You are on page 1of 10

‫‪ egyptartsacademy‬هذه المشاركة بواسطة‬

‫المسرحى الخراج‬
‫الرجوع إلى قائمة المقالت‬

‫يقوم فن المسرح على ثلثة عناصر أساسية هي ‪ :‬الممثلون ‪ ،‬النص‬


‫المسرحي ‪ ،‬و الجمهور ‪ .‬و لكن ‪ ،‬كي تتحقق النتيجة المرجوة من العمل‬
‫المسرحي ‪ ،‬لبد أن يكون هناك شخص يفرض وجهة نظره على جميع عناصر‬
‫العمل المسرحي ‪ ،‬هذا الشخص هو المخرج ‪ .‬فالمخرج هو الشخص المنوط به ربط‬
‫جميع عناصر العمل المسرحي مع بعضها البعض من خلل رؤيته الخاصة ‪.‬‬
‫و إذا كان فن الخراج قد برز خلل الربع الخير من القرن التاسع عشر ‪ ،‬إل‬
‫أن المخرج قد وجد بشكل أو بآخر منذ عصر الغريق ‪.‬فقد عرف المسرح الغريقي‬
‫القديم وظيفة المخرج و كان يسمى "المعلم"‪ ،‬و كان مسئول عن توجيه الممثلين‬
‫على خشبة المسرح ‪.‬فأسخيليوس على سبيل المثال ‪ ،‬كان يكتب المسرحيات و‬
‫يخرجها و يمثل فيها أحيانا كما كان يدرب الكورس و يؤلف الموسيقى و يشرف‬
‫على كل جوانب النتاج‪.‬‬
‫وفي العصور الوسطى‪،‬برز دور المخرج‪ .‬وكان من أبرز مهامه الشراف‬
‫على تصميم المناظر والديكورات‪،‬واختيار الممثلين وتوجيههم‪،‬ومخاطبة الجمهور‬
‫في بداية كل عرض‪ ،‬وعقب كل استراحة‪.‬‬
‫و في العصر الليزابيثي ‪ ،‬قاد شكسبير فرقته التي عرفت باسم فرقة الجلوب‬
‫و قد فعل موليير نفس الشئ مع فرقته ‪.‬‬
‫و قد ظهر تأثير المخرج كعنصر منفصل و مؤثر في المسرح عام ‪، 1874‬‬
‫حين قام الدوق جورج الثاني‪،‬دوق ساكس ميننجن )إحدى الدوقيات الساكسونية(‬
‫بجولة في دول أوربا مع فرقته المسرحية ‪ .‬و خلل هذه الجولة ‪ ،‬حرصت الفرقة‬
‫على إبراز و توضيح القيمة الفنية لعمل المخرج أمام الفرق المسرحية المختلفة ‪ .‬و‬
‫قبل هذه الجولة بست سنوات ‪ ،‬كان الدوق يطبق مبادئ الخراج الساسية ‪ ،‬التي ل‬
‫تزال مستخدمة حتى الن و إن دخلت عليها بعض التعديلت ‪ .‬هذه المبادئ شملت ‪:‬‬
‫عمل بروفات مكثفة ‪ ،‬تشجيع الداء التمثيلي الجماعي ‪ ،‬مراعاة الدقة في الملبس‬
‫و الديكورات المستخدمة بحيث تتمشى مع السياق التاريخي للحداث ‪ ،‬ضرورة أن‬
‫يتحلى المخرج برؤية خاصة و سيطرة تامة على كل جوانب النتاج ‪ ،‬و الهتمام‬
‫بالتفاصيل الدقيقة ‪.‬‬
‫و كما قلنا سابقا ‪ ،‬فإن الممارسات و الساليب الخراجية التي اتبعها الدوق‬
‫جورج الثاني ل تزال محل التطبيق حتى الن ‪ .‬فالمخرج يتولى مسئوليتين‬
‫أساسيتين ‪:‬‬
‫‪ -1‬تنفيذ رؤيته الشاملة‬
‫‪ -2‬قيادة الخرين نحو تحويل النص المكتوب الي عمل حي على خشبة المسرح‪.‬‬
‫و كي يتمكن المخرج من الضطلع بهاتين المسئوليتين ‪ ،‬فعليه أن يستقر‬
‫على التأويل الذي يتبناه للنص المكتوب ‪ ،‬و أن يتعاون مع المؤلف ) إن أمكن (‪ ،‬و‬
‫مصممي الملبس والضاءة و الديكور‪ ،‬وكذا الفنيين في تخطيط العمل المسرحي ‪،‬‬
‫و أن يختار فريق الممثلين المشاركين في العمل و يقود البروفات بإلضافة إلي‬
‫تنسيق كل هذه العناصر حتى يصل بالعمل إلي شكله النهائي ‪.‬‬
‫و كي يتمكن المخرج من الستقرار على التأويل المناسب للنص ‪ ،‬فإن‬
‫المخرج عليه أن يحلل السكربيت كي يضع يده على بناء المسرحية و المغزى من‬
‫ورائها‪ .‬فبدون ذلك ‪ ،‬لن يتسنى للمخرج أن يختار التأويل المناسب‪.‬و عليه أيضا أن‬
‫يستخلص الثيمة الساسية التي تدور حولها المسرحية ‪،‬وأن يفهم جوانب كل‬
‫شخصية من شخصيات المسرحية ‪ .‬كما يجب أن يكون المخرج قادرا على وضع‬
‫تصور للجو العام للمسرحية ‪ ،‬و أن يكون قادرا على ترجمة هذا التصور على‬
‫مستوى الديكور و استغلل الفضاء المسرحي ‪.‬‬
‫و أخيرا ‪ ،‬يجب أن يكون المخرج قادرا على رؤية المسرحية على‬
‫المستويين المادي و اللفظي ‪.‬‬
‫قبل مرحلة البروفات ‪ ،‬يجتمع المخرج مع المصممين ) الضاءة ‪،‬‬
‫الملبس ‪ ،‬الديكور ‪ (....‬و في هذه المرحلة ‪ ،‬ل يقتصر دور المخرج على شرح‬
‫رؤيته الخاصة و توضيحها و لكنه يمتد للستماع الي أفكار باقي الفنانين ‪ .‬وعادة‬
‫ما ينتهي هذا الحوار البداعي بالتوصل إلي حل وسط أفضل بكثير من الرؤية‬
‫الفردية الصلية ‪.‬و ذلك لن الفكار البداعية للمخرج في تفاعلها مع الفكار‬
‫البداعية لباقي الفنانين تنتج رؤية أشمل ‪.‬‬
‫و في هذه المرحلة ‪،‬قد يكون لدى المخرج متطلبات خاصة ‪ ،‬و من ثم تكون‬
‫هذه الجتماعات فرصة مناسبة لطرح هذه المتطلبات على المصممين‪ .‬وفي هذه‬
‫المرحلة أيضا ‪ ،‬يجب أن يكون المخرج على وعي بنوعية الضاءة التي تتناسب مع‬
‫طبيعة العمل ‪.‬‬
‫و في مرحلة اختيار الممثلين ‪ ،‬يجب أن يكون المخرج على وعي بالسمات‬
‫البدنية لكل شخصية ‪ .‬فل بد أن يتوائم الشكل الخارجي مع طبيعة الشخصية ‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬شخصية فولستاف في مسرحية " زوجتان مرحتان من وندسور " ل‬
‫يمكن أن يقوم بها ممثل نحيل ‪.‬‬
‫و بشكل عام ‪ ،‬لبد أن يكون هناك نوع من التناغم بين الشخصيات المختلفة‬
‫في المسرحية ‪.‬‬
‫ففي كتابه ‪ :‬المسرح ‪ ،‬يصف روبرت كوهين بعض السمات التي يبحث عنها‬
‫المخرج في الممثل في أغلب الحوال ‪- :‬‬
‫" مع الخذ في العتبار المتطلبات الخاصة للمسرحية ‪ ،‬فإن المخرج عادة ما يوجه‬
‫اهتماما خاصا لحد أو كل المواصفات التالية ‪ :‬خبرة الممثل و تدريباته ‪ ،‬السمات‬
‫الشكلية ‪ ،‬ملئمته لنوع المسرحية ‪ ،‬قدرته على تجسيد أحد شخصيات المسرحية ‪،‬‬
‫سماته الشخصية و مدى تلئمها مع النص المكتوب ‪ ،‬قدرته على فهم المسرحية‬
‫وسياقها ‪ ،‬الحضور المسرحي ‪ ،‬إنجازاته السابقة ‪ ،‬سلوكياته و اتجاهاته بشكل عام‬
‫‪ ،‬مدى تعاونه مع الخرين ‪ ،‬درجة جاذبيته كشخص سيتعامل معه عن قرب على‬
‫مدار الربعة – العشرة أسابيع القادمة ‪.‬‬
‫و يذكر أن مرحلة اختبار الممثلين هي أكثر المراحل استغراقا للوقت‪ .‬و يحب‬
‫أن يكون المخرج فيها منظما إلي أقصى درجة ‪ .‬في هذه المرحلة ‪ ،‬يختبر المخرج‬
‫قدرة الممثل على الداء في الفضاء المسرحي و الوقت ‪ .‬ويعرف الفضاء المسرحي‬
‫"بأنه المساحة المخصصة للتمثيل و الديكورات" ‪ ،‬أما الوقت فيعرف بأنه "مدة‬
‫العمل و ديناميكياته" ‪ .‬ويجب على المخرج أن يفهم الممثل الذي أمامه بدقة و أن‬
‫يتعامل مع احتياجاته ‪.‬‬
‫و يميل المخرجون الي اتباع خطوات معينة أثناء البروفات ‪ .‬في البداية ‪،‬‬
‫يطلب المخرج من الممثلين أن يقرأوا النص كامل ‪ .‬هذه القراءة تتيح للمخرج‬
‫فرصة مناقشة رؤيته ‪ ،‬دوافع الشخصيات ‪ ،‬التأويل الذي يساعد على رؤية‬
‫شخصياتهم بوضوح و فهم ‪.‬‬
‫بعد ذلك ‪ ،‬يقوم المخرج برسم حركة الممثلين ‪ ،‬و يوضح لهم كيفية‬
‫الدخول ‪ ،‬و الخروج و الوضاع المختلفة على خشبة المسرح ‪ .‬و ترتبط حركة‬
‫الممثل على خشبة المسرح عادة بوضع الشخصية و دوافعها ‪.‬‬
‫أما الخطوة التالية ‪ ،‬فتتمثل في توضيح التفصيلت الدقيقة مما يساعد كل‬
‫ممثل على اكتشاف الشخصية التي يؤديها ‪ .‬و يرتبط بهذه الخطوة تفسير الحوار‬
‫الذي تقوله كل شخصية ‪ .‬و في هذه الثناء ‪ ،‬ينشغل المخرج أيضا باليقاع و يعمل‬
‫على تحقيق تنوع في درجة السرعة ‪ .‬فإذا كان اليقاع العام شديد البطء ‪ ،‬يؤثر ذلك‬
‫بالسلب على الحدث المسرحي و يجعله ممل وكئيبا ‪ .‬أما إذا كان اليقاع سريعا‬
‫جدا ‪ ،‬فلن يتمكن الجمهور من متابعة ما يجري بسبب كم المعلومات الهائل الذي‬
‫ينهمر عليهم ‪.‬‬
‫و حين يتمكن كل ممثل من حفظ دوره ‪ ،‬لدرجة أنه يترك الورق جانبا و‬
‫يسترسل في الحوار الذي حفظه عن ظهر قلب ‪ ،‬تدخل البروفات في مرحلة أعلى‬
‫من مراحل التطور ‪.‬‬
‫و مع تقدم البروفات ‪ ،‬يبدأ المخرج في النتقال بالممثلين من مشهد إلي آخر‬
‫مما يعطي الممثلين إحساسا بالستمرارية و التتابع ‪ .‬وفي هذه المرحلة ‪ ،‬فإن‬
‫المخرج عادة ما يبتعد تماما عن مقاطعة الممثلين و إنما يلجأ إلي تسجيل ملحظاته‬
‫على أدائهم لمناقشتهم فيها بعد انتهاء هذه المشاهد ‪.‬‬
‫أما في بروفات التكنيك ‪ ،‬فعادة ما تظهر جميع العناصر من تمثيل ‪ ،‬ديكور ‪،‬‬
‫صوت و إضاءة ‪ .‬و إلي جانب بروفات التكنيك ‪ ،‬هناك بروفات الملبس و المكياج ‪.‬‬
‫و ينتهي عمل المخرج تماما مع أول ليلة عرض ‪ .‬و أفضل ما يمكن للمخرج‬
‫أن يفعله حينئذ‪ ،‬هو أن يجلس في صفوف المتفرجين ‪ ،‬و يتابع معهم العرض ‪.‬‬
‫أشهر المخرجين في العالم ‪-:‬‬
‫آن بوجارت )الوليات المتحدة المريكية (‬
‫برتولد برخت )ألمانيا (‬
‫لوسيان بورجيلي )لبنان(‬
‫يوجينو باربا ) الدنمارك ‪ ،‬ايطاليا (‬
‫بيتر برووك ) بريطانيا ‪ ،‬قدم معظم أعماله في فرنسا (‬
‫ريتشارد فورمان ) الوليات المتحدة المريكية (‬
‫جرزي جروتسكي )بولنده(‬
‫بيتر هول )بريطانيا (‬
‫نيكولس هيتنز )بريطانيا (‬
‫إيليا كازان ) الوليات المتحدة المريكية (‬
‫روبرت ليبدج )كندا(‬
‫ديفيد ماميت )الوليات المتحدة المريكية (‬
‫فيسفولد مييرهولد )التحاد السوفيتي (‬
‫جوناثان ميللر )بريطانيا(‬
‫آريان مينوشكين )فرنسا(‬
‫ميكا نيكولس )الوليات المتحدة (‬
‫آلن شنايدر )الوليات المتحدة (‬
‫بيتر سيلرز ) الوليات المتحدة (‬
‫لي ستراسبرج) الوليات المتحدة (‬
‫جولي تمور ) الوليات المتحدة (‬
‫روبرت ويلسون ) الوليات المتحدة (‬
‫فؤاد عوض )فلسطين(‬

‫أساليب الخراج ‪:‬‬


‫بشكل عام ‪ ،‬يمكن القول إن أي مخرج عادة ما يتبنى واحدا أو أكثر من أساليب الخراج التالية ‪-:‬‬
‫المخرج الديكتاتور ‪-:‬‬
‫في هذا السلوب ‪،‬يكون للمخرج دور شديد الحزم ‪ ،‬و يسيطر على جميع عناصر العمل المسرحي ‪.‬‬
‫يمسك بزمام البروفات و ل يعطي للممثل أي فرصة للتعبير عن رأيه ‪.‬‬
‫المخرج المتفاوض ‪:‬‬
‫في هذا السلوب ‪ ،‬يركز المخرج في البروفات على الرتجال و الحلول الوسط ‪ ،‬مستخدما أفكار فريق‬
‫العمل و الممثلين لتقديم عمل مسرحي في جو من الديمقراطية ‪.‬‬
‫المخرج المبدع ‪:‬‬
‫حيث يرى المخرج نفسه فنانا مبدعا يتعامل مع عناصر العمل المسرحي سواء الممثلين ‪ ،‬المصممين‬
‫‪،‬فريق النتاج ‪ .‬يستمع هذا المخرج لراء الممثلين‪ ،‬و تكون له الكلمة النهائية في تقبل بعضها دون الخر وفي‬
‫كيفية تضافر الفكار ‪.‬‬
‫المخرج المقارن ‪:‬‬
‫في هذا السلوب ‪ ،‬يكون المخرج في حالة حوار متواصل و نقاش دائم مع الممثلين و فريق النتاج‬
‫حول التأويلت و القرارات‪ .‬و من تبادل الراء ‪ ،‬يستقر المخرج في النهاية على الشكل المثل ‪.‬‬
‫و يستخدم عدد كبير من المخرجين المعاصرين مزيجا من هذه الساليب ؛ في ضوء طبيعة النص ‪ ،‬و‬
‫نوعية فريق العمل ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬لديبرا برووك‬


‫ترجمة رحاب الخياط‬

‫المقال نشر في جريدة مسرحنا )جريدة أسبوعية( ‪.‬مارس ‪2009‬‬


‫‪ .‬الخراج المسرحي‬

‫لئن كان المخرج‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬وافسسدا ً حسسديثا ً علسسى المسسسرح‪،‬‬


‫فان منزلته في المسرح الحديث فسسي عمليسسة عسسرض النسسص‬
‫الحي على المسرح ل يسسسبقها فسسي الهميسسة سسسوى منزلسسة‬
‫المؤلف‪ .‬وهذه حقيقة يتأكد صدقها بنوع خاص في مسسسرح‬
‫الهواة‪ ،‬حيث يكاد المخسسرج يكسسون "المحسسترف" الوحيسسد فسسي‬
‫هذا الميدان‪ ،‬بسسل حسستى فسسي مسسسارح بسسرودواي‪ ،‬وإن كسسانت‬
‫بعض السماء أمثال دافيد بيلسكو‪ ،‬وتيرون جاثري‪ ،‬وإيليسسا‬
‫كازان‪ ،‬قد أحرزت صيتا ً لم يحرزه من قبل سوى المؤلفين‬
‫ونجوم التمثيل‪.‬‬

‫وترجع لفظسسة مخسسرج مسسن الناحيسسة التاريخيسسة‪ ،‬إلسسى النصسسف‬


‫الثاني من القرن التاسسسع عشسسر الميلدي‪ ،‬وإن وجسسد دائم سا ً‬
‫من يتولى القيام بأعباء بعض الوظائف التنفيذية المعينة‪.‬‬

‫ففسسي اليونسسان القديمسسة كسسان هسسذا الشسسخص‪ ،‬فسسي غسسالب‬


‫الحيسسان‪ ،‬هسسو المؤلسسف‪ ،‬وفسسي إنجلسسترا كسسان أبسسرز ممثلسسي‬
‫الفرقسسة‪ .‬وعسسرف الزمسسن أشخاص سا ً آخريسسن‪ ،‬تفسساوتت بينهسسم‬
‫نسب النجاح‪ ،‬تولوا مهمة الشراف على التدريبات وتقسسديم‬
‫المسرحية على خشبة المسرح‪ .‬غير أن فكرة المخرج هسسي‬
‫في الواقع وليدة القسسرن العشسسرين الميلدي‪ ،‬وهسسو يسسسمي‬
‫في أوروبا "الريجسير"‪.‬‬

‫إلى الن لم يبت فيمن يستحق أن يدعي بلقب أول مخسسرج‬


‫في التاريخ‪ ،‬إذ ليس ثمسسة بدايسسة محسسددة مفسساجئة‪ ،‬كمسسا هسسي‬
‫الحال فسي معظسم الشسسياء‪ ،‬لكسسن بسرز اسسم "دوق سسساكس‬
‫ميننج "‪ ،‬ذلك الهاوي الملسسوكي السسذي ظهسسرت فرقتسسه لول‬
‫مسسرة بإخراجهسسا السسدقيق فسسي برليسسن فسسي أول مسسايو عسسام‬
‫‪1874‬م‪ .‬وكان يتشسسدد فسسي مراعسساة النظسسام‪ ،‬ولسسذلك كسسانت‬
‫فترة التدريبات المسرحية للممثلين عنده طويلة‪ .‬ولم يكن‬
‫بفرقته نجوم‪ ،‬إذ كانت كل الدوار فسسي عرفسسه مهمسسة‪ ،‬وقسسد‬
‫أخضع المناظر والضاءة والملبسسس والماكيسساج والملحقسسات‬
‫للتخطيسط السدقيق‪ ،‬وامستزجت جميعهسا فسي إطسار التمثيسل‬
‫العام‪.‬‬

‫وقد ظهر في أواخر القرن التاسسسع عشسسر وطليعسسة القسسرن‬


‫العشرين الميلديين عدد كبير من أعلم المخرجيسسن‪ ،‬ففسسي‬
‫بسساريس أضسسفي "أنسسدريه أنطسسوان" علسسى المسسسرح طبيعسسة‬
‫جديدة‪ ،‬وبساطة وعقيدة بمسرحه الحسسر‪ .‬وفسسي ألمانيسسا ثسسم‬
‫أمريكا أسهم "مسساكس رينهسسارت" ‪1943 - 1873‬م بنمسساذج‬
‫إخراجية تجمع بيسسن المخيلسسة والتسسأثير المسسسرحي والبهسسار‪.‬‬
‫وفسسي أمريكسسا سسسعت الشسسهرة إلسسى "دافيسسد بيلسسسكو ‪David‬‬
‫‪ "Belasco‬السسذي عسسرف مؤلفسسا ً ثسسم مخرجسسا ً مسسسرحيا ً يصسسل‬
‫بالواقعية إلى مستويات لم تكن بعد ممكنة‪ .‬ولتحقيق هسسذه‬
‫الغايسسة وضسسع نظام سا ً دقيق سا ً لفسسترة طويلسسة مسسن التسسدريبات‬
‫تتضمن التوافق الشامل بين عناصر العرض كافة‪.‬‬

‫لكن مع كل هذا فقد ظهرت النظريات الخراجية المختلفة‬


‫كلها من روسيا‪ ،‬ولعل أعظم المخرجين الروس قاطبة هسسو‬
‫"كونسسستانتين ستانسلفسسسكي" ‪1938 - 1863‬م‪ .‬السسذي‬
‫احتضن المسرح مشبعا ً بالهواية‪ ،‬مثله في ذلسسك مثسسل رائده‬
‫دوق ساكس ميننجن‪ ،‬بعسسد أن ضسساق ذرع سا ً برخسسص أسسساليب‬
‫المسرح التجاري وضحالتها‪.‬‬

‫تكاد معظم مبادئ ستانسلفسكي في الخسسراج المسسسرحي‬


‫تتلقى مع دوق ميننجن أو تسسذهب إلسسى أبعسسد منهسسا‪ ،‬فبينمسسا‬
‫كسسان السسدوق يجسسري التسسدريبات لمسسدة خمسسسة أسسسابيع‪ ،‬عمسسد‬
‫ستانسلفسكي إلى إطالة فترة التدريبات لتصل إلى تسعة‬
‫أشهر‪ ،‬أو تبلغ العامين في مسرحية هساملت‪ .‬وفسي مسسرح‬
‫موسكو تحولت الدوار الصغيرة إلى أدوار مهمة‪ ،‬فكان من‬
‫شعارات المسرح الساسية "ل شسسيء اسسسمه أدوار صسسغيرة‬
‫ولكسسن هنالسسك فقسسط ممثلسسون صسسغار"‪ ،‬ومسسن ثسسم كسسان كبسسار‬
‫النجسسوم‪ ،‬بمسسن فيهسسم ستانسلفسسسكي نفسسسه كسسثيرا ً مسسا‬
‫يظهسسرون فسسي أدوار ثانويسسة‪ .‬وكسسان السسولء للنسسص دون أي‬
‫اعتبار للنجاح الشخصي للممثل على أسسساس "علسسى المسسرء‬
‫أن يحب الفن‪ ،‬ل أن يحسب نفسسه فسي الفسسن"‪ ،‬لسسذلك تميسز‬
‫مسرح موسكو بالولء الجماعي‪.‬‬

‫وعلى النقيض من هسسذه الجهسسود الجماعيسسة وهسسذا السسسلوب‬


‫الطسسبيعي لسسدى ستانسلفسسسكي نجسسد أعمسسال فسسسفولود‬
‫ميرهولد ‪1940 - 1874‬م‪ ،‬أحسسد تلمسسذة "ستانسلفسسسكي"‬
‫النابهين الذي تبرم بهدوء مسسسرح موسسسكو الفنسسي وتحكمسسه‬
‫الطسسبيعي‪ ،‬فانفصسسل عنسسه ليختسسط لنفسسسه نظامسسا ً مغسسايرا ً‬
‫خلصسسته أن المسسسرح ليسسس مجسسرد محاكسساة شسساحبة للحيسساة‪،‬‬
‫وإنمسسا هسسو شسسيء أكسسثر عظمسسة وأعمسسق تعسسبيرا ً مسسن الحيسساة‬
‫نفسها‪.‬‬

‫ولم يكن منهج "ميرهولسسد" فسسي الخسسراج بأقسسل ثوريسسة مسسن‬


‫أسلوبه في العرض‪ .‬كان يمثل الدكتاتور‪ ،‬أو الفنان الخارق‬
‫الذي تنبع منه جميع الفكار‪ .‬وكسسانت عبسسارته المسسأثورة فسسي‬
‫التدريبات "راقب ما أفعل وقسسم بمحاكسساتي"‪ .‬وهكسسذا كسسانت‬
‫كل الدوار من ابتكار هذا المخرج صسساحب المنهسسج الخسساص‪،‬‬
‫أمسسا الممثلسسون فتقتصسسر مهمتهسسم علسسى المحاكسساة وكسسان‬
‫مسسرحه لمعسًا؛ لنسه هسو نفسسه كسان لمعسًا‪ ،‬ولكنسسه عنسدما‬
‫انقضى‪ ،‬انقضى كذلك مسرحه من بعده‪.‬‬

‫ومع ذلك فحتى في روسيا ل نجد صفوة يتميزون بأسلوب‬


‫محدد‪ ،‬فمخرج مثل "يوجين فاختانجوف" ‪1922 - 1883‬م‪،‬‬
‫كان ينزع إلى وضع وسط فيرتكز فسسي عملسسه علسسى الصسسدق‬
‫الداخلي العميسسق فسسي التمثيسسل‪ ،‬وهسسو مسسن مميسسزات مسسسرح‬
‫موسكو الفني‪.‬‬

‫لمسسا كسسان للمخسسرج كسسل هسسذه الهميسسة سسسواء فسسي المسسسرح‬


‫المحترف‪ ،‬أو أكثر أهمية فسسي مسسسرح الهسسواة كسسونه محسسرك‬
‫العمل المسرحي بمكوناته المختلفة التي يستغلها المخسسرج‬
‫المحترف لخدمة النص‪ ،‬مثل السسديكور والضسساءة المسسسرحية‬
‫والملبسسس والموسسسيقى‪ ،‬كسسون المخسسرج يمثسسل كسسل هسسذه‬
‫الهمية خاصة في المسرح الحديث‪ ،‬فقد اتجه التفكير إلى‬
‫إنشاء مدارس لتعليم فن الخراج‪ ،‬غير أن المر يختلف هنا‬
‫عسسن تعليسسم أي مهنسسة آخسسرى‪ ،‬حيسسث إن للبسسداع الفكسسري‬
‫الفطري للمخرج واستعداده وحبه لهسسذا اللسسون مسسن الفسسن‪،‬‬
‫أمرا ً ل يجب إنكاره أو تجاوزه‪ .‬لذا لم يكن التدريب المباشر‬
‫كفيل ً بتحويل أي كائن من كان إلى مخسسرج‪ .‬وللمخسسرج عسسدة‬
‫أدوار فسسي العمسسل المسسسرحي‪ :‬لسسه دور الفنسسان‪ ،‬ولسسه دور‬
‫المعلسسم السسذي يسسدرب الممثليسسن علسسى القسسراءة‪ ،‬ولسسه دور‬
‫الداري‪ .‬وتقسسول الحقيقسسة البسسسيطة إنسسه ل بسسد أن يوجسسد‬
‫النسسسان السسذي يلقسسن أحيان سا ً إنسسسانا ً آخسسر شسسيئا ً وهسسذا هسسو‬
‫المخسسرج المسسسرحي‪ .‬ويسسذكر "جورشسساكوف" فسسي كتسساب‬
‫"ستانسلفسكي مخرجًا"‪ ،‬كيف كان ستانسلفسكي يعسسرف‬
‫فرقة مسرح الفسسن بموسسسكو بمهزلسسة فرنسسسية غريبسسة عسسن‬
‫منهجهم‪ ،‬فكان يقرأ ويمثل كل دور ليساعد الممثلين على‬
‫فهسسم طبيعسسة المسسسرحية‪ .‬وهسسذه سسسابقة توضسسح أسسسلوب‬
‫التلقين‪.‬‬

‫مقاطع للباور‬
‫عناصرفن المسرح ‪ :‬الممثلون ‪ ،‬النص المسرحي ‪ ،‬و الجمهور‪ .‬والمخرج‬
‫هو الشخص المنوط به ربط جميع عناصر العمل المسرحي مع بعضها البعض من‬
‫خلل رؤيته الخاصة كي تتحقق النتيجة المرجوة‪.‬‬

‫مبادئ الخراج الساسية‬


‫عمل بروفات مكثفة ‪ ،‬تشجيع الداء التمثيلي الجماعي ‪ ،‬مراعاة الدقة في‬
‫الملبس و الديكورات المستخدمة بحيث تتمشى مع السياق التاريخي للحداث ‪،‬‬
‫ضرورة أن يتحلى المخرج برؤية خاصة و سيطرة تامة على كل جوانب النتاج ‪ ،‬و‬
‫الهتمام بالتفاصيل الدقيقة ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫فالمخرج يتولى مسئوليتين أساسيتين‬


‫‪ -1‬تنفيذ رؤيته الشاملة‬
‫‪ -2‬قيادة الخرين نحو تحويل النص المكتوب الي عمل حي على خشبة المسرح‪.‬‬

‫و كي يتمكن المخرج من أداء هذه المسؤليات عليه أن يتعاون مع المؤلف‬


‫و مصممي الملبس والضاءة و الديكور‪ ،‬وكذا الفنيين في تخطيط العمل‬
‫المسرحي ‪ ،‬و أن يختار فريق الممثلين المشاركين في العمل و يقود البروفات‬
‫بإلضافة إلي تنسيق كل هذه العناصر حتى يصل بالعمل إلي شكله النهائي‪.‬‬

‫‪ ،‬يجب أن يكون المخرج على وعي‬ ‫مرحلة اختيار الممثلين‬


‫بالسمات البدنية لكل شخصية‬
‫يصف )روبرت كوهين ( بعض السمات التي يبحث عنها المخرج في الممثل في‬
‫أغلب الحوال ‪- :‬‬
‫" مع الخذ في العتبار المتطلبات الخاصة للمسرحية يراعى المخرج مقومات‬
‫مثل خبرة الممثل و تدريباته ‪ ،‬السمات الشكلية ‪ ،‬ملئمته لنوع المسرحية ‪ ،‬قدرته‬
‫على تجسيد أحد شخصيات المسرحية ‪ ،‬سماته الشخصية و مدى تلئمها مع النص‬
‫المكتوب ‪ ،‬قدرته على فهم المسرحية وسياقها ‪ ،‬الحضور المسرحي ‪ ،‬إنجازاته‬
‫السابقة ‪ ،‬سلوكياته و اتجاهاته بشكل عام ‪ ،‬مدى تعاونه مع الخرين ‪ ،‬درجة‬
‫جاذبيته كشخص سيتعامل معه عن قرب ‪.‬‬
‫في هذه المرحلة ‪ ،‬يختبر المخرج قدرة الممثل على الداء في الفضاء‬
‫المسرحي و الوقت ‪ .‬ويعرف الفضاء المسرحي "بأنه المساحة المخصصة للتمثيل‬
‫و الديكورات" ‪ ،‬أما الوقت فيعرف بأنه "مدة العمل و ديناميكياته" ‪ .‬ويجب على‬
‫المخرج أن يفهم الممثل الذي أمامه بدقة و أن يتعامل مع احتياجاته ‪.‬‬

‫‪ .‬في البداية ‪ ،‬يطلب المخرج من الممثلين أن‬ ‫أثناء البروفات‬


‫يقرأوا النص كامل ‪ .‬هذه القراءة تتيح للمخرج فرصة مناقشة رؤيته ‪ ،‬دوافع‬
‫الشخصيات ‪ ،‬التأويل الذي يساعد على رؤية شخصياتهم بوضوح و فهم ‪.‬‬
‫الخطوة الثانية يقوم المخرج برسم حركة الممثلين‬ ‫أثناء البروفات‬
‫‪ ،‬و يوضح لهم كيفية الدخول ‪ ،‬و الخروج و الوضاع المختلفة على خشبة المسرح‬
‫‪ .‬و ترتبط حركة الممثل على خشبة المسرح عادة بوضع الشخصية و دوافعها ‪.‬‬
‫أما الخطوة الثالثة‪ ،‬فتتمثل في توضيح التفصيلت الدقيقة مما يساعد كل‬
‫ممثل على اكتشاف الشخصية التي يؤديها ‪ .‬و يرتبط بهذه الخطوة تفسير الحوار‬
‫الذي تقوله كل شخصية ‪.‬‬

‫و ينشغل المخرج أيضا باليقاع و يعمل على تحقيق تنوع في درجة‬


‫السرعة ‪ .‬فإذا كان اليقاع العام شديد البطء ‪ ،‬يؤثر ذلك بالسلب على الحدث‬
‫المسرحي و يجعله ممل وكئيبا ‪ .‬أما إذا كان اليقاع سريعا جدا ‪ ،‬فلن يتمكن‬
‫الجمهور من متابعة ما يجري بسبب كم المعلومات الهائل الذي ينهمر عليهم ‪.‬‬

‫الخطوة الرابعة حين يتمكن كل ممثل من حفظ دوره ‪ ،‬لدرجة أنه يترك‬
‫الورق جانبا و يسترسل في الحوار الذي حفظه عن ظهر قلب ‪ ،‬تدخل البروفات في‬
‫مرحلة أعلى من مراحل التطور ‪.‬‬

‫و مع تقدم البروفات ‪ ،‬يبدأ المخرج في النتقال بالممثلين من مشهد إلي آخر‬


‫مما يعطي الممثلين إحساسا بالستمرارية و التتابع ‪ .‬وفي هذه المرحلة ‪ ،‬فإن‬
‫المخرج عادة ما يبتعد تماما عن مقاطعة الممثلين و إنما يلجأ إلي تسجيل ملحظاته‬
‫على أدائهم لمناقشتهم فيها بعد انتهاء هذه المشاهد ‪.‬‬

‫بروفات التكنيك ‪،‬فيها تظهر جميع العناصر من تمثيل ‪ ،‬ديكور ‪ ،‬صوت و‬


‫إضاءة ‪ .‬و إلي جانب بروفات التكنيك ‪ ،‬هناك بروفات الملبس و المكياج ‪.‬‬
‫و ينتهي عمل المخرج تماما مع أول ليلة عرض ‪ .‬و أفضل ما يمكن للمخرج أن‬
‫يفعله حينئذ‪ ،‬هو أن يجلس في صفوف المتفرجين ‪ ،‬و يتابع معهم العرض ‪.‬‬
‫أساليب الخراج‬
‫بشكل عام ‪ ،‬يمكن القول إن أي مخرج عادة ما يتبنى واحدا أو أكثر من‬
‫أساليب الخراج التالية ‪-:‬‬
‫المخرج الديكتاتور ‪-:‬‬
‫في هذا السلوب ‪،‬يكون للمخرج دور شديد الحزم ‪ ،‬و يسيطر على جميع‬
‫عناصر العمل المسرحي ‪ .‬يمسك بزمام البروفات و ل يعطي للممثل أي فرصة‬
‫للتعبير عن رأيه ‪.‬‬
‫المخرج المتفاوض ‪:‬‬
‫في هذا السلوب ‪ ،‬يركز المخرج في البروفات على الرتجال و الحلول‬
‫الوسط ‪ ،‬مستخدما أفكار فريق العمل و الممثلين لتقديم عمل مسرحي في جو من‬
‫الديمقراطية ‪.‬‬
‫المخرج المبدع ‪:‬‬
‫حيث يرى المخرج نفسه فنانا مبدعا يتعامل مع عناصر العمل المسرحي‬
‫سواء الممثلين ‪ ،‬المصممين ‪،‬فريق النتاج ‪ .‬يستمع هذا المخرج لراء الممثلين‪ ،‬و‬
‫تكون له الكلمة النهائية في تقبل بعضها دون الخر وفي كيفية تضافر الفكار ‪.‬‬
‫المخرج المقارن ‪:‬‬
‫في هذا السلوب ‪ ،‬يكون المخرج في حالة حوار متواصل و نقاش دائم مع‬
‫الممثلين و فريق النتاج حول التأويلت و القرارات‪ .‬و من تبادل الراء ‪ ،‬يستقر‬
‫المخرج في النهاية على الشكل المثل ‪.‬‬
‫و يستخدم عدد كبير من المخرجين المعاصرين مزيجا من هذه الساليب ؛‬
‫في ضوء طبيعة النص ‪ ،‬و نوعية فريق العمل ‪.‬‬
‫عهد ولقاء اعانكم ال والى لقاء‬

‫‪-‬‬

You might also like