Professional Documents
Culture Documents
http://shallwediscuss.com
1
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
طﻔﻠﻲ ﯾُﺷﻐﻠﻧﻲ
)ﺣ ُﻠول ﺗرﺑوﯾﺔ ﻟﻣ ُ ﺷﻛﻼت اﻟطﻔوﻟﺔ(
ﺧوﻟﮫ ﻣﻧﺎﺻرة
http://shallwediscuss.com
2
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻣﻘد ّﻣﺔ
ﻟﻠطﻔوﻟﺔ ﻣ ُﺷﻛﻼت ﻛﺛﯾرة ﺗﺻل إﻟﻰ ﺣد ّاﻟﺧطورة أﺣﯾﺎﻧﺎ ً ،ﺗﺗﻠﻘف اﻟطﻔل ﻓﻲ طرﯾق ﻧﻣو ّ ه وﺻوﻻً إﻟﻰ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺷﺑﺎب ،ﻣﻣﺎ ﯾُﻘﻠق اﻷھل ﺑﺷﻛل ٍ ﻣﺳﺗﻣر ،وﯾﺟﻌﻠﮭم ﻓﻲ ﺣﯾرة ﻣن أﻣرھم ،وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ
ﯾﻌرﻓون ﺣﻼً ﯾُﺧرﺟﮭم ﻣن ﻣﺷﻛﻠﺔ ﯾﺻﺎدﻓوﻧﮭﺎ ﻣﻊ اﺑﻧﮭم ھذا أو ذاك ،ﻓﮭﻧﺎك اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺻﺣﯾ ﱠ ﺔ،
واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾ ﱠﺔ ،واﻟﻧﻔﺳﯾ ﱠﺔ ،واﻟﻌﺎطﻔﯾ ﱠ ﺔ ،واﻟﺳﻠوﻛﯾ ﱠﺔ ،واﻷﺳرﯾ ﱠﺔ ،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ﱠ ﺔ.
وﻛﺛﯾراً ﻣﺎ ﺗﺟد اﻷم ﻧﻔﺳﮭﺎ وﺣﯾدة أﻣﺎم ھذا اﻟﻛـ ّ م اﻟﮭﺎﺋل ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﺧطﯾرة دون ﺳﺎﺑق إﻋداد ،ﻓﻼ
ﻋﺟب إن أﺻﺎﺑﮭﺎ اﻻرﺗﺑﺎك ،واﻟﺧوف ،واﻟﺗرد ّ د .وھذا ﻣﺎ أذﻛر أﻧﮫ أﺻﺎﺑﻧﻲ ﺷﺧﺻﯾﺎ ً ﻋﻧد وﻻدة اﺑﻧﻲ
اﻷول إﯾﺎس ،وﻟم أﺟد ﺣﯾﻧﺋذ ﺳوى اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻛﺗﺎب "اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟطـ ّ ﻔل" ﻟﻣؤﻟﻔﮫ اﻟدﻛﺗور "ﺑﻧﺟﺎﻣﯾن
ﺳﺑوك" ،ﺣﯾث ﻛﺎن ھذا اﻟﻛﺗﺎب ﺣﯾﻧﺋذ ﻣرﺟﻌﺎ ً رﺋﯾﺳﺎ ً ﻟﻸﻣ ﱠﮭﺎت ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟطﻔوﻟﺔ وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣ ُ ﺷﻛﻼﺗﮭﺎ،
وأﺻﺑﺢ ھذا اﻟﻣرﺟﻊ دﻟﯾﻠﻲ ورﻓﯾق درﺑﻲ ،ﻻ ﯾُﻔﺎرﻗﻧﻲ ﺻﺑﺎح ﻣﺳﺎء.
واﻵن ،وﺑﻌد ھذه اﻟرﺣﻠﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺷﺋﺗﻲ ﻷﺑﻧﺎﺋﻲ اﻟﺛﻼﺛﺔ -اﻟﺗﻲ أﻋﺗﻘد أﻧﻧﻲ اﺟﺗزﺗﮭﺎ ﺑﻧﺟﺎح -أدرﻛت
ﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟر ﱠ ﺻﯾﻧﺔ اﻟﻣﺗطو ّ رة ،واﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺿﺟﺔ ،ﻣﺎ دﻓﻌﻧﻲ إﻟﻰ إﺻدار ﻛﺗﺎﺑﻲ
أھﻣﯾﺔ اﻟﻣ
ھذا ،آﻣﻠﺔ أن ﯾﻛون ﻋوﻧﺎ ً ﻟﻛل أم ﻋرﺑﯾﺔ ﺗطﻣﺢ ﻓﻲ أداء واﺟﺑﮭﺎ اﻟﻣﻘدس ﻓﻲ ﺗﻧﺷﺋﺔ أطﻔﺎﻟﮭﺎ.
ﯾﺷﺗﻣل اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﻘﺻﯾرة ﻓﻲ ﻣ ُ ﺷﻛﻼت اﻟطﻔوﻟﺔ ،واﻟرﻋﺎﯾﺔ
اﻟﺻﺣﯾ ﱠﺔ ،واﻟﺳﻠوﻛﯾ ﱠ ﺔ ،واﻟﻧﻔﺳﯾ ﱠ ﺔ.
وھدﻓﻲ اﻷول ﻣن وراء ذﻟك إﺛﺎرة اﻟوﻋﻲ ﻟدى اﻟﻣرﺑ ّ ﯾن ،واﻷﻣ ﱠ ﮭـﺎت ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ،ﺑﺄھﻣﯾـ ﱠﺔ
أدوارھم ﻓﻲ إﻋداد أطﻔﺎﻟﻧـﺎ ،ﻟﯾﻛوﻧوا أﺻﺣ ّ ﺎء ﻓﻲ أﺟﺳـﺎﻣﮭم ،وﻋﻘوﻟﮭـم ،وﻋواطﻔﮭـم .واﻟﺗـ ّﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ
إﻋداد وﺗﺄھﯾـل اﻷﻣ ﱠ ﮭـﺎت ،واﻟﻛوادر اﻟﺗرﺑوﯾ ﱠ ﺔ ،ﻟﮭذا اﻟدور اﻟﻣﮭم ﺑﺎﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﻣﺗطـو ّ رة،
واﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ ،واﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ،ﻟﯾﻛوﻧوا اﻟﻧﻣوذج اﻟﻌﻣﻠﻲ اﻷﻓﺿل ﻷطﻔﺎﻟﻧﺎ.
أﺗﻘد ّم ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل ﻟﻛل ﻣن ﺳﺎﻋدﻧﻲ وﺷﺟ ّ ﻌﻧﻲ ﻋﻠﻰ إﺧراج ھذا اﻟﻣﺷروع إﻟﻰ اﻟﻧور ،وأﺧص
ﺑﺎﻟذﻛر :زوﺟﻲ وأﺑﻧﺎﺋﻲ اﻟراﺋﻌﯾن ،واﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﻋﯾﺳﻰ ﺷﺎھﯾن ،واﻷﺳﺗﺎذ ﺣﯾدر ﻣداﻧﺎت ،واﻟدﻛﺗور
إﺑراھﯾم اﻟﺧطﯾـب ،واﻷﺳﺗـﺎذ أﺣﻣد ﻋز ّ و .وأﺧﯾراً ،أﺗﻘدم ﺑﺟزﯾل اﻟﺷﻛر ﻟﻸﺳﺗﺎذ راﺿﻲ ﺻ َدوق
ﻟﻣراﺟﻌﺗﮫ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب.
3
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وأﺧﯾراً وﻟﯾس آﺧراً ،أﺷﻌر ﺑﺳﻌﺎدة ﻏﺎﻣرة وأﻧﺎ أھدي ﻛﺗﺎﺑﻲ إﻟﻰ:
4
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟﻔﮭرس
ﻣﻘد ّﻣﺔ
ﻓﮭرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟط ّﻔل اﻟﻌدواﻧﻲ
ﻗﺿم اﻷظﺎﻓر
طﻔﻠﻲ ﯾ َﻌض ّ ,ﻓﻛﯾف أﺗﺻرف ﻣﻌﮫ؟
اﻹﻣﺳﺎك ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل :أﺳﺑﺎﺑﮫ وﻋﻼﺟﮫ
ﻟﻣﺎذا ﯾﻔﺷل اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻣﺗﺣﺎﻧﺎﺗﮫ؟
طﻔﻠﻲ ﯾ َ ﺳـرق ،ﻓﻣـﺎ اﻟﻌﻣل؟
اﻟطرﯾق اﻷﻣﺛل ﻟﺗﺄدﯾب اﻷطﻔﺎل
اﻵﺑــﺎء ورﻋﺎﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء
اﻟﺗ ّﺑول اﻟﻼإرادي ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل
اﻟﺳ ُـﻣﻧﺔ ﻋﻧد اﻷطﻔـﺎل
اﻟﻣﺷﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم
ﺑﯾﺋﺔ ﻣﻧزﻟﯾﺔ آﻣﻧﺔ ﻟﻠطﻔل
ﺗﻐذﯾــــﺔ اﻟطﻔـــل
ﺗﻧظﯾـم ﻧـوم اﻷطﻔـﺎل
ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﻟﻠطﻌﺎم
دور اﻟﻠّﻌـب ﻓﻲ ﺗطـور ّ اﻟطﻔـلوﻧﻣو ّ ه
5
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
6
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟط ّ ﻔل اﻟﻌدواﻧﻲ
ﺗﺷﻛو ﺑﻌض اﻷﻣﮭﺎت ﻣن اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ﻷطﻔﺎﻟﮭن ،ﻓﮭم ﯾﺿرﺑون ،وﯾرﻛﻠون ،وﯾﻧﺗﻘدون اﻷطﻔﺎل
اﻵﺧرﯾن .ﻓﮭل ﯾدﻋو ھذا ﻟﻠﻘﻠق؟
ﯾﺗﺧﻠص ﻣﻌظم اﻷطﻔﺎل ﻣن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳﻠوك ﻋﻧد دﺧوﻟﮭم اﻟﻣدرﺳﺔ ،ﻷﻧﮭم ﯾط ّ ورون ﻣﮭﺎراﺗﮭم
اﻟﻠﻐوﯾ ّ ﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن أﻧﻔﺳﮭم ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻛﻠﻣﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗط ّور ﺣﺳ ّ ﮭم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻓﯾدرﻛون أن ﻋدواﻧﯾﺗﮭم
اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗ ّﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن أﺳﻠوب ﺧﺎطﺊ وﻏﯾر ﻣ ُﺟد ٍ .وﻟﻛن إذا ﻓﺷل اﻟطﻔل ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻌﺎب ھذه
اﻟدروس ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣن اﻟواﺟب ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟذﻟك.
ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟطﻔل ﻗد اﻛﺗﺳب اﺿطراﺑﺎ ﺳﻠوﻛﯾﺎ ﻋﺎطﻔﯾﺎ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺳﺗﻣﻊ ،أو ﯾرﻛ ّز ،أو
ﯾﻘرأ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾق أداءه ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ .أو ﻗد ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺻدﻣﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻧﻔﺻﺎل واﻟدﯾﮫ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺛﯾر
ﻟدﯾﮫ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻐﺿب .وﻣﻊ أن ﺑﻌض اﻷطﻔﺎل ﯾﺻﺑﺣون ﻋدواﻧﯾﯾن ﻻﺧﺗﻼطﮭم ﺑﺄطﻔﺎل ﻋدواﻧﯾﯾن
آﺧرﯾن ،ﻓﺈن ﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺑﻛ ّ رة ﯾﻣﻧﻊ ﺣدوث ﻣﺷﺎﻛل أﻛﺛر ﺧطورة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﺣﯾث
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺣو ّ ل ﻋدواﻧﯾﺔ اﻟطﻔل إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ داﺋﻣﺔ ﻣﺳﺗﻔﺣﻠﺔ .وﻋﻧدﺋذ ﻻ ﺗُﺟدي أي ﻣﺣﺎوﻻت ﻟﺗﻌدﯾل
ﺳﻠوﻛﮫ ،وﻻ ﺑد ﻣن اﺳﺗﺷﺎرة أﺧﺻﺎﺋﻲ ﻧﻔﺳﻲ ﻟﻌﻼج اﻟطﻔل.
7
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻟﯾﺳوا ﻋدواﻧﯾﯾن( .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟطﻔل ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﺳﺗﺻﻌب اﻟﻘراءة أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،أو ﻓﮭم اﻟﻠﻐﺔ
اﻟﻣﺣﻛﯾﺔ ،ﻓﺈن ھذا ﯾﺟﻌﻠﮫ ﻣ ُﺣﺑ َطﺎ ً وﯾﻌﺑ ّر ﻋن ذﻟك ﺗﻌﺑﯾراً ﺟﺳدﯾﺎ ً ﻋﻧﯾﻔﺎ ً .
-3ﻣﺷﺎﻛل ﻋﺻﺑﯾ ّ ﺔ :ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺳﺑ ﱠب ﺗﻠف ٌ ﻣﺎ ,أو اﺿط ّراب ﻛﯾﻣﺎوي ,ﻓﻲ اﻟدﻣﺎغ ﺑﺎﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ.
ﻟذﻟك ﯾﺟب ﻣراﺟﻌﺔ اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺷﻛوك ﺑوﺟود ﻣﺛل ھذه اﻟﻣﺷﺎﻛل.
-4اﺿطراﺑﺎت ﺳﻠوﻛﯾﺔ :ﯾﺗمّ ﺗﺷﺧﯾص ﻧﺻف اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﺿطراب ﻓرط اﻟﺣرﻛﺔ وﻧﻘص
اﻻﻧﺗﺑﺎه ﺑﺎﺿطراب اﻟﺗﺣد ّ ي اﻻﻋﺗراﺿﻲ ،وھﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ .وﯾﺣﺗﺎج ھؤﻻء
اﻷطﻔﺎل إﻟﻰ ﻋﻼج ﺧﺎص ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﺗﺣﺳﯾن اﻷداء اﻟدراﺳﻲ ،واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء ﺻداﻗﺎت،
وﺗﻘﺑ ﱡ ل ﺳﻠطﺔ اﻟواﻟدﯾن.
-5اﻟﺻدﻣﺎت اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ :ﯾﺧﻠق اﻟﻌﻧف اﻟﻣﻧزﻟﻲ ،أو اﻻﻋﺗداء اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل ﻣﺷﺎﻋر ﻣﺛل :اﻟﻘﻠق،
واﻟﺧوف ،واﻟﻐﺿب ،واﻻﻛﺗﺋﺎب .ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻣﺗﻠك اﻟطﻔل وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻟﻠﺗﻧﻔﯾس ﻋن ھذه اﻟﻣﺷﺎﻋر ﻓﺳﯾﻠﺟﺄ
إﻟﻰ اﻟﻌﻧف .وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﺗﻌر ﱠ ض ﻟﻠﻌﻧف ،أو إﺳﺎءة اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل ،أو
ﻓﻲ اﻟﺟوار ،ﻣن اﻷرﺟﺢ أن ﯾﺗﺻر ّ ف ﺑﻌدواﻧﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾره ﻣن اﻷطﻔﺎل.
-6ﻣﺷﺎھدة أﻓﻼم وﺑراﻣﺞ اﻟﻌﻧف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠﻔﺎز :ﯾﻌﺗﻘد ﻣﻌظم اﻟﺧﺑراء أن اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﺷﺎھد ﺑراﻣﺞ
اﻟﻌﻧف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠﻔﺎز ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﻠك ﺳﻠوﻛﺎ ً ﻋدواﻧﯾﺎ ً ﻣؤﻗﺗﺎ◌ ً .ﻟذﻟك ﯾﻧﺻﺢ اﻷھل ﺑﻣﺷﺎھدة اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ
ﯾﺷﺎھدھﺎ أطﻔﺎﻟﮭم وﻣراﻗﺑﺗﮭﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا أظﮭر ھؤﻻء اﻷطﻔﺎل ﻣﯾوﻻً ﻋدواﻧﯾﺔ.
8
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻏﺎﺿب ﻷﻧك أﺧذت ﻛ ُ رﺗﻲ" ،أو أن ﯾﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﺷﺧص أو اﻟﻣﻛﺎن وﯾﺄﺧذ وﻗﺗﺎ ً ﻟﯾﮭدأ وﯾﻔﻛر ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛن
ﻋﻣﻠﮫ.
• اﻟﺗﺄدﯾب واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺷﻛل داﺋم :ﯾﺟب أن ﻻ ﺗﺧﺿﻊ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣزاج اﻷھل .ﻓﺣﯾﻧﺎ ً ﯾُﺣﺎﺳ َ ب اﻟطﻔل
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧطﻰء ،وﻻ ﯾُﺳﺄ َ ل ﻓﻲ ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ .وﻟﻛن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾُ ﺣﺎﺳب اﻟطﻔل ﺑﺷﻛل ﻣﻧﺗظم ﻓﺈﻧﮫ ﺑﻣرور اﻟوﻗت
ﺳﯾﺗﻌﻠم ﻛﯾف ﯾﻣﯾ ّ ز اﻟﻔﻌل اﻟﺧﺎطﺊ ﻣن اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وأن ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎب إذا اﻗﺗرف ﺳﻠوﻛﺎ ً ﺧﺎطﺋﺎ ً .وھذا ﻣﺎ
ﺳوف ﯾُـﻧظم وﯾﺿﺑط ﺳﻠوﻛﮫ.
• ﺗﻌزﯾز ﺿﺑط اﻟﻧﻔس :ﺑدﻻً ﻣن ﻟﻔت ﻧظر اﻟطﻔل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﻠك ﺳﻠوﻛﺎ ً ﺳﯾﺋﺎ ً ،ﯾﺟب أن ﯾُﻣﺗدح ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﮫ
ﺑﺳﻠوك ﺣﺳن .أيأن ّ ﺗﻌزﯾز اﻟﺳﻠوك اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟدﯾﮫ ،واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺿﺑط اﻟﻧﻔس ،وﺣل ّ اﻟﺻراﻋﺎت,
ﻣﮭﺎرات ﯾﺣﺗﺎج ﻹﺗﻘﺎﻧﮭﺎ وﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ .وإذا واﺟﮫ ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺑل ﱡ ھذا اﻷﻣر واﺳﺗﯾﻌﺎﺑﮫ ،ﻓﯾُﺳﺗﺣب
ﻣﻛﺎﻓﺄﺗﮫ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﯾﺗﻣﻛن ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺿﺑط ﻧﻔﺳﮫ .وﯾﻣﻛن ﻟﮭذه اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة أن ﺗﻛون ﺑﺳﯾطﺔ ﻛﻣﻧﺣﮫ وﻗﺗﺎ ً
إﺿﺎﻓﯾﺎ ً ﻟّﻠﻌب ،أو اﻟذھﺎب ﻓﻲ ﻧزھﺔ.
• ﺗﺣﻣﯾل اﻟطﻔل ﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ أﻓﻌـﺎﻟﮫ :ﻓﺈذا ﺣط ّ م ﻧـﺎﻓذة اﻟﺟﯾران ﻣﺛﻼ ،ﯾﺟب أن ﯾـدﻓﻊ ﻣن ﻣﺻروﻓﮫ
ﻹﺻﻼﺣﮭﺎ ،أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﺿر ّ ر ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ أﻓﺳـده .وﯾﺟب أن ﻻ ﯾوﺿﻊ ذﻟك ﻓﻲ
ﺻورة ﻋﻘﺎب ﻟﻠطﻔل ﻣن ﻗﺑل اﻷم ،ﺑل ﯾﺟب أن ﯾدرك أن ھذا ﻧﺗﯾﺟﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻر ّ ف اﻟﻌدواﻧﻲ ،وأن
أي ﺷﺧص ,ﺳـواء ﻛﺎن ﺻﻐﯾراً أو ﻛﺑﯾراً ,ﯾﺟب أن ﯾﻔﻌل ذﻟك ﻷﻧﮫ ﺳـﺑ ّب اﻷذى ﻟﻶﺧرﯾن.
• ﺗﻌﻠﯾﻣﮫ اﻷﺳﺑﺎب اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻟﻌدم اﻟﺗﺻرف ﺑﻌدواﻧﯾﺔ :ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﻠّم أن اﻟﺗ ّ ﺻرف ﺑﻌدواﻧﯾﺔ ﯾﺳﺑب
اﻷذى ﻟﻶﺧرﯾن .وذﻟك ﺑﮭدف ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺣس اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟدﯾﮫ ،واﻟﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ،ﻓﮭو ﺣﺗﻣﺎ ً ﺑﺣﺎﺟﺔ
إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺳﻠوﻛﮫ وﺗﺄﺛﯾره ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن.
أﻣﺎ إذا ﻟم ﺗﻔﻠﺢ ﻛل ھذه اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﻓﻲ ﺿﺑط ﺳﻠوك اﻟطﻔل اﻟﻌدواﻧﻲ ،وأﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ واﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﻓﯾﺟب اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﺧﺻﺎﺋﻲ ﻧﻔﺳﻲ
ﻟﻸطﻔﺎل ,واﻟذي ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﻘﯾّ م ﺳﻠوك اﻟطﻔل ،ﻣن ﺣﯾث وﺟود ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻌﻠم ﻟدﯾﮫ ،أو وﺟود ﻣﺷﺎﻛل
ﻋﺎطﻔﯾﺔ أو ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﺳﺑب ﺳﻠوﻛﮫ اﻟﻌدواﻧﻲ.
وﺳوف ﯾﺗم اﻟﻌﻼج اﺳﺗﻧﺎداً إﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ﻟدى اﻟطﻔل ،ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻌﻼج
ﻣﺳﻠﻛﯾﺎ ً ،وذﻟك ﺑﺎﺗﺑﺎع أﺳﺎﻟﯾب ﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺷﺎرات اﻟﻣﺧﺗص ﻣﻊ اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮫ وﻣدرﺳﺗﮫ .ﻛﻣﺎ ﻗد
ﯾﺣﺗﺎج اﻷﻣر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻷدوﯾﺔ ،وذﻟك ﻟﺗﻘﻠﯾل اﻻﺿطراب اﻟﺳﻠوﻛﻲ واﻻﻧدﻓﺎع
واﻟﺗﺷﺗت.
ﻗـَﺿ ْ م اﻷَظﺎﻓـر
ھﻧﺎك ﻋدة أﺳﺑﺎب ﻟﻘﺿم اﻷظﺎﻓر ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل ﻣﻧﮭﺎ :اﻟﻔُﺿول ،واﻟﻣﻠل ،وﺗﺧﻔﯾف اﻟﺗوﺗر ،وﻗﺿﺎء وﻗت
اﻟﻔراغ ،أو ﺑﺣﻛم اﻟﻌﺎدة .وﺗﻌﺗﺑر ﻋﺎدة ﻗﺿم اﻷظﺎﻓر ﻣن اﻟﻌﺎدات اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ً ﻣﺛل :ﻣص ّ
اﻷﺻﺑﻊ ،ﻧﻛش اﻷﻧف ،ﻟف ّ اﻟﺷﻌر أو ﺷد ّ ه ،وﺻرﯾر اﻷﺳﻧﺎن.
ﻋﺎدة ﻗﺿم اﻷظﺎﻓر أﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ً ﺑﯾن اﻷطﻔﺎل اﻟﺣﺳ ّ ﺎﺳﯾن ،وھﻲ ﻋﺎدة وراﺛﯾﺔ ،وﺗﺳﺗﻣر ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ﺳـن
اﻟرﺷد .ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻋﺎدة ﺷدﯾدة اﻻﻧﺗﺷﺎر ،ﻓﻧﺳـﺑﺔ اﻧﺗﺷﺎرھﺎ ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﻋﻣر اﻟﻣدرﺳﺔ ھﻲ -30
،%60وﺗﺻل ﻋﻧد اﻟﻣراھﻘﯾن إﻟﻰ ،%20وﯾﺳﺗﻣر ﺣواﻟﻲ رﺑﻊ طﻼب اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﺑﻘﺿم أظﺎﻓرھم.
ھل ﻗﺿم اﻷظﺎﻓر ﻣؤﺷر ﻟﺧﻠل ﻟدى اﻷطﻔﺎل؟
ﺗراﻓق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻣو ﻋواﻣل :اﻟﺗوﺗر ،واﻟﻘﻠق ،واﻟﺿﻐط اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﯾﮫ اﻟطﻔل .وﻗد ﯾﺧﻔﻰ ذﻟك ﻋﻠﻰ
اﻷھل .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟطﻔل ﯾﻘﺿم أظﺎﻓره ﻻ ﺷﻌورﯾﺎ ً ،وﺑﺷﻛل ﺑﺳﯾط ﻣن دون أن ﯾؤذي ﻧﻔﺳﮫ ،أﺛﻧﺎء
9
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻣﺷﺎھدة اﻟﺗﻠﻔﺎز ﻣﺛﻼً ،أو ﯾﻔﻌل ذﻟك ﻛرد ّ ﻓﻌل ﻟﺣﺎﻻت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﺎﻻﻣﺗﺣﺎﻧﺎت ،ﻓﺈن ھذا ﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ
اﻟﻘﻠق.
وﻗد ﯾﻣر ّ اﻟطﻔل ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺳﺑب ﻟﮫ اﻟﺗوﺗر :ﻛﺎﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﺑﯾﺋﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،أو اﻟطﻼق ،أو ﺗﻐﯾﯾر
اﻟﻣدرﺳﺔ .ﻓﯾﺟب ﻋﻧدﺋذ ﻋﻠﻰ اﻷھل أن ﯾﺳﺎﻋدوه ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺷﺎﻋره ﺑﺣرﯾ ّﺔ.
وﻣن دواﻋﻲ اﻟﻘﻠق اﻟﻣﺷروع ﻟدى اﻷھل رؤﯾﺔ أطراف أﺻﺎﺑﻊ اﻟطﻔل ﻣ ُﺟر ﱠ ﺣﺔ وﻧﺎزﻓﺔ ،وﺟﻠده
ﻣﺧدوﺷﺎ ً ،ورﻣوﺷﮫ ﻣﻧﺗوﻓﺔ ،وﻧوﻣﮫ ﻣﺿطرﺑﺎ ً ،ﺗﻌﺑﯾراً ﻋن اﻧﺗﻘﺎﻣﮫ ﻣن ﻧﻔﺳﮫ ،وﺗدﻣﯾراً ﻟذاﺗﮫ .ﻓﮭذه
ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻻھﺗﻣﺎم واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺷﺎرة أﺧﺻﺎﺋﻲ.
وﻗد ﯾﺑدأ اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺑﻘﺿم أظﺎﻓره ﻓﺟﺄة ،وﺗﺗﺻﺎﻋد ﺑﺳرﻋﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﺳﺑب اﻟﺟوھري ﻟﮭذا اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻟطﻔل.
ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ,إذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻌﺎدة ﻻ ﺗُﺷﻛ ّ ل ﺗﮭدﯾداً ﺟﺳدﯾﺎ ً أو ﻧﻔﺳﯾﺎ ً ﻟﻠطﻔل ،ﻓﺎﻷﻓﺿل ﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ ،ﻷن اﻟطﻔل
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗوﻗف ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮫ ،أو ﻗد ﯾﺗطﻠب دﻋﻣﺎ ً ﺑﺳﯾطﺎ ً ﻣن اﻷھل ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗرﻛﮭﺎ.
10
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
واﻟﻣﮭم اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗﻛرار اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ وﻋدم اﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻠﯾﺄس .واﺷرﺣﻲ ﻟﮫ أن اﻟﻧﺎس ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻓﻲ
اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﮭم ﻟﻠﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .وﻧمّ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ اﻹرادة ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﻠول ،ﻓﻼ ﺑد أن ﯾﻧﺟﺢ ﺷﻲء
ﻣﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ .وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺑر ازدادت ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣ ّل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ھذا اﻟﻣ َ ﺳﻌﻰ.
وﻗد ﯾﺧﺗﺎر ﺑﻌض اﻷطﻔﺎل ،ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻋﻣﺎر ،اﺗﺧﺎذ ﻋﺎدة ﺑدﯾﻠﺔ ﻣﺛل :اﻹﻣﺳﺎك ﺑﺷﻲء ﺻﻐﯾر ﺑﯾن
أﺻﺎﺑﻌﮭم ﯾﻠﮭون ﺑﮫ أﺛﻧﺎء ﻣﺷﺎھدة اﻟﺗﻠﻔﺎز أو اﻟﻘراءة ،أو أي ﺷﻲء ﯾﺧﺗﺎره اﻟطﻔل .وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج
اﻟطﻔل ,ﺗﺣت ﻋﻣر اﻟﺛﻣﺎﻧﻲ ﺳﻧوات ,ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر .وﯾﻣﻛن اﻟﺗ َﻌو ﱡ د ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدات اﻟﺑدﯾﻠﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻣرﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﻧوم ،أو ﻗﺑل اﻟذھﺎب إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ.
وﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺗﻘوﯾم اﻟﺷ ّﮭري أن ﯾﻠﻌب دوراً ﻣﺳﺎﻋداً .ﻓﻠﯾﻘم اﻟطﻔل ﺑﻠﺻق ﻧﺟﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗوارﯾﺦ اﻷﯾﺎم اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻘﺿم ﻓﯾﮭﺎ أظﺎﻓره .وﯾﻣﻛن ﻋﻣل ﺧطﺔ اد ّﺧﺎر ﻣ ُﺣﻔّزة ﻟﻠطﻔل اﻷﻛﺑر ﺳﻧ ّﺎ ً ،ﺣﯾث
ﯾدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻐﺎ ً ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ إذا ﻗﺿم أظﺎﻓره ,أﻣ ّ ﺎ إذا ﻟم ﯾﻘﺿم أظﺎﻓره ﻓﯾﻘوم اﻷھل ﺑدﻓﻊ ﻧﻔس اﻟﻘﯾﻣﺔ .أو
ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻔﯾزه ﺑﺗﻘدﯾم ﺑﻌض اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﻲ أﺑدى رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗطول أظﺎﻓره.
وﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻻﺻﻘﺎت اﻟﺟروح ﻋﻠﻰ رؤوس أﺻﺎﺑﻌﮫ .وھﻧﺎك ﻣﺎدة ذات طﻌم ﺳﯾﺊ ﺗُﺑﺎع ﻓﻲ
اﻟﺻﯾدﻟﯾﺎت ﻟﻣﻧﻊ ﻗﺿم اﻷظﺎﻓر ،ﺣﯾث ﺗُ دھن رؤوس أﺻﺎﺑﻊ اﻟطﻔل ﺑﮭﺎ .وﯾﺟب اﻻﻧﺗﺑﺎه إﻟﻰ ﻣ ُ ﻛوﻧﺎت
ھذه اﻟﻣﺎدة ،ﻓﻘد ﯾﻘوم اﻟطﻔل ﺑﻔرك ﻋﯾﻧﯾﮫ وﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺗﮭﯾ ﱡ ﺟﮭﻣﺎ ،أو ﻗد ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣواد ﻣﺛل :اﻷﺳﯾﺗون
اﻟذي ﻗد ﯾؤذي ﻣﺟﺎري اﻟﺗﻧﻔس ﻟﻠطﻔل.
وأﺧﯾراً ،ﯾﺟب أن ﯾدرك اﻷھل أن ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻌﺎدات ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺻﻌﺑﺔ ،وأن ﻋﻠﻰ اﻟطرﻓﯾن أن ﯾﺗﻌﺎوﻧﺎ ﻣﻌﺎ ً ﻓﻲ
ﻣﺣﺎرﺑﺔ ھذه اﻟﻌﺎدة .وﻋﻧد اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺗ ّﻌب ﻣن ﻣﻘﺎوﻣﺔ ھذه اﻟﻌﺎدة ﯾﻔﺿ ّ ل اﻟﺗوﻗف ﻓﺗرة ﻻﻟﺗﻘﺎط اﻷﻧﻔﺎس.
وﻟﻛن اﻟﺻﺑر واﻟﻣﺛﺎﺑرة ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﺳﯾُﻛﻠّﻼن اﻟﺟﮭود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺟﺎح.
اﻟﻌض ّ ﺳﻠوك ﻏﯾر ﻣﻘﺑول ،وﯾﻌر ّﺿك ﻟﻺﺣراج واﻟﺧﺟل ﻣن طﻔﻠك اﻟذي ﯾ َﻌض ّ أﻗراﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أو
اﻟروﺿﺔ .وﯾﺗطﻠب ﻋﻼج ﺳﻠوك اﻟطﻔل وﺗﻌدﯾﻠﮫ ﻣﻧك أن ﺗﻛوﻧﻲ ﺣﺎزﻣﺔ وواﺿﺣﺔ ﻣﻌﮫ ،ﻟﯾﻔﮭم أن
اﻟﻌض ّ ﺧطﺄ ﻛﺑﯾر .واﻣﻧﺣﯾﮫ اﻟوﻗت اﻟﻼزم ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر واﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟدرس ،وﺳﺎﻋدﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن
اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﻔﻘده اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ وﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﺗﺻر ﱠ ف ﺑﺷﻛل ﺳﯾﺊ ﻣﺛل :اﻟﺟوع ،واﻟﺗﻌب،
واﻹﺣﺑﺎط .وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟطﻔل إدراك ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
ﻣوﺿوع اﻟﻌض ﻣﻌﮫ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻌض ّ ،وﻟﻛن ﻗﺑل أن ﯾﻔﻌل ذﻟك ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﻓﺈذا ﻛﻧت ﺗﺻطﺣﺑﯾن طﻔﻠك إﻟﻰ ﺣدﯾﻘﺔ ﯾوﺟد ﻓﯾﮭﺎ ﻋدة أطﻔﺎل ﯾﺗﻧﺎوﺑون ﻋﻠﻰ اﻷرﺟوﺣﺔ ،ﻣﺛ ّﻠﻲ ﻣﻌﮫ
اﻟﻣﺷﮭد اﻟﻣ ُ ﺗوﻗّﻊ ﻗﺑل اﻟذھﺎب .ﻣﺛﻠﻲ ﻣﻌﮫ دور طﻔل ﯾرﻓض ﻣﺷﺎرﻛﺗﮫ اﻟﻠﻌب ،وراﻗﺑﻲ رد ّة ﻓﻌﻠﮫ .ھل
ﺳﯾﻌض ّ ؟ أو ﺳﯾطﻠب اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن ﺷﺧص ﻛﺑﯾر؟
ﻋﻠﻣﯾﮫ ﻛﯾف ﯾﻌﺑ ّ ر ﻋن ﻧﻔﺳﮫ إذا ﺷﻌر ﺑﺎﻟﺗ ّﻌب ،أو اﻟﻐﺿب ،أو اﻹﺣﺑﺎط .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻻﺿطراب
اطﻠﺑﻲ ﻣﻧﮫ أن ﯾﺗوﻗف ﻋﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ وﯾﮭدأ .ﺧذﯾﮫ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن ھﺎدئ إذا ﻛﺎن ذﻟك ﺿرورﯾﺎ ً ،واطﻠﺑﻲ ﻣﻧﮫ
ﺑﻠطف أن ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛﻧﻲ ﻣن ﻓﮭم ﻣﺎ ﯾرﯾد .وﻛﺎﻓﺋﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﺟﮭوده ﻟﻠﺗواﺻل
واﻟﺗﻔﺎﻋل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ .ﻓﺈذا ﻓﮭﻣت ﻣﻧﮫ اﻧﮫ ﯾرﯾد اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷرﺟوﺣﺔ ،اذھﺑﻲ ﻣﻌﮫ إﻟﻰ أم اﻟطﻔل ﻏﯾر
11
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟﻣﺗﻌﺎون ﻟطﻠب ﻣﺳﺎﻋدﺗﮭﺎ .ﻋﻧد ذﻟك ﺳوف ﯾﺗﻌﻠم اﻟطﻔل أن اﻟﺗّﻔﺎھم ﯾؤديإﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ وﻟﯾس اﻟﻌض ّ ،أو
اﻟﺗ ّ ذﻣر واﻟﺷﻛوى.
واﻟﻌض ّ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﻣر ﺳﻠوك طﺑﯾﻌﻲ ،وان ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ً ﻋﻠﯾك ﻣﺳﺎﻋدة طﻔﻠك ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﻌض
ﺑﺄﺳرع ﻣﺎ ﯾﻣﻛن .واﻟطﻔل ﯾﺗوﻗف ﻋن ھذه اﻟﻌﺎدة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺑر ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗظلّ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻷوﺿﺎع اﻟﺗﻲ
ﯾﺗرك ﻓﯾﮭﺎ اﻷطﻔﺎل ﻣﻌﺎ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﻣﺛل :دور اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وأﻣﺎﻛن اﻟﻠﻌب .ﻓﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷطﻔﺎل ﯾﻔﺗﻘدون
إﻟﻰ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗ ّ ﻌﺎﻣل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل اﻵﺧرﯾن أو
ﺗﺗﻣﻠّﻛﮭم ﻣﺷﺎﻋر ﻗوﯾﺔ أﺧرى.
واﻟﻌض ّ ھو ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻧوﺑﺔ ﻏﺿب ,وﺳﻠوك ﺳﮭل ،وﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳرﯾﻌﺔ .وﻻ ﺑد أن ﻛل طﻔل ﻗد
ﺷﺎھد طﻔﻼ آﺧر ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻌض ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺂرﺑﮫ .وھﻧﺎك ﺳﺑﺑﺎن آﺧران ﯾدﻓﻌﺎن اﻷطﻔﺎل ﻟﻠﻌض ّ :
اﻷول :ھو اﻟﺧوف ﻣن اﻷذى اﻟﺟﺳدي ،وﯾﺣدث ﻋﺎدة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻔل ﻣ ُﺣﺎﺻ َ راً وﺳط ﻣ ُ ﺷﺎﺟرة،
وﻋﻠﻰ وﺷك اﻟﺗﻌر ﱡ ض ﻟﻸذى.ﻓﺈذا ﻋض ّ طﻔﻼً آﺧر أﺛﻧﺎءﺷ ِ ﺟﺎره ﻣﻌﮫ ،ﻓﺄوﺿ ِﺣﻲ ﻟطﻔﻠك أن اﻟﻌض ّ
ﺳﻠوك ﻏﯾر ﻣﻘﺑول ،وﻛذﻟك اﻟﺿرب ،واﻟﻠّﻛم ،واﻟرﻓس .واﻧﺗﮭزي اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺗﺣدث إﻟﯾﮫ ﻋن طرﯾﻘﺔ
اﻟﺗﺻر ّ ف ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﺗﮭدﯾد.
واﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ھو اﻹﺣﺑﺎط ،واﻟﻐﺿب ،وأي ﻣﺷﺎﻋر ﺗوﺗّر أﺧرى ﻗد ﺗﻧﺗﺎب اﻟط ّﻔل .ﻓﺄي ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ
ﺣﯾﺎة اﻟطﻔل ,ﻛﻘدوم ﻣوﻟود ﺟدﯾد ﻓﻲ اﻷﺳرة ،أو اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣﻧزل ﺟدﯾد ،ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻋر ﺳﻠﺑﯾﺔ
ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ ﺳﻠوك ﻋدواﻧﻲ .ﺣﺎوﻟﻲ اﻟﺗﻔﺎھم ﻣﻊ طﻔﻠك ﻋن أﺳﺑﺎب اﻟﻌض وھل ﻛﺎن ذﻟك ﻟﻠﺷ ّ ﻌور
ﺑﺎﻻطﻣﺋﻧﺎن؟ أم طرﯾﻘﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻣﺷﺎﻋر؟
وﯾﻣﻛﻧك اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣ ُرﺑﯾ ّ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أو اﻟروﺿﺔ ،ﻓﮭؤﻻء ﯾﻛوﻧون ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺛﺎﻟﻲ ﯾُﻣﻛ ّ ﻧﮭم ﻣن
ﻣراﻗﺑﺔ ﺳﻠوك طﻔﻠك وإﻋطﺎء اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ ﺣول أﺳﺑﺎب اﻟﻌض .ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭم اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدة ﻛل
اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ ﺣل اﻟﺻراﻋﺎت ﺑﯾﻧﮭم ﻣن دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ.
ﺗﻛ ّ ﻠﻣﻲ ﻣﻊ اﻟﻣرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أو ﻣﻌﻠﻣﺔ اﻟروﺿﺔ ،واﺳﺄﻟﯾﮭﺎ ﻋن طرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﮭﺎ ﻣﻊ ﺧﻼﻓﺎت
اﻷطﻔﺎل :ھل ﺗﺗﺑﻊ ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت؟ وھل ﻛل أﻧواع اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ﻣﻣﻧوﻋﺔ ﺳواء
ﻛﺎﻧت اﻟﻌض أو اﻟﻠﻛم أو اﻹﻏﺎظﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة؟ ،وھل ﺗﻣﺗدح اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ؟ ،وھل
اﻟﻌض ّ ھو طرﯾﻘﺔ طﻔﻠك اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻔت اﻻﻧﺗﺑﺎه؟ وھل ﺗﺗﺣدث اﻟﻣرﺑﯾ ّ ﺔ ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷطﻔﺎل ﺣول
ﻣوﺿوﻋﺎت ﻣﺛل ،اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺎﻷﻟﻌﺎب ﺑﮭدوء؟ .ﻓﺎﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أو اﻟروﺿﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟدﯾﮭﺎ ﻗواﻋد
ﺣﺎزﻣﺔ ﺑﺧﺻوص أي ﺳﻠوك ﻋدواﻧﻲ ،وأن ﺗﺑذل ﺟﮭوداً ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻟﺗﻌﻠﯾم ﻛل اﻷطﻔﺎل ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺣل
ﺧﻼﻓﺎﺗﮭم ودﯾﺎ ً .
12
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ھل ﯾؤﺟل طﻔﻠك اﻟذھﺎب إﻟﻰ اﻟﺣﻣ ّﺎم ﺑﺳﺑب اﻧﺷﻐﺎﻟﮫ ﺑﺎﻟﻠﻌب؟ .وھل ﯾﺗﺟﻧ ﱠب اﻟذھﺎب إﻟﻰ اﻟﺣﻣ ّﺎم ﺑﺳﺑب ﺧوﻓﮫ ﻣن اﻵﻻم
اﻟﺗﻲ ﯾُﻌﺎﻧﯾﮭﺎ؟ .ﻛﻼ اﻷﻣرﯾن ﯾﺳﺑّﺑﺎن اﻹﻣﺳﺎك .واﻹﻣﺳﺎك ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ،ﻣ ُﺣﺑطﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ،وﻟﻛن ﯾﻣﻛن اﻟﺗ ّﺧﻠص ﻣﻧﮭﺎ
ﺑﺎﻟﺻﺑر ,وﻣؤازرة اﻟطﻔل ,وﺗﻔﮭّم ﻣﺷﻛﻠﺗﮫ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺧراج ﺑﺻورة ﻣﻧﺗظﻣﺔ ،وﻣن دون ﻣﺗﺎﻋب
ﻧﻔﺳﯾّﺔ.
اﻷﻋراض
1ﻋدم وﺟود ﺣرﻛﺔ ﻣﻌوﯾﺔ )إﺧراج( ﻟﻌدة أﯾﺎم.
-
2ﺧروج ﺻﻠب وﺟﺎف وﺻﻌب اﻟﻣرور.
-
3أﻟم ﻓﻲ اﻟﺑطن.
-
4ﻏﺛﯾ ّﺎن ،واﺳﺗﻔراغ ،وﻓﻘدان اﻟوزن.
-
5وﺟود آﺛﺎر ﺳواﺋل أو ﻏﺎﺋط ﯾﺷﺑﮫ اﻟطﯾن ﻓﻲ ﻣﻼﺑس اﻟطﻔل اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
-
6وﺟود دم ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ ﺧروج اﻟطﻔل اﻟﺻ ّ ﻠب.
-
اﻷﺳﺑﺎب
ﺗﺳﺎھم ﻋدة ﻋواﻣل ﻓﻲ ﺣدوث اﻹﻣﺳﺎك ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل وﻣﻧﮭﺎ:
1اﻟﺗدرﯾب اﻟﻣﺑﻛر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﻣ ّﺎم ،ﻣﻣﺎ ﯾوﻟّد اﻟﺧوف ﻋﻧد اﻟطﻔل ﻣن اﻟﺣﻣﺎم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﻓﺿﮫ وﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺣﺎﺟﺗﮫ
-
ﻟﻺﺧراج ،ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ ﺑﻌد ذﻟك ﻋﺎدة ﻻ إرادﯾﺔ ﯾﺻﻌب اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮭﺎ.
2اﻟوﺟﺑﺎت اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻷﻟﯾﺎف :إن ﺗﻧﺎول اﻟطﻔل ﻟﻸطﻌﻣﺔ اﻟﻣ ُﺻ َﻧ ﱠﻌﺔ واﻟﺧﺿﺎر واﻟﻔواﻛﮫ اﻟﻔﻘﯾرة ﺑﺎﻷﻟﯾﺎف ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺣدوث
-
اﻹﻣﺳﺎك ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﻧﺎول اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﻠﯾب ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ.
3ﻗﻠّﺔ اﻟﻧﺷﺎط واﻟﺣرﻛﺔ ﻟدى اﻟطﻔل.
-
4ﺑﻌض أﻧواع اﻷدوﯾﺔ ﻣﺛل :أدوﯾﺔ اﻟرﺷﺢ ،وﻣﺿﺎدات اﻟﺣﻣوﺿﺔ ،واﻻﻛﺗﺋﺎب.
-
5أﺳﺑﺎب ﻣرﺿﯾﺔ ﻣﺛل ﻧﻘص إﻓراز اﻟﻐد ﱠة اﻟدر َ ﻗﯾﺔ ،أو ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ اﻷﻣﻌﺎء.
-
*إن ﺗﻌر ّض اﻟطﻔل ﻟﻸﻟم أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺧراج ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﺗﺟﻧ ّب إﻋﺎدة اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺳوءاً.
اﻟﻌﻼج
أوﻻ :اﻟﺑدء ﺑﺈﻋطﺎء اﻟطﻔل ﻛﻣﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻷﻟﯾﺎف .ﻓﺎﻷﻟﯾﺎف ﺗﻣﺗص ﻛﻣﯾﺎت ﻣن اﻟﻣﺎء ﺗﺟﻌل اﻟﺧروج ﻟﯾّﻧﺎ وأﺳﮭل ﻣروراً.
ﻛﻣﺎ أن ﺗﻧﺎول ﻛﻣﯾﺎت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﻔواﻛﮫ واﻟﺧﺿﺎر اﻟﻐﻧﯾﺔ ﺑﺎﻷﻟﯾﺎف واﻟﺣﺑوب ،واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺣﻠﯾب وﻣ ُﻧ َﺗﺟﺎت اﻷﻟﺑﺎن,
وﺷُرب ﻛﻣﯾﺎت ﻣن اﻟﻣﺎء ,ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗّﺧﻠص ﻣن اﻹﻣﺳﺎك.
13
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
"ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن اﻓﮭم ﻟﻣﺎذا ﻻ ﯾﺗﻣﻛ ّن طﻔﻠﻲ ﻣن اﺟﺗﯾﺎز اﻣﺗﺣﺎﻧﺎﺗﮫ؟ ﻓﻠﯾس ذﻟك ﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻟذﻛﺎء ،أو ﻗﻠّﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣذاﻛرة .ﻓﺄﻧﺎ أراﺟﻊ اﻟدروس ﻣﻌﮫ ،وﻻ أﺗرﻛﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﻌرف ﻛل اﻷﺟوﺑﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻗﺑل اﻟذھﺎب إﻟﻰ
اﻟﻣدرﺳﺔ ،إﻻ أن ﻧﺗﺎﺋﺟﮫ داﺋﻣﺎ ً ﺿﻌﯾﻔﺔ وﻣ ُﺧﯾ ّ ﺑﺔ ﻟﻶﻣﺎل" .ھذا ھو ﻟﺳﺎن ﺣﺎل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت
اﻟﻣ ُﺣﺑ َ طﺎت.
وﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﯾﻘﻊ اﻷطﻔﺎل ﺗﺣت ﺿﻐط ﻛﺑﯾر ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻣﺗﺎزة ﻓﻲ اﻻﻣﺗﺣﺎﻧﺎت .ﻓﺎﻷم واﻷب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗوﺗ ّر داﺋم ،وﯾﺗﺻر ّ ﻓﺎن ﻛﻣﺎ ﻟو أﻧﮭﻣﺎ ﻋﺎدا إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻣرة أﺧرى .ﻓﮭﻣﺎﯾﺣﺎوﻻن ﺣث ﱠ ذاﻛرﺗﯾﮭﻣﺎ
وإﻧﻌﺎﺷﮭﻣﺎ ﻟﻔﮭم أﺳرار اﻟﻛﺳور اﻟﻌﺷرﯾﺔ ،واﻟﺧراﺋط ،واﻷﺣداث اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،واﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم.
وﯾﺣﺎوﻻن ﻋﻣل أي ﺷﻲء ﻟﺗﺣﺳﯾن أداء أﺑﻧﺎﺋﮭم ،ﺑطرق طﺑﯾﻌﯾﺔ ,وأﺧرى ﻣﻠﺗوﯾﺔ :ﻛﺎﻻﺳﺗرﺿﺎء،
واﻟﺻ ّ راخ ،واﻟرﺷوة ،واﻟدروس اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ،وﻏﯾر ذﻟك .وﻟﻛن ﯾﺑدو أن ﻻ ﺷﻲء ﯾُﺟدي أﺣﯾﺎﻧﺎ ً .
واﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻻت ھﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوﺗر اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب اﻟط ّﻔل ﻣن اﻻﻣﺗﺣﺎن .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾرى ورﻗﺔ
اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﻔﺎرﻏﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء ،ﯾﺻﺑﺢ ﻋﻘﻠﮫ ﻓﺎرﻏﺎ ً ﻣﺛﻠﮭﺎ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻌد ّ ا ﺗﻣﺎﻣﺎ .وﯾﺟد ﻣﻌظم اﻵﺑﺎء
ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن ﻣﺟر ّد اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﺳﺑﺑﺎ ً ﯾﺟﻌل اﻟطﻔل ﯾﻧﺳﻰ ﻛل ﻣﺎ ﺗﻌﻠﱠﻣﮫ،
وﯾﺗﺿر ّ ﻋون إﻟﻰ ﷲ ﺑﺣرارة أن ﯾﺟﺗﺎز طﻔﻠﮭم اﻻﻣﺗﺣﺎن.
وﯾﻘدم ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﺗﻔﺳﯾرا ﻓﺳﯾوﻟوﺟﯾﺎ ﻟﻠﺗوﺗر ﺑﺳﺑب اﻻﻣﺗﺣﺎن .وطﺑﻘﺎ ً ﻷﺑﺣﺎﺛﮭم ,ﻓﮭم
ﯾﻌﺗﻘدون أن اﻟطﻔل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﺗﻌد ﻟﻼﻣﺗﺣﺎن ،ﺗُﺧز ّ ن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟذاﻛرة ﻗﺻﯾرة اﻟﻣدى .وﻣﻧطﻘﺔ
اﻟدﻣﺎغ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛ ّ م ﺑﺎﻟذاﻛرة ﻗﺻﯾرة اﻟﻣدى ھﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣرﻛز اﻟﻌواطف أﯾﺿﺎ ً .وھﻛذا ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﺗر
اﻟطﻔل ﺧﻼل اﻻﻣﺗﺣﺎن ،ﯾُﻠﻐﻲ اﻻﺿطراب اﻟﻌﺎطﻔﻲ ﻟﻠطﻔل ﻗدرﺗ َ ﮫ ﻋﻠﻰ اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن
اﻟذاﻛرة اﻟﻘﺻﯾرة اﻟﻣدى.
14
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺳﺗﺧدم اﻟطﻔل اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻟﻼﻣﺗﺣﺎن .ﻓﻣﺛﻼً ﯾدرس اﻟطﻔل ﻻﻣﺗﺣﺎن اﻹﻣﻼء
ﺑﺎﻟﺗﮭﺟﺋﺔ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺟد ورﻗﺔ اﻻﻣﺗﺣﺎن اﻟﻔﺎرﻏﺔ أﻣﺎﻣﮫ ﯾﻔﻘد ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗذﻛ ّر اﻟﺗ ّ ﮭﺟﺋﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ .وﻓﻲ
ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾُﻔﺿ ﱢ ل ﻋﻣل اﻣﺗﺣﺎن ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻼﻣﺗﺣﺎن.
وﻗد ﯾﻣﺎرس اﻷھل ﺿﻐوطﺎ ً ﺷدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل ﻟدرﺟﺔ ﺗﻣﻧﻌﮫ ﻣن اﻷداء اﻟﺟﯾد .ﻓﻘﺑل أن ﯾﺟﯾب اﻟطﻔل
ﻋﻠﻰ أول ﺳؤال ﻣن اﻻﻣﺗﺣﺎن ﯾﻧﺗﺎﺑﮫ اﻟﻘﻠق ﻣن ﻋﺟزه ﻋن ﺗﺣﻘﯾق آﻣﺎل واﻟدﯾﮫ وﺗوﻗﻌﺎﺗﮭﻣﺎ ﺣول ﻧﺗﺎﺋﺟﮫ.
وﯾﺳرق ھذا اﻟﺗوﺗر ﺗرﻛﯾز اﻷطﻔﺎل ﻓﯾﻘدﻣون أداء ً ﺿﻌﯾﻔﺎ ً .ﻟذﻟك ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء ﺗﺧﻔﯾف اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ
اﻷطﻔﺎل ،وﻋدم اﻟﺗ ّ رﻛﯾز ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻣﺗﺎزة ﻓﻲ اﻻﻣﺗﺣﺎن .ﻻ ﺷك أن ذﻟك ﻣﮭم ،وﻟﻛن إذا
ذھب اﻟطﻔل إﻟﻰ اﻣﺗﺣﺎﻧﮫ ﻣﺳﻛوﻧﺎ ً ﺑﮭﺎﺟس اﻟﻔﺷل ﻓﺳﯾؤﺛر ذﻟك ﻗطﻌﺎ ﻋﻠﻰ أداﺋﮫ.
ﺣﺎوﻟﻲ أن ﺗﺟﻌﻠﻲ طﻔﻠك ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻻﻣﺗﺣﺎن ﻣن ﻣﻧظﺎر آﺧر ،ﻛطرﯾﻘﺔ ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻣﻌﻠﻣﮫ ﻟﺗﻘﯾﯾم ﻣﺳﺗوى
ﺗﻌﻠّﻣﮫ ،وطرﯾﻘﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﮫ .ﻋز ّزي ﺛﻘﺗﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ،وأﻛ ّدي ﻟﮫ داﺋﻣﺎ ً اﻧﮫ ﺳﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ أﻓﺿل ﻓﻲ اﻟﻣرة
اﻟﻘﺎدﻣﺔ.
وﯾﻔﺗﻘر ﺑﻌض اﻷطﻔﺎل ﻟﻠﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ،ﻓﻛﺛﯾر ﻣﻧﮭم ﯾدرﺳون اﻟﻣﺎدة ﻣرات وﻣرات ﻷﻧﮭم ﻣﻘﺗﻧﻌون ﺑﺄﻧﮭم ﻻ
ﯾﻔﮭﻣوﻧﮭﺎ ﻟدرﺟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ رﻏم أﻧﮭم ﻗد اﺳﺗﻌدوا ﻟﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﺟﯾد .وﻧﺟدھم ﯾﻘﻠّ ﺑون اﻷﻗﻼم ﺑﯾن أﺻﺎﺑﻌﮭم
وﯾﺑﺣﺛون ﺑﺷﻛل ﯾﺎﺋس ﻋﻣ ّ ﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛﺗﺑوه ﻓﻲ اﻻﻣﺗﺣﺎن .وﺳﺑب ذﻟك أﻧﮭم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرون ﺳؤاﻻً أو
ﺑﺿﻌﺔ أﺳﺋﻠﺔ ﻻ ﯾﺗﺑﺎدر ﺟواﺑﮭﺎ إﻟﻰ أذھﺎﻧﮭم ﻣﺑﺎﺷرة ،ﯾﺗوﻟّد ﻟدﯾﮭم اﻻﻗﺗﻧﺎع ﺑﺄﻧﮭم ﻻ ﯾﻌرﻓون ﺷﯾﺋﺎ ً ،
وﯾﺗﻘﺑ ّ ﻠون اﻟﮭزﯾﻣﺔ دون ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗذﻛ ّ ر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
وﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣراھﻘﯾن أن اﻟدراﺳﺔ ﺑﺟدﯾ ّﺔ ﻟﻼﻣﺗﺣﺎﻧﺎت أَﻣر ٌ ﻣﺎﺗﻊ ,وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ،ﺗُؤﺟل
اﻟدراﺳﺔ ﺣﺗﻰ اﻟﻠﺣظﺔ اﻷﺧﯾرة .وطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﺳﺑب ذﻟك اﻟذﻋر ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ،وﻻ ﯾُﺗوﻗﻊ أن ﯾﺳﺗوﻋب اﻟطﻔل
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎتﺗﺣت ﺿﻐط اﻟز ّ ﻣن اﻟﺿﯾ ّق اﻟﻣﺗﺑﻘّﻲ ﻟﻼﺳﺗﻌداد ﻟﻼﻣﺗﺣﺎن .وأﻓﺿل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻵﺑﺎء
واﻷﻣﮭﺎت ھو ﻣﺳﺎﻋدة أطﻔﺎﻟﮭم ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺟدول زﻣﻧﻲ ﻟﻼﻣﺗﺣﺎﻧﺎت ﻟﺗﺣدﯾد ﻣواﻋﯾد اﺳﺗذﻛﺎر اﻟﻣﺎدة
ﻗﺑل اﻻﻣﺗﺣﺎن.
وﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟﯾدة ﻓﻲ اﻻﻣﺗﺣﺎﻧﺎت ھﻲ ﺗﻌوﯾد اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻛﺗﺎب .وھذه
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷھل واﻟﻣﻌﻠﻣﯾن ،ﺑﺄن ﯾﻛوﻧوا اﻟﻣﺛل اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠطﻔل ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻛﺗﺎب .ﻓﻼ ﺗﺗوﻗﻊ أن
ﯾواظب طﻔﻠك ﻋﻠﻰ اﻟدراﺳﺔ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرى ﻣدى اﻟﻌداء ﺑﯾﻧك وﺑﯾن اﻟﻛﺗﺎب.
ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾُـﻔﺎﺟﺊ اﻷطﻔﺎل آﺑﺎءھم ﺑﺳـﻠوﻛﯾﺎت ﻏرﯾﺑﺔ ﻛﺎﻟﺳرﻗﺔ .وﻗد ﺗﻛون ردود أﻓﻌﺎل اﻟواﻟدﯾن اﻟﺳرﯾﻌﺔ
واﻟﻐرﯾزﯾـﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻧﯾﻔﺔ ،ﺑﮭدف ﺣﻣﺎﯾﺗﮭم ﻣن اﻟﺗ ّ ﺣول إﻟﻰ ﻟﺻوص ﺻﻐﺎر .ﻓﺈطﻼق أﺣﻛﺎم أﺧﻼﻗﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺷـﺎﻛﻠﺔ ﻟص أو ﺳﺎرق ،ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣ ُﺣﺑِطﺔ وﻣزﻋﺟﺔ ﻟﻸھل .وواﻗﻊ اﻷﻣر
أن ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟراﺷـدﯾن ﻛﺎﻷﺧﻼق ،واﻟﺳـﻠوك اﻷﺧﻼﻗﻲ ،واﻟﺗ َﺣﻛ ّ م ﺑﺎﻟﻧﻔس ،ﻻ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل
اﻟﺻﻐﺎر.
15
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻓﻘد ﯾﻘوم اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻋﻣر) (3 -1ﺳﻧوات ﺑﺄﺧذ أﺷﯾﺎء ﻻ ﺗﺧﺻﮫ رﻏم أن اﻟﺳرﻗﺔ ﻟﯾﺳت داﻓﻌﮫ .ﻓﮭو
أﺻﻐر ﻣن أن ﯾدرك ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗرﺑﯾـﺔ ﺣﺛﯾﺛـﺔ ﻟﺗطوﯾر ﻣﻔﮭوم "ھذا ﻟـك" و
"ھـذا ﻟﻲ" .ﻟذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻌﺟﺑﮫ ﺷﻲء ﻣﻌﯾ ﱠ ن ﯾﻧﺗﺎﺑﮫ ﺷﻌور طﺑﯾﻌﻲ ﺑﺗﻣﻠّﻛﮫ .ﻓﻣﺛﻼًﻋﻧدﻣـﺎ ﯾﺣﻣل طﻔﻠك اﺑن ُ
اﻟﺛﻼث اﻟﺳـﻧوات ﻟﻌﺑﺔ َ رﻓﯾﻘﮫ وﯾﻣﺿﻲ ﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺑﯾـت ،ﻻ داﻋﻲ ﻟﻼﻧﻔﻌـﺎل اﻟزاﺋد ،ﺑل اﻟﻣﻔروض أن
ﺗﺷرﺣﻲ ﻟﮫ أن ھذه اﻟﻠﻌﺑﺔ ﻣﻠك ﻟﺻدﯾﻘﮫ ,وﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻌﯾدھﺎ إﻟﯾﮫ.
ﻗد ﯾﺄﺧذ اﻟطﻔل أﺷـﯾﺎء اﻵﺧرﯾن ﻛﺟزء ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﺣﺛﮫ ﻋن ھوﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ .ﻓﻣﺛﻼً ﻗد ﯾﺄﺧذ ﺳﺎﻋﺔ
واﻟده ،أو ﻟﻌﺑﺔ أﺧﯾﮫ اﻷﻛﺑر ،ﻷن ذﻟك ﯾﻣﻧﺣﮫ ﺷﻌوراً ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء .ﻓﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺄﺧذھﺎ ﻟﯾﺳت ھﻲ ﻣﺎ
ﯾﺟذﺑﮫ ،ﺑل ﺷﻌوره ﺑﺄن اﻣﺗﻼﻛﮫ ﻷﺷﯾﺎء واﻟده أو أﺧﯾﮫ اﻷﻛﺑر ﺗﺟﻌﻠﮫ ﺷﺑﯾﮭﺎ ً ﺑﮭﻣﺎ ﺑﺷﻛل أو ﺑﺂﺧر .ﻓﮭو ﻻ
ﯾﻌﯾر اھﺗﻣﺎﻣﺎ ً ﻟﻣﻔﮭوﻣﻲ اﻟﺻواب واﻟﺧطﺄ ﺑﺄﺧذه أﺷﯾﺎء اﻵﺧرﯾن ،وﻟم ﯾﺗط َو ّ ر ﻟدﯾﮫ ﻣﻔﮭوم اﻟﺷـﻌور
ﺑﺎﻟذﻧب ﺑﻌد.
أﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳرق اﻟطﻔل اﻟذي ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﺎدﺳﺔ ،ﻓﮭو ﻗَطﻌﺎ ً ﻣ ُ درك أن ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ ﻋﻣل ﺧﺎطﺊ .ﻓﻔﻲ ھذه
اﻟﺳن ﯾﻛون وﻋﻲ اﻟطﻔل ﻗد ﺗط ّ ور ،وﻧﺿﺞ ﻟدﯾﮫ ﻣﻔﮭوم اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻣﺎرﺳﺎت
ﻣ ُ ﺷﺎﺑﮭﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻗد ﻻﻗت ﻋدم اﻟرﺿﻰ واﻟّﻠوم ﻣن ﻗﺑل اﻟواﻟدﯾن .وﻟذﻟكﻓﺈن ّ اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﺄﺧذ أﺷﯾﺎء
اﻵﺧرﯾن ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ھو طﻔل ﻣﺎﻛر ﯾﺧﺑﺊ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺳروﻗﺔ ،وﻗد ﯾﻧﻛر أﻧﮫ أﺧذھﺎ ﻋﻧد
ﻣواﺟﮭﺗﮫ .ﻓﻣن اﻟﺳﮭل ﻣﺳﺎﻣﺣﺔ اﻟطﻔل اﻟﺻﻐﯾر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺄﺧذ أﺷﯾﺎء اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ ﻋدم إدراﻛﮫ ﻟﻣﺎ
ﯾﻔﻌﻠﮫ .أﻣﺎ ﻣواﺟﮭﺔ طﻔل ﻛﺑﯾر ﯾدرك اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺻواب واﻟﺧطﺄ ،ﻓﮭذا ﻣﺎ ﯾﺛﯾر ﺟزع اﻷھل وﺧوﻓﮭم
ﻣن ﺳـﻠوك إﺟراﻣﻲ ﻟدى اﻟطﻔل.
وﻗد ﯾﺣﺗﺎر اﻟواﻟدان ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺟدان أن ﻣﺎ ﺳـرﻗﮫ طﻔﻠﮭﻣﺎ ﻣن أﺷﯾﺎء وأﻟﻌﺎب ﯾوﺟد ﻟدﯾﮫ ﻣﺛﻠﮭﺎ.ﻓﺎﻟﺳـرﻗﺔ ھﻧﺎ
ﻏﯾر ﻣﻔﮭوﻣﺔ وﻻ ﻣ ُﺑر ﱠ رة ،ﻓﺄﯾن ﺗﻛﻣن اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ؟
ھﻧﺎك ﻋدة ﺗﻔﺳﯾرات ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﺳﻠوك وﻣﻧﮭﺎ:
اﻟﺷُـﻌور ﺑﺎﻟوﺣدة ،ﻓﻘد ﯾﺷﻌر اﻟطﻔل ﺑﻧﻘص ﻓﻲ ﺗ َ ـﻘﺎرﺑﮫ ﻣﻊ واﻟدﯾﮫ ،أو ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺻداﻗﺎت
ﻧﺎﺟﺣﺔ وداﺋﻣﺔ ،ﻓﯾﻠﺟﺄ ﻟﻠﺳـرﻗﺔ ﻟﺷراء ود ّ أﻗراﻧﮫ وﺻداﻗﺗﮭم ،أو ﻟرﻏﺑﺗﮫ ﺑﺟﻠب اﻻھﺗﻣﺎم واﻟﻌطف ﺑﮭذه
اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻠﺗوﯾـﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳـرق اﻟطﻔل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺷـﺎﻋر اﻟﺧوف ،واﻟﻐﯾرة ،واﻻﺳـﺗﯾﺎء ،وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻋر
اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ.
وﻗد ﯾ َ ﺳـرق اﻟطﻔل اﻟﻛﺑﯾر ﻣﻧﻔﺿﺔ ﺳـﺟﺎﺋر ،أو ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺻﻐﯾرة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾذھب إﻟﻰ ﻣطﻌم ﻣﻊ أﺻدﻗﺎﺋﮫ ،أو
ﯾﺧﺗﻠس ﺷﯾﺋﺎ ﻣن واﻟدﯾﮫ .وﯾﻛون ھذا اﻟﺳﻠوك ﻋﺎدة ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺿﻐوط اﻷﺻدﻗﺎء ،واﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺗﺣد ﱟ ﻣﻧﮭم .وﻗد
ﯾﻛون اﻟطﻔل ﻣ ُ ﺿﻠﻼً ،إﻻ أﻧﮫ ﻧﺎدراً ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻊ ھذا اﻟﺳ ّ ـﻠوك ﻣن اﻻﺧﺗﻼل ،أو ﯾﻣﺛ ّ ـل ﺑداﯾﺎت ﻟﻺﺟرام ﻋﻧد
اﻟطﻔل.واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ھذا اﻟطﻔل ھو ﺗﺄﻧﯾﺑﮫ ﺑﻘو ّ ة ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻐﺎﺿﻲ ﻋن ﻣﺛل ھذا
اﻟﺳﻠوك ﺑﺄي ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل .وﯾﺗطﻠّب ذﻟك ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟطﻔل ﺑﮭدوء ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺟوز وﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ،ﺑﺣﯾث
ﺗﺗم ﺗ َ ـﻧﻣﯾﺔ ﺿﻣﯾره اﻷﺧﻼﻗﻲ.
16
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗوﺿ ّﺣﻲ ﻟطﻔﻠك اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻣﻔﮭوﻣ َ ﻲ اﻟﺳرﻗﺔ واﻻﺳﺗﻌﺎرة .وأن ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺳﺗﺄذن ﺻﺎﺣب
اﻟﺷﻲء ﻗﺑل أن ﯾﺳﺗﻌﯾره .وإذا رﻓﺿت اﻹﻋﺎرة وﻗﺎم اﻟطﻔل ﺑﺄﺧذ اﻟﺷﻲء رﻏم ذﻟك,ﻓﺈن ّ ﻣﺎ ﺣدث ﯾُﻌﺗﺑر
ﺳرﻗﺔ وﻟﯾس اﺳﺗﻌﺎرة.
وﻗد ﯾﻔﮭم اﻟطﻔل ﺑﺄﻧﮫ ﯾﻛﻔﻲ طﻠب اﻹذن وﻟﯾﺳت ھﻧﺎك ﻣﺷﻛﻠﺔ إذا ﻟم ﯾُ ﻌطﮫ اﻟﺷﺧص اﻵﺧر ﻣواﻓﻘﺗﮫ .وﻓﻲ
ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﯾك أن ﺗُـﻌﻠّ ﻣﻲ طﻔﻠك اﺣﺗرام ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻵﺧرﯾن ،وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭم ﺑﺎﻻﺳﺗﺋذان ﻗﺑل
اﺳﺗﻌﻣﺎل أو أﺧ ْ ذ أﺷﯾﺎﺋﮭم.
أﻣﺎ إذا ﺗﻛر ّ رت اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﺟذري ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ ،وﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوزھﺎ ،ﺳواء
ﻛﺎﻧت اﻟﺳ ّرﻗﺔ ﻣن أﺟلﺟ َ ذ ْ ب اﻻﻧﺗﺑﺎه ،أو ﻟﺷﻌوره ﺑﺎﻟوﺣدة ،أو ﻧﻘص اﻟﺣﻧﺎن واﻻھﺗﻣﺎم.
أﻣﺎ إذا أﺻﺑﺣت اﻟﺳرﻗﺔ ﺳﻠوﻛﺎ ً ﻣزﻣﻧﺎ ً ،ﻓﯾُﻔﺿ ﱠ ل اﺳﺗﺷﺎرة أﺧﺻﺎﺋﻲ اﻹرﺷﺎد اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل
وواﻟدﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﺣلّ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ.
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾُﺳﻲء اﻟطﻔل اﻟﺗﺻر ّ ف ،أو ﯾُظﮭر اﻟﺗﺣدي ،أو ﯾ َﺗﺻر ّ ف ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻻﺋﻘﺔ ،وﺧطرة ،ﯾﻛون رد ّ
ﻓﻌل اﻟواﻟدﯾن اﻻﻣﺗﻌﺎض ،وإظﮭﺎر ﻋدم اﻟرﺿﻰ ﻋن ھذا اﻟﺗﺻرف ،واﻟرﻏﺑﺔ ﺑﺗﻐﯾﯾره .وﯾﻌﺗﻘد اﻷھل
ﺧطﺄ ً أن اﻟﺿرب طرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة وﻓﻌ ّ ﺎﻟﺔ ﻟذﻟك ،إﻻ أن ﻟﻠﺿرب ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﺳﻠﺑﯾ ّ ﺔ
ﺧطﯾرة أھﻣﮭﺎ:
-1اﻟﺧوف :ﻓﺎﻟﺿرب ﯾﻌﻠّ م اﻟطﻔل اﻟﺧوف ﻣن واﻟدﯾﮫ ،وﻟﯾس اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﯾﮭﻣﺎ أو اﺣﺗراﻣﮭﻣﺎ ،وﯾﺟﻌﻠﮫ
ﯾﺣس ﺑﺎﻻﺳﺗﯾﺎء واﻹھﺎﻧﺔ ،وﯾدﻓﻌﮫ ﻟﻠﺳﻠﺑﯾ ّ ﺔ وﻋدم اﻟﺗﻌﺎون ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﻓﻘدان اﻟواﻟدﯾن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
اﻟﺗ َواﺻل ﻣﻊ اﻟطﻔل ﺑﺷﻛل ﻓﻌ ّ ﺎل.
17
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
-2اﻟﻌﻧف :ﯾﻌﻠّم اﻟﺿرب اﻟطﻔل أن اﻟﻌﻧف أﺳﻠوب ﻣﻘﺑول ﻟﺣل ّ اﻟﻣﺷﺎﻛل .ﻓﻠﯾس ﻣن اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ أن ﺗﺧﻠص
ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت إﻟﻰ أن اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾﺗﻌر ّﺿون ﻟﻠﺿرب ﯾﺗﺻر ّﻓون ﺑﻌﻧف وﯾ َ ﺿرﺑون اﻷطﻔﺎل
اﻵﺧرﯾن ،وﯾُﺻﺑﺣون ﺑﺎﻟﻐﯾن ﻋﻧﯾﻔﯾن.
-3اﻧﻌدام اﻟﺛﻘﺔ :ﯾﺗﻌﻠم اﻟطﻔل أﻧﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾُﺧطﺊ ﺳﯾﻘوم اﻷھل ﺑﻣﻌﺎﻗﺑﺗﮫ ﺑدﻻً ﻣن إﻋطﺎﺋﮫ اﻟﺗوﺟﯾﮭﺎت
واﻟﺗ ّ ﻌﺎطف ﻣﻌﮫ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺂﻛل اﻟﺛﻘﺔ ،وﯾﻌط ّ ل اﻟرواﺑط ﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن واﻟطﻔل ،ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﯾﻛون
اﻟطﻔل ﻓﯾﮭﺎ أﺣو َ ج ﻣﺎ ﯾﻛون ﻟواﻟدﯾﮫ ﻟﺑﻧﺎء ﺛﻘﺗﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ.
-4ﺳوء ﺗﻘدﯾر اﻟذات :أظﮭرت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت أن ﺿرب اﻟطﻔل ﻻ ﯾُﺳﺑب ﻟﮫ اﻷذى اﻟﺟﺳدي
ﻓﻘط ،ﺑل ﯾؤﺛ ّر ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﮫ اﻟﻧّﻔﺳﯾ ّﺔ أﯾﺿﺎ ،ﻓﯾﺗﻣﻠﻛﮫ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟذ ّ ﻧب ،وﺗﺑرﯾر ﺿرب اﻷھل ﻟﮫ ﻟﻛوﻧﮫ
ﺳﯾﺋﺎ ً ﯾﺳﺗﺣق ذﻟك .وﺑﻣرور اﻟوﻗت ﺳﯾﺻﺑﺢ إﺣﺳﺎﺳﮫ ﺑﺄﻧﮫ طﻔل ﺳﯾﺊ ﺟزءاً ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺗﮫ وھوﯾﺗﮫ.
وﻗد أﺛﺑﺗت اﻟدراﺳﺎت أﻧﮫ،ﺑﻐض ّ اﻟﻧظر ﻋن طرﯾﻘﺔ اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻷﺳرﯾﺔ ,ﻓﺈن اﻟﺿرب ﯾؤدي داﺋﻣﺎ ً إﻟﻰ
ﺳوء ﺗﻘدﯾر اﻟذات.
-5ﺧطر اﻟﺗﻌر ّ ض ﻟﻺﺻﺎﺑﺎت :ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻛل ﺿرب اﻟطﻔل ﺧطراً ﺟﺳدﯾﺎ ً ﻋﻠﯾﮫ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺗ ّ ﮭور وﺿرﺑﮫ ﺑﺷﻛل أﻗﺳﻰ ﻣﻣﺎ ھو ﻣﺗوﻗﻊ .وﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺑب اﻟﺿرب ﻛدﻣﺎت ﻟﻠطﻔل ،أو ﺟروﺣﺎ ً ،أو
إﯾذاء ﻷﻋﺿﺎﺋﮫ اﻟداﺧﻠﯾﺔ .وﻗد ﯾﺻل اﻷﻣر أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ دﺧول اﻟطﻔل اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺑﺳﺑب اﻟﺿرب اﻟﻣ ُ ﺑرح.
وھﻧﺎك ﺳؤال طﺑﯾﻌﻲ ﯾﺗﺑﺎدر إﻟﻰ أذھﺎن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﺑﺎء .ﻓﺣواﻟﻲ %82ﻣﻣن ﺗﻌر ّ ﺿوا ﻟﻠﺿرب ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ﻟم ﯾﺗﺣوﻟوا إﻟﻰ أﺷﺧﺎص ﺳﯾﺋﯾن .ﺑل وﯾؤﻣﻧون ﺑﺄن أھﻠﮭم ﻛﺎﻧوا آﺑﺎء راﺋﻌﯾن ،ﻷﻧﮭم
أﺣﺑوھم .ﻓﻠﻣﺎذا ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ ذاﺗﮭﺎ؟ أي ﺑﺎﻟﻘﺳـوة اﻟﻣﻘروﻧﺔ ﺑﺎﻟﺣب.
إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧﻌرف اﻵن ﻋن اﻟﻌواﻗب اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺿرب أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺳﺑق .إذ ﺗﺷﯾر اﻷﺑﺣﺎث إﻟﻰ أن ّ اﻷطﻔﺎل
اﻟذﯾن ﻋوﻗِﺑوا ﺟ َﺳدﯾﺎ ً ﻣن ﻗﺑل أھﻠﮭم ﯾﻣﯾﻠون إﻟﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﺳﯾؤذي أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻛﻠّﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد.
وإﻟﻰ زﻣن ﻗرﯾب ،ﻛﺎن ﺧﺑراء اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﯾﻌﺗﻘدون أن اﻟﺿرب طرﯾﻘﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﺗﺄدﯾب اﻷطﻔﺎل .إﻻ أن
ﺧﺑراء اﻟﺗرﺑﯾﺔ وﻣﻧظﻣﺎت ﺻﺣﺔ اﻟطﻔل ﯾﻌﺎرﺿون اﻵن اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﺿد اﻟطﻔل ،اﺳﺗﻧﺎداً
إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗرﺑوﯾ ّﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
ﻓﻔﻲ دراﺳﺔ ظﮭرت ﻋﺎم ،2002أﺟراھﺎ أﺣد ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس ،ﺣﯾث ﻗﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾل دراﺳﺔ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ
اﻣﺗد ّت ﻋﻠﻰ ﻣدار ﺳـﺗﺔ ﻋﻘود ) 60ﺳـﻧﺔ( ,ﺗوﺻ ّل ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﺗﻌر ّ ض اﻟطﻔل
ﻷذى ﯾﻔوق )ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد( ﻣزاﯾﺎ اﻟطﺎﻋﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻘق ﺑﺳـﺑب اﻟﻌﻘوﺑﺔ.
ووﺟدت دراﺳـﺎت أﺧرى ,اﺳـﺗﻐرﻗت ﺧﻣس ﺳـﻧوات ،ﻟﺗﺣﻠﯾل 88دراﺳـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺑدﻧﯾﺔ،
وﺟود ﻋﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺿرب واﻟﺳـﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ،أو اﻟﺳـﻠوك اﻟﻣﻌﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻣﺷـﺎﻛل اﻟﺻﺣﺔ
اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ وﺟدت دراﺳـﺔ ﺗﺎﺑﻌت 800طﻔل ﺑﯾن ﻋﻣر) (9 -5ﺳـﻧوات ،أن اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺗﻌر ّ ﺿوا ﻟﻠﺿرب
ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت أﻗل ﻓﻲ اﻣﺗﺣﺎﻧﺎت ﻟﻘﯾﺎس ﻗدرﺗﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﺗ ّ ﻌﻠم .وﯾﻔﺳ ّ ر اﻟﻘﺎﺋﻣون ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ
اﻟدراﺳﺔ ﺑﺄن اﻵﺑﺎء اﻟذﯾن ﻻ ﯾ َﺿرﺑون أطﻔﺎﻟﮭم ﯾﻘﺿون وﻗﺗﺎ ً أطول ﻓﻲ اﻟﺗﺣدث ﻷطﻔﺎﻟﮭم وﺗﻔﺳﯾر
اﻷﻣور ﻟﮭم .ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻗل ّ اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ زاد ﺗﺣﻔﯾز اﻟواﻟدﯾن ﻷطﻔﺎﻟﮭم.
ﻛﻣﺎ أن ﺿرب اﻟطﻔل ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﻧﻌﮫ ﻋن ﺳوء اﻟﺗﺻر ّف ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻘرﯾب ،إﻻ اﻧﮫ ﺳﯾﺗﺻر ّ ف
ﺑﺷﻛل ﺳﯾﺊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد.
وﻛﻠﻣﺎ زاد ﺗﻌر ﱡ ض اﻷطﻔﺎل ﻟﻠﺿرب ،زاد ﺗور ّط ُﮭم ﻓﻲ اﻟﺷ ّﺟﺎر ،واﻟﺳ َ رﻗﺔ ،واﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت
اﻟﻣ ُ ﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ .ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻋوﻗِب اﻟطﻔل )اﻟذﻛر( ﺑﻘﺳوة ،زاد اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺣوﯾﻠﻲ ﻟﺳﻠوﻛﮫ ﻧﺣو اﻟﻌدواﻧﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻣﯾل اﻹﻧﺎث إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣن اﻻﻛﺗﺋﺎب.
ﻓﺎﻟﻣ ُ ﻌﺎﻧﺎة اﻟﺟﺳـدﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﺗُﺧﯾف اﻷطﻔﺎل ،إﻻ أن اﻟﺧوف ﯾﺗﻼﺷﻰ ﺑﻣرور
اﻟوﻗت وﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﺳـوى اﻟﻐﺿب واﻟﻌدواﻧﯾﺔ.
18
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻛﻣﺎ وﺟدت دراﺳـﺔ ﻋﻠﻰ 4900راﺷـد ،أن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺗﻌر ّ ﺿوا ﻟﻠﺿرب أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ طﻔوﻟﺗﮭم،
ﻣﻌر ﱠ ﺿون ﻟﺧطر إدﻣـﺎن اﻟﻛﺣـول واﻟﻣﺧدرات ،أو اﻟﺳـﻠوك اﻟﻣﺿﺎد ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،أو ﻟﺧﻠل اﻟﺗوﺗ ّ ر واﻟﻘﻠق.
وﺗوﺻﻠت دراﺳـﺔ ﺣول اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺗﻌر ّ ﺿوا ﻟﻺھـﺎﻧﺔ اﻟﻛﻼﻣﯾﺔ )اﻟﻌﻧف اﻟﻠﻔظﻲ( إﻟﻰ أﻧ ّﮭم ﻣﻌر ﱠ ﺿون
ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻻﻛﺗﺋﺎب أو ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﻐﺿب ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺑرون ،واﻟﺗ ّ ﮭﺟم ﻋﻠﻰ أزواﺟﮭم أو
أطﻔﺎﻟﮭم أو زﻣـﻼء اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﮭم.
وﯾﺟد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﺑﺎء ﺑﻣﺟرد اﻟﺑدء ﺑﺿرب أطﻔﺎﻟﮭم ،أﻧّﮫ ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺿرب ﻻﺣﻘﺎ ً ,ﺑﺻورة أﻛﺛر
وأﻗﺳﻰ ،ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟطﻔل واھﺗﻣﺎﻣﮫ .وﺿرب اﻟطﻔل أﺛﻧﺎء اﻟﺻراخ ﺑﺎﻟﻘول" :ھذه ھﻲ
اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﺳـﯾطرة ﻋﻠﯾك"ھﻲ ﻓﻌل ﯾﺟﻌل اﻟﻘول ﯾﺗﺣو ّ ل إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ .وﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ،أن
ﺿرب اﻟط ّ ﻔل ﻓﻲ ﻋﻣر ﻣﺗﻘد ّم دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻓﺷـل اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﻛﺄﺳﻠوب ﺗرﺑوي ﻓﻌـ ّﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى
اﻟﺑﻌﯾد .ﻓﯾﺟب أن ﯾﺗﺑﻊ اﻟواﻟدان أﺳـﻠوب اﻟﺗواﺻل واﻟﺗﻔﺎھم ﻟﺿﺑط ﺳـﻠوك اﻟﻣراھق ،وﻟﯾس ﺿرﺑﮫ.
ﻛﻣـﺎ وﺟد اﻟﺧﺑراء اﻟﺗرﺑوﯾون اﻧﮫ ﺑﻣرور اﻟوﻗت ﯾﺗﺣ ّ ول اﻟطﻔل ,ﺑﺳـﺑب اﻟﺿرب ,إﻟﻰ ﺷـﺧص ﻏﺎﺿب،
ﻣ ُ ﺳـﺗﺎء أﻗل ّ رﻏﺑﺔ ﺑﻌﻣل ﻣﺎ ﯾُطﻠب ﻣﻧﮫ .وأن اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻠﺿرب ،ﻧﺎدراً ﻣﺎ ﯾﺗذﻛرون
ﺳﺑب ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﮭم .وﺟل ّ ﻣﺎ ﯾﺗذﻛروﻧﮫ أن آﺑﺎءھم ﻛﺎﻧوا ﯾﺿرﺑوﻧﮭم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻐﺿﺑون.
19
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
* ﯾﺗرك ﻟﻠطﻔل ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺷـﺎﻋره ﻛﺎﻟﻐﺿب واﻟﺣزن أو ﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل .وﯾﺟب اﻟﺗ ّ ﻌﺎطف ﻣﻌﮫ،
وﺳـؤاﻟﮫ ﻋن رأﯾﮫ ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺻر ّ ف ﻟﺗﺣﺳـﯾن اﻷﻣور .وﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﮫ ،وﺿﻊ ﺣدود ﻟﻠﺳـﻠوك ﻏﯾر
اﻟﻣﻧﺎﺳـب ،ﻓﻣﺛﻼ ,إذا ﻗـﺎم أﺧوه ﺑﺗﺣطﯾم ﻟﻌﺑﺗﮫ ،ﻓﯾﻣﻛن ﻣﺑﺎدرﺗـﮫ ﺑﺎﻟﻘول" :أﻋﻠم اﻧك ﻏﺎﺿب ﻷن أﺧـﺎك
ﺣط ّ م ﻟﻌﺑﺗك ،ﻟﻛن ھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﺿرﺑﮫ ،أو ﺗُطﻠق ﻋﻠﯾﮫ ﺻﻔﺎت ﺳـﯾﺋﺔ وﻣﮭﯾﻧﺔ".
* ﺧﻠق ﺣواﻓز اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠطﻔل ﺗﺣﻔزه ﻋﻠﻰ ﻓﻌل ﻣـﺎ ﯾُطﻠَب ﻣﻧﮫ ،ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﺣﮫ ردود ﻓﻌل اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أﻛﺛر
ﻣن اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ.
* اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ،ﻓﻼ ﺿ َ ﯾر ﻣن ﺗﻘﱡﺑل اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟطﻔل ورﻏﺑﺎﺗﮫ ،إﻻ إذا ﺗﻌﻠّق اﻷﻣـر ﺑﺎﻟﻘواﻋد
اﻟﻣﮭﻣﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺳـﻼﻣﺔ.
* ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻔﻌل اﻟطﻔل ﺷﯾﺋﺎ ً ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻔﻌﻠﮫ ،ﻓﻌدم اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻘﺎب ٌ ﻛـﺎف ٍ .أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن ﻓرض
ﻋﻘوﺑﺔ أﻛﺑر ،ﻓﯾﺟب أن ﯾﺗﻧﺎﺳـب ﺣﺟم اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻧطﻘﻲ ﻣﻊ ﺣﺟم اﻟﺧطﺄ .ﻓﻣﺛﻼً إذا ﻗﺎم اﻟطﻔل
ﺑﺈﺣداث ﻓوﺿﻰ ﻋﻠﻰ ارض اﻟﻐرﻓﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺗﻛون ﺑﺄن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾف ،وإذا ﻟم ﯾﻛن ھذا ﻛﺎﻓﯾﺎ ً ،ﻓﯾﻣﻛن
إﯾﺟﺎد ﻣ َﮭ َﻣ ﱠ ﺔ أﺧرى ﻟﯾﻘوم ﺑﮭﺎ.
* ﻓﻲ ﺣﺎل أﺳـﺎء اﻟطﻔل اﻟﺗﺻر ّ ف ،ورﻓض اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ إﻟﻰ طﻠب اﻟواﻟدﯾن ﺑﺎﻟﺗوﻗف ،ﻓﺈن ﻓرض وﻗت
ﻣ ُﺳﺗﻘط َﻊ ﻗد ﯾﻛون ﻣﻧﺎﺳـﺑﺎ ً .واﻟﻔﻛرة ﻣن اﻟوﻗت اﻟﻣ ُ ﺳﺗﻘطﻊ ھﻲ إﺑﻌﺎد اﻟطﻔل ﻋن ﻣﻛﺎن ﻣﺎﺗﻊ ,ﺑﺳﺑب
ﺗﺻر ّ ﻓﮫ اﻟﺳﯾﺊ ،إﻟﻰ ﻣﻛـﺎن ھﺎدئ ﻣﺣﺎﯾد ﺣﺗﻰ ﯾﮭدأ وﯾﻔﻛر ﻓﯾﻣـﺎ ارﺗﻛﺑﮫ ﻟﺗﺗم اﻟﺳـﯾطرة ﻋﻠﯾﮫ ,واﻟﺣﺎﻓز
ھﻧﺎ ھو إﻋﺎدﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﺎﺗﻊ اﻟذي ﻛﺎن ﻓﯾﮫ .وﯾﺗم اﺳﺗﻌﻣﺎل ھذا اﻷﺳﻠوب ﻣن وﻗت ﻵﺧر ﺣﺗﻰ ﻻ
ﺗﻔﻘد ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ أھﻣﯾ َ ﺗﮭﺎ.
* اﻟطﻠب إﻟﻰ اﻟﻣرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،أو ﻣﻌﻠﻣﺔ اﻟﻣدرﺳـﺔ ،واﻷﻗـﺎرب ،واﻷﺻدﻗـﺎء ،اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻷﺳـﻠوب
اﻟﻣ ُﺗ ّ ﺑﻊ ﻟﺗﺄدﯾب اﻟطﻔل وﺗرﺑﯾﺔ ،ﻟﯾﺗﺻر ّ ف ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳـب ﻣﻊ ﻗرارات اﻟواﻟدﯾن .وﯾﺟب ﻣﻌرﻓﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﻣدرﺳﺔ أو اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،واﻟﺟو اﻟﻣﺣﯾط ﺑﺎﻟطﻔل أﺛﻧﺎء وﺟوده ﻓﯾﮭﺎ.
* ﻣن اﻟﻣﮭم ﺟداً أن ﯾﻛون اﻟواﻟدان ﻧﻣوذﺟﺎ ً وﻣﺛﺎﻻً ﯾُﺣﺗذى ﺑﮫ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺻر ّ ف اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وﻋدم
اﻟﺗردد ﻓﻲ اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺧطﺄ ,واﻻﻋﺗذار ﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺳـﻠوك ﺧﺎطﺊ.
20
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻷﺑ ّوة ﻟﯾﺳت ﻣﮭﻧﺔ ،أو ﻣ ُﺳﻣ ّ ﻰ وظﯾﻔﯾﺎ ً ,ﺑل ھﻲ ﺣب ،وﺻدق ،وﻋطﺎء ﻣوﺻول .ﻓﺎﻟواﻟدان ھﻣﺎ
أول ﻣن ﯾﺗﻌر ّ ف إﻟﯾﮭﻣﺎ اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ،وھﻣﺎ أﻛﺛر اﻟﻧﺎس ﺗﺄﺛﯾراً ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑل أطﻔﺎﻟﮭﻣﺎ ،وﺻﺣﺗﮭم
اﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ .وھﻣﺎ أول ﻣن ﯾﻣﻧﺢ اﻷﺑﻧﺎء إﺣﺳﺎﺳﺎ ً ﺑﺎﻷﻣﺎن ،واﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ،واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن
ﺷﺧﺻﯾﺔ ذات ﻋﻼﻗﺎت طﯾﺑﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن .أو ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ،ﻓﻘد ﯾُرﺑﯾﺎن أطﻔﺎﻻً ﻗﻠﻘﯾن ﻋﺎﺟزﯾن ﻋن ﺗﻧظﯾم
ﺣﯾﺎﺗﮭم ،ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﺗﻛوﯾن ﻋﻼﻗﺎت طﯾﺑﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ،وﻻ اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم ،وﯾُوﻟّدان ﻓﯾﮭم
ﻣﺷﺎﻋر اﻟرﻓض واﻟﮭﺟر واﻟﻐﺿب واﻟﻛﺑت.
ﻓﻣـﺎ اﻟﻌﻣل؟ وﻛﯾف ﻧﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أطﻔﺎﻟﻧـﺎ ﻟﺗﻧﺷـﺋﺗﮭم أﺻﺣﺎء ،أﻗوﯾﺎء ،ﯾﻣﺗﻠﻛون اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣواﻗف اﻟﺟدﯾدة ﺑﻛﻔﺎءة؟ ھذه ﺑﻌضاﻟﺗّوﺟ ّ ﮭﺎت اﻟﺗ ّرﺑوﯾ ّﺔ,
-1ﺗﺧﺻﯾص وﻗت ﯾوﻣﻲ ﻟﻘﺿﺎﺋﮫ ﻣﻊ اﻷطﻔـﺎل ،ﻧﺳـﺗﻣﻊ إﻟﯾﮭم ،وﻧﺗﻌر ﱠ ف إﻟﻰ ﺣـﺎﺟـﺎﺗﮭم
وﻣﺷـﺎﻛﻠﮭم اﻟﯾوﻣﯾـ ّﺔ ،وﻧُﺷـﺎرﻛﮭم أﻟﻌﺎﺑﮭم واھﺗﻣﺎﻣﺎﺗﮭم ،ﻓﮭـذا اﻟوﻗت اﻟراﺋـﻊ ﻣن طﻔوﻟﺗﮭم ﻻ
ﯾﻣﻛن ﺗ َ ﻌوﯾﺿﮫ.
-2ﯾﺟب أن ﻧﺗﻘﺑ ّل ﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻧﺎ ﺑﺷـر ,ﻧُﺧطﺊ وﻧُﺻﯾب ،ﻓﺎﻟﻛﻣﺎل ﻣ ُ ﺳﺗﺣﯾل ،واﻟﻣﮭم أن ﻧﻛون إﯾﺟﺎﺑﯾﯾن
ﻓﻲ ﻋﯾون أطﻔﺎﻟﻧـﺎ ،وﻧﺑذل ﺟﮭدﻧـﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻓﺿل ﻟﮭم.
-3اﻟﺗرﺑﯾـﺔ رھـﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺳـﻠوك واﻟﺗﺻر ّ ﻓـﺎت ،وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟوﻋظ واﻟﻣﺣﺎﺿرات ،ﻓﻌﻠﯾﻧـﺎ أن
ﻧﻛـون ﻗدوة ﻷطﻔﺎﻟﻧـﺎ.
-4ﻣن ﺷـروط اﻟﺣوار واﻟﻧﻘﺎش اﻻﺳـﺗﻣﺎع ﻟﻶﺧر ﺑﺎھﺗﻣـﺎم ،ﻓﯾﺟب أن ﻧﺳـﺗﻣﻊ ﻟﻠطﻔل أوﻻً ﻟﯾﻛون
اﻟﻧﻘﺎش ,اﻟذي ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ,ﻓﻌـﺎﻻً وﻣؤﺛ ّ راً وﻣﻔﯾـداً.
-5ﺗﻘدﯾر اﻟذات ھو ﺣﺟر اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻲ ﺷـﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳـﺎن .ﻓﺎﻟطﻔل ﯾُط َو ّ ر إﺣﺳﺎﺳﺎ ً ﺑﺎﻟذات
واﺣﺗراﻣﮭﺎ ,إذا ﻣ ُ ﻧﺢ اﻟﻔرﺻﺔ ﻻﺗﺧﺎذ ﻗراراﺗﮫ ﺑﻧﻔﺳـﮫ .وﻟﺗ َﺻوﯾب ﺳ ُ ـﻠوك ﺳـﻠﺑﻲ ﻟدى اﻟطﻔل،
ﯾﺟب أن ﻧﻘﺗرح ﻋﻠﯾﮫ ﺧﯾﺎرﯾن أو أﻛﺛر ﻟﻠﺗﺻرف اﻷﻓﺿل ،وﻧﺗرﻛﮫ ﻟﯾﺧﺗﺎر ﺑﯾﻧﮭﺎ.
-6ﻋدم اﺳـﺗﺧدام اﻟﻌﻧف ،واﻟﻌﻘﺎب اﻟﻘﺎﺳﻲ ،أو طوﯾل اﻷﻣد ﻣﻊ اﻟطﻔل؛ ﺑـل اﻟﻌﻘﺎب اﻟﻣؤﻗت ،اﻟذي
ﯾوﺿ ّﺢ وﯾﻔﺳ ّـر ﻋدم رﺿﺎ اﻟواﻟدﯾن ،ورﻓﺿﮭﻣﺎ ﻟﻠﺧطﺄ اﻟذي ارﺗﻛﺑﮫ .ﻓﺎﻟﻌﻘﺎب أداة ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم
واﻟﺗﺻوﯾب وﻟﯾس ﻟﻼﻧﺗﻘﺎم.
-7ﻋﻧدﻣﺎ ﯾ َﺳـﺄل اﻟطﻔل ﺳـؤاﻻً ﻣﮭﻣ ّ ﺎ ﺷـﺎﺋـﻛﺎ ً )ﻛﺎﻷﺳـﺋﻠﺔ ﻋن اﻟﻣوت ،واﻟﺣﯾﺎة ،واﻟﺗﻛﺎﺛر( ﯾﺟب أن
ﯾﻛون اﻟﺟواب ﺑﺳـﯾطﺎ ً وﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ً ،وﻻ داﻋﻲ ﻹﻋطﺎء ﻣﻌﻠوﻣـﺎت زاﺋـدة ﺗُرﺑك اﻟطﻔل أﻛـﺛر ﻣﻣـﺎ
ﺗﻔﯾده.
-8ﻣن اﻷﻓﺿل ﻟﻧﻣو اﻟطﻔل اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻌﺎطﻔﻲ ،اﻟﺗﻌر ّ ف إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ،وﺗﻌﻠﯾﻣﮫ
ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗّﺻر ّ ف ﺗﺟﺎه ھذه اﻟﻣﺷﻛﻼت ،وﺗ َﻘﺑ ّـ ُل ﻧ َﻘ ْص اﻟﻣوارد ،ﻟﺿﻣﺎن ﺳـﻼﻣﺔ ﺗ َﻛﯾ ﱡ ﻔﮫ ﻣﻊ
اﻟظروف واﻟﻣﺳـﺗﺟدات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
-9ﯾُﻛو ّ ن اﻷطﻔﺎل ﺧﻼل ﻣراﺣل ﺣﯾﺎﺗﮭم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت )اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤﺛ ّر ﻓﯾﮭم( ﻣﻊ
اﻷﺻدﻗﺎء ،واﻟﻣﻌﻠّﻣﯾن ،واﻟﺟﯾران ،واﻷﻗﺎرب ،إﻻ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟواﻟدﯾن ﺗﺑﻘﻰ اﻷﻛﺛر ﺗﻣ ّ ﯾزاً،
وﺧﺻوﺻﯾﺔ ،وﺗﺄﺛﯾراً ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻘرﯾب واﻟﺑﻌﯾد .وﻋﻠﻰ اﻟواﻟدﯾن اﻟﺗ ّ ﺻرف ﻣﻊ
اﻷطﻔـﺎل ﺑﻧـﺎء ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
-10اﻷﺑوة ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﺗﺣد ﱟ ﻛﺑﯾر ﻟﻠواﻟدﯾن ،واﻟطﻔل ﻟﯾس ﻣﺳؤوﻻً ﻋن ﻣﻛﺎﻓﺄة اﻟواﻟدﯾن ﻋﻠﻰ أﺑو ّ ﺗﮭﻣﺎ
اﻟﻣﺗﻣﯾزة ،وﺟﮭدھﻣﺎ اﻟﻣﺗواﺻل .ﻓﺎﻷﺑوة ﺑﺣد ّ ذاﺗﮭﺎ ﺳﻌﺎدة ﻏﺎﻣرة ،واﻗﺗﻧﺎع داﺋم ،ورﺿﻰ ﻋن اﻟﻧﻔس
ﯾﺗﺣﻘق ﺑﺗﺣﻘق اﻷھداف واﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻧﺷﺋﺔ طﻔل ﺳـوي ّ ،وﺳـﻌﯾد ،وﻣ ُ ﺗﻣﯾز ،وﺻﺎدق،
وﻟطﯾـف اﻟﻣﻌﺷـر.
21
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
22
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟﺗﺣﺎﻟﯾـل اﻟﻣ ِ ﺧﺑرﯾﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﺣﺎﻻت اﻻﻟﺗﮭﺎب أو اﻟﺳـﻛ ّ ري ،أو ﻗـد ﯾﺗطﻠﱠب اﻷﻣر ﻋﻣل ﺻور
ﺷـﻌﺎﻋﯾﮫ ﻟدراﺳـﺔ اﻟﻛﻠﯾﺗﯾن واﻟﻣﺛﺎﻧﺔ ،وﻣن ﺛم ﯾﺻف اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻧﺎﺳـب ﻟﻠطﻔل.
واﻟﺗﺑول اﻟﻼإرادي وراﺛﻲ ،وﻟﻛن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻﯾب أي طﻔل .وﻧﺳﺑﺔ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﮫ ﻋﻧد اﻟذﻛور
ﺿﻌف ﻧﺳﺑﺗﮫ ﻋﻧد اﻹﻧﺎث .وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻷطﻔﺎل ﻋﺎدة ﺗﺟﺎوز ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﺄﻧﻔﺳﮭم ،وﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت
ﻻ ﺗﺣﺗﺎج ﺳوى ﻣﺳﺎﻋدة ﺑﺳﯾطﺔ ﻣن اﻷھل.
وﯾُ ﻌﺎﻧﻲ اﻟطﻔل اﻟذي ﯾواﺟﮫ ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ،واﻹﺣراج ،وﻗد ﯾﻘوده ذﻟك إﻟﻰ
ﺿﻌف ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟذات ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋدم اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس.
وﻗد ﯾﻌﺎﻧﻲ اﻟطﻔل ﻣن طﻔﺢ ﺟﻠدي ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻧوﻣﮫ ﺑﻣﻼﺑس رطﺑﺔ .وﻟﻣﻧﻊ ھذا
اﻟطﻔﺢ ﯾﺟب ﻣﺳﺎﻋدة اﻟط ّﻔل ﻋﻠﻰ ﻏﺳل اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻛل ﺻﺑﺎح .وﻣن اﻟﻣﻔﯾد ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺎزﻟﯾن
ﻗﺑل اﻟﻧوم.
اﻟﻌﻼج
ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺣدى اﻟطرق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﺑﻧﺎء ً ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺷﺎرة اﻟطﺑﯾب:
-1ﻣ ُﻧﺑ ّﮫ اﻟرطوﺑﺔ :وھﻲ أداة ﺗﻌﻣل ﺑﺎﻟﺑطﺎرﯾﺔ ،ﺗوﺻل ﺑﺿﻣﺎدة ﺣﺳﺎﺳﺔ ﻟﻠرطوﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﺗوﺻل
ﺑدورھﺎ ﺑﻣﻼﺑس اﻟطﻔل .وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗﺷﻌر اﻟﺿﻣﺎدة اﻟرطوﺑﺔ ،ﯾﻧطﻠق ﺻوت اﻟﻣ ُﻧﺑ ّﮫ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد
اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﯾﻘﺎظ ووﻗف ﺗدﻓّق اﻟﺑول .أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟطﻔل ﻋﻣﯾق اﻟﻧوم ،ﻓذﻟك ﯾﺳﺗدﻋﻲ
ﻣراﻗﺑﺗﮫ ﻣن ﺷﺧص آﺧر .وﯾﺣﺗﺎج اﻟطﻔل ﺣواﻟﻲ 12أﺳﺑوﻋﺎ ً ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام
ھذه اﻷداة.
-2اﻷدوﯾﺔ :ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻف اﻟطﺑﯾب دواء أو أﻛﺛر ﻣن اﻷدوﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
23
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وھذا * دواء ﻟزﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى اﻟﮭرﻣون اﻟذي ﯾﺟﺑر اﻟﺟﺳم ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻛﻣﯾﺔ أﻗل ﻣن اﻟﺑول ﻟﯾﻼً،
ﻣﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺣﺑوب أو ﺑﺧﺎخ ﻟﻸﻧف.
* دواء ﯾزﯾد اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟطﻔل ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺑول ,وﯾﻘﻠل ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺑول اﻟﻣ ُﻧﺗ َ ﺞ.
* دواء ﯾﻘﻠل ﻣن ﺗﻘﻠﺻﺎت اﻟﻣﺛﺎﻧﺔ ،وﯾزﯾد ﻣن ﺳﻌﺗﮭﺎ.
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻌﻼج أن ﯾﺳـﺎﻋد ﻓﻲ %70ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ،وﻗد ﯾﻌود اﻟطﻔل إﻟﻰ اﻟﺗﺑول ﺑﻣﺟرد وﻗف
اﻟﻌﻼج.
اﻟﺳ ُ ﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺻﺣﯾﺔ ﺧطﯾرة ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل واﻟﻣراھﻘﯾن .وﺗﺣدث اﻟﺳﻣﻧﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون وزن اﻟطﻔل أﻛﺑر ﻣن اﻟوزن اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻷﻗراﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻟطول ذاﺗﮭﻣﺎ .وھﻧﺎ ﺗﻛﻣن
اﻟﺧطورة ،ﻷن ھذه اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟوزن ﺗﺿﻊ اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرت ﻓﯾﻣﺎ
ﻣﺿﻰ ﻣﺷﺎﻛل ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﺎﻟﻐﯾن :ﻛﺎﻟﺳﻛ ّ ري ،وارﺗﻔﺎع ﺿﻐط اﻟدم ،وارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻛوﻟﺳﺗرول.
وﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻐذﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ واﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑدﻧﻲ أھم ﱠ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟوزن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟطﻔل ﺣﺎﺿراً وﻣﺳﺗﻘﺑﻼً.
أﺳﺑﺎب اﻟﺳﻣﻧﺔ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌواﻣل اﻟوراﺛﯾﺔ واﻟﮭرﻣوﻧﯾﺔ ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺳ ُ ﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ،إﻻ أن أﻛﺛر ﺣﺎﻻت زﯾﺎدة
اﻟوزن ﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﻛل وﻗﻠﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑدﻧﻲ .وﯾﺣﺗﺎج اﻷطﻔﺎل ,ﺑﻌﻛس اﻟﻛﺑﺎر ,إﻟﻰ ﻣواد
ﻏذاﺋﯾﺔ وﺳﻌرات إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟدﻋمﻧﻣو ّھم وﺗطو ّ رھم .ﻓﺈذا اﺳﺗﮭﻠك اﻟطﻔل اﻟﺳﻌرات اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﮭﺎ ﻧﺷﺎطﮫ
اﻟﯾوﻣﻲ وﻧﻣوه وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻐذاﺋﻲ ،ﻓﺈن وزﻧﮫ ﯾزداد ﺑﺷﻛل ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻧﻣوه .أﻣﺎ اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﺄﻛل
وﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺳﻌرات أﻛﺛر ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛﺗﺳب وزﻧﺎ ً زاﺋداً ﻋن ﺣﺎﺟﺗﮫ ﻟﺑﻧﺎء ﺟﺳﻣﮫوﻧﻣو ّ ه.
24
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
* ﻋواﻣل أ ُ ﺳرﯾﺔ :ﯾﺗﺣﻣ ّل اﻟواﻟدان ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗ ّﺳو ّق ﻟﻸﺳرة ،ﻓﮭم ﻣن ﯾﻘر ّ ر ﺷراء اﻷطﻌﻣﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ أو
ﻏﯾر اﻟﺻﺣﯾﺔ .وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟوم اﻷطﻔﺎل إذا اﺟﺗذﺑﺗﮭم اﻟﺣﻠوﯾﺎت واﻷطﻌﻣﺔ اﻟدﺳﻣﺔ ،ﻓﮭم ﯾﺗذو ّ ﻗون اﻷطﻌﻣﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻟﻛن ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻷھل اﻟﺗ َﺣﻛ ّ م ﺑﻧوﻋﯾﺔ اﻟطﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺑﯾت.
* ﻋواﻣل اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺎت ذات اﻟدﺧل اﻟﻣ ُﺗدﻧﻲ ﻣﻌر ﱠ ﺿون ﻟزﯾﺎدة اﻟوزن ﺑﺷﻛل
أﻛﺑر ،ﻷن اﻷھل ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻔﺗﻘدون اﻟوﻗت واﻹﻣﻛﺎﻧﺎت ﻟﺟﻌل ﻋﺎدات اﻟﺗﻐذﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟرﯾﺎﺿﺔ أوﻟوﯾﺔ أ ُﺳرﯾ ّﺔ.
اﻟﻌﻼج
25
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻼج اﻟﺳ ُ ﻣﻧﺔ ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ ﻋﻣر اﻟطﻔل ،وﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﮫ اﻟﺻﺣﯾﺔ .وﯾﺷﺗﻣل اﻟﻌﻼج ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر
ﻧظﺎم اﻷﻛل ،وزﯾﺎدة ﻧﺷﺎطﮫ اﻟﺣرﻛﻲ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧﺿﻊ اﻟطﻔل ﻟﻠﻌﻼج ﺑﺎﻷدوﯾﺔ أو
اﻟﺟراﺣﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟوزن.
أﻣ ّﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﺗﺣت ﺳن اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ،واﻟذﯾن ﻻ ﯾُ ﻌﺎﻧون ﻣن أي ﻣﺷﺎﻛل ﺻﺣﯾﺔ ،ﻓﯾﮭدف اﻟﻌﻼج إﻟﻰ
ﺗﺛﺑﯾت اﻟوزن وﻟﯾس إﻧﻘﺎﺻﮫ ،وﺗﺳﻣﺢ ھذه اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑزﯾﺎدة اﻟطول وﺗﺛﺑﯾت اﻟوزن.
أﻣﺎ ﺑﻌد ﺳن اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻓﺈن إﻧﻘﺎص اﻟوزن ﯾﺻﺑﺢ ﺿرورﯾﺎ ً .ﻛذﻟك ھو اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸطﻔﺎل اﻟذﯾن
ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﻣﺷﺎﻛل ﺻﺣﯾﺔ ﻣ ُ رﺗﺑطﺔ ﺑزﯾﺎدة اﻟوزن .وﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺗﺧﻔﯾف اﻟوزن ﺑطﯾﺋﺎ ً وﺛﺎﺑﺗﺎ ً
)ﺣواﻟﻲ ﻛﯾﻠوﻏرام ﺷﮭرﯾﺎ ً (.
طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوزن أو ﻓﻘداﻧﮫ ،ﺗﺗطﻠب ﺗﻧﺎول اﻷطﻌﻣﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،وﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﻧﺷﺎط ﺑدﻧﻲ.
* اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑدﻧﻲ
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺟﺳدي ﻣ ُﻛ ّو ِ ن ﻣﮭم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﻘدان اﻟوزن ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل .ﻓﮭو ﻻ ﯾﺣرق اﻟﺳﻌرات
اﻟﺣرارﯾﺔ ﻓﺣﺳب ,ﺑل ﯾﺑﻧﻲ اﻟﻌظﺎم اﻟﻘوﯾﺔ واﻟﻌﺿﻼت ،وﯾﺳﺎﻋد اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﻟﻧوم اﻟﻌﻣﯾق ﻟﯾﻼً ،واﻟﺑﻘﺎء
ﻣﺗﯾﻘظﺎ ً وﻧﺷﯾطﺎ ً ﻧﮭﺎراً .وﺑﺗﻧﻣﯾﺔ ھذه اﻟﻌﺎدة ﻟدى اﻟطﻔل ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺳﺎﻋده :ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وزن ﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ
ﻓﺗرة اﻟﻣراھﻘﺔ ،رﻏم اﻟﺗﻐﯾ ّ رات اﻟﮭرﻣوﻧﯾﺔ ،واﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ ,واﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻘود أﺣﯾﺎﻧﺎ ً
إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻷﻛل .واﻟطﻔل اﻟﻧﺷﯾط ﺣرﻛﯾﺎ ً ﯾﺻﺑﺢ ﺑﺎﻟﻐﺎ ً ﻻﺋﻘﺎ ً ﺑدﻧﯾﺎ ً .
وﻟزﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺟﺳدي ﻟﻠطﻔل ﯾُﻧﺻﺢ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1أﻟﺣد ﻣن ﻣد ّة ﻣﺷﺎھدة اﻟطﻔل ﻟﻠﺗﻠﻔﺎز ﻷﻛﺛر ﻣن ﺳﺎﻋﺗﯾن ﯾوﻣﯾﺎ ً ,ﻷن ّ ذﻟك ﺳﯾزﯾد ﻣن ﻧﺷﺎطﮫ اﻟﺣرﻛﻲ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب اﻟﺣد ّ ﻣن أﻟﻌﺎب اﻟﻔﯾدﯾو واﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر واﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺎﺗف.
-2اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط وﻟﯾس اﻟﺗﻣﺎرﯾن .ﻓﻠﯾس اﻟﻣطﻠوب ﺗﻧظﯾم ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻣﺎرﯾن ﺑل اﻟﻣطﻠوب
اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺔ ،وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺣر ّ ة ﻣﺛل :ﻟﻌﺑﺔ اﻟﻐﻣ ّ ﯾﺿﺔ ،وﻗﻔز اﻟﺣﺑل ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد
ﻋﻠﻰ ﺣرق اﻟﺳﻌرات وﺗزﯾد ﻣن اﻟﻠﯾﺎﻗﺔ اﻟﺑدﻧﯾ ّﺔ.
26
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
-3ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺑﮭﺎ اﻟطﻔل .ﻓﻣﺛﻼً ،إذا ﻛﺎن ﻟدى اﻟطﻔل ﻣﯾول ﻓﻧﯾﺔ ،ﯾﻣﻛن اﻻﻧطﻼق ﻓﻲ
اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻟﺟﻣﻊ أوراق اﻟﺷﺟر واﻟﺻﺧور اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻟﺻﻧﻊ ﻧﻣﺎذج ﻓﻧﯾﺔ ﻣﺟﺳ ﱠ ﻣﺔ ،وإذا ﻛﺎن
ﯾﺣب اﻟﺗﺳﻠّق ،ﯾوﺟﮫ ﻟﻠﻣﺷﻲ أو رﻛوب اﻟد ّ راﺟﺔ.
-4وﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺟﺳدي ،ﻻ ﺑد ﻟﻸھل ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ أﯾﺿﺎ ً ﺑﺈﯾﺟﺎد ﻧﺷﺎطﺎت
ﻣﺎﺗﻌﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ .وﯾﺣذ ّ ر ﻣن ﺗﺣوﯾل اﻟﺗﻣرﯾن إﻟﻰ ﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘﺎب أو اﻟﻌﻣل اﻟرﺗﯾب.
-5اﻟﺗﻧو ّ ع ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت ،ﺣﯾث ﯾﺗرك ﻟﻛل طﻔل دور ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻧوع اﻟﻧﺷﺎط ﻟﯾوم أو أﺳﺑوع ،ﻣﺛل ﻛرة
اﻟﻣﺿرب أو ﻛرة اﻟﻘدم أو اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ .واﻟﻣﮭم ھواﻻﺳﺗﻣرار ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط ٍ ﻣﺎ.
اﻷدوﯾﺔ
ھﻧﺎك ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻷدوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣراھﻘﯾن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟوزن,
-1ﻣﯾرﯾدﯾﺎ :وﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻟﻠﻣراھﻘﯾن ﻣن ﻋﻣر 16ﺳﻧﺔ أو أﻛﺛر ،وﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﻛﯾﻣﯾﺎء
اﻟدﻣﺎغ ﻟﯾﺣس ﺑﺎﻟﺷﺑﻊ ﺑﺳرﻋﺔ أﻛﺑر.
-2زﯾﻧﻛﺎل :وﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻟﻠﻣراھﻘﯾن ﻣن ﻋﻣر 12ﺳﻧﺔ أو أﻛﺛر ,وﯾﻣﻧﻊ اﻣﺗﺻﺎص اﻟدھون ﻓﻲ
اﻷﻣﻌﺎء.
ورﻏم أﻧﮫ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ھذﯾن اﻟﻌﻘﺎرﯾن ﺑوﺻﻔﺔ طﺑﯾﺔ ،إﻻ اﻧﮫ ﻻ ﯾُﻧﺻﺢ ﺑﮭﻣﺎ ﻟﻠﻣراھﻘﯾن .ﻓﺈن
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﻣﺎ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﻣﺄﻣون ،وﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟوزن ﻻ ﺗزال ﻣوﺿﻊ ﺗﺳﺎؤل ،وﻻ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛوﻧﺎ ﺑدﯾﻼً ﻋن ﻧظﺎم ﻏذاﺋﻲ وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ.
27
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻋﻧد اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺟوع وﻟﯾس ﻋﻧد اﻟﻣﻠل .وﺳﺗﺻﺑﺢ ھذه اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻋﺎدات ٍ ﺻﺣﯾﺔ ً ﻟدى اﻟطﻔل ﺑﻣرور
اﻟوﻗت.
-6اﻟﺻﺑر ھو أﺳﺎس اﻟﻧﺟﺎح .ﻓﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷطﻔﺎل ﯾزداد وزﻧﮭم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾزﯾد طوﻟﮭم .وﯾﺟب أن ﯾدرك
اﻷھل أن اﻟﺗرﻛﯾز واﻹﻟﺣﺎح اﻟﻣ ُ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎدات أﻛل اﻟطﻔل ،ﺗﻌطﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ ،وﺗؤدي إﻟﻰ
إﻗﺑﺎل اﻟطﻔل أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول اﻟطﻌﺎم ،أو ﻗد ﺗﻌر ّ ﺿﮫ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﺿطراﺑﺎت اﻷﻛل.
ﻣﮭﺎرات اﻟﺗﻛﯾ ّ ف
ﻟﻠواﻟدان دور ﺣﺎﺳم ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدة اﻷطﻔﺎل اﻟﺑُد ْ ن ﺑﺈﺷﻌﺎرھم ﺑﺎﻟﺣب وﻣﺳﺎﻋدﺗﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛ ّ م ﺑﺎﻟوزن،
وﯾﺟب أن ﯾﺳﺗﻐل اﻷھل أي ﻓرﺻﺔ ﻟﺑﻧﺎء ﺗﻘدﯾر اﻟطﻔل ﻟذاﺗﮫ .ﻓﮭؤﻻء اﻷطﻔﺎل ﻣﻌر ﱠ ﺿون ﻟﻠﺷﻌور
ﺑﺎﻧﻌدام ﺗﻘدﯾر اﻟذات ﺑﺳﺑب اﻻھﺗﻣﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻣظﮭر .وﻛون اﻟط ّﻔل ﻧﺣﯾﻔﺎ ً ،ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﺗﺟﻧ ّ ب ذﻛر
ﻣوﺿوع اﻟﺻﺣﺔ واﻟﻠﯾﺎﻗﺔ أو اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﮭﻣﺎ .وﻟﻛن ﯾﺟب اﻻﻧﺗﺑﺎه إﻟﻰ أن اﻟطﻔل ﻗد ﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻻھﺗﻣﺎم
إھﺎﻧﺔ ﻟﮫ .ﺑل ﯾﺟب ﻣﺻﺎرﺣﺔ اﻟطﻔل ﻣن دون إﺑداء ﺣد ّ ة ﺗﺟﺎھﮫ ,أو إﺻدار أﺣﻛﺎم ﻋﻠﯾﮫ .ھذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻧ ّ واﺣﻲ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1إﯾﺟﺎد ﺳﺑب ﻟﻣدح ﺟﮭد اﻟطﻔل ,واﻻﺣﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﺗﻐ ّ ﯾرات اﻹﯾﺟﺎﺑﯾّﺔ اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗزاﯾدة اﻟﻣﺗﻌﻠّﻘﺔ ﺑوزﻧﮫ.
وﻟﻛن ﯾُﻣﻧﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطﻌﺎم ﻛﻣﻛﺎﻓﺄة .وﯾﻣﻛن اﺧﺗﯾﺎر طرق أﺧرى ﻟﺗﻘدﯾر اﻧﺟﺎزاﺗﮫ ﻣﺛل :اﻟذھﺎب
ﻟﻠﺳﺑﺎﺣﺔ ،أو ﻟﻌب ﻛرة اﻟﻘدم ﻣﺛﻼً ,أو اﻟﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ.
-2اﻟﺗﺣدث إﻟﻰ اﻟطﻔل ﻋن ﻣﺷﺎﻋره ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﮫ ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد طرق ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﺎ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺷﻣل ذﻟك
اﻷﻛل.
-3ﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻷھداف اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ،ﻛﺄن ﯾرﻛب دراﺟﺗﮫ اﻟﮭواﺋﯾﺔ ﻟﻣدة 20دﻗﯾﻘﺔ
ﻣن دون ﺗﻌب ،أو أن ﯾرﻛض اﻟﻌد َ د اﻟﻣطﻠوب ﻣن اﻟدورات ﻓﻲ ﺣﺻﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ.
28
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟﻣﺷﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم ھو أﺣد اﻻﺿط ّ راﺑﺎت اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ .وﺗﺷﯾر اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﺄن %18ﻣن اﻟﻧﺎس
ﯾُ ﻌﺎﻧون ﻣن اﻟﻣﺷﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم .وﯾﻧﺗﺷر ھذا اﻻﺿط ّراب ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل أﻛﺛر ﻣن اﻟﻛﺑﺎر ،وﻋﻧد اﻷوﻻد
أﻛﺛر ﻣن اﻟﺑﻧﺎت .وﺗﻠﻌب اﻟوراﺛﺔ دوراً ﻣﮭﻣﺎ ً ،ﻓﺈذا ﻛﺎن أﺣد اﻟواﻟدﯾن ﻗد أ ُ ﺻﯾب ﺑﮭذا اﻻﺿطراب ،ﻓﻣن
اﻟﻣرﺟ ﱠ ﺢ أن ﯾﺻﺎب ﺑﮫ اﺑﻧﮫ أﯾﺿﺎ ً .
ﯾﺣدث اﻟﻣﺷﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم ﺧﻼل ﻣراﺣل اﻟﻧوم اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺛُ ﻠث اﻷول ﻣن اﻟﻠﯾل ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟدﻣﺎغ
ﻧﺻف ﻧﺎﺋم .وﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوم اﻟﻧ ّﺎﺋم ﺑﺗﺟﻧ ّب اﻟﻌواﺋق اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺻﺎدﻓﮫ أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺷﻲ ،وﻟﻛﻧﮫ ﻗد ﻻ ﯾﺗﻣﻛن
ﻣن اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ﻣﻊ اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ,أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﻘﱠدة .ﻓﻣﺛﻼً ﻗد ﯾﻘﻊ اﻟﻧّﺎﺋم ﻋن اﻟدرج,
أو ﻗد ﯾﺧﻠط ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﺎﻓذة واﻟﺑﺎب ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث ﺑﻌض اﻹﺻﺎﺑﺎت.
اﻷﻋراض:
-1اﻟﻣﺷﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم.
-2ﯾﺻﻌب إﯾﻘﺎظ اﻟﻣرﯾض أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺷﻲ.
-3ﻻ ﯾﺗذﻛر اﻟﻣﺻﺎب اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ أﺛﻧﺎء ﻧوﻣﮫ.
ﻻ ﯾوﺟد –ﻏﺎﻟﺑﺎ ً -ﻟﮭذا اﻻﺿط ّ راب أﺳﺑﺎب ﻧﻔﺳﯾﺔ أو ﻋﺿوﯾﺔ .وﯾﻧﻣو اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑون ﻧﻣواً طﺑﯾﻌﯾﺎ ً،
إﻻ أن ھﻧﺎك ﻧﺳﺑﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾرﺟﻊ اﺿط ّ راب اﻟﻣﺷﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم ﻋﻧدھم إﻟﻰ أﺳﺑﺎب
ﻧﻔﺳﯾﺔ .وﻋﺎدة ﺗﺧﺗﻔﻲ أو ﺗﻘل ّ ھذه اﻟظﺎھرة ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻘد ّ م اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﻣر.
29
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
-6ﯾُﻔﺿل أن ﺗﻛون ﻏرﻓﺔ اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻟطﺎﺑق اﻷرﺿﻲ ﻣن اﻟﻣﻧزل ﻟﺗﺟﻧ ّ ب اﻟﺳﻘوط ،وأن ﻻ ﯾﻧﺎم ﻋﻠﻰ
ﺳرﯾر ﻣرﺗﻔﻊ.
-7ﻋﻧد اﻻﺿطرار ﻟﻘﺿﺎء اﻟﻠﯾل ﺧﺎرج اﻟﻣﻧزل ،ﯾﺟب اﺗﺑﺎع إﺟراءات اﻟوﻗﺎﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ،وإﺷﻌﺎر
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣ ُ ﺳﺗﺿﯾﻔﯾن ،أو ﻗﺳم اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﻓﻲ اﻟﻔﻧدق ﻋن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ.
ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﺣﺎﻻت ﯾُﻌﺗﺑر ھذا اﻻﺿطراب ﻋ َر َ ﺿﺎ ﻣؤﻗﺗﺎ ً ،وﯾُﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﺗّ ﺑﺎع إﺟراءات اﻟوﻗﺎﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة
آﻧﻔﺎ ً ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﯾزول ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮫ ﺑﻣرور اﻟوﻗت .وﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺣﺗﺎج اﻟطﻔل إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾم
ﻧﻔﺳﻲ وطﺑﻲ ﻻﺳﺗﺑﻌﺎد أي اﺿطراﺑﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ أو ﻋﻘﻠﯾﺔ أو ﺟﺳدﯾﺔ.
وﻗد ﯾﺻف اﻟطﺑﯾب ﺑﻌض اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟطﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﺗﺣدث ﻋﻧدھم ھذه اﻟظﺎھرة ﺑﺻورة
ﻣﺗﻛر ّ رة ،وذﻟك ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدوﺛﮭﺎ ،وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗﻌر ّ ض ﻟﮭﺎ ﺑﺗﻛرار اﻟﻣﺷﻲ
أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم.
ﯾﻣﺗﻠك اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣدرﺳﺔ ،طﺎﻗﺔ ھﺎﺋﻠﺔ ،ورﻏﺑﺔ ﺑﺎﺳﺗﻛﺷﺎف ﻛل ﻣﺎ ﺣوﻟﮫ ،ﻣﻣﺎ
ﯾﻌر ّ ﺿﮫ ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر ﻣﺛل :اﻟﺣروق ،واﻟﺻدﻣﺎت اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ،واﻟﺟروح ،واﻟﻛﺳور ،واﻟﻛدﻣﺎت،
واﻻﺧﺗﻧﺎق ،واﻟﺗﺳﻣ ّ م ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻟم ﯾﻠﺗزم اﻷھل ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻠطﻔل ،واﺗﺑﺎع وﺳﺎﺋل ﺗوﻓﯾر اﻷﻣﺎن
داﺧل اﻟﻣﻧزل .وﻧظراً ﻷھﻣﯾﺔ ھذا اﻟﻣوﺿوع وﺧطورﺗﮫ ،أﺳﺗﻌرض ھﻧﺎ ﺑﻌض اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت
ﻟﺗوﻓﯾر ﺑﯾﺋﺔ ﻣﻧزﻟﯾﺔ آﻣﻧﺔ ﻟﻠطﻔل:
-1اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳدادات ﻹﻏﻼق ﻣﺧﺎرج اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻋدم ﻗدرة اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ
إزاﻟﺗﮭﺎ ،أو إﺧﻔﺎؤھﺎ ﺑوﺿﻊ ﻗطﻊ اﻷﺛﺎث اﻟﻛﺑﯾرة أﻣﺎﻣﮭﺎ.
-2ﺗﻐطﯾﺔ ﺣواف اﻷﺛﺎث وزواﯾﺎه اﻟﺣﺎدة ﺑﻣﺎدة ﻟﯾّ ﻧﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾف ﺷدة اﻟﺻدﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل اﺻطدام اﻟطﻔل
ﺑﮭﺎ.
-3اﻻﻧﺗﺑﺎه ﻟﻣﺎ ﯾُﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ اﻟﻣﮭﻣﻼت ﻣن ﻣواد ﺧطرة ﻣﺛل :اﻟﺑطﺎرﯾﺎت ،واﻟﻣﺷﺎﺑك اﻟورﻗﯾﺔ،
واﻷﻛﯾﺎس اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ .واﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠﺔ ﻣﮭﻣﻼت ذات ﻏطﺎء ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل ﻓﺗﺣﮫ.
-4اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟدﺑﺎﺑﯾس ،واﻟﻣﻘﺻﺎت ،وﻣﺷﺎﺑك اﻟورق ،واﻟﺳﻛﺎﻛﯾن ،وأي أدوات ﺣﺎدة ،أو ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﻛﺳر ،ﻓﻲ أدراج ﻣ ُ ﺣﻛﻣﺔ اﻹﻏﻼق وﺑﻌﯾداً ﻋن ﻣﺗﻧﺎول اﻟط ّﻔل.
-5اﻟﺗﺄﻛ ّ د ﻣن ﺷراء أﻟﻌﺎب ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻌﻣر اﻟطﻔل .ﻓﺎﻟطﻔل ﻓﻲ ﻋﻣر أﻗل ﻣن ﺛﻼث ﺳﻧوات ﯾﺳﺗﻛﺷف
اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﻓﻣﮫ ،ﻓﯾﺟب أﻻّ ﯾُﻌطﻰ اﻟﺑﺎﻟوﻧﺎت ،واﻷزرار ،أو أي ﻗطﻊ أﺻﻐر ﻣن ﺣﺟم
ﻓﻣﮫ.
30
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
-6ﺗرﻛﯾب ﻛواﺷف اﻟدﺧﺎن ،وﻛواﺷف أول أﻛﺳﯾد اﻟﻛرﺑون إذا أﻣﻛن ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺧدام
ﻣداﻓﺊ اﻟﻐﺎز أو اﻟﻛﺎز ﻟﺗﻔﺎدي اﺷﺗﻌﺎل اﻟﺣراﺋق ،وﺣﺎﻻت اﻻﺧﺗﻧﺎق.
-7اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰِ اﻟﻛواﺑل اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣﺛّﺑﺗﺔ ﺑﺷﻛل آﻣن ،وﻻ ﺗﺗرك ﻣﻛﺷوﻓﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﺗ ّ ﻌﺛر
أو اﻟﻌﺑث ﺑﮭﺎ ،وذﻟك ﺑوﺿﻌﮭﺎ ﺧﻠف اﻷﺛﺎث أو ﺗﺣت اﻟﺳﺟﺎد .ﻛذﻟك ﯾﺟب ﺗﻔﻘّد اﻟﻣﺗﺷﻘّق ﻣﻧﮭﺎ
وﺗﻐﯾﯾره.
-8اﻟﺗـﺄﻛد ﻣن أن ﺣرﻛﺔ اﻟط ّﻔل ﻓوق اﻟﺳـﺟﺎد واﻟﺑُﺳ ُ ـط آﻣﻧﺔ ﻣن دون اﻧزﻻق ،وﻻ ﺗوﺟد ﻓﯾﮭـﺎ
ﺣواف ﻣﻠﺗوﯾـﺔ ﺗﺟﻧ ّ ﺑـﺎ ً ﻟﻠﻌﺛرة واﻟﺳـﻘوط.
-9ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻧواﻓذ ﺑواﺳطﺔ ﻗﺿﺑﺎن ﺣدﯾدﯾﺔ ،أو أﻗﻔﺎل أﻣﺎن ،ﺣﺳب ﻧوع اﻟﻧواﻓذ .وﯾﺟب أن ﻻ ﺗﺳﻣﺢ
اﻟﻔراﻏﺎت ﺑﯾن اﻟﻘﺿﺑﺎن ﺑﻣرور رأس اﻟطﻔل ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ .وﻻ ﺗﺗرك أي ﻗطﻊ أﺛﺎث ﻗرب اﻟﻧ ّواﻓذ
ﺗﻣﻛ ّن اﻟطﻔل ﻣن اﻟﺗ ّ ﺳﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟﻔﺗﺢ اﻟﺷ ّﺑﺎﺑﯾك.
-10وﺿﻊﻻﺻﻘﺔ ﻣﻠو ّ ﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻟواح اﻟزﺟﺎج اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ ,ﻣﺛل اﻷﺑواب اﻟﻣﻧزﻟﻘﺔ ,ﻟﺗﺻﺑﺢ
ظﺎھرة ﻓﻼ ﯾﺻطدم ﺑﮭﺎ اﻟطﻔل.
-11اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣواﺟز ﻟﻸﺑواب ﻟﻣﻧﻊ إﻏﻼﻗﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﺑﻊ اﻟطﻔل .ووﺿﻊ أﻗﻔﺎل ﻣ ُﺣﻛ َ ﻣﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﺑواب ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟط ّﻔل ﻓﺗﺣﮭﺎ ﻟﻠﺧروج ﻣن اﻟﺑﯾت.
-12اﺳـﺗﻌﻣﺎل ھﺎﺗف ﻻﺳﻠﻛﻲ ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻣﻛ ﱠ ن اﻷم ﻣن ﻣراﻗﺑﺔ اﻟطﻔل ،أﯾـّﺎ ً ﻛﺎن ﻣﻛﺎن وﺟوده ،أﺛﻧﺎء
اﻻﻧﺷﻐﺎل ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺎﺗف.
-13اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻣواد اﻹﺳﻌﺎف اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﯾد ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗرك اﻟطﻔل ﻓﻲ رﻋﺎﯾﺔ
اﻵﺧرﯾن ،ﯾﺟب إرﺷﺎدھم إﻟﻰ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣدوث طﺎرئ .ﻛﻣﺎ ﯾﺟب
اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺄرﻗﺎم ھواﺗف اﻟطوارئ ﻗُرب اﻟﮭﺎﺗف.
-15أﻟطﺑﺦ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻗد اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ﻟﻠﻔرن ،واﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺄﯾدي أوﻋﯾﺔ اﻟطﺑﺦ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧـﺎر
وﻣﻘﺎﺑﺿﮭﺎ إﻟﻰ اﻟداﺧل.
-16ﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻟﻛﻲ ّ ،ﯾﺟب اﻻﻧﺗﺑﺎه وﻋدم ﺗرك اﻟﻣﻛواة اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ ﺑﻣﺗﻧﺎول اﻟطﻔل.
-18ﻋدم ﺗرك اﻟطﻔل وﺣده ﻓﻲ اﻟﺣﻣ ّ ﺎم .ﻓﺎﻟﺣﻣﺎم ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﺻﺎدر ﻟﻠﺧطر ,ﻛﻣواد
اﻟﺗﻧظﯾف ،واﻟﻣﺎء ,واﻟﻣﺎء اﻟﺳـﺎﺧن ﺗﺣدﯾداً .ﻓﺎﻟطﻔل ﻗد ﯾﻐرق ﻓﻲ ﻣﺎء ﻗﻠﯾل اﻻرﺗﻔﺎع ،أو ﻗد ﯾﺗﻌر ّ ض
ﻟﻠﺣروق.
-19ﺿﺑط ﺣرارة ﺳـﺧ ّ ﺎن اﻟﻣﺎء ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺣرارة 50درﺟﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺗﻌر ّ ض اﻟطﻔل
ﻟﻠﺣروق ﻋﻧد ﻣﻼﻣﺳـﺗﮫ ﻟﻠﻣﺎء اﻟﺳﺎﺧن.
31
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
-20ﺑﻌض أﻧواع اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ﺳـﺎﻣ ّﺔ ،أو ﻗد ﺗﺗﺳﺑب ﺑﺗﮭﯾ ّ ﺞ اﻟﻔم ،أو اﻟﺣ َ ﻠق ،أو اﻟﻣﻌدة ،ﻟذا
ﯾﺟب اﻻﻧﺗﺑﺎه واﺳﺗﺑﻌﺎد ھذه اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت ,إن وﺟدت ﻓﻲ اﻟﺑﯾت.
ﺗﻐذﯾــــﺔ اﻟطﻔـــل
ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن طﻔﻠك ﻓﻲ ﺳـن ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣدرﺳـﺔ ﻗد ﯾرﻓض اﻟطﻌﺎم ،وﻻ ﯾﺄﻛل أﻛﺛر ﻣن ﺷطﯾرة ﺟﺑن
ﺻﻐﯾرة أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ،وﯾﻔﺿل اﻟﻠﻌب ﻋﻠﻰ اﻟطﻌﺎم .وﻣن اﻟﻣﺄﻟوف ﺳﻣﺎع ﻣﺛل ھذه اﻟﺷﻛوى ﻣن اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻷﻣﮭﺎت .ﻓﺈذا ﻛﺎن طﻔﻠك ﻛذﻟك ،ﻓﻼ داﻋﻲ ﻟﻠﯾﺄس ،واﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ ﺗُوﺗ ّر أﻋﺻﺎﺑك وأﻋﺻﺎب
طﻔﻠك ،وھذه ﺑﻌض اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾدك ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ:
-ﺑداﯾﺔ ،ﯾﺟب أن ﺗ َﺗﺣﻠّﻲ ﺑﺎﻟﮭدوء واﻟﻧ َ ﻔس اﻟطوﯾـل ،ﻷن اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺻراع إرادات ﻣﻊ اﻟطﻔل،
واﻟﺗﮭدﯾد ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻟﯾس ھﻣﺎ اﻟﺣل اﻷﻣﺛل .ﻓﺎﻟطﻔل ﻻ ﯾﺄﻛل إﻻ إذا ﻛﺎن ﺟﺎﺋﻌـﺎ ً ﻓﻌﻼً ،ﻓﻼ ﺗُﺟﺑرﯾﮫ ﻋﻠﻰ
ﺗﻧﺎول اﻟطﻌﺎم .واﺣرﺻﻲ ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾﺗﻧﺎول ﻣﺎ ﻗد ﯾﻣﻸ ﻣﻌدﺗﮫ ﻛﺎﻟﻌﺻﺎﺋر واﻟﺣﻠﯾب ﻗﺑل اﻷﻛل ﺑﻣدة ﻻ
ﺗﻘل ﻋن ﺳـﺎﻋﺔ ﻣن ﻣوﻋد وﺟﺑﺗﮫ اﻟرﺋﯾﺳـﯾﺔ .ﻗد ّ ﻣﻲ ﻟﮫ ﻛﻣﯾﺎت ﺻﻐﯾرة ﻣن اﻷطﻌﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﺗرﻛﻲ
ﻟﮫ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر ﻣـﺎ ﯾرﻏب ﺑﮫ ﻣن اﻷطﻌﻣـﺔ ،وﻻ ﺗﺟﺑرﯾﮫ ﻋﻠﻰ أﻛل ﻛل ﻣـﺎ ﯾﺣﺗوﯾﮫ طﺑﻘﮫ ﻣن اﻟطﻌﺎم،
ﺑل دﻋﯾﮫ ﯾﺗوﻗف ﻋﻧدﻣﺎ ﯾُﺣس ﺑﺎﻟﺷ ّـﺑﻊ .واﻋﻠﻣﻲ أنﻧﻣو ّ طﻔﻠك ﯾﺻﺑﺢ أﺑطﺄ ﺑﻌد ﻋﻣر اﻟﺳــﻧﺗﯾن ،وﻣـن
اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﻘل ﻛﻣﯾﺔ اﻟطﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﮭـﺎ وﯾرﻏب ﺑﺗﻧﺎوﻟﮭـﺎ ﻓﻲ ھــذه اﻟﻣرﺣﻠـﺔ.
-واﺣرﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌﺎم ﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺟﻣﯾﻠﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻌﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﻛل .وﻣن اﻟﻣﻔﯾد اﺻطﺣﺎﺑﮫ
ﻟﻠﺗﺳوق واﺧﺗﯾﺎر وﺷـراء اﻟﺧﺿراوات واﻟﻔواﻛﮫ ،وﻣن ﺛم اﻟﻣﺳـﺎﻋدة ﻓﻲ ﻏﺳـﻠﮭﺎ وﺗﺣﺿﯾر اﻟﻣﺎﺋدة.
-وﻋﻧد ﺗﻘدﯾم ﻧوع ﺟدﯾد ﻣن اﻷطﻌﻣﺔ ﻟطﻔﻠك ﻓﻘد ﯾرﻓﺿﮭﺎ ,وﻟﻛن ﻻ ﺗﻔﻘدي اﻷﻣل ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ
وﻛر ّ ري اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ.
وﻏﻧﻲ ﱞ ﻋن اﻟذﻛر اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻛ َون اﻷھل ﻧﻣوذﺟﺎ ً وﻗدوةً ﻟﻠطﻔل ﻓﻲ اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻷطﻌﻣﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻓﺎﻟطﻔل ﯾُﻘﻠّد اﻷھل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳـﺗﻣﻊ ﻵراﺋﮭم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣﺑ ّون وﯾﻛرھون ﻣن اﻷﺻﻧﺎف.
-وﺗ َ ﺣﺎﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﻣرﯾر أﻧواع اﻟطﻌﺎم اﻟﺻﺣﻲ واﻟﻣﻔﯾد اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣﺑﮭﺎ ،ﻣن ﺧﻼل ﺧﻠطﮭﺎ ﺑﺄﺻﻧﺎف أﺧرى
ﯾﺣﺑﮭﺎ وﯾُﻘﺑل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺷﮭﯾﺔ .وﺣﺎوﻟﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﻣواﻋﯾد اﻟوﺟﺑﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ واﻟوﺟﺑﺎت اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ اﻟطﻔل .وﻋﻧد اﻟﺟﻠوس إﻟﻰ اﻟﻣﺎﺋدة ﺳﺎﻋدﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﺑﺈﺑﻌﺎد اﻷﺳـﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗُﺷـﺗ ّ ت ذھﻧﮫ
ﻛﺎﻟﺗﻠﻔﺎز واﻷﻟﻌﺎب واﻟﻛﺗب.
32
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وﺣﺎذري ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﻠوﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﻛـﺎﻓـﺄة ﻟﻠطﻔل ﻟﺗﻧﺎوﻟﮫ اﻟطﻌﺎم ،ﻷن ھذا ﺳـﯾُرﺳـ ّ ﺦ ﻓﻲ ذھﻧﮫ أن
اﻟﺣﻠوﯾﺎت أﻓﺿل اﻷطﻌﻣﺔ ،وﻗد ّ ﻣﻲ اﻟﺣﻠوﯾﺎت ﻣرة أو ﻣرﺗﯾن أﺳﺑوﻋﯾﺎ ً ،واﺳـﺗﻌﯾﺿﻲ ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎﻛﮭﺔ ﻓﻲ
اﻷﯾﺎم اﻷﺧرى.
وأﺧﯾـراً ،ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻲ ﻣـﺎ دام طﻔﻠك ﯾﻧﻣو ﻧﻣواً طﺑﯾﻌﯾﺎ ً .أﻣ ّ ﺎ إذا ﻻﺣظت ﺗﻧﺎﻗص وزﻧﮫ ،أو ﻗﻠﺔ ﻧﺷﺎطﮫ ،أو
ﺗﺑﺎطؤ ﻧﻣو ّ ه ،ﻓﯾﺟب اﺳـﺗﺷـﺎرة طﺑﯾـب اﻷطﻔﺎل.
ﻌو ّ د أطﻔﺎﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑﻣواﻋﯾد ﻣﺣد ﱠ دة ﻟﻠﻧوم ,وﺑﺳـﺎﻋﺎت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﻧوم اﻟﻌﻣﯾق؟ إن ﻛﯾف ﻧُ
ﻓواﺋـد اﻟﻧوم ﻻ ﺗﻘل ّ أھﻣﯾﺔ ً ﻋن اﻟﻐذاء .ﻓﮭـو ﯾﻌز ّ ز طﺎﻗﺔ اﻟطﻔل ،وﯾزﯾد ﺣﻣﺎﺳـﺗﮫ ،وﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻌب
واﻟﺣرﻛﺔ واﻟﺗﻌﻠّ م ،وﯾﻘﻠل ﻣن اﻟﻣﺷـﺎﻛل واﻟﻣﺷﺎﻛﺳـﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾـت واﻟﻣدرﺳـﺔ.
أﻣ ّـﺎ اﻟطﻔل اﻟذي ﯾُﺣرم ﻣن ﺳـﺎﻋﺎت ﻧوم ﻛﺎﻓﯾﺔ وﻣﻧﺗظﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻗﻠﺔ اﻟﺗرﻛﯾز ،وﺿﻌف
اﻟذاﻛـرة ،واﻧﺧﻔـﺎض ﻓﻲ ﻣﺳـﺗوى اﻟﺣرﻛﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾـر ،وﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات .وﯾﻧﻘﻠب
طﻔـﻼً ﻧ َﻛ ِـداً ،ﻧ َز ِﻗـﺎ ً ،ﺣـﺎد ﱢ اﻟﻣزاج ،وﺳـرﯾﻊ اﻟﺑﻛـﺎء.
33
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وﯾﻣﻛن إدراك ﺣﺎﺟﺔ اﻟطﻔل ﻟﺳـﺎﻋﺎت ﻧوم أﻛﺛر ﻣن ﺧﻼل ﻣﻼﺣظﺔ اﻟواﻟدﯾن ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺣرﻛﺗﮫ
وﺳـﻠوﻛﮫ ﻣﺛل :ﻗﻠّـﺔ اﻟﺗرﻛﯾـز ،واﻟﻧ ﱠز َ ق ،واﻟﻣزاج اﻟﺳـﯾﺊ ،وﺳـرﻋﺔ اﻟﺑﻛﺎء ,ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض
ﻣﺳـﺗوى ﻧﺷـﺎطﮫ وﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﻛﺔ واﻟﻠﻌب ﻣﻘﺎرﻧﺔ ً ﺑﺄﻗراﻧـﮫ.
وﻣن اﻟﻣﻔﺎرﻗﺎت اﻟﻌﺟﯾﺑﺔ أن ﯾﺣدث اﻟﻌﻛس أﺣﯾﺎﻧـﺎ ً .ﻓﯾﺻﺑﺢ اﻟطﻔل اﻟﻣﺣروم ﻣن اﻟﻧوم ﻛﺛﯾر
اﻟﺣرﻛﺔ واﻟﻧﺷـﺎط ﺑﺷـﻛل ﻏﯾر طﺑﯾﻌﻲ ،وﯾﻛون ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﻣﺗوﺗراً ،ﺣﺳـﺎﺳـﺎ ً ،ﻧﺎﻓد اﻟﺻﺑر ،ﯾﺳـﻠك
ﺳـﻠوﻛﺎ ً دﻓﺎﻋﯾـﺎ ً ،داﺋم اﻟﺷـﻛوى ،ﺳـرﯾﻊ اﻟﺑﻛﺎء.
34
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻋﻣوﻣﺎ ً ،ﯾﻌﺗﺎد اﻷﺑوان ﻋﻠﻰ ﻋﺎدات طﻔﻠﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧوم ،وﯾدرﻛﺎن ﺑﺎﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺧطـﺄ ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮫ ،واﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺧﺎص ﺑﻧوﻣﮫ ،وﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧوﻣﮫ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻧﺎﺳـب اﻟطﻔل
واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ.
35
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟﺗﺣﺳـس ﻟﻸطﻌﻣﺔ ،ﺧﺻوﺻـﺎ ً ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺗﺎرﯾﺦ ﻣ َ رﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .وﻧورد ﻓﯾﻣـﺎ ﯾـﻠﻲ ﺑﻌض
ھذه اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺳـن اﻟطﻔل وطﺑﯾﻌﺔ ﻧﻣـوه:
-1اﻣﺗﻧﺎع اﻷم ﻋن ﺗﻧﺎول اﻟﻔﺳـﺗق أﺛﻧﺎء اﻟﺣﻣل واﻟرﺿﺎﻋﺔ ,ﻣﻣـﺎ ﯾﻘﻠّل ﻣن اﺣﺗﻣﺎل إﺻﺎﺑﺔ اﻟطﻔل
ﺑﺄﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﺣﺳـﺎﺳـﯾﺔ.
-2ﺗﻐذﯾﺔ اﻟطﻔل )ﻣﺎ أﻣﻛن( ﺑﺣﻠﯾب اﻷم ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﺷـﮭور اﻟﺳـﺗﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻋﻣره.
-3ﻋدم إﻋطﺎء اﻟطﻔل أطﻌﻣﺔ ﺻﻠﺑـﺔ ﻗﺑل اﻟﺷـﮭر اﻟﺳـﺎدس.
-4اﻻﻧﺗظﺎر ﺣﺗﻰ ﺑﻠوغ اﻟطﻔل اﻟﺳـﻧﺔ ﻣن ﻋﻣره ﻹﻋطﺎﺋﮫ ﺣﻠﯾب اﻟﺑﻘر.
-5ﺗﻘدﯾـم اﻟﺑﯾض ﻓﻲ ﻋﻣر اﻟﺳـﻧﺗﯾن.
-6ﺗﻘدﯾم ﻛـل أﻧواع اﻟطﻌﺎم ﻟﻠطﻔل ﺗدرﯾﺟﯾـﺎ ً ،وﺗﻘدﯾم ﻛل ﻧوع ﻋﻠﻰ ﺣ ِ دة ﻋﻧد ﺗﻧﺎوﻟﮫ ﻷول ﻣرة ،أي
ﻋدم ﺧﻠط أﻧواع اﻷطﻌﻣﺔ إﻻ ّ ﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛ ّ د ﻣن ﻣﻼءﻣﺗﮭﺎ ﻟﻠطﻔل.
-7ﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻛﺳـ ّ رات ﻛﺎﻟﻠوز ،واﻟﺟوز ،واﻷطﻌﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ ،ﻗﺑل ﻋﻣر اﻟﺛﻼث اﻟﺳﻧوات.
-8ﺗﻘدﯾم اﻷطﻌﻣﺔ اﻟﻣطﺑوﺧﺔ واﻟﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ ﻟﻠطﻔل .ﻷن طﺑﺦ اﻟطﻌﺎم ﯾﻘﻠل ﻣن اﺣﺗﻣﺎﻻت ﺗﺳـﺑﺑﮫ
ﺑﺎﻟﺣﺳـﺎﺳـﯾﺔ ،ﻋﻠﻣﺎ ً ﺑﺄن ﺑﻌض اﻷطﻌﻣﺔ ﺗﺳـﺑب اﻟﺣﺳـﺎﺳـﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد اﻟطﺑﺦ ﻛﺎﻟﻛرﻓس
واﻟﺳـﻣك.
وأﺧﯾراً،ﻓﺈن ّ ھذه اﻹﺟراءات ﻗـد ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺣﺳـﺎﺳـﯾﺔ ،إﻻ أﻧ ّﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﺿﻣوﻧﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻟدى ﻋﺎﺋﻠﺗك
ﺗﺎرﯾﺦ ﻣ َرﺿﻲ ّ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺳـﺎﺳـﯾﺔ ﻟﻸطﻌﻣﺔ ،أو اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟر ﱠ ﺑو ،ﻓﮭذا ﻣؤﺷر ﺑﺄن طﻔﻠك ﻗد
ﯾﺗﻌر ّ ض ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣﺳـﺎﺳـﯾﺔ ﻣن اﻟطﻌﺎم .ﻓﺎﺣرﺻﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎﻋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻷطول ﻓﺗرة ﻣﻣﻛﻧﺔ
)ﻟﻠﺳـﻧﺔ اﻷوﻟﻰ أو أﻛﺛر( ،واﺑﺗﻌدي ﻋن ﺗﻧﺎول اﻟﻣﻛﺳ ّـرات أﺛﻧﺎء اﻟرﺿﺎﻋﺔ ،واﺣرﺻﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻣن ﻣﺻﺎدر ﻏذاﺋﯾﺔ أﺧرى ،أو ﻣن اﻟﻣﻛﻣ ّ ﻼت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ
ﻛﺎﻟﻔﯾﺗـﺎﻣﯾﻧـﺎت واﻷﻣﻼح اﻟﻣﻌدﻧﯾـ ّ ﺔ .واﺳـﺗﺷﯾري اﻟطﺑﯾـب ﻓﻲ اﺳـﺗﻌﻣﺎل ﺗرﻛﯾﺑـﺔ اﻟرﺿﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﺻـﺔ
ﺑﺎﻟﺣﺳـﺎﺳـﯾﺔ ,واﻟﺗﻲ ﻗـد ﺗﻛون ﻣ ُ ﻛﻠِﻔـﺔ أﻛﺛر ﻣن ﺗرﻛﯾﺑـﺎت اﻟرﺿﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎدﯾ ّـﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ
أطﻌﻣﺔ ﺗﺳـﺑب اﻟﺣﺳـﺎﺳـﯾ ّ ﺔ .ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻣل ﻧظﺎم ﻟﻠﺗﻐذﯾّﺔ ﺧﺎص ﺑطﻔﻠك اﻟذي ﯾُ ﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺣﺳـﺎﺳـﯾﺔ
اﻟطﻌﺎم.
ﯾﻣﺿﻲ اﻟطﻔل ﯾوﻣﮫ ﺑﯾن اﻟﻣدرﺳﺔ ،وﺣلّ اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ،وأي ﻧﺷﺎطﺎت ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ أﺧرى
ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﮭﺎ :ﻛدروس اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ،أو اﻟﻠﻐﺎت ،أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ رﯾﺎﺿﺔ ﻣﻌﯾّﻧﺔ .وﻓﻲ ﺧﺿ ّ م ﻛل ھذه
اﻟﻧﺷﺎطﺎت ،ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠّﻌب اﻟﺣر ّ ﻣﻛﺎن أو وﻗت ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟطﻔل.
واﻟﻠّﻌب اﻟﺣر )ﻣن دون إﺷراف وﺗوﺟﯾﮫ ﻣن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن( ﯾﻣﻧﺢ اﻟطﻔل اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠّﺗﻌﻠم ،وﺗﻔﺳﯾر ﻣﺎ
ﯾﺟﺎﺑﮭﮫ ﻣن ﺗﺳﺎؤﻻت ،واﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ،واﺳﺗﺧدام اﻟﺧﯾﺎل .وﺑذﻟك ﯾﺗﻌﻠّم اﻟطﻔل اﻷﺧذ واﻟﻌطﺎء.
36
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗرك ﻟﻠطﻔل ﺣرﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗﺻر ّ ف ,ﻓﺈن اﻟطﻔل ﯾﺗﻣر ّ ن ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ ﻗرارات أو ﻋﻣل
ﺗﺳوﯾﺎت .ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت ﺧﯾﺎراﺗﮫ ﻣﺗواﺿﻌﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻌﻠّﻣﮫ درﺳـﺎ ً ﻗﯾ ّـﻣﺎ ً .
وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻر ّ اﻷھل ﻋﻠﻰ ﺗرﺗﯾب ﻧﺷـﺎطﺎت اﻟطﻔل وﻣراﻗﺑﺗﮭﺎ ،ﻓﺈن اﻟط ّ ﻔل ﯾﻔﻘد اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﺗطوﯾـر إﺑداﻋﮫ
وﺗواﺻﻠﮫ ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل اﻵﺧرﯾن ,وﺣرﻣﺎﻧﮫ ﻣن ﻧﺷـﺎطﺎت ﺗدﻋم ﺗط ّ وره اﻟﻧ ّﻔﺳﻲ واﻟﺻ ّ ﺣﻲ اﻟﺳـﻠﯾم.
ﻟﻧﺄﺧذ ﻣﺛﺎﻻً ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻟﻌﺑﺔ ﻛرة اﻟﻘدم ،ﻓﺧﻼف اﻷطﻔﺎل أﺛﻧﺎء اﻟﻠﻌب ﻋﻠﻰ ﺿرﺑﺔ ﺟزاء ﯾﻣﻛن أن ﺗُﻧﮭﻲ
اﻟﻠﻌﺑﺔ ،ﻟﻛن اﻷطﻔﺎل ﯾدرﻛون ﺑﺄن ﺣل ﱠ اﻟﺧﻼف أﻓﺿل ﻣن ﻓﻘدان ﻓرﺻﺔ اﻟﻠﻌب .وھذا ﺑﺣد ذاﺗﮫ درس
ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎوض واﻟﺗﻌﺎون واﻟﺣﻠول اﻟوﺳـط.
وﯾﺳـﺎﻋد اﻟّﻠﻌب اﻟطﻔل َ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ دراﺳﺗﮫ ،ﻷﻧﮫ ﯾﺗﻣر ّ ن ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌﻠّم .أﻣﺎ اﻟﺗرﻛﯾز
ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣواﺿﯾﻊ واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺻ ّﺎرﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳـﺎب اﻟﻠﻌب ﺑﺷﻛل ﻣ ُ ﻧﺗظم ,ﯾﻐﻔل ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﮭﻣﺔ ھﻲ:
أن اﻟﻣﮭﺎرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣ ُ ﻛﺗﺳـﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺳـﻧوات اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻋﻣر اﻟطﻔل أھمّ ﻣن اﻟﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﻛﺗﺳـﺑﮭﺎ ﻻﺣﻘﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ.
ﻟﮭذه اﻷﺳـﺑﺎب ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻓﻣن اﻟﻣﮭم ّ ﺟ َدوﻟﺔ وﻗت اﻟطﻔل ﺑﺣﯾث ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ وﻗت ﺣر ّ ﻟﻠّﻌب ،ﯾﻣﺎرس ﻓﯾﮫ
ﻧﺷﺎطﺎ َ ﺑﻣﻔرده أو ﻣﻊ ﺻدﯾق ﻟﮫ ،ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠّم ﻣن ﺟﮭﺔ ،وﻟﺗﺧﻔﯾف ﺿﻐط اﻟدراﺳـﺔ واﻟﺑراﻣﺞ اﻷﺧرى
ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى.
37
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﯾﻌﺗﺑر ﻗدوم ﻣوﻟود ﺟدﯾد ﻓﻲ اﻷﺳرة ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطﻔل ﻓﻲ ﻋﻣر اﻟﺳﻧﺗﯾن ،ﻛﺎرﺛﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ .ﻓﮭو اﻟﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ
اھﺗﻣﺎم اﻟﺟﻣﯾﻊ ،واﻟﻣ ُ ﺳﺗﺣوذ ﻋﻠﻰ ﻛل اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣ ُﺣﺑ ﱠ ﺑﺔ ,ﻓﻼ ﻋﺟب إذا ﺑدأ اﻟط ّﻔل ﺑﺎﻟﺗﺳﺎؤل ﻋن ھذا
اﻟزاﺋر اﻟﺟدﯾد ,وﻋن ﻣوﻋد ﻣﻐﺎدرﺗﮫ.
وﯾﺗﻠﮭّف اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷطﻔﺎل ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﺧوة وأﺧوات ،إﻻ أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﮭم ﻻ ﯾﺗﻘﺑ ّﻠون ھذا اﻟﺣ َ دث،
وﯾواﺟﮭوﻧﮫ ﺑﻌﺻﺑﯾﺔ ،وﯾﺟدون ﻋدة طرق ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺗوﺗّ رھم وارﺗﺑﺎﻛﮭم وﻏﯾرﺗﮭم .ﻓﺑﻌﺿﮭم ﯾرﺗد ّ إﻟﻰ
اﻟز ّ ﻣن اﻟذي ﻛﺎن ﻓﯾﮫ طﻔﻼً ﺻﻐﯾراً ﯾ َ ﺣظﻰ ﺑﻛل اﻻھﺗﻣﺎم ،ﻓﯾﺑدأ ﻣﺛﻼً طﻔل اﻟﺛﻼث اﻟﺳﻧوات ،واﻟذي ﺗﻌﻠّم
اﺳﺗﺧدام اﻟﺣﻣ ّ ﺎم ،ﺑﺗﺑﻠﯾل ﻓراﺷﮫ وﻣﻼﺑﺳﮫ .وﻗد ﯾرﻏب ﻓﺟﺄة ﺑﺎﻟﺷرب ﻣن اﻟرﺿ ّ ﺎﻋﺔ ،وﻗد ﯾﺗﻧﺎﺳﻰ ﻛﯾف
ﯾﺗﻛﻠم ﺑﺷﻛل طﺑﯾﻌﻲ وﯾﻌود ﻟﻠﺗﺣد ّ ث ﺑطرﯾﻘﺔ طﻔوﻟﯾﺔ ،أو ﻗد ﯾطﻠب ﻣن اﻷم أن ﺗﻌﯾد اﻟﻣوﻟود ﻣن ﺣﯾث
أﺗﻰ ،وﻗد ﯾﻘوم ﺑﺿرﺑﮫ ﺑﻌﺻﺑﯾ ّﺔ.
وﯾطﻣﺋن ﺧﺑراء اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷھل ﺑﺄن ھذا اﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن اﻹﺧوة ﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﻘﻠق اﻟﺷدﯾد أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﺑﻧﺎء اﻷﺳرة .ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻋﻣر) (5 -4ﺳﻧوات ﯾﺟد ﺻﻌوﺑﺔ أﻗل ﻓﻲ ﺗﻘﺑ ّ ل ﻣوﻟود
ﺟدﯾد ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻋﻣر) (3 -2ﺳﻧوات ﻗد ﯾﺧﻠق ﺗﺣدﯾﺎ ً ﻛﺑﯾراً .وﯾﺣﺗﺎج اﻟواﻟدان إﻟﻰ إﺟراء ﺑﻌض
اﻟﺗﺣﺿﯾرات اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ،واﻟﺻﺑر ،واﻟﺗدر ّ ب ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﺟدﯾد ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ.
ﯾﺟب أن ﺗﺑدأ اﻟﺗﺣﺿﯾرات ﺑﻌد اﻟﺷﮭر اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﺣﻣل .ﻓﻌﻠﻰ اﻷم أن ﺗُﺧﺑر طﻔﻠﮭﺎ أن ھﻧﺎك أﺧﺎ ً أو
أﺧﺗﺎ ً ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق ،وﻻ ﯾُﺳﺗﺣ َ ب إﺧﺑﺎره ﻗﺑل ذﻟك ﺧﺷﯾﺔ ﻋدم اﺳﺗﻣرار اﻟﺣﻣل ،وﻻ ﺗﺗﺄﺧري ﻛﺛﯾراً
ﻋن ذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺎح ﻟﮫ اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲﻟﻠﺗﻌو ّ د ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻛرة واﻟﺗﺄﻗﻠم ﻣﻌﮭﺎ.
وﯾﻣﻛن اﻟﺑدء ﺑﺎﻟﻘول" :ﺳﺗﺻﺑﺢ أﺧﺎ ً اﻛﺑر" .وﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣدث ﻣﻌﮫ ,ﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ﺻﻐﯾراً ،ﻋن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻠﻌب
ﻣﻊ أﺧﯾﮫ واﻻھﺗﻣﺎم ﺑﮫ .واﺗرﻛﯾﮫ ﯾﺗﺣﺳس ﺣرﻛﺔ اﻟﺟﻧﯾن ﻓﻲ اﻟر ّ ﺣم ،واﺷرﺣﻲ ﻟﮫ أن ھذا اﻟﻣوﻟود ﻟﮫ
ﻣﺷﺎﻋر وﺳﯾﻛون ﻟﮫ ﺣﺎﺟﺎت ﺧﺎﺻﺔ .وﺑﮭذا اﻷﺳﻠوب ﯾﺗﺣﺳ ّ ن اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻟطﻔل اﻟﻛﺑﯾر واﻟﻣوﻟود
اﻟﺟدﯾد ،طﺑﻘﺎ ً ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
ﺗﻌﻠﻣﯾن أن وﺟود أخ أو أﺧت ﻟﻠطﻔل ھو ﺗﺣو ّ ل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ،ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﺗﺑدﺋﻲ ﺑﺗﺣﺿﯾره
ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﯾﻧﺎم ﻓﻲ ﻣﮭد ،أو ﺑﺟﺎﻧﺑك ،ﻓﻘد ﺣﺎن اﻟوﻗت ﻟﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ ﺳرﯾر ﻣﻧﻔﺻل .وإذا
ﻛﺎن ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﻟﺗدر ّب ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﻣ ّﺎم ﻓﺎﻟوﻗت ﺣﺎن ﻟﺗﻌﻣﻠﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺟدﯾ ّ ﺔ .أﻣﺎ إذا ﻛﻧت
ﺗﻔﻛرﯾن ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﺑﯾت أﻛﺑر ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻷﺳرة ,ﻓﯾﺟب أن ﯾﺗم اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺑﺄﺳرع وﻗت ﻣﻣﻛن.
38
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻷن اﻻﻧﺗظﺎر إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد وﺻول اﻟﻣوﻟود اﻟﺟدﯾد ﺳﯾﺧﻠق ﻣﺷﺎﻛل أﻧت ﻓﻲ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﮭﺎ ,أﻗﻠّﮭﺎ أن طﻔﻠك
ﺳﯾﻠوم اﻟﻣوﻟود ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻋﻠﻰ ﺣدوث ھذه اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻣﻔﺎﺟﺋﺔ.
وﻋﻧد وﺻول اﻟﻣوﻟود ﯾﺟب أن ﯾراه اﻟطﻔل اﻷﻛﺑر ﻋن ﻗرب ،وزﯾﺎرﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ .وﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ
أن ﯾظﮭر اﻟﺟﻣﯾﻊ اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣوﻟود اﻟﺟدﯾد .ﻟذا ﻋﻠﯾك أن ﺗﻣﻧﺣﻲ طﻔﻠك اﻷﻛﺑر ﻗدراً أوﻓر ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم،
وﻗوﻟﻲ ﻟﮫ أن اﻟﺻﻐﯾر ﻣﺣظوظ ﻟوﺟود أخ ﻣﺛﻠك ﯾﮭﺗم ﺑﮫ وﯾﺣﺑ ّﮫ.
ﺣدﯾث اﻟﻣﺷﺎﻋر
ﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ﺣﺟم ﺗﺣﺿﯾر طﻔﻠك ﻟﻠﺣد َ ث إﻻ أﻧﮫ ﺳﯾﻼﺣظ اﻟﺗﺣول ﻓﻲ ﺗرﻛﯾز اھﺗﻣﺎم اﻷﺳرة إﻟﻰ اﻟﺻﻐﯾر.
وﻻ ﺗﻧزﻋﺟﻲ ﻛﺛﯾرا إذا أﺣﺳﺳت أﻧﮫ ﻣ ُ ﺳﺗﺎء ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ .اﺳﺄﻟﯾﮫ ودﻋﯾﮫ ﯾﺗﺣدث ﻋن ﻣﺷﺎﻋره .ﻓﻘوﻟﻲ
ﻣﺛﻼ":ﻻ ﺑد اﻧك ﻏﺎﺿب ﺟداً ﻷﻧﻲ اﻗﺿﻲ وﻗﺗﺎ ً طوﯾﻼً ﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر" .واﻗرﺋﻲ ﻟﮫ ﻛﺗﺎﺑﺎ ً ﻟﻸطﻔﺎل ﻋن
ﻗدوم ﻣوﻟود ﺟدﯾد .وإذا ﻛﺎن ﯾﺑدو ﻣ ُﻌﺎدﯾﺎ ً ﻟﻠﺻﻐﯾر وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗﻛﻠّم ﻋن ذﻟك ﻓﯾﻣﻛﻧك ﻣﺷﺎرﻛﺗﮫ
ﻣﺷﺎﻋره اﻟﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ ﺗﺟﺎه اﻟطﻔل .إﺷرﺣﻲ ﻟﮫ أﻧك ﺗﺣﺑﯾن اﻟﺻﻐﯾر ،ﻟﻛﻧك أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻛرھﯾن ﺗﻐﯾﯾر
ﺣﻔّﺎظﺎﺗﮫ .وأﻛدي ﻟﮫ أﻧك ﺗﺣﺑﯾن اﻟﺻﻐﯾر ﻛﻣﺎ ﺗﺣﺑﯾﻧﮫ ھو داﺋﻣﺎ ً .
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن طﻔﻠك اﻟﻛﺑﯾر ﻣﺎ ﯾزال ﯾﺣس ﺑﺎﻟﻐﯾرة واﻻﺳﺗﯾﺎء ,ﻓﯾﻣﻛن أن :ﯾُ ﺻﺎب ﺑﻧوﺑﺎت اﻟﻐﺿب
ﻛطرﯾﻘﺔ ﻹﺧﺑﺎرك ﺑذﻟك ،أو ﯾﺑﻠل ﻓراﺷﮫ ،أو ﯾﺳﺗﻔﯾق ﻣن ﻧوﻣﮫ ﺑﺎﻛﯾﺎ ً ﺑﺷدة ،أو ﻗد ﯾرﻓﺿك ،وﯾﺧﺗﺎر أن
ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻊ أﺣد أﻓراد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺻﻔﺗﮫ ﺷﺧﺻﺎ ً ﺟدﯾداً ﻣ ُﻔَﺿ ّ ﻼً .ﻛل ھذه اﻷﺳﺎﻟﯾب طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗ ّ ﻌﺎﻣل ﻣﻊ
اﻟوﺿﻊ اﻟﺟدﯾد ،ﻓﻼ ﺗﺣﻣ ّﻠﯾﮭﺎ أﻛﺛر ﻣﻣ ّﺎ ﺗﺣﺗﻣل ,أو ﺗؤﻧ ّ ﺑﯾﮫ ﻋﻠﯾﮭﺎ .وﺗﺄﻛدي ﻣن أن طﻔﻠك اﻟﻛﺑﯾر ﯾﺣﺻل
ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣ ُﺳﺎو ٍ ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم ﻛﺎﻟطﻔل اﻟﺻﻐﯾر.
وأﺷﻌرﯾﮫ ﺑﺎھﺗﻣﺎﻣك وﺗﻔﮭّﻣك ﻟﻐﺿﺑﮫ .وأﺧﺑرﯾﮫ ﺑﺄن إﯾذاء اﻟطﻔل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏﺿﺑﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون
ﻣﻘﺑوﻻً أﺑداً ،واﻣﺗدﺣﻲ طﻔﻠك اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺻر ﱠ ف ﺑطرﯾﻘﺔ ﻟطﯾﻔﺔ ﻣﻊ أﺧﯾﮫ ,أو ﯾﻘد ّم ﻟﮫ
اﻟﻣﺳﺎﻋدة.ﻓﻐﯾرﺗﮫ ﺳﺗزول ﺑﻌد ﻣدة ،ﺧﺻوﺻﺎ إذا ﻋﻣل اﻟواﻟدان ﻋﻠﻰ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﮫ ﺑﺎﻟﺗﻧﺎوب ﺑﺷﻛل
ﯾوﻣﻲ .ﻓﻌﺷرون دﻗﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﻠﻌب ﻣﻌﮫ ﯾوﻣﯾ ّﺎ ﺳﺗﻣﻧﻊ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺳﻠﺑﯾ ّﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ ﺗﺟﺎه اﻟﺻ ّﻐﯾر.
واﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن اﻷﺧوة ﻻ ﯾزول ﺗﻣﺎﻣﺎ ً .ﻓﻼ ﺑد أﻧﮭﻣﺎ ﺳﯾﺗﻧﺎﻓﺳﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
وﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﺣﺗﺎج اﻷﺑﻧﺎء أن ﯾﺗﻌﻠﻣوا :اﻟﺗ َﺣﺎب ّ ،واﻟﺗّﺂﻟف ,واﻻﻧﺳﺟﺎم ﻣﻌﺎ ً ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﺳرة.
39
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﺳﺗﯾﺎء واﻟﺿﯾق ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﺗﺷف أن طﻔﻠك ﯾﻛذب ﻋﻠﯾك .وﻗد ﺗﻘﻠق ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
اﻟﺳﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻛﺳﮭﺎ اﻟﻛذب ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة.
وﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﺧﺗﻠق اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣدرﺳﺔ ﻗﺻﺻﺎ ﻣن وﻗت ﻵﺧر ،ﻓﻼ ﺗﻘﻠق ﻋﻠﻰ
ﺻ ِد ْ ﻗِﯾ ّ ﺔ طﻔﻠك .ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،ﯾﺑدأ اﻟطﻔل ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻠﻐﺔ ﻟﻠﺗﺧﯾل ّ ،وﻟﻠﺗﺣﻛ ّ م ،واﻹﻧﻛﺎر .ﻓﮭو
ﯾﺳﺗﻛﺷف ﻣﮭﺎراﺗﮫ اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠﱠﻣﮭﺎ ﺣدﯾﺛﺎ ً ،ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر ﺗﺄﺛﯾر ﻛﻠﻣﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن .واﻟﻛذب ھو أﺣد
ھذه اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻓﻲ ھذا اﻻﺗﺟﺎه.
ﻓﺗﺧ َ ﯾ ّل أن طﻔﻠك ﻗد ﺳﻛب ﻛﺄس اﻟﻌﺻﯾر ،وﺑدأ ﺑﺎﻟﻘول" :أﻧﺎ ﻟم أﻓﻌل ذﻟك" .ﻓﮭو ﻓﻲ ﻗرارة ﻧﻔﺳﮫ,
وﺑﺷﻛل طﺑﯾﻌﻲ ,ﯾﺗﻣﻧ ّﻰ ﻟو أﻧﮫ ﻟم ﯾﻔﻌل ذﻟك ,وﻻ ﯾرﯾد أن ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺄزق ﺑﺳﺑب ھذا اﻟﺧطﺄ .ﻟذﻟك ﻣن
اﻟﻣﻔﺿ ّ ل ﻋدم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع اﻟﻛذب ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﻛر اﻟطﻔل ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ .وﺑدﻻً ﻣن ذﻟك ،ﯾﺟب
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺣل ّ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ،وﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺧطﺄ ﺣﯾث ﯾطﻠب إﻟﯾﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧظﯾف اﻟﻌﺻﯾر .وﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ
ﯾﺗم ّ ﺗﺟﻧ ّب اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ ﻋﺑﺛﯾﺔ ﺣول اﻟﻌﺻﯾر اﻟﻣﺳـﻛوب ،وﺗﺣوﯾل اﻧﺗﺑﺎه اﻟطﻔل ﻟﯾﻛون واﻗﻌﯾﺎ ً
وﻋﻣﻠﯾﺎ ً ،واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾف.
وإذا ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻌﻣل ﺧﺎطﺊ واﻋﺗرف ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌﻣﻠﮫ ،ﻓﯾﺟب ﺗﻌزﯾز ﺻدﻗﮫ وأﻣﺎﻧﺗﮫ ،ﻟﺗﺷﺟﯾﻌﮫ ﻋﻠﻰ ﻗول
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواﻗف واﻷﺣوال.
وﻟﺛ َﻧﯾﮫ ﻋن اﻟﻛذب ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﯾﻣﻛن اﻟﺑدء ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﻛذب ﺑﺻﻔﺗﮫ ﺗﺻر ّﻓﺎ ً ﺳﯾﺋﺎ ً .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺿﺑط
وھو ﻣﺗﻠﺑ ّس ﺑﺎﻟﻛذب ،ﻓﻣن اﻟواﺟب أن ﯾُﺷرح ﻟﮫ أن اﻟﻛذب ﻣؤذ ٍ ،وﻛﯾف ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺑب اﻟﻣﺷﺎﻛل,
وﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺟراء ھذا اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻧﻘﺎش ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن .وأھ ّ م طرﯾﻘﺔ ﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟطﻔل اﻟﺻدق ﻓﻲ
اﻟﻘول واﻟﻌﻣل ھﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻋن طرﯾق ﻣ ُ ﺣﺎﻛﺎة اﻟﻧﻣوذج واﻟﻣﺛل اﻷﻋﻠﻰ ،واﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﺑﺎﻟواﻟدﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠطﻔل.
وﻗد ﯾﻌﺗﻘد اﻷھل أن اﻟطﻔل ﯾﻛذب ﻋﻧدﻣﺎ ﯾروي ﻗﺻﺻﺎ ً ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﺻﺣﯾﺣﺔ ،ﻓﯾﻣﻛن أن
ﯾﻘول" :ﻟﻘد رأﯾت ﻓﯾﻼً ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ اﻟﯾوم" ﻟﻛن ھذا ﯾﺟب أن ﻻ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣل اﻟﻛذب ،ﻣﺎ ﻟم
ﺗﻛن ھذه اﻟﻘﺻص ﻣؤذﯾﺔ ﻷﺣد .وﻣن اﻟﺣﻛﻣﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء ﺗﻔﺎﺻﯾل أﻛﺛر ﻟﺗطوﯾر ﺧﯾﺎﻟﮫ،
وﯾﻣﻛن أن ﯾﺟﻠس اﺣد اﻟواﻟدﯾن ﻣﻌﮫ ﻟﯾﻘوم ﺑرﺳم ﻗﺻﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟورق.
ﯾﺷﯾر ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس إﻟﻰ أن اﻟﻛذب ﯾﺑدأ ﻣﺑﻛراً ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﺳن ) (3 -2ﺳﻧوات ,وﯾرﺗﺑط ﺑﻣﻌدل
اﻟذﻛﺎء .ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟطﻔل أﻛﺛر ذﻛﺎء ً ﺑدأ ﺑﺎﻟﻛذب ﻣﺑﻛراً وﺑﻣﮭﺎرة أﻛﺑر.
وﯾﻛذب اﻷطﻔﺎل ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب ﻣﻧﮭﺎ:
ﺗﺟﻧ ّب اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﺄزق ،ﺗﺣﺳﯾن ﺻورﺗﮫ ﻟدى اﻵﺧرﯾن ،اﻻﻧﺗﻘﺎم ،ﺗﺟﻧ ّب اﻟﺗوﺗر ،ﻟﻠﺗواﻓق ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل
اﻵﺧرﯾن ،ﻟﺗﺟﻧب اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل ﻣﺎ ،وﺗﻔﺎدي اﻟﻌﻘﺎب.
وﻓﻲ دراﺳﺎت ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﺗﺑﯾ ّ ن أن اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻋﻣر اﻷرﺑﻊ اﻟﺳﻧوات
ﯾﻛذب ﻣرة ﻛل ﺳﺎﻋﺗﯾن .وﻓﻲ ﻋﻣر اﻟﺳت اﻟﺳﻧوات ﯾﻛذب ﻣرة ﻛل ﺳﺎﻋﺔ وﻧﺻف اﻟﺳﺎﻋﺔ ،وﻗد ﺷذ ّ
ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻷطﻔﺎل ﻋن ھذه اﻟﻘراءات.
40
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وﻣﻌظم اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﺳن اﻟﺳﺎدﺳﺔ اﻟذﯾن ﯾﻛذﺑون ﺑﺷﻛل داﺋم ,ﯾﺗﺧﻠّﺻون ﻣن ھذه اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ﻋﻣر
اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ .أﻣﺎ إذا أﺻﺑﺢ اﻟﻛذب آﻟﯾﺔ ً ﻧﺎﺟﺣﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣواﻗف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ،ﻓﺳوف ﯾﺳﺗﻣر
ﺑﺎﻟﻛذب .وﻗد وﺟد أن ﺣواﻟﻲ ﻧﺻف اﻷطﻔﺎل ﯾﺳﺗﻣرون ﺑﺎﻟﻛذب ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ.
وﻟﻛنﻛﯾف ﯾﺗﻛو ّ ن ھذا اﻟﺗوﺟ ّ ﮫ ﻟدى اﻟطﻔل؟ ﻟﻧﺗﺻو ّ ر ﻛﯾف ﯾﺗوﻗّﻊ اﻟواﻟدان ﻣن اﻟطﻔل أن ﯾﺗﺻر ّ ف
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻔﺗﺢ ھدﯾﺔ وﻟم ﺗﻌﺟﺑﮫ؟ ﺗﻛون رد ّ ة ﻓﻌل اﻟواﻟدﯾن ،ﻋﺎدةً ،اﺑﺗﻼع ﻛل ﻣﺷﺎﻋره اﻟﺻﺎدﻗﺔ وﺻﯾﺎﻏﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﻣﮭذ ّ ﺑﺔ .وﻓﻲ ﺗﺟرﺑﺔ أﺣد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﺗرﺑوﯾﯾنو ُ ,ﺟ ِد أن ّ اﻷطﻔﺎل ﯾﻘوﻣون ﺑﻠﻌﺑﺔ ﻟرﺑﺢ
ﺟﺎﺋزة .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺑﺣون اﻟﺟﺎﺋزة ،وھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗطﻌﺔ ﺻﺎﺑون ردﯾﺋﺔ ،ﯾُﻣﻧﺢ اﻟطﻔل ﻟﺣظﺎت
ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﺻدﻣﺔ ،ﻓﯾﺳﺄﻟﮫ اﻟﺑﺎﺣث :ھل أﺣﺑﺑت اﻟﺟﺎﺋزة؟ ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔأن ّ :
* ﺣواﻟﻲ رﺑﻊاﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﺳن ّ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣدرﺳﺔ ،ﻛذﺑوا وأﺟﺎﺑوا ﺑﺄﻧﮭم أﺣﺑ ّوھﺎ.
* ﺣواﻟﻲ ﻧﺻف اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻛذﺑوا وأﺟﺎﺑوا ﺑﺄﻧﮭم أﺣﺑوھﺎ.
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻛذب ﺗﺳﺑ ّب ﺷﻌوراً ﺑﻌدم اﻻرﺗﯾﺎح ،وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾُطﻠب ﻣن اﻟطﻔل أن ﯾﻘدم ﺗﻔﺳﯾراً ﻋن
ﺳﺑب ﺣﺑ ّﮫ ﻟﻠﺟﺎﺋزة .ﻓﺎﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺗظﺎھروا ﺑﺎﻻﺑﺗﮭﺎج ﻋﻧدﻣﺎ رﺑﺣوا ﻓﻲ اﻟﻠﻌب ،ﺑدأوا ﻓﺟﺄة ﺑﺎﻟﺗﻣﻠﻣل
واﻟﮭﻣﮭﻣﺔ ﺑﮭدوء.
وﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ,ﯾﺗﻌﻠم اﻷطﻔﺎل -ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ً -ﺑﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﻧﻣوذج ،وﻣن اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺎھدوﻧﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ .ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ أن ﻻ ﺗﻌﻠم اﻟﻣواد اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻓﻘط ،ﺑل ﯾﺟب أن ﺗرﺑ ّﻲ وﺗﻌﻠّم
ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﺑطرق ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ.
ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﻻ ﻧُﻔﺎﺟﺄ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺗﺎر أطﻔﺎﻟﻧﺎ أﻓﺿل ﺣﺳﻧﺎﺗﻧﺎ :ﻛﺎﻟﺻدق واﻹﺧﻼص واﻟﻣﺑﺎدئ
واﻷﺧﻼق .ﻟﻛﻧﮭم أﯾﺿﺎ ﯾﺄﺧذون ﺑﻌض أﺳوأ ﺻﻔﺎﺗﻧﺎ .ﻓﮭل ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻘﺎد أﻧﻧﺎ اﺳﺗطﻌﻧﺎ ﺗﺟﻧﯾﺑﮭم ﺗﻌﻠّم
اﻟﻛذب؟ .ﻗد ﻧﺳﺗطﯾﻊ وﻗد ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ.
وﻓﻲ اﻟﻣﻌد ﱠ ل ،ﯾﻛذب اﻟراﺷدون ﻓﻲ واﺣد ﻣن أﺻل ﺧﻣس ﺗﻔﺎﻋﻼت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
إذاً ﻓﺎﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﯾﺳت ﺧطﺄ اﻟطﻔل ،ﺑل ھﻲ اﻧﻌﻛﺎس ﻟﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮫ.
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟواﻟدﯾن ﻋن ﺑﻧﺎء ﻋﻼﻗﺔ ودﯾ ّ ﺔ وﺳﻠﯾﻣﺔ ﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء
ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟواﻟدﯾن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﺿﻊ ﺑﺿﻊ ﻗواﻋد ﻟﻠﺗ ّ ﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﺑﻧﺎء ،واﻻﻟﺗزام ﺑﮭﺎ ،ﻟﺗﻧﺷﺋﺗﮭم ﺑطرﯾﻘﺔ
ﺻﺣﯾ ّﺔ ،ﻓﻲ أﺟواء ﺗﺳودھﺎ اﻷ ُﻟﻔﺔ واﻟﻣﺣﺑﺔ ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟﺗﻣﯾﯾز واﻟﺗ ّ ﺟﺎھل .وﻷن ﺗوزﯾﻊ اﻟﺣب واﻻھﺗﻣﺎم
ﺑﯾﻧﮭم ﻗد ﯾﻛون ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺑﻣﻛﺎن ,ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﺑﯾﻧﮭم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر ,واﻻھﺗﻣﺎﻣﺎت,
واﻹﻣﻛﺎﻧﺎت .ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﯾﺗرك اﻵﺑﺎء اﻟﻌﻧﺎن ﻟﻣﺷﺎﻋرھم ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﺑﻧﺎء ،وﯾظﮭرون اھﺗﻣﺎﻣﺎ ً أو
اﻧﺣﯾﺎزاً ﻻ ﺷﻌورﯾﺎ ً ﻷﺣدھم ،واﻟذي ﯾﺻﺑﺢ ﻣوﺿﻊ ﺗﺄﯾﯾدھم وﺣﺑﮭم ﻣﮭﻣﺎ ﻓﻌل ،ﻣﻣﺎ ﯾوﻟّد اﻟﻐﯾرة واﻷﺣﻘﺎد
ﺑﯾن اﻹﺧوة.
إن اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣﺳـﻠﻛﻲ ﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء ﺷﻲء طﺑﯾﻌﻲ وﻣﺗوﻗﱠﻊ .ﻓﻘد ﯾﻛون أﺣدھم ﻧﺷـﯾطﺎ ً ﻣﺗﻌﺎوﻧﺎ ً ،وﯾﺳﺗﺟﯾب
ﻟطﻠﺑﺎت اﻷھل ،ﻓﯾزداد اھﺗﻣﺎﻣﮭم ورﻋﺎﯾﺗﮭم وﺗﻣﯾﯾزھم ﻟﮫ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ إﺧوﺗﮫ ،ﻣﻣﺎ ﯾُﺷﻌل ﻧﺎر اﻟﻐﯾرة ﺑﯾن
اﻹﺧوة .ﻟذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺣﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻠّﻰ ﺑﮭﺎ ھذا اﻻﺑن أو
ذاك ،ﺑﮭدف ﺗﺣﻔﯾز اﻵﺧرﯾن ﻟﻛﻲ ﯾﻘﺗدوا ﺑﮫ ،دون إﺷﻌﺎرھم ﺑﺎﻟﺗﻣﯾﯾز واﻟدوﻧﯾّﺔ ،ودون إﻋطﺎء اﻻﺑن
اﻟﻣﻔﺿ ﱠل ﺣﻘوﻗﺎ ً واﻣﺗﯾﺎزات ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب أﺧوﺗﮫ.
وﻣن اﻟﺿروري أن ﯾﻧﺗﺑﮫ اﻵﺑﺎء إﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺑﯾرھم ﻋن اﻟﺣب واﻟﺣﻧﺎن ﻷﺑﻧﺎﺋﮭم :ﻛﻛﻠﻣﺎت اﻟﺣب،
واﻟﻘﺑﻼت ،واﻟﺿ ﱠ م ،واﻻﻣﺗداح.
وﻣن أھم اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗظﮭر ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷ ُ ﺳر ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﺑن اﻷوﺳط .ﻓﺎﻷخ اﻷﻛﺑر ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻗدر
ﻛﺑﯾر ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم ،وھو ,ﺑﻧظر أﺧﯾﮫ اﻷﺻﻐر ،اﻷﻗوى واﻷﻗدر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﯾرﯾد .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻗد ﯾﺿطر
اﻻﺑن اﻷوﺳط ،ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة ,ﻻرﺗداء ﻣﻼﺑﺳﮫ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺻﻐرت ﻋﻠﯾﮫ ،واﻟﻠﻌب ﺑﺄﻟﻌﺎﺑﮫ
41
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟﻘدﯾﻣﺔ .وﻋﻧد ﻗدوم ﻣوﻟود ﺟدﯾد ،ﯾﺻﺑﺢ ھذا اﻟﻣوﻟود ﻣوﺿﻊ اﻻھﺗﻣﺎم واﻟرﻋﺎﯾﺔ ،ﻓﯾﺿﯾﻊ اﻹﺑن
اﻷوﺳط ﺑﯾن اﻷﻛﺑر واﻷﺻﻐر.
وﺗﻧﺷﺄ اﻟﻧزاﻋﺎت واﻟﺧﻼﻓﺎت ﺑﯾن اﻹﺧوة ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .وﯾﺟب ﺗﺻﻔﯾﺔ أﺳﺑﺎب اﻟﺣﻘد واﻟﺧﺻﺎم،
وزرع اﻟﻣﺣﺑﺔ واﻷ ُ ﻟﻔﺔ ﺑﯾﻧﮭم ،وأن ﻻ ﯾُﺳﻣﺢ ﻷي ﻣﻧﮭم ﺑﺎﻟﺗﺳﻠّط ﻋﻠﻰ إﺧوﺗﮫ .ﻛﻣﺎ ﯾﺟب اﻟﺗ ّ دﺧل داﺋﻣﺎ
ﻹﻧﺻﺎف اﻟﻣظﻠوم .ﻓﺄﺟواء اﻟﺗوﺗر داﺧل اﻷﺳرة ﻻ ﺗُﻧﺗﺞ إﻻ أﺷﺧﺎﺻﺎ ً ﻣﺗوﺗرﯾن ﺣﺎﻗدﯾن ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﮭم
ﺑﻌﺿﺎ ً .وﻣن اﻟﺿروري أن ﻻ ﯾُﻔو ّ ت اﻵﺑﺎء ﻓرﺻﺔ ﻣن دون إﺷﻌﺎر اﻷﺑﻧﺎء ﺑﺄھﻣﯾﺔ اﻷخ ﻷﺧﯾﮫ ،وذﻟك
ﺑﮭدف زﯾﺎدة اﻟﻣﺣﺑ ّ ﺔ واﻟﺗﻘﺎرب ﺑﯾﻧﮭم.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗدوم ﻣوﻟود ﺟدﯾد ﻓﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﺷﻌر اﻹﺧوة )ﺧﺎﺻﺔ اﻟطﻔل اﻷﺻﻐر ﺳﻧﺎ( ﺑﺎﻟﻐﯾرة ﻣن
ھذا اﻟﻛﺎﺋن اﻟذي ﻗﻠّ ل ﻣن اھﺗﻣﺎم اﻟواﻟدﯾن ﺑﮭم ،واﺳﺗﺣوذ ﻋﻠﻰ اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻻھﺗﻣﺎم .وﻗد ﯾﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ
ﺣد إﯾذاء اﻟطﻔل اﻟﺻﻐﯾر .ﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﺻر ّ ف ﺑﺣﻛﻣﺔ ،ﺑﺗﺣﺿﯾر اﻟطﻔل ﻟﻘدوم أﺧﯾﮫ ﻗﺑل وﻻدﺗﮫ،
وإظﮭﺎر اﻻھﺗﻣﺎم واﻟﺣب ﻟﮫ ،وإﺣﺿﺎر ﺑﻌض اﻟﮭداﯾﺎ واﻟﻣﺄﻛوﻻت اﻟﻣ ُﺣﺑّ ﺑﺔ ﻟﮫ ،وﺑﻣرور اﻟوﻗت ﺳﯾﺗﻘﺑﻠﮫ
اﻷخ اﻷﺻﻐر وﯾﺣﺑﮫ ،وﺗﺑدأ ﻋﻼﻗﺔ ود ّ ﻣﺗﺑﺎد َ ل ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ.
وﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻧزاع وﺷﺟﺎر اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﻛل ﱡ ﯾرﯾدھﺎ ﻟﻧﻔﺳﮫ.
وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺣﻠﻰ اﻷم ﺑﺎﻟﺻﺑر واﻟﺣﻛﻣﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،ﻓﺗﻘوم ﻣﺛﻼً ﺑﺈﺧراﺟﮭم ﻣن ﺟو
اﻟﻣ ُﺷﺎﺣﻧﺔ ،وإﺷﻐﺎﻟﮭم ﺑﺄﻣور أﺧرى ،ﻣﺛل ﺗﻛﻠﯾﻔﮭم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣ َﮭﻣ ّ ﺎت ﻣﻔﯾدة ،واﻣﺗداﺣﮭم ﺑﻌد إﻧﺟﺎزھﺎ،
ﻟﯾُﺣﺳ ّوا ﺑﺄھﻣﯾﺗﮭم وﺗ َﻣ ّ ﯾزھم .أو أن ﺗﻘوم ﺑطرح ﺣﻠول وﺳط ،ﺗرﺿﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف ،ﻛﺄن ﯾﻠﻌب ﻛل
ﻣﻧﮭم ﺑﺎﻟﻠﻌﺑﺔ ﻟﻣدة رﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺛﻼً ،ﺛم ﺗرﻛﮭﺎ ﻷﺧﯾﮫ .واﻟﻣﮭم أن ﻻ ﯾُ ﺗرك ﻟﻸﻗوى أو اﻷﻛﺑر ﻓرﺻﺔ
اﻟﺗ َﺳﻠّط ﻋﻠﻰ إﺧوﺗﮫ ،واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾرﯾد.
إن اﻟﺗﺻر ّ ف ﺑﺣﻛﻣﺔ وﺣﻧﺎن ،وﻣﺣﺎوﻟﺔ زرع أﺟواء اﻟﺣب داﺧل اﻷﺳرة ،ﺗُﻘو ّ ي أواﺻر اﻟﻣﺣﺑﺔ ﺑﯾن
اﻷﺑﻧﺎء ،وﺗﺣﻣﻲ اﻟﺑﯾت واﻷﺳرة ﻣن اﻟﺧﺻﺎم واﻟﺷﺟﺎر واﻟﺗﻔﻛك.
42
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﯾﻌرﻓون ﺣدودھم داﺋﻣﺎ ً ،وﺗﻌﻠﯾم آداب اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﺎ ھو إﻻ ﺗﺣدﯾد ﻟﻘواﻋد وﻗواﻧﯾن اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﻣوﺟ ّ ﮭﺔ ﻟﻠطﻔل..
وﻛﺑداﯾﺔ ،ﯾﺟب أن ﺗﺑدأي ﺑﺗﺣدﯾد أھداف ﻣﻌﻘوﻟﺔ ،ﻓﺄﻧت ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻌﯾن أن ﺗﺣﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ طﻔل ﻣﻌﺻوم
ﻣن اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺳـن اﻟراﺑﻌﺔ ،ﻟﻛن ﯾُﻣﻛﻧك ﻣﺛﻼً أن ﺗﺿﻌﻲ ﺑﻌض اﻟﺷروط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ
أي ﺷﺧص ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺟﻠس إﻟﻰ ﻣﺎﺋدة اﻟطﻌﺎم؛ ﻛﻣﺳﺢ اﻟﻔم ﺑﺎﻟﻔوطﺔ وﻟﯾس ﺑﺎﻷﻛﻣﺎم ،واﻻﺳـﺗﺋذان ﻗﺑل ﺗرك
طﺎوﻟﺔ اﻟطﻌﺎم ،وﻋدم اﻟﺗﺣدث واﻟﻔم ﻣﻣﻠوء ﺑﺎﻟطﻌﺎم .ﻋﻠّﻣﯾﮫ اﻟﺗﺻر ّف اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وﻋو ّ دﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام
ﻛﻠﻣﺔ ﺗذﻛﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﮫ ،أو اﺳﺗ ﺧدام اﻹﺷﺎرة ﻓﻘط ،وﯾﺟب أن ﺗﻛوﻧﻲ ﺣﺎزﻣﺔ وﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت،
ﻓﺎﻟﺟﻠوس إﻟﻰ اﻟﻣﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطﻔل ﻛﺛﯾر اﻟﺣرﻛﺔ ﻟﻣدة ﻋﺷرﯾن دﻗﯾﻘﺔ ﻣ َﮭﻣ ّ ﺔ ﺻﻌﺑﺔ ،ﻟﻛن ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﺗدﺑر
أﻣره ﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر دﻗﯾﻘﮫ ،وﻗد ﺗرﻏﺑﯾن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أھداف ﺗراﻛﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺗﻌﻠﯾم ﺗراﻛﻣﻲ ،ﯾﻣﻛﻧك
ﻣﺛﻼً أن ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻲ ﺳـﺎﻋﺔ ﻣ ُﻧﺑّﮭﺔ ،ﻓﺗﺣددي اﻟوﻗت ﺑداﯾﺔ ﺑﻌﺷر دﻗﺎﺋق ﺗزﯾدﯾﻧﮭﺎ دﻗﯾﻘﺔ أو اﺛﻧﺗﯾن ﺗدرﯾﺟﺎ ً ،
ﺗ َ وﻗّﻌﻲ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻋدة ﻣﺣﺎوﻻت ﻟﻼﻧزﻻق ﻣن ﻛرﺳﯾﮫ ،وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ ھذا ﺿﻣن اﻟﻣﻘﺑول ،وﺣﺎذ ِ ري أن ﯾﻔﮭم
طﻔﻠك أن آداب اﻟﻣﺎﺋدة ھﻲ ﺳـﻠوك اﺳﺗﻌراﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺿﯾوف ﻓﻘط ،وإﻧﻣﺎ ھﻲ ﻧ َﮭ ْ ﺞ ﯾﺟب
إﺗﺑﺎﻋﮫ ﺑﺷـﻛل ﻣﺳـﺗﻣر ،ﻓﺷﺟ ّ ﻌﯾﮫ ﻋﻠﻰ ذﻟك. .
وھﻧﺎك آداب ﯾﺟب أن ﯾﺗﺑﻌﮭﺎ ﻛل ﺷﺧص ،ﺑدون ﺗﺣﻣﯾل اﻟطﻔل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗوﺟﯾﮭﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻛﻣﺎ
ﺗُ ﺣﺎوﻻن اﻻﻟﺗزام ﺑﮭﺎ ،أو اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﮫ دون ﺟدوى ،ﺣد ّ دي أوﻻً ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﺧطوط اﻷﺳـﺎﺳﯾّﺔ ﻟﻣ َ ﮭﺎرات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗرﻏﺑﯾن أن ﯾﻌﺗﺎدھﺎ طﻔﻠك ﻣﺛل" :اﻟﺳـﻼم ﻋﻠﯾﻛم" و "إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء"
ﻋﻧد ﺣﺿور اﻷھل واﻷﻗﺎرب ﻟﻠزﯾﺎرة ،واﻟرد ّ اﻟﮭﺎدئ واﻟﻣﮭذب ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺎﺗف ،وﯾُﻣﻛن ﻟطﻔل ﻓﻲ
اﻟﺳـﺎدﺳﺔ أن ﯾﺗﻌﻠّ م ﻗول" :آﺳـف ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أﻣﻲ اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺎﺗف اﻵن" وﺷُﻛر اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗ ّ ﺻل،
وﯾُﻣﻛﻧك أن ﺗطﺑﻌﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﺷﻛراً ﺑﺎﻷﻟوان ﻣﻊ ﺻورة وﺗﻌﻠّﻘﯾﮭﺎ أﻣﺎﻣﮫ ،وﺗﻌزﯾز ﺳﻠوﻛﮫ ھذا ﺑﺷﻛل داﺋم
ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ ﻧﻣطﺎ ً ﺳـﻠوﻛﯾﺎ ً ﯾوﻣﯾﺎ ً ..
وﯾﻣﻛن اﻟﺑدء ﺑﺈﻋطﺎء ﻣﺛﺎل ،ﻓﺎﻷﺷﯾﺎء أﺳﮭل ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق ﻣن اﻟﻧظرﯾﺔ ،ﻓﻣﺛﻼً :إذا ﻛﺎن زوﺟك ﯾﻘف أﻣﺎم
اﻟﺛﻼﺟﺔ ،وأردت أن ﺗﺗﻧﺎوﻟﻲ ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣﻧﮭﺎ ﻓﺑﺎدري إﻟﻰ اﻟﻘول "ﻋن إذﻧك" ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﺗوﻓّري
ﻟطﻔﻠك ﻣﺷﺎھدة ﺗطﺑﯾق ﺳ ُ ﻠوك ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﺗﻌﻠم ﻣﻧﮫ ،واﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﯾُﺷﺎھد اﻟطﻔل ﺗطﺑﯾﻘﺎ ً ﻋﻣﻠﯾﺎ ً ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﺗﻲ
وﺿﻌﺗﮭﺎ اﻷم ،واﻟﻔﻛرة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ھﻲ ﺟﻌ ْل اﻟﻣﺟﺎﻣﻠﺔ واﻟﺳـﻠوك اﻟﻣﮭذب ﺳـﻠوﻛﺎ ً ﻋﻔوﯾﺎ ً ،وﻧﻣطﺎ ً ﺣﯾﺎﺗﯾﺎ ً
ﯾﻣﺎرﺳﮫ ﯾوﻣﯾﺎ ً ،ﻣن دون أن ﯾُﺛﯾر ﺿﺟ ّ ﺔ ﻛﺑﯾرة ﺣوﻟﮫ..
وﯾﻣﻛن ﻟﻠطﻔل أن ﯾﻔﮭم ﺑﻌض آداب اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣن ﺧﻼل ﻣﻔﮭوم اﺣﺗرام اﻵﺧرﯾن ،ﻓﻣﺛﻼً ﯾُﻣﻛﻧك أن
ﺗﺷرﺣﻲ ﻟطﻔﻠك اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻋﻧد ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻛﻼم اﻵﺧرﯾن ،ﺑﺄن ﺗﺳﺄﻟﯾﮫ ﻛم ﯾﺣس ﺑﺎﻻﺳـﺗﯾﺎء ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾُ ﻘﺎطﻌﮫ ﺷﺧص آﺧر ،وﯾﺣﺎول أن ﯾﻠﻔت ﻧظره أﺛﻧﺎء ﺣدﯾﺛﮫ ﻋﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ أﺛﻧﺎء اﻻﺳـﺗراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳـﺔ..
وﻣن اﻟﺿروري اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟطﻔل ﺑﺄدب واﺣﺗرام ،وﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﺗﮭذﯾب واﻟﻠﺑﺎﻗﺔ ،واﺳﺗﻐﻼل ﻛل
ﻓرﺻﺔ ﻣ ُﺗﺎﺣﺔ ﻟﺗﻌﻠﯾﻣﮫ وﺗدرﯾﺑﮫ ﻋﻠﻰ آداب اﻟﺳـﻠوك ،ﻓﺎﻷطﻔﺎل ﯾُﺣﺑون أن ﯾُ ﺷﻌرھم اﻟﻛﺑﺎر ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر
اﻟﻼزم ،ﻓﺣﺗﻣﺎ ً ﺳـﯾﺣﺑون ﻗوﻟك ﻷﺣدھم أﺛﻧﺎء اﻟﺟﻠوس إﻟﻰ اﻟﻣﺎﺋدة "ھل ﺗﺗﻛرم وﺗﻣرر ﻟﻲ اﻟﻣﻠﺢ".
وﻗﺑل اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذﻛ ّ ري طﻔﻠك ﺑﻣﺎ ﺗﺗوﻗﻌﯾن ﻣﻧﮫ ،ﺧﺻوﺻﺎ ً إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ ﺣدﺛﺎ ً ﻏﯾر
ﻣﺄﻟوف ،وﯾﻣﻛﻧك ﻣراﺟﻌﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺳـﻠوﻛﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﺻطﺣﺎﺑﮫ ﻣﻌك ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،ﺑﺣﯾث
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟطﻔل أن ﯾﺗذﻛ ّ ر ﻋﻧد اﻟوﺻول أن ﯾﻠﻘﻲ اﻟﺗﺣﯾﺔ ،وﯾﺳـﻠّم ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺟودﯾن ،وﻗد ﯾﻧﺳﻰ أو
ﯾُ ﺧطﺊ ،وھذا ﺷﻲء طﺑﯾﻌﻲ ﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣﻧك أن ﺗﺛوري ﻋﻠﯾﮫ .وﺣﺎذري أن ﺗﺣرﺟﯾﮫ أﻣﺎم أﺻدﻗﺎﺋﮫ أو
اﻟﺿﯾوف..
وﻣن اﻟﻣﻔﯾد أن ﺗﺟﻠﺳﻲ ﻣﻌﮫ ﺑﻌد ﺣﺿور ﺣﻔﻠﺔ ﻣﻌﯾ ّﻧﺔ ،أو ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﺎﻣ ّﺔ ،وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﮫ ﺣول ﻣ ُ ﺷﺎھداﺗِﮫ
ﻟﺗﺻر ّﻓﺎت اﻷطﻔﺎل اﻵﺧرﯾن ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻌﻠم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗﺻر ّ ف اﻟﺳﻠﯾم واﻟﺗﺻر ّ ف اﻟﺧﺎطﺊ ،وﻻ ﺗﻔﻌﻠﻲ
ذﻟك إﻻ إذا ﻛﻧت ﻣﺗﺄﻛدة أﻧﻛﻣﺎ ﻟن ﺗﻠﺗﻘﯾﺎ اﻟطﻔل ﺳﻲء اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ اﻟﻘرﯾب اﻟﻌﺎﺟل ،ﻷن طﻔﻠك ﺣﺗﻣﺎ ً
ﺳـﯾﺷﯾر إﻟﯾﮫ ﻗﺎﺋﻼ "اﻧظري أﻣﻲ ،ھذا ھو اﻟوﻟد ﻗﻠﯾل اﻷدب".
43
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وأﺧﯾراً ،اﻋﻠﻣﻲ اﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن اﻟﻌدل ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟطﻔﻠك ﺑﺄن ﯾﻛﺑر ﻣﻌﺗﻘداً ﺑﺄن آداب اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻏﯾر ﻣ ُ ﮭﻣﺔ ،ﻷن
أﺻدﻗﺎﺋﮫ ﯾﻌﻠﻣون أﻧﮭﺎ ﻣ ُﮭﻣ ﱠ ﺔ ،وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺑر اﻷطﻔﺎل ،ﻓﺈﻧﮭم ﯾُﻛوﻧون أﻓﻛﺎرھم واﻧطﺑﺎﻋﺎﺗﮭم ﻋن ﺑﻌﺿﮭم
ﺑﻌﺿﺎ ً ،وﯾدرﻛون ﻣن ھو اﻟﻣ ُﺳـﺗﮭﺗر ،وﻗﻠﯾل اﻟﺗﮭذﯾب ،واﻟﻣ ُﺗﺳـﻠّط ،واﻟﻣ ُﺗﮭو ّ ر ،وﺑﻣﺳـﺎﻋدﺗك ﯾﺳﺗطﯾﻊ
طﻔﻠك أن ﯾﻛﺗﺳـب ﺳﻣﻌﺔ ﻛطﻔل راﺋﻊ ﻣﮭذ ّ ب وﻣﺣﺑوب.
.
ﻋﺎدة ﻣص ّ اﻹﺑﮭﺎم ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل
ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﻣص اﻟطﻔل اﻟﺻﻐﯾر إﺑﮭﺎﻣﮫ ،أو ﯾﻘﺿم أظﺎﻓره ،أو ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺑطﺎﻧﯾﺗﮫ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻟﯾﻼً
وﻧﮭﺎرا ،ﻓﻣﻌظم اﻷطﻔﺎل ﻟدﯾﮭم ﻣﺛل ھذه اﻟﻌﺎدات ،وھﻲ ﻋﺎدات ﻋﺻﺑﯾ ّﺔ ﻻواﻋﯾﺔ ﻣﺻدرھﺎ اﻟﺗوﺗ ّ ر ،وﻻ
ﺗﺳﺗوﺟب إﺟﺑﺎر اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ ﺗرﻛﮭﺎ ،أو اﻟﺳﺧرﯾﺔ ﻣﻧﮫ ﺑﺳﺑﺑﮭﺎ .ﻓﻌﺎﺟﻼً أو آﺟﻼً ﺳﯾﺗﻌﻠم اﻟطﻔل اﻟﺳﯾطرة
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ،وﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر وﻋﯾﺎ ً ﻟﻌدة أﻣور ﻛﺎﻻھﺗﻣﺎم ﺑﻣظﮭره وﺳﻠوﻛﮫ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳب.
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾ َﻌﻣد اﻟطﻔل ﻟﻣص ّ إﺑﮭﺎﻣﮫ ﯾﻘوم ﺑدﻓﻊ أﺳﻧﺎﻧﮫ اﻟﻌﻠوﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ،واﻟﺳﻔﻠﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺧﻠف ،ﻣﻣﺎ ﻗد
ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺷﻛل أﺳﻧﺎﻧﮫ .وﯾﻌﺗﻣد ﻣدى اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻷﺳﻧﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﻣﺎرس ﻓﯾﮭﺎ اﻟطﻔل
ﻣص ﱠ إﺑﮭﺎﻣﮫ ،واﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺿﻊ إﺑﮭﺎﻣﮫ ﻓﻲ ﻓﻣﮫ .وھذا اﻟﺗﻐﯾ ّ ر ﻏﯾر داﺋم ،ﻓﮭو ﯾؤﺛر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ
أﺳﻧﺎن اﻟﺣﻠﯾب ،أﻣﺎ أﺳﻧﺎن اﻟطﻔل اﻟداﺋﻣﺔ ﻓﺗﺗﻛو ّ ن ﻓﻲ ﺳن اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً .ﻟذﻟك ،ﻓﻛﻠﻣﺎ أﻣﻛن اﻟﺣد ﱡ ﻣن
ﻣص اﻹﺻﺑﻊ ﻗﺑل ھذه اﻟﺳن ،زادت إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻊ ﺣدوث اﻟﺿرر اﻟداﺋم ﻷﺳﻧﺎن اﻟطﻔل .واﻟﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺣﺻول ﺿﯾق ﻓﻲ اﻟﻔك اﻟﻌﻠوي ،وﺗﻐﯾّر ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻠﺳﺎن ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺑّب ﺗﺷو ّ ه اﻷﺳﻧﺎن
اﻟداﺋﻣﺔ ،وﺣدوث ﺗﺷو ّ ه ﻧُطﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ اﻟﻠﺛﻐﺔ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟطﻔل ﯾﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ أﺣﯾﺎﻧﺎ ً ،وﯾﺗﺄﻗﻠم ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ،ﻓﻼ داﻋﻲ ﻟﻠﻘﻠق .وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻛون ﻣص
اﻹﺑﮭﺎم ﻣؤﺷراً ﻟﻧﻘص اﻟﺣب أو ﻋدم اﻻﻧﺳﺟﺎم ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ .ﻓﻌﻠﻰ اﻟواﻟدﯾن ﺗﺣدﯾد أﺳﺑﺎب اﻧزﻋﺎج اﻟطﻔل
وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺻوﯾب اﻷﻣور ,ﻓرﺑﻣﺎ ﻛﺎن اﻟطﻔل ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠر ّ ﻓﻘﺔ .وﻗد ﺗﻌﻛس ﺗﻠك اﻟﻌﺎدة ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ً ﺻﺎرﻣﺔ ﻣن
اﻷھل اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻘدﻣون ﻟﻸطﻔﺎل اﻟﺗﺣﻔﯾز اﻟﻛﺎﻓﻲ .وﻗد ﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﺷﺗ ّت ,أوﻗد ﯾﻛون ﻟﮭﺎ أﻛﺛر ﻣن ﺳﺑب
واﺣد.
ﻛﯾف ﺗﺳﺎﻋدﯾن طﻔﻠك اﻟذي ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز اﻷرﺑﻊ اﻟﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻋﺎدة ﻣص اﻹﺑﮭﺎم؟
-1ﯾُﻌﺗﺑر ﻣص اﻹﺑﮭﺎم طﺑﯾﻌﯾﺎ ً ﻗﺑل ﻋﻣر اﻷرﺑﻊ اﻟﺳﻧوات وﯾﺟب إھﻣﺎﻟﮫ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن اﻟطﻔل ﻣرﯾﺿﺎ ً
أو ﻣ ُﺗﻌ َﺑﺎ ً .
44
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
-2إذا ﻻﺣظت أن طﻔﻠك ﻛﺎن ﯾﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻣﻠل ﻓﺣﺎوﻟﻲ إﻟﮭﺎءه ﺑﺈﻋطﺎﺋﮫ ﺷﯾﺋﺎ ً ﯾﻔﻌﻠﮫ
ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﯾدﯾﮫ.
-3اﻣﺗدﺣﯾﮫ ﺑﯾن اﻟﺣﯾن واﻵﺧر ﻟﻌدم ﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ.
-4إذا ﻛﺎن طﻔﻠك ﯾﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﻌﺗﺎد وھو ﯾﺣﻣل ﻟﻌﺑﺗﮫ أو ﺑطﺎﻧﯾﺗﮫ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ،ﻓﺎﻷَوﻟﻰ أن
ﺗﺑﻌدﯾﮭﺎ ﻋﻧﮫ ﻷن وﺟودھﺎ ﻣﻌﮫ ﯾﺣﻔزه ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻌﺎدة .أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ ﺑﺷﻛل أﻗل ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﺣﺗﺿن ﻟﻌﺑﺗﮫ أو ﺑطﺎﻧﯾته ،ﻓﻣﻌﻧﻰ ھذا أن ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﺗﻌو ّ ﺿﮫ ﻋن ﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ وﯾُﻔﺿ ﱠ ل اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ
ﻟﻺﻗﻼع ﻋن ھذه اﻟﻌﺎدة.
-5إن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ طﻔﻠك ﻟﻣﻧﻌﮫ ﻣن ﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ ﻗﺑل أن ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻌداً وﯾﺻﺑﺢ ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ
اﻟﻔﮭم ،ﺳﯾزﯾده ﺗﻣﺳ ّﻛﺎ ً ﺑﮭذه اﻟﻌﺎدة ،وﯾزﯾد ﻣﻘﺎوﻣﺗﮫ ورﻓﺿﮫ ﻟﻠﺗﻌﺎون.
أﻣﺎ إذا ﺗﺟﺎو َ ز طﻔﻠك ﻋﻣر اﻷرﺑﻊ اﻟﺳﻧوات ،ﻓﻧﻧﺻﺣك ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن ھذه اﻟﻌﺎدة ﻧﮭﺎراً ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﺣﺎوﻟﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام طﻔﻠك ﺑﺗرك ﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ ﺑﺗﻌرﯾف طﻔﻠك ﺑﻣ َﺿﺎر ّ ﻣص ّ اﻹﺑﮭﺎم.
-2ﺣﺎوﻟﻲ د َ ﻏدﻏﺔ ﺷﻌوره ﺑﺎﻟﻔﺧر ﺑﻧﻔﺳﮫ.
-3إﺳﺄﻟﯾﮫ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﺗذﻛﯾره.
-4ﺷﺟ ّﻌﻲ طﻔﻠك ﻋﻠﻰ ﺗذﻛﯾر ﻧﻔﺳﮫ ﺑوﺿﻊ ﻻﺻق ٍ طﺑﻲ ﻋﻠﻰ إﺑﮭﺎﻣﮫ أو رﺳم ﻧﺟﻣﺔ ﻣﺛﻼ .أو اﺳﺗﺧدﻣﻲ
ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣﺎﻧﻌﺎ ً ﻣن ﻣص اﻹﺑﮭﺎم ﻛ َﻠف ّ ﺷرﯾط ﻻﺻق ﻋﻠﻰ إﺻﺑﻌﮫ ،ﻓﮭذا ﻗد ﯾﺣو ّ ل ھذه اﻟﻌﺎدة اﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ
إﻟﻰ ﺗﺻر ّ ف ﻣﺣﺳوس ،وراﻋﻲ أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﺷرﯾط ﻣﺷدوداً وﻻ رﺧواً.
-6إذا ﺑدأ طﻔﻠك ﺑﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ ،اطﻠﺑﻲ ﻣﻧﮫ أن ﯾﻔﻌل ﺷﯾﺋﺎ ً ﺑﺎﺳﺗﺧدام إﺑﮭﺎﻣﮫ ،ﻣﺛل وﺿﻌﮫ داﺧل ﻗﺑﺿﺗﮫ
ﻟﻌﺷر ﺛوان ٍ ،أو ﺗدوﯾر إﺑﮭﺎﻣ َ ﯾﮫ.
-7اﻣﺗدﺣﻲ طﻔﻠك ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ ﺑﻌد أن ﻛﺎن ﯾﻔﻌل ذﻟك ﺳﺎﺑﻘﺎ ً .
-8ﻛﺎﻓﺋﯾﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ ﻟﯾوم ﻛﺎﻣل ﺑوﺿﻊ ﻧﺟوم ﻋﻠﻰ ﻟوﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ .وﯾﻣﻛن أن ﺗﺗم ﺑرﻣﺟﺔ
ﻣﻛﺎﻓﺄﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣراﺣل ،ﺑﺷراء ﻟﻌﺑﺔ ،أو اﻟذھﺎب إﻟﻰ ﻣﻛﺎن ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟذھﺎب إﻟﯾﮫ.
-9ﺗﺟﻧّ ﺑﻲ ﺳﺣب إﺑﮭﺎﻣﮫ ﻣن ﻓﻣﮫ.
إن ﻣص اﻹﺑﮭﺎم ﻟﯾﻼً ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻻإرادﯾﺔ ﻟﻛن ﯾﻣﻛن اﺗﺑﺎع اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻧﻌﮭﺎ أو اﻟﺗّﺧﻔﯾف ﻣﻧﮭﺎ:
-1ارﺗداء ﻣﻼﺑس ﺑﺄﻛﻣﺎم طوﯾﻠﺔ ﺗﺟﻌل ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺧراج ﯾده ﻣن اﻟﻛ ُمّ ﻟﻣص اﻹﺑﮭﺎم ﺻﻌﺑﺔ.
-2ﻟف رﺑﺎط ﻣطﺎطﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛوع واﻟﺧﺻر ,ﺣﯾث ﯾﺣدث اﻟرﺑﺎط ﺿﻐطﺎ ً ﯾﻣﻧﻊ اﻹﺻﺑﻊ ﻣن اﻟوﺻول
إﻟﻰ اﻟﻔم ،وﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﺎول ذﻟك ﺳﯾﻐﻠﺑﮫ اﻟﻧوم.
-4اﺳﺗﺷﯾري طﺑﯾب اﻷﺳﻧﺎن إذا ﻛﺎن طﻔﻠك ﻻ ﯾزال ﯾﻣص إﺑﮭﺎﻣﮫ ﺣﺗﻰ ﺳن اﻟﺳﺎدﺳﺔ.
-5ﻻ ﺗؤﻧ ّ ﺑﻲ أو ﺗﺿرﺑﻲ اﻟطﻔل وﻻ ﺗُ ﻣﺎرﺳﻲ أي ﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﯾﮫ.
-6اﺳﺗﺧدﻣﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﺗذﻛﯾر ﺧﺎﺻ ّ ﺔ )ﺑﮭدف ﻋدم إﺣراﺟﮫ( ﻟﺗذﻛﯾرهﺑﺄﻧﮫ ﺑدأ ﺑﻣص ّ إﺑﮭﺎﻣﮫ.
45
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
إن أﺳﺎس ﺗﻧﻣﯾﺔ اﺣﺗرام اﻟذات ﻣزﯾﺞ ﻣن ﻣﻌرﻓﺗك ﻟذاﺗك ،وﻛﯾف ﺗـَ ﺷﻌرﯾن ﺣﯾﺎل ﻧﻔﺳك ،ورأﯾك ﻓﻲ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗك اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ .وﯾﺗرﺳ ﱠ ﺦ اﺣﺗرام اﻟذات ﻋﻧد طﻔﻠك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻣﺷﺎﻋره اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ
ﻛﺎﻟﻔرح ،وﺗﻘﺑ ّ ل ﻣﺷﺎﻋره اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﮭﺎ )اﻟﺣزن ،واﻟﻐﺿب ،واﻟﺧوف ،واﻟﺧﺟل،
واﻻﺷﻣﺋزاز(.
وﻛﺄم؛ أﻧت أھمّ ﺷﺧص ﻓﻲ ﻋﺎﻟم طﻔﻠك .ﻓﺄﻧت ﺗﻣﻧﺣﯾﻧﮫ أول ﺗﻌرﯾف ﻟذاﺗﮫ .وﺗﺧﺑرﯾﻧﮫ ﻣﻊ ﻛل ﻛﻠﻣﺔ ،أو
ﻟﻔﺗﺔ ،أو ﻓﻌل ،ﻛم ھو ﻣﮭم ،وﻛﯾف ﺳﯾﺗﻘﺑﻠﮫ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ.
وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺑر طﻔﻠك ،ﺗُﺻﺑﺢ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﺣﺗرام اﻟذات ﻋﻧده ﺷﺑﻛﺔ أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾداً ﻣن اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﺷﺎﻋر
اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ،أي ﻛﯾف ﯾرى اﻵﺧرﯾن؟ ،وﻛﯾف ﯾﻧظر إﻟﯾﮫ اﻵﺧرون؟ .وﻣن اﻟﺷﺎﺋﻊ ﺑﯾن اﻷطﻔﺎل
واﻟﻛﺑﺎر ،اﻟﺗﺄرﺟﺢ ﺑﯾن ﻓﺗرات ارﺗﻔﺎع اﺣﺗرام اﻟذات واﻧﺧﻔﺎﺿﮫ ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟﺷﮭور واﻟﺳﻧﯾن .وﻣﻊ ذﻟك،
ﺗﺗﺷﻛل ﻗﺎﻋدة ﺻﻠﺑﺔ ﻣن اﺣﺗرام اﻟذات اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎوب اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟطﻔل ورﻋﺎﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ،وھذا ﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻣﻌظم اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظرة اﻟﺗﻔﺎؤﻟﯾﺔ ﻟﺣﯾﺎﺗﮭم وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭم
ﻣن ﺧﻼل اﻻرﺗﻔﺎع واﻟﺗﻌﺛر ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة.
وﯾﺗرﻛ ّ ز ھدﻓك ﻛﺄم ،ﻣﻊ طﻔﻠك ،ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﻌور ﻣﺳﺗﻘر وﻣﺗﻣﺎﺳك ﺑذاﺗﮫ ،ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠطﻔل
ﺑﺗﺻور ﻣواھﺑﮫ وﻗدراﺗﮫ ﺑﺷﻛل دﻗﯾق ،واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﺑﻣروﻧﺔ ،واﻟﻧظر إﻟﻰ أھداﻓﮫ وﻗدراﺗﮫ ﺑواﻗﻌﯾﺔ،
ﺧﻼلﻣراﺣل ﻧﻣو ّ ه اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
واﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ھو اﻟﺣب واﻟﺗﻘدﯾر ﻟﺟوھر طﻔﻠك )ﺣب وﺗﻘدﯾر اﻟطﻔل ﻟذاﺗﮫ( وﻟﻛن ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﯾﻛون
اﻟﻛﻼم أﺳﮭل ﻣن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن أﺣد اﻟواﻟدﯾن أو ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ ﻟم ﯾﻼﻗﯾﺎ اﻟﺣب واﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟطﻔوﻟﺔ .وﻣﻊ ذﻟك ،ﻓﺈن ﻓﮭم اﻹﺷﺎرات ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﻔﯾداً .وﺗﻧطوي اﻟطﻔوﻟﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺑراءة
اﻟطﻔل وﻋﻔوﯾﺗﮫ ،وﻓﮭﻣﮫ .وان اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﻣﺷﺎﻋره اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺗﮫ ﻣن اﻹﺣﺑﺎط ،أو
اﻟﻐﺿب ،وھﻲ ﻋواﻣل ﻣﺳﺑّ ﺑﺔ ﻹﻓﺳﺎد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن واﻟطﻔل ،وﺿﻌف ﻋﺎﻟم اﻟطﻔل اﻟداﺧﻠﻲ.
ﯾﻣﻛﻧك ﺑﻧﺎء اﺣﺗرام وﺗﻘدﯾر اﻟذات ﻣﻧذ اﻷﯾﺎم اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺣﯾﺎة طﻔﻠك ،ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﺑﺷﻛل
ﻣﻧﺎﺳب ﻹﺷﺎرات طﻔﻠك ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة )اﻟﺣزن ،واﻟﻐﺿب ،اﻟﺧوف…اﻟﺦ( ،واﻟﻣﺗﻌﺔ )اﻻھﺗﻣﺎم،
واﻻﺳﺗﻣﺗﺎع…اﻟﺦ(.
وﯾﻌﺗﻘد ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺧﺑراء أن ﻟﺑﻧﺔ ﻣﮭﻣﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﺣﺗرام اﻟذات ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟطﻔل
46
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص .واﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﺗﺣﻘق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻗدرة اﻟدﻣﺎغ ﻋﻠﻰ ﺧﻠق اﻟﻧظﺎم ﻣن اﻟﻔوﺿﻰ ﻣن ﺧﻼل
اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺑﮭﺎت .ﻓﺎﻟﻘدرة اﻟﻔطرﯾﺔ ﻟﻠرﺿﯾﻊ ﻟﺗطوﯾر اﻟﻛﻔﺎءة ﺗؤﺳس ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل وﻟﻠﺗﻔﺎﻋل اﻟﻣﺗﻘن
واﻟﻣﺗطو ّ ر ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم واﻟﻧﺎس ،وھذا ﺑدوره ﯾؤدي ﻟﺷﻌوره ﺑﺎﻻﻋﺗزاز ﺑﻧﻔﺳﮫ .وﻛﺟزء ﻣن ھذا اﻟﺗطور
ﯾﺗﻌﻠم اﻟطﻔلأﺛﻧﺎء ﻧﻣو ّ ه ﻓرض اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻷﺣداث اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ .وﻷﻧﮫ ﯾﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﮫ ،ﻓﮭو ﯾﺗﻌﻠم
ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾ ّف ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت وﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
* ﺗرﻛﯾز اﻻھﺗﻣﺎم اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل .ﻓﺎﻟطﻔل ﯾﻧﻣو ﻋﺎطﻔﯾﺎ ً وﺗزداد ﺳﻌﺎدﺗﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﺄﻧﮫ ﻣوﺿﻊ
اھﺗﻣﺎم ﺣﻘﯾﻘﻲ وﺑﺄﻧﮫ ﻣرﻛز اﻟﻛون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟك .وھو ﯾﺳﺗﺧدم اﻹﺷﺎرات ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻋواطﻔﮫ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ
ﯾﺻرخ ،أو ﯾﮭﺗﺎج أو ﯾﻧﺎﻏﻲ ،ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗوﻗﻊ ﻣﻧك اﻟرد ﺑﻧﻔس اﻟﺣﻣﺎﺳﺔ أو اﻟﺷدة اﻟﺗﻲ ﯾُ ﺑدﯾﮭﺎ ﺗﺟﺎه ﻣﺎ ﯾﺣدث
ﻟﮫ.
* ﯾﻧﺳﻰ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت أﺣﯾﺎﻧﺎ أن ردود اﻷﻓﻌﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﻔل ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟوﺿﻊ .ﻓﻌدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻛرة اﻟﺗﻲ دﺧﻠت ﻓﻲ رﻛن ﺣدث رھﯾب! وﯾرﯾد طﻔﻠك ﻣﻧك اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾطﺎﻟﺑك
ﺑذﻟك ﻣن دون ﺗردد .وھو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺟد ﻧﻔﺳﮫ ﻋﺎﺟزاً ﻋن ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷوﺿﺎع ﺑﻧﻔﺳﮫ ،ﯾطﻠب ﻣﺳﺎﻋدﺗك
ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﮭﺎ؛ ﺑﺛورة ﻏﺿب .ﻓﺈذا ﻟم ﯾُ ﺛر ذﻟك ﺗﻌﺎطﻔك واھﺗﻣﺎﻣك ،وإذا ﻟم ﺗﺳﺗﺟﯾﺑﻲ
وﺗﺳﺎﻋدي طﻔﻠك ﻓﻲ اﻟﺧروج ﻣن ﻣﺷﻛﻠﺗﮫ ،ﻋﻧدھﺎ ﯾﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺄن ﻣﺷﺎﻛﻠﮫ ﻻ ﺗﮭﻣك ،وﺑﺄن ﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﮫ
ﻻ أھﻣﯾﺔ ﻟﮫ .وﺑدﻻً ﻣن ذﻟك ،إذا ﻛﻧت ﺗﺳﺗطﯾﻌﯾن إﯾﻼء اﻻھﺗﻣﺎم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﺣﺎﺟﺎﺗﮫ ،وﺗﺄﯾﯾد وﺗﺻدﯾق
ﻣﺷﺎﻋره وﺗﺻوراﺗﮫ ،ﻓﺳوف ﺗﺳﺎﻋدﯾن طﻔﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳﮫ.
* ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻛﺎﻓﺂت واﻟﻣدﯾﺢ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻼھﺗﻣﺎم :ﯾﺟب أﻻ ﯾﻧﺳﻰ اﻷب واﻷم أﺑدا أھﻣﯾﺔ ﺗطﻠﱡﻊ اﻹﺑن،
وﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺣب اﻟذي ﯾﺗوﻗﻌﮫ ﻣﻧﮭﻣﺎ.
ﻓﺎﻟطﻔل ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻼﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺎت اﻟرﺿﺎ ﻋﻧﮫ وأﻧك ﺗﻌﺗﻘدﯾن أﻧﮫ راﺋﻊ ،وﯾﺗطﻠﻊ ﻟرؤﯾﺔ “اﻟﺑرﯾق ﻓﻲ
ﻋﯾﻧﯾك“ وھﻲ إﺷﺎرات اﻟﻣﺣﺑﺔ واﻟرﺿﺎ ﻋﻧﮫ .ﻻ ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻔﺗرﺿﻲ اﻧﮫ ﯾﻌرف ﻛﯾف ﺗﺷﻌرﯾن ،ﻓﮭو ﻻ
ﯾﻌرف .وﯾرﯾدك أن ﺗﺣدﺛﯾﮫ ﻋن ﻣﺷﺎﻋرك ﺗﺟﺎھﮫ ﻣرات وﻣرات .وﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد ،ﺳﯾﺻﺑﺢ اﻟﺛﻧﺎء
واﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣ ُﺣﻔّزات أﻓﺿل وﺻﺣﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن اﻟﺧوف واﻟﺧﺟل .وﻣن اﻟﻣﮭم أﯾﺿﺎ أن ﺗوﺿﺣﻲ ﻟﻠطﻔل
اﻟﺣﺳﻧﺎت واﻟﻣﺳﺎوئ ،واﻷﺳﺑﺎب واﻟﻣﺑر ّ رات ،ﻣﮭﻣﺎ ﺗﻛن اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣك ّ .
* إذا ﻛﺎن اﻟطﻔل ﯾرى اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻣﺻدر ﺗﮭدﯾد أو ﺧطر ،ﻓﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻘوة واﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ،أو
أن ﯾﻌرف أن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮫ أن ﯾﺷق ّ طرﯾﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻧﺟﺎح .وﻟﻛن ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗﺟﯾﺑﯾن ﻟﻣؤﺷرات طﻔﻠك
اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﻐﺿب واﻻﺳﺗﯾﺎء ﺑﺎﻟﺳﻣﺎح ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺧﺎوﻓﮫ وﻣﺷﺎﻋره ﺛم إزاﻟﺔ ﻋواﻣل اﻟﺧطر ،ﻓﺄﻧت
ﺗﻣﻧﺣﯾﻧﮫ اﻷدوات واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ ﻓﻼ
ﯾﻣﻛن ﻟﺷﻲء أن ﯾﺳﺎﻋد طﻔﻼ ﯾﺎﺋﺳﺎ ﻣﺛل إدراﻛﮫ اﻧﮫ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾك ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﮫ ﻣن اﻟﺧطر
واﻟﺣزن.
47
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﯾﻘﻠـ ّ ل ﺑﻌض اﻵﺑﺎء ﻣن اﺣﺗرام ذوات أطﻔﺎﻟﮭم دون ﻗﺻد ،ﻋن طرﯾق ﺗﺣﻘﯾر أو ﺗﺳﺧﯾف ﺗﻌﺑﯾرھم ﻋن
اﻻھﺗﻣﺎم واﻟﻣﺗﻌﺔ .وھذا ﯾؤدي ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ً ،إﻟﻰ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧﺟل ،واﻟﺧﺟل ﯾُﻘو ّ ض اﺣﺗرام اﻟذات.
وﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﻔﮭم اﻟﻛﺑﺎر ﻛﯾف ﺗﻌﻣل اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﻌواطف ،ﺗﺻل اﻷﺳرة إﻟﻰ وﺿﻊ ﻣ ُز ْر ٍ ،ﻷن ھﻧﺎك
ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن ﺗﻌﺑﯾر اﻟطﻔل ﻋن اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ وﻗدرة اﻵﺑﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﺑﺷﻛل
ﻣﻧﺎﺳب .ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ،ﯾﻔﺷل اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﻌور ذاﺗﻲ ﺻﻠب؛ ﺗﺟﺎه ﻣﺎ ﯾُﺣﺑون وﻣﺎ ﻻ
ﯾﺣﺑون ،واﻟﺛﻘﺔ ﺑﻣﺷﺎﻋرھم وﻗدرﺗﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﻔﮭم ،وھﻛذا دواﻟﯾك .ﻓﺎﻟﺗوﺗ ّ ر اﻟذي ﯾﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻷم واﻟطﻔل ،
ﯾﻣﻛن أن ﯾُ ﺳﮭم ﻓﻲ ﺗﺂﻛل اﺣﺗراﻣﮫ ﻟذاﺗﮫ .وﻗد ﯾﺻﺑﺢ اﻟطﻔل ﻏﺎﺿﺑﺎ ً ،ودﻓﺎﻋﯾﺎ ً ،وﻏﯾر ﻣﺗﺳﺎﻣﺢ ،وﻏﯾر
ﻣ َر ِ ن ،أو ﯾﺻﺑﺢ ﻣﻧطوﯾﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ،وﻣﺣط ّﻣﺎ ً ذاﺗﯾﺎ ً ،وﺣﺳوداً ،وﺧﺎﺋﻔﺎ ً .وھذه اﻟﺳﻣﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣ ُرﺿﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗُ ﻌزى ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻓﺗﻘﺎر اﻟﺷﺧص ﻟﻺﯾﻣﺎن ﺑﻘﯾﻣﺗﮫ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ .وﻗد ﯾﺗﺣو ّ ل إﻟﻰ
ﺷﺧص ﻣﺗﻧﻣ ّ ر أو ﺧﺟول .ﻣﺳﺗﻧزف ،ﻓﺎرغ ،أو ﻗد ﯾﺻﺎب ﺑﺎﻻﻛﺗﺋﺎب ،وھذه اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ھﻲ
أﻋراض ﻧﻘص اﺣﺗرام اﻟذات .وھﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ ﻷﺧطﺎء اﻟواﻟدﯾن.وﻟﻛن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻷﺑو ّ ة اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺗﺑدو
راﺋﻌﺔ ﺑﻛل اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس.
وﯾﻣﻛﻧك أﻧت وطﻔﻠك اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑرﻓﻘﺔ ﺑﻌﺿﻛﻣﺎ ﺑﻌﺿﺎ ً ،وﺣﺗﻰ ﺗﺳﻌدان ﺑﺗﻌﻣﯾق ﺻداﻗﺗﻛﻣﺎ .ﻋﻠﯾك
اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣ ُ ﺑﮭﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﻊ ﺑﮭﺎ اﻟطﻔل إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم .ﺗﺗﻌﻠﻣﯾن ﻛﺄم ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠم طﻔﻠك.
وﺗﻛﺗﺳﺑﯾن اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻣﮭﺎرات اﻷﻣوﻣﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ،وﯾزﯾد اﺣﺗراﻣك ﻟذاﺗك .وﺑﻣرور اﻟوﻗت ،ﺗﺻﺑﺣﯾن أﻛﺛر
ﻗدرة ﻋﻠﻰ دﻓﻊ طﻔﻠك ﻟﻠﻧﻣو ﻟﯾﺻﺑﺢ ﺷﺧﺻﺎ ً ذا ﻗﯾﻣﺔ ،واﺛﻘﺎ ً ﻣن ﻧﻔﺳﮫ .وﻟدﯾﮫ ﺷﻌور ﻗوي ﺑذاﺗﮫ ،وﯾﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ ﺳوﯾﺔ ،وﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،وﯾﺑﺎدر َ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﮭﺎم واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة ،وﻗﺎدر ﻋﻠﻰ
ﺗﻛوﯾن ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗﻣﯾزة ﺑﺎﻵﺧرﯾن ،واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ،واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﮫ
اﻟذاﺗﻲ.
48
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻗد ﯾﺛور اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت ﻋﻧدﻣﺎ ﯾُﺿط ّ رون ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻟﻠﺗوﺳط ﺑﯾن اﻷﺷﻘﺎء اﻟﻣﺗﺷﺎﺟرﯾن .ﻓﺑﻌد ﻗﺿﺎء
ﯾوم طوﯾل ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،أو اﻻﺳﺗﻐراق ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻏل اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﻻ ﺷك اﻧﮫ ﻣن اﻟﻣزﻋﺞ ﺳﻣﺎع ﺑﻛﺎء
طﻔﻠﺗك ﻷن ﺷﻘﯾﻘﮭﺎ ﯾﻘول ﻟﮭﺎ "أﻧت ﻏﺑﯾﺔ" .وﺗﺑدأﯾن ﺑﺎﻟﺗﺳﺎؤل ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﺑﻧﺗك ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ أو أن
اﺑﻧك ﻣﺷﺎﻏب.
ﺑﻌض اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت ﻟدﯾﮭم ردود أﻓﻌﺎل ﻧ َ ﻣطﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻻت .ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﺗم ﺗوﺑﯾﺦ ﻛﻼ
اﻟطﻔﻠﯾن ﺑﺷﻛل ﻣ ُ ﺣﺑط ،أو ﺗوﺑﯾﺦ اﻟطﻔل اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺔ وﺗﮭدﺋﺔ اﻟطﻔل اﻟﻣﺳﺗﻔـَز .ﻟﻛن ھذا ﻟﯾس ﺣﻼً
ﻣ ُرﺿﯾﺎ ً .ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠطﻔل اﻟﻣﺳﺗﻔِـز ّ أن ﯾﻌﻠم أن رؤﯾﺔ أﺧﯾﮫ ﺑﺎﻛﯾﺎ ً ﻣﺳﺗﺎء ً ﻟﯾس ﻣوﺿﻌﺎ ً ﻟﻠﺗرﻓﯾﮫ واﻟﺗﺳﻠﯾﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠـَﻘﻲ ﻟﻠﻣﺿﺎﯾﻘﺔ أن ﯾﺗﻌﻠم ﺗﻘوﯾﺔ ﻧﻔﺳﮫ ،وﻣواﺟﮭﺔ اﻟوﺿﻊ ﻣن دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻷم أو اﻷب ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﯾﺗﻌرض ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻺﻏﺎظﺔ.
* ﻋﻠّﻣﻲ طﻔﻠك ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺄﻗﻠم .وأوﺿﺣﻲ ﻟﻠطﻔل أن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﺑﺗﻼع اﻟطﻌم .وان اﻟﺑﻛﺎء واﻟﻐﺿب
ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻌﻠﯾﻘﺎت ﻟﯾس ﺳوى ﺗﺄﺟﯾﺞ ﻟﺳﻠوك اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﺣﺎول اﺳﺗﻔزازه.
اﻟﺳﻠوك اﻷﻓﺿل ﻟﻠطﻔلاﻟﻣﺳﺗﮭد َف إﻣﺎ ﺗﺟﺎھل اﻹﻏﺎظﺔ ،أو اﻻﺑﺗﻌﺎد ،أو اﻟطﻠب ﻣن اﻟﻣ ُ ﺳﺗﻔـِز ﺑﮭدوء
ﺑﺎﻟﺗوﻗف .وﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ھذا اﻟﻧﮭﺞ ﻓﺳوف ﯾﻔﻘد اﻟﻣ ُ ﺳﺗﻔـِز اﻻھﺗﻣﺎم ،وﯾﺑﺣث ﻋن ﺷﻛل آﺧر ﻣن أﺷﻛﺎل
اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ.
ﻻ ﺗﺗوﻗﻌﻲ ﻣن اﻟطﻔل اﻟﺗﺄﻗﻠم ﻣﻊ اﻟﻌﺑﺎرات اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟوﺣده .ﺑل ﯾﺟب اﻟﺗدﺧل ﻟﻠﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻠطﻔل اﻟﻣﺳﻲء
أﻧﮫ ﻗد ﺗﺟﺎوز ﺣدوده ،وان ھذا اﻟﺳﻠوك ﻏﯾر ﻣﻘﺑول.
* ﺣﺎوﻟﻲ أﻻ ﺗﺄﺧذي ﺟﺎﻧب اﻟطﻔل اﻟﻣﺳﺗﮭد َف طوال اﻟوﻗت .ﻓﮭذا ﯾدﻓﻌﮫ ﻟﻠﻌب دور اﻟﺷﮭﯾد ،وﺷﻌور
اﻟطﻔل اﻵﺧر ﺑﺄﻧﮫ ﺿﺣﯾﺔ ﻟك .ﻋﺎﻟﺟﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾؤدي ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟطرﻓﯾن ﻟﻠﻌواﻗب .ﻓﻌﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﺣرﻣﺎن ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻛﺎﻟﺗﻠﻔزﯾون أو اﻟﺧروج ﻣﻊ اﻷﺻدﻗﺎء ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻌﻠﻣﺎ
اﻟﻠﻌب ﻣﻌﺎ ً ﻣن دون ﻣﺿﺎﯾﻘﺎت.
* وﺟﮭﻲ اﻧﺗﺑﺎھﮭﻣﺎ إﻟﻰ أن اﻹﻏﺎظﺔ واﻟﻣﺷﺎﺣﻧﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮭﺎ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ .ﺑل ﺗزﻋﺞ ﺑﻘﯾﺔ
أﻓراد اﻷﺳرة أﯾﺿﺎ .وھﻛذا ،ﯾﺟب أن ﯾدرك اﻷطﻔﺎل أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻏﺎظﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻓراد اﻷﺳرة
اﻵﺧرﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻗوﻟﻲ ﻟﮭم اﻧك ﻟم ﺗﺗﻣﻛﻧﻲ ﻣن إﻧﺟﺎز
أﻋﻣﺎﻟك ﺑﺳﺑب ﺷﺟﺎرھم وﺧﺻﺎﻣﮭم .وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ،ﻟن ﺗﺗﻣﻛﻧﻲ ﻣن أﺧذھم ﻟﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ ﻣﺛﻠﻣﺎ
و َ ﻋدﺗِﮭم.
49
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
* ﺣﺎوﻟﻲ ﺻرف اھﺗﻣﺎم اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﻣﺎرس اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت إﻟﻰ أﻧﺷطﺔ أﺧرى .أرﺳﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻣ َ ﮭﻣﺔ ،أو
ﺷﺎرﻛﯾﮫ ﻓﻲ ﻟﻌﺑﺔ ﯾﺣﺑﮭﺎ.
ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت اﻧﻌﻛﺎﺳﺎ ﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟطﻔل ﻹظﮭﺎر ﺗﻔو ّ ﻗﮫ .وﻋﻠﯾك ﺗﻔﮭ ﱡ م ذﻟك ،وﯾﻣﻛﻧك ﺗوﺟﯾﮫ
طﺎﻗﺎﺗﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻋرض ﺗﻔو ّ ﻗﮫ ﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ﯾواﺟﮫ ﻣﻌظم اﻷطﻔﺎل اﻹﻏﺎظﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﮭم ،وﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﯾﮭم اﻟﺗﻌﺎﻣل
ﻣﻌﮭﺎ .وﻏﺎﻟﺑﺎ ًﻣﺎ ﯾﻛون اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﻟدﯾﮭم ﺗﺷو ّ ھﺎت ،أو ﺻﻔﺎت ﺟﺳدﯾﺔ ﻏﯾر طﺑﯾﻌﯾﺔ ،أھداﻓﺎ ً ﺳﮭﻠﺔ
ﻟﻸطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺔ واﻹﻏﺎظﺔ.
* ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺳﺎﻋدي اﺑﻧك ﻋن طرﯾق ﺗﺷﺟﯾﻌﮫ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺷﺎﻋره ،وﺗُﺑﯾﻧﻲ ﻟﮫ أﻧك ﺗﺗﻔَﮭﻣﯾن ﻣﺷﺎﻋره،
وﺗﺣد ّ ﺛﻲ ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﺎ .ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻋﻠـ ّﻣﯾﮫ أن ﯾﻛون ﺣﺎزﻣﺎ ً
)وﻟﻛن ﻟﯾس ﻋدواﻧﯾﺎ ً ( ،وان ﯾﺳﺗﺧدم ﺻوﺗﺎ أﺑﯾﺎ ً واﺛﻘﺎ ً ﻟﻠطﻠب ﻣن اﻟطﻔل اﻵﺧر اﻟذي ﯾﺳﺧر ﻣﻧﮫ اﻟﺗوﻗﱡف.
* وﯾﻣﻛن أن ﺗﺷﻣل اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﺟﺎھل وان ﯾﺳﯾر ﻣﺑﺗﻌداً ،وإﯾﺟﺎد ﺷﺧص أو ﺻدﯾق
ﻟﯾﻛون ﺑﺎﻟﻘرب ﻣﻧﮫ ،أو إﺧﺑﺎر ﻣﻌﻠم أو اﺣد اﻟﻛﺑﺎر .ﺑﻌض اﻷطﻔﺎل ﯾﺣب اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻋﺑﺎرات ﻗﺻﯾرة،
أو اﻟﻧﻛت ﻟﻠرد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺔ ،وﻟﻛن ذﻛـ ّ ري اﺑﻧك أن ﻻ ﯾﺑﺎدل اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺔ أو اﻟﻌراك ،أو
ﻗول ﺷﻲء ﻣ ُؤذ ٍ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد اﻟوﺿﻊ ﺳوءاً.
* وﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻋدﯾﮫ ﻓﻲ أن ﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﻣروﻧﺔ ً ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ،وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷﻧﺷطﺔ واﻟﺻداﻗﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﮫ اﻟﻘوة واﻟﺛﻘﺔ .ﺷﺟ ﱢ ﻌﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺧراط ﻓﻲ أﻧﺷطﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺛل :اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ،أو اﻟرﯾﺎﺿﺔ ،اﻟﺗﻲ
ﯾﺣﺑﮭﺎ وﯾﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ ﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺑرز وﯾﺗﻣﯾز.
* ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﺟﺄي إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن أو اﻟﻣرﺷد اﻟﻧﻔﺳﻲ أو اﻟﻣدﯾر واﻟﺗﺣدث ﺣول
ھذا اﻟﻣوﺿوع ،ﻟﺣﺻر أﻛﺛر اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت ﻣﺛل :ﺣﺎﻓﻼت اﻟﻣدرﺳﺔ ،أو ﺧﻼل
اﻻﺳﺗراﺣﺎت .واﻟﻌﻣل ﻣﻌﮭم ﻟوﺿﻊ ﺣﻠول ،وﻟﺗﻌزﯾز ﻋﻼﻗﺎت إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻷطﻔﺎل.
* إذا ﻛﻧت ﺗﺷﻌرﯾن ﺑﺎﻟﻘﻠق إزاء اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ،أو إذا ﻻﺣظت ﺗﻐﯾ ﱡ رات ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ ﺗدﻋو ﻟﻠﻘﻠق )ﻣﺛل
ﻋدم رﻏﺑﺔ اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻟذھﺎب إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ،ﻛﺄن ﯾﺑدو ﺣزﯾﻧﺎ ً ،أو ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺻﻌوﺑﺎت ،وﯾﻣﯾل إﻟﻰ
اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن أﻓراد اﻷﺳرة( ﻓﻌﻠﯾك طﻠب اﻟﻣﻌوﻧﺔ ﻣن أﺧﺻﺎﺋﻲ ﻧﻔﺳﻲ.
* ﯾﺗﻌﻠم اﻷطﻔﺎل ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ اﻟﺑﯾت .ﻓﻘﺑل أن ﺗﺗﺣدﺛﻲ ﻣﻊ طﻔﻠك ﻋﻣ ّ ﺎ ﯾﺗﻌر ّ ض ﻟﮫ ﻣن ﻣﺿﺎﯾﻘﺎت،
ﻋﻠﯾك إﻟﻘﺎء ﻧظرة ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث داﺧل ﻋﺎﺋﻠﺗك .ﻓﮭل أﻏظت ِ طﻔﻠك ﯾوﻣﺎ ً
إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺑﻛﺎء؟ وھل ﻗﻣت ِ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺧط اﻟﻔﺎﺻل ﺑﯾن اﻹﻏﺎظﺔ ﻛﺄﺳﻠوب ﻣ ُ داﻋﺑﺔ وﻣزاح ،وﺑﯾن
اﻹﻏﺎظﺔ اﻟﻣؤذﯾﺔ؟
* ﻣن اﻟﻣﮭم ّ وﺿﻊ ﺑﻌض اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟواﺿﺣﺔ ﺑﺧﺻوص اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﯾت .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل
50
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟﻣﺛﺎل .ﻟﯾس ﻣﻘﺑوﻻً ﻣﺿﺎﯾﻘﺔ اﻟﻧﺎس ﺑﺷﻲء ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭم اﻟﺗﺣﻛ ّ م ﺑﮫ ،ﻣﺛل :اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺟﺳدﯾﺔ ،أو طرﯾﻘﺔ
اﻟﻛﻼم ،أو اﻟﻌـِرق .ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻷطﻔﺎل ﺑﻣﺛل ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت ﻓﯾﺟب إﻋﻼم اﻹدارة اﻟﻣدرﺳﯾﺔ أو
أوﻟﯾﺎء اﻷﻣور اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن.
* واﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾﺿﺎﯾﻘون ﻏﯾرھم ﻣن اﻷطﻔﺎل ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،ﻗد ﯾﻛون ﻟدﯾﮭم ﻣﺷﺎﻛل ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﻘدﯾر
اﻟذات ،أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة ﻧﻔﺳﯾﺔ .وﯾﺟب طﻠب ھذه اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺳواء
ﻣن اﻹرﺷﺎد اﻟﻣدرﺳﻲ أو ﻣن طﺑﯾب ﻧﻔﺳﻲ.
51
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻟﻶﺑﺎء ﺗﺄﺛﯾرات ﻋﻣﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطو ّ ر أطﻔﺎﻟﮭم وﺗﻧﻣﯾﺗﮭم ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧواﺣﻲ .وﻋﻧد اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ھذا اﻷﻣر
ﻧﺷﻌر ﺑﺄن ھﻧﺎك ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻧﺎ .ﻓﻧﺣن ﻧﺗﺣﻛ ّ م ﺑﻣﺎ ﺳﯾﻛون ﻋﻠﯾﮫ أطﻔﺎﻟﻧﺎ إﻟﻰ ﺣد ّ ﻛﺑﯾر.
ﻓﻧﺣن ﻣﺳؤوﻟون ﻋﻣﺎ ﯾﺄﻛﻠون وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋن ﺣﺎﻟﺗﮭم اﻟﺻﺣﯾﺔ ،وﻛﯾف ﯾﺗﻌﺎﻣﻠون ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ،وأﯾن
ﯾذھﺑون ،وﻏﯾر ذﻟك ،ﻛﻠﮭﺎ أﻣور ﺗُﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻠﮭم أذﻛﯾﺎء.
وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗطو ّ ر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻌﺎطﻔﻲ ﻟﻠطﻔل ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺣﺎور :اﻟﺑﯾت واﻟﻣدرﺳﺔ واﻟﺟﯾران .إﻻ أن
اﻟﺑﯾت ﯾﺑﻘﻰ أﺷد ّ ھﺎ ﺗﺄﺛﯾراً .وﺗﺑﻘﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟطﻔل ﺑواﻟدﯾﮫ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﮫ اﻟﻘﺎﻋدة اﻵﻣﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠطﻔل
أن ﯾﻧطﻠق اﻋﺗﻣﺎداً ﻋﻠﯾﮭﺎ.
واﻷطﻔﺎل ﺧﻼل ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺗﺣﻣ ّ ﺳون ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮭم .وﯾﺗوﺟ ّ ب ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء
واﻷﻣﮭﺎت ﺗوﻓﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾز اﻟﻛﺎﻓﻲ ،ﻟﯾﺗﻣﻛن اﻟطﻔل ﻣن ﺗطوﯾر ﻣﮭﺎراﺗﮫ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ .وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺟﻌل
أطﻔﺎﻟﻧﺎ أﻛﺛر ذﻛﺎء .ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن اﻟطﻔل ﯾﺑدو أﺑطﺄ ﻣن أﻗراﻧﮫ ﻗﻠﯾﻼً ﻓﻲ ﺗﻌﻠمّ اﻷﺷﯾﺎء ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻓﯾﻣﻛﻧﻧﺎ
ﻣﺳﺎﻋدﺗﮫ .وﺧﻠﺻت اﻟدراﺳﺎت إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺷﯾﺋﯾن ﻣﺣد ﱠ دﯾن ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل ﻟﯾﺻﺑﺢ أذﻛﻰ ،أو
ﺗﺣﺳﯾن ﻣﮭﺎراﺗﮫ اﻟﻠﻐوﯾﺔ وﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﻔﻛﯾره وھﻣﺎ:
اﻷول :اﻗرأي ﻟطﻔﻠك ﯾوﻣﯾﺎ ً .ﻣن اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺻو ﱠ رة ،واﻋرﺿﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻور ،وراﻗﺑﻲ ردود أﻓﻌﺎﻟﮫ ﻋﻧد
رؤﯾﺔ ھذه اﻟﺻور ،وﺷﺟ ّ ﻌﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺷﺎﻋره ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺑﮭﺎ.
اﻟﺛﺎﻧﻲ:أﻋط ِ طﻔﻠك اﻟﺧﺑرات واﺷرﺣﻲ ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﺟري .ﻓﺎﻟطﻔل ﯾﺗﻌﻠم ﻣن ﺧﻼل ﻛل أﺣﺎﺳﯾﺳﮫ ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﮫ
ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أن ﯾرى ،وﯾﺳﻣﻊ ،وﯾﺧﺗﺑر اﻷﺷﯾﺎء ﺑﻧﻔﺳﮫ.
ﻗوﻣﻲ ﺑﺗﺳﻣﯾﺔ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺎھدھﺎ اﻟطﻔل ،وﺗﻛﻠﻣﻲ ﻣﻌﮫ ﺑﺄﻟﻔﺎظ وﻣﻌﺎن ٍ ﺻﺣﯾﺣﺔ ،وﺗﺟﻧ ّ ﺑﻲ اﻟﻠﮭﺟﺎت
اﻟﺻﻌﺑﺔ ،وﻻ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻲ ﻟﻐﺔ اﻷطﻔﺎل ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺣدﺛﯾن إﻟﯾﮫ.
وﺗﺣﺎو َري ﻣﻌﮫ أﺛﻧﺎء اﻟﻠﻌب ﺑﻛﻼم ﺑﺳﯾط وﺑﺟ ُ ﻣل ﻗﺻﯾرة واﺿﺣﺔ ﺗﻘﺗرب ﻣن ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﯾﻌﺎب.
إن اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻠﻐوﯾﺔ واﻟذﻛﺎء ،أو اﻟﻘدرات اﻹدراﻛﯾﺔ ،ﻣرﺗﺑطﺔ ارﺗﺑﺎطﺎ ً وﺛﯾﻘﺎ ً ،ﺑل وﺗﺗداﺧل ﻣﻧذ ﻓﺗرة
اﻟرﺿﺎﻋﺔ وﺣﺗﻰ ﺳن اﻟروﺿﺔ .وھذا ھو اﻟﺳﺑب ﻓﻲ أن ھذه اﻷﻧﺷطﺔ ذات أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة .وﻧﺣن ﻧﻌﻠم
أن ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ أو اﻟذﻛﺎء .ﻓﺎﻟﻘراءة
واﺻطﺣﺎب اﻷطﻔﺎل إﻟﻰ أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛل ذﻟك ﯾﻔﺗﺢ ﻋﯾوﻧﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم .ﻓﯾﺗﻌﻠﻣون اﻟﻣﻔردات.
وﯾﺗﻌﻠﻣون ﻛﯾف ﺗﺗﺻل اﻷﺷﯾﺎء وﺗرﺗﺑط ﯾﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﻌﺿﺎ ً .وﯾﺗﻌﻠﻣون :ﻣ َن ،وﻣﺎذا ،وﻣﺗﻰ ،وأﯾن،
وﻛﯾف؟ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮭم .ﯾﺗﻌﻠﻣون ﻛﯾف ﯾﻔﻛرون .وﯾﺷﻌرون .وﯾﺗﻌﻠﻣون ﻋن اﻟﻌﺎﻟم
اﻟذي ﯾﻌﯾﺷون ﻓﯾﮫ .وﯾﺗﻌﻠﻣون رﺑط اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺑﺎﻷﻓﻛﺎر واﻷﻋﻣﺎل.
وﻗد أظﮭرت اﻷﺑﺣﺎث أن اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺗﻘرأ ﻟﮭم أﻣﮭﺎﺗﮭم ﯾوﻣﯾﺎ ،ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻘدرة أﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر
واﻟﻔﮭم اﻟﻠﻐوي ،وارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌرﻓﻲ ،وﻟدﯾﮭم ﻗﺎﻣوس ﻟﻐوي )ﻣﻔردات( أﻛﺑر.
52
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗُﺣﺳ ّ ن اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻟﻠطﻔل :اﻟﻐﻧﺎء ،وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻟﻌﺑﺔ
اﻟﺗظﺎھر ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄدوار ﻣﻌﯾﻧﺔ .واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس اﻟطﻔل ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺻﻧﯾف اﻷﺷﯾﺎء ،واﻟﺗﻌر ّ ف إﻟﻰ
اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
أھم اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺿﻌﮭﺎ اﻵﺑﺎء ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرھم ﺑﺄن اﻷﺷﯾﺎء ﯾﺟب أن ﺗﻛون رﺧﯾﺻﺔ وﺳﮭﻠﺔ
اﻟﻣﻧﺎل .اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭم أن ﯾﺄﺧذوا أطﻔﺎﻟﮭم إﻟﻰ ﺑﺎرﯾس أو إﻟﻰ اﻟﻔﺿﺎء اﻟﺧﺎرﺟﻲ .ﻟﻛن
ﯾﻣﻛﻧﮭم اﺻطﺣﺎﺑﮭم إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ وﻗراءة ﻗﺻﺔ .وﯾﻧﺻﺢ اﻷھل ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺣرة،
ﻣﺛل :اﻟﺣﻔﻼت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ،واﻟرﺣﻼت… اﻟﺦ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﺻطﺣﺑﮭم ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرة ﻓﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن
ﯾﺷﺎھدوا اﻟﻣزارع واﻟﺣﯾواﻧﺎت واﻟطﯾور وﯾﺗﻌر ّﻓوا إﻟﯾﮭﺎ ،وﺣدﯾث إﻟﻰ ﺟﺎر ٍ ﻣ ُﺳن ﱟ ﯾروي ﻗﺻﺻﺎ ً ﻋﻣﺎ
ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻣور ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن أﺻﻐر ﺳﻧﺎ ،أو ﯾُرﯾﮭم أﺷﯾﺎء أو ﺻوراً ﻗدﯾﻣﺔ ﯾﺗﻌﻠﻣون ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﻋﺎﺷﮫ
ﻣن ﺗﺟﺎرب ﻗﯾ ّﻣﺔ ﺧﻼل ﺣﯾﺎﺗﮫ.أﻣﺎ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗطو ّ ﻋﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﺟرﺑﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻻ أن ﯾﺗﻌﻠﻣوا ﻣﻧﮭﺎ
اﻟﻛﺛﯾر .وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟطﻔل ﺣول ﻣﺎ ﻧﺷرﺗﮫ اﻟﺻﺣف ﺣول ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ذﻟك اﻟﯾوم .وھذه ﻛﻠﮭﺎ ﺧﺑرات
ﻏﯾر ﻣ ُ ﻛﻠﻔﺔ وﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﺟﻣﯾﻊ .إن ﻣﺟر ّ د ﻣﺷﺎھدة آﻻت ﻛﺑﯾرة ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟطرق ﻗد ﺗﺛﯾر ﻓﺿوﻟﮫ
ورﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻘراءة ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ،وﻻ ﺷك أن اﻷطﻔﺎل ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎر ﯾﺗﻣﻛﻧون ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة
ﻣن ھذه اﻟﺧﺑرات واﻟﻣﺷﺎھدات.
ورﺑﻣﺎ ﻛﻧﺗم ﺗﻘوﻣون ﺑﻛل ھذه اﻷﻣور .ﻓﺈذا ﻛﺎن ھذا ھو واﻗﻊ اﻟﺣﺎل ،ﻓﺄﻧﺗم ﺗﻘوﻣون ﺑﻌﻣل راﺋﻊ ﺗﺟﺎه
أطﻔﺎﻟﻛم .وإذا ﻛﻧت ِ ﺗﺳﺗطﯾﻌﯾن أن ﺗﻔﻌﻠﻲ ﺑﻌض ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﻣﻊ أطﻔﺎﻟك ،ﻓﺎﺑدأي ﺑﺄﺳرع ﻣﺎ ﯾﻣﻛن .ﻓﻠﯾس
ھﻧﺎك ﺳن ّ ﻣﺣددة ﻟﻠﺑدء ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدة طﻔﻠك ﻟﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر ذﻛﺎء .ﻓﺄي ّ وﻗت ھو أﻓﺿل وﻗت!
53
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
"اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺷﺎﻗﺔ ،وﺗﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﺻﻌوﺑﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻊ طﻔﻠك ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾث ﺳﯾﺣﻛم
اﻵﺧرون ﻋﻠﯾك" .ھذا ﻣﺎ ﺗﻘوﻟﮫ د .أﻧﺟﯾﻼ رﯾﻧﮭﺎرت ،ﺟﺎﻣﻌﺔ إﻟﯾﻧوي -ﻗﺳم إرﺷﺎد اﻟﺣﯾﺎة اﻷﺳرﯾﺔ.
ﻓﺳـواء ﻛﻧت ﻓﻲ ﻣطﻌم ،أو ﻣ ُﺗﻧز ّ ه ﻓﻲ اﻟﮭواء اﻟطﻠق ،أو ﺣﻔﻠﺔ… اﻟﺦ ،وأﺳﺎء اﻷطﻔﺎل اﻟﺗﺻرف ،ﻓﺈن
ھذا ﯾﻣﺛل ﺗﺣدﯾﺎ ً ﻟﺳﻠطﺔ اﻵﺑﺎء اﻟذﯾن ﯾُﻔﺗرض ﺑﮭم أن ﯾﺿﺑطوا اﻷطﻔﺎل ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾراﻗﺑﮭم
اﻵﺧرون ،وﯾﺣﻛﻣون ﻋﻠﻰ ﻗدراﺗﮭم ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺻر ّ ﻓﺎت أطﻔﺎﻟﮭم ﺳﻠﺑﺎ ً وإﯾﺟﺎﺑﺎ ً .
ﻓﻔﻲ اﻟﻣﻧزل ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠواﻟدﯾن وﺿﻊ ﺣدود اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ،ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻟﺗﮭدﺋﺔ ﻏﺿب اﻟطﻔل أو إﺣﺑﺎطﮫ .ﻟﻛن ﯾﺧﺗﻠف اﻷﻣر ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺑﻌض اﻵﺑﺎء ﯾﻣﯾﻠون إﻟﻰ
اﻹﻓراط ﻓﻲ اﻟﻐﺿب ﺗﺟﺎه ﺳـوء ﺗﺻرف اﻟطﻔل ،وﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن ذﻟك ،ﯾﺳﺗﺳـﻠم ﺑﻌﺿ ُ ﮭم اﻵﺧر
ﻟﻣطﺎﻟب اﻟطﻔل.
ﻣﺛل ھذه اﻟﻣواﻗف اﻟﻣ ُ ﺣرﺟﺔ ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻓﻣﺎ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺗﺣدﯾﺎ ً ﺑﺳـﯾطﺎ ﻟﺻﺑر اﻟواﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل ،ﻗد ﯾﺻﺑﺢ ﻋﺎﺻﻔﺔ ھوﺟﺎء ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
"ﺗﺗﺟﺎذب اﻷھل رﻏﺑﺔ ﻣزدوﺟﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻹزﻋﺎج وﺣل ّ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ أﺳرع وﻗت ﻣﻣﻛن،
وﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر وﻗواﻋد اﻷﺳرة اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﯾﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎ ً أطول.
ﻓﺎﻟﻧﺎس ﯾرﯾدون أن ﯾﻧظر إﻟﯾﮭم اﻵﺧرون ﻋﻠﻰ أﻧﮭم ﻣ ُرﺑّون ﺟﯾدون ،وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛوﻧوا ﻣﺣﺎطﯾن
ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﯾراﻗﺑون وﯾﺣﻛﻣون" ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘول د .اﻧﺟﯾﻼ رﯾﻧﮭﺎرت.
وأﺳﻠوب اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺿﺑط ﯾﺷﺟ ّ ﻊ ﺳـﻠوﻛﯾﺎت اﻷطﻔﺎل اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻵﺑﺎء ﺑﺎﻟﺣد ﻣﻧﮭﺎ .ﻓﺎﻟﺗﮭدﯾد
وﻋدم اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﯾﻌززان ﻓﻛرة أن اﻟﺗﮭدﯾدات ﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﮭﺎ ،واﻧﮫ ﻟن ﺗﻛون ھﻧﺎك ﻋواﻗب ﻟﺳوء اﻟﺗﺻرف.
وﺑﺎﻟﻣﺛل ،ﻓﺎن اﺳﺗﺳـﻼم اﻵﺑﺎء ﻟﻣطﺎﻟب اﻟطﻔل وﻧوﺑﺎت اﻟﻐﺿب ﯾﻌﻠّم اﻷطﻔﺎل ﺑﺄن ﯾﺗ ّ ﺑﻌوا ھذا اﻷﺳﻠوب
ﺑﺈﺣداث اﻟﺿﺟﯾﺞ واﻟﺻراخ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرﯾدون .وﻛﻣﺎ ﺗﻘول د .اﻧﺟﯾﻼ رﯾﮭﺎرت “ :ﻓﺈن اﻟﺗرﺑﯾﺔ
اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺑدأ ﻣن اﻟﻣﻧزل ”
"ﯾﻣﻛن ﻟﻶﺑﺎء وﺿﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠوك اﻟﻣﻘﺑول وﻏﯾر اﻟﻣﻘﺑول ﻗﺑل ﻣﻐﺎدرة
اﻟﻣﻧزل ،وﺗذﻛﯾر اﻷطﻔﺎل ﺑﮭذه اﻟﻘواﻋد .رﺗب ﻟﻸﻣور ﻓﻲ وﻗت ﻣﺑﻛر ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧك اﻟﺑﻘﺎء ھﺎدﺋﺎ ً وﻻ
ﺗﻧﺗﮭﻲ أﻣورك ﺑﺎﻟﺻراخ" .ھﻛذا ﺗﻘول د .اﻧﺟﯾﻼ.
وﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾرﻏب اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺄن ﯾﻧظر اﻟﻧﺎس إﻟﯾﮭم ﺑﺎﺣﺗرام ،إﻻ أن اﻷﺑو ّ ة ﺗﺗﻌﻠق ﺑك وﺑطﻔﻠك،
وﻟﯾس ﺑﻣﺎ ﯾﺑدو ﺟﯾداً ﻟﻠﻧﺎس .واﻟطﻔل ﻻ ﯾﻔﮭم ﻟﻣﺎذا ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑﺻورة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت
وﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻓﻐﺿﺑك أو ﺗﺳﺎھﻠك ﯾؤدي ﺑطﻔﻠك إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺄﻧك ﻟم ﺗﻌد ﺗﮭﺗم ﺑﮫ.
ﻓﻣﺎ ھﻲ اﻟطرق اﻷﺳﻠم ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻟﺗﺟﻧ ّب اﻹﺣراج ،وﺗﺟﻧّب اﻻزدواﺟﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟطﻔل .ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺑﻌض اﻹرﺷﺎدات:
-1ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﮭل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﮭﺎم ّ ﻋدﯾدة ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﺻطﺣب أطﻔﺎﻟك إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻌداً ﻟﺗوﻟﯾﮭم اھﺗﻣﺎﻣﺎ ً ﺧﺎﺻﺎ ً ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭك .ﻓﯾﺟب ﻣراﻗﺑﺗﮭم
ﺑﺷﻛل داﺋم ،وﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻛﺎن وﺟودھم ،وﻣﺎذا ﯾﻔﻌﻠون .ﻓﻣن اﻟﻣﮭم أن ﯾﻌرف اﻷطﻔﺎل أن آﺑﺎءھم ﯾﮭﺗﻣون
ﺑﮭم .اﻷطﻔﺎل ﯾﺗﺻر ّ ﻓون أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اھﺗﻣﺎم اﻟواﻟدﯾن .ﻓﺗﺣدث إﻟﻰ
54
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
أطﻔﺎﻟك ﻣن وﻗت ﻵﺧر ﻟﯾﻌﻠﻣوا أﻧك ﺗﻌﻠم ﺑوﺟودھم وﺗوﻟﯾﮭم ﻋﻧﺎﯾﺗك واھﺗﻣﺎﻣك.و َ ﺟ ّ ﮫ أﻧظﺎرھم إﻟﻰ
اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮭم ﻣﺛل ﻟوﺣﺔ ،أو أزھﺎر أو ﻧﺑﺎﺗﺎت أو ﺣﯾواﻧﺎت ،أو ﺣﺗﻰ اﻷطﻔﺎل اﻵﺧرﯾن
ﻟﻠﺗواﺻل ﻣﻌﮭم .ﻓﮭذه طرﯾﻘﺔ ﻣﻣﺗﺎزة ﻹﯾﻼء اﻻھﺗﻣﺎم ﻷطﻔﺎﻟك.
-2أﻧت ﺗﻌرف طﻔﻠك أﻓﺿل ﻣن أي ﺷﺧص آﺧر .إذا ﻛﻧت ﺗﺗوﻗﻊ أن ﯾﺻﺑﺢ ﻋﺻﺑﯾﺎ ً واﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺎ ً وﻻ
ﯾرﺗﺎح ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﯾﺻﺑﺢ ﻧ َز ِ ﻗﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻧوم ٍ ﻛﺎف ٍ ،أو ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺟوع ،ﻓﻌﻠﯾك
اﺗﺧﺎذ ﺟﻣﯾﻊ ھذه اﻟﻌواﻣل ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻗﺑل اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻠﺧروج إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻓﺈذا أﺳﺎء اﻟطﻔل
اﻟﺗﺻرف ،ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻗﻊ أن ھﻧﺎك ﻋواﻗب ﺗﻧﺟم ﻋن ﺳوء اﻟﺗﺻرف .وﯾﺗﺑﻊ اﻵﺑﺎء طرﻗﺎ ً ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ أﺑﻧﺎﺋﮭم ،ﻛﺗﺄﻧﯾﺑﮫ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻋﺑﺎرة ﻗوﯾﺔ ﺣﺎزﻣﺔ ،أو ﻧظرة ﺻﺎرﻣﺔ ،ﯾﻔﮭم ﻣﻧﮭﺎ اﻟطﻔل أن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ
ﻛﺎن ﺧطﺄ ،أو ﺧ ُذه ﺟﺎﻧﺑﺎ ً وﻧﺎﻗﺷﮫ ﺑﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ ،وﻟﻛن ﻛن داﺋﻣﺎ ً ﻣﻠﺗزﻣﺎ ً ﺑﺎﻟﮭدوء ورﺑﺎطﺔ اﻟﺟﺄش.
-3ﺗﺣﺿﯾر طﻔﻠك ﺣﺗﻰ ﯾﻌرف ﻣﺎ اﻟذي ﺑﺎﻧﺗظﺎره ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧرج ﻣن اﻟﺑﯾت .ﻓﺈذا أردت اﺻطﺣﺎﺑﮫ إﻟﻰ
ﻣ ُﺗﻧز ﱠ ه ،ﻓﺄﺧﺑره اﻧﮫ ﺳﯾﻛون ﻣزدﺣﻣﺎ ً وﺻﺎﺧﺑﺎ ً ،وأن ھﻧﺎك ﻋدداً ﻛﺑﯾراً ﻣن اﻷطﻔﺎل واﻟﻛﺑﺎر ،وأﻧﮫ ﯾﺟب
أن ﯾﻛون ﺻﺑوراً ،ﻷﻧﮫ ﻗد ﯾﻧﺗظر طوﯾﻼً ﻓﻲ اﻟطﺎﺑور ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ دور ﻟرﻛوب اﻷﻟﻌﺎب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
-4إرﺳﺎء ﺑﻌض اﻟﻘواﻋد اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻣﻐﺎدرة.ﻓﺈذا ﻛﻧت ﺗﺄﺧذ طﻔﻠك ﻟﻠﺗﺳو ّ ق ،ﻓﻘل ﻟﮫ اﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ
إﻻ ﺑﺷراء ﻟﻌﺑﺔ واﺣدة ﻓﻘط ،وھذا ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻣﺳﺎوﻣﺔ ﺗﺣت أي ظرف ﻣن اﻟظروف ،وﻋﻠﯾك اﻻﻟﺗزام
ﺑﮭذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺣﺗﻰ ﻟو ﺣﺎول اﻟطﻔل اﻟﺿﻐط ﻋﻠﯾك.
-4ﺟﮭّز ﻧﻔﺳك ﻟﺗرﻓﯾﮫ طﻔﻠك وإﺷﻐﺎل وﻗﺗﮫ .اﺣﻣل ﺑﻌض اﻟﻠﻌب ،واﻷﻟوان ،وﻛﺗب اﻟﺗﻠوﯾن ،وﻏﯾر ذﻟك،
ﻟﻛﻲ ﯾﺑﻘﻰ طﻔﻠك ﻣﺷﻐوﻻً ،وﻻ ﯾُﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣﻠل واﻹﺣﺑﺎط ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻐﺿب.
-5أﺷﻌر طﻔﻠك ﺑﺄن ﻟدﯾﮫ ﺻﻼﺣﯾﺎت وأﻧﮫ ﻣﻌﻧﻲ ّ ﺑﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠون ﻛﻣﻧﺣﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺑت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣور
ﻣﺛل إﻟﻰ أﯾن ﻧذھب؟ أو اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد رﻛوﺑﮭﺎ… وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧك ﻣﻧﺣﮫ
ﺻﻼﺣﯾﺎت اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻓﯾﮭﺎ.
-6ﺑﻌض اﻟﺗﺻر ّ ﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﺗﻛون ﻣزﻋﺟﺔ ﻟﻠﺑﺎﻟﻐﯾن .وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﺿﺎرة ،وﻻ
ﺗﺳﺗﺄھل ﺧوض ﻣﻌرﻛﺔ ،ﻓﻌﻧد ﻣﻼﺣظﺔ أول ﺑﺎدرة ﻟﻠﺗﻣﻠﻣل ،ﺧذ طﻔﻠك ﻟﻼﺳﺗراﺣﺔ .وﻻ ﺗﻧﺗظر ﺣﺗﻰ
ﯾﺻﺑﺢ ﻣ ُر ْھ َﻘﺎ ً وﻋﺻﺑﯾﺎ ً .
-7ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻲء ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﺻر ّ ف ،ﻗل ﻟﻠطﻔل أﻧك ﺗﻔﮭم اﻧﮫ ﻣ ُﺗﻌب وﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﺄم ،وﻟﻛن ذﻛ ّ ره
ﺑﺣزم ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ اﺗﻔﻘﺗﻣﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل .وﻗﺎوم رﻏﺑﺗك ﺑﺈطﻼق اﻟﺻﻔﺎت ،أو اﻷﻟﻘﺎب اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ
ﻋﻠﯾﮫ .وإذا ﺷﻌرت ﺑﺄن اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ وﺷك اﻻﻧﮭﯾﺎر ،ﻏﺎدر اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،واﺟﻠس ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ھﺎدئ ﻟﻣﺳﺎﻋدة
اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﺎدة ھدوﺋﮫ.
-8ﻛن ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻟﻠﻣﻐﺎدرة ﻛ َﻣﻼذ ٍ أﺧﯾر ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر اﻟرﺣﯾل ،ﻻ ﺗدع طﻔﻠك ﯾﺛﻧﯾك ﻋن ﻗرارك
ﺣﺗﻰ ﻟو وﻋد ﺑﺗﺣﺳﯾن ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ.
-9اﺳﺗﺧدام ﺣس اﻟﻧﻛﺗﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾﺳﯾﺋون اﻟﺗﺻرف .ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺎﻋد
ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﻣﺳﺎر اﻷﻣور.
55
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
-10وأﺧﯾرا ،ﻻ ﺗﻧس َ أن ﺗُﺛﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣ ُ ﺳن ﺗـَﺻرﻓﮫ واﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﻓﻌل ذﻟك.
ھل ﯾواﺟﮫ اﺑﻧك أو اﺑﻧﺗك ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ اﻧﺟﺎز واﺟﺑﺎﺗﮫ اﻟدراﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد ،ھل ﺗﻔﻘدﯾن أﻋﺻﺎﺑك
وﺗﺷدﯾن ﺷﻌرك وأﻧت ﺗﺣﺎوﻟﯾن ﻣﺳﺎﻋدة اﺑﻧك ﻓﻲ إﻧﺟﺎز واﺟﺑﺎﺗﮫ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ؟ وھل ﺗﺻﻠك ﻣذﻛرات ﻣن
اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن ﯾﺷﻛون ﺳوء ﺧطﮫ ،أو ﻋﻼﻣﺎﺗﮫ اﻟﻣﺗدﻧﯾ ّ ﺔ ،أو اﺳﺗﻐراﻗﮫ ﻓﻲ أﺣﻼم اﻟﯾﻘظﺔ ،أو اﻟﺗﻣﻠﻣل ﻓﻲ
ﻣﻘﻌده؟ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﺎ ،إﻟﯾك ﺑﻌض اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ واﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﺑﺗﻛرة:
56
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻻﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﺑﻌد اﻟظﮭر ،ﻓﻌﻠﯾﮫ اﻧﺟﺎز اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ أوﻻ ﺑﻌد ﺗﻧﺎوﻟﮫ ﻟوﺟﺑﺔ ﺻﺣﯾﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ،واﻟﺳﻣﺎح
ﻟﮫ ﺑﻔﺗرات راﺣﺔ .ﺧﺎﺻﺔ اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﻔرط اﻟﺣرﻛﺔ وﻧﻘص اﻻﻧﺗﺑﺎه .ADD-ADHD
-2ﺗذﻛ ﱠ ري أﯾﺿﺎ أن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ھﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﻔل أوﻻً ،واﻷھل ﺛﺎﻧﯾﺎ ً .ﻓﺑﻌض
اﻷطﻔﺎل ﯾﻣﯾﻠون إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻷم أو اﻷب .دﻋﯾﮭم ﯾﺣﺎوﻟون وﺣدھم أوﻻً .ﻓﻘد وﺟد ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس
أن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣﺗﻔو ّ ق ﻟﻠطﻼب اﻵﺳﯾوﯾﯾن ﻓﻲ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت واﻟﻌﻠوم ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟطﻼب
اﻷﻣﯾرﻛﯾﯾن ،ھو أﻧﮭم ﯾﻌطون اﻟواﺟﺑﺎت ﻟﻠطﻠﺑﺔ وﯾﺗرﻛوﻧﮭم ﯾﺣﺎوﻟون وﯾﺷﺗﻐﻠون ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﺑذﻟك ﯾﺣﺻﻠون
ﻋﻠﻰ ﺷﻌور ﺑﺎﻹﻧﺟﺎز ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣواد.
-3أﺗرﻛﻲ طﻔﻠك ﯾﺣﺎول ﺣل ﱠ واﺟﺑﺎﺗﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻣن دون ﻣﺳﺎﻋدة ﻣﻧك ﻟﻔﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻣن اﻟﻣﻔﯾد إﻋﺎدة
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ ﺷﻛل أﺳﺋﻠﺔ ﺑﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣول اﻟﻣﺎدة ،ﻟﺗﺣﻔﯾز ذاﻛرﺗﮫ وﻣﺳﺎﻋدة ﻧﻔﺳﮫ
ﺑﻧﻔﺳﮫ .وإذا ﻟم ﯾُ ﻔﻠﺢ ﻓﻲ ذﻟك ،ﻓﺄرﺷدﯾﮫ إﻟﻰ اﻷﻣﺛﻠﺔ أو أﺳﺋﻠﺔ اﻟوﺣدة أو اﻟﻣراﺟﻌﺔ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎب ،أو
وﺟ ّ ﮭﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﺻﻔﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎدﻻت واﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت أو اﻟﻌﻠوم.
-4راﻗﺑﻲ طﻔﻠك ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻘوم ﻓﯾﮫ ﺑواﺟﺑﺎﺗﮫ اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ .وإذا ﺑدأ ﯾﺑﺗﻌد ،أطﻠﺑﻲ ﻣﻧﮫ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل .ﻓﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺗﺣدﯾد وﻗت ﻻﻧﺟﺎز اﻟواﺟﺑﺎت ﯾﺳﺎﻋده ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ذﻟك .وﺑﺈﻣﻛﺎﻧك ﻋﻘد ﺟﻠﺳﺎت ﻋﻣل
ﻣ ُ ﻧﺗﺟﺔ ،اﺳﺗﺧدﻣﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺗوﻗﯾت ،ﺗﺣدﺛﻲ ﻣﻊ طﻔﻠك واﺗﺧذي ﻣﻌﮫ ﻗراراً ﺑﺷﺄن اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﺟﻠﺳﺔ
اﻟدراﺳﺔ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل (15 -10) :دﻗﯾﻘﺔ ﺗﻧﺎﺳب اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻋﻣر ) (30 -20) ( 9 -6دﻗﯾﻘﺔ
ﻟﻠطﻔل ﻓﻲ ﺳن ) (12 -9وﯾﻣﻛن ﻟﻸطﻔﺎل ﻓﻲ ﺳن) (15 -13اﻻﺳﺗﻣرار ﻟﻣدة ) (45 -30دﻗﯾﻘﺔ ﻣن
اﻟدراﺳﺔ.
وﯾﺗوﻗف ھذا ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻗدرات طﻔﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﯾز واﻟﻣواظﺑﺔ.
57
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
*اﻟدراﺳﺔ ﻟﻔﺗرات ﻗﺻﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣراﺣل ،أي ﺗﺟزيء اﻟﻣﺎدة إﻟﻰ أﺟزاء ﺻﻐﯾرة ،ودراﺳﺔ ﻣﺎدة ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻛل
ﯾوم ﻓﻲ ﻛل ﻣوﺿوع ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ دراﺳﺗﮫ أوﻻً ﺑﺄول.
*ﯾُ ﻔﺿل اﻟدراﺳﺔ وﻋﻣل اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن ﻧﻔﺳﮫ ﻛل ﯾوم .ﺗﺄﻛدي ﻣن إﺿﺎءة اﻟﻣﻛﺎن ﺑﺷﻛل
ﺟﯾد وﺧﻠّوه ﻣن ﻋواﻣل اﻟﺗﺷﺗت.
* اﺳﺗﺧدام أدوات ﻟﺗﻘوﯾﺔ اﻟذاﻛرة ،وھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن إﯾﻘﺎﻋﺎت أو ﻣﺧﺗﺻرات ﺗﺳﺎﻋد اﻟطﻼب ﻋﻠﻰ ﺗذﻛ ﱡ ر
اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﮭﻣﺔ ،وﯾﻣﻛن ﻟﻸم أن ﺗﺑﺗﻛر اﻷدوات اﺳﺗﻧﺎداً إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺣﺑﮫ اﻟطﻔل وﯾﺟده ﺳﮭﻼً ﻟﻠﺣﻔظ ﻣﺛل:
د َ ﻧدﻧﺔ ﻟﺣن ،أو أﻏﻧﯾﺔ ،أو رﺑط ﻋﻧﺎﺻر ﻗﺎﻧون ﻣﻌﯾ ﱠن ﺑﻠﻔظ ﻣﻌﯾ ﱠ ن.
58
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻛل طﻔل ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﺻدﯾق ،وﻋﻧدﻣﺎ أﺳﻣﻊ ﻛﺄم ّ طﻔﻠﻲ ﯾذﻛر اﺳم ﺻدﯾﻘﮫ اﻟﺟدﯾد ،أﺷﻌر ﺑﺎﻟراﺣﺔ واﻷﻣل،
ﻓﻘد ﯾﻛون ھذا اﻟﺷﺧص ھو اﻟﺻدﯾق اﻟذي ﺳﯾﺳﺎﻧده وﯾدﻋﻣﮫ وﯾﺄﻧس إﻟﯾﮫ ﻓﻲ طﻔوﻟﺗﮫ.
وﻟﻛن ،ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻠﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺷﻌرﯾن ﺑﺄﻧك ﻻ ﺗﺣﺑﯾن ھذا اﻟﺷﺧص ،وﻻ ﺗرﻏﺑﯾن ﺑﺗواﺻل طﻔﻠك ﻣﻌﮫ؟
ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ طﻔﻠﻲ اﺑن اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷر إﻗﻧﺎﻋﻲ ﺑﺻدﯾﻘﮫ اﻟﺟدﯾد ،ﻓﻘد ﻛﺎن طﻔﻼً ﺛرﺛﺎراً ﻣﮭذاراً أﻓﺳده
اﻟدﻻل ،ﯾﺗﺣرك ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻧﺗﺑﮫ ﻟﺗﺻر ّ ﻓﺎﺗﮫ وﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن .ﻓرق ﻛﺑﯾر ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،وﻻ
أﺳﺗطﯾﻊ أن أرى ﺳﺑﺑﺎ ﻟﺗﻌﻠّق اﺑﻧﻲ إﯾﮭﺎب ﺑﺻدﯾﻘﮫ اﻟﺟدﯾد ﻟﯾث ،ﻓﺈﯾﮭﺎب طﻔل ﻣﮭذ ّ ب ،ﯾراﻋﻲ ﻣﺷﺎﻋر
اﻵﺧرﯾن .وأﺧﺷﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻟﯾث اﻟﺳﻠﺑﻲ ،وﻻ أرﯾد أن ﯾﻔﺳد ﺗرﺑﯾﺗﻲ ﻟﮫ ،وﻟﺷدة ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻔز ّ ﻧﻲ
ﻻ ﻣﺑﺎﻻة أﻣﮫ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟﯾث ﯾﻘﺿﻲ ﺳﺎﻋﺎت طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻧﺎ ،ﻓﻼ ﺗﮭﺗم ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺗﮫ ،أو اﻻﺗﺻﺎل ﻟﻼطﻣﺋﻧﺎن
ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﻣﺎذا ﻓﻌ َ ـﻠت؟
ﻓﻛرت ﻛﺛﯾراً ،ووﺟدت أن اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ﯾﺟب أن ﯾﻛون :ﻣﺎذا أﻓﻌل؟
ﯾﺟب أوﻻً أﻻ أﻣﻧﻊ طﻔﻠﻲ ﻣن اﻟﻠﻌب ﻣﻊ ﺻدﯾﻘﮫ ،ﻓﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺑﻌﺎده ﺳﺗﻌطﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻛﺳﯾﺔ ،وﺳﯾﺗﻌﻠق ﺑﮫ
أﻛﺛر ،ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺟﻌل ﻣن إﺑﻌﺎده ﻋﻧﮫ ﻣﮭﻣﺔ ﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ ،وﻗد ﯾﺑدأ طﻔﻠﻲ ﺑﺎﻟﻛذب واﻟﺗﺣﺎﯾل ﻋﻠﻲ ّ ،ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن
اﻻﻟﺗﻘﺎء ﺑﺻدﯾﻘﮫ دون ﻋﻠﻣﻲ ،وﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻌﺗد اﻟﻛذب ﻋﻠﻲ ّ ،ﻓﻘد ﯾﺳﺑب ﻟﮫ ھذا اﻟﺳﻠوك اﻟﺗوﺗر ،واﻟﺿﻐط
اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻓﻘد أﻧﮭض ﻣن ﻧوﻣﻲ ﻟﯾﻼً ﻋﻠﻰ ﺻراﺧﮫ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮫ ﻣن اﻟﻛواﺑﯾس.
ﻟم أﺣﺎول وﻟو ﻟﻣرة واﺣدة أن أﺧﺑر إﯾﮭﺎب أﻧﻧﻲ ﻻ أﺣب ﻟﯾث ،ﻓﻣﺛل ھذه اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻛﻔﯾﻠﺔ ﻟدﻓﻌﮫ أﻛﺛر
ﺑﺎﺗﺟﺎه ھذه اﻟﺻداﻗﺔ ،واﻟﺗﻣﺳك ﺑﮭﺎ أﻛﺛر ،وھذا آﺧر ﻣﺎ أرﻏب ﺑﮫ.
وﺑدﻻًﻣن ﻣﻧﻌﮫ ﻣن ﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻟﯾث ،أو اﻟﺗﻔو ّ ه ﺑﺄﺷﯾﺎء ﺳﯾﺋﺔ ﻋﻧﮫ ،ﺑدأت ﺑﺗﺣدﯾد ﻗواﻋد وﺣدود ،ﻓﻣﺛﻼَ،
ﻛﻧت اﺗرﻛﮭﻣﺎ ﯾﻠﻌﺑﺎن ﻣﻌﺎ ً ،ﻟﻛﻧﻲ ﻛﻧت أﺻر ّ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ذﻟك ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻧﺎ ،وﺗﺣت ﻧﺎظري ّ ،وﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ
ﻛﺎن ﯾذھب ﻟﻠﻌب ﻓﻲ ﺑﯾت ﻟﯾث ،ﻛﻧت أوﺻﻠﮫ ﺑﻧﻔﺳﻲ ،وأﺣدد ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻠﻌب اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﮭﺎ .وﻋدد
اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾذھب إﻟﻰ ﺑﯾت ﻟﯾث ،أو أن ﯾﺄﺗﻲ ﻟﯾث إﻟﻰ ﺑﯾﺗﻧﺎ.
وﻛﺎن ﻣن اﻟﺿروري ﺗﺷﺟﯾﻊ إﯾﮭﺎب ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن ﺻداﻗﺎت أﺧرى ،وﻟﻛن ﺑﺣذر ﺷدﯾد ،ﻓﺈﯾﮭﺎب طﻔل
ذﻛﻲ ّ ،وﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾدرك ﻣﺎ أﻓﻌﻠﮫ ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ،وﻛﺎن ﻣن اﻟﻣ ُ ﺟدي ﺗﺷﺟﯾﻌﮫ ﻋﻠﻰ أي ﻧﺷﺎطﺎت ﯾﺷﺗرك
ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻊ أطﻔﺎل آﺧرﯾن أرﻏب ﺑﺄن ﯾﺗواﺻل ﻣﻌﮭم .أﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ﺗﻠك
اﻟﻧﺷﺎطﺎت ،ﻓﻛﻧت أﺗﻌﻣ ّ د اﺻطﺣﺎﺑﮫ إﻟﻰ ﻟﻘﺎءات ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ ﻟﯾﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ أطﻔﺎل آﺧرﯾن.
وﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﻛﻧت أﺗﺎﺑﻊ وأراﻗب طرﯾﻘﺔ ﻟﻌﺑﮭﻣﺎ وﻛﻼﻣﮭﻣﺎ وﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﮭﻣﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،وﯾﺟب
ﺗ َوﺧ ّ ﻲ اﻟﺣذر ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ،ﻓﺎﻟﺗﻧﺻ ّ ت ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻣن ﺧﺎرج ﺑﺎب ﻏرﻓﺔ اﻟطﻔل ،ﺳﯾﺟﻌل ﻣﻧﻲ ﻋدواً ﻟدوداً
ﻟﻛﻠﯾﮭﻣﺎ .وﺑدﻻ ﻣن ذﻟك ،ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﮫ ﻧﺷﺎطﮭﻣﺎ ﻓﻣﺛﻼ أﻗول" :ﺳﺄﺻﻧﻊ اﻟﻛﻌﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺑﺎﻧﮭﺎ ،ھل
ﯾﻣﻛﻧﻛﻣﺎ ﻣﺳﺎﻋدﺗﻲ؟" أو أن اﺻطﺣﺑﮭﻣﺎ إﻟﻰ أﻣﺎﻛن ﻟﻌب اﻷطﻔﺎل ﻛﺎﻟﺣدﯾﻘﺔ ،أو ﻟﺗﻧﺎول اﻟﻐداء ﻓﻲ ﻣﻛﺎن
ﻗرﯾب ،أو ﻟﺣﺿور ﻓﯾﻠم.
ﺑﺑﻌض اﻟﺗﺧطﯾط ،ﯾﻣﻛن اﻟﺣد ّ ﻣن اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻘﺿﯾﮫ اﻟطﻔل ﻣﻧﻔرداً ﻣﻊ ﺻدﯾﻘﮫ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺣد ّ ﻣن
اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟذي ﻗد ﯾﺗرﻛﮫ ﻋﻠﯾﮫ ،وﻣن اﻟﻣﻔﯾد أﯾﺿﺎ اﻟﺗﺣدث ﻣﻊ اﻟطﻔل ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻋدم وﺟود ﺻدﯾﻘﮫ
ﺣول ﺗﺻرﻓﺎت ﺳﻠﺑﯾﺔ وﻏﯾر ﻻﺋﻘﺔ ﻻﺣظت اﻷم ﻗﯾﺎم ﺻدﯾق اﺑﻧﮭﺎ ﺑﮭﺎ ،ﻣن دون اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺻدﯾﻘﮫ
ﻓﻌل ﻛذا أو ﻛذا.
وﺑﻣرور اﻟوﻗت ،ﺳﺗﺿﻌف أواﺻر ھذه اﻟﺻداﻗﺔ ،وﺳﯾﺟد طﻔﻠك ﺻداﻗﺎت أﻓﺿل.
59
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻻ ﺗﺗردي ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﻘﺻص واﻟﺣﻛﺎﯾﺎت ﻟﺧﻠق رواﺑط ﻗوﯾﺔ ﻣﻊ طﻔﻠك .واﻟﻣﺳﻲ ﺑﻧﻔﺳك ﻛﯾف ﯾﻣﻛن
أن ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻘﺻﺔ طﻔﻠك وﺗﺳﺎﻋدك..
ﻛﺎن ﯾﺎﻣﺎ ﻛﺎن… ﻟﮭذه اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺛﻼث ﻗوة ﻋظﻣﻰ ﻟﻧﻘﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﻔور إﻟﻰ واﻗﻊ ﺟدﯾد .ﻛﻠﻧﺎ ﯾذﻛر وﻻ
ﺷك ﺗﻠك اﻷوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت اﻟﺟدة ﺗﺟﻠس ﻟﺗﺣﻛﻲ ﻟﻧﺎ ﻗﺻﺔ ،وﺗﻌﺑﯾرات اﻟدھﺷﺔ ﺗﻣﻸ وﺟوھﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر
ﻋن اﻧﻔﻌﺎﻟﻧﺎ ﻣﻊ اﻷﺣداث ،وﻧﺗذﻛر ﻣﺎ ﺗﺛﯾره ﻓﯾﻧﺎ اﻟﻘﺻﺔ ﻣن ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧوف ،أو اﻟﺣزن ،أو اﻟﻔرح ،أو
اﻟﺗرﻗب ﻟﻣﺎ ﺳﯾﺣدث؟ ﻓﻠﻠﻘﺻص ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻷﻓﻛﺎر .وﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺣﻛﺎﯾﺎت اﻟﻣﻠﮭﻣﺔ ﺗوﺟﯾﮫ
اﻟطﻔل ﻧﺣو اﻟﻘﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺑﺎدئ ﻟﻠﺣﯾﺎة .ﻟذﻟك ﻣن اﻟﻣﮭم ﺟدا ﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻟﻘﺻص اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﻛﯾﻧﮭﺎ ﻷطﻔﺎﻟك ،وﻛﯾف ﺗروﯾﮭﺎ ﻟﮭم؟.
اﻟﻘﺻص ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳﻠﯾﺔ اﻟطﻔل ﻗﺑل اﻟﻧوم ،ﻓﮭﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﺗرﺑوﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻧﻘل
اﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﻓﻛﺎر ،وﺗﺷﻛل ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻣﯾﻣﺔ ﺑﯾن اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻧﺎء ،وﺗﺷﻌر اﻟطﻔل ﺑﺎﻻﻋﺗزاز ﺑﮭﺎ طوال
ﺣﯾﺎﺗﮫ.
ﺑﻌﻛس اﻟﺗﻠﻔزﯾون وأﻟﻌﺎب اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗﮭم اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺗﯾن أواﺻر اﻟﻣﺣﺑﺔ ﺑﯾن
اﻷطﻔﺎل واﻵﺑﺎء .ﻓﻣن اﻟﻣؤﻛد أن ﯾﺳﺗذﻛرك وﯾﺳﺗذﻛر ﻗﺻﺻك اﻟﻣﻣﺗﻌﺔ ،وﯾﻧﺳﻰ اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺿﺎھﺎ
ﻓﻲ ﻣﺷﺎھدة اﻟﺗﻠﻔزﯾون ،أو ﻓﻲ اﻟﻠﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر.
وﯾوﺟد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘﺻص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،ﻓﻘط اﻧظري ﺣوﻟك .وﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺳﺗﻣدي ﻓﻛرة ﻣن أي ﺷﻲء ،
وﺗـَﻧﺳﺟﻲ ﻣن ﺧﯾﺎﻟك ﻗﺻﺔ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﺗﻧﺎوﻟﻲ ﺳﯾرة أﺣد اﻷﺑطﺎل واﻟﻌﻠﻣﺎء ،وأﺧﺑري طﻔﻠك
ﺑﻘﺻﺗﮫ ،أو ﺣﺗﻰ ﺣﺎدﺛﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣﺛل ﺳﻘوط اﻟﺗﻔﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ رأس ﻧﯾوﺗن .أو اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻛﺗب أو اﻟدﺧول
ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗرﻧت .وإﻟﯾك ﺑﻌض اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋدك ﻋﻠﻰ ﺳرد اﻟﻘﺻص اﻟﺗﻲ ﺗﮭمّ طﻔﻠك وﺗﺳﺎﻋدك ﻋﻠﻰ
ﺑﻧﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﯾﻧك وﺑﯾن طﻔﻠك..
ﻛﻣﺎ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷﺳﺎطﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن رﻣوزا إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وأھداﻓﺎ ً
ﺗرﺑوﯾﺔ ﻛﺄﺳﺎطﯾر اﻟﮭﻧود واﻟﯾوﻧﺎن.
60
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟﻘﺻص اﻟﻘﺻﯾرة
وإذا ﻟم ﺗﺗﻣﻛﻧﻲ ﻣن ﺳرد اﻟﻘﺻص اﻟطوﯾﻠﺔ ،ﯾﻣﻛﻧك ﻗراءة أﺟزاء ﻣﻧﮭﺎ أو اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻘﺻص اﻷطﻔﺎل
ﻣﺛل ﻗﺻص اﻟﺣﯾواﻧﺎت ،واﻷطﻔﺎل ﯾﺣﺑون اﻟﺳﻣﺎع ﻋن ﺣﯾواﻧﺎت ﺗﺗﻛﻠم وطﯾور ﺗﻐﻧﻲ .ﺣﯾث ﯾﻣﻛن
ﻟﻠطﻔل أن ﯾ َﺿﺣك وﯾ َﺗﻌﻠم اﻟﻘﯾم أﯾﺿﺎ ،وﻛم ﺳﯾﻛون ﻣﻣﺗﻌﺎ ً ﻟطﻔﻠك ﻟو ﺟر ّ ﺑت أن ﺗﻠﺣ ّ ﻧﻲ ﻟﮫ ﺑﻌض
اﻟﻌﺑﺎرات اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن اﻟﺣﯾواﻧﺎت أو اﻟطﯾور ﻓﯾﮭﺎ ،وﺗﺷﺗرﻛﻲ ﻓﻲ ﻏﻧﺎﺋﮭﺎ ﻣﻊ طﻔﻠك
ﺑطرﯾﻘﺔ ھزﻟﯾﺔ.
ﺗﻘرأ ﻗﺻ ّﺔ ﺧراﻓﯾﺔ ﻟطﻔﻠك ،ﻓﯾﻣﻛ ِن أَن ْ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠَﻲ ﺻوﺗ َك ﻟﺗﺻوﯾر ﻣﺷﺎﻋر ِ اﻷﺷﺧﺎص إذا ﻛﻧت ﯾن
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ِو.ﯾُﻣﻛ ِن أَن ْ ﺗ َ ﻘ ْرأي أَو ﺗ َﺗﻛﻠﻣﻲ ﺑﺻوت ٍ أﺟش ّ ﻟوﺣش ،أو ﺗﺗﻛﻠﻣﻲ ﺑﺻوت ﻧﺎﻋم ﺣﺳ ّﺎس
ﻷﻣﯾرة .أو ﺑﺻوت ﻣﺿﺣك ﻟﺳﻧﺟﺎب ،ﻓﮭذا ﯾُﺳﺎﻋد طﻔﻠك ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﺧﯾ ّل اﻷﺣداث ،وﯾﻣﻧﺢ ﺣﯾﺎةً
ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺎت.أﺑرزي اﻟﺳﻣﺎت َ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ َ ،وﻗﻠّﻠﻲ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﻠﻛﯾﺎت واﻟﺻﻔﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ .ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﻣﺛﺎل ،ﻻ ﺗرﻛزي ﻋﻠﻰ ﺣﺻول ِ ﺳﻧدرﯾﻼ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﺎﻟﮭﺎ .وﯾﻣﻛﻧك اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن زوﺟﺔ اﻷب ﻟﯾﺳت
ﺳﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﺿرورة وأن زوﺟﺔ أب ﺳﻧدرﯾﻼ اﺳﺗﺛﻧﺎء.
61
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
62
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻟدﯾك طﻔﻼن راﺋﻌﺎن ،ﯾﺗﻣﺗﻌﺎن ﺑﺎﻟذﻛﺎء واﻟﺣﯾوﯾﺔ ،وﻟﻛن ﺗُ ﻌﺎﻧﯾن ﻣن ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣزﻋﺟﺔ ﻣﻌﮭﻣﺎ ،ﻷﻧﮭﻣﺎ داﺋﻣﺎ
اﻟﺗﻧﺎزع ،واﻟﻐﯾرة ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻓﻌل اﺣدھﻣﺎ ﺷﯾﺋﺎ ً ،ﻓﺈن اﻵﺧر ﯾرﯾد أن ﯾﻔﻌل أﻓﺿل ﻣﻧﮫ ،وإذا ﻣﺎ اﻣﺗدح
ﺷﺧص ﻣﺎ اﺣدھﻣﺎ ،ﯾﻐﺿب اﻵﺧر وﯾﻘط ّ ب ﺟﺑﯾﻧﮫ ،وھﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺎﻓس ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء ،وﻋﻠﻰ ﻛل
ﺷﻲء ،ﯾطﺎﻟﺑﺎن ﺑﺎﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺗﻌﺎﻣﻼن ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ ﺑﻌﺿﺎ ً ﺑﻔظﺎظﺔ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ
ﺗﺟدﯾﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺳﺗﻣر ،وﻻ ﺷك اﻧك ِ ﺗﺗﺳﺎءﻟﯾن :ﻟﻣﺎذا ﯾﺣﯾﻼن ﻛل ﺷﻲء إﻟﻰ ﻧزاع ،وﻣﺎذا
ﺗﺳﺗطﯾﻌﯾن أن ﺗﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن ھذه اﻟﻐﯾرة اﻟﻣﺳﺗﻣرة؟!
وﻟﻛل أم ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺛل ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ،أﻗدم ھذه اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻣﻛﻧك ﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻟﻐﯾرة ﺑﯾن اﻷﺧوة.
ھل ﺗﻘﺿﯾن ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻟوﻗت ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻣﻊ أطﻔﺎﻟك؟ إذا ﻟم ﯾﻛن اﻷﻣر ﻛذﻟك ،ﻓﺈن اﻷطﻔﺎل ﻗد
ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن رﻓﻘﺗك ،وﻛﻠﻣﺎ زاد ذﻟك ازداد ﺗﻌﻠﻘُﮭم ﺑكﻟﺟذ ْ ب اﻧﺗﺑﺎھك واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اھﺗﻣﺎﻣك ،وإذا أﺑدﯾت اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺄﺣد اﻷطﻔﺎل ﻋن ﻏﯾر ﻗﺻد ،ﻓﺳﯾﺷﻌر طﻔل آﺧر ﺑﺄﺛر ذﻟك
ﺑﺷدة .وﻣﻊ ذﻟك ،إذا ﻛﻧت ﺗﻘﺿﯾن ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻟوﻗت ﻣﻌﮭم ،ﻓﻼ ﯾﮭم إذا ﻛﻧت ﺗﻘﺿﯾن اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟوﻗت
اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻣﻊ أﺣدھم .ﻓﻛل ﻣﻧﮭم ﻗد أﺧذ اﻻھﺗﻣﺎم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻣﻧك .وإذا ﻛﻧت اﻣرأة ﻋﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﺈﻧك ﻗد ﺗﺟدﯾن
أﻧﮫ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن ﻗﺿﺎء ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻟوﻗت ﻣﻊ أطﻔﺎﻟك داﺋﻣﺎ ً .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻷﻣر ﻛذﻟك ،ﯾﻣﻛﻧك أن
ﺗﺿﻌﻲ ﻗواﻋد ﻣﻌﯾ ﱠ ﻧﺔ .ﻣﺛﻼ :ﺣد ّدي وﻗﺗﺎ ً ﻟذھﺎب اﻷطﻔﺎل إﻟﻰ اﻟﻧوم ﻟﯾﻼ .ﻓﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ ،أﻧت ﺗﻘﺿﯾن
ﺳﺎﻋﺔ ﻧوﻋﯾ ﱠ ﺔ ﻣن اﻟوﻗت ﻣﻌﮭم ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرأﯾن أو ﺗﺣﻛﯾن ﻟﮭم ﻗﺻص اﻷطﻔﺎل وﺗﻐدﻗﯾن ﻋﻠﯾﮭم اﻟﺣب
واﻟﺣﻧﺎن.
وﯾﻌﺗﻘد ﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﺑﺎء ﺧطﺄ ً أن اﻟوﻗت اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺄطﻔﺎﻟﮭم ﯾﺗﻣﺣور ﺣول اﻟﺗرﻓﯾﮫ ﻋن اﻷطﻔﺎل،
وإﻧﻔﺎق اﻷﻣوال ﻋﻠﯾﮭم .ﻟﻛن ﺗوﻓﯾر اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ ﻟن ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﺧوة .وﻟﻠﺣد ّ ﻣن
ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻐﯾرة ﯾﺟب اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺑط ﺑﯾن اﻷطﻔﺎل واﻟواﻟدﯾن.
وھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟطرق ذات ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻟﻘﺿﺎء اﻟوﻗت اﻟﻧوﻋﻲ ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل .ﻓﺎﻷطﻔﺎل ﯾﺳﺗﻣﺗﻌون
ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻣﺛل :ﻟﻌب اﻟﻛرة ،وأوراق اﻟﻠﻌب ،واﻟﺷطرﻧﺞ،
ورﻛوب اﻟدراﺟﺔ ،أو اﻟطﺑﺦ ،أو اﻟﻣﺷﻲ واﻟرﻛض ﻣﻌﺎ ً .ﻓﺎﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺻﺎل واﻟﺗﻔﺎﻋل
اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺗوﻓر ﻓرﺻﺎ ً ﻟﻠﺗراﺑط ﺑﯾن اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻧﺎء ،وﺗﺳﺎھم ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣن اﻟﻐﯾرة ﺑﯾن اﻷطﻔﺎل ،أﻛﺛر ﻣن
اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺎت ﻣﺛل اﻟﺗﻠﻔزﯾون وأﻟﻌﺎب اﻟﻔﯾدﯾو.
ﺟر ّ ﺑﻲ ﻣﺷﺎرﻛﺗﮭم ھذه اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﺑﻌد ﻏﯾﺎﺑك ﻋﻧﮭم ﺑﺳﺑب اﻟﻌﻣل ،أو وﺟودھم ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ ،ﺣﯾث
ﯾﺷﺗﺎﻗون إﻟﯾك وﯾرﻏﺑون ﻓﻲ أن ﺗُ ظﮭري اھﺗﻣﺎﻣك ﺑﮭم ،وﻟﯾس ﺗﺟﺎھﻠﮭم وﻣﻧﺣﮭم ﺷﻌوراً ﺑﺄن ھﻧﺎك ﻣﺎ
ھو أﻛﺛر أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟك.
واﻋﻠﻣﻲ أن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣب اﻟواﻟدﯾن ،ﺗظل ﻣوﺟودة داﺋﻣﺎ ً ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﺧوة ﻣﮭﻣﺎ ﺗﻛن
أﻋﻣﺎرھم .ﻓﺎﺣرﺻﻲ ﻋﻠﻰ إظﮭﺎر اﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻹﻧﺟﺎزات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم ..ﻓﻣﻣﺎ ﻻ
ﺷك ﻓﯾﮫ اﻧك ﺗﺣﺑﯾن أطﻔﺎﻟك ﺑﺷﻐف ،وﻟﻛن ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﮭل ﻋﻠﯾﮭم أن ﯾدرﻛوا ﻣﺎ ﺑداﺧﻠك ،ﻟذﻟك
ﻋﺑ ّري ﻋن ﺣﺑك وإﻋﺟﺎﺑك ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾ ّز ﻛل طﻔل ،وﺗـ َ واﺻﻠﻲ ﻣﻌﮭم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮭﺎ ،وﺿﻌﻲ
أطﻔﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭم ﺑﻌﺿﺎ ً .
63
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷطﻔﺎل ﺑﻌﺿﮭم ﺑﻌﺿﺎ َ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻹﺷﻌﺎل ﻧﺎر اﻟﻐﯾرة ﻓﻲ ﻗﻠوب أطﻔﺎﻟك .ﺗﺟﻧ ﱠ ﺑﻲ
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺎت ﺑﯾن أوﻻدك ،وﺗﺟﻧﺑﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ أطﻔﺎﻟك ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل اﻵﺧرﯾن أﯾﺿﺎ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺎل اﻷم اﺑﻧﮭﺎ:
"ﻟﻣﺎذا ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ 16ﻓﻲ ھذا اﻻﻣﺗﺣﺎن ،أﺧوك ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺎدة ﻛﺎن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ،″19أو أن ﺗﻘول
ﻻﺑﻧﺗﮭﺎ" :ﺗﻌﻠﻣﻲ ﻣن أﺧﺗك اﻟﻛﺑﯾرة ،أﻧظري ﻛم ھﻲ ﻣﮭذﺑﺔ وﻻ ﺗﺟﺎدل" ﻓﻣن اﻟﻣؤﻛد أن ھذا ﺳﯾزﯾد ﻣن
ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻐﯾرة.
ﻓﻛل طﻔل ﻟدﯾﮫ اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻔرﯾدة واﻻھﺗﻣﺎﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ ،راﻗﺑﻲ اھﺗﻣﺎﻣﺎت طﻔﻠك وھواﯾﺎﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ،
وﻻ ﺗرﺳﻠﻲ أطﻔﺎﻟك ﻟﻠﺗﻌﻠم أو اﻟﺗدرب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻷﻧﮫ أﻛﺛر ﻣﻼءﻣﺔ ﻟك ،ودﻋﯾﮭم ﯾﺧﺗﺎرون
اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺑوﻧﮭﺎ وﯾرﻏﺑون ﺑﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ ﻟﺗﺟﻧ ّب اﻟﻣﺷﺎﺣﻧﺎت.
إذا ﺗﻧﺎزع طﻔﻼك ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ ﺑﻌﺿﺎ ً ،ﻓﻼ ﺗﺷﻛ ّ ﻠﻲ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎﺗك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎ ﯾﺻرﺧون ﺑﮫ ،أوﻻ ﻋﻠﯾك
اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ أﺣدھﻣﺎ ،وﺑﻌد ذﻟك ،اﺳﺗﻣﻌﻲ إﻟﻰ اﻵﺧر .وھذا ﯾدﻟّﮭم ﻋﻠﻰ أﻧك ﺗﻘد ّ رﯾن آراء ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ
ﺣد ﺳواء .وﯾﺟب أن ﺗﻛوﻧﻲ ﻋﺎدﻟﺔ وﻣﻧﺻﻔﺔ .ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾُﺣﺎﺑﻲ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت اﻷطﻔﺎل اﻷﺻﻐر ﺳﻧﺎ ً ،
وﯾﺗوﻗﻌون ﻣن اﻟطﻔل اﻷﻛﺑر أن ﯾﻔﻌل ذﻟك أﯾﺿﺎ ً ،ﻓﺗطﻠﺑﻲ ﻣﻧﮫ أن ﯾﻌطﻲ أﺧﺎه اﻷﺻﻐر اﻟﻠﻌﺑﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
"ھو أﺧوك اﻷﺻﻐر وأﻧت اﻷﻛﺑر" .وﻋﻠﯾك أن ﺗدرﻛﻲ أن طﻔﻠك اﻷﻛﺑر رﻏم أﻧﮫ أﻛﺑر ﻣن أﺧﯾﮫ إﻻ أﻧﮫ
ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟر ّ د طﻔل ،وأﻧت ﺑذﻟك ﻻ ﺗدﻣرﯾن ﺗﻘدﯾر اﺑﻧك اﻷﻛﺑر ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﻘط ،وإﻧﻣﺎ ﺗﻔﺳدﯾن طﻔﻠك اﻷﺻﻐر
وﺗﻌودﯾﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﺗوﻗّﻊ اﻟﻣزﯾد ﻣﻧك وﻣن اﻵﺧرﯾن ،ﻓﻘط ﻷﻧﮫ اﻷﺻﻐر.
وﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﻔل أن ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن .ﻓﺈذا ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺷﻌور ﺻﺣﻲ
ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻓﯾﻣﻛن أن ﺗﺻب ّ ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطﻔل ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺣﻔزه ﻋﻠﻰ ﺑذل أﻗﺻﻰ ﺟﮭده .أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت
ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،ﻓﺳﺗﺻﺑﺢ اﻟﻐﯾرة ﺷﻌوراً ﻣ ُﺗطر ّﻓﺎ ً ﻏﯾر ﺻﺣﻲ ،وﯾﻣﻛن أن ﺗﺧﻠق ﻣﺷﺎﻛل ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻣر ﺣﺗﻰ وﻗت ﻣﺗﺄﺧر ﻣن اﻟﻌﻣر .وﻣن اﻷﻓﺿل اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﮭدھﺎ.
وھﻧﺎك ﺧطﺄ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﮫ اﻵﺑﺎء ،أﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﺎول اﻟطﻔل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﺑﺎه أﺛﻧﺎء اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟطﻔل
اﻟرﺿﯾﻊ ،ﺗرﯾن أن ﻋﻠﯾك ﺗوﺿﯾﺢ ﻣوﻗﻔك ﻟﻠطﻔل اﻷﻛﺑر "أﺧوك اﻟﺻﻐﯾر ﯾﺄﺧذ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟوﻗت
واﻟرﻋﺎﯾﺔ .وﻗد ﻓﻌﻠت اﻟﺷﻲء ﻧﻔﺳﮫ ﻟك" .وﻟﻛن اﻟطﻔل ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾدرك اﻟﻣﻧطق ﻓﻲ ھذا ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮫ
أﻧت ﺗﺣددﯾن ﻣن ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم.
ﻋﺑ ّري ﻋن ﺣﺑك اﻟﺟم ّ ﻷطﻔﺎﻟك ﺑوﺿوح وﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻓﻌ ّ ﺎل .وﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ﺻﻌﺑﺎ ً ﻋﻠﯾك اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟوﻗت ﺑﯾﻧﮭم ،ﻓﺎﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﻟﻠطﻔل اﻟﺻﻐﯾر ﺗﺗطﻠب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم.
وﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗطﻣﯾﻧﺎت اﻟﻛﻼﻣﯾﺔ أن ﺗﻘطﻊ ﺷوطﺎ ً طوﯾﻼً ﻓﻲ ﺳد ھذه اﻟﻔﺟوة.
وﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي اﻟﺿﻐوط ﻋﻠﯾك ﻟﺣﺳم اﻟﺻراع ﺑﺈﻋطﺎء وﻋد .ﺑﻘﺿﺎء اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻣﻌﮫ ﻓﻲ وﻗت
آﺧر .وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾك اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟوﻋد .ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟوﻋد ﻗد ﯾﻛون ﻣﺟر ّ د
ﻣﻼﺣظﺔ ﺳرﯾﻌﺔ ﻣ ُ رﺗـَﺟﻠﺔ ﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن وطﺄة اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل ،إﻻ أن اﻟطﻔل ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑذاﻛرة ﻗوﯾﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻠﺣظﺎت ﻣن ھذا اﻟﻘﺑﯾل.
وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ أطﻔﺎﻟك ﻓﻲ ﻋﻣر ﯾُﻣﻛ ّ ﻧﮭم ﻣن إﻧﺟﺎز ﺑﻌض اﻟﻣ َ ﮭﺎم ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻣﻧزل ،ﺿﻌﻲ ﻓﻲ
اﻋﺗﺑﺎرك اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﺎدل ﻟﻠﻌﻣل .أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﮭﺎم ّ ﻣن اﻷﻓﺿل ﺗرﻛﮭﺎ ﻟﻠطﻔل اﻷﻛﺑر ،ﻓﺎﻹﻧﺻﺎف ﻓﻲ
ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣوﻛول ﻟﻛل ﻣﻧﮭم ھو وﺳﯾﻠﺔ ﻣﮭﻣ ّ ﺔ ﻟﺗﻐرﺳﻲ ﻓﻲ ﻧﻔس ﻛل طﻔل اﻧك ﺗﺣﺑﯾﻧﮭم ﺑﻧﻔس اﻟﻘدر،
وﻟﻛن ﻻ ﺗﺗوﻗﻌﻲ ﻣن أﺣد ﻣﻧﮭم أﻛﺛر ﻣن اﻵﺧر.
64
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وﻓﻘﺎ ً ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟذھﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻣﻌظم اﻵﺑﺎء ﻓﺎﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺳﻣوح أﺑدا ﻷطﻔﺎﻟﮭم ﺑﺎﻟرد ﻋﻠﯾﮭم ﺑﻛﻠﻣﺔ “ﻻ“.
ﻓﺎﺳﺗﺧدام اﻷطﻔﺎل ﻟﮭذه اﻟﻛﻠﻣﺔ ﯾُﻧذر ﺑﺎﻟﻌﺻﯾﺎن واﻟﺗﻣر ّ د .وﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺛﺎﻟﻲ ﯾﺟب أن ﯾرﺿﺦ أطﻔﺎﻟﻧﺎ ﻟﻛل
طﻠﺑﺎﺗﻧﺎ ،وطﻠﺑﺎﺗﻧﺎ أواﻣر ،وﻻ ﯾﺣق ﻟﮭم أﺑدا ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺳﻠطﺎﺗﻧﺎ .وﻟﻛن .ھل ھذا ھو ﺣﻘﺎ ﻣﺎ ﻧرﯾده ﻷطﻔﺎﻟﻧﺎ؟
أي ﺗﺟرﯾدھم ﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﮭم ،واﺗﺑﺎع اﻷواﻣر ﺑﺻورة ﻋﻣﯾﺎء؟ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻻ .ﻓدورﻧﺎ ﻛﺂﺑﺎء أن ﻧرﺑ ّﻲ أوﻻدﻧﺎ
ﻟﯾﻛوﻧوا ﺳﻌداء ،وﻧﺎﺟﺣﯾن ،وأﻋﺿﺎء ﻓﻌﺎﻟﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وأن ﯾﻛوﻧوا ﻗﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﺎع ﻋن أﻧﻔﺳﮭم،
وﻗول "ﻻ" ﻓﻲ ﻣواﻗف ﺗﺳﺗﻠزم ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
وﯾرﺗﻛب اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت ﺧطﺄ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻛﻠﻣﺔ "ﻻ" ﻣﻊ أطﻔﺎﻟﮭم أﻛﺛر ﻣن
اﻟﺿروري .ﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ ﻋﺎدةً ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺄن ﯾﻘول اﻟواﻟدان ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ" :ﻻ" ،ﻟﻠطﻠﺑﺎت ﻏﯾر
اﻟﺿﺎرة .ﻓﻠو طﻠب طﻔﻠك ﺷﯾﺋﺎ ً ،ﻓﻛري ﻓﻲ اﻷﻣر ﻟﺣظﺔ ﻗﺑل أن ﺗﻘوﻟﻲ "ﻻ".وﻟﻣﺎذا ﺗﻘوﻟﯾن "ﻻ"؟ وﻛﻠﻣﺔ
"ﻻ" ﻣﺎ ھﻲ إﻻ أداة ،ﺗُ ﺳﺗﺧدم ﻹﻋطﺎء اﻟطﻔل درﺳﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﯾﺟب أن ﻻ ﺗﺳﺗﺧدم ﻛﻌﻘﺎب ﻟﻠطﻔل ،ﺑل
ﯾﺟب اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟدرس اﻟذي ﻧرﯾد ﻟﻠطﻔل أن ﯾﺗﻌﻠﻣﮫ ﻣن ﺧﻼل ﻛﻠﻣﺔ "ﻻ" ،ﻓﮭﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﻟﮭـﺎ ﺗﺄﺛﯾـر
ﻛﺑﯾـر .ﻗوﻟﻲ “ﻻ“ ﻷطﻔﺎﻟـك ﺑﺄﻗل ﻗدر ﻣﻣﻛن ،وﻟﻛن ﻻ ﺗﻣﻧﻌﯾﮭم ﻣن ﻗول "ﻻ" ﻟـك.
إﻧﻧﺎ ﻧﻌﯾش ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺗﺳﺎھل ﺟداً ،ﻓﻣﻌظم اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﻲ ﯾﻌﺗﺑرون أن اﻷﻛﺛر ﺣﯾﺎزة
ﻟﻠﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ھو اﻷﻓﺿل داﺋﻣﺎ .وﻟﻛن ،إذا ﻛﺎن ھذا ﺻﺣﯾﺣﺎ ً ﻓﻠن ﯾﻛون ﻛﺎﻓﯾﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،ﻓداﺋﻣﺎ ً ھﻧﺎك
ﻣن ﻟدﯾﮫ أﻛﺛر .وﻓﻲ ظل وﺟود ھذه اﻟﻧظرة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﻲ ،ووﺟود ﺟﯾل ﻣن اﻵﺑﺎء
واﻷﻣﮭﺎت اﻟذﯾن ﯾﺣﺎوﻟون ﺗﻌوﯾض أطﻔﺎﻟﮭم ﺑﺷﻛل زاﺋد ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑدﻻً ﻣن ﻗﺿﺎء اﻟوﻗت ﻣﻌﮭم،
ﯾﻛون ﺣرﻣﺎﻧﮭم ﻣن ﻓرﺻﺔ ﺗطوﯾر ﺣواﻓزھم ﻟﻺﻧﺗﺎج ،ودواﻓﻌﮭم ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة .وﺑدﻻً ﻣن ذﻟك ﯾﻛﺑرون وﻗد
ﻧﻣت ﻟدﯾﮭم ﻗﯾﻣﺔ اﻹﻓراط ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻷﺷﯾﺎء ،وﻟﯾس وﺟود اﻟداﻓﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻌﻣل ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ ھذه اﻷﺷﯾﺎء ،وھم ﯾﺗوﻗﻌون أن اﻷﻣور ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺳﮭوﻟﺔ .ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﯾﻧﺷﺊ أطﻔﺎﻻ ﯾﻔﺗﻘدون
ﻟﻠﺻﻔﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﻧﻊ ﻧﺟﺎح اﻹﻧﺳﺎن ،ﻛﺎﻟﺗﺻﻣﯾم واﻟﺻﺑر.
ﻓﻲ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﺳر ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ،ﯾﻘرر اﻷطﻔﺎل وﻟﯾس اﻵﺑﺎء ﻣﺎ ﯾﺟب ﺷراؤه ،وھم
ﯾﻘررون اﻟذھﺎب ﻣﻊ اﻷﺻدﻗﺎء ،وھل ﯾﻣﻛن أن ﯾﺑﻘوا ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﺣﺗﻰ وﻗت ﻣﺗﺄﺧر ،واﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎد اﻵﺑﺎء اﺗﺧﺎذھﺎ .ﻓﻛﯾف اﻛﺗﺳب أطﻔﺎﻟﻧﺎ ھذه اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم؟ .ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن
اﻷﺣﯾﺎن ،ﻧرى ﻛﯾف ﯾﺳﺗﺳﮭل اﻵﺑﺎء اﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻣطﺎﻟب اﻷﺑﻧﺎء ،رﻏم ﻋﻠﻣﮭم أﻧﮭم ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻔﻌﻠوا.
ﻓﺑدﻻً ﻣن ﻣواﺟﮭﺔ ﻣطﺎﻟب اﻷطﻔﺎل وﻣﺷﺎﻋر ﻏﺿﺑﮭم ،ﯾﺳﺗﺳﻠﻣون ،وﺑذﻟك ﯾﺷرﻋون ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻣﻛﯾن
اﻷطﻔﺎل .وﺑﻣرور اﻟوﻗت ،ﯾﺣﺻل اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ أﻛﺑر .ﺛم ﯾﺑدأ اﻵﺑﺎء ﺑﺎﻟﻐﺿب ﻷﻧﮭم ﻻ ﯾرﻏﺑون
ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ .وﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻲ وﻗت ﻣﺑﻛر ،ﯾﺟب وﺿﻊ ﺣدود ،وﻗول ﻛﻠﻣﺔ "ﻻ"
ﻟﻠطﻠﺑﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ .وﻛﻠﻣﺎ ﺑﻛرﻧﺎ ﺑﻌﻣل ذﻟك ،ﻛﺎن أﻓﺿل.
ﻓﺈذا ﻛﻧت ﺗﻌﺎﻗﺑﯾن طﻔﻠك ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﯾﻘول ﻓﯾﮭﺎ "ﻻ" ،وﺗﺻر ّ ﯾن ﻋﻠﻰ ﻣواﻗﻔك دون إﺑداء اﻷﺳﺑﺎب
"ﯾﺟب أن ﯾﺳﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘوﻟﯾﻧﮫ ﻷﻧك ﻗﻠت ذﻟك" ﻓﮭذا ﺳﯾﻘﻠص اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ طﻔﻠك ،وﺳﯾﺟد طﻔﻠك ﺻﻌوﺑﺔ
ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺿﻐط أﻗراﻧﮫ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراھﻘﺔ .ﻟذﻟك ﯾﺟب إﺑﻘﺎء ﺧطوط اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾﻧك وﺑﯾن طﻔﻠك
ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،وان ﺗﺷرﺣﻲ ﻟﮫ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻟﻣﺎذا ﺗرﯾدﯾن ﻣﻧﮫ أن ﯾﺗﺻر ّف ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻌﯾ ﱠ ن .وﻻ
ﺗﻘﺎوﻣﻲ أو ﺗرﻓﺿﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﮫ ،وﻻ ﺗﻣﻧﻌﯾﮫ ﻣن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن رأﯾﮫ .وﻣﺎ ﻗد ﯾﺑدو ﻟك ﺟدﻻً ،ﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ
واﻗﻊ اﻷﻣر ﺗواﺻﻼً وﺗﺑﺎدﻻً ﻟﻸﻓﻛﺎر.
وﻣن اﻟﻣﮭم أﯾﺿﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘول أﺣد اﻟواﻟدﯾن "ﻻ" ﻟﻠطﻔل ،أن ﯾﻘف اﻵﺧر إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻘرار .ﺑﺧﻼف
ذﻟك ،ﺳوف ﺗﺗﺿﺎءل ﺳﻠطﺔ اﻷﺑوﯾن ،ﺣﯾث ﯾﺗﻌﻠم اﻟطﻔل أن ھﻧﺎك داﺋﻣﺎ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى.
65
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
وﻗد ﺗﻛون طﻠﺑﺎت طﻔﻠك ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﯾﺔ ،وﻗد ﺗُﺳﺑب ﻟك إزﻋﺎﺟﺎ ً ،ﻛﺄن ﯾطﻠب اﻟطﻔل ﻣﻧك ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل
ﺷراء ﺷﻲء ﻣﻌﯾ ﱠ ن ،ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن ﻟدﯾك ﻣﺎ ﯾﺑر ّ ر ﺗﻣﺎﻣﺎ ً رﻓض طﻠﺑﮫ .وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻌﺟز اﻷطﻔﺎل
اﻟﺻﻐﺎر ﻋن اﻟﻘﯾﺎم وﺣدھم ﺑﺄﺷﯾﺎء ﻛﺛﯾرة .واﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺎﺗﮭم ﺗـَ ﻌﻧﻲ اﻻﻧﻘطﺎع ﻋن ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﻣﮭﻣ ﱠ ﺔ. ،واﻵﺑﺎء ﻟﯾﺳوا ﻛﺎﺋﻧﺎت ﻣﺗﻔو ّ ﻗﺔ ،وﻟن ﯾﻛون ﻣن اﻟﻌدل أن ﻧﺗوﻗﻊ ﻣﻧﮭم أن ﯾرﺿﺧوا ﻟﻛل رﻏﺑﺎت
أطﻔﺎﻟﮭم ،وﻟﻛن ﺑﯾن اﻟﻔﯾﻧﺔ واﻷﺧرى ،ﻛﻠﻣﺎ أﻣﻛن ذﻟك ،ﺣﺎوﻟﻲ أن ﺗﻘوﻟﻲ "ﻧﻌم" ﻟطﻔﻠك دون أن ﺗﺗرﻛﯾﮫ
ﯾﻧﺗظر إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق طﻠﺑﮫ.
وﯾرﻓض اﻵﺑﺎء أﯾﺿﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗدﻋﻲ طﻠﺑﺎت اﻷطﻔﺎل اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌﻣل .ﻛﺄن ﯾﺗﺳﺑ ﱠ ب ﻓﻲ اﻟﻔوﺿﻰ أو
اﺗﺳﺎخ اﻟﺑﯾت ،وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ،وﺑدﻻً ﻣن اﻟرد ﺑـ "ﻻ" ﻣﺑﺎﺷرة ،ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗطﻠﺑﻲ ﻣن اﻟطﻔل أن ﯾﻠﺗزم
ﺑﺈزاﻟﺔ ﻣﺎ ﺳﺑ ّﺑﮫ ﻣن اﻷوﺳﺎخ واﻟﻣ ُﺧﻠّ ﻔﺎت ﻣﺎ أﻣﻛﻧﮫ ذﻟك ،واﺗرﻛﻲ اﻟطﻔل ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.
ﻓﺈذا اﺳﺗطﻌت اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﮭدوء ،ﻓﺳﯾﻧﺗﻘل ھذا اﻟﺳﻠوك اﻟﺟﯾد ﻟﻠطﻔل .وﺑﻌد إﻋطﺎء اﻟطﻔل وﻗﺗﺎ ً ﻛﺎﻓﯾﺎ ً
ﻟﯾﮭدأ ،إﻋرﺿﻲ ﺷﯾﺋﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل .ﻣﺛل ﺗﺣﺿﯾر ﻋﺷﺎء ﻟذﯾذ ،أو اﻟذھﺎب إﻟﻰ اﻟﺣدﯾﻘﺔ ،أو ﻣﺷﺎھدة ﻓﯾﻠم،
ﻓﻼ ﺑد أن طﻔﻠك ﺳﯾﻘدر ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﯾﻧﮫ ﻟﮫ.
وﻗد ﯾﺣرم اﻵﺑﺎء أطﻔﺎﻟﮭم ﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت واﻟﻧﺷﺎطﺎت ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣرح أو ﺗﻧﻣﯾﺔ
ﺷﺧﺻﯾﺎﺗﮭم ﺑﺳﺑب اﻹﻓراط ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧطوي ﻋﻠﯾﮭﺎ ھذه اﻟﻧﺷﺎطﺎت .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت
ھذه اﻟﻣﺧﺎطر طﻔﯾﻔﺔ ،أي ﻣ ُﺣﺗﻣﻠﺔ وﻣ ُﺗوﻗﻌﺔ ،ﻛﺣﺻول ﺑﻌض اﻟﻛدﻣﺎت ،ﻓﺎﺳﻣﺣﻲ ﻟطﻔﻠك ﺑﺎﻟﻣﺿﻲ ّ ﻗدﻣﺎ ً
ﻓﻲ ذﻟك .ﻷن ذﻟك ﺳﯾﻧﻣﻲ ﻟدﯾﮫ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات ،وﺳوف ﯾﺗﻌﻠم ﻣن أﺧطﺎﺋﮫ .وﻻ
ﺗﺧﺎﻓﻲ ﻣن ارﺗﻛﺎﺑﮫ ﺑﻌض اﻷﺧطﺎء .ﻷﻧﮫ ﺳﯾﺗﻌﻠم ﻣن أﺧطﺎﺋﮫ ،وﻣن اﻷﻓﺿل أن ﯾﺟر ّ ب اﻵن وﯾﺗﻌﻠم،
ﺑدﻻً ﻣن اﻻﻧﺗظﺎر ﺣﺗﻰ ﯾ َﻛﺑر ،وﯾﻔﻘد ﻓرﺻﺔ اﻟﺗﻌﻠّم.
66
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟواﻟدﯾن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗوﺟﯾﮫ اﻷطﻔﺎل وﺗﺻﺣﯾﺣﮭم وﻣﺳﺎﻋدﺗﮭم ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠم اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت
اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .وﻟﯾس ﺗﻌﻠﯾم اﻷطﻔﺎل ﺣﺳن اﻟﺗﺻر ّ ف ﺑﺎﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺳﮭﻠﺔ .وﯾﺗطﻠب ذﻟك اﻟﺻﺑر
واﻟﺛﺑﺎت ،وإﯾﻼء اﻻھﺗﻣﺎم ،واﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ،واﻟﻔﮭم اﻟﺟﯾد ﻟﻠطﻔل .وﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل اﻟﻧﺟﺎح داﺋﻣﺎ ً ﻓﻲ
ﻣﻧﻊ اﻷطﻔﺎل ﻣن ﺳوء اﻟﺗﺻرف .وﻣﻊ ذﻟك ،ﻓﻠﯾس ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﺗﻌﻠﯾﻣﮭم اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
أﻣﻧﮭم وأﻣن اﻵﺧرﯾن ،وﺗﺟﻌﻠﮭم ﻣوﺿﻊ ﺗرﺣﯾب ﻓﻲ أي وﻗت.
وﺗؤﺛر اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﺄدﯾب اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت ﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺳﯾﻛوﻧﮫ اﻟطﻔل
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺑر .ﻓﺎﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت اﻟذﯾن ﯾﻌﻠّ ﻣون أﺑﻧﺎءھم ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻘﺑول ،ﯾﺳﺎﻋدون اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﺷﺧص ﻧﺎﺿﺞ وﻣﺳؤول وﻟطﯾف اﻟﻣﻌﺷر .وﻗﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﯾﺣﺑون اﻟﺑﻘﺎء ﻗرب اﻟطﻔل
اﻟﺧﺎرج ﻋن ﻧطﺎق اﻟﺳﯾطرة ،وﺳﯾﺊ اﻟﺧﻠق ،وﻏﯾر ﻟطﯾف ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن .ﻓﺎﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾﻧﺷﺄون دون
ﺿﺑط وﺗﮭذﯾب ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﯾﻛوﻧون ﻣ ُﺣﺑ َ طﯾن وﻏﯾر ﺳﻌداء .وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﺗم ﺗوﺑﯾﺧﮭم أو ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﮭم ﻟﺳوء
ﺗﺻرﻓﮭم ،وﻻ ﯾرﯾد اﻷطﻔﺎل اﻵﺧرون اﻟﻠﻌب ﻣﻌﮭم .وﺑﺎﻟﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﺳﯾﻌرف اﻷطﻔﺎل ﻛﯾف
ﯾﺗﺻر ّ ﻓون ﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾراﻗﺑﮭم اﺣد.
67
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
* اﺳﺗﻌﻣﻠﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻗﺻﯾرة وﺑﺳﯾطﺔ .ﻣﺛﻼ :ﺧﺎﻟد ،رﺟﺎء اﻟﺗﻘط أﻟواﻧك وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻧدوق.
* اطﻠﺑﻲ ﻣﻧﮫ أن ﯾﻛرر ﻣﺎ طﻠﺑﺗﮫ ﻣﻧﮫ ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻛن ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ﻓﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﺗوﺟﯾﮭﺎت
ﻟﯾﺳت واﺿﺣﺔ أو أن ﻣن اﻟﺻﻌب ﺟداً ﻋﻠﯾﮫ ﻓﮭﻣﮭﺎ.
* إﺟﻌﻠﻲ طﻔﻠك راﻏﺑﺎ ً ﺑﺎﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟطﻠﺑﺎﺗك ،ﻓﻣﺛﻼ ﻗوﻟﻲ ﻟﮫ :ﺣﻣزة ،ﻋﻧد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻟﺗﻘﺎط أﻟﻌﺎﺑك،
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧذھب ﻣﻌﺎ ً ﻟﻧﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ.
* ﻛوﻧﻲ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ .ﻓﺑدﻻً ﻣن اﻟﺻراخ ،ﺗﺣد ّ ﺛﻲ ﺑﺻوت ھﺎدئ ،أﺧﺑري طﻔﻠك ﺑﻣﺎ ﺗرﯾدﯾن ﻣﻧﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ،
وﻟﯾس ﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻔﻌل .ﻓﻼ ﺗﻘوﻟﻲ "ﻻ ﺗﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﻣطﺑﺦ ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻔرن" ،ﺑل ﻗوﻟﻲ "ﻏﺎدر اﻟﻣطﺑﺦ
ﻓوراً ،واذھب ﻟﺗﻠﻌب ﻓﻲ ﻏرﻓﺗك".
* اﻋرﺿﻲ ﺧﯾﺎرات :ھل ﺗرﯾد ارﺗداء اﻟﺳﺗرة اﻟزرﻗﺎء أو اﻟﺳﺗرة اﻟﺣﻣراء؟ واﺳﻣﺣﻲ ﻟﮫ ﺑﺎﻻﺧﺗﯾﺎر.
أﺧﺑرﯾﮫ اﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺧﺗﺎر ﻋدم ارﺗداء أي ّ ﻣﻧﮭﻣﺎ ،وﻟﻛن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧﺗﺎر ﻣﺎ ﯾﻔﺿﻠﮫ.
* اﺳﻣﺣﻲ ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب اﻟطﺑﯾﻌﻲ واﻟﻣﻧطﻘﻲ وﻻ ﺗﺿﻌﻲ طﻔﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣك ّ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل :إذا ﻛﺎن
طﻔﻠك ﯾرﻓض اﻟﺗﻘﺎط أﻟﻌﺎﺑﮫ ،ﻓﺎﻟﺗﻘطﯾﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳك ،وﻟﻛن ﻻ ﺗﺳﻣﺣﻲ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻠﻌب ﺑﮭﺎ ﻟﻣدة ﯾوم أو ﯾوﻣﯾن.
* إذا ﺗﺳﺑ ّ ب طﻔﻠك ﺑﺣدوث أﺿرار ،ﻓﯾﺟب أن ﯾﻘوم ﺑﺈﺻﻼح ﻣﺎ أﺗﻠﻔﮫ أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧظﯾف آﺛﺎر اﻟﻔوﺿﻰ
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑ ّب ﺑﮭﺎ .وإذا ﺗﺳﺑب ﺑﺈﯾذاء طﻔل آﺧر ،ﻓﻌﻠﯾﮫ اﻻﻋﺗذار ،وأن ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣواﺳﺎة ذﻟك اﻟطﻔل.
* وﺟ ّ ﮭﻲ طﻔﻠك إﻟﻰ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺻﺣﯾﺢ ﺣﯾن ﺗرﯾن أﻧﮫ ﻻ ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻘواﻋد.اﻣﻧﺣﯾﮫ اﻻھﺗﻣﺎم وﺣ َو ّ ﻟﻲ اھﺗﻣﺎﻣﮫ
إﻟﻰ ﻧﺷﺎط آﺧر ﻣﺛل :اﻟرﺟﺎء ﻣﺳﺎﻋدﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﺿﯾر ﻛﻌﻛﺔ ،اﻧﮫ دور أﺧﯾك اﻵن ﻓﻲ رﻛوب اﻟدراﺟﺔ.
* وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻷﻛﺛر ﺧطورة ﻟﻠطﻔل ﯾﻧﺑﻐﻲ إﺑﻌﺎد اﻟطﻔل ﻟﻘﺿﺎء ﺑﻌض اﻟوﻗت وﺣﯾداً ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ھﺎدئ
وﻣرﯾﺢ ،اﺗرﻛﯾﮫ ﯾﻠﻌب أو ﯾرﺗﺎح وﺣده ﻟﺑﺿﻊ دﻗﺎﺋق )ﻋﺎدة دﻗﯾﻘﺔ واﺣدة ﻋن ﻛل ﺳﻧﺔ ﻣن ﻋﻣر طﻔﻠك
ﻓﺗرة ﻛﺎﻓﯾﺔ( ﻓوﺟوده وﺣده ﺳﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﮭدﺋﺗﮫ وﯾﻌطﯾﮫ ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر ﺑﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ.
وﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ھذه اﻟﻔﺗرة ،اﺷرﺣﻲ ﻟطﻔﻠك ﺑﮭدوء ﻣﺎ ھو اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻧﺎﺳب واﺳﻣﺣﻲ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻠﻌب.
اﻟوﻗت وﺣده ،وﻟﯾس اﻟﻌﻘﺎب ،ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺣو أﻓﺿل إذا ﺗم ّ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻓﻲ ﺗـَﺷﻛﯾل اﻟﺳﻠوك.
ﻓﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ﻋﻣر طﻔﻠك ﻻ ﯾﻣﻛﻧك ﺗﻘدﯾم ھدﯾﺔ ﻟﮫ أﻓﺿل ﻣن ﻓرﺻﺔ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ظل اﻻﺣﺗرام وﻣﻌرﻓﺔ
ﺣدوده ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء .ﻓﮭذا ﻣﺎ ﺳﯾﻣﻧﺣﮫ اﻟﺗﺄدﯾب اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ واﻟﺗوﺟﯾﮫ.
اھﺗﻣﻲ ﺑﺎﻟﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﺟﯾد ،واﻣﻧﺣﻲ اھﺗﻣﺎﻣﺎ أﻗل ﻟﺳوء اﻟﺗﺻرف .وﻛوﻧﻲ واﺿﺣﺔ وﺣﺎزﻣﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘوﻟﯾن ﻟطﻔﻠك ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻘوم ﺑﮫ أو ﻣﺎ ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﻘوم ﺑﮫ ،وﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﺑﺻﺑر ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ
ﯾﺣدﺛﮭﺎ أو ﯾﺗﻌر ﱠ ض ﻟﮭﺎ .ووﺟ ّ ﮭﻲ طﻔﻠك إﻟﻰ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻗﻌﯾﻧﮭﺎ ﻗﺑل أن ﺗـَﻐﺿﺑﻲ أو ﺗُﺣﺑ َ طﻲ.
ﻓﺎﻟﺗﺄدﯾب اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗـ ُ ﻔﮭﻣﻲ طﻔﻠك ﻛﯾف ﯾﺗﺻرف .وﻗد ﯾﺳﺗﻐرق اﻟﺗﺄدﯾب اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ وﻗﺗﺎ ً وﺟﮭداً
أﻛﺑر ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ،إﻻ اﻧﮫ ﺣﺗﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق اﻟوﻗت.
68
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻷطﻔﺎل ﻻ ﯾﺗﻘﺑﻠون اﻟﻧﻘد ﺑﺳﮭوﻟﺔ .وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﺗﺣ ّ وﻟون إﻟﻰ اﻟدﻓﺎع ،واﻟﻐﺿب ،واﻟﺗﻘطﯾب ،وھذا ﺑدوره
ﯾﻐﺿﺑك أﻧت أﯾﺿﺎ ً ،وﻗد ﺗﺑدأﯾن ﺑﺎﻟﺻراخ ﻋﻠﯾﮭم وﺗﺻر ّ ﯾن ﻋﻠﻰ ﺿرورة أن ﯾﺗﻌﻠﻣوا ﻗﺑول اﻟﻧﻘد،
وإﻻ…
وأورد ھﻧﺎ ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺿﻌﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺗﻘدﯾن طﻔﻠك ،وﯾﻛون ﻧﻘداً ﺑﻧﺎء ً
وﻟﯾس ﻧﻘداً ھداﻣﺎ ً .
* ﻛوﻧﻲ ﻣﺣد ﱠ دة :ﻓﺈذا ﺗﺻر ّ ف طﻔﻠك ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺳؤوﻟﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل :إذا ﻟم ﯾﻛن ﻗد أوﺻ َ ل
رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟك ،ﻓﻼ ﺗﺑدأي ﻓﻲ إﻟﻘﺎء ﻣﺣﺎﺿرة ﺣول ﺿرورة اﻟﺑدء ﻓﻲ ﺗﻌﻠّم ﺗﺣﻣ ّ ل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ .وﻓّري
اﻟﻣﺣﺎﺿرة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳك ،واﻛﺗﻔﻲ ھذه اﻟﻣرة ﺑﺎﻟﺟﻠوس ﻣﻌﮫ واﺧﺑرﯾﮫ ﺑﻛل ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗرﺗﺑت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ ،ورﻛزي ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث اﻟراھن ،وﻻ ﺗﺗﺷﻌ ّﺑﻲ ﻛﺛﯾرا وﻻ ﺗﺗطر ّ ﻗﻲ إﻟﻰ ﺣوادث
أﺧرى ،وﻻ ﺗﺣﺎوﻟﻲ اﻟﺗﮭﺟ ّ م اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺗﮫ.
* وﺿﻊ اﻟﺣﻠول :وﻟﻛن ﺑدﻻً ﻣن أن ﺗطرﺣﻲ ﺣﻼً ،دﻋﻲ طﻔﻠك ﯾﺣﺎول طرح ﺣل .ﻓﺑﻌد أن ﻋرف طﻔﻠك
أن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ ﻛﺎن ﺧطﺄ ،اطﻠﺑﻲ ﻣﻧﮫ أن ﯾﺻل إﻟﻰ ﺣل ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻛرر اﻟﺧطﺄ ﻣرة أﺧرى ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺛﺎل
اﻟﻣذﻛور ﯾﻣﻛن ﺗﻌﻠﯾق ﻟوﺣﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻣﻊ ﻗﻠم ﻣﻠّون .واﺗرﻛﻲ اﻻﻗﺗراح ﯾﺄﺗﻲ ﻣﻧﮫ .واﺳﺄﻟﯾﮫ إذا ﻛﺎن ﺳﯾﻧﺳﻰ
أن ﯾﻛﺗب رﺳﺎﺋل ﺑﻌد أن ﺗﻣﻧﺣﯾﮫ ھذه اﻟﻠوﺣﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ .وﯾُﻔﺿل أن ﺗﺄﺧذﯾﮫ ﻣﻌك وﺗﺳﻣﺣﻲ ﻟﮫ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر
اﻟﻠوﺣﺔ ﺑﻧﻔﺳﮫ .ﻓﮭذا ﺳﯾﺟﻌﻠﮫ ﯾﺷﻌر ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ.
* اﺧﺗﯾﺎر اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب :ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺗﻘدﯾن طﻔﻠك ،اﺟﻠﺳﻲ ﻣﻌﮫ وﺧﺎطﺑﯾﮫ ﺑود ّ .وﻗد ﯾﺳﺗﻐرق ھذا ﺑﻌض
اﻟوﻗت ،وﻟذﻟك اﺧﺗﺎري اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب .ﻓﻼ ﺗﻘﺎطﻌﯾﮫ أﺛﻧﺎء ﻣﺷﺎھدة ﺑرﻧﺎﻣﺟﮫ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ اﻟﻣﻔﺿل.
وﺗﺣدﺛﻲ إﻟﯾﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺗﻔر ّ ﻏﺎ ً وﻓﻲ ﻣزاج ﻣﺑﺗﮭﺞ ،وإﯾﺎك أن ﺗﻧﺗﻘدﯾﮫ أﻣﺎم اﻵﺧرﯾن ،وﺑﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم
أﺻدﻗﺎﺋﮫ.
* اﻟﻧﻘﺎش :ﺗﺄﻛدي ﺑﺄن طﻔﻠك ﯾﻔﮭم ﻣﺎ ﻛﻧت ﺗﻘوﻟﯾﻧﮫ ﻟﮫ .واطﻠﺑﻲ ﻣﻧﮫ أن ﯾﻛر ّر ﻣﺎ ﻗﻠﺗﮫ ﻟﻠﺗو ّ ،واﺳﺄﻟﯾﮫ ﻋﻣﺎ
إذا ﻛﺎن ﯾﺗﻔق ﻣﻌك .وﺧذي رأﯾﮫ ﻓﻲ ﻛل ﻓﻛرة ﺗطرﺣﯾﻧﮭﺎ .وﻟﺗﻛن ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻣﻊ طﻔﻠك .وﺗﺄﻛدي
ﺑﺄن طﻔﻠك ﻻ ﯾﺗﺧذ اﻟﻛﻼم ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ھﺟوم ﺷﺧﺻﻲ .وﺗﺟﻧّﺑﻲ اﻟﺟ ُ ﻣل ﻣﺛل "أﻧت ﻓوﺿوي ،وﻣﺗﻰ ﺗﺗﻌﻠم؟"
ﺑﺄي ﺛﻣن.
*وﺟ ّ ﮭﻲ اﻟﻧظر إﻟﯾك :ﻓﺑدﻻً ﻣن اﻟﻘول" ،ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﺗﺻل؟" ﺟر ّ ﺑﻲ أن ﺗﻘوﻟﻲ" :ﻛﻧت ﻗﻠﻘﺔ ﻷﻧﻧﻲ ﻟم أﻛن
اﻋرف أﯾن ﻛﻧت ،وﻣﺎ إذا ﻣﺎ ﻛﻧت ﺑﺧﯾر" ،وﺗذﻛري ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺗﻘدﯾن طﻔﻠك ،وﻛﻧت ﺗرﯾدﯾن ﻣﻧﮫ أن ﯾﺗﻌﻠم
ﻣن ﺗﺟرﺑﺔ ﻣﻌﯾ ّ ﻧﺔ ،ﻓﻣن اﻟﺿروري أن ﺗﺗﺣدﺛﻲ ﻣﻌﮫ ،وﻟﯾس إﻟﯾﮫ.
69
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻻ ﺷك أن ﻛﻼ◌ ً ﻣﻧﺎ ﻗد ﻣر ّ ت ﻋﻠﯾﮫ أوﻗﺎت ﻗﺎﺳﯾﺔ ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟﻣراھﻘﺔ ،ﺷﻌر ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺑﺄن
اﻷھل ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﯾﯾن ،وﻣ ُﺗﺳﻠطﯾن ،وﻣ ُﺳﺗﺑدﯾن ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﮭم ،وﯾﻔﺗﻘرون إﻟﻰ ﺗﻔﮭّم أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﺗﻌﺎﻣل،
ورﺑﻣﺎ ﺷﻌرﻧﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﺑﺄﻧﮭم اﻟﺧ َ ﺻم اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗدﻣﯾر ﺳﻌﺎدﺗﻧﺎ ،وﻻ ﺑد أن اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣﻧﺎ ﻗد ﻋﻘدوا
اﻟﻌزم ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أﺑﻧﺎﺋﮭم ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺗﻠف ،وﺑﺄﻧﮭم ﺳﯾﻛوﻧون أﻛﺛر ﺗﻔﮭﻣﺎ ً ودﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﻟﻛن ھذا ﻧﺎدراً ﻣﺎ
ﯾﺣدث ،ﻓﻔﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻﺑﺢ ﺑﮭﺎ آﺑﺎء أو أﻣﮭﺎت ﺗﻧﻘﻠب اﻷﻣور ،وﺗﺗﺑﺧر اﻟﺗﻌﮭدات ،وﻧﺑدأ
ﺑﺎﻟﺗﺻر ّ ف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻧﺎ اﻷﻛﺑر واﻷﻛﺛر ﺣﻛﻣﺔ وﺗﺟرﺑﺔ ،واﻷﻗدر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎدة واﻟﺗوﺟﯾﮫ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻠق
ﺻراﻋﺎ ً ﻻ ﯾﻧﺗﮭﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﯾن اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻧﺎء ،وﯾوﺳ ّ ﻊ اﻟﻔﺟوة ﺑﯾن اﻷﺟﯾﺎل.
ﯾﻌﺗﺑر اﻵﺑﺎء اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾون ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ،أن واﺟﺑﮭم ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗوﺟﯾﮫ أطﻔﺎﻟﮭم
وﺣﻣﺎﯾﺗﮭم ﻣن ﻋﺛرات اﻟزﻣﺎن ،وأن ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل أن ﯾﻔﻌﻠوا ﻣﺎ ﯾُطﻠب ﻣﻧﮭم ،ﻣن دون اﺣﺗﺟﺎج أو
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ،وﻟﻛن ﻟﺳوء ﺣظ اﻵﺑﺎء ،ﻓﺈن ھذا اﻷﺳﻠوب ﺳوف ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺣد ّ ي ،واﻟﺧداع ،واﻧﮭﯾﺎر
اﻟﺗواﺻل ﺑﯾن اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻧﺎء.
وﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن ذﻟك ،ﻓﮭﻧﺎك اﻵﺑﺎء اﻟدﯾﻣﻘراطﯾون اﻟذﯾن ﯾﺗ ّ ﺑﻌون ﻣدرﺳﺔ ﺗرﺑوﯾﺔ ﻟﯾﺑراﻟﯾﺔ ،ﺗرﺗﻛز إﻟﻰ
ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة واﻻﻧﻔﺗﺎح ،وﯾﻌﺗﻘدون أن ﻟﻛل طﻔل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن رﻏﺑﺎﺗﮫ وآراﺋﮫ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ
ﺗﺟﺳﯾر اﻟﻔﺟوة ﺑﯾن اﻷﺟﯾﺎل .إﻻ أن اﻵﺑﺎء اﻟذﯾن ﯾﺗﺑﻧ ّ ون ﻓﻛرة "أن اﻷطﻔﺎل ﯾﻌرﻓون أﻓﺿل" ﻗد ﯾﺟدون
أن اﻷﻣور ﺗرﺗد ﻋﻠﯾﮭم ﺑﺷﻛل ﺳﻠﺑﻲ .ﻓرﻏم أن اﻷطﻔﺎل ﻗد ﯾُ ﺷﻛﻛون ﺑﺳﻠطﺎت اﻟواﻟدﯾن ،وﯾرﻏﺑون ﺑﻠﻌب
دور اﻟﻌﺎرف ﺑﻛل ﺷﻲء ،وأﻧﮭم ﻻ ﯾﺣﺗﺎﺟون ﻟﺣﻛﻣﺔ اﻵﺑﺎء وإرﺷﺎدھم ،ﻓﺈن ﺗرﻛﮭم ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﻣﺻﯾرھم
ﺳوف ﯾؤدي إﻟﻰ إرﺑﺎﻛﮭم ،وﯾﺳﺑب ﻟﮭم اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ،ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾدرﻛوا ﻋﺎﺟﻼً أم آﺟﻼً ﺑﺄن اﻷھل
داﺋﻣﺎ ً ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺷﺑﻛﺔ اﻷﻣﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭم.
وﯾُﻧﺻﺢ اﻷھل ﺑﺗﺑﻧ ّ ﻲ ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﺗرﺑوﯾﺔو َﺳ َ طﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻛوﻧون ﻣﺗﺳﻠطﯾن ،وﻻ ﻣﺗﺳﺎھﻠﯾن ،وﻣن اﻟﺿروري
أن ﯾﺗﻌﻠم اﻷﺑﻧﺎء اﺣﺗرام آﺑﺎﺋﮭم ،وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ،ﯾﺟب أن ﯾﺷﻌرھم اﻷھل ،ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﺑﺎﺣﺗرام
أﻓﻛﺎرھم وآراﺋﮭم.
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ ﻟﻠﺣد ّ ﻣن اﻟﺟدل اﻟﻌﻘﯾم واﻟﻣ ُ ﻣﺎﺣﻛﺔ ﺑﯾن اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻧﺎء:
-1ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﻣﺗﺣن اﻟطﻔل اﻟﻣﺛﯾر ﻟﻠﺟدل ﺻﺑ ْر َ ك ،ﻓﺣﺎوﻟﻲ ﺗﺟﻧ ّ ب اﻻﻧﺗﻘﺎد ،واﻟﺗوﺑﯾﺦ ،وﻓرض
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﯾﮫ .ﻓﮭذا ﻟن ﯾؤدي إﻻ إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم اﻷﻣور ،وﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻔﺟوة ﺑﯾﻧﻛﻣﺎ.
-2ﺗﺣﺎﺷﻲ اﺳﺗﺧدام ﺟ ُ ﻣل ﻣﺛل" :ﻻ ﺗﺳﺄل" و "اﻓﻌل ﻣﺎ أﻣرﺗك ﺑﮫ" و "ﻷﻧﻧﻲ ﻗﻠت ذﻟك" ،ﻷﻧﮭﺎ
ﺳﺗﺿﻌك وطﻔﻠك ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ،ﻓﮭﻲ ﺟ ُ ﻣل ﺳﻠﺑﯾﺔ ،ﺳﺗؤدي إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌﻧﺎد واﻟﻣﻛﺎﺑرة،
وﺗﻌز ّ ز اﻋﺗﻘﺎده ﺑﺄﻧﮫ ﺿﺣﯾﺔ ،وأﻧﮫ ﻗد أ ُ ﺳﻲء ﻓـَﮭﻣﮫ.
70
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
-3ﺣﺎوﻟﻲ أن ﺗﺟﻌﻠﯾﮫ ﯾرى اﻷﻣور ﻣن زاوﯾﺗك ،واﺳﺄﻟﯾﮫ ﻛﯾف ﺳﯾﺷﻌر ﻟو اﻧك ﻗﻠّﻠت ﻣن اﺣﺗراﻣﮫ أو
ﺗﻛﻠﻣت ﻣﻌﮫ ﺑوﻗﺎﺣﺔ ،وھﻲ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﻠم ﺑﮭﺎ ﻣﻌك ،واﻓﺗﺣﻲ ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻋﻠﻰﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﺣوار اﻟﺟ َ دﻟﻲ
ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷﺧﺻﯾن.
-4ﻋﺎﺗﺑﯾﮫ ﺑﺣزم وﻟطف ﻋﻧدﻣﺎ ﯾُ ظﮭر ﻋدم اﻻﺣﺗرام ،وﺣﺎوﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﺑروح ﺑﻧﺎءة .ﻛﺄن ﺗﻘوﻟﻲ ﻟﮫ
إﻧك ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻟﻼﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ وﺟﮭﺔ ﻧظره ،وﻟﻛن ﺑﺷرط ﺗـَﺧﻔﯾض ﺻوﺗﮫ واﻟﺗﻛﻠم ﺑﺄدب وھدوء.
-5ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺣو ّ ل اﻟﺟدل إﻟﻰ ﻣﻌرﻛﺔ ﻏﺎﺿﺑﺔ وﺗوﺗ ّر ،ﯾُﻧﺻﺢ ﺑﺄﺧذ ﺑﻌض اﺳﺗراﺣﺔ أو وﻗت ﻣ ُ ﺳﺗﻘطﻊ
ﻟﺗﮭدﺋﺔ اﻟطرﻓﯾن .وﺣذري طﻔﻠك ﻣن أﻧﮫ ﻟن ﯾﺣﻘق أي إﻧﺟﺎز وھو ﻓﻲ ھذا اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺗوﺗ ّ ر ،وﺳوف
ﻧﻧﺎﻗش ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻣر ّ ﻧوﺑﺔ ﻏﺿب اﻟطرﻓﯾن.
-6اﺟﻌﻠﻲ طﻔﻠك ﯾﺷﻌر ﺑﺄﻧك ﺗﮭﺗﻣﯾن ﺑرأﯾﮫ .وﻋﻠﻣﯾﮫ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ ورﻏﺑﺎﺗﮫ ﻣن دون أن ﯾﺗﺻر ّ ف
ﺑﻌدواﻧﯾﺔ وﺟ َ دل.
-8ﻻ ﺗﻛوﻧﻲ داﺋﻣﺎ ً ﻣﺗﺻﻠﺑﺔ وﺻﺎرﻣﺔ ،وﺣﺎوﻟﻲ أن ﺗﻛوﻧﻲ ﻣ َرﻧﺔ ً وﻣﺗﺳﺎھﻠﺔ ًﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد ﻓﻲ
ﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻋرض طﻔﻠك ﻗﺿﯾﺗﮫ ﺑﺷﻛل ﻣ ُ ﻘﻧﻊ ،وﻣن دون أن ﯾﺗﺻرف ﺑﺷﻛل ﻋداﺋﻲ أو
ﻋدواﻧﻲ.
71
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
إذا ﻛﻧت واﺣدة ﻣن اﻷﻣﮭﺎت اﻟﻣ ُ ﺳﺗﻐرﻗﺎت ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ،ﺑﻧﻔﺳك ،وﺗرﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن أطﻔﺎﻟك .ﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣﺟم اﻟﻌﻣل ،وﺗﻌﻠﯾﻣﮭم ﺗﺣﻣ ّ ل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣ ُ ﺣﺑﺑﺔ
ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻟﮭم .ﻓﺎرﺟﻌﻲ إﻟﻰ ھذه اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺳﺎﻋدك ﻋﻠﻰ اﻟﺧروج ﻋن روﺗﯾن اﻟﺗﻧظﯾف،
وﺗﺷﺟ ّ ﻊ أطﻔﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ.
* ﻧظ ّ ﻔﻲ ﻣﻊ أطﻔﺎﻟك
اطﻠﺑﻲ ﻣن أطﻔﺎﻟك ﻣﺳﺎﻋدﺗك ﺑدﻻً ﻣن أن ﺗﺗطﻠﺑﻲ ﻣﻧﮭم اﻟذھﺎب ﻟﺗﻧظﯾف ﻣﻛﺎن آﺧر ،وﯾﻣﻛﻧك أﺛﻧﺎء
72
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻟﺗﻧظﯾف ﺗـ َﺑﺎد ُ ل اﻷﺣﺎدﯾث ،واﻟﺗﺣﺎور ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل ﻋن ﯾوﻣﮭم ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳـﺔ ،أو ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻣﻊ
أﺻدﻗﺎﺋﮭم ،أو ذﻛرﯾﺎﺗﮭم وﻣﻐﺎﻣراﺗﮭم ،وھذا ﻣـﺎ ﯾﺣﻘق أھداﻓﺎ ً ﺗطﻣﺢ ﻛل أم ﻟﻐ َ رﺳـﮭﺎ ﻋﻧد أطﻔﺎﻟﮭﺎ:
ﻛﺎﻹﯾﺛﺎر ،واﻟﺗﺿﺎﻣن ،واﻟﺷﮭﺎﻣﺔ ،وﺣب اﻟﻌﻣل ،واﻟوﻓﺎء ﻟﻸم ﺑﺎﻟﻘول واﻟﻌﻣل.
73
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﯾﺣﺗل اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻣوﻗﻌﺎ ً ﻣﮭﻣﺎ ً ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وﺑﯾوﺗﻧﺎ ،ﻟدرﺟﺔ أن اﻟﺑﻌض ﺑﺎت ﯾﺳﻣ ّ ﻲ ﻏرﻓﺔ ﺟﻠوﺳﮫ ﺑﺎﺳم
"ﻏرﻓﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾون" ،ﻓﺈﻟﻰ أي ﺣد ﯾﺟب أن ﻧﺳﻣﺢ ﻟﮭذا اﻟﺿﯾف أن ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﻰ ﻋﻘول أطﻔﺎﻟﻧﺎ؟ وﻛﯾف
ﻧﺟﻌﻠﮫ ﻣﺻدراً ﻟﻠﺗرﻓﯾﮫ ،واﻹﻓﺎدة ﻷطﻔﺎﻟﻧﺎ ،وﻟﯾس ﻣﺻدراً ﻟﮭدر وﻗﺗﮭم ،وإھﻣﺎل دراﺳﺗﮭم ،وھﺑوط
ذوﻗﮭم ،وﺣﺗﻰ إﻟﻰ ﺗﺳر ّ ب أﻓﻛﺎر ﻣﻐﻠوطﺔ إﻟﻰ ﻋﻘوﻟﮭم؟
واﻟﯾﻛم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ أرﺟو أن ﺗﺗﻣﻛن اﻷﻣﮭﺎت ﻣن ﺗطﺑﯾق ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل:
-1ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز وﻗت اﻟﻣﺷﺎھدة اﻟﯾوﻣﻲ اﻟﺳﺎﻋﺗﯾن ،وﯾﻣﻛن زﯾﺎدﺗﮭﺎ ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺳﺎﻋﺎت
اﻟﺛﻼث ﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﻌطل ،وﯾﺟب أن ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز وﻗت اﻟﻣﺷﺎھدة اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣﺳﺎء ،ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
اﻟطﻔل أﺧ ْ ذ ﻗﺳط ﻛﺎف ﻣن اﻟراﺣﺔ واﻟﻧوم.
-2اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺷﺎھده اﻟطﻔل ،وإﺑﻌﺎده ﻋن ﻣﺷﺎھد اﻟﻌﻧف واﻟﻘﺗل واﻷﺻوات اﻟﻣزﻋﺟﺔ ،وﻛل ﻣﺎ ﻗد
ﯾوﺗ ّ ر أﻋﺻﺎﺑﮫ ،وﯾﺳﺑب ﻟﮫ اﻟﻛواﺑﯾس ،واﻟﻔزع أﺛﻧﺎء ﻧوﻣﮫ.
-3ﻣن اﻟﺿروري ﻣﺷﺎھدة ﻣﺎ ﯾﺗﺎﺑﻌوﻧﮫ ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ً أم ﻻ ،وﯾﺟب أن
ﯾﺗﻌو ّد اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎھدة ﻗﻧوات ﻣﺣد ﱠدة ﯾﺧﺗﺎرھﺎ اﻷھل ﺑﺗﻣﻌ ّ ن.
-4ﻋدم ﺗرك اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﺑﺗﻧﺎول اﻷطﻌﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب اﻟﺳﻣﻧﺔ ،أو ﺗـ ُ ﺗﻠف اﻷﺳﻧﺎن ،ﻛﺎﻟﺷوﻛوﻻ،
وأﻧواع اﻟﺗﺳﺎﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،أﺛﻧﺎء ﻣﺷﺎھدة اﻟﺗﻠﻔزﯾون.
– 5ﯾﺟب إﻏﻼق اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻋﻧد ﺗﻧﺎول وﺟﺑﺎت اﻟطﻌﺎم ،ﻟﯾﺗﻣﻛـ ﱠ ن اﻟطﻔل ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ طﻌﺎﻣﮫ،
واﻟﺗواﺻل ﻣﻊ أﻓراد ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ.
-6ﯾﺟب أن ﯾﺣرص اﻷھل ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷطﻔﺎل ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت واﻟﮭواﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ :ﻛﺎﻟﻌزف ﻋﻠﻰ آﻟﺔ
ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ،واﻟﻘراءة ،واﻟرﯾﺎﺿﺔ ،وﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻷھل ﻓﻲ اﻟزﯾﺎرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ذﻟك ﻣﻘﺑوﻻً.
-7ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺗﻧﺑ ّﮫ اﻷھل ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﯾ َ ﺳﻣﺣون ﻷطﻔﺎﻟﮭم ﺑﻣﺷﺎھدة ﺑراﻣﺞ اﻟﻛﺑﺎر إﻟﻰ أن ھذه
اﻟﻣﺷﺎھدة ﻗد ﺗدﻓﻌﮭم ﻟﺑﻌض اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣ ُﺣرﺟﺔ ،ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟواﻟدﯾن ﻣ ُ ﺳﺗﻌدﯾن ﻟﻣﺛل ھذه
اﻷﺳﺋﻠﺔ ،واﻟﺗﺻر ّ ف ﺑﺷﻛل ﻣﻧطﻘﻲ ،ﻓﻣﺛﻼً ،إذا ﺻﺎدف ﻣرور ﻣوﻗف ﻋﺎطﻔﻲ ﻛﺎﻟﻘﺑﻠﺔ أو ﻏﯾرھﺎ ،ﻓﯾﺟب
أن ﻻ ﯾﻠﻔت اﻷھل ﻧظر اﻟطﻔل وإﺛﺎرة ﻓﺿوﻟﮫ ﺑﺈﻏﻼق اﻟﺗﻠﻔزﯾون أو ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﺣطﺔ ،ﺑل ﯾﺟب أن ﺗﺗرك
اﻷﻣور ﻟﺗـَﻣر ﺑﺷﻛل طﺑﯾﻌﻲ.
74
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
-8ﻣن أھم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗُﺳﺑ ّ ب ﻣﺷﺎﻛل ﻟﻸھل ،اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺧﯾﺎﻟﯾﺔ اﻟﻛرﺗوﻧﯾﺔ ،وﻏﯾرھﺎ ،واﻟﺗﻲ
ﺗﻌرض أﺷﯾﺎء ﻏﯾر ﻣﻌﻘوﻟﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ً ،ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﻘوم اﻷھل ﺑﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﻌﻘول ﻣﻧﮭﺎ وﻏﯾر اﻟﻣﻌﻘول،
ﻓﻛم ﻣن طﻔل ﻗﺎم ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻧﻔﺳﮫ ﻣن اﻟﻧﺎﻓذة أو ﺳطﺢ ﺑﯾﺗﮫ ﻣﻘﻠداً ﺳوﺑرﻣﺎن ،أو اﻟﮭﺟوم ﻋﻠﻰ إﺧوﺗﮫ
وأﺻدﻗﺎﺋﮫ وﺿرﺑﮭم ،ﻣﻘﻠداً اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺎھدھﺎ ﻓﻲ أﻓﻼم اﻹﺛﺎرة وﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ .ﻓﺎﻟطﻔل ﻓﻲ
ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﺗﻣﯾ ّ ز ﺑﺎﻟﺧﯾﺎل اﻟﺧﺻب ،وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻘول واﻟﻼﻣﻌﻘول ،وﻣﺷﺎھدة
اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﺗوﺣﻲ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓﻛﺎر واﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻷھل داﺋﻣﺎ ً ﻣﺳﺗﻌدﯾن ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر وﺑﺻدق.
75
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻔل ﻛﺛﯾر اﻟﺗذﻣ ّ ر واﻟﺷﻛوى وﻣﺻدرا◌ ً ﻟﻺزﻋﺎج ،وﻗد ﯾﻛﺗﺳب ﺳﻣﻌﺗﮫ ﻛﻣﺗذﻣ ّ ر ﺑﯾن
أﻗراﻧﮫ ،وﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﺳﮭوﻟﺔ ،ﻟذا ﻓﻌﻠﻰ اﻟواﻟدﯾن اﻟﺗﺣﻠّﻲ ﺑﺎﻟﺻﺑر واﻟﺗﺻﻣﯾم
ﻟﻣﺳﺎﻋدة طﻔﻠﮭم ،واﺿﻌﯾن ﻧﺻب أﻋﯾﻧﮭم أھﻣﯾﺔ ﺗﺻر ّﻓﮫ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻓﻌ ّﺎﻟﺔ وﻣ ُﺣﺑ ﱠ ﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣﯾطﯾن ﺑﮫ .وﻟﮭذا؛
ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻟواﻟدﯾن إﻧﺟﺎز ﻣ َ ﮭﻣﺗﯾن :ﻋدم اﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟطﻠﺑﺎﺗﮫ ﺑﺣزم ،وﺗﻌﻠﯾﻣﮫ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗواﺻل ﺑﺷﻛل ﻓﻌ ّ ﺎل،
وﻹﻧﺟﺎز ھﺎﺗﯾن اﻟﻣﮭﻣﺗﯾن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﯾﻣﻛن اﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
* ﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻧﺑرة ﺻوﺗﯾﺔ واﺿﺣﺔ ،ﻓﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﻠم اﺳﺗﺧدام ﺻوﺗﮫ اﻟﻌﺎدي ،وﻟﯾس
ﺻوت اﻟﺗذﻣ ّ ر ﻟطﻠب اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ ،وﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن اﻟوﺿﻊ ،ﻓﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻧﻐﻣﺔ ﺻوﺗﮫ ﻟطﯾﻔﺔ وﻣ ُ ﺣﺑﺑﺔ،
وﻛذﻟك ﻧﻐﻣﺔ ﺻوت اﻷم )اﻷب( ،وﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗدرﯾب اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ إذا ﻟزم اﻷﻣر،
وذﻟك ﺑﮭدف أن ﯾﺗﻌو ّ د اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺣﺎﺟﺎﺗﮭﻣﺎ ﺑﮭدوء.
* اﻟﺗﮭذﯾب ،ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌو ّ د ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻷﺳرة اﺳﺗﺧدام ﻋﺑﺎرات ﻣﮭذﺑﺔ ﻣﺛل :ﻟو ﺳﻣﺣت ،ﺷﻛراً ،ﻓﻲ
اﻟﻣﺣﺎدﺛﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﻓﮭذه اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﻛرﯾس اﻻﺣﺗرام واﻟﺗواﻓق ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،وﺗﻌﻠّم
اﻟطﻔل أن ﯾطﻠب ﺑدﻻً ﻣن اﻟﺗـ َطﻠـ ﱡب.
* ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ طﻠب ﺣﺎﺟﺗﮫ ﺑﺟﻣﻠﺔ واﺣدة ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﻧطق ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﺗذﻣ ّ ر ،ﻓﻼ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ھذا اﻹﻟﺣﺎح اﻟﻣزﻋﺞ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﻛوﯾن ﺟﻣﻠﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ
طرﯾﻘﺔ ﻣرﯾﺣﺔ ﻟﯾﺧﺑر اﻟطﻔلُ اﻷم َ ﺑﻣﺎ ﯾرﯾده ،واﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ،ﻓﻣﺛﻼ" :ﻣﺎﻣﺎ ،أﻧﺎ ﻣﺗﻌب ،وﻻ أرﯾد
أن ﻧﺗﺳو ّ ق أﻛﺛر ،ھل ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌود ﻟﻠﺑﯾت؟"
* ﻋﻘد اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣوﺟزة ،ﻟﻌﻣل ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾّن ﻣﻊ اﻟطﻔل ،ﻓﻣﺛﻼً :إذا ﻛﺎن اﻟطﻔل ﯾرﻏب ﺑﺎﻟذھﺎب ﻟﻠّﻌب ﻓﻲ
"اﻟﻣول" ،وأﺧﺑرﺗﮫ اﻧك ﺳﺗﺄﺧذه إﻟﻰ اﻟﺣدﯾﻘﺔ ﯾوم اﻟﺳﺑت ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺑدأ ﯾوم اﻷرﺑﻌﺎء ﺑﺗﺣﺿﯾر ﻣ ُ راﻓﻌﺗﮫ،
وﻣواﻓﻘﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺷروط اﻟذھﺎب إﻟﻰ "اﻟﻣول" ،ﯾُ ﻔﺿل ﻛﺗﺎﺑﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣن ﺟﻣﻠﺔ واﺣدة ﺗﺣدد ﻣﺗﻰ وأﯾن
ﺳﺗذھب ،ﯾﺿﺎف إﻟﯾﮭﺎ أن أي ﻣﺿﺎﯾﻘﺔ ﻣﻧﮫ ﺳﺗـ ُ ﻠﻐﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،وﯾﺟب اﻻﻟﺗزام ﺑﻧص ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﺗﻰ
ﺗﻧﺟﺢ اﻷﻣور.
* ﺗﺟﻧ ّب اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت ،وأوﺟد اﻟﺣﻠول ،ﻓﻣﺛﻼً إذا ﻛﺎن ﯾرﯾد ﻟﻌﺑﺔ ﺛﻣﯾﻧﺔ ،وأﻧت رﻓﺿت ﺷراءھﺎ ،ﺳﯾﺑدأ
ﺑﺎﻟﺗذﻣ ّ ر ،ﻓﻣﺎ اﻟﻌﻣل؟ أﻓﺿل اﻟﺣﻠول ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻣﺎح ﻟﮫ ﺑﺷراء اﻟﻠﻌﺑﺔ ﻣن ﻣﺻروﻓﮫ اﻟﺧﺎص،
وإذا ﻟم ﯾﻛن ﻣﺻروﻓﮫ ﻛﺎﻓﯾﺎ ً ،اطﻠب إﻟﯾﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻣﻘﺎﺑل ﺑﻘﯾﺔ ﺛﻣن
اﻟﻠﻌﺑﺔ ،ﻓذﻟك ﯾﺷﺟ ّ ﻊ اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد طرق ﺑ َ ﻧﺎءة ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ أھداﻓﮫ.
76
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻟدى اﻟطﻔل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺎطﻔﯾﺔ أوﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو ّ ،ﺗﻌرﻗل ﺗﺣﺻﯾﻠﮫ اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ
وﻧﺷﺎطﮫ اﻟﻼﻣﻧﮭﺟﻲ .ﻓﺈذا أﺑدى اﻟطﻔل ﻣﻼﺣظﺎت ﺑﺄﻧﮫ ﯾﻛره اﻟﻣدرﺳﺔ ،أو اﻧﮫ ﻻ ﯾرﯾد أن ﯾذھب إﻟﻰ
اﻟﻠﻌب ،ﻣﻠﻣﺣﺎ ً إﻟﻰ أن ھﻧﺎك ﺷﯾﺋﺎ ً ﺧﺎطﺋﺎ ً ،ﻓﯾﺟب إﻋﺎدة ﺗﻘﯾﯾم وﺿﻊ اﻟطﻔل ،وﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ
ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﺑدو ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺷﻛل ﻣن اﻟﺗذﻣ ّ ر واﻹﺣﺑﺎط.
وﻗد ﯾﺗذﻣر ﺑﻌض اﻷطﻔﺎل ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﻷﻧﮭم أﺗﻘﻧوا ﻓن إزﻋﺎج اﻵﺧرﯾن ﻹﻋطﺎﺋﮭم ﻣﺎ ﯾرﯾدون ،وھـذا
اﻟﺗﻼﻋب ھو اﻟﺛﻣن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ ﺑﻌض اﻵﺑـﺎء )اﻟدﻻل اﻟزاﺋد إﻟﻰ درﺟﺔ ﺗـ ُ ﻔﺳد اﻟطﻔل( واﻟﺗﻲ
ﺗﺟﻌﻠﮭم ﯾُﻌطون اﻟطﻔل ﻣﺎ ﯾُرﯾد ﺑﮭدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﮭدوء ،واﻟذي ﺗﻌو ﱠ دوا ﻋﻣﻠﮫ ﻣراراً وﺗﻛراراً ﻹﺳـﻛﺎت
طﻔﻠﮭم اﻟﻣدﻟل ﻓﻲ ﻣراﺣل اﻟطﻔوﻟـﺔ اﻟﻣﺑﻛرة.
وﺑﻛل اﻷﺣوال ،ﻓﺎﻹھﻣﺎل ﻟﯾس ﻛﺎﻓﯾـﺎ ً ،ﻓﯾﺟب ﺗﻌزﯾز اﻟﺳـﻠوك اﻟﺳـﻠﯾم ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾطﻠب ﺷـﯾﺋﺎ ً ﺑطرﯾﻘﺔ
ﻣؤد ﱠ ﺑﺔ ﺑدﻻً ﻣن اﻟﺗذﻣ ّ ر ،ﻓﯾﺟب ﺗﺛﻣﯾن ﺗﺻر ّ ﻓﮫ ،ﻛﺎﻟﻘول ﻣﺛﻼ :ﺷـﻛراً ﻷﻧك طﻠﺑت ﺑﺷﻛل ﻣﮭذب ،أو أﻧـﺎ
أﻗد ّ ر ھذا اﻟﻌﻣل ،ﻓﺎﻟﺗﻌزﯾز اﻹﯾﺟـﺎﺑﻲ ﯾﺳـﺎﻋد اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣـو اﻟﻌﺎطﻔﻲ واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﺑطرﯾﻘﺔ
ﺑﻧـﺎءة.
أﻣـﺎ إذا أﺻﺑﺢ ﺳـﻠوك اﻟطﻔل اﻟﻣﺗذﻣر ﻣ ُ ﺳـﺗﻣراً وﻣزﻋﺟﺎ ً ،وﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻗدراﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ واﻟﺗﻔـﺎﻋل
داﺧل اﻷﺳـرة وﻓﻲ واﻟﻣدرﺳـﺔ ،ﻓرﺑﻣﺎ ﻛـﺎن ﯾُواﺟﮫ ﻣﺻﺎﻋب َ ﻋﺎطﻔﯾـﺔ وﻧﻔﺳـﯾﺔ أﻛﺛر ﺣ ِد ﱠ ة ،وﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻠﺟـﺄ اﻷﺳـرة إﻟﻰ ﻣ ُ رﺷد ﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوز ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ.
77
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﻟﻶﺑﺎء ﺗﺄﺛﯾرات ﻋﻣﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطو ّ ر وﺗﻧﻣﯾﺔ أطﻔﺎﻟﮭم ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧواﺣﻲ .وﻋﻧد اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ھذا اﻷﻣر
ﻧﺷﻌر ﺑﺄن ھﻧﺎك ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻧﺎ .ﻓﻧﺣن ﻧﻛـ ﱠون ﻣﺎ ﺳﯾﻛون ﻋﻠﯾﮫ أطﻔﺎﻟﻧﺎ إﻟﻰ ﺣد ّ ﻛﺑﯾر.
ﻓﻧﺣن ﻣﺳؤوﻟون ﻋﻣﺎ ﯾﺄﻛﻠون وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﺎﻟﺗﮭم اﻟﺻﺣﯾﺔ ،وﻛﯾف ﯾﺗﻌﺎﻣﻠون ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ،وأﯾن ﯾذھﺑون،
وﻏﯾر ذﻟك ،وﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻠﮭم أذﻛﯾﺎء!
وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗطو ّ ر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻌﺎطﻔﻲ ﻟﻠطﻔل ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺣﺎور :اﻟﺑﯾت واﻟﻣدرﺳﺔ واﻟﺟﯾران .إﻻ أن
اﻟﺑﯾت ﯾﺑﻘﻰ أﺷدھﺎ ﺗﺄﺛﯾراً .وﺗﺑﻘﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟطﻔل ﺑواﻟدﯾﮫ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﮫ اﻟﻘﺎﻋدة اﻵﻣﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠطﻔل
أن ﯾﻧطﻠق اﻋﺗﻣﺎداً ﻋﻠﯾﮭﺎ.
واﻷطﻔﺎل ،ﺧﻼل ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،ﻣﺗﺣﻣﺳون ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮭم .وﯾﺗوﺟ ّ ب ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء
واﻷﻣﮭﺎت ﺗوﻓﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾز اﻟﻛﺎﻓﻲ ،ﻟﯾﺗﻣﻛن اﻟطﻔل ﻣن ﺗطوﯾر ﻣ َ ﮭﺎراﺗﮫ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ .وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺟﻌل
أطﻔﺎﻟﻧﺎ أﻛﺛر ذﻛﺎء .ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن اﻟطﻔل ﯾﺑدو أﺑطﺄ ﻣن أﻗراﻧﮫ ﻗﻠﯾﻼً ﻓﻲ ﺗﻌﻠم اﻷﺷﯾﺎء ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻓﯾﻣﻛﻧﻧﺎ
ﻣﺳﺎﻋدﺗﮫ .وﺧﻠﺻت اﻟدراﺳﺎت إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺷﯾﺋﯾن ﻣ ُﺣد ﱠ دﯾن ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل ﻟﯾُﺻﺑﺢ أﻛﺛر
ذﻛﺎء ،أو ﺗﺣﺳﯾن ﻣﮭﺎراﺗﮫ اﻟﻠﻐوﯾﺔ وﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﻔﻛﯾره .وﯾﻘﻠل ﻣﻌظم اﻟﻧﺎس ﻣن أھﻣﯾﺔ ھذﯾن اﻷﻣرﯾن ﻛﺛﯾرا
وھﻣﺎ:
اﻷول :اﻗرأي ﻟطﻔﻠك ﯾوﻣﯾﺎ ً .ﻣن اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺻو ّ رة ،واﻋرﺿﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻور ،وراﻗﺑﻲ ردود أﻓﻌﺎﻟﮫ ﻋﻧد
رؤﯾﺔ ھذه اﻟﺻور ،وﺷﺟﻌﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺷﺎﻋره ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺑﮭﺎ.
اﻟﺛﺎﻧﻲ:أﻋط ِ طﻔﻠك اﻟﺧﺑرات واﺷرﺣﻲ ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﺟري .ﻓﺎﻟطﻔل ﯾﺗﻌﻠـ ّ م ﻣن ﺧﻼل ﻛل أﺣﺎﺳﯾﺳﮫ ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﮫ
ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أن ﯾرى ،وﯾﺳﻣﻊ ،وﯾﺧﺗﺑر اﻷﺷﯾﺎء ﺑﻧﻔﺳﮫ.
ﻗوﻣﻲ ﺑﺗﺳﻣﯾﺔ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺎھدھﺎ اﻟطﻔل ،وﺗﻛﻠﻣﻲ ﻣﻌﮫ ﺑﺄﻟﻔﺎظ وﻣﻌﺎن◌ ٍ ﺻﺣﯾﺣﺔ ،وﺗﺟﻧ ﱠ ﺑﻲ اﻟﻠﮭﺟﺎت
اﻟﺻﻌﺑﺔ ،وﻻ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻲ ﻟﻐﺔ اﻷطﻔﺎل ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺣدﺛﯾن إﻟﯾﮫ.
وﺗ َ ﺣﺎوري ﻣﻌﮫ أﺛﻧﺎء اﻟﻠﻌب ﺑﻛﻼم ﺑﺳﯾط وﺑﺟﻣل ﻗﺻﯾرة واﺿﺣﺔ ﺗﻘﺗرب ﻣن ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﯾﻌﺎب.
إن اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻠﻐوﯾﺔ واﻟذﻛﺎء أو اﻟﻘدرات اﻹدراﻛﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ◌ ٌ ارﺗﺑﺎطﺎ ً وﺛﯾﻘﺎ ً ،ﺑل وﺗﺗداﺧل ﻣﻧذ ﻓﺗرة
اﻟرﺿﺎﻋﺔ وﺣﺗﻰ ﺳن ّ اﻟروﺿﺔ .وھذا ھو اﻟﺳﺑب ﻓﻲ أن ھذه اﻷﻧﺷطﺔ ذات أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة .وﻧﺣن ﻧﻌﻠم
أن ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ أو اﻟذﻛﺎء .ﻓﺎﻟﻘراءة
واﺻطﺣﺎب اﻷطﻔﺎل اﻟﻰ أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﻔﺗﺢ ﻋﯾوﻧﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم .ﻓﯾﺗﻌﻠﻣون اﻟﻣﻔردات .وﯾﺗﻌﻠﻣون ﻛﯾف
ﺗﺗﺻل اﻷﺷﯾﺎء وﺗرﺗﺑط ﺑﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﻌﺿﺎ ً .وﯾﺗﻌﻠﻣون :ﻣ َن ،وﻣﺎذا ،وﻣﺗﻰ ،وأﯾن ،وﻛﯾف ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮭم .ﯾﺗﻌﻠﻣون ﻛﯾف ﯾﻔﻛرون .وﯾﺷﻌرون .وﯾﺗﻌﻠﻣون ﻋن اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﯾﻌﯾﺷون ﻓﯾﮫ.
وﯾﺗﻌﻠﻣون رﺑط اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺑﺎﻷﻓﻛﺎر واﻷﻋﻣﺎل.
وﻗد أظﮭرت اﻷﺑﺣﺎث أن اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺗﻘرأ ﻟﮭم أﻣﮭﺎﺗﮭم ﯾوﻣﯾﺎ ،ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻘدرة أﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر
واﻟﻔﮭم اﻟﻠﻐوي ،وارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌرﻓﻲ ،وﻟدﯾﮭم ﻗﺎﻣوس ﻟﻐوي )ﻣ ُ ﻔردات( اﻛﺑر.
وﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗُﺣﺳ ّ ن اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻟﻠطﻔل اﻟﻐﻧﺎء ،وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻟﻌﺑﺔ
اﻟﺗظﺎھر ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄدوار ﻣﻌﯾّﻧﺔ .واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس اﻟطﻔل ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺻﻧﯾف اﻷﺷﯾﺎء ،واﻟﺗﻌر ّ ف إﻟﻰ
78
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وأﺣد أھم اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺿﻌﮭﺎ اﻵﺑﺎء ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرھم ﺑﺄن اﻷﺷﯾﺎء ﯾﺟب أن ﺗﻛون رﺧﯾﺻﺔ
وﺳﮭﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎل .اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭم أن ﯾﺄﺧذوا أطﻔﺎﻟﮭم إﻟﻰ ﺑﺎرﯾس أو إﻟﻰ اﻟﻔﺿﺎء اﻟﺧﺎرﺟﻲ.
ﻟﻛن ﯾﻣﻛﻧﮭم اﺻطﺣﺎﺑﮭم إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ وﻗراءة ﻗﺻﺔ .وﯾﻧﺻﺢ اﻷھل ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺣرة ،ﻣﺛل :اﻟﺣﻔﻼت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ،واﻟرﺣﻼت… اﻟﺦ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﺻطﺣﺑﮭم ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرة ﻓﻣن
اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﺷﺎھدوا اﻟﻣزارع واﻟﺣﯾواﻧﺎت واﻟطﯾور وﯾﺗﻌر ّﻓوا إﻟﯾﮭﺎ ،وﺣدﯾث إﻟﻰ ﺟﺎر ٍ ﻣ ُ ﺳن ﯾروي
ﻗﺻﺻﺎ ﻋﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻣور ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن أﺻﻐر َ ﺳﻧـ ّﺎ ً ،أو ﯾُ رﯾﮭم أﺷﯾﺎء أو ﺻوراً ﻗدﯾﻣﺔ ً ﯾﺗﻌﻠﻣون
ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﻋﺎﺷﮫ ﻣن ﺗﺟﺎرب ﻗﯾّﻣﺔ ﺧﻼل ﺣﯾﺎﺗﮫ. ،أﻣﺎ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗطو ّ ﻋﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﺟرﺑﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻻ أن
ﯾﺗﻌﻠﻣوا ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻛﺛﯾر .وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟطﻔل ﺣول ﻣﺎ ﻧﺷرﺗﮫ اﻟﺻﺣف ﺣول ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ذﻟك اﻟﯾوم .وھذه
ﻛﻠﮭﺎ ﺧﺑرات ﻏﯾر ﻣ ُ ﻛﻠِﻔﺔ وﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﺟﻣﯾﻊ .إن ﻣﺟر ّ د ﻣﺷﺎھدة آﻻت ﻛﺑﯾرة ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟطرق ﻗد
ﺗﺛﯾر ﻓﺿوﻟﮫ ورﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻘراءة ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ،وﻻ ﺷك ّ ﻓﻲ أن اﻷطﻔﺎل ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎر ﯾﻣﻛﻧﮭم
ﻣن اﻹﻓﺎدة ﻣن ھذه اﻟﺧﺑرات واﻟﻣﺷﺎھدات.
ورﺑﻣﺎ ﻛﻧﺗم ﺗﻘوﻣون ﺑﻛل ھذه اﻷﻣور .ﻓﺈذا ﻛﺎن ھذا ھو واﻗﻊ اﻟﺣﺎل ،ﻓﺄﻧﺗم ﺗﻘوﻣون ﺑﻌﻣل راﺋﻊ ﺗﺟﺎه
أطﻔﺎﻟﻛم .وإذا ﻛﻧت -أﯾﺗﮭﺎ اﻷم -ﺗﺳﺗطﯾﻌﯾن أن ﺗﻔﻌﻠﻲ ﺑﻌض ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﻣﻊ أطﻔﺎﻟك ،ﻓﺎﺑدأي ﺑﺄﺳرع ﻣﺎ
ﯾﻣﻛن .ﻓﻠﯾس ھﻧﺎك ﺳن ﻣﺣد ﱠ دة ﻟﻠﺑدء ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدة طﻔﻠك ﻟﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر ذﻛﺎء .ﻓﺄي وﻗت ھو أﻓﺿل وﻗت!
79
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﺑﻐض ّ اﻟﻧظر ﻋن ﻧ َﻣط ﺷﺧﺻﯾﺔ طﻔﻠك ،ﻓﺈﻧك ﺗﺳﺗطﯾﻌﯾن ﺗﻌﻠﯾﻣﮫ ﻛﯾف ﯾﺗﺣﻣ ّ ل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﺻودة .ﺿ َ ﻌﻲ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرك أن ﻛل طﻔل ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻵﺧر ،وأن ﻛﻼً ﻣﻧﮭم ﯾﺗﻌﻠم
ﺗﺣﻣ ّل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻌﯾّ ﻧﺔ وﺑﻧﺳب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وﺟﻣﯾﻊ اﻷطﻔﺎل ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻓرص ﻹﺛﺑﺎت أﻧﮭم ﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن أﻓﻌﺎﻟﮭم ،وواﺟﺑﺎﺗﮭم اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ،واﻷﻋﻣﺎل
اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ،واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن .و ﻓﻌل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﯾﺳﺗدﻋﻲ أن ﯾﻛون اﻟطﻔل ﻣوﺿﻊ ﺛﻘﺔ ،ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ
اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ،وﺗﺣﻣ ُل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ .وﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺑدأ دروس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ وﻗت ﻣﺑﻛر ،وأن
ﺗﺳﺗﻣر طوال ﻓﺗرة اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟﻣراھﻘﺔ .وﺧﯾر وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻟﻸﺑﻧﺎء ھﻲ إﺳﻧﺎد اﻟﻣ َﮭﻣ ّ ﺎت ﻟﮭم.
وﯾﺟب أن ﺗﻛون ھذه اﻟﻣ َﮭﻣ ّ ﺎت ﻓرﺻﺎ ً ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة )وﻟﯾس ﻛﻌﻘوﺑﺎت( ،وﯾﺟب ﺗﺣدﯾد اﻟﻘواﻋد
واﻟﻌواﻗب .وأن ﯾﺗﯾﺢ اﻵﺑﺎء اﻟﻔرص ﻷطﻔﺎﻟﮭم ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻟﯾﻛوﻧوا ﻣﺳؤوﻟﯾن ،وأن ﯾﺗﺻر ّ ف اﻵﺑﺎء أﻧﻔﺳﮭم
ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻵﺑﺎء إﯾﺟﺎﺑﯾﯾن ،وأن ﯾُ ﻌطوا اﻧطﺑﺎﻋﺎﺗﮭم اﻟواﺿﺣﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﻋﻣﺎ
أﻧﺟزوه .وإظﮭﺎر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾظﮭر اﻟطﻔل ﺗﺣﻣ ّ ﻼً ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺟواﻧب
اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻌدم أداء اﻟﻣ َﮭﻣ ّ ﺎت ﺑﺷﻛل ﺟﯾد .وﻣﺳﺎﻋدة طﻔﻠك ﻋﻠﻰ إدراك أھﻣﯾﺔ ھذه اﻟواﺟﺑﺎت .ﺗﺣد ّ ﺛﻲ إﻟﻰ
طﻔﻠك ﻋن اﻟﺳﻠوك وﻟﯾس ﻋن اﻟﺷﺧص .ﻗوﻟﻲ ﻟﮫ" :ﺟﻌﻔر ،ﻟﻘد ﻗﻣت ﺑﻌﻣل ﻋظﯾم ﺑﺗرﺗﯾب ﻏرﻓﺗك" وﻻ
ﺗﻘوﻟﻲ ﻟﮫ" :أﻧت وﻟد ﺟﯾد" أو ﻗوﻟﻲ" :ﺟﻌﻔر ،أﻧت ﻟم ﺗﻣﺳﺢ اﻟﻌﺻﯾر اﻟذي ﺳﻛﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻷرض ".وﻻ
ﺗﻘوﻟﻲ ﻟﮫ " :أﻧت ﺷﺧص ﻏﯾر ﻣﺳؤول" .واﻟﺳﻠوك إﻣﺎ إﯾﺟﺎﺑﻲ أو ﺳﻠﺑﻲ .وﯾﺟب أن ﯾﻔﮭم اﻟطﻔل أن ﺣب ّ
واﻟدﯾﮫ ﻟﮫ ﻏﯾر ﻣﺷروط ،وﻟﻛﻧﮭم ﻗد ﯾﺳﺗﺎؤون ﻣن أﻓﻌﺎﻟﮫ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻔﮭم اﻟطﻔل ﺗﻔﺎﺻﯾل واﺟﺑﺎﺗﮫ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت اﻟﻼزم ﻹﺗﻣﺎﻣﮭﺎ ،واﻟﻌواﻗب اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭﺎ .وﻗد ﺗﺣﺗﺎﺟﯾن ﻟﻣﺳﺎﻋدة طﻔﻠك ﻋﻠﻰ اﻧﺟﺎز اﻟﻣﮭﻣﺔ ،وﻟﻛن ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻔﻌﻠﻲ ذﻟك
ﻧﯾﺎﺑﺔ ً ﻋﻧﮫ .ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻌرف اﻟطﻔل أﻧﮫ ﻣﺳؤول ﻋن ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺧطﺎء ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ذﻟك ﻣﻣﻛﻧﺎ ً .
ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،إذا أﺣدث اﻟطﻔل ﻓوﺿﻰ ،ﻓﻌﻠﯾﮫ أن ﯾﻧظ ّف وﯾرﺗ ّب اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑ ّ ب ﺑﮭﺎ .وﻣن
اﻟﻣﻔﯾد ﺗﻌﻠﯾق ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻟﻠﻣ َﮭﻣ ّ ﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻼﺟﺔ ،ﯾُﻛﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﺳم اﻟطﻔل ،واﻟﻣ َﮭﻣ ﱠ ﺔ اﻟﻣوﻛوﻟﺔ إﻟﯾﮫ ،وزﻣن
اﻹﻧﺟﺎز ،وﻣدى ﻧﺟﺎﺣﮫ ﻓﻲ اﻧﺟﺎزھﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﮫ.
ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ،ﻧﺣن ﻧرﯾد ﻷطﻔﺎﻟﻧﺎ أن ﯾﻛوﻧوا ﻣﺳؤوﻟﯾن ﻷﻧﮭﺎ ﺳ ِﻣ َﺔ ٌ ﺻﺣﯾ ّﺔ ٌ ﻣﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة.
وﻟذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺣﺎول اﻵﺑﺎء ﻏرس ﺷﻌور ﺑﺎﻻرﺗﯾﺎح اﻟذاﺗﻲ ﻓﻲ ﻧﻔوس أطﻔﺎﻟﮭم )ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻔﺧر
واﻟﺳﻌﺎدة( ﺑدﻻً ﻣن اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻛﺎﻓﺂت )ﻣﺛل:اﻟﺣﻠوى ،واﻟﻣﺎل ،واﻷﻟﻌﺎب( ﻋن ﺗﺻر ّ ﻓﺎﺗﮭم اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ.
وﺗﺗزاﯾد ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺗﻔﻛﯾر اﻷطﻔﺎل ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺑروا ،وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء ﺗوﻓﯾر اﻟﻣ َ ﮭﻣ ّ ﺎت ﻟﮭم ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ
أﻋﻣﺎرھم .وﻛﻠﻣﺎ أﺣرز اﻟطﻔل ﺗﻘد ّﻣﺎ ً ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ إظﮭﺎر اﻟﺗﻣﻛ ّ ن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت
اﻟدﻧﯾﺎ ﻗﺑل أن ﺗﻘد ّم اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣ َ ﮭﻣ ّ ﺎت اﻷﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾداً .إﻻ أن إﻋطﺎء اﻷطﻔﺎل اﻟﻌدﯾد ﻣناﻟﻣ َﮭﻣ ّﺎت،
ﯾﻣﻛن أن ﯾُﺣﺑطﮭم ،ﺑﺣﯾث ﯾﺷﻌرون ﺑﺄﻧﮭم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون إﻧﺟﺎز ﻛل ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﮫ .واﻟطﻔل
اﻟذﯾن ﯾُﻌطﻰﻣ َﮭﻣ ّﺎت ﻣﻌﻘدة ﺟداً ﯾُﺣس ﺑﺎﻻرﺗﺑﺎك ،وﯾ َ طﻐﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺷﻌور ﺑﺎﻟﻔﺷل .أﻣﺎ اﻟطﻔل اﻟذي ﻻ
80
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
ﯾُـﺗوﻗﻊ أن ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻً ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺷﻌر ﺑﺄﻧﮫ ﻏﯾر ﺟدﯾر ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ ،وﯾﻘل ّ اﺣﺗراﻣﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ .وﻟﺑﻧﺎء اﺣﺗرام اﻟذات،
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء زﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﺗدرﯾﺞ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﻣو أطﻔﺎﻟﮭم وﯾﻧﺿﺟون
ﻓﺎﻟطﻔل اﻟﺻﻐﯾر ﯾﻣﻛن أن ﯾﻐﺳل ﯾدﯾﮫ ،وﯾﻠﺗﻘط أﻟﻌﺎﺑﮫ ،وﯾﺷﺎرك اﻷﺻدﻗﺎء اﻷﻟﻌﺎب ﻣﻊ اﻷﺻدﻗﺎء
ﻛﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ .ﻓﻣﻧذ ﺳن ﻣﺑﻛرة ،ﯾﺣﺗﺎج اﻟطﻔل ﻷن ﯾﻛون ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ
ﺧﯾﺎرات ،وان ﯾُﻌطﻰ ﺳﻠطﺔ ﻣﺣدودة .وﯾﻌطﻰ اﻷطﻔﺎل اﻟﺻﻐﺎراﻟﻣ َﮭﻣ ّﺎت اﻟﺗﻲ ﺗُﻧﺟ َ ز ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى
اﻟﻘﺻﯾر ﻓﻘط .وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾماﻟﻣ َﮭﻣ ّﺎت اﻟﻛﺑﯾرة إﻟﻰﻣ َﮭﻣ ّﺎت أﺻﻐر ،ﯾﻧﺟزھﺎ ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﯾوم أو
اﻷﺳﺑوع.
أﻣﺎ طﺎﻟب اﻟﻣدرﺳﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ،ﻣﺛل إﻋداد وﺗﻧظﯾف اﻟطﺎوﻟﺔ،
وطﻲ ّ اﻟﻣﻧﺎﺷف ،وإﺧراج اﻟﻘﻣﺎﻣﺔ .وإﻧﺟﺎز واﺟﺑﺎﺗﮫ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ،وﺗﺣﺿﯾر ﻣﻼﺑﺳﮫ
ﻟﻠﻣدرﺳﺔ ،واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻏرﻓﺗﮫ ﻣ ُرﺗ ّﺑﺔ .وﯾﻣﻛﻧك اﻟﺑدء ﺑﺗﻣﻛﯾﻧﮫ ﻣن إدارة ﻣﺻروﻓﮫ .ودﻋﯾﮫ ﯾﺧطﺊ،
وﯾواﺟﮫ اﻟﻌواﻗب .ﻓﺈذا رﻏب اﻟطﻔل ﺑﺎﻗﺗﻧﺎء ﻟﻌﺑﺔ ﺟدﯾدة ﻋﻠّﻣﯾﮫ ﻛﯾف ﯾوﻓّر ﻣن ﻣﺻروﻓﮫ ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن
ﺷراﺋﮭﺎ .وإذا أ ﻧﻔق ﻧﻘوده ﻋﻠﻰ أﺷﯾﺎء أﺧرى ،ﻓﺄﺧﺑرﯾﮫ أﻧﮫ ﺧﺳر ﻓرﺻﺔ ﺷراء اﻟﻠﻌﺑﺔ اﻟﺟدﯾدة ﺣﺗﻰ ﯾوﻓر
اﻟﻣﺎل اﻟﻛﺎﻓﻲ.
دﻋﻲ طﻔﻠك ﯾﺧﺗﺎراﻟﻣ َﮭﻣ ّﺎت ،وﺿﻌﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗﻛﻣﺎﻟﮭﺎ ،وﺣد ّ دي ﻋواﻗب ﻋدم اﺳﺗﻛﻣﺎﻟﮭﺎ.
ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻟدى اﻟطﻔل اھﺗﻣﺎم راﺳﺦ ﺑﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ ،ﻓﺈﻧﮫ ﺳﯾﻛون ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﻻﺿطﻼع ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﮫ.
وﻓﻲ ھذه اﻟﺳن ﯾﻔﮭم اﻟطﻔل ﻣن اﻟدروس اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧﻰ ﻛوﻧﮫ ﻣﺳؤوﻻً أو ﻏﯾر ﻣﺳؤول.
أﻣﺎ طﺎﻟب اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻓﯾﻣﻛﻧﮫ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌدﯾد ﻣناﻟﻣ َﮭﻣ ّﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ﻣﺛل :ﻏﺳل اﻟﺻﺣون ،ﻣﺳﺢ
اﻷرﺿﯾﺔ ،ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻐﺳﺎﻟﺔ ،ﻣﺟﺎﻟﺳﺔ اﻷخ اﻷﺻﻐر ،وﺻﻧﻊ أطﺑﺎق ﺑﺳﯾطﺔ.
وﻓﻲ ﺳن اﻟﻣراھﻘﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺑدأ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷطﻔﺎل ﺑرؤﯾﺔ اﻟظﻠم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .ﺗﺣد ّﺛﻲ ﻣﻊ طﻔﻠك ﺣول اﻟﺳ ُ ﺑل
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗُ ﺣدث ﻓرﻗﺎ ً ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻓﺑﻌﺿﮭم ﻗد ﯾﺑدأ ﺑﺎﻟﺗط ّوع ﻓﻲ ﻣﻼﺟﺊ اﻟﻌ َ ﺟزة
واﻷﯾﺗﺎم ،أو إﻋطﺎء اﻟدروس ﻟﻠطﻼب اﻷﺻﻐر ﺳﻧﺎ ً ،أو ﻣﺳﺎﻋدة اﻷﺟداد أو اﻟﺟﯾران اﻟﻣ ُ ﺳﻧﯾن .ﻓﮭذه
اﻟﻣ َﮭﻣ ّﺎت ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗط ّ ور ﻟﺗﺻﺑﺢ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ أﻛﺑر ﺧﻼل ﺳﻧوات اﻟﻣراھﻘﺔ وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ،
وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ اﻷطﻔﺎل ﻗﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣ ّ ل اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.
أﻣﺎ طﺎﻟب اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻓﮭو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻً ﻋن أﺷﯾﺎء ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل واﻟﻣدرﺳﺔ.
وﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣوﺿﻊ ﺛﻘﺔ ،وإﻋطﺎؤه اﻟﻔرص ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺷﻛل أﻛﺑر .ﯾﺟب أن ﯾﺗﺣﻣ ّ ل اﻟﻣراھق
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إدارة اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻘﺿﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺣدث ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺎﺗف ،واﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟروﺗﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻧزل ،ﻣﺛل اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ ،واﻟطﮭﻲ ،ورﻋﺎﯾﺔ اﻷﺷﻘﺎء اﻟﺻﻐﺎر ،وإدارة ﺷؤون اﻷﺳرة،
ﻛﺎﻟذھﺎبﻟﻠﺗﺳو ّ ق .ﻓﺎﻣﻧﺣﻲ اﺑﻧك اﻟﻣراھق ﺣرﯾﺔ إدارة ﻣﺻروﻓﮫ اﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻌﻠم دروﺳﺎ ً ﺣﯾوﯾﺔ
ﻣن اﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺧطﺄ اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﺣﺳن إﻋداده ﻹدارة ﺷؤوﻧﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ راﺷداً.
81
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
* اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻌﻣل :ﻋﻠّ ﻣﻲ طﻔﻠك أن ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم
إﻧﺟﺎزھﺎ ،واﺟﻌﻠﯾﮫ ﯾدرك أن طرﯾﻘﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻻ ﺗﻘل ّ أھﻣﯾﺔ ً ﻋن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ.
* اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات :إطرﺣﻲ اﻟﺑداﺋل ،وﺳﺎﻋدي طﻔﻠك ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻗﺑل اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات.
واﺑدأي ﺑﺗﻌﻠﯾﻣﮫ ذﻟك ﻓﻲ ﺳن ّ ﻣﺑﻛرة ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺑر اﻟطﻔل ،ﺳﯾدرك اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻟﻘراراﺗﮫ وﯾﺗﻣﻛ ّ ن
ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻓواﺋد أو ﻋواﻗب ﺧﯾﺎراﺗﮫ.
* اﻟداﻓﻊ :ﻋﻧدﻣﺎ ﯾوﺟد ﻟدى اﻟطﻔل دواﻓﻊ داﺧﻠﯾﺔ ،ﻓﺳﯾﻛون ﻟدﯾﮫ اﻟﻧﺷﺎط واﻟﮭﻣ ّ ﺔ ﻹﻧﺟﺎزاﻟﻣ َﮭﻣ ّﺎت ﻣن
دون ﺣث ّ ،أو اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻹﺛﺎرة داﻓﻌﯾ ّ ﺗﮫ ﻟذﻟك .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟطﻔل ﯾﻘومﺑﺎﻟﻣ َﮭﻣ ّﺎت ﺑداﻓﻊ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
ﻣﺛل :اﻟﻣﺎل ،أو اﻟﺟواﺋز ،ﻓﺳوف ﯾﺗﺻر ّ ف ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻘط إذا ﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ،أو اﻟﺟﺎﺋزة ،وﻗد ﻻ
ﯾﺗﺻر ّ ف ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻣﻛﺎﻓﺂت .إﻏرﺳﻲ ﻓﻲ طﻔﻠك أھﻣﯾﺔ َ ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ واﺟب
وﺷرف ،وﻟﯾس ﻷﻧﮫ ﺳﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣﺎدﯾﺔ.
* إدارة اﻟوﻗت :ﻗد ﯾواﺟﮫ اﻟطﻔل ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ إدارة وﻗﺗﮫ وﻣ َﮭﻣ ّ ﺎﺗﮫ ،وواﺟﺑﺎﺗﮫ اﻟدراﺳﯾﺔ .وﯾﻣﻛﻧك ﺗﻌﻠﯾم
طﻔﻠك ﻋﻣل ﻣﺧط ّ ط ﯾوﻣﻲ وﺟدول زﻣﻧﻲ .ارﺻدي أﺣداث ذﻟك اﻟﯾوم ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛﻧﻲ ﻣن ﻣﺳﺎﻋدة طﻔﻠك
ﻋﻠﻰ ﺗﺻﻣﯾم ﺧطﺔ ﻹدارة اﻟوﻗت واﻟﻣﮭﺎم ،وﺗﻘﯾﯾم ﻣﺎ إذا أﻧﺟز ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب.
* اﻟﺗواﺻل :ﻧظﻣﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﺗﺗﻌﻠقﺑﺎﻟﻣ َﮭﻣ ّﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ .واﺳﻣﺣﻲ ﻟﻛل طﻔل ﺑﺎﻟﺣدﯾث ،وﻋﻠﻰ
اﻟﺟﻣﯾﻊ أن ﯾﺳﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﺳﺎﺋر أﻓراد اﻷﺳرة ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﮭﺎم واﻹﻧﺟﺎزات ،واﻷﺧطﺎء .وﺷﺟ ّ ﻌﻲ طﻔﻠك
ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﺻل ﺑﺎﻟطرق اﻟﺗﻲ أظﮭر ﺑﮭﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ.
-2اﻟﺗﺣ ّ دث ﻋن ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ :وﺗﺧﺻﯾص وﻗت ﯾوﻣﻲ ﻟﻠﺗواﺻل وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أﺣداث ذﻟك اﻟﯾوم،
واﻟﺗﺣدث ﺑﺷﻛل دوري ﻋن اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺳؤول .وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أﻣﺛﻠﺔ ﻣﺣد ﱠ دة ﻋن أﺷﺧﺎص ﯾﻌرﻓﮭم اﻷطﻔﺎل،
وﻛﯾف ﯾﺗﺻر ّ ﻓون ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،وﻣﺎ ﺗرﺗ ّ ب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ﻣن ﻓواﺋد ﺷﺧﺻﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
-3ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﺳﻠوك ﻏﯾر اﻟﻣﺳؤول ،ﻓﻌﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺧطﺄ ﻣﺎ ،ﻓﺈن اﻻﻋﺗراف ﺑﮫ واﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠطﻔل
ﺑﺄن ﯾ ﺗﻌﻠم ﺑﺄن اﻟواﻟدﯾن ﯾﺗﻌﻠﻣﺎن ﻣن اﻷﺧطﺎء ،وأﻧﮭﻣﺎ ﺳﯾﻌﻣﻼن ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛوﻧﺎ أﻛﺛر اﻟﺗزاﻣﺎ ً وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .وﺑﺎﻟﻣﺛل ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟطﻔل ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﺧطﺄ ،ﻓﻌﻠﯾﮫ أن ﯾﺗﺣﻣ ّ ل ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟذﻛر
أﻣﺛﻠﺔ ﻋن أﺷﺧﺎص ﯾﺗﺻر ّ ﻓون ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺳؤول ،واﻟﺣدﯾث ﻋن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﮭوﻧﮭﺎ
ﺑﺳﺑب ﺳوء اﺧﺗﯾﺎراﺗﮭم .إن ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ واﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻟﻣ ُدﺧﻼت ﺳوف ﯾﻌﻠّﻣﮭم أﻻ
ﯾﻛوﻧوا ﻏﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾن .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾرى اﻷطﻔﺎل ﻛﯾف ﺗؤﺛر اﻟﺗﺻر ّ ﻓﺎت اﻟﻼﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎﺗﮭم وﺣﯾﺎة
اﻵﺧرﯾن ،ﻓﺈﻧﮭم ﺳﯾدرﻛون أن اﻟﻧﺎس ﺳﺗﺗﺣﺳن أﺣواﻟﮭم إذا اﺗﺧذوا ﻗرارات ﺣﻛﯾﻣﺔ وﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﺿﻣﯾر
ﺣﻲ ّ .
-4اﺳﺗﺧدام اﻟﻘﺻص :ﺗﻔﯾد اﻟﻘﺻص ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾم دروس ﻣﮭﻣ ﱠ ﺔ ﻋن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،واﻟﺻﻔﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻷﺧرى .أﻣﺎ اﻟﻘراءة ﻓﺗﺳﻣﺢ ﻟﻸطﻔﺎل ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺷﺎﻋرھم ﺣول طﺎﺑﻊ ﺗﺻر ّ ﻓﺎت أو ﺳﻠوك ﻣﺎ،
وﺗُﻣﻛ ّ ﻧﮭم ﻣن اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻓﮭم ﻛﯾﻔﯾﺔ ارﺗﺑﺎط ﺗﺟرﺑﺔ ھذه اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺣﯾﺎﺗﮭم اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘرأ اﻷطﻔﺎل ﻋن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻر ّ ف ﺑﺷﻛل ﻣﺳؤول أو ﻏﯾر ﻣﺳؤول ،وﯾﺗمّ اﺳﺗﺧﻼص
اﻟﻌﺑرة ،ﺑﺣﯾث ﯾﻔﮭﻣون ﻟﻣﺎذا ﺗﺗﺻرف اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ أو ﺗﻠك.
82
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ :
http://shallwediscuss.com
83
: اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ
http://shallwediscuss.com
اﻟﻣراﺟﻊ
:اﻟﻌرﺑﯾﺔ
إﺷراف ظﺎﻓر، إﯾﻠﻲ ﻻوﻧد، ﺗرﺟﻣﺔ ﻋدﻧﺎن ﻛﯾﺎﻟﻲ، ﺑﻧﺟﺎﻣﯾن ﺳﺑوك. د/ ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟطﻔل-1
1986 ، اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت: ﺑﯾروت. ﺟرﯾر ﺣﻠزون،ﻛﯾﺎﻟﻲ
، ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﻧﯾر ﻋﺎﻣر، ﺑﻧﺟﺎﻣﯾن ﺳﺑوك. د، ﻣﺷﺎﻛل اﻵﺑﺎء ﻓﻲ ﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء: ﺣدﯾث إﻟﻰ اﻷﻣﮭﺎت-2
1986 ، اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر: ﺑﯾروت
، ﺗﻠﻔزﯾون اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل، أﻛﺎدﯾﻣﯾﺎ اﻧﺗرﻧﺎﺷوﻧﺎل، رﯾﺗﺎ ﻣرھﺞ: أوﻻدﻧﺎ ﻣن اﻟوﻻدة ﺣﺗﻰ اﻟﻣراھﻘﺔ-3
2001 ،ﺑﯾروت
. ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣواﻗﻊ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ذات ﺻﻠﺔ-4
:اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ
84