You are on page 1of 44

‫أثر العوامل الجتماعية في الدافع إلى إرتكاب‬

‫الجريمة‬
‫دراسة استطلعية من منظور اجتماعي على عينة‬
‫من المسجونين في المجتمع الردني‬

*
‫ أحمد الربايعة‬.‫د‬

Abstract

Feelings that crime has become a serious Phenomenon in Jordanian Society


have nowadays increased. The researcher has studied this phenomenon in order
to reveal if there is a connection between crime and the different social factors.
For this purpose he selected a random sample from prisoners in some of the
kingdom's prisons to collect data about this phenomenon through a
questionnaire.
After analyzing the data he concluded that there are certain unfavourable
economic and social conditions surrounding the individuals of the sample before
and through committing the crime. It was clear that these conditions have played
agreat role in leading them to commit criminal actions .These conditions are ‫؛‬
The law economic standard , the family conditions which are inappropriate for
sound social growth friends and companion groups closely connected with some
of the members of the family and through which they practised common
criminal deeds .
It was also clear that the backword physical environment in which the groups
individuals liver has also played a great par in leading them to practice criminal
behaviour.

. ‫ الجامعة الردنية‬،‫ كلية الداب‬،‫ قسم علم الجتماع‬،‫*استاذ مساعد‬

1
‫الملخص‬

‫لقد تزايدت احساسات الفئات الجتماعية المختلفة في هذه اليام بخطر‬


‫الجريمة في المجتمع الردني وبارتفاع معدلتها وقد تصدى الباحث لدراسة هذه‬
‫الظاهرة بهدف الكشف عما اذا كان هناك بالفعل علقة تبين الجريمة وبين القوى‬
‫والعوامل الجتماعية المختلفة وقد اختار لهذه الغاية عينة مسحية من‬
‫المسجونين في بعض سجون المملكة لجمع بيانات متعلقة بهذه الظاهرة عن‬
‫طريق صحيفة الستبانة وبعد تحليل البيانات توصل الباحث إلى أن هناك مجموعة‬
‫من الظروف الجتماعية غير الملئمة قد احاطت بأفراد العينة قبل وقوع‬
‫الجريمة وفي اثنائها وقد تبين أن هذه الظروف قد لعبت دورا ً في دفعهم إلى‬
‫ممارسة الجريمة وهذه الظروف هي المستويات القتصادية المتدنية والوضاع‬
‫السرية غير الملئمة في بعض الحيان للنمو الجتماعي السليم للفرد وجماعات‬
‫الصدقاء والرفاق الذين تربطهم ببعض أفراد العينة علقات وثيقة مارسوا‬
‫بمقتضاها افعال ً إجرامية مشتركة وقد تبين كذلك أن البيئة الطبيعية المتخلفة‬
‫التي يعيش فيها أفراد العينة قد لعبت هي الخرى دورا ً في دفعهم إلى ممارسة‬
‫السلوك الجرامي ‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫عرض تاريخي موجز ‪:‬‬

‫الجريمة ظاهرة إجتماعية عالمية ل يكاد يخلو منها أي مجتمع انساني وقد تنبه‬
‫الناس منذ القدم إلى اخطارها وآثارها السلبية على مسيرة الحياة الجتماعية‬
‫وعلى استقرار المجتمع وتوازنه وحأولوا إستخدام بعض الطرق والساليب‬
‫لمحاربتها ومنعها والوقاية منها غير أن اساليبهم في ذلك الوقت كانت ساذجة‬
‫وبسيطة تقوم معا ً على أسس ميثولوجية )اسطورية( وعلى معتقدات دينية بدائية‬
‫وعلى جزاءات إجتماعية معينة ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن المجتمع النساني قد توصل إلى وسائل وقوى ضبطية اكثر‬
‫تعبيرا ً عن ارادة المجتمع – كالقانون المكتوب مثل ً – ال أن اخطار الجريمة ما‬
‫زالت تتزايد يوما ً بعد يوم بعد أن شهد المجتمع النساني تحولت إجتماعية‬
‫واقتصادية وثقافية هائلة بل أن الجريمة اصبحت في بعض المجتمعات المتقدمة‬
‫كأمريكا مثل ً ظاهرة إجتماعية معقدة بحيث ينتظم المجرمون هناك في تنظيمات‬
‫ومؤسسات تخصصية لها كيانها المتميز‪. ((1‬‬
‫)* يعرف الباحث الجريمة اجرائيا ً لغراض هذه الدراسة بأنها كل فعل يعاقب عليه القانون السائد في‬
‫المجتمع موضوع الدراسة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وفي ضوء هذه الخطار فقد رأت حكومات الدول النامية والمتقدمة على حد‬
‫سواء أن هنالك حاجة ماسة إلى معالجة هذه الظاهرة والى الحد من إنتشارها‬
‫والوقاية منها وقد تنبه العلماء والدارسون المتخصصون إلى اهمية دراسة هذه‬
‫الظاهرة دراسة عملية موضوعية بهدف التعرف إلى دوافعها والوقوف على‬
‫القوى الكامنة وراءها وقد توصلت الدراسات إلى تعميمات ونماذج تفسيرية‬
‫متعددة وظهرت عدة نظريات حديثة لتفسير السلوك الجرامي بلغ عددها عدد‬
‫حقول البحث العلمي تقريبا‪.((2‬‬

‫فكل حقل للبحث العلمي قد ابتدع – على القل – نظرية واحدة لتفسير‬
‫الجريمة ‪ .‬وقد ترتب على ذلك أن تنوع البحث المبريقي لهذه المحأولت‬
‫التفسيريه ‪ .‬وجذب كل نظرية من هذه النظريات أتباعا ً ومؤيدين قدموا تفسيرات‬
‫وتبريرات عقلية ثبتت فاعليتها‪ ،‬وقدموا كذلك امثلة فردية للسلوك الجرامي من‬
‫النوع الذي يبدو أنه ينسجم مع معظم القضايا والمناهج الساسية للنظرية ‪.‬‬

‫وقد حأول مايكل نيتزل ‪ M. Nietzel‬تصنيف هذه النظريات إلى اربع فئات أساسية‬
‫تشتمل كل فئة على مجموعة من النظريات الفرعية‪ .‬وهي النظريات البيولوجية‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Michael Nietzel Crime and its Modification pergamon International library press N.Y.1979. P.49-50‬‬
‫)‪ (2‬إن أول نظرية ضمنية للجريمة كانت ترتكز على أساس ديني ففي خلل العصور الوسطى كانت‬
‫الجريمة تعزى الى تأثير الرواح الشريرة وكان السلوك الجرامي يفسر على ان انتهاك القانون الول‬
‫اكثر منه على انه انتهاك للقانون النساني وفي خلل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت الجريمة‬
‫تفسر على أساس المسؤولية الخلقية للشخص أنظر ‪.‬‬
‫‪Abdul-Jabbar Karim .Crime prevention . Al Maarif press Baghdad 1963. p.9.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪((3‬‬
‫والنظريات النفسية‪ ،‬والنظريات النفسية – الجتماعية ‪،‬والنظريات الجتماعية‬
‫‪.‬‬

‫ولما كانت دراستنا لدوافع الجريمة في المجتمع الردني تنطلق من منطلقات‬


‫إجتماعية بحته فإنه من المفيد أن نلقي نظرة عامة على المرتكزات الساسية‬
‫التي تقوم عليها النظريات الجتماعية في تفسير السلوك الجرامي ‪.‬‬

‫النظريات الجتماعية وتفسير السلوك الجرامي ‪:‬‬

‫ترتكز هذه النظريات في تفسيرها للسلوك الجرامي على إفتراضات متعددة‬


‫ولكن على الرغم من تعددها وتنوعها ال انها جميعها تفترض أن شروط الجرام‬
‫وظروفه الساسية توجد في البيئة الطبيعية والثقافية والجتماعية التي تحيط‬
‫بالفرد وينبعث من هذه البيئات مجموعة من العوامل الخارجية السابقة في‬
‫وجودها على الفرد وعلى أي فعل إجرامي تدفع الفرد إلى إرتكاب الجريمة‬
‫ويعتقد أصحاب هذا التجاه أن ظروف بعض الطبقات الجتماعية وبخاصة‬
‫الطبقات الدنيا والخصائص المميزة لبعض البنى السياسية والجغرافية والبيئية‬
‫هي التي تمارس تأثيرات سلبية على مجموعة كبيرة من الناس وترى معظم‬
‫النظريات الجتماعية أن هنالك مجموعة من المتغيرات تعمل على توحد‬
‫مجموعة من الفراد على شكل تجمعات سكانية يمكن أن تتعرض لخطر الجريمة‬
‫)‪ (3‬نقدم فيما يلي عرضا ً موجزا ً للمفاهيم الساسية التي تقوم عليها هذه النظريات‪:‬‬
‫أ‪ -‬النظريات البيولوجية ‪ :‬يتزعم هذا التجاه العالم اليطالي )لومبروزو( وترتكز آراؤه على قاعدة‬
‫إفتراضية – رفضت منذ وقت طويل – تقوم على أساس ان هنالك سمات بيولوجية محددة تميز‬
‫الشخص المجرم وعلى أساس امكانية انتقال الجريمة وراثيا ً غير ان بعض هذه النظريات لم تنكر اثر‬
‫العوامل البيئية والجتماعية في الدافع الى ارتكاب الجريمة ولم ينكرها لومبروزو وكذلك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬النظريات السيكولوجية )النفسية( ترتكز هذه النظريات على اعتقاد أساسي مؤداه ان الجريمة هي‬
‫نتاج اتجاهات الشخصية التي تشكلت بطرق مختلفة وانه من الممكن ان توجد هذه التجاهات او بعضها‬
‫عند الشخاص المجرمين الى حد ما وقد تفرعت هذه النظرية الى عدة نظريات فرعية لكل نظرية‬
‫فرعية منها وجهة نظر مستقلة فيما يتصل بالمبدأ الساسي للنظرية النفسية ككل وهو ان الجريمة نتاج‬
‫الشخصية غير السوية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬النظريات النفسية ‪ :‬الجتماعية ‪ :‬تقوم جميع التفسيرات النفسية – الجتماعية للجريمة بشكل عام‬
‫على أساس نظرية التعليم واكتساب خصائص السلوك الجرامي وتشتمل هذه النظريات على نظريات‬
‫فرعية يقوم بينها بعض الختلقات ‪.‬‬
‫د‪ -‬النظريات الجتماعية ‪ :‬تقوم هذه النظريات على تفسيرات متعددة ولكنها جميعها تفترض ان شروط‬
‫الجرام وظروفه الساسية توجد في البيئة الجتماعية والثقافية التي يعيش فيها الشخص المجرم‪= .‬‬
‫وللطلع على هذه النظريات وعلى فروعها بصورة تفصيلية يمكن للقارئ الكريم ان يطلع على كتب‬
‫علم الجرام ومن بين هذه الكتب المفيدة كتاب الجريمة في المجتمع للدكتور محمد عارف – مكتبة‬
‫النجلو المصرية – القاهرة ‪ 1975‬ومن الكتب الجنبية انظر ‪:‬‬
‫‪Michael Nietzel Crime and its Modification, op. p.p. 50-53.‬‬

‫‪4‬‬
‫في أي وقت ويقسم نيتزل النظريات الجتماعية إلى عدة نظريات فرعية وذلك‬
‫في ضوء المعايير والمتغيرات الساسية التي ترتكز عليها كل نظرية غير أن اهم‬
‫هذه النظريات هي النظريات البنائية ونظريات الثقافة الخاصة او الفرعية ‪.‬‬

‫أما النظريات البنائية فتؤكد على وجود نوع من الهتمامات الشخصية‬


‫والطموحات والقدرات والمواهب لدى بعض الفراد ولكن ل تتوفر لديهم فرص‬
‫لبراز هذه المواهب والقدرات بطرق شرعية مقبولة اجتماعيا ً فيتجهون لبرازها‬
‫بطرق غير شرعية فتتولد الجريمة ويظهر السلوك النحرافي وتؤكد التفسيرات‬
‫البنائية على أن الشروط الملئمة للفعل الجرامي تبرز من خلل التعارض بين‬
‫المال والطموحات التي يرغب في اشباعها وبين وسائل تحقيقها ‪ .‬ففي ظل هذه‬
‫الظروف يضطر الفرد إلى العتماد على الوسائل والطرق غير الشرعية لشباع‬
‫احتياجاته ومتطلباته الساسية ‪ ((4‬وهكذا فإن اصحاب هذا التجاه يفسرون‬
‫السلوك الجرامي بأنه نتاج الفتقار إلى المعايير الجتماعية وتضار بها ونتاج‬
‫التعارض فيما بين الطرق والوسائل الشرعية والطرق والوسائل غير الشرعية‬
‫عندما يكون شخص ما بصدد تحقيق بعض الهداف الثقافية العامة ويعتبر روبرت‬
‫ميرتون ‪ R.K.Merton‬من ابرز مؤيدي هذا التجاه‪ ،‬فقد صرح منذ ‪ 30‬عاما ً أن‬
‫المجتمعات الحديثة مثل الوليات المتحدة المريكية تركز على النجازات المادية‬
‫أي على تحصيل الثروة والمعرفة باعتبارها اهدافا ً أساسية من اجل الحصول على‬
‫مراكز إجتماعية مقبولة في نطاق القيم المريكية ولكنها ل تقدم سوى قليل من‬
‫الوسائل والطرق الشرعية للحصول على هذه النجازات ‪.‬‬

‫وان الفراد ذوي الدخل المنخفض الذين ينتمون غالبا ً إلى الطبقات الدنيا والى‬
‫جماعات عرقية معينة مثل الزنوج اكثر تعرضا ً لهذه الظاهرة‪ ((5‬وعلى الرغم من‬
‫أن أفكار )ميرتون( قد فصلت لملئمة ثقافة معينة كما يقول البعض وهي ثقافة‬
‫المجتمع المريكي ‪ ((6‬ال أنه من المناسب اختبارها في بعض المجتمعات النامية‬
‫خاصة وان هذه المجتمعات تشهد اليوم تحولت إجتماعية كبيرة وتغيرات سريعة‬
‫في ابنيتها الجتماعية وانساقها الثقافية التقليدية محأولة اللحاق بالمجتمعات‬
‫المتقدمة ‪.‬‬
‫وفيما يتصل بنظريات الثقافة الخاصة فإنها تفترض تنوعات في اتجاهات الناس‬
‫ويقوم هذا التنوع من الناحية الجتماعية على أساس تنوع المعتقدات‬
‫والطموحات والتوقعات ويتمسك اصحاب هذا التجاه بفكرة أساسية مؤداها أن‬

‫)‪(4‬‬
‫‪Michael Nietzel Crime and its Modification, op. p.p. 53-54.‬‬
‫انظر في هذا الصدد ايضا ً‬
‫‪Msrshall B. Clinard Sociology of Deviant Behavoir 3d edition, Rinhart and Winston, N.Y. 1968. P.5.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪OP.CIT.P.52 Msrahall B. Clinard Sociology of Devuant Behavour‬‬
‫)‪ (6‬المركز العربي للدراسات المنية والتدريب – الرياض – السجون مزاياها وعيوبها من وجهة النظر‬
‫العلمية ‪ 1981‬ص ‪) 67‬مقالة للدكتور حسن عيسى(‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫صراع المعايير الجتماعية الذي يولد السلوك الجرامي يعزى إلى الحقيقة التي‬
‫تقول أن هناك عدة طبقات إجتماعية وعدة جماعات إجتماعية تتمسك بنماذج‬
‫ثقافية تتعارض مع التشريعات والقوانين الخاصة ضد انماط معينة من الجريمة‬
‫وان نماذج السلوك غير الشرعية تتدعم وتتعزز بمعايير ثقافية فرعية تمارس‬
‫ضغوطا ً على الفرد فتدفعه باتجاه النحراف عن الثقافة العامة المقبولة اجتماعيا ً‬
‫وبعبارة اخرى فان أصحاب هذه النظرية يرون أن الثقافة الخاصة او الفرعية التي‬
‫تتولد من جراء التقاء بعض الفراد والجماعات الذين يتماثلون في مواجهة‬
‫مشكلت متشابهة هي التي تخلق لديهم الميل لممارسة الجريمة كنوع من الحل‬
‫للتغلب على مشكلتهم وينظر اصحاب هذا التجاه إلى الثقافة الخاصة او الفرعية‬
‫على أنه اسلوب متميز وطريقة خاصة للحياة يتبعها أفراد جماعة معينة في نطاق‬
‫مجتمع اكبر يتسم بوجود ثقافة عامة مشتركة وغالبا ً ما تتعارض هذه الثقافة‬
‫الخاصة مع الثقافة العامة المشتركة‪. ((7‬‬

‫غير أن اصحاب هذه النظريات الجتماعية الفرعية يعتقدون أن فقدان المعايير‬


‫الجتتماعية واضطرابها وظهور ثقافات فرعية تشجع على إرتكاب الجريمة هي‬
‫نتاج البيئة الجتماعية التي يعيش فيها الفرد ‪ .‬وهذا يعني أن الجريمة ل تنمو في‬
‫فراغ اجتماعي ويبدو أن علماء الجتماع الحصائي بشكل خاص قد اعتمدوا كثيرا ً‬
‫على هذه الفرضية عندما اكدوا في خططهم الخاصة بمنع الجريمة على اهمية‬
‫اعادة بناء الظروف القتصادية والجتماعية على أساس أن العملية الجرامية‬
‫تنبعث أساسا ً من عدم كفاءة الظروف القتصادية والجتماعية التي تؤثر على‬
‫شخصية الفرد فتدفعه إلى ممارسة السلوك الجرامي بصورة مباشرة او بصورة‬
‫غير مباشرة ‪.((8‬‬

‫لقد شغلت الظروف القتصادية والجتماعية للفراد والجماعات وعدم المساواة‬


‫الجتماعية اهتمام آخر من العلماء والمفكرين والمصلحين الجتماعيين ونسبوا‬
‫اليها كثيرا ً من المراض والعلل الجتماعية وفي مقدمتها ممارسة الجريمة وقد‬
‫اعتقد بعضهم أن المراض القتصادية والجتماعية في بعض البلدان المتطورة‬
‫كأمريكا مثل ً هي المسؤولة إلى حد كبير عن الجريمة وعن تزايد معدلتها ‪.‬وقد‬
‫اسهم عدد كبير من علماء القتصاد وآخرون غيرهم بمن فيهم علماء الجتماع‬
‫بدراسات متعددة لتوضيح اثر العوامل القتصادية وعدم المساواة الجتماعية في‬
‫تشكيل العوامل الساسية للنحراف والجريمة‪ ((9‬وفي إطار هذا التجاه فقد اكد‬
‫روبرت ودسن ‪ R. wodson‬أنه حيث تكون معدلت الجريمة مرتفعة تكون البنية‬
‫القتصادية ضعيفة ويتمثل هذا الضعف في إهمال المشاريع القتصادية الحيوية‬

‫)‪(7‬‬
‫المرجع السابق ص ‪. 68‬‬
‫)‪(8‬‬
‫‪Abdul Jabbar Karim Crime Prevention Al Maarif press Baghdad 1963. p.2.‬‬
‫)‪(9‬‬
‫‪Mardhall B.Clinard Sociology of Deviant Behavior, op.cit, p.141.‬‬

‫‪6‬‬
‫ونمو البطالة وتزايد معدلت الخراب وتدمير الشياء والممتلكات بسبب الفتقار‬
‫إلى الخدمات العامة والدعم المالي ويوضح جيفري ‪ Ray Jefferey‬أهمية العوامل‬
‫القتصادية في الدافع إلى إرتكاب الجريمة بقوله )أن المدخل الساسي للسيطرة‬
‫على الجريمة ومحأولة منعها او ضبطها له صلة قوية بما اصبح يعرف اليوم‬
‫بالتحليل القتصادي للجريمة(‪.((10‬‬

‫وتوضح بعض الدراسات التي اجريت في بلدان عربية اهمية العوامل القتصادية‬
‫والجتماعية في الدافع إلى إرتكاب الجريمة فالدراسة التي قام بها السيد عارف‬
‫العطار عن الجريمة في منطقة )الخالص( في العراق بينت أن التخلف الجتماعي‬
‫والقتصادي والجهل وتدني المستوى التعليمي للسكان في هذه المنطقة من اهم‬
‫العوامل التي ساعدت على إنتشار الجريمة هناك ‪((11‬وقد ربط الدكتور بدر الدين‬
‫بين الحداث السياسية والجتماعية والتاريخية التي مرت بها مصر منذ عام‬
‫‪ 1938‬وحتى عام ‪1977‬م وبين ارتفاع معدلت انماط معينة من الجرائم‬
‫‪(1‬‬
‫وانخفاض انماط اخرى حيث تميزت هذه الفترة بعدم الستقرار وسرعة التغير‬
‫‪ (2‬وفي هذا الطار فقد اشار الدكتور الخالدي إلى أن الظروف والعوامل‬
‫الجتماعية هي وراء ظاهرة الدمان على المسكر والتي اصبحت تنتشر على‬
‫نطاق واسع في المجتمع العربي ‪. ((13‬‬

‫وتبرز اهمية العوامل الجتماعية والقتصادية في الدافع إلى إرتكاب الجريمة من‬
‫أن المنظمة العربية للدفاع الجتماعي تولي اهمية خاصة للوقاية من الجريمة‬
‫بقدر الهمية التي توليها للجانب العلجي ويتمثل الجانب الوقائي عادة في توفير‬
‫الظروف الجتماعية والقتصادية والسياسية الملئمة والتي تشجع الفرد على‬
‫البداع والبتكار وتبعده عن مهاوي الرذيلة والجريمة وقد تزايد هذا الدليل لدى‬
‫المنظمة بعد أن تبين لها أن المنطقة العربية اصبحت مركزا ً عالميا ً رئيسيا ً من‬
‫مراكز الستثمار والقتصاد والمال وهذا ادى بدوره إلى )بروز انواع جديدة من‬
‫جرائم النصب والحتيال عن طريق المشروعات الوهمية وعن طريق تهريب‬
‫العملة وعن طريق انحرافات بعض العاملين بالحكومة بالرشوة والختلس‬
‫وتعاطي العملت والتلعب بالتصدير والستيراد( ‪.((14‬‬
‫)‪(10‬‬
‫‪Ray C .Jeffery Crime prevention Though Environment Design Sage publication Inc ,Beverly Hills London‬‬
‫‪1977 .p.314‬‬
‫)‪ (11‬عارف العطار الجرام في الخالص – نموذج للجرام الريفي في العراق مطبعة المعارف بغداد‬
‫‪ 1963‬ص ‪ 7‬وانظر كذلك عبد المير حسن الفراج الشرطي في العراق دراسة مقارنة جامعة بغداد‪،‬‬
‫بغداد ‪ 1981‬ص ‪. 136‬‬
‫)‪ (12‬المركز القومي للبحوث الجتماعية والجنائية المجلة الجنائية القومية مارس – يوليو العدد ‪2-1‬‬
‫المجلد ‪ 1979 22‬ص ‪.129‬‬
‫)‪ (13‬المركز العربي للدراسات المنية والتدريب بالرياض – الدمان على المسكر‪ ،‬سبل الوقاية والعلج‬
‫‪ 1981‬ص ‪.33-32‬‬
‫)‪ (14‬المنظمة العربية للدفاع الجتماعي ضد الجريمة المجلة العربية للدفاع الجتماعي العدد التاسع يناير‬
‫‪ 1980‬ص ‪. 237‬‬

‫‪7‬‬
‫ومن الظواهر الجتماعية التي لها صلة قوية بالمستويات القتصادية المتدنية‬
‫والتي تلعب بدورها دورا ً كبيرا ً في دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة هي ظاهرة‬
‫الفقر وغالبا ً ما يصنف علماء القتصاد الفقر على أنه مدخل اقتصادي أساسي في‬
‫تفسير الجريمة وصلة الفقر بالجريمة ليست صلة حديثة فمنذ فترة طويلة اكد‬
‫الفلسفة والمصلحون الجتماعيون على أن الفقر يلعب دورا ً مهما ً في دفع الفرد‬
‫إلى ممارسة الجريمة وقديما ً ايضا ً قال سقراط )أن الفقر هو ابو الثورة وابو‬
‫الجريمة( وحديثا ً قال كلرك أن جرائم الفقراء وجرائم الناس المسلوبي القوة‬
‫غالبا ً ما تكون بسبب السخط والكره اتجاه الغنياء وان الفقراء قد يحملون حمل ً‬
‫على ممارسة الجريمة من اجل توفير الغنى والثروة وهذا يعني أن ظروف الفقر‬
‫اللنسانية كما يقول كلرك هي التي تخلق من بين الفقراء من يتجه إلى ممارسة‬
‫الجريمة ‪.((15‬‬

‫وقد حأولت كثير من الدراسات التي اجريت في الونة الخيرة أن تبين أن الفقر‬
‫هو السبب الساسي في النحراف الجتماعي وربما تكون الدراسات التي قام بها‬
‫وليام بونجر ‪ w.Bonger‬من اهم الدراسات الحديثة التي تتبنى هذا التجاه وقد‬
‫حأول أن يثبت – عن طريق البحث والدراسة – أن الحالة العقلية للمجرمين ترجع‬
‫إلى النحطاط القتصادي من ناحية والى التفكك الطبقي من ناحية اخرى ‪ ((16‬غير‬
‫أن الدراسات التي قام بها بونجر اقتصرت على المجتمعات الوروبية فقط ‪.‬‬
‫ولذلك فإنه ليس من السهل تعميمها على مجتمعات اخرى تتمتع بخصائص‬
‫اقتصادية وإجتماعية مختلفة وقد حأولت احدى البحوث الحديثة أن تبين أن اغلب‬
‫(‬
‫الجانحين وغيرهم من المنحرفين ينتمون إلى طبقة الفقراء والعمال غير المهرة‬
‫‪. (17‬‬

‫وبالضافة إلى الظروف القتصادية والفقر فإن اصحاب النظريات الجتماعية‬


‫المختلفة يتحدثون عن قوى وظروف إجتماعية اخرى تشكل دوافع أساسية‬
‫لممارسة الجريمة مثل طبيعة الحياة الجتماعية في المدن وخصائصها اليكلوجية‬
‫والبيئية والتفكك السري بشكل عام وجماعات الصدقاء ورفاق السوء فبالنسبة‬
‫لظروف الحياة الجتماعية في المدن فإن علماء الجتماع يؤكدون أن المدينة‬
‫مكان مناسب لظهور المشكلت الجتماعية المختلفة بما فيها الجريمة ‪.‬‬
‫ويربطون بين هذه المشكلت وبين نمط الحياة الحضرية ‪ . ((18‬وهنالك دراسات‬
‫كثيرة اجريت في بلدان نامية وفي بلدان متطورة اشارت جميعها إلى أن‬

‫)‪(15‬‬
‫‪Ramsey Clark Crime in America Third printing seman and Schuster. N.Y.1970 pp. 36. 39.‬‬
‫)‪(16‬‬
‫محمود حسن السرة ومشكلتها دار المعارف بمصر ‪ 1977‬ص ‪. 59‬‬
‫)‪(17‬‬
‫محمود حسن المرجع السابق ص ‪.60 – 59‬‬
‫)‪(18‬‬
‫‪Stanley Seashore and H. Merreill, Management of Urban Crisis press N.Y.1971, p. 147‬‬

‫‪8‬‬
‫الجريمة تنتشر في المدن اكثر من إنتشارها في الريف ‪ .‬ففي الوليات المتحدة‬
‫فقد اشارت الدراسات إلى أن الجريمة تنتشر في المدن بمعدلت أعلى من‬
‫معدلتها في القرى ‪ .‬وفي الجزائر التي يشكل فيها الريفيون حوالي ثلثي السكان‬
‫وجد أن اكثر من ‪ %45‬من مجموع الفراد المجرمين ينتمون إلى مجتمعات‬
‫حضرية وان ‪ %35‬ينتمون إلى مجتمعات ريفية وان ‪ %20‬مجهولون‪ .((19‬وقد‬
‫طرح شميد فرضية لتفسير تزايد معدلت الجريمة في المدن مؤداها أن المدينة‬
‫تجذب المنحرفين من القرى‪.‬‬

‫غير أن الشواهد التي تدعم هذه الفرضية كما يقول كلينارد كانت قليلة ذلك لن‬
‫المهاجرين يهاجرون إلى المدن بسبب ظروف اقتصادية وليس لنهم منحرفون‬
‫ويطرح كلينارد بالمقابل فرضية اخرى ربما تكون اكثر قبول ً وتقوم على أساس‬
‫أن الحياء المتخلفة التي تزخر بها المدن عادة هي المسؤولة عن ارتفاع معدلت‬
‫الجريمة فيها ويستشهد كلينارد على ذلك بقوله )أن الدراسات التي تتبعت‬
‫الجرائم بأشكالها وبأنماطها المختلفة في المدينة تلو المدينة في اقطار مختلفة‬
‫من العالم قد توصلت إلى أن المجرمين يوجدون عادة وبصورة مستمرة وبنسب‬
‫مرتفعة في المناطق الكثر تخلفا ً في المدن ‪ ((20‬وقد تكون البيئة الطبيعية‬
‫المتدهورة في هذه الحياء وتدني مستويات الحياة القتصادية لسكانها واحتمال‬
‫قيام ثقافة خاصة فيها من بين اهم العوامل التي تشكل ميول ً قوية لدى بعض‬
‫الفراد في هذه الحياء لممارسة الجريمة ‪.‬‬

‫وفيما يتصل بتأثير الصدقاء ورفاق السوء على بعض الفراد ودفعهم إلى ممارسة‬
‫الجريمة فقد اشارت بعض الدراسات إلى أن هذه الظاهرة تنتشر في البلدان‬
‫المتطورة اكثر من إنتشارها في البلدان النامية فقد توصلت احدى نتائج المسح‬
‫القومي في امريكا إلى أن هنالك جرائم كثيرة نفذها اصدقاء انداد بصورة‬
‫مشتركة وتوصلت إلى أن النحراف الذي اصبح ينمو بصورة متزايدة يعود إلى‬
‫الدعم الذي يلقاه اعضاء هذه الجماعات من بعضهم بعضا ً وفي دراسات اخرى‬
‫في المجتمع المريكي قدر أن ما بين ‪ %90 -60‬من مجموع الفعال النحرافية‬
‫قد نفذتها جماعات الصدقاء بصورة مشتركة وهذا يعني أن معظم المنحرفين‬
‫يلقى القبض عليهم كفريق وهنالك من يفترض أن أولئك الذين لم يكن لهم‬
‫اصدقاء في اثناء القبض عليهم ربما يكون لكل واحد منهم رفيق او صديق واحد‬
‫على القل في بداية انحرافه وفي دراسة لحوالي ‪ 5480‬منحرفا ً في شيكاغو‬
‫تبين أن ‪ %81.8‬من الفراد الذين قدموا للمحاكمة كان لكل منهم رفيق واحد او‬
‫اثنان ‪. ((21‬‬
‫)‪(19‬‬
‫‪. Marshall Clinard op.cit.p.99-100‬‬
‫)‪(20‬‬
‫‪.Ibid, p.126‬‬
‫)‪(21‬‬
‫‪.Marshall Clinard, op. cit. pp. 230-231‬‬

‫‪9‬‬
‫وقد اضفى اصحاب النظريات الجتماعية اهمية كبيرة على الدور الذي تمارسه‬
‫السرة على اعضائها في تمثلهم للقيم الجتماعية او انحرافهم عنها باعتبارها‬
‫الجماعة الولية الولى التي تقوم بعملية التربية والتنشئة الجتماعية فإذا تخلفت‬
‫السرة عن القيام بهذا الدور على الوجه الكمل وبصورة ل تنسجم مع القيم‬
‫والمعايير الجتماعية السائدة فإن الفرد قد يتجه إلى ممارسة افعال إجرامية‬
‫وانحرافية مختلفة ولعل ظاهرة تعدد الزوجات وضعف سلطة الب او غيابها‬
‫لسبب من السباب وعدم وجود رقابة إجتماعية كافية على تصرفات أفراد‬
‫السرة او ممارسة احد أفراد السرة لفعال إجرامية من بين اهم القوى‬
‫والعوامل التي تؤدي إلى نوع من التفكك السري الذي قد يترتب عليه ممارسة‬
‫انواع معينة من الجرائم ‪.‬‬

‫وتحأول هذه الدراسة التي بين ايدينا أن تتخذ من هذه القوى والظروف‬
‫الجتماعية ذاتها متغيرات مستقلة لتبين فيما اذا كان هنالك علقة بين هذه‬
‫المتغيرات وبين ممارسة الجريمة في المجتمع الردني‪.‬‬

‫وهذه المتغيرات هي ‪:‬‬


‫أول ً ‪ :‬الظروف والوضاع القتصادية على نحو ما تشير اليه معدلت دخول الفراد‬
‫الذين مارسوا افعال ً إجرامية ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الظروف اليكلوجية وبخاصة ظروف البيئة الطبيعية التي يقطنها الفرد‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬جماعات الصدقاء او رفاق السوء‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬الوضع السري ‪.‬‬
‫ويعتقد الباحث أن المجتمع الردني يمر في هذه اليام بتحولت اقتصادية‬
‫وإجتماعية كبيرة قد يكون لها تأثير كبير على درجة التماسك الجتماعي والسري‬
‫وعلى درجة تمسك الناس بالقيم والمعايير الجتماعية التقليدية ‪ .‬ولعل المشاريع‬
‫النمائية والنشائية المختلفة التي قامت بها الحكومة وتلك التي ما تزال تقوم بها‬
‫اكبر دليل على هذه التحولت التي طرأت على بنية المجتمع الردني ‪ ((22‬ويبدو أن‬
‫نصيب المدن من هذه المشاريع يزيد كثيرا ً عن نصيب الريف ‪ ((23‬المر الذي جعل‬

‫)‪ (22‬انظر تفصيلت ذلك في المجلس القومي للتخطيط الخطة الخمسية التقرير السنوي تموز ‪1978‬‬
‫ص ‪. 24-1‬‬
‫)‪ (23‬المرجع السابق ص ‪ 2‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المدن الردنية موئل ً لعداد كبيرة من العمال الجانب من جهة ومحط انظار‬
‫الريفيين الردنيين من جهة اخرى ‪ ((24‬ولن الحياء المتخلفة من المدن هي‬
‫المكان الملئم الذي يتجه اليه المهاجرون عادة "سواء من داخل القطر او من‬
‫خارجه" للسكن فيه بسبب اليجار الرخيص من جهة او لن اقاربهم الذين‬
‫سبقوهم في الهجرة إلى المدن يتجهون عادة للستقرار فيه فإن هذه الحياء‬
‫تصبح بيئة مناسبة لظهور ثقافات فرعية مختلفة وقد تصطبغ الثقافات الفرعية‬
‫في هذه المناطق بصبغة خاصة تدفع اصحابها إلى ممارسة الجريمة خاصة وان‬
‫هنالك دراسات كثيرة تشير إلى أن هذه المناطق يسكنها المجرمون بصورة‬
‫رئيسية‪ ((25‬وتؤكد هذه الدراسات أن الناس الذين يقطنون في هذه المناطق "أي‬
‫الحياء المتخلفة يتميزون عادة بالفقر الشديد والتفكك السري وفقدان‬
‫المعاييرواضطرابها‪.‬‬
‫فكأن هنالك علقة بين هذه الظروف مجتمعة وبين الجريمة وهكذا نجد أنه على‬
‫الرغم من أن التحولت القتصادية تهدف بصورة أساسية إلى رفع مستوى الحياة‬
‫الجتماعية والمعيشية للسكان ال أنه يصحبها في الغالب مشكلت إجتماعية‬
‫وبخاصة في المناطق الحضرية وقد تكون الجريمة هي اظهر هذه المشكلت‬
‫واكثرها بروزا ً واشدها خطرا ً ‪.‬‬

‫وبما أن المجتمع الردني يشهد تحولت اقتصادية وإجتماعية فإلى أي مدى تشكل‬
‫هذه الظروف القتصادية والجتماعية دوافع لرتكاب الجريمة ؟أن الجريمة‬
‫ظاهرة إجتماعية خطرة تهدد امن المجتمع واستقراره وتعرقل حركة نموه‬
‫النتاجي ولذلك فإن الواجب يقضي بمحاربتها والعمل على الحد من إنتشارها‬
‫وذلك عن طريق التعرف إلى دوافعها والقوى الكامنة وراءها وليس هنالك من‬
‫سبيل لتحقيق ذلك سوى الدراسة العلمية الموضوعية وهو ما تتصدى له هذه‬
‫الدراسة ‪.‬‬
‫ولما كانت هذه الدراسة تنطلق من منطلق اجتماعي في تفسير الجريمة فإنها‬
‫تهدف إلى الجابة على تساؤلت معينة بصدد تأثير متغيرات إجتماعية محددة في‬
‫دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة في المجتمع الردني وهذه التساؤلت هي‪:‬‬
‫هل تلعب الظروف القتصادية المتدنية دورا ً في ممارسة الجريمة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫هل هنالك علقة بين خصائص البيئة الطبيعية التي يقطنها الفرد‬ ‫‪.2‬‬
‫وبين الميل إلى ممارسة الجريمة؟‬

‫)‪(24‬‬
‫وزارة العمل التقرير السنوي ‪ 1984‬ص ‪. 45‬‬
‫)‪(25‬‬
‫‪Ernest Burges and Donald Bogue Urban Sociology , The University of Chicago 1970. pp. 292 – 299‬‬
‫* هذه الدراسة جزء من دراسة شاملة عن الجريمة في المجتمع الردني ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ما هو حجم الدور الذي تلعبه جماعات الصدقاء والرفاق في دفع‬ ‫‪.3‬‬
‫الفرد إلى إرتكاب الجريمة؟ وهل تلعب الخصائص الديموجرافية لهذه‬
‫الجماعات دورا ً واضحا ً في تزايد الميل نحو الجريمة؟‬
‫هل يشكل البناء السري في بعض الحيان ظروفأ ً ملئمة لممارسة‬ ‫‪.4‬‬
‫الجريمة ؟‬
‫ها هي الظروف ؟‬
‫ويفترض الباحث في هذا الصدد إفتراضات محددة توجه هذه الدراسة ‪:‬‬
‫الفتراض الول ‪ :‬أن معدلت الدخول المنخفضة كمؤشر أساسي للمستويات‬
‫القتصادية المتدنية عامل أساسي في دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة ذلك لن‬
‫معدلت الدخول المنخفضة ل تمكن الفرد من اشباع احتياجاته المتعددة ولذلك‬
‫فإنه قد يتجه في بعض الحيان إلى إستخدام طرق غير شرعية لشباعها ‪ .‬وتنتشر‬
‫هذه الظاهرة اكثر ما تنتشر في الحياء الشعبية من المدن نظرا ً لن الفراد‬
‫الذين يقطنون في هذه الحياء غالبا ً ما يكونون اكثر معاناة من الدخول المنخفضة‬
‫واشد تأثرا ً بها في ميلهم إلى ممارسة الجريمة ‪.‬‬

‫الفتراض الثاني ‪ :‬هنالك علقة قوية بين خصائص البيئة الطبيعية المتخلفة‬
‫وبين تزايد الميل إلى ممارسة الجريمة وفي ضوء هذا التصور فإنه من المحتمل‬
‫أن يتجه الفراد الذين يقطنون في الحياء الشعبية من المدن إلى ممارسة‬
‫الجريمة اكثر من الفراد الذين يقطنون في الحياء الخرى ذلك لن افتقار هذه‬
‫الحياء إلى معظم الخدمات والتسهيلت الجتماعية المختلفة وتدني المستويات‬
‫الصحية وخصائص البيئة الفيزيقية المختلفة بالضافة إلى معدلت الدخول‬
‫المنخفضة تشكل لدى بعض الفراد ضغوطا ً معينة تدفعهم إلى ممارسة الجريمة ‪.‬‬

‫الفتراض الثالث ‪ :‬أن جماعات الصدقاء او الرفاق يلعبون دورا ً بارزا ً في‬
‫التأثير على بعضهم بعضا ً لممارسة الجريمة وبخاصة عندما يتماثلون في مواجهة‬
‫مشكلت متشابهة حيث تنشأ لديهم ثقافة فرعية خاصة تشكل بالنسبة لهم حلول ً‬
‫جماعية لمواجهة مشكلتهم المشتركة ‪ .‬وغالبا ً ما تتركز هذه الحلول على‬
‫إستخدام طرق غير شرعية لحل مشكلتهم فتنشأ الجريمة ويتولد السلوك‬
‫النحرافي‪.‬ويفترض الباحث أن جماعات الصدقاء والرفاق ينتمون غالبا ً إلى فئات‬
‫عمرية ومستويات تعليمية وفئات مهنية متشابهة ‪.‬‬
‫الفتراض الرابع ‪:‬تسود في السرة في بعض الحيان ظروف معينة قد تشكل‬
‫مناخا ً ملئما ً لممارسة الجريمة واهم هذه الظروف وفاة رب السرة وتعدد‬
‫الزوجات وما ينجم عنه في بعض الحيان من انفصال بعض أفراد السرة عن‬
‫أسرة التوجيه وتورط بعض أفراد السرة في افعال انحرافية ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المجال المكاني والجتماعي لهذه الدراسة ‪:‬‬

‫تشمل هذه الدراسة مختلف نماذج التجمعات البشرية التي يتألف منها المجتمع‬
‫الردني وذلك عن طريق اختيار عينة مسحية من السجون تمثل مختلف‬
‫محافظات المملكة وتقسيماتها الدارية ومناطقها الجغرافية ذلك لن السجون‬
‫تمثل مجال ً اجتماعيا ً ومكانيا ً أساسيا ً لجمع بيانات عن الجرمة وبما أن السجون‬
‫توجه عادة في تجمعات بشرية حضرية فقد اشتملت صحيفة الستبيان الخاصة‬
‫بجمع بيانات عن الجريمة على اسئلة يتحدد بموجبها نوع التجمع البشري الذي‬
‫ينتمي إليه المسجون سواء أكان ريفيا ً أم حضريا ً أم بدويا ً أم مخيما ً ‪.‬‬

‫منهج الدراسة والدوات المستخدمة في جمع البيانات‬

‫استخدم الباحث في دراسته لهذه الظاهرة المنهج الوصفي التحليلي مع الستعانة‬


‫بالطرق والساليب الحصائية المعروفة وينهض المنهج الوصفي التحليلي على‬
‫وصف الظاهرة موضوع الدراسة كما هي موجودة في الواقع بإستخدام ادوات‬
‫ووسائل ملئمة لجمع المعلومات والبيانات المتصلة بها ثم تحليل البيانات‬
‫واكتشاف العلقات القائمة بين المتغيرات التي يفترض أن لها صلة قوية في‬
‫صياغة هذه الظاهرة وتشكيلها على النحو الذي هي عليه ‪.‬‬

‫وفيما يتصل بالدوات والطرق التي استخدمها الباحث في جمع البيانات فقد‬
‫استخدم صحيفة الستبيان التي اشتملت على مجموعة من السئلة لها صلة‬
‫أساسية بدوافع الجريمة من منظور العينة مثل العمر الحالة الزوجية مستوى‬
‫التعليم المهنة واشتملت على اسئلة تحدد نماذج التجمعات البشرية التي ينتمي‬
‫اليها أفراد العينة وعلى اسئلة تصف الخدمات والمرافق العامة والتسهيلت‬
‫الجتماعية المختلفة المتوافرة فيها ثم اشتملت على اسئلة تحدد الوضع‬
‫القتصادي لفراد العينة من خلل معدات الدخول واشتملت كذلك على اسئلة‬
‫تتعلق بالوضع السري من حيث عدد أفراد السرة وحجم الوحدات السكنية التي‬
‫تسكنها كل أسرة وفيما اذا كان الوالدان متوفين او فيما اذا كان احدهما متوفى‬
‫وفيما اذا الوالد تعدد الزوجات وفيما اذا كان احد اعضاء السرة قد تورط في‬
‫ممارسة افعال إجرامية ذلك لن البيانات المتعلقة بهذه السئلة قد تكشف عن‬
‫حجم الدور الذي قد تمارسه السرة في دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة‬
‫واشتملت صحيفة الستبيان كذلك على اسئلة تتعلق بالكشف عن دور الصدقاء‬
‫والرفاق في تشكيل ثقافة فرعية تشجع على ممارسة الجريمة وبالضافة إلى‬

‫‪13‬‬
‫ذلك كله فقد اشتملت صحيفة الستبيان على سؤال صريح خاص بالدوافع‬
‫الصريحة لممارسة الجريمة ‪.‬‬
‫وقد خضعت صحيفة الستبيان لختبار تجريبي مسبق على عينة من المسجونين‬
‫في بعض سجون المملكة وذلك بهدف التحقق من كفاءة السئلة ومدى ملءمتها‬
‫لغراض هذه الدراسة واهدافها وقد ترتب على هذا الختبار أن اجريت تعديلت‬
‫طفيفة على بعض السئلة إلى أن استقرت على الوضع الذي هي عليه واصبحت‬
‫منسجمة مع أغراض هذه الدراسة وقد كان للزيارات الستطلعية التي قام بها‬
‫الباحث لمجتمع الدراسة ولقاءاته المتكررة مع الداريين في ادرات السجون‬
‫فائدة كبيرة في تصميم صحيفة الستبانة ‪.‬‬

‫العينة *‬

‫ة على مراحل ‪ .‬فقد اختار في البداية عينة عمدية‬ ‫ة مسحي ً‬‫لقد اختار الباحث عين ً‬
‫من السجون تمثل محافظات المملكة ومناطقها الدارية والجغرافية فقد اختار‬
‫سجنا ً واحدا ً في كل محافظة وفي ضوء هذا المعيار فقد اختار السجون المركزية‬
‫في كل من عمان واربد والسلط والكرك ومعان ‪ .‬وتمثل هذه السجون‬
‫المحافظات الخمس التي تتألف منها المملكة ونظرا ً لتوفر القيود والسجلت‬
‫الرسمية فقد اختار الباحث عينة عشوائية منتظمة من السجناء المحكومين في‬
‫كل سجن من السجون الخمسة ‪ .‬ولما كان سجن عمان المركزي يضم حوالي‬
‫‪ %76‬من مجموع السجناء في هذه السجون الخمسة فقد اختار الباحث ‪%10‬‬
‫من مجموع السجناء في هذا السجن واختار ‪ %25‬من مجموع السجناء في كل‬
‫سجن من السجون الخرى وبموجب إستخدام هذا السلوب فقد بلغ حجم العينة‬
‫التي جمعت منها البيانات المطلوبة )‪ (150‬مسجونا ً موزعة على النحو الذي‬
‫يتضمنه الجدول رقم )‪. (1‬‬

‫الجدول رقم )‪ (1‬توزيع أفراد العينة بحسب السجون الخمسة‬

‫العينة‬ ‫عدد المسجونين المحكومين‬ ‫اسم السجن‬


‫المسحوبة‬
‫‪84‬‬ ‫‪840‬‬ ‫سجن عمان‬
‫‪29‬‬ ‫‪116‬‬ ‫سجن اربد‬
‫‪18‬‬ ‫‪72‬‬ ‫سجن السلط‬
‫‪9‬‬ ‫‪36‬‬ ‫سجن الكرك‬

‫‪14‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪40‬‬ ‫سجن معان‬
‫‪150‬‬ ‫‪1104‬‬

‫خصائص العينة ‪ :‬كشفت البيانات أن أفراد العينة يتميزون بالخصائص العمرية‬


‫والمهنية والتعليمية التالية ‪:‬‬
‫الخصائص العمرية اقل من ‪) – 30 ،(%3.47) – 20 ،(%0.7) 20‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ 50 ،(%20) – 40 ،(%24.7‬فما فوق )‪. (%7.3‬‬
‫الخصائص التعليمية ‪ :‬يقرأ ويكتب ‪ %17.3‬اقل من التوجيهي )‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ ،(%39.7‬توجيهي )‪ ،(%‬جامعي )‪. (%10‬‬
‫الخصائص المهنية ‪ :‬موظف )‪ ،(%19.3‬تاجر )‪ ،(%6.7‬عامل )‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ ،(%60‬مزارع )‪ ،(%8‬طالب )‪ ،(%1.3‬عاطل عن العمل )‪. (%4.7‬‬
‫هذا وتقضي خطتنا في هذه الدراسة أن نعرض البيانات الخاصة بالمتغيرات‬
‫والظروف الجتماعية والقتصادية التي ترتكز حولها الدراسة ثم نعقد بعد ذلك‬
‫مناقشة عامة لهذه البيانات في نهاية العرض ‪.‬‬

‫الظروف والوضاع القتصادية ‪:‬‬

‫تعتبر معدلت دخول الفراد من اهم المعايير والمؤشرات التي يمكن العتماد‬
‫عليها في تحديد مستوياتهم القتصادية وفي ضوء هذا المعيار فقد كشفت‬
‫البيانات التي تضمنها الجدول رقم )‪ (2‬أن غالبية أفراد العينة معدلت دخولهم‬
‫منخفضة فقد تبين أن ‪ %44.4‬من حجم العينة تقل معدلت دخولهم عن ‪100‬‬
‫دينار اردني شهريا ً وان ‪ %22.3‬تتراوح معدلت دخولهم ما بين )‪(149 - 100‬‬
‫دينارا ً شهريا ً وهذا يعني أن ‪ %66.7‬من حجم العينة تقل معدلت دخولها كثيرا ً‬
‫عن الرقم القياسي لتكاليف المعيشة التي بلغت ‪ %184.5‬دينارا ً للفرد في‬
‫السنة في عام ‪ . ((26 1976‬ومنذ ذلك التاريخ وحتى هذا العام ‪ 1987‬والردن‬
‫يشهد ارتفاعا ً متزايد في السعار وفي تكاليف المعيشة دون أن يرافق ذلك زيادة‬
‫موازية في الدخل‪ ،‬مما يشير إلى أن غالبية العينة ل يتمتعون بمستوى معيشي‬
‫ملئم يوفر الحياة الكريمة ‪.‬‬
‫)‪ (26‬يوسف عبد الحق ‪ :‬التخطيط والتنمية القتصادية في الردن رسالة دكتوراه منشورة جامعة عين‬
‫شمس ‪ 1979‬ص ‪ 160‬وقد احتسب معدل الدخل الفردي لفراد العينة الذين تقع معدلت دخولهم ما‬
‫بين اقل من ‪ 100‬دينار و ‪ 149‬دينار بتقسيم مجموع دخولهم على معدل عدد اعضاء السرة والذي بلغ‬
‫‪ %6.7‬فرد حسب احصائية عام ‪ . 1979‬حيث بلغ حوالي ‪ 135‬دينارا ً في السنة ‪.‬‬
‫بينما بلغ معدل الدخل الفردي في الردن في عام ‪ 1985‬حوالي ‪ 689‬دينارا ً انظر ‪ :‬وزارة الصحة ‪.‬‬
‫التقرير الحصائي السنوي لعام ‪ ،1985‬ص ‪. 14‬‬

‫‪15‬‬
‫وقد بين أن توزيع أفراد العينة على فئات الدخل المختلفة التي تضمنها الجدول‬
‫رقم )‪ (2‬يسير بصورة منتظمة بمعنى أن تركز أفراد العينة في فئات الدخل‬
‫المنخفضة يتخذ شكل ً منتظما ‪.‬‬

‫الجدول رقم )‪ (2‬توزيع أفراد العينة بحسب معدل الدخل الشهري‬


‫بالدينار الردني‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫فئات الدخل‬


‫‪44.4%‬‬ ‫‪64‬‬ ‫اقل من ‪ 100‬دينار‬
‫‪22.3%‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪149 – 100‬‬
‫‪33.3%‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪ 150‬فما فوق‬
‫‪100%‬‬ ‫‪144‬‬ ‫المجموع‬

‫الفرضية ‪ OH‬توزيع أفراد العينة على فئات الدخل المختلفة هو توزيع منتظم ‪.‬‬
‫الخطوات ‪ :‬تقسيم عدد أفراد العينة على فئات الدخل = ‪. 48‬‬
‫القيمة المحتسبة ل ح ‪= 2(48 - 48) + 2(48 - 32) + 2(48 - 64) =2 2‬‬
‫‪512‬‬
‫‪144‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪144‬‬

‫القيمة المحتسبة ل ح ‪3.555 = 2‬‬

‫القيمة الجدولية ل ح ‪ 2‬مع ص = ‪ 0.05‬مع درجتين حرية = ‪5.991‬‬

‫الستنتاج ‪ :‬بما أن القيمة المحتسبة ل ح ‪ 2‬اقل م القيمة الجدولية فإننا نقبل‬


‫الفرضية‬

‫‪16‬‬
‫وربما يكون هنالك علقة بين انخفاض الدخل وتدني المستويات القتصادية ويبن‬
‫ارتفاع معدلت الجريمة بدافع الفقر‪ .‬فقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول‬
‫رقم )‪ (3‬أن دافع الفقر هو اقوى دافع في إرتكاب الجريمة‪ .‬حيث بلغت ‪%28.6‬‬
‫وليس هنالك شك في أن الفقر هو انعكاس للمستويات القتصادية المتدنية‪.‬‬

‫الجدول رقم )‪ (3‬توزيع أفراد العينة بحسب الدافع إلى الجريمة‬

‫العدد‬ ‫دوافع الجريمة‬


‫‪28.6‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الفقر‬
‫‪2.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الشهوة‬
‫‪9.0‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الشعور بالظلم‬
‫‪8.0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫النتقام‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اللذة‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫متاعب الحياة‬
‫‪14.6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫التهور والطيش‬
‫‪10.0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الصدقاء‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫القارب‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تقليد الخرين‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الوصول إلى مركز‬
‫اجتماعي‬
‫‪20.0‬‬ ‫‪30‬‬ ‫غير ما ذكر‬
‫‪100%‬‬ ‫‪150‬‬ ‫المجموع‬

‫‪17‬‬
‫وهذا الدافع أي دافع الفقر ينسجم إلى حد كبير مع انماط معينة من الجرائم التي‬
‫ارتكبها بعض أفراد العينة مثل اعطاء شيك بدون رصيد والختلس والرشوة‬
‫والسرقة حيث بلغت نسبة مرتكبي هذه الجرائم ‪ %31.1‬انظر الجدول رقم )‪. (4‬‬

‫الجدول رقم )‪ (4‬توزيع أفراد العينة بحسب نمط الجريمة‬

‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫نمط الجريمة‬


‫‪6.6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ -1‬شيك بدون رصيد‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ -2‬اخلل بالمن‬
‫‪1.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -3‬زنا‬
‫‪0.7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -4‬نصب واحتيال‬
‫‪8.7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪-5‬اختلس‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ -6‬تهريب‬
‫‪3.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -7‬رشوة‬
‫‪11.4‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ -8‬هتك عرض‬
‫‪10.0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ -9‬فرار من الخدمة‬
‫العسكرية‬
‫‪12.4‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ -10‬سرقة‬
‫‪22.7‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪ -11‬قتل‬
‫‪14.0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ -12‬تعاطي المخدرات‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ -13‬ايذاء اجسام الخرين‬
‫‪0.7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -14‬تزوير‬

‫‪18‬‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ -15‬جرائم اخرى‬
‫‪100%‬‬ ‫‪150‬‬ ‫المجموع‬

‫ويبدو أن الفقر ليس فقرا ً ماديا ً فقط بل قد يكون نفسيا ً واجتماعيا ً ايضا ً بمعنى‬
‫أن الشخص قد يعد نفسه فقيرا ً حتى وان كان دخله مرتفعا ً نسبيا ً ما دام هذا‬
‫الدخل ل يشبع كل احتياجاته ول يوفر له المن النفسي والجتماعي فهنالك نسبة‬
‫عالية من أفراد هذه الفئة التي اجابت بأن الفقر هو دافعها الساسي في إرتكاب‬
‫الجريمة تحصل على معدلت دخول مرتفعة نسبيا ً انظر الجدول رقم )‪ (5‬وهذا‬
‫يطرح مسألة مهمة وهي نسبية مفاهيم الفقر )سنزيد هذه المسألة توضيحا ً في‬
‫تحليلنا للنتائج( ‪.‬‬

‫الجدول رقم )‪ (5‬توزيع أفراد العينة بحسب دوافع الفقر‬


‫ومعدل الدخل الشهري بالدينار الردني‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫معدل الدخل‬


‫الشهري‬
‫‪27.9‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اقل من ‪ 100‬دينار‬
‫‪20.9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪149 – 100‬‬
‫‪37.2‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪249 – 150‬‬
‫‪14.0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 250‬فما فوق‬
‫‪100%‬‬ ‫‪43‬‬ ‫المجموع‬

‫الفتراض ‪ OH‬توزيع أفراد العينة الذين مارسوا الجريمة بدافع الفقر على فئات‬
‫الدخل المختلفة هو توزيع منتظم ‪.‬‬

‫قيمة ح ‪ 2‬المحتسبة = )‪2(10.75 - 16) + 2(10.75 - 9) + 2(10.75 – 12‬‬


‫= ‪48‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪1.116‬‬

‫‪19‬‬
‫القيمة الجدولية )الحدية( ل ح ‪ 2‬مع = ‪ 0.5‬وثلث درجات حرية = ‪. 7.815‬‬
‫الستنتاج ‪ :‬بما أن القيمة المحتسبة ل ح ‪ 2‬اقل من القيمة الجدولية فإننا نقبل‬
‫الفرضية وهذه النتيجة تؤيد ما ذهبنا اليه وهو أن الفقر ليس مفهوما ً كميا ً وانما هو‬
‫مفهوم اجتماعي ونفسي وثقافي فقد يكون معدل دخل الشخص مرتفعا ً نسبيا ً‬
‫ولكنه ل يشبع كل احتياجاته ول يحقق كل ما يصبو اليه تحقيقه ولذلك يعتبر نفسه‬
‫فقيرا ً ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬التجمعات البشرية التي تنتمي اليها أفراد العينة ‪:‬‬


‫أن التجاه العام للبيانات التي يتضمنها الجدول رقم )‪ (6‬تشير إلى أن الجريمة‬
‫تنتشر في المدن اكثر من إنتشارها في التجمعات البشرية الخرى مما يشير إلى‬
‫أن الجريمة ظاهرة حضرية بدرجة أساسية‪.‬‬

‫الجدول رقم )‪ (6‬توزيع أفراد العينة بحسب نوع التجمع البشري‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫نوع التجمع البشري‬


‫‪66.6‬‬ ‫‪100‬‬ ‫مدينة‬
‫‪23.0‬‬ ‫‪36‬‬ ‫قرية‬
‫‪8.0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫مخيم‬
‫‪1.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بادية‬
‫‪100%‬‬ ‫‪150‬‬ ‫المجموع‬

‫ومع أن هناك احتمال ً بأن تزايد معدلت الجريمة في المدن يعود إلى تزايد الضبط‬
‫الجتماعية والرقابة الجتماعية التي تقوم بها اجهزة المن بصورة أساسية ال أن‬
‫الظروف الجتماعية المحيطة بسكان المدن وبخاصة هؤلء الذين يقطنون في‬
‫الحياء الشعبية تجعلنا نميل إلى القول بأن المدينة توفر مناخا ً ملئما ً لظهور‬
‫الجريمة اكثر من البيئات الجتماعية القروية والبدوية فقد اشارت البيانات التي‬
‫تضمنها الجدول رقم )‪ (7‬إلى أن أفراد العينة يتركزون في الحياء الشعبية من‬

‫‪20‬‬
‫‪((27‬‬
‫‪.‬انظر الجدول رقم )‬ ‫المدن اكثر منه في الحياء الراقية او المتوسطة الرقي‬
‫‪. (7‬‬

‫الجدول رقم )‪ (7‬توزيع أفراد العينة الحضرية بحسب نوع الحي‬

‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫نوع الحي في‬


‫المدينة‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫راقي‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫وسط‬
‫‪84‬‬ ‫‪84‬‬ ‫شعبي‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬
‫وقد اشارت البيانات إلى أن ما يزيد على ثلث حجم العينة الحضرية بقليل تفتقر‬
‫إلى معظم الخدمات الساسية مثل العيادات الصحية والمياه والمدارس ووسائط‬
‫النقل ‪ .‬انظر الجدول رقم )‪. (8‬‬
‫الجدول رقم )‪ (8‬توزيع أفراد العينة الحضرية بحسب توفير الخدمات‬

‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫هل تتوفر في هذا‬


‫الحي‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫أ‪ -‬كل الخدمات‬
‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ب‪ -‬معظم الخدمات‬
‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ج‪ -‬جزء قليل منها‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫وقد تبين كذلك أن سكان الحياء الشعبية يفتقرون إلى هذه الخدمات اكثر من‬
‫سكان الحياء الخرى ‪ .‬انظر الجدول رقم )‪. (9‬‬
‫)‪ (27‬نقصد بالحياء الشعبية تلك الحياء التي تتميز بعدم انتظام مساكنها وكثرة ازقتها وانتشار الروائح‬
‫الكريهة فيها وافتقارها الى الخدمات والمرافق العامة وارتفاع كثافتها السكانية وتتميز هذه المناطق‬
‫بأنها امكنة للفقراء والمهاجرين بسبب اليجار الرخيص فيها ومثلها في عمان وادي الحدادة أما الحياء‬
‫الراقية فهي التي يقطنها الغنياء عادة وتتميز بقلة كثافتها = السكانية وانتظام مساكنها ونظافة‬
‫شوارعها وتوفر الخدمات والمرافق العامة فيها مثل جبل عمان في مدينة عمان أما الحياء الوسطى‬
‫فهي التي تجمع بين خصائص الحياء الراقية والحياء الشعبية مثل اجزاء من جبل عمان وجبل‬
‫الحسين ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الجدول رقم )‪(9‬‬

‫شعبي‬ ‫وسط‬ ‫راقي‬ ‫نوع‬ ‫الخدما‬


‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫الحي‬ ‫ت‬
‫‪%‬‬
‫‪34.5‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪83.3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫كل الخدمات‬
‫‪%‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪16.7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫معظم الخدمات‬
‫‪23.8‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫جزء منها‬
‫‪%‬‬
‫‪41.7‬‬
‫‪%‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المجموع‬

‫اثر جماعات الصدقاء في الدافع إلى إرتكاب الجريمة‬

‫اضافة إلى أن ‪ %10‬من حجم العينة ككل اجابوا بأن الصدقاء قد لعبوا دورا ً في‬
‫تشجيعهم على ممارسة الجريمة فقد اشارت البيانات كذلك إلى أن ‪ 53‬مسجونا ً‬
‫أي ما نسبته ‪ %35‬تقريبا ً من حجم العينة قد مارسوا افعالهم الجرامية‬
‫بالشتراك مع الصدقاء والقارب ‪ .‬وقد بلغ عدد من مارس الجريمة منهم‬
‫بالشتراك مع الصدقاء )‪ (49‬شخصا ً أي ما نسبته ‪ %92.5‬وبلغ عدد من يمارس‬
‫الجريمة بالشتراك مع اقارب لهم )‪ (4‬اشخاص أي ما نسبته ‪ %7.5‬ويبدو أن‬
‫العمر يلعب دورا ً كبيرا ً في الدافع إلى ممارسة الجريمة بالشتراك بينما لم تلعب‬
‫المتغيرات الخرى مثل المهنة ومستوى التعليم ونوع التجمع البشري أي دور‬
‫واضح في هذا المجال فعندما افترضنا أن هنالك نوعا ً من النتظام في توزيع‬
‫الفراد الذين مارسوا الجريمة بالشتراك على الفئات العمرية المختلفة جاءت‬
‫النتيجة – بإستخدام كا ى ‪ – 2‬مؤيدة للفرضية ولكن عندما حأولنا فحص هذه‬
‫الفرضية بالنسبة للمتغيرات الخرى بإستخدام كاى ‪ 2‬وجدنا أن الفراد الذين‬
‫مارسوا الجريمة بالشتراك ل يتوزعون بانتظام على الفئات المهنية المختلفة ول‬
‫على المستويات التعليمية والتجمعات البشرية المختلفة مما يشير إلى أنه ل‬
‫توجد علقة بين هذه المتغيرات الثلث وبين ممارسة الجريمة بالشتراك ولكن‬
‫هذه العلقة توجد بين العمر وبين ممارسة الجريمة بالشتراك وتوضح الجدأول‬
‫والخطوات الحصائية التالية حقيقة النتائج التي توصلنا اليها ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الجدول رقم )‪ (10‬توزيع أفراد العينة الذين مارسوا الجريمة‬
‫بالشتراك بحسب العمر‬

‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫فئات العمر‬


‫‪43.4‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪29 – 20‬‬
‫‪26.4‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪39 – 30‬‬
‫‪30.2‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 40‬فما فوق‬
‫‪100%‬‬ ‫‪53‬‬ ‫المجموع‬

‫الفرضية ‪ OH :‬توزيع الفراد الذين مارسوا الجريمة بالشتراك هو توزيع منتظم‬


‫على الفئات العمرية المختلفة ‪.‬‬
‫الخطوات الولى تقسيم أفراد العينة على عدد الفئات ‪ 18 = 53‬تقريبا ً‬
‫‪3‬‬

‫ح ‪2(18-16) + 2(18 - 14)+ 2(18 - 23) = 2‬‬


‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬

‫ح ‪2.5 = 4 + 16 + 25 = 2‬‬
‫‪18 18‬‬ ‫‪18‬‬

‫القيمة الجدولية ل ح ‪ 2‬مع صـ = ‪ 0.05‬مع درجتين حرية (‬


‫= ‪5.991‬‬
‫القيمة الجدولية لـ ح ‪ 2‬مع ‪ 0.01‬مع درجتين حرية = ‪10.597‬‬

‫وبما أن القيمة الجدولية او الحدية لـ ح ‪ 2‬في كلتا الحالتين = ‪0.01 =، 0.05‬‬


‫هي اعلى من القيمة المحتسبة لـ ح ‪ 2‬فمعنى ذلك اننا نقبل الفرضية التي تقول‬
‫أن توزيع الفراد الذين مارسوا الجريمة بالشتراك مع الخرين على الفئات‬
‫العمرية المختلفة هو توزيع منتظم ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الجدول رقم )‪ (11‬توزيع أفراد العينة الذين مارسوا الجريمة‬
‫بالشتراك بحسب نوع التجمع البشري‬

‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫نوع التجمع البشري‬


‫‪75.5‬‬ ‫‪40‬‬ ‫مدينة‬
‫‪13.2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫قرية‬
‫‪9.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مخيم‬
‫‪1.9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بادية‬
‫‪100%‬‬ ‫‪53‬‬ ‫المجموع‬

‫الفرضية ‪ OH :‬توزيع الفراد الذين مارسوا الجريمة بالشتراك على التجمعات‬


‫البشرية المختلفة هو توزيع منتظم ‪.‬‬
‫الخطوات ‪ :‬تقسيم عدد الأفراد على عدد الفئات ‪13 = 53‬‬
‫‪4‬‬

‫قيمة ح ‪ 2‬المحسوبة = )‪2(13-1) + 2(13-5) + 2(13-7) + 2(13 - 40‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫قيمة ح ‪ 2‬المحسوبة = ‪355.22 = 144 + 64 + 36 + 729‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫القيمة الجدولية )الحدية( لـ ح ‪ 2‬مع حد = ‪ 0.05‬وثلث درجات حرية = ‪7.851‬‬


‫الستنتاج ‪ :‬طالما أن القيمة الجدولية )الحدية( هي اقل من القيمة المحتسبة لـ ح‬
‫‪ 2‬فإننا نرفض الفرضية القائلة بأن أفراد العينة يتوزعون بانتظام على التجمعات‬
‫البشرية المختلفة ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الجدول رقم )‪ (12‬توزيع أفراد العينة الذين مارسوا الجريمة‬
‫بالشتراك بحسب المهنة‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫المهنة‬


‫‪43.4‬‬ ‫‪23‬‬ ‫موظف‬
‫‪7.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تاجر‬
‫‪7.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫مزارع‬
‫‪41.4‬‬ ‫‪22‬‬ ‫عامل‬
‫‪100%‬‬ ‫‪53‬‬ ‫المجموع‬

‫الفرضية ‪ : OH‬توزيع الفراد الذين مارسوا الجريمة بالشتراك مع آخرين هو‬


‫توزيع منتظم على الفئات المختلفة ‪.‬‬

‫قيمة ح ‪ 2‬المحسوبة = )‪2(10-22) + 2(10-4) + 2(10-4) + 2(10 - 23‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬
‫قيمة ح ‪ 2‬المحسوبة = ‪26.38 = 81 + 81 + 81 + 100‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬
‫القيمة الجدولية )الحدية( لـ ح ‪ 2‬مع ص=‪ 0.05‬وثلث درجات حرية = ‪. 9.488‬‬
‫الإستنتاج ‪ :‬لما كانت القيمة المحتسبة لـ ح ‪ 2‬اعلى من القيمة الجدولية )الحدية(‬
‫فإننا نرفض الفرضية القائلة بأن المهنة وممارسة الجريمة بالشتراك موزعة‬
‫توزيعا ً منتظما ً ‪.‬‬

‫الجدول رقم )‪ (13‬توزيع أفراد العينة الذين مارسوا الجريمة‬


‫بالشتراك بحسب مستوى التعليم‬

‫‪25‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫مستوى التعليم‬
‫‪11.33‬‬ ‫‪6‬‬ ‫امي‬
‫‪77.4‬‬ ‫‪41‬‬ ‫توجيهي فأقل‬
‫‪11.3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫جامعي‬
‫‪100%‬‬ ‫‪53‬‬ ‫المجموع‬

‫الفرضية ‪ : OH‬توزيع الفراد الذين مارسوا الجريمة بالشتراك مع آخرين على‬


‫المستويات التعليمية المختلفة هو توزيع منتظم ‪.‬‬
‫قيمة ح ‪ 2‬المحسوبة = )‪2(18-6) + 2(18-41) + 2(18 - 6‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬

‫قيمة ح ‪ 2‬المحسوبة = ‪45.39 = 144 +529 + 144‬‬


‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬

‫القيمة الجدلية ل ح ‪ 2‬مع ص = ‪ 0,05‬ودرجتين حرية = ‪5,991‬‬

‫الستنتاج ‪ :‬لما كانت القيمة الجدولية لـ ح ‪ 2‬اقل من القيمة المحتسبة فإننا‬


‫نرفض الفرضية القائلة بأن مستوى التعليم وممارسة الجريمة بالشتراك موزعين‬
‫توزيعا ً منتظما ً ‪.‬‬

‫الوضع السري ‪:‬‬

‫تشير بعض الكتابات إلى أن المصدر الساسي للسلوك النحرافي يعزي إلى‬
‫التأثيرات السلبية التي يمارسها بعض اعضاء السرة على اعضائها الخرين والى‬
‫‪(2‬‬
‫فشل السرة في تقديم درجة مناسبة من المن العاطفي والجتماعي لعضائها‬
‫‪ . (8‬ويذهب البعض إلى أن كثيرا من الجرائم تمتد جذورها إلى السرة او ترتبط‬
‫بها بأوثق الروابط ‪. ((28‬‬
‫ولتحديد دور السرة الردنيه وتوضيح علقتها بالفعال الجرامية فقد اعتمد‬
‫الباحث على بعض المؤشرات والمعايير التي يعتقد أنها توضح إلى درجة ما حجم‬
‫)‪(28‬‬
‫‪Marshall B. Clinard, Sociology of Deviant Behavior op. cit. p. 224.‬‬
‫)‪(29‬‬
‫‪Frank p. prassel . Introduction to American Criminal Justice Arper and Row Publishers .N.Y. 1975.P. 48.‬‬

‫‪26‬‬
‫الدور الذي مارسته السرة على اعضائها في هذا الشأن سواء أكان ذلك بصورة‬
‫مباشرة ام بصورة غير مباشرة وسواء أكان ذلك بوعي منها أم بغير وعي ‪ .‬وهذه‬
‫المؤشرات هي ‪-:‬‬
‫تعدد الزوجات ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وفاة الوالدين او احدهما ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تورط بعض أفراد السرة في افعال انحرافية ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أول ‪ :‬تعدد الزوجات‪:‬‬


‫تشير بعض الدراسات إلى أن ظاهرة تعدد الزوجات في نطاق السرة‬
‫الواحدة يثير مشكلت خطيرة تؤدي في بعض الحيان إلى التوتر في محيط‬
‫السرة مثل عدم العدالة فى معاملة الزوجات وأيثار بعض الولد بالعطف‬
‫دون البعض الخر وعدم الوفاء بمطالب السرة ‪ . ((30‬وقد تنعكس هذه‬
‫المظاهر السلوكية على تصرفات البناء في داخل السرة وفي خارجها وقد‬
‫تدفع بعضهم إلى إرتكاب الجريمة والى ممارسة انماط مختلفة من السلوك‬
‫النحرافي ‪.‬‬
‫وقد كشفت هذه الدراسة التي بين ايدينا أن ‪%28‬من أفراد العينة قد مارس‬
‫آباؤهم تعدد الزوجات ‪ .‬وتبين أن الزواج التعددي بسبب وفاة الزوجة يشكل‬
‫‪ %31‬فيما تتوزع النسب الباقية على الحالت والسباب الخرى انظر الجدول‬
‫رقم )‪.(14‬‬

‫الجدول رقم )‪ (14‬توزيع أفراد العينة الذين مارس آباؤهم تعدد‬


‫الزوجات بحسب اسباب الزواج‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫اسباب تعدد‬


‫الزوجات‬
‫‪30%‬‬ ‫‪12‬‬ ‫بسبب وفاة الزوجة‬
‫الأولى‬
‫‪7.5%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫بسبب الطلق‬
‫‪05%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بسبب الهجر‬
‫)‪ (30‬مصطفى الخشاب دراسات في الجتماع العائلي دار النهضة العربية للطباعة والنشر بيروت –‬
‫‪ 1980‬ص ‪. 228‬‬

‫‪27‬‬
‫‪57.5%‬‬ ‫‪23‬‬ ‫بدون هذه السباب‬
‫‪100%‬‬ ‫‪40‬‬ ‫المجموع‬

‫وقد تبين أن ‪ %37.5‬ممن تزوج اباؤهم غير امهاتهم قد انفصلوا عن اسرهم وان‬
‫معظمهم قد انفصل في سن مبكرة جدا ً ‪ .‬انظر الجدول رقم )‪. (15‬‬

‫الجدول رقم )‪ (15‬توزيع أفراد العينة الذين انفصلوا عن اسرهم‬


‫بسبب تعدد الزوجات بحسب العمر وقت النفصال‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫العمر وقت‬


‫النفصال‬
‫‪20%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اقل من سنة‬
‫‪6.7%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫من سنة –‬
‫‪26.7%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 4‬سنوات –‬
‫‪13.3%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 9‬سنوات –‬
‫‪33.3%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ 13‬فما فوق‬
‫‪100%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫المجموع‬

‫وفيما يتصل بالمعيار الثاني وهو وفاة الوالدين او وفاة احدهما فقد اشارت‬
‫البيانات إلى أن ‪ %41.3‬من حجم العينة قد توفي والديهم او احدهما قبل سن‬
‫البلوغ انظر الجدول رقم )‪. (16‬‬

‫الجدول رقم )‪ (16‬توزيع أفراد العينة الذين توفي والدوهم او‬


‫احدهما بحسب العمر وقت الوفاة‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫العمر وقت الوفاة‬

‫‪28‬‬
‫‪11.3%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اقل من سنة‬
‫‪4.8%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫من سنة ‪-‬‬
‫‪9.7%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪8.15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪9.7%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-12‬‬
‫‪8.1%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-16‬‬
‫‪48.3%‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪ – 18‬فما فوق‬

‫‪100%‬‬ ‫‪62‬‬ ‫المجموع‬

‫وقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول رقم )‪ (17‬إلى احتمال وجود نوع من‬
‫عدم الشراف الصارم على تصرفات بعض أفراد العينة فقد تبين أن هنالك نسبة‬
‫قليلة من أفراد العينة تعيش أما مع الوالدة فقط واما مع الوالد المتزوج بغير الم‬
‫او مع الوالدة المتزوجة بغير الب بالضافة إلى أن هنالك نسبة من أفراد العينة ل‬
‫تعيش ضمن هذه النماط من السر انظر الجدول رقم )‪. (17‬‬

‫الجدول رقم )‪ (17‬توزيع أفراد العينة بحسب نمط السرة التي‬


‫يعيشون فيها‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫نمط السرة‬


‫‪43.4%‬‬ ‫‪65‬‬ ‫مع الوالدين‬
‫‪2.6%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫مع الوالد فقط‬
‫‪12.0%‬‬ ‫‪18‬‬ ‫مع الوالدة فقط‬
‫‪2.0%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مع الم وزوجها غير‬
‫‪2.6%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ابيه‬

‫‪27.4%‬‬ ‫‪41‬‬ ‫مع الب وزوجته غير‬


‫امه‬
‫‪10.0%‬‬ ‫‪15‬‬
‫مستقل‬
‫مع آخرين‬
‫‪100%‬‬ ‫‪150‬‬ ‫المجموع‬

‫‪29‬‬
‫وفيما يتصل باحتمال تورط احد اعضاء السرة بممارسة افعال انحرافية فقد‬
‫أشارت البيانات إلى أن ‪ %40‬من حجم العينة قد مارس اقاربهم انماطا ً مختلفة‬
‫من السلوك الجرامي وبخاصة الباء والبناء والخوة والعمام ‪ .‬انظر الجدول‬
‫رقم )‪. (18‬‬

‫الجدول رقم )‪ (18‬توزيع أفراد العينة الذين مارس اقاربهم افعال ً‬


‫انحرافية بحسب درجة القرابة‬

‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫درجة القرابة‬


‫‪11.7%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أب‬
‫‪1.7%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ابن‬
‫‪16.7%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اخ‬
‫‪20.0%‬‬ ‫‪12‬‬ ‫عم‬
‫‪6.6%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫خال‬
‫‪18.3%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ابن خال‬
‫‪08.3%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫قرابة بعيدة‬
‫‪16.7%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫غير ما ذكر‬

‫‪100%‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬

‫مناقشة النتائج وتحليلها ‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج انسجمت إلى حد كبير مع‬
‫الفتراضات الساسية بصدد التساؤلت التي طرحها الباحث في مستهل هذه‬
‫الدراسة ‪.‬‬

‫أول ً ‪ :‬النتائج الخاصة بالظروف القتصادية ‪:‬‬

‫انتهت هذه الدراسة إلى أن معظم أفراد العينة تتراوح معدلت دخولهم الشهرية‬
‫ما بين اقل من ‪ 100‬دينار و ‪ 149‬دينارا ً ‪ .‬فقد اشارت البيانات التي اشتمل عليها‬
‫الجدول رقم )‪ (2‬إلى أن ما نسبته ‪ %44.4‬من حجم العينة تتراوح معدلت‬
‫دخولها الشهرية ما بين ‪ 100‬و ‪ 149‬دينارا ً ‪.‬‬
‫وهذا يعني أن حوالي ‪ %67‬من حجم العينة معدلت دخولها الشهرية منخفضة ول‬
‫تشبع احتياجاتها الساسية في ضوء ارتفاع تكاليف المعيشة التي بلغت ‪184.5‬‬
‫دينارا ً للفرد الواحد في عام ‪ 1976‬كما بينا ‪ .‬وما زالت تكاليف المعيشة في‬
‫الردن في تزايد مستمر يدل على ذلك ارتفاع السعار وتزايد الضرائب بصورة‬
‫مضطردة دون أن يصاحب ذلك زيادة موازية في الدخل ول شك أن هذه الوضاع‬
‫القتصادية المتدنية التي دلت عليها معدلت الدخول المنخفضة تشكل مناخا ً‬
‫ملئما ً لدفع بعض أفراد هذه الفئة من الناس إلى ممارسة الجريمة ذلك لن‬
‫المستويات القتصادية المتدنية تمارس نوعأ ً من الضغط والحباط على الفرد ‪.‬‬
‫وتبعث حالة الضغط بالنسبة للفرد وللجماعة عندما تؤدي كثرة الحتياجات‬
‫وتعددها إلى العمل على زيادة مصادر الدخل وعندما يجد الفراد انفسهم انهم‬
‫غير قادرين على زيادة مصادر دخلهم للحصول على المال اللزم لشباع‬
‫احتياجاتهم فإنهم يتجهون في بعض الحيان إلى إستخدام طرق غير شرعية‬
‫للحصول على المال اللزم لشباع هذه الحتياجات فتتولد الجريمة ويظهر‬
‫السلوك النحرافي وفي ظل هذه الظروف فإنه من المحتمل أن تخلق هذه‬
‫الفئة لنفسها ثقافة خاصة تبيح بموجبها كل من العداء والكراهية‪ ((31‬وهذا ربما‬
‫يفسر إنتشار انماط معينة من الجرائم مثل السرقة والختلس والرشوة‬
‫والحتيال ‪.‬‬
‫ومما يرجح سلمة هذا التفسير أن غالبية أفراد العينة يقطنون في تجمعات‬
‫بشرية حضرية ومن المعروف أن المدن تطرح عادة وبصورة مستمرة سلعا ً‬
‫وانتاجات مادية ل حصر لها ككما تطرح باستمرار نماذج وعناصر ثقافية متجددة‬
‫وعندما ل يستطيع الفراد الحصول على هذه السلع والنجازات المادية واللمادية‬
‫بالطرق والوسائل الشرعية نظرا ً لفتقارهم للمال اللزم لقتنائها او الحصول‬
‫عليها فإنهم يتجهون في بعض الحيان إلى إستخدام طرق غير شرعية للحصول‬

‫)‪ (31‬انظر في هذا الصدد مقالة للدكتور فهد الثاقب بعنوان )التجاه الراديكالي في علم الجرام( مجلة‬
‫العلوم الجتماعية العدد الثاني المجلد الثاني عشر ‪ 1984‬ص ‪.84‬‬

‫‪31‬‬
‫عليها ومن هنا يتضح أن الدخل المنخفض ل يعد بحد ذاته دافعا ً لممارسة الجريمة‬
‫اذا عزل عن المؤثرات والقوى والعوامل الخرى مثل نوع التجمع البشري الذي‬
‫يقطنه الفرد وانفتاح المجتمع على العالم الخارجي واتصاله بثقافات اجنبية وكثرة‬
‫السلع القتصادية المعروضة في السواق وتنوعها وارتفاع اسعارها بالضافة إلى‬
‫العناصر الثقافية المتجددة التي ترافق عمليات التنمية والتحديث والتي يتزايد‬
‫عليها الطلب يوما ً بعد يوم ولن هذه العناصر تتركز عادة في المدن اكثر منه في‬
‫الرياف فإنه من الطبيعي أن يكون سكان المدن اكثر اقبال ً على اشباع‬
‫احتياجاتهم من هذه العناصر ولن الدخل المنخفض قد يعيق بعض السكان‬
‫الحضريين من اقتناء هذه المادة فإنهم قد يتجهون إلى إرتكاب افعال إجرامية من‬
‫اجل إقتنائها والحصول عليها وهذا ما يفسر ولو جزئيا ً إرتفاع معدلت الجريمة في‬
‫المدن عنه في الريف على الرغم من أن معدلت الدخول في الريف قد تكون‬
‫اكثر انخفاضا ً منه في المدن‪.‬‬
‫وقد تكون تقديرات الناس لحالة الفقر متأثرة بهذه العناصر التي اشرنا اليها او‬
‫ببعضها بمعنى أن الدخل المنخفض الذي يشير إلى حالة الفقر قد يكون متأثرا ً‬
‫بعدم مقدرة الناس على اشباع احتياجاتهم حتى وان كان الدخل يبدو مرتفعا ً‬
‫نسبيا ً في ضوء مقاييس المعيشة السائدة في المجتمع موضوع الدراسة وعندئذ‬
‫يصبح الفقر مسألة نسبية ولعل هذا هو السبب الذي جعل نسبة ل بأس بها من‬
‫أفراد العينة تجيب بأن الفقر هو الدافع الساس لممارسة الجريمة على الرغم‬
‫من أن معدلت دخولهم الشهرية على اشباع احتياجاتها وفي الحقيقة فإن للفقر‬
‫عدة معان مضللة فقد يعني عدم كفاية الدخل لتحقيق مستوى معيشي مناسب‬
‫وقد يعني عدم العدالة في توزيع الدخل وقد يعني ثقافة خاصة بانماط معينة من‬
‫السلوك على نحو ما حددها اوسكار لويس وهنالك نفر من المفكرين والدارسين‬
‫يربط بين الفقر وبين عدم اشباع الحتياجات البشرية ولذلك فإنهم يعرفون الفقر‬
‫بأنه الفشل او عدم المقدرة على تحصيل المستويات المعيشية المعقولة في‬
‫مجتمع ما في وقت محدد ‪ .‬وهنالك من ينظر إلى الفقر على أنه ليس موضوعا ً‬
‫كميا ً وانه ل يقاس بمعدل دخول السرة او الفرد فقد يحقق الدخل مطالب‬
‫السرة المادية ولكنه قد ل يحقق لها الشعور بالمن او الشباع النفسي‬
‫والجتماعي ولذلك فإنهم يحددون الفقر بأنه عدم كفاية دخل السرة او الفرد‬
‫اشباع الحتياجات المادية الساسية لستمرار الحياة وعدم كفايته في اشباع‬
‫الحتياجات النفسية والجتماعية‪. ((32‬‬
‫ومهما يكن من امر فإن هذه الدراسة تشير إلى أن معظم الفراد الذين مارسوا‬
‫افعال ً إجرامية يحصلون على معدلت دخول منخفضة مما يرجح أن هناك صلة‬
‫قوية بين الظروف القتصادية المتدنية وبين الدافع إلى إرتكاب الجريمة واذا‬
‫كانت هنالك فئة من الناس قد مارست افعال ً إجرامية على الرغم من ارتفاع‬
‫معدلت دخول أفرادها فإن هؤلء الفراد قد اعتبروا انفسهم فقراء وبالتالي فإنهم‬

‫)‪(32‬‬
‫‪.Marshall B. Clinard. Cit. p. 142‬‬

‫‪32‬‬
‫يدخلون في دائرة الظروف والمستويات القتصادية المتدنية على أساس أن‬
‫الفقر هنا ليس فقرا ً ماديا ً بل فقر اجتماعي بمعنى أن معدلت دخولهم وان كانت‬
‫مرتفعة نسبيا ً ال انها ل تحقق طموحاتهم الجتماعية ولدلك فإنهم يتجهون إلى‬
‫السرقة او الختلس او الرشوة من اجل تحقيق هذه الطموحات وهذه النماط‬
‫من الجرائم تضمنها الجدول رقم )‪ (4‬حيث شكلت ‪ %31.2‬من مجموع الجرائم‪.‬‬

‫النتائج الخاصة بتوزيع أفراد العينة على التجمعات البشرية‬

‫لقد وصلت هذه الدراسة إلى أن معظم أفراد العينة ينتمون الىالتجمعات الحضرية‬
‫أي انهم كانوا يقطنون في مدن قبل ارتكابهم الجريمة او في اثنائها فقد اشارت‬
‫البيانات التي تضمنها الجدول رقم )‪ (6‬إلى أن ‪ %66.6‬من حجم العينة ككل‬
‫يقطنون في المدن و ‪ %24‬يقطنون في القرى وان ‪ %8‬يقطنون في المخيمات‬
‫و ‪ %1.4‬يقطنون في البادية وهذا يعني أن الجريمة ظاهرة حضرية وان دوافعها‬
‫تتركز في المدينة اكثر منه في تجمع بشري آخر ‪.‬‬
‫وهنالك بعض الملحظات قد تثار في هذا الصدد ‪ .‬وأول هذه الملحظات أن‬
‫ارتفاع معدلت الجريمة في المدن قد يرجح إلى تزايد حركة التحضر والى الزيادة‬
‫السكانية المضطردة التي تشهدها المدن في المجتمعات النامية على وجه‬
‫العموم وفي المجتمع الردني بشكل خاص اكثر من أن يرجع إلى طبيعة الحياة‬
‫الجتماعية في المدن ‪.‬‬
‫لقد اظهرت نتائج التعداد السكاني الذي اجري في الردن في عام ‪ 1979‬بالفعل‬
‫أن عدد سكان المدن يفوق عدد سكان القرى والبوادي ‪ ((33‬غير أن الفروق في‬
‫معدلت الجريمة بين القرى والمدن تفوق ما هو قائم بينهما من فروق في‬
‫العداد ففي الوقت الذي بلغت الفروق بينهما في معدلت الجريمة حوالي ‪%42‬‬
‫)أي أن معدل الجريمة في المدن تزيد ‪ %24‬عن معدلت الجريمة في الريف(‬
‫فإن الفروق في العداد السكانية بينهما ل تتجاوز ‪ %19.5‬وهذا يشير إلى أن‬
‫تزايد معدلت الجريمة في المدن ل يعود إلى زيادة عدد السكان وانما يعود إلى‬
‫ظروف الحياة الجتماعية في المدن واذا اضفنا أفراد العينة الذين ينتمون إلى‬
‫المخيمات والذين بلغت نسبة ‪ %12‬إلى أفراد العينة الحضرية )على أساس أن‬
‫المخيمات تشكل تجمعات بشرية حضرية بحسب مقياس عدد السكان( فإن‬
‫الفروق بين المدينة والقرية في معدلت الجريمة تزداد اتساعا ً ‪.‬‬
‫أما الملحظة الثانية التي قد تثار فهي أن النحرافات السلوكية التي تظهر من‬
‫قبل بعض الفراد في المجتمعات القروية وفي البوادي غالبا ً ما تعالج بطرق غير‬
‫رسمية فل تصل تقارير رسمية إلى الجهزة الحكومية الرسمية وباعتقادي أن‬
‫)‪ (33‬دائرة الحصاءات العامة التعداد العام للسكان والمساكن لعام ‪ – 1977‬ص ‪ 5‬حيث تبين ان نسبة‬
‫سكان المدن هي ‪ %59.5‬ونسبة سكان الريف هي ‪. %40.5‬‬

‫‪33‬‬
‫شيئا ً من هذا قد يحدث ولكن الفروق الشاسعة في معدلت الجريمة بين القرية‬
‫والمدينة تبقى قائمة وقد تنبه كلينارد إلى اهمية مناقشة هذه الظاهرة غير أنه‬
‫اشار في تعليقه عليها )أنه على الرغم من معالجة بعض النحرافات السلوكية‬
‫في هذه القرى ال أن الفروق في معدلت الجريمة بين القرى والمدن المريكية‬
‫ما زالت تزداد اتساعًا( ‪ .((34‬وقد اشرنا في الطار النظري لهذه الدراسة إلى‬
‫دراسات كثيرة اجريت في البلدان النامية وتوصلت إلى نتائج مشابهة للنتائج التي‬
‫توصلت اليها دراستنا بصدد ارتفاع معدلت الجرائم في المدن عنها في القرى ‪.‬‬
‫واعتقد أن الحياء الشعبية المتخلفة ‪ ((35‬التي تشتمل عليها المدن عادة والتي‬
‫غالبا ً ما تعاني من ضيق اقتصادي وافتقار إلى الخدمات والتسهيلت الجتماعية‬
‫هي التي تجعل من المدن بيئة ملئمة لممارسة الجريمة خاصة وان سكان هذه‬
‫الحياء غالبا ً ما يميلون – تحت ضغط هذه الظروف الصعبة – إلى تشكيل ثقافة‬
‫فرعية خاصة بهم تتضارب مع الثقافة العامة ومع القيم والمعايير الجتماعية‬
‫السائدة في المجتمع الكلي وتشجيع على ممارسة الجريمة ‪.‬‬
‫فقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول رقم )‪ (7‬إلى أن ‪ %84‬من حجم العينة‬
‫الحضرية تقطن في هذه الحياء الشعبية كما أن البيانات التي اشتمل عليها‬
‫الجدول رقم )‪ (9‬الخاص بتوزيع أفراد العينة بحسب الخدمات المتوافرة في‬
‫الحياء التي تتألف منها المدن إلى أن الحياء الشعبية ل تمنع ال بجزء ضئيل من‬
‫هذه الخدمات ‪.‬‬
‫أن ظروفا ً من هذا النوع قد تكون كافية لدفع مجموعة من الناس لن تعزل‬
‫نفسها اجتماعيا ً وثقافيا ً عن المجتمع الكلي الذي تكن له تحت ضغط هذه‬
‫الظروف نوعا ً من العداء والكراهية فتمارس الجريمة ضده وبخاصة باتجاه‬
‫الغنياء من اعضاء هذا المجتمع ‪.‬‬
‫ويتضاعف هذا التجاه في مجتمع المدينة بشكل عام وفي الحياء المتخلفة منها‬
‫بشكل خاص عندما تطرح المدينة سلعا ً وانتاجات مادية ل تقوى القدرات المالية‬
‫المتوافرة لدى بعض سكان هذه الحياء على اشباعها او عندما تعم المدينة‬
‫عناصر ثقافية غريبة عن ثقافة المجتمع الصلية ويسعى هؤلء الفراد إلى تبينها او‬
‫تمثلها وفي كل الحوال فإن هؤلء الفراد قد يستخدمون طرقا ً غير شرعية من‬
‫اجل الحصول عليها او انهم يضربون بالقيم الجتماعية الصلية التي تحدد‬
‫تصرفاتهم النحرافية من اجل الستفادة او التمتع بخصائص الثقافة الجديدة‪.‬‬
‫وفي ظل هذه الظروف والوضاع تتولد الجريمة وتنمو وتصبح بالنسبة لهذه الفئة‬
‫من الناس ثقافة ل غنى عنها ‪.‬‬

‫)‪.Marshall B. Clinard. Op. cit. pp. 99-100 (34‬‬


‫)‪ (35‬المقصود بالتخلف هنا تخلف البيئة الطبيعية وما تشتمل عليه من مساكن وشوارع وازقة ونحوها‬
‫بالمقارنة بالحياء الراقية التي يسكنها الغنياء عادة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫واذا كانت هذه الظروف والوضاع التي تسود في مجتمع المدينة تعمل على تزايد‬
‫معدلت الجريمة فيها فإن انخفاض معدلت الجريمة في البادية وفي القرى قد‬
‫يعود إلى خلو هذه التجمعات البشرية من هذه الظروف والوضاع او انها غير‬
‫بارزة فيها بشكل واضح وقد يضاف إلى ذلك ايضا ً أن سكان القرى – حسب ما‬
‫تشير اليه بعض الدراسات التخصصية –‪((36‬اكثر تمسكا ً بالقيم الجتماعية الصلية‬
‫التي تحث على التعاطف والتراحم والتآزر وبخاصة بين اعضاء الوحدات القرابية‬
‫واقل تعرضا ً للتيارات الثاقفية والجتماعية الجديدة والفكار المتطرفة التي‬
‫تتعارض مع هذه القيم الصلية وليس هناك شك في أن هذه المتواضعات‬
‫الجتماعية والثقافية من شأنها أن تعمل على تقليل معدلت الجريمة او الحد من‬
‫إنتشارها ‪.‬‬

‫النتائج الخاصة بالدور الذي يلعبه الصدقاء في الدافع إلى إرتكاب‬


‫الجريمة‬

‫أن نظرة الدراك العام قد تصدق في بعض الحيان في تركيزها على الدورالذي‬
‫تمارسه الرفقة السيئة او ما يسنى )برفاق السوء( في تشكيل السلوك‬
‫النحرافي وتزداد اهمية هذا الدور عندما يكون الصدقاء من جماعة قرابية واحدة‬
‫او من جماعات الجوار التي تتميز بالتواصل المستمر بين اعضائها وبالعلقات‬
‫الشخصية المباشرة ‪ .‬وبالفعل فقد توصلت هذه الدراسة إلى أن ‪ %35‬من حجم‬
‫العينة قام أفرادها بممارسة الجريمة بالشتراك مع آخرين ‪ .‬وقد تبين أن الغالبية‬
‫العظمى من هؤلء ثد اشتركوا مع اصدقائهم في ممارسة افعالهم الجرامية تبين‬
‫أن الغالبية العظمى من هؤلء قد اشتركوا مع اصدقائهم في ممارسة افعالهم‬
‫الجرامية )النسبة ‪ (%92.5‬وقد تبين لنا من خلل البيانات التي تتضمنها الجدول‬
‫رقم )‪ (3‬الخاص بالدوافع( أن ‪ %10‬ممن قاموا بافعال إجرامية كانوا متأثرين‬
‫باصدقائهم وهذا يؤكد لنا حجم الدور الكبير الذي تمارسه جماعات الصدقاء‬
‫والرفاق في تزايد معدلت النحراف والجريمة ‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن نسبة من ارتكبوا افعال ً إجرامية بالشتراك مع آخرين "بما في ذلك‬
‫الصدقاء والقارب وغير القارب" اقل من نسبة نظرائهم في الوليات المتحدة ‪.‬‬
‫"نسبة هؤلء في الوليات المتحدة المريكية ‪ %81.8‬في مقابل ‪ %35‬في‬
‫المجتمع الردني" وهذا يعني أن تأثير جماعات الرفاق في دفع الفرد إلى إرتكاب‬
‫الجريمة في المجتمع الردني اقل مما هو موجود في المجتمع المريكي وربما‬
‫في كثير من المجتمعات الوروبية وتتفق هذه النتيجة مع النتائج التي توصلت اليها‬
‫بعض الدراسات التي اشار اليها كلينارد التي توصلت إلى أن تأثير جماعات‬
‫الرفاق على سلوك الفرد وجعله سلوكا ً انحرافيا ً ينتشر في البلدان المتقدمة اكثر‬
‫) ‪(36‬‬
‫‪William Thomas and Florian Zenanicki, The Polish Peasent in Eurpoe and America Chicago University‬‬
‫‪. Press, 1918, p.103‬‬

‫‪35‬‬
‫منه في البلدان النامية ‪ . ((37‬وقد بينت دراستنا أن هنالك ما يشير إلى وجود علقة‬
‫بين العمر وبين الميل إلى ممارسة الجريمة بالشتراك فقد اشارت البيانات أن‬
‫الفراد متوسطي العمر الذين يحتلون الفئة العمرية )‪ (49 -40‬اكثر ميل ً إلى‬
‫ممارسة الجريمة بالشتراك مع آخرين من باقي الفئات العمرية الخرى وقد تبين‬
‫أن توزيع الفراد الذين يمارسون الجريمة بالشتراك على الفئات العمرية‬
‫المختلفة هو توزيع منتظم مما يشير إلى هذه الفئة العمرية )‪ (49-40‬اكثر ميل ً‬
‫إلى ممارسة الجريمة بالشتراك مع آخرين من باقي الفئات العمرية الخرى ‪.‬‬
‫وقد تبين أن توزيع الفراد الذين يمارسون الجريمة بالشتراك على الفئات‬
‫العمرية المختلفة هو توزيع منتظم مما يشير إلى أن هذه الفئة العمرية من‬
‫الناس سوف تمارس هذا السلوب في تنفيذ الجريمة بصورة منتظمة ‪ .‬وربما‬
‫يعزى ذلك إلى أن الفرد قد يحتاج إلى فترة طويلة لكي يتعرف إلى أفراد لديهم‬
‫ميول انحرافية وخبرات مشابهة تقريبا ً لخبراته ويعانون من مشكلت مشابهة‬
‫لمشكلته‪ .‬ومع مرور الوقت فقد يجري بينهم نوع من التسيق للقيام بافعال‬
‫إجرامية مشتركة ‪ .‬المر الذي يجعل تنفيذ العمليات الجرامية المشتركة تتم في‬
‫مرحلة عمرية متأخرة نسبيا ً ‪ .‬ولم تشر البيانات إلى احتمال وجود علقة بين‬
‫ممارسة الجريمة بالشتراك وبين المهنة ومستوى التعليم ونوع التجمع البشري‬
‫وهذه النتيجة تقلل من احتمال إنتشار الجريمة المنظمة في المجتمع الردني‬
‫نظرا ً لما تتطلبه من عمليات معقدة وقرارات مرشدة وتقنيات حديثة يستلزم‬
‫تطبيقها وتنفيذها مستويات علمية مرتفعة نسبيا ً ل يتوفر مثلها في عينتنا ‪.‬‬
‫صحيح أن البيانات كشفت عن أن نسبة ل بأس بها من الفراد الذين مارسوا‬
‫الجريمة بالشتراك يتميزون بمستويات علمية مرتفعة نسبيا ً ال اننا عندما وزعنا‬
‫الفراد الذين مارسوا الجريمة بالشتراك على الفئات العلمية المختلفة وافترضنا‬
‫أن هذا التوزيع هو توزيع منتظم فإن هذه الفرضية قد رفضت ولم تؤيدها البيانات‬
‫المتاحة مما يشير إلى أن هذا السلوب في التوزيع قد ل يتكرر وبالتالي ينتفي‬
‫وجود علقة بين التعليم وبين ممارسة الجريمة بالشتراك‪.‬‬
‫ومن ناحية اخرى فقد كشفت البيانات أن ممارسة الجريمة بالشتراك ل ترتبط‬
‫بتجمع بشري معين دون غيره ول بمهنة معينة دون غيرها ‪ .‬وهذا يعني أنه ليست‬
‫هنالك طبقة إجتماعية معينة تمارس الجريمة بالشتراك يجري التخطيط لها من‬
‫قبل هيئة منظمة لها قواعدها الخاصة في تقسيم العمل وتوزيع الدوار على نحو‬
‫ما هو موجود في المجتمع الغربي ‪. ((38‬‬

‫صحيح أن هنالك أفرادا ً لهم سمات وخصائص سكانية وإجتماعية واقتصادية معينة‬
‫يمارسون الجريمة بشكل عام ولكن غالبيتهم ل يمارسونها بصورة مشتركة ول‬
‫)‪(37‬‬
‫‪. Marshall B. Clinard, op.cit.pp. 230 -231‬‬
‫)‪(38‬‬ ‫‪th‬‬
‫‪J.T.Tobias ,Crime and Industrial Society in the 19 Century . B. T. Batsford , Londonm 1967.p. 52‬‬
‫وانظر كذلك ‪:‬‬
‫‪John Belamamy ,Crime and Public Order in the later Middle Age Reputledge and Kegan Paul London Tronto‬‬
‫‪University Press 1973,p.69.‬‬

‫‪36‬‬
‫بصورة منظمة على شكل احتراف مهني واذا كانت هناك بيئات إجتماعية غالبا ً ما‬
‫يكون ردة فعل لظروفهم القتصادية والجتماعية السيئة دون أن يتخذوا من‬
‫الجرام حرفة او مهنة وعندما يصبح التغلب على هذه الظروف السيئة امرا ً ممكنا ً‬
‫فإن دوافع الجريمة لديهم تحف إلى ادنى درجة ممكنة ‪.‬‬

‫النتائج الخاصة بالوضع السلي واحتمالت تأثيره في دفع الفرد إلى‬


‫ممارسة الجريمة‬

‫لقد توصلت هذه الدراسة إلى أن الظروف والوضاع السرية التي احاطت ببعض‬
‫أفراد العينة تشكل مناخا ً اجتماعيا ً ملئما ً لممارسة الجريمة ولذلك فإن الباحث‬
‫يرجح أن تكون هذه الظروف قد لعبت دورا ً في دفع الفراد الذين ينتمون إلى‬
‫هذه السر إلى القيام بأفعالهم الجرامية وفي مقدمة هذه الظروف تعدد‬
‫الزوجات فقد اشارت البيانات أن ‪ %27‬من حجم العينة ككل تزوح آباؤهم بغير‬
‫امهاتهم وقد كشفت البيانات الخاصة بأسباب تعدد الزوجات أن ‪ %30‬من أفراد‬
‫هذه الفئة تزوج آباؤهم غير امهاتهم بسبب وفاة الزوجة و ‪ %12.5‬بسبب تطليق‬
‫الزوجة الولى او هجرها‪ ،‬و ‪ %57.5‬لسباب اخرى‪.‬‬
‫ولعل من ابرز الثار السلبية التي قد يتركها هذا النمط من الزواج على الطفال‬
‫هو تشردهم او انفصالهم عن أسرة التوجيه التي تعتبر المصدر الساسي في‬
‫تربيتهم وتنشئتهم تنشئة إجتماعية مقبولة وفي توجيههم وتنظيم تصرفاتهم‬
‫بصورة تنسجم مع القيم والمعايير الجتماعية السائدة في المجتمع الكلي ‪ .‬وهي‬
‫كذلك من اهم الجماعات الجتماعية الولية التي يتم عن طريقها تمثل الفرد‬
‫لهذه القيم ‪ ,‬والمعايير وامتثاله لها ‪ .‬وبالفعل فقد تبين أن ‪ %37.5‬من حجم‬
‫الفراد الذين تزوج آباؤهم غير امهاتهم قد انفصلوا عن اسرهم وان معظم هؤلء‬
‫قد انفصل في سن مبكرة جدا ً ‪ .‬فقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول رقم )‬
‫‪ (15‬أن ما يزيد على ثلثي هؤلء الفراد قد انفصلوا عن اسرهم في سن تتراوح‬
‫ما بين اقل من سنة وثلث عشرة سنة وهي الفترة التي تمارس فيها السرة‬
‫اعظم تأثير لها على الفرد ‪.‬‬
‫وهذا يعني أن أفراد هذه الفئة قد فقدوا الجو الجتماعي الملئم لنموهم نفسيا ً‬
‫واجتماعيا ً وخلقيا ً المر الذي قد يدفعهم إلى ممارسة انماط سلوكية وانحرافية‬
‫في غياب الدور الساسي الذي تقوم به أسرة التوجيه في التربية والتنشئة‬
‫الجتماعية السليمة ‪.‬‬
‫وبالضافة إلى ذلك فإن ظاهرة تعدد الزوجات ذاتها قد تكون مظهرا ً من مظاهر‬
‫التفكك الكلي او الجزئي في نمط العلقات والروابط السرية ‪ .‬ولذلك فإن‬
‫الطفال الذين ينشأون في ظل هذه الظروف قد يتعرضون في أي وقت إلى‬
‫الحرمان من الستقرار السري والى فقدان المن النفسي والجتماعي وعواطف‬
‫البوة والمومة وقد يتعرضون في هذه الحالة إلى الجوع والفقر والحرمان من‬

‫‪37‬‬
‫الموارد المادية الضرورية لتربيتهم وتنشئتهم تنشئة إجتماعية سليمة وقد‬
‫ينتظرون دورهم في قافلة المتشردين والمنحرفين والمجرمين ‪.‬‬
‫وفيما يتصل بوفاة الوالدين او احدهما والثار السلبية التي قد تتركها هذه الحالة‬
‫على اعضاء السرة او على بعضهم وبخاصة في المجتمع الحضري فإن البيانات‬
‫قد اشارت إلى أن ‪ %41.3‬من حجم العينة قد توفي احد والديهم او كلهما وقد‬
‫تبين أن ما يزيد عن نصف هؤلء قد توفي احد والديهم او كلهما قبل سن البلوغ‬
‫وهذا يعني أن وفاة الوالدين او احدهما قد لعبت دورا ً في توفير بعض الفرص‬
‫لهؤلء الفراد او لبعضهم لممارسة الجريمة وقد يكون للتأثيرات السلبية التي قد‬
‫يمارسها الخرون على هؤلء الفراد ي هذه المرحلة المبكرة من العمر دور كبير‬
‫في تعلم السلوك لنحرافي وممارسته‪.‬‬
‫وقد يخضع الفرد في بعض الحيان لظروف معينة تضطره لن يعيش بعيدا ً عن‬
‫اشراف الب وتوجيهاته فيتعرض لخطر الوقوع في الثام والخطايا وممارسة‬
‫الجريمة وبخاصة اذا تعرض لتأشيرات سلبية من الخرين ممن تمرسوا في‬
‫العمل الجرامي ‪ .‬وقد توصلت هذه الدراسة بالفعل إلى أن هنالك نسبة ل بأس‬
‫بها من أفراد العينة قد عاشت في اسر ل تخضع لسلطة الب ‪ .‬فقد اشارت‬
‫البيانات التي تضمنها الجدول رقم )‪ (17‬إلى أن ما يقرب من ربع حجم العينة قد‬
‫عاش أفرادها أما مع الم فقط واما مع الم وزوجها )غير ابيه( واما مع الب‬
‫وزوجته غير امه )امرأة ابيه( ‪.‬‬
‫أن هذه الظروف قد تعرض الفرد إلى التوتر النفسي والقلق والحرمان‬
‫والضطهاد فتشكل لديه ميول ً انحرافية ودوافع لممارسة الجريمة ولذلك فإنه من‬
‫المتوقع أن تكون هنالك علقة قوية بين هذه الظروف التي احاطت بهؤلء الفراد‬
‫"غياب سلطة الب وتوجيهاته" وبين ممارستهم للجريمة ‪.‬‬
‫وفيما يتصل بقيام احد العضاء السرة بأفعال إجرامية واحتمال تأثر اعضاء‬
‫السرة الخرين بهذه الفعال او محاكاتها فقد توصلت هذه الدراسة إلى أن نسبته‬
‫‪ %40‬من حجم العينة اجاب أفرادها بأن لهم اقارب قد دخلوا السجن بسبب‬
‫قيامهم بأفعال إجرامية ‪ .‬وقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول رقم )‪(18‬‬
‫إلى أن الباء والخوة والعمام يشكلون نصف حجم هذه الفئة تقريبا ً ‪.‬‬
‫ول شك أن هذا يشير إلى احتمالت قوية في أن يكون هؤلء الفراد قد استمدوا‬
‫نماذج تصرفاتهم النحرافية من السرة مباشرة ‪.‬‬
‫وهكذا فقد توصلت هذه الدراسة بخصوص الوضع السري إلى أن هنالك ظروفا ً‬
‫إجتماعية صعبة تعيش السر في ظلها قد تشكل بيئة ملئمة للجريمة ‪ .‬وقد تمثل‬
‫ذلك في ظاهرة تعدد الزوجات وفي دوافعها وفيما ترتب عليها من انفصال بعض‬
‫الفراد عن اسرهم ويرجح أن يكون هذا الوضع قد لعب دورا ً في دفع بعض‬
‫الفراد ممن ينتمون إلى هذه السر إلى ممارسة الجريمة وقد توصلت هذه‬
‫الدراسة كذلك إلى أن نسبته ليست قليلة من أفراد العينة قد توفي آباؤهم او‬
‫امهاتهم او كلهما وان ما يزيد عن نصف هؤلء قد توفي احد والديهم وبين‬

‫‪38‬‬
‫التصرفات النحرافية التي مارسها هؤلء الفراد‪ ،‬نظرا ً لفتقارهم إلى اقوى‬
‫سلطة موجهة لتصرفاتهم في ضوء القيم والمعايير المقبولة اجتماعيا ً وبخاصة في‬
‫هذه المرحلة المبكرة من العمر وقد اشارت البيانات كذلك إلى أن ما يقرب من‬
‫ربع حجم العينة ككل عاش أفرادها في اسر ل تخضع لسلطة الب مما يعزز‬
‫العتقاد بأن غياب سلطة الب وافتقار البناء إلى توجيهاته القيمة في ضوء القيم‬
‫والمعايير الجتماعية السائدة يلعب دورا ً كبيرا ً في توفير مناخ ملئم امام بعض‬
‫الفراد لممارسة تصرفات انحرافية مختلفة ‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫بدأت تظهر في هذه اليام احساسات متزايدة من قبل الفئات الجتماعية‬


‫المختلفة في المجتمع الردني بمخاطر الجريمة وبارتفاع معدلتها ولن نظرة‬
‫الدراك العام قد تصدق في بعض الحيان فقد رأى الباحث أن يدرس هذه‬
‫الظاهرة وان يتصدى بالذات لدراسة الدوافع والقوى الكامنة وراءها ‪.‬‬
‫ولن الباحث يعتقد بأن الجريمة ل تنمو ول تظهر في فراغ اجتماعي فقد رأى أن‬
‫تتصدى هذه الدراسة لدراسة بعض القوى والمتغيرات الجتماعية التي يعتقد أن‬
‫لها صلة أساسية في دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة ‪ .‬وهذه المتغيرات هي‬
‫الظروف القتصادية وخصائث البيئة طبيعيا ً واجتماعيا ً والوضع السري وجماعات‬
‫الصدقاء والرفاق ‪ .‬وقد افترض الباحث أن هذه المتغيرات الجتماعية تلعب دورا ً‬
‫أساسيا ً في دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة ‪.‬‬
‫وقد اختار الباحث لتنفيذ هذه الدراسة عينة مسحية من المسجونين في بعض‬
‫سجون الردن تم اختيارها عمديا لتمثيل محافظات المملكة وحدودها الجغرافيا ‪.‬‬
‫وقد بلغ حجم العينة التي اختيرت بطريقة عشوائة منظمة من السجون الخمسة‬
‫)‪ (150‬مسجونا – وقد جمعت البيانات منهم عن طريق صحيفة الستبيان التي‬
‫اشتملت على مجموعة من السئلة انسجمت مع اهداف هذه الدراسه وأغراضها ‪.‬‬
‫وبعد أن قام الباحث بجمع البيانات وتفريغها وتحليلها توصل إلى النتائج التالية ‪-:‬‬
‫أول ‪ :‬لقد تبين أن هنالك علقة قوية بين معدلت الدخول المنخفضة وبين‬
‫ممارسة الجريمة فقد تبين أن معظم أفراد العينة يحصلون على معدلت دخول‬
‫منخفضة ‪ .‬ولن معدلت الدخول تعتبر مؤشرا قويا للمستوى القتصادي فيمكن‬
‫القول أن غالبية أفراد العينة يعانون من تدني مستوياتهم القتصادية فيمكن‬
‫القول أن غالبية أفراد العينة يعانون من تدني مستوياتهم القتصادية وقد تعززت‬
‫هذه النتيجة في كون نسبة مرتفعة من أفراد العينة اجابت بأن الفقر هو دافعها‬
‫الساسي للمارسة الجريمة حيث سجل دافع الفقر اعلى معدل في قائمة‬
‫الدوافع التي اشتملت عليها هذه الدراسة ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫غير أن ما يزيد عن نصف أفراد هذه الفئة التي اجابت بأن الفقر هو دافعها‬
‫الساسي لممارسة الجريمة قد بالغت في اضفاء صفة الفقر عليها وربما يعود‬
‫ذلك إلى أن مفهوم الفقر بالنسبة لها يتجاوز المفهوم الكمي وان الفقر بالنسبة‬
‫لها يرتبط بعدم مقدرة الدخل على اشباع الحتياجات المختلفة مهما كان هذا‬
‫الدخل ومع الباحث مقتنع بأن هنالك علقة قوية بين انخفاض الدخل والميل إلى‬
‫ممارسة الجريمة ال أنه يرى أن الفقر ل يشير دائما ً إلى انخفاض معدلت الدخل‬
‫وبخاصة اذا نظرنا إلى الفقر في اطار مجتمع معين وفي فترة زمنية معينة وفي‬
‫ضوء مستوى المعيشة القائم في المجتمع المدروس في وقت اجراء الدراسة ‪.‬‬
‫ولذلك فإن الفقر قد ل يشير إلى حاجة ماسة في بعض الحيان بقدر ما يشير إلى‬
‫تحسين الوضع القتصادي والجتماعي للفرد وبالتالي فإن الجريمة قد ترتبط‬
‫بمحأولة الفرد لتغيير وضعه القتصادي والجتماعي ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬وبخصوص نماذج التجمعات البشرية التي تنتشر فيها الجرائم فقد توصلت‬
‫هذه الدراسة الىان الجرائم تنتشر في المدن اكثر من إنتشارها في التجمعات‬
‫البشرية الخرى وقد ربط الباحث بين الحياء الشعبية التي تنتشر عادة في المدن‬
‫وبين ارتفاع معدلت الجريمة فيها فقد تبين أن الغالبية العظمى من أفراد العينة‬
‫الحضرية التي بلغت نسبتها ‪ %66.6‬من حجم العينة ككل تقطن في هذه الحياء‬
‫وقد تبين كذلك أن أفراد العينة الذين يقطنون في هذه الحياء يفتقرون إلى‬
‫معظم الخدمات الجتماعية والمرافق العامة وانهم يعانون من تدني مستوياتهم‬
‫القتصادية وفي ظل هذه الظروف فإن الباحث يرى أن الدوافع إلى إرتكاب‬
‫الجريمة من وجهة النظر الجتماعية – تتركز في المدينة اكثر منه في أي تجمع‬
‫بشري آخر في المجتمع الردني‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬وبخصوص الدور الذي يحتمل أن تلعبه جماعات الصدقاء والرفاق في دفع‬
‫الفرد إلى إرتكاب الجريمة فقد توصلت هذه الدراسة إلى أن ما نسبته ‪ %10‬من‬
‫أفراد العينة اجابوا بأن اصدقائهم قد دفعوهم إلى ممارسة الجريمة وتوصلت‬
‫الدراسة كذلك إلى أن ‪ %35‬من حجم العينة ككل قاموا بأفعالهم الجرامية‬
‫بالشتراك مع آخرين وقد تبين أن ‪ %12.5‬من أفراد هذه الفئة مارسوا افعالهم‬
‫الجرامية مع اصدقاء وهذا يدل دللة واضحة على أن جماعات الصدقاء تمارس‬
‫تأثيرات سلبية على اعضائها وان بعض العضاء يتجهون إلى ممارسة افعال‬
‫إجرامية تحت ضغط التأثيرات السلبية وبخاصة العضاء الذين ينتمون إلى الفئة‬
‫العمرية )‪ 40‬فما فوق( ‪ .‬ولم تشر البيانات إلى أن نوع التجمع البشري الذي‬
‫يقطنه هؤلء الصدقاء الذين مارسوا جرائمهم بالشتراك يلعب أي دور في دفعهم‬
‫إلى ممارسة الجريمة بصورة مشتركة ولم تلعب متغيرات التعليم أي دور في هذا‬
‫الصدد ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬وبخصوص الوضع السري ‪ :‬فقد توصلت هذه الدراسة إلى أن نسبا ً‬
‫متفاوتة من أفراد العينة قد عاشت في ظل ظروف اسرية تشكل اجواء إجتماعية‬
‫ملئمة لممارسة الجريمة مما يشير إلى أن الوضاع السرية تشكل في بعض‬
‫الحيان – وفي ظل ظروف معينة مناخا ً اجتماعيا ً ملئما ً لممارسة الجريمة‬

‫‪40‬‬
‫وبخاصة فيما يتعلق بتعدد الزوجات ووفاة الوالدين او احدهما وتورط احد اعضاء‬
‫السرة في ممارسة افعال إجرامية ‪.‬‬
‫واذا كانت الظروف القتصادية المتدنية والوضاع الجتماعية غير الملئمة التي‬
‫تحيط بالفراد والتي تحدثنا عن بعضها في هذه الدراسة تشكل قوى حقيقية‬
‫وموضوعية في دفع الفرد إلى ممارسة افعال إجرامية وانحرافية ال أن الفراد ل‬
‫يستجيبون لتأثيراتها السلبية بدرجات متساوية ول يتفاعلون معها بأنماط سلوكية‬
‫متشابهة فقد تبين أن صغار السن والعمل والفراد ذوي المستويات التعليمية‬
‫المتدنية اكثر تجاوبا ً واشد تفاعل ً مع هذه الظروف بصورة سلبية وبالتالي فإنهم‬
‫اكثر ميل ً للقيام بأفعال إجرامية كردة فعل لهذه الظروف وربما يعزى ذلك إلى‬
‫أن صغار السن او الشباب يخضعون لنمط ثقافي معين قوامه الرغبة في امتلك‬
‫الشياء والحصول عليها عن طريق المحاكاة والتقليد وعندما تفتقر هذه الفئة من‬
‫الناس إلى الوسائل الشرعية فإنها قد تتجه اكثر من غيرها إلى إستخدام وسائل‬
‫غير شرعية لتحقيق طموحاتها واهدافها اضافة إلى أن هذه الفئة غالبا ً ما تكون‬
‫على عتبة الزواج فيكونون في هذه المرحلة بحاجة إلى المال من اجل نفقات‬
‫الزواج او من اجل النفاق على الحياة السرية وقد تكون هذه الفئة مسؤولة عن‬
‫اعالة كبار السن في أسرة التوجيه فتتضاعف عليهم المسؤوليات المالية ‪ .‬وقد‬
‫عكست البيانات الت يتضمنها الجدول الخاص بدوافع الجريمة بعضا ً من هذه‬
‫الظروف مثل الرغبة في المحاكاة والتقليد والتهور والطيش ومتاعب الحياة‬
‫ونحوها ‪.‬‬
‫واما بالنسبة لفئة العمال فغالبا ً ما تكون الظروف القتصادية المتدنية اشد تأثيرا ً‬
‫عليهم من باقي الفراد الخرين وذلك لن معدلت دخولهم المنخفضة تقترن في‬
‫كعظم الحيان بانخفاض مستوياتهم التعليمية وغالبا ً ما يكون الميون والقل‬
‫تعليما ً اكثر انقيادا ً وتبعية واقل تبصرا ً بالعواقب السيئة التي تجرها عليهم افعالهم‬
‫الجرامية او ربما كانت تقديراتهم لفعالهم الجرامية بأنها قد نمقذهم من أوضاع‬
‫اقتصادية إجتماعية سيئة واشد خطورة على اسرهم من الفعل الجرامي نفسه‬
‫وربما يشتد الدافع لديهم إلى ممارسة الجريمة عندما يقارنون ظروفهم المعيشية‬
‫وأوضاعهم السكنية السئية بما هو متاح للغنياء والموسرين الذين يعيشون في‬
‫الحياء الراقية ‪.‬‬
‫وهكذا يتضح أن غالبية أفراد العينة كانوا يعيشون في ظل ظروف اقتصادية‬
‫إجتماعية سيئة وان هذه الظروف قد مارست عليهم تأثيرات سلبية تمثلت في‬
‫ممارسة انماط مختلفة من الجريمة وقد تبين أن هذه الظروف القتصادية‬
‫والجتماعية السيئة كانت تحيط بفئة العمال اكثر من الفئة المتعلمة تعليما ً مرتفعا ً‬
‫نسبيا ً وبالفراد متوسطي العمر اكثر من الفراد صغار السن او كبار السن‬
‫وبالفراد الذين يعيشون في الحياء الشعبية اكثر من الفراد الذين يعيشون في‬
‫الحياء الراقية او المتوسطة الرقي ولذلك كانت هذه الفئات جميعها اكثر ميل ً‬
‫لممارسة الجريمة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المراجع العربية‬

‫الخالدي عطا )دكتور( الدمان على المسكر سبل الوقاية والعلج‬ ‫‪.1‬‬
‫المركز العربي للدراسات المنية والتدريب بالرياض ‪. 1981‬‬
‫‪ -2‬الخشاب مصطفى )دكتور( دراسات في الجتماع العائلي دار‬ ‫‪.2‬‬
‫النهضة العربية للطباعة والنشر بيروت ‪. 1980‬‬
‫‪ -3‬الردن المجلس القومي للتخطيط الخطة الخمسية التقرير‬ ‫‪.3‬‬
‫السنوي الثاني تموز ‪. 1978‬‬
‫‪ -4‬العطار عارف الجرام في الخالص مطبعة المعارف بغداد ‪1963‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -5‬الكويت مجلة العلوم الجتماعية العدد الثاني المجلد الثاني عشر‬ ‫‪.5‬‬
‫‪. 1984‬‬
‫‪ -6‬المركز العربي للدراسات المنية والتدريب بالرياض السجون‬ ‫‪.6‬‬
‫مزاياها وعيوبها ابحاث الندورة العلمية الولى الرياض ‪.1981‬‬
‫‪ -7‬المركز القومي للبحوث الجنائية والجتماعية المجلة الجنائية‬ ‫‪.7‬‬
‫العدد ‪ 2 – 1‬المجلد الثاني والعشرون مارس – يوليو ‪. 1979‬‬
‫‪ -8‬المنظمة العربية للدفاع الجتماعي ضد الجريمة العدد التاسع‬ ‫‪.8‬‬
‫يناير ‪. 1980‬‬
‫‪ -9‬حسن عبد المير )دكتور( الفراج الشرطي في العراق جامعة‬ ‫‪.9‬‬
‫بغداد‪ ،‬بغداد ‪.1981‬‬
‫‪ -10‬حسن محمود )دكتور( السرة ومشكلتها دار المعارف بمصر‬ ‫‪.10‬‬
‫‪. 1977‬‬

‫‪42‬‬
‫ دائرة الحصاءات العامة في الردن التعداد العام للمساكن‬-11 .11
. 1979 ‫والسكان‬
‫ عارف محمد )دكتور( الجريمة في المجتمع مكتبة النجلو‬-12 .12
.1975 ‫المصرية القاهرة‬

‫المراجع باللغة النجليزية‬

1- Bellamy John Crime and public in the later middle ages .


Reputledge and kegan paul London Toronto Toronto university press
1973 .
2- Burgess ernest and bogue Donald urban sociology . The university
of Chicago 1970.
3- Clark Ramsey Crime in America . Third printing seman and shuster
, N.Y. 1970 .
4- Clinard Barron marshall sociology of deviant behavior rinhart and
Winston .Y.1969 .
5- Jeffry C.ray crime prevention through environment design sage
publication Inc. Beverly Hills London 1977.
6- Karim Abdel jabber Crime prevention al maarif press Baghdad
1963.

43
7- Nietzel T. Michael Crime and its modification pergamon
international library press N.Y. 1975.
8- Prassel p. frank international to American criminal justice arper and
row publishers, N.Y. 1979 .
9- Rozenberg Bernard and silvertein harry the varieties of delinquent
experience herox college publishing 1969.
10- Seashore stanly and merriell H. Management of urban crisis free
press N.Y.1971.
11- Thomas William and Zenanicki florian the polish peasent in Europe
and America Chicago university press 1918.
12- Tobias J.T. crime and industrial society in the 19th century . B.T.
batsford LTD London 1967.
13- Wodson Robert youth crime and urban policy research Washington
and London U.S.A. 1981.

44

You might also like