You are on page 1of 21

‫استعمل بطاقتك‬

‫االئتمانية بذكاء‬

‫العدد ‪ 3‬الربع الثالث ‪2009‬‬ ‫نشرة إعالمية فصلية تهتم بالمشاريع الصغيرة ‬

‫عشرون مشروع ًا استثماري ًا‬


‫يدشنها صندوق المئوية‬
‫في جدة‬
‫المهندس سامي الفايز ‪:‬‬
‫بدايات وتجارب تلتصق بالذاكرة‬

‫الدكتور العبدلي‪:‬‬
‫خدمة العمالء أم تطفيشهم‬

‫عميدة المرشدات بصندوق‬


‫المئوية‪ ..‬مسيرة تطوعية‬
‫لبناء المجتمع‬

‫الطريق نحو العمل التطوعي‬


‫نشرة إعالمية فصلية تهتم بالمشاريع الصغيرة‬
‫تصدر عن‪:‬‬

‫بـ«تطوعك»‪ ..‬تبني مجتمعك!‬


‫ال بكم في العدد الثالث من مجلة «متكني»‪ .‬يحتفي هذا العدد بالعمل التطوعي بجميع‬ ‫أه ً‬
‫املشرف العام ورئيس التحرير‪:‬‬
‫أشكاله‪ ،‬ملا له من أثر واضح في التنمية واملجتمعات‪ .‬إن العمل التطوعي ظاهرة اجتماعية‬
‫إيجابية متثل سلوكاً حضارياً ترتقي به املجتمعات‪ ،‬وهو مدرسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً‬ ‫خالد الشهراني‬

‫وثيقاً بكل معاني اخلير والعمل الصالح‪.‬‬


‫مدير التحرير‪:‬‬
‫ياسر التويجري‬
‫ومع تعقد العالقات االجتماعية في الوقت احلاضر فقد أصبح وجود املؤسسات الراعية‬
‫لألعمال التطوعية مطلباً ملحاً في أي مجتمع نظراً ملا تسهم به في بناء ومتاسك املجتمعات‬
‫مراسلة فريق التحرير‪:‬‬
‫ودفع عجلة التنمية‪ .‬وأصبحت األعمال التطوعية أحد أهم األسس التي تقوم عليها تلك‬
‫للتواصل مع فريق التحرير بصندوق املئوية‪،‬‬
‫املؤسسات غير الربحية‪ ،‬كما أصبحت متثل جتسيداً عملياً ملبدأ التكافل االجتماعي الذي‬
‫الرجاء بعث رسائلكم إلى‪:‬‬
‫حثت عليه املبادئ والقيم السليمة‪.‬‬
‫بريد إلكتروني‪newsletter@tcf.org.sa :‬‬
‫بريد عادي‪ :‬ص‪.‬ب ‪ 231265‬الرياض ‪،11321‬‬
‫وتظهر قيمة وفاعلية األعمال التطوعية في أوقات السلم‪ ،‬وكذلك في الظروف احلرجة ألي‬
‫اململكة العربية السعودية‬
‫مجتمع‪ ،‬مما يجعلها البديل املتاح األفضل ألية مؤسسة رسمية‪ ،‬كما يظل العمل التطوعي‬
‫ركيزة أساسية في بناء املجتمع ونشر الترابط االجتماعي بني املواطنني‪ .‬ويرتبط التطوع‬ ‫‪www.tcf.org.sa‬‬
‫ارتباطا وثيقا بكل معاني اخلير عند كل املجموعات البشرية‪ ،‬فالتطوع اخل ّير هو ما يقوم به‬
‫اإلنسان طوعا من تلقاء نفسه‪ ،‬فال يحتاج إللزام‪ ،‬وال يكون دافعه الربح املادي أو الوجاهة‬
‫االجتماعية‪ ،‬قال تعالى‪( :‬فمن تطوع خيراً فهو خير له)‪.‬‬
‫حترير وتصميم‪:‬‬

‫إننا في «متكني» ندرك أهمية التطوع في املجتمع إجماالً‪ ،‬وفي مجتمع شباب املستثمرين‬
‫واملستثمرات من أصحاب مشاريع األعمال الصغيرة خصوصاً‪ .‬إن دعم هذه الفئة الغالية من‬
‫مجتمعنا عبر التطوع ميثل دعماً للوطن واقتصاده‪ ،‬لذا وفر صندوق املئوية فرصاً الحتصى‬
‫مدير املشروع واملدير اإلبداعي‪:‬‬
‫للتطوع عبر برامج عديدة معدة خصيصاً للمتطوعني من السعوديني واملقيمني تتيح لهم‬
‫خـالـد الـسـالـم‬
‫املشاركة الفاعلة في بناء املجتمع ببناء الشباب ومشروعاتهم أو أحالمهم الصغيرة‪.‬‬
‫‪khalid@praads.com‬‬
‫دعونا في هذا العدد نبتهج مبفهوم العمل التطوعي‪ ،‬راجني لكم معنا قراءة ماتعة ومفيدة‪.‬‬

‫أه ً‬
‫ال بكم مر ًة أخرى في مجلتكم «متكني»‪> .‬‬
‫> الـمعلومات الــمنشورة على لـسان أي شخـص في هذه النشرة‬
‫ال تعبر بالضرورة عن رأي القائمني على النشرة‪ ،‬وإمنا تعبر عن رأي‬
‫قائليها أو كاتبيها فقط‪.‬‬
‫المحررون‬ ‫> ال يضمن صندوق املئوية وكل القائمني على نشر وإصدار هذه‬
‫النشرة دقة املعلومات الواردة في هذه النشرة‪ ،‬ويخلون مسؤوليتهم‬
‫صراح ًة عن أي ضرر يصيب أي شخص أو منشأة‪ ،‬وبأي شكل‪،‬‬
‫مباشر أو غير مباشر‪ ،‬ناجت من االعتماد على أية معلومة وردت في‬
‫هذه النشرة‪ ،‬وكذلك عن دفع أي تعويضات تتعلق بهذه األضرار‪.‬‬
‫> ال يجوز إعادة نشر أو طبع أي مادة وردت في هذه النشرة‪،‬‬
‫جزئياً أو كلياً‪ ،‬في أي مطبوعة أو وسيلة إعالمية أخرى‪ ،‬ورقية أو‬
‫إلكترونية‪ ،‬إال بإذن كتابي من رئيس التحرير‪ ،‬أو بذكر املصدر (اسم‬
‫النشرة وناشرها صندوق املئوية) بشكل واضح‪.‬‬
‫الربع الثالث ‪2009‬م‬ ‫العدد ‪3‬‬

‫‪6‬‬
‫مئويات‬
‫صندوق المئوية‬
‫مدارات‬
‫د‪ .‬عبيد بن سعد العبدلي‬ ‫‪28‬‬ ‫يعزز أعماله لدعم‬
‫شباب األعمال‬
‫بإبرام اتفاقيتي‬
‫تعاون استراتيجيتين‬
‫بمنطقة القصيم‬

‫ملف العدد‬
‫العمل التطوعي‪..‬‬
‫طاقة ال تنضب في خدمة التنمية!‬
‫‪22‬‬
‫‪31‬‬ ‫دوليات ‪12‬‬
‫محطات‬
‫كيف تفكر‬ ‫إرشـــاد‬ ‫‪32‬‬ ‫أبو ظبي تزيح الستار عن مبادرة‬
‫«تو فور ‪ »54‬لتطوير المحتوى‬
‫بشكل‬ ‫لقاء مع المرشدة‬
‫إيجابي؟‬ ‫اإلعالمي العربي‬
‫الدكتورة فايزة أخضر‬

‫لقاء‬ ‫‪16‬‬
‫حكاية إنجاز‬ ‫‪34‬‬ ‫حوار مع المهندس‬
‫سامي الفايز‪..‬‬
‫تقرير مصور عن مشروع‬
‫مؤسس شركة‬
‫الشاب سلطان المخلفي‬
‫المنتجات الالصقة‬

‫ضمن الخطة‬ ‫‪11‬‬


‫‪ 38‬الوعي المجتمعي‪..‬‬
‫هشام طاشكندي‬

‫والتطوع!‬
‫خالد الشهراني‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫مـئــويــات‬ ‫مـئــويــات‬

‫في منتدى التنمية االجتماعية‬ ‫شهدتهما مدينتا بريدة وعنيزة‬


‫مدير عام صندوق المئوية يتحدث عن تفعيل الشراكات‬ ‫صندوق المئوية يعزز أعماله لدعم شباب األعمال بإبرام اتفاقيتي‬
‫من الواقع المحلي‬ ‫تعاون استراتيجيتين بمنطقة القصيم‬
‫املجتمع املدني‪ ،‬وإيجاد منتدى يعقد دورياً يهتم بالتنمية االجتماعية وطرق‬ ‫برعاية صاحب السمو امللكي األمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة‬
‫استدامتها‪ ،‬واخلروج بتوصيات لتفعيل التنمية املستدامة‪.‬‬ ‫املكرمة أقيم منتدى التنمية االجتماعية حتت عنوان «من الرعوية إلى‬
‫واستهدف املنتدى العديد من اجلهات مثل القطاعني احلكومي واخلاص‬ ‫االستدامة»‪ ،‬حيث هدف املنتدى إلى تطوير العمل االجتماعي والتنموي من‬
‫واجلمعيات اخليرية ومؤسسات املجتمع املدني‪ ،‬التي شاركت في ورش‬ ‫التنافسية الفردية القائمة على الرعوية والتبرعات واجلهود الذاتية إلى‬
‫العمل التي عقدت خالل املنتدى‪ ،‬وكان لها األثر اإليجابي في مديري‬ ‫العطاء التكاملي املستدام‪ ،‬مبا يكرس لفكر مؤسسي علمي لتلك األنشطة‬
‫الشركات ورؤسائها من خالل مناقشة التخطيط االستراتيجي‪ ،‬وإدارة‬ ‫يكفل لها االستمرارية‪.‬‬
‫املشاريع وإدارة املوارد املالية واستثمارها‪ ،‬إضافة إلى التسويق وتنمية‬ ‫وركزت رسالة املنتدى األساسية على تفعيل الشراكات في االجتاهات‬
‫املوارد البشرية‪.‬‬ ‫املتعددة عبر إدخال اجلهات غير الربحية من خالل حتسني أدائها‪،‬‬
‫وقد كان لصندوق املئوية مشاركة فاعلة خالل املنتدى‪ ،‬حيث كان مدير عام‬ ‫واالستفادة القصوى من اخلبرات احمللية والدولية من خالل مشاركة‬
‫الصندوق أحد املتحدثني الرئيسني في جلسة‪ :‬تفعيل الشراكات من الواقع‬ ‫املعرفة واخلبرات وتبادلها ‪ ،‬إضافة إلى تفعيل دور قطاعات املجتمع‬
‫احمللي (من اإلغاثة إلى التأهيل)‪ ،‬حيث حتدث عن الدور االستراتيجي‬ ‫املختلفة بتطبيق معايير تقييم األداء والشفافية‪.‬‬
‫للصندوق في دعم شباب األعمال ومنحهم فرصة التأهيل ليصنعوا‬ ‫وسعى املنتدى الذي ينطلق من رؤية التنمية االجتماعية املستدامة واألداء‬
‫مستقبلهم‪ ،‬وليكونوا مؤثرين في مجتمعهم عبر مجموعة من اخلدمات التي‬ ‫املتميز للقطاع غير الربحي إلى التعريف بالتنمية والعمل االجتماعي‪ ،‬وتعزيز‬
‫يقدمها الصندوق وتستمر للسنوات الثالث األولى من عمر املشروع‪> .‬‬ ‫أداء اجلهات غير الربحية وقدراتها‪ ،‬والتواصل الفاعل بينها وبني مؤسسات‬ ‫كتسلم طلبات الدعم وتسليم الدفعات النقدية للمستفيدين‪ ،‬وتزويد إدارة‬ ‫رعى صاحب السمو امللكي األمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود‬
‫الصندوق باملعلومات الالزمة عن احتياجات املنطقة‪ ،‬والفرص املتاحة‪،‬‬ ‫أمير منطقة القصيم‪ ،‬حفل توقيع اتفاقية تعاون بني صندوق املئوية والغرفة‬
‫وغير ذلك‪ .‬واشتملت بنود االتفاقية على أن توفر كل غرفة مكتباً مجهزاً‬ ‫التجارية الصناعية ببريدة مبنطقة القصيم‪ ،‬وقد و ّقع االتفاقية عن غرفة‬
‫بعد أن أتموا ‪ 33‬ساعة تدريبية‬ ‫وقاعات اجتماعات مناسبة ألعمال الصندوق حال زيارته‪ ،‬لالستفادة منها‬ ‫القصيم أمني عام الغرفة الدكتور فيصل بن عبد الكرمي اخلميس‪ ،‬فيما‬
‫في تدريب املستفيدين واملتطوعني أو عقد ملتقياتها في املنطقة‪ ،‬إضافة‬ ‫وقعها عن صندوق املئوية املدير العام األستاذ هشام بن أحمد طاشكندي‪،‬‬
‫‪ 33‬مدربا ومدربة يتجاوزون بنجاح برنامج تدريب المدربين بصندوق المئوية‬ ‫إلى وضع برنامج سنوي مشترك للتوعية واإلعالن من خالل تنظيم لقاءات‬ ‫وذلك مبقر إمارة منطقة القصيم‪.‬‬
‫تعريفية وتقدمي محاضرات عن خدمات الصندوق للشباب في املنطقة‪.‬‬ ‫ورعى املهندس مساعد اليحيى السليم محافظ مدينة عنيزة توقيع اتفاقية‬
‫تعريفية للمتطوعني املستقطبني‪ ،‬وتقدمي محاضرات متخصصة باحلقيبة‬ ‫أقام صندوق املئوية برنامجا تدريبيا متقدما ملجموعة من املدربني‬ ‫التعاون االستراتيجي بني صندوق املئوية والغرفة التجارية الصناعية‬
‫اإلرشادية‪ ،‬إضافة إلى محاضرات متنوعة كال حسب تخصصه‪> .‬‬ ‫(‪ ،)TOT- Training Of Trainers‬حيث بلغ عدد املشاركني في التدريب‬ ‫ثمن مدير عام صندوق املئوية األستاذ هشام طاشكندي الرعاية‬
‫من جهته‪َّ ،‬‬ ‫مبدينة عنيزة‪ ،‬حيث وقع االتفاقية عن غرفة عنيزة رئيس مجلس إدارة‬
‫‪ 33‬مشاركا‪ 21 :‬مدربا‪ ،‬و ‪ 12‬مدربة‪ .‬وقدم الدكتور محمد عامري خالل‬ ‫الكرمية لكل من صاحب السمو امللكي األمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز‬ ‫الغرفة األستاذ صالح بن ناصر الصويان‪ ،‬فيما وقع عن صندوق املئوية‬
‫‪ 30‬ساعة تدريبية برنامج تدريب املدربني في فندق ميركيور فاليو بالرياض‬ ‫آل سعود أمير منطقة القصيم‪ ،‬ومحافظ عنيزة املهندس مساعد السليم‬ ‫املدير العام األستاذ هشام بن أحمد طاشكندي‪.‬‬
‫على مدى خمسة أيام ملدربني متطوعني من مختلف أنحاء اململكة‪.‬‬ ‫لتوقيع االتفاقيتني‪ .‬وأشار مدير عام الصندوق إلى أن هاتني االتفاقيتني‬ ‫ونصت اتفاقيتا التعاون بني صندوق املئوية وغرفتي القصيم وعنيزة على أن‬
‫وهدف هذا البرنامج إلى تدريب مجموعة من متطوعي الصندوق املؤهلني‬ ‫ستعززان بال شك دور الصندوق‪ ،‬وستمنحانه فرصة أكبر للنمو ودعم‬ ‫تعني كل غرفة (موظفاً أو موظفة) من موظفيها بالعمل (غير متفرغ) منسقاً‬
‫باألساس كمدربني‪ ،‬ليصبحوا بعد ذلك مدربني في مناطقهم لألغراض‬ ‫املزيد من شباب األعمال في منطقة القصيم‪> .‬‬ ‫بني الغرفة وصندوق املئوية لتنسيق عمليات الصندوق وتسهيلها باملنطقة‪،‬‬
‫اخلاصة بالصندوق كتدريب املرشدين واملتطوعني‪ ،‬وليقدموا هذا البرنامج‬
‫فيما يلي ملتطوعني آخرين‪ ،‬وليسهموا أيضا في نشر ثقافة الصندوق‬
‫واستقطاب املرشدين واملتطوعني‪ ،‬ويشاركوا كذلك في متثيل الصندوق في‬
‫بعض ورش العمل أو امللتقيات الصغيرة‪.‬‬
‫واشتمل البرنامج التدريبي على مجموعة من املهارات املُـتَضمنَة في احلقيبة‬
‫اإلرشادية مت التركيز عليها ‪ ،‬والتي تتكون من طرق ووسائل تتناول كيف‬
‫يساعد املرشد املستفيد على إدارة مشروعه‪ ،‬والصفات األساسية للمرشد‬
‫املميز‪ ،‬إضافة إلى مهارات التواصل واحلوار‪ ،‬حتى يتسنى لهؤالء املدربني‬
‫بعد جتاوزهم لهذا البرنامج التدريبي أن يدربوا املرشدين واملتطوعني على‬
‫هذه احلقيبة‪.‬‬
‫وركز البرنامج التدريبي على تأهيل املدربني للمتدربني لتقدمي ندوة‬

‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫مـئــويــات‬ ‫مـئــويــات‬

‫تخصيص دخل مادي شهري لمالك المشاريع الممولة‬ ‫ضمن سلسلة ملتقيات ينظمها صندوق المئوية‬
‫يفعل اتفاقيته مع‬
‫صندوق المئوية ّ‬ ‫شباب األعمال والمتطوعون والمرشدون يلتقون بصندوق المئوية‬
‫(هدف) بتوقيع عقود ‪ 37‬مستفيدا‬ ‫في رحاب العاصمة المقدسة‬
‫بمكة المكرمة‬
‫ال عن مبلغ التمويل اخلاص بتنفيذ املشروع‪ ،‬وهذا‬‫ال شهرياً مستق ً‬‫مشروع دخ ً‬ ‫في إطار تفعيل اتفاقية دعم مالك املنشآت الصغيرة املوقعة بني صندوق‬
‫يعينه على مواجهة األعباء الضرورية واألسرية في الوقت الذي يتفرغ فيه‬ ‫املئوية وصندوق تنمية املوارد البشرية (هدف)‪ ،‬وقع صندوق املئوية عقود ‪37‬‬
‫لتنفيذ مشروعه‪ ،‬األمر الذي يعزز فرص جناح مشاريع الشباب السعودي‬ ‫مستفيداً من أصحاب املشاريع املمولة (مالك املنشآت الصغيرة) في منطقة‬
‫املمولة من صندوق املئوية‪ ،‬وذلك لضمان استمرارية مرحلة التأسيس املؤدية‬ ‫مكة املكرمة‪ ،‬ممن انطبقت عليهم شروط اتفاقية دعم مالك املنشآت الصغيرة‪،‬‬
‫للنجاح بإذنه تعالى‪ ،‬مؤكداً أن هذه اخلطوة ستتبعها خطوات مماثلة في‬ ‫حيث تقضي االتفاقية بأن يوفر صندوق (هدف) الدعم املالي ملالك املنشأة‬
‫مختلف مناطق اململكة وفقاً لبنود االتفاقية‪.‬‬ ‫الصغيرة‪ ،‬الذي مت متويل مشروع منشأته من قبل صندوق املئوية‪ ،‬بحيث يتم‬
‫من جهته‪ ،‬متنى األستاذ هشام لنجاوي مدير فرع صندوق تنمية املوارد‬ ‫تخصيص دخل مادي شهري قدره (‪ 3000‬ريال) ملدة سنتني‪ ،‬لغرض تلبية‬
‫البشرية مبنطقة مكة املكرمة أن تسهم اتفاقية دعم مالك املنشآت الصغيرة‬ ‫االحتياجات الضرورية واملتطلبات األسرية خالل مرحلة تأسيس مشروعه‬
‫املوقعة بني صندوق تنمية املوارد البشرية (هدف) وصندوق املئوية في تغيير‬ ‫(املنشأة)‪ ،‬وفقاً للضوابط املقررة بني الطرفني‪ .‬وأوضح مدير عام صندوق‬
‫نظرة الشباب إلى العمل احلر والقطاع اخلاص ليتحولوا من طالبي عمل إلى‬ ‫املئوية األستاذ هشام طاشكندي أن املستفيدين الـ ‪ 37‬متت املوافقة عليهم‬
‫موفري فرص عمل‪> .‬‬ ‫الستيفائهم الشروط املقررة باالتفاقية‪ ،‬حيث سيتلقى كل مستفيد صاحب‬

‫صندوق المئوية يدشن ‪ 20‬مشروعا بجدة‪..‬‬


‫وشباب األعمال ينظمون بازارا لمشاريعهم‬
‫مستفيدات) بتنظيمه واإلعداد له‪ ،‬ليطلع اجلميع على جتربة هؤالء الشباب‬ ‫دشن أمني عام الغرفة التجارية الصناعية بجدة املستشار مصطفى صبري‬
‫في التحول من البطالة إلى العمل احلر‪ .‬وهدف تنظيم احلفل ‪ -‬الذي يعد‬ ‫مؤخرا ‪ 20‬مشروعا ممولة من صندوق املئوية وصندوق صالح كامل‪ ،‬حيث‬
‫األول من نوعه على مستوى اململكة ‪ -‬إلى تفعيل املبادرة مبثل هذه الفعاليات‬ ‫أقيم حفل التدشني مبركز التحلية بجدة‪ .‬وكان حفل التدشني بحضور ممثل‬
‫والتسويق للمشاريع املشاركة‪ ،‬والتعريف بصندوق املئوية‪ ،‬إضافة إلى تشجيع‬ ‫صندوق املئوية الدكتور عبد العزيز املطيري مساعد املدير العام ورئيس‬ ‫املتطوعني واملرشدين من أصحاب الكفايات اإلدارية واخلبرات االستثمارية‬ ‫نظم صندوق املئوية امللتقى األول للعمل التطوعي واملستفيدين من متويل‬
‫جيل الشباب والشابات على ثقافة العمل احلر والتعاون والتكاتف‪.‬‬ ‫القطاع املؤسسي‪ ،‬وممثلة مجموعة دلة البركة الدكتورة نادية باعشن مديرة‬ ‫الستقطابهم للتطوع باإلشراف على مشاريع الشباب املمولة حتت مظلة صندوق‬ ‫املشاريع في مدينة مكة مبنطقة مكة املكرمة بالتعاون مع اإلدارة العامة لتعليم‬
‫وألقى كل من الدكتور عبدالعزيز املطيري والدكتورة نادية باعشن كلمتني‬ ‫وحدة املسؤولية االجتماعية مبجموعة دلة البركة‪ ،‬ومدير صندوق املوارد‬ ‫املئوية‪ ،‬وبذلك يفتح الصندوق آفاقاً أوسع للشباب السعودي (من اجلنسني) في‬ ‫البنات‪ ،‬والغرفة التجارية الصناعية‪ ،‬وقد رعاه نيابة عن صاحب السمو امللكي‬
‫تشجيعيتني لشباب األعمال حلثهم على بذل اجلهد للوصول إلى ما يطمحون‬ ‫البشرية بفرع مكة املكرمة األستاذ هشام لنجاوي‪.‬‬ ‫بناء كياناتهم الذاتية وحتقيق مشاريعهم اخلاصة‪ ،‬مشيراً إلى أن الصندوق‬ ‫األمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة املكرمة سعادة الدكتور صالح بن محمد‬
‫إليه‪ .‬يذكر أن صندوق املئوية قد مول ‪ 19‬مشروعا من الـ ‪ 20‬مشروعا ‪ ،‬في‬ ‫وشهد حفل التدشني (بازارا) للعشرين مشروعا‪ ،‬حيث مت تخصيص ركن‬ ‫استطاع متويل أكثر من ‪ 1600‬مشروع لشباب سعوديني في مختلف املجاالت‬ ‫صقر وكيل اإلمارة للتنمية باملنطقة‪ ،‬وقد حفل امللتقى بالعديد من الفعاليات‬
‫حني مت متويل مشروع واحد من قبل صندوق صالح كامل‪> .‬‬ ‫لكل مشروع‪ ،‬وقد قام شباب األعمال من اجلنسني (‪ 13‬مستفيدا‪ ،‬و ‪7‬‬ ‫اخلدمية والتجارية والصناعية والزراعية على مستوى مناطق اململكة‪ ،‬بنسبة‬ ‫اإليجابية ملصلحة أبناء وبنات منطقة مكة في جانبي العمل التطوعي ومتويل‬
‫‪ %75‬للذكور و ‪ %25‬لإلناث‪ ،‬وبقيمة إجمالية تتجاوز ‪ 280‬مليون ريال‪ ،‬ويسعى‬ ‫املشاريع‪ ،‬حيث عقدت ورشة عمل حول (فن تأسيس وإدارة املشاريع) للدكتور‬
‫الصندوق إلى التوسع في أعماله التمويلية‪ ،‬من خالل دعم أكثر من ‪2000‬‬ ‫محمد بن علي شيبان عامري‪ ،‬ومحاضرة للمهندس خالد مدخلي رئيس قطاع‬
‫مشروع حتى نهاية العام اجلاري‪.‬‬ ‫العمليات بصندوق املئوية شرح خاللها آلية التقدمي والتمويل للمستفيدين‪،‬‬
‫إضافة إلى كلمة املهندس ماجد فتياني مدير عالقات املتطوعني بالصندوق‬
‫وقد ألقى إمام احلرم املكي الشريف الشيخ فيصل غزاوي كلمة في امللتقى حول‬ ‫عن التطوع واإلرشاد‪.‬‬
‫القيمة الفضلى للعمل التطوعي‪ ،‬باعتباره من فضائل اإلسالم العظيمة‪ ،‬التي‬ ‫من جانبه‪ ،‬أكد مدير عام صندوق املئوية األستاذ هشام طاشكندي أن امللتقى‬
‫تعزز كل أواصر التضامن في املجتمع املسلم‪ ،‬مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية‬ ‫يأتي ضمن سلسلة ملتقيات يقيمها الصندوق على مستوى اململكة لتهيئة كل‬
‫التثقيف بالنسبة للعمل احلر‪ ،‬الذي يعد أحد املصادر الرئيسة للدخل بالنسبة‬ ‫أجواء التواصل الفعلي واإليجابي مع الشباب السعودي‪ ،‬سوا ًء فئة املستفيدين‬
‫للفرد السعودي‪ ،‬خاصة ً في ظل وجود صناديق متويلية ملشاريع الشباب‪> .‬‬ ‫من أصحاب املشاريع الراغبني في احلصول على التمويل املطلوب‪ ،‬أو فئة‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫ضمن الخطة‬ ‫مـئــويــات‬

‫التي يواجهون فيها جتربة تغيير ثقافة مجتمعية جتاه أمر ما‪ ،‬إال أن جناح‬ ‫امــتــــــــــدادا لـنـجـــــاحــــــه‪..‬‬
‫الفريق في هذه العملية كان مبهرا ومؤثرا وملموسا لكل من اقترب أو تعامل‬
‫مع الصندوق‪.‬‬ ‫صندوق المئوية ينفذ بكفاءة إدارة استمرارية األعمال ‪BCM‬‬
‫إن العمل مع املجتمع عن قرب كان يحفه أمران رئيسان‪ .‬األول‪ :‬طبيعة‬
‫التقارب واالحتكاك اإلنساني املباشر‪ ،‬وما يتعلق به من أخطاء بشرية والقبول‬ ‫ربحية في الشرق األوسط‪ ،‬وكثاني منظمة في الشرق األوسط حتصل على‬
‫الشهادة املتميزة‪.‬‬
‫تبنى صندوق املئوية منذ بداية العام احلالي‪ 2009‬تطبيق معايير إدارة‬
‫استمرارية األعمال املنصوص عليها في املواصفة ‪ 25999 BS‬التي أطلقها‬
‫>‬
‫لألشخاص من عدمه‪ ،‬واألهم من ذلك كله الطبيعة اإلنسانية التي حتتاج إلى‬
‫وقت لبسط معدالت الثقة بني أي طرفني‪ .‬الثاني‪ :‬طبيعة اخلطاب املتداول بني‬ ‫وتعد (إدارة استمرارية األعمال ‪ )BCM‬عملية إدارية حتدد املخاطر احملتملة‬ ‫املعهد البريطاني للمواصفات ‪ BSi‬للحصول على الشهادة‪ .‬وكجزء من ثقافته‬
‫التي قد يتعرض لها صندوق املئوية‪ ،‬والتي قد تؤثر في سير األعمال فيه عند‬ ‫املؤسسية للتميز‪ ،‬يسعى الصندوق إلى بناء منظمة قوية بإمكانها أن تستمر‬
‫الصندوق واملجتمع‪ ،‬ومدى منطقيته وقبوله وقربه من الطبيعة االجتماعية‪ .‬كل‬
‫وقوعها‪ .‬وتوفر هذه العملية أيضاً إطاراً عملياً إلمداد صندوق املئوية باملرونة‬ ‫في العمل حتى في أوقات األزمات أو الكوارث ‪ -‬ال سمح الله ‪ -‬حيث يلتزم‬
‫ذلك دفعنا لنتحلى بثالث صفات في عملنا مع املجتمع‪ ،‬وهي‪ :‬التأكيد على‬ ‫التنظيمية الالزمة مع القدرة على االستجابة بفاعلية للحفاظ على مصالح‬ ‫الصندوق – فريقا وأفرادا ‪ -‬بتوفير خدمات ذات جودة للعمالء‪ ،‬وضمان‬
‫املعاملة احلسنة وفضائل األخالق‪ ،‬والتركيز على النظرة املستقبلية وأبعاد‬ ‫موظفيه وعمالئه وسالمتهم‪ ،‬واسمه وسمعته‪ ،‬واألنشطة املهمة والفاعلة فيه‪.‬‬ ‫سالمة وأمان جميع املوظفني‪ ،‬واحترام الوعود املقدمة للشركاء والعمالء‬
‫تطويرية ذات عالقة بالشخصية واملجتمع والوطن بشكل عام‪ ،‬وأيضا احلرص‬ ‫من جهته‪ ،‬أ ّكد املهندس خالد البرازي مدير إدارة التخطيط واستمرارية‬ ‫على حد سواء‪ ،‬وحماية األصول الثابتة واألموال‪ ،‬إضافة إلى اتخاذ الالزم‬
‫على وضع قنوات مفتوحة للحوار والنقاش وتبادل اخلبرات ووجهات النظر‬ ‫هشام طاشكندي*‬ ‫األعمال أن معيار إدارة استمرارية العمل ‪ 25999 BS‬هو أحد املفاهيم‬ ‫لضمان سير عمليات الصندوق وخدماته بصورة خالية من العوائق‪ ،‬مما‬
‫باعتماد استراتيجية االستماع‪.‬‬ ‫العلمية والعاملية املعاصرة التي تقتضي إعداد االستراتيجيات واخلطط‬ ‫يضمن احملافظة على صورته وحتسينها‪.‬‬
‫اليوم‪ ،‬وبعد خمس سنوات من العمل بني أوساط مجتمعنا أستطيع القول‬
‫بكل الفخر إننا حققنا جناحا جتاوز بكثير ما خططنا له في فترة محدودة‪.‬‬
‫نحن والمجتمع‪..‬‬ ‫املسبقة التي تضمن استمرار أعمال الصندوق في حالة حدوث أي حادث‬
‫والتخفيف من اآلثار التي قد تطرأ نتيجة تعطل أعماله بسبب وقوع أي‬
‫ويحرص الصندوق على تطبيق املعيار البريطاني ‪ ،25999 BS‬حيث يتطلب‬
‫هذا املعيار إعداد لوائح أمن املعلومات وتطبيقها وإدارة املوارد واملمتلكات‬
‫قدر الله‪ ،‬وذلك عن طريق تنفيذ أعمال اإلدارة من خالل موقع‬ ‫طارئ ال ّ‬ ‫وإدارة املخاطر وتخطيط استمرارية األعمال عند الكوارث والتوعية والتوجيه‬
‫استطعنا ‪ -‬بحمد الله ‪ -‬أن جنعل ثقافة العمل احلر ركيزة واضحة املعالم في‬
‫طريق نحو مستقبل وطننا‪ .‬لم نكن نعمل مبفردنا‪ ،‬فاملجتمع شريكنا احلقيقي‬
‫تضام ٌن للتغيير‬ ‫بديل مت جتهيزه وربطه مع أنظمة اإلدارة العامة والفروع بحيث يتم من‬
‫خالله تشغيل جميع فروع الصندوق لضمان استمرارية العمل‪ ،‬وتقدمي خدمة‬
‫في أمن املعلومات والتدقيق والتطوير املستمر ألمن أنظمة العمل عموماً‪.‬‬
‫وقد منح املعهد البريطاني للمواصفات ‪ BSi‬في بداية يوليو ‪ 2009‬صندوق‬
‫الذي دعمنا وساندنا وفي الوقت ذاته تقبل منا‪ ،‬وأسهم في التطبيق والتفعيل‬ ‫أفضل للعمالء‪> .‬‬ ‫املئوية شهادة ‪" 25999 BS‬إدارة استمرارية األعمال" كأول منظمة غير‬
‫> الفترة التي أمضاها صندوق املئوية في املجتمع ال تتجاوز الـ ‪ 5‬سنوات‪ ،‬إال أن‬
‫لكل ما من شأنه وضع معالم واضحة للعمل احلر في املجتمع‪ ،‬وجعله خيارا‬
‫هذه السنوت اخلمس مليئة بالكثير من التجارب واخلطط والدراسات والنتائج‬
‫أوليا للشباب من اجلنسني‪.‬‬
‫أيضا التي ملسها املجتمع قبل أن يلمسها الصندوق‪ .‬التجارب التي خاضها‬
‫جناحات صندوق املئوية وآالف مشاريع الشباب واآلالف من املتطوعني‬
‫الصندوق هي تعبير حقيقي عن الرغبة الوطنية الفاعلة لدى الصندوق إلثبات‬
‫واملرشدين الداعمني لعملنا والكثير من الشركاء واملانحني هي تأكيد فعلي‬
‫ثالثة أمور مهمة تتعلق مبجال عمله‪ ،‬وهي‪ :‬أوال أن الشباب طاقة كامنة في‬
‫جلدوى البعد االستراتيجي الذي اخترناه وسعينا له وهو نشر ثقافة العمل‬
‫املجتمعات ينبغي التركيز عليها واالستفادة منها‪ ،‬بتوجيهها التوجيه الصحيح‬
‫احلر‪ ،‬وجعلها مرتكزا أساسيا للتطوير االقتصادي واملجتمعي‪.‬‬
‫ومنحها الفرصة املناسبة لالنطالق‪ .‬ثانيا‪ :‬إن العمل اجلماعي هو املرتكز‬
‫عمل صندوق املئوية أخذ أبعادا كثيرة‪ ،‬إال أن البعد الذي لم نغفل عنه يوما‪،‬‬
‫األساسي لتنمية املجتمع‪ ،‬حيث تكاتف اجلهود مينح ثمرة أكثر نضجا‪ .‬ثالثا‪:‬‬
‫وكان محور اهتمامنا هو التركيز على تنمية مجتمعنا وإحداث نقلة عملية‬
‫أن تغيير ثقافة املجتمع هي عملية بنائية ومحورية البد أن يكون فيها فعل ورد‬
‫وفكرية في نظرته جتاه العمل احلر‪ ،‬وجعل ذلك دعامة أساسية للتطوير في‬
‫فعل لتصبح حقيقة على أرض الواقع‪.‬‬
‫األجيال التي ينتظر منها أن تكون ذات تأثير في مستقبلنا‪ ،‬وهم الشباب‪.‬‬
‫هذا ما سعينا إليه في صندوق املئوية منذ أن كان فكرة أولية‪ .‬أخذنا خطوة‬
‫وسيظل التغيير أمرا صعبا ومصيريا وحاسما في كل مكان وزمان‪ ،‬إال أن‬
‫جادة باجتاه املجتمع وإحداث عملية تغيير جذرية في نظرة املجتمع للعمل‬
‫العزمية واإلصرار على التغيير‪ ،‬تستطيع أن تصنع املستحيل‪ ،‬وأن تشق نهرا‬
‫احلر‪ .‬الكل يعلم أن التغيير كعملية من أصعب وأعقد العمليات التي متر بها‬
‫باجتاه املستقبل يروي املجتمع باخليرات‪.‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ال سيما إذا كان هذا التغيير جذريا وكبيرا‪ ،‬بحيث يشمل مساحة‬
‫إن التضامن الذي بدأه صندوق املئوية مع املجتمع منذ خمس سنوات في‬
‫كل الوطن‪ ،‬إال أننا كنا متيقنني من جتاوب املجتمع‪ ،‬في ظل التغييرات الكبيرة‬
‫صعود ومنو‪ .‬وكل يوم مير يؤكد لنا هذا التضامن أنه كان بالفعل اخليار‬
‫التي حتدث باستمرار‪ ،‬وال شك من أهمها النقلة احلضارية‪ ،‬واالقتصادية‪،‬‬
‫األفضل لتنمية املجتمع واإلسهام في تغيير اجتاهاته الفكرية والذهنية ملا فيه‬
‫والتعليمية التي يعيشها الوطن‪.‬‬
‫اخلير والنماء له وللوطن‪> .‬‬
‫كنا متيقنني أن املجتمع سيتجاوب معنا‪ ،‬إال أننا حينها لم نكن متيقنني من‬
‫سرعة هذا التجاوب‪ ،‬وكنا مع استمرار العمل نتلمس التجاوب‪ ،‬ونقوم بدراسة‬
‫التأثير الذي يحدثه عمل الصندوق ومحاولته للتغيير في املجتمع‪ .‬ورغم حداثة‬
‫التجربة بالنسبة للكثيرين من فريق العمل بالصندوق‪ ،‬حيث كانت املرة األولى‬
‫*مدير عام صندوق المئوية‬

‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬
‫دولـيـات‬ ‫اسـتثمار‬
‫دولـيـات‬

‫مركز امتياز لتقدمي التدريب للصحفيني العرب في مجاالت لم يتم التطرق إليها‬
‫من قبل في هذه املنطقة مثل الوسائط املتعددة‪".‬‬
‫ويهدف املشروع إلى جعل "تو فور ‪ - 54‬تدريب" أكادميية التدريب املهني األولى‬
‫في املنطقة التي تستهدف الشباب العرب واخلريجني الذين يتطلعون للعمل في‬ ‫أبو ظبي تزيح الستار عن مبادرة "تو فور ‪"54‬‬
‫وأضافت تقول "سنركز على احتياجاتهم من خالل وضع خبرتنا ومستوياتنا‬ ‫مجال اإلعالم والترفيه لتطوير مهاراتهم من خالل مجموعة شاملة من مناهج‬
‫العالية في خدمة الصحفيني في املنطقة‪ ".‬واجتذبت املنطقة اإلعالمية عددا‬
‫من كبرى شركات تطوير احملتوى العاملية من بينها هيئة اإلذاعة البريطانية (بي‪.‬‬
‫اإلعالم واحملتوى‪.‬‬
‫أما "تو فور ‪ - 54‬ابتكار" فستتولى تقدمي الدعم اإلبداعي والتمويل للشركات‬
‫لتطوير المحتوى اإلعالمي العربي‬
‫بي‪.‬سي) ودار راندوم هاوس للنشر التي ستنشئ دارا للنشر العربي تبتكر مواد‬ ‫احمللية اجلديدة واألفكار املبتكرة الواعدة في مجاالت الطباعة واإلنترنت‬
‫حديثة‪ .‬ومن الشركاء اآلخرين في املنطقة اإلعالمية شركة اميجنيشن التي‬ ‫والتلفزيون في الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪.‬‬
‫أسستها شركة أبو ظبي لإلعالم إلعداد أفالم طويلة ومحتوى رقمي موجه للعالم‬ ‫وستركز "تو فور ‪ - 54‬إنتاج" على توفير أحدث جتهيزات مرحلتي االنتاج وما بعد‬
‫العربي باإلضافة الى استوديوهات روتانا وفاينانشيال تاميز التي ستنقل عمليات‬ ‫اإلنتاج وإدارة أصول اإلعالم وخدمات البث والدعم التقني‪ ،‬وستمد الشركات‬
‫طبعتها اإلقليمية إلى "تو فور ‪ "54‬وشركة سي‪.‬سكاي بيكتشرز‪.‬‬ ‫بكل تقنيات االتصاالت احلديثة الالزمة‪.‬‬
‫ومضى قائال إن «تو فور ‪ »54‬تضم فريقا من اخلبراء "الذين يفهمون املنطقة‬ ‫وستكون "تو فور ‪ - 54‬تواصل" نقطة تواصل مركزية واحدة لدعم عمليات‬
‫ويدركون املوازين التي تقود للنجاح فيها‪ ...‬وهدفنا في النهاية هو تقدمي صناعة‬ ‫تأسيس شركات إنشاء احملتوى أو إعادة متركزها مبا يسهل على الشركات‬
‫إبداع وتطوير محتوى عربية حقيقية في الشرق األوسط انطالقا من أبو ظبي‪".‬‬ ‫احمللية واإلقليمية والدولية االنتقال إلى املنطقة اإلعالمية "تو فور ‪."54‬‬
‫وذكرت النشرة الصحفية أنه وفقا لدراسة عاملية أجرتها مؤسسة برايس‬ ‫وذكر بيان صحفي أن الشركة اختارت موقعا مساحته ‪ 200‬ألف متر مربع على‬
‫"وإمنا هي بيئة لالبتكار ومركز لالمتياز ميكن فيه لصناعة إنشاء احملتوى املوجه‬ ‫أطلقت أبو ظبي مبادرة وصفها مسؤول تنفيذي بأنها "لم يسبق لها مثيل" خللق بيئة‬
‫>‬
‫لقطاعات اإلعالم والترفيه أن تنمو وتزدهر‪".‬‬ ‫عمل متكاملة لتطوير وابتكار احملتوى اإلعالمي حتمل اسم "تو فور ‪ ."54‬وتسعى‬
‫ووترهاوس كوبرز حتت عنوان "نظرة مستقبلية إلى صناعة الترفيه واإلعالم‬ ‫واجهة البحر ليكون موقعها الدائم‪ ،‬وتتوقع وصول عدد العاملني فيها إلى نحو‬
‫وتسعى مبادرة "تو فور ‪ "54‬التي أحيطت بستار من التكتم والسرية على مدى‬ ‫أبو ظبي من خالل املشروع الطموح الذي لم تكشف عن حجم االستثمارات فيه‬
‫العاملية ‪ "2012 - 2008‬فمن املتوقع أن ينمو سوق اإلعالم العربي مبعدالت سنوية‬ ‫‪ 200‬موظف بنهاية الربع األول من عام ‪.2009‬‬
‫أكثر من عام من العمل الدءوب إلى توفير بيئة عمل متكاملة وعصرية تقدم‬ ‫إلى توفير بيئة عمل متكاملة تلهم مطوري احملتوى وحتفز اإلبداع في صناعات‬
‫تزيد على عشرة باملائة على مدى السنوات اخلمس املقبلة مقارنة مبتوسط النمو‬ ‫وجرى الكشف في حفل االفتتاح عن انضمام عدد كبير من الشركاء إلى املشروع‬
‫الدعم والتسهيالت وتلهم مطوري احملتوى في القطاع اإلعالمي للنمو واالزدهار‬ ‫األفالم والبث والتكنولوجيا الرقمية واأللعاب والنشر واملوسيقى‪ .‬وتأمل أبو ظبي‬
‫العاملي البالغ ‪ 6.6‬باملائة‪.‬‬ ‫من بينهم شبكة تلفزيون "سي‪.‬إن‪.‬إن" التي أعلنت أنها ستقوم ببث إخباري حي‬
‫في الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫أن تصبح بهذا املشروع مركزا لالمتياز في مجال ابتكار احملتوى العربي على‬
‫وفي كلمته قال وين بورج الرئيس التشغيلي لـ «تو فور ‪ »54‬نحن اليوم ال نطلق‬ ‫يوميا من مركز جديد للبث واإلنتاج في "تو فور ‪ "54‬من املقرر افتتاحه في مطلع‬
‫ويرمز االسم املختار للمنطقة اإلعالمية إلى اإلحداثيات اجلغرافية ملدينة أبو‬ ‫نطاق دولي‪.‬‬
‫أعماال جديدة فقط بل نطلق صناعة متكاملة إلنشاء محتوى عربي حقيقي‬ ‫العام املقبل ليكون رابع مركز لها في العالم‪.‬‬
‫ظبي الواقعة على خط العرض ‪ 24‬شماال وخط الطول ‪ 54‬شرقا‪ .‬ومن املقرر‬ ‫ووصف خلدون املبارك رئيس مجلس إدارة املنطقة اإلعالمية‪ -‬أبو ظبي مبادرة‬
‫وموجه للوطن العربي‪ ".‬وأضاف "أن فتح سوق جديد هو فرصة كبيرة ومستدامة‬ ‫وفي إطار أكادميية التدريب ستنظم مؤسسة طومسون رويترز ورش عمل مهنية‬
‫افتتاح املقر املؤقت للشركة في مجمع خليفة في مطلع عام ‪.2009‬‬ ‫"تو فور ‪ "54‬بأنها خطوة مهمة نحو العملية املستمرة لتنويع اقتصاد اإلمارات‪.‬‬
‫بكل املقاييس ولكن الصناعة حتتاج ألكثر من مجرد مكان فهي حتتاج إلى بيئة‬ ‫في موضوعات مثل كتابة األخبار الدولية والصحافة الرياضية والصحافة‬
‫وقالت نشرة صحفية "مع وجود عدد من شركات احملتوى الرائدة عامليا واإلعالن‬ ‫وفي حفل االفتتاح الذي حضره ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل‬
‫متماسكة متكاملة تقدم وتدعم التعليم واالستثمار والتعاون املشترك وعالقات‬ ‫املصورة وتغطية األخبار التلفزيونية وكتابة األخبار االقتصادية‪.‬‬
‫عن خططها للمنطقة فإن بيئة «توفور ‪ »54‬املتكاملة سوف توفر املنشآت‬ ‫نهيان وكبار مسئولي دولة اإلمارات العربية املتحدة وعشرات من قادة صناعة‬
‫الشراكة اخلالقة‪> ".‬‬ ‫وقالت مونيك فيال رئيسة مجلس إدارة مؤسسة طومسون رويترز "نأمل خلق‬
‫والتجهيزات اإلنتاجية والبنية التحتية وفرص التدريب احلاضنة لألعمال‬ ‫اإلعالم على مستوى العالم وصف توني أورستون الرئيس التنفيذي ملنطقة "تو‬
‫اجلديدة‪ ،‬وكل ذلك في موقع واحد مبا يتيح تطوير محتوى عربي راقي املستوى‬ ‫فور ‪ "54‬املبادرة بأنها "لم يسبق لها مثيل وليس لها نظير في العالم‪".‬‬
‫وبأيد عربية ليتوجه إلى أكثر من ‪ 300‬مليون ناطق بهذه اللغة‪".‬‬ ‫وتهدف املبادرة إلى إنشاء صناعة جديدة في املنطقة من خالل توفير بيئة‬
‫وقال وليد العوضي رئيس مجلس إدارة شركة سي سكاي بيكتشرز "لقد حان‬ ‫دعم متكاملة التجهيزات ميكنها أن جتمع الشركات احمللية واإلقليمية والدولية‬
‫الوقت لكي أعود للوطن كمنتج أفالم‪ .‬لدينا اآلن بنية حتتية جيدة‪ .‬وبإمكاننا‬ ‫العاملة في مختلف قطاعات اإلعالم من صناعة األفالم والبث والنشر إلى‬
‫إلهام وحتفيز منتجي أفالم آخرين‪ .‬نحن نأتي باخلبرة من الغرب‬ ‫التقنيات الرقمية واملوسيقى‪ .‬وقال أورستون "نحن نسعى‬
‫إلى العالم العربي وبإمكاننا أن نروي اآلن قصص العالم العربي‬ ‫من خالل رؤية أبو ظبي ‪ 2030‬إلى حتويل اإلمارة إلى‬
‫وهي كثيرة‪".‬‬ ‫مركز إقليمي للثقافة تضع العاصمة العاملية في موقع‬
‫وقال رئيس مجلس إدارة شركة أبو ظبي لإلعالم محمد خلف‬ ‫القلب منه‪".‬‬
‫املزروعي إن الشركة ستكون "أول وأكبر شركة حاضرة في «تو‬ ‫وأضاف "ال شك أن توفير بيئة دعم متكاملة ميكن أن‬
‫فور ‪.»54‬‬ ‫تتعاون فيها مختلف شركات اإلعالم سيجعل من أبو ظبي‬
‫وستقدم "تو فور ‪ "54‬خدماتها املتطورة واملترابطة من خالل أربع‬ ‫مركزا رائدا وحاضنة فعلية إلنشاء احملتوى اإلعالمي‬
‫دعائم رئيسية هي "تدريب" و"ابتكار" و"إنتاج" و"تواصل"‪ ،‬وجميعها‬ ‫ونشر الثقافة في مختلف أنحاء الشرق األوسط‬
‫داخل بيئة متكاملة على طراز احلرم اجلامعي تشجع التعاون‬ ‫وخارجه‪".‬‬
‫والشراكات اخلالقة بني الشركات العاملة فيها‪.‬‬ ‫وشدد أورستون على أن "تو فور ‪ "54‬ليست مجمع مكاتب‬

‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬
‫إضـاءة‬
‫إضاءة‬ ‫اسـتثمار‬
‫دولـيـات‬

‫مبادرة جديدة في األردن لتحفيز شباب البادية على تنمية‬


‫مجتمعاتهم المحلية‬
‫كما يسعى املشروع إلى تطوير قدرات ومهارات املؤسسات األهلية العاملة‬ ‫يطلق مركز الثريا للدراسات مبادرة تنموية جديدة تهدف إلى تهيئة وحتفيز‬
‫مع الشباب‪ ،‬في مجال مشاركة الشباب ودمجهم في برامجهم التنموية كما‬ ‫الشباب في البادية األردنية واملؤسسات العاملة معهم إلطالق مبادرات‬
‫يرسخ املشروع مفاهيم وقيم االنتماء واملشاركة والعمل التطوعي واإلبداعي‬ ‫تنموية محلية تسهم في تنمية املجتمعات احمللية وتترك أثاراً إيجابية في‬
‫واإلجنازي‪ ،‬كما سيوفر املشروع فرصة لكسب دعم وتأييد املجتمعات احمللية‬ ‫مجتمعاتهم‪.‬‬
‫لدور الشباب التنموي‪ .‬وحول منهجية عمل املشروع التي يسعى املشروع إلى‬ ‫وحول فكرة املشروع‪ ،‬قال الدكتور محمد اجلريبيع مدير مركز الثريا للدراسات‬
‫تبنيها قال د‪ .‬اجلريبيع إن املنهجية التشاركية التفاعلية القائمة على دمج‬ ‫إن مشروع "نخوة شباب" يسعى إلى استثمار طاقات الشباب وشحن الهمم‬
‫جميع الفئات املستهدفة للمشروع بفعالياته وأنشطته هي مبدأ أساسي تقوم‬ ‫لديهم للمشاركة في تنمية املجتمعات احمللية‪ ،‬وقد مت اختيار اسم مشروع‬
‫عليه منهجية العمل‪ ،‬كذلك مت تشكيل جلان تطوعية فنية من الشباب بكل بادية‬ ‫"نخوة شباب" وهو جزء من محاكاة البيئة والثقافة احمللية للشباب في البادية‬
‫من البوادي الثالث للتخطيط وتنفيذ برامج األنشطة املنفذة‪ ،‬وهذا سيسهم‬ ‫األردنية اعتمادا على املوروث الشعبي في ثقافتهم‪ .‬وأضاف أن املشروع يأتي‬
‫في تطوير قدرات الشباب وتوسيع مداركهم وفتح آفاق معرفية جديدة أمامهم‪،‬‬ ‫من أهمية الشباب كعنصر دميوغرافي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬اقتصادي‪ ،‬وسياسي في‬
‫ملك لهم‪ ،‬ومن أجل إيجاد‬‫كما سيولد لديهم إحساساً بأن هذا املشروع هو ٌ‬ ‫إحداث تنمية محلية مستدامة من خالل إتاحة الفرصة للشباب للمشاركة في‬
‫قنوات تواصل بشكل دائم مع الشباب مت اختيار (‪ )3‬ضباط ارتباط من أبناء‬ ‫البرامج التنموية‪ ،‬الرامية إلى تعميق حالة من التفاعل والتشارك بني الشباب‬
‫البادية ومتواجدين فيها ليشكلوا ضباط ارتباط للمشروع‪ ،‬مما يسهل عملية‬ ‫ومجتمعاتهم‪ ،‬مما يسهم في إيجاد مجتمعات‪ ،‬وقادرة على استثمار طاقات‬
‫التواصل بني الشباب في كل بادية من البوادي الثالث‪.‬‬ ‫الشباب واستيعابها‪ ،‬كعنصر محرك للتنمية احمللية‪.‬‬
‫وتعزز هذه املبادرات ثقافة العمل التطوعي واملسؤولية املجتمعية لدى‬ ‫وأضاف د‪ .‬اجلريبيع أن مشروع "نخوة شباب" الذي ينفذ في البادية األردنية‬
‫الشباب جتاه مجتمعاتهم احمللية‪ ،‬وتتيح الفرصة أمام املؤسسات لكسب‬ ‫يستهدف الشباب ضمن الفئة العمرية (‪ )30-18‬ومن كال اجلنسني‪ ،‬باإلضافة‬
‫الشاب واالستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم‪ ،‬وهذا مبجمله سيسهم في إيجاد‬ ‫إلى استهدافه املؤسسات احمللية العاملة مع الشباب في مناطق البادية األردنية‬
‫حراك شبابي مؤسسي تنموي داخل مناطق البادية األردنية يشارك في هذه‬ ‫بهدف تهيئة وحتفيز الشباب في البادية األردنية واملؤسسات العاملة معهم‬
‫احلوارات‪ ،‬باإلضافة إلى الشباب واملؤسسات والقيادة احمللية والرسمية‬ ‫إلقامة عالقات تنموية تشاركية تسهم في حتسني التنمية الشبابية املجتمعية‬
‫وأصحاب القرار‪ .‬وزاد جريبيع أنه في نهاية املشروع سيتم توثيق جميع هذه‬ ‫من جهة‪ ،‬وتنمية املجتمعات احمللية وتقوية مؤسسات املجتمع احمللي من جهة‬
‫الفعاليات واألنشطة من خالل إنتاج فلم وثائقي يتناول املبادرات الشبابية‪،‬‬ ‫أخرى‪ .‬ويسعى املشروع إلى تطوير قدرات الشباب في البادية األردنية في‬
‫ودورها في إطالق املبادرات التنموية‪> .‬‬ ‫مجال املبادرات الشبابية التنموية من حيث معرفتهم وقدرتهم على ابتكار‬
‫األفكار التنموية اخلالقة وحتويلها إلى مبادرات واقعية ميكن تطبيقها على‬
‫أرض الواقع تسهم في تنمية املجتمعات احمللية‪ ،‬وتعزز دورهم التنموي‪،‬‬

‫«االبتكار هو أداة العصاميين الحقيقية‪ ،‬إنه السلوك الذي يزودهم‬


‫بالموارد والقدرة المتجددة على خلق الثروة»‪.‬‬

‫بيتر دراكر‬
‫عالم اإلدارة واملؤلف اإلداري املشهور‬

‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬
‫اسـتثمار‬
‫لـقــاء‬

‫رجل الملصقات األول بالسعودية‪ ..‬المهندس سامي الفايز‪ ..‬بدأ حياته المهنية مهندسا يافعا بعد تخرجه من جامعة الملك فهد للبترول‬
‫والمعادن كمهندس متخصص في هندسة النظم الصناعية وبحوث العمليات‪ ..‬إال أن الوظيفة لم تكن قط ترضي طموحه‪ ،‬ولم يكن‬
‫يشعر بأنها مسار يحقق أمنياته التي يتطلع إليها‪ ،‬فقدم استقالته بعد مضي سنة واحدة فقط‪ .‬واختار طريقا وعرا في البداية‪ ،‬مليئا‬
‫بالصعاب‪ ،‬تحدوه المخاطر في ذلك الحين‪ ،‬إال أنه يناسب كثيرا من يملكون الجرأة والقدرة على التخطيط الصحيح لمسار حياتهم‪ .‬بدأ‬
‫المهندس الفايز مشروعا استثماريا خاصا بعد أن استفاد من القرض التمويلي الذي قدمه له صندوق التنمية الصناعية‪ .‬وخالل عشرين‬
‫سنة من العمل والبناء والتخطيط ومواصلة العطاء استطاع أن يقود سفينة مشروعه االستثماري إلى مراتب متقدمة من النجاح‬
‫واألمان‪ ..‬ليصبح اليوم من أكبر المصانع في المملكة في مجال صناعة المنتجات الالصقة ‪0‬‬
‫فريق التحرير بـ «تمكين» حاور المهندس سامي الفايز حول البدايات وتجربته الممتدة لعشرين عاما‪ ،‬وتوجيهاته ورؤاه لشباب األعمال‬
‫اليوم‪ ..‬فإلى الحوار‪:‬‬

‫شريكاً وعندما قمت باالطالع على الدراسة رأيت‬ ‫حتى هذا اليوم ‪ ،‬ولكن كان لدي احلماس والرغبة‬ ‫مهندس سامي‪ ..‬أين ومتى بدأت رغبتك لتكون‬
‫لزاماً إجراء بعض التعديالت عليها وحتديثها ‪ ،‬حيث‬ ‫في تأسيس منشأة صناعية وقد حتقق لي ذلك‬ ‫رجل أعمال وصاحب مصنع وتعمل في مجال‬
‫مضى عليها أكثر من سنتني حتى أصبحت دراسة‬ ‫واحلمد لله ‪0‬‬ ‫العمل احلر؟‬
‫متكاملة ومحدثة ‪ ،‬ورأيت حينها أن هذه الدراسة‬ ‫في احلقيقة ‪ ،‬للبداية فكرة بسيطة‪ ،‬حينما كنت‬
‫من املمكن أن حتقق حلمي في تأسيس منشأة‬ ‫كيف بدأت مشروعك؟ وملاذا فكرة املنتجات‬ ‫في الصف الثاني ثانوي‪ -‬كان عمري حينها ‪17‬‬
‫صناعية‪ ،‬وبعد االستقالة مباشرة‪ ،‬قدمت دراسة‬ ‫الالصقة بالذات يا مهندس سامي؟‬ ‫عاما‪ -‬قامت إدارة املدرسة بتنظيم زيارة ملجموعة‬
‫اجلدوى االقتصادية لصندوق التنمية الصناعية‪،‬‬ ‫كان توجهنا لالستثمار في مشروع صناعي آخر إال‬ ‫من املصانع في املنطقة الصناعية األولى‬
‫وحقا كنت متخوفا من عدم احلصول على املوافقة‬ ‫أن أحد أصدقاء الوالد الذي كان نشاطه في مجال‬ ‫بالرياض‪ .‬وأذكر جيدا حينها أنني انبهرت حينما‬
‫‪ ،‬ولكن احلمد لله مت قبول الدراسة واملوافقة على‬ ‫األدوات املكتبية قد قام بإعداد دراسة اجلدوى‬ ‫مت اصطحابنا من قبل املسؤولني في هذه املصانع‬
‫طلب التمويل‪ ،‬وقد متكنا ولله احلمد من سداد‬ ‫االقتصادية للمشروع ‪،‬وألسباب معينة لم يتم تنفيذه‬ ‫إلى صاالت اإلنتاج‪ ،‬حيث شاهدت للمرة األولى‬
‫كامل قيمة القرض وفي املواعيد احملددة ‪0‬‬ ‫‪ ،‬ثم عرض هذا الصديق على الوالد أن يدخل‬ ‫في حياتي خطوط اإلنتاج ‪ ،‬وكيف تتحول املواد‬
‫اخلام بعد مرورها بهذه اخلطوط إلى منتجات‬
‫نهائية أو شبه نهائية ‪.‬‬
‫> حينما كنت في‬ ‫ومنذ تلك الزيارة تكون في داخلي ميول كبير جدا‬
‫السابعة عشرة من عمري‬ ‫جتاه التصنيع والعمل في هذا املجال ‪ .‬ولعل هذا‬
‫بدأت الحلم بمشروعي‬ ‫يؤكد أهمية املناهج الالصفية ودورها في حتفيز‬
‫الخاص‬ ‫الطالب والتأثير في توجهاتهم املستقبلية ‪،‬‬
‫ولذلك بعد تخرجي من اجلامعة مباشرة تقدمت‬
‫للعمل بصندوق التنمية الصناعية السعودي الذي‬
‫يقوم بدعم املشاريع الصناعية من خالل تقدمي‬
‫المهندس سامي الفايز‪..‬‬
‫التمويل الالزم بعد دراسة هذه املشاريع من‬
‫النواحي الفنية والتسويقية واملالية والتأكد من‬
‫مؤسس شركة المنتجات الالصقة‪:‬‬
‫جدوى إقامتها ‪ ،‬وقد أتاح لي العمل في الصندوق‬

‫الوظيفة لم تحقق طموحي‬


‫التدرب لدى العديد من الشركات الصناعية داخل‬
‫اململكة وخارجها ‪0‬‬

‫أال ترى أنه من الغريب أنك لم متض في احلياة‬


‫الوظيفية سوى سنة واحدة فقط‪ ..‬أال تظن أنك‬
‫فغادرتها بعد عام واحد فقط‬
‫كنت بحاجة إلى املزيد من السنوات الكتساب‬
‫اخلبرة الكافية على األقل؟‬
‫رمبا لو أمضيت مدة أطول لبقيت موظفاً حكومياً‬
‫ألبدأ مشروعي الخاص‬

‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬
‫اسـتثمار‬
‫لـقــاء‬ ‫اسـتثمار‬
‫لـقــاء‬

‫األولى من بدء اإلنتاج التجاري وحجم التكاليف‬ ‫تلقى الشاب التعليم اجليد والتدريب املناسب‪،‬‬ ‫مهندس سامي‪ ..‬أنت تريد من شبابنا أن يتجه‬ ‫ما العائق األكبر الذي واجهك حينها عند بدايتك‬
‫يفوق حجم املبيعات‪ ،‬وبالكاد كان املشروع يحقق‬ ‫وأوجدنا لهم البيئة املناسبة فإنهم سيتحولون‬ ‫للعمل احلر والتجارة والتصنيع واالستثمار‬ ‫ملشروعك؟‬
‫أرباحا‪ ،‬ولعلي هنا أجد فرصة ألنصح أي شاب‬ ‫تلقائيا إلى شباب أعمال ‪Entrepreneur‬‬ ‫عموما‪ ،‬لكن هل ترى أن تعليمنا وهو البذرة‬ ‫لقد كان من سوء احلظ أنه بعد االتفاق وتوقيع‬
‫يرغب في دخول املجال الصناعي بالتركيز على‬ ‫يبني الوطن ويسهم في دعم اقتصاده‪ ،‬حيث‬ ‫املهمة في حياة الشباب يدعم ما تدعو إليه؟‬ ‫العقد مع املؤسسة املسؤولة عن تنفيذ األعمال‬
‫مجال التسويق بالنشاط التجاري أوالً حتى يتم‬ ‫تعتبر السعودية من أكثر الدول املليئة بالفرص‬ ‫من املؤسف حقا أن تعليمنا يركز على التلقني‬ ‫املدنية ملبنى املصنع ومباشرة هذه املؤسسة ألعمال‬
‫تكوين قاعدة من العمالء ومتى ما حتقق ذلك‬ ‫القابلة لالستفادة منها مباشرة‪.‬‬ ‫واحلفظ والكم املعرفي‪ ،‬وال يركز أبدا على حث‬ ‫اإلنشاءات حدث غزو الكويت وكانت األوضاع غير‬
‫ميكنه التحول إلى مجال التصنيع ‪ ،‬وأيضا على‬ ‫الطالب على التفكير ‪ ،‬تعليمنا بحاجة لتجاوز‬ ‫مستقرة ‪ ،‬ولذلك كان العائق األكبر بالفعل رفض‬
‫الشاب أن يفكر مليا عند اختياره للسوق الذي‬ ‫ولكننا نرى العديد من املشاريع التي تفشل‪ ،‬هل‬ ‫إشكالية الكم التي يرهق بها الطالب‪ ،‬والتركيز‬ ‫أغلب البنوك احمللية املساهمة في التمويل من‬
‫سوف يستثمر فيه‪ ،‬فمن املهم عدم الدخول‬ ‫يتعارض هذا مع الفرص التي تتحدث عنها؟‬ ‫على تشجيع الطالب على التفكير التحليلي‬ ‫خالل تقدمي التسهيالت االئتمانية املطلوبة لفتح‬
‫في مجال سوق صغير‪ ،‬حيث إنه سيتعني عليه‬ ‫بالعكس ال يتعارض أبدا‪ ،‬فاملشكلة ليست في‬ ‫والنقدي ملا حوله‪ ،‬والدليل على ذلك أن نسبة‬ ‫االعتمادات املستندية الستيراد اآلالت من اخلارج‬
‫احلصول على حصة كبيرة من السوق وهذه‬ ‫قلة الفرص‪ ،‬وإمنا تكمن املشكلة احلقيقية في‬ ‫كبيرة من طالبنا ينسى أغلب املعلومات التي‬ ‫‪ ،‬وذلك بسبب كون املشروع جديداً ورمبا لعدم‬
‫ليست باملهمة السهلة ‪.‬‬ ‫أن شبابنا غير ابتكاري‪ ،‬فهم في الغالب مقلد‬ ‫حفظها مبجرد انتهائهم من أداء االمتحانات‬ ‫وجود خبرة سابقة في املجال نفسه ‪ ،‬مما أوقعنا‬
‫خصوصا في مجال الفرص التجارية‪ ،‬ولذا‬ ‫‪ ،‬ولو الحظنا سنجد أن مخرجات تعليمنا ال‬ ‫في مأزق وكاد املشروع يتعثر في بداياته‪ ،‬إال أن‬
‫أال ترى مهندس سامي أن الوضع بالنسبة للفتيات‬ ‫نالحظ فشل العديد من املشاريع كما ذكرت‪،‬‬ ‫تتناسب أبدا مع احتياجات السوق‪ ،‬مما يعني أننا‬ ‫أحد الشركاء استطاع إقناع املسؤولني في أحد‬
‫أكثر صعوبة في مجتمعنا؟‬ ‫ولكن هذا بسبب التقليد وعدم دراسة هذه‬ ‫بحاجة لتغييرات جذرية في حقل التعليم لنخرج‬ ‫البنوك ومت بالفعل املوافقة على تقدمي التسهيالت‬
‫ال شك أن الفرص للشباب أكثر‪ ،‬والتحدي بالنسبة‬ ‫املشاريع دراسة مستفيضة قبل اإلقدام عليها ‪،‬‬ ‫فعال شبابا مؤهلني خلوض غمار احلياة بثقة‬ ‫االئتمانية املطلوبة ‪ ،‬وبذلك جتاوزنا هذا العائق‬
‫للفتيات أكبر وأصعب‪ ،‬ولكنه ليس مستحيال‪ ،‬فلو‬ ‫وأود أن أحذر الشباب من االجتهادات الشخصية‬ ‫وشجاعة‪ .‬وال بد من إشراك القطاع اخلاص في‬ ‫الذي كاد يتسبب في عدم حتقيق حلمي في إقامة‬
‫كانت الفتاة مصممة وراغبة في إقامة مشروعها‬ ‫وكالم األقران غير املبني على دراسة واعية وفهم‬ ‫مجال التدريب واالستفادة من خبراته في ذلك‪،‬‬ ‫منشأة صناعية ‪ ،‬وأكاد أجزم بأن هناك العديد‬
‫اخلاص‪ ،‬ستستطيع أن حتقق ما تريده بإذن‬ ‫ملتطلبات السوق‪ .‬حقا إن الشباب من اجلنسني‬ ‫إذ إننا بحاجة إلى تعاضد التعليم والتدريب‬ ‫من املشاريع التي لم تر النور بسب عدم ثقة بعض‬
‫الله‪ .‬إال أنني ال أنكر أن هناك معوقات تشريعية‬ ‫بحاجة للتشجيع والدعم ولكن ينبغي أن نشجعهم‬ ‫لتخريج شباب قادرين على اإلبداع ‪ .‬ومتى ما‬ ‫البنوك باملستثمرين الشباب‪.‬‬
‫وقانونية‪ ،‬حيث حتتاج بعض األنظمة إلى إعادة‬ ‫وندعمهم ونقدم لهم املشورة ‪0‬‬
‫صياغة‪ .‬ومن األمثلة التي حتضرني اآلن قصة‬
‫إحدى الشابات التي رغبت قبل عدة سنوات في‬ ‫كيف كانت بدايتكم وتدشينكم للمشروع‪ ،‬وما‬ ‫> منتجاتنا تتواكب مع‬
‫االستثمار في مقهى نسائي (كوفي شوب)‪ ،‬وبعد‬ ‫التحديات احلقيقية عندما خضتم جتربة بدء‬ ‫تطور احتياجات‬
‫استئجارها املكان واجهت الشابة صعوبة في‬ ‫العمل الفعلي؟‬ ‫العمالء‬
‫استصدار التصريح الالزم بسبب إفادة البلدية‬ ‫بعد االنتهاء من أعمال البناء للمصنع واستقدام‬
‫أنه ليس لديها مفتشات نساء يعملن في البلدية‬ ‫العمالة املطلوبة واستكمال تركيب خطوط اإلنتاج‬
‫لزيارة املكان والتأكد من تطبيق تعليمات النظافة‬ ‫واالنتهاء من كامل التجهيزات ‪ ،‬بدأنا اإلنتاج‬
‫‪ ،‬وللعلم فإن من التحديات احلقيقية اآلن هو‬ ‫التجريبي في نهاية عام ‪1991‬م‪ ،‬ومن ثم اإلنتاج‬
‫إيجاد فرص عمل للخريجات ‪ ،‬حيث إن عددهن‬ ‫التجاري على الفور في بداية العام ‪1992‬م‪ ،‬إال‬
‫يتجاوز عدد اخلريجني ‪،‬فالقطاع احلكومي أصبح‬ ‫أن التحدي احلقيقي الذي واجهنا كان في مجال‬
‫متضخما وال يستوعب األعداد اجلديدة‪ ،‬وهذا‬ ‫املبيعات ويكمن في البحث عن عمالء‪ ،‬حيث‬
‫يستوجب فتح آفاق جديدة للفتيات ليبدأن عملهن‬ ‫لم يكن لدينا عميل واحد‪ .‬وهنا كان التحدي‬
‫اخلاص ويصنعن مستقبال جديدا لهن وألسرهن‬ ‫احلقيقي وهي البداية من الصفر لتكوين قاعدة‬
‫بعيدا عن الوظيفة التي رمبا لن تأتي‪.‬‬ ‫من العمالء ‪ ،‬ولقد واجهنا الكثير من الصعوبات‬
‫لتحقيق ذلك ‪ ،‬ومن املعروف أن االستثمار‬
‫الكثير من الشباب يبحث عمن ميد له يد العون‪،‬‬ ‫الصناعي هو استثمار طويل األجل ‪ ،‬وكثيراً من‬
‫وجتده حائرا في كيفية معرفة ما الذي يحتاج‬ ‫املنشآت الصناعية تخسر في السنوات األولى‬
‫إليه ليكون مستثمرا ناجحا‪ ..‬برأيك مهندس‬ ‫بسبب ارتفاع التكاليف الثابتة وعدم القدرة على‬
‫سامي ما الذي يحتاج إليه الشاب لينجح؟‬ ‫استغالل الطاقة اإلنتاجية ‪ .‬وحقا بدأنا بالتدرج‬
‫أعلم يقينا أن الشاب أو الشابة تدور برأسيهما‬ ‫في هذا األمر‪ ،‬إال أننا أمضينا السنوات الثالث‬

‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬
‫اسـتثمار‬
‫إضاءة‬ ‫اسـتثمار‬
‫لـقــاء‬

‫االئتمان بهذه البنوك في احلصول على نسخة‬


‫من القوائم املالية ملنشآت قائمة ليتمكنوا من‬
‫حتليل ودراسة املركز املالي للمنشأة ‪ ،‬والتأكد من‬
‫قدرتها على السداد في حاله موافقة املصرف‬
‫على التمويل‪ .‬وحيث يتعذر تقدمي أي ميزانيات‬
‫معتمدة من مراجع قانوني في حالة املشاريع‬
‫اجلديدة فإن أغلب طلبات التمويل تقابل بالرفض‬
‫وبالتالي تتضح احلاجة املاسة لوجود مؤسسات‬
‫مالية مثل صندوق املئوية يتم من خالله تقدمي‬
‫التمويل الالزم ملشاريع الشباب ليتمكنوا من بدء‬
‫مشاريعهم الصغيرة ‪.‬‬
‫ولعلي أنتهز هذه الفرصة ألقدم الشكر لصندوق‬
‫املئوية على كل ما يبذله من جهود لدعم شباب‬
‫األعمال واألخذ بيدهم ليتحولوا إلى رجال أعمال‬
‫مستقبليني بإذن الله‪ ،‬وال شك أن جهوده انعكاس‬ ‫> نلتزم باستمرار بأعلى‬
‫طبيعي للرغبة الفاعلة في االهتمام بأبناء الوطن‬ ‫معايير الجودة‬
‫عموما‪.‬‬

‫مهندس سامي ‪ ..‬هل من كلمة أخيرة توجهها‬ ‫تقديري أن هذا االعتقاد خاطئ ‪ ،‬ويجب أن نحاول‬ ‫الكثير من األفكار وتواجههما الكثير من التحديات‪،‬‬
‫للشباب؟‬ ‫تغيير نظرة املجتمع‪ .‬ال شك أن ساعات العمل‬ ‫إال أنهما بحاجة دائما إلى مرتكزات أساسية‬
‫آمل من الشباب احلرص كل احلرص على‬ ‫في القطاع اخلاص أطول ‪ ،‬كما أن طبيعة العمل‬ ‫ينطلقان منها إلى النجاح‪ ،‬وفي رأيي تتمحور في‪:‬‬
‫احلصول على تلقي التعليم اجليد واختيار‬ ‫تتطلب التزاما وإنتاجية أعلى مقارنة بالعمل في‬ ‫أن يعرفا حقيقة ماذا يريدان‪ ،‬ويبذالن جهدهما‬
‫التخصصات املطلوبة من قبل سوق العمل‬ ‫القطاع احلكومي ولكن مقابل ذلك يوفر القطاع‬ ‫ليتوصال إلى ذلك‪ ،‬والنية الصادقة والرغبة في‬
‫‪،‬وذلك لتفادي االنضمام لطابور اخلريجني الذين‬ ‫اخلاص مرتبات أعلى وبدالت وحوافز ال يوفرها‬ ‫حتقيق النجاح‪ ،‬واتخاذ القرارات الصحيحة‬
‫تقدموا إلى وزارة اخلدمة املدنية النتظار دورهم‬ ‫القطاع احلكومي ‪،‬إضافة إلى أن فرص البروز‬ ‫واملناسبة ‪ ،‬ويدخل ضمن ذلك استشارة العارفني‬
‫في احلصول على وظيفة حكومية ‪ ،‬وقد يطول‬ ‫وتسلم مراكز قيادية متاحة بشكل أكبر ‪ ،‬وفي‬ ‫وأصحاب اخلبرة‪ ،‬واجلدية ثم اجلدية‪ ،‬ألنها‬
‫انتظارهم لسنوات عديدة بسبب عدم توافر‬ ‫تقديري بأن من ينجح في العمل بالقطاع اخلاص‬ ‫سيمران بتحديات كبيرة ومرهقة أحيانا‪ .‬ودراسة‬
‫وظائف شاغرة ‪،‬ألنه يجب االعتراف بأن اجلهاز‬ ‫يستطيع أن يتوجه للعمل احلر و بدء مشروعه‬ ‫املشروع دراسة وافية من جميع اجلوانب‪ ،‬حقا‬
‫احلكومي في الوقت احلاضر أصبح متضخماً‬ ‫اخلاص‪ .‬وآمل من الشباب أن يحملوا شعلة التغيير‬ ‫إن هناك معوقات من الصعب التنبؤ بها ولكن‬
‫ولم يعد مبقدوره استيعاب العدد املتنامي من‬ ‫ويخوضوا جتربة تأسيس مشاريع صغيرة ‪ ،‬علماً‬ ‫عليهما االجتهاد قدر استطاعتهما‪ ،‬وااللتزام‬
‫اخلريجني واخلريجات ‪0‬‬ ‫أن بلداً مثل أملانيا ذات االقتصاد األكبر في أوروبا‬ ‫جتاه نفسيهما وجتاه اآلخرين ‪،‬ومن ذلك وفاؤهما‬
‫ولذا فإن التوجه يجب أن يكون للعمل في القطاع‬ ‫يعتمد اعتماداً كبيراً على الشركات الصغيرة التي‬ ‫بالتزاماتهما‪ .‬وأخيرا أن يكونا صادقني في‬
‫اخلاص واحلصول على اخلبرة الالزمة ومن ثم‬ ‫ال يتجاوز عدد موظفيها العشرين موظفاً‪.‬‬ ‫تعاملهما مع العمالء واملوردين واملوظفني‪.‬‬
‫التوجه للعمل احلر وإقامة مشاريعهم اخلاصة‬
‫في ظل وجود جهات تأسست لتقدمي التمويل‬ ‫هل تعتقد مهندس سامي أن هناك إشكالية‬ ‫مهندس سامي‪ ..‬الكثير يطالب الشباب بالعمل‬
‫«كنت دائم ًا أجد أن نظرتي للنجاح ثورية وغير تقليدية إطالق ًا‪،‬‬ ‫واملشورة ‪ ،‬ولكن يجب األخذ في االعتبار بأن هذا‬ ‫حقيقية في متويل مشاريع الشباب؟‬ ‫وااللتزام واجلدية والتوجه للعمل احلر والبدء‬
‫إن النجاح بالنسبة لي ال يعني المال أو المكانة االجتماعية أو‬ ‫القطاع يتوقع من الشباب االلتزام بأخالقيات‬ ‫إذا كنت تتحدث عن البنوك التجارية فأستطيع‬ ‫مبشاريع جديدة صغيرة‪ ،‬ولكن أال ترى معي أن‬
‫العمل واجلد واالجتهاد‪ ،‬كما يشترط معرفة اللغة‬ ‫أن أؤكد لك من خالل جتربتي الشخصية أن‬ ‫املجتمع ال يدعم ذلك‪ ،‬بل إنه بعض األحيان يقف‬
‫الشهرة‪ ،‬بل يعني إيجاد أسلوب حياة يجلب لي السعادة والرضا‬ ‫هناك إشكالية حقيقية في هذا اجلانب ‪ ،‬ألن‬ ‫حجر عثرة في طريق الشباب من اجلنسني؟‬
‫اإلجنليزية وإجادة استخدام احلاسب اآللي‪> .‬‬
‫عن الذات واإلحساس بعطائي وقيمتي في هذا العالم»‪.‬‬ ‫أغلب بنوكنا مع األسف الشديد تتحفظ على‬ ‫هناك اعتقاد سائد في املجتمع أن العمل في‬
‫متويل املشاريع اجلديدة بسبب ارتفاع نسبة‬ ‫القطاع اخلاص بوجه عام غير مضمون ‪ ،‬وأن‬
‫املخاطرة ‪ ،‬حيث يحرص املسؤولون في إدارة‬ ‫احلصول على وظيفة حكومية أضمن ‪ ،‬وفي‬
‫أنيتا روديك‬
‫مؤسسة متاجر «ذي بودي شوب»‬
‫ِّ‬
‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬
‫ملف العدد‬ ‫ملف العدد‬

‫العمل التطوعي‬
‫العمل االجتماعي بات يعتبر إحدى الركائز األساسية لتحقيق التق ّدم االجتماعي‬ ‫مفهوم العمل التطوعي‬
‫والتنمية‪ ,‬ومعياراً لقياس مستوى الرقي االجتماعي لألفراد‪.‬‬ ‫ميثل العمل التطوعي مبنهجه االجتماعي واإلنساني سلوكا حضاريا ترتقي به‬
‫ويعتمد العمل االجتماعي على ع ّدة عوامل لنجاحه‪ ,‬ومن أهمها املورد البشري‪,‬‬ ‫املجتمعات واحلضارات منذ قدمي الزمان‪ ،‬وأصبح ميثل رمزا للتكاتف والتعاون‬
‫فكلما كان املورد البشري متحمساً للقضايا االجتماعية ومدركاً ألبعاد العمل‬ ‫بني أفراد املجتمع ضمن مختلف مؤسساته‪ ،‬حيث ارتبط العمل التطوعي ارتباطا‬
‫االجتماعي أتى العمل االجتماعي بنتائج إيجابية وحقيقية‪ ،‬كما أن العمل‬
‫االجتماعي ميثل فضا ًء رحباً ليمارس أفراد املجتمع والءهم وانتماءهم‬
‫وثيقا بكل معاني اخلير والعمل الصالح عند كل املجتمعات البشرية منذ األزل‬
‫وذلك باعتباره ممارسة إنسانية‪.‬‬ ‫طاقة ال تنضب في خدمة التنمية!‬
‫ملجتمعاتهم‪ ,‬كما ميثل العمل االجتماعي مجاالً مهماً لصقل مهارات األفراد‬ ‫والعمل التطوعي هو اجلهد الذي يبذله اإلنسان من أجل مجتمعه مبحض‬
‫وبناء قدراتهم‪.‬‬ ‫إرادته لتحقيق جملة واضحة من األهداف اإلنسانية‪ ،‬دون انتظار أي مردود‬ ‫أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك االجتماعي‬
‫وانطالقاً من العالقة التي تربط بني العمل االجتماعي واملورد البشري‪ ,‬فإنه‬ ‫مادي مقابل جهوده‪ .‬ويهدف التطوع كحركة اجتماعية إلى تأكيد التعاون وإبراز‬
‫ميكن القول بأن عماد املورد البشري املمارس للعمل االجتماعي هم الشباب‪,‬‬ ‫الوجه اإلنساني واحلضاري للعالقات االجتماعية وإظهار أهمية التفاني في‬ ‫بين المواطنين‪ .‬والعمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباط ًا وثيق ًا بكل معاني‬
‫خاصة في املجتمعات الشابة‪ ,‬فحماس الشباب وانتماؤهم ملجتمعهم كفيالن‬ ‫البذل والعطاء حباً في اخلير ورغب ًة في املساعدة‪ .‬ومن خصائص العمل‬ ‫الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ األزل ولكنه يختلف‬
‫ال عن أن‬‫بدعم ومساندة العمل االجتماعي والرقي مبستواه ومضمونه‪ ,‬فض ً‬ ‫االجتماعي أنه يقوم على تعاون األفراد مع بعضهم من أجل تلبية احتياجات‬
‫العمل االجتماعي سيراكم اخلبرات وقدرات ومهارات الشباب‪ ,‬والتي سيكونون‬ ‫مجتمعهم‪ ,‬وهذا يقود إلى نقطة جوهرية مفادها أن العمل االجتماعي يأتي‬ ‫في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر‪ ،‬ومن‬
‫بأمس احلاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم ومرحلة ممارستهم حلياتهم‬ ‫ّ‬ ‫بناء على فهم الحتياجات املجتمع‪ .‬وجتدر اإلشارة إلى أن مساهمة األفراد في‬ ‫فترة زمنية إلى أخرى‪ ،‬فمن حيث الحجم يقل في فترات االستقرار‬
‫العملية‪.‬‬ ‫العمل االجتماعي تأتي بوصفهم إما موظفني أو متطوعني‪ ,‬وتركيزنا هنا على‬
‫والهدوء‪ ،‬ويزيد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب‪ ،‬ومن‬
‫الوصف الثاني‪.‬‬
‫ّ‬
‫وعلى الرغم من «مجانية» العمل االجتماعي التطوعي‪ ,‬إال أنه يوجد نظام‬ ‫حيث الشكل فقد يكون جهداً يدوي ًا وعضلي ًا أو مهني ًا‬
‫امتيازات وحوافز وجوائز يتمتع بها العاملون في هذا القطاع‪ ،‬وبشكل عام ميكن‬ ‫أو تبرع ًا بالمال أو غير ذلك‪ ،‬ومن حيث االتجاه فقد‬
‫أن نصف املتطوع بأنه إنسان يؤمن بقضية معينة‪ ,‬واقعي ومتعايش مع ظروف‬
‫مجتمعه‪ ,‬له القدرة على االندماج والتفاعل مع أفراد مجتمعه‪ ,‬ومستعد لتقدمي‬ ‫يكون تلقائي ًا أو موجه ًا من قبل الدولة في أنشطة‬
‫يد املساعدة لرعاية وتنمية مجتمعه‪.‬‬ ‫اجتماعية أو تعليمية أو تنموية‪،‬‬
‫أهمية العمل التطوعي‬
‫ومن حيث دوافعه فقد‬
‫يعد العمل التطوعي مظهراً من مظاهر تقدم األمم في املجتمعات واتساع‬ ‫تكون دوافع نفسية أو‬
‫ثقافتها وارتفاع درجة الوعي فيها‪ ،‬فمن املالحظ أن األمة الواعية يزداد منوها‬
‫اجتماعية أو سياسية‪.‬‬
‫من خالل مشاركة مواطنيها في األعمال التطوعية املختلفة‪ .‬وال يوجد اليوم‬
‫مذهب أو دين أو نظام رفع منزلة العمل التطوعي إلى مستوى العبادة‪ ,‬وحث‬
‫عليه ورتب للقائمني به أعظم األجور كاإلسالم‪ ،‬قال تعالى «ومن تطوع خيراً‬
‫فإن الله شاكر عليم»‪.‬‬
‫وال شك أن للعمل التطوعي أهمية كبيرة وجليلة تؤثر بشكل إيجابي في حياة‬
‫الفرد واألسرة واملجتمع‪ ،‬ومن تلك اإليجابيات واآلثار حتسني املستوى االقتصادي‬
‫واالجتماعي واألحوال املعيشية‪ ،‬واحلفاظ على القيم اإلسالمية وجتسيد‬
‫مبدأ التكافل االجتماعي‪ ،‬واستثمار أوقات الفراغ بشكل أمثل‪ .‬ويعتبر العمل‬
‫التطوعي جتسيدا عمليا ملبدأ التكافل االجتماعي‪ ،‬باعتباره ميثل مجموعة من‬
‫األعمال اخليرية التي يقوم بها بعض األشخاص الذين يتحسسون آالم الناس‬
‫وحاجاتهم‪ ،‬األمر الذي يدفعهم إلى التبرع بجهودهم وأوقاتهم وأموالهم خلدمة‬
‫هؤالء الناس‪ ،‬طلبا لتحقيق اخلير والنفع لهم‪.‬‬
‫> إرشاد أصحاب المشاريع الصغيرة شكل من‬
‫تطور العمل التطوعي‬
‫أشكال التطوع التي يقدمها صندوق‬ ‫لقد شهد العمل االجتماعي ع ّدة تطورات في مفهومه ووسائله وأساليبه‪ ,‬وذلك‬
‫بفعل التغ ّيرات التي حتدث في االحتياجات االجتماعية‪ ,‬فبعد أن كان الهدف‬
‫المئوية للمجتمع‬ ‫األساسي هو تقدمي الرعاية واخلدمة للمجتمع وفئاته‪ ,‬أصبح الهدف اآلن تغيير‬
‫وتنمية املجتمع‪ .‬وبالطبع‪ ،‬يتوقف جناح حتقيق الهدف على صدق وجد ّية العمل‬
‫االجتماعي وعلى رغبة املجتمع في إحداث التغيير والتنمية‪ .‬ومن املالحظ أن‬

‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
‫ملف العدد‬ ‫ملف العدد‬

‫ملجتمعه‪ ،‬ويفضل من لديه خبرة في املجال الذي يرغب التطوع فيه‪ ،‬أو أن تعمل‬ ‫بجميع أفراد املجتمع في مجاالت العمل التطوعي‪ ،‬وهذه بعض املصادر التي‬ ‫ورغم ما يتسم به العمل االجتماعي من أهمية بالغة في تنمية املجتمعات وتنمية‬
‫املؤسسات على تدريبه على ذلك‪ .‬وينبغي أن يكون املتطوع إنساناً صاحلاً ذا‬ ‫يغفل عنها بعض قادة القطاع التطوعي‪ ،‬مثل‪ :‬الطالب على مختلف مستوياتهم‬ ‫قدرات األفراد‪ ,‬إ ّال أننا جند نسبة ضئيلة جداً من األفراد الذين ميارسون العمل‬
‫سمعة حسنة‪ ،‬ألن األعمال التطوعية حتتاج للصاحلني ليكونوا قدوة حسنة‬ ‫خصوصاً أهل التخصص في اخلدمة االجتماعية‪ ،‬واملتقاعدون‪ ،‬والنساء‪،‬‬ ‫االجتماعي‪ ,‬فهناك عزوف من قبل أفراد املجتمع‪ ,‬خاصة الشباب منهم‪ ,‬عن‬
‫لآلخرين‪ .‬ويجب على املتطوع أن ميتلك املقدرة على العمل مع اآلخرين وعدم‬ ‫واألطفال‪ ،‬واملستفيدون من اجلمعيات اخليرية‪.‬‬ ‫املشاركة في العمل االجتماعي على الرغم من أن الشباب يتمتع مبستوى عال‬
‫الصراع معهم‪.‬‬ ‫ويهمل كثير من العاملني في ميدان التطوعي تقنيات االستقطاب التي ترتكز‬ ‫من الثقافة والفكر واالنتماء‪ ،‬ورغم من وجود القوانني واملؤسسات والبرامج‬
‫وفي الواقع فإن التطوع بشكل عام يحتاج إلى ترتيب أكثر وتخطيط‪ .‬وفي‬ ‫على حتديد احلاجة إلى املتطوعني‪ ،‬فليس املراد هو كثرة أعداد املتطوعني‪،‬‬ ‫واجلوائز التي تشجع الشباب على املشاركة بشكل فاعل في تنمية مجتمعهم‪.‬‬
‫الدول الغربية هناك مكاتب للتطوع‪ ،‬ميكن أن تدرس إمكانات الفرد ومن ثم‬ ‫بل املطلوب هو املتطوع املناسب في العمل املناسب‪ ،‬وإن أية محاولة لتوظيف‬
‫توجهه للمكان املناسب له‪ ،‬وحسب الوقت الذي يحدده‪ ،‬ولكن ذلك مرتبط‬ ‫املتطوع دون أن يكون هناك إعداد لوظيفة مناسبة له‪ ،‬كالذي يبيع سلعة ال وجود‬
‫أيضاً بعدة أمور‪ ،‬أهمها أن الناس في تلك البلدان أوقاتهم منتظمة‪ ،‬حياتهم‬ ‫لها‪ ،‬كما أن االختيار الصحيح للمتطوع يسهم في توفير القدرة على استغالل‬
‫منظمة أكثر‪ ،‬يعرفون متى يعملون‪ ،‬ومتى يستريحون‪ ،‬أما عاملنا فال يزال يعاني‬ ‫سليم لطاقات املتطوع‪ ،‬وتخفيض تكلفة اإلعداد‪ ،‬وعدم حتميل املتطوع فوق‬
‫> االختيار الصحيح للمتطوع يسهم في توفير‬
‫من كثير من اإلرباكات احلياتية ونقص حاد في اخلدمات‪ ،‬األمر الذي جعل‬ ‫طاقته‪ ،‬وتفهم املتطوع ألهداف وتطلعات اجلمعية أو املؤسسة‪ .‬وال ميكن إهمال‬ ‫القدرة على استغالل سليم لطاقات‬
‫أوقات اإلنسان مهدورة نتيجة ملجموعة من األسباب‪ ،‬أهمها وجود العديد من‬ ‫دور التدريب والتأهيل‪ ،‬إذ إن التدريب سوف يبلور موقف املتطوع‪ ،‬ويساعده‬
‫االرتباطات األسرية واالجتماعية للفرد اخلليجي والعربي جتاه أهله‪ ،‬وجتاه‬ ‫على إجناز العمل املطلوب بكفاءة أعلى‪ ،‬كما أنه يلعب دوراً بارزاً في شد املتطوع‬ ‫المتطوع‪ ،‬وتخفيض تكلفة اإلعداد‪ ،‬وعدم‬
‫> ينبغي أن يكون المتطوع إنسان ًا صالح ًا ذا‬ ‫أصدقائه‪ ،‬فنحن مجتمع ال نزال نتحلى بصفات في األصل حميدة وجيدة‪،‬‬ ‫للجمعية أو املنظمة‪ ،‬واستمراره متطوعاً ألطول فترة ممكنة‪ ،‬واستغالل طاقاته‬ ‫تحميل المتطوع فوق طاقته‬
‫ولكنها في كثير من األحيان تكون على حساب وقت اإلنسان وراحته وبرنامجه‬ ‫الص ُعد كافة‪.‬‬
‫بشكل أفضل على ّ ُ‬
‫سمعة حسنة‪ ،‬ألن األعمال التطوعية تحتاج‬ ‫اليومي‪ .‬فالفرد اخلليجي والعربي إذا أراد أن ينخرط في سلك التطوع‪ ،‬فإنه‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويلعب توفير اإلمكانات دورا مهما في حتفيز املتطوع إلجناز العمل املكلف به‪،‬‬
‫في الواقع يبذل جهداً غير عادي من أجل التخلص من كثير من االرتباطات‬ ‫حيث ال بد من توفير التجهيزات املساعدة‪ ،‬سواء كانت معدات‪ ،‬أو آالت‪ ،‬أو‬ ‫معوقات العمل التطوعي‬
‫للصالحين ليكونوا قدوة حسنة لآلخرين‬ ‫هناك بعض العوائق التي تعترض العمل التطوعي مثل سوء الظروف‬
‫وسائل‪ ،‬أو مكاتب؛ ألن ذلك يوفر للمتطوع اجلو املناسب للعمل‪ .‬ومن املفيد‬
‫تقييم جهود املتطوعني تقييماً علمياً‪ ،‬كما أنه ال بد من اشتراك املتطوعني‬ ‫االقتصادية السائدة‪ ،‬وضعف املوارد املالية للمنظمات التطوعية‪ ،‬كما أن بعض‬
‫في هذه العملية؛ من أجل التعرف على النتائج احملققة‪ ،‬وسد الثغرات في‬ ‫األمناط الثقافية السائدة في املجتمع من قبيل األعراف التي حتد من دور‬
‫رسم اخلطط املستقبلية‪ .‬ويجب على القائمني على العمل التطوعي القيام‬ ‫الشباب أو دور املرأة‪ ،‬تشكل أحد العوائق السائدة في املناطق النائية والريفية‬
‫بالتحفيز والتنشيط‪ ،‬ومن ذلك االعتراف الدائم بإجنازات املتطوع وعطاءاته‪،‬‬ ‫خصوصاً‪ .‬ويعد ضعف الوعي مبفهوم وفوائد املشاركة في العمل االجتماعي‬
‫واملشاورة وتقبل االقتراحات‪ ،‬والشكر والتقدير‪ ،‬وإزالة العقبات‪ ،‬إلى غير ذلك‬ ‫التطوعي‪ ،‬مع قلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية التي تنفذها‬
‫من الوسائل‪.‬‬ ‫املؤسسات احلكومية واألهلية‪ ،‬من أبرز العوامل التي يجب إيجاد احللول‬
‫ومن أهم عوامل النجاح لعملية االستقطاب‪ :‬إعداد قسم مختص يشرف على‬ ‫الناجعة لها‪ ،‬كما أن عدم السماح للشباب باملشاركة في اتخاذ القرارات في‬
‫شؤون املتطوعني‪ ،‬وإيجاد لوائح ونظم إدارية حتكم عمل املتطوعني وتوضح‬ ‫املنظمات التطوعية ينفر الشباب ويبعدهم عن هذه املنظمات‪ .‬ويرى البعض‬
‫مسؤولياتهم وواجباتهم وحقوقهم‪ ،‬وتوفير أعمال حيوية ذات طبيعة جذابة‬ ‫أن قلة البرامج التدريبية اخلاصة بتكوين جيل جديد من املتطوعني أو صقل‬
‫وإنتاجية ملموسة‪ ،‬واالستفادة من جتارب اجلمعيات التطوعية في الدول‬ ‫مهارات املتطوعني محدودة‪ ،‬مما يشير إلى قلة تشجيع العمل التطوعي في‬
‫املجاورة واالستنارة بخططها‪ ،‬وتطبيق تقنيات االستقطاب‪ ،‬ودراسة أسباب‬ ‫املجتمع عموماً‪.‬‬
‫التسرب التطوعي للمتطوعني داخل اجلمعيات واملؤسسات غير الربحية‬ ‫ويلعب التطور احلضاري والنمو املادي للمجتمعات دوراً مهماً في إهمال التطوع‪،‬‬
‫ال‪.‬‬‫ملعاجلة األخطاء وجتنبها مستقب ً‬ ‫فالتركيز على املادة‪ ،‬يجعل الناس يهملون جانب القيم واملبادئ النبيلة‪ .‬وأيضاً‬
‫وتتعدد الفوائد واآلثار اإليجابية لعملية االستقطاب‪ ،‬ولعل من أبرزها تغطية‬ ‫فإن زيادة متطلبات احلياة املادية وتعقيدها جعل الناس مشغولني إلى درجة‬
‫النقص أو القصور الذي ميكن أن تعاني منه اجلمعيات أو املؤسسات غير الربحية‬ ‫كبيرة بخالف مجتمع اآلباء واألجداد الذي كان يجد فسحة كبيرة من الوقت‬
‫سواء من الناحية املالية أو القوة البشرية‪ ،‬ومن ثم حتقيق أهداف اجلمعيات‬ ‫يستطيع خاللها القيام بواجبه جتاه أهله وجيرانه‪ .‬إضافة إلى هذا وذاك‪،‬‬
‫دون حتمل أعباء مالية إضافية إذا ما قام بالعمل موظفون رسميون‪.‬‬ ‫زيادة معدل التفكك األسري‪ ،‬وتفكك العالقات والروابط االجتماعية‪ ،‬نتيجة‬
‫ملا تفرضه حاله املدنية احلديثة‪ ،‬التي من سماتها التنقل الدائم‪ ،‬وذلك تلبية‬
‫شروط العمل التطوعي‬ ‫ملتطلبات العمل‪ ،‬والترقي لدى معظم املوظفني‪ ،‬وما تتطلبه مهنهم من االنتقال‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫من املفضل في مجال العمل املؤسساتي غير الهادف للربح أال يكون هناك‬ ‫لسنوات عديدة بعيدين عن أهلهم وذويهم‪ .‬كل هذا وذاك أبرز ضعفاً في حالة‬
‫شروط مسبقة للتطوع‪ ،‬ألن العمل التطوعي‪ ،‬ميكن حسابه في املجتمع املسلم‬ ‫التطوع في مجتمعاتنا‪.‬‬
‫في مصلحة األعمال اخل ِ ّيرة للفرد‪ ،‬أما بالنسبة لغير املسلم فإن مثل هذه‬
‫األعمال تعد جانباً من خدمة املجتمع ومساعدة أفراده‪ ،‬الذين ساءت ظروفهم‬ ‫استقطاب املتطوعني‬
‫وأحوالهم‪ ،‬وقد تكون هذه األحوال وهذه الظروف من نصيبك أو مما تصادفه‬ ‫يعرف خبراء اإلدارة االستقطاب بأنه تشجيع األفراد الذين ميلكون املهارات‬
‫ِّ‬
‫في فترة من فترات حياتك‪ .‬ولكن من املفضل‪ :‬أن يكون لدى املتطوع وقت يبذله‬ ‫املطلوبة على التقدم للعمل في املنشأة‪ .‬لذا فإن استقطاب املتطوعني تخصص‬
‫للعمل التطوعي‪ ،‬وأن يكون ذا صحة جيدة ميكن أن يقوم باملجهود املطلوب منه‪،‬‬ ‫يُعنى بكيفية انتقائهم واستثمار خبراتهم ووقتهم وحماستهم‪ ،‬وتسخيرها للعمل‬
‫وأال ينتظر األجر املادي‪ ،‬وإمنا يقوم بذلك العمل قربة إلى اللَّه تعالى أو خدمة‬ ‫التطوعي‪ .‬أما بخصوص مصادر املتطوعني‪ ،‬فإنه ميكن بال شك االستعانة‬

‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬
‫ملف العدد‬ ‫ملف العدد‬

‫وتوجيههم‪ .‬وال ميكن للصندوق مبوارده احملدودة أن يقوم بهذا الدور الكبير‬ ‫االجتماعية وإعطاء بيانات دقيقة عن حجم واجتاهات وحاجات العمل‬ ‫التي تشكل أحد صعوبات ومعوقات انتظام التطوع‪.‬‬
‫وحده‪ .‬لذا كان العمل التطوعي أمراً مهماً الستمرار وجناح مسيرة الصندوق‪.‬‬ ‫التطوعي األهم للمجتمع‪ .‬والتركيز أيضاً في األنشطة التطوعية على البرامج‬
‫إن متطوعي الصندوق من اجلنسني لديهم احلماسة الكافية لبذل املزيد من‬ ‫واملشروعات التي ترتبط بإشباع االحتياجات األساسية للمواطنني؛ األمر الذي‬ ‫مقترحات لتطوير العمل التطوعي‬
‫أجل شباب الوطن وشاباته‪ ،‬ويأتي كل ذلك امتدادا للثقافة التطوعية التي‬ ‫يسهم في زيادة اإلقبال على املشاركة في هذه البرامج‪.‬‬ ‫يطالب الكثير من اخلبراء في مجال العمل التطوعي بأن تضم البرامج الدراسية‬
‫سعى الصندوق لبثها وتنميتها في املجتمع‪ ،‬بحيث يتمكن اجلميع من تقدمي ما‬ ‫للمؤسسات التعليمية املختلفة بعض املقررات الدراسية التي تركز على مفاهيم‬
‫يستطيعون للمجتمع وألبنائه‪.‬‬ ‫آثار العمل التطوع ‏‬
‫ي‬ ‫العمل االجتماعي التطوعي وأهميته ودوره التنموي‪ ،‬ويقترن ذلك ببعض البرامج‬
‫يحصلها املتطوع عند بذل عطائه‬ ‫ال بد من الوقوف عند اآلثار اإليجابية التي ِ ّ‬ ‫التطبيقية؛ مما يثبت هذه القيمة في نفوس الشباب مثل حمالت تنظيف محيط‬
‫وينقسم العمل التطوعي املطلوب في صندوق املئوية إلى قسمني رئيسني وذلك‬ ‫يقدم جزءاً من جهده‬ ‫في ميدان ما‪ ،‬ومن ذلك على املستوى النفسي‪ :‬املتطوع ِّ‬ ‫املدرسة أو العناية بأشجار املدرسة أو خدمة البيئة‪ .‬كما أشار خبراء العمل‬
‫حسب حاجة الصندوق‪ ،‬هما كما يلي‪:‬‬ ‫ووقته وأحياناً ماله في مقابل تقدم اآلخرين واستفادتهم حيث تشكل بالنسبة‬ ‫التطوعي إلى دور وسائل اإلعالم املختلفة‪ ،‬ودعوا القائمني عليها إلى تبني‬
‫< عمل تطوعي عام‪:‬‬ ‫إليه مصدر راحة نفسية فيما على العكس العمل غير التطوعي (الوظيفي)‬ ‫دور أكثر تأثيراً في تعريف أفراد املجتمع مباهية العمل التطوعي ومدى حاجة‬
‫وهو تخصيص جزء من وقت املتطوع للقيام بإحدى الوظائف العامة التالية‪:‬‬ ‫يحصل فيه الرضا النفسي لدى الشخص القائم به مبقدار ما يحصل هو‬ ‫املجتمع إليه وتبصيرهم بأهميته ودوره في عملية التنمية‪ ،‬وكذلك إبراز دور‬
‫مساعدة أي قسم‪/‬إدارة للصندوق في أي منطقة من مناطق اململكة على‬ ‫نفسه على املنفعة الناجتة عن هذا العمل‪ ،‬وإضافة إلى الرضا النفسي‪ ،‬والرضا‬ ‫العاملني في هذا املجال بطريقة تكسبهم االحترام الذاتي واحترام اآلخرين‪.‬‬
‫تأدية أعماله اإلدارية الروتينية‪.‬‬ ‫عن الذات يرفع العمل التطوعي مستوى الدافعية للعمل ويزيد من حماسة‬ ‫وأكد اجلميع ضرورة تنشئة األبناء تنشئة اجتماعية سليمة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫توظيف املهارات والقدرات التي يتمتع بها املتطوع لصالح الصندوق‪ ،‬إما‬ ‫املتطوع كلما رأى اآلثار اإليجابية والتطور امللحوظ لدى من يتطوع للعمل من‬ ‫قيام وسائط التنشئة املختلفة كاألسرة واملدرسة واإلعالم بدور منسق ومتكامل‬
‫داخله أو خارجه (مثل التدريب والتطوير‪ ،‬التخطيط واالستشارات اإلدارية‪،‬‬ ‫أجلهم‪ .‬وفي جانب آخر يخفف العمل التطوعي لدى املتطوع نفسه من النظرة‬ ‫اجلوانب في غرس قيم التضحية واإليثار وروح العمل اجلماعي في نفوس‬
‫الترويج والتسويق‪ ،‬احلوسبة وتقنية املعلومات)‪.‬‬ ‫العدائية أو التشاؤمية جتاه اآلخرين واحلياة وميده بإحساس وشعور قوي‬ ‫الناشئة منذ مراحل الطفولة املبكرة‪ .‬واشترك الكثيرون في الدعوة إلى‪ :‬دعم‬
‫باألمل والتفاؤل‪...‬‬ ‫املؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال العمل التطوعي مادياً ومعنويا‪ ً،‬إقامة‬
‫< عمل تطوعي خاص‪:‬‬ ‫ويهذب التطوع الشخص َّية ويرفع عنها عقلية الشح ويحولها إلى عقلية الوفرة‬ ‫دورات تدريبية للعاملني في هذه الهيئات واملؤسسات التطوعية‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫ويتمثل في التحاق املتطوع ببرنامج «اإلرشاد» الذي يضطلع به صندوق‬ ‫مصداقاً لآلية الكرمية (ومن يو َق ش َّح نفسه فأولئك هم املفلحون)‪ ،‬ففي العمل‬ ‫إكسابهم اخلبرات واملهارات املناسبة‪ ،‬ويساعد على زيادة كفاءتهم في هذا‬
‫املئوية لتوجيه ودعم وتشجيع املستفيدين (احلاصلني على التمويل)‪ .‬وميكن‬ ‫يحصل العامل من مال ومنفعة ذاتية مادية‬ ‫ِّ‬ ‫الوظيفي يتحدد العمل بقدر ما‬ ‫النوع من العمل‪ ،‬وكذلك االستفادة من جتارب اآلخرين في هذا املجال‪ .‬إضاف ًة‬
‫للمتطوع تطوعاً عاماً أن يصبح مرشداً (متطوعاً خاصاً) في الصندوق عبر‬ ‫بينما في العمل التطوعي ال حدود للعطاء‪ .‬إضافة إلى كل هذه اآلثار اإليجابية‬ ‫إلى تنسيق العمل التطوعي بني اجلهات احلكومية واألهلية لتقدمي اخلدمات‬
‫خطوات مبسطة تسهل انضمامه لبرنامج «اإلرشاد»‪.‬‬

‫وأخيراً‪..‬‬
‫هناك اجلزاء األخروي الذي وعد اللَّه سبحانه وتعالى ( الذين يسارعون في‬
‫إن للعمل االجتماعي التطوعي فوائد جمة تعود على الفرد املتطوع نفسه وعلى‬
‫املجتمع بأكمله‪ ،‬وتؤدي إلى استغالل أمثل لطاقات األفراد وخاصة الشباب في‬
‫اخليرات)‪.‬‬ ‫يقدم جزءاً من جهده‬
‫> المتطوع ِّ‬
‫أما على املستوى االجتماعي‪ ،‬فالعمل التطوعي يزيد من قدرة اإلنسان على‬
‫مجاالت غنية ومثمرة ملصلحة التنمية االجتماعية‪ .‬نشر الوعي هو ما يحتاج‬ ‫ووقته وأحيان ًا ماله في مقابل‬
‫التفاعل والتواصل مع اآلخرين‪ ،‬كما يحد من النزوع إلى الفردية وينمي احلس‬
‫إليه العمل التطوعي‪ ،‬ويجب على املؤسسات واألفراد نشر ثقافة التطوع والبذل‬
‫االجتماعي لدى الفرد املتطوع ويسهم في جعل املجتمع أكثر اطمئناناً وأكثر ثقة‬
‫بني اجلميع كباراً وصغاراً كي يكون املجتمع كله أكثر وعياً بذاته‪ ،‬وأكثر متاسكاً‪،‬‬ ‫تقدم اآلخرين واستفادتهم حيث إن‬
‫بأبنائه‪ ،‬ما يخفف من الشعور باليأس واإلحباط ويحد من النزعة املادية لدى‬
‫وأكثر فخراً بقدراته‪.‬‬
‫إن العمل التطوعي مجهود جماعي مخلص تعتمد عليه مؤسسات املجتمع‬
‫أفراده‪ .‬ويجعل القيمة األساسية في التواصل واإلنتاج والرضا الذاتي املتصل‬ ‫ذلك يشكل بالنسبة له مصدر راحة‬
‫برضا اللَّه سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫املدني‪ ،‬ويسهم في مساندة خدمات بعض األجهزة احلكومية ذات العالقة‬
‫وأخيراً ميكن القول كخالصة إن التطوع يتيح لإلنسان تعلم مهارات جديدة أو‬
‫نفسية‬
‫ال وال منافساً لألجهزة احلكومية‪.‬‬ ‫باخلدمة املباشرة للمجتمع‪ ،‬لكنه ليس بدي ً‬
‫ميكنه من اختيار حقل قد يختار فيما بعد‬ ‫حتسني مهارات ميتلكها أص ً‬
‫ال كما ِ ّ‬
‫والدعوة إلى العمل التطوعي ال تعني عجز أو تخلي اجلهاز احلكومي عن‬
‫التخصص فيه‪ ،‬كذلك يتيح لإلنسان التعرف عن كثب على مجتمعه والتَّماس‬
‫مسؤولياته وال جزءا منها‪ ،‬ولكن الدعوة للعمل التطوعي هي إفساح املجال‬
‫مع قضاياه والتعرف على أناس يختلفون عنه في السن والقدرات واخلبرات‬
‫للمواطن خلدمة مجتمعه واستجابة لدوافعه اخليرية وفطرته اإلنسانية‪ ،‬وإشعار‬
‫مما يؤدي إلى تبادل هذه اخلبرات‪ ،‬كما يساعد على إنشاء صداقات جديدة‬
‫له بقيمته االجتماعية وجتسيد ملواطنته‪ ،‬كما أن مساهمة املتطوع هي جانب‬
‫وتنمية الثقة بالنفس‪ .‬وباختصار العمل التطوعي يشعر اإلنسان بقدرته على‬
‫من جوانب التدريب واالستعداد ملواجهة املواقف الصعبة‪ ،‬وجعله يستشعر حجم‬
‫إحداث تغيير ما‪.‬‬
‫وأهمية وقيمة اخلدمات التي تقدمها الدولة‪ ،‬فيقدرها ويثمنها ويحث غيره على‬
‫تقديرها واالستفادة منها بالشكل الصحيح‪ ،‬إضافة إلى أن الشباب يجد في‬
‫العمل التطوعي وصندوق املئوية‬
‫العمل التطوعي متنفساً لتحدياته وطاقته فيستثمرها‪> .‬‬
‫منذ بداياته اهتم «صندوق املئوية» بالعمل التطوعي للمضي في مساعدة‬
‫الشباب على متويل مشاريعهم وحتقيق أحالمهم العملية‪ ،‬حيث إن الصندوق‬
‫ال يعتمد فقط على مساعدة الشباب على التمويل‪ ،‬بل كذلك على إرشادهم‬

‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬
‫محـطــات‬ ‫مدارات‬

‫الشركة لالستفسار مضيعاً ج ّل وقته‪ ،‬وكان باإلمكان إعطاء الرد الهاتفي‬

‫الســتـخـدام البـطــاقــات االئـتـمــانـيـــة‬ ‫الفـوائـد الــ ‪10‬‬ ‫أو الرد على الرسائل اإللكترونية جانباً من االهتمام واختيار األشخاص‬
‫املؤهلني لهذا العمل‪.‬‬
‫ويرى أغلب العمالء أنهم يجدون عدم مباالة من موظفي الشركة الذين‬
‫يتعمدون تطفيشهم بعدة طرق‪ .‬والغريب في األمر أن فكرة العناية واالهتمام‬
‫البطاقة االئتمانية (فيزا‪ ،‬ماستر كارد‪ ،‬وغيرها) أداة ضرورية لكل مستثمر مبتدئ‪ ،‬ويجب عليه استعمالها‬
‫بالعمالء ليست بالشيء اجلديد؛ فعند مقابلتي مديري الشركات أجدهم‬
‫بحكمة دون إسراف‪ ،‬فهي مفيدة جداً متى ما مت استخدامها بذكاء‪ .‬ومن فوائدها‪:‬‬
‫يؤكدون أن تقدمي أفضل اخلدمات للعمالء هو الطريق الوحيد للنجاح‬
‫‪ 1‬سهولة الدفع‬
‫والبقاء في السوق‪ ،‬ولكني ال أرى لهذا التأكيد أي تطبيق في معظم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الشراء بالبطاقة االئتمانية بسيط جدا‪ ،‬ألنه يجنب حاملها مشقة الدفع نقدا أو بالشيكات أو إبراز بطاقة‬
‫الشركات‪ ،‬والواقع عكس ما يقال‪ ،‬وأعتقد أن ذلك فقط يقال في املناسبات‬
‫الهوية‪.‬‬
‫للمفاخرة‪.‬‬
‫‪ 2‬ضمان األمان‬ ‫وتفتقد بعض شركاتنا حتى أبسط قواعد خدمة العمالء‪ ،‬ومثال ذلك الرد‬
‫إذا ضاع ما لدى الشخص من نقد‪ ،‬فقد ال يستعيده أبداً‪ ،‬لكن مع البطاقة االئتمانية فاألمر سهل جداً‪.‬‬ ‫على املكاملات التليفونية واستفسارات العمالء وشكاواهم بطريقة صحيحة‪،‬‬
‫فعند ضياعها‪ ،‬يتصل حاملها بالبنك (جهة اإلصدار) ويبلغ فوراً عن ضياعها‪ ،‬أو سرقتها‪ ،‬وال يتحمل بعد‬ ‫د‪ .‬عبيد بن سعد العبدلي *‬
‫وأسوأ من ذلك أنك جتد بعض الشركات تعد في إعالناتها بتقدمي أفضل‬
‫ذلك أية مسؤولية أو خسارة عند استعمالها بشكل غير شرعي‪.‬‬
‫‪ 3‬إنقاذ في الطوارئ‬
‫اخلدمات ولكن الواقع يثبت عكس ذلك‪.‬‬
‫وأعتقد أن خدمات العمالء في السوق السعودية ال تعدو كونها موضة‬ ‫تطفيش العمالء‬
‫مع بطاقة االئتمان لن تقع ضحية للحاالت الطارئة التي حتتاج فيها إلى نقد‪ ،‬حيث ستجنبك البطاقة‬ ‫تستغلها بعض الشركات جلذب العمالء الذين يكتشفون فيما بعد خداع‬
‫االئتمانية مشكالت الضائقة املالية التي حتدث غالباً ملعظم أصحاب املشاريع من املبتدئني‪.‬‬
‫إن خدمة العمالء ليست باألمر الصعب أو املستحيل‪ ،‬إنها خدمة بسيطة‬
‫وعودها‪.‬‬ ‫أم خدمتهم؟‬
‫‪ 4‬حماية المشتري‬
‫جداً وقد أطلق عليها السهل املمتع‪ ،‬ولكن معظم الشركات تتجاهل هذه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عند شراء املستثمر الشاب ملنتجات بواسطة البطاقة االئتمانية‪ ،‬ثم اكتشف الحقا أن بها عيبا‪ ،‬يتدخل البنك‬ ‫تعد خدمات العمالء املرحلة املهمة ألية شركة تبحث عن النجاح؛ ألن‬ ‫ّ‬ ‫>‬
‫الذي أصدر البطاقة حلل املشكلة‪ .‬لكن عندما يدفعه نقداً أو بالشيك‪ ،‬قد ال يكون البائع مستعداً لتغيير‬ ‫األساسيات البسيطة في خدمة العمالء وتركز ج ّل اهتمامها ونشاطها على‬ ‫ً‬
‫الشركة تقوم أوال بالبحث عن حاجيات العمالء‪ ،‬وبنا ًء على ذلك تصمم‬
‫الغرض املتلف‪ .‬لكن يجب الرجوع للبنك واالستفسار عن نظام احلماية الذي يوفره حلاملي بطاقاته‪.‬‬ ‫السلع والتسويق وحتقيق العائد املادي‪.‬‬ ‫السلع واخلدمات وتصنعها‪ ،‬ومن ثم حتاول وضع سعر مناسب من أجل‬
‫وتنطبق خدمة العمالء على جميع املؤسسات سواء كانت ربحية أو غير‬ ‫إقناع العميل بأن السعر املطلوب معقول مقابل السلعة املراد شراؤها‪ ،‬وبعد‬
‫‪ 5‬القبول العالمي‬
‫ربحية‪ ،‬كما تنطبق على موظفي الواجهة وغيرهم من املوظفني الصغار‬ ‫ذلك يأتي دور املكان الذي يجب أن يكون مدروساً بعناية‪ ،‬ومن ثم يجب أن‬
‫البطاقات االئتمانية وسائل دفع وشراء مقبولة في ماليني املنافذ حول العالم! إذا احتجت إلى املال‪،‬‬
‫وموظفي اإلدارة العليا‪ .‬فالعناية بالعمالء مطلوبة في القطاعات احلكومية‬ ‫تكون هناك حملة ترويجية عن هذه السلعة وسعرها ومكان توافرها‪ .‬فهذه‬
‫ميكنك احلصول عليه من أجهزة الصراف اآللي في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫املختلفة مثل اجلوازات‪ ،‬وأقسام الشرطة‪ ،‬والدفاع املدني‪ ،‬واملستشفيات‪،‬‬ ‫تعد مهمة ألية شركة‪ ،‬خاصة في ظل التنافس الشديد للشركات‬ ‫اخلطوات ّ‬
‫‪ 6‬مهمة في السفر‬
‫كما هي مطلوبة في الشركات الربحية مثل الفنادق والشركات التجارية‬ ‫في السوق السعودية التي تشهد منافسة شرسة‪ ،‬ولكن هذه اخلطوات‬
‫البطاقات االئتمانية أداة ضرورية الستئجار سيارة أو حجز غرفة في فندق‪ .‬أينما تسافر في العالم تكون‬
‫وغيرها‪.‬‬ ‫وحدها ليست كافية للنجاح إذا لم تصاحبها خدمة راقية وعناية خاصة‬
‫بطاقة االئتمان الضمانة العاملية لوضعك املالي اجليد‪.‬‬
‫إن هناك شركات عاملية ألغت أقسام خدمة العمالء إلدراكها أن خدمة‬ ‫بالعمالء‪.‬‬
‫‪ 7‬حفظ سجالت الصرف‬ ‫العميل مسؤولية اجلميع‪ .‬فخدمة العميل أشبه باستقبال ضيف في بيتك‬ ‫ويؤدي عدم االهتمام بتقدمي خدمة جيدة للعمالء إلى خسائر جمة أو اخلروج‬
‫حتتفظ البطاقات االئتمانية بسجل معامالتك كافة خالل الشهر‪ ،‬لذا يسهل عليك تتبع كيفية صرف أموالك‪.‬‬ ‫فماذا تعمل له غير أن حتاول التودد له وإكرامه وتقديره‪ .‬فهذا العميل‬ ‫من السوق‪ .‬فاملستهلك السعودي مير بتجارب غير جيدة مع الشركات العاملة‬
‫‪ 8‬خدمة التقسيط‬ ‫هو ضيفك وأكثر‪ ،‬وهو من يدفع راتبك آخر الشهر‪ ،‬من دونه تق ّل مبيعات‬ ‫بالسوق السعودية‪ ،‬ولكنه قد يرضى بها على املدى القصير اعتقاداً منه أنه‬
‫مع بطاقة البطاقات االئتمانية‪ ،‬ميكن للمستثمر املبتدئ شراء بضاعة مرتفعة السعر وسداد ثمنها على‬ ‫شركتك وتتقلّص أرباحها ومن ثم تضطر الشركة إلى االستغناء عنك وعن‬ ‫ليس باإلمكان أفضل مما كان‪ ،‬وأن جميع الشركات تقدم اخلدمة نفسها‪،‬‬
‫دفعات وفق جدول زمني يتالءم مع ميزانيته‪.‬‬ ‫غيرك من املوظفني‪ .‬لذلك أقول أنت موظف مأمور بخدمة العميل وحتقيق‬ ‫ولكني أرى أن الوضع لن يدوم‪ ،‬وأن املنافسة اخلارجية مقبلة‪ ،‬وأنه سوف‬
‫‪ 9‬الشراء على اإلنترنت‬ ‫رغباته‪ ،‬ومن واجب شركتك مساعدتك على ذلك بإعطائك الصالحيات‬ ‫تكون لدى املستهلك السعودي القدرة على اختيار األفضل‪.‬‬
‫تسهل البطاقات االئتمانية الشراء عبر البريد اإللكتروني‪ ،‬وتشكل حالياً الوسيلة الوحيدة للشراء عبر‬ ‫الالزمة والكاملة إلسعاد العميل‪> .‬‬ ‫وعلى الرغم من كل ما سبق‪ ،‬إال أننا على علم بعدم كفاءة بعض الشركات‬
‫اإلنترنت في بعض الدول‪.‬‬ ‫الكبيرة أو الصغيرة في تقدمي اخلدمة املطلوبة‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم رغبة‬
‫‪ 10‬الحسومات والمزايا‬ ‫العميل في التعامل مع مثل هذه الشركات‪ ،‬وهناك أمثلة بسيطة ولكنها‬
‫توفر بعض البطاقات االئتمانية حسومات ومزايا (خدمات مجانية) متعددة وكثيرة حلامليها على كثير‬ ‫مؤثرة في رضا العمالء تكمن في جتاهل بعض الشركات الرد على املكاملات‬
‫من السلع واخلدمات‪.‬‬ ‫أكاديمي وخبير في التسويق‬ ‫*‬ ‫الهاتفية أو الرسائل اإللكترونية‪ ،‬مما يضطر العميل إلى الذهاب إلى‬

‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬
‫اسـتثمار‬
‫محـطــات‬ ‫محـطــات‬

‫كيف تفكر بشكل إيجابي؟‬ ‫كيف تختار اسم ًا تجاري ًا مناسب ًا لمشروعك الصغير؟‬
‫من الشائع جداً أن تسمع أحد األصدقاء أو األقرباء يقول «ف ّكر إيجابياً» لشخص يشعر بالقلق أو الفشل‪ .‬والغريب أن معظم األشخاص ال يأخذون هذا التنبيه‬ ‫يعرف مشروعك ومي ّيزه عن‬ ‫االسم التجاري (أو املاركة) هو املصطلح الذي ِ ّ‬
‫على محمل اجلد‪ ،‬ألنهم ال يعون معناه‪ ،‬أو يعتقدون مبثاليته‪ .‬والتفكير اإليجابي هو مقدرة العقل على تقبل األفكار التي تبسط كل ما هو معقد بحيث يتوقع‬ ‫املشاريع األخرى املشابهة في السوق‪ .‬إذاً فاالسم التجاري هو من أحد‬
‫الشخص نتائج إيجابية تؤدي إلى النجاح في حتقيق ما يشغل باله‪ .‬وأفضل ما يجب فعله للتخلص من الشعور السلبي هو اتباع اإلرشادات السهلة التالية‪:‬‬ ‫مكونات الثقافة واالقتصاد‪ ،‬ويستخ َدم في التسويق واإلعالن عن منتج معني‪.‬‬
‫ومن الواضح جداً أن االسم التجاري القوي يساعد على دعم املبيعات‪ ،‬كما‬
‫اطرد األفكار السلبية‬ ‫أن السلع واخلدمات املطلوبة واملرغوبة جتعل العالمة التجارية املرتبطة‬
‫تعرف على األفكار السيئة التي تسيطر عليك‪ ،‬ال تفكر فيها‪ ،‬وأبعدها فوراً متى ما‬ ‫بها مشهورة ومعروفة لدى اجلميع‪ .‬ومن هنا تكمن أهمية االسم التجاري‬
‫طرأت‪ ،‬ال ترددها أو تتعمق في التفكير في نتائجها‪ ،‬قبل أن تسيطر على مشاعرك‪.‬‬ ‫املناسب‪ ،‬فاألسماء التجارية هي الواجهة األولى ألية مشاريع‪ ,‬وعليها تنبني‬
‫االنطباعات األولى‪ ..‬املهمة جداً‪.‬‬
‫ال تيأس أو تتكاسل‬ ‫ويعد قرار اختيار االسم التجاري أمراً في غاية األهمية‪ ،‬ألنه يقرر واقعاً‬
‫ابدأ اآلن‪ ،‬ال تتكاسل وتؤجل ما تريد عمله‪ .‬عندما تبدأ بإيجابية وتنجز‬
‫طويال‪ ,‬يصعب تغييره دون خسائر‪ .‬وهناك دراسات حديثة تؤكد أن سوء‬
‫عملك‪ ،‬ستشعر بالسعادة وباحلماسة للبدء في عمل جديد وحتقيق جناح‬
‫اختيار االسم التجاري أحد األسباب األساسية التي تؤدي إلى هبوط‬
‫آخر‪ ،‬وهذا الشعور سيعزز قوة شخصيتك‪.‬‬
‫معدالت البيع املبيعات‪ ،‬أو تسجيل خسائر كبيرة لها‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬ال توجد‬
‫قاعدة حتكم ابتكار االسم التجاري‪ ،‬إال أن هناك عدة نصائح مهمة عند‬
‫اهتم بمظهرك الخارجي‬
‫اختياره‪ ،‬منها‪:‬‬
‫حافظ على مظهرك اخلارجي‪ ،‬خصوصاً مالبسك ووزنك ورائحتك‪ ،‬ألن‬
‫> سهولة قراءة ونطق االسم‪.‬‬
‫املظهر اخلارجي اجليد يبعث على الثقة بالنفس‪.‬‬
‫> مالءمة االسم للثقافة احمللية والقيم والتقاليد السائدة‪.‬‬
‫ابتعد عن السلبيين‬ ‫> يُفضل أن يوصل االسم الفائدة األساسية من استخدام املنتَج أو اخلدمة‪.‬‬
‫صادق األشخاص ذوي التفكير اإليجابي وجتنب املتشائمني‪ ،‬ألن التشاؤم‬ ‫يفضل أن يكون لالسم املختار اسم على اإلنترنت ينتهي بدوت كوم‬
‫يصبح مع مرور الوقت مرضا يصعب التخلص منه‪ .‬وإذا حاول شخص أن‬ ‫(‪.)com.‬‬
‫حتدياً لك‬
‫يحبطك‪ ،‬ويقول إن هذا العمل صعب ولن تقدر عليه‪ ،‬فاعتبر ذلك ٍ‬ ‫> البعد عن أسماء املنافسني‪ ,‬فذلك قد يخلق انطباعاً يوحي بالتقليد‬
‫ولقدراتك‪ ،‬وحاول أن تنجزه بدالً من أن يثنيك كالمه عن املضي قدماً نحو‬ ‫ومحاولة اخلداع‪.‬‬
‫حتقيق هدفك‪.‬‬ ‫> جتنب استخدام االختصارات اإلجنليزية اخلفيفة املكونة من حرفني أو‬
‫ثالثة (‪ )ABC‬لصعوبة تذكرها‪> .‬‬
‫تعلم الثقة بالنفس‬
‫ثق بنفسك وقدراتك وال جتعل السلبية تتغلب عليك‪ ،‬وجتعلك تتراجع عن‬
‫إجناز ما تريد لتحقيق حلمك‪.‬‬
‫اعلم أن القناعة كنز!‬
‫كن قانعاً مبا لديك‪ ،‬وال تنظر إلى ما لدى غيرك‪ .‬استمتع مبا متلك‪ ،‬وال جتعل‬ ‫تقدم خطوة‪ ..‬خطوة!‬
‫ما تفتقده محوراً أساسياً تفكر فيه دائماً‪ ،‬فيصبح تركيزك منصباً عليه‪ ،‬ثم‬ ‫ال تفكر في تنفيذ جملة أعمال دفعة واحدة‪ ،‬فهذا بالتأكيد سيولد شداً‬
‫تفقد السعادة التي تتولد من وجود األشياء التي حولك وفي متناول يدك‪،‬‬ ‫عصبياً وسيتركك بال إجناز‪ ،‬كما يفسد تفكيرك اإليجابي ويجعلك تشعر‬
‫ويصيبك اليأس‪.‬‬ ‫بـأنك غير قادر على حتقيق أهدافك‪ .‬إذا تعرضت لهذه احلالة‪ ،‬خذ إجازة‬
‫للراحة‪ ،‬وإعادة ترتيب أوراقك بهدوء‪.‬‬
‫برمج تفكيرك على اإلنجاز‬
‫ضع في ذهنك دائماً أن كل ما تريده ميكن حتقيقه‪ ،‬وركز على ذلك في كل دقيقة‬ ‫ثـابـر‪..‬‬
‫مهما حدث لك‪ .‬وإذا لم تسر األمور كما تريد‪ ،‬فحاول اكتشاف مكمن اخلطأ‪،‬‬ ‫من السهل أن تبدأ مشروعاً جديداً‪ ،‬ولكن من الصعب أن تستمر فيه‪ .‬عود‬
‫وتعلم منه وصمم على إعادة احملاولة دون إعادة األخطاء السابقة‪> .‬‬ ‫نفسك على اإلصرار واملثابرة‪ ،‬ألنهما صلب النجاح‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬
‫إرشــــاد‬ ‫إرشــــاد‬

‫ينعكس إيجابا على اتخاذهن‬


‫للقرارات الصحيحة‪ ،‬وفي‬
‫تؤكد الدكتورة فايزة أخضر أن املستثمرات الشابات في أشد درجات احلماس‬
‫للتفاعل مع املرشدات املوكالت بالعمل معهن خلروج مشروعهن إلى النور‪ ،‬حيث‬
‫عميدة المرشدات بمنطقة الرياض الدكتورة فايزة أخضر‪:‬‬
‫حال شعور إحداهن بعدم‬
‫استفادتها من املرشدة‪،‬‬
‫حترص املستثمرات على سماع الرأي واملشورة‪ ،‬حيث يبدو ذلك جليا في حرصهن‬
‫على االلتزام باملواعيد‪ ،‬والنقاش اجلاد فيما يدعم مشاريعهن الصغيرة‪ .‬وتظهر‬ ‫المـرشـدة تسـتطيع أن تلعب دوراً مؤثــراً ومصـيـريــ ًا‬
‫فعليها الرجوع مباشرة إلى‬ ‫القيمة احلقيقية للعملية اإلرشادية التي يقوم بها مرشدو ومرشدات الصندوق‬
‫الصندوق‪ ،‬والتفاهم مع إدارة‬
‫اإلرشاد والقائمني عليها‪ ،‬لتوفير‬
‫من خالل املوازنة التي يقومون بها بني اندفاع الشباب وتروي الكبار‪ ،‬األمر الذي‬
‫يعكس األهمية الكبيرة لبرنامج اإلرشاد بالصندوق‪ ،‬الذي يطمح أوال وأخيرا‬
‫في حـيــاة المسـتـثمرة الشـابـة‬
‫مرشدة أخرى‪ ،‬حيث إن املستثمرة‬ ‫لزيادة فرص جناح املشاريع‪.‬‬
‫الشابة هي األكثر قدرة للحكم‬ ‫وترى الدكتورة أخضر أن املرشدة تستطيع أن تلعب دورا مؤثرا ومصيريا في‬
‫على األداء الفعلي للمرشدة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫حياة املستثمرة الشابة‪ ،‬حيث التوجيهات والنصائح التي تقدمها لها‪ ،‬إضافة‬
‫فمن حقها أن تطالب بالتغيير‪.‬‬ ‫إلى الدعم اإلنساني‪ ،‬فإن كل ذلك بال شك يسهم في دفع املشروع الصغير إلى‬
‫وحول أداء املرشدات‪ ،‬أوضحت‬ ‫األمام‪ .‬ومن هذه النقطة فاملرشدة ال تكون فقط مرشدة‪ ،‬بل تتجاوز ذلك إلى‬
‫الدكتورة أخضر أن املرشدة أوال وأخيرا‬ ‫كونها أختا وأما وصديقة وإنسانة بالدرجة األولى تتفهم جيل الشباب وتستوعب‬
‫هي بشر‪ ،‬يعتريها الصواب واخلطأ‪،‬‬ ‫تطلعه لغد أفضل‪ ،‬في ظل ما متلكه املرشدة من خبرة وحكمة وجتربة ومنطق‪،‬‬
‫وخبرة املرشدات تختلف من مرشدة إلى‬ ‫وأسلوب تعامل مميز‪.‬‬
‫أخرى‪ ،‬كما هي الطبيعة البشرية‪ .‬وما نحتاج أن ندركه أن أي عمل في البدايات‬ ‫وعن جناح املشاريع أو فشلها‪ ،‬تشدد الدكتورة أخضر على أهمية التعامل بحذر‬
‫يهتم بالكم‪ ،‬لتكوين قاعدة ومن ثم يهتم بالكيف‪ ،‬ولذا فال بد دائما من حتديد‬ ‫مع املشاريع الصغيرة فيما يتعلق بالتنافس املستقبلي‪ ،‬حيث إن أغلب املشاريع‬
‫املشكلة ووضع حلول مناسبة لها ومنطقية مبنية على رؤية وهدف للوصول إليه‪.‬‬ ‫الصغيرة تدرس الواقع الفعلي‪ ،‬إال أنها تغفل جانبا مهما وهو التنافس املستقبلي‪،‬‬
‫ولنركز دائما على فرص التحسني التي ميكن أن نستفيد منها للتطوير والتعديل‬ ‫األمر الذي قد يؤدي في بعض األحيان إلى خروج املشروع الصغير من املنافسة‪،‬‬
‫وبالتالي حتقيق النجاح‪ .‬وطالبت الدكتورة أخضر بتعاون اجلميع سواء الصندوق‬ ‫باعتبار أن املستقبل مفتوح للجميع‪ ،‬وحجم التنافس كبير وواسع‪ .‬فاملستثمر‬
‫أو املرشدين واملرشدات أو شباب األعمال من اجلنسني إلجناح دفع الشباب‬ ‫الشاب ال يرى املستقبل‪ ،‬واملنافسة املستقبلية‪ ،‬ووفورات احلجم التي يستفيد‬
‫للعمل احلر واملساهمة في بناء االقتصاد احمللي‪.‬‬ ‫منها املنافس األكبر منه حجما‪ ،‬مما يضيق اخلناق على املستثمر الصغير‪.‬‬
‫وناشدت الدكتورة أخضر جميع املرشدات بزيادة اإلنتاج والتركيز على تقدمي‬ ‫وأشارت الدكتورة أخضر إلى أن التعليم في السعودية ال يدعم العمل احلر‪ ،‬حيث‬
‫كل العون واملساعدة للمستثمرات‪ ،‬وعدم البخل عليهن بأية فكرة أو نصيحة أو‬ ‫تعتبر مخرجاتنا التعليمية غير مؤهلة لذلك‪ ،‬إال أنها استبشرت بوجود حركة‬
‫رأي أو دعم أو اقتراح يدفع مبشاريعهن لألمام‪ ،‬وكذلك دعم الصندوق باألفكار‬ ‫قوية في قطاع التعليم لإلصالح والتطوير‪ ،‬وكذلك هناك برامج في اجلامعات‬
‫واملقترحات التي تسهم في تفعيل عمله وتطويره‪ ،‬باإلضافة إلى التواصل مع‬ ‫متوافقة مع طبيعة العمل احلر‪ .‬كل ذلك يدعم العمل احلر في املجتمع السعودي‬
‫عميدة املرشدات ملا يحقق من تبادل للخبرات والقدرات‪.‬‬ ‫ويشد من أزره كفكر وكثقافة مهمة ال بد لها أن تنمو وتنتشر‪ .‬وال بد من وجود‬
‫ووجهت الدكتورة أخضر نصيحتها جلميع املستثمرات الشابات بأن أمامهن‬ ‫معايير وشواهد لدراسة املشاريع‪ .‬وأتطلع إلى أن يقوم الصندوق بتناول حجم‬
‫فرصة ذهبية للدخول للعمل احلر‪ ،‬ولذا فال بد من االجتهاد وأخذ األمور على‬ ‫جناح املشاريع الصغيرة ودراسة ذلك واخلروج مبقترحات للعمل على توفير‬
‫محمل اجلد‪ ،‬وينبغي أن تدرك كل شابة أن املشروع الصغير بالكثير من العمل‬ ‫فرص جناح أكبر للمشاريع الصغيرة‪ ،‬مما يدعم في األخير ثقافة العمل احلر‪،‬‬
‫يصبح كبيرا‪ ،‬وهذه سنة الله في الكون‪ .‬ولذا فهن مطالبات منذ اللحظة األولى‬ ‫وتقدمي مناذج ناجحة يسعى الشباب لالقتداء بها‪ .‬وهنا يتحمل صندوق املئوية‬
‫تـوجت مؤخرا الدكتورة فايزة أخضر عميدة للمرشدات المتطوعات بصندوق المئوية بمنطقة الرياض‪ .‬ويأتي هذا التتويج‬
‫بتكريس كل أوقاتهن وجهودهن وتفكيرهن لتطوير وإجناح مشاريعهن ملا فيه‬ ‫مسؤولية نشر ثقافة العمل بني األهالي‪ ،‬حيث أمتنى أن يقوم الصندوق بعمل‬ ‫ُ‬
‫فائدتهن وفائدة أسرهن ومجتمعهن ووطنهن‪.‬‬ ‫برامج خاصة لتوعية األهالي والذهاب لألحياء وإقامة ندوات ومحاضرات تتعلق‬ ‫تثمينا وتقديرا لجهود الدكتورة في الرقي بمفهوم اإلرشاد‪ ،‬ودعم برامج التطوع في الصندوق وخارجه من مختلف‬
‫وأكدت الدكتورة فايزة أخضر في نهاية حديثها أن صندوق املئوية عمل‬ ‫بدعم التوجه للعمل احلر‪ ،‬خصوصا لدى الفتيات‪ ،‬ال سيما مع تفتح الكثير من‬ ‫األنشطة واألعمال ذات الطابع اإلنساني‪ .‬وترى الدكتورة أخضر أن برنامج اإلرشاد بصندوق المئوية يجعل الصندوق مختلفا‬
‫رائع وجميعا نتوقع منه الكثير‪ ،‬وهو بال شك يسهم في التقليل من البطالة‬ ‫األهالي على عمل املرأة‪ ،‬وأيضا إثبات املرأة لقدرتها على العمل مع احملافظة‬
‫ومتميزا عن بقية البرامج المشابهة‪ ،‬حيث يدعم هذا البرنامج التطوعي نقص الخبرة لدى شباب األعمال من الجنسين‪،‬‬
‫وتوفير فرص غالية ملساعدة الشباب على حتقيق أحالمهم‪ ،‬ال سيما أن‬ ‫على عاداتها وتقاليدها ودينها‪.‬‬
‫الصندوق عمل وطني وموجه لشباب الوطن من اجلنسني لإلسهام في بناء‬ ‫وطالبت الدكتورة فايزة جميع املستثمرات الشابات باحلرص على خدمات‬
‫ويزودهم بالرأي والمشورة‪ ،‬ال سيما في بدايات مشاريعهم‪ ،‬التي بال شك تحتاج إلى الكثير من التروي والتمهل في‬
‫االقتصاد احمللي‪> .‬‬ ‫اإلرشاد التي يقدمها الصندوق‪ ،‬واالستفادة منها استفادة قصوى‪ ،‬الرتباط هذه‬ ‫اتخاذ القرارات المناسبة‪ .‬فريق تحرير "تمكين" التقى الدكتورة أخضر‪ ،‬التي تحدثت عن الكثير من النقاط المهمة حول شباب‬
‫اخلدمة بزيادة فرص جناح مشاريعهن‪ ،‬وكذلك عليهن التمسك بهذه اخلدمة فيما‬ ‫األعمال وبرنامج اإلرشاد بصندوق المئوية‪ ،‬فإلى المزيد‪:‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬
‫اسـتثمار‬
‫إنجـــاز‬ ‫حـكــايــة‬ ‫حـكــايــة إنجـــاز‬
‫اسـتثمار‬

‫سلطان المخلفي‪ ..‬شاب في الثالثينات من عمره‪ ..‬مالمحه الذكيه تكشف عن ذهن متوقد‪ ،‬وهمة كبيرة‪ ،‬وصبر ودأب يجتاز بهما‬ ‫الشاب الذي صنع من المستحيل شيئا ممكنا ‪ ..‬سلطان المخلفي‪:‬‬
‫صعوبة الحياة وقسوتها‪ .‬يالزم سلطان أمران اثنان في حياته‪ :‬الكفاح وكرسيه المتحرك‪ .‬ورغم إعاقته الحركية إال أنه جعل من‬
‫نفسه أنموذجا يحتذى به لكل أقرانه من الشباب الباحثين عن غد أفضل‪ .‬فريق تحرير «تمكين» التقى الشاب سلطان‪ ،‬وتعرف عن‬
‫قرب ليس فقط على رحلة نجاحه‪ ،‬وإنما أيضا على رحلة كفاحه وإثباته أن اإلعاقة هي في العزيمة وليست في الجسد‪ ،‬وأن اإلرادة‬
‫أهدي قصة نجاحي للكرسي المتحرك الذي‬
‫الحقيقية تصنع المستحيل بإذن اهلل‪ ..‬فإلى المزيد من التفاصيل‪:‬‬
‫أعطاني الحافز ألكون إنســان ًا منتـج ًا وناجحـ ًا‬
‫مدير العمليات بأحد األفرع البنكية‪ ،‬كانت هذه‬
‫الوظيفة التي يشغلها سلطان‪ ،‬حيث كان ميضي يومه‬
‫> سلطان المخلفي‪..‬‬ ‫بني األرقام‪ ،‬مراجعة وتدقيقا وإشرافا على مختلف‬
‫العمليات املصرفية التي يقوم زمالؤه بتنفيذها‪ ،‬ورغم‬
‫إرادة تكسر الصخر‬ ‫متيزه في عمله وحسن عالقته مع زمالئه والعمالء‬
‫أيضا‪ ،‬أال أن بعض التطورات التي طرأت على البنك‬
‫أدت إلى أن يفقد سلطان وظيفته‪ ،‬حيث مت تسريحه‬
‫واالستغناء عن خدماته‪ .‬رمبا يكون ظرف مثل هذا قشة‬
‫تقصم ظهر الكثيرين‪ ،‬إال أنها لم تكن كذلك بالنسبة‬
‫لسلطان‪ ،‬لم تكن كذلك أبدا‪ .‬حيث اعتبر سلطان أن‬
‫هذا االستغناء غير املبرر الذي قام به البنك بداية‬
‫جديدة حلياة جديدة كان يرسمها سلطان في مخيلته‬
‫ملستقبله وملستقبل عائلته أيضا‪.‬‬
‫تلقى سلطان مجموعة من العروض من بنوك أخرى‪،‬‬
‫نظرا خلبرته وسمعته احلسنة في املجال املصرفي‪ ،‬إال‬
‫أنه أخذ عهدا على نفسه أال يعود مرة أخرى لكرسي‬
‫الوظيفة مهما كانت األسباب‪ ،‬مؤمنا في الوقت ذاته‬
‫بقدرته على حتقيق جناح ذاتي‪ ،‬يدعمه في ذلك رغبته‬
‫احلقيقية في أن يكون إنسانا منتجا‪.‬‬
‫استطاع سلطان شراء أول معدة ثقيلة (شاحنة) بعد‬
‫أن اقترض مبلغا ماليا‪ ،‬ليبدأ بذلك رحلته إلى عالم‬
‫األعمال احلرة‪ ،‬وككل البدايات التي حتتاج لصبر‬
‫وتعب‪ ،‬اضطر سلطان ليعمل على الشاحنة بنفسه‪،‬‬
‫حيث كان يعمل على مدار الـ ‪ 24‬ساعة‪ ،‬لكي يستطيع‬
‫أن يسدد القرض الذي أخذه‪ ،‬وليوفر احلياة الكرمية له‬
‫وألسرته‪ .‬وبدأت بوادر النجاح تلوح لسلطان‪ ،‬واستطاع‬
‫عاد سلطان إلى أرض الوطن‪ ،‬إال أن قدميه لم حتماله‪ ،‬حيث عاد هذه املرة‬ ‫أن يسدد القرض املالي‪ ،‬وأن يشتري سيارة ثانية وثالثة‪ ،‬حيث توسعت أعماله‪،‬‬
‫على كرسي متحرك‪ ،‬بسبب احلادث الذي تعرض له وأمضى ثالث سنوات في‬ ‫وأصبح هناك من يعاونه في عملية قيادة الشاحنات‪ .‬وألن أقدار الله جتري‬
‫العالج من آثاره‪ .‬حينما المست عجالت كرسيه املتحرك أرض املطار‪ ،‬أيقن‬ ‫على اجلميع‪ ،‬فقد تعرض سلطان حلادث مروري جعله طريح الفراش‪ ،‬مما‬
‫سلطان في داخله أن رحلة جديدة من األمل والكفاح في انتظاره‪ ،‬كان متيقنا‬ ‫اضطره ليقضي سنة كاملة للعالج داخل السعودية‪ ،‬وسنتني خارجها‪ ،‬حيث‬
‫أن الله يحفه برعايته‪ ،‬وأن قوة اإلرادة والعزمية حتقق لإلنسان ما يصبوا إليه‬ ‫تطلب منه ذلك أن يبيع الشاحنات التي كان ميلكها ليتمكن من الصرف على‬
‫بإذن الله‪.‬‬ ‫تكاليف عالجه‪ ،‬وعلى أسرته أيضا التي يعولها مبفرده‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬
‫اسـتثمار‬
‫إنجـــاز‬ ‫حـكــايــة‬ ‫حـكــايــة إنجـــاز‬
‫اسـتثمار‬

‫وبعد هذه التجربة التي خاضها سلطان يرى أنه لم يعد صاحب مشروع فقط‬ ‫بعد عودته من رحلته العالجية بأيام‪ ،‬أخذ سلطان يبحث بكل ما أوتي من‬
‫حيث طموحه وهمته أكبر من ذلك بكثير‪ ،‬وهو اآلن رجل أعمال‪ ،‬حيث استطاع‬ ‫قوة وعزمية وإصرار عن طريقة مناسبة ليبدأ أعماله التجارية من جديد‪،‬‬
‫بفضل الله تطوير أعماله لتشكل النقل والتوريد والتصنيع أيضا‪ .‬فبعد جناحه‬ ‫كان يدرك جيدا أن احلياة ال تنتهي بسبب ظرف صحي أو عائق حركي‪.‬‬
‫في مشروع املعدة الثقيلة (الشاحنة) قام بتوسعة نشاطه ليشمل اخلدمات‬ ‫وذات يوم أخبره أحد أصدقائه عن صندوق املئوية الذي يقوم بدعم مشاريع‬
‫املساندة للمصانع‪ ،‬حيث أصبح يوفر املواد األولية كالبحص والرمل‪ ،‬وافتتح‬ ‫الشباب الصغيرة‪ .‬لم ينتظر سلطان كثيرا ليدخل مباشرة إلى املوقع اإللكتروني‬
‫ورشة للقيام ببعض األعمال احلديدة حملتاجيها من املصانع‪ ،‬وأيضا قام بافتتاح‬ ‫للصندوق ويقدم طلب الدعم‪ ،‬ليتلقى الرد املبدئي مباشرة في اليوم التالي‪،‬‬
‫مصنع صغير لتصنيع خطوط اإلنتاج اخلاصة مبصانع البلك واخلرسانة‪.‬‬ ‫حيث طلب موظفو الصندوق منه إعداد دراسة جدوى ملشروعه‪ ،‬ومت ذلك‬
‫ويؤكد سلطان أن املجتمع يفتقر إلى ثقافة العمل احلر بسبب االتكالية والركون‬ ‫بالفعل‪ ،‬ليتلقى املوافقة بعد املقابلة الشخصية واستكمال اإلجراءات الورقية‪.‬‬
‫إلى الوظيفة‪ ،‬حيث لم يقابله املجتمع بالتأييد منذ استغناء البنك عن خدماته‪،‬‬ ‫وعاد سلطان لعالم األعمال احلرة عبر معدة ثقيلة (شاحنة) بدعم ومتويل من‬
‫فقد استنكر اجلميع عدم قبوله للعروض التي تلقاها من البنوك األخرى‪ ،‬بل‬ ‫صندوق املئوية‪ ،‬ليشق طريقه من جديد وسط عالم من الصخور الثقيلة كان‬
‫إن البعض وصفه باملتهور‪.‬‬ ‫ينقلها بشاحنته‪.‬‬
‫وعن الصعوبات التي واجهته يقول سلطان‪ :‬إذا كان الشباب يتوقع عمال جتاريا‬ ‫بعد عامني ونصف من العمل واالجتهاد والكفاح‪ ،‬يروي لنا سلطان جتربته‬
‫خاصا به دون متاعب وصعوبات فذلك أمر مستحيل‪ .‬إذ إن الصعوبات هي‬ ‫بقوله‪ :‬بحمدالله استطعت أن أكون اإلنسان املنتج الذي متنيته‪ .‬بعون من الله‬
‫التي تصقل جتربة اإلنسان وجتعل قدميه راسختني أكثر وأكثر‪ .‬وعن كيفية‬ ‫ثم بدعم صندوق املئوية متكنت من التغلب على النظرة القاصرة للمجتمع جتاه‬
‫جتاوزه للعوائق والصعوبات التي واجهته‪ ،‬أكد سلطان بقوله‪ :‬كنت مؤمنا بأن‬ ‫العمل احلر‪ ،‬وأثبت للجميع أن البركة في التجارة والعمل احلر‪ ،‬وأن الوظيفة‬
‫الله سيمنحني القوة ألتغلب على كل ما يواجهني‪ ،‬فبذلت كل ما أملك من قوة‬ ‫مهما كانت فهي قيد مينع اإلنسان عن االنطالق لتحقيق أحالمه‪ .‬جتربتي مع‬
‫وصبر واجتهاد وعزمية وإصرار ورغبة حقيقية في النجاح والتميز‪ ،‬وبحمد‬ ‫األعمال احلرة دفعتني لإلميان أكثر بقدراتي على صنع مستقبل واعد لي‬
‫الله تغلبت على كل ما واجهني من عقبات‪ ،‬وبال شك أنا مدين لكل العقبات‬ ‫وألسرتي‪ ،‬وأدركت حقا أن الكرسي املتحرك الذي أتنقل به ملتابعة أعمالي‬
‫> االلتزام بالجدية ومباشرة العمل‬ ‫التي واجهتني‪ ،‬ألنها جعلتني أقوى وأكثر إصرارا على الوقوف في وجه أي‬ ‫ليس عائقا‪ ،‬وإمنا العائق احلقيقي هو تكاسلنا ورغبتنا في األشياء اجلاهزة‪.‬‬

‫شخصي ًا هما أساس نجاح المشروع‬


‫بإذن اهلل‬

‫آخر يوم في حياته‪ ،‬حيث إن اعتداد بعض الشباب بأنفسهم يقودهم إلى بعض‬ ‫عائق مستقبلي‪ ،‬وكما قيل فإن الضربة التي ال تكسر ظهرك فإنها تقويه‪.‬‬
‫القرارات اخلاطئة فيما يخص مشاريعهم‪ ،‬مما يؤثر فيهم وفي مشاريعهم‬ ‫وبسعادة غامرة يقول سلطان‪ :‬أشعر بشعور فرح عميق حينما أرى الكثير من‬
‫بالسلب‪ .‬وعلى الشباب أن يعلموا أن الفرص في السوق كبيرة ومغرية جدا‪،‬‬ ‫الشباب الذين دعوتهم لالستفادة من خدمات الدعم والتمويل بصندوق املئوية‪،‬‬
‫والفرص الذهبية في بلدنا بحاجة ملن يستغلها ويستفيد منها لبناء مستقبله‬ ‫وهم اآلن ميلكون مشاريع ناجحة ومتميزة‪ ،‬وهذا يزيدني إميانا بأن الشاب‬
‫ومستقبل مجتمعه‪.‬‬ ‫السعودي قادر على النجاح متى ما ُمنح الفرصة‪ .‬وأيضا هذا يؤكد أن سوقنا‬
‫وعن الدور الريادي لصندوق املئوية‪ ،‬أكد سلطان أن الدور الذي يؤديه‬ ‫السعودي يرحب باملشاريع الشابة والصغيرة ويدفعها لألمام متى ما توافرت‬
‫الصندوق هو دور نوعي ومصيري في حياة كل شاب من شباب الوطن من‬ ‫فيها الشروط الفعلية للمنافسة‪.‬‬
‫اجلنسني‪ ،‬حيث حتفيز الشباب جتاه األعمال احلرة‪ ،‬وإيجاد جيل جديد من‬ ‫ويرى املخلفي أن الشباب السعودي بحاجة ألمرين مهمني وهما‪ :‬الثقة بالنفس‬
‫رجال وسيدات األعمال‪ .‬وأضاف سلطان أن فكرة الصندوق هي انطالقة‬ ‫واجلرأة‪ ،‬فدون هاتني الصفتني لن يتقدم أي أحد للدخول في عالم األعمال‬
‫حقيقية لدعم اقتصادنا احمللي بطاقات الشباب القادرة على ابتكار مشاريع‬ ‫احلرة‪ .‬فمن املهم أن نثق بأنفسنا ونكون أكثر جرأة في اتخاذنا لقراراتنا‪ ،‬ال‬
‫صغيرة والعمل ألجل بنائها وتطويرها وتنميتها‪.‬‬ ‫سيما القرارات املصيرية منها‪ ،‬وال شك أن قرار الوظيفة أو دخول األعمال‬
‫احلرة من أهم القرارات املصيرية في حياتنا‪.‬‬
‫واختتم الشاب سلطان املخلفي قصة كفاحه وجناحه بقوله‪ :‬أشعر باالعتزاز‬ ‫وعن نصيحته للشباب السعودي يقول سلطان‪ :‬على كل شاب االلتزام باجلدية‬
‫والفخر ملا وصلت إليه بفضل الله‪ ،‬ويسعدني أن أهدي قصة جناحي للكرسي‬ ‫في العمل‪ ،‬وأن يباشر عمله بنفسه‪ ،‬ليكون على اطالع على طرق بناء مشروعه‬
‫املتحرك الذي أعطاني احلافز ألكون إنسانا منتجا وناجحا‪> .‬‬ ‫وتطويره‪ ،‬وأيضا على الشاب أن يتقبل النصيحة والتوجيه‪ ،‬وأن يظل يتعلم حتى‬

‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫اسـتثمار‬ ‫حلم مشروع‬

‫وأرى أن ذلك القصور احمللي في تطوير العمل التطوعي ال يتحمله أفراد‬


‫املجتمع‪ ،‬فمعظم أبناء وطننا محب للخير وس ّباق إليه‪ ،‬ويظهر ذلك جلياً في‬
‫تسابق الناس على دعم التبرعات التي تشجعها الدولة‪ .‬وأكاد أجزم بأن القصور‬
‫إعالمي ومؤسساتي‪ ،‬فالبرامج املوجودة قليلة‪ ،‬وال يتم إشهارها والترويج لها‬
‫بالشكل املطلوب‪.‬‬
‫كما إن العمل التطوعي في العالم العربي واإلسالمي إجماالً محدود جداً‬
‫مقارنة بدول غربية بعينها‪ ،‬فدولة مثل اململكة املتحدة يسهم فيها ‪ 22‬مليون‬
‫إنسان في كامل مجهود العمل التطوعي‪ ،‬ينجزون فيها ما إجماليه ‪ 90‬مليون‬
‫ساعة عمل تقريباً كل أسبوع‪ .‬وهذا رقم من الصعب حتقيقه محلياً أو حتى‬
‫على مستوى العالم العربي واإلسالمي‪.‬‬
‫ومن أجل أن يكون للعمل التطوعي مردود فاعل‪ ،‬يجب أن يتم تنميته في‬
‫إطار مؤسساتي على أسس مهنية صلبة‪ .‬ومن أمثلة املنظمات والهيئات التي‬ ‫خالد الشهراني*‬
‫تأسست وبرزت بسبب تقدير العمل التطوعي وتشجيعه‪ ،‬منظمة أطباء بال‬
‫حدود الفرنسية‪ ،‬واحلركة الكشفية العاملية‪.‬‬
‫تأسست منظمة أطباء بال حدود عام ‪1971‬م من قبل مجموعة صغيرة من‬
‫الوعي المجتمعي‪ ..‬والتطوع!‬
‫األطباء والصحافيني الذين آمنوا بأن جميع البشر لهم احلق في احلصول‬ ‫> لقد أصبح من املهم تناول املشاركة في التنمية الوطنية بشيء من اجلدية‬
‫على العناية الطبية واإلنسانية‪ .‬وترتكز رسالة املنظمة األساسية على تقدمي‬ ‫لدعم حس املواطن بانتمائه ألرضه وجتسيد والئه لبالده‪ .‬وتزايد إميان فئات‬
‫املساعدات الطبية للذين يعانون من أزمات مختلفة في العالم‪ .‬وتعتمد املنظمة‬ ‫عريضة من شباب وشابات الوطن بأهمية استغالل طاقاتهم وإبداعاتهم‬
‫في عملها على املتطوعني‪ ،‬كونها مستقلة عن جميع الدول واملؤسسات احلكومية‬ ‫وتسخيرها خلدمة مجتمعاتهم‪ ،‬وكان العمل التطوعي أحد أهم اخليارات‬
‫وعن جميع التأثيرات والقوى السياسية واالقتصادية‪ .‬ومنذ تأسيس املنظمة‪,‬‬ ‫املتاحة التي متكنوا من خاللها من إثبات ذاتهم وإدراك قيمة عطائهم‪ .‬كما أن‬
‫تعهد ماليني املتبرعني في كافة أنحاء العالم بدعم عملياتها ومساندتها‪ ،‬مما‬ ‫العمل التطوعي حافز يشجع على االستقرار النفسي لدى الشاب‪ ،‬واستغالل‬
‫يضمن استقالليتها واستمرار عملها‪.‬‬ ‫أوقات الفراغ‪ ،‬وإدراك معنى املسؤولية‪ ،‬وتعميق مفهوم املشاركة االجتماعية‪.‬‬
‫أما الكشافة فهي حركة شبابية تربوية تطوعية عاملية غير سياسية‪ ،‬هدفها‬ ‫وكان إهمال مفهوم العمل التطوعي في حياتنا العامة محلياً في املاضي أحد‬
‫الكشافة بأكثر من ‪ 38‬مليون عضو‬ ‫َّ‬ ‫تنمية الشباب بدنياً وثقافياً‪ .‬ويُق ّدر عدد‬ ‫األسباب التي أثرت جزئياً على محدودية الدعم املجتمعي لعملية التنمية‬
‫في ‪ 216‬بلداً‪ .‬وفي وطننا يتمثل دور الكشافة االجتماعي في املشاركة في‬ ‫في وطننا الغالي‪ ،‬حيث كان تقاعس بعضنا عن مساعدة املواطنني‪ ،‬أفراداً‬
‫معسكرات اخلدمة العامة باحلج مبكة املكرمة واملدينة املنورة منذ أكثر من‬ ‫ومؤسسات‪ ،‬عن طيب خاطر‪ ،‬فلم يكن احلس الوطني طاغياً‪ ،‬العتقادنا أن‬
‫‪ 40‬سنة‪ ،‬واإلسهام في التنشيط السياحي‪ ،‬وحمالت محو األمية‪ ،‬واحلمالت‬ ‫كل الواجبات االجتماعية هي من مسؤوليات الدولة فحسب‪ .‬ونسينا آنذاك‬
‫األمنية والصحية وأسابيع اخلدمة العامة واأليام العاملية للتوعية والتنمية‪.‬‬ ‫أن العمل التطوعي وسيلة اجتماعية فاعلة وثقافة اجتماعية نبيلة تسعى إلى‬
‫لقد أصبح العمل التطوعي ظاهرة عاملية‪ ،‬ووسيلة دولية فاعلة في مواجهة‬ ‫حتقيق الترابط االجتماعي ومساعدة اآلخر‪ ،‬مهما كان مكانه أو احتياجه‪.‬‬
‫املصاعب والتحديات ونقص املوارد وقلة اإلمكانات‪ .‬لذلك بدأ الكثير من أبناء‬ ‫وتشير الدراسات إلى وجود قصور في تطوير العمل التطوعي في وطننا‪ ،‬وذلك‬
‫وطننا يعي حتديات املرحلة التي نعيشها‪ ،‬فتم إنشاء الكثير من الفعاليات‬ ‫مقارنة بالدول املتقدمة التي تعد العمل التطوعي وجهاً حضارياً يعكس وعي‬
‫واجلمعيات واملنتديات واملجموعات اإللكترونية على اإلنترنت التي تهتم بكل‬ ‫الفرد واملجتمع‪ ،‬ويؤدي إلى تسريع التطور‪ ،‬ويزيد من التعاضد االجتماعي‪.‬‬
‫أشكال العمل اجلماعي التطوعي‪ ،‬وتفتح الباب أمام الكثيرين من أبناء وبنات‬ ‫وقد أشارت دراسة أمريكية صدرت في ‪2001‬م إلى أن عدد املتطوعني يشكل‬
‫وطننا للمشاركة اجلادة في بنائه وتنميته‪> .‬‬ ‫‪ %44‬من مجموع البالغني في الدولة‪ ،‬ويقدمون ساعات تطوعية تبلغ أكثر من‬
‫‪ 25‬بليون ساعة‪ ،‬وهذا ما يوازي عمل تسعة ماليني موظف بدوام كامل‪ .‬أما في‬
‫فرنسا‪ ،‬فقد أورد أحد التقارير اإلخبارية هناك أن أكثر من ‪ 10‬ماليني فرنسي‬
‫يتطوعون في نهاية األسبوع للمشاركة في تقدمي خدمات اجتماعية مختلفة‬
‫تشمل مجاالت العمل اخليري والتربية والتعليم والصحة والبيئة والصحافة‬
‫مساعد المدير العام للعالقات االستراتيجية‬ ‫*‬
‫والترفيه‪.‬‬

‫سلطان المخلفي‪ ..‬إصرار على النجاح‬

‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬

You might also like