You are on page 1of 57

‫العالقات العامة وإدارة األزمات‬

‫طشقند ‪2010 -‬‬


‫بحث مقدم لمؤتمر اإلعالم واألزمات‪ :‬الرهانات والتحديات‬
‫جامعة الشارقة ‪16/12/2010-14‬‬
‫‪communications@sharjah.ac.ae‬‬
‫المحور ‪ 15‬العالقات العامة وإدارة األزمات‬

‫العالقات العامة وإدارة األزمات‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪:‬‬


‫دكتوراه علوم في العلوم السياسية ‪ DC‬اختصاص‪ :‬الثقافة السياسية واأليديولوجية‪.‬‬
‫والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة‪.‬‬
‫ودكتوراه فلسفة في األدب ‪ PhD‬اختصاص‪ :‬صحافة‪.‬‬
‫بروفيسور قسم العالقات العامة‪ ،‬كلية الصحافة‪ ،‬جامعة ميرزة أولوغ بيك القومية‬
‫األوزبكية‪.‬‬

‫© أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ .‬العالقات العامة وإدارة األزمات‪ 57( .‬صفحة) طشقند – ‪.2010‬‬

‫‪2‬‬
‫مخطط البحث‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪5‬‬ ‫المقدمة‪ :‬العالقات العامة الدولية (الدبلوماسية الشعبية)‬
‫‪5‬‬ ‫التعريف‪ a‬المهني المتخصص‬
‫‪6‬‬ ‫التعريف‪ a‬االجتماعي الشامل‬
‫‪7‬‬ ‫نشاطات العالقات العامة في المجال الحكومي‪a‬‬
‫‪7‬‬ ‫نشاطات العالقات العامة في مجال الهيئات والمنظمات الحكومية‬
‫‪11‬‬ ‫العالقات العامة وإدارة األزمات‬
‫‪16‬‬ ‫وسائل اإلعالم الجماهيرية كقناة من قنوات االتصال للعالقات العامة‬
‫‪18‬‬ ‫اإلعالن وتطور‪ a‬فنونه‬
‫‪21‬‬ ‫االتصال الذاتي واالتصال الشخصي‪ a‬واالتصال الجماعي واالتصال الجماهيري‬
‫‪21‬‬ ‫نماذج عملية االتصال‬
‫‪23‬‬ ‫وظائف‪ a‬وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‬
‫‪24‬‬ ‫تطور‪ a‬نظريات االتصال‬
‫‪31‬‬ ‫وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية الحديثة‪ ،‬كامتداد لحواس اإلنسان‬
‫‪40‬‬ ‫نظريات اإلعالم هي خالصات لما توصل إليه الباحثون‬
‫‪41‬‬ ‫اإلعالم والتجربة اإلعالمية العربية‬
‫‪43‬‬ ‫النظم السياسية ووسائل اإلعالم واالتصال الجماهيرية‬
‫‪44‬‬ ‫النظام السياسي‪ a‬المنفتح‬
‫‪47‬‬ ‫هياكل النظم السياسية ووظائفها‬
‫‪52‬‬ ‫الخاتمة‪ :‬الوعي السياسي والثقافة السياسية‬
‫‪53‬‬ ‫مراجع البحث‬

‫‪3‬‬
4
‫المقدمة‬

‫العالقات العامة الدولية (الدبلوماسية الشعبية)‬

‫مع‪aa‬روف أن العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة في المجتمع‪aa‬ات البدائي‪aa‬ة ك‪aa‬انت تتس‪aa‬م بالمباش‪aa‬رة‬


‫والبساطة‪ ،‬وأخذت بالتعقد مع التق‪a‬دم الحض‪a‬اري واالجتم‪a‬اعي‪ ،‬وأدت التغي‪a‬يرات التقني‪a‬ة‬
‫والعلمي‪aa‬ة واالقتص‪aa‬ادية والسياس‪aa‬ية واالجتماعي‪aa‬ة في الع‪aa‬الم‪ ،‬م‪aa‬ع نهاي‪aa‬ة ثمانين‪aa‬ات الق‪aa‬رن‬
‫العشرين‪ ،‬إلى ت‪a‬داخل المص‪a‬الح الدولي‪a‬ة‪ ،‬بس‪a‬بب س‪a‬هولة االتص‪a‬ال ال‪a‬تي أتاحته‪a‬ا وس‪a‬ائل‬
‫االتصال الحديثة‪ .‬مما زاد من أهمية دور وفاعلية العالقات العامة في العالق‪aa‬ات الدولي‪aa‬ة‬
‫(الدبلوماس‪aa‬ية الش‪a‬عبية)‪ .‬وتعت‪a‬بر العالق‪aa‬ات العام‪a‬ة حلق‪aa‬ة وص‪a‬ل بين مؤسس‪aa‬ات المجتم‪a‬ع‬
‫الواحد‪ ،‬وبين المجتمعات البشرية في العالم‪ ،‬عن طريق تقديم خدمات معين‪aa‬ة مبني‪aa‬ة على‬
‫الثقة المتبادلة‪ ،‬وانطالقا ً من أهمية الفرد والش‪aa‬رائح االجتماعي‪aa‬ة المختلف‪aa‬ة‪ ،‬وق‪aa‬وة وت‪aa‬أثير‬
‫الرأي العام في المجتمعات على مختلف المؤسسات االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫وللعالقات العامة تعريفين أساسيين هما‪:‬‬

‫التعريف المهني المتخصص‬

‫ويقصد به إقامة عالقات حسنة داخل المؤسس‪aa‬ات وخارجه‪aa‬ا‪ ،‬مبني‪aa‬ة على التف‪aa‬اهم‬
‫والثقة المتبادلة‪ .‬من خالل إبراز واالهتمام بالوظائف األساسية ال‪aa‬تي تض‪aa‬طلع به‪aa‬ا إدارة‬
‫العالقات العامة‪ ،‬في مؤسسة أو منظمة حكومية كانت أم خاصة‪ ،‬لتكون وظيفته‪aa‬ا ب‪aa‬ذلك‬
‫إدارية بحتة‪ .‬وتبلور هذا التعريف مع ظهور شخصيات متخصصة في العالقات العام‪aa‬ة‬
‫مع بداية القرن العشرين‪ ،‬أمثال‪ :‬إيفي لي‪ ،‬وإدوارد بيرنيز‪ ،‬وجون هيل‪ .‬وتبع ذلك قي‪aa‬ام‬
‫جمعيات واتحادات علمية ومهنية ضمت المتخصصين في العالقات العامة في الق‪aa‬ارتين‬
‫األوروبي‪aa‬ة واألمريكي‪aa‬ة‪ ،‬خالل أربعين‪aa‬ات وخمس‪aa‬ينات الق‪aa‬رن العش‪aa‬رين‪ .‬وس‪aa‬اهمت تل‪aa‬ك‬
‫الجمعيات والمنظمات بدورها في زيادة تعريف العالقات العامة‪ ،‬وس‪aa‬اعدت على تحدي‪aa‬د‬
‫مهامه‪aa‬ا ووظائفه‪aa‬ا‪ .‬وفي ع‪aa‬ام ‪ 1947‬نش‪aa‬رت مجل‪aa‬ة أخب‪aa‬ار العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة ‪Public‬‬
‫‪ Relation News‬خالصة لتعريف العالقات العامة‪ ،‬أخذته من نتائج االستقصاء الذي‬
‫أجرته بين مشتركيها‪ ،‬والعاملين في مجاالت العالقات العامة‪ ،‬وجاء فيها أن‪" :‬العالقات‬
‫العامة‪ :‬هي وظيفة اإلدارة التي تقوم بتقويم اتجاهات الجمهور وربط سياس‪aa‬ات وأعم‪aa‬ال‬
‫فرد أو منشأة مع الصالح العام‪ ،‬وتنفيذ برامج لكسب تأييد الجمهور وتفهمه"‪.‬‬
‫واعتبر إيفي لي أحد رواد العالقات العامة في الوالي‪aa‬ات المتح‪aa‬دة األمريكي‪aa‬ة‪ ،‬أن‬
‫مهمته‪aa‬ا مزدوج‪a‬ة‪ ،‬وتب‪a‬دأ من دراس‪a‬ة اتجاه‪aa‬ات ال‪a‬رأي الع‪aa‬ام‪ ،‬ونص‪a‬ح الش‪aa‬ركات بتغي‪aa‬ير‬
‫خططها‪ ،‬وتعديل سياساتها لخدم‪aa‬ة المص‪aa‬لحة العام‪aa‬ة‪ ،‬وثم إعالم الجمه‪aa‬ور بم‪aa‬ا تق‪aa‬وم ب‪aa‬ه‬
‫الشركات من أعمال تهمهم وتخدم مصالحهم‪.‬‬
‫أما إدوارد بيرنيز خبير العالقات العامة األمريكي‪ ،‬ف‪aa‬اعتبر أن العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة‬
‫هي‪ :‬محاولة لكسب تأييد الرأي العام لنشاط أو قضية أو حركة أو مؤسس‪aa‬ة‪ ،‬عن طري‪aa‬ق‬
‫اإلعالم واإلقناع والتكي‪aa‬ف‪ ،‬أي إيج‪aa‬اد التكي‪aa‬ف والتكام‪aa‬ل والتواف‪aa‬ق بين مواق‪aa‬ف مؤسس‪aa‬ة‬
‫معينة وسلوكها‪ ،‬مع مواقف جماهيرها ورغباتهم‪ ،‬بحيث ال يطغى أحدهما على اآلخر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أما جمعية العالق ات العام ة األمريكية فق‪aa‬د عرفته‪aa‬ا بأنه‪aa‬ا‪ :‬نش‪aa‬اط أي ص‪aa‬ناعة أو‬
‫إتحاد أو هيئة أو مهنة‪ ،‬أو حكومة‪ ،‬أو منشأة لبناء وت‪aa‬دعيم عالق‪aa‬ات س‪aa‬ليمة منتج‪aa‬ة بينه‪aa‬ا‬
‫وبين فئة من الجمهور‪ :‬كالعمالء والموظفين والمساهمين والجمهور بشكل عام‪ ،‬والعمل‬
‫على تكييف أهداف المؤسسة مع الظروف المحيطة بها‪ ،‬وشرح أهدافها للمجتمع‪.‬‬
‫وقدم معهد العالقات العامة البريطاني‪ ،‬تعري‪aa‬ف للعالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة بأنه‪a‬ا‪ :‬الجه‪a‬ود‬
‫اإلدارية المرسومة‪ ،‬والمستمرة الهادفة إلى إقامة وتدعيم التف‪aa‬اهم المتب‪aa‬ادل بين المنظم‪aa‬ة‬
‫وجمهورها‪.‬‬
‫بينما جاء تعريف جمعية العالقات العامة الفرنس ية‪ ،‬ب‪aa‬أن العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة هي‪:‬‬
‫طريقة للسلوك‪ ،‬وأسلوب لإلعالم واالتصال‪ ،‬اللذان يهدفان إلى إقامة عالقات من الثقة‪،‬‬
‫والمحافظة عليها‪ ،‬وتقوم هذه العالقات على المعرفة والفهم المتبادلين‪ ،‬بين المنش‪aa‬أة ذات‬
‫الشخصية االعتبارية‪ ،‬التي تمارس وظ‪aa‬ائف وأنش‪aa‬طة مح‪aa‬ددة‪ ،‬وبين الجم‪aa‬اهير الداخلي‪aa‬ة‬
‫والخارجية التي تتأثر بتلك األنشطة والخدمات‪.‬‬
‫أما جمعية العالقات العام ة الدولية‪ ،‬فقد توص‪aa‬لت إلى تعري‪aa‬ف العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة‬
‫بأنها‪ :‬وظيف‪aa‬ة اإلدارة المس‪aa‬تمرة والمخطط‪aa‬ة‪ ،‬ال‪aa‬تي تس‪aa‬عى به‪aa‬ا المؤسس‪aa‬ات والمنظم‪aa‬ات‬
‫الخاصة والعامة‪ ،‬لكسب التفاهم والتعاطف مع سياساتها وأنش‪aa‬طتها‪ .‬وكس‪aa‬ب المزي‪aa‬د من‬
‫التعاون الخالق‪ ،‬واألداء الفعال للمصالح المشتركة باستخدام اإلعالم الشامل والمخطط‪.‬‬

‫التعريف االجتماعي الشامل‬

‫وه‪aa‬و االتج‪aa‬اه االجتم‪aa‬اعي للعالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة‪ ،‬ال‪aa‬ذي ظه‪aa‬ر خالل ثالثين‪aa‬ات الق‪aa‬رن‬
‫العشرين‪ ،‬إثر األزمة االقتصادية التي عانى منها االقتصاد العالمي عام ‪ ،1929‬وعرفه‬
‫د‪ .‬محمد البادي‪ ،‬بأنه‪ :‬االتجاه االجتماعي للعالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة‪ ،‬كمهن‪aa‬ة ذات ط‪aa‬ابع خ‪aa‬اص‪،‬‬
‫ويشمل كل ما يصدر عن المؤسسة من أعمال وتصرفات وقرارات‪ ،‬وكل ما يتصل به‪aa‬ا‬
‫من مظاهر واستعدادات وتكوينات مادية ألن ما يصدر عن المؤسس‪aa‬ة أو يتص‪aa‬ل به‪aa‬ا ل‪aa‬ه‬
‫تأثيراته‪ ،‬المعنوية على الجماهير‪ ،‬التي ترتبط مصالحها بها‪ ،‬وه‪aa‬ذه الت‪aa‬أثيرات هي ال‪aa‬تي‬
‫تعطي لهذه العناصر طبيعتها‪ ،‬كأنشطة للعالقات العامة‪ ،‬وهي أيضا ً ال‪aa‬تي تعطي التج‪aa‬اه‬
‫العالقات العامة صفته االجتماعية‪ .‬وهو نشاط يشترك فيه كل أفراد المؤسس‪aa‬ة من خالل‬
‫تكوين عالقات عامة مرن‪aa‬ة في س‪aa‬لوكهم واتص‪aa‬االتهم ومع‪aa‬امالتهم م‪aa‬ع الجم‪aa‬اهير داخ‪aa‬ل‬
‫المؤسسة وخارجها‪ .‬وأن ال يكون الهدف من النشاط السعي لتحقيق الربح فق‪aa‬ط‪ ،‬ب‪aa‬ل إلى‬
‫تقديم خدمات للمجتمع‪ ،‬عن طريق إنتاج سلع وخدمات جيدة ومتطورة تناس‪aa‬ب األذواق‪،‬‬
‫وأداء الوظيفة المسندة إليهم بشكل جيد‪ ،‬مراعين الظروف االقتصادية واالجتماعية التي‬
‫تفرضها المسؤولية االجتماعية في مشاركة المجتمع المحلي همومه وأفراحه وأحزان‪aa‬ه‪،‬‬
‫والعمل على تقلي‪aa‬ل األض‪aa‬رار الناجم‪aa‬ة عن نش‪aa‬اطاتهم‪ ،‬والمحافظ‪aa‬ة على البيئ‪aa‬ة‪ ،‬والعم‪aa‬ل‬
‫على النهوض بالمجتمع ثقافيا ً وعلميا ً وحضاريا ً ومادياً‪.‬‬
‫وعرف كانفيلد العالقات العامة‪ ،‬بأنها‪ :‬الفلسفة االجتماعية لإلدارة‪ ،‬ال‪aa‬تي ت‪aa‬رغب‬
‫من خالل أنشطتها وسياساتها المعلنة للجمهور كسب ثقته وتفهمه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أما نولت فقد عرف العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة‪ ،‬بأنه‪aa‬ا‪ :‬مس‪aa‬ؤولية اإلدارة ال‪aa‬تي ته‪aa‬دف إلى‬
‫تكييف المنظمة م‪aa‬ع بيئته‪aa‬ا االجتماعي‪a‬ة والسياس‪aa‬ية واالقتص‪aa‬ادية تمام‪a‬اً‪ ،‬كم‪aa‬ا ته‪a‬دف إلى‬
‫تكييف البيئة المحيطة لخدمة المنظمة لتحقيق مصلحة الطرفين‪.‬‬
‫وهو ما يظهر بوضوح في أن الربط بين المجتمع والسياسة واالقتصاد وإعط‪aa‬اء‬
‫األولية لالقتصاد كان ولم يزل في موقع األهمية منذ مطلع القرن العشرين وحتى اآلن‪.‬‬
‫ومما سبق نستطيع اس‪aa‬تنتاج أن دور خب‪aa‬ير العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة ينحص‪aa‬ر في‪ :‬إقن‪aa‬اع‬
‫اإلدارة العلي‪aa‬ا للقي‪aa‬ام بالنش‪aa‬اطات ال‪aa‬تي تجع‪aa‬ل الجمه‪aa‬ور راض‪aa‬يا ً عن المؤسس‪aa‬ة؛ وإقن‪aa‬اع‬
‫الجمه‪aa‬ور ب‪aa‬أن المؤسس‪aa‬ة تس‪aa‬تحق بالفع‪aa‬ل تأيي‪aa‬ده ودعم‪aa‬ه المعن‪aa‬وي والم‪aa‬ادي‪ .‬وأن دور‬
‫العالقات العامة ينحصر في‪:‬‬
‫‪ -‬تبني مصلحة الجمهور والمصلحة العامة؛‬
‫‪ -‬ووضع السياسات المالئمة لها؛‬
‫‪ -‬والسعي إليصال المعلومات عن نشاطات المؤسسة وسياساتها للجمهور؛‬
‫‪ -‬وخلق رأي عام مؤيد للمؤسسة‪ ،‬لدى الجمهور؛‬
‫‪ -‬وإنشاء مواقف محددة ومطلوبة اتجاه المؤسسة؛‬
‫‪ -‬وتقييم مواقف الرأي العام من قبل المتخصصين في العالقات العامة؛‬
‫‪ -‬وإيصال المعلومات عن تلك المواقف إلدارة المؤسسة‪.‬‬
‫ويشمل نشاط العالقات العامة اليوم‪:‬‬

‫نشاط العالقات العامة في المجال الحكومي‬

‫وهو ‪ -‬التوعية واإلرشاد واإلعالم‪ ،‬في جمي‪aa‬ع المج‪aa‬االت االقتص‪aa‬ادية والسياس‪aa‬ية‬


‫واالجتماعية والثقافية والدبلوماسية‪ ،‬للوص‪aa‬ول إلى مس‪aa‬اندة الجم‪aa‬اهير له‪aa‬ا‪ ،‬ومش‪aa‬اركتهم‬
‫المعنوية والمادية في البرامج التنموية الشاملة التي تخطط لها الحكومة؛‬
‫‪ -‬كسب الرأي العام للسياسات الحكومية الداخلية والخارجية؛‬
‫‪ -‬التعرف على توجهات الرأي العام‪ ،‬وتقييم الخدمات العامة لوظائفه‪aa‬ا المح‪aa‬ددة‪،‬‬
‫ومدى تلبيتها لرغبات الجمهور؛‬
‫‪ -‬العمل على دحض الشائعات‪ ،‬والتصدي للحمالت اإلعالمية المضادة‪ ،‬وإب‪aa‬راز‬
‫الحقائق عن طريق مصارحة الجماهير؛‬
‫‪ -‬االهتمام بشؤون الموظفين الحكوميين‪.‬‬

‫نشاط العالقات العامة في مجال المنظمات والهيئات الحكومية‬

‫وه‪aa‬و ‪ -‬التعري‪aa‬ف بأه‪aa‬دافها وسياس‪aa‬اتها‪ ،‬وتوثي‪aa‬ق الص‪aa‬لة والتع‪aa‬اون بين الم‪aa‬واطن‬


‫والمنظمة أو الهيئة الحكومية للوصول إلى الهدف المطلوب؛‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬دراس‪aa‬ة مواق‪aa‬ف ال‪aa‬رأي الع‪aa‬ام‪ ،‬ونق‪aa‬ل رغب‪aa‬ات ومط‪aa‬الب الجم‪aa‬اهير العريض‪aa‬ة‬
‫للمسؤولين‪ ،‬تمهيداً إليجاد الحلول لها‪ ،‬وتلبيتها وفق الظروف المتاحة؛‬
‫‪ -‬االهتمام بشؤون العاملين في تلك المنظمات والهيئات الحكومية؛‬
‫‪ -‬االتصال بالهيئات والمنظمات الحكومية المشابهة‪ ،‬لتحقي‪aa‬ق أفض‪aa‬ل ص‪aa‬ورة من‬
‫التعاون بينها في الداخل والخارج؛‬
‫‪ -‬إص‪aa‬دار الم‪aa‬واد اإلعالمي‪aa‬ة المطبوع‪aa‬ة والمس‪aa‬موعة والمرئي‪aa‬ة‪ ،‬عن نش‪aa‬اطات‬
‫المنظمة أو الهيئة الحكومية‪ ،‬وتبادلها وتوزيعها في الداخل والخارج؛‬
‫‪ -‬توثيق كل ما تنشره وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية وغيرها من وس‪aa‬ائل‬
‫االتصال الجماهيري في الداخل والخارج؛‬
‫‪ -‬تنظيم الزيارات الرسمية والخاصة‪.‬‬
‫وهن‪aa‬اك مج‪aa‬االت أخ‪aa‬رى تش‪aa‬مل المؤسس‪aa‬ات االقتص‪aa‬ادية واإلنتاجي‪aa‬ة والخيري‪aa‬ة‪،‬‬
‫والمنظمات المهنية والسياسية وغيرها‪ ،‬وال تختلف من حيث نشاطات العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة‬
‫عما تم تفصيله أعاله‪.‬‬
‫ومن المالحظ اليوم أن العالقات العامة في القارة األوروبية تستخدم كوسيلة من‬
‫وسائل ت‪aa‬دعيم الوح‪aa‬دة األوروبي‪aa‬ة‪ ،‬وزي‪aa‬ادة التالحم والتف‪aa‬اهم بين مختل‪aa‬ف ش‪aa‬عوب الق‪aa‬ارة‬
‫األوروبية‪ .‬ألنه من المعروف أنه كلما زاد التقدم الثق‪aa‬افي والعلمي والتق‪aa‬ني في أي دول‪aa‬ة‬
‫من دول العالم‪ ،‬زاد دور العالق‪a‬ات العام‪a‬ة (الدبلوماس‪aa‬ية الش‪a‬عبية) فيه‪a‬ا‪ ،‬وت‪aa‬وجهت تل‪aa‬ك‬
‫الدول نحو تأسيس جمعيات وهيئ‪aa‬ات تع‪aa‬نى بالعالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة‪ ،‬وإلى ت‪aa‬دعيم المؤسس‪aa‬ات‬
‫الحكومية بأقسام خاصة تعنى بهذا المجال الهام‪ ،‬يطل‪aa‬ق عليه‪aa‬ا تس‪aa‬مية "أقس ام العالق ات‬
‫العامة"‪ .‬وقد تطورت العالقات العامة في الواليات المتح‪aa‬دة األمريكي‪aa‬ة‪ ،‬ح‪aa‬تى أص‪aa‬بحت‬
‫تضاهي مثيالتها في دول العالم األخرى‪ ،‬وشهدت الدول األوروبي‪aa‬ة كفرنس‪aa‬ا وبريطاني‪aa‬ا‬
‫وبلجيكا وغيرها من دول العالم‪ ،‬تطوراً خاصا ً لمفهوم العالقات العامة‪ .‬لتصبح ممارسة‬
‫العالقات العامة ذات مفهوم دولي يمارس فعالً في العالقات الدولية‪.‬‬
‫ففي الوالي ات المتح دة األمريكية مثالً‪ :‬تتحم‪aa‬ل وكال‪aa‬ة االس‪aa‬تعالمات األمريكي‪aa‬ة‪،‬‬
‫التي أنشئت عام ‪ ،1953‬مسؤولية العالقات العام‪aa‬ة الدولي‪aa‬ة‪ ،‬وغيره‪aa‬ا من المس‪aa‬ؤوليات‪،‬‬
‫من أج‪aa‬ل تحقي‪aa‬ق أه‪aa‬داف السياس‪aa‬ة األمريكي‪aa‬ة‪ ،‬عن طري‪aa‬ق ش‪aa‬رح وتفس‪aa‬ير ونش‪aa‬ر تل‪aa‬ك‬
‫السياسة‪ ،‬ومواجهة الدعاية المضادة الموجهة ضد سياس‪aa‬ة الوالي‪aa‬ات المتح‪aa‬دة األمريكي‪aa‬ة‬
‫في العالم‪ ،‬ويقدم مدير الوكالة تق‪aa‬اريره عن س‪aa‬ير العم‪aa‬ل في الوكال‪aa‬ة لل‪aa‬رئيس األم‪aa‬ريكي‬
‫مباشرة من خالل مجلس األمن القومي‪.‬‬
‫وفي بريطانيا أسس المعهد البريطاني للعالقات العامة عام ‪ ،1948‬بهدف تجميع‬
‫جهود ممارسي وظيفة العالقات العامة وصب االهتمام على العالقات العامة في أجه‪aa‬زة‬
‫الدولة المركزية والمحلية‪ ،‬وفي القوات المس‪aa‬لحة البريطاني‪aa‬ة‪ ،‬والمؤسس‪aa‬ات االقتص‪aa‬ادية‬
‫واالستشارية‪ .‬ويمارس ضباط اإلعالم في البعثات الدبلوماس‪a‬ية البريطاني‪a‬ة المعتم‪a‬دة في‬
‫دول العالم‪ ،‬وظيفة العالقات العامة الدولية من خالل وظيفتهم اإلعالمية األساسية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وتطورت العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة في فرنسا كوظيف‪aa‬ة هام‪aa‬ة من وظ‪aa‬ائف المش‪aa‬روعات‬
‫االقتصادية والتجارية والصناعية‪ ،‬بعد إنش‪aa‬اء الجمعي‪aa‬ة الفرنس‪aa‬ية للعالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة ع‪aa‬ام‬
‫‪ ،1955‬بهدف تطوير العالقات العامة الفرنسية‪.‬‬
‫وتزايد االهتمام بالعالقات العامة في إيطاليا إثر إنشاء جمعي‪aa‬ة تط‪aa‬وير العالق‪aa‬ات‬
‫العامة اإليطالية في روم‪a‬ا ع‪a‬ام ‪ ،1954‬وراف‪a‬ق ذل‪a‬ك تزاي‪a‬د اهتم‪a‬ام الش‪a‬ركات اإليطالي‪a‬ة‬
‫بوظيفة العالقات العامة‪.‬‬
‫وظهر االهتمام بالعالقات العامة في بلجيكا مع تأسيس جمعي‪aa‬ة العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة‬
‫عام ‪ 1953‬لتطوير دور العالقات العامة في بلجيكا‪.‬‬
‫وتضطلع الهيئة العامة لالستعالمات في مصر وهي هيئة حكومية تابع‪aa‬ة ل‪aa‬وزارة‬
‫اإلعالم المصرية بدورها "كجه‪aa‬از لإلعالم الرس‪aa‬مي والعالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة للدول‪aa‬ة"‪ ،‬ومن‪a‬ذ‬
‫إنش‪aa‬ائها ع‪a‬ام ‪ 1954‬ق‪a‬امت الهيئ‪aa‬ة العام‪aa‬ة لالس‪a‬تعالمات ب‪a‬أدوار عدي‪a‬دة على الص‪aa‬عيدين‬
‫الداخلي والخارجي لشرح سياسة الدولة في المج‪aa‬االت المختلف‪aa‬ة السياس‪aa‬ية واالقتص‪aa‬ادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ومواقفها إزاء مختلف القضايا‪ .‬وفى ال‪a‬وقت ال‪a‬راهن تق‪a‬وم الهيئ‪a‬ة‬
‫بعدد من المهام األساسية منها‪:‬‬
‫‪ -‬توفير تسهيالت للص‪aa‬حفيين والمراس‪a‬لين األج‪aa‬انب في مص‪a‬ر ألداء عملهم على‬
‫أفضل مستوى ممكن لنقل صورة حقيقية عما يجرى في مصر إلى العالم؛‬
‫‪ -‬وتقديم صورة مصر إلى الرأي العام العالمي ونق‪aa‬ل الحق‪aa‬ائق عنه‪aa‬ا إلى وس‪aa‬ائل‬
‫اإلعالم في مختلف أنحاء العالم‪ .‬وعبر مكاتب اإلعالم الملحقة بالسفارات المص‪aa‬رية‪ a‬في‬
‫العديد من العواصم والمدن الكبرى؛‬
‫‪ -‬وتوفير مصدر للمعلومات الدقيقة والصحيحة والحديثة عن مص‪aa‬ر في مختل‪aa‬ف‬
‫المجاالت كالتاريخ والحقائق األساسية عن النظام السياسي والسياسة الخارجية والثقافية‬
‫والمجتمع والفنون واالقتصاد والسياحة وغيرها‪ ،‬وإتاحتها عبر موقع الهيئ‪aa‬ة على ش‪aa‬بكة‬
‫االنترنت باللغتين العربية واالنجليزية لكل من يحتاج إليها في كل مكان من العالم‪ ،‬كم‪aa‬ا‬
‫تصدر مطبوعات عن هذه الموضوعات باللغات المختلفة؛‬
‫وتقوم الهيئة العامة لالستعالمات أيضا بدور مهم في التثقيف السياسي والتوعي‪aa‬ة‬
‫االجتماعية للمواطنين‪ a‬وشرح السياس‪a‬ات الوطني‪a‬ة لهم والمس‪a‬اهمة في التوعي‪a‬ة بالقض‪a‬ايا‬
‫والمشكالت الوطنية (مثل قضية زيادة السكان وقضايا البيئة) وبالقضايا المحلية والبيئية‬
‫في المناطق الريفية والنائي‪a‬ة في أنح‪a‬اء مص‪a‬ر من خالل مراك‪a‬ز الني‪a‬ل لإلعالم ومراك‪a‬ز‬
‫اإلعالم الداخلي‪.‬‬
‫كما توفر الهيئة مركز معلومات يتابع اإلعالم ال‪aa‬دولي وي‪aa‬وفر معلوم‪aa‬ة ص‪aa‬حيحة‬
‫ودقيقة عن صورة مصر في اإلعالم العالمي للمهتمين والمعنيين بذلك في أجهزة الدولة‬
‫ووسائل اإلعالم‪.‬‬
‫وللهيئة مقر يقع في ضاحية مدينة نصر بالعاص‪aa‬مة الق‪aa‬اهرة‪ ،‬إض‪aa‬افة إلى مراك‪aa‬ز‬
‫اإلعالم الداخلي التي تتبعها في جمي‪aa‬ع محافظ‪aa‬ات مص‪aa‬ر ويعم‪aa‬ل بالهيئ‪aa‬ة ع‪aa‬دد كب‪aa‬ير من‬

‫‪9‬‬
‫اإلعالم‪aa‬يين والفن‪aa‬يين واإلداريين الم‪aa‬دربين على اس‪aa‬تخدام تقني‪aa‬ات االتص‪aa‬ال واإلعالم‬
‫الحديثة في أداء مهامهم‪.‬‬
‫أم‪aa‬ا في أوزبكس تان فق‪aa‬د ب‪aa‬دأ االهتم‪aa‬ام الج‪aa‬دي بالعالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة الدولي‪aa‬ة بع‪aa‬د‬
‫االس‪aaa‬تقالل ع‪aaa‬ام ‪ ،1991‬حيث تم في ‪ 8/11/1995‬تأس‪aaa‬يس وكال‪aaa‬ة أنب‪aaa‬اء ‪JAHON‬‬
‫واتبعت لوزارة الخارجية بغرض‪:‬‬
‫‪ -‬توزي‪aa‬ع األخب‪aa‬ار اإليجابي‪aa‬ة عن س‪aa‬ير اإلص‪aa‬الحات االجتماعي‪aa‬ة واالقتص‪aa‬ادية‬
‫والسياسية في أوزبكستان؛‬
‫‪ -‬وتطوير الصالت مع وكاالت األنباء والمراكز اإلعالمية الدولية؛‬
‫‪ -‬وتسريع عملية دخول الجمهورية إلى الساحة اإلعالمية الدولية؛‬
‫وجمع وتوزيع األخبار داخل الجمهورية عن‪:‬‬
‫‪ -‬األوضاع السياسية والحقوقية وغيرها في الدول األجنبية؛‬
‫‪ -‬واحتياجات السوق العالمية؛‬
‫‪ -‬ونشاطات المنظمات الدولية؛‬
‫‪ -‬ونش‪aa‬اطات كبري‪aa‬ات المؤسس‪aa‬ات والش‪aa‬ركات األجنبي‪aa‬ة المهتم‪aa‬ة بالتع‪aa‬اون م‪aa‬ع‬
‫جمهورية أوزبكستان‪.‬‬
‫وفي ‪ 21/11/1996‬تم إحداث المرك‪a‬ز اإلعالمي في دي‪a‬وان رئيس الجمهوري‪a‬ة‪،‬‬
‫لتعريف الرأي العام باإلصالحات الديمقراطية الجارية في الجمهوري‪aa‬ة‪ ،‬والتج‪aa‬اوب م‪aa‬ع‬
‫التفاعالت االجتماعية والسياسية المحلية والدولية‪ ،‬عبر شبكة اإلنترنيت‪.‬‬
‫ومع انتشار مفهوم العالقات العامة في الع‪aa‬الم س‪aa‬ارعت مؤسس‪aa‬ات التعليم الع‪aa‬الي‬
‫في مختل‪aa‬ف دول الع‪aa‬الم الفتت‪aa‬اح أقس‪aa‬ام لت‪aa‬دريس م‪aa‬ادة العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة في جامعاته‪aa‬ا‬
‫ومعاهدها وكلياتها المتخصصة‪.‬‬
‫وتع‪aa‬د العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة الدولي‪aa‬ة الي‪aa‬وم وظيف‪aa‬ة من وظ‪aa‬ائف المنظم‪aa‬ات الدولي‪aa‬ة‪،‬‬
‫ويمارس‪aa‬ها في منظم‪aa‬ة األمم المتح‪aa‬دة‪ ،‬مكتب اإلعالم في نيوي‪aa‬ورك من خالل العالق‪aa‬ات‬
‫الخارجية والصحافة والمطبوعات والخدمات العامة‪ ،‬التي تعرض من خالله‪aa‬ا المش‪aa‬اكل‬
‫التي تواجه منظمة األمم المتح‪aa‬دة‪ ،‬وخل‪aa‬ق فهم أفض‪aa‬ل أله‪aa‬داف المنظم‪aa‬ة‪ .‬كم‪aa‬ا وتم‪aa‬ارس‬
‫مك‪aa‬اتب منظم‪aa‬ة األمم المتح‪aa‬دة في الع‪aa‬الم العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة الدولي‪aa‬ة من خالل االتص‪aa‬ال‬
‫بالمنظمات غير الحكومية في الدول المعتمدة فيها‪ ،‬في جميع المج‪aa‬االت الثقافي‪aa‬ة والفني‪aa‬ة‬
‫والعلمي‪aaa‬ة والتعليم والص‪aaa‬حة والعم‪aaa‬ل … الخ‪ .‬وتوزي‪aaa‬ع األفالم وب‪aaa‬رامج اإلذاع‪aaa‬تين‬
‫المسموعة والمرئية والمطبوعات‪ ،‬واإلدالء بالتصريحات الصحفية في إط‪aa‬ار مس‪aa‬اعيها‬
‫لخلق تفهم أفضل عن منظمة األمم المتحدة‪.‬‬
‫وزاد دخ‪aa‬ول ش‪aa‬بكات الكم‪aa‬بيوتر العالمي‪aa‬ة ع‪aa‬الم االتص‪aa‬ال المعاص‪aa‬ر من دور‬
‫العالقات العامة الدولية‪ ،‬وزاد من اهتم‪aa‬ام الش‪aa‬ركات متع‪aa‬ددة الجنس‪aa‬ية بالعالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة‬
‫الدولي‪aa‬ة ع‪aa‬بر ش‪aa‬بكات االتص‪aa‬ال الدولي‪aa‬ة‪ ،‬واعتماده‪aa‬ا عليه‪aa‬ا في العالق‪aa‬ات التجاري‪aa‬ة‬

‫‪10‬‬
‫والمصرفية والنقل والتأمين‪ ،‬وتبادل المعلومات على الصعيد الدولي‪ .‬وتساعد العالق‪aa‬ات‬
‫العام‪aa‬ة وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة في الحص‪aa‬ول على المعلوم‪aa‬ات والم‪aa‬واد‬
‫اإلعالمية‪ ،‬مما يزيد من إمكانية انتش‪aa‬ارها على الص‪aa‬عيد الع‪aa‬المي‪ .‬ولع‪aa‬ل مناف‪aa‬ذ وك‪aa‬االت‬
‫األنب‪aa‬اء والص‪aa‬حف والمجالت واإلذاع‪aa‬ات المس‪aa‬موعة والمرئي‪aa‬ة‪ ،‬والمراك‪aa‬ز اإلعالمي‪aa‬ة‬
‫الدولية عبر شبكة اإلنترنيت‪ ،‬خير مثال على تحول الع‪a‬الم في المج‪a‬ال اإلعالمي بالفع‪a‬ل‬
‫إلى قري‪aa‬ة كوني‪aa‬ة‪ .‬والعالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة الدولي‪aa‬ة كوظيف‪aa‬ة لم تس‪aa‬تثنى من وظ‪aa‬ائف الس‪aa‬لك‬
‫الدبلوماسي‪ ،‬وأصبحت من المهام األساسية للبعثات الدبلوماس‪aa‬ية المعتم‪aa‬دة في الخ‪aa‬ارج‪،‬‬
‫وفق ما تسمح به إمكانيات كل دولة من دول العالم‪.‬‬

‫العالقات العامة وإدارة األزمات‬

‫تأخذ العالقات العامة لدى الحكومات ومؤسسات المجتمع الم‪aa‬دني أهمي‪aa‬ة خاص‪aa‬ة‬
‫عند تعرضها ألزمات ته‪aa‬دد مق‪aa‬درتها على المنافس‪aa‬ة واالس‪aa‬تمرار في أداء وظائفه‪aa‬ا‪ ،‬في‬
‫الوقت الذي تتعرض فيه لنقد الشرائح االجتماعي‪aa‬ة والق‪aa‬وى السياس‪aa‬ية المختلف‪aa‬ة ووس‪aa‬ائل‬
‫االتصال واإلعالم الجماهيرية الالذع ألن مصالح تلك الشرائح والقوى مرهون‪aa‬ة بنج‪aa‬اح‬
‫الحكوم‪aa‬ات ومؤسس‪aa‬ات المجتم‪aa‬ع الم‪aa‬دني أو فش‪aa‬لها في أداء الوظ‪aa‬ائف المنتظ‪aa‬رة منه‪aa‬ا‪.‬‬
‫وتعتبر الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني األزمات التي تتع‪aa‬رض له‪aa‬ا نقط‪aa‬ة تح‪aa‬ول‬
‫مفاجئة تؤدي إلى انهيار االستقرار الداخلي وتهدد المصالح والبنى األساسية للمجتمع‪.‬‬
‫وينتج عن تعق‪aa‬د العالق‪aa‬ات الدولي‪aa‬ة المتش‪aa‬ابكة نت‪aa‬ائج غ‪aa‬ير مرغوب‪aa‬ة تف‪aa‬رض على‬
‫الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني ضرورة اتخاذ قرارات تتبعه‪aa‬ا إج‪aa‬راءات مح‪aa‬ددة‬
‫خالل فترة قصيرة لمواجهة األزمات في وقت تكون فيه جمي‪aa‬ع األط‪aa‬راف المعني‪aa‬ة غ‪aa‬ير‬
‫مس‪aa‬تعدة عملي‪a‬ا ً ل‪aa‬ذلك وغ‪aa‬ير ق‪aa‬ادرة على المواجه‪aa‬ة ومه‪aa‬ددة بخ‪aa‬روج األزم‪aa‬ة ومش‪aa‬اكلها‬
‫المطروحة للتداول عن نطاق السيطرة‪ ،‬وسرعان ما تتالقى األحداث‪ ،‬وتتشابك األسباب‬
‫ليفقد أصحاب القرار بدورهم قدرتهم للسيطرة على مجريات األمور وتصريف األم‪aa‬ور‬
‫في الهيئة أو المؤسسة المعنية وعلى اتجاهاتها المستقبلية‪.‬‬
‫ولهذا جرت العادة أن تق‪a‬وم الحكوم‪aa‬ات وإدارات مؤسس‪aa‬ات المجتم‪a‬ع الم‪a‬دني في‬
‫ظروف األزمات بتشكيل مجموع‪aa‬ات عم‪aa‬ل خاص‪aa‬ة إلدارة األزمـات ومواجه‪aa‬ة آثاره‪aa‬ا‬
‫المحتملة والتخفيف من نتائجها‪ ،‬وتعنى مجموع‪aa‬ات العم‪aa‬ل تل‪aa‬ك ب‪aa‬إدارة األزم‪aa‬ة والبحث‬
‫عن طرق للتغلب عليها والتخفيف من ض‪a‬غوطاتها االقتص‪a‬ادية واالجتماعي‪a‬ة والسياس‪a‬ية‬
‫واإلعالمي‪aa‬ة والعس‪aa‬كرية والتحكم بمس‪aa‬اراتها واتجاهاته‪aa‬ا وتجنب س‪aa‬لبياتها مس‪aa‬تفيدين من‬
‫اإليجابيات الممكنة والمتوفرة لتحقيق أقصى قدر من المكاسب في أقصر مدة والح‪ّ a‬د من‬
‫الخسائر ألدنى ح ّد ممكن‪.‬‬
‫وتستخدم مجموعات العمل ألداء العم‪aa‬ل المطل‪aa‬وب منه‪aa‬ا ك‪aa‬ل المق‪aa‬درات المتاح‪aa‬ة‬
‫لوظائف العالقات العامة‪ ،‬لماذا ؟ ألن وظائف العالقات العام‪aa‬ة تتض‪aa‬من طرق‪a‬ا ً للحيلول‪aa‬ة‬
‫دون ح‪aa‬دوث أزم‪aa‬ات والتغلب عليه‪aa‬ا في ح‪aa‬ال ح‪aa‬دوثها ض‪aa‬من م‪aa‬ا يس‪aa‬مى‪  ‬بـ (إدارة‬
‫األزمات)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ويبدأ العاملون ضمن مجموعات العمل من خبراء العالقات العامة والباحثين في‬
‫الش‪aa‬ؤون االقتص‪a‬ادية واالجتماعي‪aa‬ة والسياس‪aa‬ية واإلعالمي‪a‬ة والعس‪aa‬كرية االهتم‪aa‬ام بالق‪a‬در‬
‫الالزم باألزمة ومجرياتها ومضاعفاتها‪ ،‬بهدف البحث عن إمكانيات لفعل شيء ما حيال‬
‫مجريات األزمة وتحليل أسبابها ومص‪aa‬ادرها‪ ،‬آخ‪aa‬ذين في اعتب‪aa‬ارهم آخ‪aa‬ر منج‪aa‬زات علم‬
‫إدارة األزمات الذي بدأ بالتطور م‪a‬ع ظه‪a‬ور نت‪a‬ائج التط‪a‬ور العلمي والتكنول‪a‬وجي‪ ،‬ال‪a‬تي‬
‫أس‪aa‬همت بتق‪aa‬ديم وس‪aa‬ائل وأدوات متط‪aa‬ورة للتعام‪aa‬ل م‪aa‬ع األزم‪aa‬ات وإدارته‪aa‬ا‪ ،‬واالتص‪aa‬ال‬
‫بغرض جمع المعلومات وتحليلها‪ ،‬ليتمكن خبراء العالقات العامة والباحثين في الشؤون‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية واإلعالمية والعسكرية من القيام بدور كب‪aa‬ير وف ّع‪aa‬ال‬
‫لمواجه‪aa‬ة األزم‪aa‬ات والتغلب عليه‪aa‬ا والتخفي‪aa‬ف من تبعاته‪aa‬ا االجتماعي‪aa‬ة واالقتص‪aa‬ادية‬
‫والسياسية على البيئية المحلية‪.‬‬
‫والمبدأ األساس‪aa‬ي لالتص‪aa‬ال خالل األزم‪aa‬ات ه‪aa‬و المحافظ‪aa‬ة على ق‪aa‬درة االتص‪aa‬ال‬
‫والتواصل‪ a‬مع الجمهور المستهدف ألن االتصال خالل األزمات يكون أكثر فاعلي‪aa‬ة من‪aa‬ه‬
‫في أي ظرف آخر‪ ،‬ويمكن خبراء العالقات العامة من الحصول على معلومات س‪aa‬ريعة‬
‫لتحليلها‪ ،‬وتقدم معلومات إيجابية عن األحداث الجارية تخدم أهداف الحمالت اإلعالمية‬
‫المخطط لها بدقة لوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية بسرعة كبيرة ودون انتظ‪aa‬ار أن‬
‫تطلب وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية تلك المعلوم‪a‬ات به‪a‬دف الح‪a‬د من الش‪a‬ائعات‬
‫والتصدي للطروحات المعادية‪ ،‬وتهدئة األوساط االجتماعية‪ ‬والس‪aa‬يطرة على مس‪aa‬تجدات‬
‫األزمة والحيلولة دون بروز أية تعقيدات جديدة لألزمة‪.‬‬
‫ولتحقيق أهداف العالقات العامة في ظروف األزمات ال بد‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬من وضع حد نهائي وفوري لألزمة‪.‬‬
‫وثانياً‪ :‬اإلقالل من الخسائر إلى الحد األدنى‪.‬‬
‫وثالثاً‪ :‬إعادة الثقـة بالمؤسسة المعنية‪.‬‬
‫ويعد تخطيط العمل أحد الشروط الهامة للنجاح والسيطرة على تداعيات األزم‪aa‬ة‬
‫دون أية مفاجآت غير منتظرة‪ .‬وهنا يؤكد خبراء العالقات العامة أنه من الض‪aa‬روري أن‬
‫تق‪aa‬وم المؤسس‪aa‬ات المعني‪aa‬ة بتق‪aa‬ويم أداء وفعالي‪aa‬ة قن‪aa‬وات االتص‪aa‬ال عن‪aa‬د نش‪aa‬وب األزم‪aa‬ات‬
‫وخاصة قنوات االتص‪aa‬ال م‪aa‬ع وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪ .‬والحص‪aa‬ول على‬
‫أجوبة كافية على جملة من األسئلة الهامة أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬ما الفائدة المرجوة التي يمكن أن تجنيها الهيئة أو المؤسسة المعني‪aa‬ة من خالل‬
‫تعاونها مع وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية وقنواتها المختلفة ؟‬
‫‪ -2‬وم‪aa‬ا الفائ‪aa‬دة المتوقع‪aa‬ة من تزوي‪aa‬د وس‪aa‬يلة اتص‪aa‬ال وإعالم جماهيري‪aa‬ة معين‪aa‬ة‬
‫بمعلومات دقيقة طلبتها عن الهيئة أو المؤسسة صاحبة العالقة ؟‬
‫‪ -3‬وما درجة المخاطرة التي تقدم عليها الهيئة أو المؤسسة المعنية من نشر تل‪aa‬ك‬
‫المعلومات عبر وسيلة اتصال وإعالم جماهيرية معينة ؟‬

‫‪12‬‬
‫‪ -4‬وما الفوائد والمصالح التي تجنيها وسيلة االتصال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة تل‪a‬ك‬
‫من إيصال المعلومات التي تحصل عليها من الهيئة أو المؤسسة إلى ساحتها اإلعالمية؟‬
‫‪ -5‬وبنية وتركيبة الساحة اإلعالمية التي تتوجه إليه‪aa‬ا وس‪aa‬يلة االتص‪aa‬ال واإلعالم‬
‫الجماهيرية المعنية وإلى أي مدى تهتم تلك البنية والتركيبة بمصالح الهيئ‪aa‬ة أو المؤسس‪a‬ة‬
‫صاحبة العالقة ؟‬
‫‪ -6‬وما مدى استجابة ق‪aa‬ادة ال‪a‬رأي في القطاع‪a‬ات المس‪a‬تهدفة لم‪a‬ا تطرح‪aa‬ه وس‪a‬يلة‬
‫االتصال واإلعالم الجماهيرية تلك ؟‬
‫‪ -7‬وما مدى مالئمة طروحات األنظمة والق‪aa‬وانين المعم‪aa‬ول به‪aa‬ا‪ ،‬وم‪aa‬دى تلبيته‪aa‬ا‬
‫الحتياجات المجتمع قبل نشرها ؟‬
‫‪ -8‬وهل هناك وسيلة اتصال وإعالم جماهيرية أفضل لنش‪aa‬ر المعلوم‪aa‬ات المق‪aa‬رر‬
‫توجيهها إلى ساحة إعالمية أو شريحة اجتماعية معينة ؟‬
‫وك‪aa‬ل ذل‪aa‬ك من أج‪aa‬ل تحقي‪aa‬ق أفض‪aa‬ل ص‪aa‬ورة من التع‪aa‬اون بين مجموع‪aa‬ات العم‪aa‬ل‬
‫المختص‪aa‬ة ب‪aa‬إدارة األزم‪aa‬ات ووس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة كأفض‪aa‬ل وس‪aa‬يلة‬
‫لالتصال بالشرائح االجتماعي‪a‬ة المس‪a‬تهدفة من الحمل‪a‬ة اإلعالمي‪a‬ة المع‪a‬دة بدق‪a‬ة لمواجه‪a‬ة‬
‫األزمات من قبل إدارة العالقات العامة في المؤسسة المعنية‪.‬‬
‫وترتبط عملية االتصال في ظروف األزم‪a‬ات‪ ،‬بالتق‪a‬ديرات الدقيق‪a‬ة ال‪a‬تي يض‪a‬عها‬
‫الخ‪aa‬براء للمخ‪aa‬اطر‪ ،‬والفوائ‪aa‬د المتوقع‪aa‬ة من نش‪aa‬ر المعلوم‪aa‬ات‪ ،‬ألن فاعلي‪aa‬ة المعلوم‪aa‬ات‬
‫المنش‪aaa‬ورة ترتب‪aaa‬ط بالق‪aaa‬در ال‪aaa‬ذي تؤخ‪aaa‬ذ في‪aaa‬ه النص‪aaa‬ائح المقدم‪aaa‬ة من كب‪aaa‬ار الخ‪aaa‬براء‪،‬‬
‫والمتخصصين‪ a‬العاملين في مجال العالقات العامة‪.‬‬
‫وتفرض األزمات عادة إتباع طرقا ً معينة مرتبطة بخصائص المش‪aa‬كلة لمواجه‪aa‬ة‬
‫األزمة دون تق‪aa‬ديم ض‪aa‬مانات تكف‪aa‬ل ب‪aa‬الخروج الس‪aa‬ريع من األزم‪aa‬ة ال‪aa‬تي تواجهه‪aa‬ا الهيئ‪aa‬ة‬
‫الحكومي‪aa‬ة أو مؤسس‪aa‬ة المجتم‪aa‬ع الم‪aa‬دني اعتم‪aa‬اداً على خ‪aa‬برات الخ‪aa‬براء والمتخصص‪aa‬ين‬
‫العاملين في مجال العالقات العامة للخروج من األزمة من خالل العوامل الرئيسية التي‬
‫يمكن أن تضمن نجاح عملية االتصال خالل األزمة والتي تعتمد على‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود خطة محددة لالتصال من ضمن الخطة العامة المرس‪aa‬ومة للتغلب على‬
‫األزمة؛‬
‫‪ .2‬وتشكيل فريق متخصص لمواجهة األزمة عند نشوبها؛‬
‫‪ .3‬وتسمية شخص محدد للقيام بدور الناطق الرسمي لطرح البيان‪aa‬ات اإلعالمي‪aa‬ة‬
‫والصحفية‪ ‬طيلة الفترة التي تمتد خاللها األزمة‪ .‬من ضمن معادلة‪ :‬من يتحدث‪ ،‬ومع من‬
‫يتحدث‪ ،‬وعن ماذا يتحدث‪ ،‬ومتى يتحدث‪ ،‬وما الفائدة المرجوة من الحديث‪.‬‬
‫وعلى مجموع‪aa‬ات العم‪aa‬ل المتخصص‪aa‬ة ب‪aa‬إدارة األزم‪aa‬ات ع‪aa‬دم تجاه‪aa‬ل العام‪aa‬ل‬
‫االجتم‪aa‬اعي في س‪aa‬ياق األزم‪aa‬ة ألن الع‪aa‬املين في الجه‪aa‬ة ال‪aa‬تي تع‪aa‬اني من أزم‪aa‬ة معين‪aa‬ة‬
‫سيخوض‪aa‬ون نقاش‪aa‬ات دون تف‪aa‬ويض من الجه‪aa‬ة المعني‪aa‬ة م‪aa‬ع األوس‪aa‬اط االجتماعي‪aa‬ة ال‪aa‬تي‬
‫يعيشون ويعملون فيها وسيردون وفق إمكانياتهم الذاتية على األسئلة ال‪aa‬تي س‪aa‬توجه إليهم‬

‫‪13‬‬
‫من مختل‪aa‬ف الجه‪aa‬ات‪ ،‬وله‪aa‬ذا على م‪aa‬ا نعتق‪aa‬د يجب تض‪aa‬مين الخط‪aa‬ة الموض‪aa‬وعة إش‪aa‬راك‬
‫الع‪aa‬املين على مختل‪aa‬ف مس‪aa‬توياتهم وتحدي‪aa‬د أدوارهم في تنفي‪aa‬ذ خط‪aa‬ة مواجه‪aa‬ة األزم‪aa‬ة‬
‫للوصول إلى حد يمنع التصريحات الخاصة من خ‪aa‬ارج الخط‪aa‬ة الموض‪aa‬وعة عن طري‪aa‬ق‬
‫ش‪aa‬رح مس‪aa‬اوئها للع‪aa‬املين في الجه‪aa‬ة المعني‪aa‬ة وأخط‪aa‬ار بث اإلش‪aa‬اعات من قب‪aa‬ل غ‪aa‬ير‬
‫المتخصص‪aa‬ين‪ a‬بمواجه‪aa‬ة األزم‪aa‬ة‪ ،‬واإلعالن عن الجه‪aa‬ة المختص‪aa‬ة للرج‪aa‬وع إليه‪aa‬ا داخ‪aa‬ل‬
‫الجهة المعنية عد الحاجة‪ ،‬وعدم االكتفاء بوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية وحدها‪.‬‬
‫وال بد أيضا ً من تسمية جهة مختصة بجمع وتدقيق وتحليل وتقدير راج‪aa‬ع ص‪aa‬دى‬
‫ومدى تأثير التصريحات الرسمية وغير الرس‪aa‬مية والش‪aa‬ائعات واق‪aa‬تراح أس‪aa‬اليب مح‪aa‬ددة‬
‫للتعام‪aa‬ل معه‪aa‬ا طيل‪a‬ة ف‪aa‬ترة األزم‪aa‬ة‪ .‬ألن‪aa‬ه من المع‪a‬روف أن التص‪a‬ريحات الرس‪aa‬مية يق‪aa‬وم‬
‫بإع‪aa‬دادها خ‪aa‬براء مختص‪aa‬ون متفرغ‪aa‬ون لمواجه‪aa‬ة األزم‪aa‬ة يس‪aa‬اعدهم مستش‪aa‬ارون في‬
‫المجاالت القانونية واإلعالمي‪aa‬ة بش‪aa‬كل مرك‪aa‬زي وبتف‪aa‬ويض من إدارة الجه‪aa‬ة المعني‪aa‬ة في‬
‫األزمة توخيا ً للحذر والدقة للوصول إلى األهداف المرسومة‪.‬‬
‫آخذين بعين االعتب‪aa‬ار ض‪aa‬رورات‪ a‬الص‪aa‬راحة والعلني‪aa‬ة في التص‪aa‬ريحات‪ ،‬وتجنب‬
‫نشوء نزاعات قانونية قد تثير أزمات قضائية غ‪aa‬ير متوقع‪aa‬ة من تل‪aa‬ك التص‪aa‬ريحات‪ ،‬ألن‬
‫الخص‪aa‬وم يتمس‪aa‬كون ع‪aa‬ادة بحرفي‪aa‬ة م‪aa‬ا أعلن لتحقي‪aa‬ق أه‪aa‬دافهم من إث‪aa‬ارة األزم‪aa‬ات‪ ،‬ألن‬
‫الصراحة والعلنية من مسوغات مواجهة األزمات من خالل وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم‬
‫الجماهيرية‪ ،‬وهو ما أكده روبرت ديلينشنايدر المدير السابق إلحدى كبري‪aa‬ات الش‪aa‬ركات‬
‫المتخصص‪aa‬ة في العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة في الوالي‪aa‬ات المتح‪aa‬دة األمريكي‪aa‬ة بقول‪aa‬ه أن‪aa‬ه‪" :‬على‬
‫المؤسسة التي تتعرض ألزمة الخروج إلى الجمه‪aa‬ور مباش‪aa‬رةً بع‪aa‬د اإلعالن عن األزم‪aa‬ة‬
‫عبر قنوات االتصال ووسائل اإلعالم الجماهيرية"‪.‬‬
‫وبرأيينا هذا ال يمكن أن يتم دون ناطق رسمي متخصص في مجاالت العالق‪aa‬ات‬
‫العامة يتحرك داخل وخارج الجهة المعنية في األزمة على حد سواء‪.‬‬
‫ودور الن‪aa‬اطق الرس‪aa‬مي ع‪aa‬ادة يس‪aa‬ند لم‪aa‬دير الجه‪aa‬ة المعني‪aa‬ة بحكم وظيفت‪aa‬ه‪ ،‬ولكن‬
‫الجهات المعنية خالل األزمات كثيراً ما تلجأ لتعيين ناطق رسمي متخص‪aa‬ص في مج‪aa‬ال‬
‫األزم‪aa‬ة الطارئ‪aa‬ة ق‪aa‬ادر على تق‪aa‬دير أهميته‪aa‬ا وآثاره‪aa‬ا المحتمل‪aa‬ة ول‪aa‬ه إلم‪aa‬ام كام‪aa‬ل بط‪aa‬رق‬
‫االتص‪aa‬ال والح‪aa‬وار م‪aa‬ع الجمه‪aa‬ور المس‪aa‬تهدف والتعام‪aa‬ل م‪aa‬ع وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم‬
‫الجماهيرية‪.‬‬
‫وعادة م‪aa‬ا يك‪aa‬ون الن‪aa‬اطق الرس‪aa‬مي من أعض‪aa‬اء فري‪aa‬ق العم‪aa‬ل لمواجه‪aa‬ة األزم‪aa‬ة‪،‬‬
‫ومراعاة أن يكون هناك أكثر من بديل الستبدال الناطق الرسمي خالل فترة األزمة دون‬
‫تعريض خطة الخروج من األزمة ألية هزات قد ال يحمد عقباها‪.‬‬
‫وأن ال ينسى مدير الجهة المعنية في األزمة من اختيار الناطق الرس‪aa‬مي من بين‬
‫أك‪aa‬ثر األش‪aa‬خاص قب‪aa‬والً من قب‪aa‬ل القطاع‪aa‬ات المس‪aa‬تهدفة من الخط‪aa‬ة المع‪aa‬دة للخ‪aa‬روج من‬
‫األزم‪aa‬ة‪ ،‬ألن‪aa‬ه على عملي‪aa‬ة اختي‪aa‬ار شخص‪aa‬ية الن‪aa‬اطق الرس‪aa‬مي تتوق‪aa‬ف النت‪aa‬ائج الس‪aa‬لبية‬
‫واإليجابية لعملية إدارة األزمة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ويأتي دور العاملين في الجهة المعنية في األزمة ضمن الخطة الموضوعة رديفا ً‬
‫ومكمالً لعمل الناطق الرسمي في حال لو أحسن فريق العمل مواجه‪aa‬ة األزم‪aa‬ة‪ ،‬والعم‪aa‬ل‬
‫في أوساط العاملين في الجهة المعنية إلدخال الطمأنينة إلى نفوسهم على مصائرهم التي‬
‫تهددها األزمة العابرة‪ ،‬أوالً‪ ،‬ومن ثم رسم دور واضح لهم في عملية االتص‪aa‬ال الجاري‪aa‬ة‬
‫مع األوساط االجتماعية اللذين هم جزءاً منها واالستفادة من عملية نقلهم لراجع الصدى‬
‫اإلعالمي للبيانات والتصريحات التي يسوقها فريق العمل من خالل نش‪aa‬اطاته لمواجه‪aa‬ة‬
‫األزمة والخروج منها وما يدور حول الجه‪aa‬ة المعني‪aa‬ة في األزم‪aa‬ة من ش‪aa‬ائعات وأقاوي‪aa‬ل‬
‫ألن مصير الجهة المعنية في النهاية هو مصيرهم ومس‪aa‬تقبلهم أيض‪a‬ا ً وم‪aa‬ا يعنيه‪aa‬ا يع‪aa‬نيهم‬
‫بشكل مباشر‪.‬‬
‫خاصة وأن من مهام العالقات العامة لدى الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني‬
‫على الدوام العم‪aa‬ل على تعزي‪aa‬ز الثق‪aa‬ة بين اإلدارة والع‪aa‬املين في الجه‪aa‬ة المعني‪aa‬ة وتعزي‪aa‬ز‬
‫الثقة المتبادلة بين الجه‪aa‬ة المعني‪aa‬ة وجمهوره‪aa‬ا‪ ،‬ومض‪aa‬اعفة العم‪aa‬ل خالل األزم‪aa‬ات ال‪aa‬تي‬
‫يتعقد خاللها س‪a‬لوك قي‪a‬ادة الجه‪a‬ة المعني‪a‬ة وم‪a‬رد ذل‪a‬ك بعض العناص‪a‬ر ال‪a‬تي أش‪a‬ار إليه‪a‬ا‬
‫المتخصص األمريكي بوب كاريل وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬صعوبة تحديد أبعاد األزمة لحظة وقوعها؛‬
‫‪ .2‬وصعوبة تحديد الجهات التي قد تطالها األزمة؛‬
‫‪ .3‬وصعوبة تفسير أس‪aa‬باب ح‪aa‬دوث األزم‪aa‬ة ال‪aa‬تي ق‪aa‬د تط‪aa‬الهم في بعض الح‪aa‬االت‬
‫حتى نهاية األزمة؛‬
‫‪ .4‬واستمرار شعور األوساط االجتماعية التي تمسها األزمة بالخطر؛‬
‫‪ .5‬وتضخيم الشعور بالخطر في األوساط االجتماعية المعنية باألزم‪aa‬ة من خالل‬
‫انتظارهم للخبر اليقين الذي ينتظرونه؛‬
‫‪ .6‬واتخاذ القرارات بنشر أخب‪aa‬ار تف‪aa‬رض نفس‪aa‬ها من خالل األزم‪aa‬ة في حال‪aa‬ة من‬
‫التوتر الشديد؛‬
‫‪ .7‬وضرورة‪ a‬تقوية العوامل االنفعالية في سلوك من تمسهم األزمة‪.‬‬
‫فيما يؤكد أكثرية خبراء العالقات العام‪aa‬ة على أن س‪aa‬لوك اإلدارة خالل األزم‪aa‬ات‬
‫يتحدد من االنغالق أو االنفتاح الذي تنتهج‪aa‬ه اإلدارة المعني‪aa‬ة ومن فهمه‪aa‬ا للبع‪aa‬د النظ‪aa‬ري‬
‫للثقافة الجماعية ومدى تلبيتها لمطالب األوساط االجتماعية الداخلي‪aa‬ة والخارجي‪aa‬ة للجه‪aa‬ة‬
‫المعنية‪.‬‬
‫واألولويات التي تضعها لالتصال باألوساط االجتماعية المعنية باألزمة مركزيا ً‬
‫وهامشياً‪ ،‬ومن الثوابت في مواجهة األزمات‪:‬‬
‫‪ .1‬أن األوساط االجتماعية تتناقل الخبر عن طريق قن‪aa‬وات االتص‪aa‬ال الشخص‪aa‬ي‬
‫بين األفراد بش‪aa‬كل س‪aa‬ريع ح‪aa‬تى قب‪aa‬ل نش‪aa‬ره في وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪،‬‬
‫مثال‪ :‬وقوع انفجار في مصنع للكيماويات قريب من مناطق سكنية يسكنها الع‪aa‬املون في‬

‫‪15‬‬
‫المصنع المذكور‪ ،‬أو وقوع كارثة في منجم تسكن أسر الع‪aa‬املين في‪aa‬ه بمنطق‪aa‬ة قريب‪aa‬ة من‬
‫المنجم؛‬
‫‪ .2‬وميل البشر لتفسير مدى األزمة وتأثيرها من منظورهم الشخصي واألخطار‬
‫التي تهدد الحياة وكلها عوامل موضوعية أكثر منها ذاتية؛‬
‫‪ .3‬وهيبة المصادر الحكومية التي هي أك‪aa‬ثر ت‪aa‬أثيراً من المص‪aa‬ادر األخ‪aa‬رى على‬
‫األوساط االجتماعية؛‬
‫‪ .4‬وقياس جدية وحجم واتس‪aa‬اع األزم‪aa‬ة من قب‪aa‬ل األوس‪aa‬اط االجتماعي‪aa‬ة‪ ،‬اعتم‪aa‬اداً‬
‫على مدى تغطية قبل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية لتداعيات األزمة؛‬
‫‪ .5‬وتوف‪aa‬ير أخب‪aa‬ار عن األزم‪aa‬ة ع‪aa‬بر وس‪aa‬ائل اتص‪aa‬ال س‪aa‬هلة االنتش‪aa‬ار‪ ،‬للح‪aa‬د من‬
‫الشائعات ومساعدة األوساط االجتماعية على تقدير األوضاع بدقة‪.‬‬
‫ويبقي أن نقول أن إدارة الجهة المعنية باألزمة هي المسؤولة بالكامل عن التغلب‬
‫عليها من خالل تقديرها لمواقف الجهات األخ‪aa‬رى من األزم‪aa‬ة‪ ،‬وعلى نجاحه‪aa‬ا في إدارة‬
‫األزمة والتغلب عليها‪ ،‬وعلى التعامل مع وسائل االتصال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة يتوق‪aa‬ف‬
‫مدى ثقة اآلخرين بها‪.‬‬

‫وسائل اإلعالم الجماهيرية كقناة من قنوات االتصال للعالقات العامة‬

‫مما ال شك فيه أن لوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية عالية التطور والكف‪aa‬اءة‬


‫والفعالية في عصر المعلوماتية تأثراً كبيراً على المجتمعات مهما تباينت وتعددت‪ .‬حتى‬
‫أن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية غدت من قنوات عمل إدارات العالقات العامة‬
‫واإلعالن وتكمل بعضها بعضا ً وتشترك معها بالدوافع واألهداف‪.‬‬
‫ويعتبر الباحثون أن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية تتألف من‪:‬‬
‫‪ -‬الصحافة المطبوعة؛‬
‫‪ -‬واإلذاعتين المسموعة والمرئية‪ ،‬واس‪aa‬عة االنتش‪aa‬ار عالمي‪a‬ا ً بع‪aa‬د دخ‪aa‬ول األقم‪aa‬ار‬
‫الصناعية في مجال نقل البث اإلذاعي المسموع والمرئي؛‬
‫‪ -‬وشبكة االنترنيت العالمية‪.‬‬
‫وتس‪aa‬تخدمها كله‪aa‬ا إدارات العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة واإلعالن‪ .‬وتع‪aa‬د نش‪aa‬اطات إدارات‬
‫العالقات العامة واإلعالن لبل‪aa‬وغ أه‪aa‬دافها من أك‪aa‬بر الص‪aa‬ناعات دخالً في الع‪aa‬الم لوس‪aa‬ائل‬
‫االتصال واإلعالم الجماهيرية‪.‬‬
‫ومنذ نشوء الص‪aa‬حافة المطبوع‪aa‬ة ب‪aa‬دء اإلعالن بالتس‪aa‬ابق لش‪aa‬غل ص‪aa‬فحاتها خدم‪aa‬ة‬
‫للمعلنين والقراء على حد سواء وتطور هذا السباق مع تطور وسائل االتص‪aa‬ال واإلعالم‬
‫الجماهيري‪aa‬ة وراف‪aa‬ق ه‪aa‬ذا التط‪aa‬ور ظه‪aa‬ور منتجين عمالق‪aa‬ة في حق‪aa‬ل االتص‪aa‬ال واإلعالم‬
‫واإلعالن ف‪aa‬رض مع‪aa‬ه اهتم‪aa‬ام الب‪aa‬احثين بدراس‪aa‬ات الت‪aa‬أثير اإلعالمي‪ ،‬ودراس‪aa‬ات ت‪aa‬أثير‬

‫‪16‬‬
‫االتصال الجماهيري‪ ،‬ودراسات تأثير اإلعالن‪ ،‬ودراسات مدى تقدم الصناعات اآلخ‪aa‬ذة‬
‫بالتطور الدائم في مجاالت اإلعالم واالتصال واإلعالن‪.‬‬
‫وك‪aa‬ان من أول تل‪aa‬ك الدراس‪aa‬ات‪ ،‬دراس ات وظ ائف وس ائل االتص ال واإلعالم‬
‫الرئيسية في اإلعالم والتثقيف والترفيه والتربية والتعليم‪ .‬وأولها كانت الدراسات التي‬
‫تناولت الصحف التي تعتبر قوة اجتماعية واقتصادية هامة في المجتم‪aa‬ع‪ ،‬وق‪aa‬وة رئيس‪aa‬ية‬
‫في تشكيل الرأي العام‪ ،‬وتؤثر بش‪aa‬دة على الجه‪aa‬ود الوطني‪aa‬ة والدولي‪aa‬ة المبذول‪aa‬ة من أج‪aa‬ل‬
‫التقدم الوطني والتفاهم العالمي‪ .‬بعد أن تطورت الصحف من صفحة واحدة توزع محليا ً‬
‫إلى إنتاج متعدد الصفحات يوزع دولياً‪.‬‬
‫وأظه‪aa‬رت الدراس‪aa‬ات أن الص حف األولى ص‪aa‬درت في ب‪aa‬راغ‪ ،‬وإنفس‪aa‬بورغ ع‪aa‬ام‬
‫‪ ،1597‬ودانيف‪aa‬ر ع‪aa‬ام ‪ ،1605‬وب‪aa‬ال ع‪aa‬ام ‪ ،1610‬وفيين‪aa‬ا‪ ،‬وفرانكف‪aa‬ورت ع‪aa‬ام ‪،1615‬‬
‫وهامبورغ عام ‪ ،1616‬وبرلين عام ‪ ،1617‬ولندن عام ‪ ،1622‬وباريس عام ‪.1631‬‬
‫ومع بداية القرن العش‪aa‬رين ظه‪aa‬رت الجمعي‪aa‬ات المهني‪aa‬ة الص‪aa‬حفية‪ ،‬وب‪aa‬دأ التط‪aa‬ور‬
‫التدريجي للصحف المملوكة من قبل الش‪aa‬ركات المس‪aa‬اهمة الك‪aa‬برى‪ ،‬وبالت‪aa‬دريج تح‪aa‬ولت‬
‫الصحف إلى مؤسسات متكاملة‪.‬‬
‫وتبعها ظه‪aa‬ور أولى وك االت األنب اء‪ ،‬كوكال ة هاف اس‪ ،‬في ب‪aa‬اريس ع‪aa‬ام ‪1845‬‬
‫وكانت أول وكالة تمارس تجارة األخبار واإلعالنات في العالم؛‬
‫ووكالة رويتر لألنباء في لندن عام ‪ ،1851‬وتحول اسمها إلى رويترز فيما بعد؛‬
‫وجمعية أخب ار المين اء ‪ Harbor News Association‬في نيوي‪aa‬ورك ع‪aa‬ام‬
‫‪ 1848‬وتب‪aa‬دل اس‪aa‬مها إلى وكال ة أنب اء نيوي ورك أسوش يتد ب ريس ‪New York‬‬
‫)‪ Associated Press (AP‬عام ‪1856‬؛‬
‫ووكالة وولف لألنباء في برلين عام ‪1849‬؛‬
‫ووكالة أنباء ستيفاني ‪ Stefani‬اإليطالية في عام ‪1853‬؛‬
‫ووكالة إنترناش يونال ني وز س يرفيس ‪ International News Service‬في‬
‫نيويورك عام ‪1909‬؛‬
‫ووكالة التلغراف الروسية في موسكو عام ‪ ،1918‬التي تغير اسمها إلى الوكالة‬
‫التلغرافية لالتحاد السوفييتي ‪ TASS‬تاس بعد قيام االتحاد السوفييتي ‪ ،‬وبعد انهيار‬
‫االتحاد السوفييتي تحول إلى إيتار تاس؛‬
‫ووكالة أنباء الصين الحمراء في بكين عام ‪ 1929‬التي ب‪aa‬دلت أس‪aa‬مها إلى وكال‪aa‬ة‬
‫أنباء الصين الجديدة في ‪.1/9/1937‬‬
‫وتظهر الدراسات أن الص‪aa‬حف ك‪aa‬انت تعتم‪aa‬د على موارده‪aa‬ا من اإلعالن في ك‪aa‬ل‬
‫مراحل تطورها‪ ،‬إال أن اإلذاعة المرئية استولت فيما بعد على الحصة األكبر من س‪aa‬وق‬
‫اإلعالن مما أثر على دخل الصحف ال‪aa‬تي ت‪aa‬داركت األم‪aa‬ر وتمكنت من تط‪aa‬وير أس‪aa‬اليبها‬
‫في إنتاج وإخراج اإلعالن‪ ،‬مما أعاد لها قيمتها اإلعالنية المميزة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ألن قراء الص‪aa‬حف يتم‪aa‬يزون ب‪aa‬أنهم من المتعلمين الق‪aa‬ادرين على ت‪aa‬دقيق وتحلي‪aa‬ل‬
‫وفهم محتوى ما تنشره الصحف‪ .‬وتلتها وس‪aa‬يلة االتص‪aa‬ال واإلعالم الثاني‪aa‬ة ممثل‪aa‬ة ب‪aa‬أولى‬
‫ال‪aa‬برامج اإلذاعي‪aa‬ة المس‪aa‬موعة اليومي‪aa‬ة المنظم‪aa‬ة ال‪aa‬تي ب‪aa‬دأت البث من دي‪aa‬تروا ني‪aa‬وز في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ ،1920‬وتبعتها بريطانيا التي نظم فيها دايلي مايل أول‬
‫برنامج إذاعي مسموع في نفس العام‪ .‬أما في فرنسا فقد نجح الجنرال ف يري من إرس‪aa‬ال‬
‫أولى البرامج اإلذاعية المسموعة عام ‪.1921‬‬
‫ومنذ ذلك الوقت اعتبرت اإلذاعة المس موعة من الوسائل ال‪aa‬تي تخ‪aa‬اطب حاس‪aa‬ة‬
‫الس‪aa‬مع دون الحاج‪aa‬ة للتف‪aa‬رغ للق‪aa‬راءة كم‪aa‬ا في الص‪aa‬حف بينم‪aa‬ا تتف‪aa‬وق عليه‪aa‬ا في اس‪aa‬تثارة‬
‫المستمع وتفاعله مع المادة المذاع‪aa‬ة أو شخص‪aa‬ية مق‪aa‬دم البرن‪aa‬امج وإث‪aa‬ارة خي‪aa‬ال المس‪aa‬تمع‬
‫لرسم الصورة الغائبة عنه من الوقائع واألحداث المذاعة فور وقوع الحدث وتوجد بذلك‬
‫نوعا ً من األلفة بين المستمع والبرامج اإلذاعية المس‪aa‬موعة‪ .‬وتعت‪aa‬بر اإلذاع‪aa‬ة المس‪aa‬موعة‬
‫امتداداً طبيعيا ً لألذن‪.‬‬
‫وجاء بعدها البث اإلذاعي المرئي بعد أن بدأ مركز أليكس اندر بالس البريط‪aa‬اني‬
‫للتلفزيون (التلفزيون‪ a‬كلمة مكونة من ش‪aa‬قين ‪ TELE‬أي بُع‪aa‬د‪ VISION ،‬أي رؤي‪aa‬ة أي‬
‫الرؤي‪aa‬ة عن بُعْ‪a‬د) ب‪a‬البث لم‪a‬دة س‪aa‬اعتين يومي‪a‬ا ً ع‪a‬ام ‪ ،1936‬وتبعه المرك‪a‬ز الفرنس‪aa‬ي في‬
‫التوريف‪aa‬ال ببث ب‪aa‬رامج إذاعي‪aa‬ة مرئي‪aa‬ة يومي‪aa‬ة ع‪aa‬ام ‪ ،1938‬وتبعتهم‪aa‬ا الوالي‪aa‬ات المتح‪aa‬دة‬
‫األمريكية في العام التالي ببث إذاعي مرئي استهدف جمهور كبير‪.‬‬
‫وأخ‪aa‬رت الح‪aa‬رب العالمي‪aa‬ة الثاني‪aa‬ة البداي‪aa‬ة الفعلي‪aa‬ة النتش‪aa‬ار بث اإلذاع‪aa‬ة المرئي‪aa‬ة‬
‫للجمهور العريض لما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خالل عامي ‪ 1945‬و‪.1946‬‬
‫وتعتبر اإلذاعة المرئية امتداداً طبيعي ‪a‬ا ً للعين‪ ،‬ومن أهم خص‪aa‬ائص البث اإلذاعي‬
‫المرئي إضعاف الحاجز اللغوي‪ ،‬ألن الص‪a‬ورة‪ a‬تص‪a‬بح مكمل‪a‬ة للغ‪a‬ة‪ ،‬والص‪a‬ورة‪ a‬بطبيع‪a‬ة‬
‫الح‪aa‬ال تخ‪aa‬اطب مختل‪aa‬ف المس‪aa‬تويات الثقافي‪aa‬ة واالجتماعي‪aa‬ة‪ ،‬ومن النت‪aa‬ائج الس‪aa‬لبية للبث‬
‫اإلذاعي المرئي أنها تُع ِّود المتلقي على السلبية‪ ،‬وتقدم له األخب‪aa‬ار ج‪aa‬اهزة‪ ،‬وال ت‪aa‬تيح ل‪aa‬ه‬
‫فرصة التفك‪aa‬ير واالس‪aa‬تعانة بتجارب‪aa‬ه الس‪aa‬ابقة‪ ،‬وتف‪aa‬رض علي‪aa‬ه نوع‪a‬ا ً من الت‪aa‬ذوق أح‪aa‬ادي‬
‫الج‪aa‬انب‪ ،‬وتخض‪aa‬عه لض‪aa‬غوطات المؤسس‪aa‬ات المالي‪aa‬ة والص‪aa‬ناعية‪ ،‬ومص‪aa‬الح الجماع‪aa‬ات‬
‫الخاصة‪ ،‬أو النظم الحاكمة‪.‬‬
‫باإلضافة لمقدرة اإلذاعة المرئية على المزج بين قدرات األداء المس‪aa‬رحي الحي‬
‫بالنق‪a‬ل المباش‪a‬ر‪ ,‬واإلمكاني‪a‬ات التقني‪a‬ة لألفالم الس‪a‬ينمائية‪ ،‬وص‪a‬وت اإلذاع‪a‬ة المس‪a‬موعة‪،‬‬
‫لتوجيه الجمهور نحو أغراض محددة‪.‬‬
‫وبذلك تمكنت اإلذاعة المرئية من استخدام أفض‪aa‬ل اإلمكاني‪aa‬ات المت‪aa‬وفرة لوس‪aa‬ائل‬
‫االتص‪aa‬ال واإلعالم األخ‪aa‬رى ال‪aa‬تي س‪aa‬بقتها‪ ،‬وم‪aa‬زجت بين الموض‪aa‬وعية والذاتي‪aa‬ة ل‪aa‬دى‬
‫الجمهور‪ ،‬ألن الكاميرا ومختلف المؤثرات والوسائل اإللكتروني‪aa‬ة األخ‪aa‬رى ال‪aa‬تي تتمت‪aa‬ع‬
‫به‪aa‬ا اإلذاع‪aa‬ة المرئي‪aa‬ة‪ ،‬تمكن ك‪aa‬اتب ومخ‪aa‬رج البرن‪aa‬امج من توجي‪aa‬ه اهتمام‪aa‬ات ومش‪aa‬اعر‬
‫جمهور عريض نحو حافز معين وفق رؤيتهما الذاتية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وأظهرت الدراسات أن فن اإلعالن رافق وظائف االتصال واإلعالم على الدوام‬
‫للدعوة لموضوع معين أو اإلقناع بقضية معينة أو الترويج لسلعة منتج معين‪ ،‬أو خدم‪aa‬ة‬
‫تقدمها جهة معينة‪ ،‬مستفيداً من قدرتها على االتصال الجماهيري الذي يتف‪aa‬وق في بعض‬
‫الظروف على قدرات االتصال الشخصي‪.‬‬

‫اإلعالن وتطور فنونه‬

‫ويعتمد فن اإلعالن على قدرات االتصال باس‪aa‬تخدام رم‪aa‬وز تحم‪aa‬ل مع‪aa‬نى مفه‪aa‬وم‬
‫بنفس الدرجة لدى المعلن والجه‪aa‬ة المس‪aa‬تهدفة من اإلعالن‪ ،‬ولكن ق‪aa‬د ال يتم إال إذا تحق‪aa‬ق‬
‫ح‪aa‬د أدنى من الت‪aa‬داخل بين مج‪aa‬االت خ‪aa‬برة المرس‪aa‬ل (المعلن) وخ‪aa‬برة مس‪aa‬تقبلي اإلعالن‬
‫ليؤدي لفهم مشترك لمع‪aa‬اني الرس‪aa‬الة االتص‪aa‬الية بين المرس‪aa‬ل والمس‪aa‬تقبل‪ ،‬والى إح‪aa‬داث‬
‫اتص‪aa‬ال حقيقي مب‪aa‬ني على المعرف‪aa‬ة المتبادل‪aa‬ة المش‪aa‬تركة للرس‪aa‬الة بين ط‪aa‬رفي عملي‪aa‬ة‬
‫االتصال‪.‬‬
‫وتطور استخدام اإلعالن عبر وسائل االتصال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪ ،‬وك‪aa‬ان في‬
‫مقدمة مستخدميه السياسيون والتجار على حد سواء لالستفادة من‪aa‬ه لتحقي‪aa‬ق أه‪aa‬دافهم ك‪aa‬ل‬
‫في مجاله‪.‬‬
‫وجاء اإلعالن السياسي كوسيلة اتصال يدفع ال ُم ْعلِن ثمنها لقاء م‪aa‬ا تقدم‪aa‬ه وس‪aa‬يلة‬
‫اتصال وإعالم جماهيرية لعرض خطاب سياس‪aa‬ي ه‪aa‬ادف من أج‪aa‬ل الت‪aa‬أثير على مواق‪aa‬ف‬
‫وأفكار وسلوك مستقبلي الرسائل اإلعالمية‪.‬‬
‫ويع‪a‬د اإلعالن السياس‪a‬ي أك‪a‬ثر أن‪a‬واع االتص‪a‬ال ت‪a‬أثيراً على المجتمع‪a‬ات‪ ،‬يوظف‪a‬ه‬
‫القادة السياسيون لتحقيق غاياتهم وأهدافهم لخداع الجماهير وإقناعهم وتسويق مرشحيهم‬
‫والمبالغة في إعطائهم صفات ال تمت إلى الحقيقة بصلة‪.‬‬
‫وجاء اإلعالن التجاري إلقناع الجماهير والتأثير عليها لزيادة الطلب على س‪aa‬لعة‬
‫المعلن وخلق صورة إيجابي‪aa‬ة عن المنش‪aa‬أة المعلن‪aa‬ة وجهوده‪aa‬ا المبذول‪aa‬ة إلش‪aa‬باع حاج‪aa‬ات‬
‫المستهلكين‪ ،‬وزيادة الرفاهية االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫مم‪aa‬ا دف‪a‬ع خ‪a‬براء االتص‪a‬ال لدراس ة نظري ات االتص ال وت أثير وس ائل االتص ال‬
‫واإلعالم الجماهيرية‪ ،‬ويعتقد البعض أن وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة تتمت‪aa‬ع‬
‫بدرجة قوية للتأثير على الجماهير‪ ،‬وأنها قادرة على تغيير العادات وس‪aa‬لوك وتص‪aa‬رفات‬
‫الجماهير‪ ،‬وفق اآلراء التي يق‪aa‬دمها الق‪aa‬ائمون على االتص‪aa‬ال الجم‪aa‬اهيري معتم‪aa‬دين على‬
‫مستوى شعبية وانتشار وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية القائمة آنذاك‪.‬‬
‫ففي أوروب‪aa‬ا مثالً اس‪aa‬تخدمت اإلذاع‪aa‬ة‪ ,‬والص‪aa‬حافة‪ ,‬واألفالم الس‪aa‬ينمائية من قب‪aa‬ل‬
‫األنظم‪aa‬ة الديكتاتوري‪aa‬ة والش‪aa‬يوعية والفاش‪aa‬ية لتحقي‪aa‬ق غاياته‪aa‬ا‪ ،‬واتج‪aa‬ه خ‪aa‬براء االتص‪aa‬ال‬
‫واإلعالم آنذاك الستخدام نتائج أبحاث علم النفس االجتماعي وطرقها ومناهجها‪ ،‬لتحديد‬
‫مدى تأثير وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وحرصت دراس‪aa‬اتهم على معرف‪aa‬ة اآلث‪aa‬ار الض‪aa‬ارة والمحتمل‪aa‬ة لوس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال‬
‫واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪ ,‬وم‪aa‬دى تش‪aa‬جيعها على االنح‪aa‬راف والجريم‪aa‬ة والتعص‪aa‬ب الع‪aa‬رقي‬
‫والعدوان واالنحالل واإلباحية‪.‬‬
‫وفي البداي‪aa‬ة اهتم الب‪aa‬احثون ب‪aa‬التمييز بين أن‪aa‬واع الت‪aa‬أثير اإلعالمي الممكن على‬
‫الجماهير تبعا ً لخص‪aa‬ائص الش‪aa‬رائح المس‪aa‬تهدفة وص‪aa‬فاتها النفس‪aa‬ية واالجتماعي‪aa‬ة‪ ،‬ثم تلت‪aa‬ه‬
‫مرحلة اهتمام الب‪aa‬احثين بت‪aa‬أثير العوام‪aa‬ل الوس‪aa‬يطة في عملي‪aa‬ة االتص‪aa‬ال واإلعالم‪ ،‬ودور‬
‫االتصال الشخصي ودور البيئة االجتماعية في تنشئة الجمهور‪.‬‬
‫وتلتها دراسات بينت م‪aa‬دى اس‪aa‬تخدام وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة من‬
‫قبل الساحات المس‪aa‬تهدفة وم‪aa‬دى تأثيره‪aa‬ا والبحث عن ح‪aa‬وافز ت‪aa‬دفع الجمه‪aa‬ور الس‪aa‬تخدام‬
‫وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‪.‬‬
‫ورافقته‪aa‬ا دراس‪aa‬ات اهتمت بم‪aa‬دى ت‪aa‬أثير وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‬
‫وأكدت نتائجها على أن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية غدت أكثر شعبية وت‪aa‬أثيراً‬
‫بعد ظهور اإلذاعة المرئية خالل خمسينات وستينات الق‪aa‬رن العش‪aa‬رين‪ ،‬كوس‪aa‬يلة اتص‪aa‬ال‬
‫وإعالم جماهيري‪aa‬ة قوي‪aa‬ة تتمت‪aa‬ع بش‪aa‬عبية جماهيري‪aa‬ة كب‪aa‬يرة تف‪aa‬وق س‪aa‬ابقاتها من الوس‪aa‬ائل‬
‫االتصال واإلعالم الجماهيرية التي سبقتها‪.‬‬
‫ويش‪aa‬ير د‪ .‬محم د البشر أس‪aa‬تاذ م‪aa‬ادة نظري‪aa‬ات الت‪aa‬أثير اإلعالمي بجامع‪aa‬ة اإلم‪aa‬ام‬
‫محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض في كتاب‪aa‬ه‪ :‬نظري‪aa‬ات الت‪aa‬أثير اإلعالمي‪ .‬إلى نظري‪aa‬ة‬
‫ترتيب أولويات التأثير اإلعالمي‪ ،‬ولخصها بأنه‪aa‬ا عوام‪aa‬ل تص‪aa‬احب مض‪aa‬امين الرس‪aa‬ائل‬
‫اإلعالمية وتتمثل في ترتيب رسالة معينة من بين رسائل ومضامين مختلفة‪ ,‬وأنها تأخ‪aa‬ذ‬
‫مساحة زمنية أو مكانية في وسيلة االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪ ,‬وتأخ‪aa‬ذ ش‪aa‬كالً معين‪a‬ا ً‬
‫لتقدم ما يميزها عن غيره‪a‬ا من العوام‪a‬ل المختلف‪aa‬ة إلب‪aa‬راز واإلش‪aa‬ارة إلى اهتم‪a‬ام وس‪aa‬يلة‬
‫االتصال واإلعالم الجماهيرية بقضية معينة‪.‬‬
‫وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية تركز على موضوع معين أو شخص‬
‫معين وتعطيه حيزاً كبيراً يدل على أن الموضوع أو أن للشخص أهمية ل‪aa‬دى الجمه‪aa‬ور‪،‬‬
‫األم‪aaa‬ر ال‪aaa‬ذي يجعل‪aaa‬ه حاض‪aaa‬راً باس‪aaa‬تمرار أو بك‪aaa‬ثرة في وس‪aaa‬ائل االتص‪aaa‬ال واإلعالم‬
‫الجماهيرية‪ ،‬وأن الموضوعات األخ‪aa‬رى أو األش‪aa‬خاص اآلخ‪aa‬رين ليس لهم أهمي‪aa‬ة ت‪aa‬ذكر‬
‫لدى الجمهور‪.‬‬
‫مما يؤدي إلى تضخيم تلك القضايا واألش‪aa‬خاص على حس‪aa‬اب قض‪aa‬ايا وأش‪aa‬خاص‬
‫أهم‪ ،‬وبمجموعها قد تؤثر سلبا ً على الرأي العام حيال قضايا تهم األمة‪.‬‬
‫وأن الحصيلة المعرفية ل‪aa‬دى الجمه‪a‬ور اإلعالمي تقتص‪a‬ر على مس‪aa‬ائل ال تتع‪a‬دى‬
‫غالبا ً البرامج الرياضية والترفيهية والموضوعات العاطفي‪aa‬ة‪ ,‬وتق‪aa‬ديم شخص‪aa‬يات مزيف‪aa‬ة‬
‫هامشية غير منتجة تقتدي بها بعض العناصر في المجتمع‪.‬‬
‫واعت‪aa‬بر د‪ .‬محم د البشر أن إدم‪aa‬ان الجمه‪aa‬ور اإلعالمي على اس‪aa‬تهالك الرس‪aa‬ائل‬
‫اإلعالمي‪aa‬ة ال‪aa‬تي تق‪aa‬دمها ل‪aa‬ه وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة من خالل ترتيباته‪aa‬ا‬

‫‪20‬‬
‫الذاتية قد يؤدي إلى تشكيل رأي عام مت‪aa‬أثر بم‪aa‬ا يق‪aa‬دم ل‪aa‬ه من م‪aa‬واد وأطل‪aa‬ق علي‪aa‬ه تس‪aa‬مية‬
‫التأثير التراكمي لوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‪.‬‬
‫وأش‪aa‬ار إلى أن الجمه‪aa‬ور يش‪aa‬ارك بفاعلي‪aa‬ة في عملي‪aa‬ة االتص‪aa‬ال الجم‪aa‬اهيري من‬
‫خالل استخدامه لوس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة لتحقي‪aa‬ق أه‪aa‬داف مرج‪aa‬وة تل‪aa‬بي‬
‫توقعاته‪.‬‬
‫وأن‪aa‬ه يمكن االس‪aa‬تدالل على المع‪aa‬ايير الثقافي‪aa‬ة الس‪aa‬ائدة في المجتم‪aa‬ع من خالل‬
‫استخدامات الجمهور لوسائل االتص‪aa‬ال الجماهيري‪aa‬ة‪ ,‬وليس من خالل محت‪aa‬وى الرس‪aa‬ائل‬
‫اإلعالمي‪aa‬ة فق‪aa‬ط‪ .‬ألن رغب‪a‬ات مس‪a‬تقبلي الرس‪a‬ائل اإلعالمي‪a‬ة متع‪a‬ددة‪ ,‬واإلعالم في أك‪aa‬ثر‬
‫األحيان ال يلبي إال بعضا ً منها‪.‬‬
‫وتش‪aa‬ير نظري‪aa‬ات االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة إلى أن االتص‪aa‬ال ه‪aa‬و س‪aa‬ر من‬
‫أسرار الكون وتطوره‪ ،‬ويقول بعض الباحثين أن االتصال هو الحياة نفس‪aa‬ها‪ ،‬واالتص‪aa‬ال‬
‫هو عملية تواصل بين مرسل ومستقبل وليس عملية نقل فقط‪ ،‬ألن االتص‪aa‬ال ه‪aa‬و عملي‪aa‬ة‬
‫مشاركة في األفكار والمعلومات عن طريق عمليات إرسال واستقبال المعاني‪ ،‬وتوجي‪aa‬ه‬
‫وتيسير لها‪ ،‬ليتم استقبالها بكفاءة معينة‪ ،‬لخلق استجابة في وسط اجتماعي معين‪.‬‬
‫وتتفق أغلب الدراسات ال‪a‬تي تن‪a‬اولت ه‪a‬ذا الموض‪a‬وع‪ ،‬على تقس‪a‬يم االتص‪aa‬ال إلى‬
‫أنواع أو نماذج متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫االتصال الذاتي واالتصال الشخصي واالتصال الجماعي واالتصال الجماهيري‬

‫وتستخدم كلها وسائل وتقنيات معقدة باهظة التكاليف‪ ،‬منها‪:‬‬


‫المطبوع‪aa‬ات‪ ،‬واإلذاع‪aa‬ة المس‪aa‬موعة والمرئي‪aa‬ة‪ ،‬والس‪aa‬ينما‪ ،‬ومنظوم‪aa‬ات االتص‪aa‬ال‬
‫والمعلوماتية عبر األقمار الصناعية‪ ،‬وشبكة اإلنترنيت‪.‬‬
‫وتعددت مفاهيم معنى االتصال بتعدد المدارس‪ a‬العلمية والفكرية للباحثين في هذا‬
‫المجال‪ ،‬وبتعدد الزوايا والجوانب التي أخذها الب‪aa‬احثون في اعتب‪aa‬ارهم‪ ،‬وعلى المس‪aa‬توى‬
‫العلمي حيث يمكن اإلشارة إلى مدخلين لتعريف االتصال‪:‬‬
‫المدخل األول‪ :‬ويعرف االتصال على أنه عملية يقوم فيه‪aa‬ا ط‪aa‬رف أول (مرس‪aa‬ل)‬
‫بإرسال رسالة إلى طرف مقابل (مستقبل) مما ي‪aa‬ؤدي إلى أح‪aa‬داث اث‪aa‬ر معين على متلقي‬
‫الرسالة؛‬
‫والمدخل الثاني‪ :‬يعرف االتصال على أنه تبادل للمعاني الموج‪aa‬ودة في الرس‪aa‬ائل‬
‫اإلعالمي‪aa‬ة‪ ،‬ومن خالل‪aa‬ه يتفاع‪aa‬ل األف‪aa‬راد ويتب‪aa‬ادلون ثقاف‪aa‬ات مختلف‪aa‬ة‪ ،‬من أج‪aa‬ل توص‪aa‬يل‬
‫المعنى‪ ،‬وفهم مضمون الرسالة اإلعالمية‪.‬‬
‫بينما جاء تعريف اإلعالم بأنه جزء من االتصال‪ ،‬فاالتصال أعم وأشمل‪ ،‬ويمكن‬
‫تعريف اإلعالم بأنه‪ :‬عملية تب‪aa‬دأ بمعرف‪aa‬ة المخ‪aa‬بر الص‪aa‬حفي لمعلوم‪aa‬ات ذات أهمي‪aa‬ة‪ ،‬أي‬
‫معلومات جديرة بالنشر والنقل‪ ،‬ويقوم بتجميع المعلومات من مصادرها‪ ،‬ومن ثم نقله‪aa‬ا‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫والتعامل معها وتحريرها‪ ،‬ونشرها ع‪aa‬بر ص‪aa‬حيفة مطبوع‪aa‬ة أو وكال‪aa‬ة لألنب‪aa‬اء أو إذاع‪aa‬ة‬
‫مسموعة أو مرئية إلى طرف مهتم بها وبتوثيقها‪.‬‬
‫وعملية االتصال هي مش‪aa‬اركة‪ ،‬ال تنتهي بمج‪aa‬رد وص‪aa‬ول الرس‪aa‬الة من المص‪aa‬در‬
‫(المرسل) إلى المتلقي (المستقبل)‪ ،‬ألن هناك عوامل وسيطة بين الرسالة والمتلقي تحدد‬
‫تأثير االتصال؛ وفق ما لديهم من قيم ومعتقدات‪ ،‬وانتماءات اجتماعية وثقافية‪ ،‬تثير كلها‬
‫ردود فع‪aa‬ل معين‪aa‬ة عن‪aa‬د متلقي المعلوم‪aa‬ات واآلراء‪ ،‬تح‪aa‬دد م‪aa‬دى ت‪aa‬أثره بتل‪aa‬ك المعلوم‪aa‬ات‬
‫واآلراء‪.‬‬

‫نماذج عملية االتصال‬

‫وفي هذا اإلطار تطورت نماذج تشرح وتفسر عملية االتصال‪ ،‬وظهر في البداية‬
‫النموذج المكتوب الذي يرى أن عناصر االتصال هي‪ :‬المرسل؛ والرسالة؛ والمستقبل‪.‬‬
‫ولكن الدراسات التي أجريت منذ أربعينيات الق‪aa‬رن الماض‪aa‬ي بينت م‪aa‬دى قص‪aa‬ور‬
‫هذا النموذج ‪.‬ومهدت تلك الدراسات لظهور نماذج تط‪aa‬ورت ب‪aa‬دورها من خالل االنتق‪aa‬ال‬
‫من االتصال الثنائي إلى االتصال ال دائري‪ ،‬وعلى ض‪aa‬وئها تك‪aa‬ونت عملي ة االتص ال من‬
‫ستة عناصر أساسية هي‪ :‬المص‪aa‬در؛ والرس‪aa‬الة؛ والوس‪aa‬يلة؛ والمتلقي؛ وراج‪aa‬ع الص‪aa‬دى؛‬
‫والتأثير‪.‬‬
‫ويقص‪aa‬د بالمص در منش‪aa‬ئ الرس‪aa‬الة اإلعالمي‪aa‬ة‪ ،‬وق‪aa‬د يك‪aa‬ون ف‪aa‬ردا أو جماع‪aa‬ة من‬
‫األفراد أو قد يك‪aa‬ون مؤسس‪aa‬ة إعالمي‪aa‬ة‪ ،‬وأطل‪aa‬ق على المص‪aa‬در تس‪aa‬مية الق ائم باالتص ال‪،‬‬
‫واتفق على أن المص‪aa‬در ليس بالض‪aa‬رورة ق‪aa‬ائم باالتص‪aa‬ال وراحت الدراس‪aa‬ات تش‪aa‬ير إلى‬
‫المراسل (ناقل الخبر)‪ ،‬والمحرر (صائغ الخبر)‪ ،‬والم‪aa‬ذيع (ناش‪aa‬ر الخ‪aa‬بر)‪ ،‬والق‪aa‬ارئ أو‬
‫المستمع أو المشاهد (متلقي الخبر) ولكنها لم توضيح دور المتلقي بعملية االتصال‪.‬‬
‫وقصد بالرس الة المحت‪aa‬وى ال‪aa‬ذي ينقل‪aa‬ه المص‪aa‬در إلى المس‪aa‬تقبل برم‪aa‬وز مفهوم‪aa‬ة‬
‫ومتفق عليها (اللغة‪ ،‬الصورة‪ ،‬اإليماء‪ ،‬اإليحاء)‪ ،‬وتحقق الهدف من الرسالة اإلعالمية‪.‬‬
‫وقصد بالوسيلة القناة التي يتم من خاللها نقل الرسالة اإلعالمية وقد تكون‪ :‬مادة‬
‫مطبوعة في صحيفة أو مجلة أو كتاب‪ ،‬أو مذاعة عبر اإلذاعة المسموعة أو المرئي‪aa‬ة أو‬
‫غيرها من وسائل االتصال الجماهيرية‪ ،‬أو عن طري‪aa‬ق االتص‪aa‬ال المباش‪aa‬ر بين المرس‪aa‬ل‬
‫والمتلقي لتكون الوسيلة اللغة واإليماءات واإليحاءات المستخدمة من الجانبين‪.‬‬
‫وقصد بالمتلقي الجمهور الذي يستقبل الرسالة اإلعالمية ويتفاع‪aa‬ل معه‪aa‬ا ويت‪aa‬أثر‬
‫بها‪ ،‬وهو هدف عملية االتصال‪.‬‬
‫وقص‪aa‬د براج ع الص دى ردود فع‪aa‬ل مس‪aa‬تقل الرس‪aa‬الة اإلعالمي‪aa‬ة وم‪aa‬دى فهم‪aa‬ه‬
‫واستجابته أو رفضه لها‪.‬‬
‫وقد أصبحت ردود فعل المستقبل من أهم عناصر تقويم عملية االتصال‪ ،‬وس‪aa‬عى‬
‫الب‪aa‬احثون من خالله‪aa‬ا لمعرف‪aa‬ة م‪aa‬دى اس‪aa‬تقبال المتلقي للرس‪aa‬الة اإلعالمي‪aa‬ة وم‪aa‬دى فهم‪aa‬ه‬
‫واستيعابه لها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وقصد بالتأثير مدى تأثر المتلقي بالرسالة اإلعالمية ونسبة التغيير الحاص‪aa‬لة في‬
‫تفكيره وسلوكه‪.‬‬
‫وم‪aa‬ع تط‪aa‬ور وظ ائف وس ائل االتص ال واإلعالم الجماهيرية أخ‪aa‬ذت الحكوم‪aa‬ات‬
‫ممثل‪aa‬ة ب‪aa‬وزارات اإلعالم تت‪aa‬ولى تحقي‪aa‬ق أه‪aa‬دافها الداخلي‪aa‬ة والخارجي‪aa‬ة عن طري‪aa‬ق تل‪aa‬ك‬
‫الوس‪aa‬ائل‪ ،‬ورف‪aa‬ع المس‪aa‬توى الثق‪aa‬افي للجم‪aa‬اهير‪ ،‬س‪aa‬عيا ً منه‪aa‬ا لتط‪aa‬وير األوض‪aa‬اع الثقافي‪aa‬ة‬
‫واالجتماعية واالقتصادية والسياسية‪.‬‬
‫والتعري‪aa‬ف بحض‪aa‬ارات ش‪aa‬عوب الع‪aa‬الم ووجه‪aa‬ات النظ‪aa‬ر الحكومي‪aa‬ة الرس‪aa‬مية من‬
‫القضايا الدولية‪.‬‬
‫وتم معها إنشاء كليات وأقسام تعنى بتدريس مادة االتصال واإلعالم الجماهيري‪.‬‬
‫وإنشاء مراكز لدراسات االتصال واإلعالم الجماهيري‪.‬‬
‫وراحت مؤسس‪aa‬ات المجتم‪aa‬ع الم‪aa‬دني االقتص‪aa‬ادية والسياس‪aa‬ية واالجتماعي‪aa‬ة تهتم‬
‫بوس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة وتخ‪aa‬دمها وتس‪aa‬اعدها على االزده‪aa‬ار‪ .‬ليك‪aa‬ون‬
‫اإلعالم القوي من دعائم تقوية نفوذ الدول على الساحة الدولية‪.‬‬

‫وظائف وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‬

‫واش‪aaa‬تملت وظ‪aaa‬ائف وس‪aaa‬ائل االتص‪aaa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aaa‬ة على‪ :‬الوظيف‪aaa‬ة‬


‫اإلخبارية؛ ووظيفة تكوين ال‪aa‬رأي الع‪aa‬ام؛ ووظيف‪aa‬ة توس‪aa‬يع األف‪aa‬ق الثق‪aa‬افي والمعلوم‪aa‬اتي؛‬
‫ووظيفة تنمية العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة وتقوي‪aa‬ة التماس‪aa‬ك االجتم‪aa‬اعي داخ‪aa‬ل المجتم‪aa‬ع؛ ووظيف‪aa‬ة‬
‫الترفيه والتسلية وسد أوقات الفراغ؛ وأخيراً وظيفة نشر اإلعالنات والدعاية‪.‬‬
‫وتع‪aa‬ني الوظيف ة اإلخبارية‪ :‬قي‪aa‬ام وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة بنق‪aa‬ل‬
‫األحداث والقضايا المهمة‪ ،‬ومتابعة تطوراتها وانعكاساتها على المجتمع‪ ،‬تلبية لحاج‪aa‬ات‬
‫اإلنسان للتعرف على البيئة المحيط‪aa‬ة ب‪aa‬ه‪ ،‬والوق‪aa‬وف على م‪aa‬ا يج‪aa‬ري حول‪aa‬ه من أح‪aa‬داث‬
‫بحيادية ودقة ومصداقية‪.‬‬
‫وتولت وظيفة تكوين ال رأي الع ام إيجاد تع‪aa‬اون بين وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم‬
‫الجماهيرية ومؤسسات المجتمع العائلية واالجتماعي‪aa‬ة والتعليمي‪aa‬ة والديني‪aa‬ة واالقتص‪aa‬ادية‬
‫في مج‪aa‬االت توجي‪aa‬ه الف‪aa‬رد وتك‪aa‬وين مواقف‪aa‬ه واتجاهات‪aa‬ه المهني‪aa‬ة الخاص‪aa‬ة وتقوي‪aa‬ة اللغ‪aa‬ة‬
‫الفصحى ضمن إطار التعلم مدى الحياة‪.‬‬
‫وتق‪aa‬وم وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة بوظيف ة توس يع األف ق الثق افي‬
‫والمعلوماتي بالتثقيف المخط‪aa‬ط ل‪aa‬ه لرف‪aa‬ع المس‪aa‬توى الثق‪aa‬افي والعلمي والمه‪aa‬ني للش‪aa‬رائح‬
‫االجتماعية المستهدفة والبعيد عن التثقيف العفوي‪.‬‬
‫وتهتم وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة بوظيف ة تنمي ة العالق ات العام ة‬
‫وتقوية التماسك االجتماعي داخل المجتمع عن طريق تنمية تبادل المعلومات بين أفراد‬
‫المجتم‪aa‬ع ومؤسس‪aa‬اته الحكومي‪aa‬ة والمدني‪aa‬ة والتعري ‪a‬ف‪ a‬بالشخص‪aa‬يات الناجح‪aa‬ة اجتماعي ‪a‬اً‪،‬‬

‫‪23‬‬
‫واقتصادياً‪ ،‬وسياسياً‪ ،‬وفنياً‪ ،‬وأدبياً‪ ،‬وتسليط الضوء على أس‪aa‬رار نج‪aa‬احهم ليكون‪aa‬وا ق‪aa‬دوة‬
‫لألجيال الصاعدة‪.‬‬
‫وتقوم وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة بوظيف ة الترفي ه والتس لية وس د‬
‫أوقات الفراغ عن طريق شغل أوقات الفراغ وتوفير فرص الراحة للجمهور اإلعالمي‪.‬‬
‫أما وظيفة اإلعالن والدعاية فتقوم بها وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية عن‬
‫طري‪aa‬ق اإلعالن عن الس‪aa‬لع الجدي‪aa‬دة ال‪aa‬تي تهم المس‪aa‬تهلكين‪ ،‬واإلعالن عن ف‪aa‬رص عم‪aa‬ل‬
‫جديدة وشاغرة ومطلوب‪aa‬ة‪ ،‬ومواعي‪aa‬د رحالت وس‪aa‬ائل النق‪aa‬ل البري‪aa‬ة والبحري‪aa‬ة والجوي‪aa‬ة‪،‬‬
‫واإلعالن عن إج‪aa‬راء المزاي‪aa‬دات والمناقص‪aa‬ات العلني‪aa‬ة‪ ،‬ووض‪aa‬ع التزام‪aa‬ات األحك‪aa‬ام‬
‫القض‪aa‬ائية موض‪aa‬ع التنفي‪aa‬ذ‪ ،‬وتق‪aa‬ديم نش‪aa‬رات األح‪aa‬وال الجوي‪aa‬ة‪ ،‬والص‪aa‬يدليات المناوب‪aa‬ة‪،‬‬
‫والبرامج اإلذاعية المسموعة والمرئية‪ ،‬وغيرها من اإلعالنات‪.‬‬
‫وتبقى المهمة الرئيسية لوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية التعري‪aa‬ف بم‪aa‬ا ه‪aa‬و‬
‫جديد وتقديمه إلى الجمهور اإلعالمي وعرض فوائده وحسناته في ظروف تعق‪aa‬دت فيه‪aa‬ا‬
‫الحي‪aaa‬اة وتع‪aaa‬ددت االختراع‪aaa‬ات والص‪aaa‬ناعات واالكتش‪aaa‬افات العلمي‪aaa‬ة والتكنولوجي‪aaa‬ة‬
‫والمعلوماتية‪.‬‬
‫واالستمرار بما سبق وقام به األبوين في األسرة‪ ،‬والمعلم والم‪aa‬ربي‪ ،‬ومؤسس‪aa‬ات‬
‫التعليم الع‪aa‬الي والمتخص‪aa‬ص من أج‪aa‬ل تط‪aa‬وير الشخص‪aa‬ية الوطني‪aa‬ة والحيلول‪aa‬ة دونه‪aa‬ا‬
‫واالنحراف عن الطريق القويم‪ ،‬لتكون وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية فعالً جزءاً‬
‫مهم ‪a‬ا ً في عملي‪aa‬ة التعلم م‪aa‬دى الحي‪aa‬اة ال‪aa‬تي تحتاجه‪aa‬ا بش‪aa‬دة المجتمع‪aa‬ات من أج‪aa‬ل التق‪aa‬دم‬
‫واالزدهار‪.‬‬

‫تطور نظريات االتصال‬

‫وتطورت نظريات االتص ال عبر الت‪aa‬اريخ اإلنس‪aa‬اني م‪aa‬ع المح‪aa‬اوالت ال‪aa‬تي ب‪aa‬ذلها‬
‫الباحثون لدراسة وتحليل عملية االتصال ووص‪aa‬ف أبعاده‪aa‬ا وعناص‪aa‬ر تكونه‪aa‬ا‪ ،‬ودوره‪aa‬ا‬
‫في تطوير وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‪.‬‬
‫ونتيجة لتلك األبحاث ظهرت نظريات ونم اذج لالتص ال الجم اهيري من بينه‪a‬ا‪:‬‬
‫النم‪aa‬وذج ال‪a‬ذي وض‪aa‬عه الب‪a‬احث ديفي د برلو‪ ،‬واش‪a‬تمل على‪ :‬مرس‪a‬ل؛ ورس‪aa‬الة؛ ووس‪a‬يلة‬
‫اتصال؛ ومستقبل‪.‬‬
‫والنموذج الذي أعده الباحث ولبر شرام عام ‪ 1974‬وط‪aa‬وره ع‪aa‬ام ‪ ،1971‬وق‪aa‬دم‬
‫فيه العناصر األساسية لالتصال وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المصدر‪ ،‬صاحب الفكرة؛‬
‫‪a‬ون نص‬
‫‪ -‬وأسلوب التعب‪aa‬ير عن الفك‪aa‬رة وتحويله‪aa‬ا لرم‪aa‬وز وص‪aa‬ياغتها بش‪aa‬كل يك‪ِّ a‬‬
‫الرسالة اإلعالمية؛‬
‫‪ -‬والمستقبل الذي يتلقى الرسالة ويقوم بفك رموزها؛‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬وأخيراً االستجابة لهدف الرسالة اإلعالمية وراجع ص‪aa‬داها ال‪aa‬ذي من المحتم‪aa‬ل‬
‫وصوله أو عدم وصوله للمرسل صاحب الفكرة‪.‬‬
‫واعتمد شرام في نموذجه على أفكار سبق وقدمها الباحث شانون والباحث ويفر‬
‫حول راجع الصدى والتشويش الحاصل أثناء نقل الرسالة‪ ،‬وأضاف عليه‪aa‬ا في نموذج‪aa‬ه‬
‫النظام الوظيفي لعملية االتصال مفاهيم جديدة مثل اإلطار الداللي‪ ،‬والخبرات المش‪aa‬تركة‬
‫وأهميتها في عملية االتصال‪.‬‬
‫بينما ذكر الباحث اإلنكليزي ويلز ‪ H.G. Wells‬أن‪" :‬تطور التاريخ اإلنساني‬
‫هو ظاهرة اجتماعية واحدة تدفع اإلنس‪aa‬ان لالتص‪aa‬ال بأخي‪aa‬ه اإلنس‪aa‬ان‪ ،‬في مك‪aa‬ان آخ‪aa‬ر أو‬
‫مجتم‪aa‬ع آخ‪aa‬ر" معت‪aa‬براً أن التط‪aa‬ور الت‪aa‬اريخي البش‪aa‬ري ه‪aa‬و قص‪aa‬ة رافقت تط‪aa‬ور عملي‪aa‬ة‬
‫االتص‪aa‬ال‪ ،‬وقس‪aa‬مها إلى مراح‪aa‬ل وهي‪ :‬الكالم‪ ،‬والكتاب‪aa‬ة‪ ،‬واخ‪aa‬تراع الطباع‪aa‬ة‪ ،‬ومن ثم‬
‫المرحلة العالمية‪ ،‬مرحلة اإلذاعة واالتصال اإللكتروني‪ ،‬وفي هذه المرحلة األخ‪aa‬يرة من‬
‫تطور االتصال أصبح للوسائل اإللكترونية دوراً مهما ً في حي‪aa‬اة المجتمع‪aa‬ات‪ ،‬واس‪aa‬تطاع‬
‫اإلنسان نقل أفك‪aa‬اره ومش‪aa‬اعره ومعلومات‪aa‬ه ع‪aa‬بر الح‪aa‬واجز الجغرافي‪aa‬ة باس‪aa‬تخدام أجه‪aa‬زة‬
‫االستقبال اإلذاعية المسموعة والمرئية‪ ،‬لتأتي أخيراً شبكة اإلنترنيت العالمية مكملة لم‪aa‬ا‬
‫سبق من التطور العلمي والتقني في مجال االتصال اإلنساني‪.‬‬
‫ومع ذلك تبقى نظرية مارشال ماكلوهين التي قدمها في أواس‪aa‬ط الق‪aa‬رن الماض‪aa‬ي‬
‫من أك‪aaa‬ثر نظري‪aaa‬ات االتص‪aaa‬ال واإلعالم انتش‪aaa‬اراً ووض‪aaa‬وحا ً في ربطه‪aaa‬ا بين الرس‪aaa‬الة‬
‫اإلعالمية‪ ،‬والوسيلة اإلعالمية‪ ،‬والتأكيد على أهمية الوسيلة في تحديد نوعي‪aa‬ة االتص‪aa‬ال‬
‫وتأثيره‪ ،‬واعت‪aa‬بر م اكلوهين أن الوس‪aa‬يلة هي الرس‪aa‬الة وأوض‪aa‬ح أن‪aa‬ه ال يمكن النظ‪aa‬ر إلى‬
‫المضامين التي تنشرها وسائل االتصال األعالم الجماهيرية بمع‪aa‬زل عن التقني‪aa‬ات ال‪aa‬تي‬
‫تس‪aa‬تخدمها وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال األعالم الجماهيري‪aa‬ة‪ ،‬ألن التقني‪aa‬ات ت‪aa‬ؤثر على مض‪aa‬مون‬
‫الرسائل الموجه للساحة اإلعالمية وعلى تشكل الرأي العام‪.‬‬
‫واعتقده ماكلوهين أن تاريخ تطور االتصال اإلنساني مر بعدة مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة التخاطب الشفهي‪ :‬أي مرحلة ما قبل اكتشاف حروف الكتابة؛‬
‫‪ -‬ومرحلة ما بعد اكتشاف الكتابة ونسخ الكتب والتي استمرت لنحو ألفي عام؛‬
‫‪ -‬ومرحلة اختراع الطباع‪a‬ة واس‪a‬تمرت من بداي‪a‬ة الق‪a‬رن الس‪a‬ادس عش‪a‬ر‪ ،‬وح‪a‬تى‬
‫نهاية القرن التاسع عشر؛‬
‫‪ -‬ومرحلة عصر وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واألعالم اإللكتروني‪aa‬ة ال‪aa‬تي ب‪aa‬دأت في مطل‪aa‬ع‬
‫القرن العشرين ولم تزل مستمرة حتى اآلن‪.‬‬
‫وأن تقنيات وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية المستخدمة في كل مرحل‪aa‬ة من‬
‫تلك المراحل ساعدت على تشكيل المجتمع أكثر مضامينها اإلعالمية‪.‬‬
‫وأش‪aa‬ار م اكلوهين إلى أن وس‪a‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم اإللكتروني‪a‬ة س‪a‬اعدت على‬
‫تقليص الزم‪aa‬ان والمك‪aa‬ان على الك‪aa‬رة األرض‪aa‬ية ووص‪aa‬فها بـالقرية العالمي‪aa‬ة ‪Global‬‬
‫‪Village‬وهي األرض‪aa‬ية ال‪aa‬تي ول‪aa‬د عليه‪aa‬ا مص‪aa‬طلح (العولم‪aa‬ة) وراف‪aa‬ق االتج‪aa‬اه الجدي‪aa‬د‬

‫‪25‬‬
‫لالتصال وتدفق المعلومات عالمياً‪ ،‬باتجاه نحو الالمركزية في االتصال‪ ،‬وتقديم رس‪aa‬ائل‬
‫متع‪aa‬ددة تالؤم األف‪aa‬راد والجماع‪aa‬ات الص‪aa‬غيرة المتخصص‪aa‬ة‪ ،‬واتخ‪aa‬ذت ه‪aa‬ذه الالمركزي‪aa‬ة‬
‫مظهرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬ويتحكم فيه المرسل‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬ويتحكم فيه المستقبل‪.‬‬
‫عن طري‪aa‬ق رب‪aa‬ط الحاس‪aa‬بات اإللكتروني‪aa‬ة لت‪aa‬وفر خ‪aa‬دمات متنوع‪aa‬ة من االتص‪aa‬ال‬
‫وتب‪aa‬ادل المعلوم‪aa‬ات ب‪aa‬دأ من الص‪aa‬حافة المطبوع‪aa‬ة ونق‪aa‬ل النص‪aa‬وص المكتوب‪aa‬ة‪ ،‬وب‪aa‬رامج‬
‫اإلذاع‪aa‬تين المس‪aa‬موعة والمرئي‪aa‬ة‪ ،‬واألفالم الس‪aa‬ينمائية‪ ،‬ال‪aa‬تي يمكن نقله‪aa‬ا ع‪aa‬بر مس‪aa‬افات‬
‫شاسعة وبسرعة فائقة‪.‬‬
‫ورأى الباحث الفن توفلر‪ :‬أن البنية اإللكترونية األساس ية في ال دول المتقدم ة‬
‫اقتصاديا ً تتميز بسمات تمثل مفاتيح المستقبل وهي‪:‬‬
‫‪ -‬التفاعلية؛‬
‫‪ -‬وقابلية التحرك؛‬
‫‪ -‬وقابلية التحول؛‬
‫‪ -‬وقابلية الربط؛‬
‫‪ -‬وقابلية االنتشار؛‬
‫‪ -‬والعولمة‪.‬‬
‫ليفرض االتصال خالل القرن الحادي والعشرين مبادئ‪:‬‬
‫‪ -‬تكريس الالمركزية في اإلرسال واالستقبال؛‬
‫‪ -‬وتكريس الهيمنة واالندماج من خالل اتج‪aa‬اه وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال الجم‪aa‬اهيري إلى‬
‫التركيز في كيانات ضخمة وملكية مشتركة ومتعددة الجنسية؛‬
‫‪ -‬والتوافق بين التقنيات القديمة والتقنيات الحديثة‪.‬‬
‫وم‪aaa‬ع تح‪aaa‬ول مؤسس‪aaa‬ات االتص‪aaa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aaa‬ة في الق‪aaa‬رن الح‪aaa‬ادي‬
‫والعشرين إلى شبكات ضخمة تتصارع المصالح داخلها‪ ،‬أصبح من الصعب دراس‪aa‬ة م‪a‬ا‬
‫يح‪aa‬دث داخ‪a‬ل المؤسس‪aa‬ات اإلعالمي‪aa‬ة ودور الق‪a‬ائمين باالتص‪aa‬ال فيه‪a‬ا‪ ،‬وتحلي‪aa‬ل االتص ال‬
‫كوظيف ة اجتماعية‪ ،‬ودراس‪aa‬ة دور ومرك‪aa‬ز الع‪aa‬املين في الص‪aa‬حيفة‪ ،‬أي الص‪aa‬حفيين‪،‬‬
‫والظروف والعوامل التي تؤثر على اختي‪a‬ار مض‪a‬امين الص‪a‬حف‪ ،‬ألن األخب‪a‬ار يص‪a‬نعها‬
‫الص‪aa‬حفيون‪ ،‬وهن‪aa‬ا ب‪aa‬رزت أهمي‪aa‬ة دراس‪aa‬ة االلتزام‪aa‬ات المهني‪aa‬ة‪ ،‬واألخالقي‪aa‬ة‪ ،‬وطبيع‪aa‬ة‬
‫السيطرة المؤسساتية على عمل الصحفيين‪.‬‬
‫وكانت أول دراسة كالسيكية من هذا الن‪aa‬وع الدراس‪aa‬ة ال‪aa‬تي ق‪aa‬ام به‪aa‬ا روس تن في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ 1937‬وتن‪aa‬اول فيه‪aa‬ا مراس‪aa‬لي الواش‪aa‬نطن بوس‪aa‬ت‪ ،‬وفي‬
‫عام ‪ 1941‬نشرت مجلة الص‪aa‬حافة الرب‪aa‬ع س‪aa‬نوية الص‪aa‬ادرة في أي‪aa‬وا بالوالي‪aa‬ات المتح‪aa‬دة‬

‫‪26‬‬
‫األمريكية دراسة مهمة عن الع‪aa‬املين في ص‪aa‬حيفة مل‪aa‬واكي‪ ،‬وبع‪aa‬د ف‪aa‬ترة طويل‪aa‬ة ظه‪aa‬رت‬
‫أبحاث أخرى تناولت القائمين باالتصال والمؤسسات التي يعملون فيها‪.‬‬
‫ونشر ديفي د م انج وايت دراسته عن ح‪aa‬ارس البواب‪aa‬ة‪ ،‬واتق‪aa‬اء األخب‪aa‬ار‪ ،‬وك‪aa‬انت‬
‫دفعة قوية لألبحاث الجارية في هذا المجال‪.‬‬
‫وبعدها طورت األبحاث التي قام به‪aa‬ا ع‪aa‬الم النفس النمس‪aa‬اوي األص‪aa‬ل األم‪aa‬ريكي‬
‫الجنس‪aa‬ية ك رت ل وين نظري ة ح ارس البواب ة اإلعالمية‪ .‬وذك‪aa‬ر ل وين‪ :‬أن‪aa‬ه على ط‪aa‬ول‬
‫الرحلة التي تقطعها المادة اإلعالمية حتى تصل للجمهور تم‪aa‬ر ع‪aa‬بر نق‪aa‬اط أو (بواب‪aa‬ات)‬
‫يتم خاللها اتخاذ قرارات ح‪a‬ول م‪a‬ا ي‪a‬دخل وم‪a‬ا يخ‪a‬رج من تل‪a‬ك البواب‪a‬ات‪ ،‬وكلم‪a‬ا ط‪a‬الت‬
‫المراحل التي تقطعها األخب‪aa‬ار ح‪aa‬تى تظه‪aa‬ر في وس‪aa‬يلة االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪،‬‬
‫تزداد المواقع ال‪aa‬تي يص‪aa‬بح فيه‪aa‬ا متاح‪a‬ا ً لس‪aa‬لطة ف‪aa‬رد أو ع‪aa‬دة أف‪aa‬راد تقري‪aa‬ر م‪aa‬ا إذا ك‪aa‬انت‬
‫الرسالة ستنتقل بنفس الش‪aa‬كل أو بع‪aa‬د إدخ‪aa‬ال بعض التغي‪aa‬يرات عليه‪aa‬ا‪ ،‬ليص‪aa‬بح نف‪aa‬وذ من‬
‫يديرون هذه البوابات والقواعد التي تطبق عليها‪ ،‬والشخصيات ال‪aa‬تي تمل‪aa‬ك بحكم عمله‪aa‬ا‬
‫سلطة التقرير كبيراً في تقرير انتقال المعلومات‪.‬‬
‫ومع ذلك بقيت دراسات (حارس البوابة) تجريبية في الواق‪aa‬ع وتن‪aa‬اولت دراس‪aa‬ات‬
‫منتظم‪aa‬ة لس‪aa‬لوك األف‪aa‬راد ال‪aa‬ذين يس‪aa‬يطرون في نق‪aa‬اط مختلف‪aa‬ة‪ ،‬على مص‪aa‬ير النص‪aa‬وص‬
‫اإلخبارية‪.‬‬
‫وأوض‪aa‬حت الدراس‪aa‬ات أن ح‪aa‬راس البواب‪aa‬ات اإلعالمي‪aa‬ة هم ص‪aa‬حفيون يقوم‪aa‬ون‬
‫بتجميع ونقل األنباء للتأثير على اهتمامات وإدراك الجمهور اإلعالمي‪.‬‬
‫وخالل خمس‪aa‬ينات الق‪aa‬رن العش‪aa‬رين أج‪aa‬ريت سلس‪aa‬لة من الدراس‪aa‬ات رك‪aa‬زت على‬
‫الجوانب األساسية لعمل ح‪a‬ارس البواب‪a‬ة دون اإلش‪aa‬ارة للمص‪aa‬طلح ق‪a‬دمت تحليالً وظيفي‪a‬ا ً‬
‫ألساليب السيطرة والتحكم والتنظيم وأداء الوظيفة االجتماعية في غرف إعداد األخبار‪،‬‬
‫وحللت اإلدراك المتناقض لدور ومركز ووضع العاملين بالصحيفة ومصادر حص‪aa‬ولهم‬
‫على األخبار‪ ،‬والعوامل التي تؤثر على اختيار المحررين لألخبار وطريقة عرضها‪.‬‬
‫وقام بتلك الدراسات مجموعة من الباحثين األمريك‪a‬يين أمث‪a‬ال وارن بري د ج اد‪،‬‬
‫وروى كارتر‪ ،‬وستارك‪ ،‬وجيبر‪ ،‬وروبرت جاد‪ ،‬ووايت‪ ،‬وكن مكرورى‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1951‬نشر الباحث األمريكي شارلي ميتشل دراسته عن غرف إعداد‬
‫األخبار والعاملين فيها‪.‬‬
‫ونش‪aa‬ر الب‪aa‬احث األم‪aa‬ريكي س ابين دراس‪aa‬ة عن كتّ‪aa‬اب االفتتاح‪aa‬ات في والي‪aa‬ة‬
‫أوريجون‪.‬‬
‫والباحث األمريكي لورنس دراسة عن المحررين في كنساس‪.‬‬
‫ولخص الب‪aa‬احث األم‪aa‬ريكي ول تر جي بر في مقالت‪aa‬ه "األخب‪aa‬ار هي م‪aa‬ا يجعله‪aa‬ا‬
‫الصحفيون أخباراً" نتائج األبحاث األساسية التي أُجريت على حراس البواب‪aa‬ة‪ ،‬وأج‪aa‬رى‬
‫في ع‪aa‬ام ‪ 1956‬دراس‪aa‬ة عن مح‪aa‬رري األنب‪aa‬اء الخارجي‪aa‬ة في ‪ 16‬جري‪aa‬دة يومي‪aa‬ة بوالي‪aa‬ة‬
‫وسكونسن‪ ،‬تستقبل أنباءها من وكالة أنباء أسوشيتدبرس فقط‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وأظهرت الدراسات التي قام بها جيبر أنه إذا كان المحرر يختار عينة مما يصله‬
‫من أنباء يمكنن‪aa‬ا أن نق‪aa‬ول أن‪aa‬ه ق‪aa‬د ُوفِ‪aa‬ق في أداء عمل‪aa‬ه‪ ،‬وأض‪aa‬اف‪ :‬أن‪aa‬ه يمكن عن طري‪aa‬ق‬
‫مالحظة األسلوب ال‪aa‬ذي يخت‪aa‬ار المح‪aa‬رر بمقتض‪aa‬اه األنب‪aa‬اء لف‪aa‬ترة ال تزي‪aa‬د عن أي‪aa‬ام قليل‪aa‬ة‬
‫يمكننا أن نتنبأ بما قد يختاره في يوم آخ‪aa‬ر‪ ،‬وك‪aa‬ان األم‪aa‬ر المش‪aa‬ترك بين جمي‪aa‬ع مح‪aa‬رري‬
‫األنباء‪ ،‬الذين درسهم جيبر‪ ،‬الضغوط التي يفرضها الواقع البيروقراطي‪ ،‬وأن العمل في‬
‫غرفة إعداد األخبار يعتبر من أق‪aa‬وى العوام‪aa‬ل ت‪aa‬أثيراً‪ ،‬فمح‪aa‬رر األنب‪aa‬اء الخارجي‪aa‬ة يعم‪aa‬ل‬
‫دائم‪aaa‬ا ً من خالل حس‪aaa‬اباته للض‪aaa‬غوط الميكانيكي‪aaa‬ة في عمل‪aaa‬ة أك‪aaa‬ثر اهتمام‪aaa‬ه بالمع‪aaa‬اني‬
‫االجتماعي‪aa‬ة لوق‪aa‬ع األخب‪aa‬ار‪ ،‬وباختص‪aa‬ار ك‪aa‬انت ظ‪aa‬روف إخ‪aa‬راج الص‪aa‬حيفة وال‪aa‬روتين‬
‫البيروقراطي‪ a‬والعالقات الشخصية داخل غرفة إعداد األخبار تؤثر على عمل المحرر‪.‬‬
‫وأظهرت دراسات جيبر حقيقتين تبعثان على القلق وهما‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أن محرر األنباء الخارجية في سلوكه االتصالي كان س‪aa‬لبيا وال يلعب دورا‬
‫فعاال كقائم باالتصال‪ ،‬فهو ال يدرس بشكل نقدي األنباء التي تصله برقيا‪.‬‬
‫وأنه هناك بعض الدالئل ال‪aa‬تي تش‪aa‬ير إلى أن مح‪aa‬رر األنب‪aa‬اء الخارجي‪aa‬ة كص‪aa‬حفي‬
‫يعمل مالزما لمكتبه‪ ،‬وتختلف دوافعه عن المخ‪aa‬بر ال‪aa‬ذي ينتق‪aa‬ل من مك‪aa‬ان إلى آخ‪aa‬ر لكي‬
‫يجمع األخبار‪ ،‬وهذا يؤثر بالتالي على ما يختاره المحرر من أنباء‪ ،‬وربم‪aa‬ا ك‪aa‬ان مح‪aa‬رر‬
‫األنباء الخارجية كس‪aa‬والً‪ ،‬أو ق‪aa‬د أص‪aa‬بح كس‪aa‬والً ألن رؤس‪aa‬اءه ال يش‪aa‬جعونه ليك‪aa‬ون أك‪aa‬ثر‬
‫نشاطاً‪.‬‬
‫وبشكل عام المحرر ال يختار برقياته بشكل يظهر فيها أن‪aa‬ه يقيّم م‪a‬ا يقدم‪aa‬ه بش‪aa‬كل‬
‫نقدي‪.‬‬
‫وثانياً‪ :‬أن محرر األنباء الخارجية‪ ،‬كقائم باالتصال‪ ،‬ليس لديه إدراك حقيقي عن‬
‫طبيعة جمهوره‪ ،‬ولهذا فهو ال يتصل عمليا ً بذلك الجمهور‪.‬‬
‫وإذا ك‪aa‬انت المهم‪aa‬ة األساس‪aa‬ية للص‪aa‬حيفة هي تق‪aa‬ديم تقري‪aa‬ر ه‪aa‬ادف عن الظ‪aa‬روف‬
‫المحيطة من أجل خدمة القارئ‪ ،‬فيمكن أن نقول أن أداء هذه المهمة كان بالص‪aa‬دفة فق‪a‬ط‪.‬‬
‫ألن الصحيفة لم تعد ت‪aa‬درك أن ه‪aa‬دفها الحقيقي ه‪aa‬و (خدم‪aa‬ة) جمه‪aa‬ور معين أو الجمه‪aa‬ور‬
‫بشكل عام‪ ،‬ألن المجموعة التي تق‪aa‬وم بجم‪aa‬ع األخب‪aa‬ار‪ ،‬والنظ‪aa‬ام الب‪aa‬يروقراطي‪ a‬كث‪aa‬يراً م‪aa‬ا‬
‫تحدد األهداف‪ ،‬أو تحدد ما يظهر على صفحات تلك الصحيفة‪.‬‬
‫واستخلص جيبر أنه بدون دراسة القوى االجتماعية التي تؤثر على عملية جم‪aa‬ع‬
‫األخبار ال نستطيع أن نفهم حقيقة تلك األخبار‪.‬‬
‫ومن أعم‪aa‬ق الدراس‪aa‬ات ال‪aa‬تي أج‪aa‬ريت على الق‪aa‬ائمين باالتص‪aa‬ال وت‪aa‬أثير الق‪aa‬وى‬
‫االجتماعية على العاملين في الص‪aa‬حف‪ ،‬ك‪aa‬انت الدراس‪aa‬ة ال‪aa‬تي أجراه‪aa‬ا وارين بريد ع‪aa‬ام‬
‫‪ 1955‬ووجد أنه هناك أدلة تش‪a‬ير إلى وج‪a‬ود عملي‪a‬ة ت‪a‬أثير يس‪a‬يطر أو يهيمن بمقتض‪a‬اها‬
‫مض‪aa‬مون الص‪aa‬حف الكب‪aa‬يرة والمحط‪aa‬ات اإلذاعي‪aa‬ة المس‪aa‬موعة والمرئي‪aa‬ة المرموق‪aa‬ة على‬
‫الطريقة التي تعالج بها الصحف الصغيرة األخبار والموضوعات المهمة‪ ،‬أي أن الكبير‬
‫يبتلع الصغير كما يقال في عالم األحياء المائية‪ ،‬وال شك أن هذا يحرم وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال‬

‫‪28‬‬
‫واإلعالم الجماهيرية من القدرة على التغي‪aa‬ير والتنوي‪aa‬ع وتع‪aa‬دد اآلراء ال‪aa‬ذي يس‪aa‬اعد على‬
‫تكوين رأي عام واعي لما يدور من حوله‪.‬‬
‫واستخدم بريد في دراسة أخرى التحليل الوظيفي ليظهر الكيفية التي تح‪aa‬ذف به‪aa‬ا‬
‫الصحف األخبار التي تهدد النظام االجتماعي والثقافي أو تهاجمه‪ ،‬أو تهدد إيم‪aa‬ان الق‪aa‬ائم‬
‫باالتصال بذلك النظ‪a‬ام االجتم‪a‬اعي والثق‪a‬افي‪ ،‬ويق‪a‬ول بريد‪ :‬أن سياس‪a‬ة الناش‪a‬ر هي ال‪a‬تي‬
‫تطبق في العادة في أي صحيفة‪ ،‬بالرغم من مظ‪aa‬اهر الموض‪aa‬وعية‪ a‬في اختي‪aa‬ار األخب‪aa‬ار‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فالجزاء الذي يناله اإلعالمي في الصحيفة مصدره ليس القراء ال‪aa‬ذين‬
‫يعتبرون هدفه‪ ،‬ولكن مصدره زمالؤه من العاملين معه ورؤس‪aa‬اؤه‪ ،‬ل‪aa‬ذلك يعي‪aa‬د المح‪aa‬رر‬
‫في الجريدة تحديد وتشكيل قيمه لتحقق له أكبر منفعة‪.‬‬
‫واستنتج بريد من تلك الدراسة‪ :‬أن الظ‪aa‬روف الثقافي‪aa‬ة ال‪aa‬تي تحي‪aa‬ط بالص‪aa‬حفي في‬
‫غرفة إعداد األخبار ال تؤدي إلى نتائج تفي باالحتياجات األوسع للديمقراطية‪.‬‬
‫واس‪aa‬تخدم الب‪aa‬احث األم‪aa‬ريكي المع‪aa‬روف سوانس ون أس‪aa‬اليب المتابع‪aa‬ة المباش‪aa‬رة‬
‫واالستفسار ليحصل على معلومات عن الخص‪a‬ائص الشخص‪a‬ية ومعتق‪a‬دات الع‪a‬املين في‬
‫صحيفة يومية صغيرة‪.‬‬
‫ودرس ب روس وس تلي أيض ‪a‬ا ً مح‪aa‬رري األخب‪aa‬ار الخارجي‪aa‬ة في ص‪aa‬حف والي‪aa‬ة‬
‫وسكونس‪aa‬ن باس‪aa‬تخدام س‪aa‬لّم (قي‪aa‬اس القيم) وق‪aa‬ارن من خالل‪aa‬ه القيم ال‪aa‬تي يعتنقه‪aa‬ا أولئ‪aa‬ك‬
‫المحررون والتي تؤثر على اختيارهم لألخبار‪.‬‬
‫وتعتبر دراسة بروس وستلي ومالكلوم ماكلين عن القائمين باالتصال‪ ،‬والتفرقة‬
‫بين أدوار االتصال المختلفة‪ ،‬من الدراسات المهمة في هذا المجال‪ ،‬والمالحظ أن‪aa‬ه وج‪aa‬د‬
‫في كل تلك الدراس‪aa‬ات عنص‪aa‬ر مش‪aa‬ترك‪ ،‬تق‪aa‬ول بأنه‪aa‬ا ترك‪aa‬ز االهتم‪aa‬ام على التفاع‪aa‬ل بين‬
‫األنماط واألخالقيات الصحفية المثالي‪aa‬ة واألس‪aa‬اليب االجتماعي‪aa‬ة والتنظيمي‪aa‬ة المق‪aa‬ررة في‬
‫المجتمع األكبر‪ ،‬في ظروف متنوع‪a‬ة وأوض‪a‬اع مختلف‪a‬ة‪ ،‬وق‪a‬دمت تل‪a‬ك الدراس‪a‬ات فوائ‪a‬د‬
‫كثيرة لوسائل االتصال واألعالم الجماهيرية والخبراء ألنها ساعدت على الوص‪aa‬ول إلى‬
‫أحكام أكثر دقة عن العاملين بوسيلة االتصال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة في إط‪aa‬ار اجتم‪aa‬اعي‬
‫مباشر‪ ،‬وأبرزت الكثير من األسئلة المهمة التي يجب التوصل إلى إجابات عليها‪.‬‬
‫وتمر الرس‪a‬الة اإلعالمي‪a‬ة في نظري ة ح ارس البواب ة اإلعالمية بمراح‪a‬ل عدي‪a‬دة‬
‫وهي تنتقل من المصدر حتى تصل إلى المتلقي‪ ،‬بسلسلة مكونة من عدة حلقات‪ ،‬وأبس‪aa‬ط‬
‫أنواع السالسل هي سلسلة االتصال المباشر‪ ،‬من فرد إلى فرد آخر‪ ،‬وفي حالة االتصال‬
‫الجماهيري تكون هذه السالسل طويلة ومعقدة ج‪aa‬داً‪ ،‬ألن المعلوم‪aa‬ات ال‪aa‬تي ت‪aa‬دخل ش‪aa‬بكة‬
‫اتصال معقدة مث‪aa‬ل الص‪aa‬حيفة‪ ،‬ومحط‪aa‬ة اإلذاع‪aa‬ة المس‪aa‬موعة والمرئي‪aa‬ة‪ ،‬تم‪aa‬ر بالعدي‪aa‬د من‬
‫الحلقات واألنظمة المتصلة‪ ،‬فالحدث الذي يحدث في فلسطين أو أفغانستان أو العراق أو‬
‫لبنان مثالً‪ ،‬يمر بمراحل عديدة قبل أن يصل إلى القارئ في أمريكا أو أورب‪aa‬ا أو الش‪aa‬رق‬
‫األوسط‪ ،‬ونجد قدر من المعلومات تخرج من بعض الحلقات أو األنظمة أكثر مما تدخل‬
‫فيها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وأطلق عليها شانون تسمية أجهزة التقوية‪ ،‬فأجهزة التقوية أي وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال‬
‫واإلعالم الجماهيرية تستطيع أن تص‪aa‬نع في نفس ال‪aa‬وقت ع‪aa‬دداً كب‪aa‬يراً ج‪aa‬داً من الرس‪aa‬ائل‬
‫المتطابقة‪ ،‬كنسخ الصحف توصلها للجمهور‪ ،‬وأن‪aa‬ه هن‪aa‬اك نوع ‪a‬ا ً من السالس‪aa‬ل كش‪aa‬بكات‬
‫معينة داخل األنظمة‪ ،‬ألن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية نفس‪aa‬ها هي ش‪aa‬بكات من‬
‫األنظمة المتصلة بطرق معقدة‪ ،‬تقوم بوظيفة فك الرموز والتفسير وتخزين المعلوم‪aa‬ات‪،‬‬
‫ثم وضعها مرة أخرى في رموز‪.‬‬
‫وهي الوظيف‪aa‬ة ال‪aa‬تي يؤديه‪aa‬ا ك‪aa‬ل من الق‪aa‬ائمين باالتص‪aa‬ال‪ ،‬ألن الف‪aa‬رد ال‪aa‬ذي يتلقى‬
‫رسائل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية هو جزء من ش‪a‬بكة عالق‪aa‬ات معق‪a‬دو قائم‪aa‬ة‬
‫داخل الجماعة‪ ،‬ويعين واقع المجتمع الذي ترتف‪a‬ع في‪a‬ه نس‪aa‬بة المتعلمين ودرج‪a‬ة التص‪aa‬نيع‬
‫أُس‪aa‬لوب عم‪aa‬ل الش‪aa‬بكة‪ ،‬وي‪aa‬زداد اعتم‪aa‬اد ذل‪aa‬ك المجتم‪aa‬ع على سالس‪aa‬ل وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال‬
‫واألعالم الجماهيرية‪ ،‬أما المجتم‪aa‬ع الب‪aa‬دائي ال‪aa‬ذي تنخفض في‪aa‬ه نس‪aa‬بة المتعلمين ودرج‪aa‬ة‬
‫التصنيع فتنتقل فيه غالبية المعلومات عن طريق سالسل االتصال الشخصي‪.‬‬
‫والج‪aa‬دير بال‪aa‬ذكر أن المجتمع‪aa‬ات ال‪aa‬تي تخض‪aa‬ع وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم فيه‪aa‬ا‬
‫للس‪aa‬يطرة الحكومي‪aa‬ة يش‪aa‬كك األف‪aa‬راد بص‪aa‬دق م‪aa‬ا تنش‪aa‬ره تل‪aa‬ك الوس‪aa‬ائل‪ ،‬لتص‪aa‬بح سالس‪aa‬ل‬
‫االتصال الشخصي المباشر من ف‪aa‬رد إلى ف‪aa‬رد مهم‪aa‬ة وطويل‪aa‬ة ج‪aa‬داً وتتط‪aa‬ور إلى ج‪aa‬انب‬
‫سالسل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‪ ،‬وفي هذه الحالة نجد أن سالسل االتصال‬
‫الشخصي تنقل شائعات وأقاويل ومعلومات متنوع‪aa‬ة من ف‪aa‬رد إلى ف‪aa‬رد‪ ،‬وتق‪aa‬وم بالرقاب‪aa‬ة‬
‫على وسائل االتصال واألعالم الجماهيرية‪ ،‬وتحاول سد نواحي النقص فيها‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد أشار الباحث كرت لوين إلى أنه في سالسل االتصال الشخص‪aa‬ي‬
‫هناك فرد ما في كل حلقة من حلقات سلسلة االتصال الشخصي يتمتع بحق تقرير م‪aa‬ا إذا‬
‫كانت الرسالة التي تلقاها سينقلها أو ال ينقلها‪ ،‬وأن تصل تلك الرسالة إلى الحلق‪aa‬ة التالي‪aa‬ة‬
‫بنفس الشكل الذي جاءت به أم أنه سيدخل عليها بعض التغييرات والتعديالت‪.‬‬
‫وح ارس البواب ة اإلعالمية يع‪aa‬ني الس‪aa‬يطرة على مك‪aa‬ان اس‪aa‬تراتيجي في سلس‪aa‬لة‬
‫االتصال‪ ،‬بحيث تصبح لحارس البوابة سلطة اتخاذ القرار فيما سيمر وكي‪aa‬ف س‪aa‬يمر من‬
‫خالل بوابته‪ ،‬حتى يصل الخبر في النهاي‪aa‬ة إلى وس‪aa‬يلة االتص‪aa‬ال اإلعالمي‪aa‬ة الجماهيري‪aa‬ة‬
‫ومنها إلى الجمهور اإلعالمي‪.‬‬
‫وي‪aa‬ذكر ل وين أن المعلوم‪aa‬ات تم‪aa‬ر بمراح‪aa‬ل مختلف‪aa‬ة ح‪aa‬تى تظه‪aa‬ر على ص‪aa‬فحات‬
‫وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية واإللكتروني‪aa‬ة‪ ،‬وأطل‪aa‬ق ل وين على ه‪aa‬ذه المراح‪aa‬ل‬
‫تسمية بوابات‪ ،‬وقال‪ :‬أن هذه البوابات تقوم بتنظيم كمية من المعلوم‪a‬ات ال‪a‬تي س‪a‬تمر من‬
‫خاللها‪ ،‬وأشار لوين إلى مفهوم وظيفة البوابة تعني فهم المؤثرات والعوامل التي تتحكم‬
‫في القرارات التي يصدرها حارس البوابة‪.‬‬
‫وبمعنى آخر أنه هناك مجموع‪aa‬ة من ح‪aa‬راس البواب‪aa‬ات يقف‪a‬ون في جمي‪aa‬ع مراح‪a‬ل‬
‫سلسلة االتصال التي يتم من خاللها نقل المعلومات‪ ،‬ويتمتع ح‪aa‬راس البواب‪aa‬ات بح‪aa‬ق فتح‬
‫بوابتهم أمام أي رسالة ت‪a‬أتي إليهم أو إغالقه‪a‬ا‪ ،‬كم‪a‬ا أن‪a‬ه من حقهم أج‪a‬راء تع‪a‬ديالت على‬
‫الرسالة التي ستمر وعلى سبيل المثال‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫يستطيع أي فرد تقرير ما إذا كان س‪a‬يكرر أو ي‪a‬ردد إش‪a‬اعة معين‪a‬ة أو ال يردده‪a‬ا‪،‬‬
‫ألن اإلش‪aa‬اعات حينم‪aa‬ا تنتق‪aa‬ل من مص‪aa‬در إلى مص‪aa‬در تط‪aa‬رأ عليه‪aa‬ا في الغ‪aa‬الب بعض‬
‫التعديالت وتتلون وفق اهتمامات ومعلومات الفرد الخاصة ومن ثم يقوم بنقلها‪ ،‬وحينم‪aa‬ا‬
‫تط‪aa‬ول سلس‪aa‬لة االتص‪aa‬ال نج‪aa‬د أن بعض المعلوم‪aa‬ات ال‪aa‬تي تخ‪aa‬رج في النهاي‪aa‬ة ال تش‪aa‬به‬
‫المعلومات التي دخلت منذ البداية إال في نواح قليلة‪ ،‬فإذا أخذنا في اعتبارنا أن ما يحدث‬
‫في سالسل االتصال التي تنقل األخبار حول العالم‪ .‬وعلى س‪aa‬بيل المث‪aa‬ال الخ‪aa‬بر المنق‪aa‬ول‬
‫من اليابان أو الهند أو مصر إلى أي مدينة في إحدى الواليات األمريكية‪ ،‬يم‪aa‬ر بمراح‪aa‬ل‬
‫كثيرة وأول حارس بوابة في ه‪a‬ذه الحال‪a‬ة ه‪a‬و الف‪a‬رد ال‪a‬ذي الح‪a‬ظ الح‪a‬دث وقت وقوع‪a‬ه‪،‬‬
‫ولنفترض أن ما حدث كان كارثة طبيعي‪aa‬ة وينتقي الف‪aa‬رد من دون ش‪aa‬عور وص‪aa‬فا ً ألش‪aa‬ياء‬
‫معينة الحظها دون أشياء أخرى‪ ،‬أي أنه الحظ أشياء وأغفل أشياء أخ‪aa‬رى‪ ،‬وله‪aa‬ذا ن‪aa‬راه‬
‫يتحدث عن نواحي ويهمل نواحي أخرى‪.‬‬
‫وبعد حارس البوابة األول يأتي حارس البوابة الثاني‪ ،‬وقد يكون مخ‪aa‬براً ص‪aa‬حفيا ً‬
‫حصل على الخبر من شاهد عيان شاهد الحدث عند حدوثه‪ ،‬وقد يتصل الص‪aa‬حفي ب‪aa‬أكثر‬
‫من شاهد عيان لكي يك ّون فكرة كاملة عن الح‪aa‬دث‪ ،‬وفي جمي‪aa‬ع الح‪aa‬االت‪ ،‬يق‪aa‬وم المخ‪aa‬بر‬
‫بانتقاء واختيار الحقائق التي س‪aa‬ينقلها‪ ،‬والحق‪aa‬ائق ال‪aa‬تي س‪aa‬يهملها‪ ،‬ويق‪aa‬رر الج‪aa‬وانب ال‪aa‬تي‬
‫سيختارها ويحدد بنفسه مدى أهمية الحدث‪.‬‬
‫وبعد ذلك يسلم المخبر الخبر إلى مكتب وكالة األنباء التي يتب‪aa‬ع له‪aa‬ا‪ .‬وفي وكال‪aa‬ة‬
‫األنباء يقوم محرر آخر باتخاذ قرار معين عن الخبر ويقرر ما إذا كان سيختاره من بين‬
‫مئات األنباء لنقله إلى المشتركين في وكالة األنباء أم أنه سيختصره أو يضيف علي‪aa‬ه أو‬
‫يغيره أو ينقله كما ورد‪.‬‬
‫وبعد ذلك يأتي دور محرر األخبار الخارجية في الصحيفة الذي يتلقى البرقيات‪،‬‬
‫ويقرر مدى أهمية الخبر وبالتالي المساحة التي يجب أن يخصصها له‪.‬‬
‫أي ال ب‪aa‬د من اختي‪aa‬ار م‪aa‬ادة من بين م‪aa‬واد كث‪aa‬يرة وص‪aa‬لت إلى وكال‪aa‬ة األنب‪aa‬اء‪ ،‬أو‬
‫وسائل اإلعالم المقروءة والمسموعة والمرئية ألن األنباء تصل له‪aa‬ذه الوس‪aa‬ائل من ع‪aa‬دة‬
‫مصادر ومن بينها وكاالت األنباء‪ ،‬والمراسلين‪ a‬الصحفيين في جميع أنح‪aa‬اء الع‪aa‬الم‪ ،‬ومن‬
‫الصحف األخرى‪ ،‬ومن محطات اإلذاعة المسموعة والمرئية‪.‬‬
‫وحراس البوابة في جميع تلك المراحل يسمحون لنسبة محدودة من آالف الم‪aa‬واد‬
‫اإلعالمية التي تص‪aa‬لهم باالنتق‪a‬ال إلى المراح‪a‬ل التالي‪a‬ة‪ ،‬وفي النهاي‪a‬ة يخت‪aa‬ار المح‪a‬رر في‬
‫الصحيفة األخبار التي سينقلها إلى قرائه‪ ،‬وكل قرار يتخذ بتوصيل أو نقل شيء ما‪ ،‬ه‪aa‬و‬
‫ق‪aa‬رار في‪aa‬ه كبت وإخف‪aa‬اء لش‪aa‬يء آخ‪aa‬ر‪ ،‬كنتيج‪aa‬ة لع‪aa‬دد من الض‪aa‬غوط الذاتي‪aa‬ة‪ ،‬ول‪aa‬ذا علين‪aa‬ا‬
‫كص‪aa‬حفيين أن نح‪aa‬دد تل‪aa‬ك الض‪aa‬غوط‪ a‬ونفهمه‪aa‬ا كي نفهم الطريق‪aa‬ة ال‪aa‬تي تق‪aa‬وم به‪aa‬ا وس‪aa‬ائل‬
‫االتصال واإلعالم الجماهيرية بأداء عملها الوظيفي المطلوب منها‪.‬‬
‫وأشار الباحث األمريكي مارشال ماكلوهين‪ ،‬إلى أن مضمون الرسائل (الم‪aa‬واد)‪a‬‬
‫اإلعالمية ال يمكن النظر إليه بمعزل عن التكنولوجيا ال‪aa‬تي تس‪aa‬تخدمها وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال‬
‫واإلعالم الجماهيرية‪ ،‬فالكيفية التي تع‪aa‬رض به‪aa‬ا المؤسس‪aa‬ات اإلعالمي‪aa‬ة الموض‪aa‬وعات‪،‬‬
‫وطبيع‪aa‬ة الجمه‪aa‬ور ال‪aa‬ذي توج‪aa‬ه إلي‪aa‬ه رس‪aa‬ائلها اإلعالمي‪aa‬ة‪ ،‬ي‪aa‬ؤثران على م‪aa‬ا تنقل‪aa‬ه تل‪aa‬ك‬

‫‪31‬‬
‫الوسائل‪ ،‬وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية التي يستخدمها المجتمع أو يض‪aa‬طر‬
‫إلى استخدامها‪ ،‬تحدد طبيعة المجتمع وكيفية معالجته لمشاكله‪.‬‬
‫وأن أي وسيلة إعالمية جديدة تشكل ظروفا ً جديدة محيطة تسيطر على ما يفعل‪aa‬ه‬
‫األف‪aa‬راد ال‪aa‬ذين يعيش‪aa‬ون في ظ‪aa‬روف معين‪aa‬ة‪ ،‬وت‪aa‬ؤثر كله‪aa‬ا على الطريق‪aa‬ة ال‪aa‬تي يفك‪aa‬رون‬
‫ويعملون وفقا ً لها‪.‬‬
‫فوس‪aa‬يلة االتص‪aa‬ال واإلعالم امت‪aa‬داد لإلنس‪aa‬ان‪ ،‬فالك‪aa‬اميرة التلفزيوني‪aa‬ة تم‪aa‬د أعينن‪aa‬ا‪،‬‬
‫والميكرفون يمد آذاننا‪ ،‬والحاسبات اإلليكترونية (الكمبيوتر) ت‪aa‬وفر بعض أوج‪aa‬ه النش‪aa‬اط‬
‫التي ك‪aa‬انت في الماض‪aa‬ي تح‪aa‬دث في عق‪aa‬ل اإلنس‪aa‬ان فق‪aa‬ط‪ ،‬وهي مس‪aa‬اوية المت‪aa‬داد ال‪aa‬وعي‬
‫اإلنساني‪.‬‬

‫وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية الحديثة‪ ،‬كامتداد لحواس اإلنسان‬

‫ووسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية الحديثة‪ ،‬كامت‪a‬داد لح‪a‬واس اإلنس‪a‬ان ت‪a‬وفر‬


‫لإلنسان الزمن واإلمكانيات وتشكل تهديداً له ألنه عندما تمتد يد اإلنسان وحواس‪aa‬ه ع‪aa‬بر‬
‫وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‪ ،‬وتستطيع هذه الوسائل أن تمد ي‪aa‬د المجتم‪aa‬ع إلي‪aa‬ه‪،‬‬
‫كي تستغله وتسيطر عليه‪.‬‬
‫ولكي نمنع احتمال التهديد أكد م اكلوهين على أهمي‪aa‬ة إحاط‪aa‬ة الن‪aa‬اس ب‪aa‬أكبر ق‪aa‬در‬
‫ممكن من المعلوم‪aa‬ات عن ماهي‪aa‬ة وأداء وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪ ،‬ألن‪aa‬ه‬
‫بمعرفة كيفية تشكيل التكنولوجيا الحديثة للبيئة المحيطة بن‪aa‬ا‪ ،‬نس‪aa‬تطيع أن نس‪aa‬يطر عليه‪aa‬ا‬
‫ونتغلب تماما ً على نفوذها أو قدراتها الحتمية‪.‬‬
‫وب‪aa‬دالً من الح‪aa‬ديث عن الحتمي‪aa‬ة التكنولوجي‪aa‬ة‪ ،‬ق‪aa‬د يك‪aa‬ون من األدق أن نق‪aa‬ول أن‬
‫متلقي الرسالة اإلعالمية يجب أن يشعر بأنه مخلوق له كيان مس‪aa‬تقل‪ ،‬ق‪aa‬ادر على التغلب‬
‫على هذه الحتمية التي تنشأ نتيجة لتجاهل الناس لما يحدث حولهم‪ .‬ويجب اعتبار التغيير‬
‫التكنولوجي حتميا ً ال مفر منه‪ ،‬وهو ما حدث فعالً‪ ،‬ذلك ألننا إذا فهمن‪aa‬ا عناص‪aa‬ر التغي‪aa‬ير‬
‫التكنولوجي يمكننا أن نسيطر عليها ونستخدمها في أي وقت نريده بدالً من الوق‪aa‬وف في‬
‫وجهها‪ ،‬كما يحدث لدى البعض أحيانا ً !‪.‬‬
‫ومن المشاكل التي تواجه عملية التبادل اإلعالمي الدولية‪ ،‬مشكلة أهمية مراع‪aa‬اة‬
‫الظروف البيئية المحيط‪aa‬ة باإلنس‪aa‬ان‪ ،‬واختالفه‪aa‬ا من دول‪aa‬ة إلى دول‪aa‬ة‪ ،‬ب‪aa‬ل واختالفه‪aa‬ا من‬
‫منطقة إلى أخرى داخ‪aa‬ل الدول‪aa‬ة ذاته‪aa‬ا‪ ،‬ومن هن‪aa‬ا فمن األهمي‪aa‬ة بمك‪aa‬ان أن يحي‪aa‬ط خ‪aa‬براء‬
‫اإلعالم والصحفيون باالعتبارات البيئية والظروف المحيطة باإلنسان‪.‬‬
‫وإذا كان هذا اإللمام أكثر سهولة في اإلعالم الداخلي فإنه أك‪a‬ثر ص‪a‬عوبة بالنس‪a‬بة‬
‫لإلعالم الدولي‪ ،‬حيث تتعدد االعتبارات البيئية وتتنوع الظروف واللغات‪ ،‬باختالف من‬
‫دولة إلى دولة‪ ،‬ومن منطقة إلى منطقة‪ ،‬ومن قارة إلى قارة‪.‬‬
‫ومع تزايد وسائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة وتطوره‪aa‬ا واتس‪aa‬اعها‪ ،‬أص‪aa‬بح‬
‫الع‪aa‬الم أق‪aa‬رب إلى القري‪aa‬ة العالمي‪aa‬ة‪ ،‬ومم‪aa‬ا س‪aa‬اعد على ذل‪aa‬ك تط‪aa‬ور وس‪aa‬ائل المواص‪aa‬الت‬
‫وسهولة انتقال األفراد والسياح‪ ،‬وهجرة الس‪aa‬كان من أم‪aa‬اكن س‪aa‬كنهم األص‪aa‬لية‪ ،‬واإلقام‪aa‬ة‬

‫‪32‬‬
‫الطويلة لرعايا دول‪aa‬ة معين‪aa‬ة ل‪aa‬دى دول‪aa‬ة أخ‪aa‬رى بقص‪aa‬د الدراس‪aa‬ة أو العم‪aa‬ل‪ ،‬وتزاي‪aa‬د حجم‬
‫وسرعة وتن‪aa‬وع المراس‪aa‬الت‪ ،‬ودخوله‪aa‬ا عص‪aa‬ر الح‪aa‬وار المباش‪aa‬ر ع‪aa‬بر اله‪aa‬اتف والتلكس‬
‫والفاكس والبريد اإللكتروني بين مختلف دول العالم‪.‬‬
‫وتط‪aa‬ور البث اإلذاعي المس‪aa‬موع والم‪aa‬رئي واتس‪aa‬ع باس‪aa‬تخدام األقم‪aa‬ار الص‪aa‬ناعية‬
‫ألغراض االتص‪aa‬ال ونق‪aa‬ل المعلوم‪aa‬ات‪ .‬وس‪aa‬اعد االحتك‪a‬اك ب‪aa‬األمم المتقدم‪a‬ة على ح‪a‬دوث‬
‫تحول ثقافي واجتم‪a‬اعي ع‪a‬المي‪ ،‬ب‪a‬رزت مع‪a‬ه قيم ومعتق‪a‬دات جدي‪a‬دة لم تكن متوقع‪a‬ة من‬
‫قبل‪.‬‬
‫ومن هنا فإن على خبراء اإلعالم والصحفيين أن يدركوا كل تلك المتغيرات عند‬
‫إعدادهم وتنفيذهم للحمالت اإلعالمي‪aa‬ة الموجه‪aa‬ة لل‪aa‬داخل والخ‪aa‬ارج على الس‪aa‬واء‪ ،‬كي ال‬
‫تحدث إخفاقات تؤدي إلى عدم استجابة المستقبل لمضمون الرسالة اإلعالمي‪aa‬ة الموجه‪aa‬ة‬
‫له‪ ،‬وأن ال يكون رد فعله مغاير ألهداف الحملة اإلعالمية‪.‬‬
‫وأن يؤخ‪aa‬ذ في الحس‪aa‬بان أيض‪aa‬ا ً اختالف درج‪aa‬ات التق‪aa‬دم االجتم‪aa‬اعي والثق‪aa‬افي‬
‫والعلمي والتكنولوجي‪ ،‬وتباين النظم والمعتقدات السياسية واإليديولوجية بين دول العالم‬
‫المختلفة‪ ،‬ودرجات التباين حتى بين دول النظام المتشابه‪.‬‬
‫وحدد مارشال ماكلوهين في نظريته تكنولوجية وس ائل اإلعالم التي تعت‪aa‬بر من‬
‫النظري‪aaa‬ات الحديث‪aaa‬ة عن دور وس‪aaa‬ائل االتص‪aaa‬ال واألعالم الجماهيري‪aaa‬ة وتأثيره‪aaa‬ا على‬
‫المجتمعات‪ ،‬أربعة مراحل لتطور التاريخ اإلنساني وهي وفق رأيه‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة المخاطبة الشفهية القبلية؛‬
‫‪ -‬ومرحلة نسخ المخطوطات التي استمرت لنحو ألفي عام؛‬
‫‪ -‬ومرحلة عصر الطباعة والتي استمرت من القرن الخامس عشر وح‪aa‬تى نهاي‪aa‬ة‬
‫القرن التاسع عشر؛‬
‫‪ -‬ومرحلة عصر وسائل االتصال واإلعالم اإللكترونية وبدأت من مطلع الق‪aa‬رن‬
‫العشرين ولم تزل مستمرة‪.‬‬
‫وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية في كل مرحل‪aa‬ة س‪aa‬اعدت على تش‪aa‬كيل‬
‫المجتمع‪aa‬ات ع‪aa‬بر التط‪aa‬ور اإلنس‪aa‬اني‪ ،‬واع‪aa‬ترف م اكلوهين أن نظريت‪aa‬ه ج‪aa‬اءت تط‪aa‬ويراً‬
‫ألعم‪aa‬ال‪ :‬أرد ل ويس موف ورد (‪)1934‬؛ وإتش‪ .‬جي‪ .‬تش ايتور (‪)1945‬؛ وس يغفريد‬
‫غيودون (‪)1948‬؛ وهارولد أنيس (‪)1951‬؛ وي ه‪ .‬إتش‪ .‬غوم بريتش (‪ .)1960‬وأك‪aa‬د‬
‫على انتق‪aa‬ال البش‪aa‬رية من االتص‪aa‬ال إلى الش‪aa‬فهي إلى االتص‪aa‬ال المكت‪aa‬وب ومن ثم الع‪aa‬ودة‬
‫لالتصال الشفهي مرة أخرى‪.‬‬
‫وعن االتصال الشفهي يقول ماكلوهين أن البشر يتكيفون مع الظروف المحيط‪aa‬ة‬
‫بهم عن طريق إيجاد توازن بين حواسهم الخمس‪ :‬السمع‪ ،‬والبصر‪ ،‬واللمس‪ ،‬والشم‪.‬‬
‫وأن اخ‪aa‬تراع غوتين برغ للطباع‪aa‬ة عن طري‪aa‬ق الح‪aa‬روف المتحرك‪aa‬ة خالل الق‪aa‬رن‬
‫الخامس عشر قلب الت‪aa‬وازن الق‪aa‬ائم على الح‪aa‬واس الخمس لتفق‪aa‬د حاس‪aa‬ة الس‪aa‬مع س‪aa‬يطرتها‬
‫على عملي‪aa‬ة االتص‪aa‬ال لتأخ‪aa‬ذ محله‪aa‬ا حاس‪aa‬ة البص‪aa‬ر في الق‪aa‬راءة عن طري‪aa‬ق االتص‪aa‬ال‬

‫‪33‬‬
‫بالكلمات المطبوعة التي أخذت تحل بالتدريج مكان ذاكرة األجي‪aa‬ال المتعاقب‪aa‬ة‪ ،‬وليص‪aa‬بح‬
‫خزن المعلومات المطبوعة على الورق واسترجاعها من األساليب الناجعة لالتصال‪.‬‬
‫وأطلق م اكلوهين على المرحلة المعاص‪aa‬رة تس‪aa‬مية عص‪aa‬ر ال‪aa‬دوائر اإللكتروني‪aa‬ة‬
‫وشملت‪ :‬أجهزة االتصال البرقي‪aa‬ة‪ ،‬وأجه‪aa‬زة اله‪aa‬اتف‪ ،‬والس‪aa‬ينما‪ ،‬واإلذاع‪aa‬تين المس‪aa‬موعة‬
‫والمرئي‪aa‬ة‪ ،‬وأجه‪aa‬زة الف‪aa‬اكس‪ ،‬والحاس‪aa‬بات اآللي‪aa‬ة (الكم‪aa‬بيوتر)‪ ،‬والعق‪aa‬ول اإللكتروني‪aa‬ة‬
‫الناطقة‪ ،‬والبريد اإللكتروني‪ ،‬وكلها أعادت اإلنسان الستخدام حواسه مجتمعة‪.‬‬
‫وأن وسائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة الجدي‪aa‬دة ال‪aa‬تي اختص‪aa‬رت المس‪aa‬افات‬
‫وتخطت الحواجز حولت العالم إلى قري‪aa‬ة عالمي‪aa‬ة ‪ .Global Village‬لتتح‪aa‬ول وس‪aa‬ائل‬
‫االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة الجدي‪aa‬دة إلى وس‪aa‬يلة نموذجي‪aa‬ة للتعليم م‪aa‬دى الحي‪aa‬اة‪ .‬ألن‬
‫وسيلة االتصال تحولت إلى رسالة إعالمية غدت األساس لتشكيل المجتمعات وقللت من‬
‫شأن المضمون اإلعالمي‪.‬‬
‫وأشار ماكلوهين إلى أنه أضحى لكل وسيلة اتصال جمهورها ال‪aa‬ذي يف‪aa‬وق حب‪aa‬ه‬
‫لها اهتمامه بمضمونها ساخنا ً كان أم بارداً‪.‬‬
‫وج‪aa‬اءت نظري ة التقمص الع اطفي ال‪aa‬تي س‪aa‬بق وأش‪aa‬ار إليه‪aa‬ا‪ :‬أفالط ون‪ ،‬وس ان‬
‫ج ون‪ ،‬وس ان أوجس تين‪ ،‬وس ان االكوي ني‪ ،‬وس بينوزا‪ ،‬في مؤلف‪aa‬اتهم‪ ،‬واعتبره‪aa‬ا آدم‬
‫سميث‪ ،‬وهربرت سبنسر‪ ،‬عملية انعك‪aa‬اس ب‪aa‬دائي‪ ،‬وناقش‪aa‬ها الب‪aa‬احثون ليبس‪ ،‬وريب وت‪،‬‬
‫وشلير‪ ،‬من خالل تحليلهم للعواطف‪.‬‬
‫ويرجع الفضل إلدخال كلم‪aa‬ة العاطف‪aa‬ة في اللغ‪aa‬ة اإلنجليزي‪aa‬ة إلى تي وردور ليبس‬
‫الذي سماها الشعور بالشيء‪ ،‬وطور الباحث ج ورج ميد نظري‪aa‬ة التقمص الع‪aa‬اطفي في‬
‫كتابه العقل والنفس والمجتمع وافترض أنه حينم‪aa‬ا نتوق‪aa‬ع أو نس‪aa‬تنتج مش‪aa‬اعر اآلخ‪aa‬رين‪،‬‬
‫وما سيفعلونه‪ ،‬وحينما نخرج بتنبؤات‪ ،‬تتض‪aa‬من الس‪aa‬لوك الخ‪aa‬اص لإلنس‪aa‬ان‪ ،‬واس‪aa‬تجاباته‬
‫الخفية‪ ،‬وحاالته الداخلية ومعتقداته‪ ،‬ومعانية‪ ،‬وحينما نطور التوقعات ونتنبأ نفترض أن‬
‫لدينا مهارة يسميها علماء النفس بالتقمص الع اطفي‪ ،‬أي الق‪aa‬درة على اإلس‪aa‬قاط وتص‪aa‬ور‬
‫أنفسنا في ظروف اآلخ‪aa‬رين‪ ،‬وس‪aa‬اعد على تط‪aa‬وير تل‪aa‬ك الق‪aa‬درة‪ ،‬االنتق‪aa‬ال من مك‪aa‬ان إلى‬
‫مكان آخر‪.‬‬
‫وتعمل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية على تطوير المق‪aa‬درة على التقمص‬
‫العاطفي بين األفراد الذين لم يغادروا مجتمع‪aa‬اتهم المحلي‪aa‬ة أب‪aa‬داً‪ ،‬ألن تل‪aa‬ك الوس‪aa‬ائل نقلت‬
‫العالم الخارجي إليهم‪ .‬ونظرية التقمص العاطفي هي جزء ال يتجزأ من االتصال‪ ،‬ألنه‪aa‬ا‬
‫تربط بين ذهن المرسل وذهن المتلقي‪ ،‬والتقمص العاطفي هو المقدرة عن فهم ما ي‪aa‬دور‬
‫في ذهن شخص آخر‪ ،‬كأن نقول لشخص آخر أننا نفهم مشاعرك‪.‬‬
‫فكي‪aa‬ف يتحق‪aa‬ق التقمص الع‪aa‬اطفي ؟ وم‪aa‬ا هي قيمت‪aa‬ه لالتص‪aa‬ال في إط‪aa‬ار عملي‪aa‬ة‬
‫االتصال ؟ فالفرد يكتسب المقدرة على التقمص العاطفي بالتحرك المادي من مك‪aa‬ان إلى‬
‫آخر أو عن طريق التعرض لوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‪ ،‬التي تجعل التحرك‬
‫السيكولوجي يحل مكان التحرك المادي أو الجغرافي‪ ،‬وقيمة التقمص العاطفي لالتصال‬

‫‪34‬‬
‫يمكن تلخيص‪a‬ها بأنن‪aa‬ا كي نتص‪aa‬ل ب‪a‬اآلخرين يجب أن تت‪a‬وافر عن‪a‬دنا ثالث‪a‬ة عناص‪aa‬ر على‬
‫األقل وهي‪:‬‬
‫‪ -‬وسائل مادية لالتصال؛‬
‫‪ -‬وراجع صدى؛‬
‫‪ -‬ومقدرة على التقمص العاطفي‪.‬‬
‫والمقدرة على التقمص العاطفي‪ ،‬هي الخروج باستنتاجات عن اآلخرين‪ ،‬وتغيير‬
‫تلك االستنتاجات لتتفق م‪aa‬ع الظ‪aa‬روف الجدي‪aa‬دة‪ ،‬وه‪aa‬ذه المق‪aa‬درة معروف‪aa‬ة من‪aa‬ذ ألفي ع‪aa‬ام‪،‬‬
‫وهناك نظريتان عن التقمص العاطفي‪:‬‬
‫نظرية تقول أننا نجرب األشياء مباشرة‪ ،‬ونفعل ما يفعله اآلخرون وفقا ً لخبراتن‪aa‬ا‬
‫الذاتية‪ ،‬أي أن نفترض أن جميع الناس سوف يتص‪aa‬رفون بنفس الطريق‪aa‬ة ال‪aa‬تي نتص‪aa‬رف‬
‫به‪aa‬ا‪ ،‬وأنن‪aa‬ا ال نس‪aa‬تطيع أن نتنب‪aa‬أ بم‪aa‬ا س‪aa‬يفعله اآلخ‪aa‬رون‪ ،‬إن لم نم‪aa‬ر نحن أنفس‪aa‬نا بنفس‬
‫التجارب التي يمر بها اآلخرون‪.‬‬
‫والنظرية الثانية تقول أننا نحاول أن نضع أنفسنا في ظروف ومواقف اآلخ‪aa‬رين‪،‬‬
‫وفي اتصالنا نتحول من االستنتاجات إلى اخذ أدوار اآلخرين‪ ،‬على أساس تنبؤاتنا‪.‬‬
‫فكيف نطور المقدرة على التقمص العاطفي ؟ وهذا السؤال أساسي يواجهه طلبه‬
‫االتصال واإلعالم دون إيجاد رد قاطع عليه‪ ،‬فهناك نظريات للتقمص العاطفي تتفق مع‬
‫األدل‪aa‬ة ال‪aa‬تي تم التوص‪aa‬ل إليه‪aa‬ا عن طري‪aa‬ق البحث‪ ،‬ولكنن‪aa‬ا نس‪aa‬تطيع أن نع‪aa‬رف التقمص‬
‫العاطفي بأنه عملي‪aa‬ة نتوص‪aa‬ل من خالله‪aa‬ا لتوقع‪aa‬ات عن الح‪aa‬االت الس‪aa‬يكولوجية ال‪aa‬دائرة‬
‫داخل اإلنسان‪.‬‬
‫ولمعرفة كيفية حدوث ذلك‪ ،‬نذكر أنه هناك ثالث وجهات نظ‪aa‬ر أساس‪aa‬ية للتقمص‬
‫العاطفي‪ ،‬وترى واحدة من المدارس الفكرية أن التقمص العاطفي غير موجود‪ ،‬ألنن‪aa‬ا ال‬
‫نستطيع تطوير التوقعات‪ ،‬ومؤيدي هذا الرأي يؤمن‪aa‬ون بنظري‪aa‬ة التعلم البس‪aa‬يطة المكون‪aa‬ة‬
‫من منبه واستجابة‪ ،‬وأصحاب هذه النظرية يقولون أن كل م‪aa‬ا ل‪aa‬دينا في عملي‪aa‬ة االتص‪aa‬ال‬
‫هي مجموعة من الوسائل‪ ،‬رسالة يق‪a‬دمها ش‪a‬خص م‪a‬ا‪ ،‬لي‪a‬دركها ش‪a‬خص آخ‪a‬ر‪ ،‬وبمع‪a‬نى‬
‫آخر أنه هناك منبهات واستجابات لها‪.‬‬
‫ونظرية التعلم البسيطة تفسر التعلم غير البشري عند الحي‪aa‬وان‪ ،‬ولكنه‪aa‬ا ال تفس‪aa‬ر‬
‫السلوك البشري‪ ،‬ألن البشر يطورون توقعاتهم ولديهم المق‪aa‬درة على تص‪aa‬ور أنفس‪aa‬هم في‬
‫الحاالت والظروف النفسية لآلخرين‪ ،‬ولهذا ال نستطيع أن نقبل ال‪aa‬رأي ال‪aa‬ذي ال يع‪aa‬ترف‬
‫بوجود التقمص الع‪a‬اطفي‪ ،‬وال نس‪a‬تطيع تط‪a‬وير توقعاتن‪a‬ا وتنبؤاتن‪a‬ا‪ ،‬دون ح‪a‬دوث عملي‪a‬ة‬
‫تفسيرية تسبق االستجابة‪ ،‬ألن تط‪a‬وير التوقع‪a‬ات يحت‪a‬اج إلى موهب‪a‬ة من ن‪a‬وع م‪a‬ا‪ ،‬فنحن‬
‫بحاجة للتفكير باألشياء ال‪a‬تي ال نراه‪aa‬ا ولم نجربه‪a‬ا‪ ،‬ولكي تك‪aa‬ون ل‪aa‬دينا توقع‪a‬ات الب‪aa‬د أن‬
‫نتحدث عن أشياء غير موجودة‪ ،‬ونحن بحاجة لصنع تل‪aa‬ك الرم‪aa‬وز والت‪aa‬أثير عليه‪aa‬ا‪ ،‬ألن‬
‫اإلنسان يختلف عن الحيوان في تطويره لكلتا المهارتين اللتين سبق وأشرنا إليهم‪aa‬ا‪ ،‬وأن‬
‫اإلنسان قادر على أدراك الرموز والتأثير فيه‪aa‬ا‪ ،‬وص‪aa‬نع رم‪aa‬وز تخ‪aa‬دم أغراض‪aa‬ه‪ ،‬وله‪aa‬ذا‬

‫‪35‬‬
‫يستطيع إعادة تقديم أشياء غير موجودة أمامه‪ ،‬وتقديم ما لم يحدث وما ال يجري حدوث‪aa‬ه‬
‫اآلن‪ ،‬وأن اإلنسان يملك مهارات فردية تختلف بين البشر‪.‬‬
‫ولهذا رفض الباحثون الرأي الذي ال يعترف بمفهوم التقمص العاطفي‪ ،‬معتمدين‬
‫على أننا جميعا ً نتوقع المستقبل‪ ،‬ونقوم بتنبؤ العالقة بين‪:‬‬
‫‪ -‬السلوك الذي نقدم عليه؛‬
‫‪ -‬والسلوك الذي يقدم عليه اآلخرون استجابة لسلوكنا؛‬
‫‪ -‬والتنبؤ باالستجابة التالية التي نقدم عليها بناء على سلوك اآلخرين‪.‬‬
‫أي أنن‪aa‬ا نق‪aa‬وم بأفع‪aa‬ال وردود أفع‪aa‬ال‪ ،‬من خالل تط‪aa‬وير توقعاتن‪aa‬ا عن اآلخ‪aa‬رين‬
‫وتأثيرهم على أفعالنا قبل قيامنا بها‪ ،‬وهو ما يعني التقمص العاطفي‪.‬‬
‫ومن النظريات المعروفة للتقمص العاطفي نظريتان تتحدثان عن أس‪aa‬س التقمص‬
‫العاطفي وتتفقان على أن تنبؤات اإلنسان عن الحاالت السيكولوجية الداخلية تعتمد على‬
‫السلوك المادي ال‪aa‬ذي يمكن مالحظت‪aa‬ه‪ ،‬وكلتاهم‪aa‬ا تتفق‪aa‬ان على أن اإلنس‪aa‬ان يق‪aa‬وم بتك‪aa‬وين‬
‫التنبؤات عن طريق استخدام رموز تشير إلى السلوك المادي والتأثير على تلك الرموز‪.‬‬
‫وتعتمد وجهات النظر الثالثة للتقمص العاطفي على‪:‬‬
‫أوال – نظرية االستدالل العاطفي ‪ :‬وتقول نظري‪aa‬ة االس‪aa‬تدالل في مج‪aa‬ال التقمص‬
‫الع‪aa‬اطفي أن اإلنس‪aa‬ان يالح‪aa‬ظ س‪aa‬لوكه الم‪aa‬ادي مباش‪aa‬ره‪ ،‬ويرب‪aa‬ط س‪aa‬لوكه رمزي‪aa‬ا بحالت‪aa‬ه‬
‫الس‪aa‬يكولوجية الداخلي‪aa‬ة أي بمش‪aa‬اعره وعواطف‪aa‬ه‪ ..‬الخ‪ ،‬ومن خالل ه‪aa‬ذه العلمي‪aa‬ة يص‪aa‬بح‬
‫سلوكه اإلنساني معنى بتفسيراته للمع‪aa‬نى‪ .‬ويط‪aa‬ور الف‪aa‬رد مفهوم‪aa‬ه عن ذات‪aa‬ه بنفس‪aa‬ه على‬
‫أساس مالحظاته وتفسيراته لسلوكه الخاص‪.‬‬
‫ومفه‪aa‬وم ال‪aa‬ذات يتص‪a‬ل ب‪a‬اآلخرين عن طري‪aa‬ق مالحظ‪aa‬ة س‪a‬لوكهم الم‪a‬ادي‪ ،‬وعلى‬
‫أساس التفسيرات السابقة للسلوك وما ارتبط به من مختلف مشاعر وعواط‪aa‬ف‪ ،‬ويخ‪aa‬رج‬
‫باستنتاجات عن حالة اآلخرين الس‪aa‬يكولوجية‪ .‬بمع‪aa‬نى أن يق‪aa‬ول لنفس‪aa‬ه‪ :‬إذا ك‪aa‬ان س‪aa‬لوكي‬
‫يعكس مشاعر‪ ،‬وإذا قام شخص آخر بهذا السلوك فهو أيضا يعكس نفس المش‪aa‬اعر ال‪aa‬تي‬
‫أشعر بها عندما قمت بهذا العمل‪.‬‬
‫هذا الرأي في التقمص العاطفي يفترض أن اإلنس‪aa‬ان لدي‪aa‬ه معلوم‪aa‬ات مبدئي‪aa‬ة عن‬
‫نفسه‪ ،‬وعن الناس اآلخرين بالدرجة الثانية‪ .‬ويردف أن اإلنس‪aa‬ان لدي‪aa‬ه المق‪aa‬درة على فهم‬
‫نفسه‪ ،‬وعن طريق تحليله لس‪aa‬لوكه ال‪aa‬ذاتي يس‪aa‬تطيع اإلنس‪aa‬ان أن يخ‪aa‬رج باس‪aa‬تنتاجات عن‬
‫اآلخرين انطالقا ً من أنه هناك تماثل بين سلوك اآلخرين وسلوكه الفردي‪.‬‬
‫ومن األمثل‪aa‬ة على ذل‪aa‬ك أن‪aa‬ك تض‪aa‬رب المنض‪aa‬دة بي‪aa‬دك كلم‪aa‬ا ش‪aa‬عرت بالغض‪aa‬ب‬
‫وش‪aa‬اهدت شخص ‪a‬ا ً آخ‪aa‬ر يق‪aa‬وم بنفس الفع‪aa‬ل عن‪aa‬د الغض‪aa‬ب فت‪aa‬دفعك أحاسيس‪aa‬ك الداخلي‪aa‬ة‬
‫الستنتاج ذلك اعتماداً على‪:‬‬
‫‪ -‬مالحظتك لسلوكه؛‬
‫‪ -‬ومقارنة سلوكه بالسلوك المماثل الذي أقدمت عليه عند شعورك بالغضب‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫وتأخذ نظرية االستنتاج في التقمص العاطفي هذا االفتراض من خالل أن‪:‬‬
‫‪ -‬اإلنس‪aaa‬ان لدي‪aaa‬ه معلوم‪aaa‬ات مبدئي‪aaa‬ة عن أحاسيس‪aaa‬ه الداخلي‪aaa‬ة‪ ،‬ومعلوم‪aaa‬ات عن‬
‫األحاسيس الداخلية لآلخرين من الدرجة الثانية؛‬
‫‪ -‬وأن اآلخرون يعبرون عن أحاسيسهم الداخلية بأداء نفس السلوك الذي قمت به‬
‫للتعبير عن مشاعرك؛‬
‫‪ -‬وأن اإلنسان ال يستطيع فهم الحالة الداخلية لآلخرين‪ ،‬إن لم يجرب تلك الحالة‪،‬‬
‫فاإلنسان ال يستطيع أن يفهم العواطف التي لم يشعر بها واألفكار ال‪aa‬تي لم تخط‪aa‬ر بذهن‪aa‬ه‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫ف‪aa‬إذاً نحن بحاج‪aa‬ة الس‪aa‬تخدام أس‪aa‬لوب آخ‪aa‬ر في معالج‪aa‬ة التقمص الع‪aa‬اطفي يفس‪aa‬ر‬
‫نجاحنا في تنبؤ سلوك اآلخرين‪ ،‬وتوقع ذلك السلوك من خالل أسلوب يفترض أن الناس‬
‫ليسوا متماثلين‪.‬‬
‫عالوة عن أنه هناك دالئل تشير بع‪aa‬دم ص‪aa‬حة اف‪aa‬تراض نظري‪aa‬ة االس‪aa‬تنتاج تق‪aa‬ول‬
‫بأننا ال نستطيع أن نفهم المشاعر الداخلية للناس اآلخرين ما لم نجربها بأنفس‪aa‬نا‪ ،‬وحقيق‪aa‬ة‬
‫أن اإلنسان يفهم بشكل أفضل تلك األشياء التي جربها بنفسه‪ ،‬ولكنه يستطيع ب‪aa‬الرغم من‬
‫ذلك أن يفهم جزئيا ً بعض المشاعر التي لم يجربها‪ ،‬على سبيل المثال نس‪aa‬تطيع أن نحس‬
‫بش‪aa‬عور آالم األم وهي تل‪aa‬د طفله‪aa‬ا دون الم‪aa‬رور بالتجرب‪aa‬ة ذاته‪aa‬ا‪ ،‬وأن نتص‪aa‬ور مش‪aa‬اعر‬
‫السعادة التي يشعر بها الفرد عند تحقيق النجاح دون المرور بتجربته‪ ،‬ألن التجربة تزيد‬
‫فهمنا للنجاح‪ ،‬ولكنها ليست أساسية لفهم النجاح‪.‬‬
‫وثاني‪aa‬ا ‪ :‬نظري ة أخ ذ األدوار في التقمص الع اطفي ‪:‬وتق‪aa‬ول أن اإلنس‪aa‬ان يك ‪ّ a‬ون‬
‫مفهوما ً معينا ً عن ذاته قبل أن يتصل باآلخرين‪ ،‬وأنن‪aa‬ا نح‪aa‬اول فهم س‪aa‬لوك بعض األف‪aa‬راد‬
‫وأن نفسر نتائج ذلك السلوك من خالل التقمص العاطفي عن طريق سلوك التقليد وتوقع‬
‫الثواب والعقاب‪ ،‬وتطويره عن طريق االتصال‪ ،‬وعن طريق أخذ أدوار اآلخ‪aa‬رين وعن‬
‫طريق التصرف نحو اآلخرين‪ ،‬كمحور لالتصال‪ ،‬وعن طريق تطوير وتعميم المف‪aa‬اهيم‬
‫عن اآلخرين‪.‬‬
‫ونظرية االستنتاج تفترض وجود مفهوم عن الذات‪ ،‬يمكنن‪aa‬ا من التقمص عاطفي‪aa‬ا‬
‫باستخدام مفهوم الذات‪ ،‬لنخرج باستنتاجات عن حاالت اآلخرين الداخلية‪ ،‬وترى نظرية‬
‫االستنتاج أن مفهوم الذات يحدد كيفية التقمص عاطفياً‪ ،‬أم‪a‬ا نظري‪aa‬ة أخ‪aa‬ذ األدوار فتع‪aa‬الج‬
‫الموضوع من الناحية األخرى تماماً‪.‬‬
‫وكال النظري‪aa‬تين تعطي‪aa‬ان أهمي‪aa‬ة كب‪aa‬يرة لطبيع‪aa‬ة اللغ‪aa‬ة والرم‪aa‬وز المس‪aa‬تخدمة في‬
‫عملية التقمص العاطفي وتطوير مفهوم الذات ألن اإلنسان يستخدم كل تل‪aa‬ك أس‪aa‬اليب في‬
‫التقمص العاطفي‪ ،‬ويأخذ األدوار التي تعجبه‪ ،‬فكل منا يأخ‪aa‬ذ أدوار اآلخ‪aa‬رين‪ ،‬وك‪aa‬ل من‪aa‬ا‬
‫يعمم خبرات‪aa‬ه على اآلخ‪aa‬رين‪ ،‬والطريق‪aa‬ة ال‪aa‬تي ننظ‪aa‬ر به‪aa‬ا إلى أنفس‪aa‬نا تح‪aa‬دد مفهومن‪aa‬ا أو‬
‫أسلوبنا في التعميم على اآلخرين‪ ،‬والمضمون‪ a‬االجتماعي الموج‪aa‬ود وتوقع‪aa‬ات اآلخ‪aa‬رين‬
‫عن سلوكنا‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫وحينما نتقمص عاطفياً‪ ،‬وال نج‪a‬ازى على تقمص‪a‬نا الع‪a‬اطفي نض‪a‬طر للج‪a‬وء إلى‬
‫حل من حلين فإما‪:‬‬
‫‪ -‬أن نحرف سلوك اآلخرين الذي أدركناه لنجعله يتفق مع توقعاتنا؛‬
‫‪ -‬أو أن نعيد النظ‪aa‬ر بالص‪aa‬ورة الذهني‪aa‬ة ال‪aa‬تي كوناه‪aa‬ا عن أنفس‪aa‬نا‪ ،‬ونعي‪aa‬د تعريفن‪aa‬ا‬
‫لذاتنا‪ ،‬أو أن نعود مرة أخرى ألخذ األدوار السابقة‪.‬‬
‫وإذا لجأنا إلى الحل األول وحرفن‪aa‬ا م‪aa‬ا ندرك‪aa‬ه‪ ،‬فس‪aa‬نتحول إلى مرض‪aa‬ى نفس‪aa‬يين‪،‬‬
‫وتصبح تصوراتنا غير واقعي‪aa‬ة‪ ،‬وينتهي بن‪aa‬ا المط‪aa‬اف في مستش‪aa‬فى األم‪aa‬راض النفس‪aa‬ية‪،‬‬
‫وهذا ليس مرغوب‪ ،‬وهنا نستطيع التنبؤ بأن مشكلة الص‪aa‬حة العقلي‪aa‬ة متص‪aa‬لة بع‪a‬دم ق‪aa‬درة‬
‫اإلنسان أو عدم رغبته في تغيير صورته الذهنية عن نفسه‪ ،‬حينما يجد أن هذه الص‪aa‬ورة‬
‫غير مجزية في الظروف االجتماعية المحيطة به‪.‬‬
‫وإذا لجأنا للحل الثاني وإعادة تعري‪aa‬ف ال‪aa‬ذات فإنن‪aa‬ا نع‪aa‬ود ألخ‪aa‬ذ أدوار اآلخ‪aa‬رين‪،‬‬
‫وتطوير مفهوم جديد للتعميم عن اآلخ‪aa‬رين‪ ،‬وإيج‪aa‬اد مجموع‪aa‬ة جدي‪aa‬دة من التوقع‪aa‬ات عن‬
‫سلوكنا‪ ،‬لنعود إلى أنفسنا ونغير سلوكنا وفقا ً لذلك ومرة أخ‪aa‬رى نخ‪aa‬رج باس‪aa‬تنتاجات عن‬
‫الناس اآلخرين‪.‬‬
‫ألن عمليت‪aa‬ا القي‪aa‬ام بال‪aa‬دور واالس‪aa‬تنتاج تس‪aa‬يران س‪aa‬ويا ً دائم‪a‬اً‪ ،‬وتع‪aa‬ني أن اإلنس‪aa‬ان‬
‫يكيف نفسه‪ ،‬ويستطيع أن يغير سلوكه ليتفق مع الظروف المحيطة والوضع االجتماعي‬
‫الذي يجد نفسه فيه‪ ،‬ويطور توقعاته ويقوم بأدوار اآلخرين والخروج باستنتاجات‪.‬‬
‫ولوس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة دور في تنمي‪aa‬ة المق‪aa‬درة على التقمص‬
‫العاطفي‪ ،‬ومن النظريات ال‪aa‬تي تن‪aa‬اولت ه‪aa‬ذا الج‪aa‬انب نظري‪aa‬ة ع‪aa‬الم االجتم‪aa‬اع األم‪aa‬ريكي‬
‫دانيي ل لرنر ال‪aa‬ذي يف‪aa‬ترض أن المق‪aa‬درة على التقمص الع‪aa‬اطفي تعت‪aa‬بر من الخص‪aa‬ائص‬
‫األساس‪aa‬ية الالزم‪aa‬ة النتق‪aa‬ال المجتم‪aa‬ع من األس‪aa‬لوب التقلي‪aa‬دي إلى األس‪aa‬لوب الح‪aa‬ديث‪،‬‬
‫ويفترض أن هذه الخصائص كانت في الماضي تكتسب عن طريق تحرك األفراد مادي ‪a‬ا ً‬
‫وانتقالهم من مكان إلى أخر واختالطهم باآلخرين‪ ،‬أما في القرن العش‪aa‬رين فأخ‪aa‬ذت ه‪aa‬ذه‬
‫الخاصية تكتسب مقوماتها أساسا ً عن طريق وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية ال‪aa‬تي‬
‫تنق‪aa‬ل الع‪aa‬الم الخ‪aa‬ارجي إلى األف‪aa‬راد ال‪aa‬ذين لم تتح لهم ف‪aa‬رص الس‪aa‬فر واالنتق‪aa‬ال وت‪aa‬رك‬
‫مجتمعاتهم المحلية ‪.‬‬
‫ورب‪aa‬ط لرنر المق‪aa‬درة على التقمص الع‪aa‬اطفي بالتسلس‪aa‬ل الت‪aa‬اريخي الج‪aa‬اري في‬
‫المجتمعات الغربية‪ ،‬فأشار في استعراضه النهيار المجتمع التقليدي في الشرق األوس‪aa‬ط‬
‫"بناء على المادة التي جمعها مركز األبحاث التطبيقية في جامعة كولومبيا األمريكية له‬
‫عن ست دول في الشرق األوسط‪ ،‬وبناء على المواد التعليمية التي حصل عليها عن ‪54‬‬
‫دولة" على أنه هن‪aa‬اك مراح‪aa‬ل مح‪aa‬ددة يم‪aa‬ر به‪aa‬ا المجتم‪aa‬ع ليص‪aa‬ل إلى المرحل‪aa‬ة الحديث‪aa‬ة‪،‬‬
‫فالمدينة تتسع لتشمل الق‪aa‬رى المج‪aa‬اورة‪ ،‬ونس‪aa‬بة كب‪aa‬يرة من األف‪aa‬راد أخ‪aa‬ذت تتعلم الق‪aa‬راءة‬
‫والكتابة‪ ،‬والتعلم على كيفية تكوين اآلراء‪ ،‬وأن نس‪aa‬بة أك‪aa‬بر أص‪aa‬بحت تش‪aa‬تري الص‪aa‬حف‬
‫وتستمع إلى اإلذاع‪aa‬ة المس‪aa‬موعة‪ ،‬ونس‪aa‬ب أك‪aa‬بر اكتس‪aa‬بت الق‪aa‬درة على التقمص الع‪aa‬اطفي‬

‫‪38‬‬
‫وتصور نفسها في مواقف وظروف اآلخ‪aa‬رين‪ ،‬ليتس‪aa‬ع معه‪aa‬ا نط‪aa‬اق المس‪aa‬اهمة السياس‪aa‬ية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫واستخلص لرنر نظريته من التطور التاريخي‪ ،‬مستعرضا ً تطور ال‪aa‬ديمقراطيات‬
‫الغربي‪aa‬ة‪ ،‬وأن عملي‪aa‬ة التحض‪aa‬ر أظه‪aa‬رت تسلس ‪a‬الً وخص‪aa‬ائص يمكن أن تك‪aa‬ون عالمي‪aa‬ة‪،‬‬
‫لتحدث في جميع المجتمعات‪ ،‬وفي كل مكان حدث في‪aa‬ه االنتق‪aa‬ال إلى الم‪aa‬دن زادت نس‪aa‬بة‬
‫المتعلمين‪ ،‬وزيادة نسبة المتعلمين رفعت نسبة المتعرض‪aa‬ين‪ a‬لوس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم‬
‫الجماهيرية‪ ،‬وهذه الزي‪aa‬ادة س‪aa‬ارت ب‪aa‬التوازي م‪aa‬ع اتس‪aa‬اع اإلس‪aa‬هام االقتص‪aa‬ادي‪ ،‬وال‪aa‬دخل‬
‫الق‪aa‬ومي‪ ،‬واإلس‪aa‬هام السياس‪aa‬ي عن طري‪aa‬ق المش‪aa‬اركة في االنتخاب‪aa‬ات‪ ،‬وأن ه‪aa‬ذا التسلس‪aa‬ل‬
‫حدث في الديمقراطيات الغربية وهو حقيقة تاريخية‪ ،‬وص‪aa‬حبت تل‪aa‬ك التط‪aa‬ورات ظه‪aa‬ور‬
‫تطور تاريخي له خاصية سيكولوجية تعبر عنها مقدرة األفراد على تص‪aa‬ور أنفس‪aa‬هم في‬
‫ظروف اآلخرين‪ ،‬وتم‪aa‬يزت المجتمع‪aa‬ات الغربي‪aa‬ة في مراح‪aa‬ل تطوره‪aa‬ا األولى باالتس‪aa‬ام‬
‫بأوضاع غير ثابتة‪ ،‬وجرت فيها هجرات متواصلة للوصول إلى أراض جديدة‪ ،‬يستطيع‬
‫الناس فيها تحقيق أرباح‪ ،‬وأصبح األف‪aa‬راد ال‪aa‬ذين ترك‪aa‬وا أوط‪aa‬انهم يتم‪aa‬يزون بشخص‪aa‬يات‬
‫متبدل‪aa‬ة‪ ،‬وبق‪aa‬درات عالي‪aa‬ة على اس‪aa‬تيعاب الج‪aa‬وانب الجدي‪aa‬دة في الظ‪aa‬روف المحيط‪aa‬ة بهم‪،‬‬
‫وأنهم تحركوا وهم مهيئون ومجهزون الستيعاب أوض‪aa‬اع جدي‪aa‬دة ال يعرفونه‪aa‬ا يفرض‪aa‬ها‬
‫عليهم محيطهم الخارجي الجديد‪ ،‬ليواجهوا أشياء لم يجربوها من قب‪aa‬ل‪ ،‬وه‪aa‬ذا االس‪aa‬تعداد‬
‫جعلهم قادرين على التقمص العاطفي‪.‬‬
‫وأن المجتم‪aa‬ع التقلي‪aa‬دي مجتم‪aa‬ع ال يس‪aa‬اهم أف‪aa‬راده في النش‪aa‬اطات السياس‪aa‬ية‪ ،‬وأن‬
‫القرابة هي أساس التعام‪aa‬ل في‪aa‬ه‪ ،‬وأن الجماع‪aa‬ات الص‪aa‬غيرة منعزل‪aa‬ة عن بعض‪aa‬ها البعض‬
‫وعن المرك‪aa‬ز في العاص‪aa‬مة‪ ،‬وأن حاج‪aa‬ات المجتم‪aa‬ع التقلي‪aa‬دي قليل‪aa‬ة‪ ،‬وليس هن‪aa‬اك تب‪aa‬ادل‬
‫تجاري بين أجزاء المجتمع المختلفة‪ ،‬وأنه من دون الرواب‪aa‬ط ال‪aa‬تي تنش‪aa‬أ نتيج‪aa‬ة العتم‪aa‬اد‬
‫أجزاء المجتمع على بعضها البعض يضيق أف‪aa‬ق األف‪aa‬راد‪ ،‬وتق‪aa‬ل ق‪aa‬دراتهم على التحلي‪aa‬ل‪،‬‬
‫ألن اختالطهم ب‪aaa‬اآلخرين قلي‪aaa‬ل إن لم يكن مع‪aaa‬دوماً‪ ،‬وأن إدراك األف‪aaa‬راد في المجتم‪aaa‬ع‬
‫للحوادث الجارية يقتص‪aa‬ر على م‪aa‬ا عرف‪aa‬وه من خ‪aa‬براتهم القليل‪aa‬ة الس‪aa‬ابقة المحص‪aa‬ورة في‬
‫نطاق مجتمعاتهم الصغيرة‪ a،‬وهم غير قادرين على فهم ما لم يجربوه بشكل مباشر‪ ،‬كم‪aa‬ا‬
‫أن معامالتهم مقصورة على األف‪aa‬راد ال‪aa‬ذين يتص‪aa‬لون بهم مباش‪aa‬رة عن طري‪aa‬ق عالق‪aa‬اتهم‬
‫الشخصية‪ ،‬لذلك ال تظهر أي حاجة للمناقشة بين األفراد والجماعات في األمور العامة‪،‬‬
‫المتعلق‪aa‬ة بالدول‪aa‬ة والنظري‪aa‬ات السياس‪aa‬ية‪ ،‬أي أن الف‪aa‬رد ال يحت‪aa‬اج للنق‪aa‬اش وتب‪aa‬ادل اآلراء‬
‫التفاق م‪aa‬ع اآلخ‪a‬رين ال‪a‬ذين ال يع‪a‬رفهم‪ ،‬كم‪a‬ا أن المجتم‪aa‬ع ال يحت‪a‬اج للف‪aa‬رد للوص‪aa‬ول إلى‬
‫إجماع الرأي في الشؤون العامة‪ ،‬ألن تجربة الفرد مح‪aa‬دودة بح‪aa‬دود النط‪aa‬اق المحلي وال‬
‫يستطيع أن يتصور ذهنه انتمائه لدولة كبيرة‪.‬‬
‫وللخروج باستنتاجاته أجرى لرنر دراسة ميدانية تناولت عينة مكونة من ‪1357‬‬
‫فرد من الشرق األوس‪aa‬ط وطلب منهم ال‪aa‬رد على تس‪aa‬عة أس‪aa‬ئلة من بينه‪aa‬ا‪ :‬إذا كنت رئيس‪a‬ا ً‬
‫للحكوم‪aa‬ة أو مح‪aa‬رراً في ص‪aa‬حيفة أو م‪aa‬ديراً لمحط‪aa‬ة إذاعي‪aa‬ة‪ ،‬فم‪aa‬ا ال‪aa‬ذي كنت س‪aa‬تفعله ؟‬
‫واكتشف أن األفراد التقليديين يص‪aa‬ابون بص‪aa‬دمة من أس‪aa‬ئلة من ه‪aa‬ذا الن‪aa‬وع ويس‪aa‬تغربون‬
‫توجيه مثل هذه األسئلة لهم‪ ،‬أما المتميزين بمقدرة التقمص العاطفي‪ ،‬فكانت شخص‪aa‬ياتهم‬
‫غير ثابتة‪ ،‬وكانوا أكثر قدرة على التعبير عن آراء وموضوعات في مجاالت كثيرة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وتوق‪aa‬ع أن تك‪aa‬ون وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة ق‪aa‬د زادت من مق‪aa‬درة‬
‫األفراد على التحرك النفساني وتخيل أنفسهم في مواقف لم يجربوه‪aa‬ا‪ ،‬وفي أم‪aa‬اكن غ‪aa‬ير‬
‫األم‪aa‬اكن ال‪aa‬تي اعت‪aa‬ادوا رؤيته‪aa‬ا‪ ،‬كم‪aa‬ا ع‪aa‬ودت أذه‪aa‬انهم على تص‪aa‬ور تج‪aa‬ارب أوس‪aa‬ع من‬
‫تجاربهم المباشرة المحدودة‪ ،‬وعلى تخيل مناطق لم يشاهدوها‪.‬‬
‫وهذه خاصية ميزت اإلنسان الذي تغير مع المجتمع المتط‪aa‬ور وتم‪aa‬يز بشخص‪aa‬ية‬
‫تتمتع بمقدرة على التقمص العاطفي‪ .‬وأنه حينما يظهر ع‪aa‬دد كب‪aa‬ير من األف‪aa‬راد الق‪aa‬ادرين‬
‫على التقمص الع‪aa‬اطفي في مجتم‪aa‬ع من المجتمع‪aa‬ات‪ ،‬يمكن الق‪aa‬ول أن ه‪aa‬ذا المجتم‪aa‬ع في‬
‫سبيله إلى التطور السريع‪.‬‬
‫والتقمص العاطفي كما يراه لرنر هو خاصية تمكن عناصر جديدة متبدل‪aa‬ة ق‪aa‬ادرة‬
‫على العمل بكفاءة في العالم المتغير‪ ،‬وي‪aa‬رى أن المه‪aa‬ارات ال غ‪aa‬نى عنه‪aa‬ا للش‪aa‬عب ال‪aa‬ذي‬
‫يتح‪aa‬رر من اإلط‪aa‬ارات التقليدي‪aa‬ة‪ ،‬وأن المق‪aa‬درة على التقمص الع‪aa‬اطفي هي في أس‪aa‬لوب‬
‫الحياة السائد الذي يميز األفراد في المجتمع الحديث الذي يملك صناعة متطورة وتعيش‬
‫نسبة كب‪aa‬يرة من س‪aa‬كانه في الم‪aa‬دن‪ ،‬وترتف‪aa‬ع في‪aa‬ه نس‪aa‬بة التعليم‪ ،‬ونس‪aa‬بة كب‪aa‬يرة من أف‪aa‬راده‬
‫يساهمون في الحياة السياسية‪.‬‬
‫وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية هي وسيلة من وسائل مضاعفة القدرة‬
‫على التحرك‪ ،‬وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية مكنت الفرد من االنتقال نفس‪aa‬يا‬
‫إلى أماكن أخرى‪ ،‬وأصبح بإمكانه أن يتخيل نفسه في ظروف غريبة وفي أماكن جدي‪aa‬دة‬
‫عليه بع‪aa‬د أن تمكن الف‪aa‬رد من االنتق‪aa‬ال ع‪aa‬بر وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة من‬
‫مكان إلى أخر في العالم الخارجي بعيد عن أم‪aa‬اكن الس‪aa‬كن ال‪aa‬تي تخل‪aa‬ق لدي‪aa‬ه اس‪aa‬تعدادات‬
‫للتغيير والتكي‪aa‬ف وتغي‪aa‬ير التطلع‪aa‬ات واآلف‪aa‬اق‪ ،‬وتق‪aa‬دم خ‪aa‬دمات ض‪aa‬رورية تس‪aa‬هم في نم‪aa‬و‬
‫المجتمع المحلي الحديث‪ ،‬وتطور المجتمعات التقليدية‪ ،‬وتساعد على التقمص الع‪aa‬اطفي‪.‬‬
‫ولتفرض العالقة بين نظريات اإلعالم والسلطة نفسها‪.‬‬
‫وواضح من االس‪a‬تنتاجات ال‪a‬تي ق‪a‬دمها دانيي ل لرنر من المعلوم‪a‬ات ال‪a‬تي حص‪a‬ل‬
‫عليها واالستبيان الذي قام به جهله للواقع الحقيقي القائم في الشرق األوسط الضحية في‬
‫العالقات الدولية المعاصرة‪ ،‬وأنه يختلف تماما ً عما حدث تاريخيا ً في الغرب المستعمر‪.‬‬
‫وتفسر الغزو االقتصادي والثقافي واالتصالي واإلعالمي والعسكري الذي تتع‪aa‬رض ل‪aa‬ه‬
‫دول الشرق األوسط منذ مطلع القرن العشرين لفرض مف‪aa‬اهيم غريب‪aa‬ة تتن‪aa‬افى وحاج‪aa‬ات‬
‫المجتمعات الشرق أوسطية‪ .‬وتفسرها أيضا ً النظريات اإلعالمية السائدة في عالم اليوم‪.‬‬

‫نظريات اإلعالم هي خالصات لما توصل إليه الباحثون‬

‫والقصد من نظريات اإلعالم هو خالصات ما توصل إليه الب‪aa‬احثين في مج‪aa‬االت‬


‫االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة ومن بينه‪aa‬ا كت‪aa‬اب نظري ات الص حافة األربع ال‪aa‬ذي ألف‪aa‬ه‬
‫لبيترس ون وش رام ووض‪a‬عا في‪a‬ه أس‪a‬س العالق‪a‬ة المتبادل‪a‬ة بين نظري‪a‬ات اإلعالم وفلس‪a‬فة‬
‫اإلعالم ألنه هناك عالقة متبادلة بين نظري‪aa‬ات اإلعالم وفلس‪aa‬فة اإلعالم‪ ،‬ففلس‪aa‬فة اإلعالم‬
‫تبحث العالقة الجدلية بين اإلعالم وتطبيقاته في المجتمع‪ ،‬أي تحليل التفاعل بين اإلعالم‬
‫كعلم وبين ممارساته الفعلية في الواقع االجتماعي‪ ،‬ورأى منظري نظريات اإلعالم أنها‬

‫‪40‬‬
‫جزء من فلسفة اإلعالم ألن فلسفة اإلعالم هي أعم واشمل من النظريات‪ ،‬ألن اس‪aa‬تخدام‬
‫تعبير نظريات اإلعالم كان في مجمله انعكاسا للحديث عن األي‪aa‬ديولوجيات والمعتق‪aa‬دات‬
‫االجتماعية واالقتص‪aa‬ادية‪ ،‬والح‪aa‬ديث عن أص‪aa‬ول من‪aa‬ابع العملي‪aa‬ة اإلعالمي‪aa‬ة المؤلف‪aa‬ة من‪:‬‬
‫مرسل؛ ومستقبل؛ ووسيلة‪.‬‬
‫وترتب‪aa‬ط نظري‪aa‬ات اإلعالم بالسياس‪aa‬ات اإلعالمي‪aa‬ة في المجتم‪aa‬ع‪ ،‬وم‪aa‬دى التحكم‬
‫بالوسيلة اإلعالمية من النواحي السياسية‪ ،‬وفرص الرقابة عليها وعلى مض‪aa‬امينها ال‪aa‬تي‬
‫تنشر أو تذاع من خاللها‪ ،‬ليبرز سؤال هل تسيطر الحكومة على وس‪aa‬ائل اإلعالم‪ ،‬أم أن‬
‫لها مطلق الحرية في التحرك أم التقيد بالقواعد التي تحددها القوانين النافذة‪.‬‬
‫خاصة وأن مجموعة العوامل التي تشترك في تأسيس منطق النظرية العلمية في‬
‫المجاالت اإلنسانية والحياتية المختلف‪a‬ة‪ ،‬في حقيقته‪aa‬ا نابع‪a‬ة من بيئ‪a‬ة اإلنس‪aa‬ان ومجموع‪a‬ة‬
‫المنبهات واالستجابات التي تتكون وفقا ً لها‪.‬‬
‫واستطاع اإلنسان تشخيص تل‪aa‬ك العوام‪a‬ل البيئي‪aa‬ة واالجتماعي‪aa‬ة والنفس‪aa‬ية بع‪aa‬د أن‬
‫عرف اللغة ومفرداته‪aa‬ا‪ ،‬ألن اللغ‪aa‬ة في ش‪aa‬كلها األول وبطبيعته‪aa‬ا البس‪aa‬يطة البدائي‪aa‬ة ك‪aa‬انت‬
‫ضرورية لحياة الجماعة وأساسا ً لتكوين العالقات بين اإلنسان وأخيه اإلنسان‪ ،‬وبم‪aa‬رور‬
‫ال‪aa‬زمن تط‪aa‬ورت اللغ‪aa‬ة لتص‪aa‬بح ذاك‪aa‬رة للمجتم‪aa‬ع ومكنت اإلنس‪aa‬ان من تنس‪aa‬يق جه‪aa‬وده‬
‫وتوحيدها في مجرى مشترك ع‪aa‬ام وجعلت ت‪aa‬داول الخ‪aa‬برة ممكن‪a‬ا ً بين األف‪aa‬راد واألجي‪aa‬ال‬
‫والمجتمعات‪.‬‬
‫واللغة بهذا المعنى الواسع أصبحت أداة اتصال رئيسية بين بني البشر‪ ،‬كما أنه‪aa‬ا‬
‫في الجانب الثاني أصبحت أداة فكر وأداة لتبادل اآلراء واألفكار بين الناس‪.‬‬
‫ومعروف أن المطبعة جاءت لتفتح الطريق أمام الثورة الصناعية بعد أن مه‪aa‬دت‬
‫لها الثورة العلمية‪ ،‬وما أن دخل القرن العشرين حتى صار العالم يعيش ثورة ش‪aa‬املة في‬
‫وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‪.‬‬
‫وانحس‪aa‬رت المس‪aa‬افات الجغرافي‪aa‬ة أم‪aa‬ام الق‪aa‬درات التكنولوجي‪aa‬ة لوس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال‬
‫واإلعالم‪ .‬ومن أج‪aa‬ل تس‪aa‬خير ه‪aa‬ذه الق‪aa‬درات وتوظيفه‪aa‬ا لخدم‪aa‬ة المعلوم‪aa‬ات وتبادله‪aa‬ا بين‬
‫المجتمع‪aaa‬ات أخض‪aaa‬عتها الحكوم‪aaa‬ات وال‪aaa‬دول إلى نظرياته‪aaa‬ا السياس‪aaa‬ية واالقتص‪aaa‬ادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬مما دفع علماء اإلعالم واالتصال لوضع نظري‪aa‬ات إعالمي‪aa‬ة مس‪aa‬تنتجة من‬
‫تلك النظريات السياسية األوسع وتطبيقاتها العملية في المجتمعات المختلفة من رأسمالية‬
‫واشتراكية وهجينة وخاصة وغيرها‪.‬‬
‫وال غرابة في أن يكون إلعالم الدول النامية قو ٌل في ه‪aa‬ذا المج‪aa‬ال الس‪aa‬يما وأنه‪aa‬ا‬
‫ابتليت باألوض‪aa‬اع ال‪aa‬تي فرض‪aa‬تها عليه‪aa‬ا السياس‪aa‬ات االس‪aa‬تعمارية‪ ،‬وم‪aa‬ا تعاني‪aa‬ه من ش‪aa‬دة‬
‫الخالفات السياسية التي انعكست بالنتيجة على فعالياتها اإلعالمية‪.‬‬
‫ورغم دخ‪aa‬ول الع‪aa‬الم الق‪aa‬رن الح‪aa‬ادي والعش‪aa‬رين‪ ،‬وعص‪aa‬ر المعلوماتي‪aa‬ة ووس‪aa‬ائل‬
‫االتصال المتطورة فإننا نالح‪aa‬ظ اس‪aa‬تمرار تخب‪aa‬ط ال‪aa‬دول النامي‪aa‬ة في مش‪aa‬اكلها اإلعالمي‪aa‬ة‬
‫واالتصالية التي ازدادت صعوبة وتعقيداً‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫وبقي اإلعالم ظالً للسياس‪aa‬ة في الحرك‪aa‬ة االتص‪aa‬الية اليومي‪aa‬ة لتط‪aa‬بيق المن‪aa‬اهج‬
‫السياسية واالقتصادية والفكرية والتربوية والتعليمية والثقافية‪ ،‬في هذا البلد أو ذاك‪.‬‬
‫وارتباط وعي اإلنسان بهذه العوامل والتكوينات االجتماعية وبتق‪aa‬ديره للظ‪aa‬روف‬
‫الموضوعية‪ a‬والذاتية التي تحيط به‪ ،‬والتي ترتبط ارتباطا ً مباشراً بلغته القومي‪aa‬ة‪ ،‬الس‪aa‬يما‬
‫وأن اللغ‪aa‬ة هي التعب‪aa‬ير عن تق‪aa‬ديرنا للواق‪aa‬ع الموض‪aa‬وعي‪ a،‬وق‪aa‬د ظه‪aa‬ر ال‪aa‬وعي واللغ‪aa‬ة في‬
‫مرحلة محدد من التطور االجتماعي للبشرية‪ ،‬ليتمكن بنو البشر من التواصل واالتصال‬
‫ببعضهم البعض‪.‬‬
‫واللغة تمنح اإلنسان باإلضافة إلى وراثته البيولوجي‪aa‬ة فرص‪aa‬ة لالس‪aa‬تثمار األمث‪aa‬ل‬
‫للثقافة والمعرفة‪ .‬وقد أتاح العلم الحديث للغة ممكنات ووسائل متعددة للتعبير عن دق‪aa‬ائق‬
‫األحكام الفعلية في صورها النظرية والتطبيقية لمختلف الحاجات اإلنسانية‪.‬‬

‫اإلعالم والتجربة اإلعالمية العربية‬

‫للص‪aa‬حافة العربية م‪aa‬وروث ال تحس‪aa‬د علي‪aa‬ه بحكم نش‪aa‬أتها في أحض‪aa‬ان الس‪aa‬لطة‪،‬‬


‫واس‪aa‬تمرار تط‪aa‬بيق الكث‪aa‬ير مم‪aa‬ا خلف‪aa‬ه االس‪aa‬تعمار من قي‪aa‬ود وممارس‪aa‬ات معادي‪aa‬ة لحري‪aa‬ة‬
‫الص‪aaa‬حافة وق‪aaa‬د أنعكس ه‪aaa‬ذا الم‪aaa‬ورث بش‪aaa‬كل واض‪aaa‬ح في التش‪aaa‬ريعات والسياس‪aaa‬ات‬
‫والممارسات لدرجة تطابقت فيها األنظمة الصحفية واألنظمة السياسية‪ ،‬والتعامل مع ما‬
‫ينشر في معظم الصحف العربية وكأنه يمثل وجهات نظر رس‪aa‬مية للحكوم‪aa‬ات العربي‪aa‬ة‪،‬‬
‫وقامت بعض الدراسات اإلعالمية العربية بدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬قوانين المطبوعات والصحافة العربية؛‬
‫‪ -‬والعالقة بين الصحافة والسلطة السياسية؛‬
‫‪ -‬وتطور الصحافة العربية‪ ،‬خالل مرحلتي االستعمار واالستقالل‪.‬‬
‫ومن تلك الدراسات‪ ،‬الدراسة ال‪aa‬تي ق‪aa‬ام به‪aa‬ا ف اروق أب و زيد لألنظم‪aa‬ة الص‪aa‬حفية‬
‫العربية‪ ،‬معتم‪aa‬دة على تحلي‪aa‬ل مض‪aa‬مون ‪ 16‬ق‪aa‬انون للمطبوع‪aa‬ات ناف‪aa‬ذة في بعض البل‪aa‬دان‬
‫العربي‪aa‬ة‪ ،‬وخلص‪aa‬ت إلى أن‪aa‬ه نظ‪aa‬ام ص‪aa‬حفي س‪aa‬لطوي‪ ،‬ويش‪aa‬كل االتج‪aa‬اه الغ‪aa‬الب لألنظم‪aa‬ة‬
‫الصحفية العربية‪ ،‬وال يوجد نظ‪aa‬ام ص‪aa‬حفي ع‪aa‬ربي نقي‪ ،‬ألن‪aa‬ه تت‪aa‬داخل في تل‪aa‬ك الق‪aa‬وانين‬
‫خصائص األنظمة الليبرالية‪ a،‬والسلطوية‪ ،‬واالش‪aa‬تراكية‪ ،‬نتيج‪aa‬ة للخل‪aa‬ط الق‪aa‬ائم في النظم‪:‬‬
‫السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬في المجتمعات العربية‪.‬‬
‫وفي محاول‪aa‬ة لتط‪a‬بيق نظري‪a‬ات الص‪a‬حافة الغربي‪aa‬ة على واق‪aa‬ع الص‪a‬حافة العربي‪aa‬ة‬
‫توص‪aa‬لت ال‪aa‬دكتورة عواط ف عب د ال رحمن إلى أن هن‪aa‬اك الكث‪aa‬ير من أوج‪aa‬ه الش‪aa‬به بين‬
‫النظرية السلطوية وممارسات الصحافة العربي‪aa‬ة‪ ،‬على ال‪aa‬رغم من وج‪aa‬ود بعض التش‪aa‬ابه‬
‫بين النظرية االشتراكية وبين األوضاع اإلعالمية العربية إال أنها ت‪aa‬رى أن‪aa‬ه من العس‪aa‬ير‬
‫إن لم يكن من المستحيل تعميم هذه النظرية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫أما النظرية الليبرالية فأنها ال تص‪aa‬لح للتط‪aa‬بيق على الص‪aa‬حافة العربي‪aa‬ة وال تالءم‬
‫مع الواقع السياس‪a‬ي واالقتص‪a‬ادي الع‪a‬ربي ال‪a‬راهن حيث تس‪aa‬ود األمي‪a‬ة والفق‪a‬ر والتخل‪a‬ف‬
‫االجتماعي مع شيوع األنظمة األوتوقراطية المتسلطة‪.‬‬
‫وأوضح حماد إبراهيم أن النظام الصحفي السلطوي هو النظام السائد في الوطن‬
‫الع‪aa‬ربي‪ ،‬حيث ي‪aa‬برز احتك‪aa‬ار النش‪aa‬اط اإلعالمي من قب‪aa‬ل الس‪aa‬لطة السياس‪aa‬ية‪ ،‬وأن أغلب‬
‫الصحف العربية ال تتسع إال لوجهات النظر الرسمية‪ ،‬واالرتف‪aa‬اع بمكان‪aa‬ة ص‪aa‬انع الق‪aa‬رار‬
‫المركزي والترويج لسياسات السلطة‪ ،‬والتشكيك في الخصوم أو المعارضين السياسيين‬
‫وتشويه صورتهم أمام الرأي العام‪.‬‬
‫وفي دراسة لدور وسائل االتصال في صنع القرارات في ال‪aa‬وطن الع‪aa‬ربي انتهى‬
‫بسيوني حماده إلى أن هناك فجوة حقيقية بين النظامين السياسي واالتصالي واإلعالمي‬
‫وأن ه‪aaa‬ذه الفج‪aaa‬وة ال تلغي التبعي‪aaa‬ة‪ ،‬وأرج‪aaa‬ع ه‪aaa‬ذه الفج‪aaa‬وة إلى مي‪aaa‬ل النظم االتص‪aaa‬الية‬
‫واإلعالمي‪aa‬ة لإلث‪aa‬ارة والمبالغ‪aa‬ة وع‪aa‬دم الق‪aa‬درة على التعب‪aa‬ير عن ال‪aa‬رأي الع‪aa‬ام‪ ،‬وغي‪aa‬اب‬
‫المعلومات الموثوقة من السلطة السياس‪aa‬ية وع‪aa‬دم اهتم‪aa‬ام ص‪aa‬انعي الق‪aa‬رارات بق‪aa‬راءة م‪aa‬ا‬
‫تنشره الصحف‪ ،‬والنظر إلى االستجابة لمطالب نظم االتصال واإلعالم على أنه ضعف‬
‫من السلطة السياسية‪.‬‬
‫لنخلص بأن أزم‪aa‬ة حري‪aa‬ة االتص‪aa‬ال واإلعالم الجم‪aa‬اهيري في ال‪aa‬وطن الع‪aa‬ربي ال‬
‫تنفصل عن أزمة الديمقراطية حيث تسود األنظمة السلطوية التي تضع كل السلطات في‬
‫يد رئيس الدولة‪ ،‬وغياب دور التنظيمات السياسية الشعبية والديمقراطية في إط‪aa‬ار ع‪aa‬دم‬
‫التوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقض‪aa‬ائية وتح‪aa‬ول معظم الص‪aa‬حف العربي‪aa‬ة‬
‫إلى أجهزة حكومي‪aa‬ة مهمته‪aa‬ا الدعاي‪aa‬ة ألنظم‪aa‬ة الحكم‪ ،‬وتعبئ‪aa‬ة الجم‪aa‬اهير وحش‪aa‬دها لتأيي‪aa‬د‬
‫سياساتها وممارساتها‪.‬‬
‫ورغم م‪aa‬ا ش‪aa‬هدته بعض ال‪aa‬دول العربي‪aa‬ة من تح‪aa‬ول إلى نظ‪aa‬ام التعددي‪aa‬ة السياس‪aa‬ية‬
‫والص‪aa‬حفية إال أن األنظم‪aa‬ة الص‪aa‬حفية في تل‪aa‬ك ال‪aa‬دول لم تتح‪aa‬رر ح‪aa‬تى اآلن من ت‪aa‬راث‬
‫النظرية السلطوية‪ ،‬حيث تهيمن الحكومة على الص‪aa‬حف المركزي‪aa‬ة الرس‪aa‬مية‪ ،‬وتم‪aa‬ارس‬
‫أشكاالً مختلفة من التنظيم والسيطرة مثل التحكم في تراخيص إصدار الص‪aa‬حف وتع‪aa‬يين‬
‫رؤساء التحرير وتوجيه السياسات اإلعالمية والتحكم في تدفق المعلومات واإلعالنات‪،‬‬
‫عالوة على القيود القانونية التي تج‪aa‬يز مراقب‪aa‬ة الص‪aa‬حف ومص‪aa‬ادرتها وتعطيله‪aa‬ا وحبس‬
‫الصحفيين إذا تجاوزوا حق النقد الحدود المرسومة له في القوانين النافذة‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أن تسود أنظمة صحفية سلطوية في تلك ال‪aa‬دول ذات أنظم‪aa‬ة الحكم‬
‫األوتوقراطية‪ ،‬ومن غير المقبول أن تستمر المفاهيم اإلعالمية السلطوية في تلك ال‪aa‬دول‬
‫وال بد أن تأخذ بالتعددية وتبنى مفاهيم االتصال واإلعالم الحديثة‪.‬‬

‫النظم السياسية ووسائل اإلعالم واالتصال الجماهيرية‬

‫لكل مجتمع من المجتمعات نظامه السياسي الخاص به‪ ،‬ويشمل هذا النظام آليات‬
‫معينة الهدف منها تحقيق وظائف السلطة السياسية كنظام اجتماعي متكامل‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ومفه‪aa‬وم النظ‪aa‬ام السياس‪aa‬ي ه‪aa‬و من األس‪aa‬س ال‪aa‬تي يعتم‪aa‬د عليه‪aa‬ا علم السياس‪aa‬ة في‬
‫دراس‪aa‬ته لجمي‪aa‬ع أوج‪aa‬ه الحي‪aa‬اة السياس‪aa‬ية وتمييزه‪aa‬ا عن غيره‪aa‬ا من مكون‪aa‬ات الحي‪aa‬اة‬
‫االجتماعية في مجتمع معين بح‪a‬د ذات‪a‬ه‪ ،‬تل‪a‬ك المكون‪a‬ات ال‪a‬تي تتفاع‪a‬ل فيم‪a‬ا بينه‪a‬ا ض‪a‬من‬
‫لتكون نتيجة لذلك عالقات معينة تربط بين البنى التي يتكون‬ ‫المحيط الذي تتفاعل داخله ِّ‬
‫منها المجتمع الواحد‪.‬‬
‫والنظام السياسي عادة هو مجموعة من المكونات المتتالية وما يج‪aa‬ري بينه‪aa‬ا من‬
‫تفاعالت تشترك فيها كلها ع‪aa‬بر تفاعله‪aa‬ا م‪aa‬ع غيره‪aa‬ا من المكون‪aa‬ات ال‪aa‬تي تش‪aa‬كل تركيب‪aa‬ة‬
‫البنى األساسية للمجتمع من اجتماعية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬وفكرية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬وتشريعية‪.‬‬
‫وتعتمد درجة اتساع أي نظام سياسي على مدى الحدود المشتركة في اإلط‪aa‬ارات‬
‫المتف‪aa‬ق عليه‪aa‬ا سياس‪aa‬يا ً ض‪aa‬من نظ‪aa‬ام معين مل‪aa‬زم وواقعي وممكن التط‪aa‬بيق‪ .‬ويش‪aa‬مل ه‪aa‬ذا‬
‫النظام التشريعي الذي يركز على مدى فعالي‪aa‬ة الق‪aa‬وانين الناف‪aa‬ذة في ح‪aa‬دود معين‪aa‬ة‪ ،‬داخ‪aa‬ل‬
‫نظ‪aa‬ام ال مرك‪aa‬زي تطب‪aa‬ق من خالل‪aa‬ه تل‪aa‬ك الح‪aa‬دود‪ ،‬وال‪aa‬برامج‪ ،‬والق‪aa‬رارات‪ a‬المتخ‪aa‬ذة على‬
‫مختلف المستويات واألصعدة‪.‬‬
‫والنظام السياس‪aa‬ي بمفهوم‪aa‬ه الح‪aa‬ديث أخ‪aa‬ذ بالتش‪aa‬كل في أواس‪aa‬ط الق‪aa‬رن العش‪aa‬رين‪،‬‬
‫واعتبر تط‪aa‬وراُ منطقي‪a‬ا ً للعل‪aa‬وم السياس‪aa‬ية‪ ،‬وض‪aa‬رورة منطقي‪aa‬ة لوص‪aa‬ف الحي‪aa‬اة السياس‪aa‬ية‬
‫ومواق‪aa‬ف النظم السياس‪aa‬ية ومقارنته‪aa‬ا م‪aa‬ع غيره‪aa‬ا من النظم والمواق‪aa‬ف‪ .‬ودراس‪aa‬ة بعض‬
‫نماذج النظم السياس‪aa‬ية للوص‪aa‬ول إلى تص‪aa‬ور معين عن المواق‪aa‬ف السياس‪aa‬ية وآلي‪aa‬ات أداء‬
‫الوظيفة السياسية للنظام قيد الدرس‪.‬‬
‫ويعت‪aa‬بر األمريكي‪aa‬ان د‪ .‬اس تون‪ ،‬وغ‪ .‬ألموند من واض‪aa‬عي أس‪aa‬س نظري‪aa‬ة النظم‬
‫السياسية عالمياً‪ .‬وقد وضع األمريكي د‪ .‬استون‪ ،‬في أعماله (النظ‪aa‬ام السياس‪aa‬ي ‪،)1953‬‬
‫و(حدود التحليل السياسي ‪ ،)1965‬و(التحليل المنهجي للحي‪a‬اة السياس‪aa‬ية ‪ )1965‬م‪aa‬دخالً‬
‫لتحليل النظم السياسية‪ ،‬التي تشمل‪ :‬البرلمان‪ ،‬والحكومة‪ ،‬واإلدارة المحلي‪aa‬ة‪ ،‬واألح‪aa‬زاب‬
‫السياسية‪ ،‬والهيئات االجتماعية‪ .‬واعتبر استون أن النظ‪aa‬ام السياس‪aa‬ي‪ ،‬ه‪aa‬و نظ‪aa‬ام آللي‪aa‬ات‬
‫الضبط الذاتي المتطورة التي تضبط التأثيرات اآلتية من خارج ذلك النظام‪.‬‬
‫وأن النظم السياسية تحتفظ عادة بمداخل معينة تعبر عن نفسها من خالل الطرق‬
‫والوسائل التي ينعكس من خاللها‪ ،‬وتعبر عن نبضات التطور االجتم‪aa‬اعي‪ ،‬وت‪aa‬أتي تل‪aa‬ك‬
‫النبض‪aa‬ات ع‪aa‬ادة على ش‪aa‬كل مط‪aa‬الب اقتص‪aa‬ادية واجتماعي‪aa‬ة معين‪aa‬ة‪ ،‬يط‪aa‬الب به‪aa‬ا البعض‬
‫ويؤيدها أو ال يؤيدها البعض اآلخر داخل تركيبة المجتمع الواحد‪.‬‬
‫وتتشكل تلك المطالب عادة وتظهر من داخل الوسط االجتم‪aa‬اعي المحي‪aa‬ط ب‪aa‬دائرة‬
‫السلطة الحكومية‪ ،‬أو من داخل النظام السياسي السائد في المجتمع‪.‬‬
‫وتعبر الشرائح االجتماعية عن تأييدها للنظام السياسي عن طريق االل‪aa‬تزام ب‪aa‬دفع‬
‫الض‪aa‬رائب‪ ،‬وأداء الخدم‪aa‬ة العس‪aa‬كرية اإللزامي‪aa‬ة‪ ،‬والتقي‪aa‬د ب‪aa‬القوانين الناف‪aa‬ذة‪ ،‬والمش‪aa‬اركة‬
‫اإليجابي‪aa‬ة والتص‪aa‬ويت‪ a‬في االنتخاب‪aa‬ات العام‪aa‬ة‪ ،‬والتع‪aa‬اطف م‪aa‬ع الس‪aa‬لطات الحكومي‪aa‬ة‬
‫وشعاراتها المطروحة على الرأي العام‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وبغض النظ‪aa‬ر عن وج‪aa‬ود أو ع‪aa‬دم وج‪aa‬ود مط‪aa‬الب مح‪aa‬ددة ل‪aa‬دى بعض الش‪aa‬رائح‬
‫االجتماعية فإن التأييد العام المع‪aa‬بر عن‪aa‬ه من قب‪aa‬ل أكثري‪aa‬ة الش‪aa‬رائح االجتماعي‪aa‬ة‪ ،‬يص‪aa‬بح‬
‫جزء من كيان النظام السياسي الذي يلتزم بأخذ المطالب المطروحة بعين االعتبار‪ ،‬بم‪aa‬ا‬
‫يتفق ومصالح سائر التركيبة االجتماعي‪aa‬ة‪ ،‬وتل‪aa‬تزم الس‪aa‬لطة الحكومي‪aa‬ة باتخ‪aa‬اذ إج‪aa‬راءات‬
‫معينة ال تخل بالمصالح الوطنية العليا للدول‪aa‬ة‪ .‬كتلبي‪aa‬ة مط‪aa‬الب ش‪aa‬ريحة اجتماعي‪aa‬ة معين‪aa‬ة‬
‫بإعادة النظر بسلم األجور المطبق انطالقا ً من حاج‪aa‬ات تل‪aa‬ك الش‪aa‬ريحة االجتماعي‪aa‬ة على‬
‫ضوء مجريات األحداث والتطور االقتصادي واالجتماعي المحقق‪ .‬ونتيج‪aa‬ة ألداء النظم‬
‫السياسية لوظيفتها يتحقق شكل للقرار أو الفعل سياسي‪.‬‬
‫وهذا القرار والفع‪aa‬ل ي‪aa‬ؤثران بش‪aa‬كل معين على الوس‪aa‬ط المحي‪aa‬ط‪ .‬ويرتف‪aa‬ع التأيي‪aa‬د‬
‫المقدم للنظام في حال إذا كان هذا القرار والفعل يتفقان مع المنتظر والمطل‪aa‬وب من قب‪aa‬ل‬
‫الشرائح والجماعات الكثيرة للسكان‪ .‬لتتع‪aa‬زز عملي‪aa‬ات اس‪aa‬تقرار ه‪aa‬ذا النظ‪aa‬ام‪ .‬وفي ح‪aa‬ال‬
‫عدم تلبية القرار السياسي المنتظ‪a‬ر أو المطل‪a‬وب بالكام‪a‬ل أو جزئي‪a‬ا ً يمكن ح‪a‬دوث نت‪aa‬ائج‬
‫سلبية تؤدي إلى ظهور مطالب جديدة‪ ،‬يمكن أن تؤدي إلى أزمة جزئية أو كاملة للنظ‪aa‬ام‬
‫السياسي‪ .‬وفي هذه الحالة تتكاثر في المجتمع أوضاع تهدد االستقرار‪.‬‬
‫وتشغل المطالب مكانة هامة ضمن المعلوم‪aa‬ات المتنوع‪aa‬ة الداخل‪aa‬ة للنظ‪aa‬ام وال‪aa‬تي‬
‫تظهر الخلفيات المنتظرة ومصالح الناس‪ .‬وقسمها إس تون إلى مط‪aa‬الب توزيعي‪aa‬ة تتعل‪aa‬ق‬
‫بالرواتب وأوقات العمل‪ ،‬وشروط الحصول على التعليم‪ ،‬والخدمات‪ ،‬ومطالب تنظيمي‪aa‬ة‬
‫تتعلق بتوفير األمن للمجتمع‪ ،‬والتحكم بالس‪aa‬وق‪ ...‬إلخ‪ ،‬ومط‪aa‬الب اتص‪aa‬الية تتعل‪aa‬ق بتق‪aa‬ديم‬
‫المعلومات السياسية‪ ،‬وإظهار القوة السياسية وغيرها‪.‬‬

‫النظام السياسي المنفتح‬

‫وتحت تأثير مجموعة كبيرة من التأثيرات اآلتية من الوسط المحيط يتخذ النظ‪aa‬ام‬
‫السياسي القائم قرارات تحق‪aa‬ق االس‪aa‬تقرار االجتم‪aa‬اعي‪ .‬وفي ح‪aa‬ال ك‪aa‬انت تل‪aa‬ك الت‪aa‬أثيرات‬
‫ضعيفة وال يملك النظام السياسي عنه‪aa‬ا معلوم‪aa‬ات كافي‪aa‬ة يمكن له‪aa‬ذه الت‪aa‬أثيرات أن ت‪aa‬دفع‬
‫النظام السياسي التخاذ قرار لمصلحة شريحة اجتماعية معينة وباتجاه واحد‪ ،‬مما ي‪aa‬ؤدي‬
‫إلى زعزع‪aa‬ة األوض‪aa‬اع االجتماعي‪aa‬ة واالس‪aa‬تقرار‪ .‬وق‪aa‬د يك‪aa‬ون الت‪aa‬أثير قوي‪aa‬ا ً ومغرق‪aa‬ا ً‬
‫بالمعلومات مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة أيضا ً ت‪aa‬ؤدي إلى ردود فع‪aa‬ل من خ‪aa‬ارج‬
‫النظام السياسي‪ ،‬مبنية على طبيعة السلطة السياسية والمطالب الموجهة لها‪.‬‬
‫وتتكون ردود الفعل من الق‪aa‬رارات السياس‪aa‬ية‪ ،‬ومن توزي‪aa‬ع الس‪aa‬لطات والقيم على‬
‫ش‪aa‬كل تقب‪aa‬ل الس‪aa‬كان أو ع‪aa‬دم تقبلهم له‪aa‬ا‪ .‬ألن الق‪aa‬رارات السياس‪aa‬ية هي ش‪aa‬كل من أش‪aa‬كال‬
‫التوزيع السلطوي للقيم‪ .‬وخالفا ً إلستون‪ ،‬ي‪aa‬رى غ‪ .‬ألموند أن للنظ‪aa‬ام السياس‪aa‬ي ت‪aa‬أثيرات‬
‫متبادل‪aa‬ة كث‪aa‬يرة‪ ،‬نابع‪aa‬ة عن التص‪aa‬رفات‪ ،‬الحكومي‪aa‬ة وغ‪aa‬ير الحكومي‪aa‬ة‪ ،‬ومن الض‪aa‬روري‬
‫دراستها‪ .‬ويذكر أن أي نظام سياسي يملك تركيبته الخاصة متعددة الوظائف‪ ،‬وكل نظام‬
‫سياسي يحقق أو يقوم بنفس الوظائف المختلطة بالمعنى الثقافي‪ .‬والخاصية الهامة تكمن‬
‫في تعدد وظائف النظام بغض النظر عن المبادئ المعلنة لتقسيم السلطة‪ ،‬ألن الكث‪aa‬ير من‬
‫الوظائف في مختلف النظم السياسية غير مج‪aa‬زأة‪ .‬وعلى س‪aa‬بيل المث‪aa‬ال‪ :‬ت‪aa‬دخل البرلم‪aa‬ان‬

‫‪45‬‬
‫في السياسة الحكومية المتبعة‪ ،‬والتدخل بنشاطات الحكومة وال‪aa‬رئيس إلص‪aa‬دار الق‪aa‬وانين‬
‫وهو ما يحدث في مختلف دول الع‪aa‬الم‪ .‬والخل‪aa‬ط السياس‪aa‬ي يكمن في مفه‪aa‬وم أن‪aa‬ه ال يوج‪aa‬د‬
‫سلطة خالصة‪ ،‬ال إدارة رئاسية خالصة وال أو سلطة برلمانية خالصة‪.‬‬
‫ويتجاوز نموذج غ‪ .‬ألموند بعض النق‪aa‬ائص في نم‪aa‬وذج د‪ .‬إس تون‪ .‬وي‪aa‬راعي في‬
‫نموذجه النواحي السيكولوجية الفردية للت‪aa‬أثيرات السياس‪a‬ية المتبادل‪aa‬ة‪ ،‬والنبض‪aa‬ات اآلتي‪a‬ة‬
‫ليس من الخارج‪ ،‬ومن الشريحة الحاكمة‪ ،‬ومن الحكوم‪aa‬ة‪ .‬وي‪aa‬ورد مث‪aa‬االً عليه‪aa‬ا‪" :‬إق‪aa‬رار‬
‫الكثير من المسائل المتعلقة بمصالح ومط‪aa‬الب المواط‪aa‬نين أو اس‪aa‬تخدام الق‪aa‬وة ض‪aa‬د بعض‬
‫الشرائح االجتماعية‪ ،‬وقرار شن الحرب"‪.‬‬
‫والحص‪aa‬ول على المعلوم‪aa‬ات الالزم‪aa‬ة التخ‪aa‬اذ الق‪aa‬رار وف‪aa‬ق غ‪ .‬ألموند‪ ،‬ي‪aa‬أتي من‬
‫تس‪aa‬ييس المجتم‪aa‬ع وتعبئ‪aa‬ة الس‪aa‬كان‪ ،‬وتحلي‪aa‬ل المص‪aa‬الح القائم‪aa‬ة‪ ،‬ودراس‪aa‬ة عملي‪aa‬ة تكام‪aa‬ل‬
‫المصالح‪ ،‬واالتصاالت السياسية ضمن عالقات متبادلة بين مختلف القوى السياسية‪.‬‬
‫وللمعلوم‪aa‬ات الص‪aa‬ادرة عن الس‪aa‬لطة وظ‪aa‬ائف تنب‪aa‬ع من األص‪aa‬ول الموض‪aa‬وعة‬
‫للنش‪aa‬اطات القانوني‪aa‬ة‪ ،‬وأداء الس‪aa‬لطة التنفيذي‪aa‬ة لنش‪aa‬اطاتها الحكوم‪aa‬ة‪ ،‬وإعطائه‪aa‬ا الص‪aa‬بغة‬
‫القانوني‪aa‬ة‪ ،‬وعن المعلوم‪aa‬ات الناتج‪aa‬ة عن النش‪aa‬اطات العملي‪aa‬ة للحكوم‪aa‬ة من أج‪aa‬ل تحقي‪aa‬ق‬
‫السياستين الخارجية والداخلية‪ .‬وبهذا الشكل يرتبط أداء وظائف النظم السياسية بدراس‪aa‬ة‬
‫المواقف وحساب أبعادها وخصائصها‪ ،‬والقرار السياسي لحل المشاكل المكتشفة‪.‬‬
‫وتوجه هذه النماذج االنتباه للمصالح المتشابكة داخ‪aa‬ل النظم‪ ،‬وتض‪aa‬ارب وتواف‪aa‬ق‬
‫حسابات تلك المصالح من قب‪aa‬ل األنظم‪aa‬ة‪ .‬وتم‪aa‬يز تفاع‪aa‬ل النظم السياس‪aa‬ية المعاص‪aa‬رة م‪aa‬ع‬
‫برامجه‪aa‬ا المتنوع‪aa‬ة‪ .‬ألن النظ‪aa‬ام السياس‪aa‬ي ه‪aa‬و نظ‪aa‬ام ش‪aa‬امل إلدارة المجتم‪aa‬ع‪ ،‬مرتب‪aa‬ط‬
‫بالعالقات السياسية التي تضبط العالق‪aa‬ات المتبادل‪aa‬ة بين الجماع‪aa‬ات االجتماعي‪aa‬ة لتحقي‪aa‬ق‬
‫االستقرار في المجتمع‪ ،‬والنظام االجتماعي‪ ،‬واستخدام السلطات الحكومية‪.‬‬
‫ويسمح مدخل التحليل السياسي بـ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تقديم الحياة السياسية كنظام لتصرفات الناس‪ ،‬وتحديد آلية ت‪aa‬أثير الفعالي‪aa‬ات‬
‫السياسية المؤثرة على طبيعة المؤسسات السياسية وهياكلها؛‬
‫وثانياً‪ :‬إعط‪aa‬اء المفه‪aa‬وم السياس‪aa‬ي كي‪aa‬ان موح‪aa‬د‪ ،‬وفتح المج‪aa‬االت لتحلي‪aa‬ل الط‪aa‬رق‬
‫المتبعة للعمل المشترك مع الوس‪aa‬ط المحي‪aa‬ط‪ ،‬واألج‪aa‬زاء المكون‪aa‬ة للطبيع‪aa‬ة‪ ،‬االقتص‪aa‬ادية‪،‬‬
‫والثقافية‪ ،‬والتركيبة االجتماعية؛‬
‫وثالثاً‪ :‬أنه‪a‬ا واح‪aa‬دة من أهم الوظ‪a‬ائف السياس‪a‬ة الهادف‪aa‬ة لت‪a‬أمين الوح‪aa‬دة الوطني‪aa‬ة‪،‬‬
‫والحفاظ على لحمة التركيبة االجتماعية‪ ،‬وعدم تجاوز المداخالت واالختالفات الكثيرة‪،‬‬
‫وتنوع االتجاهات في مراحل العمل‪.‬‬
‫ويمثل النظام السياسي وسائل للتكام ل االجتم اعي‪ ،‬وتتضمن ت‪aa‬أثيرات متبادل‪aa‬ة‬
‫لالختالفات االجتماعية حول أداء وظيفة األقسام الرئيسية للتركيبة االجتماعي‪aa‬ة‪ .‬ويعكس‬
‫مفهوم النظم السياسية وحدة جهتين سياسيتين وهم‪aa‬ا‪ :‬المنظم‪aa‬ات والنش‪aa‬اطات‪ ،‬واألفع‪aa‬ال‬
‫والهياكل‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫واألشكال تأخذ مدخل منظم توفر إمكانية التحليل المقارن لمختلف وجوهها من‪:‬‬
‫‪ -‬أشكال الحياة السياسية؛‬
‫‪ -‬وتحديد مقاييس متفق عليها لوصفها وتحليلها‪.‬‬
‫وتشكل النظم السياس‪aa‬ية مرتب‪aa‬ط بتش‪aa‬كل العالق‪aa‬ات السياس‪aa‬ية بالت‪aa‬دريج إلى ج‪aa‬انب‬
‫مالمح العالقات السياسية الحقيقية المتمثلة بـ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬االرتباط المتبادل والثابت لمختلف عناصر الحياة السياسية‪ .‬وإذا كان ه‪aa‬ذا‬
‫االرتباط المتبادل غير موجود‪ ،‬يظهر وض‪aa‬ع مع‪aa‬اكس يه‪aa‬دد وح‪aa‬دة التنظيم‪ ،‬وت‪aa‬ؤدي إلى‬
‫تحلل النظام‪ ،‬ويصبح المجتمع غير قابل للتكامل؛‬
‫ثانياً‪ :‬تنظيم العالقات السياسية‪ ،‬مع توفير إمكانية تحقي ق االس تقرار والتط ور‪.‬‬
‫ومعناها تحقيق النظام في المجتمع ليخدم الظروف الالزمة لإلنت‪a‬اج والتغي‪a‬يرات الهادف‪a‬ة‬
‫في العالقات االجتماعية‪ .‬ألن الحياة السياسية هي ظ‪aa‬اهرة نش‪aa‬يطة متج‪aa‬ددة‪ ،‬تغيب عنه‪aa‬ا‬
‫عناصر انعدام النظام‪ ،‬ومخالف‪aa‬ة العالق‪aa‬ات المتش‪aa‬كلة وأس‪aa‬اليب ض‪aa‬بطها‪ ،‬ألن أي تط‪aa‬ور‬
‫مرتبط باألشكال المخالف‪a‬ة لالس‪a‬تقرار‪ .‬دون أي انخف‪a‬اض بمس‪a‬توى التف‪a‬اعالت السياس‪a‬ية‬
‫واالجتماعية إلى الحد الذي يمكن أن تظهر معه تهديدات ألمن المواطنين‪.‬‬
‫وفي حال ح‪aa‬دوث تق‪aa‬اعس من قب‪aa‬ل الس‪aa‬لطات الحكومي‪aa‬ة عن أداء وظيفته‪aa‬ا فإنه‪aa‬ا‬
‫ستفقد تأييد المواطنين حتماً‪ ،‬ليبدأ البحث عن بدائل وكقاعدة يتم العثور عليه‪aa‬ا‪ .‬ألن ال‪aa‬رد‬
‫يأتي في ظروف صعبة‪ ،‬ويظهر شكالً جديداً للنظام ليس أفضل وقد يك‪aa‬ون أك‪aa‬ثر خط‪aa‬راً‬
‫من السابق‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬للنظم السياسية أساس ثقافي يتمثل بالقيم الجماعية‪ ،‬والشعارات السياسية‪،‬‬
‫والقناعات‪ ،‬المتولدة ل دى أعض اء الجماع ة السياس ية‪ .‬ويعكس الوح‪a‬دة والتكام‪a‬ل م‪a‬ع‬
‫األج‪aa‬واء السياس‪aa‬ية الممكن‪aa‬ة من خالل ت‪aa‬وفر عالق‪aa‬ات معنوي‪aa‬ة معين‪aa‬ة‪ ،‬يتمكن الن‪aa‬اس من‬
‫خاللها فهم بعضهم بعضاً‪.‬‬
‫وتظهر الخ‪a‬برة التاريخي‪a‬ة أن النظم السياس‪a‬ية‪ ،‬مهي‪aa‬أة لالس‪a‬تقرار لف‪aa‬ترات طويل‪aa‬ة‬
‫ويتقاسم هذا االستقرار أكثرية أعضاء المجتمع‪ ،‬وهي موجودة في النظم التربوي‪aa‬ة‪ .‬ومن‬
‫األمثلة على ذلك‪ :‬الثقافة السياسية في الواليات المتح‪aa‬دة األمريكي‪aa‬ة ال‪aa‬تي تخ‪aa‬دم قيم الحلم‬
‫األمريكي واإليمان بارتب اط النج اح الف ردي ب الجهود واإلمكاني ات الخاص ة‪ ،‬وعالقت ه‬
‫بوطن ه ك وطن مخت ار من قب ل هللا‪ ،‬وي وفر لإلنس ان إمكاني ات ن ادرة من أج ل تحقي ق‬
‫الذات‪ ،‬وهو موضوع معروف ويمكن قراءته على ش‪aa‬عار الدول‪aa‬ة‪ ،‬نحن ن ؤمن باهلل‪ ،‬أي‬
‫الرابطة بين اإليمان باهلل والسياسة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬وللنظم السياسية اس تجابات مش تركة لك ل العناص ر وض منها الت أثيرات‬
‫الخارجية‪ .‬متمثلة بالفاعلية المشتركة‪ ،‬والتعاون الذي يوفر للنظم السياسية إمكانية تعبئة‬
‫الموارد الضرورية‪ a‬بسرعة لحل المشاكل العامة المشتركة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وفي هذا المج‪aa‬ال تعتم‪aa‬د مس‪aa‬اعي األجه‪aa‬زة الحكومي‪aa‬ة على مس‪aa‬اهمة المواط‪aa‬نين‪،‬‬
‫وتستخدم تأييد المنظمات السياس‪aa‬ية واالجتماعي‪aa‬ة المتنوع‪aa‬ة‪ ،‬واألح‪aa‬زاب للحص‪aa‬ول على‬
‫موافقة الرأي العام‪.‬‬
‫وهكذا ففكرة المدخل األسلوبي لتحليل الحياة السياسية يتلخص في دراسات‪:‬‬
‫‪ -‬النظم السياسية في إطار النظم األكثر اتساعاً؛‬
‫‪ -‬والبنية التحتية للنظام وعناصره‪.‬‬
‫ويسمح هذا المدخل بتحدي‪aa‬د المص‪aa‬طلحات‪ ،‬وتحدي‪aa‬د مف‪aa‬اهيم النظري‪aa‬ات السياس‪aa‬ية‬
‫وتحدي‪aa‬د عالقاته‪aa‬ا المش‪aa‬تركة‪ .‬وارتباط‪aa‬ات النظ‪aa‬ام السياس‪aa‬ي المفت‪aa‬وح‪ ،‬وم‪aa‬ا يعاني‪aa‬ه من‬
‫تأثيرات متنوعة تعتمد على حقائق داخلية وخارجية‪ ،‬وتدرس العلوم السياس‪aa‬ية ك‪aa‬ل تل‪aa‬ك‬
‫التأثيرات‪.‬‬
‫والنظم السياس‪aa‬ية المتنوع‪aa‬ة تمل‪aa‬ك آلي‪aa‬ات مختلف‪aa‬ة لمقاوم‪aa‬ة الت‪aa‬أثيرات الخارجي‪aa‬ة‪،‬‬
‫واألزم‪aa‬ات الداخلي‪aa‬ة‪ ،‬والتف‪aa‬اعالت والتناقض‪aa‬ات الناتج‪aa‬ة عنه‪aa‬ا‪ ،‬ووج‪aa‬ود النظم السياس‪aa‬ية‬
‫يعتم‪aa‬د على ض‪aa‬رورات تع‪aa‬ديل السياس‪aa‬ة‪ ،‬والنظم‪ .‬ووج‪aa‬وب حص‪aa‬ر االهتم‪aa‬ام السياس‪aa‬ية‬
‫بالشخصيات واألح‪aa‬زاب عن‪aa‬د ظه‪aa‬ور األزم‪aa‬ات بط‪aa‬رق حص‪aa‬رها ض‪aa‬من التف‪aa‬اعالت في‬
‫المراحل المبكرة ليمكن ضبطها دون خسائر جدية‪.‬‬

‫هياكل النظم السياسية ووظائفها‬

‫للهيئات الدينية ووس‪a‬ائل االتص‪a‬ال واإلعالم الجماهيري‪a‬ة دور في السياسة يح‪a‬دده‬


‫الب‪aa‬احثون في النظم السياس‪aa‬ية بوظيف‪aa‬ة ت‪aa‬دخل في تركيب‪aa‬ة النظم السياس‪aa‬ية كهي‪aa‬آت‪ ،‬أو‬
‫منظمات‪ ،‬أو مؤسسات‪ ،‬لها‪:‬‬
‫‪ -‬معايير قانونية وأخالقية‪ ،‬وتقاليد سياسية؛‬
‫‪ -‬ووظيفي‪aa‬ة تأخ‪aa‬ذ أش‪aa‬كال واتجاه‪aa‬ات النش‪aa‬اطات السياس‪aa‬ية ال‪aa‬تي تمارس‪aa‬ها‪ ،‬م‪aa‬ع‬
‫اختالفات في التفاعالت السياسية‪ ،‬وطرق وأساليب ممارستها السلطة؛‬
‫‪ -‬واتص‪aa‬الية تعم‪aa‬ل على توحي‪aa‬د العالق‪aa‬ات‪ ،‬وتع‪aa‬دد أش‪aa‬كال االتص‪aa‬ال المتب‪aa‬ادل‪،‬‬
‫كاالتصاالت بين األحزاب والحكومات‪ ،‬وبين النظم السياسية واالقتصادية؛‬
‫‪ -‬وأيديولوجية تتضمن األفكار التي تتبناها‪.‬‬
‫ونص‪aa‬ادف في المراج‪aa‬ع العلمي‪aa‬ة‪ ،‬العربي‪aa‬ة واألجنبي‪aa‬ة‪ ،‬أرب‪aa‬ع مجموع‪aa‬ات رئيس‪aa‬ية‬
‫لعناصر النظام السياسي وهي‪:‬‬
‫‪ )1‬المنظمة السياسية؛‬
‫‪ )2‬والعالقات السياسية؛‬
‫‪ )3‬والقواعد السياسية والقانونية؛‬
‫‪ )4‬والوعي السياسي والثقافة السياسية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫والعناصر الرئيسية للنظم السياسية في المجتمع وآلية أدائها ال‪aa‬وظيفي ينعكس في‬
‫دس‪aa‬تور الدول‪aa‬ة‪ ،‬وفي الق‪aa‬وانين ال‪a‬تي تض‪aa‬بط مب‪aa‬ادئ تش‪a‬كل ونش‪aa‬اطات أجه‪a‬زة الس‪a‬لطات‬
‫الحكومي‪aa‬ة‪ ،‬وحق‪aa‬وق وواجب‪aa‬ات المنظم‪aa‬ات والهيئ‪aa‬ات االجتماعي‪aa‬ة والحكومي‪aa‬ة والحزبي‪aa‬ة‬
‫واالقتصادية وغيرها‪.‬‬
‫وتعتبر المنظمات السياسية المكون األكثر حيوية في النظام السياس‪aa‬ي للمجتم‪aa‬ع‪.‬‬
‫التي تتم من خاللها النشاطات السياسية بأشكال منظمة وعمل مشترك‪ ،‬وتنض‪aa‬وي تحت‬
‫أهداف واحدة‪ ،‬وتضبطها قواعد خاصة‪ ،‬وحدوداً تصدرها الجماعات السياسية‪.‬‬
‫ويج‪aa‬ري تحوي‪aa‬ل الق‪aa‬وى األيديولوجي‪aa‬ة واألخالقي‪aa‬ة إلى مادي‪aa‬ة عن طري‪aa‬ق تل‪aa‬ك‬
‫التنظيمات‪ ،‬لتصبح األفكار قواعد للس‪aa‬لوك‪ .‬وب‪aa‬ذلك تص‪aa‬بح المنظم‪aa‬ة أهم وس‪aa‬يلة لتش‪aa‬كيل‬
‫إرادة موحدة‪ .‬وفي هذه الحالة تقيم الجماهير عالقات سياسية في تلك الدول‪aa‬ة أو غيره‪aa‬ا‪،‬‬
‫وفي حال غياب المنظمات السياسية الالزم‪a‬ة لتط‪a‬ور العالق‪a‬ات السياس‪a‬ية‪ ،‬تأخ‪a‬ذ دوره‪a‬ا‬
‫ووظائفها قوى كـ‪ :‬الجيش‪ ،‬والتركيبات القبلية‪ ،‬والجماعات الدينية‪.‬‬
‫وتس‪aa‬مى عملي‪aa‬ة تحوي‪aa‬ل األفك‪aa‬ار إلى قواع‪aa‬د‪ ،‬واألس‪aa‬اليب لتص‪aa‬رفات‪ ،‬ومب‪aa‬ادئ‬
‫الستمرار المنظمات السياسية في الحياة السياسية بالشكل القانوني للمؤسسات‪.‬‬
‫ومن خالل الش كل الق انوني للمؤسس ات يج‪aa‬ري تأس‪aa‬يس منظم‪aa‬ات سياس‪aa‬ية في‬
‫المجتم‪a‬ع‪ .‬أم‪a‬ا القطيع‪a‬ة ورفض األفك‪a‬ار والتنظيم‪a‬ات فتول‪a‬د عملي‪a‬ة عكس‪a‬ية ض د الش كل‬
‫الق انوني للمؤسس ات‪ ،‬وتتمث‪aa‬ل بانهي‪aa‬ار المنظم‪aa‬ات السياس‪aa‬ية‪ ،‬وازدي‪aa‬اد الفج‪aa‬وة بين‬
‫تصرفات الناس واألصول القانونية التي تضبطها‪.‬‬
‫ومن الواض‪aaa‬ح أن العالق‪aaa‬ة عض‪aaa‬وية بين السياس‪aaa‬ة والمؤسس‪aaa‬ات‪ ،‬والنش‪aaa‬اطات‬
‫السياسية متنوعة وتتم بأشكال منظمة‪ ،‬وانهيارها ي‪aa‬ؤثر س‪aa‬لبا ً على السياس‪aa‬ة‪ .‬ألن النظ‪aa‬ام‬
‫السياس‪aa‬ي في المجتم‪aa‬ع ه‪aa‬و عب‪aa‬ارة عن تالحم المنظم‪aa‬ات والمؤسس‪aa‬ات المعني‪aa‬ة‪ ،‬لتق‪aa‬وم‬
‫بوظائف معينة‪ ،‬ونتيجة لعملها المشترك تتحقق السلطة السياسية في المجتمع‪.‬‬
‫والنظ ام السياسي يتش‪aa‬كل من‪ :‬الحكوم‪aa‬ة‪ ،‬واألح‪aa‬زاب والمنظم‪aa‬ات والحرك‪aa‬ات‬
‫الجماهيري‪aa‬ة في المجتم‪aa‬ع‪ ،‬ووس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪ ،‬والهيئ‪aa‬ات الديني‪aa‬ة‪.‬‬
‫والحكومة واألحزاب هي منظمات سياسية‪ ،‬وهذا يعني أنهم بشكل مباش‪aa‬ر ي‪aa‬ؤدون مه‪aa‬ام‬
‫السلطة السياسية بحجمها الكامل أو تسعى ألدائها‪ ،‬وج‪aa‬وهر نش‪aa‬اطهم يتج‪aa‬ه نح‪aa‬و تحقي‪aa‬ق‬
‫السلطة أو الصراع من أجل الس‪a‬لطة‪ .‬وترتب‪a‬ط المنظم‪a‬ات السياس‪a‬ية بش‪a‬كل غ‪a‬ير مباش‪a‬ر‬
‫بعملي‪aa‬ة تحقي‪aa‬ق الس‪aa‬لطة السياس‪aa‬ية‪ ،‬ولكن ه‪aa‬ذا ليس إال واح‪aa‬داً من االتجاه‪aa‬ات الرئيس‪aa‬ية‬
‫لوظيفتهم‪ .‬ألن النقابات المهنية‪ ،‬المنظمات السياسية‪ ،‬ومنظمات الشباب تسهم في تحقيق‬
‫الس‪aaa‬لطة السياس‪aaa‬ية إلى ج‪aaa‬انب الهيئ‪aaa‬ات الرياض‪aaa‬ية‪ ،‬ومختل‪aaa‬ف التكتالت والحرك‪aaa‬ات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫وتجري عملية تسييسهم جميعا ً في مراحل معينة من حياة البالد عن طري‪aa‬ق دعم‬
‫الهيئات االجتماعية للمرشحين لعضوية البرلمان‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ووظيفة المنظم‪aa‬ات السياس‪aa‬ية تتمث‪aa‬ل بالنش‪aa‬اطات المنظم‪aa‬ة ال‪aa‬تي تعكس‪aa‬ها وس‪aa‬ائل‬
‫االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة التابع‪aa‬ة له‪aa‬ا‪ ،‬وتس‪aa‬هم في مع‪aa‬ترك الحي‪aa‬اة السياس‪aa‬ية في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫وفي اإلطار القانوني يتم قيد كل المنظمات السياسية‪ ،‬وتق‪aa‬وم اإلدارات الحكومي‪aa‬ة‬
‫بمراقبة وضبط نشاطها ضمن اإلطار القانوني العام‪.‬‬
‫وفي إطار النظام السياسي تعمل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة والهي‪aa‬آت‬
‫الدينية‪ ،‬بشكل متخصص جداً‪ .‬فوس ائل االتص ال واإلعالم الجماهيري ة‪ :‬هي مؤسس‪aa‬ات‬
‫معقدة تت‪aa‬ألف من أجه‪aa‬زة وعناص‪aa‬ر متع‪aa‬ددة موجه‪aa‬ة إلعالم الس‪aa‬كان عم‪aa‬ا يج‪aa‬ري داخ‪aa‬ل‬
‫الدول‪aaa‬ة وفي الع‪aaa‬الم من أح‪aaa‬داث وظ‪aaa‬واهر‪ .‬ويطل‪aaa‬ق على وس‪aaa‬ائل االتص‪aaa‬ال واإلعالم‬
‫الجماهيرية تسمية الس لطة الرابعة‪ ،‬إلى ج‪a‬انب الس‪a‬لطات الثالث‪a‬ة األخ‪a‬رى‪ :‬التش‪a‬ريعية‪،‬‬
‫والتنفيذية والقضائية‪.‬‬
‫وتوجه دورها السياسي كمؤسسات مستقلة تنتج الخبر السياس‪aa‬ي‪ ،‬لتش‪aa‬كيل ال‪aa‬رأي‬
‫العام‪ ،‬وتقوم بالتأثير على التفاعالت السياس‪aa‬ية الجاري‪aa‬ة في المجتم‪aa‬ع‪ ،‬وت‪aa‬وفر المص‪aa‬ادر‬
‫التربوية والثقافية السياسية ألوسع شرائح السكان‪.‬‬
‫وفي الظروف المعاص‪aa‬رة تحظى وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة بت‪aa‬أثير‬
‫فاع‪aa‬ل من خالل جمل‪aa‬ة حق‪aa‬ائق تؤديه‪aa‬ا في وظيفته‪aa‬ا االجتماعي‪aa‬ة ومن خالل التوج‪aa‬ه إلى‬
‫ساحة إعالمية محددة‪.‬‬
‫وتنب‪a‬ع التوجه‪a‬ات الوظيفي‪a‬ة من خالل مراع‪a‬اة طبيع‪a‬ة الفئ‪a‬ات العمري‪a‬ة‪ ،‬وطبيع‪a‬ة‬
‫الحاجة الروحية للساحات التي تتوجه إليها‪ .‬ولهذا تعتبر خصوصية أوضاعها في النظام‬
‫السياس‪aa‬ي للمجتم‪aa‬ع موجه‪aa‬ة وتعت‪aa‬بر من أجه‪aa‬زة المؤسس‪aa‬ات الحكومي‪aa‬ة‪ ،‬والمنظم‪aa‬ات‬
‫االجتماعية الجماهيرية‪ ،‬واألحزاب السياسية‪.‬‬
‫وتتم‪aa‬يز مض‪aa‬امين ووجه‪aa‬ات نظ‪aa‬ر وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة عن‬
‫غيرها من مجاالت العمل السياسي‪ ،‬ألنها تعمل من خالل ما خصصت من أجله تحديداً‪.‬‬
‫وتطوير الفكر السياسي الموجه ألوسع ساحة وتتناول المصالح الحياتية للجماهير‪.‬‬
‫وتوفر وسائل االتص‪a‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة عملي‪a‬ة تكام‪a‬ل اإلدارة االجتماعي‪a‬ة‬
‫والسياسية‪ ،‬وتشترك في إعداد وإقرار القوانين‪ ،‬واتخاذ القرارات الحكومية واإلدارية‪.‬‬
‫وتخت‪aa‬ار وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة في مختل‪aa‬ف النظم السياس‪aa‬ية‬
‫المعلومات دائما ً وبشكل دقيق‪ .‬وتحاول إض‪aa‬فاء الش‪aa‬رعية على ق‪aa‬رارات أجه‪aa‬زة الس‪aa‬لطة‬
‫السياسية وتراقب عملها بشتى الطرق المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬وهو م‪aa‬ا يس‪aa‬اعدها على‬
‫تعزيز الواقعية في عملها‪.‬‬
‫ألن المعلوم‪aa‬ات اآلتي‪aa‬ة من األعلى‪ ،‬كقاع‪aa‬دة تتض‪aa‬من جم‪aa‬ل غامض‪aa‬ة تف‪aa‬رض‬
‫ضرورة تنويع مصادر وقنوات المعلومات‪ .‬أما سيل المعلومات اآلتي‪aa‬ة من األس فل‪ ،‬من‬
‫خالل القنوات غير الرسمية‪ ،‬فتحمل حقائق عن رأي الجماهير في موضوع معين‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ولكن يتم التوحي‪aaa‬د بين المعلوم‪aaa‬ات اآلتي‪aaa‬ة من األعلى‪ ،‬ومن األس‪aaa‬فل من خالل‬
‫وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية‪ .‬وكث‪aa‬يراً م‪aa‬ا تع‪aa‬بر الحاج‪aa‬ات السياس‪aa‬ية عن نفس‪aa‬ها‬
‫على ش‪aa‬كل حال‪aa‬ة اجتماعي‪aa‬ة أو أوض‪aa‬اع نفس‪aa‬ية معين‪aa‬ة‪ .‬ويأخ‪aa‬ذ ه‪aa‬ذا الوض‪aa‬ع باعتب‪aa‬اره أن‬
‫وسائل االتص‪a‬ال واإلعالم الجماهيري‪a‬ة‪ ،‬ترف‪a‬ع من مس‪a‬توى ال‪a‬رأي الع‪a‬ام أو على العكس‬
‫تضعفه‪.‬‬
‫والسلطة تسعى دائما ً لمراقبة وضبط وسائل االتصال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪ .‬ألن‬
‫من يس‪aa‬يطر على المعلوم‪aa‬ات‪ ،‬يمكن‪aa‬ه الت‪aa‬أثير على ال‪aa‬رأي الع‪aa‬ام‪ ،‬والق‪aa‬درة على تحدي‪aa‬د‬
‫إجراءات يتم من خاللها توجيه تصرفات الجماهير‪.‬‬
‫ووسائل اإلعالم الجماهيرية في النظم الديمقراطية تعمل بشكل مس‪aa‬تقل‪ ،‬وت‪aa‬وزع‬
‫معلومات مهمة في المجتمع بشكل واسع‪ ،‬وقد يكون لها طابع معارض ن‪aa‬ابع عن الق‪aa‬وى‬
‫السياسية القائمة‪.‬‬
‫وهناك الكثير من األمثلة عندما أثارت مقاالت في الصحف فضائح سياس‪aa‬ية أدت‬
‫إلى خل‪a‬ق أزم‪aa‬ات‪ ،‬وح‪aa‬تى إلى اس‪aa‬تقالة الق‪a‬ادة السياس‪a‬يين‪ .‬أم‪aa‬ا في النظم الش‪a‬مولية فتق‪a‬وم‬
‫وس‪aaa‬ائل االتص‪aaa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aaa‬ة ب‪aaa‬دور ال‪aaa‬رقيب على نش‪aaa‬اطات الشخص‪aaa‬يات‬
‫االجتماعية‪ ،‬والجماعات االجتماعية وحتى األفراد‪.‬‬
‫وعالق‪aa‬ة وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة بالدول‪aa‬ة والحكوم‪aa‬ة‪ ،‬والق‪aa‬ادة‬
‫السياسيين واألحزاب متناقض‪aa‬ة‪ .‬ألنه‪aa‬ا تلعب دوراً مهم‪a‬ا ً في الح‪aa‬د من اس‪aa‬تغالل الس‪aa‬لطة‬
‫وقيام األوساط الحاكمة بأعمال سياسية معينة‪ ،‬وفي فضح التجاوزات القانونية‪ ،‬وال‪aa‬دفاع‬
‫عن حقوق المواطنين من التصرفات الحكومية غير المسؤولة‪.‬‬
‫وتضطر األجهزة الحكومي‪aa‬ة والقي‪aa‬ادة السياس‪aa‬ية لمنح وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم‬
‫الجماهيري‪aa‬ة حري‪aa‬ة معين‪aa‬ة واس‪aa‬تقاللية‪ .‬ألن عكس ذل‪aa‬ك يمكن أن يفق‪aa‬د تل‪aa‬ك األجه‪aa‬زة‬
‫والقيادات ثقة السكان‪.‬‬
‫ووس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة من جهته‪aa‬ا كقاع‪aa‬دة تع‪aa‬زز شخص‪aa‬يتها‬
‫كمص‪aa‬در للمعلوم‪aa‬ات الحكومي‪aa‬ة الموجه‪aa‬ة لألوس‪aa‬اط االجتماعي‪aa‬ة ولشخص‪aa‬يات الس‪aa‬لطة‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫وفي الوقت الحاضر تحولت وسائل اإلعالم واالتصال الجماهيرية إلى مج‪aa‬االت‬
‫تجارية‪ ،‬تتمتع بالحريات التي حصلت عليها من الدولة وخلص‪aa‬تها من الرقاب‪aa‬ة‪ ،‬وتكتله‪aa‬ا‬
‫باتحادات إعالمية ضخمة‪.‬‬
‫ولكن بقيت لدى السلطة ولدى رجال األعمال إمكانيات واسعة للت‪aa‬أثير والض‪aa‬غط‬
‫على وس‪aaa‬ائل االتص‪aaa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aaa‬ة عن طري‪aaa‬ق االمتن‪aaa‬اع عن تخص‪aaa‬يص‬
‫المساعدات وإعطاء اإلعالنات التجارية‪.‬‬
‫وهك‪aa‬ذا بقيت وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال واإلعالم الجماهيري‪aa‬ة ج‪aa‬زء هام‪aa‬ا ً في النظ‪aa‬ام‬
‫السياسي‪ ،‬تؤثر إلى حد كبير على تطورات الحياة السياسية في المجتمع‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وفي العديد من دول العالم يتضح دور الهيئات الدينية في النظام السياسي‪ ،‬الذي‬
‫تلعب‪aa‬ه المنظم‪aa‬ات الديني‪aa‬ة في المجتم‪aa‬ع‪ ،‬بس‪aa‬بب التف‪aa‬اف المؤم‪aa‬نين ح‪aa‬ول األفك‪aa‬ار الديني‪aa‬ة‬
‫وأداءهم لعباداتهم الدينية الجماعية وخاصة في األوقات العصيبة‪.‬‬
‫والهيئات الديني‪aa‬ة كالكنيس‪aa‬ة في ال‪aa‬دول الغربي‪aa‬ة تمل‪aa‬ك إدارة مركزي‪aa‬ة له‪aa‬ا نظامه‪aa‬ا‬
‫الخاص ومبادئها األخالقية والسلوكية الدينية‪ ،‬ويخضع لها المؤمنين ورجال الدين‪.‬‬
‫وخالل قرون طويلة التقى ال‪aa‬دين بالسياس‪aa‬ة‪ .‬ولكن درج‪aa‬ة وطبيع‪aa‬ة ت‪aa‬أثير العام‪aa‬ل‬
‫الديني على السياس‪aa‬ة ك‪aa‬انت متفاوت‪aa‬ة‪ ،‬ألن ال‪aa‬دين موج‪aa‬ود دائم‪a‬ا ً في التف‪aa‬اعالت السياس‪aa‬ية‬
‫والحركات الجماهيرية كجوهر وليس كظ‪aa‬اهرة‪ .‬وه‪aa‬ذا يفس‪aa‬ر ج‪aa‬وهر العالق‪aa‬ة بين ال‪aa‬دين‬
‫والسياسة‪.‬‬
‫ويعتمد الدين على جماهيريته وكثرة أتباعه‪ ،‬وتكوينه ل‪aa‬وعي الجماع‪aa‬ات الديني‪aa‬ة‪.‬‬
‫وفي مراحل تاريخية معينة كان يشكل الوعي الجماهيري‪ ،‬بمناطق جغرافية من الع‪aa‬الم‪.‬‬
‫والوعي الديني كان األكثر انتشاراً بين الجماهير‪ ،‬وفي بعض األحي‪aa‬ان ف‪aa‬اق ك‪aa‬ل أش‪aa‬كال‬
‫الوعي االجتماعي‪.‬‬
‫ولهذا عندما يدور الحديث عن الدين يبقى السؤال المطروح ما هو مدى تع‪aa‬رض‬
‫الجماعات البشرية للفكر الديني‪ .‬ألن السياسة أيضا ً مرتبطة بجماعات غفيرة في أوساط‬
‫السكان‪.‬‬
‫وألن الدين والسياسة ظاهرتان لم تختلطا في الحياة االجتماعية‪ ،‬بل على العكس‬
‫كانتا دائما ً محددتان بقنوات تقليدية تتشابك من خاللها المفاهيم الدينية والسياسية‪.‬‬
‫وهنا يجب أن نش‪aa‬ير إلى أن‪aa‬ه يج‪aa‬ري الي‪aa‬وم البحث عن حداث‪aa‬ة أك‪aa‬ثر‪ ،‬ودق‪aa‬ة أك‪aa‬ثر‬
‫للعالقة بين الدين والسياسة‪ ،‬عالقة تسمح بتعايش ال‪aa‬دين والسياس‪aa‬ة‪ .‬وه‪aa‬ذا البحث يحم‪aa‬ل‬
‫طبيعة متنوعة ألن المجددين من المسيحيين يسعون لتحرير المسيحية من بعض األفكار‬
‫الجامدة‪ ،‬آخذين بعين االعتبار منجزات العلوم الحديثة‪ .‬وليتمكن‪aa‬وا من مس‪aa‬ايرة توجه‪aa‬ات‬
‫مختلف العبادات غير التقليدية‪ ،‬والوعي الديني للمحافظ على البيئة وهكذا‪.‬‬
‫وإلى ج‪aa‬انب المنظم‪aa‬ات السياس‪aa‬ية‪ ،‬في تركيب‪aa‬ة النظ‪aa‬ام السياس‪aa‬ي للمجتم‪aa‬ع هن‪aa‬اك‬
‫عالقات سياسية‪ .‬يحددها العمل المشترك للجماع ات االجتماعي ة‪ ،‬واألف راد‪ ،‬والهيئ ات‬
‫االجتماعية من أجل بناء وإدارة المجتمع‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم جوهرها االيجابي إلى مجموعات وهي‪:‬‬
‫المجموع ة األولى‪ :‬وتتمث‪aa‬ل بالعالق‪aa‬ة بين الطبق‪aa‬ات‪ ،‬والمجموع‪aa‬ات الكب‪aa‬يرة في‬
‫المجتم‪aaa‬ع‪ ،‬وبين القومي‪aaa‬ات وال‪aaa‬دول‪ .‬والعالق‪aaa‬ات بين الطبق‪aaa‬ات‪ ،‬وداخ‪aaa‬ل الطبق‪aaa‬ات‪،‬‬
‫والمجموعات‪ ،‬وبين القوميات التي تؤلف جوهر النظام السياسي وتنعكس في ممارسات‬
‫المنظمات السياسية وعالقاتها المتبادلة‪.‬‬
‫والمجموع ة الثانية‪ :‬وتت‪aa‬ألف من العالق‪aa‬ات الش‪aa‬اقولية‪ ،‬ال‪aa‬تي ت‪aa‬تراكم من خالل‬
‫عمليات تحقيق السلطة السياسية‪ ،‬تحت تأثير أجهزة السلطة المركزية والمحلية القيادات‬
‫واإلدارات على التفاعالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫والمجموعة الثالثة‪ :‬تتألف من العالقات السياسية التي يمكن أن تتضمن عالقات‬
‫تتراكم بين المنظمات والمؤسسات السياسية‪.‬‬
‫وتعت‪aa‬بر القواع د الحقوقي ة لممارس ة السياس ية العنص‪aa‬ر الفاع‪aa‬ل في النظم‬
‫السياس‪aa‬ية‪ ،‬وتتمث‪aa‬ل بالدس‪aa‬تور‪ ،‬والنظم الداخلي‪aa‬ة وب‪aa‬رامج األح‪aa‬زاب‪ ،‬والتقالي‪aa‬د السياس‪aa‬ية‬
‫واإلجراءات التي تضبط التفاعالت السياسية‪ .‬وكلها تعتبر قاع‪aa‬دة أساس‪aa‬ية‪ .‬ألن األنظم‪aa‬ة‬
‫السياس‪aa‬ية تختل‪aa‬ف عن بعض‪aa‬ها البعض كالش‪aa‬مولية حال‪aa‬ة الح‪aa‬زب الواح‪aa‬د‪ ،‬وتع‪aa‬دد اآلراء‬
‫السياسية حالة التعددية الحزبية‪ ،‬ومع ذلك تختلف مب‪aa‬ادئ وقواع‪aa‬د الممارس‪aa‬ات في النظم‬
‫السياسية‪.‬‬
‫والقواعد السياسية والقانونية الضابطة للعالقات السياسية‪ ،‬تعطي ش‪aa‬كالً منظم ‪a‬اً‪،‬‬
‫يحدد ما هو مرغوب فيه وما هو غير مرغوب‪ ،‬والممكن وغير الممكن من وجهة نظ‪aa‬ر‬
‫النظم السياسية‪.‬‬
‫ومن خالل القواع‪aa‬د السياس‪aa‬ية والتش‪aa‬ريعية يتم االع‪aa‬تراف الرس‪aa‬مي بالمص‪aa‬ادر‬
‫السياسية‪ .‬ومن خالل قواعد أجهزة السلطة السياسية يجري الوصول للمجتمع وألهداف‬
‫الجماعات االجتماعية‪ ،‬واألفراد‪ .‬وتحدد نماذجهم الخاصة للتصرفات وأسباب القرارات‬
‫السياسية المتخذة لقيادة المشاركين في الحياة السياسية‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫الوعي السياسي والثقافة السياسية‬

‫ويعتبر الوعي السياسي والثقاف ة السياس ية من ضمن العناص‪aa‬ر المؤلف‪aa‬ة للنظم‬


‫السياسية في المجتمع‪ .‬ويعتبران انعكاسا ً للمنافس‪aa‬ة االجتماعي‪aa‬ة والسياس‪aa‬ية ال‪aa‬تي تص‪aa‬ور‬
‫التوجهات والقيم ومواق‪aa‬ف وأحاس‪aa‬يس ومنط‪aa‬ق تفك‪aa‬ير المش‪aa‬اركين في الحي‪aa‬اة السياس‪aa‬ية‪،‬‬
‫والذي يؤثر تأثيراً كبيراً على تصرفات حركتهم السياسية‪.‬‬
‫له‪aa‬ذا من المهم األخ‪aa‬ذ بالمش‪aa‬اعر السياس‪aa‬ية للجم‪aa‬اهير بعين االعتب‪aa‬ار من خالل‬
‫التف‪aa‬اعالت الجاري‪aa‬ة بين قي‪aa‬ادة وإدارة المجتم‪aa‬ع‪ .‬ووظ‪aa‬ائف النظم السياس‪aa‬ية المتنوع‪aa‬ة‬
‫والمعقدة بسبب ظروف الحياة السياسية‪ .‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد أهداف ومهام المجتمع؛‬
‫‪ -‬وإعداد برامج حياتيه تتفق مع مصالح الشرائح التي تدير المجتمع؛‬
‫‪ -‬وتعبئة إمكانيات المجتمع بما يتفق وتلك المصالح؛‬
‫‪ -‬ومتابعة توزيع القيم‪.‬‬
‫وفي ه‪aa‬ذا المج‪aa‬ال تحدي‪aa‬د وتحلي‪aa‬ل الص‪aa‬دامات الجاري‪aa‬ة بين مص‪aa‬الح الجماع‪aa‬ات‬
‫االجتماعية‪ ،‬لتحقيق الوحدة االجتماعية بالكامل‪ .‬ألن فقدان السيطرة عليها يح‪a‬دد مص‪a‬ير‬
‫النظام االجتماعي‪ ،‬وتهدده باألزمات‪ .‬ويبعد المجتمع عن االلتفاف حول األه‪aa‬داف والقيم‬
‫االجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وتحقيق هذه الوظيفة ممكن من خالل توف‪aa‬ير إمكاني‪aa‬ات متط‪aa‬ورة للنظم السياس‪aa‬ية‬
‫لتجنب ظه‪aaa‬ور تناقض‪aaa‬ات داخ‪aaa‬ل المجتم‪aaa‬ع‪ ،‬وتجنب الص‪aaa‬راعات‪ ،‬وإزال‪aaa‬ة اإلض‪aaa‬رار‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫وتحقي‪aa‬ق ن‪aa‬وع من الرقاب‪aa‬ة على مج‪aa‬االت توزي‪aa‬ع القيم االجتماعي‪aa‬ة‪ ،‬ال‪aa‬تي تش‪aa‬مل‬
‫الموارد المادية‪ ،‬واالمتي‪aa‬ازات السياس‪aa‬ية‪ ،‬والثقافي‪aa‬ة‪ ،‬وإنجازاته‪aa‬ا‪ ،‬للوص‪aa‬ول إلى مختل‪aa‬ف‬
‫أشكال التعلم والراحة‪.‬‬
‫وطبع ‪a‬ا ً ال يجب أن يك‪aa‬ون الض‪aa‬بط ش‪aa‬امالً‪ ،‬ومنح‪aa‬دراً إلى الجزئي‪aa‬ات‪ ،‬ألن من ال‬
‫يملك أش‪a‬ياء مش‪aa‬تركة يمكن توزيعه‪aa‬ا‪ ،‬ال يص‪aa‬ل للرفاهي‪aa‬ة االجتماعي‪a‬ة المطلوب‪a‬ة للجمي‪aa‬ع‬
‫ولمختلف الشرائح والمجموعات االجتماعية‪.‬‬
‫طشقند في ‪17/4/2010‬‬

‫مراجع البحث‪:‬‬
‫إبراهيم إمام‪ :‬اإلعالم واالتصال‪ a‬بالجماهير‪،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.1969‬‬
‫إبراهيم الساعدي ‪:‬نظريات االتص‪aa‬ال واإلعالم الجم‪aa‬اهيري‪ a.‬االن‪aa‬ترنيت منش‪aa‬ورات‪a‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ميديا & ‪.PR‬‬
‫تش ارلز‪ .‬ر‪ .‬رايت‪ :‬المنظ‪aa‬ور االجتم‪aa‬اعي لالتص‪aa‬ال الجم‪aa‬اهيري‪ ،‬ترجم‪aa‬ة‪ :‬محم‪aa‬د‬ ‫‪.3‬‬
‫فتحي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪1983،‬‬
‫د‪ .‬جبار عودة العبيدي‪ ،‬و هادي حسن عليوي‪ :‬م‪aa‬دخل في سياس‪aa‬ة اإلعالم الع‪aa‬ربي‬ ‫‪.4‬‬
‫واالتصال‪ a.‬صنعاء‪ :‬مكتبة الجيل الجديد‪.1993 ،‬‬
‫د‪.‬جيهان أحمد رشتي‪ :‬األسس العلمية لنظري‪aa‬ات اإلعالم‪ ،‬ط‪ ،2‬الق‪aa‬اهرة‪ ،‬دار الفك‪aa‬ر‬ ‫‪.5‬‬
‫العربي‪.1978 ،‬‬
‫د‪ .‬حام د ربيع‪ :‬أبح‪aa‬اث في نظري‪aa‬ة االتص‪aa‬ال والتفاع‪aa‬ل الس‪aa‬لوكي‪ ،‬الق‪aa‬اهرة‪ ،‬مكتب‪aa‬ة‬ ‫‪.6‬‬
‫القاهرة الحديثة‪1973،‬‬
‫عبد العزيز حمد عبد هللا الحسن‪ :‬وسائل اإلعالم واإلعالن وص‪a‬ف‪ a‬نظ‪aa‬ري للعالق‪aa‬ة‬ ‫‪.7‬‬
‫والتأثير‪ a.‬مدير عام اإلعالن التجاري‪ - a‬تلفزيون المملكة العربية السعودية ‪ -‬الرياض‪ .‬منتديات س‪aa‬تار‬
‫تايمز االنترنيت‪.‬‬
‫عثمان األخضر العربي ‪:‬النظريات اإلعالمية المعيارية ماذا بعد نظريات‪ a‬الص‪aa‬حافة‬ ‫‪.8‬‬
‫األرب‪aa‬ع‪ ،‬حولي‪aa‬ات كلي‪a‬ة اآلداب‪ ،‬الحولي‪a‬ة ‪ ،16‬الرس‪a‬الة ‪،112‬الك‪aa‬ويت مجلس النش‪a‬ر العلمي بجامع‪aa‬ة‬
‫الكويت ‪1996‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬العالق‪aaaa‬ات الدولي‪aaaa‬ة المعاص‪aaaa‬رة والتب‪aaaa‬ادل اإلعالمي‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪.http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/09/1-3.html‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وسائل اإلعالم واالتصال‪ a‬الجماهيرية كأدوات للنظم السياسية‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪/http://bukhari2009.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬مقدم‪aa‬ة في اإلعالن والعالق‪a‬ات‪ a‬العام‪a‬ة الدولي‪aa‬ة‪ .‬مق‪a‬رر ج‪aa‬امعي‬ ‫‪.11‬‬
‫لطالب مرحل‪aa‬ة الماجس‪aa‬تير‪ .‬طش‪aa‬قند‪ :‬جامع‪aa‬ة م‪aa‬يرزة أل‪aa‬وغ بي‪aa‬ك القومي‪aa‬ة األوزبكي‪aa‬ة‪( .2009 .‬باللغ‪aa‬ة‬
‫الروسية)‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬العالق‪aaaa‬ات الدولي‪aaaa‬ة المعاص‪aaaa‬رة والتب‪aaaa‬ادل اإلعالمي‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫‪/http://bukhari2009.blogspot.com‬‬

‫‪54‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬الدراس‪aaaa‬ات اإلعالمي‪aaaa‬ة وتحلي‪aaaa‬ل المض‪aaaa‬مون اإلعالمي‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫‪/http://bukhari2009.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬م‪aa‬ؤتمر‪ a‬ه‪aa‬ام في مج‪aa‬ال تقني‪aa‬ات االتص‪aa‬ال الحديث‪aa‬ة استض‪aa‬افته‬ ‫‪.14‬‬
‫جامعة الملك سعود‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬اإلعالم وتح‪aaaa‬ديات العولم‪aaaa‬ة في ال‪aaaa‬دول األق‪aaaa‬ل حظ‪aaaa‬ا‪ً.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬المعلوماتي‪aaa‬ة وأمن الم‪aaa‬وارد اإلعالمي‪aaa‬ة بين التخص‪aaa‬ص‬ ‫‪.16‬‬
‫واالختصاص‪/http://bukharimailru.blogspot.com .a‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬األمن اإلعالمي وهم‪aa‬وم المجتم‪aa‬ع المعلوم‪aa‬اتي‪ a‬في عص‪aa‬ر‬ ‫‪.17‬‬
‫العولمة‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬محاض‪aa‬رات في الدراس‪aa‬ات اإلعالمي‪aa‬ة وتحلي‪aa‬ل المض‪aa‬مون‬ ‫‪.18‬‬
‫اإلعالمي‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬قض‪aa‬ايا‪ a‬األمن الوط‪aa‬ني‪ a‬في إط‪aa‬ار العولم‪aa‬ة والتب‪aa‬ادل اإلعالمي‬ ‫‪.19‬‬
‫الدولي‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬البحث العلمي ض‪aaaaa‬روري لتط‪aaaaa‬وير‪ a‬األداء اإلعالمي‪.‬‬ ‫‪.20‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬وس‪aaa‬ائل اإلعالم الجماهيري‪aaa‬ة والتب‪aaa‬ادل اإلعالمي ال‪aaa‬دولي‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬وك‪aa‬االت األنب‪aa‬اء العالمي‪aa‬ة وتحدي‪aa‬د‪ a‬أط‪aa‬ر تنفي‪aa‬ذ السياس‪aa‬ات‬‫‪.22‬‬
‫الخارجية‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬النظم السياس‪aa‬ية ووس‪aa‬ائل اإلعالم واالتص‪aa‬ال الجماهيري‪aa‬ة‪.‬‬ ‫‪.23‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العالقات العامة (الدبلوماسية الشعبية) والمجتم‪aa‬ع المعلوم‪aa‬اتي‪a.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬دور وك‪aa‬االت األنب‪aa‬اء العالمي‪aa‬ة في تحدي‪aa‬د أط‪aa‬ر السياس‪aa‬ات‬ ‫‪.25‬‬
‫الخارجية وتنفيذها‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫اري‪ :‬اإلعالم ال‪aaaaaaaaa‬دولي والسياس‪aaaaaaaaa‬ة الخارجي‪aaaaaaaaa‬ة‪.‬‬ ‫د البخ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محم‬ ‫‪.26‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العالقات العامة كوظيفة من وظائف التبادل اإلعالمي الدولي‪.‬‬ ‫‪.27‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬التب‪aa‬ادل اإلعالمي ال‪aa‬دولي واتخ‪aa‬اذ الق‪aa‬رارات في السياس‪aa‬ة‬ ‫‪.28‬‬
‫الخارجية‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وسائل اإلعالم واالتصال‪ a‬الجماهيري‪ a‬كأدوات للنظم السياسية‪.‬‬ ‫‪.29‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬الت‪aaaa‬دفق‪ a‬اإلعالمي ال‪aaaa‬دولي وتك‪aaaa‬وين وجه‪aaaa‬ات النظ‪aaaa‬ر‪.‬‬ ‫‪.30‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬التب‪aaaa‬ادل اإلعالمي من وجه‪aaaa‬ة نظ‪aaaa‬ر األمن الق‪aaaa‬ومي‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة وقضايا التبادل اإلعالمي الدولي في ظروف‪ a‬العالقات‬ ‫‪.32‬‬
‫الدولية المعاصرة‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬التب‪aaaaa‬ادل اإلعالمي ال‪aaaaa‬دولي في ظ‪aaaaa‬روف العولم‪aaaaa‬ة‪.‬‬ ‫‪.33‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬العالق‪aaaa‬ات الدولي‪aaaa‬ة في ظ‪aaaa‬روف الث‪aaaa‬ورة المعلوماتي‪aaaa‬ة‪.‬‬ ‫‪.34‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬

‫‪55‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬آف‪aa‬اق التب‪aa‬ادل اإلعالمي ال‪aa‬دولي في إط‪aa‬ار العالق‪aa‬ات الدولي‪aa‬ة‪.‬‬ ‫‪.35‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫اري‪ :‬العالق‪aaaaaaaa‬ات الدولي‪aaaaaaaa‬ة والتب‪aaaaaaaa‬ادل‪ a‬اإلعالمي‪.‬‬ ‫د البخ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محم‬ ‫‪.36‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬العالق‪aaa‬ات العام‪aaa‬ة في إط‪aaa‬ار التب‪aaa‬ادل اإلعالمي ال‪aaa‬دولي‪.‬‬ ‫‪.37‬‬
‫‪/http://bukharimailru.blogspot.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬التب‪aa‬ادل اإلعالمي ال‪aa‬دولي في ظ‪aa‬روف‪ a‬العولم‪aa‬ة والعالق‪aa‬ات‬ ‫‪.38‬‬
‫الدولية المعاصرة‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬محاض‪a‬رات في العالق‪a‬ات العام‪a‬ة الدولي‪a‬ة والتب‪a‬ادل اإلعالمي‬ ‫‪.39‬‬
‫الدولي‪/http://bukharimailru.blogspot.com .‬‬
‫اري‪ :‬مب‪aaaaaaaaaaaa‬ادئ الص‪aaaaaaaaaaaa‬حافة الدولي‪aaaaaaaaaaaa‬ة‪.‬‬ ‫د البخ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محم‬ ‫‪.40‬‬
‫‪http://www.seminar.ps/library/cat:89‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬األمن اإلعالمي الع‪aa‬ربي وهم‪aa‬وم المجتم‪aa‬ع المعلوم‪aa‬اتي في‬ ‫‪.41‬‬
‫عصر العولمة‪ .‬باالشتراك‪ a‬مع د‪ .‬صابر فلحوط‪ .‬دمشق‪.2008 :‬‬
‫اري‪ :‬التب‪aaaaaaaa‬ادل اإلعالمي والعالق‪aaaaaaaa‬ات الدولي‪aaaaaaaa‬ة‪.‬‬ ‫د البخ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محم‬ ‫‪.42‬‬
‫‪.http://www.dardolphin.org‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وسائل اإلعالم الجماهيرية والتبادل اإلعالمي الدولي وك‪aa‬االت‬ ‫‪.43‬‬
‫األنباء العالمية والصحافة الدولية‪http://www.dardolphin.org .‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العالق‪aa‬ات العام‪aa‬ة الدولي‪aa‬ة في إط‪aa‬ار التب‪aa‬ادل اإلعالمي ال‪aa‬دولي‪.‬‬ ‫‪.44‬‬
‫‪http://www.dardolphin.org‬‬
‫اري‪ :‬اإلعالم وتحلي‪aaaaaaaaaa‬ل المض‪aaaaaaaaaa‬مون اإلعالمي‪.‬‬ ‫د البخ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محم‬ ‫‪.45‬‬
‫‪http://www.dardolphin.org‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬الص‪aaaaa‬حافة الدولي‪aaaaa‬ة والتب‪aaaaa‬ادل اإلعالمي ال‪aaaaa‬دولي‪a.‬‬ ‫‪.46‬‬
‫‪.http://www.dardolphin.org‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬المجتمع المعلوماتي‪ a‬وتحديات العولم‪a‬ة في ال‪a‬دول األق‪a‬ل حظ‪a‬ا‪ً.‬‬ ‫‪.47‬‬
‫‪/http://www.albukhari.com/muhammad‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬مب‪aaa‬ادئ الص‪aaa‬حافة الدولي‪aaa‬ة والتب‪aaa‬ادل اإلعالمي ال‪aaa‬دولي‪.‬‬ ‫‪.48‬‬
‫‪/http://www.albukhari.com/muhammad‬‬
‫اري‪ :‬اإلعالم والتب‪aaaaaaaaaaa‬ادل‪ a‬اإلعالمي ال‪aaaaaaaaaaa‬دولي‪.‬‬ ‫د البخ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محم‬ ‫‪.49‬‬
‫‪/http://www.albukhari.com/muhammad‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬التب‪aa‬ادل اإلعالمي ال‪aa‬دولي والعالق‪aa‬ات‪ a‬الدولي‪aa‬ة‪ .‬مق‪aa‬رر ج‪aa‬امعي‪.‬‬ ‫‪.50‬‬
‫طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .2006 ،‬باللغة الروسية)‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬التف‪aa‬اعالت السياس‪aa‬ية في وس‪aa‬ائل اإلعالم الجماهيري‪aa‬ة‪ .‬مق‪aa‬رر‬ ‫‪.51‬‬
‫جامعي‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .2006 ،‬باللغة الروسية)‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محم د البخ اري‪ :‬مبادئ الص‪aa‬حافة الدولي‪aa‬ة في إط‪aa‬ار العالق‪aa‬ات الدولي‪aa‬ة‪ .‬مق‪aa‬رر‬ ‫‪.52‬‬
‫جامعي‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .2006 ،‬باللغة الروسية)‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬قضايا‪ a‬التبادل اإلعالمي الدولي في ظ‪aa‬روف العالق‪aa‬ات الدولي‪aa‬ة‬ ‫‪.53‬‬
‫المعاصرة‪ .‬مقرر جامعي‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومي‪ a‬العالي للدراسات الشرقية‪ ،‬مطبعة بص‪aa‬مة‪،‬‬
‫‪( .2004‬باللغة الروسية)‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العالقات العام‪aa‬ة الدولي‪aa‬ة كه‪aa‬دف من أه‪aa‬داف التب‪aa‬ادل اإلعالمي‬ ‫‪.54‬‬
‫ال‪aa‬دولي‪ .‬مق‪aa‬رر لطالب الدراس‪aa‬ات العلي‪aa‬ا (الماجس‪aa‬تير)‪ ،‬معه‪aa‬د طش‪aa‬قند الحك‪aa‬ومي الع‪aa‬الي للدراس‪aa‬ات‬
‫الشرقية‪ .‬طشقند ‪( .2000‬باللغة الروسية)‬
‫د‪ .‬محم د فلحي‪ :‬ص‪aa‬ناعة العق‪aa‬ل في عص‪aa‬ر الشاش‪aa‬ة‪ ،‬عم‪aa‬ان(األردن)‪ ،‬دار الثقاف‪aa‬ة‪،‬‬ ‫‪.55‬‬
‫‪.2002‬‬

‫‪56‬‬
‫ات‬aa‫ دراس‬: ‫ مجلة عالم االقتصاد‬.‫ العـالقـات العامـة في األزمــات‬:‫ نزار ميهوب‬. ‫د‬ .56
www.ecoworld-mag.com :‫تاريخ‬
‫ة‬aa‫ الهيئ‬،‫ القاهرة‬،‫ محمد فتحي‬:‫ ترجمة‬،‫ أجهزة اإلعالم والتنمية الوطنية‬:‫ولبر شرام‬ .57
1974،‫العامة للتأليف والنشر‬
‫ة‬aa‫ دار المعرف‬،)‫ر‬aa‫كندرية (مص‬aa‫اإلس‬،‫ال‬aa‫دخل إلى علم االتص‬aa‫ م‬:‫ يوس ف م رزوق‬.‫د‬ .58
1988،‫الجامعية‬
59. Alln wells: Mass communications, Aword view pola Alto,
California national press books,1974
60. Defleur and Dennis: Understanding mass communication,
Houghton Mifflin company,1996
61. UNESCO: Final Report. Intergovernmental Conference on
Communication in Latin American & the Caribbean. San Jose Costa July 1976.

57

You might also like