You are on page 1of 5

‫في الدورة الولي لمهرجان الفيلم العربي في بروكسل‬

‫صورة مغايرة للشخصية العربية وفرصة للتواصل مع الغرب‬

‫بروكسل‪ :‬ناهد صلح‬


‫جاء إختيار الفيلم المغربي "النظرة" لختام الدورة الولي لمهرجان الفيلم العربي التي شهدتها‬
‫العاصمة البلجيكية بروكسل في الفترة من ‪ 25‬إلي ‪ 30‬أكتوبر‪ ،‬ملئما لفكرة المهرجان‬
‫الساسية في التواصل مع الخر وطرح شكلً مغايرا للصورة العربية مناقضا للشكل الذي‬
‫كرسته السينما الغربية (تحديدا المريكية) للعربي كإرهابي‪ ،‬شهواني‪ ،‬جبان‪ ،‬متخلف‪ ،‬فالفيلم‬
‫الذي أخرجه نور الدين الخماري عن إنتاج مشترك مع بلجيكا في أول تجربة روائية طويلة له‬
‫بعد تسعة أفلم قصيرة‪ ،‬يتعرض إلي العتذار الفرنسي عما إرتكبته قواتها في المغرب خلل‬
‫فترة الحتلل‪ ،‬حيث يعود إلي سنوات الصراع في إرتباط وثيق مع ما يشهده المغرب اليوم‬
‫من تحولت تحضر فيها فرنسا‪ /‬المستعمر القديم بكل ثقلها وبكل فظاعاتها كمحتل إقترف آثام‬
‫عديدة في حق الشعب المغربي العزل‪ ،‬ثم تحضر اليوم في هيئة التائب والنادم علي مافعله‪،‬‬
‫وذلك من خلل مصور فوتوغرافيا فرنسي شهير عاش فترة في بدايات حياته كجندي في‬
‫الجيش الفرنسي وقت إحتلل المغرب‪ ،‬ويعيش الن صراعا مريرا بعقدة الذنب والعذاب الذي‬
‫لم يستطع التخلص منه أبدا معتقدا أنه قاتل‪ ،‬وهو العذاب الذي جعله يعود إلي المغرب وهو‬
‫يحمل صورته بداخله ليس كذكري مؤلمة أو ذكري تستدعي مشاعر حنين شجية تجاه هذه‬
‫الفترة‪ ،‬بل كأحاسيس قوية تشكل زخما وضجيجا داخليا يبحث عن الحقيقة ويتلمس طريقه إلي‬
‫الغفران والتسامح‪ ،‬وإن كان الفيلم إعتبره بعض النقاد يحمل معالجة سطحية ونظرة سهلة تفتقد‬
‫العين الناقدة العارفة ببواطن المور والساعية لعادة العتبار تجاه الجرم الكبير الذي إرتكبته‬
‫فرنسا في حق المقاومة المغربية ورجالها الذين حملوا السلح في وجه القوات الفرنسية‬
‫المحتلة دفاعا عن حرمة الراضي وكرامة الهل والبناء‪ ،‬ولكن في حقيقة المر أن الفيلم قام‬
‫بتعرية وجه الحتلل الفرنسي القبيح دون مداراة أو تجميل‪ ،‬وأن العتذار المباشر الذي جاء‬
‫علي لسان بطله الفرنسي للمغرب وشعبه عن كل مافات ماهو إل محاولة لتجاوز ماكان من‬
‫‪.‬الماضي الليم وعقد مصالحة أكثر تسامحا ونضجا مع الحاضر والمستقبل‬

‫ولم يكن فيلم "النظرة" وحده داعما لفكرة المهرجان في مد الجسور الثقافية بين الشرق والغرب‬
‫والتعرف على ثقافة وإبداعات العالم العربي بعيدا عن الصور النمطية التي يسوقها العلم‬

‫‪1‬‬
‫الغربي عن العرب والتي تروج _ حسب البيان الذي أصدره المركز الثقافي العربي في‬
‫بروكسل_ لفكار الرهاب والتشدد والنغلق‪ ،‬وإنما حاول المهرجان أن يتلمس خصوصيته‬
‫في هذا المجال عبر مجموعة من الفلم المتنوعة عربيا والمعبرة عن تجارب ونتاجات جيدة‪،‬‬
‫هي ضرورية في التوجه إلي الخر كما قال وزير الثقافة الفرنسي السابق في كلمته التي‬
‫ألقاها في الفتتاح حيث أشار إلي أهمية وجود الفيلم العربي مع الوروبي في مواجهة وصد‬
‫‪.‬الغزو السينمائي المريكي‬

‫كلمة الوزير الفرنسي علي قدر وضوحها ومباشرتها لتواصل الثقافة العربية مع الغربية‪،‬‬
‫فإنها تفجر العديد من التساؤلت المصيرية التي تحيط بالمهرجانات العربية عموما سواء‬
‫التي تقام في مدن عربية أو أوروبية‪ ،‬فالحماسة الكلمية وحدها لتكفي للجابة عن أسئلة‬
‫من نوع‪ :‬هل تؤدي هذه المهرجانات دورها المؤثر في المشهد الثقافي البداعي؟ وهل‬
‫تساهم في مواجهة التحديات في المجتمع والثقافة وصناعة الصورة وعلقة الفيلم بالواقع‪،‬‬
‫وتتحول إلى منابر فاعلة يناضل السينمائيون من خللها للديموقراطية والحريات والتطور‪،‬‬
‫ويبحثون عن كل جديد ومختلف‪ ،‬بجعلها حيزا للنقاش النقدي‪ ،‬ولتبادل الخبرات والتجارب‬
‫والرؤى؟ أم أنها تتحول إلي مجرد تقليد سنوي عابر ل يؤثر إيجابا بحركة النتاج السينمائي‬
‫العربي‪ ،‬ول يساهم في خلق سوق للتجارة والتوزيع؟‬

‫ولعل مهرجان الفيلم العربي في بروكسل حاول القفز علي هذه السئلة وسعي ليكون خطوة‬
‫للتواصل الثقافي الحقيقي‪ ،‬وللقاء الفني الجاد علي طريق اللف ميل‪ ،‬ولذا يُحسب له أنه خل‬
‫من أية بهرجة "نجومية" ربما إتسمت بها مهرجانات أخري‪ ،‬حيث فضلت إدارته ضرورة‬
‫إفساح المجال للسينما‪ ،‬بد ًل من الغرق في متاهة زخم شكلي لداعي له‪ ،‬كما أنه ممال شك‬
‫فيه أن الهدف الذي سعى إليه المهرجان بقدر قيمته الكبيرة‪ ،‬ربما كان تحقيقه في مهرجان‬
‫وليد متواضعا من حيث المكانيات مقارنة بالمقاييس المتعارف عليها في المهرجانات أو‬
‫التظاهرات الخرى‪ ،‬ولكنه كتجربة أولي تبلور معالمها وأفقها السينمائي‪ ،‬إكتسب قوته‬
‫ونجاحه من رغبة القائمين عليه في تمتين أواصر العلقات الثقافية بين السينما المختلفة‬
‫عن السائد التجاري في العواصم العربية وبين الثقافات والحضارات المختلفة‪ ،‬وبين صناعة‬
‫السينما وهواجسها النسانية والجمالية والفكرية‪ ،‬كما أن المشروع نفسه رسم ملمح‬
‫تواصل إبداعي قدم أبعادا متنوعة للنتاج السينمائي العربي في أوروبا‪ ،‬بمستوياته الفنية‬
‫‪.‬والدرامية والجمالية‬

‫خصص المهرجان الذي نظمته جمعية "إيماج فيلم" في بروكسل ممثلة برئيس المهرجان‬

‫‪2‬‬
‫يوسف أرشيش‪ ،‬وعضوية كل من رشيدة شباني وخليل اللذان بذل جهدا كبيرا ومعهما فريق‬
‫كبير في إنجاح المهرجان‪ ،‬بالتعاون مع إدارة مهرجان الفيلم العربي في روتردام ممثلة في‬
‫خالد شوكات وإنتشال التميمي‪ ،‬ثلثة أقسام رئيسية ركزت على أهم الموضوعات التي تشغل‬
‫السينمائيين العرب وتناقشها أعمالهم الجديدة من خلل الفلم الروائية الطويلة والفلم‬
‫الوثائقية الطويلة إضافة الى الفلم القصيرة‪ ،‬معظمها من إنتاج عربي أوروبي مشترك من‬
‫كل من مصر‪ ،‬سورية‪ ،‬العراق‪ ،‬لبنان‪ ،‬فلسطين‪ ،‬الجزائر‪ ،‬اليمن‪ ،‬السعودية‪ ،‬المغرب‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫الردن‪ ،‬ودارت مواضيع هذه الفلم حول أمور وأحداث تثير جدلً واسعا سواء في الوساط‬
‫العربية والوروبية على حد سواء‪ ،‬وهو ماعبر عنه يوسف أرشيش‪ ،‬رئيس المهرجان‪ ،‬قائلً‪:‬‬
‫"إخترنا أفلما تتحدث عن مواضيع تحتل الصدارة ضمن إهتمامات المشاهد المعاصر‪ ،‬فقد‬
‫أردنا فرصة للقاء الثقافتين العربية والوروبية من أجل التعارف بعيدا عن صور نمطية‬
‫مشوهة يسوقها عالم اليوم‪ ،‬كما أردنا التوجه إلى الشباب‪ ،‬لن العنصر الشاب هو الشريحة‬
‫الجتماعية القادرة على التغيير في المستقبل‪ ،‬ولذلك نظم المهرجان عروضا مخصصة لطلبة‬
‫المدارس الثانوية‪ ،‬للمساهمة في فهم الخر المختلف والتعرف عليه ومحاورته في إطار من‬
‫‪".‬الحترام‬

‫من الفلم المتنوعة عرض في الفتتاح الفيلم المصري "ملك وكتابة" للمخرجة المتميزة كاملة‬
‫أبو ذكري وبطولة محمود حميدة وهند صبري‪ ،‬وهو الفيلم الذي لفت النتباه من خلل‬
‫موضوعه النساني الذي يدور حول قصة أستاذ جامعي صارم وتقليدي يُدرّس مادة المسرح‬
‫بتصنّع وتزمّت ل يليقان بهذا الفن‪ ،‬يُصاب بصدمة عاطفية قاتلة حين يكتشف خيانة زوجته‪،‬‬
‫فإذا بالممثلة الشابة الحيوية‪ ،‬المليئة شغفا بالحياة والفرح والحماسة‪ ،‬تدفعه إلى عيش‬
‫الوجه الحسن من الدنيا‪ ،‬فيعود بعد ذلك لتقييم مبادئه الحياتية و إعادة النظر في محيطه‬
‫وطريقة فهمه للمور وتشكيل حياته كلها من جديد‪ ،‬والفيلم الذي حاز علي إعجاب جمهور‬
‫المهرجان كان علمة جيدة للمشاركة المصرية خاصة وأنه من الفلم المصرية القليلة التي‬
‫تغرد خارج سرب الكوميديا الذي يسيطر علي السينما المصرية ويحجب اللوان البداعية‬
‫‪.‬الخري‬

‫من مصر أيضا شارك الفيلم القصير "يوم الثنين" للمخرج تامر السعيد الذي لفت النظار بقوة‬
‫إلى مخرج يمتلك الوعي والحساس العميق بفنه‪ ،‬وذلك من خلل قصة بسيطة لزوجين عاديين‬
‫تم زواجهما بشكل تقليدي‪ ،‬ويعيشان حياة عادية بل مشاكل كبيرة ول يُوجد بينهما حب ملتهب‪،‬‬
‫ولكنهما في يوم الثنين‪ ،‬يمران بحدث يبدو بسيطا‪ ،‬لكنه يجعل يومهما له مذاق مختلف‪،‬‬
‫يجعلهما يعرفان السعادة الحقيقية للمرة الولى‪ ،‬كما شارك فيلم "صباح الفل" للمخرج شريف‬

‫‪3‬‬
‫البنداري الذي حصل على الجائزة الولى في مهرجان روتردام وجائزة مهرجان السماعيلية‬
‫الخيرين‪ ،‬والذي تتلخص أحداثه في لحظة نسيان إنتابت البطلة في توقيت حرج فدفعتها‬
‫لسترجاع شريط ذكرياتها من البداية وتأمل حياتها بعيون أخري كأنها أرادت أن تسقط‬
‫نسيانها الني لمفتاح شقتها علي عمرها الفائت كله في تأكيد علي أن هناك ثقبا قد أصاب‬
‫الذاكرة المتعبة فعزلها عن العالم وعطل دورة تفكيرها فباتت كالتي تدور في حلقة مفرغة‪ ،‬هي‬
‫لحظة إستطاع شريف البنداري أن يتصيدها ببراعة ويصنع منها فيلما انسانيا بالغ الرقة ل‬
‫‪.‬تزيد مدته علي ‪ 9‬دقائق رأيناها علي الشاشة محتشدة بالحداث والمشاعر‬

‫علي مستوي آخر من المشاعر الشجية ننتقل مع الفيلم اللبناني "بيروت بعد الحلقة" للمخرج‬
‫هاني طمبا الذي قدم فيلما يبدو أنه عن الحرب اللبنانية‪ ،‬ولكنه في الحقيقة ليقدمها بشكل‬
‫مباشر يعبر عن مآسيها وويلتها‪ ،‬وآثارها المدمرة‪ ،‬إنما فقط جعلها خلفية لحداث بطلها‬
‫الرمل العاشق الذي يعيش الماضي ول يهتم للحاضر‪ ..‬يعيش مع زوجته الراحلة وأيامها‬
‫الجميلة‪ ،‬ول يخرج إلي الشارع المزدحم بالحداث منذ إنتهاء الحرب‪ ،‬فقط يغوص في أحلمه‬
‫ويرجع الى ماضيه الذي يعيشه في كل لحظة من دون أن يغيب عن باله أبدا‪ ،‬فيمتزج الماضي‬
‫بالحاضر والحاضر بالماضي‪ ..‬هو بإختصار فيلم حميمي يعبر عن رغبة في الخروج من‬
‫‪.‬الحرب ومنطقها‬
‫فيما قدم الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري فيلمه "يوم مارحت" خاض من خلله تجربته‬
‫الذاتية في صراعه مع الحتلل السرائيلي‪ ،‬حيث قام بسرد أحداث فيلمه على ضريح صديقه‬
‫ل عبر هذه‬
‫ومعلمه الكاتب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي‪ ،‬مخاطبا إياه وباثا إليه آلمه‪ ،‬محاو ً‬
‫المخاطبة أن يطلعه على معاناته‪ ،‬ل سيما بعد أن اخرج فيلمه المعروف "جنين جنين" والضجة‬
‫التي إفتعلتها إسرائيل لمنعه من عرض فيلمه‪ ،‬كما يطلعه على التحريض السرائيلي على أبناء‬
‫عائلته وعليه هو شخصيا‪ ،‬في أعقاب العملية التفجيرية داخل حافلة إسرائيلية‪ ،‬في منطقة‬
‫"ميرون" في الجليل العلى‪ ،‬وما تل هذا التفجير من توريط لبناء عائلته‪ ،‬وهو ما أدى إلى‬
‫هدم إسرائيل لخمسة من منازلهم‪ ،‬وقد إستخدم بكري الصور الرشيفية والفلم الشخصية‬
‫والمواد الوثائقية محاولً أن يفسر التحولت الشخصية والسياسية التي وقعت في فلسطين‬
‫‪.‬المحتل‪ ،‬بالضافة إلي التغييرات التي حدثت في طريقة تفكيره منذ وفاة الكاتب‬

‫وإشتغل المخرج العراقي المقيم في فرنسا ليث عبدالمير فيلمه "العراق‪ ..‬أغنية الرجال‬
‫المفقودين"‪ ،‬وهو الفيلم علي جائزتين من الدورة الخيرة لمهرجان السماعيلية للسينما‬
‫التسجيلية والقصيرة‪ ،‬علي النثروبولوجي‪ ،‬حيث راح يفحص الجذور المشتركة لوطنه العراق‬
‫الذي أسيء معاملته وأسيء فهمه في الغالب‪ ،‬واصطادت كاميرته الموروث الثقافي‬

‫‪4‬‬
‫والجتماعي والتاريخي للرجال والنساء الذين نسجوا خيوط وطنه‪ ..‬العرب‪ ،‬الكراد‪،‬‬
‫التركمان‪ ،‬السنة‪ ،‬الشيعة‪ ،‬المسيحيون‪ ..‬لقطة مقربة لـ"هوية" خاصة إزدهرت وعانت وإنتهت‬
‫‪.‬بدبابات التحالف‬

‫هذه نماذج ل تختصر الفلم كلها التي اختيرت لهذه الدورة الولى من المهرجان‪ ،‬فهناك‬
‫أفلم أخري مهمة مثل "زوزو" للمخرج اللبنانى جوزيف فارس‪ ،‬و"الخبز الحافي" للجزائرى‬
‫رشيد بلحاج‪ ،‬و"أحلم" للعراقى محمد الدراجى و"تحت السقف" للسورى نضال الدبس‪ ،‬و‬
‫"دوّار النساء" للجزائرى محمد شويخ‪ ،‬و"هى وهو" للتونسى إلياس بكار‪ ،‬و"الرحلة الكبري"‬
‫للمغربى إسماعيل فروخى ‪ ،‬و"نساء بل ظل" للسعودية هيفاء المنصور‪ ،‬و"بعض الفتات‬
‫للطيور" للجزائرى نسيم لمواش‪ ،‬و"عندما تغنى المرأة" للتونسى مصطفى الحسناوي‪،‬‬
‫و"تصاور" للتونسى نجيب بالقاضي‪ ،‬و"اليام الحلوة" للتونسية مريم ريفاي‪ ،‬و"القطعة الخيرة"‬
‫للسعودى محمد بازيدو"مكان تحت الشمس" للمغربى رشيد بو يونس‪ ،‬و"شتات" للفسلطينية عل‬
‫طبري‪ ،‬و"فيزا" للتونسى إبراهيم اللطيف‪ ،‬وجميعهاعبرت عن دقة إختيار لمهرجان إختار أن‬
‫يولد قويا ومتميزا بأفلمه ومناقشاته حول "النتاج والتوزيع فى البلدان العربي"‪ ،‬و"مشاركة‬
‫المرأة فى العمل"‪ ،‬و"الصعوبات التى تواجه النساء فى زمان وأماكن الحروب" وتكريمه "ليلى‬
‫‪.‬شهيد"‪ ،‬ممثلة السلطة الفلسطينية لدى التحاد الوروبى نيابة عن النساء العربيات‬

‫‪5‬‬

You might also like