت ورآها الناس‪ ،‬آمنوا أجعون‪ ،‬وذلك حي ل‬

‫ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف إيانا خيا ول تقوم الساعة حت يكثر فيكم الال‬

‫صصصصصصصه"‪.‬‬
‫صصصصصصصن يقبله منص‬
‫صصصصصصصم رب الال مص‬
‫صصصصصصص يهص‬
‫حتص‬

‫ورواه مسصصصصصلم مصصصصصن وجصصصصصه آخصصصصصر عصصصصصن أبصصصصص هريرة‪.‬‬

‫وتقدم الد يث عن أ ب هريرة‪ ،‬وأ ب بريدة وأ ب بكرة وغي هم ر ضي ال عن هم‪" :‬ل تقوم ال ساعة ح ت‬

‫تقاتلوا الترك عراض الوجوه ذلف النوف كأن وجوه هم الجان الطر قة ينتعلون الش عر"‪ .‬الد يث و هم‬

‫بنو قنطورا وهي جارية الليل عليه الصلة والسلم‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫من علمات الساعة قلة العلم وكثرة الهل وانتشاره‬

‫وف الصحيحي من حديث شعبة عن قتادة‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن‬

‫من أشراط الساعة أن يرفع العلم‪ ،‬ويظهر الهل‪ ،‬ويفشو الزن‪ ،‬وتشرب المر‪ ،‬ويذهب الرجال‪ ،‬وتبقى‬

‫النساء حت يكون لمسي امرأة قيم واحد"‪.‬‬

‫من علمات الساعة أن تفيض أرض العرب بالي والثراء والذهب‬

‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل‬

‫تذ هب اليام والليال ح ت تعود أرض العرب مروجا وأنارا‪ ،‬وح ت ي سر الفرات عن ج بل من ذ هب‬

‫فيقتتلون عل يه‪ ،‬فيق تل من كل مائة ت سعة وت سعون‪ ،‬وبن حو وا حد" وأخر جه م سلم من و جه آ خر عن‬

‫سهيل‪.‬‬

‫إشارة نبوية ال ردة بعض العرب عن السلم قبل قيام الساعة‬

‫وروى البخاري عن أب اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬وأخرج مسلم من حديث معمر كلها عن الزهري‪ ،‬عن‬
‫سعيد‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حت تضطرب أليات‬
‫‪213‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫النساء دوس حول ذي اللصة طاغية دوس الذي كانوا يعبدون ف الاهلية"‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم من حديث السود بن العلء‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ل يذهب الليل والنهار حت تعبد اللت والعزى"‪.‬‬
‫فقلت يا رسول ال‪ :‬إن كنت لظن حي أنزل ال‪ُ " :‬ه َو الّذِي أ ْرسَلَ َرسُولَهُ بِاْلهُدَى وَدين الْحقّ ِليُ ْظهِ َرهُ‬
‫شرِكُون"‪.‬‬ ‫عَلَى الدّين كُلّهِ وََلوْ َك ِرهَ الْمُ ْ‬
‫أن ذلك تام‪ ،‬فقال‪" :‬إنه سيكون من ذلك ما شاء ال ث يبعث ال ريا طيبة يتوف با كل من كان ف‬
‫قلبه مثقال حبة خردل من إيان‪ .‬فيبقى من ل خي فيه فيجعون إل دين آبائهم"‪.‬‬
‫روى جزء النصاري‪ ،‬عن حيد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن عبد ال بن سلم سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"ما أول أشراط الساعة? فقال‪" :‬نار تشر الناس من الشرق إل الغرب"‪ .‬الديث بتمامه‪.‬‬
‫ورواه البخاري من حديث حيد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬وف حديث أب زرعة عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كان يوما بارزا للناس إذ أتاه أعراب فسأله عن الِيان‪ ،‬الديث إل أن قال‪ :‬يا رسول ال‬
‫فمت الساعة? فقال‪" :‬ما السؤول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها‪ ،‬إذا ولدت المة‬
‫ربتها‪ .‬وإذا كان الفاة العراة العالة رعاء الشاة رؤوس الناس‪ ،‬فذاك من أشراطها ف خس ل يعلمهن إل‬
‫سبُ‬ ‫س مَاذَا تَكْ ِ‬
‫ال ث قرأ‪ِ" :‬إنّ اللّ َه عنده عِ ْلمُ السّا َع ِة َوُينَزّ ُل الغَْيثَ َويَعَْل ُم مَا فِي الرْحَام َومَا تدْرِي َن ْف ٌ‬
‫غَدَا َومَا تَ ْدرِي َنفْسن بِأَيّ أرْض تَمُوتُ إِنّ اللّه عَلِيم َخبِي"‪.‬‬
‫ث انصرف الرجل‪ ،‬فقال‪" :‬ردوه عليّ "‪ ،‬فلم يروا شيئا‪ ،‬فقال‪" :‬هذا جبيل جاء ليعلم الناس أمور‬
‫دينهم"‪ .‬أخرجاه ف الصحيحي‪.‬‬
‫وعند مسلم عن عمر بن الطاب نو من هذا بأبسط منه‪.‬‬
‫فقوله عليه الصلة والسلم‪" :‬أن تلد المة ربتها"‪ ،‬يعن به أن الماء تكون ف آخر الزمان هن الشار‬

‫إليهن بالشمة فتكون المة تت الرجل الكبي دون غيها من الرائر‪ ،‬ولذا قرن ذلك بقوله‪" :‬وأن ترى‬

‫‪214‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الفاة العراة العالة يتطاولون فص البنيان" يعنص بذلك أنمص يكونون رؤوس الناس‪ ،‬قصد كثرت أموالمص‪،‬‬

‫وامتدت وجاهتهم‪ ،‬ليس لم دأب ول هة إل التطاول ف البناء‪.‬‬

‫من علمات الساعة تكثف الدنيا عند من ل خلق له ول دين‬

‫وهذا كما ف الديت التقدم‪" :‬ل تقوم الساعة حت يكون أحظى الناس بالدنيا لكع بن لكع"‪.‬‬

‫من علمات الساعة إسناد المور لغي أربابا‬

‫وفصص الديصصث الخصصر‪" :‬إذا وسصصد المصصر إل غيصص أهله فانتظصصر السصصاعة"‪.‬‬

‫وفصص الديصصث الخصصر‪" :‬ل تقوم السصصاعة حتصص يسصصود كصصل قصصبيلة رذالاصص"‪.‬‬

‫و من ف سر هذا بكثرة ال سراري لكثرة الفتوحات‪ ،‬ف قد كان هذا ف صدر هذه ال مة كبي جدا‪ ،‬ول يس‬

‫صصصا‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬


‫صصص لوقتهص‬
‫صصصاعة التاخةص‬
‫صصصن أشراط السص‬
‫صصصفة مص‬
‫هذا بذه الصص‬

‫وقال الافظ أبو بكر البيهقي ف كتاب البعث والنشور‪ :‬أخبنا أبو عبد ال الافظ وأبو زكريا بن أب‬

‫إسحاق قال‪ :‬حدثنا عبد الباقي بن قانع الافظ حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم العسكري‪ ،‬حدثنا سيف‬

‫‪215‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بن مسكي‪ ،‬حدثنا البارك بن فضالة‪ ،‬عن السن‪ ،‬قال‪ :‬خرجت ف طلب العلم‪ ،‬فقدمت الكوفة فإذا أنا‬

‫بعبد ال بن مسعود‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبا عبد الرحن هل للساعة من علم تعرف به فقال‪ :‬سألت رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم عن ذلك فقال‪" :‬إن من أشراط الساعة أن يكون الولد غليظا والطر قيظا وتفشو‬

‫السصرار‪ ،‬وي صدق الكاذب‪ ،‬ويؤت ن الائن‪ ،‬ويون الم ي‪ ،‬وي سود كل قبيلة منافقو ها و كل سوق‬

‫فجارها‪ ،‬وتزخرف الحاريب‪ ،‬وترب القلوب‪ ،‬ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويرب عمران‬

‫الدن يا‪ ،‬ويع مر خراب ا‪ ،‬وتظ هر الفت نة‪ ،‬وأ كل الر با‪ ،‬وتظ هر العازف والكنوز‪ ،‬وتشرب ال مر‪ ،‬وتك ثر‬

‫الشرط‪ ،‬والغمازون‪ ،‬والمازون" ث قال البيه قي‪ :‬هذا إ سناد ف يه ض عف إل أن أك ثر ألفا ظه قد روي‬

‫بأسصصصصصصصصصصصصانيد أخصصصصصصصصصصصصر متفرقصصصصصصصصصصصصة‪.‬‬

‫قلت‪ :‬قد تقدم ف أول هذا الكتاب فصل‪ ،‬فيه ما يقع من الشرور ف آخر الزمان‪ ،‬وفيه شواهد كثية لذا‬

‫الديث‪.‬‬

‫من علمات الساعة إضاعة المانة‬

‫‪216‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وف صحيح البخاري من حديث عطاء بن يسار‪ ،‬عن أب هريرة أن أعرابيا سأل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم مت الساعة فقال‪" :‬إذا ضيعت المانة فانتظر الساعة‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬وكيف إضاعتها?‬
‫قال إذا وسد المر إل غي أهله فانتظر الساعة"‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن أب وائل‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬وأحسبه‬
‫رفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬بي يدي الساعة أيام الرج أيام يزول فيها العلم ويظهر فيها‬
‫الهل"‪ .‬فقال أبو موسى‪ :‬الرج بلسان اليش القتل‪.‬‬
‫وروى الِمام أحد عن أب اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن عبد ال بن أب حسي‪ ،‬عن شهر‪ ،‬عن أب سعيد أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حت يرج الرجل من عند أهله فيخبه شراك نعله‬
‫أو سوطه أو عصاه با أحدث أهله بعده"‪.‬‬
‫وروى أيضا عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن القاسم بن الفضل الداي‪ ،‬عن أب نضرة عن أب سعيد عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬والذي نفسي بيده ل تقوم الساعة حت تكلم السباع الِنس‪ ،‬وتكلم‬
‫الرجل عذبة سوطه‪ ،‬وشراك نعله‪ ،‬ويبه فخذه با أحدث أهله بعده"‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حاد‪ ،‬هو ابن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬كنا نتحدث أنه‬
‫ل تقوم الساعة حت ل تطر السماء‪ ،‬ول تنبت الرض‪ ،‬وحت يكون لمسي امرأة القيم الواحد‪ ،‬وحت‬
‫إن الرأة لتمر بالبعل‪ ،‬فينظر إليها فيقول‪ :‬لقد كان لذا الرأة رجل‪.‬‬
‫قال الِمام أحد ذكره حاد مرة هكذا وقد ذكره عن ثابت‪ ،‬عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم بل‬
‫شك فيه‪ ،‬وقد قال أيضا عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم فيما يسب إسنادا جيدا ول يرجوه‬
‫من هذا الوجه‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا هشام‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس بن مالك يرفع الديث‪" :‬ل تقوم‬
‫الساعة حت يرفع العلم‪ ،‬ويظهر الهل‪ ،‬ويقل الرجال‪ ،‬وتكثر النساء‪ ،‬وحت يكون قيم خسي امرأة‬
‫رجل واحد"‪ .‬تقدم له شاهد ف الصحيح‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬أخبن أنس بن مالك أن رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم خر جِ حي زاغت الشمس فصلّى الظهر‪ ،‬فلما سلم قام على النب‪ ،‬فذكر الساعة‪،‬‬

‫وذكر أن بي يديها أمورا عظاما وذكر تام الديث‪.‬‬

‫إشارة نبوية ال نزع البكة من الوقت قبل قيام الساعة‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬وأبو كامل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا زهي‪ ،‬حدثنا سهيل بن أب صال‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬

‫عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حت يتقارب الزمان‪ ،‬فتكون‬

‫ال سنة كالش هر‪ ،‬والم عة كاليوم‪ ،‬ويكون اليوم كال ساعة‪ ،‬وتكون ال ساعة كاحتراق ال سعفة" وال سعفة‬

‫الوصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة‪.‬‬

‫صصصصصصلم‪.‬‬
‫صصصصصصناد على شرط مسص‬
‫صصصصصصم سصصصصصصهيل أن هذا الِسص‬
‫زعص‬

‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال‪ ،‬حدثنا كامل‪ ،‬عن أب صال عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لن تذهب الدنيا حت تصي لكع بن لكع"‪ .‬إسناده جيد قوي‪.‬‬

‫من علمات الساعة نطق الرويبضة‬

‫‪218‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أح د‪ :‬حدث نا يو نس‪ ،‬وشر يح‪ ،‬قال‪ :‬حدث نا فل يح‪ ،‬عن سعيد بن ع بد ال بن ال سباق‪ ،‬عن أ ب‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ق بل ال ساعة سنون خدا عة‪ ،‬يكذب في ها ال صادق‪،‬‬

‫ويصصدق فيهصا الكاذب ويون فيهصا الميص‪ ،‬ويؤتنص فيهصا الائن‪ ،‬وينطصق فيهصا الرويبضصة"‪.‬‬

‫قال شريصصح‪ :‬وينظصصر فيهصصا الرويبضصصة‪ ،‬وهذا إسصصناد جيصصد ول يرجوه مصصن هذا الوجصصه‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا هودة‪ ،‬حدثنا عوف‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن النب صلى ال عليه‬

‫وسصلم قال‪" :‬إن مصن أشراط السصاعة أن يرى رعاء الشاة رؤوس الناس‪ ،‬وأن ترى الفاة العراة الوع‬

‫يتبارون فص البناء‪ ،‬وأن تلد المصة ربتهصا أو رباص"‪ .‬وهذا إسصناد جيصد ل يرجوه مصن هذا الوجصه‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عمار بن ممد‪ ،‬عن الصلت بن قوتب‪ ،‬عن أب هريرة قال سعت رسول ال صلى ال‬

‫عليصه وسصلم يقول‪" :‬ل تقوم السصاعة حتص ل تنطصح ذات قرن جاء"‪ .‬تفرد بصه أحدص ول بأس بإسصناده‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا يي بن عجلن‪ ،‬سعت أب يدث‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حت يقبض العلم‪ ،‬ويظهر الهل‪ ،‬ويكثر الرج‪ ،‬قيل وما الرج? قال‪ :‬القتل"‪.‬‬

‫تفرّد بصصصصصصصه أحدصصصصصصص وهصصصصصصصو على شرط مسصصصصصصصلم‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن هام‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حت يكثر فيكم الال‪ ،‬فيفيض حت يهم رب الال من يقبل منه صدقة ماله‪،‬‬

‫وح ت يق بض العلم‪ ،‬ويقترب الزمان‪ ،‬وتظ هر الف ت ويك ثر الرج" قالوا‪ :‬الرج أي ا يا ر سول ال? قال‪:‬‬

‫القتصصصصصصصصصصصصصصصصصصصل القتصصصصصصصصصصصصصصصصصصصل"‪.‬‬

‫قال رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬ل تقوم السصاعة حتص تقتتصل فئتان عظيمتان‪ ،‬دعواهاص واحدة‪،‬‬

‫وتكون بينهمصصصصصصصصصصصصصصصصا مقتلة عظيمصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حت يبعث دجالون كذابون قريب من ثلثي‪،‬‬

‫كلهصصصصصصصصم يزعصصصصصصصصم أنصصصصصصصصه رسصصصصصصصصول ال"‪.‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حت تطلع الشمس من مغربا‪ ،‬فإذا طلعت ورآها‬

‫الناس آمنوا أجعون‪ ،‬وذلك حي ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف إيانا خيا"‪.‬‬

‫وهذا ثابصصصصصصصصصصصت فصصصصصصصصصصص الصصصصصصصصصصصصحيح‪.‬‬

‫وقال الا فظ أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا أح د بن م مد‪ ،‬حدث نا القا سم بن ال كم‪ ،‬عن سليمان بن داود‬

‫‪220‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫اليما مي‪ ،‬عن ي ي بن أ ب كث ي‪ ،‬عن أ ب سلمة‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬

‫"والذي بعثن بالق ل تنقضي هذه الدنيا حت يقع بم السف‪ ،‬والقذف‪ ،‬والسخ‪ ،‬قالوا‪ :‬ومت ذلك يا‬

‫رسصول ال? قال‪ :‬إذا رأيصت النسصاء ركبص الفروج‪ ،‬وكثرت القينات‪ ،‬وكثرت شهادة الزور‪ ،‬واسصتغن‬

‫صصصصصصصصصصصصصصاء"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصاء بالنسص‬
‫الرجال بالرجال‪ ،‬والنسص‬

‫وروى الطبان‪ :‬من حديث كثي بن مرة‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫صصص الحلم"‪.‬‬
‫صصاعة أن تعزب العقول‪ ،‬وتنقص‬
‫صصن علمات السص‬
‫"إن مص‬

‫وقال الِمام أح د‪ :‬حدث نا أ بو أح د الزبيي‪ ،‬حدث نا بش ي بن سليمان‪ ،‬و هو أ بو إ ساعيل‪ ،‬عن سيار أ ب‬

‫الكم‪ ،‬عن طارق بن شهاب‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند عبد ال بن مسعود جلوسا فجاء رجل فقال‪ :‬قد أقيمت‬

‫الصلة‪ ،‬فقام وقمنا معه‪ ،‬فلما دخلنا السجد رأينا الناس ركوعا ف مقدم السجد‪ ،‬فكبّر وركع‪ .‬فكبنا‬

‫وركعنا‪ ،‬ث سجد‪ ،‬وسجدنا‪ ،‬ث سلم‪ ،‬وسلمنا‪ ،‬وصنعنا مثل الذي صنع‪ ،‬فمر رجل يسرع فقال‪ :‬عليك‬

‫السلم يا أبا عبد الرحن‪ ،‬فقال‪ :‬صدق ال‪ ،‬وبلغ رسوله‪ ،‬فلما صلينا ورجعنا‪ ،‬دخل إل أهله وجلسنا‪،‬‬

‫فقال بعض نا لب عض‪ :‬أ ما سعتم رده على الر جل صدق ال وبلغ ر سولهَ‪ .‬أي كم ي سأله‪ .‬فقال طارق‪ :‬أ نا‬

‫‪221‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أ سأله‪ ،‬ف سأله ح ي خرج‪ ،‬فذ كر عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪" :‬إن ب ي يدي ال ساعة ت سليم‬

‫الا صة‪ ،‬وف شو التجارة‪ .‬ح ت تع ي الرأة زوج ها على التجارة‪ ،‬وق طع الرحام‪ ،‬وشهادة الزور‪ ،‬وكتمان‬

‫شهادة القصصصصصصصصصصصصصصصص‪ ،‬وظهور الهصصصصصصصصصصصصصصصصل"‪.‬‬

‫روى أحد عن عبد الرزاق عن بشي عن يسار‪ :‬أبو الكم ل يرو عن طارق شيئا‪.‬‬

‫صفة أهل آخر الزمان‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا هام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ل تقوم ال ساعة ح ت يأ خذ ال شريع ته من أ هل الرض‪،‬‬

‫صصصصصصة ل يعرفون معروفا‪ ،‬ول ينكرون منكرا"‪.‬‬


‫صصصصصصا عجاجص‬
‫صصصصصصى فيهص‬
‫فيبقص‬

‫وحدثنا عفان‪ ،‬حدثنا هام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬يرفعه‪ ،‬وقال‪" :‬حت يأخذ ال‬

‫شريعته من الناس"‪.‬‬

‫إن من البيان لسحرا‬

‫‪222‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا قيس‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن عبيدة السلمان‪ ،‬عن عبد‬

‫ال بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن من البيان سحرا‪ ،‬وشرار الناس‬

‫الذين تدركهم الساعة وهم أحياء‪ ،‬والذين يتخذون قبورهم مساجد"‪ .‬وهذا إسناد صحيح‪ ،‬ول يرجوه‬

‫من هذا الوجه‪.‬‬

‫الساعة ل تقوم إل على شرار الناس‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا بز‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬حدثنا علي بن القمر‪ ،‬سعت أبا الحوص حدث عن عبد‬

‫ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة إل على شرار الناس" ورواه مسلم‪ ،‬عن‬

‫إبراهيم بن حرب‪ ،‬عن عبد الرحن بن مهدي‪ ،‬عن سفيان‪.‬‬

‫قبيل قيام الساعة تدر آدمية النسان‬

‫‪223‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫و قد تقدم ف الحاد يث ال سابقة‪" :‬أ نه ت قل الرجال‪ ،‬وتك ثر الن ساء‪ ،‬ح ت يكون لم سي امرأة الق يم‬

‫صصافد البهائم"‪.‬‬
‫صصا تتسص‬
‫صص الطرقات كمص‬
‫صصافدون فص‬
‫صص يتسص‬
‫صصه‪ .‬وأنمص‬
‫صصد يلذن بص‬
‫الواحص‬

‫وقد أوردناها بأسانيدها‪ ،‬وألفاظها‪ ،‬با أغن عن إعادتا ها هنا‪ ،‬ول المد‪.‬‬

‫ل تقوم الساعة على موحد‬

‫وقال الِمام أح د‪ :‬حدث نا عفان‪ ،‬حدث نا حاد‪ ،‬أخب نا ثا بت عن أ نس‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال‬

‫عليصصصه وسصصصلم‪" :‬ل تقوم السصصصاعة حتصصص ل يقال فصصص الرض ل إله إل ال"‪.‬‬

‫ورواه م سلم‪ ،‬عن زه ي بن حرب‪ ،‬عن عفان به‪ ،‬ولف ظه‪" :‬ل تقوم ال ساعة حت ل يقال ف الرض ال‬

‫ال"‪.‬‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة على أحد يقول ال ال"‪ .‬وكذا رواه مسلم‪ ،‬عن عبد بن حيد‪ ،‬عن عبد‬

‫الرزاق وقال أحد‪ :‬وحدثنا ابن عدي‪ ،‬عن حيد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"ل تقوم السصصصاعة حتصصص ل يقال فصصص الرض ال ال"‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وهذا إسناد ثلثي على شرط الصحيحي‪ ،‬وإنا رواه الترمذي‪ ،‬عن بندار‪ ،‬عن ممد بن عبد ال بن أب‬

‫عدي‪ ،‬عن ح يد‪ ،‬عن أ نس‪ ،‬مرفوعا‪ ،‬وقال‪ :‬ح سن‪ ،‬ث رواه م مد بن الث ن‪ ،‬عن خالد الارث‪ ،‬عن‬

‫حيد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬موقوفا قال‪ :‬وهذا أصح من الول‪.‬‬

‫ل تقوم الساعة إل على من ل ينكر منكرا ول يأمر بعروف‬

‫وفصص معنصص قوله صصصلى ال عليصصه وسصصلم‪" :‬حتصص ل يقال فصص الرض ال ال"‪.‬‬

‫قولن‪ :‬أحده ا‪ :‬أن معناه أن أحدا ل ين كر منكرا‪ ،‬يع ن ل يز جر أ حد أحدا إذا رآه قد تعا طى منكرا‪،‬‬

‫وعبّر عصن ذلك بقوله‪" :‬حتص ل يقال ال ال" كمصا تقدم فص حديصث عبصد ال بصن عمرو‪" :‬فيبقصى فيهصا‬

‫عجاجصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة ل يعرفون معروفا ول ينكرون منكرا"‪.‬‬

‫والقول الثان‪ :‬حت ل يذكر ال ف الرض‪ ،‬ول يعرف اسه فيها‪ ،‬وذلك عند فساد الزمان‪ ،‬ودمار نوع‬

‫النسان‪ ،‬وكثرة الكفر‪ ،‬والفسق والعصيان‪ ،‬وهذا كما ف الديث الخر‪" :‬ل تقوم الساعة حت ل يقال‬

‫ف الرض ل إله إل ال"‪.‬‬

‫شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء‬

‫‪225‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وكما تقدم ف الديث الخر‪" :‬إن الشيخ الكبي يقول‪ :‬أدركت الناس وهم يقولون‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬ث‬

‫يتفاقم المر ويتزايد الال‪ ،‬حت يترك ذكر ال ف الرض‪ ،‬وينسى بالكلية‪ ،‬فل يعرف فيها وأولئك شرار‬

‫الناس وعليهصصصصصصصصصصصصصصصصم تقوم السصصصصصصصصصصصصصصصصاعة"‪.‬‬

‫صصصصاعة إل على شرار الناس"‪.‬‬


‫صصصصث‪" :‬ول تقوم السص‬
‫كمصصصصصا تقدم فصصصصص الديص‬

‫صصم أحياء"‪.‬‬
‫صصاعة وهص‬
‫صصم السص‬
‫صصن تدركهص‬
‫صصر‪" :‬وشرار الناس الذيص‬
‫صصظ الخص‬
‫صص اللفص‬
‫وفص‬

‫وف حديث عبد العزيز بن صهيب‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل يزداد الناس إل شحا‪،‬‬

‫ول يزداد الزمان إل شدة‪ ،‬ول تقوم السصصصصصصصصصصصصصصصصاعة إل على شرار الناس"‪.‬‬

‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يقول‪" :‬يا عائشة‪ :‬قومك أسرع أمت لاقا ب‪،‬‬

‫قالت‪ :‬فلما جلس قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬جعلن ال فداك‪ ،‬لقد دخلت وأنت تقول كلماَ أذعرن قال‪ :‬وما‬

‫هو? قالت‪ :‬تزعم أن قومي أسرع أمتك لاقا بك‪ .‬قال‪ :‬نعم قالت‪ :‬وعم ذاك? قال‪ :‬تستجلبهم النايا‪.‬‬

‫قالت‪ :‬فقلت‪ :‬وكيصف الناس بعصد ذلك? قال‪" :‬دبا يأكصل شداده ضعافصه‪ ،‬حتص تقوم عليهصم السصاعة"‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫والدبا النادب الت ل تنبت أجنحتها‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬

‫قرب الساعة‬

‫ذكر طرق حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم "بعثت أنا والساعة كهاتي"‬

‫رواية عن أنس بن مالك‪ ،‬رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو الغية‪ ،‬حدثنا الوزاعي‪ ،‬حدثنا إساعيل بن عبيد ال يعن بن أب الهاجر‬

‫الدمشقي قال‪ :‬قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد اللك فسأله‪ :‬ماذا سعت من رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم من كلم يذكر به الساعة? قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬أنتم والساعة‬

‫كهاتي"‪ .‬تفرّد به أحد من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا هاشم عن شعبة‪ ،‬عن أب التياح‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وحزة‪ ،‬وهو ابن عمرو الضب‪ ،‬أنم سعوا‬

‫صاعة هكذا"‪.‬‬
‫صا والسص‬
‫صت أنص‬
‫صلم "بعثص‬
‫صه وسص‬
‫صلى ال عليص‬
‫صب صص‬
‫صن النص‬
‫صن مالك يقول عص‬
‫صس بص‬
‫أنص‬

‫‪227‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وأشار بالسبابة والوسطى‪ ،‬وأخرجه مسلم من حديث شعبة‪ ،‬عن حزة الضب‪ ،‬هذا وأب التياح‪ ،‬كلها‬

‫عصصصصصصصصصصصصصن أنصصصصصصصصصصصصصس بصصصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫روى الِمام أحد‪ :‬عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ممد بن إسحاق عن زياد بن أب زياد‬

‫الد ن‪ ،‬عن أنس بن مالك أ نه قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬بعثت أنا والساعة‬

‫كهاتيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫ومد إصبعيه السبابة والوسطى‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن أب التياح‪ ،‬سعت أنس بن مالك يروي أن رسول‬

‫ال صصلى ال عليصه وسصلم قال‪" :‬بعثصت أنصا والسصاعة كهاتيص"‪ .‬وبسصط إصصبعيه السصبابة والوسصطى‪.‬‬

‫وأخرجاه ف الصحيحي‪ ،‬من حديث شعبة‪ ،‬عن أب التياح يزيد بن حيد‪ ،‬وزاد مسلم‪ ،‬وحزة الضب‪،‬‬

‫عن أنس به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪228‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"بعثصصصصت أنصصصصا والسصصصصاعة كهاتيصصصص"‪ .‬وأشار بالوسصصصصطى والسصصصصبابة‪.‬‬

‫وأخرجصصصه البخاري‪ ،‬ومسصصصلم‪ ،‬والترمذي‪ ،‬مصصصن حديصصصث شعبصصصة بصصصه‪.‬‬

‫وف رواية لسلم‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وأب التياح‪ ،‬كلها عن أنس به‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫قال مسلم ف صحيحه‪ ،‬حدثنا أبو غسان مالك بن عبد الواحد‪ ،‬حدثنا معتمر بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫معبد بن بلل العزى‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬بعثت أنا والساعة‬

‫كهاتي"‪ .‬تفرّد به مسلم‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد ال رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا مصعب بن سلم‪ ،‬حدثنا جعفر‪ ،‬هو ابن ممد بن علي بن السي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫جابر بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فحمد ال‪ ،‬وأثن عليه با هو أهله‪ ،‬ث‬

‫قال‪" :‬أ ما ب عد‪ :‬فإن أ صدق الد يث كتاب ال‪ ،‬وإن أف ضل الدي هدي م مد‪ ،‬و شر المور مدثات ا‪،‬‬

‫وكصصصصصصصصصصصصصصصصصصل بدعصصصصصصصصصصصصصصصصصصة ضللة"‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ث ير فع صوته‪ ،‬وت مر وجنتاه‪ ،‬ويش تد غض به‪ ،‬إذ ذ كر ال ساعة‪ ،‬كأ نه منذر ج يش‪ ،‬ث يقول‪" :‬أتت كم‬

‫الساعة‪ ،‬بعثت أنا والساعة هكذا"‪ .‬وأشار بإصبعه السبابة والوسطى‪" .‬صبحتكم الساعة ومستكم"‪ .‬وقد‬

‫رواه م سلم‪ ،‬والن سائي‪ ،‬وا بن ما جه‪ ،‬من طرق عن جع فر بن م مد به‪ ،‬وع ند م سلم قال‪" :‬بع ثت أ نا‬

‫والساعة كهاتي"‪.‬‬

‫رواية سهل بن سعد رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا سعيد بن منصور‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬واللفظ حدثنا يعقوب‪ ،‬عن ابن عبد‬

‫الرحن‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬أنه سع سهلً يقول‪ :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم يشي بإصبعيه اللتي تليان‬

‫الِبام‪ ،‬وها السبابة والوسطى‪ ،‬وهو يقول‪" :‬بعثت أنا والساعة هكذا"‪ .‬تفرّد به مسلم‪.‬‬

‫رواية أب هريرة رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو هشام‪ ،‬حدثنا أبو بكر حدثنا ابن حصي‪ ،‬عن ابن أب صال‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬بعثصت أنصا والسصاعة كهاتيص" وضصم أصصابعه‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد روى البخاري‪ :‬عن يي بن يوسف‪ ،‬عن أب بكر بن عباس‪ ،‬عن أب حصي عثمان بن عاصم‪ ،‬عن‬

‫أ ب صال ذكوان‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬بع ثت أ نا وال ساعة كهات ي"‪.‬‬

‫ث قال البخاري‪ :‬وتابعه إسرائيل‪ :‬ورواه ابن ماجة عن هناد بن السري‪ ،‬وأبو هاشم الرفاعي‪ ،‬عن أب‬

‫صصصصبعيه‪.‬‬
‫صصصص إصص‬
‫صصصص بيص‬
‫صصصصه‪ ،‬وقال‪ :‬وجعص‬
‫صصصصن عياش‪ .‬بص‬
‫صصصصر بص‬
‫بكص‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ ،‬حدثنا أبو مسلم عبد الرحن بن يونس‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن إساعيل بن أب‬

‫خالد‪ ،‬عن قيس بن أب حازم‪ ،‬عن أب جبية بن الضحاك رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليصصصصصه وسصصصصصلم‪" :‬بعثصصصصصت فصصصصص قسصصصصصم السصصصصصاعة"‪.‬‬

‫يقول‪ :‬حي بدت ف أول وقتها‪ ،‬وهذا إسناد جيد‪ ،‬وليس هو ف شيء من الكتب‪ ،‬ول رواه أحد بن‬

‫حنبل‪ ،‬وإنا روي لب جبية حديث آخر ف النهي عن التنابز باللقاب‪.‬‬

‫حديث ف قرب يوم القيامة بالنسبة إل ما سلف من الزمنة‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬أخبنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬أخبن سال بن عبد ال‪ ،‬أن عبد ال‬

‫بن عمر قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو قائم على النب يقول‪" :‬إنا بقاؤكم فيما سلف‬

‫‪231‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قبلكم من المم كما بي صلة العصر إل غروب الشمس‪ ،‬أعطى أهل التوراة التوراة‪ ،‬فعملوا با حت‬

‫إذا انتصف النهار عجزوا‪ ،‬فأعطوا قياطا‪ ،‬ث أعطى أهل الِنيل الِنيل‪ ،‬فعملوا به حت صلة العصر‪،‬‬

‫فأعطوا قياطا قياطا‪ ،‬ث أعطيتم القرآن‪ ،‬فعملتم به حت غربت الشمس‪ ،‬فأعطيتم قياطي قياطي‪ ،‬فقال‬

‫ل وأكثر أجرا‪ ،‬فقال‪ :‬هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا‪:‬‬


‫أهل التوراة والِنيل‪ ،‬ربنا هؤلء أقل عم ً‬

‫ل‪ ،‬قال‪ :‬فذاك فضلي أوليصصصه مصصصن أشاء"‪ .‬وهكذا رواه البخاري عصصصن أبصصص اليمان‪.‬‬

‫وللبخاري من حديث سفيان الثوري‪ ،‬عن عبد ال بن دينار‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلمِ‪" :‬إنا أجلكم ف أجل من خل من المم قبلكم كما بي صلة العصر ومغرب الشمس‬

‫ومثلكم ومثل اليهود والنصارى"‪ .‬فذكر الديث بتمامه وطوله‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال الِمام أح د‪ :‬حدث نا الف ضل بن دك ي‪ :‬حدث نا شر يك‪ ،‬قال‪ :‬سعت سلمة بن كه يل يدث عن‬

‫ماهد‪ ،‬قال‪ :‬كنا جلوسا عند النب صلى ال عليه وسلم والشمس على قعيقعان بعد العصر فقال‪" :‬ما‬

‫‪232‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أعماركم ف أعمار من مضى إل كما بقي من النهار فيما مضى منه" تفرّد به أحد‪ ،‬وهذا إسناد حسن‬

‫ل بأس به‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن عمر‪ ،‬حدثن كثي بن زيد‪ ،‬عن الطلب بن عبد ال‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪،‬‬

‫أنه كان واقفا بعرفات‪ ،‬فنظر إل الشمس حت نزلت مثل الترس للغروب‪ ،‬فبكى‪ ،‬واشتد بكاؤه‪ ،‬فقال له‬

‫رجل عنده‪ :‬يا أبا عبد الرحن قد وقفت معي مرارا فلم تصنع هذا? فقال‪" :‬أيها الناس ل يبق من دنياكم‬

‫فيما مضى منها‪ ،‬إل كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه"‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يونس بن حاد‪ ،‬يعن ابن عمر‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أل إن مثل آجالكم ف آجال المم قبلكم كما بي صلة العصر إل‬
‫مغربان الشمس"‪.‬‬
‫ورواه البخاري‪ ،‬عن سليمان بن حرب‪ ،‬عن حاد بن زيد به نوه بأبسط منه‪.‬‬
‫وروى الافظ أبو القاسم الطبان‪ ،‬من حديث عطية العوف‪ ،‬ووهب بن كيسان عن ابن عمر‪،‬‬

‫‪233‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬بن حو ذلك‪ ،‬وهذا كله يدل على أن ما ب قي بالن سبة إل ما م ضى‬

‫كالش يء الي سي‪ ،‬ل كن ل يعلم مقدار ما ب قي إل ال عز و جل‪ .‬ول يىء ف يه تد يد ي صح سنده عن‬

‫العصوم‪ ،‬حت يصار إليه‪ ،‬ويعلم نسبة ما بقي بالنسبة إليه‪ ،‬ولكنه قليل جدا بالنسبة إل الاضي‪ ،‬وتعيي‬

‫وقت الساعة ل يأت به حديث صحيح‪ ،‬بل إن اليات والحاديث دالة على أن علم ذلك ما استأثر ال‬

‫سبحانه وتعال به‪ ،‬دون أ حد من خل قه‪ ،‬ك ما سيأت تقريره ف أول الزء ال ت ب عد هذا‪ ،‬إن شاء ال‬

‫تعال‪ ،‬وبه الثقة وعليه التكلن‪.‬‬

‫إشارة نبوية إل أنه لن يبقى بعد مائة سنة أحد من الوجودين على ظهر الرض وقتذاك‬

‫فأ ما الد يث الذي رواه الِمام أح د بن حن بل رح ه ال ف م سنده قائلً‪ ،‬حدث نا أ بو اليمان‪ ،‬أخب نا‬

‫شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬حدثن سال بن عبد ال‪ ،‬وأبو بكر بن أب خيثمة أن عبد ال بن عمر قال‪ :‬صلى‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة العشاء ف آخر حياته‪ ،‬فلما سلم قام فقال‪" :‬أرأيتم ليلتكم هذه?‬

‫فإن على رأس مائة سنة ل يبقى من هو اليوم على ظهر الرض أحد‪ ،‬قال عبد ال‪ :‬فوهل الناس ف مقالة‬

‫النب صلى ال عليه وسلم تلك إل ما يدثون من هذه الحاديث عن مائة سنة‪ ،‬وإنا قال النب صلى ال‬

‫‪234‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عليصه وسصلم‪" :‬ل يبقصى منص هصو اليوم على ظهصر الرض أحدا‪ ،‬يريصد بذلك أنصه ينخرم ذلك القرن"‪.‬‬

‫وهكذا رواه البخاري عن أ ب اليمان ب سنده ولف ظه سواء‪ ،‬ورواه م سلم‪ ،‬عن ع بد ال بن ع بد الرح ن‬

‫الدارمي‪ ،‬عن أب اليمان الكم‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن شعيب به‪ ،‬فقد فسّر الصحاب الراد من الديث با فهمه‪،‬‬

‫وهو أول بالفهم من كل أحد‪ ،‬من أنه صلى ال عليه وسلم يريد أنه يرم قرنه ذلك فل يبقى من هو‬

‫كائن على و جه الرض من ذلك الزمان أ حد إل مائة سنة‪ ،‬و قد اختلف العلماء هل ذلك خاص بذلك‬

‫القرن أو عام ف كل قرن ل يبقى أحد أكثر من مائة سنة‪ .‬على قولي‪ ،‬والتخصيص بذلك القرن البي‬

‫الول أول‪ ،‬فإنه قد شوهد بعض الناس جاوز مائة سنة‪ ،‬وذلك ف طائفة من العمرين‪ ،‬كما أوردنا ف‬

‫التاريخ‪ ،‬ولكنه قليل ف الناس فال أعلم‪ ،‬ولذا الديث طرق أخر عن النب صلى ال عليه وسلم تسليما‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد ال رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا البارك‪ :‬حدثنا السن‪ ،‬عن جابر بن عبد ال‪ ،‬أن رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم سئل عن الساعة قبل أن يوت بشهر فقال‪" :‬تسألون عن الساعة‪ ،‬وإنا علمها عند ال‪،‬‬

‫صصصنة"‪.‬‬
‫صصصا مائة سص‬
‫صصص عليهص‬
‫صصصا يأتص‬
‫صصصا أعلم اليوم نفسص‬
‫صصصي بيده مص‬
‫والذي نفسص‬

‫‪235‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫تفرّد به أحد‪ :‬وهذا إسناد حسن جيد‪ .‬رجاله ثقات‪ ،‬أبو النضر هاشم بن قاسم من رجال الصحيحي‪،‬‬

‫ومبارك بن فضالة حدي ثه ع ند أ هل ال سنن‪ ،‬وال سن بن أ ب ال سن الب صري من الئ مة الثقات الكبار‪،‬‬

‫وروايته مرجة ف الصحاح كلها وغيها‪.‬‬

‫طريق أخرى عن جابر‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدث نا حجاج‪ :‬قال ا بن جريج‪ ،‬أخبن أبو الزبي‪ ،‬أنه سع جابر بن ع بد ال يقول‪:‬‬

‫سعت النب صلى ال عليه وسلم قبل أن يوت بشهر يقول‪" :‬تسألون عن الساعة‪ ،‬وإنا علمها عند ال‪،‬‬

‫صصنة"‪.‬‬
‫صصا مائة سص‬
‫صص عليهص‬
‫صصة اليوم يأتص‬
‫صصس منفوسص‬
‫صصا على الرض نفص‬
‫صصم بال مص‬
‫وأقسص‬

‫وكذلك رواه م سلم‪ ،‬عن هارون بن عبد ال‪ ،‬وحجاج بن الشا عر‪ ،‬عن حجاج بن ممد العور‪ ،‬عن‬

‫ممد بن حات‪ ،‬عن ممد بن أب بكرة‪ ،‬كلها عن ابن جريج عنه‪.‬‬

‫باب قرب قيام الساعة‬

‫‪236‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال مسلم ف الصحيح‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬وأبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة‪ ،‬عن هشام‪،‬‬

‫عن أب يه‪ ،‬عن عائ شة‪ ،‬قالت‪ :‬كان العراب إذا قدموا على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سألوه عن‬

‫الساعة‪ ،‬فنظر إل أحدث إنسان منهم فقال‪" :‬إن يعش هذا ل يدركه الرم حت تقوم ساعتكم"‪ .‬تفرّد به‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصص ال‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصلم رحهص‬
‫مسص‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا يونس بن ممد‪ ،‬عن حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن‬

‫أنس‪ ،‬أن رجلً سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم مت تقوم الساعة? وعنده غلم من النصار يقال له‬

‫ممد‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬إن يعش هذا الغلم فعسى أن ل يدركه الرم حت تقوم‬

‫السصصصصصصاعة"‪ .‬تفرّد بصصصصصصه مسصصصصصصلم مصصصصصصن هذا الوجصصصصصصه‪.‬‬

‫قال مسلم‪ :‬وحدثن حجاج بن الشاعر‪ ،‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا حاد يعن ابن زيد‪ ،‬حدثنا‬

‫مع بد بن بلل العر ب‪ ،‬عن أ نس بن مالك‪ ،‬أن رجلً سأل ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬م ت تقوم‬

‫الساعة? قال‪ :‬فسكت النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ث نظر إل غلم بي يديه من أزد شنوءة فقال‪" :‬إن‬

‫صصصصصصاعة"‪.‬‬
‫صصصصصص تقوم السص‬
‫صصصصصصه الرم حتص‬
‫صصصصصصر هذا ل يدركص‬
‫عمص‬

‫‪237‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أنصصس‪ :‬ذاك الغلم مصصن أترابصص يومئذ‪ .‬تفرّد بصصه مسصصلم أيضا مصصن هذا الوجصصه‪.‬‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا هارون بن عبد ال‪ ،‬حدثنا عفان بن مسلم‪ ،‬حدثنا هام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪:‬‬

‫مر غلم للمغية بن شعبة وكان من أقران‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن يؤخر هذا فلن يدركه‬

‫الرم حتصصصصصصصصصصصصصصصصص تقوم السصصصصصصصصصصصصصصصصصاعة"‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ ،‬عصصصصصن عمرو بصصصصصن عاصصصصصصم‪ ،‬عصصصصصن هام بصصصصصه‪.‬‬

‫وهذه الروايات تدل على تعداد هذا السصؤال والواب‪ ،‬وليصس الراد تديصد وقصت السصاعة العظمصى‪ ،‬إل‬

‫و قت هرم ذاك الشار إل يه‪ ،‬وإن ا الراد أن ساعتهم و هو انقراض قرن م وع صرهم ق صاراه أن ى إل مدة‬

‫عمر ذلك الغلم‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وف الديث‪" :‬تسألون عن الساعة‪ ،‬فإنا علمها عند ال‪ ،‬وأقسم بال ما‬

‫صصصصنة"‪.‬‬
‫صصصصا مائة سص‬
‫صصصص عليهص‬
‫صصصصة اليوم يأتص‬
‫صصصصس منفوسص‬
‫على الرض نفص‬

‫ويؤيصصصصد ذلك روايصصصصة عائشصصصصة‪" :‬قامصصصصت عليكصصصصم سصصصصاعتكم"‪.‬‬

‫وذلك أن من مات فقد دخل ف حكم القيامة فعال البوج قريب من عال يوم القيامة‪ ،‬وفيه من الدنيا‬

‫أيضا‪ ،‬ولكن هو أشبه بالخرة‪ ،‬ث إذا تناهت الدة الضروبة للدنيا‪ ،‬أمر ال بقيام الساعة‪ ،‬فيجمع الولون‬

‫‪238‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫والخرون ليقات يوم معلوم‪ ،‬كما سيأت بيان ذلك من الكتاب والسنّة وبال الستعان‪.‬‬

‫ذكر الساعة واقترابا وأنا آتية ل ريب فيها وأَنا ل تأت إل بغتة ول يعلم وقتها على التعيي إل‬

‫اللّه تعال‬

‫قال ال تعال‪" :‬اقترَبَ لِلنّاس حِسَاُبهُ ْم َوهُمْ فِي َغفَْل ٍة ُمعْرِضُون"‪.‬‬


‫سَتعْجِلُوه"‪.‬‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬أتى أمْرُ اللّهِ َف َ‬
‫س عَن السّا َعةِ قُلْ ِإنّمَا عِلْ ُمهَا ِعنْدَ اللّه َومَا يدرِيكَ َلعَلّ السّا َع َة َتكُونُ قَريبا"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬يَسْألُكَ النّا ُ‬
‫لئِ َك ُة والرّوحُ‬ ‫ج ا َل َ‬
‫ب وَاقِع لِ ْلكَافِرِينَ َلْيسَ لَهُ دَافع مِنَ اللّهِ ذِي العَارِج َتعْرُ ُ‬ ‫وقال تعال‪" :‬سَأل سَائِلٌ بِعَذَا ٍ‬
‫صبْرا َجمِيلً ِإّنهُ ْم يَ َر ْونَ ُه َبعِيدا َونَرَاهُ َقرِيبا َي ْو َم تَكُونُ‬
‫صبِرْ َ‬ ‫ف َسَنةٍ فَا ْ‬ ‫إَِليْهِ فِي َيوْم كَا َن ِمقْدَارُهُ َخمْسِيَ أَلْ َ‬
‫لبَالُ كاْل ِعهْن وَلَ يَسْألُ َحمِيمٌ حَمِيما يَُبصّرُوَنهُم"‪.‬‬ ‫السّمَاءُ كَالْ ُمهْل َوَتكُونُ ا ِ‬
‫وقال تعال‪" :‬اقتَرَبتِ السّا َعةُ وَانْشَ ّق الْقَ َمرُ"‪.‬‬
‫ش ُرهُمْ كَأنْ لَ ْم يَ ْلَبثُوا إِلّ مسَا َعةً مِ َن النّها ِر َيتَعَارَفونَ بَيْنهمْ قَدْ خَسِ َر الّذِينَ كً ّذبُوا‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ يَحْ ُ‬
‫بِِلقَاءِ اللّ ِه َومَا كَانُوا ُمهْتَدِين"‪.‬‬
‫سَتعْجِ ُل ِبهَا الّذِينَ‬ ‫ح ّق والْمِيزَا ِن َومَا ي ْدرِيكَ َلعَلّ السّا َعةَ قَرِيب يَ ْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬اللّ ُه الّذِي أنْزَ َل اْل ِكتَابَ بِالْ َ‬
‫َل ُيؤْ ِمنُو َن ِبهَا وَالّذِي َن آمنوا مُش ِفقُو َن ِمْنهَا َوَيعْلَمُونَ َأنّهَا الْحَقّ ألَ ِإنّ الّذِي َن يُمَارونَ ف السّا َعةِ َلفِي‬
‫ضَلل بَعيدٍ"‪.‬‬
‫حنُ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ ُيْنفَخُ فِي الصّو ِر َونَحْشُ ُر الْ ُمجْ ِرمِيَ َيوْ َمئِذٍ زُرْقا َيتَخَاَفتُونَ َبْيَنهُمْ إِن َلِبثْتم إِ ّل عَشْرا نَ ْ‬
‫أَعل ُم بِما َيقُولُونَ إِذ َيقُولُ أمثَُلهُ ْم طَرِي َقةً ِإنْ َلِبْثتُمْ إِ ّل َيوْما"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬قُلْ َكمْ َلبِثْتمْ فِي الَرْض عَ َد َد ِسنِيَ قَالوا َلِبثْنَا َيوْما َأ ْو َب ْعضَ َيوْم فَا ْسأَلِ اْلعَادّين قَالَ إِنْ‬
‫َلبِْثتُمْ إِلّ قَلِيلً َلوْ َأنّكمْ ُكْنتُمْ َتعَْلمُونَ"‪.‬‬
‫ك عَن السّا َع ِة أيّا َن مُ ْرسَاهَا قُلْ ِإنّمَا عِلْ ُمهَا ِعنْد ربّي لَ يُجَلّيهَا ِلوَ ْقِتهَا إِ ّل هُو ََثقُلَت‬ ‫وقال تعال‪" :‬يَسْألُونَ َ‬

‫‪239‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ت والَرْض َل تَأتِيكُمْ إِ ّل َب ْغَتةً يَسْألونك كَأنّكَ َح ِف ّي َعنْهَا قُلْ ِإنّمَا عل ُمهَا عِنْدَ اللّ ِه وََلكِنّ أَ ْكثَرَ‬ ‫ف السّموا ِ‬
‫النّاس َل َيعْلَمُونَ"‪.‬‬
‫ك عَن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إل ربك منتهاها"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬يَسْألُونَ َ‬
‫ك َعنْهَا مَ نْ َل ُي ْؤمِن‬ ‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ ال سّا َعةَ آتَِيةٌ أَكَاد أ ْخفِيهَا ِلتُجْزَى كً ّل َنفْس بَا تَ سْعَى َفلَ يَ صُ ّدنّ َ‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصا واّتبَعصصصصصصصصصصصصصصصصصَ هَواه َفتَ ْردَى"‪.‬‬


‫بِهَص‬

‫شعُرُو نَ أيّا نَ ُيْبعَثو نَ بل ادّارَ كَ‬


‫ت وَالَرْض الغَيْ بَ إِل اللّ ُه َومَا يَ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬قُلْ َل َيعْلَ مُ مَ نْ فِي ال سَموا ِ‬

‫ص ِمنْهَصصا عَمُون"‪.‬‬
‫عِلْ ُمهُمصصصْ فِصصي الخِ َر ِة بَ ْل هُمصصصْ فِصصي شَكّصص ِمنْهَصصا بَ ْل هُمصص ْ‬

‫س مَاذَا تَكسب‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ اللّ َه عِندَه عِلْ مُ ال سّا َعةِ َوُينَزّ ُل اْل َغيْ ثَ َوَيعْلَ ُم مَا فِي الرْحَام َومَا تدْرِي َنفْ ٌ‬

‫ص عَلِيمصصصَ َخبِيصصص"‪.‬‬
‫غدا وَمَصصا تَ ْدرِي َنفْسصصصٌ ِبأَيّصص أرْض تَمُوتصصصُ إِنّصص اللّهصص َ‬

‫ولذا لا سأل جبيل عليه السلم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عن الساعة وهو ف صورة أعراب قال‬

‫صصائل"‪.‬‬
‫صصن السص‬
‫صصا بأعلم مص‬
‫صصؤول عنهص‬
‫صصا السص‬
‫صصلم‪" :‬مص‬
‫صصه وسص‬
‫صصلى ال عليص‬
‫له صص‬

‫يعن قد استوى فيها علم كل مسؤول وسائل‪ ،‬لنه إن كانت اللف واللم ف السؤول والسائل للعهد‬

‫عائدة عليصه وعلى جبيصل‪ ،‬فكصل أحصد منص سصواها ل يعلم ذلك بطريصق الول والخرى‪ ،‬وإِن كانصت‬

‫للجنس عمت بطريق اللفظ وال سبحانه وتعال أعلم قال‪:‬‬

‫‪240‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ذكر شيء من أشراطها‬

‫"ف خس ل يعلمهن إل ال ث قرأ‪" :‬إن اللّه عنده علم الساعة"‪.‬‬


‫جزِينَ"‪.‬‬ ‫ح ّق َومَا أنتُ ْم بِ ُمعْ ِ‬ ‫ستَْنِبئُونَكَ أَحَ ّق ُهوَ قُلْ إِي وَ َربّي ِإنّهُ لَ َ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬ويَ ْ‬
‫ب َعنْ ُه مثْقَال‬‫وقال تعال‪" :‬وَقَا َل الّذِينَ َكفَروا َل تَأتِينَا السّا َعةُ قُلْ بَلَى وَربّي ِلتَأِتيَّنكً ْم عَالِم اْلغَْيبِ َل َيعْز ُ‬
‫ي الّذِينَ آمَنُوا‬‫جزِ َ‬‫ب ُمبِي ِليَ ْ‬ ‫صغَ ُر مِنْ ذلِكَ وَلَ أ ْكبَرُ إِلّ فِي ِكتَا ٍ‬ ‫ذ ّرةٍ فِي السّمواتِ وَلَ فِي الرْض وَلَ أ ْ‬
‫ت أوَلئِكَ َل ُه ْم َمغْفِ َرٌة وَر ْزقٌ كَريٌ وَالّذِي َن َس َعوْا فِي آيَاِتنَا ُمعْجِزِين أوَلئِكَ َلهُمْ عَذَابٌ مِنْ‬ ‫َوعَمِلُوا الصّالِحَا ِ‬
‫رِ ْجزٍ ألِيم"‪.‬‬
‫ك عَلَى اللّهِ‬ ‫وقال تعال‪" :‬زعَ َم الّذِينَ َكفَرُوا أنْ لَ ْن ُيْب َعثُوا قُ ْل بَلَى وَ َربّي لُتْبعَث ّن ثُ ّم لُتَنبّ ُؤنّ بِمَا عَمِ ْلتُ ْم وَذَلِ َ‬
‫يَسِيٌ"‪.‬‬
‫فهذه ثلث آيات‪ ،‬يأمر ال فيها رسوله أن يقسم بال على العباد وليس لن رابعة مثلهن‪ ،‬ولكن ف‬
‫معناهن كثي‪ .‬قال ال تعال‪" :‬وَأقْسُمُوا بِاللّهِ َجهْ َد أيْمَاِنهِمْ َل َيبْ َعثُ اللّهُ مَ ْن يَمُوتُ بَلَى َوعْدا عََليْهِ َحقّا‬
‫ختَِلفُونَ فِيهِ ولبَيعْلَ َم الّذِينَ َكفَرُوا َأنّهُمْ كَانُوا كَا ِذبِي إنّمَا‬ ‫وََلكِنّ أ ْكثَ َر النّاس لَ َيعَْلمُونَ ِلُيبَيّنَ َلهُ ُم الّذي َي ْ‬
‫شيْءٍ إِذَا أَرَ ْدنَاهُ أ ْن نَقولَ لَهُ كُنْ َفيَكونُ"‪.‬‬ ‫َقوُْلنَا لِ َ‬
‫وقال تعال‪" :‬مَا َخلْقكُمْ وَ َل َب ْعثُكُمْ إِلّ َكَنفْس وَاحِ َدةٍ ِإنّ اللّ َه سَمِي ٌع َبصِيٌ"‪.‬‬
‫سَتوِي‬ ‫خلْقُ السّمواتِ والَرْض أَكبَ ُر مِنْ َخلْق النّاس وََلكِنّ أ ْكثَ َر النّاس َل َيعْلَمُونَ َومَا يَ ْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬لَ َ‬
‫ت وَ َل الْمُسِيءُ قَلِيلً مَا َتتَذَكّزونَ ِإنّ السّا َعةَ لِتَيةٌ لَ َريْبَ‬ ‫العْمَى وَالَْبصِيُ وَالّذِينَ آ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَا ِ‬
‫فِيهَا وََلكِنّ أَ ْكثَ َر النّاس َل ُي ْؤ ِمنُونَ"‪.‬‬
‫سوّاهَا وَأغ َطشَ َليَْلهَا وأَخْرَجَ ضُحَاهَا‬ ‫وقال تعال‪" :‬أ َأنْتُ ْم أشَدّ خَلْقا أَم السّما ُء َبنَاهَا رَفَ َع سَ ْم َكهَا فَ ً‬
‫جبَالَ أَ ْرسَاهَا َمتَاعا َلكُ ْم وَ َلْنعَامِكمْ"‪.‬‬ ‫ج ِمْنهَا مَا َءهَا َومَ ْرعَاهَا وَالْ ِ‬ ‫ض َبعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أ ْخرَ َ‬ ‫وَال ْر َ‬
‫ش ُرهُمْ َيوْ َم اْلقِيَا َم ِة عَلَى وُجُو ِههِ ْم عُمْيا َو بُكْما وَصُما مَأوَاهُمْ َج َهنّمْ كُلّمَا َخَبتْ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬ونَحْ ُ‬
‫زِ ْدنَاه ْم َسعِيا ذَلِكَ جَزاؤُهُ ْم بِأّنهُمْ َكفَروا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أئِذَا ُكنّا عِظَاما و رُفَاتا أِئنّا َل َمْبعُوثُونَ َخلْقا‬
‫جَدِيدا"‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال تعال‪" :‬أوْلَ ْم يَرَوا أنّ اللّ َه الّذي َخلَقَ السّمواتِ وَال ْرضَ قَادر عَلَى أن يَخْلُقَ مِثَْل ُه ْم وَ َجعَلَ َلهُمْ‬
‫أ َجلً لَ َرْيبَ فِيهِ فَأبَى الظالِمُونَ إِلّ ُكفُورا"‪.‬‬
‫لقُ اْلعَلِيمُ‬ ‫ض ِبقَاد ٍر عَلَى َأنْ َيخْلُ َق ِمثَْلهُ ْم بَلَى َو ُهوَ ال ّ‬ ‫ت وَال ْر َ‬ ‫وقال تعال‪" :‬أو َلْيسَ الّذِي خَلَقَ السّموَا ِ‬
‫سبْحَانَ الّذي بِيدهِ َمَلكُوتُ كل َشيْ ٍء َوإِلَيْ ِه تُرْ َجعُون"‪.‬‬ ‫إنّمَا أمْ ُرهُ ِإذَا أرَا َد َشيْئا أ ْن َيقُولَ لَهُ ُكنْ َفيَكُونُ فَ ُ‬
‫وقال تعال‪" :‬أوَلَ ْم يَ َروْا أنّ اللّ َه الّذي َخلَقَ السّموَاتِ وَالرْض وَلَ ْم َيعْ َي بِخَل ِقهِنّ ِبقَاد ٍر عَلَى أ ْن يُحْييِ‬
‫الَوتَى بَلَى ِإنّهُ عَلَى كُ ّل َشيْءٍ قَدِير"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ " :‬ومِ ْن آيَاتِهِ أ ْن َتقُومَ السّما ُء وَال ْرضُ بِأمْ ِرهِ ثّ إِذَا دَعاكُمْ َد ْعوَ ًة مِ َن الَرْض ِإذَا أْنتُمْ‬
‫تَخْ ُرجُونَ"‪.‬‬
‫ت وَالرْض‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬و ُهوَ الّذِي َيبْدَأ الَلْ َق ثُ ّم ُيعِي ُدهُ َو ُهوَ أ ْه َونُ عََليْ ِه وَلَ ُه الْ َمثَ ُل العْلَى فِي السّموَا ِ‬
‫حكِيم"‪.‬‬ ‫َوهُ َو اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫حيِيهَا الّذِي أنْشََأهَا أوّلَ‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَضَرَبَ َلنَا َمَثلً َونَسِيَ خَ ْلقَهُ قَا َل مَ ْن يُحْييِ العِظَا َم َوهِيَ َرمِيمٌ قُ ْل يُ ْ‬
‫مً ّر ٍة َوهُ َو ِبكُلّ خَلْق عَلِيمٌ"‪.‬‬
‫ت وَ َرَبتْ إِ ّن الّذِي أ ْحيَاهَا‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬ومِ ْن آيَاتِهِ أنّكَ ال ْرضَ خَا ِش َعةً فَِإذَا أَنْزَْلنَا عََلْيهَا الْمَا َء اهْتَزّ ْ‬
‫لَمُحيِي الْ َم ْوتَى ِإنّهُ عَلَى كل َشيْءٍ قَدِيرٌ"‪.‬‬
‫ب ثُ ّم مِ ْن نُ ْط َف ٍة ّث مِ ْن عََل َقةٍ‬ ‫ب مِ َن اْلبَ ْعثِ َفِإنّا خََلقْاكُ ْم مِ ْن تُرَا ٍ‬ ‫وقال تعال‪ :‬يا أّيهَا النّاسُ إِنْ ُكْنتُمْ فِي َرْي ٍ‬
‫خّل َقةٍ ِلنَُبيّنَ لَك ْم َونُقِرّ فِي الرْحَام مَا نَشَاءُ إِلَى أجَل مُسَمّى ثُ ّم ُنخْرِ ُجكُمْ‬ ‫ضغَ ٍة مُخّل َقةٍ َو َغيْ ِر مُ َ‬‫ثَم مِ ْن ُم ْ‬
‫ل ثُمّ ِلَتبُْلغُوا أشُدّكُ ْم َو ِمنْكُ ْم مَ ْن ُيَتوَفّى َو ِمنْك ْم مَ ْن ُيرَدّ إِلَى أرذَ ِل اْلعُمُرِ ِل َكْيلَ َيعَْل َم مِ ْن َبعْ ِد عِلْم َشيْئا‬ ‫طِ ْف ً‬
‫ك بِأنّ اللّه ُهوَ‬ ‫ت مِنْ كُلّ َزوْج َبهِيج ذلِ َ‬ ‫ت وَ َرَبتْ وَأْنَبتَ ْ‬ ‫َوتَرَى ال ْرضَ هَامِدة فَإذَا أنْزَْلنَا عََلْيهَا الَاءَ ا ْهتَزّ ْ‬
‫ث مَنْ فِي‬ ‫الْحَ ّق وَأنّهُ يُحيِي الَ ْوتَى وَانّهُ عَلَى ك ّل َشيْءٍ قَدِي ٌر وأنّ السّا َعةَ آتِيَة لَ َرْيبَ فِيهَا وَأنّ اللّ َه َيْبعَ ُ‬
‫الْ ُقبُورِ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬وََلقَدْ َخَل ْقنَا ا ِلنْسَا َن مِ ْن ُسلََلةٍ مِ ْن طِي ثُمّ َجعَ ْلنَا ًه نُ ْط َفةً فِي قَرا ٍر َمكِي ثُمّ خََل ْقنَا النّ ْط َفةَ‬
‫س ْونَا العِظَامَ لَحْما ثّ أنْشَأنَاهُ خَلْقا آ َخرَ َفَتبَا َركَ ال‬ ‫ض َغةً فَخََل ْقنَا الْمُض َغةَ عِظاما َفكَ َ‬ ‫عََل َقةً َفخََل ْقنَا اْلعََل َقةَ ُم ْ‬
‫ي ثُمّ ِإّنكُ ْم َبعْدَ ذَلِكَ لَ ِمّيتُونَ ثُمّ ِإّنكُ ْم َيوْ َم اْلقِيَا َم ِة ُتبْ َعثُونَ وَلقَدْ َخَل ْقنَا َفوْقَك ْم َسبْ َع طَرائِقَ‬ ‫أحْسَ ُن الْخَاِلقِ َ‬
‫َومَا كنّا عَن الْخَلْق غَافِلِي"‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيستدل بإحياء الرض اليتة على إحياءَ الجساد بعد فنائها‪ ،‬وتزقها وصيورتا ترابا‪ ،‬وعظاما‪ ،‬ورفاتا‪،‬‬
‫خلْ َق ثَ ّم ُيعِيده َو ُهوَ َأ ْه َونُ‬ ‫وكذلك يستدل ببدء اللق على العادة كما قال تعال‪َ " :‬و ُه َو الّذِي يَبْدَأ الْ َ‬
‫حكِيمُ"‪.‬‬ ‫عََليْهِ وَلَ ُه الْ َمثَ ُل ا َلعْلَى فِي السّموَاتِ وَالًرْض وَه َو اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫خلْ َق ثُمّ اللّ ُه ُينْشِى ُء النّشْأةَ ال ِخ َرةَ ِإنّ اللّهَ على‬ ‫وقال تعال‪" :‬قُ ْل سِيُوا فِي الَرْض فَانْظُرُوا َكيْفَ بَ َدَأ الْ َ‬
‫كُ ّل َشيْءٍ َقدِير"‪.‬‬
‫خرَجُونَ"‪.‬‬ ‫ك تُ ْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬والذِي نَزّ َل مِنَ السّماء مَا ًء بِقدَ ٍر فَأنْشَ ْرنَا بِ ِه بَل َد ًة َميْتا كَذلِ َ‬
‫ض َبعْ َد َم ْوتَا‬ ‫س ْقنَاه إِلَى بََل ٍد َميّت فأَ ْحيَْينَا بهِ الَ ْر َ‬ ‫ح فتثِيُ سَحَابا فَ ُ‬ ‫وقال تعال‪" :‬واللّه الّذِي أ ْرسَلَ ال ّريَا َ‬
‫ك النّشُورُ"‪.‬‬ ‫كَذَلِ َ‬
‫ب وَالتراِئبِ ِإنّه‬ ‫ج مِ ْن َبيْن الصّ ْل ِ‬ ‫وقال تعلى‪َ" :‬ف ْلَينْظُ ِر ا ِلنْسَا ُن مِمّ ُخلِقَ ُخلِ َق مِ ْن مَاءٍ دَافِق يَخْ ُر ُ‬
‫عَلَى رَ ْجعِهِ َلقَاد ٌر َي ْو َم ُتبْلَى السرّائِرُ فَمَالَ ُه مِنْ ُقوّة وَ َل نَاصِر وَالسّمَاءِ ذَاتِ الرّجْع وَالرْض ذَاتِ الصدع‬
‫ِإنّهُ َل َقوْلٌ َفصْ ٌل َومَا ُهوَ بِاْلهَ ْزلِ ِإنّهُ ْم َيكِيدونَ َكيْدا وَأكِيد َكيْدا فَ َمهّل الكافِرِي َن أ ْمهِ ْلهُمْ ر َويْدا"‪.‬‬
‫ح بُشْرا َبيْ َن يَدَيْ َرحْ َمتِهِ حَت إِذا أقّلتْ َسحَابا ِثقَا ًل ُسقْنَاهُ ِلبَلَدٍ‬ ‫وقال تعالَى‪َ " :‬و ُهوَ الّذِي ُي ْرسَلُ الرّيا َ‬
‫ك ُنخْرج الوتَى َلعًّلكُ ُم تَذَكّرُونَ"‪.‬‬ ‫مَيت فَأنَزََلنَا بِ ِه الْمَاءَ فَأخْ َر ْجنَا بِهِ مِنْ ك ّل الثّ َمرَاتِ كَذَلِ َ‬
‫وقال تعال إخبارا عن الكافرين أَنم قالوا‪" :‬أئِذَا ِمْتنَا وَكُنّا تُرَابا ذَلِكَ َرجْ ٌع َبعِيدٌ قَ ْد عَلِ ْمنَا مَا َتْنقُصً‬
‫ال ْرضَ ِمْنهُ ْم َوعِنْ َدنَا ِكتَابٌ َحفِيظٌ"‪.‬‬
‫ت َومَا نَحْنُ‬ ‫حنُ قدّ ْرنَا َبْينَكُ ُم الْ َموْ َ‬‫خُلقُونَ ُه أ ْم نَحْ ُن الْخَاِلقُونَ نَ ْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬أفَرَأيْت ْم مَا تُ ْمنُو َن أ أنْتُ ْم تَ ْ‬
‫ي عَلَى أ ْن ُنبَدّ َل أمْثَاَلكُ ْم َوُننْشَِئكُمْ ف مَا َل َتعْلَمُو َن وََلقَ ْد عَلِ ْمتُ ُم النّشَْأةَ الولَى َفَلوْلَ تَذَكّرونَ"‪.‬‬ ‫سبُوق َ‬ ‫بِمَ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬نَحْنُ خََل ْقنَاهُ ْم َوشَد ْدنَا أسْ َرهُ ْم َوإِذَا ِشئْنَا بَدّْلنَا أمْثَالَه ْم َتبْدِيل"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬كلّ ِإنّا خََل ْقنَاهُمْ مِمّا َيعْلَمُونَ َفلَ أقْسِ ُم ِبرَبّ الَشَارِق وا َلغَارِبِ ِإنّا َلقَادرُو َن عَلَى أ ْن نُبدلَ‬
‫سبُوقيَ"‪.‬‬ ‫َخيْرا ِمْنهُ ْم َومَا نَحْ ُن بِمَ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَقَالُواْ أئِذَا ُكنّا عِظَاما وَ رفَاتا أِئنّا َل َمْبعُوثُونَ َخلْقا جَدِيدا ُقلْ كُونُوا حِجَا َرةً أوْ َحدِيدا أوْ‬
‫سُيْن ِغضُونَ إِلَيْكَ رُؤوسَهمْ‬ ‫سيَقولُو َن مَ ْن يعِي ُدنَا قل الّذِي فَطَرَ ُك ْم أوّلَ مً ّرةٍ فَ َ‬ ‫خَلْقا مِمّا يَ ْكبُرُ ف صُدورِكمْ فَ َ‬
‫حمْدهِ َوتَظُنونَ ِإنْ َلبِْثتُمْ إِلّ قَليلً"‪.‬‬ ‫ستَجِيبُو َن بِ َ‬‫َويَقولُونَ مَت ُهوَ قُ ْل عَسَى أ ْن َيكُونَ قَرِيبا َي ْو َم يَ ْدعُوكُمْ َفتَ ْ‬
‫خ َرةً قَالوا تِلْكَ إِذا كَ ّرةٌ خَاسِ َرةٌ فَِإنّما‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬يقُولونَ أئنّا لَمردودونَ ف الَافِرَة أئِذا ُكنّا عِظَاما نَ ِ‬

‫‪243‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫هِيَ َزجْ َرٌة وَاحدةٌ َفإِذَا هُ ْم بِالسّاهِرَة"‪.‬‬


‫وقد ذكر تعال إحياء الوتى ف سورة البقرة ف خسة مواضع ف قصة بن إسرائيل ف قتل بعضهم بعضا‬
‫لا عبدوا العجل قال ال تعال‪" :‬ثُ ّم َبعَثناكُمْ مِنْ بَعْ ِد َموْتكُمْ َلعَّلكُ ْم تَشْكُرُونَ"‪.‬‬
‫حيِي الُ الَوتَى ويُرِيكُ ْم آيَاتِهِ َلعًّلكُ ْم َت ْعقِلُونَ"‪.‬‬ ‫ك يُ ْ‬ ‫ضهَا كَذلِ َ‬ ‫وف قصة البقرة‪َ" :‬فقُ ْلنَا اضْربُوهُ ِبَبعْ ِ‬
‫وف قصة البقرة‪" :‬ألَ ْم تَرَ إِل الّذِينَ خَ َرجُوا مِنْ ِديَا ِرهِ ْم َوهُمْ ألُوفٌ حَذْ َر ا َلوْتِ َفقَالَ َل ُهمُ اللّه مُوتُوا ثُمّ‬
‫شكُرُونَ"‪.‬‬‫أ ْحيَاهمْ إِنّ اللّه لذُو َفضْل عَلَى النّاس وََلكِنّ أكْثَرَ النّاس َل يَ ْ‬
‫وف قصة العزيز أَو غيه حيث قال تعال‪" :‬أوْ كَالّذِي مَ ّر عَلَى قَ ْرَي ٍة َوهِيَ خَا ِوَي ٌة عَلَى عُرُو ِشهَا قَا َل أنّى‬
‫يُحْيي ه ِذهِ اللّ ُه َبعْ َد َموْتَا فَأمَاتَهُ اللّ ُه مَاِئ َة عَام ثُ ّم َب َعثَهُ قَالَ كَمْ َلِبثْتَ قَالَ َلِبْثتُ َيوْما أو َب ْعضَ َيوْم قَا َل بَلْ‬
‫ك آَيةً لِلنّاس وانظُرْ إل‬ ‫ج َعلَ َ‬‫سنّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَا ِركَ وَلنَ ْ‬‫ك َوشَرَابِكَ لَ ْم َيتَ ً‬ ‫ت ماَئةَ عَام فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِ َ‬ ‫َلبِْث َ‬
‫ف ننْشِ ُرهَا ثُمّ نَكْسُوهَا َلحْما َفلَمّا َتَبيّنَ لَهُ قَا َل أعْلَ ُم أنّ اللّ َه عَلَى كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ"‪.‬‬ ‫العِظَام َكيْ َ‬
‫ف تُحْيي ا َل ْوتَى قَا َل أوَلَ ْم ُت ْؤمِنْ قَا َل بَلَى وَلكِنْ‬ ‫والامسة قوله تعال‪َ " :‬وإِذْ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ رَبّ أرِن َكيْ َ‬
‫ك ثُمّ ا ْجعَ ْل عَلَى كُلّ َجبَل ِمْنهُنّ ُجزْءَا ثُمّ ا ْد ُعهُنّ‬ ‫ص ْرهُنّ إِلَيْ َ‬ ‫ِليَطْ َمئِنّ قَ ْلبِي قَالَ َفخُذْ أ ْرَبعَة مِنَ ال ّطيْرِ َف ُ‬
‫ك َسعْيا واعْلَ ْم أنّ اللّ َه َعزِيزٌ َحكِيمٌ"‪.‬‬ ‫يَأتِينَ َ‬
‫وذكرتعال ق صة أ هل الك هف‪ ،‬وك يف كان إيقاظ هم من نوم هم الذي دام ثلثائة سنة ش سية‪ ،‬و هي‬

‫ك أ ْعثَ ْرنَا عََلْيهِ مْ ِلَيعْلَمُوا أ نْ َوعْدَ اللّ هِ َحقّ وَأنّ ال سّاعَةَ لَ‬
‫ثلثائة وتسع سني بالقمرية وقال فيها‪" :‬وَكَذَلِ َ‬

‫َرْيبَ فِيهَا"‪.‬‬

‫ذكر زوال الدنيا وإِقبال الخرة‬

‫‪244‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أول شيء يطرق أهل الدنيا بعد وقوع أشراط الساعة نفخة الفزع‪ ،‬وذلك أن ال سبحانه وتعال يأمر‬

‫إسرافيل فينفخ ف الصور نفخة الفزع‪ ،‬فينظر لا فل يبقى أحد من أهل الرض إل أصغى ليتا ورفع ليتا‪،‬‬

‫أي رفع صفحة عنقه وأمال الخرى يستمع هذا المر العظيم‪ ،‬الذي قد هال الناس وِأزعجهم عما كانوا‬

‫فيه من أمر الدنيا‪ ،‬وشغلهم با‪ ،‬وف وقوع هذا المر العظيم قال ال تعال‪َ " :‬وَيوْمَ ُينْفخُ ف الصُورِ َففَزِعٍ‬

‫سُبهَا جَام َد ًة َوهِيَ‬


‫جبَا َل َتحْ َ‬
‫مَ نْ ف السّموَاتِ َومَ نْ ف الرْض إِ ّل مَ ْن شَاءَ اللّ ُه وَكُ ّل أتُوه دَا ِخرِي َن َوتَرَى الْ ِ‬

‫ص الّذِي أْتقَنصصَ ُك ّل شَيْءٍ ِإنّهصصُ َخبِ ٌي بِمَصصا َتفْعَلُونصصَ"‪.‬‬


‫صنْعَ اللّهص ِ‬
‫تَمُ ّر َمرّ السصصّحَابِ صص ُ‬

‫صصصْ َفوَاق"‪.‬‬
‫ح ًة وَاح َدةً مَصصصا لَهَصصصا مِنص‬
‫صيْ َ‬
‫صص َ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَمَصصصا َينْط ُر َهؤُلَءِ إِلّ صص‬

‫ص غَيْ ُر يَسصصِي"‪.‬‬
‫ص عَسصصِ ٌي عَلَى الكَافِرينص َ‬
‫ص َيوْ َمئِ ٍذ َيوْمص ٌ‬
‫وقال تعال‪" :‬فَإِذا ُنقِرَ فصص النّاقُورِ فَذَلِكص َ‬

‫خبِيُ"‪.‬‬
‫حكِي ُم الْ َ‬
‫ك َيوْ َم ُينْفَ خُ ف ال صّو ِر عَالِ ُم اْل َغيْ بِ والشهَاد ِة َو ُهوَ الْ َ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬قوْلَ هُ الَقّ وَلَ ُه الُلْ ُ‬

‫ث بعد ذلك بدة‪ ،‬يأمره تعال فينفخ ف الصور‪ ،‬فيصعق من ف السموات ومن ف الرض‪ ،‬إِل من شاء‬

‫ال‪ ،‬ثصصصصص يأمره‪ ،‬فينفصصصصصخ فيصصصصصه أخرى‪ ،‬فيقوم الناس لرب العاليصصصصص‪.‬‬

‫صعِقَ مَنْ ف السّمواتِ َومَنْ ف الرْض إِ ّل مَ ْن شَاءَ اللّ ُه ثّ َنفِخَ فِيهِ أ ْخرَى‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وُنفِخَ ف الصّورِ فَ َ‬

‫‪245‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شهَدَا ِء وَُقضِ َي َبيَْنهُ مْ‬


‫ض َع الْ ِكتَا بُ وَجِيء بِالّنِبيّيَ وال ّ‬
‫ض ِبنُورِ َرّبهَا َووُ ِ‬
‫فَإِذَا هُ مْ ِقيَام يَنْ ُظرُو َن وأشْرَقَ تِ الرْ ُ‬

‫بِالْحَقّ َوهُمْ َل يُظَْلمُو َن َووُفيَتْ كُ ّل َنفْس مَا عَمِلتْ وَ ُه َو أعْلَ ُم بِمَا َي ْفعَلُونَ"‪ .‬وقال تعال‪َ " :‬ويَقُولُو َن َمتَى‬

‫صَيةً‬
‫ستَطِيعُونَ َتوْ ِ‬
‫ل يَ ْ‬
‫ح ًة وَاح َد ًة تأخُ ُذهُ ْم َوهُمْ يَخِصمُونَ َف َ‬
‫صيْ َ‬
‫ي مَا يَنْ ُظرُونَ إِلّ َ‬
‫هذَا ال َوعْدُ إِنْ ُكْنتُمْ صَادِِق َ‬

‫وَلَ إِلَى أهِْلهِ ْم يَرْ ِجعُو نَ َوًنفِ خَ ف الصورِ فَِإذَا هُ ْم مِ نَ الجْدَا ثِ إِلَى رّب ِه ْم يَنْ سِلُونَ قَالُوا يَا َويَْلنَا مَ ْن َب َعثَنَا‬

‫حةً وَاح َدةً فِإذَا هُ مْ َجمِي عٌ َل َديْنَا‬


‫صْي َ‬
‫ق الْمُرْ سَلُونَ إِ نْ كَانَ تْ إِلّ َ‬
‫مِ ْن َمرْقَدِنَا هَذَا مَا َوعَدَ الرّحْم نُ وَ صد َ‬

‫ص َتعْمَلُونصصَ"‪.‬‬
‫ج َزوْنصصَ إِلّ مَصصا ُكنْتُمص ْ‬
‫ص َشيْئا وَ َل تُ ْ‬
‫ص َنفْسص ٌ‬
‫حضَرُونصصَ فَاْليَومصصَ َل تُظْلَمص ً‬
‫مُ ْ‬

‫ص بِالسصصصصصّاهِرَة"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬فَِإنّمَصصصصصا هِيصصصصصَ زَ ْج َرةٌ وَاحدةٌ فَِإذَا هُمصصصص ْ‬

‫وقال تعال‪" :‬وَمَصصصصصصا أمْرُنَصصصصصصا إِلّ وَاحدةٌ كَلَمْصصصصصصح بالْبَصصصصصصصَرِ"‪.‬‬

‫وقال تعال‪َ " :‬وُنفِخصصصصصصَ فصصصصصص الصصصصصصصّورِ َفجَ َم ْعنَاهُمصصصصصصْ َجمْعا"‪.‬‬

‫لبَالُ فَدُ ّكتَا دَ ّكةً وَاحدة َفُي ْو َمئِذٍ وََق َعتِ‬


‫ض وَا ِ‬
‫خ ٌة وَاحدَة وَحُ ِمَلتِ ال ْر ُ‬
‫وقال تعال‪" :‬فِإذَا ُنفِخَ ف الصّو ِر َنفْ َ‬

‫ك عَلَى أرْجَاِئهَا َويَحْ ِم ُل عَرْ شَ َربّ كَ َفوَْقهُ ْم َي ْو َمئِذ ثَمَانِيةٌ‬


‫شقّ تِ ال سّمَاءُ َفهِ َي َيوْمئِ ٍذ وَاهَِي ٌة وَالَلَ ُ‬
‫الوَاِق َعةً وَانْ َ‬

‫َيوْ َمئِ ٍذ ُتعْرَضُون َل َتخْفصصصصصصصصصصصصصصى ِمْنكُمصصصصصصصصصصصصصصْ خَافِيةٌ"‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جبَالُ َفكَانَ تْ‬


‫ت الْ ِ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬يوْ َم ُينْفَ خُ ف ال صّورِ َفتَأتُو نَ أ ْفوَاجا وَُفتِحَ تِ ال سّمَاءُ َفكَانَ تْ َأْبوَابا وَ ُسيّرَ ِ‬

‫سصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصَرَابا"‪.‬‬

‫صصصّو ِر َونَحْشُ ُر الْ ُمجْ ِرمِيَصصص َي ْومَئِذٍ زُرْقا"‪.‬‬


‫صصص الصص‬
‫صصصُ فص‬
‫ص ُينْفَخص‬
‫صص َ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬يوْمص‬

‫وقد قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ،‬حدثنا سليمان التميمي‪ ،‬عن أسلم العجلي‪ ،‬عن بشر بن سفيان‪،‬‬

‫عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال أعراب يا رسول ال ما الصور? قال‪" :‬قرن ينفخ فيه"‬

‫توقع قيام الساعة بي لظة وأخرى‬

‫ث رواه عن يي بن سعيد القطان‪ ،‬عن سليمان بن طرخان التميمي‪ ،‬به‪ .‬وأخرجه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪،‬‬
‫والنسائي‪ ،‬من طرق عن سليمان التميمي‪ ،‬عن أسلم العجلي‪ ،‬به‪.‬‬
‫وقال الترمذي حسصصصصن ول نعرفصصصصه إِل مصصصصن حديصصصصث أسصصصصلم العجلي‪.‬‬

‫وقال الِمام أح د‪ :‬حدث نا أ سباط‪ ،‬حدث نا مطرف‪ ،‬عن عط ية‪ ،‬عن ا بن عباس‪ .‬ف قوله‪" :‬فإِذا ن قر ف‬

‫الناقور" قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬كيف أن عم و صاحب القرن قد الت قم القرن وح ن‬

‫جبهتصصصصصصصصه ينتظصصصصصصصصر متصصصصصصصص يؤمرفينفصصصصصصصصخ?"‪.‬‬

‫فقال أصصحاب ممصد‪ :‬يصا رسصول ال‪ :‬كيصف نقول? قال‪ :‬قولوا‪" :‬حسصبنا ال وِنعصم الوكيصل على ال‬

‫‪247‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫توكلنصصصصصصصصصصصا"‪ .‬انفرد بصصصصصصصصصصصه أحدصصصصصصصصصصص‪.‬‬

‫وقد رواه أبو كدينة عن يي بن الهلب‪ ،‬عن مطرف به‪ ،‬وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن مطرف‪،‬‬

‫عن عطية‪ ،‬عن أ ب سعيد‪ ،‬عن ال نب صلى ال عليه و سلم قال‪" :‬ك يف أنعم وقد التقم صاحب القرن‬

‫القرن وحن جبهته وأصغى سعه ينتظر‪ ،‬مت يؤمر? قال السلمون‪ :‬يا رسول ال‪ :‬فما نقول? قال‪ :‬قولوا‪:‬‬

‫حسصصصصصصصبنا ال ونعصصصصصصصم الوكيصصصصصصصل‪ ،‬على ال توكلنصصصصصصصا"‪.‬‬

‫وأخرجصصه الترمذي‪ ،‬عصصن أبصص عمصصر‪ ،‬عصصن سصصفيان بصصن عيينصصة‪ ،‬وقال‪ :‬حسصصن‪.‬‬

‫ث رواه من حد يث خالد بن طهمان‪ ،‬عن عط ية‪ ،‬عن أ ب سعيد به‪ ،‬وح سنه أيضا‪ ،‬وقال شيخ نا أ بو‬

‫حجاج الزي ف الطراف‪ ،‬ورواه إساعيل بن إبراهيم‪ ،‬أبو يي التميمي‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب صال‪،‬‬

‫عصصصصصصصصن أبصصصصصصصص سصصصصصصصصعيد‪ ،‬كذا قال رحهصصصصصصصص ال‪.‬‬

‫وهكذا رواه أبو بكر بن أب الدنيا ف كتاب الهوال فقال‪ :‬حدثنا عثمان بن أب شيبة‪ ،‬أخبنا جرير‪ ،‬عن‬

‫العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب سعيد الدري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول صلى ال عليه وسلم‪" :‬كيف أنعم‬

‫وصاحب الصور قد التقم الصور‪ ،‬وحن جبهته ينتظر مت يؤمر أن ينفخ فينفخ‪ ".‬قلنا‪ :‬يا رسول الّ‪ :‬ما‬

‫‪248‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫نقول? قال‪" :‬قولوا‪ :‬حسصصصصصصصصبنا ال ونعصصصصصصصصم الوكيصصصصصصصصل"‪.‬‬

‫وقد قال أبو يعلى الوصلي ف مسند أب هريرة‪ :‬روى أبو صال‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬وعن عمران‪ ،‬عن عطية‪،‬‬

‫عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬كيف أنعم أو كيف أنتم‪ -‬شك أبو صال‪-‬‬

‫وصاحب الصور قد التقم القرن بفيه‪ ،‬وأصغى سعه‪ ،‬وحن جبهته‪ ،‬ينت ظر مت يؤمر‪ ،‬فينفخ" قالوا‪ :‬يا‬

‫رسصصول ال‪ :‬كيصصف نقول? قال‪" :‬قولوا‪ :‬حسصصبنا ال ونعصصم الوكيصصل على ال توكلنصصا"‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن سعد الطائي‪ ،‬عن عطية العوف‪ ،‬عن أب سعيد‬

‫الدري‪ ،‬قال‪ :‬ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم صاحب الصور فقال‪" :‬عن يينه جبيل‪ ،‬وعن يساره‬

‫صصصصصصصلم"‪.‬‬
‫صصصصصصصلة والسص‬
‫صصصصصصصم الصص‬
‫صصصصصصصل‪ ،‬عليهص‬
‫ميكائيص‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا عباد بن العوام‪ ،‬عن حجاج‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أب‬

‫سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن صاحب ال صور بأيده ا أو ف أيديه ما قرنان‪:‬‬

‫يلحظان متصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص يؤمران"?‪.‬‬

‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ،‬عن التيمي‪ ،‬عن أسلم‪ ،‬عن أب مرية‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫‪249‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلم‪ ،‬وعن ع بد ال بن ع مر‪ ،‬عن ال نب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬النفاخان ف ال سماء الثانية‪ ،‬رأس‬

‫أحدهاص بالغرب‪ ،‬ورجله بالشرق‪ ،‬ينتظران متص يؤمران ينفخان فص الصصور فينفخان"‪ .‬تفرد بصه أحدص‪.‬‬

‫وأبو مرية هذا اسه عبد ال بن عمرو العجلي‪ ،‬وليس بالشهور‪ ،‬ولعل هذين اللكي أحدها هو إسرافيل‬

‫وهو الذي ينفخ ف الصور‪ ،‬كما سيأت بيانه ف حديث الصور بطوله‪ ،‬والخر هو الذي ينقر ف الناقور‪،‬‬

‫و قد يكون ال صور‪ ،‬والناقور ا سم ج نس ي عم أفرادا كثي ين‪ ،‬واللف واللم فيه ما للع هد‪ ،‬ويكون ل كل‬

‫واحصصصصصصصد منهمصصصصصصصا أتباع‪ ،‬يفعلون كفعله‪ ،‬وال أعلم بالصصصصصصصصواب‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬أخبنا عبد ال بن جرير‪ ،‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ :‬أخبنا عبد الواحد بن زياد‪،‬‬

‫أخبنا عبد ال بن عبد ال الصم‪ ،‬أخبنا يزيد بن الصم‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬إن صاحب الصور ل‬

‫يطرف منذ وكّل به‪ ،‬كأن عينيه كوكبان دريان‪ ،‬ينظرتاه العرش مافة أن يؤمرأن ينفخ فيه قبل أن يرتد‬

‫إليصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه طرفصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبد الرحن عبد ال بن عمر‪ ،‬حدثنا مروان بن معاوية‪ ،‬عن عبد ال بن عبد ال بن الصم‪،‬‬

‫عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ " :‬ما أطرق صاحب ال صور م نذ وكّل به‪،‬‬

‫‪250‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ينظرنو العرش مافة أن يؤمرقبل أن يرتد إليه طرفه‪ ،‬كأنه عينيه كوكبان دريان"‪.‬‬

‫حديث الصور بطوله تصوير لشاهد القيامة‬

‫أو لبعض مشاهدهاقال الافظ أبو يعلى الوصلي ف مسنده‪ :‬حدثنا عمرو بن الضحاك بن مالد‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو عاصم الضحاك بن مالد‪ ،‬حدثنا أبو رافع إساعيل بن رافع‪ ،‬عن ممد بن زياد‪ ،‬عن ممد بن كعب‬
‫القرظي‪ ،‬عن رجل من النصار‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف‬
‫طائفة من أصحابه قال‪" :‬إِن ال تعال لا فرغ من خلق السموات والرض‪ ،‬خلق الصور‪ ،‬فأعطاه‬
‫إسرافيل‪ ،‬فهو واضعه على فيه‪ ،‬شاخصا إل العرش ببصره‪ ،‬ينتظرمت يؤمر? قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ما الصور? قال‪ :‬قرن‪.‬‬
‫قال‪ :‬كيف هو? قال‪ :‬عظيم‪ .‬قال‪ :‬والذي بعثن بالق إن عظم دائرة فيه لعرض السموات والرض‪،‬‬
‫ينفخ فيه ثلث نفخات‪ ،‬الول نفخة الفزع‪ ،‬والثانية نفخة الصعق‪ ،‬والثالثة نفخة القيام لرب العالي‪،‬‬
‫يأمر ال إسرافيل بالنفخة الول فيقول‪ :‬انفخ نفخة الفزع‪ ،‬فيفزع أهل السموات والرض‪ ،‬إل من شاء‬
‫حةً واحدةً‬‫صيْ َ‬
‫ال‪ ،‬ويأمره تعال فيمدها ويطيلها ول يفتر‪ ،‬وهي الت يقول ال فيها‪َ " :‬ومَا يَنْظر هؤلءِ إِلّ َ‬
‫ما لا مِنْ َفوَاق"‪.‬‬
‫فتسي البال سي السحاب‪ ،‬فتكون سرابا‪ ،‬وترتج الرض بأهلها رجا‪ ،‬فتكون كالسفينة ف البحر‪،‬‬
‫تضربا المواج‪ ،‬تكفأ بأهلها كالقنديل العلق بالعرش‪ ،‬ترجه الرواح‪ ،‬أل وهو الذي يقول ال تعال فيه‪:‬‬
‫ب يو َمئِذ واجِفةٌ"‪.‬‬
‫"َيوْ َم تَرْجفُ الرَا ِج َفةُ تَتبَعهَا الرّادِفةُ قلو ٌ‬
‫فتميد الرض بأهلها‪ ،‬وتذهل الراضع‪ ،‬وتضع كل الوامل‪ ،‬وتشيب الولدان‪ ،‬ويطي الناس هاربي من‬
‫الفزع‪ ،‬فتلقاهم اللئكة‪ ،‬فتضرب وجوههم فيجعون‪ ،‬ث يولون مدبرين‪ ،‬ما لم من ال من عاصم‪،‬‬
‫ينادي بعضهم بعضا‪ ،‬فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الرض بصدعي‪ ،‬من قطر إل قطر‪ ،‬فرأوا أمرا‬
‫عظيما‪ ،‬ل يروا مثله‪ ،‬وأخذهم لذلك من الكرب والول ما ال به عليم‪ ،‬نظروا ف السماء فإذا هي‬
‫كالهل‪ ،‬ث انشقت السماء‪ ،‬فانتثرت نومها‪ ،‬وخسفت شسها‪ ،‬وقمرها‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪251‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلم‪" :‬الموات ل يعلمون بشيء من ذلك"‪.‬‬


‫قال أبو هريرة‪ :‬من استثناه ال حي يقول‪" :‬ففزع من ف السموات ومن ف الرض إِل من شاء ال"‬
‫قال‪ :‬أولئك الشهداء‪ ،‬وإنا يصل الفزع إل الحياء‪ ،‬وهم أحياء‪ ،‬عند ربم يرزقون‪ ،‬فوقاهم ال فزع‬
‫س اّتقُواْ‬
‫ذلك اليوم‪ ،‬وآمنهم منه‪ ،‬وهو عذاب ال‪ ،‬يبعثه على شرار خلقه هو الذي يقول ال فيه يَاّيهَا النّا ُ‬
‫ت وَتضعً كل ذات حَمْل‬ ‫ض َع ْ‬
‫ربّكم إنّ زَْلزََلةَ السّا َع ِة شيءٌ عظيم يَومَ َترَونا تَذهَلُ ك ّل مُرضِعةٍ عمّا أرْ َ‬
‫حَ ْملَها وتَرَى الناس سُكارَى وما هم بِسُكارى ولكِ ّن عَذَابَ اللّ ِه شَديدٌ‪.‬‬
‫فيمكثون ف ذلك العذاب ما شاء ال‪ ،‬إل أنه يطول‪ ،‬ث يأمر ال إسرافيل فينفخ نفخة الصعق? فيصعق‬
‫أهل السموات والرض? إل من شاء ال? فإذا هم خدوا‪ ،‬جاء ملك الوت إل البارة فيقول‪ :‬يا رب‪:‬‬
‫مات أهل السموات والرض إل من شئت‪ ،‬فيقول ال‪ :‬وهو أعلم بن بقي? فمن بقي? فيقول‪ :‬يا رب‪:‬‬
‫بقيت أنت الي الذي ل توت‪ ،‬وبقيت حلة عرشك‪ ،‬وبقي جبيل وميكاثيل‪ ،‬وبقيت أنا? فيقول ال‪:‬‬
‫ليمت جبيل وميكائيل‪ ،‬فينطق ال العرش فيقول‪ :‬يا رب يوت جبيل وميكائيل? فيقول‪ :‬اسكت‪ ،‬فإن‬
‫كتبت الوت على كل من كان تت عرشي‪ ،‬فيموتان‪ ،‬ث يأت ملك الوت إل البار عز وجل فيقول‪ :‬يا‬
‫رب‪ :‬قد مات جبيل وميكائيل? وبقيت أنا وحلة العرش فيقول ال‪ :‬فليمت حلة عرشي فيموتون‪،‬‬
‫ويأمر ال العرش فيقبض الصور من إسرافيل ث يأت ملك الوت إِل البار فيقول‪ :‬يا رب قد مات حلة‬
‫عرشك فيقول‪ :‬وهو أعلم بن بقي‪ ،‬فمن بقي? فيقول يا رب‪ :‬بقيت أنت الي الذي ل توت وبقيت‬
‫أنا‪ ،‬فيقول ال‪ :‬أنت خلق من خلقي‪ ،‬خلقتك لا رأيت فمت‪ ،‬فيموت‪ ،‬فإذا ل يبق إل ال الواحد القهار‬
‫الحد الفرد الصمد‪ ،‬الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد كان آخرا كما كان أولً‪ ،‬طوى‬
‫السموات والرض كطي السجل للكتاب ث دحاها ث لفها ثلث مرات‪ ،‬وقال‪ :‬أنا البار ثلثا‪ .‬ث هتف‬
‫بصوته‪ :‬لن اللك اليوم? ثلث مرات فل ييبه أحد‪ ،‬فيقول لنفسه‪ :‬ل الواحد القهار‪ ،‬ويبدل الرض غي‬
‫الرض والسموات‪ ،‬فيبسطها‪ ،‬ويسطحها‪ ،‬ويدها مد الدي العكاظي‪ ،‬ل ترى فيها عوجَا ول أمتا‪ ،‬ث‬
‫يزجر ال اللق زجرة‪ ،‬فإذا هم ف مثل ما كانوا فيه ف الول‪ ،‬من كان ف بطنها كان ف بطنها‪ ،‬ومن‬
‫كان على ظهرها كان على ظهرها‪ ،‬ث ينل ال عليكم من ماء من تت العرش ث يأمر ال السماء أن‬
‫تطر فتمطر أربعي يوما‪ ،‬حت يكون الاء فوقهم اثن عشر ذراعا‪ ،‬ث يأمر ال الجساد أن تنبت‪ ،‬فتنبت‬
‫كنبات البقل‪ ،‬حت إذا تكاملت أجسادهم‪ ،‬فكانت كما كانت‪ ،‬قال اللّه‪" :‬ليحيي جبيل وميكائيل‪،‬‬

‫‪252‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيحييان‪ ،‬ث يدعو ال بالرواح‪ ،‬فيؤتى با تتوهج أرواح السلمي نورا‪ ،‬والخرى ظلمة‪ ،‬فيقبضها‬
‫جيعا‪ ،‬ث يلقيها ف الصور‪ ،‬ث يأمر ال إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث‪ ،‬فينفخ نفخة البعث‪ ،‬فتخرج‬
‫الرواح كأنا النحل قد ملت ما بي السماء والرض فيقول ال‪" :‬وعزت وجلل‪ ،‬ليجعن كل روح‬
‫إل جسده‪ ،‬فتدخل الرواح ف الرض إل الجساد‪ ،‬فتدخل ف الياشيم‪ ،‬ث تشي ف الجساد مشي‬
‫السم ف اللديغ ث تنشق الرض عنكم‪ ،‬وأنا أول من تنشق عنه الرض‪ ،‬فتخرجون منها سراعا إل ربكم‬
‫تنسلون‪ُ " .‬مهْطِعيَ إِل الدّاع يَقُو ُل اْلكَافِرونَ هذَا يوم عسيٌ"‪.‬‬
‫حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غلفا غرلً‪ ،‬ث تقفون موقفا واحدا‪ ،‬مقدار سبعي عاما ل ينظر إليكم‪ ،‬ول يقضى بينكم‪،‬‬
‫فتبكون حت تنقطع الدموع‪ ،‬ث تدمعون دماء وتعرقون حت يبلغ ذلك منكم أن يلجمكم‪ ،‬أو يبلغ‬
‫الذقان‪ ،‬فتضجون‪ ،‬وتقولون‪ :‬من يشفع لنا إل ربنا ليقضي بيننا? فيقولون‪ :‬من أحق بذلك من أبيكم‬
‫آدم خلقه ال بيده ونفخ فيه من روحه‪ ،‬وكلمه قبلً‪ ،‬فيأتون آدم‪ ،‬فيطلبون إليه ذلك‪ ،‬فيأب‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫حفاة عراة غلفا غر ًل ث تقفون موقفا واحدا‪ ،‬مقدار سبعي عاما‪ .‬ما أنا صاحب ذلك‪ ،‬ث يسعون‬
‫للنبياء نبيا نبيا‪ ،‬كلما جاءوا نبيا أب عليهم‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬حت تأتون‪ ،‬فأنطلق‪ ،‬حت آت الفحص‪ ،‬فأخر ساجدا‪ .‬قال أبو‬
‫هريرة‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ما الفحص قال‪ :‬موضع قدام العرش حت يبعث اللّه إل ملكا‪ ،‬فيأخذ بعضدي‪،‬‬
‫فيفعن‪ ،‬فيقول ل‪ :‬يا ممد‪ :‬فأقول‪ :‬نعم لبيك يا رب‪ ،‬فيقول ما شأنك?‪ -‬وهو أعلم‪ -‬فأقول‪ :‬يا رب‬
‫وعدتن الشفاعة‪ ،‬فشفعن ف خلقك‪ ،‬فاقض بينهم‪ ،‬فيقول شفعتك‪ ،‬أنا آتيكمِ‪ ،‬فأقضي بينكم"‪ ،‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فأرجع فأقف مع الناس‪ ،‬فبينما نن وقوف‪ ،‬إذا سعنا حسا من السماء‬
‫شديدا‪ ،‬فينل أهل السماء الدنيا مثل من ف الرض من الن والِنس‪ ،‬حت إذا دنوا من الرض‪ ،‬أشرقت‬
‫الرض بنورهم‪ ،‬وأخذوا مصافهم‪ ،‬وقلنا لم‪ :‬أفيكم ربنا? قالوا‪ :‬ل وهو آت‪ ،‬ث ينلون على قدر ذلك‬
‫من التضعيف حت ينل البار تبارك وتعال ف ظلل من الغمام واللئكة‪ ،‬ويمل عرشه يومئذ ثانية‪،‬‬
‫وهم اليوم أربعة‪ ،‬أقدامهم على توم الرض السفلى‪ ،‬والرض والسموات إل حجرهم والعرش على‬
‫مناكبهم‪ ،‬لم زجل من تسبيحهم‪ ،‬يقولون‪ :‬سبحان ذي العزة والبوت‪ ،‬سبحان ذي اللك واللكوت‪،‬‬
‫سبحان الي الذي ل يوت‪ ،‬سبحان الذي ييت اللئق ول يوت‪ ،‬فيضع اللّه كرسيه حيث شاء من‬
‫أرضه‪ ،‬ث يهتف بصوته‪ ،‬فيقول‪ :‬يا معشر الن والِنس‪ ،‬إن قد أنصت لكم من يوم خلقتكم إل يومكم‬

‫‪253‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫هذا‪ ،‬أسع قولكم‪ ،‬وأرى أعمالكم‪ ،‬فأنصتوا إل‪ ،‬فإنا هي أعمالكم‪ ،‬وصحفكم‪ ،‬تقرأ عليكم‪ ،‬فمن وجد‬
‫خيا فليحمد ال‪ ،‬ومن وجد غي ذلك فل يلومنّ إِل نفسه‪ ،‬ث يأمر ال جهنم فيخرج منها عنق ساطع‬
‫مظلم"‪ .‬ث يقول‪" :‬وامتازوا اليوم أيها الجرمون"‪.‬‬
‫سَتقِيم‬‫ط مُ ْ‬
‫ي وأن اعبُدون هذَا صرا ٌ‬ ‫شيْطَانَ ِإنّهُ َلكُمْ عَ ُد ّو ُمبِ ٌ‬
‫"ألَ ْم أعْهَدْ إَِليْك ْم يَا بَنِي آ َدمَ أن َل َتعْبدُوا ال ّ‬
‫وََلقَدْ أض ّل ِمنْكُمْ ِجبِلّ َكثِيا أَفلَ ْم َتكُونُوا َت ْعقِلُونَ هذه َج َهنّ ُم الّت ُكْنتُ ْم تُوعَدونَ اصَْل ْوهَا اْلَيوْ َم بِمَا ُكْنتُمْ‬
‫تَ ْكفُرونَ"‪.‬‬
‫فيميز ال الناس‪ ،‬وينادي المم داعيا لكل أمة إل كتابا‪ ،‬والمم جاثية من الول قال ال تعال‪َ " :‬وتَرَى‬
‫كُل أ ّمةٍ جَاِثَيةً كُ ّل أمة ت ْدعَى إِلَى كِتاِبهَا الَْيوْم ُتجْ َز ْونَ مَا ُكْنتُ ْم َتعْمَلُونَ"‪.‬‬
‫فيقضي ال بي خلقه إل الثقلي‪ ،‬الِنس والن‪ ،‬فيقضي بي الوحوش والبهائم‪ ،‬حت أنه ليقيد الماء من‬
‫ذات القرن‪ ،‬فإذا فرغ ال من ذلك‪ ،‬فلم تبق تبعة عند واحدة لخرى‪ ،‬قال ال لا‪ :‬كون ترابا‪ ،‬فعند‬
‫ذلك يقول الكافر‪ :‬يا ليتن كنت ترابا‪ ،‬ث يقضي ال بي العباد‪ ،‬فيكون أول ما يقضى فيه الدماء‪ ،‬فيأت‬
‫كل قتيل ف سبيل ال‪ ،‬ويأمر ال من قتل فيحمل رأسه تشخب أوداجه‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب فيم قتلن هذا?‬
‫فيقول ال تعال وهو أعلم‪ :‬فيم قتلته? فيقول‪ :‬قتلته يا رب لتكون العزة لك‪ ،‬فيقول ال‪ :‬صدقت‪،‬‬
‫فيجعل ال وجهه مثل نور السموات‪ ،‬ث تسبقه اللئكة إل النة‪ ،‬ث يأت كل من كان يقتل على غي‬
‫ذلك ويأمر من قتل فيحمل رأسه تشخب أوداجه‪ ،‬فيقول يا رب فيم قتلن هذا? فيقول ال وهو أعلم‪:‬‬
‫فيم قتلته فيقول‪ :‬يا رب قتلته لتكون العزة ل‪ ،‬فيقول ال‪ :‬تعست‪ ،‬ث ما تبقى نفس قتلها قاتل إِل قتل‬
‫با‪ ،‬ول مظلمة إل أخذ با‪ ،‬وكان ف مشيئة ال إن شاء عذبه‪ ،‬وإن شاء رحه‪ ،‬ث يقضي ال بي من بقي‬
‫من خلقه‪ ،‬حت ل تبقى مظلمة لحد عند أحد إل أخذها ال للمظلوم من الظال‪ ،‬حت إنه ليكلف‬
‫شائب اللب بالاء أن يلص اللب من الاء‪ ،‬فإذا فرغ ال من ذلك‪ ،‬نادى مناد يسمع اللئق كلهم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ليلحق كل قوم بآلتهم وماكانوا يعبدون من دون ال‪ ،‬فل يبقى أحد عبد من دون ال شيئا إِل‬
‫مثلت له اليئة بي يديه‪ ،‬فيجعل يومئذ ملك من اللئكة على صورة عزير‪ ،‬ويعل ملك من اللئكة على‬
‫صورة عيسى‪ ،‬فيتبع هذا اليهود‪ ،‬ويتبع هذا النصارى ث قادتم آلتهم إل النار فهذا الذي يقول ال‬
‫تعال‪َ" :‬لوْ كَانَ هؤلَءَ آِل َه ًة مَا وَردوهَا وَكُلّ فِيهَا خَاِلدُون"‪.‬‬
‫فإذا ل يبق إِل الؤمنون‪ ،‬فيهم النافقون‪ ،‬جاءهم ال فيما شاء من هيئة‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس‪،‬‬

‫‪254‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص نعبصد غيه‪،‬‬
‫ص كن ا‬
‫ص لنصا إل ال‪ ،‬م ا‬
‫ذهصب الناس فالقوا بآلتكصم‪ ،‬ومصا كنتصم تعبدون‪ ،‬فيقولون‪ :‬وال م ا‬

‫فينصرف عنهم‪ -‬وهو ال‪ -‬فيمكث ما شاء ال أن يكث‪ ،‬ث يأتيهم فيقول‪ :‬يا أيها الناس‪ ،‬ذهب الناس‪،‬‬

‫فالقوا بآلتكم‪ ،‬وما كنتم تعبدون‪ ،‬فيقولون‪ :‬وال ما لنا إل ال‪ ،‬وما كنا نعبد غيه‪ ،‬فيكشف عن ساقه‪،‬‬

‫ويتجلى ل م من عظم ته ما يعرفون به أ نه رب م‪ ،‬فيخرون سجدا على وجوه هم وي ر كل منا فق على‬

‫قفاه‪ ،‬ويعل ال أصلبم كصياصي البقر‪ ،‬ث يأذن ال لم فيفعون رؤوسهم‪ ،‬ويضرب ال بالسراط بي‬

‫ظهرا ن جه نم‪ ،‬ك قد الش عر‪ ،‬أو كع قد الش عر‪ ،‬وك حد ال سيف‪ ،‬عل يه كلل يب وخطاط يف‪ ،‬وح سك‬

‫كحسك السعدان‪ ،‬ودونه جسر دحض مزلة فيمرون كطرف البصر‪ ،‬أو كلمح البق‪ ،‬أو كمر الريح‪ ،‬أو‬

‫كجياد ال يل‪ ،‬أو كجياد الركاب‪ ،‬أو كجياد الرجال‪ ،‬فناج سال‪ ،‬وناج مدوش‪ ،‬ومكدوح على وج هه‬

‫ف جهنم‪ ،‬فإذا أفضى أهل النة إل النة‪ ،‬قالوا‪ :‬من يشفع لنا إل ربنا فيدخلنا النة فيقولون‪ :‬من أحق‬

‫بذلك من أبيك مٍ آدم? إنه خلقه ال بيده‪ ،‬ونفخ فيه من روحه‪ ،‬وكلمه قبلً‪ ،‬فيأتون آدم‪ ،‬فيطلبون ذلك‬

‫إليه‪ ،‬فيذكر ذنبا‪ ،‬ويقول‪ :‬ما أنا بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن عليكم بنوح‪ ،‬فإنه أول رسله إل خلقه‪ ،‬فيؤتى‬

‫نوحٍ‪ ،‬فيطلبون ذلك إليه فيذكر شيئا ويقول‪ :‬ما أنا بصاحبكم‪ ،‬عليكم بوسى‪ ،‬فيطلبون ذلك إليه فيذكر‬

‫‪255‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ذنبا‪ ،‬ويقول لست بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن عليكم بروح ال وكلمته عيسى ابن مري‪ ،‬فيطلبون ذلك إليه‪،‬‬

‫فيقول ما أنا بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن عليكم بحمد صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم‪" :‬فيأتو ن‪ ،‬ول ع ند ر ب ثلث شفاعات وعدت ن‪ ،‬فانطلق فآ ت ال نة‪ ،‬فآ خذ بل قة الباب‪ ،‬ث‬

‫أستفتح فيفتح ل‪ ،‬فأحيي ويرحب ب‪ ،‬فإذا دخلت النة فنظرت إل رب عز وجل خررت له ساجدا‪،‬‬

‫فيأذن ال ل من حده ومده بشيء ما أذن به ل حد من خل قه‪ ،‬ث يقول ل ال‪ :‬أر فع رأسك يا ممد‬

‫واش فع تش فع‪ ،‬و سل ت عط‪ ،‬فإذا رف عت رأ سي قال ال و هو أعلم‪ :‬ما شأ نك? فأقول‪ :‬يا رب‪ ،‬وعدت ن‬

‫الشفاعة فشفعن ف أهل النة‪ ،‬يدخلون النة‪ ،‬فيقول ال عز وجل‪ :‬قد شفعتك‪ ،‬وأذنت لم ف دخول‬

‫النصة‪ ،‬فكان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬والذي بعث ن بالقص ما أن تم ف الدن يا بأعرف‬

‫بأزواجكصصصم ومسصصصاكنكم مصصصن أهصصصل النصصصة بأزواجهصصصم ومسصصصاكنهم"‪.‬‬

‫فيدخل كل رجل منهم على اثنتي وسبعي زوجة كما ينشئهن ال‪ ،‬واثنتي آدميتي‪ ،‬لما فضل على من‬

‫شاء ال بعبادتما اللّه ف الدنيا‪ ،‬يدخل على الول منهما ف غرفة من ياقوتة‪ ،‬على سريرمن ذهب مكلل‬

‫باللؤلؤ‪ ،‬له سبعون درجة من سندس واستبق‪ ،‬ويضع يده بي كتفيها‪ ،‬ث ينظر من صدرها ما وراء ثيابا‬

‫‪256‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫من جلدها ولمها‪ ،‬وإنه لينظر إل لم ساقها‪ ،‬كما ينظر أحدكم إل السلك ف قصبة الياقوتة‪ ،‬كبده لا‬

‫مراة وكبدها له مرآة‪ ،‬فبينما هو عندها‪ ،‬ل يلها ول تله إذ نودي‪ :‬إنا قد عرفنا أنك ل تل‪ ،‬ول تل‪ ،‬إِل‬

‫أن لك أزواجا غيها‪ ،‬فيخرج‪ ،‬فيأتيهن واحدة واحدة‪ ،‬كلما جاء واحدة قالت وال ما ف النة أحسن‬

‫م نك‪ ،‬و ما ف ال نة ش يء أ حب إل م نك‪ ،‬قال‪ :‬وإذا و قع أ هل النار ف النار‪ ،‬و قع في ها خلق من خلق‬

‫ربك‪ ،‬أوبقتهم أعمالم‪ ،‬فمنهم من تأخذه إل قدميه ل ياوز ذلك منهم‪ ،‬ومنهم من تأخذه إل حقويه‪،‬‬

‫ومنهم من تأخذ جسده كله‪ ،‬إل وجهه قد حرم ال صوره عليها‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫فأقول‪" :‬يا رب شفعن فيمن وقع ف النار من أم ت‪ ،‬فيقول ال عز وجل‪ :‬أخرجوا من عرفتم‪ ،‬فيخرج‬

‫أولئك‪ ،‬حت ل يبقى منهم أحد‪ ،‬ث يأذن اللّه ل ف الشفاعة‪ ،‬فل يبقى نب ول شهيد إل شفع‪ ،‬فيقول‬

‫ال‪ :‬أخرجوا من وجدت ف قلبه زنة الدينار إيانا‪ ،‬فيخرج أولئك‪ ،‬حت ل يبقى منهم أحد‪ ،‬ث يشفع ال‬

‫فيقول أخرجوا من وجد ت ف قل به إيانا ثل ثي دينار‪ ،‬ث يقول‪ :‬وثلث دينار‪ ،‬ث يقول‪ :‬قياطا‪ ،‬ث يقول‪:‬‬

‫حبة من خردل‪ ،‬فيخرج أولئك حت ل يبقى منهم أحد‪ ،‬وحت ل يبقى ف النار من عمل ل خيا قط‪،‬‬

‫وحت ل يبقى أحد له شفاعة إِل شفع‪ ،‬حت إن إبليس ليتطاول لا يرى من رحة ال رجاء أن يشفع له‪،‬‬

‫‪257‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ث يقول ال‪ :‬بق يت أ نا‪ ،‬وأ نا أر حم الراح ي‪ ،‬فيد خل يده ف جه نم‪ ،‬فيخرج من ها ما ل ي صيه غيه‪،‬‬

‫كأن م حب فيبث هم الّ على ن ر يقال له نر اليوان‪ ،‬فينبتون ك ما تنبت البة ف ح يل ال سيل‪ ،‬م ا يلي‬

‫الشمس أخضر‪ ،‬وما يلي الظل منها أصفر‪ ،‬فينبتون حت يكونوا أمثال الدر‪ ،‬مكتوبا ف رقابم الهنميون‬

‫عتقاء الرح ن عز و جل يعرف هم أ هل ال نة بذلك الكتاب‪ ،‬ما عملوا ال خيا قط‪ ،‬فيبقون ف ال نة‪.‬‬

‫إل هنا كان ف أصل أب بكر العرب‪ ،‬عن أب يعلى رحه ال‪ ،‬وهو حديث مشهور‪ ،‬رواه جاعات من‬

‫الئ مة ف كتب هم‪ ،‬كا بن جر ير ف تف سيه‪ ،‬وال طبان ف الطولت‪ ،‬والا فظ البيه قي ف كتا به‪ :‬الب عث‬

‫والنشور‪ ،‬والافظ أب موسى الدين ف الطولت أيضا من طرق متعددة عن إساعيل ابن رافع قاص أهل‬

‫الدينصة‪ ،‬وقصد تكلم فيصه بسصببه وفص بعصض سصياقه نكارة واختلف‪ ،‬وقصد بينصت طرقصه فص جزء منفرد‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وإساعيل بن رافع الدين ليس ف الوضاعي‪ ،‬وكأنه جع هذا الديث من طرق وأماكن متفرقة‪،‬‬

‫فجم عه و ساقه سياقة واحدة‪ ،‬فكان ي قص به على أ هل الدي نة‪ ،‬و قد حضره جا عة من أعيان الناس ف‬

‫عصره ورواه عنه جاعة من الكبار كأب عاصم النبيل والوليد بن مسلم‪ ،‬ومَكي بن إبراهيم‪ ،‬وممد بن‬

‫شع يب بن سابور‪ ،‬وعبده بن سليمان‪ ،‬وغي هم‪ ،‬واختلف عل يه‪ ،‬فتارة يقول‪ :‬عن م مد بن زياد‪ ،‬عن‬

‫‪258‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ممد بن كعب‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬وتارة يسقط الرجل‪ ،‬وقد رواه إسحاق بن راهويه‪ ،‬عن عبده‬

‫بن سليمان‪ ،‬عن إساعيل بن رافع‪ ،‬عن ممد بن زيد‪ ،‬عن أب زياد‪ ،‬عن رجل من النصار‪ ،‬عن ممد بن‬

‫كعب‪ ،‬عن رجل من النصار‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم بطوله‪ :‬ومنهم من أسقط‬

‫الرجل الول‪ ،‬قال شيخنا الافظ الزي‪ ،‬وهذا أقرب‪ ،‬قال‪ :‬وقد رواه عن إساعيل بن رافع عن الوليد بن‬

‫م سلم‪ ،‬وله عل يه م صنف‪ ،‬ب ي شواهده من الحاد يث ال صحيحة‪ ،‬وقال الا فظ ا بن مو سى الدي ن ب عد‬

‫إيراده له بتمامه‪ :‬وهذا الديث وإن كان ف إسناده من تكلم فيه فعامة ما فيه يروى مفرقا من أسانيد‬

‫ثابتصصصصصصصصصصصة ثصصصصصصصصصصص تكلم على غريبصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫ل فصلً وبال الستعان‪.‬‬


‫قلت‪ :‬ونن نتكلم عليه فص ً‬

‫فصل‬

‫نفخات الصور ل يبقي من الِنسان بعد موته إِل عجب ذنبه‬

‫النفخات ف الصور ثلث نفخات‪ ،‬نفخة الفزع‪ ،‬ث نفخة الصعق‪ ،‬ث نفخة البعث‪ ،‬كما تقدم بيان ذلك‬

‫فصصصصصصصصصصص حديصصصصصصصصصصصث الصصصصصصصصصصصصور بطوله‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد قال مسلم ف صحيحه‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬عن أب معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة قال‪ :‬قال رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬مصا بيص النفختيص أربعون يوما‪ ،‬قال‪ :‬أبيصت‪ .‬قال‪:‬‬

‫أربعون شهرا‪ .‬قال‪ :‬أب يت‪ .‬قال‪ :‬أربعون سنة‪ .‬قال‪ :‬ث ينل من ال سماء ماء‪ ،‬فينبتون ك ما ين بت الب قل‪،‬‬

‫قال‪ :‬وليس من الِنسان شيء إِل يبلى‪ ،‬إِل عظما واحدا‪ ،‬وهو ع جب الذنب‪ ،‬ومنه يركب اللق يوم‬

‫القيامصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫ورواه البخاري من حد يث الع مش‪ ،‬وحد يث ع جب الذ نب وأ نه ل يبلى وأن اللق بدؤوا م نه وم نه‬

‫يركبون يوم القيا مة‪ ،‬ثا بت من روا ية أح د‪ ،‬عن ع بد الرزاق‪ ،‬عن مع مر‪ ،‬عن هام‪ ،‬عن أ ب هريرة‪.‬‬

‫صصصد الرزاق‪.‬‬
‫صصصن عبص‬
‫صصصع‪ ،‬عص‬
‫صصصن رافص‬
‫صصصد بص‬
‫صصصن ممص‬
‫صصصلم‪ ،‬عص‬
‫ورواه مسص‬

‫ورواه أحد‪ ،‬عن يي القطان‪ ،‬عن ممد بن عجلن‪ ،‬عن عبد الرحن بن هرمز العرج‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬

‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬كل ابن آدم يبلى ويأكله التراب إل عجب الذنب‪ ،‬منه خلق‬

‫ومنصصصصه يركصصصصب"‪ .‬انفرد بصصصصه أحدصصصص وهصصصصو على شرط مسصصصصلم‪.‬‬

‫ورواه أحدص أيضا مصن حديصث إبراهيصم الجري‪ ،‬عصن أبص عياض‪ ،‬عصن أبص هريرة مرفوعا بنحوه‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬حدثنا دراج‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬عن‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يأكل التراب كل شيء من الِنسان إل عجب ذنبه‪ ،‬قيل وما هو‬

‫يصصصصصا رسصصصصصول ال? قال‪ :‬مثصصصصصل حبصصصصصة خردل‪ ،‬منصصصصصه ينبتون"‪.‬‬

‫والقصود هنا ذكر النفختي‪ ،‬وأن بينهما إما أربعي يوما‪ ،‬أو شهرا‪ ،‬أو سنة‪ ،‬وهاتان النفختان ها وال‬

‫أعلم‪ ،‬نفخة‪ ،‬الصعق‪ ،‬ونفخة القيام للبعث والنشور‪ ،‬بدليل إنزال الاء بينهما‪ ،‬وذكر عجب الذنب الذي‬

‫منه يلق الِنسان ومنه يركب عند بعثه يوم القيامة‪ ،‬ويتمل أن يكون الراد منهما ما بي نفخة الصعق‪،‬‬

‫ونفخة الفزع وهو الذي يريد ذكره ف هذا القام‪ ،‬وعلى كل تقدير‪ ،‬فل بد من مدة بي نفخت الفزع‬

‫والصعق‪ ،‬وقد ذكر ف حديث الصور أنه يكون فيها أمور عظام‪.‬‬

‫من أهوال يوم القيامة‬

‫من ذلك زلزلة الرض‪ ،‬وارتاجها وميدانا‪ ،‬بأهلها يينا وشالً‪ ،‬قال ال تعال‪ِ" :‬إذَا زُلْزَِلتِ الْأَ ْرضُ‬
‫ض أْثقَالَها وَقَا َل ا ِلنْسَا ُن مَا لَها"‪.‬‬
‫زِلْزالا وأخْ َر َجتِ ال ْر ُ‬
‫ض َع ٍة عَمّا‬
‫س اّتقُوا َرّبكُ مْ إِ نْ زَلزَلةَ ال سًا َعةِ شَيءٌ عَظِيم َيوْ َم تَرْوَنهَا تَ ْذهَلُ كُ ّل مُرْ ِ‬
‫وقال تعال‪" :‬يا أُيهَا النّا ُ‬

‫سكَارَى وَلكِنّ عَذَا بَ اللّ هِ‬


‫ضعَ تْ َوَتضَ عُ كُلّ ذَا تِ حَمْل َحمْلَهَا َوتَرَى النّاس ُسكَارَىَ وَمَا هُ ْم بِ ُ‬
‫أَرْ َ‬

‫‪261‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شَدِيدٌ"‪.‬‬

‫جبَالُ‬
‫ستِ الْ ِ‬
‫ضةٌ رَافِ َعةٌ إِذَا رُجّت الرض َرجّا وبَ ّ‬
‫ت اْلوَاِقعَة َليْ سَ ِلوَ ْق َعتِهَا كَا ِذبَة خاِف َ‬
‫وقال تعال‪" :‬إِذَا وََقعَ ِ‬

‫لَثةً"‪.‬‬
‫صصصصصصصصْ أزْواجا َث َ‬
‫صصصصصصصصْ َهبَا َء ُمنَْبثّا وَ ُكنْتُمص‬
‫صصصصصصصصا َفكَانَتص‬
‫بَسص‬

‫ولا كانت هذه النفخة‪ ،‬أعن نفخة الفزع أول مبادىء القيامة‪ ،‬كان اسم يوم القيامة صادقا على ذلك‬

‫كله‪.‬‬

‫ك ما ث بت ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ولتقو من‬

‫الساعة وقد نشر الرجلن ثوبا بينهما فل يتبايعانه‪ ،‬ول يطويانه‪ ،‬ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل‬

‫بل ب لقحته فل يطع مه‪ ،‬ولتقو من الساعة وهو يل يط حوضه فل ي سقى ف يه‪ ،‬ولتقو من ال ساعة و قد رفع‬

‫أكلتصصصصصصصصصصصه إل فيصصصصصصصصصصصه فل يطعمهصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫وهذا إنا يتجه على ما قبل نفخة الفزع بأنا الساعة لا كانت أول مبادئها‪ ،‬وتقدم ف الديث ف صفة‬

‫أهصصصصل آخصصصصر الزمان أنمصصصص شرار الناس‪ ،‬وعليهصصصصم تقوم السصصصصاعة‪.‬‬

‫و قد ذ كر ف حد يث ا بن را فع ف حد يث ال صور التقدم‪ ،‬أن ال سماء تن شق في ما ب ي نفخ ت الفزع‬

‫‪262‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وال صعق‪ ،‬وأن نومه ما تتنا ثر‪ ،‬وت سف ش سها وقمر ها‪ ،‬والظا هر‪ -‬وال أعلم‪ -‬أن هذا إن ا يكون ب عد‬

‫نفخصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة الصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصعق‪.‬‬

‫ج ِرمِيَ َيوْ َمئِذ‬


‫ت َوبَرَزُوا لِلّ ِه الوَاحِ ِد اْل َقهّا ِر َوتَرَى الْم ْ‬
‫ض َغيْرَ الرْض وال سّموَا ُ‬
‫قال تعال‪َ" :‬يوْ َم ُتبَدّ ُل الَرْ ُ‬

‫ص النّارُ"‪.‬‬
‫صرَابِيُلهُ ْم مِنصصْ َقطِرَانصصٍ َوَتغْشَصصى وُجُو َههُمص ُ‬
‫صفَادِ سص َ‬
‫صص الصص ْ‬
‫ُمقَ ّرنِيَصص فص‬

‫ص َوأَ ِذنَتصصصصْ لِربّهَصصصصا وَ ُحقّتصصصصْ"‪.‬‬


‫وقال تعال‪" :‬إِذا السصصصصّمَا ُء انْشَقّتصصص ْ‬

‫ف الْقَ َم ُر وَجُ ِم عَ الشّمْ سُ وَاْلقَمَرُ يَقُو ُل ا ِلنْ سَانُ َي ْو َمئِ ٍذ أيْ َن الْ َمفَ ّر كل‬
‫س َ‬
‫ق الْبَ صَ ُر وَخَ َ‬
‫وقال تعال‪" :‬فِإذَا بَرِ َ‬

‫سَتقَ ّر ُينَبّؤاْ ا ِلنْ سَا ُن َيوْ َمئِذ بِمَا قَدّ َم وَأخّ ر بَل الِنْ سَا ُن عَلَى َنفْ سِ ِه بَ صِيَ ٌة وََلوْ‬
‫ك َي ْومَئِ ٍذ الُ ْ‬
‫َل وَزَرَ إِلَى َربّ َ‬

‫ألْقَصصصصصصصصصصصصصصصصصصى َمعَاذِيرَهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصُ"‪.‬‬

‫وسيأت تقرير أن هذا كله كائن‪ ،‬بعد نفخة الصعق‪ ،‬وأما زلزال الرض‪ ،‬وانشقاقها بسبب تلك الزلزلة‪،‬‬

‫وفرار الناس إل أقطار ها‪ ،‬وأرجائ ها‪ ،‬فمنا سب أن يكون ب عد نف خة الفزع وق بل ال صعق‪ ،‬قال ال تعال‬

‫ف عََلْيكُ ْم َيوْ َم التنَا ِد َيوْ مَ ُتوَلّو نَ مُ ْدبِرِي َن مَا َلكُ مْ‬


‫إخبارا عن مؤمن آل فرعون أنه قال‪َ " :‬ويَا قوْم ِإنّي أَخَا ُ‬

‫ص عَاصصصصصصصصصصِم"‪.‬‬
‫ص مِنصصصصصصصص ْ‬
‫مِنصصصصصصصصصَ اللّهصصصصصصصص ِ‬

‫‪263‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ت وَالَرْض فَاْنفُذُوا لَ‬


‫وقال تعال‪" :‬يَا َمعْشَ َر الِنّ والِنْس إِ ِن ا سْتَ َط ْعتُمْ أ نْ َتْنفُذوا مِ نْ أَقْطَا ِر ال سّموَا ِ‬

‫ل َتْنتَ صِرَان فبَأيّ‬


‫ظ مِ ْن نار ونُحا سٌ َف َ‬
‫تَنفذُو نَ إِلّ بِ سُ ْلطَانٍ َفِبأَ يَ آلءِ رَبكمَا ُتكَ ّذبَا نِ يُر سَ ُل عََليْكُمَا ُشوَا ٌ‬

‫آلء ربّكمَصصصصصصصصصصصصصصصصصا تُكَ ّذبَانصصصصصصصصصصصصصصصصصِ"‪.‬‬

‫وقد تقدم الديث‪ ،‬ف مسند أحد‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬والسنن الربعة‪ ،‬عن أب شرية حذيفة بن أسيد‪ ،‬أن‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬إن ال ساعة لن تقوم ح ت تروا ع شر آيات" فذكر ها إل أن قال‪:‬‬

‫"وآخر ذلك نار ترج من قعر عدن‪ ،‬تسوق الناس إل الحشر"‪ .‬وهذه النار تسوق الوجودين ف آخر‬

‫الزمان من سائر أقصار الرض إل أرض الشام منها وهي بقعة الحشر والنشر‪.‬‬

‫ذكر أمر هذه النار وحشرها الناس إل أرض الشام‬

‫ث بت ف الصحيحي‪ ،‬من حديث وهيب‪ ،‬عن ع بد ال بن طاوس‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ي شر الناس على ثلث طرائق‪ ،‬را غبي‪ ،‬ورا هبي‪ ،‬واثنان على بع ي‬

‫وثلثة على بعي‪ ،‬وعشرة على بعي‪ ،‬وتشر بقيتهم النار‪ ،‬فتقتل معهم حيث قالوا‪ ،‬وتبيت معهم حيث‬

‫أمسوا"‪ .‬وروى أحد‪ ،‬عن عفان‪ ،‬عن ثابت بن أنس‪ ،‬أن عبد ال بن سلم سأل رسول ال صلى ال‬

‫‪264‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عليه وسلم عن أول أشراط الساعة فقال‪" :‬نار تشر الناس من الشرق إل الغرب"‪ .‬الديث بطوله وهو‬

‫ف الصحيح‪.‬‬

‫يشر الناس يوم القيامة أصنافا ثلثة‬

‫وروى الِمام أحد‪ ،‬عن حسن وعفان‪ ،‬عن حاد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن أوس بن خالد‪ ،‬عن‬

‫أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يشر الناس يوم القيامة ثلثة أصناف‪ ،‬صنف مشاة‪،‬‬

‫و صنف ركبان‪ ،‬و صنف على وجوه هم‪ ،‬قالوا يا ر سول ال وك يف يشون على وجوه هم? قال‪" :‬إن‬

‫الذي أمشاهصم على أرجلهصم قادر أن يشيهصم على وجوههصم‪ ،‬أمصا إنمص يتقون بوجوههصم كصل حدب‬

‫وشوك"‪.‬‬

‫وقصد رواه أبصو داود الطيالسصي فص مسصنده‪ ،‬عصن حاد بصن سصلمة بنحصو مصن هذا السصياق‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪،‬‬

‫قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬إن ا ستكون هجرة ب عد هجرة‪ ،‬ينحاز الناس إل‬

‫‪265‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫مهاجصر إبراهيصم‪ ،‬ل يبقصى فص الرض إل شرار أهلهصا‪ ،‬تلفظهصم أرضوهصم‪ ،‬تشرهصم النار مصع القردة‬

‫والنازيصصر‪ ،‬تصصبيت معهصصم إذا باتوا‪ ،‬وتقيصصل معهصصم إذا قالوا‪ ،‬وتأكصصل مصصن تلّف"‪.‬‬

‫صن عمرو بنحوه‪.‬‬


‫صد ال بص‬
‫صن عبص‬
‫صفرة‪ ،‬عص‬
‫ص صص‬
‫صن أبص‬
‫صث الهلب بص‬
‫صن حديص‬
‫صبان مص‬
‫ورواه الطص‬

‫وقال الا فظ أ بو ب كر البيه قي ف كتا به الب عث والنشور‪ :‬أخب نا أ بو القا سم ع بد الرح ن بن عب يد الّ‬

‫الر قي ببغداد‪ ،‬حدث نا أ بو ال سن علي بن م مد بن الزب ي القر شي‪ ،‬حدث نا ال سن بن علي بن عفان‪:‬‬

‫حدث نا ز يد بن الباب‪ :‬أ خبن الول يد بن ج يع القر شي‪ ،‬قال‪ :‬وأخب نا أ بو ع بد ال الا فظ حدث نا أ بو‬

‫العباس ممد بن أحد الحبوب‪ ،‬حدثنا سعيد بن مسعود‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا أبو الوليد‪ ،‬عن‬

‫عبد ال بن جيع‪ ،‬عن أب الطفيل عامر بن وائلة‪ ،‬عن أب شرية حذيفة بن أسيد الغفاري‪ ،‬سعت أبا ذر‬

‫ص عُ ْميََا َوُبكْما وص صُمّا"‪.‬‬


‫ص َيوْم صَ اْل ِقيَا َمةِ عَلَى وُجو ِههِم ْ‬
‫صة‪َ " :‬ونَحْشُرهم ْ‬
‫صد تل هذه اليص‬
‫الغفاري وقص‬

‫يقول‪ :‬حدثن الصادق الصدوق صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن الناس يشرون يوم القيامة على ثلثة أفواج‪،‬‬

‫فوج طاعمي كاسي راكبي‪ ،‬وفوج يشون ويسعون‪ ،‬وفوج تسحبهم اللئكة على وجوههم‪ ،‬قلنا‪ :‬قد‬

‫عرف نا هذ ين‪ ،‬ف ما بال الذ ين يشون وي سعون? قال‪ :‬يل قي ال ال فة على الظ هر‪ ،‬ح ت تب قى ذات ظ هر‪،‬‬

‫‪266‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حتصص إن الرجصصل ليعطصصي الديقصصة العجبصصة بالمارن ذات القتصصب" لفصصظ الاكصصم‪.‬‬

‫وهكذا رواه الِمام أح د‪ ،‬عن يز يد بن هارون‪ ،‬ول يذ كر تلوة أ ب ذر ال ية وزاد ف آخره فل يقدر‬

‫عليهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا‪.‬‬

‫وف مسند الِمام أحد‪ ،‬من حديث بز‪ ،‬وغيه‪ ،‬عن أبيه حكيم بن معاوية‪ ،‬عن جده معاوية بن حيدة‬

‫القشيي‪ ،‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪" :‬يشرون هاه نا‪ -‬وأو مأ بيده إل ن و الشام‪-‬‬

‫مشاة وركبانا‪ ،‬ويرون على وجوههصصصصصم ويعرضون على ال‪ ،‬وعلى أفواههصصصصصم الفدام"‪.‬‬

‫وقد رواه الترمذي‪ ،‬عن أحد بن منيع‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن بز بن حكيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪،‬‬

‫بنحوه‪ .‬وقال‪ :‬حسصصصصصصصصصصصصصصصصن صصصصصصصصصصصصصصصصصحيح‪.‬‬

‫فهذه السياقات تدل على أن هذا الشر هو حشر الوجودين ف آخر الدنيِا‪ ،‬من أقطار ملة الشر‪ ،‬وهي‬

‫أرض الشام‪ ،‬وأنم يكونون على أصناف ثلثة‪ ،‬فقسم يشرون طاعمي كاسي راكبي‪ ،‬وقسم يشون‬

‫تارة ويركبون أخرى‪ ،‬وهم يعتقبون على البعي الواحد‪ ،‬كما تقدم ف الصحيحي اثنان على بعي‪ ،‬وثلثة‬

‫على بع ي‪ ،‬وعشرة على بع ي‪ ،‬يع ن يعتقبو نه من قلة الظ هر‪ ،‬ك ما تقدم‪ ،‬ك ما جاء مف سرا ف الد يث‬

‫‪267‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الخر‪ ،‬وتشر بقيتهم النار‪ ،‬وهي الت ترج من قعر عدن‪ ،‬فتحيط بالناس من ورائهم تسوقهم من كل‬

‫جانب‪ ،‬إل أرض الحشر‪ ،‬ومن تلف منهم أكلته النار‪ ،‬وهذا كله ما يدل على أن هذا ف آخر الدنيا‪،‬‬

‫حيث الكل والشرب‪ ،‬والركوب على الظهر الستوي وغيه‪ ،‬وحيث يهلك التخلفون منهم بالنار‪ ،‬ولو‬

‫كان هذا بعد نفخة البعث‪ ،‬ل يبق موت ول ظهر يسري‪ ،‬ول أكل ول شرب‪ ،‬ول لبس ف العرصات‪،‬‬

‫والعجب كل العجب أن الافظ أبا بكر البيهقي بعد روايته لكثر هذه الحاديث‪ ،‬حل هذا الركوب‬

‫على أ نه يوم القيا مة‪ ،‬و صححِ ذلك‪ ،‬وض عف ما قلناه‪ ،‬وا ستدل على ما قاله بقوله تعال‪َ" :‬يوْ َم نَحْشًرُ‬

‫ق الُجْرميَ إِل َج َهنّ َم وِرْدا"‪.‬‬


‫الْ ُمتّقِيَ إِلَى الرحن وَفْدا وَنسُو ُ‬

‫يشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلً‬

‫وك يف ي صح ما ادعاه ف تف سي ال ية بالد يت وف يه‪" :‬إن من هم اثن ي على بع ي‪ ،‬وثل ثة على بع ي‪،‬‬

‫وعشرة على بع ي" و قد جاء الت صريح بأن ذلك من قلة الظ هر‪ .‬هذا ل يلت ثم مع هذا‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬تلك‬

‫نائب من النة يركبها الؤمنون من العرصات إل النات‪ ،‬على غي هذه الصفة كما سيأت تقرير ذلك‬

‫فصصصصصصصصصصصصصصصصصصص موضعصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فأ ما الد يث ال خر‪ ،‬الوارد من طرق أ خر‪ ،‬عن جا عة من ال صحابة‪ ،‬من هم ا بن عباس‪ ،‬وا بن م سعود‪،‬‬

‫صم تشرون إل ال حفاة عراة غرلً"‪" :‬كَمَصا بَدَأنَصا أوّلَ َخلْق ُنعِيده"‪.‬‬
‫صم‪" .‬إنكص‬
‫صة‪ ،‬وغيهص‬
‫وعائشص‬

‫فذلك حشر غي هذا‪ ،‬هذا يوم القيامة‪ ،‬بعد نفخة البعث‪ ،‬يقوم الناس من قبورهم حفاة عراة غرلً‪ ،‬أ يّ‬

‫غ ي متن ي‪ ،‬وكذلك ي شر الكافرون إل جه نم وردا أي عطاشا وقوله‪َ " :‬ونَحْشُرهُ ْم َيوْ َم ال ِقيَا َمةِ عَلَى‬

‫صعِيا"‪.‬‬
‫وُجُو ِههِمصصْ عُمْيا َوُبكْما وَصصصُمّا مَأوَاهُمصصْ َج ًهنّمصصُ كُلُمَصصا َخبَتصصْ زِ ْدنَاهُمصصْ سص َ‬

‫فذلك حي يؤمر بم إل النار‪ ،‬من مقام الشر‪ ،‬كما سيأت بيان ذلك كله ف موضعه إن شاء ال تعال‪،‬‬

‫وبصصصصصصصصصصصه الثقصصصصصصصصصصصة وعليصصصصصصصصصصصه التكلن‪.‬‬

‫وقد ذكر ف حديث الصور أن الموات ل يشعرون بشيء ما يقع‪ ،‬ما ذكر‪ ،‬بسبب نفخة الفزع‪ ،‬وإن‬

‫الذين استثن ال فيها‪ ،‬إنا هم الشهداء‪ ،‬لنم أحياء عند ربم يرزقون‪ ،‬فهم يشعرون با‪ ،‬ول يفزعون‬

‫منهصصصصصا‪ ،‬وكذلك ل يصصصصصصعقون بسصصصصصبب نفخصصصصصة الصصصصصصعق‪.‬‬

‫وقد اختلف الفسرون ف الستثني منها على أقوال‪ ،‬أحدها‪ :‬كما جاء مصرحا به‪ ،‬أنم الشهداء‪ ،‬وقيل‪:‬‬

‫بل هم جب يل‪ ،‬وميكائ يل‪ ،‬وإ سرافيل‪ ،‬وملك الوت‪ ،‬ق يل‪ :‬وحلة العرش أيضا‪ ،‬ق يل‪ :‬وغ ي ذلك‪ ،‬فال‬

‫‪269‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أعلم‪.‬‬

‫و قد ذ كر ف هذا الد يت‪ ،‬أع ن حد يث ال صور‪ ،‬أ نه يطول على أ هل الدن يا مدة ما ب ي نف خة الفزع‬

‫ونفخة الصعق‪ ،‬وهم يشاهدون تلك الهوال‪ ،‬والمور العظام‪ ،‬فيموت بسبب ذلك جيع الوجودين‪ ،‬من‬

‫أهل السموات‪ ،‬ومن ف الرض‪ ،‬من النس والن‪ ،‬واللئكة‪ ،‬إِل من شاء ال‪ ،‬فقيل‪ :‬هم حلة العرش‪،‬‬

‫وجبيل‪ ،‬وميكائيل‪ ،‬وإسرا فيل‪ ،‬وقيل‪ :‬هم الشهداء‪ ،‬وقيل‪ :‬غي ذلك قال ال تعال‪َ " :‬وُنفِ خَ ف ال صّورِ‬

‫صعِ َق مَ نْ ف ال سّموَاتِ َومَ نْ ف الرْض إِ ّل مَ ْن شَاءَ اللّ ُه ثّ ُنفِ خَ فِي هِ أخْرَى فَإذَا هُ مْ ِقيَا مٌ َينْظُرُون"‪.‬‬
‫فَ َ‬

‫جبَالُ فَدُكّتَا دَ َك ًة وَاح َدةً َفيَومَئِذٍ‬


‫ْضص وَالْ ِ‬
‫َتص الر ُ‬
‫ِخص فص الصصّو ِر َنفْخَة وَاحدَة وَحُ ِمل ِ‬
‫وقال تعال‪" :‬فِإذَا ُنف َ‬

‫ش ربئك َفوَْقهُ مْ‬


‫ك عَلَى أ ْرجَائِهَا َويَحْ ِم ُل عَرْ َ‬
‫ت ال سّمَاءُ َفهِ يَ َي ْو َمئِذ واهِيةٌ وَالْمَلَ ُ‬
‫شقّ ِ‬
‫وََقعَ تِ الوَاقِعَة وَانْ َ‬

‫صصصصصصصْ خَاِفَيةٌ"‪.‬‬
‫صصصصصصصَ َل تَخْفَصصصصصصصى ِمنْكُمص‬
‫َيوْ َمئِذ ثَمَاِنَيةٌ َي ْو َمئِ ٍذ ُتعْرَضُونص‬

‫تقدم فص حديصث الصصور‪" :‬إن ال تعال يقول لِسصرافيل‪ :‬انفصخ نفخصة الصصعق‪ ،‬فينفصخ فيصصعق مصن فص‬

‫السموات والرض‪ ،‬إِل من شاء ال‪ ،‬فيقول ال للك الوت‪ :‬وهو أعلم بن بقي فمن بقي? فيقول‪ :‬بقيت‬

‫أ نت ال ي الذي ل يوت‪ ،‬وبق يت حلة عر شك‪ ،‬وب قي جب يل وميكائ يل‪ ،‬فيأمره ال أن يق بض روح‬

‫‪270‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جبيل وميكائيل‪ ،‬ث يأمر ال سبحانه وتعال بقبض حلة العرش‪ ،‬ث يأمره أن يوت‪ ،‬وهو آخر من يوت‬

‫مصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصن اللئق"‪.‬‬

‫وروى أبو بكر بن أب الدنيا‪ ،‬من طريق إساعيل بن رافع‪ ،‬عن ممد بن كعب‪ ،‬من قوله فيما بلغه‪ ،‬وعنه‪،‬‬

‫عن أ ب هريرة عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن ال تعال يقول للك الوت‪ :‬أ نت خلق من خل قي‪،‬‬

‫خلقتصصصصصك لاصصصصص رأيصصصصصت‪ ،‬فمصصصصصت ثصصصصص ل تيصصصصصا"‪.‬‬

‫وقال ممد بن كعب فيما بلغه فيقول له‪ :‬مت موتا ل تيا بعده أبدا فيصرخ عند ذلك صرخة لو سعها‬

‫صصصصصصصصصصصصصصموات والرض لاتوا فزعا‪.‬‬


‫صصصصصصصصصصصصصصل السص‬
‫أهص‬

‫قال الافظ أبو موسى الدين‪ :‬ل يتابع إساعيل بن رافع على هذه اللفظة‪ ،‬ول يقلها أكثر الرواة‪ ،‬قلت‪:‬‬

‫وقد قال بعضهم ف معن هذا‪ :‬مت موتا ل تيا بعده أبدا‪ ،‬يعن ث ل يكون بعد هذا ملك موت أبدا‪،‬‬

‫ل نه ل موت ب عد هذا اليوم‪ ،‬ك ما ث بت ف ال صحيح‪" :‬يؤتى بالوت يوم القيا مة ف صورة كبش أملح‪،‬‬

‫فيذبصح بيص النصة والنار‪ ،‬ثص يقال‪ :‬يصا أهصل النار خلود ول موت"‪ .‬ويصا أهصل النصة خلود ول موت"‪.‬‬

‫وسصيأت الديصث‪ ....،‬فملك الوت فان حتص ل يكون بعصد ذلك ملك موت أبدا‪ ،‬وال أعلم‪ .‬وبتقديصر‬

‫‪271‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صحة هذا اللفظ عن النب صلى ال عليه وسلم فظاهر ذلك أنه ل يي بعد ذلك أبدا‪ ،‬وهذا التأويل بعيد‬

‫بتقدير صحة الديث‪ ،‬وال أعلم بالصواب‪.‬‬

‫فصل‬

‫ف حديث الصور‬

‫قال ف حديث الصور‪ :‬فإذا ل يبق إل اللّه الواحد القهار‪ ،‬الحد‪ ،‬الفرد الصمد‪ ،‬الذي ل يلد ول يولد‪،‬‬

‫ول يكن له كفوا أحد‪ ،‬كان اخرا كما كان أولً‪ ،‬طوى السموات والرض‪ ،‬كطي السجل للكتاب‪ ،‬ث‬

‫دحاهاص‪ ،‬ثص لفهمصا ثلث مرات‪ ،‬وقال‪" :‬أنصا البار" ثلثا ثص ينادي‪ :‬لنص اللك اليوم‪ .‬ثلث مرات‪ ،‬فل‬

‫ِهص‬
‫ًقص َقدْر ِ‬
‫ييبصه أحصد‪ ،‬ثص يقول ميبا لنفسصه‪ :‬للّه الواحصد القهار وقصد قال ال تعال‪" :‬وَمَا قَ َدرُوا اللّه ح ّ‬

‫سصبْحَانَهُ َوَتعَالَى عَمّاص يُشْرِكُونصَ"‪.‬‬


‫ِييهص ُ‬
‫ّاتص بيَم ِ‬
‫ْمص اْلقِيَا َم ِة والسصّموَاتِ مَ ْط ِوي ٌ‬
‫ْضص جَمِيعا َقْبضَت ُة َيو َ‬
‫وَالَر ُ‬

‫وقال تعال‪َ" :‬يوْ مَ نَطوِي ال سّمَاءَ كَطَيّ ال سّجِلّ ِللْكتُ بِ كَمَا بَ َدأْنَا َأوَلَ خَلْ قٍ نُعِ يد َوعْدا عََليْنَا ِإنّ ا ُكنّ ا‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬
‫فَاعِليص‬

‫‪272‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص َو ُهوَ بك ّل َشيْءٍ عَليمصصصصصٌ"‪.‬‬


‫وقال تعال‪ُ " :‬هوَ الَولُ والخِرُ والظّاهصصصصصر والْباطنصصصص ُ‬

‫ح مِ نْ َأمْرِ ِه عَلَى مَ ْن يَشَا ُء مِن ِعبَاده ِليُنذِ َر َيوْ َم التّلَق‬


‫وقال تعال‪" :‬رَفِيع الدّ َرجَا تِ ذو اْلعَرْش يُ ْلقِي الرّو َ‬

‫جزَى كُ ّل َنفْس بِمَا‬


‫ك اْليَوْ مَ لِلّ ِه الوَاحِ ِد القَهّا ِر تُ ْ‬
‫خفَى عَلَى اللّ ِه مِنه مْ شَيْءٌ لِمَن الْمُلْ ُ‬
‫َيوْ َم هُ ْم بَارِزو نَ َل يَ ْ‬

‫صرِيعُ الِسصصصصَابِ"‪.‬‬
‫صصص اللّهصصصصَ سصصص َ‬
‫ص اْلَيوْمصصصصَ إِنّص‬
‫صَبتْ َل ظُلْمصصص َ‬
‫كَسصصص َ‬

‫وثبت ف الصحيحي من حديث الزهري‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول اللّه صلى ال عليه‬

‫وسصلم قال‪" :‬يقبصض ال الرض‪ ،‬ويطوي السصماء بيمينصه‪ ،‬ثص يقول‪ :‬أنصا اللك‪ ،‬أنصا البار‪ ،‬أيصن ملوك‬

‫الرض? أيصصصصصصصصصن البارون? أيصصصصصصصصصن التكصصصصصصصصصبون?‪.‬‬

‫وفيهما أيضا من حديث عبيد ال‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن‬

‫ال يقبض السموات بيمينه‪ ،‬ث يقول‪ :‬أنا اللك"‪ .‬وف مسند المام أحد‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬من حديث‬

‫عبيد ال بن مقسم عن ابن عمر‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ هذه الية ذات يوم على النب‪:‬‬

‫ت ِبيَمينهِ ُسبْحَانَ ُه َوَتعَالَى‬


‫" َومَا قدَرُوا اللّهَ حَقّ َقدْرِهِ وَالرْضُ جَمِيعا َقْبضَتُ ُه َيوْمَ اْل ِقيَا َمةِ والسّموَاتُ مَ ْط ِويّا ٌ‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصَ"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصصص يُشْرِكُونص‬
‫عَمّاص‬

‫‪273‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقول كذا بيده‪ ،‬يركها‪ ،‬يقبل با ويدير‪ ،‬يجد الرب نفسه‪ ،‬أنا البار‪،‬‬

‫أ نا الت كب‪ ،‬أ نا اللك‪ ،‬أنا العز يز‪ ،‬أ نا الكر ي‪ ،‬فر جف بر سول ال صلى ال عل يه و سلم ال نب حيث قل نا‬

‫ليخرنصصصصصصصصّ بصصصصصصصصه وهذا لفصصصصصصصصظ أحدصصصصصصصص‪.‬‬

‫و قد ذكر نا الحاد يث التعل قة بذا القام ع ند هذه ال ية من كتاب نا التف سي بأ سانيدها وألفاظ ها ب ا ف يه‬

‫كفاية ول المد‪.‬‬

‫فصل‬

‫قال ف حديث الصور‪ :‬ويبدل ال الرض غي الرض فيبسطها ويسطحها ويدها مد الدي العكاظي‪:‬‬

‫قال تعال‪" :‬ل تَرَى فِيهَصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا ِعوَجا وَلَ أمتا"‪.‬‬

‫ض غَيْرَ الرْض‬
‫ث يز جر ال اللئق زجرة فإذا هم ف هذه البدلة و قد قال ال تعال‪َ" :‬يوْ مَ ُتبَدَلُ الر ُ‬

‫ص اْلوَاحِ ِد اْلقَهّار"‪.‬‬
‫وَالسصصصصصصصصصصصصصصَموَاتُ َو بَرزُوا ِللّهصصصصصصصصصصصصص ِ‬

‫وف صحيح مسلم‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬سئل‪ :‬أين يكون الناس يوم تبدل‬

‫الرض والسصصصصصصموات‪ .‬فقال‪" :‬فصصصصصص الظلمصصصصصصة دون السصصصصصصر"‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫و قد يكون الراد بذلك تبد يل ا خر غ ي هذا الذكور ف هذا الد يث‪ ،‬و هو أن تبدل معال الرض في ما‬

‫بي النفختي‪ ،‬نفخة الصعق‪ ،‬ونفخة البعث‪ ،‬فتسي البال‪ ،‬وتيد الرض‪ ،‬ويبقى الميع صعيدا واحدا‪،‬‬

‫س ُفهَا َر ب نَ سْفا‬
‫جبَالِ َفقُ ْل َينْ ِ‬
‫ك عَن الْ ِ‬
‫ل اعوجاج في ها ول روا ب ول أود ية قال ال تعال‪َ " :‬ويَ سْألُونَ َ‬

‫صصفْصَفا َل تَرَى فِيه َا ِعوَجا وَلَ أمتا"‪ .‬أي ل انفاض فيهصا ول ارتفاع‪.‬‬
‫"فَيذَرُه َا قَاعا َ‬

‫صرَابا"‪.‬‬
‫جبَالُ َفكَانَتصصصصصصصصْ سصصصصصصص َ‬
‫ت الْ ِ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَسصصصصصصصصُيّرَ ِ‬

‫لبَالُ كَاْلعِهْصصصصصصصصصصصصن الْ َمنْفُوش"‪.‬‬


‫صا ِ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَتكُونصصصصصصصصصصص ُ‬

‫صصصصصصا دَ ّكةً واح َدةً"‪.‬‬


‫جبَالُ فدكّتص‬
‫صصصصصصُ وَالْ ِ‬
‫ص الْرْضص‬
‫صصصصص ِ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَ ُحمِلَتص‬

‫جبَا َل َوتَرَ ى الرْ ضَ بَار َزةً َوحَشَ ْرنَاهُ مْ َفلَ ْم ُنغَاد ْر ِمْنهُ مْ أحَدا وَعُ ِرضُوا عَلَى‬
‫سيّ ُر الْ ِ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَيوْ َم نُ َ‬

‫جعَلَ َلكُمْ َم ْوعِدا"‪.‬‬


‫ربك صفّا َلقَدْ جِئتُمُونَا َكمَا خََلقْناك ْم أوّل مًرّة بَلْ َزعَ ْمتُمْ ألّ ْن نَ ْ‬

‫فصل‬

‫قال ف حديث الصور‪ :‬ث ينل ال من تت العرش ماء‪ ،‬فتمطرالسماء أربعي يوما‪ ،‬حت يكون الاء‬
‫فوقكم اثن عشر ذراعا‪ ،‬ث يأمر ال الجساد أن تنبت‪ ،‬كنبات الطراثيت وهو صغار القثاء أو كنبات‬
‫البقل‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وتقدم ف الديث الذي رواه المام أحد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬من حديث يعقوب بن عاصم‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫عمرو‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ث ينفخ ف الصور‪ ،‬فل يسمعه أحد إِل أصغى ليتا‪،‬‬
‫ورفع ليتا‪ ،‬وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه‪ ،‬فيصعق‪ ،‬ول يسمعه أحد إل صعق‪ ،‬ث يرسل ال مطرا‬
‫كأنه الطل‪ ،‬أو الظل‪ ،‬فينبت منه أجساد اللئق‪ ،‬ث ينفخ فيه أخرى‪ ،‬فإذا هم قيام ينظرون ث يقال‪ :‬أيها‬
‫الناس هلموا إل ربكم"‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عمرو بن حفص بن غياث‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب‬
‫هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬بي النفختي أربعون"‪ .‬قالوا‪ :‬يا أبا هريرة أربعون يوما?‬
‫قال‪ :‬أبيت قالوا‪ :‬أربعون شهرا قال‪ :‬أبيت قالوا‪ :‬أربعون سنة قال‪ :‬أبيت‪ .‬ويبلى كل شيء من الِنسان‬
‫إل عجب الذنب منه يركب اللق‪.‬‬
‫ورواه مسلم عن أب كريب‪ ،‬عن أب معاوية‪ ،‬عن العمش به مثله‪ ،‬وزاد بعد قوله ف الثالثة أبيت قال‪ :‬ث‬
‫ينل من السماء ماء‪ ،‬فينبتون كما ينبت البقل‪ ،‬قال وليس شيء من الِنسان إِل يبلى إل عظما واحدا‬
‫وهو عجب الذنب‪ ،‬ومنه يركب اللق يوم القيامة‪.‬‬
‫قال أبو بكر بن أب الدنيا ف كتاب أهوال يوم القيامة‪ :‬حدثنا أبو عمار السي بن حبيب الروزي‪،‬‬
‫أخبنا أبو الفضل بن موسى‪ ،‬عن السي بن واقد‪ ،‬عن الربيع بن أنس‪ ،‬عن أب العالية‪ ،‬حدثن أب بن‬
‫كعب‪ :‬قال‪" :‬ست آيات قبل يوم القيامة‪ ،‬بينما الناس ف أسواقهم‪ ،‬إذ ذهب ضوء الشمس‪ ،‬فبينما هم‬
‫كذلك‪ ،‬إذ وقعت البال على وجه الرض‪ ،‬فتحركت واضطربت‪ ،‬واختلطت‪ ،‬وفزعت الن إل‬
‫الِنس‪ ،‬والِنس إل الن‪ ،‬واختلطت الدواب والوحش والطي‪ ،‬فماج بعضهم ف بعض‪" ،‬وإِذا الوحُوشُ‬
‫شرَتْ" قال‪ :‬انطلقت‪" .‬وإذا العشار عطلت" وقال أهلها أهلها‪".‬وإذا البحار سجرت" قال الن‬ ‫حُ ِ‬
‫للنس نن نأتيكم بالب‪ ،‬فانطلق إل البحر‪ ،‬فإذا هو نار تأجج‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ تصدعت الرض‬
‫صدعة واحدة إل الرض السابعة السفلى‪ ،‬وإل السماء السابعة العليا‪ ،‬فبينما هم كذلك‪ ،‬اذ جاءتم ريح‬
‫فأماتتهم"‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن عمرو القرشي‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن‬
‫يزيد بن جابر‪ ،‬عن عطاء بن يزيد السكسكي‪ ،‬قال‪" :‬يبعث ال ريا طيبة بعد قبض عيسى ابن مري‪،‬‬
‫وعند دنو من الساعة‪ ،‬فيقبض روح كل مؤمن‪ ،‬ويبقى شرار الناس‪ ،‬يتهارجون تارج المر‪ ،‬عليهم تقوم‬

‫‪276‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الساعة‪ ،‬فبينما هم على ذلك إذ بعث ال على أهل الرض الرجف فرجفت بم أقدامهم ومساكنهم‪،‬‬
‫فيخرج الِنس والن والشياطي‪ ،‬كلّ يلتمس الخرج‪ ،‬فيأتون خافق الغرب فيجدونه قد سد‪ ،‬وعليه‬
‫الفظة ث يرجعون إل الناس‪ ،‬فبينما هم كذلك‪ ،‬إذ شرقت عليهم الساعة‪ ،‬ويسمعون مناديا ينادي‪ :‬يا‬
‫أيها الناس‪ :‬أتى أمر ال فل تستعجلوه‪ ،‬قال‪ :‬فما الرأة بأشد استماعا من الوليد ف حجرها‪ ،‬ث ينفخ ف‬
‫الصور‪ ،‬فيصعق من ف السموات ومن ف الرض‪ ،‬إل من شاء ال"‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا هارون بن شيبان‪ :‬أخبنا ممد بن عمر‪ ،‬حدثنا معاوية بن صال‪ ،‬عن عبد الرحن بن‬
‫جبي بن نفي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن فضالة بن عبيد‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم وحدث هشام بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن أب هلل‪ ،‬عن أب حجرة‪ ،‬عن عقبة بن عامر‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬تطلع‬
‫عليكم سحابة سوداء مثل الترس من قبل الغرب‪ ،‬فما تزال ترتفع وترتفع حت تل السحاب‪ ،‬وينادي‬
‫مناد‪ :‬أيها الناس إن أمر ال قد أتى‪ ،‬فوالذي نفسي بيده إن الرجلي لينشران الثوب فما يطويانه‪ ،‬وإن‬
‫الرجل ليلوط حوضه فما يشرب منه‪ ،‬وإن الرجل ليحلب لقحته فما يشرب منها شيئا"‪.‬‬
‫وقال مارب بن دثار‪" :‬إن الطي يوم القيامة لتضرب بأذنابا‪ ،‬وترمي ما ف حواصلها من هول ما ترى‬
‫وليس عندها طلبة"‪.‬‬
‫رواه ابن أب الدنيا ف الهوال‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا السن بن يي العبدي‪ :‬أخبنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا عبد ال بن بر‪ ،‬سعت‬

‫عبد الرحن بن زيد الصنعان‪ ،‬سعت عبد ال بن عمر يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من‬

‫السصمَا ُء اْنفَطَرَتصْ"‪َ " .‬وإِذَا‬


‫سصّره أَن ينظصر إل يوم القيامصة رأي عيص فليقرأ‪" :‬إذا الشمْس ُكوّرَت" "وإِذَا ّ‬

‫ش ّقتْ"‪ .‬ورواه أحد والترمذي من حديث عبد ال بن بي‪.‬‬


‫السّمَاءُ انْ َ‬

‫نفخة البعث‬

‫‪277‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ت َومَنْ ف الرْض إِلّ مَ ْن شَاءَ اللّ ُه ثُ ّم ُنفِخَ فِي ِه‬ ‫صعِ َق مَنْ ف السّموَا ِ‬ ‫قال ال تعال‪َ " :‬وُنفِخَ ف الصّورِ َف َ‬
‫ضيَ‬ ‫شهَدَاء وَُق ِ‬ ‫ي وَال ّ‬ ‫ض ِبنُورِ َرّبهَا َووُضِ َع اْل ِكتَابُ وَجِيء بِالّنبِي َ‬ ‫أخْرَى َفإِذَا هُمْ ِقيَامٌ َينْظُرُو َن َوَأشْرََقتِ الَ ْر ُ‬
‫ت َو ُهوَ َأعْلَ ْم بِمَا َي ْفعُلونَ"‪ .‬وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ‬ ‫َبيَْنهُ ْم بِالْحَ ّق َوهُمْ َل يُ ْظلَمُونَ ووُّفَيتْ كُ ّل َنفْس مَا عَمَِل ْ‬
‫جبَالُ َفكَاَنتْ سَرابا"‪.‬‬ ‫ت الْ ِ‬
‫حتِ السّمَاءُ َفكَانَتْ َأبْوَابا َو ُسيّرَ ِ‬ ‫ينْفَخُ ف الصّورِ َفَتأْتونَ أ ْفوَاجا وُفتِ َ‬
‫ستَجِيبُونَ بمده َوتَظنّونَ إِنْ َلِبثْتُمْ إِلّ قَلِيلً"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ يَدْعوكُمْ َفتَ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬فَإنّمَا ِهيَ زَ ْج َرةٌ وَاحِ َدةٌ فَإذَا هُمْ بالسّاهِ َرةِ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وُنفِخَ ف الصورِ فَاذَا هُ ْم مِنَ الجْدَاثِ إِل َرّبهِ ْم َينْسِلُون قَالُوْا يَا َويَْلنَا مَنْ بَ َعَثنَا مِنْ مرقَدنَا‬
‫صْيحَة واحِدة فإذا هُمْ جَمِيعٌ ل َديْنَا مُحْضرون فَاْلَي ْومَ‬ ‫هذَا مَا وَعد الرحن وصدق الُ ْرسَلونَ إِن كانَت إِل َ‬
‫س َشيْئا وَ َل تُجْ َز ْونَ إلّ مَا ُكْنتُ ْم َتعْمَلُونَ"‪.‬‬ ‫َل تُظْلَ ُم َن ْف ٌ‬
‫وذكر ف حديث الصور بعد نفخة الصعق‪ ،‬وقيام اللئق كلها‪ ،‬وبقاء الي الذي ل يوت‪ ،‬الذي كان‬
‫قبل كل شيء‪ ،‬وهو الخر بعد كل شيء‪ ،‬وأنه يبدل السموات والرض‪ ،‬فيما بي النفختي‪ ،‬ث يأمر‬
‫بإنزال الاء الذي تلق منه الجساد ف قبورها‪ ،‬وتتركب ف أجداثها‪ ،‬كما كانت ف حياتا ف هذه الدنيا‬
‫من غي أرواح ث يقول ال تعال‪" :‬ليحي حلة العرش‪ :‬فيحيون‪ ،‬ويأمر إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه‬
‫على فيه‪ ،‬ث يقول‪ :‬ليحي جبيل وميكائيل‪ :‬فيحييان ث يدعو ال بالرواح‪ ،‬فيؤتى با‪ ،‬تتوهج أرواح‬
‫الؤمني نورا‪ ،‬والخرى ظلمة‪ ،‬فيقبضها جيعا‪ ،‬فيلقيها ف الصور‪ ،‬ث يأمر إسرافيل أن ينفخ نفخة‬
‫البعث‪ ،‬فينفخ‪ ،‬فتخرج الرواح كأنا النحل‪ ،‬قد ملت ما بي السماء والرض‪ ،‬فيقول ال تعال‪:‬‬
‫"وعزت وجلل لترجعن كل روح إل السد الذي كانت تعمره ف الدنيا‪ ،‬فتقبل الرواح على‬
‫الجساد‪ ،‬فتدخل ف الياشم‪ ،‬ث تشي ف الجساد مشي السم ف اللديغ‪ ،‬ث تنشق الرض عنكم قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬وأنا أول من تنشق الرض عنه"‪.‬‬
‫فتخرجون منها سراعا إل ربكم تنسلون مهطيعي إل الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر حفاة عراة‬
‫خرُحُونَ مِنَ ال ْحدَاثِ سِرَاعا كأَنهُمْ إِلَى نُصب يُوفضُونَ خَا ِش َعةً‬ ‫غرلً وقد قال ال تعال‪َ" :‬يوْ َم يَ ْ‬
‫ك الَْي ْومُ الذِي كَانُوا يُوعَدُونَ"‪.‬‬ ‫أبْصَا ُرهُ ْم تَرْه ُقهُمْ ذِّلةٌ ذَلِ َ‬
‫ك َي ْومُ الْخُروج‬ ‫صيْحَة بِالْحَق ذَلِ َ‬ ‫وقال تعال‪" :‬واسْتَ ِم ْع َيوْ َم ُينَا ِد الْ ُمنَا ِد مِ ْن َمكَانٍ َقرِيبٍ‪َ ،‬ي ْومَ يَسْ َمعُونَ ال ّ‬
‫ش ٌر عَلْينَا يَسي"‪.‬‬ ‫إنا نن نيي ونِيتُ َوإِلْينَا ا َلصِ ُي يَومَ تشققُ ال ْرضُ عنه ْم سِراعا ذلِكَ حَ ْ‬

‫‪278‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خرُحُونَ منَ الجْدَاث َكَأّنهُمْ‬


‫قال تعال‪َ" :‬فَتوّ ّل َعْنهُمْ َيوْمَ يدع الدّاع إل َشيْء نُكُر خُشّعا أبصَا ُرهُ ْم يَ ْ‬
‫َجرَا ٌد ُمنْتَشِ ٌر ُمهْ ِطعِيَ إل الدّاع َيقُو ُل الْكَافِرُو َن هَذَا َيوْم عَسِر"‪.‬‬
‫وقال تعال‪ِ " :‬مْنهَا خََل ْقنَاكُ ْم وفيها ُنعِيدُكُ ْم َو ِمْنهَا ُنخْر ُجكُ ْم تَا َرةً أ ْخرَى"‪.‬‬
‫حيَو َن وَفيهَا تَمُوتُونَ ومْنهَا تْرَجون"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬فيهَا تَ ْ‬
‫قال تعال‪" :‬وَاللّ ُه أنبتًكمْ منَ الرض نبَاتا ثّ يُعيدُك ْم فيهَا َويُخْرجكُمْ إ ْخرَاجا"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ ُيْنفَخُ ف الصّورِ َفتَأتُونَ أ ْفوَاجا"‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا عبد ال بن عثمان‪ ،‬حدثنا ابن البارك‪ ،‬أخبنا سفيان‪ ،‬عن سلمة بن كهيل‪،‬‬

‫عن أب الزعر‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود قال‪" :‬ترسل ريح فيها صر باردة زمهرير‪ ،‬فل تذر على الرض‬

‫مؤمنا إِل لفته تلك الريح‪ ،‬ث تقوم الساعة على الناس‪ ،‬فيقوم ملك بي السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ‬

‫فيه‪ ،‬فل يبقى خلق من خلق السماء والرض إِل مات‪ ،‬ث يكون بي النفختي ما شاء ال أن يكون‪ ،‬ث‬

‫يرسل ال ماء من تت العرش‪ ،‬فتنبت جسمانم ولمانم من ذلك الاء‪ ،‬كما تنبت الرض من الري ث‬

‫ص النّشُورُ"‪.‬‬
‫قرأ ابصصصصصصصصصصن مسصصصصصصصصصصعود‪" :‬كَذلِكصصصصصصصصص َ‬

‫ث يقوم ملك بي السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ‪ ،‬فتنطلق كل نفس إل جسدها‪ ،‬فتدخل فيه ويقومون‬

‫قياما لرب العاليصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص‪.‬‬

‫و عن و هب بن من به قال‪ :‬يبلون ف القبور فإذا سعوا ال صرخة عادت الرواح إل البدان والفا صل‪،‬‬

‫‪279‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بعضهصا إل بعصض‪ ،‬فإذا سصعوا النفخصة الثانيصة ذهصب القوم قياما على أرجلهصم‪ ،‬ينفضون التراب عصن‬

‫رؤوسهم‪ ،‬يقول الؤمنون‪ :‬سبحانك ما عبدناك حق عبادتك‪.‬‬

‫ذكر أَحاديث ف البعث‬

‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أب الزعراء‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬ترسل ريح فيها صر‬
‫باردة زمهرير‪ ،‬فل يبقى على الرض مؤمن إل لفته تلك الريح‪ ،‬ث تقوم الساعة على الناس‪ ،‬ث يقوم ملك‬
‫بي السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ فيه ل يبقى خلق ف السماء والرض إِل مات‪ ،‬ث يكون بي‬
‫النفختي ما شاء ال أن يكون‪ ،‬ث يرسل ال ماء من تت العرش‪ ،‬فتنبت جسمانمِ ولمانمِ من ذلك‬
‫س ْقنَاهُ إِل‬
‫ح فتثِ ُيسَحَابا ف ُ‬
‫الاء‪ ،‬كما تنبت الرض من الثرى‪ ،‬ث قرأ ابن مسعود‪" :‬واللّ ُه الّذِي أرسَلَ الريَا َ‬
‫ك النّشُورُ"‪.‬‬
‫ض َبعْدَ َم ْوتَا كَذَلِ َ‬
‫بَلَ ٍد مَيتٍ فأ ْحَيْينَا بِهِ ال ْر َ‬
‫ث يقوم ملك بي السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ فيه‪ ،‬فتنطلق كل نفس إل جسدها‪ ،‬فتدخل فيه‪،‬‬
‫ويقومون فيجيئون قياما لرب العالي‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬أخبنا أبو خيثمة‪ ،‬أخبنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن يعلى بن‬
‫عطاء‪ ،‬عن وكيع بن عدي‪ ،‬عن عمه أب رزين قال‪ :‬قلت يا رسول ال كيف ييي ال الوتى? وما آية‬
‫ذلك ف خلقه? قال‪" :‬يا أبا رزين‪ :‬أما مررت بوادي أهلك ملً ث مررت به نرا أخضر? قلت‪ :‬بلى‪:‬‬
‫قال‪ :‬فكذلك ييي ال الوتى‪ ،‬وذلك آيته ف خلقه"‪.‬‬
‫وقد رواه الِمام أحد‪ ،‬عن عبد الرحن بن مهدي وغندر كلها عن شعبة‪ ،‬عن يي بن عطاء به‪ ،‬نوه‬
‫أو مثله‪.‬‬
‫وقد رواه الِمام أحد من وجه آخر فقال‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ،‬حدثنا عبد ال بن البارك‪ ،‬أخبنا‬
‫عبد الرحن بن يزيد بن جابر‪ ،‬عن سليمان بن موسى‪ ،‬عن أب رزين العقيلي‪ ،‬قال‪ :‬أتيت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول ال كيف ييي ال الوتى? قال‪ :‬مررت بأرض من أرضك مدبة‪،‬‬

‫‪280‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ث مررت با مصبة? قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم‪ :‬قال‪ :‬كذلك النشور‪ :‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ما الِيان? قال‪:‬‬
‫أن تشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأن ممدا عبده ورسوله‪ ،‬وأن يكون ال ورسوله أحب‬
‫إليك ما سواها‪ ،‬وأن ترق ف النار أحب إليك من أن تشرك بال‪ ،‬وأن تب غي ذي نسب ل تبه إِل‬
‫ل‪ ،‬فإن كنت كذلك‪ ،‬فقد أدخل حب الِيان ف قلبك كما أدخل حب الاء للظمآن ف اليوم القائظ‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬كيف بأن أعلم أن مؤمن" قال‪" :‬ما من أمت أو من المة عبد يعمل حسنة‪ ،‬فيعلم‬
‫أنا حسنة‪ ،‬وأن ال جازيه با خيا‪ ،‬ول يعمل سيئة‪ ،‬فيعلم أنا سيئة‪ ،‬ويستغفر اللّه‪ ،‬ويعلم أنه ل يغفر‬
‫إل هو‪ ،‬إل وهو مؤمن"‪.‬‬
‫قال الوليد بن مسلم‪ :‬وقد جع أحاديث وأثارا تشهد لديث الصور ف متفرقاته‪ ،‬أخبنا سعيد بن بشي‪:‬‬
‫عن قتادة‪ ،‬ف قوله تعال‪" :‬وَاسْتَ ِم ْع َيوْ َم ينَادي الْ ُمنَادِي مِ ْن َمكَانٍ َقرِيبٍ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬يقوم ملك على صخرة بيت القدس‪ ،‬ينادي‪" :‬أيتها العظام البالية‪ ،‬والوصال التقطعة‪ ،‬إن ال‬
‫يأمركم أن تتمعوا لفصل القضاء وعن قتادة قال‪" :‬ل يغيعن أهل القبور عذاب القب إل فيما بي نفخة‬
‫الصعق ونفخة البعث"‪.‬‬
‫فلذلك يقول الكافر حي يبعث‪" :‬يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا" يعن تلك الفترة فيقول له الؤمن‪" :‬هذا ما‬
‫وعد الرحن وصدق الرسلون"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثن علي بن السي بن أب مري‪ ،‬عن ممد بن السي حدثن صدقة بن‬
‫بكر السعدي‪ :‬حدثن معدي بن سليمان‪ .‬قال‪ :‬كان أبو مكم السري يتمع إليه إخوانه وكان حكيما‬
‫وكان إذا تل هذه الية‪" :‬وُنفِخَ ف الصّورِ فَإِذَا هُ ْم مِ َن الَجْدَاثِ إِل َرّبهِ ْم َينْسِلُونَ قالوا يَا َويَْلنَا مَ ْن َبعََثنَا‬
‫مِ ْن مَرْقَ ِدنَا"‪.‬‬
‫بكى ث قال‪ :‬إن القيامة ذهبت فطاعتها بأوهام العقول‪ ،‬أما وال لئن كان القوم ف رقدة مثل ظاهر‬
‫قولم‪ ،‬لا دعوا بالويل عند أول وهلة من بعثهم‪ ،‬ول يوقفوا بعد موقف عرض‪ ،‬ول مسألة إل وقد عاينوا‬
‫خطرا عظيما‪ ،‬وحقت عليهم القيامة باللئل من أمرها‪ ،‬ولكن كانوا ف طول الِقامة ف البزخ يألون‬
‫ويعذبون ف قبورهم‪ ،‬وما دعوا بالويل عند انقطاع ذلك عنهم‪ ،‬إل وقد نقلوا إل طامة هي أعظم منه‪،‬‬
‫ولول أن المر على ذلك لا استصغر القوم ما كانوا فيه فسموه رقادا‪ ،‬وإن ف القرآن لدليلً على ذلك‪.‬‬
‫"فَإِذَا جَاءَتِ الطّامّة اْلكُبْرَى"‪ .‬قال‪ :‬ث يبكي حت يبل ليته‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الوليد بن مسلم‪ :‬حدثن عبد ال بن العلء‪ ،‬حدثن بشر عن عبد ال الضرمي‪ :‬سعت أبا إدريس‬
‫الولن يقول‪ :‬اجتمع الناس إل مشايخ‪ ،‬بي العراق والشام ف الاهلية‪ ،‬فقام فيهم شيخ فقال‪ :‬أيها‬
‫ل ل يبعثه‬ ‫الناس‪ :‬إنكم ميتون‪ ،‬ث مبعثون إل الِدانة والساب‪ ،‬فقام رجل‪ ،‬فقال‪ :‬وال لقد رأيت رج ً‬
‫ال أبدا‪ ،‬وقع عن راحلته ف موسم من مواسم العرب‪ ،‬فوطئته البل بأخفافها‪ ،‬والدواب بوافرها‪،‬‬
‫والرجالة بأرجلها حت رمّ فلم تبق منه أنلة‪ ....‬فقال له الشيخ‪ :‬إنكم من قوم سجينة أحلمهم‪ ،‬ضعيف‬
‫يقينهم‪ ،‬قليل عملهم‪ ،‬لو أن الضبع أخذت تلك الرمة‪ ،‬فأكلتها‪ ،‬ث ثلطتها‪ ،‬ث عدت عليها الكلب‬
‫وأكلتها‪ ،‬وبعرتا‪ ،‬ث عدت عليها الللة‪ ،‬ث أوقدتا تت قدر أهلها‪ ،‬ث نسفت الريح رمادها لمر ال‬
‫يوم القيامة كل شيء أخذ منه شيئا أن يرده فرده‪ ،‬ث بعثه للدانة والثواب‪.‬‬
‫وقال الوليد‪ :‬حدثن عبد الرحن بن يزيد بن جابر‪ :‬أن شيخا من شيوخ الاهلية القساة قال‪ :‬يا ممد‪:‬‬
‫ثلث بلغن‪ ،‬أنك تقولن ل ينبغي لذي عقل أن يصدقك فيهن‪ ،‬بلغن أنك تقول إن العرب تاركة ما‬
‫ت تعبد هي وآباؤها‪ ،‬وأنا نظهر على كنوز كسرى وقيصر‪ ،‬ولنموتن ولنبعثن " فقال له الرسول عليه‬ ‫كان َ‬
‫السلم‪" :‬ث لخذن بيدك يوم القيامة‪ ،‬فلذكرنك مقالتك هذه" قال‪ :‬ول تضلن ف الوتى? ول تنسان‬
‫قال‪ :‬ول أضلك ف الوتى‪ ،‬ول أنساك‪ ،‬قال فبقي الشيخ حت قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ورأى ظهور السلمي على كسرى وقيصر‪ ،‬فأسلم وحسن إسلمه‪ ،‬وكان كثيا ما يسمع عمر بن‬
‫الطاب يييه ف مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لعظامه ما كان واجه به رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وكان عمر يأتيه ويقول‪ :‬قد أسلمت ووعدك رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه يأخذ بيدك‪،‬‬
‫ول يأخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم بيد أحد إل أفلح وسعد إن شاء ال‪ .‬وقال أبو بكر بن أب‬
‫الدنيا‪ :‬حدثنا فضيل بن عبد الوهاب‪ ،‬أخبنا هشيم‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬قال‪ :‬جاء العاص بن وائل إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بعظم قد رمّ وقال‪ :‬يا ممد‪ :‬يبعث ال هذا? قال‪ :‬نعم‪ ،‬ييتك وال‪ ،‬ث‬
‫سيَ خَ ْلقَهُ قَا َل مَ ْن يُحْي ِي العِظَامَ َو ِهيَ َرمِيمٌ ُقلْ‬
‫ل َونَ ِ‬
‫يييك‪ ،‬ث يدخلك النار ونزلت‪" :‬وَضَرَبَ َلنَا َمثَ َ‬
‫حيِيهَا الّذِي أنْشَأهَا أوّ َل مَرّة َو ُهوَ ِبكُلّ خَلْق عَلِيم"‪.‬‬
‫يُ ْ‬
‫وقال تعال ف قوله‪" :‬وََلقَ ْد عَِل ْمتُ ْم النّشْأةَ الوْل"‪.‬‬
‫قال خلق آدم‪ ،‬وخلقكم‪ ،‬قال‪ :‬فل تصدقون? وعن أب جعفر الباقر قال‪ :‬كان يقال‪ :‬عجبا لن يكذب‬
‫بالنشأة الخرى وهو يرى النشأة الول يا عجبا كل العجب لن يكذب بالنشر بعد الوت‪ ،‬وهو ينشر‬

‫‪282‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ف كل يوم وليلة‪ ،‬ورواه ابن أب الدنيا‪ .‬وقال أبو العالية ف قوله‪" :‬و ُهوَ الّذِي َيبْدَأ الْخَلْقَ ثَ ّم ُيعِي ُد ُه وَهو‬
‫أهون عََليْه"‪.‬‬
‫قال‪ :‬إعادته أهون عليه من ابتدائه وكل يسي‪ ،‬رواه ابن أب الدنيا‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن هام بن منبه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬قال ال عز وجل كذبن عبدي ول يكن له ذلك‪ ،‬وشتمن ول يكن له ذلك‪،‬‬

‫أما تكذيبه إياي فقوله‪ :‬فليعدنا كما بدأنا‪ ،‬وأما شتمه إياي فقوله‪ :‬اتذ ال ولدا‪ ،‬وأنا الحد‪ ،‬الصمد‪،‬‬

‫الذي ل يلد‪ ،‬ول يولد‪ ،‬ول يكصصن له كفوا أحصصد"‪ .‬وهصصو ثابصصت فصص الصصصحيحي‪.‬‬

‫وفيهما قصة الذي أوصى إل نبيه إذا مات أن يرقوه ث يذروا نصف رماده ف الب‪ ،‬ونصفه ف البحر‪،‬‬

‫وقال‪ :‬لئن قدر ال عليّ‪ ،‬ليعذب ن عذابا ل يعذ به أحدا من العال ي‪ ،‬وذلك أ نه ل يد خر ع ند ال ح سنة‬

‫واحدة‪ ،‬فلما مات‪ ،‬فعل ذلك بنوه‪ ،‬كما أمرهم‪ ،‬فأمر ال الب فجمع ما فيه‪ ،‬وأمر البحر فجمع ما فيه‪،‬‬

‫فإذا ر جل قائم‪ ،‬فقال له ر به‪ :‬ما حلك على هذا قال‪ :‬خشي تك‪ ،‬وأ نت أعلم‪ .‬قال ر سول ال صلى ال‬

‫عليصصصصصصصصصصصصه وسصصصصصصصصصصصصلم فغفصصصصصصصصصصصصر له‪.‬‬

‫وعصن صصال الزي قال‪ :‬دخلت القابر نصصف النهار‪ ،‬فنظرت إل القبور كأناص قوم صصموت‪ ،‬فقلت‪:‬‬

‫سبحان ال‪ :‬من يييكم وينشركم من بعد طول البلى فهتف ب هاتف من بعض تلك الفريا صال‪:‬‬

‫‪283‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خرُجُو نَ"‪ .‬قال‪:‬‬


‫ض بِأمْرِ ِه ثُمّ إِذَا َدعَاك مْ َد ْعوَ ًة مِ نَ الرْض إِذَا أْنتُ ْم تَ ْ‬
‫" َومِ ْن آيَاتِ هِ أ نْ َتقُو مَ ال سّمَا ُء والر ُ‬

‫فخررت وال مغشيا عليّ‪.‬‬

‫ذكر أن يوم القيامة وهو يوم النفخ ف الصور لبعث الجساد من قبورها يكون يوم المعة‬

‫و قد وردت ف ذلك أحاد يث‪ :‬قال الِمام مالك بن أ نس‪ :‬عن يز يد بن ع بد الادي‪ ،‬عن م مد بن‬

‫الادي‪ ،‬عن ممد بن إبراهيم‪ ،‬عن أب مسلم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"خي يوم طلعت فيه الشمس يوم المعة‪ ،‬فيه خلق آدم‪ ،‬وفيه أهبط‪ ،‬وفيه تيب عليه‪ ،‬وفيه مات‪ ،‬وفيه‬

‫تقام ال ساعة‪ ،‬و ما من دا بة إل و هي م سيخة يوم الم عة من ح ي ت صبح ح ت تطلع الش مس شفقا من‬

‫الساعة‪ ،‬إِل الن والِنس‪ ،‬وفيها ساعة ل يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل ال شيئاَ إِل أعطاه إياه"‪.‬‬

‫ورواه أبو داود واللفظ له‪ ،‬والترمذي من حديث مالك‪ ،‬وأخرجه النسائي عن قتيبة‪ ،‬عن بكر بن نصر‬

‫عن أب الادية نوه وهو أت‪.‬‬

‫لظة قيام الساعة‬

‫‪284‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد رواه الطبان ف معجمه الكبي‪ ،‬من طريق آدم بن علي‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬مرفوعا‪" :‬ول الساعة تقوم‬

‫إل فصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص الذان"‪.‬‬

‫قال الطصصصصصصصصبان‪ :‬يعنصصصصصصصص فصصصصصصصص أذان الفجصصصصصصصصر‪.‬‬

‫وقال الِمام ممد بن إدريس الشاف عي ف م سنده‪ :‬أخبنا إبراه يم بن م مد‪ ،‬حدث ن موسى بن عبيدة‪،‬‬

‫حدثن أبو الزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد ال بن عمر‪ :‬أنه سع أنس بن مالك يقول‪" :‬أتى‬

‫جبيل برآة بيضاء متللئة إل النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما هذه قال‪:‬‬

‫المعة‪ .‬فضلت با أنت وأمتك‪ ،‬فالناس لكم فيها تبع‪ ،‬اليهود والنصارى‪ ،‬ولكم فيها خي‪ ،‬وفيها ساعة‬

‫ل يوافقها مؤمن‪ ،‬يدعو ال بي إِل استجيب له‪ ،‬وهو عندنا يوم الزيد‪ ،‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"يا جبيل وما يوم الزيد فقال‪ :‬إن ربك اتذ ف الفردوس واديا أفيح فيه كثب السك‪ ،‬فإذا كان يوم‬

‫المعة‪ ،‬أنزل ما شاء من ملئكته‪ ،‬وحوله منابرمن نور عليها مقاعد النبيي‪ ،‬وحفت تلك النابر بنابر من‬

‫الذهب‪ ،‬مكللة بالياقوت والزبرجد‪ ،‬عليها الشهداء والصديقون‪ ،‬فجلسوا من ورائهم‪ ،‬على تلك الكثب‬

‫فيقول ال‪ :‬أنا ربكم‪ ،‬قد صدقتكم وعدي‪ ،‬فسلون أعطكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا نسألك رضوانك‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫‪285‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قد رضيت عنكم‪ ،‬ولكن ما تنيتم ولديّ مزيد‪ ،‬فهم يبون يوم المعة‪ ،‬لا يعطيهم فيه ربم من الي‪،‬‬

‫وهصصو اليوم الذي اسصصتوى فيصصه ربكصصم على العرش‪ ،‬وفيصصه خلق آدم‪ ،‬وفيصصه تقوم السصصاعة"‪.‬‬

‫ث رواه الشافعي‪ ،‬عن إبراهيم بن ممد أيضا‪ ،‬حدثن أبوعمر‪ ،‬عن إبراهيم بن العد‪ ،‬عن أنس شبيها به‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه أشياء‪.‬‬
‫قال‪ :‬وزاد فيص‬

‫قلت‪ :‬وسصيأت ذكصر هذا الديصث إن شاء ال تعال فص كتاب صصفة النصة بشواهده وأسصانيده‪ ،‬وبال‬

‫الستعان‪.‬‬

‫أجساد النبياء ل تبليها الرض‬

‫وقال الِمام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا حسي بن علي العفي‪ ،‬عن عبد الرحن بن يزيد بن جابر‪ ،‬عن أب‬

‫الشعث النصاري‪ ،‬عن أوس بن أوس الثقفي‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن من أفضل‬

‫أيامكم يوم المعة‪ ،‬فيه خلق آدم‪ ،‬وفيه قبض‪ ،‬وفيه النفخة‪ ،‬وفيه الصعق‪ ،‬فأكثروا عليّ من الصلة فيه‪،‬‬

‫فإن صلتكم معروضة عليّ"‪ ،‬قالوا يا رسول ال كيف تعرض عليك صلتنا وقد أرمت?‪ -‬يعن بليت‪-‬‬

‫قال‪" :‬إن ال حرم على الرض أن تأكصصصصصصصل أجسصصصصصصصاد النصصصصصصصبياء"‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث السي بن علي العفي مثله‪ ،‬وف رواية لبن ماجه‪،‬‬

‫عصصصصن شداد بصصصصن أوس‪ ،‬بدل أوس بصصصصن أوس‪ ،‬قال شيخنصصصصا وذلك وهصصصصم‪.‬‬

‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو عامر عبد اللك بن عمرو‪ ،‬حدثنا زهي يعن ابن ممد‪ ،‬عن عبد ال بن ممد بن‬

‫عقيل‪ ،‬عن عبد الرحن بن يزيد النصاري‪ ،‬عن أب أمامة بن عبد النذر‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال‪" :‬سيد اليام يوم المعة‪ ،‬وأعظمها عند ال‪ ،‬وأعظم عند ال من يوم الفطر‪ ،‬ويوم الضحى‪،‬‬

‫وفيه خس خلل‪ :‬خلق ال فيه آدم‪ ،‬وفيه توف ال آدم‪ ،‬وفيه ساعة ل يسأل ال العبد فيها شيئا إل آتاه‬

‫الّ إياه‪ ،‬ما ل يسأل حراما‪ ،‬وفيه تقوم الساعة‪ ،‬ما من ملك مقرب‪ ،‬ول ساء‪ ،‬ول أرض‪ ،‬ول جبال‪ ،‬ول‬

‫برصصصصصص‪ ،‬إل وهصصصصصصو يشفصصصصصصق مصصصصصصن يوم المعصصصصصصة"‪.‬‬

‫ورواه ابصن ماجصه‪ ،‬عصن أبص بكصر بصن أبص شيبصة‪ ،‬عصن ييص بصن أبص بكصر‪ ،‬عصن زهصر بصه‪.‬‬

‫وقصد روى الطصبان عصن ابصن عمصر مرفوعا‪" :‬أن القيامصة تقوم وقصت الذان للفجصر مصن يوم المعصة"‪.‬‬

‫وقد حكى أبو عبد ال القرطب ف التذكرة‪ ،‬أن ذلك هو من يوم جعة‪ ،‬للنصف من شهر رمضان‪ ،‬وهذا‬

‫يتاج إل دليصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصل‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أ بو ب كر بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث نا أح د بن كث ي‪ ،‬حدث نا قرط بن حر يث أ بو سهل‪ ،‬عن ر جل من‬

‫أ صحاب ال سن‪ ،‬قال‪ :‬قال ال سن‪ :‬يومان وليلتان ل ي سمع اللئق بثل هن‪ ،‬ليلة ال يت مع أهل القبور‪،‬‬

‫ول تبت ليلة قبلها‪ ،‬وليلة صبيحتها يوم القيامة‪ ،‬ويوم يأتيك البشي من ال‪ ،‬إما بالنة‪ ،‬وإما بالنار‪ ،‬ويوم‬

‫صصصصصا بشمالك‪.‬‬
‫صصصصصك‪ ،‬وإمص‬
‫صصصصصا بيمينص‬
‫صصصصصك إمص‬
‫صصصصصى كتابص‬
‫تعطص‬

‫وهكذا روي عن عبد قيس وهرم بن حيان وغيها‪ ،‬أنم كانوا يستعظمون الليلة الت يسفر صباحها عن‬

‫يوم القيامصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أحد بن إبراهيم بن كثي العبدي‪ ،‬حدثن ممد بن سابق‪ ،‬حدثنا مالك ابن‬

‫مغول‪ ،‬عن حيد‪ ،‬قال‪ :‬بينما السن ف يوم من رجب ف السجد‪ ،‬وف يده قليلة‪ ،‬وهو يص ماءها‪ ،‬ث‬

‫ي جه‪ ،‬إذ تن فس تنف سا شديدا‪ ،‬ث ب كى‪ ،‬ح ت أر عد متكأه ث قال‪ :‬لو أن بالقلوب حياة! لوأن بالقلوب‬

‫صلحا! يا ويلكم من ليلة صبيحتها يوم القيامة! أي ليلة تخض عن صبيحة يوم القيامة ما سع اللئق‬

‫بيوم قط أكثر عورة بادية‪ ،‬ول عينا باكية من يوم القيامة‪.‬‬

‫ذكر أَن أَول من تنشق عنه الرض يوم القيامة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪288‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال مسلم بن الجاج‪ :‬حدثن الكم بن موسى أبو صال‪ ،‬حدثنا معقل يعن ابن زياد‪ ،‬عن الوزاعي‪،‬‬
‫حدثن أبو عمار‪ :‬حدثن عبيدال بن مرواح‪ :‬حدثن أبو هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة‪ ،‬وأول من تنشق عنه الرض‪ ،‬وأول شافع‪ ،‬وأول مشفع"‪.‬‬
‫وقال هشيم‪ :‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن أب نضرة‪ ،‬عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ول فخر وأنا أول من تنشق عنه الرض يوم القيامة ول فخر"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو خيثم‪ ،‬أخبنا حجي بن الثن‪ ،‬أخبنا عبد العزيز بن عبد ال بن‬
‫أب سلمة‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل الاشي‪ ،‬عن عبد الرحن العرج‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ينفخ ف الصور‪ ،‬فيصعق من ف السموات ومن ف الرض‪ ،‬إل من شاء ال‪ ،‬ث‬
‫ينفخ فيه أخرى‪ ،‬فأكون أول من يبعث‪ ،‬فإذا موسى آخذ بالعرش‪ ،‬فل أدري أحوسب بصعقته يوم‬
‫الطور‪ ،‬أو بعث قبلي"‪ .‬وف الصحيح ما يقرب من هذا السياق‪ ،‬والديث ف صحيح مسلم‪" :‬أنا أول‬
‫من تنشق عنه الرض‪ ،‬فأجد موسى باطشََا بقائمة العرش‪ ،‬فل أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة‬
‫الطور"‪ .‬فذكرموسى ف هذا السياق‪ ،‬ولعله من بعض الرواة‪ ،‬دخل عليه حديث ف حديث فإن الترديد‬
‫هاهنا ل يظهر وجهه ل سيما قوله‪" :‬أم جُوزي بصعقة الطور"‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا أيضا‪ :‬حدثنا إسحاق بن إساعيل‪ ،‬أخبنا سفيان‪ ،‬هو ابن عيينة عن عمرو‪ ،‬وهو ابن‬
‫دينار‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬وابن جدعان‪ ،‬عن سعيد بن السيب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كان ب ي أ ب ب كر ويهودي مناز عة‪ ،‬فقال‪ :‬والذي ا صطفى مو سى على الب شر‪ ،‬فلط مه أ بو ب كر‪ ،‬فأ تى‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬يا يهودي‪ :‬أنا أول من تنشق عنه الرض‪ ،‬فأجد موسى متعلقا‬

‫بالعرش‪ ،‬فل أدري‪ ،‬هصصصصصصصصصصل كان قبلي? أو جُوزي بالصصصصصصصصصصصعقة"?‪.‬‬

‫وهذا مرسل من هذا الوجه‪ .‬والديث ف الصحيحي من غي وجه بألفاظ متلفة‪ ،‬وف بعضها أن القاول‬

‫لذا اليهودي إناصص هصصو رجصصل مصصن النصصصار‪ ،‬ل الصصصديق رضصصي ال عنصصه فال أعلم‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫و من أح سنها سياقا‪" :‬إذا كان يوم القيا مة فإن الناس ي صعقون‪ ،‬فأكون أول من ي صعق فأ جد مو سى‬

‫باطشَا بقائمصصة مصصن قوائم العرش‪ ،‬فل أدري أصصصعق‪ ،‬فأفاق قبلي? أم جوزي بصصصعقة الطور"?‪.‬‬

‫وهذا كما سيأت بيانه يقتضي أن هذا الصعق يكون ف عرصات القيامة‪ ،‬وهو صعق آخر غي الذكور ف‬

‫القراّن‪ ،‬وكان سصبب هذا الصصعق فص هذا الديصث لتجلي الرب تعال‪ ،‬إذا جاء لفصصل القضاء‪ ،‬فيصصعق‬

‫الناس‪ ،‬كمصصصصصصصا خ ّر موسصصصصصصصى صصصصصصصصعقا يوم الطور‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫وقال أ بو ب كر بن أ ب الدن يا‪ :‬أخب نا إ سحاق بن إ ساعيل‪ ،‬أخب نا جر ير‪ ،‬عن عطاء بن ال سائب‪ ،‬عن‬

‫ال سن‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪" :‬كأن أران أنفض رأسي من التراب‪ ،‬فألتفت فل‬

‫أرى أحدا إل موسى متعلقا بالعرش‪ ،‬فل أدري أهو من استثن ال أن ل تصيبه النفخة? أو بعث قبلي"‪.‬‬

‫وهذا مرسل أيضا وهو أضعف‪.‬‬

‫الرسول عليه السلم أول من تنشق الرض عنه يوم القيامة‬

‫وقال الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبيد ال الافظ وأبو سعيد بن أب عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو‬

‫العباس ممد بن يعقوب‪ ،‬حدثنا ممد بن إ سحاق ال صنعان‪ ،‬حدثنا عمرو بن الناقد‪ ،‬حدثنا عمرو بن‬

‫‪290‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عثمان‪ ،‬حدثنا موسى بن أعي‪ ،‬عن معمر بن راشد‪ ،‬عن ممد بن عبد ال بن أب يعقوب‪ ،‬عن بشر بن‬

‫سعاف‪ ،‬عن عبد ال بن سلم‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة‬

‫ول فخر‪ ،‬وأنا أول من تنشق عنه الرض وأنا أول شافع ومشفع‪ ،‬بيدي لواء المد‪ ،‬حت آدم فمن دونه"‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصه‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصناده ل بأس بص‬
‫ل يرجوه وإسص‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو سلمة الخزومي‪ ،‬أخبنا عبد ال بن نافع‪ ،‬عن عاصم بن عمر‪،‬‬

‫عن أب بكر بن عمر بن عبد الرحن‪ ،‬عن سال بن عبد ال‪ ،‬وقال‪ :‬عن أب سلمة‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا أول من تنشق عنه الرض‪ ،‬ث أبو بكر‪ ،‬ث عمر‪ ،‬ث أذهب إل‬

‫أهصل البقيصع‪ ،‬فيحشرون معصي‪ ،‬ثص أنتظصر أهصل مكصة‪ ،‬فيحشرون معصي‪ ،‬فأحشصر بيص الرميص"‪.‬‬

‫وقال أيضا‪ :‬أخبنا سعيد بن سلمة‪ ،‬عن إساعيل بن أمية‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬دخل رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم السجد‪ ،‬وأبو بكر عن يينه‪ ،‬وعمر عن يساره‪ ،‬وهو متكىء عليهما‪ ،‬فقال‪" :‬هكذا‬

‫نبعصصصصصصصصصصصصصصصصصصث يوم القيامصصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن ممد بن السي‪ ،‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬أخبنا الليث‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن خالد‬

‫‪291‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بن يزيد‪ ،‬عن سعيد بن أب هلل‪ ،‬عن منبه بن وهب‪ ،‬أن كعب الحبار قال‪" :‬ما من فجر يطلع‪ ،‬إل‬

‫نزل سبعون ألفا من اللئكة‪ ،‬حت يفوا بالقب‪ ،‬يضربون بأجنحتهم‪ ،‬ويصلون على النب صلى ال عليه‬

‫وسلم حت إذا أمسوا عرجوا‪ ،‬وهبط مثلهم‪ ،‬وصنعوا مثل ذلك‪ ،‬حت إذا انشقت الرض‪ ،‬خرج رسول‬

‫ال صصلى ال عليصه وسصلم فص سصبعي ألفا مصن اللئكصة‪ ،‬يوقرونصه صصلى ال عليصه وسصلم"‪.‬‬

‫وأخبنا هارون بن عمر القرشي‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬أخبنا مروان بن سال‪ :‬عن يونس بن سيف‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ي شر الناس رجالً‪ ،‬وأح شر راكبا على الباق‪ ،‬وبلل ب ي‬

‫يدي على ناقصة حراء‪ ،‬فإذا بلغنصا ممصع الناس‪ ،‬نادى بلل بالذان‪ ،‬فإذا قال أشهصد أن ل إله إل ال‪،‬‬

‫وأشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬صدقه الولون والخرون"‪ .‬وهذا مرسل من هذا الوجه‪.‬‬

‫ذكر بعث الناس حفاة عراة غر ًل وذكر أول من يكسى من الناس يومئذ‬

‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ،‬حدثنا بقية‪ ،‬حدثنا الزبيدي‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن‬
‫عائشة‪ ،‬أَن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يبعث الناس يوم القيامة حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غرلً‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقالت عائشة‪ :‬يا رسول ال فكيف بالعورات فقال‪ِ" :‬لكُلّ امرِى ٍء ِمْنهُ ْم َي ْومَئِ ٍذ شَأنٌ ُي ْغنِيهِ"‪.‬‬
‫وأخرجاه ف الصحيحي‪ ،‬من حديث حات بن أب صغية‪ ،‬عن عن عبد ال بن أبا مليكة‪ ،‬عن القاسم‪،‬‬
‫عن عائشة بنحوه‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم خليل ال عليه السلم وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا شعبة‪،‬‬
‫حدثنا الغية بن النعمان شيخ من النخع‪ .‬قال‪ :‬سعت سعيد بن جبي يدث‪ ،‬قال‪ :‬سعت ابن عباس قال‪:‬‬
‫قام فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بوعظة فقال‪" :‬يا َأيها الناس إنكم مشورون إل ال حفاة‪ ،‬عراة‬
‫غرْلً"‪" :‬كما بَدَأنا أوّل خَلْق ُنعِي ُدهُ‪َ ،‬وعْدا عََليْنا ِإنّا كنَا فاعلي"‪.‬‬
‫"أل وإن أول اللق يكسى يوم القيامة إبراهيم‪ ،‬وإنه سيحيا ناس من أمت فيؤخذ بم ذات الشمال‪،‬‬
‫فلقولن‪ :‬أصحاب‪ .‬وليقالن ل‪ :‬إنك ل تدري ما أحدثوا بعدك‪ .‬فلقولن كما قال العبد الصال‪" :‬وَ ُكْنتُ‬
‫عََلْيهِ ْم َشهِيدا مَادمْتُ فِيهِمْ فََلمّا َتوَفّْيَتنِي ُكْنتَ َأْنتَ الرّقِيب عََلْيهِمْ َوَأْنتَ عَلَى كُ ّل َشيْء شَهيدٌ ِإ ْن ُتعَذّبمْ‬
‫لكِيمُ"‪.‬‬
‫فَِإّنهُ ْم عِبَادكَ َوِإنْ َت ْغفِرْ َلهُمْ فَِإنّكَ َأْنتَ اْلعَزِيز ا َ‬
‫فيقال‪ :‬إن هؤلء ل يزالوا يرتدون على أعقابم منذ فارقتهم" أخرجاه ف الصحيحي من حديث شعبة‪.‬‬
‫ورواه أحد‪ :‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬وهو ف الصحيحي من حديثه‪ ،‬عن عمرو بن دينار‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫جبي‪ ،‬عن ابن عباس مرفوعا‪" :‬إنكم مشورون إل ال حفاة عراة غرلً"‪.‬‬
‫ورواه البيهقي من حديث هلل بن حيان‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬تشرون عراة حفاة‪ ،‬فقالت زوجته‪ :‬أينظر بعضنا إل بعض? فقال‪ :‬يا فلنة لكل امرىء‬
‫منهم يومئذ شأن يغنيه"‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبنا أبو بكر أحد بن السن القاضي‪ ،‬وأبو سعيد ممد بن موسى‪.‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو العباس ممد بن يعقوب‪ ،‬حدثنا العباس بن ممد الدوري‪ ،‬حدثنا مالك بن إساعيل‪،‬‬
‫حدثنا عبد السلم بن حرب‪ ،‬عن أب خالد الدلن‪ ،‬عن النهال بن عمرو‪ ،‬عن عبد ال بن الارث‪ ،‬عن‬
‫أب هريرة‪ ،‬قال‪" :‬يشر الناس حفاة عراة غرلً‪ ،‬قياما أربعي سنة‪ ،‬شاخصة أبصارهم إل السماء‪ ،‬قال‬
‫فيلجمهم ال العرق من شدة الكرب‪ ،‬ث يقال اكسوا إبراهيم‪ ،‬فيكسى قبطيتي من قباطي النة‪ ،‬قال‪ :‬ث‬
‫ينادي لحمد صلى ال عليه وسلم فيفجر له الوض‪ ،‬وهو ما بي أيلة إل مكة‪ ،‬قال‪ :‬فيشرب ويغتسل‪،‬‬
‫وقد تقطعت أعناق اللئق يومئذ من العطش‪ ،‬ث قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فأكسى‬
‫من حلل النة‪ ،‬فأقوم عن أو على يي الكرسي‪ ،‬ليس أحد من اللئق يقوم ذلك القام يومئذ غيي‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬سل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فقام رجل فقال أترجو لوالديك شيئا فقال‪ :‬إن شافع لما أعطيت أو‬
‫منعت‪ ،‬ول أرجو لما شيئا" قال البيهقي‪ :‬قد يكون هذا قبل نزول الوحي بالنهي عن الستغفار‬

‫‪293‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫للمشركي والصلة على النافقي‪.‬‬


‫قال القرطب‪ :‬وروى ابن مبارك‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن عمرو بن قيس‪ ،‬عن النهال بن عمرو‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫الارث‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪ :‬أول من يكسى الليل قبطيتي‪ ،‬ث ممد عليه السلم حلة‪ ،‬عن يي العرش‪.‬‬
‫وقال أبو عبد ال القرظي ف كتاب التذكرة‪ ،‬وروى أبو نعيم الافظ يعن الصبهان‪ ،‬من حديث‬
‫السود‪ ،‬وعلقمة‪ ،‬وأب وائل‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أول من‬
‫يكسى إبراهيم‪ ،‬يقول ال اكسوا خليلي‪ ،‬فيؤتى بريطتي بيضاوين فيلبسهما‪ ،‬ث يقعد مستقبل العرش‪ ،‬ث‬
‫أوت بكسوت‪ ،‬فألبسها‪ ،‬فأقوم عن يينه قياما ل يقومه أحد غيي‪ ،‬يغبطن فيه الولون والخرون"‪.‬‬
‫قال القرطب‪ :‬وقال الليمي ف منهاج الدين له‪ ،‬وروى عباد بن كثي عن أب الزبي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪" :‬إن‬
‫الؤذني واللبي يرجون يوم القيامة يؤذن الؤذن ويلب اللب‪ ،‬وأول من يكسى من حلل النة إبراهيم ث‬
‫ممد ث النبيون ث الؤذنون" وذكر تامه‪.‬‬
‫ث شرع القرطب يذكر الناسبة ف تقدي إبراهيم عليه الصلة والسلم ف ذلك فقال‪ :‬من ذلك أنه أول‬
‫من لبس السراويل مبالغة ف التستر‪ ،‬أو أنه جرد يوم ألقي ف النار فال أعلم‪.‬‬
‫وروى البيهقي من حديث إساعيل بن أب أويس‪ ،‬حدثن عن ممد بن أب عياش‪ ،‬عن‬
‫عطاء بن يسار‪ ،‬عن سودة زوج النب صلى ال عليه وسلم قالت‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬يبعث‬
‫الناس حفاة عراة غرلً‪ ،‬قد ألمهم العرق‪ ،‬فبلغ شحوم الذان‪ ،‬فقلت يا رسول ال واسوءتاه!! ينظر‬
‫بعضنا إل بعض قال يشغل الناس عن ذلك لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه"‪ .‬إسناده جيد وليس هو‬
‫ف السند ول ف الكتب‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ ،‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬عن عبد الميد بن سليمان‪ ،‬حدثن ممد بن أب‬
‫موسى‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أم سلمة‪ ،‬قالت‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬يشر الناس‬
‫حفاة عراة غر ًل كما بدئوا‪ ،‬قالت أم سلمة يا رسول ال ينظر بعضنا إل بعض? قال‪ :‬يشغل الناس‪:‬‬
‫قلت‪ :‬وما شغلهم? قال نشر الصحف فيها مثاقيل الذر‪ ،‬مثاقيل الردل"‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار حدثنا عمر بن شبة‪ ،‬حدثنا السي بن حفص‪ ،‬حدثنا سفيان يعن الثوري‬
‫عن زبيدة‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إنكم مشورون حفاة‬
‫عراة غرلً"‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال البزار‪ :‬أحسب أن عمر بن شبة غلط فيه فدخل عليه حديث من إسناد علي حديث من إسناد آخر‪،‬‬
‫وإنا هذا الديث عن سفيان الثوري‪ ،‬عن مغية بن النعمان‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‬
‫وليس لسفيان الثوري عن زبيد‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‪ ،‬حديث مسند‪ ،‬وهكذا رواه ابن أب‬
‫الدنيا‪ ،‬عن عمر بن شبة به مثله‪ ،‬وزاد‪" :‬وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه الصلة والسلم"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو عمار السي بن حريث‪ ،‬أخبنا الفضل بن موسى‪ ،‬عن عابد بن‬
‫شريح‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬سألت عائشة رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت يا رسول ال‪ :‬كيف يشر‬
‫الرجال? فقال‪" :‬حفاة عراة‪ :‬قالت‪ :‬واسوءتاه من يوم القيامة!! قال‪ :‬وعن أي ذلك تسألي إنه قد نزل‬
‫عليّ أنه ل يضرك‪ .‬كان عليك ثياب أم ل‪ .‬قالت‪ :‬وأي آية يا رسول ال قال‪" :‬لِكلّ امرى ٍء منهم يومئذ‬
‫شأ ٌن ُيغْنيهِ"‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا روح بن حات‪ ،‬حدثنا هيثم‪ ،‬عن كرز‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم "يشر الناس كما ولدتم أمهم‪ ،‬حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غرلً"‪.‬‬
‫فقالت عائشة‪ :‬النساء والرجال? بأب أنت وأمي فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقالت‪ :‬واسوءتاه!! فقال‪ :‬ومن أي شيء‬
‫تعجبي يا بنت أب بكر? قالت‪ :‬عجبت من حديثك‪ :‬يشر الرجال والنساء حفاة عراة غرلً‪ ،‬ينظر‬
‫بعضهم ال بعض? قال‪ :‬فضرب على منكبها وقال يا بنت أب قحافة‪ :‬شغل الناس يومئذ عن النظر‪،‬‬
‫وسوا بأبصارهم موقوفي‪ ،‬ل يأكلون ول يشربون‪ ،‬شاخصي بأبصارهم إل السماء أربعي سنة‪ ،‬فمنهم‬
‫من يبلغ العرق قدميه‪ ،‬ومنهم من يبلغ ساقيه‪ ،‬ومنهم من يبلغ بطنه‪ ،‬ومنهم من يلجمه العرق من طول‬
‫الوقوف‪ ،‬ث يرحم ال من بعد ذلك العباد‪ ،‬فيأمر ال اللئكة القربي فيحملون عرشه من السموات إل‬
‫الرض‪ ،‬حت يوضع عرشه ف أرض بيضاء ل يسفك عليها دم‪ ،‬ول تعمل فيها خطيئة‪ ،‬كأنا الفضة‬
‫البيضاء‪ ،‬ث تقوم اللئكة حافي من حول العرش‪ ،‬وذلك أول يوم نظرت عي إل ال‪ ،‬فيأمر مناديا‬
‫فينادي بصوت يسمعه الثقلن من الن والِنس‪ ،‬أين فلن فلن بن فلن بن فلن? فيشرئب الناس‬
‫لذلك الصوت‪ ،‬ويرج ذلك النادي من الوقف‪ ،‬فيعرفه ال للناس ث يقال ترج معه حسناته‪ ،‬يعرف ال‬
‫أهل الوقف بتلك السنات‪ ،‬فإذا وقف بي يدي رب العالي‪ ،‬قيل أين أصحاب الظال فيجيبون رجلً‪،‬‬
‫فيقال لكل واحد منهم أظلمت فلنا لكذا وكذا? فيقول‪ :‬نعم يا رب‪ ،‬فذلك اليوم الذي تشهد عليهم‬
‫ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم با كانوا يعملون‪ ،‬فتؤخذ حسنات الظال فتدفع إل من ظلمه‪ ،‬ث ل دينار ول‬

‫‪295‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫درهم‪ ،‬إل أخذ من السنات‪ ،‬ورد من السيئات‪ ،‬فل يزال أصحاب الظال يستوفون من حسنات الظال‬
‫حت ل تبقى له حسنة‪ ،‬ث يقوم من بقي من ل يأخذ شيئا فيقولون‪ :‬ما بال غينا استوف ومنعنا فيقال‬
‫لم‪ :‬ل تعجلوا‪ ،‬فيؤخذ من سيئاتم فترد عليه‪ ،‬حت ل يبقى أحد ظلمه بظلمة‪ ،‬فيعرف اللّه أهل الوقف‬
‫أجعي ذلك‪ ،‬فإذا فرغ من حساب الظال قيل‪ :‬ارجع إل أمك الاوية‪ ،‬فإنه ل ظلم اليوم إن ال سريع‬
‫الساب‪ ،‬ول يبقى يومئذ ملك‪ ،‬ول نب مرسل‪ ،‬ول صديق‪ ،‬ول شهيد‪ ،‬إل ظن لا رآه من شدة‬
‫الساب أنه ل ينجو‪ ،‬إل من عصمه ال عز وجل"‪.‬‬
‫هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ،‬ولبعضه شاهد ف الصحيح كما سيأت بيانه قريبا‪ ،‬إن شاء ال‪ ،‬وبه‬

‫الثقة‪ ،‬وعليه التكلن‪.‬‬

‫الِنسان يبعث يوم القيامة ف ثياب عمله من خي أو شر‬

‫قال الا فظ‪ :‬فأ ما الد يث الذي أخب نا أ بو ع بد ال الا فظ أخب نا م مد ع بد ال بن إ سحاق بن‬

‫الرسان العدل‪ ،‬حدثنا ممد بن القاسم القاضي‪ ،‬أخبنا ابن أب مري‪ ،‬أخبنا يي بن أيوب‪ ،‬عن ابن‬

‫الاد‪ ،‬عن م مد بن إبراه يم‪ ،‬عن أ ب سلمة‪ ،‬عن أ ب سعيد الدري‪ ،‬أ نه ل ا حضره الوت د عا بثياب‬

‫جديدة فلبسها‪ ،‬ث قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن السلم يبعث ف ثيابه الت يوت‬

‫فيهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫فهذا حديصث رواه أبصو داود فص كتاب السصنن‪ ،‬عصن السصن بصن علي‪ ،‬عصن ابصن أبص مريص‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ث شرع البيه قي ي يب عن هذا الد يث لعارض ته الحاد يث التقد مة ف ب عث الناس حفاة عراة غرلً‬

‫بثلثة أجوبة‪ :‬أحدها‪ :‬أنا تبلى بعد قيامهم من قبورهم‪ ،‬فإذا وافوا الوقف يكونون عراة‪ ،‬ث يلبسون من‬

‫ثياب النصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة‪.‬‬

‫الثا ن‪ :‬أ نه إذا ك سيَ ال نبياء ث ال صديقون ث من بعد هم على مراتب هم‪ ،‬فتكون ك سوة كل إن سان من‬

‫جنصصصس مصصصا يوت فيصصصه‪ ،‬ثصصص إذا دخلوا النصصصة لبسصصصوا مصصصن ثياب النصصصة‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن الراد بالثياب هاه نا العمال‪ ،‬أي يب عث ف أعماله ال ت مات في ها من خ ي أو شر قال ال‬

‫ص التّ ْقوَى ذَلِكصصصصصصصصصصصصصصصَ َخيْرٌ"‪.‬‬


‫تعال‪" :‬وَلبَاسصصصصصصصصصصصصصص ُ‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصَ فَ َطهّرْ"‪.‬‬
‫وقال‪" :‬وَثيَابَكص‬

‫قال قتادة‪ :‬عملك فأخل صه‪ .‬ث ا ستشهد البيه قي على هذا الواب الخ ي ب ا رواه م سلم من حد يث‬

‫العمش‪ ،‬عن أب سفيان‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يبعث كل عبد على ما‬

‫مات عليصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه"‪.‬‬

‫قال‪ :‬وروينا عن فضالة بن عبيد‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬من مات على مرتبة من‬

‫‪297‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫هذه الراتصصصصصصصب بعصصصصصصصث عليهصصصصصصصا يوم القيامصصصصصصصة"‪.‬‬

‫وقد قال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬أخبنا أحد بن إبراهيم بن كثي‪ ،‬حدثنا زيد بن الباب‪ ،‬عن معاوية بن‬

‫صال‪ ،‬أ خبن سعيد بن هانء‪ ،‬عن عمرو بن ال سود‪ ،‬قال‪ :‬أو صان معاذ بامرأ ته وخرج‪ ،‬فما تت‪،‬‬

‫فدفناها‪ ،‬فجاءنا وقد رفعنا أيدينا من دفنها فقال‪ :‬ف أي شيء هيأتوها? قلنا‪ :‬ف ثيابا‪ ،‬فأمر با فنبشت‪،‬‬

‫صصا"‪.‬‬
‫صصم‪ ،‬فإنمصص يشرون فيهص‬
‫وكفنهصصا فصص ثياب جدد وقال‪ :‬أحسصصنوا أكفان موتاكص‬

‫وقال أيضا‪ :‬حدثن ممد بن السي‪ ،‬حدثنا يي بن إسحاق‪ ،‬أخبنا إسحاق بن سيار بن نصر‪ ،‬عن‬

‫الوليد بن مروان‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬يشر الوتى ف أكفانم‪ ،‬وكذا روي عن أب العالية‪ ،‬وعن أب‬

‫صال الزي‪ ،‬قال‪ :‬بلغن أنم يرجون من قبورهم ف أكفان ذميمة‪ ،‬وأبدان بالية‪ ،‬متغية وجوههم‪ ،‬شعثة‬

‫رؤوسهم‪ ،‬نكة أجسامهم‪ ،‬طائرة من صدورهم وحناجرهم‪ ،‬ل يدري القوم مأواهم إل عند انصرافهم‬

‫من الوقف‪ ،‬فيصرف بم إل النة‪ ،‬أو يصرف بم إل النار‪ ،‬ث صاح بأعلى صوته‪ :‬واسوء منصرفاه إن‬

‫أنت ل تغمدنا منك برحة واسعة!! لقد ضاقت صدورنا من الذنوب العظام‪ ،‬والرائم الت ل غافر لا‬

‫غيك‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ذكر شيء من أَهوال يَوم القِيَامَة بعض ما ورد من آيات الكتاب البي‬

‫ش ّقتِ السّمَاءُ َف ِه َي َيوْمئِ ٍذ وَا ِهيَة‪ ،‬وَاللَكُ علَى أرجاِئهَا وَيْمِلَ‬ ‫ت اْلوَاِقعَة وَانْ َ‬
‫قال ال تعال‪َ" :‬فَي ْومَئذ وقعَ ِ‬
‫خفَى ِمنْكمْ خَاِفيَة"‪.‬‬ ‫عَ ْرشَ َربّكَ َفوْقهُ ْم َيوْمئِ ٍذ ثَمَاِنَيةٌ "َي ْو َمئِ ٍذ ُتعْرَضُونَ َل تَ ْ‬
‫ك َي ْومُ‬
‫ح َة بِالْحق ذَلِ َ‬‫وقال تعال‪" :‬وَاستم ْع َيوْ َم ُينَادِي الُنَادِي مِ ْن َمكَانٍ قَرِيب‪َ ،‬يوْ َم يَسْ َمعُو َن الصّيْ َ‬
‫شقّقُ ال ْرضُ َعْنهُ ْم سِراعا ذَلِكَ حَشْر عََلْينَا يَسِيٌ"‪.‬‬ ‫ح ُن نُحْيي َونُمِيتُ وإَلْينَا الْ َمصِي‪َ ،‬ي ْومَ تَ َ‬ ‫الْخُرُوج ِإنّا نَ ْ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ لدينَا أْنكَالً وَ َجحِيما‪َ ،‬وطَعَاما ذَا غصةٍ َوعَذَابا ألِيما َي ْومَ َترْجًفُ الرْض وَالْجبَال‬
‫جعَ ُل اْلوِلْدَا َن شيبا السّمَا ُء ُمْنفَطر‬ ‫جبَالُ َكثِيبا مَهيلً" إل قوله‪َ" :‬ف َكيْفت تتَقُونَ إن َكفَ ْرتُ ْم َيوْما يَ ْ‬ ‫ت الْ ِ‬‫وَكَانَ ِ‬
‫بِهِ كَا َن َوعْده َم ْفعُولً" وقال تعال‪" :‬وَيوْمَ يشُ ُرهُمْ كَأنْ لَمْ يَ ْلبَثُوا إ ّل سَا َعةً مِ َن الّنهَا ِر َيَتعَارفو َن َبيَْنهُمْ قد‬
‫س َر الّذِينَ كذّبوا بِِلقَاءِ اللّ ِه َومَا كَانُوا ُمهْتدِين"‪.‬‬ ‫خَ ِ‬
‫ض بَارِ َز ًة وَحَشَ ْرنَاهُمْ فلَ ْم نغَاد ْر ِمنْهمْ أحَدا َوعُرِضُوا عَلَى‬ ‫سيّ ُر الْجِبا َل َوتَرى ال ْر َ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ نُ ِ‬
‫ربك صفّا َلقَدْ ِجْئتُمُونَا َكمَا خََلقْناك ْم أوّ َل مً ّر ٍة بَلْ َزعَ ْمتُمْ ألّنْ ْنعَلَ لَك ْم َم ْوعِدا َووُضِ َع الْ ِكتَابُ َفتَرَى‬
‫ش ِفقِيَ مِمّا فِيهِ َويَقُولُو َن يَا َويَْلَتنَا مَا ِلهَذَا ال ِكتَابِ َل ُيغَادرُ صغِيةً وَلَ َكبِ َيةً إِلّ أ ْحصَاهَا‬ ‫ي مُ ْ‬ ‫ج ِرمِ َ‬
‫الْمُ ْ‬
‫َووَجَدوا مَا عَ ِملُوا حَاضِرا وَ َل يَظِْلمُ َربّكَ أحَدا"‪.‬‬
‫ت بيَمِينيه‬ ‫ضتُة يَومَ اْلقِيا َمةِ وَالسّموَاتُ مَ ْط ِويّا ٌ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬ومَا قدَرُوا اللّهَ حقَ قدْ ِر ِه وَال ْرضُ جِيعا َقْب َ‬
‫شرِكو َن َوُنفِخَ ف الصّورِ فَصعِ َق مَنْ ف السًمَواتِ َومَنْ ف الرْض إل مَ ْن شَاء ال ثَ‬ ‫سبْحَانَهُ َوَتعَالَى عًمّا يُ ْ‬
‫ي وَالشهَدَاءِ‬ ‫ب وَجي َء بِالنِّبيّ َ‬
‫ُنفِخَ فِيهِ أ ْخرَى فَِإذَا هُمْ ِقيَام َينْظُزونَ وأشْرَقَت ال ْرضُ ِبنُو ِر ربَا َووُضِ َع الكِتَا ُ‬
‫ت َوهُو َأعْلَ ُم بِمَا يَفعلُونَ"‪.‬‬ ‫وَُقضِ َي َبيَْنهُ ْم بِالْحَق َوهُمْ ل يُ ْظلَمًونَ َووُّفَيتْ كُل َنفْس مَا عَمَِل ْ‬
‫ت َموَازِينه فَأولئِك هُمْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬فِإذَا ُنفِخَ ف الصّورِ فَل أنساب َبْيَنهُ ْم َيوْمَئذ وَ َل َيتَسَاءَلُونَ فَمَ ْن َثقَُل ْ‬
‫سرُوا أنفسهم ف َج َهنّمْ خَالدُون"‪.‬‬ ‫الْ ُمفْلِحُو َن َومَنْ َخ ّفتْ َموَازِينُهُ فأوْلئك الذِينَ خَ ِ‬
‫جبَالُ كَاْل ِعهْن وَلَ يَسألُ َحمِيمٌ حَمِيما يُبصروَنهُمْ يودّ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ تكون السّمَاءُ كَالْ ُمهْل َوَتكُو ُن الْ ِ‬
‫ب َي ْومَئِ ٍذ ِبَبنِيهِ وصاحِبتِهِ وأخِيهِ وَفصِيَلتِ ِه الّت تُؤوِي ِه َومَنْ ف الرْض جَمِيعا ثُمّ‬ ‫ج ِرمُ لَو يَ ْفتَدِي مِ ْن عَذَا ِ‬ ‫الُ ْ‬
‫شوَى تَ ْدعُو مَنْ أ ْدبَ َر َوَتوَلّى وَجَ َمعَ فَأوْعَى"‪.‬‬ ‫ُينْجِيه كل ِإّنهَا َلظَى نَزَا َعةً لِل ّ‬
‫ت الصّا ّخ ُة َي ْو َم َيفِر الَرْ ُء مِنْ أخِيه وَأم ِه وأبِي ِه وَصَا ِحَبتِهِ َوبَنِيهِ لكُل امْرِي ٍء ِمْنهًمْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬فَإذَا جَاءَ ِ‬

‫‪299‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫َيوْ َمئِ ٍذ شَأ ٌن ُي ْغنِي ِه وُجوه َي ْو َمئِذ مُسفِرة ضَا ِح َكةٌ مسْتبشِ َرٌة َووُجُوهٌ َي ْو َمئِ ٍذ عََلْيهَا َغبَ َرٌة تَ ْر َه ُقهَا َقتَ َرٌة أولئِكَ‬
‫ج َرةُ"‪.‬‬
‫هُ ُم الْ َكفَ َر ُة الْفَ َ‬
‫ت الَحِي ُم لَ ْن يَرَى فَأمّا مَنْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬فَِإذَا جَاءتِ الطّا َمةُ ال ُكبْرَى َي ْومَ َيتَذَكّ ُر ا ِلنْسَا ُن مَا َسعَى َوبُرّزَ ِ‬
‫لّنةَ‬ ‫ف َمقَامَ َربّ ِه َونَهَى الّن ْفسَ عَن ا َلوَى فَِإنّ ا َ‬ ‫حيَاة ال ّدْنيَا فَِإ ّن الَحِيم ِهيَ الَأوَى َوأمّا مَنْ خَا َ‬ ‫طَغَى وَآثَ َر الْ َ‬
‫ت ُمْننِ ُر مَنْ‬
‫ك ُمْنَتهَاهَا ِإنّمَا أن َ‬ ‫ت مِنْ ذِ ْكرَاهَا إِل رَب َ‬ ‫هِ َي الَأوَى يَسْألُونَكَ عَن السا َعةِ أيّا َن مُ ْرسَاهَا فِيمَ أْن َ‬
‫يَخْشَاهَا َكأََنهُ ْم َي ْومَ َي َر ْونَها لَ ْم يَلْبثئُوا إِ ّل عَشِي ًة أوْ ضُحَاهَا"‪.‬‬
‫ج َهنّمَ َيوْ َمئِذٍ‬‫صفّا وَجِي َء َي ْو َمئِذٍ ِب َ‬ ‫صفّا َ‬ ‫وقال تعال‪" :‬كل إِذا دُ ّكتِ ال ْرضُ دَكا دكّا وَجَاءَ َربّكَ وَالْمَلَكُ َ‬
‫ب عَذَابَهُ أ َح ٌد وَ َل يوثق‬ ‫حيَاتِي َفَي ْومَئِذٍ َل ُيعَذّ ُ‬ ‫َيتَذَكّ ُر الِنْسَانُ وأنّى لَهُ الذّ ْكرَى َيقُولُ يَا َلْيَتنِي ق ّد ْمتُ لِ َ‬
‫ضَيةً فادْخُلي ف عِبَادِي وَادخِلِي َجّنتِي"‪.‬‬ ‫س الْمُطْ َمِئّنةُ ا ْر ِجعِي إِل ربّكِ رَاضّي ًة مَرْ ِ‬ ‫َوثَاقَهُ أ َح ٌد يَا أيُّتهَا الَن ْف ُ‬
‫صَبةٌ تَصلَى نَارا حَامِيةً تُسْقَى مِ ْن عَيْن‬ ‫قال تعال‪" :‬هَ ْل أتَاكَ حَدِيثُ اْلغَا ِشيَ ِة وُجُوة َيوْ َمئِذ خَا ِش َع ٌة عَامَِل ٌة نَا ِ‬
‫سعِْيهَا رَاضِيةٌ ف‬ ‫آنَِيةٍ َلْيسَ َلهُ ْم طَعَامٌ إِ ّل مِنْ ضَرِيع َل يُسْمِنُ وَلَ ُي ْغنِي مِنْ جُوع َووُجُوٌه َيوْ َمئِ ٍذ نَاعِ َمةٌ لِ َ‬
‫َجنّة عَالِيةٍ َل تَسْمَعُ فِيهَا َل ِغيَةً فِيها عَيْنٌ جَاريةٌ فِيهَا ُسرُ ٌر مَرْفُو َعةٌ َوأَ ْكوَابٌ َموْضُوعةٌ َونَمَا ِرقُ مَصْفوَفةٌ‬
‫وَزَرَابِ ّي َمْبثُوَثةٌ أفلَ َينْظُرُونَ إِلَى ا ِلبِل َكيْفَ ُخِل َقتْ"‪.‬‬
‫جبَالُ‬ ‫ت الْ ِ‬
‫ضةٌ رَاف َعةٌ ِإذَا رُ ّجتِ ال ْرضُ َرجّا َوبُسّ ِ‬ ‫وقال تعال‪" :‬إِذَا وََق َعتِ اْلوَاقِعَة َلْيسَ ِلوَ ْق َعِتهَا كَا ِذَبةٌ خَاِف َ‬
‫ب الْ َميْ َمنَة وأصْحَابُ الْمَشْأ َم ِة مَا‬ ‫صحَا ُ‬ ‫ب ا َليْ َمَنةِ مَا أ ْ‬
‫لثَة فَأصْحَا ُ‬ ‫بَسّا َفكَاَنتْ هَبَاء ُمْنبَثّا وَ ُكنْتُمْ أ ْزوَاجا َث َ‬
‫ت الّنعِيم"‪.‬‬ ‫ب الْمَشْأ َمةِ والسّاِبقُونَ السّابِقو َن أولئِكَ الْمقَ ّربُونَ ف َجنّا ِ‬ ‫أصْحَا ُ‬
‫ث ذكر جزاء كل من هذه الصناف الثلثة عند احتضارهم‪ ،‬كما ذكرنا ف تفسيآخر هذه السور‬
‫الكرية‪.‬‬
‫خرُجُونَ مِ َن الَ ْجدَاثِ كَأّنهُمْ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬فَتوَ ّل َعنْهُ ْم َي ْومَ يدع الدّاع إِل َشيْءٍ نُكُر خُشّعا أَْبصَا ُرهُ ْم يَ ْ‬
‫َجرَاد ُمنْتَشر ُمهْ ِطعِيَ إِلَى الدّاع َيقُو ُل الْكَافِرُونَ هذَا َي ْو َم عَسِرٌ"‪.‬‬
‫ض َغيْرَ الرْض وَالسّموَاتُ َو بَرزُوا ِللّ ِه الوَاحِد الْقهّار َوتَرَى الجْ ِر ِميْن َي ْومَئِذٍ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ تُبدّلُ ال ْر ُ‬
‫سبَتْ ِإنّ اللّهَ‬ ‫مق ّرنِيَ ف الَصفَا ِد َسرَابِيله ْم مِنْ َقطِرَان َوَتغْشَى وُجُو َههُ ُم النّار ِليَجزِيَ اللّهُ كً ّل َنفْس مَا كَ َ‬
‫ب هَذَا َبلَغٌ لِلنّاس وَلُينْذَرُوا بِ ِه وَلَيعْلَمُوا أَنّمَا هُو إِل ٌه وَاحِ ٌد وَليذّكّ َر أولُوا الَْلبَابِ"‪.‬‬ ‫سَرِي ُع الْحِسَا ِ‬
‫ح مِ ْن أمْ ِرهِ عَلَى مَ ْن يَشَا ُء مِ ْن ِعبَاده ِليُذِ َر َي ْومَ الّتلَق‬ ‫وقال تعال‪" :‬رَفِيعُ الدّ َرجِاتِ ذو العَرثس يُ ْلقِي الرّو َ‬

‫‪300‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ك الَْي ْومَ ِللّ ِه اْلوَاحِدِ الْ َقهّا ِر اْلَيوْ َم تُجزَى كُ ّل َنفْس‬ ‫خفَى عَلَى اللّ ِه ِمْنهُمْ شَيءْ لِمَن لُلْ ُ‬ ‫يو َم هُم بَارزُونَ َل يَ ْ‬
‫سَبتْ لَ ظُ ْل َم الَْي ْومَ إِنّ اللّ َه سَرِي ُع الِسَابِ"‪.‬‬ ‫با كَ َ‬
‫ي مَا لِلظّالِمِي مِنْ َحمِيم وَلَ َشفِيع‬ ‫لنَاجِرِ كَاظِمِ َ‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَأنذِ ْرهُ ْم َي ْومَ الزَِفةِ إِذ اْلقُلُوبُ لَدَى ا َ‬
‫خفِي الصُدورُ وَاللّ ُه َي ْقضِي بِالْحَق والّذِي َن يَ ْدعُونَ مِنْ دونهِ َل َي ْقضُونَ‬ ‫يُطَاعُ يَعَْلمُ خَاِئَنةَ ال ْعيُن َومَا تُ ْ‬
‫بِشَيْءٍ ِإنّ اللّ َه ُهوَ السّمِي ُع الَبصِيُ"‪.‬‬
‫ص عََليْكَ مِنْ أْنبَا ِء مَا‬ ‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّمَا ِإ ُلكُمُ اللّهُ الّذِي لَ إِلهَ إِ ّل ُهوَ َوسِعَ كُل شَيْ ٍء عِلْما‪ ،‬كَذلِكَ نَ ُق ّ‬
‫قَ ْد َسبَ َق وَقَ ْد آَتْينَا َك مِنْ لَ ُدنّا ذِكرا‪ ،‬مَ ْن أعْ َرضَ عَنْهُ فَِإنّ ُه يَحْمِلُ َيوْ َم القِيَا َم ِة وِزْرا‪ ،‬خَالِدينَ فِيهَا َوسًاءَ َلهُمْ‬
‫ي َيوْمَئذ ُزرْقا‪ ،‬يَتَخَاَفتُو َن بَْيَنهُ ْم إنْ َلِبْثتُمْ إِلّ‬ ‫ش ُر الْمجْ ِر ِم َ‬ ‫َيوْ َم القِيَا َمةِ حِ ْملً‪َ ،‬ي ْو َم يُْنفَخَ ف الصّو ِر َونَحْ ُ‬
‫جبَالِ َفقُلْ‬ ‫ك عَن الْ ِ‬ ‫عَشْرا‪ ،‬نَحْ ُن أعْلَ ُم بِمَا َيقُولُونَ إِذْ يَقُو ُل أ ْمثَُلهُ ْم طَرِي َقةً ِإنْ َلبِْثتُمْ إِ ّل َيوْما‪َ ،‬ويَسْألُونَ َ‬
‫ص ْفصَفا‪َ ،‬ل تَرَى فِيهَا ِعوَجا وَلَ أمْتا‪َ ،‬يوْ َمئِ ٍذ يّتبِعونَ الدّاعيَ َل ِعوَجَ لَهُ‬ ‫َينْسِ ُفهَا َربّي نَسْفا‪َ ،‬فيَذَ ُرهَا قَاعا َ‬
‫ضيَ‬ ‫شفَا َعةُ إِلّ مَنْ أ ِذنَ لَهُ الرّحْمَ ُن وَرَ ِ‬ ‫ل تَسْمَعُ إِ ّل هَمْسا‪َ ،‬ي ْومَئِذ َل َتْنفَعُ ال ّ‬ ‫صوَاتُ لِلرّحْمن َف َ‬ ‫ش َعتِ ال ْ‬ ‫وَخَ َ‬
‫حيّ اْل َقيّوم وَقَدْ خَابَ‬ ‫ت الْوُجُوهُ لِل َ‬ ‫لهُ َقوْلً‪َ ،‬يعَْل ُم مَا بَيْنَ َأيْدِيهِ ْم َومَا خَ ْل َفهُ ْم وَ َل يُحِيطُو َن بِهِ عِلْما‪َ ،‬وعََن ِ‬
‫مَنْ حَمَل ظُلْما"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬يا أيهَا الّذِينَ آ َمنُوا أْنفِقُوا مِمّا رَزَقْناكُ ْم مِنْ َقبْل أِن يَأت َيوْم ل بَيْعٌ فِي ِه وَلَ خّل ٌة وَلَ َشفَا َعةٌ‬
‫وَالكَافِرو َن هُمُ الظّالِمُونَ"‪.‬‬
‫ت َوهُمْ َل يُظْلَمُونَ"‪ .‬وقال‬ ‫سبَ ْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬واتقوا َيوْما تُرْ َجعُونَ فِيهِ إِلَى اللّ ِه ّث ُتوَفّى كُ ّل َنفْس‪ ،‬مَا كَ َ‬
‫ت وُجُو ُههُ ْم أكفَ ْرتُ ْم َبعْدَ إِيَاِنكُمْ فذُوقُوا العَذَابَ‬ ‫ض وُجُوهٌ َوتَسْوَدّ وجوه َفَأمّا الّذِينَ ا ْسوَدّ ْ‬ ‫تعال‪َ" :‬ي ْومَ َتْبيَ ّ‬
‫ت وُجُو ُههُمْ فَفي َرحْ َمةِ اللّ ِه هُمْ فِيهَا خَالِدونَ"‪.‬‬ ‫بِمَا كْنتُمْ َت ْكفُرُونَ‪ ،‬وَأمّا الّذِينَ اْبَيضّ ْ‬
‫سبَتْ‬ ‫ت بِمَا غَ ّل َي ْومَ ال ِقيَا َم ِة ثُ ّم ُتوَفّى كُ ّل َنفْس مَا كَ َ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬ومَا كَانَ ِلَنِبيّ أن يَغ ّل َومَ ْن َيغْلُ ْل يَأ ِ‬
‫َوهُمْ لَ يُ ْظلَمُونَ"‪.‬‬
‫ك َشهِيدا عَلَى هَؤلَءِ ونَزّْلنَا‬ ‫سهِ ْم وَ ِجْئنَا بِ َ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ َنْبعَثُ ف ك ّل أ ّمةٍ َشهِيدا عََلْيهِ ْم مِ ْن أنْفُ َ‬
‫عََليْكَ اْل ِكتَابَ ِتْبيَانا لِك ّل َشيْءٍ َوهُدَى و َرحْ َم ًة وبُشْرَى ِللْمُسِْلمِيَ"‪.‬‬
‫ستَ ْعتَبون َ‪َ ،‬وإِذَا َرأَى الّذِينَ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ َنْبعَث مِن ك ّل أمّة َشهِيدا ثًمّ َل يؤذنُ لِّلذِينَ َكفَرُوا وَ َل هُم يُ ْ‬
‫ف عَْنهُ ْم وَ َل هُ ْم ُينْظَرُونَ‪َ ،‬وِإذَا َرأَى الذِي َن أشْرَكوا شُرَكَا َءهُمْ قَالوا َرّبنَا هَؤلء‬ ‫خفّ ُ‬‫ظَلَمُوا اْلعَذَابَ َفلَ يُ َ‬

‫‪301‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شُرَكَاؤنَا الّذِينَ ُكنّا نَ ْدعُواْ مِنْ دونكَ فَأْل َقوْا إَِليْه ُم الْقَولَ ِإّنكُمْ َلكَا ِذبُونَ‪ ،‬وأل َقوْا إِلَى اللّ ِه يَو َمئِذ السّلَ َم‬
‫ب بِمَا كَانُوا‬ ‫وَض ّل َعْنهُمْ مَا كَانُوا َي ْفتَرُونَ‪ ،‬الّذِينَ َكفَرُوا وَصدّوا عَنْ سَبِيل اللّهِ ِز ْدنَاهُمْ عَذَابا َفوْق اْلعَذَا ِ‬
‫ُيفْسِدُونَ"‪.‬‬
‫ق مِن اللّه حَدِيثا"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬اللّهُ لَ إِلهَ إِلّ ُهوَ َليَجْ َم َعّنكُمْ إِل َيوْم اْل ِقيَا َمةِ لَ َرْيبَ فِيهِ َومَنْ أَص َد ُ‬
‫ح ّق مِثلَ مَا أّنكُ ْم َتنْ ِطقُونَ"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬فوَرب السّمَا ِء وَالرْض إِنّهُ لَ َ‬
‫لمُ ال ُغيُوبِ"‪.‬‬ ‫ت ًع ّ‬ ‫ك أنْ َ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ َيجْمَعُ اللّهُ ال ّرسُلَ َفَيقُو ُل مَاذَا أ ِجْبتُمْ قَالُوا َل عِ ْلمَ َلنَا ِإنّ َ‬
‫ي وَاْلوَ ْزنُ‬ ‫وقال تعال‪" :‬فَلنَسْألن الّذِينَ أ ْرسِلَ إَِلْيهِمْ وَلنَسْألن الْمُ ْرسَِليَ‪ ،‬فََلَن ُقصّ ّن عََلْيهِمْ ِبعِلْم َومَا ُكنّا غَاِئبِ َ‬
‫سهُمْ‬ ‫سرُوا أْنفُ َ‬ ‫َيوْ َمئِ ٍذ الْحَقّ َفمَ ْن َثقَُلتْ َموَازِينُهُ فَأولئِكَ هُ ُم ا ُلفْلحونَ‪َ ،‬ومَنْ َخ ّفتْ َموَازِينهُ فَأوْلئِكَ الّذِينَ خَ ِ‬
‫بِمَا كَانًوا بآياتِنَا يَظِْلمُونَ"‪.‬‬
‫حضَرا َومَاعَ ِمَلتْ مِ ْن سُوء َتوَدّ لَو أنّ َبْينَها َوَبْينَهُ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ َتجِد كُ ّل َنفْس مَا عَ ِمَلتْ مِنْ َخيْر مُ ْ‬
‫أمَدا بَعِيدا َويُحذّرُكُمُ اللّ ُه َنفْسَهُ واللّه رَؤوفٌ باْل ِعبَاد"‪.‬‬
‫س الْقَرِي ُن وَلَنْ يَْن َفعَكُ ُم اْلَي ْومَ إِذْ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬حتّى إِذَا جَا َءنَا قَا َل يَا َلْيتَ َبيْن َوَبْينَكَ ُبعْ َد الْمشْرَِقيْن َفِبْئ َ‬
‫شتَرِكُونَ"‪.‬‬ ‫ظَلَ ْمتُ ْم أّنكُمْ ف الْعذَابِ مُ ْ‬
‫ش ُرهُمْ َجمِيعا ثُ ّم َنقُولُ لِلّذِي َن أشْرَكُوا َمكَانَك ْم أنْتُ ُم َوشُرَكَاؤكُمْ َف َزيّ ْلنَا َبيَْنهُ ْم وَقَالَ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ نَحْ ُ‬
‫شُرَكَاؤهُ ْم مَا ُكنْتُمْ ِإيّانَا يَعْبدون‪َ ،‬ف َكفَى بِاللّهِ شَهيدا َبْينَنَا َوَبيْنَكمْ ِإنْ ُكنّا عَ ْن عِبَا َدتِكمْ َلغَافِِليَ‪ُ ،‬هنَالِكَ‬
‫ت وَرُدواْ إِل اللّ ِه َموْ َلهُ ُم الْحَ ّق وَضَ ّل َعْنهُ ْم مَا كَانُوا َيفْتَرُونَ"‪.‬‬ ‫َتبْلواْ كُ ّل َنفْس مَا أسَْل َف ْ‬
‫ح ّركْ‬ ‫وقال تعال‪ُ" :‬ينَبأ الِنْسَانُ َي ْو َمئِ ٍذ بِمَا ق ّد َم َوأَخّ َر بَل النْسَانُ عَلَى َنفْسِهِ بَصِيةٌ وََلوْ أْلقَى َمعَاذِي َرهُ َل تُ َ‬
‫بِهِ لِسَانَكَ ِلَتعْجَ َل بِهِ ِإنّ عََلْينَا َج ْمعَهُ وَُقرْآنَه َفإِذَا قَ َرَأنَاهُ فَاتّبعْ ُقرْآنَهُ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬وكُلّ ِإنْسَانٍ ألْ َز ْمنَاهُ طَائِ َرهُ ف ُعُنقِهِ َونُخْ ِرجُ لَ ُه َيوْ َم القِيَامَة ِكتَابا يَ ْلقَا ُه َمنْشُورا اقْرَأ ِكتَابَكَ‬
‫َكفَى ِبَنفْسِكَ اْلَيوْ َم عََليْكَ حَسِيبا"‪.‬‬
‫جبْ‬ ‫ب نُ ِ‬ ‫وقال تعال‪" :‬وأنذِ ِر النّاسَ َي ْو َم يَأتِيهِمُ اْلعَذَابُ َفَيقُو ُل الّذِي َن ظَلَمُوا َرّبنَا أخّ ْرنَا إِلَى أجَل قَرِي ٍ‬
‫َدعْوتَكَ َوَنتّبع الرُسلَ َأوْ َل ْم تَكونُوا أَقسَ ْمتُ ْم مِنْ َقبْ ُل مَا َلكُ ْم مِنْ زَوال‪َ ،‬و َسكَْنتُمْ ف مَساكِن الّذِينَ ظََلمُوا‬
‫سهُمْ"‪.‬‬
‫َأنْف َ‬
‫ك َي ْؤمَئِ ٍذ الَقّ لِلرّحْمن وَكَانَ‬ ‫لِئ َكةُ ُتنْزِيلً‪ ،‬الْ ُملْ ُ‬ ‫شقّقُ السّمَا ُء بِاْلغَمَام َونُزّ َل الَ َ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ تَ َ‬

‫‪302‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خذْث مَعَ ال ّرسُو ِل َسبِيلً‪ ،‬يا‬ ‫َيوْمَا عَلَى الْكَافِرِي َن عَسِيا‪َ ،‬وَيوْ َم َي َعضّ الظّالِ ُم عَلَى يَ َديْ ِه يَقول يَا َلْيَتنِي اتّ َ‬
‫لنْسَانِ خَذُولً"‪.‬‬ ‫شيْطَانُ ِل ِ‬ ‫َويْلَت لَيَتنِي لَ ْم أتّخِذْ ُفلَنا َخلِيلً‪َ ،‬لقَدْ أَضّلنِي عَن الذّكْ ِر َبعْدَ إِذْ جَا َءنِي وَكَانَ ال ّ‬
‫ضلّوا‬ ‫ضلَ ْلتُ ْم ِعبَادِي هؤلَء َأ ْم هُمْ َ‬ ‫وقال تعال‪َ :‬وَي ْومَ يَحْش ُرهُ ْم َومَا َيعْبدُونَ مِنْ دونِ اللّهِ َفيَقولُ أَ َأنْتُمْ أَ ْ‬
‫ك مَاكَانَ َيْنَبغِي َلنَا أ ْن َنتّخِ َذ مِنْ دونكَ مِنْ َأوْليَا َء ولكِنْ َمّت ْعَتهُمْ َوآبَا َءهُمْ َحتّى نَسوا‬ ‫السّبِيلَ قَالُوا ُسبْحَانَ َ‬
‫صرْفا وَلَ َنصْرا َومَ ْن يَ ْظلِ ْم ِمنْك ْم نُذِقْه‬ ‫الذّكْ َر وَكَانُوا َقوْما بورا َفقَدْ ًكذّبوكُ ْم بِمَا تَقولونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ َ‬
‫عَذَابا َكبْيا"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬هذَا َيوْمَ َل َينْ ِطقُو َن وَلَ يؤ َذنُ َلهُمْ َفَي ْعتَذِرُونَ َويْ ٌل َي ْومَئِذٍ ِللْ ُمكَ ّذبِيَ هذَا َيوْ ُم اْلفَصْل‬
‫جَ َمعْناكُ ْم وَا َلوّلي فَِإنْ كَانَ َلكُمْ َكيْدٌ َفكِيدون"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ ُينَادِيهمْ َفَيقُولُ َأيْنَ ُشرَكَائِ َي الّذِي َن كنْتُ ْم تَ ْزعُمُونَ قَا َل الّذِينَ َح ّق عََلْيهِ ُم الْقَولُ رّبنَا‬
‫ك مَا كَانُوا ِإيّانَا َي ْعبُدُو َن وَقيلَ ا ْدعُوا شئرَكَاءكمْ‬ ‫هؤلء الّذِينَ أَغوينا أغ َوْينَاهُمْ كَمَا َغ َوْينَا تَبّأنَا إِلَي َ‬
‫ستَجِيبُوا َلهُ ْم وَرَأوُا العَذَابَ َلوْ أَّنهُمْ كَانُوا َي ْهتَدونَ َوَي ْومَ ينَادِيهِمْ َفَيقُو ُل مَاذَا أ َجْبتُمُ الُ ْرسَِليَ‬ ‫فَ َد َع ْوهُمْ َفلَ ْم يَ ْ‬
‫ت عََلْيهِ ُم الَْنبَا ُء َيوْ َمئِذٍ َفهُمْ َل َيتَسَاءَلونَ"‪.‬‬ ‫كلم َفعَ ِمَي ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬هَذَا َيوْمُ َل َينْ ِطقُو َن وَلَ يُؤ َذنُ َلهُمْ َفَي ْعتَذِرونَ َويْ ٌل َي ْومَئِذٍ لِلمكَذّبي"‪.‬‬
‫أَي ل ينطقون بجة تنفعهم‪.‬‬
‫وقوله‪" :‬ثّ لَ ْم َتكُنْ ِفْتنَُتهُمْ إِ ّل أنْ قَالُوا وَاللّهِ َرّبنَا مَا ُكنّا مُشْرِكيَ‪ ،‬انْظُرْ َكيْفَ كَ َذبُوا عَلَى َأْنفُسَه ْم وَضَلّ‬
‫عَْنهُ ْم مَا كَانوا َي ْفتَرونَ"‪.‬‬
‫سبُون َأّنهُ ْم عَلَى َشيْءٍ أَلَ ِإّنهُمْ‬ ‫حِلفُونَ لَهُ كَمَا يَحلِفونَ لَك ْم َويَحْ َ‬ ‫وكذلك قوله‪َ" :‬يوْ َم َيبْعَثهُمُ ال َجمِيعا َفيَ ْ‬
‫هُ ُم الْكَا ِذبُونَ"‪.‬‬
‫فهل يكون ف حال آخر? كما قال ابن عباس ف جواب ذلك ف رواية البخاري عنه لن سأَله عن مثل‬
‫ذلك? وهكذا قوله تعال‪َ " :‬وأَ ْقبَ َل َب ْعضُهُ ْم عَلَى َبعْض َيتَسَاءلُونَ قَالُوا ِإّنكُمْ ُكنْت ْم َت ْأتُوَننَا عَن اليَمِي قَالُوا‬
‫بَلْ لَ ْم َتكُونُوا مؤ ِمنِيْ َن َومَا كَانَ َلنَا عََلْيكُ ْم مِ ْن سُلْطَان بَلْ ُكْنتُمْ َقوْما طَاغِي َفحَ ّق عََلْينَا َقوْلُ ربنَا ِإنّا‬
‫ك َن ْفعَلُ بِالْ ُمجْ ِر ِميَ‪،‬‬ ‫شتَرِكُونَ " إنّا كَذَلِ َ‬ ‫لَذَائِقُونَ َفأَغ َويْناكُمْ ِإنّا كنّا غَاوِين‪ ،‬فَِإّنهُ ْم َي ْومَئِذٍ ف الْعَذَاب مُ ْ‬
‫جنُونٍ‪ ،‬بَلْ جَاءَ‬ ‫ستَ ْكبِرُونَ‪َ ،‬وَيقُوولنَ أَئنّا َلتَارِكُوا آِل َهِتنَا لِشَاعِ ٍر َم ْ‬ ‫ِإنّهُمْ كَانُوا ِإذَا قِيلَ َلهُمْ لَ إِلهَ إِلّ اللّ ُه يَ ْ‬
‫ق الْ ُم ْرسَلِيَ"‪.‬‬
‫بِالْحَق وَصد َ‬

‫‪303‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ح ًة وَاحِ َد ًة تَأْ ُخ ُذهُمْ وَهُ ْم‬


‫صيْ َ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وَيقُولُونَ َمتَى هذَا الوعد ِإنْ ُكنْتُمْ صَادِقِيَ مَا َينْطرُونَ إِلّ َ‬
‫ستَطِيعًونَ َتوْصَِي ًة وَلَ إِل َأهِْلهِ ْم يَرْ ِجعُونَ‪َ ،‬ونُفِخَ ف الصّورِ فَِإذَا هُ ْم مِ ْن الَ ْجدَاثِ إِلَى‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫خصّمُونَ‪َ ،‬ف َ‬ ‫يَ ِ‬
‫ق الْم ْرسَلونَ‪ِ ،‬إنْ كَاَنتْ إِلّ‬ ‫َرًبهِم َينْسِلُونَ‪ ،‬قَالُوا يَا َويَْلنَا مَ ْن َب َعثَنَا مِ ْن مَرَْق ِدنَا هذَا مَا َوعَدَ الرّحْم ُن وَصَ َد َ‬
‫س َشيْئا وَ َل تُجْ َز ْونَ إِلّ مَا كْنتُمْ‬ ‫حضَرُونَ‪ ،‬فَاْليَومَ لَ تُظْلَ ُم َن ْف ٌ‬ ‫ح ًة وَاحِ َدةً فَإِذَا هُمْ َجمِيعٌ لَ َدْينَا ُم ْ‬
‫صيْ َ‬‫َ‬
‫َتعْملونَ"‪.‬‬
‫ضةٍ‬‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ َتقُومُ السّا َعةُ َي ْو َمئِ ٍذ َيتَفَرّقًونَ َفَأمّا الّذِينَ آ َمنُوا َوعَمِلوا الصّالِحَاتِ َف ُهمْ ف َروْ َ‬
‫ْيبَرونَ‪ ،‬وَأمّا الّذِينَ َكفَروا وكً ّذبُوا بِآيَاتِنَا وَلقَاءِ الخِ َرةِ فَأولَئِكَ ف العَذَابِ ْمضَرونَ"‪ .‬وقال تعال‪َ" :‬فأَقِمْ‬
‫وَ ْجهَكَ لِلدّين اْل َقيّم مِنْ َقبْل َأنْ يَأتِ َي َي ْومٌ َل مَ َردّ لَه من اللّ ِه َي ْومَئِ ٍذ َيصّ ّدعُو َن مَنْ َكفَر َفعَليْهِ ُكفْ ُر ُه َومَنْ‬
‫سهِ ْم يَ ْمهَدونَ"‪.‬‬ ‫عَمِلَ صَالِحا فَلنْفُ ِ‬
‫ج ِرمُو َن مَا َلبِثًوا َغيْ َر سَا َعةٍ كَذَلِكَ كَانوْا يُؤَفكُونَ‪ ،‬وَقَا َل الّذِينَ‬ ‫قال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ َتقُومُ السّا َع ُة يقْسِمُ الُ ْ‬
‫ث وَلَ ِكّنكُمْ ُكنْتمْ َل َتعْلَمُونَ‬ ‫أوتُوا الْعلْمَ وَالِيانَ َلقَدْ َلِبثْتُمْ ف ِكتَابِ اللّه إِلَى َيوْم اْلَبعْث َفهَذَا َيوْ ُم اْلبَ ْع ِ‬
‫ستَ ْعَتبُونَ"‪.‬‬
‫َفَيوْ َمئِذٍ َل َيْنفَعُ الّذِي َن ظََلمُوا معْذِ َرَتهُ ْم وَلَ ه ْم يُ ْ‬
‫لئِ َكةِ أَهؤلَء إِياكُمْ كَانُوا َيعْبدونَ‪ ،‬قَالُوا ُسبْحَانَكَ َأنْتَ‬ ‫ش ُرهُمْ َجمِيعا ث َيقُولُ ِللْ َم َ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ يَحْ ُ‬
‫ضكُمْ ِلبَعْض َنفْعا وَلَ‬ ‫ك َب ْع ُ‬
‫وَليّنَا مِنْ دونِ ْم بَلْ كَانُوا َيعْبدُونَ الْجنّ أَكْثَ ُرهُ ْم بِه ْم مُؤ ِمنُونَ‪ ،‬فَاْلَيوْمَ َل يَمْلِ ُ‬
‫ضَرّا وَنقُولُ للّذِي َن ظََلمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النّا ِر اّلتِي ُكنْتمْ ِبهَا ُتكَ ّذبُونَ"‪.‬‬
‫شوْا َيوْما لَ يَجْزِي وَال ٌد عَ ْن وَلد وَ َل َموْلُو ٌد هوَ جَا ٍز عَنْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬يا أيهَا النّاسُ اّتقُوا َرّبكُ ْم وَاخْ َ‬
‫حيَاةُ ال ّدْنيَا وَ َل َيغَ ّرّنكُمْ بِاللّ ِه الْغَرُور"‪.‬‬ ‫ل َتغُ ّرّنكُمُ الْ َ‬
‫وَالِده َشيْئا ِإ ّن وَعْدَ اللّهِ حَقّ َف َ‬
‫شهُودٌ‬ ‫ك َي ْو ٌم مَ ْ‬
‫س وَذَلِ َ‬ ‫ك َيوْم مَجْمُوعٌ لَ ُه النّا ُ‬ ‫ف عَذَابَ الخِ َرةِ ذَلِ َ‬ ‫ك لَيةً لِمَنْ خَا َ‬ ‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ ف ذَلِ َ‬
‫َومَا ُنؤَخّ ُرهُ إِلّ لَجَل َمعْدُود َي ْومَ يأتِ لَ َتكًلّمُ نَ ْفسٌ إِ ّل بِإِ ْذنِهِ فَ ِمْنهُ ْم َشقِ ّي َو َسعِيدٌ َفَأمّا الّذِي َن َشقُوا َففِي‬
‫ت والَ ْرضُ إِ ّل مَا شَاءَ ربّكَ إِنّ َربّكَ َفعّالٌ لِمَا‬ ‫النّارِ َلهُمْ فِيهَا زَف ٌي َو َشهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَت السّمَوا ُ‬
‫ك عَطَا َء غَيْرَ‬ ‫ت والَرضُ إِ ّل مَا شَاءَ َربّ َ‬ ‫جّنةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَا َمتِ السّموَا ُ‬ ‫يُرِي ُد َوَأمّا الذِي َن ُسعِدُوا َففِي الْ َ‬
‫مَجْذُوذٍ"‪.‬‬
‫حتِ السّمَاءُ َفكَانَتْ َأَبوَابا‬ ‫وقال تعال‪" :‬إِن َي ْو َم الْ َفصْل كَانَ مِيقَاتا َي ْو َم ُينْفَخُ ف الصّورِ َفتَأتُونَ أَ ْفوَاجا وَُفتِ َ‬
‫ي فيهَا أَ ْحقَابا َل يَذُوقُونَ فِيها‬ ‫ي مآبَا لبِث َ‬ ‫ت مِرْصَادا لِلطّاغِ َ‬ ‫ت سَرَابا ِإنّ َج ًهنّمَ كَانَ ْ‬ ‫جبَالُ َفكَاَن ْ‬ ‫وسُيّرَتِ الْ ِ‬

‫‪304‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بَرْدا وَ َل شَرَابا إِلّ حَمِيما وغَسّاقا َجزَاءَ وِفَاقا ِإّنهُمْ كَانُوا َل يَرْجُونَ حِسَابا وَكَ ّذبُوا بِآيِاتِنَا كِذّابا وكُلّ‬
‫ي َمفَازا َحدَائِ َق وَأعْنَابا و َكوَا ِكبَ َأتْرَابا‬ ‫َشيْء أَحْصْينَاهُ ِكتَابا َفذُوقُوا فََل ْن نَزِيدَكُمْ إِ ّل عَذَابَاَ ِإنّ لِلمّتقِ َ‬
‫ت وَالَرْض َومَا‬ ‫ك عَطَاءَ حِسَابا رَبّ السّموا ِ‬ ‫وَكَأسا دهاقا َل يَسْ َمعُونَ فِيهَا َلغْوا وَلَ كِذّابا جَزَا َء مِنْ ربّ َ‬
‫لئِ َكةُ َل َيتَكًلّمونَ إِلّ مَنْ أَ ِذنَ لَهُ الرّحْمنُ‬ ‫َبيَْنهُمَا الرّحْمن َل يَمِْلكُونَ ِمنْهُ خِطَابا َي ْو ُم َيقُومُ الرّوح وَالْ َم َ‬
‫خذَ إِلَى ربّ ِه مآبَا ِإنّا َأنْذَ ْرنَاكُ ْم عَذَابا َقرِيبَاَ َي ْو َم يَنْط ُر الْمَرْ ُء مَا‬‫ك الَْي ْومُ الْحَقّ فَمَنْ شَاءَ اتّ َ‬ ‫صوَابا ذَلِ َ‬ ‫وَقَالَ َ‬
‫ق ّد َمتْ يَدَا ُه َويَقُو ُل اْلكَافِ ُر يَا َليَْتنِي ُكْنتُ ُترَابَا‬
‫لبَالُ سُيَتْ‬ ‫ت َوإِذَا ا ِ‬ ‫ت وإِذَا النّجُو مُ اْنكَدّرَ ْ‬ ‫س كوّرَ ْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬بِ سْم اللّ هِ الرّحْمن الرّحِيم‪ :‬إِذا الشّمْ ُ‬

‫َتص وإِذَا الْ َموْءُو َدةُ‬


‫ت َوإِذَا النّفوش زوّج ْ‬
‫َتص وإِذَا البِحَا ُر سصئجّرَ ْ‬
‫شر ْ‬‫ُوشص حُ ِ‬
‫َتص َوإِذَا اْلوُح ُ‬
‫َوإِذَا اْلعِشَا ُر عُطّل ْ‬

‫جّنةُ‬
‫ت َوإِذَا الْ َ‬
‫جحِي مُ ُسعَرَ ْ‬
‫ت َوإِذَا الْ َ‬
‫ت َوإِذَا ال سّمَاءُ كُشِطَ ْ‬
‫شرَ ْ‬
‫ف نُ ِ‬
‫سئَِلتْ بأيّ َذنْ بٍ ُقتِلَ تْ َوإِذَا ال صّحُ ُ‬

‫ضرَتصصصصصصْ"‪.‬‬
‫ص َنفْسصصصصصصٌ مَصصصصصصا أ ْح َ‬
‫ص عَلِمَتصصصصص ْ‬
‫أزلفَتصصصصص ْ‬

‫ت َوإِذَا اْلبَحَارُ فُجرَ تْ‬


‫ت وإِذَا اْلكَواكِ بُ اْنَتثَرَ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬بِ سْم اللّ هِ الرّحْمن الرّحِيم‪ :‬إِذَا ال سّمَا ُء انْفَ َطرَ ْ‬

‫ت َوأَخّرَ تْ يا أّيهَا ا ِلنْ سَانُ مَا غَرّ َك بِربّ كَ اْلكَرِي الّذِي َخَلقَ كَ‬
‫ت عَلِمَ تْ َنفْ سٌ مَا ق ّدمَ ْ‬
‫َوإِذَا اْل ُقبُورُ بُ ْعثِرَ ْ‬

‫سوّاكَ َفعَدَلَ كَ ف أيّ صُو َر ٍة مَا شَاء رَكّبَك بَ ْل ُتكَ ّذبُو نَ بالدّ ين َوإِنّ عََليْكُ مْ لَحَاِفظِيَ كِرَاما كَاتِبيَ‬
‫فَ َ‬

‫َيعْلَمُونَ مَا َت ْفعَلُونَ ِإنّ البْرَارَ َلفِي َنعِيم َوإِنّ اْلفُجّارَ َلفِي جَحِيم يَصَْل ْوَنهَا َيوْمَ الدّين َومَا هُ ْم عَْنهَا َبغَائِبِيَ‬

‫ك َنفْ سٌ ِلَنفْس َشيْئا وَا َلمْ ُر َي ْومَئِذٍ ِللّ هِ"‪.‬‬


‫َومَا أدرَا كَ مَا َيوْ مُ الدين ثّ مَا أدْرَا كَ مَا َيوْ مُ الدّين َيوْ مَ َل تَمْلِ ُ‬

‫‪305‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ت مَا فِيهَا َوتَخلّتْ وأ ِذنَتْ‬


‫ت وأْلقَ ْ‬
‫ض مُدّ ْ‬
‫ت َوإِذَا الرْ ُ‬
‫ت وَأ ِذنَتْ لِرّبهَا وَ ُحقّ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬إِذَا السّمَا ُء انْشَقّ ْ‬

‫سوْفَ‬
‫لِ َرّبهَا وَ ُحقّ تْ يا أّيهَا النْ سَانُ ِإنّ كَ كَا ِد حٌ إِلَى َربّ كَ كَدْحا فَ ُملَقِي هِ فَأمّا مَ نْ أوتَ ِكتَابَ ُه ِبيَمين هِ فَ َ‬

‫ف يَ ْدعُوا ُثبُورا‬
‫سوْ َ‬
‫يُحَا َسبُ حِ سَابا يَ سِيا َويَْنقَلِ بُ إِلَى أَهل ِه مَ سْرورا وَأمّا مَ نْ أوتَ ِكتَابَ ُه وَرَاءَ َظهْرِ هِ فَ َ‬

‫ِهص بَصصِيا"‪.‬‬
‫َانص ب ِ‬
‫ّهص ك َ‬
‫َنص يَحُو َر بَلى إِنّ َر ب ُ‬
‫أنص ل ْ‬
‫ّهص ظَنّ ْ‬
‫ِهص مسصرورا ِإن ُ‬
‫َانص فص أهْل ِ‬
‫ّهص ك َ‬
‫سصعِيا ِإن ُ‬
‫َصصلَى َ‬
‫َوي ْ‬

‫وقد قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ :‬أخبنا عبد ال بن يي الصنعان القاضي‪ ،‬أن عبد الرحن بن‬

‫يزيد الصنعان أخبه‪ :‬أنه سع ابن عمر يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من سّره أن ينظر‬

‫شقّتصْ"‬
‫السصمَا ُء انْ َ‬
‫َتص وإِذَا ّ‬
‫السصمَاءُ انفَطَر ْ‬
‫َتص وإِذَا ّ‬
‫ْسص ُكوّر ْ‬
‫إل يوم القيامصة رأي عيص فليقرأ"‪" :‬إِذَا الشّم ُ‬

‫وأحسصصصصصصصصصصب أنصصصصصصصصصصه قال‪ :‬وسصصصصصصصصصصورة هود‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن عباس العنبي‪ ،‬عن عبد الرزاق به‪ ،‬ث رواه أحد‪ ،‬عن إبراهيم بن خالد‪ ،‬عن‬

‫عبد ال بن بر‪ ،‬عن عبد الرحن بن يزيد من أهل صنعاء‪ ،‬وكان أعلم باللل والرام من وهب بن‬

‫صصصصصصن عمصصصصصصر فذكصصصصصصر نوه‪.‬‬


‫صصصصصصن ابص‬
‫صصصصصصه‪ ،‬عص‬
‫منبص‬

‫وف الديث الخر‪" :‬شيبتن هود وأخواتا"‪ .‬واليات ف هذا كثية جدا ف أكثر سور القرآن العظيم‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد ذكرنا ف كتابنا التفسي ما عند كل آية من هذه اليات الدالة على صفة يوم القيامة من الديث‬

‫واليات الفسرة لذلك‪ ،‬ونن نورد هاهنا ما يسره ال تعال بول ال وقوته وعونه وحسن توفيقه‪.‬‬

‫ذكر الَحاديث واليات الدالة على أَهوال يوم القيامة وما يكون فيها من المور الكبار‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أحد بن عبد اللك‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن أب الصهباء‪ ،‬حدثنا نافع أبو غالب‬

‫الباهلي‪ ،‬حدث ن أ نس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال‪ :‬ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يب عث الناس يوم القيا مة‬

‫صصصصصصصصصصصم"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصش عليهص‬
‫صصصصصصصصصصصماء تطص‬
‫والسص‬

‫انفرد به أحد وإسناده لبأس به‪ ،‬وف معن قوله عليه الصلة والسملم تطش عليهم احتمالن‪ ،‬أحدها‪:‬‬

‫أن يكون ذلك من الطر يقال أصابم طش من مطر وهو الفيف منه‪ ،‬والثان‪ :‬أن يكون ذلك من شدة‬

‫الرصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫ّاسص لرَبّ اْلعَالَمِيَ"‪.‬‬


‫ُومص الن ُ‬
‫ْمص يَق ُ‬
‫ُونص ِلَيوْم عَظِيصم َيو َ‬
‫ُمص َمْبعُوث َ‬
‫ِكص أّنه ْ‬
‫وقصد قال ال تعال‪" :‬أ َل يَظُنّ أولئ َ‬

‫وقد ثبت ف الصحيح أنم يقومون ف الرشح إل أنصاف آذانم‪ ،‬وف الديث الخر أنم يتفاوتون ف‬

‫ذلك بسصصصصصصصصصصب أعمالمصصصصصصصصصص كمصصصصصصصصصصا تقدم‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وف حديث الشفاعة كما سيأت‪" :‬إن الشمس تدنو من العباد يوم القيامة فتكون منهم على مسافة ميل‪،‬‬

‫فعنصصصصصصصصصصصصصصد ذلك يعرفون بسصصصصصصصصصصصصصصب العمال"‪.‬‬

‫وقد قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا عبد العزيز بن ممد‪ ،‬عن ثور‪ :‬عن أب الغيث‪ ،‬عنأب هريرة أن‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن العرق يوم القيامة ليذهب ف الرض سبعي عاما‪ ،‬وإنه ليبلغ‬

‫إل أفواه الناس أو إل آذانمصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫شك ثور أيهما قال‪ ،‬وكذا رواه مسلم‪ ،‬عن قتيبة‪ ،‬وأخرجه البخاري‪ ،‬عن عبد العزيز بن عبد اللّه‪ ،‬عن‬

‫سليمان بن بلل‪ ،‬عن ثور بن زيد‪ ،‬عن سال بن الغيث‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم مثله‪ .‬وقد قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا الضحاك بن ملد‪ ،‬عن عبد الميد بن جعفر‪ ،‬حدثن أب‪ ،‬عن‬

‫سعيد بن عم ي الن صاري‪ ،‬قال‪ :‬جل ست إل ع بد ال بن ع مر وأ ب سعيد فقال أحده ا ل صاحبه‪ :‬أي‬

‫شيء سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكر أنه يبلغ العرق من الناس يوم القيامة فقال أحدها‪:‬‬

‫إل شحم ته‪ ،‬وقال ال خر‪ :‬يلج مه‪ ،‬ف خط ابن ع مر وأشار أبو سعيد بأ صبعه‪ :‬من شح مة أذ نه إل فيه‪،‬‬

‫فقال‪ :‬مصصصا أدري ذلك إِل سصصصواء‪ .‬تفرد بصصصه أحدصصص وإسصصصناده جيصصصد قوي‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا السن بن عيسى‪ ،‬أخبنا ابن البارك‪ ،‬أخبنا عبد الرحن بن يزيد بن‬

‫جابر‪ ،‬حدثن سليمان بن عامر‪ ،‬قال‪ :‬حدثن القداد بن السود‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫ص"‪.‬‬
‫صل أو ميليص‬
‫صن العباد حت ص تكون قدر ميص‬
‫صس مص‬
‫صت الشمص‬
‫صة أدنيص‬
‫يقول‪" :‬إذا كان يوم القيامص‬

‫قال سليم‪ :‬ل أدري أي اليل ي? أم سافة الرض? أم ال يل الذي تك حل به الع ي? قال‪ :‬قال فتغمر هم‬

‫الش مس فيكونون ف العرق بقدر أعمال م‪ ،‬فمن هم من يأخذه العرق إل ع قبيه‪ ،‬ومن هم من يأخذه إل‬

‫ركبتيصصصه‪ ،‬ومنهصصصم مصصصن يأخذه إل حقويصصصه‪ ،‬ومنهصصصم مصصصن يلجمصصصه إلاما‪.‬‬

‫قال‪ :‬فرأيصت رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم يشيص بيده إل فيصه قال‪" :‬يلجمصه إلاما"‪ .‬وكذا رواه‬

‫الترمذي‪ ،‬عن سويد بن ن صر عن ا بن البارك وقال‪ :‬ح سن صحيح‪ ،‬وأخر جه م سلم‪ ،‬عن ال كم بن‬

‫موسصصصصى‪ ،‬عصصصصن ييصصصص بصصصصن حزة‪ ،‬عصصصصن أبصصصص جابر نوه‪.‬‬

‫وقال ابن البارك‪ :‬عن مالك بن مغول‪ ،‬عن عبيد ال بن العرار‪ ،‬قال‪" :‬إِن القدام يوم القيامة مثل النبل ف‬

‫القرن‪ ،‬وال سعيد الذي ي د لقدم يه موضعا يضعه ما وإن الش مس لتد ن من رؤو سهم ح ت يكون بين ها‬

‫وبيصص رؤوسصصهم إمصصا قال ميصصل أو ميلن‪ ،‬ويزاد فصص حرهصصا تسصصعة وتسصصعي ضعفا"‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الوليد بن مسلم‪ :‬عن أب بكر بن سعيد عن مغيث بن سي قال‪" :‬تركد الشمس فوق رؤوسهم‬

‫على أذرع وتفتح أبواب جهنم فتهب عليهم رياحها وسومها‪ ،‬وتري عليهم نفحاتا حت تري النار‬

‫مصصن عرقهصصم‪ ،‬أنتصص مصصن اليصصف والصصصائمون فصص خيامهصصم فصص ظصصل العرش‪.‬‬

‫وقال الا فظ أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا م مد بن من صور الطو سي‪ ،‬حدث نا ع بد الوهاب بن عطاء‪ ،‬حدث نا‬

‫الفضل بن عيسى الرقاشي‪ ،‬حدثنا ممد بن النكدر عن جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"إن العرق ليلزم الرء ف الوقف حت يقول‪ :‬يا رب إرسالك ب إل النار أهون عليّ ما أجد وهو يعلم ما‬

‫فيها من شدة العذاب"‪ .‬إسناده ضعيف‪.‬‬

‫بعض من سيستظلون بظل اللّه يوم القيامة‬

‫وقد ثبت ف الصحيح من حديث أ ب هريرة عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال‪:‬‬

‫"سبعة يظلهم ال ف ظله يوم ل ظل إل ظله‪ ،‬وف رواية إِل ظل عرشه‪ ،‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ ف طاعة‬

‫ال عز وجل‪ ،‬ورجل قلبه معلق بالسجد‪ ،‬إذا خرج منه حت يعود إليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات منصب‬

‫‪310‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وجال فقال‪ :‬إ ن أخاف ال‪ ،‬واثنان تا با ف ال‪ ،‬اجتم عا على ذلك‪ ،‬وتفر قا على ذلك‪ ،‬ور جل ت صدق‬

‫بصدقة فأخفاها حت ل تعلم شاله ما أنفقت يينه"‪.‬‬

‫السابقون إل ظل اللّه يوم القيامة‬

‫وقال الِمام أح د‪ :‬حدث نا ح سن وي ي بن إ سحاق قال‪ :‬حدث نا ا بن لي عة‪ :‬قال‪ :‬حدث نا خالد بن أ ب‬

‫عمران‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أتدرون من السابقون إل ظل‬

‫ال يوم القيا مة قالوا‪ :‬ال ور سوله أعلم‪ :‬قال‪ :‬الذ ين إذا أعطوا ال ق قبلوه‪ ،‬وإذا سألوه بذلوه‪ ،‬وحكموا‬

‫للناس كحكمهصصصصصصصصصصصصصصصصم لنفسصصصصصصصصصصصصصصصصهم"‪.‬‬

‫صس بالشهور‪.‬‬
‫صه ليص‬
‫صه‪ ،‬وشيخص‬
‫صد تكلموا فيص‬
‫صة‪ ،‬وقص‬
‫صن ليعص‬
‫صه ابص‬
‫صناده فيص‬
‫ص وإسص‬
‫صه أحدص‬
‫تفرّد بص‬

‫هذا كله والناس موقوفون ف مقام ض نك ض يق‪ ،‬حرج‪ ،‬شد يد‪ ،‬صعب‪ ،‬إِل على من ي سره ال عل يه‪،‬‬

‫فن سأل ال العظ يم‪ ،‬أن يهون علينا ذلك‪ ،‬وأن يو سع علي نا‪ ،‬قال ال تعال‪" :‬وَحَشَ ْرنَاهُ مْ فَلَ ْم ُنغَاد ْر ِمْنهُ مْ‬

‫أحَدا"‪.‬وقال الِمام أح د‪ :‬حدث نا يز يد‪ ،‬حدث نا ال صبغ هو ا بن يز يد‪ ،‬عن ثور بن يز يد‪ ،‬عن خالد بن‬

‫معدان‪ ،‬حدثن زمعة‪ :‬هو ابن عمرو الرسي الشامي‪ ،‬قال‪ :‬سألت عائْشة فقلت ما كان رسول ال صلى‬

‫‪311‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صصصتفتح?‪.‬‬
‫صصص كان يسص‬
‫صصصل? وبص‬
‫صصصن الليص‬
‫صصصلم يقول‪ :‬إذا قام مص‬
‫صصصه وسص‬
‫ال عليص‬

‫فقالت‪ :‬كان ي كب ع شر وي مد عشرا ويهلل عشرا وي ستغفر عشرا أو يقول‪" :‬الل هم اغ فر ل واهد ن‬

‫وارزقنصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫ويقول‪ :‬اللهصصصصم إنصصصص أعوذ بصصصصك مصصصصن الضيصصصصق يوم القيامصصصصة"‪.‬‬

‫وكذا رواه النسائي ف اليوم والليلة عن أ ب داود الران عن يزيد ابن هارون بإسناد مثله وعنده‪ " :‬من‬

‫ضيصصصصصصصصصصصصصصصصصق القام يوم القيامصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثن ممد بن قدامة‪ ،‬حدثن يعقوب بن سلمة الحر‪ ،‬سعت ابن السماك‬

‫يقول‪ :‬سعت أ با وا عظ الزا هد يقول‪" :‬يرجون من قبور هم فيبقون ف الظلمات ألف عام‪ ،‬والرض‬

‫يومئذ دكاء‪ ،‬إن أسصصصصصعد الناس يومئذ مصصصصصن وجصصصصصد لقدميصصصصصه موضعا"‪.‬‬

‫وقال‪ :‬حدثن هارون بن سفيان‪ :‬أخبنا ابن نفيل‪ ،‬عن النضر بن عرب‪ ،‬قال‪ :‬بلغن أن الناس إذا خرجوا‬

‫من قبور هم‪ ،‬كان شعار هم ل إله إِل ال‪ ،‬وكا نت أول كل مة يقول ا بر هم وفاجر هم‪ :‬رب نا ارح نا"‪.‬‬

‫وحدثنا حزة بن العباس‪ :‬أخبنا عبد ال بن عثمان‪ ،‬أخبنا ابن البارك‪ ،‬أخبنا سفيان‪ :‬عن أب صال‪،‬‬

‫‪312‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬بلغنص أن الناس يشرون هكذا ونكصس رأسصه‪ ،‬ووضصع يده اليمنص على كوعصه اليسصرى"‪.‬‬

‫وحدثن عصمة بن الفضل‪ :‬حدثن يي بن يي‪ ،‬عن العتمر بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬سعت الشامي قال‪:‬‬

‫ُمص‬
‫ْمص وَ َل أنْت ْ‬
‫ُمص اْلَيو َ‬
‫ْفص عََلْيك ُ‬
‫يرجون مصن قبورهصم وكلهصم مذعورون فينادي مناد‪" :‬ي َا ِعبَادي لَ َخو ٌ‬

‫تَحْ َزنُونصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصَ"‪.‬‬

‫فيطمع فيها اللق‪ ،‬فيتبعها‪" :‬الّذِينَ آ َمنُوا بآياتنا وَكَانُوا مُسلِمِيَ"‪ .‬فييأس منها اللق غي الِسلم‪.‬‬

‫بشارة نبوية عظيمة للمؤمني‬

‫وروي من حديث عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬ليس على أهل ل إله إِل ال وحشة ف قبورهم‪ ،‬ول يوم نشورهم‪ ،‬وكأن بأهل ل إله إِل‬

‫صصا الزن"‪.‬‬
‫صصب عنص‬
‫صصد ل الذي أذهص‬
‫صصهم‪ ،‬ويقولون‪ :‬المص‬
‫صصن رؤوسص‬
‫ال ينفضون التراب عص‬

‫قلت‪ :‬وله شاهصصصصصصصصصصد مصصصصصصصصصصن القرآن العظيصصصصصصصصصصم‪.‬‬

‫سهَا َوهُمْ ف مَا‬


‫سنَى أوَلئِكَ َعْنهَا ُمْبعَدونَ َل يَسْ َمعُونَ حَسِي َ‬
‫قال ال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِينَ َسَبقَتْ َلهُمْ مِنّا الْحُ ْ‬

‫ع ال ْكبَ ُر َوتَتََلقّاهُ ُم الْ َملَِئ َكةُ هذَا َيوْمك ُم الّذِي ُكْنتُ ْم تُوعدون‬
‫ح ُزُنهُ ْم اْلفَزَ ُ‬
‫ت أنْفُسهُمْ خَالدو نَ َل يَ ْ‬
‫اشَْتهَ ْ‬

‫‪313‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫َيوْمَصنَ ْطوِي السّصمَاء كَطَي السّصجِل لِ ْلكُتبِص كَ َمَا بَدَأنَا أوّلَ َخلْق ُنعِيدهُص َوعْدا عََليْنَا إِنّاص كنّاص فَاعِلِيص"‪.‬‬

‫وقال أبو ب كر بن أ ب الدنيا‪ :‬أخبنا أبو حفص الصفار‪ ،‬حدثنا جعفر بن سليمان‪ ،‬أخبنا إبراهيم بن‬

‫عيسى اليشكري‪ :‬بلغنا أن الؤمن إذا بعث من قبه‪ ،‬تلقاه ملكان‪ ،‬مع أحدها ديباجة فيها برد ومسك‪،‬‬

‫و مع ال خر كوب من أكواب ال نة‪ ،‬ف يه شراب‪ ،‬فإذا خرج من قبه خلط البد بال سك‪ ،‬فر شه عل يه‪،‬‬

‫و صبّ له ال خر شر بة فيتناوله إيا ها‪ ،‬فيشرب ا‪ ،‬فل يظ مأ بعد ها أبدا‪ ،‬ح ت يد خل ال نة‪ ،‬فأ ما الشقياء‬

‫والعياذ بال تعال فقد قال ال تعال ف شأنم‪َ " :‬ومَ ْن َيعْ شُ عَ نْ ذِكْرِ الرّحْمن ُن َقيّ ضْ لَ ُه َشيْطَانا َفهُو لَ هُ‬

‫ك ُبعْدَ‬
‫سبُونَ أّنهُ ْم ُم ْهتَدُو نَ َحتّى إِذَا جَا َءنَا قَا َل يَا َليْ تَ بْين َوَبيْنَ َ‬
‫سبِيل َويَحْ َ‬
‫قَرِي ٌن وِإّنهُ ْم ليَ صُدّوَنهُ ْم عَن ال ّ‬

‫ص مُشْرِكُونصَ"‪.‬‬
‫ص فص الْعَذَاب ِ‬
‫ص أَنّكم ْ‬
‫ص إِ ْذ ظَلَ ْمتُم ْ‬
‫ص اْلَيوْم َ‬
‫ص َيْن َفعَكُم ُ‬
‫ص وَلَن ْ‬
‫ص اْلقَرِين ُ‬
‫الْمشْرِقَيْصن َفِبئْس َ‬

‫وذكرنا ف التفسي‪ :‬أن الكافر إذا قام من قبه أخذ بيده شيطانه‪ ،‬فيلزمه ول يفارقه حت يرمى بما إل‬

‫النار‪ ،‬وقال تعال‪" :‬وَجَاءَ تْ ك ّل نَفْس َمعَهَا سَائِ ٌق َو َشهِيدٌ"‪.‬أي ملك ي سوقه إل الح شر‪ ،‬وآ خر يش هد‬

‫ِنص هذَا" يعنص أيهصا‬


‫ْتص فص َغفَْل ٍة م ْ‬
‫عليصه بأعماله‪ ،‬وهذا عام فص البرار والفجار‪ ،‬وكصل بسصبه‪َ" ،‬لقَ ْد كن َ‬

‫ك غِطَاءَ كَ َفبَصر َك الَيوْ مَ َحدِيدٌ" أي نافذ قوي‪" .‬وقَالَ قَرِينُ هُ هذَا مَا َلدَيّ َعتِيدٌ" أي‬
‫ش ْفنَا عَنْ َ‬
‫الِنسان "َفكَ َ‬

‫‪314‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫هذا الذي جئت به هو الذي وكلت به‪ ،‬فيقول ال تعال لل سائق والشه يد‪" :‬أَْلقِيَا ف َج َهنّ مَ كُلّ َكفّارٍ‬

‫خيْ ِر ُم ْعتَ ٍد مُرِي بٍ الّذِي َجعَلَ مَ عَ اللّ هِ ِإلَا آخَرَ فَأْل ِقيَا هُ ف اْلعَذَا بِ الشّدِيدِ قَالَ قَرِينُ هُ َرّبنَا مَا‬
‫عَنِي ٍد َمنّاع ِللْ َ‬

‫ختَ صِمُوا لَدَيّ وَقَدْ ق ّدمْ تُ إَِلْيكُ ْم بِاْل َوعِي ِد مَا يُبَدّلُ الْ َقوْلُ لَدَيّ‬
‫ضلَ ٍل بَعيدٍ قَالَ َل تَ ْ‬
‫أ ْط َغْيتُ ُه وَلَكِ نْ كَا نَ ف َ‬

‫ج َهنّ َم هَل ا ْمتَلتِ َوَتقُو ُل هَ ْل مِ ْن مَزِيدٍ"‪.‬‬


‫َومَا َأنَا بِظلّم لِ ْل َعبِي ِد َي ْو َم َنقُولُ ِل َ‬

‫بعض جزاء التكبين يوم القيامة‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد القطان‪ ،‬عن ابن عجلن‪ ،‬عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫جده‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ي شر الت كبون يوم القيا مة أمثال الذر‪ ،‬ف صور الناس‪،‬‬

‫يعلو هم كل ش يء من ال صغار‪ ،‬ح ت يدخلوا سجنا من جه نم يقال له مو يس‪ ،‬فتعلو هم نار الِ سار‪،‬‬

‫فيسصصصصصقون مصصصصصن طينصصصصصة البال‪ ،‬عصصصصصصارة أهصصصصصل النار"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي والنسائي جيعا‪ ،‬عن سويد بن نصر‪ ،‬عن عبد ال بن البارك‪ ،‬عن ممد بن عجلن به‪،‬‬

‫قال الترمذي‪ :‬حسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصن‪.‬‬

‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان العقيلي‪ ،‬حدثنا ممد بن راشد‪ ،‬عن ممد بن عمرو‪،‬‬

‫‪315‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن أب سلمة عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يشر التكبون ف صور من‬

‫الذر يوم القيامصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬تفرّد به ممد بن عثمان‪ ،‬عن شيخه الشمي‪ ،‬حدثنا يي بن سعيد‪ :‬عن هشام‪ ،‬أخبنا قتادة‪،‬‬

‫عن ال سن‪ ،‬عن عمران بن ح صي‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان ف ب عض أ سفاره‪ ،‬و قد‬

‫تقارب بي أصحابه السي‪ ،‬فرفع باتي اليتي صوته‪" :‬يا أّيهَا النّا سُ اّتقُوا َرّبكُ مْ ِإنّ زَلْزََل َة ال سّاعَ ِة َشيْءٌ‬

‫ضعَ تْ َوَتضَ عُ كُلّ ذَا تِ حَمْل حَمَْلهَا َوتَرَى النّا سَ ُسكَارَى‬


‫ض َع ٍة عَمّا أرْ َ‬
‫عَظِيم "َيوْ َم تَ َر ْوَنهَا تَ ْذهَلُ كُ ّل مُرْ ِ‬

‫ص َشدِيصصصصد"‪.‬‬
‫صكَارَى وََلكِنّصصصص عَذَابصصصصَ اللّهصصص ِ‬
‫ص بِسصصص ُ‬
‫وَمَصصصصا هُمصصص ْ‬

‫فل ما سع ذلك أ صحابه‪ ،‬حثوا ال طي وعلموا أ نه ع ند قول يقوله‪ ،‬فل ما باتوا حوله قال أتدرون أي يوم‬

‫ذاك? يوم ينادي آدم‪ :‬يناديه ربه يقول‪ :‬يا آدم‪ :‬ابعث بعث النار قال‪ :‬يا رب‪ :‬وما بعث النار? قال‪ :‬من‬

‫كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إل النار وواحد إل النة‪ .‬قال‪ :‬فأبلس أصحابه ما ترى لحدهم سن‬

‫ضاحكة‪ ،‬فلما رأى ذلك‪ ،‬قال‪ :‬اعلموا وأبشروا‪ ،‬فوالذي نفس ممد بيده‪ ،‬إنكم لع خليقتي ما كانتا مع‬

‫شيء قط إل كثرتاه‪ ،‬يأجوج ومأجوج‪ ،‬ومن هلك من بن آدم ومن بن إبليس‪ ،‬قال‪ :‬فسري عنهم ث‬

‫‪316‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬اعلموا وابشروا‪ ،‬فوالذي نفس ممد بيده ما أنتم ف الناس إِل كالشامة ف جنب البعي والرقمة ف‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬
‫ذراع الدابص‬

‫وقصد رواه الترمذي والنسصائي جيعا‪ ،‬عصن ممصد بصن بشار بندار‪ ،‬عصن ييص بصن سصعيد القطان بصه‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫فصل‬

‫فإذا قام الناس من قبور هم‪ ،‬وجدوا الرض على غ ي صفة الرض ال ت فارقو ها قد د كت جبال ا‪ ،‬و‬

‫زالت قللا وتغيت أحوالا‪ ،‬وانقطعت أنارها‪ ،‬و بارت أشجارها‪ ،‬وسجرت بارها‪ ،‬وتساوت مهادها‬

‫ورباها‪ ،‬وخربت مدائنها وقراها‪ ،‬وقد زلزلت زلزالا‪ ،‬وأخرجت أثقالا‪ ،‬وقال الِنسان ما لا‪ ،‬وكذلك‬

‫السموات‪ ،‬ونواحيها‪ ،‬قد تشققت‪ ،‬وأرجاؤها قد تفطرت‪ ،‬واللئكة على أرجائها قد أحدقت وشسها‬

‫وقمرها مكسوفان‪ ،‬بل مسوفان وف مكان واحد مموعان‪ ،‬ث يكوران بعد ذلك‪ ،‬ث يلقيان كما جاء ف‬

‫الديصصصصصصث الذي سصصصصصصنورده فصصصصصص النيان كأنمصصصصصصا ثوران عقرا‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أ بو ب كر بن عياش‪ :‬قال ا بن عباس‪ :‬يرجون فينظرون إل الرض فيون ا غ ي الرض ال ت عهدوا‪،‬‬

‫وإل الناس فيونم غي الناس الذين عهدوا‪ ،‬ث تثل ابن عباس يقول الشاعر‪:‬‬

‫ول الدار بالدار الت كنت أعرف‬ ‫فما الناس بالناس الذين عهدتصهصم‬
‫ت َوبَرَزُوا لِلّ ٍه اْلوَا ِحدِ‬
‫وقد قال ال تعال ف كتابه العزيز‪َ" :‬يوْ َم ُتبَدّلُ ال ْرضُ َغيْرَ الرْض وَالسّموا ُ‬
‫ش ّقتِ السّمَاءُ َفكَاَنتْ وَرْدةً كَالدهَانَ فَبأيّ آلَءِ رَبكُمَا تكَ ّذبَانِ"‪.‬‬ ‫الْ َقهّارِ"‪.‬وقال تعال‪َ" :‬فإِذَا انْ َ‬
‫حمِلُ‬
‫ك عَلَى أرْجَاِئهَا َويَ ْ‬ ‫شقّتِ السّمَاءُ َف ِهيَ َي ْو َمئِ ِذ وَا ِهَيةٌ وَالْمَلَ ُ‬
‫ت الْوَاِق َعةُ وَانْ َ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬فَي ْومَئِ ٍذ وََق َع ِ‬
‫خفَى ِمنْكُمْ خَاِفَيةٌ"‪.‬‬ ‫عَ ْرشَ َربّكَ َفوَْقهُ ْم َيوْ َمئِذ ثَمَاِنَيةٌ َي ْو َمئِذ ُتعْرَضُونَ َل يَ ْ‬
‫ت وإِذَا النّجُو ُم انْكَدرَتْ"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬إِذَا الشّ ْمسُ ُكوّرَ ْ‬
‫ت َوإِذَا اْل َكوَا ِكبُ اْنتَشَرَتْ"‪.‬‬ ‫وقال‪" :‬إِذَا السّمَا ُء انْفَ َطرَ ْ‬
‫وثبت ف الصحيح‪ ،‬من حديث أم حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يشر‬
‫الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لحد"‪.‬‬
‫وقال ممد بن قيس‪ :‬وسعيد بن جبي‪" :‬إنه تبدل الرض خبزة بيضاء‪ ،‬يأكل منها الؤمن من تت‬
‫قدميه"‪.‬‬
‫وقال العمش‪ :‬عن خيثمة عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪" :‬الرض كلها يوم القيامة نار‪ ،‬والنة من ورائها‪ ،‬ترى‬
‫كواعبها‪ ،‬وأكوابا‪ ،‬ويلجمهم العرق‪ ،‬ويبلغ أفواههم‪ ،‬ول يبلغوا الساب"‪.‬‬
‫وكذا رواه العمش‪ ،‬عن النهال بن‪ .‬قيس بن سليمان‪ ،‬عن ابن مسعود فذكره وقال اسرائيل‪ ،‬وشعبة‪:‬‬
‫ض َغيْرَ ال ْرضَ"‪.‬‬ ‫عن أب إسحاق‪ ،‬عن عمرو بن ميمون‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪َ" :‬ي ْومَ ُتبَدّ ُل الر َ‬
‫قال‪ :‬أرض كالفضة‪ ،‬نقية ل يسفك عليها دم‪ ،‬ول تعمل فيها خطيئة‪ ،‬يضمهم الحشر‪ ،‬ويناديهم الداعي‪،‬‬
‫حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬كما خلقوا‪ ،‬أراه قال‪ :‬قياما حت يلجمهم العرق‪ ،‬وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪،‬‬
‫حدثنا القاسم بن الفضل‪ ،‬قال‪ :‬قال السن‪ :‬قالت عائْشة‪ :‬يا رسول ال‪" :‬يوم تبدل الرض غي الرض‬
‫والسموات"‪.‬‬
‫أين الناس? قال‪" :‬إن هذا الشيء ما سألن عنه أحد من أمت قبلك‪ ،‬الناس على الصراط"‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫تفرّد به أحد‪ ،‬ورواه أبو بكر بن أب الدنيا‪ ،‬أخبنا علي بن العد‪ ،‬أخبنا القاسم بن الفضل‪ :‬سعت‬
‫السن قال‪ :‬قالت عائشة‪ :‬فذكره ورواه قتادة‪ ،‬عن حسان بن بلل الزن‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬بثل هذا سواء‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬أخبنا عبيد ال بن جرير العتكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثن ممد بن بكار الصيف‪ ،‬أخبنا‬
‫الفضل بن معروف القطيعي‪ ،‬أخبنا بشر بن حرب‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬بينما النب صلى‬
‫ال عليه وسلم واضع رأسه ف حجري بكيت‪ ،‬فرفع رأسه‪ ،‬فقال‪ :‬ما أبكاك قلت‪ :‬بأب أنت وأمي‪:‬‬
‫ذكرت قول ال عز وجل‪" :‬يوم تبدل الرض غي الرض والسموات وبرزوا للّه الواحد القهار"‪ .‬فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬الناس يومئذ على جسر جهنم واللئكة وقوف تقول‪ :‬رب سلم‪ :‬رب سلم‪:‬‬
‫فمن بي زال وزالة"‪ .‬هذا حديث غريب من هذا الوجه ل يرجه أحد من الستة‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن أب عدي‪ ،‬عن داود‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن عائشة أنا قالت‪:‬‬
‫أنا أول الناس سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن هذه الية‪" :‬يوم تبدل الرض غي الرض‬
‫والسموات وبرزوا للّه الواحد القهار" قالت‪ :‬قلت أين الناس يومئذ يا رسول ال? قال‪" :‬على الصراط"‪.‬‬
‫وأخرجه مسلم بن الجاج ف صحيحه‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث داود بن أب هند‪ ،‬وقال‬
‫الترمذي حسن صحيح‪ ،‬ورواه أحد أيضا عن عفان‪ ،‬عن وهب‪ ،‬عن داود‪ ،‬عن الشعب عنها‪ ،‬ول يذكر‬
‫مسروقا‪.‬‬
‫وروى أحد أيضا من حديث حبيب بن أب عمرة‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أنا سألت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن هذه الية‪ ،‬ث قالت‪ :‬أين الناس يومئذ يا رسول ال? قال‪" :‬هم على‬
‫مت جهنم"‪.‬‬
‫وروى مسلم من حديث أب سلم‪ ،‬عن أساء الرحب‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬أن حبا من اليهود سأل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عن هذه الية‪ :‬أين نكون يوم تبدل الرض غي الرض والسموات فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬ف الظلمة دون السر"‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ابن عوف‪ ،‬حدثنا أبو الغية‪ ،‬حدثنا ابن أب مري‪ ،‬حدثنا سعد بن ثوبان‬
‫الكلعي‪ ،‬عن أب أيوب النصاري‪ ،‬قال‪ :‬تأتى النب صلى ال عليه وسلم حب من اليهود‪ ،‬فقال أرأيت إذ‬
‫يقول ال ف كتابه‪َ" :‬ي ْو َم تُبدّلُ ال ْرضُ َغيْرَ الرْض والسّمواتُ" فأين اللق عند ذلك فقال‪" :‬أضياف‬
‫ال‪ ،‬فلن يعجزهم ما لديه"‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وكذا رواه ابن أب حات‪ :‬من حديث أب بكر بن أب مري‪.‬‬


‫و قد يكون هذا التبد يل ب عد الح شر‪ ،‬ويكون تبديلً ثانيا إل صفة أخرى ب عد أول‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬أخبنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن الغية بن مالك‪ ،‬عن رجل‬

‫من بن ماشع يقال له عبد الكري‪ ،‬أو يكن بأب عبد الكري‪ ،‬قال‪ :‬أقمت عند رجل براسان‪ ،‬فحدثن‬

‫ض غَيْرَ الرْض وَالسّموَاتُ"‪ .‬قال‪" :‬ذكر لنا أن الرض‬


‫أنه سع علي بن أب طالب يقول‪َ" :‬يوْمَ ُتبَدّلُ الرْ ُ‬

‫تبدل فضصصصصصصصصصصصصصصصة والسصصصصصصصصصصصصصصصموات تبدل ذهبا"‪.‬‬

‫وكذا روى ابن عباس وأنس بن مالك وماهد بن جبي وغيهم‪.‬‬

‫ذكر طول يوم القِيَا َمةَ َومَا وَ َردَ ف تَ ْعدَاده‬

‫خلِفَ اللّ ُه َوعْ َدهُ َوإِ ّن َيوْمَا ِعنْدَ َربّكَ كَألْفِ َسنَة مِمّا‬
‫ك بِاْلعَذَابِ وَلَ ْن يُ ْ‬
‫سَتعْجِلُونَ َ‬ ‫قال ال تعال‪َ " :‬ويَ ْ‬
‫َتعُدّونَ"‪.‬‬
‫قال بعض الفسرين هو يوم القيامة وقال تعال‪" :‬سَأ َل سَائِ ٌل ِبعَذَابٍ وَاقِع ِل ْلكَافِرِينَ لَيس لَهُ دَافِ ٌع مِنَ اللّهِ‬
‫صبْرا َجمِيلً ِإّنهُمْ‬ ‫صِبرْ َ‬
‫ف َسَنةٍ فَا ْ‬
‫سيَ ألْ َ‬ ‫لِئ َكةُ وَالرّوحُ إَِليْهِ فِي َيوْم كَانَ ِمقْدَا ُرهُ خَمْ ِ‬
‫ج الْ َم َ‬
‫فِي الْ َمعَارِج َتعْرُ ُ‬
‫يَر ْونَهُ َبعِيدا َونَرَاهُ َقرِيبا"‪.‬‬
‫وقد ذكرنا ف التفسي اختلف السلف واللف ف هذه الية‪ ،‬فروى ليث بن أب سليم وغيه‪ ،‬عن‬
‫ماهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة قال‪" :‬هو بُعد ما بي العرش إل الرض‬
‫السابعة" قال ابن عباس‪ :‬وقوله ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة قال‪ :‬هو بُعد ما بي العرش إل‬

‫‪320‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ف َسَنةٍ ِممّا َتعُدّونَ"‪.‬‬


‫الرض السابعة‪ .‬قال ابن عباس وقوله‪" :‬فِي َيوْم كَا َن ِمقْدَارهُ ألْ َ‬
‫يعن بذلك نزول المر من السماء إل الرض وصعوده من الرض إل السماء‪ ،‬لن ما بي السماء‬
‫والرض مسية خسمائة عام‪ ،‬رواه ابن أب حات‪ ،‬ورواه ابن جرير‪ ،‬عن ماهد أيضا‪ ،‬وذهب إليه الفراء‪،‬‬
‫وقاله أبو عبد ال الليمي فيما حكاه عنه الافظ أبو بكر البيهقي ف كتاب البعث والنشور‪ ،‬قال‬
‫الليمي‪ :‬واللك يقطع هذه السافة ف بعض يوم‪ ،‬ولو أنا مسافة يكن أن تقطع ل يتمكن أحد من‬
‫مسيها إل ف مقدار خسي ألف سنة‪ ،‬قال‪ :‬وليس هذا من تقدير يوم القيامة بسبيل‪ ،‬ورجح الليمي‬
‫هذا بقوله‪" :‬مِنَ اللَهِ ذِي الْ َمعَارِج" يعن العلو والعظمة كما قال تعال‪" :‬رَفِيعُ الدَ َرجَاتِ ذو اْلعَرْش"‪.‬‬
‫سيَ ألْفَ‬‫لئِ َكةُ والروحُ إَليْهِ فِي َيوْم" أي ف مسافة "كَانَ مقْدَا ُرهُ خَمْ ِ‬ ‫ج الْ َم َ‬‫ث فسر ذلك بقوله‪َ" :‬تعْرُ ُ‬
‫َسنَة"‪ ،‬أي بُعدها واتسّا ُعهَا هَ ِذ ِه الْم ّدةُ‪.‬‬
‫فعلى هذا القول‪ ،‬الراد بذلك مسافة الكان‪ ،‬هذا قول والقول الثان‪ :‬أن الراد بذلك مدة الدنيا‪.‬‬
‫قال أبو ممد عبد الرحن بن أب حات ف تفسيه‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫ف َسَنةٍ"‪.‬‬ ‫أب زائدة‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬عن ماهد ف قوله تعال‪" :‬كَا َن ِمقْدَارهُ َخمْسِيَ ألْ َ‬
‫ج اللئكةُ والروح‬ ‫قال‪ :‬الدنيا عمرها خسون ألف سنة‪ ،‬ذلك عمرها يوم ساها تعال يوما‪ .‬فقال‪" :‬تَعر ُ‬
‫إليهِ ف يوم" قال‪ :‬اليوم الدنيا‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر عن ابن أب نيح‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬وعن الكم بن أبان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬ف يوم‬
‫كان مقداره خسي ألف سنة قال‪ :‬الدنيا من أولا إل آخرها خسون ألف سنة ل يدري أحد كم مضى‬
‫ول كم بقي إل ال عز وجل‪ ،‬وذكره البيهقي من طريق ممد بن ثور‪ ،‬عن معمر به‪ ،‬وهذا قول غريب‬
‫جدا ل يوجد ف كثي من الكتب الشهورة وال أعلم‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬الراد بذلك فصل ما بي الدنيا ويوم القيامة‪ ،‬رواه ابن أب حات‪ ،‬عن ممد بن كعب‬
‫القرظي وهو غريب أيضا‪.‬‬
‫القول الرابع‪ :‬أن الراد بذلك يوم القيامة قال ابن أب حات‪ ،‬حدثنا أحد بن سنان الواسطي‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫الرحن بن مهدي‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن ساك‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس ف يوم كان مقداره خسي ألف‬
‫سنة‪ ،‬قال‪ :‬يوم القيامة إسناده صحيح‪ ،‬ورواه الثوري عن ساك‪ ،‬عن عكرمة من قوله وبه قال السن‬
‫والضحاك وابن زيد قَال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن إدريس‪ ،‬أخبنا السن بن رافع أخبنا ضمرة‪،‬‬

‫‪321‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن شوذب‪ ،‬عن زيد الرشد‪ ،‬قال‪ :‬يقوم الناس يوم القيامة ألف سنة ويقضى بينهم ف مقدار عشرة آلف‬
‫سنة‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يوم القيامة جعله ال على الكافرين مقدار خسي ألف سنة‪.‬‬

‫وقال الكلب ف تفسيه‪ :‬وهو يرويه عن أب صال‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬لو ول ماسبة العباد غي ال ل‬

‫يفرغ فصصصصصصصصصصص خسصصصصصصصصصصصي ألف سصصصصصصصصصصصنة"‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬وفيما ذكر حاد بن زيد‪ ،‬عن أيوب قال‪ :‬قال السن‪ :‬ما ظنك بيوم قاموا فيه على أقدامهم‬

‫خ سي ألف سنة ل يأكلوا في ها أكلة ول يشربوا في ها شر بة ح ت تقط عت أعناق هم عطشا واحتر قت‬

‫أجوافهم جوعا ث انصرف بم بعد ذلك إل النار فسقوا من عي آنية قد أن حرها واشتد نضجها وقد‬

‫ورد هذا ف أحاديث متعددة وال أعلم‪.‬‬

‫يوم القيامة على طوله وشدته أخف على الؤمن من أداء صلة مكتوبة‬

‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا السن بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬حدثنا دراج‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪،‬‬

‫قال‪ :‬قيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يوم كان مقداره خسي ألف سنة ما أطول هذا اليوم‪ ،‬فقال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده إنه ليخف على الؤمن حت يكون أخف عليه من‬

‫‪322‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صصصصصصصلة مكتوبصصصصصصة يصصصصصصصليها فصصصصصص الدنيصصصصصصا"‪.‬‬

‫ورواه ابن جرير ف تفسيه عن يونس بن عبد العلى‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن عمرو بن الارث‪ ،‬عن دراج‬

‫بصصه ودراج أبصصو السصصمح وشيخصصه أبصصو اليثصصم سصصليمان بصصن عمرو العيواري ضعيفان‪.‬‬

‫على أنه قد رواه البيهقي بلفظ آخر فقال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن السن القاضي‪ ،‬وأبو سعيد بن أب عمرو‬

‫قال‪ :‬حدثنا أبو العباس ممد بن يعقوب‪ ،‬حدثنا ممد بن إسحاق الصنعان‪ ،‬حدثنا أبو سلمة الزاعي‪،‬‬

‫حدث نا خلد بن سليمان الضر مي‪ ،‬وكان رجلً من الائف ي قال‪ :‬سعت دراجا أ با ال سمح ي ب من‬

‫يد ثه‪ ،‬عن أ ب سعيد الدري‪ ،‬أ نه أ تى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬أ خبن من يقوى على‬

‫صصه‪َ" :‬يوْم صصَ َيقُوم صصُ النّاس صصُ لِرب العَالَمِيَصص"‪.‬‬


‫صصة الذي قال ال تعال فيص‬
‫القيام يوم القيامص‬

‫فقال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬يفصف على الؤمصن حتص يكون عليصه كالصصلة الكتوبصة"‪.‬‬

‫وقال عبصد ال بصن عمرو‪" :‬إن للمؤمنيص يوم القيامصة كراسصي مصن نور‪ ،‬يلسصون عليهصا‪ ،‬ويظلل عليهصم‬

‫الغمام‪ ،‬ويكون يوم القيامة عليهم كساعة من نار أو كأحد طرفيه"‪ .‬رواه ابن أب الدنيا ف الهوال‪.‬‬

‫بعض ما أعد من العذاب لانعي الزكاة‬

‫‪323‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا أبو كامل‪ ،‬حدثنا حاد‪ ،‬عن سهيل بن أب صال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما من صاحب كن ل يؤدي حقه‪ ،‬إل جعل صفائح يمى عليها ف‬

‫نار جهنم‪ ،‬فتكوى با جبهته وجنباه وظهره‪ ،‬حت يكم ال بي عباده‪ ،‬ف يوم كان مقداره خسي ألف‬

‫سصصصنة ماصصص تعدون ثصصص يرى سصصصبيله إمصصصا إل النصصصة‪ ،‬وإمصصصا إل النار"‪.‬‬

‫وذكر بقية الديث ف مانع زكاة الغنم والِبل أنه ينطح لا بقاع قرقر تطأه بأخفافها وأظلفها‪ ،‬وتنطحه‬

‫بقرون ا‪ ،‬كل ما مرت عل يه أخرا ها أعيدت عل يه أول ها‪ ،‬ح ت يق ضي ب ي العباد‪ ،‬ف يوم كان مقداره‬

‫خسصصي ألف سصصنة ماصص تعدون ثصص يرى سصصبيله إمصصا إل النصصة وإمصصا إل النار"‪.‬‬

‫وهكذا رواه أ بو داود الطيال سي ف م سنده‪ ،‬أخب نا وه يب بن خالد‪ ،‬وكان ث قة‪ ،‬حدث نا سهيل بن أ ب‬

‫صال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب فذكر نوه‪ ،‬وأخرجه مسلم‪ ،‬من حديث روح بن القاسم وعبد‬

‫العزيز بن الختار‪ ،‬كلها عن سهيل‪ ،‬به مثله‪ ،‬وأخرجه مسلم أيضا من حديث زيد بن أسلم‪ ،‬عن أب‬

‫صصصال‪ ،‬عصصن أبصص هريرة مرفوعا فصص الذهصصب والفضصصة والبصصل والبقصصر والغنصصم‪.‬‬

‫وقد روى الِمام أحد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬من حديث شعبة والنسائي من حديث سعيد بن أب عروبة‪ ،‬كلها‬

‫‪324‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن قتادة‪ ،‬عن ا بن ع مر الغدا ن‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سعت ال نب صلى ال عل يه و سلم يقول‪ " :‬من‬

‫كانت له إبل ل يعطي حقها ف ندها ورسلها يعن ف عسرها ويسرها‪ ،‬فإنا تأت يوم القيامة كأغزر ما‬

‫كانت‪ ،‬وأكثره‪ ،‬وأسنه‪ ،‬وأسره حت ينطح لا بقاع قرقر‪ ،‬فتطأه بأخفافها‪ ،‬فإذا جاوزته أخراها‪ ،‬أعيدت‬

‫عليه أولها‪ ،‬ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة‪ ،‬حت يقضي بي الناس‪ ،‬فيى سبيله‪ ،‬وإن كانت له‬

‫بقر ل يعطي حقها ف ندها ورسلها‪ ،‬فإنا تأت يوم القيامة كأغد ما كانت‪ ،‬وأكبه‪ ،‬وأسنه‪ ،‬وأسره‬

‫وأكثره وأنشره‪ ،‬ث يبطح لا بقاع قرقر‪ ،‬فتطأه كل ذات ظلف بظلفها‪ ،‬وتنطحه كل ذات قرن بقرنا‪،‬‬

‫إذا جاوزته أخراها‪ ،‬أعيدت عليه أولها‪ ،‬ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة‪ ،‬حت يقضي بي الناس‪،‬‬

‫فيى سبيله"‪.‬قال البيهقي‪ :‬وهذا ل يتمل إل تقدير ذلك اليوم بمسي ألف سنة ما تعدون وال أعلم‪.‬‬

‫يوم القيامة طويل عسي على العصاة وهو على أهل التقوى غي طويل ول عسي‬

‫ث ل يكون ذلك كذلك إل على الذي ل يغفر له‪ ،‬فأما من غفر له ذنبه من الؤمني‪ ،‬فأخبنا أبو عبد‬

‫ال الافظ حدثنا السن بن ممد بن حكيم‪ ،‬أخبنا أبو الوجه‪ ،‬أخبنا عبدان‪ ،‬أخبنا عبد ال هو ابن‬

‫البارك‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن زرارة بن أوف‪ ،‬عن أب هريرة قال‪" :‬يوم القيامة على الؤمني كقدر‬

‫‪325‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫مصصصصا بيصصصص الظهصصصصر إل العصصصصصر" ثصصصص قال‪ :‬هذا هصصصصو الحفوظ‪.‬‬

‫وقد روي مرفوعا أخبناه أبو عبد ال الافظ حدثن عبد ال بن عمر‪ ،‬ابن علي الوهري برو‪ ،‬حدثنا‬

‫ي ي بن سويد بن ع بد الكر ي‪ ،‬حدث نا سويد بن ن صر‪ ،‬حدث نا ا بن البارك‪ ،‬فذكره بإ سناده مرفوعا‪.‬‬

‫وقال يعقوب بن سفيان‪ :‬حدثنا حرملة بن يي‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن ميسرة‪ ،‬عن أب‬

‫هانء‪ ،‬عن أب عبد الرحن اللب‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو قال‪" :‬تل رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه‬

‫صصصص"‪.‬‬
‫صصصص الْعَالَمِيَص‬
‫ص النّاسصصصصصُ لِرَبّص‬
‫اليصصصصصة‪َ" :‬يوْمصصصصصَ َيقُومصصصص ُ‬

‫فقال‪" :‬كيف بكم إذا جعكم ال كما يمع النبل ف الكنانة خسي ألف سنة ل ينظر إليكم"? وقال أبو‬

‫بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا حزة بن العباس‪ ،‬حدثنا عبد ال بن عثمان‪ ،‬حدثنا ابن البارك‪ ،‬أخبنا سفيان‪،‬‬

‫عن ميسرة‪ ،‬عن النهال بن عمرو عن أب عبيدة‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬ل ينتصف النهار من يوم‬

‫القيامة حت يقيل هؤلء وهؤلء ث قرأ‪" :‬إنّ َمقِيَلهُ مْ لل الْجَحِيم"‪ .‬قال ابن البارك هكذا ف قراءة ابن‬

‫مسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصعود‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬حدث نا إ سحاق بن إ ساعيل‪ ،‬حدث نا وك يع‪ ،‬حدث نا سفيان‪ ،‬عن مي سرة الند يَ‪ ،‬عن النهال بن‬

‫‪326‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ستَقرّا‬
‫ب الْجّنةِ َيوْ َمئِذٍ خَيْز مُ ْ‬
‫صحَا ُ‬
‫عمرو‪ ،‬عن أ ب عبيدة‪ ،‬عن ع بد ال بن م سعود ف قوله تعال‪" :‬أ ْ‬

‫وَأحْسَ ُن َمقِيلً"‪ .‬قال‪ :‬ل ينتصف النهار من يوم القيامة حت يقيل هؤلء وهؤلء‪.‬‬

‫ذكر القَام الحمُود‬

‫الذي يصّ به رسول ال صلى ال عليه وسلم ِم ْن بَيْن سَائِر‬

‫ب عَ ّز وَ َج ّل فيفصل َبْيَنهُمْ ويريحَ الؤمني‬


‫ك الشفَاعَة الْعُظْمَى ف أَهل الْمَوقف ليجِيء الر ّ‬
‫الَنبيَاء َومِنْ ذَلِ َ‬

‫ك عَ سَى أ ْن َيبْ َعثَ كَ َربّ كَ‬


‫ك الْحَال إِلَى حُ سن الآل قال ال تعال‪َ " :‬ومِ نَ اللّيْل َفَتهَجّ ْد بِ هِ نافَِلةً لَ َ‬
‫مِ ْن تِلْ َ‬

‫حمُودا"‪.‬‬
‫َمقَاما مَ ْ‬

‫قال البخاري‪ :‬حدث نا علي بن عباس‪ ،‬حدثنا شع يب بن أ ب حزة‪ ،‬عن م مد بن النكدر‪ ،‬عن جابر بن‬

‫عبد ال‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬من قال حي يسم ٍع النداء‪" :‬اللهم رب هذه الدعوة‬

‫التامصة‪ ،‬والصصلة القائمصة‪ ،‬آت ممدا الوسصيلة‪ ،‬والفضيلة‪ ،‬وابعثصه مقامصا ممودا الذي وعدتصه‪ ،‬حلت له‬

‫شفاعت يوم القيامة"‪ .‬انفرد به مسلم‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الشفاعة هي القام الحمود‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا داود‪ ،‬وهو ابن يزيد بن عبد الرحن العافري عن أبيه‪ ،‬عن أب‬

‫حمُودا"‪ .‬قال‪ :‬الشفاعة" إسناده‬


‫ك َمقَاما مَ ْ‬
‫هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬عَ سَى أ ْن َيبَ ْعثُ كَ َربّ َ‬

‫ح سن‪ .‬أع طي الر سول عل يه ال صلة وال سلم خ سا ل يعط هن أ حد من أ نبياء ال ور سله صلوات ال‬

‫عليهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصم أجعيصصصصصصصصصصصصصصصصصصص‪.‬‬

‫وث بت ف ال صحيحي وغيه ا من حد يث جابر وغيه‪ ،‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪:‬‬

‫"أعطيت خسا ل يعطهن أحد من النبياء قبلي‪ ،‬نصرت بالرعب مسية شهر‪ ،‬وأحلت ل الغان ول تل‬

‫لحد قبلي‪ ،‬وجعلت ل الرض مسجدا وطهرا‪ ،‬فأيا رجل من أمت أدركته الصلة فليصل‪ ،‬وأعطيت‬

‫صة"‪.‬‬
‫صت إل الناس عامص‬
‫صه وبعثص‬
‫صث إل قومص‬
‫صلم يبعص‬
‫صه وسص‬
‫صلى ال عليص‬
‫صب صص‬
‫صة‪ ،‬وكان النص‬
‫الشفاعص‬

‫فقوله وأعطيت الشفاعة‪ .‬يعن بذلك الشفاعة الت تطلب من آدم فيقول‪ :‬لست بصاحب ذاكم‪ ،‬اذهبوا‬

‫إل نوح‪ ،‬فيقول لم كذلك‪ ،‬ويرشدهم إل إبراهيم‪ ،‬فيشدهم إل موسى‪ ،‬ويرشدهم موسى إل عيسى‪،‬‬

‫فيشدهصصم عيسصصى إل ممصصد صصصلى ال عليصصه وسصصلم فيقول‪" :‬أنصصا لاصص أنصصا لاصص"‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫و سيأت ذلك مب سوطا ف أحاد يث الشفا عة ف إخراج الع صاة من النار و قد ذكر نا طرق هذا الد يث‬

‫بطوله عن جاعة من الصحابة عند تفسي هذه الية الكرية من كتابنا التفسي با فيه كفاية‪.‬‬

‫الرسول عليه السلم سيد ولد آدم يوم القيامة‬

‫و ف صحيح م سلم عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬أ نا سيد ولد آدم يوم‬

‫القيامصصصة‪ ،‬وأول مصصصن ينشصصصق عنصصصه القصصصب‪ ،‬وأول شافصصصع‪ ،‬وأول مشفصصصع"‪.‬‬

‫ولسلم أيضا عن أب بن كعب رضي ال عنه‪ ،‬ف حديث قراءة القرآن على سبعة أحرف‪ ،‬قال رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم فقلت‪" :‬اللهم اغفر لمت وأخرت الثالثة ليوم يرغب فيه إل اللئق حت إبراهيم"‪.‬‬

‫الرسول إمام النبياء يوم القيامة‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر الزدي‪ :‬حدثنا زهي بن ممد‪ ،‬عن عبد ال بن ممد بن عقيل‪ ،‬عن الطفيل‬
‫بن أب كعب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبياء‪،‬‬
‫وخطيبهم‪ ،‬وصاحب شفاعتهم غي فخر"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه من حديث عبد ال بن ممد بن عقيل‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ،‬حدثن ممد بن حرب‪ ،‬حدثنا الزبيدي‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحن بن عبد ال بن كعب بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يبعث الناس يوم‬

‫‪329‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫القيامة‪ ،‬فأكون أنا وأمت على تل‪ ،‬ويكسون رب عز وجل حلة خضراء‪ ،‬ث يؤذن ل فأقول ما شاء ال‬
‫أن أقول‪ ،‬فذلك القام الحمود"‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬حدثنا يزيد بن أب حبيب‪ ،‬عن عبد الرحن بن خب‪،‬‬
‫عن أب الدرداء قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة‪،‬‬
‫وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه‪ ،‬فأنظر من بي يدي فأعرف أمت من بي المم‪ ،‬ومن خلفي مثل‬
‫ذلك‪ ،‬وعن يين مثل ذلك‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول ال كيف أمتك من بي المم فيما بي نوح إل‬
‫أمتك? فقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هم غر مجلون من أثر الوضوء‪ ،‬ليس أحد كذلك غيهم‪ ،‬وأعرفهم‬
‫بأنم يؤتون كتبهم بأيانم‪ ،‬وأعرفهم يسعى بي أيديهم ذريتهم"‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا يونس بن ممد‪ ،‬حدثنا حرب بن ميمون أبو الطاب النصاري‪ ،‬عن النضر بن أنس‬
‫قال‪ :‬حدثن نب ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن لقائم أنتظر أمت بعد الصراط‪ ،‬إذا جاءن عيسى عليه‬
‫الصلة والسلم فقال‪ :‬هذه النبياء قد جاءتك يا ممد‪ ،‬يسألونك‪ ،‬أو قال‪ :‬يتمعون إليك‪ ،‬يدعون ال‬
‫أن يفرق بي جيع المم إل حيث شاء ال‪ .‬فاللق ملجمون بالعرق‪ ،‬فأما الؤمن فهو عليه كالزكمة‪،‬‬
‫وأما الكافر فيغشاه الوت فيه‪ ،‬فقال‪ :‬انتظر حت أرجع إليك‪ ،‬فذهب نب ال صلى ال عليه وسلم فقام‬
‫تت العرش‪ ،‬فيلقى ما ل يلق ملك مصطفى‪ ،‬ول نب مرسل‪ ،‬فأوحى ال إل جبيل أن اذهب إل ممد‬
‫وقل له‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فتشفعت ف أمت‪ ،‬فأخرج من كل تسعة وتسعي‬
‫إنسانا واحدا‪ ،‬فما زلت أتردد إل رب‪ ،‬فل أقوم فيه مقاما إل شفعت‪ ،‬حت أعطان ال من ذلك أن‬
‫قال‪ :‬يا ممد أدخل من أمتك من قال‪ :‬أشهد أن ل إله إِل ال يوما واحدا ملصا ومات على ذلك"‪.‬‬
‫وروى الِمام أحد من حديث علي بن الكم البنان عن عثمان‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عنَ علقمة والسود‪ ،‬عن‬
‫ل وفيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬وإن لقوم القام الحمود‬ ‫ابن مسعود فذكر حديثا طوي ً‬
‫يوم القيامة"‪.‬‬
‫فقال رجل من النصار‪ :‬يا رسول ال‪ :‬وما ذاك القام الحمود قال‪" :‬ذاك إذا جيء بكم حفاة‪ ،‬عراة‪،‬‬
‫غرلً‪ ،‬فيكون أول من يكسى إبراهيم‪ ،‬يقول ال سبحانه‪ :‬اكسوا خليلي‪ ،‬فيؤتى بريطتي بيضاوين‬
‫فيلبسهما‪ ،‬ث يقعد مستقبل العرش ث أوتى بكسوت‪ ،‬فألبسها‪ ،‬فأقوم عن يينه مقاما ل يقومه أحد‪،‬‬
‫فيغبطن به الولون والخرون" قال‪" :‬ويفتح لم من الكوثر إل الوض"‪ .‬وذكر تام الديث ف صفة‬

‫‪330‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الوض كما سيأت قريبا‪.‬‬


‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حاد بن مسلمة‪ ،‬أخبنا ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول ال صلى‬

‫ال عليه و سلم قال‪" :‬يطول على الناس يوم القيامة فيقول بعضهم لبعض‪ :‬انطلقوا بنا إل آدم أب البشر‬

‫فليشفع لنا إل ربنا فليقض بيننا‪ ،‬فيأتون إليه فيقولون اشفع لنا إل ربك فليقض بيننا‪ ،‬فيقول إن لست‬

‫هناكم ولكن ائتوا نوحا رأس النبيي فيأتونه فيقولون يا نوح‪ :‬اشفع لنا إل ربك فليقض بيننا‪ ،‬فيقول إنا‬

‫ل ست هنا كم ول كن ائتوا ابراه يم نب ال وخليله‪ ،‬قال‪ :‬فيأتو نه فيقولون يا إبراه يم إش فع ل نا إل ر بك‬

‫فليقض بيننا فيقول إ ن لست هناكم ول كن ائتوا مو سى كليم ال الذي ا صطفاه ال برسالته وبكلمه‬

‫فيأتونه فيقولون يا موسى‪ :‬إشفع لنا إل ربك فليقض بيننا‪ ،‬فيقول‪ :‬إن لست هناكم ولكن ائتوا عيسى‬

‫روح ال وكلم ته‪ ،‬فيأتون عي سى فيقولون يا عي سى اش فع ل نا إل ر بك فلي قض بين نا فيقول إ ن ل ست‬

‫هناكم ولكن ائتوا ممدا‪ ،‬فإنه خات النبيي وإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ،‬ويقول عيسى‪:‬‬

‫أرأيتم لو كان متاع ف وعاء قد ختم عليه هل كان يقدر على ما ف الوعاء حت يفض الات فيقولون‪ :‬ل‬

‫فيقول إن ممدا خات النبيي قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فيأتون فيقولون يا ممد اشفع لنا إل‬

‫ر بك فلي قض بين نا‪ ،‬فأقول‪ :‬ن عم فآ ت باب ال نة فآ خذ بل قة الباب فأ ستفتح فيقال‪ :‬من أ نت? فأقول‪:‬‬

‫‪331‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ممد فيفتح ل فأخر ساجدا فأحد رب بحامد ل يمده با أحد كان قبلي ول يمده با أحد يكون‬

‫بعدي‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع رأسك وقل يسمع منك وسل تعطه واشفع تشفع‪ ،‬فأقول يا رب أمت أمت فيقول‪:‬‬

‫أخرج مصصن كان فصص قلبصصه مثقال ذرة مصصن إيان‪ .‬قال‪ :‬فأخرجهصصم ثصص أخرّ سصصاجدا"‪.‬‬

‫وقد رواه البخاري ومسلم من حديث سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن أنس به‪.‬‬

‫رواية أب هريرة رضي اللّه عنه‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ،‬حدثنا أبو حيان حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بلحم فدفع إليه الذراع وكانت تعجبه‪ ،‬فنهش منها نشة‬
‫ث قال‪" :‬أنا سيد الناس يوم القيامة‪ ،‬وهل تدرون ب ذلك? يمع ال الولي والخرين ف صعيد واحد‬
‫يسمعهم الداعي وينقدهم البصي وتدنو الشمس‪ ،‬فيبلغ الناس من الغم والكرب ما ل يطيقون ول‬
‫يتملون فيقول بعض الناس لبعض‪ :‬أل ترون ما أنتم فيه وما قد بلغكم أل تنظرون من يشفع لكم إل‬
‫ربكم فيقول بعض الناس لبعض‪ :‬أبوكم آدم فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك ال بيده‬
‫ونفخ فيك من روحه وأمر اللئكة ليسجدوا لك فاشفع لنا إل ربك أل ترى ما نن فيه أل ترى ما قد‬
‫بلغنا فيقول آدم‪ :‬إن رب قد غضب اليوم غضبا ل يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نان عن‬
‫الشجرة فعصيت‪ ،‬نفسي نفسي نفسي اذهبوا إل غيي اذهبوا إل نوح‪ ،‬فيأتون نوحا فيقولون يا نوح‬
‫أنت الرسل إل أهل الرض وساك ال عبدا شكورا فاشفع لنا إل ربك أل ترى ما نن فيه أل ترى ما‬
‫قد بلغنا فيقول نوح‪ :‬إن رب قد غضب اليوم غضبا ل يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه‬
‫كانت ل دعوة على قومي‪ :‬نفسي نفسي نفسي اذهبوا إل غيي اذهبوا إل إبراهيم‪ ،‬فيأتون إبراهيم‬
‫فيقولون يا إبراهيم‪ :‬أنت نب ال وخليله من أهل الرض فاشفع لنا إل ربك‪ .‬أل ترى ما نن فيه أل‬

‫‪332‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ترى ما قد بلغنا فيقول‪ :‬إن رب قد غضب اليوم غضبا ل يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله‪ :‬نفسي‬
‫نفسي نفسي اذهبوا إل موسى‪ ،‬فيأتون موسى عليه السلم فيقولون يا موسى‪ :‬أنت رسول ال اصطفاك‬
‫برسالته وبتكليمه على الناس اشفعِ لنا إل ربك‪ .‬أل ترى ما نن فيه‪ ،‬أل ترى ما قد بلغنا فيقول لم‬
‫موسى إن رب غضب اليوم غضباَ ل يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإن قتلت نفسا ل أؤمر‬
‫بقتلها‪ .‬نفسي نفسي نفسي اذهبوا إل غيي اذهبوا إل عيسى‪ ،‬فيأتون عيسى عليه السلم فيقولون يا‬
‫عيسى‪ :‬أنت رسول ال وكلمته ألقاها إل مري وروح منه قال هكذا هو وكلمت الناس ف الهد فاشفع‬
‫لنا إل ربك‪ ،‬أل ترى ما نن فيه أل ترى ما قد بلغنا‪ .‬فيقول لم عيسى‪ :‬إن رب قد غضب اليوم غضبا‬
‫ل يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ول يذكر ذنبا‪ ،‬اذهبوا إل غيي اذهبوا إل ممد فيأتون‪،‬‬
‫فيقولون يا ممد‪ :‬أنت رسول ال وخات النبيي غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فاشفع لنا ال‬
‫ربك‪ ،‬أل ترى إل ما نن فيه أل ترى ما قد بلغنا فأقوم فأقف تت العرش فأقع ساجدا لرب عز وجل‪،‬‬
‫ث يفتح ال ويلهمن من مامده وحسن الثناء عليه ما ل يفتحه على أحد قبلي فيقال‪ :‬يا ممد إرفع‬
‫رأسك سل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمت أمت يا رب أمت أمت يارب أمت أمت فيقول‪ :‬يا ممد‬
‫أدخل من أمتك من ل حساب عليه من الباب الين من أبواب النة وهم شركاء الناس فيما سواه من‬
‫أبواب‪ ،‬ث قال‪ :‬والذي نفس ممد بيده لا بي مصراعي من مصاريع النة‪ .‬لكما بي مكة وهجر أو‬
‫كما بي مكة وبصرى"‪ .‬أخرجاه ف الصحيحي من حديث ابن حبان يي بن سعيد بن حبان به‪ ،‬ورواه‬
‫أبو بكر بن أب الدنيا ف الهوال‪ ،‬عن أب خيثمة‪ ،‬عن جرير‪ ،‬عن عمار بن القعقاع‪ ،‬عن أب زرعة‪ ،‬عن‬
‫أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم فذكر الديث بطوله‪ ،‬وزاد ف السياق‪" :‬وإن أخاف أن‬
‫يطرحن ف النار انطلقوا إل غيي ف قصة آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى" وهي زيادة غريبة جدا‬
‫ليست ف الصحيحي ول ف أحدها وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن أب نصرة النذر بن مالك‬
‫بن قطعة قال‪ :‬خطبنا ابن عباس رضي ال عنهم على منب البصرة فقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬إنه ل يكن نب إل له دعوة قد استجيبت ف الدنيا وإن اختبأت دعوت شفاعة لمت‪ ،‬وأنا سيد‬
‫ولد آدم يوم القيامة ول فخر‪ ،‬وأنا أول من تنشق عنه الرض ول فخر‪ ،‬وبيدي لواء المد ول فخر‪.‬‬
‫آدم فمن دونه تت لوائي ول فخر ويطول يوم القيامة على الناس فيقول بعضهم لبعض‪ :‬انطلقوا بنا إل‬

‫‪333‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أبينا فيشفع لنا إل ربنا فليقض بيننا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت الذي خلقك ال بيده وأسكنك جنته‬
‫وأسجد لك ملئكته اشفع لنا إل ربك فليقض بيننا فيقول‪ :‬إن لست هناكم أن قد خرجت من النة‬
‫وإنه ل يهمن اليوم إل نفسي‪ ،‬ولكن ائتوا نوحا رأس النبيي فذكر الديث كنحو ما تقدم إل أن قال‪:‬‬
‫فيأتون فيقولون يا ممد اشفع لنا ال ربك فليقض بيننا فيقول‪ :‬أنا لا حت يأذن ال لن يشاء ويرضى‬
‫ل أن يصدع بي خلقه نادى مناد‪ :‬أين أحد وأمته? فنحن الخرون الولون آخر المم وأول‬ ‫فإذا أراد ا ّ‬
‫من ياسب فتفرج لنا المم طريقا فنمضي غرا مجلي من الوضوء فتقول المم‪ :‬كادت هذه المة أن‬
‫تكون أنبياء كلها فآت باب النة"‪.‬‬
‫وذكر تام الديث ف الشفاعة ف عصاة هذه المة‪ ،‬وقد ورد هذا الديث هكذا عن جاعة من الصحابة‬
‫منهم أبو بكر الصديق رضي ال عنه‪ ،‬والعجب كل العجب من إيراد الئمة لذا الديث من أكثر طرقه‬
‫ل يذكرون أمر الشفاعة الول ف أن يأت الرب لفصل القضاء‪ ،‬كما ورد هذا ف حديث الصور كما‬
‫تقدم‪ ،‬وهو القصود ف هذا القام‪ ،‬ومقتضى سياق أول الديث أن الناس إنا يستغيثون إل آدم فمن‬
‫بعده من النبياء طمعا ف أن يفصل بي الناس ويستريوا من مقامهم ذلك‪ ،‬كما دلت عليه سياقاته من‬
‫سائر طرقه‪ ،‬فإذا وصلوا إل الحشر فإنا يذكرون الشفاعة ف عصاة المة وإخراجهم من النار‪ ،‬وكان‬
‫مقصود السلف ف القتصار على هذا القدار من الديث هو الرد على الوارج ومن تابعهم من العتزلة‬
‫الذين أنكروا خروج أحد من النار بعد دخولا يذكرون هذا القدر من الديث الذي فيه النص الصريح‬
‫ف الرد عليهم فيما ذهبوا إليه من البدعة الخالفة للحاديث‪ ،‬وقد جاء التصريح بذلك ف حديث الصور‬
‫كما تقدم أن الناس يذهبون إل آدم ث إل نوح ث إل إبراهيم وموسى وعيسى‪ ،‬ث يأتون رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فيذهب فيسجد ل تت العرش ف مكان يقال له الفحص فيقول ال ما شأنك?‬
‫وهو أعلم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فأقول يا رب وعدتن الشفاعة فشفعن ف خلقك فاقض‬
‫بينهم‪ ،‬فيقول ال‪ :‬قد شفعتك‪ ،‬قال‪ :‬فأرفع رأسي فأقف مع الناس ث ذكر انشقاق السموات وتنل‬
‫اللئكة والغمام ث ميء الرب تعال لفصل القضاء والكروبيون واللئكة القربون يسبحون بأنواع‬
‫التسبيح قال‪ :‬فيضع ال كرسيه حيث شاء من أرض ث يقول‪ :‬إن أنصت لكم منذ خلقتكم إل يومكم‬
‫هذا أسع أقوالكم وأرى أعمالكم فأنصتوا ل‪ ،‬فإنا هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم فمن وجد منكم‬
‫خيا فليحمد ال ومن وجد غي ذلك فل يلومن إل نفسه"‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن علي بن السن زين العابدين‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا كان يوم القيامة مدّ ال الرض مد الدي حت ل يكون لبشر من الناس إل‬
‫موضع قدميه"‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فأكون أول من يدعى‪ ،‬وجبيل عن يي الرحن‬
‫عز وجل‪ ،‬وال ما رآه قبلها فأقول أي رب إن هذا أخبن أنك أرسلته ل فيقول ال‪ :‬صدق ث اشفع‪،‬‬
‫فأقول يا رب عبادك الذين عبدوك والذين ل يعبدوك ف أطراف الرض أي وقوف ف أطراف الرض‬
‫أي الناس متمعون ف صعيد واحد مؤمنهم وكافرهم فيشفع عند ال ليأت فصل القضاء بي عباده وييز‬
‫مؤمنهم من كافرهم ف الوقف والصي وف الال والآل" ولذا قال ابن جرير‪ :‬قال أكثر أهل التأويل ف‬
‫ك َمقَاما َمحْمُودا"‪.‬‬
‫قوله تعال‪" :‬عَسَى أنْ َيْبعَثَكَ َربّ َ‬
‫هو القام الذي يقومه رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس لييهم ربم من عظيم‬
‫ما هم فيه من شدة ذلك اليوم‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إساعيل بن أبان‪ ،‬حدثنا أبو الحوص‪ ،‬عن آدم بن علي‪ ،‬سعت ابن عمر قال‪:‬‬

‫إن الناس يسيون يوم القيامة حثيثا كل أمة تتِبع نبيها يقولون يا فلن اشفع يا فلن اشفع حت تنتهي‬

‫صصه ال مقاما ممودا‪.‬‬


‫صصلم‪ ،‬فذلك يوم يبعثص‬
‫صصه وسص‬
‫صصلى ال عليص‬
‫صصب صص‬
‫صصة إل النص‬
‫الشفاعص‬

‫قال‪ :‬ورواه حزة بن عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫سؤال الناس يسبب سقوط لم وجه السائل يوم القيامة‬

‫وقد أسند ما علقه هاهنا ف موضع آخر من الصحيح فقال ف كتاب الزكاة‪ :‬حدثنا يي بن بكي‪،‬‬

‫حدثنا الليث‪ ،‬عن عبيد ال بن أب جعفر‪ ،‬سعت حزة بن عبد ال بن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫‪335‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عل يه و سلم‪" :‬ل يزال الع بد ي سأل الناس ح ت يأ ت يوم القيا مة ل يس ف وج هه مزع مة ل م" وقال‪" :‬إن‬

‫الش مس تد نو يوم القيا مة ح ت يبلغ العرق ن صف الذان فبين ما هم كذلك ا ستغاثوا بآدم ث بو سى ث‬

‫بحمد"‪ .‬زاد عبد ال ابن يوسف‪ ،‬حدثن الليث‪ ،‬عن أب جعفر‪" .‬فيشفع ليقضى بي اللق فيمشي حت‬

‫صصم"‪.‬‬
‫صصع كلهص‬
‫صصل المص‬
‫صصه ال مقاما ممودا يمده أهص‬
‫صصة الباب فيومئذ يبعثص‬
‫صصذ بلقص‬
‫يأخص‬

‫وكذا رواه ابن جرير‪ ،‬عن ممد بن عبد ال بن عبد الكم‪ ،‬عن شعيب بن الليث‪ ،‬عن أبيه به نوه وال‬

‫سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫ذكرَ مَا وَ َردَ ف الْحَوض الحمدي‬

‫سَقَانَا ال ّلهُ مِ ْن ُه يَوْ َم اْلقِيَامَة‬

‫مصن الحاديصث الشهورة التعددة مصن الطرق الأثورة الكثية التضافرة وإن رغمصت أنوف كثيص مصن‬

‫البتدعة الكابرة القائلي بحوده النكرين لوجوده وأخلق بم أن يال بينهم وبي وروده كما قال بعض‬

‫السلف‪ :‬من كذب بكرامة ل ينلها‪ ،‬ولو اطلع النكر للحوض على ما سنورده من الحاديث قبل مقالته‬

‫ل يقلها‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بعض الصحابة الكرام الذين صدقوا بالوض وآمنوا بكونه يوم القيامة ورووا الحاديث فيه‬

‫روي ذلك عن جاعة من الصحابة رضي ال تعال عنهم‪ ،‬منهم أب بن كعب‪ ،‬وجابر بن سرة‪ ،‬وجابر‬

‫بن عبد ال‪ ،‬وجندب بن عبد ال البجلي‪ ،‬وزيد بن أرقم‪ ،‬وسلمان الفارسي‪ ،‬وحارثة بن وهب‪ ،‬وحذيفة‬

‫بن أسيد‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وسرة بن جندب‪ ،‬وسهل بن سعد‪ ،‬وعبد ال بن زيد بن عاصم‪ ،‬وعبد ال‬

‫بن عباس‪ ،‬وع بد ال بن ع مر‪ ،‬وع بد ال بن عمرو بن العاص‪ ،‬وع بد ال بن م سعود‪ ،‬وعت بة بن ع بد‬

‫ال سلمي‪ ،‬وعق بة بن عا مر اله مي‪ ،‬والنواس بن سعان‪ ،‬وأ بو أما مة الباهلي‪ ،‬وأ بو برزة ال سلمي‪ ،‬وأ بو‬

‫بكرة‪ ،‬وأبو ذر الغفاري‪ ،‬وأبو سعيد الدري‪ ،‬وأبو هريرة الدوسي‪ ،‬وأساء بنت أب بكر‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وأم‬

‫سلمة رضي ال تعال عنهم أجعي وعاد علينا من بركاتم‪ ،‬وامرأة حزة عم رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪ ،‬وهم من بن النجار‪.‬‬

‫رواية أب بن كعب النصاري سيد الفقراء رضي اللّه تعال عنه من شرب من الوض‬

‫روي فلم يظ مأ أبدا و من حرم الشرب م نه حرم الري أبدا قال أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا أ بو زر عة‬

‫الدمش قي‪ .‬حدث نا م مد بن ال صلت‪ ،‬حدث نا ع بد الغفار بن القا سم‪ ،‬عن عدي بن ثا بت‪ ،‬عن زر بن‬

‫‪337‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حبيش‪ ،‬عن أب بن كعب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر الوض فقال أب بن كعب‪ :‬يا رسول‬

‫ال ما الوض? فقال‪" :‬أشد بياضا من اللب وأبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب ريا من السك‬

‫مصصصن شرب منصصصه شربصصصة ل يظمصصصأ أبدا ومصصصن صصصصرف عنصصصه ل يرو أبدا"‪.‬‬

‫ورواه أبو بكر بن أب عاصم ف كتاب السنّة حدثنا عقبة بن مكرم‪ ،‬حدثنا يونس بن بكي‪ ،‬حدثنا عبد‬

‫الغفار بصصصصصصصن القاسصصصصصصصم‪ ،‬فذكصصصصصصصر بإسصصصصصصصناده نوه‪.‬‬

‫ولفظه‪ :‬قيل يا رسول ال وما الوض? قال‪" :‬والذي نفسي بيده إن شرابه أبيض من اللب وأحلى من‬

‫العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريا من السك وآنيته أكثر عددا من النجوم ل يشرب منه إنسان فيظمأ‬

‫أبدا ول يصصصصصصصصصصرف عنصصصصصصصصصه إنسصصصصصصصصصان فيوى أبدا"‪.‬‬

‫ل يرجه أحد من أصحاب الكتب الستّة ول الِمام أحد أيضا‪.‬‬

‫رواية أنس بن مالك رضي اللّه عنه النصاري خادم النب صلى ال عليه وسلم‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن عفي‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬عن يونس قال ابن شهاب‪ :‬حدثن أنس بن‬

‫مالك رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن قدر حوضي كما بي أيلة وصنعاء من‬

‫‪338‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫اليمصصصصصن وإن فيصصصصصه مصصصصصن الباريصصصصصق كعدد نوم السصصصصصماء"‪.‬‬

‫وكذا رواه مسلم أيضا عن حرملة بن وهب رضي ال تعال عنه‪.‬‬

‫طريق أخرى هن أنس بن مالك رضي اللّه عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا وهيب‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي ال‬

‫عنه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ليدن علي الناس من أصحاب‪ ،‬حت إذا عرفتهم اختلجوا دون‬

‫فأقول‪ :‬أصصصصصصصصحاب‪ .‬فيقال‪ :‬إنصصصصصصصك ل تدري مصصصصصصصا أحدثوا بعدك"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن ممد بن حات عن عفان‪ ،‬عن وهيب بن خالد‪ ،‬عن عبد العزيز بن صهيب به‪.‬‬

‫الكوثر نر ف النة أعطيه رسول ال صلى ال عليه وسلم طريق أخرى عن أنس بن مالك رضي‬

‫اللّه عنه‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ،‬عن الختار بن فلفل‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪:‬‬

‫"أغفى رسول ال صلى ال عليه وسلم إغفاءة فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم رأسه مبتسما إما‬

‫‪339‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال هو‪ ،‬وإما قالوا له‪" :‬ل ضحكت‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إنه أنزلت علي آنفا سورة‪،‬‬

‫ص الكَ ْوثَرَ"‪.‬‬
‫صصص َ‬
‫صصصص أعْ َطيْنَاكص‬
‫صصصصم ِإنّاص‬
‫صصصصن الرّحِيص‬
‫صصصصْم اللّه الرّحْمص‬
‫فقرأ‪" :‬بِسص‬

‫حت ختمها ث قال‪ :‬هل تدرون ما الكوثر? قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬هو نر أعطانيه رب عز وجل‬

‫ف النة عليه خي كثي ترد عليه أمت يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يتلج العبد منهم فأقول‪ :‬يا رب‪،‬‬

‫صصصصا أحدثوا بعدك"‪.‬‬


‫صصصصك ل تدري مص‬
‫صصصص‪ ،‬فيقال‪" :‬إنص‬
‫صصصصن أمتص‬
‫صصصصه مص‬
‫إنص‬

‫وهذا ثلثي الِسناد‪ ،‬ورواه مسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من حديث ممد بن فضيل‪ ،‬وعلي بن مسهر‪،‬‬

‫كلهاصصصص عصصصصن الختار بصصصصن فلفصصصصل عصصصصن أنصصصصس بصصصصه‪.‬‬

‫ولفصظ مسصلم‪" :‬هصو نرص وعدنيصه ربص عليصه خيص كثيص هصو حوضصي ترد عليصه أمتص يوم القيامصة"‪.‬‬

‫والبا قي مثله‪ ..‬ومع ن ذلك أ نه يش خب من الكو ثر ميزابان إل الوض‪ ،‬والوض ف العر صات‪ ،‬ق بل‬

‫ال صراط‪ ،‬ل نه يتلج ع نه وي نع م نه أقوام قد ارتدوا على أعقاب م وم ثل هؤلء ل يازون ال صراط‪ ،‬ك ما‬

‫سيد من طرق متعددة‪ ،‬وقد جاء مصرحا به أنه ف العرصات‪ ،‬كما ستراه قريبا‪ ،‬إن شاء ال تعال‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي اللّه تعال عنه‬

‫‪340‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬وأزهر بن القاسم‪ ،‬حدثنا هشيم‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم قال‪" :‬م ثل ما ب ي ناحي ت حو ضي م ثل ما ب ي الدي نة و صنعاء‪ ،‬وم ثل ما ب ي الدي نة وعمان"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن أب عامر‪ ،‬عن عبد اللك بن عمرو‪ ،‬وأخرجه مسلم أيضا عن عاصم بن النضر الول‪،‬‬

‫عن العتمر بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي اللّه عنه خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال أح د‪ :‬حدث نا يو نس‪ ،‬وح سن بن مو سى قال‪ :‬حدث نا حاد بن سلمة ر ضي ال ع نه‪ ،‬ورواه أح د‬

‫أيضا عن عفان‪ ،‬عن حاد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زياد‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن أنس رضي ال عنه‪ ،‬أن قوما‬

‫ذكروا عند عبيد ال بن زياد الوض فأنكره وقال‪ :‬ما الوض فبلغ ذلك أنسا رضي ال عنه‪ ،‬فقال‪ :‬ل‬

‫جرم وال لفعلن فأتاه فقال‪ :‬ذكرتص الوض فقال عبيصد ال‪ :‬سصعت رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‬

‫يذكره‪ ،‬فقال‪ :‬ن عم سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أك ثر من كذا وكذا مرة يقول‪" :‬إن ما ب ي‬

‫طرفيه كما بي أيلة إل مكة‪ ،‬أو ما بي صنعاء ومكة‪ ،‬وإن آنيته لكثر من عدد نوم السماء" انفرد به‬

‫أحدصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد رواد يي بن ممد بن ساعد‪ ،‬عن سوار بن عبد ال القاضي العنبي‪ ،‬عن معاذ بن معاذ العنبي‪،‬‬

‫عن أشعث بن عبد ال المران‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم‪" :‬حو ضي ما ب ي كذا إل كذا‪ ،‬ف يه من الن ية عدد نوم ال سماء‪ ،‬أحلى من الع سل‪ ،‬وأبرد من‬

‫الثلج‪ ،‬وأبيض من اللب‪ ،‬من شرب منه ل يظمأ أبدا‪ ،‬ومن ل يشرب ل يرو أبدا"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس بن مالك خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثن عبد الرحن هو ابن سلم‪ ،‬حدثنا أحد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‬

‫رضي ال عنه‪ ،‬أن عبد ال بن زياد قال‪ :‬يا أبا حزة‪ :‬هل سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكر‬

‫الوض فقال‪" :‬لقد تركت بالدينة عجائز يكثرن أن يسألن ال أن يوردهن حوض ممد صلى ال عليه‬

‫وسلم"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي اللّه عنه خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪342‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبو يعلى أيضا‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬حدثنا عمر بن يونس النفي‪ ،‬حدثنا عكرمة هو ابن عمار‪ ،‬عن‬

‫يز يد الرقا شي قال‪ :‬قلت يا أ با حزة‪" :‬إن قوما يشهدون علي نا بالك فر والشرك‪ ،‬فقال أ نس‪ :‬أولئك شر‬

‫اللق واللي قة‪ ،‬قلت‪ :‬ويكذبون بالوض‪ :‬فقال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬إن ل‬

‫حوضا كما بي إيلياء إل الكعبة أو قال‪ :‬صنعاء‪ ،‬أشد بياضا من اللب‪ ،‬وأحلى من العسل فيه آنية عدد‬

‫نوم السماء ينبعث فيه عدة ميزابات من النة من كذب به ل يصب منه الشرب"‪ .‬صدق رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه رضي اللّه عنه‬

‫قال الا فظ أ بو ب كر أح د بن ع بد الالق البزار ف م سنده‪ :‬حدث نا م مد بن مع مر‪ ،‬حدث نا أ بو داود‪،‬‬

‫حدثنا السعودي‪ ،‬عن عدي بن ثابت‪ ،‬عن أنس رضي ال عنه قال‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"حوضي من كذا إل كذا‪ ،‬فيه من الية عدد النجوم‪ ،‬أطيب ريا من السك‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬وأبرد‬

‫مصن الثلج‪ ،‬وأبيصض مصن اللبص‪ ،‬مصن شرب منصه شربصة ل يظمصأ أبدا‪ ،‬ومصن ل يشرب منصه ل يرو أبدا"‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬ل نعلمه يروى بذا اللفظ إل عن أنس بذا الِسناد ول يرو عدي بن ثابت عن أنس رضي ال‬

‫‪343‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عنه سواه‪ ،‬ول رواه إل السعودي‪ ،‬وهذا إسناد جيد‪ ،‬ول يروه أحد من أصحاب الكتب‪ ،‬ول أحد بن‬

‫حنبل‪ ،‬وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس أيضا خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن السن بن الصباح‪ ،‬حدثنا مكي بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا موسى بن عبيدة‪ ،‬عن أب‬

‫بكر بن عبيد ال بن أنس‪ ،‬عن جده أنس بن مالك رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬رأيت حوضي‪ ،‬فإذا على حافتيه آنية مثل نوم السماء‪ ،‬فأدخلت يدي فإذا هو عنب أذفر"‪.‬‬

‫رواية بريدة رضي اللّه تعال عنه ابن الصيب السلمي‬

‫قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا يي بن معي‪ ،‬حدثنا يي بن يان‪ ،‬عن عائذ بن بشر البجلي‪ ،‬عن علقمة‬

‫بن مرثد‪ ،‬عن ابن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬حوضي‬

‫كمصا بيص عمان إل اليمصن‪ ،‬فيصه آنيصة عدد نوم السصماء‪ ،‬مصن شرب منصه شربصة ل يظمصأ بعدهصا أبدا"‪.‬‬

‫وهكذا رواه ابن صاعد‪ ،‬وابن أب الدنيا‪ ،‬عن عبد ال بن وضاح الزدي اللؤلؤي‪ ،‬عن يي بن يان به‪..‬‬

‫‪344‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ولفظه‪" :‬حوضي ما بي عمان واليمن فيه آنية عدد النجوم‪ ،‬أحلى من العسل‪ ،‬وأبيض من اللب‪ ،‬واللب‬

‫من الزبد‪ ،‬من شرب منه ل يظمأ بعدها أبدا"‪ .‬ل يرجوه‪.‬‬

‫رواية ثوبان رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا هام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن سال بن معدان‪ ،‬عن ثوبان رضي ال عنه‪،‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أنا بعقر حوضي يوم القيامة‪ ،‬أذود عنه الناس لهل اليمن‬
‫وأضربم بعصاي‪ ،‬حت يرفض عنهم قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ما سعته? قال‪ :‬من مقامي إل عمان يغت‬
‫فيه ميزابان يدانه"‪.‬‬
‫ورواه أحد أيضا عن عبد الصمد‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وعن عبد الوهاب‪ ،‬عن سعيد بن أب عروبة‪،‬‬
‫عن قتادة‪ ،‬وعن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة به فسئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن عرضه‬
‫فقال‪" :‬من مقامي هذا إل عمان"‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪" :‬ما بي بصرى وصنعاء أو ما بي أيلة ومكة"‪.‬‬
‫أو قال‪" :‬من مقامي هذا إل عمان"‪.‬‬
‫وسئل عن شرابه فقال‪" :‬أشد بياضا من اللب‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬ينبعث فيه ميزابان يدانه من النة‬
‫أحدها من ذهب والخر من ورق"‪.‬‬
‫وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو بكر‪ ،‬هو ابن أب شيبة‪ ،‬حدثنا ممد بن بشر العبدي‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب‬
‫عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن سال بن أب العد‪ ،‬عن معدان بن أب طلحة‪ ،‬عن ثوبان رضي‪ ،‬ل عنه‪ ،‬أن نب‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أنا عند عقر حوضي‪ ،‬أذود عنه الناس لهل اليمن‪ ،‬إن لضربم بعصاي‬
‫حت يرفضوا"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وسئل نب ال صلى ال عليه وسلم عن سعة الوض فقال‪" :‬من مقامي هذا إل عمان‪ ،‬ما بينهما‬
‫شهر أو نو ذلك"‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فسئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن شرابه فقال‪" :‬أشد بياضا من اللب‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬بعث‬
‫فيه ميزابان‪ ،‬مداده أو مدادها من النة‪ ،‬أحدها ورق والخر ذهب"‪.‬‬
‫وهكذا رواه مسلم عن أب غسان مالك بن إساعيل‪ ،‬وممد بن الثن‪ ،‬وممد بن بشار ثلثتهم عن معاذ‬
‫بن هشام عن أبيه عن قتادة بنحوه‪.‬‬

‫من مظاهر خشية عمر بن عبد العزيز رضي اللّه تعال عنه‬

‫طريق أخرى عن ثوبان أيضا رضي اللّه تعال عنه وأرضاه‬

‫قال أح د‪ :‬حدث نا ح سي بن م مد‪ ،‬حدث نا ا بن عياش‪ ،‬عن م مد بن الها جر‪ ،‬عن العباس بن سال‬

‫اللخمي‪ ،‬قال‪ :‬بعث عمر بن عبد العزيز إل أب سلم البشي‪ ،‬يسأله عن الوض فحمل إليه على البيد‪،‬‬

‫فقدم به عليه‪ ،‬فسأله فقال‪ :‬سعت ثوبان رضي اللّه عنه‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬

‫"إن حوضي من عدن إل عمان البلقاء‪ ،‬ماؤه أشد بياضا من اللب‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬وأكاويبه عدد‬

‫النجوم‪ ،‬من شرب م نه شر بة ل يظ مأ بعد ها أبدا‪ ،‬أول الناس ورودا عل يه فقراء الهاجر ين"‪ ،‬فقال ع مر‬

‫بن الطاب من هم يا رسول ال? قال‪" :‬هم الشعث رؤوسا الدنس ثيابا‪ ،‬الذين ل ينكحون التنعمات‬

‫التمتعات‪ ،‬ول تف تح ل م أبواب ال سدد‪ ،‬فقال ع مر بن ع بد العز يز‪ :‬ل قد نك حت التنعمات وفت حت ل‬

‫ال سدد إل أن يرح ن ال وال ل أد هن رأ سي ح ت تش عث ول أغ سل ثو ب الذي بلى ج سدي ح ت‬

‫‪346‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يتسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصخ"‪.‬‬

‫ورواه أيضا الترمذي ف الزهد عن أنس بن إساعيل‪ ،‬عن يي بن صال‪ .‬وابن ماجه فيه‪ ،‬عن ممود بن‬

‫خالد الدمشقي‪ ،‬عن مروان بن ممد الطاطري كلها عن ممد بن الهاجر‪ ،‬عن العباس بن سال عن أب‬

‫سلم به قال‪ :‬شيخنا الزي ف أطرافه‪ ،‬ورواه اليزيد بن مسلم عن يي بن الارث وشيبة بن الحنف‬

‫وغيها عن أب سلم‪ ،‬وقال أبو بكر بن أب عاصم‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‪ ،‬حدثنا صدقة‪ .‬حدثنا زيد بن‬

‫واقد‪ ،‬حدثن بشر بن عبيد ال‪ ،‬حدثنا أبو سلم السود‪ ،‬عن ثوبان رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬

‫صلى ال عل يه و سلم‪" :‬حو ضي ب ي عدن إل عمان أ شد بياضا من الل ب وأحلى من الع سل وأط يب‬

‫رائحة من السك أكاويبه كنجوم السماء من شرب منه شربة ل يظمأ بعدها أبدا‪ ،‬وأكثر الناس عليه‬

‫ورودا فقراء الهاجرين قلنا‪ :‬ومن هم? قال‪ :‬الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين ل ينكحون التمتعات ول‬

‫تفتح لم أبواب السدد الذين يعطون الق الذي عليهم ول يعطون الذي لم" وهذه طريق جيدة أيضا‪،‬‬

‫وال المد‪ ،‬والنة‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية جابر بن سرة رضي اللّه تعال عنه الرسول صلى ال عليه وسلم فرط لمته يوم القيامة على‬

‫الوض الورود‬

‫قال أ بو يعلى‪ :‬حدث نا أ بو هام الول يد بن شجاع‪ ،‬حدث نا أ ب‪ ،‬حدث نا زياد بن خيث مة‪ ،‬عن ساك بن‬

‫حرب‪ ،‬عن جابر بن سرة رضي ال عنه‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن فرطكم على‬

‫الوض‪ ،‬وإن بعد ما بي طرفيه كما بي صنعاء وأيلة‪ ،‬كأن الباريق فيها النجوم" وهكذا رواه مسلم‪:‬‬

‫عن أب هام‪ ،‬به وقال‪" :‬أنا فرط لكم على الوض"‪ .‬والباقي مثله‪ ،‬وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫رواية جابر بن سرة أيضا رضي اللّه سبحانه وتعال عنه‬

‫قال مسلم‪ :‬وحدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬وأبو بكر بن أب شيبة قال‪ :‬أخبنا حات بن إساعيل‪ ،‬عن الهاجر‬

‫بن مسمار‪ ،‬عن عامر بن سعد بن أب وقاص‪ ،‬قال‪ :‬كتبت ال جابر بن سرة مع غلمي نافع‪ ،‬أخبن‬

‫بش يء سعته من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬فك تب إل إ ن سعته يقول‪" :‬أ نا الفرط على‬

‫الوض"‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية جابر بن عبد ال رضي اللّه تعال عنهما‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا زكريا بن إسحاق‪ ،‬حدثنا أبو الزبي‪ :‬أنه سع جابر بن عبد ال‬

‫رضي ال عنهما يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا على الوض‪ ،‬أنظر من يرد علي‪ ،‬قال‪:‬‬

‫فيؤ خذ ناس دو ن‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب هؤلء م ن و من أم ت‪ ،‬قال‪ :‬يقال‪ :‬و ما يدر يك ما عملوا بعدك? ما‬

‫برحوا بعدك يرجعون على أعقابمصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص‪.‬‬

‫قال جابر رضي ال عنه‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الوض مسية شهر‪ ،‬وزواياه يعن عرضه‬

‫مثل طوله‪ ،‬وكيزانه مثل نوم السماء‪ ،‬أطيب ريا من السك‪ ،‬وأشد بياضا من اللب‪ ،‬من شرب منه ل‬

‫يظمصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصأ بعده أبدا"‪.‬‬

‫هذا اسناد صحيح‪ ،‬على شرط مسلم‪ ،‬ول يروه‪ ،‬وقد روي من طريق زكريا عن أب الزبي‪ ،‬عن جابر‪،‬‬

‫بستة أحاديث ليس هذا منها‪.‬‬

‫الرسول صلى ال عليه وسلم مكاثر بأمته يوم القيامة‪ ،‬وهو يأمرهم أل يرجعوا كفارا بعده يقتل‬

‫بعضهم بعضا‬

‫‪349‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫طريق أخرى عن جابر أيضا رضي اللّه تعال عنه وأرضاه‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن عمر‪ ،‬حدثنا يي بن عبد الرحن الرجي‪ ،‬حدثنا عبيدة بن السود‪،‬‬

‫عن مالد‪ ،‬عن عامر هو الشعب‪ ،‬عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال‪" :‬إن فرطكم على الوض‪ ،‬وإن مكاثر بكم المم فل ترجعوا بعدي كفارا‪ ،‬يقتل بعضكم‬

‫بعضا‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول ال ما عرضه? قال‪ :‬ما بي أيلة أحسبه قال‪ :‬إل مكة‪ ،‬فيه مكايل أكثر من‬

‫عدد النجوم‪ ،‬ل يتناول مؤمصصصن منهصصصا واحدا فيضعصصصه مصصصن يده حتصصص يتناوله أخوه"‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬ل يروى عن جابر إل من هذا الوجه‪ ،‬ورواه ابن أب الدنيا‪ ،‬عن أب عبد الرحن القرشي‪ ،‬عن‬

‫عبيدة بن السود به‪.‬‬

‫رواية جندب بن عبد ال البجلي رضي اللّه عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا عبدان‪ ،‬أخبن أب‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن عبد اللك قال‪ :‬سعت جندبا يقول‪ :‬سعت‬

‫صصصم على الوض"‪.‬‬


‫صصصا فرطكص‬
‫صصصلم يقول‪" :‬أنص‬
‫صصصه وسص‬
‫صصصلى ال عليص‬
‫صصصب صص‬
‫النص‬

‫‪350‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه مسصلم‪ ،‬مصن حديصث شعبصة‪ ،‬وزائدة‪ ،‬ومسصعر‪ ،‬ثلثتهصم عصن عبصد الرحنص بصن عمصر بصه‪.‬‬

‫ورواه المام أحد عن سفيان بن عيينة ث قال‪ :‬قال سفيان‪ :‬الفرط الذي يسبق‪.‬‬

‫رواية جارية بن وهب الزاعي رضي ال عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ،‬حدثنا جرير بن عمارة‪ ،‬حدثنا شعبة عن معبد بن خالد‪ ،‬أنه سع‬

‫جار ية بن و هب يقول سعت ال نب صلى ال عل يه و سلم يقول وذ كر الوض فقال‪" :‬ك ما ب ي الدي نة‬

‫وصنعاء"‪ .‬وزاد ابن أب عدي‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن معبد بن خالد‪ ،‬عن جارية بن وهب سع النب صلى ال‬

‫صصصة"‪.‬‬
‫صصصنعاء والدينص‬
‫صصص صص‬
‫صصصا بيص‬
‫صصصه مص‬
‫صصصلم وقال‪" :‬حوضص‬
‫صصصه وسص‬
‫عليص‬

‫فقال له السصتورد‪" :‬أل تسصمعه? قال‪ :‬أل وإنص‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬فقال السصتورد‪ :‬نرى فيصه‪" :‬النيصة مثصل‬

‫الكواكصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصب"‪.‬‬

‫وقال‪ :‬رواه مسلم‪ ،‬عن ممد بن عرعرة‪ ،‬عن حرمي بن عمارة‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬كما ساقه البخاري‪ ،‬ورواه‬

‫عن ممد بن عبد ال‪ ،‬وهو ابن أب عدي‪ ،‬عن شعبة كما ذكره البخاري سواء‪ ،‬والستورد هذا هو ابن‬

‫‪351‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شداد بن عمرو الفهري‪ ،‬صحاب جل يل‪ ،‬علق له البخاري‪ ،‬وأ سند ذلك م سلم‪ ،‬وروى له أ هل ال سنن‬

‫الربعة‪ ،‬وله أحاديث‪.‬‬

‫رواية حذيفة بن أسيد رضي اللّه عنه‬

‫عن أب شرية الغفاري‪ ،‬أنبأنا عن الافظ الضياء ممد بن عبد الواحد القدسي رحه ال أنه قال ف‬

‫الزء الذي جعه ف أحاديث الوض‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن نصر الصبهان با‪ :‬أن السن بن أحد‬

‫الداد أخبهم قراءة عليه وهو حاضر‪ ،‬أخبنا أحد بن عبد ال يعن أبا نعيم الصبهان‪ ،‬أخبنا عبد ال‬

‫بن جعفر‪ ،‬حدثنا إساعيل بن عبد ال‪ ،‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬حدثنا زيد بن السن‪ ،‬حدثنا معروف‬

‫بن خربوذ‪ ،‬حدثنا أبو الطفيل‪ ،‬عن حذيفة بن أسيد رضي ال ع نه قال‪ :‬ل ا صدر النب صلى ال عليه‬

‫وسلم عن حجة الوداع قال‪" :‬أيها الناس إن فرطكم على الوض‪ ،‬إنكم واردون على حوض عرضه ما‬

‫بي بصرى‪ ،‬وصنعاء فيه أكواب عدد النجوم" ل يروه من أصحاب الكتب أحد ول أحد أيضا‪.‬‬

‫رواية حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه العبسي‬

‫‪352‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبو القاسم البغوي‪ :‬حدثنا عثمان بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا علي بن مسهر‪ ،‬عن سعد بن طارق‪ ،‬عن‬

‫ر بع بن حراش‪ ،‬عن حذي فة بن اليمان ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن‬

‫حو ضي لب عد من أيلة وعدن‪ ،‬والذي نف سي بيده لني ته أك ثر من عدد النجوم‪ ،‬و هو أ شد بياضا من‬

‫اللب‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬والذي نفسي بيده إن لذود عنه الرجال‪ ،‬كما يذود الرجل الِبل الغريبة عن‬

‫حو ضه‪ ،‬قال ق يل‪ :‬يا ر سول ال‪ :‬تعرف نا يومئذ? قال‪ :‬ن عم‪ ،‬تردو نه عل يّ غرا مجل ي من آثار الوضوء‪،‬‬

‫وليسصصصصصصصصصصصت لحصصصصصصصصصصصد غيكصصصصصصصصصصصم"‪.‬‬

‫رواه مسلم‪ ،‬عن عثمان بن أب شيبة‪ ،‬بنحوه‪ ،‬وعلقه البخاري فقال‪ :‬حصي عن أب وائل‪ ،‬عن حذيفة‪،‬‬

‫عن النب صلى ال عليه وسلم وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫رواية زيد بن أرقم رضي اللّه عنه‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬قال عمرو بن مرة‪ ،‬أخبن قال‪ :‬سعت أبا حزة يقول‪ :‬إنه سع‬
‫زيد بن أرقم قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر‪ ،‬فنل منلً فسمعته يقول‪" :‬ما أنتم‬
‫بزء من مائة ألف جزء من يرد على الوض من أمت"‪.‬‬
‫قلت لزيد‪ :‬كم كنتم يومئذ? قال‪ :‬سبعمائة أو ثانائة‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وكذا رواه عن أب هاشم‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬ورواه أبو داود‪ ،‬عن حفص بن عمر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬قلت‪ :‬وأبو حزة‬
‫هذا هو طلحة بن يزيد النصاري مول قرظة بن كعب‪ ،‬وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫النار جزاء من يتعمد الكذب على رسول ال صلى ال عليه وسلم رواية أخرى عن زيد بن أرقم‬

‫أيضا رضي اللّه عنه‬

‫قال الا فظ البيه قي‪ :‬أخب نا ع بد ال الا فظ أخب نا ال سن بن يعقوب العدل‪ ،‬حدث نا م مد بن ع بد‬

‫الوهاب‪ ،‬أخب نا ح فص بن عون‪ ،‬أخب نا أ بو حيان ي ي بن سعيد التي مي ت يم الرباب‪ ،‬حدث نا يز يد بن‬

‫حيان التيمي‪ ،‬قال‪ :‬شهدت ابن أرقم وقد بعث إليه عبيد ال بن زياد فقال‪ :‬ما أحاديث بلغن عنك أنك‬

‫تدث با عن رسول ال صلى ال عليه وسلم تزعم أن له حوضا ف النة فقال‪ :‬حدثنا ذاك رسول ال‬

‫صلى ال عل يه و سلم ووعدناه‪ ،‬فقال‪ :‬كذ بت‪ ،‬لك نك ش يخ قد خر فت‪ ،‬قال‪ :‬أ ما إ نه سعته أذناي من‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و سعته يقول‪ " :‬من كذب عل يّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" و ما‬

‫كذبصصصصصت على رسصصصصصول ال صصصصصصلى ال عليصصصصصه وسصصصصصلم‪.‬‬

‫وأما رواية سلمان الفارسي رضي ال عنه‪ ،‬فروى المام أبو بكر بن خزية رحه ال‪ ،‬من حديث زيد بن‬

‫علي بن جدعان‪ ،‬عن سعيد بن السيب‪ ،‬عن سلمان رضي ال عنه قال‪ :‬خطبنا رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪354‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صم مبارك"‪.‬‬
‫صر عظيص‬
‫صم شهص‬
‫صد أظلكص‬
‫صا الناس‪ :‬قص‬
‫صا أيهص‬
‫صن شعبان فقال‪" :‬يص‬
‫صر يوم مص‬
‫صلم آخص‬
‫وسص‬

‫وذكر تام الديث بطوله ف فضل شهر رمضان إل أن قال‪" :‬من أشبع فيه صائما سقاه ال من حوضي‬

‫شربة ل يظمأ بعدها حت يدخل النة"‪.‬‬

‫فصل‬

‫لكل نب حوض يوم القيامة‪ ،‬يتباهون أيهم أكثر ورادا‬

‫رواية سرة بن جندب‪ -‬رضي اللّه تعال عنه‪ -‬الفزاري‬

‫تال أبو بكر بن أب عاصم‪ :‬حدثنا إبراهيم بن العتمر‪ ،‬حدثنا ممد بن بكار بن بلل‪ ،‬حدثنا سعيد هو‬

‫ابن بشي‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن سرة بن جندب‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لكل نب‬

‫حوض‪ ،‬يتباهون أيهصصصم أكثصصصر واردة‪ ،‬وإنصصص لرجصصصو أن أكون أكثرهصصصم واردة"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن أح د بن م مد بن نيزك‪ ،‬عن م مد بن بكار بن بلل‪ ،‬عن سعيد بن بش ي‪،‬‬

‫وقال‪ :‬هذا حديث غريب‪ ،‬وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية سهل بن سعد الساعدي رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ،‬حدثنا ممد بن مطرف‪ ،‬حدثنا أبو حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إ ن فرط كم على الوض‪ ،‬من مر عليّ يشرب‪ ،‬و من شرب ل‬

‫يظمصصصأ أبدا‪ ،‬ليدن علي أقوام أعرفهصصصم ويعرفونصصص ثصصص يال بينصصص وبينهصصصم"‪.‬‬

‫قال أبو حازم‪ :‬فسمعن النعمان بن أب عياش فقال‪ :‬هكذا سعت من سهل فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقلت‪ :‬أشهد‬

‫على أب سعيد الدري أننا نسمعه وهو يزيد فيها‪ :‬فأقول‪ :‬إنم من‪ ،‬فيقال ل‪ :‬إنك ل تدري ما أحدثوا‬

‫صصصصصص غيّصصصصصصر بعدي"‪.‬‬


‫صصصصصصحقا لنص‬
‫صصصصصصحقا سص‬
‫بعدك‪ ،‬فأقول‪ :‬سص‬

‫فقال ابن عياش‪ :‬سحقا بعدا‪ ،‬ويقال‪ :‬سحيق‪ ،‬بعيد‪ ،‬وأسحقه‪ :‬أبعده‪ .‬تفرّد به من هذا الوجه وال أعلم‪.‬‬

‫رواية عبد ال بن زيد بن عاصم الدن‬

‫ثبت ف الصحيحي عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا قسم غنائم حني فأعطى من أعطى من‬

‫صناديد قر يش والعرب فغ ضب ب عض الن صار فخ طب قال ل م في ما قال‪" :‬إن كم ستجدون بعدي أثرة‬

‫فاصبوا حت تلقون على الوض"‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية عبد ال بن عباس رضي اللّه عنهما‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬حدثنا الليث بن أَب سليم البزاز‪ ،‬عن عبد‬

‫اللك بن صعيد بن جبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬سعت رسول ال يقول‪" :‬إن‬

‫آخذ بجزكم‪ ،‬أقول‪ :‬إياكم وجهنم‪ ،‬وإياكم والدود‪ ،‬ثلث مرات‪ ،‬وإن أنا مت تركتكم‪ ،‬وأنا فرطكم‬

‫على الوض‪ ،‬فمن ورد أفلح‪ ،‬ويؤتى بقوم فيؤخذ ب م ذات الشمال فأقول‪ :‬يا رب‪ ،‬أحسبه قال‪ :‬فيقال‬

‫إنمصصصصصصصصص مصصصصصصصصصا زالوا بعدك يرتدون على أعقابمصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫ثصصص قال‪ :‬تفرّد بصصصه ليصصصث‪ ،‬عصصصن عبصصصد اللك بصصصن سصصصعيد بصصصن جصصصبي‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬ف باب الوض من صحيحه‪ :‬حدث نا عمرو بن م مد‪ ،‬حدث نا هشام‪ ،‬أخب نا أ بو ب شر‬

‫وعطاء بن السائب‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬الكوثر هو الي الكثي الذي أعطاه ال‬

‫للرسصصصصصصصصول عليصصصصصصصصه الصصصصصصصصصلة والسصصصصصصصصلم"‪.‬‬

‫قال أ بو ب شر‪ :‬قلت ل سعيد بن جبي إن نا سا يزعمون أ نه ن ر ف ال نة فقال‪ :‬من الكو ثر إل الوض‬

‫ميزابان من ذهب وفضة"‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫طريق أخرى عن ابن عباس رضي اللّه تعال عنهما‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي‪ ،‬حدثنا ممد بن عبد الواهب الارثي‪ ،‬حدثنا عبد ال بن‬

‫عبيد بن عمي‪ ،‬عن ابن أب مليكة‪ ،‬عن ابن عباس رضي اله عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪" :‬حوضي مسية شهر وزواياه سواء‪ ،‬وأكوابه عدد نوم السماء ماؤه أبيض من الثلج‪ ،‬وأحلى من‬

‫العسل‪ ،‬وأطيب يعن ريا من السك‪ ،‬من شرب منه شربة ل يظمأ بعدها أبدا"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‬

‫قال ا بن أ ب الدنيا‪ :‬حدثنا العباس بن م مد‪ ،‬حدثنا ح سي بن ممد الروزي‪ ،‬حدثنا م صن بن عقبة‬

‫اليمان‪ ،‬عن الزبي بن شبيب‪ ،‬عن عثمان بن حاضر‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم عن الوقوف بي يدي رب العالي هل فيه ماء? قال‪" :‬والذي نفسي بيده إن فيه لاء‪ ،‬إن أولياء ال‬

‫ليدن حياض النبياء ويبعث ال بسبعي ألف ملك ف أيديهم عصى من نار‪ ،‬يذودن الكفار عن حياض‬

‫النبياء"‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية عبد ال بن عمر رضي اللّه عنهما‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا مسدد‪ ،‬حدثنا يي‪ ،‬عن عبيد ال‪ ،‬حدثن نافع‪ :‬عن بن عمر‪ ،‬عن النب صلى ال‬

‫عليصصصصه وسصصصصلم قال‪" :‬إن أمامكصصصصن حوضا كمصصصصا بيصصصص جرباء وأذرح"‪.‬‬

‫ورواه أحد‪ ،‬عن يي القطان‪ ،‬ورواه مسلم من حديث عبيد ال وأيوب وموسى بن عقبة وغيهم عن‬

‫نافع‪ ،‬وف بعض الروايات‪" :‬أمامكم حوض كما بي جرباء وأذرح‪ ،‬وها قريتان بالشام فيه أباريق عدد‬

‫نوم السماء‪ ،‬من ورده فشرب منه ل يظمأ بعدها أبدا"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر بن الطاب رضي اللّه عنهما‬

‫قال الِمام أحدص‪ :‬حدثنصا أبصو الغية‪ ،‬حدثنصا عمصر بصن عمرو أو عثمان بصن عمرو الحوسصي‪ ،‬حدثنصا‬

‫الخارق بن أ ب الخارق‪ ،‬عن ع بد ال بن ع مر‪ ،‬أ نه سعه يقول‪ :‬إن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬

‫"حوضي كما بي عدن وعمان‪ ،‬أبرد من الثلج‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬وأطيب ريا من السك‪ ،‬أكوابه مثل‬

‫نوم السماء‪ ،‬من شرب منه شربة ل يظمأ بعدها أبدا‪ ،‬أول الناس عليه ورودا صعاليك الهاجرين‪ ،‬قال‬

‫‪359‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قائل‪ :‬ومن هم يا رسول ال قال‪ :‬الشعثة رؤوسهم‪ ،‬الشحبة وجوههم‪ ،‬الدنسة ثيابم‪ ،‬ل تفتح لم أبواب‬

‫السدد‪ ،‬ول ينكحون النعمات‪ ،‬الذي يعطون كل الذي عليهم‪ ،‬ول يأخذون الذي لم"‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه رضي ال تعال عنه‬

‫قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا أبو عوانة‪ ،‬حدثنا عطاء بن السائب قال‪ :‬قال مارب بن دثار‪ :‬ما كان‬

‫سعيد بن جبي يقول ف الكوثر? قلت‪ :‬كان سعيد بن جبي يدث عن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬لا‬

‫ص الْ َك ْوثَرَ"‪.‬‬
‫نزلت‪ِ" :‬إنّاصصصصصصصصصصصصصصصص أعْ َطْينَاكصصصصصصصصصصصصصصص َ‬

‫قال لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬هو نر ف النة‪ ،‬حافتاه من ذهب‪ ،‬يري على الدر والياقوت‪،‬‬

‫صن الثلج"‪.‬‬
‫صل‪ ،‬وماؤه أشدّ بياضا مص‬
‫صن العسص‬
‫صه أحلى مص‬
‫صك‪ ،‬وطعمص‬
‫صن السص‬
‫صب ريا مص‬
‫صه أطيص‬
‫تربتص‬

‫ورواه البيهقي من حديث حاد بن زيد‪ ،‬عن عطاء بن السائب‪ ،‬به‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫رواية عبد ال بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما‬

‫‪360‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا شعبة بن أب مري‪ ،‬حدثنا نافع بن عمر‪ ،‬عن ابن أب مليكة‪ ،‬قال‪ :‬قال عبد ال بن‬

‫عمرو‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬حوضي مسية شهر‪ ،‬ماؤه أبيض من اللب‪ ،‬وريه أطيب من‬

‫السصصصك‪ ،‬وكيزانصصصه كنجوم السصصصماء‪ ،‬مصصصن شرب منصصصه فل يظمصصصأ أبدا"‪.‬‬

‫ورواه مسلم عن داود بن عمر‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن عمر‪ ،‬به‪.‬‬

‫طريق أخرى أيضا عنه رضي اللّه تعال عنه‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي‪ ،‬حدثنا حسي العلم‪ ،‬حدثنا عبد ال بن بريدة‪ ،‬عن أب سبة‪ ،‬واسه سال‬
‫بن سبة‪ ،‬قال‪ :‬كان عبيد ال بن زياد يسأل عن الوض‪ ،‬حوض ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكان‬
‫يكذب به بعدما سأل أبا بريدة‪ ،‬والباء بن عازب‪ ،‬وعائذ بن عمر‪ ،‬ورجلً آخر‪ ،‬وكان يكذب فقال أبو‬
‫سبة‪ :‬أما أحدثك بديث فيه شفاء هذا إن أباك بعث معي بال إل معاوية‪ ،‬فلقيت عبد ال بن عمرو‪،‬‬
‫فحدثن با سع من رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ال ل يب الفحش والتفاحش‪ ،‬أو يبغض‬
‫الفحش والتفحش‪ ،‬ول تقوم الساعة حت يظهر الفحش والتفاحش‪ ،‬وقطيعة الرحم وسوء الجاورة‬
‫وحت يؤتن الائن‪ ،‬ويون المي‪ ،‬وقال‪ :‬أل إن موعدكمٍ حوضي عرضه وطوله واحد‪ ،‬وهو كما بي‬
‫أيلة ومكة‪ ،‬وهو مسية شهر‪ ،‬فيه مثل النجوم أباريق‪ ،‬شرابه أشد بياضا من الفضة‪ ،‬من شرب منه شرابا‬
‫ل يظمأ بعده أبدأ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال عبيد ال‪:‬ما سعت ف الوض‪ ،‬حديثا أثبت من هذا وأصدق وأخذ الصحيفة فحبسها عنده‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫‪361‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبو بكر البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا ممود بن بكر‪ ،‬عن عبد الرحن‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا عيسى بن‬

‫الختار‪ ،‬عن ممد بن أب ليلى‪ ،‬عن عبيد ال بن أب مليكة‪ ،‬عن عبيد ال بن عمر الليثي‪ ،‬عن عبد ال بن‬

‫عمر قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن ل حوضا ف النة‪ ،‬مسيته شهر‪ ،‬وزواياه‬

‫سواء‪ ،‬ري ه أط يب من ال سك‪ ،‬ماؤه كالورق‪ ،‬أقدا حه كنجوم ال سماء‪ ،‬من شرب م نه شر بة ل يظ مأ‬

‫بعدهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا أبدا"‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬يعلم با روى عبيد ال بن عمر‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪.‬‬

‫طريق أخرى أيضا‬

‫رواهصا الطصبان عصن أبص برزة رضصي ال عنصه مصن روايصة أبص الوازع جابر ابصن عمرو‪.‬‬

‫عن أب برزة‪ ،‬رضي ال عنه قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ما بي ناحيت حوضي‬

‫كما ب ي أيلة ال صنعاء‪ ،‬مسية شهر‪ ،‬عرضه كطوله‪ ،‬فيه مرزابان ينبعثان من النة من ورق وذهب‪،‬‬

‫أبيصصصض مصصصن اللبصصص‪ ،‬وأبرد مصصصن الثلج‪ ،‬فيصصصه أباريصصصق عدد نوم السصصصماء"‪.‬‬

‫رواها الطبان وابن حيان ف صحيحه من رواية أب الوازع واسه جابر بن عمرو عن أب برزة‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية عبد ال بن مسعود رضي اللّه عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا يي بن حاد‪ ،‬حدثنا أبو عوانة‪ ،‬عن سليمان‪ ،‬عن شقيق‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬عن النب‬

‫صصصصم على الوض"‪.‬‬


‫صصصصا فرطكص‬
‫صصصصلم قال‪" :‬أنص‬
‫صصصصه وسص‬
‫صصصصلى ال عليص‬
‫صص‬

‫قال البخاري‪ :‬وحدثنا عمرو بن علي‪ ،‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة عن العتمر‪ ،‬سعت أبا وائل‬

‫يدث عن عبد ال بن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أنا فرطكم على الوض‪ ،‬وليفعن‬

‫رجال منكصم‪ ،‬ثص يتجزون دونص‪ ،‬فأقول‪ :‬يصا رب أصصحاب‪ ،‬فيقال‪ :‬إنصك ل تدري مصا أحدثوا بعدك"‪.‬‬

‫تابعة عن أب وائل وقال‪ :‬حصي عن أب وائل‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن مسعود رضي ال عنه ف الوض وغيه‬

‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا عارم بن الف ضل‪ ،‬حدث نا سعيد بن ز يد‪ ،‬حدث نا علي بن ال كم البنا ن عن‬

‫عثمان‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن علقمة والسود‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬جاء ابنا مليكة إل النب صلى ال عليه‬

‫وسلم فقال‪" :‬إن أمنا تكرم الزوج‪ ،‬وتعطف على الولد قال‪ :‬وتقري الضيف‪ ،‬غي أنا ماتت ف الاهلية‬

‫فقال‪ :‬أمك ما ف النار‪ ،‬قال‪ :‬فأدبرا وال سوء ف وجوهه ما‪ ،‬فأ مر ب ما فردا‪ ،‬فرج عا وال سرور يرى ف‬

‫‪363‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وجوههما‪ ،‬رجيا أن يكون قد حدث شيء فقال‪ :‬أمي مع أمكما‪ ،‬فقال رجل من النافقي‪ :‬ما يغن هذا‬

‫عن أمه شيئا ونن نطأ عقبيه‪ ،‬فقال رجل من النصار‪ ،‬ول أر رجلً قط أكثر سؤا ًل منه‪ .‬يا رسول ال‪:‬‬

‫هل وعدك ربك فيها أو فيهما? قال‪ :‬فظن أنه من شيء قد سعه فقال‪ :‬ما سألته رب‪ ،‬وما أطمعن فيه‪،‬‬

‫وإن لقوم القام الحمود يوم القيامة‪ ،‬فقال النصاري‪ :‬وما ذاك القام الحمود? قال‪ :‬ذاك إذا جيء بكم‬

‫حفاة‪ ،‬غراة‪ ،‬غرلً‪ ،‬فيكون أول من يك سى إبراه يم عل يه ال صلة وال سلم‪ ،‬فيقول ال‪ :‬اك سوا خليلي‪:‬‬

‫فيؤتى بريطتي بيضاوين فيلبسهما‪ ،‬ث يقعد فيستقبل العرش‪ ،‬ث أوتى بكسوت‪ ،‬فألبسها فأقوم عن يينه‬

‫مقاما ل يقو مه أ حد غيي‪ ،‬يغبط ن به الولون والخرون‪ ،‬قال‪ :‬ويف تح من الكو ثر إل الوض‪ ،‬فقال‬

‫النا فق‪ :‬إ نه ما جرى ماء قط إل على حال أو رضراض‪ ،‬فقال الن صاري‪ :‬يا ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫وسلم‪ :‬على حال أو رضراض فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬حاله السك ورضراضه التوم فقال‬

‫النافق‪ :‬ل أسع كاليوم‪ ،‬قلما جرى ماء قط على حال أو رضراض إل كان له نبته‪ ،‬فقال النصاري‪ :‬يا‬

‫رسول ال‪ ،‬هل له نبت? فقال‪ :‬نعم‪ .‬قضبان الذهب‪ ،‬فقال النافق‪ :‬ل أسع كاليوم‪ ،‬قلما نبت قضيب إل‬

‫أورق‪ ،‬وإل كان له ثر‪ ،‬فقال النصاري‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬هل له ثر قال‪ :‬نعم ألوان الوهر‪ ،‬وماؤه أشد‬

‫‪364‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بياضا من الل ب‪ ،‬وأحلى مصن الع سل‪ ،‬إن مصن شرب منصه مشربا ل يظ مأ بعده‪ ،‬وإن من حر مه ل يرو‬

‫بعده"‪ .‬تفرّد به أحد وهو غريب جدا‪.‬‬

‫رواية عتبة بن عبد السلمي رضي اللّه عنه‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن خليد اللب‪ ،‬حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع‪ ،‬حدثنا معاوية بن سلم‪ :‬أنه‬

‫سع أبا سلم يقول‪ :‬حدثن عامر بن زيد البكال‪ :‬أنه سع عتبة بن عبد السلمي يقول‪ :‬جاء أعراب إل‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬ما حوضك الذي تدث عنه فقال‪" :‬كما بي البيضاء إل بصرى‪،‬‬

‫ل يدري إنسان من خلق ال أين طرفاه"‪.‬‬

‫من رغب عن سنة الرسول عليه السلم ضربت اللئكة وجهه عن الوض يوم القيامة‬

‫قال أبو عبد ال القرطب‪ :‬وخرج الترمذي يعن الكيم ف نوادر الصول من حديث عثمان بن مظعون‬

‫عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬يا عثمان ل ترغب عن سنت‪ ،‬فإنه من رغب عن سنت ث مات‬

‫قبصصصل أن يتوب ضربصصصت اللئكصصصة وجهصصصه عصصصن حوضصصصي يوم القيامصصصة"‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خشية الرسول صلى ال عليه وسلم على أمته من التنافس ف الدنيا رواية عقبة بن عامر الهن رضي اللّه‬

‫تعال ع نه قال البخاري‪ :‬حدث نا عمرو بن خالد‪ ،‬حدث نا الل يث‪ ،‬عن يز يد‪ ،‬عن أ ب ال ي‪ ،‬عن عق بة بن‬

‫عامصر‪ ،‬أن رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم خرج يوما فصصلى على أهصل أحصد صصلته على اليصت ثص‬

‫انصرف‪ ،‬فصعد على النب‪ ،‬فقال‪" :‬إن فرط لكم على الوض‪ ،‬وأنا شهيد عليكم‪ ،‬وإن وال لنظر إل‬

‫حو ضي الن‪ ،‬وإ ن أعط يت مفات يح خزائن أو مفات يح الرض‪ ،‬وإ ن وال ما أخاف علي كم أن تشركوا‬

‫بعدي‪ ،‬ولكنصصصصصص أخاف عليكصصصصصصم أن تنافسصصصصصصوا فيهصصصصصصا"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن قتيبة‪ ،‬عن الليث من حديث يي بن أيوب عن يزيد بن أب حبيب به‪ ،‬وعنده‪" :‬إن‬

‫فرطكم على الوض وإن عرضه كما بي أيلة إل الحفة وإن لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي‪،‬‬

‫ولكنص أخشصى عليكصم الدنيصا‪ ،‬أن تتنافسصوا فيهصا وتقتتلوا‪ ،‬فتهلكوا‪ ،‬كمصا هلك مصن كان قبلكصم"‪.‬‬

‫قال عقبة‪ :‬فكان آخر ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ذكر ما روي عن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه ف ذلك‬

‫‪366‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أسند البيهقي من طريق علي بن الدين‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن‬

‫يو سف بن مهران‪ ،‬عن ا بن عباس قال‪ :‬سعت ع مر بن الطاب يقول‪ :‬إن ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫وسلم رحم‪ ،‬ورحم أبو بكر‪ ،‬ورحت‪ ،‬وسيكون قوم يكذبون بالرحم‪ ،‬والدجال‪ ،‬والوض‪ ،‬والشفاعة‪،‬‬

‫و بعذ اب القب‪ ،‬وبقوم يرجون من النار"‪.‬‬

‫رواية النواس بن سفيان العلب رضي اللّه عنه أول من يرد الوض يوم القيامة من يسقي العطاش‬

‫ف الدنيا‬

‫قال ع مر بن م مد بن ب ر البحيي‪ :‬حدث نا سليمان بن سلمة حدث نا م مد بن إ سحاق بن إبراه يم‪،‬‬

‫حدثنا ابن جريج‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن النواس بن سفيان‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن‬

‫حو ضي عر ضه وطوله ك ما ب ي أيلة إل عمان‪ ،‬ف يه أقداح كنجوم ال سماء‪ ،‬أول من يرده من أم ت من‬

‫يسصصصصصصصصصصصصصصصصصقط كصصصصصصصصصصصصصصصصصل عطشان"‪.‬‬

‫أورده الضياء من هذا الوجه ث قال‪ :‬أرى أن هذا الديث من صحاح البحيي وال أعلم‪.‬‬

‫من شرب من الوض الورود حيل بينه وبي الظمأ وحفظ وجهه فلم يسود‬

‫‪367‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية أب إمامة الباهلي رضي ال تعال عنه‬

‫قال أبو بكر بن أب عاصم‪ :‬حدثنا دحيم‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا صفوان‪ ،‬عن سليم بن عامر‪،‬‬

‫عن أب اليمان الورن‪ ،‬عن أب أمامة أب يزيد بن الخنس‪ :‬أنه سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫فقال‪ :‬ما سعة حوضك? فقال‪" :‬كما بي عدن إل عمان‪ -‬وأشار بيده وأوسع‪ -‬فيه ضفتان من ذهب‬

‫وف ضة‪ ،‬قال‪ :‬ف ما شراب حو ضك? قال‪ :‬أ شد بياضا من الل ب وأحلى من الع سل وأط يب رائ حة من‬

‫السك‪ ،‬من شرب منه ل يظمأ بعده أبدا‪ ،‬ول يسود وجهه"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أب أمامة‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن يوسف بن الصباح‪ ،‬حدثنا عبد ال بن وهب‪ ،‬عن معاوية بن صال‪،‬‬

‫عن أب يي‪ ،‬عن أب إمامة الباهلي قال‪ :‬قيل يا رسول ال ما سعة حوضك? قال‪ :‬ما بي عدن وعمان‪-‬‬

‫وأشار بيده وأوسع‪ -‬وفيه ضفتان من ذهب وفضة‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال‪ :‬فما شرابه? قال أبيض من اللب‬

‫وأحلى مذاقا من العسل‪ ،‬وأطيب ريا من السك‪ ،‬من شرب منه شربة ل يظمأ بعدها أبدا‪ ،‬ول يسود‬

‫وجهه بعدها أبدا‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية أب برزة السلمي رضي ال تعال عنه‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا عبد السلم بن أب حازم أبو طالوت قال‪ :‬شهدت أبابرزة‬

‫دخل على عبيد ال بن زياد فحدثن فلن‪ -‬ساه‪ -‬مسلم‪ ،‬وكان ف السماط‪ ،‬فلما رآه عبيد ال قال‪ :‬إن‬

‫مدث كم هذا الدحداح ففهم ها الش يخ فقال‪ :‬ما ك نت أح سب أ ن أهان ف قوم يعيو ن ب صحبة م مد‬

‫صلى ال عليه وسلم!! فقال له عبيد ال‪ :‬إن صحبة ممد لك زين غي شي‪ :‬ث قال‪ :‬إنا بعثت إليك‬

‫لسألك عن الوض‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكر فيه شيئا‪ .‬قال أبو برزة‪ :‬نعم‪ .‬ل مرة‪،‬‬

‫ول اثنتي‪ ،‬ول ثلثا‪ ،‬ول أربع‪ ،‬ول خسا‪ ،‬فمن كذب به فل سقاه ال منه ث خرج مغضبا‪.‬‬

‫ل يسقى من الوض من كذب به‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثن أبو خيثمة‪ ،‬أخبنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا ممد بن مهرم العبدي‪،‬‬

‫عصن أبص طالوت العني‪ ،‬سصعت أبصا برزة يقول‪ :‬سصعت رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم يقول‪" :‬ل‬

‫الوض‪ ،‬فمصصصصصصصن كذب بصصصصصصصه فل سصصصصصصصقاه ال منصصصصصصصه"‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي من طريق أخرى‪ ،‬عن ممد بن يي الذهلي‪ ،‬عن عبد الرحن بن مهدي‪ ،‬عن قرة بن‬

‫‪369‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خالد‪ ،‬عن أب حزة طلحة بن يزيد مول النصار‪ ،‬عن أب برزة ف دخوله على عبيد ال بن زياد بنحو ما‬

‫تقدم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أب برزة‬

‫قال أبو بكر بن عاصم‪ :‬حدثنا عبده بن عبد الرحيم‪ ،‬حدثنا النضر بن شيل‪ ،‬حدثنا شداد بن سعيد‬

‫قال‪ :‬سعت أبا الوازع وهو جابر يزعم أنه سع أبا برزة السلمي يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم يقول‪" :‬ما بي ناحيت حوضي كما بي أيلة إل صنعاء‪ ،‬مسية شهر‪ ،‬عرضه كطوله‪ ،‬فيه ميزابان‬

‫يعبان من النة‪ ،‬من ورق وذهب‪ ،‬أبيض من اللب‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬فيه أباريق عدد نوم السماء‪ ،‬من‬

‫شرب منه شربة ل يظمأ بعدها أبدا‪ ،‬ومن كذب به فل سقاه ال" يعن منه‪.‬‬

‫رواية أب بكرة الثقفي رضي ال عنه‬

‫‪370‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبو بكر بن أب الدنيا ف الهوال‪ :‬حدثنا أحد بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا حاد بن زيد‪ ،‬عن‬

‫علي بن ز يد‪ ،‬عن ال سن‪ ،‬عن أ ب بكرة‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬أ نا فرط كم على‬

‫الوض"‪.‬‬

‫رواية أب ذر الغفاري رضي ال تعال عنه‬

‫قال مسلم بن الجاج ف صحيحه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬وإسحاق بن إبراهيم‪ ،‬وابن أب عمر‬

‫الكي‪ ،‬واللفظ لب شيبة قال إسحاق‪ :‬أخبنا وقال الخران‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد‪ :‬عن أب‬

‫عمران الو ن‪ ،‬عن ع بد ال بن ال صامت‪ ،‬عن أ ب ذر‪ ،‬قال‪ :‬قلت يا ر سول ال ما آن ية الوض قال‪:‬‬

‫"والذي نفسي بيده لنيته أكثر من عدد نوم السماء وكواكبها ف الليلة الظلمة ل الصحية‪ ،‬من آنية‬

‫النة‪ ،‬يشخب فيه ميزابان من النة‪ ،‬من شرب منه ل يظمأ‪ ،‬عرضه مثل طوله‪ ،‬ما بي عمان إل أيلة‪،‬‬

‫ماؤه أشد بياضا من اللب‪ ،‬وأحلى من العسل" هذا لفظه إسنادا ومتنا‪.‬‬

‫الرسول صلى ال عليه وسلم أكثر أنبياء اللّه تابعي يوم القيامة رواية أب سعيد الدري رضي اللّه‬

‫تعال عنه‬

‫‪371‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال ابن أب عاصم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا ممد بن بشر‪ ،‬حدثنا زكريا‪ ،‬عن عطية العون‪،‬‬

‫عن أب سعيد الدري‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ل حوضا طوله ما بي الكعبة إل بيت‬

‫صة"‪.‬‬
‫صبياء تبعا يوم القيامص‬
‫صر النص‬
‫صه عدد النجوم‪ ،‬وإن ص لكثص‬
‫ص‪ ،‬وآنيتص‬
‫صن اللبص‬
‫صض مص‬
‫القدس‪ ،‬أبيص‬

‫صصصة‪.‬‬
‫صصص شيبص‬
‫صصصن أبص‬
‫صصصر بص‬
‫صصص بكص‬
‫صصصن أبص‬
‫صصصه‪ :‬عص‬
‫صصصن ماجص‬
‫ورواه ابص‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن سليمان السدي‪ ،‬حدثنا عيسى بن يونس‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عن عطية‬

‫عن أ ب سعيد‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬إن ل حوضا طوله ما ب ي الكع بة إل ب يت‬

‫القدس‪ ،‬أشد بياضا من اللب آنيته عدد النجوم‪ ،‬وكل نب يدعو أمته‪ ،‬ولكل نب حوض‪ ،‬فمنهم من يأتيه‬

‫الفئام‪ ،‬ومنهم من يأتيه العصبة ومنهم من يأتيه النفر‪ ،‬ومنهم من يأتيه الرجلن‪ ،‬ومنهم من يأتيه الرجل‪،‬‬

‫ومنهم من ل يأتيه أحد‪ ،‬فيقال‪ :‬قد بلغت‪ ،‬وإن لكثر النبياء تبعا يوم القيامة"‪.‬‬

‫بي قب الرسول عليه الصلة والسلم ومنبه روضة من رياض النة‬

‫‪372‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى البيه قي من طر يق روح بن عبادة‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن حبيب‪ ،‬عن ع بد الرح ن‪ ،‬عن ح فص بن‬

‫عاصم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬وأب سعيد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ما بي بيت ومنبي روضة‬

‫من رياض النة"‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬ورواه البخاري من و جه آ خر عن مالك‪ ،‬وأخرجاه من حد يث ع بد ال بن ع مر عن حبيب‬

‫بدون ذكر سعيد‪.‬‬

‫رواية أب هريرة الدوسي رضي ال عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا إبراهيم بن النذر‪ ،‬حدثنا أنس بن عياض‪ ،‬عن عبيد ال بن حبيب‪ ،‬عن حفص بن‬

‫عاصم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ما بي بيت ومنبي روضة من رياض‬

‫النصصصصصصصصصصصة‪ ،‬ومنصصصصصصصصصصصبي على حوضصصصصصصصصصصصي"‪.‬‬

‫ورواه البخاري أيضا وم سلم من طرق‪ ،‬عن عب يد ال بن ع مر‪ ،‬وأخر جه البخاري من حد يث مالك‪،‬‬

‫كلها عن حبيب بن عبد الرحن به‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫طريق أخرى عن أب هريرة‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا إبراهيم بن النذر‪ ،‬حدثنا ممد بن فليح‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا هلل‪ ،‬عن يسار‪ ،‬عن‬

‫أ ب هريرة‪ ،‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬بي نا أ نا قائم إذا زمرة‪ ،‬ح ت إذا عرفت هم‪ ،‬خرج‬

‫رجل من بين وبينهم‪ .‬فقال لم‪ :‬هلم‪ ،‬قلت‪ :‬إل أين? قال‪ :‬إل النار وال‪ ،‬قلت‪ :‬ما شأنم? قال‪ :‬إنم‬

‫ارتدوا بعدك على أدبارهصم القهقرى ثص إذا زمرة أخرى‪ ،‬حتص إذا عرفتهصم‪ ،‬خرج رجصل بينص وبينهصم‪،‬‬

‫فقال‪ :‬هلم قلت‪ :‬إل أ ين? قال‪ :‬إل النار وال‪ .‬قلت‪ :‬ما شأن م قال‪ :‬إن م ارتدوا على أدبار هم‪ ،‬فل أراه‬

‫يلص منهم إل مثل هل النعم" انفرد به‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أب هريرة‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن سلم المحي‪ ،‬حدثن الربيع يعن ابن مسلم‪ ،‬عن ممد بن زياد‪ ،‬عن‬

‫أب هريرة‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لذودن عن حوضي رجالً كما تذاد الغريبة من الِبل"‪.‬‬

‫وحدثن يه ع بد ال بن معاذ‪ ،‬حدث نا أ ب‪ ،‬حدث نا شع بة‪ ،‬عن م مد بن زياد‪ ،‬أ نه سع أ با هريرة قال‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مثله‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫طريق أخرى عن أب هريرة‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد وابن أب عمر جيعا‪ ،‬عن مروان الفزاري‪ ،‬قال ابن أب عمر‪ ،‬حدثنا‬

‫مروان الفزاري‪ ،‬عن أب مالك الشجعي سعد بن طارق‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة رضي ال عنه أن‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬إن حو ضي أب عد من أيلة إل عدن‪ ،‬هو أ شد بياضا من الثلج‪،‬‬

‫وأحلى من العسل باللب‪ ،‬ولنيته أكثر من عدد النجوم‪ ،‬وإن لصد الناس عنه‪ ،‬كما يصد الرجل إبل‬

‫الناس عن حوضه‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ :‬أتعرفنا يومئذ? قال‪ :‬نعم‪ .‬لكم سيماء ليست لحد من المم‪،‬‬

‫صصصصصص غرا مجليصصصصصصص مصصصصصصصن أثصصصصصصصر الوضوء"‪.‬‬


‫تردون عليّص‬

‫هذا لفظه أخرجه مسلم‪ ،‬من حديث إساعيل بن جعفر‪ ،‬عن العلء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة به‪ ،‬وال‬

‫سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أب هريرة‬

‫روى الافظ الضياء أيضا‪ :‬من حديث يي بن صال‪ ،‬حدثنا سليمان بن هلل‪ ،‬حدثنا إبراهيم ابن أب‬

‫أسيد‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إذا أنا هلكت فأنا فرطكم‬

‫‪375‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫على الوض‪ ،‬ق يل يا ر سول ال و ما الوض? قال‪ :‬عر ضه م ثل ما بين كم وب ي جرباء وأذرح‪ ،‬بيا ضه‬

‫بياض اللب‪ ،‬وهو أحلى من العسل والسكر‪ ،‬آنيته مثل نوم السماء‪ ،‬من ورد على شرب‪ ،‬ومن شرب‬

‫منه ل يظمأ أبدا‪ ،‬وإياكم أن يرد عليّ أقوام أعرفهم ويعرفون‪ ،‬فيحال بين وبينهم‪ ،‬فأقول‪ :‬إنم من أمت‪،‬‬

‫فيقال‪ :‬إنصصصصك ل تدري مصصصصا أحدثوا بعدك‪ ،‬فأقول‪ :‬بعدا أو سصصصصحقا لنصصصص بدل"‪.‬‬

‫ث قال الافظ الضياء‪ :‬ل أعلم أن سعت بلفظ السكر عن النب صلى ال عليه وسلم إل ف هذا الديث‪.‬‬

‫قلت‪ :‬بل قد ورد لفظ السكر ف حديث رواه البيهقي ف باب الوليمة والنثار‪" :‬أن رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم حضر عقدا فأتى بأطباق الوز والسكر‪ ،‬فنثر‪ ،‬فجعل ياطفهم وياطفونه"‪ .‬الديث بتمامه‪،‬‬

‫وهو غريب جدا‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أب هريرة‬

‫قال البخاري‪ :‬وقال أحد بن شبيب بن سعيد اليطي‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن‬

‫سعيد بن السيب‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أنه كان يدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يرد عليّ يوم‬

‫القيا مة ر هط‪ .‬من أ صحاب‪ ،‬فيجفلون من الوض‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب أ صحاب‪ ،‬فيقول‪ :‬إ نك ل تعلم ب ا‬

‫‪376‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صصصصصصصصصصص القهقرى"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصص ارتدوا على أعقابمص‬
‫أحدثوا بعدك‪ ،‬إنمص‬

‫قال‪ :‬قال شع يب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬كان أ بو هريرة يدث عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬فيجفلون وقال‬

‫عق يل‪ :‬فيجلون‪ .‬وقال الزبيي‪ :‬عن أ ب هريرة‪ ،‬عن ممد بن علي‪ ،‬عن ع بد ال بن أ ب رافع‪ ،‬عن أ ب‬

‫هريرة‪ ،‬عصصصصصصن النصصصصصصب صصصصصصصلى ال عليصصصصصصه وسصصصصصصلم‪.‬‬

‫وهذا كله تعل يق ول أر أ حد أ سنده بش يء من هذا الو جه‪ ،‬عن أ ب هريرة إل أن البخاري قال بعدهذا‪:‬‬

‫حدثنا أحد بن صال‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬أخبن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن السيب‪ ،‬أنه كان يدث‬

‫عصن أصصحاب النصب صصلى ال عليصه وسصلم فيقول‪" :‬إنصك ل تدري مصا أحدثوا بعدك‪ ،‬إنمص ارتدوا على‬

‫أدبارهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصم ا لقهقرى"‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن يعقوب بن عبيد وغيه‪ ،‬عن سليمان بن حرب‪ ،‬عن حاد بن زيد‪ ،‬عن كلثوم‬

‫امام مسجد بن قش ي‪ ،‬عن الفضل بن عيسى‪ ،‬عن ممد بن النكدر‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪" :‬كأ ن بكم‬

‫صادرين على الوض‪ ،‬يلقى الرجل الرجل فيقول‪ :‬أشربت? فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬ويلقى الرجل الرجل فيقول‪:‬‬

‫واعطشاه"‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية أساء بنت أب بكر الصديق رضي ال عنهما‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬حدثن ابن أب مليكة‪ ،‬عن أساء بنت‬

‫أ ب ب كر‪ ،‬قالت‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إ ن على الوض‪ ،‬ح ت أن ظر من يرد عل يّ من كم‪،‬‬

‫وسيؤخذ أناس دون‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬من ومن أمت‪ ،‬فيقال‪ :‬هل شعرت با عملوا بعدك وال ما برحوا‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬
‫يرجعون على أعقابمص‬

‫فكان ابصن أبص مليكصة يقول‪ :‬اللهصم إنصا نعوذ بصك أن نرجصع على أعقابنصا أو نفتص عصن ديننصا‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن داود بن عمر‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن أب مليكة‪ ،‬عن أساء مثله‪.‬‬

‫رواية أم الؤمني عائشة بنت الصديق رضي اللّه عنهما‬

‫قال البيه قي‪ :‬أخب نا أ بو ع بد ال الا فظ أخب نا ع بد الرح ن بن ال سن القا ضي‪ ،‬حدث نا إبراه يم بن‬

‫السي‪ ،‬حدثنا آدم‪ ،‬حدثنا إسرائيل‪ ،‬عن أب إسحاق‪ ،‬عن أب عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬سألت عائشة أم الؤمني عن‬

‫الكوثر فقالت‪" :‬هو نر أعطيه نبيكم صلى ال عليه وسلم ف النة‪ ،‬حافتاه در موف‪ ،‬عليه من النية‬

‫عدد النجوم"‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواه البيهقصي‪ ،‬ورواه البخاري‪ ،‬عصن خالد بصن يزيصد الكاهلي‪ ،‬عصن إسصرائيل واسصتشهد بروايصة مطرف‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا ابن أب عمر‪ ،‬حدثنا يي بن أب أسلم‪ ،‬عن ابن خيثم‪ ،‬عن عبد ال بن عبيد ال بن‬

‫أب مليكة‪ ،‬أنه سع عائشة تقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بي ظهران أصحابه يقول‪:‬‬

‫"إن على الوض انتظر من يرد عليّ منكم‪ ،‬فوال ليقتطعن دون رجال فلقولن‪ :‬أي رب‪ ،‬من‪ ،‬ومن‬

‫أمت‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تدري ما عملوا بعدك ما زالوا يرجعون على أعقابم"‪ .‬تفرد به مسلم‪ ،‬وال تعال‬

‫الوفق للصواب‪.‬‬

‫رواية أم الؤمني أم سلمة رضي اللّه عنها‬

‫قال م سلم‪ :‬حدث ن يو نس بن ع بد العلى ال صدف‪ ،‬أنبأ نا ع بد ال بن و هب‪ ،‬أ خبن ع مر و هو ا بن‬

‫الارث‪ ،‬أن بكيا حدثه عن القاسم بن عباس الاشي‪ ،‬عن عبد ال بن نافع مول أم سلمة‪ ،‬عن أم سلمة‬

‫زوج النب قالت‪ :‬كنت أسع الناس يذكرون الوض‪ ،‬ول أسع ذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫فل ما ك نت يوما‪ ،‬والار ية تشط ن‪ ،‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬أي ها الناس‪ :‬فقلت‬

‫للجارية‪ :‬استأخري عن‪ ،‬فقالت‪ :‬إنا دعا الرجال ول يدع النساء‪ ،‬فقلت‪ :‬إن من الناس‪ ،‬فقال رسول‬

‫‪379‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن فرط لكم على الوض‪ ،‬فأنا انتظر من يرد عليّ منكم‪ ،‬ل يأتي أحدكم‬

‫فيذب عنص كمصا يذاب البعيص الضال‪ ،‬فأقول‪ :‬فيصم هذا فيقال‪ :‬إنصك ل تدري مصا أحدثوا بعدك فأقول‪:‬‬

‫سصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصحقا"‪.‬‬

‫ث رواه مسلم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من حديث أفلح بن سعيد‪ ،‬عن عبد ال بن رافع عنها‪ ،‬فقد تلخص من مموع‬

‫هذه الحاد يث التواترة صفة هذا الوض العظ يم‪ ،‬والورد الكر ي‪ ،‬من شراب ال نة‪ ،‬من ن ر الكو ثر‪،‬‬

‫الذي هو أشهد بياضا من اللب‪ ،‬وأبرد من الثلج‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬وأطيب ريا من السك وهو ف‬

‫غاية الشباع‪ ،‬عرضه وطوله سواء‪ ،‬كل زاوية من زواياه مسية شهر‪ ،‬وأنه ينبت ف حال من السك‪،‬‬

‫ورضراض من اللؤلؤ‪ ،‬فسبحان الالق الذي ل يعجزه شيء‪ ،‬ل إله إل هو‪ ،‬ول معبود سواه‪.‬‬

‫ذكر أن لكل نب حوضا وأن حوض نبينا صلى ال عليه وسلم عظمها وأجلها وأكثرها ورادا‬

‫قال الافظ أبو بكر بن أب الدنيا ف كتاب الهوال‪ :‬حدثنا ممد ابن سليمان السدي‪ ،‬حدثنا عيسى بن‬
‫يونس‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أب سعيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ل حوضا ما‬
‫بي الكعبة إل بيت القدس‪ ،‬أشد بياضا من اللب‪ ،‬آنيته عدد النجوم‪ ،‬وكل نب يدعو أمته‪ ،‬ولكل نب‬
‫حوض‪ ،‬فمنهم من يأتيه الفئام ومنهم من يأتيه العصبة‪ ،‬ومنهم من يأتيه النفر ومنهم من يأتيه الرجلن‪،‬‬
‫والرجل‪ ،‬ومنهم من ل يأتيه أحد‪ ،‬فيقال‪ :‬لقد بلغت‪ ،‬وإن لكثر النبياء تبعا يوم القيامة"‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه ابن ماجه‪ ،‬عن أب بكر بن أب شيبة‪ ،‬عن ممد بن بشر‪ ،‬عن زكريا بن أب زائدة‪ ،‬عن عطية بن‬

‫سعيد العون‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه وال أعلم بالصواب‪.‬‬

‫أولياء ال يردون حياض أنبياء ال عليه الصلة والسلم حديث آخر‬

‫قال ا بن أب الدن يا‪ :‬حدثنا العباس بن ممد‪ ،‬حدثنا ال سن بن ممد الروزي‪ ،‬حدثنا مصن بن عقبة‬

‫اليمان‪ ،‬عن الزبي بن شبيب‪ ،‬عن أب عثمان‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫عن الوقوف بي يدي رب العالي هل فيه ماء? قال‪" :‬إي والذي نفسي بيده‪ ،‬إن فيه لاء‪ ،‬إن أولياء ال‬

‫ليدون حياض النبياء ويبعث ال سبعي ألف ملك ف أيديهم عصي من نار يذودون الكفار عن حياض‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصبياء"‪.‬‬
‫النص‬

‫وهذا حديث غريب من هذا الوجه وليس هو ف شيء من الكتب الستة‪ ،‬وتقدم ما رواه الترمذي وغيه‬

‫من حديث شعبة بن بشي‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن سية بن جندب أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم قال‪" .‬إن ل كل نب حوضا‪ ،‬يتباهون أي هم أك ثر وارده‪ ،‬وإ ن لر جو أن أكون أكثر هم وارده"‪.‬‬

‫ل و هو أ صح‪.‬‬
‫ث قال الترمذي‪ :‬هذا حد يث غر يب‪ ،‬و قد رواه أش عث بن ع بد اللك عن ال سن مر س ً‬

‫‪381‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا خالد بن حراش‪ ،‬حدثنا حزم بن أب حزم‪ ،‬سعت السن البصري يقول‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا فقدتون فأنا فرطكم على الوض‪ ،‬إن لكل نب حوضا‪ ،‬وهو قائم‬

‫على حوضه‪ ،‬بيده عصا يدعو من عرف من أمته‪ ،‬أل وإنم يتباهون أيهم أكثر تبعا‪ ،‬والذي نفسي بيده‪،‬‬

‫إنصصصصصصصصصص لرجصصصصصصصصصصو أن أكون أكثرهصصصصصصصصصصم تبعا"‪.‬‬

‫وذكر تام الديث‪ ،‬وهذا مرسل عن السن‪ ،‬وهو حسن‪ ،‬صححه يي بن سعيد القطان‪ ،‬وغيه‪ ،‬وقد‬

‫أفت شيخنا الزي بصحته من هذه الطرق‪.‬‬

‫فصل‬

‫الوض الورود قبل الصراط المدود وما أفهم عكس ذلك ضعيف أو مردود أو مؤول‬

‫إن قال قائل‪ :‬فهصل يكون الوض قبصل الواز على الصصراط أو بعده قلت‪ :‬إن ظاهصر مصا تقدم مصن‬

‫الحاديث يقتضي كونه قبل الصراط‪ ،‬لنه يذاد عنه أقوام يقال عنهم إنم ل يزالوا يرتدون على أعقابم‬

‫م نذ فارقت هم‪ ،‬فإن كان هؤلء كفارا فالكا فر ل ياوز ال صراط‪ ،‬بل ي كب على وج هه ف النار ق بل أن‬

‫ياوزه‪ ،‬وإن كانوا عصاة ف هم من ال سلمي فيب عد حجبهم عن الوض ل سيما وعلي هم سيما الوضوء‪،‬‬

‫‪382‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقصصد قال صصصلى ال عليصصه وسصصلم‪" :‬أعرفكصصم غرا مجليصص مصصن آثار الوضوء"‪.‬‬

‫"ث من جاوز ل يكون إل ناجيا مسلما فمثل هذا ل يجب عن الوض فالشبه وال أعلم أن الوض‬

‫قبل الصراط‪ ،‬فأما الديث الذي قال المام أحد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬حدثنا حرب بن ميمون‪ ،‬عن النضر بن‬

‫أنس‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يشفع ل يوم القيامة قال‪" :‬أنا فاعل قال‪:‬‬

‫فأ ين أطل بك يوم القيا مة يا نب ال قال‪ :‬اطلب ن أول ما تطلب ن على ال صراط قلت‪ :‬فإن ل أل قك? قال‪:‬‬

‫فاطلبن عند النب‪ ،‬قال‪ :‬فإن ل ألقك? قال‪ :‬فأنا عند الوض ل أخطىء هذه الثلثة الواطن يوم القيامة"‬

‫ورواه الترمذي من حديث بدل بن ال حب وا بن ما جه ف تف سيه من حد يث عبد الصمد كله ا عن‬

‫حرب بن ميمون بن أ ب الطاب الن صاري الب صري‪ ،‬من رجال م سلم‪ ،‬و قد وث قه علي بن الدي ن‪،‬‬

‫وعمرو بن علي الغلس وقوفا بي نه وب ي حرب بن ميمون بن أ ب ع بد الرح ن العبدي الب صري أيضا‬

‫صاحب الدع ية وضعفا هذا‪ ،‬وأما البخاري فجعله ما واحدا‪ ،‬وحكى عن سليمان بن حرب أنه قال‪:‬‬

‫هذا أكذب اللق وأن كر الدارقط ن على البخاري وم سلم جعله ما هذ ين حديثا واحدا وقال‪ :‬شيخ نا‬

‫الزي جعهمصصا غيصص واحصصد‪ ،‬وفرق بينهمصصا غيصص واحصصد‪ ،‬وهصصو الصصصحيح‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قلت‪ :‬وقد حررت هذا ف التكميل با فيه كفاية‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ،‬ل نعرفه إل‬

‫من هذا الوجه‪ ،‬والقصود أن ظاهر هذا الديث يقتضي أن الوض بعد الصراط‪ ،‬وكذلك اليزان أيضا‪،‬‬

‫وهذا ل أعلم به قائلً‪ ،‬اللهم إل أن يكون ذلك حوضا ثانيا ل يذاد عنه أحد‪ ،‬وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫وإذا كان الظاهر كونه قبل الصراط‪ ،‬فهل يكون ذلك قبل وضع الكرسي للفصل أو بعد ذلك هذا ما‬

‫يتمل كلّ من المرين? ول أر ف ذلك شيئا فاصلً‪ ،‬فال أعلم أي ذلك يكون‪.‬‬

‫صحيح العلماء أن الوض قبل اليزان‬

‫وقال العل مة أ بو ع بد ال القر طب ف التذكرة أيضا‪ ،‬واختلف ف كون الوض ق بل اليزان‪ ،‬قال أ بو‬

‫ال سن القاب سي‪ :‬وال صحيح أن الوض ق بل‪ ،‬قال القر طب‪ :‬والع ن يقتض يه‪ ،‬فإن الناس يرجون عطاشا‬

‫من قبورهم كما تقدم‪ ،‬فيقدم على اليزان والصراط‪ ،‬قال أبوحامد الغزال ف كتاب علم كشف الخرة‪،‬‬

‫حكصى بعصض السصلف مصن أهصل التصصنيف‪ :‬أن الوض يورد عبصد الصصراط‪ ،‬وهصو غلط مصن قائله‪ ،‬قال‬

‫‪384‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫القرطب‪ :‬هو كما قال‪ ،‬ث أورد حديث منع الرتدين على أعقابم القهقرى عنه‪ ،‬ث قال‪ :‬وهذا الديث‬

‫مع صحته أدل دليل على أن الوض يكون ف الو قف قبل الصراط‪ ،‬لن ال صراط من جاز عليه سلم‪،‬‬

‫كما سيأت‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا التوجيه قد أسلفناه ول المد‪.‬‬

‫اختلف تديد الرسول عليه السلم لجم الوض طولً وعرضا لختلف الخاطبي فحدد لكل‬

‫بالمكنة الت يعرف‬

‫قال القر طب‪ :‬و قد ظن ب عض الناس أن ف تد يد الوض تارة برباء وأذرح‪ ،‬وتارة ب ا ب ي الكع بة إل‬

‫كذا وتارة بغ ي ذلك اضطرابا‪ ،‬قال‪ :‬ول يس ال مر كذلك‪ ،‬فإ نه عل يه ال صلة وال سلم حدث أ صحابه‬

‫مرات متعددة‪ ،‬فخاطب ف كل مرة القوم با يعرفون من الماكن‪ ،‬وقد جاء ف الصحيح تديده بشهر‬

‫ف شهر‪ ،‬قال‪ :‬ول يطر ف بالك أنه ف هذه الرض‪ ،‬بل ف الرض البدلة‪ ،‬وهي أرض بيضاء كالفضة‪،‬‬

‫ل يسفك فيها دم‪ ،‬ول يظلم على ظهرها أحد قط‪ ،‬تطهر لنول البار جل جلله لفصل القضاء‪ ،‬قال‪:‬‬

‫ورد ف الديث‪ :‬أن على كل جانب منه واحدا من اللفاء الربعة‪ ،‬فعلى الركن الول أبو بكر‪ ،‬وعلى‬

‫‪385‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الثان عمر‪ ،‬وعلى الثالث عثمان‪ ،‬وعلى الرابع علي‪ ،‬رضي ال عنهم‪ ،‬قلت‪ :‬وقد رويناه ف الغيلنيات‪،‬‬

‫ول يصح إسناده‪ ،‬لضعف بعض رجاله‪.‬‬

‫فصل‬

‫ميء الرب سُبْحَانه وََتعَال يَو َم الْقِيَامَة لفصل القَضَاءَ‬

‫ذكر ف حديث الصوم التقدم‪ :‬أنه إذا ذهب رسول ال صلى ال عليه وسلم ليشفع عند ال ليفصل بي‬
‫عباده بعدما يسأل ف ذلك آدم فمن بعده‪ ،‬فكل يقول لست بصاحب ذاكم‪ ،‬حت ينتهي المر إليه‬
‫صلوات ال وسلمه عليه‪ ،‬فيشفع عند ربه‪ ،‬وتنل اللئكة تنيلً‪ ،‬فينل أهل السماء الدنيا‪ ،‬وهم قدر‬
‫هل الرض من الن والِنس‪ ،‬فيحيطون بم دائرة‪ ،‬ث تنشق السماء الثانية وتنل ملئكتها‪ ،‬وهم قدر‬
‫أهل الرض‪ ،‬فيحيطون بم دائرة‪ ،‬ث كذلك السماء الثالثة والرابعة‪ ،‬ث الامسة‪ ،‬ث السادسة‪ ،‬ث السابعة‪،‬‬
‫فكل ساء تيط بن قبلهم دائرة‪ ،‬ث تنل اللئكة الكروبيون‪ ،‬وحلة العرش القربون‪ ،‬ولم زجل بالتسبيح‬
‫والتقديس والتعظيم‪ ،‬يقولون سبحان ذي العزة والبوت سبحان ذي اللك واللكوت‪ ،‬سبحان الي‬
‫الذي ل يوت‪ ،‬سبحان الذي ييت اللئق ول يوت‪ ،‬سبوح قدوس‪ ،‬سبوح قدوس‪ ،‬سبحان ربنا‬
‫العلى‪ ،‬رب اللئكة والروح‪ ،‬سبحان ربنا العلى‪ ،‬ييت اللئق ول يوت‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا ف الهوال‪ :‬حدثن حزة بن العباس‪ ،‬أخبنا عبد ال بن عثمان‪ ،‬أخبنا ابن‬
‫البارك‪ ،‬أخبنا عوف‪ ،‬عن أب النهال سيار بن سلمة الرياحي‪ ،‬حدثنا شهر بن حوشب‪ ،‬حدثن ابن‬
‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬إذا كان يوم القيامة مدت الرض مد الدي‪ ،‬وزيد ف سعتها كذا‪ ،‬وجع اللئق ف صعيد‬
‫واحد‪ ،‬جنهم وإنسهم‪ ،‬فإذا كان كذلك قبضت هذه السماء الدنيا عن أهلها نشورا على وجه الرض‪،‬‬
‫ولهل هذه السماء وحدهم أكب من جيع أهل الرض‪ ،‬جنهم وإنسهم‪ ،‬بالضعف‪ ،‬فإذا رآهم أهل‬
‫الرض فزعوا إليهم يقولون‪ :‬أفيكم ر بنا فيفزعون من قولم ويقولون‪ :‬سبحان ربنا‪ ،‬ليس فينا‪ ،‬وهو‬

‫‪386‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫آت‪ ،‬ث يقبض السموات ساء ساء‪ ،‬كلما قبضت ساء كانت أكثر من أهل السماء الت تتها‪ ،‬ومن جيع‬
‫أهل الرض‪ ،‬بالضعف‪ ،‬جنهم وإِنسهم‪ ،‬كلما مروا على وجه الرض فزع إليهم أهلها يقولون مثل‬
‫ذلك‪ ،‬ويرجعون إليهم مثل ذلك‪ ،‬حت تقبض السماء السابعة‪ ،‬ولهلها وحدهم أكب من أهل ست‬
‫سوات‪ ،‬ومن أهل الرض بالضعف وييء ال تعال فيهم والمم صفوف فينادي مناد‪ :‬ستعلمون من‬
‫أصحاب الكرم اليوم‪ ،‬ليقم الذين كانت "َتتَجَافَى ُجنُوُبهُ ْم عَن الْ َمضَاجع يَ ْدعُونَ َرّبهُمْ َخوْفا َوطَمعا‬
‫َومِمّا رزَ ْقنَاهُ ْم ُيْنفِقُونَ"‪.‬‬
‫فيقومون‪ ،‬فيسرحون إِل النة‪ ،‬ث ينادي ثانية ستعلمون من أصحاب الكرم اليوم‪ ،‬ليقم الذين كانت "لَ‬

‫ْقلوبص‬
‫ُ‬ ‫ِيهص ال‬
‫ّبص ف ِ‬
‫ُونص َيوْما َتتَقل ُ‬
‫لةِ َوإِيتَاءِ الزّكَا ِة يَخَاف َ‬
‫الصص َ‬
‫ّهص َوإِقَام ّ‬
‫َنص ذِكْرِ الل ِ‬
‫ْعص ع ْ‬
‫ِمص تِجَا َرٌة وَلَ َبي ٌ‬
‫تُ ْلهِيه ْ‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصَارُ"‪.‬‬
‫وَالبْصص‬

‫فيقومون‪ ،‬فيسصرحون إِل النصة فإِذا أخصذ هؤلء‪ ،‬خرج عنصق مصن النار فأشرف على اللئق‪ ،‬له عينان‬

‫بصيتان ولسان فصيح فيقول‪ :‬إن وكلت بثلثة وكلت بكل جبار عنيد‪ ،‬فيلقطهم من الصفوف لقط‬

‫الط ي حب ال سمسم فيح بس ب م ف جه نم ث يرج الثان ية فيقول‪ :‬إ ن وكلت ب ن آذى ال ور سوله‪،‬‬

‫فيلقطهم من الصفوف لقط الطي حب السمسم‪ ،‬فيحبس ف جهنم‪ ،‬ث يرج الثالثة فيقول‪ :‬إن وكلت‬

‫بأصحاب التصاوير‪ ،‬فيلقطهم من الصفوف لقط الطي حب السمسم فيحبس بم ف جهنم‪ ،‬فإذا أخذ‬

‫هؤلء‪ ،‬وهؤلء نشرت الصحف‪ ،‬ووضعت الوازين‪ ،‬وعيت اللئق للحساب‪ ،‬وقد قال ال تعال‪ً " :‬كلّ‬

‫‪387‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ج َهنّ مَ َيوْ َمئِ ٍذ َيتَذَكّ ُر ا ِلنْ سَانُ‬


‫صفّا وجي َء َي ْومَئذ ِب ِ‬
‫صفّا َ‬
‫إِذَا دُكّ تِ الرْ ضُ دَكّا دكّا وَجَاء َربّ كَ وَالْمَلَ كُ َ‬

‫َوأَنّىصصصصصصصصصصصصصصصصصص لَهصصصصصصصصصصصصصصصصصصُ الذّكْرَى"‪.‬‬

‫لئِ َك ُة وَُقضِ يَ ا َلمْ ُر َوإِلَى اللّ ِه تُر َج عُ‬


‫وقال تعال‪" :‬ه ْل َينْظُرُو نَ إِلّ أ نْ يَأِتيَهُ مُ اللّ هُ ف ظلَل مِ َن اْلغَمَام وَا َل َ‬

‫المُورُ"‪.‬‬

‫ح قّ‬
‫شهَداء وَُقضِ َي َبيَْنهُ ْم بِالْ َ‬
‫ب وَجِيء بِالَنِبيّيَ وَال ّ‬
‫ض ِبنُورِ َربَا َووُضِ َع الْ ِكتَا ُ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَأشْرَقَ تِ الَرْ ُ‬

‫ص بِمَصصا َيفْعَلُونصصَ"‪.‬‬
‫ص َو ُهوَ أعْلَمص ُ‬
‫َوهُمصصْ َل يُظَْلمُونصصَ َووُفّيَتصصْ كُ ّل نَفْصصس مَصصا عَمِلَتص ْ‬

‫ك َي ْو َمئِذ الْحَقّ لِلرّحْمن وَكَا نَ َيوْما‬


‫لئِ َك ُة َتنْزِيلً الْمُلْ ُ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَيوْ مَ تَشَقق ال سّمَا ُء بِاْلغَمَام ونُزّ َل الْ َم َ‬

‫ص عَسصصصصصصصصصصصصصصصصصِيا"‪.‬‬
‫عَلَى اْلكَافِرِينصصصصصصصصصصصصصصصص َ‬

‫وقال ف حديث الصور‪ :‬فيضع ال كرسيه حيث شاء من أرضه يعن بذلك كرسي فصل القضاء‪ ،‬وليس‬

‫هذا بالكرسصصصي الذكور فصصص الديصصصث الروي فصصص صصصصحيح ابصصصن حبان‪.‬‬

‫"ما السموات السبع‪ ،‬والرضون السبع‪ ،‬وما فيهن وما بينهن‪ ،‬وما الكرسي‪ ،‬إِل كحلقة ملقاة بأرض‬

‫فلة ومصا الكرسصي فص العرش إل كتلك اللقصة بتلك الفلة‪ ،‬والعرش ل يقدر قدره إِل ال عصز وجصل"‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد يطلق على هذا الكرسي اسم العرش وقد ورد ذلك ف بعض الحاديث كما ف الصحيحي‪" :‬سبعة‬

‫يظلهصصصم فصصص ظصصصل عرشصصصه يوم ل ظصصصل إل ظله" الديصصصث بتمامصصصه‪.‬‬

‫وث بت ف صحيح البخاري من حد يث الزهري‪ ،‬عن أ ب سلمة‪ ،‬وع بد الرح ن العرج‪ ،‬عن أ ب هريرة‬

‫رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة‪ ،‬فإن يصعقون وأكون أول‬

‫من يف يق فأ جد مو سى باطشا بقائ مة من قوائم العرش فل أدري أ صعق فأفاق قبلي أم جوزي ب صعقة‬

‫الطور"?‪.‬‬

‫فقوله‪ :‬أم جُوزي بصصعقة الطور يدل على أن هذا الصصعق الذي يصصل للناس يوم القيامصة‪ ،‬سصببه تلي‬

‫الرب تعال لعباده لفصل القضاء فيصعق الناس من العظمة واللل‪ ،‬كما صعق موسى يوم الطور‪ ،‬حي‬

‫سأل الرؤ ية فل ما تلى ر به للج بل جعله دكا‪ ،‬و خر مو سى صعقاَ فمو سى عل يه ال صلة وال سلم يوم‬

‫القيا مة إذا صعق الناس‪ ،‬إ ما أن يكون جوزي بتلك ال صعقة الول ف ما صعق ع ند هذا التجلي‪ ،‬وإ ما أن‬

‫يكون صصصصصعق أخصصصصف مصصصصن غيه‪ ،‬فأفاق قبصصصصل الناس كلهصصصصم‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫وقصد ورد فص بعصض الحاديصث‪" :‬أن الؤمنيص يرون ال عصز وجصل فص عرصصات القيامصة"‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫كما ثبت ف الصحيحي واللفظ للبخاري من بشر بن أب حازم‪ ،‬عن جرير بن عبد ال قال‪ :‬خرج علينا‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ليلة البدر فقال‪" :‬إن كم سترون ربك ِم يوم القيا مة ك ما ترون هذا‪ ،‬ل‬

‫صصم عياناَ"‪.‬‬
‫صصترون ربكص‬
‫صصم سص‬
‫صصة للبخاري‪" :‬إنكص‬
‫صص روايص‬
‫صصه " وفص‬
‫صص رؤيتص‬
‫تضامون فص‬

‫وجاء أنم يسجدون له تعال‪ ،‬كما قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا جبارة بن الغلس المال‪ ،‬حدثنا عبد العلى‬

‫بن أب الساور‪ ،‬عن أب بردة‪ ،‬عن أب موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا جع ال‬

‫اللئق يوم القيا مة أذن ل مة م مد ف ال سجود‪ ،‬في سجدون له طويلً‪ ،‬ث يقال‪ :‬ارفعوا رؤو سكم‪ ،‬ف قد‬

‫جعلنصصصصصصصصا عدتكصصصصصصصصم فداكصصصصصصصصم مصصصصصصصصن النار"‪.‬‬

‫له شواهصصصصصصد مصصصصصصن وجوه أخصصصصصصر كمصصصصصصا سصصصصصصيأت‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ،‬حدثنا يي بن حاد‪ ،‬حدثنا أبو عوانة عن العمش‪ ،‬عنأب صال‪ ،‬عن‬

‫أ ب هريرة‪ ،‬عن ال نب صلى ال عليه و سلم قال‪" :‬ح ت إن أحد كم ليلتفت فيك شف عن ساق‪ ،‬فيقعون‬

‫سجودا‪ ،‬وترجع أصلب النافقي حت تكون عظما‪ ،‬كأنا صياصي البقر" ث قال‪ :‬ل تعلم من حدث به‬

‫عن الع مش إل أ با عوا نة قلت‪ :‬و سيأت له شا هد من و جه آ خر‪ ،‬وذ كر ف حد يث ال صور‪" :‬أن ال‬

‫‪390‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ينادي العباد يوم القيامة فيقول‪ :‬إن قد أنصت لكم منذ خلقتكم ل يومكم هذا‪ ،‬أرى أعمالكم‪ ،‬وأسع‬

‫أقوالكم فأنصتوا إلّ فإنا هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم‪ ،‬فمن وجد خيا فليحمد ال ومن وجد‬

‫غيصصصصصصصصصص ذلك فل يلومنّصصصصصصصصصص إل نفسصصصصصصصصصصه"‪.‬‬

‫وروى الِمام أح د‪ :‬من حد يث ع بد ال بن م مد بن عق يل‪ ،‬عن جابر بن ع بد ال‪ ،‬أ نه اشترى راحلة‬

‫ف سار إل ع بد ال بن أن يس شهرا‪ ،‬لي سمع م نه حديثا بل غه ع نه قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫وسلم يقول‪" :‬يشر الناس يوم القيامة‪ -‬أو قال العباد‪ -‬عراة‪ ،‬غرلً‪ ،‬بما قال‪ ،‬قلنا‪ :‬وما بما قال‪ :‬ليس‬

‫معهم شيء‪ ،‬ث يناديهم بصوت‪ ،‬يسمعه من بعد‪ ،‬كما يسمعه من قُرب‪ :‬أنا اللك‪ ،‬أنا الديان‪ ،‬ل ينبغي‬

‫لحد من أهل النار أن يدخل النار‪ ،‬وله عند أحد من أهل النة حق إل قضيته له منه‪ ،‬حت اللطمة‪ ،‬قال‪:‬‬

‫صصيئات"‪.‬‬
‫صصنات والسص‬
‫صصا? قال‪ :‬بالسص‬
‫صص ال بمص‬
‫صص نأتص‬
‫صصا إناص‬
‫صصف وإننص‬
‫صصا‪ :‬وكيص‬
‫قلنص‬

‫وف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب ذر‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف الديث اللي الطويل‪" :‬يا عبادي‪ :‬إنا‬

‫هي أعمال كم أح صيها ل كم ف من و جد خيا فليح مد ال و من و جد غ ي ذلك فل يلوم نّ إِل نف سه"‪.‬‬

‫ك يَوم‬
‫س وَذَلِ َ‬
‫ك َيوْ مٌ مَجْمو عٌ لَ ُه النّا ُ‬
‫ف عَذَاب ال ِخ َرةِ ذلِ َ‬
‫ك لَيةً لِمَ نْ خَا َ‬
‫وقد قال ال تعال‪" :‬إنّ ف ذَلِ َ‬

‫‪391‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫َسصعِيدً"‪.‬‬
‫ُمص شَق ِي و َ‬
‫ِهص فَ ِمْنه ْ‬
‫ْسص إِلّ بإ ْذن ِ‬
‫ّمص نَف ٌ‬
‫يأتص َل َتكًل ُ‬
‫ْمص ِ‬‫ُهص إل لج َل مَعدود َيو َ‬
‫مَشْهود وَم َا نُؤخر ُ‬

‫ث ذكر ما أعده للشقياء وما وعد به السعداء‪ ،‬وقال تعال‪" :‬رب السّموات والرْض َومَا َبْينَهما ال َرحْمن‬

‫صفّا َل َيتَكًلّمُونَ إِلّ مَنْ أَ ِذنَ لَهُ الرّحْم ُن وَقَالَ صَوابا"‪.‬‬


‫لئِ َكةُ َ‬
‫ح وا َل َ‬
‫َل يَمِْلكُو َن ِمنْهُ خِطَابا "َي ْومَ َيقُومُ الرو ُ‬

‫وث بت ف ال صحيح‪ :‬ول يتكلم يومئذ إل الر سل‪ ،‬و قد ع قد البخاري رح ه ال بابا ف ذلك‪ ،‬ف كتاب‬

‫التوحيد ف صحيحه‪.‬‬

‫الزء الثان‬

‫كلم الرب سبحانه وتعال يوم القيامة مع الَنبياء‬

‫ول يتكلم يومئذ إِل الرسصل‪ ،‬وقصد عقصد البخاري رحهص ال بابا فص ذلك فقال فص باب التوحيصد مصن‬

‫صصصحيحه فصص باب كلم الرب سصصبحانه وتعال يوم القيامصصة مصصع النصصبياء وغيهصصم‪.‬‬

‫ث أورد فيه حديث أنس ف الشفاعة بتمامه وسيأت‪ ،‬وحديث‪" :‬ما منكم من أحد إِل سيكلمه ربه‪ ،‬ليس‬

‫بينصصصصصصصصصصصصصصصصصصه وبينصصصصصصصصصصصصصصصصصصه ترجان"‪.‬‬

‫و سيأت حديث ابن ع مر ف النجوى أيضا‪ ،‬ون ن نورد ف هذه الترج ة أحاديث أخر منا سبة له أيضا‪،‬‬

‫‪392‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ت ًعلّ مُ‬
‫جمَ عُ اللّ هُ الرّ سُل فَيقُو ُل مَاذَا أ ِجْبتُ مْ قَالوا َل عِلْ مَ َلنَا ِإنّ كَ َأنْ َ‬
‫وبال الستعان وقد قال تعال‪َ" :‬يوْ مَ يَ ْ‬

‫الْ ُغيُوبصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصِ"‪.‬‬

‫وقال تعال‪" :‬فََلنَ سْألَ ّن الّذِي نَ أرْ سِلَ إَِلْيهِ مْ وَلنَ سْألَ ّن الْمُرْ سَِليَ فَلَنقُ صّ ّن عََلْيهِ مْ ِبعِلْم َومَا كنّا غَاِئبِيَ واْلوَزْ نُ‬

‫سهُمْ‬
‫ك الّذِينَ خَسِروا أنْف َ‬
‫ت َموَازِينُهُ فَأولَئِ َ‬
‫َيوْ َمئِ ٍذ الْحَقّ َفمَ ْن ثَقَلتْ َموَازِينُهُ فَأوَلئِكَ هُ ُم الْ ُمفِْلحُونَ َومَنْ َخفّ ْ‬

‫بِمَصصصصصصصصصصصا كَانُوا بآيَاتِنَصصصصصصصصصصصا يَظِْلمُونصصصصصصصصصصصَ"‪.‬‬

‫وقال تعال‪َ" :‬فوَ َربّكَ َلنَسْأَلّنهُمْ أجْ َمعِيَ عَمّا كَانُوا َيعْمَلُونَ"‪.‬‬

‫شهادة أمة ممد صلى ال عليه وسلم على المم يوم القيامة‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬أخبنا ابن البارك‪ ،‬أخبنا رشدين بن سعد‪ ،‬أخبنا ابن أرقم الغافري‪ ،‬عن جبلن‬

‫بن أ ب جبلة‪ ،‬ب سنده إل ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬إذا ج ع ال عباده يوم القيا مة‪ ،‬كان أول من‬

‫يدعى إسرافيل‪ ،‬فيقول له ربه‪ :‬ما فعلت ف عهدي هل بلغت عهدي? فيقول‪ :‬نعم قد بلغت‪ ،‬فيخلي عن‬

‫إسرافيل‪ ،‬ويقال لبيل‪ :‬هل بلغت عهدي‪ .‬فيقول‪ :‬نعم قد بلغت الرسل‪ ،‬فيقول ال عز وجل لم‪ :‬هل‬

‫بلغكم جبيل عهدي? فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيخلي عن جبيل‪ ،‬ويقال للرسل‪ :‬ما فعلتم فعهدي فيقولون‪ :‬بلغنا‬

‫‪393‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أمنصا‪ ،‬فتدعصى المصم فيقال لمص‪ :‬هصل بلغكصم الرسصل عهدي فيقولون‪ :‬بلغناهصم فمنهصم الكذب ومنهصم‬

‫الصدق‪ ،‬وإن لنا عليهم شهداء يشهدون أن قد بلغنا مع شهادتك‪ ،‬فيقول‪ :‬من يشهد لكم فيقولون‪ :‬أمة‬

‫ممد‪ ،‬فتدعى أمة ممد فيقول ال تعال لم‪ :‬أتشهدون أن رسلي هؤلء قد بلغوا عهدي إل من أرسلوا‬

‫إلي هم فيقولون‪ :‬ن عم يا رب نا شهد نا أن قد بلغوا‪ .‬فتقول تلك ال مم‪ :‬ك يف يش هد علي نا من ل يدرك نا‬

‫فيقول ل م الرب‪ :‬ك يف تشهدون على من ل تدركوا فيقولون‪ :‬رب نا بع ثت إلي نا ر سولً‪ ،‬وأنزلت إلي نا‬

‫عهدك وكتابك‪ ،‬وقصصت علينا أنم قد بلغوا‪ ،‬فشهدنا با عهدت إلينا فيقول الرب‪ :‬صدقوا فذلك قوله‬

‫ُمص َشهِيدا"‪.‬‬
‫ُونص الرّسصُو ُل عََلْيك ْ‬
‫ْنهمص أ ّم ًة وَسصَطا ِلتَكُونُوا ُشهَدَاءَ عَلَى النّاس َوَيك َ‬
‫ِكص َجعَل ْ‬
‫تعال‪" :‬وَكَذَل َ‬

‫قال ابن أرقم‪ :‬فبلغن أنه يشهد أمة أحد إل من كان ف قلبه إحنة‪.‬‬

‫كلمه سبحَانه وتَعال مَع آدم عَلَيه الصّلة والسّلم يَوم القيامة‬

‫أمة ممد عليه الصلة والسلم ف المم كالشعرة البيضاء ف الثور السود‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا عبد العزيز بن ممد‪ ،‬عن ثور‪ ،‬عن أب الغيث‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن‬

‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم قال‪" :‬أول من يدعى يوم القيامة آدم‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا أبو كم آدم‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫‪394‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ربّ لبيك وسعديك‪ ،‬فيقول له ربنا‪ :‬أخرج نصيب جهنم من ذريتك‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب وكم? فيقول‪ :‬من‬

‫كل مائة تسعة وتسعي‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول ال أرأيت إذا أخذ من كل مائة تسعة وتسعي فماذا يبقى منا?‬

‫قال‪ :‬إن أمت ف المم كالشعرة البيضاء ف الثور السود"‪.‬‬

‫أول من يدعى يوم القيامة آدم عليه الصلة والسلم‬

‫ورواه البخاري‪ ،‬عن إساعيل بن عبد ال‪ ،‬عن أخيه‪ ،‬عن سليمان بن بلل‪ ،‬عن ثور بن زيد الديلمي‪،‬‬

‫عن سال أب الغيث مول بن معطيع‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أول من‬

‫يد عى يوم القيا مة آدم فتراه ذري ته فيقال‪ :‬هذا أبو كم آدم‪ ،‬فيقول‪ :‬لب يك و سعديك فيقول‪ ،‬أخرج ب عث‬

‫جهنم من ذريتك"‪ .‬وذكر تامه مثل ما تقدم‪.‬‬

‫رجاء الرسول صلى ال عليه وسلم أن يكون أتباعه نصف أهل النة‪:‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا وكيع عن العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬يقول ال يوم القيامة‪ :‬يا آدم قم فابعث بعث النار‪ ،‬فيقول‪ :‬لبيك وسعديك والي ف يديك‬
‫يا رب وما بعت النار فيقول‪ :‬من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون‪ .‬قال‪ :‬فيومئذ يشيب الولود"‪ .‬وقد‬
‫سكَارَى وََلكِ ّن عَذَابَ اللّهِ‬
‫س ُسكَارَى َومَا ه ْم بِ ُ‬
‫قال تعال‪َ " :‬وَتضَعُ كُلّ ذَاتِ َحمْل َحمَْلهَا َوتَرَى النّا َ‬

‫‪395‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شَدِيدٌ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيقولون أين ذلك الواحد فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬تسعمائة وتسعة وتسعون من‬
‫يأجوج ومآجوج ومنكم واحد قال‪ :‬فقال الناس ال أكب‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬وال‬
‫إن لرجو أن تكونوا ربع أهل النة‪ ،‬وال إن لرجو أن تكونوا ثلث أهل النة‪ ،‬وال إن لرجو أن‬
‫تكونوا نصف أهل النة"‪ ،‬قال‪ :‬فكب الناس‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما أنتم ف الناس إل‬
‫كالشعرة البيضاء ف الثور السود‪ ،‬أو كالشعرة السوداء ف الثور البيض"‪.‬‬
‫ورواه البخاري‪ ،‬عن عمر بن حفص بن غياث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن العمش به‪ ،‬ورواه مسلم عن أب بكر بن‬

‫أب شيبة‪ ،‬عن وكيع به‪ ،‬وأخرجاه من طرق آخر عن العمش به‪ ،‬وف صحيح البخاري‪ ،‬عن بندار‪ ،‬عن‬

‫غندر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم ف فيد فقال‪" :‬أترضون أن تكونوا ربع أهل النة? قلنا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬والذي نفسي‬

‫بيده إن لرجو أن تكونوا نصف أهل النة وذلك أن النة ل يدخلها إل نفس مسلمة‪ ،‬وما أنتم ف أهل‬

‫الشرك إل كالشعرة البيضاء ف جلد الثور السود‪ ،‬أو كالشعرة السوداء ف جلد الثور الحر"‪.‬‬

‫كَلم الرب سُبْحَانَه وتَعَال مَع نوح عَليه الصّلة والسّلم وَسؤاله إِيّاه عَن الْبَلغ َكمَا قالَ َتعَال‪:‬‬

‫سَألَ ّن اّلذِينَ أرْ ِس َل ِإلَيْ ِه ْم وَلَنَسألً ّن الْ ُمرْسَلِيَ"‬


‫"فَلََن ْ‬

‫‪396‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عل يه و سلم‪" :‬يد عى نوح يوم القيا مة فيقال له‪ :‬هل بل غت? فيقول‪ :‬ن عم‪ ،‬فيد عى قو مه فيقال‪ :‬هل‬

‫بلغ كم? فيقولون‪ :‬ما أتانا من نذ ير‪ ،‬وما أتانا من أ حد‪ ،‬قال‪ :‬فيقال لنوح من يش هد لك فيقول‪ :‬ممد‬

‫صص وَس صصَطا ِلتَكونُوا ُشهَدَا َء عَلَى النّاس"‪.‬‬


‫ص أمّةص‬
‫صصه"‪ :‬وذلك قوله‪" :‬وَكَذَلِك صصَ َجعَلْنهم ص ْ‬
‫وأمتص‬

‫قال‪ :‬والوسصط العدل‪ .‬قال رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬فتدعون‪ ،‬فتشهدون له بالبلغ وأشهصد‬

‫عليكم‪ ،‬وقال‪ :‬وهكذا رواه البخاري والترمذي والنسائي من طرق عن العمش‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصحيح‪.‬‬

‫وقد رواه الِمام أحد بلفظ أعم من هذا فقال‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب‬

‫سعيد رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ييء النب صلى ال عليه وسلم يوم‬

‫القيامة ومعه الرجل‪ ،‬والنب ومعه الرجلن‪ ،‬وأكثر من ذلك‪ ،‬فيدعى قومه‪ ،‬فيقال لم‪ :‬هل بلغكم هذا?‬

‫فيقولون‪ :‬ل‪ ،‬فيقال له‪ :‬هل بلغت قومك فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬فيقال‪ :‬من يشهد لك فيقول‪ :‬ممد وأمته‪ ،‬فيدعى‬

‫ممد فيقال له‪ :‬هل بلغ هذا قومه‪ .‬فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬ث تدعى أمة ممد صلى ال عليه وسلم فيقال لم‪ :‬هل‬

‫‪397‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بلغ هذا أمته فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيقال لم‪ :‬ومن أعلمكم فيقولون جاءنا ممد نبيا‪ ،‬وأخبنا أن الرسل قد‬

‫بلغوا‪ .‬قال‪ :‬فذلك قوله‪" :‬وكذلك جعلناكصصصصصصصم أمصصصصصصصة وسصصصصصصصطا‪.‬‬

‫قال‪ :‬يقول عدلً لتكونوا شهداء على الناس‪ ،‬ويكون الرسصصصصصصول عليكصصصصصصم شهيدا"‪.‬‬

‫وهكذا رواه ابن ماجه‪ ،‬عن أب كريب‪ ،‬وأحد بن سنان‪ ،‬كلها عن أب معاوية‪.‬‬

‫شهادة أمة ممد عليه الصلة والسلم على جيع المم يوم القيامة دليل عدالة هذه المة وشرفها‬

‫قلت‪ :‬شهادة أمة ممد صلى ال عليه وسلم على جيع المم يوم القيامة برهان على عدالة هذه المة‬

‫وشرفها‪ ،‬ومضمون هذا‪ ،‬أن هذه المة يوم القيامة يكونون عدولً عند سائر المم‪ ،‬ولذا يستشهد بم‬

‫سائر النبياء على أمهم‪ ،‬ولول اعتراف أمهم بشرف هذه المة لا حصل إلزامهم بشهادتم‪ ،‬وف حديث‬

‫بز بن حكيم عن أبيه‪ ،‬عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إنكم وفيتم سبعي أمة‪ ،‬أنتم‬

‫خيها وأكرمها على اللّه سبحانه وتعال"‪.‬‬

‫تشريف ِإبْرَاهيم عَلي ِه الصّلة والسّلم يَوْم اْلقِيَامة عَلَى رؤوس الَ ْشهَاد‬

‫‪398‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص الصصصَالِحِي"‪.‬‬
‫صَنةً َوِإنّهصص فصص الخِ َرةِ لَمِنص َ‬
‫صا حَسص َ‬
‫قال الّ ص تعال‪" :‬وآتَيْناهصصُ فصص ال ّدنْيَص‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ،‬حدثنا غندر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن الغية بن النعمان‪ ،‬عن سعيد بن‬

‫جبي‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قام فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم يطب فقال‪" :‬إِنكم تُحْشَرون حُفاةً‬

‫عراةً"‪ .‬ثصصصصصصص تل قوله تعال‪" :‬كَمَصصصصصصصا بَ َدأْنَصصصصصصصا أوّلَ خَلْق نعِيده"‪.‬‬

‫وإن أول اللئق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه الصلة والسلم‪ ،‬وإنه سيجاء برجال من أمت فيؤخذ‬

‫بمص ذات الشمال فأقول‪ :‬يصا رب أصصحاب‪ ،‬فيقول‪ :‬إنصك ل تدري مصا أحدثوا بعدك‪ ،‬فأقول‪ :‬كمصا قال‬

‫حكِيصم"‪.‬‬
‫ْتص اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫ّكص أن َ‬
‫ِمص َشهِيدا م َا دُمصت فِيهِمصْ" إِل قوله‪" :‬إِن َ‬
‫ْتص عََلْيه ْ‬
‫العبصد الصصال‪" :‬وَ ُكن ُ‬

‫قال‪ :‬إن م ل يزالوا مرتد ين على أعقاب م‪ .‬ذ كر مو سى عل يه ال صلة وال سلم وذ كر شر فه وجلل ته يوم‬

‫القيامة وكثرة أتباعه وانتشار أمته‪.‬‬

‫ذكر عيسَى عَليه الصّلة والسّلم وكَلم الرّب َع ّز وَ َجلّ مَعه يَوم القيامة‬

‫قال اللّه تعال‪َ " :‬وإِذْ قَالَ ال يَا عِيسى ابْ َن مَ ْريَ مَ أَ َأنْ تَ قًلْ تَ لِلنّاس اتّخِذُون وأمّ يَ ِإ َليْن مِ نْ دو نِ اللّ هِ‬

‫ك مَا يَكو نُ لِي أَ نْ أَفو َل مَا َليْ سَ لِي ِبحَقّ إِ نْ ُكنْ تُ ُق ْلتً هُ َفقَ ْد عَلِ ْمتَة َتعْلَ ُم مَا ف َنفْ سِي وَلَ‬
‫قَالَ ُسبْحَانَ َ‬

‫‪399‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫َأعْلَ ُم مَا ف َنفْ سِكَ ِإنّ كَ َأنْ تَ عًلم الْغيُو بِ مَا ًقلْ تُ َل ُه مْ إِلّ مَا َأمَ ْرتَنِي بِ هِ أَن ا ْعبُدُوا اللّ هَ َربّ ي وَ َربّكّ مْ‬

‫ب عََلْيهِ مْ وأَنْ تَ عَلَى ك ّل َشيْ ٍء َشهِيدٌ‬


‫ت عََلْيهِ ْم شَهيدا مَا ُدمْ تَ فِيهِ مْ فََلمّا تَوّفيَْتنِي كنْ تَ َأنْ تَ الرّقِي َ‬
‫وَ ُكنْ ُ‬

‫حكِي مُ قَالَ اللّ ُه هَذَا َيوْ مُ َيْنفَ ُع ال صّادِقِيَ‬


‫إِ ْن ُتعَ ّذْبهُ مْ فَِإّنهُ ْم عِبَاد كَ َوإِ نْ َت ْغفِ ْر ل مْ فِإنّ كَ َأنْ تَ اْلعَزِي ُز الْ َ‬

‫ك اْلفَوْزُ‬
‫حِتهَا ا َلْنهَارُ خَالِدِي َن فيهَا َأبَدا رَضِيَ اللّ ُه َعنْهُ ْم وَ َرضُوا َعنْهُ ذلِ َ‬
‫ت تَجْرِي مِ ْن تَ ْ‬
‫صِدُْقهُمْ‪َ ،‬لهُمْ َجنّا ٌ‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصُ"‪.‬‬
‫العَظِيمص‬

‫وهذا السؤال من ال تعال لعيسى ابن مري‪ ،‬مع علمه تعال أنه ل يقل شيئا من ذلك‪ ،‬إنا هو على سبيل‬

‫التقريع والتوبيخ لن اعتقد فيه ذلك من ضلل النصارى وجهلة أهل الكتاب‪ ،‬فبأ إل ال تعال من هذه‬

‫ش ُرهُ مْ جَمِيعا‬
‫القالة‪ ،‬كما تتبأ اللئكة من اعتقد فيهم شيئا من الِلية حيث يقول ال تعال‪َ " :‬وَيوْ َم يَحْ ُ‬

‫لِئكَ ِة أهؤلءِ إِياكُ مْ كَانُوا َي ْعبُدُو نَ قالوا ُسبْحَانَكَ َأنْ تَ وَليّنَا مِ نْ دونِ ْم بَلْ كَانُوا َيعْبدو نَ‬
‫ثُمّ َيقُولُ ِللْ َم َ‬

‫ص مُؤمِنُونصصصصصصصصَ"‪.‬‬
‫ص ِبهِمصصصصصصص ْ‬
‫الْجِنّصصصصصصصص أَ ْكثَ ُرهُمصصصصصصص ْ‬

‫ضلّوا‬
‫ضلَ ْلتُ ْم ِعبَادِي هَؤلء أَ ْم هُ مْ َ‬
‫ش ُرهُ ْم َومَا َيعْبُدو نَ مَ نْ دو نِ اللّ هِ َفيَقولُ أَ َأنْتُ مْ أ ْ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَيوْم يَحْ ُ‬

‫ك مَا كَانَ يَْنَبغِي َلنَا أَ ْن َنتّخِ َذ مِنْ دونكَ مِنْ َأوْليَآ َء وََلكِنْ َمّت ْعَتهُمْ وَآبَاءهمْ حَت نَسُوا‬
‫السّبِيلَ قَالوا سبْحَانَ َ‬

‫‪400‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صرْفا وَلَ َنصْرا وَمن يَ ْظلِ ْم ِمْنكُ ْم نُذِقْهُ‬


‫ستَطِيعُونَ َ‬
‫الذّكْ َر وَكَانُوا َقوْما بُورا َفقَدْ ًك ّذبُوكُ ْم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَ ْ‬

‫عَذَابا َكبِيا"‪.‬‬

‫وقال تعال‪َ " :‬وَيوْ َم نَحْشُ ُرهُمْ َجمِيعا ثُ ّم َنقُولُ ِللّذِي نَ َأشْرَكُوا َمكَاَنكُ ْم أْنتُ ْم َوشُرَكَاءُكُمْ َف َزيّ ْلنَا َبيْنه ْم وَقَالَ‬

‫شُرَكَاؤهُ ْم مَا ُكنْتُمْ ِإيّانَا تَ ْعبُدُونَ َف َكفَى باللّهِ َشهِيدا َبْينَنَا َوَبيْنَكمْ إِنْ ًكنّا عَ ْن عِبَا َدتِكُمْ َلغَافِِليَ ُهنَالِكَ َتبُْلوُا‬

‫حقّ وضَ ّل َعْنهُمْ مَا كَانوا َي ْفتَرُونَ"‪.‬‬


‫كُ ّل َنفْس مَا َأسَْل َفتْ وَردوا إِل اللّه َموْلَهُ ُم الْ َ‬

‫مقام رسول اللّه صلى ال عليه وسلم عند ال يوم القيامة ل يدانيه مقام‬

‫فل يساويه بل ول يدانيه أحد فيه‪ ،‬ويصل له من التشريفات ما يغبطهذا با كل اللئق من العالي‪ ،‬من‬
‫الولي والخرين‪ ،‬صلوات ال وسلمه عليه وعلى سائر النبياء والرسلي‪ ،‬وقد تقدم ما ورد ف القام‬
‫الحمود من الحاديث والثار‪ ،‬وأنه أول من يسجد بي يدي ال يوم القيامة‪ ،‬وأول من يشفع فيشفع‪،‬‬
‫وأول من يكسى بعد الليل‪ ،‬يكسى الليل ريطتي‪ .‬بيضاوين‪ ،‬ويكسى ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫حلتي خضراوين‪ ،‬ويلس الليل بي يدي العرش‪ ،‬وممد صلى ال عليه وسلم عن يي العرش فيقول‪:‬‬
‫"يا رب إن هذا‪ -‬ويشي إل جبيل‪ -‬أخبن عنك أنك أرسلته إل‪ ،‬فيقول ال عز وجل صدق جبيل"‪.‬‬
‫وقد روى ليث بن أب سليم‪ ،‬وأبو يي القتات‪ ،‬وعطاء بن السائب وجابر العفي‪ ،‬عن ماهد أنه قال ف‬
‫تفسي القام الحمود‪ :‬إنه يلسه معه على العرش‪ ،‬وروي نو هذا عن عبد ال بن سلم‪ ،‬وجع فيه أبو‬
‫بكر الروزي جزءا كبيا‪ ،‬وحكاه هو وغيه وغي واحد من السلف وأهل الديث كأحد وإسحاق بن‬
‫راهويه وخلق وقال ابن جرير‪ :‬وهذا شيء ل ينكره مثبت ول ناف‪ ،‬وقد نظمه الافظ أبو السن‬
‫الدارقطن ف صيدة له‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قلت‪ :‬ومثل هذا ل ينبغي قبوله إل عن معصوم‪ ،‬ول يثبت فيه حديث يعول عليه‪ ،‬ول يصار بسببه إليه‪،‬‬

‫وقول ماهد ف هذا القام ليس بجة بفرده‪ ،‬ولكن قد تلقاه جاعة من أهل الديث بالقبول‪ ،‬وقال أبو‬

‫بكر بن أب الدنيا‪ :‬أخبنا شريح بن يونس‪ ،‬أخبنا أبو سفيان العمري‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن علي‬

‫بن ال سي أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬إذا كان يوم القيا مة مدت الرض مد الد ي‪ ،‬ح ت ل‬

‫يكون للِنسان إل موضع قدميه‪ .‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬فأكون أول من يدعى‪ ،‬وجبيل عن‬

‫يي الرحن‪ ،‬وال ما رآه قبلها‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬إن هذا أخبن أنك أرسلته إِلّ‪ ،‬فيقول ال‪ :‬صدق‪ ،‬ث‬

‫أشفع‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب عبادك ف أطراف الرض" فهو القام الحمود‪.‬‬

‫ذكر ف كلم الرب تَعال مَ َع العُلماء ف فصْل القضَاءِ‬

‫إكرام اللّه عز وجل للعلماء يوم القيامة القضاء‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن زهي‪ ،‬حدثنا العلء بن سال‪ ،‬حدثنا إبراهيم الطالقان‪ ،‬حدثنا البارك‪ ،‬عن‬

‫سفيان‪ ،‬عن ساك بن حرب‪ ،‬عن ثعلبة بن الكم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم "يقول ال‬

‫‪402‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫تعال للعلماء إذا جلس على كرسيه لفصل القضاء إ ن ل أج عل عل مي وحك مي في كم إل وأ نا أر يد أن‬

‫أغفر لكم ول أبال"‪.‬‬

‫َأوّلْ كَلمه ًع ّز وجَل للمؤمني‬

‫قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا عبد ال بن البارك‪ ،‬حدثن يي بن أيوب‪ ،‬عن عبيد ال بن رجاء‪ ،‬عن‬

‫خالد بن أب عمران‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن‬

‫شئ تم أنبأت كم بأول ما يقول ال عز و جل للمؤمن ي يوم القيا مة‪ ،‬وبأول ما تقولون له? قالوا‪ :‬ن عم يا‬

‫ر سول ال قال‪ :‬فإِن اللّه تعال يقول للمؤمن ي‪ :‬هل أحبب تم لقائي‪ .‬فيقولون‪ :‬ن عم يا رب نا فيقول‪ :‬و ما‬

‫حلكم على ذلك? فيقولون‪ :‬عفوك ورحتك ورضوانك‪ ،‬فيقول‪" :‬فإِن قد أوجبت لكم رحت"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ل خلق ف الخرة لن يون أَمانة اللّه وعهده‬

‫لقَ َلهُمْ ف الخِ َرةِ وَلَ‬


‫ل أولَئِكَ لَ َخ َ‬‫قال ال تعال‪" :‬إِن الّذِينَ يَشْتَرُو َن ِب َعهْدِ اللّ ِه َوَأيْمَاِنهِ ْم ثَ َمنَاَ قَلِي ً‬
‫يُكَلّ ُمهُمُ ال وَ َل َينْظُرُ إَِلْيهِ ْم َيوْ َم اْلقِيَا َم ِة وَلَ يُزكّيهِ ْم وَلَه ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ"‪.‬‬
‫‪403‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ك مَا يَأكُلُونَ ف‬ ‫ل أولئِ َ‬ ‫شتَرُونَ بِ ِه ثَ َمنَاَ قَلِي ً‬


‫ب َويَ ْ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِي َن يَكتُمُو َن مَا َأنْزَلَ اللّ ُه مِ َن اْلكِتَا ِ‬
‫ضلََلةَ‬
‫بطُويهِمْ إِ ّل النّا َر وَلَ ُيكَلّفهُمُ اللّ ُه َي ْومَ اْلقِيا َمةِ وَ َل يُزَكّيهِمْ ول ُم عَذَابٌ أَلِي ٌم أولئِكَ الّذِي َن ا ْشتَرُوا ال ّ‬
‫ب بِالْحَ ّق َوِإ ّن الّذِينَ ا ْختََلفُوا‬
‫صبَره ْم عَلَى النّارِ ذَلِكَ بَأنّ اللّهَ نَزّ َل اْلكِتَا َ‬ ‫بِالْهدَى وَالْعَذَابَ بالْ َم ْغفِ َرةِ َفمَا أ ْ‬
‫ف اْل ِكتَابِ َلفِي ِشقَاق َبعِيدٍ"‪.‬‬
‫والراد من هذا أَنه ل يكلمهم ول ينظر إليهم كلما ونظرا يرحهم به‪ ،‬كما أَنم عن ربم يومئذ‬
‫مجوبون بقوله تعال‪" :‬كلّ ِإّنهُ ْم عَنْ َرّبهِ ْم يَو َمئِذٍ لَ َمحْجُوبُونَ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ يَحْشرهُمْ َجمِيعا يَا َمعْشَ َر الْجِنّ َق ِد اسَْتكْثَ ْرتُمْ مِ َن الِنْس وَقَالَ َأوْليَاؤهُ ْم مِ َن ا ِلنْس‬
‫َرّبنَا ا ْستَ ْمتَ َع َبعْضنَا ِببَعْض َوبََلغْنَا أَ َجَلنَا الّذِي َأجّ ْلتَ َلنَا قَا َل النّا ُر َمْثوَاكمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلّ مَا شَاء ال ِإنّ‬
‫َربّكَ َحكِيم عَلِيمٌ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬هَذَا َيوْ ُم اْلفَصْل جَ َمعْناك ْم وَا َلوّليَ فَإِن كَانَ َلكُمْ َكيْدٌ َفكِيدُونِ َويْ ٌل َي ْومَئِذٍ ِللْمكًذّبيَ"‪.‬‬
‫سبُونَ َأّنهُ ْم عَلَى َشيْءٍ أَلَ ِإّنهُمْ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ َيْب َعثًهُمُ اللّهُ جَمِيعا َفيَحِلفُونَ لَهُ كَمَا يَحِْلفُونَ َلكُ ْم َويَحْ َ‬
‫هُ ُم الْكَا ِذبُونَ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ" :‬يوْ مَ ُينَادِيه مْ َفَيقُو ُل أيْ نَ شُرَكَائِ َي الّذِي َن كْنتُ مْ َت ْزعُمُو نَ قَا َل الّذِي نَ حَقّ عََليْ هم اْلقَوْلُ َربّنَا‬

‫هؤلَ ِء الّذِ ين أغوَيْنَا أغ َوْينَاهُ مْ كَمَا َغ َويْنَا َتبَرّأ نا إَِليْ كَ مَا كَانُوا ِإيّانَا يَ ْعبُدُو نَ وَقيلَ ا ْدعُوا ُشرَكَاءكُ مْ‬

‫ِمص َفيَقو ُل مَاذَا أَ َجبْتُم‬


‫ْمصُينَادِيه ْ‬
‫َدونص َوَيو َ‬
‫ُمص كَانُوا َي ْهت َ‬
‫َابصَلوْ أّنه ْ‬
‫ُمص وَرَأوُا اْلعَذ َ‬
‫َسصجِيبُوا َله ْ‬
‫َمص ي ْتَ‬
‫ُمص َفل ْ‬
‫فَ َد َع ْوه ْ‬

‫الْمُرْسصصصصَلِيَ َفعَ ِميَتصصصصْ عََلْيهِمصصصصُ ا َلْنبَاءُ َي ْو َمئِذٍ َفهُمصصصصْ لَ َيتَسصصصصَاءلونَ"‪.‬‬

‫وقال بعد هذا‪َ " :‬وَيوْ مَ يُنَادِيهِ مْ َفيَقول َأيْ َن شُرَكَائِ َي الَذِي نَ ُكْنتُ ْم تَ ْزعُمُو نَ َونَ َز ْعنَا مِ نْ كُ ّل أمّة َشهِيدا َف ُق ْلنَا‬

‫ص وَضَ ّل عَنهمصصصْ مَصصا كَانُوا َيفْتَرُونصصصَ"‪.‬‬


‫هَاتُوا بُ ْرهَانَكُمصصصْ َفعَلِمُوا أَنّصص الْحَقّصص للّهصص ِ‬

‫‪404‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫واليات فصصصصصصصصصصصصصصصص هذا كثيصصصصصصصصصصصصصصصص جدا‪.‬‬

‫وثبت ف الصحيحي كما سيأت من طريق خيث مة‪ ،‬عن عدي بن حات‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم قال‪ " :‬ما من كم من أ حد إل سيكلمه ر به ل يس بي نه وبي نه ترجان‪ ،‬فيل قى الر جل فيقول له‪ :‬أل‬

‫أكر مك? أل أزو جك? أل أ سخر لك ال يل والِ بل‪ ،‬أذرك ترأس وتر بع? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فيقول‪ :‬أظن نت‬

‫أنك ملقي? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬فيقول‪ :‬فاليوم أنساك كما نسيتن"‪ .‬فهذا فيه صراحة عظيمة ف تكلم اللّه تعال‬

‫وماطبته لعبده الكافر‪.‬‬

‫وأما العصاة‬

‫ففي حديث ابن عمر الذي ف الصحيحي كما سيأت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يدن‬

‫اللّه العبد يوم القيامة حت يضع عليه كنفه ث يقرره بذنوبه فيقول‪ :‬عملت ف يوم كذا كذا وكذا? وف‬

‫يوم كذا كذا وكذا? فيقول‪ :‬نعم يا رب‪ ،‬حت إذا ظن أنه قد هلك قال ال تعال"‪" :‬إن سترتا عليك ف‬

‫الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم"‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪405‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إِبراز النيان والنان ونصب اليزان وماسبة الديان‬

‫ت َوإِذَا الّنةُ أزْلفَتصصْ عَِلمَتصصْ َنفْسصصٌ مَصصا أ ْحضَرَتصصْ"‪.‬‬


‫صعّرَ ْ‬
‫قال تعال‪" :‬إذا الَحِيمصصُ سص ُ‬

‫ت الَّنةُ لِ ْل ُمّتقِيَ غَيْ َر َبعِي ٍد هَذَا مَا‬


‫ت َوَتقُولُ هَ ْل مِ ْن َمزِيدٍ "وَأزْلفَ َ‬
‫ج َهنّ َم هَل ا ْمتَل ِ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬يوْمَ َنقُولُ لِ َ‬

‫ك َيوْ مُ‬
‫سلَم ذَلِ َ‬
‫تُوعَدُو نَ ِلكُلّ أوّا بٍ َحفِي ظٍ مَ نْ خَش يَ الرّحْم َن بِاْلغَيْ بِ َوجَا َء بقَلْ بٍ ُمنِ يب ادْ ُخلُوهَا بِ َ‬

‫الْخُلُودِ َلهُمصصصصصْ مَصصصصا يَشَاءُونصصصصصَ فِيهَصصصصا وَل َديْنَصصصصا مَزِيصصصصصد"‪.‬‬

‫ل تُظْلَم َنفْسن َشيْئا َوإِ نْ كَا َن ِمثْقَالَ ًحّبةٍ مِ نْ َخرْدَلٍ‬


‫وقال تعال‪َ " :‬وَنضَ ُع الْ َموَازِين اْلقِ سْطَ ِلَيوْم اْل ِقيَامَةِ َف َ‬

‫صصصصصصِبيَ"‪.‬‬
‫َأتَيْنَصصصصصصا بِهَصصصصصصا وَكَفَصصصصصصى بِنَصصصصصصا حَاسص‬

‫سَن ًة ُيضَا ِع ْفهَا َويُؤ تِ مِن لّ ُدنْ هُ أجْرا عَظِيما َفكَيْ فَ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ اللّه َل يَ ْظلِ ُم ِمْثقَالَ ذَ ّر ٍة َوإِ نْ تَ كُ حَ َ‬

‫صوُا الرّ سُولَ َلوْ‬


‫ك عَلى هؤلَءِ َشهِيدا َي ْومَئِ ٍذ َيوَ ّد الّذِي نَ َكفَرُوا َوعَ َ‬
‫شهِي ٍد وَ ِجئْنَا بِ َ‬
‫إِذَا ِجئْنَا مِ نْ ك ّل أ ّمةٍ بِ َ‬

‫ص وَلَ يَ ْكتُمُونصصصصصَ اللّهصصصصصَ حَدِيثا"‪.‬‬


‫صوّى ِبهِمصصصصصُ الرْضصصصص ُ‬
‫تُسصصصص َ‬

‫صخْ َرةٍ‬
‫ك ِمثْقَالَ َحّبةِ مِ نْ خَ ْردَلٍ َفَتكُ نْ ف َ‬
‫وقال تعال فيما أخب به عن لقمان أنه قال‪" :‬يَا ُبَنيّ ِإّنهَا إِ ْن تَ ُ‬

‫‪406‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫َأوْ فِصصي السصصّموات أوْ فصص الرْض يَأتصصِ بِهَصصا اللّهصصُ إِنّصص اللّهصصَ َلطِيفصصٌ َخبِيٌ"‪.‬‬

‫والثار ف هذا كثية جدا‪ ،‬وال الوفق للصواب‪ ،‬وإليه الرجع والآب‪ ،‬وهو حسب ونعم الوكيل‪.‬‬

‫حشَر فتَطّلع عَلَى النّاس‬


‫ذكر ِإبْداء عَي مِن النّار عَلَى ال ْ‬

‫ص َيوْ َمئِ ٍذ َيتَذَكّ ُر ا ِلنْسصصصَا ُن وأنّىصصص لَهصصصُ الذّكْرَى"‪.‬‬


‫ج َهنّمصص َ‬
‫قال ال تعال‪َ " :‬وجِيءَ َي ْو َمئِذٍ بِ َ‬

‫وقال مسلم ف صحيحه‪ :‬حدثنا عمر بن حفص بن غياث‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬عن العلء بن خالد الكاهل‪ ،‬عن‬

‫شقيق‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يؤتى بهنم يومئذ لا سبعون‬

‫ألف زمام مصصصصصصع كصصصصصصل زمام سصصصصصصبعون ألف ملك يروناصصصصصص"‪.‬‬

‫وكذا ر واه الترمذي مرفوعا‪ ،‬ورواه من وجه آخر هو ابن جرير موقوفا‪.‬‬

‫يرج عنق من النار يتكلم? يقذف ف جهنم البارين والشركي والقائلي بغي حق‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا معاوية‪ ،‬حدثنا شيبة‪ ،‬عن فراس‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أب سعيد الدريرضي ال‬

‫عنه‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬يرج عنق من النار يتكلم‪ ،‬فيقول‪ :‬وكلت بثلثة‪،‬‬

‫‪407‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بكل جبار‪ ،‬ومن جعل مع ال إلا آخر‪ ،‬ومن قتل نفسا بغي نفس‪ ،‬فينطوي عليهم فيقذفهم ف غمرات‬

‫جهنصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصم"‪.‬‬

‫تفرّد به من هذا الوجه‪ ،‬وسيأت ف باب اليزان عن خالد‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها نوه‪.‬‬

‫وقال ال تعال‪" :‬إِذَا رَأْتهُم مِن َمكَا نِ َبعِيدٍ سَ ِمعُوا َلهَا َتغَيّظا وَزَفيا َوإِذَا أْلقُوا ِمْنهَا َمكَانا ضيقا مُق ّرنِيَ‬

‫ص ُثبُورا وَاحِدا وَا ْدعُوا ثبورا َكثِيا"‪.‬‬


‫ص ثُبُورا َل تَ ْدعُوا اْلَيوْمصصصصصصص َ‬
‫َد َعوْا ُهنَالِكصصصصصصص َ‬

‫قال الشعب‪ :‬إذا رأتم من مكان بعيد سعوا لا تغيظا وزفيا‪ ،‬من شدة حنقها وبغضها لن أشرك بال‪،‬‬

‫وات ذ م عه إلا آ خر‪ ،‬و ف الد يث‪ " :‬من كذب علي‪ ،‬أو اد عى إل غ ي أب يه‪ ،‬أو أنت مى إل غ ي موال يه‪،‬‬

‫فليتبوأ بي عين جهنم مقعدا بعيدا" قالوا يا رسول ال‪ :‬وهل لا من عيني? قال‪" :‬أما سعتم بقول ال‬

‫إذا رأتمصص مصصن مكان بعيصصد سصصعوا لاصص تغيظا وزفيا"‪ .‬رواه ابصصن أبصص حاتصص‪.‬‬

‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن إبراهيم الدورقي‪ ،‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ،‬حدثنا إسرائيل‪ ،‬عن أب‬

‫ي ي‪ ،‬عن ما هد‪ ،‬عن ا بن عباس قال‪ :‬إن الر جل لي جر إل النار‪ ،‬فتنوي وينق بض بعض ها إل ب عض‪،‬‬

‫فيقول الرح ن‪ :‬ما ل كِ? فتقول‪ :‬إ نه ي ستجي م ن‪ ،‬فيقول‪ :‬أر سلوا عبدي‪ ،‬وإن الر جل لي جر إل النار‬

‫‪408‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬ما كان هذا ظ ن بك‪ ،‬فيقول ال‪ :‬ما كان ظ نك? فيقول‪ :‬أن ت سعن رح تك‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫ارسلوا عبدي‪ ،‬وإن الرجل ليجر إل النار‪ ،‬فتشهق إليه النار شهوق البغلة ال البعي‪ ،‬وتزفر زفرة ل تبقي‬

‫أحدا إل أخفتصصصصصصصصصصه‪ ،‬وإسصصصصصصصصصصناده صصصصصصصصصصصحيح‪.‬‬

‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر‪ ،‬عن النصور‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن عبيد بن عمي قال‪ :‬إن جهنم تزفر زفرة ل‬

‫يب قى مع ها ملك ول نب إل خرّ تر عد فرائ صه‪ ،‬حتّى إن إبراه يم ليج ثو على ركبت يه ويقول‪ :‬رب ل‬

‫أسصصصصصصصصصصصصصصصصصألك إل نفسصصصصصصصصصصصصصصصصصي اليوم‪.‬‬

‫وقال ف حديث الصور‪ :‬ث يأمر ال جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم ث يقول‪" :‬ألْ أ ْعهَدْ إِلَْيكً مْ يَا‬

‫سَتقِي ُم وََلقَدْ أض ّل ِمنْكُمْ ِجِبلً‬


‫ط مُ ْ‬
‫صرَا ٌ‬
‫شيْطَانَ ِإنّه َلكُمْ ع ُد ّو ُمبِيٌ أَنِ اعْبدُون هذا ِ‬
‫َبنِي آدَمَ أَن ّل َتعْبدُوا ال ّ‬

‫ُمص تَ ْكفُرُونصَ"‪.‬‬
‫ْمص بِمَا ُكنْت ْ‬
‫اصصَل ْوهَا الَْيو َ‬
‫ُونص ْ‬
‫ُمص تُوعَد َ‬
‫ّمص الّتِي ُكْنت ْ‬
‫ِهص َج َهن ُ‬
‫ُونص هَذ ِ‬
‫َمص َتكُونُوا َت ْعقِل َ‬
‫َكثِيا أفَل ْ‬

‫في مر ال ب ي اللئق‪ ،‬وت ثو ال مم‪ ،‬وذلك قوله‪َ " :‬وتَرَى ك ّل أ ّمةٍ جَاِثَيةً كُ ّل أ ّم ٍة تُدْعَى إِلَى ِكتَابِهَا الَْيوْ مَ‬

‫حقّ ِإنّا ُكنّا نَستَنْسِ ُخ مَا ُكْنتُ ْم َتعْمَلونَ"‪.‬‬


‫تُجْ َز ْو َن مَا ُكنْتُ ْم َتعْمَلُو َن هَذَا ِكتَاُبنَا يَنْطِ ُق عََلْيكُم بِالْ َ‬

‫ذكر اليزان‬

‫‪409‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ل تُظَْل ُم َنفْس َشيْئا َوإِنْ كَا َن ِمْثقَالَ َحّب ٍة مِ نْ َخرْدَلٍ‬


‫قال ال تعال‪َ " :‬وَنضَ ُع الَوَازِي َن اْلقِسْطَ ِلَيوْم ال ِقيَا َمةِ َف َ‬

‫صبِيَ"‪.‬‬
‫صصصصص ِ‬
‫َأتَيْنَصصصصصصا بِهَصصصصصصا وَكَفَصصصصصصى بِنَصصصصصصا حَاسص‬

‫ك الّذِي نَ خَ سروا‬
‫ت َموَازِينُ هُ فَأوَلئِ َ‬
‫وقال تعال‪" :‬فَ َم ْن َثقُلَ تْ َموَازِينُ هُ فَأولئِ كَ هُ ُم الْ ُمفِْلحُو َن َومَ نْ َخفّ ْ‬

‫صهُمْ فصصصصصصصص َج ًهنّمصصصصصصصصَ خَالدُونصصصصصصصصَ"‪.‬‬


‫َأنْفُسصصصصصصص َ‬

‫ت َموَازِينه فَأولئِ كَ‬


‫وقال تعال‪" :‬واْلوَزْ نُ َيوْ َمئِ ٍذ الَقّ فَ َم ْن َثقُلَ تْ َموَازِين هُ فَأولئِ كَ ه ُم الْ ُمفْلِحُو َن ومَ نْ خفّ ْ‬

‫صهُ ْم بِمَصصصصا كَانُوا بِآيَاتِنَصصصصا يَظِْلمُونصصصصَ"‪.‬‬


‫الّذِينصصصصَ خَسصصصصِروا أنْفسصصص َ‬

‫ضَي َة وأَمّا مَ نْ خفّ تْ َموَازِين هُ فَأمّ ُه هَاوَِي ٌة َومَا أَدرَا كَ‬


‫ت مَوازِينُه َف ُهوَ ف عِيشَةٍ رَا ِ‬
‫وقال تعال‪" :‬فَأمّا مَ ْن َثقُلَ ْ‬

‫ص نَارٌ حَا ِمَيةٌ"‪.‬‬


‫مَاهِيَهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص ْ‬

‫سبُونَ أّنهُ مْ‬


‫ضلّ َسعْيهُمْ ف الَيَاةِ ال ّدنْيَا َوهُ ْم يَحْ َ‬
‫وقال تعال‪" :‬قُ ْل هَ ْل ُننَبُئكُ مْ بِالخْ سَرِي َن أعْمَا ًل الّذِي نَ َ‬

‫ل ُنقِي مً َلهُ ْم َيوْ َم اْلقِيَا َمةِ‬


‫حبِطَ تْ أعْمَاُلهُ مْ َف َ‬
‫ك الّذِي نَ َكفَروا بِآيا تِ رّبهِ ْم وَلقَائِ هِ َف َ‬
‫صنْعا أولئِ َ‬
‫سنُونَ ُ‬
‫يُحْ ِ‬

‫وَزْنا"‪.‬‬

‫وزن العمال بعد القضاء والساب‬

‫‪410‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبصو عبصد ال القرطصب‪ :‬قال العلماء‪ :‬إِذا انقضصى السصاب‪ ،‬كان بعده وزن العمال‪ ،‬لن الوزن‬

‫للجزاء‪ ،‬فينبغي أن يكون بعد الحاسبة‪ ،‬فإِن الحاسبة لنفس العمال‪ ،‬والوزن لِظهار مقاديرها‪ ،‬فيكون‬

‫الزاء بسبهما‪ ،‬قال‪ :‬وقوله ونضع الوازين القسط ليوم القيامة يتمل أن يكون ث موازين متعددة توزن‬

‫في ها العمال‪ ،‬ويت مل أن يكون الراد الوزونات‪ ،‬فج مع باعتبار تنوع العمال الوزو نة‪ ،‬وال سبحانه‬

‫وتعال أعلم‪.‬‬

‫بَيَان كَون اليزان له ًكفّتان حسيتان‬

‫وبيان أن "بسم اللّه الرحن الرحيم" ل يثقل عليها شيء‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقان‪ ،‬حدثنا ابن البارك‪ ،‬عن ليث بن سعد‪ ،‬حدثن‬

‫عامر بن يي‪ ،‬حدثن عبد الرحن اليلي واسه عبد ال بن يزيد‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو يقول‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ال سيخلص رجلً من أمت على رؤوس اللئق‪ ،‬فينشر عليه تسعة‬

‫وت سعي سجلً‪ ،‬كل سجل مد الب صر‪ ،‬ث يقول ال له‪ :‬أتنكر من هذا شيئا? ظل مك كتب ت الافظون?‬

‫فيقول‪ :‬ل يا رب‪ :‬فيقول اللك‪ :‬ألك عذر أو حسنة? فيب هت الر جل فيقول‪ :‬ل يا رب‪ ،‬فيقول‪ :‬بلى إن‬

‫‪411‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫لك عند نا ح سنة واحدة‪ ،‬ل ظلم عل يك اليوم‪ ،‬فيخرج بطا قة في ها‪ ،‬أش هد أن ل إله إل ال وأن ممدا‬

‫عبده ور سوله فيقول‪ :‬أ خبوه‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬ما هذه البطا قة مع هذه ال سجلت? فيقول‪ :‬إ نك ل‬

‫تظلم‪ ،‬فتوضع السجلت ف كفة‪ ،‬والبطاقة ف كفة‪ ،‬قال‪ :‬فتطيش السجلت‪ ،‬وتثقل البطاقة‪ ،‬ول يثقل‬

‫شيصصصصصصصصء بسصصصصصصصصم ال الرحنصصصصصصصص الرحيصصصصصصصصم"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وابن أب الدنيا‪ ،‬من حديث الليث‪ ،‬ورواه الترمذي وابن ليعة كلها‬

‫عن عامر بن يي به‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن غريب‪.‬‬

‫سياق آخر لذا الديث‪ :‬هل يوزن العامل يوم القيامة مع عمله?‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬عن عمرو بن يي‪ ،‬عن أب عبد الرحن البلي‪ ،‬عن عبد ال‬

‫بن عمرو بن العاص قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬تو ضع الواز ين يوم القيا مة‪ ،‬فيؤ تى‬

‫بالر جل‪ ،‬فيو ضع ف كفة‪ ،‬ويو ضع ما أح صى عل يه فتما يل به اليزان قال‪ :‬فيبعث به إل النار قال‪ :‬فإذا‬

‫أدبر به إذا صائح من عند الرحن تبارك وتعال يقول‪ :‬ل تعجلوا‪ ،‬فإنه قد بقي له‪ ،‬فيؤتى ببطاقة فيها ل‬

‫‪412‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إله ال ال" فتوضصصصع مصصصع الرجصصصل فصصص كفصصصة حتصصص ييصصصل بصصصه اليزان"‪.‬‬

‫وهذا السياق فيه غرابة‪ ،‬وفيه فائدة جليلة‪ ،‬وهو أن العامل يوزن مع عمله‪.‬‬

‫شهادة أل إله ال ال وأن ممدا رسول ال ترجح بالذنوب ف اليزان يوم القيامة‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن الباء القري‪ ،‬حدثنا يعلى بن عبيد عن عبد الرحن بن‬

‫زياد عن أب عبد الرحن‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو رفعه قال‪" :‬يؤتى برجل يوم القيامة إل اليزان‪ ،‬فيخرج‬

‫له تسعة وتسعون سجلً‪ ،‬كل سجل منها مد البصر‪ ،‬فيها ذنوبه وخطاياه‪ ،‬فتوضع ف كفة‪ ،‬ث يرج له‬

‫قرطاس مثصل النلة فيصه شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن ممدا عبده ورسصوله‪ ،‬فتوضصع فص كفصة أخرى‪،‬‬

‫فترجصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصح بطاياه"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم‪ ،‬حدّثنا حجاج‪ ،‬عن فطر بن خليفة‪ ،‬عن‬

‫عبد الرحن بن عبد ال بن سابط‪ ،‬قال‪ :‬لا حضر أبا بكر الوت أرسل إل عمر فقال‪ :‬إنا ثقلت موازين‬

‫من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الق ف الدنيا‪ ،‬وثقله عليهم‪ ،‬وحق ليزان إذا وضع فيه الق أن‬

‫‪413‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يكون ثقيلً‪ ،‬وإنا خفت موازين من خفت موازينه باتباعهم الباطل ف الدنيا‪ ،‬وخفته عليهم‪ ،‬وحق ليزان‬

‫إذا وضع فيه الباطل غدا أن يكون خفيفا‪.‬‬

‫اللق السن أثقل ما يوضع ف ميزان العبد يوم القيامة‬

‫وقال أحد‪ :‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬عن عمرو بن دنيا‪ ،‬عن أب مليكة‪ ،‬عن يعلى بن ملك‪ ،‬عن أم الدرداء‪،‬‬
‫عن أب الدرداء‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أثقل شيء يوضع ف اليزان خلق حسن"‪.‬‬
‫وقد وردت الحاديث بوزن العمال أنفسها كما ف صحيح مسلم من طريق أب سلم‪ ،‬عن أب مالك‬
‫الشعري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الطهور شطر الِيان‪ ،‬والمد ل تل اليزان‪،‬‬
‫وسبحان ال والمد ل تل ما بي السموات والرض‪ ،‬والصلة نور‪ ،‬والصدقة برهان والصب ضياء‬
‫والقرآن حجة لك أو عليك‪ ،‬كل الناس يغدو‪ ،‬فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"‪.‬‬
‫فقوله والمد ل تل اليزان‪ ،‬فيه دللة على أن العمل نفسه وإن كان عرضا قد قام بالفاعل‪ ،‬ييله ال‬
‫يوم القيامة فيجعله ذاتا يوضع ف اليزان‪ ،‬كما ورد ف الديث الذي رواه ابن أب الدنيا‪ .‬حدثنا أبوخيثمة‬
‫وممد بن سليمان وغيها قالوا‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة‪ ،‬عن عمرو بن دينار‪ ،‬عن ابن أب مليكة‪ ،‬عن‬
‫يعلى بن ملك‪ ،‬عن أم الدرداء‪ ،‬عن أب الدرداء‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أثقل شيء يوضع‬
‫ف اليزان خلق حسن"‪.‬‬
‫وكذا رواه أحد‪ ،‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬عن عمرو به ورواه أحد عن غندر ويي بن سعيد‪ ،‬عن شعبة‬
‫عن القاسم‪ ،‬عن أب مرة‪ ،‬عن عطاء الكيخاران‪ ،‬عن أم الدرداء‪ ،‬عن أب الدرداء‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬ما من شيء أثقل ف اليزان من خلق حسن"‪.‬‬
‫وقد رواه أحد أيضا من حديث السن بن مسلم‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬وأخرجه أبو داود من حديث شعبة به‪،‬‬
‫والترمذي من حديث مطرف‪ ،‬عن عطاء بن نافع الكيخاران به‪ ،‬وقال أحد‪ .‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا أبان‪،‬‬
‫عن يي بن أب كثي‪ ،‬عن زيد‪ ،‬عن أب سلم‪ ،‬عن مول لرسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬بخ بخ‬

‫‪414‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫لمس ما أثقلهن ف اليزان? ل إله إل ال‪ ،‬وال أكب‪ ،‬وسبحان ال‪ ،‬والمد ل‪ ،‬والولد الصال‪ ،‬يتوف‬
‫فيحتسبه والده"‪.‬‬
‫وقال‪" :‬بخ بخ لمس‪ :‬من لقي ال مستيقنا بن دخل النة‪ ،‬يؤمن بال‪ ،‬وباليوم الخر‪ ،‬وبالنة‪ ،‬وبالنار‪،‬‬
‫وبالبعث بعد الوت‪ ،‬وبالساب"‪ .‬انفرد به أحد‪.‬‬
‫وكما ثبت ف الديث الخر‪" :‬تأت البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنما غمامتان‪ ،‬أو غيابتان‪ ،‬من طي‬
‫ياجان عن صاحبهما"‪.‬‬
‫والراد من ذلك أن ثواب تلوتما يصي يوم القيامة كذلك‪.‬‬
‫المر الثان يوضع الصحيفة الت كتب فيها كما تقدم ف حديث البطاقة وال أعلم‪ ،‬وقد جاء أن العامل‬
‫يوزن كما قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ،‬أخبن الغية‪ ،‬حدثن أبو‬
‫الزناد عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إنه ليأت الرجل العظيم‬
‫السمي يوم القيامة‪ ،‬ل يزن عند ال جناح بعوضة"‪.‬‬
‫ل نقِيمُ َل ُه ْم َيوْ َم اْلقِيَا َم ِة وَزنا"‪.‬‬
‫وقال‪" :‬اقرأوا إن شئتم‪َ" :‬ف َ‬
‫قال البخاري‪ :‬وعن يي بن بكي‪ ،‬عن الغية بن عبد الرحن‪ ،‬عن أب الزناد مثله‪ ،‬وقد أسند مسلم ما‬
‫علقه البخاري‪ ،‬عن أب بكر ممد بن إسحاق‪ ،‬عن يي بن بكي‪ ،‬فذكره‪.‬‬
‫وقد روى وجه آخر عن أب هريرة فقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا أبو الوليد‪ ،‬حدثنا عبد الرحن‬
‫بن أب الزناد‪ ،‬عن صال مول التومة‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يؤتى‬
‫بالرجل الكول الشروب العظيم‪ ،‬فيوزن ببة‪ ،‬فل يزنا"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ورواه ابن جرير‪ ،‬عن أب كريب‪ ،‬عن ابن الصلت‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن صال‪ ،‬عن أب هريرة‬
‫مرفوعا بلفظ البخاري سواء‪.‬‬
‫وقد قال البزار‪ :‬حدثنا العباس بن ممد‪ ،‬حدثنا عون بن عمارة‪ ،‬حدثنا هشام بن حسان‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن بريدة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأقبل رجل من قريش يطر‬
‫ف حلة ما‪ ،‬فلما قام على النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يا أبا بريدة هذا من قال ال فيهم‪ :‬فل نقيم له‬
‫يوم القيامة وزنا"‪ .‬ث قال‪ :‬تفرّد به عن عمارة‪ ،‬وليس بالافظ ول يتابع عليه‪.‬‬
‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى‪ ،‬حدثنا حاد‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن زر بن حبيش‪ ،‬عن‬

‫‪415‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ابن مسعود‪ ،‬أنه كان دقيق السباقي فجعلت الريح تلقيه‪ ،‬فضحك القوم منه‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬مم تضحكون? قالوا‪ :‬يا نب ال من رقة ساقيه‪ .‬قال‪ :‬والذي نفسي بيده لما أثقل ف‬
‫اليزان من أحُد"‪ ،‬تفرّد به أحد وإسناده جيد قوي‪.‬‬
‫فقد جاءت الروايات بذه الصفات‪ ،‬وف رواية الِمام أحد بن حنبل من طريق ابن ليعة ف حديث‬
‫البطاقة‪ ،‬أنه يوزن مع عمله ف الكتاب‪ ،‬وهذه الرواية تمع القوال كلها بتقدير صحتها‪ ،‬وال تعال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا القاسم بن الفضل قال‪ :‬قال السن‪ :‬قالت عائشة يا رسول ال‪:‬‬
‫هل تذكرون أهليكم يوم القيامة‪ .‬قال‪" :‬أما ف مواطن ثلث فل‪ :‬الكتاب‪ ،‬واليزان‪ ،‬والصراط"‪.‬‬
‫فقوله الكتاب يتمصل أن يكون حيص يوضصع كتاب العمال ليشهصد على المصم بأعمالاص‪ ،‬ويتمصل أن‬

‫صذ بشماله‪.‬‬
‫صه‪ ،‬وأخص‬
‫صذ بيمينص‬
‫صن أخص‬
‫صر‪ ،‬والناس بي ص مص‬
‫صحف حي ص تطايص‬
‫يكون الراد بذلك الصص‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو السن علي بن ممد بن علي العري‪ ،‬أخبنا السن بن ممد بن إسحاق‪ ،‬حدثنا‬

‫يوسف بن يعقوب القاضي‪ ،‬حدثنا ممد بن منهال‪ ،‬حدثنا يزيد بن زريع‪ ،‬حدثنا يونس بن عبيد‪ ،‬عن‬

‫السن‪ ،‬أن عائشة بكت‪ ،‬فقال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما يبكيك يا عائشة? قالت‪ :‬ذكرت‬

‫أهل النار فبكيت‪ ،‬هل يذكرون أهليهم يوم القيامة? قال‪ :‬أما ف ثلثة فل يذكر أحد أحدا‪ ،‬حيث يوضع‬

‫اليزان حت يعلم أيثقل ميزانه أم يف‪ ،‬وحيث يقول هاؤم اقرءوا كتابيه‪ ،‬حيث تطاير الصحف حت يعلم‬

‫أ ين ي قع كتا به ف يي نه أم ف شاله أم من وراء ظهره‪ ،‬وح يث يو ضع ال صراط على ج سر جه نم"‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال يو نس أ شك ال سن قال‪ :‬خافي ته كلليب وح سك‪ ،‬وي بس ال به من يشاء من خل قه‪ ،‬ح ت يعلم‬

‫أينجو أم ل ينجو? ث قال البيهقي‪ :‬أنبأنا الروزباري‪ ،‬أنبأنا ابن داسة‪ ،‬حدثنا أبو داود‪ ،‬حدثنا يعقوب‪،‬‬

‫عن إبراه يم وح يد بن م سعدة‪ ،‬أن إ ساعيل بن إبراه يم حدث هم قال‪ :‬أخب نا يو نس‪ ،‬عن ال سن‪ ،‬عن‬

‫عائ شة‪ ،‬أن ا ذكرت النار فب كت‪ ،‬وذ كر الد يت بنحوه إل أ نه قال‪" :‬وع ند الكتاب‪ ،‬ح ي يقال‪ :‬هاؤم‬

‫اقروا كتابيه‪ :‬حت يعلم أين يقع كتابه أف يينه? أم ف شاله من وراء ظهره? وعند الصراط‪ ،‬إذا وضع بي‬

‫ظهران جهنم"‪ ،‬قال يعقوب عن يونس‪ :‬وهذا لفظ حديثه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن عائشة بنت أب بكر رضي ال عنهما‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬عن خالد بن أب عمران‪ ،‬عن القاسم بن‬
‫ممد‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قلت يا رسول ال‪ :‬هل يذكر البيب حبيبه يوم القيامة? قال‪:‬‬
‫أيا عائشة‪ :‬أما عند ثلث فل‪ ،‬أما عند اليزان حت يثقل أو يف فل‪ ،‬وأما عند تطاير الكتب فإِما أن‬
‫يعطى بيمينه‪ ،‬أو يعطى بشماله فل‪ ،‬ث حي يرج عنق من النار‪ ،‬فينطوي عليهم‪ ،‬ويتغيظ عليهم‪ ،‬ويقول‬
‫ذلك العنق‪ :‬وكلت بثلثة‪ ،‬وكلت بن ادعى مع ال إلا آخر‪ ،‬وكلت بن ل يؤمن بيوم الساب‪،‬‬
‫وكلت برجل جبار عنيد‪ ،‬قال‪ :‬فينطوي عليهم‪ ،‬ويرمى بم ف غمرات جهنم‪ ،‬ولهنم جسر أدق من‬
‫الشعر‪ ،‬وأحدّ من السيف‪ ،‬عليه كلليب وحسك‪ ،‬تأخذ من شاء ال والناس عليه كالطرف‪ ،‬وكالبق‪،‬‬
‫وكالريح وكأجاويد اليل والركاب‪ ،‬واللئكة يقولون‪ :‬رب سلم‪ ،‬رب سلم فناج مسلم‪ ،‬ومدوش‬
‫مسلم‪ ،‬ومكور ف النار على وجهه"‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وتقدم من رواية حرب بن ميمون‪ ،‬عن النضر بن أنس‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أنه قال‪ :‬أتشفع ل يا رسول ال? قال‪:‬‬
‫"أنا فاعل‪ :‬قال‪ :‬أين أطلبك? قال‪ :‬اطلبن أول ما تطلبن عند الصراط قال‪ :‬فإن ل ألقك? قال‪ :‬فعند‬
‫الوض‪ .‬قال‪ :‬فإن ل ألقك? قال‪ :‬فعند اليزان قال‪ :‬فإن ل أخطىء هذه الواطن يوم القيامة"‪ .‬رواه أحد‬
‫والترمذي‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبنا أبو سهل أحد بن ممد بن إبراهيم الهران‪ ،‬حدثنا أحد بن‬
‫سليمان الفقيه ببغداد‪ ،‬حدثنا الارث بن ممد‪ ،‬حدثنا داود بن الحمر‪ ،‬حدثنا صال الزي‪ ،‬عن جعفر‬
‫بن زيد‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يؤتى بابن آدم يوم القيامة‪ ،‬فيوقف بي‬
‫كفت اليزان‪ ،‬ويوكل به ملك‪ ،‬فإن ثقل ميزانه نادى اللك بصوت يسمع اللئق‪ :‬سعد فلن سعادة ل‬
‫يشقى بعدها أبدا‪ ،‬وإن خفت موازينه‪ ،‬نادى اللك بصوت يسمع اللئق‪ :‬شقي فلن شقاوة ل يسعد‬
‫بعدها أبدا"‪ ،‬ث قال‪ :‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫وقد روى الافظان البزار وابن أب الدنيا‪ ،‬عن إساعيل بن أب الارث وداود بن الحمر‪ :‬حدثنا صال‬
‫الزي‪ ،‬عن علي بن ثابت البنان‪ ،‬وجعفر بن زيد‪ ،‬زاد البزار ومنصور بن زاذان‪ ،‬عن أنس بن مالك يرفعه‬
‫بنحوه‪ ،‬وقال عبد ال بن البارك‪ :‬حدثنا مالك بن مغول‪ ،‬عن عبيد ال بن أب الغرار قال‪ :‬عند اليزان‬
‫ملك‪ ،‬إذا وزن العبد نادى‪ :‬أل إن فلن ابن فلن ثقلت موازينه وسعد سعادة ل يشقى بعدها أبدا‪ ،‬أل‬
‫إن فلن ابن فلن خفت موازينه وشقي شقاوة ل يسعد بعدها أبدا‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا الفضل بن دكي‪ ،‬حدثنا يوسف بن صهيب‪،‬‬
‫حدثنا موسى بن أب الختار‪ ،‬عن بلل العبسي‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬صاحب اليزان يوم القيامة جبيل‪،‬‬
‫يرد بعضهم على بعض‪ ،‬ول ذهب يومئذ ول فضة قال‪ :‬فيؤخذ من حسنات الظال‪ ،‬فإن ل يكن له‬
‫حسنات‪ ،‬أخذ من سيئات الظلوم‪ ،‬فردت على الظال‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن العباس بن ممد‪ ،‬حدثنا عبد ال بن صال العجلي‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الحوص قال‪ :‬افتخرت قريش عند سلمان‪ ،‬فقال سلمان‪ :‬لكن خلقت من نطفة قذرة‪ ،‬ث أعود جيفة‬
‫منتنة‪ ،‬ث يؤتى باليزان‪ ،‬فإن ثقلت موازين فأنا كري‪ ،‬لكن وإن خفت فأنا لئيم‪.‬‬
‫قال أبو الحوص‪ :‬أتدري من أي شيء نا? إذا ثقل ميزان عبد‪ ،‬نودي ف ممع فيه الولون والخرون‬
‫أل إن فلن ابن فلن سعد سعادة ل يشقى بعدها أبدا‪ ،‬وإذا خف ميزانه نودي‪ :‬أل إن فلن ابن فلن‬

‫‪418‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شقي شقاوة ل يسعد بعدها أبدا‪.‬‬


‫وقال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو السن علي بن أب علي السقا‪ ،‬حدثنا أبو العباس ممد بن يعقوب‪ ،‬حدثنا‬
‫ممد بن عبيد ال النادي‪ ،‬حدثنا أيوب بن ممد‪ ،‬حدثنا العتمر بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يي بن‬
‫معمر‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن عمر بن الطاب ف حديث الِيان‪ ،‬قال يا ممد ما الِيان? قال‪ " :‬الِيان أن‬
‫تؤمن بال‪ ،‬وملئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬وتؤمن بالنة‪ ،‬والنار‪ ،‬واليزان‪ ،‬وتؤمن بالبعث بعد الوت‪ ،‬وتؤمن‬
‫بالقدر خيه وشره‪ ،‬قال‪ :‬فإذا فعلت هذا فأنت مؤمن قال‪ :‬نعم‪ .‬أو قال‪ :‬قال صدقت"‪.‬‬
‫وقال شعبة‪ :‬عن العمش‪ ،‬عن سرة بن عطية‪ ،‬عن أب الخوص‪ ،‬عن عبد ال هو ابن مسعود قال‪:‬‬
‫"للناس عند اليزان تادل وزحام"‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو نصر التمار‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت البنان‪ ،‬عن أب عثمان‬
‫الدن‪ ،‬عن سلمان الفارسي قال‪ :‬يوضع اليزان وله كفتان‪ ،‬لو وضع ف إحداها السموات والرض وما‬
‫فيهما لوسعتهما‪ ،‬فتقول اللئكة‪ :‬يا ربنا من يوزن بذا? فيقول‪ :‬من شئت من خلقي فيقولون‪ :‬ربنا ما‬
‫عبدناك حق عبادتك‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا حاد بن زيد‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫حنيفة‪ ،‬عن حاد بن إبراهيم ف قوله تعال‪َ " :‬ونَضَغ ا َلوَازِي َن اْلقِسْطَ ِلَيوْم اْلقِيَا َمةِ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ياء بعمل رجل فيوضع ف كفة ميزانه‪ ،‬وياء بشيء مثل الغمامة أو مثل السحاب كثرة فيوضع ف‬
‫كفة أخرى ف ميزانه‪ ،‬فترجح فيقال‪ :‬أتدري ما هذا? هذا العلم الذي تعلمته‪ ،‬وعلمته الناس‪ ،‬فعلموه‪،‬‬
‫وعملوا به بعدك‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أحد بن ممد‪ ،‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن البارك? عن أب بكر‬
‫الذل قال‪ :‬قال سعيد بن جبي وهو يدثه ذاك عن ابن مسعود قال‪ :‬ياسب الناس يوم القيامة‪ ،‬فمن‬
‫كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل النة‪ ،‬ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل‬
‫النار‪ ،‬ث تل‪ :‬قول ال تعال‪" :‬فمن ثقلت موازينه فأولئك هم الفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين‬
‫خسروا أنفسهم ف جهنم خالدون"‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬إن اليزان يف بثقال حبة خردل أو يرجح‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن سفيان‪ ،‬حدثنا السهمي‪ ،‬حدثنا عمار بن شيبة‪ ،‬عن سعيد بن‬

‫‪419‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أنس‪ ،‬عن السن‪ ،‬قال‪ :‬يعتذر ال يوم القيامة إل آدم ثلث معاذير يقول‪" :‬يا آدم‪ :‬لول أن لعنت‬
‫الكاذبي‪ ،‬وأبغض الكذب واللف‪ ،‬لرحت ذريتك اليوم من شدة ما أعددت لم من العذاب‪ ،‬ولكن‬
‫حق القول من لن كذب رسلي وعصى أمري لملن جهنم منهم أجعي‪ ،‬ويا آدم‪ :‬اعلم أن ل أعذب‬
‫بالنار أحدا من ذريتك ول أدخل النار أحدا إل من قد سبق ف علمي أنه لو رددته إِل الدنيا لعاد إل‬
‫شر ما كان عليه‪ ،‬ولن يرجع‪ ،‬ويا آدم‪ :‬أنت اليوم عدل بين وبي ذريتك‪ ،‬فقم عند اليزان‪ ،‬فانظر ما‬
‫يرفع إليك من أعمالم‪ ،‬فمن رجح خيه على شره مثقال ذرة فله النة‪ ،‬حت يعلم أن ل أعذب إل كل‬
‫ظال"‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب الدن يا‪ :‬حدثنا م مد بن يو سف بن ال صباح‪ ،‬حدث نا ع بد ال بن و هب‪ ،‬عن معاو ية بن‬

‫صال‪ ،‬عن أب عبد الرحن‪ ،‬عن أب أمامة رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إذا‬

‫كان يوم القيامة قامت ثلة من الناس يسدون الفق‪ ،‬نورهم كنور الشمس‪ ،‬فيقال للنب المي‪ :‬فيتحسس‬

‫ل ا كل نب فيقال‪ :‬م مد وأم ته‪ ،‬ث تقوم ثلة أخرى ت سد ما ب ي ال فق‪ ،‬نور هم كنور الق مر ليلة البدر‪،‬‬

‫فيقال للنب المي‪ :‬فيتحسس لا كل نب فيقال‪ :‬ممد وأمته‪ ،‬ث ييء الرب تبارك وتعال فيقول‪" :‬هذا‬

‫لك من يا ممد‪ ،‬وهذا لك من يا ممد‪ ،‬ث يوضع اليزان ويؤخذ ف الساب"‪.‬‬

‫فصل‬

‫أقوال العلماء ف تفسي اليزان الذي يكون يوم القيامة‬

‫‪420‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫نقصل القرطصب عصن بعضهصم أن اليزان له كفتان عظيمتان‪ ،‬لو وضعصت السصموات والرض فص واحدة‬

‫لوسعتهما‪ ،‬فأما كفة السنات فنور‪ ،‬وأ ما الخرى فظلمة‪ ،‬وهو منصوب ب ي يدي العرش‪ ،‬و عن يينه‬

‫النة‪ ،‬وكفة النور من ناحيتها‪ ،‬وعن يساره جهنم‪ ،‬وكفة الظلمة من ناحيتها‪ ،‬قال‪ :‬وقد أنكرت العتزلة‬

‫اليزان وقالوا‪ :‬العمال عراض ل جرم لاص فكيصف توزن? قال‪ :‬وقصد روي عصن ابصن عباس‪ :‬أن ال يلق‬

‫العراض أج ساما فتوزن قال‪ :‬وال صحيح أ نه توزن ك تب العمال‪ .‬قلت‪ :‬و قد تقدم ما يدل على الول‬

‫وعلى الثا ن وعلى أن العا مل نف سه يوزن‪ .‬قال القر طب‪ :‬و قد روى ما هد‪ ،‬والضحاك‪ ،‬والع مش‪ ،‬أن‬

‫اليزان هاهنصا العدل والقضاء‪ ،‬وذكصر الوزن واليزان ضرب مثصل كمصا يقال‪ :‬هذا الكلم فص وزن هذا‪،‬‬

‫ض َع الْمِيزَانَ ألّ تَ ْط َغوْا فِي الْمِيزَانِ وأقِيمُوا‬


‫قلت‪ :‬لعل هؤلء إنا فسروا هذا عند قوله‪" :‬وَالسّمَاءَ رََفعَها َووَ َ‬

‫اْلوَزْنصصصصصصصَ بِاْلقِسصصصصصصصْطِ وَ َل تُخْسصصصصصصصِروا الْمِيزَانصصصصصصصَ"‪.‬‬

‫فاليزان ف قوله‪ :‬ووضع اليزان‪ ،‬أي العدل‪ ،‬أمر ال عباده أن يتعاملوا به فيما بينهم‪ ،‬فأما اليزان الذكور‬

‫فصص زنصصة القيمصصة‪ ،‬فقصصد تواترت بذكره الحاديصصث كمصصا رأيصصت‪ ،‬وهصصو ظاهصصر القرآن‪.‬‬

‫فمن ثقلت موازينه‪ ،‬ومن خفت موازينه‪ ،‬وهذا إنا يكون للشيء الحسوس‪.‬‬

‫‪421‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ليس اليزان لكل فرد من أفراد الناس يوم القيامة‬

‫ف الْ ُمجْ ِرمُونَ بِسِيمَاهُمْ‬ ‫قال القرطب‪ :‬فاليزان حق‪ ،‬وليس هو ف حق كل أحد بدليل قوله تعال‪ُ" :‬يعْرَ ُ‬
‫َفُيؤْخَ ُذ بِالنّواصِي والقْدَام"‪.‬‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم فيقول ال‪" :‬يا ممد‪ :‬أدخل من أمتك من ل حساب عليه من الباب الين‪،‬‬
‫وهم شركاء الناس فيما سواه"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد تواترت الحاديث ف السبعي ألفا الذين يدخلون النة بغي حساب‪ ،‬لكن يلزم من هذا أن ل‬
‫توزن أعمالم‪ ،‬وف هذا نظر وال أعلم‪ ،‬وقد توزن أعمال السعداء ون كانت راجحة‪ ،‬لِظهار شرفهم‬
‫على رؤوس الشهاد‪ ،‬والتنويه بسعادتم وناتم‪ ،‬وأما الكفار فتوزن أعمالم وإن ل تكن لم حسنات‬
‫تنفعهم‪ ،‬يقابل با كفرهم‪ ،‬لِظهار شقائهم وفضيحتهم على رؤوس اللئق‪ ،‬وقد جاء ف الديث‪" :‬أن‬
‫ال ل يظلم أحدا حسنة" أما الكافر فيطعمه بسناته ف الدنيا‪ ،‬حت يواف ال وليس له حسنة يزى با‪،‬‬
‫وقد اختار القرطب ف التذكرة أن الكافر قد يواف بصدقة وصلة رحم فيخفف با عنه من العذاب‪،‬‬
‫واستشهد بقضية أب طالب حي جعل ف ضحضاح من نار‪ ،‬يغلي منه دماغه‪ ،‬وف هذا نظر‪ ،‬وقد يكون‬
‫هذا خاصا به خلصه رسول ال صلى ال عليه وسلم بسبب نصرته له‪ ،‬وقد استدل القرطب على ذلك‬
‫بقوله تعال‪َ " :‬وَنضَ ُع الْ َموَازِي َن اْلقِسْطَ ِليَوْم اْلقِيَا َمةِ َفلَ تُ ْظلَ ُم َن ْفسٌ شَيْئا َوإِنْ كَانَ ِمْثقَالَ َحّب ٍة مِنْ َخرْ َدلٍ‬
‫أتَْينَا ِبهَا وَ َكفَى ِبنَا حَا ِسبِيَ"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقصارى هذه الية العموم فيخص من ذلك الكافرون‪ ،‬وقد سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫عن عبد ال بن جدعان‪ ،‬وذكر أنه كان يقري الضيف‪ ،‬ويصل الرحم‪ ،‬ويعتق‪ ،‬فهل ينفعه ذلك? قال‪:‬‬
‫جعَ ْلنَا ُه هَبَاءً‬
‫ل‪ ،‬إنه ل يقل يوما من الدهر ل إله إل ال‪ ،‬وقال تعال‪" :‬وَق ِد ْمنَا إل مَا عَ ِملُوا مِ ْن عَمَل فَ َ‬
‫َمنْثُورا"‪.‬‬
‫وقال‪َ " :‬حتّى إِذَا جَا َءهُ لَ ْم يَجِ ْد ُه شَيئَا َووَ َجدَ اللّ َه عِن َدهُ َفوَفّاهُ حِسَابَ ُه وَاللّه سَرِي ُع الِسَابِ"‪.‬‬
‫ت بِهِ الرّيحُ ف َيوْم عَاصِفٍ"‪.‬‬ ‫وقال‪َ " :‬مثَ ُل الّذِينَ َكفَزوا بِ َربِمْ َأعْمَاُلهُمْ َك َرمَا ٍد اشتَدّ ْ‬

‫‪422‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سبُة الظمآ نُ ماءً حتّى إِذَا جَاء هُ لَ ْم َيجِدْ ُه َشيْئا‬


‫ب ِبقِي َعةِ يَحْ َ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَالّذِي نَ َكفَرُوا َأعْمَاُلهُ مْ كَ سَرَا ٍ‬

‫َووَجَدَ اللّ َه عِنده َفوَفّاهُ حِسَابَهُ واللّ ُه سَرِي ُع الْحِسَابِ"‪.‬‬

‫فصل‬

‫قال القرطب وغيه‪ :‬من ثقلت حسناته على سيئاته ولو بزوانة دخل النة‪ ،‬ومن كانت سيئاته أثقل ولو‬

‫بزوانصة دخصل النار‪ ،‬إل أن يغفصر اللّه‪ ،‬ومصن اسصتوت حسصناته وسصيئاته فهصو مصن أهصل العراف‪.‬‬

‫وروي مثصصصصل هذا عصصصصن ابصصصصن مسصصصصعود رضصصصصي ال عنصصصصه‪.‬‬

‫ت مِ نْ لَ ُدنْ هُ‬
‫سَن ًة ُيضَا ِعفْهَا َويُؤْ ِ‬
‫قلت‪ :‬يش هد لذلك قوله تعال‪" :‬إِنّ اللّ هَ َل يَظِْل ُم ِمْثقَالَ ذَ ّر ٍة َوإِ ْن تَ كُ حَ َ‬

‫أَجْرا عَظِيما"‪.‬‬

‫لكن ما أعلم‪ :‬من ثقلت حسناته على سيئاته بسنة أو بسنات‪ ،‬هل يد خل ال نة ويرت فع ف درجات ا‬

‫بميع حسناته‪ .‬ويكون قد أحبطت السيئات الت قابلتها? أو يدخلها ما يبقي له من السنات الراجحة‬

‫على السيئات وتكون السنات قد أسقطت ما وراءها من السيئات?‬

‫ذكر العَرض عَلَى ال َعزّ و َج ّل وتطاير الصّحف ومُحَاسَبة الرّب تَعال عِبَاده‬

‫‪423‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫لبَا َل َوتَرَى الَ ْرضَ بَار َزةً َوحَشَ ْرنَاهُمْ فََل ْم ُنغَاد ْر ِمنْهمْ أحَدا َوعُرِضُوا عَلَى‬ ‫قال ال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ نسَيّ ُر ا ِ‬
‫جعَلَ لَك ْم َم ْوعِدا َووُضِ َع ال ِكتَاب‬ ‫صفّا َلقَدْ ِجْئتُمُونَا َكمَا خََل ْقنَاكمْ َأوَ َل مَرّة بَلْ َزعَ ْمتُمْ َأنْ لَ ْن نَ ْ‬ ‫رَبك َ‬
‫صغِ َيةً وَلَ َكبِيَةً إِلّ‬ ‫ي مِمّا فِي ِه َوَيقُولُو َن يَا َويَْلَتنَا مَا ِل هَذَا ال ِكتَابِ لَ يُغادرُ َ‬ ‫ش ِفقِ َ‬
‫ي مُ ْ‬ ‫َفتَرَى الُجْرِم َ‬
‫أ ْحصَاهَا َووَجَدوا مَا عَمِلُوا حَاضِرا وَ َل يَظْلِمُ َربّكَ أحَدا"‪.‬‬
‫ت َيوْم َمعْلُوم"‪.‬‬ ‫جمُوعُونَ إل مِيقَا ِ‬ ‫وقال تعال‪" :‬قُلْ ِإ ّن الوّليَ والخِرِينَ َلمَ ْ‬
‫حقّ‬ ‫شهَدَاء وَُقضِ َي َبيَْنهُ ْم بِالْ َ‬ ‫ض َع الْ ِكتَابُ وَجِيءَ بِالّنِبيّيَ وَال ّ‬ ‫ض ِبنُورِ رّبهَا َووُ ِ‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَأشْرََقتِ ال ْر ُ‬
‫ت َو ُهوَ أعْلَمُ بِمَا َيفْعَلُونَ"‪.‬‬ ‫َوهُمْ لَ يُ ْظلَمُونَ َووُفَّيتْ كُ ّل َنفْس مَا عَمَِل ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬وََلقَدْ ِجْئتُمُونَا فُرَادَى َكمَا خََل ْقنَاكُ ْم أوّ َل مً ّر ٍة َوتَرَ ْكتُ ْم مَا خوّْلنَاكُ ْم وَرَا َء ُظهُورِكُ ْم َومَا نَرَى‬
‫َمعَكُ ْم ُش َفعَاءكُ ُم الّذِينَ َزعَ ْمتُ ْم أّنهُمْ فِيكُ ْم شُرَكَاءُ َلقَدْ تَقَطّ َع بَْيَنكُ ْم وَضَ ّل َعنْكُ ْم مَا ُكْنتُ ْم تَ ْزعُمُونَ"‪.‬‬
‫ش ُرهُمْ َجمِيعا ّث نَقولُ ِللّذِي َن أشْرَكُوا َمكَانَكُ ْم أْنتُ ْم َوشُرَكَاؤُكُمْ فَ َزيَّلنَا َبْيَنهُمْ وَقَالَ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ نَحْ ُ‬
‫ي ُهنَالِكَ َتبْلُو‬ ‫شُرَكَا ُؤهُ ْم مَا ُكنْتُمْ ِإيّانَا تَ ْعبُدُونَ َف َكفَى بِاللّهِ َشهِيدا َبْينَنَا َوَبيَْنكُ ْم إنْ ُكنّا عَ ْن عِبَا َدتِكمْ لَغافِِل َ‬
‫كُ ّل َنفْس مَا أسَْل َفتْ وَردوا إل اللّ ِه َموْلَهُ ُم الْحَق وَضل َعْنهُمْ‪ .‬مَا كَانُوا َي ْفتَرُونَ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ يَحْشُرهُمْ َجمِيعا يَا َمعْشَ َر الْجِنّ َق ِد اسَْتكْثَ ْرتُمْ مِ ْن الِنْس وَقَالَ َأوْليَاؤُهُ ْم مِ َن ا ِلنْس‬
‫ضنَا ِببَعْض َوبََلغْنَا أ َجَلنَا الّذي أجّ ْلتَ َلنَا قَا َل النّا ُر َمْثوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إلّ مَا شَاءَ اللّهُ ِإنّ‬ ‫َرّبنَا ا ْستَ ْمتَ َع َبعْ ُ‬
‫ج ّن وَا ِلْنسِ أَلَمْ‬ ‫ي َبعْضا بِمَا كَانُوا َيكْسِبُونَ يَا َمعْشَ َر الْ ِ‬ ‫ك ُنوَلّي َبعْضَ الظّالِ ِم َ‬ ‫َربّكَ َحكِي ٌم عَلِي ٌم وَكَذَلِ َ‬
‫سنَا َوغَ ّرْتهُم‬ ‫يَأِتكُمْ ُرسُ ٌل ِمنْكُ ْم يَقصّو َن عََلْيكُمْ آيَاتِي َويُنْذِرُوَنكُمْ ِلقَاء َيوْ ِمكُ ْم هَذَا قَالوا َشهِ ْدنَا عَلَى أنْف ِ‬
‫ك ُمهْلِكَ القرَى بِظُلْم َوَأهْلُها‬ ‫ك أنْ لَ ْم َيكُنْ َربّ َ‬ ‫سهِ ْم أّنهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ذلِ َ‬ ‫حيَاةُ ال ّدْنيَا َوشَهدُوا عَلى َأْنفُ ِ‬ ‫الْ َ‬
‫ك ِبغَافِل عَمّا َيعْمَلُونَ"‪.‬‬ ‫ت مِمّا عَ ِملُوا َومَا َربّ َ‬ ‫غَافِلُونَ وَلكُلّ درَجَا ٌ‬
‫واليات ف هذا كثية جدا‪ ،‬وسيأت ف كل موطن ما يتعلق به من آيات القرآن‪.‬‬
‫وتقدم ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬إنكم ملقو‬
‫ال حفاة عراة غرلً كما بدأنا أول خلق نعيده"‪.‬‬
‫وعن عائشة وأم سلمة‪ ،‬وغيها نو ما تقدم‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو نصر التمار‪ ،‬حدثنا عقبة الصم‪ ،‬عن السن‪ .‬قال‪ :‬سعت أبا‬

‫مو سى الشعري يقول‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يعرض الناس ثلث عرضات‪ ،‬فعرضتان‬

‫جدال ومعاذير‪ ،‬وعرضة تطاير الصحف‪ ،‬فمن أوت كتابه بيمينه حوسب حسابا يسيا‪ ،‬ودخل النة‪،‬‬

‫ومصصصصصصصن أوتصصصصصصص كتابصصصصصصصه بشماله دخصصصصصصصل النار"‪.‬‬

‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا علي بن علي بن رفاعة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن أب موسى الشعري‬

‫قال قال رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬يعرض الناس يوم القيامصة ثلث عرضات‪ ،‬فأمصا عرضتان‬

‫فجدال ومعاذيصر وأمصا الثالثصة فعندهصا تطيص الصصحف إل اليدي‪ ،‬فآخصذ بيمينصه وآخصذ بشماله"‪.‬‬

‫وكذا رواه ابن ماجه‪ ،‬عن أب بكر بن أب شيبة‪ ،‬عن وكيع به‪ ،‬والعجب أن الترمذي روى هذا الديث‬

‫عن أب كريب‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن علي بن علي‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‬

‫فذ كر مثله ث قال الترمذي‪ :‬ول ي صح هذا من ق بل أن ال سن ل ي سمع من أ ب هريرة قال‪ :‬و قد رواه‬

‫بعضهصم عصن علي بصن علي‪ ،‬عصن السصن بصن أبص موسصى‪ .‬عصن النصب صصلى ال عليصه وسصلم‪.‬‬

‫قلت‪ :‬السن قد روى له البخاري‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬وقد وقع ف مسند أحد التصريح بسماعه منه وال‬

‫‪425‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أعلم‪ ،‬وقد يكون الديث عنده عن أب موسى‪ ،‬وأب هريرة‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬وأما الافظ البيهقي فرواه من‬

‫طر يق مروان ال صفر‪ ،‬عن أ ب وائل‪ ،‬عن ع بد ال بن م سعود‪ ،‬من قوله مثله سواء‪ ،‬و قد روى ا بن أ ب‬

‫الدنيا‪ ،‬عن ابن البارك أنه أنشد ف ذلك شعرا‪:‬‬

‫فيها السرائر والبصار تصطصلصع‬ ‫وطارت الصحف ف اليدي منشرة‬


‫عما قليل ول تصدري بصمصا يقصعُ‬ ‫فكيف سهصوك والنصبصاء واقصعة‬
‫أم الحصيم فصل يبصقصى ول يدع‬ ‫أف النان ونور ل انقصطصاع لصه‬
‫إذا رَ َجوْا مرجا من عمقها قمعوا‬ ‫توى بساكنها طورا وترفصعصهصم‬
‫فيها ول رقة تغصنصي ول جصزع‬ ‫طال البكاء فلم يرحم تضصرعصهصم‬
‫قد سال قوم با الرجعى فما رجعوا‬ ‫لينفع العلم قبل الصوت عصامصلصه‬
‫وقد قال ال تعال ف كتابه العزيز‪" :‬يا أُيهَا الِنْسَانُ ِإنّ كَ كَا ِد حٌ إِلَى َربّكَ َكدْحا فَ ُملَقِيهِ َفَأمّا مَ نْ أوتَ‬

‫ف يُحَا َسبُ حِ سَابا يَ سِيا َويَْنقَلِ بُ إِل َأهْلِ ِه مَ سْرُورا وَأمّا مَ نْ أؤتَ ِكتَابَ هُ وَرَا َء َظهْرِ هِ‬
‫سوْ َ‬
‫ِكتَابَ ُه ِبيَمين هِ فَ َ‬

‫سرُورا إنّ هُ ظَنّ أ نْ لَ نْ يَحُو َر بَلَى إِنّ َربّ هُ كَا نَ بِ هِ‬


‫ف يَ ْدعُوا ُثبُورا َويَ صْلى َسعِيا ِإنّ هُ كَا نَ ف َأهْلِ ِه مَ ْ‬
‫سوْ َ‬
‫فَ َ‬

‫َبصِيا"‪.‬‬

‫من نوقش الساب هلك‬

‫‪426‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال البخاري ف صحيحه‪ :‬حدث نا إ سحاق بن من صور‪ ،‬حدث نا روح بن عبادة‪ ،‬حدث نا حا ت بن أ ب‬

‫صفرة‪ ،‬حدثنا عبد ال بن أب مليكة‪ ،‬حدثن القاسم بن ممد‪ ،‬حدثتن عائشة‪ :‬أن رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬ليس أحد ياسب يوم القيامة إلّ هلك" فقلت يا رسول ال‪ .‬أليس قد قال ال تعال‪:‬‬

‫ف يُحَاسَبَ حِسَابا يَسِيا"? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إنا‬


‫سوْ َ‬
‫"َفَأمّا مَنْ أؤتَ ِكتَابَة ِبيَمينهِ فَ َ‬

‫ذلك العرض‪ ،‬وليصصصصس أحصصصصد يناقصصصصش السصصصصاب يوم القيامصصصصة إِل عذب"‪.‬‬

‫يعن أنه تعال إذا ناقش ف حسابه عبيده عذبم‪ ،‬وهو غي ظال لم‪ ،‬ولكنه تعال يعفو‪ ،‬ويغفر‪ ،‬ويستر ف‬

‫الدنيا والخرة‪ ،‬كما سيأت ف حديث ابن عمر‪" :‬يدن ال العبد يوم القيامة حت يضع عليه كنفه‪ ،‬ث‬

‫يقرره بذنو به‪ ،‬ح ت إذا ظن أ نه قد هلك قال ال تعال‪ :‬إ ن سترتا عل يك ف الدن يا‪ ،‬وأ نا أغفر ها لك‬

‫اليوم"‪.‬‬

‫فصل‬

‫شأَ َم ِة مَا‬
‫ب الْمَ ْ‬
‫صحَا ُ‬
‫صحَاب الْ َميْ َمَنةِ َوأَ ْ‬ ‫ب الْ َميْ َمَنةِ مَا أَ ْ‬
‫قال ال تعال‪" :‬وَ ُكْنتُمْ أَ ْزوَاجا َثلََثةً َفأَصْحَا ُ‬
‫ت الّنعِيم"‪.‬‬ ‫شَأ َمةِ وَالسّاِبقُونَ السّابِقو َن أوَلئِكَ الْ ُمقَ ّربُونَ ف َجنّا ِ‬ ‫ب الْمَ ْ‬
‫أَصْحَا ُ‬
‫اليات‪ :‬فإذا نصب كرسي فصل القضاء إناز الكافرون عن الؤمني ف الوقف إل ناحية الشمال‪ ،‬وبقي‬

‫‪427‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ج ِرمُونَ"‪.‬‬ ‫الؤمنون عن يي العرش‪ ،‬ومنهم من يكون بي يديه‪ ،‬قال ال تعال‪" :‬وَامْتَازُوا الَْي ْومَ َأّيهَا الْمُ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬ثُ ّم َنقُولُ لِلّذِينَ َأشْرَكًوا َمكَانَكمْ َأنْتُ ْم وَشرَكَاءكُمْ فَ َزيّ ْلنَا َبيَْنهُمْ"‪.‬‬
‫ْتمص تَعْ َملُونصَ"‪.‬‬
‫ْنص م َا ُكن ْ‬ ‫ج َزو َ‬ ‫ْمص تُ ْ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وتَرَى كُ ّل أ ّمةٍ جَاِثَيةً ك ّل أ ّمةٍ تدع َى إِل ِكتَابِه َا اْلَيو َ‬

‫وقال تعال‪َ " :‬ووُضِ َع ال ِكتَا بُ َفتَرَى الْ ُمجْ ِرمِيَ مش ِفقِيَ مِمّ ا فِي هِ َوَيقُولُو نَ يَا َويَْلتَنَا مَا ِلهَذَا الْ ِكتَا بِ لَ‬

‫ُيغَادر صصصغِ َيةً وَلَ َكبِ َيةً إِلّ أَحْصصصَاهَا َووَ َجدُوا مَصصا عَمِلُوا حَاضِرا وَ َل يَظْلِمصصُ َربّكصصَ َأحَدا"‪.‬‬

‫فاللق قيام لرب العال ي‪ ،‬ب ي يد يه‪ ،‬والعرق غ مر أكثر هم‪ ،‬وبلغ من هم كل مبلغ‪ ،‬والناس ف يه ب سب‬

‫العمال كما تقدم ف الحاديث‪ ،‬خاضعي‪ ،‬صامتي‪ ،‬ل يتكلم أحد إِل بإِذنه تعال‪ ،‬ول يتكلم يومئذ إِل‬

‫الر سل‪ ،‬وال نبياء حول أم هم‪ ،‬وكتاب العمال قد اشت مل على أعمال الول ي والخر ين‪ ،‬موضوع ل‬

‫يترك صغية ول كبية إل أحصاها‪ ،‬ذلك ما كانت تعمل اللئق‪ ،‬وتكتبه عليهم الفظة ف قدي الدهر‬

‫ص َوأَخّرَ"‪.‬‬
‫صصصصا َقدّمصصصص َ‬
‫وحديثصصصصصه‪ ،‬قال اللّه تعال‪" :‬يُنَبؤاْ ا ِلنْسصصصصصَانُ َي ْو َمئِ ٍذ بِمَص‬

‫وقال تعال‪" :‬وَكُلّ ِإنْ سَانٍ أَلْ َز ْمنَا هُ طَائِرَ هُ ف ُعُنقِ هِ وَنْر جُ لَ ُه َيوْ َم ال ِقيَا َمةِ ِكتَابا يَ ْلقَا هُ َمنْشورا اقْرَأ ِكتَابَ كَ‬

‫كَفَصصصصصصى ِبَنفْسصصصصصصِكَ اْلَيوْمصصصصصصَ عََليْكصصصصصصَ حَسصصصصصصِيبا"‪.‬‬

‫قال البصري‪ :‬لقد أنصفك يا ابن آدم من جعلك حسيب نفسك‪ ،‬واليزان منصوب لوزن أعمال الي‬

‫‪428‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫والشر فيه كما تقدم‪ ،‬والصراط قد مد على مت جهنم‪ ،‬واللئكة مدقون ببن آدم والن‪ ،‬وقد برزت‬

‫الح يم‪ ،‬وأزل فت دار النع يم‪ ،‬وتلى الرب تعال لف صل القضاء ب ي عباده‪ ،‬وأشر قت الرض بنور رب ا‪،‬‬

‫وقرئت الصحف‪ ،‬وشهدت على بن آدم اللئكة با فعلوا‪ ،‬والرض با وقع على ظهرها‪ ،‬فمن اعترف‬

‫منهم وإِلّ ختم على في هِ‪ ،‬ونطقت جوارحه با عمل با ف أوقات عمله من ليل أو نار قال اللّه تعال‪:‬‬

‫حدّثصصصصُ أَ ْخبَارَهَصصصصا ِبأَنّصصصص ربّكصصصصَ َأوْحَصصصصى لَهَصصصصا"‪.‬‬


‫"َيوْ َمئِ ٍذ تُ َ‬

‫وقال تعال‪َ " :‬ح ت إِذَا مَا جَاءُوهَا َشهِ َد عََلْيهِ مْ سَ ْم ُعهً ْم َوَأبْ صَا ُرهُ ْم وَ ُجلُوده ْم بِمَا كَانُوا َيعْمَلُو َن وقَالُوا‬

‫جلُوده مْ لِ َم َشهِ ْدتُ ْم عََلْينَا قَالُوا أنْ َط َقنَا اللّ ُه الّذي أنْطَ قَ ُك ّل شَيْ ٍء َوهُو خََل َقكُ ْم أوّ َل مَ ّر ٍة َوإِلَيْ ِه تُرْ َجعُو نَ‬
‫لِ ُ‬

‫شهَ َد عََلْيكُ مْ سَ ْم ُعكُ ْم وَلَ أبْ صَارُكُ ْم وَلَ ُجلُودُكُ ْم وََلكِ ْن َظنَْنتُ ْم أنّ اللّ هَ َل يَعلَ مُ‬
‫سَتتِرُونَ أ نْ يَ ْ‬
‫َومَا ُكْنتُ ْم تَ ْ‬

‫صبِرُوا فَالنّارُ‬
‫حتُ ُم مِ َن الْخَا ِسرِينَ فَإِ نْ يَ ْ‬
‫صبَ ْ‬
‫َكثِيا مِمّا َتعْمَلُو َن وَذَِلكُ ْم َظنّكُ ُم الّذِي َظَننْتُ ْم بِربكُ مْ أ ْردَاكُ مْ فَأ ْ‬

‫صصص"‪.‬‬
‫ص الُعَتبِيَص‬
‫ص مِنصصص َ‬
‫صصصا هُمصصص ْ‬
‫ص َوإِنصصصصْ يَسصصصصتَعتِبُوا فَمَص‬
‫َمثْوًى َلهُمصصص ْ‬

‫سنَُتهُ ْم وَأيْدِيهِ ْم وَأرْجًلهُ ْم بِمَا كَانُوا َيعْمَلُو نَ َي ْو َمئِذٍ يُوفّيه مُ اللّ هُ ديَنهُ مُ‬
‫شهَ ُد عََلْيهِ مُ ألْ ِ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬يوْ َم تَ ْ‬

‫صصصص"‪.‬‬
‫صصصص ا ُلبِيُص‬
‫صصصص اللّهصصصصصَ ذ َو الْحَقّص‬
‫ص َوَيعْلَمُونصصصصصَ أنّص‬
‫الْحًقصصصص ّ‬

‫‪429‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شهَدُ أرْ ُجُلهُ ْم بِمَا كَانُوا َيكْ سبونَ وََل ْو نَشَاءُ‬


‫ختِ ُم عَلَى أ ْفوَا ِههِ ْم َوتُكَلّمُنَا أيْدِيهِ ْم َوتَ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬الَيوْ ُم نَ ْ‬

‫خنَاهُ ْم عَلَى مَكَاَنِتهِ مْ فَمَا ا ْستَطَاعُوا‬


‫سنَا عَلَى َأعْينهِ مْ فَا ْسَتْبقُوا ال صّرَاطَ فَأنّى ُيبْ صِرُونَ وََل ْو نَشَاءُ لَمَ سَ ْ‬
‫لَطَمَ ْ‬

‫ُمضِيّا وَ َل يَرْجِعون"‪.‬‬

‫ت َو ُهوَ‬
‫ب مَ نْ حَمَ َل ظُلْما َومَ ْن َيعْمَ ْل مِ َن ال صّالِحَا ِ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬و َعنَ تِ اْلوُجُو هُ لِلحَيّ القَيّوم وَقَدْ خَا َ‬

‫ص ظُلْما وَ َل َهضْما"‪.‬‬
‫ل يَخَافصصصصصصصصصصصصص ُ‬
‫مؤمِنصصصصصصصصصصصصصصٌ َف َ‬

‫أي ل ينقص من حسناته شيء‪ ،‬وهو الضم‪ ،‬ول يمل عليه شيء من عمل غيه‪ ،‬وهو الظلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫فأول ما يقضي ال تعال بينهم من الخلوقات اليوانات غي النس والن وها الثقلن‪ ،‬والدليل على‬
‫جنَا َحيْهِ إِ ّل أمَمٌ‬
‫حشر بقية اليوانات يوم القيامة قوله تعال‪َ " :‬ومَا مِنْ دَاّبةٍ ف الرض وَلَ طَائِر يَطِي بِ َ‬
‫ب مِ ْن َشيْ ٍء ثّ إِلَى َربِ ْم يُحْشَرُونَ"‪.‬‬
‫أمْثَاُلكُ ْم مَا فَ ّر ْطنَا ف الكِتَا ِ‬
‫شرَتْ"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وإِذَا الوُحْوشُ حُ ِ‬
‫وقال عبد ال ابن الِمام أحد‪ :‬حدثنا عباس بن ممد‪ ،‬وأبو يي البزار قال‪ :‬حدثنا حجاج بننصر‪ ،‬حدثنا‬
‫شعبة‪ ،‬عن العوام بن مزاح بن قيس بن ثعلبة‪ ،‬عن أب عثمان النهدي‪ ،‬عن عثمان بن عفان رضي ال عنه‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن الماء لتقص من القرناء يوم القيامة"‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا ابن أب عدي‪ ،‬وممد بن جعفر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬سعت العلء يدث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لتؤدن القوق إل أهلها يوم القيامة‪ ،‬حت يقتص‬

‫‪430‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫للشاة الماء‪ ،‬من الشاة القرناء بنطحها"‪.‬‬


‫هذا إسناد على شرط مسلم ول يرجوه‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا حاد‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن يي بن عقيل‪ ،‬عن أب هريرة أن‬
‫رسول اللّه صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يقتص للخلق بعضهم من بعض‪ ،‬حت للجماء من القرناء‪ ،‬وحت‬
‫للذرة من الذرة"‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن أحد‪ :‬وحدث هذا الديث ف كتاب أب بط يده‪ ،‬حدثنا عبد ال بن ممد‪ ،‬حدثنا‬
‫حاد بن سلمة‪ ،‬حدثنا ليث‪ ،‬عن عبد الرحن بن مروان‪ ،‬عن الذيل بن شرحبيل‪ ،‬عن أب ذر‪ ،‬أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم كان جالسا‪ ،‬وشاتان تعتلفان فنطحت إحداها الخرى فأجهضتها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقيل له‪ :‬مايضحكك يا رسول ال? فقال‪ :‬عجبت لا? والذي‬
‫نفسي بيده ليقادن لا يوم القيامة"‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا ممد جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن سليمان هو العمش‪ ،‬عن منذر بن يعلى‬
‫الثوري‪ ،‬عن أشياخ لم‪ ،‬عن معاوية‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن منذر بن يعلى عن أشياخه‪ ،‬عن أب ذر‪ :‬فذكر‬
‫ما معناه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى شاتي تنتطحان فقال‪" :‬يا أبا ذر‪ :‬هل تدري فيم‬
‫تنتطحان? قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬لكن ال يدري وسيقضي بينهما"‪.‬‬
‫وإسناده جيد حسن‪ ،‬قال الطرطب‪ :‬ورواه عن العمش‪ ،‬عن إبراهيم التيمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب ذر‪ ،‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بثله‪ .‬قال القرطب‪ :‬ورواه الليث بن سليم‪ ،‬عن إبراهيم بن مروان‪ ،‬عن الذيل‪،‬‬
‫عن أب ذر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بشاتي تنتطحان فقال‪" :‬ليقضي ال يوم القيامة لذه‬
‫الماء من هذه القرناء"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وذكر ابن وهب‪ ،‬عن ابن ليعة وعمرو بن الارث‪ ،‬عن بكر بن سوادة‪ ،‬أن أبا سال السان‬
‫حدثه‪ :‬أن ثابت بن ظريف استأذن على أب ذر‪ ،‬فسمعه رافعا صوته يقول‪ :‬أما وال لول يوم الصومة‬
‫لسؤتك‪ ،‬فدخلت‪ ،‬فقلت‪ :‬ما شأنك يا أبا ذر? وما عليك أن يضربا? فقال‪ :‬أما والذي نفسي بيده أو‬
‫قال‪ :‬والذي نفس ممد بيده‪ ،‬لتسألن الشاة فيما نطحت صاحبتها‪ ،‬وليسألن الماد فيما‪ .‬نكب إصبع‬
‫الرجل‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن علية‪ ،‬أخبنا أبوحيان‪ ،‬عن أب زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن أب هريرة‬

‫‪431‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬قام فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره‪ ،‬ث قال‪" :‬ل ألفي‬
‫أحدكم ييء يوم القيامة على رقبته بعي له رغاء فيقول‪ :‬يارسول ال أغثن‪ :‬فأقول ل أملك لك من ال‬
‫شيئا قد أبلغتك ل ألفي أحدكم ييء يوم القيامة على رقبته شاة لا ثغاء فيقول‪ :‬يا رسول ال أغثن‪،‬‬
‫فأقول‪ :‬ل أملك لك من ال شيئا قد أبلغتك‪ .‬ل ألفي أحدكم ييء يوم القيامة على رقبته فرس له‬
‫ححمة فيقول‪ :‬يا رسول ال أغثن‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من ال شيئا قد أبلغتك‪ ،‬ل ألفي أحدكم ييء‬
‫يوم القيامة على رقبته نفس لا صياح فيقول‪ :‬يا رسول ال أغثن‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من ال شيئا قد‬
‫أبلغتك‪ ،‬ل ألفي أحدكم ييء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول‪ :‬يا رسول ال أغثن‪ ،‬فأقول‪ :‬ل‬
‫أملك لك من ال شيئا قد أبلغتك"‪.‬‬
‫وأخرجاه من حديث أب حيان‪ ،‬واسه يي بن سعيد بن حيان التيمي به‪ ،‬وتقدم ف حديث أب هر يرة‪:‬‬
‫"ما من صاحب إبل ل يؤدي زكاتا إل بطح لا يوم القيامة بقاع قرقر‪ ،‬فتطأه بأخفافها كلما مرت عليه‬
‫أخراها ردت عليه أولها"‪ .‬وذكر تام الديث ف البقر والغنم‪ .‬فهذه الحاديث مع اليات فيها دللة‬
‫على حشر اليوانات كلها‪..‬‬
‫وقد تقدم ف حديث الصور‪" :‬فيقضي ال بي خلقه‪ ،‬إِل الثقلي الِنس والن‪ ،‬فيقضي بي الوحوش‬
‫والبهائم‪ ،‬حت إنه ليقيد الماء من ذات القرن‪ ،‬حت إذا فرغ من ذلك‪ ،‬فلم يبق لواحدة عند أخرى حق‪،‬‬
‫قال ال لا‪ :‬كون ترابا‪ ،‬فعند ذلك يقول الكافر‪ :‬يا ليتن كنت ترابا"‪.‬‬
‫وقد قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن عبد ال‪ ،‬حدثنا سيار‪ ،‬أخبنا جعفر بن سليمان‪ ،‬سعت أبا‬

‫عمران الو ن يقول‪ ،‬إن البهائم إذا رأت ب ن آدم يوم القيا مة و قد ت صدعوا من ب ي يدي ال صنفا إل‬

‫ال نة‪ ،‬و صنفا إل النار‪ ،‬نادت‪ :‬ال مد ل يا ب ن آدم الذي ل يعل نا اليوم مثل كم‪ ،‬فل ج نة مرجوة‪ ،‬ول‬

‫عقاب ياف‪.‬‬

‫وذكر القرطب عن أب القاسم القشيي ف شرح الساء السن عند قوله القسط الامع قال‪ :‬وف خب‪:‬‬

‫‪432‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أن الوحوش والبهائم تشر يوم القيامة‪ ،‬فت سجد ل سجدة‪ ،‬فتقول اللئ كة‪ :‬ليس هذا يوم سجود‪ ،‬هذا‬

‫يوم الثواب والعقاب‪ ،‬فتقول للبهائم أن ال ل يشركصم لثواب ول لعقاب وإناص حشركصم تشهدون‬

‫فضائح ب ن آدم‪ ،‬وحكى القرطب أنا إذا حشرت وحوسبت تعود ترابا ث يثى ب ا ف وجوه فجرة بن‬

‫آدم قال وذلك قوله‪َ " :‬ووُجُوٌه َي ْومَئِ ٍذ عََلْيهَا َغبَ َرةٌ"‪.‬‬

‫فصل‬

‫أول ما يقضي فيه يوم القيامة الدماء‬

‫قال ف حديث الصور‪ :‬ث يقضي ال بي العباد‪ ،‬فيكون أول ما يقضي فيه الدماء‪ ،‬وهذا هو الواقع يوم‬

‫القيا مة‪ ،‬و هو أ نه ب عد أن يفرغ ال من الف صل ب ي البهائم‪ ،‬يشرع ف القضاء ب ي العباد ك ما قال ال‬

‫ط َوهُمْ َل يُظْلَمُونَ"‪ .‬ويكون أول المم‪.‬‬


‫ضيَ َبْيَنهُمْ بِاْلقِسْ ِ‬
‫تعال‪" :‬وَلكُل أ ّمةٍ َرسُول فَِإذَا جَاءَ َرسُوُلهُمْ ّق ِ‬

‫أمة ممد صلى ال عليه وسلم أول المم حسابا يوم القيامة‬

‫‪433‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ث يقضي بي هذه المة‪ ،‬لشرف نبيها‪ ،‬كما أنم أول من يوز على الصراط‪ ،‬وأول من يدخل النة‪،‬‬

‫كما ثبت ف الصحيحي من حديث عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن هام بن منبه‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ن ن الخرون ال سابقون يوم القيا مة" و ف روا ية‪" :‬الق ضي ل م ق بل‬

‫اللئق"‪.‬‬

‫وقال ا بن ما جه‪ :‬حدث نا م مد بن ي ي‪ ،‬حدث نا أ بو سلمة‪ ،‬حدث نا عمار بن سلمة‪ ،‬عن سعيد بن أياس‬

‫الريري‪ ،‬عن أب نصرة‪ ،‬عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬نن آخر المم‪ ،‬وأول من‬

‫ياسب‪ ،‬يقال أين المة المية ونبيها? فنحن الخرون الولون" وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫ذكر أول ما يقضي بي الناس فيه يوم القيامة‪ ،‬ومن يناقش الساب‪ ،‬ومن يسامح فيه‬

‫قد تقدم ف الديث‪" :‬لتؤدن القوق إل أهلها يوم القيامة‪ ،‬حت يقتص للشاة الماء من الشاة القرناء"‪.‬‬
‫وف رواية يي بن عقيل‪ ،‬عن أب هريرة‪" :‬حت للذرة من الذرة" والراد بالذرة هاهنا النملة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وإذا كان هذا حكم اليوانات الت ليست مكلفة‪ ،‬فتخليص القوق من الدميي‪ ،‬وإنصاف بعضهم من‬
‫بعض‪ ،‬أول وأحرى‪.‬‬
‫وقد ثبت ف الصحيحن‪ ،‬ومسند أحد‪ ،‬وسنن الترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث سليمان بن‬
‫مهران‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب وائل‪ ،‬عن شقيق بن سلمة‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬أول ما يقضى فيه بي الناس يوم القيامة الدماء"‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد تقدم ف حديث الصور "أن القتول يأت يوم القيامة تشخب أوداجه دماء‪ ،‬وف بعض الحاديث‬
‫ورأسه ف يده فيتعلق بالقاتل حت ولو كان قتله ف سبيل ال فيقول‪ :‬يا رب سل هذا فيم قتلن? فيقول‬
‫ال تعال‪ :‬ل قتلت هذا? فيقول‪ :‬يا رب قتلته لتكون العزة لك‪ ،‬فيقول ال‪ :‬صدقت‪ .‬ويقول القتول‬
‫ظلما‪ :‬سل هذا فيم قتلن? فيقول ال تعال‪ :‬ل قتلته‪ .‬فيقول‪ :‬لتكون العزة ل‪ ،‬وف رواية لفلن فيقول‬
‫ال‪ :‬تعست‪ ،‬ث يقتص منه لكل من قتله ظلما‪ ،‬ث يبقى ف مشيئة ال إن شاء عذبه وإن شاء رحه‪.‬‬
‫وهذا دليل على أن القاتل ل يتعي عذابه ف نار جهنم‪ ،‬كما ينقل عن ابن عباس وغيه من السلف‪ ،‬حت‬
‫نقل بعضهم‪ :‬إن القاتل ل توبة له‪ ،‬وهذا إِذا حل على أن القتل من حقوق الدميي‪ ،‬وهي ل تسقط‬
‫بالتوبة صحيح‪ ،‬وإن حل على أنه ل بد من عقابه فليس بلزم‪ ،‬بدليل حديث الذي قتل تسعة وتسعي‪،‬‬
‫ث أكمل الائة‪ ،‬ث سأل عالا من بن إسرائيل‪ :‬هل له من توبة‪ .‬فقال‪ :‬ومن يول بينك وبي التوبة? إيت‬
‫بلد كذا وكذا فإِنه يعبد ال فيها‪ ،‬فلما توجه نوها‪ ،‬وتوسط بينها وبي الت خرج منها‪ ،‬أدركه الوت‬
‫فمات‪ ،‬فتوفته ملئكة الرحة الديث بطوله‪.‬‬
‫و ف سورة الفرقان نص على قبول تو بة القا تل‪ ،‬قال تعال‪" :‬وَالّذِي نَ لَ يَ ْدعُو نَ مَ عَ اللّ هِ إِلا آخَ َر وَلَ‬

‫ك يَلْ قَ أَثَاما ُيضَاعَ فْ له الْعَذَا بُ َيوْ مَ‬


‫َيقْتُلُو نَ الّنفْ سَ الّتِي َحرّ مَ اللّ هُ إِلّ بِالْحَقّ وَ َل يَ ْزنُو َن َومَ ْن َي ْفعَلْ ذَلِ َ‬

‫صصصصصصصصصَ"‪.‬‬
‫ص تَابص‬
‫صصصصصصصص ْ‬
‫ص ُمهَانا إل مَنص‬
‫صصصصصصصص ِ‬
‫خلُدْ فِيهص‬
‫ال ِقيَا َمةِ َويَ ْ‬

‫الية والت بعدها‪ ،‬ومو ضع تقرير هذا ف كتاب الحكام وبال الستعان وقال العمش‪ :‬عن ش هر ابن‬

‫عطية‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أب الدرداء قال‪ :‬ييء القتول يوم القيامة‪ ،‬فيجلس على الادة‪ ،‬فإذا‬

‫مر به القاتل قام إليه‪ ،‬فأخذ بتلبيبه فقال‪ :‬يا رب‪ :‬سل هذا فيم قتلن? فيقول‪ :‬أمرن فلن‪ ،‬فيؤخذ المر‬

‫والقاتصصصصصصصصصصصصصصصصصل فيلقيان فصصصصصصصصصصصصصصصصص النار‪.‬‬

‫‪435‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال ف حديث الصور‪ :‬ث يقضي ال ب ي خلقه حت ل يبقى مظلمة لحد عند أ حد حت أنه ليكلف‬

‫شائب اللبصصصصص بالاء ثصصصصص يصصصصصبيعه أن يلص اللبصصصصص مصصصصصن الاء‪.‬‬

‫ت َوهُمْ َل يُ ْظلَمُونَ"‪.‬‬
‫سَب ْ‬
‫ت بِمَا غَ ّل َي ْومَ اْل ِقيَا َمةِ ّث ُتوَفّى كُ ّل َنفْس مَا كَ َ‬
‫وقد قال ال تعال‪َ " :‬ومَنْ يَغل ْل يَأ ِ‬

‫من ظلم قطعة أرض طوق با من سبع أرضي يوم القيامة‬

‫وف الصحيحي‪ ،‬عن سعد بن زيد‪ ،‬وغيه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬من ظلم قيد شب‬

‫من الرض طوقه ال من سبع أرضي"‬

‫عذاب الصورين الجسمي يوم القيامة‬

‫وف ال صحيحي‪" :‬من صور صورة كلف يوم القيامة أن ينفخ في ها الروح‪ ،‬وليس بنا فخ" و ف رواية‪:‬‬

‫"يعذبون‪ ،‬يقال أحيوا مصصصصصصصصا خلقتصصصصصصصصم"‪.‬‬

‫وف الصحيح‪ :‬من تلم بلم ل يره كلف يوم القيامة أن يعقد بي شعرتي‪ ،‬وليس يفعل‪ ،‬تقدم حديث‬

‫أب زرعة‪ ،‬عن أب هريرة ف تعظيم أمر الغلول‪ ،‬وقوله صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل ألفي أحدكم ييء يوم‬

‫‪436‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫القيامة‪ ،‬وعلى رقبته بعي له رغاء‪ ،‬أو بقرة لا خوار‪ ،‬أو شاة تيعر‪ ،‬أو فرس له ححمة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا ممد‪،‬‬

‫أغثن‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك شيئا‪ ،‬قد أبلغتك"‪ ،‬وهو ف الصحيحي بطوله‪.‬‬

‫خس ل تزول قدما العبد عن أرض الحشر يوم القيامة حت يسأل عنها‬

‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا ممد بن بكار الصيف‪ ،‬حدثنا أبو مصن حصي بن ني‪ ،‬عن حصي بن‬
‫قيس‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪ :‬ل تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حت يسأل عن‬
‫خس‪ :‬عن عمرك فيم أفنيت? وعن شبابك فيم أبليت? وعن مالك من أين اكتسبته? وفيم أنفقته? وما‬
‫عملت فيما علمت?‪.‬‬
‫وروى البيهقي‪ :‬من طريق عبد ال عن شريك بن عبد ال‪ ،‬عن هلل‪ ،‬عن عبد ال بن عليم قال‪ :‬كان‬
‫عبد ال بن مسعود إِذا حدث بذا الديث قال‪" :‬ما منكم من أحد إل سيخلو ال به‪ ،‬كما يلو أحدكم‬
‫بالقمر ليلة البدر‪ ،‬فيقول‪ :‬يا عبدي ما غرك ب? ماذا عملت فيما علمت? ماذا أجبت الرسلي? "‪.‬‬
‫هكذا رواه الافظ البيهقي بعد الديث الذي رواه هو من طريق ممد بن خليفة‪ ،‬عن عدي بن حات‪،‬‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬وليقفن أحدكم بي يدي ال تعال ليس بينه وبينه حجاب‬
‫يجبه‪ ،‬ول ترجان يترجم له‪ ،‬فيقول‪ :‬أل أوتك مالً? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فيقول‪ :‬أل أرسل إليك رسولً?‬
‫فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فينظر عن يينه فل يرى إل النار‪ ،‬وينظر عن يساره فل يرى إل النار‪ ،‬فليتق أحدكم النار‬
‫ولو بشق ترة فإِن ل يد فبكلمة طيبة" ‪ .‬وقد رواه البخاري ف صحيحه‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا بز وعفان قال‪ :‬حدثنا هام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن صفوان بن مرز قال‪ :‬كنت آخذ‬
‫بيد ابن عمر فجاءه رجل فقال‪ :‬كيف سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ف النجوى يوم‬
‫القيامة? قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن ال يدن الؤمن فيضع عليه كنفه‪،‬‬
‫ويستره من الناس‪ ،‬ويقرره بذنوبه‪ ،‬فيقول له‪ :‬أتعرف ذنب كذا? حت إِذا قرره بذنوبه‪ ،‬ورأى ف نفسه‬
‫أن قد هلك‪ ،‬قال ال تعال‪" :‬فإِن سترتا عليك ف الدنيا‪ ،‬وإِن أغفرها لك اليوم‪ ،‬ث يعطى كتاب‬

‫‪437‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حسناته بيمينه‪ ،‬وأما الكفار والتملقون فيقول الشهاد‪ :‬هؤلء الذين كذبوا على ربم‪ ،‬أل لعنة ال على‬
‫الظالي"‪ .‬وأخرجاه ف الصحيحي من حديث قتادة‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا بز‪ ،‬وعفان قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬حدثنا إسحاق بن عبد ال‪ ،‬عن أب صال‪،‬‬
‫عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يقول ال يوم القيامة‪ :‬يا ابن آدم‪ ،‬حلتك على اليل‬
‫والِبل‪ ،‬وزوجتك النساء‪ ،‬وجعلتك ترأس‪ ،‬وترتع‪ ،‬فأين شكر ذلك?"‪.‬‬
‫روى مسلم من حديث سهل بن أب صال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫حديث طويل قال فيه‪" :‬فيلقى ال العبد فيقول‪ :‬أي قل‪ :‬أل أكرمك‪ ،‬وأسودك‪ ،‬وأزوجك‪ ،‬وأسخر لك‬
‫اليل‪ ،‬والِبل‪ ،‬وأذرك ترأس وتربع? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬أي رب‪ ،‬فيقول‪ :‬أفطنت أنك ملقي? فيقول‪ :‬ل‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬إن أنساك كما نسيتن‪ ،‬ث يلقى الثان‪ ،‬فيقول‪ :‬أي قل‪ :‬أل أكرمك‪ ،‬وأزوجك‪ ،‬وأسودك‪،‬‬
‫وأسخر لك اليل‪ ،‬والِبل‪ ،‬وأذرك ترأس وتربع‪ .‬فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬أي رب‪ ،‬فيقول‪ :‬أفطنت أنك ملقي?‬
‫فيقول‪ :‬ل‪ ،‬يا رب‪ ،‬فيقول‪ :‬إن أنساك‪ ،‬كما نسيتن‪ ،‬ث يلقى الثالث‪ ،‬فيقول له‪ :‬مثل ذلك‪ ،‬فيقول يا‬
‫رب آمنت بك‪ ،‬وبكتابك‪ ،‬و برسولك وصليت‪ ،‬وصمت‪ ،‬وتصدقت‪ ،‬ويثن بي ما استطاع‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فيقول فها هنا إذا‪ ،‬قال‪ :‬ث يقال‪ :‬الن نبعث شاهدنا عليك‪ ،‬فيذكر ف نفسه‪ :‬من الذي يشهد عليّ‪.‬‬
‫فيختم على فيه ويقال لفخذه ولمه وعظامه‪ ،‬فتنطق‪ ،‬فخذه‪ ،‬ولمه‪ ،‬وعظامه بعمله ما كان‪ ،‬ذلك‬
‫ليعذر من نفسه‪ ،‬وذلك النافق‪ ،‬وذلك الذي يسخط ال عليه‪ ،‬ث ينادي مناد‪ :‬أتبعت كل أمة ما كانت‬
‫تعبد‪ .‬وسيأت الديث بطوله‪.‬‬
‫وقد روى البزار‪ ،‬عن عبد ال بن ممد الزهري‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن سعيد بن السن‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب‬
‫صال‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬وأب سعيد رفعاه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فذكر مثله‪.‬‬
‫وقد روى مسلم والبيهقي واللفظ له من حديث سفيان الثوري‪ ،‬عن عبيد‪ ،‬عن فضيل بن عمرو‪ ،‬عن‬
‫عامر الشعب‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فضحك وقال‪ :‬هل‬
‫تدرون مم أضحك? قال‪ :‬قلنا ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬من ماطبة العبد ربه يوم القيامة‪ .‬يقول‪ :‬يا رب‬
‫أل ترن من الظلم? قال‪ :‬يقول بلى قال‪ :‬فيقول‪ :‬فإِن ل أجيز على نفسي إل شاهدا من‪ .‬قال‪ :‬فيقول‬
‫ال‪" :‬كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا‪ ،‬وبالكرام الكاتبي شهودا‪ ،‬قال‪ :‬فيختم ال على فيه ويقول‬
‫لركانه‪ :‬انطقي‪ ،‬فتنطق بأعماله‪ ،‬ث يلي بينه وبي الكلم قال‪ :‬فيقول‪ :‬بعدا لكن وسحقا فعنكَن كنت‬

‫‪438‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أناضل"‪ .‬وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهي‪ ،‬حدثنا السن‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬عن دراج‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب‬
‫سعيد‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إِذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله‪ ،‬فجحد‪،‬‬
‫وخاصم‪ ،‬فيقال‪ :‬هؤلء جيانك يشهدون عليك‪ :‬فيقول‪ :‬كذبوا‪ ،‬فيقال‪ :‬أهلك‪ ،‬عشيتك فيقول‪:‬‬
‫كذبوا‪ ،‬فيقال‪ :‬احلفوا فيحلفون‪ ،‬ث يصمتهم ال‪ ،‬وتشهد عليهم ألسنتهم‪ ،‬ويدخلهم النار"‪.‬‬
‫وروى أحد والبيهقي من حديث يزيد بن هارون‪ ،‬عن الريري‪ ،‬عن حكيم بن معاوية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬تيئون يوم القيامة على أفواهكم الفدام‪ ،‬فأول ما يتكلم من ابن آدم‬
‫فخذه وكفه"‪..‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا حدثنا أحد بن الوليد بن أبان‪ ،‬أخبنا ممد ممد بن السن الحزومي‪،‬‬
‫حدثن عبد ال بن عبد العزيز الليثي‪ ،‬عن ابن شهاب ال بن عبد العزيز الليثي‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن‬
‫عطاء ابن زيد‪ ،‬عن أب أيوب رضي ال عنه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أول من يتصم‬
‫يوم القيامة الرجل وامرأته‪ ،‬وال ما يتكلم لسانا‪ ،‬ولكن يداها‪ ،‬ورجلها‪ ،‬يشهدان عليها با كانت‬
‫تعيب لزوجها‪ ،‬وتشهد يداه ورجله با كان يوليها‪ ،‬ث يدعي بالرجل وخدمه مثل ذلك‪ ،‬ث يدعى بأهل‬
‫الِسراف‪ ،‬فما يؤخذ منهم دوانيق‪ ،‬ول قراريط‪ ،‬ولكن حسنات هذا تدفع إل هذا الذي ظلم‪ ،‬وتدفع‬
‫سيئات هذا إل الذي ظلمه‪ ،‬ث يؤتى بالبارين ف مقامع من حديد‪ ،‬فيقال‪ :‬ردوهم إل النار‪ ،‬فما أدري‬
‫ضيّا ثُمّ تُنَجّي الّذِينَ‬
‫أيدخلوها‪ ،‬أم كما قال ال تعال? "وإِ ْن ِمنْكُمْ إِ ّل وَاردها‪ ،‬كانَ عَلَى َر بّكَ َحتْما َم ْق ِ‬
‫اّت َقوْا‪َ ،‬ونَذَرُ الظّالِ ِميَ فِيهَا ِجثِيا"‪.‬‬
‫ث قال البيهقي‪ :‬حدثنا أبو عبد ال الافظ حدثنا ممد بن صال‪ ،‬والسن بن يعقوب‪ ،‬حدثنا السري‬

‫بن خزية‪ ،‬حدثنا عبد ال بن يزيد القري‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب أيوب‪ ،‬حدثنا يي بن أب سليمان‪ ،‬عن‬

‫سعيد ال قبي‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قرأ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم هذه ال ية‪َ" :‬ي ْومَئذ تُحدَث‬

‫صصصصصصَ َأوْحَصصصصصصى لَهَصصصصصصا"‪.‬‬


‫صصصصصصَ ربّكص‬
‫صصصصصصا بأنص‬
‫أَ ْخبَارَهص‬

‫‪439‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬أتدرون ما أخبار ها? قالوا‪ :‬ال ور سوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬فإِن أخبار ها أن تش هد على كل ع بد أو أ مة‬

‫بكصل مصا عمصل على ظهرهصا‪ ،‬أن تقول‪ :‬عمصل كذا‪ ،‬وكذا‪ ،‬فص يوم كذا وكذا‪ ،‬فذلك أخبارهصا‪ ،‬رواه‬

‫الترمذي والنسائي‪ ،‬من حديث عبد ال بن البارك عن سعيد بن أب أيوب‪ ،‬وقال الترمذي حسن غريب‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصحيح‪.‬‬

‫وروى البيهقي من حديث السن البصري‪ ،‬حدثنا خصفة عم الفرزدق‪ ،‬أنه قال‪ :‬قدمت على رسول ال‬

‫صلى ال عل يه و سلم ف سمعته يقرأ هذه ال ية‪َ" :‬فمَ ْن َيعْمَ ْل ِمْثقَالَ َذ ّرةٍ َخيْرا يَرَه َومَ نْ َيعْمَلْ مِْثقَالَ ذَ ّرةٍ‬

‫شَرا يَرَهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصُ"‪.‬‬

‫فقال‪ :‬وال ل أبال أن ل أسصصصصصصع غيهصصصصصصا‪ ،‬حسصصصصصصب حسصصصصصصب‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا السن بن عيسى‪ ،‬حدثنا عبد ال بن البارك‪ ،‬حدثنا حيوة بن شريح‪،‬‬

‫حدث نا الول يد بن أ ب الول يد‪ ،‬أ ب عثمان الدي ن‪ :‬أن عق بة بن م سلم حد ثه‪ ،‬أن سيفا حد ثه‪ ،‬أ نه د خل‬

‫الدي نة‪ ،‬فإِذا هو بر جل قد اجت مع عل يه الناس‪ .‬فقال‪ :‬من هذا? فقالوا‪ :‬أ بو هريرة‪ ،‬فدنوت م نه‪ ،‬ح ت‬

‫قعدت ب ي يد يه‪ ،‬و هو يدث الناس‪ ،‬وخل قلت له‪ :‬أنشدك ب ق و حق إل ما حدثت ن حديثا سعته من‬

‫‪440‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عقلته وعلمته ث نشع أبو هريرة نشعة‪ ،‬فمكث طويلً‪ ،‬ث أفاق‪ ،‬ث قال‪:‬‬

‫لحدثتك حديثا حدثنيه رسول ال صلى ال عليه وسلم? ف هذا البيت‪ ،‬ما معنا أحد غيي‪ ،‬وغيه‪ ،‬ث‬

‫ن شع أبو هريرة نشعة أخرى‪ ،‬فم كث كذلك‪ ،‬ث م سح وج هه‪ ،‬ث قال أف عل‪ ،‬لحدثنك حديثا حدثنيه‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف هذا الب يت‪ ،‬ما مع نا‪ ،‬أ حد غيي وغيه‪ ،‬ث ن شع أ بو هريرة نش عة‬

‫شديدة‪ ،‬ث مال حادا على وج هه‪ ،‬وأ سند خده طويلً‪ ،‬ث أفاق‪ ،‬فقال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫وسلم‪ :‬إن ال تعال‪ ،‬إِذا كان يوم القيامة نزل إل العباد ليقضي بينهم‪ ،‬وكل أمة جاثية فأول من يدعى‬

‫رجل القرآن‪ ،‬ورجل قتل ف سبيل ال‪ ،‬ورجل كثي الال‪ ،‬فيقول ال تعال للقارىء‪ ،‬أل علمك ما أنزلت‬

‫على رسصول? قال‪ :‬بلى‪ ،‬يصا رب‪ ،‬قال‪ :‬فمصا عملت فيمصا علمصت? قال‪ :‬كنصت أقوم أثناء الليصل النهار‪،‬‬

‫فيقول ال له‪ :‬كذبت‪ ،‬وتقول اللئكة‪ :‬كذبت‪ ،‬ويقول ال تعال‪ :‬إنا أردت أن يقال‪ :‬فلن قارىء‪ ،‬فقد‬

‫قيل ذلك‪ ،‬ويؤتى بصاحب الال‪ ،‬فيقول ال تعال‪ :‬أل أوسع عليك حت ل أدعك تتاج إل أحد‪ ،‬قال‪:‬‬

‫بلى‪ ،‬يا رب‪ ،‬قال‪ :‬ف ما عملت في ما آتي تك? قال‪ :‬ك نت أ صل الر حم‪ ،‬وأت صدق‪ ،‬فيقول ال‪ :‬كذ بت‪،‬‬

‫وتقول اللئكصة‪ :‬كذبصت‪ ،‬ويقول ال تعال‪ :‬بصل أردت أن يقال‪ :‬فلن جواد‪ ،‬فقيصل فيصك ذلك‪ ،‬ويؤتصى‬

‫‪441‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بالذي قتل ف سبيل ال‪ ،‬فيقال له‪ :‬فيما ذا قتلت? فيقول‪ :‬أمرت بالهاد ف سبيلك‪ ،‬فقاتلت حت قتلت‪،‬‬

‫فيقول ال له‪ :‬كذبت‪ ،‬وتقول اللئكة‪ :‬كذبت‪ ،‬ويقول ال تعال‪ :‬بل أردت أن يقال‪ :‬فلن جريء‪ ،‬فقد‬

‫ق يل ذلك‪ ،‬قال أ بو هريرة‪ :‬ث ضرب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على ركب ت فقال‪ :‬يا أ با هريرة‪:‬‬

‫صصصصصة‪.‬‬
‫صصصصص النار يوم القيامص‬
‫صصصصصعر بمص‬
‫صصصصصة أول خلق ال تسص‬
‫أولئك الثلثص‬

‫قال الوليد أبو عثمان‪ :‬فأخبن عقبة أن سيفا وكان سياقا لعاوية دخل على معاوية‪ ،‬فأخبه بديث أب‬

‫هريرة هذا‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬فقد فعل هؤلء هذا فكيف بن بقي من الناس? ث بكى معاوية بكاء شديدا‪،‬‬

‫حتصص ظننصصا أنصصه هالك‪ ،‬ثصص أفاق‪ ،‬ومسصصح عصصن وجهصصه‪ ،‬وقال‪ :‬صصصدق ال‪ ،‬ورسصصوله‪.‬‬

‫ليَاةَ الدنيَا وزِينََتهَا نُوف إَِلْيهِ ْم أعْمَاَلهُ ْم فيها وهُ مْ ِفَيهَا َل ُيبْخَ سُونَ أوَلئِ كَ الّذِي نَ ليس‬
‫"مَ نْ كَا نَ يُرِيدُ ا َ‬

‫ط مَا صَنعُوا فيهَا‪ ،‬وباطِ ٌل مَا كانُوا َيعْملُونَ"‪.‬‬


‫َلهُمْ ف ال ِخ َرةِ إِ ّل النّارُ‪ ،‬و َحبِ َ‬

‫الصلة أول ما ياسب عليه الرء يوم القيامة فإِن صلحت صلح عمله كله وإن فسدت فسد سائر‬

‫عمله‬

‫‪442‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬أخبنا عثمان‪ ،‬أخبنا ممد بن بكار بن بلل قاضي دمشق‪ ،‬أخبنا سعيد بن بشر‪،‬‬
‫عن قتادة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن حريث بن قبيصة‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬أول ما ياسب به الرجل صلته‪ ،‬فإِن صلحت صلح سائر عمله‪ ،‬وإن فسدت فسد سائر عمله‪،‬‬
‫ث يقول ال عز وجل‪ :‬انظروا هل لعبدي نافلة? فإِن كانت له نافلة أتت با الفريضة‪ ،‬ث الفرائض‬
‫كذلك"‪ .‬رواه الترمذي والنسائي من حديث هام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن غريب‪ ،‬ورواه‬
‫النسائي من حديث عمران بن داود بن العوام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن أب رافع‪ ،‬عن أب هريرة‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا البارك هو ابن فضالة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن أب هريرة أراه ذكره‪،‬‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن العبد الملوك ليحاسب بصلته‪ ،‬فإِذا نقص منها قيل له‪ :‬ل نقصت‬
‫منها? فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬سلطت علي ملكا شغلن عن صلت‪ ،‬فيقول‪ :‬قد رأيتك تسرق من ماله لنفسك‪،‬‬
‫فهل سرقت لنفسك من عملك أو عمله? قال‪ :‬فيتخذ ال عليه الجة" وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا علي‬
‫بن العد أخبنا مبارك بن فضالة‪ ،‬حدثنا السن قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أول ما‬
‫تسأل عنه الرأة يوم القيامة صلتا‪ ،‬ث عن بعلها‪ ،‬كيف فعلت إليه? "‪ .‬وهذا مرسل جيد‪.‬‬
‫قال أحد‪ :‬حدثنا أبو سعيد مول بن هاشم‪ ،‬حدثنا عباد بن راشد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا السن‪ ،‬حدثنا أبو هريرة‬
‫إذ ذاك ونن بالدينة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬تيء العمال يوم القيامة‪ ،‬فتجيء‬
‫الصلة فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬أنا الصلة‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك على خي وتيء الصدقة فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬أنا الصدقة‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬إنك على خي‪ ،‬وييء الصيام فيقول‪ :‬يا رب أنا الصيام‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك على خي‪ ،‬ث تيء‬
‫العمال‪ ،‬كل ذلك يقول ال‪ :‬إنك على خي‪ ،‬ث ييء الِسلم‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬إنك السلم وإن‬
‫الِسلم فيقول ال‪ :‬إنك على خي‪ ،‬اليوم بك آخذ‪ ،‬وبك أعطي‪ .‬قال ال تعال‪َ " :‬ومَ ْن َيْبتَغ غَيْرَ ا ِل ْسلَم‬
‫دِينا فَلَ ْن ُي ْقبَ َل ِمنْهُ َو ُهوَ ف الخِ َر ِة مِ َن الْخَا ِسرِينَ"‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا عبده بن عبد الرحيم الروزي‪ :‬أخبنا بقية بن الوليد الكلعي‪ :‬أخبنا سلمة‬
‫بن كلثوم‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬يؤتى بالكام الظالي يوم‬
‫القيامة‪ ،‬بن قضى قبلي‪ ،‬ومن ييء بعدي‪ ،‬فيقول ال‪ :‬أنتم خزان أرضي‪ ،‬ورعاة عبادي‪ ،‬وعندكم بغيت‬
‫فيقول للذي قضى قبلي‪ :‬ما حلك على ما صنعت? فيقول‪ :‬الرحة‪ ،‬فيقول ال جل جلله‪ :‬أنت أرحم‬
‫بعبادي من? ويقول‪ :‬للذي بعدي‪ :‬ما حلك على ما صنعت? فيقول‪ :‬غضبت لك فيقول ال‪ :‬أنت أشد‬

‫‪443‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫غضبا من? فيقول ال‪ :‬انطلقوا بم‪ ،‬فسدوا بم ركنا من أركان جهنم"‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا رحه ال تعال‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا يي بن سليم‪ ،‬عن ابن خيثمة‪ ،‬عن‬
‫أب الزبي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬لا رجعت مهاجرة البشة‪ ،‬فقال فتية منهم‪ :‬يارسول ال بينما نن جلوس إذ‬
‫مرت بنا عجوز من عجائزهم‪ ،‬تمل على رأسها قلة من ماء‪ ،‬فمرت بفت منهم‪ ،‬فجعل إحدى يديه بي‬
‫كتفيها‪ ،‬ث دفعها‪ ،‬فخرت على ركبتيها‪ ،‬وانكسرت قلتها‪ ،‬فلما ارتفعت التفتت إليه‪ ،‬وقالت‪ :‬سوف‬
‫تعلم يا غدر‪ ،‬إذا وضع ال الكرسي‪ ،‬وجع الولي‪ ،‬والخرين‪ ،‬وتكلمت اليدي والرجل با كانوا‬
‫يكسبون‪ ،‬فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدا‪ ،‬قال‪ :‬يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫صدقت كيف يقدس ال قوم ل يؤخذ من شديدهم لضعيفهم‪ ،‬وقد تقدم ف حديث عبد ال بن أنيس‪:‬‬
‫أن ال تعال ينادي العباد يوم القيامة‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا اللك الديان‪ ،‬ول ينبغي لحد من أهل النة أن يدخل‬
‫النة ولحد من أهل النار عنده مظلمة‪ ،‬ول لحد من أهل النار أن يدخل النار ولحد من أهل النة‬
‫عنده مظلمة حت أقضيها منه‪ ،‬حت اللطمة‪ .‬رواه أحد‪ ،‬وعلقه البخاري ف صحيحه‪.‬‬
‫وقال الِمام مالك رضي ال عنه‪ ،‬عن سعيد بن أب سعيد القبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬من كانت له مظلمة عند أخيه فليتحلله منها‪ ،‬فإِنه ليس ث دينار‪ ،‬ول درهم‬
‫من قبل أن يؤخذ من حسناته‪ ،‬فإِن ل تكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه"‪ ،‬ورواه‬
‫البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫وروي ابن أب الدنيا من حديث العلء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ :‬أن رسول اللّه صلى ال عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬أتدرون من الفلس? قالوا‪ :‬من ل درهم له ول دينار فقال‪ :‬بل الفلس من أمت من يأت يوم القيامة‬

‫بصلة‪ ،‬وصيام‪ ،‬وزكاة ويأت قد شتم هذا‪ ،‬وأكل مال هذا‪ ،‬وسفك دم هذا‪ ،‬وضرب هذا‪ ،‬فيقتضي هذا‬

‫من ح سناته‪ ،‬وهذا من ح سناته‪ ،‬فإِن فن يت ح سناته من ق بل أن يق ضي ما عل يه‪ ،‬أ خذ من خطايا هم‪،‬‬

‫فطرحصصصصصصصصت عليصصصصصصصصه‪ ،‬ثصصصصصصصص طرح فصصصصصصصص النار"‪.‬‬

‫‪444‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ا بن أ ب الدن يا‪ :‬حدثنا الول يد بن شجاع اليشكري‪ ،‬أنبأنا القا سم بن مالك الز ن‪ ،‬عن ل يث‪ ،‬عن‬

‫ماهد‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل توتن وعليك دين‪ ،‬فإِنه ليس ث‬

‫دينار‪ ،‬ول درهم‪ ،‬إنا هي السنات جزاء بزاء‪ ،‬ول يظلم ربك أحدا"‪ ،‬وروي من وجهي آخرين‪ ،‬عن‬

‫ابن عمر مرفوعا مثله‪.‬‬

‫القتصاص من الظالي يوم القيامة‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ابن أب شيبة‪ ،‬أخبنا بكر بن يونس بن بكي‪ ،‬عن موسى بن علي بن‬

‫رباح‪ ،‬عن ممد بن النكدر‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إنه ليأت العبد يوم‬

‫القيامة وقد سرته حسناته‪ ،‬فيجيء الرجل فيقول‪ :‬يا رب ظلمن هذا‪ ،‬فيؤخذ من حسنانه‪ ،‬فيجعل ف‬

‫ح سنات الذي سأله‪ ،‬ف ما يزال كذلك ح ت ما يب قى له ح سنة‪ ،‬فإذا جاء من ي سأله ن ظر إل سيئاته‬

‫فجعلت مع سيئات الرجل‪ ،‬فل يزال يستوف منه حت يدخل النار"‪.‬‬

‫الشرك بال ل يغفر ومظال العباد يقتص با حتما يوم القيامة‬

‫‪445‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا صدقة بن موسى‪ ،‬حدثنا أبو عمران الون‪ ،‬عن يزيد بن ناموس‪،‬‬

‫عن عائ شة قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الدواوين عند ال ثلثة‪ :‬ديوان ل يعبأ ال به‬

‫صا الديوان الذي ل يغفره ال فالشرك"‪.‬‬


‫صه شيئا‪ ،‬وديوان ل يغفره ال‪ ،‬فأمص‬
‫شيئا‪ ،‬وديوان ل يترك ال منص‬

‫قال ال تعال‪" :‬إنصصصصه مصصصصن يشرك بال فقصصصصد حرم ال عليصصصصه النصصصصة"‪.‬‬

‫وأ ما الديوان الذي ل يع بأ ال به شيئا‪ ،‬فظلم الع بد نف سه في ما بي نه وب ي ر به‪ ،‬من صوم يوم تر كه‪ ،‬أو‬

‫صلة ترك ها‪ ،‬فإن ال يغ فر ذلك‪ ،‬ويتجاوز إن شاء ال‪ ،‬وأ ما الديوان الذي ل يترك ال م نه شيئا‪ ،‬فظلم‬

‫صصصصصصصصصصصصصاص ل مالة"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصم بعضا‪ ،‬القصص‬
‫العباد بعضهص‬

‫وروى البيهقي من طريق زائدة‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن زياد النميي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعا‪ :‬الظلم ثلثة‪ :‬فظلم‬

‫ل يغفره ال‪ ،‬وهو الشرك‪ ،‬وظلم يغفره‪ ،‬وهو ظلم العباد فيما بينهم‪ ،‬وبي ربم‪ ،‬وظلم ل يترك ال منه‬

‫شيئا وهو ظلم العباد بعضهم بعضا‪ ،‬حت يدين بعضهم من بعض‪ ،‬ث ساقه من طريق يزيد الرقاش‪ ،‬عن‬

‫أنس‪ ،‬مرفوعا بنحوه‪ ،‬وكل الطريقي ضعيف‪.‬‬

‫القتل ف سبيل ال يكفر كل شيء إل المانة‬

‫‪446‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو عبد ال تيم بن النتصر‪ ،‬أخبنا إسحاق بن يوسف‪ ،‬عن شريك‪،‬‬

‫عن العمش‪ ،‬عن عبد ال بن السائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬الق تل ف سبيل ال يك فر كل شيء إل الما نة قال‪ :‬يؤتى بصاحب الما نة فيقال له‪ :‬أد أمانتك‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬أن يا رب وقد ذهبت الدنيا? فيقال‪ :‬اذهبوا به إل الاوية‪ ،‬فيذهب به إليها‪ ،‬فيهوى‪ ،‬حت ينتهي‬

‫إل قعرها‪ ،‬فيجدها هناك كهيئتها فيحملها‪ ،‬فيضعها على عاتقه‪ ،‬فيصعد با ف نار جهنم‪ ،‬حت إذا رأى‬

‫أنصصصصه قصصصصد خرج‪ ،‬زلت‪ ،‬فهوت فهوى فصصصص أثرهصصصصا أبصصصصد البديصصصصن"‪.‬‬

‫قال‪ :‬والما نة ف ال صلة‪ ،‬والما نة ف ال صوم‪ ،‬والما نة ف الوضوء‪ ،‬والما نة ف الد يث‪ ،‬وأ شد ذلك‬

‫الودائع‪ ،‬قال‪ :‬فلقيصصت الباء فقلت‪ :‬أل تسصصمع إل مصصا يقول أخوك عبصصد ال? قال‪ :‬صصصدق‪.‬‬

‫قال شر يك‪ :‬وحدث نا عباد العامري‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن ع بد ال‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم بثله‪ ،‬ول‬

‫يذ كر الما نة ف ال صلة‪ ،‬والما نة ف كل ش يء‪ ،‬إ سناده ج يد‪ ...‬ول يروه أح د ول من ال ستة أ حد‪.‬‬

‫وله شاهد من الديث الذي رواه مسلمٍ ‪ ،‬عن أب سعيد‪" :‬أن رجلً قال‪ :‬يا رسول ال أرأيت إن قتلت‬

‫فص سصبيل ال‪ ،‬صصابرا‪ ،‬متسصبا‪ ،‬مقبلً‪ ،‬غيص مدبر‪ ،‬أيكفصر ال عنص خطاياي? قال‪ :‬نعصم إل الديصن"‪.‬‬

‫‪447‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا ممد بن عبيد‪ ،‬أخبنا ممد بن عمر‪ ،‬عنيحي بن‬

‫عبد الرح ن بن حا طب‪ ،‬عن ع بد ال بن الزب ي قال ل ا نزلت‪" :‬إنّ كَ َميّ تٌ َوإِّنهُ ْم ميتُو نَ ثُمّ إنّكُ ْم َيوْ مَ‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصمونَ"‪.‬‬
‫ختَصص‬
‫ص تَ ْ‬
‫صصصصصصصصصصصصصص ْ‬
‫الْ ِقيَا َمةِ ِعنْدَ َرّبكُمص‬

‫قال الزب ي‪ :‬يا ر سول ال أيكرر علي نا ما يكون بين نا ف الدن يا من خواص الذنوب? قال‪ :‬ن عم‪ ،‬ليكررن‬

‫عليكصصم‪ ،‬حتصص تؤدوا إل كصصل ذي حصصق حقصصه‪ ،‬فقال الزبيصص‪ :‬وال إن المصصر لشديصصد‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا إسحاق بن سليمان‪ ،‬أخبنا أبو سنان‪ ،‬عن عبد ال‬

‫بن ال سائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن ع بد ال بن م سعود قال‪ :‬ال مم جاثون للح ساب‪ ،‬ف هم يومئذ أ شد تعلقا‬

‫بعض هم بب عض من هم ف الدن يا‪ ،‬الب باب نه‪ ،‬وال بن بأب يه‪ ،‬وال خت بأخت ها‪ ،‬والزوج بامرأ ته‪ ،‬والرأة‬

‫ص َي ْو َمئِذٍ وَ َل َيتَسصصصَاءلُونَ"‪.‬‬
‫ل أنْسصصصَابَ َبْيَنهُمصص ْ‬
‫بزوجهصصصا‪ ،‬ثصصص تل عبصصصد ال‪َ" :‬ف َ‬

‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا الفضل بن يعقوب‪ ،‬حدثنا عبيد بن مسلمة‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن‬

‫عمر‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يؤتى بالليك والملوك‪ ،‬والزوج والزوجة‪ ،‬فيحاسب الليك‬

‫صم"‪.‬‬
‫صا وتركتهص‬
‫صع خطاب‪ ،‬فزوجتكهص‬
‫صة مص‬
‫صت فلنص‬
‫صة‪ ،‬حتص يقال خطبص‬
‫والملوك والزوج والزوجص‬

‫‪448‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن عمرو بن حيان مول بن تيم‪ ،‬حدثنا عبدة بن حيد‪ ،‬عن إبراهيم ابن مسلم‪،‬‬

‫عن أب الحوص‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ال يدعو العبد‬

‫يوم القيامة‪ ،‬فيذكره ويعد دعوتن يوم كذا وكذا حت يعد عليه فيما بعد‪ ،‬وقلت زوجن فلنة ويسميها‬

‫باسصصصصصصصصصصصصصصصصصصها فزوجناكهصصصصصصصصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫وروى مصن حديصث ليصث بصن سصليم‪ ،‬عصن أبص برذة‪ ،‬عصن عبصد ال بصن سصلم‪ ،‬مرفوعا بنحوه‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬أخبنا إبراهيم بن سعيد‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب بن عطاء‪ ،‬حدثن الفضل بن عيسى‪،‬‬

‫حدثنا ممد بن النكدر‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن العار ليلزم العبد يوم‬

‫القيامة حت يقول‪ :‬لِرسالك ب ال النار‪ ،‬أيسر عليّ ما ألقى‪ ،‬وال إنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب"‪.‬‬

‫يسأل العبد عن النعيم يوم القيامة‬

‫صصصصصصن النّعِيصصصصصصصم"‪.‬‬
‫صصصصصص َلتُسصصصصصصصْألُ ّن َي ْو َمئِذٍ عَص‬
‫قال تعال‪" :‬ثّص‬

‫وف الصحيح‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا أكل هو وأصحابه ف حديقة أب اليثم بن النهال‬

‫من تلك الشاة ال ت ذب ت له‪ ،‬وأكلوا من الر طب‪ ،‬وشربوا من ذلك الاء‪ ،‬قال‪" :‬هذا من النع يم الذي‬

‫‪449‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫تسصصصصألون عنصصصصه" أي عصصصصن القيام بشكره‪ ،‬وماذا عملتصصصصم فصصصص مقابلة ذلك‪.‬‬

‫كمصا ورد فص الديصت‪" :‬آدموا طعامكصم بذكصر ال وبالصصلة‪ ،‬ول تناموا عليصه فتقسصوا قلوبكصم"‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬أخبنا وكيع‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬أن‬

‫رجلً دخل مسجد دمشق‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم آنس وحشت‪ ،‬وارحم غربت‪ ،‬وارزقن جليسا صالا‪ ،‬فسمعه‬

‫أ بو الدرداء فقال‪ :‬لئن قلت صادقا ل نا أ سعد ب ا قلت م نك‪ ،‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬

‫يقول‪" :‬فمنهصم ظال لنفسصه قال‪ :‬الظال الذي يؤ خذ منصه ف مقامصه ذلك‪ ،‬وذلك الزن والغصم‪ ،‬ومنهصم‬

‫مقتصد‪ ،‬ياسب حسابا يسيا‪ ،‬ومنهم سابق باليات قال‪ :‬يدخل النة بغي حساب" وستأت الحاديث‬

‫فيمن يدخل بغي حساب وكم عدتم‪.‬‬

‫حديث فيه أن ال تعال يصال عن عبده الذي له عناية من ظلمه‪ ،‬با يريه من قصور النة ونعيمها‬

‫قال أبو يعلى‪ :‬حدثنا ماهد بن موسى‪ ،‬حدثنا عبد ال بن بكي‪ ،‬حدثنا عباد النطي‪ ،‬عن سعيد بن أنس‪،‬‬
‫عن أنس قال‪ :‬بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم جالس‪ ،‬إذ رأيناه ضحك حت بدت ثناياه‪ ،‬فقال عمر‪.‬‬
‫ما أضحكك يا رسول ال بأب أنت وأمي‪ .‬فقال‪ :‬رجلن من أمت‪ ،‬جثوا بي يدي ال عز وجل‪ ،‬رب‬
‫العزة‪ ،‬تبارك وتعال‪ ،‬فقال أحدها‪ :‬يا رب خذ ل مظلمت من أخي‪ .‬قال ال تعال‪ .‬أعط أخاك مظلمته‪،‬‬
‫قال‪ :‬يارب ل يبق من حسنات شيء‪ .‬قال ال تعال للطالب‪ :‬كيف تصنع بأخيك‪ .‬ل يبق من حسناته‬

‫‪450‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شيء‪ .‬قال‪ :‬يا رب فليحمل عن من أوزاري‪ .‬قال‪ .‬وفاضت عينا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بالبكاء‪ ،‬ث قال‪ :‬إن ذلك ليوم عظيم‪ ،‬يوم يتاج الناس إل أن يتحمل عنهم من أوزارهم‪ ،‬فقال ال‬
‫للطالب‪ :‬ارفع بصرك فانظر ف النان‪ ،‬فرفع رأسه فقال‪ :‬يا رب أرى مدائن من فضة‪ ،‬وقصورا من‬
‫ذهب‪ ،‬مكللة باللؤلؤ‪ ،‬لي نب هذا? لي صديق هذا? لي شهيد هذا? قال‪ :‬هذا لن أعطى الثمن‪،‬‬
‫قال‪ .‬يا رب ومن يلك ذلك? قال‪ :‬أنت تلكه‪ .‬قال‪ :‬ماذا يا رب? قال‪ :‬تعفو عن أخيك‪ .‬قال‪ :‬يا رب‬
‫فإن قد عفوت عنه‪ .‬قال ال تعال‪ :‬خذ بيد أخيك‪ ،‬فأدخله النة‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عند ذلك‪" :‬فإن ال يصال بي الؤمني يوم القيامة"‪.‬‬
‫إسناد غريب‪ ،‬وسياق غريب‪ ،‬ومعن حسن عجيب‪ ،‬وقد رواه البيهقي من حديث عبد ال بن أب بكر‬
‫به‪.‬‬
‫وحكى البخاري أنه قال‪ :‬حديث سعيد بن أنس‪ ،‬عن أبيه ف الظال‪ ،‬ل يتابع عليه‪ ،‬ث أورده البيهقي من‬
‫طريق زياد بن ميمون البصري‪ ،‬عن أنس مرفوعا بنحوه‪ ،‬وفيه نظر أيضا‪.‬‬
‫وقد يستشهد له با رواه البخاري ف صحيحه‪ ،‬من أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬من أخذ‬
‫أموال الناس يريد أداءها‪ ،‬أدى ال عنه‪ ،‬ومن أخذها يريد إتلفها أتلفه ال"‪.‬‬
‫وقد روى أبو داود الطيالسي‪ ،‬عن عبد القاهر بن السري‪ ،‬ورواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬من‬
‫حديثه عن ابن لكنانة بن العباس بن مرداس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عباس بن مرداس‪ ،‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم دعا عشية عرفة لمته بالغفرة والرحة‪ ،‬فأكثر الدعاء‪ ،‬فأ اجابه ال‪ :‬إن قد فعلت‪ ،‬إل‬
‫ظلم بعضهم بعضا‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬إنك قادر أن تثبت لظلوم خيا من ظلمه‪ ،‬وتغفر لذا الظال‪ ،‬فلم‬
‫يبه تلك العشية‪ ،‬فلما كان غداة الزدلفة‪ ،‬أعاد الدعاء‪ ،‬فأجابه ال‪ :‬إن قد غفرت لم‪ ،‬فتبسم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال له بعض أصحابه‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليك‪" :‬تبسمت ف ساعة ل تكن‬
‫تبسم فيها? فقال‪ :‬تبسمت من عدو ال إبليس‪ ،‬إنه لا علم أن ال استجاب ل ف أمت‪ ،‬أهوى يدعو‬
‫بالويل‪ ،‬والثبور‪ ،‬ويثو التراب على رأسه"‪.‬‬
‫قال البيهقي‪ :‬وهذا الغفران يتمل أن يكون بعد عذاب يسهم‪ ،‬ويتمل أن يكون خاصا ببعض الناس‪،‬‬
‫ويتمل أن يكون عاما ف كل أحد‪.‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا صدقة بن موسى‪ ،‬حدثنا أبو عمران الون‪ ،‬عن قيس بن زيد أو زيد بن‬

‫‪451‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قيس‪ ،‬عن قاضي الصرين شريح‪ ،‬عن عبد الرحن بن أب بكر الصديق‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إن ال يدعو صاحب الدين يوم القيامة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬فيم أضعت حقوق الناس? فيم‬
‫اذهبت أموالم? فيقول‪ :‬يا رب ل أفسد‪ ،‬ولكنن أصبت‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا أحق من قضى عنك اليوم‪ ،‬فتربح‬
‫حسناته على سيئاته فيؤمر إل النة"‪.‬‬
‫وثبت ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب ذر‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف الرجل الذي يقول ال تعال‪:‬‬
‫أعرضوا عليه صغار ذنوبه‪ ،‬واتركوا كبارها‪ ،‬فيقال له‪ :‬هل تنكر من هذا شيئا? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬وهو مشفق‬
‫من كبار ذنوبه أن تعرض عليه‪ ،‬فيقول ال تعال‪ :‬إنا قد بدلناك مكان كل سيئة حسنة فأقول‪ :‬يا رب إِن‬
‫قد عملت ذنوبا ل أراها هنا? قال‪ :‬وضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم حت بدت نواجذه‪.‬‬
‫وتقدم ف حديث عبد ال بن عمر ف حديث النجوى‪ :‬يدن ال العبد يوم القيامة‪ ،‬حت يضع عليه كنفه‬
‫ويقرره بذنوبه‪ ،‬حت إذا ظن أنه قد هلك‪ ،‬قال سترتا عليك ف الدنيا‪ ،‬وأنا أغفرها لك اليوم‪ ،‬ويعطي‬
‫كبار حسناته بيمينه‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن عبد ال‪ :‬حدثنا سيار بن حات‪ ،‬أخبنا جعفر بن سليمان‪ ،‬أخبنا‬
‫أبو عمران الون‪ ،‬عن أب هريرة قال‪" :‬يدن ال العبد يوم القيامة‪ ،‬فيضع عليه كنفه فيستره من اللئق‬
‫كلها‪ ،‬ويدفع إليه كتابه ف ذلك الستر‪ ،‬فيقول‪ :‬اقرأ يا ابن آدم كتابك‪ ،‬فيمر بالسنة فيسر با قبله‪،‬‬
‫فيقول ال تعال له‪ :‬أتعرف يا عبدي? فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬يا رب أعرف‪ ،‬فيقول‪ :‬إن قد تقبلتها‪ .‬قال‪ :‬فيخر‬
‫ساجدا قال‪ :‬فيقول ارفع رأسك‪ ،‬وعد إل كتابك‪ ،‬فيمر بالسيئة فيسود لا وجهه‪ ،‬ويزن با قلبه‪،‬‬
‫وترتعد منها فرائصه‪ ،‬ويأخذه من الياء من ربه ما ل يعلمه غيه‪ ،‬فيقول ال تعال‪ :‬أتعرف يا عبدي?‬
‫فيقول‪ :‬نعم يا رب أعرف‪ ،‬فيقول فإِن قد غفرتا لك‪ ،‬فل يزال بي حسنة تقبل فيسجد‪ ،‬وسيئة تغفر‬
‫فيسجد‪ ،‬ل يرى اللئق منه إل ذاك السجود‪ ،‬حت ينادي اللئق بعضها بعضا‪ :‬طوب لذا العبد الذي‬
‫ل يعص ال قط ول يدرون ما قد لقي فيما بينه وبي ال تعال ما قد وقف عليه"‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ ،‬وقال ابن أب ياسر‪ ،‬عمار بن نصر‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا عثمان بن أب‬
‫العاتكة أو غيه قال‪ :‬من أوت كتابه بيمينه أتى بكتاب ف باطنه سيئاته‪ ،‬وظاهره حسناته‪ ،‬فيقال له‪ :‬إقرأ‬
‫كتابك فيقرأ باطنه فيساء با فيه من سيئاته‪ ،‬حت إذا أتى على آخرها قرأ فيه‪ :‬هذه سيئاتك‪ ،‬وقد سترتا‬
‫عليك ف الدنيا‪ ،‬وغفرتا لك اليوم‪ ،‬ويغبطه الشهاد‪ ،‬أو قال أهل المع‪ ،‬با يقرأون ف ظاهر كتابه من‬

‫‪452‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حسناته‪ ،‬ويقولون‪ :‬سعد هذا‪ ،‬ث يؤمر بتحويله وقراءة ما ف ظاهره‪ ،‬فيحول ال ما كان ف باطنه من‬
‫سيئاته‪ ،‬فيجعلها ال حسنات‪ ،‬ويقرأ حسناته‪ ،‬حت يأت على آخرها‪ ،‬ث يقول‪ :‬هذه حسناتك‪ ،‬وقد‬
‫ت أنّي ُملَق حِسَابِيَهْ"‪.‬‬ ‫قبلتها‪ ،‬فعند ذلك يقول لهل المع‪" :‬هَا ُؤمُ اقْرءُوا ِكتَاِبيَهْ إنّي َظَننْ ُ‬
‫قال‪ :‬ومن أوت كتابه وراء ظهره‪ ،‬يأخذه بشماله‪ ،‬يقال له‪ :‬اقرأ كتابك‪ ،‬فيقرأ كتابه‪ ،‬ف باطنه حسناته‪،‬‬
‫وف ظاهره سيئاته‪ ،‬فيقرؤه أهل المع‪ ،‬ويقولون‪ :‬هلك هذا‪ ،‬فإذا أتى على آخر حسناته‪ ،‬قيل‪ :‬هذه‬
‫حسناتك‪ ،‬وقد رددتا عليك‪ ،‬ويؤمر بتحويله‪ ،‬ويقرأ سيئاته حت يأت على آخرها‪ ،‬فعند ذلك يقول لهل‬
‫ضَيةَ مَا أَغنَى عَنّي مَاِليَهْ"‪.‬‬
‫ت اْلقَا ِ‬
‫المع‪" :‬يَا َليَْتنِي لَمْ أوتَ ِكتَاِبيَهْ وَلَمْ أد ِر مَا حِسَاِبيَ ْه يَا َليَْتهَا كَانَ ِ‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن العد‪ ،‬حدثنا البارك بن فضالة‪ ،‬عن السن‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج والبذج ولد الشاة‪ ،‬فيقول له ربه‪ :‬أين ما‬
‫خولتك? أين ما ملكتك? أين ما أعطيتك? فيقول‪ :‬يا رب جعته وثرته‪ ،‬وتركته أكثر ما يكون فيقول‪:‬‬
‫ما قدمت فيه? فينظر فل يرى قدم شيئا‪ ،‬فليس يراجع ال بعده"‪.‬‬
‫وحدثن حزة بن العباس‪ ،‬أنبأنا عبد ال بن عثمان‪ ،‬حدثنا ابن البارك‪ ،‬حدثنا إساعيل بن مسلم‪ ،‬عن‬
‫السن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ ،‬وزاد فيه فيقول‪ :‬يا رب‬
‫ارجعن آتك به كله‪ ،‬فإذا أعيد ل يقدم شيئا فيمضي به إل النار‪ ،‬ث ساقه من طريق يزيد الرقاشي‪ ،‬عن‬
‫أنس عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ ،‬وقد قال ال تعال‪" :‬وََلقَدْ ِجْئتُمُونَا فرَادَى كَمَا خََلقْناكُمْ َأوّلَ‬
‫مً ّر ٍة َوتَرَ ْكتُمْ مَا َخوّلَناكمْ وَرَاءَ ُظهُورِكُمْ"‪.‬‬
‫وف الصحيح لسلم‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬يقول ابن آدم‪ :‬مال‪ ،‬وهل لك من مالك‬
‫إل ما أكلت فأفنيت‪ ،‬أو لبست‪ ،‬فأبليت‪ ،‬أو تصدقت فأمضيت‪ ،‬وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس‪،‬‬
‫سبُ أن لّ ْم يَ َرهُ أَحَدٌ"‪.‬‬ ‫ت مَالً ُلبَدا َأيَحْ َ‬
‫وقال ال تعال‪َ" :‬يقُولُ َأهَْلكْ ُ‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا شريح بن يونس‪ ،‬حدثنا سيف بن ممد‪ ،‬ابن أخت سفيان الثوري‪ ،‬عن ليث‬
‫بن أب سليم‪ ،‬عن عدي بن عدي‪ ،‬عن الصنابي‪ ،‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬ل تزول قدما العبد يوم القيامة حت يسأل عن أربع‪ :‬عن عمره‪ ،‬فيم أفناه? وعن جسده‪ ،‬فيم‬
‫أبله? وعن علمه‪ ،‬ما عمل فيه? وعن ماله‪ ،‬من أين اكتسبه‪ ،‬وفيم أنفقه? وقد تقدم عن ابن مسعود‬
‫نوه‪ .‬وروي عن أب ذر قريب منه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪453‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ا بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث نا سريج بن يو نس‪ ،‬حدث نا الول يد بن م سلم‪ ،‬عن الن صور بن عت يق عن‬

‫مكحول‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يا غري يا أبا الدرداء‪ ،‬كيف بك إذا قيل لك يوم‬

‫القيامة‪ :‬علمت أو جهلت? فإن قلت‪ :‬علمت فيقول‪ :‬ماذا عملت فيما علمت? وإن قلت‪ :‬جهلت‪ ،‬قيل‪:‬‬

‫فماذا كان عذرك في ما جهلت? أل تعل مت"‪ .‬و قد روي من و جه آ خر موقوف على أ ب الدرداء فال‬

‫أعلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫قال البخاري رحه ال‪ :‬باب يدعى الناس بآبائهم‪ ،‬ث أورد حديث عبد ال بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه فيقال‪ :‬هذه غدرة فلن ابن فلن"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن العد‪ ،‬وممد بن بكار‪ ،‬قال‪ .‬حدثنا هشيم‪ ،‬عن داود بن‬

‫عمرو‪ ،‬وعن عبد ال بن أب زكريا‪ ،‬عن أب الدرداء‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إنكم‬

‫تدعون يوم القيامصصصة بأسصصصائكم‪ ،‬وأسصصصاء آبائكصصصم‪ ،‬فحسصصصنوا أسصصصاءكم"‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا علي بن النذر‪ ،‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ،‬حدثن أب‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬

‫‪454‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬تلقى الرض أفلذ كبدها‪ ،‬فيمر السارق‪ ،‬فيقول‪ :‬ف هذا قطعت‬

‫يدي‪ ،‬وي يء القا تل‪ ،‬فيقول‪ :‬ف هذا قتلت‪ ،‬وي يء القا طع الر حم‪ ،‬فيقول‪ :‬ف هذا قط عت رح ي ث‬

‫يدعونه فل يأخذون منه شيا"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ت وُجُو ُههُ مْ أَ َكفَ ْرتُ مْ بَعْدَ إِيانِكُ مْ‪،‬‬


‫قال الّ تعال‪َ" :‬يوْ َم َتبَْيضّ وجُو هٌ‪َ ،‬وتَ سْوَدُ وُجُوه‪َ ،‬فَأمّا الّذِي نَ ا ْسوَدّ ْ‬

‫فَذُوقُوا اْلعَذَا بَ بِمَا ُكنْتُ ْم َتكْفُرُون َوَأمّ ا الّذِي َن اْبيَضّ تْ وجُو ُههُ مْ فَفِي َرحْ َمةِ اللّ هِ هُ مْ فِيهَا خَالِدُو نَ"‪.‬‬

‫َنص ُيفْعَ َل بِه َا فَاِقرَة"‪.‬‬


‫َاسصَرةٌ تظُن ّ أ ْ‬
‫ًوهص َي ْو َمئِذٍ ب ِ‬
‫ُوهص َيوْ َمئِذٍ ناضِرَة إِل ربّه َا نَاظِ َرةٌ‪َ ،‬ووُج ٌ‬
‫وقال تعال‪" :‬وج ٌ‬

‫ستَبْشِ َرةٌ ووجُو ٌه َي ْومَئِ ٍد عََلْيهَا غَبَ َرةٌ قي تَ ْر َه ُقهَا َقتَرَة أوَلئِ كَ‬
‫سفِرَة ضَا ِحكَة مُ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬وُجُو هٌ َي ْو َمئِذٍ مُ ْ‬

‫ج َرةً"‪.‬‬
‫ص ال َكفَ َر ُة الفَ َ‬
‫هُمصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص ُ‬

‫جّن ِة هُ مْ‬
‫ب الْ َ‬
‫سنُوا ال سْنَى وَ ِزيَادةٌ‪ ،‬وَلَ َي ْرهَ قُ ُوجُوهَهُ مْ َقتَرٌ وَلَ ذِلّة أولَئِ كَ أَ صْحَا ُ‬
‫وقال تعال‪" :‬لِلذِي نَ أَحْ َ‬

‫سيّئَاتِ َجزَاءُ َسيَّئ ٍة بِ ِمثِْلهَا َوتَ ْر َهقُهُ مْ ذِّلةٌ ما َلهُم مّ نَ اللّ ِه مِ ْن عَا صِمٍ‪َ ،‬كَأنّمَا‬
‫سبُوا ال ّ‬
‫فِيهَا خَالِدُو نَ وَالّذِي نَ كَ َ‬

‫ب النّارَ هُم صْ فِيهَصا خَالِدُون صَ"‪.‬‬


‫صحَا ُ‬
‫أغشِيَت صْ ُوجُوههُم صْ قِطَعا مِن صَ اللّيْصل مُ ْظلِما أوَلئِك صَ أَص ْ‬

‫‪455‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن معمر‪ ،‬وممد بن عثمان‪ ،‬ابن كرامة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبيد ال‬

‫بن موسى‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله‬

‫تعال‪َ" :‬يوْ مَ نَ ْدعُو ك ّل أنَاس بِإمَا ِمهِ مْ‪ ،‬فَ َم نْ أوتَ ِكتَابَ هُ ِبيَمين هِ فَأوَلئِ كَ يَقرءو نَ ِكتَاَبهُ ْم وَ َل يُظْلَمو نَ َفتِيلً‬

‫صبِيلً"‪.‬‬
‫َومَنصصصْ كَانصصصَ فصصص هذه أعْمَصصصى َف ُهوَ فصصص ال ِخ َرةِ أعْمَصصصى وَأضَلّ سصص َ‬

‫قال‪ :‬يدعى آخرهم فيعطى كتابه بيمينه‪ ،‬ويد له ف جسده‪ ،‬ويبيض وجهه ويعل على رأسه تاج من‬

‫لؤلؤ‪ ،‬يتلل‪ ،‬فينطلق إل أصحابه‪ ،‬فيونه من بعيد‪ ،‬فيقولون‪ :‬اللهم ائتنا بذا‪ ،‬وبارك لنا ف هذا‪ ،‬فيأتيهم‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬أبشروا‪ ،‬فإن ل كل ر جل من كم م ثل هذا‪ ،‬وأ ما الكا فر في سود وج هه‪ ،‬وي د له ف ج سمه‪ ،‬فياه‬

‫أ صحابه‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعوذ بال من هذا‪ ،‬من شر هذا‪ ،‬الل هم ل تأت نا به‪ ،‬فيأتي هم‪ ،‬فيقولون‪ :‬الل هم أخزه‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬أبعدكم ال‪ ،‬فإِن لكل رجل منكم مثل هذا‪ ،‬ث قال‪ :‬ل نعرفه إل بذا الِسناد‪ ،‬ورواه أبو بكر بن‬

‫أبصص الدنيصصا‪ ،‬عصصن العباس بصصن ممصصد‪ ،‬بصصن عبيصصد ال‪ ،‬بصصن موسصصى‪ ،‬العبسصصي بصصه‪.‬‬

‫وروى ابن أب الدنيا‪ :‬عن بعض السلف‪ ،‬وهو السن البصري‪ ،‬أنه قال‪ :‬إذا قال ال تعال للعبد‪ :‬خذوه‬

‫فغلوه‪ ،‬ابتدره سبعون ألف ملك‪ ،‬فت سلسل ال سلسلة من ف يه‪ ،‬فتخرج من دبره‪ ،‬وين ظم ف سلسلة ك ما‬

‫‪456‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ينظم الرز ف اليط‪ ،‬ويغمس ف النار‪ ،‬غمسة‪ ،‬فيخرج عظاما‪ ،‬فيقع‪ ،‬ث تسجر تلك العظام ف النار‪ ،‬ث‬

‫يعاد غضا طريا‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬إذا قال ال‪ :‬خذوه‪ ،‬ابتدره أكثر من ربيعة ومضر‪ ،‬وعن معت مر بن سليمان‪ ،‬عنأبيه‪ ،‬أنه‬

‫قال‪ :‬ل يبقى شيء إل ذمه‪ ،‬فيقول‪ :‬ما ترحن? فيقول‪ :‬كيف أرحك‪ ،‬ول يرحك أرحم الراحي?!‬

‫فصل‬

‫قال ابن ماجه ف كتاب الرقائق من سننه‪:‬‬

‫ما يرجى من رحة ال تعال يوم القيامة‬

‫حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا هارون‪ ،‬حدثنا عبد اللك بن عطاء‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى‬

‫ال عل يه و سلم قال‪" :‬إن ل مائة رح ة‪ ،‬أنزل من ها واحدة ب ي ج يع اللق‪ ،‬فب ها يتراحون وب ا تع طف‬

‫الوحوش على أولدهصصا‪ ،‬وأخصصر تسصصعة وتسصصعي رحةصص‪ ،‬يرحصصم باصص عباده يوم القيامصصة"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن ممد بن عبد ال بن ني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد اللك بن أب سليمان‪ ،‬عن عطاء ابن أب‬

‫‪457‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رباح‪ ،‬عصصصن أبصصص هريرة‪ ،‬عصصصن النصصصبَ صصصصلى ال عليصصصه وسصصصلم بنحوه‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدث نا قتي بة بن سعيد‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬

‫يقول‪" :‬إن ال خلق الرح ة يوم خلق ها مائة رحة فأم سك عنده ت سعة وت سعي رح ة‪ ،‬وأر سل ف خل قه‬

‫كلهم رحة واحدة‪ ،‬فلو يعلم الكافر بكل الذي عند ال من الرحة ل ييأس من النة‪ ،‬ولو يعلم الؤمن‬

‫صه‪.‬‬
‫صن هذا الوجص‬
‫صه البخاري عص‬
‫صن النار"‪ .‬انفرد بص‬
‫صن مص‬
‫صن العذاب ل يأمص‬
‫صد ال مص‬
‫صل الذي عنص‬
‫بكص‬

‫ث قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬وأحد بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن العمش عن أب‬

‫صال عن أب سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم "خلق ال عز وجل يوم خلق السموات‬

‫والرض مائة رحة‪ ،‬فجعل ف الرض منها رحة‪ ،‬فبها تعطف الوالدة على ولدها‪ ،‬والبهائم بعضها على‬

‫بعض‪ ،‬والطي‪ ،‬وأخر تسعة وتسعي إل يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بذه الرحة"‪ ،‬انفرد به‪،‬‬

‫و هو على شرط ال صحيحي‪ ،‬وورد من طرق عن أ ب هريرة‪ :‬أن ال ك تب كتابا يوم خلق ال سموات‬

‫والرض‪ :‬إن رحت تغلب غضب‪ ،‬وف رواية سبقت غضب‪ ،‬وف رواية‪ :‬فهو موضوع عنده فوق العرش‪.‬‬

‫صصصصِهِ الرّحْ َمةَ"‪.‬‬


‫صصصصم عَلَى َنفْسص‬
‫صصصصد قال الّصصصص تعال‪" :‬كَتَصصصصب َربّكص‬
‫وقص‬

‫‪458‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال‪" :‬وَرَ ْحمَتِي وَسِصعَتْ كُ ّل َشيْءٍ فَسصَسأكْتُبهَا ِللّذِينَصَيّتقُونصَ‪ ،‬وَيؤتُونَص الزّكاةَ‪ ،‬والذيصن هم ْص بآيَاتِنَا‪.‬‬

‫يُؤ ِمنُونصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصَ"‪.‬‬

‫ث أورد ا بن ما جه حد يث ا بن أ ب ملي كة‪ ،‬عن معاذ‪ :‬أتدري ما حق ال على عباده? أن يعبدوه ول‬

‫يشركوا به شيئا‪ ،‬ث قال‪ .‬أتدري ما حق العباد على ال إذا هم فعلوا ذلك? أن ل يعذبم‪ ،‬وهو ثابت ف‬

‫صصصحيح البخاري‪ ،‬مصصن طريصصق السصصود بصصن هلل‪ ،‬وأنصصس بصصن مالك‪ ،‬عصصن معاذ‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا زيد بن الباب‪ ،‬حدثنا سهيل بن عبد ال أخو حزم‬

‫القطيعي‪ ،‬حدثنا ثابت البنان‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم تل هذه الية‪" :‬هُو‬

‫أهْلُ الّت ْقوَى َوَأهْ ُل الْ َم ْغفِ َرةِ"‪.‬‬

‫ث قال ال تعال‪" :‬أنا أهل أن أتقى‪ ،‬فل يعل معي إله آخر‪ ،‬فمن اتقى أن يعل معي إلا آخر فأنا أهل‬

‫أن أغفصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصر له"‪.‬‬

‫ث قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن أعي‪ ،‬حدثنا اساعيل بن يي الشيبان‪ ،‬عن‬

‫عبد ال بن عمر بن حفص‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪" :‬كنا مع النب صلى ال عليه وسلم ف بعض‬

‫‪459‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫غزواته فمر بقوم‪ ،‬فقال‪ :‬من القوم? فقالوا‪ :‬نن السلمون‪ :‬وامرأة تصب تنورها‪ ،‬ومعها ابن لا‪ ،‬فإذا‬

‫ارتفع وهج التنور نت به‪ ،‬فأتت النب صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬أنت رسول ال? قال‪ :‬نعم‪ :‬قالت‪:‬‬

‫بأب أنت وأمي‪ ،‬أليس ال بأرحم الراحي? قال‪ :‬بلى‪ .‬قالت‪ :‬أو ليس ال أرحم بعباده من الم بولدها‪.‬‬

‫قال‪ :‬بلى‪ .‬فأتى بأطباق الوز والسكر‪ ،‬فنثر‪ ،‬فجعل ياطفهم‪ ،‬وياطفونه"‪ .‬والديث بتمامه وهو غريب‬

‫جدا‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أب هريرة رضي ال عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬وقال أحد بن شبيب بن سعيد النطي‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن السيب‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أنه كان يدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يرد علي يوم‬
‫القيامة رهط من أصحاب‪ ،‬فيجعلون عن الوض‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب أصحاب‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تعلم ما‬
‫أحدثوا بعدك‪ ،‬إنم ارتدوا على أعقابم القهقرى"‪.‬‬
‫قال شعيب‪ :‬عن الزهري‪ ،‬كان أبو هريرة يدث عن النب صلى ال عليه وسلم "فيحملون" وقال عقيل‪:‬‬

‫"فيجلون" وقال الزبيدي‪ :‬عن أب هريرة‪ ،‬عن ممد بن علي‪ ،‬عن عبد ال بن أب رافع‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬

‫عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬وهذا كله تعل يق ول أر أحدا أ سنده بش يء من هذا الو جه‪ ،‬عن أ ب‬

‫هريرة‪ ،‬إل أن البخاري قال بعد هذا‪ :‬حدثنا أحد بن صال‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬أخبن يونس‪ ،‬عن ابن‬

‫‪460‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شهاب‪ ،‬عن ابن السيب‪ ،‬أنه كان يدث‪ :‬فيجلون عنه‪ :‬فأقول‪ :‬يا رب أصحاب‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تدري‬

‫صصصصصصصم القهقرى‪.‬‬
‫صصصصصصص ارتدوا على أدبارهص‬
‫صصصصصصصا أجدثوا بعدك‪ ،‬إنمص‬
‫مص‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن يعقوب بن عبيد وغيه‪ :‬عن سليمان بن حرب‪ ،‬عن حاد بن زيد‪ ،‬عن كلثوم‬

‫إمام مسجد قشي‪ ،‬عن الفضل بن عيسى‪ ،‬عن ممد بن النكدر‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬كأن بكم صادرين‬

‫عن الوض‪ ،‬يلقى الرجل الرجل‪ ،‬فيقول‪ :‬أشربت? فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬ويلقى الرجل الرجل فيقول‪ :‬أشربت?‬

‫فيقول‪ :‬ل‪ ،‬واعطشاه‪.‬‬

‫رواية أساء بنت أب بكر رضي ال عنهما‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬حدثن ابن أب مليكة‪ ،‬عن أساء بنت‬

‫أ ب ب كر ال صديق‪ ،‬قالت‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إ ن على الوض‪ ،‬ح ت أن ظر من يرد من كم‬

‫علي‪ ،‬وسيؤخذ أناس دون‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ ،‬هؤلء من ومن أمت? فيقال‪ :‬هل شعرت با عملوا بعدك?‬

‫وال مصا برحوا يرجعون على أعقابمص"‪ .‬فكان ابصن أبص مليكصة يقول‪ :‬اللهصم إنصا نعوذ بصك‪.‬‬

‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن الم ل تل قي ولد ها ف النار‪ ،‬فأ كب ر سول صلى ال عل يه‬

‫‪461‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلم يبكي ث رفع رأسه إلينا‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال عز وجل ل يعذب من عباده إل الارد التمرد‪ ،‬الذي يتمرد‬

‫على ال‪ ،‬ويأبصص أن يقول ل إله ال"‪ .‬إسصصناده فيصصه ضعصصف‪ ،‬وسصصياقه فيصصه غرابصصة‪.‬‬

‫صلّى‪ ،‬وَلكِ نْ‬


‫ق وَلَ ً‬
‫ب َوَتوَلّى" الليل‪ .‬وقال‪َ" :‬فلَ صَ ّد َ‬
‫لهَا إِ ّل الشْقَى‪ ،‬الّذِي كًذّ َ‬
‫صَ‬‫وقد قال تعال‪َ " :‬ل يَ ْ‬

‫ب َوَتوَلّى" القيامة‪.‬‬
‫كًذّ َ‬

‫اللّه عز وجل أرحم بعباده من الرضعة بوليدها‬

‫وقد قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ،‬حدثنا أبو غسان‪ ،‬حدثن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قدم على النب صلى ال عليه وسلم سب‪ ،‬فإذا امرأة من السب قد تلب‬
‫ثديها‪ ،‬تسعى‪ ،‬فإذا وجدت صبيا ف السب أخذته‪ ،‬فأرضعته‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ " :‬أترون‬
‫هذه طارحة ولدها ف النار? قلنا‪ :‬ل‪ ،‬وهي ل تقدر أن تطرحه‪ ،‬فقال‪ :‬ال أرحم بعباده من هذه‬
‫بولدها"‪ .‬ورواه مسلم‪ ،‬عن حسن اللوان‪ ،‬وممد بن سهل بن عسكر‪ ،‬كلها عن سعيد بن أب مري‪،‬‬
‫عن أب غسان ممد بن مطرف به‪ ،‬وف رواية‪" :‬وال ل أرحم بعباده من هذه بولدها"‪.‬‬
‫ث قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي‪ ،‬حدثنا عمرو بن هاشم‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن سعيد‪ ،‬عن سعيد القبي‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل يدخل‬
‫النار إل شقي‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ومن الشقي? قال‪ :‬من ل يعمل ل بطاعة‪ ،‬ول يترك له معصية" إسناد‬
‫هذا ضعف‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم من حديث أب بردة بن أب موسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬إذا كان يوم القيامة دفع إل كل مسلم يهودي‪ ،‬أو نصران‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا فكاكك من النار"‪.‬‬
‫وف رواية‪" :‬ل يوت رجل مسلم إل أدخل ال مكانه ال النار يهوديا أو نصرانيا" قال‪ :‬فاستحلف عمر‬

‫‪462‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بن عبد العزيز أبا بردة بال الذي ل إله إل هو ثلث مرات أن أباه حدثه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬فحلف له‪ ،‬وف رواية‪ :‬لسلم أيضا‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ييء ناس من‬
‫السلمي يوم القيامة بذنوب أمثال البال‪ ،‬فيغفرها ال لم‪ ،‬وضعها على اليهود والنصارى"‪.‬‬
‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا جبارة بن الغلس‪ ،‬حدثنا عبد العلى بن أب الساور‪ ،‬عن أب بردة‪ ،‬عن أبيه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا جع ال اللئق يوم القيامة أذن لمة ممد ف السجود‪،‬‬
‫فيسجدون طويلً‪ ،‬ث يقول‪ :‬ارفعوا رؤوسكم‪ ،‬فقد جعلنا عدوكم فداءكم من النار"‪.‬‬
‫وقال ال طبان‪ :‬حدث نا م مد بن عثمان بن أ ب شي بة‪ ،‬حدث نا أح د بن يو نس‪ ،‬حدث نا سعد أ بو عيدان‬

‫الشيبان‪ ،‬عن حاد بن سليمان‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن صلة بن زغر‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده ليدخلن النة الفاجر ف دينه‪ ،‬الحق ف مغيشته‪ ،‬والذي نفسي بيده‬

‫ليدخلن ال نة الذي قد مش ته النار بذن به‪ ،‬والذي نف سي بيده ليغفرن ال يوم القيا مة مغفرة يتطاول ل ا‬

‫إبليس رجاء أن تصيبه "‪.‬‬

‫ذكر من يدخل الْجَنّة ِمنْ هذه المة بغَي ِحسَاب‬

‫قال! البخاري‪ :‬حدث نا عمران بن مي سرة‪ ،‬حدث نا ا بن فض يل‪ ،‬حدث نا ح صي‪ ،‬وحدث نا أ سيد بن ز يد‪،‬‬

‫حدثنا هشيم عن حصي قال‪ :‬كنت عند سعيد بن جبي فقال‪ :‬حدثن ابن عباس قال‪ :‬قال النب صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬عرضت عل يّ المم‪ ،‬فأجد النب ير معه المة‪ ،‬والنب ير معه النفر‪ ،‬والنب معه العشرة‪،‬‬

‫‪463‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫والنب معه المسة‪ ،‬والنب ير وحده‪ ،‬فنظرت‪ ،‬فإذا سواد كثي‪ ،‬فقال قائل‪ :‬هؤلء أمتك‪ ،‬وهؤلء سبعون‬

‫ألفا قدامهصم‪ ،‬ل حسصاب عليهصم‪ ،‬ول عقاب‪ ،‬قلت‪ :‬ول? قال‪ :‬كانوا ل يكتوون‪ ،‬ول يسصترقون‪ ،‬ول‬

‫يتطيون‪ ،‬وعلى رب م يتوكلون‪ ،‬فقام إل يه عكا شة بن م صن فقال‪ :‬ادع ال أن يعل ن من هم قال‪ :‬الل هم‬

‫اجعله من هم‪ :‬ث قال ر جل آ خر‪ ،‬فقال‪ :‬ادع ال أن يعل ن من هم‪ :‬فقال‪ :‬سبقك ب ا عكا شة"‪ .‬ورواه‬

‫مسلم‪ ،‬عن سعيد بن منصور‪ ،‬عن هشيم به بنحوه وهو أطول من هذا ث أورد البخاري‪ ،‬ومسلم أيضا‬

‫من طريق يونس‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه وقال‬

‫فيه‪" :‬ث قام رجل من النصار فقال‪ :‬ادع اللّه أن يعلن منهم‪ :‬فقال‪ :‬سبقك با عكاشة"‬

‫حديث آخر‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي بن أب بكر‪ ،‬حدثنا زهي بن ممد‪ ،‬عن سهيل بن أب صال‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬

‫عن أب هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬سألت رب عز وجل‪ ،‬فوعدن أن يدخل من‬

‫أم ت سبعي ألفا على صورة الق مر ليلة البدر‪ ،‬فا ستزدت فزاد ن مع كل ألف سبعي ألفا‪ ،‬فقلت‪ :‬أي‬

‫رب‪ :‬إن ل يكصصصن هؤلء مهاجري أمتصصص? قال‪ :‬إذا أكملهصصصم لك مصصصن العراب"‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يزيد إساعيل‪ :‬عن زياد الخزومي‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم‪" :‬ن ن الخرون ال سابقون يوم القيا مة‪ ،‬أول زمرة من أم ت تد خل ال نة سبعون ألفا‪ ،‬ل ح ساب‬

‫عليهم‪ ،‬صورة كل رجل منهم على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬ث الذين يلونم على أشد ضوء كوكب من‬

‫السصصصصصصصصماء‪ ،‬ثصصصصصصصص هصصصصصصصصم بعصصصصصصصصد ذلك منازل"‪.‬‬

‫ث رواه أحد عن حسن‪ ،‬عن ابن ليعة‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم بنحو ما تقدم‪،‬‬

‫وكذا رواه أحد‪ ،‬عن ابن مهدي‪ ،‬عن حاد بن سلمة‪ ،‬عن ممد بن زياد عن أب أمامة كما سيأت‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫ث قال البخاري‪ :‬حدث نا سعيد بن أ ب مر ي‪ ،‬حدثنا أبو غ سان قال‪ :‬حدث ن أ بو حازم‪ ،‬عن سهل ا بن‬

‫سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ليدخلن النة من أمت سبعون ألفا‪ ،‬أو سبعمائة ألف‪،‬‬

‫‪-‬شك ف إحداها‪ -‬متماسكي آخذا بعضهم ببعض‪ ،‬حت يدخل أولم وآخرهم النة‪ ،‬ووجوههم على‬

‫ضوء القمر ليلة البدر"‪ .‬وقد رواه البخاري‪ ،‬ومسلم عن قتيبة‪ ،‬عن عبد العزيز بن أب حازم‪ ،‬به‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫‪465‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ .‬حدثنا هاشم بن القاسم‪ ،‬حدثنا السعودي‪ ،‬حدثن بكي بن الخنس‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن‬

‫أ ب ب كر ال صديق قال‪ :‬قال ر سول اللّه صلى ال عل يه و سلم‪" :‬أعط يت سبعي ألفَا يدخلون ال نة بغ ي‬

‫حساب‪ ،‬وجوههم كالقمر ليلة البدر‪ ،‬قلوبم على قلب رجل واحد‪ ،‬فاستزدت رب عز وجل‪ ،‬فزادن‬

‫ج ع كل وا حد سبعي ألفا"‪ .‬وقال أ بو ب كر‪ :‬فرأ يت أن ذلك آت على أ هل القرى‪ ،‬ومض يت فأت يت‬

‫البوادي‪.‬‬

‫طريق آخر‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ :‬حدثنا حاد‪ :‬عن عاصم‪ ،‬عن زر‪ ،‬عن ابن مسعود‪" .‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أري المم ف النوم‪ ،‬فمرت عليه أمته‪ ،‬قال‪ .‬فأعجبته كثرتم‪ ،‬قد ملوا السهل والبل‪،‬‬
‫قال‪ .‬فقيل ل‪ :‬إن لك مع هؤلء سبعي ألفا يدخلون النة بغي حساب هم الذين ل يكتوون‪ ،‬ول‬
‫يسترقون‪ ،‬ول يتطيون‪ ،‬وعلى ربم يتوكلون‪ ،‬فقال عكاشة بن مصن‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ادع ال أن يعلن‬
‫منهم‪ ،‬قال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ ،‬فقام رجل آخر من النصار فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ادع ال أن يعلن‬
‫منهم‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬سبقك با عكاشة"‪ .‬قال الافظ الضياء‪ :‬هذا عندي على شرط‬
‫مسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫‪466‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ :‬حدثنا معمر‪ :‬عن قتادة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن عمران بن حصي‪ ،‬عن ابن‬

‫مسصعود قال‪ :‬أكثرنصا الديصث عنصد رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم ذات ليلة‪ ،‬ثص غدونصا إليصه فقال‪:‬‬

‫"عرضت عليّ النبياء الليلة بأمها‪ ،‬فجعل النب ير ومعه الثلثة‪ ،‬والنب ومعه العصابة‪ ،‬والنب ومعه النفر‪،‬‬

‫والنب ليس معه أحد‪ ،‬حت مرّ على موسى‪ ،‬معه كبكبة من بن إسرائيل‪ ،‬فأعجبون‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤلء?‬

‫فق يل ل‪ :‬هذا أخوك مو سى‪ ،‬م عه بنصو إ سرائيل‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فأ ين أم ت? فق يل ل‪ :‬ان ظر عن يي نك‪،‬‬

‫فنظرت‪ ،‬فإِذا الظراب قد س ّد بوجوه الرجال‪ ،‬ث قيل ل‪ :‬ان ظر عن يسارك‪ ،‬فنظرت فإِذا الفق قد سد‬

‫بوجوه الرجال‪ ،‬فقيل ل‪ :‬أرضيت? فقلت‪ :‬رضيت يا رب‪ ،‬رضيت يا رب‪ ،‬قال‪ :‬فقيل ل‪ :‬إن مع هؤلء‬

‫سبعي ألفا يدخلون ال نة بغ ي ح ساب‪ ،‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬فداء ل كم أ ب وأ مي‪ :‬إن‬

‫ا ستطعتم أن تكونوا من ال سبعي ألفا فافعلوا? فإِن ق صرت فكونوا من أ هل الظراب‪ ،‬فإِن ق صرت فكونوا‬

‫من أهل الفق‪ ،‬فإِن قد رأيت ث ناسا يتهاوشون‪ ،‬فقام عكاشة بن مصن فقال‪ :‬ادع اللّه يا رسول ال أن‬

‫يعلن من السبعي ألفا‪ ،‬فدعا له‪ ،‬فقام رجل آخر فقال‪ :‬ادع ال يا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬

‫يعلن منهم‪ ،‬فقال‪ :‬قد سبقك با عكاشة" قال‪ :‬ث تدثنا فقلنا‪ .‬من ترون هؤلء السبعي ألفا? فقيل‪:‬‬

‫‪467‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قوم ولدوا ف الِسلم‪ ،‬ل يشركوا بال شيئا‪ ،‬حت ماتوا‪ :‬فبلغ ذلك النب صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬هم‬

‫الذين ل يكتوون‪ ،‬ول يسترقون‪ ،‬ول يتطيون‪ ،‬وعلى ربم يتوكلون"‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن ممد الذوعي‪ :‬حدثنا عقبة بن مكرم‪ ،‬حدثنا ممد بن أب عدي‪ ،‬عن‬

‫هشام بن ح سان‪ ،‬عن م مد بن سيين‪ ،‬عن عمران بن ح صي‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫وسلم‪" :‬يدخل النة من أمت سبعون ألفا بغي حساب‪ ،‬ول عذاب‪ ،‬قيل‪ :‬من هم يا رسول! ال‪ .‬قال‪:‬‬

‫هصصصصم الذيصصصصن ل يكتوون‪ ،‬ول يسصصصصترقون‪ ،‬ول يتطيون وعلى ربمصصصص يتوكلون"‪.‬‬

‫رواه مسلم عن يي بن خلف‪ ،‬عن العتمر بن سليمان‪ ،‬عن هشام بن حسان‪ ،‬من غي ذكر عكاشة‪،‬‬

‫وليس عنده ف هذه الرواية يتطيون‪ ،‬قال الافظ الضياء‪ :‬وقد روي عن عمران من غي طريق‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫‪468‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا روح بن عبادة‪ ،‬حدثنا ابن جريج‪ ،‬أخبن أبو الزبي‪ ،‬سصر جابر بن عبد اللّه قال‪:‬‬

‫سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فذ كر حديثا وف يه‪" :‬فين جو أول زمرة‪ ،‬وجوه هم كالق مر ليلة‬

‫البدر‪ ،‬سبعون ألفا‪ ،‬ل يا سبون‪ ،‬ث الذ ين يلون م‪ ،‬كأضواء ن م ف ال سماء ث كذلك " وذ كر بقي ته‪.‬‬

‫ورواه مسلم من حديث روح فلم يرفعه‪ ،‬وقد روى البزار‪ ،‬عن عمر بن إساعيل‪ ،‬عن مالد‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬

‫عن جده‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬عن جابر بن عبد ال عن النب صلى ال عليه وسلم نو الذي قبله سواء‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن مرداس‪ ،‬حدثنا مبارك‪ ،‬عن عبد العزيز بن صهيب‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النب صلى‬

‫ال عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‪" :‬سبعون ألفا من أمت يدخلون النة بغي حساب‪ ،‬هم الذين ل يكتوون‪ ،‬ول‬

‫يسترقون‪ ،‬ول يتطيون‪ ،‬وعلى ربم يتوكلون "‪.‬‬

‫طريق آخر‬

‫‪469‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن عبد اللك‪ ،‬حدثنا أبو عاصم العيلن‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم‪" :‬يدخل النة من أمت سبعون ألفا‪ ،‬مع كل واحد من السبعي سبعون ألفا" وهذا يتمل‬

‫أن يكون مع كل وا حد من اللوف‪ ،‬ويت مل أن يكون مع كل وا حد من الحاد‪ ،‬و هو أشل وأك ثر‪.‬‬

‫وقد قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ :‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس أو عن النضر بن أنس‪ ،‬عن‬

‫أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ال وعدن أن يدخل النة من أمت أربعمائة ألف‪،‬‬

‫فقال أبو بكر رضي ال عنه‪ :‬زدنا رسول ال قال‪ :‬وهكذا ‪-‬وجع كفيه‪ -‬فقال‪ :‬زدنا يا رسول ال قال‪:‬‬

‫وهكذا‪ .‬فقال عمر‪ :‬حسبك يا أبا بكر‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬دعن يا عمر‪ ،‬وما عليك أن يدخلنا اللّه النة‬

‫كل نا? فقال ع مر‪ :‬إن شاء أد خل خل قه ال نة برح ته ب كف وا حد"‪ .‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‬

‫"صدق عمر"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي اللّه عنه‬

‫قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا ممد بن أب بكر‪ ،‬حدثنا عبد القاهر بن السري‪ ،‬حدثنا حيد‪ ،‬عن أنس‪،‬‬

‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يدخل النة من أمت سبعون ألفا‪ ،‬قالوا‪ :‬زدنا‪ -‬وكان على كثيب‪-‬‬

‫‪470‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فحثا بيده‪ ،‬قالوا‪ :‬زدنا يا رسول ال‪ :‬فقال‪ :‬هكذا‪ ،‬وحثا بيده‪ ،‬قالوا‪ :‬يا نب ال‪ :‬أبعد ال من دخل النار‬

‫بعصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصد هذا"‪.‬‬

‫قال الافظ الضياء‪ :‬ل أعلمه روي عن أنس إل بذا الِسناد‪ ،‬وقد سئل ابن معي عن عبد القاص فقال‪:‬‬

‫صال‪.‬‬

‫حديث آخر غريب‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن صال بن الوليد النرسي وممد بن يي بن مندة الصبهان قال‪ :‬حدثنا‬

‫أبو حفص عمر بن علي‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ،‬حدثن أب‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أب بكر بن أنس‪ ،‬عن أب‬

‫بكر بن عمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ال وعدن أن يدخل من أمت ثلثائة‬

‫ألف ال نة‪ ،‬فقال عم ي‪ :‬يا رسول ال‪ :‬زد نا‪ .‬فقال‪ :‬هكذا بيده‪ ،‬فقال عم ي‪ :‬يا ر سول ال‪ :‬زد نا‪ .‬فقال‬

‫عمر‪ :‬حسبك يا عمي‪ ،‬فقال عمي‪ :‬ما لنا ولك يا ابن الطاب? وما عليك أن يدخلنا ال النة? فقال‬

‫عمر‪ :‬إن شاء ال أدخل الناس النة بثية واحدة‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬صدق عمر"‪.‬‬

‫قال الافظ الضياء‪ :‬ل أعرف لعمي حديثا غيه‪.‬‬

‫‪471‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حديث آخر غريب‬

‫قال البزار‪ :‬حدث نا ممود بن ب كر‪ ،‬حدث نا أ ب‪ ،‬عن عي سى‪ ،‬عن ا بن أ ب ليلى عط ية‪ ،‬عن أ ب سعيد‬

‫الدري‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يد خل ال نة من أم ت سبعون ألفا ل ح ساب‬

‫عليهم‪ ،‬فقام عكاشة فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ادع ال أن يعلن منهم‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ ،‬فقال رجل‬

‫آخر‪ :‬ادع ال أن يعلن منهم‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ ،‬فسكت القوم‪ ،‬ث قال بعضهم لبعض‪ :‬لو قلنا يا‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ادع اللّه أن يعلنا منهم‪ .‬فقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬سبقكم با عكاشة‬

‫وصاحبه‪ ،‬أما إنكم لو قلتم لقلت‪ ،‬ولو قلت لوجبت "‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال أبو بكر بن أب شيبة‪ .‬حدثنا إساعيل بن عباس‪ ،‬سعت ممد بن زياد يدث عن أب أمامةُ الباهلي‪.‬‬

‫عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬وقال ال طبان‪ :‬حدث نا أح د بن علي الدمش قي وال سي بن إ سحاق‬

‫التستري قال‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‪ ،‬حدثنا أب إساعيل بن عياش‪ ،‬أخب ممد بن زياد‪ ،‬سعت أبا أمامة‬

‫يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬وعدن رب أن يدخل النة من أمت سبعي ألفَا‪،‬‬

‫‪472‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫مع كل ألف سبعون ألفا‪ ،‬ل ح ساب علي هم‪ ،‬ول عتاب‪ ،‬وثلث حثيات من حثيات ر ب عز و جل"‪.‬‬

‫واللفظ لبن أب شيبة‪ ،‬وليس عند الطبان مع كل ألف سبعون ألفا‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أبو بكر بن أب عاصم‪ .‬حدثنا دحيم‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا صفوان بن عمرو‪ ،‬عن سليم‬

‫بن عامر‪ ،‬عن أب اليمان الوزن‪ ،‬عن أب أمامة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ال وعدن‬

‫صصصاب"‪.‬‬
‫صصص حسص‬
‫صصصبعي ألفا بغيص‬
‫صصص سص‬
‫صصصن أمتص‬
‫صصصة مص‬
‫صصصل النص‬
‫أن يدخص‬

‫قال أبو يزيد بن الخنس‪ :‬واللّه ما أولئك ف أمتك يا رسول ال صلى ال عليه وسلم إل مثل الذباب‬

‫ال صهب ف الذباب‪ ،‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬فإِن ال قد وعد ن سبعي ألفا‪ ،‬مع كل‬

‫ألف سصصصصصصصصصصصصصبعون ألفا‪ ،‬وزادنصصصصصصصصصصصصص ثلث حثيات "‪.‬‬

‫قال الضياء‪ :‬رجاله رجال الصحيح إل الوزن‪ ،‬واسه عامر بن عبد ال بن لي‪ ،‬وما علمت فيه جرحا‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫‪473‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن خليد‪ ،‬حدثنا أبو توبة‪ ،‬حدثنا ممد بن سلم‪ ،‬عن زيد بن سلم‪ ،‬أنه سع‬

‫أبا سلم يقول‪ :‬حدثن عامر بن يزيد البكال‪ :‬أن سع عقبة بن عبد السلمي قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم‪" :‬إن رب وعدن أن يدخل النة من أمت سبعي ألفا بغي حساب‪ ،‬مع كل ألف سبعون‬

‫ألفا‪ ،‬وزادنص ثلث حثيات‪ ،‬فكبّر عمصر‪ ،‬وقال‪ :‬إن السصبعي الول يشفعهصم ال فص آبائهصم‪ ،‬وأبنائهصم‪،‬‬

‫وعشائرهم‪ ،‬وأرجو أن يعلن ال ف أحد الثيات الواخر"‪ .‬قال الضياء‪ :‬ل أعلم لذا الِسناد علة‪ ،‬وال‬

‫تعال أعلم‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ،‬حدثنا هشام يع ن الدستوائي‪ ،‬حدثنا يي بن أ ب كثي‪ ،‬عن‬

‫هلل بن أب ميمونة‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬أن رفاعة الهن حدثه قال‪ :‬أقبلنا مع رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم‪ ،‬ح ت إِذا ك نا بالكد يد أو قال‪ :‬بقد يد‪ :‬فذ كر حديثا قال ف يه‪" :‬وعد ن ر ب عز و جل أن يد خل‬

‫النة من أمت سبعي ألفا بغي حساب وإن لرجو أن يدخلها أحد من المم حت تتبوأوا أنتم ومن صلح‬

‫صصصصة"‪.‬‬
‫صصصصم مسصصصصاكنكم فصصصص النص‬
‫صصصصن أزواجكصصصصم وذراريكص‬
‫مص‬

‫‪474‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه يعقوب بن سفيان‪ :‬عن آدم بن أب إياس‪ ،‬عن شيبان‪ ،‬عن يي بن كثي‪ ،‬قال الافظ الضياء‪ :‬هذا‬

‫عندي على شرط الصحيح‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫حديث آخر أيضا‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا عمرو بن إسحاق بن زريق المصي‪ ،‬حدثنا ممد بن إساعيل‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬عن‬

‫ضمضم بن زرعة‪ ،‬عن شريح بن عبيد‪ ،‬عن أب أساء الرحب‪ ،‬عن ثوبان قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم يقول‪" :‬إن رب وعدن من أمت سبعي ألفا ل ياسبون‪ ،‬مع كل ألف سبعون ألفا"‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن خليد‪ ،‬حدثنا أبو توبة معاوية بن سلم‪ ،‬عن زيد بن سلم‪ ،‬أنه سع أبا‬

‫سلم يقول‪ :‬حدث ن ع بد ال بن عا مر‪ :‬أن قي سا الكندي حدث‪ :‬أن أبا سعيد الناري حدثه‪ :‬أنه سع‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن رب عز وجل وعدن أن يدخل النة من أمت سبعي ألفا بغي‬

‫حسصصاب‪ ،‬ويشفصصع كصصل ألف لسصصبعي ألفا‪ ،‬ثصص يثصصي ربصص ثلث حثيات بكفيصصه"‪.‬‬

‫‪475‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال ق يس‪ :‬فقلت ل ب سعيد‪ :‬أ نت سعت هذا من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬ن عم بأذ ن‪،‬‬

‫ووعاه قل ب‪ ،‬قال أ بو سعيد‪ :‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬وذلك‪ -‬إن شاء اللّه‪ -‬ي ستوعب‬

‫مهاجري أمتصصصصص‪ ،‬ويوفصصصصص ال بقيتصصصصصه مصصصصصن أعراباصصصصص "‪.‬‬

‫قال الطبان‪ :‬ل يرو عن أب سعيد الناري إل بذا الِسناد‪ ،‬وقد تفرد به معاوية بن سلم‪ ،‬وقال الافظ‬

‫الضياء‪ ،‬و قد رواه م مد بن سهل بن ع سكر‪ ،‬عن أ ب ثو بة الرب يع بن نا فع بإِ سناده‪ ،‬قال أ بو سعيد‪:‬‬

‫فحسب ذلك عند رسول اللّه صلى ال عليه وسلم فبلغ أربعة آلف ألف ألف وسبعمائة ألف قال‪ :‬فقال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ذلك يستوعب‪ -‬إن شاء ال‪ -‬مهاجري أمت "‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا ممود بن بكر‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬عن عيسى‪ ،‬عن ابن أب يعلى‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أب سعيد‬

‫الدري‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يد خل ال نة من أم ت سبعون ألفا ل ح ساب‬

‫عليهم‪ ،‬فقام عكاشة‪ :‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ادع ال أن يعلن منهم‪ ،‬فقال رجل آخر‪ :‬ادع ال أن يعلن‬

‫‪476‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫منهم‪ ،‬قال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ ،‬فسكت القوم‪ ،‬ث قال بعض لبعض‪ ،‬أو قلنا‪ :‬يا رسول اللّه‪ ،‬ادع ال أن‬

‫يعلنا منهم‪ ،‬قال‪ :‬سبقكم با عكاشة وصاحبه‪ ،‬إما أنكم لو قلتم لقلت‪ ،‬ولو قلت لوجبت"‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫رواه البيهقي ف كتاب البعث والنشور‪ ،‬من حديث الضحاك بن نباس‪ ،‬حدثن ثابت بن أسلم البنان‪،‬‬

‫عن أب يزيد الدين‪ ،‬عن عمرو بن حزم النصاري‪ ،‬قال‪ :‬تغيب عنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلثا‬

‫ل يرج إل لصلة مكتوبة‪ ،‬ث يرجع‪ ،‬فلما كان اليوم الرابع خرج إلينا‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬احتبست‬

‫عنا حت ظننا أنه قد حدث حدث? فقال‪" :‬إنه ل يدث إل خي‪ ،‬إن رب وعدن أن يدخل النة من أمت‬

‫سبعي الفا ل حساب عليهم‪ ،‬وإن سألت رب ف هذه اليام الثلثة الزيد‪ ،‬فوجدت رب واحدا‪ ،‬ماجدا‪،‬‬

‫كريا‪ ،‬أعطا ن مع كل وا حد من ال سبعي ألفا سبعي ألفا‪ ،‬قال قلت‪ :‬يا رب وتبلغ أم ت هذا‪ .‬قال‪:‬‬

‫أكمل لك العمد من العراب"‪ .‬الضحاك هذا قد تكلموا فيه‪ ،‬وقال النسائي‪ :‬متروك‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫‪477‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال ال طبان‪ :‬حدثنا هاشم بن مرثد ال طبان‪ ،‬حدثنا ممد بن إساعيل بن عياش‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا‬

‫ضمضم بن زرعة‪ ،‬عن شريح بن عبيد‪ ،‬عن أب مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أما‬

‫والذي ن فس م مد بيده‪ ،‬ليبع ثن اللّه ب كم يوم القيا مة إل ال نة م ثل الل يل ال سود‪ ،‬زمرة جيعا‪ ،‬ييطون‬

‫بالرض‪ ،‬تقول اللئكة‪ ،‬لا جاء مع ممد أكثر ما جاء مع النبياء"‪.‬‬

‫لسَاب َومَا إل ْيهِ‬


‫ذكر كيفيّة تفرق الْعِبَاد عَن مَوِقف ا ِ‬

‫أَمرهم َففَريق ِمنَ الْجّن ِة وفريق ِم َن السّعي‬

‫ضيَ ا َلمْ ُر َوهُمْ ف غَفَْل ٍة َوهُمْ َل يُؤمِنُونَ" مري‪.‬‬ ‫قال ال تعال‪َ " :‬وَأنْذِ ْرهُ ْم َي ْومَ الْحَسْ َرةِ إِذْ ُق ِ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ َتقُومُ السّاعَة َي ْو َمئِ ٍذ َيتَفَرّقُونَ‪َ ،‬فَأمّا الّذِين آ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَات َف ُهمْ ف رَوضةٍ‬
‫حضَرُونَ" وقال تعال‪:‬‬ ‫ب مُ ْ‬
‫حبَرُونَ‪ ،‬وَأمّا الَذِينَ َكفَرُوا وَكً ّذبُوا بِآياِتنَا وَلقاءِ الخِ َرةِ فَأوَلئِكَ ف الْعَذَا ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫" َوَيوْ َم تَقومُ السّا َعةُ َي ْو َمئِذٍ َيصّ َدعُونَ" الروم‪.‬‬
‫سرُ الُبطِلُونَ‪ ،‬تَرَ ى كُل أ ّمةٍ جَاِثَيةً كُل أ ّم ٍة تُ ْدعَى إلَى ِكتَاِبهَا‬ ‫قال تعال‪َ " :‬وَي ْومَ َتقُومُ السّا َع ُة َيوْمَئذ يَخْ َ‬
‫ستَنْسِ ُخ مَا كْنتُ ْم َتعْمَلونَ‪ ،‬فَأمَا‬
‫الَْي ْومَ تُجْ َز ْو َن مَا ُكنْتُ ْم َتعْمَلُونَ‪ ،‬هذا ِكتَاُبنَا َينْطِ ُق عََلْيكُ ْم بِالْحَقّ ِإنّا ّكنّا نَ ْ‬
‫ك ُهوَ اْل َفوْ ُز الْ ُمبِي‪ ،‬وَأمّا الّذِينَ َكفَروا أفَلَمْ‬ ‫الّذِينَ آمَنوا َوعَ ِملُوا الصّالِحَاتِ َفيُدْ ِخُلهُمْ َرّبهُمْ ف رَ ْح َمتِهِ ذَلِ َ‬
‫ج ِرمِيَ‪َ ،‬وإِذَا ِقيَلَ إِ ّن َوعْدَ اللّهِ حَ ّق وَالسّاعَة لَ َريْبَ‬ ‫تَكُ ْن آياتِي ُتتْلى عََليْكمْ فَا ْسَت ْكبَ ْرتُ ْم وَكنْتُمْ َقوْما مُ ْ‬
‫سَتْيقِنِيَ‪َ ،‬وبَدَا َلهُ ْم َسّيئَاتُ مَا عَ ِملُوا وَحَاقَ‬ ‫فِيهَا ُق ْلتُ ْم مَا نَدْرِي مَا السّا َعةُ ِإ ْن نَظنّ إِ ّل ظَنّا َومَا نَحْ ُن بِمُ ْ‬
‫سَتهْزِءُونَ‪ ،‬وقي َل اْلَيوْ َم َننْسَاكمْ كَمَا نَسِيتُمْ ِلقَاء َي ْو ِمكُمْ هذَا َومَأوَاكم النّارُ َومَا َلكُ ْم مِنْ‬ ‫ِبهِ ْم مَاكَانُوا بِهِ يَ ْ‬
‫حيَاةُ ال ّدْنيَا فَاْليَ ْومَ َل يُخْ َرجُونَ ِمْنهَا وَلَ هُمْ‬
‫نَاصِرِينَ‪ ،‬ذِلكُمِْبَأنّكُم اتّخَ ْذتُ ْم آيَات اللّ ِه هُزُوا َوغَ ّرْتكُ ُم الْ َ‬

‫‪478‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ت وَالَرْض‬ ‫ب اْلعَالَمِيَ‪ ،‬وَلَ ُه الْ ِكبْريَاءُ ف السّموا ِ‬ ‫ت وَرَب الًرْض رَ ّ‬ ‫حمْد رب السّموَا ِ‬ ‫ستَ ْعَتبُونَ‪ ،‬فلل ِه الْ َ‬
‫يُ ْ‬
‫حكِيمُ"‪.‬‬ ‫َوهُ َو اْلعَزِيز الْ َ‬
‫حقّ‬ ‫شهَدَا ِء وَُقضِ َي َبيَْنهُ ْم بِالْ َ‬‫ي وَال ّ‬ ‫ب وَجِيءَ بِالّنِبيّ َ‬ ‫ض ِبنُورِ ربَا َووُضِ َع الْ ِكتَا ُ‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَأشْرََقتِ الَ ْر ُ‬
‫ت َوهُو أعْلَمُ بِمَا َيفْعَلُو َن َوسِي َق الّذِينَ َكفَروا إِل َج َهنّمَ ُزمْرا‬ ‫َوهُمْ لَ يُ ْظلَمُونَ َووُفَّيتْ كُ ّل َنفْس مَا عَمَِل ْ‬
‫ت أْبوَاُبهَا وَقَالَ َلهُمْ َخ َزَنُتهَا ألَ ْم يَأتِيكُمْ ُرسُ ٌل ِمْنكُ ْم يَتْلُو َن عََلْيكُمْ آيَاتِ َرّبكُمْ‬ ‫ح ْ‬ ‫َحتّى ِإذَا جَاءُوهَا فتِ َ‬
‫َويُنْذِرُوَنكُم ِلقَا َء َي ْومِكُ ْم هَذَا قَالُوا بَلَى وََلكِنْ ًح ّقتْ َكلِ َم ُة العَذَابِ عَلَى الكَافِرِينَ قِيلَ ادْخُلُوا أْبوَابَ‬
‫جّنةِ ُزمَرا َحتّى إِذَا جَاءُوهَا‬ ‫س َمثْوَى الْ ُمَتكَبّرِي َن َوسِي َق الّذِينَ اّت َقوْا رّبهُمْ إِلَى الْ َ‬‫َج َهنّمَ خَاِلدِينَ فِيهَا فِبْئ َ‬
‫حتْ أْبوَاُبهَا وَقَالَ َلهًمْ خَ َزَنُتهَا سَل ٌم عََلْيكُمْ ِطْبتُمْ فَا ْدخُلُوهَا خَالِدِي َن وَقَالُوا الْحَمْدً ِللّ ِه الّذي صَدََقنَا‬ ‫وَُفتِ َ‬
‫ي مِنْ َحوْلِ‬ ‫لِئ َكةَ حَافّ َ‬ ‫ي َوتَرَى الْ َم َ‬ ‫جّنةِ َحيْث نَشَاءُ َفِنعْمَ أجْ ُر الْعامِلِ َ‬ ‫ض َنتَبَوأُ مِنَ الْ َ‬
‫َوعْ َدهُ وَأوْ َرَثنَا الَ ْر َ‬
‫ب اْلعَالَمِيَ"‪.‬‬ ‫حمْدُ لِلّهِ رَ ّ‬ ‫سبّحُونَ بِحَمْدِ َرّبهِ ْم وَُقضِ َي َبيَْنهُ ْم بِالْحَقّ وَقيلَ الْ َ‬ ‫الْعَرْش يُ َ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ يَأتِ َل تَكًّل ُم َنفْسن إِ ّل بِإِ ْذنِهِ فَ ِمْنهُ ْم َشقِي َوسَعِيدٌ فَأمّا الّذِي َن َشقُوا َففِي النّارِ َلهُمْ فِيهَا‬
‫زف ٌي َو َشهِيق خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السّموَاتُ وَال ْرضُ إِلّ مَا شَاءَ ربّكَ ِإنّ َر بّكَ فعّالٌ لِمَا يُرِيد وَأمّا‬
‫ك عَطَا ًء غَيْرَ مَجذوذ"‪.‬‬ ‫ت وَال ْرضُ اِ ّل مَا شَاءَ َربّ َ‬ ‫جّنةِ خَاِلدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السّموا ُ‬ ‫الّذِينَ سُعدُوا َففِي الْ َ‬
‫ك َي ْو ُم الَتغَابُن َومَ ْن ُيؤْمِ ْن بِاللّ ِه َوَيعْمَلْ صَالِحا ُي َكفّ ْر عَنْ ُه َسّيئَاتِهِ‬ ‫وقالَ تعال‪َ" :‬ي ْومَ َيجْ َم ُعكُمْ ِليَوم الَمْع ذلِ َ‬
‫ك اْل َفوْ ُز الْعَظِي ُم وَالّذِينَ َكفَرُوا وَكً ّذبُوا‬ ‫حِتهَا الْنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبَدا ذلِ َ‬ ‫َويُدْخِلْهُ َجنّاتٍ تَجْرِي مِ ْن َت ْ‬
‫ب النّارِ خَاِلدِينَ فِيهَا َوِبْئسَ الْ َمصِيُ"‪.‬‬ ‫بِآيَاِتنَا أولئِكَ أصْحَا ُ‬
‫ش ُر الْ ُمتّقِيَ إِلَى الرّحْ من وَفْدا َونَسصُوقُ الْمُجْ ِرمِيَ إِلَى َج َهنّمَص وِرْدا َل يَمِْلكُونَص‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬يوْمَصنَحْ ُ‬

‫الشّفَا َعةَ إلّ مَصصصصصصصصصصصصصن اتّخَ َذ ِعنْدَ الرّحْمصصصصصصصصصصصصصن َعهْدا"‪.‬‬

‫ت ُوجُوهُهُ مْ أَ َكفَ ْرتُ ْم َبعْدَ إِيَاِنكُ مْ فَذُوقُوا‬


‫سوَ ّد وُجُوة فَأمّا الّذِي َن ا سْوَدّ ْ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬يوْ مَ َتْبَيضّ وُجُو ٌه َوتَ ْ‬

‫ُمص فِيهَا خَالدُونصَ"‪.‬‬


‫ّهص ه ْ‬
‫ُمص فَفِي َرحْ َمةِ الل ِ‬
‫ّتص وُجُو ُهه ْ‬
‫ِينص ابَْيض ْ‬
‫ُونص وأمّاص الّذ َ‬
‫ُمص َت ْكفُر َ‬
‫َابص بِمَا كْنت ْ‬
‫الْعَذ َ‬

‫‪479‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫واليات ف هذا كثية جدا‪ ،‬لو سردناها كل ها لطال الد يث جدا‪ ،‬فلنذ كر من الحاد يث ما ينا سب‬

‫هذا القام‪ ،‬وهصصي مشتملة على مقاصصصد كثية غيصص هذا الفصصصل‪ ،‬وسصصنشي إليهصصا‪.‬‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان العجلي‪ ،‬حدثنا أبو أسامة‪ ،‬عن يزيد بن مقول‪ ،‬عن القاسم بن‬

‫الوليصصصصصصصصد فصصصصصصصص قوله تعال‪" :‬فَإِذَا جَاءَتصصصصصصصصِ الطّا ّمةُ اْل ُكبْرَى"‪.‬‬

‫قال‪ :‬يساق أهل النة إل النة‪ ،‬وأهل النار إل النار‪:‬‬

‫إيراد الحاديث ف ذلك آخر أهل النة دخو ًل اليها‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬أخبنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬أخبن سعيد وعطاء بن يزيد‪ :‬أن أبا‬
‫هريرة أخبها عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وحدثن ممود‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن‬
‫الزهري‪ ،‬عن عطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬هل نرى‬
‫ربنا يوم القيامة? فقال‪ :‬هل تضارون ف الشمس ليس دونا سحاب? قالوا‪ :‬ل يا رسول ال‪ .‬قال‪ :‬هل‬
‫تضارون ف القمر ليلة البدر ليس له دونه سحاب? قالوا‪ :‬ل يا رسول ال‪ .‬قال‪ :‬فإنكم ترونه يوم‬
‫القيامة‪ ،‬كذلك يمع ال الناس فيقول‪ :‬من كان يعبد شيئا فليتبعه‪ ،‬من كان يعبد الشمس فليتبع‬
‫الشمس‪ ،‬من كان يعبد القمر فليتبع القمر‪ ،‬من كان يعبد الطواغيت فليتبع الطواغيت‪ ،‬وتبقى هذه المة‬
‫فيها منافقوها‪ ،‬فيأتيهم ال ف غي الصورة الت يعرفون فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعوذ بال منك‪ ،‬هذا‬
‫مكاننا حت يأتينا ربنا‪ ،‬حت إِذا جاء ربنا عرفناه‪ .‬فيأتيهم ال ف الصورة الت يعرفون‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا ربكم‪،‬‬
‫فيقولون‪ :‬أنت ربنا‪ ،‬فيتبعونه‪ ،‬ويضرب جسر جهنم‪ ...‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فأكون‬
‫أول من ير‪ ،‬ودعاء الرسل يومئذ‪ :‬اللهم سلم سلم‪ ،‬وفيه كلليب مثل شوك السعدان‪ ،‬أما رأيتم شوكة‬

‫‪480‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫السعدان? قالوا‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬فإنا مثل شوك السعدان‪ ،‬غي أنا ل يعلم قدر عظمها إل ال‪،‬‬
‫فتخطف الناس بأعمالم‪ ،‬فمنهم الوبق بعمله‪ ،‬ومنهم الخذول ث ينجو‪ ،‬حت إذا فرغ ال ف القصاص‬
‫بي عباده‪ ،‬وأراد أن يرج من النار من أراد أن يرجه‪ .‬من كان يشهد أن ل إله ال ال‪ ،‬أمر اللئكة أن‬
‫يرجوهم وقد انبسوا‪ ،‬فيصب ماء يقال له ماء الياة‪ ،‬فينبتون نبات البة ف حيل السيل‪ ،‬ويبقى رجل‬
‫مقبل بوجهه على النار فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬قد مستن ريها‪ ،‬وأحرقن حرها‪ ،‬فاصرف وجهي عن النار‪ ،‬فل‬
‫يزال يدعو ال‪ ،‬فيقول ال‪ :‬لعلك إن أعطيتك ذلك ل تسألن غيه? فيقول‪ :‬ل وعزتك ل أسألك غيه‪،‬‬
‫فيصرف وجهه عن النار‪ ،‬ث يقول بعد ذلك‪ :‬يا رب قربن إل باب النة‪ ،‬فيقول ال‪ :‬أليس قد زعمت‬
‫أن ل تسألن غيه? فيقول‪ :‬وعزتك ل أسألك غيه‪ ،‬فيعطي ال من العهود والواثيق أن ل يسأل غيه‪،‬‬
‫فيقربه إل باب النة‪ ،‬فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء ال أن يسكت‪ ،‬ث يقول‪ :‬رب أدخلن النة‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬أوليس قد زعمت أن ل تسألن غيه? ويلك يا ابن آدم ما أغدرك? فيقول‪ .:‬يا رب ل تعلن‬
‫أشقى خلقك‪ ،‬فل يزال يدعو ال حت يضحك‪ ،‬فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها‪ ،‬فإذا دخل فيها‬
‫قيل له‪ :‬تن من كذا‪ ،‬فيتمن‪ ،‬ث يقال له‪ :‬تن من كذا‪ ،‬فيتمن‪ ،‬حت تنقطع به المان‪ ،‬فيقال‪ :‬لك هذا‬
‫ومثله"‪.‬‬
‫قال أبو هريرة رضي ال عنه‪ :‬وذلك الرجل آخر أهل النة دخولً ف النة‪ :‬قال‪ :‬وأبو سعيد الدري‬
‫جالس مع أب هريرة‪ ،‬ل يغي عليه شيئا من حديثه‪ ،‬حت انتهى إل قوله "لك هذا ومثله" قال أبو سعيد‬
‫رضي ال عنه‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ولك عشرة أمثاله"‪ ،‬قال أبو هريرة ومثله‬
‫معه‪ :‬وهكذا رواه البخاري‪ :‬من حديث إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن الزهري به‪ ،‬وزاد فقال أبو سعيد‪ :‬أشهد‬
‫أن حفظت من رسول ال صلى ال عليه وسلم قوله وله عشر أمثاله وهذا الثبات من أب سعيد مقدم‬
‫على ما ل يفظه أبو هريرة‪ ،‬حت ولو نفاه أبو هريرة قدمنا إِثبات أب سعيد لا معه من زيادة الثقة‬
‫القبولة‪ ،‬ل سيما وقد تابعه غيه من الصحابة‪ ،‬كابن مسعود‪ ،‬كما سيأت قريبا إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا يي بن بكي‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عن خالد بن يزيد‪ ،‬عن سعيد بن أب هلل‪ ،‬عن‬
‫زيد‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أب سعيد الدري‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول ال هل نرى ربنا? قال‪" :‬هل‬
‫تضارون ف رؤية الشمس إذا كانت صحوا‪ .‬قلنا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فإنكم ل تضارون ف رؤية ربكم‪ ،‬إل كما‬
‫تضارون ف رؤيتها‪ ،‬قال‪ :‬ث ينادي مناد‪ :‬ليذهب كل قوم إل ما كانوا يعبدون‪ ،‬فيذهب أصحاب‬

‫‪481‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الصليب مع صليبهم‪ ،‬وأصحاب الوثان مع أوثانم‪ ،‬وأصحاب كل آلة مع آلتهم‪ ،‬حت ل يبقى إل من‬
‫كان يعبد ال‪ ،‬من بر أو فاجر‪ ،‬من أهل الكتاب‪ ،‬ث يؤتى بهنم‪ ،‬تعرض كأنا سراب‪ ،‬فيقال لليهود‪ :‬ما‬
‫كنتم تعبدون‪ .‬قالوا‪ :‬كنا نعبد عزيرا ابن ال‪ ،‬فيقال‪ :‬كذبتم‪ .‬ل يكن ل صاحبة ول ولد‪ ،‬فما تريدون?‬
‫قالوا‪ :‬نريد أن تسقينا‪ .‬قال‪ :‬فيقال‪ :‬اشربوا‪ .‬فيتساقطون ف جهنم‪ ،‬ث يقال للنصارى‪ :‬ما كنتم تعبدون?‬
‫فيقولون‪ :‬كنا نعبد السيح ابن مري‪ ،‬فيقال‪ :‬كذبتم‪ ،‬ل يكن ل صاحبة ول ولد‪ ،‬ث يقال‪ :‬ما تريدون?‬
‫فيقولون‪ :‬نريد أن تستقينا‪ ،‬فيقال‪ :‬اشربوا فيتساقطون ف جهنم‪ ،‬حت ل يبقى إل من كان يعبد ال عز‬
‫وجل‪ ،‬من بر أو فاجر‪ ،‬فيقال لم‪ :‬ما يبسكم? فقد ذهب الناس‪ ،‬فيقال‪ :‬فارقنا ونن أحوج إليه اليوم‪،‬‬
‫وإنا سعنا مناديا ينادي‪ :‬ليلحق كل قوم با كانوا يعبدون‪ ،‬وإنا ننتظر ربنا تعال عز وجل‪ ،‬قال‪ :‬فيأتيهم‬
‫البار تعال‪ ،‬عز وجل‪ ،‬ف صورة غي الصورة الت يعرفون‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعوذ بال منك‪،‬‬
‫هذا مكاننا‪ .‬حت يأتينا ربنا‪ ،‬حت إذا جاء ربنا عرفناه‪ ،‬فيأتيهم ال ف الصورة الت يعرفون‪ ،‬غي الصورة‬
‫الت رأوه فيها أول مرة‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت ربنا‪ ،‬ل يكلمه إل النبياء‪ ،‬فيقال‪ :‬هل بينكم‬
‫ف عَنْ‬
‫وبينه علمة تعرفونا? فيقولون‪ :‬الساق‪ ،‬فيكشف عن ساقه كما قال تعال عز وجل‪َ" :‬ي ْو َم يُكْشَ ُ‬
‫ساَق"‪.‬‬
‫ويسجد له كل مؤمن‪ ،‬ويبقى من كان يسجد ل رياء وسعة‪ ،‬فيذهب كيما يسجد‪ ،‬فيعود ظهره طبقا‬
‫واحدا‪ ،‬ث يؤتى بالسر‪ ،‬فيجعل بي ظهري جهنم‪ ،‬قلنا‪ :‬يا رسول ال‪ :‬اليل والركاب‪ ،‬فناج مسلم‪،‬‬
‫وناج مدوش‪ ،‬ومكدوس ف نار جهنم‪ ،‬حت ير آخر يسحب سحبا‪ ،‬فما أنتم بأشد منها شدة ف الق‪،‬‬
‫قد تبي لكم من الؤمن يومئذ‪ ،‬يقولون للجبار‪ :‬إذا رأوا أنم قد نوا‪ ،‬شافعي ف إخوانم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا‬
‫إخواننا كانوا يقاتلون معنا‪ ،‬ويصومون معنا‪ ،‬ويعملون معنا‪ ،‬فيقول ال‪ :‬اذهبوا فمن وجدت ف قلبه مثقال‬
‫ذرة من إيان فأخرجوهم‪ ،‬ويرم ال صورهم على النار‪ ،‬وبعضهم‪ ،‬قد غاص ف النار إل قدميه‪،‬‬
‫وبعضهم قد غاص إل أنصاف ساقيه‪ ،‬فيخرجون من عرفوا‪ ،‬ث يعودون‪ ،‬فيقول ال‪ :‬اذهبوا فمن وجدت‬
‫ف قلبه مثقال دينار فأخرجوه‪ ،‬فيخرجون من عرفوا‪ ...‬قال أبو سعيد‪ :‬فإن ل تصدقون فاقرءوا إن‬
‫سَن ًة ُيضَاعِفْها"‪.‬‬
‫شئتم‪ِ" :‬إنّ اللّهَ لَ يَ ْظلِ ُم ِمْثقَالَ َذ ّرةِ وِإنْ تَكُ حَ َ‬
‫فيشفع النبيون‪ ،‬واللئكة‪ ،‬والؤمنون‪ ،‬فيقول البار عز وجل‪" :‬بقيت شفاعت‪ ،‬فيقبض قبضة‪ ،‬فيخرج‬
‫أقواما قد انبسوا‪ ،‬فيلقون ف نر بأفواه النة‪ ،‬يقال له نر الياة‪ ،‬فينبتون ف حافتيه كما تنبت البة ف‬

‫‪482‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حيل السيل‪ ،‬قد رأيتموها إل جانب الصخرة‪ ،‬وإل جانب الشجرة‪ ،‬فما كان إل الشمس منها كان‬
‫أخضر‪ ،‬وما كان إل الظل منها كان أبيض‪ ،‬فيخرجون كأنم اللؤلؤ‪ ،‬فيجعل ال ف رقابم الواتيم‬
‫فيدخلون النة فيقول أهل النة‪ :‬هؤلء عتقاء الرحن‪ ،‬أدخلهم ال النة بغي عمل عملوه‪ ،‬ول خي‬
‫قدموه‪ .،‬ث يقال لم‪ :‬لكم ما رأيتم‪ ،‬ومثله معه"‪.‬‬
‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا عبيد ال بن سعيد‪ ،‬وإسحاق بن منصور‪ ،‬كلها عن روح‪ ،‬قال عبيد ال‪ :‬حدثنا‬

‫روح بن عبادة القيسي‪ ،‬حدثنا ابن جريج‪ ،‬أخبن أبو الزبي‪ ،‬أنه سع جابر بن عبد ال يسأل عن الورود‬

‫فقال‪" :‬نيء نن يوم القيامة عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس‪ ،‬قال‪ :‬فتدعى المم بأوثانا‪ ،‬وما‬

‫كانت تعبد‪ ،‬الول فالول‪ .‬ث يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنتظرون? فيقولون‪ :‬ننظر ربنا‪ .‬فيقول‪ :‬أنا‬

‫ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬حت ننظر إليك‪ ،‬فيتجلى لم يضحك‪ ،‬قال‪ :‬فينطلق بم‪ ،‬ويتبعونه‪ ،‬ويعطى لكل إنسان‬

‫منهم منافق أو مؤمن نورا يتبعه‪ ،‬وعلى جسر جهنم كلليب‪ ،‬وحسك‪ ،‬يأخذ من شاء ال‪ ،‬ث ينطفىء‬

‫نور النافقي‪ ،‬ث ينجو الؤمنون‪ ،‬فينجو أول زمرة‪ ،‬وجوههم كالقمر ليلة الب سبعون ألفا‪ ،‬ل ياسبون‪،‬‬

‫ث الذين يلونم كأضوء نم ف السماء‪ ،‬كذلك‪ ،‬ث تل الشفاعة‪ ،‬فيشفعون حت يرج من النار من قال‬

‫ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن شعية‪ ،‬فيجعلون بفناء النة‪ .‬ويعل أهل النة يرشون عليهم‬

‫الاء‪ ،‬ح ت ينبتون نبات ال ب ف ال سبل‪ ،‬ويذ هب خو فه‪ ،‬ث ي سأل ح ت ت عل له الدن يا وعشرة أمثال ا‬

‫‪483‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫معهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫وقال م سلم‪ :‬حدث نا م مد بن طر يف بن خلي فة البجلي‪ ،‬حدث نا م مد بن فض يل‪ ،‬حدث نا أ بو مالك‬

‫الشجعي‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬وأبو مالك‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن حذيفة قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عل يه و سلم‪" :‬ي مع ال الناس‪ ،‬فيقوم الؤمنون ح ت تزلف ل م ال نة‪ ،‬فيأتون آدم فيقولون‪ :‬يا أبا نا‬

‫ا ستفتح ل نا أبواب ال نة‪ .‬فيقول‪ :‬هل أخرج كم من ال نة إل خطيئة أبي كم آدم? ل ست ب صاحب ذلك‪،‬‬

‫اذهبوا إل إبراهيصم خليصل ال قال‪ :‬فيقول إبراهيصم‪ :‬لسصت بصصاحب ذلك‪ ،‬إناص كنصت خليلً مصن وراء‪،‬‬

‫اعمدوا إل مو سى عل يه ال صلة وال سلم‪ ،‬فيقول‪ :‬ل ست ب صاحب ذلك‪ ،‬اذهبوا إل عي سى كل مة ال‬

‫وروحه‪ ،‬فيقول عيسى‪ :‬لست بصاحب ذلك‪ ،‬فيأتون ممدا‪ ،‬فيقوم‪ ،‬ويؤذن له‪ ،‬وترسل المانة والرحة‬

‫فيقومان جنب الصراط يينا وشالً‪ ،‬فيمر بكم كالبق قال‪ :‬قلت بأب أنت وأمي‪ ،‬كيف ير البق? قال‪:‬‬

‫أل تروا إل البق كيف ير ويرجع ف طرفة عي? وير كمر الريح‪ ،‬ث كمر الطر‪ ،‬وشد الرحال‪ ،‬تري‬

‫بم أعمالم‪ ،‬ونبيكم قائم على الصراط يقول‪ :‬رب سلم‪ ،‬رب سلم‪ ،‬حت تعجز أعمال العباد‪ ،‬حت ييء‬

‫الرجل فل يستطيع السي إل زحفا‪ ،‬قال‪ :‬وف حافت الصراط كلليب معلقة‪ ،‬مأمورة بأخذ من أمرت‬

‫‪484‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫به‪ ،‬فمخدوش ناج‪ ،‬ومكدوس ف النار‪ ،‬والذي ن فس أ ب هريرة بيده‪ ،‬إن ق عر جه نم ل سبعون خريفا"‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا خيثمة‪ ،‬حدثنا عثمان بن مسلم‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن‬

‫عمارة القر شي‪ ،‬عن أ ب بردة‪ ،‬عن أ ب مو سى الشعري‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬

‫"ي شر ال ال مم ف صعيد وا حد‪ ،‬فإذا أراد أن ي صدع ب ي خل قه‪ ،‬م ثل ل كم قوم ما كانوا يعبدون‪،‬‬

‫فيتبعونمص‪ ،‬حتص يقحموهصم النار‪ ،‬ثص يأتينصا ربنصا وننص فص مكان رفيصع فيقول‪ :‬مصا أنتصم? فنقول‪ :‬ننص‬

‫السصلمون‪ ،‬فيقول‪ :‬مصا تنتظرون? فنقول‪ :‬ننتظصر ربنصا‪ ،‬فيقول‪ :‬هصل تعرفونصه إن رأيتموه? فيقولون نعصم‪.‬‬

‫فيقول‪ :‬وك يف تعرفو نه ول تروه? فيقولون‪ :‬إ نه ل عدل له‪ ،‬فيتجلى ل نا ضاحكا‪ ،‬فيقول‪ :‬أبشروا مع شر‬

‫صرانيا"‪.‬‬
‫صه فص النار يهوديا أو نصص‬
‫صد جعلت مكانص‬
‫صد إل وقص‬
‫صم أحص‬
‫صس منكص‬
‫صه ليص‬
‫صلمي‪ ،‬فإنص‬
‫السص‬

‫وهكذا رواه الِمام أح د عن ع بد ال صمد وعفان‪ ،‬عن حاد بن سلمة به مثله‪ ،‬ول ير جه أ حد من‬

‫أصحاب الكتب من هذا الوجه‪ ،‬ولكن روى مسلم من حديث سعيد بن أب بردة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب‬

‫مو س ٍى الشعري‪ ،‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪" :‬ل يوت ر جل م سلم إل أد خل ال‬

‫مكانه النار يهوديا أو نصرانيا"‪.‬‬

‫‪485‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فصل‬

‫صرَاط غَيْر مَا ذكر آنفا ِمنَ ا َلحَاديث الشّريفة‬


‫ذكر ال ّ‬

‫ث ينتهي الناس بعد مفارقتهم مكان الوقف‪ ،‬إل الظلمة الت دون الصراط وهي على جسر جهنم كما‬
‫تقدم عن عائشة‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل أين الناس يوم تبدل الرض غي الرض‬
‫والسموات? فقال‪" :‬هم ف الظلمة دون السر"‪.‬‬
‫وف هذا الوضع يفترق النافقون عن الؤمني‪ ،‬ويتخلفون عنهم‪ ،‬ويسبقهم الؤمنون‪ ،‬ويالبينهم وبينهم‬
‫سعَى نورُهُ ْم َبيْنَ َأيْدِيهمْ‬ ‫ي وَال ْؤ ِمنَاتِ يَ ْ‬‫بسور ينعهم من الوصول إليهم كما قال تعال‪َ" :‬ي ْومَ تَرَى الْمُؤ ِمنِ َ‬
‫ك ُهوَ اْل َفوْز الْعَظِي ُم َي ْومُ يَقُولُ‬
‫حِتهَا الْنهَارُ خَاِلدِينَ فِيهَا ذلِ َ‬ ‫ت تَجْرِي مِ ْن تَ ْ‬ ‫َوبَِأيْمَانِه ْم بشْرَاك ُم الَْي ْومَ َجنّا ٌ‬
‫ضرِبَ‬ ‫س مِن نّورِكمْ قِيلَ ارْ ِجعُوا وَرَاءكمْ فَاْلتِمسوا نورا َف ُ‬ ‫الْ ُمنَاِفقُونَ والْمنَاِفقَاتُ لِلّذِي َن آمنوا انظرُونَا َن ْقتَِب ْ‬
‫ب ُينَادونَهُمْ ألَ ْم َنكًن ّم َعكُمْ قَالُوا بَلَى‬ ‫ب بَا ِطنُهُ فِيهِ الرّحْ َم ُة َوظَاهِ ُرهُ مِنْ ِقبَلِ ِه اْلعَذَا ُ‬
‫َبيَْنهُ ْم بِسور لّ ُه بَا ٌ‬
‫صتُ ْم وَا ْرتَْبتُ ْم َوغَ ّرتْكُ ُم المَانِيّ َحتّى جَاءَ َأمْرُ اللّ ِه َوغَرّكمْ باللّهِ الْغَزورُ فَاْليَ ْومَ‬ ‫وَلكِّنكُمْ َفَتنْتُمْ َأنْفسَكُ ْم َوتَ َرّب ْ‬
‫َل يُؤخَ ُذ ِمنْكُمْ ِف ْديَة وَ َل مِ َن الّذِينَ كَفروا مَأوَاكُمُ النّا ُر ِهيَ مَولك ْم َوِبْئسَ الْ َمصِي"‪.‬‬
‫سعَى َبيْنَ َأيْدِيه ْم َو ِبَأيْمَاِنهِمْ َيقُولونَ َر ّبنَا‬ ‫ب وَالّذِينَ آ َمنُوا َمعَهُ نُو ُرهُ ْم يَ ْ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ َل يُخْزي ال النّ ّ‬
‫ك عَلَى ُك ّل شَيءٍ قَدِيرٌ"‪.‬‬ ‫َأتْمِمْ َلنَا نو َرنَا وَاغفِرْ َلنَا ِإنّ َ‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبد ال الافظ حدثنا ممد بن صال بن هانء‪ ،‬والسن بن يعقوب‪ ،‬وإبراهيم‬
‫بن عصمة‪ .‬قالوا‪ :‬حدثنا الزي بن خزية‪ ،‬حدثنا أبو غسان مالك بن إساعيل النهدي‪ ،‬حدثنا عبد السلم‬
‫بن حرب‪ ،‬أخبنا يزيد بن عبد الرحن أبو خالد الدالن‪ ،‬حدثنا النهال بن عمرو‪ ،‬عن أب عبيدة‪ ،‬عن‬
‫مسروق‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬يمع ال الناس يوم القيامة‪ ،‬فينادي مناد‪ ،‬يا أيها الناس‪ :‬أل ترضون من‬
‫ربكم الذي خلقكم ورزقكم وصوركم أن يول كل إنسان منكم إل من كان يتول ف الدنيا? قال‪:‬‬
‫فيتمثل لن كان يعبد عزيرا شيطان عزير‪ ،‬حت تتمثل لم الشجرة‪ ،‬والعود‪ ،‬والجر‪ ،‬ويبقى أهل الِسلم‬
‫جثوما‪ ،‬فيقال لم‪ :‬ما لكم ل تنطلقوا كما ينطلق الناس‪ .‬فيقولون‪ :‬إن لنا ربا ما رأيناه بعد‪ .‬قال‪ :‬فيقال‪:‬‬

‫‪486‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أتعرفون ر بكم إن رأيتموه‪ .‬فيقولون‪ :‬بيننا و بينه علمة إن رأيناه عرفناه‪ .‬قالوا‪ :‬وما هي? قالوا‪ :‬يكشف‬
‫عن ساق‪ .‬قال‪ :‬فيكشف عند ذلك عن ساق‪ ،‬قال‪ :‬فيخر‪ -‬أظنه قال‪ -‬من كان يعبده ساجدا‪ ،‬ويبقى‬
‫قوم ظهورهم كصياصي البقر‪ .‬يريدون السجود‪ ،‬قال‪ :‬فل يستطيعون‪ ،‬ث يؤمرون‪ ،‬فيفعون رؤوسهم‪،‬‬
‫فيعطون نورهم على قدر أعمالم‪ ،‬قال‪ :‬فمنهم من يعطى نوره مثل النخلة‪ ،‬بيمنيه ومنهم من يعطى دون‬
‫ذلك بيمينه‪ ،‬حت يكون آخر من يعطى نوره على إبام قدمه‪ ،‬يضيء مرة‪ ،‬وينطفىء مرة‪ ،‬إذا أضاء قدم‬
‫قدمه‪ ،‬وإذا انطفأ قام قال‪ :‬فيمرون على الصراط‪ ،‬كحد السيف‪ ،‬دحض مزلة‪ ،‬فيقال لم‪ :‬امضوا على‬
‫قدر نوركم‪ ،‬فمنهم من ير كانقضاض الكواكب‪ ،‬ومنهم من ير كالريح‪ ،‬ومنهم من ير كالطرف‪،‬‬
‫ومنهم من ير كشد الرحل ويرمل رملً‪ ،‬فيمرون على قدر أعمالم‪ ،‬حت ير الذي نوره على إبام قدمه‬
‫ترّيد‪ ،‬وتعلو يد‪ ،‬وتر رجل‪ ،‬وتعلو رجل‪ ،‬وتصيب جوانبه النار‪ ،‬تقال‪ :‬فيخلصون‪ ،‬فإذا خلصوا قالوا‪:‬‬
‫المد ل الذي نانا منك بعد أن رأيناك‪ ،‬لقد أعطانا ال ما ل يعط أحدا‪ ،‬قال مسروق‪ .‬فما بلغ عبد ال‬
‫هذا الكان من الديت إل ضحك‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬يا أبا عبد الرحن‪ :‬لقد حدثت هذا الديث مرارا‬
‫كلما بلغت هذا الكان من الديث ضحكت‪ ،‬فقال عبد ال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يدثه مرارا‪ ،‬فما بلغ هذا الكان من الديث إل ضحك‪ ،‬حت تبدو لاته‪ ،‬ويبدو آخر ضرس من‬
‫أضراسه‪ ،‬يقول الِنسان‪ :‬أتزأ ب وأنت رب العالي? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬ولكن على ذلك‪ ...،‬فضحك ابن‬
‫مسعود ث ذكره‪.‬‬
‫وقد أورده البيهقي بعد هذا من حديث حاد بن سلمة‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن أب وائل‪ ،‬عن ابن مسعود‬
‫فذكره موقوفا‪ ،‬وقال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبد ال بن أب مزاحم‪ ،‬حدثنا أبو سعيد الؤذن‪ ،‬عن زياد‬
‫النميي‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬الصراط كحد الشعرة‪ ،‬وكحد‬
‫السيف‪ ،‬وإن اللئكة تجز الؤمني والؤمنات‪ ،‬وأن جبيل عليه الصلة والسلم يجزن‪ ،‬وإن لقول‪:‬‬
‫يا رب‪ :‬سلم سلم‪ :‬فالزالون والزالّت يومئذ كثي"‪.‬‬
‫وروى البيهقي من حديث سعيد بن زيد‪ ،‬عن يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس مرفوعا نو ما تقدم بأبسط منه‪،‬‬
‫وإسناده ضعيف‪ ،‬ولكن يتقوى با قبله وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الثوري‪ :‬عن حصي‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن جنادة بن أب أمية قال‪ :‬إنكم مكتوبون عند ال بأسائكم‪،‬‬
‫وسيماكم‪ ،‬وحلكم‪ ،‬ونواكم‪ ،‬ومالسكم فإذا كان يوم القيامة قيل‪ :‬يا فلن هذ ا نورك‪ ،‬يا فلن ل‬

‫‪487‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سعَى نُو ُرهُمْ بَيْ َن أيْدِيه ْم َو بأيْمَانِهمْ"‪.‬‬


‫نور لك‪ ،‬وقرأ‪" :‬يَ ْ‬
‫وقال الضحاك‪ :‬ليس أحد إل يعطي يوم القيامة نورا‪ ،‬فإذا انتهوا إل الصراط أطفىء نور النافقي‪ ،‬فلما‬
‫رأى ذلك الؤمنون أشفقوا أن يطفأ نورهم‪ ،‬كما أطفىء نور النافقي فقالوا‪َ " :‬ربّنَا أتْمِمْ َلنَا نُو َرنَا"‪.‬‬
‫وقال إسحاق بن بشي أبو حذيفة‪ ،‬حدثن ابن جريج‪ ،‬عن أب مليكة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ال يدعو الناس يوم القيامة بأسائهم‪ ،‬سترا منه على عباده‪ ،‬فأما عند الصراط‬
‫فإن ال يعطي كل مؤمن نورا‪ ،‬وكل منافق نورا‪ ،‬فإذا استووا على الصراط سلب ال نور النافقي‬
‫والنافقات‪ ،‬فقال النافقون والنافقات للذين آمنوا‪ :‬انظرونا نقتبس من نوركم‪ ،‬وقال الؤمنون‪ :‬ر بنا أتم‬
‫لنا نورنا‪ :‬ول يذكر عند ذلك أحد"‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال بن وهب‪ ،‬أخبنا عمي أبو يزيد بن أب حبيب‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫مسعود‪ ،‬أنه سع عبد الرحن بن جبي يدث أنه سع أبا الدرداء وأبا ذر يبان‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬أنا أول من يؤذن له يوم القيامة بالسجود‪ ،‬وأول من يؤذن له فيفع رأسه‪ ،‬فأنظر من بي‬
‫يدي‪ ،‬ومن خلفي‪ ،‬وعن يين‪ ،‬وعن شال‪ ،‬فأعرف أمت من بي المم‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬يا رسول ال‬
‫كيف تعرف أمتك من بي المم ما بي نوح إل أمتك‪ .‬قال‪ :‬أعرفهم غرا مجلي من أثر الوضوء‪ ،‬ول‬
‫يكون لحد من المم غيهم‪ ،‬يؤتون كتبهم بأيانم‪ ،‬وأعرفهم بسيماهم‪ ،‬ووجوههم‪ ،‬وأعرفهم بنورهم‪،‬‬
‫يسعى بي أيديهم وأيدي ذريتهم"‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا عبده بن سليمان‪ ،‬حدثنا ابن البارك‪ ،‬حدثنا صفوان بن عمرو‪،‬‬
‫حدثن سليم بن عامر‪ .‬قال‪ :‬خرجنا على جنازة ف باب دمشق‪ ،‬ومعنا أبو أمامة الباهلي‪ ،‬فلما صلى على‬
‫النازة‪ ،‬وأخذوا ف دفنها‪ ،‬قال أبو أمامة‪ :‬أيها الناس‪ :‬إنكم قد أصبحتم‪ ،‬وأمسيتم ف منل تقتسمون فيه‬
‫السنات والسيئات‪ ،‬وتوشكون أن تظعنوا منه إل منل آخر‪ ،‬وهو هذا‪ -‬يشي إل القب‪ -‬بيت الوحدة‪،‬‬
‫وبيت الظلمة‪ ،‬وبيت الدود‪ ،‬وبيت الضيق‪ ،‬إل ما وسع ال‪ ،‬ث تنقلون منه إل مواطن يوم القيامة‪ ،‬ف‬
‫بعض تلك الواطن يغشى الناس أمر من أمر ال‪ ،‬فتبيض وجوه‪ ،‬وتسود وجوه‪ ،‬ث تنتقلون منه إل منل‬
‫آخر‪ ،‬فيغشى الناس ظلمة شديدة‪ ،‬ث يقسم النور‪ ،‬فيعطى الؤمن نورا‪ ،‬ويترك الكافر والنافق‪ ،‬فل يعطيان‬
‫جعَل اللّهُ لَة نُورا فَمَا لَ ُه مِن نُورٍ"‪.‬‬
‫شيئا وهو الثل الذي ضربه ال ف كتابه‪" :‬ومَنْ لَ ْم يَ ْ‬
‫ل يستضيء الكافر والنافق‪ ،‬كما ل يستضي ُء ا َلعْمى ببصر البصي ويقول النافقون للذين آمنوا‪:‬‬

‫‪488‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫"انظرونَا َن ْقَتِبسْ مِ ْن نُورِكُمْ قِيلَ ارْ ِجعُوا وَرَاءَكًمْ فَاْلتَمِسُوا نورا"‪.‬‬


‫وهي خدعة ال الت خدع با النافقون حيث قال‪" :‬يادعُون اللّ َه وَهوَ خَا ِدعًهمْ"‪.‬‬
‫ب َبْيَنهُمْ بِسُورٍ‬
‫فيجعون إل الكان الذي قسم فيه النور‪ ،‬فل يدون شيئا‪ ،‬فيصرفون إِليهم وقد‪َ" :‬فضُر َ‬
‫لَه بَابٌ بَا ِطنُهُ فِيهِ الرّحْ َم ُة َوظَاهره مِنْ ِقبَلِ ِه العَذَابُ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬هو حائط بي النة والنار‪ ،‬وهو الذي قال ال تعال فيه‪َ " :‬وبَْيَنهُمَا ِحجَاب"‪.‬‬
‫وهذا هو الصحيح‪ ،‬وما روي عن عبد ال بن عمرو وكعب الحبار عن كتب الِسرائيليي أنه سور‬
‫بيت القدس ضعيف جدا‪ ،‬فإِن كان أراد التكلم بذا الكلم ضرب مثال‪ ،‬وتقريبا للمغيب بالشاهد‬
‫فذاك‪ ،‬ولعله مرادهم وال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثن الربيع بن ثعلب‪ ،‬حدثنا إساعيل بن عباس‪ ،‬عن الطعم بن القدام‬

‫ال صنعان وغيه‪ ،‬عن أح د قال‪ .‬ك تب أ بو الدرداء إل سلمان‪ :‬يا أ خي إياك أن ت مع من الدن يا ما ل‬

‫تؤدي شكره‪ ،‬فإ ن سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪" :‬ياء ب صاحب الدن يا الذي أطاع ال‬

‫فيها وماله بي يديه‪ ،‬كلما تكفأ به الصراط قال له ماله‪ :‬امض‪ ،‬فقد أديت حق ال ف?‪ ،‬قال‪ :‬ث ياء‬

‫بصاحب الدنيا الذي ل يطع ال فيها‪ ،‬ماله بي كتفيه‪ ،‬كلما تكفأ به الصراط قال له ماله‪ :‬أل أديت حق‬

‫صصصصص? فل يزال كذلك حتصصصصصص يدعصصصصصصو بالويصصصصصصل والثبور"‪.‬‬


‫ال فّص‬

‫وعن عب يد بن عم ي‪ ،‬أنه كان يقول‪" :‬أيها الناس إنه ج سر مسور‪ ،‬أعله د حض مزلة‪ ،‬واللئكة على‬

‫جنبات السر يقولون‪ :‬رب سلم قال‪ :‬وإن الصراط مثل السيف على جسر جهنم‪ ،‬وإن عليه كلليب‬

‫‪489‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صر"‪.‬‬
‫صة ومضص‬
‫صن ربيعص‬
‫صر مص‬
‫صد أكثص‬
‫صذ بالكلّب الواحص‬
‫صه ليؤخص‬
‫صي بيده‪ ،‬إنص‬
‫صكا‪ ،‬والذي نفسص‬
‫وحسص‬

‫و عن سعيد بن أ ب هلل قال‪" :‬بلغ نا أن ال صراط يوم القيا مة و هو على ال سر يَكون على ب عض الناس‬

‫أدق مصصن الشعصصر‪ ،‬وعلى بعصصض الناس مثصصل الوادي الواسصصع" ر واه ابصصن أبصص الدنيصصا‪.‬‬

‫وقال أيضا‪ :‬حدثن الليل بن عمرو‪ ،‬حدثنا ابن السماك‪ ،‬عن أب واعظ الزاهد قال‪" :‬بلغن أن الصراط‬

‫ثل ثة آلف سنة‪ .‬ألف سنة ي صعد الناس عل يه‪ ،‬وألف سنة ي ستوي الناس‪ ،‬وألف سنة يه بط الناس"‪.‬‬

‫وقال أيضا‪ ،‬حدثنا علي بن العد‪ ،‬حدثنا شريك عن أب قتادة‪ ،‬عن سال بن أب العد قال‪ :‬إن جهنم‬

‫ثل ثة قنا طر‪ :‬قنطرة علي ها المانة‪ ،‬وقنطرة عليها الر حم‪ ،‬وقنطرة علي ها ال‪ ،‬و هي الر صاد ف من ن ا من‬

‫صصصَادِ"‪.‬‬
‫صصصَ لَبالِرْصص‬
‫صصص قرأ‪" :‬إنّصصص َربّكص‬
‫صصصن هذه ثص‬
‫صصصج مص‬
‫صصص ل ينص‬
‫هاتيص‬

‫وقال عبيد ال بن الفراء‪" :‬يد الصراط يوم القيامة بي المانة والرحم‪ ،‬وينادي مناد‪ :‬أل من أدّى المانة‪،‬‬

‫ووصصصصل الرحصصصم‪ ،‬فليمصصصض آمنا غيصصص خائف"‪ .‬رواه ابصصصن أبصصص الدنيصصصا‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن ممد بن إدريس‪ ،‬حدثنا أبو ثوبة الربيع بن نافع اللب‪ ،‬حدثنا معاوية بن‬

‫سلم‪ ،‬عن أخيه زيد بن سلم‪ ،‬أنه سع أبا سلم يقول‪ :‬حدثن عبد الرحن‪ ،‬حدثن رجل من كندة قال‪:‬‬

‫‪490‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫دخلت على عائشة وبين وبينها حجاب‪ ،‬فقلت‪ :‬إن ف نفسي حاجة ل أجد أحدا يشفين منها‪ ،‬قالت‬

‫ل‪ :‬مم أنت? قلت‪ :‬من كندة‪ ،‬قالت‪ :‬من أي الجناد أنت? قلت‪ :‬من أهل حص‪ ،‬قالت‪ :‬ما حاجتك?‬

‫قلت‪ :‬أحدثك رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه يأت عليه ساعة ل يلك لحد شفاعة? قالت‪ :‬نعم‪،‬‬

‫ل قد سألته عن هذا‪ ،‬وأنا و هو ف شعار وا حد‪ ،‬فقال‪ :‬ن عم ح ي يو ضع ال صراط‪ ،‬ل أملك لحد شيئا‪،‬‬

‫حت أعلم أين يسلك ب‪ ،‬ويوم تبيض وجوه وتسود وجوه‪ ،‬حت أنظر ما يفعل ب‪ ،‬وعند السر حي‬

‫يستحد ويستحر قال‪ :‬وما يستحد ويستحر? قال‪ :‬يستحد حت يكون مثل شعرة السيف‪ ،‬ويستحر حت‬

‫يكون م ثل ال مر‪ ،‬فأ ما الؤ من فيجتازه ول يضره‪ ،‬وأ ما النا فق فيتعلق ح ت يبلغ أو سطه حر ف قدم يه‪،‬‬

‫فيهوي بيده إل قدميه‪ ،‬قالت‪ :‬هل رأيت من يسعى حافيا فتأخذه شوكة حت تكاد تنفذ من قدميه? فإنه‬

‫كذلك يهوي بيده ورأسه وقدميه‪ ،‬فيضربه الزبانية بطاف ف ناصيته وقدمه‪ ،‬فيقذف به ف جهنم‪ ،‬يهوي‬

‫فيهصا مقدار خسصي عاما‪ ،‬فقلت‪ :‬مصا مثصل الرجصل? قالت‪ :‬مثصل عشصر خلفات سصان‪ ،‬فيومئذ يعرف‬

‫الجرمون بسيماهم‪ ،‬فيؤخذ بالنواصي والقدام‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪491‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حضِ َرّنهُمْ َحوْلَ َج ًهنّمَ ِجِثيّا ثُمّ َلنَنِعَ ّن مِنْ كُ ّل شِي َعةٍ‬ ‫ي ثُمّ َلنُ ْ‬
‫ش َرّنهُ ْم وَالشّياطِ َ‬ ‫قال ال تعال‪َ" :‬فوَ َربّكَ َلنَحْ ُ‬
‫َأيّهُمْ َأشَ ّد عَلَى الرّحْمن ِعتِيّا ثُمّ َلنَحْنُ َأعَْلمُ بالّذِي َن هُمْ َأوْلَى بَا صِلِيا َوإِ ْن ِمنْكُمْ إِ َل وَار ُدهَا كَانَ عَلَى‬
‫َربّكَ َحتْما ّم ْقضِيّا ّث نُنَجي الّذِي َن اتّ َقوْا ّونَ َذرُ الظّالِمِيَ فِيهَا جِثيّا"‪.‬‬
‫أقسم ال تعال بنفسه الكرية‪ ،‬أنه سيجمع بنٍ آدم‪ ،‬من كان يطيع الشياطي ف جهنم جثيا‪ ،‬أي جلوسا‬
‫على الركب كما قال‪َ " :‬وتَرَى كُ ّل أ ّمةٍ جَاِثيَة ك ّل أ ّم ٍة تُ ْدعَى إِلَى ِكتَاِبهَا"‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود‪ :‬قياما وهم يعاينون هولا‪ ،‬ومكاره منظرها‪ ،‬وقد جزموا أنم داخلوها ل مالة كما قال‬
‫ضيّقا ُمقَ ّرنِيَ َد َعوْا‬ ‫تعال‪" :‬إِذَا رَأْتهُ ْم مِ ْن َمكَان َبعِي ٍد سَ ِمعُوا َلهَا َت َغيّظا وَزَفيا َوإِذَا ألْقُوا ِمْنهَا َمكَانا َ‬
‫خلْ ِد اّلتِي ُوعِدَ‬ ‫ك ُثبُورا َل تَ ْدعُوا اْلَي ْومَ ُثبُورا وَاحِدا وَادْعوا ُثبُورا َكثِيا قُل أذلِكَ َخْي ٌر أمْ َجّنةُ الْ ُ‬ ‫هُنَالِ َ‬
‫سئُولً"‪.‬‬‫ك َوعْدا مّ ْ‬ ‫الْ ُمتّقُونَ كَاَنتْ َلهُمْ َجزَاءَ َو َمصِيا ّلهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِين كَانَ عَلَى َر بّ َ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬لتَ َروُن الَحِي َم ثَمّ َلتَ َر ُونّهَا َعيْ َن الَْيقِي ثّ َلتُسْألُ ّن َي ْو َمئِذٍ عَن الّنعِيم"‪.‬‬
‫ث أقسم ال تعال أن اللئق كلهم سيون جهنم فقال تعال‪َ " :‬وِإنْ ِمْنكُمْ إِلّ وَارَدها كَا َن عَلَى َربّكَ‬
‫َحتْما َمقْضيِا"‪.‬‬
‫قال ابن مسعود‪ :‬قسما واجبا‪ .‬وف الصحيحي من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد بن السيب‪ ،‬عن أب‬
‫هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬من مات له ثلثة من الولد ل تسه النار إل تلة‬
‫القسم"‪ .‬وروى الِمام أحد‪ ،‬عن حسن‪ ،‬عن ابن ليعة‪ ،‬عن زبان بن فائد‪ ،‬عن سهل بن معاذ‪ ،‬بن أنس‪،‬‬
‫عن أبيه‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬من حرس من وراء اللمي متطوعا‪ ،‬ل بأجر سلطان‪،‬‬
‫ل ير النار بعينه‪ ،‬إِل تلة القسم"‪.‬‬
‫قال ال تعال‪" :‬وإِن مِنكمْ إِ ّل وَاردُها" وقد ذكر تام الديث‪ ،‬وقد اختلف الفسرون ف الراد بالورود‪،‬‬
‫وما هو‪ ،‬والظهر كما قررناه ف التفسي أنه الرور على الصراط "‪.‬‬
‫قال ال تعال‪ّ " :‬ث ُننَجّي الّذِي َن اّت َقوْا ّونَذَرُ الظّالِمِيَ فِيهَا ِجثِيّا"‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬المى حظ كل مؤمن من النار‪َ " :‬وِإنْ ِمْنكُمْ إِلّ وَاردها"‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير‪ :‬حدثنا بشبه هذا فقال‪ ،‬حدثن عمران بن بكار الكلعي‪ ،‬حدثنا أبو الغية‪ ،‬حدثنا‬
‫عبد الرحن‪ ،‬عن تيم‪ ،‬حدثنا إساعيل بن عبيد ال‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬خرج رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يعود رجلً من أصحابه وعكا وأنا معه ث قال‪" :‬إن ال تعال يقول‪" :‬هي نار‬

‫‪492‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أسلطها على عبدي الؤمن‪ ،‬لتكون حظه من النار‪ ،‬ف الخرة"‪ .‬وهذا إسناد حسن‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‪ ،‬ف‬
‫تفسي قول ال تعال‪" :‬وإِن منكم إل واردها" قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬يرد الناس كلهم ث‬
‫يصدرون عنها بأعمالم"‪.‬‬
‫وهكذا رواه الترمذي من حديث إسرائيل‪ ،‬عن السدي به مرفوعا‪ ،‬ث رواه من حديث شعبة‪ ،‬عن‬
‫السدي‪ ،‬به فوقفه‪ ،‬وهكذا رواه أسباط عن السدي‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪" :‬يرد الناس جيعا‬
‫الصراط‪ ،‬وورودهم قيامهم حول النار‪ ،‬ث يصدرون عن الصراط بأعمالم‪ ،‬فمنهم من ير كمر البق‪،‬‬
‫ومنهم من ير كأجاويد اليل‪ ،‬ومنهم من ير كأجاويد الِبل‪ ،‬ومنهم من ير كعدو الرجل‪ ،‬حت إن‬
‫آخرهم مرا رجل نوره على موضع إبامي قدميه‪ ،‬ث يتكفأ به الصراط‪ ،‬والصراط دحضا مزلة‪ ،‬عليه‬
‫حسك كحسك القتاد‪ ،‬حافتاه عليهما ملئكة‪ ،‬معهم كلليب من نار‪ ،‬يطفون با الناس"‪ .‬وذكر تام‬
‫الديث‪ ،‬وله شواهد ما مضى‪ ،‬وما سيأت إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أب الزهراء‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪ :‬يأمر ال بالصراط‬
‫فيضرب على جهنم فيمر الناس عليه على قدر أعمالم‪ ،‬أولمِ كلمح البق‪ ،‬ث كمر الريح‪ ،‬ث كأسرع‬
‫البهائم كذلك‪ ،‬حت ير الرجل سعيا‪ ،‬حت ير الرجل ماشيا‪ ،‬ث يكون آخرهم يتلبط على بطنه‪ ،‬ث‬
‫يقول‪ :‬يارب‪ :‬ل أبطأت ب? فيقول‪ :‬ل أبطىء بك‪ ،‬إنا أبطأ بك عملك‪.‬‬
‫وروي نوه من وجه آخر‪ ،‬عن ابن مسعود مرفوعا‪ ،‬والوقوف أصح وال أعلم‪ ،‬وقال الافظ أبو نصر‬
‫الوائلي ف كتاب الِنانة‪ :‬أخبنا ممد بن ممد بن الجاج‪ ،‬أخبنا ممد بن عبد الرحن الربعي‪ ،‬حدثنا‬
‫علي بن السي أبو عبيد ال‪ ،‬حدثنا زكريا بن يي أبو السكي‪ ،‬حدثنا عبد ال بن صال‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫هام الفرسي‪ ،‬عن سليمان بن الغية‪ ،‬عن قيس بن قيس بن مسلم‪ ،‬عن طاوس‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬علم الناس سنت وإن كرهوا ذلك‪ ،‬وإن أحببت أن ل توقف على‬
‫الصراط طرفة عي حت تدخل النة‪ ،‬فل تدثن ف دين ال حدثا برأيك"‪ .‬ث قال‪ :‬وهذا غريب الِسناد‪،‬‬
‫والت حسن أورده القرطب‪.‬‬
‫وقال السن بن عرفة‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية‪ ،‬عن بكار بن أب مروان‪ ،‬عن خالد بن معدان قال‪ :‬قال‬
‫أهل النة بعد ما دخلوا النة‪ :‬أل يعدنا ربنا الورود على النار? فيقال‪ :‬قد مررت عليها وهي خامدة‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد ذهب آخرون إل أن الراد بالورود الدخول‪ ،‬قاله ابن عباس وعبد ال بن رواحة‪ ،‬وأبو ميسرة‪ ،‬وغي‬
‫واحد‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا غالب بن سليمان‪ ،‬عن كثي بن زياد البسان‪ ،‬عن‬
‫أب سية قال‪ :‬اختلفنا ف الورود‪ ،‬فقال بعضنا‪ :‬ل يدخلها مؤمن‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬يدخلونا جيعا ث ينجي‬
‫ال الذين آمنوا‪ ،‬فلقيت جابر بن عبد ال فقلت له‪ :‬إنا اختلفنا ف الورود‪ ،‬فقال‪ :‬يردونا جيعا‪ .‬وقال‬
‫سلمان‪ :‬يدخلونا جيعا‪ ،‬وأهوى بإِصبعه إل أذنيه وقال‪ :‬صمتا إن لِ أكن سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪" :‬ل يبقى بر ول فاجر إل دخلها‪ ،‬فتكون على الؤمن بردا وسلما‪ ،‬كما كانت على‬
‫إبراهيم‪ ،‬حت إن للناس ضجيجا من ورودهم‪ ،‬ث تل قول ال تعال‪" :‬ثُ ّم ُننَجّي الذِينَ اّتقَوا ّونَذَرُ‬
‫الظّالِمِيَ فِيهَا جِثيا"‪.‬‬
‫لبم يرجوه ف كتبهم‪ ،‬وهو حسن‪ .‬وقال أبو بكر أحد بن سليمان النجار‪ :‬حدثنا أبو السن ممد ابن‬
‫عبيد ال بن إبراهيم بن عبدة السليطي‪ ،‬حدثنا أبو عبد ال ممد بن إبراهيم بن سعيد البوشتجي‪ ،‬حدثنا‬
‫سليم بن منصور بن عمار‪ ،‬حدثن منصور بن عمار‪ ،‬حدثن بشي بن طلحة الزامي‪ ،‬عن خالد بن‬
‫دريك‪ ،‬عن يعلى بن منبه‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬تقول النار للمؤمن يوم القيامة‪:‬‬
‫جزيا مؤمن‪ ،‬فقد أطفأ نورك لب"‪ .‬وهذا حديث غريب جدا‪..‬‬
‫وقال ابن البارك‪ :‬عن سفيان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن خالد بن معدان قال‪ :‬قالوا أل يعدنا ربنا أنا نرد النار?‬
‫فيقال‪ :‬إنكم مررت عليها وهي خامدة‪.‬‬
‫وف رواية عن خالد بن معدان‪ :‬إِذا دخل أهل النة النة قالوا‪ :‬أل يقل ربنا إنا نرد النار? فيقال‪ :‬إنكم‬
‫وردتوها فألفيتموها رمادا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب‪ ،‬حدثنا ابن علية‪ ،‬عن الريري‪ ،‬عن أب السليل‪ ،‬عن غنيم بن قيس قال‪:‬‬
‫ذكروا ورود النار‪ ،‬فقال‪ :‬تسك النار بالناس بأنا تتف إهالة‪ ،‬حت تشوى عليها أقدام اللئق‪ ،‬برهم‬
‫وفاجرهم‪ ،‬ث يناديها مناد‪ :‬أمسكي أصحابك ودعي أصحاب‪ ،‬قال‪ :‬فيخسف بكل ول لا وال أعلم بم‬
‫من الرجل بولده‪ -‬ويرج الؤمني بيديه‪ ،‬وروى مثله عن كعب الحبار‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا ابن إدريس حدثنا العمش‪ ،‬عن أب سفيان‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أم ميسرة امرأة زيد‬
‫بن حارثة قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيت حفصة‪ ،‬فقال‪" :‬ل يدخل النار أحد شهد‬

‫‪494‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بدرا‪ ،‬والديبية‪ ،‬فقالت حفصة‪ :‬أليس ال يقول‪" :‬وإِ ْن ِمنْكُمْ إِ ّل وَاردها"‪.‬‬


‫فتل رسول ال صلى ال عليه وسلم قول ال تعال‪ّ " :‬ث ُننَجّي الّذِينَ اّت َقوْا ّونَذَرُ الظّالِ ِميَ فِيهَا ِجثِيا"‪.‬‬
‫ورواه أحد أيضا‪ ،‬عن معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب سفيان‪ ،‬عن جابر عن أم ميسرة‪ ،‬عن حفصة‪ ،‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فذكر مثله‪ ،‬ورواه مسلم من حديث ابن جريج‪ ،‬عن أب الزبي سع عن جابر‪،‬‬
‫عن أم ميسرة‪ ،‬فذكر نوه وقد تقدم‪ ،‬وستأت ف أحاديث الشفاعة كيفية جواز الؤمني على الصراط‬
‫وتفاوت سيهم عليه‪ ،‬بسب أعمالم‪ ،‬وقد تقدم أنه صلى ال عليه وسلم أول النبياء إجازة بأمته على‬
‫الصراط‪.‬‬
‫وعن عبد ال بن سلم‪ :‬ممد صلى ال عليه وسلم أول الرسل إجازة‪ ،‬ث عيسى‪ ،‬ث موسى‪ ،‬ث إبراهيم‪،‬‬

‫حت يكون آخرهم إجازة نوح عليه السلم‪ ،‬فإِذا خلص الؤمنون من الصراط تلقتهم الزنة‪ ،‬يهدونم إل‬

‫النة‪ .‬وثبت ف الصحيح‪" :‬من أنفق زوجي من ماله ف سبيل ال دعي من أبواب النة كلها‪ -‬وللجنة‬

‫ثانية أبواب‪ :-‬فمن كان من أهل الصلة دعي من باب الصلة‪ ،‬ومن كان من أهل الزكاة دعي من‬

‫باب الزكاة‪ ،‬ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ما على امرء‬

‫يدعى من أيها شاء من ضرورة‪ ،‬فهل يدعى أحد منها كلها? قال‪ :‬نعم‪ ،‬وأرجو أن تكون منهم يا أبا‬

‫بكر‪ "...‬وإِذا دخلوا إل النة هدوا إل منازلم‪ ،‬فهم أعرف با من منازلم الت كانت ف الدنيا‪ ،‬كما‬

‫سصصصصيأت بيانصصصصه فصصصص الصصصصصحيح عنصصصصد البخاري رحهصصصص ال‪.‬‬

‫و قد قال ال طبان‪ :‬حدث نا إ سحاق بن إبراه يم الديري‪ ،‬عن ع بد الرزاق‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬عن ع بد‬

‫‪495‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الرحن بن زياد‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن سلمان الفارسي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل‬

‫يد خل ال نة إل بواز‪ :‬ب سم ال الرح ن الرح يم‪ :‬هذا كتاب من ال‪ ،‬لفلن أدخلوه ج نة عال ية قطوف ها‬

‫دانيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪..‬‬

‫و قد رواه الا فظ الضياء من طر يق سليمان التي مي‪ ،‬عن أ ب عثمان النهدي‪ ،‬عن سلمان الفار سي‪ ،‬أن‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يعطى الؤمن جوازا على الصراط‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪ :‬هذا‬

‫كتاب مصصن ال العزيصصز الكيصصم‪ ،‬لفلن‪ ،‬أدخلوه جنصصة عاليصصة‪ ،‬قطوفهصصا دانيصصة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي ف جامعه‪ :‬عن الغية بن شعبة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬شعار الؤمن‬

‫على الصصصصصصراط‪ :‬رب سصصصصصلم سصصصصصلم‪ :‬ثصصصصص قال‪ :‬غريصصصصصب‪.‬‬

‫و ف صحيح م سلم‪ " :‬نبيكم يقول‪ :‬رب سلم سلم"‪ .‬وجاء‪ :‬أن ال نبياء تقول ذلك‪ ،‬وكذلك اللئ كة‬

‫كلهم يقولون ذلك وثبت ف صحيح البخاري من حديث قتادة‪ ،‬عن أب التوكل الناجي‪ ،‬عن أب سعيد‬

‫الدري أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬إِذا خلص الؤمنون من ال صراط‪ ،‬حب سوا على قنطرة‬

‫ب ي ال نة والنار‪ ،‬فاق تص ل م مظال كا نت بين هم ف الدن يا‪ ،‬ح ت إِذا هذبوا ونقوا‪ ،‬أذن بدخول ال نة‪،‬‬

‫‪496‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فلحدهصصصم أهدى إل منله فصصص النصصصة مصصصن منله الذي كان فصصص الدنيصصصا"‪.‬‬

‫وقد تكلم القرطب ف التذكرة على الديث‪ ،‬وجعل هذه القنطرة صراطا ثانيا للمؤمني خاصة‪ ،‬وليس‬

‫صصصصصصصص النار‪.‬‬
‫صصصصصصصصد فص‬
‫صصصصصصصصه أحص‬
‫صصصصصصصصقط منص‬
‫يسص‬

‫قلت‪ .‬هذه بعد ماوزة النار‪ ،‬فقد تكون هذه القنطرة منصوبة على هول آخر‪ ،‬ما يعلمه ال‪ ،‬ول نعلمه‪،‬‬

‫وهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصو أعلم‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا مؤيد بن سعيد‪ ،‬حدثنا صال بن موسى‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن عثمان‪ ،‬عن ممد بن‬

‫أ نس بن مالك‪ ،‬قال‪ .‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يقول ال تعال يوم القيا مة‪ :‬جوزوا النار‬

‫بعفوي‪ ،‬وادخلوا النصصصصصة برحتصصصصص‪ ،‬واقتسصصصصصموها بفضائل أعمالكصصصصصم"‪.‬‬

‫وهذا حديث غريب‪ ،‬وقد رواه أبو معاوية‪ ،‬عن إساعيل بن مسلم‪ ،‬عن قتادة‪ .‬عن عبد ال من قوله مثله‪،‬‬

‫وهو منقطع‪ ،‬بل معضل‪ ،‬وقد قال بعض الوعاظ فيما حكاه القرطب ف التذكرة‪" :‬توهم نفسك يا أخي‬

‫إذا سرت على الصراط‪ ،‬ونظرت إل جهنم تتك سوداء مدلمة‪ ،‬وقد تلظى سعيها‪ ،‬وعل ليبها وأنت‬

‫تشي أحيانا‪ ،‬وتزحف أحيانا أخرى‪ ،‬ث أنشد‪:‬‬

‫‪497‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إِذا برز العباد لذي الصجصللِ?‬ ‫أبت نفسي تثوب فما احتصيالصي‬
‫بأوزار كأمصثصال الصجصبصالِ‬ ‫وقاموا من قبصورهصم حصيارى‬
‫فمنهم من يكب على الشصمصالِ‬ ‫وقد نصب الصراط لكي يوزوا‬
‫تلقاه العرائِس بصالصغصزالصي‬ ‫ومنهم من يسصي لصدار عصدن‬
‫غفرت لك الذنوب فل تبصالصي‬ ‫يقول له الصهصيمصن‪ :‬ياولصيي‬

‫فصل‬

‫ج ِرمِيَ إل َج َهنّمَ وِرْدا َل يَمِْلكُونَ‬


‫ق الْمُ ِ‬
‫قال ال تعال‪َ" :‬ي ْو َم نَحش ُر الْ ُمّتقِيَ إل الرّحْمن وَفْدا َونَسو ُ‬
‫الشّفَا َعةَ إِلّ مَن اتّخَذَ عِنْدَ الرّحْمَن َعهْدا"‪.‬‬
‫ورد ف الديث‪ :‬كما سيأت‪" :‬أنم يؤتون بنجائب من النة يركبونا"‪ .‬وف الديث‪" :‬أنم يؤتون با‬
‫عند قيامهم من قبورهم"‪.‬‬
‫وف صحة ذلك نظر‪ ،‬إذ قد تقدم ف حديث‪" :‬إن الناس كلهم يشرون مشاة‪ ،‬ورسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم راكب ناقة‪ ،‬وبلل ينادي بالذان بي يديه‪ ،‬فإِذا قال‪ :‬أشهد أل إله إل ال‪ ،‬وأشهد أن ممدا‬
‫رسول ال‪ :‬صدقه الولون والخرون"‪.‬‬
‫فإِذا كان هذا من خصائص رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فإِنا يكون إتيانم بالنجائب بعد الواز‬
‫على الصراط‪ ،‬وهو الشبه وال أعلم‪ .‬وقد ورد ف حديث الصور‪" :‬أنه يضرب لم حياض‪ ،‬بعد ماوزة‬
‫الصراط‪ ،‬وأنم إِذا وصلوا إل باب النة يستشفعون إل آدم‪ ،‬ث نوح‪ ،‬ث إبراهيم‪ ،‬ث موسى‪ ،‬ث عيسى ث‬
‫ممد‪ ،‬صلوات ال وسلمه عليهم أجعي‪ ،‬فيكون رسول ال صلى ال عليه وسلم هو الشفيع لم ف‬
‫ذلك"‪.‬‬
‫كما ثبت ف الصحيح عند مسلم‪ ،‬من حديث أب النضر هاشم بن القاسم‪ ،‬ورواه ابن الِمام أحد عنه‪،‬‬
‫عن سليمان بن الغية‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" .‬آت‬
‫باب النة‪ ،‬فأستفتح‪ ،‬فيقول خازنا‪ :‬من أنت? فأقول‪ :‬ممد‪ ،‬فيقول‪ :‬بك أمرت أل أفتح لحد قبلك "‪.‬‬
‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو كريب ممد بن العلء‪ ،‬حدثنا معاوية بن هشام‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن الختار ابن‬

‫‪498‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فليفل‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا أكثر النبياء تبعا ليوم القيامة‪،‬‬
‫وأول من يقرع باب النة"‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم‪" :‬يمع ال الناس يوم القيامة‪ ،‬فيقوم الؤمنون حي تزلف لم النة‪ ،‬فيأتون آدم‬
‫فيقولون‪ :‬يا أبانا اشفع لنا‪ ،‬فيقول لم‪ :‬أخرجكم من النة ال خطيئة أبيكم آدم? لست بصاحب ذلك"‪.‬‬
‫وذكر تام الديث‪ ،‬وهو شاهد قوي لا ذكر ف حديث الصور‪ ،‬من ذهابم إل النبياء مرة ثانية‪،‬‬
‫يستشفعون بم إل ال‪ ،‬ليستأذنوه لم ف دخولم النة‪ ،‬ويتعي لا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كما‬
‫تعي للشفاعة الول العظمى‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد قال عبد ال ابن الِمام أحد‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد قال‪ :‬كنا جلوسا عند علي فقرأ هذه الية‪:‬‬
‫ج ِرمِيَ إِلَى َج َهنّمَ وِرْدا"‪.‬‬
‫ق الْمُ ْ‬
‫"َيوْمَ نشُ ُر الْ ُمّتقِيَ إِلَى الرّحْمن وَفْدا َونَسُو ُ‬
‫فقال‪" :‬وال ما على أرجلهم يشرون‪ ،‬ول يشر الوفد على أرجلهم ولكن بنوق ل تر اللئق مثلها‪،‬‬
‫عليها رحائل من ذهب‪ ،‬ليكبوا عليها حت يضربوا أبواب النة"‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير‪ ،‬وابن أب حات‪ ،‬من حديث عبد الرحن بن إسحاق وزاد بعدها‪" :‬رحائل من ذهب أين‬
‫منها الزبرجد" والباقي مثله‪.‬‬
‫وقال ابن حات‪ :‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا أبو غسان‪ ،‬حدثنا مالك إساعيل النهدي‪ :‬حدثنا مسلمة بن جعفر‬
‫البجلي‪ :‬سعت أبا معاذ البصري قال‪ :‬إن عليا كان يوما عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقرأ علي‬
‫هذه الية‪َ" :‬ي ْو َم نَحْشُ ُر الْ ُمّتقِيَ إِلَى الرّحْمن وَفْدا"‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ما أظن الوفد إل الركب يا رسول ال? فقال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده إنم‬
‫إذ يرجون من قبورهم يستقبلوق‪ ،‬أو يؤتون بنوق بيض‪ ،‬لا أجنحة‪ ،‬وعليها رحال الذهب‪ ،‬شراك‬
‫نعالم نور يتلل‪ ،‬كما خطوة منها مد البصر‪ ،‬فينتهون إل شجرة ينبع من أصلها عينان‪ ،‬فيشربون من‬
‫إحداها‪ ،‬فيغسل ما ف بطونم من دنس‪ ،‬ويغتسلون من الخرى‪ ،‬فل تشعث أبشارهم بعدها أبدا‪،‬‬
‫وتري عليهم نضرة النعيم‪ ،‬فينتهون‪ ،‬أو فيأتون باب النة‪ ،‬فإِذا حلقة من ياقوتة حراء على صفائح‬
‫الذهب‪ ،‬فيضربون باب اللقة على الصفائح‪ ،‬فسمع لا طني‪ ،‬بأعلى‪ ،‬فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد‬
‫أقبل‪ ،‬فتبعث قيمها فيفتح له‪ ،‬فإِذا رآه خرّ له‪ .‬قال مسلمة‪ :‬أراه قال‪ :‬ساجدا فيقول‪ :‬ارفع رأسك? إنا‬
‫أنا قيمك‪ ،‬وكلت بأمرك‪ ،‬فيتبعه ويقفو أثره‪ ،‬فيستخف الوراء بالعجلة‪ ،‬فتخرج من خيام الدر‬

‫‪499‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫والياقوت‪ ،‬حت تعتنقه‪ ،‬ث تقول‪ :‬أنت حب‪ .‬وأنا حبك‪ ،‬وأنا الالدة الت ل أموت‪ ،‬وأنا الناعمة الت ل‬
‫أبأس‪ ،‬وأنا الراضية الت ل أسخط‪ ،‬وأنا القيمة الت ل أظن‪ ،‬فيدخل بيتا من أسه إل سقفه مائة ذراع‪،‬‬
‫بناؤه على جندل اللؤلؤ‪ ،‬طرائقه أحر وأخضر وأصفر‪ ،‬ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها‪ ،‬وف البيت‬
‫سبعون سريرا‪ ،‬على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون‬
‫حلة‪ ،‬يرى مخ ساقها من وراء اللل‪ ،‬يقضي جاعها ف مقدار ليلة من لياليكم هذه‪ ،‬النار من تتهم‬
‫تطرد‪ ،‬أنار من ماء غي آسن قال‪ :‬صاف ل كدر فيه‪ ،‬وأنار من لب ل يتغي طعمه‪ ،‬ل يرج من ضروع‬
‫الاشية‪ ،‬وأنار من خر لذة للشاربي‪ ،‬ل يعصرها الرجال بأقدامهم‪ ،‬وأنار من عسل مصفى‪ ،‬ل يرج‬
‫من بطون النحل‪ ،‬فيستحلى الثمار‪ ،‬فإِن شاء أكل قائما‪ ،‬وإن شاء متكئا ث تل‪" :‬وَدَانَِي ًة عََلْيهِ ْم ظِلَُلهَا‬
‫وَذُلَّلتْ قطوُفهَا تَذْلِيل"‪.‬‬
‫فيشتهي الطعام‪ ،‬فيأتيه طي أبيض قال‪ :‬وربا قال‪ :‬أخضر‪ ،‬فيفع أجنحتها فيأكل من جنوبا أي اللوان‬
‫جّن ُة اّلتِي أو ِرثْتُمُوهَا بِمَا ُكْنتُمْ‬
‫ك الْ َ‬
‫شاء‪ ،‬ث تطي‪ ،‬فيذهب‪ ،‬فيدخل اللك‪ ،‬فيقول سلم عليكم‪" :‬وَتلْ َ‬
‫تَعملون"‪.‬‬
‫ولو أن شعرة من شعر الوراء وقعت لهل الرض‪ ،‬لصارت الشمس معها سوادا ف نور"‪ ،‬وقد رويناه‬
‫ف العديات من كلم علي موقوفا عليه‪ ،‬وهو أشبه بالصحة وال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم البغوي‪ :‬حدثنا علي بن العد‪ ،‬أخبنا زهي‪ ،‬عن أب إسحاق‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن علي‬
‫جّنةِ‬
‫قال‪ :‬ذكر النار فعظم أمرها ذكرا ل أحفظه ث تل قول الّ تعال‪َ " :‬وسِي َق الّذِينَ اّت َقوْا َرّبهُمْ إِلَى الْ َ‬
‫ُزمَرا"‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬حت إِذا انتهوا إل باب من أبوابا‪ ،‬وجدوا عنده شجرة يرج من تت ساقها عينان تريان‪،‬‬
‫فعمدوا إل إحداها‪ ،‬كأنا أمروا با‪ ،‬فشربوا منها‪ ،‬فأذهبت ما ف بطونم من قذى‪ ،‬أو أذى‪ ،‬أو بأس‪ ،‬ث‬
‫عمدوا إل الخرى‪ ،‬فتطهروا منها‪ ،‬فجرت عليهم نضرة النعيم‪ ،‬ول تتغي أشعارهم بعدها أبدا‪ ،‬ول‬
‫لمٌ عََلْيكُ ْم ِطبْتُمْ‬
‫تشعث رؤوسهم‪ ،‬كأنا دهنوا بالدهان‪ ،‬ث إِذا انتهوا إل النة‪ ،‬فقال لم خزنتها‪َ " :‬س َ‬
‫فَا ْدخُلُوهَا خَالِدِينَ"‪.‬‬
‫ث يلقاهم الولدان‪ :‬فيطيفون بم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالميم‪ ،‬يقدمون عليهم فيقولون‪ :‬أبشر با‬
‫أعد ال لكم من الكرامة‪ ،‬ث ينطلق غلم من تلك الولدان إل بعض أزواجه من الور العي‪ ،‬فيقول‪ :‬جاء‬

‫‪500‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فلن باسه الذي كان يدعى به ف الدنيا‪ ،‬قالت‪ :‬أنت رأيته? قال‪ :‬أنا رأيته‪ ،‬وهو ما رآن‪ ،‬فيستخف‬
‫إحداهن الفرح‪ ،‬حت يكون‪ ،‬على أسكفة الباب‪ ،‬فإِذا انتهى إل منلة نظر إل أساس بنيانه‪ ،‬فإِذا جندل‬
‫اللؤلؤ‪ ،‬فوقه صرح أحر‪ ،‬وأخضر‪ ،‬وأصفر‪ ،‬من كل لون‪ ،‬ث رفع رأسه‪ ،‬فنظر إل سقفه‪ ،‬فإِذا مثل البق‪،‬‬
‫ولول أن ال قدره لذهب بصره‪ ،‬ث طأطأ رأسه‪ ،‬فإِذا أزواجه‪ ،‬وأكواب موضوعة‪ ،‬ونارق مصفوفة‪ ،‬و‬
‫حمْدُ اللّهِ الذِي هَدَانَا ِلهَذَا َومَا ُكنّا ِلَن ْهتَدِيَ َلوْلَ أَ ْن هَدَانَا اللّه"‪.‬‬
‫زراب مبثوثة‪ ،‬ث اتكأ فقال‪" :‬الْ َ‬
‫لقد جاءت رسل ربنا بالق‪ ،‬ونودوا أن تلكم النة أورثتموها با كنتم تعملون‪...‬‬
‫ث ينادي مناد‪ :‬تيون فل توتون أبدا‪ ،‬وتقيمون فل تظعنون أبدا‪ ،‬وتصحون فل ترضون أبدا‪.‬‬
‫وهذا ل يقتضي تغي الشكل من الال الت كان الناس عليهم ف الدنيا‪ ،‬إل طول ستي ذراعا‪ ،‬وعرض‬

‫ستة أذرع‪ ،‬كما هي صفة كل من دخل النة‪ ،‬كما ورد به الديث‪ ،‬يكون عند العيني اللتي يغتسلون‬

‫من إحداها‪ ،‬فيغسل ما ف بطونم من الذى‪ ،‬ومن الخرى‪ ،‬فتجري عليهم نضرة النعيم‪ ،‬وكلهم أنسب‬

‫وأقرب ماصص جاء فصص الديصصث التقدم‪" :‬أن ذلك يكون فصص العرصصصات " لضعصصف إسصصناده‪.‬‬

‫وقد أبعد من زعم أن ذلك يكون عند القام من القبور‪ ،‬لا يعارضه من الدلة القائمة على خلف ذلك‪،‬‬

‫وال تعال أعلم‪.‬‬

‫وقال ع بد ال بن البارك‪ :‬أخب نا سليمان بن الغية‪ ،‬عن ح يد بن هلل‪ ،‬قال‪ :‬ذ كر ل نا أن الر جل اذا‬

‫د خل ال نة‪ ،‬و صور صورة أ هل ال نة‪ ،‬وأل بس لبا سهم‪ ،‬وحلى حلي هم‪ ،‬وأري أزوا جه وخد مه‪ ،‬يأخذه‬

‫سوار فرح‪ .‬ولو كان ينبغي أن يوت لات من سوار فرحه‪ ،‬فيقال له‪ :‬أرأيت سوار فرحتك هذه? فإنا‬

‫‪501‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قائمصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة لك أبدا"‪..‬‬

‫وقال ابن البارك‪ :‬أخبنا رشدين بن سعد‪ ،‬عن زهرة‪ ،‬عن معد القرشي‪ ،‬عن أب عبد الرحن اليلي قال‪:‬‬

‫إن العبصصصد أول مصصصن يدخصصصل النصصصة يتلقاه سصصصبعون ألف خادم كأنمصصص اللؤلؤ‪.‬‬

‫قال ا بن البارك‪ :‬وأنبأ نا ي ي بن أيوب‪ ،‬حدث ن ع بد ال بن ز حر‪ ،‬عن م مد بن أيوب‪ ،‬عن أ ب ع بد‬

‫الرحن العافري‪ ،‬قال‪" :‬إنه ليصنف للرجل من أهل النة ساطان‪ ،‬ل يرى طرفاها من غلمانه‪ ،‬حت إذا‬

‫مرّ َمشوا وراءه"‪.‬‬

‫وروى أبو نعيم عن مسلمة‪ ،‬عن الضحاك بن مزاحم‪ ،‬قال‪" :‬إذا دخل الؤمن النة‪ ،‬دخل أمامه ملك‪،‬‬

‫فيأ خذ به ف سككها‪ ،‬فيقول له‪ :‬ان ظر‪ ،‬ماذا ترى? فيقول‪ :‬أرى أك ثر الق صور ال ت رأيت ها من ذ هب‬

‫وف ضة‪ ،‬فيقول اللك‪ :‬إن هذا لك‪ ،‬ح ت إذا ظ هر ل ن في ها‪ ،‬ا ستقبلوه من كل باب‪ ،‬و من كل مكان‪،‬‬

‫قائليص‪ :‬ننص لك‪ ،‬ثص يقول‪ :‬امصش‪ .‬فيقول‪ :‬ماذا ترى? فيقول‪ :‬خيام هصي أكثصر خيام رأيتهصا عسصاكر‪،‬‬

‫وأكثرها أنيسا‪ ،‬فيقول‪" :‬إن هذا أجع لك‪ ،‬فإذا ظهر لن فيها استقبلوه قائلي‪ :‬نن لك‪ .‬وقال أحد بن‬

‫ْتص َنعِيما َومُلْكا َكبِيا"‪.‬‬


‫ْتص ثَمّ رَأي َ‬
‫أبص الواري‪ :‬عصن أبص سصليمان الدارنص فص قوله تعال‪َ :‬وإِذَا رَأي َ‬

‫‪502‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إن اللك ليأت بالتحفة إل ول ال عز وجل‪ ،‬فما يصل إليه إِل بإذن‪ ،‬فيقول لاجبه‪ :‬استأذن ل على ول‬

‫ال‪ ،‬فيعلم ذلك الاجب حاجبا آخر‪ ،‬وحاجبا بعد حاجب‪ ،‬ومن داره إل دار السلم‪ ،‬باب يدخل منه‬

‫على ربصصصصه إِذا شاء بل إذن‪ ،‬ورسصصصصول رب العزة ل يدخصصصصل عليصصصصه إِل بإذن"‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا خالد بن خداش‪ ،‬حدثنا مهدي بن ميمون‪ ،‬عن ممد بن عبد اللك بن أب‬

‫يعقوب‪ ،‬عن بشر بن سعاف‪ ،‬قال‪ :‬كنا جلوسا ال عبد ال بن سلم فقال‪" :‬إن أكرم خليقة ال على‬

‫ال‪ -‬سبحانه وتعال‪ -‬هو أبو القاسمِ صلى ال عليه وسلم‪" :‬وإن النة ف السماء‪ ،‬وإن النار ف الرض‪،‬‬

‫فإذا كان يوم القيامة بعث ال الليقة أمة أمة‪ ،‬ونبيا نبيا‪ ،‬ث يوضع جسر على جهنم‪ ،‬ث ينادي مناد‪ :‬أين‬

‫أحد وأمته? فيقوم وتتبعه أمته‪ ،‬برها‪ ،‬وفاجرها‪ ،‬فيأخذون السر‪ ،‬ويطمس ال أبصار أعدائه‪ ،‬فيتهافتون‬

‫فيها‪ ،‬من شال ويي‪ ،‬وينجو النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والصالون معه‪ ،‬وتتلقاهم اللئكة‪ ،‬وبناء بيوتم‬

‫ومنازلم من النة على يينك‪ ،‬وعلى يسارك‪ ،‬حت ينتهي إل ربه‪ ،‬فيلقى له كرسي من الانب الخر‪ ،‬ث‬

‫يتبع هم ال نبياء وال مم‪ ،‬ح ت يكون آخر هم نوح عل يه ال صلة وال سلم"‪ .‬وهذا موقوف على ا بن سلم‬

‫رضصصصصصصصصصصصصصصصصصصصي ال عنصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫‪503‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ا بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث نا أ بو ن صر التمار‪ ،‬حدث نا حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثا بت البنا ن‪ ،‬عن أ ب عثمان‬

‫النهدي‪ ،‬عن سلمان الفارسي قال‪" :‬يوضع الصراط يوم القيامة‪ ،‬وله حد كحد الوسى‪ ،‬فتقول اللئكة‪:‬‬

‫ربنا‪ :‬من تيز على هذا? فيقول‪ :‬من شئت من خلقي‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا‪ :‬ما عبدناك حق عبادتك"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ذكر بعض صفات أهل النة وبعض ما أعد من نعيم لم‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن هام‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪" :‬أول زمرة تلج النة صورهم على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬ل يبصقون فيها‪ ،‬ول‬
‫يتخطون فيها‪ ،‬ول يتغوطون فيها‪ ،‬وأمشاطهم الذهب والفْضة‪ ،‬ومامرهم من اللوة‪ ،‬وريهم السك‪،‬‬
‫ولكل واحد منهم زوجتان‪ ،‬يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من السن‪ ،‬ل اختلف بينهم‪ ،‬ول‬
‫تباغض‪ ،‬قلوبم على قلب واحد‪ ،‬يسبحون ال بكرة وعشية"‪.‬‬
‫وهكذا رواه مسلم‪ :‬عن ممد بن رافع‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬وأخرجه البخاري‪ ،‬عن ممد بن مقاتل‪ ،‬عن‬

‫ابصصصصصصن البارك كلهاصصصصصص عصصصصصصن معمصصصصصصر بصصصصصصه‪.‬‬

‫وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن عمارة بن القعقاع‪ ،‬عن أب زرعة‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أول زمرة يدخلون النة على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬والذين‬

‫‪504‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يلونمص على صصورة أشصد كوكصب دري فص السصماء إضاءة‪ ،‬ل يبولون‪ ،‬ول يتغوطون‪ ،‬ول يتفلون‪ ،‬ول‬

‫يتخطون‪ ،‬أمشاطهم الذهب‪ ،‬وريهم السك‪ ،‬ومامرهم اللوة‪ ،‬وأزواجهم الور العي‪ ،‬وأخلقهم على‬

‫خلق رجل واحد‪ ،‬على صورة أبيهم‪ ،‬ستون ذراعا" رواه مسلم‪ :‬عن أب خيثمة‪ ،‬واتفقا عليه من حديث‬

‫جرير‪.‬‬

‫ذكر بعض ما ورد ف سن أهل النة‬

‫وروى الِمام أحد‪ ،‬والطبان‪ :‬واللفظ له‪ ،‬من حديث حاد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد بن جدعان‪،‬‬

‫عن سعيد بن ال سيب‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يد خل أ هل ال نة‬

‫جردا‪ ،‬مردا‪ ،‬بيضا‪ ،‬جعادا‪ ،‬مكحلي‪ ،‬أبناء ثلث وثلثي‪ ،‬على خلق آدم‪ ،‬ستون ذراعا‪ ،‬ف عرض سبع‬

‫أذرع"‪.‬‬

‫وقال ال طبان‪ :‬حدث نا أح د بن إ ساعيل العدوي‪ ،‬حدث نا ع مر بن مرزوق‪ ،‬أخب نا عمران القطان‪ ،‬عن‬

‫قتادة‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن عبد الرحن بن غنم‪ ،‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسصصلم قال‪" :‬يدخصصل أهصصل النصصة جردا‪ ،‬مردا‪ ،‬مكحليصص‪ ،‬بنصص ثلث وثلثيصص"‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬مصن حديصث عمران بصن داود القطان‪ ،‬ثص قال‪ :‬هذا حديصث حسصن غريصب‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا القاسم بن هشام‪ ،‬حدثنا صفوان بن صال‪ ،‬حدثن جرد بن جراح‬

‫العسقلن‪ ،‬حدثنا الوزاعي‪ ،‬عن هارون بن رياب‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عل يه و سلم‪" :‬يد خل أ هل ال نة ال نة على طول آدم‪ ،‬ستي ذراعا بذراع اللك‪ ،‬على ح سن يو سف‪،‬‬

‫وعلى ميلد عيسصصى‪ ،‬ثلث وثلثيصص سصصنة‪ ،‬وعلى لسصصان ممصصد جردا‪ ،‬مردا‪ ،‬مكحليصص"‪.‬‬

‫و قد رواه أ بو ب كر بن أ ب داود‪ ،‬حدث نا ممود بن خالد‪ ،‬وعباس بن الول يد‪ ،‬قال‪ :‬حدث نا ع مر‪ ،‬عن‬

‫الوزاعي‪ ،‬عن هارون بن رياب‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يبعث‬

‫أهل النة على صورة آدم‪ ،‬ميلد ثلث وثلثي سنة‪ ،‬جردا‪ ،‬مردا‪ ،‬مكحلي‪ ،‬ث يذهب بم إل شجرة‬

‫فصصص النصصصة‪ ،‬فيكتسصصصون منهصصصا‪ ،‬ل تبلى ثيابمصصص‪ ،‬ول يفنصصص شبابمصصص"‪.‬‬

‫وقال أ بو ب كر بن أ ب داود‪ :‬حدث نا سليمان بن داود‪ ،‬حدث نا ا بن و هب‪ ،‬أخب نا عمرو بن الارث‪ ،‬أن‬

‫دراجا أبا السمح حدثه‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد الدري‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"من مات من أهل النة من صغي أو كبي‪ ،‬يردون بن ثلث وثلثي ف النة‪ ،‬ل يزيدون عليها أبدا‪،‬‬

‫‪506‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫كذلك أهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصل النار"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد بن نضر‪ ،‬عن ابن البارك‪ ،‬عن رشدين بن سعد عن عمرو بن الارث‪.‬‬

‫كتاب صفة النار‪ ،‬وما فيها من العذاب الليم‪ ،‬أجارنا ال تعال منها برحته‪ ،‬إنه جواد كري‬

‫حجَا َرةُ أعِدّتْ ِل ْلكَافِرِينَ"‪.‬‬ ‫قال ال تعال‪" :‬فَِإنْ لَ ْم َت ْفعَلُوا وَلَنْ تَفْعلوا فاتّقوا النّار اّلتِي وَقُودهَا النّاسُ وَالْ ِ‬
‫لِئ َكةِ والنّاس أ ْج َمعِي"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬أولئِكَ عََلْيهِمْ َل ْعَنةُ اللّهِ والْ َم َ‬
‫صبَ َرهُ ْم عَلَى النّارِ"‪.‬‬
‫ب بِالْم ْغفِ َرةِ فَمَا أ ْ‬
‫ى وَاْلعَذَا َ‬‫ضلََل َة بِاْلهُدَ َ‬‫وقال تعال‪" :‬أولئِكَ الّذِي َن ا ْشتَ َروُا ال ّ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِين َكفَرُوا َومَاتُوا َوهُمْ ُكفّارٌ َفلَ ْن ُي ْقبَ َل مِنْ أحدهم مِلْءُ الرْض ذهبا وَلَو ا ْفتَدَى بِهِ‬
‫صرِينَ"‪.‬‬ ‫أولئِكَ َلهُ ْم عَذَابٌ ألِيمٌ َومَا َلهُ ْم مِ ْن نَا ِ‬
‫جتْ جُلُودهُمْ بدَّلنَاهمْ جُلُودا َغيْ َرهَا‬ ‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِينَ َكفَرُوا بِآيَاِتنَا َسوْفَ نُصْلِيهِ ْم نَارا كُلّما َنضِ َ‬
‫ِليَذوقُوا اْلعَذَابَ ِإنّ اللّه كَا َن عَزيزا َحكِيما"‪.‬‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِينَ َكفَرُوا َوظَلَمُوا َل ْم يَكن اللّهُ ِلَي ْغفِرَ َلهُ ْم وَلَ ِلَيهْ ِديَهمْ طَرِيقا إِ ّل طَرِيقَ َج َهنّمَ‬
‫ك عَلَى اللّ ِه يَسِيا"‪.‬‬ ‫خَالِدينَ فِيهَا أبَدا وَكَانَ ذَلِ َ‬
‫ب َيوْم اْل ِقيَا َمةِ‬ ‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِينَ َكفَرُوا َلوْ أَنّ َلهُ ْم مَا ف الَرْض َجمِيعا َومِثلَ ُه مَعه ِليَ ْفتَدُوا بِ ِه مِ ْن عَذَا ِ‬
‫ي ِمْنهَا وََلهُ ْم عَذَابٌ ُمقِيمٌ"‪.‬‬ ‫مَا ُتقُبّ َل ِمْنهُ ْم وََلهُ ْم عَذَاب أَلِيمٌ يرِيدُونَ أ ْن يَخرجُوا مِنَ النّا ِر َومَا هُ ْم بِخَا ِرجِ َ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِينَ كً ّذبُواْ بآياِتنَا وَا ْستَ ْكبَروا عَْنهَا َل ُتفَتّحُ لَهمْ َأْبوَابُ السّمَا ِء وَ َل يَدْخُلونَ الْجّنةَ حَت‬
‫ك نَجْزِي الْمُجْ ِر ِميَ َلهُ ْم مِنْ َج ًهنّ َم ِمهَا ٌد َومِنْ َفوْقهِ ْم َغوَاش وَكَذَلِكَ‬ ‫ط وَكَذَلِ َ‬ ‫جمَلُ ف َس ّم الْخِيا ِ‬ ‫يَلِ َج الْ َ‬
‫نَجْزِي الظّالِمِيَ"‪.‬‬
‫حكُوا قَلِيلً وَلَْيْبكُوا‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَقَالُوا َل َتنْفروا ف الْحَرّ قُ ْل نَارُ َج ًهنّ َم أشَدّ َحرّا َلوْ كَانُوا َي ْفقَهُونَ َف ْلَيضْ َ‬
‫َكثِيا َجزَاءَ بِمَا كَانوا َيكْسِبُونَ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬ثُ ّم نذي ُقهُ ُم اْلعَذَابَ الشّدِي َد بِمَا كَانُوا َيكْفرُونَ"‪.‬‬

‫‪507‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال تعال‪" :‬لَهمْ فِيهَا زف ٌي َو َشهِيق خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَا َمتِ السّمواتُ وَالرْض إِ ّل مَا شَاء َربّكَ ِإنّ َربّكَ‬
‫َفعّالٌ لِمَا يُرِيدُ"‪.‬‬
‫صمّا َمأْوَاهُمْ َج ًهنّمُ كلّمَا َخَبتْ‬ ‫وقال تعا ل‪َ " :‬ونَحشره ْم َيوْ َم القِيَا َم ِة عَلَى وجُو ِههِ ْم عُمْيا َو ُبكْما وَ ُ‬
‫زِ ْدنَاهُ ْم َسعِيا"‪.‬‬
‫صبّ مِنْ َفوْق‬ ‫وقال تعال‪" :‬هذَانِ َخصْمَانِ ا ْخَتصَمُوا ف َرّبهِمْ فَالّذِينَ َكفَرُوا قُ ّط َعتْ لَه ْم ثيَابٌ مِن نّا ٍر ي َ‬
‫خرُجُوا ِمْنهَا‬ ‫رءو ِسهِ ُم الْحَمِي ُم ُيصْهر بِ ِه مَا ف بُطُونِ ْم وَالْجلُودُ وَلهُ ْم َمقَامِ ُع مِنْ حَدِيدٍ كُّلمَا أَرَادُوا أَ ْن يَ ْ‬
‫مِ ْن غَ ّم أعِيدوا فِيهَا وذُوفوْا عَذَابَ الْحَرِيق"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬فَ َم ْن َثقَُلتْ َموَازِينهُ فَأوْلئكَ هُ ُم الْ ُمفِْلحُو َن و َومْن َخ ّفتْ َموَازِينُهُ فَأوْلئِكَ الّذُينَ خسِروا‬
‫سهُمْ فِي َج َهنّمَ خَاِلدُونَ تَ ْلفَحُ وجُو َههُ ُم النّا ُر َوهُمْ فِيهَا كَاِلحُونَ أَلَ ْم َتكُ ْن آيَاتي تُتْلَى عََلْيكُمْ َفكًْنتُمْ‬ ‫َأنْفُ َ‬
‫ت عََليْنَا ِش ْق َوتُنَا وَ ُكنّا َقوْما ضَالّيَ َرّبنَا َأخْرِ ْجنَا ِمْنهَا فَِإنْ عُ ْدنَا فَِإنّا ظَالِمُونَ قَالَ‬ ‫ِبهَا ُتكَ ّذبُونَ قَالُوا َرّبنَا غََلَب ْ‬
‫سئُوا فِيهَا وَ َل ُتكَلّمو ِن إنّهُ كَانَ فَرِي ٌق مِ ْن ِعبَادِي يَقولونَ رّبنَا آمَنّا فَاغفِرْ َلنَا"‪ .‬وقال تعال‪" :‬بَلْ كً ّذبُوا‬ ‫اخْ َ‬
‫ب بِالسّا َعةِ َسعِيا إِذَا َرَأتْهً ْم مِن ّمكَانِ َبعِي ٍد سَمِعوا َلهَا َت َغيّطا وَزَفيا وإِذَا أْلقُوا‬ ‫بالسّاعَ ِة وَأعْتَ ْدنَا لِ َمنْ كًذّ َ‬
‫ك ُثبُورا َل تَ ْدعُوا اْلَي ْومَ ُثبُورا وَاحِدا وَا ْدعُوا ُثبًورا َكثِيا"‪.‬‬ ‫ضيّقا ُمقَ ّرنِيَ َدعَوْا هُنَالِ َ‬ ‫ِمنْهَا َمكَانا َ‬
‫ختَصِمُو َن تَاللّهِ ِإنْ تَاللّهِ‬ ‫وقال تعال‪" :‬فَكبْكِبوا فِيهَا هُ ْم وَالْغَاوونَ و ُجنُودُ ِإبْلِيسَ أَجْ َمعُونَ قَالُوْا َوهُمْ فِيهَا َي ْ‬
‫ي وَلَ صَدِيق‬ ‫ي َومَا أَضّلنَا إِلّ الْ ُمجْرِمونَ َفمَا َلنَا مِ ْن شَاِفعِ َ‬ ‫ب الْعَالَ ِم َ‬ ‫سوّيكمْ ِبرَ ّ‬ ‫إِ ْن كنّا َلفَي ُمبِي إِ ْذ نُ َ‬
‫ي َوإِنّ َربّكَ َل ُهوَ‬ ‫ك لَيةً َومَا كَانَ أَ ْكثَ ُرهُم مّؤ ِمنِ َ‬ ‫حَمِيم َفَل ْو أنّ َلنَا كَ ّرةً َفَنكُونَ مِ َن الْمؤمِنِيَ ِإنّ فِي ذلِ َ‬
‫الْعَزيزُ الرّحِيمُ"‪.‬‬
‫سرُونَ"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬أولئِكَ الّذِينَ َلهُ ْم سُوء اْلعَذَابِ َوهُمْ ف الخِ َرةَ همُ الَخْ َ‬
‫ب غَلِيظٍ"‪.‬‬ ‫ل ثُ ّم َنضْطَ ّرهُمْ إِلَى عَذَا ٍ‬ ‫وقال تعال‪" :‬نُ َمّت ُعهُمْ قَِلَي ً‬
‫خرُجُوا ِمنْهَا أعِيدُوا فِيهَا وَقيلَ َل ُهمْ ذوقًوا‬ ‫سقُوا فَمَأوَاهُ ُم النّارُ كُلّمَا أَرَادوا أنْ يَ ْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَأمّا الّذِينَ فَ َ‬
‫ب الكبِ َلعًّلهُ ْم يَ ْر ِجعُونَ"‪.‬‬ ‫عَذَابَ النّا ِر الّذِي كْنتُمْ بِ ِه ُتكَ ّذبُو َن وََلنُذِيقَّنهُ ْم مِ َن اْلعَذَابِ الَ ْدنَى دُون اْلعَذَا ِ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ اللّهَ َلعَ َن اْلكَافِرِي َن َوَأعَدّ لَه ْم َسعِيا خَالِدِينَ فِيهَا َأبَدا َل يَجدو َن وَليّا وَلَ َنصِيا‬
‫َيوْ َم تُقّلبُ وُجُوههُمْ فِي النّا ِر يَقولُونَ يَا َلْيتَنَا َأ َطعْنا اللّ َه وأطَ ْعنَا ال ّرسُول وَقَالُوا َرّبنَا ِإنّا َأطَ ْعنَا سَا َدَتنَا‬
‫ب وَاْلعَنْهمْ َلعْنا َكبِيا"‪.‬‬
‫ض ْع َفيْ َن مِ َن الْعَذَا ِ‬ ‫وَ ُكبَراءنَا فَأضَلّونَا السّبِيل َربّنَا آتِمْ ِ‬

‫‪508‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ف َعنْه ْم مِ ْن عَذَابِهَا كَذلِكَ‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَالّذِينَ َكفَرُوا َلهُ ْم نَارُ َج َهنّمَ َل ُيقْضَى عََلْيهِمْ َفيَمُوتُوا وَ َل يُخفّ ُ‬
‫نَجْزِي كلّ َكفُورٍ َوهُ ْم َيصْطَرخُونَ فِيهَا َرّبنَا أَخْرِ ْجنَا َنعْمَلْ صَالِحا َغيْ َر الّذِي ُكنّا نَعْ َملُ َأوْ َل ْم ُنعَمّرْكمْ‬
‫ي مِ ْن ّنصِي"‪.‬‬ ‫مَا يَتَذَكّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكّ َر وَجَاءَكُ ُم النّذِيرُ َفذُوقُوا فَمَا لِلظّالِ ِم َ‬
‫ختِ ُم عَلَى أ ْفوَا ِههِمْ‬‫وقال تعال‪" :‬ه ِذهِ َج َهنّ ُم اّلتِي ُكنْتُ ْم توعدُونَ اصَْل ْوهَا الَْي ْو َم بِمَا ُكنْتُ ْم َتكْفرونَ الَي ْومَ نَ ْ‬
‫سنَا عَلَى َأعْينهِمْ فَا ْستََبقُوا الصّراطَ‬ ‫شهَدُ أَرْجُلهُ ْم بِمَا كَانوا َيكْسِبُونَ وََل ْو نَشَاءُ لَطَمَ ْ‬ ‫َوتُكَلّ ُمنَا أيْدِيهِ ْم َوتَ ْ‬
‫ضيّا وَ َل يَ ْر ِجعُون"‪.‬‬ ‫خنَاهُمْ عَلَى َمكَانَِتهِمْ َفمَا اسْتَطَاعُوا ُم ِ‬ ‫سْ‬ ‫فَأنّى يُْبصِرُونَ وََلوْ نَشَاءُ لَمَ َ‬
‫صرَاطِ‬ ‫وقال تعال‪" :‬احْشروا الّذِي َن ظَلَمُوا وَأ ْزوَا َجهُ ْم َومَا كَانُوا َيعْبدُو َن مِنْ دونِ اللّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى ِ‬
‫ستَسْلِمُونَ"‪.‬‬ ‫الْجَحِيم وَقفُوهُمْ ِإنّهُم مّسئُولُو َن مَا َلكُمْ َل َتنَاصَرُونَ بَلْ ه ُم اْلَيوْ ُم مُ ْ‬
‫س الْ ِمهَادُ هذَا فَ ْليَذًوقُوهُ حَمِي ٌم وغَسّاق‪،‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬هذَا َوإِنّ لِلطّاغِيَ لَشَرّ مآبٍ َج ًهنّ َم َيصَْل ْوَنهَا َفِبْئ َ‬
‫ج ُم ْقتَحِ ٌم م َعكُمْ َل مَرْحبا ِبهِمْ ِإّنهُمْ صَالُوا النّارِ قَالُوا بَلْ َأْنتُمْ َل مَرْحَبا‬ ‫وآخَ ُر مِ ْن َشكْلِهِ أَ ْزوَاجٌ هذَا َفوْ ٌ‬
‫ضعْفا فِي النّا ِر وَقَالُوا مَا َلنَا لَ‬ ‫بِكًمْ َأْنتُمْ ق ّدمْتمُوهُ َلنَا فَبْئسَ الْقَرَارُ قَالُوا َرّبنَا مَنْ قَ ّدمَ َلنَا هذَا َفزِ ْد ُه عَذَابا ِ‬
‫صمُ‬ ‫ت عَنه ُم ا َلبْصَارُ ِإنّ ذلك َلحَ ّق تَخَا ُ‬ ‫خ ْذنَاهُمْ سِخْ ِريّا َأمْ زَاغَ ْ‬ ‫نَرَى ِرجَالً ُكنّا َنعُدّه ْم مِ َن ا ًلشْرَارِ اتّ َ‬
‫َأهْل النّارِ"‪.‬‬
‫حتْ أَْبوَابُهَا وَقَالَ َلهُمْ خَ َزَنًتهَا ألَمْ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وسِيقَ الذِينَ َك َفرُوا إِل َج َهنّمَ زمَرا َحتّى إِذَا جَاءُوهَا ُفتِ َ‬
‫يَأِتكُمْ رُس ٌل ِمنْكُ ْم َيتْلُونَ عََليْكُمْ آياتِ َرّبكُ ْم َوُينْذِرُونَكُم ِلقَا َء َي ْومِكُ ْم هَذَا قَالُوا بَلَى وََلكِنْ َح ّقتْ َكلِ َمةُ‬
‫ب عَلَى الْكَافِرِينَ قِيلَ ا ْدخُلُوا َأبْوَابَ َج ًهنّمَ خَالِدِين فِيهَا فِبْئسَ َمْثوَى الْ ُمتَكبّرِينَ"‪.‬‬ ‫الْعَذَا ِ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِينَ َكفَزوا ُينَا َد ْونَ لَ َم ْقتُ اللّهِ أَ ْكبَ ُر مِن ّمقْتِكمْ َأنْفسَكُمْ إِ ْذ تُ ْد َع ْونَ إِلَى الِيَانِ‬
‫َفتَ ْكفُرُونَ قَالُوا َرّبنَا َأ َمتّنَا اثَنَتيْن َوأَ ْحَيْيَتنَا اْثنََتيْن فَا ْعتَرَ ْفنَا بِ ُذنُوِبنَا َف َهلْ إِلَى ُخرُوج مِ ْن َسبِيل ذِلكً ْم ِبَأنّهُ إِذَا‬
‫حكْمُ ِللّ ِه اْلعَِليّ اْلكَبِيِ"‪.‬‬‫د ُعيَ اللّ ُه َوحْ َدهُ َكفَ ْرتُ ْم َوإِ ْن يُشْ َر ْك بِهِ ُتؤْ ِمنُوا فَالْ ُ‬
‫ق بِآلِ فِ ْر َع ْونَ سُو ُء اْلعَذَابِ النّا ُر ُيعْرَضُونَ عََلْيهَا غ ُدوّا‬ ‫قال تعال‪َ" :‬فوَقْاهُم ال َسّيئَاتِ مَا َمكَرُوا وَحَا َ‬
‫ض َعفَاءُ ِللّذِينَ‬ ‫ب َوإِذ َيتَجَاجّونَ فِي النّارِ َفَيقُولُ ال ّ‬ ‫َوعَشِيّا َوَيوْ َم َتقًومُ السّا َعةُ َأدْخِلُوا آلَ ِف ْرعَ ْونَ َأشَدّ اْلعَذَا ِ‬
‫اسَْتكْبَرُوا ِإنّا ُكنّا َلكُ ْم َتبَعا َفهَلْ َأْنتُ ْم ُم ْغنُونَ عًنّا َنصِيبا مِ َن النّارِ قَا َل الّذِينَ ا ْسَتكْبَروا ِإنّا ُكلّ فِيهَا ِإنّ اللّهَ‬
‫ف َعنّا َيوْما مِ َن الْعَذَابِ قَالُوا َأوَلَمْ‬ ‫خ َزَنةِ َج َهنّمَ ا ْدعُوا ربّكمْ َيفّ ْ‬ ‫قَدْ َحكَ َم َبيْ َن اْل ِعبَا ِد وَقَا َل الّذِينَ فِي النّارِ لِ َ‬
‫ضلَ ٍل إنا لنَنصرُ ُرسَُلنَا‬ ‫تَكُ َت ْأتِيكُمْ ُرسُُلكُ ْم بِاْلَبّينَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَا ْدعُوا َومَا ُدعَا ُء الْكَافِرِينَ إِلّ فِي َ‬

‫‪509‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ي َمعْذِ َرتُه ْم وََلهُمُ الّل ْعَنةُ وَل ْم سُوء‬ ‫حيَاةِ ال ّدْنيَا َويَ ْو َم َيقُو ُم ا َلشْهَادُ َيوْ َم ل َينْفَع الظّالِ ِم َ‬ ‫وَالّذِينَ آ َمنُوا فِي الْ َ‬
‫الدّارِ"‪.‬‬
‫ف َيعَْلمُونَ‪ ،‬إِ ِذ الَغلَلُ فِي َأ ْعنَاقِهِمْ‬ ‫سوْ َ‬ ‫وقال تعال‪" :‬الّذِينَ كً ّذبُوا باْل ِكتَابِ َوبِمَا أَ ْرسَ ْلنَا بِهِ رُسَلنَا فَ َ‬
‫لسِ ُل يُسْحَبونَ فِي الْحَمِيم ثُمّ فِي النّارِ يُسْجَرُو َن ثُمّ قِيلَ َلهُمْ َأيْ َن مَاكُنْت ْم تشْركُونَ مِنْ دونِ اللّهِ‬ ‫وَالسّ َ‬
‫ك ُيضِلّ اللّ ًه الْكَافِرِينَ ذِلكُ ْم بِمَا ُكنْتمْ تَفْ َرحُونَ فِي‬ ‫ضلّوا َعنّا بَلْ لّ ْم َنكُن نّ ْدعُوا مِنْ َقبْ ُل شَيئا كَذَلِ َ‬ ‫قَالُوا َ‬
‫س َمثْوَى الَت َكبّرينَ"‪.‬‬ ‫الرض ِب َغيْ ِر الْحَ ّق َوبِمَا ُكْنتُ ْم َتفْرحونَ ادْخلُوا َأْبوَابَ َج َهنّمَ خَاِلدِينَ فِيهَا َفِبْئ َ‬
‫حتُ ْم مّنَ الَاسِرِينَ فَِإ ْن َيصْبِروا فَالنّار َمثْوىً‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَذِلكُ ْم َظّنكُمُ الّذِي َظَننْتُ ْم بِربّكُمْ أَ ْردَاكُمْ فأَصْبَ ْ‬
‫ي وََقّيضْنَا َلهُمْ ُق َرنَاء َف َزّينُوا لَه ْم مّا َبيْنَ أَيْدِيهِ ْم َومَا َخ ْل َفهُ ْم وَحًقّ‬ ‫سَتعْتِبوا فَمَا هُم مّنَ الْ ُمعَْتبِ َ‬ ‫ّلهُ ْم َوإِ ْن يَ ْ‬
‫عََلْيهِ ُم الْ َقوْل فِي أمَمٍ قَدْ َخَلتْ مِنْ َقبِْلهِم مّ َن الْجِ ّن والنس ِإنّهمْ كَانُوا خَا ِسرِين وقَا َل الّذِينَ َكفَرُوا لَ‬
‫جزِيّنهُمْ َأ ْس َوأَ الّذِي‬ ‫تَسْ َمعُوا لِهذَا الْقُرْآ ِن وَاْلغَوْا فِيهِ َلعًّلكً ْم َتغِْلبُونَ فَلنُذِيقَنّ الّذِينَ َكفَرُوا عَذَابا شَدِيدا وََلنَ ْ‬
‫جحَدُونَ وَقَالَ‬ ‫كَانًوا َيعْمَلُونَ ذلِكَ َجزَاءُ َأعْدَاء اللّ ِه النّارُ لَهمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَا ًء بِمَا كَانُوا بآيَاتِنَا يَ ْ‬
‫حتَ أقْدَامِنَا ِلَيكُونَا مِ َن ا َلسْفَلِي"‪.‬‬ ‫جعَ ْلهُمَا تَ ْ‬‫الّذِينَ َكفَرُوا ر ّبنَا أ ِرنَا الّ ِذيْ َن أضلنا مِ َن الْجِن وَا ِلنْس َن ْ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الْ ُمجْ ِرمِيَ فِي عَذَابِ َج َهنّمَ خَالدُونَ َل ُي َفتّ ُر عَْنهُ ْم َوهُمْ فِي ِه ُمبْلِسُو َن َومَا ظَلَ ْمنَاهُ ْم وََلكِنْ‬
‫ي َونَادوْا يَا مَالِكُ ِليَقْض عََلْينَا َربّكَ قَالَ ِإنّكُمْ ما ِكثُونَ َلقَدْ ِجئْناكُ ْم بِالْحَ ّق وََلكِنّ‬ ‫كَانُوا هُمُ الظّالِمِ َ‬
‫أكْثَرَ ُكمْ لِ ْلحَق كَا ِرهُون"‪.‬‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ َشجَ َرةَ الزّقّوم َطعَا ُم الثِيم كَالْ ُمهْل َيغْلِي فِي اْلبُطُونِ َكغَلْي الْحَمِيم خُذوهُ فَا ْعتِلُوهُ إِل‬
‫ت اْلعَزِي ُز الْكَ ِريُ ِإنّ هَذَا مَا ُكْنتُمْ بِهِ‬ ‫ك أنْ َ‬ ‫صبّوا َف ْوقَ رَأسِ ِه مِن عَذَابِ الْحَمِيم ُذقْ ِإنّ َ‬ ‫َسوَا ِء الْجَحِيم ثّ ُ‬
‫تَمتَرُونَ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ " :‬مثَ ُل الْجّنةِ اّلتِي ُوعِ َد الْ ُمتّقونَ فِيهَا أْنهَا ٌر مِ ْن مَا ٍء َغيْر ِآسِن َوَأْنهَارٌ مِن ّلبَن لّ ْم َيتَ َغيّر َطعْمُهُ‬
‫ي وَأْنهَا ٌر مِن عَسَل ّمصًفّى وََلهُمْ فِيهَا مِنْ كُل الثّ َمرَاتِ َو َم ْغفِ َرةٌ مِنْ َرّبهِمْ‬ ‫وَأْنهَاز مِنْ خَمْر لَ ّذةٍ لِلشّا ِربِ َ‬
‫كَمَ ْن ُهوَ خَالِدٌ ف النّا ِر َوسُقوا مَاءَ حَمِيما َفقَطّعَ أمْعَاءهُمْ"‪.‬‬
‫ت َوَتقُولُ هَ ْل مِ ْن َمزِيد"‪.‬‬ ‫ج ًهنّ َم هَل ا ْمتَل ِ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ َنقُولُ لِ َ‬
‫حرٌ هذا أمْ أنْتمْ لَ‬ ‫ل نَارِ َج َهنّمَ َدعّا هذه النّار اّلتِي ُكْنتُ ْم ِبهَا ُتكَ ّذبُونَ أَفَسِ ْ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ يُ َدعّونَ ِإ َ‬
‫صبِرُوا أوْ َل َتصْبِرُوا َسوَا ٌء عََليْكمْ ِإنّمَا تُجْ َز ْو َن مَا ُكنْتُ ْم َتعْمَلُونَ"‪.‬‬ ‫ُتبْصِ ُر و َن اصَْل ْوهَا فَا ْ‬

‫‪510‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال تعال‪" :‬بَل السّاعَة َم ْوعِده ْم وَالسّا َعةُ أدهى وَأمَ ّر إنّ الْ ُمجْ ِرمِيَ فِي ضَلل وسُعر َي ْو َم يُسْحَبونَ فِي‬
‫النّا ِر عَلَى وُجُو ِههِمْ ذُوقُوا َمسّ َسقَر ِإنّا كُ ّل َشيْءٍ خََل ْقنَاهُ بِقَ َد ٍر َومَا َأمْ ُرنَا إِل واحدة كَلَمْح بِالَْبصَرِ"‪.‬‬
‫ف الُجْرِمو َن بِسِيمَاهُمْ َفُيؤْ َخ ُذ بِالنّواصِي وَالَقْدَام َفبَأيّ آلَءِ رّبكُمَا ُتكَ ّذبَانِ ه ِذهِ َج َهنّمُ‬ ‫وقال تعا ل‪ُ" :‬يعْرَ ُ‬
‫ج ِرمُو َن يَطُوفُو َن َبْينَها َوَبيْنَ حَمِيم آنٍ َفِبأَيّ آلَءِ َربّكمَا ُتكَ ّذبَانِ"‪.‬‬ ‫ب ِبهَا الْمُ ْ‬
‫الّتِي يُكًذّ ُ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَأصْحَابُ الشَمَا ِل مَا أصْحَابُ الشّمَالِ فِي سَمُوم وَحَمِيم وظل من يموم ل بَارِ ٍد وَلَ‬
‫ث اْلعَظِيم وَ ُكنّا تُرَابا َوعِظَاما أئذّا متنا وكنا‬ ‫لنْ ِ‬‫ي وَكَانُوا ُيصِرّونَ عَلَى ا ِ‬ ‫ك ُمتْرفِ َ‬ ‫كَرِي ِإنّهُمْ كَانُوا َقبْلَ ذلِ َ‬
‫ترابا وعظاما نرة أئنا لَ َمْبعُوثونَ أو آبا ُؤنَا الَوّلُونَ"‪.‬‬
‫س الْ َمصِيُ"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬فَاْلَي ْومَ َل ُيؤْخَذُ مِنْكمْ فِ ْدَي ٌة وَ َل مِ َن الّذِينَ َكفَروا مَأوَاكُ ُم النّا ُر هِ َي مَولك ْم َوبِْئ َ‬
‫س وَالْحِجَا َر ُة عََلْيهَا َملَِئ َكةٌ غِلَظٌ‬ ‫وقال تعال‪" :‬يأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا قواْ أنْفسَكُ ْم َوَأهْلِيكمْ نَارا وَقًو ُدهَا النّا ُ‬
‫شِدَاد َل َيعْصُونَ اللّ َه مَا أمَ َرهُ ْم َوَي ْفعَلُونَ مَا ُيؤْمرونَ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬وَللّذِينَ َكفَرُوا بِرّبهِم عَذَابُ َج َهنّ َم َوِبْئسَ الْ َمصِيُ إِذَا ألْقُوا فِيهَا سَ ِمعُوا َلهَا َشهِيقا َو ِهيَ‬
‫َتفُو ُر َتكَا ُد تَ َميّز مِنَ الْ َغيْظِ كُلّمَا أْل ِقيَ فِيهَا فوج سَأََلهُمْ َخ َزَنُتهَا أَلَ ْم يَأتِكُ ْم نَذِيرٌ قَالًوا بَلَى قَدْ جَا َءنَا نَذِيرٌ‬
‫ضلَلٍ َكبِي وَقَالُوا َل ْو كنّا نَسْمَعُ َأ ْو َنعْقِ ُل مَا ُكنّا فِي‬ ‫َفكً ّذبْنَا وَق ْلنَا مَا نَزّلَ اللّ ُه مِ ْن َشيْءٍ ِإنْ َأْنتُمْ إِلّ فِي َ‬
‫سعِيِ"‪.‬‬
‫سحْقا لصحَابِ ال ّ‬ ‫سعِيِ فَا ْعتَرَفوا بِ َذْنبِهِمْ فَ ُ‬
‫أَصْحَابِ ال ّ‬
‫ك اْلعَذَابُ وََلعَذَابُ الخِرَة أَ ْكبَرُ َلوْ كَانُوا َيعْلَمونَ"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪" :‬كَذلِ َ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وَأمّا مَنْ أؤتَ ِكتَابَهُ بِشِمَالِهِ َفَيقُول يَا َليَْتنِي لَمْ أوتَ ِكتَاَبيَهْ وَلَمْ أَد ِر مَا حِسَاِبيَ ْه يَا َليَْتهَا‬
‫سَلةٍ‬
‫ك َعنّي سُلْطَانِيَهْ ُخذُوة َفغُلّو ُه ثُ ّم الْجَحِيمَ صَلّوهُ ثُمّ ف سِلْ ِ‬ ‫ضيَ َة مَا أَغنَى عَنّي مَالِيَ ْه هَلَ َ‬‫ت اْلقَا ِ‬
‫كَانَ ِ‬
‫سكِي فََلْيسَ لَة‬ ‫ض عَلَى طَعَام الْمِ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذَ ْر ُعهَا َسْبعُونَ ذِرَاعا فَاسُْلكُوهُ ِإنّه كَانَ َل ُي ْؤمِنُ بِاللّ ِه الْعَظِيم وَ َل يَ ُ‬
‫الَْي ْومَ هَا ُهنَا حَمِي ٌم وَ َل َطعَامٌ إِ ّل مِ ْن غِسْلِي لَ يأكُله إِ ّل الْخَا ِطئُونَ"‪.‬‬
‫ب َي ْومَئِذ ِبَبنِي ِه وَصَا ِحَبتِ ِه وأَخِيهِ وََفصِيَلتِ ِه الّتِي ُتؤْوِي ِه َومَنْ فِي‬ ‫ج ِرمُ َل ْو َيفْتَدِي مِ ْن عَذَا ِ‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬يوَ ّد الْمُ ْ‬
‫شوَى تَ ْدعُوا مَنْ أَ ْدبَ َر َوَتوَلّى وَ َجمَعَ َفَأ ْوعَى"‪.‬‬ ‫الرْض جَمِيعا ثَ ّم ينْجِيه ًكلّ ِإنّهَا لَظَى نَزّا َعةً لِل ّ‬
‫س َعةَ عَشَ َر ومَا َجعَ ْلنَا‬ ‫وقال تعال‪" :‬سَأصْلِي ِه َسقَ َر َومَا أدرَاكَ مَا سَقر َل تْبقِي وَلَ تذَرُ َلوّا َحةٌ لِ ْلبَشَ ِر عََلْيهَا تِ ْ‬
‫ب َو يَزْدَادَ‬ ‫سَتْيقِنَ الّذِي َن أوتُوا اْلكِتَا َ‬ ‫لِئ َكةً َومَا َجعَ ْلنَا عِ ّدَتهُمْ إِلّ ِفْتَنةً لِّلذِينَ َكفَرُوا ِليَ ْ‬
‫ب النّارِ إِلّ َم َ‬‫أصْحَا َ‬
‫ض وَاْلكَافِرونَ‬ ‫ب وَالْ ُمؤْ ِمنُو َن وليَقولَ الّذِينَ فِي قُلُوِبهِم مّ َر ٌ‬ ‫ب الّذِي َن أوتُوا الْ ِكتَا َ‬ ‫الّذِينَ آمَنُوا إيَانا وَ َل يَ ْرتَا َ‬

‫‪511‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ك ُيضِلّ اللّ ُه مَنْ يَشَاءُ َوَيهْدِي مَ ْن يَشَاء َومَا َيعْلَمُ جنُودَ َربّكَ إِلّ ُه َو َومَا ِهيَ‬
‫مَاذَا أرَاد اللّ ُه ِبهَذَا َمَثلً كَذلِ َ‬
‫إِلّ ذِكْرَى ِل ْلبَشَر"‪.‬‬
‫ج ِرمِيَ مَا‬
‫ت َيتَ ساءَلُو َن عَن ال ْ‬‫ب اْليَمِ ي ف َجنّا ٍ‬ ‫سبَتْ َرهِيَنةً إِلّ أ صْحَا َ‬ ‫وقال تعال‪" :‬كُ ّل نَفْس بِمَا كَ َ‬

‫ض مَ َع الْخَاِئضِيَ وَ ُكنّا‬
‫ي وَكًنّا نَخُو ُ‬
‫سكِ َ‬
‫ك نُ ْطعِ ُم الْمِ ْ‬
‫ي وَلَ ْم نَ ُ‬
‫ك مِ َن الْمُ صَلّ َ‬
‫سََلكَكمْ ف َسقَر قَالوا لَ ْم نَ ُ‬

‫ب ِبَيوْم الدَ ين َحتّ ى أتَانَا الَيقِيُ فَمَا َتْنفَ ُعهُ ْم َشفَا َعةُ الشّاِفعِ ي فَمَا لَه ْم عَن التّذْ ِك َرةِ ُمعْرِضِيَ"‪.‬‬
‫نُكَذّ ُ‬

‫صعِيا"‪.‬‬
‫لسِ َل َوأَغل ًل وَسصصص َ‬
‫صَ‬‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّاصصصص أ ْعتَدْنَصصصصا لِ ْلكَافِرِينصصصصَ سصصص َ‬

‫ث ُشعَ بٍ ل ظَلِ يل وَ َل يغْنِي مِ نَ‬


‫وقال تعال‪" :‬انطَِلقُوا إِلَى مَا كْنتُ ْم بِ ِه ُتكَ ّذبُو نَ انْطَِلقُوا إِلَى ظِلّ ذِي َثلَ ِ‬

‫ص ْف ٌر وَيْصصل َي ْومَئِذٍ ِللْ ُمكَ ّذبِيَصص"‪.‬‬


‫الّلهَبصصِ ِإنّهَصصا تَرْمِصصي بِشَرَرٍ كَاْلقَصصصْرِ كَأنّهصصُ ِجمَاَلةٌ صص ُ‬

‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ َج ًهنّ مَ كَانَ تْ ِمرْصادا لِلطّاغِيَ مآبا ّلبِثِيَ فِيهَا أَ ْحقَابا لَ يَذُوقُو نَ فِيهَا َبرْدا وَ َل شَرَابا‬

‫صْينَاة‬
‫إِلّ حَمِيما َوغَ سّاقا جَزَا ًء وُفاقأ َأنّه مْ كَانُوا َل يَرْجُو نَ حِسابا وَكً ّذبُوا بآيَاتِنَا كِذّابا وَكُ ّل َشيْءٍ أَحْ َ‬

‫ِكتَابَاَ فذُوقُوا فَلَن نّزِيدَكُ مْ إِ ّل عَذَابا ِإنّ ِللْ ُمّتقِيَ َمفَازا َحدَائِ َق َوَأعْنَابا و َكوَاعِ بَ َأتْرَابا"‪ .‬وقال تعال‪ً :‬كلّ‬

‫ُومص وَي ْل َي ْومَئِذٍ ِللْ ُمكَذّبي َ"‪.‬‬


‫َابص َمرْق ٌ‬
‫سصجّيٌ ِكت ٌ‬
‫َاكص م َا ِ‬
‫سصجّي وم َا أَدر َ‬
‫َابص الْفجّارِ لَف ِي ِ‬
‫إِن ّ ِكت َ‬

‫ص َوَتوَلّى"‪.‬‬
‫صلَهَا إِلّ الشْقَصصى الّذِي كًذّب ص َ‬
‫ص نَارا تَلًظّصصى لَ يَص ص ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬فَأنذَرْتكُم ص ْ‬

‫‪512‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جرِما فَإِنّص لَه صُ َج َهنّم صَ َل يَمُوت صُ فِيهَصا وَ َل يَحْيَصا"‪.‬‬


‫ص مُ ْ‬
‫ص مَن صْ يأت صِ َربّه ُ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّه ُ‬

‫سقَى مِ ْن َعيْن آنِيةٍ ّليْسَ َلهُ ْم َطعَامٌ‬


‫صَب ٌة تَصلى نَارا حَا ِميَ ًة تُ ْ‬
‫كما قال تعال‪" :‬وُجُوه َي ْو َمئِذٍ خَا ِش َعةٌ عَامَِل ٌة نَا ِ‬

‫ضرِيصصصصصع َل يُسصصصصصْمِ ُن وَ َل ُيغْنِصصصصصي مِنصصصصصْ جُوع"‪.‬‬


‫إِلّ مِنصصصصصْ َ‬

‫ج َهنّ َم َي ْومَئِذٍ‬
‫صفّا صفا وَجِيء َي ْو ِمئِ ٍذ بِ َ‬
‫وقال تعال‪" :‬كلّ إِذَا دُكّتِ الرْضُ دَكّا دَكّا وَجَاءَ َربّكَ وَالْمَلَكُ َ‬

‫ب عَذَابَ هُ أحَ ٌد وَ َل يو ثق‬


‫حيَاتِي َفَيوْ َمئِذٍ َل ُيعَذّ ُ‬
‫َيتَذَكّ ُر الِنْ سَا ُن وأنّ ى لَ هُ الذّكْرَى َيقُو ُل يَا َلْيتَنِي ق ّدمْ تُ لِ َ‬

‫َوثَاقَهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصُ أ َحدٌ"‪.‬‬

‫ص نَا ٌر مُوصصدَة"‪.‬‬
‫ب الْمَشْأ َمةِ عََلْيهِم ْ‬
‫صبحانه وتعال‪" :‬وَالّذِينصَ كَفروْا بِآيَاتِنَصا هُمصْ أصصْحَا ُ‬
‫وقال سص‬

‫حطَ َمةِ‬
‫سبُ أنّ مَالَهُ أخْلده كلّ َلُينْبَ َذنّ ف الْ ُ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬ويْلٌ ِلكُ ّل هُمَ َز ٍة لَ َزةٍ الّذِي جَ َم َع مَا ًل وَعددَهُ يَحْ َ‬

‫وَمَا أدرَا كَ مَا الْحُطَ َم ُة نَارُ اللّ ِه الْ ُموَقَدَة الّتِي تَطّلِ ُع عَلَى الفْئِدَة ِإنّهَا عََلْيهِ ُم ّمؤْ ص َدةٌ ف عَ َم ٍد مّمد َدةٍ"‪.‬‬

‫قال ابن البارك‪ :‬عن خالد بن أب عمران بسنده‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن النار تأكل‬

‫أهلها‪ ،‬حت إِذا اطلعت على أفئدتم انتهت‪ ،‬ث يعود كما كان‪ ،‬ث يستقبله أيضا‪ ،‬فيطلع على فؤادهم‪،‬‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصم كذلك أبدا"‪.‬‬


‫فهص‬

‫‪513‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص عَلَى ال ْفئِ َدةِ"‪.‬‬


‫ص الْمُوقَدَة الّتِصصصصصصصي تطّلِعصصصصصص ُ‬
‫فذلك قوله‪" :‬نَارُ اللّهصصصصصص ِ‬

‫وقصد تركنصا إيراد آيات كثية خوف الطالة‪ ،‬وفيمصا أوردناه إشارة إل مصا تركنصا إيراده و بال السصتعان‬

‫وستأت الحاديث الواردة ف صفة جهنم‪ -‬أجارنا ال تعال منها‪ ،‬بوله وقوته آمي‪ -‬مرتبة على ترتيب‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصق‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصصن وبال التوفيص‬
‫حسص‬

‫وقال ابن البارك‪ :‬أخبنا مع مر‪ :‬عن ممد بن النكدر‪ ،‬قال‪ :‬ل ا خلقت النار‪ ،‬فزعت اللئكة‪ ،‬وطارت‬

‫أفئدتا‪ ،‬فلما خلق آدم سكن ذلك عنهم‪ ،‬وذهب ما كانوا يذرون‪.‬‬

‫فت من النصار ييته خوف النار‬

‫وقال ابن البارك‪ :‬أخبنا ممد بن مطرف‪ ،‬عن الثقة‪ ،‬أن فت من النصار داخلته من النار خشية‪ ،‬فكان‬
‫يبكي عند ذكر النار‪ ،‬حت حبسه ذلك ف البيت‪ ،‬فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فجاءه ف‬
‫البيت‪ ،‬فلما دخل نب ال صلى ال عليه وسلم اعتنقه الفت‪ ،‬وخر ميتا‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬جهزوا صاحبكم‪ ،‬فإِن الفرق من النار فلذ كبده"‪.‬‬
‫وقال القر طب‪ :‬وروي أن عي سى عل يه ال سلم م ّر بأرب عة آلف امرأة متغيات اللوان‪ ،‬وعلي هن مدارع‬

‫الشعر والصوف‪ ،‬فقال عيسى‪ :‬ما الذي غي ألوانكن معاشر النسوة? قلن‪ :‬ذكر النار غي ألواننا يا ابن‬

‫مري‪ :‬إن من دخل النار ل يذوق فيها بردا ول شرابا‪ .‬ذكره الرائطي ف كتاب التنور‪.‬‬

‫‪514‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سلمان الفارسي وخشيته من عذاب النار‬

‫وروي أن سلمان الفارسي لا سع قوله تعال‪َ " :‬وإِنّ َجهًن مَ َل َموْعدهُ مْ أَ ْج َمعِيَ"‪ .‬فرّ ثلثة أيام هاربا من‬

‫الوف‪ ،‬ل يعقل‪ ،‬فجيء به إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال أنزلت هذه الية‪َ " :‬وإِنّ‬

‫َج َهنّمصصصصصصصصصصصَ َل َم ْوعِ ُدهُمصصصصصصصصصصصْ أَجْ َمعِيَصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫فصو الذي بعثصك بالقص لقصد قطعصت قلبص‪ ،‬فأنزل ال تعال‪" :‬إِنّص الُّتقِيَص فص ظِلَ ٍل َو ُعيُونصٍ"‪.‬‬

‫ذكره الثعالب‪.‬‬

‫ذكر جهنم وشدة سوادها‬

‫أَجارنا ال منها‬

‫صصصَ"‪.‬‬
‫صصصَ َأشَدّ حَرّا لو كَانُوا َي ْف َقهُونص‬
‫حرّ ق ْل نَارُ َج ًهنّمص‬
‫صصص الْ َ‬
‫قال تعال‪" :‬وَقَالُوا لَ َتْنفِرُوا فص‬

‫ص مَاهِيَصه نَارٌ حَامِيَصة"‪.‬‬


‫ص َموَازِينُه صُ فَأمّه صُ هَا ِوَيةٌ ومَصا أَدرَاك َ‬
‫قال اللّه تعال‪َ " :‬وَأمّا ص مَن صْ َخفّت ْ‬

‫‪515‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ُسصِم ُن وَلَ ُيغْنِي مِن جُوعصٍ"‪.‬‬


‫ِنص ضَرِيصع َل ي ْ‬
‫َامصإِ ّل م ْ‬
‫ُمص َطع ٌ‬
‫ْسصَله ْ‬
‫ِنص عَيْن آِنيَةٍ ّلي َ‬
‫وقال تعال‪" :‬تُسصقَى م ْ‬

‫وقال تعال‪" :‬يَطُوفُونَ َبْيَنهَا َوَبيْنَ حَمِيم"‪ .‬أي حار‪ ،‬قد تناهى حره‪ ،‬وبلغ الغاية ف ذلك‪.‬‬

‫جهنم‪ -‬والعياذ بال تعال‪ -‬أشد سبعي مرة من نار الدنيا‬

‫وقال مالك ف الوطأ‪ :‬عن أب الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال‪" .‬نار ب ن آدم ال ت توقدون‪ ،‬جزء من سبعي جزء من نار جه نم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ .‬إن كا نت‬

‫صصصصعي جزء"‪.‬‬
‫صصصصعة وتسص‬
‫صصصصا بتسص‬
‫صصصص فضلت عليهص‬
‫صصصصة‪ ،‬فقال‪ .‬إناص‬
‫لكافيص‬

‫ورواه البخاري‪ :‬عن إساعيل بن أب إدريس‪ ،‬عن مالك‪ ،‬وأخرجه مسلم‪ :‬عن قتيبة‪ ،‬عن الغية بن عبد‬

‫الرحنصصصصصص الزامصصصصصصي‪ ،‬عصصصصصصن أبصصصصصص الزناد‪ ،‬بصصصصصصه نوه‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"إن ناركم هذه جزء من سبعي جزء من نار جهنم‪ ،‬وقد ضربت بالبحر مرتي‪ ،‬ولول ذلك ما جعل ال‬

‫فيها منفعة لحد"‪ .‬على شرط الصحيحي‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪516‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرح ن‪ ،‬حدث نا حاد‪ ،‬عن م مد بن زياد‪ ،‬سعت أ با هريرة يقول‪ :‬سعت أ با‬

‫القاسم صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬نار ابن آدم الت توقدون‪ ،‬جزء من سبعي جزء من نار جهنم"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن هام‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‪ -‬صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬ناركم هذه الت يوقدها بنو آدم جزء واحد من سبعي جزء من حر جهنم‪ ،‬قالوا‪ :‬وال إن‬

‫صا"‪.‬‬
‫صل حرهص‬
‫صن مثص‬
‫صتي جزء‪ ،‬كلهص‬
‫صعة وسص‬
‫صا بتسص‬
‫ص فضلت عليهص‬
‫صة‪ .‬قال‪ :‬فإِناص‬
‫صت لكافيص‬
‫كانص‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا بشر بن خالد العسكري‪ ،‬حدثنا سعيد بن مسلمة‪ ،‬عن عاصم بن كليب‪ ،‬عن‬

‫أب يه‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن نار كم هذه‪ ،‬و كل نار أوقدت‪ ،‬أو‬

‫هم يوقدونا‪ ،‬جزء من سبعي جزء من نارجهنم"‪.‬‬

‫طريق أخرى بلفظ آخر‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم"‪.‬‬

‫‪517‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وهذا الِسناد على شرط مسلم‪ ،‬وف لفظه غرابة‪ ،‬وأكثر الروايات عن أب هريرة جزء من سبعي جزء‪.‬‬
‫وقد ورد الديث عن غيه كذلك‪ ،‬من طريق عبد ال بن مسعود‪.‬‬
‫كما قال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن عبد الرحيم‪ ،‬حدثنا عبيد ال بن إسحاق العطار‪ ،‬حدثنا زهي‪ ،‬عن أب‬
‫إسحاق‪ ،‬عن معمر بن ميمون‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الرؤيا الصالة‬
‫بشرى‪ ،‬وهي جزء من سبعي جزء من النبوة‪ ،‬وإن ناركم هذه جزء من سبعي جزء من سوم جهنم‪،‬‬
‫وما دام العبد ينتظر الصلة فهو ف صلة‪ ،‬ما ل يدث"‪ .‬قال البزار‪ :‬وقد روي موقوفا من طريق أب‬
‫سعيد‪.‬‬
‫كما قال البزار أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن الليث‪ ،‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ،‬حدثنا شيبان‪ ،‬عن فراس‪ ،‬عن‬
‫عطية‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ناركم هذه جزء من سبعي جزء‬
‫من نار جهنم‪ ،‬لكل جزء منها حرها"‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن عمرو اللل‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن النذر الزاعي‪ ،‬حدثنا معن بن عيسى‬

‫القزاز‪ ،‬عن مالك بن أنس‪ ،‬عن عمه أب سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬أتدرون ما مثل ناركم هذه من نار جهنم‪ .‬هي أشد دخانا من دخان ناركم هذه بسبعي‬

‫ضعفا"‪ .‬قال الافظ الضياء‪ :‬وقد رواه ابن مصعب‪ ،‬عن مالك‪ ،‬فوقفه‪ ،‬وهو عندي على شرط الصحيح‪.‬‬

‫أوقد على نار جهنم ثلثة آلف عام حت أصبحت سوداء مظلمة‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ :‬كلها عن ابن عباس الدوري‪ ،‬عن يي بن أب بكي‪ ،‬عن شريك عن‬

‫عاصم‪ ،‬عن أب عاصم‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم "أوقد على النار ألف‬

‫‪518‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سنة حت احرت‪ ،‬ث أوقد عليها ألف سنة حت أبيضت‪ ،‬ث أوقد عليها ألف سنة حت اسودت‪ ،‬فهي‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصوداء مظلمص‬
‫سص‬

‫قال الترمذي‪ :‬ول أعلم أحدا رفعصه غيص ييص بصن بكيص‪ ،‬عصن شريصك‪ ،‬كذا قال الترمذي رحهص ال‪.‬‬

‫وقد روى أبو بكر بن مردويه الافظ عن إبراهيم بن ممد‪ ،‬عن ممد بن السن بن مكرم‪ ،‬عن عبيد ال‬

‫بن سعد‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن شريك مثله‪.‬‬

‫نار جهنم ل ينطفىء حرها ول يصطلى بلهيبها‬

‫وقال الا فظ البيه قي‪ :‬أخب نا أ بو عب يد ال الا فظ أ بو سعيد‪ ،‬عن أ ب عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حدث نا أ بو العباس‬

‫الصم‪ ،‬حدثنا أحد بن عبد البار‪ ،‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب ظبيان‪ ،‬عن سلمان‪ ،‬قال‪:‬‬

‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬النار ل يط فأ حر ها‪ ،‬ول ي صطلى بلهيب ها‪ ،‬قال‪ :‬ث قرأ‪َ " :‬وَنقُولُ‬

‫ذوقُوا عَذَابصصصصصصصصصصصصصصصصصَ الَرِيصصصصصصصصصصصصصصصصصق"‪.‬‬

‫قال البيهقصصصي‪ :‬ورفعصصصه ضعيصصصف‪ ،‬ثصصص رواه مصصصن وجصصصه آخصصصر موقوفا‪.‬‬

‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا ممد بن يونس بن عنان الدلل‪ ،‬حدثنا‬

‫‪519‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫مبارك بن فضالة‪ ،‬عن ثا بت‪ ،‬عن أ نس‪ ،‬قال‪ :‬تل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قول ال سبحانه‬

‫لئِ َك ٌة ِغلَط‬
‫وتعال‪ " :‬يا أيُهَا الّذِي نَ آ َمنُوا قًواْ أَْنفُ سَكُ ْم َوَأهْلِيكُ ْم نَارا وَقُودهَا النّا سُ وَالِجَارَة عََليْهَا َم َ‬

‫ص َوَيفْعَلُونصصصصصَ مَصصصصا يُؤمَرون"‪.‬‬


‫شِدَا ٌد ل َيعْصصصصصصُونَ اللّه مَصصصصا أمَ َرهُمصصصص ْ‬

‫وقال‪" :‬أوقصد عليهصا ألف عام حتص ابيضصت‪ ،‬وألف عام حتص احرت‪ ،‬وألف عام حتص اسصودت‪ ،‬فهصي‬

‫سصصصصصصصصصصصوداء‪ ،‬ل يضيصصصصصصصصصصصء لبهصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا دعلج بن أحد‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن عبد ال بن مسلمة‪ ،‬حدثنا الكم بن مروان‪،‬‬

‫حدثنا سلم الطويل‪ ،‬عن الجلح بن عبد ال الكندي‪ ،‬عن عدي بن عدي‪ ،‬قال‪ :‬قال عمر بن الطاب‪:‬‬

‫"أتى جبيل النب صلى ال عليه وسلم ف حي ل يكن يأت فيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبيل‪ :‬ما ل أراك متغي‬

‫اللون? فقال‪ :‬إن ل آتك حت أمر ال بفتح النار‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬يا جبيل‪ :‬صف ل‬

‫النار‪ ،‬وان عت ل جه نم‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال أ مر ب ا‪ ،‬فأو قد علي ها ألف عام ح ت احرت‪ ،‬ث أو قد علي ها ألف‬

‫عام حت ابيضت‪ ،‬ث أوقد عليها ألف عام حت اسودت‪ ،‬فهي سوداء مظلمة‪ ،‬ل يضيء شررها‪ ،‬ول يطفأ‬

‫لبهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا‪.‬‬

‫‪520‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال‪ :‬والذي بع ثك بال ق‪ ،‬لو أن حل قة من حلق ال سلسلة ال ت ن عت ال تعال ف كتا به‪ ،‬وض عت على‬

‫جبال الدنيا لذابت ها‪ ،‬فقال ال نب صلى ال عليه و سلم‪" :‬حسب يا جب يل‪ ،‬ل يتصدع قل ب‪ ،‬فنظر ال نب‬

‫صلى ال عل يه و سلم فو جد جب يل عل يه ال سلم يب كي‪ ،‬فقال‪ :‬يا جب يل‪ :‬تب كي وأ نت من ال بالكان‬

‫الذي أ نت به من ال? فقال‪ :‬و ما ينع ن أن أب كي‪ ،‬وأ نا ل أدري أن أكون ف علم ال على غ ي هذه‬

‫الال‪ ،‬ف قد كان إبل يس مع اللئ كة‪ ،‬و قد كان هاروت وماروت من اللئ كة‪ ،‬فلم يزل ال نب صلى ال‬

‫عليصه وسصلم يبكصي هصو وجبيصل‪ ،‬حتص نودي‪ :‬يصا ممصد‪ :‬ويصا جبيصل‪ ،‬إن ال قصد أمنكمصا أن تغضبصا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فارت فع جب يل‪ ،‬وخرج ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬فمّ ر بقوم من أ صحابه يتحدثون ويضحكون‪،‬‬

‫فقال‪ :‬تضحكون وجهنم من ورائكم? لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلً‪ ،‬ولبكيت مِ كثيا‪ ،‬ولرجتم إل‬

‫الصعدات تأرون إل ال تعال‪ ،‬فأوحى ال تعال يا ممد‪ :‬إن بعثتك مبشرا قال‪ :‬فقال رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم‪" :‬أبشروا وسددوا وقاربوا"‪ .‬وقال الضياء‪ ،‬قال الافظ أبو القاسم‪ :‬يعن إساعيل بن ممد‬

‫بن الفضل‪ .‬هذا حديث حسن‪ ،‬وإسناده جيد‪.‬‬

‫أبو طالب أدن أهل النار عذابا يوم القيامة‬

‫‪521‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إبراهيم بن حزة‪ ،‬حدثنا ابن أب حازم والدراوردي‪ ،‬عن يزيد‪ ،‬عن عبد ال بن‬

‫حباب عن أب سعيد الدري‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال‪ :‬لعله‬

‫تنفعصصه شفاعتصص يوم القيامصصة فيجعصصل فصص ضحضاح يبلغ كعبصصه‪ ،‬تغلي منصصه أم دماغصصه" ‪.‬‬

‫وقد رواه مسلم من حديث يزيد بن أب حبيب به‪ :‬عن مهيل بن أب صالِ‪ ،‬عن النعمان بن النذر ابن أب‬

‫عباس‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أدن أهل النار عذابا ينتعل بنعل من نار‪،‬‬

‫صصصصصصصصصصه"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصن حرارة نعليص‬
‫صصصصصصصصصصه مص‬
‫يغلي دماغص‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا حسن وعفان قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن أب سعيد الريري‪ ،‬عن أب نضرة‪ ،‬عن‬

‫أ ب سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬أهون أ هل النار عذابا ر جل ف رجل يه نعلن‪،‬‬

‫يغلي منهمصصصصصا دماغصصصصصه"‪ .‬وسصصصصصاق أحدصصصصص تام الديصصصصصث‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن يسار‪ ،‬حدثنا غندر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬سعت أبا إسحاق‪ ،‬سعت النعمان‪،‬‬

‫سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع ف أخص‬

‫قدميصصصه جرة يغلي منهصصصا دماغصصصه"‪ .‬ورواه مسصصصلم مصصصن حديصصصث شعبصصصة‪.‬‬

‫‪522‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال البخاري‪ :‬وحدثنا عبد ال بن رجاء‪ ،‬حدثنا عن أب إسحاق‪ ،‬عن النعمان بن بشي‪ ،‬سعت النب‬

‫صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل على أخص قدميه جرتان‪ ،‬يغلي‬

‫منهمصصصصصا دماغصصصصصه كمصصصصصا يغلي الرجصصصصصل ويغلي القمقصصصصصم"‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬حدثنا ثابت‪ ،‬عن أب‬

‫عثمان النهدي‪ ،‬عن ا بن عباس‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬أهون أ هل النار عذابا أ بو‬

‫طالب‪ ،‬ينتعصصصصصصصل بنعليصصصصصصص يغلي منهمصصصصصصصا دماغصصصصصصصه"‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا يي عن ابن عجلن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬أهون‬

‫أهل النار عذابا عليه نعلن‪ ،‬يغلي منهما دماغه"‪ .‬وف هذا الِسناد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬لو تعلمون مصصصصصصصا أعلم لضحكتصصصصصصصم قليلً ولبكيتصصصصصصصم كثيا"‪.‬‬

‫وقال أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرح ن بن مهدي‪ ،‬حدث نا زائدة‪ ،‬عن الختار بن فل فل‪ ،‬عن أ نس‪ ،‬قال‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬والذي نفس ممد بيده‪ ،‬لو رأيتم ما رأيت لبكيتم كثيا‪ ،‬ولضحكتم‬

‫قليلً‪ ،‬قالوا‪ :‬يصصصا رسصصصول ال ومصصصا رأيصصصت? قال‪ :‬رأيصصصت النصصصة والنار"‪.‬‬

‫‪523‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه أحد‪ :‬من حديث شعبة‪ ،‬عن موسى بن أنس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"لو تعلمون مصصصا أعلم لضحكتصصصم قليلً‪ ،‬ولبكيتصصصم كثيا"‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬حدثنا ابن عباس‪ ،‬عن عمارة بن عربة النصاري‪ ،‬أنه سع حيد ابن عبيد‬

‫مول بن العلى يقول‪ :‬سعت ثابتا البنان يدث‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه‬

‫قال لبيل‪" :‬ما ل ل أر ميكائيل ضاحكا قط? فقال‪ :‬ما ضحك منذ خلقت النار"‪.‬‬

‫شكوى النار إل ربا من كل بعضها بعضا‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬أخبن أبو سلمة‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن النب‬

‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬اشتكت النار إل ربا‪ ،‬فقالت‪ :‬رب‪ :‬أكل بعضي بعضا فنفسي‪ :‬فأذن لا ف‬

‫كصل عام بنفسصي‪ ،‬فأشصد مصا تدون مصن البد‪ ،‬مصن زمهريصر جهنصم‪ ،‬وأشصد مصا تدون مصن الرص‪ ،‬مصن‬

‫حرجهنم"‪ .‬وأخرجه البخاري ومسلم من حديث الزهري‪.‬‬

‫أشد ما يكون الر من قيح جهنم‬

‫‪524‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"اشتكت النار إل ربا‪ ،‬فقالت‪ :‬أكل بعضي بعضا‪ ،‬فأذن لا بنفسي‪ ،‬نفس ف الشتاء‪ ،‬ونفس ف‬
‫الصيف‪ ،‬فأشد ما يكون الر من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وف هذا السناد إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أنه عليه السلم قال‪" :‬إذا اشتد الر فأبردوا‬
‫بالصلة‪ ،‬فإن شدة الر من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وقال ال تعال‪" :‬انطَِلقُوا إِلَى مَا ُكنْتُ ْم بِ ِه ُتكَ ّذبُونَ انْ َطِلقُوا إِلَى ظِل ذي َثلَث ُش َعبٍ َل ظَلِيل وَ َل ُيغْنِي‬
‫صفْر َويْ ٌل َيوْ َمئِذٍ لِ ْل ُمكَ ّذبِيَ"‪.‬‬
‫مِنَ الّل َهبِ ِإّنهَا تَ ْرمِي بِشَ َررٍ كَاْلقَصْرِ كَأنّهُ جِمَاَلةٌ ُ‬
‫قال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن يي اللوان‪ ،‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬عن خديج بن معاوية‪ ،‬عن أب‬
‫إسحاق‪ ،‬عن علقمة بن قيس‪ ،‬سعت ابن مسعود يقول‪ :‬ف قول ال تعال‪" :‬إنا ترمي بشَرر كال َقصْرِ"‪.‬‬
‫أمصصا إنصصه ليصصس مثصصل الشجصصر والبصصل‪ ،‬ولكصصن مثصصل الدائن والصصصون‪.‬‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا طالب بن عمرة‪ ،‬حدثنا ممد بن عيسى الطباع‪ ،‬حدثنا حسن بن إساعيل‪ ،‬عن تام‬

‫بن ن يح‪ ،‬عن ال سن‪ ،‬عن أ نس‪ ،‬قال‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪" :‬لو أن شررة بالشرق‪ ،‬لو جد‬

‫حرها بالغرب"‪.‬‬

‫أنعم أهل الدنيا من أهل النار إذا غمس فيها نسي ما ذاق من نعيم وأشد أهل الدنيا بؤسا من أهل‬

‫النة إذا دخلها نسي ما ذاق من بؤس‬

‫‪525‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت البنان‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة‪ ،‬فيصبغ ف النار صبغة‪ ،‬ث‬

‫يقال له‪ :‬يا ا بن آدم‪ :‬هل رأ يت خيا قط? هل مرّ بك نع يم قط? فيقول ل وال يارب? ويؤ تى بأ شد‬

‫الناس بؤسا ف الدنيا من أهل النة‪ ،‬فيصبغ ف النة صبغة‪ ،‬فيقال له‪ :‬يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط?‬

‫هل مرت بك شدة قط? فيقول‪ :‬ل وال يا رب ما مرّ ب بؤس قط‪ ،‬ول رأيت شدة قط"‪.‬‬

‫لو أن للكافر ملء الرض ذهبا وافتدى به نفسه من العذاب يوم القيامة ما تقبل منه‬

‫قال أحد ‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬حدثنا أنس بن مالك‪ ،‬أن نب ال صلى‬

‫ال عل يه و سلم قال‪" :‬ياء بكا فر يوم القيا مة‪ ،‬فيقال له‪ :‬أرأ يت لو كان لك م ثل الرض ذهبا‪ ،‬أك نت‬

‫مفتديا به? فيقول‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬فيقال ل قد سلبت أك ثر من ذلك‪ :‬فذلك قوله تعال‪" :‬إِنّ الّذُي نَ َكفَروا‬

‫َومَاتُوا وَهُمْ ُكفّارٌ َفلَ ْن ُي ْقبَلَ مِنْ أحده ْم مِلْء الرض ذهَبا وََل ِو ا ْفتَدَى بِهِ"‪ .‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى‪:‬‬

‫‪526‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ،‬حدثنا شعبة عن أب عمران الون‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النب صلى ال‬

‫عل يه و سلم قال‪" :‬يقال لر جل من أ هل النار يوم القيا مة‪ :‬لو كان لك ما على الرض من ش يء أك نت‬

‫تفتدي به? قال‪ :‬فيقول‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فيقول له ال‪ -‬عز وجل‪ -‬قد أردت منك أهون من ذلك‪ .‬قد أخذت‬

‫عليك ف ظهر آدم أن ل تشرك ب شيئا‪ ،‬فأبيت ل أن تشرك ب"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫تن الؤمن يوم القيامة أن يرد إل الدنيا‪ ،‬ليقاتل ف سبيل ال‪ ،‬فيقتل‪ ،‬لا يرى من فضل الشهادة‬

‫والشهداء قال أحد‪ :‬حدثنا روح وعفان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حاد‪ :‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬يؤتى بالرجل من أهل النة‪ ،‬فيقال‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬كيف وجدت منلتك? سل‬

‫وتن‪ ،‬فيقول‪ :‬ما أسأل وأتن إل أن تردن إل الدنيا‪ ،‬وأقتل ف سبيل ال عشر مرات‪ ،‬لا يرى من‬

‫فضل الشهادة‪ ،‬ويؤتى بالرجل من أهل النار فيقال له‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬كيف وجدت منلتك? فيقول‪:‬‬

‫أي رب شر منل‪ ،‬فيقول له‪ :‬أتفتدي منه بطلع الرض ذهبا? فيقول‪ :‬أي رب نعم‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫كذبت‪ .‬قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل‪ ،‬فيد إل النار"‪.‬‬

‫‪527‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد ال‪ ،‬وممد بن الليث‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن شريك‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل ير مثل‬

‫النار? نام هارباصصصصص‪ ،‬ول يصصصصصر مثصصصصصل النصصصصصة? نام طالبهصصصصصا"‪.‬‬

‫وروى الافظ أبو يعلى وغيه‪ :‬من طريق ممد بن شبيب‪ ،‬عن جعفر بن أب وحشية‪ ،‬عن سعيد بن‬

‫جبي‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬لو كان ف ق عر ال سجد مائة ألف أو‬

‫يزيدون‪ ،‬وفيهم رجل من أهل النار‪ ،‬فتنفس‪ ،‬فأصابم نفسه‪ ،‬لحرق السجد ومن فيه"‪ .‬وهذا حديث‬

‫غريب جدا‪.‬‬

‫ذكر وَصف َجهَنم واستا ِعهَا وضخَامة َأهْ ِلهَا َأجَا َرنَا ال ّل ُه تَعالَى مِ ْنهَا ِبفَضْ ِلهِ وَ َك َر ِمهِ َوِإحْسَانِهِ آمِي ِإنّهُ‬

‫عَلَى مَا َيشَا ُء َقدِير‬

‫جدَ َلهُ ْم َنصِيا"‪.‬‬ ‫قال اللّه سبحانه وتعال‪ِ" :‬إنّ الْ ُمنَاِفقِيَ ف الدّ ْركِ ا َل ْسفَل مِ َن النّا ِر وَلَ ْن تَ ِ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَأمّا مَنْ خ ّفتْ َموَازِينُهُ " فَأمّ ُه هَاوَِي ٌة َومَا أدْرَاكَ ماهِيهْ نَارٌ حَا ِميَهْ"‪.‬‬
‫ي وَالّذِينَ آ َمنُوا وَعَ ِملُوا‬
‫ك نَجزِي الظّاِلمِ َ‬ ‫وقال تعال‪" :‬لَهم مّنْ َج َهنّمَ ِمهَا ٌد َومِنْ فَوقهِ ْم َغوَاش وَكَذَلِ َ‬
‫ف َنفْسا إِ ّل ُوسْ َعهَا"‪.‬‬
‫الصّالِحَاتِ لَ ُنكَلّ ُ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ يُ َدعّونَ إلَى نَارِ َج َهنّمَ َدعّا هذه النّا ُر اّلتِي ُكْنتُ ْم ِبهَا ُتكَ ّذبُونَ"‪.‬‬

‫‪528‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال تعال‪" :‬ألقِيَصصصصصصصصصا فصصصصصصصصص َج ًهنّمصصصصصصصصصَ كُلّ َكفّارٍ"‪.‬‬

‫ت وَتقُولُ هَ ْل مِن مّزِيدٍ"‪.‬‬


‫ج َهنّ َم هَل ا ْمتَل ِ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬ي ْومَ َنقُولُ لِ َ‬

‫كلمة السوء تقال بغي رؤية توي بصاحبها ف نار جهنم أبعد ما بي الشرق والغرب‬

‫وقد ثبت ف الصحيحي من غي وجه‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬ل تزال جهنم‬

‫يلقى فيها‪ ،‬وتقول هل من مزيد? حت يضع فيها رب العزة قدميه‪ ،‬فينوي بعضها إل بعض‪ ،‬وتقول‪ :‬قط‬

‫قصصصصصصصصصصصصصصصصصصصط‪ ،‬وعزتصصصصصصصصصصصصصصصصصصصك"‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا ممد بن أب عمر الكي‪ ،‬حدثنا عبد العزيز الدراوردي‪ ،‬عن يزيد بن الاد‪ ،‬عن ممد‬

‫بن إبراهيم‪ ،‬عن عيسى بن طلحة‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن العبد‬

‫ليتكلم بالكلمصة مصا يتصبي مصا فيهصا‪ ،‬يهوي باص فص النار أبعصد ماص بيص الشرق والغرب"‪.‬‬

‫وقال ع بد ال بن البارك‪ :‬حدث نا الزب ي بن سعد عن صفوان بن سليم‪ ،‬عن عطاء بن ي سار‪ ،‬عن أ ب‬

‫هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن الرجل ليتكلم بالكلمة‪ ،‬يضحك با جلساءه‪ ،‬يهوي با أبعد‬

‫مصصصصصن الثريصصصصصا"‪ .‬غريصصصصصب‪ ،‬والزبيصصصصص فيصصصصصه ليصصصصص‪.‬‬

‫‪529‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا حسي بن ممد‪ ،‬حدثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن يزيد بن كيسان‪ ،‬عن أي حازم‪ ،‬عن‬

‫أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬ك نا ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما‪ ،‬ف سمعنا وج بة فقال صلى ال عل يه‬

‫و سلم‪" :‬أتدرون ما هذا? قل نا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬هذا ح جر أر سل ف جه نم م نذ سبعي خريفا‪،‬‬

‫والن انتهصصصصصصصصصصصصصصصصصى إل قعرهصصصصصصصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن ممد بن عباد‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬عن مروان‪ ،‬عن يزيد بن كيسان‪ ،‬به نوه وقال الافظ أبو‬

‫نعيم الصبهان‪ ،‬حدثنا عبد اللك بن السن بن يوسف السقطي‪ ،‬حدثنا أحد ابن يي حدثنا أبو أيوب‬

‫النصاري‪ ،‬حدثنا أحد بن عبد الصمد‪ ،‬حدثنا إساعيل بن قيس‪ ،‬عن يي بن سعيد‪ ،‬عن أب الباب‬

‫سعيد بن يسار‪ ،‬عن أب سعيد الدري‪ ،‬أنه قال‪ :‬سع رسول ال صلى ال عليه وسلم صوتا‪ ،‬فهاله ذلك‪،‬‬

‫فأتاه جب يل فقال‪ " :‬ما هذا ال صوت يا جب يل? قال‪ :‬هذه صخرة هوت من شف ي جه نم م نذ سبعي‬

‫عاما‪ ،‬فهذا حيصصص بلغصصصت قعرهصصصا‪ ،‬أحصصصب ال أن يسصصصمعك صصصصوتا"‪.‬‬

‫وقد روى البيهقي‪ ،‬من طريق أب معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن يزيد الرقاشي عن أنس‪ ،‬عن النب صلى ال‬

‫صصصصصصصياق‪.‬‬
‫عليصصصصصصصصه وسصصصصصصصصلم‪ ،‬نوا مصصصصصصصصن هذا السص‬

‫‪530‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وثبت ف صحيح مسلم عن عتبة بن غزوان‪ ،‬أنه قال ف خطبة‪" :‬إن الجر يلقى من شفي جهنم‪ ،‬فيهوي‬

‫في ها سعبي عاما‪ ،‬ول يدرك ل ا قعرا‪ ،‬وال لتملن أفعجب تم? و قد ذ كر ل نا‪" :‬أن ما ب ي م صراعي من‬

‫أبواب النصة مسصية أربعيص سصنة‪ ،‬وليأتيص عليصه يوم وهصو كظيصظ مصن الزحام" الديصث‪.‬‬

‫جعلنا ال تعال من هؤلء برحته وكرمه ومنه‪.‬‬

‫عمق جهنم مسافة هوى حجر مقذوف سبعي سنة‬

‫قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا عثمان بن أب شيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن عطاء بن السايب‪ ،‬عن أب بكرة‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬أب موسى الشعري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لو أن حجرا قذف به ف جهنم‪،‬‬
‫لوى سبعي خريفا قبل أن يبلغ قعرها"‪.‬‬
‫روى الترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬والافظ أبو نعيم الصبهان‪ ،‬واللفظ له من حديث عبد ال ابن‬
‫البارك‪ ،‬حدثنا عنبسة‪ ،‬عن حبيب‪ ،‬عن أب غمرة‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬أتدرون ما سعة‬
‫جهنم? فقلنا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬أجل وال ما تدرون إن ما بي شحمة أذن أحدهم وبي عاتقه مسية سبعي‬
‫خريفا قال‪ :‬قلنا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬أجل وال ما تدرون‪ ،‬حدثتن عائشة‪ :‬أنا سألت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ضتُهُ َي ْومَ اْل ِقيَامَة وَالسّمواتُ مُ ْط ِويّات ِبيَمِينه"‪.‬‬
‫عن قوله تعال‪" :‬وَال ْرضُ َجمِيعا َقْب َ‬
‫فقالت‪ :‬أين الناس يومئذ? فقال‪" :‬على جسرجهنم"‪.‬‬
‫روى منه الترمذي والنسائي الرفوع فقط‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬صحيح غريب من هذا الوجه‪.‬‬
‫وثبت ف صحيح مسلم‪ :‬من حديث العلء بن خالد‪ ،‬عن أب وائل شفيق بن سلمة‪ ،‬عن ابن مسعود‬
‫مرفوعا‪" :‬ياء بهنم يوم القيامة تقاد بسبعي ألف زمام‪ ،‬مع كل زمام سبعون ألف ملك يرونا"‪.‬‬
‫وروي موقوفا عن ابن مسعود رضي ال تعال عنه وال أعلم‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن علي بن موسى الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي بن أب طالب رضي ال عنه مرفوعا‪" :‬هل تدرون ما‬

‫ج َهنّ َم َي ْومَئِذٍ‬
‫صفّا وَجِيء ي ْو َمئِ ٍذ بِ َ‬
‫صفّا َ‬
‫تفسي هذه الية "إِذَا دُكّ تِ الرْ ضُ دَكّا دَكّا وَجَاءَ َربّ كَ وَالْ َملَ كُ َ‬

‫َيتَذَكّ ُر الِنْسصصصصصصصصصصَانُ وَأنّىصصصصصصصصصص لَهصصصصصصصصصصُ الذّ ْكرَى"‪.‬‬

‫قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة‪ ،‬تقاد جهنم بسبعي ألف زمام‪ ،‬كل زمام بيد سبعي ألف ملك قال‪ :‬فنشرت‬

‫شريرة لول أن ال حبسصصصصصصصها لحرقصصصصصصصت السصصصصصصصموات والرض"‪.‬‬

‫وقال أح د‪ :‬حدث نا علي بن إ سحاق‪ ،‬حدث نا ع بد ال‪ ،‬حدث نا سعيد بن يز يد‪ ،‬حدث نا أ بو ال سمح? عن‬

‫عي سى بن هلل ال صدف‪ ،‬عن ع بد ال بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬لو أن‬

‫رصاصة مثل هذه وأشار إِل ججمة أرسلت من السماء إل الرض‪ ،‬وهي مسية خسمائة سنة‪ ،‬لبلغت‬

‫الرض قبل الليل‪ ،‬ولو أن ا أرسلت من رأس ال سلسلة ل سارت أربعي سنة‪ ،‬الليل والنهار‪ ،‬قبل أن تبلغ‬

‫أصصصصصصصصصصصصصصصصلها أو قعرهصصصصصصصصصصصصصصصا"‪ .‬رواه الترمذي‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثنا عبد ال بن أمية‪ ،‬حدثن ممد بن جن‪ ،‬حدثن صفوان عن‬

‫معقل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬الر هو جهنم"‪.‬‬

‫‪532‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫تعظيم خلقتهم ف النار أَعَاذَنَا ال ّل ُه تَعالَى َمنْ ِم ْن حالم‬

‫ف ن صْلِيهِ ْم نَارا كُلّمَا َنضِجَ تْ ُجلُو ُدهُ ْم بَدّْلنَاهُ مْ ُجلُودا‬


‫قال اللّه تعال‪" :‬إِنّ الّذِي نَ َكفَروا بِآيَاتِنَا َسوْ َ‬

‫صصصص اللّهصصصصصَ كَانصصصصصَ عَزِيزا َحكِيما"‪.‬‬


‫صصصصا ِليَذوقُوا اْلعَذَابصصصصصَ إِنّص‬
‫غَيْرَهَص‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثن أبو يي الطويل‪ ،‬عن أب يي الصبان‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن‬

‫ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬يع ظم أ هل النار ف النار‪ ،‬ح ت إن ب ي شح مة أذن أحد هم إل عات قه‬

‫مسصصية سصصبعمائة عام‪ ،‬وإن غلظ جلده سصصبعون ذراعا‪ ،‬وإن ضرسصصه مثصصل أحصصد"‪.‬‬

‫كذا رواه أحدص ‪ :‬فص مسصند عبصد ال بصن عمصر بصن الطاب‪ ،‬وهصو الصصحيح وكذا رواه البيهقصي‪.‬‬

‫ث رواه من طريق عمران بن زيد عن أب يي الصبان‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪ ،‬مرفوعا‪ ،‬فذكر‬

‫مثله‪ ،‬ثصصصصص صصصصصصحح البيهقصصصصصي الول كمصصصصصا ذكرنصصصصصا وال أعلم‪.‬‬

‫وهذا الديث غريب من هذا الوجه‪ ،‬ولبعضه شاهد من وجوه أخر‪ ،‬عن أب هريرة‪ ..،‬واللّه أعلم‪.‬‬

‫بشاعة الكافر وضخامة جسمه ف نار جهنم يوم القيامة‬

‫‪533‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا ربعي عن إبراهيم‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن إسحاق‪ ،‬عن سعيد بن أب سعيد‪ ،‬عن‬

‫أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ضرس الكا فر يوم القيا مة م ثل أحُد‪ ،‬وعرض‬

‫ص الربذة"‪.‬‬
‫ص وبيص‬
‫صا بينص‬
‫صل مص‬
‫صن النار مثص‬
‫صل ورقان‪ ،‬ومقعده مص‬
‫صبعون ذراعا‪ ،‬وفخذه مثص‬
‫جلده سص‬

‫ورواه البيه قي‪ :‬من طر يق ب شر بن الف ضل‪ ،‬عن ع بد الرح ن بن إ سحاق‪ ،‬وزاد ف يه‪" :‬وعضده م ثل‬

‫البيضاء"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا أبو الن ضر‪ ،‬حدثنا عبد الرحن يعن ابن عبد ال بن دينار‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن‬

‫عطاء بن ي سار‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ضرس الكا فر م ثل أ حد‪،‬‬

‫وفخذه مثل البيضاء‪ ،‬ومقعده من النار كما بي قديد ومكة‪ ،‬وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا البار"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪534‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال البزار‪ :‬حدث نا م مد بن الل يث الدادي‪ ،‬وأح د بن عثمان بن حك يم‪ ،‬قال‪ :‬حدث نا عب يد ال بن‬

‫موسى‪ ،‬حدثنا شيبان يعن ابن عبد الرحن‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى‬

‫ال عليصصصه وسصصصلم قال‪" :‬ضرس الكافصصصر مثصصصل أحصصصد‪ ،‬وغلظ جلده أربعون ذراعا"‪.‬‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ،‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا ممد بن عمار‪ ،‬عن أب صال مول التومة‪ ،‬عن‬

‫أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ضرس الكافر مثل أحد‪ ،‬ومقعده من النار مسية‬

‫ثلث"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال السن بن سفيان‪ :‬حدثنا يوسف بن عيسى‪ ،‬حدثنا الفضل بن موسى‪ ،‬عن الفضل بن غزوان‪ ،‬عن‬
‫أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ما بي منكب الكافر‬
‫مسية خسة أيام للراكب السرع"‪.‬‬
‫قال السن‪ :‬وحدثنا ممد بن طريف البجلي‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة‬
‫رفعه قال‪" :‬ما بي منكب الكافر ف النار مسية ثلثة أيام‪ ،‬للراكب السرع"‪.‬‬
‫قال البيهقي‪ :‬رواه البخاري‪ ،‬عن معاذ بن أسد‪ ،‬عن الفضل بن موسى‪ ،‬ورواه مسلم‪ ،‬عن أب كريب‪،‬‬
‫وغيه‪ ،‬عن ابن فضيل‪ ،‬ول يقل‪ :‬رفعه‪.‬‬

‫‪535‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الزار‪ :‬حدثنا السي بن السود‪ ،‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ،‬حدثنا عاصم بن كليب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ضرس الكافر مثل أحد‪ ،‬وفخذه مثل الورقان‪ ،‬وغلظ‬

‫جلده أربعون ذراعا"‪.‬‬

‫ث قال البزار‪ :‬ل يروى عن أب هريرة أحسن من هذا الِسناد‪ ،‬ول يسمعه إل من السي بن السود‪...‬‬

‫قلنا‪ :‬الديث الذي رواه الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي عن ابن عجلن‪ ،‬عن عمرو بن شبيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫جده‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ي شر الت كبون يوم القيا مة أمثال الذر‪ ،‬ف صور الناس‪،‬‬

‫يعلوهم كل شيء من الصغار‪ ،‬حت يعلوهم سجن ف جهنم يقال له بوليس‪ ،‬فتعلوهم نار النيار‪ ،‬يسقون‬

‫مصصصصصصصن طينصصصصصصصة البال‪ ،‬عصصصصصصصصارة أهصصصصصصصل النار"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي والنسائي‪ :‬عن سويد بن نصر‪ ،‬عن ابن البارك‪ ،‬عن ابن عجلن به‪ ،‬وقال الترمذي‪:‬‬

‫حسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصن‪.‬‬

‫فالراد أنم يشرون يوم القيامة ف العرصات كذلك‪ ،‬فإذا سيقوا إل النار دخلوها‪ ،‬وقد عظمت خلقهم‪،‬‬

‫كما دلت عليه الحاديث الت أوردناها ليكون ذلك أنكى ف تعذيبهم‪ ،‬وأعظم ف تعبهم وليبهم‪ ،‬كما‬

‫‪536‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال شديد العقاب‪" :‬ليذوقوا العذاب"‪.‬‬

‫ذكر أن البَحر ُيسَعر ف جَهنم َويَكُون مِن جْلة جَهَنم‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثنا عبد ال بن أمية‪ ،‬حدثنا ممد بن حسي حدثنا صفوان بن‬

‫يعلى بن أمية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن النب صلى ال عليه و سلم قال‪" :‬البحر هو جهنم"‪ .‬قال يعلى‪ :‬ث قال‪ :‬أل‬

‫ص ِبهِمصصصصصصصصْ سصصصصصصصصُرَادِقهَا"‪.‬‬
‫ترون أن ال يقول‪" :‬نَارٌ َأحَاطصصصصصصص َ‬

‫"والذي نف سي بيده ل أدخل ها أبدا ح ت أعرض على ال‪ ،‬ول ي صيبن من ها قطرة ح ت أل قى ال عز‬

‫وجصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصل"‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي من طريق يعقوب بن شيبان‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثن ممد بن يي وف السند كما‬

‫تقدم‪ :‬بينهما عبد ال بن أمية‪ ،‬وكذلك رواه أبو مسلم الكجي‪ ،‬عن أب عاصم‪ ،‬عن عبد ال بن أب أمية‪،‬‬

‫حدثن رجل‪ ،‬عن صفوان بن يعلى‪ ،‬عن يعلى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الب حر هو‬

‫جهنصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصم"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا سعيد بن منصور‪ ،‬حدثنا إساعيل بن زكريا‪ ،‬عن مطرف‪ ،‬عن بشر بن مسلم‪ ،‬عن‬

‫‪537‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عبد ال بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل يركب البحر إِل حاج‪ ،‬أو معتمر أو‬

‫غاز ف سبيل ال‪ ،‬فإن تت البحر نارا‪ ،‬وتت النار بر"‪.‬‬

‫ذكر أَبوَاب جَهنم وصفة خزنَِتهَا وَ َزبَانِيُتهَا‬

‫َأجَارنا ال ّل ُه تَعالَى مِ ْنهَا‬

‫ت أْبوَابُهَا وَقَالَ َلهُ مْ َخ َزَنتُهَا‬


‫قال ال تعال‪" :‬وَسي َق الّذِي نَ َكفَرُوا إِلَى َجهًن مَ ُزمَرا حَتَى إِذَا جَاءُهَا ُفتِحَ ْ‬

‫ألَ ْم َيأْتِك مْ رُ سُ ٌل ِمْنكُ مْ َيتْلُو َن عََليْكُ ْم آيَا تِ َرّبكً ْم َوُينْذِرُونَكُم ِلقَاء َي ْومِكُ ْم هذا‪ ،‬قَالُوا بَلى وََلكِ نْ ًحقّ تْ‬

‫ْسص مَْثوَى الْ ُمَتكَبّرِينصَ"‪.‬‬


‫ص فِبئ َ‬
‫ِينص فِيهَ ا‬
‫ّمص خَالِد َ‬
‫َابص َج َهن َ‬
‫ِينص قِيلَ ادْ ُخلًوا أْبو َ‬
‫َابص عَلَى الْكَافِر َ‬
‫كَلِ َم ُة اْلعَذ ِ‬

‫ب منْهُمْ جُزْ ٌء مقْسُومٌ"‪.‬‬


‫وقال تعال‪َ" :‬لهَا َسْب َعةُ َأْبوَابٍ لك ّل بَا ٍ‬

‫وصف الصراط وبيان تفاوت سرعة الناس ف مرورهم عليه‬

‫وقال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبد ال الافظ أخبنا أبو العباس الصم‪ ،‬حدثنا سعيد بن عثمان‪ ،‬حدثنا بشر‬
‫بن بكر‪ ،‬حدثن عبد الرحن بن يزيد‪ ،‬حدثن أبو سعيد‪ ،‬سعت أبا هريرة يقول‪ ،‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن الصراط بي ظهري جهنم دحض مزلة والنبياء يقولون‪ :‬اللهم سلم‪ ،‬والناس كلمح‬
‫البق‪ ،‬وكطرف العي‪ ،‬وكأجاويد اليل‪ ،‬والبغال‪ ،‬والركاب‪ ،‬شدا على القدام‪ ،‬فناج مسلم‪ ،‬ومدوش‬
‫‪538‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫مسلم ومطروح فيها‪ ،‬ولا سبعة أبواب‪ ،‬لكل باب منهم جزء مقسوم"‪.‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو السن بن بشران‪ ،‬أخبنا إساعيل بن ممد الصفار‪ ،‬حدثنا سعدان بن نصر‪،‬‬
‫حدثنا معمر‪ ،‬عن الليل بن مرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان ل ينام حت يقرأ تبارك‪ ،‬وحم‬
‫السجدة‪ ،‬وقال‪" :‬الواميم سبع‪ ،‬وأبواب جهنم سبع‪ ،‬جهنم‪ ،‬والطمة‪ ،‬ولظى‪ ،‬وسعي‪ ،‬وسقر‪ ،‬والاوية‪،‬‬
‫والحيم"‪.‬‬
‫قال‪ :‬تيء كل حم منها يوم القيامة‪ -‬أحسبه قال‪ :-‬تقف على باب من هذه البواب‪ ،‬فتقول‪ :‬اللهم ل‬
‫يدخل هذه البواب من كان يؤمن ب ويقرأن‪.‬‬
‫ث قال البيهقي‪ :‬وهذا منقطع‪ ،‬واليل بن مرة فيه نظر‪.‬‬
‫وقال أ بو ب كر بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث نا خلف بن هشام‪ ،‬حدث نا أ بو شهاب الياط‪ ،‬عن عمرو بن ق يس‬

‫الدن‪ ،‬عن أب إسحاق‪ ،‬عن عاصم بن ضمرة‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪" :‬إن أبواب جهنم بعضها فوق بعض "‪-‬‬

‫وأشار أبصصصو شهاب بأصصصصابعه‪ -‬فيمل هذا‪ ،‬ثصصص يل هذا‪ ،‬ثصصص هذا‪ ،‬ثصصص هذا"‪.‬‬

‫حدثن إبراهيم بن سعيد الوهري‪ ،‬حدثنا حجاج‪ ،‬أخبنا ابن جريج ف قوله لا سبعة أبواب قال‪" :‬أولا‬

‫جه نم‪ ،‬ث ل ظى‪ ،‬ث الط مة‪ ،‬ث ال سعي‪ ،‬ث سقر‪ ،‬ث الح يم‪ -‬وفي ها أ بو ج هل‪ -‬ث الاو ية"‪ .‬وروى‬

‫الترمذي من حديث مالك بن مغول عن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسصصلم‪" :‬لهنصصم سصصبعة أبواب‪ ،‬باب منهصصا لنصص سصصل السصصيف على أمتصص"‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬غريب ل نعرفه إل من حديث مالك بن مغول‪ ،‬وقال أب بن كعب‪ :‬لهنم سبعة أبواب باب‬

‫‪539‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصة‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصا للحروريص‬
‫منهص‬

‫وقال وهب بن منبه‪" :‬بي كل بابي مسية سبعي سنة‪ ،‬كل باب أشد من الذي فوقه بسبعي ضعفا"‪.‬‬

‫لئِ َك ٌة ِغلَظ‬
‫س وَالْحِجَا َرةُ عََلْيهَا َم َ‬
‫سكُ ْم َوأَهْلِيك ْم نَارا وَقُو ُدهَا النّا ُ‬
‫وقال تعال‪" :‬يا أيهَا الّذِينَ آ َمنُوا قُواْ َأْنفُ َ‬

‫ص َوَي ْفعَلُونصصصَ مَصصصا ُي ْؤمَرُونصصصَ"‪.‬‬


‫شِدَادٌ َل َيعْضونصصصَ اللّهصصصَ مَصصصا َأمَ َرهُمصص ْ‬

‫أي لم قوة على إبراز ما أمروا به‪ ،‬من العزم‪ ،‬إل الفعل‪ ،‬فلهم عزم صادق‪ ،‬وأفعال عظيمة‪ ،‬وقوة بليغة‪،‬‬

‫وشدة باهرة‪.‬‬

‫لئِ َكةً"‪ .‬أي لكمال طاعتهصم وقوتمص‪.‬‬


‫ب النّارِ إِ ّل َم َ‬
‫َصصحَا َ‬
‫ِسصَعةَ عَشَ َر وَمَا َج َعلْنَا أ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬عََليْهَا ت ْ‬

‫صصصصصَ َكفَرُوا"‪.‬‬
‫صصصصصْ إِلّ ِفْتنَةً لِّلذِينص‬
‫وقال تعال‪" :‬وَمَصصصصصا َجعَلْنَصصصصصا عِدّتمص‬

‫أي اختبارا وامتحانا‪ ،‬وكأن هؤلء التسعة عشر كالقدمي‪ ،‬الذين لم أعوان وأتباع‪ ،‬وقد روينا هذا عند‬

‫الكلم على قوله تعال‪ُ " :‬خذُوه َفغُلّوهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصُ"‪.‬‬

‫ثصصصص إن الرب تعال‪ ،‬إذا أمصصصصر بذلك‪ ،‬يبتدره سصصصصبعون ألفا مصصصصن الزبانيصصصصة‪.‬‬

‫ص َوثَاقَهصصصُ أَحدٌ"‪.‬‬
‫ص عَذَابَهصصصُ أَحَ ٌد وَلَ يوثقصص ُ‬
‫وقصصصد قال ال تعال‪َ" :‬فَيوْ َمئِ ٍذ ل ُيعَذّبصص ُ‬

‫‪540‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى الافظ الضياء‪ :‬من حديث ممد بن سليمان بن أب داود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن زيد البصري‪ ،‬عن السن‬

‫البصري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعا‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لقد خلقت ملئكة جهنم‪ ،‬قبل أن تلق جهنم بألف‬

‫عام‪ ،‬فهصم كل يوم يزدادون قوة إل قوتمص‪ ،‬ح ت يقبضوا على مصن يقبضون عليصه بالنواصصي والقدام"‪.‬‬

‫ذكصر سصرادق النار وهصو سصورها الحيصط باص ومصا فيهصا مصن القامصع والغلل والسصلسل والنكال‪.‬‬

‫سَتغِيثُوا ُيغَاثُوا بَاءٍ كَالْمهْل يَشْوي‬


‫ط ِبهِ مْ سُرَادِقهَا َوإِن يَ ْ‬
‫قال ال تعال‪ِ" :‬إنّ ا أعتَدْ نا لِلظّالِمِيَ نَارا أحَا َ‬

‫ت مُ ْرَتفَقا"‪.‬‬
‫الوُجوهصصصصصصصَ ِبئْسصصصصصصصَ الشّرَابصصصصصصصُ وَسصصصصصصصَاءَ ْ‬

‫ص مُوصصصصصصصَ َدةٌ فصصصصصص عَدَ ٍد مَددةٍ"‪.‬‬


‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّهَصصصصصصا عََلْيهِمصصصصص ْ‬

‫مؤصدة‪ :‬أي مطبقة‪ ،‬وقد رواه ابن مردويه ف تفسيه من طريق شريك عن عاصم بن أب صال‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة‪ ،‬مرفوعا‪.‬‬

‫ورواه أبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬عن أسعد الحسي‪ ،‬عن إساعيل بن أب خالد‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬قوله‪ ،‬وقوله‬

‫صصصصصا أنْكَا ًل وَ َجحِيما وَ َطعَاما ذَا غصصصصصصصّ ٍة َوعَذَابا ألِيما"‪.‬‬


‫صصصصص لَ َديْنَص‬
‫تعال‪" :‬إِنّص‬

‫جرُونَ"‪.‬‬
‫ُسص َ‬
‫حمِيصم ثُم ّ فص النّا ِر ي ْ‬
‫حبُونَ فص الْ َ‬
‫يسص َ‬
‫لسِلً ْ‬
‫َالسص َ‬
‫ِمص و ّ‬
‫وقال تعال‪" :‬إِذ الغلَلُ فص أ ْعنَاقِه ْ‬

‫‪541‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حبُونَ ف النّا ِر عَلَى وُجُو ِههِ مْ ذُوقُوا مَ سّ َسقَرَ ِإنّا ك ّل َشيْءٍ خََل ْقنَا ُه بِقدَر َومَا أمْزنَا‬
‫سَ‬‫وقال تعال‪َ" :‬يوْ َم يُ ْ‬

‫إِلّ واحدة كَلَمْصصصصصصصصصصصصصصصصح بِالْبَصصصصصصصصصصصصصصصصصَر"‪.‬‬

‫خوّ فُ اللّ ُه بِ ِه ِعبَادده يَا ِعبَادِ‬


‫ك يُ َ‬
‫حِتهِ ْم ظُلَلٌ ذلِ َ‬
‫وقا َل تعالَى‪َ" :‬لهُ ْم مِ نْ َفوْقهِ ْم ظَُل ٌل مِن النّا ِر َومِ ْن تَ ْ‬

‫فَاّتقُونصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصِ"‪.‬‬

‫ص"‪.‬‬
‫ص نَجْزِي الظّاِلمِيَص‬
‫ص َغوَاش وَكَذلِكص َ‬
‫ص مِنصصْ َج َهنّمصصَ ِمهَاد ومِنصصْ َفوْقهِمص ْ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬لهُمص ْ‬

‫صبّ مِ نْ فَوق‬
‫وقال تعال‪" :‬هذَا نِ خَ صْمَانِ ا ْختَ صَمُوا ف َرّبهِ مْ فَالّذِي نَ َكفَرُوا ق ّطعَ تْ لَه ْم ِثيَاب مِن نّا ٍر يُ َ‬

‫ص َمقَامِعصصُ مِنصصْ حَدِيدٍ"‪.‬‬


‫ص وَالْجُلُو ُد وََلهُمصْ‬
‫صهَ ُر بِهصصِ مَصا فِصي بطُونِمصْ‬
‫ص يُصصْ‬
‫صهِ ُم الْحَمِيمصُ‬
‫رُءُوسصِ‬

‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهي‪ ،‬حدثنا حسن‪ ،‬عن ابن ليعة‪ ،‬حدثنا دراج‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب‬

‫سعيد‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬لسرادق أهل النار أربع جدر‪ ،‬كنف كل جدار‬

‫مسية أربعي سنة"‪ .‬ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد‪ ،‬عن ابن البارك‪ ،‬عن رِشدَين بن سعد‪ ،‬عن عمرو بن‬

‫الارث‪ ،‬عصصصصصصصصصصصصصصصصن دراج‪ ،‬بصصصصصصصصصصصصصصصصه نوه‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن ليعة حدثنا دراج‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬عن رسول ال‬

‫‪542‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لو أن مقمعا من حديد من مقامع أهل النار‪ ،‬وضع ف الرض‪ ،‬فاجتمع له‬

‫الثقلن مصصصصصصصصصصصصصصصصا أقلوه مصصصصصصصصصصصصصصصصن الرض"‪.‬‬

‫وقال ابن وهب‪ :‬عن عمرو بن الارث‪ ،‬عن دراج أب السمح‪ ،‬أب سعيد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال‪" :‬لو ضرب بقمع من حديد البل‪ ،‬لفتته فعاد غبارا"‪.‬‬

‫ألوان من عذاب أهل النار‬

‫أجارنا ال عز وجل منها‬

‫وروى الافظ أبو بكر بن مردويه ف تفسيه‪ :‬من طريق بشر بن طلحة‪ ،‬عن خالد بن دريك‪ ،‬عن يعلى‬
‫بن منبه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ينشىء ال لهل النار سحابة مظلمة‪ ،‬فإذا أشرفت عليهم‪،‬‬
‫نادتم‪ :‬يا أهل النار‪ :‬أي شيء تطلبون? وما الذي تسألون? فيذكرون با سحائب الدنيا‪ ،‬والاء الذي‬
‫كان ينل عليهم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نسأل يا رب الشراب‪ ،‬فتمطرهم أغللً‪ ،‬تزداد ف أعناقهم‪ ،‬وسلسل‪ ،‬تزداد‬
‫ف سلسلهم‪ ،‬وجرا يلهب النار عليهم"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا بشر بن الوليد الكندي‪ ،‬حدثنا سعيد بن زرب‪ ،‬عن حيد بن هلل‪،‬‬
‫عن أب الحوص‪ ،‬قال ابن مسعود‪ :‬أي أهل النار أشد عذابا? فقال رجل‪ :‬النافقون‪ ،‬قال‪ :‬صدقت‪ .‬قال‪:‬‬
‫فهل تدري كيف يعذبون‪ .‬قال‪ :‬يعلون ف توابيت من حديد‪ ،‬تطبق عليهم‪ ،‬ث يعلون ف الدرك السفل‬
‫من النار‪ ،‬ف تناني أصغر من الرخ‪ ،‬يقال له جب الزن‪ ،‬فيطبق على أقوام بأعمالم آخر البد‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن علي بن حسن‪ ،‬عن ممد بن جعفر الدائن‪ ،‬حدثنا بكر بن خنيس‪ ،‬عن أب‬
‫سلمة الثقفي‪ ،‬عن وهب بن منبه قال‪" :‬إن أهل النار الذين هم أهلها‪ ،‬هم ف النار‪ ،‬ل يهتدون ول‬

‫‪543‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ينامون‪ ،‬ول يوتون‪ ،‬يشون على النار‪ ،‬يلسون على النار‪ ،‬ويشربون من صديد أهل النار‪ ،‬ويأكلون من‬
‫زقوم أهل النار‪ ،‬لفهم نار‪ ،‬وفرشهم نار‪ ،‬وقمصهم نار وقطران‪ ،‬وتغشى وجوههم النار‪ ،‬وجيع أهل‬
‫النار ف سلسل بأيدي الزنة أطرافها‪ ،‬يذبونم مقبلي ومدبرين‪ ،‬فيسيل صديدهم إل حفي ف النار‪،‬‬
‫فذلك شرابم"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث بكى وهب حت سقط مغشيا عليه‪ ،‬قال‪ :‬وغلب بكر بن خنيس البكاء حت قام فلم يقدر أن‬
‫يتكلم‪ ،‬وبكى ممد بن جعفر بكاء شديدا‪.‬‬
‫وهذا الكلم عن وهب بن منبه اليمان‪ ،‬وقد كان ينظر ف كتب الوائل‪ ،‬وينقل ف صحف أهل‬
‫الكتاب‪ ،‬الغث والسمي‪ ،‬ولكن هذا له شواهد من القرآن العظيم وغيه من الحاديث‪ ،‬قال ال تعال‪:‬‬
‫ج ِرمِيَ ف عَذَابِ َج َهنّمَ خَالدُونَ لَ ي َفتّ ُر َعْنهُ ْم َوهُمْ فِيهِ مبْلِسُونَ َومَا ظََل ْمنَاهُ ْم وََلكِ ْن كانوا هُم‬ ‫"إِ ّن الْمُ ْ‬
‫ي َونَادوْا يَا مَالك ِليَقْض عََليْنَا َربّكَ قَالَ إِّنكُمْ ما ِكثُونَ"‪.‬‬ ‫الظّالِمِ َ‬
‫وقال تعال‪َ" :‬ل ْو َيعْلَ ُم الّذينَ َكفَزوا حِيَ َل َي ُكفّو َن عَنْ وجُو ِههِمُ النّا َر وَ َل عَ ْن ُظهُو ِرهِ ْم وَلَ ه ْم ُينَصَرُونَ‬
‫بَ ْل تَأِتَيهِمْ بَ ْغَتةً َفتَْب َهُتهُمْ فَل يستطيعُونَ ردها وَ َل هُ ْم ُينْظَرُونَ"‪.‬‬
‫ف َعْنهُ ْم مِ ْن عَذَابِهَا كَذلِكَ‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَالّذِينَ كَفروا لَه ْم نَارُ َج َهنّمَ َل ُيقْضَى عََلْيهِمْ َفيَمُوتوا وَ َل يُخفّ ُ‬
‫نَجزِي كُلّ َكفُورٍ َوهُ ْم َيصْطَ ِرخُونَ فِيهَا رَبنَا أَخْرِ ْجنَا َنعْمَلْ صَالِحا َغيْ َر الّذِي ُكنّا نَعْ َملُ َأوَ َل ْم نعَمّرْكُمْ‬
‫ي مِ ْن َنصِيٍ"‪.‬‬ ‫مَا يَتَذَكر فِيهِ مَنْ تَذَكّ َر وَجَاءَكُ ُم النّذِير َفذُوقوا فَمَا لِلظّالِ ِم َ‬
‫ف َعنّا َيوْما مِ ْن اْلعَذَابِ قَالوا أوَ لَم تَكُ‬ ‫خفّ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَقَا َل الّذِينَ ف النّارِ َلخَ َزَنةِ َج ًهنّمَ ا ْدعُوا رّبكُ ْم يُ َ‬
‫ضلَلٍ"‪.‬‬ ‫تَأتِيكُمْ رُسلكُ ْم بِاْلبَّينَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَا ْدعُوا َومَا ُدعَا ُء اْلكَافِرِينَ إِلّ ف َ‬
‫حيَا"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬وَيتَجّنبُهَا ا َلشْقَى الّذِي يَصْلَى النّا َر الْ ُكبْرَى ثَمّ َل يَموت فِيهَا وَلَ َي ْ‬
‫وتقدم ف الصحيح‪ :‬أن أهل النار الذين هم أهلها‪ ،‬ل يوتون فيها‪ ،‬ول ييون‪ ،‬وف الديث التقدم ف‬

‫ذ بح الوت ب ي ال نة والنار ث يقال‪ " :‬يا أ هل ال نة خلود بل موت‪ ،‬و يا أ هل النار خلود بل موت"‪.‬‬

‫وكيف ينام من هو ف عذاب متوا صل ل يف تر عنه ساعة واحدة ول ل ظة? وقال تعال‪" :‬كلّمَا َخبَ تْ‬

‫‪544‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صعِيا"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصص َ‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصْ سص‬
‫زِ ْدنَاهُمص‬

‫ص الَرِيصق"‪.‬‬
‫ص غَمّص أعِيدوا فِيهَصا وذُوقُوا عَذَاب َ‬
‫ص يَخْ ُرجُوا ِمنْهَصا مِن ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬كلّمَصا أَرَادوا أَن ْ‬

‫وقال الِمام أح د‪ :‬حدث نا إبراه يم‪ ،‬حدث نا ا بن البارك‪ ،‬عن سعيد بن يز يد‪ ،‬عن أ ب ال سمح‪ ،‬عن ا بن‬

‫حجية‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال ف أهل النار‪" :‬إن الميم ليصب على رأس‬

‫أحدهصم‪ ،‬فينفصذ مصن المجمصة‪ ،‬حتص يلص إل جوفصه‪ ،‬فيسصلب مصا فص جوفصه‪ ،‬ثص يرق مصن قدميصه"‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬وال طبان‪ :‬والل فظ له من حد يث قط بة بن ع بد العز يز‪ ،‬عن الع مش‪ ،‬عن ش هر بن‬

‫عطية‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أم الدرداء‪ ،‬عن أب الدرداء قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"يلقى على أهل النار الوع‪ ،‬فيعدل ما هم فيه من العذاب‪ ،‬فيستغيثون بالطعام فيؤتون بطعام ذي غصة‪،‬‬

‫فيذكرون أنم كانوا يستغيثون ف الدنيا بالشراب‪ ،‬فيستغيثون بالشراب‪ ،‬فيؤتون بالميم‪ ،‬ف أكواب من‬

‫نار‪ ،‬فإذا أدنيت من وجوهه بم قشرت وجوههم‪ ،‬فإذا أدخلت بطونم قطعت بطونم‪ ،‬فيستغيثون عند‬

‫ذلك‪ ،‬فيقال لمصصصص‪" :‬أوَ لَمصصصصْ تصصصصك تَآتِيكُمصصصصْ رُسصصصصُُلكُ ْم بِاْلبَّينَاتصصصصِ"‪.‬‬

‫فيقولون‪ :‬بلى‪" :‬فيقال‪" :‬فادعوا ومصصا دعاء الكافِرِيصصن إِل فصص ضللٍ"‪ .‬فيقولون‪ :‬ادعوا لنصصا مالكا‪.‬‬

‫‪545‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيقولون‪" :‬يَصصصا مَالِكصصصُ ِليَقْصصصض عََليْنَصصصا َربّكصصصَ قَالَ ِإّنكُمصصصْ ما ِكثُونصصصَ"‪.‬‬

‫صصص"‪.‬‬
‫صصصا َقوْما ضَالّيَص‬
‫صصصا وَكًنّص‬
‫صصصا ِش ْقوَتُنَص‬
‫صصصا غََلبَتصصصصْ عََليْنَص‬
‫فيقولون‪" :‬ربّنَص‬

‫صصصصصصصصصا وَ َل تكَلّمُونصصصصصصصصصصِ"‪.‬‬
‫صئُوا فِيهَص‬
‫فيقال‪" :‬اخْسصصصصصصصصص َ‬

‫رواه الترمذي‪ :‬عصن الدارمصي‪ ،‬وحكصي عنصه أنصه قال‪ :‬الناس ل يعرفون هذا الديصث‪ .‬قال الترمذي‪ :‬إناص‬

‫يروى عن أب الدرداء‪.‬‬

‫طعام أهل النار وشرابم‬

‫صي مِنصصْ جُوع"‪.‬‬


‫ضرِيعصصٌ لَ يسصصْمِ ُن وَ َل ُيغْنِص‬
‫ص َطعَامصصٌ إِلّ مِنصصْ َ‬
‫قال ال تعال‪َ" :‬ليْسصصَ َلهُمص ْ‬

‫والضريع‪ :‬شوك بأرض الجاز يقال له‪ :‬الشبق‪ ،‬وف حديث الضحاك عن ابن عباس مرفوعا‪" :‬الضريع‪:‬‬

‫ش يء يكون ف النار‪ ،‬يقال‪ :‬يش به الشوك‪ .‬أمرّ من ال صب‪ ،‬وأن ت من الي فة‪ ،‬وأ شد حرا من النار‪ ،‬إذا‬

‫طع مه صاحبه ل يد خل الب طن‪ ،‬ول يرت فع إل ال فم‪ ،‬فيب قى ب ي ذلك‪ ،‬ول ي سمن ول يغ ن من جوع"‪،‬‬

‫وهذا حديصصصصصصصصصصصصصصصصث غريصصصصصصصصصصصصصصصصب جدا‪.‬‬

‫ص ٍة َوعَذَابا أَلِيما"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬إِنّصصصصص لَ َديْنَصصصصصا أْنكَالً وَ َجحِيما َوطَعَامَا ذَا غصصصصص ّ‬

‫‪546‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ج ّرعُ هُ وَ َل َيكَادُ‬
‫وقال‪" :‬وا سَْت ْفتَحُوا وَخَا بَ كلّ َجبّا ٍر َعنِيدٍ مِ نْ وَرَائِ هِ َج ًهنّ ُم ويئ سقَى مِ ْن مَاءٍ صَدِي ٍد َيتَ َ‬

‫ص غَلِيظصٌ"‪.‬‬
‫ص وَرَائِهصِ عَذَاب ٌ‬
‫ص َومِن ْ‬
‫ص مِنصْ كُ ّل َمكَانصٍ وَمَصا ُه َو بِ َميّت ٍ‬
‫يُسصِيغُ ُه َويَأتِيهصِ الْ َموْت ُ‬

‫وقال تعال‪" :‬ثّ ِإّنكُ ْم أّيهَا الضّالّو َن الْ ُمكَ ّذبُونَ لكلُونَ مِ ْن شَجَر مِنْ زَقوم فَمَاِلئُو َن ِمنْهَا البُطُونَ فَشَا ِربُونَ‬

‫ص َيوْمصصَ الدّيصصن"‪.‬‬
‫ص اْلهِيصصم هذَا نُزلُمص ْ‬
‫عََليْهصصِ مِنصصَ الْحَمِيصصم فَشَا ِربُونصصَ ُشرْبص َ‬

‫وقال تعال‪" :‬أذلِ كَ َخيْرٌ نزُلً أَ مْ شَجَرَة الزّقوم ِإنّ ا َجعَ ْلنَاهَا ِفْتَنةً لِلظّالِمِيَ ِإنّهَا َشجَ َرٌة تَخر جُ فِي أ صْل‬

‫شوْبا‬
‫شيَاطِي فَِإّنهُ مْ لكلو َن ِمْنهَا َفمَاِلئُو َن ِمنْهَا اْلبُطُو َن ثُمّ ِإنّ َلهُ مْ عََلْيهَا لَ َ‬
‫الْجَحِيم طَ ْل ُعهَا كَأنّ هُ ُرؤُو سُ ال ّ‬

‫جحِيصصصصصم"‪.‬‬
‫صصصص َمرْ ِج َعهُمصصصصصْ لِل الْ َ‬
‫صصصص إِنّص‬
‫مِنصصصصصْ حَمِيصصصصصم ثّص‬

‫وقال عبد ال بن البارك‪ :‬حدثنا صفوان بن عمرو‪ ،‬عن عبد ال بن بشر اليحصب‪ ،‬عن أب أمامة‪ ،‬عن‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف قول ال تعال‪َ " :‬ويُ سْقَى مِ نْ مَاءٍ صَدِي ٍد َيتَجَ ّرعُ هُ" قال‪" :‬يقرب إليه‬

‫فيتكر هه‪ ،‬فإذا أد ن م نه شوى وج هه‪ ،‬ووق عت فروة رأ سه ف يه‪ ،‬فإذا شر به ق طع أمعاءه‪ .‬ح ت يرج من‬

‫دبره"‪.‬‬

‫ص أ ْمعَا َءهُمصصصصصصصصْ"‪.‬‬
‫صقُوا مَاءً َحمِيما َفقَطّعصصصصصصص َ‬
‫قال ال تعال‪" :‬وَسصصصصصصص ُ‬

‫‪547‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص ِبئْسصصَ الشّرَابصصُ"‪.‬‬
‫شوِي الْوُجُوهص َ‬
‫ويقول ال تعال‪َ " :‬وإِنصصْ يَسصصَْتغِيثُوا ُيغَاثوا بِمَاءٍ كَالُهْصصل يَ ْ‬

‫رواه الترمدي‪ :‬عن سويد بن ن ضر‪ ،‬عن البارك‪ ،‬به نوه وقال‪ :‬ح سن غر يب‪ ...‬و ف حديثأ ب داود‬

‫الطيالسي‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن العمش عن ماهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم تل‬

‫ص وَ َل تَمُوتنّصصص إِلّ َوَأْنتُمصصصْ مُسصصصْلِمُونَ"‪.‬‬


‫هذه اليصصصة‪" .‬اّتقُوا ال حَقّصصص ُتقَاتِهصص ِ‬

‫فقال‪" :‬لو أن قطرة من الزقوم قطرت ف بار الدن يا‪ ،‬لف سدت على أ هل الدن يا معايش هم‪ ،‬فك يف ب ن‬

‫يكون طعامصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه"‪.‬‬

‫رواه الترمذي‪ :‬عن ممود بن غيلن‪ ،‬عن أب داود‪ ،‬قال‪ :‬حسن صحيح‪ ..‬ورواه النسائي‪ ،‬وابن ماجه‪،‬‬

‫من حديث شعبة به وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهي‪ ،‬حدثنا السن بن موسى الشيب‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪،‬‬

‫حدثنا دراج أبو السمح‪ ،‬أن أبا اليثم حدثه‪ :‬عن أب سعيد‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"لو أن دلوا مصصن غسصصاق يهراق فصص الدنيصصا لنتصص أهصصل الدنيصصا"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬من حديث دراج‪ ،‬وعن كعب الحبار أنه قال‪" :‬إن ال لينظر إل عبده يوم القيامة وهو‬

‫صه‪ ،‬غضبا‬
‫صيته وقدميص‬
‫غضبان‪ ،‬فيقول‪ :‬خذوه‪ ،‬فيأخذه مئة ألف ملك‪ ،‬أو يزيدون‪ ،‬فيجمعون بي ص ناصص‬

‫‪548‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫لغ ضب ال‪ ،‬في سحبونه على وج هه إل النار‪ ،‬فالنار أ شد غضبا من هم ب سبعي ضعفا‪ ،‬في ستغيث بشر بة‪،‬‬

‫فيسصصقى شربصصة يسصصقط منهصصا لمصصه وعصصصبه‪ ،‬ويكدس فصص النار‪ ،‬فويصصل له مصصن النار"‪.‬‬

‫وعنه أيضا أنه قال‪" :‬هل تدرون ما غساق? قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إنه عي ف جهنم‪ ،‬تسيل إليها حة كل ذي‬

‫حة‪ ،‬من حية أو عقرب‪ ،‬أو غي ذلك‪ ،‬يستنقع‪ ،‬يؤتى بالدمي فيغمس فيه غمسة واحدة‪ ،‬فيخرج وقد‬

‫سقط جلده عن العظام‪ ،‬ويعلق جلده ولمه ف كعبه‪ ،‬فيجر لمه كما ير الرجل ثوبه"‪.‬‬

‫ذكر أحاديت وَ َر َدتْ بَأسْماِئهَا وبَيَان صحيح ذلِك ِمنْ سَقيمه‬

‫ت َموَازِينُ هُ‪ ،‬فَأمّ ُه ها ِوَيةٌ"‪،‬‬


‫الاو ية‪ :‬قال ا بن جر يج‪ :‬أ سفل درك ف النار‪ ،‬قال ال تعال‪َ " :‬وَأمّ ا مَن خفّ ْ‬

‫قيصصصصل‪ :‬فأم رأسصصصصه هاويصصصصة‪ :‬أي سصصصصاقطة‪ ،‬مصصصصن الوى فصصصص النار‪.‬‬

‫كما ورد ف الديث‪" :‬إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط ال‪ ،‬يهوي با ف النار سبعي خريفا" وف‬

‫روايصصصصصصصة‪" :‬أبعصصصصصصصد مصصصصصصصا بيصصصصصصص الشرق والغرب"‪.‬‬

‫وق يل‪ :‬الراد بقوله‪ :‬فأ مه هاو ية‪ :‬أي الدرك ال سفل من النار‪ ،‬أو صفة النار من ح يث هي و قد ورد‬

‫الديصصصصصصصصصث باصصصصصصصصص يقوي هذا العنصصصصصصصصص وال أعلم‪.‬‬

‫‪549‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبو بكر أحد بن موسى بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن خالد بن ممد بن رستم‪ ،‬حدثنا ممد بن‬

‫طاهر بن أب الدميك‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن زياد‪ ،‬حدثنا عباد بن عباد‪ ،‬حدثنا روح بن السيب‪ :‬أنه سع‬

‫ثا بت البنا ن يدث عن أ نس بن مالك قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إذا مات الؤ من‬

‫ي سألونه ماذا ف عل فلن? ما فعلت فل نة? فإن كان مات ول يأت م‪ ،‬قالوا‪ :‬خولف به إل أ مه الاو ية‪،‬‬

‫فبئ ست الم‪ ،‬وبئ ست الرب ية‪ ،‬ح ت يقولوا‪ :‬ما ف عل فلن? هل تزوج? ما فعلت فل نة? هل تزو جت?‬

‫فيقولون‪ :‬دعوه يسصصصصصصتريح فقصصصصصصد خرج مصصصصصصن مركصصصصصصب"‪.‬‬

‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن عبد العلى‪ ،‬حدثنا ابن مسور‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الشعث بن عبد ال العمى‪،‬‬

‫قال‪" :‬إذا مات الؤمصن ذهصب بروحصه إل أرواح الؤمنيص‪ ،‬فيقولون‪ :‬زوجوا أخاكصم‪ ،‬فإنصه كان فص غصم‬

‫الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬ويسألونه ما فعل فلن? فيقول‪ :‬مات‪ ،‬أو ما جاءكم? فيقولون‪ :‬ذهب به إل أمه الاوية"‪.‬‬

‫وروى الافظ الضياء‪ :‬من طريق شريك القاضي‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عبد ال بن السائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن‬

‫عبد ال بن مسعود‪ ،‬قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬القتل ف سبيل ال يكفر الذنوب كلها أو‬

‫قال‪ :‬يكفر كل ذنب إل المانة‪ ،‬يؤتى بصاحب المانة فيقال له‪ :‬أ ّد أمانتك‪ ،‬فيقول‪ :‬أنّى يا رب‪ ،‬وقد‬

‫‪550‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ذهبت الدنيا?‪ -‬ثلث مرات‪ -‬فيقال‪ :‬اذهبوا به إل الاوية‪ ،‬فيذهب به إليها‪ ،‬فيهوي فيها حت ينتهي إل‬

‫قعرها‪ ،‬فيجدها هناك‪ ،‬كهيئتها‪ ،‬فيحملها‪ ،‬فيضعها على عاتقه‪ ،‬ث يصعد با ف نار جهنم‪ ،‬حت إذا رأى‬

‫أنه قد خرج‪ ،‬زلت وهوت‪ ،‬وهوى ف أثرها أبد البدين‪ ،‬قال‪ :‬والمانة ف الصلة‪ ،‬والمانة ف الصوم‪،‬‬

‫والما نة ف الوضوء‪ ،‬والما نة ف الد يث‪ ،‬وأ شد من ذلك الودائع‪ :‬قال‪ -:‬يع ن زاذان‪ -‬فلق يت الباء‬

‫فقلت‪ :‬أل تسصصصصمع مصصصصا يقول أخصصصصو عبصصصصد ال? فقال‪" :‬صصصصصدق"‪.‬‬

‫وهذا الديث ليس هو ف السند‪ ،‬ول ف شيء من الكتب الستة‪.‬‬

‫سجْن ف جهنم له بُولس أعاذنا ال عزّ وج ّل منه‬

‫تقدم ذكره ف حديث رواه الِمام أحد‪ :‬من حديث عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النب‬

‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫جب الزن‬

‫‪551‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال علي بن حرب‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن ممد‪ ،‬حدثنا عمار بن سيف‪ ،‬عن أب معاذ‪ ،‬عن ابن سيين‪،‬‬

‫عن أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ا ستعيذوا بال من جب الزن‪ ،‬قالوا‪ :‬يا‬

‫رسول ال‪ :‬وما جب الزن‪ .‬قال‪ :‬واد ف جهنم‪ ،‬تستعيذ جهنم منه كل يوم أربعمائة مرة‪ ،‬أعد للقراء‬

‫الرائيصصص بأعمالمصصص‪ ،‬وإن مصصصن أبغصصصض القراء ال ال الذيصصصن يراءون المراء الورة" ‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ :‬من حديث عمار بن سيف‪ ،‬عن أب معاذ وهو الصواب اختصره الترمذي‪،‬‬

‫وقال‪ :‬غريب‪ ،‬وعنده‪ -‬مائة مرة‪ .-‬و بسط ابن ماجه وعنده‪ :‬يراءون المراء الورة"‪.‬‬

‫ذكر نفر فيها هو مِ ْنهَا بنلة الوْساخ والقْذار والنّت ف الدنيا أعا َذنَا ال ّلهُ سبحانه وتعال مِنْهُ بنَه‬

‫و َكرَ ِمهِ‬

‫ل يدخل النة مدمن خر‪ ،‬ول قاطع رحم ول مصدق بسحر‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ،‬حدثنا العتمر بن سليمان‪ ،‬قال‪ :‬قرأت عن الفضل بن ميسرة‪،‬‬

‫من حد يث أ ب جر ير‪ ،‬أن أ با بردة حد ثه من حد يث أ ب مو سى‪ ،‬أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬

‫"ثلثة ل يدخلون النة‪ :‬مدمن خر‪ ،‬وقاطع رحم‪ ،‬ومصدق بالسحر‪ ،‬ومن مات مدمن المر سقاه ال‬

‫‪552‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫من ن ر الغو طة‪ ،‬ق يل‪ :‬و ما ن ر الغو طة‪ .‬قال‪ :‬ن ر يري من فروج الوم سات‪ ،‬يؤذي أ هل النار ر يح‬

‫فروجهن"‪.‬‬

‫ذكر وادي للم‬

‫قال السن بن سفيان‪ :‬حدثنا حبان بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن البارك‪ ،‬حدثنا يي بن عبيد ال‪ ،‬سعت أب‬

‫يقول‪ :‬سعت أ با هريرة يقول‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن ف جه نم لواديا يقال له للم‪،‬‬

‫وإن أودية جهنم لتستعيذ بال من حره" هذا حديث غريب‪.‬‬

‫ذكر واد وبئر فيها يقال له هبهب‬

‫قال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬حدثنا الزهر بن سفيان‪ ،‬حدثنا‬

‫ممد بن واسع‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على بلل بن أب بردة‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا بلل‪ ،‬إن أباك حدثن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪" :‬إن ف جه نم واديا يقال له هب هب‪ ،‬حق على ال أن ي سكنه كل‬

‫جبار‪ ،‬فإياك يصصصصصصصصصا فلن أن تكون منصصصصصصصصص يسصصصصصصصصصكنه"‪.‬‬

‫‪553‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد رواه الطبان‪ :‬من حديث سعيد بن سليمان‪ ،‬عن أزهر بن سنان‪ ،‬عن ممد بن واسع‪ :‬أنه دخل‬

‫على بلل بن أب بردة بن أب موسى‪ ،‬فقال له‪ :‬إن أباك حدثن‪ ،‬عن جدك‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم أنه قال‪" :‬إن ف جهنم واديا ف الوادي بئر يقال لا هبهب‪ ،‬على ال أن يسكنه كل جبار"‪ .‬تفرد‬

‫به أزهر بن سنان‪ ،‬وقد تكلم فيه بعض الفاظ ولينه‪.‬‬

‫ذكر وَيل وصعُود‬

‫معن الويل‬

‫قال ال تعال‪َ " :‬ويْ ٌل َي ْو َمئِذٍ لِلْ ُمكَذّبيَصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫صعُودا"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصص َ‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصأ ْرهِقُهُ صص‬
‫وقال‪" :‬سص‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن ليعة‪ ،‬عن دراج‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬عن رسول اللّه صلى‬

‫ال عليه وسلم قال‪" :‬ويل‪ :‬واد ف جهنم‪ ،‬يهوي فيه الكفار أربعي خريفا‪ ،‬قبل أن يبلغ قعره‪ ،‬والصعود‪:‬‬

‫جبصصل مصصن نار‪ ،‬يتصصصعد فيصصه سصصبعي خريفا‪ ،‬ثصص يهوي بصصه كذلك‪ ،‬فيصصه أبدا"‪.‬‬

‫وكذلك رواه الترمذي‪ ،‬عن عبد بن حيد‪ ،‬عن السن بن موسى الشيب‪ ،‬عن ابن ليعة‪ ،‬عن دراج ث‬

‫‪554‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬غريب ل نعرفه إل من طريق ابن ليعة‪ ،‬وقد رواه ابن جرير‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن عمرو‬

‫بصصن الارث‪ ،‬عصصن دراج بصصه‪ .‬وبكصصل حال فهصصو حديصصث غريصصب بصصل منكصصر‪.‬‬

‫والظهر ف تفسي ويل‪ ،‬أنه ضد السلمة والنجاة‪ ،‬كما تقول العرب‪ :‬ويل له‪ :‬ويا ويله‪ ،‬وويله‪.‬‬

‫معن صعود‬

‫و قد روى البزار‪ ،‬وا بن جر ير‪ ،‬وا بن أ ب حا ت‪ ،‬وا بن مردو يه‪ :‬من حد يث شر يك القا ضي‪ ،‬عن عمار‬

‫الذهب‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قوله‪ :‬صعودا‪" :‬هو جبل‬

‫ف النار‪ ،‬يكلف الكافر أن يصعده‪ ،‬فإِذا وضع يده عليه ذابت‪ ،‬فإِذا رفعها عادت‪ ،‬وإِذا وضع رجله عليه‬

‫ذابصصصصصصصصصصصصصصصصت‪ ،‬فإِذا رفعهصصصصصصصصصصصصصصصصا عادت"‪.‬‬

‫وقال قتادة‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬صعود صخرة ف جهنم يسحب عليها الكافر على وجهه‪ ،‬وقال السدي‪:‬‬

‫صصصصعود‪ :‬صصصصخرة ملسصصصاء فصصص جهنصصصم‪ ،‬يكلف الكافصصصر أن يصصصصعدها‪.‬‬

‫وقال ما هد‪ :‬سأرهقه صعودا‪ :‬أي مش قة من العذاب‪ ،‬وقال قتادة‪ :‬عذابا ل را حة ف يه‪ ،‬واختاره ا بن‬

‫جرير‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ذكر حياتا وعقاربا‬

‫أعاذنا ال منها‬

‫سبَ ّن الّذِي َن َيبْخلو َن بِمَا آتاه مُ اللّ ُه مِ نْ فَضلِ ِه ُهوَ َخيْرا َلهُ ْم بَ ْل ُهوَ شَ ّر لُ مْ‬
‫قال ال تعال‪" :‬وَ َل يَحْ َ‬

‫ص الْ ِقيَا َمةِ"‪.‬‬


‫صصصصصص َ‬
‫صصصصصصصِ َيوْمص‬
‫صيُ َطوّقُونَ مَصصصصصصصا بَخِلُوا بِهص‬
‫صصصصصص َ‬
‫سص‬

‫وثبت ف صحيح البخاري‪ :‬من طريق عبد ال بن دينار‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما من صاحب كن ل يؤدي زكاته‪ ،‬إل مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع‪ ،‬له‬

‫زبيبتان‪ ،‬يأخصصصصصصذ بلهزمتيصصصصصصه فيقول‪ :‬أنصصصصصصا مالك‪ ،‬أنصصصصصصا كنك"‪.‬‬

‫وف رواية‪" :‬يفر منه‪ ،‬وهو يتبعه‪ ،‬ويتقي منه فيلقم يده‪ ،‬ث يطوقه"‪ .‬وقرأ هذه الية‪ ،‬وقد روي مثله عن‬

‫ابصصصصصصصصصصصصصصصصصصن مسصصصصصصصصصصصصصصصصصصعود مرفوعا‪.‬‬

‫وقال العمش‪ :‬عن عبد ال بن مروة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن عبد ال بن دينار ف قوله تعال‪" :‬الّذِي نَ َكفَرُوا‬

‫ص بِمَصصا كَانوا يفْسصصدونَ"‪.‬‬


‫ص عَذَابا َفوْقصصَ اْلعَذَابص ِ‬
‫صبِيل اللّهصصِ ِز ْدنَاهمص ْ‬
‫وَصصصَدّوا عَنصصْ سص َ‬

‫قال‪ :‬عقارب لاصصصصصصصصصصصصص أذناب‪ ،‬كالنحصصصصصصصصصصصصصل الطوال‪.‬‬

‫‪556‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى البيهقي‪ :‬عن الاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن ممد بن إسحاق‪ ،‬عن أصبغ بن الفرج‪ ،‬عن ابن وهب‪،‬‬

‫عن عمرو بن الارث‪ ،‬أن دراجا حدثه‪ :‬أنه سع عبد ال بن الارث بن جزء الزبيدي‪ ،‬عن النب صلى‬

‫ال عليه وسلم‪" :‬إن ف النار ليات‪ ،‬أمثال أعناق البخت‪ ،‬يلسعن اللسعة أحدهم‪ ،‬فيجد حوها أربعي‬

‫خريفا"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثن ممد بن إدريس النظلي‪ ،‬حدثنا ممد بن عثمان أبو الماهي‪ ،‬عن‬

‫إساعيل بن عياش‪ ،‬عن سعيد بن يوسف‪ ،‬وعن يي بن أب كثي‪ ،‬عن أب سلم‪ ،‬حدثن الجاج بن عبد‬

‫ال الثمال‪ -‬وكان قد رأى ال نب صلى ال عل يه و سلم و حج م عه ح جة الوداع‪ -‬أن ن صر بن ن يب‪-‬‬

‫وكان من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وقدمائهم‪ -‬حدثه‪ :‬أن ف جهنم سبعي ألف وادٍ ‪ ،‬ف كل‬

‫واد سبعون ألف شعب‪ ،‬ف كل شعب سبعون ألف بيت‪ ،‬ف كل بيت سبعون ألف شق‪ ،‬ف كل شق‬

‫سبعون ألف ثعبان‪ ،‬ف شق كل ثعبان سبعون ألف عقرب‪ ،‬ل ينت هي الكا فر والنا فق ح ت يوا فق ذلك‬

‫كله‪.‬‬

‫وهذا موقوف‪ ،‬غريب جدا‪ ،‬بل منكر نكارة شديدة‪ ،‬وسعيد بن يوسف الذي حدث عنه به إساعيل ابن‬

‫‪557‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عياش مهول‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬وبتقدير إساعيل بن عياش له‪ ،‬عن يي بن أب كثي‪ ،‬فهو حجازي‪ ،‬وإساعيل‬

‫مصصصصصصصصن الشامييصصصصصصصص‪ ،‬وهصصصصصصصصو غيصصصصصصصص مقبول‪.‬‬

‫وقصصد ذكرهذا الثصصر فصص تاريهصص الكصصبي بنحصصو مصصن هذا السصصياق‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫وقصد ذكصر بعصض الفسصرين فص غصي وأثام‪ :‬أنمصا واديان مصن أوديصة جهنصم‪ ...‬أجارنصا ال منهصا‪..‬‬

‫ص َم ْوِبقَا"‪.‬‬
‫صصصصصا َبيَْنهُمصصصصص ْ‬
‫وقال بعضهصصصصصصم فصصصصصص قوله تعال‪" :‬وَ َجعَلْنَص‬

‫هصصصصصصصصصو نرصصصصصصصصص مصصصصصصصصصن قيصصصصصصصصصح ودم‪.‬‬

‫وقال ع بد ال بن عمرو‪ ،‬وما هد‪ :‬هو واد من أودية جه نم‪ ،‬وزاد ع بد ال بن عمرو‪ :‬يفرق يوم القيامة‬

‫بيصصصصصصصصصص أهصصصصصصصصصصل الدى‪ ،‬وأهصصصصصصصصصصل الضللة‪.‬‬

‫وروي البيهقي‪ :‬عن الاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن العباس الدوري‪ ،‬عن ابن معي‪ ،‬عن هشيم بن العوام بن‬

‫حوشب‪ ،‬عن عبد البار الولن‪ ،‬قال‪" :‬قدم علينا رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم دمشق‪،‬‬

‫فرأى ما ف الناس فقال‪ :‬وما يغن عنهم‪ .‬أليس من ورائهم الغلق? قيل‪ :‬وما الغلق? قال‪ :‬جب ف جهنم‪،‬‬

‫إِذا فتح هرب منه أهل النار"‪ .‬هكذا قال يي هرب منه أهل النار ول يقل فر منه‪.‬‬

‫‪558‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خطبة واعظة‪ ،‬ترغب وترهب من كان له قلب‪ ،‬أو ألقى السمع وهو شهيد‬

‫وروي البيه قي‪ ،‬عن الا كم‪ ،‬عن ال صم‪ ،‬عن إبراه يم بن مرزوق‪ ،‬ب صر‪ ،‬عن سعيد بن عا مر‪ ،‬عن‬

‫شعبة‪ .‬قال‪ :‬كتب إل منصور‪ ،‬وقرأته عليه‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن يزيد بن شجرة‪ ،‬قال‪ :‬كان يزيد بن شجرة‬

‫رجلً من الزهاد‪ ،‬وكان معاو ية ي ستعمله على اليوش‪ ،‬فخطب نا يوما‪ ،‬فح مد ال‪ ،‬وأث ن عل يه‪ ،‬ث قال‪:‬‬

‫أي ها الناس‪ ،‬اذكروا نع مة ال علي كم‪ ،‬لو ترون ما أرى‪ ،‬من ب ي أح ر وأ صفر‪ ،‬و من كل لون‪ -‬و ف‬

‫الرحال ما في ها‪ -‬إ نه إذا أقي مت ال صلة‪ ،‬فت حت أبواب ال سماء وأبواب ال نة‪ ،‬وز ين الور الع ي‪ ،‬وإِذا‬

‫أقبل أحدكم على القتال بوجهه‪ ،‬زينته الور العي‪ ،‬وانطلقن يقلن‪ :‬اللهم ثبته‪ ،‬اللهم انصره‪ ،‬فإِذا أدبر‪،‬‬

‫احتجب عنه‪ ،‬وقلن‪ :‬اللهم عليه فانلوا من دماء القوم فداكم أب وأمي‪ ،‬فإِن أول قطرة تقطر من دمائكم‪،‬‬

‫ي ط ال ب ا عن كم خطايا كم‪ ،‬ك ما ي ط ورق الش جر عن الغ صن‪ ،‬وتبتدره اثنتان من الور الع ي‪،‬‬

‫ويسحان التراب عن وجهه‪ ،‬ويقولن‪ :‬نن لك فداء‪ ،‬ويقول هو‪ :‬أنا لكما فداء‪ ،‬فيكسي مائة حلة‪ ،‬لو‬

‫وضعت بي إصبعي هاتي لوسعتاهن‪ ،‬ليست من نسج بن آدم‪ ،‬ولكنها من ثياب النة‪ ،‬إنكم مكتوبون‬

‫عند ال بأسائكم‪ ،‬وسيماكم‪ ،‬ونواكم‪ ،‬وحللكم‪ ،‬وحرامكم‪ ،‬ومالسكم‪ ،‬فإِذا كان يوم القيامة قيل‪ :‬يا‬

‫‪559‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فلن هذا نورك‪ ،‬يا فلن هذا نورك‪ ،‬يا فلن ل نور لك‪ ،‬وإن له نم ساحلً ك ساحل الب حر‪ ،‬ف يه هوام‬

‫وحيات‪ ،‬كالبخات البزل‪ ،‬فإِذا سأل أهل النار التخفيف قيل‪ :‬اخرجوا إل الساحل‪ ،‬فتأخذهم تلك الوام‬

‫بشفاه هم‪ ،‬وجنوب م‪ ،‬وب ا شاء من ذلك‪ ،‬في سلطها علي هم‪ ،‬فيجعون فيتأدون إل مع ظم النار‪ ،‬وي سلط‬

‫عليهم الرب‪ ،‬حت إن أحدهم ليحك جلده حت يبدو العظم‪ ،‬فيقال‪ :‬يا فلن‪ :‬هل يؤذيك هذا? فيقول‪:‬‬

‫صصصصصص‪.‬‬
‫صصصصصصت تؤذي الؤمنيص‬
‫صصصصصص كنص‬
‫صصصصصصم‪ ،‬فيقال له‪ :‬ذلك باص‬
‫نعص‬

‫وقال الترمذي‪ :‬بإِسناده عن أب سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من سأل ال النة‬

‫ثلث مرات‪ ،‬قالت ال نة‪ :‬الل هم أدخله ال نة‪ ،‬و من ا ستجار من النار ثلثا‪ ،‬قالت النار‪ :‬الل هم أجره من‬

‫النار"‪.‬‬

‫رحة ال قريب من يستجي به ملصا من حر النار وزمهريرها‬

‫وروى البيهقي‪ :‬عن أب سعيد‪ ،‬عن أب حجية‪ ،‬والكثر عن أب هريرة‪ ،‬أن أحدها حدثه‪ :‬عن رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إذا كان يوم حار‪ ،‬ألقى ال سعه وبصره إل أهل السماء‪ ،‬وأهل الرض‪،‬‬

‫فإِذا قال العبد‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬ما أشد حر هذا اليوم? اللهم أجرن من حر نار جهنم‪ .‬قال ال لهنم‪ :‬إن‬

‫‪560‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عبدا من عبادي قد استجار ب منك‪ ،‬وإن أشهدك أن قد أجرته‪ ،‬وإذا كان يوم شديد البد‪ ،‬ألقى ال‬

‫سعه وبصره إل أهل السماء‪ ،‬وأهل الرض‪ ،‬فإذا قال العبد‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬ما أشد برد هذا اليوم? اللهم‬

‫أجر ن من برد زمهرير جه نم‪ ،‬قال ال لهنم‪ :‬إن عبدا من عباد يَ قد ا ستجار ب من زمهريرك‪ ،‬وإ ن‬

‫أشهدك أن قد أجرته"‪ .‬قالوا‪ :‬وما زمهرير جهنم? قال‪" :‬حيث يلقي ال الكافر‪ ،‬فيتميز من شدة بردها‬

‫بعضه من بعض"‪.‬‬

‫فصل‬

‫دركات جهنم‬

‫نستعيذ بال من عذابا‬

‫قال القرطب‪ :‬قال العلماء‪" :‬أعلى الدركات جهنم‪ ،‬وهي متصة بالعصاة من أمة ممد صلى ال عليه‬

‫و سلم و هي ال ت تلي من أهل ها فت صفق الرياح أبواب ا‪ ،‬ث ل ظى‪ ،‬ث الط مة‪ ،‬ث ال سعي‪ ،‬ث سقر‪ ،‬ث‬

‫الحيصصصصصصصصصصصصم‪ ،‬ثصصصصصصصصصصصص الاويصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫‪561‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الضحاك‪ :‬فص الدرك العلى الحمديون‪ ،‬وفص الثانص النصصارى‪ ،‬وفص الثالث اليهود‪ ،‬وفص الرابصع‬

‫الصابئون‪ ،‬وف الامس‪ ،‬الجوس‪ ،‬وف السادس مشركو العرب‪ ،‬وف السابع النافقون قلت‪ :‬هذه الراتب‬

‫وتصيصها بؤلء‪ ،‬ما يتاج إثباته إل سند صحيح إل العصوم الذي‪َ " :‬ومَا َينْطِ ُق عَن اْل َهوَى إن هوَ إِلّ‬

‫وَحْيصصصصصصصصصصٌ يُوحَصصصصصصصصصصى عًلّمَهصصصصصصصصصصُ شدِي ُد الْقوَى"‪.‬‬

‫ومعلوم أن هؤلء كلهصم يدخلون النار‪ ،‬ولكصن كونصه على هذه الصصفة والترتيصب ال أعلم بذلك‪...‬‬

‫فأمصصصصا النافقون‪ :‬ففصصصصي الدرك السصصصصفل مصصصصن النار بنصصصصص القرآن ل مالة‪.‬‬

‫قال القرطب‪" :‬ومن هذه الساء ما هو علم للنار كلها لملتها‪ ،‬نو جهنم‪ ،‬وسعي‪ ،‬ولظى‪ ،‬فهذه أعلم‪،‬‬

‫وليست لباب دون باب"‪ .‬وصدق فيما قال‪ ،‬رضي ال عنه‪.‬‬

‫ذكر بعض أفاعي جهنم والعياذ بال تعال‬

‫وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬أخبن عمرو‪ ،‬بأن دراجا أبا السمح حدثه‪ :‬أنه سع عبد ال بن الارث‬
‫بن جزء الزبيدي يدث عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن ف النار ليات‪ ،‬أمثال أعناق البخت‪،‬‬
‫يلسعن أحدهم اللسعة‪ ،‬فيجد حوها أربعي خريفا"‪.‬‬

‫‪562‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا أبو يزيد القراطيسي‪ ،‬حدثنا أسد بن موسى حدثنا إساعيل ب ِن عباس‪ ،‬عن الربيع‪،‬‬

‫عن الباء بن عازب‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن قول ال تعال‪ِ " :‬ز ْدنَاهُ ْم عَذَابا فوْ قَ‬

‫الْعَذَابصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصِ"‪.‬‬

‫صصصصصم‪.‬‬
‫صصصصص جهنص‬
‫صصصصصم فص‬
‫صصصصصل الطوال تنهشهص‬
‫فقال‪ :‬عقارب أمثال النحص‬

‫وقصد رواه الثوري‪ :‬عصن العمصش‪ ،‬عصن عبصد ال بصن مرة‪ ،‬عصن مسصروق‪ ،‬عصن ابصن مسصعود‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا شجاع بن أشرس‪ ،‬حدثنا إساعيل بن عباس‪ ،‬عن ممد بن عجلن‪،‬‬

‫عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن كعب الحبار قال‪" :‬حيات جهنم أمثال الودية‪ ،‬وعقاربا‬

‫كأمثال القلع‪ ،‬وإن لا أذنابا كأمثال الرماح‪ ،‬يلقى أحدها الكافر‪ ،‬فيلسعه‪ ،‬فيتناثر لمه على قدميه"‪.‬‬

‫ذكر بكَاء أهل النار فيها‬

‫أجارنا اللّه َع ّز َوجَ ّل مِنها‬

‫قال أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا عبد ال بن عبد الصمد بن أب خراش‪ ،‬حدثنا ممد بن حي‪ ،‬عن ابن‬

‫البارك‪ ،‬عن عمران بن زيد‪ ،‬حدثنا يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬

‫‪563‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عليه وسلم يقول‪" :‬يا أيها الناس‪ :‬ابكوا‪ ،‬فإِن ل تبكوا فتباكوا‪ ،‬فإِن أهل النار يبكون ف النار‪ ،‬حت تسيل‬

‫دموعهم ف وجوههم‪ ،‬كأن ا جداول‪ ،‬وحت تنقطع الدموع‪ ،‬فتقرح العيون‪ ،‬فلو أن سفنا أرسلت فيها‬

‫لرت"‪.‬‬

‫ورواه ا بن ما جه‪ :‬من حد بث الع مش‪ ،‬عن يز يد الرقا شي‪ ،‬عن أ نس به نوه‪ ،‬وقال أ بو ب كر بن أ ب‬

‫الدن يا‪ ،‬حدث ن م مد بن العباس‪ ،‬حدث نا حاد الريري‪ ،‬عن ز يد بن رف يع‪ ،‬رف عه‪ :‬قال‪" :‬أ هل النار إذا‬

‫صصصصصصصصصصح زمانا"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصص بكوا القبص‬
‫دخلوا النار‪ ،‬بكوا الدموع زمانا‪ ،‬ثص‬

‫فيقول ل م الز نة‪ :‬يا مع شر الشقياء‪ :‬ترك تم البكاء ف الدار الرحوم في ها أهل ها ف الدن يا‪ ،‬هل تدون‬

‫اليوم من ت ستغيثون به? قال‪ :‬فيفعون أ صواتم‪ .‬يا أ هل ال نة‪ :‬يا مع شر الباء والمهات‪ ،‬والولد‪:‬‬

‫خرجنا من القبور عطاشا‪ ،‬وكنا طول الوقف عطاشا‪ ،‬ونن اليوم عطاش‪ ،‬فأفيضوا علينا من الاء‪ ،‬أو ما‬

‫رزقكم ال‪ ،‬قال فيودعون أربعي سنة‪ ،‬ل ييبهم أحد‪ ،‬ث يابون‪ :‬إنكم ماكثون‪ .‬قال‪ :‬فييأسون من كل‬

‫خيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص‪.‬‬

‫صصصصَ"‪.‬‬
‫صصصصْ فِيهَصصصصا كَالِحونص‬
‫ص النّا ُر َوهُمص‬
‫صصص ُ‬
‫ص وُجُو َههُمص‬
‫صصص ُ‬
‫قوله تعال‪" :‬تَ ْلفَحص‬

‫‪564‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الِمام أح د‪ :‬حدث نا علي بن إ سحاق‪ ،‬حدث نا ع بد ال‪ ،‬هو ا بن البارك‪ ،‬أخب نا سعيد بن يز يد أ بو‬

‫شجاع‪ ،‬عن أب السمح‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قرأ‪َ " :‬وهُ مْ فِيهَا‬

‫كَالِحُو نَ"‪ .‬ث قال‪" :‬تشو يه النار‪ ،‬فتتقلص شف ته العل يا و سط رأ سه‪ ،‬وت سترخي شف ته الدن يا‪ ،‬ح ت تبلغ‬

‫سصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصرته"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد‪ ،‬عن البارك به‪ ،‬وقال‪ :‬حسن صحيح غريب‪ ،‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا أحد‬

‫بن ممد بن يي الفزار‪ :‬حدثنا الضر بن علي بن يوسف القطان‪ :‬حدثنا عم الارث بن الضر القطان‪،‬‬

‫حدثنا سعيد بن سعد القري‪ ،‬عن أخيه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب الدرداء‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫ص النّارُ"‪.‬‬
‫ص وُجُو َههُمصصصصصص ُ‬
‫وسصصصصصصصلم فصصصصصصص قول ال‪" :‬تَ ْلفَحصصصصصص ُ‬

‫قال‪" :‬تلفحهم لفحة‪ ،‬فتسيل لومهم على أعقابم"‪.‬‬

‫أحاديث شت ف صفة النار وأهلها‬

‫قال‪ :‬أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد بن حنبل‪ ،‬حدثنا أبو الشعثاء‪ ،‬عن أب السن‬
‫الواسطي‪ ،‬حدثنا خالد بن نافع الشعري‪ ،‬عن سعيد بن أب بردة‪ ،‬عن أب موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬إِذا اجتمع أهل النار ف النار‪ ،‬ومعهم من شاء ال من أهل القبلة‪ ،‬قال الكفار‬

‫‪565‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫للمسلمي‪ :‬أل تكونوا مسلمي? قالوا‪ :‬بلى قالوا‪ :‬فما أغن عنكم الِسلم‪ ،‬وقد صرت معنا ف النار?‬
‫قالوا‪ :‬كانت لنا ذنوب فأخذنا با‪ ،‬فسمع ال ما قالوا? فأمرِ بن كان ف النار من أهل القبلة‪ ،‬فأخرجوا‪،‬‬
‫خرُج كَمَا خَ َرجُوا"‪.‬‬
‫ي فنَ ْ‬‫فلما رأى ذلك من بقي من الكفار‪" :‬قَالُوا يَا َلْيَتنَا ُكنّا مُسْلِ ِم َ‬
‫شيْطَانِ الرّجِيم آلر تِلْكَ آيَاتُ اْل ِكتَابِ وقرآن‬
‫ث قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ" :‬أعُوذُ باللّ ِه مِنَ ال ّ‬
‫سلِمِيَ"‪.‬‬ ‫ُمبِي ربَمَا َيوَ ّد الّذِينَ َكفَرُوا َلوْ كَانوا مُ ْ‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا موسى بن هارون‪ ،‬حدثنا إسحاق بن راهويه‪ ،‬قال‪ :‬قلت لب أمامة‪ :‬أحدثكم أبو‬

‫روق عط ية بن الارث‪ ،‬حدث ن صال بن أ ب طر يف‪ ،‬سألت أ با سعيد الدري‪ ،‬قلت له هل سعت‬

‫ُسصِلمِيَ"‪.‬‬
‫ِينص َكفَرُوا لَو كَانُوا م ْ‬
‫رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم يقول فص هذه اليصة‪ُ " :‬ربَمَا َيوَ ّد الّذ َ‬

‫قال‪ :‬نعصصم‪ :‬سصصعته يقول‪" :‬يرج ال أناسصصا مصصن النار‪ ،‬مصصا يأخصصذ نقمتصصه منهصصم"‪.‬‬

‫وقال‪" :‬ل ا أدخل هم ال النار مع الشرك ي‪ ،‬قال ل م الشركون‪ :‬تزعمون أن كم أولياء ال ف الدن يا‪ ،‬ف ما‬

‫بالكم معنا ف النار‪ .‬فإِذا سع ال ذلك منهم‪ ،‬أذن ف الشفاعة لم‪ ،‬فشفع اللئكة‪ ،‬وشفع النبيون‪ ،‬وشفع‬

‫الؤمنون‪ ،‬ح ت يرجوا بإِذن ال‪ ،‬فإِذا رأى الشركون ذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬ليت نا ك نا مثل هم‪ ،‬لتدرك نا الشفا عة‪،‬‬

‫فنخرج معهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصم"‪.‬‬

‫قال فذلك قول ال تعال‪ُ " :‬ربَمَصصصصصا َيوَ ّد الّذِينصصصصصَ َكفَرُوا َلوْ كَانُوا مُسصصصصصْلِ ِميَ"‪.‬‬

‫في سمون ف ال نة الهنمي ي‪ ،‬من أ جل سواد ف وجوه هم‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا رب أذ هب ع نا هذا ال سم‪،‬‬

‫‪566‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيأمرهصم‪ ،‬فيغتسصلون فص نرص النصة‪ ،‬فيذهصب ذلك السصم عنهصم"‪ .‬فأقصر بصه أبصو أسصامة وقال‪ :‬نعصم‪...‬‬

‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن العباس‪ -‬هو الخزم‪ ،‬حدثنا ممد بن منصور الطوسي‪ ،‬حدثنا صال بن‬

‫إ سحاق‪ ،‬حدثنا يي بن مع ي‪ ،‬حدثنا معروف بن وا صل‪ ،‬عن يعقوب بن أ ب نباتة‪ ،‬عن عبد الرح ن‬

‫الغر‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ناسا من أَهل ل إله إل ال‬

‫يدخلون النار بذنوب م‪ ،‬فيقول أ هل اللت والعزى‪ :‬ما أغ ن عن كم قول كم ل إله إل ال‪ ،‬وأن تم مع نا ف‬

‫النار? فيغضب ال لم فيخرجهم‪ ،‬فيلقيهم ف نر الياة‪ ،‬فيبؤون من ُحرَِقهِمْ كما يبأ القمر من كسوفه‬

‫فيدخلون النصصصصصصصة‪ ،‬ويسصصصصصصصمون فيهصصصصصصصا الهنمييصصصصصصص"‪.‬‬

‫فقال رجل‪ :‬يا أنس‪ :‬أنت سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ‬

‫مقعده من النار‪ ،‬ف هل سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول هذا? فقال أ نس‪ :‬سعت هذا من‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم اله بذ‪ .‬قال ال طبان‪ :‬ل يروه عن معروف بن وا صل‪ ،‬إل صال بن‬

‫إسحاق‪.‬‬

‫أَثر غَريب وسِيَاق َعجِيب‬

‫‪567‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا عبد الرحن القرشي‪ ،‬حدثنا طلحة بن سنان‪ ،‬حدثنا عبد اللك بن‬

‫أب‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪" :‬يؤتى بهنم يوم القيامة‪ ،‬تقاد بسبعي ألف زمام‪ ،‬آخذا بكل زمام‬

‫سبعون ألف ملك‪ ،‬وهي تايل عليهم‪ ،‬حت يوقف عن يي العرش‪ ،‬ويلقي ال عليها الذل يومئذ فيوحي‬

‫ال إلي ها‪ ،‬ما هذا الذل? فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬أخاف أن تكون لك ف نق مة‪ ،‬فيو حي ال إلي ها‪ :‬إن ا خلق تك‬

‫نقمة‪ ،‬وليس ل فيك نقمة‪ ،‬فيوحي ال إليها‪ ،‬فتزفر زفرة ل تبقى دمعة ف عي إل جرت‪ ،‬قال‪ :‬ث تزفر‬

‫أخرى‪ ،‬فل يب قى ملك مقرب‪ ،‬ول نب مر سل‪ ،‬إل صعق‪ ،‬إل نبيكم‪ ،‬نب الرح ة‪ ،‬يقول‪ :‬يا رب‪ ،‬أم ت‬

‫أمت"‪.‬‬

‫أثر آخر من أغرب الخبار‪:‬‬

‫وقال الافظ أبو نعيم الصبهان‪ :‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا أحد بن ممد بن السي البغداري‪ ،‬حدثنا إبراهيم‬
‫بن عبد ال بن النيد‪ ،‬حدثنا عبيد ال بن ممد بن عائشة‪ ،‬حدثنا مسلم الواص‪ ،‬عن فرات بن السائب‪،‬‬
‫عن زاذان‪ ،‬قال‪ :‬سعت كعب الحبار يقول‪" :‬إذا كان يوم القيامة‪ ،‬جع ال الولي والخرون ف صعيد‬
‫واحد‪ ،‬فنلت اللئكة‪ ،‬فصاروا صفوفا‪ ،‬فيقال‪ :‬يا جبيل ائتن بهنم‪ ،‬فيأت با جبيل‪ ،‬تقاد بسبعي ألف‬
‫زمام‪ ،‬حت إذا كانت من اللئق على قدر مائة عام‪ ،‬زفرت زفرة طارت لا أفئدة اللئق‪ ،‬ث زفرت‬
‫ثانيا‪ ،‬فل يبقى ملك مقرب‪ ،‬ول نب مرسل‪ ،‬إل جثا على ركبتيه‪ ،‬ث زفرت الثالثة‪ ،‬فبلغت القلوب‬
‫الناجر‪ ،‬وذهلت العقول‪ ،‬فيفزع كل امرىء ال عمله‪ ،‬حت إبراهيم الليل‪ ،‬يقول‪ :‬بلت ل أسألك إل‬

‫‪568‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫نفسي‪ ،‬وإن عيسى ليقول‪ :‬با أكرمتن ل أسألك إل نفسي‪ .‬ل أسألك لري الت ولدتن‪ ،‬أما ممد صلى‬
‫ال عليه وسلم فيقول‪ :‬ل أسألك اليوم نفسي‪ ،‬إنا أسألك أمت‪ .‬قال‪ :‬فيجيبه الليل‪ :‬أوليائي من أمتك ل‬
‫خوف عليهم ول هم يزنون‪ ،‬فوعزت وجلل لقرن عينك ف أمتك‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث تقف اللئكة بي يدي ال عز وجل‪ ،‬ينظرون ما يؤمرون به‪ ،‬فيقول لم الرب تعال وتقدس‪:‬‬

‫معاشر الزبانية‪ :‬انطلقوا بالصرين من أهل الكبائر من أمة ممد صلى ال عليه وسلم إل النار‪ ،‬فقد اشتد‬

‫غ ضب بتهاون م بأمري ف دار الدن يا‪ ،‬وا ستخفافهم ب قي‪ ،‬وانتهاك هم حرم ت‪ ،‬ي ستخفون من الناس‪،‬‬

‫ويبارزون‪ ،‬مع كرامت لم‪ ،‬وتفضيلي إياهم على المم‪ ،‬ل يعرفوا فضلي‪ ،‬وعظم نعمت‪ ،‬فعندها تأخذ‬

‫الزبانية بلحى الرجال‪ ،‬وذوائب النساء‪ ،‬فينطلق بم إل النار‪ ،‬وما من عبد يساق إل النار من غي هذه‬

‫المة إل مسودا وجهه‪ ،‬وقد وضعت النكال ف قدمه‪ ،‬والغلل ف عنقه‪ ،‬إل ما كان من هذه المة‪،‬‬

‫فإنمص يسصاقون بأوانمص‪ ،‬فإذا وردوا على مالك قال لمص‪ :‬معاشصر الشقياء أي أمصة أنتصم? فمصا ورد على‬

‫أحسن وجوها منكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا مالك‪ :‬نن أمة القرآن‪ ،‬فيقول لم‪ :‬معاشر الشقياء‪ :‬أو ليس القرآن‬

‫أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم? قال‪ :‬فيفعون أصواتم بالنحيب والبكاء‪ ،‬واممداه‪ .‬يا ممد اشفع‬

‫لنص أمصر بصه إل النار مصن أمتصك‪ .‬قال‪ :‬فينادي مالك‪ :‬يصا مالك? مصن أمرك بعاتبصة الشقياء وماكمتهصم‬

‫والتوقف عن إدخالم العذاب? يا مالك‪ :‬ل تسود وجوههم‪ ،‬فقد كانوا يسجدون ل رب العالي‪ ،‬ف‬

‫‪569‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫دار الدنيا‪ ،‬يا مالك‪ :‬ل تثقلهم بالغلل‪ ،‬فقد كانوا يغتسلون من النابة‪ ،‬يا مالك‪ :‬ل تقيدهم بالنكال‪،‬‬

‫فقد طافوا حول بيت الرام‪ ،‬يا مالك‪ :‬ل تلبسهم القطران‪ ،‬فقد خلعوا ثيابم للِحرام‪ ،‬يا مالك‪ :‬قل للنار‬

‫تأخذ هم على قدر أعمال م‪ ،‬فالنار أعرف ب م‪ ،‬وبقاد ير ا ستحقاقهم‪ ،‬من الوالدة بولد ها‪ ،‬فمن هم من‬

‫تأخذه النار إل كعبيه‪ ،‬ومنهم من تأخذه إل ركبتيه‪ ،‬ومنهم من تأخذه النار إل سرته‪ ،‬ومنهم من تأخذه‬

‫إل صدره‪ ،‬قال‪ :‬فإذا انتقم ال منهم على قدر كبائرهم وعتوهم وإصرارهم‪ ،‬فتح بينهم وبي الشركي‬

‫بابا‪ ،‬وهصم فص الدرك العلى مصن النار‪ ،‬ل يذوقون فيهصا بردا ول شرابا‪ ،‬يبكون‪ ،‬ويقولون‪ :‬يصا ممداه‪:‬‬

‫ار حم من أم تك الشقياء‪ ،‬واش فع ل م‪ ،‬ف قد أكلت النار لوم هم‪ ،‬وعظام هم‪ ،‬ودماء هم‪ ،‬ث ينادون‪ :‬يا‬

‫رباه‪ :‬يا سيداه‪ :‬ارحم من ل يشرك بك ف دار الدنيا‪ ،‬وإن كان قد أساء‪ ،‬وأخطأ‪ ،‬وتعدى‪ ،‬فعندها يقول‬

‫الشركون‪ :‬ما أغ ن عن كم إيان كم بال وبح مد? فيغ ضب ال لذلك فيقول‪ :‬يا جب يل‪ :‬انطلق‪ ،‬فأخرج‬

‫من ف النار من أمة ممد صلى ال عليه وسلم فيخرجهم ضبائر قد امتحشوا‪ ،‬فيلقيهم على نر على باب‬

‫النة‪ ،‬يقال له نر الياة‪ ،‬فيمكثون حت يعودوا أنضر ما كانوا‪ ،‬ث يأمر اللئكة بإدخالم عتقاء الرحن‬

‫من أمة ممد صلى ال عليه وسلم فيعرفون من بي أهل النة بذلك‪ ،‬فيتضرعون إل ال أن يحو عنهم‬

‫‪570‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫تلك السمة‪ ،‬فيمحوها ال عنهم‪ ،‬فل يعرفون با بعد ذلك من بي أهل النة"‪ .‬لبعض هذا الثر شواهد‬

‫مصصصصصصصصصصن أحاديصصصصصصصصصصث أخصصصصصصصصصصر‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫وسيأت بعد ذكر أحاديث الشفاعة‪ ،‬آخر من يرج من النار‪ ،‬ويدخل النة‪ ،‬إن شاء ال تعال‪.‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫ذكر الَحاديث الواردة ف شفاعة رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم يوم القيامة و بيان أنواعها وت ْعدَادِها‬

‫الشفاعة العظمى‬

‫فالنوع الول من ها‪ :‬شفاع ته الول‪ ،‬و هي العظ مى‪ ،‬الا صة به‪ ،‬من ب ي سائر إخوا نه من الؤمن ي‪،‬‬

‫والرسلي‪ ،‬صلوات ال وسلمه عليه وعليهم أجعي وهي الت يرغب إليه فيها اللق كلهم‪ ،‬حت الليل‬

‫إبراه يم‪ ،‬ومو سى الكل يم‪ ،‬ويتو سل الناس إل آدم‪ .‬ف من بعده من الر سلي‪ ،‬ف كل ي يد عند ها‪ ،‬ويقول‪:‬‬

‫لست بصاحبها‪ ،‬حت ينتهي المر إل سيد ولد آدم ف الدنيا والخرة‪ ،‬ممد رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪571‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلم دائما‪ ،‬فيقول‪" :‬أنا لا‪ ،‬أنا لا" فيذهب‪ ،‬فيشفع عند ال‪ -‬عز وجل‪ -‬ف أن يأت للفصل بي عباده‪،‬‬

‫ويريهم من مقام هم ذلك‪ ،‬وييز بي مؤمنهم وكافرهم بجازاة الؤمني بالنة‪ ،‬والكافرين بالنار‪ ،‬وقد‬

‫ك َمقَاما‬
‫ك عَ سَى أَ نْ َيْبعَثَ كَ ربّ َ‬
‫ذكر نا ذلك ع ند تف سي سورة سبحان‪َ " :‬ومِ نَ اللّيْل َفَتهَجّ ْد بِ ِه نَافَِلةً لّ َ‬

‫مّحْمُودا"‪.‬‬

‫وقد قدمنا الحاديث الدالة على هذا القام‪ ،‬با فيه كفاية‪ ،‬ول المد والنة‪.‬‬

‫ما خص به رسول ال صلى ال عليه وسلم دون جيع النبياء والرسلي عليهم صلوات ال أجعي‬

‫وثبت ف الصحيحي‪ :‬من طريق هشام‪ ،‬عن سيار‪ ،‬عن يزيد‪ ،‬عن جابر بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬أعطيت خسا ل يعطهن أحد من النبياء قبلي‪ :‬نصرت بالرعب مسية شهر‪،‬‬
‫وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا‪ ،‬وأحلت ل الغنائم‪ ،‬ول تل لحد قبلي‪ ،‬وأعطيت الشفاعة‪ ،‬وكان‬
‫النب يبعث إل قومه‪ ،‬وبعثت إل الناس عامة"‪.‬‬
‫وقد رواه أبو داود الطيالسي‪ :‬عن شعبة‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن أب ذر‪.‬‬
‫فقوله‪ :‬وأعطيت الشفاعة‪ ،‬يعن بذلك الشفاعة العظمى‪ ،‬وهي الول‪ ،‬الت يشفع فيها عند ال عز وجل‪،‬‬
‫ليأت لفصل القضاء‪ ،‬وهي الت يرغب إليه فيها اللق كلهم‪ ،‬حت الليل إبراهيم‪ ،‬وموسى الكليم‪ ،‬وسائر‬
‫النبيي‪ ،‬والرسلي‪ ،‬والؤمني‪ ،‬ويعترف با الولون‪ ،‬والخرون‪ ،‬فهذه هي الشفاعة الت اختص با دون‬
‫غيه‪ ،‬فأما الشفاعة ف العصاة‪ ،‬فكما ثبتت لغيه من النبياء‪ ،‬وكذلك ثبتت للملئكة وسائر النبيي كما‬
‫سيأت بيانه‪ ،‬فيما نورده من الحاديث الصحيحة‪ ،‬إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫وقال الوزاعي‪ :‬عن أب عمار‪ ،‬عن عبد ال بن فروخ‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪572‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلم قال‪" :‬أنا أول من تنشق عنه الرض‪ ،‬وأول شافع‪ ،‬وأول مشفع"‪.‬‬
‫وكذلك رواه البيهقي‪ ،‬عن معمر بن راشد‪ ،‬عن ممد بن عبد ال بن أب يعقوب‪ ،‬عن بشر بن سعاف‪،‬‬
‫عن عبد ال بن سلم‪ ،‬قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم‪ ،‬ول فخر‪ ،‬وأنا أول‬
‫من تنشق عنه الرض‪ ،‬وأنا أول شافع ومشفع‪ ،‬وبيدي لواء المد‪ ،‬حت آدم‪ ،‬فمن دونه"‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم‪ :‬من طريق عبد الرحن بن أب ليلى‪ ،‬عن أب بن كعب‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إن رب أرسل إل‪ :‬أن أقرأ القرآن على حرف‪ ،‬فرددت عليه‪ :‬يا رب‪ :‬هون على أمت‪ ،‬فرد‬
‫عليّ الثانية‪ :‬أن أقرأه على حرف‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رب‪ :‬هون على أمت‪ ،‬فرّد عل ّي الثالثة‪ :‬أن اقرأه على‬
‫سبعة أحرف‪ ،‬ولك بكل ردة رددتا مسألة تسألنيها‪ ،‬فقلت‪ :‬اللهم اغفر لمت‪ ،‬وأخرجت الثانية إل يوم‬
‫يرغبَ إلّ فيه اللق حت إبراهيم"‪.‬‬
‫النوع الثان والثالث من الشفاعة‪ ،‬شفاعته صلى ال عليه وسلم ف أقوام قد تساوت حسناتم وسيئاتم‬
‫ليدخلوا النة‪ ،‬وف أقوام آخرين قد أمر بم إل النار‪ ،‬أن ل يدخلوا‪.‬‬
‫قال الافظ أبو بكر بن أب الدنيا ف كتابه الهوال‪ :‬حدثنا سعيد بن ممد الرمي‪ ،‬حدثنا أبو عبيدة‬
‫الداد‪ ،‬حدثنا ممد بن ثابت البنان‪ ،‬عن عبيد ال بن عبد ال بن الارث بن نوفل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ينصب للنبياء يوم القيامة منابر من ذهب‪،‬‬
‫فيجلسون عليها‪ ،‬قال‪ :‬ويبقى منبي‪ ،‬ل أجلس عليه‪ ،‬قائما بي يدي ال عز وجل‪ ،‬منتصبا بأمت مافة‬
‫أن يبعث ب إل النة‪ ،‬ويبقى أمت بعدي‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬أمت‪ ،‬فيقول ال‪ :‬يا ممد‪ :‬وما تريد أن أصنع‬
‫بأمتك? فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬عجل حسابم‪ ،‬فيدعو بم فيحاسبون‪ ،‬فمنهم من يدخل النة برحة ال تعال‪،‬‬
‫ومنهم من يدخل النة بشفاعت‪ ،‬وما أزل أشفع‪ ،‬حت أعطى صكاكا برجال قد بعث بم إل النار‪ ،‬حت‬
‫إن مالكا خازن جهنم ليقول‪ :‬يا ممد‪ :‬ما تركت لغضب ربك على أمتك من نقمة"‪.‬‬
‫وحدثنا إساعيل بن عبيد بن عمي بن أب كريبة‪ ،‬حدثن ممد بن سلمة‪ ،‬عن أب عبد الرحيم‪ ،‬حدثن‬
‫زيد بن أب أنيسة‪ ،‬عن النهال بن عمرو‪ ،‬عن عبد ال بن الارث‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬يشر الناس عراة‪ ،‬فيجتمعون شاخصة أبصارهم إل السماء‪ ،‬يبصرون فصل القضاء‪،‬‬
‫قياما أربعي سنة‪ ،‬فينل ال عز وجل من العرش إل الكرسي فيكون أول من يدعى إبراهيم الليل‪ ،‬عليه‬
‫الصلة والسلم‪ ،‬فيكسى قبطيتي من النة‪ ،‬ث يقول ال عز وجل‪ :‬ادعوا إل النب المي ممدا‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪573‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فأقوم‪ ،‬فأكسى حلة من ثياب النة‪ .‬قال‪ :‬ويفجر ل الوض‪ ،‬وعرضه كما بي أيلة إل الكعبة‪ .‬قال‪:‬‬
‫فأشرب‪ ،‬وأغتسل‪ ،‬وقد تقطعت أعناق اللئق من العطش‪ ،‬ث أقوم عن يي الكرسي‪ ،‬ليس أحد قائم‬
‫ذلك القام غيي‪ ،‬ث يقال‪ :‬سل تعطه‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فقال رجل‪ :‬أترجو لوالديك شيئا يا رسول ال?‬
‫قال‪ :‬إن لشافع لما‪ ،‬أعطيت أو منعت‪ ،‬وما أرجو لما شيئا"‪.‬‬
‫ث قال النهال‪ ،‬حدث ن ع بد ال بن الارث أيضا أن نب ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬أ مر بقوم من‬

‫أم ت قد أ مر ب م إل النار فيقولون‪ :‬يا م مد‪ :‬ننشدك الشفا عة‪ ،‬قال‪ :‬فآ مر اللئ كة أن يقفوا ب م‪ ،‬قال‪:‬‬

‫فأنطلق واستأذن على الرب عز وجل‪ ،‬فيؤذن ل‪ ،‬فأسجد‪ ،‬وأقول‪ :‬رب‪ :‬قوم من أمت قد أمرت بم ال‬

‫النار‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬انطلق فأخرج مصن شاء ال أن ترج‪ ،‬ثص ينادي الباقون يصا ممصد‪ :‬ننشدك الشفاعصة‪،‬‬

‫فأرجع إل الرب‪ ،‬فأستأذن‪ ،‬فيؤذن ل‪ ،‬فأسجد‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬سل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ .‬فأقول‬

‫فأثن على ال بثناء ل يثن عليه أحد‪ ،‬ث أقول‪ :‬قوم من أمت قد أمر بم إل النار‪ ،‬فيقول‪ :‬انطلق فأخرج‬

‫منهم من قال ل إله إل ال‪ ،‬فأقول‪ :‬ومن كان ف قلبه مثقال حبة من إيان‪ .‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬يا ممد ليست‬

‫تلك لك‪ ،‬تلك ل‪ ،‬قال‪ :‬فأنطلق فأخرج من شاء ال أن أخرج قال‪ :‬ويب قى قوم فيدخلون النار‪ ،‬فيعيهم‬

‫أهصل النار‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنتصم كنتصم تعبدون ال ول تشركون بصه‪ ،‬وقصد أدخلكصم إل النار قال‪ :‬فيحزنون‬

‫لذلك‪ ،‬قال‪ :‬فيبعث ال ملكا بكف من ماء‪ ،‬فينضح با ف النار‪ ،‬فل يبقى أحد من أهل ل إله إل ال‪،‬‬

‫‪574‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إل وقعت ف وجهه قطرة قال‪ :‬فيعرفون با‪ ،‬ويغبطهم أهل النار‪ ،‬ث يرجون‪ ،‬فيدخلون النة‪ ،‬فيقال لم‪:‬‬

‫انطلقوا‪ ،‬فيضيفون الناس‪ ،‬فلو أن جيعهم نزلوا برجل واحد‪ ،‬كان لم عنده سعة‪ ،‬ويسمون الجردين"‪.‬‬

‫وهذا ال سياق يقت ضي تعدد الشفاعة‪ ،‬في من أ مر ب م إل النار ثلث مرات أن ل يدخلو ها‪ ،‬ويكون مع ن‬

‫قوله‪ :‬فأخرج‪ :‬أنقذ‪ :‬بدليل قوله بعد ذلك‪ :‬ويبقى قوم فيدخلون النار‪ ،‬وال تعال أعلم‪ :‬النوع الرابع من‬

‫الشفاعة‪ ،‬شفاعته صلى ال عليه وسلم ف رفع درجات من يدخل النة فيها‪ ،‬فوق ما كان يقتضيه ثواب‬

‫أعمالم‪ ،‬وقد وافقت العتزلة على هذه الشفاعة خاصة‪ ،‬وقد خالفوا فيما عداها من القامات مع تواتر‬

‫الحاديصصث فيهصصا‪ ،‬على مصصا سصصتراه قريبا إن شاء تعال‪ ،‬وبصصه الثقصصة‪ ،‬وعليصصه التكلن‪.‬‬

‫فأما دليل هذا النوع‪ ،‬فهو ما ثبت ف الصحيحي‪ ،‬وغيها‪ :‬من رواية أب موسى الشعري‪ ،‬لا أصيب‬

‫عمه أبو عامر‪ ،‬ف غزوة الوطاس وأخب أبو موسى رسول ال صلى ال عليه وسلم ورفع يديه وقال‪:‬‬

‫"اللهصصم اغفصصر لعبيصصد‪ ،‬أبصص عامصصر‪ ،‬واجعله يوم القيامصصة فوق كثيصص مصصن خلقصصك"‪.‬‬

‫وهكذا حديث أم سلمة‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دعا لب سلمة بعدما توف‪ ،‬فقال‪" :‬اللهم‬

‫اغفر لب سلمة‪ ،‬وارفع درجته ف الهديي‪ ،‬واخلفه ف عقبه ف الغابرين‪ ،‬واغفر لنا وله‪ ،‬يا رب العالي‪،‬‬

‫‪575‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وافسح له ف قبه‪ ،‬ونوّر له فيه"‪ .‬وهو ف صحيح مسلم‪.‬‬

‫من الشفاعة ما يدخل من شفع له النة بغي حساب ومنها ما يفف عن الذنب من العذاب‬

‫وقد ذكر القاضي عياض‪ ،‬وغيه نوعا آخر من الشفاعة‪ ،‬وهو الامس‪ ،‬ف أقوام يدخلون النة بغي‬
‫حساب‪ ،‬ول أر لذا شاهدا فيما علمت‪ ،‬ول يذكر القاضي فيما رأيت مستند ذلك‪ ،‬ث تذكرت حديث‬
‫عكاشة بن مصن حي دعا له رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يعله من السبعي ألفا الذين يدخلون‬
‫النة بغي حساب‪.‬‬
‫والديث مرج ف الصحيحي‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وهو يناسب هذا القام‪.‬‬
‫وذكر أبو عبد ال القرطب ف التذكرة‪ :‬نوعا آخر سادسا من الشفاعة‪ ،‬وهو شفاعته ف عمه أب طالب‪،‬‬
‫أن يفف عذابه‪...‬‬
‫واستشهد بديث أب سعيد ف صحيح مسلم‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر عنده أبو طالب‬
‫فقال‪" :‬لعله تنفعه شفاعت يوم القيامة‪ ،‬فيجعل ف ضحضاح من نار‪ ،‬يبلغ كعبيه‪ ،‬يغلي منه دماغه"‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬فإن قيل‪ :‬فقد قال ال تعال‪َ" :‬فمَا َتنْ َف ُعهً ْم َشفَا َعةُ الشّاِفعِيَ"‪.‬‬
‫قيل له‪ :‬ل تنفعه ف الروج من النار‪ ،‬كما تنفع عصاة الوحدين‪ ،‬الذين يرجون منها‪ ،‬ويدخلون النة‪.‬‬
‫النوع السابع من الشفاعة‪ :‬شفاعته صلى ال عليه وسلم لميع الؤمني قاطبة ف أن يؤذن لم ف دخول‬

‫النة‪ :‬كما ثبت ف صحيح مسلم‪ :‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أنا أول‬

‫شافع ف النة"‪ .‬وقال ف حديث الصور بعد ذكر مرور الناس على الصراط‪" :‬فإذا أفضى أهل النة إل‬

‫أبواب النة‪ ،‬قالوا‪ :‬من يشفع لنا إل ربنا‪ ،‬فندخل النة‪ ،‬فيقولون‪ :‬من أحق بذلك من أبيكم آدم? إنه‬

‫‪576‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خلقه ال بيده‪ .‬ونفخ فيه من روحه‪ ،‬وكلمه قبلً‪ ،‬فيأتون آدم‪ ،‬فيطلب ذلك إليه‪ ،‬فيذكر ذنبا‪ ،‬ويقول‪ :‬ما‬

‫أنا بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن عليكم بنوح‪ ،‬فإنه أول رسل ال‪ ،‬فيطلب ذلك إليه‪ ،‬فيذكر ذنبا‪ ،‬ويقول‪ :‬ما‬

‫أنا بصاحب ذلك‪ ،‬عليكم بوسى‪ ،‬فيطلب ذلك إليه‪ ،‬فيذكر ذنبا‪ ،‬ويقول‪ :‬ما أنا بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن‬

‫عليكم بحمد‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فيأتون إِلّ‪ ،‬ول عند رب عز وجل ثلث شفاعات‬

‫وعدنيهن‪ ،‬فأنطلق فآت النة‪ ،‬فأخذ بلقة الباب‪ ،‬ثِ أستفتح‪ ،‬فيفتح ل‪ ،‬فأحيي‪ ،‬ويرحب ب‪ ،‬فإذا دخلت‬

‫فنظرت إل ر ب عز و جل خررت له ساجدا‪ ،‬فيأذن ال من حده وتجيده بش يء ما أذن به ل حد من‬

‫خلقه‪ ،‬ث يقول ال ل‪ :‬ارفع يا ممد رأسك‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬وسل تعطه‪ ،‬فإذا رفعت رأسي‪ ،‬قال ال‪-:‬‬

‫وهو أعلم‪ -‬ما شأنك? فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬وعدتن الشفاعة‪ ،‬فشفعن ف أهل النة‪ ،‬يدخلون النة‪ ،‬فيقول‬

‫ال عز و جل‪ :‬قد شفع تك‪ ،‬وأذنت لم ف دخول النة‪ ،‬فكان رسول ال صلى ال عليه و سلم يقول‪:‬‬

‫"والذي بعثن بالق‪ ،‬ما أنتم ف الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم‪ ،‬من أهل النة بأزواجهم ومسا‬

‫كنهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصم"‪.‬‬

‫فيدخل كل رجل منهم على اثنتي وسبعي زوجة ما ينشىء ال عز وجل‪ ،‬واثنتي من بنات آدم‪ ،‬لما‬

‫‪577‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ف ضل على من يشاء ال‪ ،‬بعبادت ما ال ف الدن يا ث ذ كر ب عد هذا الشفا عة ف أ هل الكبائر و هو النوع‬

‫الثامصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصن‪.‬‬

‫النوع الثامن من الشفاعة‪ ،‬شفاع ته ف أ هل الكبائر من أ مة م مد م ن د خل النار‪ ،‬فيخرجون من ها و قد‬

‫تواترت بذا النوع الحاديث‪.‬‬

‫خفي علم الشفاعة على الوارج والعتزلة فأنكروها‪ ،‬وعاند بعضهم فرفضوا القول با‬

‫و قد خ في علم ذلك على الوارج والعتزلة‪ ،‬فخالفوا ف ذلك‪ ،‬جهلً من هم ب صحة الحاد يث‪ ،‬وعنادا‬

‫م ن علم ذلك‪ ،‬وا ستمر على بدع ته‪ ،‬وهذه الشفا عة يشار كه في ها اللئ كة‪ ،‬وال نبيون‪ ،‬والؤمنون أيضا‪،‬‬

‫وهذه الشفاعة تتكرر منه صلوات ال وسلمه عليه‪.‬‬

‫بَيَان طُرق الحَاديث وأْلفَاظِها ومن الحاديث الْوَارِدة ف َشفَاعَة الُؤمني لهَالِيهم‬

‫رواية أب بن كعب‬

‫‪578‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا عبد ال بن وضاح‪ ،‬حدثنا يي بن يان‪ ،‬عن شريك‪ ،‬عن عبد ال بن ممد‬

‫بن عقيل‪ ،‬عن الطفيل بن أب بن كعب‪ ،‬عن أب بن كعب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"أنا خطيب النبياء يوم القيامة‪ ،‬وإمامهم‪ ،‬وصاحب شفاعتهم"‪.‬‬

‫رواية أنس بن مالك رضي ال عنه‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬عن منصور بن أب السود‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن الربيع‪ ،‬عن أنس‬

‫بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬أ نا أول م خروجا‪ ،‬وأ نا قائد هم إذا وفدوا‪ ،‬وأ نا‬

‫خطيبهم إذا أنصتوا‪ ،‬وأنا شفيعهم إذا حبسوا‪ ،‬وأنا مبشرهم إذا يئسوا‪ ،‬والكرامة والفاتيح يومئذ بيدي‪،‬‬

‫ولواء ال مد يومئذ بيدي‪ ،‬وأ نا أكرم ولد آدم على ال عز و جل‪ ،‬يطوف على ألف خادم‪ ،‬كأن م ب يض‬

‫مكنون‪ ،‬أو كأنمصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص لؤلؤ منثور"‪.‬‬

‫ث رواه عن خلف‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن جبي بن علي العري‪ ،‬عن ليث بن أب سليم‪ ،‬عن عبيد ال بن زَحْر‪،‬‬

‫عن الربيع بن أنس‪ ،‬عن أنس فذكره مرفوعا كما تقدم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫‪579‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا بسطام بن حرب‪ ،‬عن أشعث الذاء‪ ،‬عن أنس بن‬

‫ص" ‪.‬‬
‫صن أمتص‬
‫صل الكبائر مص‬
‫صلم‪" :‬شفاعتص لهص‬
‫صه وسص‬
‫صلى ال عليص‬
‫صول ال صص‬
‫مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسص‬

‫وهكذا رواه أبو داود‪ :‬عن سليمان‪ ،‬عن بسطام‪ ،‬عن أشعث بن عبد ال‪ ،‬عن جابر المان‪ ،‬عن أنس‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال الافظ أبو بكر البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ،‬حدثنا أبو داود‪ ،‬حدثنا الزرج بن عثمان‪،‬‬
‫عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬شفاعت لهل الكبائر من أمت"‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬ل يروه عن ثابت إل الزرج بن عثمان‪.‬‬
‫وهكذا روى أبو يعلي من طريق يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال‪" :‬شفاعت لهل الكبائر من أمت"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عارم‪ ،‬عن معتمر‪ ،‬سعت أب يدث‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم قال‪ " :‬كل نب سأل سؤالً أو قال‪ :‬ل كل نب دعوة قد دعاها‪ ،‬فاستجيب له‪ ،‬و قد ا ستجاب ال‬

‫صصصصا قال‪.‬‬
‫صصصصة"‪ .‬أو كمص‬
‫صصصص يوم القيامص‬
‫صصصصة لمتص‬
‫صصصص‪ ،‬شفاعص‬
‫تعال دعوتص‬

‫‪580‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه البخاري تعليقا فقال‪ :‬وقال معتمر‪ :‬عن أبيه‪ ،‬وأسنده مسلم‪ ،‬فرواه عن ممد بن عبد العلى‪ ،‬عن‬

‫معتمر‪ ،‬عن أبيه سليمان بن طرخان التيمي‪ ،‬عن أنس به نوه‪:‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا فضيل بن عبد الوهاب‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش‪ ،‬عن حيد‪ ،‬عن أنس ابن‬

‫ص"‪.‬‬
‫صن أمتص‬
‫صل الكبائر مص‬
‫صلم‪" :‬شفاعت ص لهص‬
‫صه وسص‬
‫صلى ال عليص‬
‫صول ال صص‬
‫مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسص‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن يزيد العجلي‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش‪ ،‬حدثنا حيد‪ ،‬عن أنس‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن كان يوم القيامة أوتيت الشفاعة‪ ،‬فأشفع لن كان ف قلبه‬

‫مثقال ذرة من إيان‪ ،‬حت ل يبقى أحد ف قلبه من الِيان مثل هذا" وحرّك الِبام والسبحة‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا بز‪ ،‬وعفان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا هام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن أنس‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال‪" :‬لكل نب دعوة قد دعاها‪ ،‬واستجيب له‪ ،‬وإن قد خبأت دعوت‪ ،‬شفاعة لمت يوم القيامة"‪.‬‬

‫‪581‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫على شرطيهما‪ ،‬ول يرجوه من حديث هام‪ ،‬وإنا أخرجه الشيخان من حديث أب عوانة الوضاح بن‬

‫عبصصصصصصصصصصصصصصصد اللك اليشكري‪ ،‬عصصصصصصصصصصصصصصصن قتادة‪.‬‬

‫ث رواه م سلم‪ :‬من حد يث سعيد‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أ نس‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬

‫"يتمع الؤمنون يوم القيامة‪ ،‬فيهتمون بذلك‪ ،‬أو يهمون لذك‪ ،‬فيقولون‪ :‬لو استشفعنا إل ربنا حت يرينا‬

‫من مكان نا هذا‪ ،‬فيأتون آدم صلى ال عل يه و سلم فيقولون‪ :‬أ نت آدم أ بو اللق‪ ،‬خل قك ال تعال بيده‪،‬‬

‫ونفخ فيك من روحه‪ ،‬وأمر اللئكة فسجدوا لك‪ .‬اشفع لنا عند ربك‪ ،‬ليينا من مكاننا هذا‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫ل ست هنا كم‪ ،‬فيذ كر خطيئ ته ال ت أ صاب‪ ،‬في ستحي من ر به من ها" ب ثل حد يث أ ب عوا نة وقال ف‬

‫الديث‪" :‬ث آتيه الرابعة‪ ،‬أو أعود الرابعة‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬ما بقي إل من حبسه القرآن"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا هام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن أنس‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"يبس الؤمنون يوم القيامة‪ ،‬فيهتمون لذلك‪ ،‬فيقولون‪ :‬لو استشفعنا إل ربنا فيينا من مكاننا هذا‪ ،‬قال‪:‬‬

‫فيأتون آدم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت أبونا‪ ،‬خلقك ال تعال بيده‪ ،‬وأسجد لك ملئكته‪ ،‬وعلمك أساء كل شيء‪،‬‬

‫‪582‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فاش فع لنا ع ند ر بك‪ ،‬فيقول‪ :‬ل ست هنا كم‪ ،‬ويذ كر خطيئته ال ت أ صاب‪ ،‬أكله من الشجرة‪ ،‬و قد ني‬

‫عن ها‪ ،‬ول كن أتوا نوحا‪ ،‬أول نب بع ثه ال إل أ هل الرض‪ ،‬قال‪ :‬فيأتون نوحا‪ ،‬فيقول‪ :‬ل ست هنا كم‪،‬‬

‫ويذكر خطيئته‪ ،‬بسؤاله ربه بغي علم‪ ،‬ولكن ائتوا إبراهيم‪ ،‬فيأتون إبراهيم فيقول‪ :‬لست هناكم‪ :‬ويذكر‬

‫خطيئته الت أصاب‪ ،‬ثلث كذبات‪ ،‬كذبن‪ ،‬قوله "إِن سقيم" وقوله‪" :‬بل فعله كبيهم هذا" وأتى على‬

‫البار النمرود وم عه امرأ ته فقال‪ :‬أ خبيه أ ن أخوك‪ ،‬فِإ ن م به أ نك أخ ت‪ ،‬ول كن ائتوا مو سى‪ ،‬عبدا‬

‫كلمه اللّه تكليما‪ ،‬وأعطاه التوراة‪ ،‬قال‪ :‬فيأتون موسى‪ ،‬فيقول‪ :‬لست هناكم‪ ،‬ويذكر خطيئته الت هي‬

‫قتله الرجل‪ ،‬ولكن ائتوا عيسى‪ ،‬عبدا هو كلمة ال وروحه‪ .‬قال‪ :‬فيأتون عيسى فيقول‪ :‬لست هناكم‪،‬‬

‫ول كن ائتوا ممدا‪ ،‬عبدا غفر ال ما تقدم من ذنبه وما تأ خر‪ ،‬قال‪ :‬فيأتون فأستأذن على رب ف داره‪،‬‬

‫فيؤذن ل عليه فإِذا رأيته وقعت ساجدا‪ ،‬فيدعن ما شاء ال أن يدعن‪ ،‬ث يقول‪ :‬ارفع رأسك يا ممد‪،‬‬

‫و قل ت سمع‪ ،‬واش فع تش فع‪ ،‬و سل ت عط‪ ،‬فأح د ر ب بثناء وتم يد يعلمن يه‪ ،‬ث أش فع‪ ،‬في حد ل حدا‪،‬‬

‫فأخرجهم‪ ،‬فأدخلهم النة‪ ،‬قال‪ :‬ث استأذن على رب الثانية‪ ،‬فيؤذن ل عليه‪ ،‬فإِذا رأيته وقعت ساجدا‪،‬‬

‫فيدعن ما شاء ال أن يدعن‪ ،‬ث يقول‪ :‬ارفع رأسك يا ممد‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشفِع تشفع‪ ،‬وسل تعط‪،‬‬

‫‪583‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬فأرفع رأسي‪ ،‬فأحد رب بثناء وتميد يعلمنيه‪ ،‬ث أشفع‪ ،‬فيحد ل حدا‪ ،‬فأدخلهم النة‪ ،‬قال هام‪:‬‬

‫وأيضا سعته يقول‪ :‬فأخرجهم من النار‪ ،‬فأدخلهم النة قال‪ :‬ث استأذن على رب الثالثة‪ ،‬فإِذا رأيته وقعت‬

‫ساجدا‪ ،‬فيدعن ما شاء ال أن يدعن‪ ،‬ث يقول‪ :‬ارفع رأسك يا ممد‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬وسل‬

‫ت عط‪ ،‬فأر فع رأ سي فأح د ر ب بثناء وتم يد يعلمي نه‪ ،‬ث أش فع‪ ،‬في حد ل حدا‪ ،‬فأخرج هم من النار‬

‫فأدخل هم ال نة‪ ،‬قال هام‪ :‬و سعته يقول‪ :‬فأخرج هم من النار فأدخل هم ال نة ف ما يب قى ف النار إل من‬

‫ص َمقَاما مّحْمُودا"‪.‬‬
‫ص َربّك َ‬
‫ص َيْب َعثَك َ‬
‫حبسصه القرآن أي وجصب عليصه اللود‪ .‬ثص تل قتادة‪" :‬عَسصَى أَن ْ‬

‫قال هصصصو القام الحمود الذي وعصصصد ال تعال نصصصبيه صصصصلى ال عليصصصه وسصصصلم‪.‬‬

‫وقد رواه البخاري ف كتاب التوحيد معلقا فقال‪ :‬وقال حجاج بن منهال‪ ،‬عن هام‪ ،‬فذكره بنحوه‪.‬‬

‫طرق آخر متعددة‬

‫قال البخاري ف كتاب التوحيد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا حاد بن زيد‪ ،‬حدثنا معبد بن هلل‬
‫البغوي‪ ،‬قال‪ :‬اجتمعنا مع ناس من البصرة‪ ،‬فذهبنا إل أنس بن مالك‪ ،‬وذهب معنا ثابت البنان‪ ،‬ليسأله‬
‫لنا عن حديث الشفاعة‪ ،‬فإِذا هو ف منله يصلي الضحى‪ ،‬فوقفنا حت انتهى من صلته‪ ،‬فاستأذناه‪ ،‬فأذن‬
‫لنا‪ ،‬وهو قاعد على فراشه‪ ،‬فقلنا لثابت‪ :‬ل تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا حزة‪:‬‬
‫هؤلء إخوانك من أهل البصرة‪ ،‬جاءوا يسألونك عن الشفاعة‪ ،‬فقال‪ :‬حدثنا ممد صلى ال عليه وسلم‬

‫‪584‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪" :‬إِذا كان يوم القيامة‪ ،‬ماج الناس بعضهم ف بعض‪ ،‬فيأتون آدم‪ .‬فيقولون‪ :‬اشفع لنا إل ر بك‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬لست لا‪ ،‬ولكن عليكم بإِبراهيم‪ ،‬فيقول‪ :‬لست لا ولكن عليكم بوسى‪ ،‬فإِنه كليم ال‪ ،‬فيأتون‬
‫موسى‪ ،‬فيقول‪ :‬لست لا‪ ،‬ولكن عليكم بعيسى‪ ،‬فإِنه روح ال وكلمته‪ ،‬فيأتون عيسى‪ ،‬فيقول‪ :‬لست‬
‫لا‪ ،‬ولكن عليكم بحمد‪ ،‬فيأتون‪ ،‬فأقول‪ :‬أنا لا‪ ،‬فأستأذن على ر ب‪ ،‬فيؤذن ل‪ ،‬ويلهمن مامد أحده‬
‫با‪ ،‬ل تضرن الن‪ ،‬فأحده بتلك الحامد‪ ،‬وأخِر له ساجدا‪ ،‬فيقال يا ممد‪ ،‬ارفع رأسك وقل يسمع‬
‫لك‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬أمت‪ ،‬فيقال‪ :‬انطلق‪ ،‬فأخرج من النار من كان ف قلبه‬
‫مثقال شعية من إيان‪ ،‬فأنطلق‪ ،‬فأفعل‪ ،‬ث أعود‪ ،‬فأحد ال بتلك الحامد‪ ،‬ث آخر له ساجدا‪ ،‬فيقال‪ :‬يا‬
‫ممد ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع لك‪ ،‬واشفع تشفع وسل تعط‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬أمت أمت‪ ،‬فيقال‪ ،‬انطلق‬
‫فأخرج من كان ف قلبه أدن مثقال حبة من خردل من إيان‪ ،‬فأخرجه من النار‪ ،‬فأنطلق فأفعل"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلما خرجنا من عند أنس‪ ،‬قلت لبعض أصحاب لو مررنا بالسن وهو متوار ف منل أب خليفة‪،‬‬

‫فحدثناه ب ا حدثناه أ نس بن مالك‪ ،‬فلم ير م ثل ما حدث نا ف الشفا عة‪ ،‬فقال‪ :‬ه يه‪ :‬فحدثناه بالد يث‪،‬‬

‫فانتيهنا إل هذا الوضع‪ ،‬فقال‪ :‬ل يرو على هذا‪ ،‬فقال‪ :‬لقد حدثن بذا الديث منذ عشرين سنة‪ ،‬فما‬

‫أدري أنسي أم كره أن تتكلموا? فقلنا‪ :‬يا أبا سعيد‪ :‬فحدثنا‪ ،‬فضحك‪ ،‬وقال‪" :‬وَكَا َن ا ِلنْسَا ُن عَجًولً"‪.‬‬

‫ما ذكرته إل وأنا أريد أن أحدثكم‪ ،‬حدثن كما حدثكم قال‪ :‬ث أعود الرابعة فأحده بتلك الحامد‪ ،‬ث‬

‫آخر له ساجدا‪ ،‬فيقال‪ :‬يا ممد‪ :‬ارفع رأسك وقل يسمع لك‪ ،‬وسل تعطه‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فأقول‪ :‬يا‬

‫رب‪ :‬ائذن ل فيمن قال‪ :‬ل إِله إل ال‪ ،‬فيقول‪ :‬وعزت‪ ،‬وكبيائي‪ ،‬وعظمت لخرجن منها من قال‪ :‬ل‬

‫إله إل ال‪.‬‬

‫‪585‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وهكذا رواه م سلم‪ :‬عن أ ب الرب يع الزهرا ن‪ ،‬و سعيد بن من صور‪ ،‬كله ا عن حاد بن ز يد‪ ،‬به نوه‪.‬‬

‫وقد رواه أحد‪ :‬عن عفان‪ ،‬عن حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪،‬‬

‫فذكر الديث بطوله وقال‪" :‬فأحد رب بحامد ل يمده با أحد كان قبلي‪ ،‬ول يمده با أحد بعدي‪،‬‬

‫صة‪.‬‬
‫صر الرابعص‬
‫صه مثقال شعية‪ ،‬ثص يعود فيقال‪ :‬مثقال ذرة" ول يذكص‬
‫صن كان فص قلبص‬
‫قال‪ :‬فأخرج مص‬

‫وهكذا رواه البزار‪ :‬عن ممد بن بشار‪ ،‬وممد بن معمر‪ ،‬كلها عن حاد بن مسعدة‪ ،‬عن ممد بن‬

‫عجلن‪ ،‬عن جونة بن عبيد الدن‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬فذكر الديث بطوله‪ ،‬وذكر فيه الشفاعة ثلثا‪،‬‬

‫ثصصصص قال‪ :‬ل يرو عصصصصن جونصصصصة بصصصصن عبيصصصصد إل ابصصصصن عجلن‪.‬‬

‫وهكذا رواه أبو يعلى‪ :‬من حديث العمش‪ ،‬عن زيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس فذكر الديث بطوله‪ ،‬فذكر‬

‫ثلث شفاعات‪ ،‬وقال ف آخرهن‪ :‬فأقول‪ :‬أمت‪ ،‬فيقال‪" :‬لك من قال ل إله إل ال ملصا"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ،‬حدثنا عمرو بن مسعدة‪ ،‬عن عمران العمي‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن أنس‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل أزال أشفع وأشفع‪ -‬أو قال‪ :‬ويشفعن رب عز وجل‪ ،‬حت‬

‫‪586‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أقول‪ :‬أي رب‪ :‬شفعن فيمن قال‪ :‬ل إله إل ال"‪ .‬ث قال‪ :‬ل نعلمه يروي إل بذا الِسناد‪ .‬ورواه ابن أب‬

‫الدنيا‪ :‬عن أب حفص الصيف‪ ،‬عن حاد بن مسعدة به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يونس بن ممد‪ ،‬حدثنا حرب بن ميمون أبو الطاب النصاري‪ ،‬عن النضر بن أنس‪،‬‬

‫عن أ نس قال‪ :‬حدث نا نب ال صلى ال عل يه و سلم قال "إ ن لقائم أنت ظر أم ت ت عب ال صراط‪ ،‬إذ جاء ن‬

‫عيسى‪ ،‬فقال‪ :‬هذه النبياء قد جاءتك يا ممد يسألون‪ ،‬أو قال‪ :‬يتمعون إليك‪ ،‬لتدعو ال أن يفرق بي‬

‫جيع المم‪ ،‬إل حيث يشاء لم‪ ،‬فيخرجهم ما هم فيه‪ ،‬واللق ملجمون بالعرق‪ ،‬فأما الؤمن فهو عليه‬

‫كالزكمة‪ ،‬وأما الكافر فيغشاه الوت‪ ،‬قال‪ :‬فأقول‪ :‬يا عيسى‪ :‬انتظر حت أرجع إليك‪ ،‬قال‪ :‬فأذهب حت‬

‫أقوم تت العرش‪ ،‬فألقي ما ل يلق نب مصطفى‪ ،‬ول نب مرسل‪ ،‬فيوحي ال إل جبيل‪ :‬اذهب إل ممد‬

‫فقل‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬قال‪ :‬فأشفع ف أمت‪ ،‬أن أخرج من كل تسعة وتسعي‬

‫إنسانَا واحدا‪ ،‬قال‪ :‬فما أزال أتردد على رب‪ ،‬فل أقوم بي يديه مقاما إل شفعت‪ ،‬حت يعطين ال عز‬

‫و جل من ذلك أن يقول سبحانه وتعال‪ :‬يا م مد‪ :‬أد خل من أم تك من ش هد أن ل إله إل ال‪ ،‬يوما‬

‫‪587‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫واحدا ملصصا‪ ،‬ومات على ذلك"‪ .‬تفرد بصه أحدص‪ ،‬وقصد حكصم الترمذي بالسصن لذا الِسصناد‪.‬‬

‫وقال ا بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث نا أ بو يو سف العلوي‪ :‬حدث نا ع بد ال بن رجاء‪ ،‬أخب نا حرب بن ميمون‪،‬‬

‫حدثن النضر بن أنس‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪" :‬جاء جبيل إل النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وقد حضر من أمر‬

‫العباد منا حضر‪ ،‬فقال‪ :‬أستأذن إل ربك‪ ،‬فسل لمتك الشفاعة‪ ،‬قال‪ :‬فدنوت من العرش‪ ،‬فقصت عند‬

‫العرش‪ ،‬فلقيت ما ل يلق نب‪ ،‬ول ملك مقرب‪ ،‬فقال‪ :‬سل تعطه‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فقلت‪ :‬أمت"‪ .‬وذكر‬

‫صصصصصصص‪.‬‬
‫صصصصصصصياق الِمام أحدص‬
‫صصصصصصصو سص‬
‫صصصصصصصث كنحص‬
‫الديص‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن معبد‪ ،‬حدثنا السود بن عامر‪ ،‬حدثنا أبو إسرائيل‪ ،‬عن الارث ابن‬

‫حصية‪ ،‬عن ابن أب بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن لرجو أن‬

‫أشفع ف عدد كل حجر ومدر لمت"‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد ال‬

‫‪588‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا معمر‪ ،‬حدثنا عبد ال‪ ،‬حدثنا هشام‪ ،‬سعت السن يذكر عن جابر بنعبد ال‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال‪" :‬إن لكل نب دعوة قد دعا با‪ ،‬وإن اختبأت دعوت‪ ،‬شفاعة لمت يوم القيامة"‪..‬‬

‫تفرد به أحد من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‪ :‬شفاعة الرسول صلى ال عليه وسلم يوم القيامة تكون لن أوثق نفسه وأثقل ظهره‪:‬‬

‫قال الافظ البيهقي‪ :‬أخبنا أبو السن ممد بن السي بن داود العلوي‪ ،‬أنبأنا ممد بن حدويه بن‬

‫سهل الروزي‪ ،‬أخبنا أبو نصر الغازي‪ ،‬حدثنا عبد ال بن حاد اليلي‪ ،‬حدثنا صفوان بن صال‪ ،‬حدثنا‬

‫الوليد‪ ،‬حدثنا زهر بن ممد‪ ،‬حدثنا جعفر بن ممد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جابر بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬

‫ال صصصلى ال عليصصه وسصصلم‪" :‬شفاعتصص يوم القيامصصة لهصصل الكبائر مصصن أمتصص"‪.‬‬

‫فقلت‪ :‬ما هذا يا جابر? قال‪ :‬نعم يا ممد‪ ،‬إنه من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل النة‬

‫بغي حساب‪ ،‬ومن استوت حسناته وسيئاته فذلك الذي ياسب حسابا يسيا‪ ،‬ث يدخل النة‪ ،‬وإنا‬

‫شفاعصصة رسصصول ال صصصلى ال عليصصه وسصصلم لنصص أوثصصق نفسصصه وأعلق ظهره‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي أيضا‪ :‬عن الاكم‪ ،‬عن أب بكر ممد بن جعفر بن أحد الزكي‪ ،‬عن ممد بن إبراهيم‬

‫‪589‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫العبدي‪ ،‬عن يعقوب بن كعب اللب‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‪ ،‬عن زهر بن ممد‪ ،‬عن جعفر بن ممد‪ ،‬عن‬

‫شفَغو نَ إِلّ لِمَن ارتَضَى وه ْم مِ نْ خَشْيت هِ‬


‫أبيه‪ ،‬عن جابر‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم تل‪" :‬وَ َل يَ ْ‬

‫شفِقونصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصَ"‪.‬‬
‫مْ‬

‫ث قال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬شفاع ت ل هل الكبائر من أم ت"‪ .‬قال الا كم‪ :‬هذا حد يث صحيح‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬وظاهره يوجب أن تكون الشفاعة ف أهل الكبائر‪ ،‬تتص برسول ال صلى ال عليه وسلم‪،‬‬

‫فاللئكصة إن ا يشفعون ف أ هل ال صغائر‪ ،‬واسصتزادة الدرجات‪ ،‬وقصد يكون الراد مصن اليصة‪ ،‬بيان كون‬

‫الشفوع فيصه مرتضصى بإِيانصه‪ ،‬وإن كانصت له كبائر وذنوب‪ ،‬دون الشرك‪ ،‬فيكون الراد باليصة‪ ،‬نفصي‬

‫الشفاعة للكفار‪ ،‬لن ال تعال ل يأذن با‪ ،‬ول يرض اعتقاد جوازها‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أح د‪ :‬حدث نا روح‪ ،‬حدث نا ا بن جر ير‪ ،‬أ خبن أ بو الزب ي‪ ،‬أ نه سع جابر بن ع بد ال يقول‪ :‬قال‬

‫رسول ال‪" :‬لكل نب دعوة مستجابة قد دعاها ف أمته‪ ،‬وخبأت دعوت شفاعة لمت يوم القيامة"‪ .‬ورواه‬

‫مسلم‪ :‬عن ممد بن أحد بن أب خلف‪ ،‬عن روح بن عبادة‪.‬‬

‫‪590‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا زهر‪ ،‬حدثنا أبو الزبي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‪ -‬صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬إذا م يز أهل النة‪ ،‬وأهل النار‪ ،‬فد خل أهل النة النة‪ ،‬وأهل النار النار‪ ،‬قامت الر سل‪،‬‬

‫فشفعوا‪ ،‬فيقال‪ :‬انطلقوا واذهبوا‪ ،‬فمن عرفتموه فأخرجوه‪ ،‬فيخرجونم قد امتحشوا فيلقونم ف نر‪-‬أو‬

‫على نرصصصصصصصصصصصصصصصص‪ -‬يقال له نرصصصصصصصصصصصصصصصص الياة‪.‬‬

‫قال‪ :‬فيسصقط امتحاشهصم على حافتص النهصر‪ ،‬ويرجون بيضا‪ ،‬كالقواريصر ثص يشفعون‪ ،‬فيقال‪ :‬اذهبوا‬

‫وانطلقوا‪ ،‬فمن وجدت ف قلبه مثقال ذرة قياط من إيان فأخرجوه‪ ،‬قال‪ :‬فيخرجون سراعا‪ ،‬ويشفعون‪،‬‬

‫فيقال‪ :‬اذهبوا وانطلقوا‪ ،‬فمن وجدت ف قلبه مثقال حبة من خردل من إيان فأخرجوه‪ ،‬ث يقول ال‪ :‬أنا‬

‫الن أخرج بعل مي ورح ت‪ ،‬فيخرج أضعاف ما أخرجوا‪ ،‬وأضعا فه‪ ،‬فيك تب ف رقاب م عتقاء ال‪ ،‬ث‬

‫يدخلون النة‪ ،‬فيسمون فيها الهنميي"‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬

‫حديث عبادة بن الصامت رضي ال عنه‬

‫‪591‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن نافع‪ ،‬حدثنا إساعيل بن عياش‪ ،‬عن راشد بن داود الصنعان‪ ،‬عن عبد‬

‫الرحن بن حسان‪ ،‬عن روح بن زنباع‪ ،‬عن عبادة بن الصامت‪ ،‬قال‪ :‬فقد النب صلى ال عليه وسلم ليلة‬

‫أ صحابه‪ ،‬وكانوا إِذا نزلوا أنزلوه أو سطهم‪ ،‬ففزعوا وظنوا أن ال تبارك وتعال اختار له أ صحابا غي هم‪،‬‬

‫فإِذا هم بيال النب صلى ال عليه وسلم فكبوا حي رأوه‪ ،‬وقالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أشفقنا أن يكون ال‬

‫تبارك وتعال اختار لك أصحابا غينا‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل‪ ،‬بل أنتم أصحاب ف‬

‫الدنيا والخرة‪ ،‬إن ال تعال أيقظن‪ ،‬فقال‪ :‬يا ممد‪ ،‬إن ل أبعث نبيا‪ ،‬ول رسو ًل إل وقد سألن مسألة‬

‫أعطيتها إياه‪ ،‬فاسأل يا ممد تعطه‪ ،‬فقلت‪ :‬مسألت شفاعة لمت يوم القيامة فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول ال‪،‬‬

‫و ما الشفا عة? قال‪ :‬أقول‪ :‬يا رب شفاع ت ال ت اختبأت لم ت عندك‪ ،‬فيقول الرب تبارك وتعال ن عم‪،‬‬

‫فيخرج ال بقية أمت من النار فينبذهم ف النة‪ ،‬تفرد به أحد‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن العد‪ ،‬حدثنا القاسم بن الفضل الدان‪ ،‬حدثن سعيد بن الهلب‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال طلق بن حبيب‪" :‬كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة‪ ،‬حت لقيت جابر بن عبد ال‪ ،‬فقرأت‬

‫‪592‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عليه كل آية أقدر عليها‪ ،‬فيها ذكر خلود أهل النار ف النار‪ ،‬فقال ل‪ :‬يا طلق‪ :‬أتراك أقرأ لكتاب ال‪،‬‬

‫وأعلم بسنة نبيه من? قال‪ :‬إن الذي قرأت هم الشركون‪ ،‬ولكن هؤلء قوم أصابوا ذنوبا عذبوا با‪ ،‬ث‬

‫أخرجوا من النار‪ -‬ث أومأ بيده إل أذنيه‪ -‬ث قال‪ :‬صمتا‪ ،‬إن ل أكن سعت رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسصصصصصصصصصصصصصصلم يقوله‪" :‬وننصصصصصصصصصصصصصص نقرأ الذي نقرأ"‪.‬‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد بن أب نضرة‪ ،‬قال‪ :‬خطبنا ابن‬

‫عباس على م نب الب صرة فقال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إ نه ل ي كن نب إل له دعوة‪ ،‬قد‬

‫أنزها ف الدنيا‪ ،‬وإن قد اختبأت دعوت شفاعة لمت‪ ،‬وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة‪ ،‬ول فخر‪ ،‬وأنا‬

‫أول من تنشق عنه الرض‪ ،‬ول فخر‪ ،‬بيدي لواء المد‪ ،‬ول فخر‪ ،‬آدم فمن دونه تت لوائي‪ ،‬ول فخر‪،‬‬

‫ويطول على الناس يوم القيامة‪ ،‬فيقول بعضهم لبعض‪ :‬انطلقوا بنا إل آدم أب البشر‪ ،‬فيشفع لنا إل ربنا‪،‬‬

‫ليق ضي بين نا‪ ،‬فيأتون آدم‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا آدم‪ :‬أ نت الذي خل قك ال بيده‪ ،‬وأ سكنك جن ته‪ ،‬وأ سجد لك‬

‫ملئكته‪ ،‬اشفع لنا إل ربنا‪ ،‬فليقض بيننا‪ ،‬فيقول إن لست هناكم‪ ،‬إن قد أخرجت من النة بطيئت‪،‬‬

‫وإن ل يهمن اليوم إل نفسي‪ ،‬ولكن ائتوا إبراهيم الليل‪ ،‬فيأتون إبراهيم فيقولون‪ :‬يا إبراهيم اشفع لنا‬

‫‪593‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إل ربنا‪ ،‬فليقض بيننا‪ ،‬فيقول‪ :‬إن لست هناكم إن كذبت ف السلم ثلث كذبات وال إن حاول بن‬

‫إل الدفاع عن د ين ال‪ ،‬قوله‪" :‬إ ن سقيم" وقوله‪ " :‬بل فعله كبيهم هذا فا سألوهم إن كانوا ينطقون"‬

‫وقوله لمرأ ته ح ي أتصى على على اللك‪ :‬أخ ت‪ ،‬وإ نه ل يهم ن اليوم إل نفسصي‪ ،‬ول كن ائتوا موسصى‪،‬‬

‫اصطفاه ال برسالته‪ ،‬وبكلمه‪ ،‬فيأتون موسى‪ ،‬فيقولون اشفع لنا إل ربك‪ ،‬فليقض بيننا‪ ،‬فيقول‪ :‬لست‬

‫هناكم‪ ،‬إن قتلت نفسا بغي نفس‪ ،‬وإنه ل يهن اليوم إل نفسي‪ ،‬ولكن ائتوا عيسى‪ ،‬روح اللّه وكلمته‪،‬‬

‫فيأتون عيسى فيقولون‪ :‬اشفع لنا ربنا فليقض بيننا‪ ،‬فيقول‪ :‬إن لست هناكم‪ ،‬إن اتذت إلا من دون‬

‫ال‪ ،‬وإ نه ل يهم ن إل نف سي‪ ،‬ول كن أرأي تم لو كان متاع ف وعاء متوم عل يه‪ ،‬أكان يقدر على ما ف‬

‫جوفه حت يفض الات? قال‪ ،‬فيقولون‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬إن ممدا خات النبيي‪ ،‬وقد حضر اليوم‪ ،‬وقد‬

‫غ فر له ما تقدم من ذن به و ما تأ خر‪ .‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬فيأتون‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا م مد‪،‬‬

‫اشفع إل ربك‪ ،‬فليقض بيننا‪ ،‬فأقول‪ :‬أنا لا‪ ،‬حت يأذن ال لن يشاء ويرضى‪ ،‬فإذا أراد أن يصدع بي‬

‫خل قه نادى مناد‪ :‬أين أح د وأمته‪ .‬فن حن الخرون الولون‪ ،‬آ خر ال مم‪ ،‬وأول من يا سب‪ ،‬فتفرج ل نا‬

‫المم طريقا‪ ،‬فنمضي غرا مجلي‪ ،‬من أثر الوضوء‪ ،‬فيقال‪ :‬كادت هذه المة أن تكون أنبياء كلها‪ ،‬فآت‬

‫‪594‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫باب النة‪ ،‬فآ خذ بلقة‪ ،‬الباب فأقرع الباب‪ ،‬فيقال من أ نت? فأقول‪ :‬أنا ممد‪ ،‬فيف تح‪ ،‬فأرى ر ب عز‬

‫و جل و هو على كر سيه‪ ،‬أو سريره‪ -‬شك حاد‪ -‬فأخرّ له ساجدا‪ ،‬فأحده بحا مد ل يمده ب ا أ حد‬

‫كان قبلي‪ ،‬ول يس يمده ب ا أ حد بعدي‪ ،‬فيقال‪ :‬يا م مد‪ :‬ار فع رأسك‪ ،‬و سل تع طه‪ ،‬و قل ي سمع لك‪،‬‬

‫واش فع تش فع‪ .‬قال‪ :‬فأر فع رأ سي‪ ،‬فأقول‪ :‬أي رب‪ ،‬أم ت أم ت‪ ،‬فيقول‪ :‬أخرج من كان ف قل به مثقال‬

‫كذا وكذا‪ -‬ل ي فظ حاد‪ -‬ث أعود فأ سجد فأقول ما قلت‪ ،‬فيقول‪ :‬ار فع رأ سك‪ ،‬و قل ت سمع‪ ،‬و سل‬

‫تعطه‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فأقول‪ :‬أي رب‪ .‬أمت أمت‪ ،‬فيقول‪ :‬أخرج من كان ف قلبه مثقال كذا وكذا‪ .‬دون‬

‫الول‪ ،‬ث أعود فأسجد وأقول مثل ذلك‪ ،‬فيقال ل‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع‪ ،‬واشفع تشفع فأقول‪ :‬أي‬

‫صصه مثقال كذا وكذا دون ذلك"‪.‬‬


‫صص قلبص‬
‫صصن كان فص‬
‫صص? فيقول‪ :‬أخرج مص‬
‫صص أمتص‬
‫رب‪ ،‬أمتص‬

‫وقد روى ابن ماجه بعضه‪ :‬من رواية حاد بن سلمة‪ ،‬عن سعيد بن إياس الوهري عن أب نضرة النذر‬

‫بن مالك بن قطنة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬به‪ ،‬وتقدم ف الصنف الثان والثالث من أنواع الشفاعة‪ ،‬ف أقوام قد‬

‫أمر بم إل النار أن ل يدخلوها‪.‬‬

‫رواية عبد ال بن عمر بن الطاب رضي ال عنهما‬

‫‪595‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا "هنا بياض بالصل إل العنوان الت"‬

‫طريق أخرى‬

‫وقد روى الطبان ف معجمه الكبي‪ ،‬عن عطاء بن أب رباح‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم‪" :‬شفاعت لهل الكبائر من أمت"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال الِمام أح د‪ :‬حدث نا مع مر بن سليمان الر قي أ بو ع بد ال‪ ،‬حدث نا زياد بن خيث مة‪ ،‬عن علي بن‬

‫النعمان بن قراد‪ ،‬عن ر جل‪ ،‬عن ع بد ال بن ع مر‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬خيت ب ي‬

‫الشفاعة‪ ،‬وبي أن يكون نصف أمت ف النة فاخترت الشفاعة‪ ،‬لنا أعم وأكفأ‪ ،‬أترونا للمتقي? ل‪،‬‬

‫ولكنهصصا للمتأوبيصص الطائيصص" قال زياد‪ :‬أمصصا إناصص القصص‪ ،‬لكصصن هكذا الذي حدثنصصا‪.‬‬

‫ورواه ابن أب الدنيا‪ ،‬عن السن بن عرفة‪ ،‬عن عبد السلم بن حرب‪ ،‬عن نعمان بن قراد‪ ،‬عن عبد ال‪،‬‬

‫‪596‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فذكره بنحوه‪.‬‬

‫هكذا رأيته ف كتاب الهوال‪ ،‬وكذا رواه البيهقي ف البعث والنشور‪ ،‬من طريق السن بن عرفة‪.‬‬

‫رواية عبد ال بن عمرو بن العاص‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى الصدف‪ ،‬أنبأنا ابن وهب‪ ،‬أخبن عمرو بن الارث‪ ،‬أن بكر‬

‫بن سوادة حدثه‪ ،‬عن عبد الرحن بن جبي‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ،‬أن رسولط اللّه صلى ال‬

‫عليه وسلم تل قول ال حكاية لسان إبراهيم‪" :‬رَبّ ِإّنهُ نّ أَضَْللْن َكثِيا مِ َن النّاس فَمَ ْن َتْب َعنِي فَِإنّ ُه ِمنّي‬

‫ص غَفورٌ رَحِيمصصصصصصصصٌ"‪.‬‬
‫ص عَصصصصصصصصصَان فَِإنّكصصصصصصص َ‬
‫َومَنصصصصصصص ْ‬

‫وقول ال تعال حكاية على لسان عي سى‪" :‬إِ نْ تعَ ّذْبهُ مْ فَِإّنهُ ْم ِعبَاد كَ‪َ ،‬وإِ نْ َت ْغفِرْ َلهُ مْ فَِإنّ كَ َأنْ تَ اْلعَزِيزُ‬

‫حكِيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصم"‪.‬‬
‫الْ َ‬

‫ص الكَافِرِينصصَ َديّارا"‪.‬‬
‫وقول ال تعال حكايصصة على لسصصان نوح‪" :‬رَبّ ص لَ تذَ ْر عَلَى الَرْض مِنص َ‬

‫فرفع يديه‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم أمت أمت‪ ،‬وبكى‪ ،‬فقال ال‪ :‬يا جبيل اذهب إل ممد‪ -‬وربك أعلم‪ -‬فسله ما‬

‫‪597‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يبكيك? فأتاه جبيل‪ ،‬فسأله‪ ،‬فأخبه رسول ال صلى ال عليه وسلم با قال‪ ،‬فأخب جبيل ربه با قال‪-‬‬

‫وهو أعلم‪ -‬فقال ال‪ :‬يا جبيل‪ :‬اذهب إل ممد‪ ،‬فقل له‪ :‬إنا سنرضيك ف أمتك ول نسوءك‪.‬‬

‫رواية عبد ال بن مسعود‬

‫قد تقدمت رواية علقمة ف الوض والقام الحمود وفيه ذكر الشفاعة‪.‬‬

‫رواية عبد الرحن بن أب عقيل‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو السن بن الفضل القطان‪ ،‬حدثنا عبد ال بن جعفر‪ ،‬حدثنا يعقوب بن سفيان‪،‬‬

‫حدثنا أحد بن يونس‪ ،‬حدثنا زهي‪ ،‬حدثنا أبو خالد يزيد السدي‪ ،‬حدثنا عون بن أب جحيفة السوائي‪،‬‬

‫حدثنا عبد الرحن بن علقمة الثقفي‪ ،‬عن عبد الرحن بن أب عقيل‪ ،‬قال‪" :‬انطلقت إل النب صلى ال‬

‫عليه وسلم ف وفد‪ ،‬فأتيناه‪ ،‬فأننا بالباب‪ -،‬وما ف الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه‪ -‬فلما خرجنا‪،‬‬

‫خرجنا وما ف الناس أحب إلينا من ر جل دخلنا عل يه‪ ،‬فقال قائل من هم‪ :‬يا ر سول ال‪ :‬سألت ر بك‬

‫كملك سليمان? فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم ث قال‪ :‬فلعل قضاء حوائجكم عند ال أفضل‬

‫‪598‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫من ملك سليمان‪ ،‬إن ال ل يب عث نبيا إل أعطاه دعوة‪ ،‬فمن هم من اتذ ها دن يا فأعطي ها‪ ،‬ومن هم من‬

‫دعا ها على قو مه إذ ع صوه فأهلكوا ب ا‪ ،‬وإن ال أعطا ن دعوة‪ ،‬فاختبأت ا ع ند ر ب‪ ،‬شفا عة لم ت يوم‬

‫القيامة"‪ .‬قلت‪ :‬إسناد غريب‪ ،‬وحديث غريب‪.‬‬

‫رواية أمي الؤمني عثمان بن عفان رضي اللّه عنه‪ :‬الشفعاء يوم القيامة هم النبياء ث العلماء ث‬

‫الشهداء‪:‬‬

‫قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا أحد بن يونس‪ ،‬حدثنا عنبسة بن عبد الرحن بن عنبسة‬

‫القرشي‪ ،‬عن علف بن أب مسلم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسصصصلم‪" :‬يشفصصصع يوم القيامصصصة ثلثصصصة‪ :‬النصصصبياء‪ ،‬ثصصص العلماء‪ ،‬ثصصص الشهداء"‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا عبد الواحد بن غياث‪ ،‬حدثنا عنبسة بن عبد الرحن‪ ،‬عن علف بن أب مسلم‪ ،‬قال‪:‬‬

‫ورايته ف موضع آخر عندي‪ ،‬عن عبد اللك بن علف‪ ،‬عن أبان عن عثمان‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫وسصصلم قال‪" :‬أول مصصن يشفصصع يوم القيامصصة النصصبياء‪ ،‬ثصص الشهداء‪ ،‬ثصص الؤمنون "‪.‬‬

‫قال البزار‪ :‬وعنبسة هذا لي الديث‪ ،‬وعبد اللك بن علف ل يعلم من روى عنه غي عنبسة‪.‬‬

‫‪599‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية علي بن أب طالب كرم اللّه وجهه ورضي عنه‬

‫قال أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا م مد بن ز يد الداري‪ ،‬حدث نا عمرو بن عا صم‪ ،‬حدث نا حرب بن شر يح‬

‫البزار‪ ،‬قال‪ :‬قلت ل ب جع فر م مد بن علي‪ :‬أرأ يت هذه الشفا عة ال ت يتحدث ب ا أ هل العراق‪ ،‬أ حق‬

‫هي? قال‪ :‬شفاعة ماذا? قلت‪ :‬شفاعة ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬حق‪ :‬إي وال‪ :‬وال لقد حدثن‬

‫عمي ممد بن علي بن النفية‪ :‬عن علي‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أشفع لمت حت‬

‫ينادين رب عز وجل فيقول‪ :‬أرضيت يا ممد‪ .‬فأقول‪ :‬رب رضيت"‪ .‬ث قال‪ :‬ل نعلمه يروى هذا‪ ،‬إل‬

‫بذا السناد‪.‬‬

‫رواية عوف بن مالك‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا خالد بن خداش بن خلف بن هشام‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن‬

‫أب الليح‪ ،‬عن عوف بن مالك الشجعي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أتان الليلة آت من‬

‫ر ب‪ ،‬ف خبن ب ي أن يدخل نصف أم ت النة‪ ،‬وب ي الشفاعة‪ ،‬فاخترت الشفاعة‪ .‬قالوا‪ :‬يا ر سول ال‪:‬‬

‫ننشدك ال والصحبة‪ ،‬لا جعلتنا من أهل شفاعتك‪ .‬قال‪ :‬فإن أشهد من حضر‪ ،‬أن شفاعت لن مات ل‬

‫‪600‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يشرك بال شيئا مصصصصصصصصصصصصصصصصن أمتصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫وقد رواه يعقوب بن سفيان‪ :‬عن يي بن صال الوحاظي‪ ،‬عن جابر بن غان‪ ،‬عن سليم بن عامر‪ ،‬عن‬

‫معدي كرب بن عبد بلل‪ ،‬عن عوف بن مالك‪ ،‬قال‪" :‬أتان جبيل عليه السلم‪ ،‬من قبل رب‪ ،‬فخين‬

‫بيصص خصصصلتي‪ ،‬أن يدخصصل نصصصف أمتصص النصصة‪ ،‬وبيصص الشفاعصصة‪ ،‬فاخترت الشفاعصصة"‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي‪ :‬عن الاكم‪ ،‬عن الصم بن بر بن نصر‪ ،‬عن بشر بن بكر‪ ،‬عن أب جابر‪ ،‬عن سليم‬

‫بن عامر‪ ،‬سعت عوف بن مالك‪ :‬فذكر الديث وفيه‪ :‬ورواه حاد بن زيد‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن أب قلبة‪،‬‬

‫يرد الديث إل عوف بن مالك‪.‬‬

‫رواية كعب بن عجرة‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبنا ممد بن موسى بن الفضل‪ ،‬أخبنا ممد بن عبد ال الصفار‪ ،‬حدثنا جعفر بن أب‬

‫عثمان الطيالسي‪ ،‬حدثنا ممد بن بكار‪ ،‬حدثنا عنبسة بن عبد الواحد‪ ،‬عن واصل مول أب عيينة‪ ،‬عن‬

‫أب عبد الرحن‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬عن كعب بن عجرة‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬الشفاعة الشفاعة‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫"شفاعت لهل الكبائر من أمت"‪.‬‬

‫‪601‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رواية أب بكر الصديق رضي اللّه تعال عنه وأرضاه‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقان‪ ،‬حدثن النضر بن شيل الازن‪ ،‬حدثنا أبو نعامة‪،‬‬
‫حدثنا أبو هنيدة الباء بن نوفل‪ ،‬عن وألن العدوي عن حذيفة‪ ،‬عن أب بكر الصديق قال‪ :‬أصبح رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم‪ ،‬فصلّى الغداة‪ ،‬ث جلس‪ ،‬حت إذا كان من الضحاة ضحك‪ ،‬ث جلس‬
‫مكانه‪ ،‬حت صلّى الول‪ ،‬والعصر‪ ،‬والغرب‪ ،‬كل ذلك ل يتكلم‪ ،‬حت صلّى العشاء الخرة‪ ،‬ث قام إل‬
‫أهله‪ ،‬فقال الناس لب بكر الصديق‪ :‬أل تسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم ما شأنه‪ .‬صنع اليوم شيئا‬
‫ل يصنعه قط‪ ،‬فسأله‪ ،‬فقال‪" :‬نعم‪ :‬عرض عليّ ما هو كائن من أمر الدنيا‪ ،‬وأمر الخرة‪ ،‬يمع ال‬
‫الولي والخرين ف صعيد واحد‪ ،‬فقطع الناس كذلك‪ ،‬حت انطلقوا إل آدم‪ ،‬والعرق يلجمهم‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫يا آدم‪ :‬أنت أبو البشر‪ ،‬أنت اصطفاك ال‪ ،‬اشفع لنا إل ربك‪ ،‬فقال‪ :‬قد لقيت مثل الذي لقيتم‪ ،‬انطلقوا‬
‫إل أبيكم بعد أبيكم‪ ،‬إل نوح عليه السلم‪ِ" :‬إنّ اللّ َه اصْ َطفَى آ َدمَ ونوحا وآ َل إبْرَاهِي َم وَآ َل عِ ْمرَا َن عَلَى‬
‫الْعَالَ ِميَ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فينطلقون إل نوح عليصه السصلم‪ ،‬فيقولون‪ :‬اشفصع لنصا إل ربصك‪ ،‬فأنصت الذي اصصطفاك اللّه‪،‬‬

‫واستجاب لك ف دعائك‪ ،‬ول يد عِ أحد من النبياء بثل دعوتك‪ .‬فيقول‪ :‬ليس ذاكم عندي‪ ،‬انطلقوا‬

‫إل إبراهيم‪ ،‬فإن ال اتذه خليلً‪ ،‬فينطلقون إل إبراهيم‪ ،‬فيقول‪ :‬ليس ذاكم عندي‪ ،‬انطلقوا إل موسى‪،‬‬

‫فإن ال كلمه تكليما‪ ،‬فيقول موسى‪ :‬ليس ذاكم عندي‪ ،‬انطلقوا إل سيد ولد آدم‪ ،‬فإنه أول من تنشق‬

‫عنه الرض يوم القيامة‪ ،‬انطلقوا إل ممد‪ ،‬فيشف عِ لكم إل ربكم‪ ،‬قال‪ :‬فينطلقون‪ ،‬فيأتون إلّ‪ ،‬فأستأذن‬

‫على رب‪ ،‬فيؤذن ل‪ ،‬فإذا رأيته وقعت ساجدا‪ ،‬فيدعن ما شاء ال أن يدعن‪ ،‬ث يقول ال‪ .‬ارفع رأسك‪،‬‬

‫‪602‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقل تسمع‪ ،‬واشفع تشفع‪ :‬قال‪ :‬فأرفع رأسي‪ ،‬فإذا نظر إلّ رب عز وجل‪ ،‬خررت ساجدا قدر جعة‬

‫أخرى‪ ،‬فيقول اللّه‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشفع تشفع‪ .‬قال‪ :‬فأرفع رأسي‪ ،‬فإذا نظر إلّ رب عز‬

‫و جل‪ ،‬خررت ساجدا قدر ج عة أخرى‪ ،‬فيقول ال‪ :‬ار فع رأ سك‪ ،‬و قل ت سمع‪ ،‬واش فع تش فع‪ .‬قال‪:‬‬

‫فأذهب لقع ساجدا‪ ،‬فيأخذ جبيل بضبعي ويفتح عليّ من الدعاء شيء ل يفتحه على بشر قط‪ ،‬فأقول‪:‬‬

‫أي رب‪ :‬خلقت ن سيد ولد آدم ول ف خر‪ ،‬وأول من تن شق ع نه الرض يوم القيا مة‪ ،‬ول ف خر‪ ،‬ح ت إ نه‬

‫ليد عليّ الوض من أمت أكثر ما بي صنعاء وأيلة‪ ،‬ث يقال‪ :‬ادعوا النبياء عليهم الصلة والسلم‪ ،‬قال‪:‬‬

‫فيجيء النب ومعه العصابة‪ ،‬والنب ومعه المسة‪ ،‬والستة‪ ،‬والنب ليس معه أحد ث يقال‪ :‬ادعوا الشهداء‪،‬‬

‫فيشفعون في من أرادوا‪ ،‬قال‪ :‬فإذا فعلت الشهداء ذلك‪ ،‬يقول ال‪ :‬أ نا أر حم الراح ي‪ ،‬أدخلوا جن ت من‬

‫كان ل يشرك بال شيئا‪ ،‬قال‪ :‬فيدخلون النة‪ ،‬ث يقول ال‪ :‬انظروا إل النار‪ ،‬هل تلقون من أحد عمل‬

‫خيا قصط? قال‪ :‬فيجدون فص النار ر َجلً‪ ،‬فيقال له‪ :‬هصل عملت خيا قصط‪ .‬فيقول‪ :‬ل‪ ،‬غيص أنص كنصت‬

‫أسامح الناس ف البيع‪ ،‬فيقول ال‪ :‬أسحوا إل لعبدي‪ ،‬كإساحه إل عبادي‪ ،‬ث يرجون من النار رجلً‪،‬‬

‫فيقال له‪ :‬هل عملت خيا قط? فيقول‪ :‬ل غ ي أ ن قد أمرت ولدي فقلت ل م‪ :‬إذا مت فأحرقو ن ف‬

‫‪603‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫النار‪ ،‬ث اطحنون‪ ،‬حت إذا صرت مثل الكحل‪ ،‬فأذهبوا ب إل البحر‪ ،‬فذرون ف الريح‪ ،‬فوال ل يقدر‬

‫عليّ رب العاليص أبدا‪ ،‬فيقول ال له‪ :‬ل فعلت ذلك‪ .‬فيقول‪ :‬مصن مافتصك‪ ،‬قال‪ :‬فيقول ال‪ :‬انظصر إل‬

‫ملك أع ظم ملك‪ ،‬فإن لك مثله وعشرة أمثاله‪ .‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬ل ت سخر م ن وأ نت اللك? قال ر سول ال‬

‫صصصصلى ال عليصصصه وسصصصلم‪" :‬فذاك الذي ضحكصصصت منصصصه مصصصن الضحصصصى" ‪.‬‬

‫وقد تكلمنا على هذا الديث ف آخر مسند الصديق بكلم طويل‪.‬‬

‫رواية أب سعيد الدري‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا ممد بن إسحاق‪ ،‬حدثنا عبد ال بن الغية‪ ،‬عن‬

‫معيقب‪ ،‬عن سليمان بن عمرو بن عبد العتواري قال أحد‪- :‬وهو أبو اليثم‪ -‬قال‪ .‬حدثن ليث‪ -‬وكان‬

‫ف حجر أب سعيد الدري قال‪ :‬سعت أبا سعيد يقول‪ :‬سعت رسول اللّه صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬

‫"يو ضع ال صراط ب ي ظهري جه نم‪ ،‬عل يه ح سك كح سك ال سعدان‪ ،‬ث ي ستجيز الناس‪ ،‬فناج م سلم‪،‬‬

‫ومروح به ناج‪ ،‬ومت بس فمكدوس في ها‪ ،‬فإذا فرغ اللّه من القضاء ب ي العباد‪ ،‬تف قد الؤمنون رجالً‪،‬‬

‫كانوا معهم ف الدنيا‪ ،‬يصلون كصلتم‪ ،‬ويزكون كزكاتم‪ ،‬ويصومون كصيامهم‪ ،‬ويجون كحجهم‪،‬‬

‫‪604‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ويغزون كغزو هم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أي رب نا‪ ،‬عباد من عبادك‪ ،‬كانوا مع نا‪ ،‬ي صلون ف الدن يا صلتنا‪ ،‬ويزكون‬

‫زكات نا وي صومون صيامنا‪ ،‬و يجون حج نا‪ ،‬و يغزون غزو نا‪ ،‬ل نرا هم? فيقول‪ :‬اذهبوا إل النار‪ ،‬ف من‬

‫وجدت فيها منهم فأخرجوهم‪ .‬قال‪ :‬فيجدونم‪ ،‬وقد أخذتم النار على قدر أعمالم‪ ،‬فمنهم من أخذته‬

‫قدميه ومنهم من أخذته ال نصف ساقيه‪ ،‬ومنهم من أخذته إل ركبتيه‪ ،‬ومنهم من أخذته إل أزرته‪،‬‬

‫ومنهصم مصن أخذتصه إل ثدييصه‪ ،‬ومنهصم مصن أخذتصه إل عنقصه‪ ،‬ول تغصش الوجوه‪ ،‬فيسصتخرجونم منهصا‪،‬‬

‫فيطرحونمص فص ماء الياة‪ ،‬قيصل‪ :‬يصا رسصول ال‪ :‬ومصا ماء الياة‪ .‬قال‪ :‬غسصل أهصل النصة‪ ،‬فينبتون نبات‬

‫الزرعة‪ ،‬وقال‪ :‬مرة تنبت الرزعة ف غثاء السيل‪ ،‬ث يشفع النبياء ف كل من كان يشهد أن ل إله إل‬

‫ال‪ ،‬ملصا‪ ،‬فيخرجونم منها‪ ،‬قال‪ :‬ث يتجلى ال برحته على من فيها‪ ،‬فل يترك فيها عبدا ف قلبه مثقال‬

‫ذرة مصصصصصن إيان‪ ،‬إل أخرجصصصصصه ال منهصصصصصا" ‪ .‬تفرّد بصصصصصه أحدصصصصص‪.‬‬

‫ورواه ابن أب الدنيا‪ :‬من حديث إسحاق به‪ ،‬قال‪ :‬موضع الصراط جهنم‪ ،‬قال ممد‪ :‬ل أعلمهإل كحد‬

‫السصصصصصصصصصصصيف‪ ،‬وذكصصصصصصصصصصصر تام الديصصصصصصصصصصصث‪.‬‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا ابن أب عدي‪ ،‬عن سليمان‪ -،‬يعن التيمي‪ ،-‬عن أب نضرة‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال‬

‫‪605‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أهل النار الذي هم أهلها‪ ،‬ل يوتون‪ ،‬ول ييون‪ ،‬وأما من يريد ال بم‬

‫الرح ة فإ نه ييت هم ف النار‪ ،‬ث يد خل ضبارة في هم‪ ،‬فيبث هم أو قال‪ :‬فيبثون على ن ر الياة‪ ،‬أو قال‪ :‬ن ر‬

‫النة‪ ،‬فينبتون نبات البة ف حيل السيل‪ ،‬قال‪ :‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أما ترون الشجرة تكون‬

‫خضراء‪ ،‬ث تكون صفراء‪ ،‬ث تكون خضراء‪ .‬قال فقال بعض هم‪ :‬كأن ال نب صلى ال عل يه و سلم كان‬

‫بالبادية"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن سعيد بن زيد‪ ،‬عن أب نضرة‪ ،‬عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم‪" :‬أما أهل النار الذين هم أهلها‪ ،‬فإنم ل يوتون فيها‪ ،‬ول ييون‪ ،‬ولكن هم أناس أو كما‬

‫قال‪ :‬يصصلون النار بذنوبمص ‪-‬أو قال‪ :‬بطيئاتمص‪ -‬فتميتهصم إماتصة‪ ،‬حتص إذا صصاروا فحما أذن ال فص‬

‫الشفاعة‪ ،‬فجيء بم ضبائر فبثوا على أنار النة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا أهل النة أفيضوا عليهم‪ ،‬فينبتون نبات البة‬

‫ف حيل السيل‪ .‬فقال رجل من القوم‪ :‬كأن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان بالبادية"‪ .‬وهذا إسناد‬

‫على شرط الشيخي‪ ،‬ول يرجاه‪ ،‬وهو صحيح من هذا الوجه‪.‬‬

‫‪606‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ،‬حدثنا عثمان بن عاد‪ ،‬حدثن أبو نضرة عن أب سعيد الدري‪ ،‬قال‪:‬‬

‫ليعرض الناس على ج سر جه نم‪ ،‬عل يه كلل يب‪ ،‬وح سك‪ ،‬وخطاط يف ت طف الناس‪ ،‬قال‪ :‬في مر ناس‬

‫مثل البق‪ ،‬وآخرون مثل الريح‪ ،‬وآخرون مثل الفرس الجري‪ ،‬وآخرون يزحفون زحفا‪ ،‬فأما أهل النار‪،‬‬

‫فل يوتون ول ييون‪ ،‬وأما أهل الذنوب فيؤخذون بذنوبم‪ ،‬فيحرقون‪ ،‬فيكونون فحما‪ ،‬ث يأذن ال ف‬

‫الشفاعة‪ ،‬فيؤخذون ضبارات ضبارات‪ ،‬فيقذفون على نر‪ ،‬فينبتون كما تنبت البة ف حيل السيل‪ .‬قال‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فيخرج أدن رجل من النار‪ ،‬فيكوق على شفتها‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‬

‫اصرف وجهي عنها‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬وعهدك وذمتك ل تسألن غيها‪ .‬فيقول‪ :‬وعهدي وذمت ل أسلك‬

‫غي ها‪ ،‬في صرف وج هه عن ها‪ ،‬قال‪ :‬فيى شجرة فيقول‪ :‬يا رب أدن ن من هذه الشجرة أ ستظل بظل ها‪،‬‬

‫وآ كل من ثر ها‪ .‬قال‪ ،‬فيقول‪ :‬وعهدك وذم تك ل ت سألن غي ها? فيقول‪ :‬وعهدي وذم ت ل أ سألك‬

‫غيها‪ ،‬فيدنيه منها‪ ،‬قال‪ :‬فيى شجرة أخرى أحسن منها‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬يا رب حولن إل هذه الشجرة‪،‬‬

‫أستظل بظلها‪ ،‬وآكل من ثرها‪ .‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬وعهدك وذمتك ل تسألن غيها‪ .‬فيقول‪ :‬وعهدي وذمت‬

‫‪607‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ل أسألك غي ها‪ ،‬فيحوله إلي ها‪ ،‬قال‪ :‬فيى الثالثة‪ ،‬فيقول‪ :‬رب حول ن إل هذه الشجرة‪ ،‬أ ستظل بظلها‬

‫وآ كل من ثر ها قال‪ :‬في قو ل‪ :‬وعهدك وذم تك ل تسصألن غي ها‪ .‬فيقول‪ :‬وعهدي وذم ت ل أ سلك‬

‫غيهصا‪ ،‬فيحوله‪ ،‬قال‪ :‬فيى سصواد الناس‪ ،‬ويسصمع أصصواتم‪ ،‬فيقول‪ :‬يصا رب أدخلنص النصة"‪.‬‬

‫قال أبو سعيد‪ :‬ورجل آخر من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم اختلفا‪ ،‬فقال أحدها‪" :‬فيدخل النة‬

‫صصصصصصصصصصصا"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصا ومثلهص‬
‫صصصصصصصصصصصى الدنيص‬
‫ويعطص‬

‫وقال الخصصصصر‪" :‬فيدخصصصصل النصصصصة ويعطصصصصى الدنيصصصصا وعشرة أمثالاصصصص"‪.‬‬

‫وقد رواه النسائي‪ ،‬من حديث عثمان بن غياث‪ ،‬به نوه‪.‬‬

‫رواية أب هريرة‬

‫قال الِمام أح د‪ :‬حدث نا سليمان‪ -‬يع ن ا بن داود‪ -‬حدث نا إ ساعيل‪ ،‬حدث نا عمرو بن سعيد‪ ،‬عن أ ب‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قلت للنب صلى ال عليه وسلم‪" :‬من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة‪ .‬فقال النب ‪" :‬لقد‬

‫ظننت يا أبا هريرة‪ ،‬أن ل يسألن عن هذا الديث أحد أول منك لا رأيت من حرصك على الديث‪،‬‬

‫‪608‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أ سعد الناس بشفاع ت يوم القيا مة‪ ،‬من قال ل إله إل ال خال صة من نف سه" ‪ .‬هذا إ سناد صحيح على‬

‫شرطهما‪ ،‬ول يرجاه من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬ويعلى بن عبيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا العمش عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن لكل نب دعوة مستجابة‪ ،‬فتعجل كل نب دعوته‪ ،‬وإن اختبأت‬

‫دعوتصصص‪ ،‬شفاعصصصة لمتصصص‪ ،‬نائلة إن شاء ال تعال مصصصن مات ل يشرك بال شيئا"‪.‬‬

‫قال‪ -‬يعن شفاعته‪ -‬ورواه مسلم‪ :‬من حديث أب معاوية ممد بن حازم الضرير‪ ،‬عن العمش به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬والزاعي‪ -‬يعن أبا سلمة‪ -‬قال‪ :‬حدثنا ليث‪ ،‬حدثن يزيد بن أب حبيب‪ ،‬عن‬

‫سال بن أب سال‪ ،‬عن معاوية بن معتب الذل‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أنه سعه يقول‪ :‬سألت رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم‪ :‬ماذا أراد إليك ربك ف الشفاعة? فقال‪ :‬والذي نفس ممد بيده‪ ،‬لقد ظنت أنك أول‬

‫‪609‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫من يسألن عن ذلك من أمت‪ ،‬لا رأيت من حرصك على العلم‪ ،‬والذي نفس ممد بيده‪ ،‬لا يهمن من‬

‫وقوف هم على أبواب ال نة‪ ،‬أ هم عندي من تام شفاع ت‪ ،‬وشفاع ت ل ن ش هد أن ل إله إل ال‪ ،‬مل صا‪،‬‬

‫فصصصصصصصدق قلبصصصصصصه لسصصصصصصانه‪ ،‬ولسصصصصصصانه قلبصصصصصصه‪.‬‬

‫تفرد به أحد من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬قرأت على عبد الرحن بن مالك‪ ،‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا مالك‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن العرج‪،‬‬

‫عن أ ب هريرة‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ل كل نب دعوة يد عو ب ا‪ ،‬وأر يد أن أخ تبء‬

‫دعوتصصصصصصصص شفاعصصصصصصصصة لمتصصصصصصصص فصصصصصصصص الخرة"‪.‬‬

‫قال إسحاق‪ :‬فأردت أن أختبء"‪ .‬وقد رواه البخاري‪ :‬من حديث مالك به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪610‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثن حرملة بن يي حدثنا ابن وهب‪ ،‬حدثن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬أن عمرو بن أب‬

‫سفيان بن أب أسيد بن حارثة الثقفي أخبه‪ :‬أن أبا هريرة قال لكعب الحبار‪ :‬إن رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬لكل نب دعوة يدعو با‪ ،‬فأنا أريد‪ -‬إن شاء ال‪ -‬أن أختبء دعوت‪ ،‬شفاعة لمت يوم‬

‫القيامصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫قال كعب لب هريرة‪ :‬أنت سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬نعم"‪ .‬تفرّد به مسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬أخبن القاسم بن ممد‪ ،‬قال‪ :‬اجتمع أبو‬

‫هريرة‪ ،‬وكعب‪ ،‬فجعل أبو هريرة يدث كعبا عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكعب يدث أبا هريرة‬

‫عن الك تب‪ ،‬قال أ بو هريرة‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ل كل نب دعوة م ستجابة‪ ،‬وإ ن اختبأت‬

‫دعوتصصصصصصصص شفاعصصصصصصصصة لمتصصصصصصصص يوم القيامصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫انفرد به أح د وإ سناده صحيح‪ ،‬على شرطه ما‪ ،‬ول ير جه أ حد من أ صحاب الك تب ال ستة من هذا‬

‫الوجه‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يي عن شعبة وممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة عن ممد بن زياد‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‬

‫غندر ف حديثه‪ .‬قال‪ :‬سعت أبا هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن لكل نب دعوة دعا با‪،‬‬

‫وإ ن أر يد أن أد خر دعو ت إن شاء ال شفا عة لم ت يوم القيا مة‪ ،‬قال ا بن جع فر‪ :‬ف أم ت"‪ .‬و قد رواه‬

‫مسلم من حديث شعبة به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن هام بن منبه‪ ،‬حدثنا أبو هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬لكل نب دعوة تستجاب له‪ ،‬فأريد إن شاء ال أن أدخردعوت شفاعة لمت يوم‬

‫القيامة"‪ .‬وهذا إسناد صحيح على شرطهما‪ ،‬ول يرجوه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪612‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا جرير عن عمارة‪ ،‬وهو ابن القعقاع‪ ،‬عن أب زرعة‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ل كل نب دعوة م ستجابة يد عو ب ا‪ ،‬في ستجاب له‪،‬‬

‫فيؤتاها‪ ،‬وإن اختبأت دعوت شفاعة لمت يوم القيامة"‪ .‬انفرد به مسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن أب العباس‪ ،‬حدثنا أبو أويس قال‪ :‬قال الزهري‪ :‬أخبن أبو سلمة ابن عبد‬

‫الرحن أن أبا هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه و سلم‪" :‬ل كل نب دعوة‪ ،‬وأر يد إن شاء ال أن‬

‫صصصصص"‪.‬‬
‫صصصصصة لمتص‬
‫صصصصصة شفاعص‬
‫صصصصص ليوم القيامص‬
‫صصصصصبء دعوتص‬
‫أختص‬

‫تفرد به أيضا من هذا الوجه‪ ،‬ورواه عبد الرزاق عن معمر‪ ،‬عن الزهري وقد رواه البخاري من حديث‬

‫شعيب بن أب حزة‪ ،‬ومسلم من طريق مالك‪ ،‬كلها عن الزهري به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪613‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد‪ ،‬حدثنا داود الودي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال‬

‫ص َمقَاما مَحْمودا"‪.‬‬
‫ص َيبْ َعثَكصصصَ َربّكصص َ‬
‫عليصصصه وسصصصلم فصصص قوله‪" :‬عَسصصصَى أَنصص ْ‬

‫قال‪ :‬هصصصصصصصو القام الذي أشفصصصصصصصع لمتصصصصصصص فيصصصصصصصه‪.‬‬

‫ورواه الترمذي عن أب كريب‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن داود‪ ،‬وقال‪ :‬حسن‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أح د‪ :‬حدث نا حجاج‪ ،‬حدث نا ا بن جر يج‪ ،‬حدث ن العلء بن ع بد الرح ن بن يعقوب‪ ،‬عن أبيدارة‬

‫مول عثمان‪ ،‬قال‪" :‬إنا بالبقيع مع أب هريرة إذ سعناه يقول‪ :‬أنا أعلم الناس بشفاعة ممد صلى ال عليه‬

‫وسلم يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فتدارك الناس عليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬إيه يرحك ال‪ .‬قال‪ :‬يقول رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪" :‬اللهم اغفر لكل عبد لقيك‪ ،‬يؤمن بك‪ ،‬ل يشرك بك"‪ .‬تفرّد به أحد من هذا الوجه‪.‬‬

‫رواية أم حبيبة‬

‫‪614‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو زكريا يي بن إبراهيم الزكي‪ ،‬أخبنا أبو داود السي أحد بن عثمان بن يي‬

‫الدمي‪ ،‬حدثنا عبد الكري بن اليثم‪ ،‬حدثنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن أم حبيبة‪ ،‬عن رسول‬

‫ال صلى ال عليه و سلم أ نه قال‪" :‬أرأيت ما تلقى أم ت من بعدي‪ ،‬وسفك بعض هم دماء بعض‪ ،‬سبق‬

‫ذلك من ال‪ ،‬كما سبق ف المم قبلهم‪ ،‬فسألت ال أن يولين منهم شفاعة‪ ،‬ففعل"‪ .‬قال البيهقي‪ :‬هذا‬

‫إسناد صحيح‪.‬‬

‫ذكر شفاعة الؤمني لهاليهم‬

‫تقدم حديث أب هريرة‪ ،‬عن أمي الؤمني عثمان رضي ال عنه‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"أول مصصن يشفصصع يوم القيامصصة النصصبياء‪ ،‬ثصص الشهداء‪ ،‬ثصص الؤمنون"‪.‬‬

‫رواه البزار‪ ،‬وابصن ماجصة‪ ،‬ولفظصه‪" :‬يشفصع يوم القيامصة ثلثصة‪ :‬النصبياء‪ ،‬ثص العلماء‪ ،‬ثص الشهداء"‪.‬‬

‫فأما ما أورده القرطب ف التذكرة من طريق أب عمرو السماك‪ ،‬حدثنا يي بن جعفر بن الزبرقان‪ ،‬أخبنا‬

‫على عا صم‪ ،‬حدث نا خالد الزا عي‪ ،‬عن سلمة بن كه يل‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬عن أ ب الزعراء‪ ،‬قال‪ :‬قال ا بن‬

‫م سعود‪" :‬يشفع نبيكم صلى ال عل يه و سلم را بع أربعة‪ :‬جب يل‪ ،‬ث إبراه يم‪ ،‬ث مو سى‪ ،‬أو عي سى ث‬

‫‪615‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫نصصصصبيكم‪ ،‬ثصصصص اللئكصصصصة‪ ،‬ثصصصص الصصصصصديقون‪ ،‬ثصصصص الشهداء"‪.‬‬

‫وقد رواه أبوداود الطيالسي‪ ،‬عن أب سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبيه به‪ ،‬وزاد أبو داود ف روايته‪" :‬ل يشفع‬

‫حمُودا"‪.‬‬
‫بعده أ كب م نه" و هو القام الحمود الذي قال ال تعال ف يه‪" :‬عَ سَى أَ ْن َيبْ َعثَ كَ َربّ كَ َمقَاما مَ ْ‬

‫فإِنه حديث غريب جدا‪ ،‬ويي بن سلمة بن كهيل ضعيف‪ ،‬وف الصحيح‪ :‬من طريق عطاء بن يسار‪،‬‬

‫عنِ أب سعيد‪ ،‬مرفوعا‪" :‬إِذَا أخلصَ الؤمِنونَ من الصراط‪ ،‬وراوا أَنم قد نَجوا‪ ،‬فما أَنتُم ِبأَش ّد منهم شِ ّدةَ‬

‫ف الق‪ ،‬بعدما تبي منهم لربم ف إِخوانم الذين ف النار‪ ،‬يقولون‪ :‬يا ربنا‪ :‬إِخواننا‪ ،‬كانوا يصلون معنا‪،‬‬

‫وي صومون مع نا‪ ،‬ويجون مع نا‪ ،‬ويقرأون مع نا‪ ،‬فيقول ال‪ :‬اذهبوا‪ ،‬ف من وجد ت ف قل به مثقال ذرة من‬

‫سَنةً‬
‫إيان فأَخرجوه من النار"‪ .‬قال أبو سعيد‪ :‬اقرأوا إن شئتم‪ِ" .‬إنّ اللّ هَ َل يَ ْظلِ مُ مِْثقَالَ ذَ ّرةٍ َوإِ نْ تَ كُ ح َ‬

‫ص مِنصصصصصصصْ لَ ُدنْهصصصصصصصُ أَجْرا عَظِيما"‪.‬‬


‫ُيضَا ِعفْهَصصصصصصصا وَيؤتصصصصصص ِ‬

‫قال‪ :‬فيقول ال تعال‪ :‬شف عت اللئ كة‪ ،‬وش فع ال نبيون‪ ،‬وش فع الؤمنون‪ ،‬ول ي بق إل أر حم الراح ي‪،‬‬

‫فيقبض قبضة من النار‪ ،‬فيخرج منها قوما ل يعملوا خيا قط‪ ،‬قد عادوا حما‪ ،‬فيلقيهم ف نر ف أفواه‬

‫ال نة‪ ،‬يقال له‪ :‬ن ر الياة‪ ،‬فيخرجون ك ما ترج ال بة ف ح يل ال سيل‪ ،‬فيخرجون كاللؤلؤ‪ ،‬ف رقاب م‬

‫‪616‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الوات يم‪ ،‬يعرف هم أ هل ال نة‪ ،‬فيقولون‪ :‬هؤلء عتقاء ال‪ ،‬أدخل هم ال ال نة بغ ي ع مل عملوه‪ ،‬ول خ ي‬

‫قدموه‪ ،‬ث يقول‪ :‬ادخلوا النة‪ ،‬فما رأيتموه فهو لكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ر بنا‪ ،‬أي شيء أفضل من هذا? أعطيتنا‬

‫ما ل تعط أحدا من العالي‪ ،‬فيقال لم‪ :‬عندي أفضل من هذا‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا‪ :‬أي شيء أفضل من هذا?‬

‫فيقول‪ :‬رضائي‪ ،‬فل أسخط عليكم أبدا‪.‬‬

‫يشفع الؤمنون يوم القيامة‪ ،‬إل اللعاني‪ ،‬فل شفاعة لم‬

‫وف حديث إساعيل بن رافع‪ ،‬عن ممد بن كعب‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫وسلم بعد ذكر دخول النة‪" :‬ث أقول‪ :‬يا رب شفعن فيمن وقع ف النار من أمت‪ ،‬فيقول‪ :‬نعم‪ .‬أخرجوا‬

‫من النار من كان ف قلبه ثلثي دينار‪ ،‬نصف دينار‪ ،‬ثلث دينار‪ ،‬ربع دينار حتْى بلغ قياطي‪ .‬أخرجوا من‬

‫ل يعمل خيا قط‪ .‬قال‪ :‬ث يؤذن ف الشفاعة‪ ،‬فل يبقى أحد إل شفع‪ ،‬إل اللعان‪ ،‬فإنه ل يشفع‪ ،‬حت إن‬

‫إبليس ليتطاول يومئذ ف النار‪ ،‬رجاء أن يشفع له‪ ،‬ما يرى من رحة ال‪ ،‬حت إذا ل يبق أحد إل شفع‪،‬‬

‫قال‪ :‬بقيت أنا أرحم الراحي‪ ،‬فيخرج منها ما ل يصى عدتم غيه‪ ،‬كأنم الشب الحترقة‪ ،‬فيطرحون‬

‫على شط نر على باب النة‪ ،‬يقال له نر الياة‪ ،‬فينبتون فيه كما تنبت البة ف حيل السيل" رواه ابن‬

‫‪617‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أب الدنيا‪ ...‬وقد قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا العباس بن الوليد النرسي‪ ،‬حدثنا يوسف بن خالد‪ ،‬هو‬

‫ال سمن‪ ،‬عن الع مش‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يعرض أهل النار صفوفا‪،‬‬

‫فيمر بم الؤمنون‪ ،‬فيى الرجل من أهل النار الرجل من الؤمني قد عرفه ف الدنيا فيقول‪ :‬يا فلن‪ :‬أما‬

‫تذكر يوم استعنتن على حاجة كذا? ويقول‪ :‬أما تذكر يوم أعطيتك قال‪ ،‬أراه قال‪ :‬كذا وكذا‪ ?-‬فيذكر‬

‫ذلك الؤمن‪ ،‬فيعرفه‪ ،‬فيشفع له إل ربه‪ ،‬فيشفعه فيه" ف إسناده ضعف‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫قال ا بن ما جه‪ :‬حدث نا م مد بن ع بد ال بن ن ر‪ ،‬وعلي بن م مد‪ ،‬قال‪ :‬حدث نا لع مش‪ ،‬عن يز يد‬

‫الرقا شي‪ ،‬عن أ نس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬ي صف الناس يوم القيا مة‬

‫صفوفا‪ ،‬وقال ابن ني‪ :‬أهل النة فيمر الرجل من أهل النار على الرجل‪ ،‬فيقول‪ :‬يا فلن‪ :‬أما تذكر يوم‬

‫ا ستسقيتن ف سقيتك شر بة? قال‪ :‬فيش فع له‪ ،‬وي ر الر جل على الر جل‪ ،‬فيقول‪ :‬أ ما تذ كر يوم ناول تك‬

‫طهورا? فيشفع له وير الرجل على الرجل فيقول‪ :‬أما تذكر يوم بعثتن لاجة كذا وكذا فذهبت لك?‬

‫فيشفصصصع له"‪ .‬ورواه الطحاوي بلفصصصظ آخصصصر قريصصصب مصصصن هذا العنصصص‪.‬‬

‫‪618‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثن علي بن عبد ال بن موسى‪ ،‬حدثنا حفص بن عمر‪ ،‬حدثنا حاد ابن‬

‫سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن السن‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يقول الرجل من أهل النة‬

‫يوم القيامة‪ :‬يا رب‪ :‬إن فلنا سقان شربة من ماء ف الدنيا‪ ،‬فشفعن فيه‪ ،‬فيقول ال‪ .‬اذهب فأخرجه من‬

‫النار‪ ،‬فيتحسس‪ ،‬يرجه منها"‪ .‬وهذا مرسل من مرسلت السن السان‪.‬‬

‫ومن الحاديث الواردة ف شفاعة الؤمني لهاليهم‬

‫حكى بعضهم عن زبور داود عليه السلم‪ :‬أنه مكتوب فيه‪ :‬يقول ال‪" :‬إن عبادي الزاهدين‪ ،‬أقول لم‬

‫يوم القيا مة‪ :‬عبادي‪ :‬إ ن ل أز ِو عن كم الدن يا لوان كم عليّ‪ ،‬ول كن أردت أن ت ستوفوا ن صيبكم موفورا‬

‫اليوم‪ ،‬فتخللوا الصفوف‪ ،‬فمن أحببتموه ف الدنيا‪ ،‬أو قضى لكم حاجه‪ ،‬أو رد عنكم غيبة‪ ،‬أو أطعمكم‬

‫لقمصصصصة ابتغاء وجهصصصصي‪ ،‬وطلب مرضاتصصصص‪ ،‬فخذوا بيده‪ ،‬وأدخلوه النصصصصة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬والبيهقي‪ :‬من طريق مالك بن مغول‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬قال‪ .‬قال رسول ال‬

‫صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن من أم ت لرجالً يش فع الر جل من هم ف الفئام من الناس‪ ،‬فيدخلون ال نة‬

‫بشفاعته‪ ،‬ويشفع الرجل للقبيلة‪ ،‬فيدخلون النة بشفاعته‪ ،‬ويشفع الرجل منهم للرجل وأهله‪ ،‬فيدخلون‬

‫‪619‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫النصصة بشفاعتصصه"‪ .‬وروى البزار‪ :‬بسصصنده‪ ،‬مرفوعا‪" .‬إن الرجصصل ليشفصصع للثنيصص والثلثصصة"‪.‬‬

‫وله من حد يث سفيان الثوري‪ ،‬عن آدم بن علي‪ ،‬عن ا بن ع مر‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫و سلم‪" :‬يقال للر جل‪ :‬قم يا فلن‪ :‬واش فع‪ ،‬فيقول الر جل‪ ،‬فيش فع لل قبيلة‪ ،‬ول هل الب يت‪ ،‬وللر جل‪،‬‬

‫والرجليصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص‪ ،‬على قدرعمله"‪.‬‬

‫ومن حديث السي بن واقد‪ :‬عن أب غالب‪ ،‬أن أبا ثامة حدثه‪ ،‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬

‫و سلم يقول‪" :‬يد خل ال نة بشفا عة ر جل من أم ت أك ثر من عدد م ضر‪ ،‬ويش فع الر جل ف أ هل بي ته‪،‬‬

‫ويشفصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصع على قدرعمله"‪.‬‬

‫وروي عن الاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن السن بن مكرم‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا جرير بن عبد الرحن‬

‫أو عبد ال بن أب ميسرة‪ ،‬عن أب أمامة‪ ،‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ليدخلن‬

‫النة بشفاعة رجل ليس مثل السي أو مثل السن‪ ،‬مثل ربيعة ومضر‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬وما‬

‫صصصصصا أقول"‪.‬‬
‫صصصصص أقول مص‬
‫صصصصصر? قال‪ :‬إناص‬
‫صصصصصن مضص‬
‫صصصصصة مص‬
‫ربيعص‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن إبراهيم‪ ،‬أخبنا خالد الذاء‪ ،‬عن عبد ال بن شقيق‪ ،‬قال‪ :‬جلست‬

‫‪620‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إل رهط أنا رابعهم بإيلياء‪ ،‬فقال أحدهم‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ليدخلن النة‬

‫بشفاعصة رجصل مصن أمتص أكثصر مصن بنص تيصم‪ ،‬قلنصا‪ :‬سصواك يصا رسصول ال?‪ :‬قال‪ :‬سصواي"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬أنصصت سصصعته? قال‪ :‬نعصصم‪ ،‬فلمصصا قام‪ ،‬قلت‪ :‬مصصن هذا?‪ :‬قالوا ابصصن أبصص الدعاء‪.‬‬

‫ث رواه أحد‪ :‬عن غندر عن شعبة‪ ،‬وعن عفان‪ ،‬عن وهب‪ ،‬كلها عن خالد الذاء‪ ،‬به ونوه‪ .‬ورواه‬

‫أ بو ع مر بن ال سماك‪ ،‬عن ي ي بن جع فر‪ ،‬عن سنان‪ ،‬عن جرير بن عثمان‪ ،‬عن ع بد ال بن مي سرة‪،‬‬

‫و حبيب بن عدي الر حب‪ ،‬عن أ ب أما مة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يد خل بشفا عة‬

‫رجصصصل مصصصن أمتصصص النصصصة مثصصصل أحصصصد الييصصص‪ ،‬ربيعصصصة ومضصصصر"‪.‬‬

‫قيل يا رسول ال‪ :‬وما ربيعة ومضر? قال‪" :‬إنا أقول ما أقول"‪ .‬قال‪ :‬فكان الصحابة يرون أنذلك الرجل‬

‫صصصصصصصه‪.‬‬
‫صصصصصصصي ال عنص‬
‫صصصصصصصن عفان رضص‬
‫صصصصصصصو عثمان بص‬
‫هص‬

‫وقال ممد بن يوسف الفرياب‪ :‬حدثنا سفيان الثوري‪ ،‬عن خالد الذاء عن عبد ال بن شقيق العقيلي‪،‬‬

‫فقال‪ :‬جل ست إل ن فر من أ صحاب ال نب صلى ال عل يه و سلم في هم ع بد ال بن أ ب الدعاء‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ليدخلن النة بشفاعة رجل من أمت أكثر من بن تيم"‪.‬‬

‫‪621‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قالوا‪ :‬سصواك يصا رسصول ال? قال‪ :‬سصواي‪ ،‬قال الفريابص‪ :‬يقال إنصه عثمان بصن عفان رضصي ال عنصه‪...‬‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وغيهم‪ :‬من طرق متعددة‪ ،‬عن خالد الذاء‪ ،‬به‪ .‬وقال الترمذي‪:‬‬

‫حسصصصن صصصصحيح‪ ،‬وليصصصس لبصصصن أبصصص الدعاء حديصصصث سصصصواه‪.‬‬

‫وله من حديث أب معاوية‪ ،‬عن داود بن أب هند‪ ،‬عن عبد ال بن قيس السدي‪ ،‬عن الارث بن قيس‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن من أمت من يدخل النة بشفاعته أكثر من ربيعة ومضر‪،‬‬

‫وإن من أمت من سيعظم للنار حت يكون أحد زواياها" وكذا رواه أحد وابن ماجة‪ ،‬من غي وجه عن‬

‫داود بن أب هند‪ ،‬وف لفظ لحد‪" :‬إن من أمت لن يشفع لكثر من ربيعة ومضر‪ ،‬وإن من أمت لن‬

‫يعظصصصصصصصم للنار حتصصصصصصص يكون ركنا مصصصصصصصن أركاناصصصصصصص"‪.‬‬

‫وروى البيهقي من حديث أب بكر بن عياش‪ ،‬عن السن‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"يد خل بشفا عة ر جل من أم ت أك ثر من ربي عة وم ضر‪ ،‬قال هشام‪ :‬أ خبن حو شب‪ ،‬عن ال سن‪ :‬أ نه‬

‫أويس القرن‪ ،‬قال أبو بكر بن عياش‪ :‬قلت لرجل من قومه‪ :‬أويس بأي شيء يبلغ هذا? قال‪ :‬فضل ال‬

‫يؤتيصصصصصصصصصصصصصصصصصصه مصصصصصصصصصصصصصصصصصصن يشاء"‪.‬‬

‫‪622‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا سعيد بن زيد‪ ،‬حدثنا سليمان العصري‪ ،‬حدثن عقبة بن صهبان‪،‬‬

‫سعت أ با بكرة‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ي صل الناس على ال صراط يوم القيا مة فتتقادع‬

‫الناس بم جنبتا الصراط‪ ،‬تقادع الفراش ف النار‪ ،‬قال فينجي ال تبارك وتعال برحته من يشاء قال‪ :‬ث‬

‫يؤذن للملئكصة‪ ،‬والنصبيي‪ ،‬والشهداء أن يشفعوا‪ ،‬فيشفعون ويرجون ويشفعون‪ ،‬ويرجون وزاد عفان‬

‫صصن إيان"‪.‬‬
‫صصا يزن ذرة مص‬
‫صصه مص‬
‫صص قلبص‬
‫صصن كان فص‬
‫مرة أخرى فقال‪ :‬ويشفعون ويرجون مص‬

‫وقال البيه قي‪ :‬حدث نا أ بو ع بد ال الا فظ أ بو سعيد بن أ ب عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حدث نا أ بو العباس‪ ،‬م مد بن‬

‫يعقوب‪ ،‬حدثنا الضر بن أبان‪ ،‬حدثنا سيار‪ ،‬حدثنا جعفر‪ ،‬يعن ابن سليمان‪ ،‬حدثنا أبو طلل‪ ،‬حدثنا‬

‫أ نس بن مالك‪ ،‬حدث نا‪ ،‬ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ " :‬سلك رجلن مفازة‪ ،‬أحده ا عا بد‪،‬‬

‫والخر به رهق‪ ،‬رفع الذي به رهق إداوة فيها ماء‪ ،‬وليس مع العابد ماء‪ ،‬فعطش العابد‪ ،‬فقال‪ :‬أي فلن‪،‬‬

‫اسقن فهو ذا أموت‪ ،‬فقال‪ :‬إنا معي إداوة‪ ،‬ونن ف مفازة‪ ،‬فإن سقيتك هلكت‪ ،‬فسلكا‪ ،‬ث إن العابد‬

‫اشتد به العطش فقال‪ :‬أي فلن‪ ،‬اسقن فهو ذا أموت فقال‪ :‬إنا معي إداوة ونن ف مفازة‪ ،‬فإن سقيتك‬

‫هلكت‪ ،‬فسلكا‪ ،‬ث إن العابد سقط‪ ،‬فقال‪ :‬أي فلن اسقن فهو ذا أموت‪ ،‬قال الذي به رهق‪ ،‬وال إن‬

‫‪623‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫هذا العبد الصال يوت ضياعا‪ ،‬ل يبلن عند ال أبدا‪ ،‬فرشّ عليه من الاء وسقاه‪ ،‬ث سلكا إل الفازة‪،‬‬

‫فقطعا ها‪ ،‬قال‪ :‬فيوقفان للح ساب يوم القيامة‪ ،‬فيؤ مر بالعا بد إل ال نة‪ ،‬ويؤ مر بالذي به ر هق إل النار‪،‬‬

‫قال فيعرف الذي به ر هق العا بد‪ ،‬ول يعرف العا بد الذي به ر هق‪ ،‬فيناد يه‪ :‬أي فلن‪ ،‬أ نا الذي آثر تك‬

‫على نف سي يوم الفازة‪ ،‬و قد أ مر ب ال النار‪ ،‬فاش فع إل ر بك‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب‪ ،‬إ نه قد آثر ن على‬

‫نف سه‪ ،‬أي رب ه به ل اليوم‪ ،‬فيو هب له‪ ،‬فيأخذه بيده فينطلق به إل ال نة‪ ،‬زاد ف يه‪ :‬فيقول‪ :‬يا فلن‪،‬‬

‫ل شد ما غر تك نع مة ر ب عز و جل‪ .‬ث قال البيه قي‪ :‬هذا ال سناد وإن كان غ ي قوي فله شا هد من‬

‫حديث أنس بن مالك‪ ،‬حدثنا أبو سعيد الزاهد‪ ،‬إملء‪ ،‬حدثنا أبو السن ممد بن السن بن السي بن‬

‫منصور‪ ،‬حدثنا أبو عبد ال ممد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي‪ ،‬حدثنا ممد بن أب بكر القدمي‪،‬‬

‫حدثنا علي بن أب سارة‪ ،‬عن ثابت البنان‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أن‬

‫رجلً من أ هل ال نة يشرف يوم القيا مة على النار‪ ،‬فيناد يه ر جل من أ هل النار‪ ،‬فيقول‪ :‬يا فلن‪ ،‬هل‬

‫تعرفن‪ ،‬فيقول‪ :‬ل‪ ،‬وال ما أعرفك‪ ،‬من أنت? فيقول‪ :‬أنا الذي مررت ب ف الدنيا فاستسقيتن شربة من‬

‫ماء فسقيتك‪ ،‬قال‪ :‬قد عرفت‪ ،‬قال‪ :‬فاشفع با عند ربك‪ ،‬قال‪ :‬فيسأل ال عز وجل فيقول إن أشرفت‬

‫‪624‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫على النار فنادان رجل من أهلها‪ ،‬فقال‪ :‬هل تعرفن? قلت‪ :‬ل وال‪ ،‬ما أعرفك‪ ،‬من أنت? قال‪ :‬أنا الذي‬

‫مررت ب ف الدنيا فاستسقيتن شربة من ماء‪ .‬فسقيتك فاشفع ل عند ربك‪ ،‬فشفعن‪ ،‬فيشفعه ال‪ ،‬فيأمر‬

‫بصصصصصصصصصصصصصصصصصصه فيخرج مصصصصصصصصصصصصصصصصصصن النار‪.‬‬

‫أنبأنا أبو طالب طاهر الفقيه‪ ،‬أنبأنا أبو عبد ال الصفار‪ ،‬الصبهان‪ ،‬أبو قبيصة‪ ،‬ممد بن عبد الرحن بن‬

‫عمارة‪ ،‬بن القعقاع الضب‪ ،‬الصبهان البغدادي‪ ،‬حدثنا أحد بن عمران الحبشي‪ ،‬سعت أبا بكر بن‬

‫عياش يدث صالا الزاز‪ ،‬عن سليمان التيمي‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪" :‬يمع ال أهل النة صفوفا‪ ،‬وأهل النار صفوفا‪ ،‬فينظر الرجل من صفوف أهل النار إل رجل‬

‫من صفوف أهل النة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا فلن‪ :‬أما تذكر يوم اصطنعت إليك ف الدنيا معروفا? فيقول‪ :‬يا رب‬

‫إن هذا ا صطنع إلّ معروفا‪ ،‬فيقال‪ :‬خذ بيده‪ ،‬وأدخله ال نة"‪ ،‬قال أ نس‪ :‬أش هد أ ن سعت ر سول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم يقوله‪ ،‬قال‪ :‬وكذا رواه الصنعان‪ ،‬عن أحد بن عمران‪ ،‬تفرّد به أحد بن عمران‪،‬‬

‫وال أعلم‪.‬‬

‫حديث فيه شفاعة العمال لصاحبها‬

‫‪625‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال عبد ال بن البارك‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد‪ ،‬عن حيي‪ ،‬عن أب عبد الرحن البلي‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫عمرو‪ ،‬قال‪ :‬إن الصيام‪ ،‬والقرآن ليشفعان للعبد‪ ،‬يقول الصيام‪ :‬رب منعته الطعام والشراب‪ ،‬والشهوات‬
‫بالنهار‪ ،‬فشفعن فيه‪ ،‬ويقول القرآن‪ :‬منعته النوم بالليل فشفعن فيه‪.‬‬
‫وروى نعيم بن حاد‪ ،‬عن إبراهيم بن الكم بن أبان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب قلبة‪ ،‬قال‪ :‬إن ابن أخي يتعاطى‬
‫ل ليلً أن ألق ب فأتيته‪ ،‬فرأيت أسودين قد دنيا منه‪ ،‬فقلت‪ :‬إنا ل هلك ابن‬ ‫الشراب‪ ،‬فمرض‪ ،‬فبعث إ ّ‬
‫أخي‪ ،‬فاطلع أبيضان من الكوة الت ف البيت‪ ،‬فقال أحدها لصاحبه‪ :‬أنزل إليه‪ ،‬فلما نزل تنحى عنه‬
‫السودان‪ ،‬فشم فاه‪ ،‬فقال‪ :‬ما أرى فيها ذكرا‪ .‬ث شم بطنه‪ ،‬فقال‪ :‬ما أرى فيها صياما‪ ،‬ث شم رجليه‬
‫فقال‪ :‬ما أرى فيهما صلة فقال له صاحبه‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪ .‬رجل من أمة ممد ليس له من‬
‫الي شيء‪ .‬ويك‪ ،‬عد فانظر‪ ،‬فعاد فلم يد شيئا‪ ،‬فنل الخر‪ ،‬فشم‪ ،‬فلم يد شيئا‪ ،‬ث عاد فإذا ف‬
‫طرف لسانه تكبية ف سبيل ال‪ ،‬قالا ابتغاء وجه ال بأنطاكية‪ ،‬فقبضوا روحه‪ ،‬فشموا ف البيت رائحة‬
‫السك وشهد الناس جنازته‪ ،‬حديث غريب جدا‪.‬‬
‫قال العلمة أبو ممد القرطب ف التذكرة‪ :‬وخرج أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬بن ممد التلي ف‬
‫كتاب الديباج له‪ ،‬حدثنا أحد بن أب الارث‪ ،‬حدثنا عبد الجيد بن أب داود‪ ،‬عن معمر بن راشد‪ ،‬عن‬
‫الكم بن أبان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‪" :‬إذا فرغ ال من القضاء بي‬
‫خلقه أخرج كتابا من تت العرش‪ :‬إن رحت سبقت غضب‪ ،‬وأنا أرحم الراحي قال‪ :‬فيخرج من أهل‬
‫النار مثل أهل النة‪ ،‬أو قال‪ :‬مثلي أهل النة‪ ،‬قال‪ :‬ظن أنه قال‪ :‬مثل أهل النة‪ ،‬مكتوب بي أعينهم‪:‬‬
‫عتقاء ال"‪.‬‬
‫وروى الترمذي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعا‪ :‬يقول ال تعال‪ :‬أخرجوا من النار من ذكرن يوما‪ ،‬أو خافن ف‬
‫مقام‪ ،‬وقال‪ :‬حسن غريب‪.‬‬
‫وله عن أب هريرة‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن رجلي من دخل النار اشتد صياحهما‪،‬‬

‫فقال الرب تعال‪ :‬أخرجوه ا‪ ،‬فل ما أخر جا قال ل ما‪ :‬لي ش يء اش تد صياحكما? فقال‪ :‬فعل نا ذلك‬

‫لترحنا‪ ،‬قال‪ :‬إن رحت لكما أن تنطلقا‪ ،‬فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار‪ ،‬فينطلقان فيلقي أحدها‬

‫‪626‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫نفسه فيجعلها عليه بردا وسلما‪ ،‬ويقوم الخر‪ ،‬فل يلقي نفسه‪ ،‬فيقول الرب تعال‪" :‬ما منعك أن تلقي‬

‫بنفسك‪ ،‬كما ألقى صاحبك? فيقول‪ :‬رب إن لرجو أن ل تعيدن فيها بعد ما أخرجتن منها فيقول‬

‫الرب‪ :‬لك رجاؤك‪ ،‬فيدخلن النة جيعا برحة ال"‪ .‬وف إسناده ضعف لال رشدين بن سعد‪ ،‬عن ابن‬

‫أبص نعصم وهاص ضعيفان‪ ،‬ولكصن يغتفصر روايصة هذا فص هذا الباب مصن الترغيصب والترهيصب‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫وقال ع بد ال بن البارك‪ :‬حدث نا رشد ين بن سعد‪ ،‬حدث نا أ بو هانء الول ن‪ ،‬عن عمرو بن مالك‬

‫الشن‪ :‬أن فضالة بن عبود‪ ،‬وعبادة الصامت حدثاه‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إذا كان‬

‫يوم القيامصة‪ ،‬وفرغ ال مصن قضاء اللق فيبقصى رجلن‪ ،‬فيؤمصر بمصا إل النار‪ ،‬فيلتفصت أحدهاص‪ ،‬فيقول‬

‫البار‪ :‬ردوه‪ ،‬فيدونه‪ ،‬فيقول له‪ :‬ل التفت? فيقول‪ :‬كنت أرجو أن تدخلن النة‪ ،‬فيؤمر به إل النة‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬لقد أعطان رب حت لو أن أطعمت أهل النة ما نقص ذلك ما عندي شيئا‪ ،‬وكان رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم إذا ذكره يرى السرور ف وجهه"‪.‬‬

‫فصل‬

‫أصحاب العراف‬

‫‪627‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جّنةِ‬
‫ب الْ َ‬
‫ب َوعَلَى ا َلعْرَا فِ رِجَا ٌل َيعْرِفُو نَ ُكلّ بِ سِيماهُ ْم َونَادوْا أَ صْحَا َ‬
‫قال ال تعال‪َ " :‬و َبْيَنهُمَا حِجَا ٌ‬

‫ب النّارِ قَالُوا َربّنَا لَ‬


‫صحَا ِ‬
‫لمٌ عََليْك مْ لَ ْم يَ ْدخُلوهَا وَه مْ يَطْ َمعُو نَ‪َ ،‬وإِذَا صُرَفتْ َأبْ صَاره ْم تِ ْلقَاء أَ ْ‬
‫أ نْ َس َ‬

‫ص اْل َقوْم الظّالِميصصصصصصصصصصص"‪.‬‬


‫صصصصصصصصصصا مَعصصصصصصصصصص َ‬
‫جعَلْنَص‬
‫تَ ْ‬

‫قال ابن عباس وغيه‪ :‬العراف سور بي النة والنار‪ :‬وقال العتب‪ :‬عن صلة بن زفر‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪:‬‬

‫"أصصحاب العراف‪ ،‬قوم تاوزت بمص حسصناتم النار‪ ،‬وقصصرت بمص سصيئاتم عصن النصة"‪.‬‬

‫ص الْ َقوْم الظّالِمِيَص"‪.‬‬


‫ب النّارِ قَالُوا َربّنَصا ل تَجعَلْنَصا مَع َ‬
‫صحَا ِ‬
‫صرَِفتْ َأبْصصَا ُرهُ ْم تِ ْلقَاءَ أَص ْ‬
‫"وإِذَا ص ُ‬

‫فبينمصا هصم كذلك إذا طلع عليهصم ربصك‪ ،‬فقال‪ :‬قوموا فادخلوا النصة‪ ،‬فإنص قصد غفرت لكصم‪.‬‬

‫ورواه البيهقي‪ :‬من وجه آخر‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬مرفوعا وفيه نظر‪ .‬وقال سفيان الثوري‪ :‬عن‬

‫حبيب بن أ ب ثا بت‪ ،‬عن ما هد‪ ،‬عن ع بد ال بن الارث بن نو فل‪ ،‬قال‪" :‬أ صحاب العراف رجال‬

‫ت ستوي ح سناتم و سيئاتم‪ ،‬فيذ هب ب م إل ن ر يقال له ن ر الياة‪ -‬ترب ته ورس وزعفران‪ ،‬وحافتاه‪،‬‬

‫ق صب من ذ هب‪ ،‬مكلل باللؤلؤ فيغت سلون منه‪ ،‬فتبدو ف نورهم شامة بيضاء‪ ،‬ث يغت سلون‪ ،‬فيزدادون‬

‫بياضا‪ ،‬ث يقال ل م‪ :‬تنوا ما شئتم‪ ،‬فيتمنون ما شاءوا‪ ،‬فيقال ل م‪ :‬ل كم ما تني تم وأضعا فه سبعي مرة‪،‬‬

‫‪628‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فأولئك مسصصصصصصصصصصصصصصصصصاكي النصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫وقد وردت أحاديث فيها غرابة‪ ،‬ف شأن أصحاب العراف‪ ،‬وصفاتم‪ ،‬تركناها لضعفها‪.‬‬

‫ج مِن النّا ِر فََي ْدخُل الَنَة‬


‫خرُ ْ‬
‫ذكر أول مَن يَ ْ‬

‫ثبت ف صحيح مسلم‪ :‬من حديث الزهري‪ ،‬عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبه‪ :‬أن أناسا‬

‫قالوا لرسول ال‪ :‬يا رسول ال هل نرى ربنا يوم القيا مة? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬هل‬

‫تضارون ف القمر ليلة البدر? قالوا‪ :‬ل يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬هل تضارون ف الشمس ليس دونا سحاب?‬

‫قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فإنكم ترونه كذلك‪ ،‬يمع ال الناس يوم القيامة‪ ،‬فيقول‪ :‬من كان يعبد شيئا‪ ،‬فيتبع من‬

‫كان يعبد الشمس الشمس‪ ،‬ويتبع من كان يعبد القمر القمر‪ ،‬ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت‪،‬‬

‫وتب قى هذه ال مة‪ ،‬في ها منافقو ها‪ ،‬فيأتي هم ال ف صورة غ ي صورته ال ت يعرفون‪ ،‬فيقول‪ :‬أ نا ر ب كم‪،‬‬

‫فيقولون‪ :‬نعوذ بال منك‪ ،‬هذا مكاننا‪ ،‬حت يأتينا ربنا‪ .‬فإذا جاء ربنا عرفناه‪ ،‬فيأتيهم ال ف صورته الت‬

‫يعرفون فيقول‪ :‬أنا ر بكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت ر بنا‪ ،‬فيتبعونه‪ ،‬ويضرب الصراط بي ظهران جهنم‪ ،‬فأكون‬

‫أنا وأمت أول من نتاز‪ ،‬ول يتكلم يومئذ إل الرسل‪ ،‬ودعاء الرسل يومئذ‪ :‬اللهم سلم سلم‪ .‬وف جهنم‬

‫‪629‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫كلليصب مثصل شوك السصعدان‪ ،‬هصل رأيتصم السصعدان? قالوا‪ :‬نعصم يصا رسصول ال‪ .‬قال‪ :‬فإناص مثصل شوك‬

‫السصعدان‪ ،‬غيص أنصه ل يعلم قدر عظمهصا إل ال‪ ،‬ت طف الناس بأعمالمص‪ ،‬فمنهصم الوبصق بعمله‪ ،‬ومنهصم‬

‫الجازي‪ ،‬ح ت إذا فرغ ال من القضاء ب ي العباد‪ ،‬وأراد أن يرج برح ته من أراد من أ هل النار يأ مر‬

‫اللئكة أن يرجوا من النار من كان ل يشرك بال شيئا‪ ،‬من أراد ال أن يرحه‪ ،‬من يقول ل إله إل ال‪،‬‬

‫فيعرفونم ف النار‪ ،‬يعرفونم بأثر السجود‪ ،‬تأكل النار من ابن آدم إل أثر السجود‪ ،‬فيخرجون من النار‪،‬‬

‫قد امتحشوا‪ ،‬فيصب عليهم من ماء الياة‪ ،‬فينبتون منه كما تنبت البة ف حيل السيل‪ ،‬ويفرغ ال من‬

‫القضاء ب ي العباد‪ ،‬ويب قى ر جل مق بل بوج هه على النار‪ ،‬و هو آ خر أ هل النار دخولً ال نة‪ ،‬فيقول‪ :‬أي‬

‫رب‪ ،‬اصرف وجهي عن النار‪ ،‬فإنه قد مسن ريها‪ ،‬وأحرقن ذكاؤها‪ ،‬فيدعو ال ما شاء أن يدعوه‪ ،‬ث‬

‫يقول ال‪ :‬هل عسيت إن أعطيت ذلك‪ ،‬أن تسألن غيه? فيقول‪ :‬ل أسألك غيه‪ ،‬ويعطي ربه من عهود‬

‫ومواثيق ما شاء‪ ،‬فيصرف وجهه عن النار‪ ،‬فإذا أقبل على النة‪ ،‬ورآها‪ ،‬سكت ما شاء ال أن يسكت ث‬

‫يقول‪ :‬أي رب‪ :‬قدمن إل باب النة‪ ،‬فيقول ال‪ :‬أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك‪ ،‬ل تسألن شيئا‬

‫غي الذي أعطيت? ويلك يا ابن آدم‪ :‬ما أغدرك? فيقول‪ :‬أي رب‪ ،‬ويدعو ال‪ ،‬حت يقول‪ :‬فهل عسيت‬

‫‪630‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إن أعطيتك ذلك أن تسألن غيه? فيقول‪ :‬ل وعزتك‪ ،‬ويعطي ربه ما شاء من عهود ومواثيق‪ ،‬فيقد مه‬

‫إل باب النة‪ ،‬فإذا قام على باب النة‪ ،‬انفهقت له النة‪ ،‬فرأى ما فيها من الي والسرور‪ ،‬فيسكت ما‬

‫شاء ال أن يسصكت‪ ،‬ثص يقول‪ :‬أي رب‪ :‬أدخلنص النصة‪ ،‬فيقول ال تعال‪ :‬أليصس قصد أعطيصت عهودك‬

‫ومواثيقك‪ ،‬أن ل تسأل غي ما أعطيت? ويك يا ابن آدم? ما أغدرك? فيقول‪ :‬أي رب‪ ،‬ل أكون أشقى‬

‫خلقك‪ ،‬فل يزال يدعو ال‪ ،‬حت يضحك ال منه‪ ،‬ث يقول له‪ :‬ادخل النة‪ ،‬فيدخل ها فيقول ال‪ :‬تنه‪،‬‬

‫فيسأل ال ويتمن‪ .‬حت إن ال ليذكره‪ ،‬من كذا وكذا‪ ،‬حت إذا انقطعت به المان‪ ،‬قال ال‪ ،‬لك ذلك‬

‫ومثله معصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه"‪.‬‬

‫قال عطاء بن يز يد‪ :‬وأ بو سعيد الدري مع أ ب هريرة‪ ،‬ل يرد عل يه شيئا من حدي ثه‪ ،‬ح ت إذا قال أ بو‬

‫هريرة‪ :‬إن ال قال لذلك الر جل‪ :‬ومثله م عه‪ .‬قال أ بو سعيد‪ :‬وعشرة أمثاله م عه يا أ با هريرة‪ ،‬فقال أ بو‬

‫هريرة‪ :‬ما حفظت إل قوله‪ :‬لك ذلك مثله معه‪ ،‬فقال أبو سعيد‪ :‬أشهد أن حفظت من رسول ال صلى‬

‫ال عل يه و سلم قول‪ :‬لك ذلك وعشرة أمثاله‪ ،‬قال أ بو هريرة‪ :‬وذلك الر جل آ خر أ هل ال نة دخولً"‪.‬‬

‫هذا لفظ مسلم‪ ،‬من طريق عبد الرزاق عن معمر‪ ،‬عن هام‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬ث أورد الديث من رواية‬

‫‪631‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عطاء بن ي سار‪ ،‬وغيه‪ :‬عن أ ب سعيد‪ ،‬ف ساقه بطوله نوه‪ ،‬وف يه‪" :‬إ نه يع طى ذلك وعشرة أمثاله" و ف‬

‫بعض سياقاته‪" :‬أنه ينتقل من النار إل باب النة ف ثلث مراحل‪ ،‬كل مرحلة يلس تت شجرة كل‬

‫واحدة هصصصصصي أحسصصصصصن مصصصصصن أختهصصصصصا التصصصصص قبلهصصصصصا"‪.‬‬

‫وكذلك رواه م سلم أيضا‪ :‬من حديث ابن م سعود وف يه‪" :‬وعشرة أمثاله" ك ما حف ظه أبو سعيد‪ ،‬وال‬

‫سصصصصصصصصصصصصصصصصصبحانه أعظصصصصصصصصصصصصصصصصصم وأكرم‪.‬‬

‫وكذا رواه البخاري‪ :‬عن ابن مسعود‪ ،‬وف يه‪" :‬وعشرة أمثاله" فقال‪ :‬حدثنا عثمان بن أ ب شي بة‪ ،‬حدثنا‬

‫جرير‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن عبيدة‪ ،‬عن ع بد ال‪ ،‬قال‪ :‬قال ال نب صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن‬

‫لعلم آخر أهل النار خروجا منها‪ ،‬وآخر أهل النة دخولً النة‪ ،‬رجل يرج من النار حبوا‪ ،‬فيقول ال‬

‫له‪ :‬اذهب فادخل النه‪ ،‬فيأتيها‪ ،‬فيخيل إليه أنا ملى‪ ،‬فيجع‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب وجدتا ملى‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫اذ هب فاد خل ال نة‪ ،‬فإن لك م ثل الدن يا‪ ،‬وعشرة أمثال ا‪ ،‬أو إن لك م ثل عشرة أمثال الدن يا‪ -‬فيقول‪:‬‬

‫ت سخرب‪ -‬أو تض حك م ن‪ -‬وأ نت اللك? فل قد رأ يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يض حك ح ت‬

‫بدت نواجذه وكان يقال‪ :‬ذلك أدن أهل النة منلة"‪.‬‬

‫‪632‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فصل‬

‫روى الدارقطن ف كتابه‪ :‬الرواة عن مالك‪ ،‬والطيب البغدادي‪ ،‬من طريق غريبة‪ ،‬عن عبد اللك بن‬
‫الكم‪ ،‬حدثنا مالك‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن آخر من‬
‫يدخل النة رجل من جهينة‪ ،‬يقال له جهينة‪ ،‬فيقول أهل النة‪ .‬عند جهينة الب اليقي‪ ،‬سلوه‪ :‬هل بقي‬
‫من اللئق أحد"? وهذا الديث ل تصح نسبته إل الِمام مالك‪ ،‬لهالة رواته عنه‪ ،‬ولو كان مفوظا‬
‫عنه من حديثه لكان ف كتبه الشهورة عنه‪ ،‬كالوطإِ وغيه ما رواه عنه الثقات‪ .‬والعجيب أن أبا عبد ال‬
‫القرطب ذكره ف التذكرة‪ ،‬وجزم به‪ ،‬فقال‪ :‬قال ابن عمر‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬آخر‬
‫من يدخل النة رجل من جهينة‪ ،‬يقال له جهينة‪ ،‬فيقول أهل النة‪ :‬وعند جهينة الب اليقي‪.‬‬
‫وكذلك ذكره السهيلي‪ ،‬ول يضعفه‪ ،‬وحكى عن السهيل قول آخر‪ :‬أن اسه هناد فال أعلم إل هنا‪.‬‬
‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا ممد بن مسعود بن ني‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن العرور بن سويد‪ ،‬عن أب ذر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن لعلم آخر أهل النة دخولً النة‪ ،‬وآخر أهل النار خروجا‬
‫منها‪ ،‬رجل يؤتى به يوم القيامة‪ ،‬فيقال له‪ :‬عملت يوم كذا‪ ،‬كذا وكذا‪ .‬وعملت يوم كذا‪ ،‬كذا وكذا‪.‬‬
‫فيقول‪ :‬نعم ل يستطيع أن ينكر‪ ،‬وهومشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه‪ ،‬فيقال له‪ :‬إن لك مكان كل‬
‫سيئة حسنة‪ .‬فيقول‪ :‬رب‪ :‬عملت أشياء ل أرها هاهنا‪ ،‬فلقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ضحك‪ ،‬حت بدت نواجذه "‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا عبد ال بن سعد بن يي الزكي‪ ،‬حدثنا أبو فروة يزيد بن ممد بن سنان‬
‫الرهاوي‪ ،‬حدثن أب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬حدثن أبو يي الكلعي‪ ،‬عن أب أمامة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن آخر رجل يدخل النة‪ ،‬رجل يتقلب على ظهر الصراط ظهرا لبطن‪ ،‬كالغلم يضربه‬
‫أبوه‪ ،‬وهو يفر منه‪ ،‬يعجز عنه عمله أن يسعى‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬بلغ ب النة‪ ،‬ونن من النار‪ ،‬فيوحي ال‬
‫إليه‪ :‬عبدي إن أنا نيتك من النار‪ ،‬وأدخلتك النة‪ ،‬أتعترف ل بذنوبك‪ ،‬وخطاياك? فيقول العبد‪ :‬نعم يا‬
‫رب‪ :‬وعزتك إن نيتن من النار لعترف لك بذنوب وخطاياي‪ ،‬فيجوز السر‪ ،‬ويقول العبد فيما بينه‬
‫وبي نفسه‪ :‬لئن اعترفت له بذنوب وخطاياي‪ ،‬ليدن إل النار‪ ،‬فيوحي ال إليه‪ :‬عبدي‪ :‬اعترف‬
‫بذنوبك‪ ،‬وخطاياك‪ ،‬أغفرها لك‪ ،‬وأدخلك النة‪ ،‬فيقول العبد‪ :‬ل وعزتك وجللك ما أذنبت ذنبا قط‪،‬‬

‫‪633‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ول أخطأت خطيئة قط‪ ،‬فيوحي ال إليه‪ ،‬عبدي‪ :‬إن ل عليك بينة‪ ،‬فيلتفت العبد يينا وشالً فل يرى‬
‫أحدا‪ :‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬أرن بينتك‪ ،‬فيستنطق ال جلده بالحقرات‪ ،‬فإذا رأى ذلك العبد‪ ،‬يقول‪ :‬يا رب‪:‬‬
‫عندي وعزتك العظائم‪ ،‬فيوحي ال إليه‪ :‬عبدي‪ :‬أنا أعرف با منك‪ ،‬اعترف ل با أغفرها لك‪،‬‬
‫وأدخلك النة‪ ،‬فيعترف العبد بذنوبه‪ ،‬فيدخله النة‪ ،‬ث ضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم حت‬
‫بدت نواجذه‪ ،‬فقال‪ :‬هذا أدن أهل النة منلة‪ ،‬فكيف بالذي فوقه?"‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬حدثنا سلم‪ -:‬يعن ابن مسكي‪ -‬عن طلل‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن عبدا ف جهنم لينادي ألف سنة‪ :‬يا حنان‪ ،‬يا منان‪ .‬قال‪:‬‬
‫فيقول ال لبيل‪ :‬اذهب فائتن بعبدي هذا‪ ،‬فينطلق جبيل‪ ،‬فيجد أهل النار مكبي يبكون فيجع إل‬
‫ربه فيخبه‪ ،‬فيقول‪ :‬ائتن به‪ ،‬فإنه ف مكان كذا وكذا‪ ،‬فيجيء به‪ ،‬فيوقفه على ربه‪ ،‬فيقول له‪ :‬يا عبدي‪،‬‬
‫كيف وجدت مكانك ومقيلك? فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬شر مكان‪ ،‬وشر مقيل‪ ،‬فيقول‪ :‬ردوا عبدي‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫ما كنت أرجو إذا أخرجتن منها‪ ،‬أن تردن فيها‪ ،‬فيقول ال تعال‪ :‬دعوا عبدي" ‪ .‬تفرّد به أحد‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان بن سلمة‪ ،‬أخبنا ثابت‪ ،‬وأبو عمران الون‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن‬

‫رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم قال‪" :‬يرج أربعصة مصن النار‪ -‬قال أبصو عمران‪ :‬أربعصة‪ ،‬وقال ثابصت‪:‬‬

‫رجلن‪ -‬فيعرضون على ال‪ ،‬ث يؤ مر ب م‪ -‬أو ب ما‪ -‬إل النار‪ ،‬فيلت فت أحد هم‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب قد‬

‫كنت أرجو إذا أخرجتن منها أن ل تعيدن فيها‪ ،‬فينجيه ال منها" ‪ .‬هكذا رواه مسلم‪ :‬من حديث حاد‬

‫بصصصصصصصصصصصصصن سصصصصصصصصصصصصصلمة‪ :‬بصصصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫وقال عبد ال بن البارك‪ :‬حدثن رشيد بن سعيد‪ ،‬حدثن ابن أنعم عن أب عثمان‪ ،‬أنه حدثه‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة‪ ،‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ن رجل ي م ن د خل النار‪ ،‬يش تد صياحهم‪ ،‬فيقول‬

‫‪634‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الرب جل جلله‪ :‬أخرجوه ا‪ ،‬فيخرجان‪ ،‬فيقول ال ل ما‪ :‬لي ش يء اش تد صياحكما? فيقولن‪ :‬فعل نا‬

‫ذلك لترحنا‪ ،‬فيقول عز وجل‪ :‬رحت لكما بأن تنطلقا إليها‪ ،‬فيلقي أحدها نفسه فيها‪ ،‬فيجعلها عليه ال‬

‫بردا وسلما‪ ،‬أما الخر‪ ،‬فل يلقي نفسه‪ ،‬فيقول له الرب‪ :‬ما منعك أن تلقي نفسك كما فعل صاحبك?‬

‫فيقول‪ :‬رب‪ :‬إ ن أر جو أن ل تعيد ن في ها بعد ما أخرجت ن من ها‪ :‬فيقول الرب‪ :‬لك رجاؤك‪ ،‬فيدخلن‬

‫جيعا النصصصصصصصصة‪ ،‬برحةصصصصصصصص ال عصصصصصصصصز وجصصصصصصصصل"‪.‬‬

‫وذ كر بلل بن سعد ف خطب ته‪" :‬إن ال تعال إذا أمره ا بالرجوع إل النار‪ ،‬ينطلق أحده ا ف أغلله‪،‬‬

‫و سلسله‪ ،‬ح ت يقتحم ها‪ ،‬ويتل كأ ال خر‪ ،‬فيقول ال للول‪ :‬ما حلك على ما صنعت? فيقول‪ :‬إ ن‬

‫خررت من وبال مع صيتك ف العذاب الل يم‪ ،‬فلم أ كن أتعرض ل سخطك ثانيا‪ ،‬وأ ما ال خر‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫حسن ظن بك‪ ،‬إذ أخرجتن منها أن ل تعيدن إليها‪ ،‬فيحهما ال‪ ،‬ويدخلهما النة"‪.‬‬

‫فصل‬

‫إذا خرج أهل العاصي منها‪ ،‬فلم يبق فيها غي الكافرين‪ ،‬فإنم ل يوتون فيها ول ييون‪ ،‬كما قال تعال‪:‬‬
‫"فَاْلَيوْمَ َل يُخْرجُونَ ِمْنهَا"‪.‬‬
‫ول ميد لم عنها‪ ،‬بل هم خالدون فيها أبدا‪ ،‬وهم الذين حبسهم القرآن‪ ،‬وحكم عليهم باللود‪ ،‬كما‬

‫‪635‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال تعال‪َ " :‬ومِ ْن َيعْص اللّ َه وَ َرسُولَهُ فَِإنّ لَ ُه نَارَ َج ًهنّمَ خَاِلدِينَ فِيهَا أبَدا " َحتّى إِذَا رَأوْا مَا يُوعَدُونَ‬
‫ف نَاصِرا َوأَقَلّ عَدَدا"‪.‬‬ ‫ضعَ ُ‬‫سَيعْلمُونَ مَنْ أ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫جدُو َن وَليّا وَلَ َنصِيا"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ اللّهَ َلعَ َن الكَافِرِي َن َوَأعًدّ َلهُ ْم َسعِيا خَالِدِينَ فِيهَا أبَدا َل يَ ِ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِينَ َكفَرُوا َوظَلَمُوا َل ْم يَكُن اللّهُ ِلَي ْغفِرَ َلهُ ْم وَلَ ِلَيهْ ِدَيهُمْ طَرِيقا إِ ّل طَرِيقَ َج َهنّمَ‬
‫ك عَلَى اللّ ِه يَسِيا"‪.‬‬‫خَالِدِينَ فِيهَا َأبَدا وَكَانَ ذَلِ َ‬
‫فهذه ثلث آيات‪ ،‬فيهن الكم عليهم باللود أبدا‪ ،‬ليس لن رابعة مثلهن ف ذلك‪ ،‬فأما قوله تعال‪:‬‬
‫"قَا َل النّار َمثْوَاكمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِ ّل مَا شَاءَ اللّهُ إِنّ َربّكَ َحكِي ٌم عَلِيم"‪.‬‬
‫وقوله تعال‪" :‬فَأمّا الّذِي َن َشقُوا َففِي النّارِ َلهُمْ فِيهَا زَف ٌي َو َشهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السّموَاتُ وَالَ ْرضُ‬
‫إِلّ مَا شَاءَ َربّكَ ِإنّ َربّكَ فعّال لِمَا يُرِيدُ"‪.‬‬
‫فلقد تكلم ابن جرير وغيه من الفسرين على هذه الية بكلم طويل‪ ،‬بسطه‪ ،‬وجاءت آثار عن الصحابة‬
‫غريبة‪ ،‬ووردت أخبار عجيبة‪ ،‬وللكلم على ذلك موضع آخر‪ ،‬ليس هذا موطنه‪ ،‬وال أعلم وأحكم‪.‬‬
‫وقد قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن البارك عمرو بن ممد بن زيد‪ ،‬حدثن أب‪،‬‬
‫عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا صار أهل النة ف النة‪ ،‬وأهل النار ف‬
‫النار‪ ،‬جيء بالوت حت يوقف بي النة والنار‪ ،‬ث يذبح‪ ،‬ث ينادي منادي‪ :‬يا أهل النة خلود ول‬
‫موت‪ ،‬ويا أهل النار خلود ول موت فازداد أهل النة فرحا إل فرحهم‪ ،‬وازداد أهل النار حزنا على‬
‫حزنم" ‪.‬‬
‫وهكذا رواه البخاري‪ :‬عن معاذ بن أسد بن عبد ال بن البارك‪ ،‬به‪ ،‬مثله‪ ،‬وقال أحد‪ ،‬حدثنا حسان بن‬
‫الربيع الوصلي‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن عاصم بن بدلة‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يؤتى بالوت كبشا أملح فيوقف بي النة والنار‪ ،‬فيقول‪ :‬يا أهل النة‪:‬‬
‫فيشرئبون وينظرون‪ ،‬ويقول‪ :‬يا أهل النار‪ ،‬فيشرئبون‪ ،‬وينظرون‪ ،‬ويرون أن قد جاء الفرج‪ ،‬فيذبح‬
‫ويقال‪ :‬خلود ل موت"‪ .‬وهذا إسناد غريب من هذا الوجه‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا يزيد وابن ني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ممد بن عمرو‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يؤتى بالوت يوم القيامة‪ ،‬فيوقف على الصراط‪ ،‬فيقال‪ :‬يا أهل النة‪:‬‬

‫‪636‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيطلعون خائفون‪ ،‬وجلي أن يرجوا من مكانم الذي هم فيه‪ ،‬فيقال‪ :‬هل تعرفون هذا‪ .‬فيقولون‪ :‬نعم‬

‫ربنا‪ ،‬هذا الوت‪ ،‬ث يقال‪ :‬يا أ هل النار‪ :‬فيطلعون فرح ي‪ ،‬م ستبشرين أن يرجوا من مكان م الذي هم‬

‫فيه‪ ،‬فيقال‪ :‬هل تعرفون هذا? فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬هذا الوت‪ ،‬فيؤمر به فيذبح على الصراط‪ ،‬ث يقال للفريقي‬

‫كليهمصصصصصصصصصصصصصا‪ :‬خلود فيمصصصصصصصصصصصصصا تدون‪ ،‬ل موت أبدا"‪.‬‬

‫إسصصناده جيصصد قوي‪ ،‬على شرط الصصصحيح‪ ،‬ول يرجصصه أحصصد مصصن هذا الوجصصه‪.‬‬

‫وقال الا فظ أبو ب كر البزار‪ :‬حدثنا بشر بن آدم‪ ،‬حدثنا نا فع بن خالد الطا حي‪ ،‬حدثنا نوح بن قيس‬

‫الطا حي‪ ،‬عن أخ يه خالد بن ق يس‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أ نس‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬يؤ تى‬

‫بالوت يوم القيا مة‪ ،‬فيو قف ب ي ال نة والنار‪ ،‬فيذ بح‪ ،‬فيقال‪ :‬يا أ هل ال نة‪ :‬خلود ول موت‪ ،‬و يا أ هل‬

‫النار‪ :‬خلود ول موت"‪ .‬ثصص قال البزار‪ :‬ل نعلمصصه يروى عصصن أنصصس‪ ،‬إل مصصن هذا الوجصصه‪.‬‬

‫بسم اللّه الرحن الرحيم‬

‫كتاب صفة أَهل النة‬

‫وما فيها من النعيم نسأَل ال عز وجل أَن يدخلنا برحته‬

‫‪637‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ذكر ما ورد ف عدد أبوابا واتساعها وعظمة جناتا‬

‫حتْ َأْبوَاُبهَا وَقَالَ َلهُ ْم‬


‫جّنةِ َزمَرا َحتَى ِإذَا جَاءُوهَا وَُفتِ َ‬ ‫وقال ال تعال‪َ " :‬وسِي َق الّذِينَ اّت َقوْا َرّبهُمْ إِلَى الْ َ‬
‫صدََقنَا َوعْده َوَأوْ َرثَنَا الَ ْرضَ نَتَبوأ‬ ‫لمٌ عََلْيكُ ْم ِطبْتُم فَادْخُلُوهَا خَاِلدِي َن وَقَالُوا الْحَ ْمدُ لِلّ ِه الّذِي َ‬ ‫َخ َزنْتهَا َس َ‬
‫مِ َن الّنةِ َحْيثُ نَشَاءُ َفِنعْمَ أَ ْج ُر اْلعَامِِليَ"‪.‬‬
‫حةً َلهُمْ الْبوَابُ"‪.‬‬ ‫ت عَ ْد ٍن ُمفَتّ َ‬ ‫وقال تعال‪َ " :‬جنّا ِ‬
‫صبَ ْرتُمْ َفِنعْ َم ًع ْقبَى الدّارِ"‪.‬‬
‫ب و َسلَ ٌم عََليْك ْم بِمَا َ‬ ‫لئِ َك ُة يَدْخُلُو َن عََلْيهِ ْم مِنْ كً ّل بَا ٍ‬‫وقال‪" :‬وَالْ َم َ‬
‫وقد سلف فيما تقدم من الحاديث‪ :‬أن الؤمني إذا انتهوا إل باب النة‪ ،‬وجدوه مغلقا‪ ،‬فيشفعون إل‬
‫ال عز وجل ليفتح لم‪.‬‬
‫وقد ذكر ف حديث الصور‪" :‬أنم يأتون آدم‪ ،‬ث نوحا‪ ،‬ث إبراهيم‪ ،‬ث موسى‪ ،‬ث عيسى‪ ،‬فكل ييد عن‬
‫ذلك‪ -‬كما تقدم ف الصحاح‪ -‬ث يأتون رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فيذهب‪ ،‬فيقعقع حلقة باب‬
‫النة‪ ،‬فيقول الازن‪ :‬من? فيقول‪ :‬ممد‪ ،‬فيقول‪ :‬بك أمرت أن ل أفتح لحد قبلك‪ ،‬فيدخل فيشفع عند‬
‫ال ف دخول الؤمنون دار الكرامة‪ ،‬فيشفعه‪ ،‬فيكون هو أول من يدخل النة من النبياء‪ ،‬وأمته أول من‬
‫يدخلها من المم"‪.‬‬
‫وثبت ف الصحيح‪" :‬أنا أول شافع ف النة‪ ،‬وأول من يقعقع"‪ .‬وسيأت ف الديث أيضا‪" :‬مفتاح النة‪،‬‬
‫ل إله إل ال"‪.‬‬
‫وروى الِمام أحد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأهل السنن? من رواية عقبة بن عامر‪ ،‬وغيه‪ :‬عن أمي الؤمني عمر بن‬
‫الطاب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من توضأ فأحسن الوضوء‪ ،‬ث رفع بصره إل‬
‫السماء‪ ،‬فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‪ :‬فتحت له‬
‫أبواب النة الثمانية‪ ،‬يدخل من أيها شاء"‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا بشر بن الفضل‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن إسحاق‪ ،‬عن أب حازم‪،‬‬
‫عن سهل بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن بالنة بابا يدعى الريان‪ ،‬يدعى إليه‬
‫الصائمون يوم القيامة‪ ،‬يقال‪ :‬أين الصائمون? فإذا دخلوه أغلق‪ ،‬فلم يدخل منه غيهم"‪.‬‬
‫قال بشر‪ :‬فلقيت أبا حازم‪ ،‬فسألته‪ ،‬فحدثن به‪ ،‬غي أن لديث عبد الرحن أحفظ وقال الطبان‪ :‬حدثنا‬

‫‪638‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يي بن عثمان‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ،‬حدثنا أبو غسان‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ف النة ثانية أبواب‪ ،‬باب منها يسمى الريان‪ ،‬ل يدخله إل‬
‫الصائمون" وقد رواه البخاري‪ :‬عن سعيد بن أب مري‪ ،‬به‪.‬‬
‫ورواه أيضا مسلم‪ :‬من حديث سليمان بن بلل‪ ،‬عن أب حازم سلمة بن دينار‪ ،‬عن سهل‪ ،‬به‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن حيد بن عبد الرحن‪ ،‬عن أب‬
‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من أنفق زوجي من ماله ف سبيل ال‪ ،‬دعي من‬
‫أبواب النة‪ ،‬وللجنة ثانية أبواب‪ ،‬فمن كان من أهل الصلة دعي من باب الصلة‪ ،‬ومن كان من أهل‬
‫الصدقة دعي من باب الصدقة‪ ،‬ومن كان من أهل الصيام‪ ،‬دعي من باب الريان" فقال أبو بكر‪ :‬وال يا‬
‫رسول ال ما على أحد من ضرورة دعي‪ ،‬من أيها دعي‪ ،‬فهل يدعى منها كلها أحد‪ ،‬يا رسول ال?‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬وأرجو أن تكون منهم" ‪ .‬وأخرجاه ف الصحيحي‪ :‬من حديث الزهري‪ :‬به‪.‬‬
‫ولما من حديث سفيان‪ :‬عن يي بن أب كثي‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم مثله‪ :‬وقال عبد ال ابن الِمام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عبد بن ني‪ :‬حدثنا إسحاق بن سليمان‪:‬‬
‫حدثنا جرير بن عثمان‪ :‬عن شرحبيل بن شفعة‪ ،‬قال‪ :‬لقين عتبة بن عبد ال السلمي‪ ،‬فقال‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ما من مسلم يتوف له ثلثة من الولد ل يبلغوا النث‪ ،‬إل تلقوه‬
‫من أبواب النة الثمانية‪ ،‬من أيها شاء"‪ .‬وروراه ابن ماجه‪ :‬عن أب ني أيضا‪.‬‬
‫وروى البيهقي‪ :‬من حديث الوليد بن مسلم‪ ،‬عن صفوان بن عمرو‪ ،‬عن أب الثن الليكي‪ ،‬أنه سع عتبة‬
‫بن عبد ال السلمي يروي عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف حديث ذكره ف قتال الخلص والذنب‬
‫والنافق قال فيه‪" :‬وللجنة ثانية أبواب‪ ،‬وإن السيف ماء للذنوب‪ ،‬و يحو النفاق"‪.‬‬
‫الديث بطوله‪ .‬وتقدم الديث التفق عليه من حديث أب زرعة‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬ف حديث الشفاعة‪،‬‬
‫قال فيه‪" :‬فيقول ال‪ :‬يا ممد‪ :‬أدخل من ل حساب عليه من أمتك من الباب الين‪ ،‬وهم شركاء الناس‬
‫ف البواب الخر‪ ،‬والذي نفس ممد بيده‪ :‬إن بي الصراعي من مصاريع النة‪ -،‬أو ما بي عضادت‬
‫الباب‪ -‬كما بي مكة وهجر‪ ،‬أو كما بي مكة وبصرى"‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم‪ :‬عن خالد بن عمي العدوي‪ ،‬أن عتبة بن غزوان خطبهم فقال‪ :‬بعد حد ال والثناء‬
‫عليه‪" :‬أما بعد‪ :‬فإن الدنيا قد آذنت بصرم‪ ،‬وولت جريا‪ ،‬وإنا بقي منها صبابة كصبابة الِناء‪ ،‬يصبها‬

‫‪639‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صاحبها‪ ،‬وإنكم منتقلون منها إل دار ل فناء لا‪ ،‬فانتقلوا بيمن عملكم‪ ،‬فلقد ذكر لنا‪ :‬أن ما بي‬
‫الصراعي من مصاريع النة‪ ،‬مسية أربعي سنة‪ ،‬وليأتي عليه يوم وهو كظيظ الزحام"‪.‬‬
‫وف السند‪ :‬من حديث حاد بن سلمة‪ ،‬عن الريري‪ ،‬عن حكيم‪ ،‬عن معاوية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أنتم توفون سبعي أمة‪ ،‬آخرها‪ ،‬وأكرمها على ال‪ ،‬وما بي مصراعي من‬
‫مصاريع النة مسية أربعي عاما‪ ،‬وليأتي عليه يوم وإنه لكظيط"‪.‬‬
‫ورواه البيهقي‪ :‬من طريق علي بن عاصم‪ ،‬عن سعيد الريري بن معاوية‪ ،‬وقال‪" :‬مسية سبع سني"‪.‬‬
‫وقال يعقوب بن سفيان‪ :‬حدثنا الفضل بن الصباح أبو العباس‪ ،‬حدثنا معن بن عيسى‪ :‬حدثنا خالد بن‬
‫أب بكر بن عبيد ال بن عبد ال بن عمر‪ ،‬عن سال بن عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬باب أمت الذي تدخل منه النة‪ ،‬عرضه مسية الراكب الجود ثلثا‪ ،‬ث إنم ليضغطون‬
‫عليه‪ ،‬حت تكاد مناكبهم تزول"‪.‬‬
‫وقد رواه الترمذي‪ :‬من حديث خالد هذا‪ .‬قال‪ :‬وسألت ممد بن إساعيل البخاري عن هذا الديث فلم‬
‫يعرفه‪.‬‬
‫وقال خالد بن أب بكر‪ :‬حدثنا كشذ‪ ،‬عن سال‪ ،‬قال البيهقي‪ :‬وحديث عتبة بن غزوان "أربعي سنة"‬
‫أصح‪.‬‬
‫وقد روى عبد بن حيد ف مسنده‪ :‬عن السن بن موسى الشيب‪ ،‬عن ابن ليعة‪ ،‬عن دراج عن أب‬
‫اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن للنار سبعة أبواب‪ ،‬ما منها باب إِل‬
‫يسي الراكب بينهما سبعي عاما"‪.‬‬
‫فإِنه حديث مشهور‪ ،‬وحله بعض العلماء على بعد ما بي كل باب وباب‪ ،‬ل أنه بعد الصراعي‪ ،‬لئل‬
‫يتعارض هذا وما تقدم‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ل قويا أكثر من أن قال‪ :‬وما‬‫وقد ادعى القرطب‪ :‬أن للجنة ثلثة عشر بابا‪ ،‬ولكن ل يقم على ذلك دلي ً‬
‫يدل على أنا أكثر من ثانية‪ ،‬حديث عمر‪.‬‬
‫"من توضأ فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وف آخره قال‪ :‬فتح له من أبواب النة ثانية أبواب‪ ،‬يدخل من‬
‫أيها شاء"‪ .‬أخرجه الترمذي وغيه‪.‬‬

‫‪640‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى الجري ف كتاب الن صيحة‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬مرفوعا‪" :‬إن ف ال نة بابا يقال له باب الض حى‪،‬‬

‫ينادي مناد‪ :‬أين الذين كانوا يداومون على صلة الضحى? هذا بابكم فادخلوا"‪.‬‬

‫أساء أبواب النة‬

‫قال‪ :‬وقال الليمي‪ :‬أبواب النة منها باب ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو باب التوبة‪ ،‬وباب الصلة‪،‬‬

‫وباب الصوم‪ ،‬وباب الزكاة‪ ،‬وباب الصدقة‪ ،‬و باب الج‪ ،‬و باب العمرة‪ ،‬و باب الهاد‪ ،‬و باب الصلة‪.‬‬

‫وزاد غيه‪ :‬باب الكاظم ي‪ ،‬وباب الراض ي‪ ،‬والباب الي ن الذي يد خل م نه الذ ين ل ح ساب علي هم‪.‬‬

‫وجعل القرطب الباب الذي عرضه مسية ثلثة أيام للراكب الجود‪ -‬كما وقع عند الترمذي‪ -‬بابا ثالث‬

‫عشرة‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫مفتاح النة شهادة أل إله إِل ال وأن ممدا رسول ال والعمال الصالة هي أسنان هذا الفتاح‬

‫وقال السن بن عرفة‪ :‬حدثنا إساعيل بن عباس‪ ،‬عن عبد ال بن عبد الرحن بن أب جبي‪ ،‬عن شهر بن‬

‫حوشب‪ ،‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬مفتاح النة شهادة أن ل إله‬

‫‪641‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫إل ال"‪.‬‬

‫وف صحيح البخاري‪ ،‬قال‪ :‬قيل لوهب بن منبه‪ :‬أليس ل إله إل ال مفتاح النة? قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن إن‬

‫جئت بفتاح له أسنان فتح لك‪ ،‬وإل ل يفتح لك‪ .‬يعن ل بد وأن يكون مع التوحيد أعمال صالة‪ ،‬من‬

‫فعل الطاعات‪ ،‬وترك الحرمات‪.‬‬

‫ذكر تعداد مال النة وارتفاعها واتساعها‬

‫ف َمقَا مَ رَّب هِ َجنّتَا نِ َفبِأيّ آلَءِ َرّبكُمَا ُتكَ ّذبَا نِ َذوَاتَا أ ْفنَا نٍ َفبِأيّ آلَءِ رَبكُمَا‬
‫قال ال تعال‪َ " :‬ولَ نْ خَا َ‬

‫ج ِريَا نِ َفبِأي آلَءِ َربّكُمَا ُتكَ ّذبَا نِ فِيهِمَا مِ نْ ُكلّ فا ِك َهةٍ َزوْجَا نِ َفبِأيّ آلَءِ رَبكُمَا‬
‫تُكَ ّذبَا نِ فِيهِمَا عَْينَا نِ تَ ْ‬

‫جّنتَيْن دَا نٍ َفبِأيّ آلَ ِء ربكُمَا ُتكَ ّذبَا نِ فِيهِنّ‬


‫تُكَ ّذبَا نِ ُمّتكِئِيَ عَلَى ُفرُش بَطَاِئنُهَا مِ نْ إِ سَْتبْرَق وَجَنَى الْ َ‬

‫صرَاتُ الطّرْ فِ لَ ْم يَ ْط ِمْثهُنّ ِإنْ سٌ َقبَْلهُ ْم وَلَ جَان فَبأيّ آلَءِ َرّبكُمَا تُكَ ّذبَا نِ كَأّنهُنّ اْليَاقو تُ وَالْ َمرْجَا نُ‬
‫قَا ِ‬

‫َفبِأيّ آلَءِ َربّكُمَا ُتكَ ّذبَان هَلْ َجزَاءُ الِحْ سَانِ إِ ّل الِحْ سَانُ فَبأيّ آلَءِ َرّبكُمَا ُتكَ ّذبَا نِ َومِ نْ دونَما َجّنتَان‬

‫َفبِأيّ آلَءِ َرّبكُمَا ُتكَ ّذبَا ِن مُ ْدهَا ّمتَا نِ فَبأَيّ آلَءِ َرّبكُمَا ُتكَ ّذبَا نِ فِيهِمَا َعيْنَا نِ نضّا َختَا نِ َفبِأَ يَ آلَءِ َرّبكَمَا‬

‫تُكَ ّذبَا نِ فِيهِمَا فاكِهَة َونَخْ ٌل وَ ُرمّان فَبأيّ آلَءِ َربّكُمَا ُتكَ ّذبَا نِ فِيهِنّ َخيْرَا تٌ حِ سَانٌ َفبِأ يَ آلَءِ َرّبكُمَا‬

‫‪642‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خيَام َفبِأَيّ آلءِ َربّكُمَا ُتكَ ّذبَانِ َل ْم يَطْ ِمْثهُنّ ِإنْسٌ َقبَْلهُمْ وَلَ جَانّ َفبِأيّ آلَءِ‬
‫تُكَ ّذبَانِ حُو ٌر َمقْصُورَات ف الْ ِ‬

‫َرّبكُمَا تُكَ ّذبَا ِن ُمتّ ِكئِيَ عَلَى رَفْرَ فٍ ُخضْر َو َعبْقَرِيّ حِ سَانٍ َفبِأَيّ آلَءِ َرّبكُمَا ُتكَ ّذبَا ِن َتبَارَ َك ا سْمُ ربّ كَ‬

‫ذي الْجَل ِل وَالكْرَامصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصَ"‪..‬‬

‫وثبت ف الصحيحي‪ :‬من حديث عبد العزيز بن عبد الصمد‪ ،‬عن أب بكر بن أب موسى الشعري‪ ،‬عن‬

‫أبيه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬جنتان من ذهب‪ ،‬آنيتهما وما فيهما‪ ،‬وجنتان من فضة‪،‬‬

‫آنيتهما وما فيهما‪ ،‬وما بي القوم وبي أن ينظروا إل ربم عز وجل‪ ،‬إل رداء الكبياء‪ ،‬على وجهه‪ ،‬ف‬

‫جنصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة عدن"‪.‬‬

‫وروى البيهقي‪ :‬من حديث مؤمل بن إساعيل‪ ،‬عن حاد بن ثابت‪ ،‬عن أب بكر بن أب موسى‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬

‫أن رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم قال‪" :‬جنتان مصن ذهصب للسصابقي‪ ،‬وجنتان مصن ورق لصصحاب‬

‫اليم ي"‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا إساعيل بن جعفر‪ ،‬عن حيد‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن أم‬

‫حارثة أتت رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد هلك حارثة يوم بدر‪ ،‬أصابه غرب معهم‪ ،‬فقالت‪ :‬يا‬

‫رسول ال‪ :‬قد علمت موقع حارثة من قلب‪ ،‬فإن كان ف النة ل أبك عليه‪ ،‬وإل فسوف ترى ما أصنع‬

‫‪643‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فقال لا‪" :‬أجنة واححة هي‪ ،‬أم جنان كثية? وإنه ف الفردوس العلى"‪.‬‬

‫قليل العمل ف سبيل ال خي من الدنيا وما فيها وأقل شيء ف النة خي من الدنيا وما فيها‬

‫وقال‪" :‬غدوة ف سبيل ال أو روحة خي من الدنيا وما فيها‪ ،‬وقاب قوس أحدكم‪ ،‬وموضع قده خي‬

‫من الدنيا وما فيها‪ ،‬ولو أن امرأة من نساء النة اطلعت على أهل السموات والرض لضاءه ما بينهما‪،‬‬

‫وللت مصصا بينهمصصا ريا‪ ،‬ولنصصصيفها‪ -‬يعنصص المار‪ -‬خيصص مصصن الدنيصصا ومصصا فيهصصا"‪.‬‬

‫وفصص روايصصة عصصن قتادة أنصصه قال‪" :‬الفردوس ربوة النصصة‪ ،‬وأوسصصطها‪ ،‬وأفضلهصصا"‪.‬‬

‫وقصد رواه الطصبان‪ :‬مصن حديصث سصعيد بصن بشصر‪ ،‬عصن قتادة‪ ،‬عصن السصن بصن سصرة‪ ،‬مرفوعا‪.‬‬

‫وقال ال تعال‪" :‬فِصصصصصصصصصصصصصصصي َجّنةٍ عَالِيَصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫ص اْلعُلَى"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬فَأولئِكصصصصصصصصصَ لَهصصصصصصصصصم الدّ َرجَاتصصصصصصصص ُ‬

‫ّتص لِلْ ُمّتقِيَ"‪.‬‬


‫ْضص أعِد ْ‬
‫ت وَالَر ُ‬
‫ُمص َو َجّنةٍ عَرْضُهصا السصّموا ُ‬
‫ِنص َر ّبك ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَسصَا ِرعُوا إِلَى َم ْغفِ َرةٍ م ْ‬

‫وقال تعال‪ " :‬سَابقُوا إِلَى َم ْغفِ َرةٍ مِ نْ َرّبكُ مْ وَ َجّنةٍ عَ ْرضُهَا َكعَرْض ال سّماء وَالرْض أعِدّ تْ لِلّذِي نَ آ َمنُوا‬

‫ص يَشَاءُ وَاللّهصصُ ذُو الفَضْصصل اْلعَظِيصصم"‪.‬‬


‫ص مَنص ْ‬
‫ص ُيؤْتيهص ِ‬
‫ص وَرُسصصُلِهِ ذَلِكصصَ َفضْلُ اللّهص ِ‬
‫بِاللّهص ِ‬

‫‪644‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا فليح‪ ،‬عن هلل بن علي بن عبد الرحن بن أب عمرة‪ ،‬عن‬

‫أ ب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه و سلم قال‪" :‬من آمن بال ورسوله‪ ،‬وأقام الصلة‪ ،‬وصام رمضان‪،‬‬

‫فإن حقا على ال أن يدخله النصة‪ ،‬هاجصر فص سصبيل ال‪ ،‬أو جلس فص أرضصه التص ولد فيهصا"‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ :‬أفل تب الناس? قال‪ :‬إن ف النة مائة درجة‪ ،‬أعدها ال للمجاهدين ف سبيله‪ ،‬بي‬

‫كل درجتي كما بي السماء والرض‪ ،‬فإذا سألتم ال فسلوه الفردوس‪ ،‬فإنه وسط النة‪ ،‬وأعلى النة‪،‬‬

‫وفوقصصه عرش الرحنصص‪ ،‬ومنصصه تفجصصر‪ -‬أو تنفجصصر‪ -‬أنار النصصة"‪ -‬شصصك أبصصو عامصصر‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ ،‬عن إبراهيم بن النذر‪ ،‬عن ممد بن فليح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬بعناه‪.‬‬

‫الفردوس أعلى درجات النة‬

‫والصلة والصيام يقتضيان مغفرة ال عز وجل‬

‫وقال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا علي بن عبد الرحن‪ ،‬حدثنا أبو هام الدلل‪ ،‬حدثنا هشام بن سعد‪،‬‬

‫عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫يقول‪" :‬مصن صلى هؤلء الصصلوات المصس‪ ،‬وصصام رمضان‪ -‬ل أدري ذكصر الزكاة أم ل?‪ -‬كان حقا‬

‫‪645‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫على ال أن يغفرَ له‪ ،‬هاجصر‪ ،‬أو قعصد حيصث ولدتصه أمصه‪ ،‬قلت‪ :‬يصا رسصول ال‪ :‬أل أخرج فأؤذن الناس?‬

‫فقال‪ :‬ل‪ .‬ذر الناس يعملون‪ ،‬فإن ف النة مائة درجة‪ ،‬ما بي كل درجتي‪ ،‬مثل ما بي السماء والرض‪،‬‬

‫وأعلى درجة منها الفردوس‪ ،‬وعليها يكون العرش‪ ،‬وهي أوسط شيء ف النة‪ ،‬ومنها تفجر أنار النة‪،‬‬

‫فإذا سصصصصصصصصصصصصصصصألتم ال فسصصصصصصصصصصصصصصصلوه الفردوس"‪.‬‬

‫وهكذا رواه الترمذي‪ :‬عصن قتيبصة‪ ،‬وأحدص بصن عبده الدراوردي‪ ،‬عصن زيصد بصن أسصلم بصه‪.‬‬

‫وأخرجه ابن ماجه‪ ،‬عن سويد‪ ،‬عن حفص بن ميسرة‪ ،‬عن زيد متصرا‪.‬‬

‫من الفردوس تتفجر أنار النة‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا هام‪ ،‬حدثنا زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن عبادة بن‬

‫الصامت‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬النة مائة درجة‪ ،‬ما بي كل درجتي مسية مائة عام"‪.‬‬

‫وقال ا بن عفان‪" :‬ك ما ب ي ال سماء والرض‪ ،‬والفردوس أعل ها در جة‪ ،‬ومن ها ترج النار الر ب عة‪،‬‬

‫والعرش فوقهصصصصصصصصا‪ ،‬فإذا سصصصصصصصصألتم ال فسصصصصصصصصلوه الفردوس" ‪.‬‬

‫‪646‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صه‪.‬‬
‫صن ييص بص‬
‫صن هام بص‬
‫صن هارون‪ ،‬عص‬
‫صد بص‬
‫صن زيص‬
‫صع‪ ،‬عص‬
‫صن منيص‬
‫صن أحدص بص‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬عص‬

‫قلت‪ :‬ول تكون هذه الصفة إل ف القبب‪ ،‬فإن أعلى القبة هو وسطها‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫درجات النة متفاوتة وليس يعلم مقدار تفاوتا إل ال رب العالي‬

‫وقال أبو بكر بن أب داود‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا شريك‪ ،‬عن ممد بن‬
‫جحادة‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬النة مائة درجة‪ ،‬ما بي‬
‫كل درجتي مسية خسمائة عام"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬عن عباس العنبي‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬وعنده‪" :‬ما بي كل درجتي مائة عام"‪ .‬وقال‪:‬‬
‫هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهي‪ ،‬عن حسن‪ ،‬عن أب ليعة‪ ،‬عن دراج‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪،‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬النة مائة درجة لو أن العالي اجتمعوا ف إحداهن وسعتهم"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬عن قتيبة‪ ،‬عن ابن ليعة‪ ،‬ورواه أحد أيضا‪.‬‬

‫لهُم مِن اتساع اللك العظيم‬


‫ذكر مَا يكُون لدن أهل الّنةِ منلة وأَعْ َ‬

‫ص ثَمّصصصصصص َرَأيْتصصصصصصصَ َنعِيما َومُلْكا َكبِيا"‪.‬‬


‫قال ال تعال‪َ " :‬وإِذَا رَأيْتصصصصصص َ‬

‫وقد تقدم ف الديث التفق عليه من رواية منصور‪ :‬عن إبراهيم‪ ،‬عن علقمة بن مسعود‪ ،‬عن النب صلى‬

‫ال عل يه و سلم ف ذ كر آ خر من يد خل ال نة من أم ته يقول له‪" :‬أ ما تر ضى أن يكون لك م ثل الدن يا‬

‫‪647‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وعشرة أمثالا"? وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا حسي بن ممد‪ ،‬حدثنا اسرائيل‪ ،‬عن ثوير هو ابن أب فاختة‪،‬‬

‫عن ابن عمر‪ ،‬رفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن أدن أهل النة منلة‪ ،‬الذي ينظر إل جناته‪،‬‬

‫ونعيمصه‪ ،‬وخدمصه‪ ،‬وسصرده‪ ،‬مصن مسصية ألف سصنة‪ ،‬وإن أكرمهصم على ال مصن ينظصر إل وجهصه غدوة‬

‫وعشيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫ض َرةٌ إِلَى رَبَصصصصصصصا نَاظِ َرةٌ"‪.‬‬


‫ثصصصصصصص تل هذه اليصصصصصصصة‪ُ " :‬وجُوة َي ْو َمئِذٍ نَا ِ‬

‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا عبد اللك بن أبر‪ ،‬عن ثوير بن أب فاختة‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن أدن أهل النة منلة لينظر ف ملك ألفي سنة يرى أقصاه كما‬

‫يرى أدناه‪ ،‬ينظصر أزواجصه‪ ،‬وخدمصه‪ ،‬وإن أفضلهصم منلة لينظصر فص وجصه ال تعال كصل يوم مرتيص"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي عن ع بد‪ ،‬عن شبا بة‪ ،‬عن إ سرائيل‪ ،‬عن ثو ير‪ ،‬به قال‪ :‬و قد روى من غ ي و جه‪ ،‬عن‬

‫إسرائيل‪ ،‬عن يزيد‪ ،‬عن عبد ال بن عمر مرفوعا قال‪ :‬ورواه الثوري عن ثوير‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن ابن عمر‪،‬‬

‫قوله‪ ،‬قال‪ :‬ورواه عبد ال بن أبر‪ ،‬عن ثوير‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬موقوفا كذا قال‪ :‬وقد تقدمت رواية أحد‬

‫لذا الطريصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصق مرفوعا‪.‬‬

‫‪648‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى مسلم‪ ،‬والطبان‪ :‬وهذا لفظه من حديث سفيان بن عيينة‪ :‬حدثنا مطرف بن طريف‪ ،‬وعبد اللك‬

‫بن سعيد بن أب ر‪ ،‬عن الش عب‪ ،‬عن الغية بن شع بة‪ -،‬رف عه ا بن أب ر‪ ،‬ول يرف عه مطرف‪ -‬قال‪ :‬قال‬

‫موسى‪ :‬يا رب‪ :‬أخبن عن أدن أهل النة منلة‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬هو رجل ييء بعدما نزل الناس منازلم‪،‬‬

‫وأخذوا أخذاتمص‪ ،‬فيقال له‪ :‬ادخصل النصة‪ ،‬فيقول‪ :‬يصا رب‪ ،‬وكيصف أدخلهصا وقصد نزل الناس منازلمص‪،‬‬

‫وأخذوا أخذاتم? فيقول له‪ :‬أما ترضى أن يكون لك مثل ما كان للك من ملوك الدنيا? فيقول‪ :‬رضيت‬

‫يا رب‪ ،‬فيقول‪ ،‬لك مثله ومثله‪ -:‬وع قد سفيان أ صابعه ال مس‪ -‬فيقول‪ :‬رض يت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فيقول‬

‫موسى‪ :‬يا رب‪ :‬فأخبن عن أعلى أهل النة منلة‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ .‬أولئك الذين أردت‪ ،‬وسأخبك عنهم‪،‬‬

‫غرسصت كرامتهصم بيدي‪ ،‬وختمصت عليهصا‪ ،‬فلم تصر عيص‪ ،‬ول تسصمع أذن‪ ،‬ول يطصر على قلب بشصر"‪.‬‬

‫ل َتعْلَ ُم َنفْسٌ مَا أ ْخفِيَ َلهُ ْم مِ نْ ق ّرةِ أ ْعيُن جَزَا ًء بِمَا كَانُوا َيعْمَلُونَ"‪.‬‬
‫مصداق ذلك ف كتاب ال تعال‪َ" :‬ف َ‬

‫وثبت ف الصحيحي‪ :‬واللفظ لسلم‪ :‬من حديث سفيان‪ .‬بن عيينة‪ ،‬عن أب الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬قال ال عز و جل‪" :‬أعددت لعبادي ال صالي ما ل ع ي‬

‫رأت ول أذن سصصصصصصصصعت ول خطصصصصصصصصر على قلب بشصصصصصصصصر"‪.‬‬

‫‪649‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ل َتعْلَ ُم َنفْ سٌ مَا أخفِ يَ َلهُ ْم مِ نْ قُ ّرةِ َأعْيُن جَزَا ًء بِمَا كَانُوا َيعْمَلُو نَ"‪.‬‬
‫م صداق ذلك ف كتاب ال‪َ" :‬ف َ‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا هارون بن معروف‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬حدثن أبو صخر‪ ،‬أن أبا حازم حدثه‪،‬‬

‫قال‪ :‬سعت سهل بن سعد يقول‪ :‬شهدت من رسول ال صلى ال عليه وسلم ملسا‪ ،‬وصف فيه النة‪،‬‬

‫ح ت انت هى‪ ،‬ث قال ف آ خر حدي ثه‪" :‬في ها ما ل ع ي رأت ول أذن سعت ول خ طر على قلب ب شر"‪.‬‬

‫ث قرأ هذه الية‪َ" :‬تتَجَافَى ُجنُوُبهُ ْم عَن الْ َمضَاجع يَ ْدعُو نَ َرّبهُ مْ َخوْفا َوطَمَعا َومِمّا رَزَ ْقنَاهُ ْم ُيْنفِقُو نَ َفلَ‬

‫ص مِن صصْ ق ّرةِ َأعْيُصصن جَزَا ًء بِمَصصا كَانُوا َيعْمَلون"‪.‬‬


‫ص َنفْس صصٌ مَصصا أ ْخفِي صصَ َلهُم ص ْ‬
‫َتعْلَم ص ُ‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن هارون بن معروف‪.‬‬

‫ذكر غرف الْجنّة وارتفاعها واتساعِها وَ ِعظَمها نسأل اللّه مِن فَضله أنْ ينَحَنا ِإيّاهَا ِمنْ فيض فَضْ ِلهِ‬

‫حِتهَا ا َلنْهَا ُر وعْد‬


‫جرِي مِ ْن تَ ْ‬
‫ف مِ نْ َفوْقهَا غرَف َمْبِنّيةٌ تَ ْ‬
‫قال ال تعال‪" :‬لكِن الّذِي َن اّتقَوْا َرّبهُ مْ َلهُ مْ غرَ ٌ‬

‫ص الِيعَاد"‪.‬‬
‫اللّهصصصصصصصصصصصِ َل يُخْلِفصصصصصصصصصصصُ اللّهصصصصصصصصصص ُ‬

‫صِ آ ِمنُونصصَ"‪.‬‬
‫صِ بِمَصا عَمِلُوا َوهُمصصْ فِصي اْلغُرَفاتص‬
‫ضعْفص‬
‫صَ َلهُمصصْ جَزَا ُء ال ّ‬
‫وقال ال تعال‪" :‬فَأوتثِكص‬

‫وثبت ف الصحيحي‪ :‬واللفظ من حديث مالك‪ :‬عن صفوان بن سليم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عنأب سعيد‬

‫‪650‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الدري‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن أهل النة ليتراءون داخل الغرف من فوقهم كما‬

‫يتراءون‪ -‬أو ترون‪ -‬الكو كب الغائر ف ال فق‪ ،‬من الشرق‪ ،‬أو الغرب‪ ،‬لتفا ضل ما بين هم"? قالوا‪ :‬يا‬

‫رسول ال‪ :‬تلك منازل النبياء ل يبلغها غيهم? قال‪ :‬ل‪ ،‬والذي نفسي بيده إنا منازل النبياء‪ ،‬ومنازل‬

‫رجال آمنوا بال‪ ،‬وصصصصصصصصصصصصصصصدقوا الرسصصصصصصصصصصصصصصلي" ‪.‬‬

‫وف الصحيح أيضا‪ :‬من حديث أب حازم‪ ،‬عن سهل بن سعيد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"إن أ هل ال نة ليتراءون ف ال نة ك ما تتراءون‪ -‬أو ترون‪ -‬الكو كب الدري الغائر ف أ فق ال سماء"‪.‬‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا فزارة‪ ،‬أخبن فليح‪ ،‬عن هلل‪ -‬يعن ابن عطاء‪ ،-‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم‪ :‬قال‪" :‬إن أهل النة ليتراءون ف النة كما تتراءون‪ -‬أو ترون‪ -‬الكوكب الدري الغائر‬

‫ف ال فق‪ ،‬من تفا ضل الدرجات‪ .‬قالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ :‬أولئك ال نبيون‪ .‬قال‪ :‬بلى والذي نف سي بيده‪،‬‬

‫وأقوام آمنوا بال‪ ،‬وصدقوا الرسلي" ‪ ،‬حدثنا الافظ أيضا هذا على شرط البخاري‪.‬‬

‫منازل التحابي بلل ال ف النة‬

‫‪651‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا علي بن عباس‪ ،‬حدثنا ممد بن مطرف‪ ،‬أخبنا أبو حازم‪ ،‬عن أب سعيد الدري‪،‬‬

‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن التحاب ي ف ال لترى غرف هم ف ال نة كالكو كب الطالع‪،‬‬

‫الشرقصصصصي‪ ،‬أو الغربصصصص‪ ،‬فيقال‪ :‬مصصصصن هؤلء? فيقال‪ :‬هؤلء التحابون فصصصص ال"‪.‬‬

‫وف حديث عطية‪ :‬عن أب سعيد‪ ،‬مرفوعا‪" :‬إن أهل عليي لياهم من سواهم كما يرون الكوكب ف‬

‫أفق السماء‪ ،‬وإن أبا بكر وعمر منهم"‪.‬‬

‫ذكر أعلى منلة ف النة وهي الوسيلة فيها مقام رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ث بت ف صحيح البخاري‪ :‬عن علي بن عباس‪ ،‬عن شع يب بن أ ب حزة‪ ،‬عن م مد بن النكدر‪ ،‬عن‬

‫جابر بن عبد ال‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬من قال حي يسم ِع النداء‪ :‬اللهم رب‬

‫هذه الدعوة التا مة‪ ،‬وال صلة القائ مة‪ ،‬آت ممدا الو سيلة‪ ،‬والفضيلة‪ ،‬وابع ثه مقاما ممودا الذي وعد ته‪:‬‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصة يوم القيامص‬
‫حلت له الشفاعص‬

‫وف صحيح مسلم‪ :‬عن ممد بن سلمة‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن حيوة‪ ،‬وسعيد بن أب أيوب‪ ،‬عن كعب بن‬

‫علقمة‪ ،‬عن عبد الرحن بن جبي‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو بِن العاص‪ ،‬أنه سع النب صلى ال عليه وسلم‬

‫‪652‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يقول‪" :‬إذا سعتم الؤذن فقولوا م ثل ما يقول‪ ،‬ث صلوا عليّ فإن من صلّى عليّ صلة صلى ال عل يه‬

‫عشرا‪ ،‬ث سلوا ال تعال ل الوسيلة فإن من سأل ال ل الوسيلة حلت له الشفاعة"‪.‬‬

‫الوسيلة أعلى درجة ف النة‪ ،‬ل ينالا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبنا سفيان‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن كعب‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إِذا صليتم عليّ‪ ،‬فسلوا ال ل الوسيلة‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ :‬وما الوسيلة?‬

‫قال‪ :‬أعلى درجصصة فصص النصصة‪ ،‬ل ينالاصص إل رجصصل واحصصد‪ ،‬وأرجصصو أن أكون أنصصا هصصو"‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا موسى بن داود‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬عن موسى بن وردان‪ ،‬سعت أبا سعيد الدري‬

‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬الو سيلة در جة ع ند ال‪ ،‬ل يس فوق ها در جة‪ ،‬ف سلوا ال أن‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصيلة"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصصصص الوسص‬
‫يؤتينص‬

‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن علي البار‪ ،‬حدثنا الوليد بن عبد اللك الران‪ ،‬حدثنا موسى بن أعي‪،‬‬

‫عن ا بن أ ب ذؤ يب‪ ،‬عن م مد بن ع مر بن عطاء‪ ،‬عن بن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫‪653‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫و سلم‪ "" :‬سلوا ال ل الو سيلة‪ ،‬فإِ نه ل ي سألا ل ع بد ف الدن يا‪ ،‬إل ك نت له شفيعا‪ -‬أو شهيدا‪ -‬يوم‬

‫القيامة‪ .‬قال الطبان‪ :‬ل يروه عن ابن أب ذؤيب إل موسى بن أعي‪.‬‬

‫ذكر بُنيان قُصو ُر الْجّنةِ ِم ّم ُهوَ‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬وأبو كامل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا زهي‪ ،‬حدثنا سعد أبو ماهد الطائي‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫مدله الدن مول أم الؤمني عائشة رضي ال تعال عنها‪ ،‬أنه سع أبا هريرة يقول‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول ال‪ :‬إِذا‬
‫رأيناك رقت قلوبنا‪ ،‬وكنا من أهل الخرة‪ ،‬وإِذا فارقناك‪ ،‬أعجبتنا الدنيا‪ ،‬وشنا النساء والولد‪ ،‬فقال‪ :‬لو‬
‫تكونوا أو قال‪ :‬لو أنكم تكونون على كل حال على الال الت أنتم عليها عندي‪ ،‬لصافحتكم اللئكة‬
‫بأكفهم‪ ،‬ولزارتكم ف بيوتكم‪ ،‬ولو ل تذنبوا لاء ال بقوم يذنبون لكي يغفر لكم‪ ،‬قال قلنا‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ ،‬حدثنا عن النة‪ :‬ما بناؤها? قال‪ :‬لبنة من فضة‪ ،‬ولبنة من ذهب‪ ،‬وملطها السك‪ ،‬وحصباؤها‬
‫اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬وترابا الزعفران‪ ،‬من يدخلها ينعم‪ ،‬ول يبأس‪ ،‬ويلد‪ ،‬ول يوت‪ ،‬ل تبلى ثيابه‪ ،‬ول‬
‫يفن شبابه"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬من حديث عبد ال بن ني‪ ،‬عن سعدان التيمي‪ -‬وكان ثقة‪ -‬عن سعد أب ماهد‬
‫الطائي‪ -،‬وكان ثقة‪ -‬وقال‪ :‬حسن‪ ،‬ووقع توثيق هذين الرجلي ف رواية ابن ني‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن الثن البزار‪ ،‬حدثنا ممد بن زياد الكلب‪ ،‬حدثنا نفيس بن‬
‫حني‪ ،‬عن سعيد بن أب عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬خلق‬
‫ال جنة عدن بيده‪ ،‬لبنة من درة بيضاء‪ ،‬ولبنة من ياقوتة حراء‪ ،‬ولبنة من زبرجدة خضراء‪ ،‬ملطها‬
‫السك‪ ،‬وحصباؤها اللؤلؤ‪ ،‬وحشيشها الزعفران‪ ،‬ث قال لا‪ :‬انطقي‪ :‬فقالت‪" :‬قَدْ أَفَْل َح الْمُؤمِنُونَ"‪.‬‬
‫فقال ال‪" :‬وعزت وجلل‪ ،‬ل ياورن فيك بيل"‪.‬‬
‫ث قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ " :‬ومَ ْن يُوقَ ش ّح َنفْسِهِ فَأولئِكَ هُم ا ُلفْلِحُونَ"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا القاسم بن الغية الوهري‪،‬‬

‫‪654‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حدثنا عفان بن سعيد القري‪ ،‬حدثنا علي بن صال‪ ،‬عن أب ربيعة‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬سئل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن النة فقال‪" :‬من يدخل النة يي ول يت‪ ،‬وينعم ول يبأس‪ ،‬ل‬
‫تبلى ثيابه‪ ،‬ول يفن شبابه قيل‪ :‬يا رسول ال‪ :‬كيف بناؤها? قال‪ :‬لبنة من ذهب‪ ،‬ولبنة من فضة‪،‬‬
‫وملطها مسك أذفر‪ ،‬وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬وترابا الزعفران"‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدثنا بشر بن آدم‪ ،‬حدثنا يونس بن عبيد ال العمري‪ ،‬حدثنا عيسى بن الفضل‪ ،‬حدثنا‬
‫الريري‪ ،‬عن أب نضرة‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬خلق ال النة لبنة من‬
‫ذهب‪ ،‬ولبنة من فضة‪ ،‬وملطها السك‪ ،‬ث قال لا‪ :‬تكلمي فقالت‪َ" :‬قدْ أفْلَ َح الْمُو ِمنُونَ"‪ ..‬فقالت‬
‫اللئكة‪" :‬طوباك منلة اللوك"‪.‬‬
‫وقد رواه البيهقي‪ :‬وغيه‪ :‬فقال ال‪" :‬طوباك منلة اللوك"‪.‬‬
‫وقد رواه وهب‪ ،‬عن الريري‪ ،‬عن أب نضرة‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬موقوفا‪..‬‬
‫وف حديث داود بن أب هند‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعا "إن ال بن الفردوس بيده‪ ،‬وحظرها على كل مشرك‬
‫وكل مدمن خر‪ ،‬سكي"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب شيبة‪ :‬حدثنا معاوية بن هشام‪ ،‬حدثنا علي بن عاصم‪ ،‬عن عمر بن ربيعة‪ ،‬عن‬
‫السن‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قيل‪ :‬يارسول ال كيف بناء النة‪ .‬فقال‪" :‬لبنة من فضة‪ ،‬ولبنة من ذهب‪،‬‬
‫ملطها السك‪ ،‬وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬وترابا الزعفران"‪.‬‬
‫اللط‪ :‬هو الطي الذي يعل بي الحجار ف البناء‪ ،‬ليجتمع بعضها إل بعض‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن خليد‪ ،‬حدثنا أبو اليمان الكم بن نافع‪ ،‬حدثنا صفوان بن عمر‪ ،‬عن‬
‫مهاجر بن ميمون‪ ،‬عن فاطمة رضي ال عنها‪ ،‬أنا قالت للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أين أمنا خدية?‬
‫قال‪" :‬ف بيت من قصب‪ ،‬ل لغو فيه ول نصب‪ ،‬بي مري‪ ،‬وآسية امرأة فرعون"‪ .‬قالت‪ :‬أمن هذا‬
‫القصب? قال‪" :‬ل من القصب النظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت"‪.‬‬
‫قال الطبان‪ :‬ل يروى عن فاطمة إل بذا الِسناد‪ .‬تفرد به صفوان بن عمرو‪.‬‬
‫وقلت‪ :‬وهو حديث غريب‪ .‬وله شاهد ف الصحيح‪" :‬إن ال أمرن أن أبشر خدية ببيت ف النة من‬
‫قصب‪ ،‬ل صخب فيه ول نصب"‪.‬‬

‫‪655‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال ب عض العلماء‪ :‬إن ا كان بيت ها من قصب اللؤلؤ‪ ،‬لن ا حازت ق صب ال سبق ف ت صديق ر سول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬حي بعثه ال عز وجل‪ ،‬كما يدل عليه حديث أول البعثة‪ ،‬فإِنا أول من آمن‪،‬‬

‫حيث قالت‪ -‬وقد أخبها خب ما رأى‪ -‬وقال‪" :‬لقد خشيت على عقلي" قالت‪" :‬كل‪ :‬وال ل يزيك‬

‫ال أبدا‪ ،‬إنصك لتصصل الرحصم‪ ،‬وتصصدق الديصث‪ ،‬وتمصل الكصل وتكسصب العدوم‪ ،‬وتعيص على نوائب‬

‫الدهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصر"‪.‬‬

‫وأما ذكر مري وآسية ف هذا الديث‪ ،‬ففيه إشعار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يتزوج بما ف‬

‫حرّمصُ"‪.‬‬
‫ِمص تُ َ‬
‫الدار الخرة‪ ،‬وقصد حاول بعضهصم أن يأخصذ ذلك مصن القرآن فص سصورة‪" :‬يصا أيّهَا النصب ل َ‬

‫فصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص قوله‪" :‬ثَيبَات وأبْكَارا"‪.‬‬

‫ث ذكرت آسية ومري ف آخر السورة‪ .‬يروى مثل هذا عن الباء بن عازب‪ ،‬أو عن غيه من السلف‪،‬‬

‫وال أعلم‪.‬‬

‫فضل قيام الليل وإطعام الطعام وكثرة الصيام‬

‫‪656‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال أبو بكر بن أب داود‪ :‬حدثنا ابن النذر الطريفي‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن إسحاق‪،‬‬
‫عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي بن أب طالب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ف النة‬
‫لغرفا ترى ظهورها من بطونا‪ ،‬وبطونا من ظهورها‪ ،‬فقيل لرسول ال‪ :‬لن هي? قال‪ :‬لن طيب الكلم‪،‬‬
‫وأطعم الطعام‪ ،‬وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬عن علي بن حجر‪ ،‬عن علي بن مسهر‪ ،‬عن عبد الرحن بن إسحاق‪ ،‬وقال‪ :‬غريب‪ ،‬ل‬
‫نعرفه إل من حديثه‪.‬‬
‫وروى الطبان‪ :‬من حديث الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا معاوية بن سلم‪ ،‬عن يزيد بن سلم‪ ،‬حدثن أبو‬
‫سلم‪ ،‬حدثن أبو موسى الشعري‪ ،‬حدثن أبو مالك الشعري‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"إن ف النة غرفا يرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرها‪ ،‬أعدها ال لن أطعم الطعام‪ ،‬وأدام‬
‫الصيام‪ ،‬وصلى بالليل والناس نيام"‪.‬‬
‫وروى الطبان أيضا‪ :‬من حديث ابن وهب‪ ،‬حدثن حيي‪ ،‬عن عبد الرحن‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ف النة غرفا يرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرها"‪.‬‬
‫قال أبو مالك الشعري‪ :‬لن هي يا رسول ال? قال‪" :‬لن أطاب الكلم‪ ،‬وأطعم الطعام‪ ،‬و بات قائْما‬
‫والناس نيام"‪.‬‬
‫قال الافظ الضياء‪ :‬هذا عندي إسناد حسن‪ ،‬وذكر أب مالك فيه ما يدل على صحته‪ ،‬لنه قد رواه‬
‫وإسناد حديثه أيضا‪.‬‬
‫وقد ورد ف بعض الحاديث أن القصر يكون من لؤلؤة واحدة‪ ،‬أبوابه ومصاريعه وسقفه‪.‬‬
‫وف حديث آخر‪" :‬سقوف النة نور‪ ،‬تتلل كالبق اللمع‪ ،‬لول أن ال يثبت أبصارهم لوشك أن‬
‫يطفها"‪.‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو الب بن بشران‪ ،‬أخبنا أبو عمرو عثمان بن أحد العروف بابن السماك‪،‬‬
‫حدثنا عبد الرحن بن ممد بن منصور‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن عبد الؤمن‪ ،‬سعت ممد بن‬
‫واسع يذكر عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أل أحدثكم بغرف‬
‫النة? قال‪ :‬قلنا‪ :‬بلى يا رسول ال‪ :‬بأبينا أنت وأمنا‪ .‬قال‪ :‬إن ف النة غرفا من أصناف الوهر كله‪،‬‬
‫يرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرها‪ ،‬فيها من النعيم واللذات والشفوف مال عي رأت ول‬

‫‪657‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أذن سعت‪ .‬قال‪ :‬قلنا يا رسول ال‪ :‬ولن هذه الغرف? قال‪ :‬لن أفشى السلم وأطعم الطعام‪ ،‬وأدام‬
‫الصيام‪ ،‬وصلى بالليل والناس نيام"‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ومن يطيق ذلك‪ .‬قال‪ :‬أمت تطيق ذلك‪ ،‬وسأخبكم عن ذلك‪ ،‬من لقي أخاه‬
‫فسلم عليه‪ ،‬ورد عليه فقد أفشى السلم‪ ،‬ومن أطعم عياله‪ ،‬وأهله‪ ،‬حت يشبعهم‪ ،‬فقد أطعم الطعام‪ ،‬ومن‬
‫صام رمضان‪ ،‬ومن كل شهر ثلثة أيام‪ ،‬فقد أدام الصيام‪ ،‬ومن صلى العشاء الخية وصلى الغداة ف‬
‫جاعة‪ ،‬فقد صلى بالليل والناس نيام‪ ،‬اليهود والنصارى والجوس"‪.‬‬
‫ث قال البيهقي‪ :‬وهذا الِسناد غي قوي‪ ،‬إل أنه بالِسنادين يقوي بعضه ببعض‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وروي بإِسناد آخر عن جابر‪.‬‬
‫ث أورده من طريق علي بن حرب‪ ،‬عن حفص بن عمرو‪ ،‬عن عمرو بن قيس اللئي‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬مرفوعا بنحوه‪.‬‬
‫وروى البيهقي‪ :‬من حديث حسن بن فرقد‪ ،‬عن السن البصري‪ ،‬عن عمران بن حصي‪ ،‬وأب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ت عَ ْدنٍ"‪.‬‬
‫سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن هذه الية‪َ " :‬ومَسَاكِ َن طَّيَبةً ف َجنّا ِ‬
‫فقال‪" :‬ق صر من لؤلؤ‪ ،‬ف ذلك الق صر سبعون دارا من ياقو تة‪ ،‬ف كل دار سبعون بيتا من زمردة‬

‫خضراء‪ ،‬ف كل ب يت سرير‪ ،‬على كل سريرسبعون فراشا‪ ،‬من كل لون‪ ،‬على كل فراش زو جة من‬

‫الور العي‪ ،‬ف كل بيت سبعون مائدة‪ ،‬على كل مائدة سبعون لونا من الطعام‪ ،‬ف كل بيت سبعون‬

‫وصصصصصيفة‪ ،‬ويعطصصصصي الؤمصصصصن مصصصصا يأتصصصص على ذلك كله أجعصصصص"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا الد يث غر يب فإن هذا ال سر ضع يف جدا‪ ،‬وإذا كان ال سر ضعيفا فل يلك الت صال‪..‬‬

‫وقال عبد ال بن وهب‪ :‬أخبنا عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫‪658‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عليه وسلم‪" :‬إنه ليحاز الرجل الواحد بالقصر من اللؤلؤة الواحدة‪ ،‬ف ذلك القصر سبعون غرفة‪ ،‬ف كل‬

‫غرفة زوجة من الور العي‪ ،‬ف كل غرفة سبعون بابا‪ ،‬تدخل عليه من كل باب رائحة من رائحة النة‬

‫سصصصصوى الرائحصصصصة التصصصص تدخصصصصل عليصصصصه مصصصصن الباب الخصصصصر"‪.‬‬

‫صا كَانُوا َيعْملون"‪.‬‬


‫صن َجزَاءً بِمَص‬
‫ص مِنصصْ ق ّر ِة أعْيُص‬
‫صا أ ْخفِيصصَ َلهُمص ْ‬
‫ل َتعْلَم َنفْسصصٌ مَص‬
‫ثصص قرأَ‪َ" :‬ف َ‬

‫قلت‪ :‬وقصصصد رواه الِمام أحدصصص‪ ،‬عصصصن حسصصصن‪ ،‬عصصصن ابصصصن ليعصصصة‪..‬‬

‫حدثن حيي بن عبد ال بن شريح العافري‪ ،‬فذكر بإِسناده مثله‪ ،‬غي أنه قال‪ :‬فقال أبو موسى الشعري‪،‬‬

‫لنصصصصصصصص هصصصصصصصصي يصصصصصصصصا رسصصصصصصصصول ال‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫وذكر القرطب‪ :‬من طريق أب هدية بن إبراهيم بن هدية‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬مرفوعا‪" :‬إن ف النة غرفا‬

‫ل يس في ها معال يق من فوق ها‪ ،‬ول ع مد من تت ها‪ ،‬ق يل يا ر سول ال‪ :‬وك يف يدخل ها أهل ها? قال‪:‬‬

‫يدخلونا أشباه الطي‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول ال‪ :‬لن هي? قال‪ :‬لهل السقام‪ ،‬والوجاع‪ ،‬والبلوى"‪.‬‬

‫ذكر اليَام ف الْجنّة‬

‫‪659‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خيَام َفبِأيّصصص آلَءِ َرّبكُمِصصصا ُتكًذبَانصصصِ"‪.‬‬


‫قال ال تعال‪" :‬حو ٌر َمقْصصصصُورَاتٌ فصصص الْ ِ‬

‫وث بت ف ال صحيحي‪ :‬والل فظ ل سلم‪ :‬من حد يث أ ب عمران الو ن‪ ،‬عن أ ب ب كر بن أ ب مو سى‬

‫الشعري‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن للمؤ من ف ال نة لي مة من لؤلؤة‬

‫واحدة مو فة‪ ،‬طول ا ستون ميلً‪ ،‬للمؤ من في ها أهلون يطوف علي هم الؤ من فل يرى بعض هم بعضا" ‪.‬‬

‫وفصصصصص روايصصصصصة للبخاري‪" :‬ثلثون ميلً" وصصصصصصح‪" .‬سصصصصصتون ميلً"‪.‬‬

‫وقال أبو بكَر بن أب الدنيا‪ :‬حدثن ممد بن حفص‪ ،‬حدثنا منصور‪ ،‬حدثنا يوسف بن الصباح‪ ،‬عن أب‬

‫صال‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪" :‬اليمة من درة موفة‪ ،‬طولا فرسخ‪ ،‬وعرضها فرسخ‪ ،‬ولا ألف باب من‬

‫ذهب‪ ،‬حولا سرادق دورة خسون فرسخا‪ ،‬يدخل عليه من كل باب بدية من ال عز وجل‪ ،‬وذلك‬

‫ص بَابصصصصصصصٍ"‪.‬‬
‫ص مِنصصصصصص ْ‬
‫قوله‪" :‬وا َللَِئ َكةُ يَدْخُلُونصصصصصصصَ عََلْيهِمصصصصصص ْ‬

‫وقال ابن البارك‪ :‬أخبنا هام‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪" :‬اليمة درة‪ ،‬من درة موفة‪ ،‬فرسخ ف‬

‫صصصصب"‪.‬‬
‫صصصصن ذهص‬
‫صصصصراع مص‬
‫صصصصة آلف مصص‬
‫صصصص أربعص‬
‫صصصصخ‪ ،‬لاص‬
‫فرسص‬

‫وقال قتادة‪ :‬عن خالد الع صري عن أ ب الدرداء قال‪" :‬الي مة لؤلؤة واحدة‪ ،‬ل ا سبعون بابا كل ها من‬

‫‪660‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫در"‪.‬‬

‫ذكر تربَة الَنّة‬

‫ثبت ف الصحيحي‪ :‬من حديث الزهري‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن أب ذر‪ ،‬ف حديث العراج‪ ،‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أدخلت النة فإذا فيها جنادل اللؤلؤ‪ ،‬وإذا ترابا السك"‪ .‬وقال الِمام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا حاد‪ ،‬حدثنا الريري‪ ،‬عن أب نضرة‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم سأل ابن صائد عن تربة النة فقال‪" :‬هي در مكة بيضاء‪ ،‬مسك خالص"‪ .‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬صدق"‪.‬‬
‫هكذا رواه الِمام أحد‪ :‬ورواه مسلم‪ :‬من حديث أب سلمة‪ ،‬عن أب نضرة بنحوه‪ ،‬وقد رواه مسلم‬
‫أيضا‪ :‬عن أب بكر بن أب شيبة‪ ،‬عن أب أمامة‪ ،‬عن الريري‪ ،‬عن أب نضرة‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬أن ابن‬
‫صياد سأل النب صلى ال عليه وسلم عن تربة النة فقال‪" :‬هي درمكة بيضاء مسك خالص"‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن مالد‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬عن جابر بن عبدال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف اليهود‪" :‬إن سائلهم عن تربة النة‪ ،‬وهي درمكة بيضاء‪ ،‬فسألم‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬هي خبزة يا أبا القاسم‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬البز من الدر"‪.‬‬
‫وتقدم ف حديث أب هريرة‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وغيها‪ :‬ف صفة بناء النة‪ ،‬أن‪" :‬ملطها السك‪ ،‬وحصباءها‬
‫اللؤلؤ‪ ،‬والياقوت‪ ،‬وترابا الزعفران"‪.‬‬
‫واللط ف اللغة‪ :‬عبارة عن الطي الذي يعل بي ساقي البناء‪ ،‬يلط به الائط‪ ،‬فلعل بعض بقاعها ترابه‬

‫السصصصصصصصصصك‪ ،‬وبعضهصصصصصصصصصا ترابصصصصصصصصصه الزعفران‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫ومع هذه العظمة والتساع‪ ،‬فقد تقدم ف الصحيح عن أنس‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫‪661‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫"وقاب قوس أحدكصصم أو موضصصع قده خيصص مصصن الدنيصصا ومصصا فيهصصا"‪.‬‬

‫وقال أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرزاق‪ ،‬حدث نا مع مر‪ ،‬عن تام‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال‬

‫عليصه وسصلم‪" :‬لقيصد سصوط أحدكصم مصن النصة خيص مصن السصماء والرض"‪ .‬على شرط الشيخيص‪.‬‬

‫وقال ابن وهب‪ :‬أخبنا عمرو بن الارث أن سليمان بن جنيد حدثه‪ :‬أن عامر بن سعد بن أب وقاص‪-‬‬

‫قال سليمان‪ :‬ل أعلم أل أنه حدثن عن أبيه‪ -‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لو أن أقل نور‬

‫من النة ظهر للدنيا‪ ،‬لزخرف له ما بي السماء والرض"‪.‬‬

‫ذكر أنار النة وأشجارها وثارها‬

‫صصصصصصصصصصصصا الْنهَارُ"‪.‬‬
‫حتِهَص‬
‫ص تَ ْ‬
‫قال ال تعال‪َ" :‬تجْرِي مِنصصصصصصصصصصصص ْ‬

‫ص الْنهَارُ"‪.‬‬
‫حِتهِمصصصصصصصصصصصصصصص ُ‬
‫ص تَ ْ‬
‫وقال‪" :‬مِنصصصصصصصصصصصصصصص ْ‬

‫وقال ال تعال‪َ " :‬مثَ ُل الْجّن ِة الّتِي ُوعِ َد الْ ُمّتقُونَ فِيهَا أنْهَا ٌر مِ ْن مَا ٍء َغيْر ِآسِن وَأْنهَا ٌر مِنْ َلبَن لَ ْم َيتَغيّ ْر َطعْمُهُ‬

‫وَأْنهَا ٌر مِ نْ خَمْر لَ ّذةٍ لِلشّا ِربِيَ وَأنْهَا ٌر مِ ْن عَ سَل مُ صًفّى وََلهُ مْ فِيهَا مِ نْ كُ ّل الثّمَرَا تِ َو َم ْغفِ َرةٌ مِ نْ َرّبهِ مْ"‪.‬‬

‫ك ُع ْقبَى الّذِي نَ‬


‫حِتهَا الْنهَارُ أكُُلهَا دَائِم َوظِلهَا تِلْ َ‬
‫جرِي مِ ْن تَ ْ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬مثَ ُل الّن ِة الّتِي ُوعِدَ الْ ُمتّقو نَ تَ ْ‬

‫‪662‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص النّارُ"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصى اْلكَافِرِينصصصصصصصصصصصصصصص َ‬
‫اّت َقوْا َو ُعقْبَص‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا الريري‪ ،‬عن حكيم بن معاوية بن أب بز‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬

‫قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ف النة بر اللب‪ ،‬وبر الاء‪ ،‬وبر العسل‪ ،‬وبر‬

‫المصصصصصصر‪ ،‬ثصصصصصص تشقصصصصصصق النار منهصصصصصصا بعصصصصصصد"‪.‬‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬عن بندار‪ ،‬عن يز يد بن هارون به‪ ،‬وقال‪ :‬ح سن صحيح‪ ،‬وقال أ بو ب كر بن مردو يه‪،‬‬

‫حدثنا أحد بن ممد بن عاصم‪ ،‬حدثنا عبد ال بن ممد بن السمان‪ ،‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا‬

‫الارث بن عبيد أبو قدامة الِيادي‪ ،‬حدثنا أبو عمران الون‪ ،‬عن أب بكر بن قيس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬تظنون أن لنار ال نة حدودا ف الرض‪ .‬ل وال‪ ،‬إن ا ل سابة على‬

‫وجصصصه الرض‪ ،‬حافاتاصصص اللؤلؤ‪ ،‬وقباباصصص اللؤلؤ‪ ،‬وطيبهصصصا السصصصك الذفصصصر"‪.‬‬

‫وقصصصد قيصصصل‪ :‬يصصصا رسصصصول ال‪ :‬ومصصصا الذفصصصر? قال‪ " :‬لذي ل خلط له"‪.‬‬

‫وقد رواه ابن أب الدنيا‪ :‬عن يعقوب بن عبيد‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬به‪ ،‬موقوفا‪ ،‬وروى البيهقي‪ :‬عن‬

‫الاكم‪ ،‬وغيه‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن الربيع بن سليمان‪ ،‬عن أسد بن موسى‪ ،‬عن أب ثوبان‪ ،‬عن عطاء بن‬

‫‪663‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قرة‪ ،‬عن عبداللة بن ضمرة‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ " :‬من سره أن‬

‫يسقيه ال المر ف الخرة‪ ،‬فليتركه ف الدنيا‪ ،‬ومن سره أن يكسيه ال الرير ف الخرة‪ ،‬فليتركه ف‬

‫الدنيا‪ ،‬أنار النة تفجر من تت تلل‪ -‬أو جبال‪ -‬السك‪ ،‬ولو كان أدن أهل النة حلية عدلت حليته‬

‫بليصة أهصل الدنيصا جيعا‪ ،‬لكانصت حليصة أدنص أهصل النصة‪ ،‬أفضصل مصن حليصة أهصل الدنيصا جيعا"‪.‬‬

‫وروي من طريق أب معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عمرو بن مرة‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬قال‪" :‬أنار النة‬

‫تفجصصصصصصصصصر مصصصصصصصصصن جبصصصصصصصصصل مسصصصصصصصصصك"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا بالوقوف أصح‪.‬‬

‫صفَة الكَوثر‬
‫ِ‬

‫َوهُ َو َأشْهَر أَنار الْجَنّة سَقَانا اللّ ُه َتعَالَى مِ ْنهُ بّن ِه وَ َكرَ ِمهِ‬

‫حرْ ِإنّ شَاِنئَكَ هُ َو ا َلبْتَر"‪.‬‬


‫ك وانْ َ‬
‫قال ال تعال‪ِ" :‬إنّا اعْ َطيْنَاكَ اْل َك ْوثَرَ َفصَلّ لِربّ َ‬
‫وثبت ف صحيح مسلم‪ :‬من حديث ممد بن فضيل‪ ،‬وعلي بن مسهر‪ ،‬كلها عن الختار بن فلفل‪ ،‬عن‬
‫أنس‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حي أنزلت عليه هذه السورة قال‪" :‬أتدرون ما الكوثر? قالوا‪:‬‬
‫ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬هو نر وعدنيه ال عز وجل‪ ،‬عليه خي كثي"‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪ :‬من حديث سنان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬ف حديث العراج‪ ،‬قال رسول ال صلى ال‬

‫‪664‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عليه وسلم‪" :‬أتيت على نر‪ ،‬حافتاه قباب اللؤلؤ الجوف‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا يا جبيل? قال‪ :‬هذا الكوثر‬
‫الذي أعطاكه ال عز وجل"‪.‬‬
‫ورواه أحد‪ :‬عن ابن عدي‪ ،‬عن حيد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬به‪.‬‬
‫صصر"‪.‬‬ ‫صصك أذفص‬ ‫صصه الاء فإذا مسص‬‫صصا يري فيص‬‫صصت بيدي إل مص‬ ‫صصة‪" :‬فضربص‬‫صص روايص‬ ‫وفص‬

‫ولذا طرق كثية‪ :‬عصصصصن أنصصصصس‪ ،‬وغيه مصصصصن الصصصصصحابة‪ ،‬وله ألفاظ متعددة‪.‬‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ،‬عن الختار بن فلفل‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"الكوثصصصصر نرصصصص فصصصص النصصصصة‪ ،‬وعدنيصصصصه ربصصصص عصصصصز وجصصصصل"‪.‬‬

‫ورواه مسصصصصلم‪ :‬عصصصصن أبصصصص كريصصصصب‪ ،‬عصصصصن ابصصصصن فضيصصصصل‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا حاد عن ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪" :‬أعطيت الكوثر‪ ،‬فإذا نر يري على وجه الرض‪ ،‬حافتاه قباب اللؤلؤ‪ ،‬ليس مسقوفا‪ ،‬فضربت‬

‫بيدي إل ترتبصصصصه‪ ،‬فإذا ترابصصصصه مسصصصصك أذفصصصصر‪ ،‬وحصصصصصباؤه اللؤلؤ"‪.‬‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن داود الاشي‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن سعد‪ ،‬حدثن ممد بن عبيد ال ابن شهاب‬

‫ابن أخي شهاب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الكوثر‬

‫فقال‪" :‬هو نر أعطانيه ال ف النة‪ ،‬ترابه مسك‪ ،‬ماؤه أبيض من اللب‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬ترده طيور‬

‫‪665‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أعناقهصصصصصصصصصصصصصصصصا مثصصصصصصصصصصصصصصصصل أعناق الزور"‪.‬‬

‫فقال أبصصو بكصصر‪ :‬يصصا رسصصول ال‪ :‬إناصص لناعمصصة‪ :‬فقال‪" :‬أكلهصصا أنعصصم منهصصا"‪.‬‬

‫وقال الاكم‪ :‬أخبنا الصم‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن سعد‪ ،‬حدثنا إدريس بن يي‪ ،‬حدثن الفضل بن الختار‪،‬‬

‫عن عبيد ال بن موهب‪ ،‬عن حصي بن مصن الطمي‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسصصصصصصصلم‪" :‬إن فصصصصصصص النصصصصصصصة طيا أمثال البخاتصصصصصصص"‪.‬‬

‫فقال أبو بكر‪ :‬إنا لناعمة يا رسول ال‪" :‬فقال‪" :‬أنعم منها من يأكلها‪ ،‬وأنت من يأكلها يا أبا بكر"‪.‬‬

‫صصلً‪.‬‬
‫صصن قتادة‪ ،‬مرسص‬
‫صصة‪ :‬عص‬
‫صص عروبص‬
‫صصن أبص‬
‫صصعيد بص‬
‫صصق سص‬
‫صصن طريص‬
‫صص رواه مص‬
‫ثص‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا مسلمة الراجي‪ ،‬حدثنا ثابت‪ ،‬عن يزيد بن الهاد‪ ،‬عن عبد الوهاب بن أب بكر‪ ،‬عن‬

‫عبد ال بن أب بكر‪ ،‬عن عبد ال بن مسلم‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال‪" :‬نر أعطانيه ال عز وجل‪ ،‬أشد بياضا من اللب‪ ،‬وأحلى من العسل‪،‬‬

‫وفيصصصصصصصصصصه طيصصصصصصصصصص أعناقهصصصصصصصصصصا كأعناق الزور"‪.‬‬

‫فقال عمصر‪ :‬يصا رسصول ال‪ :‬إن تلك الطيور الناعمصة? فقال‪" :‬أكلهصا أنعصم منهصا يصا عمصر"‪.‬‬

‫‪666‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وكذلك رواه الدراوردي‪ :‬عن ابن أخي ابن شهاب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أنس‪.‬‬

‫رواية ابن عمر‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا ابن حفص‪ ،‬أخبنا ورقاء‪ ،‬قال‪ :‬وقال عطاء‪ :‬عن مارب بن دثار‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الكوثر نر ف النة حافتاه من ذهب والاء يري على اللؤلؤ‪ ،‬إن‬

‫ماءه أشصصصصصد بياضا مصصصصصن اللبصصصصص‪ ،‬وأحلى مصصصصصن العسصصصصصل"‪.‬‬

‫و قد رواه إ ساعيل بن عل ية‪ ،‬وم مد بن فض يل‪ :‬عن عطاء بن ال سائب‪ ،‬عن مارب‪ ،‬عن ا بن ع مر‪،‬‬

‫مرفوعا‪" :‬الكوثر نر ف النة‪ ،‬حافتاه الذهب‪ ،‬مراه الدر والياقوت‪ ،‬تربته أطيب من السك‪ ،‬ماؤه أشد‬

‫بياضا مصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصن الثلج"‪.‬‬

‫وفصص روايصصة‪" :‬أشصصد بياضا مصصن اللبصص‪ ،‬وأحلى مصصن العسصصل‪ ،‬واللبصص الزبصصد"‪.‬‬

‫وأخرجه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث ممد بن فضيل‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫رواية ابن عباس‬

‫‪667‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا هشيم‪ ،‬أخبنا يونس‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن‬

‫عباس‪ ،‬أنصصصصه قال فصصصص الكوثصصصصر‪" :‬هصصصصو اليصصصص الذي أعطاه ال إياه"‪.‬‬

‫قال ابن بشر‪ :‬قلت لسعيد بن جبي‪ :‬إن أناسا يزعمون أنه نر ف النة‪ .‬فقال سعيد‪ :‬النهر الذي ف النة‬

‫صصصصصصصصصصصصصصص الذي أعطاه ال إياه"‪.‬‬


‫صصصصصصصصصصصصصصصن اليص‬
‫مص‬

‫وقد روى ابن جرير‪ :‬عن أب كريب‪ ،‬حدثنا عمر بن عبيد? عن عطاء بن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‬

‫قال‪" :‬الكوثصر نرص فص النصة‪ ،‬حافتاه ذهصب وفضصة‪ ،‬يري على الياقوت والدر‪ ،‬ماؤه أبيصض مصن الثلج‪،‬‬

‫وأحلى مصصصصصصصصصصصصصصصصصصن العسصصصصصصصصصصصصصصصصصصل"‪.‬‬

‫كذا رواه العوف‪ ،‬عن ابن عباس‪.‬‬

‫رواية عاثشة‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي‪ ،‬حدثنا إسرائيل‪ ،‬عن أب إسحاق‪ ،‬عن أب عبيدة‪ ،‬عن‬
‫عائشة‪ ،‬قال‪ :‬سألتها عن قوله تعال‪ِ" :‬إنّا أعْ َطيْنَاكَ اْل َك ْوثَرَ" فقالت‪" :‬الكوثر نر أعطيه نبيكم صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬شاطئاه در موف آنيته كعدد النجوم"‪.‬‬
‫ث قال البخاري‪ :‬وقد رواه زكريا‪ ،‬وأبو الحوص‪ ،‬ومطرف‪ ،‬عن أب إسحاق‪ ،‬وقال أبو نعيم الفضل بن‬

‫‪668‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫دكي‪ :‬حدثنا ابن أب نيح‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬قال‪" :‬هو النة"‪.‬‬


‫وقالت عائشة‪" :‬هو نر ف النة ليس أحد يدخل إصبعيه ف أذنيه إل سع خرير ذلك النهر"‪.‬‬
‫وروى ابن جرير‪ ،‬عن أب كريب‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن أب جعفر الرازي‪ ،‬عن ابن أب نيح‪ ،‬عن عائشة‬

‫قالت‪" :‬من أحب أن يسمع‪ ،‬خرير الكوثر‪ -‬أي صوت سي مياهه‪ -‬فإنه ل يسمعه بعينه‪ ،‬بل إن دويه‬

‫كدوي ما يسمع إذا وضع الِنسان إصبعيه ف أذنيه"‪.‬‬

‫ذكر نر البيدخ ف النة‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا بز‪ ،‬حدثنا سليمان بن الغية‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪" :‬كان رسول ال صلى ال‬

‫عل يه و سلم‪ :‬تعج به الرؤ يا ال سنة فرب ا قال‪ " :‬هل رأى أ حد من كم رؤ يا? قال‪ :‬فإذا رأى الر جل رؤ يا‪،‬‬

‫يسأل عنه‪ ،‬فإذا كان ليس به بأس‪ ،‬أعجب برؤياه إليه‪ ،‬قال‪ :‬فجاءت امرأة فقالت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬رأيت‬

‫كأن دخلت النة‪ ،‬فسمعت وجبة انتحب لا أهل النة‪ ،‬فنظرت‪ ،‬فإذا قد جيء بفلن ابن فلن‪ ،‬وفلن‬

‫ا بن فلن‪ ،‬ح ت عددت اث ن ع شر رجلً‪ ،‬و قد بع ثت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سرية ق بل ذلك‪،‬‬

‫قال‪ :‬فجيء بم‪ ،‬عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل‪ :‬اذهبوا بم إل البيدخ قال نر البيدخ‪ -‬قال‪:‬‬

‫فغم سوا ف يه‪ ،‬فخرجوا وجوه هم كالق مر ليلة البدر‪ ،‬قالت‪ :‬ث أتوا بكرا سي من ذ هب‪ ،‬فقعدوا علي ها‪،‬‬

‫‪669‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فأتى بصحفة أو مبكلة فيها بسر فأكلوا منها‪ ،‬فما يقلبونا لشق إل أكلوا من فاكهة ما أرادوا‪ ،‬وأكلت‬

‫معهم‪ .‬قال‪ :‬فجاء البشي من تلك السرية‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬كان من أمرنا كذا وكذا‪ ،‬وأصيب فلن‬

‫وفلن‪ ،‬ح ت ع ّد الث ن ع شر الذ ين عدت م الرأة‪ ،‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬عليّ بالرأة‪،‬‬

‫فجاءت‪ ،‬فقال‪ :‬قضي على هذا رؤياك‪ :‬فقصت‪ ،‬فقال‪ :‬هو كما قالت يا رسول ال‪.‬‬

‫نر بَارق عَلَى بَاب الْجَنّة‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ :‬حدثنا أب‪ ،‬عن ابن سحاق‪ ،‬عن الارث بن فضيل النصاري‪ ،‬عن ممود بن‬
‫لبيد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الشهداء على بارق نر على باب النة‬
‫ف قبة خضراء‪ ،‬يرج إليهم رزقهم من النة بكرة وعشيا"‪.‬‬
‫ف حديث الِسراء‪ :‬ف ذكر سدرة النهى قال‪" :‬فإذا با يرج من أصلها نران باطنان‪ ،‬ونران ظاهران‪،‬‬
‫فالباطنان ف النة والظاهران النيل والفرات"‪.‬‬
‫وف مسند أحد‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬واللفظ له‪ :‬من حديث عبيد ال بن عمر‪ ،‬عن حبيب بن عبد الرحن‪،‬‬
‫عن حفص بن عاصم‪ ،‬عن أب بريزة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬سيحان وجيحان‬
‫والفرات والنيل وكل من أنار النة"‪.‬‬
‫وروى الافظ الضياء‪ :‬من طريق عثمان بن سعيد بن سابق‪ ،‬عن سلمة بن علي الشن‪ ،‬عن مقاتل بن‬
‫حيان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أنزل ال من النة خسة أنار‪:‬‬
‫سيحون‪ ،‬وهو نر الند‪ ،‬وجيحون‪ ،‬وهو نر بلخ‪ ،‬ودجلة والفرات وها نرا العراق‪ ،‬والنيل‪ ،‬وهو نر‬
‫مصر‪ ،‬أنزلا ال تعال من عي واحدة‪ ،‬من عيون النة‪ ،‬من أسفل درجة من درجاتا‪ ،‬على جناحي‬
‫جبيل‪ ،‬فاستودعها البال‪ ،‬وأجراها ف الرض‪ ،‬وجعل فيها منافع للناس‪ ،‬من أصناف معايشهم‪ ،‬فذلك‬

‫‪670‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قوله تعال‪" :‬وَأنْزَْلنَا مِنَ السّمَاءِ ما ًء بِقدَر فَأ ْسكَنّاهُ ف الرْض"‪.‬‬


‫فإذا كان خروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬أرسل ال جبيل‪ ،‬فرفع من الرض القرآن العظيم‪ ،‬والعلم كله‪،‬‬
‫والجر السود‪ ،‬من ركن البيت بقام إبراهيم‪ ،‬وتابوت موسى‪ ،‬با فيه‪ ،‬وهذه النار المسة‪ ،‬فرفع كل‬
‫ب بِهِ َلقَادرُونَ"‪.‬‬
‫ذلك إل السماء‪ ،‬فذلك قوله تعال‪" :‬وَإنّا عَلَى ذها ٍ‬
‫"فإذا رفعت هذه الشياء من الرض‪ ،‬فقد حرم أهلها خي الدنيا والخرة"‪.‬‬
‫وهذا حديث غريب جدا‪ ،‬بل منكر‪ ،‬ومسلمة بن علي ضعيف الديث عند الئمة‪...‬‬
‫وقد وصف ال سبحانه وتعال أنار النة بكثرة الريان‪ ،‬وأن أهل النة يرونا حيث شاءوا أي‬
‫يستنبطونا ف أي الحال أحبوا‪ ،‬يبعث لم العيون بفنون السارب والياه‪ ،‬وقد قال ابن مسعود‪" :‬ما ف‬
‫النة عي إل تنبع من تت جبل مسكة"‪.‬‬
‫وروى العمش‪ :‬عن عمر بن مرة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬أنه قال‪" :‬أنار النة تفجر من جبل‬
‫مسك"‪.‬‬
‫و قد جاء هذا الد يث مرفوعا‪ ،‬رواه الا كم ف م ستدركه فقال‪ :‬أخب نا ال صم‪ ،‬أخب نا الرب يع بن‬

‫سليمان‪ ،‬أخبنا أسد بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن موسى‪ ،‬حدثنا ابن ثوبان‪ ،‬عن عطاء بن قرة‪ ،‬عن عبد ال بن‬

‫ضمرة‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من سره أن يسقيه ال من المرة ف‬

‫الخرة‪ ،‬فليتركها ف الدنيا‪ ،‬ومن سرّه أن يكسوه ال الرير ف الخرة فليتركه ف الدنيا‪ ،‬أنار النة تفجر‬

‫من تت تلل‪ -‬أو جبال‪ -‬السك‪ ،‬ولو كان أدن أهل النة حلية عدلت حليته بلية أهل الدنيا جيعا‬

‫لكان مصصا يليصصه ال بصصه فصص الخرة أفضصصل مصصن حليصصة أهصصل الدنيصصا جيعا"‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪671‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أشجار النة‬

‫حتِهَا الْنهَارُ خَالِدِي نَ‬


‫جرِي مِ ْن َت ْ‬
‫ت تَ ْ‬
‫قال ال تعال‪" :‬وَائَذِي نَ آ َمنُوا َوعَمِلُوا ال صّالِحَاتِ َسنُدْخُِلهُمْ َجنّا ٍ‬

‫ص ِظلً ظَلِيل"‪.‬‬
‫فِيهَصصصصصا أبَدا َلهُمصصصصصْ فِيهَصصصصصا أ ْزوَاج مُ َطهّ َرةٌ ونُ ْدخُِلهُمصصصص ْ‬

‫وقال تعال‪َ " :‬ذوَاتَصصصا أ ْفنَان َفبِأيّصصص آلَء رَبكُمَصصصا تُكَذبَانصصصِ"‪ .‬والفنان‪ :‬الغصصصصان‪.‬‬

‫ص‪.‬‬
‫صا‪ ،‬واشتباك أشجارهاص‬
‫صواد‪ ،‬مصصن شدة خضرتمص‬
‫صِ"‪ .‬أي مائلتان إل السص‬
‫وقال تعال‪" :‬مُدها ّمتَانص‬

‫جّنتَيْن"‪ .‬أي قر يب من التناول و هم على‬


‫وقال تعال‪ُ " :‬مّتكِئِيَ عَلَى ُفرُش بَطَاِئنُهَا مِ نْ إ سَْتبْرَق وَجَنَى الْ َ‬

‫الفراش‪.‬‬

‫كمصصصصصصصصصصا قال تعال‪" :‬قُطُوفُهَصصصصصصصصصصا دَانِيَصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫وقال تعال‪" :‬وَذللَتصصصصصصصصصصصصصصْ قُطُوفُهَصصصصصصصصصصصصصصا تَذْلِيل"‪.‬‬

‫خضُو ٍد َوطَلْح َمنْضُودٍ " َوظِل مَمدُو ٍد َومَاءٍ‬


‫ب اليَمِي فِي سِدْ ٍر َم ْ‬
‫ب اْليَمِي مَا أصحَا ُ‬
‫وقال تعال‪" :‬وَأصحَا ُ‬

‫صكُوبٍ "وَفاك َهةٍ َكثِيَةٍ َل َمقْطُو َعةٍ وَ َل مَ ْمنُوعَةٍ "وَفُرُش مَرْفُو َعةٍ"‪.‬‬
‫مَسصصصصصصصصصصصصصصص ْ‬

‫صصصصصصل وَ ُرمّانصصصصصصصٌ"‪.‬‬
‫صصصصصصة َونَخْص‬
‫صصصصصصا فاكِهَص‬
‫وقال تعال‪" :‬فِيهِمَص‬

‫‪672‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صصصصصصِ"‪.‬‬
‫صصصصصصْ كُصصصصصصل فا ِك َهةٍ َزوْجَانص‬
‫وقال تعال‪" :‬فِيهِمَصصصصصصا مِنص‬

‫وقال أبو بكر بن أب داود‪ :‬حدثنا عبد ال بن سعيد‪ ،‬حدثنا زياد بن السن بن الفرات الفرار‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬

‫عن جده‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما ف النة شجرة‬

‫إل سصصصصصصصصصصصصاقها مصصصصصصصصصصصصن ذهصصصصصصصصصصصصب"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ :‬عصن أبص سصعيد‪ ،‬عبصد ال بصن سصعيد الكندي الشصج‪ -‬وقال‪ :‬حسصن صصحيح‪.‬‬

‫وقال أ بو ب كر بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث ن حزة بن العباس‪ ،‬أخب نا ع بد ال بن عثمان‪ ،‬أخب نا ا بن البارك‪،‬‬

‫أخبنا سفيان‪ ،‬عن حاد‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪" :‬نل النة جذوعها من زمرد أخضر‪،‬‬

‫وفروعهصا ذ هب أح ر‪ ،‬و سعفها ك سوة لهصل النصة‪ ،‬من ها مقطعات م‪ ،‬وحللهصم‪ ،‬وثر ها أمثال القلل‬

‫والدلء‪ .‬أشصد بياضا مصن اللبص‪ ،‬وأحلى مصن العسصل‪ ،‬واللبص مصن الزبصد‪ ،‬ليصس فيصه عجصم"‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن إبراهيم بن سعيد الوهري‪ ،‬حدثنا أبو عامر العقدي‪ ،‬حدثنا ربعة بن صال‪،‬‬

‫عن سلمة بن وهرام‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬الظل المدود شجرة ف النة‪ ،‬على ساق‪ ،‬قدر‬

‫ما يسي الراكب الجد ف ظلها مائة عام‪ ،‬أي كل نواحيها قال‪ :‬فيخرج إليها أهل النة‪ ،‬أهل الغرف‪،‬‬

‫‪673‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وغيهصصصصصصصصصصصم فيتحدثون فصصصصصصصصصصص ظلهصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫قال‪" :‬فيشتهي بعضهم‪ ،‬ويذكر لو الدنيا‪ ،‬فيسل ال ريا من النة‪ ،‬فيحرك تلك الشجرة بكل لو كان‬

‫ف الدنيا"‪.‬‬

‫ف النة شجرة يسي راكب الواد الضمر السريع ف ظلها مائة عام ل يقطعها‬

‫ثبت ف الصحيحن‪ :‬من رواية وهب‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن ف النة شجرة يسي الراكب ف ظلها مائة عام ل يقطعها" ‪.‬‬
‫قال‪ :‬فحدثت به النعمان بن أب العباس الزرقي‪ :‬فقال‪ :‬حدثن أبوسعيد الدري‪ :‬عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إن ف النة شجرة يسي الراكب الواد الضمر السريع مائة عام ل يقطعها"‪.‬‬
‫وف صحيح البخاري‪ :‬من حديث سعيد بن أب عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف قول ال تعال‪َ " :‬وظِ ّل مَمْدُودٍ"‪.‬‬
‫قال‪" :‬ف النة شجرة يسي الراكب ف ظلها مائة عام ل يقطعها"‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا شريح‪ ،‬حدثنا فليح‪ ،‬عن هلل بن علي‪ ،‬عن عبد الرحن بن أب عمرة‪ ،‬عن أب‬
‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ف النة شجرة يسي الراكب ف ظلها مائة سنة"‪.‬‬
‫اقرأوا إن شئتم‪َ " :‬وظِلّ مَمْدُودٍ"‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لقاب قوس أو سوط ف النة خي ما تطلع عليه الشمس‬
‫وتغرب"‪.‬‬

‫‪674‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه البخاري‪ :‬عصصصصن ممصصصصد بصصصصن سصصصصنان‪ ،‬عصصصصن فليصصصصح‪.‬‬

‫ولسلم‪ :‬من طريق العرج‪ :‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ف النة شجرة يسي‬

‫الراكب ف ظلها مائة سنة‪ ،‬ل يقطعها"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ،‬حدثنا ليث بن سويد‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب سعيد الدن عن أبيه‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ف النة شجرة يسي الراكب ف ظلها مائة سنة"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن‪ ،‬عن حاد‪ ،‬عن ممد بن زياد‪ ،‬سعت أبا هريرة قال‪ :‬سعت أبا القاسم‬

‫صة شجرة يسصي الراكصب فص ظلهصا مائة سصنة"‪.‬‬


‫صلم قال‪" :‬إن فص النص‬
‫صه وسص‬
‫صصلى ال عليص‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا ع بد الرحن‪ ،‬عن حاد‪ ،‬عن ممد بن زياد‪ ،‬سعت أ با هريرة قال‪ :‬سعت أبا القاسم‬

‫صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن النة شجرة يسي الراكب ف ظلها مائة عام ل يقطعها"‪.‬‬

‫‪675‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ،‬وحجاج‪ ،‬عن عقبة‪ ،‬سعت أبا الضحاك تدث عن أب هريرة‪ ،‬عن‬

‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ف النة شجرة يسي الراكب ف ظلها سبعي‪ -‬أو مائة‪ -‬سنة هي‬

‫شجرة اللد"‪.‬‬

‫شَجَرة طوب‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا علي بن بر‪ ،‬حدثنا هشام بن يوسف‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن يي بن أب كثي‪ ،‬عن‬

‫عامر بن زيد البكال‪ ،‬أنه سع عتبة بن عبيد ال السلمي يقول‪ :‬جاء أعراب إل النب صلى ال عليه وسلم‬

‫فسأله عن الوض‪ ،‬وذكر النة‪ ،‬فقال العراب‪ :‬فيها فاكهة‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬وفيها شجرة تدعى طوب? فذكر‬

‫شيئا ل أدري ما هو‪ ،‬قال‪ :‬أي شجر أرضنا تشبه? قال‪ :‬ليست تشبه شيئا من شجر أرضك‪ ،‬فقال النب‬

‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬أت يت الشام? قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬تشبه شجرة بالشام‪ ،‬تدعى الوزة‪ ،‬تنبت على ساق‬

‫واحصصصصصصصصصصصصصصصصصد‪ ،‬وينفرش أعلهصصصصصصصصصصصصصصصصصا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ما ع ظم أ صلها? قال‪ :‬لو ارتلت جذعة من إ بل أهلك‪ ،‬ما أح طت بأ صلها حت ينك سر عرقوب ا‬

‫‪676‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫هرما‪ .‬قال‪ :‬في ها ع نب? قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬ف ما ع ظم العنقود? قال‪ :‬م سية ش هر للغراب الب قع ل يف تر‪.‬‬

‫قال‪ :‬فما عظم البة أنتخذ منها دلوا? قال‪ :‬نعم‪ .‬قال العراب‪ :‬فإن تلك النة لتسعن وأهل بيت? قال‪:‬‬

‫وعامصصصصصصصصصصصصصصصصصصة عشيتصصصصصصصصصصصصصصصصصصك‪.‬‬

‫وقال حرملة عن عبد ال بن وهب‪ ،‬أخبن عمرو‪ ،‬أن دراجا حدثه‪ ،‬أن أبا اليثم حدثه‪ ،‬عن أب سعيد‪،‬‬

‫عن النب صلى ال عليه وسلم أن رجلً قال‪ :‬يا رسول ال طوب لن رآك وآمن بك فقال‪" :‬طوب لن‬

‫رآن‪ ،‬وآمن ب‪ ،‬وطوب ث طوب لن آمن ب‪ ،‬ول يرن " فقال رجل‪ :‬يا رسول ال‪ :‬وما طوب? قال‪:‬‬

‫شجرة ف النة‪ ،‬مسية مائة سنة‪ ،‬ثياب أهل النة ترج من أكمامها"‪.‬‬

‫سِدرَة الُنْتَهى‬

‫قال ال تعال‪" :‬وََلقَدْ رَآهُ نَزْلةً أ ْخرَى ِعنْدَ سدْ َرةِ ا ُلْنتَهَى عِنْدَها َجنّة الْمَأوى إذ َيغْشَى السدْ َرةَ مَا يغْشَى‬
‫مَا زَاغَ الْبصَ ُر َومَا َطغَى َلقَدْ رَأى مِ ْن آيَاتِ رَبهِ ال ُكبْرى"‪.‬‬
‫وذكرنا ف التفسي‪ :‬أنه غشيها نور الرب جل جلله‪ ،‬وأنه غشيتها اللئكة‪ ،‬عليها مثل الغربان‪ ،‬يعن‬
‫كثرة‪ -‬وأنه غشيتها فراش من ذهب‪ ،‬وغشيتها ألوان متعددة‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يغشاها اللوان‪ ،‬ل أدري ماهي‪ ،‬ما يستطيع أحد أن ينعتها"‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪ :‬عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ف حديث العراج‪" :‬ث رفعت إل سدرة النتهى‪ ،‬ف‬
‫السماء السابعة‪ ،‬فإذا نبقها مثل قلل هجر‪ ،‬وورقها مثل آذان الفيلة‪ ،‬وإذا هي يرج من ساقها نران‬

‫‪677‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ظاهران‪ ،‬ونران باطنان‪ ،‬قلت‪ :‬يا جبيل‪ :‬ما هذا? قال‪ :‬أما النهران الباطنان ففي النة‪ ،‬وأما النهران‬
‫الظاهران فالنيل والفرات"‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن صال‪ ،‬حدثنا يونس بن بكي‪ ،‬عن ممد بن إسحاق‪ ،‬عن‬
‫يي بن عباد بن عبد ال بن الزبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أساء بنت أب بكر قالت‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وذكر سدرة النتهى‪ -‬فقال‪" :‬يسي ف ظل العي منها الراكب مائة سنة‪ -‬أو قال‪ :-‬يستظل‬
‫ف ظل العي منها مائة راكب‪ ،‬فيها فراش الذهب‪ ،‬كأن ثرها القلل"‪.‬‬
‫وقال أبو ب كر بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث ن حزة بن العباس‪ ،‬حدثنا عب يد ال بن عثمان‪ ،‬أخبنا ع بد ال بن‬

‫البارك‪ ،‬أخبنا صفوان بن عمرو‪ ،‬عن سليم بن عا مر‪ ،‬قال‪ :‬أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫يقولون‪" :‬إن ال لينفع نا بالعراب وم سائلهم‪ :‬قال‪ :‬أق بل أعرا ب يوما فقال‪ :‬يار سول ال‪ :‬ذ كر ال ف‬

‫النصصصصصصصصصة شجرة تؤذي صصصصصصصصصصاحبها بشوكهصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫فقال رسصصول ال صصصلى ال عليصصه وسصصلم‪" :‬أليصصس ال يقول‪" :‬فِصصي سصصدْرٍ ْمضُودٍ"‪.‬‬

‫خضد ال شوكه‪ ،‬فجعل ال مكان كل شوكة ثرة‪ ،‬فإنا لتنبت ثرا ينفتق الثمر منها عن اثني وسبعي‬

‫لونا‪ ،‬مصصصصصصصصا فيهصصصصصصصصا لون يشبصصصصصصصصه الخصصصصصصصصر"‪.‬‬

‫وقصصصصد روى هذا الديصصصصث مصصصصن وجصصصصه آخصصصصر بلفصصصصظ آخصصصصر‪.‬‬

‫فقال أبو بكر بن أب داود‪ :‬حدثنا ممد بن مصفى‪ ،‬حدثنا ممد بن البارك‪ ،‬حدثنا يي بن حزة‪ ،‬حدثنا‬

‫‪678‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ثور بن يزيد‪ ،‬حدثنا حبيب بن عتبة بن عبد السلم قال‪ :‬كنت جال سا مع رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم فجاء أعراب فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬أسعك تذكر ف النة شجرة ل أعلم شجرة أكب شوكا منها‪-:‬‬

‫يع ن الطلح‪ :-‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن ال ي عل مكان كل شو كة من ها ثرة م ثل‬

‫خ صوة الت يس اللبود‪ ،‬في ها سبعون لونا من الطعام‪ ،‬ل يش به من ها لون لونا آ خر"‪ .‬واللبود‪ :‬الذي يتل بد‬

‫صصصصصصصصصصصصوفه بعضصصصصصصصصصصصه على بعصصصصصصصصصصصض‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ :‬عن عبد ال بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لقيت إبراهيم ليلة‬

‫أ سري ب‪ ،‬فقال‪ :‬يا م مد‪ :‬اقرىء أم تك م ن ال سلم‪ ،‬وأ خبهم أن ال نة طي بة التر بة‪ ،‬عذ بة الاء‪ ،‬وأن ا‬

‫قيعان‪ ،‬وأن غراسصها سصبحان ال‪ ،‬والمصد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬وال أكصب‪ .‬ثص قال‪ :‬حسصن غريصب‪.‬‬

‫وف الباب عن أب هريرة‪ ،‬وقد روى ابن ماجه‪ :‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر‬

‫عليه وهو يغرس غرسا‪ ،‬فقال‪" :‬أل أدلك على غراس خي من هذا? سبحان ال‪ ،‬والمد ل‪ ،‬ول إله إل‬

‫ال‪ ،‬وال أكصصصصصب‪ ،‬يغرس لك بكصصصصصل واحدة شجرة فصصصصص النصصصصصة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي عصن جابر قال‪ :‬قال رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬مصن قال‪ :‬سصبحان ال العظيصم‬

‫‪679‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وبمده‪ ،‬غرست له شجرة ف النة" ث قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح غريب‪.‬‬

‫فَصل‬

‫ثِمَار الْجَنّة‬

‫نَسأل اللّه تَعال أن يُ ْطعِمَنا مِنْها بِمَّنهِ وَ َكرَ ِمهِ آمِي‬

‫قال ال تعال‪" :‬فِيهِمَا فا ِكهَة َونَخْ ٌل َو ُرمّانٌ"‪.‬‬


‫وقال‪" :‬فِيهِمَا مِنْ كل فا ِك َهةٍ َزوْجَانِ"‪.‬‬
‫ي عَلَى فُرُثس بَطَاِئنُها مِ ْن إ ْسَتبْرَق وَجَن النَّتيْن دَانٍ"‪.‬‬ ‫وقال‪ُ " :‬متّ ِكئِ َ‬
‫أي قريب من التناول كما قال تعال‪" :‬وَذُلَّلتْ قطوفهَا تَذْلِيلً"‪.‬‬
‫خضُو ٍد َوطَلْح َمْنضُو ٍد َوظِ ّل مَمدُو ٍد َومَاءٍ‬ ‫ب الْيَمِي فِي ِسدْ ٍر مَ ْ‬ ‫صحَا ُ‬ ‫ب اْليَمِي مَا أَ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬وأَصحَا ُ‬
‫ب وَفا َك َهةٍ َكثِ َيةٍ ل َمقْطُو َع ٍة وَلَ ْمنُو َعةٍ"‪.‬‬ ‫مَسْكو ٍ‬
‫أي ل تنقطع ف بعض الزمان‪ ،‬بل هي موجودة ف كل أوان‪ ،‬كما قال تعال‪" :‬أكًُلهَا دَائِ ٌم َوظِلّها تِلْكَ‬
‫ُعقْبَى الّذِي َن اّت َقوْا"‪.‬‬
‫أي ليس كالدنيا‪ ،‬الت تأت ثارها ف بعض الفصول‪ ،‬وتفقد ف وقت آخر‪ ،‬وتكتسي أشجارها الوراق‬
‫ف وقت‪ ،‬وتلعها ف وقت آخر‪ ،‬ول منوعة‪ :‬أي من أرادها فإنا ليس دونا حجاب‪ ،‬ول مانع‪ ،‬بل من‬
‫أرادها فهي موجودة‪ ،‬سهلة‪ ،‬منالا قريب‪ ،‬حت ولو كانت الثمرة ف أعلى الشجرة‪ ،‬فأراد أخذها‪،‬‬
‫اقتربت منه وتدلت إليه‪.‬‬
‫قال أبو إسحاق‪ :‬عن الباء‪َ " ،‬وذُلَّلتْ قُطُوفهَا تَذْلِيلً" أدنيت حت يتناولوها وهم نيام‪.‬‬
‫حِتهَا الْنهَارُ كُّلمَا رزقوا‬ ‫جرِي مِ ْن تَ ْ‬
‫ت تَ ْ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬وبَشّ ِر الّذِينَ آ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَاتِ َأنّ َلهُمْ َجنّا ٍ‬

‫‪680‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ج مُ َطهّ َرٌة وَهمْ فِيهَا‬ ‫ِمنْهَا مِ ْن ثَ َم َرةٍ رِزْقا قَالُوا هذَا الّذِي ُرزِ ْقنَا مِنْ َقبْ ُل وَأتُوا بِ ِه ُمتَشَابِها وََلهُمْ فِيهَا أ ْزوَا ٌ‬
‫خَالِدُونَ"‪.‬‬
‫شَتهُونَ كُلُوا وَاشْ َربُوا َهنِيئا بِمَا ُكنْت ْم َتعْمَلُونَ ِإنّا‬ ‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الْ ُمّتقِيَ فِي ِظلَل َو ُعيُو ٍن وََفوَاكِ َه مِمّا يَ ْ‬
‫سنِيَ"‪.‬‬ ‫جزِي الُحْ ِ‬ ‫ك نَ ْ‬‫كَذَلِ َ‬
‫ي كَأمْثَالِ الّلؤُْل ِؤ الْ َمكْنُونِ جَزَاءً‬‫شَتهُونَ وَحُو ٌر عِ ٌ‬ ‫خيّرُونَ وََلحْم َطيْر مِمّا يَ ْ‬ ‫وقال تعال‪" :‬وَفا ِك َه ٍة مِمّا َيتَ َ‬
‫بِمَا كَانُوا َيعْمَلُونَ"‪.‬‬
‫وقد سبق فيما أوردناه من الحاديث‪ :‬أن تربة النة من مسك وزعفران‪ ،‬وأنه ما ف النة شجرة إل‬

‫ولا ساق من ذهب فإذا كانت تربة النة هذه‪ ،‬والصول كما ذكرنا‪ ،‬فما ظنك با يتولد منها‪ ،‬من‬

‫الثمرة الرائقة‪ ،‬الناضجة‪ ،‬النيقة‪ ،‬الت ليس ف الدنيا منها إل الساء? قال ابن عباس رضي ال عنه‪" :‬ليس‬

‫صصصصصصاء"‪.‬‬
‫صصصصصصا إل السص‬
‫صصصصصصن الدنيص‬
‫صصصصصصة مص‬
‫صصصصصص النص‬
‫فص‬

‫وإذا كان السدر الذي ف الدنيا وهو ل يثمر إل ثرة ضعيفة وهو النبق‪ ،‬وشوكه كثي‪ ،‬والطلح الذي ل‬

‫يراد منه ف الدنيا إل الظل‪ ،‬يكونان ف النة ف غابة من كثرة الثمار وحسنها‪ ،‬حت إن الثمرة الواحدة‬

‫منها تنف تق عن سبعي نوعا من الطعوم‪ ،‬واللوان‪ ،‬ال ت يشبه بعضها بعضا‪ ،‬فما ظ نك بثمار الشجار‪،‬‬

‫الت تكون ف الدنيا حسنة الثمار‪ ،‬كالتفاح‪ ،‬والنخل‪ ،‬والعنب‪ ،‬وغي ذلك? وما ظنك بأنواع الرياحي‪،‬‬

‫والزاهي? وبالملة‪ ،‬فإن فيها ما ل عي رأت ول أذن سعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشر‪ ،‬نسأل ال منها‬

‫‪681‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فضله‪.‬‬

‫وف الصحيحي‪ :‬من حديث مالك‪ ،‬عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬ف حديث‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصلة الكسصصصصصصصصصصصصصصصصصصوف‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ :‬رأيناك تناولت شيئا من مكا نك هذا ث رأيناك تكفك فت‪ ،‬فقال‪" :‬إ ن رأ يت‪ -‬أو‬

‫أريصصت‪ -‬النصصة‪ ،‬فتناولت منهصصا عنقودا‪ ،‬ولو أخذتصصه لكلتصصم منصصه‪ ،‬مصصا بقيصصت الدنيصصا"‪.‬‬

‫و ف ال سند‪ :‬من حد يث ع بد ال بن م مد بن عق يل‪ ،‬عن جابر‪ ،‬لنقال‪" :‬إ ن عر ضت على ال نة‪.‬‬

‫وما فيها من الزهرة‪ ،‬والنضرة‪ ،‬فتناولت منها قطفا من عنب‪ ،‬لتيكم به‪ ،‬فحيل بين وبينه‪ ،‬ولو أتيتكم‬

‫به‪ ،‬لكل منه من بي السماء والرض ينقصونه"‪ .‬وف صحيح مسلم‪ :‬من رواية أب الزبي‪ ،‬عن جابر‪،‬‬

‫شاهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصد ذلك‪.‬‬

‫وتقدم ف ال سند‪ :‬عن عت بة بن عبد ال ال سلمي‪ ،‬أن أعرابيا سأل ر سول ال صلى ال عليه و سلم عن‬

‫النة‪ :‬فيها عنب? فقال‪" :‬نعم‪ .‬فقال‪ :‬فما عظم العنقود? قال‪ :‬مسية شهر للغراب البفقع ل يفتر" وقال‬

‫القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا معاذ بن الث ن‪ ،‬حدث نا علي بن الدي ن‪ ،‬حدث نا ريان بن سعيد‪ ،‬عن عباد بن‬

‫‪682‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫منصور‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن أب قلبة‪ ،‬عن أب أساء‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"إن الرجل إذا نزع ثرة من النة عادت مكانا أخرى"‪ .‬قال الافظ أيضا‪ :‬عبادتكم فيه بعض العلماء‪.‬‬

‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد بن حنبل‪ ،‬حدثنا عقبة بن مكرم العمي‪ ،‬حدثنا ربعي بن إبراهيم‬

‫بن علية‪ ،‬حدثنا عون‪ :‬عن قسامة بن زهي‪ ،‬عن أب موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"لا أهبط آدم من النة‪ ،‬علمه ال صنعة كل شيء‪ ،‬وزوده من ثار النة‪ ،‬فثماركم هذه من ثار النة‪،‬‬

‫غي أنا تتغي‪ ،‬وتلك ل تغي"‪.‬‬

‫فصل‬

‫شَتهُونصصصَ"‪.‬‬
‫ص وَلَحْصصصم طَيْصصصر مِمّاصصص يَ ْ‬
‫خيّرُونصص َ‬
‫قال ال تعال‪" :‬وَفا ِك َه ٍة مِمّاصصص َيتَ َ‬

‫قال السن بن عرفة‪ :‬حدثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن حيد العرج‪ ،‬عن عبد ال بن الارث‪ ،‬عن مسعود‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪" :‬إنك لتن ظر إل الط ي فتشته يه‪ ،‬في خر ب ي يد يك مشويا"‪..‬‬

‫وف الترمذي‪ -:‬وحسنه‪ -‬عن أنس‪ ،‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الكوثر فقال‪" :‬نر أعطانية‬

‫ال عصز وجصل‪ ،‬ماؤه أشصد بياضا مصن اللبص‪ ،‬وأحلى مصن العسصل‪ ،‬فيصه طيص أعناقصه كأعناق الزور"‪.‬‬

‫‪683‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فقال عمر‪ :‬إنا لناعمة‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أكلها أنعم منها" وف تفسي الثعلب عن‬

‫أب الدرداء‪ ،‬مرفوعا‪" :‬إن ف النة طيا أعناقه كأعناق البخت‪ ،‬يصطف على يد ول ال‪ ،‬فيقول أحدها‪:‬‬

‫يا ول ال رعيت ف مروج تت العرش‪ ،‬وشربت من عيون النسيم‪ ،‬فكل من‪ :‬فل يزال يفتخر بي يديه‬

‫حت يطر على قلبه أكل أحدها‪ ،‬فيخر بي يديه على ألوان متلفة‪ ،‬فيأكل منه ما أراد‪ ،‬حت إِذا شبع‪،‬‬

‫تمعت عظام الطائر‪ ،‬فصار يرعى ف النة حيث شاء‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا نب ال‪ :‬إنا لناعمة? فقال‪" :‬أكلها‬

‫أنعم منها"‪ .‬غريب‪ :‬من رواية أب الدرداء‪.‬‬

‫ذكر طعَام أَهْل الَنّة وأكلهم فيها وَشرابم وَشربم فِيها نَسأَل اللّه مِنْ فض ِل ِه أَنْ ينّ عَلَيْنَا بِها‬

‫وقال ال تعال‪" :‬كُلُوا وَاشْربُوا َهنِيئا بِمَا أسَْلفْتُمْ ف اليّام الَالَِيةِ"‪.‬‬


‫وقال‪َ " :‬ل يَسْ َمعُونَ فِيهَا َلغْوا وَ َل تَأثِيما إِلّ قِيلً َسلَما َسلَما"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬وََلهُمْ رزُْقهُمْ فِيهَا ُبكْ َر ًة َوعَشِيّا"‪.‬‬
‫شَتهُونصصصَ"‪.‬‬
‫خيّ ُروُنصصصَ وَلَحْصصصم طَيْصصصر مِمّاصصص يَ ْ‬ ‫وقال تعال‪ :‬وَفا َك َه ٍة مِمّاصصص َيتَ َ‬

‫ب َوأَكْوَابٍ وفيهَا مَا تَشَْتهِي ِه النْفُسُ َوتََل ّذ ال ْعيُ ُن وَأْنتُمْ فِيهَا‬


‫ف مِنْ َذهِ ٍ‬
‫ف عََلْيهِ ْم بِصِحَا ٍ‬
‫وقال تعال‪" :‬يُطَا ُ‬

‫خَالِدونصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصَ"‪.‬‬

‫‪684‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ب بِهَا ِعبَادُ اللّ ِه ُيفَجّرُونَهَا‬


‫وقال تعال‪" :‬إِنّ الَبْرَا َر يَشْربُو نَ مِ نْ كَأس كَا نَ مِزَاجُهَا كَافُورا َعيْنا يَشْرَ ُ‬

‫َتفْجِيا"‪.‬‬

‫ضةٍ قدّروهَا َتقْدِيرا"‪..‬‬


‫ضةٍ وَأ ْكوَا بٍ كَانَ تْ َقوَاريرا َقوَاريرا مِ ْن ف ّ‬
‫ف عََلْيهِ ْم بِآِنيَ ٍة مِ نْ ِف ّ‬
‫وقال تعال‪َ " :‬ويُطَا ُ‬

‫أي ف صفا َء الزجاج‪ ،‬وهي من فضة‪ ،‬وهذا ما ل نظي له ف الدنيا‪ ،‬وهي مقدارة على قدر كفاية ول‬

‫ال فص شربصه‪ ،‬ل يزيصد عليصه‪ ،‬ول ينقصص مصن كفايتصه شيئا‪ ،‬وهذا يدل على العتناء والشرف‪.‬‬

‫سبِيلً"‪.‬‬
‫ل َعيْنا فِيهَصا تس صَمّى س صَلْ َ‬
‫صا كَان صَ مِزَاجُهَصا َزنْجبِي ً‬
‫وقال تعال‪َ " :‬ويُس ص َقوْنَ فِيهَصا كَأسص‬

‫ص ُمتَشَابِها"‪.‬‬
‫ص َقبْلُ وَأتُوا بِه ِ‬
‫ص ثَ َم َرةٍ رزْقا قَالُوا هذَا الّذِي رزِقْنَصا مِن ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬كُلّمَصا رزِقُوا ِمنْهَصا مِن ْ‬

‫أي كل ما جاءت م الدم بش يء من ثار وغي ها‪ ،‬ح سبوه الذي أتوا به ق بل هذا‪ ،‬لشاب ته له ف الظا هر‪،‬‬

‫وهصصو فصص القيقصصة خلفصصه‪ ،‬فتشابتصص الشكال واختلفصصت القائق‪ ،‬والطعوم‪ ،‬والروائح‪.‬‬

‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا مسكي بن عبد العزيز‪ ،‬حدثنا الشعث الضرير‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن أد ن أ هل ال نة منلة‪ ،‬من له سبع درجات‪،‬‬

‫وثلثائة خادم‪ ،‬يغدون عل يه ويروحون كل يوم بثلثائة صحفة‪ ،‬ول أعل مه إل قال‪ :‬من ذ هب صحفة‬

‫‪685‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫لون‪ ،‬ليس ف الخرى‪ ،‬وإنه‪ ،‬ليلذ أوله‪ ،‬كما يلذ آخره‪ ،‬ومن الشربة ثلثائة إناء‪ ،‬ف كل إناء لون‪ ،‬ليس‬

‫ف الخر‪ ،‬وإنه ليلذ أوله‪ ،‬كما يلذ آخره‪ ،‬وإنه ليقول‪ :‬يا رب‪ :‬لو أذنت‪ ،‬لطعمت أهل النة‪ ،‬وسقيتهم‪،‬‬

‫ل ينقص ذلك ما عندي شيئا‪ ،‬وأنه له من الور العي‪ ،‬اثنتي وسبعي زوجة‪ ،‬سوى أزواجه من الدنيا‪،‬‬

‫وإن الواحدة لتأخصذ مقعدهصا قدر ميصل مصن الرض"‪ .‬تفرد بصه أحدص‪ ،‬وهصو غريصب وفيصه انقطاع‪.‬‬

‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن ثامة بن عقبة‪ ،‬عن زيد بن أرقم‪ ،‬قال‪ :‬أتى‬

‫النب صلى ال عليه وسلم رجل من اليهود فقال‪ :‬يا أبا القاسم‪ :‬ألست تزعم أن أهل النة يأكلون فيها‬

‫ويشربون? وكان قد قال لصحابه‪ :‬إن أقر ل بذا خصمته‪ -‬قال‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"بلى والذي نفسي بيده‪ :‬إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل ف الطعم والشرب والشهوة والماع "‪،‬‬

‫قال‪ :‬فقال اليهودي‪ :‬إن الذي يأ كل ويشرب تكون له الا جة‪ :‬قال‪ :‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬

‫"حاجصة أحدهصم عرق يفيصض مصن جلودهصم مثصل ريصح السصك‪ ،‬فإذا البطصن قصد ضمصر"‪.‬‬

‫ث رواه أحد‪ :‬عن وكيع‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن ثامة‪ ،‬سعت زيد بن أرقم‪ ،‬فذكره‪ ،‬وقد رواه النسائي‪ :‬عن‬

‫علي بن حجر‪ ،‬عن علي بن مسهر‪ ،‬عن العمش به‪ ،‬ورواه أبو جعفر الرازي‪ :‬عن ا لعمش‪ ،‬فذكره‪.‬‬

‫‪686‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال اليهودي‪ :‬فإِن يأكل ويشرب تكن له الاجة‪ ،‬وليس ف النة أذى? فقال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسصلم‪" :‬تكون حاجصة أحدهصم رشحا يفيصض مصن جلودهصم كرشصح السصك‪ ،‬فيضمصر بطنصه"‪.‬‬

‫قال الافظ الضياء‪ :‬وهذا عندي على شرط مسلم‪ ،‬لن ثامة ثقة‪ ،‬وقد صرح بسماعه من زيد بن أرقم‪.‬‬

‫حديث آخر ف ذلك‬

‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا معاوية‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن أب سفيان‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عليصه وسصلمِ‪" :‬أهصل النصة يأكلون فيهصا‪ ،‬ويشربون‪ ،‬ول يتغوطون‪ ،‬ول يبولون‪ ،‬ول يتمخطون‪ ،‬ول‬

‫يبزقون‪ ،‬طعامهصصصصصصم جشاء‪ ،‬ورشصصصصصصح كرشصصصصصصح السصصصصصصك"‪.‬‬

‫و قد رواه م سلم‪ :‬من حد يث أ ب طل حة‪ .‬عن نا فع‪ ،‬عن جابر‪ ،‬فذكره قالوا‪ :‬ف ما بال الطعام? قال‪:‬‬

‫"جشاء"‪ ،‬ورشصصصح كرشصصصح السصصصك‪ ،‬يلهمون التسصصصبيح والتحميصصصد"‪.‬‬

‫وكذا أخر جه من حد يث أ ب جر يج‪ ،‬عن أ ب الزب ي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬فذكره وقال‪" :‬طعام هم ذلك جشاء‬

‫كريح السك‪ ،‬ويلهمون التسبيح والتكبي‪ ،‬كما يلهمون النفس"‪.‬‬

‫طريق ثالثة عن جابر‬

‫‪687‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال أحد‪ :‬حدثنا الكم بن نافع‪ ،‬حدثنا إساعيل بن عباس‪ ،‬عن صفوان بن عمرو‪ ،‬عن ماعز التيمي‪،‬‬

‫عن جابر بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬سئل النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬أيأكل أهل النة? فقال‪" :‬نعم‪ :‬ويشربون‪،‬‬

‫ول يبولون فيها‪ ،‬ول يتغوطون‪ ،‬ول يتنخمون‪ ،‬إنا يكون ذلك سحما ورشحا كرشح السك‪ ،‬يلهمون‬

‫التسبيح‪ ،‬والتحميد‪ ،‬كما يلهمون النفس"‪.‬‬

‫طريق رابعة عن جابر‬

‫قال الا فظ أ بو ب كر البزار ف م سنده‪ :‬حدث نا القا سم بن م مد بن ي ي الروزي‪ ،‬حدث نا ع بد ال بن‬

‫عثمان بن جبلة‪ -‬و هو يعرف بعبدان‪ ،-‬حدث نا أ بو حزة ال سكري‪ ،‬عن الع مش‪ ،‬عن أ ب صال‪ ،‬عن‬

‫جابر بن ع بد ال قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن أ هل ال نة يأكلون‪ ،‬ويشربون‪ ،‬ول‬

‫يتغوطون‪ ،‬ول يتمخطون‪ ،‬يلهمون التسبيح‪ ،‬والمد‪ ،‬ك ما يلهمون الن فس"‪ .‬عن أ ب سفيان‪ ،‬ول يصح‬

‫ساعه منه وساعه من أب صال صحيح‪.‬‬

‫أحاديث آخر ى شت‬

‫‪688‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال السن بن عرفة‪ :‬حدثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن حد العرج‪ ،‬عن عبد ال بن الارث عن عبد ال‬

‫بن م سعود‪ ،‬قال‪ :‬قال ل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إ نك لتن ظر إل الط ي فتشته يه‪ ،‬في خر ب ي‬

‫يديك مشويا"‪.‬‬

‫يشتهي بعض أهل النة أن يزرع فيجيبه ال عز وجل إل ما يطلب‪ ،‬وكلمة مستملحة من أعراب‬

‫بدوي يضحك لا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫وقال أح د‪ :‬حدث نا ع بد اللك بن عمرو‪ ،‬عن فل يح بن هلل‪ ،‬عن علي بن عطاء بن ي سار‪ ،‬عن أ ب‬

‫هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوما وهو يدث وعنده رجل من أهل البادية‪" :‬إن رجلً‬

‫من أهل النة استأذن ربه عز وجل ف الزرع‪ ،‬فقال له ربه‪ :‬ألست فيما شئت? قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن أحب‬

‫أن أزرع‪ ،‬قال‪ :‬فبذر‪ ،‬فبادر الطرف نباتصه‪ ،‬واسصتواؤه‪ ،‬واسصتحضاره‪ ،‬فكان أمثال البال‪ ،‬قال‪ :‬فيقول له‬

‫ر به عز و جل‪ :‬دو نك يا ا بن آدم‪ ،‬فإ نه ل يشب عك ش يء‪ ،‬قال‪ :‬فقال العرا ب‪ :‬ما نده إل قرشيا‪ ،‬أو‬

‫أنصاريا‪ ،‬فإنم أصحاب زرع‪ ،‬وأما نن فلسنا بأصحابه‪ ،‬قال‪ :‬فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ :‬من حديث أب عامر العقدي‪ :‬عن عبد اللك بن عمرو‪ ،‬به‪.‬‬

‫‪689‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ذكر أول طَعام يَأكُله أهل النَة‬

‫وروى أحد‪ :‬عن إساعيل بن علقمة‪ ،‬عن حيد‪ .‬وأخرجه البخاري‪ :‬من حديثه‪ ،‬عن أنس بن عبد ال بن‬
‫سلم‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم لا قدم الدينة‪ ،‬عن أشياء منها "وما أول شيء يأكله‬
‫أهل النة? فقال‪ :‬زيادة كبد حوت"‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم‪ :‬من رواية أب أساء‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬أن يهوديا سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"فما تفتهم حي يدخلون النة"‪ .‬قال‪" :‬زيادة كبد حوت"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما غذاؤهم على أثرها? قال‪" :‬ير لم ثور النة الذي يأكل من أطرافها"‪.‬‬
‫قال فما شرابم عليه? قال‪ :‬من عي تسمى سلسبيلً‪ ،‬قال‪" :‬صدقت"‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪ :‬من حديث عطاء بن يسار‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"تكون الرض يوم القيامة خبزة واحدة‪ ،‬يتكفأها البار بيده‪ ،‬كما يتكفأ أحدكم خبزته ف السفر‪ ،‬نزلً‬
‫لهل النة‪ ،‬فأتى رجل من اليهود‪ ،‬فقال بارك ال فيك يا أبا القاسم‪ :‬الهل النة نز ًل يوم القيامة? قال‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬قال‪ :‬أل أخبك بنل أهل النة يوم القيامة? قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬تكون الرض خبزة واحدة يوم‬
‫القيامة‪ ،‬قال‪ :‬أل أخبك بإدامهم‪ .‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬إدامهم بالم‪ ،‬ونون‪ ،‬قالوا‪ :‬وما هذا? قال‪ :‬ثور ونون‬
‫يأكل من زيادة كبد أحدها سبعون ألفا"‪.‬‬
‫وقال العمش‪ ،‬عن عبد ال بن مرة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬وف قوله تعال‪" :‬يس َقوْن َمِنْ رَحِيق‬
‫ختُوم ِختَامُهُ مِسك"‪.‬‬
‫مَ ْ‬
‫قال‪" :‬الرحيق‪ :‬المر‪ ،‬متوم‪ :‬يدون عاقبتها ريح السك"‪.‬‬
‫وقال سفيان بن عطاء بن السائب‪ :‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬ف قوله تعال‪َ " :‬ومِزَاجُه مِنْ‬
‫سنِيم"‪.‬‬
‫تَ ْ‬
‫قال "هو أشرف شراب أهل النة‪ ،‬يشربه القربون صرفا ويزج لهل اليمي"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد وصف ال عز وجل خر النة بصفات جيلة حسنة‪ ،‬ليست ف خور الدنيا‪ ،‬فذكر أنا أنار‬
‫جارية‪ ،‬كما قال تعال‪" :‬فِيهَا عَيْن جَا ِرَيةٌ"‪.‬‬

‫‪690‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وكما قال ال تعال‪" :‬فِيهَا أنَا ٌر مِ ْن مَا ٍء َغيْر آسِن‪ ،‬وَأنْهِاز مِنْ َلبَن َل ْم يََت َغيّ ْر َطعْمُهُ‪َ ،‬وأَْنهَا ٌر مِنْ خَمْر َلذّة‬
‫لِلشّا ِربِيَ وَأْنهَا ٌر مِ ْن عَسَل ُمصَفى"‪.‬‬
‫فهذه المرة أنار جارية‪ ،‬مستمدة من بار كبار هناك‪ ،‬ومن عيون تنبع من تت كثبان السك‪ ،‬وما‬

‫يشاء ال عز وجل‪ ،‬وليست بأرجل الرجال ف أسوأ الحوال‪ ،‬وذكر أنا لذة للشاربي‪ ،‬ل كما توصف‬

‫به خرة الدنيا من كراهة الطعم‪ ،‬وسوء الفعل ف العقل‪ ،‬ومغص البطن‪ ،‬وصداع الرأس وقد نزهها تعال‬

‫صص بَْيضَاء"‪.‬‬
‫ص بِكَأس مِصصن ّمعِيص‬
‫ص عََلْيهِمص ْ‬
‫صصة فقال تعال‪" :‬يُطَافص ُ‬
‫صص النص‬
‫صصن ذلك فص‬
‫عص‬

‫أي حسنة النظر‪" .‬ل ّذةٍ لِلشّا ِربِيَ طَيبة الطعم لَ فِيهَا غَول" َو ُهوَ وجع البطن "وَلَ هُ مْ عَْنهَا ُينْزَفو نَ" أي‬

‫ل تذهصصصصصصصصصصصصصصصصصصب عقولمصصصصصصصصصصصصصصصصصص‪.‬‬

‫وذلك أن القصود من المر‪ :‬إنا هو الشدة الطربة‪ ،‬وهي الالة البهجة الت يصل با السرور للنفس‪،‬‬

‫وهذا حاصل ف خر النة‪ ،‬فأما إذهاب العقل‪ ،‬بيث يبقى شاربا كاليوان أو الماد‪ ،‬فهذا نقص‪ ،‬إنا‬

‫ين شأ من خر الدنيا‪ ،‬فأ ما خر النة فل تدث هذا‪ ،‬إن ا يصل عنها ال سرور والبتهاج ولذا قال‪" :‬لَ‬

‫صصصصصصصا يَنْزِفُونصصصصصصصصَ"‪.‬‬
‫ص َعنْهَص‬
‫ِفيَهصصصصصصصصا َغوْ ٌل وَلَ همصصصصصصص ْ‬

‫صصصة‪.‬‬
‫صصصب بالكليص‬
‫صصص‪ ،‬فتذهص‬
‫صصصببها تنف عقولمص‬
‫صصصا أي بسص‬
‫صصصم عنهص‬
‫أي ول هص‬

‫‪691‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ف الية الخرى‪" :‬يَطُوف عَلْيهِ مْ وِلدَا نٌ مُخَلدو نَ بأكْوا بٍ وَأبَارِيق وَكَأس مِ ْن معي َل يُ صَ ّدعُونَ‬

‫عَنْهَصصا وَ َل ُينْزِفُونصصَ"‪ .‬أي ل يورث لمصص صصصداعا فصص رؤوسصصهم‪ ،‬ول تنف عقولمصص‪.‬‬

‫ص بِهَصصا الْ ُمقَرّبون"‪.‬‬


‫صنِيم َعيْنا يَشْرَبص ُ‬
‫ص مِنصصْ تسص ْ‬
‫صصة الخرى‪َ :‬ومِزاجُهص ُ‬
‫وقال فصص اليص‬

‫وقد ذكرنا التفسي‪ :‬عن عبد ال بن عباسٌ‪" :‬أن الماعة من أصحاب النة‪ ،‬يتمعون على شرابم‪ ،‬كما‬

‫يت مع أ هل الدن يا‪ ،‬فت مر ب م ال سحابة‪ ،‬فل ي سألون شيئا إل أمطرت علي هم‪ ،‬ح ت إن من هم من يقول‪:‬‬

‫أمطرينصصصصصصا كواعصصصصصصب أتراب‪ ،‬فتمطرهصصصصصصم كواهصصصصصصب أترابا"‪.‬‬

‫وتقدم أن م يتمعون عن شجرة طو ب‪ ،‬فيذكرون ل و الدن يا‪ -‬و هو الطرب‪ -‬فيب عث ال ريا من ال نة‪،‬‬

‫صصصصصصا‪.‬‬
‫صصصصصص الدنيص‬
‫صصصصصص كان فص‬
‫صصصصصصل لوص‬
‫فتحرك تلك الشجرة بكص‬

‫وف بعض الثار‪ :‬أن الماعة من أهل النة يتازون وهم ركبان على نائب النة وهم صف بالشجار‪،‬‬

‫فتتفرق الشجار عصصصن طريقهصصصم ذات اليميصصص‪ ،‬وذات الشمال‪ ،‬لئل يفرق بينهصصصم‪.‬‬

‫هذا كله مصصصن فضصصصل ال عليهصصصم ورحتصصصه بمصصص‪ ،‬فعله المصصصد والنصصصة‪.‬‬

‫والكواب‪ :‬هي الكيزان ال ت ل عرى ل ا ول خراط يم‪ ،‬والبار يق بلف ها من الوجه ي‪ ،‬والكأس هو‬

‫‪692‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫القدح فيصصصصصصصصصصصصه الشراب وقال تعال‪" :‬وَكأسصصصصصصصصصصصصا دهَاقا"‪.‬‬

‫أي ملى مترعصصصصصصصصة ليصصصصصصصصس فيهصصصصصصصصا نقصصصصصصصصص‪.‬‬

‫وقال تعال‪َ " :‬ل يَ سْ َمعُونَ فِيهَا َلغْوا وَلَ كذّابا"‪ .‬أي ل يصدر عنهم على شرابم لشيء من اللغو‪ ،‬وهو‬

‫الكلم السصصصصصصصصصصاقط‪ ،‬التافصصصصصصصصصصه ول تكذيصصصصصصصصصصب‪.‬‬

‫صلَما"‪.‬‬
‫صصصصصا َلغْوا إِلّ سصصصصص َ‬
‫كمصصصصصصا قال تعال‪" :‬لَ يَسصصصصصصْ َمعُونَ فِيهَص‬

‫صصصصصصصصصصصصصا وَلَ تَأثِيمصصصصصصصصصصصصصصٌ"‪..‬‬


‫وقال تعال‪" :‬لَ لَغوؤ فِيهَص‬

‫صصصصصصصصصة"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصا لغِيَص‬
‫وقال تعال‪َ " :‬ل تَسصصصصصصصصصصْ َمعُ فِيهَص‬

‫صصصصَلما"‪.‬‬
‫صلَما سص‬
‫صصص َ‬
‫صصصصْ َمعُونَ فِيهَصصصصا َلغْوا وَ َل تأثِيما إلّ قِيلً سص‬
‫وقال‪َ " :‬ل يَسص‬

‫وثبت ف الصحيحي‪ :‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل تشربوا ف آنية الذهب‬

‫والفضة‪ ،‬ول ف صحافها‪ ،‬فإنا لم ف الدنيا‪ ،‬ولكم ف الخرة"‪.‬‬

‫ذكر لباس أهل النة‬

‫وحليهم وثيابم وجالم نسأل ال تعال منها‬

‫‪693‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ق وَحُلوا أسَاوِ َر مِنْ ِفضّة َو َسقَاهُ ْم ربُ ْم شَرَابا‬‫قال ال تعال‪" :‬عَاِلَيهُ ْم ثِيابُ سُندُس ُخضْ ٌر وَإسَْتبْ َر ٌ‬
‫َطهُورا"‪.‬‬
‫ت عَ ْد ٍن يَدْخُلُوَنهَا يُحّلوْنَ فِيهَا مِ ْن أسَاوِرَ مِنْ ذ َهبٍ وَلُؤلُؤا ولبَا ُسهُمْ فِيهَا َحرِيرٌ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ " :‬جنّا ُ‬
‫س َن عَ َملً أولئِكَ لم َجنّات‬ ‫وقال تعال‪" :‬إنّ الذِين آ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَاتِ إنا َل ُنضِيعُ أجْ َر مَنْ أحْ َ‬
‫حِتهِ ُم الْنهَارُ يُحًل ْونَ فِيهَا مِ ْن أسَاوِ َر مِنْ ذهَب َويَ ْلبَسُو َن ِثيَابا ُخضْرا مِ ْن سُندُس‬ ‫جرِي مِ ْن تَ ْ‬ ‫عَ ْدنٍ تَ ْ‬
‫سَنتْ مُ ْرَتفَقا"‪.‬‬
‫ب وَحَ ُ‬ ‫وِإسَْتبْرَق ُمتّ ِكئِيَ فِيهَا عَلَى الرَائِكِ ِنعْ َم الثّوا ُ‬
‫وقد ثبت ف الصحيحي‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬تبلغ اللة من الؤمن حيث يبلغ‬
‫الوضوء"‪.‬‬
‫وقال السن البصري‪" :‬اللة ف النة على الرجال أحسن منها على النساء"‪.‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬حدثن ابن ليعة‪ :‬عن عبيد بن خالد‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن أبا أمامة حدثه‪:‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حدثهم‪ -‬وذكر أهل النة‪ -‬فقال‪" :‬إنم مسورون بالذهب‪ ،‬والفضة‪،‬‬
‫مكللون بالدر‪ ،‬وعليهم أكاليل در‪ ،‬وياقوت وعليهم تاج كتاج اللوك‪ ،‬شباب‪ ،‬جرد‪ ،‬مكحولن"‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أحد بن منيع‪ ،‬حدثنا السن بن موسى‪ ،‬حدثنا يزيد بن أب حبيب‪ ،‬عن داود‬
‫بن عامر بن سعد أب وقاص‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لو أن رجلً من‬
‫النة أطلع قيد سواره لطمس ضوءه الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم"‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت أب رافع‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من يدخل النة ينعم‪ ،‬ول يبأس‪ ،‬ل تبلى ثيابه‪ ،‬ول يفن‬
‫شبابه‪ ،‬ف النة ما ل عي رأت‪ ،‬ول أذن سعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشر"‪.‬‬
‫وأخرجه مسلم‪ :‬من حديث زهي بن حرب‪ ،‬عن عبد الرحن بن مهدي‪ ،‬عن حاد بن سلمة‪ ،‬إل قوله‪:‬‬
‫"ل تبلى ثيابه ول يفن شبابه"‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال? حدثنا معاذ بن هشام‪ ،‬حدثن أب‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن اللس‪ ،‬عن أب‬
‫رافع‪ ،‬أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬للمؤمن زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء ثيابما"‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن علي اللوان‪ ،‬والسن بن علي النسوي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سليمان‪،‬‬
‫حدثنا فضيل بن مرزوق‪ ،‬عن أب إسحاق‪ ،‬عن عمر بن ميمون‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫‪694‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلم قال‪" :‬أول زمرة يدخلون النة كأن وجوههم ضوء القمر ليلة البدر‪ ،‬والزمرة الثانية كأحسن‬
‫كوكب دري ف السماء‪ ،‬لكل واحد منهم زوجتان من الور العي‪ ،‬على كل زوجة سبعون حلة‪ ،‬يرى‬
‫مخ سوقهما من وراء لومهما وحللهما‪ ،‬كما يرى الشراب الحر ف الزجاجة البيضاء"‪.‬‬
‫قال الضياء‪ :‬هذا عندي على شرط الصحيح‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا يونس بن ممد‪ ،‬حدثنا الزرج بن عثمان السعدي‪ ،‬حدثنا أبو أيوب‪ -‬مول لعثمان‬
‫ابن عفان‪ -‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬قيد سوط أحدكم ف النة خي من‬
‫الدنيا ومثلها معها‪ ،‬ولو اطلعت امرأة من نساء أهل النة ال الرض‪ ،‬للت ما بينهما ريا‪ ،‬ولطاب ما‬
‫بينهما‪ ،‬ولنصيفها على رأسها خي من الدنيا وما فيها"‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أبا هريرة‪ :‬وما النصيف ف ذلك? قال‪ :‬المار‪ .‬قلت‪ :‬الزرج بن عثمان البصري تكلموا‬
‫فيه‪ ،‬ولكن له شاهد ف الصحيح‪ ،‬كما تقدم ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وفيه‪" :‬لنصيفها‪ -‬يعن المار‪ -‬خي من الدنيا وما فيها"‪.‬‬
‫وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬أخبنا عمر‪ ،‬أن دراجا أبا السمح حدثه‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‬
‫الدري‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن الرجل ف النة ليتكىء سبعي سنة قبل أن يتحرك‪ ،‬ث تأتيه‬
‫زوجته‪ -‬أراه قال‪ :-‬فتضربه على منكبيه‪ ،‬فينظر وجهه ف خدها أصفى‪ .‬من الرآة‪ ،‬وإن أدن لؤلؤة عليها‬
‫لتضيء ما بي الشرق والغرب‪ ،‬فتسلم عليه‪ ،‬فيد السلم‪ ،‬ويسألا‪ :‬من أنت? فتقول‪ :‬أنا الزيد وإنه‬
‫ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوب فينفذها بصره حت مخ ساقها من وراء ذلك‪،‬‬
‫وإن عليها التيجان‪ ،‬وإن أدن لؤلؤة عليها تضيء ما بي الشرق والغرب"‪.‬‬
‫ورواه أحد عن حسن‪ ،‬عن ابن ليعة‪ ،‬عن دراج به بطوله‪.‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬أخبن عمرو بن الارث‪ ،‬عن أب السمح‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬أن رسول ال‬
‫ت عَ ْدنٍ يَ ْدخُلُوَنهَا يُحًّل ْونَ فِيهَا مِ ْن أسَاوِ َر مِنْ ذ َهبٍ"‪.‬‬
‫صلى ال عليه وسلم تل قوله تعال‪َ " :‬جنّا ُ‬
‫فقال‪" :‬إن عليهم التيجان‪ ،‬وإن أدن لؤلؤة منها لتضيء ما بي الشرق والغرب"‪.‬‬
‫وقد روى الترمذي ف ذكر التيجان من حديث عمرو بن الارث‪.‬‬
‫وروى الِمام أحد‪ :‬عن عبد الرحن بن مهدي‪ ،‬عن جبار بن خارجة السلمي‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪،‬‬
‫قال‪ :‬جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬أخبنا عن ثياب النة‪ :‬أخلق‬

‫‪695‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يلق أم نسيج ينسج? فضحك بعض القوم‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬مم تضحكون? من‬
‫جاهل يسأل عالا‪ .‬ث أكب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬أين السائل? قال‪ :‬هوذا أنا يا رسول‬
‫ال‪ .‬قال‪ :‬ل‪ :‬بل تنشق عنها ثر النة"‪ .‬قالا ثلث مرات‪.‬‬
‫ورواه أحد أيضا عن أب كامل‪ ،‬عن زياد بن عبد ال بن علثة القاص أبو سهل‪ ،‬عن العلء بن رافع‪،‬‬

‫عن الفرزدق بن حنان القاص‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ،‬فذكر نوه ف حديث دراج‪ ،‬عن أب‬

‫اليثصصصصصصصصصم‪ ،‬عصصصصصصصصصن أبصصصصصصصصص سصصصصصصصصصعيد‪.‬‬

‫قال رجل‪ :‬يا رسول ال وما طوب? قال‪" :‬شجرة ف النة مسية مائة سنة‪ ،‬ثياب أهل النة ترج من‬

‫أكمامهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر عبد ال بن ممد بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن إدريس النظلي‪ ،‬حدثنا عتبة‪ ،‬حدثنا أبو‬

‫إساعيل بن عباس‪ ،‬عن سعيد بن يوسف‪ ،‬عن يي بن أب كثي‪ ،‬عن ابن سلم السود‪ ،‬سعت أبا أمامة‬

‫يدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال‪" :‬ما منكم من أحد يدخل النة إل انطلق به إل طوب‪،‬‬

‫فتفتح له أكمامها يأخذ من أي ذلك‪ ،‬إن شاء أبيض‪ ،‬وإن شاء أخضر‪ ،‬وإن شاء أصفر‪ ،‬وإن شاء أسود‪،‬‬

‫مثصصصصصصل شقائق النعمان‪ ،‬وأرق وأحسصصصصصصن"‪ .‬غريصصصصصصب حسصصصصصصن‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا سويد بن سعد‪ ،‬حدثنا عبد ربه بن بارق النفي‪ ،‬عن خاله الرميل بن ساك‪،‬‬

‫‪696‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أنه سع أباه قال‪ :‬قلت لبن عباس‪ :‬ما حلل أهل النة? قال‪ :‬فيها شجر فيها ثر كأنه الرمان‪ ،‬فإذا أراد‬

‫ول ال كسوة‪ ،‬اندرت إليه من غصنها‪ ،‬فانقلعت عن سبعي حلة‪ ،‬ألوانا بعد ألوان‪ ،‬ث ينطلق فترجع‬

‫كمصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا كانصصصصصصصصصصصصصصصصصصصت"‪.‬‬

‫وتقدم عن الثوري‪ ،‬عن حاد‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أنه قال‪ :‬نل النة جذوعها من زمرد‬

‫أخضر‪ ،‬وفروعها من ذهب أحر‪ ،‬وسعفها كسوة لهل النة‪ ،‬منها مقطعاتم وحللهم"‪.‬‬

‫صفة فرش أهل النة‬

‫لّنتَيْن دَا نٍ َفبِأيّ آلَءِ َربّكُمَا ُتكَ ّذبَا نِ"‪.‬‬


‫قال ال تعال‪ُ " :‬مّت ِكئِيَ عَلَى فُرُش بَطَاِئُنهَا مِ نْ إِ ْستَبْرَق وَجَن ا َ‬

‫قال ابصن مسصعود‪ :‬إذا كانصت البطائن مصن إِسصتبق‪ ،‬فمصا بالك بالظهائر? وقوله تعال‪" :‬وَفرُش مَرْفُو َعةٍ"‪.‬‬

‫روى أحد‪ :‬والترمذي‪ :‬من حديث دراج‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسصصصصصصصصصصصصصلم تل قول ال تعال‪" :‬وَفُرُش مَرْفًوعَصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬

‫ث قال‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إن ارتفاعها لكما بي السماء والرض‪ ،‬وإن ما بي السماء والرض لسية‬

‫خسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصمائة عام"‪.‬‬

‫‪697‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ثص قال‪ :‬غريصب‪ ،‬ل نعرفصه إل مصن حديصث رشديصن‪ -.‬يعنص عمرو بصن الارث‪ -‬عصن دراج‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ورواه حرملة‪ ،‬عن ابن وهب‪ .‬ث قال الترمذي‪ :‬وقال بعض أهل العلم ف تفسي هذا الديث‪" :‬إن‬

‫معناه ارتفاع الفرش فصص الدرجات ومصصا بيصص الدرجات كمصصا بيصص السصصماء والرض"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وما يقوي هذا ما رواه عبد ال بن وهب‪ ،‬عن عمر‪ ،‬وعن دراج‪ ،‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قوله تعال‪" :‬وفرش مرفوعة" قال‪" :‬ما بي الفراشي كما‬

‫صصصصصصصه أن يكون مفوظا‪.‬‬


‫صصصصصصصماء والرض"‪ .‬وهذا يشبص‬
‫صصصصصصص السص‬
‫بيص‬

‫وقال حاد بن سلمة‪ :‬عن علي بن زيد بن مطرف بن عبد ال بن الشخي‪ ،‬عن كعب الحبار‪ ،‬ف قوله‬

‫نعال‪" :‬وفرش مرفوعصصصصصصة"‪ .‬قال‪ :‬مسصصصصصصية أربعيصصصصصص سصصصصصصنة‪.‬‬

‫يعن أن الفرش ف كل مل وموطن موجودة مهيأة‪ ،‬لحتمال الحتياج إليها ف ذلك الوضع‪ ،‬كما قال‬

‫َصصفُوَفةٌ وَ َزرَابِي مَْبثُوثَة"‪.‬‬


‫ِقص م ْ‬
‫تعال‪" :‬فِيهَا عَي ْن جَارِيَة فِيهَا سصُرر مَرْفُو َعةٌ وَأ ْكوَاب َموْضُو َعةٌ َونَمَار ُ‬

‫أي النمارق‪ ،‬و هي الخاد‪ ،‬م صفوفة م سومة هاه نا‪ ،‬وهاه نا ف كل مكان من ال نة ك ما قال تعال‪:‬‬

‫" ُمتّ ِكئِيَصصصصص عَلَى رَفْرَفصصصصصٍ خُضْصصصصصر َو َعبْقَري حِسصصصصصَانٍ"‪.‬‬

‫‪698‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫والعبقري‪ :‬هصي عتاق الب سط أي جياد ها‪ ،‬وخيارهصا‪ ،‬وح سانا‪ ،‬و قد خوطصب العرب ب ا هصو عندهصم‬

‫أح سن‪ ،‬وفي ها أع ظم م ا ف النفوس وأ جل‪ ،‬من كل صنف ونوع‪ ،‬من أجناس اللذ والنا ظر‪ ،‬وبال‬

‫السصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصتعان‪.‬‬

‫والنمارق‪ :‬ج ع نر قة ب ضم النون وح كى ك سرها‪ ،‬و هي الو سائد‪ ،‬و هي ال ساند‪ ،‬و قد يعم ها الل فظ‪.‬‬

‫والزرا ب‪ :‬الب سط‪ ،‬والرفرف‪ :‬ق يل رياض ال نة‪ ،‬وق يل ضرب من الثياب‪ ،‬والعبقري‪ ،‬جياد الب سط‪ ،‬وال‬

‫أعلم‪.‬‬

‫حلية الور العي وبنات آدم وشرفهن عليهن وكم لكل واحدة منهن‬

‫جنَّتيْن دَان فَبأي آلَءِ رَبكُمَا ُتكَ ّذبَانِ فِيهِن‬ ‫قال ال تعال‪ُ " :‬مّت ِكئِيَ عَلَى فرُش بَطَائُِنهَا مِ ْن إ ْستَبْرَق وَ َجنَى الْ َ‬
‫ت وَالْمَرْجَانُ‬‫قَاصرِاتُ الطَرْفِ لَ ْم يَطْ ِمثْه ّن إْنسٌ َقبَْل ُه ْم وَلَ جَان َفبِأيّ آلَءِ ربنكُمَا ُتكَ ّذبَانِ كَأّنهُ ّن اليَاقُو ُ‬
‫فَبأي آلَء َرّبكُمَا ُتكَذبَا ِن هَلْ َجزَاءُ الحْسَانَ إِلّ الحْسَانُ َفبِأيّ آلَءِ َرّبكُمَا ُتكَ ّذبَانِ"‪.‬‬
‫خيَام َفبِأي آلَءِ‬ ‫صنٌ َفبِأي آلَءِ رّبكُمَا ُتكَ ِذبَانِص حُو ٌر َمقْصصُورَاتٌ فص الْ ِ‬ ‫وقال تعال‪" :‬فِيهِنّ َخيْرَاتٌص حِسَا‬

‫ربكُمَا تكَ ّذبَا نِ لَ ْم يَ ْط ِمْثهُ ّن إنْس َقبَْلهُ ْم وَلَ جَان َفبِأيّ آلَءِ رَبكُمَا ُتكَ ّذبَا نِ ُمَتكِئِيَ عَلَى رَفْرَف خُضْر‬

‫ص اسصصْمُ َربّكصصَ ذِي ا لِلل والكْرَام"‪.‬‬


‫صا ُتكَ ّذبَانصصِ َتبَارَكص َ‬
‫َوعَْبقَري حِسصصَانٌ َفبِأي آلَءِ رّبكُمَص‬

‫‪699‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صصصصصصصصصصصصصا أ ْزوَاج مُ َطهّ َرةٌ"‪.‬‬


‫وقال تعال‪َ" :‬لهُمصصصصصصصصصصصصصصْ فِيهَص‬

‫أي من اليض‪ ،‬والنفاس‪ ،‬والبول‪ ،‬والغائط والبزاق‪ ،‬والخاط‪ ،‬ل يصدر من هن ش يء من ذلك‪ ،‬وكذلك‬

‫طهرت أخلقهصصصصن وأنفاسصصصصهن وألفاظهصصصصن ولباسصصصصهن وسصصصصجيتهن‪.‬‬

‫وقال عبد ال بن البارك‪ :‬حدثنا شعبة‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن أب نضرة‪ ،‬عن أبيط سعيد‪ ،‬عن النب صلى ال‬

‫عليصصصصصه وسصصصصصلم فصصصصص قوله تعال‪" :‬ولمصصصصص فيهصصصصصا أزواج مطهرة"‪.‬‬

‫صصصصصصصصة والبزاق"‪.‬‬
‫صصصصصصصصض والغائط والنخامص‬
‫صصصصصصصصن اليص‬
‫قال‪" :‬مص‬

‫وقال أ بو الحوص‪ :‬ع ند قوله‪" :‬مق صورات ف اليام"‪" .‬بلغ نا ف الروا ية أن سحابة أمطرت من ت ت‬

‫العرش فخلقن من قطراتا‪ ،‬ث ضربت على كل واحدة خيمة على شاطىء النار‪ ،‬سعتها أربعون ميلً‪،‬‬

‫وليصس لاص باب‪ ،‬حتص إذا حصل ول ال باليمصة انصصدعت اليمصة عصن باب‪ ،‬ليعلم ول ال أن أبصصار‬

‫الخلوقيص مصن اللئكصة‪ ،‬والدم‪ ،‬ل تأخذهصا‪ ،‬فهصن مقصصورات قصد قصصرت عصن أبصصار الخلوقيص"‪.‬‬

‫صصصصصصصصصصصِ"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬وَحُو ٌر عِيٌصصصصصصصصصصص كَأ ْمثَالِ اللؤُلؤِ الْ َم ْكنُونص‬

‫وقال فصصصصصص اليصصصصصصة الخرى‪" :‬كَأنّهُنّصصصصصص َبيْضصصصصصصٌ َم ْكنُون"‪.‬‬

‫‪700‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قيل‪ :‬إنه بيض النعام الكنون ف الرمل‪ :‬وبياضه عند العرب أحسن ألوان البياض‪ ،‬وقيل‪ :‬الراد به اللؤلؤ‬

‫قبصصصصصصصصصل أن يصصصصصصصصصبز مصصصصصصصصصن صصصصصصصصصصدفة‪.‬‬

‫ب اليَمِيصص"‪.‬‬
‫ج َع ْلنَاهُنّصص أْبكَارا عُربا أتْرَابا لِصصصْحَا ِ‬
‫وقال تعال‪" :‬إنصصا أنْشَأنَاهُنّصص إنْشاءً فَ َ‬

‫أي أنشأ هن ال ب عد ال كب والع جز والض عف ف الدن يا‪ ،‬ف صرن ف ال نة شبابا طريا أبكارا عربا أي‪:‬‬

‫متحببات إل بعولن‪ ،‬أترابا لصحاب اليمي أي‪ :‬ف مثل أعمارهم‪.‬‬

‫أسئلة من أم سلمة رضي ال عنها وأجوبة من رسول ال صلى ال عليه وسلم حول نساء أهل النة‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا بكر بن سهل الدمياطي حدثنا عمر بن هاشم البوي‪ ،‬حدثنا سليمان بن أب كرية‪،‬‬
‫عن هشام بن حسان‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أم سلمة‪ :‬قالت‪ :‬قلت يا رسول ال‪ :‬أخبن عن قول‬
‫ال‪" :‬حور عي"‪.‬‬
‫فقال‪ :‬حور عي‪ :‬ضخام العيون أشفار الور بنلة جناح النسر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أخبن عن قوله‪" :‬كأمثال اللؤلؤ الكنون"‪.‬‬
‫قال‪ :‬صفاء من صفاء الدر الذي ف الصداف الذي ل تسه اليدي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬أخبن عن قوله‪ :‬فيهن خيات حسان‪.‬‬
‫قال‪ :‬خيات الخلق حسان الوجوه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬أخبن عن قوله‪ :‬كأنن بيض مكنون‪.‬‬
‫قال‪ :‬رقتهن كرقة اللد الذي يكون ف داخل البيضة ما يلي القصرة وهو آخر الغرقى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬أخبن عن قوله‪ :‬عُربا أترابا‪.‬‬

‫‪701‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬هن اللوات قد صرن ف دار الدنيا عجائز رمصا شطا يصرن ف النة متعشقات متحببات‪ ،‬أترابا‬
‫على ميلد واحد‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬أخبن نساء الدنيا أفضل أم الور العي? قال‪ :‬بل نساء الدنيا أفضل من الور العي‬
‫كفضل الظهارة على البطانة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬باذا? قال‪ :‬بصلتن وصيامهن‪ ،‬وعبادتن ال‪ ،‬ألبس ال وجوههن النور‪،‬‬
‫وأجسادهن الرير‪ ،‬بيض اللوان‪ ،‬خضر الثياب‪ ،‬صفر اللى‪ ،‬مامرهن الدر‪ ،‬وأمشاطهن الذهب‪ ،‬يقلن‪:‬‬
‫نن الالدات فل نوت‪ ،‬ونن الناعمات فل نبأس أبدا‪ ،‬ونن القيمات فل نظعن أبدا‪ ،‬أل ونن‬
‫الراضيات فل نسخط أبدا‪ ،‬طوب لن كان لنا وكنا له‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬الرأة منا تتزوج الزوجي‪ ،‬والثلثة‪ ،‬والربعة‪ ،‬فتموت‪ ،‬فتدخل النة‪ ،‬ويدخلون‬
‫معها‪ ،‬من يكون زوجها? قال‪ :‬يا أم سلمة‪ ،‬إنا تي‪ ،‬فتختار أحسنهم خلقا‪ ،‬فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬إن هذا‬
‫كان أحسنهم معي خلقا ف دار الدنيا فزوجنيه‪ ،‬يا أم سلمة‪ :‬ذهب حسن اللق بي الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وقال أ بو ب كر بن أ ب شي بة‪ :‬حدث نا أح د بن طارق‪ ،‬حدث نا م سعدة بن الي سع‪ ،‬حدث نا سعيد بن أ ب‬

‫عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن سعيد بن السيب‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتته عجوز من‬

‫الن صار فقالت‪ :‬يا ر سول ال‪ :‬ادع ال أن يدخل ن ال نة‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال نة ل يدخل ها عجوز‪ ،‬فذ هب‬

‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف صلّى ث ر جع إل عائ شة‪ ،‬فقالت لق يت من كلم تك مش قة وشدة‪،‬‬

‫فقال‪ :‬إن ذلك كذلك‪ ،‬إن ال إذا أدخلهصصصصصصن النصصصصصصة حولنصصصصصص أبكارا‪..‬‬

‫وتقدم ف حديث الصور ف صفة دخول الؤمني النة قال‪" :‬فيدخل الرجل منهم على اثنتي وسبعي‬

‫زو جة م ا ينشىء ال‪ ،‬واثنت ي من ولد آدم‪ ،‬ل ما ف ضل على من يشاء ال تعال‪ ،‬لعبادت ما ال تعال ف‬

‫‪702‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الدن يا‪ ،‬يد خل على الول منه ما ف غر فة من ياقو تة‪ ،‬على سرير من ذ هب مكلل باللؤلؤ‪ ،‬ف يه سبعون‬

‫درجا من سندس وإستبق وإنه ليضع يده بي كتفيها ث ينظر إل يده من صدرها من وراء ثيابا ولمها‬

‫وجلد ها‪ ،‬وإ نه لين ظر إل مخ ساقها ك ما ينظرأحد كم إل ال سلك من الف ضة ف الياقوت‪ ،‬فبين ما هو‬

‫كذلك إذ نودي‪ :‬إ نا قد عرف نا أ نك ل ت ل ول ت ل‪ ،‬أل إن لك أزواجا غي ها‪ ،‬فيخرج‪ ،‬فيأتي هن واحدة‬

‫واحدة‪ ،‬كل ما جاء واحدة قالت‪" :‬وال ما ف ال نة ش يء أح سن م نك‪ ،‬و ما ف ال نة ش يء أ حب إل‬

‫منصك" ولذا الديصث شواهصد مصن وجوه كثية تقدمصت‪ ،‬وسصتأت إن شاء ال تعال وبصه الثقصة‪ ،‬وتقدم‬

‫الديث الذي رواه الِمام أحد‪ :‬من حديث شعيب الضرير‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن‬

‫النب صلى ال عليه وسلم "وإن له من الور العي لثنتي وسبعي زوجة سوى أزواجه من الدنيا‪ ،‬وإن‬

‫الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الرض وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬حدثنا عمرو أن دراجا‬

‫أبا السمح حدثه‪ :‬عن أب اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬أدن أهل النة‬

‫منلة‪ ،‬الذي له ثانون ألف خادم‪ ،‬واثنتان و سبعون زو جة‪ ،‬تن صب له ق بة من لؤلؤ وزبر جد‪ ،‬وياقوت‪،‬‬

‫كمصا بيص الابيصة وصصنعاء"‪ .‬وأسصنده أحدص‪ :‬عصن حسصن‪ ،‬عصن ابصن ليعصة‪ ،‬عصن دراج بصه‪.‬‬

‫‪703‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد بن نصر‪ ،‬عن ابن البارك‪ ،‬عن رشدين‪ ،‬عن عمرو بن الارث‪ ،‬فذكر بإِسناده‬

‫نوه‪.‬‬

‫وقال ممد بن جعفر الفرياب‪ :‬حدثنا أبو أيوب‪ ،‬حدثنا سليمان بن عبد الرحن‪ ،‬حدثنا خالد بن يزيد بن‬

‫أب مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خالد بن معدان عن أب أمامة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ما من‬

‫عبد يدخل النة إل ويتزوج اثنتي وسبعي زوجة اثنتي من الور العي وسبعي من أهل زمانه من أهل‬

‫الدنيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫وهذا حد يث غر يب جدا‪ ،‬والحفوظ م ا تقدم خل فه‪ ،‬و هو أن الثنت ي من بنات آدم‪ ،‬وال سبعي من‬

‫الور العيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫وراويه خالد بن يزيد بن أب مالك هذا تكلم فيه المام أحد‪ ،‬ويي بن معي‪ ،‬وغيها‪ ،‬ومثله قد يغلط‬

‫ول يتيقصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصن‪.‬‬

‫وروى أحد والترمذي‪ ،‬وصححه‪ ،‬وابن ماجه‪ :‬من حديث مالد بن سعيد‪ ،‬عن خالد بن معدان‪ ،‬عن‬

‫القدام بن معدي كرب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن للشهيد عند ال ست خصال‪،‬‬

‫‪704‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يغفر ال له عند أول قطرة من دمه‪ ،‬ويرى مقعده من النة‪ ،‬ويلى حلة اليان‪ ،‬ويار من عذاب القب‪،‬‬

‫ويأمن من الفزع الكب‪ ،‬ويوضع على رأسه تاج الوقار‪ ،‬الياقوتة منه خي من الدنيا وما فيها‪ ،‬ويتزوج‬

‫صه"‪.‬‬
‫صن أقاربص‬
‫صانا مص‬
‫صبعي إنسص‬
‫صع ف ص سص‬
‫ص‪ ،‬ويشفص‬
‫صن الور العيص‬
‫صة مص‬
‫صبعي زوجص‬
‫اثنتي ص وسص‬

‫فأما الديث الذي رواه مسلم ف صحيحه‪ :‬حدثن عمرو الناقد‪ ،‬ويعقوب بن إبراهيم الدورقي جيعا‪،‬‬

‫عن ابن علية‪ -،‬واللفظ ليعقوب‪ -‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ،‬أخبنا أيوب بن ممد‪ ،‬قال‪ :‬إما تفاخروا وإما‬

‫تذاكروا الرجال أكثر ف النة أم النساء? فقال أبو هريرة‪ :‬أو ل يقل أبو القاسم صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫"إن أول زمرة تدخل النة على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬والت تليها على أضوأ كوكب دري ف السماء‪،‬‬

‫لكصل امرىء منهصم زوجتان اثنتان‪ ،‬يرى مصخ سصوقهما مصن وراء اللحصم‪ ،‬ومصا فص النصة أعزب"‪.‬‬

‫وفصصصص الصصصصصحيحي‪ :‬مصصصصن روايصصصصة هام‪ ،‬عصصصصن أبصصصص هريرة‪ ،‬نوه‪.‬‬

‫فالراد من هذا أن هاتي من بنات آدم‪ ،‬ومعهما من الور العي ما شاء ال عز وجل‪ ،‬كما تقدم تفصيل‬

‫ذلك آنفا‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬أخبنا يونس‪ ،‬عن ممد بن سيين‪ ،‬عن أبيهريرة‪ ،‬عن‬

‫‪705‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬للرجل من أهل النة زوجتان من الور العي‪ ،‬على كل واحدة سبعون‬

‫حلة يرى مصصصصصصصخ سصصصصصصصوقهما مصصصصصصصن وراء ثيابمصصصصصصصا"‪.‬‬

‫وهذه الحاد يث ل تعارض ما ث بت ف ال صحيحي‪" :‬واطل عت ف النار فرأ يت أك ثر أهل ها الن ساء"‪.‬‬

‫إِذ قد ي كن أك ثر أ هل ال نة‪ ،‬وأك ثر أ هل النار‪ ،‬أو قد ي كن أك ثر أ هل النار‪ ،‬ث يرج من يرج من هن‬

‫بالشفاعات‪ .‬فيصصصصصرن إل النصصصصة‪ ،‬حتصصصص يكثصصصصر أهلهصصصصا‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫وف حديث دراج‪ :‬عن اليثم‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬مرفوعا‪" :‬إن الرجل ف النة ليتكىء سبعي سنة قبل أن‬

‫يتحول‪ ،‬ث تأت يه امرأة فتضرب على من كبيه فين ظر وج هه ف خد ها أ صفى من الرآة‪ ،‬و إن أد ن لؤلؤة‬

‫عليها لتضيء ما بي الشرق والغرب‪ ،‬فتسلم عليه فيد السلم‪ ،‬ويسألا من أنت? فتقول‪ :‬أنا من الزيد‪،‬‬

‫و إنه ليكون عليها سبعون ثوبا‪ ،‬أدناها مثل النعمان‪ ،‬فينفذها بصره حت يرى مخ ساقها من وراء ذلك"‪.‬‬

‫رواه أحدصصصصصصصصصصصص فصصصصصصصصصصصص السصصصصصصصصصصصصند‪.‬‬

‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا ممد بن طلحة‪ ،‬عن حيد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬لغدوة ف سبيل ال أو روحة خي من الدنيا وما فيها‪ ،‬ولقاب قوس أحدكم أو موضع‬

‫‪706‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قده‪ -‬يعن سوطه‪ -‬من النة خي من الدنيا وما فيها‪ ،‬ولو اطلعت امرأة من نساء أهل النة إل الرض‬

‫للت مصا بينهمصا ريا‪ ،‬ولطاب مصا بينهمصا‪ ،‬ولنصصيفها على رأسصها خيص مصن الدنيصا ومصا فيهصا"‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ :‬من حديث إساعيل بن جعفر‪ ،‬وأب إسحاق‪ ،‬كلها عن حيد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬بثله‪ ،‬وقد‬

‫تقدم بتمامصصصصصصصصه فصصصصصصصص أول صصصصصصصصصفة النصصصصصصصصة‪.‬‬

‫وع ند البخاري‪" :‬ولو أن امرأة من ن ساء أ هل ال نة اطل عت إل الرض لضاءت ما بينه ما‪ ،‬وللت ما‬

‫بينهمصصصا ريا‪ ،‬ولنصصصصيفها على رأسصصصها خيصصص مصصصن الدنيصصصا ومصصصا فيهصصصا"‪.‬‬

‫قال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا بشر بن الوليد‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبزى‪ ،‬عن عبد اللك الون‪ ،‬عن‬

‫سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪" :‬لو أن حوراء أخرجت كفها بي السماء والرض لفتت اللئق‬

‫ب سنها‪ ،‬ولو أخر جت ن صيفها لكا نت الش مس ع ند ح سنها م ثل الفتيلة ف الش مس‪ ،‬ل ضوء ل ا‪ ،‬ولو‬

‫أخرجصصصصت وجههصصصصا لضاء حسصصصصنها مصصصصا بيصصصص السصصصصماء والرض"‪.‬‬

‫وذكر ابن وهب‪ :‬عن ممد بن ك عب القرظي أنه قال‪ :‬وال الذي ل إله إل هو لو أن امرأة من الور‬

‫العي أطلعت سوارها من العرش لطفأ نور سوارها نور الشمس والقمر‪ ،‬فكيف الصورة? وما خلق ال‬

‫‪707‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫شيئا يلبسصصصه لبصصصس هصصصو أمثصصصل ماصصص عليهصصصا مصصصن الثياب واللى"‪.‬‬

‫وقال أبو هريرة‪ :‬إن ف النة حوراء يقال لا العيناء‪ ،‬إِذا مشت مشى حولا سبعون ألف وصيف‪ ،‬وهي‬

‫تقول‪ :‬أيصصصن المرون بالعروف‪ ،‬والناهون عصصصن النكصصصر?" أوردهاصصص القرطصصصب‪.‬‬

‫وقال القرطب‪ :‬حدثنا أحد بن رشدين‪ ،‬حدثنا السن بن هارون النصاري‪ ،‬حدثنا الليث ابن بنت الليث‬

‫بن أ ب سليم‪ ،‬عن ما هد بن أ ب أ سامة عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬خلق الور الع ي من‬

‫الزعفران"‪ .‬هذا حديصث غريصب‪ .‬وروي هذا عصن ابصن عباس وغيه مصن الصصحابة والتابعيص‪.‬‬

‫وف مرا سيل عكرمة‪" :‬إن الور العي ليدعون لزواج هن وهم ف الدنيا‪ ،‬يقلن اللهم أعنه على دينك‪،‬‬

‫وأقبصصل بقلبصصه على طاعتصصك‪ ،‬وبلغصصه إلينصصا بعزتصصك‪ ،‬يصصا أرحصصم الراحيصص"‪.‬‬

‫وف مسند المام أحد‪ :‬من حديث كثي بن مرة‪ ،‬عن معاذ‪ ،‬مرفوعا‪" ،‬ل تؤذي امرأة زوجها ف الدنيا‬

‫إل قالت زوجته من الور العي‪ :‬قاتلك ال‪ :‬إنا هو دخيل‪ ،‬يوشك أن يفارقك إلينا"‪.‬‬

‫وهذا ما ورد من غناء الور العي ف النة‬

‫‪708‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫روى الترمذي‪ :‬وغيه من حديث عبد الرحن بن إسحاق‪ ،‬عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ف النة متمعا للحور العي‪ ،‬يرفعن أصواتا ل تسمع اللئق‬
‫بثلها‪ ،‬يقلن‪ :‬نن الالدات فل نبيد‪ ،‬ونن الناعمات فل نبأس‪ ،‬ونن الراضيات فل نسخط‪ ،‬طوب لن‬
‫كان لنا وكنا له"‪.‬‬
‫قال الترمذي‪ :‬وف الباب عن أب هريرة‪ ،‬وأب سعيد‪ ،‬والسن‪ ،‬وحديث علي غريب‪.‬‬
‫وروى ابن أب ذؤيب‪ ،‬عن عون بن الطاب‪ ،‬عن عبد ال بن رافع‪ ،‬عن ابن أنس بن مالك‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن أزواج أهل النة ليغني أزواجهن بأحسن أصوات سعها‬
‫أحد قط‪ ،‬وإن ما يغني‪ :‬نن الالدات فل نوت‪ ،‬نن المنات فل ناف‪ ،‬نن القيمات فل نظعن"‪.‬‬
‫وقال الليث بن سعد‪ :‬عن يزيد بن أب حبيب‪ ،‬عن الوليد بن عبدة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم لبيل‪" :‬قف ب على الور العي‪ ،‬فأوقفه عليهن‪ ،‬فقال‪ :‬من أنت? قلن‪ :‬نن جواري قوم حلوا‬

‫فلم يظعنوا‪ ،‬وشبوا فلم يهرموا‪ ،‬واتقوا فلم يذنبوا"‪.‬‬

‫وقال القرطب بعد ما أورد الديث التقدم ف غناء الور العي‪ ،‬إِذا قلن هذه القالة أجابن الؤمنات من‬

‫ن ساء أ هل الدن يا‪" .‬ن ن ال صليات و ما صليت‪ ،‬ون ن ال صائمات و ما صمت‪ ،‬ون ن التوضئات و ما‬

‫توضأتصصن‪ ،‬وننصص التصصصدقات ومصصا تصصصدقت"‪ .‬قالت عائشصصة‪" :‬يغلبصص" وال أعلم‪.‬‬

‫هكذا ذكره ف التذكرة‪ ،‬ول ينسبه إل كتاب‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫ذكر جاع أهل النة نساءهم ول أولد إل أن يشاء أحدهم‬

‫‪709‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جّن ِة اْليَوْمَص فص شُغُل فَاكهُونَص هُم ْص َوأَ ْزوَا ُجهُم ْص ف ظِلَ ٍل عَلَى الَرَائِكِص‬
‫ب الْ َ‬
‫قال ال تعال‪" :‬إِنّ أص ْصحَا َ‬

‫صا يَ ّدعُونصصَ سصصَلم َقوْلً مِنصصْ رَبّ ص رَحِيصصم"‪.‬‬


‫صا فا ِك َهةٌ وََلهُمصصْ مَص‬
‫ُمتّ ِكئُونصصَ َلهُمصصْ فِيهَص‬

‫قال ابصن مسصعود‪ :‬وابصن عباس‪ :‬وغيص واحصد مصن الفسصرين‪ :‬فص قوله "شغصل" أي افتضاض البكار‪.‬‬

‫ت َو ُعيُو نٍ يَ ْلبَ سُو َن مِ نْ ُسنْدُس َوإِ ْستَبْرَق مُتقَابِلِيَ كَذلِ كَ‬


‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الُّتقِيَ ف َمقَام أمِ ي ف َجنّا ٍ‬

‫وَ َزوّ ْجنَاهُ ْم بِحُو ٍر عِي يَ ْدعُو نَ فِيهَا ِبكُل فَا ِك َهةٍ آ ِمنِيَ َل يَذُوقُو نَ فِيهَا الْ َموْ تَ إِلّ الْ َم ْوَتةَ الولَى َووَقَاهُ مْ‬

‫ص ُهوَ ال َفوْ ُز اْلعَظِيمصصصصُ"‪.‬‬


‫صصصك ذَلِكصصص َ‬
‫ضلً مِنصصصصْ ربّص‬
‫جحِيصصصصم َف ْ‬
‫عَذَابصصصصَ الْ َ‬

‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا عمران هو ابن داود القطان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم قال‪" :‬يعطى الؤمن ف النة قوة كذا وكذا من الرجال قلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ويطيق ذلك?‬

‫قال‪ :‬يعطصصى قوة مائة"‪ .‬ورواه الترمذي‪ :‬مصصن حديصصث أبصص داود‪ ،‬قال‪ :‬صصصحيح غريصصب‪.‬‬

‫وروى ال طبان‪ :‬من حديث ال سن بن علي الع في‪ ،‬عن زائدة‪ ،‬عن هشام بن حسان‪ ،‬عن م مد بن‬

‫سيين‪ ،‬عن أ ب هريرة‪" ،‬ق يل يا ر سول ال‪ :‬هل يف ضي الر جل ف ال نة?‪ ،‬و ف روا ية‪ ،‬هل نف ضي إل‬

‫نسصائنا? فقال‪ :‬والذي نفسصي بيده‪ ،‬إن الرجصل ليفضصي فص الغداة الواحدة إل مائة عذراء"‪ .‬قال الافصظ‬

‫‪710‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الضياء‪ :‬هذا عندي على شرط الصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصحيح‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن معمر‪ ،‬حدثنا أبو عبد الرحن عبد ال بن يزيد‪ ،‬عن عبد الرحن بن زياد ‪،‬‬

‫عن عمارة بن راشد‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هل يس أهل النة‬

‫أزواجهصصصصم? فقال‪ :‬نعصصصصم‪ ،‬بذكصصصصر ل يلصصصص‪ ،‬وشهوة ل تنقطصصصصع"‪.‬‬

‫ث قال البزار‪ :‬ل يعلم أحد يروي عن عمارة بن راشد سوى عبد الرحن بن زياد‪ ،‬وقد كان عبد الرحن‬

‫هذا حسن العقل‪ ،‬ولكن وقع على شيوخ ماهيل‪ ،‬فحدث عنه بأحاديث مناكي‪ ،‬فضعف حديثه‪ ،‬وهذا‬

‫صصصصصصصصصصصص أنكصصصصصصصصصصصصصر عليصصصصصصصصصصصصصه‪..‬‬


‫ماص‬

‫وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬أخبن عمرو بن الارث‪ ،‬عن دراج عن عبد الرحن بن حية‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه سئل‪" :‬أنطأ ف النة? قال‪ :‬نعم‪ ،‬والذي نفسي بيده دحا‬

‫دحا‪ ،‬فإِذا قام عنهصصصصصصصصصصصصصا رجعصصصصصصصصصصصصصت مطهرة بكرا"‪.‬‬

‫وقال ال طبان‪ :‬حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي‪ ،‬حدثنا ممد بن عبد اللك الدقيقي الواسطي‪،‬‬

‫حدثنا معلى بن عبد الرحن الواسطي‪ ،‬حدثنا شريك‪ ،‬عن عاصم بن سليمان الحول‪ ،‬عن أب التوكل‪،‬‬

‫‪711‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عصن أبص سصعيد قال‪ :‬قال رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم‪" :‬إن أهصل النصة إذا جامعوا نسصاءهم عدن‬

‫أبكارا"‪ .‬ثصصصصصصصصصصصصصصص قال‪ :‬تفرد بصصصصصصصصصصصصصصصه معلى‪.‬‬

‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن يي اللوان‪ ،‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ،‬حدثنا خالد بن يزيد بن أب مالك‪،‬‬

‫عن أب يه‪ ،‬عن خالد بن معدان‪ ،‬عن أ ب أما مة‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سئل‪ :‬أيا مع أ هل‬

‫النصصصصصصة? فقال‪" :‬دحا دحا ولكصصصصصصن ل منصصصصصص ول منيصصصصصصة"‪.‬‬

‫لاصص كان النصص يقطصصع لذة الماع‪ ،‬والنيصصة تقطصصع لذة الياة‪ ،‬كانصصا منفييصص مصصن النصصة‪.‬‬

‫قال الطبان‪ :‬أخبنا عثمان بن أحد‪ ،‬أخبنا ممد بن عبد الرحيم البقي‪ ،‬أخبنا عمرو بن أب سلمة‪،‬‬

‫أخبنا صدقة‪ ،‬عن هاشم بن البيد‪ ،‬عن سليم أب يي أنه سع أبا أمامة يدث‪ :‬أنه سع رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم وقد سئل‪ -‬هل يتناكح أهل النة? قال‪" :‬نعم بذكر ل يل‪ ،‬وشهوة ل تنقطع"‪.‬‬

‫ما قيل من منح الطفال ولدة لهل النة‬

‫فأما إذا أراد أحدهم أن يولد له‪ ،‬كما كان ف الدنيا حب الولد‪ ،‬فقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن‬

‫عبيد‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ،‬حدثن أب‪ ،‬عن عامر الحول ‪ ،‬عن أب الصديق‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬أن نب ال‬

‫‪712‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إذا اشتهى الؤمن الولد ف النة‪ ،‬كان حله‪ ،‬ووضعه‪ ،‬وسنه‪ ،‬ف ساعة كما‬

‫يشتهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصي"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬وابصصن ماجصصه‪ ،‬جيعا‪ ،‬عصصن ممصصد بصصن يسصصار‪ ،‬عصصن معاذ‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حسصصصصصصصصصصصصصصصصن غريصصصصصصصصصصصصصصصصب‪.‬‬

‫وقال الافصصصصصصظ الضياء القدسصصصصصصي‪ :‬وهذا عندي على شرط مسصصصصصصلم‪.‬‬

‫وقد رواه الاكم‪ :‬عن الصم‪ ،‬عن ممد بن عيسى‪ ،‬عن سلم بن سليمان‪ ،‬عن زيد العمي‪ ،‬عن أب‬

‫الصصصصصصصديق الناجصصصصصصي‪ ،‬بصصصصصصه‪ ،‬وضعفصصصصصصه البيهقصصصصصصي‪.‬‬

‫وقال سفيان الثوري‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن أب الصديق الناجي‪ ،‬عن أب سعيد قال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أيولد لهل‬

‫ال نة فإن الولد من تام ال سرور? فقال‪" :‬ن عم‪ :‬والذي نف سي بيده‪ ،‬ما هو إل كقدر ما يتم ن أحد كم‪،‬‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصه"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصه وشبابص‬
‫فيكون حله ورضاعص‬

‫وهذا ال سياق يدل على أن هذا أ مر ي قع‪ ،‬خلفا ل ا رواه البخاري‪ ،‬والترمذي‪ :‬عن إ سحاق بن راهو يه‪،‬‬

‫من أن ذلك ممول على أ نه لو أراد ذلك‪ ،‬ولك نه ل يريده‪ ،‬ون قل عن جا عة من التابع ي‪ ،‬كطاووس‬

‫‪713‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وماهصصصد‪ ،‬وإبراهيصصصم النخعصصصي‪ ،‬وغيهصصصم‪" :‬إن النصصصة ل يولد فيهصصصا"‪.‬‬

‫وهذا صحيح‪ :‬وذلك أن جاعهم ل يقتضي ولدا كما هو الواقع ف الدنيا‪ ،‬فإن الدنيا دار يراد منها بقاء‬

‫النسل لتعمر‪ ،‬وأما النة فالراد بقاء اللك‪ ،‬ولذا ل يكون ف جاعهم من يقطع لذة الماع‪ ،‬ولكن إذا‬

‫سِنيَ"‪.‬‬
‫أحب أحدهم الولد يقع كما يريد‪ ،‬قال ال تعال‪َ" :‬لهُ ْم مَا يَشَاءُو َن ِعنْدَ َربِمْ ذلِكَ جَزَاءُ الُحْ ِ‬

‫ذكر أن أهل النة ل يوتون فيها لكمال حياتم وكما فهم ف ازدياد من قوة الشباب‬

‫ونضرة الوجوه وح سن اليئة وطيب الع يش ولذا جاء ف ب عض الحاد يث أنم ل ينامون لئل يشتغلوا‬

‫بالنوم عن اللذ والياة النية‪ ،‬جعلنا ال منهم قال ال تعال‪َ " :‬ل يَذُوقُو نَ فِيهَا الْ َموْ تَ إِ ّل الْ َم ْوَتةَ الولَى‬

‫جحِيصصصصصصصصصصصم"‪.‬‬
‫ص الْ َ‬
‫ص عَذَابصصصصصصصصصص َ‬
‫َووَقَاهُمصصصصصصصصصص ْ‬

‫ت اْلفِر َدوْس نُزُلً خَالِدِي نَ فِيهَا َل يَْبغُو نَ‬


‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ الّذِي نَ آ َمنُوا َوعَملوا ال صّالِحَاتِ كَانَ تْ َلهُ مْ َجنّا ُ‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا ِحوَلً"‪.‬‬
‫عَنْهَص‬

‫أي ل يتارون غيها‪ ،‬بل هم أرغب شيء فيها‪ ،‬وليس يعتريهم فيها ملل ول ضجر‪ ،‬كما قد يسأم أهل‬

‫‪714‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الدنيصصصصصصصا بعصصصصصصصض أحوالمصصصصصصص‪ ،‬وإن كانصصصصصصصت لذيذة‪.‬‬

‫وما أحسن ما قال فيها الشعراء‪ ،‬وفصحاء الدباء‪:‬‬

‫سواها ول عن حالا أتولُ‬ ‫فحلت سويدا القلب ل أنا باغيا‬


‫ول قد تقدم حد يث ذ بح الوت ب ي ال نة والنار‪ ،‬وأ نه ينادي مناد‪ " :‬يا أ هل ال نة خلود فل موت‪ ،‬و يا‬

‫أهل النار خلود فل موت‪ ،‬كل خالد فيما هو فيه"‪ :‬وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي بن آدم‪ ،‬حدثنا حزة‪،‬‬

‫حدثنا أبو إسحاق‪ ،‬عن الغر أب مسلم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬وأب سعيد‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"فينادى مع ذلك‪ :‬إن لكم أن تيوا فل توتوا أبدا‪ ،‬وإن لكم أن تصحوا فل تسقموا أبدا‪ ،‬وإن لكم أن‬

‫تشبوا فل ترموا أبدا‪ ،‬وإن لكصصصم أن تنعموا فل تبأسصصصوا أبدا‪ ،‬قال‪ :‬ينادى بذه الربصصصع"‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪ :‬قال الثوري‪ :‬حدثنا أبو إسحاق‪ :‬أن الغر حدثه‪ ،‬عن أب سعيد‪،‬‬

‫وأ ب هريرة‪ ،‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬قال‪" :‬ينادى مناد يوم القيا مة‪ :‬إن ل كم أن تيوا فل توتوا‬

‫أبدا‪ ،‬وإن لكم أن تصحوا فل تسقموا أبدا‪ ،‬وان لكم أن تشبوا فل ترموا أبدا‪ ،‬وإن لكم أن تنعموا فل‬

‫تبأسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصوا أبدا"‪.‬‬

‫‪715‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ص َتعْمَلُونصصَ"‪.‬‬
‫لّنةُ أو ِرْثتُمُوهَصصا بِمَصصا ُكْنتُمص ْ‬
‫صا َ‬
‫ص تِلْكمص ُ‬
‫قال‪ :‬فذلك قوله تعال‪َ " :‬ونُودُوا أنص ْ‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن إسحاق بن راهويه‪ ،‬وعبد بن حيد‪ ،‬كلها عن عبد الرزاق‪ ،‬بنحوه‪.‬‬

‫أهل النة ل ينامون‬

‫وقد قال الافظ أبو بكر بن مردويه‪ ،‬حدثنا أحد بن القاسم بن صدقة الصري‪ ،‬حدثنا القدام بن داود‪،‬‬

‫حدثنا عبد ال بن الغية‪ ،‬حدثنا سفيان الثوري‪ ،‬عن ممد بن النكدر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬

‫صصصصلى ال عليصصصه وسصصصلم‪" :‬النوم أخصصصو الوت وإن أهصصصل النصصصة ل ينامون"‪.‬‬

‫ورواه ال طبان‪ :‬من حد يث م صعب بن إبراه يم‪ ،‬عن عمران بن الرب يع الكو ف‪ ،‬عن ي ي بن سعيد‬

‫الن صاري‪ ،‬عن م مد بن النكدر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول ال أينام أ هل ال نة? فقال‪" :‬النوم أ خو‬

‫الوت‪ ،‬وإن أهصصصصصصصصصصصصصصصل النصصصصصصصصصصصصصصصة ل ينامون"‪.‬‬

‫ورواه البيهقي‪ :‬من حديث عبد ال بن حيلة بن أب داود‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬عن ممد بن النكدر‪ ،‬عن‬

‫جابر‪ ،‬فذكره‪.‬‬

‫ث روى البيهقي‪ :‬عن الاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن عباس الدوري‪ ،‬عن يونس بن ممد‪ ،‬عن سعيد بن أبزى‪،‬‬

‫‪716‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عن نفيع بن الارث‪ ،‬عن عبد ال بن أب أوف‪ ،‬قال‪" :‬سأل رجل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬

‫النوم م ا ي قر ال به أعين نا ف الدن يا‪ :‬ف هل ينام أ هل ال نة? فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن‬

‫الوت شريصصصصصصصك النوم‪ ،‬وليصصصصصصصس فصصصصصصص النصصصصصصصة موت"‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رسول ال? فما راحتهم? قال‪" :‬إنه ليس فيها لغوب‪ ،‬كل أمرهم راحة" فأنزل ال‪َ " :‬ل يَ سَمنَا‬

‫فِيهَا نَصب ول يَمَسّنا فِيهَا لغُوب"‪ .‬ضعيف السناد‪:‬‬

‫ذكر إحلل الرضوان عليهم وذلك فضل عمّا لديهم‬

‫جّن ِة الّتِي ُوعِ َد الَُتقُو نَ فِيهَا أنْهَا ٌر مِ ْن مَا ٍء َغيْر آ سِن وَأْنهَار مِ نْ َلبَن لَ ْم َيَتغَيّ ْر َطعْمُ هُ‬
‫قال ال تعال‪َ " :‬مثَ ُل الْ َ‬

‫وأْنهَار مِ نْ خَمْر لَ َذةٍ لِلشّا ِربِيَ وَأْنهَار مِ ْن ع سَل مُ صَفّى وََلهُ مْ فِيهَا مِ نْ كُل الثّ َمرَا تِ وَم ْغفِ َرةٌ مِ نْ ربِ مْ"‪.‬‬

‫حتِهَا الْنهَارُ خَالِدِي نَ فِي ها َومَ ساكِن‬


‫وقال ال تعال‪َ " :‬وعَدَ اللّ هُ ا ُل ْؤمِنِيَ وَال ْؤ ِمنَا تِ َجنّا تٍ تَجْرِي مِ ْن تَ ْ‬

‫ك ُه َو اْل َفوْزُ اْلعَظِيمُ"‪.‬‬


‫ضوَا ُن مِنَ اللّهِ أ ْكبَرُ ذلِ َ‬
‫طَّيَبةً فِي جَناتِ عَدْن وَرِ ْ‬

‫إحلل ال عز وجل رضوانه الدائم على أهل النة‬

‫‪717‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال مالك بن أنس‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أب سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عليصه وسصلم‪" :‬يقول ال لهصل النصة‪ :‬يصا أهصل النصة‪ :‬فيقولون‪ :‬لبيصك ر بنصا وسصعديك‪.‬‬

‫فيقول‪ :‬هل رضيتم? فيقولون‪ :‬ما لنا ل نرضى‪ ،‬وقد أعطيتنا ما ل تعط أحدا من خلقك? فيقول‪ :‬إنا‬

‫أعطيكم أفضل من ذلك‪ :‬فيقولون‪ :‬ياربنا‪ :‬فأي شيء أفضل من ذلك? فيقول‪ :‬أحل عليكم رضوان‪ ،‬فل‬

‫أسصصصصصصصصصصصصصصصصخط عليكصصصصصصصصصصصصصصصصم بعده أبدا"‪.‬‬

‫وأخرجاه فصصصصص الصصصصصصحيحي‪ :‬مصصصصصن حديصصصصصث مالك‪ ،‬بصصصصصه‪.‬‬

‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا سلمة بن شبيب‪ ،‬والفضل بن يعقوب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الفرياب‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن‬

‫ممد بن النكدر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا دخل أهل النة النة‪ ،‬قال‬

‫ال‪ :‬أل أعطي كم‪ -‬أح سبه قال‪ -:‬أف ضل? قالوا‪ :‬يا رب نا‪ :‬أي ش يء أف ضل م ا أعطيت نا? قال‪ :‬رضوا ن‬

‫أكصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصب"‪.‬‬

‫وهذا الديث على شرط البخاري‪ ،‬ول يرجه أحد من أصحاب الكتب من هذا الوجه‪.‬‬

‫ذكر نظر الرب وتقدس إليهِم ونظرهم إليه سُبْحانه‬

‫‪718‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صصصْ أجْرا كَرِيا"‪.‬‬


‫صصصَلمٌ وأعَدّ َلهُمص‬
‫صصصُ سص‬
‫صصصَ َي ْل َقوْنَهص‬
‫ص َيوْمص‬
‫صص ْ‬
‫حيُّتهُمص‬
‫قال ال تعال‪َ" :‬ت ِ‬

‫صلَمٌ َقوْ ًل مِنصصصصصصصْ رَبصصصصصصصّ رَحيصصصصصصصم"‪.‬‬


‫وقال تعال‪" :‬سصصصصصص َ‬

‫وقال أبو عبد ال ممد بن يزيد بن ماجه ف كتاب السنّة من سننه‪ :‬حدثنا ممد بن عبد اللك بن أب‬

‫الشوارب‪ ،‬حدثنا أبو عاصم العبادان‪ ،‬حدثنا الفضل الرقاشي‪ ،‬عن ابن النكدر‪ ،‬عن جابر بن عبد ال‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬بينا أهل النة ف نعيمهم إذ سطع لم نور‪ ،‬فرفعوا رؤوسهم‬

‫فإذا الرب عز و جل قد أشرف علي هم من فضله من فوق هم‪ ،‬فقال‪ :‬ال سلم علي كم يا أ هل ال نة‪ .‬قال‪:‬‬

‫لمٌ َقوْ ًل مِ نْ رَبّ رَحِيم"‪.‬قال‪ :‬فينظر إليهم‪ ،‬وينظرون إِليه‪ ،‬ول يلتفتون ال‬
‫وذلك قول ال عز وجل‪َ " :‬س َ‬

‫شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه‪ ،‬حت يتجب عنهم‪ ،‬ويبقى نوره وبركته عليهم ف ديارهم"‪ .‬وقد‬

‫رواه البيهقي مطولً من هذا الوجه فقال‪ :‬أخبنا علي بن أحد بن عبدان‪ ،‬حدثنا أحد بن عبيد‪ ،‬حدثنا‬

‫الكري ي‪ ،‬حدث نا يعقوب بن إ ساعيل بن يو سف ال سلل‪ ،‬حدث نا أ بو عا صم العبادا ن‪ :‬عن الف ضل بن‬

‫عيسى الرقاشي‪ ،‬عن ممد بن النكدر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬بينما أهل‬

‫النة ف ملس ل م‪ ،‬إذ سطع ل م نور على باب النة‪ ،‬فرفعوا رؤو سهم فإذا الرب قد أشرف‪ .‬فقال‪ :‬يا‬

‫‪719‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أهل النة سلون‪ .‬فقالوا‪ :‬نسألك الرضاء عنا‪ .‬قال‪ :‬رضائي أحلكم داري‪ ،‬وأنا لكم كرامت‪ ،‬هذا أوانا‬

‫ف سلون‪ .‬قالوا‪ :‬ن سألك الزيادة‪ .‬فيؤتون بنجائب من ياقوت أح ر‪ ،‬أزمت ها زمرد أخ ضر وياقوت أح ر‪،‬‬

‫فيجلسون عليها‪ ،‬تضع حوافرها عند منتهى طرفها‪ ،‬فيأمر ال فيجيء جوار من الور العي وهن يقلن‪:‬‬

‫"نن الناعمات فل نيأس‪ ،‬ونن الالدات فل نوت‪ ،‬أزواج قوم مؤمني كرام" ويأمر ال بكثبان من‬

‫مسك أذفر أبيض‪ ،‬فينثر عليهم ريا يقال لا النثرة‪ ،‬حت ينتهي بم إل جنة عدن‪ ،-‬وهي قصبة النة‪،-‬‬

‫فتقول اللئ كة‪ :‬يا رب نا قد جاء القوم‪ ،‬فيقول‪ :‬مرحبا بال صادقي‪ ،‬مرحبا بالطائع ي‪ ،‬قال‪ :‬فيك شف ل م‬

‫الجاب‪ ،‬فينظرون إل ال عز وجل فيتمتعون بنور الرحن حت ل يبصر بعضهم بعضا فيقول‪ :‬أرجعوهم‬

‫إل قصصصصصورهم بالتحصصصصف‪ ،‬فيجعون وقصصصصد أبصصصصصر بعضهصصصصم بعضا‪.‬‬

‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬وذلك قول ال عز و جل "‪ُ" :‬نزُلً مِ نْ َكفُورٍ رَحِ يم" ف صلت‪:‬‬

‫‪.132‬‬

‫ث قال البيهقي‪ :‬وقد مضى ف هذا الكتاب أي ف كتاب الرؤية ما يؤكد ما روي ف هذا الديث‪،‬وال‬

‫أعلم‪.‬‬

‫‪720‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وذكر أبو العال الوين ف الرد على السجزي‪ ":‬أن الرب تبارك وتعال إذا كشف لهل النة الجاب‪،‬‬

‫وتلى لهل النة‪ ،‬تدفقت النار‪ ،‬واصطفقت الشجار‪ ،‬وتاوبت السرر والغرفات بالصرير‪ ،‬والعي‬

‫التدفقات بالريصر‪ ،‬واسصترسلت الريصح‪ ،‬وفاحصت الور والقصصور بالسصك الذفصر والكافور‪ ،‬وغردت‬

‫الطيور‪ ،‬وأشرفصصصصصصصصصصصصصصصت الور العيصصصصصصصصصصصصصصص "‪.‬‬

‫والفضل بن عيسى ضعيف‪ ،‬ولكن روى للضياء‪ :‬من حديث عبدال بن عبدال‪ ،‬عن ممد بن النكمر‪،‬‬

‫عن جابر‪ ،‬مرفوعا مثله‪.‬‬

‫ذكر رؤية أهل النة ربم عز وجل ف مثل أيام المع ف متمع لم معه لذلك هنالك‪:‬‬

‫ض َرةٌ إلَى َر ّبهَا نَاظِ َرٌة "القيامة‪.22 :‬‬


‫قال ال تعال‪ُ " :‬وجُوٌه َي ْومَئِ ٍذ نَا ِ‬
‫وقال تعال‪ِ :‬إنّ ا َلبْرَارَ َلفِي َنعِيم عَلَى الرَائِكِ َينْطرُو َن َتعْرِفُ فِي وُجُو ِههِمْ نَضْ َر َة النّعِيم"‪.‬‬
‫الطففي‪.24 22 :‬‬
‫وقد تقدم ف حديث أب موسى الشعري‪ :‬أن رسول ال‪-‬س!م قال‪" :‬جنتان من ذهب نبتهما وما‬
‫فيهما‪ ،‬وجنتان من فضة نبتهما وما فيهما‪ ،‬وما بي القوم وبي أن ينظروا إل ربم عز وجل إلّ رداء‬
‫الكبياء على وجهه ف جنات عدن "‪.‬‬
‫أخرجاه ف الديث الخرعن ثوير بن أب فاختة‪ ،‬عن ابن عمر‪" :‬وأعلهم من ينظر إل ال ف اليوم‬
‫مرتي "‪.‬‬
‫وله شاهد ف الصحيحي‪ :‬عن جرير‪ ،‬مرفوعا‪ ،‬عند ذكر رؤية الؤمني ربم عز وجل يوم القيامة "كما‬

‫‪721‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يرون الشمس والقمر"‪.‬‬


‫ث بعد ذلك‪":‬فإن استطعتم أل تغفلوا عن الصلة قبل طلوع الشمس وقبل غروبا فافعلوا"‪.‬‬
‫حمْدِ َربّكَ َقبْ َل طُلُوع الشّمْس وََقبْلَ اْلغُرُوبِ" ق‪.39 :‬‬
‫ث قرأ‪َ " :‬وسَبّ ْح بِ َ‬
‫و ف صحيح البخاري‪" :‬إن كم سترون ر ب كم عيانا"‪ .‬فأر شد هذا ال سياق أ إل أن الرؤ ية ت قع ف م ثل‬

‫أوقات العبادة‪ ،‬فكأن الريدين من الخيار يرون ال عز و جل ف م ثل طر ف النهار غدوة وعشية‪ ،‬وهذا‬

‫مقام عال‪ ،‬حت إنم يرون ربم عز وجل وهم على أرائكهم وسررهم كما يرى القمرف الدنيا ف مثل‬

‫هذه الحوال‪ ،‬يرون ال تعال أيضا ف الجمع العم الشل‪ ،‬وهو ف مثل أيام المع‪ ،‬حيث يتمع أهل‬

‫النة ف وادٍ أفيح‪ -‬أي متسع‪ -‬من مسك أبيض‪ ،‬ويلسون فيه على قدر منازلم‪ ،‬فمنهم من يلسى على‬

‫منابر من نور‪ ،‬ومنهم من يلس على منابر من ذهب‪ ،‬وغي ذلك من أنواع الواهر وغيها‪ ،‬ث تفاض‬

‫عليهم اللع‪ ،‬وتوضع بي أيديهم الوائد بأنواع الطعمة والشربة‪ ،‬ما ل عي رأت‪ ،‬ول أذن سعت‪ ،‬ول‬

‫خطر على قلب بشر ث يطيبون بأنواع الطيب كذلك‪ ،‬ويباشرون من أنواع الكرام ما ل يطر ف بال‬

‫أحد قبل ذلك‪ ،‬ث يتجلى لم الق جل جلله سبحانه وتعال‪ ،‬وياطبهم واحدا واحدا‪ ،‬كما دلت على‬

‫ذلك الحاديصصصصصث‪ ،‬كمصصصصصا سصصصصصيأت إيرادهصصصصصا قريبا إن شاء ال تعال‪.‬‬

‫و قد ح كى ب عض العلماء خلفا ف الن ساء‪ :‬هل ير ين ال عز و جل ك ما يراه الرجال فق يل‪ :‬ل‪ ،‬لن ن‬

‫‪722‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫مق صورات ف اليام‪ ،‬وق يل‪ :‬بلى‪ ،‬ل نه ل ما نع من رؤي ته تعال ف اليام وغي ها‪ :‬و قد قال تعال‪" :‬إنّ‬

‫ص َينْظُرونصصصصصصصَ"‪.‬‬
‫البْرَارَ لفصصصصصصصي نَعِيصصصصصصصم عَلَى الرَائِكصصصصصص ِ‬

‫ص ُمتّ ِكئُون"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬هُمصصصصصْ وَأ ْزوَا ُجهُمصصصصصْ فِصصصصي ظِل ٍل عَلَى الرَائِكصصصص ِ‬

‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إنكم سترون ربكم عز وجل‪ ،‬كما ترون هذا القمر‪ ،‬ل تارون‬

‫فصص رؤيتصصه‪ ،‬فإن اسصصتطعتم فداوموا على الصصصلة قبصصل طلوع الشمصصس وقبصصل غروباصص"‪.‬‬

‫وهذا عام فصصصصصصصصصصصصص الرجال والنسصصصصصصصصصصصصصاء‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫وقال ب عض العلماء قو ًل ثالثا‪ :‬و هو أن ن ير ين ال ف م ثل أيام العياد‪ ،‬فإ نه تعال يتجلى ف م ثل أيام‬

‫العياد لهل النة تليا عاما‪ ،‬فيينه ف مثل هذه الال دون غيها‪ ،‬وهذا القول يتاج إل دليل خاص‬

‫عليصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫صنُوا الْحُسصصصصصصصصنْى َو ِزيَادة"‪.‬‬


‫وقال ال تعال‪" :‬للذِينصصصصصصصصَ أحْسصصصصصصص َ‬

‫و قد روي عن جا عة من ال صحابة تف سي هذه الزيادة بالن ظر إل و جه ال عز و جل‪ ،‬من هم أ بو ب كر‬

‫الصديق‪ ،‬وأب بن كعب‪ ،‬وكعب بن عجرة‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وأبو موسى الشعري‪ ،‬وعبد ال بن‬

‫‪723‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عباس‪ ،‬و سعيد بن ال سيب‪ ،‬وما هد‪ ،‬وعكر مة‪ ،‬وع بد الرح ن بن أ ب ليلى‪ ،‬وع بد الرح ن بن سابط‪،‬‬

‫والسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والضحاك‪ ،‬والسدي‪ ،‬وممد بن إسحاق‪ ،‬وغيهم من السلف‪ ،‬واللف‪ ،‬رحهم ال‪،‬‬

‫وأكرم مثواهصصصصصصصصصصصصصصصصصم أجعيصصصصصصصصصصصصصصصصص‪.‬‬

‫و قد روي حد يث رؤ ية الؤمن ي لرب م عز و جل ف الدار الخرة‪ :‬عن جا عة من ال صحابة‪ ،‬من هم أ بو‬

‫بكرالصصصصصصديق رضصصصصصي ال عنصصصصصه وقصصصصصد تقدم حديثصصصصصه مطولً‪.‬‬

‫ومنهصصم علي بصصن أبصص طالب كرم ال وجهصصه‪ .‬وقصصد روى حديثصصه يعقوب بصصن سصصفيان‪.‬‬

‫حدثنا ممد بن مصفى‪ ،‬حدثنا سويد بن عبد العزيز‪ ،‬حدثنا عمرو بن خالد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬

‫عن جده‪ ،‬عن علي بن أ ب طالب‪ ،‬قال‪ :‬قال و سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬يرى أ هل ال نة الرب‬

‫تعال فصصصصصصصصصصصص كصصصصصصصصصصصصل جعصصصصصصصصصصصصة"‪..‬‬

‫صصل ذلك"‪.‬‬
‫صصر قبص‬
‫صصه ل يص‬
‫صصف الجاب كأنص‬
‫صصه "إذا كشص‬
‫صصث‪ :‬وفيص‬
‫صصر تام الديص‬
‫وذكص‬

‫وقوله تعال‪" :‬ولدينصصصصصصصصصصصصصصصصا مزيصصصصصصصصصصصصصصصصد"‪.‬‬

‫ومنهم اب بن كعب‪ ،‬وأن بن مالك‪ ،‬وبريدة بن الصيب‪ ،‬وجابر بن عبد ال‪ ،‬وحذيفة‪ ،‬وزيد بن ثابت‪،‬‬

‫‪724‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلمان الفارسي‪ ،‬وأبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الدري‪ ،‬وأبو أمامة صدي بن عجلن الباهلي‪،‬‬

‫وصهيب بن سنان الرومي‪ ،‬وعبادة بن الصامت‪ ،‬وعبد ال بن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعبد ال بن عمرو‪،‬‬

‫وأ بو مو سى ع بد ال بن ق يس‪ ،‬وع بد ال بن م سعود‪ ،‬وعدي بن حا ت‪ ،‬وعمار بن يا سر‪ .‬وعمارة بن‬

‫رويبة‪ ،‬وأبو رزين العقيلي‪ ،‬وأبو هريرة رجل من الصحابة‪ ،‬وعائشة أم الؤمني‪ ،‬رضي ال عنهم أجعي‪.‬‬

‫وقد تقدم كثي منها‪ ،‬وسيأت ذكر شيء منها ما يليق بذا القام إن شاء ال‪ ،‬وبه الثقة‪ ،‬وعليه التكلن‪.‬‬

‫يوم المعة يوم الزيد‬

‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬أخبنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت البنان‪ ،‬عن عبد الرحن بن أب‬
‫سنَى وَزِيادةٌ"‪.‬‬
‫سنُوا الْحُ ْ‬
‫سلمة‪ ،‬عن صهيب‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم تل هذه الية‪" :‬لِلّذِينَ أحْ َ‬
‫وقال‪" :‬إذا أدخل أهل النة النة‪ ،‬وأهل النار النار‪ ،‬نادى مناد‪ :‬يا أهل النة‪ :‬إن لكم عند ال وعدا يريد‬
‫أن ينجزكموه‪ ،‬فيقولون‪ :‬وما هو? أل تثقل موازيننا‪ ،‬وتبيض وجوهنا‪ ،‬ويدخلنا النة‪ ،‬ويزحزحنا عن‬
‫النار? قال‪ :‬فيكشف لم الجاب‪ ،‬فينظرون إليه‪ ،‬فوال ما أعطاهم ال شيئا أحب إليهم من النظر إليه‬
‫ول أقر لعينهم‪ .‬وهكذا رواه مسلم‪ :‬من حديث حاد بن سلمة‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن البارك‪ :‬أخبنا أبو بكر اللقان‪ ،‬أخبن أبو تيمة الجيمي‪ ،‬قال‪ :‬سعت أبا موسى‬
‫الشعري يطب على منب البصرة‪ :‬يقول‪" :‬إن ال يبعث يوم القيامة ملكا إل أهل النة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا أهل‬
‫النة‪ :‬هل أنزكم ال ما وعدكم? فينظرون ويرون اللى واللل والنار والزواج الطهرة‪ ،‬فيقولون‪:‬‬
‫سنُوا‬
‫نعم‪ ،‬قد أنزنا ما وعدنا‪ ،‬يقولون ذلك ثلث مرات فيقول‪ :‬قد بقي شيء‪ :‬إن ال يقول‪ِ" :‬للّذِينَ أحْ َ‬
‫الُسْن و ِزيَادةٌ"‪.‬‬

‫‪725‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أل إن السن النة‪ ،‬والزيادة هي النظر إل وجه ال عز وجل" وهذا موقوف‪.‬‬


‫وقد روى ابن جرير‪ ،‬وابن أب حات‪ :‬من حديث أب تيمة الجيمي‪ ،‬عن أب موسى الشعري‪ ،‬أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ال يبعث يوم القيامة مناديا ينادي‪ :‬يا أهل النة‪ -‬بصوت يسمع أولم‬
‫وآخرهم‪ -‬إن ال وعدكم السن وزيادة‪ ،‬السن النة‪ ،‬والزيادة النظر إل وجه الرحن"‪.‬‬
‫وروى أيضا‪ :‬من حديث زهي‪ :‬عمن سع أبا العالية يقول‪ :‬حدثنا أب بن كعب‪ :‬أنه سأل رسول ال‬
‫سنَى و ِزيَادة"‪.‬‬
‫سنُوا الْحُ ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عن قول ال عز وجل‪" :‬لِّلذِينَ أحْ َ‬
‫قال‪" :‬السن النة‪ ،‬والزيادة هي النظر إل وجه ال عز وجل"‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير أيضا‪ :‬عن ابن حيد‪ ،‬عن إبراهيم بن الختار‪ ،‬عن ابن جرير‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن كعب بن‬
‫سنَى وَ ِزيَادة"‪.‬‬
‫سنُوا الْحُ ْ‬
‫عجرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف قوله تعال‪" :‬لِلّذِينَ أحْ َ‬
‫قال‪" :‬للذين أحسنوا العمل ف الدنيا السن‪ ،‬وهي النة‪ ،‬والزيادة‪ ،‬النظر إل وجه ال عز وجل"‪ .‬مسلم‬
‫وشيخه نوح متكلم فيهما‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الِمام أبو عبد ال ممد بن إدريس الشافعي ف كتاب الجة من مسنده‪ :‬أخبنا إبراهيم بن ممد‪،‬‬
‫حدثن موسى بن عبيدة‪ ،‬حدثن أبو الزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة‪ ،‬عن عبيد‪ ،‬عن عمي‪ ،‬أنه سع‬
‫أنس بن مالك يقول‪" :‬أتى جبيل برآة بيضاء فيها نكتة‪ ،‬إل النب صلى ال عليه وسلم فقال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪" :‬ما هذه? فقال‪ :‬هذه المعة‪ ،‬فضّلت با أنت وأمتك‪ ،‬والناس لكم فيها تبع‪ ،‬اليهود‬
‫والنصارى‪ ،‬ولكم فيها خي‪ ،‬وفيها ساعة ل يوافقها من يدعو ال بي إل استجيب له‪ ،‬وهو عندنا يوم‬
‫الزيد‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬يا جبيل‪ :‬ما يوم الزيد? قال‪ :‬إن ربك اتذ ف الفردوس واديا‬
‫أفيح‪ ،‬فيه كثب مسك‪ ،‬فإذا كان يوم المعة نزل سبحانه وتعال‪ ،‬وأنزل ال ما شاء من ملئكته‪ ،‬وحوله‬
‫منابر من نور‪ ،‬عليها مقاعد النبيي‪ ،‬وحفت تلك النابر بكراسي من ذهب‪ ،‬مكللة بالياقوت والزبرجد‪،‬‬
‫عليها الشهداء والصديقون‪ ،‬فجلسوا من ورائهم‪ ،‬على تلك الكثب‪ ،‬فيقول ال عز وجل‪ :‬أنا ربكم أنا‬
‫ربكم‪ ،‬وقد صدقتكم وعدي‪ ،‬فسلون أعطكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا نسألك رضوانك‪ ،‬فيقول‪ :‬قد رضيت‬
‫عنكم‪ ،‬ولكم عليّ ما تنيتم‪ ،‬ولدي مزيد"‪" :‬فهم يبون يوم المعة لا يعطيهم فيه ربم من الي‪ ،‬وهو‬
‫اليوم الذي استوى فيه ربم على العرش‪ ،‬وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة"‪.‬‬

‫‪726‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد رواه البزار‪ :‬من حديث جهضم بن عبد ال‪ ،‬عن أب طيبة‪ ،‬عن عثمان بن عمي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أتان جبيل ف يده مرآة بيضاء‪ ،‬فيها نكتة سوداء‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذه‬

‫يا جب يل? قال‪ :‬هذه الم عة‪ ،‬يعرض ها عل يك ر بك‪ ،‬فتكون لك عيدا ولقو مك من بعدك‪ ،‬تكون أ نت‬

‫الول‪ ،‬ويكون اليهود والنصارى من بعدك‪ ،‬قال‪ :‬ما لنا فيها? قال لكم فيها ساعة ما دعا فيها مؤمن ربه‬

‫بي هو له قسم إل أعطاه إياه‪ ،‬وما دعاه بي ل يقسم إل ادخر له ما هو أعظم منه‪ ،‬وما تعوذ من شر‬

‫هو عليه مكتوب إل أعاذه من أعظم منه قال‪ :‬قلت‪ :‬ما هذه النكتة السوداء? قال‪ :‬هي الساعة‪ ،‬تقوم يوم‬

‫المعة‪ ،‬وهو سيد اليا مِ عندنا‪ ،‬ونن ندعوه ف الخرة يوم الزيد‪ :‬قال‪ :‬وما يوم الزيد? قال‪ :‬إن ربك‬

‫اتذ ف النة واديا أفيح‪ ،‬من مسك أبيض‪ ،‬فإذا كان يوم المعة نزل تعال من عليي على كرسيه‪ ،‬ث‬

‫حف الكرسي بنابر من نور‪ ،‬وجاء النبيون حت يلسوا عليها‪ ،‬ث حف النابر بكراسي من ذهب‪ ،‬ث جاء‬

‫الصديقون والشهداء حت يلسوا عليها‪ ،‬ث ييء أهل النة حت يلسوا على الكثب‪ ،‬فيتجلى لم ربم‬

‫عز وجل حت ينظروا إل وجهه وهو يقول‪ :‬أنا الذي صدقتكم وأتمت عليكم نعمت‪ ،‬هذا مل كرامت‬

‫فسلون‪ ،‬فيسألونه حت تنتهي رغبتهم‪ ،‬فيبيح لم عند ذلك ما ل عي رأت‪ ،‬ول أذن سعت‪ ،‬ول خطر‬

‫‪727‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫على قلب بشر‪ ،‬ث يبقى إل مقدار منصرف الناس من يوم المعة‪ ،‬ث يصعد تعال على كرسيه‪ ،‬ويصعد‬

‫م عه الشهداء وال صديقون‪ -‬أح سبه قال‪ -:‬وير جع أ هل الغرف إل غرف هم الخلو قة من درة بيضاء‪ ،‬أو‬

‫ياقو تة حراء‪ ،‬أو زبرجدة خضراء‪ ،‬من ها غرف ها وأبواب ا مطرزة‪ ،‬في ها أشجار متدل ية في ها ثار ها‪ ،‬في ها‬

‫أزواج ها وخدم ها‪ ،‬ولي سوا إل ش يء أحوج من هم إل يوم الم عة‪ ،‬في ها أزواج ها وخدم ها‪ ،‬ولي سوا إل‬

‫شيء أحوج منهم إل يوم المعة‪ ،‬ليزدادوا فيه كرامة‪ ،‬ويزدادوا نظرا إل وجهه تعال‪ ،‬ولذلك سي يوم‬

‫الزيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصد"‪.‬‬

‫ث قال البزار‪ :‬ل نعلم أحدا رواه عن أنس عن عثمان بن عمي‪ -‬أبو اليقظان‪ -‬وعثمان بن صال‪ ،‬هكذا‬

‫قال‪.‬‬

‫وقد رويناه‪ :‬من طريق زياد بن خيثمة‪ ،‬عن عثمان بن سلم‪ ،‬عن أنس‪ :‬فذكر الديث بطوله مثل هذا‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصياق أو نوه‪.‬‬
‫السص‬

‫وتقدم ف روا ية الشاف عي عن ع بد ال بن عب يد بن عم ي‪ ،‬ع نه ف قد اختلف الرواة ف يه‪ ،‬وكان بعض هم‬

‫يدلسصصصصه لئل يعلم أمره‪ ،‬وذلك لاصصصص يتوهصصصصم مصصصصن ضعفصصصصه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪728‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقد رواه الافظ أبو يعلى الوصلي ف مسنده‪ :‬عن شيبان بن فروخ‪ ،‬عن الصعق بن حزن‪ ،‬عن علي بن‬

‫ال كم البنا ن‪ ،‬عن أ نس‪ ،‬وذ كر الد يث وهذه طرق جيدة عن أ نس‪ ،‬شاهدة لروا ية عثمان بن عم ي‪.‬‬

‫وقصصد اعتنصص بذا الديصصث الافصصظ أبصصو حسصصن‪ ،‬والدارقطنصص فأورداه مصصن طرق‪.‬‬

‫قال الافظ الضياء‪ :‬وقد روي من طريق جيد‪ :‬عن أنس بن مالك‪ ،‬ورواه الطبان‪ ،‬عن أحد بن زهي‪،‬‬

‫عن ممد بن عثمان بن كرامة‪ ،‬عن خالد بن ملد القطوان‪ ،‬عن عبد السلم بن حفص‪ ،‬عن أب عمران‬

‫الونصصصصصصصصصصص‪ ،‬عصصصصصصصصصصصن أنصصصصصصصصصصصس‪ ،‬فذكره‪.‬‬

‫وقصصصصصصد رواه غيصصصصصص أنصصصصصصس مصصصصصصن الصصصصصصصحابة‪.‬‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا ابراهيم بن البارك‪ ،‬عن القاسم بن مطيب‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب وائل‪ ،‬عن حذيفة‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬أتا ن جب يل فذ كر يوم الز يد قال‪ :‬فيو حي ال إل حلة‬

‫العرش أن هجوا ال جب في ما بي نه وبين هم‪ ،‬فيكون أول ما ي سمعون م نه‪ :‬أ ين عبادي الذ ين أطاعو ن‬

‫بالغيصب ول يرونص? واتبعوا رسصلي وصصدقوا أمري? سصلون‪ ،‬فهذا يوم الزيصد‪ ،‬فيجتمعون على كلمصة‬

‫واحدة‪ :‬أن قد رضي نا فارض ع نا‪ ،‬وير جع ف قوله‪ :‬يا أ هل ال نة‪ :‬إ ن لو ل أرض عن كم ل أ سكنتكم‬

‫‪729‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جن ت‪ ،‬هذا يوم الز يد ف سلون‪ ،‬فيجتمعون على كل مة واحدة‪ ،‬أر نا وج هك يا رب نن ظر إل يك‪ .‬قال‪:‬‬

‫فيك شف ال ال جب‪ ،‬فيتجلى ل م من نوره ما لول أن ال ق ضى أن ل يوتوا لحرقوا‪ ،‬ث يقال ل م‪:‬‬

‫ارجعوا إل منازلكم‪ ،‬فيجعون إل منازلم‪ ،‬ولم ف كل سبعة أيام يوم‪ ،‬وذلك يوم المعة"‪.‬‬

‫ذكر سُوق الَنّة‬

‫قال الا فظ أ بو ب كر بن أ ب عا صم‪ ،‬حدث نا هشام بن عمار‪ ،‬حدث نا ع بد الم يد بن حبيب بن أ ب‬

‫العشرين‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬عن حسان بن عطية‪ ،‬عن سعيد بن السيب‪ ،‬أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة‪:‬‬

‫"اسأل ال أن يمع بين وبينك ف سوق النة‪ ،‬فقال سعيد‪ :‬أو فيها سوق? قال‪ :‬نعم‪ ،‬أخبن رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬أن أهل النة إذا دخلوها بفضل أعمالم‪ ،‬فإنه يؤذن لم ف مقدار يوم المعة من‬

‫أيام الدن يا‪ ،‬فيزورون ال ف رو ضة من رياض النة‪ ،‬فتوضع لم منابر من نور‪ ،‬ومنابر من لؤلؤ‪ ،‬ومنابر‬

‫من زبر جد‪ ،‬ومنابر من ياقوت‪ ،‬ومنابر من ذ هب‪ ،‬ومنابر من ف ضة‪ ،‬ويلس أدنا هم‪ -‬و ما في هم أد ن‪-‬‬

‫على كثبان السصك والكافور‪ ،‬مصا يرون أن أصصحاب الكراسصي أفضصل منهصم ملسصا‪ ،‬فقال أبصو هريرة‪:‬‬

‫فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬هل نرى ربنا? قال‪ :‬نعم هل تارون ف رؤية الشمس والقمر ليلة البدر? قلنا‪ :‬ل‪.‬‬

‫‪730‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال‪ :‬فكذلك ل تارون ف رؤ ية رب كم‪ ،‬ما يب قى ف ذلك الجلس أ حد إل حاضره ماضرة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا‬

‫فلن ا بن فلن‪ :‬أتذ كر يوم فعلت كذا وكذا? فيذ كر ب عض غدار ته ف الدن يا‪ -‬فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬أفلم تغ فر‬

‫ل? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فبمغفرت بلغت منلتك هذه‪ ،‬قال‪ :‬فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم‪،‬‬

‫فأمطرت علي هم طيبا ل يدوا م ثل ري ه شيئا قط‪ ،‬قال‪ :‬ث يقول رب نا عز و جل‪ :‬قوموا إل ما أعددت‬

‫لكم من الكرامة‪ ،‬فخذوا ما اشتهيتم‪ ،‬قال‪ :‬فيجدون سوقا قد حفت به اللئكة‪ ،‬ما فيه ل تنظر العيون‬

‫ص مصا اشتهينصا‪ ،‬ليصس يباع فيصه ول‬


‫إل مثله‪ ،‬ول تسصمع الذان‪ ،‬ول يطصر على القلوب‪ ،‬قال‪ :‬فيحمصل لن ا‬

‫يشترى‪ ،‬ف ذلك السوق يلقى أهل النة بعضهم بعضا‪ ،‬فيقبل ذو البزة الرتفعة فيلقى من هو دونه‪-،‬‬

‫وما فيهم دن‪ -‬فيوعه ما يرى عليه من اللباس واليئة‪ ،‬فما ينقضي آخر حديثه حت يتمثل عليه أحسن‬

‫منه‪ ،‬وذلك أنه ل ينبغي لحد أن يزن فيها‪ ،‬قال‪ :‬ث ننصرف إل منازلنا فيلقانا أزواجنا‪ ،‬فيقلن‪ :‬مرحبا‬

‫ل وسهلً ببنا‪ ،‬لقد جئت وإن بك من المال والطيب أفضل ما فارقتنا عليه‪ ،‬فنقول‪ :‬إنا جالسنا‬
‫وأه ً‬

‫صصصا"‪.‬‬
‫صصصل مصصصا انقلبنص‬
‫صصصا البار عصصصز وجصصصل فحقنصصصا أن ننقلب بثص‬
‫ربنص‬

‫وه كذ ا رواه ا بن ما جه‪ :‬عن هشام بن عمار‪ ،‬ورواه الترمذي‪ :‬عن م مد بن إ ساعيل‪ ،‬عن هشام بن‬

‫‪731‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عمار‪ ،‬ث قال‪ :‬غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬ورواه أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬عن الكم ابن موسى‪،‬‬

‫صصصصصصصي‪.‬‬
‫صصصصصصصن الوزاعص‬
‫صصصصصصصن زياد‪ ،‬عص‬
‫صصصصصصصن العلى بص‬
‫عص‬

‫قال سصصصصنان‪ :‬سصصصصعيد بصصصصن السصصصصيب لقصصصصي أبصصصصا هريرة‪ ،‬فذكره‪..‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد البار الصري‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‬

‫بن مالك‪ ،‬أن ر سول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ف ال نة لسوقا يأتونه كل جعة‪ ،‬فت هب ر يح‬

‫الشمال فتح ثو ف وجوه هم وثياب م‪ ،‬فيزدادون ح سنا وجالً‪ ،‬فيجعون إل أهل هم و قد ازدادوا ح سنا‬

‫وجالً‪ ،‬فيقول لم أهلوهم‪ ،‬وال لقد ازددت بعدنا حسنا وجالً‪ ،‬فيقولون‪ :‬وأنتم وال لقد ازددت بعدنا‬

‫حسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصنا وجالً"‪.‬‬

‫وهكذا رواه أح د‪ :‬عن عفان‪ ،‬عن حاد‪ ،‬وعنده‪" :‬إن ف ال نة ل سوقا في ها كثبان ال سك‪ ،‬فإذا خرجوا‬

‫إليها هبت الريح" وذكر تامه‪.‬‬

‫ما ورد ف وصف أرض النة وطيب عرفها وانتشاره‬

‫‪732‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى أبو بكر بن أب شيبة‪ :‬عن عمرو‪ ،‬عن عطاء بن وراد‪ ،‬عن سال‪ ،‬عن أب العنس‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أرض النة بيضاء‪ ،‬عرصتها صخور الكافور‪ ،‬وقد أحاط به السك‪،‬‬
‫مثل كثبان الرمل‪ ،‬فيها أنار مطردة‪ ،‬فيجتمع فيها أهل النة‪ ،‬فيتعارفون‪ ،‬فيبعث ال ريح الرحة‪ ،‬فتهيج‬
‫عليهم ريح السك‪ ،‬فيجع الرجل إل زوجته وقد ازداد حسنا وطيبا‪ ،‬فتقول له‪ :‬لقد خرجت من عندي‬
‫وأنا بك معجبة‪ ،‬وأنا الن بك أشد إعجابا"‪.‬‬
‫فأما الديث الذي رواه الافظ أبو عيسى الترمذي‪ :‬حدثنا أحد بن منيع‪ ،‬وهناد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫معاوية‪ ،‬حدثنا عبد الرحن بن إسحاق‪ ،‬عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن ف النة لسوقا ما فيها شراء ول بيع إل الصور من الرجال والنساء‪ ،‬فإذا اشتهى الرجل‬
‫صورة دخل فيها"‪.‬‬
‫فإنه حديث غريب كما ذكره الترمذي رحه ال‪ ،‬ويمل معناه على أن الرجال إنا يشتهون الدخول ف‬

‫مثل صور الرجال‪ ،‬وكذلك النساء إنا يشتهي الدخول ف مثل صور النساء‪ ،‬ويكون مفسرا بالديث‬

‫التقدم‪ ،‬وهو الشكل واليئة‪ ،‬والبزة واللباس كما ذكرنا ف حديث أب هريرة ف سوق النة‪" :‬فيقبل ذو‬

‫البزة الرتفعة فيلقى من دونه‪ ،‬فيوعه ما يرى عليه من اللباس واليئة فما ينقضي آخر حديثه حت يتمثل‬

‫عليصصصه أحسصصصن منصصصه‪ ،‬وذلك أنصصصه ل ينبغصصصي لحصصصد أن يزن فيهصصصا"‪.‬‬

‫هذا الد يث‪ :‬إن كان قد ح فظ ل فظ الد يث‪ ،‬والظا هر أ نه ل ي فظ فإ نه قد تفرد به ع بد الرح ن بن‬

‫إ سحاق بن الارث‪ ،‬و هو أ بو شي بة الوا سطي‪ ،‬ويقال الكو ف روى عن أب يه‪ ،‬وخاله النعمان بن سعد‪،‬‬

‫والشعصب وغيهصم‪ ،‬وعصن جاعصة‪ ،‬منهصم حفصص بصن غياث‪ ،‬وعبصد ال بصن إدريصس‪ ،‬وهشام‪.‬‬

‫‪733‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬ليس بشيء‪ ،‬وهو منكر الديث‪ ،‬وكذبه ف روايته عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن الغية بن‬

‫شع بة‪ ،‬ف أحاد يث رفع ها‪ ،‬وكذلك ضع فه ي ي بن مع ي‪ ،‬وم مد بن سعد‪ ،‬ويعقوب بن سفيان‪،‬‬

‫والبخاري‪ ،‬وأبصو داود‪ ،‬وأبصو حاتص‪ ،‬وأبصو زرعصة‪ ،‬والنسصائي‪ ،‬وابصن خزيةص‪ ،‬وابصن عدي‪ ،‬وغيهصم‪.‬‬

‫وقصصد اسصصتقصيت كلمهصصم فيصصه مفصصصلً فصص التكميصصل‪ ،‬فلله المصصد والنصصة‪.‬‬

‫ومثل هذا الرجل ل يقبل منه ما تفرد به‪ ،‬ول سيما هذا الديث‪ ،‬فإنه منكر جدا‪ ،‬وأحسن أحواله أن‬

‫يكون قد سع شيئا ول يفه مه جيدا‪ ،‬و عب ع نه بعبارة ناق صة‪ ،‬ويكون أ صل الد يث ك ما ذكر نا من‬

‫رواية ابن أب الرير الدمشقي‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬عن حسان بن عطية‪ ،‬عن سعيد بن السيب‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة فصصصصصصصصصص سصصصصصصصصصصوق النصصصصصصصصصصة وال أعلم‪.‬‬

‫وقد روي من وجه آخر غريب‪ ،‬فقال ممد بن عبد ال الضرمي الافظ العروف بطر‪ :‬حدثنا أحد بن‬

‫م مد بن طر يف البجلي‪ ،‬حدث نا م مد بن كث ي‪ ،‬حدث ن جابر الع في‪ ،‬عن أ ب جع فر‪ ،‬عن علي بن‬

‫السي‪ ،‬عن جابر بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن متمعون فقال‪:‬‬

‫"يا معاشر السلمي إن ف النة لسوقا ما يباع فيها ول يشترى إل الصور‪ ،‬فمن أحب صورة من رجل‬

‫‪734‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أو امرأة دخل فيها"‪ .‬جابر بن يزيد العفي ضعيف الديث‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫ذكر ريح النة وطيبه وانتشاره‬

‫حت إنه يشم من مسية سني عديدة ومسافة بعيدة‬

‫جّنةَ‬
‫قال ال تعال‪" :‬وَالّذِينَ ُقتِلُوا فِي َسبِيل اللّهِ فَلَ ْن ُيضِ ّل أعْمَاَلهُ ْم َسَيهْدِيهِمْ َويُصْلِحُ بَاَلهُمْ َويُ ْدخُِلهُ ْم الْ َ‬
‫عَرَّفهَا َلهُمْ"‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬طيبها لم‪ ،‬من العرف‪ ،‬وهو الريح الطيبة‪.‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ،‬عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬من ادعى إل غي أبيه ل يرح رائحة النة‪ ،‬وإن ريها ليوجد من مسية خسي عاما"‪.‬‬
‫ورواه أحد عن غندر‪ ،‬عن شعبة وقال‪" :‬سبعي عاما"‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا وهب بن جرير‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن الكم‪ ،‬عن ماهد قال‪ :‬أراد فلن أن يدعى جنادة‬
‫بن أب أمية‪ ،‬فقال عبد ال بن عمرو‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من ادعى إل غي أبيه ل‬
‫يرح رائحة النهّ وإن ريها ليوجد من قدر سبعي‪ -‬أو من مسية سبعي عاما‪ -‬قال‪ :‬ومن كذب عليّ‬
‫متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"‪.‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا قيس بن جعفر‪ ،‬حدثنا عبد الواحد بن زياد‪ ،‬عن السن بن عمرو الفقيمي‪ ،‬عن‬
‫ماهد‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬من قتل معاهدا ل يرح رائحة النة‪،‬‬
‫وإن ريها ليوحد من مسية أربعي عاما"‪.‬‬
‫وهكذا رواه ابن ماجه‪ :‬عن أب كريب‪ ،‬عن أب معاوية‪ ،‬عن السن بن عمرو‪ ،‬به‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن ممد أخبنا إبراهيم العقب‪ ،‬حدثنا مروان بن معاوية الفزاري‪ ،‬عن‬
‫السن بن عمرو الفقيمي‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن جنادة عن أب أمية‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من قتل قتيلً من أهل الذمة ل يرح رائحة النة‪ ،‬وإن ريها ليوجد من مسية‬

‫‪735‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عام"‪ .‬هذا لفظه‪.‬‬


‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن علي البار‪ ،‬حدثنا معقل بن نفيل‪ ،‬حدثنا عيسى بن يونس‪ ،‬عن عوف‬
‫العراب‪ ،‬عن ممد بن سيين‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من قتل نفسا‬
‫معاهدة بغي حقها ل يرح رائحة النة‪ ،‬وإن ريح النة يوجد من مسية عام "‪.‬‬
‫وقد رواه أ بو داود‪ ،‬والترمذي‪ :‬من حديث ممد بن عجلن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة مرفوعا وقال‪:‬‬

‫"سصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصبعي خريفصصصصصصص‬

‫وقال حسصصصصصن‪ :‬صصصصصصحيح‪ ،‬قال‪ :‬وفصصصصص الباب عصصصصصن أبصصصصص بكرة‪.‬‬

‫وقال الافصصظ الضياء‪ :‬هصصو عندي على شرط الصصصحيح‪ :‬يعنصص حديصصث أبصص هريرة‪.‬‬

‫وقال عبد الرزاق‪ :‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن السن‪ -‬أو غيه‪ -‬عن أب بكرة‪ ،‬قال‪ :‬سعت رسول ال‬

‫صصصلى ال عليصصه وسصصلم يقول‪" :‬ريصصح النصصة يوجصصد مصصن مسصصية مائة عام"‪.‬‬

‫وقال سعيد بن أ ب عرو به‪ :‬عن قتادة‪" :‬خ سمائة عام"‪ .‬وكذلك رواه حاد بن سلمة‪ :‬عن يو نس ا بن‬

‫عبيصصصصصصصصصصصصد‪ ،‬عصصصصصصصصصصصصن السصصصصصصصصصصصصن‪.‬‬

‫وروى الافظ أبو نعيم الصبهان ف كتاب صفة النة‪ :‬من طريق الربيع بن بدر وهو ضعيف عن هارون‬

‫بصن رباب‪ ،‬عصن ماهصد‪ ،‬عصن أبص هريرة‪ ،‬مرفوعا‪" :‬رائحصة النصة توجصد مصن مسصية خسصمائة عام"‪.‬‬

‫‪736‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال مالك‪ :‬عن مسلم بن أب مري‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أنه قال‪" :‬نساء كاسيات عاريات‬

‫مائلت ميلت ل يدخلن النصة ول يدن ريهصا‪ ،‬وإن ريهصا لتوجصد مصن مسصية خسصمائة سصنة"‪.‬‬

‫قال الافظ أبو عمرو بن عبد الب‪ :‬وقد رواه عبد ال بن نافع الصائغ‪ :‬عن مالك‪ ،‬يرفعه إل النب صلى‬

‫ال عليه و سلم‪ ،‬وقال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال الضرمي‪ ،‬حدثنا ممد بن أحد بن طريف‪،‬‬

‫حدثنا أب‪ ،‬حدثنا ممد بن كثي‪ ،‬حدثن جابر العفي‪ ،‬عن أب جعفر‪ ،‬عن ممد‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن جابر‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ريح النة توجد من مسية ألف عام‪ ،‬وال ل يدها عاق‪.‬‬

‫ول قاطصصصصصصصصصصصصصصصصصصع رحصصصصصصصصصصصصصصصصصصم"‪.‬‬

‫وثبت ف الصحيحي‪" :‬أن سعد بن معاذ مر بأنس بن النضر يوم أحد حي ق تل‪ ،‬ول يعرفه من كثرة‬

‫الراح‪ ،‬وما عرفته أخته الربيع بنت النضر إل ببنانه‪ ،‬ووجد به بضع وثانون ما بي ضربة بسيف وطعنة‬

‫ورمية" رضي ال عنه‪ :‬فقال معاذ‪" :‬وجد أنس ريح النة"‪ .‬وهو ف الرض‪ ،‬وهي فوق السموات‪ ،‬اللهم‬

‫إل أن تكون قد اقتربت يومئذ من الؤمني‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫ذكر نُور الْجَنَة وبَهاِئهَا وَطيب فِنَائِها‬

‫‪737‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وحسْن مَنْظَرها ف صَباحِها ومَسائِها‬

‫ت َنعِيما َومُلْكا َكبِيا عَالَِيهُ ْم ِثيَابُ سُنْدُس ُخضْ ٌر وِإسَْتبْرَق وَ ُحلُوا‬ ‫ت ثَمّ رَأيْ َ‬
‫قال ال تعال‪ِ" :‬إذَا رَأْي َ‬
‫ضةٍ َو َسقَاهُمْ َر ّبهُ ْم شَرَابا َطهُورا"‪.‬‬ ‫َأسَاوِرَ مِنْ ِف ّ‬
‫سَتقَرّا َو ُمقَاما"‪.‬‬
‫ت مُ ْ‬
‫سنَ ْ‬
‫وقال تعال‪" :‬خَاِلدِينَ فِيهَا حَ ُ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ لَكَ أ ّل تَجُوعَ فِيهَا وَلَ َتعْرَى َوَأنّكَ َل تَظْمَؤا فِيهَا وَ َل َتضْحَى"‪.‬‬
‫وقال تعال‪َ " :‬ل يَ َر ْونَ فِيهَا شَمْسا وَلَ َز ْمهَرِيرا"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ،‬حدثنا عبد ربه النفي‪ ،‬عن خاله الرميل بن ساك‪،‬‬
‫سع أباه يدث‪" :‬أنه لقي عبد ال بن عباس بالدينة بعدما كف بصره‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن عباس‪ :‬ما أرض‬
‫النة? فقال‪ :‬هي مرمرة بيضاء من فضة‪ ،‬كأنا مرآة‪ .‬قلت‪ :‬ما نورها? قال‪ :‬أما رأيت الساعة الت تكون‬
‫قبل طلوع الشمس? فذلك نورها‪ ،‬إل أنه ليس فيها شس ول زمهرير"‪.‬‬
‫وذكرنا ف الديت‪ :‬كما سيأت إن شاء ال‪ ،‬وتقدم ف سؤال ابن صياد عن تربة النة‪" :‬أنا درمكة‬
‫بيضاء مسك أذفر"‪.‬‬
‫وقال أحد بن منصور الرمادي‪ :‬حدثنا كثي بن هشام‪ ،‬حدثنا هشام بن زياد أبو القدام‪ ،‬عن حبيب ابن‬
‫الشهيد‪ ،‬عن عطاء بن أب رباح‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬خلق ال النة‬
‫بيضاء‪ ،‬وأحب الزي إل ال البياض‪ ،‬فليلبسه أحياؤكم‪ ،‬وكفنوا فيه موتاكم"‪.‬‬
‫ث أمر برعاء الشاء فجمعوا‪ ،‬فقال‪ :‬من كان ذا غنم فليخلطها بيضاء‪ ،‬فجاءته امرأة فقالت‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ :‬إن اتذت غنما سودا فل أراها تزكو قال‪" :‬عفري" أي بيضي‪ ،‬معناه‪ :‬اخلطي معها بيضاء‪.‬‬
‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحد بن الفرج المصي‪ ،‬حدثنا عثمان بن سعيد بن كثي المصي حدثنا‬
‫ممد بن مهاجر‪ ،‬عن الضحاك العافري‪ ،‬عن سليمان بن موسى‪ ،‬حدثنا كريب‪ :‬أنه سع أسامة بن زيد‬
‫يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أل مشمر إل النة? فإن النة ل مثل لا وهي ورب الكعبة‬
‫نور يتلل‪ ،‬وريانة تتز‪ ،‬وقصر مشيد‪ ،‬ونر مطرد‪ ،‬وثر نضيج‪ ،‬وزوجة حسناء جيلة‪ ،‬وحلل كثية ف‬
‫مقام أبد‪ ،‬ف دار سليمة‪ ،‬وفاكهة وخضر‪ ،‬وجية ونعمة‪ ،‬ف ملة عالية بية‪ .‬قالوا يا رسول ال‪ :‬نن‬
‫الشمرون لا‪.‬‬

‫‪738‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال فقولوا‪ :‬إن شاء ال‪ :‬فقال القوم‪ :‬إن شاء ال‪ .‬ثصصصصصص قال البزار‪ :‬ل نعلم له طريقا إل هذا‪.‬‬

‫وقد رواه ابن ماجه‪ :‬من حديث الوليد بن مسلم‪ ،‬عن ممد بن مهاجر‪ ،‬بنحوه‪ ،‬ورواه أبو بكر بن داود‪،‬‬

‫عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ممد بن مهاجر‪ ،‬وتقدم ف الديث الذي رواه أبو بكر بن أب شيبة‪،‬‬

‫عن عمرو‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن وراد‪ ،‬عن سال أ ب الغ يث‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬مرفوعا‪" :‬أرض ال نة بيضاء‪،‬‬

‫عرصتها صخور الكافور‪ ،‬وقد أحاط با السك مثل كثبان الرمل‪ ،‬فيها أنار مطردة‪ ،‬فيجتمع فيها أهل‬

‫النة‪ ،‬فيتعارفون‪ ،‬فيبعث ال ريح الرحة‪ ،‬فتهيج عليهم ريح السك‪ ،‬فيجع الرجل إل زوجته وقد ازداد‬

‫حسنا وطيبا" فتقول له‪" :‬لقد خرجت من عندي وأنا بك معجبة‪ ،‬والن أنا أشد بك إعجابا"‪.‬‬

‫ذكر الَمر بطلب الَنّة وترغيب ال تَعال عباده فيهَا وأَمرهم بالبادرة إِليها‬

‫قال ال تعال‪" :‬وال يَ ْدعُوا إِل دَارِ السصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصّلَم"‪.‬‬

‫ص لِلْ ُمّتقِيَص"‪.‬‬
‫ص أعِدّت ْ‬
‫ص وَ َجّن ٍة عَرْضُهَصا السصّمواتُ وَالرْض ُ‬
‫ص ربكُم ْ‬
‫وقال‪" :‬وَسصَا ِرعُوا إِل َم ْغفِ َرةٍ مِن ْ‬

‫وقال‪ " :‬سَاِبقُوا إلَى َم ْغفِ َرةٍ مِ نْ َرّبكُ مْ َو َجّنةٍ عَرْضُهَا َك َعرْض ال سّمَاء وَالرْض أعِدّ تْ ِللّذِي نَ آ َمنُوا بِاللّ هِ‬

‫صصم"‪.‬‬
‫ص يَشَا ُء وَاللّه صصُ ذو الْفَضْصصل اْلعَظِيص‬
‫ص يُؤتيه صصِ مَن ص ْ‬
‫وَرُس صصُلِهِ ذَلِك صصَ َفضْلُ اللّه ص ِ‬

‫‪739‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫جّن َة ُيقَاتِلُو نَ ف سبِيل اللّه" ِ‪ .‬وقد‬


‫سهُ ْم وَأ ْموَاَلهُ ْم بِأنّ لَه ُم الْ َ‬
‫وقال تعال‪ِ" :‬إنّ اللّه ا ْشتَرَى مِ َن الْمُؤ ِمنِيَ أنْفُ َ‬

‫روى البخاري‪ ،‬وغيه‪ :‬من حديث سعيد بن ميناء‪ :‬عن جابر‪" :‬أن ملئ كة جاءوا إِل ر سول ال صلى‬

‫ال عل يه و سلم و هو نائم‪ ،‬فقال بعض هم‪ :‬هو نائم‪ ،‬وقال بعض هم‪ :‬إن الع ي نائ مة والقلب يقظان‪ :‬مثله‬

‫كمثل رجل بن دارا‪ ،‬واتذ فيها مأدبة‪ ،‬وبعث داعيا‪ ،‬فمن أجاب الداعي دخل الدار‪ ،‬وأكل من الائدة‪،‬‬

‫فأولو ها له‪ ،‬وقال بعض هم‪ :‬إ نه نائم‪ ،‬وقال بعض هم‪ :‬إن الع ي نائ مة والقلب يقظان‪ ،‬فقالوا‪ :‬الدار ال نة‪،‬‬

‫والدا عي م مد‪ ،‬ف من أطاع ممدا ف قد أطاع ال‪ ،‬و من ع صى ممدا ف قد ع صى ال‪ ،‬وم مد فرق ب ي‬

‫الناس"‪.‬‬

‫وروى الترمذي هذا الد يث‪ :‬ولف ظه‪" :‬خرج علي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما فقال‪" :‬إ ن‬

‫رأ يت ف النام كأن جب يل كان ع ند رأ سي‪ ،‬وميكائ يل ع ند رجلي‪ ،‬يقول أحده ا ل صاحبه‪ :‬اضرب له‬

‫مثلً‪ ،‬فقال‪ :‬ا سع‪ ،‬سعت أذنك‪ ،‬وأع قل عقل قل بك! إن ا مثلك ومثل أم تك كم ثل ملك ات ذ دارا‪ ،‬ث‬

‫عمل فيها بيتا‪ ،‬ث اتذ مائدة‪ ،‬ث بعث رسولً يدعو الناس إل طعامه‪ ،‬فمنهم من أجاب الرسول‪ ،‬ومنهم‬

‫من تر كه‪ ،‬فال هو اللك‪ ،‬والدار ال سلم‪ ،‬والب يت ال نة‪ ،‬وأ نت يا م مد ر سول‪ ،‬ف من أجا بك د خل‬

‫‪740‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫السلم‪ ،‬ومن دخل السلم دخل النة‪ ،‬ومن دخل أكل ما فيها"‪ .‬وللترمذي‪ :‬عن ابن مسعود‪ ،‬نوه‪،‬‬

‫وصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصححه أيضا‪.‬‬

‫وقال حاد بن سلمة‪ :‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن سيدا بن دارا‪،‬‬

‫واتذ مائدة‪ ،‬وبعث داعيا‪ ،‬فمن أجاب الداعي دخل الدار‪ ،‬وأكل من الائدة‪ ،‬ورضي عنه السيد‪ ،‬أل وإن‬

‫السيد ال‪ ،‬والدار السلم‪ ،‬والأدبة النة‪ ،‬والداعي ممد"‪.‬‬

‫من استجار بال من النار أجاره‬

‫ومن طلب النة من ال أدخله النة إذا صدتت النية وصح العمل‬

‫وقال أ بو يعلة‪ :‬حدث نا أ بو خيث مة‪ ،‬حدث نا جر ير‪ ،‬عن يو نس هو ا بن خباب‪ ،‬عن أ ب حازم‪ ،‬عن أ ب‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ " :‬ما ا ستجار ع بد من النار ثلث مرات‪ ،‬إل قالت‬

‫النار‪ :‬يا رب‪ :‬إن عبدك فلنا قد استجار من فأجره‪ ،‬ول سأل عبد النة سبع مرات إل قالت النة‪ :‬يا‬

‫صصصصصصلم‪.‬‬
‫صصصصصصة"‪ .‬على شرط مسص‬
‫صصصصصصألن فأدخله النص‬
‫رب إن عبدك فلنا سص‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬والنسائي‪ :‬عن ابن ماجه‪ ،‬عن هناد‪ ،‬عن أب الحوص‪ ،‬عن أب إسحاق‪ ،‬عن يزيد بن‬

‫‪741‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫أب مري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من سأل ال النة ثلث مرات‪ ،‬قالت‬

‫النة‪ :‬اللهم أدخله النة‪ .‬ومن استعاذ بال من النار ثلثا‪ .‬قالت النار‪ :‬اللهم أجره من النار"‪.‬‬

‫النة والنار شافعتان مشفعتان‬

‫وقال السن بن سفيان‪ :‬حدثنا القدمي‪ ،‬حدثنا عمر‪ ،‬عن يي بن عبيد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أكثروا مسألة النة‪ ،‬واستعيذوا به من النار‪ ،‬فإنما شافعتان‬

‫مشفعتان‪ ،‬وإن العبد إذا أكثر مسألة النة‪ ،‬قالت النة‪ :‬يا رب‪ :‬عبدك هذا الذي سألنيك فأسكنه إياي‪،‬‬

‫وتقول النار‪ :‬يا رب‪ :‬عبدك هذا الذي استعاذ بك من فأعذه"‪.‬‬

‫اطلبوا النة جهدكم واهربوا من النار جهدكم‬

‫وقال أبو بكر الشافعي‪ :‬عن كليب بن حرب‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬اطلبوا‬

‫النة جهدكم‪ ،‬واهربوا من النار جهدكم‪ ،‬فإن النة ل ينام طالبها‪ ،‬وإن النار ل ينام هاربا‪ ،‬وإن الخرة‬

‫اليوم مفوفة بالكاره‪ ،‬وإن الدنيا مفوفة بالشهوات‪ ،‬فل تلهينكم عن الخرة"‪.‬‬

‫‪742‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ذكر أَ ّن الَنّة حفّت بالكاره وهي الَعمال الشّاقة من فعل الَيْرات وتَرك الحرّمات وأَ ّن النّار‬

‫حفّت بالشهوات‬

‫قال الِمام أحد‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت البنان‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬

‫صصصت النار بالشهوات"‪.‬‬


‫صصصة بالكاره‪ ،‬وحفص‬
‫صصصت النص‬
‫صصصلم قال‪" :‬حفص‬
‫صصصه وسص‬
‫عليص‬

‫وهكذا رواه مسلم‪ ،‬والترمذي‪ :‬من حديث حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثا بت‪ ،‬زاد مسلم وحيد كلها‪ :‬عن‬

‫أنصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصس‪ ،‬بصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬صصصصصصصصصصصصصصصصحيح غريصصصصصصصصصصصصصصصب‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا ابن ليعة‪ ،‬عن أب السود‪ ،‬عن يي بن النضر‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول‬

‫ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ح فت ال نة بالكاره‪ ،‬وح فت النار بالشهوات" تفرد به أح د‪ :‬وإ سناده‬

‫جيصصصصصصد حسصصصصصصن‪ ،‬لاصصصصصص له مصصصصصصن الشواهصصصصصصد‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا ممد بن بشر‪ ،‬حدثنا ممد بن عمرو‪ ،‬حدثنا أبو سلمة‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن رسول‬

‫ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬ل ا خلق ال ال نة‪ ،‬أر سل جب يل‪ ،‬فقال‪ :‬ان ظر إلي ها‪ ،‬وإل ما أعددت‬

‫‪743‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫لهلها‪ ،‬فجاء‪ ،‬فنظر إليها‪ ،‬وإل ما أعد ال لهلها‪ ،‬فرجع إليه تعال فقال‪ :‬وعزتك ل يسمع با أحد إل‬

‫دخل ها‪ ،‬فأمر ها فحج بت بالكاره‪ ،‬ث قال‪ :‬ار جع إلي ها‪ ،‬فان ظر إلي ها‪ ،‬فجاء فن ظر إلي ها‪ ،‬فإذا هي قد‬

‫حجبت بالكاره‪ ،‬فرجع إليه فقال‪ :‬وعزتك لقد خشيت أل ينجو منها أحد"‪ .‬تفرد به أحد‪ :‬وإسناده‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصحيح‪.‬‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا حسي‪ ،‬حدثنا السعودي‪ ،‬عن داود بن يزيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال‬

‫صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬أك ثر ما يلج به الِن سان النار الجوفان الفرج وال فم‪ ،‬وأك ثر ما يلج به‬

‫الِنسصصصصصصصصصان النصصصصصصصصصة تقوى ال وحسصصصصصصصصصن اللق"‪.‬‬

‫أل إن النار حفت بالشهوات‪ ،‬وداخلها كله مضرات وحشرات‪ ،‬والنة مفوفة بالكاره‪ ،‬وفيها ما ل عي‬

‫رأت‪ ،‬ول أذن سصعت‪ ،‬ول خطصر على قلب بشصر مصن اللذات والسصرات‪ ،‬كمصا أوردناه فص اليات‬

‫الحكمات‪ ،‬والحاد يث الثابثات‪ .‬ف من نعيم هم الق يم‪ ،‬ولذت م ال ستمرة‪ ،‬الطرب الذي ل ت سمع الذان‬

‫بثله‪.‬‬

‫حبَرُونصصَ"‪.‬‬
‫قال ال تعال‪َ" :‬فَأمّاصص الَذينصصَ آ َمنُوا وَعَ ِملُوا الصصصّالِحاتِ َفهُمصصْ فصص َروْضَصصة يُ ْ‬

‫‪744‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الوزاعي‪ :‬عن يي بن أب كثي‪" :‬هو السماع ف النة"‪:‬‬

‫غناء الور ف جنة ال‬

‫و قد ذكرنا ما رواه الترمذي‪ :‬من حديث عبد الرح ن بن إ سحاق‪ ،‬عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ف النة لجتمعا للحور العي‪ ،‬يغني بأصوات ل يسمع‬

‫اللئق بثل ها‪ ،‬يقلن‪ :‬ن ن الالدات فل نب يد أبدا‪ ،‬ون ن الناعمات فل نبأس أبدا‪ ،‬ون ن الراضيات فل‬

‫صصصصصا له"‪.‬‬
‫صصصصصا وكنص‬
‫صصصصص كان لنص‬
‫صصصصص لنص‬
‫صصصصصخط أبدا‪ ،‬طوبص‬
‫نسص‬

‫قال‪ :‬وفصصصص الباب عصصصصن أبصصصص هريرة‪ ،‬وأبصصصص سصصصصعيد‪ ،‬وأنصصصصس‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وكذا روي من حديث عبد ال بن أب أوف‪ ،‬وابن عمر وأب أمامة‪ :‬رضي ال عنهم أجعي‪.‬‬

‫حديث أب هريرة‬

‫قال جعفر الفرياب‪ :‬حدثنا سعد بن حفص‪ ،‬حدثنا ممد بن سلمة‪ ،‬عن أب عبد الرحيم‪ ،‬عن زيد بن أب‬
‫أنيسة‪ ،‬عن النهال‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪" :‬إن ف النة نرا طول النة‪ ،‬على‬
‫حافتيه العذارى قياما متقابلت‪ ،‬يغني بأصوات يسمعها اللئق‪ ،‬ما يرون ف النة لذة مثلها‪ .‬قلت‪ :‬يا‬
‫أبا هريرة‪ :‬وما ذاك الغناء? قال‪ :‬إن شاء ال التسبيح‪ ،‬والتحميد‪ ،‬والتقديس وثناء على الرب عز وجل"‪.‬‬

‫‪745‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى أبو نعيم ف صفة النة من طريق سليم بن علي‪ ،‬عن زيد بن واقد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬‬

‫مرفوعا‪" :‬إن ف النة شجرة جذوعها من ذهب وفروعها من زبرجد ولؤلؤ‪ ،‬تب عليها ريح فتصطفق‪،‬‬

‫فمصصصصصا يسصصصصصمع السصصصصصامعون بشيصصصصصء قصصصصصط ألذ منصصصصصه"‪.‬‬

‫وقد تقدم عن ابن عباس‪" :‬أنا تركها الرياح‪ ،‬فتتحرك بصوت كل لو كان ف الدنيا"‪.‬‬

‫حديث أنس‬

‫قال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا خيثمة‪ ،‬حدثنا إساعيل‪ ،‬عن عمرو بن أب ذؤيب‪ ،‬عن عبد ال بن رافع‪ ،‬عن‬

‫أ نس‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن الور الع ي تغن ي ف ال نة‪ :‬ن ن الور ال سان‪،‬‬

‫خلقن لزواج كرام "‪.‬‬

‫حديث عبد ال بن أب أوف‪ ،‬وهو حديث غريب جدا‬

‫قال الافظ أبو نعيم ممد بن جعفر بن أصيلة‪ ،‬حدثنا موسى بن هارون‪ ،‬حدثنا حامد بن يي البلخي‪،‬‬

‫حدث نا يو نس بن م مد الؤدب‪ ،‬حدث نا الول يد بن أ ب ثور‪ ،‬حدث ن سعد الطائي‪ ،‬عن ع بد الرح ن بن‬

‫‪746‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫سابط‪ ،‬عن ابن أب أوف‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يزوج كل رجل من أهل النة‬

‫أربعة آلف بكر‪ ،‬وثانية آلف أي‪ ،‬ومائة حوراء‪ ،‬فيجتمعن ف كل سبعة أيام فيقلن بأصوات حسان ل‬

‫ي سمع اللئق بثل هن‪ :‬ن ن الالدات فل نب يد‪ ،‬ون ن الناعمات فل نبأس‪ ،‬ون ن الراضيات فل ن سخط‪،‬‬

‫ونن القيمات فل نظعن‪ ،‬طوب لن كان لنا وكنا له"‪.‬‬

‫حديث ابن عمر‬

‫قال الطبان‪ :‬حدثنا أبو رفاعة عمارة البصري‪ ،‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ،‬حدثنا ممد بن جعفر بن‬

‫كثي‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن أزواج أهل النة‬

‫ليغني أزواجهن بأحسن أصوات سعها أحد قط وإن ما يغني به‪ :‬نن الالدات فل نوت‪ ،‬نن المنات‬

‫فل ناف‪ ،‬نن القيمات فل نظعن"‪.‬‬

‫حديث أب أمامة‬

‫‪747‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال جعفر الفرياب‪ :‬حدثنا سليمان بن عبد الرحن‪ ،‬حدثنا خالد بن زيد بن أب مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫خالد بن معدان‪ ،‬عن أب أمامة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ما من عبد يدخل النة إل‬

‫ويلس ع ند رأ سه ورجل يه ثنتان من الور الع ي‪ ،‬يغنيا نه بأح سن صوت ي سمعه ال نس وال ن‪ ،‬ول يس‬

‫بزاميصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص الشيطان"‪.‬‬

‫وقال ابن وهب‪ :‬حدثن سعيد بن أب أيوب‪ ،‬قال‪ :‬قال رجل من قريش لبن شهاب‪ :‬هل ف النة ساع?‬

‫فإنصه حبصب إلّ السصماع‪ ،‬فقال‪ :‬إي والذي نفصس ابصن شهاب بيده‪ :‬إن فص النصة لشجرا حله اللؤلؤ‬

‫والزبرجد‪ ،‬تته حور ناهدات يتغني بالقرآن ويقلن‪ :‬نن الناعمات فل نبأس‪ ،‬ونن الالدات فل نوت‪،‬‬

‫فإذا سصع ذلك الشجصر صصفق بعضصه بعضا فأعجبصت بصصوت صصفقه الواري‪ ،‬فل يدرى‪ ،‬أ أصصوات‬

‫الواري أح سن‪ ،‬أم أ صوات الش جر"? قال ا بن و هب‪ :‬حدث نا الل يث عن خالد بن يز يد? أن الواري‬

‫يغنيص أزواجهصن فيقلن‪ ،‬ننص اليات السصان‪ ،‬أزواج شباب كرام‪ ،‬وننص الالدات فل نوت‪ ،‬وننص‬

‫الناعمات فل نبأس‪ ،‬ونن الراضيات فل نسخط‪ ،‬ونن القيمات فل نظعن‪ ،‬ف صدر إحداهن مكتوب‪:‬‬

‫أنصصصصصت حصصصصصب‪ ،‬وأنصصصصصا حبصصصصصك‪ ،‬ل تصصصصصر عيناي مثلك"‪.‬‬

‫‪748‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ابن البارك‪ :‬حدثن الوزاعي‪ ،‬حدثنا يي بن أب كثي‪ :‬أن الور العي يتلقي أزواجهن عند باب‬

‫ال نة فيقلن‪ :‬طال ا انتظرنا كم‪ ،‬ن ن الراضيات فل ن سخط‪ ،‬والقيمات فل نظ عن‪ ،‬والالدات فل نوت‪:‬‬

‫بأحسصصصصصصصصصصصن أصصصصصصصصصصصصوات سصصصصصصصصصصصعت‪.‬‬

‫وتقول الوريصة لزوجهصا‪" :‬أنصت حصب وأنصا حبصك‪ ،‬ليصس دونصك مقصصد ول وراءك معدل"‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن إبراهيم بن سعيد‪ ،‬حدثن علي بن عاصم‪ ،‬حدثن سعيد بن أب سعيد‪ ،‬قال‪:‬‬

‫حدثنا أن ف النة آجاما من قصب من ذهب‪ ،‬حلها اللؤلؤ‪ ،‬فإذا اشتهى أهل النة أن يسمعوا صوتا‪،‬‬

‫بعث ال على تلك الجام ريا‪ ،‬فتأتيهم بكل صوت يشتهونه‪.‬‬

‫فَرع آخر أعلى مِن الذي قبْله‬

‫ذكر حاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت البنان‪ ،‬وحجاج بن السود‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬قال‪ :‬إن ال عز‬
‫وجل يقول للئكته‪" :‬إن عبادي كانوا يبون الصوث السن ف الدنيا‪ ،‬ويدعونه من أجلي‪ ،‬فأسعوا‬
‫عبادي‪ :‬فيأخذون بأصوات‪ ،‬من تليل‪ ،‬وتسبيح‪ ،‬وتكبي‪ ،‬ل يسمعوا بثلها قط‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن داود بن عمرو الضب‪ ،‬حدثنا عبد ال بن البارك‪ ،‬عن مالك بن أنس‪ ،‬عن‬
‫ممد بن النكدر‪ ،‬قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة‪ ،‬نادى مناد‪ :‬أين الذين كانوا ينهون أساعهم وأنفسهم عن‬
‫مالس اللهو ومزامي الشيطان? أسكنوهم رياض السك‪ ،‬ث يقول للملئكة‪ :‬أسعوهم تميدي‬
‫وتجيدي"‪.‬‬

‫‪749‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ا بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث نا ده يم بن الف ضل القر شي‪ ،‬حدث نا داود بن الراح‪ :‬عن الوزا عي‪ ،‬قال‪:‬‬

‫"بلغن أنه ليس من خلق ال أحسن صوتا من إسرافيل‪ ،‬فيأمره ال فيأخذ ف الساع‪ ،‬فل يبقى ملك ف‬

‫السموات إل قطع عليه صلته‪ ،‬فيمكث على ذلك ما شاء ال أن يكث‪ ،‬فيقول ال عز وجل‪ :‬وعزت لو‬

‫تعلم العباد قدر عظمتصصصصصصصصصصصصص مصصصصصصصصصصصصصا عبدوا غيي"‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن السي‪ ،‬حدثنا عبد ال بن أب بكر‪ ،‬حدثنا جعفر بن سليمان‪ ،‬عن مالك بن دينار‪ ،‬ف‬

‫قوله تعال‪" :‬وإِنّصصصصص لَه ِعنْدَنَصصصصصا َلزُلْفَصصصصصى وحسصصصصصْنَ مآبصصصصصٍ"‪.‬‬

‫قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة أمر بنب رفيع فوضع ف النة‪ ،‬ث نودي‪ :‬يا داود مدن بذلك الصوت الذي‬

‫ك نت تجد ن به ف دار الدن يا‪ ،‬قال‪ :‬فيت فع صوت داود‪ ،‬ي عم أ هل ال نة‪ ،‬فذلك قوله تعال‪َ " :‬وإِنّ لَ هُ‬

‫عِنْدَنَصصصصصصصصا َلزُلْفَصصصصصصصصى وَحُسصصصصصصصصْنَ مآبصصصصصصصصٍ"‪.‬‬

‫وهو ساعهم كلم الرب جل جلله إذا خاطبهم ف الجامع الت يتمعون لا بي يديه‪ -‬تعال وتقدس‪-‬‬

‫ليخا طب كل وا حد‪ ،‬ويذكره بأعماله ال ت سلفتَ م نه ف الدن يا‪ ،‬وكذلك إذا تلى ل م جهرة ف سلم‬

‫عليهصصم‪ ،‬وقصصد ذكرنصصا ذلك عنصصد قوله تعال‪" :‬سصصلم َقوْ ًل مِنصصْ رَبصصّ َرحِيصصم"‪.‬‬

‫‪750‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقصصصد سصصصبق حديصصصث جابر فصصص ذلك فصصص سصصصنن ابصصصن ماجصصصه وغيه‪.‬‬

‫وقد ذكر أبو الشيخ الصبهان‪ :‬من طريق صال بن حبان‪ ،‬عن عبد ال بن بريدة‪ :‬قال‪" :‬إن أهل النة‬

‫يدخلون كل يوم على البار‪ -‬جل جلله‪ -‬فيقرأ علي هم القرآن‪ ،‬و قد جلس كل امرىء من هم مل سه‬

‫الذي هصو ملسصه‪ ،‬على منابر الدر والياقوت والزبرجصد والذهصب والزمرد‪ ،‬فلم تقصر أعينهصم بشيصء ول‬

‫ي سمعوا شيئا قط أع ظم ول أح سن م نه‪ ،‬ث ين صرفون إل رحال م بأع ي قريرة‪ ،‬وأعين هم إل مثل ها من‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصد"‪.‬‬
‫الغص‬

‫وروى أبو نعيم‪ :‬من حديث حسن بن فرقد السبخي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن أب برزة السلمي‪،‬‬

‫مرفوعا‪" :‬إن أهل النة ليغدون ف حلة ويروحون ف أخرى‪ ،‬كغدو أحدكم ورواحه إل ملك من ملوك‬

‫الدنيصا‪ ،‬كذلك يغدون ويروحون إل زيارة ربمص عصز وجصل‪ ،‬وذلك لمص بقاديصر ومعال‪ ،‬يعلمون تلك‬

‫الساعة الت يأتون فيها ربم عز وجل"‪.‬‬

‫ذكر خيْل الَنّة‬

‫‪751‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫قال الترمذي‪ :‬حدثنا عبد ال بن عبد الرحن‪ ،‬حدثنا عاصم بن علي‪ ،‬حدثنا السعودي‪ ،‬عن عقبة بن‬
‫علقمة بن خديج‪ ،‬عن سليمان بن أب بريدة‪ ،‬عن أبيه أن رجلً سأل‪ .‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬هل ف النة من خيل? فقال‪" :‬إن ال إذا أدخلك النة فإنك ل تشاء أن تمل فيها‬
‫على فرس‪ ،‬إل حلت على فرس من ياقوتة حراء تطي بك ف النة حيث شئت"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وسأله رجل‪ :‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إن رجل حببت إل اليل‪ ،‬فهل ف النة خيل? فقال رسول ال‬
‫ل هفافة مرهفة تسي خلل ورق النة‪،‬‬ ‫ل وإب ً‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إن ف النة لي ً‬
‫يتزاورون عليها حيث شاءوا"‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل بن سرة الحسي‪ ،‬حدثنا أبو معاوية بن واصل بن السائب‪ ،‬عن‬
‫أب سورة‪ ،‬عن أب أيوب قال‪ :‬أتى النب صلى ال عليه وسلم أعراب فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬إن أحب‬
‫اليل‪ ،‬أف النة خيل? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا دخلت النة أتيت بفرس من ياقوتة‪،‬‬
‫له جناحان فحملت عليه‪ ،‬ث طار بك حيث شئت"‪.‬‬
‫ث ضعف الترمذي هذا السناد من جهة أب سورة ابن أخي أب أيوب‪ ،‬فإنه قد ضعفه غي واحد‪،‬‬
‫واستنكر البخاري حديثه هذا‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫قال القرطب‪ :‬وذكر ابن وهب‪ ،‬حدثنا ابن يزيد‪ ،‬قال السن البصري يذكر عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬إن أدن أهل النة منلة الذي يركب ف ألف ألف من خدمه من الولدان الخلدين على خيل‬
‫من ياقوت أحر لا أجنحة من ذهب‪ .‬ث تل قوله تعال‪" :‬وَإذَا رَأْيتَ َث رأْيتَ َنعِيما َومُلْكا َكبِيا"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فيه انقطاع بي عبد الرحن بن زيد وهو ضعيف‪ -‬وبي السن‪ ،‬ث هو مرسل‪.‬‬
‫وروى أبو نعيم‪ :‬من طريق جابر بن نوح‪ ،‬عن واصل بن السائب‪ ،‬عن أب سورة‪ ،‬عن أب أيوب مرفوعا‪:‬‬
‫"إن أهل النة ليتزاورون على نائب بيض كأنا الياقوت‪ ،‬وليس ف النة بائم إل اليل والبل"‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن البارك‪ :‬حدثنا هام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪ ،‬قال‪" :‬ف النة عتاق اليل‪،‬‬
‫وكرام النجائب‪ ،‬يركبها أهلها"‪.‬‬
‫وهذه الصيغة ل تدل على الصر كما دلت عليه رواية أب نعيم ف حديث أب أيوب ث هو معارض با‬

‫رواه ابن ماجه ف سننه‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬الشاة من دواب‬

‫‪752‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫النصصصصصصصصصصصصصصصصصصة" وهذا منكصصصصصصصصصصصصصصصصصصر‪.‬‬

‫وف مسند البزار‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أحسنوا إل العزى‪ ،‬وأميطوا عنها الذى‪ ،‬فإنا من‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة"‪.‬‬
‫دواب النص‬

‫وقال أبو الشيخ الصبهان‪ :‬حدثنا القاسم بن زكريا‪ ،‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ،‬حدثنا مروان بن معاوية‪،‬‬

‫عن الكم بن أب خالد‪ ،‬عن السن البصري‪ ،‬عن جابر بن عبد ال‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"إذا د خل أ هل ال نة ال نة‪ ،‬جاءت م خيول من ياقوت أح ر ل ا أجن حة‪ ،‬ل تبول‪ ،‬ول تروث‪ ،‬فقعدوا‬

‫عليها‪ ،‬ث طارت بم ف النة‪ .‬فيتجلى لم البار‪ ،‬فإذا رأوه‪ ،‬خروا له سجدا‪ ،‬فيقول لم البار‪ :‬ارفعوا‬

‫رؤوسكم فإن هذا اليوم ليس بيوم عمل‪ ،‬إنا هو يوم نعيم‪ ،‬وكرامة‪ ،‬فيفعون رؤوسهم‪ ،‬فيمطر ال عليهم‬

‫ص عليهصم‪ ،‬حتص إنمص‬


‫طيبا‪ ،‬ثص ترص بمص على كثبان السصك‪ ،‬فيبعصث ال على تلك الكثبان ريا‪ ،‬فتهيجه ا‬

‫ليجعون إِل أهلهصصصصصصصم‪ ،‬وإنمصصصصصصص لشعصصصصصصصث غصصصصصصصب"‪.‬‬

‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا الفضل بن جعفر‪ ،‬حدثنا جعفر بن بشر‪ ،‬حدثنا أب‪ ،‬عن السن بن علي‪ ،‬عن‬

‫علي‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن ف النة لشجرة‪ ،‬يرج من أعلها ومن أسفلها‬

‫‪753‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫خيصل مصن ذهصب‪ ،‬مسصرجة‪ ،‬ملجمصة‪ ،‬مصن در‪ ،‬وياقوت‪ ،‬ل تروث ول تبول‪ ،‬لاص أجنحصة‪ ،‬خطوهصا مصد‬

‫بصرها‪ ،‬يركبها أهل النة فتطي بم حيث شاءوا‪ ،‬ويقول الذين أسفل منهم درجة‪ ،‬ب بلغ عبادك هذه‬

‫الكرامة كلها? فيقول لم‪ :‬كانوا يصلون الليل‪ ،‬وكنتم تنامون‪ ،‬وكانوا يصومون‪ ،‬وكنتم تأكلون‪ ،‬وكانوا‬

‫ينفقون‪ ،‬وكنتم تبخلون‪ ،‬وكانوا يقاتلون‪ ،‬وكنتم تشون"‪.‬‬

‫ذكر زيارة أهل النة بعضهم بعضا واجتماعهم وتذاكرهم أمورا كانت منهم ف الدنيا من طاعات‬

‫وزلت‬

‫ش ِفقِيَ فمَ ّن ال عََليْنا‬


‫قال ال تعال‪" :‬وَأ ْقبَ َل َب ْعضُهُ ْم عَلَى َبعْض َيتَسَاءَلُونَ قَالُوا ِإنّا ُكنّا َقبْلُ فِي أهِْلنَا مُ ْ‬
‫َووَقَانَا عَذَابَ السّمُوم إنّا كُنا مِنْ َقبْ ُل نَ ْدعُوهُ ِإنّهُ ُه َو الْب الرّحِيمُ"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا عبد ال‪ ،‬حدثنا سلمة بن شبيب‪ ،‬حدثنا سعد بن دينار‪ ،‬عن الربيع‪،‬‬
‫عن صبيح‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا دخل أهل النة‪ ،‬واشتاق الِخوان‬
‫بعضهم إل بعض‪ ،‬يسي سرير هذا إل سرير هذا‪ ،‬حت يتمعا جيعا‪ ،‬فيقول أحدها لصاحبه‪ :‬أتعلم مت‬
‫غفر ال لنا? فيقول صاحبه‪ :‬كنا ف موضع كذا وكذا‪ ،‬فدعونا ال فغفر لنا"‪.‬‬
‫ضهُ ْم عَلَى َبعْض َيتَسَاءَلُونَ قَالَ قَائِل ِمْنهُمْ إن كَانَ ل َقرِي ٌن "َيقُو ُل أئِنك َلمِنَ‬ ‫وقال تعال‪" :‬فَأ ْقبَ َل َبعْ ُ‬
‫ي أئِذَا ِمْتنَا وَ ُكنّا تُرَابا َوعِظَاما أِئنّا لَمَدِينُونَ‪ ،‬قَا َل هَ ْل أْنتُ ْم مُطِّلعُونَ فَاطَلعَ فَرَآهُ فِي سَواء الَحِيم‬ ‫الْ ُمصَدقِ َ‬
‫ح ُن بِمَيتيَ إلّ َم ْوَتتَنَا الولَى َومَا‬ ‫حضَرِينَ أفَمَا نَ ْ‬‫قَا َل تَاللّ ِه إنْ كِدْتّ َلتُرْدين وََلوْ َل ِنعْ َمةُ رَب َلكُْنتُ مِ َن الْ ُم ْ‬
‫ي إ ّن هَذَا َل ُه َو اْل َفوْزُ اْلعَظِيمُ لِ ِمثْل هَذَا فَ ْلَيعْمَل الْعامِلُونَ"‪ .‬وهذا الفوز‪ ،‬يشمل الن‪،‬‬ ‫نَحْ ُن بِ ُمعَذبِ َ‬
‫والنسي‪.‬‬

‫‪754‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫يقول‪ :‬كان يوسوس إل بالكفر واستبعاد أمر العاد‪ ،‬فبحة ال نوت منه‪ ،‬ث أمر أصحابه ليطلعوا على‬
‫النار‪ ،‬فرآه ف غمراتا يعذب‪ ،‬فحمد ال على ما ناه منه‪.‬‬
‫حضَرِينَ"‪ .‬ث ذكر الغبطة الت‬ ‫ت مِنَ ال ْ‬
‫قال ال تعال‪" :‬قَا َل تَاللّهِ إِن كِدْتَ َلتُرْدِين‪ ،‬وََلوْ َل ِنعْ َمةُ رب‪َ ،‬ل ُكنْ ُ‬
‫ح ُن بِ ُمعَ ّذبِيَ"? أي إنا قد‬ ‫هو فيها‪ ،‬وشكر ال عليها وقال‪" :‬أفَمَا نَحْ ُن بِميتيَ إِ ّل َم ْوتََتنَا الولَى‪َ ،‬ومَا نَ ْ‬
‫نونا من الوت والعذاب‪ ،‬بدخولنا النة‪ ،‬إن هذا لو الفوز العظيم وقوله‪" :‬لِ ِمثْل هذا‪ ،‬فَ ْلَيعْمَل اْلعَامِلُونَ"‪.‬‬
‫يتمل أن يكون من تام مقالته‪ ،‬ويتمل أن يكون من كلم ال عز وجل‪ ،‬لقوله‪" :‬وف ذَلِكَ َف ْلَيتَنَافَس‬
‫الْ ُمتَنَافِسُونَ"‪.‬‬
‫ولذا نظائر كثية‪ ،‬قد ذكرنا بعضها ف التفسي‪.‬‬
‫وذكر ف أول البخاري‪ :‬ف كتاب الِيان‪ ،‬ف حديث حارثة بن سراقة‪ ،‬حي قال له رسولل صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬كيف أصبحت? فقال‪ :‬أصبحت مؤمنا بال حقا‪ ،‬قال‪ :‬فما حقيقة إيانك? قال‪ :‬صرفت‬
‫نفسي عن الدنيا‪ ،‬فأسهرت ليلي‪ ،‬وأظمأت ناري‪ ،‬وكأن أنظر إل عرش رب بارزا‪ ،‬وإل أهل النة‬
‫يتزاورون فيها‪ ،‬وإل أهل النار يعذبون فيها‪ ،‬فقال‪" :‬عبد نور ال قلبه"‪.‬‬
‫وقال سليمان بن الغية‪ :‬عن حيد بن هلل‪ :‬بلغنا أن أهل النة يزور العلى السفل منهم ول يزور‬
‫السفل العلى"‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا يتمل معنيي‪ :‬أحدها‪ :‬أن صاحب الرتبة السافلة‪ ،‬ل يصلح له أن يتعداها‪،‬‬
‫وليس فيه أهلية لذلك‪.‬‬
‫الثان‪ :‬لئل يرى فوق ما هو فيه من النعيم فيحزن لذلك‪ ،‬وليس ف النة حزن‪ ،‬وقد ورد ما قاله حيد بن‬
‫هلل ف حديث مرفوع‪ ،‬وفيه زيادة على ما قال‪ ،‬فقال الطبان‪ :‬حدثنا السن بن إسحاق‪ ،‬حدثنا‬
‫شريك بن عثمان‪ .‬حدثنا السيب بن شريك‪ ،‬عن بشر بن ني‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن أب أمامة‪ ،‬قال‪ :‬سئل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم هل يتزاور أهل النة? فقال‪" :‬يزور العلى السفل ول يزور السفل‪،‬‬
‫العلى‪ ،‬إل الذين يتحابون ف ال يأتون منها حيث شاءوا على النوق‪ ،‬متقبي الشايا"‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا حزة بن العباس‪ ،‬حدثنا عبد ال بن عثمان‪ ،‬عن عبد ال بن البارك‪ ،‬أن‬
‫إساعيل بن عياش قال‪ :‬حدثن ثعلبة بن مسلم‪ ،‬عن أيوب بن بشي العجلي‪ ،‬عن شفي بن ماتع‪ ،‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن من نعيم النة أنم يتزاورون على الطايا والبخت‪ ،‬وأنم يؤتون‬
‫ف النة بيل مسرجة ملجمة‪ ،‬ل تروث ول تبول فيكبونا حت ينتهوا إل حيث شاء ال عز وجل‪،‬‬

‫‪755‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فيأتيهم مثل السحابة‪ ،‬فيها ما ل عي رأت‪ ،‬ول أذن سعت‪ ،‬فيقولون‪ :‬أمطري علينا‪ ،‬فل تزال تطر‬
‫عليهم حت ينتهي ذلك‪ ،‬ث يبعث ال ريا غي مؤذية‪ ،‬فتتسف كثبانا من مسك‪ ،‬عن أيانم‪ ،‬وعن‬
‫شائلهم‪ ،‬فيوجد ذلك السك ف نواصي خيلهم‪ ،‬وف مفارقها‪ ،‬وف رؤوسها‪ ،‬ولكل رجل منهم جهة‬
‫على ما اشتهت نفسه‪ ،‬فيعلق السك بم‪ ،‬ويعلق باليل‪ ،‬ويعلق با سوى ذلك من الثياب‪ ،‬ث ينقلبون‬
‫حت ينتهوا إل ما شاء ال عز وجل‪ ،‬فإن الرأة تنادي بعض أولئك‪ :‬يا عبد ال? أما لك فينا حاجة?‬
‫فيقول‪ :‬من أنت? فتقول‪ :‬أنا زوجتك‪ ،‬وحبك‪ ،‬فيقول‪ :‬ما علمت بكانك‪ ،‬فتقول أو ما علمت أن ال‬
‫س مَا أ ْخفِي َلهُ ْم مِنْ ق ّرةِ أ ْعيُن َجزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْملون"‪.‬‬
‫ل َتعْلَ ُم َن ْف ٌ‬
‫قال‪َ" :‬ف َ‬
‫فيقول‪ :‬بلى ورب‪ ،‬فلعله يشغل بعد ذلك الوقت‪ ،‬ل يلتفت‪ ،‬ول يعود‪ ،‬ما يشغله عنها إل ما هو فيه من‬
‫النعمة والكرامة وهذا حديث مرسل غريب جدا‪.‬‬
‫وقال ابن البارك‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد‪ ،‬حدثن ابن أنعم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪" :‬إن أهل النة‬
‫ليتزاورون على العيس الور‪ ،‬عليها رحال السك‪ ،‬على خياشها غبار السك‪ ،‬خطام‪ -‬أو زمام‪ -‬أحدها‬
‫خي من الدنيا وما فيها"‪.‬‬
‫وروى ابن أب الدنيا‪ :‬من طريق إساعيل بن عياش‪ ،‬عن عمر بن ممد‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أب‬
‫صعِ َق مَنْ ف‬
‫هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه سأل جبيل عن هذه الية‪َ " :‬ونُفِخَ ف الصّورِ َف َ‬
‫ت َومَنْ ف الرْض إِ ّل مَ ْن شَاءَ اللّهُ"‪.‬‬ ‫السّموَا ِ‬
‫فقال‪ :‬هم الشهداء‪ ،‬يبعثهم ال متقلدين أسيافهم حول عرشه‪ ،‬فتأتيهم ملئكة من الحشر بنجائب من‬
‫الياقوت البيض‪ ،‬برجال الذهب‪ ،‬أعنتها السندس‪ ،‬والِستبق‪ ،‬ونارق من الرير‪ ،‬تد أبصارها مد‬
‫أبصار الرجال‪ ،‬يسيون ف النة على خيولم يقولون عند طول النهة‪ :‬انطلقي بنا ننظر كيف يقضي ال‬
‫بي خلقه? فيضحك إليهم ال عز وجل‪ ،‬وإذا ضحك ال إل عبد فل حساب عليه"‪ .‬وقال أبو بكر بن‬
‫أب الدنيا‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم الروي‪ ،‬حدثنا القاسم بن زيد الوصلي‪ ،‬حدثن أبو إياس‪ ،‬حدثن‬
‫ممد بن علي بن السي‪.‬‬
‫وروى أبو نعيم‪ :‬ف حديث العاف‪ .‬بن عمران‪ ،‬حدثن‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ف‬
‫النة شجرة يقال لا طوب‪ ،‬لو سخر الواد الراكب أن يسي ف ظلها لسار مائة عام‪ ،‬ورقها زمرد‬
‫أخضر‪ ،‬وزهرها رياط صفر‪ ،‬وأفناؤها سندس‪ ،‬وإستبق‪ ،‬وثرها حلل‪ ،‬وصمغها زنبيل‪ ،‬وعسل‪ ،‬و‬

‫‪756‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بطحاؤها ياقوت أحر‪ ،‬وزمرد أخضر‪ ،‬وترابا مسك‪ ،‬وخشيشها زعفران‪ ،‬يفوح من غي وقود‪ ،‬ويتفجر‬
‫من أصلها أنار السلسبيل‪ ،‬والرحيق‪ ،‬وظلها ملس من مالس أهل النة‪ ،‬يألفونه‪ ،‬ويتحدث فيه جيعهم‪.‬‬
‫فبين ما هم يوما يتحدثون ف ظل ها‪ ،‬إذا جاءت م اللئ كة يقودون نائب من الياقوت‪ ،‬قد ن فخ في ها‬

‫ص مصن الدر والياقوت‪،‬‬


‫الروح‪ ،‬مزمومصة بسصلسل مصن ذهصب‪ ،‬وجوههصا الصصابيح‪ ،‬عليهصا رحائل ألواحه ا‬

‫مفصصة باللؤلؤ والرجان صفاقها من الذهب الحر‪ ،‬اللبس بالعبقري والرجوان‪ ،‬فأناخوا إليهم بتلك‬

‫النجائب‪ ،‬وقالوا لمص‪ :‬إن ربكصم يقرئكصم السصلم‪ ،‬ويسصتزيركم‪ ،‬لينظصر إليكصم‪ ،‬و تنظروا إليصه‪ ،‬وتيوه‪،‬‬

‫صم‪.‬‬
‫صل عظيص‬
‫صعة‪ ،‬وفضص‬
‫صه ذو رحةص واسص‬
‫صعة فضله‪ ،‬إنص‬
‫صن سص‬
‫صم مص‬
‫صم‪ ،‬وتكلموه‪ ،‬ويزيدكص‬
‫ويييكص‬

‫فيتحول كل ر جل من هم إل راحل ته‪ ،‬ث ينطلقون صفا واحدا معتدلً‪ ،‬ل يفوت م نه أ حد أحدا‪ ،‬ول‬

‫تفوت أذن النا قة أذن صاحبتها‪ ،‬ول ركبة الناقة ركبة صاحبتها ول يرون بشجرة من أشجار النة إل‬

‫أتفت هم بثمرت ا‪ ،‬ورحلت ل م عن طريق هم‪ ،‬كرا هة أن ينثلم صفهم‪ ،‬أو يفرق ب ي الر جل ورفي قه‪ .‬فإذا‬

‫رفعوا إل البار أسفر لم عن وجهه الكري وتلى لم ف عظمة العظيم وقالوا‪ :‬ربنا أنت السلم‪ ،‬ومنك‬

‫السلم‪ ،‬ولك حق اللل والِكرام فيقول لم ربم عز وجل‪" :‬إن السلم ومن السلم‪ ،‬ول حق اللل‬

‫والِكرام‪ ،‬مرحبا بعبادي الذ ين حفظوا و صتت‪ ،‬ورعوا ح قي‪ ،‬وخافو ن بالغ يب فكانوا م ن على كل‬

‫‪757‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫حال مشفقيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص"‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وعز تك‪ ،‬وعلو مكا نك‪ ،‬ما قدرناك حق قدرك‪ ،‬و ما أدي نا إل يك كل ح قك‪ ،‬فأذن ل نا بال سجود‬

‫لك‪.‬‬

‫فيقول لم ربم‪" :‬إن قد وضعت عنكم مؤنة العبادة‪ ،‬وأرحت لكم أبدانكم‪ ،‬فطالا أنصبتم ل البدان‪،‬‬

‫وأعنيتم ل الوجوه‪ ،‬فالن أفضيتم إل روحي‪ ،‬ورحت‪ ،‬وكرامت‪ ،‬فسلون ما شئتم‪ ،‬وتنوا علي أعطكم‬

‫أماني كم‪ ،‬فإ ن لن أجزي كم اليوم بقدر أعمال كم‪ ،‬ول كن بقدر رح ت‪ ،‬وكرام ت‪ ،‬وطول‪ ،‬وجلل‪ ،‬وعلو‬

‫صصصصصصصصصصص"‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصة شأنص‬
‫صصصصصصصصصصص‪ ،‬وعظمص‬
‫مكانص‬

‫فما يزالون ف المان والعطايا‪ ،‬والوابه‪ ،‬حت إن القتصر ف أمنيته ليتمن مثل جيع الدنيا منذ خلقها ال‬

‫إل يوم إفنائهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا"‪.‬‬

‫فيقول لم ال عز وجل‪" :‬قد قصرت ف أمانيكم‪ ،‬ورضيتم بدون ما يق لكم‪ ،‬لقد أوجبت لكم ما سألتم‬

‫وتنيتصصم‪ ،‬وألقصصت بكصصم ذريتكصصم‪ ،‬ودونكصصم مصصا قصصصرت عنصصه أمانيكصصم"‪.‬‬

‫وهذا مرسل ضعيف‪ ،‬غرب‪ ،‬وأحسن أحواله أن يكون من كلم بعض السلف‪ ،‬فوهم بعض وراته فجعله‬

‫‪758‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫مرفوعا‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫باب جَامع لحكام تتعَلق بالَنّة ولَحاديث شَتّى‬

‫قال ال تعال‪" :‬وَالّذينَ آ َمنُوا وَاّتَب َعتْهُمْ ذُرّيُتهُ ْم بإِيَان ألَ ْقنَا ِبهِمْ ذرّيَتهُ ْم َومَا ألَْتنَاهُمْ م ْن عَمَلهِمْ منْ‬
‫شيء"‪.‬‬
‫ومعن هذا‪ :‬أن ال تعال يرفع درجة الولد ف النة‪ ،‬إل درجة الباء‪ ،‬وإن ل يعملوا بعملهم‪ ،‬ول‬
‫ينقص الباء من أعمالم‪ ،‬حت يمع بينهم وبي بنيهم‪ ،‬ف النة الت يستحقها الباء‪ ،‬فيفع الناقص حت‬
‫يساويه مع العال‪ ،‬ليجمع بينهم ف الدرجة العالية‪ :‬لتقر أعينهم لجتماعهم وارتفاعهم"‪.‬‬
‫قال الثوري عن عمر بن مرة‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪" :‬إن ال ليفع ذرية الؤمن إل‬
‫ح ْقنَا بمْ‬
‫درجته‪ ،‬وإن كانوا دونه ف العمل‪ ،‬ليقربم عينة ث قرأ‪" :‬وَالذينَ آ َمنُوا وَاتبعَْتهُمْ ذ ّرّيتُهُمْ بآيَان ألْ َ‬
‫ذ ّرّيَتهُ ْم َومَا ألتْنَاهُ ْم مِ ْن عَمَلِهمْ مِ ْن شَيْءٍ"‪.‬‬
‫كذا رواه ابن جبي‪ ،‬وابن أب حات ف تفسيها عن الثوري موقوفا‪ ،‬وكذا رواه ابن جرير‪ ،‬عن شعبة‪،‬‬
‫عن عمرو‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن ابن عباس موقوفا‪ ،‬وروراه البزار ف مسنده‪ ،‬وابن مردويه ف تفسيه‪ ،‬من‬
‫حديث قيس بن الربيع‪ ،‬عن عمرو عن سعيد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وروى الثوري‪ :‬وشعبة أثبت‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وروى ابن أب الدنيا‪ ،‬من طريق الليث‪ ،‬عن حبيب بن أب ثابت‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس ف‬
‫هذه الية قال‪" :‬هم ذرية الؤمن‪ ،‬يوتون على اليان‪ ،‬فإن كانت منازل آبائهم أرفع من منازلم‪ ،‬ألقوا‬
‫بآبائهم‪ ،‬ول ينقص الباء من أعمالم الت عملوا شيئا"‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا حسي بن إسحاق التستري‪ ،‬حدثنا ممد بن عبد الرحن بن غزوان‪ ،‬حدثنا‪:‬‬
‫شريك‪ ،‬عن سال القطش‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إذا‬
‫دخل الرجل النة‪ ،‬سأل عن أبويه‪ ،‬وزوحته‪ ،‬وولده‪ ،‬فيقال‪ :‬إنم ل يبلغوا درجتك‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب قد‬

‫‪759‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫عملت ل ولم‪ ،‬فيؤمر بإلاقهم به"‪.‬‬


‫وقرأ ابن عباس‪" :‬وَالّذينَ آمَنُوا وَاّتبَ َعْتهُمْ ذرّيُتهُمْ بإيَان"‪.‬‬
‫وقال العوفص‪ :‬عصن ابصن عباس‪ ،‬فص هذه اليصة‪ :‬يقول ال تعال‪" :‬والذيصن أدرك ذريتهصم اليان‪ ،‬فعملوا‬

‫بطاعتصص‪ ،‬ألقتهصصم بآبائهصصم فصص النصصة‪ ،‬وأولدهصصم الصصصغار تلحصصق بمصص"‪.‬‬

‫هذا التف سي هو أ حد أقوال العلماء ف مع ن الذر ية‪ ،‬أ هم ال صغار ف قط? أم يش مل ال صغار والكبار?‬

‫كقوله‪َ " :‬ومِنصصصصصصصصصصْ ذريّتهصصصصصصصصصصِ دَاوُ َد وَسصصصصصصصصصصَُليْمَانَ"‪.‬‬

‫ص عَبْدا َشكُورا"‪.‬‬
‫وقال‪" :‬ذ ّريّةصصصص مَنصصصصْ حَ َملْنَصصصا مَعصصصصَ نُوح إنّهصصصصُ كَانصصص َ‬

‫فأطلق الذريصصصصصصة على الصصصصصصصغار‪ ،‬كمصصصصصصا أطلقهصصصصصصا على الكبار‪.‬‬

‫وتفسصصي العوفصص عصصن ابصصن عباس‪ ،‬يشملهمصصا‪ ،‬وهصصو اختيار الواحدي وغيه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫وهو مكي عن الشعب‪ ،‬وأب ملد‪ ،‬وسعيد بن جبي‪ ،‬وإ براهيم النخعي وأب صال‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والربيع بن‬

‫أنس‪ .‬هذا فضله ورحته على البناء ببكة عمل الباء‪.‬‬

‫فضل ال عز وجل على الباء ببكة عمل البناء‬

‫‪760‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فأما فضله على الباء ببكة دعاء البناء‪ ،‬فقد قال أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ،‬عن أب‬

‫عا صم بن النجود‪ ،‬عن أ ب صال‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن ال‬

‫ليفصع الدرجصة للعبصد الصصال فص النصة‪ ،‬فيقول‪ :‬يصا رب‪ :‬أنّىص ل هذه? فيقول‪ :‬باسصتغفار ولدك لك"‪.‬‬

‫وهذا إسناد صحيح‪ :‬ول يرجه أحد من أصحاب الكتب الستة‪ ،‬ولكن له شاهد ف صحيح مسلم‪ ،‬عن‬

‫أ ب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إذا مات ا بن آدم انق طع عمله إل من ثلث‪:‬‬

‫صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صال يدعو له"‪.‬‬

‫فصل‬

‫النة والنار موجودتان‬

‫والنة والنار موجودتان الن‪ ،‬معدتان لصحابما‪ ،‬كما نطق بذلك القرآن? وتواترت بذلك الخبار عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وهذا اعتقاد أهل السنة والماعة‪ ،‬الستمسكي بالعروة الوثقى‪ ،‬وهي‬
‫السنة الثلى إل قيام الساعة‪ ،‬خلفا لن زعم أن النة والنار ل يلقا بعد‪ ،‬وإنا يلقان يوم القيامة‪ ،‬وهذا‬
‫القول صدر من ل يطلع على الحاديث التفق على صحتها ف الصحيحي وغيها من كتب الِسلم‬
‫العتددة الشهورة بالسانيد الصحيحة والسنة‪ ،‬ما ل يكن دفعه‪ ،‬ول رده‪ ،‬لتواتره‪ ،‬واشتهاره‪.‬‬
‫وقد ثبت ف الصحيحي‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنه رأى النة والنار ليلة السراء"‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم‪" :‬اشتكت النار إل ربا فقالت‪ :‬يا رب‪ :‬أكل بعضي بعضا‪ ،‬فأذن لا ف‬

‫‪761‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫نفسي‪ ،‬نفس ف الشتاء‪ ،‬ونفس ف الصيف‪ ،‬فأشد ما تدون من الزمهرير‪ ،‬من بردها‪ ،‬وأشد ما تدون‬
‫ف الر‪ ،‬من فيحها‪ ،‬فإذا كان الر فأبردوا بالصلة"‪.‬‬
‫وثبت ف الصحيحي‪ :‬من طريق عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن هام‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬تاجت النة والنار‪ ،‬فقالت النار‪ :‬أؤثرت بالتكبين والتجبين‪ .‬وقالت النة‪ :‬ما‬
‫ل ل يدخلن إل ضعفاء الناس وسقطهم دون غيهم? فقال ال للجنة‪ :‬أنت رحت أرحم بك من أشاء‬
‫من عبادي‪ ،‬وقال للنار‪ :‬أنت عذاب‪ ،‬أعذب بك من أشاء من عبادي‪ ،‬ولكل واحدة منكما ملؤها‪ ،‬فأما‬
‫النار فل تتلىء حت يضع قدمه عليها‪ ،‬فتقول‪ :‬قط قط‪ ،‬فهنالك تتلىء‪ ،‬وينوي بعضها إل بعض‪ ،‬ول‬
‫يظلم من خلقه أحدا‪ ،‬وأما النة فينشىء ال لا خلقا"‪ .‬لفظ مسلم‪.‬‬
‫وثبت ف الصحيحي‪ :‬من طريق سعيد‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"ل تزال جهنم يلقى فيها‪ ،‬وتقول هل من مزيد‪ ،‬حت يضع البار فيها قدمه‪ ،‬فينوي بعضها إل بعض‪،‬‬
‫وتقول‪ :‬قط قط‪ .‬بعزتك وكرمك‪ ،‬ول يزال ف النة فضل‪ ،‬حت ينشىء ال لا خلقا‪ ،‬فيسكنهم فضل‬
‫النة"‪.‬‬
‫فأما ما وقع ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم من أنه سبحانه وتعال‬
‫ينشىء للنار من يشاء‪ ،‬فيلقى فيها‪ ،‬فتقول‪ :‬هل من مزيد? وإشكال هذه الرواية‪ ،‬فقد قال بعض الفاظ‪:‬‬
‫هذا غلط من بعض الرواة‪ ،‬وكأنه اشتبه عليه‪ ،‬فدخل عليه لفظ ف لفظ فنقل هذا الكم من النة إل‬
‫النار‪ :‬وال أعلم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فإن كان مفوظا فيحتمل أنه تعال امتحنهم ف العرصات كما يتحن غيهم من ل تقم عليه‬
‫الجة ف الدنيا‪ ،‬فمن عصى منهم أدخله النار‪ ،‬ومن استجاب أدخله النة‪ ،‬لقوله تعال‪َ " :‬ومَاكُنّا ُمعَ ّذبِيَ‬
‫َحتّى َنْب َعثَ َرسُولً"‪.‬‬
‫ج ٌة َبعْدَ الرّ سُل وَكَا نَ اللّ ُه عَزِيزا‬
‫ل يَكُو نَ لِلنّاس عَلَى اللّ هِ ُح ّ‬
‫ولقوله تعال‪" :‬رُ ُسلً ُمبَشّرِي َن َو ُمنْذِرِي نَ ِلَئ ّ‬

‫َحكِيما"‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪762‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ف بعض صفات أهل النة وبعض صفات أهل النار‬

‫و قد ذكرنا في ما سلف صفة أهل النة حال دخول م إليها‪ ،‬وقدومهم عليها‪ ،‬وأن م يول خلقهم إل‬

‫طول ستي ذراعا ف عرض سبعة أذرع‪ ،‬وأن م يكونون جردا مكحل ي ف سن أبناء ثلث وثلث ي‪.‬‬

‫قال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا القاسم بن هاشم‪ ،‬حدثنا صفوان بن صال‪ ،‬حدثن داود بن الراح‬

‫الع سقلن‪ ،‬حدث نا الوزا عي‪ ،‬عن هارون بن رئاب عن أ نس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال‬

‫عل يه و سلم‪" :‬يد خل أ هل ال نة ال نة على طول آدم‪ ،‬ستي ذراعا بذراع اللك‪ ،‬على ح سن يو سف‪،‬‬

‫وعلى ميلد عيسصصصصصى‪ ،‬ثلث وثلثيصصصصص‪ ،‬وعلى لسصصصصصان ممصصصصصد"‪.‬‬

‫وروى داود بصن الصصي‪ ،‬عصن عكرمصة‪ ،‬عصن ابصن عباس‪ ،‬قال‪" :‬لسصان أهصل النصة عربص"‪.‬‬

‫وروى البيهقي‪ :‬من طريقي فيهما ضعف‪ :‬عن أب كرية القدام بن معدي كرب رضي ال عنه‪ -‬قال‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما من أحد من الناس يوت سقطا ول هرما أو فيما بي ذلك‪ ،‬إل‬

‫ب عث ا بن ثلث ي‪ .‬و ف روا ية‪ -‬ثلث وثلث ي‪ -‬سنة فإن كان من أ هل ال نة كان على م سحة و صورة‬

‫يوسصصف‪ ،‬وقلب أيوب‪ ،‬مردا مكحليصص‪ ،‬ومصصن كان مصصن أهصصل النار عظموا وفخموا كالبال"‪.‬‬

‫‪763‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وفص روايصة‪" :‬حتص تصصي جلدة يصد أحدهصم أربعيص ذراعا وحتص يصصي ناب مصن أنيابصه مثصل أحصد"‪.‬‬

‫وثبصت‪" :‬أن أهصل النصة يأكلون‪ ،‬ويشربون‪ ،‬ول يبولون‪ ،‬ول يتغوطون‪ ،‬وإناص ينصصرف طعامهصم بأنمص‬

‫صبيح"‪.‬‬
‫صبي‪ ،‬وتسص‬
‫صد وتكص‬
‫صهم تميص‬
‫صر‪ ،‬وأنفاسص‬
‫صك الذفص‬
‫صة السص‬
‫صة كرائحص‬
‫يعرقون عرقا‪ ،‬له رائحص‬

‫وث بت‪" :‬أن أول زمرة من هم على صورة الق مر‪ ،‬ث الذ ين يلون م ف البهاء كأضواء كو كب دري ف‬

‫السصماء‪ ،‬وأنمص يامعون‪ ،‬ول يتناسصلون‪ ،‬ول يتوالدون‪ ،‬إل مصا يشاؤون‪ ،‬وأنمص ل يوتون‪ ،‬ول ينامون‪،‬‬

‫لكمال حيات م بكثرة لذات م‪ ،‬وتوال طعام هم وشراب م‪ ،‬وكل ما ازدادوا خلودا ازدادوا ح سنا‪ ،‬وجالً‪،‬‬

‫وشبابا‪ ،‬وقوة‪ ،‬وكمالً‪ ،‬وازدادت لم النة حسنا‪ ،‬وباء‪ ،‬وطيبا‪ ،‬وضياء‪ ،‬وكانوا أرغب فيها‪ ،‬وأحرص‬

‫عليها‪ ،‬فكانت لم أعز وأغلى وألذ‪ ،‬وأحلى‪ ،‬قال ال تعال‪" :‬خَالِدينَ فِيهَا َل يَْبغُونَ َعْنهَا ِحوَلً"‪.‬‬

‫فصل‬

‫وقد ذكرنا‪ :‬أن أول من يدخل النة من بن آدم على الِطلق هو رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو‬

‫أعلهم منلة‪ ،‬وأن أول من يدخلها من المم أمته‪ ،‬وأول من يدخل من هذه المة‪ ،‬أبو بكر الصديق‬

‫‪764‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ر ضي ال ع نه‪ ،‬وتقدم‪ ،‬أن أفراد هذه ال مة يكثرون ف ال نة‪ ،‬وأن م في ها يعدلون ثل ثي أ هل ال نة‪ ،‬ك ما‬

‫تقدم‪" :‬أهل النة مائة وعشرون صفا وهذه المة ثانون صفا"‪.‬‬

‫يدخل فقراء السلمي النة قبل أغنيائهم بمسمائة سنة‬

‫وف السند‪ ،‬وجامع الترمذي‪ ،‬وسنن ابن ماجه‪ ،‬من حديث ممد بن عمرو‪ :‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب‬

‫هريرة‪ ،‬مرفوعا‪" :‬يد خل فقراء ال سلمي ال نة ق بل أغنيائ هم بن صف يوم‪ ،‬و هو خ سمائة عام"‪ .‬وإ سناده‬

‫على شرط مسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصلم‪.‬‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصحيح‪.‬‬
‫صصصصصصصصصصصصصصصن صص‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حسص‬

‫وروى الطبان‪ :‬من حديث الثوري‪ ،‬عن ممد بن زيد‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬مرفوعا‪ ،‬مثله‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ :‬مصن طريصق العمصش‪ ،‬عصن عطيصة‪ ،‬عصن أبص سصعيد‪ ،‬مرفوعا‪ ،‬مثله‪ ،‬ثص حسصنه‪.‬‬

‫والذي رواه مسلم‪ :‬من طريق أب عبد الرحن العلي‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسصصصلم قال‪" :‬إن فقراء الهاجريصصصن يسصصصبقون الغنياء يوم القيامصصصة بأربعيصصص خريفا"‪.‬‬

‫‪765‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وروى الترمذي‪ :‬عن جابر بن عبد ال‪ ،‬مرفوعا‪ ،‬مثله‪ ،‬وصححه‪ .‬وله‪ :‬عن أنس أيضا‪ ،‬نوه‪ ،‬واستغربه‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وإن كان الول مفوظا‪ ،‬فيكون باعتبار أول الفقراء وآخر الغنياء‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫أول ثلثة يدخلون النة وأول ثلثة يدخلون النار‬

‫وروى المام أحد‪ :‬عن إساعيل بن علية‪ ،‬وأبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬كلها عن‬

‫هشام الدستوري‪ ،‬عن يي بن أب كثي‪ ،‬عن عامر العقلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬

‫صلى ال عليه و سلم‪" :‬عرض عليّ أول ثل ثة يدخلون ال نة‪ ،‬وأول ثل ثة يدخلون النار‪ ،‬قال‪ :‬فأما أول‬

‫ثلثة يدخلون النة‪ :‬فشهيد‪ ،‬وعبد ملوك ل يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه‪ ،‬وفقي متعفف‪ ،‬ذو عيال‪،‬‬

‫وأما أول ثلثة يدخلون النار‪ :‬فأمي مسلط‪ ،‬وذو ثروة من مال ل يؤدي حق ال من ماله‪ ،‬وفقي فخور"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬من طريق ابن البارك‪ ،‬عن يي بن أب كثي‪ ،‬وقال‪ :‬حسن‪ ،‬ول يذكر الثلثة من أهل‬

‫النار‪.‬‬

‫وثبت ف صحيح مسلم‪ :‬عن عياض بن حاد الجاشعي‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‪" :‬أهل‬

‫ال نة ثل ثة‪ :‬ذو سلطان مق سط مت صدق مو فق‪ ،‬ور جل رح يم القلب ب كل ذي قر ب‪ ،‬وم سلم عف يف‬

‫‪766‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫متعفف ذو عيال‪ ،‬وأهل النار خسة‪ :‬الضعيف الذي ل زبر له‪ ،‬الذين هم فيكم تبعا ل يبتغون أهلً ول‬

‫مالً‪ ،‬والائن الذي ل يفى له طمع‪ -‬وإن دق‪ -‬إل خانه‪ ،‬ورجل ل يصبح ول يسي إل وهو يادعك‬

‫عصصصصن أهلك ومالك‪ ،‬وذكصصصصر البخصصصصل‪ -‬أو الكذب‪ -‬والشنظيصصصص الفحاش"‪.‬‬

‫وثبت ف الصحيحي‪ :‬من حديث سفيان الثوري‪ ،‬وشعبة‪ ،‬عن معبد بن خالد‪ ،‬عن حارثة بن وهب‪ ،‬عن‬

‫ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬قال‪" :‬أل أ خبكم بأ هل ال نة? كل ضع يف م ستضعف‪ ،‬لو أق سم على ال‬

‫صصصصب"‪.‬‬
‫صصصصل جواظ متكص‬
‫صصصصل عتص‬
‫صصصصل النار? كص‬
‫صصصصبكم بأهص‬
‫لبره‪ ،‬أل أخص‬

‫وقال أحد‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ،‬أخبنا عبد ال‪ ،‬أخبنا موسى بن علي بن رباح‪ ،‬سعت أب يدث‪،‬‬

‫عن ع بد ال بن عمرو‪ ،‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪" :‬أ هل النار كل جعظري جواظ‪،‬‬

‫مسصصصصصصصتكب‪ ،‬جاع‪ ،‬مناع‪ ،‬وأهصصصصصصصل النصصصصصصصة الضعفاء‪ ،‬الغلوبون"‪.‬‬

‫وقال ال طبان‪ :‬حدث نا علي بن ع بد العز يز‪ ،‬حدثنا م سلم بن إبراه يم‪ ،‬حدثنا أبو هلل الرا سي‪ ،‬حدث نا‬

‫عقبة بن نبيت‪ ،‬عن أب الوزاء‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أهل النة من‬

‫مل أذن يه من ثناء الناس خيا و هو ي سمع‪ ،‬وأ هل النار من مل أذن يه من ثناء الناس شرا و هو ي سمع"‪.‬‬

‫‪767‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫صصصم‪.‬‬
‫صصصن إبراهيص‬
‫صصصلم بص‬
‫صصصث مسص‬
‫صصصن حديص‬
‫صصصه‪ :‬مص‬
‫صصصن ماجص‬
‫وكذا رواه ابص‬

‫وقال القاضي أبو عبيد علي بن السي‪ ،‬حدثنا ممد بن صال‪ ،‬حدثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن أب هاشم‪،‬‬

‫عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أخبكم برجالكم من‬

‫أهل النة‪ :‬النب ف النة‪ ،‬والصديق ف النة‪ ،‬والشهيد ف النة‪ ،‬والرجل يزور أخاه ف ناحية الصر ل‬

‫يزوره إل ال ف النة‪ ،‬ونساؤكم من أهل النة‪ ،‬العؤود الولود‪ ،‬الت إذا غضب زوجها جاءت حت تضع‬

‫يدهصصصصصا عليصصصصصه‪ :‬ثصصصصص تقول‪ :‬ل أذوق غمضا حتصصصصص ترضصصصصصى"‪.‬‬

‫وروى النسصائي بعضصه مصن حديصث خلف بصن خليفصة‪ ،‬عصن أبص هاشصم‪ ،‬عصن ييص بصن دينار‪ ،‬بصه‪.‬‬

‫وتقدم ف الحاديث الصحيحة‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬أطلعت ف النة فرأيت أكثر‬

‫أهلها الفقراء‪ ،‬وأطلعت ف النار فرأيت أكثر أهلها الغنياء"‪.‬‬

‫المادون ل عز وجل ف السراء والضراء هم أول من يدعى يوم القيامة لدخول النة‬

‫وتقدم الديث الوارد من طر يق حبيب بن أ ب ثا بت‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن ا بن عباس‪ :‬مرفوعا‪" :‬أول من‬

‫يدعى إل النة يوم القيامة المادون‪ ،‬الذين يمدون ال ف السراء والضراء"‪.‬‬

‫‪768‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫فصل‬

‫ف أمة ممد عليه السلم أكثر أهل النة عددا‪ ،‬وأعلهم مكانا ومكانة‬

‫هذه المة أكثر أهل النة‪ ،‬وأغناهم فيها‪ ،‬وأعلهم منازل‪ ،‬وهم صدورها كما قال ال تعال ف صفة‬

‫ي وَقَلِي ٌل مِنَ ال ِخرِينَ"‪.‬‬


‫القربي‪" :‬ثَل ٌة مِ َن الوّل َ‬

‫ي وَثّل ٌة مِنَ الخِرِينَ"‪.‬‬


‫وقال ف صفة أهل اليمي‪" :‬ثّل ٌة مِ َن ا َلوّل َ‬

‫وثبت ف الصحيحي‪" :‬خي القرون قرن‪ ،‬ث الذين يلونم‪ ،‬ث الذين يلونم‪ ،‬ث يكون قوم تت الشمس‪-‬‬

‫أو السماء‪ -‬ينذرون ول يفون‪ ،‬ويشهدون ول يستشهدون ويونون ول يؤتنون"‪.‬‬

‫الصدر الول من صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم هم خي هذه المة‬

‫وخيار المة‪ ،‬الصدر الوائل من الصحابة‪ ،‬كما قال ابن مسعود‪" :‬فمن كان منكم مقتديا فليقتد بن قد‬
‫مات‪ ،‬أولئك أصحاب ممد‪ ،‬آمن هذه المة قلوبا‪ ،‬وأعظمها علما‪ ،‬وأقلها تكلفا‪ ،‬قوم اختارهم ال‬
‫لصحبة نبيه‪ ،‬ونصرة دينه‪ ،‬فاعرفوا لم قدرهم‪ ،‬واقتدوا بم‪ ،‬فإنم كانوا على الدى الستقيم"‪.‬‬

‫بعض الثار الواردة ف دخول أعداد كبية من هذه المة إل النة بغي حساب‬

‫‪769‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وتقدم أن هذه المة يدخل منهم إل النة سبعون ألفا بغي حساب‪ ،‬وف صحيح مسلم‪" :‬مع كل ألف‬

‫صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصبعون ألفا"‪.‬‬
‫سص‬

‫وف ر واية أحد‪" :‬مع كل واحد سبعون ألفا"‪ .‬وإليك ذكر الديث‪ :‬وإشارة إل طرقه وألفاظه‪.‬‬

‫سبقك با عكاشة‬

‫ثبت ف الصحيحي‪ :‬من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال‪" :‬يدخل النة من أمت زمرة هم سبعون ألفا‪ ،‬تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر"‪.‬‬

‫فقام عكاشة بن مصن السدي يدفع نرة فقال‪ :‬يا رسول ال ادع ال أن يعلن منهم‪ ،‬فدعا له رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم أن يعله ال منهم‪.‬‬

‫فقام رجل من‪ .‬النصار فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬ادع ال أن يعلن منهم‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪" :‬سبقك با عكاشة"‪.‬‬

‫ولما من رواية أب حازم‪ :‬عن سهل بن سعد‪ ،‬مثله‪.‬‬

‫ولما‪ :‬من رواية حصي بن عبد الرحن‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫‪770‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وسلم‪ ،‬قال‪" :‬عرضت علي المم‪ ،‬فرأيت النب صلى ال عليه وسلم ومعه الرهط‪ ،‬والنب ومعه الرجل‪،‬‬

‫والرجلن‪ ،‬والنب ليس معه أحد‪ ،‬فرفع سواد‪ ،‬فظننت أنم أمت‪ ،‬فقيل ل‪ :‬هذا موسى وقومه‪ ،‬ولكن انظر‬

‫إل الفق‪ ،‬فنظرت فإذا سواد عظيم‪ ،‬فقيل ل‪ :‬هذه أمتك‪ ،‬ومعهم سبعون ألفا يدخلون النة بغي‬

‫حساب‪ ،‬ول عذاب‪.‬‬

‫وفيه‪" :‬هم الذين ل يسترقون ول يتطيون وعلى ربم يتوكلون"‪ .‬فقام عكاشة‪ ،‬فذكره‪.‬‬

‫ولسلم‪ :‬من طريق ممد بن سيين‪ ،‬وعمران بن الصي‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يدخل‬

‫النة من أمت سبعون ألفا بغي حساب‪ ،‬ول عذاب‪ ،‬قيل من هم? قال‪ :‬هم الذين ل يكتوون ول‬

‫يتطيون‪ ،‬وعلى ربم يتوكلون"‪.‬‬

‫ولسلم‪ :‬من حديث ابن جريج‪ ،‬عن أب الزبي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬نوه‪..‬‬

‫وروى عاصم‪ :‬عن رزين بن مسعود‪ ،‬نوه‪ .‬وإسناده على شرط مسلم بن الجاج‪.‬‬

‫وقال هشام بن عمار خطيب دمشق‪ :‬وأبو بكر بن أب شيبة‪ ،‬واللفظ له‪.‬‬

‫أخبنا إساعيل بن عباس‪ :‬أخبن ممد بن زياد اللان‪ ،‬سعت أبا أمامة يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى‬

‫‪771‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ال عليه وسلم يقول‪" :‬وعدن رب أن يدخل النة من أمت سبعي ألفا‪ ،‬مع كل ألف سبعون ألفا‪ ،‬ل‬

‫حساب عليهم‪ ،‬ول عذاب‪ ،‬وثلث حثيات من حثيات رب عز وجل"‪.‬‬

‫وكذا رواه أبو بكر بن عاصم‪ :‬عن دحيم‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‪ ،‬عن صفوان بن عمرو‪ ،‬عن أب سليم بن‬

‫عامر‪ ،‬عن أب اليمان عامر بن عبد ال بن يي الوزي‪ ،‬عن أب أمامة‪ ،‬فذكرمثله‪.‬‬

‫وروى الطبان‪ :‬من حديث عامر بن سعد البجلي‪ ،‬عن عتبة بن عبد السلمي‪ ،‬عن النب صلى ال عليه‬

‫وسلم مثله‪..‬‬

‫وروى الطبان‪ :‬من طريق أب أساء الرحب‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬مثله‪ ...‬ول يذكر ثلث حثيات‪...‬‬

‫وله‪ :‬من حديث قيس الكندي‪ ،‬عن أب سعيد النصاري‪ ،‬مثله‪ -‬بذكر الثيات‪ -‬وقد قدمنا بقية طرقه‬

‫بألفاظها‪.‬‬

‫فصل‬

‫ف بَيان وُجود الَنّة وَالنّار وَأّنهُما ملوقان خِلفا لِ َمنْ زَ َع َم خِلف َذلِك مِن أهل البطلن‬

‫‪772‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ضهَا السّموَاتُ وَال ْرضُ أعِدّتْ ِللْ ُمّتقِيَ"‪.‬‬ ‫قال تعال‪َ " :‬وسَا ِرعُوا إِلَى َمغْفِ َر ٍة مِنْ رّبكُ ْم وَ َجّن ٍة عَرْ ُ‬
‫ضهَا َكعَرْض السّمَا ِء وَالرْض أعِدّتْ لِلّذِينَ آ َمنُوا بِاللّهِ‬ ‫وقال تعال‪" :‬سَاِبقُوا إِل َم ْغفِ َرةٍ مِ ْن ربكُمْ وَ َجّنةٍ عَ ْر ُ‬
‫وَ ُرسُلِهِ ذَلِكَ َفضْلُ اللّهِ ُيؤْتيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللّهُ ذو الْ َفضْل اْلعَظِيم"‪.‬‬
‫وقال تعال‪" :‬واتّقُوا النّار الّت أعِدّتْ لِلْكافِرِين"‪.‬‬
‫شيّا َويَ ْو َم َتقُومُ السّا َعةُ أ ْدخِلُوا آلَ فِ ْر َع ْونَ َأشَدّ‬
‫وقال ف حق آل فرعون‪" :‬النّارُ يُعْ َرضُو َن عََلْيهَا ع ُدوّا َوعَ ِ‬
‫الْعَذَابَ"‪.‬‬
‫ل َتعْلَ ُم َنفْس مَا أ ْخفِيَ َلهُ ْم مِنْ ق ّرةِ أ ْعيُن َجزَاءً بِمَا كَانُوا َيعْمَلونَ"‪.‬‬ ‫وقال تعال‪َ" :‬ف َ‬
‫وثبت ف الصحيحي‪ :‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‪" :‬يقول ال تعال‪" :‬أعددت‬
‫لعبادي الصالي ما ل عي رأت‪ ،‬ول أذن سعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشر‪ ،‬ذخرا من بله ما أطلعتم‬
‫عليه? ث قرأ‪َ" :‬فلَ َتعَْل ُم َن ْفسٌ مَا أ ْخ ِفيَ َلهُ ْم مِنْ قُ ّر ِة أعْيُن"‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪ :‬من حديث مالك‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن أحدكم إذا مات‪،‬‬
‫عرض عليه مقعده بالغداة والعشي‪ ،‬إن كان من أهل النة‪ ،‬فمن أهل النة‪ ،‬وإن كان من أهل النار‪،‬‬
‫فمن أهل النار‪ ،‬فقيل‪ :‬هذا مقعدك حت يبعثك ال يوم القيامة"‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم‪ :‬عن أب مسعود‪" :‬أرواح الشهداء ف حواصل طي خضر‪ ،‬تسرح ف النة حيث‬
‫شاءت‪ ،‬ث تأوي إل قناديل معلقة ف العرش"‪.‬‬
‫وروينا من حديث الِمام أحد بن حنبل‪ ،‬حدثنا ممد بن إدريس الشافعي‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحن بن كعب بن مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إنا نسمة الؤمن ف‬
‫طائر معلق ف شجر النة حت يرجعها ال إل جسده يوم يبعثه"‪ .‬وتقدم الديث التفق عليه‪ :‬من طريق‬
‫أب الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :.‬حفت النة بالكاره‪،‬‬
‫وحفت النار بالشهوات"‪.‬‬
‫وذكر الديث الروي من طريق حاد بن سلمة‪ ،‬عن ممد بن عمرو‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة‬
‫مرفوعا‪" :‬لا خلق ال النة قال يا جبيل‪ :‬اذهب فانظر إليها" الديث‪.‬‬
‫وتقدم الديث الخر‪" :‬لا خلق ال النة‪ ،‬قال لا‪ :‬تكلمي‪ ،‬فقالت‪ :‬قد أفلح الؤمنون"‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪ :‬عن أب هريرة‪ ،‬وعند مسلم‪ :‬عن أب سعيد‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬

‫‪773‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫"تاجت النة والنار" الديث‪.‬‬


‫وفيهما‪ :‬عن ابن عمر‪ ،‬مرفوعا‪" :‬المى من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وفيهما‪ :‬عن أب ذر‪ ،‬مرفوعا‪" :‬إذا اشتد الر فأبردوا بالصلة‪ ،‬فإن شدة الر من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪" :‬إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب النة‪ ،‬وغلقت أبواب النار"‪.‬‬
‫وقد ذكرنا ف حديث الِسراء‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى النة والنار ليلتئذ‪.‬‬
‫وقال ال تعال‪" :‬وََلقَدْ رَآ ُه نَزَْلةً أ ْخرَى ِعنْدَ ِسدْ َرةِ ا ُلنَْتهَى ِعنْ َدهَا َجّنةُ ا َل ْأوَى"‪.‬‬
‫وقال ف صفة سدرة النتهى‪" :‬إنه يرج من أصلها نران ظاهران ونران باطنان‪ ،‬وذكر الباطني ف‬
‫النة"‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪" :‬ث أدخلت النة‪ ،‬فإذا جنادل اللؤلؤ‪ ،‬وإذا ترابا السك"‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم‪ :‬من طريق قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬بينا أنا أسي‬
‫ف النة‪ ،‬إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ الجوف‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا? قال‪ :‬هذا الكوثر الذي أعطاك‬
‫ربك"‪.‬‬
‫وف مناقب عمر‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أدخلت النة فرأيت جارية تتوضأ عند قصر‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫لن أنت? قالت لعمر بن الطاب‪ ،‬فأردت أن أدخله‪ ،‬فذكرت غيتك"‪.‬‬
‫فبكى عمر وقال‪ :‬أو عليك أغار يا رسول ال"? والديث ف الصحيحي‪ ،‬عن جابر‪.‬‬
‫وقال لبلل‪" :‬دخلت النة فسمعت خشف نعليك بي يدي ف النة‪ ،‬فأخبن بأرجى عمل عملته ف‬
‫السلم‪ ،‬فقال‪ :‬ما عملت عملً ف الِسلم أرجى عندي منفعة من أن ل أتطهر طهورا تاما ف ساعة‬
‫من ليل ول نار‪ ،‬إل صليت بذلك الطهور ما كتب ال ل أن أصلي"‪.‬‬
‫وأخبن عن الرميصاء أنه رآها ف النة"‪.‬‬
‫أخرجاه عن جابر بن عبد ال‪.‬‬
‫وأخب ف يوم صلة الكسوف‪" :‬أنه عرضت عليه النة والنار‪ ،‬وأنه دنت منه النة‪ ،‬وأنه همّ أن يأخذ‬
‫منها قطفا من عنب‪ .‬ولو أخذ ثة لكلتم منه ما بقيت الدنيا"‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪ :‬من طريق الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬رأيت عمرو بن عامر بن الزاعي ابن قمعة بن خندف أخا بن كعب هؤلء ير قصبه ف النار"‪.‬‬

‫‪774‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫وقال ف الديث الخر‪" :‬ورأيت فيها صاحب الحجن"‪.‬‬


‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬دخلت امرأة النار‪ ،‬ف هرة حبستها حت ماتت‪ ،‬فل هي أطعمتها‬
‫وسقتها‪ ،‬ول هي تركتها تأكل من خشاش الرض"‪ .‬ولقد رأيتها تمشها"‪.‬‬
‫وأخب عن الرجل الذي ينحي غصن شوك عن طريق الارة‪ .‬فقال‪" :‬فلقد رأيته يستظل به ف النة"‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬ف صحيح مسلم‪ :‬عن أب هريرة بلفظ أخر‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪ :‬عن عمران بن حصي‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أطلعت ف النة‪،‬‬
‫فرأيت أكثر أهلها الفقراء‪ ،‬وأطلعت ف النار‪ ،‬فرأيت أكثر أهلها النساء"‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم‪ :‬من طريق الختار بن فلفل الخزومي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لو رأيتم ما رأيت‪ ،‬لضحكتم قليلً‪ ،‬ولبكيتم كثيا‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ال فما‬
‫رأيت? قال‪ :‬رأيت النة والنار"‪.‬‬
‫وأخب‪ :‬أن التوضىء إذا تشهد بعد وضوئه فإنه تفتح له أبواب النة يدخل من أيها شاء"‪.‬‬

‫وف صحيح البخاري‪ :‬من حديث شعبة‪ ،‬عن عدي بن حات‪ ،‬عن الباء بن عازب‪ ،‬قال‪ :‬لا توف إبراهيم‬

‫ابن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن له لرضعا ف النة"‪.‬‬

‫وقال البيهقي‪ :‬أخبنا الاكم‪ ،‬أخبنا الصم‪ ،‬حدثنا ابن عباس الرملي‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إساعيل‪ ،‬حدثنا‬

‫سفيان‪ ،‬عن عبد الرحن الصبهان‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪" :‬أولد الؤمني ف جبل ف النة‪ ،‬يكفلهم إبراهيم وسارة حت يردهم إل آبائهم يوم القيامة"‪.‬‬

‫وكذا رواه وكيع‪ :‬عن سفيان‪ -‬وهو الثوري‪ -‬والحاديث ف هذا كثية جدا‪ ،‬وقد أوردنا كثيا منها‬

‫‪775‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫بأسانيدها ومتونا فيما تقدم‪.‬‬

‫ث شِئتُمَا وَ َل َتقْ َربَا هَ ِذهِ‬


‫لنّ َة و ُكلَ مِْنهَا َرغَدا َحْي ُ‬
‫كا َ‬
‫ت وَ َزوْجُ َ‬
‫وقال ال تعال‪" :‬وَقُ ْلنَا يَا آ َدمُ ا ْسكُ ْن أنْ َ‬

‫الشّجَرَة"‪.‬‬

‫والمهور على أن هذه النة جنة الأوى‪ ،‬وذهب طائفة آخرون إل أنا جنة ف الرض‪ ،‬خلقها ال تعال‬

‫له‪ ،‬ث أخرجه منها‪.‬‬

‫وقد ذكرنا ذلك مبسوطا ف قصة آدم‪ ،‬من كتابنا هذا‪ ،‬با أغن عن إعادته‪ ،‬وبال الستعان‪.‬‬

‫فصل‬

‫وثبت ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن فقراء‬

‫الهاجرين يسبقون الغنياء يوم القيامة إل النة بأربعي خريفا"‪.‬‬

‫كذا روى الترمذي‪ :‬من حديث جابر‪ ،‬وصححه أنس واستغربه‪.‬‬

‫وللترمذي من حديث أب هريرة‪ ،‬وصححه‪ ،‬وأ ب سعيد‪ ،‬وحسنه‪" :‬بنصف يوم‪ ،‬خسمائة عام"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬فإن كان مفوظا‪ -‬كما صححه الترمذي‪ -‬فتحصل أن ذلك باعتبار أول دخول الفقراء‪ ،‬وآخر‬

‫‪776‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫الغنياء‪ ،‬ويكون الربعون خريفا‪ ،‬باعتبار ما بي دخول آخر الفقراء‪ ،‬وأول الغنياء‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫وقد أشار إل ذلك القرطب ف التذكرة حيث قال‪" :‬وقد يكون ذلك باختلف أحوال الفقراء والغنياء"‬

‫يشي ال ما ذكرناه‪.‬‬

‫قال الزهري‪" :‬كلم أهل النة عرب‪ ،‬وبلغنا أن الناس يتكلمون يوم القيامة بالسريانية‪ ،‬فإذا دخلوا النة‬

‫تكلموا بالعربية"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ف الْمَرأَة تَتزوج ف الدنيا بَأزاواج وتَكون ف النّة لِ َمنْ كان ف ال ّدنْيَا َأحْسََن ُهمْ خُلُقا‬

‫ذكر القرطب ف التذكرة‪ :‬من طريق وهب‪ ،‬عن مالك‪ ،‬أن أساء بنت أب بكر شكت زوجها الزبي إل‬
‫أبيها فقال‪" :‬يا بنية‪ ،‬اصبي فإن الزبي رجل صال‪ ،‬ولعله يكون زوجك ف النة"‪.‬‬
‫وقد بلغن أن الرجل إذا ابتكر الرأة‪ ،‬تزوجها ف النة‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن العرب‪ :‬هذا حديث غريب‪.‬‬
‫وقد روي عن أب الدرداء‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ .‬أن الرأة تكون لخر أزواجها ف الدنيا‪ ،‬وجاء‪ :‬أنا‬
‫تكون لحسنهم خلقا‪.‬‬
‫قال أبو بكر النجاد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر بن ممد بن شاكر‪ ،‬حدثنا عبيد بن إسحاق العطار‪ ،‬حدثنا‬
‫يسار بن هارون‪ ،‬عن حيد بن أنس‪ ،‬أن أ ٍم حبيبة قالت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬الرأة يكون لا الزوجان ف‬
‫الدنيا‪ ،‬فليهما تكون? فقال‪" :‬لحسنهما خلقا كان معها ف الدنيا"‪.‬‬

‫‪777‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫النهاية ف الفت واللحم لبن كثي‬

‫ث قال‪" :‬يا أم حبيبة‪ :‬ذهب حسن اللق بي الدنيا والخرة" ‪.‬‬


‫وقد روي عن أم سلمة‪ ،‬نو هذا‪ ،‬وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫وإليه الرجع والآب‪.‬‬

‫‪ ...................................‬أنتهى بفضل ال وكرمه ‪................................‬‬

‫‪778‬‬

You might also like