Professional Documents
Culture Documents
الجريمة
دراسة استطلعية من منظور اجتماعي على عينة
من المسجونين في المجتمع الردني
*
أحمد الربايعة.د
Abstract
1
الملخص
المقدمة
عرض تاريخي موجز :
الجريمة ظاهرة إجتماعية عالمية ل يكاد يخلو منها أي مجتمع انساني وقد تنبه
الناس منذ القدم إلى اخطارها وآثارها السلبية على مسيرة الحياة الجتماعية
وعلى استقرار المجتمع وتوازنه وحأولوا إستخدام بعض الطرق والساليب
لمحاربتها ومنعها والوقاية منها غير أن اساليبهم في ذلك الوقت كانت ساذجة
وبسيطة تقوم معا ً على أسس ميثولوجية )اسطورية( وعلى معتقدات دينية بدائية
وعلى جزاءات إجتماعية معينة .
وعلى الرغم من أن المجتمع النساني قد توصل إلى وسائل وقوى ضبطية اكثر
تعبيرا ً عن ارادة المجتمع – كالقانون المكتوب مثل ً – ال أن اخطار الجريمة ما
زالت تتزايد يوما ً بعد يوم بعد أن شهد المجتمع النساني تحولت إجتماعية
واقتصادية وثقافية هائلة بل أن الجريمة اصبحت في بعض المجتمعات المتقدمة
كأمريكا مثل ً ظاهرة إجتماعية معقدة بحيث ينتظم المجرمون هناك في تنظيمات
ومؤسسات تخصصية لها كيانها المتميز. ((1
)* يعرف الباحث الجريمة اجرائيا ً لغراض هذه الدراسة بأنها كل فعل يعاقب عليه القانون السائد في
المجتمع موضوع الدراسة .
2
وفي ضوء هذه الخطار فقد رأت حكومات الدول النامية والمتقدمة على حد
سواء أن هنالك حاجة ماسة إلى معالجة هذه الظاهرة والى الحد من إنتشارها
والوقاية منها وقد تنبه العلماء والدارسون المتخصصون إلى اهمية دراسة هذه
الظاهرة دراسة عملية موضوعية بهدف التعرف إلى دوافعها والوقوف على
القوى الكامنة وراءها وقد توصلت الدراسات إلى تعميمات ونماذج تفسيرية
متعددة وظهرت عدة نظريات حديثة لتفسير السلوك الجرامي بلغ عددها عدد
حقول البحث العلمي تقريبا.((2
فكل حقل للبحث العلمي قد ابتدع – على القل – نظرية واحدة لتفسير
الجريمة .وقد ترتب على ذلك أن تنوع البحث المبريقي لهذه المحأولت
التفسيريه .وجذب كل نظرية من هذه النظريات أتباعا ً ومؤيدين قدموا تفسيرات
وتبريرات عقلية ثبتت فاعليتها ،وقدموا كذلك امثلة فردية للسلوك الجرامي من
النوع الذي يبدو أنه ينسجم مع معظم القضايا والمناهج الساسية للنظرية .
وقد حأول مايكل نيتزل M. Nietzelتصنيف هذه النظريات إلى اربع فئات أساسية
تشتمل كل فئة على مجموعة من النظريات الفرعية .وهي النظريات البيولوجية
)(1
Michael Nietzel Crime and its Modification pergamon International library press N.Y.1979. P.49-50
) (2إن أول نظرية ضمنية للجريمة كانت ترتكز على أساس ديني ففي خلل العصور الوسطى كانت
الجريمة تعزى الى تأثير الرواح الشريرة وكان السلوك الجرامي يفسر على ان انتهاك القانون الول
اكثر منه على انه انتهاك للقانون النساني وفي خلل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت الجريمة
تفسر على أساس المسؤولية الخلقية للشخص أنظر .
Abdul-Jabbar Karim .Crime prevention . Al Maarif press Baghdad 1963. p.9.
3
((3
والنظريات النفسية ،والنظريات النفسية – الجتماعية ،والنظريات الجتماعية
.
4
في أي وقت ويقسم نيتزل النظريات الجتماعية إلى عدة نظريات فرعية وذلك
في ضوء المعايير والمتغيرات الساسية التي ترتكز عليها كل نظرية غير أن اهم
هذه النظريات هي النظريات البنائية ونظريات الثقافة الخاصة او الفرعية .
وان الفراد ذوي الدخل المنخفض الذين ينتمون غالبا ً إلى الطبقات الدنيا والى
جماعات عرقية معينة مثل الزنوج اكثر تعرضا ً لهذه الظاهرة ((5وعلى الرغم من
أن أفكار )ميرتون( قد فصلت لملئمة ثقافة معينة كما يقول البعض وهي ثقافة
المجتمع المريكي ((6ال أنه من المناسب اختبارها في بعض المجتمعات النامية
خاصة وان هذه المجتمعات تشهد اليوم تحولت إجتماعية كبيرة وتغيرات سريعة
في ابنيتها الجتماعية وانساقها الثقافية التقليدية محأولة اللحاق بالمجتمعات
المتقدمة .
وفيما يتصل بنظريات الثقافة الخاصة فإنها تفترض تنوعات في اتجاهات الناس
ويقوم هذا التنوع من الناحية الجتماعية على أساس تنوع المعتقدات
والطموحات والتوقعات ويتمسك اصحاب هذا التجاه بفكرة أساسية مؤداها أن
)(4
Michael Nietzel Crime and its Modification, op. p.p. 53-54.
انظر في هذا الصدد ايضا ً
Msrshall B. Clinard Sociology of Deviant Behavoir 3d edition, Rinhart and Winston, N.Y. 1968. P.5.
)(5
OP.CIT.P.52 Msrahall B. Clinard Sociology of Devuant Behavour
) (6المركز العربي للدراسات المنية والتدريب – الرياض – السجون مزاياها وعيوبها من وجهة النظر
العلمية 1981ص ) 67مقالة للدكتور حسن عيسى(.
5
صراع المعايير الجتماعية الذي يولد السلوك الجرامي يعزى إلى الحقيقة التي
تقول أن هناك عدة طبقات إجتماعية وعدة جماعات إجتماعية تتمسك بنماذج
ثقافية تتعارض مع التشريعات والقوانين الخاصة ضد انماط معينة من الجريمة
وان نماذج السلوك غير الشرعية تتدعم وتتعزز بمعايير ثقافية فرعية تمارس
ضغوطا ً على الفرد فتدفعه باتجاه النحراف عن الثقافة العامة المقبولة اجتماعيا ً
وبعبارة اخرى فان أصحاب هذه النظرية يرون أن الثقافة الخاصة او الفرعية التي
تتولد من جراء التقاء بعض الفراد والجماعات الذين يتماثلون في مواجهة
مشكلت متشابهة هي التي تخلق لديهم الميل لممارسة الجريمة كنوع من الحل
للتغلب على مشكلتهم وينظر اصحاب هذا التجاه إلى الثقافة الخاصة او الفرعية
على أنه اسلوب متميز وطريقة خاصة للحياة يتبعها أفراد جماعة معينة في نطاق
مجتمع اكبر يتسم بوجود ثقافة عامة مشتركة وغالبا ً ما تتعارض هذه الثقافة
الخاصة مع الثقافة العامة المشتركة. ((7
)(7
المرجع السابق ص . 68
)(8
Abdul Jabbar Karim Crime Prevention Al Maarif press Baghdad 1963. p.2.
)(9
Mardhall B.Clinard Sociology of Deviant Behavior, op.cit, p.141.
6
ونمو البطالة وتزايد معدلت الخراب وتدمير الشياء والممتلكات بسبب الفتقار
إلى الخدمات العامة والدعم المالي ويوضح جيفري Ray Jeffereyأهمية العوامل
القتصادية في الدافع إلى إرتكاب الجريمة بقوله )أن المدخل الساسي للسيطرة
على الجريمة ومحأولة منعها او ضبطها له صلة قوية بما اصبح يعرف اليوم
بالتحليل القتصادي للجريمة(.((10
وتوضح بعض الدراسات التي اجريت في بلدان عربية اهمية العوامل القتصادية
والجتماعية في الدافع إلى إرتكاب الجريمة فالدراسة التي قام بها السيد عارف
العطار عن الجريمة في منطقة )الخالص( في العراق بينت أن التخلف الجتماعي
والقتصادي والجهل وتدني المستوى التعليمي للسكان في هذه المنطقة من اهم
العوامل التي ساعدت على إنتشار الجريمة هناك ((11وقد ربط الدكتور بدر الدين
بين الحداث السياسية والجتماعية والتاريخية التي مرت بها مصر منذ عام
1938وحتى عام 1977م وبين ارتفاع معدلت انماط معينة من الجرائم
(1
وانخفاض انماط اخرى حيث تميزت هذه الفترة بعدم الستقرار وسرعة التغير
(2وفي هذا الطار فقد اشار الدكتور الخالدي إلى أن الظروف والعوامل
الجتماعية هي وراء ظاهرة الدمان على المسكر والتي اصبحت تنتشر على
نطاق واسع في المجتمع العربي . ((13
وتبرز اهمية العوامل الجتماعية والقتصادية في الدافع إلى إرتكاب الجريمة من
أن المنظمة العربية للدفاع الجتماعي تولي اهمية خاصة للوقاية من الجريمة
بقدر الهمية التي توليها للجانب العلجي ويتمثل الجانب الوقائي عادة في توفير
الظروف الجتماعية والقتصادية والسياسية الملئمة والتي تشجع الفرد على
البداع والبتكار وتبعده عن مهاوي الرذيلة والجريمة وقد تزايد هذا الدليل لدى
المنظمة بعد أن تبين لها أن المنطقة العربية اصبحت مركزا ً عالميا ً رئيسيا ً من
مراكز الستثمار والقتصاد والمال وهذا ادى بدوره إلى )بروز انواع جديدة من
جرائم النصب والحتيال عن طريق المشروعات الوهمية وعن طريق تهريب
العملة وعن طريق انحرافات بعض العاملين بالحكومة بالرشوة والختلس
وتعاطي العملت والتلعب بالتصدير والستيراد( .((14
)(10
Ray C .Jeffery Crime prevention Though Environment Design Sage publication Inc ,Beverly Hills London
1977 .p.314
) (11عارف العطار الجرام في الخالص – نموذج للجرام الريفي في العراق مطبعة المعارف بغداد
1963ص 7وانظر كذلك عبد المير حسن الفراج الشرطي في العراق دراسة مقارنة جامعة بغداد،
بغداد 1981ص . 136
) (12المركز القومي للبحوث الجتماعية والجنائية المجلة الجنائية القومية مارس – يوليو العدد 2-1
المجلد 1979 22ص .129
) (13المركز العربي للدراسات المنية والتدريب بالرياض – الدمان على المسكر ،سبل الوقاية والعلج
1981ص .33-32
) (14المنظمة العربية للدفاع الجتماعي ضد الجريمة المجلة العربية للدفاع الجتماعي العدد التاسع يناير
1980ص . 237
7
ومن الظواهر الجتماعية التي لها صلة قوية بالمستويات القتصادية المتدنية
والتي تلعب بدورها دورا ً كبيرا ً في دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة هي ظاهرة
الفقر وغالبا ً ما يصنف علماء القتصاد الفقر على أنه مدخل اقتصادي أساسي في
تفسير الجريمة وصلة الفقر بالجريمة ليست صلة حديثة فمنذ فترة طويلة اكد
الفلسفة والمصلحون الجتماعيون على أن الفقر يلعب دورا ً مهما ً في دفع الفرد
إلى ممارسة الجريمة وقديما ً ايضا ً قال سقراط )أن الفقر هو ابو الثورة وابو
الجريمة( وحديثا ً قال كلرك أن جرائم الفقراء وجرائم الناس المسلوبي القوة
غالبا ً ما تكون بسبب السخط والكره اتجاه الغنياء وان الفقراء قد يحملون حمل ً
على ممارسة الجريمة من اجل توفير الغنى والثروة وهذا يعني أن ظروف الفقر
اللنسانية كما يقول كلرك هي التي تخلق من بين الفقراء من يتجه إلى ممارسة
الجريمة .((15
وقد حأولت كثير من الدراسات التي اجريت في الونة الخيرة أن تبين أن الفقر
هو السبب الساسي في النحراف الجتماعي وربما تكون الدراسات التي قام بها
وليام بونجر w.Bongerمن اهم الدراسات الحديثة التي تتبنى هذا التجاه وقد
حأول أن يثبت – عن طريق البحث والدراسة – أن الحالة العقلية للمجرمين ترجع
إلى النحطاط القتصادي من ناحية والى التفكك الطبقي من ناحية اخرى ((16غير
أن الدراسات التي قام بها بونجر اقتصرت على المجتمعات الوروبية فقط .
ولذلك فإنه ليس من السهل تعميمها على مجتمعات اخرى تتمتع بخصائص
اقتصادية وإجتماعية مختلفة وقد حأولت احدى البحوث الحديثة أن تبين أن اغلب
(
الجانحين وغيرهم من المنحرفين ينتمون إلى طبقة الفقراء والعمال غير المهرة
. (17
)(15
Ramsey Clark Crime in America Third printing seman and Schuster. N.Y.1970 pp. 36. 39.
)(16
محمود حسن السرة ومشكلتها دار المعارف بمصر 1977ص . 59
)(17
محمود حسن المرجع السابق ص .60 – 59
)(18
Stanley Seashore and H. Merreill, Management of Urban Crisis press N.Y.1971, p. 147
8
الجريمة تنتشر في المدن اكثر من إنتشارها في الريف .ففي الوليات المتحدة
فقد اشارت الدراسات إلى أن الجريمة تنتشر في المدن بمعدلت أعلى من
معدلتها في القرى .وفي الجزائر التي يشكل فيها الريفيون حوالي ثلثي السكان
وجد أن اكثر من %45من مجموع الفراد المجرمين ينتمون إلى مجتمعات
حضرية وان %35ينتمون إلى مجتمعات ريفية وان %20مجهولون .((19وقد
طرح شميد فرضية لتفسير تزايد معدلت الجريمة في المدن مؤداها أن المدينة
تجذب المنحرفين من القرى.
غير أن الشواهد التي تدعم هذه الفرضية كما يقول كلينارد كانت قليلة ذلك لن
المهاجرين يهاجرون إلى المدن بسبب ظروف اقتصادية وليس لنهم منحرفون
ويطرح كلينارد بالمقابل فرضية اخرى ربما تكون اكثر قبول ً وتقوم على أساس
أن الحياء المتخلفة التي تزخر بها المدن عادة هي المسؤولة عن ارتفاع معدلت
الجريمة فيها ويستشهد كلينارد على ذلك بقوله )أن الدراسات التي تتبعت
الجرائم بأشكالها وبأنماطها المختلفة في المدينة تلو المدينة في اقطار مختلفة
من العالم قد توصلت إلى أن المجرمين يوجدون عادة وبصورة مستمرة وبنسب
مرتفعة في المناطق الكثر تخلفا ً في المدن ((20وقد تكون البيئة الطبيعية
المتدهورة في هذه الحياء وتدني مستويات الحياة القتصادية لسكانها واحتمال
قيام ثقافة خاصة فيها من بين اهم العوامل التي تشكل ميول ً قوية لدى بعض
الفراد في هذه الحياء لممارسة الجريمة .
وفيما يتصل بتأثير الصدقاء ورفاق السوء على بعض الفراد ودفعهم إلى ممارسة
الجريمة فقد اشارت بعض الدراسات إلى أن هذه الظاهرة تنتشر في البلدان
المتطورة اكثر من إنتشارها في البلدان النامية فقد توصلت احدى نتائج المسح
القومي في امريكا إلى أن هنالك جرائم كثيرة نفذها اصدقاء انداد بصورة
مشتركة وتوصلت إلى أن النحراف الذي اصبح ينمو بصورة متزايدة يعود إلى
الدعم الذي يلقاه اعضاء هذه الجماعات من بعضهم بعضا ً وفي دراسات اخرى
في المجتمع المريكي قدر أن ما بين %90 -60من مجموع الفعال النحرافية
قد نفذتها جماعات الصدقاء بصورة مشتركة وهذا يعني أن معظم المنحرفين
يلقى القبض عليهم كفريق وهنالك من يفترض أن أولئك الذين لم يكن لهم
اصدقاء في اثناء القبض عليهم ربما يكون لكل واحد منهم رفيق او صديق واحد
على القل في بداية انحرافه وفي دراسة لحوالي 5480منحرفا ً في شيكاغو
تبين أن %81.8من الفراد الذين قدموا للمحاكمة كان لكل منهم رفيق واحد او
اثنان . ((21
)(19
. Marshall Clinard op.cit.p.99-100
)(20
.Ibid, p.126
)(21
.Marshall Clinard, op. cit. pp. 230-231
9
وقد اضفى اصحاب النظريات الجتماعية اهمية كبيرة على الدور الذي تمارسه
السرة على اعضائها في تمثلهم للقيم الجتماعية او انحرافهم عنها باعتبارها
الجماعة الولية الولى التي تقوم بعملية التربية والتنشئة الجتماعية فإذا تخلفت
السرة عن القيام بهذا الدور على الوجه الكمل وبصورة ل تنسجم مع القيم
والمعايير الجتماعية السائدة فإن الفرد قد يتجه إلى ممارسة افعال إجرامية
وانحرافية مختلفة ولعل ظاهرة تعدد الزوجات وضعف سلطة الب او غيابها
لسبب من السباب وعدم وجود رقابة إجتماعية كافية على تصرفات أفراد
السرة او ممارسة احد أفراد السرة لفعال إجرامية من بين اهم القوى
والعوامل التي تؤدي إلى نوع من التفكك السري الذي قد يترتب عليه ممارسة
انواع معينة من الجرائم .
وتحأول هذه الدراسة التي بين ايدينا أن تتخذ من هذه القوى والظروف
الجتماعية ذاتها متغيرات مستقلة لتبين فيما اذا كان هنالك علقة بين هذه
المتغيرات وبين ممارسة الجريمة في المجتمع الردني.
) (22انظر تفصيلت ذلك في المجلس القومي للتخطيط الخطة الخمسية التقرير السنوي تموز 1978
ص . 24-1
) (23المرجع السابق ص 2وما بعدها .
10
المدن الردنية موئل ً لعداد كبيرة من العمال الجانب من جهة ومحط انظار
الريفيين الردنيين من جهة اخرى ((24ولن الحياء المتخلفة من المدن هي
المكان الملئم الذي يتجه اليه المهاجرون عادة "سواء من داخل القطر او من
خارجه" للسكن فيه بسبب اليجار الرخيص من جهة او لن اقاربهم الذين
سبقوهم في الهجرة إلى المدن يتجهون عادة للستقرار فيه فإن هذه الحياء
تصبح بيئة مناسبة لظهور ثقافات فرعية مختلفة وقد تصطبغ الثقافات الفرعية
في هذه المناطق بصبغة خاصة تدفع اصحابها إلى ممارسة الجريمة خاصة وان
هنالك دراسات كثيرة تشير إلى أن هذه المناطق يسكنها المجرمون بصورة
رئيسية ((25وتؤكد هذه الدراسات أن الناس الذين يقطنون في هذه المناطق "أي
الحياء المتخلفة يتميزون عادة بالفقر الشديد والتفكك السري وفقدان
المعاييرواضطرابها.
فكأن هنالك علقة بين هذه الظروف مجتمعة وبين الجريمة وهكذا نجد أنه على
الرغم من أن التحولت القتصادية تهدف بصورة أساسية إلى رفع مستوى الحياة
الجتماعية والمعيشية للسكان ال أنه يصحبها في الغالب مشكلت إجتماعية
وبخاصة في المناطق الحضرية وقد تكون الجريمة هي اظهر هذه المشكلت
واكثرها بروزا ً واشدها خطرا ً .
وبما أن المجتمع الردني يشهد تحولت اقتصادية وإجتماعية فإلى أي مدى تشكل
هذه الظروف القتصادية والجتماعية دوافع لرتكاب الجريمة ؟أن الجريمة
ظاهرة إجتماعية خطرة تهدد امن المجتمع واستقراره وتعرقل حركة نموه
النتاجي ولذلك فإن الواجب يقضي بمحاربتها والعمل على الحد من إنتشارها
وذلك عن طريق التعرف إلى دوافعها والقوى الكامنة وراءها وليس هنالك من
سبيل لتحقيق ذلك سوى الدراسة العلمية الموضوعية وهو ما تتصدى له هذه
الدراسة .
ولما كانت هذه الدراسة تنطلق من منطلق اجتماعي في تفسير الجريمة فإنها
تهدف إلى الجابة على تساؤلت معينة بصدد تأثير متغيرات إجتماعية محددة في
دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة في المجتمع الردني وهذه التساؤلت هي:
هل تلعب الظروف القتصادية المتدنية دورا ً في ممارسة الجريمة . .1
هل هنالك علقة بين خصائص البيئة الطبيعية التي يقطنها الفرد .2
وبين الميل إلى ممارسة الجريمة؟
)(24
وزارة العمل التقرير السنوي 1984ص . 45
)(25
Ernest Burges and Donald Bogue Urban Sociology , The University of Chicago 1970. pp. 292 – 299
* هذه الدراسة جزء من دراسة شاملة عن الجريمة في المجتمع الردني .
11
ما هو حجم الدور الذي تلعبه جماعات الصدقاء والرفاق في دفع .3
الفرد إلى إرتكاب الجريمة؟ وهل تلعب الخصائص الديموجرافية لهذه
الجماعات دورا ً واضحا ً في تزايد الميل نحو الجريمة؟
هل يشكل البناء السري في بعض الحيان ظروفأ ً ملئمة لممارسة .4
الجريمة ؟
ها هي الظروف ؟
ويفترض الباحث في هذا الصدد إفتراضات محددة توجه هذه الدراسة :
الفتراض الول :أن معدلت الدخول المنخفضة كمؤشر أساسي للمستويات
القتصادية المتدنية عامل أساسي في دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة ذلك لن
معدلت الدخول المنخفضة ل تمكن الفرد من اشباع احتياجاته المتعددة ولذلك
فإنه قد يتجه في بعض الحيان إلى إستخدام طرق غير شرعية لشباعها .وتنتشر
هذه الظاهرة اكثر ما تنتشر في الحياء الشعبية من المدن نظرا ً لن الفراد
الذين يقطنون في هذه الحياء غالبا ً ما يكونون اكثر معاناة من الدخول المنخفضة
واشد تأثرا ً بها في ميلهم إلى ممارسة الجريمة .
الفتراض الثاني :هنالك علقة قوية بين خصائص البيئة الطبيعية المتخلفة
وبين تزايد الميل إلى ممارسة الجريمة وفي ضوء هذا التصور فإنه من المحتمل
أن يتجه الفراد الذين يقطنون في الحياء الشعبية من المدن إلى ممارسة
الجريمة اكثر من الفراد الذين يقطنون في الحياء الخرى ذلك لن افتقار هذه
الحياء إلى معظم الخدمات والتسهيلت الجتماعية المختلفة وتدني المستويات
الصحية وخصائص البيئة الفيزيقية المختلفة بالضافة إلى معدلت الدخول
المنخفضة تشكل لدى بعض الفراد ضغوطا ً معينة تدفعهم إلى ممارسة الجريمة .
الفتراض الثالث :أن جماعات الصدقاء او الرفاق يلعبون دورا ً بارزا ً في
التأثير على بعضهم بعضا ً لممارسة الجريمة وبخاصة عندما يتماثلون في مواجهة
مشكلت متشابهة حيث تنشأ لديهم ثقافة فرعية خاصة تشكل بالنسبة لهم حلول ً
جماعية لمواجهة مشكلتهم المشتركة .وغالبا ً ما تتركز هذه الحلول على
إستخدام طرق غير شرعية لحل مشكلتهم فتنشأ الجريمة ويتولد السلوك
النحرافي.ويفترض الباحث أن جماعات الصدقاء والرفاق ينتمون غالبا ً إلى فئات
عمرية ومستويات تعليمية وفئات مهنية متشابهة .
الفتراض الرابع :تسود في السرة في بعض الحيان ظروف معينة قد تشكل
مناخا ً ملئما ً لممارسة الجريمة واهم هذه الظروف وفاة رب السرة وتعدد
الزوجات وما ينجم عنه في بعض الحيان من انفصال بعض أفراد السرة عن
أسرة التوجيه وتورط بعض أفراد السرة في افعال انحرافية .
12
المجال المكاني والجتماعي لهذه الدراسة :
تشمل هذه الدراسة مختلف نماذج التجمعات البشرية التي يتألف منها المجتمع
الردني وذلك عن طريق اختيار عينة مسحية من السجون تمثل مختلف
محافظات المملكة وتقسيماتها الدارية ومناطقها الجغرافية ذلك لن السجون
تمثل مجال ً اجتماعيا ً ومكانيا ً أساسيا ً لجمع بيانات عن الجرمة وبما أن السجون
توجه عادة في تجمعات بشرية حضرية فقد اشتملت صحيفة الستبيان الخاصة
بجمع بيانات عن الجريمة على اسئلة يتحدد بموجبها نوع التجمع البشري الذي
ينتمي إليه المسجون سواء أكان ريفيا ً أم حضريا ً أم بدويا ً أم مخيما ً .
وفيما يتصل بالدوات والطرق التي استخدمها الباحث في جمع البيانات فقد
استخدم صحيفة الستبيان التي اشتملت على مجموعة من السئلة لها صلة
أساسية بدوافع الجريمة من منظور العينة مثل العمر الحالة الزوجية مستوى
التعليم المهنة واشتملت على اسئلة تحدد نماذج التجمعات البشرية التي ينتمي
اليها أفراد العينة وعلى اسئلة تصف الخدمات والمرافق العامة والتسهيلت
الجتماعية المختلفة المتوافرة فيها ثم اشتملت على اسئلة تحدد الوضع
القتصادي لفراد العينة من خلل معدات الدخول واشتملت كذلك على اسئلة
تتعلق بالوضع السري من حيث عدد أفراد السرة وحجم الوحدات السكنية التي
تسكنها كل أسرة وفيما اذا كان الوالدان متوفين او فيما اذا كان احدهما متوفى
وفيما اذا الوالد تعدد الزوجات وفيما اذا كان احد اعضاء السرة قد تورط في
ممارسة افعال إجرامية ذلك لن البيانات المتعلقة بهذه السئلة قد تكشف عن
حجم الدور الذي قد تمارسه السرة في دفع الفرد إلى ممارسة الجريمة
واشتملت صحيفة الستبيان كذلك على اسئلة تتعلق بالكشف عن دور الصدقاء
والرفاق في تشكيل ثقافة فرعية تشجع على ممارسة الجريمة وبالضافة إلى
13
ذلك كله فقد اشتملت صحيفة الستبيان على سؤال صريح خاص بالدوافع
الصريحة لممارسة الجريمة .
وقد خضعت صحيفة الستبيان لختبار تجريبي مسبق على عينة من المسجونين
في بعض سجون المملكة وذلك بهدف التحقق من كفاءة السئلة ومدى ملءمتها
لغراض هذه الدراسة واهدافها وقد ترتب على هذا الختبار أن اجريت تعديلت
طفيفة على بعض السئلة إلى أن استقرت على الوضع الذي هي عليه واصبحت
منسجمة مع أغراض هذه الدراسة وقد كان للزيارات الستطلعية التي قام بها
الباحث لمجتمع الدراسة ولقاءاته المتكررة مع الداريين في ادرات السجون
فائدة كبيرة في تصميم صحيفة الستبانة .
العينة *
ة على مراحل .فقد اختار في البداية عينة عمدية ة مسحي ًلقد اختار الباحث عين ً
من السجون تمثل محافظات المملكة ومناطقها الدارية والجغرافية فقد اختار
سجنا ً واحدا ً في كل محافظة وفي ضوء هذا المعيار فقد اختار السجون المركزية
في كل من عمان واربد والسلط والكرك ومعان .وتمثل هذه السجون
المحافظات الخمس التي تتألف منها المملكة ونظرا ً لتوفر القيود والسجلت
الرسمية فقد اختار الباحث عينة عشوائية منتظمة من السجناء المحكومين في
كل سجن من السجون الخمسة .ولما كان سجن عمان المركزي يضم حوالي
%76من مجموع السجناء في هذه السجون الخمسة فقد اختار الباحث %10
من مجموع السجناء في هذا السجن واختار %25من مجموع السجناء في كل
سجن من السجون الخرى وبموجب إستخدام هذا السلوب فقد بلغ حجم العينة
التي جمعت منها البيانات المطلوبة ) (150مسجونا ً موزعة على النحو الذي
يتضمنه الجدول رقم ). (1
14
10 40 سجن معان
150 1104
تعتبر معدلت دخول الفراد من اهم المعايير والمؤشرات التي يمكن العتماد
عليها في تحديد مستوياتهم القتصادية وفي ضوء هذا المعيار فقد كشفت
البيانات التي تضمنها الجدول رقم ) (2أن غالبية أفراد العينة معدلت دخولهم
منخفضة فقد تبين أن %44.4من حجم العينة تقل معدلت دخولهم عن 100
دينار اردني شهريا ً وان %22.3تتراوح معدلت دخولهم ما بين )(149 - 100
دينارا ً شهريا ً وهذا يعني أن %66.7من حجم العينة تقل معدلت دخولها كثيرا ً
عن الرقم القياسي لتكاليف المعيشة التي بلغت %184.5دينارا ً للفرد في
السنة في عام . ((26 1976ومنذ ذلك التاريخ وحتى هذا العام 1987والردن
يشهد ارتفاعا ً متزايد في السعار وفي تكاليف المعيشة دون أن يرافق ذلك زيادة
موازية في الدخل ،مما يشير إلى أن غالبية العينة ل يتمتعون بمستوى معيشي
ملئم يوفر الحياة الكريمة .
) (26يوسف عبد الحق :التخطيط والتنمية القتصادية في الردن رسالة دكتوراه منشورة جامعة عين
شمس 1979ص 160وقد احتسب معدل الدخل الفردي لفراد العينة الذين تقع معدلت دخولهم ما
بين اقل من 100دينار و 149دينار بتقسيم مجموع دخولهم على معدل عدد اعضاء السرة والذي بلغ
%6.7فرد حسب احصائية عام . 1979حيث بلغ حوالي 135دينارا ً في السنة .
بينما بلغ معدل الدخل الفردي في الردن في عام 1985حوالي 689دينارا ً انظر :وزارة الصحة .
التقرير الحصائي السنوي لعام ،1985ص . 14
15
وقد بين أن توزيع أفراد العينة على فئات الدخل المختلفة التي تضمنها الجدول
رقم ) (2يسير بصورة منتظمة بمعنى أن تركز أفراد العينة في فئات الدخل
المنخفضة يتخذ شكل ً منتظما .
الفرضية OHتوزيع أفراد العينة على فئات الدخل المختلفة هو توزيع منتظم .
الخطوات :تقسيم عدد أفراد العينة على فئات الدخل = . 48
القيمة المحتسبة ل ح = 2(48 - 48) + 2(48 - 32) + 2(48 - 64) =2 2
512
144 144 144 144
16
وربما يكون هنالك علقة بين انخفاض الدخل وتدني المستويات القتصادية ويبن
ارتفاع معدلت الجريمة بدافع الفقر .فقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول
رقم ) (3أن دافع الفقر هو اقوى دافع في إرتكاب الجريمة .حيث بلغت %28.6
وليس هنالك شك في أن الفقر هو انعكاس للمستويات القتصادية المتدنية.
17
وهذا الدافع أي دافع الفقر ينسجم إلى حد كبير مع انماط معينة من الجرائم التي
ارتكبها بعض أفراد العينة مثل اعطاء شيك بدون رصيد والختلس والرشوة
والسرقة حيث بلغت نسبة مرتكبي هذه الجرائم %31.1انظر الجدول رقم ). (4
18
2.0 3 -15جرائم اخرى
100% 150 المجموع
ويبدو أن الفقر ليس فقرا ً ماديا ً فقط بل قد يكون نفسيا ً واجتماعيا ً ايضا ً بمعنى
أن الشخص قد يعد نفسه فقيرا ً حتى وان كان دخله مرتفعا ً نسبيا ً ما دام هذا
الدخل ل يشبع كل احتياجاته ول يوفر له المن النفسي والجتماعي فهنالك نسبة
عالية من أفراد هذه الفئة التي اجابت بأن الفقر هو دافعها الساسي في إرتكاب
الجريمة تحصل على معدلت دخول مرتفعة نسبيا ً انظر الجدول رقم ) (5وهذا
يطرح مسألة مهمة وهي نسبية مفاهيم الفقر )سنزيد هذه المسألة توضيحا ً في
تحليلنا للنتائج( .
الفتراض OHتوزيع أفراد العينة الذين مارسوا الجريمة بدافع الفقر على فئات
الدخل المختلفة هو توزيع منتظم .
19
القيمة الجدولية )الحدية( ل ح 2مع = 0.5وثلث درجات حرية = . 7.815
الستنتاج :بما أن القيمة المحتسبة ل ح 2اقل من القيمة الجدولية فإننا نقبل
الفرضية وهذه النتيجة تؤيد ما ذهبنا اليه وهو أن الفقر ليس مفهوما ً كميا ً وانما هو
مفهوم اجتماعي ونفسي وثقافي فقد يكون معدل دخل الشخص مرتفعا ً نسبيا ً
ولكنه ل يشبع كل احتياجاته ول يحقق كل ما يصبو اليه تحقيقه ولذلك يعتبر نفسه
فقيرا ً .
ومع أن هناك احتمال ً بأن تزايد معدلت الجريمة في المدن يعود إلى تزايد الضبط
الجتماعية والرقابة الجتماعية التي تقوم بها اجهزة المن بصورة أساسية ال أن
الظروف الجتماعية المحيطة بسكان المدن وبخاصة هؤلء الذين يقطنون في
الحياء الشعبية تجعلنا نميل إلى القول بأن المدينة توفر مناخا ً ملئما ً لظهور
الجريمة اكثر من البيئات الجتماعية القروية والبدوية فقد اشارت البيانات التي
تضمنها الجدول رقم ) (7إلى أن أفراد العينة يتركزون في الحياء الشعبية من
20
((27
.انظر الجدول رقم ) المدن اكثر منه في الحياء الراقية او المتوسطة الرقي
. (7
وقد تبين كذلك أن سكان الحياء الشعبية يفتقرون إلى هذه الخدمات اكثر من
سكان الحياء الخرى .انظر الجدول رقم ). (9
) (27نقصد بالحياء الشعبية تلك الحياء التي تتميز بعدم انتظام مساكنها وكثرة ازقتها وانتشار الروائح
الكريهة فيها وافتقارها الى الخدمات والمرافق العامة وارتفاع كثافتها السكانية وتتميز هذه المناطق
بأنها امكنة للفقراء والمهاجرين بسبب اليجار الرخيص فيها ومثلها في عمان وادي الحدادة أما الحياء
الراقية فهي التي يقطنها الغنياء عادة وتتميز بقلة كثافتها = السكانية وانتظام مساكنها ونظافة
شوارعها وتوفر الخدمات والمرافق العامة فيها مثل جبل عمان في مدينة عمان أما الحياء الوسطى
فهي التي تجمع بين خصائص الحياء الراقية والحياء الشعبية مثل اجزاء من جبل عمان وجبل
الحسين .
21
الجدول رقم )(9
اضافة إلى أن %10من حجم العينة ككل اجابوا بأن الصدقاء قد لعبوا دورا ً في
تشجيعهم على ممارسة الجريمة فقد اشارت البيانات كذلك إلى أن 53مسجونا ً
أي ما نسبته %35تقريبا ً من حجم العينة قد مارسوا افعالهم الجرامية
بالشتراك مع الصدقاء والقارب .وقد بلغ عدد من مارس الجريمة منهم
بالشتراك مع الصدقاء ) (49شخصا ً أي ما نسبته %92.5وبلغ عدد من يمارس
الجريمة بالشتراك مع اقارب لهم ) (4اشخاص أي ما نسبته %7.5ويبدو أن
العمر يلعب دورا ً كبيرا ً في الدافع إلى ممارسة الجريمة بالشتراك بينما لم تلعب
المتغيرات الخرى مثل المهنة ومستوى التعليم ونوع التجمع البشري أي دور
واضح في هذا المجال فعندما افترضنا أن هنالك نوعا ً من النتظام في توزيع
الفراد الذين مارسوا الجريمة بالشتراك على الفئات العمرية المختلفة جاءت
النتيجة – بإستخدام كا ى – 2مؤيدة للفرضية ولكن عندما حأولنا فحص هذه
الفرضية بالنسبة للمتغيرات الخرى بإستخدام كاى 2وجدنا أن الفراد الذين
مارسوا الجريمة بالشتراك ل يتوزعون بانتظام على الفئات المهنية المختلفة ول
على المستويات التعليمية والتجمعات البشرية المختلفة مما يشير إلى أنه ل
توجد علقة بين هذه المتغيرات الثلث وبين ممارسة الجريمة بالشتراك ولكن
هذه العلقة توجد بين العمر وبين ممارسة الجريمة بالشتراك وتوضح الجدأول
والخطوات الحصائية التالية حقيقة النتائج التي توصلنا اليها .
22
الجدول رقم ) (10توزيع أفراد العينة الذين مارسوا الجريمة
بالشتراك بحسب العمر
ح 2.5 = 4 + 16 + 25 = 2
18 18 18
23
الجدول رقم ) (11توزيع أفراد العينة الذين مارسوا الجريمة
بالشتراك بحسب نوع التجمع البشري
24
الجدول رقم ) (12توزيع أفراد العينة الذين مارسوا الجريمة
بالشتراك بحسب المهنة
25
النسبة المئوية العدد مستوى التعليم
11.33 6 امي
77.4 41 توجيهي فأقل
11.3 6 جامعي
100% 53 المجموع
تشير بعض الكتابات إلى أن المصدر الساسي للسلوك النحرافي يعزي إلى
التأثيرات السلبية التي يمارسها بعض اعضاء السرة على اعضائها الخرين والى
(2
فشل السرة في تقديم درجة مناسبة من المن العاطفي والجتماعي لعضائها
. (8ويذهب البعض إلى أن كثيرا من الجرائم تمتد جذورها إلى السرة او ترتبط
بها بأوثق الروابط . ((28
ولتحديد دور السرة الردنيه وتوضيح علقتها بالفعال الجرامية فقد اعتمد
الباحث على بعض المؤشرات والمعايير التي يعتقد أنها توضح إلى درجة ما حجم
)(28
Marshall B. Clinard, Sociology of Deviant Behavior op. cit. p. 224.
)(29
Frank p. prassel . Introduction to American Criminal Justice Arper and Row Publishers .N.Y. 1975.P. 48.
26
الدور الذي مارسته السرة على اعضائها في هذا الشأن سواء أكان ذلك بصورة
مباشرة ام بصورة غير مباشرة وسواء أكان ذلك بوعي منها أم بغير وعي .وهذه
المؤشرات هي -:
تعدد الزوجات . -1
وفاة الوالدين او احدهما . -2
تورط بعض أفراد السرة في افعال انحرافية . -3
27
57.5% 23 بدون هذه السباب
100% 40 المجموع
وقد تبين أن %37.5ممن تزوج اباؤهم غير امهاتهم قد انفصلوا عن اسرهم وان
معظمهم قد انفصل في سن مبكرة جدا ً .انظر الجدول رقم ). (15
وفيما يتصل بالمعيار الثاني وهو وفاة الوالدين او وفاة احدهما فقد اشارت
البيانات إلى أن %41.3من حجم العينة قد توفي والديهم او احدهما قبل سن
البلوغ انظر الجدول رقم ). (16
28
11.3% 7 اقل من سنة
4.8% 3 من سنة -
9.7% 6 -4
8.15 5 -8
9.7% 6 -12
8.1% 5 -16
48.3% 30 – 18فما فوق
وقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول رقم ) (17إلى احتمال وجود نوع من
عدم الشراف الصارم على تصرفات بعض أفراد العينة فقد تبين أن هنالك نسبة
قليلة من أفراد العينة تعيش أما مع الوالدة فقط واما مع الوالد المتزوج بغير الم
او مع الوالدة المتزوجة بغير الب بالضافة إلى أن هنالك نسبة من أفراد العينة ل
تعيش ضمن هذه النماط من السر انظر الجدول رقم ). (17
29
وفيما يتصل باحتمال تورط احد اعضاء السرة بممارسة افعال انحرافية فقد
أشارت البيانات إلى أن %40من حجم العينة قد مارس اقاربهم انماطا ً مختلفة
من السلوك الجرامي وبخاصة الباء والبناء والخوة والعمام .انظر الجدول
رقم ). (18
30
توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج انسجمت إلى حد كبير مع
الفتراضات الساسية بصدد التساؤلت التي طرحها الباحث في مستهل هذه
الدراسة .
انتهت هذه الدراسة إلى أن معظم أفراد العينة تتراوح معدلت دخولهم الشهرية
ما بين اقل من 100دينار و 149دينارا ً .فقد اشارت البيانات التي اشتمل عليها
الجدول رقم ) (2إلى أن ما نسبته %44.4من حجم العينة تتراوح معدلت
دخولها الشهرية ما بين 100و 149دينارا ً .
وهذا يعني أن حوالي %67من حجم العينة معدلت دخولها الشهرية منخفضة ول
تشبع احتياجاتها الساسية في ضوء ارتفاع تكاليف المعيشة التي بلغت 184.5
دينارا ً للفرد الواحد في عام 1976كما بينا .وما زالت تكاليف المعيشة في
الردن في تزايد مستمر يدل على ذلك ارتفاع السعار وتزايد الضرائب بصورة
مضطردة دون أن يصاحب ذلك زيادة موازية في الدخل ول شك أن هذه الوضاع
القتصادية المتدنية التي دلت عليها معدلت الدخول المنخفضة تشكل مناخا ً
ملئما ً لدفع بعض أفراد هذه الفئة من الناس إلى ممارسة الجريمة ذلك لن
المستويات القتصادية المتدنية تمارس نوعأ ً من الضغط والحباط على الفرد .
وتبعث حالة الضغط بالنسبة للفرد وللجماعة عندما تؤدي كثرة الحتياجات
وتعددها إلى العمل على زيادة مصادر الدخل وعندما يجد الفراد انفسهم انهم
غير قادرين على زيادة مصادر دخلهم للحصول على المال اللزم لشباع
احتياجاتهم فإنهم يتجهون في بعض الحيان إلى إستخدام طرق غير شرعية
للحصول على المال اللزم لشباع هذه الحتياجات فتتولد الجريمة ويظهر
السلوك النحرافي وفي ظل هذه الظروف فإنه من المحتمل أن تخلق هذه
الفئة لنفسها ثقافة خاصة تبيح بموجبها كل من العداء والكراهية ((31وهذا ربما
يفسر إنتشار انماط معينة من الجرائم مثل السرقة والختلس والرشوة
والحتيال .
ومما يرجح سلمة هذا التفسير أن غالبية أفراد العينة يقطنون في تجمعات
بشرية حضرية ومن المعروف أن المدن تطرح عادة وبصورة مستمرة سلعا ً
وانتاجات مادية ل حصر لها ككما تطرح باستمرار نماذج وعناصر ثقافية متجددة
وعندما ل يستطيع الفراد الحصول على هذه السلع والنجازات المادية واللمادية
بالطرق والوسائل الشرعية نظرا ً لفتقارهم للمال اللزم لقتنائها او الحصول
عليها فإنهم يتجهون في بعض الحيان إلى إستخدام طرق غير شرعية للحصول
) (31انظر في هذا الصدد مقالة للدكتور فهد الثاقب بعنوان )التجاه الراديكالي في علم الجرام( مجلة
العلوم الجتماعية العدد الثاني المجلد الثاني عشر 1984ص .84
31
عليها ومن هنا يتضح أن الدخل المنخفض ل يعد بحد ذاته دافعا ً لممارسة الجريمة
اذا عزل عن المؤثرات والقوى والعوامل الخرى مثل نوع التجمع البشري الذي
يقطنه الفرد وانفتاح المجتمع على العالم الخارجي واتصاله بثقافات اجنبية وكثرة
السلع القتصادية المعروضة في السواق وتنوعها وارتفاع اسعارها بالضافة إلى
العناصر الثقافية المتجددة التي ترافق عمليات التنمية والتحديث والتي يتزايد
عليها الطلب يوما ً بعد يوم ولن هذه العناصر تتركز عادة في المدن اكثر منه في
الرياف فإنه من الطبيعي أن يكون سكان المدن اكثر اقبال ً على اشباع
احتياجاتهم من هذه العناصر ولن الدخل المنخفض قد يعيق بعض السكان
الحضريين من اقتناء هذه المادة فإنهم قد يتجهون إلى إرتكاب افعال إجرامية من
اجل إقتنائها والحصول عليها وهذا ما يفسر ولو جزئيا ً إرتفاع معدلت الجريمة في
المدن عنه في الريف على الرغم من أن معدلت الدخول في الريف قد تكون
اكثر انخفاضا ً منه في المدن.
وقد تكون تقديرات الناس لحالة الفقر متأثرة بهذه العناصر التي اشرنا اليها او
ببعضها بمعنى أن الدخل المنخفض الذي يشير إلى حالة الفقر قد يكون متأثرا ً
بعدم مقدرة الناس على اشباع احتياجاتهم حتى وان كان الدخل يبدو مرتفعا ً
نسبيا ً في ضوء مقاييس المعيشة السائدة في المجتمع موضوع الدراسة وعندئذ
يصبح الفقر مسألة نسبية ولعل هذا هو السبب الذي جعل نسبة ل بأس بها من
أفراد العينة تجيب بأن الفقر هو الدافع الساس لممارسة الجريمة على الرغم
من أن معدلت دخولهم الشهرية على اشباع احتياجاتها وفي الحقيقة فإن للفقر
عدة معان مضللة فقد يعني عدم كفاية الدخل لتحقيق مستوى معيشي مناسب
وقد يعني عدم العدالة في توزيع الدخل وقد يعني ثقافة خاصة بانماط معينة من
السلوك على نحو ما حددها اوسكار لويس وهنالك نفر من المفكرين والدارسين
يربط بين الفقر وبين عدم اشباع الحتياجات البشرية ولذلك فإنهم يعرفون الفقر
بأنه الفشل او عدم المقدرة على تحصيل المستويات المعيشية المعقولة في
مجتمع ما في وقت محدد .وهنالك من ينظر إلى الفقر على أنه ليس موضوعا ً
كميا ً وانه ل يقاس بمعدل دخول السرة او الفرد فقد يحقق الدخل مطالب
السرة المادية ولكنه قد ل يحقق لها الشعور بالمن او الشباع النفسي
والجتماعي ولذلك فإنهم يحددون الفقر بأنه عدم كفاية دخل السرة او الفرد
اشباع الحتياجات المادية الساسية لستمرار الحياة وعدم كفايته في اشباع
الحتياجات النفسية والجتماعية. ((32
ومهما يكن من امر فإن هذه الدراسة تشير إلى أن معظم الفراد الذين مارسوا
افعال ً إجرامية يحصلون على معدلت دخول منخفضة مما يرجح أن هناك صلة
قوية بين الظروف القتصادية المتدنية وبين الدافع إلى إرتكاب الجريمة واذا
كانت هنالك فئة من الناس قد مارست افعال ً إجرامية على الرغم من ارتفاع
معدلت دخول أفرادها فإن هؤلء الفراد قد اعتبروا انفسهم فقراء وبالتالي فإنهم
)(32
.Marshall B. Clinard. Cit. p. 142
32
يدخلون في دائرة الظروف والمستويات القتصادية المتدنية على أساس أن
الفقر هنا ليس فقرا ً ماديا ً بل فقر اجتماعي بمعنى أن معدلت دخولهم وان كانت
مرتفعة نسبيا ً ال انها ل تحقق طموحاتهم الجتماعية ولدلك فإنهم يتجهون إلى
السرقة او الختلس او الرشوة من اجل تحقيق هذه الطموحات وهذه النماط
من الجرائم تضمنها الجدول رقم ) (4حيث شكلت %31.2من مجموع الجرائم.
لقد وصلت هذه الدراسة إلى أن معظم أفراد العينة ينتمون الىالتجمعات الحضرية
أي انهم كانوا يقطنون في مدن قبل ارتكابهم الجريمة او في اثنائها فقد اشارت
البيانات التي تضمنها الجدول رقم ) (6إلى أن %66.6من حجم العينة ككل
يقطنون في المدن و %24يقطنون في القرى وان %8يقطنون في المخيمات
و %1.4يقطنون في البادية وهذا يعني أن الجريمة ظاهرة حضرية وان دوافعها
تتركز في المدينة اكثر منه في تجمع بشري آخر .
وهنالك بعض الملحظات قد تثار في هذا الصدد .وأول هذه الملحظات أن
ارتفاع معدلت الجريمة في المدن قد يرجح إلى تزايد حركة التحضر والى الزيادة
السكانية المضطردة التي تشهدها المدن في المجتمعات النامية على وجه
العموم وفي المجتمع الردني بشكل خاص اكثر من أن يرجع إلى طبيعة الحياة
الجتماعية في المدن .
لقد اظهرت نتائج التعداد السكاني الذي اجري في الردن في عام 1979بالفعل
أن عدد سكان المدن يفوق عدد سكان القرى والبوادي ((33غير أن الفروق في
معدلت الجريمة بين القرى والمدن تفوق ما هو قائم بينهما من فروق في
العداد ففي الوقت الذي بلغت الفروق بينهما في معدلت الجريمة حوالي %42
)أي أن معدل الجريمة في المدن تزيد %24عن معدلت الجريمة في الريف(
فإن الفروق في العداد السكانية بينهما ل تتجاوز %19.5وهذا يشير إلى أن
تزايد معدلت الجريمة في المدن ل يعود إلى زيادة عدد السكان وانما يعود إلى
ظروف الحياة الجتماعية في المدن واذا اضفنا أفراد العينة الذين ينتمون إلى
المخيمات والذين بلغت نسبة %12إلى أفراد العينة الحضرية )على أساس أن
المخيمات تشكل تجمعات بشرية حضرية بحسب مقياس عدد السكان( فإن
الفروق بين المدينة والقرية في معدلت الجريمة تزداد اتساعا ً .
أما الملحظة الثانية التي قد تثار فهي أن النحرافات السلوكية التي تظهر من
قبل بعض الفراد في المجتمعات القروية وفي البوادي غالبا ً ما تعالج بطرق غير
رسمية فل تصل تقارير رسمية إلى الجهزة الحكومية الرسمية وباعتقادي أن
) (33دائرة الحصاءات العامة التعداد العام للسكان والمساكن لعام – 1977ص 5حيث تبين ان نسبة
سكان المدن هي %59.5ونسبة سكان الريف هي . %40.5
33
شيئا ً من هذا قد يحدث ولكن الفروق الشاسعة في معدلت الجريمة بين القرية
والمدينة تبقى قائمة وقد تنبه كلينارد إلى اهمية مناقشة هذه الظاهرة غير أنه
اشار في تعليقه عليها )أنه على الرغم من معالجة بعض النحرافات السلوكية
في هذه القرى ال أن الفروق في معدلت الجريمة بين القرى والمدن المريكية
ما زالت تزداد اتساعًا( .((34وقد اشرنا في الطار النظري لهذه الدراسة إلى
دراسات كثيرة اجريت في البلدان النامية وتوصلت إلى نتائج مشابهة للنتائج التي
توصلت اليها دراستنا بصدد ارتفاع معدلت الجرائم في المدن عنها في القرى .
واعتقد أن الحياء الشعبية المتخلفة ((35التي تشتمل عليها المدن عادة والتي
غالبا ً ما تعاني من ضيق اقتصادي وافتقار إلى الخدمات والتسهيلت الجتماعية
هي التي تجعل من المدن بيئة ملئمة لممارسة الجريمة خاصة وان سكان هذه
الحياء غالبا ً ما يميلون – تحت ضغط هذه الظروف الصعبة – إلى تشكيل ثقافة
فرعية خاصة بهم تتضارب مع الثقافة العامة ومع القيم والمعايير الجتماعية
السائدة في المجتمع الكلي وتشجيع على ممارسة الجريمة .
فقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول رقم ) (7إلى أن %84من حجم العينة
الحضرية تقطن في هذه الحياء الشعبية كما أن البيانات التي اشتمل عليها
الجدول رقم ) (9الخاص بتوزيع أفراد العينة بحسب الخدمات المتوافرة في
الحياء التي تتألف منها المدن إلى أن الحياء الشعبية ل تمنع ال بجزء ضئيل من
هذه الخدمات .
أن ظروفا ً من هذا النوع قد تكون كافية لدفع مجموعة من الناس لن تعزل
نفسها اجتماعيا ً وثقافيا ً عن المجتمع الكلي الذي تكن له تحت ضغط هذه
الظروف نوعا ً من العداء والكراهية فتمارس الجريمة ضده وبخاصة باتجاه
الغنياء من اعضاء هذا المجتمع .
ويتضاعف هذا التجاه في مجتمع المدينة بشكل عام وفي الحياء المتخلفة منها
بشكل خاص عندما تطرح المدينة سلعا ً وانتاجات مادية ل تقوى القدرات المالية
المتوافرة لدى بعض سكان هذه الحياء على اشباعها او عندما تعم المدينة
عناصر ثقافية غريبة عن ثقافة المجتمع الصلية ويسعى هؤلء الفراد إلى تبينها او
تمثلها وفي كل الحوال فإن هؤلء الفراد قد يستخدمون طرقا ً غير شرعية من
اجل الحصول عليها او انهم يضربون بالقيم الجتماعية الصلية التي تحدد
تصرفاتهم النحرافية من اجل الستفادة او التمتع بخصائص الثقافة الجديدة.
وفي ظل هذه الظروف والوضاع تتولد الجريمة وتنمو وتصبح بالنسبة لهذه الفئة
من الناس ثقافة ل غنى عنها .
34
واذا كانت هذه الظروف والوضاع التي تسود في مجتمع المدينة تعمل على تزايد
معدلت الجريمة فيها فإن انخفاض معدلت الجريمة في البادية وفي القرى قد
يعود إلى خلو هذه التجمعات البشرية من هذه الظروف والوضاع او انها غير
بارزة فيها بشكل واضح وقد يضاف إلى ذلك ايضا ً أن سكان القرى – حسب ما
تشير اليه بعض الدراسات التخصصية –((36اكثر تمسكا ً بالقيم الجتماعية الصلية
التي تحث على التعاطف والتراحم والتآزر وبخاصة بين اعضاء الوحدات القرابية
واقل تعرضا ً للتيارات الثاقفية والجتماعية الجديدة والفكار المتطرفة التي
تتعارض مع هذه القيم الصلية وليس هناك شك في أن هذه المتواضعات
الجتماعية والثقافية من شأنها أن تعمل على تقليل معدلت الجريمة او الحد من
إنتشارها .
أن نظرة الدراك العام قد تصدق في بعض الحيان في تركيزها على الدورالذي
تمارسه الرفقة السيئة او ما يسنى )برفاق السوء( في تشكيل السلوك
النحرافي وتزداد اهمية هذا الدور عندما يكون الصدقاء من جماعة قرابية واحدة
او من جماعات الجوار التي تتميز بالتواصل المستمر بين اعضائها وبالعلقات
الشخصية المباشرة .وبالفعل فقد توصلت هذه الدراسة إلى أن %35من حجم
العينة قام أفرادها بممارسة الجريمة بالشتراك مع آخرين .وقد تبين أن الغالبية
العظمى من هؤلء ثد اشتركوا مع اصدقائهم في ممارسة افعالهم الجرامية تبين
أن الغالبية العظمى من هؤلء قد اشتركوا مع اصدقائهم في ممارسة افعالهم
الجرامية )النسبة (%92.5وقد تبين لنا من خلل البيانات التي تتضمنها الجدول
رقم ) (3الخاص بالدوافع( أن %10ممن قاموا بافعال إجرامية كانوا متأثرين
باصدقائهم وهذا يؤكد لنا حجم الدور الكبير الذي تمارسه جماعات الصدقاء
والرفاق في تزايد معدلت النحراف والجريمة .
ومع ذلك فإن نسبة من ارتكبوا افعال ً إجرامية بالشتراك مع آخرين "بما في ذلك
الصدقاء والقارب وغير القارب" اقل من نسبة نظرائهم في الوليات المتحدة .
"نسبة هؤلء في الوليات المتحدة المريكية %81.8في مقابل %35في
المجتمع الردني" وهذا يعني أن تأثير جماعات الرفاق في دفع الفرد إلى إرتكاب
الجريمة في المجتمع الردني اقل مما هو موجود في المجتمع المريكي وربما
في كثير من المجتمعات الوروبية وتتفق هذه النتيجة مع النتائج التي توصلت اليها
بعض الدراسات التي اشار اليها كلينارد التي توصلت إلى أن تأثير جماعات
الرفاق على سلوك الفرد وجعله سلوكا ً انحرافيا ً ينتشر في البلدان المتقدمة اكثر
) (36
William Thomas and Florian Zenanicki, The Polish Peasent in Eurpoe and America Chicago University
. Press, 1918, p.103
35
منه في البلدان النامية . ((37وقد بينت دراستنا أن هنالك ما يشير إلى وجود علقة
بين العمر وبين الميل إلى ممارسة الجريمة بالشتراك فقد اشارت البيانات أن
الفراد متوسطي العمر الذين يحتلون الفئة العمرية ) (49 -40اكثر ميل ً إلى
ممارسة الجريمة بالشتراك مع آخرين من باقي الفئات العمرية الخرى وقد تبين
أن توزيع الفراد الذين يمارسون الجريمة بالشتراك على الفئات العمرية
المختلفة هو توزيع منتظم مما يشير إلى هذه الفئة العمرية ) (49-40اكثر ميل ً
إلى ممارسة الجريمة بالشتراك مع آخرين من باقي الفئات العمرية الخرى .
وقد تبين أن توزيع الفراد الذين يمارسون الجريمة بالشتراك على الفئات
العمرية المختلفة هو توزيع منتظم مما يشير إلى أن هذه الفئة العمرية من
الناس سوف تمارس هذا السلوب في تنفيذ الجريمة بصورة منتظمة .وربما
يعزى ذلك إلى أن الفرد قد يحتاج إلى فترة طويلة لكي يتعرف إلى أفراد لديهم
ميول انحرافية وخبرات مشابهة تقريبا ً لخبراته ويعانون من مشكلت مشابهة
لمشكلته .ومع مرور الوقت فقد يجري بينهم نوع من التسيق للقيام بافعال
إجرامية مشتركة .المر الذي يجعل تنفيذ العمليات الجرامية المشتركة تتم في
مرحلة عمرية متأخرة نسبيا ً .ولم تشر البيانات إلى احتمال وجود علقة بين
ممارسة الجريمة بالشتراك وبين المهنة ومستوى التعليم ونوع التجمع البشري
وهذه النتيجة تقلل من احتمال إنتشار الجريمة المنظمة في المجتمع الردني
نظرا ً لما تتطلبه من عمليات معقدة وقرارات مرشدة وتقنيات حديثة يستلزم
تطبيقها وتنفيذها مستويات علمية مرتفعة نسبيا ً ل يتوفر مثلها في عينتنا .
صحيح أن البيانات كشفت عن أن نسبة ل بأس بها من الفراد الذين مارسوا
الجريمة بالشتراك يتميزون بمستويات علمية مرتفعة نسبيا ً ال اننا عندما وزعنا
الفراد الذين مارسوا الجريمة بالشتراك على الفئات العلمية المختلفة وافترضنا
أن هذا التوزيع هو توزيع منتظم فإن هذه الفرضية قد رفضت ولم تؤيدها البيانات
المتاحة مما يشير إلى أن هذا السلوب في التوزيع قد ل يتكرر وبالتالي ينتفي
وجود علقة بين التعليم وبين ممارسة الجريمة بالشتراك.
ومن ناحية اخرى فقد كشفت البيانات أن ممارسة الجريمة بالشتراك ل ترتبط
بتجمع بشري معين دون غيره ول بمهنة معينة دون غيرها .وهذا يعني أنه ليست
هنالك طبقة إجتماعية معينة تمارس الجريمة بالشتراك يجري التخطيط لها من
قبل هيئة منظمة لها قواعدها الخاصة في تقسيم العمل وتوزيع الدوار على نحو
ما هو موجود في المجتمع الغربي . ((38
صحيح أن هنالك أفرادا ً لهم سمات وخصائص سكانية وإجتماعية واقتصادية معينة
يمارسون الجريمة بشكل عام ولكن غالبيتهم ل يمارسونها بصورة مشتركة ول
)(37
. Marshall B. Clinard, op.cit.pp. 230 -231
)(38 th
J.T.Tobias ,Crime and Industrial Society in the 19 Century . B. T. Batsford , Londonm 1967.p. 52
وانظر كذلك :
John Belamamy ,Crime and Public Order in the later Middle Age Reputledge and Kegan Paul London Tronto
University Press 1973,p.69.
36
بصورة منظمة على شكل احتراف مهني واذا كانت هناك بيئات إجتماعية غالبا ً ما
يكون ردة فعل لظروفهم القتصادية والجتماعية السيئة دون أن يتخذوا من
الجرام حرفة او مهنة وعندما يصبح التغلب على هذه الظروف السيئة امرا ً ممكنا ً
فإن دوافع الجريمة لديهم تحف إلى ادنى درجة ممكنة .
لقد توصلت هذه الدراسة إلى أن الظروف والوضاع السرية التي احاطت ببعض
أفراد العينة تشكل مناخا ً اجتماعيا ً ملئما ً لممارسة الجريمة ولذلك فإن الباحث
يرجح أن تكون هذه الظروف قد لعبت دورا ً في دفع الفراد الذين ينتمون إلى
هذه السر إلى القيام بأفعالهم الجرامية وفي مقدمة هذه الظروف تعدد
الزوجات فقد اشارت البيانات أن %27من حجم العينة ككل تزوح آباؤهم بغير
امهاتهم وقد كشفت البيانات الخاصة بأسباب تعدد الزوجات أن %30من أفراد
هذه الفئة تزوج آباؤهم غير امهاتهم بسبب وفاة الزوجة و %12.5بسبب تطليق
الزوجة الولى او هجرها ،و %57.5لسباب اخرى.
ولعل من ابرز الثار السلبية التي قد يتركها هذا النمط من الزواج على الطفال
هو تشردهم او انفصالهم عن أسرة التوجيه التي تعتبر المصدر الساسي في
تربيتهم وتنشئتهم تنشئة إجتماعية مقبولة وفي توجيههم وتنظيم تصرفاتهم
بصورة تنسجم مع القيم والمعايير الجتماعية السائدة في المجتمع الكلي .وهي
كذلك من اهم الجماعات الجتماعية الولية التي يتم عن طريقها تمثل الفرد
لهذه القيم ,والمعايير وامتثاله لها .وبالفعل فقد تبين أن %37.5من حجم
الفراد الذين تزوج آباؤهم غير امهاتهم قد انفصلوا عن اسرهم وان معظم هؤلء
قد انفصل في سن مبكرة جدا ً .فقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول رقم )
(15أن ما يزيد على ثلثي هؤلء الفراد قد انفصلوا عن اسرهم في سن تتراوح
ما بين اقل من سنة وثلث عشرة سنة وهي الفترة التي تمارس فيها السرة
اعظم تأثير لها على الفرد .
وهذا يعني أن أفراد هذه الفئة قد فقدوا الجو الجتماعي الملئم لنموهم نفسيا ً
واجتماعيا ً وخلقيا ً المر الذي قد يدفعهم إلى ممارسة انماط سلوكية وانحرافية
في غياب الدور الساسي الذي تقوم به أسرة التوجيه في التربية والتنشئة
الجتماعية السليمة .
وبالضافة إلى ذلك فإن ظاهرة تعدد الزوجات ذاتها قد تكون مظهرا ً من مظاهر
التفكك الكلي او الجزئي في نمط العلقات والروابط السرية .ولذلك فإن
الطفال الذين ينشأون في ظل هذه الظروف قد يتعرضون في أي وقت إلى
الحرمان من الستقرار السري والى فقدان المن النفسي والجتماعي وعواطف
البوة والمومة وقد يتعرضون في هذه الحالة إلى الجوع والفقر والحرمان من
37
الموارد المادية الضرورية لتربيتهم وتنشئتهم تنشئة إجتماعية سليمة وقد
ينتظرون دورهم في قافلة المتشردين والمنحرفين والمجرمين .
وفيما يتصل بوفاة الوالدين او احدهما والثار السلبية التي قد تتركها هذه الحالة
على اعضاء السرة او على بعضهم وبخاصة في المجتمع الحضري فإن البيانات
قد اشارت إلى أن %41.3من حجم العينة قد توفي احد والديهم او كلهما وقد
تبين أن ما يزيد عن نصف هؤلء قد توفي احد والديهم او كلهما قبل سن البلوغ
وهذا يعني أن وفاة الوالدين او احدهما قد لعبت دورا ً في توفير بعض الفرص
لهؤلء الفراد او لبعضهم لممارسة الجريمة وقد يكون للتأثيرات السلبية التي قد
يمارسها الخرون على هؤلء الفراد ي هذه المرحلة المبكرة من العمر دور كبير
في تعلم السلوك لنحرافي وممارسته.
وقد يخضع الفرد في بعض الحيان لظروف معينة تضطره لن يعيش بعيدا ً عن
اشراف الب وتوجيهاته فيتعرض لخطر الوقوع في الثام والخطايا وممارسة
الجريمة وبخاصة اذا تعرض لتأشيرات سلبية من الخرين ممن تمرسوا في
العمل الجرامي .وقد توصلت هذه الدراسة بالفعل إلى أن هنالك نسبة ل بأس
بها من أفراد العينة قد عاشت في اسر ل تخضع لسلطة الب .فقد اشارت
البيانات التي تضمنها الجدول رقم ) (17إلى أن ما يقرب من ربع حجم العينة قد
عاش أفرادها أما مع الم فقط واما مع الم وزوجها )غير ابيه( واما مع الب
وزوجته غير امه )امرأة ابيه( .
أن هذه الظروف قد تعرض الفرد إلى التوتر النفسي والقلق والحرمان
والضطهاد فتشكل لديه ميول ً انحرافية ودوافع لممارسة الجريمة ولذلك فإنه من
المتوقع أن تكون هنالك علقة قوية بين هذه الظروف التي احاطت بهؤلء الفراد
"غياب سلطة الب وتوجيهاته" وبين ممارستهم للجريمة .
وفيما يتصل بقيام احد العضاء السرة بأفعال إجرامية واحتمال تأثر اعضاء
السرة الخرين بهذه الفعال او محاكاتها فقد توصلت هذه الدراسة إلى أن نسبته
%40من حجم العينة اجاب أفرادها بأن لهم اقارب قد دخلوا السجن بسبب
قيامهم بأفعال إجرامية .وقد اشارت البيانات التي تضمنها الجدول رقم )(18
إلى أن الباء والخوة والعمام يشكلون نصف حجم هذه الفئة تقريبا ً .
ول شك أن هذا يشير إلى احتمالت قوية في أن يكون هؤلء الفراد قد استمدوا
نماذج تصرفاتهم النحرافية من السرة مباشرة .
وهكذا فقد توصلت هذه الدراسة بخصوص الوضع السري إلى أن هنالك ظروفا ً
إجتماعية صعبة تعيش السر في ظلها قد تشكل بيئة ملئمة للجريمة .وقد تمثل
ذلك في ظاهرة تعدد الزوجات وفي دوافعها وفيما ترتب عليها من انفصال بعض
الفراد عن اسرهم ويرجح أن يكون هذا الوضع قد لعب دورا ً في دفع بعض
الفراد ممن ينتمون إلى هذه السر إلى ممارسة الجريمة وقد توصلت هذه
الدراسة كذلك إلى أن نسبته ليست قليلة من أفراد العينة قد توفي آباؤهم او
امهاتهم او كلهما وان ما يزيد عن نصف هؤلء قد توفي احد والديهم وبين
38
التصرفات النحرافية التي مارسها هؤلء الفراد ،نظرا ً لفتقارهم إلى اقوى
سلطة موجهة لتصرفاتهم في ضوء القيم والمعايير المقبولة اجتماعيا ً وبخاصة في
هذه المرحلة المبكرة من العمر وقد اشارت البيانات كذلك إلى أن ما يقرب من
ربع حجم العينة ككل عاش أفرادها في اسر ل تخضع لسلطة الب مما يعزز
العتقاد بأن غياب سلطة الب وافتقار البناء إلى توجيهاته القيمة في ضوء القيم
والمعايير الجتماعية السائدة يلعب دورا ً كبيرا ً في توفير مناخ ملئم امام بعض
الفراد لممارسة تصرفات انحرافية مختلفة .
الخاتمة
39
غير أن ما يزيد عن نصف أفراد هذه الفئة التي اجابت بأن الفقر هو دافعها
الساسي لممارسة الجريمة قد بالغت في اضفاء صفة الفقر عليها وربما يعود
ذلك إلى أن مفهوم الفقر بالنسبة لها يتجاوز المفهوم الكمي وان الفقر بالنسبة
لها يرتبط بعدم مقدرة الدخل على اشباع الحتياجات المختلفة مهما كان هذا
الدخل ومع الباحث مقتنع بأن هنالك علقة قوية بين انخفاض الدخل والميل إلى
ممارسة الجريمة ال أنه يرى أن الفقر ل يشير دائما ً إلى انخفاض معدلت الدخل
وبخاصة اذا نظرنا إلى الفقر في اطار مجتمع معين وفي فترة زمنية معينة وفي
ضوء مستوى المعيشة القائم في المجتمع المدروس في وقت اجراء الدراسة .
ولذلك فإن الفقر قد ل يشير إلى حاجة ماسة في بعض الحيان بقدر ما يشير إلى
تحسين الوضع القتصادي والجتماعي للفرد وبالتالي فإن الجريمة قد ترتبط
بمحأولة الفرد لتغيير وضعه القتصادي والجتماعي .
ثانيا ً :وبخصوص نماذج التجمعات البشرية التي تنتشر فيها الجرائم فقد توصلت
هذه الدراسة الىان الجرائم تنتشر في المدن اكثر من إنتشارها في التجمعات
البشرية الخرى وقد ربط الباحث بين الحياء الشعبية التي تنتشر عادة في المدن
وبين ارتفاع معدلت الجريمة فيها فقد تبين أن الغالبية العظمى من أفراد العينة
الحضرية التي بلغت نسبتها %66.6من حجم العينة ككل تقطن في هذه الحياء
وقد تبين كذلك أن أفراد العينة الذين يقطنون في هذه الحياء يفتقرون إلى
معظم الخدمات الجتماعية والمرافق العامة وانهم يعانون من تدني مستوياتهم
القتصادية وفي ظل هذه الظروف فإن الباحث يرى أن الدوافع إلى إرتكاب
الجريمة من وجهة النظر الجتماعية – تتركز في المدينة اكثر منه في أي تجمع
بشري آخر في المجتمع الردني.
ثالثا ً :وبخصوص الدور الذي يحتمل أن تلعبه جماعات الصدقاء والرفاق في دفع
الفرد إلى إرتكاب الجريمة فقد توصلت هذه الدراسة إلى أن ما نسبته %10من
أفراد العينة اجابوا بأن اصدقائهم قد دفعوهم إلى ممارسة الجريمة وتوصلت
الدراسة كذلك إلى أن %35من حجم العينة ككل قاموا بأفعالهم الجرامية
بالشتراك مع آخرين وقد تبين أن %12.5من أفراد هذه الفئة مارسوا افعالهم
الجرامية مع اصدقاء وهذا يدل دللة واضحة على أن جماعات الصدقاء تمارس
تأثيرات سلبية على اعضائها وان بعض العضاء يتجهون إلى ممارسة افعال
إجرامية تحت ضغط التأثيرات السلبية وبخاصة العضاء الذين ينتمون إلى الفئة
العمرية ) 40فما فوق( .ولم تشر البيانات إلى أن نوع التجمع البشري الذي
يقطنه هؤلء الصدقاء الذين مارسوا جرائمهم بالشتراك يلعب أي دور في دفعهم
إلى ممارسة الجريمة بصورة مشتركة ولم تلعب متغيرات التعليم أي دور في هذا
الصدد .
رابعا ً :وبخصوص الوضع السري :فقد توصلت هذه الدراسة إلى أن نسبا ً
متفاوتة من أفراد العينة قد عاشت في ظل ظروف اسرية تشكل اجواء إجتماعية
ملئمة لممارسة الجريمة مما يشير إلى أن الوضاع السرية تشكل في بعض
الحيان – وفي ظل ظروف معينة مناخا ً اجتماعيا ً ملئما ً لممارسة الجريمة
40
وبخاصة فيما يتعلق بتعدد الزوجات ووفاة الوالدين او احدهما وتورط احد اعضاء
السرة في ممارسة افعال إجرامية .
واذا كانت الظروف القتصادية المتدنية والوضاع الجتماعية غير الملئمة التي
تحيط بالفراد والتي تحدثنا عن بعضها في هذه الدراسة تشكل قوى حقيقية
وموضوعية في دفع الفرد إلى ممارسة افعال إجرامية وانحرافية ال أن الفراد ل
يستجيبون لتأثيراتها السلبية بدرجات متساوية ول يتفاعلون معها بأنماط سلوكية
متشابهة فقد تبين أن صغار السن والعمل والفراد ذوي المستويات التعليمية
المتدنية اكثر تجاوبا ً واشد تفاعل ً مع هذه الظروف بصورة سلبية وبالتالي فإنهم
اكثر ميل ً للقيام بأفعال إجرامية كردة فعل لهذه الظروف وربما يعزى ذلك إلى
أن صغار السن او الشباب يخضعون لنمط ثقافي معين قوامه الرغبة في امتلك
الشياء والحصول عليها عن طريق المحاكاة والتقليد وعندما تفتقر هذه الفئة من
الناس إلى الوسائل الشرعية فإنها قد تتجه اكثر من غيرها إلى إستخدام وسائل
غير شرعية لتحقيق طموحاتها واهدافها اضافة إلى أن هذه الفئة غالبا ً ما تكون
على عتبة الزواج فيكونون في هذه المرحلة بحاجة إلى المال من اجل نفقات
الزواج او من اجل النفاق على الحياة السرية وقد تكون هذه الفئة مسؤولة عن
اعالة كبار السن في أسرة التوجيه فتتضاعف عليهم المسؤوليات المالية .وقد
عكست البيانات الت يتضمنها الجدول الخاص بدوافع الجريمة بعضا ً من هذه
الظروف مثل الرغبة في المحاكاة والتقليد والتهور والطيش ومتاعب الحياة
ونحوها .
واما بالنسبة لفئة العمال فغالبا ً ما تكون الظروف القتصادية المتدنية اشد تأثيرا ً
عليهم من باقي الفراد الخرين وذلك لن معدلت دخولهم المنخفضة تقترن في
كعظم الحيان بانخفاض مستوياتهم التعليمية وغالبا ً ما يكون الميون والقل
تعليما ً اكثر انقيادا ً وتبعية واقل تبصرا ً بالعواقب السيئة التي تجرها عليهم افعالهم
الجرامية او ربما كانت تقديراتهم لفعالهم الجرامية بأنها قد نمقذهم من أوضاع
اقتصادية إجتماعية سيئة واشد خطورة على اسرهم من الفعل الجرامي نفسه
وربما يشتد الدافع لديهم إلى ممارسة الجريمة عندما يقارنون ظروفهم المعيشية
وأوضاعهم السكنية السئية بما هو متاح للغنياء والموسرين الذين يعيشون في
الحياء الراقية .
وهكذا يتضح أن غالبية أفراد العينة كانوا يعيشون في ظل ظروف اقتصادية
إجتماعية سيئة وان هذه الظروف قد مارست عليهم تأثيرات سلبية تمثلت في
ممارسة انماط مختلفة من الجريمة وقد تبين أن هذه الظروف القتصادية
والجتماعية السيئة كانت تحيط بفئة العمال اكثر من الفئة المتعلمة تعليما ً مرتفعا ً
نسبيا ً وبالفراد متوسطي العمر اكثر من الفراد صغار السن او كبار السن
وبالفراد الذين يعيشون في الحياء الشعبية اكثر من الفراد الذين يعيشون في
الحياء الراقية او المتوسطة الرقي ولذلك كانت هذه الفئات جميعها اكثر ميل ً
لممارسة الجريمة .
41
المراجع العربية
الخالدي عطا )دكتور( الدمان على المسكر سبل الوقاية والعلج .1
المركز العربي للدراسات المنية والتدريب بالرياض . 1981
-2الخشاب مصطفى )دكتور( دراسات في الجتماع العائلي دار .2
النهضة العربية للطباعة والنشر بيروت . 1980
-3الردن المجلس القومي للتخطيط الخطة الخمسية التقرير .3
السنوي الثاني تموز . 1978
-4العطار عارف الجرام في الخالص مطبعة المعارف بغداد 1963 .4
.
-5الكويت مجلة العلوم الجتماعية العدد الثاني المجلد الثاني عشر .5
. 1984
-6المركز العربي للدراسات المنية والتدريب بالرياض السجون .6
مزاياها وعيوبها ابحاث الندورة العلمية الولى الرياض .1981
-7المركز القومي للبحوث الجنائية والجتماعية المجلة الجنائية .7
العدد 2 – 1المجلد الثاني والعشرون مارس – يوليو . 1979
-8المنظمة العربية للدفاع الجتماعي ضد الجريمة العدد التاسع .8
يناير . 1980
-9حسن عبد المير )دكتور( الفراج الشرطي في العراق جامعة .9
بغداد ،بغداد .1981
-10حسن محمود )دكتور( السرة ومشكلتها دار المعارف بمصر .10
. 1977
42
دائرة الحصاءات العامة في الردن التعداد العام للمساكن-11 .11
. 1979 والسكان
عارف محمد )دكتور( الجريمة في المجتمع مكتبة النجلو-12 .12
.1975 المصرية القاهرة
43
7- Nietzel T. Michael Crime and its modification pergamon
international library press N.Y. 1975.
8- Prassel p. frank international to American criminal justice arper and
row publishers, N.Y. 1979 .
9- Rozenberg Bernard and silvertein harry the varieties of delinquent
experience herox college publishing 1969.
10- Seashore stanly and merriell H. Management of urban crisis free
press N.Y.1971.
11- Thomas William and Zenanicki florian the polish peasent in Europe
and America Chicago university press 1918.
12- Tobias J.T. crime and industrial society in the 19th century . B.T.
batsford LTD London 1967.
13- Wodson Robert youth crime and urban policy research Washington
and London U.S.A. 1981.
44