You are on page 1of 40

‫العدد ‪ 2‬الربع الثاني ‪2009‬‬ ‫نشرة إعالمية فصلية تهتم بالمشاريع الصغيرة

‫عام ً‬
‫ال تؤدي إلى إخفاق‬
‫المشروع الصغير‬

‫شابة سعودية تنشئ‬


‫مركزاً لعالج التوحد‬

‫القروض الحكومية‬
‫أمل للشركات األلمانية‬
‫الصغيرة والمتوسطة‬

‫د‪ .‬الزامل‪ :‬جهات التمويل‬


‫يجب أن تلغي شرط الكفيل‬
‫نشرة إعالمية فصلية تهتم بالمشاريع الصغيرة‬
‫تصدر عن‪:‬‬

‫أول الكالم‬
‫امل�شرف العام ورئي�س التحرير‪:‬‬
‫ها هو العدد الثاين‪� ،‬أو احللم الثاين‪ ،‬من «متكني» يكتمل ويتحقق‪ ،‬وها نحن ن�شارك الوطن بناء‬
‫خالد الشهراني‬
‫�أحالم �شباب الأعمال وتطوير امل�شروعات ال�صغرية عرب جمهودنا بتوفري كل ما هو مفيد وجديد‬
‫يف هذا العدد‪� .‬إن رغبتنا يف �إي�صال قدر كبري من املعلومات املميزة ال تو�صف‪ ،‬ولوال حدود الوقت‬
‫مدير التحرير‪:‬‬
‫واملال وغريها من املوارد ملا كفى هذا العدد ‪� 200‬صفحة كاملة نورد لكم فيها كل ما يطور القدرات‬
‫ياسر التويجري‬
‫واملعارف‪ ،‬وي�سهم يف منو امل�شاريع ال�صغرية‪.‬‬
‫مرا�سلة فريق التحرير‪:‬‬
‫يحفل هذا العدد بالكثري من املوا�ضيع التي نتمنى �أن حتوز ر�ضاكم‪ ،‬و�أن ت�ضيف �إليكم‪ ،‬فمن �أخبار‬
‫للتوا�صل مع فريق التحرير ب�صندوق املئوية‪،‬‬
‫املئوية اخرتنا لكم �أهمها‪ ،‬ومن �أخبار امل�شاريع ال�صغرية على م�ستوى العامل انتقينا لكم �أبرزها‪،‬‬
‫الرجاء بعث ر�سائلكم �إىل‪:‬‬
‫ومررنا بكم بثالث حمطات لتقدمي بع�ض املعلومات املفيدة يف �إدارة الأعمال التجارية‪ ،‬كما مل نن�س‬
‫بريد �إلكرتوين‪newsletter@tcf.org.sa :‬‬
‫�أن ن�ستعر�ض بع�ض جتارب كبار رجال الأعمال‪ ،‬وال�شباب امل�ستثمرين‪ ،‬ومر�شدي �صندوق املئوية‪،‬‬
‫�ص‪.‬ب ‪ 231265‬الريا�ض ‪،11321‬‬
‫حيث �أجرينا لقاءات م�شوقة معهم‪� ،‬أوردنا �أهم ما جاء فيها‪.‬‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية‬

‫وي�أتي ملف العدد ليناق�ش ق�ضية �إخفاق امل�شروعات ال�صغرية‪ ،‬وذكر �أهم العوامل امل�ؤدية �إىل ذلك‪،‬‬ ‫‪www.tcf.org.sa‬‬
‫رغم توافر البيئة املنا�سبة لنجاحها‪ ،‬خا�صة على ال�صعيد الر�سمي‪.‬‬

‫وتقدم «متكني» يف عددها الثاين جماالت �أو�سع و�آفاق ًا �أرحب ملفهوم امل�شروعات ال�صغرية‪ ،‬حيث‬
‫يظهر ذلك جلي ًا يف تنوع املو�ضوعات‪ ،‬وا�ستهداف جميع ال�شرائح املمكنة‪ ،‬لتنمو ثقافتنا جميع ًا بهذا‬ ‫حترير وت�صميم‪:‬‬
‫القطاع املهم من عامل الأعمال‪.‬‬

‫وبكل احلب واالعتزاز تلقينا ردود �أفعالكم وجتاوبكم بعد �صدور العدد الأول‪ ،‬و�سعدنا كثري ًا‬
‫باقرتاحاتكم ومالحظاتكم‪ ،‬التي تعك�س بال �شك تفاعلكم الإيجابي مع «متكني»‪ ،‬وتعزز مفهوم‬ ‫مدير امل�شروع واملدير الإبداعي‪:‬‬
‫التعا�ضد االجتماعي وامل�ؤازرة بني �أبناء املجتمع الواحد‪.‬‬ ‫خـالـد الـسـالـم‬
‫‪khalid@praads.com‬‬

‫■‬ ‫مرة �أخرى‪ ..‬مرحب ًا بكم يف العدد الثاين من احللم‪ ..‬يف جملتنا جميع ًا «متكني»‪.‬‬
‫> الـمعلومات الــمن�شورة على لـ�سان �أي �شخـ�ص يف هذه الن�شرة ال تعرب بال�ضرورة‬
‫عن ر�أي القائمني على الن�شرة‪ ،‬و�إمنا تعرب عن ر�أي قائليها �أو كاتبيها فقط‪.‬‬
‫> ال ي�ضمن �صندوق املئوية وكل القائمني على ن�شر و�إ�صدار هذه الن�شرة دقة املعلومات‬
‫الواردة يف هذه الن�شرة‪ ،‬ويخلون م�س�ؤوليتهم �صراح ًة عن �أي �ضرر ي�صيب �أي �شخ�ص‬
‫�أو من�ش�أة‪ ،‬وب�أي �شكل‪ ،‬مبا�شر �أو غري مبا�شر‪ ،‬ناجت من االعتماد على �أية معلومة وردت‬
‫المحررون‬ ‫يف هذه الن�شرة‪ ،‬وكذلك عن دفع �أي تعوي�ضات تتعلق بهذه الأ�ضرار‪.‬‬
‫> ال يجوز �إعادة ن�شر �أو طبع �أي مادة وردت يف هذه الن�شرة‪ ،‬جزئي ًا �أو كلي ًا‪ ،‬يف‬
‫�أي مطبوعة �أو و�سيلة �إعالمية �أخرى‪ ،‬ورقية �أو �إلكرتونية‪� ،‬إال ب�إذن كتابي من رئي�س‬
‫التحرير‪� ،‬أو بذكر امل�صدر (ا�سم الن�شرة ونا�شرها �صندوق املئوية) ب�شكل وا�ضح‪.‬‬
‫الربع الثاني ‪2009‬م‬ ‫العدد ‪2‬‬

‫‪6‬‬
‫مئويات‬
‫األمير مشعل بن‬
‫عبداهلل يرعى‬
‫ملتقى صندوق‬
‫المئوية بمنطقة‬
‫نجران‬

‫دوليات ‪12‬‬ ‫القروض الحكومية‬


‫أمل للشركات األلمانية الصغيرة‬
‫والمتوسطة‬

‫لقاء‬ ‫‪16‬‬
‫حوار مع رجل األعمال‬
‫الدكتور عبدالرحمن‬
‫الزامل‬

‫‪13‬‬ ‫ضمن الخطة‬ ‫‪11‬‬


‫هشام طاشكندي‬

‫‪4‬‬
‫مدارات‬
‫عبد المحسن البدر‬ ‫‪28‬‬

‫ملف العدد‬
‫عوامل إخفاق المشاريع الصغيرة‬

‫‪22‬‬
‫محطات ‪31‬‬
‫صفات‬
‫المستثمر‬
‫إرشـــاد‬ ‫‪32‬‬
‫لقاء مع المرشد‬
‫الناجح‬ ‫غازي قطب‬

‫حكاية إنجاز‬ ‫‪34‬‬


‫استطالع مصور عن‬
‫مشروع الشابة غادة‬
‫باعقيل‬

‫حلم مشروع‬ ‫‪38‬‬


‫خالد الشهراني‬

‫‪5‬‬
‫مـئــويــات‬

‫ضمن سلسلة ملتقيات ينظمها الصندوق لعام ‪:2009‬‬


‫األمير مشعل بن عبداهلل يرعى ملتقى صندوق المئوية بمنطقة نجران‬

‫وقد ت�شرف ح�ضور امللتقى باال�ستماع �إىل كلمة للأمري م�شعل بن عبداهلل‬ ‫رعى �أمري منطقة جنران �صاحب ال�سمو امللكي الأمري م�شعل بن عبداهلل‬
‫بن عبدالعزيز �شكر فيها القائمني على ال�صندوق على جهودهم املبذولة‬ ‫بن عبد العزيز ملتقى �صندوق املئوية الذي �أقيم يف مقر الغرفة التجارية‬
‫التي ت�سعى لتحقيق تطلعات القيادة‪ ،‬وطالب اجلميع ببذل اجلهد‬ ‫بنجران‪ .‬وقد قام �سموه بجولة على مناذج من م�شاريع ال�صندوق‬
‫يف �سبيل الرقي ب�صقل مواهب ال�شباب وانخراطهم يف جمال العمل‪،‬‬ ‫القائمة باملنطقة‪ ,‬والتقى ال�شباب �أ�صحاب امل�شاريع‪ .‬و�ألقى مدير عام‬
‫ثم �ألقى رئي�س الغرفة التجارية بنجران حمد بن علي احلمرور كلمة‬ ‫وبي‬
‫�صندوق املئوية ه�شام طا�شكندي كلمة رحب فيها ب�أمري املنطقة‪ ،‬نّ‬
‫يف امللتقى‪ .‬بعد ذلك مت توقيع اتفاقيتني مع جامعة جنران واجلمعية‬ ‫�أن ال�صندوق بد�أ عام ‪ 2005‬با�ستقبال ‪ 4800‬طلب من جميع مناطق‬
‫اخلريية (جريان) للتعاون مع �صندوق املئوية باملنطقة‪ .‬ويف نهاية احلفل‬ ‫اململكة‪ ،‬منها ‪ 766‬طلبا لنجران‪ ،‬كما �أو�ضح �أنه يوجد ‪ 153‬م�شروعا‬
‫كرم �أمري جنران الراعي الر�سمي والإعالين لل�صندوق‪ ،‬وت�سلم هدية‬ ‫لل�صندوق باملنطقة منها ‪ 135‬لل�شباب يف جمال املعدات الثقيلة وعدد من‬
‫تذكارية من مدير عام �صندوق املئوية بهذه املنا�سبة‪■ .‬‬ ‫احلرف الأخرى‪ ،‬و‪ 18‬م�شروع ًا لل�سيدات يف جمال امل�شاغل واحل�ضانات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مـئــويــات‬

‫نظمتها غرفة حائل بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والهيئات‪:‬‬


‫استكشاف الفرص االستثمارية للمشاريع الصغيرة‬
‫والمتوسطة مع صندوق المئوية‬
‫تو�صلت ور�شة العمل اخلا�صة با�ستك�شاف الفر�ص اال�ستثمارية ودعم‬
‫املن�ش�آت ال�صغرية يف منطقة حائل‪ ،‬التي نظمتها الغرفة التجارية‬
‫ال�صناعية باملنطقة بالتعاون مع �صندوق املئوية‪� ،‬إىل قرارات �إيجابية‬
‫وتو�صيات مهمة‪ ،‬خا�صة يف ظل م�شاركة وا�سعة من جهات حكومية‬
‫و�أهلية تعد فاعلة يف احلركة التنموية مبنطقة حائل‪ ،‬كالهيئة العليا‬
‫لتطوير املنطقة‪ ،‬والهيئة العامة لال�ستثمار‪ ،‬و�أمانة حائل‪ ،‬وفرع الهيئة‬
‫العامة لل�سياحة والآثار‪ ،‬حيث تركزت تلك القرارات والتو�صيات يف و�ضع‬
‫خطة عمل لدرا�سة الفر�ص اال�ستثمارية للم�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة‬
‫وتقوميها‪ ،‬وعقد اجتماعات ف�صلية (ربع �سنوية) ملتابعة نتائج خطة‬
‫العمل‪ ،‬مع ت�أكيد و�صول هذه الفر�ص ل�شباب حائل‪.‬‬
‫و�أبدى ح�ضور الور�شة ا�ستعداد جهاتهم لدعم اخلطط بامل�شاركة يف الفر�ص‬
‫اال�ستثمارية املكت�شفة لديهم‪� ،‬إ�ضافة �إىل التعاون لت�سهيل كل الإجراءات‬
‫احلكومية املرتبطة بتلك الفر�ص‪ ،‬وحتقيق كل املتطلبات امل�ؤدية لنجاحها‪،‬‬
‫وال�سيما �أن ذلك ي�سهم يف الربامج التمويلية التي يقدمها �صندوق املئوية‪،‬‬
‫مما يعك�س التكامل بني حتديد الفر�ص اال�ستثمارية ومتويلها‪■ .‬‬

‫تحت اسم "المحاسبة المالية للمبادرين"‪:‬‬


‫صندوق المئوية وصندوق صالح كامل يعززان اتفاقية التعاون‬
‫المشترك ببرنامج تدريبي في المحاسبة المالية‬
‫املجاالت امل�شمولة يف برامج التدريب هي‪ :‬حما�سبة مالية‪ ،‬وت�سويق‬ ‫يف �إطار التعاون امل�شرتك بني جمموعة دلة الربكة القاب�ضة ممثل ًة‬
‫ومبيعات‪ ،‬و�إدارة �أعمال‪ ،‬وا�سرتاتيجيات النمو للم�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫يف �صندوق ال�شيخ �صالح كامل لدعم رواد الأعمال و�صندوق‬
‫من جهته‪� ،‬أ�شاد مدير عام �صندوق املئوية الأ�ستاذ ه�شام طا�شكندي‬ ‫املئوية ممثال يف املركز الوطني للمبادرة‪ ،‬تعاقدت �إدارة امل�س�ؤولية‬
‫بهذا الربنامج الفاعل‪ ،‬املكمل ل�سل�سلة العمل التمويلي الذي ي�ضطلع‬ ‫االجتماعية ب�شركة دلة الربكة مع مركز تنمية مهارات املبادرين‬
‫به ال�صندوق بالتعاون املثمر مع جمموعة دلة الربكة‪ ،‬ف�إ�ضافة �إىل‬ ‫(املتمم) لعقد برنامج تدريبي متخ�ص�ص يف املحا�سبة املالية‬
‫خدمة الإر�شاد التي يتميز بها �صندوق املئوية‪ ،‬يهتم ال�صندوق‬ ‫للم�ستفيدين ال�سعوديني من �صندوق املئوية و�صندوق �صالح كامل‪،‬‬
‫بتقدمي برامج تدريبية بالتعاون مع ال�شركاء اال�سرتاتيجيني مثل دلة‬ ‫وقد عقدت الدورة يف برج دلة مبدينة جدة‪ ،‬بح�ضور ‪� 25‬شاب ًا و�شابة‬
‫الربكة لالرتقاء مبهارات املبادرين من ال�شباب يف �إدارة م�شاريعهم‪.‬‬ ‫من امل�ستفيدين من قرو�ض ال�صندوق‪.‬‬
‫وثمن الأ�ستاذ طا�شكندي العالقة اال�سرتاتيجية القائمة مع جمموعة دلة‬ ‫وقالت مديرة مركز امل�س�ؤولية االجتماعية مبجموعة دلة الربكة الدكتورة نادية‬
‫الربكة ممثلة يف �صندوق �صالح كامل‪ ،‬ودور �إدارة امل�س�ؤولية االجتماعية التابعة‬ ‫باع�شن‪� ،‬إن هذه اخلطوة ت�أتي يف �سياق الدعم الذي تقدمه املجموعة لأعمال‬
‫للمجموعة يف منو هذه العالقة وتعزيزها بالربامج الإيجابية‪� ،‬آمال �أن حتذو‬ ‫�صندوق املئوية‪ ،‬باعتبار التدريب ي�شكل عام ًال مهم ًا يف جناح م�شاريع ال�شباب يف‬
‫جميع ال�شركات املتعاونة مع ال�صندوق حذو جمموعة دلة الربكة بت�أ�صيل‬ ‫قطاع الأعمال‪ .‬و�أ�شارت �إىل �أن هذا الربنامج ي�أتي كبداية ل�سل�سلة من الربامج‬
‫العالقة وتر�سيخها ب�شكل �أقوى من خالل برامج التدريب ل�شباب الأعمال‬ ‫التدريبية الداعمة للمبادرين و�أ�صحاب امل�شاريع ال�سعوديني لرفع كفاءتهم يف‬
‫ليتمكن ال�صندوق من �أداء دوره الداعم والراعي لهذه الفئة املهمة من ال�شباب‬ ‫�إدارة �أعمالهم اخلا�صة‪ ،‬وتعزيز خرباتهم املالية واملحا�سبية والإدارية والت�سويقية‬
‫على الوجه الأكمل‪■ .‬‬ ‫�أي�ضا‪ ،‬بهدف �إدارة �أعمالهم احلرة بنجاح ومتيز‪ ،‬و�أو�ضحت الدكتورة باع�شن �أن‬

‫‪7‬‬
‫مـئــويــات‬

‫لتحفيز الشباب على العمل الحر‬

‫اتفاقية تعاون بين صندوق المئوية وجامعة حائل‬

‫�صندوق املئوية ي�ؤمن بالدور احليوي الذي تقوم به امل�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫وق ّع �صندوق املئوية اتفاقية تعاون ا�سرتاتيجي مع جامعة حائل يتم‬
‫خ�صو�صا اجلامعات ال�سعودية‪ ،‬والقيمة امل�ضافة التي حتققها بالن�سبة‬ ‫مبوجبها توعية الطلبة (من اجلن�سني) قبل تخرجهم بثقافة العمل احلر‪،‬‬
‫لل�صندوق وغريه من اجلهات ذات العالقة بقطاع الأعمال‪ ،‬بحكم �أهمية‬ ‫وتعريفهم من خالل ندوات دورية ب�آلية التمويل وكيفية رعاية امل�شاريع من‬
‫اجلامعات املحورية يف املعادلة التنموية بني خمرجات التعليم و�سوق‬ ‫قبل ال�صندوق‪ ،‬وكذلك تقدمي خدمات ال�صندوق للخريجني الراغبني يف‬
‫العمل‪.‬‬ ‫االنخراط يف العمل احلر‪ ،‬يف املقابل تقوم اجلامعة بعمل بحوث علمية‬
‫من جانبه �أ�شاد معايل الأ�ستاذ الدكتور �أحمد ال�سيف باالتفاقية املوقـعة مع‬ ‫وميدانية ملتطلبات �سوق العمل يف منطقة حائل‪ ،‬وم�شاركة ذوي اخلربة من‬
‫ال�صندوق الذي يعد رائدا يف متويل م�شاريع ال�شباب ال�سعودي‪ ،‬م�شري ًا �إىل‬ ‫الكادر التعليمي يف اجلامعة باالن�ضمام �إىل العمل التطوعي لن�شر ثقافة‬
‫�أن جامعة حائل ت�ضع �ضمن �أولوياتها الوطنية التعاون اال�سرتاتيجي مع كل‬ ‫العمل احلر وتقدمي خدمة الإر�شاد لأ�صحاب امل�شاريع املمولة ‪.‬‬
‫اجلهات التي ت�ؤمن بر�سالة ا�ستثمار الإن�سان ال�سعودي وتعمل على حتقيقها‬ ‫وقع االتفاقية مدير جامعة حائل معايل الأ�ستاذ الدكتور �أحمد بن حممد‬
‫على م�سرح الواقع‪ ،‬كون �شريحة ال�شباب من طلبة اجلامعات ت�شكل ركيزة‬ ‫ال�سيف‪ ،‬ومدير عام �صندوق املئوية الأ�ستاذ ه�شام بن �أحمد طا�شكندي‪،‬‬
‫رئي�سة يف بناء اقت�صادنا الوطني‪■ .‬‬ ‫الذي عرب عن بالغ �سروره بتوقيع هذه االتفاقية اال�سرتاتيجية‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن‬

‫‪8‬‬
‫مـئــويــات‬

‫أمير عسير زار جناحه في المعرض المصاحب‪:‬‬


‫صندوق المئوية يستعرض تجربته في المنتدى العالمي للتطوع‬

‫ا�ستعر�ض مدير عام �صندوق املئوية الأ�ستاذ ه�شام طا�شكندي التجربة‬


‫الرثية لل�صندوق يف جمال العمل التطوعي باعتباره �إحدى التجارب‬
‫الوطنية التي اهتمت بالعمل التطوعي‪ ،‬من خالل ورقة عمل قدمها خالل‬
‫املنتدى العاملي للعمل التطوعي مبدينة �أبها‪ ،‬حيث �أو�ضح يف بدايتها‬
‫طبيعة �صندوق املئوية ودوره االجتماعي القائم على خدمة ال�شباب يف‬
‫قطاع الأعمال‪ ،‬كما حتدث عن الدور احليوي الذي ي�ضطلع به املر�شدون‬
‫املتطوعون يف الربامج التمويلية لل�صندوق‪ ،‬من خالل م�شاركتهم‬
‫الإر�شادية يف امل�شاريع املمولة‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن عدد املتطوعني العاملني‬
‫لدى ال�صندوق بلغ ‪ 4431‬متطوع ًا (الذكور ‪ 3375‬والإناث ‪ ،)1056‬متوقع ًا‬
‫�أن يرتفع العدد �إىل ‪ 7000‬متطوع يف نهاية العام اجلاري‪.‬‬
‫وذكر مدير عام ال�صندوق �أن ا�ستقطاب املتطوعني واملر�شدين يتم من‬
‫يقدمها ال�صندوق للم�ستفيدين من متويل امل�شاريع من �شباب الوطن‪.‬‬ ‫خالل الندوات التعريفية وامللتقيات التطوعية التي تعقد يف مناطق اململكة‬
‫من جانب �آخر قام �صاحب ال�سمو امللكي الأمري في�صل بن خالد بن عبد‬ ‫بالتعاون مع اجلامعات والكليات والغرف التجارية ال�صناعية‪ ،‬وغريها من‬
‫العزيز �آل �سعود �أمري منطقة ع�سري بزيارة جناح �صندوق املئوية يف‬ ‫اجلهات احلكومية والأهلية‪ ،‬ف�ض ًال عن املنتديات وامل�ؤمترات ذات العالقة‬
‫املعر�ض امل�صاحب للمنتدى‪ ،‬حيث كان يف ا�ستقباله املهند�س ماجد فتياين‬ ‫بالأعمال اخلريية وامل�س�ؤولية االجتماعية وال�صناديق التمويلية‪ ،‬وتخ�ضع‬
‫مدير �إدارة عالقات املتطوعني‪ ،‬والأ�ستاذ يا�سر التويجري مدير �إدارة‬ ‫عملية اال�ستقطاب لنظام فرز وفق معايري العمر وامل�ؤهل واخلربات‬
‫العالقات العامة بال�صندوق‪ ،‬والأ�ستاذ �إبراهيم امل�سعودي مدير �صندوق‬ ‫واملهارات الذاتية‪.‬‬
‫املئوية مبنطقة ع�سري‪ ،‬حيث ا�ستمع �سموه ل�شرح موجز عن طبيعة عمل‬ ‫وقد �أبدى عدد من احل�ضور رغبته يف االلتحاق بالعمل التطوعي ل�صندوق‬
‫ال�صندوق ونظامه الإداري‪ ،‬وبراجمه التمويلية والعمل املميز للمتطوعني‬ ‫املئوية‪ ،‬خا�صة بعد العر�ض الذي قدمه الأ�ستاذ طا�شكندي‪ ،‬الذي دعا فيه‬
‫الذين �أ�سهموا يف حتقيق �إجنازات ال�صندوق منذ بداية �أعماله عام‬ ‫كل من لديه اخلربة الإدارية والوعي اال�ستثماري وقبلهما الرغبة الأكيدة‬
‫‪2005‬م‪■ .‬‬ ‫يف التطوع والدخول يف برنامج الإر�شاد الذي يعد �أحد �أبرز اخلدمات التي‬

‫‪9‬‬
‫مـئــويــات‬

‫بالكلية التقنية والمعهد المهني وجامعة حائل‪:‬‬

‫ندوات توعوية لشباب حائل‬


‫تستهدف نشر ثقافة العمل الحر‬
‫عقد �صندوق املئوية واملركز الوطني للمبادرة ثالث ندوات تعريفية‬
‫وتوعوية لأبناء منطقة حائل على مدار يومني متتاليني يف كل من‬
‫الكلية التقنية واملعهد املهني وجامعة حائل‪ .‬وقد قام مركز املبادرة‬
‫الوطني بتقدمي حما�ضرة "ن�شر ثقافة العمل احلر" لدى الطالب‬
‫بهدف تو�سيع مداركهم حيال الفر�ص اال�ستثمارية املتعددة يف قطاع‬
‫الأعمال احلرة‪ ،‬بعد ذلك كانت حما�ضرة ال�صندوق عن التعريف‬
‫ال�شامل ب�أنظمة متويل امل�شاريع ال�شبابية واخلدمات امل�صاحبة‬
‫كالإر�شاد والت�سهيل وغريها‪ ،‬يف �سبيل �أن يتكون لدى الطالب وال�شاب‬
‫ال�سعودي معرفة تامة بفكرة العمل احلر املدعومة من خالل فر�صة‬
‫التمويل املايل مل�شروعه اخلا�ص‪.‬‬
‫جدير بالذكر �أن مركز املبادرة الوطني هو �أحد برامج �صندوق‬
‫املئوية‪ ،‬حيث يهدف املركز �إىل ن�شر ثقافة املبادرة لدى ال�شباب‬
‫ال�سعودي من اجلن�سني‪■ .‬‬

‫‪10‬‬
‫ضمن الخطة‬

‫ركائزنا الخمس للنماء!‬


‫هشام طاشكندي*‬

‫كل هذا التنوع �أ�سهم معنا يف �أن ندعم م�شاريع متنوعة ومتعددة كان لها‬ ‫قد يتبادر �إىل ذهن البع�ض –من خارج �صندوق املئوية‪ -‬ت�سا�ؤل كيف حقق‬
‫ت�أثري �إيجابي يف املحيط الذي قامت فيه‪ ،‬مما انعك�س �إيجابا على رد‬ ‫�صندوق املئوية كل هذا النجاح؟ وعلى الرغم من غرابة الت�سا�ؤل �إال �أنه‬
‫الفعل الذي نتلقاه يوميا‪ ،‬لي�شكل جناح هذه امل�شاريع جزءا مهما من جناح‬ ‫يظل م�شروعا ومن حق �أي �أحد كان �أن يتبادر �إىل ذهنه‪ ،‬خ�صو�صا يف ظل‬
‫امل�شروع الوطني الرئي�س �صندوق املئوية‪.‬‬ ‫ت�أرجح الكثري من امل�شاريع غري الهادفة للربح‪ ،‬وعدم قدرتها على متويل‬
‫اعتمدنا املتابعة الدقيقة للم�شاريع ومالحظة �سريها كركيزة رابعة يف‬ ‫�أعمالها وبراجمها‪.‬‬
‫عملنا يف �صندوق املئوية‪ ،‬فنحن ندرك جيدا �أن امل�شروع الذي ي�ضع ال�شاب‬ ‫منذ عام ‪ 2005‬حينما بد�أ م�شروع �صندوق املئوية مت التخطيط ملجموعة من‬
‫لبنته الأوىل ال ميكن له �أن ي�ستمر �أو ينجح دون �أن يواجه بع�ض العراقيل‪،‬‬ ‫الركائز الكفيلة بر�سم حدود و�ضوابط عامة لل�صندوق‪ ،‬ينمو حتت ظاللها‪،‬‬
‫ومن هنا كان اهتمامنا بوجود املر�شد الذي ميار�س دورا مهما يف التوجيه‬ ‫وي�سري واثقا بتم�سكه بها‪ .‬وال ميكن القول �إن هذه الركائز مل تتطور‪ ،‬بل على‬
‫والدعم وتقدمي الن�صائح للم�ستفيد ليكون �أكرث قدرة على اتخاذ القرار‬ ‫العك�س تطورت ومنت كثريا مع منو �صندوق املئوية‪� ،‬إال �أنها حافظت على‬
‫املنا�سب مل�شروعه‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل متابعة قطاع العمليات بال�صندوق ل�سري‬ ‫هويتها الأ�سا�سية ومالحمها العامة الأ�صلية التي ر�سمت منذ البداية‪.‬‬
‫امل�شروع ومراقبة منوه‪ ،‬ليكون للوطن م�شروعا نفخر به جميعا‪� .‬أ�سهم كل‬ ‫كانت الركيزة الأوىل �أن ال�صندوق م�شروع وطني لكل �شباب الوطن‪ ،‬ومنا�ؤه‬
‫ذلك يف زيادة التوا�صل بيننا وبني �شباب الأعمال وزيادة فر�ص جناح‬ ‫يحقق مناء للوطن‪ .‬وقد �ساعدنا هذا الأمر على توحيد �سيا�ستنا يف التعامل‬
‫م�شاريعهم‪ ،‬مما حقق لنا ح�ضورا فعليا و�أ�صبحنا �شركاء لهم وللمحيط‬ ‫مع امل�شاريع ال�شبابية كافة لأبناء الوطن يف ‪ 13‬منطقة �إدارية‪ .‬كانت هذه‬
‫الذي ينتمون �إليه‪.‬‬ ‫ال�سيا�سة من �أهم ال�سيا�سات التي قام عليها ال�صندوق‪ ،‬وحقق من خاللها‬
‫ومتحورت ركيزتنا اخلام�سة يف اعتمادنا منهجا وا�ضحا للتخطيط املبكر‬ ‫توازنا كبريا يف ات�ساع رقعة امل�شاريع املدعومة من قبل ال�صندوق على امتداد‬
‫لأعمالنا كافة‪ .‬هذا التخطيط �سهل علينا جميعا متطلبات العمل اليومية‪،‬‬ ‫الوطن‪ ،‬مما جعل كل الوطن يتعاون مع ال�صندوق‪ ،‬ويدعم ويروج لرباجمه‬
‫ور�سم �أمامنا خريطة وا�ضحة لنقطة الو�صول التي نتطلع �إليها‪ ،‬و�أي�ضا‬ ‫وم�شاريعه‪ ،‬ويحاول تذليل جميع العقبات �أمامه‪ ،‬ليكون �أكرث جناح ًا يف دعم‬
‫�أر�شدنا لنقاط التحدي التي �سنواجهها‪ ،‬الأمر الذي جعلنا دائما على �أهبة‬ ‫ال�شباب‪ ،‬ومتكينهم‪ ،‬وم�ساعدتهم على حتقيق �أحالمهم‪.‬‬
‫اال�ستعداد لنكون كما يريد لنا الوطن �أن نكون‪� :‬أقوياء واثقني و�أكرث �إ�صرارا‬ ‫�أما الركيزة الثانية فقد جتلت يف منحنا اهتماما خا�صا باملر�أة‪ ،‬ودعم‬
‫على النجاح‪.‬‬ ‫مئات امل�شاريع لفتيات �سعوديات ا�ستطعن �أن يقدمن �أفكارا جتارية �أثبتت‬
‫هذه الركائز اخلم�س هي التي تدفعنا دائما للنجاح وبذل املزيد‪ .‬ولذا‬ ‫جدواها االقت�صادية‪ .‬هذه الركيزة منحتنا قدرا معقوال من التنوع وحماولة‬
‫�سيظل الت�سا�ؤل م�شروعا‪ :‬كيف حقق �صندوق املئوية كل هذا النجاح؟ �إال‬ ‫التوازن يف منح كال اجلن�سني من �شبابنا الفر�صة ليبنوا م�ستقبلهم‪ ،‬الأمر‬
‫�أن ركائزنا �ستكون �أكرث م�شروعية وهي تر�سم خطوات متيزنا وجناحنا‪،‬‬ ‫الذي �ساعدنا على تلقي الدعم من �شريحة اجتماعية كبرية كان لت�أييدها‬
‫لن�سهم دوما يف دعم �شباب الوطن‪ .‬نحن نعمل‪� ،‬إذ ًا نحن كلنا �إ�صرار‬ ‫لنا دور مهم يف دعم عملياتنا للنمو والتقدم والتطوير �أي�ضا‪.‬‬
‫على بناء ال�شباب‪ ،‬ودعم اقت�صادنا املحلي‪ ،‬وفتح �آفاق جديدة لأجيال‬ ‫ر�صنا على تنوع امل�شاريع التي ندعمها كان ركيزتنا الثالثة التي �سعينا‬ ‫ِح ُ‬
‫ت�ستيقظ كل �صباح لتجد �صندوق املئوية نافذة تطل من خاللها على الأمل‪،‬‬ ‫من خاللها �إىل تفعيل الطاقات الوطنية كافة‪ ،‬وا�ستغالل جميع الإمكانات‬
‫ال جديد ًا‪■ .‬‬‫وم�ستقب ً‬ ‫املتاحة لل�شباب ليبدعوا وليبنوا جمتمعهم بتلبية كل احتياجاته يف خمتلف‬
‫الأ�صعدة‪ .‬مل نركز فقط على جانب ونهمل اجلوانب الأخرى‪ ،‬بل عملنا‬
‫*مدير عام صندوق المئوية‬ ‫دائما على املوازنة بني املجاالت الزراعية والتجارية واخلدمية وال�صناعية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫دولـيـات‬

‫القروض الحكومية‬
‫أمل للشركات األلمانية الصغيرة والمتوسطة‬
‫طلبات منها‪ ،‬فيما ُرف�ض ‪ 177‬طلب ًا �آخر‪� ،‬إذ �إنه ال ميكن لل�شركات احل�صول‬ ‫يف الوقت الذي يعاين فيه عدد كبري من ال�شركات تداعيات الأزمة املالية‬
‫على امل�ساعدات احلكومية �إال �إذا ثبت �أنها كانت متعافية قبل الأزمة‪ ،‬و�أن لديها‬ ‫و�إحجام البنوك عن تقدمي القرو�ض لها‪ ،‬ا�ستطاعت بع�ض ال�شركات‬
‫فر�صة يف البقاء بعد الأزمة‪ .‬وي�ؤكد هارمتوت �شاورته‪� ،‬سكرتري الدولة لل�ش�ؤون‬ ‫ال�صغرية واملتو�سطة التعايف بعد �أن ا�ستفادت من م�ساعدات �صندوق‬
‫الربملانية بوزارة املالية‪� ،‬أن ال�شركات املتو�سطة التي حت�صل على م�ساعدات‬ ‫الإنقاذ احلكومي الأملاين‪.‬‬
‫مالية من �صندوق الإنقاذ احلكومي تقوم با�ستثمار ثلثي هذه الأموال‪ ،‬فيما‬ ‫�أملانيا‪ -‬دويت�شه فيله‪ :‬حذرت الهيئة الأملانية ملراقبة خدمات القطاع املايل من‬
‫ينفق الثلث املتبقي للحفاظ على اال�ستقرار املايل لل�شركة‪.‬‬ ‫حدوث عجز يف القرو�ض يف �أملانيا‪ ،‬ونقلت وكالة الأنباء الأملانية (د‪.‬ب‪�.‬أ) عن‬
‫ويعاين بالدرجة الأوىل تداعيات الأزمة االقت�صادية العاملية قطاعا �صناعة‬ ‫رئي�س الهيئة يوخني �سانيو قوله �إنه على يقني من �أن البنوك الأملانية �ست�شعر‬
‫ال�سيارات و�صناعة الآالت اللذان ميثالن دعامة االقت�صاد الأملاين‪ .‬ويف هذا‬ ‫خالل عدة �أ�شهر باحلجم احلقيقي لركود حركة القرو�ض‪ .‬غري �أن �سانيو �أكد‬
‫ال�سياق‪ ،‬ي�شري �شاورته �إىل �أنه ي�صعب على ال�شركات املتو�سطة وال�صغرية‬ ‫�أنه ال ي�ستطيع التنب�ؤ بحجم العجز يف هذه القرو�ض وتوقع �أال تغطي البنوك‬
‫جتاوز هذه الأزمة باالعتماد على نف�سها‪ ،‬مو�ضح ًا �أن الأمر يتعلق «بحالة‬ ‫العجز ب�سرعة‪ .‬وطالب �سانيو البنوك الأملانية بزيادة ر�أ�سمالها بقدر الإمكان‬
‫طوارئ»‪ ،‬و�أن امل�ساعدات التي تقدم لهذه ال�شركات من �أموال ال�ضرائب �إمنا‬ ‫للتغلب على الو�ضع االقت�صادي ال�صعب املتوقع خالل الأ�شهر املقبلة‪ ،‬م�شري ًا‬
‫هي «مبثابة ج�سر لإنقاذها»‪.‬‬ ‫�إىل �أن البنوك ال ت�ستطيع املحافظة على قدرتها على الإقرا�ض �إال من خالل‬
‫زيادة ر�أ�سمالها اخلا�ص‪ ،‬و�إىل �أن االقت�صاد الأملاين يعتمد على هذه القدرة‬
‫�صندوق الإنقاذ احلكومي ال يناف�س البنوك‬ ‫على الإقرا�ض‪ ،‬م�ضيف ًا‪« :‬غري �أنه يف الوقت الذي تتقل�ص فيه قدرة الكثري من‬
‫ال يقدم برنامج القرو�ض احلكومي «�أموال دعم» باملفهوم املعتاد لكنه‬ ‫املقرت�ضني‪ ،‬ف�إن �أهم �شرط ملنح القرو�ض هو م�صداقية العميل املقرت�ض»‪.‬‬
‫ي�سعى لإنقاذ قطاع ال�صناعات الأملاين من الأزمة‪ ،‬وحت�صل ال�شركات على‬
‫القرو�ض وفقا لل�شروط العادية‪ .‬وهنا ي�ؤكد �شاورته �أن برنامج القرو�ض‬ ‫�ضرورة الإ�سراع بتقدمي امل�ساعدات لل�شركات‬
‫وال�ضمانات احلكومي ال يوفر قرو�ضا رخي�صة‪ ،‬و�أن الهدف منه لي�س مناف�سة‬ ‫يتزايد عدد ال�شركات التي ت�شكو من �إحجام البنوك عن تقدمي القرو�ض لها‪،‬‬
‫البنوك‪ .‬وي�ضيف �أن الدولة جمربة على تقدمي امل�ساعدة‪ ،‬لأن �أملانيا �أكرب‬ ‫مما يت�سبب يف وقوعها يف �ضائقة مالية‪ .‬ويف هذا الإطار‪ ،‬يقول هارمتوت �شفاب‪،‬‬
‫دولة �صناعية يف �أوروبا‪ ،‬و�أن قطاع ال�صناعة ي�سهم ب�أكرث من ربع الناجت‬ ‫نائب رئي�س الغرفة االحتادية خلرباء ال�ضرائب‪� ،‬إن الظروف تختلف من �شركة‬
‫القومي املحلي‪ .‬ويقول �شاورته‪« :‬ال يتعلق الأمر هنا بدعم قطاع ما على نحو‬ ‫لأخرى‪ ،‬ويو�ضح قائ ًال‪« :‬هناك الكثري من الأفرع التي مازالت تنجز طلبيات‬
‫ا�ستثنائي؛ فالأزمة االقت�صادية تطول قطاعات مل يح�سب ح�سابها»‪ .‬لذا‬ ‫لها‪ ،‬ومل تت�أثر بعد بالأزمة‪ .‬يف حني �أن �شركات �أخرى متر بالفعل ب�أزمة وت�أمل‬
‫ف�إنه ‪-‬ح�سب �شاورته‪ -‬من حق جميع القطاعات احل�صول على م�ساعدات‬ ‫يف تعاف �سريع»‪ .‬ويرى �شفاب �أن الأزمة ت�سبب �أي�ضا م�شكالت نف�سية ملالكي‬
‫الدولة‪.‬‬ ‫هذه ال�شركات‪ ،‬الذين يكافحون من �أجل البقاء‪ ،‬لذا فهو ي�شدد على �ضرورة‬
‫ورغم �أن برنامج القرو�ض �شهد بداية جيدة‪� ،‬إال �أن �شاورته يرى �أنه من‬ ‫تقدمي امل�ساعدة املالية لهذه ال�شركات ب�سرعة ودون �إجراءات بريوقراطية‪.‬‬
‫ال�سابق لأوانه �إر�سال �إ�شارات اطمئنان ‪-‬فح�سب ر�أيه‪ -‬مل يجتز برنامج‬
‫امل�ساعدات احلكومية االختبار احلقيقي بعد‪ .‬وهو يعتقد �أنه قد يحدث عجز‬ ‫مئات ال�شركات ت�سعى �إىل احل�صول على امل�ساعدات احلكومية‬
‫يف ال�سيولة يف الفرتة ما بني �أغ�سط�س و�أكتوبر املقبلني‪ .‬وهذا ما يتوقعه �أي�ض ًا‬ ‫خ�ص�صت احلكومة الأملانية ‪ 115‬مليار يورو من حزمتي امل�ساعدات االقت�صادية‬
‫ديتليف فيلدنهامي الذي ميتلك �شركة للطباعة‪ ،‬فهو يدر�س حالي ًا ما �إذا كان‬ ‫لربنامج القرو�ض وال�ضمانات املالية‪ .‬وحتى منت�صف �شهر مايو‪�/‬آيار‪ ،‬و�صل‬
‫ب�إمكانه احل�صول على قر�ض من البنك الذي تتعامل معه �شركته ب�ضمانات‬ ‫عدد الطلبات التي قدمتها ال�شركات املتعرثة لال�ستفادة من هذا الربنامج �إىل‬
‫حكومية‪ ،‬ما قد يوفر املزيد من الأمان لل�شركة يف �أوقات الأزمة‪■ .‬‬ ‫حوايل ‪ 1100‬طلب بقيمة ‪ 4.5‬مليار يورو‪ .‬ومتت حتى الآن املوافقة على ‪304‬‬

‫‪12‬‬
‫دولـيـات‬

‫«أجــــفــــــنـــــــــــد»‬
‫تؤسس أول بنك للفقراء في جمهورية سيراليون‬
‫الأعمال واملن�ش�آت ال�صغرية باملهارات الالزمة‬
‫فب�إمكانهم احل�صول على التمويل والتوجيه‬
‫والإر�شاد من بنك للفقراء وقيادة م�شروعاتهم‬
‫نحو النجاح‪ ،‬وينفذ الربنامج منظمة الأمم‬
‫املتحدة للتنمية ال�صناعية «يونيدو» عرب‬
‫املركز العربي الإقليمي لتدريب رواد الأعمال‬
‫واال�ستثمار وتنميتهم‪ .‬و«يونيدو» هي ال�شريك‬
‫اال�سرتاتيجي لـ«�أجفند» يف مبادرة تدريب رواد‬
‫الأعمال وت�أهيلهم‪.‬‬
‫وتهدف دورة �سرياليون‪ ،‬التي تعقد يف العا�صمة‬
‫فريتاون‪� ،‬إىل م�ساعدة �أ�صحاب املن�ش�آت‬
‫ال�صغرية املحتملني يف هذا القطاع‪ ،‬وترجمة‬
‫الأفكار �إىل م�شروعات يف قطاعي ال�صناعة‬
‫التحويلية واخلدمات مع الرتكيز على املن�ش�آت‬
‫ال�صغرية واملتو�سطة احلجم‪ ،‬وم�ساعدة �أ�صحاب‬
‫امل�شروعات القائمة‪ ،‬وتطوير الكفاءات الأ�سا�سية‬ ‫تتبنى «�أجفند» م�شروع ًا لتنمية م�صائد‬
‫لت�سهيل منو القطاع‪.‬‬ ‫الأ�سماك اخلا�صة بالن�ساء يف �سرياليون‬

‫ومتثل هذه الدورة مرحلة متقدمة على طريق‬


‫تعميم «النموذج العربي»‪ ،‬وهو الربنامج‬ ‫ال�شاملة (�إقرا�ض �صغري‪ ،‬ادخار‪ ،‬ت�أمني)‪.‬‬ ‫الريا�ض‪ -‬يو بي �أي‪� :‬أعلن برنامج اخلليج العربي‬
‫التدريبي املتكامل الذي بد�أ بتعاون «�أجفند ـ‬ ‫وتتبنى «�أجفند» كذلك م�شروع ًا لتنمية م�صائد‬ ‫لدعم منظمات الأمم املتحدة الإمنائية «�أجفند»‬
‫يونيدو» واجلامعة العربية املفتوحة‪ ،‬وي�شتمل‬ ‫الأ�سماك اخلا�صة بالن�ساء يف �سرياليون‪،‬‬ ‫اليوم‪� ،‬أنه و�ضع اللم�سات التنفيذية لت�أ�سي�س‬
‫(النموذج) على �أربع خطوات تتمثل يف �صقل‬ ‫وت�شارك يف برنامج تدريبي مو�سع لت�شجيع‬ ‫�أول بنك للفقراء يف جمهورية �سرياليون‪ ،‬غرب‬
‫القدرات الريادية وتنميتها‪ ،‬وتقدمي امل�شورة‪،‬‬ ‫اال�ستثمار يف امل�شروعات ال�صغرية ملكافحة‬ ‫�أفريقيا‪ ،‬وذلك �ضمن مبادرة الأمري طالل بن‬
‫والربط التكنولوجي‪ ،‬الذي ي�ؤدي �إىل عقد‬ ‫الفقر وحفز رواد الأعمال‪ ،‬حيث قام يف وقت‬ ‫عبد العزيز رئي�س الربنامج‪ ،‬ملكافحة الفقر يف‬
‫�شراكات يليها الربط املايل واالحت�ضان‪.‬‬ ‫�سابق مدير «�أجفند» التنفيذي نا�صر القحطاين‬ ‫املجتمعات العربية وبع�ض الدول الأفريقية‪.‬‬
‫ونفذ النموذج يف كل من ال�سعودية والإمارات‬ ‫بزيارة عمل ل�سرياليون يف فرباير املا�ضي‬ ‫ويتقدم امل�شروع الأفريقي باجتاه التنفيذ ب�شراكة‬
‫و�سلطنة عمان‪.‬‬ ‫�أجرى خاللها لقاءات مع عدد من امل�س�ؤولني يف‬ ‫مع حكومة �سرياليون والقطاع اخلا�ص‪ ،‬وبذلك‬
‫وت�شتمل الدورة التدريبية املكثفة �أي�ضا على‬ ‫احلكومة والقطاع اخلا�ص واملنظمات �إىل جانب‬ ‫ت�صبح �سرياليون خام�س دولة تن�ضم �إىل منظومة‬
‫درو�س ب�ش�أن كيفية تنمية الأعمال‪ ،‬والت�سويق‬ ‫مديري بع�ض البنوك وال�شركات التجارية ورجال‬ ‫بنوك الفقراء التي يقودها «�أجفند» بعد كل من‬
‫والتمويل‪ ،‬واكت�ساب املهارات الأ�سا�سية الالزمة‬ ‫الأعمال لبحث �آخر امل�ستجدات يف ت�أ�سي�س بنك‬ ‫الأردن وم�صر واليمن والبحرين‪.‬‬
‫لبدء نطاق امل�شروعات ال�صغرية واملتو�سطة‬ ‫الفقراء وتفعيل مذكرة التفاهم التي وقعتها‬ ‫وقالت «�أجفند» ‪-‬التي تتخذ من الريا�ض مقر ًا‬
‫وتو�سيعها‪ ،‬ومن املتوقع �أن يخرج امل�شاركون‬ ‫«�أجفند» مع حكومة �سرياليون يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫لها‪ -‬يف بيان �أ�صدرته �إنها ت�ستهدف نحو ‪896‬‬
‫يف الدورة بر�ؤية وا�ضحة عن مقومات جناح‬ ‫ويقوم الربنامج التدريبي الذي ي�ستغرق ‪� 4‬أ�سابيع‬ ‫�ألف ًا من �شريحة الفقراء بحلول عام ‪2011‬‬
‫الأعمال و�آليات التخطيط‪■ .‬‬ ‫على مبد�أ تنموي هو �أنه متى ما مت تزويد رواد‬ ‫بتمكينهم من الو�صول �إىل اخلدمات املالية‬

‫‪13‬‬
‫اسـتثمار‬
‫دولـيـات‬

‫إنشاء مجلس اتحادي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في اإلمارات‬


‫و�أ�ضاف �أن وزارة االقت�صاد ت�شرفت بتكليفها بو�ضع �سيا�سة احتادية لدعم امل�شروعات‬ ‫دبي‪ :‬دعا �سلطان بن �سعيد املن�صوري وزير االقت�صاد الإماراتي البنوك املحلية �إىل‬
‫ال�صغرية واملتو�سطة والتعاون مع احلكومات املحلية يف جمال التنفيذ‪ .‬وقامت الوزارة‬ ‫تطوير منتجات جديدة ومنا�سبة ت�سهم يف دعم امل�شروعات ال�صغرية واملتو�سطة‬
‫باالطالع على جتارب ‪ 28‬دولة بهدف اال�ستفادة من جتاربها فيما يتعلق بامل�شروعات‬ ‫بحيث ي�صبح املواطن واملواطنة قادرين على تنفيذ �أفكارهم و�إبداعاتهم وت�سويق‬
‫ال�صغرية واملتو�سطة من حيث الهيكلية القانونية والبنية الإجرائية ودور احلكومات‬ ‫منتجاتهم وفق ًا لعالقة �شراكة جديدة وناجحة بني البنوك و�أ�صحاب امل�شروعات‬
‫والقطاع اخلا�ص يف التمويل والتدريب والت�سويق وكل ما يتعلق بو�سائل جناح هذا‬ ‫ال�صغرية واملتو�سطة من ال�شباب وال�شابات من �أبناء الإمارات‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن‬
‫القطاع‪ .‬وت�شمل قائمة الدول التي قامت الوزارة بدرا�سة جتاربها واالطالع عليها‬ ‫الدعم احلكومي املتمثل يف القرو�ض ال ميكن �أن يكون بدي ًال عن الدور املهم للبنوك‬
‫كال من‪� :‬أملانيا‪� ،‬إيطاليا‪ ،‬ال�سويد‪ ،‬الرنويج‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬الواليات املتحدة‪ ،‬كندا‪،‬‬ ‫يف دعم هذه امل�شروعات‪.‬‬
‫�سنغافورة‪� ،‬أ�سرتاليا‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬ال�صني‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬تركيا‪ ،‬م�صر وغريها‪.‬‬ ‫وقال يف افتتاح املنتدى الإماراتي الأول للم�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة الذي �أقيم يف‬
‫و�أو�ضح املن�صوري �أن من ي�ستعر�ض واقع امل�شروعات ال�صغرية واملتو�سطة يف‬ ‫دبي يف الرابع من يونيو املا�ضي‪�« :‬إننا يف الوقت الذي ن�ست�شعر فيه جميع ًا وندرك‬
‫الإمارات يجد العديد من التحديات التي تواجه املواطنني من �أ�صحاب هذه‬ ‫�أهمية امل�شروعات ال�صغرية واملتو�سطة ودورها يف اقت�صاديات الدول املتقدمة‬
‫امل�شروعات‪ ،‬وت�شمل هذه التحديات �صعوبة احل�صول على التمويل‪ ،‬و�ضعف الت�أهيل‬ ‫واالقت�صاديات ال�صاعدة‪ ،‬البد �أن ن�ست�شعر اليوم مدى النظرة الثاقبة لل�شيخ زايد‬
‫والتدريب‪ ،‬وارتفاع تكاليف الت�شغيل‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ال�صعوبات املرتبطة بالعمالة‬ ‫بن �سلطان �آل نهيان‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬عندما �أ�صر على تبني �سيا�سة التنوع االقت�صادي‬
‫الوافدة‪ ،‬وكذلك غياب ا�سرتاتيجية ت�سويق املنتجات الوطنية‪ ،‬ف�ض ًال عن املعوقات‬ ‫وعدم االعتماد على النفط م�صدر ًا وحيد ًا القت�صاد الدولة»‪.‬‬
‫الإجرائية‪.‬‬ ‫و�أكد الوزير الإماراتي �أن من �أهم الدرو�س امل�ستفادة من الأزمة املالية العاملية دعم‬
‫وقال �إن �أحد التحديات الكربى التي واجهت الوزارة يف درا�سة امل�شروعات ال�صغرية‬ ‫امل�شروعات ال�صغرية واملتو�سطة ومتكينها من لعب دور فاعل يف عجلة االقت�صاد‬
‫واملتو�سطة وحتليلها بالإمارات يتمثل يف غياب الإح�صاءات الدقيقة وال�شاملة‬ ‫الوطني‪ .‬ولكن امل�شروعات ال�صغرية واملتو�سطة حتتاج‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل الدعم‬
‫على م�ستوى الدولة‪ ،‬ومما ال �شك فيه �أن �صانع القرار بحاجة ما�سة للإح�صاءات‬ ‫احلكومي واخلا�ص‪� ،‬إىل �إرادة وتخطيط ا�سرتاتيجي وتن�سيق عال وجهود ال تتوقف‬
‫الدقيقة واحلديثة حتى يت�سنى له بناء �سيا�سات عملية لتطوير امل�شروعات ال�صغرية‬ ‫حتى يتحقق النجاح املن�شود لهذا القطاع املهم‪.‬‬
‫واملتو�سطة ودعمها يف جميع �أرجاء الدولة‪.‬‬ ‫وقال �إن عقد هذا املنتدى يف هذا الوقت ي�أتي لت�أكيد قوة االقت�صاد الوطني ومتانته‪،‬‬
‫وعن دعم ال�سيا�سات‪ ،‬قال وزير االقت�صاد �إنه لكي نحقق تقدم ًا حقيقي ًا على م�ستوى‬ ‫والدعم احلكومي املتوا�صل يف جميع املجاالت ل�ضمان ا�ستمرارية النمو االقت�صادي‪،‬‬
‫الدولة يف هذا املجال فال بد من دعم عدد من ال�سيا�سات يف مقدمتها �إعداد بنية‬ ‫وت�أكيد ال�سري بخطى ثابتة نحو التناف�سية‪ ،‬وتعزيز املركز االقت�صادي للدولة على‬
‫ت�شريعية حديثة خا�صة بامل�شروعات ال�صغرية واملتو�سطة على امل�ستويني االحتادي‬ ‫امل�ستويني الإقليمي والعاملي‪ ،‬كما تكمن �أهمية امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة وفق ًا‬
‫واملحلي‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن دولة الإمارات العربية املتحدة بنظامها االحتادي ال ميكن‬ ‫لتقديرات البنك الدويل يف �أن م�ساهمتها ت�صل �إىل ‪ %46‬من الناجت املحلي‪ ،‬وت�شكل‬
‫�أن ينطبق عليها �أي ًا من النماذج التي متت درا�ستها وحتليلها يف الدول املتقدمة‬ ‫نحو ‪ %80‬من حجم امل�شروعات العاملية‪ ،‬وت�سهم بن�سبة ‪ %35‬من ال�صناعات اليدوية‬
‫الأخرى‪ ،‬نظرا لطبيعة النظام االحتادي بالدولة وخ�صو�صيته‪ .‬وعليه فال بد من‬ ‫يف العامل‪ .‬وت�شري الدرا�سات �إىل �أن اقت�صاديات الدول املتقدمة متيزت بالدور‬
‫الو�صول �إىل منوذج حديث يحقق امل�صلحة االحتادية واملحلية لالقت�صاد الوطني‪،‬‬ ‫الإيجابي واملهم الذي يقوم به قطاع امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة مثل ت�شجيع‬
‫ويتم من خالله تطبيق �أف�ضل املمار�سات الدولية املتعلقة بامل�شروعات ال�صغرية‬ ‫االبتكار واالخرتاعات وا�ستيعاب اليد العاملة الوطنية وا�ستغالل املوارد املحلية‬
‫واملتو�سطة‪■ .‬‬ ‫وجذب اال�ستثمارات الأجنبية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اسـتثمار‬
‫إضاءة‬

‫لقد قمت بعمل حتديت به املجال امل�صريف العاملي برمته‪ ،‬بح َثت البنوك عن‬
‫الأغنياء‪ ،‬وبحثت �أنا عن الفقراء‪ ،‬لأنني �أ�ؤمن ب�أن كل النا�س م�ستثمرون بالفطرة‪،‬‬
‫لكن ال يحظى كثري منهم بفر�صة جتعلهم يكت�شفون ذلك ب�أنف�سهم‪.‬‬

‫د‪ .‬حممد يون�س‬


‫م�ؤ�س�س بنك جرامني؛ �أول بنك للفقراء يف العامل‬
‫حا�صل على جائزة نوبل لل�سالم عام ‪ 2006‬البتكاره نظام القرو�ض متناهية ال�صغر‬
‫‪15‬‬
‫رجل األعمال الدكتور عبدالرحمن الزامل‪:‬‬
‫صندوق الزامل لخدمة المجتمع يدعم‬
‫المشروعات الصغيرة ألبناء الوطن ويسهم‬
‫في نشر ثقافة العمل الحر‬

‫‪16‬‬
‫اسـتثمار‬
‫لـقــاء‬

‫الدكتور عبدالرحمن الزامل‪ ..‬رجل أعمال من الطراز األول‪ ،‬بدأ حياته العملية قبل ‪ 30‬عاما بعد عودته حامال شهادة الدكتوراة من‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬الدكتور الزامل عمل مع إخوته األحد عشر على تأسيس مجموعة الزامل القابضة التي تعد من‬
‫أهم المجموعات الصناعية خالل العقد األخير‪ .‬بدأ الدكتور الزامل حياته أستاذا للعالقات الدولية والقانون بجامعة الملك فهد‬
‫للبترول والمعادن لينتقل بعد ذلك وكيال لوزارة التجارة الثني عشر عاما‪ ،‬ومن ثم عضوا باللجنة االقتصادية للطاقة بمجلس‬
‫الشورى الثني عشر عاما أخرى‪ ،‬ليتفرغ بعد ذلك لرئاسة مجلس إدارة مجموعة الزامل القابضة‪.‬‬
‫فريق تحرير «تمكين» يأخذكم في هذا العدد بصحبة رجل األعمال الدكتور عبدالرحمن الزامل الذي تحدث عن بدايات التنمية‬
‫في السعودية‪ ،‬وأهمية دعم شباب األعمال‪ ،‬واألخذ بأيديهم‪ ،‬ودور رجال األعمال في ذلك‪ ،‬والعديد من القضايا ذات العالقة‪،‬‬
‫فإلى التفاصيل‪:‬‬

‫�إن�سان �أن ي�صل �إىل �أي مكان مهما كانت �آماله‪،‬‬ ‫الآف��اق له‪ ،‬وهذا لي�س مب�ستغرب حيث التخطيط‬ ‫الدكتور عبدالرحمن الزامل ‪..‬‬
‫ف��الأم��ل يحتاج �إىل طموح لتحقيقه‪ ،‬وحتقيق‬ ‫الوا�ضح وال�صادق لكل ما يبني الوطن‪.‬‬ ‫حدثنا عن البدايات‪.‬‬
‫الطموح يتطلب الكثري من العمل‪ .‬ولعلي هنا‬ ‫يف احلقيقة البدايات التي مر بها جيلي تعك�س كل‬
‫�أهم�س يف �أذن كل �شاب ب���أن يتذكر دائما �أن‬ ‫دكتور عبدالرحمن ‪ ..‬كيف تقدم لنا جتربة‬ ‫مراحل التنمية التي مرت بها بالدنا‪ ،‬حيث ا�ستفاد‬
‫جمموعة الزامل ب��د�أت مبجموعة من ال�شباب‬ ‫جمموعة الزامل؟‬ ‫جيلي‪ -‬بحمد اهلل ‪-‬م��ن ال��ف��ر���ص ال��ت��ي وفرتها‬
‫ال�صغار ب�شكل مب�سط‪ ،‬وباال�ستمرار منا العمل‬ ‫جمموعة الزامل هي جتربة ل�شباب �سعوديني‬ ‫احلكومة م��ن خ�لال البعثات اخل��ارج��ي��ة‪ ،‬حيث‬
‫وت��و���س��ع‪ ،‬وا�ستطاع ه����ؤالء ال�شباب �أن يرتقوا‬ ‫بد�أوا �صغارا من خالل م�شاريع �صغرية‪ ،‬ولكن‬ ‫ح�صلت على درجة الدكتوراة من الواليات املتحدة‬
‫بعملهم لي�صلوا به �إىل دول العامل من خالل‬ ‫كان لديهم الإ�صرار على �أن يكون لهم عملهم‬ ‫الأمريكية عام ‪1972‬م‪ ،‬وعدت بعدها اللتحق بهيئة‬
‫�إنتاجهم‪� .‬إذن على ال�شاب �أال يقلل من قيمته �أو‬ ‫و�إجنازهم الذي يفخر به اجلميع‪ ،‬وبحمد اهلل‬ ‫التدري�س بجامعة امللك فهد للبرتول واملعادن‪.‬‬
‫مما ي�ستطيع �أن ي�صل �إليه‪ ،‬بل على العك�س عليه‬ ‫تطوروا خالل الثالثني عاما املا�ضية‪ ،‬وانتقلوا‬ ‫وبالن�سبة يل و�إخوتي فنحن اثنا ع�شر �أخا‪ ،‬تخرج‬
‫�أن ي�ؤمن بنف�سه‪ ،‬وب�أن امل�شروع ال�صغري �سيمنحه‬ ‫من م�ستوى م�شاريع �صغرية �إىل متو�سطة ومن‬ ‫�أح��د ع�شر منا‪-‬بف�ضل اهلل‪ -‬من �أمريكا‪ .‬كانت‬
‫الكثري حينما مينحه ال�شاب اهتمامه ووقته‬ ‫ثم �إىل كبرية‪ .‬واملهم يف الأمر هنا �أن الرتكيز‬ ‫ال�سعودية تلك الأيام تعي�ش حتديا كبريا وهي �أنها‬
‫وطموحه و�إخال�صه‪.‬‬ ‫كان على الطموح‪ ،‬فدون طموح ال ي�ستطيع �أي‬ ‫لن تكون بلدا �صناعيا‪� ،‬إال �أننا كانت لنا وجهة نظر‬
‫خمتلفة وقناعة تختلف عن ذل��ك متاما‪ ،‬وقمنا‬
‫‪-‬بحمد اهلل‪ -‬بالبدء يف املجال ال�صناعي‪ ،‬وكان‬
‫تركيزنا حينها على ال�صناعات اال�ستهالكية مثل‪:‬‬
‫(مواد البناء واملواد الكهربائية)‪ .‬حقا �أن بداياتنا‬
‫كانت ب�سيطة ج��دا‪ ،‬ولكننا منونا مع مر الزمن‪،‬‬
‫ودعمتنا احلكومة حيث و�ضعت الكثري من احلوافز‪،‬‬
‫ولعل �أهمها �إن�شاء املناطق وامل��دن ال�صناعية‪.‬‬
‫و�أتذكر �أننا حينما بد�أنا �إنتاج املكيفات كنا ننتج ما‬
‫يزيد على ‪ 40‬مكيف ًا يوميا‪ ،‬وها نحن اليوم ‪-‬بحمد‬
‫اهلل‪ -‬يف جمال املكيفات ننتج يوميا بالآالف‪ .‬بعد‬
‫ذلك بد�أنا يف �صناعات احلديد‪ ،‬التي تعك�س ق�صة‬
‫جناح ال�سعودية يف املناف�سة واالرتقاء �إىل العاملية‪،‬‬
‫حيث حتتل «الزامل للحديد» املرتبة الثالثة على‬
‫م�ستوى العامل‪ ،‬ونحن نفخر ب�أن ‪ %35‬من موظفينا‬
‫من ال�سعوديني‪ .‬جتربتنا هي جتربة التنمية يف‬
‫ال�سعودية‪ ،‬وما �أود ت�أكيده هنا �أن بداياتنا كانت‬
‫ب�سيطة ثم تطورنا‪ ،‬ومل نكن لنتطور لوال ت�صميم‬
‫حكومتنا الر�شيدة يف دعم املجال ال�صناعي وفتح‬

‫‪17‬‬
‫اسـتثمار‬
‫لـقــاء‬

‫ما الذي ميكن �أن ت�ستخل�صه لنا من جتربة‬


‫جمموعة الزامل وتقدمه ل�شباب الأعمال اليوم؟‬ ‫على الشباب أال يستعجلوا‪،‬‬ ‫>‬
‫يف احلقيقة هناك الكثري‪ ،‬ولعل النقطة الأهم هي‬ ‫وأال يقفزوا إلى مشاريع أكبر من‬
‫�أن على ال�شباب �أال ي�ستعجلوا‪ ،‬و�أال يقفزوا �إىل‬ ‫قدرتهم‪ ،‬فاستعجال النمو قد‬
‫م�شاريع �أكرب من قدرتهم‪ ،‬فا�ستعجال النمو قد‬ ‫يميت المشروع في بدايته‬
‫مييت امل�شروع يف بدايته‪ ،‬وينبغي �أي�ضا �أن يكون‬
‫ال�شباب دائما على ر�أ�س العمل‪ ،‬وعليهم احلذر من‬
‫التطلع لك�سب الأموال بطرق ق�صرية وم�ستعجلة �أو‬
‫غري نظامية‪ ،‬وكذلك هناك �أمر مهم وهو التفكري‬
‫دائما ب�شكل �إيجابي جتاه العمل والكفاح و�صناعة‬
‫امل�ستقبل‪ .‬ال ميكن لإن�سان حمبط �أو غري متفائل‬
‫�أن يبني �شيئا �أو يبد�أ م�شروعا ويتابعه ويكربه‪،‬‬
‫املتفائل فقط هو من ي�ستطيع فعل ذلك‪ .‬وما �أ�ؤمن‬
‫به �أن ال�شباب حينما ي�ؤمنوا حقا بالعمل اجلاد‬
‫�سي�ستطيعون �أن ي�صنعوا �شيئا يفخرون به ب�إذن‬
‫اهلل‪� .‬شباب الأعمال اليوم عليهم �أن يبحثوا عن‬
‫بع�ضهم بع�ض ًا ويتبادلوا الت�شجيع‪ ،‬وال �سيما �إذا كان‬
‫لهم التطلعات واخل�برات نف�سها‪ ،‬وهنا �أ�ؤيدهم‬
‫كثريا لالندماج والتكامل‪ ،‬فاالندماج يجعل النمو‬
‫�أ�سرع و�أف�ضل و�أق��ل �أخطاء‪ ،‬حيث تكون امل�شورة‬
‫متبادلة ملا فيه م�صلحة العمل‪ ،‬كما �أن ح�سن النية‬
‫و�صفاءها من �أهم الأمور يف هذا املجال‪.‬‬

‫ما ر�ؤيتك دكتور عبدالرحمن لربامج متكني‬


‫ال�شباب ودعم م�شاريعهم ال�صغرية (برامج‬
‫متويل املن�ش�آت ال�صغرية)؟‬
‫كل جهد ي�صب يف م�صلحة اقت�صاد الوطن ومتكني‬
‫�شباب الوطن هو جهد حممود بال �شك‪ ،‬وهذه‬
‫الربامج ت�سعى خلري الوطن واملواطن‪� ،‬إال �أن هذه‬
‫الربامج عليها بذل املزيد واالهتمام بالإعالن عن‬
‫براجمها التمويلية اخلا�صة بدعم ال�شباب‪ ،‬ومن‬
‫املهم �أن ت�ضع ميزانية لهذا الأم��ر‪ ،‬لأن��ه �أم��ر يف‬
‫غاية الأهمية‪ .‬كيف �سيعرف ال�شاب هذه الربامج‬
‫�إن مل تعلن عنها اجلهات التمويلية‪ ،‬حقا نحن‬
‫نقول دائما على ال�شاب �أن ي�سعى و�أن يبحث ولكن‬
‫هذا ال يعني �أن هذه اجلهات �أي�ضا غري م�س�ؤولة‬
‫عن الرتويج لرباجمها من خالل و�سائل الإعالن‬
‫والإعالم‪ ،‬فهذه اجلهات التمويلية بحاجة ل�صفحة‬
‫�إعالنية يومية‪ ،‬و�أي�ضا عليها �أن تقوم بتوظيف‬
‫�شباب مهمتهم الو�صول �إىل ال�شباب يف �أماكنهم‬
‫وحتفيزهم على العمل احل��ر‪ .‬ول��دي وجهة نظر‬

‫‪18‬‬
‫اسـتثمار‬
‫لـقــاء‬

‫االتفاقية املوقعة هي اتفاقية تعاون ا�سرتاتيجية‬ ‫للبنات يقمن ببيع اجل��واالت و�صيانتها‪ ،‬والقت‬ ‫حول ا�شرتاط بع�ض اجلهات التمويلية وجود كفيل‬
‫يتم مبقت�ضاها تخ�صي�ص مبلغ ع�شرة ماليني‬ ‫هذه املحال رواجا كبريا يف مدينة اخلرب‪ ،‬وهي‬ ‫لل�شباب‪ ،‬يف احلقيقة �أنا �أرى �أن ذلك من العوائق‬
‫ريال من قبل جمموعة الزامل القاب�ضة لإن�شاء‬ ‫الآن من �أجن��ح املحال التجارية‪ .‬وه��ذا يعني‬ ‫التي تعيق ال�شباب عن العمل احل��ر والتجاري‪،‬‬
‫(�صندوق مركز عبد اهلل احلمد الزامل خلدمة‬ ‫�أنه ب�إمكاننا عمل من ‪� 200‬إىل ‪ 400‬حمل على‬ ‫ويف ر�أيي �أن على كل هذه اجلهات التمويلية التي‬
‫املجتمع) لتمويل م�شاريع ال�شباب والفتيات‬ ‫م�ستوى اململكة خم�ص�صة للفتيات ومن يقوم‬ ‫ت�شرتط كفي ًال �أن تلغي هذا اال�شرتاط �أو البند‪.‬‬
‫ال�سعوديني بوا�سطة �صندوق املئوية‪ ،‬حيث مت‬ ‫عليها هن الفتيات �أنف�سهن‪ .‬هناك �أي�ضا جماالت‬
‫تقدمي مبلغ ثالثة ماليني ريال يف العام املا�ضي‬ ‫�أخرى مثل الطبخ وعمل الأكالت على اختالفها‪،‬‬ ‫دكتور عبدالرحمن‪ ،‬حتدثت قبل قليل عن‬
‫‪2008‬م‪ ،‬وي�ستكمل امل��ب��ل��غ املتبقي يف العام‬ ‫وبحمد اهلل �أ�صبحت بع�ض الفتيات ال�سعوديات‬ ‫ا�شرتاط الكفيل عند رغبة ال�شاب يف احل�صول‬
‫احل��ايل‪ .‬وهذه االتفاقية تعطي مركز عبد اهلل‬ ‫الالتي يعملن من داخل بيوتهن يناف�سن الفنادق‬ ‫على دعم ومتويل مل�شروعه ال�صغري‪ ،‬بر�أيك ما‬
‫الزامل حق تر�شيح من يراه م�ستحق ًا للتمويل‪،‬‬ ‫واملطاعم املعروفة‪ ،‬وه��ي الفكرة التي ميكننا‬ ‫الذي يعيق ال�شباب �أي�ضا عن االنخراط يف جمال‬
‫مم��ن تنطبق عليه ���ش��روط ���ص��ن��دوق املئوية‬ ‫ت�سميتها «املطاعم العائلية»‪� .‬أري��د �أن �أو�ضح‬ ‫الأعمال احلرة وامل�شاريع ال�صغرية؟‬
‫الأ�سا�سية‪ ،‬ليكون �ضمن فئة (امل�سار ال�سريع)‪،‬‬ ‫�أن الفر�ص غري حمدودة‪ ،‬ولكن نحن مطالبون‬ ‫بالت�أكيد هناك �أ�سباب تعود لل�شباب �أنف�سهم‪،‬‬
‫الذي يتم فيه ا�ستقبال طلبات التمويل من خالل‬ ‫كمجتمع �أن ن�ساعد الفتاة على �أن تعمل وتبدع مع‬ ‫وهناك �أ�سباب خارجية �أي�ضا‪ ،‬فمن �أهم الأ�سباب‬
‫مكاتب خا�صة يف مقار جمموعة الزامل‪ ،‬كما‬ ‫مراعاة دينها وو�ضعها االجتماعي‪ ،‬وهنا يكون‬ ‫ال��ت��ي ت��ع��ود لل�شباب �أنف�سهم ع���دم ال��رغ��ب��ة يف‬
‫تعطي االتفاقية املركز احلق يف ا�ستخدام �أ�سماء‬ ‫التكافل احلقيقي الذي حثنا عليه الدين‪.‬‬ ‫املخاطرة وهو �سبب نف�سي حيث يخاف ال�شاب‬
‫امل�شاريع و�صورها و�أ�سماء �أ�صحابها ومر�شديهم‬ ‫من الإق��دام على هذه اخلطوة‪ ،‬وهنا ي�أتي دورنا‬
‫و�صورهم يف �إطار التعريف �أو الت�سويق خلدماته‬ ‫ماذا عن االتفاقية التي وقعتموها مع �صندوق‬ ‫بتدريبه وت�شجيعه وتعليمه املبادرة‪ .‬ومن الأ�سباب‬
‫التي يقدمها يف دع��م م�شاريع ال�شباب (من‬ ‫املئوية؟‬ ‫�أي�ضا �أن بع�ض ال�شباب لي�س لديهم �صرب‪ ،‬فهم‬
‫يف عجلة دائما وقدرتهم على االن�ضباط حمدودة‬
‫جدا‪ ،‬وهذان ال�سببان بر�أيي من �أهم الأ�سباب التي‬
‫على الجهات التمويلية‬ ‫>‬ ‫تعيق ال�شباب من داخل �أنف�سهم عن االنخراط يف‬
‫التي تشترط كفي ً‬
‫ال أن تلغي هذا‬ ‫الأعمال احلرة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل الأ�سباب اخلارجية‪،‬‬
‫وال��ت��ي كما ذك��رت �سابقا يعد ا���ش�تراط الكفيل‬
‫االشتراط‬
‫�أهمها‪ ،‬و�أي�ضا عدم معرفة ال�شاب بهذه اجلهات‬
‫�أو برباجمها التمويلية اخلا�صة بدعم املن�ش�آت‬
‫ال�صغرية‪.‬‬

‫وماذا عن الفتيات والعمل احلر؟‬


‫بالن�سبة للفتيات ك��ل ال�برام��ج ال��ت��ي قدمت‬
‫للفتيات ت���أخ��ذ بعني االع��ت��ب��ار ظ���روف الفتاة‬
‫وجمتمعنا‪ .‬جميع الربامج حتافظ على الفتاة‬
‫و�أخالقياتها وظروفها‪ ،‬وهناك فر�ص عظيمة‬
‫لبناتنا‪ ،‬و�أف�ضل م�شروع ناجح يف هذا املجال‬
‫يف املنطقة ال�شرقية وهو جزء من برنامج �سمو‬
‫الأمري حممد بن فهد لتمكني ال�شباب‪ .‬فعندما‬
‫اكت�شفوا �أن م��ن �أك�بر امل�شكالت التي تواجه‬
‫البنات هي التهديد من قبل بع�ض العمالة التي‬
‫تقوم ب�إ�صالح �أجهزة اجلوال‪ ،‬التي تقوم بن�سخ‬
‫امللفات وال�����ص��ور امل��وج��ودة على جهاز الفتاة‬
‫حينما تدخله لل�صيانة‪ ،‬وبعد ذلك يبد�أ ابتزاز‬
‫الفتاة‪ ،‬جاءت فكرة �سمو الأمري حممد بن فهد‬
‫يف املنطقة ال�شرقية لإن�شاء حمال جواالت فقط‬

‫‪19‬‬
‫اسـتثمار‬
‫لـقــاء‬

‫ال يعرفون �شيئا ع��ن ه��ذا ال��ن��وع م��ن الدرا�سات‬ ‫كانوا رجال �أعمال �صغار ًا من ثالثني �سنة‪ ،‬ومن‬ ‫اجلن�سني)‪ .‬وبر�أيي ف�إن �صندوق املئوية يعد رائدا‬
‫�أن يتعلموا وي�ست�شريوا من يعرف ومن له خربة‪،‬‬ ‫خالل التنمية والتطوير االقت�صادي يف ال�سعودية‬ ‫يف متويل م�شاريع ال�شباب والفتيات ال�سعوديني‪،‬‬
‫فالإن�سان ال يولد عاملا‪ .‬وبعد ذلك يتوجه ال�شاب‬ ‫والتمويل املوفر من الدولة ‪-‬رعاها اهلل‪ -‬جنحنا‬ ‫وجمموعة الزامل القاب�ضة ت�ضع �ضمن �أهدافها‬
‫لأح��د برامج دع��م ال�شباب‪ ،‬وعند ح�صوله على‬ ‫ومن��ون��ا‪ ،‬ول��ذا يجب علينا �أن نوفر لل�شباب كل‬ ‫اال�سرتاتيجية الإي��ف��اء بالتزاماتها الوطنية‪،‬‬
‫التمويل عليه �أال ي�ستعجل النجاح‪ ،‬ولكن الأهم يف‬ ‫الربامج الداعمة واملمولة‪ ،‬فهي ال�ضمان ل�سالمة‬ ‫وبالذات يف جانب امل�س�ؤولية االجتماعية‪ ،‬كونها‬
‫املو�ضوع هو الت�أ�سي�س ال�صحيح وحماولة تاليف‬ ‫بلدنا بعد اهلل‪.‬‬ ‫تت�صل با�ستثمار الإن�سان ال�سعودي‪ ،‬الذي ي�شكل‬
‫�أكرب قدر من الأخطاء‪ ،‬والرتكيز يف ال�سنة الأوىل‬ ‫الدعامة الرئي�سة يف اقت�صادنا الوطني‪ .‬و�أنا‬
‫على املحل الأول‪ ،‬وحماولة تنميته يف ال�سنة الثانية‪،‬‬ ‫ما ن�صيحتك دكتور عبدالرحمن ل�شباب الأعمال؟‬ ‫حقيقة �أدعو رجال �أعمالنا الذين رزقهم اهلل �أن‬
‫وال ب�أ�س بال�شراكات واالندماجات �إذا كانت ت�صب‬ ‫�أوال على ال�شباب �أن ي�ستعني باهلل ويقدم ويجرب‬ ‫ي�سهموا يف دعم �شباب الأع��م��ال‪ ،‬ونحن كرجال‬
‫يف م�صلحة امل�����ش��روع‪ ،‬وبعد ذل��ك ‪-‬ب����إذن اهلل‪-‬‬ ‫وي��ح��اول و�أال يي�أ�س‪ ،‬وعليه �أن يعلم �أن النجاح‬ ‫�أعمال علينا م�س�ؤولية عظيمة حيث واجبنا �أن‬
‫�سيجد ال�شاب �أنه خالل �سنوات ب�سيطة �سيكون‬ ‫وال��ت��وف��ي��ق بيد اهلل �سبحانه وت��ع��اىل‪ ،‬ومرتبط‬ ‫نهتم ب�شبابنا‪ ،‬وبالربامج التمويلية التي ت�ساعدهم‬
‫لديه �سل�سلة م��ن امل��ح��ال يف جماله نف�سه‪ .‬على‬ ‫باجلد والعمل وع��دم ال��رك��ون للراحة‪ .‬و�أو�صي‬ ‫وتعينهم على بدء م�شاريعهم ال�صغرية‪ .‬ويجب �أن‬
‫ال�شباب �أن يتفاءلوا و�أن يعقدوا العزم على النجاح‬ ‫جميع ال�شباب بتوليد �أفكار �إبداعية مل�شاريعهم‪،‬‬ ‫نتذكر كلنا كرجال �أعمال �أننا كنا يف يوم من الأيام‬
‫بعد التوكل على اهلل‪■ .‬‬ ‫واالهتمام بدرا�سات اجل��دوى‪ ،‬وعلى كل الذين‬ ‫مثلهم حيث ‪ %90‬من رج��ال الأع��م��ال يف اململكة‬

‫الفرص غير محدودة للفتيات‪ ،‬ولكن نحن مطالبون‬ ‫>‬


‫كمجتمع أن نساعد الفتاة على أن تعمل وتبدع‬
‫مع مراعاة دينها ووضعها االجتماعي‬

‫‪20‬‬
‫اسـتثمار‬
‫إضاءة‬

‫�أردت �أن �أكون حمرر ًا �أو �صحفي ًا‪ ،‬ومل �أكن يف احلقيقة مهتم ًا ب�أن �أكون‬
‫علي �أن �أ�صبح م�ستثمر ًا من �أجل‬
‫م�ستثمر ًا‪ ،‬لكني �أدركت ب�سرعة �أن َّ‬
‫بقاء جملتي!‬
‫ريت�شارد بران�سون‬
‫رجل �أعمال بريطاين وم�ؤ�س�س جمموعة فريجني‬

‫‪21‬‬
‫ملف العدد‬

‫عام ً‬
‫ال تؤدي إلى إخفاق‬
‫المشروع الصغير‬
‫تُعد المشروعات الصغيرة من أهم مكونات‬
‫االقتصاد الحقيقي ألي دولة ترغب في التقدم‬
‫والنمو‪ ،‬إذ إن هذا القطاع له أهمية كبيرة في‬
‫ازدهار الوضع االقتصادي العام وتطوير جميع‬
‫القطاعات وتوسيع رقعة العمل التجاري ونمو‬
‫الناتج الوطني المحلي ألي دولة‪ .‬وعلى الرغم‬
‫من الجهود الكبيرة المبذولة من كثير من الدول‬
‫لتسهيل إقامة هذه المشروعات وتمهيد‬
‫الطريق نحو نجاحها‪ ،‬إال أن بعضها يصطدم‬
‫بعوامل محددة تعيقه عن النمو‪ ،‬وتدفعه‬
‫إلى الخروج من السوق‪ .‬ورغم اإلدراك المحلي‬
‫المتنامي ألهمية المشروعات الصغيرة‬
‫الجديدة بالنسبة إلى االقتصاد‪ ،‬وضرورة‬
‫رعايتها‪ ،‬وتوفير مقومات النجاح لها‪ ،‬إال أن البيئة‬
‫المحيطة بتأسيس بعض تلك المشروعات‬
‫وتسييرها ال تزال قاصرة وبحاجة إلى كثير من‬
‫الدعم من أجل النهوض بها‪ .‬ولذا يبذل صندوق‬
‫المئوية جهده بتعاون ودعم من مانحيه‬
‫وشركائه ومرشديه لتذليل جميع المعوقات‬
‫التي قد تواجه شباب األعمال ومشاريعهم‬
‫الصغيرة‪.‬‬
‫«تمكين» رصدت العوامل التي تؤدي إلى‬
‫إخفاق المشروعات الصغيرة‪ ،‬واختارت أهم ‪13‬‬
‫ال وأكثرها شيوع ًا على المستوى المحلي‪.‬‬
‫عام ً‬

‫‪22‬‬
‫ملف العدد‬

‫َ�ضعف الإدارة‬
‫مبنية على معطيات وحقائق و�أرقام واقعية‪ ،‬ولي�س على تكهنات �أو توقعات بعيدة‬ ‫ً‬
‫قد يكون �أهم عامل على الإطالق يف �إخفاق �أي م�شروع متمثال يف َ�ضعف الإدارة‪.‬‬
‫عن الواقع‪.‬‬ ‫ال�ضعف له �أ�شكال عديدة‪ ،‬من �ضمنها‪ :‬بطء اتخاذ القرار‪ ،‬انعدام ُبعد الر�ؤية‪،‬‬‫وهذا َ‬
‫ً‬
‫عدم �إدارة الوقت جيدا‪� ،‬سوء اختيار العاملني وتوجيههم ‪ ،‬عدم االهتمام بالعمالء‪،‬‬
‫اختالف ال�شركاء‬ ‫اجلهل ب�أ�ساليب املفاو�ضات‪� ،‬سوء �إدارة املخزون‪ ،‬وغري ذلك الكثري‪ .‬وميكن �أن ُتعزى‬
‫اخلالفات التي تقع يف امل�شاريع التي ي�شرتك يف ملكيتها �أكرث من �شخ�ص‪ ،‬وتعدد‬ ‫ال�ضعف هذه �إىل انعدام الإمكانات واملهارات واخلربات لدى �إدارة‬ ‫جميع مظاهر َ‬
‫الآراء وت�ضاربها ون�شوء الأجندات واخلالفات ال�شخ�صية ت�ؤدي يف النهاية ب�أي عمل‬ ‫امل�شروع‪ .‬ويف درا�سة �أجريت يف �أمريكا‪�ُ ،‬سئل املمولون عن �أ�سباب �إخفاق امل�شروعات‬
‫جتاري �إىل الف�شل الذريع‪ ،‬كما �أن عدم و�ضوح احلقوق والواجبات بني ال�شركاء‪،‬‬ ‫ال�صغرية ف�أجابوا ب�أن ‪ %90‬من عوامل الإخفاق ترجع يف الأ�سا�س �إىل عدم امتالك‬
‫وترك ذلك �إىل الثقة املفرطة والنيات احل�سنة‪ ،‬ي�ؤديان حتم ًا �إىل ن�شوء االختالفات‬ ‫�إداريي �أو مالكي امل�شروع ما يكفي من املهارة واخلربة واحلدْ�س ال�سليم وفهم‬
‫احلادة‪ ،‬خا�ص ًة فيما يتعلق بالنواحي املالية‪ .‬لذا فمن املفرت�ض �أن يكون ال�شركاء‬ ‫ال�صناعة �أو ال�سوق ب�شكل كامل‪.‬‬
‫على بينة من �أمرهم عن طريق �صياغة عقد يتفق عليه جميع الأطراف يو�ضح فيه‬
‫طريقة �إدارة العمل‪ ،‬وفريق الإدارة‪ ،‬وكيفية اتخاذ القرارات املالية املهمة‪� ،‬إ�ضاف ًة‬ ‫�سوء التخطيط‬
‫�إىل حتديد احل�ص�ص املالية وطريقة تقا�سم الأرباح‪.‬‬ ‫التخطيط ال�سيئ �أو عدم التخطيط قبل بدء امل�شروع ومعرفة مدى جاذبيته‬
‫اال�ستثمارية و�أبعاد تكاليفه و�أرباحه ومتطلباته وحتدياته‪ ..‬كلها �أمور متهد للف�شل‬
‫�سوء الإدارة املالية‬ ‫املبكر لأي م�شروع جتاري‪� .‬إن امل�شروع التجاري يجب الإعداد له بدرا�سة جوانبه‬
‫ُتعد الإدارة اجليدة لل�سيولة املالية من �أهم العوامل التي ترتقي بالعمل وتعمل على‬ ‫املالية والت�سويقية والفنية كافة‪ .‬وميكن تفادي ذلك ب�إعداد خطة عمل �شاملة �أو‬
‫تطويره وتو�سعه‪ .‬كما �أن �سوء الإدارة املالية ي�ؤدي يف النهاية �إىل �إعالن �إفال�س‬ ‫درا�سة جدوى متكاملة تغطي جميع جوانب امل�شروع‪ ،‬ب�شرط �أن تكون هذه الدرا�سة‬

‫‪23‬‬
‫ملف العدد‬

‫الكثري من امل�شاريع ال�صغرية كل عام‪ ،‬حيث تتعر�ض هذه امل�شاريع �إىل �ضغط كبري‬
‫> إن المشروع التجاري يجب اإلعداد له‬ ‫يتمثل يف ديون املوردين‪ ،‬ورواتب املوظفني‪ ،‬و�أعباء الت�شغيل اليومية‪ .‬ويت�سبب عدم‬
‫بدراسة جوانبه المالية والتسويقية‬ ‫توافر ال�سيولة يف نق�ص ر�أ�س املال وتناق�ص املوظفني ونفور املوردين وركود العمل‬
‫والفنية كافة‪ .‬ويمكن تفادي ذلك‬ ‫و�إعالن الإفال�س‪ ،‬كما �أن �سوء الإدارة املالية يتمثل يف العديد من امل�شكالت املالية‬
‫التي تنجم عن �سيا�سات خاطئة مثل الت�سهيالت املالية غري املقيدة وعدم مراقبة‬
‫بإعداد خطة عمل شاملة أو دراسة‬ ‫ال�سيولة النقدية الواردة �أو ال�صادرة للم�شروع مما ي�سبب املزيد من الأعباء املالية‬
‫جدوى متكاملة تغطي جميع‬ ‫وتراكم الديون‪.‬‬
‫جوانب المشروع‪ ،‬بشرط أن تكون هذه‬ ‫التقليد ونبذ االبتكار‬
‫الدراسة مبنية على معطيات وحقائق‬ ‫انعدام �أو �شح االبتكار نراه بجالء يف �أكرث م�شروعاتنا الوطنية‪ ،‬فنجد اليوم م�شروعاً‬
‫وأرقام واقعية‬ ‫جيد ًا‪ ،‬وغد ًا ع�شرات امل�شاريع ت�ستن�سخ الفكرة نف�سها دون تفكري‪ ،‬ونتنا�سى �أحيان ًا‬
‫�أن امل�شروع الذي جنح بالأم�س‪ ،‬لي�س بال�ضرورة �أن ينجح اليوم‪ .‬حتى امل�شروعات‬

‫‪24‬‬
‫ملف العدد‬

‫> إن كثيراً من مشروعاتنا الصغيرة‬


‫ليس لديها توجه تسويقي‪،‬‬
‫بمعنى أنها ال ترتكز في وجودها‬
‫على معرفة حاجات ورغبات‬
‫المستهلك وتلبيتها‬

‫التجاري يف جمال اخلدمات حتديد ًا‪ ،‬كما �أن االهتمام مبظهر ال�شركة وتنا�سق‬ ‫القائمة اجلديدة‪ ،‬نادر ًا ما نرى فيها – على تقليديتها – �شيئ ًا من االبتكار والتجديد‪،‬‬
‫�ألوانها و�شعارها وت�صاميم منتجاتها ورونق �إعالناتها‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل التجاوب‬ ‫فامليل نحو الأفكار اجلاهزة هو ال�سائد للأ�سف‪ ،‬مع �أن امل�س�ألة ال تكلف يف كثري من‬
‫ال�سريع مع العمالء من خالل الهاتف �أو الإنرتنت‪ ،‬كلها عوامل ت�سهم بقوة يف بناء‬ ‫الأحيان �أكرث من "وقت" للتفكري‪ .‬ودائم ًا نفرت�ض �أن جمرد جناح م�شروع ما يف‬
‫ا�سم امل�شروع وتطوره‪.‬‬ ‫مكان ما‪ ،‬يعني جناح م�شروع مماثل لدينا‪ ،‬ونتجاهل �أن لكل �سوق احتياجاته‪ ،‬و�أن‬ ‫ٍ‬
‫�أمناط اال�ستهالك تتغري با�ستمرار‪ ،‬وتختلف من مكان لآخر‪.‬‬
‫�إهمال املناف�سني‬
‫عدم متابعة �أحداث ال�سوق وحتركات املناف�سني قد ي�ؤدي بامل�شروع �إىل االنهيار‪،‬‬ ‫�إهمال اجلوانب الت�سويقية‬
‫خا�ص ًة يف القطاعات التي تتطور ب�سرعة‪ ،‬مثل تقنية املعلومات‪ ،‬والإلكرتونيات‪� .‬إن‬ ‫الت�سويق يف الأ�صل عملية م�ستمرة لتوقع رغبات العمالء وتلبيتها‪ ،‬هذا هو باخت�صار‬
‫نزول منتج جديد مناف�س �إىل ال�سوق ميتلك من املزايا ما يفوق منتج �صاحب امل�شروع‬ ‫لب عملية الت�سويق مهما اختلفت التعريفات وت�شعبت املعاين‪� .‬إن كثري ًا من‬
‫ال�صغري‪ ،‬قد يعني بب�ساطة �صدور "حكم �إعدام" على منتج امل�شروع ال�صغري‪.‬‬ ‫م�شروعاتنا ال�صغرية لي�س لديها توجه ت�سويقي‪ ،‬مبعنى �أنها ال ترتكز يف وجودها‬
‫وليت�أمل �صاحب امل�شروع ال�صغري ما ح�صل يف املا�ضي لآالت الن�سخ اليدوية عند‬ ‫على معرفة حاجات ورغبات امل�ستهلك وتلبيتها‪ ،‬بل �إن كثري ًا منها ُيدار بطريقة‬
‫خروج برامج حترير الن�صو�ص الكمبيوترية‪ ،‬و�أي�ضا ليت�أمل امل�ستقبل وما �سيحدث‬ ‫غطر�سة البائع "�إذ ًا مل ت�شرت �أنت‪� ..‬سي�شرتي غريك!"‪ ،‬وهي طريقة عفا عليها‬
‫يف �صناعة م�سحوق الغ�سيل عند ابتكار غ�سالة كهربائية ذكية تنظف املالب�س دون‬ ‫الزمن‪� ،‬إذا ال بد من االهتمام بامل�ستهلك و�إر�ضائه حيث ثبت �أن تو�صية امل�ستهلك‬
‫احلاجة �إىل �صابون!‬ ‫لأقرانه و�أ�صدقائه و�أفراد عائلته من �أهم الو�سائل الرتويجية املجانية للعمل‬

‫‪25‬‬
‫ملف العدد‬

‫متفاوتة‪ ،‬فقد ي�ست�أجر مكتب ًا �شهري ًا بـ ‪� 10‬آالف ريال وقد يجد مكتب ًا بـ ‪� 700‬ألف‬ ‫املوقع‪ ..‬املوقع‪ ..‬املوقع!‬
‫ريال! ويف الواقع‪ ،‬ف�إن اخليار الأمثل يتمثل يف ا�ستئجار مكتب غري مكلف ومعقول من‬ ‫ً‬
‫�إحدى الو�صايا املهمة يف عامل التجارة عموما هي اختيار املوقع املنا�سب‪ .‬وقد قال‬
‫ناحية املوقع‪ ،‬ويتنا�سب مع الإيرادات املتوقعة ومع القرب من العمالء‪.‬‬ ‫�أحد �أعمدة الت�سويق �إن �أهم ثالثة قرارات عند افتتاح متجر‪ :‬املوقع‪ ..‬ثم املوقع‪..‬‬
‫ثم املوقع! وهذا القول ي�شري بو�ضوح �إىل �أهمية م�س�ألة اختيار املوقع وح�سا�سيته‪.‬‬
‫الر�ضا باحلال‪� ..‬أو التكا�سل والإهمال‬ ‫�إن املوقع غري املنا�سب �سيت�سبب حتم ًا يف �إخفاق امل�شروع‪ ،‬فبع�ض املواقع ال حتتمل‬
‫من الأخطاء القاتلة لأي م�شروع الر�ضا بالو�ضع احلايل‪ ،‬ونبذ التطوير واالبتكار‬ ‫�أكرث من متجرين‪ ،‬وبع�ض املواقع غري منا�سبة لعدم وجود متاجر م�شابهة بالقرب‬
‫والتو�سع‪ ،‬واالعتقاد ب�أن ما و�صل �إليه امل�شروع من جناح ال ميكن لأي �أحد الو�صول‬ ‫منها‪ ،‬ك�أن يفتح حمل قطع غيار �سيارات يف و�سط املدينة بجانب املطاعم والأ�سواق‪،‬‬
‫�إليه‪ .‬ويف بع�ض احلاالت‪ ،‬يغري جناح امل�شروع مالكه فريكن �إىل اخلمول والتكا�سل‬ ‫والأجدى �أن يفتح قريب ًا من ور�ش ال�سيارات بجانب حمال قطع الغيار الأخرى‪ ،‬لأن‬
‫والتغيب عن العمل ون�سيان متابعته‪ .‬وقد يحدث خط�أ �آخر يتمثل يف �إيكال الأمور‬ ‫نوعية املنتجات التي يقدمها املحل حتتاج من العميل �إىل عمل مقارنة بني املوا�صفات‬
‫�إىل غري �أهلها‪ ،‬مما قد ي�صرف العمالء‪ ،‬وي�ؤدي يف النهاية �إىل �ضياع امل�شروع‪� .‬إن‬ ‫والأ�سعار وخدمة ما بعد البيع‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تواجد املحل يف املكان الذي يكرث فيه‬
‫التطوير واملتابعة �أمران مهمان لنجاح �أي عمل جتاري‪ ،‬فما ير�ضي العميل اليوم‬ ‫الطلب على ما يقدمه من منتجات (�أي مناطق ور�ش �صيانة ال�سيارات)‪.‬‬
‫من خدمات و�أ�سعار قد ال ير�ضيه غد ًا لوجود مناف�سني يقدمون الأف�ضل والأجود‬
‫با�ستمرار‪.‬‬ ‫اال�ستثمار املفرط يف الأ�صول الثابتة‬
‫لدى �أي م�شروع �صغري جديد موارد مالية حمدودة‪ ،‬يجب �صرفها على الأعمال‬
‫اعتماد امل�شروع على �أ�شخا�ص معينني‬ ‫واملتطلبات ال�ضرورية فقط‪ ،‬وخالف ذلك يعد �إهدار ًا ملورد مهم‪ ..‬وهو املال‪.‬‬
‫من طبيعة امل�شروع ال�صغري اعتماده على عدد حمدود من املوظفني‪ ،‬وقد توكل بع�ض‬ ‫فال�صرف على �أعمال غري جوهرية لي�س لها �صلة ب�صلب امل�شروع مثل الديكور‬
‫الوظائف اجلوهرية �إىل �أنا�س بعينهم‪ ،‬فماذا يحدث للم�شروع عند غيابهم؟ الف�شل‬ ‫والأثاث الباذخ يف مكتب العمل‪� ،‬أو الأجهزة الإلكرتونية غري الأ�سا�سية باهظة الثمن‬
‫بكل ت�أكيد‪ .‬عند ا�ستقالة هذا املوظف �أو غيابه لأي �سبب‪ ،‬ف�إن من ال�صعب تعوي�ضه‪،‬‬ ‫�أمر قد ي�ؤدي �إىل �إفال�س امل�شروع‪ .‬مث ًال‪ ،‬لنفرت�ض �أن امل�شروع ال�صغري هو عبارة عن‬
‫وهذا ي�ؤدي �إىل �ضياع �إيرادات حمققة ب�سبب النق�ص احلا�صل يف العمل‪� .‬إن على‬ ‫وكالة �إعالن‪ ،‬ويريد �صاحب امل�شروع �أن ي�ست�أجر مكتب ًا جديد ًا‪ ،‬واخليارات يف ال�سوق‬

‫> من األخطاء القاتلة ألي مشروع الرضا‬


‫بالوضع الحالي‪ ،‬ونبذ التطوير واالبتكار‬
‫والتوسع‪ ،‬واالعتقاد بأن ما وصل إليه‬
‫المشروع من نجاح ال يمكن ألي أحد‬
‫الوصول إليه‬

‫‪26‬‬
‫ملف العدد‬

‫تتعلق بجوانب العمل اجلوهرية‪ ،‬مثل التعامل مع العمالء‪ ،‬و�إنتاج اخلدمة‪/‬املن َتج‪،‬‬ ‫�إدارة امل�شروع الواعية الت�أكد دوم ًا من �أن امل�شروع ال يت�أثر بغياب �أي �شخ�ص مهما‬
‫والتوزيع‪ ،‬والنظافة والتعقيم‪ ،‬وغري ذلك من املجاالت‪.‬‬ ‫ح�صل‪ ،‬وذلك بو�ضع خطة �إحالل دائمة‪ ،‬ت�سد �أي نق�ص يف املوظفني متى ما حدث‪.‬‬

‫الإجراءات البريوقراطية وغياب الت�سهيالت‬ ‫تدين م�ستوى اجلودة‬


‫�إجراءات تخلي�ص املعامالت وا�ستخراج الت�صاريح يعدان من الأمور التي ت�ستنزف‬ ‫اجلودة من املفاهيم التي ي�صعب �إيجاد تعريف موحد لها‪ ،‬لكننا نق�صد هنا‬
‫وقت ًا طوي ًال‪ ،‬ولذا قد ت�ضمحل الفر�ص التجارية �أو تزول ب�سبب طول هذه الإجراءات‬ ‫باجلودة �إتقان �أوجه العمل كافة بحيث تختفي جوانب النق�ص والق�صور‪ ،‬مما يقلل‬
‫وتعقيدها‪ ،‬فا�ستخراج بع�ض الرتاخي�ص �أو توفري بع�ض الأوراق الر�سمية وتلبية‬ ‫�شكاوى العمالء‪ ،‬ومن ثم يزيد ر�ضاهم عما يقدمه امل�شروع من خدمات �أو منتجات‪.‬‬
‫ال�شروط الواردة فيها قد يعطل العمل لعدة �أ�شهر‪ ،‬وقد ينتهي حال امل�شروع يف‬ ‫وميكن الت�أكد من جودة العمل عن طريق عمل �إجراءات و�سيا�سات مكتوبة على �شكل‬
‫النهاية �إىل التعرث والإغالق‪ .‬كما �أن بع�ض ال�شروط واملتطلبات التي حتددها بع�ض‬ ‫نقاط وخطوات‪ ،‬بحيث يتبعها كل موظف داخل امل�شروع عند ت�أديته العمل املناط‬
‫اجلهات الر�سمية �أو التمويلية قد تعيق انطالق �أو �سري بع�ض امل�شاريع التجارية‪،‬‬ ‫به‪ .‬وال ُيكتفى بذلك‪ ،‬بل يجب مراقبة تطبيق هذه الإجراءات وال�سيا�سات‪ ،‬التي‬
‫كا�شرتاط وجود كفيل غارم‪� ،‬أو وجود �ضمانات مالية مرتفعة‪� ،‬أو �شهادات درا�سية‬
‫حمددة‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد ي�ضر غياب الت�سهيالت على اختالف �أنواعها كثريا بامل�شروع‪ ،‬مثل الدعم املايل‬
‫> إن بعض الشروط والمتطلبات التي‬
‫املبدئي والالحق (لأغرا�ض التو�سع)‪ ،‬وغياب املعلومات والدعم الفني‪ ،‬وغياب‬ ‫تحددها بعض الجهات الرسمية أو‬
‫الإر�شاد والتوعية العملية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل الت�سهيالت احلكومية التي تتمثل يف فتح‬ ‫التمويلية قد تعيق انطالق أو سير بعض‬
‫الأ�سواق للت�صدير‪ ،‬وخف�ض اجلمارك على املواد اخلام‪ ،‬وتوفري الأرا�ضي واحلوافز‬
‫ال�صناعية‪ ،‬وت�سهيالت ا�ستقدام اخلرباء والعمالة املدربة‪ ،‬وغري ذلك من الأمور‬ ‫المشاريع التجارية‪ ،‬كاشتراط وجود كفيل‬
‫الت�شجيعية‪■ .‬‬ ‫غارم‪ ،‬أو وجود ضمانات مالية مرتفعة‬

‫‪27‬‬
‫مدارات‬

‫حق االمتياز (الفرن�شايز) على غرار نظام عقد الوكالة التجارية‪ ،‬حيث‬
‫يعد االمتياز التجاري �أحد �أنواع اال�ستثمار الذي يحتاج بال �شك �إىل‬
‫�صيغة ت�شريعية وقانونية حتكم وت�ضبط العمل التجاري الذي يحمله‬
‫الفرن�شايز‪.‬‬
‫وكذلك ف�إن احلاجة �إىل م�ؤ�س�سات وت�شريعات الدعم للعملية التجارية‬
‫تقودنا للحديث عن العوامل الداعمة لعملية االمتياز التجاري‪ ,‬فهناك‬
‫حاجة ما�سة �إىل تطوير نظم العمل يف القطاع امل�صريف ودور التمويل‬
‫ملواكبة متطلبات اال�ستثمار يف هذا القطاع‪ .‬من جهة �أخرى ف�إن وجود‬
‫�شركات قانونية متخ�ص�صة يف االمتياز التجاري هو �إحلاح �آخر ل�ضمان‬
‫ان�سيابية العمل التجاري للفرن�شايز خ�صو�ص ًا ونحن ن�شهد قلة من‬
‫مكاتب املحا�سبة القانونية املتخ�ص�صة يف هذا املجال‪ ،‬وال�سبب يعود‬
‫طبع ًا �إىل �ضعف االمتياز التجاري يف اململكة خالل ال�سنوات املا�ضية‪.‬‬ ‫عبد المحسن ابراهيم البدر *‬
‫وبغ�ض النظر عما يحمله االمتياز التجاري من فوائد مل�صلحة مانحي‬
‫االمتياز من دخل �إ�ضايف متمثل يف ر�سوم ا�ستغالل حق امللكية‪ ،‬وتقليل‬
‫التكلفة يف �أداء الأعمال‪ ،‬واحل�صول على ميزة ال�سمعة واالنت�شار بتكلفة‬
‫الفرنشايز‪..‬‬
‫قليلة‪ ،‬والأرباح املالية ال�سنوية‪� ،‬إال �أنه من وجهة نظر اقت�صادية‪,‬‬
‫ف�إن االمتياز التجاري اليوم ميثل �سبي ًال �آخر لفتح فر�ص ا�ستثمارية‬
‫فرص استثمارية وفيرة‬
‫جديدة ومنها خلق فر�ص وظيفية‪ ,‬على م�ستوى الأ�شخا�ص احلا�صلني‬ ‫�أ�صبح اال�ستثمار والعمل التجاري احلر �أداة اقت�صادية مهمة حلل‬
‫على حق االمتياز التجاري‪� ,‬إ�ضافة �إىل اال�ستفادة املالية والت�سويقية‬ ‫العديد من الق�ضايا االقت�صادية واالجتماعية على حدٍ �سواء‪ ،‬ولذلك ف�إن‬
‫والإدارية للم�ؤ�س�سات املمنوحة‪ ،‬وا�ستفادة املمنوحني مبيزات النظام‪،‬‬ ‫الكثري من الدول تتجه �إىل ت�سهيل العمل التجاري بهدف حث ال�شباب‬
‫ودرجة املخاطر املنخف�ضة التي تواجه املمنوحني عند �إقامة امل�شروعات‬ ‫على خو�ض غمار ذلك املجال ب�أ�شكال خمتلفة‪ ،‬ومن �أهم «ال�صيحات»‬
‫وت�شغيلها نتيجة امليزات املكت�سبة واملقدمة من املانحني مثل‪ ،‬ت�أ�سي�س‬ ‫التجارية التي متثل توجه ًا جديد ًا يف العمل التجاري هي مفهوم االمتياز‬
‫ن�شاط ب�أ�ساليب جيدة وجمربة ومطورة‪ ،‬ونتيجة اال�ستفادة من خال�صة‬ ‫التجاري (الفرن�شايز)‪ ،‬حيث يقوم على �شراء حق امتياز العمل حتت‬
‫اخلربات العملية للمانح يف املجاالت الت�سويقية والإدارية‪ .‬هذه الفوائد‬ ‫ا�سم �شركة عاملية ذات تاريخ و عالمة جتارية متميزة �أو منتج جديد‬
‫ت�أتي ملخ�صة يف رفع م�ستوى املناف�سة داخل االقت�صاد بات�ساع رقعة‬ ‫يعتمد على اخرتاع �أو تطوير‪ ،‬مع االلتزام مبعايري تقدمي اخلدمات‬
‫العمل التجاري‪.‬‬ ‫و�إنتاجها‪ ،‬وفق ًا ملا هو معمول به لدى اجلهة املانحة للفرن�شايز التي‬
‫و�شخ�صي ًا‪ ,‬ف�إن هناك تفا�ؤ ًال كبري ًا بنجاح �صناعة حق االمتياز يف‬ ‫تقدم الدعم الفني للحا�صلني على امتياز العمل با�سمها‪.‬‬
‫ال�سعودية بالنظر �إىل عوامل متعددة‪ ,‬لعل �أهمها االنفتاح الكبري الذي‬ ‫وقد �أ�صبح نظام الفرن�شايز �أ�سا�سي ًا يف جميع دول العامل املتقدم ملا‬
‫ي�شهده االقت�صاد ابتداء من االن�ضمام �إىل منظمة التجارة العاملية‪,‬‬ ‫ي�شمله من تقدمي �أحدث نظم الت�سويق والإدارة ونقل التكنولوجيا‬
‫والتدفق الكبري لال�ستثمارات الأجنبية التي جعلت اململكة حتتل املرتبة‬ ‫ال�سريعة وخلق فر�ص عمل ثابتة‪� ،‬إ�ضافة �إىل �أنه يعد البداية احلقيقية‬
‫الأوىل على م�ستوى املنطقة‪ ,‬وكذلك القوة االقت�صادية للمملكة على‬ ‫لتطوير جتارة التجزئة‪ ،‬ولذلك فقد مت ت�أ�سي�س منظمة عاملية خا�صة به‬
‫م�ستوى املنطقة‪� ،‬إ�ضافة �إىل العوامل الداخلية على م�ستوى عدد ال�سكان‬ ‫وهي املجل�س العاملي للفرن�شايز يف عام ‪.1994‬‬
‫ومعدالت النمو والقوة ال�شرائية التي يتمتع بها �أفراد املجتمع ال�سعودي‪،‬‬ ‫ولدينا يف اململكة حتدٍ كبري يتمثل يف �ضعف الثقافة التجارية يف ال�سوق‬
‫والقدرة املالية والإدارية التي ميلكها امل�ستثمر ال�سعودي حالي ًا يف ظل‬ ‫ال�سعودية فيما يخ�ص املفهوم احلقيقي لالمتياز التجاري‪ ،‬وكذلك‬
‫ال�شكوى من قلة الفر�ص اال�ستثمارية‪� ،‬أي�ض ًا ف�إن امل�ساحة اجلغرافية‬ ‫اخللط بني االمتياز التجاري والوكالة التجارية‪ ,‬وهذا بال �شك يتعلق‬
‫للمملكة ت�ساعد على انت�شار االمتياز التجاري على م�ستوى املناطق‪،‬‬ ‫بالقوانني التجارية الناق�صة املطبقة على �أر�ض الواقع من امل�شرع‬
‫واالنفتاح املايل الكبري الذي ي�شهده االقت�صاد من ناحية والدة العديد‬ ‫التجاري املحلي‪ ,‬وهو ما ي�ستدعي تنقيح القوانني احلالية‪ ,‬وا�ستكمال‬
‫من دور اال�ستثمار والبنوك التجارية‪■ .‬‬ ‫منظومة القوانني احلاكمة لهذا الن�شاط‪ ،‬و�إ�صدار نظام خا�ص بن�شاط‬
‫كاتب اقتصادي سعودي‬ ‫*‬

‫‪28‬‬
‫محـطــات‬

‫الموقع الذي يضم أكثر من ‪ 7‬ماليين إنسان ُمغرِّد‬


‫يتحول إلى وسيلة تسويقية على يد صغار المستثمرين‬ ‫«تويـتـر» ‬
‫م�سجلني ملتابعة جديدها‪� ،‬شرا�ؤهم باملال‪ .‬ف�شركة‬
‫‪ uSocial‬الأ�سرتالية للت�سويق �سدت هذه الثغرة‬
‫يف جمال التدوين ال�سريع‪ ،‬وتعر�ض جمموعات من‬
‫«املتابعني» للبيع‪� ،‬أ�صغرها تتكون من �ألف م�ستخدم‬
‫ب�سعر ‪ 87‬دوالر ًا‪ .‬وقد يبلغ حجم جمموعة املتابعني‬
‫املمكن �شرا�ؤها ‪� 100‬ألف م�ستخدم‪ .‬ويذكر رئي�س‬
‫ال�شركة �أن من بني زبائن �شركته منظمات تربوية‬
‫و�شركات جتارية‪« ،‬بل حتى �سيدة تعر�ض درو�س ًا يف‬
‫اليوغا»‪« ،‬ورجل ال يريد �إال ن�شر ر�سالته الدينية»‪.‬‬
‫وهناك الكثري من متاجر التجزئة حول العامل‬
‫تتكلم بحما�سة مفرطة عن جناحها بف�ضل‬
‫تويرت‪ .‬وعلى �سبيل املثال‪� ،‬شركة ال�شاي التقليدي‬
‫‪ 52Teas‬التي �ضاعفت مبيعاتها منذ �أن دخلت‬
‫جمال تويرت‪ ،‬و�أ�صبح ‪ 3.403‬متابع من م�ستخدمي‬
‫تويرت يتابعون ب�شغف �إعالنات ال�شركة الأ�سبوعية‬
‫عن منتجاتها اجلديدة‪■ .‬‬

‫العامل‪ ،‬نظر ًا لع�ضوية الكثري منهم فيه‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫ال مير يوم �إال ولديك معلومة ب�سيطة و�سريعة ال‬
‫لقيام الكثري من ال�شركات �أمثال قوقل ودِ ل و�سي �إن‬ ‫تتعدى ال�سطرين‪ ،‬تريد �أن تنقلها �إىل �أ�صدقائك‪،‬‬
‫مــا هـــو تـــويـــتـــر؟‬
‫�إن باالعتماد عليه لن�شر كل ما يخ�صها‪.‬‬ ‫و�أفراد عائلتك‪� ،‬أو رمبا زمالئك يف العمل‪.‬‬
‫هو �أحد املواقع التي تقدم خدمات جمانية‬ ‫ولدى موقع تويرت �أكرث من �سبعة ماليني م�شرتك‪،‬‬ ‫ومل متتلك بعد مدونة �إلكرتونية �أو موقع ًا على‬
‫للتوا�صل االجتماعي والتدوين امل�صغر الذي‬ ‫ويعد حالي ًا من �أ�شهر املواقع على الإنرتنت‪ .‬ومن‬ ‫الإنرتنت‪� .‬أو �أن لديك معلومة ق�صرية وال تريد �أن‬
‫ي�سمح للم�ستخدمني ب�إر�سال �أهم اللحظات‬ ‫اخلدمات ال�شائعة واجلديدة يف تويرت ا�ستخدامه‬ ‫تكتب تدوين ًا جديد ًا �أو مقا ًال يف منتدى‪ ،‬وال جتد �أن‬
‫يف حياتهم يف �شكل تدوينات (حتديثات)‬ ‫يف الت�سويق والأعمال للأفراد وال�شركات للو�صول‬ ‫الأمر ي�ستحق عناء فتح الربيد الإلكرتوين وحتديد‬
‫ن�صية ال تزيد على ‪ 140‬حرف ًا �إىل موقع‬ ‫�إىل العمالء يف �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫الأ�شخا�ص لإر�سال هذه املعلومة لهم‪ ،‬فربيدك‬
‫تويرت‪ ،‬وذلك من خالل خدمة الر�سائل‬ ‫وقد جل�أت م�ؤخر ًا كثري من ال�شركات العاملية �إىل‬ ‫الإلكرتوين ت�ستخدمه للأمور اخلا�صة �أو العمل ومل‬
‫الن�صية الق�صرية‪ ،‬برامج الرتا�سل الفوري‪،‬‬ ‫�سيا�سة الإعالن عرب مواقع و�شبكات التوا�صل‬ ‫تتعود على ا�ستخدامه لتبادل املعلومات ال�سريعة‬
‫�أو الربيد الإلكرتوين‪� ،‬أو من خالل تطبيق‬ ‫االجتماعي الذي ي�أتي على ر�أ�سها موقع تويرت نظر ًا‬ ‫واملخت�صرة‪ ..‬من هنا ن�ش�أت فكرة تويرت!‬
‫مثل برنامج توترييفيك‪ .‬ويتم عر�ض‬ ‫لفاعليته الت�سويقية �إىل حد كبري‪ .‬ويف هذا الإطار‪،‬‬ ‫ويعتقد الكثريون ب�أن تويرت ي�ستخدم لإ�شعار‬
‫التدوينات (التحديثات) على �صفحة ملف‬ ‫قالت �شركة دِ ل �إنها حققت �أرباحا ً مبا�شرة بقيمة ‪3‬‬ ‫الآخرين مبا تفعله «الآن» وح�سب‪ ،‬مثل «لقد‬
‫تعريف امل�ستخدم‪ ،‬ثم بعد ذلك يتم �إر�سالها‬ ‫ماليني دوالر من خالل �إعالناتها على تويرت‪ ،‬وذلك‬ ‫ح�صلت على ترقية يف عملي»‪� ،‬أو «�أنا م�سافر غد ًا‬
‫مبا�شرة للم�ستخدمني الآخرين الذين قاموا‬ ‫منذ عام ‪ ،2007‬حينما بد�أت يف ن�شر كوبوناتها‬ ‫�إىل باري�س»‪ .‬لكن تويرت ميكن ا�ستعماله يف �أمور‬
‫باال�شرتاك ال�ستقبالها‪.‬‬ ‫و�إعالنات منتجاتها اجلديدة على تويرت‪.‬‬ ‫�أكرث من ذلك‪ .‬ولعل الفائدة الأ�سا�سية التي يوفرها‬
‫و�أ�صبح ب�إمكان ال�شركات التي تن�شر �أخبارها على‬ ‫تويرت تتمثل يف �سرعة تناقل املعلومات والأخبار‪،‬‬
‫تويرت‪ ،‬التي تفتقر �إىل متابعني؛ �أي م�ستخدمني‬ ‫والقدرة على متابعة ما يكتبه كبار ال�شخ�صيات يف‬

‫‪29‬‬
‫محـطــات‬

‫االمـتـيـــــــــاز التـجـــــــاري‬
‫فرصة االستثمار بأقل األخطار‬
‫�إال �أنه من وجهة نظر اقت�صادية‪ ,‬ف�إن االمتياز التجاري اليوم ميثل �سبي ًال‬ ‫ميكن تعريف نظام االمتياز التجاري ‪ Franchising‬ب�أنه عقد جتارى بني‬
‫�آخر لفتح فر�ص ا�ستثمارية جديدة‪ ،‬ومنها خلق فر�ص وظيفية كثرية على‬ ‫طرفني‪ ،‬يقوم الطرف الأول «مانح االمتياز» مبنح ا�سمه التجاري ونظام‬
‫امل�ستوى املحلي‪ ,‬و�إنعا�ش االقت�صاد الوطني‪ .‬وي�سهم االمتياز التجاري‬ ‫عمله كام ًال للطرف الثاين «حامل االمتياز» امل�ستفيد من التعاقد مقابل‬
‫�إجما ًال يف رفع م�ستوى املناف�سة داخل االقت�صاد بتو�سيع نطاق العمل‬ ‫ن�سبة من املبيعات �أو الأرباح ال�سنوية‪ .‬وتوفر هذه ال�صيغة التعاقدية‬
‫التجاري ومعايريه‪.‬‬ ‫فوائد جمة‪� ،‬أكرث من تلك التي توفرها الرتاخي�ص والتوكيالت‬
‫ويجب �أن تتوافر عدة �شروط يف مانح االمتياز‪� ،‬أهمها‬ ‫التجارية التي يقت�صر االتفاق فيها على توزيع ال�سلع‬
‫طول اخلربة العملية يف ال�سوق‪ ،‬وحجم مبيعاته‬ ‫واخلدمات التي �أنتجتها �أو ابتكرتها ال�شركة‬
‫و�أرباحه‪ ،‬وال�سمعة الطيبة وامل�صداقية يف‬ ‫الأم‪.‬‬
‫ال�سوق‪ ،‬ومدى القبول العاملي ل�سلعته‪،‬‬ ‫وت�شري الدرا�سات املتخ�ص�صة �إىل �أن‬
‫وارتفاع منحنى التعلم لديه‪ ،‬وامتالكه‬ ‫نظام االمتياز التجاري ي�ضمن جناح‬
‫�أنظمة معلوماتية متطورة‪ .‬ويف املقابل‪،‬‬ ‫امل�شروع التجاري‪ ،‬وذلك النخفا�ض‬
‫يوجد م�س�ؤوليات على مانح االمتياز جتاه‬ ‫ن�سبة املخاطرة التي تواجه املمنوحني‬
‫امل�ستفيد (حامل االمتياز)‪� ،‬أهمها االلتزام‬ ‫عند �إقامة امل�شروعات وت�شغيلها‬
‫بتقدمي املنتج باملوا�صفات نف�سها التي‬ ‫نتيجة ت�أ�سي�س ن�شاط ب�أ�ساليب‬
‫يقدمها للم�ستهلك‪ ،‬وتدريب العاملني‬ ‫جم َّربة دولي ًا ومتطورة �إداري ًا وتقني ًا‪،‬‬
‫لديه على طرق تقدمي اخلدمة �أو بيع‬ ‫حيث ي�ساعد ذلك ب�شكل كبري على‬
‫املنتج بنف�س الطريقة التي تقدم‬ ‫رفع ن�سبة جناح امل�شروع �إىل �أكرث‬
‫للم�ستهلك يف ال�شركة الأم‪ ،‬واملتابعة‬ ‫من ‪ %80‬ب�إذن اهلل‪ ،‬لذا فهو يعد‬
‫والإ�شراف امل�ستمر على امل�شروع‬ ‫�أف�ضل و�سيلة لأي �شاب راغب يف‬
‫لتاليف حدوث �أي تعرث‪.‬‬ ‫الدخول �إىل عامل التجارة‪ ،‬لعدم‬
‫�أما حامل االمتياز‪ ،‬فعليه �أن ي�ؤهل‬ ‫ا�شرتاط امتالك خربة كبرية‪،‬‬
‫نف�سه للعمل التجاري قبل الدخول فيه من‬ ‫�أو وجود ر�أ�سمال كبري‪ .‬ويح�صل‬
‫خالل برامج تدريبية يف الإدارة والت�سويق‬ ‫حامل االمتياز �أي�ض ًا على العديد‬
‫واختيار العالمة التجارية التي يرغب يف‬ ‫من املزايا �أهمها البدء يف امل�شروع‬
‫العمل معها بنظام االمتياز التجاري‪ ،‬فنجاح العالمة التجارية‬ ‫بر�أ�سمال حمدود ن�سبي ًا‪ ،‬والعمل على‬
‫ال يعني بال�ضرورة جناح امل�شروع �إذا مل ي�ستعد له امل�ستفيد بدرا�سات‬ ‫م�ستوى تناف�سي عاملي نتيجة تزويده بربامج ت�سويقية و�إجراءات‬
‫ت�سويقية جيدة‪ ،‬وعليه االلتزام ب�شروط املانح مثل اختيار املوقع وات�ساقه‬ ‫ت�شغيل معيارية خمتربة م�سبق ًا‪ ،‬كما ميكن حلامل االمتياز �أن يح�صل على‬
‫مع ال�شكل املوحد لل�شركة الأم‪ ،‬وكذلك االلتزام بالنظم املحا�سبية نف�سها‬ ‫حقوق احتكار العمل داخل منطقة جغرافية معينة مبفرده‪.‬‬
‫املتبعة بال�شركة الأم‪ ،‬وااللتزام بدفع ن�سبة مئوية من املبيعات‪ ،‬واحلفاظ‬ ‫�أما الفوائد التي يح�صل عليها مانح االمتياز فتتمثل يف الدخل الإ�ضايف‬
‫على ال�سمعة الطيبة وتقدمي �أف�ضل خدمة للعميل‪■ .‬‬ ‫املت�أتي من ر�سوم ا�ستغالل حقوق ملكية العالمة التجارية وطرق التح�ضري‪،‬‬
‫ون�سب املبيعات‪ ،‬وتقليل تكلفة �أداء الأعمال‪ ،‬وخف�ض تكلفة التو�سع والتطوير‪،‬‬
‫للتعرف �إىل فر�ص امتياز جتاري متعددة ومتنوعة‪ ،‬ميكنك البحث يف موقع‪:‬‬ ‫ون�شر العالمة التجارية والرتويج لها ب�أقل التكاليف‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل حتقيق‬
‫‪www.franchise.com‬‬ ‫م�ستويات الإنتاج‪/‬ال�شراء العالية التي ت�سهم يف خف�ض تكلفة العمل الكلية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اسـتثمار‬
‫محـطــات‬

‫للمستثمر الشاب الباحث عن النجاح‬


‫‪ .3‬االبتكار والتجديد‬ ‫�أن يكون ال�شاب م�ستثمر ًا مبتدئ ًا يعني �أنه على و�شك الإقدام على عمل‬
‫ً‬
‫ال يركن امل�ستثمر املبتدئ الناجح �إىل الأفكار القدمية �أبدا‪ ،‬بل جتده دائم‬ ‫جبار‪ .‬بدء م�شروع جتاري لي�س بالأمر ال�سهل‪ ،‬ولكنه ال ُيعد م�ستحي ًال‪� ،‬إال‬
‫البحث عن �أفكار جديدة‪� ،‬أو طرق حديثة يح�سن ويطور بها الأفكار املوجودة‪.‬‬ ‫�أنه يتطلب �إ�صرار ًا غري عادي لقهر ال�صعاب والعوائق‪ .‬لي�س بال�ضرورة‬
‫�إن االبتكار يجري يف دم كل م�ستثمر مبتدئ جديد‪ ،‬لذا جتده �شديد االهتمام‬ ‫�أن تكون لديه �شهادة علمية مرموقة‪� ،‬أو �أن تكون �أ�سرته ذات �صيت يف‬
‫بالتفا�صيل املتعلقة ب�أداء و�شكل ومزايا منتجه‪ ،‬ويبحث على الدوام عن‬
‫عامل التجارة‪ ،‬ليكون م�ستثمر ًا ناجح ًا‪ ،‬لكن يجب �أن يكون بداخله �إ�صرار‬
‫�إ�ضافات جديدة ملنتجاته‪ ,‬ت�ساعد على زيادة رواجها وا�ستهالكها‪.‬‬
‫متقد يحرق كل العراقيل بحث ًا عن بخور النجاح‪� .‬إن امل�ستثمر املبتدئ‬
‫‪ .4‬الت�أقلم مع التغيري‬ ‫لكي يكون ناجح ًا عليه �أن يتحلى بعدد من ال�صفات‪ ،‬من �أهمها‪:‬‬
‫�إذا مل ينجح امل�ستثمر املبتدئ يف �أحد �أعماله ف�إنه ال يي�أ�س‪ ،‬ولكن بب�ساطه‬
‫يبحث عن التغيري الإيجابي‪ .‬التغيري بالن�سبة له �ضروري لبقائه‪ ،‬فالتغيري‬ ‫‪ .1‬وجود الدافع الذاتي للنجاح‬
‫لديه يعني التطوير والتح�سني امل�ستمرين‪ ،‬ويعني �أي�ض ًا مواكبة ما ي�ستجد يف‬ ‫ال يكفي �أن يتم ت�شجيع امل�ستثمر ال�شاب من قبل �أبيه‪� ،‬أو �أن يجد دعم ًا‬
‫جماله من تقنيات و�أ�ساليب و�إ�ضافات‪� .‬إن امل�ستثمر املبتدئ الناجح ال يرهب‬ ‫مالي ًا من �أحد الأفراد �أو امل�ؤ�س�سات‪ ،‬بل يجب �أن يكون لديه �إ�صرار كبري‬
‫التغيري‪ ،‬بل يرى فيه دائم ًا فر�ص ًا كامنة تقوده �إىل النجاح‪.‬‬ ‫على النجاح‪ ،‬ورغبة متقدة يف الو�صول مب�شروعه �إىل القمة‪ ،‬بغ�ض النظر‬
‫‪ .5‬ع�شق التحدي‬ ‫عن كل العوائق وامل�شكالت واحلدود‪� .‬إن امل�ستثمر املبتدئ �إن مل يكن‬
‫امل�ستثمرون املبتدئون الناجحون يع�شقون املناف�سة‪ ،‬وال يزدهرون ويتطورون‬ ‫طموح ًا وجاد ًا يف حتقيق ما ي�صبو �إليه من �أهداف‪ ،‬فعليه البحث عن‬
‫�إال يف بيئة حافلة بالأنداد وبالتحديات املتتالية‪ ،‬حيث ُيحرتَم فيها التناف�س‬ ‫عمل �آخر ينجزه غري بناء م�شروع‪� ..‬أو بالأحرى بناء م�ستقبل‪.‬‬
‫ُدعم فيها القوانني والأنظمة التي تنظم املناف�سة‪.‬‬ ‫ال�شريف وت َ‬
‫‪ .2‬الثقة العالية بقدراته‬
‫‪ .6‬احلما�سة والن�شاط‬
‫من طبع امل�ستثمر املبتدئ الناجح ترك اخلمول والك�سل‪ ،‬واملبادرة بتنفيذ كل‬ ‫�إن مل يكن لدى امل�ستثمر ال�شاب �إميان �شخ�صي مبدى قدرته على �إجناز‬
‫ما من �ش�أنه دفعه وم�شروعه �إىل الأمام‪ .‬كما �أن للم�ستثمر الناجح خمزون ًا‬ ‫ما هو مقبل عليه‪ ،‬فال جدوى من البدء �إذ ًا‪� .‬إن امل�ستثمر املبتدئ الناجح‬
‫عالي ًا من احلوافز الذاتية التي تدفعه �إىل الإبداع يف �أدائه‪ ،‬واكت�شاف كل ما‬ ‫لديه ثقة عاليه بنف�سه وقدراته‪ ،‬كما �أن �آراءه عن نف�سه �إيجابية دائم ًا‪،‬‬
‫ي�ستجد يف جماله‪.‬‬ ‫ويتحلى دائم ًا بالرتكيز يف ال�سعي وراء �أهدافه وبثقته الكبرية وقدرته‬
‫‪ .7‬قبول النقد والإ�شارات ال�سلبية‬ ‫على حتقيقها‪ .‬ويدفع ثقة امل�ستثمر املبتدئ الكبرية بنف�سه وتفا�ؤله الدائم‬
‫امل�ستثمر املبتدئ الناجح �شخ�ص يتقبل وجهات النظر كافة‪ ،‬ويعي �أهمية‬ ‫الكثريين �إىل االعتقاد ب�أنه م�صاب بالغرور‪ ،‬غري �أن احلقيقة تقول �إنه‬
‫التنوع واالختالف‪ ،‬وي�أخذ دائم ًا النقاط املهمة والدرو�س الق ّيمة من كل‬ ‫لي�س لديه الوقت ليفكر يف النقد غري املن�صف �أو يف ال�سلبيات وتوافه‬
‫جتربة يخو�ضها ليطور نف�سه وم�شروعه‪ ،‬وال يلتفت �أبد ًا للنقد غري الهادف‬ ‫الأمور‪ ،‬فطموحه �أكرب من ذلك بكثري‪ ،‬وهو يف عناق دائم مع حلمه‪ ،‬لذا‬
‫�أو الطرح ال�شخ�صي احلاد وغري املنطقي‪■ .‬‬ ‫يراه بع�ض النا�س بطريقة تخالف الواقع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫إرشــــاد‬

‫المرشد غازي قطب من المدينة المنورة‪:‬‬


‫إعجابي بتميز فكرة اإلرشاد كان سبب ًا رئيس ًا ألكون مرشداً‬
‫«فؤاد أصبح صديقي‪ ،‬وليس فقط مستفيداً أرشده في مشروعه»‪ ..‬بهذه العبارة ابتدأ المرشد غازي جمال قطب حديثه‪،‬‬
‫مؤكدا ضرورة وجود عالقة إنسانية صادقة بين المرشد والشاب المستفيد‪ ،‬ليتم استثمار هذه العالقة بما يعود بالنفع‬
‫على الطرفين‪ ،‬خصوصا الشاب الذي قد بدأ للتو مشروعه الصغير‪.‬‬
‫فريق التحرير بـ «تمكين» التقى المرشد غازي قطب‪ ،‬وتطرق معه إلى العديد من القضايا ذات العالقة بالعملية اإلرشادية‬
‫التي خاضها مع أحد مستفيدي صندوق المئوية‪ ،‬وأثمرت ‪-‬بحمد اهلل‪ -‬عن مشروع ناجح يسهم في بناء االقتصاد‬
‫المحلي للوطن‪ ..‬فإلى المزيد‪:‬‬

‫املر�شد غازي قطب‪ ،‬كان ان�ضمامه للعمل التطوعي الإر�شادي ب�صندوق‬


‫املئوية يف عام ‪ ،2007‬حيث تع ّرف على ال�صندوق من خالل الغرفة التجارية‬
‫ال�صناعية باملدينة املنورة‪ ،‬ومن خالل ذلك �أوكل �إليه ال�صندوق مهمة �إر�شاد‬
‫ال�شاب ف�ؤاد مكي‪ ،‬الذي بد�أ م�شروعه ال�صغري (ور�شة لعمل الدروع والهدايا‬
‫التذكارية)‪.‬‬
‫وعن �أهم الدوافع التي دفعته للعمل التطوعي الإر�شادي بال�صندوق قال‬
‫قطب‪« :‬كان الدافع الأول الن�ضمامي للعمل التطوعي والإر�شادي ب�صندوق‬
‫املئوية هو رغبتي يف ك�سب الأجر‪ ،‬حيث يبذل املر�شد جزء ًا من وقته وجهده‬
‫مل�ساعدة �شاب وو�ضعه على امل�سار ال�صحيح ليكون بذرة �صاحلة يف املجتمع‪،‬‬
‫والدافع الثاين هو �إعجابي بتميز فكرة الإر�شاد و�شعوري بتفرد هذا العمل‬
‫على م�ستوى اململكة‪� ،‬أما الدافع الثالث فهو يقيني ب�أهمية التجربة اجلديدة‬
‫يف حياة الإن�سان‪ ،‬ولذا �سعيت للتجربة والبدء كمر�شد يف ال�صندوق»‪.‬‬
‫ومتثلت �أبرز العوائق ال�شخ�صية التي واجهت املر�شد قطب يف عمله الإر�شادي‬
‫يف قدرته على ال�سيطرة على الوقت وحماولة التوفيق بني عمله كم�س�ؤول‬
‫تنفيذي ل�شركة املدينة للبرتوكيماويات ومهمة الإر�شاد التي �أوكلت �إليه‪� ،‬إال �أن‬
‫حبه للعمل الإر�شادي و�إميانه بتقدمي ما ميكنه من وقت وجهد لأبناء الوطن‬
‫�أ�سهم يف ا�ستمراره وبذله الكثري للعملية الإر�شادية التي �أ�صبحت جزءا مهما‬
‫من حياة قطب اليومية‪.‬‬
‫يروي قطب بفخر جتربته مع امل�ستفيد ف�ؤاد بقوله‪« :‬ال�شاب ف�ؤاد من خرية‬
‫ال�شباب الذين التقيتهم‪ ،‬وكان منذ اليوم الأول يف غاية احلما�سة ولديه‬
‫�إ�صرار كبري على النجاح‪ ،‬وكان جل ما يحتاج �إليه ف�ؤاد هو الت�شجيع عموما‪،‬‬
‫والتوجيه يف بع�ض الأمور التجارية‪ ،‬وبحمد اهلل ا�ستطعت �أن �أدعمه يف هذين‬
‫اجلانبني‪ ،‬من خالل جلو�سنا امل�ستمر مع بع�ض‪ ،‬واحلديث عن خمتلف الأمور‪،‬‬
‫حيث كنت �أدير النقا�ش دوما بيننا‪ ،‬ب�أن �أفتح مو�ضوعا ما‪ ،‬ثم �أحتدث عنه‬

‫‪32‬‬
‫إرشــــاد‬

‫وينبغي �أن توزع جهودك على �أ�شياء عديدة يف م�شروعك‪ ،‬وال جتعل امل�شروع‬ ‫قليال‪ ،‬و�أترك بعدها املجال لف�ؤاد ليتحدث ويقدم ر�ؤيته‪ ،‬وكنت �أقوم بعد ذلك‬
‫بالكامل يقوم على هذا اجلهاز‪- ،‬وبف�ضل اهلل‪ -‬ا�ستفاد من ن�صيحتي هذه‬ ‫مبحاولة ت�سديد هذه الر�ؤية وجعلها يف امل�سار ال�صحيح‪ ،‬وقد كان ف�ؤاد يف‬
‫وعمل على جوانب �أخرى �أ�سهمت يف تقدم م�شروعه وا�ستمراره‪ ،‬وعزز ذلك‬ ‫غاية التجاوب و�سرعة االنتباه لدقائق الأمور‪ ،‬مما جعل عملية التوا�صل بيننا‬
‫بتدربه الكامل على اجلهاز بعد و�صوله و�إتقانه للعمل عليه بعد �أن بذل جهد ًا‬ ‫�إيجابية ومثمرة»‪.‬‬
‫ووقت ًا لتطويع هذا اجلهاز»‪.‬‬ ‫وعن �أبرز املراحل التي مرت بها العملية الإر�شادية ي�ؤكد قطب‪« :‬يف احلقيقة‬
‫وعن ر�ؤيته لنجاح امل�شروع اخلا�ص بامل�ستفيد‪ ،‬يقول قطب‪« :‬بحمد اهلل لقد‬ ‫ال ميكنني �أن �أزعم �أنني �أ�ضفت �شيئا جديدا مل يكن يعرفه ف�ؤاد‪ ،‬ولكني‬
‫بلغ ف�ؤاد من النجاح �شيئا جميال‪ ،‬ولكنه اليزال يحتاج �إىل الكثري ليتعلمه‬ ‫ا�ستطعت ت�أكيد �أخالقيات كان ميلكها ‪-‬بحمد اهلل‪ -‬حيث ركزت مع ف�ؤاد‬
‫وليحققه‪ ،‬فبالت�أكيد هو يف بداية �سلم النجاح‪ ،‬وعليه �أن يعرف جيدا �أين‬ ‫على االهتمام ب�أخالقيات املهنة‪ ،‬ولعل �أهمها ال�صدق‪ ،‬الذي يعد مفتاحا‬
‫ي�ضع قدمه‪ ،‬وهذه اخلربة بال �شك �سيكت�سبها مع الأيام‪ ،‬وف�ؤاد يحتاج �إىل �أن‬ ‫لكل خري‪ ،‬وطريق ًا �سريع ًا للربكة و�سعة الرزق ‪-‬ب�إذن اهلل‪ -‬وكذلك حاولت �أن‬
‫يتعمق قليال يف درا�سة اجلوانب املالية مل�شروعه ب�شكل �أكرب لي�ستطيع توفري‬ ‫�أر�سخ مبد�أ �أن العمل التجاري لي�س مريحا‪ ،‬بل يحتاج �إىل الكثري من اجلهد‪،‬‬
‫�سيولة �أكرب‪ ،‬وال بد له �أن يتعلم �أن رجل الأعمال هو �شخ�ص لديه قدرة عالية‬ ‫واملتابعة‪ ،‬واالهتمام‪ ،‬وال�سعي والبذل‪ ،‬واحلر�ص �أي�ضا‪ ،‬وكل ذلك ال يتم �إذا مل‬
‫على احل�ساب‪ ،‬وحينما يوقن بهذا الأمر‪� ،‬سينتقل ملرحلة جديدة �ستحقق له‬ ‫يكن ال�شخ�ص م�ؤمن ًا بقيمة العمل يف داخله و�أهميته ومدى ت�أثريه»‪.‬‬
‫نقلة جيدة ب�إذن اهلل»‪.‬‬ ‫ركز املر�شد قطب يف مهمته الإر�شادية مع ال�شاب ف�ؤاد على ركيزتني مهمتني‪،‬‬
‫وعن جتربة الإر�شاد التي �أ�شاعها ون�شرها �صندوق املئوية كثقافة تطوعية يف‬ ‫كانت الأوىل الرغبة يف الإبداع وتقدمي الأف�ضل‪ ،‬والأخرى ا�ستمرارية احلوار‬
‫ال�سعودية يقول قطب‪« :‬يعد الإر�شاد عملية من �صميم الدين الإ�سالمي‪ ،‬ونحن‬ ‫بينه وبني امل�ستفيد لتحقيق �أهداف التطوير‪ ،‬حيث اهتم قطب بتطبيق‬
‫‪-‬بحمداهلل‪ -‬يف بلد متم�سك بتعاليم ال�شريعة ال�سمحة‪ ،‬ومن هنا نحن نعزز‬ ‫النظريات العملية احلديثة يف التحليل‪ ،‬التي تقود �إىل مراكز القوة وال�ضعف‬
‫معنى جميال يف دواخلنا بتنميتنا لهذه العملية التي �أ�سهمت يف دفع امل�شاريع‬
‫ال�صغرية �إىل الأمام من خالل دفع �أ�صحابها �إىل مناطق �إيجابية ورائدة»‪.‬‬ ‫> كان الدافع األول النضمامي للعمل‬
‫وي�ضيف قطب‪« :‬الإر�شاد وفقا لل�ضوابط التي و�ضعها �صندوق املئوية ناجح‬
‫ومميز‪ ،‬والدليل على ذلك �سماعنا دائما عن الكثري من الإجنازات يف هذا‬ ‫التطوعي واإلرشادي بصندوق المئوية‬
‫املجال‪ ،‬فاملر�شد‪/‬املر�شدة ي�سهمان يف �صناعة جيل جديد من رجال و�سيدات‬ ‫هو رغبتي في كسب األجر‪ ،‬حيث يبذل‬
‫الأعمال‪ ،‬الذين بالتايل �سي�سهمون بدورهم يف �صناعة جيل �آخر‪ ،‬وهكذا حتل‬
‫الربكة والنماء يف جمتمعنا‪ ،‬بالت�آزر والتعا�ضد‪ ،‬وبالن�سبة لتجربتي ال�شخ�صية‬
‫المرشد جزءاً من وقته وجهده لمساعدة‬
‫ف�إنني �أ�شعر ب�أن الإر�شاد دفعني لعمل اخلري �أكرث و�أكرث وهذا من ف�ضل اهلل‬ ‫شاب ووضعه على المسار الصحيح‬
‫على الإن�سان»‪.‬‬ ‫ليكون بذرة صالحة في المجتمع‪،‬‬
‫ويرى قطب �أن على ال�شباب الأخذ يف احل�سبان دائما قدوة الب�شرية الر�سول‬
‫�صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬الذي جاء عنه �أن ت�سعة �أع�شار الرزق يف التجارة‪،‬‬ ‫والدافع الثاني هو إعجابي بتميز فكرة‬
‫ومن هنا فحري بال�شباب جميعا �أن يفكروا يف التجارة والعمل احلر والرزق‬ ‫اإلرشاد وشعوري بتفردها‬
‫احلالل الذي يكفل لهم ولذويهم الرزق الكرمي وامل�ستقبل الآمن ب�إذن اهلل‪ ،‬وال‬
‫ي�أتي ذلك �إال بالبذل واجلهد واالجتهاد‪.‬‬ ‫والفر�ص املتاحة يف امل�شروع‪ ،‬ومناق�شة التهديدات التي قد ت�شكل خطرا على‬
‫وتوجه املر�شد غازي جمال قطب ب�شكره ل�صندوق املئوية الذي �ألهم و�ساعد‬ ‫امل�شروع وا�ستمراريته‪ ،‬ومن خالل اال�ستمرار على هذا التحليل ا�ستطاع قطب‬
‫الكثريين من ال�شباب لي�صنعوا م�ستقبلهم ب�أيديهم بعد عون اهلل �سبحانه‬ ‫�أن ينقل خربته يف هذا اجلانب �إىل امل�ستفيد الذي �أ�صبح يقوم بهذا الأمر من‬
‫وتعاىل‪ ،‬و�أ�شار بقوله‪�« :‬شكر اهلل ل�صندوق املئوية والقائمني عليه جهودهم‬ ‫تلقاء نف�سه بكل ي�سر و�سهولة‪.‬‬
‫وما يقدمونه ويبذلونه يوميا لدعم ال�شباب ورفعة الوطن وجزاهم اهلل خريا‬ ‫وعن �أبرز العوائق التي واجهت امل�شروع‪� ،‬أو�ضح قطب‪« :‬لقد كان ف�ؤاد يريد‬
‫على ح�سن �صنيعهم»‪ .‬ووجه قطب يف نهاية حديثه لـ "متكني" ر�سالة لكل‬ ‫�أن يتخ�ص�ص يف عمل الدروع ب�شكل احرتايف‪ ،‬ومن هذا املنطلق فقد مت العمل‬
‫مر�شدي �صندوق املئوية �أكد فيها �أن ما يقدمه الإن�سان من خري ومعروف‬ ‫على ا�سترياد جهاز متقدم ومتطور يف هذا املجال يقوم باحلفر على خمتلف‬
‫ف�إنه ال ي�ضيع بني النا�س وعند اهلل‪ ،‬ولذا فالكل مطالب ب�أن يبذر بذرة �صاحلة‬ ‫املواد �سواء اخل�شب �أو البال�ستيك �أو الفايرب‪� ،‬إال �أن ت�أخر و�صول اجلهاز �أعاق‬
‫ويدعها للزمن‪ ،‬و�سي�أتي اليوم الذي من�شي فيه جميعا حتت ظالل ما بذرناه‬ ‫امل�ستفيد بع�ض ال�شيء يف تقدم م�شروعه‪ ،‬وهنا تدخلت ووجهته ب�أن الرتكيز‬
‫من خري و�أفعال طيبة‪■ .‬‬ ‫على �شيء واحد وجعله هو املخرج واملنقذ الوحيد للم�شروع من اخلط�أ مبكان‪،‬‬

‫‪33‬‬
‫حـكــايــة إنجـــاز‬
‫اسـتثمار‬

‫المستثمرة الشابة التي وظفت ‪ 18‬من زميالتها‪ ..‬غادة باعقيل‪:‬‬


‫أفخر بأنني صاحبة أول مركز متخصص‬
‫ألطفال التوحد في المدينة المنورة‬

‫‪34‬‬
‫اسـتثمار‬
‫إنجـــاز‬ ‫حـكــايــة‬

‫شابة سعودية أدركت أن الحياة ال تحلو دون عطاء‪ ،‬ولذا حينما فكرت في مشروعها التجاري‪ ،‬فكرت بطريقة مختلفة‪ ،‬كان المجتمع‬
‫وأطفال طيبة الطيبة في حسبانها‪ ،‬ألنها كانت تدرك جيداً أن الحياة أجمل في ظل العيش مع وألجل اآلخرين‪ .‬بعد حصولها على‬
‫درجة الماجستير في التربية الخاصة (التوحد)‪ ،‬حملت على عاتقها أن تكون أول شابة سعودية تفتح مركزا متخصصا ألطفال التوحد‬
‫في مدينة الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬فريق تحرير «تمكين» يأخذكم في هذا العدد إلى رحاب المدينة المنورة‪ ،‬حيث‬
‫مشروع غادة أحمد باعقيل «مركز المدينة للتوحد» الذي فتح نافذة أمل جديدة ألطفال التوحد بالمدينة‪ ،‬فإلى التفاصيل‪:‬‬

‫معها ي�ساعد كثري ًا الطفل التوحدي على التطور والتعلم والت�أهيل‪ ،‬ال �سيما‬ ‫تقول غادة‪« :‬قبل �أن �أقرر البدء مب�شروعي اخلا�ص (مركز املدينة للتوحد)‬
‫�أن الطفل التوحدي ي�ستلزم رعاية �شاملة يف خمتلف النواحي �أثناء وجوده‬ ‫عملت يف عدة وظائف خمتلفة‪ ،‬كان من �أبرزها عملي يف التدري�س‪ ،‬وكذلك‬
‫باملركز‪ ،‬ولذا كانت حري�صة على دعم املركز مبختلف التخ�ص�صات‪ ،‬التي‬ ‫عملي يف مركزين خمتلفني ل��ذوي االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬كان �أحدهما‬
‫من �أهمها‪« :‬الرتبية اخلا�صة‪ ،‬والفنون‪ ،‬واحلا�سب‪ ،‬وال�سكرتارية‪ ،‬وريا�ض‬ ‫يحتوي على ف�صل واحد للأطفال التوحديني‪ ،‬ولعل هذا الأمر هو الذي‬
‫الأطفال‪ ،‬والرتبية الإ�سالمية‪ ،‬وعلم النف�س‪ ،‬وعلم التخاطب‪ ،‬والتغذية»‪.‬‬ ‫قوى من عزميتي لأفتتح �أول مركز يف املدينة املنورة لأطفال التوحد‪ ،‬نظر ًا‬
‫ي�ستقبل مركز املدينة للتوحد �أطفال املدينة املنورة من عمر ‪� 3‬سنوات �إىل‬ ‫لندرة هذا التخ�ص�ص وعدم وجود مراكز متخ�ص�صة يف هذا املجال‪ ،‬على‬
‫‪� 12‬سنة‪ ،‬على مدار العام‪ ،‬حيث مير الطفل مبرحلة تقييم ت�ستمر يف العادة‬ ‫الرغم من �أن املدينة يف احتياج وا�ضح لهذا التخ�ص�ص ولهذا النوع من‬
‫من �شهر �إىل �شهرين‪ ،‬يخ�ضع فيها الختبارات نف�سية‪ ،‬حتدد له بعدها‬ ‫املراكز‪ ،‬وكلي فخر ب�أن �أكون �صاحبة �أول مركز لأطفال التوحد يف املدينة‬
‫الأهداف التي يحتاج �إليها‪ ،‬ويتخلل ذلك جل�سات مع عائلة الطفل حيث‬ ‫املنورة»‪.‬‬
‫يتم التعرف �أكرث على الطفل و�سلوكه باملنزل‪ .‬بعد ذلك يتم حتديد الفئة‬ ‫تو�ضح غادة �أن التوحد هو ا�ضطراب منائي �شامل ينتج عن خلل يف املخ‪،‬‬
‫التي ينبغي �أن يكون الطفل التوحدي فيها �ضمن فئات املركز الثالث‪.‬‬ ‫وي�صيب الطفل يف ال�سنوات الثالث الأوىل من عمره‪ ،‬ويفقده ثالث مهارات‬
‫�أ�سا�سية هي‪ :‬التوا�صل الب�صري‪ ،‬والتوا�صل االجتماعي‪ ،‬واللعب والتخيل‪،‬‬
‫وقد يفقد البع�ض اللغة‪ .‬وانطالق ًا من ذلك فهي �شديدة الإميان ب�أحقية‬
‫الأطفال التوحديني يف رعاية ت�ستلهم احتياجاتهم ومتطلباتهم الفعلية‪،‬‬
‫مما دفعها لبدء م�شروعها املمول من قبل �صندوق املئوية‪ ،‬حيث قامت‬
‫بتقدمي طلبها عرب املوقع الإلكرتوين بينما كانت ال تزال على ر�أ�س عملها‬
‫ال�سابق كمعلمة يف �أحد مراكز ذوي االحتياجات اخلا�صة باملدينة املنورة‪.‬‬
‫ورغم التفا�ؤل ال�شديد الذي تتحلى به غادة كم�ستثمرة �شابة طموحة‪،‬‬
‫�إال �أنها ا�ستغربت كثريا من ال�صعوبات التي واجهتها عند ا�ست�صدار‬
‫الت�صاريح اخلا�صة باملركز خ�صو�صا مع �أمانة املدينة املنورة وفرع وزارة‬
‫التجارة‪ ،‬وترجئ ذلك لندرة التخ�ص�ص‪ ،‬و�ضعف التوعية يف املدينة حول‬
‫هذا الفرع من االحتياجات اخلا�صة‪ .‬وقد دفع ذلك غادة لتقدم جمموعة‬
‫من املحا�ضرات والندوات والدورات اخلا�صة بالتوحد للإ�سهام يف توعية‬
‫املجتمع بكل ما يتعلق بالتوحد‪.‬‬
‫ت�شدد غادة على �أهمية مراعاة الطفل التوحدي‪ ،‬و�إدراك خ�صو�صيته‪،‬‬
‫خ�صو�صا �أنه يتعلم بالتدريب ولي�س باملحاكاة‪ ،‬ومن هذا املنطلق ف�إن تعليم‬
‫وتدريب وت�أهيل الطفل التوحدي ال تكون ب�شكل جماعي و�إمنا ب�شكل فردي‪،‬‬
‫مما يعني زيادة حجم املعلمات واملوظفات امل�ؤهالت للتعامل مع الأطفال‬
‫التوحديني‪ ،‬مقارنة بالأطفال الآخرين من ذوي االحتياجات اخلا�صة‪.‬‬
‫وتفخر غادة ب�أنها �ساعدت يف توفري فر�ص وظيفية لـ ‪ 18‬معلمة متخ�ص�صة‬
‫من زميالتها‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل عاملتي نظافة و�سائق‪ ،‬لتكون بذلك �أ�سهمت‬
‫يف توفري ‪ 21‬فر�صة عمل من خالل م�شروعها «مركز املدينة للتوحد»‪.‬‬
‫ت�شري غادة �إىل �أن التنوع يف تخ�ص�صات املعلمات الالتي يعملن يف املركز‬

‫‪35‬‬
‫حـكــايــة إنجـــاز‬
‫اسـتثمار‬

‫تو�ضح غادة �أن مركز املدينة للتوحد يتعامل مع الأطفال على م�ستوى ثالث‬
‫فئات خمتلفة‪:‬‬
‫(الأوىل‪ :‬تعديل �سلوك)‪ :‬وهو برنامج يتم العمل فيه مع الأطفال على «مهارات‬
‫م�ساعدة ذاتية»‪ ،‬مثل‪ :‬تعليم دخول دورة املياه‪ ،‬وغ�سل اليدين‪ ،‬والقدرة على‬
‫الأكل‪ ،‬واال�ستحمام‪ ،‬واللب�س‪ ،‬وتفري�ش الأ�سنان‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تعديل �سلوك‬
‫الإيذاء اجل�سدي‪ ،‬التي ميار�سها الطفل �ضد نف�سه‪ ،‬مثل‪� :‬إيذاء الطفل لنف�سه‬
‫ب�ضرب ر�أ�سه يف اجلدار‪.‬‬
‫(الثانية‪ :‬تدخل مبكر)‪ :‬وهو برنامج يتعرف الطفل من خالله على الأهداف‬
‫الأ�سا�سية‪ ،‬واملهارات الب�سيطة يف احلياة‪ ،‬مثل‪ :‬م�سميات الأ�شياء‪ ،‬والألوان‪،‬‬
‫والآيات الب�سيطة‪ ،‬وطريقة ال�سالم‪ ،‬والأنا�شيد‪� ..‬إلخ‪.‬‬
‫(الثالثة‪� :‬أك��ادمي��ي)‪ :‬وهو برنامج خم�ص�ص للأطفال التوحديني من ذوي‬
‫ال��ق��درات العالية‪ ،‬الذين تكون م�شكلتهم يف التوا�صل االجتماعي‪ ،‬واللغة‬
‫التعبريية �ضعيفة عند الكالم‪.‬‬
‫يقع مركز املدينة للتوحد يف مبنى مكون من ثالثة طوابق‪ ،‬حيث خ�ص�ص‬
‫فناء املبنى ك�ساحة خارجية للألعاب وم�سبح للأطفال‪ .‬وت�شغل �إدارة املركز‬
‫وال�سكرتارية والأخ�صائية النف�سية الطابق الأول‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل مطبخ جمهز‬
‫لإعداد الوجبات للأطفال واملوظفات‪ .‬وخ�ص�ص الطابق الثاين لثالثة ف�صول‪،‬‬
‫وقاعة خم�ص�صة للألعاب والرتفيه‪� .‬أم��ا الطابق الثالث فت�شغله اخلدمات‬
‫امل�ساندة‪ ،‬حيث يوجد به �أخ�صائية التخاطب‪ ،‬وقاعة للفنون املهنية‪ ،‬و�أخرى‬
‫�أي��دي معلمات م�ؤهالت ومتخ�ص�صات‪ ،‬وينلن �أي�ضا تدريبا مكثفا قبل بدء‬ ‫للحا�سب الآيل‪.‬‬
‫العمل ب�شكل مبا�شر‪ ،‬يح�صلن خالله على مقابل مادي‪ ،‬ويكون التدريب يف هذه‬ ‫ت�ؤكد غادة �أن الربنامج اليومي للعمل باملركز يبد�أ عند ال�سابعة والن�صف‬
‫الفرتة مع معلمة �أكرث خربة ودراي��ة يف التعامل مع الأطفال ويكون ذلك عن‬ ‫�صباحا‪ ،‬وينتهي عند الواحدة ظهرا‪ ،‬حيث يكون الطفل خالل‬
‫طريق املالحظة وامل�شاهدة حتى اجتياز فرتة التدريب الأوىل التي ت�ستمر ثالثة‬ ‫هذه الفرتة موجود ًا باملركز ليتلقى رعاية خا�صة‬
‫�أ�شهر‪.‬‬ ‫تراعي متطلباته واحتياجاته الذهنية‬
‫ترى غادة �أن العمل مع الطفل التوحدي يكون على م�ستويني‪ ،‬الأول‪� :‬أهداف‬ ‫وال��ن��ف�����س��ي��ة وال�صحية‬
‫ق�صرية املدى‪ ،‬والآخر‪� :‬أهداف طويلة املدى‪ .‬ومن هنا فاملركز يبذل جهدا كبريا‬ ‫�أي�����ض��ا‪ ،‬على‬ ‫و‬
‫نـــــــ‬
‫ج‬
‫للو�صول �إىل النتيجة التي تتطلع �إليها عائلة الطفل‪ ،‬الأمر الذي يدفع املركز‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫�‬ ‫هت ال‬
‫دائما للحر�ص على انتقاء املعلمة املنا�سبة التي ت�ستطيع �أن تقدم �شيئا للطفل‪،‬‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫غادة‬
‫ة‬ ‫ب‬ ‫ا‬
‫راغب‬
‫ال‬
‫ق‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫ني‬
‫يل‬ ‫ال‬ ‫�أ�س‬
‫حيث البد �أن تتميز بالقدرة على العطاء‪ ،‬وال�صرب‪ ،‬واحلنان يف الوقت ذاته‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ا رة فقرية تربع بدفع نداء‬
‫لأ‬ ‫مل‬
‫وتركز غادة على روح الفريق داخل املركز‪ ،‬وحتاول �أن جتعل املرح هو الأ�سلوب‬ ‫خل‬ ‫ا‬ ‫ركز بعم ال متلك الق تكاليف ر هايل‬
‫ل‬
‫ري واملو‬ ‫عاية‬ ‫رة عل‬
‫د‬ ‫درا�س‬ ‫ملركز‬
‫ا‬
‫ال�سائد بني جميع املعلمات‪ ،‬وحر�صت �أن تتلقى هي واملعلمات دورة متخ�ص�صة‬ ‫الط الراغبني ة حلالة ا ى دفع الن طفل توح �سرين‬
‫د‬ ‫ف‬ ‫لأ‬ ‫ف‬
‫داخل املركز بعنوان «فريق عمل ناجح» ملدة ثالثة �أيام قدمتها الدكتورة تغريد‬ ‫�أ�سر ل باملركز يف التربع �سرة‪ ،‬وحا قات‪ ،‬حي ي من‬
‫�س‬ ‫ث‬ ‫ج‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ف‬
‫جليدان املتخ�ص�صة يف علم النف�س بجامعة طيبة باملدينة املنورة‪.‬‬ ‫قرية ال ت�س طوره‪ .‬وي�أ ميع التقار ة الطفل‪ ،‬يقوم‬
‫و�س‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ب‬
‫ع�شرون طفال هي الطاقة اال�ستيعابية مل�شروع غادة «مركز املدينة للتوحد»‪،‬‬ ‫املراكز ا طيع حتمل ي ذلك يف ر التي تو يزود‬
‫ض‬ ‫�‬ ‫ظ‬ ‫ن‬ ‫خلا‬
‫�إال �أنها ت�سعى الآن لزيادة الطاقة اال�ستيعابية للمركز‪ ،‬وحتلم ب�أن ت�ؤ�س�س من‬ ‫�صة ملنحه فقات �إحلا ل وجود �أ ح �سري‬
‫فا‬ ‫ط‬ ‫�أ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫خالل م�شروعها مركزا مهنيا للأطفال الذين جتاوزوا الثانية ع�شرة حيث يتم‬ ‫لرعاية ال بنائها الت ل من‬
‫ح‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫الرتكيز فيه على الأطفال التوحديني‪.‬‬ ‫ي�ستحقون ديني‬
‫ها‪.‬‬
‫غادة التي ترفع من خالل مركزها �شعار «نحن معك دائما» حيث تق�صد الطفل‬
‫التوحدي بهذا ال�شعار‪ ،‬ال تزال تطمح �إىل موا�صلة درا�ساتها العليا لنيل درجة‬

‫‪36‬‬
‫اسـتثمار‬
‫إنجـــاز‬ ‫حـكــايــة‬

‫فادة‬
‫الست‬
‫في ا‬
‫غبين‬
‫مركز للرا ماته‪:‬‬
‫ن خد‬ ‫وان ال‬
‫م‬ ‫عن‬ ‫الدكتوراه يف الرتبية اخلا�صة بالرتكيز على التوحد‪ ،‬لت�ستطيع الدمج بني العلم‬
‫ينة للتوحد جلوار‬
‫‪ ،‬فلل ا‬ ‫كز املد‬ ‫والتطبيق العملي من خالل مركزها م�ستفيدة من �آخر النظريات العلمية‪ ،‬وما‬
‫مر ة‪ ،‬اخلالدية لأهلية‬ ‫تو�صل �إليه العلم احلديث يف هذا املجال‪.‬‬
‫ملنارات ا ‪0484‬‬ ‫املنور‬
‫ة‬
‫‪ww‬‬
‫‪4169‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪/‬‬
‫ا‬ ‫س‬ ‫�‬ ‫املدين د مدار‬ ‫وبنربة عرفان و�شكر تقول غادة‪« :‬كل ال�شكر واحلب ل�صاحبة ال�سمو امللكي‬
‫‪w.m‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ع‬
‫ب ‪adin 844161‬‬ ‫الأمرية نهى بنت عبد املح�سن �آل �سعود على دعمها وم�ساندتها وزيارتها لنا‬
‫‪ah-a‬‬ ‫تف‪4 :‬‬
‫‪utis‬‬ ‫ها‬ ‫يف مركز املدينة للتوحد ورفعها ملعنويات اجلميع وت�شجيعها وحر�صها على‬
‫‪m.c‬‬
‫‪om‬‬ ‫جناح املركز واالهتمام بر�سالته الإن�سانية لأبناء طيبة الطيبة‪ ،‬فلها كل التقدير‬
‫وال�شكر على ما قدمته لنا‪ ،‬ون�س�أل اهلل �أن يجعل ذلك يف ميزان ح�سناتها»‪.‬‬
‫ويف مل�سة وفاء عربت غادة عن �شكرها العميق ل�صندوق املئوية على الفر�صة‬
‫التي منحها �إياها لتقدم هذا امل�شروع لأبناء املدينة املنورة‪ ،‬الذي كان مبثابة‬
‫قبل عام‪ .‬ويف ختام حديثها لـ «متكني» طالبت غادة جميع الفتيات ال�سعوديات‬ ‫احللم ومت حتقيقه بف�ضل اهلل ثم بدعم ال�صندوق‪ .‬و�شكرت غادة مر�شدتها‬
‫ب�أن يبحثن عن الفر�صة وال ينتظرنها �أن ت�أتي �إليهن يف �إ�شارة منها لأهمية‬ ‫ال�سيدة حياة اجلزائري التي مل تقدم الإر�شاد فح�سب‪ ،‬بل قدمت �أي�ضا احلب‬
‫البحث عن فر�صة م�شروع جتاري ي�صنعن منه م�ستقبال �أف�ضل‪■ .‬‬ ‫واالهتمام والرعاية امل�ستمرة‪ ،‬وكانت حا�ضرة يف كل مراحل امل�شروع منذ بدايته‬

‫‪37‬‬
‫حلم مشروع‬

‫عن حالوة النجاح يف نتاج تفكريهم وجهدهم وجدهم‪� .‬إنهم ي�ؤمنون‬


‫بجمال �أحالمهم وروعتها‪ ،‬على الرغم من ك�آبة واقعهم‪ ،‬لذا بحثوا‬
‫عنها‪ ،‬ف�ضربوا يف الأر�ض‪ ،‬و�صنعوا ب�أيديهم‪ ،‬ما مل ي�صنعه �أحد لهم‪،‬‬
‫فوجدوا �أحالمهم تتج�سد واقع ًا بني �أيديهم‪.‬‬
‫متى ُيدرك ال�شاب لدينا �أن يف البطالة فر�صة ذهبية ينبغي له‬
‫اقتنا�صها؟ �إن على �شبابنا تبني �أ�ساليب عي�ش جديدة‪� ،‬أ�ساليب تعتمد‬
‫على بناء الذات بتحمل امل�س�ؤولية وا�ستك�شاف الفر�ص وال�سعي خلفها‬
‫لبناء امل�ستقبل‪ .‬لقد منا بيننا جيل نمَ َ طي يرى كل فرد فيه احليا َة‬
‫ب�شكل متطابق وتقليدي‪ :‬درا�سة ثانوية‪ ،‬فجامعية‪ ،‬فوظيفة نظامية؛‬
‫حكومية �أو خا�صة‪ ،‬حتى جاءت ال�صدمة‪ ،‬حيث ال ميكن توظيف جميع‬
‫الأعداد‪ ،‬ف�أين يذهب من ت�أهل �أكادميي ًا ومل يجد وظيفته احللم؟ و�أين‬ ‫خالد الشهراني*‬
‫يذهب من دون ذلك من خمرجات الثانوية وما قبلها؟‬
‫�س�ؤال �صعب‪ ،‬والأ�صعب منه الإجابة �إذا كان ال�شاب العاطل نف�سه ال‬
‫ميلكها‪� .‬إن �صندوق املئوية‪ ،‬وغريه من امل�ؤ�س�سات املماثلة غري الهادفة‬ ‫من يُد ِرك ال ُفرصة؟‬
‫للربح‪ ،‬يقدم فر�ص ًا ذهبية لكل �شاب �سعودي طموح‪ ،‬لديه فكرة م�شروع‬
‫�صغري‪ ،‬ولديه �إملام بكيفية �إدارته وت�شغيله‪ .‬ويف ذلك خال�ص من رق‬ ‫الفر�صة حالة نادرة متر بنا يف حياتنا‪ ،‬حتمل لنا يف طياتها تقدم ًا‬
‫الوظيفة‪� ،‬إىل عامل الأعمال الوا�سع واملليء بالفر�ص‪ .‬قد تفوت ال�شاب‬ ‫�إيجابي ًا – طبع ًا عندما نح�سن انتهازها‪ .‬قد ندركها‪ ،‬وقد متر بنا‬
‫وظيفة بثالثة �آالف ريال مث ًال‪ ،‬لكنه يف مقدوره‪ ،‬عندما يعتمد على‬ ‫دون �أن نكرتث بها �أو �أن نعريها �أي نوع من االهتمام‪� .‬أغلب الفر�ص‬
‫ذاته‪ ،‬ك�سب �أ�ضعافها‪ ،‬بل �أكرث من ذلك بكثري‪.‬‬ ‫ت�صادف الإن�سان يف مرحلة النمو‪ ..‬مرحلة ال�شباب‪ ،‬فهناك جتان�س‬
‫النية‬‫�إن منجم الذهب الأزيل يكمن يف عقل وروح كل �شاب‪ .‬الأفكار ِرّ‬ ‫وانبجا�سها‪� .‬إال �أن‬
‫ِ‬ ‫�أو تزامن بني هذه املرحلة من العمر وثورة الفر�ص‬
‫واملبتكرة‪ ،‬والتفكري خارج الأطر التقليدية‪ ،‬والعمل املتقن واجلاد‪ ،‬كلها‬
‫َ‬ ‫�أغلب ال�شباب‪ ،‬للأ�سف‪ ،‬قد ال يح�سن طيلة حياته اقتنا�ص �أية فر�صة‪،‬‬
‫عوامل �ست�ؤدي ‪-‬ب�إذن اهلل‪� -‬إىل امتالك ال�شاب زمام �أموره بنف�سه‪،‬‬ ‫رمبا الفتقاد عامل اخلربة‪� ،‬أو للطي�ش ونزَ ق املرحلة‪� ،‬أو رمبا يكون‬
‫ُمط ِّور ًا عم ًال جديد ًا ي�ضيف له �شخ�صي ًا والقت�صاد وطنه‪ ،‬موفر ًا العديد‬ ‫ال�سبب محُ َّم ًال على رف التكا�سل والإهمال وغياب الطموح وافتقاد‬
‫من الفر�ص لأبناء جيله وزمالئه‪ ،‬بعد �أن كان يبحث عن �إحداها‪.‬‬ ‫الر�ؤية ال�سليمة‪.‬‬
‫ويجب �أال ين�سى ال�شاب �أن البناء يحتاج �إىل وقت طويل و�صرب جميل‪،‬‬ ‫ومن مناجم الفر�ص ما ا�صطلحنا على ت�سميته بـ«البطالة»‪ ،‬حيث �إن‬
‫لذا فالي�أ�س ينبغي �إق�صا�ؤه‪ ،‬واال�ستعا�ضة عنه بالإميان‪ ،‬الإميان ب�أن‬ ‫�أول ما يتنا�ساه �أي �شاب عاطل ال يجد وظيفة �أو م�صدر ًا ثابت ًا للدخل‪،‬‬
‫رزقك بيد اهلل‪ ،‬و�أن اهلل ال ي�ضيع �أجر من �أح�سن عم ًال‪� .‬إن ق�ضاء‬ ‫حدث �سلبي‪ ،‬ال نتمناه‬ ‫هو �أن «ال�شباب ثروة»‪ .‬البطالة‪ ،‬بطبيعتها‪َ ،‬‬
‫بع�ض ال�شباب �أوقات ًا طويلة يف املقاهي‪ ،‬والإ�سراف عموم ًا يف الت�سلية‬ ‫لأحد‪ ،‬و�أكرث الذين يعانونها هم‪ ،‬للأ�سف‪ ،‬من فئة ال�شباب‪ .‬وال�شباب‬
‫والرتفيه‪� ،‬أمر قد يف ِّوت عليهم الفر�ص الكثرية‪ ،‬حيث �إن الوقت مورد‬ ‫ثروة‪ ،‬والرثوة فر�صة‪ ،‬والفر�صة تنتظر من ينتهزها من ال�شباب‪ .‬يقول‬
‫مهم‪ ،‬و�سلعة ال ميكن �شرا�ؤها �أو تعوي�ض التالف منها‪ .‬بع�ض ال�شباب‪،‬‬ ‫�أحد الفال�سفة‪« :‬حتى الغربان على اخلرائب قد تكون منظر ًا يف غاية‬
‫يهدر �ست �ساعات يومي ًا يف مراقبة التلفاز وتقليب القنوات‪� ،‬أو مت�شيط‬ ‫الروعة!»‪ ،‬فهل ننظر �إىل اجلانب امل�شرق من القمر ونذَ ر اجلانب‬
‫ال�شوارع‪� ،‬أو جمرد الكالم‪ ..‬الكالم الفارغ‪ ،‬و ُي�سرف يف ن�شر �أمانيه‬ ‫املظلِم؟ هل ُندرك �أن البطالة ُحبلى بالف َُر�ص التي تنتظر من يحددها‬
‫على حبل غ�سيل �أوهامه‪ ،‬وين�سى بذلك بناء م�ستقبله‪ .‬بينما يتعلم‬ ‫ويح�سن ا�ستغاللها؟‬
‫بع�ض ال�شباب اجلادين يف هذا الوقت لغات جديدة‪� ،‬أو برامج جيدة‪،‬‬ ‫�إن من ال�شباب مناذج م�ضيئة‪ ،‬مل تي�أ�س من البطالة‪ ،‬ومل تخجل من‬
‫�أو مهارات مفيدة‪� ،‬أو معارف فريدة بحث ًا عن م�ستقبل �أكرث فرادة‪..‬‬ ‫توا�ضع الإمكانات و�شح املوارد‪ .‬هناك �شباب قهروا احلاجة بالعمل‬
‫فمن ُيدرك الفر�صة؟ ■‬ ‫والتخطيط لبناء م�ستقبلهم ب�أنف�سهم دون اال�صطفاف اململ يف موقف‬
‫با�ص احلياة بانتظار فر�صة عمل قد ت�أتي وقد تت�أخر‪ ..‬ورمبا ال ت�أتي‬
‫مساعد المدير العام للعالقات االستراتيجية‬ ‫*‬ ‫�أبد ًا‪ .‬بالن�سبة لهم‪ ،‬االنتظار ُمر‪� ،‬أم ُّر من طعم احلاجة‪ ،‬لذا بحثوا‬

‫‪38‬‬
‫اسـتثمار‬

‫مقاومة التوحد في مشروع غادة باعقيل‬

‫‪39‬‬

You might also like