Professional Documents
Culture Documents
الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزل ويسرهم للعمممال
الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سممواها فسمملكوا السمبيل الموصمملة إليهمما
ذلل خلقهمما لهممم قبممل أن يخلقهممم وأسممكنهم إياهمما قبممل أن يوجممدهم وحفهمما
بالمكاره وأخرجهم إلى دار المتحان ليبلوهم أيهم أحسن عمل وجعل ميعمماد
دخولها يوم القدوم عليه وضرب مدة الحياة الفانية دونه أجل وأودعهممم مممال
عين رأت ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر وجلها لهم حتى عاينوها
بعين البصيرة التي هي أنفذ من رؤية البصر وبشرهم بما أعد لهم فيها على
لسان رسوله فهي خير البشر على لسان خير البشير وكمممل لهممم البشممرى
بكونهم خالدين فيها ل يبغون عنها حول والحمد لله فاطر السموات والرض
جاعل الملئكة رسل وبمماعث الرسممل مبشممرين ومنممذرين لئل يكممون للنمماس
على الله حجة بعد الرسل غذ لم يخلقهم عبثا ولم يتركهم سدى ولو يغفلهم
همل بل خلقهم لمر عظيم وهيأهم لخطب جسيم وعمممر لهممم داريممن فهممذه
لمن أجاب الداعي ولم يبغ سوى ربه الكريم بدل وهذه لمن لم يجب دعمموته
ولم يرفع بها رأسا ولم يعلق بهمما أمل والحمممد للممه الممذي رضممي مممن عبمماده
باليسير من العمل وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل وأفمماض عليهممم النعمممة
وكتب على نفسه الرحمة وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه
دعا عباده إلى دار السلم فعمهم بالممدعوة حجممة منممه عليهممم وعممدل وخممص
بالهداية والتوفيق من شاء نعمة ومنه وفضل فهذا عدله وحكمته وهو العزيز
الحكيم وذلك فضله يؤتيه من يشاء واللممه ذو الفضممل العظيممم واشممهد أن ل
إله إل الله وحده ل شريك له شهادة عبده وابن عبده وأبن أمته ومن ل غنى
به طرفة عين فضله ورحمته ول مطمع لممه فممي الفمموز بالجنممة والنجمماة مممن
النار إل بعفوه ومغفرته واشهد أن محمد عبده ورسمموله وأمينممة علممى وحيممه
وخيرته من خلقه أرسله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين ومحجممة للسمالكين
وحجة على العباد أجمعين بعثه لليمان مناديا وإلى دار
السلم داعيا وللخليقة هاديا ولكتابه تاليا وفي مرضاته سمماعيا وبممالمعروف
آمرا وعن المنكر ناهيا أرسله على حيممن فممترة مممن الرسممل فهممدى بممه إلممى
أقوم الطرق وأوضح السبل وافترض علممى العبمماد طمماعته ومحبتممه وتعزيممزه
وتوقيره والقيام بحقوقه وسد إلى الجنة جميع الطرق فلممم يفتحهمما لحممد إل
من طريقه فلو أتوا من كل طريق واستفتحوا مممن كممل بمماب لممما فتممح لهممم
حتى يكونمموا خلفممه مممن الممداخلين وعلممى منهمماجه وطريقتممه مممن السممالكين
فسبحان من شرح له صدره ووضع عنه وزره ورفممع لممه ذكممره وجعممل لذلممة
والصغار على من خالف أمره فدعا الى الله وإلى جنتممه سممرا وجهممارا وأذن
بذلك بين اظهر المة ليل ونهارا إلى أن طلع فجر السلم وأشرقت شمممس
اليمان وعلت كلمة الرحمن وبطلت دعوة الشيطان وأضاءت بنممور رسممالته
الرض بعد ظلماتها وتألفت به القلمموب بعممد تفرقهمما وشممتاتها فأشممرق وجممه
الدهر حسنا واصبح الظلم ضياء واهتدى كل حيران فلما كمل الله بممه دينممه
وأتم به نعمته ونشر به على الخلئق رحمته فبلغ رسالت ربه ونصممح عبمماده
وجاهد في الله حق جهاده خيره بين المقام في الدنيا وبيممن لقممائه والقممدوم
عليه فاختار لقاء ربه محبة له وشوقا إليممه فاسممتأثر بممه ونقلممه إلممى الرفيممق
العلى والمحل الرفع السنى وقد ترك أمته على الواضحة الغراء والمحجة
البيضاء فسلك أصحابه وإتباعه على أثره إلى جنات النعيم وعممدل الراغبممون
عن هديه إلى طرق الجحيم ليهلك من هلك عن بينممة ويحيممى مممن حممي عممن
بينة وإن الله لسممميع عليممم فصمملى اللممه وملئكتممه وأنبيمماؤه ورسممله وعبمماده
المؤمنون عليه كما وحد الله وعبده وعرفنا به ودعا إليه أممما بعممد فممإن اللممه
سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لمر عظيم
وخطب جسيم وعرض على السموات والرض والجبال فأبين وأشفقن منممه
إشفاقا ووجل وقلن ربنا أن أمرتنا فسمعا وطاعة وان خيرتنا فعافيتممك نريممد
ل نبغي بها بدل وحمله النسان على ضعفه وعجزه عن حمله وبمماء بممه علممى
ظلمه وجهله فألقى اكثر الناس الحمل عممن ظهممورهم لشممدة مممؤنته عليهممم
وثقله فصحبوا الدنيا صحبة النعام السائمة ل ينظرون في معرفة موجممدهم
وحقه عليهم ول في المراد من إيجادهم وإخراجهم إلى هذه الدار التي هممي
طريق ومعبر إلى دار القرار ول يتفكرون في قلة مقامهم في الدنيا الفانيممة
وسرعة رحيلهم إلى الخرة الباقية فقد ملكهممم بمماعث الحممس وغمماب عنهممم
داعممي العقممل وشممملتهم الغفلممة وغرتهممم الممماني الباطلممة والخممدع الكاذبممة
فخدعهم
طول المممل وران علممى قلمموبهم سمموء العمممل فهممهممم فممي لممذات الممدنيا
وشهوات النفوس كيف حصلت حصولها ومن أي وجه لحت أخممذوها إذا بممدا
لهم حظ من الدنيا بمآخرتهم طمماروا إليممه زرافمات ووحممدانا وإذا عمرض لهمم
عاجل من الدنيا لم يؤثروا عليه ثوابا من الله ول رضوانا يعلمون ظاهرا مممن
الحياة الدنيا وهم عن الخرة هم غافلون نسوا الله فأنساهم أنفسممهم أولئك
هم الفاسقون والعجب وكل العجب مممن غفلممة مممن لحظمماته معممدودة عليممه
وكل نفس من أنفاسمه ل قيمممة لمه إذا ذهممب لممم يرجمع إليممه فمطايما الليممل
والنهار تسرع به ول يتفكر إلى اين يحمل ويسار به اعظم مممن سممير البريممد
ول يدري إلى اي الدارين ينقل فإذا نزل به الموت أشتد قلقممه لخممراب ذاتممه
وذهاب لذاته ل لما سبق من جنايمماته وسمملف مممن تفريطممه حيممث لممم يقممدم
لحياته فإذا خطرت له خطرة عارضة لما خلق له دفعها باعتماده على العفو
وقال قد أنبئنا أنه هو الغفمور الرحيممم وكمأنه لمم ينبمأ أن عمذابه هممو العمذاب
الليم فصل ولما علم الموفقون ما خلقمموا لممه وممما أريممد بإيجممادهم رفعمموا
رؤسهم فإذا علم الجنة قد رفع لهم فشمممروا إليممه وإذا صممراطها المسممتقيم
قد وضح لهم فاستقاموا عليه ورأوا من اعظم الغبن بيع مما ل عيمن رأت ول
إذن سمعت ول خطر على قلب بشر في أبدل يزول ول ينفذ بصممبابة عيممش
إنما هو كأضغاث أحلم أو كطيف زار فممي المنممام مشمموب بممالنغص ممممزوج
بالغصص إن أضحك قليل أبكى كثيرا وإن سر يوما احزن شهورا المممه تزيممد
على لذاته وأحزانه أضعاف مسراته وله مخاوف وآخره متآلف فيا عجبا من
سفيه في صورة حليم ومعتوه في مسلخ عاقل آثر الحظ الفاني الخسيس
على الحظ الباقي النفيس وباع جنة عرضها السموات والرض بسجن ضيق
بين أرباب العاهات والبليات ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها
النهار بأعطان ضمميقة آخرهمما الخممراب والبمموار وأبكممارا أعرابمما أترابمما كممأنهن
الياقوت والمرجان بقمذرات دنسمات سميآت الخلق مسمالخات أو متخمذات
أخذان وحورا مقصورات في الخيام بخبيثات مسيبات بين النام وأنهارا مممن
خمر لذة للشاربين بشراب نجس مذهب للعقل مفسد للممدنيا والممدين ولممذة
النظر إلى وجه العزيز الرحيم بالتمتع برؤيممة المموجه القبيممح الممذميم وسممماع
الخطاب من الرحمممن بسممماع المعممازف والغنمماء واللحممان والجلمموس علممى
منابر اللؤلؤ
والياقوت والزبرجد يمموم المزيممد بممالجلوس فممي مجممالس الفسمموق مممع كممل
شيطان مريد ونممداء المنممادي يمما أهممل الجنممة إن لكممم أن تنعممموا فل تيأسمموا
وتحيوا فل تموتمموا وتقيممموا فل تظعنمموا وتشممبوا فل تهرممموا بغنمماء المغنيممن
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي %متأخر عنه ول متقدم أجد الملمممة
في هواك لذيذة %حبا لذكرك فليلمني اللوم وإنما يظهر الغبممن الفمماحش
في هذا البيع يوم القيامة وإنما يتبين سممفه بممائعه يمموم الحسممر والندامممة إذا
حشر المتقون إلى الرحمن وفدا وسيق المجرمممون إلممى جهنممم وردا ونممادى
المنادي على رؤس الشهاد ليعلمن أهل الموقف من أولي بالكرم مممن بيممن
العباد فلو توهم المتخلف عن هممذه الرفقممة ممما اعممد اللممه لهممم مممن الكممرام
وادخر لهم من الفضل والنعام وما أخفى لهم من قرة أعيممن لممم يقممع علممى
مثلها بصر ول سمعته أذن ول خطر على قلب بشممر لعلممم أي بضمماعة أضمماع
وانه ل خير له في حياته وهو معدود من سممقط المتماع وعلمم أن القموم قممد
توسطوا ملكا كبيرا ل تعترية إلفات ول يلحقه الزوال وفازوا بالنعيم المقيممم
في جوار الكبير المتعال فهم في روضات الجنة يتقلبون وعلى أسرتها تحت
الحجال يجلسون وعلى الفرش التي بطائنهمما مممن إسممتبرق يتكئون وبممالحور
العين يتنعمون وبأنواع الثمار يتفكهون يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب
وأباريق وكأس من معين ل يصدعون عنها ول ينزفون وفاكهة ممما يتخيممرون
ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنممون جممزاء بممما كممانوا
يعلمون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيهمما ممما تشممتهيه النفممس
وتلذ العين وانتم فيها خالدون تالله لقد نودي عليها في سوق الكسمماد فممما
قلب ول أسنام ! إل أفراد من العباد فواعجبا لها كيف نام طالبها وكيممف لممم
يسمح بمهرها خاطبها وكيف طاب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارهمما
وكيف قر للمشممتاق القممرار دون معانقمة ابكارهمما وكيممف قممرت دونهما أعيممن
المشتاقين وكيف صبرت عنها أنفس الموقنين وكيممف صممدفت عنهمما قلمموب
أكثر العالمين وبأي شيء تعوضت عنها نفوس المعرضين شممعر فممي وصممف
الجنة وما ذاك إل غيرة أن ينالها %سوى كفئها والرب بالخلق أعلم وإن
حجبت عنا بكل كريهة %وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم
أيمانا وجلى عليه الجنة حتى كأنه يشاهدها عيانا فهو مممثير سمماكن ألعزمممات
إلى روضات الجنممات وبمماعث الهمممم ألعليممات إلممى العيممش ألهنممي فممي تلممك
ألغرفات وسميته حادي الرواح إلى بلد الفراح فممأنه اسممم يطممابق مسممماه
ولفظ يوافق معناه والله يعلم ما قصدت وما بجمعه وتأليفه اردت فهو عنممد
لسان كل عبد وقلبه وهو المطلع على نيته وكسبه وكان جل المقصممود منممه
بشارة أهل السنة بما أعد الله لهم في الجنة فأنهم ! المستحقون للبشممرى
في الحياة الدنيا وفي الخرة ونعم الله عليهممم باطنممة وظمماهرة وهممم أوليمماء
الرسول وحزبه ومن خرج عممن سممنته فهممم اعممداؤه وحربممه ل تأخممذهم فممي
نصرة سنته ملممة اللموام ول يمتركون مما صمح عنمه لقمول أحمد ممن النمام
والسنة أجل في صدورهم من ان يقدموا عليها رأيا فقهيمما أو بحثمما جممدليا أو
خيال صوفيا أو تناقضا كلميا أو قياسيا فلسفيا أو حكممما سياسمميا فممن قممدم
عليها شيئا من ذلك فباب الصواب عليممه مسممدود وهممو عممن طريممق الرشمماد
مصدود فيا أيها الناظر فيه لك غنمه وعلى مؤلفه غرمه ولممك صممفوه وعليممه
كدره وهذه بضاعته المزجاة تعمرض عليمك وبنمات أفكماره تمزف إليمك فمإن
صادفت كفؤا كريما لم تعدم منه أمساكا بمعروف أو تسممريحا بإحسممان وان
كان غيره فالله المستعان فما كان من صواب فمن الواحد المنان وما كممان
من خطأ فمنى ومن الشيطان والله برئ منه ورسوله وقد قسمممت الكتمماب
سبعين بابا الباب الول في بيان وجود الجنة الن البمماب الثمماني فممي اختلف
الناس في الجنة التي أسكنها آدم هممل هممي جنممة الخلممد أو جنممة فممي الرض
الباب الثالث في سياق حجج من ذهب إلى إنها جنة الخلد الباب الرابممع فممي
سياق حجج الطائفة التي قالت أنها في الرض البمماب الخممامس فممي جممواب
أرباب هذا القول لمن نازعهم الباب السادس في جواب من زعم أنهمما جنممة
الخلد عن حجج منازعيهم الباب السابع في ذكر شبه من زعم أن الجنممة لممم
تخلق بعد الباب الثامن في الجواب عما احتجوا به من الشبه البمماب التاسممع
في ذكر عدد ابواب الجنة الباب العاشر في ذكر سعة أبوابها البمماب الحممادي
عشر في صفة أبوابها الباب الثاني عشممر فممي ذكممر مسممافة ممما بيممن البمماب
والباب الباب الثالث عشر في مكان الجنة وأين هي الباب الرابع عشر فممي
مفتاح الجنة الباب الخامس عشر في توقيع الجنة ومنشورها الذي يكتب
لهلها الباب السادس عشر في بيان توحد طريممق الجنممة وانممه ليممس لهمما إل
طريق واحد الباب السابع عشر في درجات الجنة البمماب الثممامن عشممر فممي
ذكر أعلى درجاتها وأسم تلك الدرجة الباب التاسع عشر فممي عممرض الممرب
تعالى سلعته على عباده وثمنها الذي طلبه منهم وعقد التبايع الذي وقع بين
المؤمنين وبين ربهم الخ الباب العشرون في طلممب الجنممة أهلهمما مممن ربهممم
وشفاعتها فيهم وطلبهممم لهما البمماب الحممادي والعشممرون فممي اسممماء الجنمة
ومعانيها وأشتقاقها الباب الثاني والعشرون في عدد الجنات وأنواعها البمماب
الثممالث والعشممرون فممي خلممق الممرب تعممالى لبعضممها بيممده البمماب الرابممع
والعشرون في ذكر بوابيها وخزنتها الباب الخامس والعشرون في ذكممر اول
من يقرع باب الجنة الباب السادس والعشرون فممي ذكممر اول المممم دخممول
الجنة الباب السابع والعشرون في ذكر السابقين من هذه المة إلممى الجنممة
وصفتهم الباب الثامن والعشرون في سبق الفقراء الغنياء إلى الجنة الباب
التاسع والعشرون في ذكر اصناف أهل الجنة التي ضمنت لهم دون غيرهممم
الباب الثلثون في أن اكثر أهل الجنة هم أمة محمد الباب الحادي والثلثون
في أن النساء في الجنة والنار أكثر من الرجال الباب الثاني والثلثون فيمن
يممدخل الجنممة مممن هممذه المممة بغيممر حسمماب وذكممر أوصممافهم البمماب الثممالث
والثلثون في ذكر حثيات الرب عز وجل الذين يممدخلهم الجنممة البمماب الرابممع
والثلثون فممي ذكممر تربممة الجبنممة وطينهمما وحصممبائها ونباتهما البمماب الخممامس
والثلثون في ذكر نورها وبياضها الباب السادس والثلثممون فممي ذكممر غرفهمما
وقصورها ومقاصيرها وخيامها البمماب السممابع والثلثممون فممي ذكممر معرفتهممم
بمنازلهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة وإن لم يروها قبممل ذلممك البمماب الثممامن
والثلثون في كيفية دخممولهم الجنممة وممما يسممتقبلون بممه عنممد دخولهمما البمماب
التاسع والثلثون في ذكر صممفة أهممل الجنممة فممي خلقهممم وخلقهممم وطممولهم
ومقادير أسنانهم الباب الربعون في ذكر أعلى أهممل الجنممة منزلممة وأدنمماهم
الباب الحادي والربعون في تحفة أهل الجنة أول ما يدخلونها البمماب الثمماني
والربعون في ذكر ريح الجنة ومن مسيرة كم يوجد الباب الثالث والربعممون
في الذان الذى يؤذن به المؤمن فيها البمماب الرابممع والربعممون فممي أشممجار
الجنة وبساتينها وظللها الباب الخامس والربعممون فممي ذكممر ثمارهمما وتعممدد
أنواعها وصفاتها الباب السادس والربعون في ذكر الزرع فممي الجنممة البمماب
السابع والربعون فممي ذكممر أنهممار الجنممة وعيونهمما وأصممنافها ومجراهمما الممذي
تجري
عليه الباب الثامن والربعون في ذكر طعام أهل الجنممة وشممرابهم ومصممرفه
الباب التاسع والربعون في ذكر آنيتهم التي يأكلون ويشربون فيها وأجناسها
وصفاتها البماب الخمسمون فممي ذكممر لباسمهم وحليهمم ومنماديلهم وفرشممهم
وبسطهم ووسائدهم ونمارقهم وزرابيهم الباب الحادي والخمسون في ذكممر
خيامهم وسررهم وأرائكهم وبشخاناتهم الباب الثمماني والخمسممون فممي ذكممر
خدام أهل الجنة وغلمانهم البمماب الثممالث والخمسممون فممي ذكممر نسمماء أهممل
الجنة وسراريهم واصنافهن وأوصافهن وحممالهن الظمماهر والبمماطن وجمممالهن
الباب الرابع والخمسون في ذكر المادة التي خلق منها الحممور العيممن وذكممر
صفاتهن ومعرفتهن اليوم بممأزواجهن البمماب الخممامس والخمسممون فممي ذكممر
نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم بذلك ونزاهته عن المذي والمنممي البمماب
السادس والخمسون في اختلف النماس همل فممي الجنمة حممل وولدة أم ل
وحجة الفريقين الباب السابع والخمسون في ذكر سماع الجنة وغناء الحممور
العيممن البمماب الثممامن والخمسممون فممي ذكممر مطايمما أهممل الجنممة وخيممولهم
ومراكبهم الباب التاسممع والخمسممون فممي زيممارة أهممل الجنممة بعضممهم بعضمما
ومذاكرتهم ما كان بينهم في الدنيا الباب الستون في ذكر سوق الجنممة وممما
أعد الله فيها لهلها الباب الحادي والستون في زيارة أهل الجنة ربهم تبارك
وتعالى الباب الثاني والستون في ذكر السحاب والمطر الممذي يصمميبهم فممي
الجنة الباب الثالث والستون في ذكر ملك الجنة وأن أهلها كلهم ملوك فيهمما
الباب الرابع والستون في أن الجنة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال
وأن موضع سوط منها خير من الدنيا وما فيها الباب الخامس والستون فممي
رؤية أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى بأبصممارهم جهممرة كممما يممرى القمممر ليلممة
البدر وتجليه لهم ضاحكا إليهم سبحانه ل إله إل هو الباب السادس والستون
في تكليمه سبحانه لهل الجنة وخطابه لهم ومحاضرته إياهم وسلمة عليهم
الباب السابع والستون في أبدية الجنة وأنها ل تفنممى ول تبيممد البمماب الثممامن
والستون في ذكر آخر أهل الجنة دخول إليهمما البمماب التاسممع والسممتون وهممو
باب جامع فيه فصول منثورة الباب السبعون في المسممتحق لهممذه البشممارة
دون غيره والله سبحانه وتعالى هو المسئول أن يجعله خالصا لوجهه الكريم
مدينا لمؤلفه وقارئه وكاتبه من جنات النعيم وأن يجعله حجة
له ول يجعله حجة عليه وأن ينفع به من انتهى إليه إنه خيممر مسممؤول واكممرم
مأمول وهو حسبنا ونعم الوكيل
الباب الول في بيان وجود الجنة الن
لم يزل أصحاب رسول الله والتابعون وتممابعوهم وأهممل السممنة والحممديث
قاطبة وفقهمماء السمملم وأهممل التصمموف والزهممد علممى اعتقمماد ذلممك وإثبمماته
مستندين في ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة وما علم بالضرورة من أخبار
الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم فإنهم دعوا المم إليها وأخبروا بهمما إلممى
أن نبغت نابغة من القدرية والمعتزلة فأنكرت أن تكون مخلوقة الن وقالت
بل الله ينشئها يوم القيامة وحملهم على ذلك أصلهم الفاسممد الممذي وضممعوا
به شريعة فيما يفعله الله وانه ينبغي له أن يفعل كذا ول ينبغي له أن يفعممل
كذا وقاسوه على خلقه في أفعالهم فهم مشبهة في الفعال ودخممل التجهممم
فيهم فصاروا مع ذلك معطلة في الصفات وقممالوا خلممق الجنممة قبممل الجممزاء
عبث فإنها تصير معطلة مددا متطاولة ليس فيها سكانها قالوا ومن المعلوم
أن ملكا لو أتخذ دارا واعد فيها ألمموان الطعمممة واللت والمصممالح وعطلهمما
من الناس ولم يمكنهم من دخولها قرونا متطاولة لممم يكممن ممما فعلممه واقعمما
على وجه الحكمة ووجد العقلء سممبيل إلممى العممتراض عليممه فحجممروا علممى
الرب تعمالى بعقمولهم الفاسممدة وآرائهمم الباطلممة وشمبهوا أفعمماله بأفعمالهم
وردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة الممتي وضممعوها للممرب أو
حرفوها عن مواضعها وضللوا وبدعوا من خالفهم فيها والمتزموا فيهما لموازم
أضحكوا عليهم فيها العقلء ولهذا يذكر السلف في عقائدهم أن الجنة والنار
مخلوقتممان ويممذكر مممن صممنف فممي المقممالت أن هممذه مقالممة أهممل السممنة
والحديث قاطبة ل يختلفون فيها قال أبو الحسن الشعري في كتاب مقالت
السلميين واختلف المضلين جملة ما عليه أصحاب الحممديث وأهممل السممنة
القرار بالله وملئكته وكتبه ورسله وما جاء من عند اللممه وممما رواه الثقممات
عن رسول الله ل يردون من ذلك شيئا وأن الله تعالى اله واحمد فمرد صممد
لم يتخذ صاحبه ول ولدا وان محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النممار
حق وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن الله يبعممث مممن فممي القبممور وأن اللممه
تعالى على عرشه كما قال ^ الرحمن على العرش استوى ^ وأن له يدين
بل كيف كما قال خلقت بيدي وكما قال بل يداه مبسمموطتان وأن لممه عينيممن
بل كيف كما
قال تجممري بأعيننما وأن لمه وجهما كممما قممال ^ ويبقمى وجمه ربمك ذو الجلل
والكرام ^ وأن أسماء الله تعالى ل يقال إنها غير الله كما قممالت المعتزلممة
والخوارج واقروا أن لله علما كما قال أنزله بعلمه وكما قممال ^ وممما تحمممل
من أنثى ول تضع إل بعلمه ^ وأثبتوا السمع والبصر ولم ينفوا ذلك عن اللممه
كما تعتقد المعتزلة وأثبتوا لله القوة كما قال أولم يروا الله الذي خلقهم هو
أشد منهم قوة وقالوا إنه ل يكون في الرض مممن خيممر ول شممر إل ممما شمماء
الله وأن الشياء تكون بمشيئه الله كما قال تعالى وما تشمماؤن إل أن يشمماء
الله وكما قال المسلمون ما شاء الله كان وما لم يشممأ لممم يكممن وقممالوا إن
أحدا ل يستطيع أن يفعل شيئا قبل أن يفعلممه أو يكممون أحممد يقممدر أن يخممرج
عن علم الله أو أن يفعل شيئا علم الله أنه ل يفعله واقممروا أنممه ل خممالق إل
الله تعالى وأن أفعممال العبمماد يخلقهمما اللممه تعممالى وأن العبمماد ل يقممدرون أن
يخلقوا شيئا وأن الله تعالى وفق المؤمنين لطاعته وخذل الكممافرين ولطممف
بالمؤمنين ونظر لهم وأصلحهم وهداهم ولم يلطممف بالكممافرين ول أصمملحهم
ول هداهم ولو أصلحهم لكانوا صالحين ولو هداهم لكممانوا مهتممدين وأن اللممه
تعالى يقدر أن يصلح الكافرين ويلطف بهم حتى يكونوا مممؤمنين ولكنممه أراد
أن يكونوا كافرين كما علم وخذلهم واضلهم وطبع علممى قلمموبهم وأن الخيممر
والشر بقضاء الله وقدره ويؤمنون بقضاء الله وقدره وخيره وشممره وحلمموه
ومره ويؤمنون أنهم ل يملكون لنفسهم نفعا ول ضرا إل ممما شمماء اللممه كممما
قال ويلجئون أمرهم إلى الله ويثبتون الحاجة إلى الله في كل وقت والفقممر
إلى الله في كل حال ويقولون إن القرآن كلم الله غير مخلوق والكلم فممي
الوقف واللفمظ فممن قمال بماللفظ أو بمالوقف فهمو مبتمدع عنمدهم ل يقمال
اللفظ بالقرآن آن مخلوق ول يقال غير مخلوق ويقولون إن الله تعالى يممرى
بالبصار يوم القيامة كما يممرى القمممر ليلممة البممدر ويممراه المؤمنممون ول يممراه
الكافرون لنهم عن الله تعالى محجوبون قممال اللممه تعممالى ^ كل أنهممم عممن
ربهممم يممومئذ لمحجوبممون ^ وأن موسممى عليممه السمملم سممال اللممه سممبحانه
وتعالى الرؤية في الدنيا وإن الله تعممالى تجلممى للجبممل فجعلممه دكمما فمماعلمه
بذلك أنه ل يراه في الدنيا بل يراه فمي الخمرة ول يكفمرون أحمدا ممن أهمل
القبلة بذنب يرتكبه كنحو الزنا والسرقة وما أشبه ذلك من الكبائر وهممم بممما
معهم من اليمان مؤمنون وإن ارتكبوا الكبائر واليمان عنممدهم هممو اليمممان
بممالله وملئكتممه وكتبممه ورسممله وبالقممدر خيممره وشممره حلمموه ومممره وأن ممما
أخطأهم لم يكن ليصيبهم وأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم والسلم هممو أن
يشممهد أن ل إلممه إل اللممه وأن محمممدا رسممول اللممه كممما جمماء فممي الحممديث
والسلم
عندهم غير اليمان ويقرون بأن الله مقلب القلوب ويقرون بشفاعة رسممول
الله وأنها لهل الكبائر من أمته وبعذاب القممبر وأن الحمموض حممق والصممراط
حق والبعث بعد الموت حق والمحاسبة من الله لعباده حممق والوقمموف بيممن
يدي اللممه تعممالى حممق ويقممرون بممأن اليمممان قممول وعمممل يزيممد وينقممص ول
يقولون مخلوق ول غير مخلمموق ويقولممون أسممماء اللممه هممي اللممه تعممالى ول
يشهدون على أحممد مممن أهممل الكبممائر بالنممار ول يحكمممون بالجنممة لحممد مممن
الموحدين حتى يكون الله تعالى ينزلهم حيث شاء ويقولون أمرهم إلى اللممه
أن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ويؤمنون بأن الله تعالى يخممرج قوممما مممن
الموحدين من النار على ما جاءت به الروايممات عممن رسممول اللممه وينكممرون
الجدال والمراء في الدين والخصومة في القدر والمناظرة فيما يتناظر فيممه
أهل الجدل ويتنازعون فيممه مممن دينهممم بالتسممليم للروايممات الصممحيحة ولممما
جاءت به الثار التي رواهمما الثقممات عممدل عممن عممدل حممتى ينتهممي ذلممك إلممى
رسول الله ول يقولون كيف ول لم لن ذلك بدعممة ويقولممون إن اللممه تعممالى
لم يأمر بالشر بل نهى عنه وأمر بالخير ولم يرض بالشرك وأن كممان مريممدا
له ويعرفون حق السلف الذين اختارهم اللممه تعممالى لصممحبه نممبيه ويأخممذون
بفضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم صغيرهم وكبيرهم ويقدمون أبا بكر ثم
عمر ثم عثمان ثم عليا رضي الله عنهم ويقممرون بممأنهم الخلفمماء الراشممدون
المهديون وانهم أفضل الناس كلهم بعممد رسممول اللممه ويصممدقون بالحمماديث
التي جاءت عن رسول الله أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هممل مممن
مستغفر كما جاء في الحديث عن رسول الله ويأخذون بالكتاب والسنة كما
قال تعالى ^ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلممى اللممه والرسممول ^ ويممرون
إتباع من سلف من أئمة الدين وان ل يتبعوا في دينهم ما لممم يممأذن بممه اللممه
ويقرون أن الله تعالى يجيء يوم القيامة كما قال وجمماء ربممك والملممك صممفا
صفا وأن الله تعالى يقرب من خلقه كيف شاء كما قممال ونحممن أقممرب إليممه
من حبل الوريد ويرون العيممدين والجمعممة والجماعممة خلممف كممل أمممام بممر أو
فاجر ويثبتون المسح على الخفين سنة ويرونه في الحضر والسفر ويثبتممون
فرض الجهاد للمشركين منذ بعث الله نبيه إلى آخممر عصممابة تقاتممل الممدجال
وبعممد ذلممك يممرون الممدعاء لئمممة المسمملمين بالصمملح وأن ل يخممرج عليهممم
بالسيف وأن ل يقاتلوا في الفتنة ويصدقون بخروج المدجال وأن عيسممى بمن
مريم عليه
الصلة والسلم يقتله ويؤمنون بمنكر ونكيممر والمعممراج والرؤيمما فممي المنممام
وان الممدعاء لممموتى المسمملمين والصممدقة عنهممم بعممد ممموتهم تصممل إليهممم
ويصدقون أن في الدنيا سحرة وإن الساحر كافر كما قممال اللممه تعممالى وان
السحر كان موجود في الدنيا ويرون الصلة علممى كممل مممن مممات مممن أهممل
القبلة مؤمنهم وفاجرهم ويقرون أن الجنة والنممار مخلوقتممان وأن مممن مممات
مات بأجله وكذلك كل من قتل قتل بأجله وإن الرزاق من قبل اللممه تعممالى
يرزقها عباده حلل كانت أو حراما وأن الشيطان يوسوس للنسان ويشممككه
ويخبطه وأن الصالحين قد يجوز أن يخصهم الله تعالى بآيممات تظهممر عليهممم
وأن السنة ل تنسخ بالقرآن وأن الطفال أمرهممم إلمى اللمه إن شماء عممذبهم
وأن شاء فعل بهم ما أراد وأن الله تعالى عالم ما العباد عمماملون وكتممب أن
ذلك يكون وان المور بيد الله تعالى ويرون الصبر على حكم الله والخذ بما
أمر الله تعالى والنتهاء عمى نهى الله عنممه وإخلص العمممل للممه والنصمميحة
للمسلمين ويدينون بعبادة الله في العابممدين والنصمميحة لجماعممة المسمملمين
واجتناب الكبائر والزنا وقول الزور والمعصية والفخر والكبر والزدراء علممى
الناس والعجب ويرون مجانبة كل داع إلى بدعة والتشمماغل بقممراءة القممرآن
وكتابة الثار والنظر في الفقه مع التواضع والستكانة وحسممن الخلممق وبممذل
المعممروف وكممف الذى وتممرك الغيبممة والنميمممة والسممعاية وتفقممد المآكممل
والمشارب فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه وبكل ما ذكرنا من
قولهم نقول وإليه نذهب وما توفيقنا إل بالله وهو حسبنا ونعممم الوكيممل وبممه
نستعين وعليه نتوكل وإليه المصير والمقصود حكايته عن جميع أهممل السممنة
والحديث أن الجنة والنار مخل 2وقتان وسممقنا جملممة كلمممه ليكممون الكتمماب
مؤسسا على معرفة من يستحق البشارة المذكورة وأن أهممل هممذه المقالممة
هم أهلها وبالله التوفيق وقد دل على ذلك من القرآن قوله تعممالى ^ ولقممد
رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهممى عنممدها جنممة المممآوى ^ وقممد رأى النممبي
سدرة المنتهى ورأى عندها جنة المأوى كما في الصحيحين من حديث أنممس
في قصة السراء وفي آخره ثم أنطلق بي جبريل حممتى أنتهممى إلممى سممدرة
المنتهى فغشيها ألوان ل أدرى ما هي قال ثم دخلت الجنة فممإذا فيهمما جنابممذ
اللؤلؤ وإذا ترابها المسك وفي الصحيحين من حديث عبد اللممه بممن عمممر أن
رسول الله قال أن أحدكم
إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي أن كمان ممن أهمل الجنمة فممن
أهل الجنة وأن كان من اهل النار فمن أهل النار فيقممال هممذا مقعممدك حممتى
يبعثك الله تعممالى يمموم القيامممة وفممي المسممند وصممحيح الحمماكم وابممن حبممان
وغيرهم من حديث ألبراء ابن عازب قال خرجنا مع رسول اللممه فممي جنممازة
رجل من النصار فذكر الحديث بطولة وفيه فينممادي منمماد مممن السممماء إن !
صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه مممن الجنممة وافتحمموا لممه بابمما إلممى
الجنة فيأتيه من روحها وطيبها وذكر الحممديث وفممي الصممحيحين مممن حممديث
أنس بن مالك قال قال رسول الله أن العبد إذا وضع في قمبره وتمولى عنمه
أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال فيأتيه ملكان فيقعممدانه فيقممولن لممه ممما
كنت تقول في هذا الرجل قممال فأممما المممؤمن فيقممول أشممهد أنممه عبممد اللممه
ورسوله قال فيقولن له أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا
في الجنة قال نبي الله فيراهما جميعا وفي صممحيح أبممي عوانمة السممفرايني
وسنن أبي داود من حديث البراء بن عممازب الطويممل فممي قبممض الممروح ثممم
يفتح له باب من الجنة وباب من النار فيقال هذا كان منزلك لو عصيت اللممه
تعالى أبدلك الله به هذا فإذا رأى ما في الجنة قال رب عجل قيممام السمماعة
كيما أرجع إلى أهلي ومممالي فيقممال أسممكن وفممي مسممند الممبزار وغيممره مممن
حديث أبي سعيد قال شهدنا مع النبي جنازة فقال رسممول اللممه أيهمما النمماس
أن هذه المة تبتلى في قبورها فإذا دفن النسان وتفرق عنه أصممحابه جمماءه
ملك في يده مطراق فأقعده فقال ما تقول فممي هممذا الرجممل يعنممي محمممدا
فممإن كممان مؤمنمما قممال اشممهد أن ل إلممه إل اللممه وأن محمممدا عبممده رسمموله
فيقولون له صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقولون هذا كممان منزلممك لممو
كفرت بربك فأما إذا آمنت به فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن
ينهض إلى الجنة فيقولون له اسكن وذكر الحديث وفي صممحيح مسمملم عممن
عائشة قالت خسفت الشمس في حياة رسول الله فذكرت الحديث إلى أن
قالت ثم قممام فخطممب النمماس فممأثنى علممى اللممه بممما هممو أهلممه ثممم قممال إن
الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى ل يخسفان لموت أحد ول لحيمماته
فإذا رأيتموهما فافرغوا إلى الصلة وقال رسول الله رأيت في مقممامي هممذا
كل شيء وعدتم حتى لقد رأيتني آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني
أقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها حين رأيتموني تأخرت وفي الصممحيحين
واللفظ للبخاري عن عبد الله بن عباس قال انخسفت الشمممس علممى عهممد
رسول الله فذكر الحديث وفيه قال أن الشمس والقمر آيتان من آيات اللممه
ل يخسفان لموت أحد ول لحيمماته فممإذا رأيتممم ذلممك فمماذكروا اللممه فقممالوا يمما
رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأينمماك تكعكعممت فقممال أنممي
رأيت الجنة وتناولت عنقودا ولو أصبته لكلتممم منممه ممما بقيممت الممدنيا ورأيممت
النار فلم أر منظرا كاليوم قط افظع ورأيت أكثر أهلها النسمماء قممالوا بممم يمما
رسول الله قال بكفرهن قيل أيكفممرن بممالله قممال يكفممرن العشممير ويكفممرن
الحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كلممه ثممم رأت منممك شمميئا قممالت ممما
رأيت منك خيرا قط وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر عن النبي
في صلة الخسوف قال قد دنت مني الجنة حتى لو اجممترأت عليهمما لجئتكممم
بقطاف من قطافها ودنت مني النار حتى قلت أي رب وأنا معهم فإذا امرأة
حسبت أنه قال تخدشها هرة قلت ما شان هذه قممالوا حبسممتها حممتى ممماتت
جوعا ل أطعمتها ول أرسلتها تأكل وفي صحيح مسلم من حممديث جممابر فممي
هذه القصة قال عرض على كل شيء تولجونه فعرضممت علممى الجنممة حممتى
تناولت منها قطفا فقصرت يدي عنه وعرضت على النار فرأيت فيهمما امممرأة
من بني إسرائيل تعذب في هرة لها وذكر الحديث وفي صممحيح مسمملم عنممه
في هذا الحديث ما من شيء توعممدونه إل قممد رأيتممه فممي صمملتي هممذه لقممد
جيء بالنار وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحممتى
رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبة في النار وكان يسرق الحمماج بمحجنممه
فإذا فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنممه ذهممب بممه وحممتى رأيممت
فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولممم تممدعها تأكممل مممن خشمماش
الرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقمدمت حمتى
قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتنمماول مممن ثمرهمما لتنظممروا
إليه ثم بدا لي ان ل أفعل فما من شيء توعمدونه إل قمد رايتمه فمي صملتي
هذه وفي مسند المام أحمد وسنن ابي داود والنسائي من حديث عبمد اللمه
بن عمرو وفي هذه القصة والذي نفس محمد بيده لقد أدنيت الجنة حتى لو
بسطت يدي لتعاطيت من قطوفها ولقد أدنيت النار منمى حمتى لقمد جعلمت
أتقيها خشية أن تغشاكم وذكر +الحديث وفي صحيح +
مسلم من حديث أنس بن مالك قال بينما رسمول اللممه ذات يموم إذ أقيممت
الصلة فقال يا ايها الناس إني إمممامكم فل تسممبقوني بممالركوع ول بالسممجود
ول ترفعوا رؤسكم فإني أراكم من أمممامي ومممن خلفممي وأيممم الممذي نفسممي
بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليل ولبكيتم كثيرا قالوا وما رأيت يا رسممول
الله قال رأيت الجنة والنار وفي الموطأ والسنن من حديث كعب أبن مالممك
قال قال رسول الله إنما نسمة المؤمن طير يعلممق فممي شممجر الجنممة حممتى
يرجعها الله إلى جسده يوم القيامة وهذا صريح في دخول الروح الجنة قبل
يوم القيامة ومثله حديث كعب بن مالك أيضا عممن النممبي أن أرواح الشممهداء
في حواصل طير خضر تعلق في ثمر الجنة أو شجر الجنة رواه أهل السممنن
وصححه الترمذي وسيأتي في آخر هذا الكتماب فممي البمماب الممذي يمذكر فيممه
دخول أرواح المؤمنين الجنة قبل يوم القيامة تمممام هممذه الحمماديث أن شمماء
الله تعالى وذكر دللة القرآن على ما دلت عليه السنة من ذلك وفي صحيح
مسلم والسنن والمسند من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال لما خلممق
الله تعالى الجنة والنار أرسل جبريل إلممى الجنممة فقممال أذهممب فممانظر إليهمما
وإلى ما أعددت لهلها فيها فذهب فنظر إلى ما أعد الله لهلهمما فيهمما فرجممع
فقال وعزتك ل يسمع بها أحد إل دخلها فأمر الجنممة فحفممت بالمكمماره فقممال
فارجع فانظر إليها وإلى ما أعددت لهلها فيها قال فنظر إليها ثم رجع فقال
وعزتك لقد خشيت أن ل يدخلها أحد قال ثم أرسممله إلممى النممار قممال أذهممب
فانظر إليها وإلى ما أعددت لهلهما فيهمما قمال فنظمر إليهمما فممإذا همي يركممب
بعضها بعضا ثم رجع فقال وعزتك وجللك ل يدخلها أحد سمع بهمما فممأمر بهمما
فحفت بالشهوات ثم قال أذهب فانظر إلى مما أعممددت لهلهمما فيهمما فممذهب
فنظر إليها فرجع فقال وعزتك لقد خشمميت أن ل ينجممو منهمما أحممد إل دخلهمما
قال الترمذي +هذا حديث حسن صحيح +وفي الصحيحين من حديث أبمي
هريرة حجبت الجنة بالمكاره وحجبت النار بالشهوات وفممي الصممحيحين ممن
حديث أبي سعيد الخدري عن رسول الله قال اختصمت الجنة والنار فقالت
الجنة يا رب ما لها إنما يدخلها ضعفاء الناس وسقطهم وقممالت النممار يمما رب
ما لها يدخلها الجبارون والمتكبرون فقال أنت رحمتي أصيب بمك ممن أشمماء
وأنت عذابي أصيب بك من أشاء ولكل
واحدة منكما ملؤها وفي الصحيحين من حديث أبن عمر عن النبي أنممه قممال
اشتكت النار إلى ربها فقالت يما رب أكمل بعضمي بعضما فمأذن لهما بنفسمين
نفس في الشتاء ونفس في الصيف وروى الليث بن سعيد عن معاويممة أبممن
صالح عن عبد الملك بن بشير ورفممع الحممديث قممال ممما مممن يمموم إل والجنممة
والنار يسألن تقول الجنة يا رب قد طاب ثمري واطردت أنهمماري واشممتقت
إلى أوليائي فعجل إلى بأهلي وتقول النار أشممتد حممري وبعممد قعممري وعظممم
جمري فعجل على بأهلي وفي صحيح البخاري من حممديث أنممس عممن النممبي
أنه قال بينما أنا أسممير فممي الجنممة وإذا بنهممر فممي الجنممة حافتمماه قبمماب الممدر
المجوف قال قلت ما هذا يمما جبريممل قممال هممذا الكمموثر الممذي أعطمماك ربممك
فضرب الملك بيده فإذا طينه المسك الذفر وفي صحيح مسلم مممن حممديث
جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله يقممول دخلممت الجنممة فرأيممت فيهمما
قصرا ودارا فقلت لمن هذا فقيل لرجل من قريش فرجوت أن أكون أنا هو
فقيل لعمر بن الخطاب فلول غيرتك يا أبا حفممص لممدخلته قممال فبكممى عمممر
وقال أيغار عليك يا رسول اللممه وسمميأتي حممديث بلل وقممول النممبي ولممم ممما
دخلت الجنة إل سمعت خشخشتك بين يدي وغير ذلممك مممن الحمماديث الممتي
تأتي أن شاء الله تعالى وقال عبد الله بن وهب أنبأنا معاوية بن صممالح عممن
عيسى بن عاصم عن زر بن حبيش عن أنس بن مالك قال صلى بنا رسممول
الله ذات يوم صلة الصبح ثم مد يده ثم أخرها فلما سلم قيل له يمما رسممول
الله لقد صنعت في صلتك شيئا لم تصنعه في غيرها قال أنممي رأيممت الجنممة
فرأيت فيها دالية قطوفها دانية حبها كالدباء فأردت أن أتنمماول منهمما فممأوحى
إليها أن إستأخري ثمم رأيمت النممار بينمي وبينكمم حممتى رأيممت ظلمي وظلكمم
فأومأت إليكممم أن اسممتأخروا فممأوحى إلممى أقرهممم فإنممك أسمملمت وأسمملموا
وهاجرت وهاجروا وجاهدت وجاهدوا فلم أر لي عليكم فضل إل بالنبوة فممإن
قيل فما منعكم عن الحتجاج علممى وجودهمما الن بقصممد آدم ودخمموله الجنممة
وإخراجه منها بممأكله مممن الشممجرة والسممتدلل بهمما فممي غايممة الظهممور قيممل
السممتدلل بممذلك وإن كممان عنممد العامممة فممي غايممة الظهممور فهممو فممي غايممة
الغموض لختلف الغموض لختلف الناس في الجنة الممتي أسممكنها آدم هممل
كانت جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة أو كانت جنة فممي الرض
في شرفها ونحن
بذكر من قال بهذا ومن قال بهذا وما احتج به كل فريق على قولهم وممما رد
به الفريق الخر عليهم بحول الله وقوته
الباب الثاني في اختلف الناس في الجنة التي أسكنها آدم عليه الصلة
والسلم وأهبط منها هل هي جنة الخلد أو جنة أخرى غيرها في موضع عال
من الرض قال منذر أبن سعيد في تفسير قوله تعالى أسكن أنممت وزوجممك
الجنة فقالت طائفة أسكن الله آدم جنة الخلد الممتي يممدخلها المؤمنممون يمموم
القيامة وقال آخرون هي جنة غيرها جعلها الله له وأسكنه إياها ليسممت جنممة
الخلد قال وهذا قول تكثر الدلئل الشاهدة له والموجبة للقول به وقممال أبمو
الحسن الماوردي في تفسيره واختلف الناس في الجنة التي أسكناها علممى
قولين أحدهما أنها جنة الخلد الثاني أنها جنة أعدها الله تعالى لهممما وجعلهمما
ابتلء وليست هي جنة الخلد التي جعلها دار جزاء ومن قال بهذا اختلفوا فيه
قولين أحدهما أنها في السماء لنه أهبطهما منها وهذا قمول الحسمن الثماني
أنها في الرض لنه امتحنهما فيها بالنهي عن الشممجرة الممتي نهيمما عنهمما دون
غيرها من الثمار وهذا قول أبن بحر وكان ذلك بعد أن أمر إبليممس بالسممجود
لدم عليه الصلة والسلم والله اعلممم بصممواب ذلممك هممذا كلمممه وقممال ابممن
الخطيب في تفسيره المشهور واختلفوا في الجنة المذكورة في هممذه اليممة
هل كانت في الرض أو في السماء وبتقدير أنها كانت في السماء فهل هممي
الجنة التي هممي دار الثممواب وجنممة الخلممد أو جنممة أخممرى فقممال ابممو القاسممم
البلخي وأبو مسلم الصممبهاني هممذه الجنممة فممي الرض وجمل الهبمماط علممى
النتقال من بقعة إلى بقعة كما في قوله أهبطوا مصرا واحتجا عليه بوجوده
القمول الثماني وهمو قمول الجبمائي أن تلمك الجنمة المتي كمانت فمي السمماء
السابعة والقول الثالث وهمو قمول جمهمور أصمحابنا أن همذه الجنمة همي دار
الثواب وقال أبممو القاسممم الراغممب فممي تفسمميره واختلممف فممي الجنممة الممتي
أسكنها آدم فقال بعض المتكلمين كان بستانا جعله اللممه تعممالى لممه امتحانمما
ولم يكن جنة المآوى وذكر بعض الستدلل على القولين وممن ذكر الخلف
أيضمما أبممو عيسممى الرممماني فممي تفسمميره واختممار أنهمما جنممة الخلممد ثممم قممال
والمذهب الذي إخترناه قول الحسممن وعمممرو وواصممل واكممثر أصممحابنا وهممو
قول أبي علي وشيخنا أبي بكر وعليممه أهممل التفسممير وأختممار أبممن الخطيممب
التوقف في المسألة وجعله قول رابعا فقال والقول الرابممع أن لكممل ممكممن
والدلة متعارضة فوجب التوقف وترك القطع قال منذر بن سعيد والقول
بإنها جنة في الرض ليست جنة الخلد قول أبمي حنيفممة وأصمحابه قمال وقمد
رأيت أقواما نهضوا لمخالفتنا في جنة آ 4دم عليه السلم بتصممويب مممذهبهم
من غير حجة إل الدعاوي والماني ما أتوا بحجة ممن كتماب ول سمنة ول اثمر
عممن صمماحب ول تممابع ول تممابع التممابع ول موصممول ول شمماذا مشممهورا وقممد
أوجدناهم أن فقيه العراق ومن قممال بقمموله قممالوا أن جنممة آدم ليسممت جنممة
الخلد وهذه الدواوين مشحونة من علومهم ليسوا عند أحد من الشاذين بممل
بين رؤساء المخالفين وإنما قلت هذا ليعلم اني ل انصر مممذهب أبممي حنيفممة
وإنما أنصر ما قام لي عليه الدليل من القرآن والسنة هذا أبن زيد المممالكي
يقول في تفسيره سألت أبن نافع عن الجنة أمخلوقمة همي فقمال السمكوت
عن الكلم في هذا أفضل وهذا أبن عيينة يقول في قمموله عممز وجممل إن لممك
أن ل تجوع فيها ول تعرى قال يعني في الرض وابن نافع وامام وأبن عيينممة
امام وهو ل يأتوننا بمثلهما ول من يضاد قوله لهما وهذا ابن قتيبممة ذكممر فممي
كتاب المعارف بعد ذكره خلق الله لدم وزوجه قال ثم تركتهما وقال أثمروا
واكثروا وأملؤا الرض وتسلطوا على انوان البحممور وطيممر السممماء والنعممام
وعشب الرض وشجرها وثمرها فأخبر ان في الرض خلقه وفيهمما امممره ثممم
قال ونصب الفردوس فانقسم على أربعممة أنهممار سمميحون وجيحممون ودجلممة
والفرات ثم ذكر الحية فقال وكانت أعظم دواب البر فقممالت للمممراة أنكممال
تموتان إن أكلتما من هذه الشجرة ثم قال بعد كلم ثم اخرجه مممن مشممرق
جنة عدن إلى الرض التي منها أخذ ثم قال قممال وهممب وكممان مهبطممه حيممن
أهبط من جنة عدن في شرقي أرض الهند قممال واحتمممل قابيممل أخمماه حممتى
اتى به واديا من اودية اليمن في شرقي عدن فكمن فيممه وقممال غيممره فيممما
نقل أبو صالح عن أبن عباس في قوله أهبطوا هو كما يقال هبط فلن أرض
كذا وكذا قال منذر بن سعيد فهذا وهب بن منبه يحكي أن آدم عليه السمملم
خلق في الرض وفيها سكن وفيها نصب له الفردوس وإنممه كممان بعممدن وإن
أربعة أنهار أنقسمت من ذلك النهممر الممذي كممان يسمممى فممردوس آدم وتلممك
النهار بقيت في الرض لختلف بين المسلمين في ذلك فمماعتبروا يمما اولممي
اللباب وأخبر ان الحية التي كلمت آدم كانت من أعظم دواب البر ولم يقل
من أعظم دواب السماء فهم يقولون إن الجنممة لممم تكممن فممي الرض وإنممما
كانت فوق السماء السابعة ثم قال وأخرجه مممن مشممرق جنممة عممدن وليممس
في جنة المآوى مشرق ول مغرب لنه
ل شمس فيها ثم قال وأخرجه إلى الرض التي اخذ منها يعنممي أخرجممه مممن
الفردوس الذي نصب له في عدن في شرقي أرض الهند وهذه الخبار التي
حكى ابن قتيبة إنما تنبئ عن أرض اليمن وعن عدن وهممي مممن أرض اليمممن
وأخبر أن الله نصب الفردوس لدم عليه السلم بعدن ثم أكد ذلك بأن قممال
أربعة النهار التي ذكرناها منقسمة عن النهر الذي كان يسمى فممردوس آدم
قال منذر وقال ابن قتيبة عن ابن منبه عممن أبممي هريممرة قممال واشممتهى آدم
عند موته قطفا من الجنة التي كان فيها بزعمهم على ظهر السماء السابعة
وهو في الرض فخرج أولده يطلبون ذلممك لممه حممتى بلغتهممم الملئكممة ممموته
فأولد آدم كانوا مجانين عندكم إن كان ما نقله إبن قتيبة حقا يطلبون لبيهم
ثمر جنة الخلد في الرض قال ونحن لم نقل غير ما قممال هممؤلء ولممو كممانت
جنة الخلد فيها ونحن استدللنا من القرآن وغيرنا قطع وادعى بممما ليممس لممه
عليه برهان فهذا ذكر بعض أقوال من حكى الخلف في هذه المسئلة ونحن
نسوق حجج الفريقين إن شاء الله تعالى ونبين لهم ما لهم وما عليهم
الباب الثالث في سياق حجج من اختار أنها جنة الخلد التي يدخلها الناس
يوم القيامة قممالوا قولنمما هممذا هممو الممذي فطممر اللممه عليممه النمماس صممغيرهم
وكبيرهم لم يخطر بقلوبهم سواه وأكثرهم ل يعلم في ذلك نزاعا قالوا وقممد
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك عن أبي حازم عن أبي هريممرة
وأبي مالك عن ربعي عن حذيفممة قممال قممال رسممول اللممه يجمممع اللممه تعممالى
الناس فيقوم المؤمنممون حممتى تزلممف لهممم الجنممة فيممأتون آدم عليممه السمملم
فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم ممن الجنممة إل خطيئة
أبيكم وذكر الحديث قالوا وهذا يممدل علممى أن الجنممة الممتي أخممرج منهمما هممي
بعينها التي يطلمب منمه أن يسمتفتحها وفمي الصمحيحين حمديث احتجماج آدم
وموسى وقول موسى أخرجتنا ونفسك من الجنة ولو كانت في الرض فهم
قد خرجوا من بساتين فلم يخرجوا من الجنة وكذلك قول آدم للمؤمنين يوم
القيامة وهل أخرجكم من الجنة إل خطيئة أبيكم وخطيئته لممم تخرجهممم مممن
جنات الدنيا قالوا وقد قال تعالى في سورة البقممرة ^ وقلنمما يمما آدم أسممكن
أنت وزوجك الجنة وكل منها رغدا حيث شئتما ول تقربا هذه الشجرة فتكونمما
من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما ^
كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عممدو ولكممم فممي الرض مسممتقر ومتمماع
إلى حين فهذا يدل على أن هبوطهم كان من الجنة إلى الرض مممن وجهيممن
أحدهما من لفظة اهبطوا فإنه نزول من علو إلى اسفل والثاني قوله ولكممم
في الرض مستقر عقب قوله اهبطوا فدل على أنهم لممم يكونمموا قبممل ذلممك
في الرض ثم أكد هذا بقوله فممي سممورة العممراف قممال فيهمما تحيممون وفيهمما
تموتون ومنها تخرجون ولو كانت الجنة في الرض لكانت حياتهم فيهمما قبممل
الخراج وبعد قالوا وقد وصف سبحانه جنة آدم بصفات ل تكون إل في جنممة
الخلد فقال إن لك أن ل تجوع فيها ول تعرى وأنت ل تظمأ فيهمما ول تضممحى
وهذا ل يكون في الدنيا أصل فأن الرجممل ولمو كممان أطيممب منازلهما ل بمد أن
يعرض له شيء من ذلك وقابل سبحانه بين الجوع والظمأ والعرى والضحى
فإن الجوع ذل الباطن والعري ذل الظاهر والظمأ حر الباطن والضممحى حممر
الظاهر فنفى عن سكانها ذل الظاهر والباطن وحر الظماهر والبماطن وذلمك
احسن من المقابلة بين الجوع والعطش والعري والضحى وهذا شأن ساكن
جنة الخلد قالوا وأيضا فلو كانت تلك الجنة في الدنيا لعلم آدم كذب إبليممس
في قوله هل أدلك على شجرة الخلد وملك ل يبلممى فممإن آدم كممان يعلممم إن
الدنيا منقضية فانية وإن ملكها يبلممى قممالوا وأيضمما هممذه القصممة فممي سممورة
البقرة ظاهرة جدا في أن الجنة التي اخرج منها فوق السماء فممإنه سممبحانه
قال وإذا قلنا للملئكة أسجدوا لدم فسجدوا إل إبليس أبممى واسممتكبر وكممان
من الكافرين وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجممك الجنممة وكل منهمما رغممدا حيممث
شئتما ول تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهممما الشمميطان عنهمما
فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعممض عممدو ولكممم فممي الرض
مستقر ومتاع إلى حين فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب
الرحيم فهذا اهباط آدم وحواء وإبليممس مممن الجنممة فلهممذا أتممى فيممه بضمممير
الجمع وقد قيل إن الخطاب لهما وللحية وهذا ضعيف جممدا إذ ل ذكممر للحيممة
في شيء من قصة آدم ول في السياق ما يممدل عليهمما وقيممل الخطمماب لدم
وحواء وأتى فيممه بضمممير الجمممع كقمموله وكنمما لحكمهممم شمماهدين وهممما داود
وسليمان وقيل لدم وحواء وذريتهما وهذه القمموال ضممعيفة غيممر الول لنهمما
قول ل دليل عليه بين ما يدل اللفظ على خلفه فثبت أن إبليس داخممل فممي
هذا الخطاب وانه من
المهبطين فإذا تقرر هذا فقد ذكر سبحانه الهباط ثانيا بقوله ^ قلنا إهبطمموا
منها جميعا فأما يأتينكم مني هدى فمن تبع هممداي فل خمموف عليهممم ول هممم
يحزنون ^ والظاهر أن هذا الهباط الثاني فممي غيممر الول وهممو اهبمماط مممن
السماء إلى الرض والول اهباط من الجنة وحينئذ فتكون الجنة التي اهبممط
منها أول فوق السماء جنة الخلد وقد ظن الزمخشري أن قوله اهبطوا منهمما
جميعا خطاب لدم وحواء خاصة وعبر عنهممما بممالجمع لسممتتباعهما ذرياتهممما
قال والدليل عليه قوله تعالى ^ قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعممض عممدو
^ قال ويدل على ذلك قوله فمن تبع هداي فل خوف عليهم ول هم يحزنون
والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون وممما هممو إل
حكم يعم الناس كلهم ومعنى قوله بعضكم لبعض عدو ما عليممه النمماس مممن
التعادي والتباغي وتضليل بعضهم بعضا وهممذا الممذي اختمماره أضممعف القمموال
في الية فإن العممداوة الممتي ذكرهمما اللممه تعمالى إنمما هممي بيمن آدم وإبليممس
وذريتهما كما قال الله تعممالى إن الشمميطان لكممم عممدو فاتخممذوه عممدوا وهممو
سبحانه قد أكد أمر العداوة بين الشيطان والنسان واعاد وأبدى ذكرها فممي
القرآن لشدة الحاجة إلى التحرز من هذا العدو وأما آدم وزوجتممه فممإنه إنممما
أخبر في كتابه أنه خلقها ليسكن إليها وجعل بينهممما مممودة ورحمممة فممالمودة
والرحمة بين الرجل وامرأته والعداوة بيممن النسممان والشمميطان وقممد تقممدم
ذكر آدم وزوجه وإبليس وهو ثلثة فلماذا يعود الضمير علممى بعممض المممذكور
مع منافرته لطريق الكلم دون جميعه مع أن اللفظ والمعنممى يقتضمميه فلممم
يصنع الزمخشري شيئا وأما قوله تعممالى فممي سممورة طممه قممال اهبطمما منهمما
جميعا بعضكم لبعض عدو وهذا خطاب لدم وحواء وقد جعل بعضهم لبعممض
عداوا فالضمير في قوله اهبطا منها أما أن يرجممع إلممى آدم وزوجتممه أو إلممى
آدم وإبليس ولم يذكر الزوجة لنهمما تبممع لممه وعلممى هممذا فلعممداوة المممذكورة
للمتخاطبين بالهباط وهما آدم وإبليس فالمر ظاهر وأما على الول فتكون
الية قد اشتملت على أمرين أحممدهما أمممره تعممالى ل لدم وزوجممه بممالهبوط
والثاني إخباره بالعداوة بيممن آدم وزوجتممه وبيممن إبليممس ولهممذا أتممى الضمممير
الجمع في الثمماني دون الول ول بممد أن يكممون إبليممس داخل فممي حكممم هممذه
العداوة قطعا كما قال تعممالى إن هممذا عممدو لممك ولزوجممك وقممال للذريممة إن
الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا وتأمل كيممف اتفقممت المواضممع الممتي فيهمما
ذكر العداوة على ضمير
الجمع دون التثنية وأما الهباط فتارة يذكره بلفظ الجمع وتارة بلفظ التثنيممة
وتارة بلفظ الفراد كقوله في سورة العراف قال اهبممط منهمما وكممذلك فممي
سورة ص وهذا لبليس وحممده وحيممث ورد بصمميغة الجمممع فهممو لدم وزوجممه
وإبليس إذ مدار القصة عليهم وحيث ورد بلفممظ التثنيممة فأممما أن يكممون لدم
وزوجه اذهما اللذان باشرا الكل من الشجرة وأقدما على المعصية وإما أن
يكون لدم وإبليس اذ هما أبمموا الثقليممن وأصممل الذريممة فممذكر حالهممما ومممآل
أمرهما ليكون عظة وعبرة لولدهما وقد حكيممت القممولين فممي ذلممك والممذي
يوضح أن الضمير في قوله اهبطا منها جميعا لدم وإبليس إن اللممه سممبحانه
لما ذكر المعصية أفرد بها آدم دون زوجه فقال وعصممى آدم ربممه فغمموى ثممم
اجتباه ربه فتاب عليممه وهممدى قممال اهبطمما منهمما جميعمما وهممذا يمدل علممى أن
المخاطب بالهباط هو آدم ومن زين له المعصية ودخلت الزوجممة تبعمما فممإن
المقصود إخبار الله تعالى للثقلين بما جرى على أبويهما من شؤم المعصممية
ومخالفة المر فذكر أبويهما أبلغ فممي حصممول هممذا المعنممى مممن ذكممر أبمموي
النس فقط وقد اخبر سبحانه عممن الزوجممة بأنهمما أكلممت مممع آدم وأخممبر أنممه
اهبطه وأخرجه من الجنة بتلممك الكلممة فعلممم أن حكممم الزوجممة كممذلك وأنهمما
صارت إلى ما صار إليه آدم وكان تجريد العناية إلى ذكر حال أبمموي الثقليممن
أولى من تجريممده إلممى ذكممر أبممي النممس وأمهممم فتممأمله وبالجملممة فقمموله
اهبطوا بعضكم لبعض عدو ظاهر في الجمممع فل يسمموغ حملممه علممى الثنيممن
في قوله اهبطمما مممن غيممر ممموجب قممالوا وأيضمما فالجنممة جمماءت معرفممة بلم
التعريف في جميع المواضع كقوله أسكن أنممت وزوجممك الجنممة ونظممائره ول
جنة يعهدها المخاطبون ويعرفونها الجنممة الخلممد الممتي وعممد الرحمممن عبمماده
بالغيب فقد صار همذا السمم علمما عليهما بالغلبمة كالمدينمة والنجمم والمبيت
والكتاب ونظائرها فحيث ورد لفظهما معرفمما انصمرف إلممى الجنمة المعهمودة
المعلومة في قلوب المؤمنين وأما أن أريد به جنة غيرها فإنها تجيء منكممرة
أو مقيدة بالضافة أو مقيدة من السياق بما يدل على أنهمما جنممة فممي الرض
فالول كقوله جنتين من أعناب والثاني كقوله ولول إذ دخلت جنتك والثممالث
كقوله أنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة قالوا مممما يممدل علممى أن جنممة آدم
هي جنة المآوى ما روى هوذة بن خليفة عن عوف عن قسامة بن زهير عن
أبي موسى الشعري قال إن الله تعالى لما أخرج آدم من الجنممة زوده مممن
ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شيء
فثماركم هذه من ثمار الجنة غيممر إن هممذه تتغيممر وتلممك ل تتغيممر قممالوا وقممد
ضمن الله سبحانه وتعالى له إن تاب إليممه وأنمماب أن يعيممده إليهمما كممما روى
المنهال عن سعيد أبن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى فتلقممى آدم مممن
ربه كلمات فتاب عليه قال يا رب ألم تخلقني بيممدك قممال بلممى قممال أي رب
ألم تنفخ في من روحك قال بلى قال أي رب ألمم تسمكني جنتمك قمال بلمى
قال أي رب ألم تسبق رحمتك غضبك قال بلى قال أرأيت أن تبت وأصلحت
أراجعي أنت إلى الجنة قال بلى قال فهو قمموله تعممالى فتلقممى آدم مممن ربممه
كلمات فتاب عليه وله طرق عن ابن عباس وفي بعضها كان آدم قممال لربممه
إذا عصاه رب أن أنا تبت وأصلحت فقال له ربه إني راجعك إلى الجنة فهممذا
بعض ما احتج به القائلون بأنها جنة الخلد ونحن نسوق حجج الخرين
الباب الرابع في سياق حجج الطائفة التي قممالت ليسممت جنممة الخلممد وإنممما
هي
جنة في الرض قالوا هذا قول تكثر الدلئل الموجبة للقول به فنذكر بعضها
قالوا قد أخبر الله سبحانه على لسان جميع رسله أن جنة الخلد أنممما يكمون
الدخول إليها يوم القيامة ولم يأت زمن دخولها بعد وقد وصفها الله سبحانه
وتعالى لنا في كتابة بصفاتها ومحممال أن يصممف اللممه سممبحانه وتعممالى شمميئا
بصفته ثم يكون ذلك الشيء بغير تلك الصفة التي وصفه بهمما قممالوا فوجممدنا
الله تعالى وصف الجنة التي اعدت للمتقين بإنهمما دار المقامممة فمممن دخلهمما
أقام بها ولم يقم آدم بالجنة التي دخلها ووصممفها بإنهمما جنممة الخلممد وآدم لممم
يخلد فيها ووصفها بأنها دار ثواب وجزاء ل دار تكليممف وأمممر ونهممى ووصممفها
بأنها دار سمملمة مطلقممة ل دار ابتلء وامتحمان وقممد ابتلممى آدم فيهما بمأعظم
البتلء ووصفها بأنها دار ل يعصي الله فيها أبدا وقد عصى آدم ربه في جنته
التي دخلها ووصفها بأنها ليست دار خوف ول حزن وقد حصل للبمموين فيهمما
من الخوف والحزن ما حصل وسماها دار السمملم ولممم يسمملم فيهمما البمموان
من الفتنة ودار القممرار ولممم يسممتقر فيهمما وقممال فممي داخلهمما وممما هممم منهمما
بمخرجين وقد اخرج منها البوان وقال ل يمسهم فيها نصب وقد ند فيها آدم
هاربا فارا وطفق يخصف ورق الجنة على نفسه وهذا النصممب بعينممه وأخممبر
أنه للغو فيها ول تأثيم وقد سمع فيهمما آدم لغممو إبليممس وإثمممه وأخممبر أنممه ل
يسمع فيها لغو ول كذاب وقد سمع فيها آدم عليه السلم كذب
إبليس وقد سماها الله سبحانه وتعالى مقعد صدق وقممد كممذب فيهمما إبليممس
وحلف على كذبه وقد قال تعالى للملئكة إني جاعل في الرض خليفة ولممم
يقل إني جاعل في جنة المأوى فقالت الملئكة أتجعل فيها من يفسممد فيهمما
ويسفك الدماء ومحال أن يكون هذا في جنة المأوى وقممد أخممبر اللممه تعممالى
عن إبليس إنه قال لدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك ل يبلى فإن كممان
الله سبحانه وتعالى قد اسكن آدم جنة الخلد والملك الذي ل يبلى فكيف لم
يرد عليه ويقول له كيف تدلني على شيء أنا فيه وقد أعطيته ولم يكن الله
سبحانه وتعالى قد اخبر آدم إذ أسكنه الجنة أنه فيها من الخالدين ولممو علممم
أنها دار الخلد لما ركن إلى قول إبليس ول مال إلى نصيحته ولكنه لمما كممان
في غير دار خلود غره بما أطعمه فيه من الخلد قالوا ولممو كممان أدم أسممكن
جنة الخلد وهي دار القدس التي ل يسكنها إل طاهر مقممدس فكيممف توصممل
إليها إبليس الرجس النجممس المممذموم المممدحور حممتى فتممن فيهمما أدم عليممه
السلم ووسوس له وهذه الوسوسة إما أن تكون فممي قلبممه وإممما أن تكممون
في أذنه وعلى التقديرين فكيف توصل اللعين إلى دخول دار المتقين وأيضا
فبعد أن قيل له اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها أيفسح لممه أن يرقممى
إلى جنة المأوى فوق السماء السابعة بعد السخط عليه والبعاد لممه والزجممر
والطرد بعتوه واستكباره وهل هذا يلئم قوله فما يكممون لممك أن تتكممبر فيهمما
فإن كانت مخاطبته لدم بممما خمماطبه بممه وقاسمممه عليممه ليسممت تكممبرا فممما
التكبر بعد هذا فإن قلتم فلعل وسوسته وصلت إلى البوين وهو فممي الرض
وهما فوق السماء في عليين فهذا غير معقممول لغممة ول حسمما ول عرفمما وإن
زعمتم انه دخل في بطن الحية حتى أوصل إليهما الوسوسة فأبطل وأبطممل
إذ كيف يرتقي بعد الهباط إلى أن يممدخل الجنممة ولممو فممي بطممن الحيممة وإذا
قلتم إنه دخل في قلوبهما ووسوس إليهما فالمحذور قائم وأيضمما فممإن اللممه
سبحانه وتعالى حكى مخاطبته لهما كلممما سممعاه شممفاها فقمال مما نهاكمما
ربكما عن هذه الشجرة وهذا دليل على مشاهدته لهما وللشجرة ولممما كممان
آدم خارجا من الجنة وغير ساكن فيها قال اللممه تعممالى لممه ألممم أنهكممما عممن
تلكما الشجرة ولم يقل عن هذه الشجرة فعندما قال لهما ما نهاكممما ربكممما
عن هذه الشجرة لما أطعمهمما فممي ملكهمما والخلممود فممي مقرهمما أتممى باسممم
الشارة بلفظ الحضور تقريبا لها وإحضممارا لهمما عنممدهما وربهممما تعممالى قممال
لهما ألم أنهكما عن
تلكما الشجرة ولما اراد إخراجهممما منهمما فممأتى باسممم الشممارة بلفممظ البعممد
والغيبة كأنهما لم يبق لهما من الجنة حتى ول مشمماهدة الشممجرة الممتي نهيمما
عنها وأيضا فإنه سبحانه قال إليه يصعد الكلم الطيب ووسوسة اللعيممن مممن
اخبث الكلم فل تصعد إلى محل القدس قال منذر وقممد روى عممن النممبي أن
آدم عليممه السمملم نمام فممي جنتممه وجنممة الخلممد ل نموم فيهمما بمالنص وإجممماع
المسلمين فإن النبي سئل أيتممام أهممل الجنممة فممي الجنممة قممال ل النمموم أخممو
الموت والنوم وفاة وقد نطق به القممرآن والوفمماة تقلممب حممال ودار السمملم
مسلمة من تقلب الحوال والنائم ميت أو كالميت قلت الحديث الذي أشممار
إليه المعروف أنه موقوف من رواية أبن أبي نجيح عن مجاهممد قممال خلقممت
حواء من قصيري آدم وهو نائم وقال أسباط عممن السممدي أسممكن آدم عليممه
السلم الجنة وكان يمشي فيها وحشا ليس له زوج يسكن إليهمما فنممام نممومه
فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها ما انممت
قالت امرأة قال ولم خلقت قالت لتسكن إلى وقال ابممن إسممحاق عممن ابممن
عباس ألقى الله على آدم عليه السلم السنة ثم اخذ ضلعا من أضلعه مممن
شقه اليسر ولم مكانه لحما وآدم نائم لم يهب من نممومته حممتى خلممق اللممه
من ضلعه تلك زوجته حممواء فسممواها امممرأة يسممكن إليهمما فلممما كشممف عنممه
السنة وهب من نومته رآها إلى جنبه فقممال لحمممي ودمممي وروحممي فسممكن
إليها قالوا ول نزاع إن الله سبحانه وتعالى خلممق آدم فممي الرض ولممم يممذكر
في موضع واحد أصل أنه نقله إلى السماء بعد ذلك ولو كممان قممد نقلممه ذلممك
إلى السماء لكان هذا أولى بالذكر لنه من اعظم اليات ومن اعظممم النعممم
عليه فإنه كان معراجا ببدنه وروحه مممن الرض إلممى فمموق السممموات قممالوا
وكيف ينقله سبحانه ويسكنه فوق السماء وقد اخبر ملئكته أنمه جماعله فمي
الرض خليفة وكيف يسكنه دار الخلد الممتي مممن دخلهمما خلممد فيهمما ول يخممرج
منها قال تعالى وما هم فيها بمخرجين قالوا ولم يكن معنا فممي المسممألة إل
أن الله سبحانه أهبط إبليس من السماء حين امتنع من السممجود لدم عليممه
السلم وهذا أمر تكوين ل يمكن وقمموع خلفممه ثممم أدخممل آدم عليممه السمملم
والجنة بعد هذا فإن المر بالسجود كان عقب خلقه من غير فصل فلو كانت
الجنة فوق السموات لم يكن لبليس سبيل إلى صعوده
إليها وقد أهبط منهمما وأممما تلممك التقممادير الممتي قممدرتموها فتكلفممات ظمماهرة
كقول من قال يجوز أن يصعد إليها صعودا عارضا ل مستقرا وقول من قممال
أدخلته الحية وقول من قال دخل في أجوافها وقول من قال يجوز أن تصممل
وسوسته إليها وهو في الرض وهما فوق السماء ول يخفى ما في ذلك مممن
التعسف الشديد والتكلف البعيد وهذا بخلف قولنا فإنه سبحانه لممما أهبطممه
من ملكوت السماء حيث لم يسجد لدم عليه السمملم أشممرب عممداوته فلممما
أسكنه جنته حسده عدوه وسعى بكيده وغروره في إخراجه منها والله أعلم
وقالوا ومما يدل على أن جنة آدم لم تكن جنة الخلد التي وعد المتقممون أن
الله سبحانه لما خلقه أعلمه أن لعمره أجل ينتهي إليه وأنه لم يخلقه للبقمماء
كما روى الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قممال قممال رسممول اللممه
لما خلق الله آدم عليه السلم ونفممخ فيممه الممروح عطممس فقممال الحمممد للممه
فحمد الله بأذنه فقال ربه يرحمك الله يا آدم أذهب إلى أولئك الملئكة إلممى
مل منهم جلوس فقال السلم عليكم قالوا وعليك السلم الخ ثممم رجممع إلممى
ربه فقال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقممال اللممه لممه ويممداه مقبوضممتان
أختر أيهما شئت فقال أخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين مباركة ثم بسممطها
فإذا فيها آدم وذريته فقال يا رب ما هؤلء قال هؤلء ذريتك فإذا كل إنسممان
مكتوب بين عينيه عمره فأذا فيهم رجل أضوؤهم قال يا رب مممن هممذا قممال
هذا ابنك داود قد كتبت له عمرا أربعين سنة قال يا رب زده في عمره قممال
ذلك الذي كتبت له قال اي رب فاني قد جعلت له مممن عمممري سممتين سممنة
قال أنت وذلك قال ثم اسكن الجنة ما شاء اللممه ثممم اهبممط منهمما فكممان آدم
عليه السلم يعد لنفسه قال فأتاه ملك الموت فقال له آدم قممد عجلممت قممد
كتبت إلى ألف سنة قال بلى ولكنك جعلممت لبنممك داود سممتين سممنة فجحممد
فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته قال فمن يومئذ أمر بالكتمماب والشممهود
قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روى من غير وجه عن ابممي
هريرة قالوا فهذا صريح في أن آدم عليه السمملم لممم يخلممق فممي دار البقمماء
التي ل يموت من دخلها وإنما خلق في دار الفناء التي جعل الله تعممالى لهمما
ولسكانها أجل معلوما وفيها اسكن فإن قيل فإذا كان آدم عليممه السمملم قممد
علم أن له عمرا مقدرا وأجل ينتهي إليه وإنه ليس من الخالممدين فكيممف لممم
يعلم كذب إبليس في قوله هل أدلك على شجرة الخلد وقوله أو تكونمما مممن
الخالدين فالجواب من وجهين أحدهما أن الخلد ل يستلزم الدوام والبقاء بل
هو المكث
الطويل كما سيأتي الثاني أن إبليس لما حلف له وغره وأطعمه في الخلممود
نسي ما قدر له من عمممره قمالوا وأيضما فممن المعلموم الممذي ل ينمازع فيمه
مسلم أن الله سبحانه خلق آدم عليه السلم من تربة هذه الرض وأخبر أنه
خلقه من سللة من طين وأنه خلقه من صلصال من حمأ مسنون فقيل هممو
الذي له صلصلة لبيسة وقيل هو الذي تغيرت رائحته من قولهم صممل اللحممم
إذا تغير والحمممأ الطيممن السممود المتغيممر والمسممنون المصممبوب وهممذه كلهمما
أطوار للتراب الذي هو مبدؤه الول كما أخبر عمن أطموار خلمق الذريمة ممن
نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ولم يخبر سممبحانه وتعممالى أنممه رفعممه مممن
الرض إلى فوق السموات ل قبل التحليق ول بعده فأين الدليل الدال علممى
إصعاد مادته أو إصعاده هو بعد خلقه وهذا ما ل دليل لكم عليممه ول هممو لزم
من لوازم ما اخبر الله به وقالوا من المعلوم أن ممما فمموق السممموات ليممس
بمكان للطين الرضي المتغير الرائحة الذي قد انتن من تغيممره وإنممما محممل
هذه الرض التي هي محل المتغيرات الفاسممدات وأممما ممما فمموق الفلك فل
يلحقه تغير ول نتممن ول فسمماد ول اسممتحالة فهممذا أمممر ل يرتمماب فيممه العقلء
قالوا وقد قال الله تعالى وأما الممذين سممعدوا ففممي الجنممة خالممدين فيهمما ممما
دامت السموات والرض إل ما شاء ربك عطاء غيمر مجممذوذ فمأخبر سمبحانه
أن عطاء جنة الخلد غير مجذوذ قالوا فإذا جمع ما أخبر به سممبحانه مممن أنممه
خلقه من الرض وجعلممه خليفممة فممي الرض وإن إبليممس وسمموس إليممه فممي
مكانه الذي أسكنه فيه بعد ان أهبطه من السماء بامتناعه مممن السممجود لممه
وانمه أخمبر ملئكتمه أنمه جاعمل فمي الرض خليفمة وان دار الخلمد دار جمزاء
وثواب على المتحان والتكاليف وإنه ل لغو فيها ول تأثيم ول كذاب وأن مممن
دخلها ل يخرج منها ول ييأس ول يحزن ول يخمماف ول ينممام وان اللممه حرمهمما
على الكافرين وإبليس رأس الكفر فإذا جمع ذلك بعضه إلى بعض وفكر فيه
المنصف الذي رفع له علم الدليل فشمر إليممه بنفسممه عممن حضمميض التقليممد
تبين له الصواب والله الموفق فلو لم يكن في المسألة إل أن الجنة ليسممت
دار تكليف وقد كلف الله سبحانه البوين بينهما عن الكل من الشجرة فدل
على أنها دار تكليف ل جزاء وخلد فهذا أيضا بعض ما احتجت به هذه الفرقة
على قولها والله أعلم
الباب الخامس في جواب أرباب هذا القول لصحاب القول الول قالوا أما
قولكم إن قولنا هو الذي فطممر اللممه عليممه عبمماده بحيممث ل يعرفممون سممواه
فالمسألة سمعية ل تعرف إل بأخبار الرسل ونحن وأنتم أنما تلقينا هممذا مممن
القرآن ل من
والنصب والذى وأنممواع المكمماره وأممما قممولكم إنممه سممبحانه وتعممالى وصممفها
بصفات ل تكون في الدنيا فجوابه أن تلك الصفات ل تكون في الرض الممتي
أهبطوا إليها فمن أين لكم أنها ل تكون في الرض الممتي اهبطمموا منهمما وأممما
قولكم إن آدم عليه السلم كممان يعلممم إن الممدنيا منقضممية فانيممة فلممو كممانت
الجنة فيها لعلم كذب إبليس في قوله هل أدلك على شممجرة الخلممد فجمموابه
من وجهين أحدهما أن اللفظ أنما يدل على الخلد وهو أعم من الدوام الذي
ى انقطاع له فإنه في اللغة المكث الطويل ومكث كل شيء بحسممبه ومنممه
قولهم رجل مخلد إذا أسن وكبر ومنه قولهم لثا في الصخور خوالممد لطممول
بقائها بعد دروس الطلل قال الرمادا هامممدا دفعممت %عنممه الريمماح خوالممد
الفحم ونظير هذا أطلقهم القديم على ما تقممادم عهممده وإن كممان لممه أول
كما قال تعالى كالعرجون القديم وإنك لفي ضللك القديم وأفك قممديم وقممد
أطلق تعممالى الخلممود فممي النممار علممى عممذاب بعممض العصمماة كقاتممل النفممس
واطلقه النممبي علممى قاتممل نفسممه المموجه الثمماني أن العلممم بانقطمماع الممدنيا
ومجئ الخرة أنما يعلم الوحي ولم يتقدم لدم عليممه الصمملة والسمملم نبمموة
يعلم بها ذلك وهو وأن نباه اللممه سممبحانه وتعممالى وأوحممى إليممه وأنممزل عليممه
صحفا كما في حديث أبي ذر لكن هذا بعد اهباطه إلى الرض بنممص القممرآن
قال تعالى اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم منممي هممدى فمممن اتبممع هممداي فل
يضل ول يشقى وكذلك فممي سممورة البقممرة قلنمما أهبطمموا منهمما جميعمما فأممما
يأتينكم مني هدى اليمة وإمما قمولكم أن الجنمة وردت معرفمة بماللم المتي
للعهد فتنصرف إلى جنة الخلد فقد وردت معرفة باللم غيممر مممراد بهمما جنممة
الخلد قطعا كقوله تعالى إنمما بلونمماهم كممما بلونمما أصممحاب الجنممة إذ اقسممموا
ليصرمنها مصبحين وقولكم أن السياق ها هنا دل على أنها جنممة فممي الرض
قلنا والدلة التي ذكرناها دلممت علممى أن جنممة آدم عليممه السمملم فممي الرض
فلذلك صرنا إلممى موجبهمما إذ ل يجمموز تعطيممل دللممة الممدليل الصممحيح وإممما
استدللكم بأثر أبي موسى أن الله أخرج آدم عليه السلم من الجنممة وزوده
من ثمارها فليس فيه زيادة على ما دل عليه القرآن إل تزوده منهمما وهممذا ل
يقتضي أن تكون جنة الخلد وقولكم أن هذه تتغير وتلك ل تتغير فمممن أيممن
لكم أن الجنة التي اسكنها آدم كان التغير يعرض لثمارها كممما يعممرض لهممذه
الثمار وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي أنه قال لول بنو إسرائيل لممم
يخبز اللحم أي لم يتغير ولم ينتن وقد أبقى سبحانه وتعالى
في هذا العالم طعام العزير وشرابه مائة سممنة لممم يتغيممر وأممما قممولكم أن
الله سبحانه وتعالى ضمن لدم عليه السلم أن تاب أن يعيده إلى الجنممة فل
ريب أن المر كذلك ولكن ليس يعلم أن الضمان إنما يتناول عوده إلى تلممك
الجنة بعينها بل إذا أعاده إلمى جنمة الخلمد فقمد وفمى سمبحانه بضممانه حمق
الوفاء ولفظ العود ل يستلزم الرجوع إلى عين الحالة الولممى ول زمانهمما ول
مكانها بل ول إلى نظيرها كما قال شعيب لقومه قد افترينا علممى اللممه كممذبا
إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكمون لنما أن نعمود فيهما إل أن
يشاء الله ربنا وقد جعل الله سبحانه المظاهر عائدا بممإرادته المموطء ثانيمما أو
بنفس الوطء أو بالمساك وكل منها غير الول ل عينممه فهممذا ممما أجممابت بممه
هذه الطائفة لمن نازعها
الباب السادس في جواب من زعم أنها جنة الخلد عما احتج به منازعوهم
قالوا أما قولكم إن الله سبحانه أخبر أن جنة الخلد إنما يقع الدخول إليها
يوم القيامة ولم يأت زمن دخولها بعد فهذا حق في الدخول المطلممق الممذي
هو دخول استقرار ودوام وأما الدخول العارض فيقع قبل يمموم القيامممة وقممد
دخل النبي الجنة ليلة السراء وأرواح المؤمنين والشممهداء فممي الممبرزخ فممي
الجنة وهذا غير الدخول الذي اخبر الله به في يموم القياممة فممدخول الخلمود
إنما يكون يوم القيامة فمن أين لكم أن مطلق الدخول ل يكممون فممي الممدنيا
وبهذا خرج الجواب عن استدللكم بكونها دار المقامة ودار الخلد قالوا وأممما
احتجاجكم بسائر الوجوه التي ذكرتموها في الجنة وأنها لممم توجممد فممي جنممة
آدم عليه السلم من العرى والنصب والحزن واللغممو والكممذب وغيرهمما فهممذا
كلممه حممق ل ننكممره نحممن ول أحممد مممن أهممل السمملم ولكممن هممذا إذا دخلهمما
المؤمنون يوم القيامممة كمما يممدل عليممه سممياق اليممات كلهما فممإن نفممي ذلممك
مقرون بدخول المؤمنين إياها وهذا ل ينفي أن يكون فيها بين أبوي الثقليممن
ما حكاه الله سبحانه وتعالى من ذلك ثم يصير المممر عنممد دخممول المممؤمنين
إياها إلى ما أخبر الله عنها فل تنافي بين المرين وأما قولكم أنهمما دار جممزاء
وثواب ل دار تكليف وقد كلف الله سبحانه آدم بالنهي عممن الكممل مممن تلممك
الشجرة فدل على أن تلك الجنة دار تكليف ل دار خلود فجوابه مممن وجهيممن
أحدهما أنه إنما تمتنع أن تكون دار تكليف إذا دخلها المؤمنين يوم القيامممة
فحينئذ ينقطع التكليف واما وقوع التكليف فيها دار الدنيا فل دليل على
امتناعه البتة كيف وقد ثبت عن النبي أنه قال دخلت البارحممة الجنممة فرأيممت
امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن أنت الحديث وغيره ممتنع أن يكون
فيها من يعمل بأمر الله ويعبد الله قبل يوم القيامة بل هذا هممو الواقممع فممإن
من فيها الن مؤتمرون بأوامر من قبل ربهم ل يتعممدونها سممواء سمممى ذلممك
تكليفا أو لم يسم الوجه الثاني أن التكليف لم يكممن بالعممال الممتي يكلممف
بها الناس في الدنيا من الصيام والصلة والجهمماد ونحوهمما وإنممما كممان حجممرا
عليهما في شجرة واحدة من جملممة أشممجارها إممما واحممدة بممالعين أو بممالنوع
وهذا القدر ل يمتنع وقوعه في دار الخلد كما أن كل واحد محجممور عليممه أن
يقرب أهل غيره فيها فإن أردتم بكونها ليست دار تكليف امتناع وقمموع مثممل
هذا فيها في وقت من الوقات فل دليل عليممه وإن أردتممم أن تكمماليف الممدنيا
منتفعة عنها فهو حق ولكن ل يدل علممى مطلمموبكم وأممما اسممتدللكم بنمموم
آدم فيها والجنة ل ينام أهلها فهذا أن ثبت النقل بنوم آدم فإنما ينفي النوم
عممن أهلهما يموم دخممول الخلمود حيممث ل يموتمون وأمما قبممل ذلممك فل وأممما
استدللكم بقصة وسوسة إبليس له بعد اهباطه وإخراجه من السماء فلعمر
الله أنه لمممن أقمموى الدلممة وأظهرهمما علممى صممحة قممولكم وتلممك التعسممفات
لدخوله الجنمة وصمعوده إلممى السمماء بعممد اهبماط اللمه لمه منهما ل يرتضميها
منصف ولكممن ل يمتنممع أن يصممعد ألممى هنالممك صممعودا عارضمما لتمممام البتلء
والمتحان الذي قدره الله تعالى وقد أسبابه وإن لم يكن ذلك المكان مقعدا
له مستقرا كما كان وقد اخبر الله سبحانه عن الشممياطين أنهممم كممانوا قبممل
مبعث رسول الله يقعدون من السممماء مقاعممد للسمممع فيسممتمعون الشمميء
من الوحي وهذا صممعود إلممى هنمماك ولكنممه صممعود عممارض ل يسممتقرون فممي
المكان الذي يصعدون إليه مع قوله تعالى اهبطمموا بعضممكم لبعممض عممدو فل
تنافي بين هذا الصعود وبين المر بالهبوط فهذا محتمممل واللممه اعلممم وأممما
استدللكم بأن الله سبحانه أعلم آدم عليه السلم مقممدار أجلممه وممما ذكرتممم
من الحديث وتقرير الدللة منه فجوابه أن إعلمه بذلك ل ينافي إدخاله جنممة
الخلد وإسكانه فيها مدة وأما أخبمماره سممبحانه إن داخلهمما ل يممموت وإنممه ل
يخرج منها فهذا يوم القياممة وأممما احتجماجكم بكمونه خلممق ممن الرض فل
ريب في ذلك ولكن من أين لكم أنه كممل خلقمه فيهما وقمد جماء فمي بعمض
الثار أن الله
سبحانه ألقاه على باب الجنة أربعين صباحا فجعل إبليس يطوف به ويقممول
لمر ما خلقت فلما رآه أجوف علم أنمه خلممق ل يتمالممك فقممال لئن سمملطت
عليه لهلكنممه ولئن سمملط علممى ل عصممينه مممع أن قمموله سممبحانه وعلممم آدم
السماء كلها ثم عرضهم على الملئكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلء إن كنتممم
صادقين قالوا سبحانك ل علم لنا إل ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا
آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم اقل لكم إني أعلم غيب
السموات والرض يدل على أنه كان معهم فممي السممماء حيممث أنبممأهم بتلممك
السماء وإل فهم لم ينزلوا كلهم إلى الرض حتى سمعوا منه ذلك ولو كممان
خلقه قد كمل في الرض لمم يمتنممع أن يصممعده سممبحانه الممى السمماء لممر
دبره وقدره ثم يعيده إلى الرض فقد اصعد المسيح إلى السممماء ثممم ينزلممه
إلى الرض قبل يوم القيامة وقد اسرى ببدن رسول الله وروحممه إلممى فمموق
السموات فهذا جواب القائلين بأنها جنة الخلد لمنازعيهم والله أعلم
الباب السابع في ذكر شبه من زعم أن الجنة لم تخلق بعد قالوا لو
كانت الجنة مخلوقة الن لوجب اضطرار أن تفنممى يمموم القيامممة وأن يهلممك
كل ما فيها ويموت لقوله تعالى كل شيء هالك إل وجهه و كل نفممس ذائقممة
الموت فتموت الحور العين التي فيها والولدان وقد أخممبر سممبحانه أن الممدار
دار خلود ومن فيها مخلدون ل يموتممون فيهمما وخممبره سممبحانه ل يجمموز عليممه
خلف ول نسخ قالوا وقد روى الترمذي في جامعه من حديث أبممن مسممعود
قال قال رسول الله لقيت إبراهيم ليلة أسري بممي فقممال يمما محمممد أقريممء
أمتك مني السلم وأخبرهم أن الجنة طيبة التربممة عذبممة الممماء وأنهمما قيعممان
وأن غراسها سبحان الله والحمد للممه ول إلممه إل اللممه واللممه أكممبر قممال هممذا
حديث حسن غريب وفيه أيضا من حديث أبي الزبير عمن جمابر عمن النمبي
أنه قال من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة فممي الجنممة قممال هممذا
حديث حسن صحيح قالوا فلو كانت الجنة مخلوقة مفروغمما منهمما لممم تكممن
قيعانا ولم يكن لهذا الغرس معنى قالوا وقد قال تعالى عن امرأة فرعممون
إنها قالت رب إبني لي عندك بيتا في الجنة ومحال أن يقول قائل لمن نسج
له ثوبا أو بنى له بيتا انسج لي ثوبا وأبن لي بيتا وأصرح من هذا قممول النممبي
من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة متفق عليه وهذه جملة مركبة
من شرط وجزاء تقتضي وقوع الجزاء بعد الشرط باع جمأ
أهل العربية وهذا ثابت عن النبي من رواية عثمان بن عفان وعلي بممن ابممي
طالب وجابر بن عبد الله وأنممس بممن مالممك وعمممرو بممن عنبسممة قممالوا وقممد
جاءت آثار بأن الملئكة تغرس فيها وتبني للعبد ما دام يعمل فممإذا فممتر فممتر
الملك عن العمل قالوا وقد روى ابن حبان في صحيحه والمام أحمممد فممي
مسنده من حديث أبي موسى الشعري قال قال رسول الله إذا قبممض اللممه
ولد العبد قال يا ملك الموت قبضممت ولممد عبممدي قبضمت قمرة عينمه وثممرة
فؤاده قال نعم قال فما قال قال حمممدك واسممترجع قممال إبنمموا لممه بيتمما فممي
الجنة وسموه بيت الحمد وفي المسند من حديثه أيضا قال قال رسول اللممه
من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنممى اللممه لممه بيتمما
في الجنة قالوا وليس هذا من أقوال أهل البدع والعتزال كما زعمتمم فهمذا
ابن مزين قد ذكر في تفسيره عن ابن نافع وهو من أئمممة السممنة أنممه سممئل
عن الجنة أمخلوقة هي فقال السكوت عن هذا أفضل والله أعلم
الباب الثامن في الجواب عما احتجت به هذه الطائفة قد تقدم في الباب
الول من ذكر الدلة الدالة على وجود الجنة الن ما فيممه كفايممة فنقممول ممما
تعنون بقولكم إن الجنة لممم تخلممق بعممد أتريممدون أنهمما الن عممدم محممض لممم
تدخل إلى الوجود بعد بل هي بمنزلة النفممخ فممي الصممور وقيممام النمماس مممن
القبور فهذا قول باطممل يممرده المعلمموم بالضممرورة مممن الحمماديث الصممريحة
الصحيحة التي تقدم بعضها وسمميأتي بعضممها وهممذا قممول لممم يقلممه أحممد مممن
السلف ول أهل السنة وهو باطل قطعا أم تريدون أنها لممم تخلممق بكمالهمما
وجميع ما اعد الله فيها لهلها وأنها ل يزال الله يحدث فيها شيئا بعممد شمميء
وإذا دخلها المؤمنون أحدث الله فيها عند دخممولهم أمممورا أخممر فهممذا حممق ل
يمكن رده وادلتكم هذه إنما دلت على هذا القدر وحديث ابن مسممعود الممذي
ذكرتموه وحديث أبي الزبير عن جابر صريحان فمي أن أرضممها مخلوقممة وأن
الذكر ينشىء اللممه سممبحانه لقممائله منممه غراسمما فممي تلممك الرض وكممذا بنمماء
البيوت فيها بالعمال المذكورة والعبد كلما وسع في أعمممال الممبر وسممع لممه
في الجنة وكلما عمل خيرا غرس له به هناك غراس وبنى له بنمماء وأنشمميء
له من عمله أنواع مما يتمتع به فهذا القدر ل يدل على إن الجنممة لممم تخلممق
بعد ول يسوغ اطلق ذلك وأما احتجاجكم بقوله تعممالى كممل شمميء هالممك إل
وجهه فإنما أتيتم من عدم فهمكم معنممى اليممة واحتجمماجكم بهمما علممى عممدم
وجود الجنة والنار الن نظيرا احتجاج إخوانكم بها على فنائهما
وخرابهما وموت أهلهما فل انتم وفقتم لفهم معناها ول إخوانكم وإنممما وفممق
لفهم معناها السلف وأئمة السلم ونحن نذكر بعض كلمهم فممي اليممة قممال
البخاري في صحيحه يقال كل شيء هالممك إل وجهممه إل ملكممه ويقممال إل ممما
أريد به وجهممه وقممال المممام أحمممد فممي روايممة ابنممه عبممد اللممه فأممما السممماء
والرض فقد زالتا لن أهلهما صاروا إلى الجنة وإلممى النممار وأممما العممرش فل
يبيد ول يذهب لنه سقف الجنة والله سبحانه وتعالى عليه فل يهلك ول يبيممد
وأما قوله تعالى كل شيء هالممك إل وجهممه فممذلك أن اللممه سممبحانه وتعممالى
أنزل كل من عليها فان فقالت الملئكة هلك أهل الرض وطمعوا في البقاء
فأخبر الله تعالى عن أهل السموات وأهمل الرض أنهمم يموتمون فقمال كمل
شيء هالك يعني ميت إل وجهه لنه حي ل يموت فأيقنت الملئكة عند ذلممك
بالموت انتهى كلمه وقال في رواية أبي العباس أحمد بن جعفر ابن يعقوب
الصطخري ذكره أبو الحسين في كتاب الطبقممات قممال قممال أبممو عبممد اللممه
أحمممد بممن حنبممل هممذه مممذاهب أهممل العلممم وأصممحاب الثممر وأهممل السممنة
المتمسكين بعروتها المعروفين بها والمقتدى بهم فيها من لدن أصحاب نبينا
إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجمماز والشممام وغيرهممم
عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عمماب قائلهمما فهممو
مخالف مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وساق
أقوالهم إلى ان قال وقد خلقت الجنممة وممما فيهمما وخلقممت النممار وممما فيهمما و
خلقهما الله عز وجل وخلق الخلق لهما ول يفنيممان ول يفنممى ممما فيهممما أبممدا
فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول اللممه عممز وجممل كممل شمميء هالممك إل وجهممه
وبنحو هذا من متشابه القرآن قيل له كل شيء مما كتممب اللممه عليممه الفنمماء
والهلك هالك والجنة والنار خلقتا للبقاء ل للفناء ول للهلك وهما من الخرة
ل من الدنيا والحور العين ل يمتن عند قيام الساعة ول عند النفخممة ول أبممدا
لن الله عز وجل خلقهن للبقاء ل للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قممال
خلف هذا فهو مبتدع وقد ضل عن سواء السبيل وخلق سبع سموات بعضها
فوق بعض وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض وبين الرض العليا والسماء
الدنيا مسيرة خمسمائة عام وبين كل سماء إلممى سممماء مسمميرة خمسمممائة
عام والماء فوق السماء العليا السابعة وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء
وأن الله عز وجل على العرش والكرسي موضع قممدميه وهممو يعلممم ممما فممي
السموات والرضين السبع وما بينهما وما تحت المثرى ومما فمي قعمر البحمر
ومنبت كل
شعرة وشجرة وكل زرع وكل نبات ومسقط كل ورقة وعدد كل كلمة وعدد
الحصا والتراب والرمل ومثاقيل الجبممال و أعمممال العبمماد وآثممارهم وكلمهممم
وأنفاسهم ويعلم كل شيء ل يخفى عليه من ذلك شيء وهممو علممى العممرش
فوق السماء السابعة ودونه حجب من نار ونور وظلمة وما هو أعلم بها فإن
احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل ونحن أقرب إليه مممن حبممل الوريممد
وقوله وهو معكم أينما كنتم وقوله إل هو معهم أينما كانوا وقمموله ممما يكممون
من نجوى ثلثة إل هممو رابعهممم ول خمسممة إل هممو سادسممهم ونحممو هممذا مممن
متشابه القرآن فقل إنما يعني بذلك العلم لن الله عممز وجممل علممى العممرش
فوق السماء السابعة العليا يعلم ذلك كله وهو بائن مممن خلقممه ل يخلممو مممن
علمه مكان وقال في رواية أبي جعفر الطائي محمد بن عمموف بممن سممفيان
الحمصي قال الخلل حممافظ أمممام فممي زمممانه معممروف بالتقممدم فممي العلممم
والمعرفة كان أحمد بن حنبل يعرف له ذلك ويقبل منه ويسأله عن الرجممال
من أهل بلده قال أملي على احمد بن حنبل فذكر رسالة في السنة ثم قال
في اثنائها وأن الجنة والنار مخلوقتان قد خلقتا كممما جمماء الخممبر قممال النممبي
صلى دخلت الجنممة فرأيممت فيهمما قصممرا ورأيممت الكمموثر واطلعممت فممي النممار
فرأيت أكثر أهلها كذا وكذا فمن زعم أنهما لممم يخلقمما فهممو مكممذب برسممول
الله وبالقرآن كافر بالجنة والنار يستتاب فإن تاب وإل قتل وقال في رواية
عبندوس بن مالك العطار وذكر رسالة في السممنة قممال فيهمما والجنممة والنممار
مخلوقتان قد خلقتا كما جاء عن رسول الله أطلعت في الجنة فرأيممت أكممثر
أهلها كذا وكذا وأطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها كذا وكذا فمن زعم أنهما
لم يخلقا فهو مكذب بالقرآن وأحاديث رسول الله ول أحسممبه يممؤمن بالجنممة
والنممار فتأمممل هممذه البممواب وممما تضمممنته مممن النقممول والمبمماحث والنكممت
والفوائد التي ل تظفر بها في غير هذا الكتمماب البتممة ونحممن اختصممرنا الكلم
في ذلك ولو بسطناه لقام منه سفر ضممخم واللممه المسممتعان وعليممه التكلن
وهو الموفق للصواب
الباب التاسع في ذكر عدد أبواب الجنة قال الله تعالى
وسيق الذين اتقوا ربهم إلممى الجنممة زمممرا حممتى إذا جاؤهمما وفتحممت أبوابهمما
وقال لهم خزنتها سلم عليكم طبتم فادخلوها خالدين
وقال في صفة النار حتى إذا جاؤها فتحممت أبوابهمما بغيممر واو فقممالت طائفممة
هذه واو الثمانية دخلت في أبواب الجنة لكونها ثمانيممة وأبممواب النممار سممبعة
فلم تدخلها الواو وهذا قول ضعيف ل دليل عليه ول تعرفممه العممرب ول أئمممة
العربية وإنما هو من استنباط بعض المتممأخرين وقممالت طائفممة أخممرى الممواو
زائدة والجواب الفعل الذي بعدها كما هو في الية الثانية وهذا أيضا ضممعيف
فإن زيادة الواو غير معروف في كلمهممم ول يليممق بأفصممح الكلم أن يكممون
فيه حرف زائد لغير معنى ول فائدة وقممالت طائفممة ثالثممة الجممواب محممذوف
وقوله وفتحممت أبوابهمما عطممف علممى قمموله جاؤهمما وهممذا اختيممار أبممي عبيممدة
والمبرد والزجاج وغيرهم قال المبرد وحذف الجممواب أبلممغ عنممد أهممل العلممم
قال أبو الفتح بن جني وأصحابنا يدفعون زيادة الواو ول يجيزونممه ويممرون أن
الجواب محذوف للعلم به بقي أن يقال فما السر في حذف الجممواب فممي
آية أهل الجنة وذكره في آية أهل النار فيقال هذا ابلغ فممي الموضممعين فممإن
الملئكة تسوق أهل النار إليها وأبوابها مغلقممة حممتى إذا وصمملوا إليهمما فتحممت
في وجوههم فيفجأهم العذاب بغتة فحين انتهوا إليها فتحت أبوابهمما بل مهلممة
فإن هذا شأن الجزاء المرتب على الشرط أن يكون عقيبه فإنها دار الهانممة
والخزى فلم يستأذن لهم في دخولها ويطلب إلى خزنتهمما أن يمكنمموهم مممن
الدخول وأما الجنة فإنها دار الله ودار كرامته ومحممل خواصممه وأوليممائه فممإذا
انتهوا إليها صادفوا أبوابها مغلقة فيرغبون إلممى صمماحبها ومالكهمما أن يفتحهمما
لهم ويستشفعون إليه بأولي العزم من رسله وكلهمم يتمأخر عمن ذلمك حمتى
تقع الدللة على خاتمهم وسيدهم وأفضلهم فيقول أنا لها فيممأتي إلممى تحممت
العرش ويخر ساجدا لربه فيدعه ما شاء الله أن يدعه ثم يأذن لمه فمي رفمع
رأسممه وان يسممأله حمماجته فيشممفع إليممه سممبحانه فممي فتممح ابوابهمما فيشممفعه
ويفتحها تعظيما لخطرها وأظهممارا لمنزلممة رسمموله وكرامتممه عليممه وإن مثممل
هذه الدار هي دار ملممك الملمموك ورب العممالمين إنممما يممدخل إليهمما بعممد تلممك
الهوال العظيمة التي اولها من حين عقل العبد في هذه الدار إلى ان انتهى
إليها وما ركبه من الطباق طبقا بعد طبق وقاسماه ممن الشمدائد شممدة بعمد
شدة حتى أذن الله تعالى لخاتم أنبيائه ورسله وأحممب خلقممه إليممه أن يشممفع
إليه في فتحهمما لهممم وهممذا أبلممغ وأعظممم فممي تممام النعمممة وحصمول الفممرح
والسرور مما يقدر بخلف ذلك لئل يتوهم الجاهل أنهمما بمنزلممة الخممان الممذي
يدخله من شاء فجنة الله غاليممة بيممن النمماس وبينهمما مممن العقبممات والمفمماوز
والخطار مال تنال إل به فما لمن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الممماني
ولهذه الدار فليعد
قال مقاتل يعني أبوابها عليهم مطبقة فل يفتح لها بمماب ول يخممرج منهمما غممم
ول يدخل فيها روح آخر البد وأيضا فإن في تفتيح البمواب لهمم إشمارة إلمى
تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم فممي الجنممة حيممث شمماؤا ودخممول الملئكممة
عليهم كل وقت بالتحف واللطاف من ربهم ودخول ما يسممرهم عليهممم كممل
وقت وأيضا إشارة إلى أنها دار أمن ل يحتاجون فيها إلى غلممق البممواب كممما
كانوا يحتجون إلى ذلك في الدنيا وقد اختلف أهل العربية في الضمير العائد
من الصفة على الموصوف في هذه الجملة فقال الكوفيون التقممدير مفتحممة
لهم أبوابها والعرب تعاقت بين اللف واللم والضافة فيقولون مررت برجل
حسن العين أي عينه ومنه قوله تعممالى ^ فممإن الجحيممم هممي المممأوى ^ أي
مأواه وقال بعض البصريين التقدير مفتحة لهم البواب منها فحذف الضمممير
وما اتصل به وقال هذا التقدير في العربية أجود من أن يجعممل اللممف واللم
بدل من الهاء واللف لن معنى اللف واللم ليس مممن معنممى الهمماء واللممف
في شميء لن الهماء واللمف أسمم واللمف واللم دخلتما للتعريمف ول يبمدل
حرف من اسم ول ينوب عنه قالوا وأيضمما لممو كممانت اللممف واللم بممدل مممن
الضمير لوجب أن يكون في مفتحة ضمير الجنات ويكون معنى مفتحممة هممي
ثم أبدل منها البواب ولو كان كذلك لوجب نصب البواب لكممون مفتحممة قممد
رفع ضمير الفاعل فل يجوز أن يرفع بممه اسممم آخممر لمتنمماع ارتفمماع فمماعلين
بفعل واحد فلما ارتفع البواب دل على أن مفتحة خال من ضممير والبممواب
مرتفعة به وإذا كان في الصفة ضمير تعين نصب الثمماني كممما تقممول مممررت
برجل حسن الوجه ولو رفعت الوجه ونونت حسنا لم يجز فمماللف واللم إذا
للتعريف ليس إل فل بد من ضممير يعمود علمى الموصموف المذي همو جنمات
عدن ول ضمير في اللفظ فهو محذوف تقديره البواب منها وعندي أن هممذا
غير مبطل لقول الكوفيين فإنهم لم يريدوا بالبدل إل أن اللف واللم خلممف
وعوض عن الضمير تغني عنممه وإجممماع العممرب علممى قممولهم حسممن المموجه
وحسن وجهه شاهد بذلك وقد قالوا أن التنوين بدل من اللف واللم بمعنممى
أنهما ل يجتمعان وكذلك المضاف إليه يكون بدل من التنمموين والتنمموين بممدل
من الضافة بمعنى التعاقب والتوارد ول يريدون بقولهم هذا بدل من هذا أن
معنى البدل معنى المبدل منه بل قد يكون في كل منهما معنى ل يكون في
الخر فالكوفيون أرادوا أن اللف واللم في البواب أغنممت عممن الضمممير لممو
قيل أبوابها وهذا صحيح
ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد أذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها الصبابة
كصمبابة النماء يصمطبها صماحبها وإنكمم منقلبمون منهما إلمى دار ل زوال لهما
فانقلبوا بخير ما بحضرتكم ولقد ذكر لنمما أن مصممراعين مممن مصمماريع الجنممة
بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهممو كظيممظ مممن الزحممام فهممذا
موقوف والذي قبله مرفوع فإن كان رسول الله هو الذاكر له كممان هممذا ممما
بين باب من أبوابها ولعله الباب العظم وإن كمان المذاكر ذلمك غيمر رسمول
الله لم يقدم على حديث أبي هريرة المتقممدم ولكممن قممد روى المممام أحمممد
في مسنده من طريق حماد بن سلمة الجريري يحدث عن حكيم بن معاوية
عن أبيه أن رسول الله قال أنتم موقوفون سبعين أمة أنتم خيرهمما وأكرمهمما
على الله وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما وليممأتين
عليه يوم وله كظيظ وقد رواه أبن أبي داود أنبأنا إسحاق بممن شمماهين أنبأنمما
خالممد عممن الجريممري عممن حكيممم بممن معاويممة عممن أبيممه يرفعممه ممما بيممن كممل
مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة سبع سنين وروينا فممي مسممند عبممد بممن
حميد أنبأنا الحسن بن موسى أنبأنا ابن لهيعة أنبأنا دراج أبو السمح عن أبي
الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله قممال ممما مممن مصممراعين فممي
الجنة لمسيرة أربعين سنة وحديث أبي هريرة أصمح وهمذه النسمخة ضمعيفة
والله أعلم وروى أبو الشيخ أنبأنا جعفر بن أحمد بن فممارس أنبأنمما يعقمموب
بن حميد أنبأنا معن حدثنا خالد بن أبي بكر عن سالم بن عبد اللممه عممن أبيممه
أن النبي قال الباب الذي يدخل منه أهل الجنة مسيرة الراكممب المجممد ثلثمما
ثم انهم ليضطغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول رواه أبو نعيم عنممه وهممذا
مطابق للحديث المتفق عليه إن ما بين المصراعين كما بيممن مكممة وبصممرى
فإن الراكب المجد غاية الجادة على أسرع هجين ل يفتر ليل ول نهارا يقطع
هذه المسافة في هذا القدر أو قريب منه وأما حديث حكيم بن معاوية فقممد
اضطرب رواته فحماد بن سلمة ذكممر عممن الجريممري التقممدير بممإربعين عاممما
وخالد ذكر عنه التقدير بسبع سنين وحديث أبي سعيد المرفوع فيممه التقممدير
بأربعين عاما على طريقة دراج عن أبممي الهيثممم قممال المممام أحمممد أحمماديث
دراج مناكير وقال أبو حاتم الرازي
مصراعي الباب فإن أبوابها بعضها أعلى من بعض ولهذه المة باب مختص
بهم يدخلون منه دون سائر المم كما في المسند من حديث أبن عمممر عممن
النبي قال باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرض مسيرة الراكب ثلثا ثممم
انهم ليضظغطون حتى تكاد مناكبهم تزول وفيه من حديث أبمي هريمرة عمن
النبي أتاني جبريل فأخذ بيممدي فممأراني بمماب الجنممة الممذي تممدخل منممه أمممتي
الحديث وسياتي بتمامه إن شاء الله تعالى وقال خلف بن هشممام المبزار ثنما
أبو شهاب عن عمرو بن قيس الملئي عن أبي إسحاق عن عاصم بن حمزة
عن علي بن أبي طالب قال إن أبواب الجنة هكذا بعضها فوق بعض ثم قممرا
حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها إذا هم عندها بشجرة في اصلها عينان تجريان
فيشممربون مممن إحممداهما فل يممترك فممي بطممونهم قممذى ول أذى إل رمتممه
ويغتسلون من الخرى فتجري عليهم نضممرة النعيممم فل تشممعث رؤسممهم ول
تغير أبشارهم بعد هذا أبممدا ثممم قممرأ ^ طبتممم فادخلوهمما خالممدين ^ فيممدخل
الرجل وهو يعرف منزله ويتلقاها الولدان فيستبشرون برؤيتهم كما يستبشر
الهل بالحميم يقدم من الغيبة فينطلقون إلى أزواجهم فيخبرونهم بمعاناتهم
فنقول أنت رايته فيقوم إلى الباب فيدخل إلممى بيتممه فيتكيممء علممى سممريره
فينظر إلى أساس بيته فإذا هو قد أسس على اللؤلمؤ ثمم ينظمر فمي أخضمر
واحمر واصفر ثم يرفع رأسه إلى سماء بيته فلول أنه خلق له ل التمع بصره
فيقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتممدي لممول أن هممدانا اللممه واللممه
أعلم
الباب الثاني عشر في ذكر مسافة ما بين الباب والباب روينا في معجم
الطبراني أنبأنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري وعبد الله بممن الصممقر
السكري قال أنبأنا إبراهيم بن المنذر الحرامي ثنا عبد الرحمن بممن المغيممرة
بن عبد الرحمن بن عبد الله بممن خالممد بممن حممرام حممدثني عبممد الرحمممن بممن
عياش النصاري حدثنا دلهم بن السود بن عبد الله بن حاجب بن المنتفممق
قال دلهم وحدثنيه أيضا أبو السود عن عاصم بن لقيط أن لقيممط بممن عممامر
أخرج وافد إلى الرسول قال قلت يا رسول الله فما الجنة والنار قال لعمممر
الهك أن للنار سبعة أبواب ما منهن بابممان إل يسممير الراكممب بينهممما سممبعين
عاما وإن للجنة ثمانية أبواب ما منهن بابان إل يسير
الراكب بينهما سبعين عاما وذكر الحديث بطولة وهذا الظمماهر منممه أن هممذه
المسممافة بيممن البمماب والبمماب لن ممما بيممن مكممة وبصممرى ل يحتمممل التقممدير
بسبعين عاما ول يمكن حمله على باب معيممن لقمموله ممما منهممن بابممان واللممه
أعلم
الباب الثالث عشر في مكان الجنة وأين هي قال الله تعالى
^ ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ^ وقد ثبممت
أن سدرة المنتهى فوق السماء وسميت بذلك لنها ينتهي إليها ما ينمزل ممن
عند الله فيقبض منها وممما يصممعد النيممة فيقبممض منهمما وقممال تعممالى ^ وفممي
السماء رزقكم وما توعدون ^ قال ابممن أبممي نجيممح عممن مجاهممد هممو الجنممة
وكذلك تلقاه الناس عنه وقد ذكر ابن المنذر في تفسمميره وغيمره أيضما عممن
مجاهد قال هو الجنة والنار وهذا يحتماج إلمى تفسمير فمإن النمار فمي اسمفل
السافلين ليست في السماء ومعنى هذا ما قاله فممي روايممة ابممن أبممي نجيممح
عنه وقاله أبو صالح عن ابن عباس الخير والشممر كلهممما يمأتي ممن السمماء
وعلى هذا فالمعنى أسباب الجنة والنار بقدر ثابت في السماء من عند اللممه
وقال الحارث بن أبي أسامة حدثنا عبد العزيممز بمن أبممان حمدثنا مهممدي بمن
ميمون حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عممن بشممر بممن شممغاف قممال
سمعت عبد الله بن سلم يقول أن اكرم خليقة الله أبو القاسممم وإن الجنممة
في السماء رواه ابو نعيم عنه قال ورواه معمر بن راشد عن محمد بن ابي
يعقوب مرفوعا ثم ساقه من طريممق ابممن منيممع قممال ثنمما عمممرو والناقممد ثنمما
عمرو بن عثمان ثنا موسى بن أعين عمن معممر بمه مرفوعما ثمم سماق ممن
طريق محمد بن فضيل ثنا محمد بن عبد الله عن عطية عن أبن عباس أنممه
قال الجنة فوق السماء السابعة ويجعلها الله حيث شاء يوم القيامممة وجهنممم
في الرض السابعة وقال ابن منده ثنا أحمد بن إسممحاق قممال ثنمما أبممو أحمممد
الزبيري ثنا محمد بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن ابي الزعراء عن عبد
الله قال الجنة في السماء الرابعة فإذا كان يمموم القيامممة جعلهمما اللممه حيممث
يشاء والنار في الرض السابعة فأذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث يشمماء
وقال مجاهد قلت لبن عباس أين الجنة قال فوق سبع سموات قلممت فممأين
النار قال تحت سبعة أبحر مطبقة رواه ابن منده عن احمد بن إسممحاق عممن
الزبيري عن إسرائيل عن ابن أبي يحيى عن مجاهد وأما الثر
الذي رواه أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عيسى بن يونس عن نوير بن يزيممد عممن
خالد بن معدان عن عبد الله بممن عمممرو قممال الجنممة مطويممة معلقممة بقممرون
الشمممس تنشممر كممل عممام مممرة وأن أرواح المممؤمنين فممي طيممر كممالزرازير
يتعارفون ويرزقون من ثمممر الجنممة فهممذا قممد يظهممر منمه التنمماقض بيمن أول
كلمه وآخره ول تناقض فيه فإن الجنة المعلقة بقممرون الشمممس ممما يحممدثه
الله سبحانه وتعالى بالشمس في كل سنة مرة من أنممواع الثمممار والفممواكه
والنبات جعله الله تعالى مذكرا بتلك الجنة وآية دالممة عليهمما كممما جعممل هممذه
النار مذكرة بتلك وإل فالجنة التي عرضها السموات والرض ليسممت معلقممة
بقرون الشمس وهي فوق الشمس أكبر منها وقد ثبت في الصحيحين عنممه
أنه قال الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السممماء والرض وهممذا
يدل على أنها في غاية العلو والرتفاع والله أعلم والحديث له لفظان هممذا
أحدهما والثاني إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء
والرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله وشيخنا يرجممع هممذا اللفممظ وهممو ل
ينفي أن يكممون درج الجنممة اكممبر مممن ذلممك ونظيممر هممذا قمموله فممي الحممديث
الصحيح إن لله تسعة وتسعين أسما من أحصاها دخل الجنممة أي مممن جملممة
أسمائه هذا القدر فيكون الكلم جملممة واحممدة فممي الموضممعين ويممدل علممى
صحة هذا أن منزلة نبينا فوق هذا كله في درجة في الجنة ليس فوقها درجة
وتلك المائة ينالها آحاد أمته بالجهاد والجنة مقببة أعلها وأوسممعها ووسممطها
هو الفردوس وسقفه العرش كما قال في الحديث الصحيح إذا سممألتم اللممه
فاسألوه الفردوس فإنه وسمط الجنممة وأعلممى الجنمة فموقه عممرش الرحممن
ومنه تفجر انهار الجنة قال شيخنا أبو الحجماج المممري والصممواب روايممة ممن
رواه وفوقه بضم القاف على انه أسم ل ظرف أي وسقفه عممرش الرحمممن
فإن قيل فالجنة جميعها تحت العرش والعرش سقفها فممإن الكرسممي وسممع
السمموات والرض والعممرش أكمبر منمه قيممل لمما كمان العممرش أقمرب إلمى
الفردوس مما دونه من الجنات بحيث ل جنة فوقه دون العرش كممان سممقفا
له دون ما تحته من الجنات ولعظم سعة الجنة وغاية ارتفاعها يكون الصعود
من أدناها إلممى أعلهمما بالتدريممج شمميئا فشمميئا درجممة فمموق درجممة كممما يقممال
لقاريء القرآن اقرأ وارق فإن منزلتممك عنممد آخممر آيممة تقرأهمما وهممذا يحتمممل
شيئين أن يكون منزلته عند آخر حفظه وأن تكون عند آخر تلوته لمحفوظة
والله أعلم
الباب الرابع عشر في مفتاح الجنة قال الحسن بن عرفة ثنا إسماعيل بن
عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسن عممن شممهر بممن حوشممب
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله مفتاح الجنة شهادة أن ل إله إل اللممه
رواه المام أحمد في مسنده ولفظه مفتاح الجنة شممهادة أن ل إلممه إل اللممه
وذكر البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه أنه قيل له أليس مفتاح الجنممة
ل إله إل الله قال بلى ولكن ليس من مفتاح إل وله أسنان فإن ثبت بمفتمماح
له أسنان فتح لك وإل لم يفتح وروى أبو نعيم من حديث أبان عن انس قممال
قال أعرابي يا رسول الله ما مفتاح الجنة قال ل إله إل الله وذكر أبو الشيخ
من حديث العمممش عممن مجاهممد عممن يزيممد بممن سممخيرة قممال إن السمميوف
مفاتيح الجنة وفي المسند من حديث معاذ بن جبل قال قال رسول اللممه أل
أدلك على باب من أبواب الجنة قلت بلى قال ل حول ول قوة إل بمالله وقمد
جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحا يفتح به فجعل مفتاح الصلة الطهممور
كما قال مفتاح الصلة الطهارة ومفتاح الحج الحممرام ومفتمماح الممبر الصممدق
ومفتاح الجنة التوحيد ومفتاح العلم حسن السممؤال حسممن الصممغاء ومفتمماح
النصر والظفر الصبر ومفتاح المزيد الشكر ومفتمماح الوليممة المحبممة والممذكر
ومفتاح الفلح التقوى ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة ومفتاح الجابة الدعاء
ومفتاح الرغبة في الخرة الزهد في الدنيا ومفتاح اليمان التفكر فيممما دعمما
الله عباده إلى التفكر فيه ومفتاح الدخول على الله إسلم القلممب وسمملمته
له والخلص له في الحب والبغض والفعل والترك ومفتاح حياة القلب تممدبر
القرآن والتضرع بالسحار وترك الذنوب ومفتمماح حصممول الرحمممة الحسممان
فممي عبممادة الخممالق والسممعي فممي نفممع عبيممده ومفتمماح الممرزق السممعي مممع
السممتغفار والتقمموى ومفتمماح العممز طاعممة اللممه ورسمموله ومفتمماح السممتعداد
للخرة قصر المل ومفتاح كل خير الرغبة فمي اللمه والمدار الخمرة ومفتماح
كل شر حب الدنيا وطول المل وهذا باب عظيم من انفع أبواب العلم وهممو
معرفة مفاتيح الخير والشر ل يوفق لمعرفته ومراعاته إل مممن عظممم حظممه
وتوفيقه فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خيممر وشممر مفتاحمما وبابمما يممدخل
منه إليه كما جعل
الشرك والكممبر والعممراض عممما بعممث اللممه بممه رسمموله والغفلممة عممن ذكممره
والقيام بحقه مفتاحا للنار وكما جعممل الخمممر مفتمماح كممل أثممم وجعممل الغنممى
مفتاح الزنا وجعل إطلق النظر في الصور مفتمماح الطلممب والعشممق وجعممل
الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان وجعل المعاصي مفتاح الكفر وجعل
الكذب مفتاح النفاق وجعل الشح والحممرص مفتمماح البخممل وقطيعممة الرحممم
وأخذ المال من غير حله وجعل العراض عما جمماء بممه الرسممول مفتمماح كممل
بدعة وضللة وهذه المور ل يصدق بها إل كل من له بصيرة صممحيحة وعقممل
يعرف به ما في نفسه وما في الوجود ممن الخيممر والشممر فينبغممي للعبمد أن
يعتني كل العتناء بمعرفة المفاتيح وما جعلت المفاتيح لممه واللممه ومممن وراء
توفيقه وعدله له الملك وله الحمد وله النعمة والفضل ل يسممئل عممما يفعممل
وهم يسئلون
الباب الخامس عشر في توقيع الجنة ومنشممورها الممذي يوقممع بممه لصممحابها
عند
الموت وعند دخولها قال تعالى كل إن كتاب البرار لفي علييممن وممما أدراك
ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون فأخبر الله تعالى أن كتممابهم كتمماب
مرقوم تحقيقا لكونه مكتوبا كتابة حقيقيممة وخممص تعممالى كتمماب البممرار بممإنه
يكتممب ويوقممع لهممم بممه بمشممهد المقربيممن مممن الملئكممة والنممبيين وسممادات
المؤمنين ولم يذكر شهادة هؤلء لكتاب الفجار تنويها بكتاب البرار وما وقمع
لهم به وإشهارا له وإظهارا بين خواص خلقه كما يكتب الملمموك تواقيممع مممن
تعظمه بين المراء وخواص أهل المملكة تنويها بأسم المكتوب لممه وإشممادة
بذكره وهذا نوع من صلة الله سبحانه وتعممالى وملئكتممه علممى عبممده وروى
المام أحمد في مسنده وابن حبان وأبو عوانممة السممفرايني فممي صممحيحهما
من حديث المنهال عن زاذان عن البراء بن عممازب قممال خرجنمما مممع رسممول
الله إلى جنازة فجلس رسول الله على القبر وجلسنا حوله كأن على رؤسنا
الطير وهو يلحد له فقال أعوذ بالله من عذاب القبر ثلث مرات ثم قممال إن
المممؤمن إذا كممان فممي إقبممال مممن الخممرة وانقطمماع مممن الممدنيا تنزلممت إليممه
الملئكة كممأن علممى وجمموههم الشمممس مممع كممل واحممد منهممم حنمموط وكفممن
فجلسوا منه مد بصره ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عنممد رأسممه فيقممول
أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسمميل
كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها
في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفممن وذلممك الحنمموط
ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الرض قال فيصعدون بها
فل يمرون بها يعني على مل ممن الملئكمة إل قمالوا مما همذا المروح الطيمب
فيقولون فلن بن فلن بأحسن أسمائه الممتي كممانوا يسمممونه بهمما فممي الممدنيا
حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم ويشيعه من كممل
سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء الممتي فيهمما
الله عز وجل فيقول الله عز وجل اكتبوا كتمماب عبممدي فممي علييممن وأعيممدوه
إلى الرض فأنى منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخممرى قممال
فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولن له من ربممك فيقممول
ربي الله فيقولن له ما دينك فيقول ديني السلم فيقولن له ما هذا الرجل
الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولن له وما علمك فيقول قممرات
كتاب الله فآمنت به وصدقت قال فينادي مناد من السماء أن صممدق عبممدي
فافرشوه من الجنة والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيممأتيه
من روحها وطيبها ويفسخ له في قبره مممد بصممره قممال ويممأتيه رجممل حسممن
الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومممك الممذي
كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه الذي يجيممء بممالخير فيقممول أنمما
عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي
ومالي قال وان العبد الكافر إذا كان في انقطمماع مممن الخممرة وإقبممال علممى
الدنيا نزل إليه من السماء ملئكة سود الوجمموه معهممم المسمموح فيجلسممون
منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حممتى يجلممس عنممد رأسممه فيقممول أيتهمما
النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق فممي جسممده
فينتزعها كما ينتزع السفود ممن الصموف المبلمول فيأخمذها فمإذا أخمذها لمم
يدعوها في يده طرفة عين حمتى يجعلوهمما فمي تلممك المسموح ويخممرج منهما
كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الرض فيصعدون بها فل يمرون بهمما علممى
مل من الملئكة إل قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلن بن فلن باقبممح
أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي إلى سماء الدنيا فيستفتح
له فل يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ل تفتممح لهممم أبممواب
السماء ول يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فيقممول اللممه عممز
وجل اكتبوا في سجين فممي الرض السممفلى وتطممرح روحممه طرحمما ثممم قممرأ
رسول الله
ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهمموي بممه الريممح
في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولن له
من ربك فيقول هاه هاه ل أدري فيقولن له ما هذا الرجل الذي بعممث فيكممم
فيقول ها هاه ل أدري فينادي من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار
وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قممبره حممتى
تختلف أضلعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثيمماب منتممن الريممح فيقممول لممه
ابشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنممت توعممد فيقممول مممن أنممت فوجهممك
الوجه الذي يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب ل تقم الساعة
ورواه أبو داود بطوله بنحوه فهذا التوقيع والمنشور الول
فصل وأما المنشور الثاني
فقال الطبراني في معجمه حدثنا إسحاق بممن إبراهيممم الممديري عممن عبممد
الرزاق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن انعم عن عطمماء بممن
يسار عن سلمان الفارسممي قممال قممال رسممول اللممه ل يممدخل الجنممة أحممد إل
بجواز بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللممه لفلن بممن فلن أدخلمموه
جنة عالية قطوفها دانية واخبرنا سليمان بن حمزة الحاكم أنبأنمما محمممد بممن
عبد الواحد المقدسي أنبأنا زاهر الثقفي أن عبد السلم بن محمممد بممن عبممد
الله أخبرهم أنبأنا المطهر بن عبد الواحد البراقي حمدثنا محممد بمن إسمحاق
بن منده أنبأنا محمد بن علي البلخي حدثنا محمد بن حسممام حممدثنا العبمماس
بن زياد ثقة ثنا سعدان بن سعيد ثنا سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي
عن سليمان الفارسي أن النبي قمال يعطمي الممؤمن جموازا علمى الصمراط
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيممم لفلن بممن فلن
أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية قلت وقع المؤمن في قبضة أصحاب اليمين
يوم القبضتين ثم كتب من أهل الجنممة يمموم نفممخ الممروح فيممه ثممم يكتممب فممي
ديوان أهل الجنممة يمموم ممموته ثممم يعطممي هممذا المنشممور يمموم القيامممة فممالله
المستعان
الباب السادس عشر في توحد طريق الجنة وأنه ليس لها إل طريممق واحممد
هذا
مما اتفقت عليه الرسل من اولهم إلى خاتمهم صلوات الله وسلمه عليهم
وأما
طرق الجحيم فأكثر من أن تحصى وأن تحصي ولهمذا يوحمد سمبحانه سمبيله
ويجمع سبل النار كقوله تعالى وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا
السبل فتفرق بكم عن سبيله وقال وعلى الله قصد السبيل ومنهما جمائر أي
ومن السبيل جائر عمن القصممد وهممي سمبيل الغمي وقمال همذا صممراط علمي
مستقيم وقال ابن مسعود خط لنا رسول الله خطا وقال هذا سبيل الله ثممم
خط خطوطا عن يمينه وعن يساره ثم قال هذه سبل وعلى كل سبيل منهمما
شيطان يدعو إليه ثممم قممرأ وأن هممذا صممراطي مسممتقيما فمماتبعوه ول تتبعمموا
السبل الية فأن قيل فقد قال الله تعالى قممد جمماءكم مممن اللممه نممور وكتمماب
مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلم قيل هممي سممبل تجمممع فممي
سبيل واحد وهي بمنزلة الجواد والطممرق فممي الطريممق العظممم فهممذه هممي
شعب اليمان يجمعها اليمان وهو شعبة كما يجمع سمماق الشممجرة أغصممانها
وشعبها وهذه السبل هي إجابة داعي داعي الله بتصديق خبره وطاعة أمره
وطريممق الجنممة هممي إجابممة الممداعي إليهمما ليممس إل وقممد روى البخمماري فممي
صحيحه عن جابر قال جاءت ملئكة إلى النبي فقال بعضهم أنممه نممائم وقممال
بعضهم العين نائمة والقلب يقظان فقالوا أن لصاحبكم هذا مثل فاضربوا له
مثل فقالوا مثله مثل رجمل بنمي دارا وجعمل فيهما مأدبمة وبعمث داعيما فممن
أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الممداعي لممم يممدخل
الدار ولم يأكل من المأدبة فقالوا أولوها له يفقهها فقممال بعضممهم إن العيممن
نائمة والقلب يقظان الدار الجنة والممداعي محمممد فمممن أطمماع محمممدا فقممد
أطاع الله ومن عصى محمدا فقد عصى الله ومحمد فرق بين النمماس ورواه
الترمذي عنه ولفظه خرج علينا رسول الله يوما فقال إني رأيت في المنممام
كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه أضرب له
مثل فقال أسمع سمعت أذنك واعقممل عقممل قلبممك إنممما مثلممك ومثممل أمتممك
كمثل ملك أتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل مائدة ثممم بعممث رسممول يممدعو
الناس إلى طعامه فمنهم من أجمماب الرسممول ومنهممم مممن تركممه فممالله هممو
الملك والدار السلم والبيت الجنة وأنت يا محمد الرسول فمن أجابك دخل
السلم ومن دخل السلم دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل ما فيهمما وصممحح
الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود قال صلى رسممول اللممه العشمماء ثممم
انصرف فأخذ بيدي حتى خرج بي إلى بطحاء مكة فاجلسني ثممم خممط علممى
خطا ثم قال ل تبرحن خطك فإنه سينتهي إليك رجممال فل تكلمهممم فممإنهم ل
يكلمونك ثم مضى رسول الله
حيث أراد فبينا أنا جالس في خطي إذا أتمماني رجممال كلهممم الممزط أشممعارهم
وأجسامهم ل أرى عورة ول أرى بشرا وينتهممون إلممى ل يجمماوزون الخممط ثممم
يصدرون إلى رسول الله حتى إذا كان آخر الليل لكن رسول الله قد جاءني
وأنا جالس فقال لقد رآني منذ الليلة ثم دخل على في خطي فتوسد فخذي
فرقد وكان رسول الله إذا إذا رقد نفخ فبينا أنا قاعممد ورسممول اللممه متوسممد
فخذي إذا برجال عليهم ثياب بيض الله أعلم ما بهم من الجمال فانتهوا إلى
مجلس طائفة منهم عند راس رسول الله وطائفة منهم عند رجليه ثم قالوا
ما رأينا عبدا قد أوتى مثل ما أوتى هذا النبي أن عينيه تنامان وقلبه يقظممان
اضربوا له مثل مثل سيد بنى قصرا ثم جعل مأدبة فدعا الناس إلممى طعممامه
وشرابه فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه ومن لم يجبممه عاقبممة
أو قال عذبه ثم ارتفعوا واستيقظ رسول اللممه عنممد ذلممك فقممال سمممعت مما
قال هؤلء وهل تدري من هم قلممت اللممه ورسمموله أعلممم قممال هممم الملئكممة
فتدري ما المثل الذي ضربوه قلت اللممه ورسمموله اعلممم قممال الرحمممن بنممي
الجنة ودعا إليها عباده فمن إجابه دخل الجنة ومن لم يجبه عذبه
الباب السابع عشر في درجات الجنة قال تعالى
ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سممبيل
اللممه بمأموالهم وأنفسمهم فضممل اللمه المجاهمدين بمأموالهم وأنفسمهم علمى
القاعممدون درجممة وكل وعممد اللممه الحسممنى وفضممل اللممه المجاهممدين علممى
القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان اللممه غفممورا رحيممما
ذكر ابن جرير عن هشام ابن حسان عن جبلة بممن عطيممة عممن أبممن محيريممز
قال فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه قال هممي
سبعون درجة ما بين الدرجتين عدو الفممرس الجممواد المضمممر سممبعين عاممما
وقال ابن المبارك أنبأنا سلمة بن نبيط عن الضممحاك فممي قمموله تعممالى لهممم
درجات عند ربهم قال بعضهم أفضل مممن بعممض فيممرى الممذي قممد فضممل بممه
فضله ول يرى الذي هو أسفل منه أنه فضممل عليممه أحممد مممن النمماس وتأمممل
قوله كيف أوقع التفضيل أول بدرجة ثم أوقعه ثانيا بدرجات
فقيممل الول بيممن القاعممد المعممذور والمجاهممد والثمماني بيممن القاعممد بل عممذر
والمجاهد وقال تعالى أفمن اتبممع رضمموان اللممه كمممن بمماء بسممخط مممن اللممه
ومأواه جهنم وبئس المصير هم درجات عنمد اللمه واللمه بصمير بمما يعملمون
وقال تعالى إنممما المؤمنممون الممذين إذا ذكممر اللممه وجلممت قلمموبهم وإذا تليممت
عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الممذين يقيمممون الصمملة ومممما
رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهممم درجممات عنممد ربهممم ومغفممرة
ورزق كريم وفي الصحيحين من حديث مالممك عممن صممفوان بممن سممليم عممن
عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسممول اللممه قممال أن أهممل الجنممة
ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كممما يممتراءون الكمموكب الممدري الغمماير مممن
الفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قممالوا يمما رسممول اللممه تلممك
منازل النبياء ل يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنمموا بممالله
وصدقوا المرسلين ولفظ البخاري في الفق وهو أبيمن والغمابر همو المذاهب
الماضي الذي قد تدلى للغروب وفي التمثيممل بممه دون الكممواكب المسممامت
للرأس وهو أعلى فائدتان أحدهما بعده عن العيون والثانية أن الجنة درجات
بعضها أعلى من بعض وأن لم تسمامت العليمما السمفلى كالبسماتين الممتمدة
من رأس الجبل إلى ذيله والله أعلم وفي الصحيحين أيضا من حديث سممهل
بن سعد أن رسول الله قال أن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرفة فممي الجنممة
كما ترون الكوكب في أفق السماء وقال المام أحمد حدثنا فممرات أخممبرني
فليح عن هلل يعني ابن علي عن عطاء عن أبي هريرة أن رسممول اللممه أن
أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أو ترون الكوكب الممدري الغممارب
في الفق الطالع في تفاصيل الدرجات قالوا يمما رسممول اللممه أولئك النممبيون
قال بلى والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بممالله وصممدقوا المرسمملين ورجممال
هذا السناد احتج بهم البخاري في صحيحه وفي هذا الحممديث الغممارب وفممي
حديث أبي سعيد الخدري الغابر وقوله الطالع صممفة للكمموكب وصممفة بكممونه
غاربا وبكونه طالعا وقممد صممرح بهممذا المعنممى فممي الحممديث الممذي رواه ابممن
المبارك عن فليح بن سليمان عن هلل بن علي عن أبي هريممرة عممن النممبي
قممال أن أهممل الجنممة ليممتراءون فممي الغممرف كممما يممرى الكمموكب الشممرقي
والكوكب الغربي في الفق في تفاصيل الدرجات قالوا يا رسول الله أولئك
النبيون قال بلى والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله
وصدقوا المرسلين وهذا على شرط البخاري أيضا وفي المسند من حديث
أبي سعيد الخدري قال قممال رسممول اللممه أن المتحممابين لممترى غرفهممم فممي
الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي فيقممال مممن هممؤلء فيقممال هممؤلء
المتحابون في الله عز وجل في المسند من حديث أبي سعيد الخدري أيضمما
عن النبي قال أن في الجنممة مممائة ولممو أن العممالمين اجتمعمموا فممي إحممداهن
وسعتهم وفي المسند عنه أيضا عممن النممبي قممال يقممال لصمماحب القممرآن إذا
دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجممة حممتى يقممرأ آخممر شمميء
معه وهذا صريح في أن درج الجنة تزيد على مممائة درجممة وأممما حممديث أبممي
هريرة الذي رواه البخاري في صحيحه عمن النممبي قمال أن فممي الجنمة ممائة
درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بيممن كممل درجممتين كممما بيممن السممماء
والرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلممى الجنممة
وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة فأما أن تكون هذه المممائة مممن
جملة الدرج وإما أن تكون نهايتها هذه المائة وفممي ضمممن كممل درجممة دونهمما
ويدل على المعنى الول حديث زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عممن معمماذ
بن جبل قال سمعت رسول الله يقول من صمملى هممؤلء الصمملوات الخمممس
وصام شهر رمضان كان حقا على الله أن يغفر له هاجر أو قعد حيث ولممدته
أمه قلت يا رسول الله أل أخرج فأوذن الناس قال ل ذر الناس يعملون وإن
في الجنة مائة درجة بيمن كمل درجمتين منهما مثمل مما بيمن السمماء والرض
وأعلى درجة منها الفردوس وعليها ما يكون العرش وهي أوسط شيء فممي
الجنممة ومنهمما تفجممر أنهممار الجنممة وإذا سممألتم اللممه فسمملوه الفممردوس رواه
الترمذي هكذا بلفظه وروى أيضا من حديث عطاء عممن عبمادة بمن الصممامت
أن رسول الله قال أن في الجنة مائة درجة ثم ذكر نحو حممديث معمماذ وفيممه
أيضا من حديث عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله فممي الجنممة مممائة
درجة ما بين كل درجتين مائة عام قال هذا حديث حسن غريب وفيه أيضا
من حديث أبممي سممعيد يرفعممه أن فممي الجنممة مممائة درجممة لممو أن العممالمين إ
جتمعوا في إحداهن لوسعتهم ورواه أحمد بدون لفظة فممي كممما تقممدم وقممد
رويت هذه الحاديث بلفظة في وبدونها وإن كان
المحفوظ ثبوتها فهي من جملة درجتها وإن كممان المحفمموظ سممقوطها فهممي
الدرج الكبار المتضمنة للدرج الصغار والله أعلممم ول تنمماقض بيممن تقممدير ممما
بين الممدرجتين بالمممائة وتقممديره بالخمسمممائة لختلف السممير فممي السممرعة
والبطء والنبي ذكر هذا تقريبا للفهام ويدل عليه حديث زيد بن حبممان حممدثنا
عبد الرحمن بن شريح حدثني أبو هانيء التجيبي سمعت أبمما علممي التجيممبي
سمعت أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول اللممه يقممول مممائة درجممة فممي
الجنممة مما بيمن المدرجتين مما بيممن السمماء والرض أو بعمد مما بيمن السمماء
والرض قلت يا رسول الله لمن قال للمجاهدين في سبيل الله
الباب الثامن عشر في ذكر أعلى درجاتها واسمم تلمك الدرجمة روى مسملم
في
صحيحه من حممديث عمممرو بممن العمماص أنممه سمممع النممبي يقممول إذا سمممعتم
المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فأنه من صلى علي صلة واحدة
صلى الله عليه عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة فممي الجنممة ل تنبغممي
إل لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمممن سممأل لممي الوسمميلة حلممت
عليه شفاعتي وقال أحمد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن ليث عن كعممب
عن أبي هريرة أن رسول الله قال إذا صليتم فسلوا الله لي الوسيلة قيل يا
رسول الله وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنممة ل ينالهمما إل رجممل واحممد
وأرجو أن أكون أنا هممو هكممذا الروايممة أن أكممون أنمما هممو ووجههمما أن تكممون
الجملة خبرا عن اسم كان المستتر فيها ول يكممون أنمما فصممل ول توكيممدا بممل
مبتدأ وفي الصحيحين من حديث جابر قال قال رسول اللممه مممن قممال حيممن
يسمممع النممداء اللهممم رب هممذه الممدعوة التامممة والصمملة القائمممة آت محمممد
الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثممه مقاممما محمممودا الممذي وعممدته إل
حلت له الشفاعة يوم القيامة هكممذا لفممظ الحممديث مقاممما بممالتنكير ليوافممق
لفظ الية ولنه لما تعين وانحصر نوعه في شخصممه جممرى مجممرى المعرفممة
فوصف بما توصف به المعممارف وهممذا ألطممف مممن جعممل الممذي وعممدته بمدل
فتأمله وفي المسند من حديث عمارة بن غزية عن موسممى بممن وردان عممن
أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله
الوسيلة درجة عند الله عز وجل ليس فوقها درجة فسلوا الله لممي الوسمميلة
وذكره أبن أبي الدنيا وقال فيه درجة في الجنة ليس في الجنة درجة أعلممى
منها فسلوا الله أن يؤتيها على رؤوس الخلئق وقال أبو نعيم أنبأنا سممليمان
بن أحمد حدثنا أحمد بن عمرو بن مسلم حدثنا عبد اللممه بممن عمممران العابممد
حدثنا فضيل بن عياض عمن منصمور عمن إبراهيمم عمن السمود عمن عائشمة
قالت جاء رجل إلى النبي فقال يا رسممول اللممه واللممه أنممك لحممب إلممي مممن
نفسي وإنك لحب إلي من أهلي وأحممب إلممي مممن ولممدي وإنممي لكممون فممي
البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فممأنظر إليممك وإذا ذكممرت ممموتي وموتممك
عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنمة خشمميت
أن ل أراك فلم يرد عليه النبي حتى نزل جبريل بهممذا اليممة ومممن يطممع اللممه
والرسول فأولئك مع الذين أنعم عليهممم مممن النممبيين والصممديقين والشممهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي ل أعلممم
بإسناد هذا الحديث بأسا وسميت درجة النبي الوسيلة لنها أقرب الممدرجات
إلى عرش الرحمن وهممي أقممرب الممدرجات إلممى اللممه وأصممل اشممتقاق لفممظ
الوسيلة من القرب وهي فعيلة من وسل إليه إذا تقرب إليه قممال لبيممد بلممى
كل ذي رأي إلى الله واسل ومعني الوسيلة من الوصلة ولهذا كممانت أفضممل
الجنة وأشرفها وأعظمها نورا وقال صالح بن عبد الكريم قال لنا فضمميل بممن
عياض أتدرون لم حسنت الجنة لن عرش رب العالمين سقفها وقال الحكم
آبن أبان عن عكرمة عن آبن عباس نور سقف مساكنكم نور عرشممه وقممال
بكر عن أشعث عن الحسن إنما سميت عدن لن فوقها العرش ومنها تفجر
أنهار الجنة وللحور العدنية الفضل على سائر الحور والقربى والزلفى واحممد
وإن كان في الوسيلة معنى التقرب إليه بأنواع الوسائل وقال الكلبي آطلبوا
إليه القربة بالعمممال الصممالحة وقممد كشممف سممبحانه عممن هممذا المعنممى كممل
الكشف بقوله أولئك الذين يدعون يبتغون إلممى ربهممم الوسمميلة أيهممم اقممرب
فقوله أيهم اقرب هو تفسممير للوسمميلة الممتي يبتغيهمما هممؤلء الممذين يممدعوهم
المشركون من دون الله فيتنافسون في القرب منه ولما كان رسول أعظم
الخلق عبودية لربه وأعلمهم به وأشدهم له خشية واعظمهم له محبة كانت
منزلته أقرب المنازل إلى
الله وهي أعلى درجة في الجنة وأمر النبي أمته أن يسألوها له لينممالوا بهممذا
الدعاء زلفى من اللمه وزيمادة اليممان وأيضما فمإن اللمه سمبحانه قمدرها لمه
بأسباب منها دعاء أمتممه لممه بهمما بممما نممالوه علممى يممده مممن اليمممان والهممدى
صلوات الله وسلمه عليه وقوله حلت عليه يروى عليه وله فمن رواه باللم
فمعناه حصلت له ومن رواه بعلى فمعناه وقعت عليه شفاعتي والله أعلم
الباب التاسع عشر في عرض الرب تعالى سلعته الجنة على عبمماده وثمنهمما
الذي
طلبه منهم وعقد التبايع الذي وقع بين المؤمنين وبين ربهم قال تعالى إن
الله اشترى من المؤمنين أنفسمهم وأمموالهم بمأن لهممم الجنمة يقماتلون فمي
سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التممواراة والنجيممل والقممرآن
ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز
العظيم فجعل سبحانه ها هنا الجنة ثمنا لنفوس المممؤمنين وأممموالهم بحيممث
إذا بذلوها فيه استحقوا الثمممن وعقممد معهممم هممذا العقممد وأكممده بممأنواع مممن
التأكيد أحدها إخبممارهم سممبحانه وتعممالى بصمميغة الخممبر المؤكممد بمماداة أن
الثاني الخبار بذلك بصيغة المرضى الذي قممد وقممع وثبممت واسممتقر الثممالث
إضافة هذا العقد إلى نفسه سبحانه وأنه هو الذي اشترى هذا المبيع الرابع
أنه أخبر بأنه وعد بتسليم هذا الثمن وعدا ل يخلفه ول يتركه الخممامس أنممه
أتى بصيغة على التي للوجوب أعلما لعباده بممأن ذلممك حممق عليممه أحقممه هممو
على نفسه السادس أنه أكد ذلك بكونه حقا عليه السممابع أنممه أخممبر عممن
محل هذا الوعد وأنه فممي أفضممل كتبممه المنزلممة مممن السممماء وهممي التمموراة
والنجيل والقرآن الثامن إعلمه لعباده بصيغة اسمتفهام النكممار وأنممه ل أحمد
أوفى بعهده منه سبحانه التاسع أنه سبحانه وتعالى أمرهممم أن يستبشممروا
بهذا العقد ويبشر به بعضهم بعضا بشارة من قد تم له العقد ولزم بحيممث ل
يثبت فيه خيار ول يعرض له ما يفسخه العاشر أنه أخممبرهم إخبممارا مؤكممدا
بأن ذلك البيع الذي بايعوه به هو الفمموز العظيممم والممبيع ههنمما بمعنممى المممبيع
الذي أخذوه بهذا الثمن وهو الجنة وقوله بايعتم به أي عاوضتم و ثممامنتم بممه
ثم ذكر سبحانه أنه هذا العقد الذي وقمع العقمد وتممم لهممم دون غيرهممم وهمم
التائبون
مما يكره العابدون له بما يحب الحامدون له على ممما يحبممون وممما يكرهممون
السائحون وفسرت السممياحة بالصمميام وفسممرت بالسممفر فممي طلممب العلممم
وفسرت بالجهاد وفسرت بدوام الطاعة والتحقيق فيها أنهمما سممياحة القلممب
في ذكر الله ومحبته والنابة إليه والشوق إلى لقمائه ويمترتب عليهما كمل مما
ذكر من الفعال ولممذلك وصمف اللممه سمبحانه نسماء النممبي اللتممي لمو طلمق
أزواجه بدله بهممن بمأنهن سممائحات وليسممت سممياحتهن جهممادا ول سممفرا فممي
طلب علم ول إدامة صيام وإنما هي سياحة قلمموبهن فممي محبممة اللممه تعممالى
وخشيته والنابة إليه ذكره وتأمل كيف جعل اللمه سممبحانه التوبمة والعبمادة
قرينتين هذه ترك ما يكره وهذه فعل ممما يحممب والحمممد والسممياحة قرينممتين
هذا الثناء عليمه بأوصماف كمماله وسمياحة اللسمان فمي أفضمل ذكمره وهمذه
سياحة القلب في حبه وذكره وإجلله كما جعممل سممبحانه العبممادة والسممياحة
قرينتين في صممفة الزواج فهممذه عبممادة البممدن وهممذه عبممادة القلممب وجعممل
السلم واليمان قرينتين فهذا علنية وهذا في القلب كما في المسممند عنممه
السلم علنية واليمان في القلب وجعل القنوت والتوبة قرينتين هممذا فعممل
ما يحب وهذا ترك ما يكره وجعل الثيوبة والبكارة قرينتين فهممذه قممد وطئت
وارتاضت وذللت صعوبها وهذه روضة أنف لم يرتع فيها بعممد وجعممل الركمموع
والسجود قرينتين وجعل المر بالمعروف والنهي عن المنكر قرينتين وأدخل
بينهما الواو دون ما تقدم إعلما بأن إحدهما ل يكفي حممتى يكممون مممع الخممر
وجعل ذلك قرينا لحفظ حدوده فهذا حفظها في نفممس النسممان وذلممك أمممر
غيره بحفظها وأفهمت الية خطر النفس النسانية وشرفها وعظم مقممدارها
فإن السلعة إذا خفى عليك قدرها فآنظر إلى المشتري لهمما مممن هممو ونظممر
إلى الثمن المبذول فيها ما هو وانظر إلى ممما جممرى علممى يممده عقممد التبممايع
فالسمملعة النفممس واللممه سممبحانه المشممتري لهمما والثمممن لهمما جنممات النعيممم
والسفير في هذا العقد خير خلقه من الملئكة وأكرمهم عليممه وخيرهممم مممن
البشر وأكرمهم عليه قد هيممؤك لمممر لممو فطنممت لممه %فاربممأ بنفسممك أن
ترعى مع الهمل وفي جممامع الترمممذي مممن حممديث أبممي هريممرة قممال قممال
رسول الله من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل أل أن سمملعة اللممه غاليممة أل
إن
سلعة الله الجنة قال هذا +حديث حسن +غريب وفي كتاب صممفة الجنممة
لبي نعيم من حديث أبان عن أنس قال جاء أعرابي إلى رسول اللممه فقممال
ما ثمن الجنة قال ل إله إل الله وشممواهد هممذا الحممديث كممثيرة جممدا وفممي +
الصحيحين +من حديث أبي هريرة أن أعرابيا جاء إلى رسول الله فقال يمما
رسول دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة فقال تعبد الله ول تشرك بممه
شيئا وتقيم الصلة وتمؤتي الزكمماة المفروضممة وتصمموم رمضممان قممال والممذي
نفسي بيده ل أزيد على هذا شيئا أبدا ول أنقص منه فلما ولى قال من سره
أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا وفي +صحيح مسمملم +
عن جابر قال أتى النعمان بن قوقل إلى رسول اللممه فقممال يمما رسممول اللممه
أرأيت إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلل أدخل الجنة فقال
النبي نعم وفي +صحيح مسلم +عن عثمان بن عفممان قممال قممال رسممول
الله من مات وهو يعلم أن ل إله إل الله دخل الجنة وفي سنن أبي داود عن
معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول اللممه يقممول مممن كممان آخممر
كلمه ل إله إل الله دخل الجنة +وفي الصحيحين +عن أبي ذر رضي اللممه
عنه قال رسول الله أتاني آت من ربي فمأخبرني أو قمال فبشمرني أنمه ممن
مات من أمتك ل يشرك شيئا دخل الجنة قلت وأن زنى وأن سرق قال وإن
زنى وأن سرق وفي +الصحيحين +من حممديث عبممادة بممن الصممامت قممال
قال رسول الله من قممال أشممهد أن ل إلممه إل اللممه وحممده ل شممريك لممه وان
محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريممم
وروح منه وأن الجنة حممق وأن النممار حممق أدخلممه اللممه مممن أي أبممواب الجنممة
الثمانية شاء وفي لفظ أدخله الله الجنة على ما كان من عمل وفي صممحيح
مسلم أن رسول الله أعطى أبا هريرة نعليه فقال أذهب بنعلي هاتين فمممن
لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن ل إله إل الله مستيقنا بها قلبممه فبشممره
بالجنة وقال روح آبن عبادة عن حبيب بممن الشممهيد عممن الحسممن قممال ثمممن
الجنة ل إله إل الله وروى أبو نعيممم مممن حممديث أبممي الزبيممر عممن جممابر قممال
سمعت رسول الله يقول ل يدخل أحدا منكم الجنة عمله ول يجيره من النار
ول أنا
إل بتوحيد الله تعالى وإسناده على شرط مسلم وأصل الحديث في الصحيح
فصل وههنا أمر يجب التنبيه عليه وهمو أن الجنممة إنممما تمدخل برحممة اللمه
تعالى وليس عمل العبد مسممتقل بممدخولها وإن كممان سممببا ولهممذا أثبممت اللممه
تعالى دخولها بالعمال في قوله بما كنتم تعملون ونفى رسول الله دخولهمما
بالعمال بقوله لن يممدخل أحممد منكممم الجنممة بعملممه ول تنممافي بيممن المريممن
لوجهين أحدهما ما ذكره سفيان وغيره قال كانوا يقولممون النجمماة مممن النممار
يعفر الله ودخول الجنة برحمته واقتسام المنازل والدرجات بالعمال ويممدل
على هذا حديث أبي هريرة الذي سيأتي أن شاء اللمه تعمالى أن أهمل الجنمة
إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعممالهم رواه الترممذي والثماني أن البماء المتي
نفت الدخول هي باء المعاوضة التي يكون فيها أحد العوضممين مقممابل للخممر
والباء التي أثبتت الدخول هي باء السببية التي تقتضي سببية ما دخلت عليه
لغيرة وأن لم يكن مستقل بحصوله وقد جمع النبي بين المرين بقوله سدوا
وقاربوا وأبشروا واعلموا أن أحدا منكممم لممن ينجممو بعملممه قممالوا ول أنممت يمما
رسول الله قال ول أنا أل أن يتغمدني الله برحمته ومممن عممرف اللممه تعممالى
وشهد مشهد حقه عليه ومشممهد تقصمميره وذنمموبه وابصممر هممذين المشممهدين
بقلبه عرف ذلك وجزم به والله سبحانه وتعالى المستعان
الباب العشرون في طلب أهل الجنة لها من ربهم وطلبهمما لهممم وشممفاعتها
فيهم
إلى ربهم عز وجل قممال اللمه تعمالى حكايممة عمن أولممي اللبمماب ممن عبماده
قولهم ^ ربنا إننا سمعنا مناديمما ينممادي لليمممان أن أمنمموا بربكممم فآمنمما ربنمما
فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع البرار ربنا وآتنا ما وعممدتنا علممى
رسلك ول تخزنا يوم القيامة إنك ل تخلف الميعاد ^ والمعنى وآتنا ما وعدتنا
على ألسنة رسلك من دخول الجنة وقالت طائفة
معناه وآتنمما ممما وعممدتنا علممى اليمممان برسمملك وليممس بسممهل حممذف السممم
والحرف معا إل أن يقدر على تصديق رسلك وطاعة رسمملك وحينئذ فيتكافممأ
التقديران ويترجح الول بأنه قد تقدم قولهم ربنمما إننمما سمممعنا مناديمما ينممادي
لليمان أن آمنوا بربكم فآمنا وهذا صريح في اليمان بالرسول والمرسل ثم
توسلوا إليه بأيمانهم أن يؤتيهم ما وعدهم علممى السممنة الرسممل فممإنهم أنممما
سمعوا بوعدهم لهم بذلك مممن الرسممل وذلممك أيضمما يتضمممن التصممديق بهممم
وانهم بلغوهم وعده فصدقوا به وسألوه أن يؤتيهم إياه وهذا هو الذي ذكممره
السلف والخلف في الية وقيل المعنى آتنمما مما وعمدتنا ممن النصمر والظفمر
علممى ألسممنة الرسممل والول أعممم وأكمممل وتأمممل كيممف تضمممن إيمممانهم بممه
واليممان بمأمره ونهيمه ورسمله ووعمده ووعيمده وأسمممائه وصمفاته وأفعمماله
وصدق وعده والخوف من وعيده واستجابتهم لمره فبمجممموع ذلممك صمماروا
مؤمنين بربهم فبذلك صح لهم التوسل إلى سؤال ما وعدهم به والنجاة من
عذابه وقد أشكل على بعض النمماس سممؤالهم أن ينجممز لهممم وعممده مممع أنممه
فاعل لذلك ول بد وأجاب بأن هذا تعبد محض كقوله ^ رب أحكم بممالحق ^
وقول الملئكة ^ فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ^ وخفي على هممؤلء أن
الوعد معلق بشروط منها الرغبة إليه سبحانه وتعالى وسؤاله أن ينجزه لهم
كما أنه معلق باليمان وموافاتهم بممه وان ل يلحقممه ممما يحبطممه فممإذا سممألوه
سبحانه أن ينجز لهم ما وعدهم تضمن ذلك توفيقهم وتثبيتهم وإعانتهم على
السباب التي ينجز لهم بها وعده فكان هذا الدعاء من أهم الدعيممة وأنفعهمما
وهم أحوج إليه من كثير من الدعية وأممما قمموله رب أحكممم فهممذا سممؤال لممه
سبحانه وتعالى أن ينصرهم على أعدائهم فيحكم لهم عليهم بالنصر والغلبممة
وكذا سؤال الملئكة ربهم أن يغفر للتائبين هو من السباب التي تمموجب بهمما
لهم المغفرة فهو سبحانه نصب السباب التي يفعممل بهمما ممما يريممده بأوليممائه
وأعدائه وجعلها أسبابا لرادته كما جعلها أسبابا لوقوع مممراده فمنممه السممبب
والمسبب وأن أشكل عليك ذلممك فممانظر إلممى خلقممه السممباب الممتي تمموجب
محبته وغضبه فهو يحب ويرضى ويغضب ويسخط عن السباب التي خلقهمما
وشاءها فالكل منه وبه مبتدأ من مشيئته وعائد إلى حكمته وحده وهذا بمماب
عظيم من أبواب التوحيد ل يلجه إل العممالمون بممالله ونظيممر هممذه اليممة فممي
سؤاله ما وعممد بممه قمموله تعممالى قممل أذلممك خيممرا أم جنممة الخلممد الممتي وعممد
المتقون كانت لهم جزاء
ومصيرا لهم فيها ما يشاؤن خالدين كان على ربك وعدا مسمؤل يسممأله إيمماه
عباده المؤمنون ويسأله إياه ملئكته لهممم فالجنممة تسممأل ربهمما أهلهمما وأهلهمما
يسألونه إياها والملئكة تسألها لهم والرسممل يسممألونه إياهمما لهممم ولتبمماعهم
ويوم القيامة يقيمهم سبحانه بين يديه يشفعون فيها لعباده المممؤمنين وفممي
هذا من تمام ملكه وإظهار رحمته وإحسانه وجوده وكرمه وأعطائه ما سئل
ما هو مممن لمموازم أسمممائه وصممفاته واقتضممائها لثارهمما ومتعلقاتهمما فل يجمموز
تعطيلها عن آثارها وأحكامهمما فممالرب تعممالى جممواد لممه الجممود كلممه يحممب أن
يسئل ويطلب منه ويرغب إليه فخلق من يسأله وألهمه سؤاله وخلق له ممما
يسأله إياه فهو خالق السائل وسؤاله ومسئوله وذلك لمحبتممه سممؤال عبمماده
له ورغبتهم إليه وطلبهم منممه وهممو يغضممب إذا لممم يسممئل اللممه يغضممب إن
تركت سؤاله %وبني آدم حين يسممئل يغضممب وأحممب خلقممه إليممه أكممثرهم
وأفضلهم له سؤال وهو يحب الملحين في الدعاء وكلما ألح العبد عليممه فممي
السؤال أحبه وقربه وأعطاه في الحديث من لم يسأل الله يغضب عليممه فل
إله إل هو أي جناية جنت القواعد الفاسدة على اليمان وحالت بين القلمموب
وبين معرفة ربها وأسمائه وصفات كماله ونعمموت جللممه والحمممد للممه الممذي
هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا اللممه قممال أبممو نعيممم الفضممل حممدثنا
يونس هو إبن أبي إسحاق حدثنا يزيد بن أبي مرثد قال قال أنس بممن مالممك
قال رسول الله ما من مسلم يسأل الله الجنممة ثلثمما إل قممالت الجنممة اللهممم
أدخله الجنة ومن استجار من النار بالله ثلثا قالت النار اللهم إجره من النار
رواه الترمذي والنسائي وإبن ماجه عن هناد بن السممري عممن أبممي الحمموص
عن أبي إسحاق عن يزيد به وقال الحسن بن سفيان حدثنا عثمممان بممن أبممي
شيبة حدثنا جرير عن ليث عممن يمونس بممن حبممان عممن أبممي حممازم عممن أبممي
هريرة قال قال رسول الله ما سأل الله عبد الجنة في يموم سمبع ممرات ال
قالت الجنة يا رب أن عبدك فلنا يسالني فأدخلينه وقال ابو يعلى الموصلى
حدثنا ابو خيثمة زهير بن حرب حدثنا جرير عن يممونس عممن أبممي حممازم عممن
أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول اللممه ممما اسممتجار عبممد مممن النممار
سبع مرات إل قالت النار أن عبدك فلنا إستجار مني فأجره ول يسممأل عبممد
الجنة سبع مرات إل قالت الجنة يا رب أن عبدك فلنا سألني فأدخله
الجنة وإسناده على شرط الصحيحين وقال أبو داود في مسنده حدثنا شعبة
حدثني يونس بن حبان سمع أبا علقمة عن أبي هريرة قال قال رسول اللممه
من قال أسأل الله الجنة سبعا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة وقال الحسممن
بن سفيان حدثنا المقدمي حدثنا عمر بن علي عن يحيى بممن عبممد اللممه عممن
أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله أكثروا مسألة الله الجنة واستعيذوا
به من النار فأنهما شافعتان مشفعتان وأن العبد إذا أكثر مسألة اللممه الجنممة
قالت الجنة يا رب عبدك هذا الذي سألينك فأسكنه إياي وتقول النار يمما رب
عبدك هذا الذي إستعاذ بممك منممي فاعممذه وقممد كممان جماعممة مممن السمملف ل
يسألون الله الجنة ويقولون حسبنا أن يجيرنا من النممار فمنهممم أبممو الصممهباء
صلة بن أشيم صلى ليلة إلى السحر ثم رفع يممديه وقممال اللهممم أجرنممي مممن
النار أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة ومنهم عطمماء السمملمي كممان ل يسممأل
الجنة فقال له صالح المري أن أبان حدثني عن أنممس أن النممبي قممال يقممول
الله عز وجل انظروا في ديوان عبدي فمن رايتممموه سممألني الجنممة أعطيتممه
ومن أستعذ بي من النار أعممذته فقممال عطمماء كفمماني أن يجيرنممي مممن النممار
ذكرها أبو نعيم وقد روى أبو داود في سننه من حديث جابر في قصمة صملة
معاذ وتطويله بهم أن النبي قال للفتي يغنى الذي شكاه كيف تصممنع يمما ابممن
أخي إذا صليت قال أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار
وأني ل أدري ما دندنتك ودندنة معاذ فقال النبي أنممي ومعمماذا حولهمما ندنممدن
وفي سنن أبي داود من حديث محمد بن المنكدر عممن جممابر عممن عبممد اللممه
قال قال رسول الله ل يسئل بوجه الله إل الجنة رواه عن أحمممد بممن عمممرو
العصفري حدثنا يعقمموب بممن إسممحاق حممدثنا سممليمان بممن معمماذ عممن محمممد
فذكره وقد تقدم في أول الكتاب حديث الليث عن معاويممة عممن صممالح عممن
عبد الملك أبن أبي بشير يرفع الحديث ما من يوم إل والجنة والنممار يسممألن
تقول الجنة يا رب قد طابت تماري وأطردت أنهاري واشممتقت إلممى أوليممائي
فعجل إلى بأهلي الحديث فالجنة تطلمب أهلهما بالمذات وتجمذبهم إليمه جمذبا
والنار كذلك وقد أمرنا رسول الله أن ل نزال نذكرهما ول ننساهما كما روى
أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا إسحاق بن أبي إسممرائيل حممدثنا أيمموب
بن أبي
شبيب الصنعاني قال كان فيما عرضنا على رباح بن زيد حدثني عبد الله بن
نمير سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول سمممعت عبممد اللممه بممن عمممر يقممول
سمعت رسول الله يقول ل تنسوا العظيمتين قلنا وما العظيمتان يمما رسممول
الله قال الجنة والنار وذكر أبو بكر الشافعي من حديث كليب بن حرب قال
سمعت رسول الله يقول اطلبوا الجنة جهدكم واهربوا من النار جهدكم فإن
الجنممة ل ينممام طالبهمما وإن النممار ل ينمام هاربهمما وإن الخممرة اليمموم محفوفممة
بالمكاره وإن الدنيا محفوفة باللذات والشهوات فل تلهينكم عن الخرة
الباب الحادي والعشرون في أسماء الجنة ومعانيها واشتقاقها ولها عدة
أسماء باعتبار صفاتها ومسماها واحد باعتبار الذات فهي مترادفة مممن هممذا
الوجه وتختلف باعتبار الصفات فهي متباينة مممن هممذا المموجه وهكممذا أسممماء
الرب سبحانه وتعممالى وأسممماء كتممابه وأسممماء رسممله وأسممماء اليمموم الخممر
وأسماء النار السم الول الجنة وهو السم العام المتناول لتلك الممدار وممما
اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة العين واصممل
اشتقاق هذه اللفظة من الستر والتغطية ومنه الجنين لستتاره فممي البطممن
والجممان لسممتتاره عممن العيممون والمجممن لسممتره ووقممايته المموجه والمجنممون
لستتار عقله وتواريه عنه والجان وهي الحية الصممغيرة الرقيقممة ومنممه قممول
الشاعر فذقت وجلت وأبكرت %وأكملممت فلممو جممن إنسممان مممن الحسممن
جنت أي لو غطى وستر عن العيون لفعل بهمما ذلممك ومنممه سمممى البسممتان
جنة لنه يستر داخله بالشجار ويغطيه ول يستحق هذا السم إل موضع كثير
الشجار مختلف النواع والجنة بالضم ما يستجن به من ترس أو غيره ومنممه
قوله تعالى أتخذوا أيمانهم جنة أي يستترون بها من إنكممار المممؤمنين عليهممم
ومنه الجنة بالكسر كما قال تعالى مممن الجنممة والنمماس وذهبممت طائفممة مممن
المفسرين إلى أن الملئكة يسمون جنممة واحتجمموا بقمموله تعممالى ^ وجعلمموا
بينممه وبيممن الجنممة نسممبا ^ قممالوا وهممذا النسممب قممولهم الملئكممة بنممات اللممه
ورجحوا هذا القول بوجهين أحدهما إن النسب الذي جعلوه إنما زعموا أنممه
بين الملئكة وبينه ول بين الجن
وبينه الثاني قوله تعالى ^ ولقد علمت الجنممة إنهممم لمحضممرون ^ أي قممد
علمت الملئكة أن الذين قالوا هذا القول محضرون للعذاب والصحيح خلف
ما ذهب إليه هؤلء وإن الجنة هم الجن نفسهم كما قال تعالى ^ من الجنممة
والناس ^ وعلى هذا ففي الية قولن أحدهما قول مجاهد قال قممالت كفممار
قريش الملئكة بنات الله فقال لهم ابممو بكممر فمممن أمهمماتهم قممالوا سممروات
الجن وقال الكلبي قالوا تزوج من الجممن فخممرج مممن بينهممما الملئكممة وقممال
قتادة قالوا صاهر الجن فخرج من بينهما الملئكة وقممال قتممادة قممالوا صمماهر
الجن والقول الثاني هو قول الحسن قال أشركوا الشياطين في عبادة اللممه
فهو النسب الذي جعلوه والصحيح قول مجاهد وغيره وما احتج بممه أصممحاب
القول الول ليس بمستلزم لصحة قولهم فإنهم لما قالوا الملئكة بنات الله
وهم من الجن عقدوا بينه وبين الجن نسبا بهممذا اليلد وجعلمموا هممذا النسممب
متوالد بينه وبين الجن وأما قوله ^ ولقد علمت الجنممة أنهممم لمحضممرون ^
فالضمير يرجع إلى الجنة أي قد علمت الجنة أنهم لمحضرون الحساب قاله
مجاهد أي لو كان بينه وبينهم نسب لم يحضروا للحساب كما قال تعممالى ^
وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعممذبكم بممذنوبكم ^
فجعل سبحانه عقوبتهم بذنوبهم وإحضارهم للعذاب مبطل لدعواهم الكاذبممة
وهذا التقدير فممي اليممة أبلممغ فممي إبطممال قممولهم مممن التقممدير الول فتممأمله
والمقصود ذكر أسماء الجنة فصل السممم الثمماني دار السمملم وقممد سممماها
الله بهذا السم في قوله ^ لهم دار السمملم عنممد ربهممم ^ وقمموله ^ واللممه
يدعوا إلى دار السلم ^ وهي احق بهذا السم فإنهمما دار السمملمة مممن كممل
بلية وآفة ومكروه وهي دار الله واسمه سبحانه وتعالى السلم الذي سلمها
وسلم اهلها ^ وتحيتهم فيها سلم ^ ^ والملئكة يممدخلون عليهممم مممن كممل
باب سلم عليكم بما صبرتم ^ والرب تعالى يسلم عليكم ممن فموقهم كمما
قال تعالى ^ لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلم قممول مممن رب رحيممم ^
وسيأتي حديث جابر في سلم الرب تبارك وتعالى عليهم في الجنة وكلمهم
كلهم فيها سلم أي ل لغمو فيهمما ول فحممش ول باطممل كمما قممال تعممالى ^ ل
يسمعون فيها لغوا إل سلما ^ واما قوله تعالى ^ واما إن كان من أصحاب
اليمين فسلم لك مممن اصممحاب اليميممن ^ فممأكثر المفسممرون حمماموا حممول
المعنى وما وردوه وقالوا أقوال ل يخفى بعممدها عممن المقصممود وإنممما معنممى
الية والله أعلم فسلم لك ايها الراحل عن الدنيا حممال كونممك مممن أصممحاب
اليمين
أي فسلمه لك كائنا من أصحاب اليمين الممذين سمملموا مممن الممدنيا وإنكارهمما
ومن النار وعذابها فبشر بالسلمة عند ارتحاله من الدنيا وقدومه علممى اللممه
كما يبشر الملك روحه عند أخممذها بقمموله ابشممري بممروح وريحممان ورب غيممر
غضبان وهذا أول البشرى التي للؤمن في الخرة فصل السم الثممالث دار
الخلد وسميت بذلك لن أهلها ل يظعنون عنها أبدا كما قال تعممالى ^ عطمماء
غير مجذوذ ^ وقال إن هذا لرزقنا ما له من نفاذ وقال ^ أكلها دائم وظلهمما
^ وقال ^ وما هم منها بمخرجيممن ^ وسمميأتي إبطممال قممول مممن قممال مممن
الجهمية والمعتزلة بفنائها أو فناء حركات أهلهمما أن شمماء اللممه تعممالى فصممل
السم الرابع دار المقامة قال تعالى حكاية عن أهلهمما وقممالوا ^ الحمممد للممه
الذي أذهب عنا الحزن أن ربنا لغفممور شممكور الممذي أحلنمما دار المقامممة مممن
فضله ل يمسنا فيها نصب ^ قال مقاتل أنزلنا دار الخلود أقاموا فيها ابممدا ل
يموتون ول يتحولون منها أبدا قال الفراء والزجاج المقامة مثل القامة يقال
أقمت بالمكان إقامة ومقامة ومقاما فصل السممم الخممامس جنممة المممأوى
قال تعالى ^ عندها جنة المأوى ^ والمأوى مفعل من أوى يممأوي إذا انضممم
إلى المكان وصار إليه واستقر به وقال عطمماء عممن ابممن عبمماس هممي الجنممة
التي يأوي إليها جبريل والملئكة وقال مقاتل والكلبي هممي جنممة تممأوي إليهمما
أرواح الشهداء وقال كعب جنة المأوى جنة فيها طير خضر ترتممع فيهمما أرواح
الشهداء وقالت عائشة رضي الله عنها وزر بن حبيش هي جنمة ممن الجنمان
والصحيح أنه اسم من أسماء الجنة كما قال تعالى ^ وأما مممن خمماف مقممام
ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنممة هممي المممأوى ^ وقممال فممي النممار ^
فإن الجحيم هي المأوى ^ وقال ومأواكم النار
فصممل السممم السممادس جنممات عممدن فقيممل هممي اسممم لجنممة مممن الجنممان
والصحيح أنه اسم لجنة الجنان وكلها جنات عدن قال تعالى ^ جنممات عممدن
التي وعد الرحمن عباده بالغيب ^ وقال تعالى جنات عدن يدخلونها يحلممون
فيها من اساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حريممر وقممال تعممالى ومسمماكن
طيبة في جنات عدن والشتقاق يدل على أن جميعها جنات عممدن فممإنه مممن
القامة والدوام يقال عدن بالمكان إذا أقام به وعدنت البلد توطنته وعممدنت
البل بمكان كذا لزمته فلم تبرح منه قممال الجمموهري ومنممه جنممات عممدن أي
إقامة ومنه سمممى المعممدن بكسممر الممدال لن النمماس يقيمممون فيممه الصمميف
والشتاء ومركزه كل شيء معدنه والعادن الناقة المقيمة في المرعى فصل
السممم السممابع دار الحيمموان قممال تعممالى وإن الممدار الخممرة لهممي الحيمموان
والمراد الجنة عند أهل التفسير قالوا وأن الخرة يعني الجنة لهممي الحيمموان
لهي دار الحياة التي ل موت فيها فقال الكلبي هي حيمماة ل ممموت فيهمما قممال
وقال الزجاج هي دار الحياة الدائمممة وأهممل اللغممة علممى أن الحيمموان بمعنممى
الحياة قال أبمو عبيممدة وأبممن قتيبممة الحيمماة الحيمموان قممال أبممو عبيممدة الحيمماة
والحيوان والحي بكسر الحاء واحد قال أبو علي يعنمي أنهمما مصمادر فالحيماة
فعلة كالجلبة والحيوان كالنزوان والغليان والحي كالعي قال العجاج كنمما بهمما
إذا الحياة حي %أي إذا الحياة حياة وأما أبو زيد فخالفهم وقال الحيوان ممما
فيه روح والموتان والموات ما ل روح فيه والصممواب أن الحيمموان يقممع علممى
ضربين أحدهما مصدر كما حكاه أبو عبيدة والثاني وصف كما حكاه أبممو زيممد
وعلى قول أبي زيد الحيوان مثل الحي خلف الميت ورجح القول الول بأن
الفعلن بابه المصادر كممالنزوان والغليممان بخلف الصممفات فممإن بابهمما فعلن
كسكران وغضبان واجاب من رجممح القممول الثمماني بممإن فعلن قممد جمماء فممي
الصفات أيضا قالوا رجل ضميان للسريع الخفيف وزفيان قال فممي الصممحاح
ناقة رفيان سريعة وقمموس زفيممان سممريعة الرسممال للسممهم فيحتمممل قمموله
تعالى وإن الدار الخرة لهي الحيوان معنيين احدهما أن الحيمماة الخممرة هممي
الحياة لنها ل تنغيص فيها ول نفاد لها
أي ل يشوبها ما يشوب الحياة في هذه الدار فيكون الحيمموان مصممدرا علممى
هذا الثاني أن يكون المعنى أنها الدار التي تفنى ول تنقطع ول تبيد كما يفنى
الحياء في هذه الدنيا فهي أحق بهذا السم من الحيوان الذي يفنى ويممموت
فصل السم الثامن الفردوس قال تعالى أولئك هم الوارثون الذين يرثممون
الفردوس هم فيها خالدون وقال تعالى أن الممذين آمنمموا وعملمموا الصممالحات
كانت لهم جنات الفردوس نزل خالممدين فيهمما والفممردوس اسممم يقممال علممى
جميع الجنة ويقال على أفضلها وأعلها كأنه أحق بهذا السم من غيممره مممن
الجنممات وأصممل الفممردوس البسممتان والفراديممس البسمماتين قممال كعممب هممو
البستان الذي فيه العناب وقال الليث الفردوس جنة ذات كروم يقال كممرم
مفردس أي معرش وقال الضحاك هي الجنة الملتفة بالشممجار وهممو اختيممار
المممبرد وقممال الفممردوس فيممما سمممعت مممن كلم العممرب الشممجر الملتممف
والغلب عليه العنب وجمعه الفراديممس قممال ولهممذا سمممى بمماب الفراديممس
بالشام وانشد لجرير فقلت للركب إذ جد المسير بنمما %يما بعممد مممن بماب
الفراديس وقال مجاهد هذا البستان بالروميممة واختمماره الزجمماج فقممال هممو
بالرومية منقول إلى لفظ العربية قال وحقيقتة أنه البستان الذي يجمممع كمل
ما يكون في البساتين قال حسان وأن ثواب اللممه كممل مخلممد %جنممان مممن
الفردوس فيها يخلد فصل السم التاسع جنات النعيم قال تعالى إن الممذين
آمنوا وعملوا الصالحات لهممم جنممات النعيممم وهممذا ايضمما آسممم جممامع لجميممع
الجنات لما تضمنته ممن النممواع الممتي يتنعممم بهمما ممن الممأكول والمشممروب
والملبوس والصور والرائحممة الطيبممة والمنظممر البهيممج والمسمماكن الواسممعة
وغير ذلك من النعيم الظاهر والباطن فصل السم العاشر المقممام الميممن
قال تعالى أن المتقين في مقام أمين والمقام المين موضع القامة والمين
المن من كل سوء وآفة ومكروه وهو الذي قد جمع صفات المن كلها
فهو آمن من الزوال والخراب وأنواع النقص واهله آمنون فيممه مممن الخممروج
والنغص والنكد والبلد المين الذي قد أمن مممن أهلممه فيممه مممما يخممالف منممه
سواهم وتأمل كيف ذكر سبحانه المن في قوله تعالى أن المتقين في مقام
أمين وفي قوله تعالى يدعون فيها بكل فاكهة آمنيممن فجمممع لهممم بيممن أمممن
المكان وأمن الطعام فل يخافون انقطاع الفاكهة ول سوء عاقبتها ومضممرتها
وأمن الخروج منها فل يخافون ذلك وأمن من الموت فل يخافون فيهمما موتمما
فصل السم الحادي عشر والثاني عشر مقعد الصدق وقممدم الصممدق قممال
تعالى إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق فسمى جنته مقعد صممدق
لحصول كل ما يراد من المقعممد الحسممن فيهمما كممما يقممال مممودة صممادقة إذا
كانت ثابتة تامة وحلوة صادقة وحملة صادقة ومنممه الكلم الصممدق لحصممول
مقصوده منه وموضع هذه اللفظة في كلمهم الصحة والكمال ومنه الصدق
فممي الحممديث والصممدق فممي العمممل والصممديق الممذي يصممدق قمموله بالعمممل
والصدق بالفتح الصلب من الرماح ويقال للرجل الشجاع أنه لذو مصدق أي
صادق الحملة وهذا مصداق هذا اي ما يصدقه ومنه الصداقة لصفاء المممودة
والمخالة ومنه صدقني القتال وصممدقني المممودة ومنممه قممدم صممدق ولسممان
صدق ومدخل صدق ومخرج صدق وذلك كله للحممق الثممابت المقصممود الممذي
يرغب فيه بخلف الكذب الباطل الذي ل شمميء تحتممه وهممو ل يتضمممن أمممرا
ثابتا قط وفسر قوم صدق بالجنة وفسر بالعمال التي تنال بها الجنة وفسر
بالسابقة التي سبقت لهم من الله وفسر بالرسول الذي على يممده وهممدايته
نالوا ذلك والتحقيق أن الجميع حق فأنهم سبقت لهم من الله الحسنى بتلك
السابقة أي بالسباب التي قدرها لهم على يممد رسمموله وأدخممر لهممم جزاءهمما
يوم القيامة ولسممان الصممدق وهممو لسممان الثنمماء الصممادق بمحاسممن الفعممال
وجميل الطرائق وفي كونه لسان صدق اشممارة إلممى مطممابقته للواقممع وأنممه
أثناء بحق ل بباطل ومدخل الصدق ومخممرج الصممدق هممو المممدخل والمخممرج
الذي يكون صاحبه فيه ضامنا على الله وهو دخوله وخروجه بالله ولله وهذه
الدعوة من أنفع الدعاء للعبد فإنه ل يزال داخل فممي أمممر وخارجمما مممن أمممر
فمتى كان دخوله لله وبالله وخروجممه كممذلك كممان قممد أدخممل مممدخل صممدق
واخرج مخرج صدق والله المستعان
الباب الثاني والعشرون فممي عممدد الجنممات وأنهمما نوعممان جنتممان مممن ذهممب
وجنتان
من فضة الجنة اسممم شممامل لجميممع ممما حمموته مممن البسمماتين والمسمماكن
والقصور وهي جنات كثيرة جدا كممما +روى البخمماري فممي صممحيحه +عممن
أنس بن مالك أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سرقة أتت رسمول
الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله أل تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بممدر
أصابه سهم غريب فإن كان في الجنة صمبرت وأن كمان غيمر ذلممك اجتهممدت
عليه في البكمماء قممال يمما أم حارثممة أنهمما جنممان فممي الجنممة وإن أبنممك أصمماب
الفردوس العلى وفي الصممحيحين مممن حممديث أبممي موسممى الشممعري عممن
رسول الله أنه قال جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما وجنتممان مممن
فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إل
رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن وقد قال تعالى ولمن خاف مقام ربه
جنتان فذكرهما ثم قال ومن دونهما جنتان فهذه أربع وقد اختلف فممي قمموله
ومن دونهما هل المراد به انهما فوقهما او تحتهما على قولين فقالت طائفة
من دونهما أي أقرب منهما إلى العرش فيكونان فوقهما وقممالت طائفممة بممل
معنى من دونهما تحتهما قالوا وهذا المنقول في لغممة العممرب إذا قممالوا هممذا
دون هذا أي دونه في المنزلة كما قال بعضهم لمن بالغ في مممدحه أنمما دون
ما تقول وفوق ما في نفسك وفي الصحاح دون نقيض فوق وهو تقصير عن
الغاية ثم قال ويقال هذا دون هذا أي أقرب منه والسياق يدل علمى تفضمميل
الجنتين الوليين من عشممرة أوجممه أحممدها قمموله ذواتمما أفنممان وفيممه قممولن
أحدهما أنه جمع فنن وهو الغصن والثاني أنه جمع فن وهو الصنف أي ذواتمما
أصناف شتى من الفواكه وغيرها ولم يذكر ذلك فممي اللممتين بعممدهما الثمماني
قوله فيهما عينان تجريان وفي الخرييممن فيهممما عينممان نضمماختان والنضمماخة
هممي الفمموارة والجاريمة السمارحة وهممي أحسممن ممن الفموارة فإنهما تتضممن
الفوران والجريان الثالث أنه قال فيهما من كل فاكهة زوجان وفي الخريين
فيهما فاكهة ونخل ورمان ول ريممب أن وصمف الولييممن أكمممل واختلممف فممي
هممذين الزوجيممن بعممد التفمماق علممى أنهممما صممنفان فقممالت طائفممة الزوجممان
الرطب واليابس الذي ل يقصر في فضله وجودته عن الرطب وهو يتمتع بممه
كما يتمتع باليابس وفيه نظر ل يخفى
وقالت طائفة الزوجممان صممنف معممروف وصممنف مممن شممكله غريممب وقممالت
طائفة نوعان ولم تزد والظمماهر واللممه أعلممم أنممه الحلممو والحممامض والبيممض
والحمر وذلك لن اختلف أصناف الفاكهة أعجب واشهى وألذ للعين والفممم
الرابع أنه قال متكئين على فرش بطائنهمما مممن إسممتبرق وهممذا تنبيممة علممى
فضممل الظهمائر وخطرهمما وفممي الخرييمن قممال متكئيممن علممى رفممرف خضممر
وعبقري حسان وفسر الرفرف بالمح 2ابس والبسط وفسر بالفرش وفسر
بالمحابس فوقها وعلى كل قول فلم يصممفه بممما وصممف بممه فممرش الجنممتين
الوليين الخامس أنه قال وجنمى الجنمتين دان أي قريمب وسمهل يتنماولونه
كيف شاؤا ولم يذكر ذلك في الخريين السادس أنه قممال فيهممن قاصممرات
الطرف أي قد قصرن طرفهن على أزواجهن فل يرون غيرهم لرضاهن بهم
ومحبتهممن لهممم وذلممك يتضمممن قصممر أطممراف أزواجهممن عليهممن فل يممدعهم
حسنهن أن ينظروا إلى غيرهممن وقممال فممي الخرييممن حممور مقصممورات فممي
الخيام ومن قصرت طرفها على زوجها باختيارها أكمل ممن قصرت بغيرهمما
السابع أنه وصفهن بشبه الياقوت والمرجممان فممي صممفاء اللممون وأشممراقه
وحسنه ولم يذكر ذلك في التي بعدها الثامن أنه قممال سممبحانه وتعممالى فممي
الجنتين الوليين هل جزاء الحسان إل الحسان وهذا يقتضممي أن أصممحابهما
من أهل الحسان المطكق الكامل فكان جزاؤهم بإحسان كامل التاسع أنممه
بدأ بوصف الجنتين الوليين وجعلهما جزءا لمن خاف مقامه وهذا يدل علممى
أنهما أعلى جزاء الخائف لمقامه فرتب الجزاء المذكور على الخوف ترتيممب
المسبب على سببه ولما كان الخائفون على نوعين مقربين وأصحاب يميممن
ذكر جنتي المقربين ثم ذكر جنتي أصحاب اليميممن العاشممر أنممه قممال ومممن
دونهما جنتان والسياق يدل على أنه نقيض فوق كما قال الجوهري فإن قيل
فكيف انقسمت هذه الجنان الربع على من خاف مقممام ربممه قيممل لممما كممان
الخائفون نوعين كما ذكرنا كان للمقربين منهم الجنتان العاليتممان ولصممحاب
اليمين الجنتممان اللتممان دونهممما فممإن قيممل فهممل الجنتممان لمجممموع الخممائفين
يشتركون فيهما أم لكل واحد جنتان وهممما البسممتانان قيممل هممذا فيممه قممولن
للمفسرين ورجح القول الثاني بوجهين أحدهما من جهة النقل والثمماني مممن
جهة المعنى فأما الذي من جهة النقممل فممإن أصممحاب هممذا القممول رووا عممن
رسول الله قال هما بستانين في رياض الجنة وأما الذي
من جهة المعنى فإن إحدى الجنتين جزاء أداء الوامر والثانية جممزاء اجتنمماب
المحارم فإن قيل فكيف قال في ذكر النساء فيهن في الموضعين ولما ذكر
غيرهن قال فيهما قيل لما ذكر الفرش قال بعدها فيهن خيممرات حسممان ثممم
أعاده في الجنتين الخريين بهذا اللفظ ليتشاكل اللفظ والمعنى والله أعلم
البمماب الثممالث والعشممرون فممي خلممق الممرب تبممارك وتعممالى بعممض الجنممان
وغرسها
بيده تفضيل لها على سائر الجنان وقد أتخذ الرب وتعالى من الجنممان دارا
اصطفاها لنفسممه وخصممها بممالقرب مممن عرشممه وغرسممها بيممده فهممي سمميدة
الجنان والله سبحانه وتعالى يختار من كل نوع أعله وأفضله كما اختار مممن
الملئكة جبريل ومن البشر محمدا ومممن السممموات العليمما ومممن البلد مكممة
ومن الشهر المحرم ومن الليالي ليلة القدر ومن اليمام يمموم الجمعممة ومممن
الليل وسطه ومن الوقات أوقات الصلة إلى غير ذلك فهو سبحانه وتعممالى
يخلق ما يشاء ويختار وقال الطبراني في معجمه حدثنا مطلممب بممن شممعيب
الزدي حدثنا عبد الله بن صالح حممدثني الليممث قممال الطممبراني فممي معجمممه
وحدثنا أبوو الزنباع روح بن الفرج حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن زيمماد
بن محمد النصاري عن محمد بن كعب القرظي عن فضممالة بممن عبيممد عممن
أبي الدرداء قال قال رسول الله ينممزل اللممه تعممالى فممي آخممر ثلث سمماعات
يبقين من الليل فينظر الله في الساعة الولممى منهممن فممي الكتمماب الممذي ل
ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ثم ينظر في الساعة الثانية إلممى جنممة
عدن وهممي مسمكنه المذي يسمكن فيممه ول يكمون معممه فيهمما أحممد إل النبيمماء
والشهداء والصديقون وفيها ما لم تره عين أحد ول خطر على قلب بشر ثم
يهبط آخر ساعة من الليل فيقول أل مستغفر يستغفرني فأغفر له أل سائل
يسألني فأعطيه أل داع يدعوني فأستجيب له حتى يطلع الفجممر قممال تعممالى
وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا فيشهده الله تعالى وملئكته قال
الحسن بن سفيان حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح قممال حممدثني
خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم حدثنا يحيى بممن أيمموب عممن داود
بن ابي هند عن أنس بن مالك أن رسول الله قممال إن اللممه بنممي الفممردوس
بيده وحظرها على كل مشرك وكل مدمن خمر ومتكبر وقممد ذكممر الممدارمي
والنجار وغيرها من حديث
أبي معشر نجيح بن عبد الرحمممن متكلممم فيممه عممن عممون بممن عبممد اللممه بممن
الحارث ابن نوفل عن أخيه عبد الله بن أبيه عبد الله بن الحممارث قممال قممال
رسول الله خلق الله ثلثة أشممياء بيممده خلممق آدم بيممده وكتممب التمموراة بيممده
وغرس الفردوس بيده ثم قممال وعزتممي وجللممي ل يممدخلها مممدمن خمممر ول
الديوث قالوا يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فممما الممديوث قممال الممذي
يقر السوء في أهله قلت المحفوظ أنه موقوف قال الدارمي حدثنا موسممى
بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عبيد بن مهممران حممدثنا مجاهممد
قال قال عبد الله بن عمر خلق الله أربعة أشياء بيده العرش والقلم وعممدن
وآدم عليممه السمملم ثممم قممال لسممائر الخلممق كممن فكممان وحممدثنا موسممى بممن
إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال إن الله لم
يمس شيئا من خلقه غير ثلث خلق آدم بيممده وكتممب التمموراة بيممده وغممرس
جنة عدن بيده حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد بن زريع حممدثنا سممعيد بممن
أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن كعب قال لم يخلق اللممه بيممده غيممر ثلث
خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده ثم قال لهمما تكلمممي
قالت قد أفلح المؤمنون وقال أبو الشيخ حمدثنا أبمو يعلمي حمدثنا أبمو الربيمع
حدثنا يعقوب القمي حدثنا حفص بن حميد عن شمممر بممن عطيممة قممال خلممق
الله جنة الفردوس بيده فهو يفتحها كممل يمموم خمممس مممرات فيقممول ازدادي
طيبا لوليائي ازدادي حسنا لوليائي وذكر الحاكم عنممه عممن مجاهممد قممال إن
الله تعال غرس جنات عدن بيده فلما تكلمممت أغلقممت فهممي تفتممح فممي كممل
سحر فينظر الله إليها فتقول قد افلح المؤمنون وذكممر الممبيهقي مممن حممديث
البغوي حدثنا يونس بممن عبيممد اللممه البصممري حممدثنا عممدي أبممن الفضممل عممن
الحريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول اللممه أن اللممه أحمماط
حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضممة وغممرس عرشممها بيممده وقممال لهمما
تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال طوبى لك منزلة الملموك وقممال أبمن
أبي الدنيا حدثنا محمد بن أبي المثني الممبزار حممدثنا محمممد بممن زيمماد الكلممبي
حدثنا بشير بن حسين عن سعيد بن أبي عروبة عممن قتممادة عممن أنممس قممال
قال رسول الله خلق الله جنممة عممدن بيممده لبنممة مممن درة بيضمماء ولبنممة مممن
ياقوته حمراء ولبنة من زبر جدة خضمراء بلطهما المسمك وحصمباؤها اللؤلمؤ
وحشيشها الزعفران ثم قال لها
أنطقي قالت قد افلممح المؤمنممون فقممال اللممه عممز وجممل وعزتممي وجللممي ل
يجاورني فيك بخيل ثم كل رسول اللممه ومممن يمموق شممح نفسممه فممأولئك هممم
المفلحون وتأمل هذه العناية كيف جعل هذه الجنة الممتي غرسممها بيممده لمممن
خلقه بيده ولفضل ذريته اعتناء وتشممريفا وإظهممارا لفضممل ممما خلقممه وبيممده
وشرفه وميزه بذلك عن غيره وبالله التوفيق فهذه الجنة في الجنممات كممآدم
في نوع الحيوان وقد روى مسلم في صحيحه عممن المغيممرة بممن شممعبة عممن
سعيد عن النبي قال سأل موسممى عليممه السمملم ربممه ممما أدنممى أهممل الجنممة
منزلة قال رجل يجيء بعد ما دخل أهل الجنة الجنة فيقال لممه أدخممل الجنممة
فيقول رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضممى
أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا فيقممول رضمميت رب فيقممول لممه لممك
ذلك ومثله ومثلمه ومثلمه ومثلممه فقممال فممي الخامسمة رضمميت رب قمال رب
فأعلهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليهمما
فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ومصداقه مممن كتمماب
الله فل تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين
الباب الرابع والعشممرون فممي ذكممر أبممواب الجنممة وخزنتهمما واسممم مقممدمهم
ورئيسهم
قال تعالى وسمميق الممذين اتقمموا ربهممم إلممى الجنممة زمممرا حممتى إذا جاؤهمما
وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتهمما سمملم عليكممم والخزنممة جمممع خمازن ومثممل
حفظة وحافظ وهو المؤتمن على الشيء الذي قد اسممتحفظه وروى مسمملم
في صحيحه من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنممس رضممي اللممه
عنه قال قمال رسمول اللممه أتمى بماب الجنممة يموم القياممة فأسمتفتح فيقمول
الخازن من أنت فأقول محمد فيقول بلى أمرت أن ل أفتح لحد قبلممك وقممد
تقدم حديث أبي هريرة المتفق عليه من أنفق زوجين في سبيل اللممه دعمماه
خزنة الجنة كل خزنة باب أي فلهلم قال ابو بكر يا رسول اللممه ذاك الممذي
ل توى عليه فقال النبي إني لرجو أن تكون منهم وفي لفظ هل تدعى أحممد
من تلك البممواب كلهمما قممال نعممم ارجممو أن تكممون منهممم لممما سمممعت همتممه
الصديق إلى تكميل مراتب اليمان
وطمعت نفسه أن يدعي من تلك البواب كلها سأل رسول الله هل يحصممل
ذلك لحد من الناس ليسعى في العمل الذي ينال به ذلممك فخممبره بحصمموله
وبشره بأنه من أهله وكأنه قال هل تكمل لحد هممذه المراتممب فيممدعي يمموم
القيامة من أبوابها كلها فلله ممما أعلممى هممذه الهمممة وأكممبر هممذه النفممس قممد
سمى الله سبحانه وتعالى كبير هذه الخزنة رضوان وهممو اسممم مشممتق مممن
الرضا وسمى خازن النار مالكمما وهممو اسممم مشممتق مممن الملممك وهممو القمموة
والشدة حيث تصرفت حروفه
الباب الخامس والعشرون في ذكر اول مممن يقممرع بمماب الجنممة وقممد تقممدم
حديث أنس
ورواه الطبراني بزيادة فيه قال فيقوم الخازن فيقول ل افتح لحد قبلك ول
أقوم لحد بعدك وذلك أن قيامه إليه خاصة اظهارا لمزيتممه ورتبتممه ول يقمموم
في خدمة أحد بعده بل خزنة الجنة يقومون في خدمته وهو كالملممك عليهممم
وقد أقامه الله في خدمة عبده ورسوله حتى مشي إليه وفتح له الباب وقممد
روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عنممه أنممه قممال أنمما أول مممن يفتممح بماب
الجنة إل أن أمرأة تبممادرني فمماقول لهمما مالممك ومممن أنممت فتقممول أنمما امممرأة
قعدت على يتامى وفي الترمذي من حديث أبن عباس قال جلس ناس مممن
اصحاب النبي ينتظرونه قال فخممرج حممتى إذا دنمما منهممم سمممعهم يتممذاكرون
فسمع حديثهم فقال بعضهم عجبا أن لله من خلقه خليل أتخذ إبراهيممم خليل
وقال آخر ما ذلك بأعجب من كليمه موسى كلمه تكليما وقال آخر فعيسممى
كلمه الله وروحه وقال أخر آدم اصممطفاه اللممه فخممرج عليهممم فسمملم وقممال
سمعت كلمكم وعجبكم إن إبراهيم خليل الله وهو كممذلك وكممذلك وموسممى
نجى الله وهو كذلك وعيسى روحه وكلمته وهممو كممذلك وآدم اصممطفاه اللممه
وهو كممذلك أل وأنمما حممبيب اللممه ول فخممر وأنمما أول شممافع وأول مشممفع يمموم
القيامة ول فخر وأنا حامل لواء الحمممد يمموم القيامممة ول فخممر وأنمما أول مممن
يحرك حلقة الجنة فيفتح لي فادخلها ومعممي فقممراء المممؤمنين ول فخممر وأنمما
أكرم الولين والخرين ول فخر وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله أنمما
أول الناس خروجا إذا بعثوا وانا
خطيبهم إذا أنصتوا وقائدهم إذا وفدوا وشافعهم إذا حبسوا وأنا مبشرهم إذا
آيسوا لواء الحمد بيدي ومفاتيح الجنة يومئذ بيدي وأنا أكممرم ولممد آدم يممومئذ
علمى ربمي ول فخمر يطموف علمى ألمف خمادم كمأنهم اللؤلمؤ المكنمون رواه
الترمذي والبيهقي واللفظ له وفي +صحيح مسلم +مممن حممديث المختممار
بن فلفل عن انس قال قال رسول الله أنا أكثر الناس تبعا يوم القيامة وأنمما
أول من يقرع باب الجنة
الباب السادس والعشرون في ذكر أول المم دخول الجنة وفي الصمحيحين
من
حديث همام بن منبه عن ابي هريرة قال قال رسول اللممه نحممن السممابقون
الولون يوم القيامة بيد أنهم أوتو الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم أي لم
يسبقونا إل بهذا القممدر فمعنممى بيممد معنممي سمموى وغيممره وإل ونحوهمما وفممي
صحيح مسلم من حديث أبي صالح عن ابممي هريممرة قممال قممال رسممول اللممه
نحن الخرون الولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتمموا
الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من
الحق بإذنه وفي الصحيحين من حديث طاوس عممن أبممي هريممرة عممن النممبي
قال نحن الخرون الولون يوم القيامة نحن أول الناس دخول الجنة بيد أنهم
أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم وروى الدارقطني من حديث زهير
بن محمد عن عبد الله بممن محمممد بممن عقيممل عممن الزهممري عممن سممعيد بممن
المسيب عن عمر بن الخطاب عن رسول الله قال أن الجنممة حرمممت علممى
النبيمماء كلهممم حممتى أدخلهمما وحرمممت علممى المممم حممتى تممدخلها أمممتي قممال
الدارقطني غريب عن الزهري ول أعلم روى عممن عبممد اللممه بممن محمممد بممن
عقيل عن الزهري غير هذا الحديث ول رواه إل عمممرو بممن ابممي سمملمة عممن
زهير فهذه المة أسبق المم خروجا من الرض وأسبقهم إلممى اعلممى مكممان
في الموقف وأسبقهم إلى ظل العرش وأسبقهم إلى الفصل والقضاء بينهم
واسبقهم إلممى الجمموار علممى الصممراط وأسممبقهم إلممى دخممول الجنممة فالجنممة
محرمة على النبياء حتى يدخلها محمممد ومحرمممة علممى المممم حممتى تممدخلها
أمته وأما أول المة دخول فقال أبو داود في سننه حدثنا
هناد بن السرى عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عممن عبممد السمملم بممن
حرب عن أبي خالد الدالني عن أبي خالد مولى آل جعمدة عمن أبمي هريمرة
قال قال رسول الله أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي تممدخل
منه أمتي فقال أبو بكر يا رسول الله وددت أني كنت معك حتى أنظممر إليممه
فقال رسول الله أما إنك يا أبا بكر أول من يممدخل الجنممة مممن أمممتي وقمموله
وددت أني كنت معك حرصا منه على زيممادة اليقيممن وإن يصممير الخممبر عيانمما
كما قال إبراهيم الخليل يا رب أرني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال
بلى ولكن ليطمئن قلبي وأما الحديث الذي رواه ابن ماجه في سممننه حممدثنا
إسماعيل بن عممر الطلحمي أنبأنما داود بمن عطماء الممديني عمن صمالح بمن
كيسان عن أبن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي بممن كعممب قممال قممال
رسول الله أول من يصالحه الحق عمر وأول من يسلم عليه وأول من يأخذ
بيده فيدخله الجنة فهو حديث منكر جمدا قممال المممام أحمممد داود بمن عطمماء
ليس بشيء وقال البخاري منكر الحديث
الباب السابع والعشممرون فممي ذكممر السممابقين مممن هممذه المممة إلممى الجنممة
وصفتهم
في الصحيحين من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة رضي اللممه عنممه
قال قال رسول الله أول زمرة تلج الجنة صورتهم علمى صمورة القممر ليلمة
البممدر ل يبصممقون فيهمما ول يتغوطممون فيهمما ول يتمخطممون فيهمما آنيتهممم
وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم اللوة ورشحهم المسك ولكل واحممد
منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحممم مممن الحسممن ل اختلف بينهممم
ول تباغض عن قلوبهم على قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا وفي
الصحيحين أيضا من حديث أبي زرعة عن ابي هريرة قال قممال رسممول اللممه
أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البممدر والممذين يلممونهم علممى
أشد كوكب دري في السماء أضاءة ل يبولون ول يتغوطممون ول ينتفلممون ول
ينمخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم اللمموة وأزواجهممم
الحور العين أخلقهم على خلق رجممل واحممد علممى صممورة أبيهممم آدم سممتون
ذراعا في السماء وروى شعبة بن قيس عن حبيب عن أبي ثابت عن سممعيد
بن جبير عن
أبن عباس قال قممال رسممول اللممه أول مممن يممدعي إلممى الجنممة يمموم القيامممة
الحامدون الذين يحمدون الله في السراء والضراء وقال المام أحمد حممدثنا
إسماعيل عن إبراهيم حدثنا هشام الدستوائي عن يحممي بممن أبممي كممثير عممن
عامر العقيلي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله عرض علي أول
ثلثة من امتي يدخلون الجنة وأول ثلثة يدخلون النار فأما أول ثلثة يدخلون
الجنة فالشبيد وعبمد مملموك لممم يشممغله رق الممدنيا عممن طاعممة ربممه وفقيمر
متعفف ذو عيال وأول ثلثة يدخلون النار فأمير مسلط وذو ثروة من مال ل
يممؤدي حممق اللممه مممن ممماله وفقيممر فخممور وروى المممام أحمممد فممي مسممنده
والطبراني في معجمه واللفظ له من حديث أبي عشلة المعافري انه سمممع
عبد الله أبن عمر يقول قال رسول الله هممل تممدرون أول مممن يممدخل الجنممة
قالوا الله ورسوله أعلم قال فقممراء المهمماجرين الممذين تنقممى بهممم المكمماره
ويموت أحدهم وحاجته في صدره ل يستطيع لها قضاء تقممول الملئكممة ربنمما
نحن ملئكتك وخزنتك وسكان سمواتك ل تدخلهم الجنة قبلنا فيقول عبممادي
ل يشركون بي شيئا تتقي بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لممم
يستطع لها قضاء فعند ذلك تدخل عليهم الملئكة من كل باب سلم عليكممم
بما صبرتم فنعم عقبي الدار ولما ذكر الله تعالى أصناف بنممي آدم سممعيدهم
وشممقيهم قسممم سممعيدهم إلممى قسمممين سممابقين وأصممحاب يميممن فقممال
والسابقون السابقون واختلف في تقريرها على ثلثة أقوال أحدها أنه مممن
باب التوكيد اللفظي ويكون الخبر قوله أولئك المقربون والثاني أن يكممون
السابقون الول مبتدأ والثمماني خممبر لممه علممى حممد قولممك زيممد زيممد اي الممذي
سمعت به هو زيد كما قال أنا أبو النجم وشعري شعري وكقول الخممر إذ
الناس ناس والزمان زمان قال ابن عطية وهذا قممول سمميبويه والثممالث أن
يكون الول غير الثاني ويكون المعنى السابقون في الدنيا إلى الخيرات هممم
السابقون يوم القيامة إلى الجنات والسممابقون إلممى اليمممان هممم السممابقون
إلى الجنان وهذا اظهر والله أعلم فإن قيممل فممما تقممول فممي الحممديث الممذي
رواه المام أحمد والترمذي وصححه مممن حممديث بريممدة بممن الحصمميب قممال
أصبح رسول الله فدعا بلل فقال يا بلل بم سبقتني إلى الجنة فممما دخلممت
الجنة قط إل سمعت خشخشتك أمامي ودخلت البارحة فسمعت
خشخشتك امامي فأتيت على قصر مريع مشرف من ذهب فقلت لمن هممذا
القصر قالوا لرجل من أمة محمد قلت أنا محمد لمن هذا القصر قالوا لعمر
أبن الخطاب فقال بلل يا رسول الله ما أذنت قط إل وصليت ركعممتين وممما
أصابني حدث قط إل توضأت عندها ورأيت أن لله على ركعتين فقال رسول
الله فبمذلك قيمل نتلقماه بمالقبول والتصمديق ول يمدل علمى أن أحمدا يسمبق
رسول الله فبممذلك قيممل نتلقماه بممالقبول والتصممديق ول يمدل علممى أن أحممدا
يسبق رسول الله إلى الجنة وأما تقدم بلل بين يدي رسول الله فممي الجنممة
فلن بلل كان يدعوا إلى الله أول بالذان فيتقدم أذانه بين يدي النبي فتقدم
دخوله بين يديه كالحاجب والخادم وقد روى في حديث أن النبي يبعممث يمموم
القيامممة وبلل بيممن يممديه ينمادي بمالذان فتقممدمه بيممن يمديه كرامممة لرسمموله
وأطهارا لشرفه وفضله ل سبقا من بلل بل هممذا السممبق مممن جنممس سممبقه
إلى الوضوء ودخول المسجد ونحوه والله أعلم
الباب الثامن والعشرون في سبق الفقراء الغنياء إلى الجنة قال المام
أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريممرة أن رسممول اللممه قممال يمدخل فقممراء المسمملمين الجنممة قبممل
أغنيائهم يوم وهو خمسمائة عام وقال الترمممذي هممذا حممديث حسممن صممحيح
ورجال إسناده احتج بهم مسلم في صحيحه وروى الترمذي من حديث ابن
عباس الدوري عن المقبري عن سعيد بن أبممي أيمموب عممن عمممرو بممن جممابر
الحضرمي عن جابر بن عبد الله عن النبي أنه قال يدخل فقراء أمتي الجنممة
قبل الغنياء بأربعين خريفا وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو
قال سمممعت رسممول اللممه يقممول فقممراء المهمماجرين يسممبقون الغنيمماء يمموم
القيامة بأربعين خريفا وقال المام أحمد حدثنا حسين بن محمد حممدثنا دويممد
عن سليم بن بشير عن عكرمة عن أبن عباس قال قال رسول اللممه التقممى
مؤمنان على باب الجنة مؤمن غنممي ومممؤمن فقيممر كانمما فممي الممدنيا فأدخممل
الفقير الجنة وحبس الغني ما شمماء اللممه أن يحبممس ثممم أدخممل الجنممة فلقيممه
الفقير فقال أي أخممي ممماذ حبسممك واللممه لقممد احتبسممت حممتى خفممت عليممك
فيقول
أي أخي أني حبست بعدك محبسا فظيعا كريها ما وصلت إليممك حممتى سممال
مني العرق ممما لممو ورده ألممف بعيممر كلهمما أكلممه حمممض لصممدرت عنممه وقممال
الطبراني حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وعلي بن عبد الله الرازي قال
حدثنا على بن مهران العطار حدثنا عبد الملك بن أبممي كريمممة عممن سممفيان
الثوري عن محمد بن زيد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال سمعت رسممول
الله يقول أن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وذلممك
خمسمائة عام وذكر الحممديث بطمموله والممذي فممي الصممحيح أن سممبقهم لهممم
بأربعين خريفا فأما أن يكون هو المحفوظ وإممما أن يكممون كلهممما محفوظمما
وتختلف مدة السممبق بحسممب احمموال الفقممراء والغنيمماء فمنهممم مممن يسممبق
بأربعين ومنهم من يسبق بخمسمائة كما يتأخر مكث العصاة من الموحممدين
في النار بحسب أحوالهم والله أعلم ولكن عنها ههنا أمر يجب التنممبيه عليممه
وهو أنه ل يلزم من سبقهم لهم في الدخول ارتفاع منممازلهم عليهممم بممل قممد
يكون المتأخر أعلى منزلة وأن سبقه غيره في الممدخول والممدليل علممى هممذا
أن من المة من يدخل الجنة بغير حسمماب وهممم السممبعون ألفمما وقممد يكممون
بعض من يحاسب أفضل من أكثرهم والغني إذا حوسب على غناه فوجد قد
شكر الله تعالى فيه وتقرب إليممه بممأنواع الممبر والخيممر والصممدقة والمعممروف
كان أعلى درجة مممن الفقيممر الممذي سممبقه فممي الممدخول ولممم يكممن لممه تلممك
العمال ول سيما إذا شاركه الغني في أعماله وزاد عليه فيها والله ل يضمميع
أجر من أحسن عمل فالمزية مزيتان مزية سبق ومزية رفعة وقممد يجتمعممان
وينفممردان فيحصممل الواحممد السممبق والرفعممة ويعممدمهما آخممر ويحصممل لخممر
السممبق دون الرفعممة ولخممر الرفعممة دون السممبق وهممذا بحسممب المقتضممى
للمرين أو لحدهما وعدمه وبالله التوفيق
الباب التاسع والعشرون في ذكر أصناف أهل الجنة الذين ضمنت لهم دون
غيرهم
قال تعممالى وسممارعوا إلممى مغفممرة مممن ربكممم وجنممة عرضممها السممموات
والرض أعمدت للمتقيمن المذين ينفقمون فمي السمراء والضمراء والكماظمين
الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والممذين إذا فعلمموا فاحشممة
أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إل اللممه
ولم يصروا على ما فعلوا وهم
^ يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري مممن تحتهمما النهممار
خالدين فيها ونعم أجر العاملين ^ فأخبر أنه أعد الجنة للمتقين دون غيرهم
ثم ذكر أوصاف المتقين فممذكر بممذلهم للحسممان فممي حالممة العسممر واليسممر
والشدة والرخاء فإن من الناس من يبذل في حال اليسر والرخمماء ول يبممذل
في حال العسممر والشممدة ثممم ذكممر كيممف أذاهممم عممن النمماس بحبممس الغيممظ
بالكظم وحبس النتقام بالعفو ثم ذكر حالهم بينهم وبيممن ربهممم فممي ذنمموبهم
وأنها إذا صارت منهم قابلوها بذكر الله والتوبممة والسممتغفار وتممرك الضممرار
فهذا حالهم مع الله وذاك حالهم مع خلقه وقال تعممالى والسممابقون الولممون
من المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضممي اللممه عنهممم ورضمموا
عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها النهممار خالممدين فيهمما أبممدا ذلممك الفمموز
العظيم فأخبر تعالى أنه أعمدها للمهماجرين والنصمار وأتبمماعهم بإحسممان فل
مطمع لمن خرج عن طريقتهم فيها وقال تعالى إنممما المممؤمنين الممذين ذكممر
الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهمم يتوكلمون
الذين يقيمون الصلة ومما رزقناهم ينفقون أولئك همم المؤمنمون حقما لهمم
درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم فوصفهم بإقامة حقممه باطنمما وظمماهرا
وبأداء حق عباده وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطماب رضمي اللمه عنمه
لما كان يوم حنيممن أقبممل نفممر مممن صممحابة النممبي فقممالوا فلن شممهيد وفلن
شهيد وفلن شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلن شهيد فقال رسول الله
كل أني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة ثممم قممال رسممول اللممه يمما أبممن
الخطاب اذهب فناد في الناس أنه ل يدخل الجنة إل المؤمنون قال فخرجت
فناديت إنه ل يدخل الجنة إل المؤمنون وللبخاري معناه وفي الصحيحن مممن
حديث ابي هريرة أن رسول اللممه أمممر بلل ينممادي فممي النمماس أنممه ل يممدخل
الجنة إل نفس مسلمة وفي بعض طرقه مؤمنممة وفممي الحممديث قصممة وفممي
صحيح مسلم من حديث عياض بن حمممار المجاشممعى أن رسممول اللممه قممال
ذات يوم في خطبته أل إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني من
يومي هذا كل مال تحلته عبد حلل وإني خلقت عبممادي حنفمماء كلهممم وإنهممم
أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم فحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم
أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وإن الله نظر إلى أهل الرض فمقتهم
عربهم
وعجمهم إل بقايمما مممن أهممل الكتمماب وقممال إنممما بعثتممك لبتليممك وأبتلممي بممك
وأنزلت عليك كتابا ل يغسله الماء تقرأه نائما ويقظممان وإن اللممه أمرنممي أن
أحرق قريشا فقلت رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة قال استخرجهم كما
أخرجوك واغزهم نعنك وأنفق فسينفق عليممك وأبعممث جيشمما نبعممث خمسممة
مثله وقاتممل بمممن أطاعممك مممن عصمماك قممال واهممل الجنممة ثلئة ذو سمملطان
مقسط متصدق موفق ورجل رحيمم رقيمق القلمب لكمل ذي قربمى ومسملم
وعفيف متعفف ذو عيال وأهل النار خمسة الضعيف المذي ل زيمر لمه المذين
هم فيكم تبعال يبغون فيكم أهل ول مال والخائن الذي ل يخفى له طمع وإن
دق إل خانة ورجل ل يصممبح ول يمسممى إل وهممو يخادعممك عممن أهلممك ومالممك
وذكر البخل أو الكذب والشنظير الفحاش وأن الله أوحممى إلممى أن تواضممعوا
حتى ل يفخر أحد على أحد ول يبغممي أحممد علممى أحممد وفممي الصممحيحين مممن
حديث حارثة أبن وهب قال سمعت النبي يقول أل أخبركم بأهممل الجنممة كممل
ضعيف متضعف لو اقسم على الله لبممره أل أخممبركم بأهممل النممار كممل عتممل
جواخا متكبر وقال المام أحمد حدثنا علي بمن إسمحق قمال أنبأنما عبمد اللمه
أنبأنا موسى بن علي بن رباح قممال سممعت أبممي يحممدث عممن عبممد اللمه بممن
عمرو بن العاص عن النبي قال أن اهل النار كممل جعظممري جممواظ مسممتكبر
جماع مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون وذكر خلف بممن خليفممة عممن أبممي
هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قممال رسممول اللممه أل أخممبركم
برجالكم من أهل الجنة النبي في الجنة والصديق فممي الجنممة والشممهيد فممي
الجنممة والرجممل يممزور أخمماه فممي ناحيممة المصممر ل يممزوره إل للممه فممي الجنممة
ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود التي إذا غضب أو غضبت جاءت حتى
تضع يدها في يد زوجها ثم تقول ل أذوق غمضا حتى ترضى أخممرج النسممائي
من هذا الحديث فضممل النسمماء خاصممة وبمماقي الحممديث علممى شممرطه وروى
المام أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن
النبي قال أن أهل النار كل جعظري جواظ متكبر جممماع منمماع وأهممل الجنممة
الضعفاء المغلوبون وقال ابن ماجه في سننه حدثنا محمد بن يحيى وزيد بن
أخرم قال أنبأنا مسلم بن إبراهيم حدثتنا أبو هلل للراسممي حممدثنا عقبممة بممن
أبي ثبيت الراسي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال قال رسول الله أن
أهل الجنة من مل أذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسمع وأهممل النممار ممن مل
أذنيه من ثناء الناس شرا وهو يسمع وفي الصممحيحين عممن أنممس بممن مالممك
قال مر بجنازة فأثنى عليها خير فقال نبي اللممه وجبممت وجبممت ومممر بجنممازة
فأثنى عليها فقال وجبممت وجبممت وجبممت فقممال عمممر فممداك أبممي وأمممي مممر
بجنازة فأثنى عليها خيرا فقال وجبت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثنى
عليها شر فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله من أثنيتم عليه خيممرا
وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار وأنتم شممهداء اللممه فممي
الرض وفي الحديث الخر يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النممار قممالوا
كيف يا رسول الله قال بالثناء الحسن وبالثناء السيء وبالجملة فأهل الجنممة
أربعة أصناف ذكرهم الله سبحانه وتعالى في قوله ومن يطع الله والرسول
فممأولئك مممع الممذين أنعممم اللممه عليهممم مممن النممبيين والصممديقين والشممهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا فنسأل الله أن يجعلنا منهم بمنه وكرمه
الباب الثلثون في أن أكثر أهل الجنة هم أمة محمد في الصحيحين من
حديث عبد الله بن مسعود قال قال أما ترضون أن تكونوا ربممع أهممل الجنممة
فكبرنا ثم قال أما ترضون أن تكونوا ثلث أهممل الجنممة فكبرنمما ثممم قممال أنممي
لرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة وسأخبركم عممن ذلمك ممما المسمملمون فممي
الكفار إل كشعرة بيضاء في ثور أسود أو كشعرة سوداء في ثور أبيض هممذا
لفظ مسلم وعند البخاري وكشعرة سوداء في ثممور أبيممض بغيممر ألممف وعممن
بريدة بن الحصيب قال قال أهل الجنة عشرون ومائة صف هذه الممة منهما
ثمانون صفا رواه المام أحمد والترمذي وإسناده على شرط الصممحيح رواه
الطبراني في معجمه من حديث عبد الله بن عباس وفي إسممناده خالممد بممن
يزيد البجلي وقد تكلم فيه ورواه أيضا من حديث القاسم بممن عبممد الرحمممن
عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر
الناس ثلثة أرباعها قالوا الله ورسوله أعلم قال كيف أنتم وثلثهما قمالوا ذاك
أكثر قال كيف أنتم والشطر لكم قالوا ذاك أكثر فقال رسول الله
وسلم أهل الجنة عشرون ومائة صف لكم منها ثمانون صفا قممال الطممبراني
لم ير و هذا الحديث عن القاسم بممن عبممد الرحمممن إل الحممرث بممن خضمميرة
تفرد به عبد الواحد بن زياد وقال عبد الله بن أحمد حدثنا موسممى بممن غيلن
بن هاشم بن مخلد حدثنا عبد الله بن المبارك عن سممفيان عممن أبممي عمممرو
عن أبيه عن أبي هريرة قال لما نزلت ثلة من الولين وثلة من الخرين قال
رسول الله أنتم ربع أهل الجنة أنتم ثلث أهل الجنة أنتممم نصممف أهممل الجنممة
أنتم ثلثا أهل الجنة قال الطبراني تفرد برفعه ابن المبارك عن الثوري وقال
خثيمة بن سليمان القرشي حدثنا أبو قلبة هو عبد الملك بن محمد بن بكممار
الصيرفي حدثنا حماد بن عيسى حدثنا سفيان الثوري عن بهز بن حكيم عممن
أبيه عن جده عن النممبي قممال أهممل الجنممة عشممرون ومممائة صممف أنتممم منهمما
ثمانون صفا وهذه الحاديث قد تعددت طرقها واختلفت مخارجها وصح سند
بعضها ول تنافي بينها وبين حديث الشطر لنه رجا أول أن يكونوا شطر أهل
الجنة فأعطاه الله سبحانه رجاءه وزاد عليه سدسا أخر وقد روى أحمد فممي
مسنده من حديث أبي الزبير أنه سمع جابرا يقول سمعت رسول الله يقول
أرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة قممال فكبرنمما
ثم قال فأرجو أن تكونوا الشطر وإسناده على شرط مسلم
الباب الحادي والثلثون في أن النساء في الجنة أكممثر مممن الرجممال وكممذلك
هم
في النار ثبت في الصحيحين من حديث أيوب بن محمد بممن سمميرين قممال
أما تفاخروا وأما تذاكروا الرجال أكثر في الجنة الرجال أم النساء فقال أبممو
هريرة ألم يقل أبو القاسم أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة
البدر والتي تليها علممى أضممواء كمموكب دري فممي السممماء لكممل امممرئ منهممم
زوجتان أثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة عزب فإن كن
من نساء الدنيا فالنساء في الدنيا أكثر من الرجال وإن كن من الحور العين
لم يلزم أن يكن في الدنيا أكثر والظمماهر أنهممن مممن الحممور العيممن لممما رواه
المام أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا يممونس عممن محمممد بممن
سيرين عن
أبي هريرة عن النبي للرجال من أهل الجنة زوجتان من الحمور العيممن علممى
كل واحدة سبعون حلة يرى مممخ سمماقها مممن وراء الثيمماب فممإن قيممل فكيممف
تجمعون بين هذا الحديث وبين حديث جابر المتفق عليه شهدت مممع رسممول
الله العيد صلى قبل أن يخطب بغير أذان ول إقامة ثم خطب بعممد مما صمملى
فوعظ الناس وذكرهم ثم أتى النساء فوعظهن ومعه بلل فذكرهن وأمرهن
بالصدقة قال فجعلت المرأة تلقممى خاتمهمما وخرصممها والشمميء كممذلك فممأمر
النبي بلل فجمع ما هناك قال أن منكن في الجنممة ليسممير فقممالت امممرأة يمما
رسول الله لم قال أنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير وفي الحممديث الخممر
أن أقل ساكني الجنة النساء قيل هذا يدل على انهن إنما كن في الجنة أكثر
بالحور العين التي خلقن في الجنة وأقل ساكنيها نسماء المدنيا فنسماء المدنيا
أقل أهل الجنة وأكثر أهل النار أما كونهن أكثر أهممل النممار أممما كممونهن أكممثر
أهل النار فلما روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصمين قممال
بلغنمي أن رسمول اللممه قممال اطلعممت فمي النمار فرأيمت أكمثر أهلهمما النسماء
واطلعت في الجنةة فرأيت أكثر أهلها الفقراء وفي صحيح مسلمم عن ابممن
عباس قال قال رسول الله في الجنة فرأيت أكممثر أهلهمما الفقممراء واطلعممت
في النار فرأيت أكثر أهلها النساء وروى المام أحمد بإسناد صحيح عن أبممي
هريرة قال قال رسول اللممه أطلعممت فممي النممار فرأيممت أكممثر أهلهمما النسمماء
واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء وفي المسند أيضا مممن حممديث
عبد الله بن عمر قال قال رسول الله أطلعت في الجنة فرأيمت أكمثر أهلهما
الفقراء وأطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الغنياء والنسمماء وفممي الصممحيح
من حديث أبن عمر عن رسول الله قال يا معشممر النسمماء تصممدقن وأكممثرن
الستغفار فأني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن خدلممة وممما لنمما يمما
رسول الله أكثر أهل النار فقال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيممت مممن
ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن قالت يا رسممول اللممه وممما نقصممان
العقل والدين قال أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل
بشهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث اليام ل تصلي وتفطر فهذا نقصان
الدين وأما كونهن أقل أهل الجنة فهي إفراد مسلم عن مطرف بن عبد الله
أنه كانت له امرأتان فجاء من عند إحممداهما فقممالت الخممرى جئت مممن عنممد
فلنة فقال جئت من عند عمران بن حصين فحدثنا أن رسممول اللممه قممال أن
أقل ساكني الجنة النساء فإن قيممل فممما تصممنعون بالحممديث الممذي رواه أبممو
يعلي الموصلي حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد حدثنا أبو عاصم الضممحاك
بن مخلد حدثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد عن محمد بن
كعب القرظي عن رجل من النصار عن أبي هريمرة قمال قمال رسمول اللمه
وهو في طائفة من أصحابه فذكر حممديثا طممويل وفيممه فيممدخل الرجممل منهممم
على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ اللمه تعمالى وثنمتين ممن ولمد آدم لهممما
فضل على من أنشأ الله بعبادتهما الله فممي الممدنيا وذكممر الحممديث قيممل هممذا
قطعة من حديث الصور الطويل ول يعرف إل من حديث إسماعيل بن رافممع
وقد ضعفه أحمد ويحيى وجماعة وقال الممدارقطني وغيممره مممتروك الحممديث
وقال أبن عدي أحاديثه كلها مما فيه نظر وأما البخاري فقال فيممه ممما حكمماه
الترمذي عنه قال سمعت محمدا يقول فيه هممو ثقممة مقممارب الحممديث قلممت
ولكن إذا روى مثل هذا ما يخالف الحاديث الصحيحة لم يلتفت إلممى روايتممه
وأيضا فالرجل الذي روى عنه القرظي ل يدري من هو وقد روى عنممه أحمممد
في مسنده من حديث عمارة بن خزيمة بممن ثممابت قممال كنمما مممع عمممرو بممن
العاص في حج أو عمرة حتى إذا كنا بمر الظهران فمإذا اممرأة فمي هودجهما
قال فمال فدخل الشعب فدخلنا معه فقممال كنمما مممع رسممول اللممه فممي هممذا
المكان فإذا نحن بغربان كثيرة فيها غراب أعصممم أحمممر المنقممار والرجليممن
فقال رسول الله ل يدخل الجنة من النساء إل مثممل هممذا الغممراب فممي هممذه
الغربان والعصم من الغربان الذي في جناحه ريشة بيضمماء قممال الجمموهري
ويقال هذا كقولهم إل باق العقوق وبيض النوق لكل شيء يعز وجوده وفممي
النهاية الغراب العصم هو البيض الجناحين وقيممل البيممض الرجممل أراد قلممة
من يدخل الجنة من النساء لن هذا الوصف في الغربممان قليممل عزيممز وفممي
حديث آخر المرأة الصالحة مثل الغراب العصم قيل وما الغراب العصم يا
رسول الله قال
الذي إحدى رجليممه بيضمماء وفممي حممديث آخممر عائشممة فممي النسمماء كممالغراب
العصم في الغربان
الباب الثاني والثلثون فيمن يدخل الجنة من هذه المة بغير حساب وذكر
أوصافهم ثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بممن المسمميب
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله يقول يدخل الجنة مممن أمممتي زمممرة
هم سبعون ألفا تضيء وجوههم أضاءة القمر ليلممة البممدر فقممام عكاشممة بممن
محصين السدي يرفع نمرة عليه فقال يا رسممول اللممه أدع اللممه آن يجعلنممي
منهم فقال يا رسول الله اللهم أجعله منهم فقام رجل من النصار فقممال يمما
رسممول اللممه أدع اللممه أن يجعلنممي منهممم فقممال سممبقك بهمما عكاشممة وفممي
الصحيحين من حديث سهل بن سعد أن رسول الله قال ليدخلن الجنممة مممن
أمتي سبعون ألفا بغير حساب أو سممبعمائة ألممف آخممذ بعضممهم ببعممض حممتى
يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر فهممذه هممي
الزمممرة الولممى وهممم يممدخلونها بغيممر حسمماب والممدليل عليممه ممما ثبممت فممي
الصحيحين والسممياق لمسمملم حممدثنا سممعيد بممن منصممور حممدثنا هشممام أنبأنمما
خصيف بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال أيكممم الممذي رأى
الكوكب الذي انقض البارحة قلت أنا ثم قلممت أمما أنممي لممم أكممن فممي صمملة
ولكنني لدغت قال فما صنعت قلت اسممترقيت قممال فممما حملممك علممى ذلممك
قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم الشعبي قلت حدثنا عممن بريممدة
أبن الحصيب السلمي أنه قال ل رقيه إل من عين أو حمة فقال قممد أحسممن
من انتهى إلى ما سمع ولكن حدثنا أبن عباس عن النبي قال عرضممت علممى
المم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلن والنبي وليس
معه أحد ورفع إلى سواد عظيم فظننت أنهم أمممتي فقيممل لممي هممذا موسممى
وقومه ولكن أنظر إلى الفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك
ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حسمماب ول عممذاب ثممم نهممض فممدخل
منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حسمماب ول عممذاب
فقال بعضهم لعلهم الذين صحبوا رسول الله وقممال بعضممهم فلعلهممم الممذين
ولدوا في السلم فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء فخرج
عليهم رسول الله فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقممال هممم الممذين ل
يرقون ول يسترقون ول يتطيرون وعلممى ربهممم يتوكلممون فقممام عكاشممة بممن
محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثممم قممام رجممل آخممر
فقال أدع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة وليس عند البخمماري
ل يرقون قال شيخنا وهو الصواب وهذه اللفظة وقعت مقحمة في الحممديث
وهي غلط من بعض الرواة فإن النبي جعل الوصف الذي يستحق بممه هممؤلء
دخول الجنة بغير حساب هو تحقيق التوحيد وتجريده فل يسألون غيرهممم أن
يرقيهممم ول يتطيممرون وعلممى ربهممم يتوكلممون والطيممرة نمموع مممن الشممرك
ويتوكلون على الله وحده ل على غيره وتركهم السممترقاء والتطيممر هممو ممن
تمام التوكل على الله كما في الحديث الطيرة الشرك قال أبن مسعود وما
منا إل من تطير ولكن الله يذهبه بالتوكل فالتوكل ينافى التطيممر وأممما رقيممة
العين فهي إحسان من الراقي قد رقى رسول الله جبريل وأذن في الرقممي
وقال ل بأس بها ما لم يكن فيها شرك واستأذنوه فيهمما فقممال مممن اسممتطاع
منكم أن ينفع أخاه فلينفعه وهذا يدل على أنها نفع وإحسان وذلك مسممتحب
مطلوب لله ورسموله فمالراقي محسممن والمسممترقي سمائل راج نفمع الغيممر
والتوكل ينافي ذلك فإن قيل فعائشة قد رقيت رسول الله وجبريل قد رقاه
قيل أجل ولكن هو لم يسترق وهو صلى الله عليه وسلم لم يقل ول يرقيهم
راق وإنما قال ل يطلبون من أحد أن يرقيهم وفي إمتناعه أن يممدعو للرجممل
الثاني سد لباب الطلب فإنه لو دعا لكل مممن سممأله ذلممك فربممما طلبممه مممن
ليس من أهله والله أعلم وفي صحيح مسلم من حديث محمممد بممن سمميرين
عن عمران أبن حصين قال قال رسول الله يدخل الجنة من أمممتي سممبعون
ألفا بغير حسمماب ول عممذاب قيممل ومممن هممم قممال هممم الممذين ل يكتمموون ول
يسترقون ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون وفي صحيحه أيضمما مممن حممديث
أبن الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال سمعت النبي يممذكر حممديثا طممويل
وفيه فتنجوا أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفمما ل يحاسممبون
ثم الذين يلونهم كأضواء نجم في السماء ثم كذلك وذكر تمام الحديث وقال
أحمد بن منيع في مسنده حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز حدثنا حماد
عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال قال رسول الله عرضت على المممم
بالموسم فتراأيت على أمتي ثم رايتهم فأعجبني كمثرتهم وهيئتهمم قمد ملمؤا
السهل والجبل فقال أرضيت يا محمد فقلت نعم فقال أن مع هؤلء سممبعين
ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وهم الممذين ل يسممترقون ول يكتمموون وعلممى
ربهم يتوكلون فقام عكاشة بممن محصممن فقممال يمما رسممول اللممه أدع اللممه أن
يجعلني منهم فقال رسول الله أنت منهم فقام رجل آخر فقممال سممبقك بهمما
عكاشة وإسناده على شرط مسلم
الباب الثالث والثلثون في ذكر حثيات الرب تبارك وتعالى الذين يدخلهم
الجنة قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمممد بممن
زياد قال سمعت أبا إمامة الباهلي يقول سمعت رسول اللممه يقممول وعممدني
ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب مع كل ألف سممبعون
ألفمما ل حسمماب عليهممم ول عممذاب وثلث حثيممات مممن حثيممات ربممي قلممت
وإسماعيل بن عياش إنما يخاف من تدليسه وضعفه فأما تدليسه فقممد قممال
الطبراني حدثنا أحمد بن المعلي الدمشقي والحسين بن إسممحاق التسممتري
قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال أخبرني محمد
بن زياد اللهاني قال سمعت ابا إمامة فذكره وإما ضعفه فإنما هو فممي غيممر
حديث الشاميين وهذا من روايته عممن الشمماميين وأيضمما فقممد جمماء مممن غيممر
طريقه قال أبو بكر ابن أبي عاصم حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم حممدثنا
صفوان بن عمرو عن سليم بمن عممامر عمن ابمي اليممان الهموزني عمن أبممي
أمامة عن رسول الله قال أن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سممبعين
ألفا بغير حساب قال يزيد بن الخنس والله مما أولئك فممي أمتممك يما رسممول
الله إل مثل الزباب الصفر في الذباب قال رسممول اللممه فممإن اللممه وعممدني
سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا وزاد في ثلث حثيات قال ابو عبد اللممه
المقدسي أبو اليمان أسمه عامر بن عبد الله بن لحي ودحيم لقممب واسمممه
عبد الرحمن بن إبراهيم القاضي شيخ البخاري ومن فمموقه إلممى أبممي إمامممة
من رجال الصحيح إل الهوازني وما علمت فيه جرحمما قممال الطممبراني حممدثنا
أحمد بن خليد حدثنا
أبو توبة حدثنا معاوية بن سلم عن زيد بن سلم أنه سمممع أبمما سمملم يقممول
حدثني عامر بن يزيد البكالي أنممه سمممع عتبممة بممن عبممد السمملمي قممال قممال
رسول الله أن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمممتي سممبعين ألفمما
بغير حساب ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفمما ثممم يحممثي ربممي تبممارك وتعممالى
بكفيه ثلث حثيات فكبر عمممر وقممال أن السممبعين الول يشممفعهم اللممه فممي
آبممائهم وأبنممائهم وعشممائرتهم وارجممو أن يجعلنممي اللممه فممي إحممدى الحثيممات
الواخر قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد ل أعلم لهممذا السممناد
علة قال الطبراني وحدثنا أحمد بن خالد حممدثنا أبممو توبممة حممدثنا معاويممة بممن
سلم عن زيد بن سلم أنه سمع أبا سلم يقول حدثني عبممد اللممه بممن عممامر
بن قيس الكندي أن أبا سعيد النممماري حممدثه أن رسممول اللممه أن ربممي عممز
وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ويشفع لكممل
ألف سبعين ألفا ثم يحثي ربي ثلث حثيات بكفيه قال أبن قيس فقلت لبي
سعيد أنت سمعت هذا من رسول الله قال نعم بإذني ووعاه قلبي قممال أبممو
سعيد فقال رسول الله وذلك إن شاء الله يستوعب مهاجري أمممتي ويمموفي
الله عز وجل بقيته من أعرابنا قال الطبراني لم يرو هذا الحممديث عممن أبممي
سعيد النماري إل بهذا السناد وتفرد به معاوية إبن سمملم وقممد رواه محمممد
بن سهل بن عسكر عن أبي توبة الربيع بن نافع بإسناده وفيه قال أبو سعيد
فحسب ذلك عند رسول الله فبلغ أربعمائة ألف ألف وتسممعمائة ألممف فقممال
رسول الله أن ذلك يستوعب أن شمماء اللممه مهمماجري أمممتي قممال الطممبراني
حممدثنا محمممد بممن صممالح بممن الوليممد الترسممي ومحمممد بممن يحيممى بممن منممده
الصبهاني قال أخبرنا أبو حفص عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام حممدثني
أبي عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن أبي بكر بن عمير عن أبيه أن النبي
قال أن الله وعدني أن يدخل من أمتي ثلثمائة ألممف الجنممة فقممال عميممر يمما
رسول الله زدنا فقال هكذا بيده فقال عمير يا رسول الله زدنا فقممال عميممر
حسبك يا عمير فقال مالنا ولك يا ابممن الخطمماب ومما عليممك أن يممدخلنا اللممه
الجنة فقال عمر أن اللمه عمز وجمل إن شمماء أدخمل النماس الجنمة بحفنممة أو
بحثية واحدة فقال نبي الله صدق عمر قال
محمد بن عبد الواحد ل أعرف لعمير حممديثا غيممره وفممي الحليممة مممن حممديث
سليمان أبن حرب حدثنا أبو هلل عن قتادة عن أنس عن النبي قال وعدني
ربي عز وجل أن يدخل من أمتي مئة الجنة ألف فقال أبو بكر يا رسول الله
زدنا قال وهكذا وأشار سليمان بن حرب بيده كذلك قال يا رسول الله زدنمما
فقال عمر إن الله قادر أن يممدخل الجنممة بحفنممة واحممدة فقممال رسممول اللممه
صدق عمر رواه عنه أبو إبراهيم بن الهيثم البلدي وفيه ضعف تفممرد بممه أبممو
هلل الراسبي بصري واسمه محمممد بممن سممليمان وقممال عبممد الممرزاق أنبأنمما
معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس قال قال رسول اللممه أن اللممه
وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف قال أبو بكممر زدنمما يما رسممول
الله قال وهكذا وجمع بين يديه قال زدنا يمما رسممول اللممه قممال وهكممذا فقممال
عمر حسبك يا أبا بكر فقال أبو بكر دعني وما عليممك أن يممدخلنا الجنممة كلنمما
فقال عمر إن شاء الله أدخل خلقه الجنة بكف واحد فقال النبي صدق عمر
تفرد به عبد الرزاق وقال أبو يعلي الموصلي في مسممنده حممدثنا محمممد بممن
أبي بكر حدثنا عبد القاهر بن السري السمملمي حممدثنا حميممد عممن أنممس عممن
النبي قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا قالوا زدنا يا رسول اللمه فقمال
هكذا وحثى بيده قالوا يا نبي الله أبعممد اللممه مممن دخممل النممار بعممد هممذا قممال
محمد بن عبد الواحد ل أعلمه روى عن أنس بهذا الطريق وسئل يحيممى بممن
معين عن عبد القاهر فقال صالح واصحاب هذه الحثيممات هممم الممذين وقعمموا
في قبضته الولى سبحانه يوم القبضتين فممإن قيممل فكيممف كممانوا أول قبضممة
واحدة ثم صاروا ثلث حثيات مع العدد المذكور قيل الممرب سممبحانه وتعممالى
أخرج يوم القبضتين صورهم واشباحهم وقد روى أنهم كانوا كالذر وأما يمموم
الحثيممات فيكونممون أتممم مما كممانوا خلقممه وأكمممل أجسمماما فناسممب أن تتعممدد
الحثيات بكلتا اليدين والله أعلم
الباب الرابع والثلثون في ذكر تربة الجنة وطينتها وحصائها وبنائها
قال المام أحمد حدثنا ابو النضر وأبو كامل قال أنبأنا زهيممر حممدثنا سممعيد
الطائي حدثنا أبو مدلة مممولى أم المممؤمنين سمممع أبمما هريممرة يقممول قلنمما يمما
رسول الله
الله إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الخرة وإذا فارقناك أعجبتنمما الممدنيا
وشممنا النساء والولد قال لو تكونون على كل حال على الحال الممتي أنتممم
عليها عندي لصافحتكم الملئكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لممم تممذنبوا
لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر الله لهم قال قلنا يا رسول اللممه حممدثنا عممن
الجنة ما بناؤها قال لبنة ذهب ولبنة فضة وملطها المسك وحصباؤها اللؤلممؤ
والياقوت وترابهما الزعفران من يمدخلها ينعمم ل يبمأس ويخلمد ل يمموت ول
تبلى ثيابه ول يفني شبابه ثلثة ل ترد دعوتهم المممام العممادل والصممائم حممتى
يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السموات ويقول
الرب وعزتي وجللي لنصرنك ولو بعد حين وروى أبو بكر بممن مردويممه مممن
حديث الحسن عن ابن عمر قمال سمئل رسمول اللمه عمن الجنمة فقمال ممن
يدخل الجنة يحيا ول يموت وينعم ول يبممأس ول تبلممى ثيممابه ول يفنممى شممبابه
قيل يا رسول الله كيف بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنممة مممن فضممة وملطهمما
مسك أذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران هكذا جاء في هممذه
الحاديث أن ترابها الزعفران وكذلك روى عن يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن
قتادة عن العلء بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله الجنة لبنة مممن
ذهب ولبنة من فضة وترابها الزعفران وطينها المسك وفي الصمحيحين ممن
حديث الزهري عن أنس بن مالك قممال كممان أبممو ذر يحممدث أن رسممول اللممه
قال أدخلت الجنة فإذا فيها جناذب اللؤلؤ وإذا ترابها المسك وهو قطعة مممن
حديث المعراج وقد روى مسلم في صحيحه من حديث حماد بن سلمة عممن
الحريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخممدري أن رسممول اللممه سممأل ابممن
صياد عن تربة فقال در مكة بيضاء مسك خالص فقال رسممول اللممه صممدق
ثم رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسممامة عممن الحريممري عممن أبممي
نضرة أن أبن صياد سأل النبي عن تربة الجنة فقممال در مكممة بيضمماء مسممك
خالص وقال سفيان بن عيينة عن مجاهد عن الشعبي عممن جممابر بممن عبممد
الله قال جاء رجل إلى رسول الله فقال يا محمد قممد غلممب أصممحابك اليمموم
قال وبأي شيء غلبوا قال سألهم اليهود كم عدد خزنة النار
فقالوا ل ندري حتى نسأل نبينا فقال رسول الله أيغلب قمموم سممئلوا عممما ل
يعلمون فقالوا حتى نسأل نبينا ولكن هم أعداء الله سممألوا نممبيهم أن يريهممم
الله جبرة على بأعداء الله فأني سائلهم عن تربة الجنة وأنها در مكممة فلممما
أن جاؤه قالوا يا أبا القاسم كممم عممدد خزنممة النممار فقممال رسممول اللممه بيممديه
كلتيهما هكذا وهكذا وقبض واحدة أي تسعة عشر فقال لهم رسول اللممه ممما
تربة الجنة فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا خبزة يا أبمما القاسممم فقممال النممبي
الخبزة من الدر مكة فهذه ثلث صفات في تربتها ول تعممارض بينهمما فممذهبت
طائفة من السلف إلى أن تربتها متضمنة للنوعين المسك والزعفممران قممال
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن أبي عبيد عن أبيممه عممن العمممش عممن
مالك بن الحارث قال قال معتب بن سمى الجنة ترابها المسك والزعفممران
ويحتمل معنيين آخرين أحممدهما أن يكمون الممتراب ممن زعفممران فمإذا عجمن
بالماء صار مسكا والطين ترابا ويدل على هذا قوله في اللفظ الخر ملطها
المسمك والملط الطيمن ويمدل عليمه أن فمي حمديث العلء بمن زيماد ترابهما
الزعفممران وطينهمما المسممك فلمما كممانت تربتهمما طيبممة وماؤهمما طيبمما فانضممم
أحدهما إلى الخر حدث لهما طيب آخر فصار مسكا المعنى الثاني أن يكون
زعفرانا بإعتبار اللون مسكا بإعتبار الرائحة وهمذا ممن أحسمن شمميء يكمون
البهجة والشراق لون الزعفممران والرائحممة رائحممة المسممك وكممذلك تشممبهها
بالدرمك وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينها ونعومتهمما
وهذا معنى ما ذكره سفيان بن عيينة عن أبي نجيممح عممن مجاهممد بهممذا أرض
الجنة من فضة وترابها المسك فمماللون فممي البيمماض لممون الفضممة والرائحممة
رائحة المسك وقد ذكر أبن أبي الدنيا من حديث أبي بكر بن أبي شيبة عممن
عمر بن عطاء بن زرارة عن سالم أبن المغيث عن أبممي هريممرة عممن النممبي
قال أرض الجنة بيضاء عرصتها صخور الكافور وقد أحمماط بممه المسممك مثممل
كثبان الرمل فيها أنهممار مطممردة فيجتمممع فيهمما أهممل الجنممة أدنمماهم وآخرهممم
فيتعارفون فيبعث الله ريح الرحمة فتهيج عليهم ريح المسك فيرجممع الرجممل
إلى زوجته وقد أزداد حسنا وطيبا فتقول لقممد خرجممت مممن عنممدي وأنمما بممك
معجبة وأنا بك الن أشد أعجابا وقال أبن أبي شيبة حدثنا معاوية أبن هشمام
حدثنا علي بن صالح عن عمر بن ربيعة عن الحسن عن أبن عمر قممال قيممل
يا رسول الله كيف بناء الجنة قال لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملطها
مسك أذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفممران وقممال أبممو الشمميخ
حدثنا الوليد بن أبان حدثنا أسيد أبن عاصم حدثنا الحوضي حممدثنا عممدي بممن
الفضل حدثنا سعيد الحريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسممول
إن الله بنى جنات عدن بيده بناؤها لبنة مممن ذهممب ولبنممة مممن فضممة وجعممل
ملطها المسك الذفر وترابها الزعفران وحصباءها اللؤلؤ ثم قال لها تكلمي
فقالت قد افلح المؤمنون فقالت الملئكة طوبى لك منزل الملوك وقال أبو
الشيخ حدثنا عمرو بن الحسين حدثنا أبو علنة حدثنا أبممن جريممح عممن عطمماء
عن عبيد بن عمير عن أبي كعب قال قال رسول الله قلت ليلة أسممري بممي
يا جبريل أنهم سيسألوني عن الجنة فأخبرهم أنها من درة بيضاء وأن أرضها
عقيان والعقيممان الممذهب فممإن كممان أبممن علنممة حفظممه فهممي أرض الجنممتين
الذهبيتين فيكون جبريل أخبره بأعلى الجنتين وأفضلهما والله أعلم
الباب الخامس والثلثون في ذكر نورها وبياضها قال أحمد بن منصور
الرمادي أنبأنا كثير بن هشام حدثنا هشام بن زياد وأبو المقدام عممن حممبيب
بن الشهيد عن عطاء بن ابي رباح عن ابن عباس أن رسول الله قممال خلممق
الله الجنة بيضاء وأحب الزي إلى الله البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنمموا فيممه
موتاكم ثم امر برعاء الشمماة فجمعممت فقممال مممن كممان منكممم ذا غنممم سممود
فليخلط بها بيضاء فجاءته امممرأة فقمالت يما رسمول اللممه إنمي اتخممذت غنمما
سودا فل أراها تنمو قال عفري وقوله عفري أي بيممض وذكممر أبممو نعيممم مممن
حديث عباد بن عباد حدثنا هشام بن زياد عممن يحيممى بممن عبممد الرحمممن عممن
عطاء عن أبن عباس يرفعه أن الله خلق الجنة بيضاء وأن أحب اللممون إلممى
الله البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنوا به موتاكم وذكر من طريق عبد الحميد
بن صالح حدثنا أبو شهاب عن حمزة عن عمرو بن دينار عن أبن عباس قال
قال رسول الله عليكم بالبياض فإن الله خلق الجنة بيضاء فليلبسه أحياؤكم
وكفنوا فيه موتاكم وروينا من طريق البخاري حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
سويد بن سعيد حدثنا عبد ربه الحنفي عن خاله الزميل بن السماك أنه
سمع أباه يحدث أنه لقي عبد الله بممن عبمماس بالمدينممة بعممد ممما كمف بصممره
فقال يا ابن عباس ما أرض الجنة قال مرمرة بيضاء مممن فضممة كأنهمما مممرآة
قلت فما نورها قال ما رأيت الساعة التي تكون فيهمما قبممل طلمموع الشممس
فذلك نورها إل أنه ليس فيها شمس ول زمهرير وذكممر الحممديث وسمميأتي إن
شاء الله تعالى وفي حديث لقيط بن عامر الطويل الذي رواه عبد اللممه بممن
احمد في مسند أبيه عن النبي وذكر في الحممديث وقممال وتحتبممس الشمممس
والقمر فل يرون منهما واحدا قال قلت يا رسول الله فيممم تبصممر قممال مثممل
بصرك في ساعتك هذه وذلك مع طلوع الشمممس فممي يمموم أشممرقته الرض
وواجهته الجبال وفي سنن أبن ماجه من حديث الوليد بن مسلم عن محمممد
بن مهاجر عن الضحاك المغافري عن سليمان بن موسى حدثني كريب أنممه
سمع أسامة بن زيد يقول قال رسول الله أل هل مشمر للجنة فإن الجنة ل
خطر لها وهي ورب الكعبة نور يتلل وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطممرد
وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلممة وحلممل كممثيرة ومقممام فممي أبممد فممي دار
سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمممة فممي محلممة عاليممة بهيممة قممالوا نعممم يمما
رسول الله ونحن المشمرون لها قال قولوا إن شاء الله قال القوم أن شاء
الله
الباب السادس والثلثون في ذكر غرفها وقصورها ومقاصيرها قال الله
تعالى لكن الذين أتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غممرف مبنيممة فممأخبر أنهمما
غرف فوق غرف وأنها مبنية بناء حقيقة لئل تتوهم النفمموس أن ذلممك تمثيممل
وأنه ليس هناك بناء بل تتصور النفمموس غرفمما مبنيممة كممالعللي بعضممها فمموق
بعض حتى كأنها ينظر إليها عيانا ومبنية صفة للغرف الولى والثانية أي لهممم
منازل مرتفعة وفوقها منازل أرفع منها قال تعالى أولئك يجزون الغرفة بممما
صممبروا والغرفممة جنممس كالجنممة وتأمممل كيممف جزاءهممم علممى هممذه القمموال
المتضمنة للخضمموع والممذل والسممتكانة للممه الغرفممة والتحتيممة والسمملم فممي
مقابلة صبرهم على سمموء خطمماب الجمماهلين لهممم فبممدلوا بممذلك سمملم اللممه
وملئكته عليهم وقال تعالى وما أممموالكم ول أولدكممم بممالتي تقربكممم عنممدنا
زلفى إل من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جممزاء الضممعف بممما عملمموا وهممو
في الغرفات آمنون وقال تعالى يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من
تحتها النهار ومساكن طيبة في جنات عدن وقال تعالى
عممن امممرأة فرعممون أنهمما قممالت رب إبممن لممي عنممدك بيتمما فممي الجنممة وروى
الترمذي في جامعة من حديث عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد
عن علي قال قال رسول الله أن في الجنة لغرف يرى ظهورها من بطونهمما
وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال يا رسول الله لمن هممي قممال لمممن
طيب الكلم وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليممل والنمماس نيممام قممال
الترمذي هذا حديث غريب ل نعرفه إل من حديث عبد الرحمممن بممن إسممحاق
وقال الطبراني حدثنا عبدان أبن أحمد حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن
مسلم حدثنا معاوية بن سلم عن زيد بن سلم قال حدثني أبو سلم حدثني
أبو معانق الشعري حدثني أبو مالك الشعري أن رسممول اللممه قممال إن فممي
الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها مممن ظاهرهمما أعممدها اللممه لمممن
أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام وقال أبن وهب حدثنا
حيي عن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو عن النمبي قمال أن فمي الجنمة
غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها قال ابممو مالممك الشممعري
لمن هي يا رسول الله قال لمن أطاب الكلم واطعممم الطعممام وبممات قائممما
والناس نيام قال محمد بن عبد الواحد وهو عنممدي إسممناد حسممن وذكممر أبممي
مالك فيه يدل على صحته لن أبا مالك قد رواه وإسممناده أيضمما حسممن وقممد
تقدم حديث أبي سعيد المتفممق علممى صممحته أن أهممل الجنممة ليممتراأون أهممل
الغرف كما تراأون الكوكب الغابر من الفق وفي الصحيحين من حديث أبي
موسى الشعري عن النبي قال أن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ واحممد
مجوفة طولها ستون ميل فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فل يرى بعضهم
بعضا وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم في الحممديث الصممحيح مممن بنممى
لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة وقوله في حممديث أبممي موسممى يقممول
الله عز وجل لمن حمد واسترجع عند موت ولده ابنوا لعبدي بيتا فمي الجنمة
وسموه ببيت الحمد وفي الصحيحين مممن حممديث عبممد اللممه أبممن أبممي أوفممى
وأبي هريرة وعائشة أن جبريل قال للنبي هممذه خديجممة اقرئهما السمملم ممن
ربها وأمره أن يبشرها ببيت في الجنة مممن قصممب ل صممخب فيممه ول نصممب
والقصب هنا قصب اللؤلؤ المجوف وقد روى أبن أبي الدنيا من حديث يزيممد
بن هرون عن حماد بن سلمة عن عكرمة عن أبي هريرة
عن النبي قال أن في الجنة لقصرا من لؤلؤ ليس فيه صممدع ول وهممن أعممده
الله عز وجل لخليله إبراهيم وفي الصحيحين من حديث حميد عن أنممس أن
النبي قال أدخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر قالوا
لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت ومن هو قالوا لعمر بن الخطاب
وهو فيهما من حديث جابر ولفظه فأتيت على قصر مربع مشرف من ذهب
وقد تقدم وقال أبن أبي الدنيا حدثنا شجاع بن الشممرس قممال سمممعت عبممد
العزيز بن ابي سلمة الماجشون عن حميد بن أنس بن مالك عن النبي قممال
دخلت الجنة فإذا فيها قصر أبيض قال قلت لجبريممل لمممن هممذا القصممر قممال
لرجل من قريش فرجمموت أن أكممون أنما فقلممت لي قريممش قممال لعمممر بمن
الخطاب وهذا أن كان محفوظا فبياضه نوره وإشراقه وضممياؤه واللممه أعلممم
وقال الحسن قصر من ذهب ل يممدخله أل نممبي أو صممديق أو شممهيد أو حكممم
عدل يرفع بها صوته وقال العمش عممن مالممك بممن الحممرث عممن مغيممث بممن
سمي قال أن في الجنة قصورا من ذهب وقصممورا ممن فضممة وقصمورا ممن
لؤلؤ وقصورا من ياقوت وقصورا من زبرجد وقال العمش عن مجاهد عممن
عبيد بن عمير قال إن أدنى أهل الجنة منزلة من لممه دار مممن لؤلممؤة واحممدة
منها غرفها وأبوابها وروى البيهقي من حديث حفص بن عمر حدثنا عمرو بن
قيس الملئي عن عطاء بن أبي رباح عن أبن عباس قال قممال رسممول اللممه
إن في الجنة لغرفا فإذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ممما خلفهمما وإذا كممان
خلفها لم يخف عليه ما فيها قيل لمن هي يا رسممول اللممه قممال لمممن اطمماب
الكلم وواصل الصيام وأطعم الطعام وأفشى السمملم وصمملى والنمماس نيممام
قال وما طيب الكلم قال سبحان الله والحمد لله ول إله إل الله والله أكممبر
فإنها تأتي يوم القيامة ولها مقدمات ومعقبات قيل وما وصممال الصمميام قممال
من صام شممهر رمضممان ثممم أدرك شممهر رمضممان فصممامه قيممل وممما إطعممام
الطعام قال من قات عياله وأطعمهم قيل وما إفشاء السلم قال مصممافحة
أخيك وتحيته قيل وما الصلة والناس نيممام قممال صمملة العشمماء الخممرة قممال
حفص بن عمر هذا مجهول لم يروه عنه غير على بن حرب فيما أعلم قلممت
هذا يلقب بالكفر بفتح الكاف وسكون الفاء وقد روى عنه محمممد بممن غممالب
تمتام وعلى ابن حرب وهما ثقتان ولكن ضعفه ابن عدي وابن حبان وحديثه
وهذا له شواهد
والله أعلم وفي فوائد ابن السماك حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصممور
حدثنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن قال سمعت محمممد بممن واسممع
يذكر عن الحسن عن جابر بن عبد الله قممال قممال النممبي أل أحممدثكم بغممرف
الجنة قال قلنا بلى يا رسول الله بأبينا أنت وأمنمما قممال أن فممي الجنممة غرفمما
من أصناف الجوهر كله يرى ظاهرها من باطنها من ظاهرها فيها من النعممم
واللذات ما ل عين رأت ول أذن سمعت قال قلنا يمما رسممول اللممه لممن هممذه
الغرف قال لمن أفشى السلم وأطعم الطعام وأدام الصيام وصمملى بالليممل
والناس نيام قال قلنا يا رسول الله ومن يطيق ذلك قال أمممتي تطيممق ذلممك
وسأخبركم عن ذلك من لقي أخماه فسملم عليمه فقمد أفشمى السملم وممن
أطعم أهله وعياله من الطعام حتى يشبعهم فقد أطعم الطعممام ومممن صممام
رمضان ومن كل شهر ثلثة أيام فقد أدام الصيام ومن صمملى صمملة العشمماء
الخيممرة فممي جماعممة فقممد صمملى الليممل والنمماس نيممام واليهممود والنصممارى
والمجوس وهذا إسناد وإن كان ل يحتج به وحده فممإذا انضممم إليممه ممما تقممدم
استفاد قوة مع أنه قد روى بإسنادين آخرين
الباب السابع والثلثون في ذكر معرفتهم لمنازلهم ومساكنهم إذا دخلوا
الجنة وأن لم يروها قبل ذلك قال تعالى والذين قتلوا في سبيل الله فلممن
يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال مجاهد
يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم ل يخطئون كأنهم ساكنوها منممذ خلقمموا ل
يستدلوا عليهمما احممدا وقممال ابممن عبمماس فممي روايممة أبممي صممالح هممم أعممرف
بمنازلهم من أهل الجنة إذا انصممرفوا إلممى منممازلهم وقممال محمممد بممن كعممب
يعرفونها كما تعرفون بيوتكم في الدنيا إذا انصممرفتم مممن يمموم الجمعممة هممذا
قول جمهور المفسرين وتلخيص أقوالهم ما قاله أبو عبيممدة عرفهمما لهممم أي
بينها لهم حتى عرفوها من غيممر اسممتدلل وقممال مقاتممل ابممن حيممان بلغنمما أن
الملك الموكل بحفظ بني آدم يمشي في الجنة ويتبعممه ابممن آدم حممتى يممأتيه
أقصى منزل هو له فيعرفه كل شيء أعطاه الله في الجنة فممإذا دخممل إلممى
منزله وأزواجه انصرف الملك عنه وقال سلمة بن كهيل طرقها لممم ومعنممى
هذا أنه طرقها لهم حتى يهتدوا إليها وقممال الحسممن وصممف اللممه الجنممة فممي
الدينا لهم فإذا دخلوها عرفوها بصفتها وعلى هذا القول فالتعريف وقع
في الدنيا ويكون المعنى يدخلهم الجنة التي عرفها لهم وعلممى القممول الول
يكون التعريف وأقعا في الخرة هذا كله إذا قيل أنه من التعريف وفيها قول
آخر أنه من العرف وهو الرائحة الطيبة وهذا اختيار الزجاج أي طلبهمما ومنممه
طعام معمرف أي مطيمب وقيمل همو ممن العمرف وهمو التتمابع أي تمابع لهمم
طيباتها وملذها والمقول هو الول وأنه سبحانه أعلمهما وبينهمما بمما يعلممم بمه
كل أحد منزله وداره فل يتعداه إلى غيره وفي صممحيح البخمماري مممن حممديث
قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن نممبي اللممه قممال إذا
خلص المؤمنون من النار حبسوا علممى قنطممرة بيممن الجنممة والنممار يتقاصممون
مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هممذبوا ونقمموا أذن لهممم بممدخول الجنممة
والذي نفسي بيده أن أحدهم بمنزلة في الجنة أدل منممه بمسممكنه كممان فممي
الدنيا وفي مسند آخر من حديث أبي هريمرة قمال قمال رسمول اللمه والمذي
بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأحوالكم ومساكنكم من أهممل الجنممة
وبازواجهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة
الباب الثامن والثلثون في كيفية دخولهم الجنة وما يستقبلون عند دخولها
قد تقدم قوله تعالى وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا وقال تعالى
ويوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال ابن أبي الدنيا حممدثنا محمممد بممن
عباد بن موسى العكلي حدثنا يحيى بن سليم الطائفي حممدثنا إسممماعيل بممن
عبد الله المكي حدثنا أبو عبد الله أنه سمع الضحاك بن مزاحم يحممدث عممن
الحرث عن علي أنه سأل رسول الله عن هذه الية يوم نحشر المتقين إلى
الرحمن وفدا قال قلت يا رسول الله ما الوفمد إل ركمب قمال النمبي والمذي
نفسي بيده إنهم خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيممض لهمما أجنحممة عليهمما
رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلل كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهممون
إلى باب الجنة فإذا حلقه من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب وإذا شممجرة
على باب الجنة ينبع من أصلها عينان فممإذا شممربوا مممن إحممداهما جممرت فممي
وجوههم نضرة النعيممم وإذا توضممؤا مممن الخممرى لممم تشممعث أشممعارهم أبممدا
فيضربون الحلقة بالصفيحة قالوا سمعت طنين الحلقة فيبلغ كممل حمموراء أن
زوجها قد اقبل فتستخفها
العجلة فتبعث قيمتها فيفتح له الباب فلول أن اللممه عممز وجممل عرفممه نفسممه
لخر له ساجدا مما يممرى مممن النممور والبهمماء فيقممول أنمما قيمممك الممذي وكلممت
بأمرك فيتبعه فيقفو أثره فيأتي زوجته فتستخفها العجلة فتخرج من الخيمممة
فتعلقه وتقول أنت حبي وأنا حبك وأنا الراضية فل أسخط أبدا وأنمما الناعمممة
فل أبأس أبدا والخالدة فل أظعن أبدا فيممدخل بيتمما ممن أساسممه إلممى سممقفه
مائة ذراع مبنى على جندل اللؤلممؤ واليمماقوت طممرائق حمممر وطممرائق خضممر
وطرائق صفر ما منها طريقة تشاكل صمماحبتها فيممأتي الريكممة عليهمما سممرير
على السرير سبعون فراشا عليها سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة
يرى مخ ساقها من باطن الجلد يقضي جماعهن في مقدار ليلممة تجممري مممن
تحتهم أنهار مطردة أنهار من ماء غير آسن صاف ليس فيه كدر وأنهممار مممن
عسل مصفى لم يخرج من بطون النحل وأنهار من خمر لذة للشمماربين لممم
تعصره الرجال بإقدامها وأنهار من لبن لم يتغير طعمه لم يخرج من بطممون
الماشية فإذا اشتهوا الطعام جائتهم طيور بيض فترفع أجنحتها فياكلون مممن
جنوبها من اي اللوان شاؤا ثم تطير فتذهب فيها ثمار متداليممة إذا اشممتهوها
انشعب الغص إليهم فيأكلون من أي الثمار شاؤوا أن شمماء قائممما وأن شمماء
متكئا وذلك قوله عز وجل وجنى الجنتين دان وبين أيديهم خدم كاللؤلؤ هممذا
حديث غريب وفي إسناد ضعيف وفي رفعممة نظممر والمعممروف أنممه موقمموف
على قال ابن إبي الدنيا حدثنا محمد بن عمر بن سممليمان حممدثنا محمممد بممن
فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد في هذه الية يمموم
نحشر المتقيممن إلممى الرحمممن وفممدا قممال امممل واللممه ل يحشممر الوفممد علممى
أرجلهممم ولكممن ل يممأتون بنمموق لممم تممر الخلئق مثلهمما وعليهمما رحممال الممذهب
وأزمتها الزبرجد فيركون عليها حتى يضربوا باب الجنة وقال علي بن الجعممد
في الجعديات أنبأنا زهير بن معاوية عن إبي إسحاق عن عاصممم بممن ضمممرة
عن علي قال يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى أنتهمموا إلممى بمماب
من أبوابها وجدوا عنده شجرة تخرج ممن تحمت سماقها عينمان تجريمان إلمى
إحداهما كأنما أمروا بها فشربوا منها فأذهب ما في بطونهم من أذى وقممذى
وبأس ثم عمدوا إلى الخرى فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم فلممن
تغيرا أبشارهم أو تغير بعدها أبدا ولن تشعت أشعارهم كأنما دهنموا بالمدهان
ثم انتهوا إلى خزنة الجنة فقالوا سلم عليكم طبتممم فادخلوهمما خالممدين قممال
ثم تقلهاها الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان
أهل الدنيا بالحميم يقدم من غيبتممه فيقولممون أبشممر بممما أعممد اللممه لممك مممن
الكرامة كذا قال ثم ينطلق غلم من أولئك الولدان إلممى بعممض أزواجممه مممن
الحور العين فيقول قد جاء فلن بإسمه الممذي يممدعى بممه فممي الممدنيا فتقممول
أنت رأيته فيقول أنا رأيته وهو ذا بأثرى فيستخف أحداهن الفرح حتى تقمموم
على أسكفة بإبها فإذا انتهى إلى منزله نظر إلممى أسمماس بنممائه فممأذا جنممدل
اللؤلؤ فوقه صرح الخضر وأصفر وأحمر ومن كل لون ثم رفع رأسممه فنظممر
إلى سقفه فاذا مثل البرق فلول أن الله قدره له ل لم أن يمذهب بصمره ثمم
طاطأ رأسه فنظر إلى أزواجه وأكواب موضوعة ونمارق مصممفوفة وزرابممي
مبثوثة فنظروا إلى تلك النعمة ثم أتكؤا وقالوا الحمد للممه الممذي هممدانا لهممذا
وما كنا لنهتدي لول أن هممدانا اللممه ثممم ينممادي منمماد تحيممون فل تموتممون أبممدا
وتقيمون فل تظعنون أبدا وتصممحون فل تمرضممون أبممدا وقممال عبممد اللممه بممن
المبارك أنبأنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلل قال ذكر لنا أن الرجل
إذا دخل الجنة صور صورة أهل الجنممة وألبممس لباسممهم وحلممى حليهممم وأرى
أزواجه وخدمه ويأخذه سوار فرح لو كان ينبغي أن يموت لممات ممن سمموار
فرحه فيقال له أرأيت سمموار فرحتممك هممذه فإنهمما قائمممة لممك أبممدا قممال ابممن
المبارك وأخبرنا راشد بن سعد أنبأنا زهرة بن معبد القرشي عممن أبممي عبممد
الرحمن الجبلي قال أن العبد أول ما يدخل الجنة يتلقاه سبعون ألممف خممادم
كأنهم اللؤلؤ قال ابن المبارك وأنبأنا يحيى بن ايمموب حممدثني عبيممد اللممه بممن
زخر عن محمد بن أبي أيوب المخزومي عن أبي الرحمن المعافري قال إنه
ليصف للرجل من اهل الجنة سماطان ل يرى طرفاهما من غلمانه حممتى إذا
مر مشوا وراءه وقال أبو نعيم أنبأنا أبو سلمة عممن الضممحاك قممال إذا ادخممل
المؤمن الجنة دخل أمامه ملك فأخذ به في سككها فيقول له أنظر ممما تممرى
قال أرى أكثر قصورا رأيتها من ذهب وفضة واكثر أنيممس فيقممول لممه الملممك
فإن هذا أجمع لك حتى إذا رفع إليهم استقبلوه من كل باب ومن كل مكممان
يقولون نحن لك ثم يقول أمش فيقول ماذا تممرى فيقممول أرى أكممثر عسمماكر
رأيتها من خيام وأكثر أنيس قيل فإن هذا أجمع لك فإذا رفع إليهم استقبلوه
فقالوا نحن لك وفي الصحيحين من حديث سهل بممن سممعد أن رسممول اللممه
قال ليدخلن الجنة من
أمتي سبعون الفا أو سبعمائة ألف متما سكون آخذ بعضهم ببعممض ل يممدخل
أولهم حتى يدخل آخرهم ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر
الباب التاسممع والثلثممون فممي ذكممر صممفة اهممل الجنممة فممي خلقهممم وخلقهممم
وطولهم
وعرضهم ومقدار أسنانهم قال المام أحمد حممدثنا عبممد الممرزاق قمال حمدثنا
معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قممال رسممول اللممه خلممق
الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال لممه أذهممب
فسلم على أولئك النفر وهو نفر من الملئكممة جلمموس فاسممتمع ممما يحبونممك
فأنها تحيتك وتحية ذريتك قال فممذهب فقمال السمملم عليكممم فقممالوا السمملم
عليكم ورحمة الله فزاده ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة
آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل ينقص الخلق بعممده حممتى الن متفممق علممى
صحته وقال المام أحمد حدثنا يزيد بن هرون وعفان بن مسمملم قممال حممدثنا
حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعد بن المسيب عممن أبممي
هريرة قال قال رسول الله يدخل أهل الجنة الجنة جممردا مممردا بيضمما جعممادا
مكحلين أبناء ثلث وثلثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة
أذرع قيل تفرد به حماد عن علي بن زيممد وفممي جمامع الترممذي ممن حممديث
شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبممل أن النممبي قممال
يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلث وثلثين قال هذا حديث
حسن غريب وقال أبو بكر بن أبي داودو حدثنا محمود بن خالد وعبمماس بممن
الوليد قال حدثنا عمر عن الوزاعي عن هرون بن رباب عن أنس بن مالممك
قال قال رسول يبعث أهل الجنممة علممى صممورة آدم فممي ميلد ثلث وثلثيممن
سنة جردا مردا مكحلين ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسممون منهما
ل تبلى ثيابهم ول يفنى شبابهم وقال الترمذي حممدثنا سممويد بممن نصممر حممدثنا
عبد الله بن المبارك عن رشد بن سعد عن عمرو ابن الحارث أن دراجمما أبمما
السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخممدري قممال قممال رسممول اللممه
من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلثين سنة في الجنممة
ل يزيدون عليها أبدا وكذلك أهل النار فإن كان هذا محفوظا لممم ينمماقض ممما
قبله فإن العرب إذا قدرت بعدد لمه نيمف فمإن لهممم طريقيممن تمارة يمذكرون
النيف للتحرير وتارة يحذفونه وهذا معروف في كلمهم وخطاب
غيرهم من المم وقال ابن أبي الدنيا حدثنا القاسم بن هشام حدثنا صممفوان
ابن صالح حدثنا رواد بن الجراح العسقلني حدثنا الوزاعي عممن هممارون بممن
رباب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله يدخل أهل الجنممة الجنممة علممى
طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك على حسن يوسف وعلممى ميلد عيسممى
ثلث وثلثين سنة وعلى لسان محمد جممرد ممرد مكحلممون وقممال ابمن وهممب
حدثنا معاوية ابن صالح عن عبد الوهاب بن بخت عن أبي الزناد عن العممرج
عن أبي هريرة أن رسول الله قال أن أهل الجنة يممدخلون الجنممة علممى قممدر
أدم سممتون ذراعمما علممى ذلممك قطعممت سممررهم وقممد تقممدم أن أول زمممرة
صورتهم على صورة القمر ليلممة البممدر وأن الممذين يلممونهم علممى ضمموء أشممد
كوكب فممي السممماء إضمماءة وأممما الخلق فقممد قممال تعممالى ونزعنمما ممما فممي
صدورهم ممن غمل أخوانما علمى سمرر متقمابلين فمأخبر عمن تلقمي قلموبهم
وتلقي وجوههم وفي الصحيحين أخلقهم على خلق رجل واحد على صممورة
أبيهم آدم عليه السلم ستون ذراعا في السممماء والروايممة علممى خلممق بفتممح
الخاء وسكون اللم والخلق كما تكون جمعا للخلق بالضم فهي جمع للخلق
بالفتممح والمممراد تسمماويهم فممي الطممول والعممرض والسممن وإن تفمماوتوا فممي
الحسن والجمل ولهذا فسممره بقمموله علممى صممورة أبيهممم آدم عليممه السمملم
ستون ذراعا في السماء وأما أخلقهم وقلوبهم ففي الصحيحين مممن حممديث
أبي هريرة أول زمرة تلج الجنة الحديث وقممد تقممدم وفيممه اختلف بينهممم ول
تباغض قلوبهم على قلب رجل واحممد يسممبحون اللممه بكممرة وعشممية وكممذلك
وصف الله سبحانه وتعالى نساءهم بمإنهن أتممراب أي فممي سممن واحممد ليممس
فيهن العجائز والشواب وفي هذا الطول والعرض والسن من الحكمة ممما ل
يخفى فأنه أبلغ وأكمل في استيفاء اللذات لنه أكمل سن القوة عظممم الت
اللذة وباجتماع المرين يكون كمممال اللممذة وقوتهمما بحيممث يصممل فممي اليمموم
الواحد إلى مئة عذراء كما سيأتي أن شمماء اللممه تعممالى ول يخفممى التناسممب
الذي بين هذا الطول والعرض فإنه لو زاد أحدهما على الخر فات العتممدال
وتناسب الخلقة يصير طول مع دقة أو غلظا مع قصر وكلهممما غيممر مناسممب
والله أعلم
الباب الربعون في ذكر أعلى أهل الجنة منزلة وأدناهم أعلهم منزلة سيد
ولد آدم صلوات الله وسلمه عليه قال تعمالى تلمك الرسمل فضملنا بعضمهم
على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم
درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات قال مجاهد وغيره منهم من كلم اللممه
وموسى ورفع بعضهم درجات هو محمد وفي حديث السممراء المتفممق علممى
صحته أنه لما جاوز موسى قال رب لم أظن أن ترفع على أحد ثم عل فمموق
ذلك بما ل يعلمه إل الله حتى جاوز سدرة المنتهى وفي صممحيح مسمملم مممن
حديث عمرو بن العاص أنه سمممع النممبي يقممول إذا سمممعتم المممؤذن فقولمموا
مثل ما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على صلة واحدة صلى الله عليه
عشرا ثم سلوا إلى الوسيلة فإنها منزلة في الجنة ل تنبغي إل لعبد من عباد
الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت لممه الشممفاعة وفممي
صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شيبة عن النبي أن موسى سأل ربه ما
أدنى أهل الجنة منزلة فقال رجل يجئ بعد ما دخل أهل الجنة الجنممة فيقممال
له أدخل الجنة فيقول رب كيف وقد نزل النمماس منممازلهم وأخممذوا أخممذاتهم
فيقال له أتوصي أن يكون ذلك مثل ملك مممن ملمموك الممدنيا فيقممول رضمميت
رب فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة رضيت رب قممال
رب فأعلهم منزلة قال أولئك الذين غرست كرامتهم بيممدي وختمممت عليهمما
فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر وقال الترمذي حممدثنا
عبد بن حميد أنبأنا شبابة عن إسرائيل عن ثوير قال سمعت بن عمر يقممول
قال رسول الله أن أدنى أهل الجنة منزلة لمممن ينظممر إلممى جنمماته وأزواجممه
ونعيمه وخدمه وسرد مسيرة ألف عام وأكرمهم علممى اللممه مممن ينظممر إلممى
وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربهمما نمماظرة
قال وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن إسرائيل عن ثوير عن ابن عمر
غير مرفوع قال ورواه عبد الملك بن أبحر عن ثوير عممن ابممن عمممر مرقوفمما
ورواه عبد الله الشجعي بن سممفيان عممن ثمموير عممن مجاهممد عممن ابممن عمممر
ونحوه ولم يرفعه قلت ورواه الطبراني في معجمه من حديث أبممي معاويممة
عن عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا أن أدنى أهممل الجنممة
منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفى سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ينظر إلممى
أزواجه وسرره وخدمه ورواه أبو نعيم عن إسرائيل عمن ثموير قمال سممعت
ابن عمر يقول قال إسرائيل ل اعلم ثويرا إل رفعه إلى النبي وقال
المام أحمد حدثنا حسن هو ابن موسى حدثنا سكين بن عبممد العزيممز حممدثنا
أبو الشعث الضرير عن شهر بن حوشب عن أبي هريمرة قمال قمال رسمول
الله أن أدنى أهل الجنة منزلة سبع درج وهو على السادسة وفرقه السممابعة
وإن له ثلثمائة خادم ويفدي عليه ويراح كل يمموم بثلثمممائة صممحفة ول أعلمممه
قال إل من ذهب في كل صحفة لون ليس في الخر وإنه ليلذ أوله كممما يلممذ
آخره وعن الشربة بثلثمائة إناء في كل إناء لون ليس في الخرة وإنه ليلممذ
أوله كما يلذ آخره وأنممه ليقممول يمما رب لممو أذنممت لممي لطعمممت أهممل الجنممة
وسقيتهم لم مما ينقص مما عندي شيء وإن له من الحور لثنممتين وسممبعين
زوجة سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من
الرض قلت سكين بن عبد العزيز ضعفه النسائي وشهرين حوشممب ضممعفه
مشهور والحديث منكر يخالف الحاديث الصحيحة فإن طول ستين ذراعمما ل
يحتمل أن يكون مقعد صاحبه بقدر ميل ممن الرض والمذي فمي الصمحيحين
في أول زمرة تلج الجنة لكل امرئ منهم زوجتان مممن الحممور العيممن فكيممف
يكون لدناهم اثنتان وسبعون من الحممور العيممن وأقممل سمماكني الجنممة نسمماء
الدنيا فكيف فيكون يكون لدنى أهل الجنة جماعة منهن وأيضا فان الجهتين
الممذهبيتين أعلممى مممن الفضمميتين فكيممف يكممون أدنمماهم فممي الممذهبيتين قممال
الدولبي شهر بن حوشب ل يشبه حديثه الناس وقال ابن عون بممن حوشممب
شهرا تركوه وقال النسائي وابن عدي ليس بالقوي وقال أبمو حماتم ل يحتمج
به وتركه شعبة ويحيى بن سعيد وهذان ممن أعلممم النمماس بالحممديث ورواتممه
وعلله وأن كان غير هؤلء قد وثقه وحسن حديثه فل ريب أنه إذا انفممرد بممما
يخالف ما رواه الثقات لم يقبل والله أعلم
الباب الحادي والربعون في تحفة أهل الجنة إذا دخلوها روى مسلم في
صحيحه من حديث ثوبان قال كنت قائما عنمد رسمول اللمه فجماء حمبر ممن
أحبار اليهود فقال السلم عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقممال
لم تدفعني فقلت أل تقول يا رسول الله فقال اليهودي إنممما نممدعوه بأسمممه
الذي سماه به أهله فقال رسول اللممه أن اسمممي محمممدا الممذي سممماني بممه
أهلي فقال اليهودي جئت أسألك فقال له رسول الله
أينفعك بشيء أن حدثتك فقال اسمع بمأدنى فنكمث رسممول اللمه بعمود معمه
فقال سل فقال اليهممودي أيممن تكممون النمماس يمموم تبممدل الرض غيممر الرض
فقال رسول الله في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس إجممازة يمموم
القيامة قال فقراء المهاجرين قال اليهودي فما تحفتهم حين يدخلون الجنممة
قال زيادة كبد النون قال فما غذاؤهم على أثرها قال ينحممر لهممم ثممور الجنممة
الذي كان يأكل من أطرافها قال فما شممرابهم قممال مممن عيممن فيهمما تسمممى
سلسبيل قال صدقت قال وجئت أسألك عن شمميء ل يعلمممه أحممد مممن أهممل
الرض أل نبي أو رجل أو رجلن قال أينفعك إن حدثتك قال أسمممعك بممأذني
قال جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيممض وممماء المممرأة أصممفر فممإذا
اجتمعا فعل منى الرجل منممى المممرأة اذكممرا بممإذن اللممه تعممالى وإن علمنممي
المرأة منى الرجل آنثا بإذن الله تعالى قال اليهودي لقد صدقت وأنك لنممبي
ثم انصرف فقال رسول الله لقد سألني هذا عن الممذي سممألني عنممه ومممالي
علم بشيء جنة حتى أتاني الله عز وجل به وفي صحيح البخاري عممن أنممس
قال سمع عبمد اللمه بمن سملم مقمدم رسمول اللمه المدينمة وهمو فمي أرض
يخترف فأتى النبي فقال أني سائلك عممن ثلث ل يعلمهممن إل نممبي فممما أول
اشراط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينممزع الولممد إلممى أبيممه أو أمممه
قال أخبرني آنفا قال جبريل قممال نعممم قممال ذاك عممدو اليهممود مممن الملئكممة
فقرأ هذه الية قل من كان عدو ا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله أما
أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأممما أول
طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وإذا سبق ماء الرجل ممماء المممرأة
نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجممل نزعممت قممال أشممهد أن ل إلممه إل
الله وأشهد أنك رسول الله يا رسممول اللممه أن اليهممود قمموم بهممت وانهممم أن
يعلموا بإسلمي قبل أن يسألهم ببهتوني فجاءت اليهود فقال أي رجممل عبممد
الله فيكم قالوا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا قال أفرأيتممم إن أسمملم
عبد الله فقالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله فقال أشممهد أن ل إلممه إل
الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شممرنا وانتقصمموه فقممال
هذا الذي كنت أخاف يا رسول
الله وفي الصحيحين من حديث عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قممال
قال النبي تكون الرض يوم القيامة خبزة واحمدة يتكفؤهما الجبمار بيمده كمما
يتكفأ أحدكم خبزته في السفر لهل الجنة فأتى رجل من اليهود فقال بممارك
الرحمن عليك يا أبا القاسم إل أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة قال بلممى
قال تكون الرض بزة واحدة كما قال النبي فنظر النبي إلينا ثم ضحك حممتى
بدت نواجذه ثم قال أل أخبرك بأدامهم قال بلى قال أدامهم بممالدام والنممون
قال وما هذا قال ثور ونون يأكل من زيادة كبدهما سممبعون ألفمما وقممال عبممد
الله بن المبارك حدثنا ابن لهيعة حممدثني يزيممد بممن أبممي حممبيب أن أبمما الخيممر
أخبره أن أبا العوام أخبره أنه سمع كعبا يقول أن الله عز وجل يقممول لهممل
الجنة أدخلوها أن لكل ضيف جزورا واني أجزركم اليوم فيممأتي بثمور وحمموت
فيجرز لهل الجنة
الباب الثاني والربعون في ذكر ريح الجنة ومن مسيرة كم ينشق قال
الطبراني حدثنا موسى بن حازم الصبهاني حدثنا محمد بن بكير الحضرمي
حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عممن الحسممن بممن عمممرو عممن مجاهممد عممن
جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال من قتل قممتيل مممن
أهل الذمة لم يرح رائحممة الجنممة وأن ريحهمما ليوجممد مممن مسمميرة مممائة عممام
ورواه البخاري في الصحيح عن قيس بن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن
الحسن ابن عمرو الفقيمي عن مجاهد عن عبممد اللممه بممن عمممرو ولممم يممذكر
بينهما جنادة وقال ليوجممد مممن مسمميرة أربعيممن عاممما وقممال الترمممذي حممدثنا
محمد بن بشار حدثنا معدي ابن سليمان هو البصممري عممن ابممن عجلن عممن
أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال أل من قتل نفسمما معاهممدا
له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفممر بذمممة اللممه فل يممراح رائحممة الجنممة وأن
ريحها ليوجد ممن مسميرة سمبعين خريفما قمال وفمي البماب عمن أبمي بكمرة
وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح قال محمد بن عبد الواحممد وإسممناده
عندي على شرط الصحيح قلت وقد رواه الطبراني من حممديث عيسممى بممن
يونس عن عوف العرابي عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة يرفعه من قتممل نفسمما معاهممدة بغيممر حقهمما لممم يممرح
رائحة الجنة وإن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام وقال الطبراني حدثنا
إسحق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن أو غيره
عن أبي بكرة قال سمعت رسول الله يقول ريممح الجنممة يوجممد مممن مسمميرة
مائة عام وهذه اللفاظ ل تعارض بينهما بمموجه وقممد أخرجمما فممي الصممحيحين
من حديث أنس قال لم يشهد عمي مع رسول اللممه بممدرا قممال فشممق عليممه
قال أول مشهد شهده رسول الله غبت عنه قمال فمإني أرانممي اللممه مشمهدا
فيما بعد مع رسول الله ليرين الله ما أصنع قال فهاب أن يقول غيرهمما قممال
فشهد مع رسول الله يوم أحد قال فستقبل سممعد بممن معمماذ فقممال لممه ايممن
فقال واها لريح الجنة أجده دون أحد قال فقاتلهم حتى قتل قال فوجممد فممي
جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية فقالت أختممه عمممة الربيممع
بنت النضر فما عرفت أخممي إل ببنممابه ونزلممت هممذه اليممة ^ مممن المممؤمنين
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ^ قال فكانوا يرون أنها نزلممت فيممه وفممي
أصحابه وريح الجنة نوعان ريح يوجد في الدنيا تشمه الرواح أحيانا ل تمدركه
العباد وريح يدرك بحاسة الشم للبدان كما يشم روائح الزهار وغيرها وهممذا
يشترك أهل الجنة في إدراكه في الخرة من قرب وبعد وأما في الدنيا فقد
يدركه من شاء الله من أنبيائه ورسله وهذا الذي وجده أنس بن النضر يجوز
أن يكون من هذا القسم وأن يكون مممن الول واللممه أعلممم وقممال أبممو نعيممم
حدثنا محمد بن معمر حدثنا محمد بن أحمد الممؤذن حمدثنا عبمد الواحمد بمن
غياث أنبأنا الربيع بن بدر حدثنا هرون بن رياب عن مجاهد عممن أبممي هريممرة
عن رسول الله قال أن رائحة الجنة توجد من مسيرة خمسمائة عممام وقممال
الطبراني حدثنا محمد بن عبد اللممه الحضممرمي حممدثنا محمممد بممن احمممد بممن
محمد بن طريف حدثنا أبي حدثنا محمد بن كثير حدثني جممابر الجعفممي عممن
أبي جعفر محمد بن علي عن جابر قال قال رسول الله ريح الجنة يوجد من
مسمميرة ألممف عممام واللممه ل يجممدها عمماق ول قمماطع رحممم وقممال ابممو داود
الطيالسي في مسنده حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن عبممد اللممه بممن
عمرو بن العاص عن النبي قال من أدعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنممة
وإن
ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام وقد اشهد اللممه سممبحانه عبمماده فممي
هذه الدار آثارا من آثار الجنة وأنموذجما منهما ممن الرائحمة الطيبممة واللممذات
المشتهاة والمناظر البهية والفاكهة الحسنة والنعيممم والسممرور وقممرة العيممن
وقد روى أبو نعيم من حديث العمش عن أبي سفيان عممن جممابر قممال قممال
رسول الله يقول الله عز وجل للجنة طيبى لهلك فتزداد طيبا فممذلك الممبرد
الذي يجده الناس بالسحر مممن ذلممك كممما جعممل سممبحانه نممار الممدنيا وآلمهمما
وغمومها وأحزانها تذكرة بنار الخرة قال تعالى في هذه النار نحممن جعلناهمما
تذكرة وأخبر النبي أن شدة الحر والبرد من أنفمماس جهنممم فل بممد أن يشممهد
عباده جنته وما يذكرهم بها والله المستعان
الباب الثالث والربعون في الذان الذي يؤذن به مؤذن الجنة فيها روى
مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخممدري وأبممي هريممرة عممن النممبي
قال ينادي مناد أن لكم أن تصممحوا فل تسممقموا أبممدا وإن لكممم أن تحيمموا فل
تموتوا أبدا وأن لكم أن تشبوا فل تهرموا أبدا وأن لكم أن تنعموا فل تبأسمموأ
أبدا وذلممك قمموله عممز وجممل ^ ونممودوا أن تلكممم الجنممة أورثتموهمما بممما كنتممم
تعملون ^ قال عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحي بن آدم حدثنا حمزة الزيممات
عن أبي إسحق عن الغر عن أبي هريرة وأبي سمعيد عمن النمبي ونمودوا أن
تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون قال نودوا أن صحوا فل تسقموا
أبدا واخلدوا فل تموتوا أبدا وانعموا فل تبأسوا أبدا وفي صممحيح مسمملم مممن
حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عممن صممهيب
أن النبي قال إذا دخل أهل الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة أن
لكم عند اللممه موعممدا فيقولمون مما هممو ألمم يثقمل موازيننما ويمبيض وجوهنما
ويدخلنا الجنة وينجنا من النار فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله فوالله ما
أعطاهم الله شيئا هو أحب اليهم من النظر إليه وقال عبد الله بمن المبممارك
أنبأنا أبو بكر اللهاني أخبرني أبممو تميممم الهجيمممي قممال سمممعت أبمما موسممى
الشعري يخطممب علممى منممبر البصممرة يقممول أن اللممه عممز وجممل يبعممث يمموم
القيامة ملكا إلى اهل الجنة فيقول يا اهل الجنة هل
على مثال الثمر وهو كل ممما قطممع مممن عممود رطممب خضممد بمعنممى مخضممود
كقبض وسلب والخضاد شجر رخو ل شوك فيه الحجة الثانية قممال ابممن أبممي
داود حدثنا محمد بن مصفى حدثنا محمد بن المبارك حدثنا يحيى بممن حمممزة
حدثنا ثور ابن يزيد حدثني حبيب بن عبيد عممن عتبممة بممن عبممد السمملمي قممال
كنت جالسا مع رسول الله فجاء أعرابي فقال يا رسول الله أسمممعك تممذكر
في الجنة شجرة ل أعلم شجرة أكثر شوكا منها يعني الطلممح فقممال رسممول
الله إن الله جعل مكان كل شوكة منهمما ثمممرة مثممل خصمموة الممتيس الملبممود
فيها سبعون فيها سبعون لونا من الطعام ل يشبه لون آخر الملبود الذي قممد
اجتمع شعره بعضه على بعض وقال عبد الله بن المبارك أنبأنمما صممفوان بممن
عمرو عن سليم بن عامر قمال كممان أصممحاب رسممول اللمه يقولمون أن اللممه
لينفعنا بالعراب ومسائلهم أقبل أعرابي يوما فقال يا رسول الله ذكممر اللممه
في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تممؤذى صمماحبها قممال
رسول الله وما هي قال السدر فأن له شوكا مؤذيما قمال أليمس اللمه يقمول
في سدر مخضود خضد الله شوكة فجعممل مكممان كممل شمموكة ثمممرة وقممالت
طائفة المخضود هو الموقر حمل وأنكر عليهمم همذا القمول وقمالوا ل يعمرف
في اللغة الخضد بمعنى الحمل ولم يصب هؤلء الذين أنكروا هذا القول بممل
هو قول صحيح وأربابه ذهبوا إلى أن الله سبحانه وتعممالى لممما خضممد شمموكة
واذهبه وجعل مكان كل شوكة ثمرة أو قرت بالحمل والحممديثان المممذكوران
أن يجمعان القولين وكذلك قول من قال المخضود الذي ل يعقر اليد ول يرد
اليد عنه شوك ول أذى فيممه فسممره بلزم المعنمى وهكمذا غمالب المفسمرين
يذكرون لزم المعنى المقصود تارة وفردا من أفراده تارة ومثال من أمثلتممه
فيحكيها الجماعون للغممث والسمممين أقمموال مختلفممة ول اختلف بينهمما فصممل
وأما الطلح فأكثر المفسرين قالوا إنه شجرة الموز قال مجاهد أعجبهم
طلح وج وحسنه فقيل لهم وطلح منضود وهممذا قممول علممي بممن أبممي طممالب
وابن عباس وابي هريرة وأبي سعيد الخدري وقممالت طائفممة أخممرى بممل هممو
شجر عظممام طمموال وهممو شممجر البمموادي الكممثير الشمموك عنممد العممرب قممال
حاديهم بشرها دليلها وقال %غدا ترين الطلح والجبال ولهذا الشجر نممور
ورائحة وظل ظليل وقد نضد بالحمل والثمر مكان الشوك وقمال ابمن قتيبمة
هو الذي نضدا بالحمل أو بالورق والحمل من أوله إلى آخره فليس له ساق
بارز وقال مسروق ورق الجنة نضيد من أسفلها إلى أعلها وانهارهمما تجممري
من غير أخدود وقال الليث الطلح شجر أم غيلن ليس له شوك أحجممن مممن
اعظم العضاة شوكا وأصله عودا واجوده صممغا قممال أبممو إسممحاق يجموز أن
يعني به شجر أم غيلن لن له نورا طيب الرائحممة حمدا فوعممدوا بمما يحبمون
مثله إل أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما
في الدنيا فإنه ليس في الجنممة إل السممامي والظمماهر أن مممن فسممر الطلممح
المنضود بالموز أنما أراد التمثيل به الحسن لحسن نضممده وإل فالطلممح فممي
اللغة هو الشجر العظام من شجر البوادي والله أعلم وفي الصممحيحين مممن
حديث أبي الزناد عن العرج عن أبي هريرة قال قممال رسممول اللممه إن فممي
الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عمام ل يقطعهما فماقرؤا أن شمئتم
وظل ممدود وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي حازم عن سهل بن سممعد
عن رسول الله إن في الجنة لشجرة يسير الراكب فممي ظلهمما مممائة عممام ل
يقطعها قال ابو حازم فحدثنا به النعمان بن أبي عياش الزرقي فقال حدثني
أبو سعيد الخدري عن النبي قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجممواد
المضمر السريع في ظلها مائة عام ل يقطعها وقال المام أحمد حممدثنا عبممد
الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن أبي الضممحاك سمممعت أبمما هريممرة يقممول
قال رسول الله أن في الجنة شجرة يسير فيها الراكب في ظلها سممبعين أو
مائة سنة هي شجرة جنة الخلد وقال وكيع حدثنا إسماعيل بن ابي خالد عن
زياد مولى بني مخزوم عن الزهري عن أبي هريرة رضي اللممه عنممه أن فممي
الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام اقرؤا أن شئتم وظل ممممدود
فبلممغ ذلممك وكعبمما فقممال صممدق والممذي أنممزل التمموراة علممى لسممان موسممى
والفرقان على لسان محمد لو أن رجل ركب
جذعة أو جذعا ثم دار باصل تلك الشجرة مائة عممام ممما بلغهمما حممتى يسممقط
هرما أن الله غرسها بيده ونفخ فيها وإن أصلها من وراء سور الجنة ممما فممي
الجنة نهر إل وهو يخرج من أصل تلك الشجرة وقمال ابمن أبمي المدنيا حمدثنا
إبراهيم عن سعيد الجوهري حدثنا أبو عامر العقدي حممدثنا ربيعممة بممن صممالح
عن سلمة بن وهران عن عكرمة عن ابن عباس قال الظل الممدود شجرة
في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام في كل
نواحيها فيخرج إليها أهل الجنة وأهل الفرف وغيرهم يتحدثون في ظلها قال
قيشتي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا مممن الجنممة فتتحممرك تلممك
الشجرة لكل لهو كان في الدنيا وفي جامع الترمذي من حممديث أبممي حامممد
عن ابي هريرة قال قال رسول الله ممما فممي الجنممة شممجرة إل وسمماقها مممن
ذهب قال هذا حديث حسن وعن أبي هريرة قال قال رسول الله يقول الله
أعددت لعبادي الصممالحين ممما ل عيممن رات ول إذن سمممعت ول خطممر علممى
قلب بشر إقرؤا إن شئتم ^ فل تعلم نفس ممما أخفممي لهممم مممن قممرة أعيممن
جزاء بما كانوا يعملون ^ وفي الجنة شجرة يسير الراكممب فممي ظلهمما مممائة
عام ل يقطعها اقرؤا أن شئتم وظل ممدود وموضع سمموط مممن الجنممة خيممر
من الدنيا وما فيها إقرؤا إن شئتم فمن زحزح عن النممار وأدخممل الجنممة فقممد
فاز رواه بهذا اللفظ والسياق الترمذي والنسممائي وابممن ممماجه وصممدره فممي
الصحيحين وفي صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك قممال قممال رسممول
الله إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مممائة عممام ل يقطعهمما وإن
شئتم فاقرؤا وظل ممدود وماء مسكوب وقال ابن وهممب حممدثنا عمممرو بممن
الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن ابي الهيثممم عممن أبممي سممعيد الخممدري
قال قال رجل يا رسول الله ما طوبى قال شجرة فممي الجنممة مسمميرة مممائة
سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها وقد رواه عنه حرملممة بزيممادة وقممال
أخبرني ابن وهب أخبرني عمرو أن دراجا حدثه أن أبا الهيثم حدثه عممن أبممي
سعيد الخدري إن رجل قال يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمممن بممك فقممال
طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثممم طمموبى لمممن آمممن بممي ولممم يرنممي
فقال رجل يا رسول الله وما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مائة عام
ثياب أهل الجنة تخممرج مممن أكمامهمما قلممت وأول هممذا الحممديث فممي المسممند
ولفظه طوبى لمن رآني وآمن بي وطمموبى لمممن آمممن بممي ولممم يرنممي سممبع
مرات وقال ابن المبارك
حدثنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عبمماس قممال نخمل الجنممة
جذوعها من زمرد أخضر وكربها ذهب احمر وسعفها كسوة لهل الجنة منهمما
مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلل والدلء أشد بياضا من اللبن وأحلممى
من العسل وألين من الزبد ليس فيها عجم وقال المام أحمد بن حدثنا علي
بحر حدثنا هشام ابن يوسف حدثنا معمر عن يحيى بن ابي كممثير عممن عممامر
بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول جاء أعرابي إلى النممبي
فسأله عن الحوض وذكر الجنة ثم قال العرابي فيها فاكهة قال نعممم وفيهمما
شجرة تدعي طوبى فذكر شيئا ل أدري ما هو فقال أي شجر أرضممنا تشممبهه
قال ليست تشبه شيئا من شجر أرضك فقال النبي أتيت الشام قال ل قممال
تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت علممى سمماق واحمد وينفممرش أعلهما
قال ما عظم أصلها قالوا لو ارتحلت جذعة من أبل أهلك ما أحاطت باصمملها
حتى تنكسر تر قوتها هرما قال فيها عنب قال نعم فما عظممم العنقممود قممال
مسيرة شهر للغراب ل يقع ول يفتر قال فما عظم الحبة قال هل ذبح أبمموك
تيسا من غنمه قط عظيما قال نعم قال فسلخ أهابه فأعطا دامك وقال لهمما
أتخذي لنا منه دلوا قال نعم قال العرابي فإن تلك الحبة لتشبعني أنا وأهممل
بيتي قال نعم وعامة عشيرتك قال أبو يعلممي الموصمملي فممي مسممنده حممدثنا
عبد الرحمن بن صالح حدثنا يونس بن بكيمر عمن محممد وابمن إسممحاق عممن
يحيى بن عباد عن عبد الله بن الزبيمر عمن أبيمه عمن أسمماء بنمت أبمي بكمر
قالت سمعت رسول الله وذكر سدرة المفتهي فقال يسير فممي ظممل الفتممن
منها الراكب مائة سنة و قال يستظل في الفنن منها مائة راكب فيها فراش
الذهب كأن ثمرها القلل ورواه الترمذي وقال شك يحيى وهو حديث حسن
غريب وقال عبد الله بن المبارك أنبأنا ابممن عيينممة عممن ابممن أبممي نجيممح عممن
مجاهد قال أرض الجنة من ورق وترابها مسك وأصول أشجارها ذهب وورق
وأفنانها لؤلؤ وزبرجد وياقوت والورق والثمر تحت ذلك فمن أكممل قائممما لممم
يؤذه ومن أكل جالسا لم يؤذه ومن أكل مضطجعا لم يؤذه وذللممت قطوفهمما
تذليل قال أبو معاوية حدثنا العمش عن أبي ظبيان عن جرير بمن عبمد اللمه
قال نزلنا الصفاح فإذا رجل نائم تحت شجرة قممد كممادت الشمممس أن تبلغممه
قال
فقلت للغلم انطلق بهذا النطع فاظله قال فانطلق فأظله فلما استيقظ إذا
هو سلمان فأتيته أسلم عليه فقال يا جرير تواضع لله فممإن مممن تواضممع للممه
رفعه الله يوم القيامة يا جرير هل تدري ما الظلمممات يمموم القيامممة قلممت ل
أدري قال ظلم الناس بينهم ثم أخذ عويدا ل أكاد أراه بين أصممبعيه فقممال يمما
جرير إذا طلبت مثل هذا في الجنة لم تجده قلت يمما عبممد اللممه فممأين النخممل
والشجر قال أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلها الثمر
الباب الخامس والربعون في ثمارها وتعداد أنواعها وصفاتها وريحانها
قال تعالى ^ وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنممات تجممري
من تحتها النهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هممذا الممذي رزقنمما مممن
قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة ^ وقممولهم هممذا الممذي رزقنمما
من قبل أي شبيهه ونظيره ل عينه وهل المراد هممذا الممذي رزقنمما فممي الممدنيا
نظيره من الفواكه والثمار أو هذا نظير الذي رزقناه قبل في الجنة قيل فيه
قولن ففي تفسير السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابممن عبمماس وعممن
مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي قالوا هذا الذي رزقنا من
قبل أنهم أتوا بالثمرة في الجنة فلما نظروا إليها قالوا هذا المذي رزقنما ممن
قبل في الدنيا قال مجاهد ما اشبهه به وقال ابن زيد هممذا الممذي رزقنمما مممن
قبل في الدنيا وأتوا به متشابها يعرفونه وقال آخرون هممذا الممذي رزقنمما مممن
قبل من ثمار الجنة ممن قبمل همذا لشمدة مشمابهة بعضمه بعضما فمي اللمون
والطعم واحتج أصحاب هممذا القممول بحجممج إحممداها أن المشممابهة الممتي بيممن
الثمار الجنة بعضها لبعض أعظم من المشابهه التي بينهمما وبيممن ثمممار الممدنيا
ولشدة المشابهة قالوا هذا هو الحجة الثانية ما حكاه بممن جريممر عنهممم قممال
ومن علة قائلي هذا القول ان ثمار الجنة كلما نممزع منهمما شمميء عمماد مكممانه
آخر مثله كما كان حدثنا ابن بشار حدثنا ابممن مهممدي حممدثنا سممفيان سمممعت
ابن مرة يحدث عن أبي عبيممدة وذكممر ثمممر الجنممة وقممال كلممما نزعممت ثمممرة
عادت مكانها أخرى الحجممة الثالثممة قمموله وأتمموا بممه متشممابها وهممذا كالتعليممل
والسبب الموجب لقولهم هذا الذي رزقنا مممن قبممل الحجممة الرابعممة أن مممن
المعلوم أنه ليس كل ما في الجنة من الثمار قد رزقوه في الدنيا وكثير من
أهلها ل يعرفون ثمار الدنيا ول رأوها ورجحت
طائفة منهم ابن جرير وغيره القول الخر واحتجممت بوجموه قمال ابممن جريممر
والذي يحقق صحة قول القائلين أن معنى ذلك هذا الذي رزقنا من قبل في
الدنيا أن الله جل ثناؤه قال ^ كلما رزقوا منها مممن ثمممرة رزقمما ^ يقولممون
هذا الذي رزقنا من قبل ولممم يخصممص أن ذلممك مممن قيلهممم فممي بعممض دون
بعض فإذا كان قد أخبر جل ذكره عنهم أن ذلك من قبلهم كلما رزقوا ثمممرة
فل شك أن ذلك من قبلهممم فممي أول رزق رزقمموه ممن ثمارهمما أتمموا بمه بعممد
دخولهم الجنة واستقرارهم فيها الذي لم يتقدمه عنممدهم مممن ثمارهمما ثمممرة
فإذا كان ل شك أن ذلك من قيلهم في أوله كما هو من قبلهممم فممي وسممطه
وما يتلوه فمعلوم أنه محال يقولمموا لول رزق رزقمموه مممن ثمممار الجنممة هممذا
الذي من رزقنا من قبل هذا من ثمار الجنة وكيف يجوز أن يقممول لول رزق
من ثمارها ولممما يتقممدمه عنممدهم غيرهمما هممذا هممو الممذي رزقنمما مممن قبممل أن
يلبسهم ذو غية وضلل إلى قيل الكذب الذي قد طهرهم اللممه منممه أو يممدفع
دافع أن يكون ذلك من قيلهم الول رزق يرزقونه من ثمارها فيدفع صحة ما
أوجب الله صحته من غير نصب دللة على أن ذلك فممي حممال مممن أحمموالهم
دون حال فقد تبين أن معنى الية كلما رزقوا من ثمرة من ثمار الجنممة فممي
الجنة قالوا هذا الذي رزقنا من قبل فممي الممدنيا قلممت أصممحاب القممول الول
يخصون هذا العام بما عدا الرزق الول لدللة العقل والسممياق عليممه وليممس
هذا ببدع من طريقة القرآن وأنت مضطر إلى تخصيصممة ول بممد بممأنواع مممن
التخصيصات أحدها أن كثيرا من ثمار الجنة وهي التي ل نظير لها في الممدنيا
ل يقال فيها ذلك الثاني أن كثيرا من أهلها لممم يرزقمموا جميممع ثمممرات الممدنيا
التي لها نظير في الجنة الثالث أنه من المعلوم أنهم ل يستمرون علممى هممذا
القول أبد الباد كلما أكلوا ثمممرة واحممدة قممالوا هممذا الممذي رزقنمما فممي الممدنيا
ويستمرون على هذا الكلم دائما إلى غير نهاية والقرآن العظيممم لممم يقصممد
إلى هذا المعنى ول هو مما يعتني بهممم ممن نعيمهمم ولمدتهم وإنمما همو كلم
مبين خارج على المعتاد المفهوم من الطيب ومعناه أنه يشممبه بعضممه بعضمما
ليس أوله خيرا من آخره ول هو مما يعرض له ما يعممرض لثمممار الممدنيا عنممد
تقادم الشجر وكبرها من نقصان حملها وصغر ثمرها وغير ذلك بل أوله مثل
أخره وآخره مثل أوله هو خيار كله يشبه بعضه بعضمما فهممذا وجممه قممولهم ول
يلزم مخالفة ما نصه الله سبحانه وتعالى ول نسبة أهممل الجنممة إلممى الكممذب
بوجه والذي يلزمهم من التخصيص يلزمك نظيره وأكثر منه والله
أعلم وأما قوله عز وجل ^ وأتوا بممه متشممابها ^ قممال الحسممن خيممار كلممه ل
رذل ألم تروا إلى ثمر الدنيا كيف تسترذلون بعضه وأن ذلممك ليممس فيممه ذل
وقال قتادة خيار لرذل فيه فأن ثمار الدنيا ينقممي منهمما ويممرذل منهمما وكممذلك
قال أبن جريح وجماعة وعلى هذا فالمراد بالتشابه التوافق والتماثل وقالت
طائفة أخرى منهم أبن مسعود وأبن عباس وناس من أصحاب رسممول اللممه
متشابها في اللون والمرأى وليس يشبه الطعم قممال مجاهممد متشممابها لممونه
مختلفا طعمه وكذا قال الربيع بن أنممس وقممال يحيممى بممن ابممي كممثير عشممب
الجنة الزعفران وكثبانها المسك ويطوف عليهم الولدان بالفاكهممة فيأكلونهمما
ثم يأتونهم بمثلها فيقولون هذا الذي جئتمونا به آنفا فيقول لهم الخممدم كلمموا
فإن اللون واحد والطعم مختلف فهو قوله عز وجممل كلممما رزقمموا منهمما مممن
ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبممل وأتمموا بممه متشممابها وقممالت طائفممة
وناس معنى الية أن يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أفضل وأطيممب قممال
ابن وهب قال عبد الرحمن أبن زيد يعرفون أسممماءه كممما كممانوا فممي الممدنيا
التفاح بالتفاح والرمان بالرمان قالوا في الجنممة هممذا الممذي رزقنمما مممن قبممل
وأتوا به متشابها يعرفونه وليس هو مثله في الطعم واختممار أبممن جريممر هممذا
القول قال ودليلنا على فساد قول من قال أن معنى الية هممذا الممذي رزقنمما
من قبل أي في الجنة وتلك الدللة على فساد ذلك القول هي الدللممة علممى
فساد قول من خالف قولنا في تأويل قوله وأتوا به متشابها أن الله سبحانه
وتعالى أخبر عن المعنى الذي من أجله قال القوم هذا الذي رزقنا من قبممل
وأتوا به متشابها قلت هذا ل يدل على فساد قولهم لممما تقممدم وقممال جنممات
عدن مفتحة لهم البواب متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب قال
تعالى يدعون فيها بكل فاكهمة آمنيمن همذا يمدل علمى أمنهمم ممن إنقطاعهما
ومضرتها وقال تعالى وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون لكم فيهمما
فاكهة كثيرة وقال تعالى وفاكهة كثيرة ل مقطوعة ول ممنوعممة أي ل تكممون
في وقت دون وقت ول تمنع ممن أرادها وقال فهو فممي عيشممة راضممية فممي
جنة عالية قطوفها دانية والقطوف جمممع قطممف وهممو ممما يقطممف والقطممف
بالفتح الفعل أي ثمارها دانية قريبة ممن يتناولها فيأخممذها كيممف يشمماء قممال
البراء بن عازب يتناول الثمرة وهو نائم وقممال تعممالى ودانيممة عليهممم ظللهمما
وذللت قطوفها تذليل قال أبن عباس إذا هم أن يتناول من ثمارها تممدلت لممه
حتى يتناول ما يريده وقال غيره قريب إليهم مذللة كيف شاؤا
فهم يتناولونها قياما وقعودا ومضطجعين فيكون كقوله قطوفها دانية ومعنى
تذليل القطممف تسممهيل تنمماوله وأهممل المدينممة يقولممون ذلممل النخممل أي سممو
عروقها وأخرجها من السعف حتى يسهل تناولها وفممي نصممب دانيممة وجهممان
أحدهما أنه على الحال عطف على قمموله متكئيممن والثمماني أنممه صممفة الجنممة
وقال تعالى فيهما من كل فاكهة زوجان وفي الجنتين الخريين فيهما فاكهممة
ونخممل ورمممان وخممص النخممل والرمممان مممن بيممن الفاكهممة بالممذكر لفضمملهما
وشرفهما كما نص على حدائق النخل والعناب في سورة النبممأ إذ هممما مممن
افضل أنواع الفاكهة وأطيبها وأحلهمما وقممد قممال تعمالى ولهمم فيهمما ممن كمل
الثمرات ومغفرة من ربهم وقال الطبراني حدثنا معاذ بن المثني حدثنا علي
بن المديني حدثنا ريحان بن سعيد عن عبادة بن منصور عن أيوب عممن أبممي
قلبة عن إسماعيل عن ثوبان بن ثوبان قال قال رسول اللممه أن الرجممل إذا
نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخممرى وقممال عبممد اللممه بممن المممام أحمممد
حدثني عقبة بن مكرم العمي حدثنا ربعي بن إبراهيم بن عليممه حممدثنا عمموف
عن قسامة بن زهير عن ابي موسى قال قممال رسممول اللممه أهبممط اللممه آدم
من الجنممة عليممه السمملم وعلمممه صممنعة كممل شمميء وزوده مممن ثمممار الجنممة
فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أنها تغير وتلك ل تغير وقد تقدم أن سممدرة
المنتهى نبقها مثل القلل وفي صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر
عن النبي قال عرضت على الجنة حتى لو تنمماولت منهمما قطفمما أخممذته وفممي
لفظ فتناولت منها قطفا فقصرت عنه يدي وقال أبو خيثمة حممدثنا عبممد اللممه
بن جعفر حدثنا عبيد الله حدثنا أبن عقيل عن جابر قال بينما نحن في صمملة
الظهر إذ تقدم رسول الله فتقممدمنا ثممم تنمماول شمميئا ليأخممذه ثممم تممأخر فلمما
قضى الصلة قال له أبي بن كعب يا رسول الله صممنعت اليمموم فممي صمملتك
شيئا ما كنت تصممنعه قممال أنممه عرضممت علممى الجنممة وممما فيهمما مممن الزهممرة
والنضرة فتناولت منها قطفا من عنب لتيكم به فحيل بيني وبينه ولو أتيتكم
به لكل منه من بين السماء والرض ل ينقصممونه وقممال أبممن المبممارك أنبأنمما
سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قممال ثمممر الجنممة أمثممال
القلل والدلء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ليممس
فيه عجم وقال سعيد بن منصور حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء بن
عازب قال أن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قيامما وقعمودا ومضمطجعين
على أي حال شاؤا وقال البزار في مسنده حدثنا أحمد بن الفممرج الحمصممي
حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي حدثنا محمممد بممن المهمماجر
عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى قال حدثني كريب أنه سمممع
أسامة بن زيد يقول قال رسول الله أل مشمر للجنة فإن الجنة ل حظر لهمما
هي ورب الكعبة نور يتلل وريحانة تهممتز وقصممر مشمميد ونهممر مطممرد وثمممرة
نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلممل كممثيرة فممي مقممام ابممدا فممي دار سممليمة
وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية قالوا نعم يا رسممول اللممه
نحن المشمرون لها قال قولوا أن شاء الله قممال القمموم أن شمماء اللممه قممال
البزار وهذا الحديث ل نعلم من رواه عن النبي إل اسامة ول نعلم له طريقمما
عن أسامة إل هذا الطريممق ول نعلممم رواه عممن الضممحاك المعممافري إل هممذا
الرجل محمد بن مهاجر وفي حديث لقيط بن صبرة الذي رواه عبد الله بممن
أحمد في مسند أبيه وغيره قلت يا رسول الله على ما يطلع أهل الجنة قال
على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها صداع ول ندامممة وأنهممار
من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسممن وبفاكهممة لعمممر الهممك مممما يعلمممون
وخير من مثله معه وأما الريحان فهو كل نبت طيممب الرائحممة قممال الحسممن
وابو العالية هو ريحاننا هذا يؤتي بنص من ريحان الجنة فنشمه
الباب السادس والربعون في زرع الجنة قال تعالى
و فيها ما تشتهيه النفس وتلذ العين وعن أبي هريرة أن النبي كان يحدث
يوما وعنده رجل من أهل البادية أن رجل من أهممل الجنممة اسممتأذن ربممه عممز
وجل في الزرع فقال له أولست فيما اشتهيت فقممال بلممى ولكنممي أحممب أن
أزرع فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته وإستولؤه واستحصاده وتكويره أمثال
الجبال فيقول الله عز وجل دونممك يمما ابممن آدم فممإنه ليشممبعك شمميء فقممال
العرابي يا رسول الله ل نجد هذا إل قرشيا أو أنصمماريا فممإنهم أصممحاب زرع
فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله رواه البخمماري فممي كتمماب
التوحيد في باب كلم الرب تعالى ممع أهممل الجنممة وخرجممه فممي غيممره أيضمما
وهذا يدل على أن في
الجنة زرعا وذلك البذر منه وهذا أحسن أن تكممون الرض معمممورة بالشممجر
والزرع فإن قيل فكيف استأذن هذا الرجل ربه في الممزرع فممأخبره أنممه فممي
غنية عنه قيل لعله استأذنه في زرع يباشره ويزرعه بيده وقد كان في غنيممة
عنه وقد كفى مؤنته ول أعلم ذكر الزرع في الجنة إل في هذا الحديث والله
أعلم وروى إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة قال بينما رجل في الجنة
فقال في نفسه لو أن اللممه يممأذن لممي لزرعممت فل يعلممم إل والملئكممة علممى
أبوابه فيقولون سلم عليكم يقول لممك ربممك تمنيممت فممي نفسممك شمميئا فقممد
علمته وقد بعث الله معنا البذر فيقول ابذروا فيخرج أمثال الجبال فيقول له
الرب من فوق عرشه كل أبن آدم فإن ابن آدم ل يشبع والله أعلم
الباب السابع والربعون في ذكر أنهار الجنة وعيونها وأصنافها ومجراها
الذي تجري عليه وقد تكرر في القرآن فمي عمدة مواضمع قموله تعمالى ^
جنات تجري من تحتها النهار ^ وفي موضع ^ تجري تحتها النهممار ^ وفممي
موضع ^ تجري من تحتهم النهار ^ وهممذا يممدل علممى امممور أحممدها وجممود
النهار فيها حقيقية الثاني أنهار جارية ل واقفة الثالث أنهمما تحممت غرفهممم
وقصمورهم وبسماتينهم كمما همو المعهمود فمي أنهمار المدنيا وقمد ظمن بعمض
المفسرين أن معنى ذلك جريانها بممإمرهم وتصممريفهم لهمما كيممف شمماؤا كممأن
الذي حملهم على ذلك أنه لما سمعوا أن انهارها تجري في غير أخدود فهي
جارية على وجه الرض حملوا قوله تجري من تحتها النهار على أنهمما تجممري
بأمرهم إذ ل يكون فوق المكان تحته وهممؤلء أوتمموا مممن صممعف الفهممم فممإن
انهار الجنة وإن جرت في غير أخدود فهي تحت القصور والمنممازل والغممرف
وتحت الشجار وهو سبحانه لم يقل من تحت أرضها وقد اخبر سممبحانه عممن
جريان النهار تحت الناس في الدنيا فقال ^ ألم يروا كم أهلكنا مممن قبلهممم
من قرن مكناهم في الرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا
وجعلنا النهار تجري مممن تحتهممم ^ فهممذا علممى مما هممو المعهمود والمتعارفمما
وكذلك ما حكاه من قول فرعون ^ وهذه النهار تجري من تحممتي ^ وقممال
تعالى ^ فيهما عينان نضاختان ^ قال أبن أبي شيبة حدثنا يحيممى بممن يمممان
عن أشعب عن جعفر عن سعيد قال نضاختان بالمماء والفممواكه وحمدثنا أبمن
يمان عن أبي إسحاق عن أبمان عمن أنمس قمال نضماختان بالمسمك والعنمبر
ينضخان على دور أهل الجنة كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا وحدثنا
عبد الله بن إدريس عن أبيه عن إبي إسحاق عن البراء قال اللتممان تجريممان
أفضل من النضاختين وقال تعالى مثل الجنة التي وعد المتقممون فيهمما أنهممار
من ماء غير آسن وأنهممار مممن لبممن لممم يتغيممر طعمممه وأنهممار مممن خمممر لممذة
للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفممرة مممن
ربهم فذكر سبحانه هذه الجناس الربعة ونفى عن كل واحد منها الفة التي
تعرض له في الدنيا فآفة الماء أن يأسن ويأجن من طول مكثه وآفممة اللبممن
أن يتغير طعمه إلى الحموضة وأن يصير قارصا وآفة الخمممر كراهممة مممذاقها
المنافي في اللذة وشربها وآفة العسل عدم تصفيتة وهممذا مممن آيممات الممرب
تعالى أن تجري أنهار من أجناس لم تجر العادة في الدنيا بإجرائهمما ويجريهمما
في غير أخدود وينفي عنها الفات التي تمنع كمال اللذة بها كممما ينفممي عممن
خمر الجنة جميع آفات خمر الدنيا من الصداع والغول والنزاف وعدم اللممذة
فهذه خمس آفات مممن آفممات خمممر الممدنيا تغتممال العقممل ويكممثر اللغممو علممى
شربها بل ل يطيب لشرابها ذلك إل باللغو وتنزف في نفسها وتنممزف المممال
وتصدع الرأس وهي كريهة المذاق وهي رجممس مممن عمممل الشمميطان توقممع
العداوة والبغضاء بين الناس وتصد عن ذكر اللممه وعممن الصمملة وتممدعو إلممى
الزنا وربما دعت إلى الوقوع على البنممت والخممت وذوات المحممارم وتممذهب
الغيممرة وتممورث الخممزى والندامممة والفضمميحة وتلحممق شمماربها بممأ نقممص نمموع
النسان وهم المجممانين وتسمملبة أحسممن السممماء والسمممات وتكسمموه أقبممح
السماء والصفات وتسممهل قتممل النفممس وإفشمماء السممر الممذي فممي إفشممائه
مضرته أو هلكه ومؤاخاة الشياطين في تبذير المال الذي جعلممه اللممه قياممما
له ولم يلزمه مؤنته وتهتممك السممتار وتظهممر السممرار وتممدل علممى العممورات
وتهون ارتكاب القبائح والمأثم وتخرج من القلب تعظيممم المحممارم ومممدمنها
كعابد وثن وكممم أهمماجت مممن حممرب وأفقممرت مممن غنممى وأذلممت مممن عزيممز
ووضعت من شريف وسلبت من نعمة وجلبت من نقمة وفسخت من مممودة
ونسجت من عداوة وكم فرقت بين رجل وزوجته فذهبت بقلبه وراحت بلبه
وكم أورثت من حسرة وأجرت من عبرة وكم أغلقت في وجممه شمماربها بابمما
من الخير وفتحت له بابا من الشر وكم أوقعت في بلية وعجلمت ممن منيتمه
وكم أورثت من خزية وجرت على شاربها من محبة وجرت عليه من سممفلة
فهي جماع الثم ومفتاح الشر وسلبة النعم وجبالبة النقم ولو لممم يكممن ممن
رذائلها إل أنها ل تجتمع هي وخمر الجنة في جوف عبد كما ثبت عنه أنه قال
من شرب الخمر في الممدنيا لممم يشممربها فممي الخممرة لكفممى وآفممات الخمممر
أضعاف أضعاف ما ذكرنا وكلها منتفية عن خمر الجنة فإن قيل فقد وصف
سبحانه النهار بأنها جارية ومعلوم أن الماء الجاري ل يأسن فما فائدة قمموله
غير آسن قيل الماء الجاري وان كان ل يآسن فإنه إذا اخذ منه شيء وطممال
مكثه أسن وماء الجنة ل يعرض لممه ذلممك ولممو طممال مكثممه ممما طممال وتأمممل
اجتماع هذه النهار الربعة الممتي هممي أفضممل أشممربة النمماس فهممذا لشممربهم
وطهورهم وهذا لقوتهم وغذائهم وهممذا للممذتهم وسممرورهم وهممذا لشممفاعتهم
ومنفعتهم والله أعلم فصل وأنهار الجنة تتفجر من أعلها ثممم تنحممدر نازلممة
إلى أقصى درجاتها كما روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة عن
النبي أنه قال أن في الجنة مائة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهممدين فممي
سبيله بين كل درجتين كما بين السممماء والرض فممإذا سممألتم اللممه فاسممالوه
الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنممه تفجممر
انهمار الجنممة وروى الترممذي نحموه ممن حممديث معماذ بمن جبمل وعبمادة بمن
الصامت ولفظ حديث عبادة الجنة مائة درجة مما بيممن كممل درجممتين مسميرة
مائة عام والفردوس أعلها درجة ومنها النهار الربعة والعرش فوقهمما فممإن
سألتم الله فاسممألوه الفممردوس العلممى وفممي المعجممم للطممبراني أنممي مممن
حديث الحسممن عممن سممرة قممال قممال رسممول اللممه الفممردوس ربمموة الجنممة
وأعلها وأوسطها ومنها تنفجر أنهار الجنة وفي صحيح البخمماري مممن حممديث
شعبة عن قتادة قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله قال رفعممت الممى
سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مثل قلل هجر وورقهمما مثممل آذان
الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلممت يمما جبريممل ممما
هذا قال أما النهران الباطنان ففي الجنممة وأممما الظمماهران فالنيممل والفممرات
وفي صحيحه أيضا من حديث همام عن قتادة عن أنس أن رسول الله قممال
بينا أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ والمجوف فقلت ممما هممذا
يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قممال فضممرب الملممك بيممده فممإذا
طينة مسك أذفر وفي صحيح مسلم من حديث المختار بن فلفل عممن أنممس
بن مالك عن النبي قال الكوثر نهر في الجنة وعممدنيه ربممي عممز وجممل وقممال
محمد بن عبد الله النصاري حدثنا حميد الطويل عممن أنممس بممن مالممك قممال
قال رسول الله دخلت الجنة فإذا بنهر يجري حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت
يدي إلى ما يجري فيه من الماء فإذا أنمما بمسممك أذفممر فقلممت لمممن هممذا يمما
جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل قال الترمذي حممدثنا هنمماد
حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثمار عممن عبمد
الله بن عمر قال قال رسول الله الكوثر نهر فممي الجنممة حافتمماه مممن ذهممب
ومجراه على الممدر واليمماقوت تربتممه أطيممب ممن المسمك ومماؤه أحلممى ممن
العسل وأبيض من الثلج قال هذا حديث حسن صحيح وقال أبو نعيم الفضمل
حدثنا أبو جعفر هو الرازي حدثنا أبممن أبممي نجيممح عممن مجاهممدا أنمما أعطينمماك
الكوثر قال الخير الكثير وقال أنس بن مالك نهر في الجنممة وقممالت عائشممة
هو نهر في الجنة ليس يدخل أحد إصبعيه في أذنيه السمع خرير ذلك النهممر
وهذا معناه والله أعلم أن خرير ذلك النهر يشبه الخريممر الممذي سمممعه حيممن
يدخل إصبعيه في أذنيه وفي جامع الترمذي من حديث الحريري عممن حكيممم
بن معاوية عن أبيه عن النبي قممال إن فممي الجنممة بحممر الممماء وبحممر العسممل
وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق النهار بعد قال هذا حديث حسممن صممحيح
وقال الحاكم حدثنا الصم حدثنا الربيع بن سممليمان حممدثنا أسممد بممن موسممى
حدثنا أبن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن سمرة عممن أبممي هريممرة
قال قال رسول الله ممن سمره أن يسممقيه اللممه عمز وجمل ممن الخمممر فمي
الخرة فليتركه في الممدنيا ومممن سممره أن يكسمميه اللممه الحريممر فممي الخممرة
فليتركه في الدنيا وأنهار الجنة تفجر من تحممت تلل أو تحممت جبممال المسممك
ولو كان أدنى أهل الجنة حلية عدلت بحلية أهل الدنيا جميعا لكان ممما يحليممه
الله به في الخرة أفضل من حليممة أهممل الممدنيا جميعمما وذكممر العمممش عممن
عمرو بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال إن أنهار الجنة تفجر من جبممل
مسك وهذا موقوف صحيح وذكر أبن مردويه فممي مسممنده حممدثنا أحمممد بممن
محمد بن عاصم حدثنا عبممد اللممه بمن محمممد بممن النعمممان حممدثنا مسمملم بممن
إبراهيم حدثنا الحرث بن عبيد حدثنا ابو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد
الله بن قيس عن أبيه قال قال رسول اللممه هممذه النهممار تشممخب مممن جنممة
عدن في جوبه ثم تصدع بعد أنهارا وقال أبن أبممي الممدنيا حممدثنا يعقمموب بممن
عبيدة حدثنا يزيد بن هرون حدثنا الحريري عن معاوية بن قرة عن أنس بممن
مالك قال أظنكممم تظنممون أن انهممار الجنممة أخممدود فممي الرض ل واللممه أنهمما
لسائحة على وجه الرض أحدى حافتيها اللؤلؤ والخرى الياقوت وطينها
المسك الذفر قال قلت ما الذفر قال الذي ل خلط لممه ورواه أبممن مردويممه
في تفسيره عن عن محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد بممن يحيممى حممدثنا
مهدي بن حكيم حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الحريري عمن معاويمة بمن قمرة
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله فذكره هكذا رواه مرفوعا وقال أبممو
خيثمة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عممن أنممس أنممه قممرأ هممذه
الية إنا أعطيناك الكوثر فقال رسول الله أعطيت الكوثر فإذا هو يجري ولم
يشق شقاه وإذا حافتاه قباب اللؤلؤ فضممربت بيممدي إلممى تربتممه فممإذا مسممك
أذفر وإذا حصباؤه اللؤلؤ وذكر سفيان الثوري عن عمرو بممن مممرة عممن أبممي
عبيدة عن مسروق في قوله تعالى وماء مسكوب قال أنهار تجري في غيممر
أخدود قال ونخل طلعها هضيم قال من أصلها إلى فروعهمما أو كلمممة نحوهمما
وفي صحيح مسلم من حممديث أبممي هريممرة قممال قممال رسممول اللممه سمميحان
وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة وقال عثمان بن سعيد الممدارمي
حدثنا سعيد بن سابق حممدثنا مسمملمة بممن علممي عممن مقاتممل بممن حبممان عممن
عكرمة عن أبن عباس عن النمبي قمال أنمزل اللمه ممن الجنمة خمسمة أنهمار
سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهممو نهممر بلممخ ودجلممة والفممرات وهممما نهممرا
العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة من
أسفل درجة من درجاتها على جناح جبريل عليه السلم فاسممتودعها الجبممال
وأجراها في الرض وجعل فيها منافع للنمماس فممي أصممناف معايشممهم فممذلك
قوله وأنزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الرض وأنمما علممى ذهمماب بممه
لقادرون فإذا كممان عنممد خممروج يممأجوج ومممأجوج أرسممل جبريممل فيرفممع مممن
الرض القرآن والعلم كله والحجر السود مممن ركممن الممبيت ومقممام إبراهيممم
وتابوت موسى بما فيه وهذه النهار الخمسة فرفممع ذلممك كلممه إلممى السممماء
فذلك قوله تعالى ^ وإنا على ذهاب به لقادرون ^ فإذا رفعت هذه الشممياء
من الرض فقد حرم أهلها خيري الدنيا والخرة ورواه أحمممد بممن عممدي فممي
ترجمة مسلمة هذا مممع أحمماديث غيممره وقممال عامممة أحمماديثه غيممر محفوظممة
وبالجملممة فهممو ممن الضممعفاء قمال البخماري منكمر الحمديث وقممال النسممائي
ومتروك وقال أبو حاتم ل تشتغل به وقال عبد الله بن وهب حدثنا سعيد بن
أبي أيوب
عن عقيل بن خالد عن الزهري أن أبن عباس قال إن في الجنة نهممرا يقممال
له البيدج عليه قباب من ياقوت تحته جوار يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلممى
البيدج فيتصفحون تلك الجوارى فإذا أعجب رجل منهم جارية مس معصمممها
فتتبعه فصل وأما العيون فقد قال تعالى ^ أن المتقين في جنممات وعيممون
^ وقال تعالى أن البرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب
بها عباد الله يفجرونها تفجيرا قال بعض السلف معهم قضبان الذهب حيثممما
مالوا مالت معهم وقد اختلف في قمموله يشممرب بهمما فقممال الكوفيممون البمماء
بمعنى من أي يشرب منها وقال آخرون بل الفعممل مضمممن ومعنممى يشممرب
بها اي يروى بها فلما ضمنه معنمماه عممداه تعممديته وهممذا أصممح وألطممف وأبلممغ
وقال طائفة الباء للظرفية والعين أسم للمكان كممما تقممول كنمما بمكممان كممذا
وكذا ونظير هذا التضمين قوله تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم ضمن معنى
يهم فعدى تعديته وقال تعالى ^ ويسقون فيهمما كأسمما كممان مزاجهمما زنجممبيل
عينا فيها تسمممى سلسممبيل ^ فممأخبر سممبحانه عممن العيممن الممتي يشممرب بهما
المقربون صرفا أن شراب البممرار يمممزج منهمما لن أولئك أخلصمموا العمممال
كلها لله فاخلص شرابهم وهؤلء مزجوا فمممزج شممرابهم ونظيممر هممذا وقمموله
تعالى ^ أن البرار لفمي نعيمم علمى الرائك ينظمرون تعمرف فمي وجموههم
نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختمامه مسمك وفمي ذلمك فليتنمافس
المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون ^ فأخبر سممبحانه
عن مزاج شرابهم بشيئين بالكافور في أول السورة والزنجبيممل فممي آخرهمما
فإن في الكافور من البرد وطيب الرائحة وفي الزنجبيل من الحرارة وطيب
الرائحة ما يحدث لهم باجتماع الشممرابين ومجيممء أحممدهما علممى أثممر الخممر
حالة أخرى أكمل وأطيب وألذ مممن كممل منهممما بممانفراده ويعممدل كيفيممة كممل
منهممما بكيفيممة الخممر وممما ألطممف موقممع ذكممر الكممافور فممي أول السممورة
والزنجبيل في آخرها فإن شممرابهم مممزج أول بالكممافور وفيممه مممن الممبرد ممما
يجيء الزنجبيل بعده فيعد له والظاهر أن الكأس الثانية غيممر الولممى وأنهممما
نوعان لذيذان من الشراب أحدهما مزج بكافور والثاني مزج بزنجبيل
وأيضا فإنه سبحانه أخبر عن مزج شرابهم بالكممافور وبممرده فممي مقابلممة ممما
وصفهم به من حرارة الخوف واليثار والصبر والوفاء بجميع الواجبممات الممتي
نبه على وفائهم بأضعفها وهو ما أوجبوه علممى أنفسممهم بالنممذر علممى الوفمماء
بأعلها وهو ما أوجبه اللممه عليهممم ولهممذا قممال ^ وجزاهممم بممما صممبروا جنممة
وحريرا ^ فإن في الصمبر ممن الخشمونة وحبمس النفمس عمن شمهواتها مما
اقتضى أن يكون في جزائهم من سعة الجنة ونعومة الحرير ممما يقابممل ذلممك
الحبس والخشونة وجمع لهم بين النضرة والسممرور وهممذا جمممال ظممواهرهم
وهممذا حممال بممواطنهم كممما جملمموا فممي الممدنيا ظممواهرهم بشممرائع السمملم
وبواطنهم بحقائق اليمان ونظيره قوله فممي آخممر السممورة ^ عمماليهم ثيمماب
سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة ^ فهذه زينة الظاهر ثم قال
^ وسقاهم ربهم شرابا طهورا ^ فهذه زينة الباطن المطهممر لهممم مممن كممل
أذى ونقص ونظيره قوله تعالى لبيهم آدم عليه السمملم أن لممك أن ل تجمموع
فيهما ول تعمرى وأنمك ل تظممأ فيهما ول تضمحى فضممن لمه أن ل يصميبه ذل
الباطن بالجوع ول ذل الظاهر بالعري وأن ل يناله حر الباطن بالظمأ ول حر
الظاهر بالضحى ونظير هذا ما عدده على عباده من نعمة أنممه أنممزل عليهممم
لباسا يواري سوآتهم ويزين ظواهرهم ولباسا آخر يزيممن بممواطنهم وقلمموبهم
وهو لباس التقوى وأخبر أنه خير اللباسين وقريب من هذا إخبمماره أنممه زيممن
السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كممل شمميطان مممارد فزيممن ظاهرهمما
بالنجوم وباطنها بالحراسة وقريب منه أمره من أراد الحج بالزاد الظاهر ثمم
أخبر أن خير الزاد الزاد الباطن وهو التقوى وقريب منه قول امممرأة العزيممز
عن يوسف ^ فذلكن الذي لمتنني فيه ^ فأرتهن حسنه وجممماله ثممم قممالت
^ ولقد راودتممه عممن نفسممه فاستعصممم ^ فممأخبرتهن بجمممال بمماطنه وزينتممه
بالعفة وهذا كثير في القرآن لمتأمله
الباب الثامن والربعون في ذكر طعام أهل الجنة وشرابهم ومصرفه قال
تعالى ^ أن المتقين في ظلل وعيون وفواكه مما يشتهون كلمموا واشممربوا
هنيئا بما كنتم تعملون ^ وقال تعمالى فأمما ممن أوتمى كتمابه بيمينمه فيقممول
هاؤم اقرؤا كتابيه أني ظننت أني ملق حسابيه فهو في عيشممة راضممية فممي
جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسمملفتم فممي اليممام الخاليممة
وقال تعالى وتلك الجنة
^ الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون
^ وقال تعالى ^ مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها النهار أكلها
دائم وظلهمما ^ وقممال تعممالى ^ وأمممددناهم بفاكهممة ولحممم مممما يشممتهون
يتنازعون فيها كأسمما ل لغممو فيهمما ول تممأثيم ^ وقممال تعممالى ^ يسممقون مممن
رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ^ وفي صممحيح
مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله يأكل أهل الجنممة
ويشربون ول يمتخطون ول يتغوطون ول يبولون طعامهم ذلك جشمماء كريممح
المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس ورواه أيضا مممن روايممة
طلحة بن نافع عن جممابر وفيممه قممالوا فممما بممال الطعممام قممال جشمماء ورشممح
كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد وفي المسند وسنن النسائي بإسناد
صحيح على شرط الصحيح من حديث العمش عممن ثمامممة أبممن عقبممة عممن
يزيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي فقال يما أبمما القاسممم
تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال نعم والذي نفس محمممد بيممده إن
أحدهم ليعطي قوة مائة رجل في الكل والشممرب والجممماع والشممهوة قممال
فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس فممي الجنممة أذى قممال تكممون
حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمممر بطنممه ورواه
الحاكم في صحيحيه ولفظه أتي النبي رجل من اليهود فقال يمما أبمما القاسممم
ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشممربون ويقممول لصممحابه إن أقممر
لي بهذا خصمته فقال رسول الله بلى والذي نفس محمممد بيممده إن أحممدهم
ليعطي قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجممماع فقممال لممه
اليهودي فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال رسول الله حمماجتهم
عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر وقال الحسن بن
عرفة حدثنا خلف بن خليفة عن حميد العرج عن عبد الله بن الحممارث عممن
عبد الله أبن مسعود قال قال لي رسول اللممه أنممك لتنظممر إلممى الطيممر فممي
الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا وقد تقدم حديث أنس في قصممة عبممد
الله بن سلم في أول طعام يأكله أهل الجنة وشممرابهم علممى أثممره وحممديث
أبي سعيد الخدري تكون الرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفأها الجبار بيده
نزل لهل الجنة وقال الحمماكم أنبأنمما الصممم حممدثنا إبراهيممم بممن منقممذ حممدثنا
إدريس
أبن يحيى حدثني الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب عن عصمة بن
مالك الخطمي عن حذيفة قال قال رسول الله إن فممي الجنممة طيممرا أمثممال
البخاتي فقال ابو بكر أنها لناعمة يا رسول الله قممال أنعممم منهمما مممن يأكلهمما
وأنت ممن يأكلها يا ابا بكر قال الحاكم وأنبأنا الصممم حممدثنا يحيممى بممن ابممي
طالب أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا سعيد عن قتادة في قمموله تعممالى ^
ولحم طير مما يشتهون ^ قال ذكر لنا أن أبا بكر قال يا رسول الله إنممي ل
أرى طير الجنة ناعمة كما أن أهلها ناعمون قال من يأكلها أنعممم منهمما وأنهمما
أمثال البخاتي وإني لحتسب على الله أن تأكل منها يا أبا بكر وبهذا السممناد
عن قتادة عن أيوب رجل من أهل البصرة عن عبد الله بن عمرو فممي قمموله
تعالى ^ يطاف عليهم بصممحاف مممن ذهممب وأكممواب ^ قممال يطمماف عليهممم
بسبعين صحفة من ذهب كل صحفة منها فيها لون ليس فممي الخممرى وقممال
الدراوردي حدثني أبن أخي أبن شهاب عن أبيه عن عبد الله بن مسمملم أنممه
سمع أنس بن مالك يقول في الكوثر قال رسول الله هو نهر أعطممانيه ربممي
أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسممل فيممه طيممور أعناقهمما كأعنمماق الجممزر
فقال عمر بن الخطاب أنها يا رسول الله لناعمممة فقممال رسممول اللممه آكلهمما
أنعم منها تابعه إبراهيم بن سعيد عن ابن أخي ابن شهاب وقال فقممال أبممو
بكر بدل عمر وقال عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا عبد الله أبن صممالح عممن
معاوية بن صالح عن علي بن ابي طلحة عن أبن عباس في قمموله تعممالى ^
وكأس من معين ^ يقول الخمر ل فيها غول ويقول ليس فيهمما صممداع وفممي
قوله تعالى ^ ول هم عنها ينزفون ^ يقول ل تذهب عقممولهم وقمموله تعممالى
وكأسا دهاقمما يقممول ممتلئة وقمموله ^ رحيممق مختمموم ^ يقممول الخمممر ختممم
بالمسك وقال علقمة عن أبن مسعود ^ ختامه مسك ^ قال خلطه وليممس
بخاتم ثم يختممم قلممت يريممد واللممه أعلممم أن أخممره مسممك يخممالطه فهممو مممن
الخاتمة ليس من الخاتم وقال زيد بن معاوية سألت علقمة عن قوله تعممالى
^ ختامه مسك ^ فقرأتها خاتمه مسك فقال لي ليست خاتمه ولكن اقممرأه
^ ختامه مسك ^ قال علقمة ختامه خلطه ألم تر أن المممرأة مممن نسممائكم
تقول للطبيب أن خلطه من مسك لكذا وكذا وذكر سعيد بممن منصممور حممدثنا
أبو معاوية عن العمش عن عبد الله بن مرة عن مسممروق الرحيممق الخمممر
المختوم يجدون
عاقبتها طعم المسك وبهذا السناد عممن مسممروق عممن عبممد اللممه فممي قمموله
تعممالى ^ ومزاجممه مممن تسممنيم ^ قممال تمممزج لصممحاب اليميممن ويشممربها
المقربون صرفا وكذلك قال أبن عباس يشرب منها المقربون صرفا وتمزج
لمن دونهم وقال مجاهد ختامه مسك يقول طينة وهذا التفسممير يحتمماج إلممى
تفسير ولفظ الية أوضح منه وكأنه واللممه أعلممم يريممد ممما يبقممى فممي أسممفل
الناء من الدري وذكر الحاكم من حديث آدم حدثنا شيبان عن جابر عن أبممن
سابط عن أبي الدرداء في قوله ^ ختامه مسك ^ قممال هممو شممراب أبيممض
مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم لو أن رجل مممن أهممل الممدنيا أدخممل يممده
فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إل وجد ريح طيبها قال آدم وحدثنا أبو شيبة
عن عطاء قال التسنيم أسم العين التي يمزج بها الخمر وقال المام أحمد
حدثنا هشيم أنبأنا حصين عن عكرمة عن أبن عباس في قوله وكأسمما دهاقمما
قال هي المتتابعة الممتلئة قال ربما سمعت العباس يقول اسقنا وادهق لنمما
وقد تقدم الكلم على قمموله تعممالى ^ أن البممرار يشممربون مممن كممأس كممان
مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ^ وعلممى قمموله ^
ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيل عينا فيها تسمى سلسبيل ^ فقممالت
فرقممة سلسممبيل جملممة مركبممة مممن فعممل وفاعممل وسلسممبيل منصمموب علممى
المفعول أي سل سبيل إليها وليس هذا بشيء وإنما السلسبيل كلمة مفردة
وهي أسممم للعيممن نفسممها بإعتبممار صممفتها ولقممد شممفى قتممادة ومجاهممد فممي
إشتقاق اللفظة فقال قتادة سلسممة فهممم يصممرفونها حيممث شمماؤا وهممذا مممن
الشتقاق الكبر وقال مجاهد سلسة السيل حديدة الجرية وقال أبممو العاليممة
والمقابلن تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم وهذا من سلسممتها وحممدة
جريتها وقال آخرون معناها طيبة الطعم والمذاق وقال إبو إسحاق سلسبيل
صفة لما كان في غاية السلسة فسممميت العيممن بممذلك وقممال أبممن النبمماري
الصواب في سلسبيل أنه صفة للماء وليس بإسم للعيممن واحتممج علممى ذلممك
بحجتين إحداهما أن سلسبيل مصروف ولو كممان إسممما للعيممن لممم يصممرف
للتأنيث والعلمية الثانية أن أبن عباس قمال معنماه أنهما تنسمل فمي حلموقهم
انسلل قلت ول حجة له في واحدة منهما أما الصرف فل اقتضاء رؤس الي
له كنظائره وأما قول أبن عباس فإنممما يممدل علممى أن العيممن سممميت بممذلك
بأعتبار صفة السلسة والسهولة فقد تضمممنت هممذه النصمموص أن لهممم فيهمما
الخبز واللحم والفاكهة والحلوى وأنواع الشربة من
الماء واللبن والخمممر وليممس فممي الممدنيا مممما فممي الخممرة إل السممماء وأممما
المسميات فبينها من التفمماوت ممما ل يعلمممه البشممر فممأن قيممل فممأين يشمموي
اللحم وليس في الجنة نار فقد أجاب عن هممذا بعضممهم بممأنه يشمموي ب كممن
وأجاب آخرون بأنه يشوى خارج الجنة ثم يؤتي به إليهم والصواب أنه يشوي
في الجنة بأسباب قدرها العزيز الحكيم لنضمماجه وإصمملحه كممما قممدر هنمماك
أسبابا لنضاج الثمر والطعام على أنممه ل يمتنمع أن يكمون فيهما نمار تصمملح ل
تفسد شيئا وقد صح عنه أنه قال مجامرهم اللوة والمجامر جمع جمرة وهو
البخور الذي يتبخر بإحراقه واللوة العود المطري فأخبر أنهممم يتجمممرون بممه
أي يتبخرون بإحراقه لتسطع لهم رائحتمه وقممد أخممبر سمبحانه أن فممي الجنممة
ظلل والظلل ل بد أن تفيء مما يقابلها فقال ^ هممم وأزواجهممم فممي ظلل
على الرائك متكئون ^ وقال ^ أن المتقين فممي ظلل وعيممون ^ وقممال ^
وندخلهم ظل ظليل ^ فالطعمة والحلوى والتجمر تستدعي أسباب تتممم بهمما
والله سبحانه خالق السبب والمسبب وهو رب كل شمميء ومليكممه ل إلممه إل
هو وكذلك جعل لهم سبحانه أسممبابا تصممرف الطعممام مممن الجشمماء والعممرق
الذي يفيض من جلودهم فهممذا سممبب إخراجممه وذاك سممبب إنضمماجه وكممذلك
جعممل فممي أجمموافهم مممن الحممرارة ممما يطبممخ ذلممك الطعممام ويلطفممه ويهيئه
لخروجه رشحا وجشاء وكذلك ما هناك من الفممواكه والثمممار يخلممق لهمما مممن
الحرارة ما ينضجها ويجعل سبحانه أوراق الشجر ظللها فرب الدنيا والخرة
واحد وهو الخالق للسباب والحكم ما يخلقه فممي الممدنيا والخممرة والسممباب
مظهر أفعاله وحكمته ولكنها تختلممف ولهممذا يقممع التعجممب مممن العبممد لممورود
أفعاله سبحانه على أسباب غير السممباب المعهممودة المألوفممة وربممما حملممه
ذلك على النكار والكفممر وذلممك محممض لجهممل والظلممم وإل فليسممت قممدرته
سبحانه وتعالى مقصرة عن أسباب أخر ومسببات ينشئها منها كما ل تقصممر
قدرته في هذا العالم المشهود عن أسبابه ومسبباته وليس هذا باهون عليممه
من ذلك ولعل النشأة الولى التي أنشأها الرب سبحانه وتعالى فيها بالعيمان
والمشاهدة أعجب من النشأة الثانية التي وعدنا بها إذا تأملها اللممبيت ولعممل
إخراج هذه الفواكه والثمار من بين هممذه التربممة الغليظممة والممماء والخشممب
والهواء المناسب لها أعجب عند العقمل ممن إخراجهما ممن بيمن تربمة الجنمة
ومائها وهوائها ولعل إخراج هذه الشربة التي هي غذاء
ودواء وشراب ولذة من بين فرث ودم ومن قيء ذباب أعجب مممن إجرائهمما
أنهارا في الجنمة بأسمباب أخمر ولعمل إخمراج جموهري المذهب والفضمة ممن
عروق الحجارة من الجبال وغيرها أعجب من إنشائها هناك من أسباب أخممر
ولعل إخراج الحرير من لعاب دودة القز وبنائها على أنفسها القبمماب الممبيض
والحمر والصفر أحكم بناء أعجب من إخراجه من أكممام تنشممق عنممه شممجر
هناك قممد أودع فيهمما وأنشمميء منهمما ولعممل جريممان بحممار الممماء بيممن السممماء
والرض على ظهور السحاب اعجب من جريانها في الجنة فممي غيممر أخممدود
وبالجملة فتأمل آيات الله التي دعا عباده إلى التفكر فيها وجعلها آيات دالممة
على كمال قدرته وعلمه ومشيئته وحكمتممه وملكممه وعلممى توحممده بالربوبيممة
واللهية ثم وازن بينهما وبين ما أخبر به من أمر الخممرة والجنممة والنممار تجممد
هذه أدل شيء على تلك شاهدة لها وتجدهما من مشكاة واحدة ورب واحممد
وخالق واحد ومالك واحد فبعدا لقوم ل يؤمنون
الباب التاسع والربعون في ذكر آنيتهم التي يأكلون فيها ويشربون
وأجناسها وصفاتها قال تعالى ^ يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكممواب
^ فالصحاف جمع صحفة قال الكلبي بقصاع من ذهب وقال الليث الصحفة
قصممعة مسمملنطحة عريضممة الجمممع صممحاف قممال العشممى والمكاكيممك
والصحاف من الفضة %والضامرات تحممت الرجممال وأممما الكممواب فجمممع
كوب قال الفراء الكوب المستدير الممرأس الممذي ل أذن لممه وأنشممد العممدي
متكئا تصفق أبوابه %يسعى عليه العبد بالكوب وقممال أبممو عبيممد الكممواب
الباريق التي ل خراطيم لها قال أبو إسحاق وإحدها كوب وهو إناء مسممتدير
ل عروة له وقال ابن عباس هي الباريق التي ليست لها آذان وقممال مقاتممل
هممي أوان مسممتديرة الممرأس ليممس لهمما عممرى وقممال البخمماري فممي صممحيحه
الكممواب والبمماريق الممتي لهمما خراطيممم وقممال تعممالى يطمموف عليهممم ولممدان
مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين البمماريق هممي الكممواب الممتي لهمما
خراطيم فإن لم يكن لها خراطيم ول عرى فهي أكواب وإبريممق إفعيممل مممن
البريق وهو الصفاء فهو الذي يبرق لونه من صفائه ثممم سمممى كممل ممما كممان
على
شكله إبريقا وإن لم يكن صافيا وأباريق الجنة من الفضة في صفاء القوارير
يرى من ظاهرها ما في باطنها والعرب تسمي السمميف إبريقمما لممبريق لممونه
ومنه قول ابن أحمر تعلفممت إبريقما وعلقممت جفنممه %ليهلمك حيمما ذا زهمماء
وخامل وفمي نموادر اللحيمماني امممرأة إبريمق إذا كممانت براقمة وقمال تعمالى
يطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قممدروها
تقديرا فالقوارير هي الزجاج فأخبر سبحانه وتعالى عن مادة تلك النية أنهمما
من الفضة وأنها بصفاء الزجاج وشفافيته وهذا من أحسن الشممياء وأعجبهمما
وقطع سبحانه توهم كون تلك القوارير ممن زجمماج فقممال قمموارير ممن فضممة
قال مجاهد وقتممادة ومقاتممل والكلممبي والشممعبي قمموارير الجنممة مممن الفضممة
فاجتمع لها بياض الفضة وصفاء القوارير قال ابن قتيبة كل ما في الجنة من
النهار وسررها وفرشها وأكوابها مخالف لما في الدنيا من صنعة العباد كممما
قال ابن عباس ليس في الدنيا شيء مما فممي الجنممة إل السممماء والكممواب
في الدنيا قد تكون من فضة وتكون من قوارير فأعلمنا الله أن هناك أكوابمما
لها بياض الفضة وصفاء القوارير قال وهذا على التشممبيه أراد قمموارير كأنهمما
مممن فضممة وهممذا كقمموله تعممالى كممأنهن اليمماقوت والمرجممان أي لهممن ألمموان
المرجان في صفاء الياقوت وهذا مردود عليممه فممإن اليممة صممريحة أنهمما مممن
فضة ومن ههنا لبيان الجنس كما تقول خماتم ممن فضمة ول يممراد بمذلك أنمه
يشبه الفضة بل جنسه ومادته الفضة ولعلممه أشممكل عليممه كونهمما مممن فضممة
وهي قوارير وهو الزجاج وليس في ذلك إشكال لما ذكرنمماه وقمموله قممدروها
تقديرا التقدير جعل الشيء بقدر مخصوص فقدرت الصناع هذه النية علممى
قدرريهم ل يزيد عليه ول ينقص منه وهذا أبلغ من لممذة الشممارب فلممو نقممص
عن ربه لنقص التذاذه ولو زاد حتى يشمئز منه حصل له مللممة وسممامه مممن
الباقي هذا قول جماعممة مممن المفسممرين قممال الفممراء قممدروا الكممأس علممى
قدرري أحدهم ل فضل فيه ول عجز عن ريه وهو ألذ الشراب وقال الزجمماج
جعلوا الناء على قدر ما يحتاجون إليه ويريدونه وقال أبو عبيد يكون التقدير
الذين يسقون يقدرونها ثم يسممقون يعنممي أن الضمممير فممي قممدروا للملئكممة
والخدم قدروا الكأس على قدر الري فل يزيد عليه فيثقممل الكممف ول ينقممص
منه فطلبت النفس الزيادة
كما تقدم وقالت طائفة الضمير يعممود علممى الشمماربين أي قممدروا فممي أنهممم
شيئا فجاءهم المر بحسب ما قدروه وأرادوه وقول الجمهممور أحسممن وأبلممغ
وهو مستلزم لهذا القول والله أعلم وأما الكأس فقال أبمو عبيمدة همو النمماء
بما فيه وقال أبو إسحاق الكأس الناء إذا كان فيه خمممر ويقممع الكممأس لكممل
إناء مع شرابه والمفسرون فسروا الكأس بالخمر وهو قول عطمماء والكلممبي
ومقاتل حتى قال الضحاك كل كأس في القرآن فإنما عني بممه الخمممر وهممذا
نظر منهم إلى المعنممى والمقصممود فممإن المقصممود ممما فممي الكممأس ل النمماء
نفسه وأيضا فمأن ممن السمماء مما يكمون اسمما للحمال والمحمل مجتمعيمن
ومنفردين كالنهر والكأس فإن النهر اسمم للمماء ولمحلمة معما ولكمل منهمما
على انفراده وكذلك الكممأس والقريممة ولهممذا يجيممء لفممظ القريممة مممرادا بممه
الساكن فقط والمسكن فقط والمران معا وقد أخرجا في الصممحيحين مممن
حديث أبي موسى الشعري أن رسول الله قال جنتان من ذهب آنيتهما وممما
فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى
ربهم إل رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن وفيهما أيضا من حديث أبممي
هريرة قال قال رسول الله إن أول زمرة يدخلون الجنة على صممورة القمممر
ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ل يبولممون
ول يتغوطون ول يمتخطون ول يتفلون أمشاطهم الذهب ورشممحهم المسممك
ومجامرهم اللوة وأزواجهم الحور العين أخلقهم على خلق رجل واحد على
صورة أبيهم آدم عليه السلم ستون ذراعا في السماء وفي الصحيحين مممن
حديث حذيفة بن اليمان أن النبي قال ل تشربوا في آنية الذهب والفضة ول
تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم فممي الخممرة وقممال أبممو يعلممى
الموصلي في مسنده حدثنا ثوبان حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت قال
قال أنس كان رسول الله يعجبه الرؤيا فربما رأى الرجل الرؤيا فيسأل عنممه
إذا لم يكن يعرفه فإذا أثنممى عليممه معممروف كممان أعجممب لرؤيمماه إليممه فممأتته
امرأة فقالت يا رسول الله رايت كأني أتيت فأخرجت من المدينممة فممأدخلت
الجنة فسمعت وجبة انفتحت لها الجنة فنظرت فإذا فلن بن فلن وفلن بن
فلن فسمعت أثني عشر رجل كان رسول اللممه قممد بعممث سممرية قبممل ذلممك
فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل أذهبوا بهم إلى نهر
البيدخ أو البيدح فغمسوا فيه فخرجمموا ووجمموههم كممالقمر ليلممة البممدر فممأتوا
بصحفة من ذهب فيها بسر فأكلوا من ذلك البسر ما شاؤا فما يقلبونها مممن
وجه إل أكلوا من الفاكهممة ممما أرادوا واكلممت معهممم فجمماء البشممير مممن تلممك
السرية فقال أصيب فلن بن فلن حتى عممد اثنممي عشممر رجل فممدعا رسممول
الله المرأة فقال قصي رؤياك فقصتها وجعلت تقممول جممئ بفلن وفلن كممما
قال رواه المام أحمد في مسنده بنحوه واسناده على شرط مسلم
الباب الخمسون في ذكر لباسممهم وحليهممم ومنمماديلهم وفرشممهم وبسممطهم
ووسائدهم
ونمارقهم وزرابيهم قال تعممالى إن المتقيممن فممي مقممام أميممن فممي جنممات
وعيون يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين وقال تعالى إن الممذين آمنمموا
وعملوا الصالحات إنا ل نضيع أجر من أحسممن عمل أولئك لهممم جنممات عممدن
تجري من تحتهم النهار يحلون فيهمما مممن أسمماور مممن ذهممب ويلبسممون ثيابمما
خضرا من سممندس وإسممتبرق متكئيممن فيهمما علممى الرائك قممال جماعممة مممن
المفسرين السندس مارق من الديباج والستبرق ما غلظ منه وقالت طائفة
ليس المراد به الغليظ ولكن المراد بن الصممفيق وقممال الزجمماج هممما نوعممان
من الحرير وأحسن اللوان والخضر والين اللباس الحريممر فجمممع لهممم بيممن
حسن منظر اللباس والتذاذ العين به وبين نعومته والتذاذ الجسممم بممه وقممال
تعالى ^ ولباسهم فيها حرير ^ وههنا مسألة وهممذا موضممع ذكرهمما وهممي أن
الله سبحانه وتعالى أخبر أن لباس أهل الجنة حرير وصح عن النبي أنه قممال
من لبس الحرير في الدنيا لمم يلبسمه فممي الخممرة متفممق علمى صمحته ممن
حديث عمر بن الخطاب وأنس بن مالك وقد أختلف في المراد بهذا الحديث
فقالت طائفة من السلف والخلف أنممه ل يلبممس الحريممر فممي الجنممة ويلبممس
غيره من الملبس قالوا وأما قموله تعمالى ^ ولباسمهم فيهما حريمر ^ فممن
العام المخصوص وقال الجمهور وهذا من الوعيد الذي له حكممم أمثمماله مممن
نصوص الوعيد التي تدل على أن الفعل مقتض لهذا الحكم وقد يتخلف عنممه
لمانع وقد دل النص والجماع على أن التوبة مانعة من لحوق الوعيممد ويمنممع
من لحوقه أيضا الحسنات الماحيممة والمصممائب المكفممرة ودعمماء المسمملمين
وشفاعة من يأذن الله له في الشفاعة فيه وشممفاعة أرحممم الراحميممن إلممى
نفسه فهذا الحديث نظير الحديث الخممر مممن شممرب الخمممر فممي الممدنيا لممم
يشربها في الخرة وقال تعالى ^ وجزاهم بما ^
صبروا جنة وحريرا وقال عاليهم ثياب سندس من خضر وإستبرق وتأمل ممما
دلت عليه لفظة عاليهم من كون ذلك اللباس ظاهرا بارزا يجمل ظممواهرهم
ليس بمنزلة الشعار الباطن بل الذي يلبس فوق الثياب للزينة والجمال وقد
اختلف القراء السبعة في نصب عاليهم ورفعه على قراءتين واختلف النحاة
في وجه نصبه هل هو علممى الظممرف أو علممى الحممال علممى قممولين واختلممف
المفسرون هل ذلك للولدان الذين يطوفون عليهم فيطوفون وعليهمم ثيماب
السندس والستبرق أو للسادات الذين يطوفون عليهممم الولممدان فيطوفممون
على ساداتهم وعلى السادات هذه الثياب وليس الحال ههنا بالبين ول تحتممه
ذلك المعنى البديع الرائع فالصواب أنه منصوب على الظرف فإن عاليا لممما
كان بمعنى فوق أجرى مجراه قال أبو علي وهذا الوجه أبيممن وهممو أن عاليمما
صفة فجعل ظرفا كما كان قوله الركب أسفل منكم كذلك وكممما قممالوا هممو
ناحية من الدار واما من رفع عاليهم فعلى البتداء وثيمماب سممندس خممبره ول
يمنع من هذا إفراد عال وجمع الثياب لن فاعل قد يراد به لكثرة كما قممال
أل إن جيراني العشية رائح %دعتهم دواع من هوى ومنمماوح وقممال تعممالى
^ مستكبرين به سامرا تهجرون ^ ومن رفع خضرا أجراه صفة للثياب وهو
القيس من وجوه أحدها المطابقة بينهما في الجمع الثمماني ممموافقته لقمموله
تعالى ^ ويلبسون ثيابا خضرا ^ الثالث تخلصه ممن وصممف المفممرد بمالجمع
ومن جر أجراه صفة للسندس على إرادة الجنممس كممما يقممال أهلممك النمماس
الدينار الصفر والدرهم البيض وتترجح القراءة الولى بوجه رابممع أيضمما وهممو
أن العرب تجيء بالجمع الذي هو في لفظ الواحممد فيحرونممه مجممرى الواحممد
كقوله تعالى ^ الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا ^ وكقوله ^ كممأنهم
أعجاز نخل منقعر ^ فإذا كممانوا قممد أفممردوا صممفات هممذا النمموع مممن الجمممع
فافراد صفة الواحد وإن كان في معنى الجمع أولى وفممي إسممتبرق قراءتممان
الرفع عطفا على ثياب والجر عطفا على سندس وتأمل كيف جمع لهم بيممن
نوعي الزينمة الظماهرة ممن اللبماس والحلمي كمما جممع لهمم بيمن الظماهرة
والباطنممة كممما تقممدم قريبمما فحمممل البممواطن بالشممراب الطهممور والسممواعد
بالساور والبدان بثياب الحرير وقال تعممالى ^ إن اللممه يممدخل الممذين آمنمموا
وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها النهار يحلون فيها من أسمماور مممن
^
^ ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ^ واختلفوا فممي جممر لؤلممؤ ونصممبه فمممن
نصبه ففيه وجهان أحدهما أنه عطف على موضع قمموله مممن اسمماور والثمماني
أنه منصوب بفعل محذوف دل عليه الول أي ويحلون لؤلؤا ومن جممره فهممو
عطف على الذهب ثم يحتمل أمرين أحدهما أن يكون لهم أساور من ذهممب
وأساور من لؤلؤ ويحتمل أن تكون الساور مركبة من المريممن معمما الممذهب
المرصع باللؤلؤ والله أعلم بما أراد قال ابممن أبممي الممدنيا حممدثني محمممد بممن
رزق حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عتبة بن سعد قاضي الري عن جعفممر
بن أبي المغيرة عن شمر بن عطية عن كعب قال أن لله عز وجل ملكا منذ
يوم خلق يصوغ حلي أهل الجنة إلى أن تقوم الساعة لو أن قلبمما مممن حلممي
أهل الجنة أخرج لذهب بضوء شعاع الشمس فل تسألوا بعد هممذا عممن حلممي
أهل الجنة حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنممبري حممدثنا أبممي عممن أشممعث
عن الحسن قال الحلي في الجنة على الرجال أحسن منا على النساء حدثنا
أحمد بن منيع حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا يزيممد بممن أبممي
حبيب عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي
قال لو أن رجل من أهل الجنة أطلع فبدأ سواره لطمس ضوء الشمس كما
تطمس الشمس ضوء النجوم وقال ابن وهب حدثني أبن لهيعممة عممن عقيممل
بن خالد عن الحسن عن أبي هريرة قال إن أبا أمامة حدث أن رسممول اللممه
حدثهم وذكر حلى أهل الجنة فقال مسورون بالذهب والفضة مكللون بالممدر
عليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة وعليهم تاج كتاج الملوك شممباب مممرد
مكحلون وقد أخرجا في الصحيحين والسممياق لمسمملم عممن أبممي حممازم قممال
كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصمملة فكممان يمممد يممده حممتى يبلممغ إبطممه
فقلت يا أبا هريرة ما هذا الوضمموء فقممال يمما بنممي نممبي فممروخ أنتممم ههنمما لممو
علمت أنكم ههنا ما توضأت هذا الوضوء سممعت خليلممي يقمول تبلمغ الحليممة
من المؤمن حيث يبلغ الوضموء وقممد احتممج بهمذا ممن يمرى اسممتحباب غسمل
العضد وإطالته والصحيح انه ل يستحب وهو قول أهممل المدينممة وعممن أحمممد
روايتان والحديث ل تدل على الطالة فإن الحلية إنممما تكممون فممي زينممة فممي
الساعد والمعصم ل في العضد والكتف وأما قمموله فمممن إسممتطاع منكممم أن
يطيل غرته فليقل فهذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلم أبممي هريممرة ل
من كلم النبي
بين ذلك غير واحد من الحفاظ وفي مسند المممام أحمممد فممي هممذا الحممديث
قال نعيم فل أدري قوله من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل مممن كلم
النبي أو شيء قاله أبو هريرة من عنده وكان شمميخنا يقممول هممذه اللفظممة ل
يمكن أن تكون من كلم رسول الله فإن الغرة ل تكون في اليد ل تكممون إل
في الوجه وإطالته غير ممكنة إذ تدخل في الرأس فل تسمى تلك غرة وفي
صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال من يدخل الجنة ينعم ول يبممأس
ول تبلي ثيابه ول يفنى شبابه في الجنة ممما ل عيممن رأت ول أذن سمممعت ول
خطر على قلب بشر وقوله ل تبلى ثيابه الظاهر أن المراد به الثياب المعينة
ل يلحقها البلى ويحتمل أن يراد به الجنس بممل ل يممزال عليممه الثيمماب الجممدد
كما أنها ل ينقطع أكلها في جنسه بل كل مأكول يخلفه أخر والله أعلم قممال
المام أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا محمد بن أبي الوضاح حممدثنا
العلء ابن عبد الله بن رافع حدثنا حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمر قال
جاء أعرابي حرمي فقال يا رسول الله أخبرنا عن الهجرة إليممك أينممما كنممت
أم لقوم خاصة أم إلى أرض معلومة إذا مت انقطعت فسأل ثلث مرات ثم
جلس فسكت رسول الله يسميرا ثمم قمال ايمن السمائل فقمال هما همو ذا يما
رسول الله قال الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهممر منهمما وممما بطممن وتقيممم
الصلة وتؤتي الزكاة ثم أنت مهاجر وأن مممت بالحضممر فقممام آخممر فقممال يمما
رسول الله أخبرني عن ثياب أهل الجنة أتخلممق خلقمما أم تنسممج نسممجا قممال
فضحك بعض القوم فقمال رسمول اللمه تضمحكون ممن جاهمل يسمأل عالمما
فأسكت النبي ساعة ثم قال أين السائل عن ثياب أهل الجنة فقال ها هو ذا
يا رسول الله قال ل بل يشقق عنها ثمر الجنة ثلث مرات وقممال الطممبراني
في معجمه حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني والحسن بن علممي الفسمموي قممال
حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا فضيل أبن مرزوق عن أبي إسحاق عن عمرو
بن ميمون عممن عبممد اللممه عممن النممبي قممال أول زمممرة يممدخلون الجنممة كممأن
وجوههم ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري
في السماء لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين على كل زوجة سبعون
حلة يرى مخ سوقها من وراء لحومها وحللها كما يرى الشمراب الحممر فمي
الزجاجة البيضاء وهذا السناد على شرط
الصحيح وقال المممام أحممد حمدثنا يمونس بمن محممد حممدثنا الخزرجمي عممن
عثمان السعدي حدثنا أبو أيوب مولى لعثمان بن عفان عن أبي هريرة قممال
قال رسول الله لقيد سوط أحدكم من الجنممة خيممر مممن الممدنيا ومثلهمما معهمما
ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلهمما معهمما ولنصمميف امممرأة
من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها قال قلت يا رسممول اللممه وممما النصمميف
قال الخمار وقال أبن وهب أخبرنا عمرو أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبممي
الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قممال رسممول اللممه أن الرجممل ليتكممئ فممي
الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكبيه فينظر
وجهه في خدها أصفى من الممرآة وأن أدنمى لؤلمؤة عليهمما لتضميء مما بيمن
المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلم ويسممألها مممن أنممت فتقممول أنمما
المزيد وأنه ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبى فينفممذها
بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وأن عليها التيجان وأن أدنى لؤلؤة
عليها لتضيء ما بين المشممرق والمغممرب وروى الترمممذي ذكممر التيجممان وأن
أدنى لؤلؤة عن سويد ابن نصر عن رشدين بن سعد عن عمرويه وقال أبممن
أبي الدنيا حدثنا محمد بن ادريس الحنظلي حدثنا أبو عتبممة حممدثنا إسممماعيل
بن عياش عن سعيد بن يوسمف عمن يحيمى ابمن أبمي كمثير عمن أبمي سملم
السود قال سمعت أبا أمامة يحدث عن رسول الله قال ما منكممم ممن أحممد
يدخل الجنة إل انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامهمما فيأخممذ مممن أي ذلممك
شاء ابيض وإن شاء أحمر وأن شاء اخضر وإن شاء أصممفر وإن شمماء أسممود
ومثل شقائق النعمان وأرق وأحسن قال أبن أبي الممدنيا وحممدثنا سممويد عممن
سعيد حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي عن خالد الزميل أنممه سمممع أبمماه قممال
قلت لبن عباس ما حلل الجنة قال فيها شجرة فيها ثمر كممأنه الرمممان فممإذا
أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت عن سبعين حلة ألوانا
بعد ألوان ثم تنطبق ترجع كما كانت قال وحممدثنا عبممد اللممه بممن أبممي خيثمممة
حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ابممن لهيعممة حممدثني دراج أبممو السمممح أن أبمما
الهيثم حدثه عن أبي سعيد عن رسول الله أن رجل قال لممه يمما رسممول اللممه
طوبى لمن آراك وآمن بك فقال طمموبى لمممن رآنممي وآمممن بممي وطمموبى ثممم
طوبى لمن آمن بي ولم يرني فقال له رجل وما طوبى قال شجرة في
جنة مسيرة مائة عممام ثيمماب أهممل الجنممة تخممرج مممن أكمامهمما قممال وحممدثني
يعقوب أبن عبيد حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن أبي المهممزم
قال قال أبو هريرة هريرة دار المؤمن في الجنممة لؤلممؤة فيهمما شممجرة تنبممت
الحلل فيأخذ الرجل بإصبعيه وأشار بالسابة والبهممام سممبعين حلممة ممنطقممة
باللؤلؤ والمرجان قال وحدثنا حمزة ابن العباس حدثنا عبد اللممه بممن عثمممان
أنبأنا أبن المبارك أنبأنا صفوان بن حمزة عن شريح بن عبيد قال قال كعممب
لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة لبس اليوم في الدنيا لصق من ينظر إليه وما
حملته أبصارهم وقال عبد الله بن المبارك أنبأنمما سممليمان بمن المغيممرة عممن
حميد بن هلل عن بشر بن كعب أو غيره قال ذكر لنا أن الزوجة مممن أزواج
الجنة لها سبعون حلة هي أرق من شقيقكم هذا ويرى مخ سمماقها مممن وراء
اللحم وفي الصحيحين عن أنس بممن مالممك قممال أهممدى أكيممد رد دومممة إلممى
النبي جبة من سندس فتعجب الناس من حسممنها فقممال لمناديممل سممعد فممي
الجنة أحسن من هذا وفي الصممحيحين أيضمما مممن حممديث الممبراء قممال أهممدى
لرسول الله ثوب حرير فجعلوا يعجبون من لينه فقال رسممول اللممه تعجبممون
من هذا لمناديل سعد اين معاذ في الجنة أحسن من هذا ول يخفممى ممما فممي
ذكر سعد بن معاذ بخصوصه ههنا فإنه كان في النصار بمنزلة الصممديق فممي
المهاجرين واهتز لموته العرش وكان ل يأخذه في الله لومة لئم وختم اللممه
له بالشهادة وآثر رضمما اللممه ورسمموله علممى رضمما قممومه وعشمميرته وخلفممائه
ووافق حكمه الذي حكم به حكم الله فوق سبع سموات ونعمماه جبريممل إلممى
النبي يوم موته فحق له أن تكون مناديله الممتي يمسممح بهمما يمديه فممي الجنممة
أحسن من حلل الملوك فصل ومن ملبسهم التيجان على رؤسممهم ذكممر
البيهقي من حديث يعقوب بن حميدا بن كاسب أنبأنا هشام بن سليمان عن
عكرمة عن إسماعيل بن رافع عن سعد المقبري وزيد بممن أسمملم عممن أبممي
هريرة عن النبي قال من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار ويحل حللممه
ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه وجعله رفيق السممفرة الكممرام الممبررة
وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له
البسط قال وأهل المدينة يقولون هي البسط وأما النمارق فقممال الواحممدي
هي الوسائد فممي قممول الجميممع وأحممدها بضممم النممون وحكممى الفممراء نمرقممة
بكسرها وأنشد أبو عبيدة إذا ما بساط الله ومد وقربت %للممذاته أنممماطه
ونمارقه قال الكلبي وسائد مصفوفة بعضها إلممي بعممض وقممال مقاتممل هممي
الوسائد مصفوفة على الطنافس وزرابي بمعنى البسط والطنافس وأحممدها
زريبة في قول جميع أهل اللغة والتعبير ومبثوثة مبسوطة منشممورة فصممل
وأما الرفرف فقال الليث ضممرب مممن الثيمماب خضممر تبسممط الواحممد رفرفممة
وقال أبو عبيدة الرفارف البسط وأنشمد لبمن مقبمل وأنما لنمازلون تغشمى
نعالنا %سواقط من أصناف ريط ورفرف وقال أبو إسحاق قالوا الرفرف
ههنا رياض الجنة وقالوا الرفرف الوسائد وقالوا الرفممرف المحممابس وقممالوا
فضول المحابس للفرش وقال المبرد هو فضول الثياب التي تتخممذ الملمموك
في الفرش وغيره وقال الواحدي وكان القرب هذا لن الغرب تسمى كسر
الخباء والخرقة التي تخاط في أسفل الخباء رفرفا ومنه الحديث فممي وفمماة
النبي فرفع الرفرف فرأينا وجهه كأنه ورقة قال إبن العرابي الرفرف ههنمما
طرف البساط فشبه ما فضل من المحابس عممما تحتممه بطممرف الفسممطاط
فسمى رفرف قلت أصل هذه الكلمة من الطرف أو الجانب فمنه الرفممرف
في الحائط ومنه الرفرف وهو كسر الخباء وجوانب الممدرع وممما تممدلى منهمما
الواحدة رفرفة ومنه رفرف الطير إذا حممرك جنمماحه حممول الشمميء يريممد أن
يقع عليه والرفرف ثياب خضر يتخذ منها المحابس الواحدة رفرفة وكممل ممما
فضل من شيء فثنى وعطف فهو رفرف وفي حديث ابن مسعود في قوله
عز وجل ^ لقد رأى من آيات ربممه الكممبرى ^ قممال رأى رفرفمما أخضممر سممد
الفق وهو في الصحيحين فصل وأما العبقري فقال أبو عبيممدة كممل شمميء
من البسط عبقري قال ويممرون أنهمما أرض توشممى فيهمما وقممال الليممث عبقممر
موضع بالبادية كثير الجن يقال كأنهم جن عبقر قممال أبممو عبيممدة فممي حممديث
النبي ذكر عمر فلم أر
عبقريا يفري فرية وأنما أصل هذا فيما يقال إنه نسب إلى عبقر وهممي أرض
يسكنها الجن فصار مثل منسوبا إلى شيء رفيع وأنشد لزهير نخممال عليهمما
جبة عبقرية %جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا وقال ابو الحسن الواحدي
وهذا القول هو الصحيح في العبقري وذلك أن العرب إذا بالغت فممي وصممف
شيء نسبته إلممى الجمن أو شممبهته بهمم ومنممه قمول لبيمد جمن النممدا رواسمميا
أقدامها وقال آخر يصممف امممرأة جنيممة ولهمما جممن يعلمهمما %رمممي القلمموب
بقوس ما لها وتر وذلك أنهم يعتقدون فمي الجمن كمل صمفة عجيبمة وأنهمم
يأتون بكل أمر عجيب ولما كان عبقممر معروفمما بسمكناهم نسمبوا كممل شميء
يبالغ فيه إليها يريدون بذلك أنه من عملهم وصنعهم هذا هو الصل ثممم صممار
العبقري اسما ونعتا لكل ما بولغ في صفته ويشهد لما ذكرنا بيت زهير فممإنه
نسب الجن إلى عبقر ثم راينا أشياء كممثيرة نسممبت إلممى عبقممر غيممر البسممط
والثياب كقوله في صفة عمر عبقريا وروى سلمة عن الفراء قممال العبقممري
السمميد مممن الرجممال وهممو الفمماخر مممن الحيمموان والجمموهر فلممو كممانت عبقممر
مخصوصة بالوشى لما نسب إليها غير الموشى وإنممما ينسممب إليهمما البسممط
الموشية العجيبة الصنعة كما ذكرنا كما نسب إليها كل ممما بولممغ فممي وصممفة
قال ابن عباس وعبقري يريد البسط الطنافس وقال الكلبي هي الطنممافس
المجملة وقممال قتممادة هممي عتمماق الزرابممي وقممال مجاهممد الممديبا 4ج الغليممظ
وعبقري جمع واحده عبقرية ولهذا وصف بممالجمع فتأمممل كيممف وصممف اللممه
سبحانه وتعالى الفرش بأنها مرفوعة والزرابي بأنها مبثوثممة والنمممارق بأنهمما
مصفوفة فرفممع الفممرش دال علممى سمممكها ولينهمما وبممث الزرابممي دال علممى
كثرتها وأنها في كل موضع ل يختص بها صدر المجلس دون مؤخره وجوانبه
وصف المساند يدل على أنها مهيأة للستناد إليها دائما ليست مخبممأة تصممف
في وقت دون وقت والله أعلم
الباب الحادي والخمسون في ذكر خيامهم وسررهم وأرائكهم وبشممخاناتهم
قال
تعالى ^ حور مقصورات في الخيممام ^ وفممي الصممحيحين ممن حممديث أبممي
موسى الشعري عن النبي قممال أن للمممؤمن فممي الجنممة لخيمممة مممن لؤلممؤة
واحدة مجوفة طولها ستون ميل فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فل يرى
بعضهم بعضا وفي لفظ لهما فممي الجنممة خيمممة مممن لؤلممؤة مجوفممة عرضممها
ستون ميل في كل زاوية منها أهل ما يرون الخرين يطوف عليهممم المممؤمن
وفي لفظ آخر لهما أيضا الخيمة درة طولها في السماء ستون ميل في كممل
زاوية منها أهل للمؤمن ل يراهم الخرون وللبخاري وحده فممي لفممظ طولهمما
ثلثون ميل وهذه الخيم غير الغرف والقصممور بممل هممي خيممام فممي البسمماتين
وعلى شواطئ النهار وقال ابن أبي الدنيا حدثنا الحسمين بمن عبمد الرحممن
عن أحمد بن أبي الحوري قال سمعت أبما سمليمان قمال ينشمأ خلمق الحمور
العين انشأ فأذا تكامل خلقهن ضربت عليهم الملئكة الخيممام وقممال بعضممهم
لما كن أبكارا وعادة البكر أن تكون مقصورة في خدرها حتى يأخممذها بعلهمما
أنشأ الله تعالى الحور وقصرهن في خدور الخيممام حممتى يجمممع بينهممن وبيممن
اوليائه في الجنة وقال ابن أبي الدنيا حدثنا إسحاق حدثنا وكيع حدثنا سفيان
عن جابر عن القاسم بن ابي بزة عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبمد اللمه
قال لكل مسلم خيرة ولكل خيممرة خيمممة ولكممل خيمممة أربعممة أبممواب يممدخل
عليها كل يوم من كل باب تحفة وهدية وكرامة لم تكن قبل ذلك ل مزجممات
ول زفرات ول بخرات ول طماحات حور عين عين كأنهن بيض مكنون حممدثنا
علي بن الجعد حدثنا شعبة عن عبد الله بن ميسرة قال سمعت أبا الحوص
يحدث عن عبد الله بممن مسممعود فممي قمموله تعممالى ^ حممور مقصممورات فممي
الخيام ^ قال قال در مجمموف وقممال عبممد اللممه بمن المبممارك أنبأنمما سممليمان
التيمي عن قتادة عن خليد القصممري عممن ابممي الممدرداء قممال الخيمممة لؤلممؤة
واحدة لها سبعون بابا كلها مممن درة قممال ابممن المبممارك وأخبرنمما همممام عممن
قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الخيمممة درة مجوفممة
فرسخ في فرسخ لها أربعة الف مصمراع ممن ذهمب وقمال ابمن أبمي المدنيا
حدثنا فضيل بن عبد الوهاب حدثنا شريك عمن منصمور عمن مجاهمد ^ حمور
مقصورات في الخيام ^ قال في خيام اللؤلؤ والخيمة لؤلؤة واحمدة حمدثني
محمد بن جعفر حدثنا منصور حدثنا يوسف بن الصباح عممن أبممي صممالح عممن
ابن عباس حور مقصورات في الخيام قمال الخيممة درة ممن لؤلمؤة مجوفمة
طولها فرسخ وعرضها فرسخ ولهمما ألممف بمماب مممن ذهممب حولهمما س 4رادق
دوره خمسون فرسخا يدخل عليه من كل باب منها ملك بهديه من عند الله
عز وجل وذلك قوله ^ والملئكة يدخلون عليهم من كل باب ^ والله أعلممم
وأما السرر فقال تعالى ^ متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين
^ وقال تعالى ثلة من
الولين وقليل من الخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين وقممال
تعالى فيها سرر مرفوعة فأخبر تعالى عممن سممررهم بإنهمما مصممفوفة بعضممها
إلى جانب بعض ليس بعضممها خلممف بعممض ول بعيممدا مممن بعممض وأخممبر أنهمما
موضونة والوضن في اللغة النضمميد والنسممج المضمماعف يقممال وضمممن فلن
الحجر أو الجر بعضه فوق بعمض فهمو موضمون وقمال الليمث الوضمن نسمج
السرير وأشباهه ويقال درع موضونة مقاربة النسج وقال رجمل ممن العمرب
لمرأته ضني متاع البيت أي قاربي بعضه من بعض قال أبممو عبيممدة والفممراء
والمبرد وابن قتيبة موضونة منسوجة مضاعفة متداخلممة بعضممها فمموق بعممض
على بعض كما توضن حلق الدرع ومنه سمي الوضين وهو نطاق من سمميور
تنسج فيدخل بعضها في بعض وانشدوا للعمش %ومن نسج داود موضونه
%تساق مع الحممي عيممرا فغيممرا قممالوا موضممونة منسمموجة بقضممبان الممذهب
مشتبكة بالدر والياقوت والزبرجد قال هشيم أنبأنا حصين عممن مجاهممد عممن
ابن عباس قال مرمولة بالذهب وقال مجاهد موصممولة بالممذهب وقممال علممي
بن أبي طلحة عن ابن عباس موضونة مصفوفة فأخبر سبحانه أنها مرفوعممة
قال عطمماء عممن ابممن عبمماس قممال سممرر مممن ذهممب مكللممة بالزبرجممد والممدر
والياقوت والسرير مثل ما بين مكة وأيلة وقال الكلممبي طممول السممرير فممي
السماء مائة ذراع فإذا أراد الرجل أن يجلس عليممه تواضممع لممه حممتى يجلممس
عليه فإذا حلس عليه ارتفع إلى مكانه فصل واما الرائك فهممي جمممع أريطممة
قال مجاهد عن ابن عباس متكئيممن فيهمما علممى الرائك قممال ل تكممون أريكممة
حتى يكون السرير في الحجلة فأذا كان سريرا بغيممر حجلممة ل يكممون أريكممة
وإن كانت حجلة بغير سرير لم تكن أريكة ول تكون أريكممة إل والسممرير فممي
الحجلة فإذا إجتمعا كانت أريكة وقال مجاهد هي السرة فممي الحجممال قممال
الليث الريكة سرير حجلة فالحجلة والسممرير أريكممة وجمعهمما أرائك وقممال 2
أبو إسحاق الرائك الفممرش فممي الحجممال قلممت همما هنمما ثلثممة أشممياء أحممدها
السرير و الثانية الحجلة وهي البشخانة التى تعلق فمموقه و الثممالث الفممراش
الذي على السممرير ول يسمممى السممرير أريكممة حممتى يجمممع ذلممك كلممه وفممي
الصحاح الريكة سرير متخذ مزين في قبة أو بيت فإذا لممم يكممن فيممه سممرير
فهو حجلة والجمع الرائك وفي
الحديث أن خاتم النبي صلى الله عليه وسلم كان مثل زر الحجلة وهو الممزر
الذي يجمع بين طرفيها من جملة أزرارها والله أعلم
الباب الثاني والخمسون في ذكر خدمهم وغلمانهم قال تعالى
يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين وقال تعالى
ويطوف عليهم ولدان مخلممدون إذا رأيتهممم حسممبتهم لؤلممؤا منثممورا قممال أبممو
عبيدة والفراء مخلدون ل يهرمون ول يتغيرون قال والعرب تقول للرجل إذا
كبر ولم يشمط إنه لمخلد وإذا لم تذهب أسنانه مممن الكممبر قيممل هممو مخلممد
وقال آخممرون مخلممدون مقرطممون مسممورون أي فممي آذانهممم القرطممة وفممي
أيديهم الساور وهذا اختيار ابن العرابممي قممال مخلممدون مقرطممون بالخلممدة
وجمعها خلد وهي القرطة وروى عمرو عن أبيه خلد جاريته إذا حلها بالخلممد
وهي القرطة وخلد إذا أسن ولم يشب وكذلك قال سعيد بن جبير مقرطون
واحتج هؤلء بحجتين إحداهما أن الخلود عام لكل من دخل الجنممة فل بممد أن
تكون الولدان موصوفين بتخليد مختص بهم وذلك هو القرطة الحجة الثانيممة
قول الشاعر ومخلدات باللجين كأنما %أعجازهن رواكممد الكثبممان وقممال
الولون الخلد هو البقاء قال ابممن عبمماس غلمممان ل يموتممون وقممول ترجمممان
القرآن في هذا كاف وهو قول مجاهد والكلبي ومقاتممل قممالوا ل يكممبرون ول
يهرمون ول يتغيرون وجمعت طائفة بين القولين وقالوا هم ولدان ل يعممرض
لهم الكبر والهرم وفي آذانهم القراطة فمن قال مقرطون أراد هذا المعنممى
أن كونهم ولدان أمر لزم لهم وشبههم سبحانه باللؤلؤ المنثور لما فيممه مممن
البياض وحسن الخلقة وفي كونه منثورا فائدتان أحداهما الدللة علممى أنهممم
غير معطلين بل مبثوثون في خدمتهم وحوائجهم و الثاني أن اللؤلؤ إذا كممان
منثورا ول سيما على بساط من ذهب أو حرير كان أحسممن لمنظممره وأبهممى
من كونه مجموعا في مكان واحد وقد اختلف في هؤلء الولدان هل هم من
ولدان الدنيا أم أنشأهم الله في الجنة إنشاء على قولين فقال علي بن أبممي
طالب والحسن البصري هم أولد المسلمين الذين يموتممون ول حسممنة لهممم
ول سيئة لهم يكونون خدم أهل الجنة
وولدانهم إذ الجنة لولد فيها قال الحاكم أنمما عبممد الرحمممن بممن الحسممن ثنمما
إبراهيم ابن الحسين ثنا آدم ثنا المبارك بن فضممالة عممن الحسممن فممي قمموله
ولممدان مخلممدون قممال لممم يكممن لهممم حسممنات ول سمميئات فيعمماقبون عليهمما
فوضممعوا بهممذا الموضممع ومممن أصممحاب هممذا القممول مممن قممال هممم أطفممال
المشركين فجعلهم الله خدما لهل الجنة واحتج هؤلء بما رواه يعقمموب بممن
عبد الرحمن الفاري عن أبي حازم قممال المممديني عممن يزيممد الرقاشممي عممن
أنس عممن النممبي قممال سممألت ربممي اللهيممن مممن ذريممة البشممر أن ل يعممذبهم
فأعطانيهم فهم خدم أهل الجنة يعنى الطفال قال الدار قطنممي ورواه عبممد
العزيز الماجشون عن ابن المنكدر عن يزيد الرقاشي عن النبي صمملى اللممه
عليه وسلم انتهى ورواه فضيل بن سليمان عن عبد الرحمن بن إسحاق عن
الزهري عن أنس وهذه الطرق ضعيفة فيزيد واه وفضيل بن سليمان متكلم
فيه وعبد الرحمن بن إسحاق ضعيف قال ابن قتيبة واللهون من لهيت عممن
الشيء إذا غفلت عنه وليس هو من لهوت وأصحاب القول الول ل يقولممون
أن هؤلء أولد ولدوا لهل الجنة فيها وإنما يقولون هم غلمممان أنشممأهم اللممه
في الجنة كما أنشأ الحور العين قالوا وأما ولدان أهمل الممدنيا فيكونمون يموم
القيامة أبناء ثلث وثلثين لما رواه ابممن وهممب أنبأنمما عمممرو بممن الحممارث أن
دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قممال قممال رسممول اللممه
من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلثين سنة في الجنممة
ل يزيممدون عليهمما أبممدا وكممذلك أهممل النممار رواه الترمممذي والشممبه أن هممؤلء
الولدان مخلوقون من الجنة كالحور العين خدما لهم وغلمانا كما قال تعممالى
ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون وهؤلء غير أولدهممم فممإن مممن
تمام كرامة الله تعالى لهم أن يجعل أولدهممم مخممدومين معهممم ول يجعلهممم
غلمانا لهم وقد تقدم في حديث أنس عن النممبي أنمما أول النمماس خروجمما إذا
بعثوا وفيه يطوف على ألف خادم كممأنهم لؤلممؤ مكنممون والمكنممون المسممتور
المصون الذي لم تبتذله اليادي وإذا تأملت لفظة الولممدان ولفظممة ويطمموف
عليهم واعتبرتها بقوله ويطوف عليهم غلمان لهم وضممت ذلك إلى حممديث
أبي سعيد المذكور آنفا علمت أن الولدان غلمممان أنشممأهم اللممه تعممالى فممي
الجنة خدما لهلها والله أعلم
عصت قال الله إني خلقتك مطهرة وسأدميك كما دميت هذه الشجرة وقال
تعالى إن المتقين في مقام أمين فمي جنمات وعيمون يلبسمون ممن سمندس
واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين
ل يذوقون فيها الموت إل الموتة الولى ووقاهم ربهم عذاب الجحيممم فجمممع
لهم بين حسن المنزل وحصول المن فيه ممن كمل مكمروه واشممتماله علممى
الثمار والنهار وحسن اللباس وكمال العشرة لمقابلة بعضممهم بعضمما وتمممام
اللذة بالحور العين ودعائهم بجميع أنواع الفاكهممة مممع أمنهممم مممن انقطاعهمما
ومضرتها وغائلتهمما وختممام ذلممك أعلمهممم بممأنهم ل يممذوقون فيهمما هنمماك موتمما
والحور جمع حوراء وهي المرأة الشممابة الحسممناء الجميلممة البيضمماء شممديدة
سواد العين وقال زيممد بممن أسمملم الحمموراء الممتي يحممار فيهمما الطممرف وعيممن
حسان العين وقال مجاهد الحوراء التي يحار فيها الطرف مممن رقممة الجلممد
وصفاء اللون وقال الحسن الحوراء شديدة بياض العين شديدة سواد العيممن
واختلف في اشتقاق هذه اللفظة فقال ابن عبمماس الحممور فممي كلم العممرب
البيض وكذلك قال قتادة الحور الممبيض وقممال مقاتممل الحممور الممبيض الوجمموه
وقال مجاهد الحور العين التي يحار فيهن الطرف باديا مخ سوقهن من وراء
ثيابهن ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة مممن رقممة الجلممد وصممفاء
اللون وهذا من التفاق وليست اللفظممة مشممتقة مممن الحيممرة وأصممل الحممور
البياض والتحوير التبييض والصحيح أن الحور مممأخوذ مممن الحممور فممي العيممن
وهو شدة بياضها مع قوة سوادها فهو يتضمن المرين وفي الصممحاح الحممور
شدة بياض العين في شدة سوادها امرأة حوراء بينة الحور وقال أبو عمممرو
الحور أن تسود العين كلها مثل أعين الظباء والبقر وليس في بني آدم حممور
وإنما قيل للنساء حور العين لنهن شبهن بالظباء والبقر وقال الصمممعي ممما
أدري ما الحور في العين قلممت خممالف أبممو عمممرو أهممل اللغممة فممي اشممتقاق
اللفظة ورد الحور إلى السواد والناس غيره إنمما ردوه إلمى البيماض أو إلممى
بياض في سواد والحور في العين معنى يلتئم مممن حسممن البيمماض والسممواد
وتناسبهما واكتساب كل واحد منهما الحسن من الخر عين حوراء إذا اشممتد
بياض أبيضها وسواد أسودها ول تسمى المرأة حوراء حممتى يكممون مممع حممور
عينها بياض لون الجسد والعين جمع عيناء وهي العظيمة العين مممن النسمماء
ورجل أعين إذا كان ضخم العين وامرأة عيناء
خرجممن إلممى لممم يطمثممن قبلممي %وهممن اصممح مممن بيممض النعممام أي لممم
يمسسن قال المفسرون لم يطأهنولم يغشممهن يجماملهم ولممم يغشممين ولممم
يجامعن هذه ألفاظهم وهم مختلفون في هؤلء فبعضهم يقمول هممن اللمواتي
أنشئن في الجنة من حورها وبعضهم يقول يعنممي نسمماء الممدنيا أنشممئن خلقمما
آخر ابكارا كما وصفن قال الشعبي نساء من نساء الدنيا لممم يمسسممن منممذ
انشئن خلقا وقال مقاتل لنهن خلقن في الجنة وقال عطاء عن ابمن عبمماس
هن الدميات اللتي متن أبكارا وقال الكلبي لممم يجممامعهن فممي هممذا الخلممق
الذي أنشئن فيه انس ول جان قلت ظاهر القممران أن هممؤلء النسمموة لسممن
من نساء الدنيا وانممما هممن مممن الحممور حممور العيممن و أممما نسمماء الممدنيا فقممد
طمثهن النس ونساء الجن قد طمثهن الجن والية تدل على ذلممك قممال أبممو
إسحاق وفي الية دليل على أن الجن يغشممي كممما أن النممس يغشممى ويممدل
على أنهن الحور اللتي خلقن في الجنة انه سبحانه جعلهن مممما أعممده اللممه
في الجنة لهلها من الفاكهة والثمار و النهار والملبس وغيرهمما ويممدل عليممه
أيضا الية التي بعدها وهي قوله تعالى حور مقصورات في الخيممام ثممم قممال
لم يطمثن انس قبلهم ول جان قال المام احمد والحور العين ل يمتممن عنممد
النفخة للصور لنهن خلقن للبقاء وفي الية دليل لما ذهب إليه الجمهممور أن
مؤمن الجن في الجنة كما أن كافرهم في النممار وبمموب عليممه البخمماري فممي
صحيحه فقال باب ثواب الجن وعقابهم ونص عليممه غيممر واحممد مممن السمملف
قال ضمرة بن حبيب وقد سئل هل للجن ثواب فقال نعم وقرا هذه الية ثم
قال النسيات للنس والجنيات للجن وقال مجاهد فممي هممذه اليممة إذا جممامع
الرجل ولم يسم انطوى الجان على احليله فجامع معه والضمممير فممي قمموله
قبلهممم للمعنييممن بقمموله متكئيممن وهممم أزواج هممؤلء النسمموة وقمموله كممأنهم
الياقوت والمرجان قال الحسن وعامة المفسرين أراد صممفاء اليمماقوت فممي
بياض المرجان شبههن في صفاء اللون وبياضه وبالياقوت والمرجممان ويممدل
عليه ما قاله عبد الله ان المرأة من النساء أهل الجنة لتلبس عليها سممبعين
حلة من حرير فيرى بياض ساقيها من ورائهممن ذلممك بممان اللممه يقممول كممأنهن
الياقوت والمرجان إل وان الياقوت حجر لو جعلت فيه سلكا ثممم استصممفيته
نظرت إلى السلك من وراء الحجر فصل وقممال تعمالى فممي وصممفهن حمور
مقصورات في الخيام المقصورات المحبوسات
قال أبو عبيدة خدرن في الخيام وكذلك قال مقاتل وفيه معنى آخر وهممو ان
يكون المراد أنهن محبوسات على أزواجهن ل يرون غيرهم وهم في الخيممام
وهذا معنى قول من قال قصرن على أزواجهن فل يردن غيرهم ول يطمحن
إلى من سواهم وذكره الفممراء قلممت وهممذا معنممى قاصممرات الطممرف ولكممن
أولئك قاصرات بأنفسهن وهممؤلء مقصممورات وقمموله فممي الخيممام علممى هممذا
القول صفة لحور أي هن في الخيام وليس معمول لمقصورات وكأن اربمماب
هذا القول فسروا بان يكن محبوسممات فممي الخيممام وليممس ل تفارقنهمما إلممى
الغرف والبساتين و أصحاب القول الول يجيبون عن هذا بممان اللممه سممبحانه
وصفهن بصفات النساء المخدرات المصونات وذلك اجممل فمي الوصمف ول
يلزم من ذلك أنهن ل يفارقن الخيام إلى الغرف والبسمماتين كممما أن النسمماء
الملوك ودونهم من النساء المخدرات المصونات ل يمنعممن ان يخرجممن فممي
سفر و غيره إلى منتزه وبسممتان ونحمموه فوصممفهن اللزم لهممن القصممر فممي
البيت ويعرض لهن مع الخدم الخروج إلممى البسمماتين ونحوهمما و أممما مجاهممد
فقال مقصورات قلوبهن على أزواجهن في خيممام اللؤلممؤ وقممد تقممدم وصممف
النسمموة الول بكممونهن قاصممرات الطممرف وهممؤلء بكممونهن مقصممورات
والوصفان لكل النوعين فانهما صفتا كمال فتلك الصممفة قصممر الطمرف عمن
طموحه إلى غير الزواج وهممذه الصممفة قصممر الرجممل علممى التممبرج والممبروز
والظهور للرجال فصل وقال تعالى فيهن خيممرات حسممان فممالخيرات جمممع
خيرة وهي مخففة من خيره كسيدة ولينة وحسان جمع حسنة فهن خيممرات
الصفات والخلق والشيم وحسان الوجوه قال وكيع حدثنا سفيان عن جممابر
عن القاسم عن ابي بزة عن ابي عبيدة عن مسروق عن عبد الله قال لكل
مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة ولكل خيمة اربعة ابواب يدخل عليها في كممل
يوم من كل باب تحفة وهدية وكرامة لم تكن قبل ذلك ل ترحات ول ذفرات
ول بخرات ول صماحات فصل وقال تعالى انا أنشممأناهن إنشمماء فجعلنمماهن
أبكارا عربا وأترابا لصحاب اليمين أعاد الضمير إلى النسمماء ولممم يجممر لهممن
ذكر لن الفرش دلت عليهن اذ هي محلهن
155وقيل الفرش في قوله وفرش مرفوعة كنايممة عممن النسماء كمما يكنممى
عنهن بالقوارير و الزر وغيرها ولكن قمموله مرفوعممة يممأبى هممذا إل أن يقممال
المراد رفعة القدر وقد تقدم تفسير النبي للفرش وارتفاعها فالصممواب أنهمما
الفرش نفسها ودلت على النساء لنها محلهن غالبا قممال قتممادة وسممعيد بممن
جبير خلقناهن خلقا جديدا وقال ابن عباس يريد نساء الدميات وقال الكلبي
ومقاتل يعني نساء أهل الدنيا العجز الشمط يقول تعالى خلقناهن بعد الكبر
والهرم وبعد الخلق الول في الدنيا ويؤيد هذا التفسير حديث انس المرفوع
هن عجائزكم العمش الرمض رواه الثوري عن موسى بن عبيممدة عممن يزيممد
الرقاشي عنه ويؤيده ما رواه يحيى الحماني حدثنا ابن إدريس عن ليث عن
مجاهد عن عائشممة أن رسممول دخممل عليهمما وعنممدها عجمموز فقممال مممن هممذه
فقالت إحدى خالتي قال إما انه ل يدخل الجنة العجوز فدخل علممى العجمموز
من ذلك ما شاء الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا أنشممأناهن إنشمماء
خلقا آخر يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غممرل واول مممن يكسممى ابراهيممم
خليل الله ثم قرا النبي صلى الله عليه وسلم انا انشمماناهن انشمماء قممال ادم
بن ابي اياس حدثنا شيبان عن الزهري عن جابر الجعفي عن يزيد بممن مممرة
عن سلمة بن يزيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في
قوله انا أنشأناهن إنشاء قال يعني الثيب والبكار اللتي كن في الممدنيا قممال
ادم وحدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال رسول الله صلى اللممه عليممه
وسلم ل يدخل الجنة العجز فبكت عجوز فقال رسول الله صمملى اللممه عليممه
وسلم اخبروها انها يومئذ ليست بعجوز انها يممومئذ شممابة ان اللممه عممز وجممل
يقول انا أنشأناهن إنشاء وقال ابن ابي شيبة حدثنا احمممد بممن طممارق حممدثنا
مسعدة بن اليسع حدثنا سعيد بممن أبممى عروبممة عممن قتممادة عممن سممعيد ابممن
المسيب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته عجوز ممن النصممار
فقالت يا رسول الله ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال نبي اللممه صمملى
الله عليه وسلم إن الجنة ل يدخلها عجوز فذهب نبي اللممه صمملى اللممه عليممه
وسلم فصلى ثم رجمع إلمى عائشمة فقمالت عائشمة لقمد لقيمت ممن كلمتمك
مشقة وشدة فقال صلى الله عليه وسلم أن ذلك كممذلك إن اللممه تعممالى إذا
أدخلهن الجنة حولهن أبكارا وذكر مقاتل قول آخر وهو اختيممار الزجمماج إنهممن
الحور العين التي ذكرهن قيل انشأهن الله عز
156وجل لوليائهم لهم يقع عليهن ولدة والظاهر أن المممراد أنشممأهن اللممه
تعمالى فمي الجنمة إنشماء ويمدل عليمه وجموه أحمدها انمه قمد قمال فمي حمق
السابقين يطوف عليهم ولدان مخلممدون بممأكواب إلممى قمموله كأمثممال اللؤلممؤ
المكنون فذكر سردهم و آنيتهم وشممرابهم وفمماكهتهم وطعممامهم و أزواجهممم
والحممور العيممن ثممم ذكممر أصممحاب الميمنممة وطعممامهم وشممرابهم وفراشممهم
ونساءهم والظاهر انهن مثل نساء من قبلهممم خلقممن فممي الجنمة الثمماني أنمه
سبحانه قال أنشأناهن إنشاء وهذا ظاهر انه إنشاء أول ل ثممان لنممه سممبحانه
حيث يريد النشاء الثاني يقيده بذلك كقوله وان عليه النشأة الخرى وقمموله
ولقد علمتم النشأة الولى الثالث إن الخطاب بقوله وكنتم أزواجا إلممى آخممر
للذكور و الناث و النشأة الثانية أيضمما عامممة للنمموعين وقمموله انمما أنشممأناهن
إنشاء ظاهره اختصاصهن بهذا النشاء و تأمل تأكيممده بالمصممدر والحممديث ل
يممدل علممى اختصمماص العجممائز المممذكورات بهممذا الوصممف بممل يممدل علممى
مشاركتهن للحور العين في هذه الصفات المذكورة فل يتوهم انفراد الحممور
العين عنهن بما ذكر من الصفات بل هي احق به منهن فالنشاء واقممع علممى
الصنفين والله اعلم وقوله عربا جمع عروب وهن المتحببات إلممى ازواجهممن
قال ابن العرابي العروب من النساء المطيعة لزوجها المتحببممة اليممه وقممال
ابو عبيمدة العمروب الحسمنة التبعمل قلمت يريمد حسمن مواقعهما وملطفتهما
لزوجها عند الجماع وقال المبرد هي العاشممقة لزوجهمما وانشممد للبيممد وفممي
الحدوج عروب غيممر فاحشممة %ريمما الممروادف يعشممي دونهمما البصممر وذكممر
لمفسرون في تفسير العرب انهن العواشق المتحببممات الغنجممات الشممكلت
المتعشقات الغلمات المغنوجات كل ذلك من الفاظهم وقممال البخمماري فممي
صحيحه عربا مثقلة واحدها عممروب مثممل صممبور وصممبر وتسممميها أهممل مكممة
العربة وأهل المدينة الغنجة وأهل العراق الشكلة والعرب والمتحببممات إلممى
ازواجهن هكذا ذكره في كتمماب بممدء الخلممق وقممال فممي كتمماب التفسممير فممي
سورة الواقعة عربا مثقلة واحدها عروب مثل صبور وصبر تسميها أهل مكة
العربة و أهل المدينة الغنجة وأهل العراق الشكلة قلت فجمع سممبحانه بيممن
حسن صورتها وحسن عشرتها وهذا غاية ما يطلمب ممن النسماء وبمه تكمممل
لذة الرجل بهن وفي قوله لم يطمثهممن انممس قبلهممم ول جممان إعلم بكمممال
اللذة بهن فان لذة الرجل بالمرأة التي لم يطاها سواه
157لها فضل على لذته بغيرهما وكمذلك همي أيضما فصمل قمال تعمالى إن
للمتقين مفازا حدائق و اعنابا وكواعب اترابا فممالكواعب جمممع كمماعب وهممي
الناهد قال قتادة ومجاهمد والمفسمرون قمال الكلمبي همن الفلكمات اللمواتي
تكعب ثديهن و تفلكت واصل اللفظة من الستدارة والمراد أن ثديهن نواهد
كالرمان ليست متدلية إلممى اسممفل ويسمممين نواهممد وكممواعب فصممل روى
البخاري في صحيحه عن انس بن مالك ان الرسممول اللممه صمملى اللممه عليممه
وسلم قال لغدوة في سبيل الله او روحة خير من الدنيا و ممما فيهمما و لقمماب
قوس احدكم او موضع قيده يعني سوطه من الجنة خير من الدنيا و ما فيها
و لو اطلعت امراة من نساء أهل الجنة إلى الرض لملت ما بينهممما ريحمما و
لضاءت ما بينهما و لنصيفها على راسممها خيممر مممن الممدنيا و ممما فيهمما و فممي
الصحيحين من حديث ابي هريرة عن النبي إن أول زمرة تدخل الجنمة علمى
صورة القمر ليلة البدر و التي تليها علممى اضمموا كمموكب دري فممي السممماء و
لكل امرء منهم زوجتان يرى مخ سوقهما مممن وراء اللحممم و ممما فممي الجنممة
أعزب و قال المام احمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا يونس عن
محمد بن شيرين عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي للرجل مممن أهممل
الجنة زوجتان من الجور العين لكل واحدة سبعون حلة يرى مخ سمماقها مممن
وراء الثياب و قال الطبراني حدثنا بكر بن سهل الدمياطي حدثنا عمممرو بممن
هشام البيروني حدثنا سليمان بن ابممي كريمممة عممن هشممام بممن حسممان عممن
الحسن عن ابيه عن ام سلمة قالت قلت يا رسول اللممه اخممبرني عممن قمموله
عز وجل حور عين قال حور بيض عين ضخام العيون شقر الحمموراء بمنزلممة
جناح النسممر قلممت اخممبرني عممن قمموله عممز وجممل كممأنهم لؤلممؤ مكنممون قممال
صفاؤهن صفاء الدر المذي فمي الصمداف المذي لمم تمسمه اليمدي قلمت يما
رسول الله اخبرني عن قوله عز و جل فيهممن خيممرات حسممان قممال خيممرات
الخلق حسان الوجوه قلت يمما رسممول اللممه اخممبرني عممن قمموله عممز و جممل
كانهن بيض مكنون قال رقتهن كرقة الجلد الذي رايته في داخل البيضة مما
يلي القشر وهو الغرقىء قلت يا رسول اللممه اخممبرني عممن قمموله عممز وجممل
عربا اترابا قال هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمضا شمطا خلقهن
الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعشقات
متحببات أترابا على ميلد واحد قلت يا رسممول اللممه نسمماء الممدنيا افضممل ام
الحور العين قال بل نساء الممدنيا افضممل مممن الحممور كفضممل الظهممارة علممى
البطانة قلت يا رسول الله وبم ذلك قال بصلتهن و صيامهن و عبادتهن الله
تعالى البمس اللمه وجموههن النمور و أجسمادهن الحريمر بيمض الولن خضمر
الثياب صفر الحلي مجامرهن الدر و أمشاطهن الذهب يقلن نحن الخالممدات
فل نموت و نحن الناعمات فل نيأس أبدا و نحممن المقيمممات فل نظعممن أبممدا
ونحن الراضيات فل نسخط أبدا طوبى لمن كنا له و كان لنا قلت يا رسممول
الله و المرأة منا تتزوج زوجين أو ثلث أو أربممع ثممم تممموت فتممدخل الجنممة و
يدخلون معها من يكون زوجها قال يا ام سمملمة أنهمما تخيممر فتختممار أحسممنهم
خلقا فتقول أي رب ان هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الممدنيا فزوجنيممه
يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا و الخرة تفرد به سليمان بن أبي
كريممة ضممعفه أبمو حمماتم و قممال ابممن عممدي عمممت أحمماديثه منمماكير و لممم أر
للمتقدمين فيه كلما ثم ساق هذا الحممديث مممن طريقممه و قممال ل يعممرف ال
بهذا السند و قال أبو يعلى الموصلي حدثنا عمر بن الضحاك بن مخلد حدثنا
أبو عاصم الضحاك بن مخلد حدثنا ابو رافع إسماعيل بن رافع عن محمد بن
زياد عن محمد بن كعب القرظي عممن رجممل مممن النصممار عممن أبممي هريممرة
رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله و هممو فممي طائفممة ممن أصممحابه فممذكر
حديث الصور و فيه فاقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة
يدخلون الجنة فيقول الله قد شفعتك و أذنت لهممم فممي دخممول الجنممة وكممان
رسول الله يقول و الذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا باعرف بممازواجكم و
مساكنكم من أهل الجنممة بممازواجهم و مسمماكنهم فيممدخل رجممل منهممم علممى
اثنتين و سبعين زوجة مما ينشئ الله واثنتين من ولد آدم لهممما فضممل علممى
من انشا الله لعبادتهما الله عز و جل في الدنيا يدخل على الولى منها فممي
غرفة من ياقوت على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ عليه سبعون زوجا مممن
سندس و استبرق و انه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده من صدرها و
من وراء ثيابها وجلدها ولحمها لينظر إلى مخ ساقها كما ينظممر أحممدكم إلممى
السلك في قصبة الياقوت كبده لها مرآة و كبدها له مرآة فبينما هو عندها ل
يملهمما و ل تملممه و ل يأتيهمما مممن مممرة ال وجممدها عممذراء ممما يفممتر ذكممره و ل
يشتكي قلبها فبينما هو كذلك اذ نودي انا قد عرفنا أنك ل تمممل و ل تمممل ال
انه ل منى و ل منية ال ان تكون له ازواج غيرها فتخرج
فتأتيهن واحدة واحدة كلما جمماء واحممدة قممالت و اللممه ممما فممي الجنممة شمميء
احسن منك و ما في الجنة شمميء احممب الممي منممك هممذا قطعممة مممن حممديث
الصور و الذي تفرد به اسماعيل بن رافع وقد روي له الترمذي وابممن ماجممة
وضعفه احمد و يحيى و جماعة و قال الدار قطني و غيره متروك الحديث و
قال ابن عدي عامة احاديثه فيهمما نظممر و قممال الترمممذي ضممعفه بعممض أهممل
العلم و سمعت محمدا يعني البخاري يقول هو ثقة مقممارب الحممديث و قممال
لي شيخنا ابو الحجاج الحافظ هذا الحديث مجموع من عممدة احمماديث سمماقه
اسماعيل او غيره هذه السياقة و شرحه الوليد بن مسلم في كتاب مفممرد و
ما تضمنه معروف في الحاديث و الله اعلم و قال عبد الله بن وهب حممدثنا
عمرو ان دراجا حدثه عن ابي الهيثم عن ابي سعيد عن رسول الله قممال ان
ادنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون الف خادم و اثنتان و سبعون زوجة و
ينصب له قبة مممن لؤلممؤ و زبرجممد ويمماقوت كممما بيممن الجابيممة و صممنعاء رواه
الترمذي و لكن دراج ابو السمح بالطريق قال احمممد احمماديث منمماكير وقممال
النسائي منكر الحديث ضعيف و قال أيضا ليس بالقوة وساق لمه ابمن عمدي
احاديث وقال عامتها ل يتابع عليها و قال الممدار قطنممي ضممعيف و قممال مممرة
متروك و اما يحيى بن معين فقد وثقه و اخرج عنه ابو حماتم بمن حبمان فمي
صحيحه و قال عثمان بن سعيد الدارمي عن علي بن مدني هممو ثقممة و قممال
ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن ابي السمح عن ابي الهيثم عن ابممو
سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي في قمموله تعممالى كممأنهن اليمماقوت و
المرجان قال ينظر إلى وجهه في خدها اصفى من المرآة وإن ادنممى لؤلممؤة
عليها لتضيء ما بين المشرق و المغممرب و انممه ليكممون عليهمما سممبعون ثوبمما
ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلممك و قممال الفريممابي انبأنمما ابممو
ايوب سليمان بن عبد الرحمن حدثنا خالد بن يزيد بممن ابممي مالممك عممن ابيممه
عن خالد بن معدان عن ابي امامة عن رسول الله قال ممما مممن عبممد يممدخل
الجنة ال و يزوج اثنتين وسبعون زوجة ثنتان من الحور العين و سممبعون ممن
أهل ميراثه من أهل الدنيا ليس منهن امراة ال و لها قبل شهي و له ذكممر ل
ينثني قلت خالد هذا هو ابن يزيد بن عبد الرحمن الدمشقي و هاه ابن معين
و قال احمد ليس بشيء و قال النسائي غير ثقة و قال الدار قطني ضممعيف
و ذكر ابن عدي له هذا الحديث مما انكره عليه وقال ابو نعيم حدثنا ابراهيم
بن عبد الله حدثنا محمد بن حموية
حدثنا احمد بن حفص حدثني ابي حدثني ابراهيممم بممن طهمممان عممن الحجمماج
عن قتادة عن انس قال قال رسول الله للمؤمن في الجنممة ثلث و سممبعون
زوجة قلنا يا رسول الله او له قوة على ذلك قال انه ليعطى قوة مائة رجل
قال احمد بن حفص هذا هو السعدى و له مناكير و الحجماج همو ابمن ارطماة
وقال الطبراني حدثنا احمد بن علي البار حدثنا ابو همام الوليممد بممن شممجاع
وانبانا محمد بن احمد بن هشام بن حسان السنجري ببغداد حدثنا عبممد اللممه
بن عمرو بن ابان قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عممن زائدة عممن هشممام
بن حسان عن محمد بن سيرين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قيممل يمما
رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة فقال ان الرجل ليصل في اليمموم
إلى مائة عذراء قال الطبراني لم يروه عن هشام إل زائدة تفرد به الجعفي
قال محمد بن عبد الواحد المقدسي و رجال هذا الحديث عندي على شممرط
الصحيح و قال ابو الشيخ حدثنا ابو يحيى بن مسلم الممرازي حممدثنا هنمماد بممن
السرى حدثنا ابو اسامة عن هشام بن حسان عن يزيد بممن ابممي الحممواري و
هو زيد العمى عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله انفضي إلى نسائنا في
الجنة كما نفضي اليهن في الدنيا قال و الذي نفمس محممد بيمده ان الرجمل
ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء و زيد هممذا قممال فيممه ابممن معيممن
صالح و قال مرة ل شيء و قال مرة ضعيف يكتب حديثه و كممذلك قممال ابممو
حاتنم و قال الدارقطني صممالح و ضممعفه النسممائي قممال السممعدي متماسممك
قلت وحسبه رواية شعبة عنه فصل و الحاديث الصحيحة انما فيها ان لكل
منهم زوجتين و ليس في الصحيح زيادة على ذلك فإن كانت هذه الحمماديث
محفوظة فإما ان يراد بها ما لكل واحد من السراري زيادة على الزوجتين و
يكونون في ذلك على حسب منازلهم في القلة والكثرة كالخدم و الولدان و
اما ان يراد انه يعطي قوة من يجامع هذا العدد و يكممون هممذا هممو المحفمموظ
فرواه بعض هؤلء بالمعنى فقال له كذا وكذا زوجة وقمد روى الترممذي فمي
جامعه من حديث قتادة عن انس عن النبي قال يعطى المممؤمن فممي الجنممة
قوة كذا و كذا من الجماع قيل يا رسول الله او يطيق ذلك قال يعطى قمموة
مائة هذا حديث صحيح فلعل من رواه يفضي إلى مائة عذراء رواه بممالمعنى
او يكون تفاوتهم في عدد النساء بحسب تفاوتهم في الدرجات و اللممه اعلممم
و ل ريب ان للمؤمن في الجنة اكثر من اثنتين لما في
الصحيحين من حديث ابي عمران الجوني عن ابممي بكممر عممن عبممد اللممه بممن
قيس عن ابيه قال قال رسول الله ان للعبد المؤمن في الجنممة لخيمممة مممن
لؤلؤ مجوفة طولها ستون ميل للعبد المؤمن فيها أهلممون فيطمموف عليهممم ل
يرى بعضهم بعضا
الباب الرابع و الخمسون
في ذكر المادة التي خلق منها الحور العين و ما ذكر فيها من الثار و ذكر
صفاتهم و معرفتهن اليوم بازواجهن فاممما المممادة الممتي خلممق منهمما الحممور
العين فقد روى البيهقي من حديث الحممارث بممن خليفممة حممدثنا شممعبة حممدثنا
اسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن انس بن مالممك عممن النممبي
انه قال الحور العين خلقن مممن الزعفممران قممال الممبيهقي و هممذا منكممر بهممذا
السناد ل يصح عن ابن علية قلت و لكنه حديث فيه شعبة و قال الطممبراني
حدثنا احمد بن رشدين حدثنا عن ابن الحسن بممن هممارون النصمماري حممدثني
الليث بن ابنة الليث عن ابي سليم قال حدثتني عائشممة بنممت يممونس امممراة
الليث بن ابي سليم عن ليث بن ابي سليم عن مجاهد عن ابممي امامممة عممن
النبي قال خلق الحور العين من الزعفران قممال الطممبراني ل يممروى ال بهممذا
السناد تفرد به علي بممن الحسممن بممن هممارون قلممت و قممد رواه اسممحق بممن
راهويه عن عائشة بنت يونس قالت سمعت زوجممي ليممث بمن سممليم يحممدث
عن مجاهد فذكره مرفوعا اليه و هو اشبه بالصواب ورواه عقبمة بمن مكمرم
عن عبد الله بن زياد عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قوله و ل يصح رفع
الحديث و حسبه ان يصل إلى ابن عباس و قممال ابممو سمملمى عممن ابممن عبممد
الرحمن ان لولي اللممه فممي الجنممة عروسمما لممم يلممدها ادم و ل حممواء و لكممن
خلقت من زعفران وهذا مروي عن صاحبين و هما ابن عباس و انس و عن
تابعيين و هما ابو سلمى ومجاهد وبكل حال فهي من المنشممات فممي الجنممة
ليست مولودات بين الباء والمهممات واللممه اعلممم وقممد رواه الطممبراني مممن
حديث عبد الله بن زخر عن علي بن زيممد عممن الهيثممم عممن ابممي امامممة عممن
النممبي و هممذا السممناد ل يحتممج بممه و رواه أبممو نعيممم حممدثنا علممي بممن محمممد
الطوسي حدثنا علي بن سعيد حدثنا محمممد بممن اسممماعيل الحسمماني حممدثنا
منصور بن المهاجر حدثنا ابو منصور البممار عممن انممس يرفعممه لممو ان حمموراء
بصقت في سبعة ابحر لعذبت البحار من عذوبة فمهمما و خلممق الحممور العيممن
من
الزعفممران واذا كممانت هممذه الخلقممة الدميممة الممتي هممي مممن احسممن الصممور
وأجملها مادتها من تراب وجاءت الصور من احسن الصور فما الظن بصورة
مخلوقة من مادة الزعفران الذي هناك فالله المستعان وقد روى ابممو نعيممم
من حديث عيسى بن يوسف بن الطباع حدثنا حلس بن محمد الكلبي حدثنا
سفيان الثوري حدثنا مغيرة حدثنا إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبممد اللممه
بن مسعود قال قال رسول الله يسطع نور في الجنة فرفعوا رؤوسهم فمماذا
هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها روى نعمة بن الوليد حدثنا مجممبر
بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة قال ان من المزيد مممن تمممر
السحابة بأهل الجنة فتقممول ممماذا تريممدون ان انطركممم فل يتمنممون شمميئا ال
انطممروا قممال يقممول كممثير لئن أشممهدني اللممه ذلممك لقممولن انطرينمما جممواري
مزينات و قد روى في مادة خلقهن صفة اخرى قممال ابممن ابممي الممدنيا حممدثنا
خالد بن سعيد عن خداش حدثنا عبد الله بن وهب حدثنا سعيد بن ايوب عن
عقيل بن خالد عن الزهري ان ابن عباس قال ان في الجنممة نهممرا يقممال لممه
البيدخ عليه قباب من ياقوت تحته حور ناشئات يقول أهل الجنة انطلقوا بنمما
إلى البيدخ فيجيئون فيتصفحون تلك الحواري فاذا اعجب رجل منهممم جاريممة
مس معصمها فتتبعه و قال الليث بمن سمعد عممن يزيممد بمن ابممي حمبيب عمن
الوليد بن عبدة قال قال رسول الله لجبريل يا جبريل قف بممي علممى الحممور
العين فاوقفه عليهن فقال من انتن فقلنا نحن حواري قوم كرام حلمموا فلممم
يظعنوا شبوا فلم يهرموا ونقوا فلم يدرنوا وقال ابن المبارك انبأنا يحيى عن
ايوب عن عبد الله بن زخر عن خالد بن عمممران عممن ابممن عبمماس قممال كنمما
جلوسا مع كعب يوما فقال لو ان يدا من الحور دليت من السممماء لضمماءت
لنا الرض كما تضيء الشمس لهل المدنيا ثمم قمال انمما قلمت يمدها فكيمف
بالوجه و بياضه و حسنه و جماله و في مسند المام احمد ممن حممديث كممثير
بن مرة عن معاذ بن جبل عن النبي قال ل تؤذي امراة زوجها فممي الممدنيا ال
قالت زوجته من الحور العيمن ل تمؤذيه قاتلمك اللمه فإنمما هممو عنمدك دخيمل
يوشك ان يفارقك الينا وفيه مراسيل عكرمة عن النبي قال ان الحور العين
لكثر عددا من كن يدعون لزواجهن يقلن اللهم اعنه على دينك واقبل بقلبه
على طاعتك و بلغه بعزتممك يما ارحمم الراحميممن ذكممره ابمن ابمي المدنيا عمن
حديث اسامة بن زيد عن عطاء عنه
وذكر الوزاعي عن حسان بن عطيمة عمن ابمن مسمعود قمال ان فمي الجنمة
حوراء يقال لها اللعبة كل حور الجنان يعجبن بها يضربن بايديهن على كتفهمما
و يقلن طوبى لك يا لعبة لو يعلم الطالبون لك لجدوا بين عينيها مكتوب من
كان يبتغي ان يكون لممه مثلممي فليعمممل برضمماء ربممي وقممال عطمماء السمملمي
لمالك بن دينار يا ابا يحيى شوقنا قال عطمماء ان فممي الجنممة حمموراء يتبمماهى
أهل الجنة بحسنها لول ان الله تعالى كتب لها على أهل الجنممة ان ل يموتمموا
لماتوا من حسنها فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك و قال احمممد بممن ابممي
الحواري حدثني جعفر بن محمد قال لقي حكيم حكيممما فقممال اتشممتاق إلممى
الحور العين فقال ل فقال فاشتق اليهن فان نور وجههن من نور الله عممز و
جل فغشي عليه فحمل إلى منزله نعوده شهرا و قال ربيعة بن كلثوم نظممر
الينا الحسن و نحن حوله شباب فقال يا معشر الشباب اممما تشممتاقون إلممى
الحور العين و قال لي ابن ابي الحوارى حدثني الحضرمي قممال نمممت انمما و
ابو حمزة على سطح فجعلت انظممر اليممه يتقلممب علممى فرشممه إلممى الصممباح
فقلت يا ابا حمزة ما رقممدت الليلممة فقممال انممي لممما اضممطجعت تمثلممت لممي
حمموراء حممتى لكممانني احسسممت بجلممدها و قممد مممس جلممدي فحممدثت بممه ابمما
سليمان فقال هذا رجل كان مشتاقا و قممال ابممن ابممي الحمموارى سمممعت ابمما
سليمان يقول ينشا خلممق الحممور العيممن انشمماء فمماذا تكامممل خلقهممن ضممرب
عليهن الملئكة الخيام و ذكممر ابممن ابممي الممدنيا عممن صممالح المممري عممن زيممد
الرقاشي قال بلغني ان نورا سطع في الجنة موضع من الجنة ال دخممل مممن
ذلك النور فيه فقيل ما هذا قال حوراء ضحكت في وجه زوجهمما قممال صممالح
فشهق رجل من ناحية المجلس فلم يزل يشهق حتى مات و قال ابممن ابممي
الدنيا حدثنا بشر بن الوليد حدثنا سعيد بن رزبي عن عبد الملك الجوني عن
سعيد بن جبير قال سمعت ابن عباس يقول لو ان حوراء اخرجت كفها بيممن
السممماء والرض لفتتممن الخلئق بحسممنها و لممو اخرجممت نصمميفها لكممانت
الشمس عند حسنها مثممل الفممتيله فممي الشمممس ل ضمموء لهمما ولممو اخرجممت
وجهها لضاء حسنها ما بين السماء و الرض و قممال ابممن ابممي الممدنيا حممدثني
الحسين ابن يحيى و كثير العنبري و حممدثنا خزيمممة ابممو محمممد عممن سممفيان
الثوري قال سطع نور في الجنة لم يبق موضع من الجنة ال دخممل فيممه مممن
ذلك النور فنظروا فوجدوا ذلك من حوراء ضحكت فممي وجممه زوجهمما و رواه
الخطيب في تاريخه من حديث عبممد اللممه بممن محمممد الكرخممي قممال حممدثني
عيسى بن يوسف الطباع
حدثني حلس بن محمد عمن سمفيان الثموري عمن مغيمرة عمن ابراهيممم عمن
علقمة عن عبد الله عن النبي قال سطع نمور فمي الجنمة فرفعموا ابصمارهم
فاذا هو ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها و قال الوزاعممي عممن يحيممى بممن
ابي كثير اذا سبحت المراة من الحور العين لممم يبممق شممجرة فممي الجنممة ال
وردت وقال ابن المبارك حدثنا الوزاعي عن يحيى بمن ابمي كممثير ان الحممور
العين يتلقين ازواجهن عند ابواب الجنممة فيقلممن طممال ممما انتظرنمماكم فنحممن
الراضيات فل نسخط و المقيمات فل نظعن و الخالدات فل نممموت باحسممن
اصوات سمعت و تقول انت حبي و انا حبك ليمس دونمك تقصمير و ل وراءك
معممدل البمماب الخممامس الخمسممون فممي ذكممر نكمماح أهممل الجنممة ووطئهممم
والتذاذهم بذلك اكمل لذة و نزاهة ذلك عن المذي و المني و الضعف و انممه
ل يوجب غسل قد تقدم حديث ابي هريرة قيل يا رسول الله انفضممى إلممى
نسائنا في الجنة فقال ان الرجممل ليصممل فممي اليمموم إلممى مممائة عممذراء و ان
اسناده صحيح و تقدم حديث ابي موسممى المتفممق عليممه صممحته ان للمممؤمن
في الجنة خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها سممتون ميل لمه فيهمما أهلممون
يطوف عليهم وحديث انس يعطى المؤمن فممي الجنممة قمموة كممذا و كممذا مممن
النساء و صححه الترمذي وروى الطبراني وعبد الله بن احمد و غيرهما مممن
حديث لقيط بن عامر انه قال يا رسول الله على ما يطلممع مممن الجنممة قممال
على انهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها صداع ول ندامممة وانهممار
من لبن لم يتغير طعمه و ماء غير اسن و فاكهة لعمر الهمك ممما تعلممون و
خير من مثله و ازواج مطهرة قلت يا رسول الله او لنا فيها ازواج مصلحات
قال الصالحات للصالحين تلذذوا بهن لذاتكم في الممدنيا و تلممذذكم غيممر ان ل
توالد و قال ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عممن ابممي حجيممرة
عن ابي هريرة عن رسول الله انه قال يا رسول الله انطمما فممي الجنممة قممال
نعم و الذي نفسي بيده دحما دحما فاذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا و قال
الطبراني حدثنا ابراهيم بن جابر الفقيه حدثنا محمد بن عبد الملك الممدقيقي
الواسطي حدثنا يعلى بن عبد الرحمن الواسطي حممدثنا شممريك عممن عاصممم
الحول عن ابي المتوكل عن ابي سعيد الخممدري قممال قممال رسممول اللممه ان
أهل الجنة اذا جامعوا نساءهم عدن ابكارا قال الطبراني لم
ابن ابراهيم حدثنا يحيى بن يمان عن اشعث عن جعفر عن سمعيد بمن جمبير
ان شهوته لتجري في جسده سبعين عاما يجد اللذة و ل يلحقهم بذلك جنابة
فيحتاجون إلى التطهير و ل ضعف و ل انحلل قوة بل وطئهم وطء التممذاذ و
نعيم ل افة فيه بوجه من الوجوه و اكممل النماس فيمه اصمونهم لنفسمه فمي
هذه 8الدار عن الحرام فكما ان من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها فممي
الخرة و من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه فممي الخممرة و مممن اكممل فممي
صحاف الذهب و الفضة في الدنيا لم ياكل فيها في الخرة كممما قممال النممبي
انها لهم في الدنيا و لكم في الخرة فمن استوفى طيباته و لممذاته و اذهبهمما
في هذه الدار حرمها هناك كما نعى سبحانه و تعالى على من اذهب طيبمماته
في الدنيا واستمتع بها و لهذا كان الصحابة و مممن تبعهممم يخممافون مممن ذلممك
اشد الخوف و ذكر المام احمد عن جابر بن عبد اللممه انممه رآه عمممر و معممه
لحم قد اشتراه لهله بدرهم فقال ما هذا قال لحممم اشممتريته لهلممي بممدرهم
فقال او كلما اشتهى احممدكم شمميئا اشممتراه اممما سمممعت اللممه تعممالى يقممول
اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا و استمتعتم بها و قال المام احمممد حممدثنا
عفان حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا الحسن قال قدم وفد أهل البصرة مع
ابي موسى على عمممر فكنمما نممدخل عليممه كممل يمموم و لممه خممبز ثلثممة و ربممما
وافقناها مأدومة بالسمن وربما وافقناهمما مأدومممة بالسمممن وربممما وافقناهمما
مأدومة بالزيت وربما وافقناها مأدومة باللبن وربما وافقناها القلئد اليابسممة
قد دقت ثم اغلى بها و ربما وافقناها اللحم العريض و هممو قليممل فقممال ذات
يوم اني و الله قد ارى تقذيركم و كراهيتكم لطعامي انممي و اللممه لممو شممئت
لكنت من اطيبكم طعاما و ارقكم عيشا و لكني سمعت رسممول اللممه يقممول
عير قوما بأمر فعلوه فقال اذهبتم طيباتكم فممي حيمماتكم الممدنيا و اسممتمتعتم
بها فمن ترك اللذة المحرمة لله استوفاها يوم القيامة اكمل ما تكون و من
استوفاها هنا حرمها هناك او نقص كمالها فل يجعل الله لذة من اوضممع فممي
معاصيه و محارمه كلذة من ترك شهوته لله ابدا و الله اعلم
الباب السادس و الخمسون
في ذكر اختلف الناس هل في الجنة حمل و ولدة ام ل قمال الترممذي
في جامعه حدثنا بندار حدثنا معمماذ بممن هشممام قممال حممدثني ابممي عممن عممامر
الحول عن ابي الصديق الناجي عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله
المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله و وضعه و سنه في ساعة كما
يشتهي قال هذا حديث حسن غريب و قد اختلف أهل العلم فممي هممذا فقممال
بعضهم في الجنة جماع و ل يكون ولد هكذا روى عممن طمماووس و مجاهممد و
إبراهيم النخعي و قال محمد يعني البخمماري قممال اسممحاق بممن إبراهيممم فممي
حديث النبي إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشممتهي
و لكن ل يشتهي قال محمد و قد روى عن أبممي ذر بممن العقيلممي عممن النممبي
قال أن أهل الجنة ل يكون لهم فيها ولد و أبو الصديق الناجي اسمه بكر بن
عمرو و يقال بكر بن قيممس انتهممى كلم الترمممذي قلممت إسممناد حممديث أبممي
سعيد على شرط الصحيح فرجاله محتج بهم فيه و لكنه غريب جدا و تأويممل
إسحاق فيه نظر فانه قال إذا اشتهى المؤمن الولد و إذا للمتحقق الوقوع و
لو أريد ما ذكره من المعنى لقال لو اشتهى المؤمن الولد لكممان حملممه فممي
ساعة فان ما ل يكون أحق بأداة لو كما أن المتحقق الوقوع أحق بأداة إذا و
قد قال أبو نعيم حدثنا عبدان بن احمد حممدثنا أحمممد بممن اسممحاق حممدثنا أبممو
احمد الزبيري حدثنا سفيان الثوري عن إبان عن أبممي الصممديق النمماجي عممن
أبي سعيد الخدري قال قيل يا رسول الله أيولد لهل الجنة فممإن الولممد مممن
تمام السرور فقال نعم و الممذي نفسممي بيممده و ممما هممو ال كقممدر ممما يتمنممى
احدكم فيكون حمله و رضاعه و شبابه حدثنا ابو الحسممن علممي بممن ابراهيممم
بن احمد الممرازي بمكممة حممدثنا عبممد الرحمممن بممن محمممد بممن ادريممس حممدثنا
سليمان بن داود القزاز حدثنا يحيى بن حفص السدي قال سمعت ابا عمرو
بن العلء يحدث عن جعفر بن ثور العبدي عن ابي الصديق الناجي عن ابممي
سعيد الخدري قال قال رسول الله ان الرجل من أهل الجنة ليولممد لممه كممما
يشتهي فيكون حمله و فصاله و شبابه في ساعة واحدة و حممديث معمماذ بممن
هشام قال فيه بندار عامر الحول و قال عمممرو بممن علممي عاصممم الحممول و
قال الحاكم انبانا الصم حدثنا محمد بممن عيسممى حممدثنا سمملم بممن سممليمان
حدثنا سلم الطويل عن زيد العمى عن ابي الصديق الناجي عن ابممي سممعيد
الخدري رضي الله عنه يرفعه ان الرجل من أهل الجنة ليشممتهي الولممد فممي
الجنة فيكون حمله و فصاله و شبابه في ساعة واحدة قممال الممبيهقي و هممذا
اسناد ضعيف بمرة و اما حديث ابممي رزيممن الممذي اشممار اليممه البخمماري فهممو
حديثه الطويل و نحن نسوقه بطوله نجمممل بممه كتابنمما فعليممه مممن الجللممة و
المهابة و نور النبوة ما ينادى على صحته قال عبد الله
168ابن المام احمد في مسند ابيه كتب إلى ابراهيم بن حمزة بممن محمممد
بن حمزة عممن مصممعب بممن زبيممر الزبيممري كتبممت اليممك بهممذا الحممديث و قممد
عرضته و سمعته على ما كتبت به اليك فحدث به عني حممدثنا عبممد الرحمممن
بن المغيرة الخزامي حدثني عبد الرحمممن بممن عممابس المسمممعي النصمماري
من بني عمرو بن عوف عن دلهم بن السود بممن عبممد اللممه بممن حمماجب بممن
عامر بن المنتفق العقيلي عن ابيه عن عمممه لقيممط بممن عممامر قممال دلهممم و
حدثنيه ابو السود عن عاصم بن لقيط ان لقيطا خرج وافدا إلى رسول الله
و معه صاحب له يقال له نهيك ابن عاصم بن مالك بن المنتفممق قممال لقيممط
فخرجت انا و صاحبي حتى قدمنا على رسول الله حين انصممرف مممن صمملة
الغداة فقام في الناس خطيبا فقال ال ايها الناس اني قد خبات لكم صمموتي
منذ اربعة ايام ال لسمعنكم ال فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا له اعلم لنا
ما يقول رسول الله ال ثم لعله ان يلهيه حديث نفسممه او حممديث صمماحبه او
يلهيه الضلل ال اني مسئول ال هل بلغت ال اسمعوا تعيشموا ال اجلسمموا ال
اجلسوا قال فجلس الناس و قمت انا و صاحبي حممتى اذا فممرغ لنمما فممؤاده و
بصره قلت يا رسول الله ما عندك من علم الغيب فضحك لعمر اللممه و هممز
رأسه و علم اني ابتغي سقطه فقال ضن ربك بمفاتيح خمس ممن الغيمب ل
يعلمهن ال الله و اشار بيده قلت و ما هي قممال علممم المنيممة قممد علممم مممتى
منية احدكم و ل تعلمونه و علم ما في غد ما انت طاعم غدا و ل تعلمممونه و
علم يوم الغيث يوم يشرف عليكم اذلين مشفقين فيظل يضحك قد علم ان
غيركم إلى القريب قال لقيط قلت لن نعممدم مممن رب يضممحك خيممرا و علممم
يوم الساعة قلت يا رسول الله علمنا مما تعلم النمماس وممما تعلممم فانمما مممن
قبيل ل يصدقون تصديقنا احممد مممن مذحممج الممتي تربمموا علينمما و خثعممم الممتي
توالينا و عشيرتنا التي نحن منها قال تلبثون مما لبثتممم ثمم يتموفى نممبيكم ثمم
تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصائحة لعمر الهممك ل تممدع علممى ظهرهمما شمميئا ال
مات و الملئكة الذين مع ربك عز و جل فاصبح ربك يطوف في الرضممين و
خلت عليه البلد فارسل ربك السماء تهضب من عند العممرش فلعمممر الهممك
ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل و ل مممدفن ميممت ال شممقت القممبر عنممه
حتى يخلقه من عند رأسه فيستوي جالسا فيقول ربمك مهيمم لمما كمان فيمه
يقول يا رب امتني اليوم و لعهده بالحياة عشية تحسبه
حديثنا بأهله فقلت يا رسول الله كيف كيف يجمعنمما بعممدما تمزقنمما الريمماح و
البلى و السباع فقال انبئك بمثل ذلك في الء اللممه الرض اشممرفت عليهمما و
هي مدرة بالية فقلت ل تحيا ابدا ثم ارسممل ربممك عليهمما السممماء فلممم تبلممث
عليك ال اياما حتى اشرفت عليها و هي شرية واحدة و لعمر الهك لهو اقدر
علممى ان يجمعهممم مممن الممماء علممى ان يجمممع نبممات الرض فيخرجممون مممن
الضواء و من مصارعهم فتنظرون اليه و ينظر اليكم قممال قلممت يمما رسممول
الله فكيف و نحن ملء الرض وهو شخص واحد ينظر الينا و ننظر اليه قممال
انبئك بمثل ذلك في الء اللممه الشمممس و القمممر ايممة منممه صممغيرة ترونهمما و
يريانكم ساعة واحدة ل تضارون في رؤيتهما و لعمر الهك لهو اقدر على ان
يراكم و ترونه منها قلت يا رسول اللممه فممما يفعممل بنمما ربنمما اذا لقينمماه قممال
تعرضون عليه بادية له صفحاتكم ل تخفى عليه منكم خافية فياخذ ربممك عممز
و جل بيده غرفة من ماء فينضح قبلكم بها فلعمر الهك ما يخطئ وجممه احممد
منكم منها قطرة فاما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء و أما الكافر
فتخطممم وجهممه بمثممل الحمممم السممود ال ثممم ينصممرف نممبيكم رسممول اللممه و
ينصممرف علممى اثممره الصممالحون فيسمملكون جسممرا مممن النممار فيطمما احممدكم
الجمرة فيقول حس فيقول ربك أو إنه فيطلعون على حوض الرسول علممى
اظماء والله ناهله قط رأيتها فلعمر ربك ما يبسط واحد منكم يممده ال وقعممه
عليها قدح مطهرة من الطوف و البول و الذى و تحبممس الشممس و القمممر
فل ترون منهما واحدا قال قلت يا رسول الله فبم نبصر قممال بمثممل بصممرك
ساعتك هذه و ذلك من طلوع الشمس في يوم اشممرقته الرض ثممم واجهتممه
الجبال قال قلت يا رسول الله فبم نجزى من حسناتنا وسيئاتنا قال الحسنة
بعشر امثالها و السيئة بمثلها ال ان يعفو قال قلت يا رسول اللممه ممما الجنممة
ما النار قال لعمر الهك ان للنار سبعة ابواب ما منهن بابان ال يسير الراكب
بينهما سبعين عاما و ان للجنة ثمانية ابواب ما منهن
بابان ال يسير الراكب بينهما سبعين عاما قال قلت يمما رسممول اللممه فعل ممما
نطلع من الجنة قال على انهار من عسل مصفى و انهار مممن كمماس ممما بهمما
من صداع و ل ندامة و انهار مممن لبممن لممم يتغيممر طعمممه و ممماء غيممر اسممن و
بفاكهة لعمر الهك مما تعدون و خير من مثله معه وازواج مطهممرة قلممت يمما
رسول الله و لنا فيهمما ازواج او منهممن صممالحات قممال الصممالحات للصممالحين
تلذون بهن مثل لذاتكم في الدنيا و يلذذن بكمم غيمر ان ل توالمد قمال لقيمط
فقلت اقصي ما نحن بالغون و منتهون اليه فلم يجبه النبي فقلت يا رسممول
الله علما ابايعك فبسط النبي يده و قال على اقام الصلة و ايتمماء الزكمماة و
ان ل تشرك بالله الها غيره قال قلت و ان لنا ممما بيممن المشممرق و المغممرب
فقبض النبي يده و بسط اصابعه و ظن انممي مشممترط شمميئا ل يعطينممه قممال
قلت نحن منهما حيث شئنا و ل يجبني على امممرئ ال نفسممه فبسممط يممده و
قال ذلك لك تحل حيث شئت و ل يجنمي عليمك ال نفسممك قممال فانصمرفنا و
قال هذان ذين ها ان ذين لعمر الهك ان حممدثت ال انهممما مممن اتقممى النمماس
في الولى و الخرة فقال له كعب بن الجدارية اخو بني بكممر بممن كلب مممن
هم يا رسول الله قال بنو المنتفق أهل ذلممك قممال فانصممرفنا و اقبلممت عليممه
فقلت يا رسول الله هل لحد مما مضى من خممبر فممي جمماهليتهم قممال قممال
رجل من عرض قريش و الله ان اباك المنتفق لفممي النممار قممال فلكممأنه قممد
وقع جزء من جلدي و وجهي و لحمممي مممما قممال لبممي علممى رؤوس النمماس
فهممت ان اقول و ابوك يا رسول الله ثم اذا الخرى اجمل فقلت يا رسول
الله و أهلك قال و أهلي لعمر الله ما اتيت عليه من قبر عممامري او قرشممي
من مشرك فقل ارسلني اليك محمد فابشرك بما يسوءك تجر على وجهكم
و بطنك في النار قال قلت يا رسول الله ما فعل الله بهم ذلممك و قممد كممانوا
على عمل ل يحسنون ال اياه و كانوا يحسبونهم مصلحين قال ذلك بان اللممه
عز و جل بعث في اخر كل سمع امم نبيا فمن عصى نبيه كان من الضممالين
و من اطاع نبيه كان من المهتدين هممذا حممديث كممبير مشممهور و ل يعممرف ال
من حديث ابممي القاسممم عممن عبممد الرحمممن بممن المغيممره بممن عبممد الرحمممن
المدني ثم من رواية ابراهيم بن حمزة الزبيري المدني عنه و هما من كبممار
علماء المدينة ثقتان يحتج بهمما فمي الحمديث احتممج بهمما المممام محمممد بمن
اسماعيل البخاري و روى عنهما في مواضممع مممن كتممابه رواه ائمممة الحممديث
في كتبهم منهم ابو عبد الرحمن بن عبد الله بن
المممام احمممد و ابممو بكممر احمممد بممن عمممرو بمن ابممي العاصممم و ابممو القاسممم
الطبراني و ابو الشيخ الحافظ و ابو عبد الله بن منده و الحممافظ و ابممو بكممر
احمد بن موسى بن مردويه و الحافظ ابو نعيممم الصممفهاني و غيرهممم علممى
سبيل القبول و التسليم قال الحافظ ابو عبد الله بن منده روى هذا الحديث
محمد بن اسحاق الصنعاني و عبد الله بن احمد بن حنبل و غيرهما و قراؤه
بالعراق بمجمع العلماء و أهل الدين فلم ينكره احد منهممم و لممم يتكلممم فممي
اسناده و كذلك ابو زرعة و ابو حاتم على سبيل القبول و قال ابو الخير بممن
حمدان هذا حديث كبير ثابت مشهور و سألت شيخنا ابا الحجاج المري عنممه
فقال عليه جللة النبمموة و قممال نفمماة اليلذ فهممذا حممديث صممريح فممي انتفمماء
الممولدة و قمموله اذا اشممتهى معلممق بالشممرط و ل يلممزم مممن التعليممق وقمموع
المعلق ول المعلق به واذا و ان كانت ظمماهرة فممي المحقممق فقممد تسممتعمل
لمجرد التعليق العم من المحقق و غيره قممالوا و فممي هممذا الموضممع يتعيممن
ذلك لوجوه احدها حديث ابممن رزيممن الثمماني قمموله تعممالى و لهممم فيهمما ازواج
مطهرة و هن اللتي طهرن من الحيض و النفاس و الذى قال سفيان انبأنمما
ابن ابي نجيح عن مجاهد مطهرة من الحيض و الغممائط و البممول و النخممام و
البصاق و المني و الولد و قال أبو معاوية حدثنا ابن جريج عممن عطمماء ازواج
مطهرة قال من الولد و الحيض و الغائط و البممول الثممالث قمموله غيممر انممه ل
مني و ل منية و قد تقدم و الولد انما يخلق مممن ممماء الرجممل فمماذا لممم يكممن
هناك مني و ل مذي و ل نفخ في الفرج لم يكن هناك ايلد الرابع انه قد ثبت
في الصحيح عن النبي انه قال يبقى في الجنة فضل فينشئ اللممه لهمما خلقمما
يسكنهم اياها و لو كان في جنة ايلد لكان الفضل لولدهم وكانوا أحق بهممم
من غيرهم الخامس ان الله سمبحانه جعمل الحممل و المولدة ممع الحيمض و
المنى فلو كانت النساء يحبلن في الجنة لم ينقطع عنهن الحيممض و النممزال
السادس تن الله سبحانه و تعالى قدر التناسل في الدنيا لنه قدر الممموت و
اخرجهم إلى هذه الدار قرنا بعد قرن و جعممل لهممم امممدا ينتهممون اليممه فلممول
التناسل لبطل النوع النساني و لهممذا الملئكممة ل تتناسممل فممانهم ل يموتممون
كما تموت النس و الجنم فاذا كان يوم القيامة اخرج الله سممبحانه و تعممالى
الناس كلهم من الرض و انشاهم للبقاء ل للموت فل يحتاجون إلممى تناسممل
يحفظ النوع النساني اذ هو منشأ للبقاء و الدوام فل أهل الجنة يتناسلون و
ل أهل النار
السابع انه سبحانه و تعممالى قممال و الممذين امنمموا واتبعنمماهم ذريمماتهم بايمممان
الحقنا بهم ذرياتهم فاخبر سبحانه انه يكرمهم بالحمماق ذريمماتهم الممذين كممانوا
لهم بهم في الدنيا و لو كان ينشأ لهم في الجنممة ذريممة اخممرى لممذكرهم كممما
ذكر ذرياتهم الذين كانوا في الدنيا لن قرة اعينهم كانت تكون بهم كما هممي
بذرياتهم من اهل الدنيا الثامن انه اممما ان يقممال باسممتمرار التناسممل فيهمما ل
إلى غاية او إلى غاية ثم تنقطع وكلهما مما ل سبيل الى القول به لستلزام
الول اجتماع اشخاص ل تتناهى واستلزام الثاني انقطاع نوع مممن لممذة أهممل
الجنة وسرورهم وهو محال و ل يمكن ان يقال بتناسل بممموت معممه نسممل و
يخلفه نسل اذ ل موت هناك التاسع ان الجنة ل ينموا فيها النسان كما ينموا
في الدنيا فل ولدان أهلها ينمون و يكبرون و ل الرجال ينمون كما تقمدم بمل
هؤلء ولدان صغار ل يتغيرون و هؤلء ابناء ثلث و ثلثين ل يتغيرون فلو كان
في الجنة ولدة لكان المولود ينموا ضرورة حتى يصير رجل و معلوم ان من
مات من الطفال يردون ابنمماء ثلث و ثلثيممن مممن غيممر نمممو يوضممحه المموجه
العاشر ان الله سبحانه و تعالى ينشئ أهمل الجنمة نشماة الملئكمة او اكممل
من نشأتهم بحيث ل يبولون و ل يتغوطون و ل ينامون و يلهمممون التسممبيح و
ل يهرمون على تطاول الحقاب و ل تنموا ابداهنهم بممل القممدر الممذي جعلمموا
عليه لزم لهم ابدا و الله اعلم فهذا ما في المسممالة فاممما قممول بعضممهم ان
القدرة صالحة و الكل ممكممن و قممول اخريممن ان الجنممة دار المكلفيممن الممتي
يستحقونها بالعمل و امثال هذه المباحث فرخيصة و هي في كتب النمماس و
بالله التوفيق قال الحاكم قممال السممتاذ ابممو سممهل أهممل الزيممغ ينكممرون هممذا
الحديث يعني حديث الولدة فمي الجنمة و قمد روى فيمه غيمر اسممناد و سممئل
النبي عن ذلك فقال يكون ذلك على نحو مما روينمما واللممه سممبحانه و تعممالى
يقول و فيها ما تشتهيه النفس و تلذ العين و ليس بالمسممتحيل ان يشممتهي
المؤمن الممكن من شهواته المصممفى المقممرب المسمملط علممى لممذاته قممرة
عين و ثمرة فؤاد من الذين انعم الله عليهم بازواج مطهرة فمان قيمل ففممي
الحديث انهن ل يحضن و ل ينفسن فمماين يكممون الولممد قلممت الحيممض سممبب
الولدة الممتد مدة بالحمل علممى الكممثرة و الوضممع عليممه كمما ان جميممع بلد
الدنيا من المشمارب و المطمماعم و الملبممس علمى مما عمرف ممن التعممب و
النصب و ما يعقبه كل منهما مما يحذر منه و يخاف من عواقبه
و هذه خمرة الدنيا المحرمة المستولية على كل بلية قد اعممدها اللممه تعممالى
لهل الجنة منزوعة البلية ممموفرة اللممذة فلممم ل يجمموز ان يكممون علممى مثلممه
الولد انتهى كلمه قلت النافون للولدة في الجنة لم ينفوهمما لزيممغ قلمموبهم و
لكن لحديث ابي رزين غير ان ل توالد و قد حكينما ممن قمول عطماء و غيمره
انهن مطهارات من الحيض و الولد و قد حكى الترمذي عن أهل العلممم مممن
السلف و الخلف في ذلك قولين وقد حكممى الترمممذي عممن أهممل العلممم مممن
السلف و الخلف في ذلك قولين و حكى قول ابي اسحق بانكاره و قال ابممو
امامة في حديثه غير ان ل مني و ل منية و الجنة ليست دار تناسبل بممل دار
بقمماء و خلممد ل يممموت مممن فيهمما فيقمموم نسممله مقممامه و حممديث ابممي سممعيد
الخدري هذا اجود اسانيده اسناد الترمذي و قد حكم بغرابته و انممه ل يعممرف
ال من حديث ابي الصديق الناجي و قد اضطرب لفظه فتارة يروى عنممه اذا
اشتهى الولد و تارة انه ليشتهي الولد و تارة ان الرجل من أهل الجنة ليولد
له فالله اعلم فان كان رسول الله قد قاله فهو الحممق الممذي ل شممك فيممه و
هذه اللفاظ ل تنافي بينها و ل تناقض و حديث ابي رزين غير ان ل توالممد اذ
ذاك نفى للتوالد المعهود في الدنيا و ل ينفي ولدة حمل الولد فيها و وضعه
و سنه و شبابه في ساعة واحدة فهذا ما انتهى اليه علمنا القاصر فممي هممذه
المسالة و قد اتينا فيها بما لعلك ل تجده في غير هذا الكتاب و الله اعلم
الباب السابع و الخمسون
في ذكر سماع الجنة و غناء الحور العين و ما فيه من الطممرب و اللممذة
قال تعالى و يوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فاممما اللممذين امنمموا و عملمموا
الصالحات فهم في روضة يحبرون قال محمد بممن جريممر حممدثني محمممد بممن
موسى الحرشي قال حدثنا عامر بن نساف قال سالت يحيى بمن ابمي كمثير
عن قوله عز و جل فهم في روضممة يحممبرون قممال الحممبرة اللممذة و السممماع
حدثنا عبد الله بن محمد الفريابي حدثنا ضمرة بن ربيعة عن الوزاعممي عممن
يحيى بن ابي كثير في قوله يحبرون قال السماع في الجنة و ل يخالف هممذا
قول ابن عباس يكرمون و قال مجاهد و قتادة ينعمون فلذة الذن بالسممماع
من الحبرة و النعيم و قال الترمذي حدثنا هناد و احمد بممن منيممع قممال حممدثنا
عبد الرحمن بن اسحق عن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول اللممه
ان في الجنة
لمجتمعا للحور العين يرفعن باصوات لممم تسممع الخلئق بمثلهما يقلمن نحممن
الخالدات فل نبيد و نحن الناعمات فل نبممأس و نحممن الراضمميات فل نسممخط
طوبى لمن كان لنا و كنا له و في الباب عن ابي هريرة و ابي سعيد وانممس
و حديث على حديث غريب قلممت و فممي البمماب عممن ابممن ابممي اوفممى و ابممي
امامة و عبد الله بن عمر ايضا فاما حديث ابي هريرة فقال جعفر الفريممابي
حدثنا سعد بن حفص حدثنا محمد بن مسلمة عن ابي عبد الرحمن عن زيممد
بن ابي انيسة عن المنهال بن عمرو عن ابي صالح عن ابي هريممرة قممال ان
في الجنة نهرا طول الجنة حافتاه العممذارى قيممام متقممابلت يغنيممن باصمموات
حتى يسمعها الخلئق ما يرون في الجنة لذة مثلها فقلنا يما ابمما هريممرة و مما
ذاك الغناء قال ان شاء الله التسبيح و التحميد و التقديس و ثناء على الرب
عز و جل هكذا رواه موقوفا و روى لبو نعيمم فمي صمفة الجنمة ممن حممديث
مسلمة ابن علي عن زيد بن واقد عن رجل عن ابي هريرة قال قال رسول
الله ان في الجنة شجرة جذوعها مممن ذهممب و فروعهمما مممن زبرجممد و لؤلممؤ
فتهب لها ريح فيصطفقن فما سمع السامعون بصوت شيء قط الممذ منممه و
اما حديث انس فقال ابو نعيم انبانا عبد الله بن جعفر حممدثنا اسممماعيل بممن
عبد الله حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم حدثنا ابن ابممي فممديك عممن ابممن ابممي
ذئب عن عون بن الحطاب عن عبد الله بن رافع عن ابي السمن عمن انمس
قال قال رسول الله ان الحممور العيممن يغنيممن فممي الجنممة يقلممن نحممن الحممور
الحسان خلقن لزواج كرام و رواه ابن ابممي الممدنيا حممدثنا ابممو خيثمممة حممدثنا
اسماعيل بن عمر حدثنا ابن ابي ذئب عن ابي عبد الله بن رافممع عممن بعممض
ولد انس فذكره و اما حديث ابن ابي اوفى فقال ابو نعيم حممدثنا محمممد بممن
جعفر من اصله حدثنا موسى بن هارون حدثنا حامد بن يحيى البلخمي حمدثنا
يونس بن محمد المؤدب حدثنا الوليد بن ابي ثور و حدثني سعد الطائي عن
عبد الرحمن بن سابط عن ابن ابي اوفى قال قممال رسممول اللممه يممزوج كممل
واحممد مممن أهممل الجنممة اربعممة الف بكممر و ثمانيممة الف ايممم و مممائة حمموراء
فيجتمعن فممي كممل سممبعة ايممام فيقلممن باصمموات حسممان لممم تسمممع الخلئق
بمثلهن نحن الخالدات فل نبيد و نحن الناعمات فل نبأس و نحممن الراضمميات
فل نسخط و نحن المقيمات فل نظعن طوبى لمن كممان لنمما و كنمما لممه و اممما
حديث ابي امامة فقال جعفر
الفريابي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا خالد بن يزيد عممن ابممي مالممك
عن ابيهخ عن خالد بن معدان عن ابي امامة عن رسممول اللممه قممال ممما مممن
عبد يدخل الجنة ال و يجلس عند راسه و عند رجليه ثنتان من الحممور العيممن
يغنيانه باحسن صوت سمعه النس و الجن و ليس بمزامير الشيطان و اممما
حديث ابن عمر فقال الطبراني حدثنا ابو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى
بن الفرات المصري حدثنا سعيد بن ابي مريم حدثنا محمد بن جعفر بن ابي
كثير عن زيد ابن اسلم عن ابن عمر قممال قممال رسممول اللممه ان ازواج أهممل
الجنة ليغنين لزواجهن باحسن اصوات ما سمعها احد قط ان مما يغنين بممه
نحن الخيرات الحسان ازواج قوم كرام ينظرون بقرة اعين و ان مما يغنيممن
به نحن الخالدات فل نمتنه نحن المنات فل نخفنه نحن المقيمات فل نظعنه
قال الطبراني لم يروه عن زيد بن اسلم ال محمد تفرد به بن ابممي مريممم و
قال ابن وهب حدثني سعيد ابن ابي ايوب قال و قال رجل من قريش لبممن
شهاب هل في الجنة سماع فانه حبب الي السماع فقممال أي و الممذي نفممس
ابن شهاب بيده ان في الجنمة لشممجرا حملمه اللؤلممؤ و الزبرجممد تحتمه جموار
ناهدات يتغنين بالوان يقلن نحممن الناعمممات فل نبممأس و نحممن الخالممدات فل
نموت يتغنيممن بممالوان فمماذا سمممع ذلممك الشممجر صممفق بعضممه بعضمما فمماجبن
الحواري فل ندري اصوات الحواري احسن ام اصوات الشجر قال ابن وهب
و حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيممد ان الحممور العيممن يغنيممن ازواجهممن
فيقلن نحن الخيرات الحسان ازواج شباب كرام و نحن الخالدات فل نممموت
ونحن الناعمات فل نبأس ونحن الراضيات فل نسممخط ونحممن المقيمممات فل
نطعن في صدر احداهن مكتوب انت حبي و انا حبك انتهت نفسي عندك لم
تر عيناني مثلك و قال ابن المبارك حدثنا الوزاعي حدثنا يحيى بن ابي كممثير
ان الحور العين يتلقين اوزواجهن عند ابواب الجنة فيقلن طالممما انتظرنمماكم
فنحن الراضيات فل نسممخط و المقيمممات فل نظعممن و الخالممدات فل نممموت
باحسن اصوات و تقول انت حبي و انا حبك ليممس دونممك مقصممر و ل وراءك
معد فصل و لهم سماع اعلى من هذا قال ابن ابي الدنيا حدثني دهثممم بممن
الفضل القرشي حدثنا
الوزاعي قال بلغني انه ليممس مممن خلممق اللممه احسممن صمموتا مممن اسممرافيل
فيامره الله تبارك و تعالى فياخذ في السماع فما يبقى ملك في السممماوات
ال قطع عليه صلته فيمكث بذلك ما شاء الله ان يمكث فيقممول اللممه عممز و
جل و عزتي و جللي لو يعلم العباد قدر عظمتي ما عبممدوا غيممري و حممدثني
داود بن عمر الضيبي حدثنا عبد الله ابن المبارك عممن مالممك بممن انممس عممن
محمد بن المنكدر قممال اذا كممان يمموم القيامممة نممادى منمماد ايممن الممذين كممانوا
ينزهممون اسممماعهم و انفسممهم عممن مجممالس اللهممو و مزاميممر الشمميطان
اسكنوهم رياض المسك ثم يقول للملئكة اسمعوهم تمجيممدي و تحميممدي و
قال ابن ابي الدنيا حدثني محمد بن الحسن حدثني عبممد اللممه بممن ابممي بكممر
حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بممن دينممار فممي قمموله عممز و جممل و ان لممه
عندنا لزلفى و حسن مآب قال اذا كان يوم القيامة امر بمنممبر رفيممع فوضممع
في الجنة ثم نودي يا داود مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم الممذي كنممت
تمجدني به في دار الدنيا قال فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنممان فممذلك
قوله تعالى و ان له عندنا لزلفى و حسن ماب و ذكر حممماد بممن سمملمة عممن
ثابت البناني و حجاج السود عن شهر بن حوشممب قممال ان اللممه جممل ثنمماؤه
يقول للملئكة ان عبادي كانوا يحبون الصمموت الحسممن فممي الممدنيا فيممدعونه
من اجلي فاسمعوا عبادي فياخذوا باصوات من تهليل و تسممبيح و تكممبير لممم
يسمعوا بمثله قط و قال عبد الله بن المممام احمممد فممي كتمماب الزهممد لبيممه
حدثني علي بن مسلم الطوسي حدثني سيار حدثنا جعفممر حممدثنا مالممك بممن
دينار في قوله عز و جل و ان له عندنا لزلفى و حسن ماب قال يقيممم اللممه
سبحانه داود عند ساق العرش فيقول يا داود مجممدني اليمموم بممذلك الصمموت
الحسن الرخيم فيقول الهي كيف امجدك و قد سلبتنيه فممي دار الممدنيا قممال
فيقول الله عز و جل فاني ارده عليك قال فيرده عليممه فيممزداد صمموته قممال
فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنة و قال ابن ابي الدنيا حدثنا مسمملم بممن
ابراهيم الحراني حدثنا مسكين بن بكير عن الوزاعممي عممن عبيممدة بممن ابممي
لبابة قال ان في الجنة شجرة ثمرهمما زبرجممد و يمماقوت و لؤلممؤ فيبعممث اللممه
ريحا فتصفق فتسمع لها اصوات لم يسمع الذ منها حدثنا أبممو بكممر بممن يزيممد
وابراهيم بن سعيد قال حدثنا أبو عامر العقممدي حممدثنا رفعممة بمن صمالح عممن
سلمة بن زهرام عن عكرمة عن ابن عبمماس قممال فممي الجنممة شممجرة علممى
ساق قدر ما يسير الراكب في ظلها مائة عام فيتحدثون في ظلها فيشممتهي
بعضهم فيذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك
الشجرة بكل لهو كان في الدنيا حدثنا ابراهيم بن سممعيد حممدثنا ابراهيممم بممن
سعيد حدثنا علي بن عاصم حدثني سعيد بن سعيد الحارثي قممال حممدثت ان
في الجنة اجاما من قصب من ذهب حملها اللؤلممؤ فمماذا اشممتهى أهممل الجنممة
يسمعوا صوتا حسنا بعث الله علممى تلممك الجممام ريحمما فتمماتيهم بكممل صمموت
يشتهونه فصل و لهم سماع اعلى من هذا يضمحل دونه كل سماع و ذلممك
حين يسمعون كلم الرب جل جلله و خطممابه و سمملمه عليهممم و محاضممرته
لم و يقرا عليهم كلمه فاذا سمعوه منممه فكممانهم لممم يسمممعوه قبممل ذلممك و
سيمر بك ايها السني من الحاديث الصحاح و الحسان في ذلك ممما هممو مممن
احب سماع لك في الدنيا و الذ لذنك و اقر لعينممك اذ ليممس فممي الجنممة لممذة
اعظم من النظر الى وجه الرب تعالى و سماع كلمه منممه و ل يعطممى أهممل
الجنة شيئا احب اليهم من ذلك و قد ذكر ابو الشيخ عن صالح بن حبان عممن
عبد الله بن بريدة قال ان أهل الجنة يدخلون كممل يمموم مرتيممن علممى الجبممار
جل جلله فيقرا عليهم القران و قد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هممو
مجلسه على منابر الدر و الياقوت و الزبرجد و الممذهب و الزمممرد فلممم تقممر
اعينهم بشيء و لم يسمعوا شيئا قط اعظم و ل احسن منممه ثممم ينصممرفون
الى رحالهم ناعمين قريرة اعينهم الى مثلها من الغد
الباب الثامن و الخمسون
في ذكر مطايا أهل الجنة و خيولهم و مراكبهم قال الترمذي حدثنا عبممد
الله بن عبد الرحمن حدثنا عاصم بن علي حدثنا المسعودي عن علقمممة بممن
مرثد عن سليمان بن بريدة عن ابيه ان رجل سال النبي فقال يا رسول الله
هل في الجنة من خيل قال ان ادخلك اللممه الجنممة فل تشمماء ان تحمممل فيهمما
على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيممث شممئت قممال و سممأله
رجل فقال يا رسول الله همل فمي الجنمة ممن ابمل قمال فلمم يقمل مما قمال
لصاحبه قال ان ادخلك الله الحنه يكن لك فيهمما ممما اشممتهت نفسممك و لممذت
عينك حدثنا سويد بن نصر انبانا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن علقمة
بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي نحوه
بمعناه و هذا اصح مممن حممديث المسممعودي حممدثنا محمممد بممن اسممماعيل بممن
سمرة الحمسي حدثنا ابو معاوية عن واصل بممن السممائب عممن ابممي سممورة
عن ابي ايوب قال اتى النبي اعرابي فقال يا رسول اللممه انممي احممب الخيممل
افي في الجنة خيل قال رسول الله اذا دخلت الجنة اتيت بفرس من ياقوتة
له جناحان فحملت عليه ثم طار بك حيث شممئت قممال الترمممذي هممذا حممديث
اسناده ليسي بالقوي و ل نعرفه من حديث ابي ايوب ال مممن هممذا المموجه و
ابو سورة هو ابن اخي ابي ايوب يضعف في الحديث ضعفه ابن معيممن جممدا
و سمعت محمد بن اسماعيل يقممول ابممو سممورة هممذا منكممر الحممديث يممروي
مناكير عن ابي ايوب ل يتابع عليه قلممت اممما حممديث علقمممة بممن مرثممد فقممد
اضطرب فيه علقمة فمرة يقول عممن سممليمان بممن بريممدة عممن ابيممه و مممرة
يقول عن عبد الرحمن بن سابط عمن عهميمر بمن سماعدة قمال كنمت احمب
الخيل فقلت هل في الجنة خيل يا رسول الله و مرة يقممول قممال رجممل مممن
النصار يقال له عميممر بممن سمماعدة يمما رسممول اللممه و مممرة يقممول عممن عبممد
الرحمممن بممن سممابط عممن النممبي و الترمممذي جعممل هممذا اصممح مممن حممديث
المسعودي لن سفيان احفظ منه و اثبممت و قممد رواه ابممو نعيممم مممن حممديث
علقمة هذا فقال عن ابي صالح عن ابي هريممرة ان اعرابيمما قممال يمما رسممول
الله افي الجنة ابممل قممال يما اعرابممي ان يمدخلك اللممه الجنممة رايممت فيهمما مما
تشتهي نفسك و تلذ عينك و رواه أيضا مممن حممديث علقمممة عممن يحيممى ابممن
اسحق عن عطاء بن يسار عن ابي هريرة قال قال رسول الله و ذكر الجنة
فقال و الفردوس اعلها سموا و اوسعها منه محل و منها تفجر انهممار الجنممة
و عليها يوضع العرش يوم القيامة فقام إليه رجل فقال يا رسممول اللممه انممي
رجل حبب الي الخيل فهل في الجنة خيل قممال أي و الممذي نفسممي بيممده ان
في الجنة لخيل و ابل هفافة تزف بين خلل ورق الجنة يتزاورون عليها حيث
شاؤوا فقام اليه رجممل فقممال يمما رسممول اللممه انممي حبممب الممي البممل و ذكممر
الحديث و اما حديث ابي سورة فل يعرف ال من حديث واصل بممن السممائب
عنه لم يروه عنه غيره و غير يحيى بن جابر الطائي و قد اخرج لممه ابممو داود
حديث ستفتح عليكم المصار و تجندون اجنادا و اخرج له ابن ماجة عن ابي
ايوب رايت النبي توضا فخلل لحيته و حممديثا اخممر فممي تفسممير قمموله تعممالى
حتى تستانسوا و اخرج له الترمذي حديث خيل الجنة فقط و رواه ابو نعيممم
من حديث جابر بن نوح عن واصل به و قال ان أهل الجنة ليتزاورون
على نجائب بيض كانها الياقوت و ليس فممي الجنممة مممن البهممائم ال الخيممل و
البل و قال ابو الشيخ حدثنا القاسم بن زكريا حدثنا سويد بممن سممعيد حممدثنا
مروان ابن معاوية عن ابي الحكم عن ابي خالد عممن الحسممن البصممري عممن
جابر بن عبد الله عن النبي قال اذا دخل أهل الجنة الجنة جائتهم خيول مممن
ياقوت احمر لها اجنحة ل تبول و ل تروث فقعدوا عليها ثم طممارت بهممم فممي
الجنة فيتجلى لهم الجبار فاذا راوه خممروا سممجدا فيقممول لهممم الجبممار تعممالى
ارفعمموا رؤوسممكم فممان هممذا ليممس يمموم عمممل انمما هممو يمموم نعيممم و كرامممة
فيرفعون رؤوسهم فيمطر الله عليهم طيبا فيمرون بكثبممان المسممك فيبعممث
الله على تلك الكثبان ريحا فتهيجها عليهم حتى انهم ليرجعوا الممى أهليهممم و
انهم لشعث غبر و قال عبد الله بن المبارك حدثنا همام عن قتادة عممن عبممد
الله بن عمرو و قال في الجنة عتاق الخيل و كرائم النجائب
الباب التاسع و الخمسون
في زيارة أهل الجنة بعضهم بعضا و تذاكرهم ما كان بينهممم فممي الممدنيا
قال تعالى و اقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم اني كان لي
قرين يقول ائنك لمن المصدقين ائذا متنا و كنا ترابا وعظاممما ائنمما لمممدينون
قال هل انتم مطلعون فاطلع فراه في سممواء الجحيممم قممال تممالله ان كممدت
لتردين و لول نعمة ربي لكنت من المحضرين فمماخبر اللممه سممبحانه و تعممالى
ان أهل الجنة اقبل بعضهم على بعض يتحدثون و يسممأل بعضممهم بعضمما عممن
احوال كانت في الدنيا فافضت بهم المحادثة و المذاكرة الى ان قممال قممائل
منهم اني كان لي قرين في الدنيا ينكممر البعممث و الممدار الخممرة و يقممول ممما
حكاه الله عنه يقول ائنممك لمممن المصممدقين بانمما نبعممث و نجممازى باعمالنمما و
نحاسب بهمما بعممد ان مزقنمما البلممى و كنمما ترابمما و عظاممما ثممم يقممول الممؤمن
لخوانه في الجنة هل انتم مطلعون في النار لننظر منزلة قرينمي همذا و مما
صار اليه هذا اظهر القوال و فيها قولن اخران احممدهما ان الملئكممة تقممول
لهؤلء المتذاكرين الذين يحدث بعضهم بعضا هل انتم مطلعممون رواه عطمماء
عن ابن عباس و الثاني انه من قوله الله عز و جل لهممل الجنممة يقممول لهممم
هل انتم مطلعون والصحيح القول الول و ان هذا قول المممؤمن لصممحابه و
محادثيه و السياق كله و الخبار عنه و عن حال قرينه قال كعب بين الجنة و
النار كوى فاذا اراد المؤمن ان ينظر الى عدو كان له في الدنيا
اطلع من بعض تلك الكوى و قوله فاطلع أي اشممرف قممال مقاتممل لممما قممال
لهل الجنة هممل انتممم مطلعممون قممالوا لممه انممت اعممرف بممه منمما فمماطلع انممت
فاشرف فراى قرينه في سواء الجحيم و لول ان الله عرفه ايمماه لممما عرفممه
لقد تغير وجهه و لونه و غيره العذاب اشد تغيير فعندها قممال اللممه ان كممدت
لتردين و لول نعمة ربي لكنت من المحضرين أي ان كدت لتهلكني ولول أن
أنعم الله علي بنعمته لكنت من المحضرين معك في العذاب و قال تعالى و
اقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا انا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمممن
الله علينا و وقانا عذاب السموم انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم و
قال الطمبراني حمدثنا الحسمن ابمن اسمحاق حمدثنا سمهل بمن عثممان حمدثنا
المسيب بن شريك عن بشر بن نمير عن القاسم عن ابي امامة قال سممئل
رسول الله ايتزاور أهل الجنة قال يزور العلممى السممفل و ل يممزور السممفل
العلى ال الممذين يتحممابون فممي اللممه يممأتون منهمما حيممث شمماؤوا علممى النمموق
محتقبين الحشايا و قال الدورقي حدثنا ابو سلمة التبمموذكي حممدثنا سممليمان
بن المغيرة عن حميد بن هلل قال بلغنا ان أهل الجنة يزور العلى السممفل
و ل يزور السفل العلى و قد تقدم حديث علقمة بن مرثممد عممن يحيممى بممن
اسحاق عن عطاء بن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه و قممال الطممبراني
حدثنا محمد بن عبدوس حدثنا الحسن بممن حممماد حممدثنا جممابر بممن نمموح عممن
واصل بن السائب عممن ابممي سممورة عممن ابممي ايمموب يرفعممه ان أهممل الجنممة
يتزاورون على النجائب و قد تقممدم فأهممل الجنممة يممتزاورون فيهمما و يسممتزير
بعضهم بعضا و بذلك تتم لذتهم و سرورهم و لهممذا قممال حارثممة للنممبي و قممد
ساله كيف اصبحت يمما حارثممة قممال اصممبحت مؤمنمما حقمما قممال ان لكممل حممق
حقيقة فما حقيقة ايمانك قال عزفممت نفسممي عممن الممدنيا فاسممهرت ليلممي و
اظمات نهاري و كاني انظر الى عرش ربي بارزا و الى أهل الجنة يتزاورون
فيها والى أهل النار يعذبون فيها فقال عبد نممور اللممه قلبممه و قممال ابممن ابممي
الدنيا حدثنا عبد الله حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا سعيد بن دينار عن الربيممع
بن صبيح عن الحسن عن انس قال قممال رسممول اللممه اذا دخممل أهممل الجنممة
الجنة فيشتاق الخوان بعضهم الى بعض قال فيسير سرير هممذا الممى سممرير
هذا وسرير هذا الى سرير هذا حتى يجتمعا جميعمما فيقممول احممدهما لصمماحبه
تعلم متى غفر الله لنا فيقول صاحبه يوم كنا في موضع كممذا و كممذا فممدعونا
الله
فغفر لنا قال و حدثني حمزة بن العباس انبانا عبد الله بن عثمان انبانمما ابممن
المبارك انبانا اسماعيل بن عياش قال حدثني ثعلبة بن مسلم عن ايوب بممن
بشير العجلي عن شفي بن مانع ان رسول الله قال ان من نعيم أهل الجنة
انهم يتزاورون على المطايا و النجب و انهم يؤتون في الجنة بخيل مسممرجة
ملجمة ل تروث و ل تبول فيركبونها حتى ينتهوا حيممث شمماء اللممه عممز و جممل
فياتيهم مثل السحابة فيها ما ل عين رات و ل اذن سمعت فيقولون امطري
علينا فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فمموق امممانيهم ثممم يبعممث اللممه
ريحا غير مؤذية فتنسف كثائب من مسك عن ايمانهم و عن شمائلهم فيأخذ
ذلك المسك في نواصي خيولهم و في مفارقهم و في رؤوسهم و لكل رجل
منهم جمة على ما اشتهت نفسه فيتعلق ذلك المسك في تلك اللجام و في
الخيل و فيما سوى ذلك من الثياب ثم يقبلون حتى ينتهوا الى ما شمماء اللممه
تعالى فاذا المراة تنادي بعض اولئك يا عبد الله اما لك فينا حاجة فيقول ممما
انت و من انت فتقول انا زوجتممك و حبممك فيقممول ممما كنممت علمممت بمكانممك
فتقول المراة او ما علمت ان الله قال فل تعلمم نفمس مما اخفمي لهمم ممن
قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون فيقول بلى و ربي فلعله يشتغل عنهمما بعممد
ذلك الموقف اربعين خريفا ل يلتفت و ل يعود ما يشغله عنها ال ما هممو فيممه
من النعيم و الكرامة حممدثني حمممزة انبمماني عبممد اللممه بممن عثمممان انبانمما بممن
المبارك انبانا رشدين ابن سعد قال حدثني ابن انعم ان ابمما هريممرة قممال ان
أهل الجنة ليتزاورون على العيس الجون عليها رحال الميس تممثير مناسمممها
غبار المسك خطام او زمام احدها خير من الدنيا و ما فيها و ذكممر ابممن ابممي
الدنيا من حديث ابي اليمان حدثنا اسماعيل بن عياش عن عمرو بن محمممد
عن زيد بن اسلم عن ابيه عن ابي هريرة عن النممبي انممه سممال جبريممل عممن
هذه الية و نفخ في الصور فصعق من في السماوات و مممن فممي الرض ال
من شاء الله قال هم الشهداء يبعثهم الله متقلممدين اسمميافهم حممول عرشممه
فاتاهم ملئكة من المحشر بنجائب من يمماقوت ازمتهمما الممدر البيممض برحممال
الذهب اعناقها السندس و الستبرق و نمارقها الين من الحريممر مممد خطاهمما
مد ابصار الرجال يسيرون في الجنة على خيول يقولون عنممد طممول النزهممة
انطلقوا بنا ننظر كيف يقضي الله بين خلقه يضحك اللممه اليهممم و اذا ضممحك
الله الى عبد في موطن فل حساب عليه قال ابن ابي الدنيا و حدثنا الفضممل
بن جعفر
ابن حسن حدثنا ابي عن الحسن بن علي عن علي قال سمعت رسول اللممه
يقول أن في الجنة لشجرة يخرج من أعلها حلممل و مممن أسممفلها خيممل مممن
ذهب مسرجة ملجمة من در و ياقوت ل تروث و ل تبول لها أجنحممة خطوهمما
مد بصرها فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شمماءوا فيقممول الممذين اسممفل
منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة قال فيقال لهم كمانوا يصملون
في الليل و كنتم تنامون و كانوا يصومون و كنتم تممأكلون و كممانوا ينفقممون و
كنتم تبخلون و كانوا يقاتلون و كنتم تجبنون فصل و لهم زيارة أخرى أعلى
من هذه و اجل و ذلك حين يزورون ربهممم تبممارك و تعممالى فيريهممم وجهممه و
يسمعهم كلمه و يحل عليهم رضمموانه و سمميمر بممك ذكممر هممذه الزيممارة عممن
قرب ان شاء الله تعالى
الباب الستون في ذكر سوق الجنة و ما اعد الله تعالى فيه لهلها قال
مسلم في صحيحه حدثنا سعيد بن عبممد الجبممار الصمميرفي حممدثنا حممماد بممن
سلمة عن ثابت البناني عن انس بن مالك ان رسول الله قال ان في الجنممة
لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريممح الشمممال فتحثممو فممي وجمموههم و ثيممابهم
فيزدادون حسنا و جمال فيرجعون الى أهليهممم و قممد ازدادوا حسممنا و جمممال
فيقول لهم أهلوهم و الله لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمال فيقولون و اللممه و
انتم لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمال رواه المام احمد في مسنده عن عفان
عن حماد بن سلمة و قال فيها كثبان المسك فاذا خرجوا اليها هبت الريح و
قال ابن ابي عاصم في كتاب السنة حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الحميد
بن حبيب بن ابي العسر عن الوزاعي عن حسان بن عطية عممن سممعيد بممن
المسيب انه لقي ابا هريرة فقال ابو هريرة اسال الله ان يجمع بيني و بينك
في سوق الجنة فقال سعيد او فيها سوق قال نعم اخممبرني رسممول اللممه ان
أهل الجنة اذا دخلوها نزلوها بفضممل اعمممالهم فيممؤذن لهممم فممي مقممدار يمموم
الجمعة عن ايام الدنيا فيممزورون اللممه تبممارك و تعممالى فيممبرز لهممم عرشممه و
يتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فيوضع لهم منابر من نور و منابر من
لؤلؤ و منابر من زبرجد و منابر من ياقوت
و منابر من ذهب و منابر من فضممة و يجلممس أدنمماهم و ممما فيهمما دنممى علممى
كثبان المسك و الكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا
قال أبو هريرة وهل نرى ربنا عز و جل قال نعم قال هل تمارون فممي رؤيممة
الشمس و القمر ليلة البدر قلنا ل قال فكذلك ل تمارون في رؤية ربكم و ل
يبقى في ذلك المجلس أحد إل حاضره الله محاضرة حتى يقول يا فلن ابن
فلن أتذكر يوم فعلت كذا و كذا فيذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول بلى
افلم تغفر لي فيقول بلى فمغفرتي بلغت منزلتك هذه قال فبينما همم علمى
ذلك إذ غشيتهم سحابة من فموقهم فممأمطرت عليهمم طيبما لمم يجممدوا مثممل
ريحه شيئا قط قال ثم يقول ربنا تبارك و تعالى قوموا إلى ما أعممددت لكممم
من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم قال فيأتون سوقا قد حفت بها الملئكة فيهمما
ما لم تنظر العيون إلى مثله و لم تسمممع الذان و لممم يخطممر علممى القلمموب
قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليمس يبماع فيمه و ل يشمترى و فمي ذلمك السموق
يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل ذو البزة المرتفعة فيلقمى ممن همو
دونه و ما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللبمماس و الهيئة فممما ينقضممي
آخر حديثه حتى يتمثل عليه احسن منه و ذلك أنممه ل ينبغممي لحممد أن يحممزن
فيها قال ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانمما أزواجنمما فيقلممن مرحبمما و أهل بحبنمما
لقد جئت و إن بك من الجمال و الطيب افضل مما فارقتنا عليه فتقممول أنمما
جالسنا اليوم ربنا الجبار عز و جل و بحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنمما و رواه
الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن إسماعيل عن هشام بممن عمممار رواه
ابن ماجة عن هشام بن عمار و ليس في هذا السناد من ينظر فيممه إل عبممد
الحميد بن حبيب و هو كاتب الوزاعي فل ننكر عليه تفرده عن الوزاعي بما
لم يروه غيره و قد قال المام احمد و أبو حاتم الرازي هو ثقة و أما دحيم و
النسائي فضعفاه و ل نعرف أنه حدث عن غير الوزاعي و الترمذي قال في
هذا الحديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه قلت و قد رواه ابن أبي الدنيا
عن الحكم بن موسى حدثنا هقل بن زياد عن الوزاعي قال نبئت أن سممعيد
بن المسيب لقي أبا هريرة فذكره و قممال الترمممذي حممدثنا أحمممد بممن صممنيع
حدثنا أبو معاوية أنبانا عبد الرحمن بن اسممحق عممن النعمممان بممن سممعد عممن
علي بن ابي طالب قال قال رسول الله إن في الجنة لسوقا ما فيها شممراء
و ل بيع إل الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل الصورة دخل فيها
قال هذا حديث غريب و قال عبد الله بن المبارك أنبانا سليمان التيمي
عن انس بن مالك قال يقول أهل الجنة انطلقوا إلى السوق فينطلقون إلى
كثبان المسك فإذا رجعوا إلى أزواجهم قالوا أنمما لنجممد لكممن ريحمما ممما كممانت
لكن قال فيقلن لقد رجعتم بريح ما كانت لكم إذ خرجتم من عندنا قال ابممن
المبارك و أنبانا حميد الطويل عن انس بن مالك قممال إن فممي الجنممة سمموقا
كثبان مسك يخرجون إليها و يجتمعون إليها فيبعث الله ريحا فتدحلها بيوتهم
فيقول لهم أهلوهم إذا رجعوا إليهم قد ازددتم حسنا بعدنا فيقولون لهليهممم
قد ازددتم أيضا بعدنا حسنا و قال الحافظ محمممد بممن عبممد اللممه الحضممرمي
المعروف بمطين حدثنا احمد بن محمد بن طريف البجلي حدثنا أبممي حممدثنا
محمد بن كثير حدثني جابر الجعفي عن أبي جعفممر عممن علممي بممن الحسممين
عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله و نحن مجتمعون فقممال يمما
معشر المسلمين إن في الجنة لسوقا مما يبماع فيهما و ل يشمترى إل الصمور
من احب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها و الله أعلم
الباب الحادي و الستون
في ذكر زيارة أهل الجنة ربهممم تبممارك و تعممالى قممال المممام الشممافعي
رضي الله عنه في مسنده حدثنا إبراهيم بن محمد قال حممدثني موسممى بممن
عبيدة قال حدثني أبو الزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عبممد اللممه بممن
عبيد بن عمير أنه سمع انس بن مالك يقول أتى جبريممل بمممرآة بيضمماء فيهمما
وكانت إلى النبي فقال النبي ما هذه قال الجمعة فضمملت بهمما أنممت و أمتممك
فأناس لكم فيهمما تبممع اليهممود و النصممارى و لكممم فيهمما خيممر و فيهمما سمماعة ل
يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إل استجيب له و هممو عنممدنا يمموم المزيممد قممال
النبي يا جبريل و ما يوم المزيد قال إن ربك اتخذ في الفردوس واديمما افيممح
فيه كثب المسك فإذا كان يوم القيامة انزل الله تبارك و تعالى ما شاء مممن
ملئكته و حوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين و حف تلك المنابر بمنممابر
من ذهب مكللة بالياقوت و الزبرجد عليهمما الشممهداء و الصممديقون فجلسمموا
من ورائهم على تلك الكثب فيقول الله تبارك و تعالى أنا ربكم قممد صممدقتم
وعدي فسلوني أعطكم فيقولون ربنما نسمألك رضموانك فيقمول قمد رضميت
عنكم و لكمم علمي مما تمنيتمم و لمدي مزيمد فهمم يحبمون يموم الجمعمة لمما
يعطيهم فيه ربهم من الخير و هو اليوم الذي
استوى فيه ربكم على العرش و فيه خلق آدم عليه الصلة و السمملم و فيممه
تقوم الساعة و لهذا الحديث طرق سنشير إليهمما فممي بمماب المزيممد إن شمماء
الله تعالى و روى أبو نعيم من حديث شيبان بن خيبر بن فرقد عن الحسممن
عن أبي برزة السلمي عن النممبي قممال إن أهممل الجنممة ليغممدون فممي حلممة و
يروجون في أخرى كغدو أحدكم و رواحه إلى ملك مممن ملمموك الممدنيا كممذلك
يغدون و يروحون إلى زيارة ربهم عممز و جممل و ذلمك لهممم بمقمادير و معمالم
يعلمون تلك الساعة التي يأتون فيها ربهم عز و جل قممال و روى جعفممر بممن
حسن بن فرقد عن أبيه مثله و ذكر أبو نعيم أيضا مممن حممديث أبممي اسممحاق
عن الحارث عن علي قال إذا سكن أهل الجنة الجنة اتاهم ملك فيقول لهممم
ان الله تبارك و تعالى يممامركم ان تممزوروه فيجتمعممون فيممامر اللممه تبممارك و
تعالى داود عيله السلم فيرفع صمموته بالتسممبيح و التهليممل ثممم يوضممع مممائدة
الخلد قالوا يا رسول الله و ما مائدة الخلد قال زاوية من زواياه اوسممع مممما
بين المشرق و المغرب فيطعمون ثم يسقون ثم يكسون فيقولون لممم يبممق
إل النظر في وجه ربنا عز و جل فيتجلممى لهممم فيخممرون سممجدا فيقممال لهممم
لستم في دار عمل انما انتم في دار جزاء و قال ابن أبممي الممدنيا حممدثنا أبممو
موسى اسحاق بن إبراهيم الهروي حدثنا القاسممم بممن يزيممد الموصمملي قممال
حدثني أبو الياس قال حدثني محمد ابن علي بن الحسين قممال قممال رسممول
الله حدثني أبو نعيم حدثنا محمممد ابممن علممي بممن حنيممش حممدثنا إبراهيممم بممن
شريك حدثنا احمد بن يونس حممدثنا المعممافى بممن عمممران و كممان مممن خيممار
الناس قال حدثني إدريس بن سنان عن وهب بن منبه عن محمممد بممن علممي
قال إدريس ثم لقيت محمد بن علي بن الحسين بممن فاطمممة فحممدثني قممال
قال رسول اللممه ان فممي الجنممة شممجرة يقممال لهمما طمموبى لممو سممخر الجممواد
الراكب ان يسير في ظلها لسار فيها مائة عام ورقهما بمرود خضمر و زهرهما
رياض صفر و اقنابها سندس و اسممتبرق و ثمرهمما حلممل و صمممغها زنجبيممل و
عسل و بطحاؤها ياقوت احمممر و زمممرد أخضممر و ترابهمما مسممك و حشيشممها
زعفران منيع و إل لنجوج يؤججان من غير وقود و يتفجر من اصمملها انهممار و
السلسممبيل و المعيممن و الرحيممق و ظلهمما مجلممس مممن مجممالس أهممل الجنممة
يألفونه و متحدث يجمعهم فبينممما هممم يوممما يتحممدثون فممي ظلهمما إذ جمماءتهم
الملئكة يقودون نجبممن جبلممت ممن اليمماقوت ثممم نفممخ فيهمما الممروح مزمومممة
بسلسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة و حسنا وبرها خممز أحمممر و
مرزعي أبيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثلها
فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم ثم يبعث الله ريحا غير
مؤذية فتنسف كثبانا من مسك عن ايمانهم وعممن شمممائلهم فيأخممذون ذلممك
المسك في نواصي خيولهم وفي مفارقها وفي رؤوسهم و لكل رجممل منهممم
جمة على ما اشتهت نفسه فيتعلممق ذلممك المسممك فممي تلممك الجمممام و فممي
الخيل و فيما سوى ذلك من الثياب ثم يقبلون حتى ينتهوا إلى ما شمماء اللممه
من فإذا المرأة تنادي بعض أولئك يا عبد الله أما لك فينا مممن حاجممة فيقممول
ما أنت ومن أنت فتقول أنا زوجتك وحبك فيقممول ممما كنممت علمممت بمكانممك
فتقول المراة أو ما تعلم ان الله و تعالى قال فل تعلم نفس ما اخفممي لهممم
من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون فيقول بلى و ربي فلعله يشممتغل عنهمما
بعد ذلك الموقف اربعين خريفا ما يشممغله عنهمما إل ممما هممو فيممه مممن النعيممم
فصل و قد جعل الله سبحانمه و تعالى السحاب و ما يمطره سببا للرحمة
و الحياة في هذه الدار و يجعله سببا لحياة الخلق في قبمورهم حيمث يمطممر
على الرض اربعين صباحا مطرا متداركا مممن تحممت العممرش فينبتممون تحممت
الرض كنبات الزرع و يبعثون يوم القيامة و السماء تطممش عليهممم و كممأنه و
الله أعلم اثر ذلك المطر العظيم كما يكون في الدنيا و يثير لهم سحابا فممي
الجنة يمطرهم ما شاؤوا من طيب و غيممره و كممذلك أهممل النممار ينشممئ لهممم
سحابا يمطر عليهم عذابا إلى عممذابهم كممما أنشممأ لقموم هممود وقمموم شممعيب
سحابا أمطر عليهم عذابا أهلكهم فهو سبحانه ينشئه للرحمة و العذاب
الباب الثالث و الستون
في ذكر ملك الجنة و ان أهلها كلهم ملوك فيها قال تعممالى و إذا رايممت
ثم رايت نعيما و ملكا كبيرا قال ابن أبي نجيح عن مجاهممد ملكمما كممبيرا قممال
عظيما و قال استئذان الملئكة عليهممم ل تممدخل الملئكممة عليهممم إل بمماذن و
قال كعب في قوله تعالى و إذا رأيت ثممم رايممت نعيممما و ملكمما كممبيرا يرسممل
اليهم ربهم الملئكة فتأتي الملئكة فتستأذن عليهم الملئكة و قممال بعضممهم
الخدم و ل يدخل عليهم الملئكة إل باذن و قال الحكم بن أبان عممن عكرمممة
عن ابن عباس أنه ذكر مراكب أهل الجنة ثم تل و إذا رايت ثم رايت نعيما و
ملكا كبيرا و قال ابن أبي الحواري سمعت أبا سليمان يقول في قوله عممز و
جل و إذا رأيت
ثم رأيت نعيما و ملكا كبيرا قال الملك الكبير ان رسول الله يأتيه بالتحفممة و
اللطف فل يصل إليه حتى يستأذن له عليممه فيقممول للحمماجب اسممتاذن علممى
ولى الله فإني لست اصل إليه فيعلم ذلك الحاجب حاجبا اخممر و حاجبمما بعممد
حاجب و من داره إلى دار السلم باب يدخل منه على ربممه إذا شمماء بل اذن
فالملك الكبير ان رسول الله رسول رب العزة ل يدخل عليه إل بمماذن و هممو
يدخل على ربه بل اذن و قال ابن أبممي الممدنيا حممدثنا صممالح بمن مالممك حممدثنا
صالح المري حدثنا يزيد الرقاشي عن انس بن مالك يرفعه ان اسممفل اهممل
الجنة اجمعين درجة من يقوم على رأسه عشرة الف خادم حدثنا محمد بن
عباد بن موسى انبأنا زيد بن الحباب عن أبي هلل الراسبي انبأنا الحجاج بن
عتاب العبدي عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبممي هريممرة قممال ان ادنممى
أهل الجنة منزلة و ليس فيهم دنيء من يغدو عليه كل يوم و يممروح خمسممة
عشر ألف خادم ليممس منهممم خممادم إل و معممه طرفممة ليسممت مممع صمماحبه و
حدثني محمد بن عباد حدثنا زيد بن الحباب عممن أبممي هلل حممدثنا حميممد بممن
هلل قال ما من رجل من أهل الجنة إل و له ألف خازن ليممس منهممم خممازن
العلى عمل ليس عليه صاحبه و حدثني هارون بن سفيان انبأنمما محمممد بممن
عمر انبأنا الفضل بن فضممالة عممن زهممرة بممن معبممد عممن أبممي عبممد الرحمممن
الحبلى قال ان العبد أول ما يدخل الجنة يتلقمماه سممبعون ألممف خممادم كممأنهم
اللؤلؤ حدثني هارون بن سفيان حدثنا محمد بن عمر انبأنمما محمممد بممن هلل
عن أبيه عن أبي هريرة قال ان ادنى أهل الجنة منزلة و ما فيهم دنيء لمن
يغدو عليه عشرة الف خادم مع كل خادم طرفة ليسيت مع صمماحبه و قممال
عبد الله بن المبارك حدثنا يحيى بن ايمموب حممدثني عبممد اللممه بممن رجممز عممن
محمد بن أبي ايوب المخزومي عن أبممي عبممد الرحمممن المغممافري قممال أنممه
ليصف للرجل من أهل الجنة سماطان ل يرى طرفاهما من غلمانه حممتى إذا
مر مشوا وراءه و قال أبو خيثمة حدثنا الحسن ابن موسى حدثنا ابن لهيعممة
حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال قال رسول الله ان ادنى أهل
الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم و اثنتان و سبعون زوجة و تنصب لممه
قبة من لؤلؤ و ياقوت و زبرجد كما بين الجابية و صنعاء و قال عبد الله بممن
المبارك أنبأنا بقية بن الوليد حدثني ارطاة بن المنذر قال سمممعت رجل مممن
مشيخة الجند يقال له أبو الحجاج قال جلست
إلى أبي امامة فقال ان المؤمن يكممون متكئا علممى اريكممة إذا دخممل الجنممة و
عنده سماطان من الخدم و عند طرف السماطين باب مبوب فيقبل الملممك
من ملئكة الله عز و جل ليستأذن فيقوم ادنى الخممدم إلممى البمماب فممإذا هممو
بالملك يسممتأذن فيقممول للممذي يليممه ملممك يسممتأذن ويقممول للممذي يليممه ملممك
يستأذنه حتى يبلغ المممؤمن فيقممول ائذنمموا لممه فيقممول اقربنممي إلممى المممؤمن
ائذنوا له ويقول الذي يليه للذي يليه ائذنوا له كذلك حتى يبلغ اقصاهم المذي
عند الباب فيفتح له فيدخل فيسلم ثم ينصرف و قال ابن أبي الممدنيا حممدثني
محمد بن الحسن حمدثنا قبيصمة حمدثنا سمليمان العنمبري عمن الضمحاك بمن
مزاحم قال بينا ولي الله في منزله اذ اتاه رسول من الله عممز وجممل فقممال
للذن استأذن لرسول الله على ولي الله فيممدخل الذن فيقممول لممه يمما ولممي
الله هذا رسول من الله يستأذن عليك قال ائذن له فيأذن لممه فيممدخل علممى
ولي الله فيضع ما بين يديه تحفة فيقمول يما ولمي اللمه ان ربمك يقمرا عليمك
السلم و يأمرك ان تأكل من هذه قال فيشبهه بطعام أكله أيضا فيقول انما
أكلت هذا الن فيقول ان ربك يأمرك أن تأكل منها فيأكممل منهمما فيجممد منهمما
طعم كل ثمرة في الجنة قال فذلك قمموله تعممالى و اتمموا بممه متشممابها و فممي
صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة عن النبي قال سأل موسى عليه
السلم ربه ما ادنى أهل الجنة منزلة قال هو رجل يجيء بعد ما ادخممل أهممل
الجنة الجنة فيقال لممه ادخممل الجنممة فيقممول أي رب كيممف وقممد نممزل النمماس
منازلهم وأخذوا اخذاتهم فيقال له اترضى ان يكون لك مثل ملك من ملمموك
الدنيا فيقول رضيت ربي فيقول له لك ذلك ومثله ومثلممه ومثلممه فقممال فممي
الخامس رضيت ربي فيقول هذا لك و عشرة امثاله و لك ما اشتهت نفسك
و لذت عينك فيقول رضيت ربممي و ذكممر الحممديث وقممد تقممدم ذكممره بتمممامه
وقال الباز في مسنده حدثنا محمد بن المثنى حدثنا المغيرة بن سلمة حدثنا
وهيب عن الحريري عن أبي بصرة عن أبي سعيد قال خلق الله الجنممة لبنممة
من فضة و لبنة من ذهب و غرسها بيده و قال لها تكلمي فقممالت قممد افلممح
المؤمنون فمدخلتها الملئكمة فقممالت طمموبى لمك منزلممة الملموك هكممذا رواه
وهيب عن الحريري موقوفا و رواه عدي بن الفضل عن الحريممري فرفعممه و
قال البزار و ل نعلم أحدا رفعه إل عدي ابن الفضل بهذا السناد و عدي بممن
الفضل ليس بالحافظ و هو شيخ بصري
قلت عدي ابن الفضل هذا انفرد به ابن ماجة و قد ضعفه يحيى بن معيممن و
أبو حاتم و الحديث صحيح موقوف و الله أعلم وقد تقدم ذكر التيجممان علمى
رؤوسهم و انما يلبسها الملوك
الباب الرابع و الستون
في أن الجنة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال و ان موضع سوط
منها خير من الدنيا و ما فيهما قمال تعمالى تتجممافى جنمموبهم عممن المضماجع
يدعون ربهم خوفا و طمعا وما رزقناهم ينفقممون فل تعلممم نفممس ممما أخفممي
لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون و تامل كيف قابل ممما اخفمموه مممن
قيام الليل بالجزاء الذي اخفاه لهم مما ل تعلمه نفس و كيف قابل قلقهم و
خوفهم و اضطرابهم على مضمماجعهم حيممن يقوممموا الممى صمملة الليممل بقممرة
العين في الجنة و في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله قال الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين ما ل عيممن رات
و ل اذن سمعت و ل خطر على قلب بشر مصداق ذلك فممي كتمماب اللممه فل
تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملممون و فممي لفممظ
اخر فيهما يقول الله عز و جل اعددت لعبادي الصالحين ما ل عين رات و ل
اذن سمعت و ل خطر على قلب بشر ذخرا بله ما اطلعتكم عليه ثم قرا فل
تعلم نفس وفي صحيح مسلم مممن حممديث سممعد بممن سممهل السمماعدي قممال
شهدت مع النبي مجلسا وصف فيه الجنة حممتى انتهممى ثممم قممال اخممر حممديثه
فيها ما ل عين رأت و ل اذن سمعت و ل خطر على قلب بشر ثم قممرأ هممذه
اليممة تتجممافى جنمموبهم عممن المضمماجع يممدعون ربهممم خوفمما و طمعمما و مممما
رزقناهم ينفقون فل تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بممما كممانوا
يعملون و في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول اللممه لقمماب
قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب و قممد تقممدم
حديث أبي امامة عن النبي إل مشمر في للجنة فان الجنة ل خطر لهمما هممي
و رب الكعبة نور يتلل و ريحانمة تهممتز و قصمر مشمميد و نهممر مطممرد و ثممرة
نضيجة و زوجة حسناء جميلة و حلل كثيرة و مقام في ابد في دار سليمة و
فاكهة و خضرة و حبرة و نعمة و محلة عالية بهية و لمو لممم يكممن ممن خطممر
الجنة و شرفها إل أنه ل يسأل بوجه الله غيره
شرفا و فضل وكما في سنن أبي داود من محمد بن سممليمان بممن معمماذ بممن
المنذر عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله ل يسأل بمموجه اللممه إل
الجنة و في معجم الطبراني من حديث بقية عن ابن جريج عممن عطمماء عممن
ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله لممما خلممق اللممه جنممة عممدن
خلق فيها ما ل عين رأت و ل اذن سمعت و ل خطر على قلب بشر ثم قممال
لها تكلمي فقالت قد افلح المؤمنون و في صحيح البخاري من حديث سممهل
ابن سعد قال سمعت رسول الله يقول موضع سمموط فممي الجنممة خيممر مممن
الدنيا و ما فيها و قال المام احمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر حدثنا همام
عن أبي هريرة رضي الله قال قال رسول الله لقيد سوط أحدكم من الجنة
خير مما بين السماء و الرض و هذا السناد على شممرط الصممحيحين و قممال
الترمذي حدثنا سويد بن نصر حدثنا ابن المبارك انبانا ابممن لهيعممة عممن يزيممد
ابن أبي حبيب عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عممن جممده
عن النبي قال لو ان اقل ظفممر مممما فممي الجنممة بممدا لممتزخرفت لممه ممما بيممن
خوافق السماوات و الرض و لو ان رجل من اهل الجنة اطلع فبممدا اسمماوره
لطمس لطمس ضوء الشمس كما تطمممس الشمممس ضمموء الكممواكب قممال
الترمذي هذا حديث حسن غريب ل نعرفه بهممذا السممناد إل مممن حممديث ابممن
لهيعة و قد روى يحيى بن ايوب هذا الحديث عن يزيد بن أبي حممبيب و قممال
عن عمر بن سعد ابن أبي وقاص عن النبي قلت و قد رواه ابن وهممب انبانمما
عمرو يعني ابن الحارث أن سليمان بن حميد حدثه ان عممامر بممن سممعد بممن
أبي وقاص قال سليمان ل أعلم إل أنه حدثني عن أبيه عن رسول اللممه عممن
رسول الله أنه قال لو ان ظفر من الجنة برز للممدنيا لممتزخرفت لممه ممما بيممن
السماء و الرض و في الباب عن انس بن مالك و أبي سعيد الخدري و عبممد
الله ابن عمرو بن العاص و كيف يقدر قممدر دار غرسممها اللممه بيممده و جعلهمما
مقرا لحبابه و ملها من رحمته و كراماته و رضوانه و وصف نعيمهمما بممالفوز
العظيم وملكها بالملك الكبير وأودعها جميممع الخيممر بحممذافيره وطهرهمما مممن
كل عيممب وآفممة و نقممص فممإن سممألت عممن أرضممها و تربتهما فهممي المسممك و
الزعفران و ان سللت عن سممقفها فهممو عممرش الرحمممن و ان سممألت عممن
بلطها فهو المسك الذفر
اللتي جرى في اعضائهن ماء الشباب فللورد و التفاح ممما لبسممته الخممدود و
للرممان مما تضممنته النهمود و اللؤلمؤ المنظموم مما حموته الثغمور و للرقمة و
اللطافة ما دارت عليه الخصور تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت
و يضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في
تقابل النيرين و إذا حادثته فما ظنك بمحادثممة الحممبين و ان ضمممها إليممه فممما
ظنك بتعانق الغصنين يرى وجهه في صحن خدها كما يرى في المممرآة الممتي
جلهمما صمميقلها و يممرى مممخ سمماقها مممن وراء اللحممم و ل يسممتره جلممدها و ل
عظمها و ل حللها لو اطلعت على الدنيا لملت ما بين الرض والسماء ريحمما
و لستنطقت افواه الخلئق تهليل و تكبيرا و تسبيحا و لتزخرف لهمما ممما بيممن
الخافقين و ل غمضت عن غيرها كل عيممن و لطمسممت ضمموء الشمممس كممما
تطمس الشمس ضوء النجوم و لمن من على ظهرها بالله الحي القيمموم و
نصيفها على رأسها خير من الدينا و ما فيها و وصالها اشهى إليه مممن جميممع
امانيها ل تزداد على طول الحقمماب إل حسممنا و جمممال و ل يممزداد لهمما طممول
المدى إل محبة و وصممال مممبرأة مممن الحبممل و الممولدة و الحيممض و النفمماس
مطهرة من المخاط و البصاق و البممول و الغممائط و سممائر الدنمماس ل يفنممى
شبابها و ل تبلى ثيابها و ل يخلممق ثمموب جمالهمما و ل يمممل طيممب وصممالها قممد
قصرت طرفها على زوجها فل تطمح لحد سواه و قصر طرفه عليهمما فهممي
غاية امنيته و هواه ان نظممر اليهمما سممرته و ان امرهمما بطمماعته اطمماعته و ان
غاب عنها حفظته فهو معها في غاية الماني و المان هذا و لم يطمثها قبله
انس و ل جان كلما نظر اليها ملت قلبممه سممرورا و كلممما حممدثته ملت اذنممه
لؤلؤا منظورما ومنثورا و إذا برزت ملت القصر والغرفممة نممورا و ان سممألت
عن السن فاتراب في اعدل سممن الشممباب و ان سممألت عممن الحسممن فهممل
رأيت الشمس و القمر و ان سألت عن الحدق فأحسممن سممواد فممي اصممفى
بياض في احسن حور و ان سألت عن القدود فهل رايت احسن الغصممان و
ان سألت عن النهود فهن الكممواعب نهممودهن كممالطف الرمممان و ان سممألت
عن اللون فكانه الياقوت و المرجممان و ان سممألت عممن حسممن الخلممق فهممن
الخيرات الحسان اللتي جمع لهن بين الحسممن و الحسممان فمماعطين جمممال
الباطن والظاهر فهن افراح النفوس قرة النممواظر و ان سممألت عممن حسممن
العشرة و لذة ما هنالك فهن العرب المتحببات إلممى الزواج بلطافممة التبعممل
التي تمتزج بالروح أي امتزاج فما ظنك
بامراة إذا ضحكت في وجه زوجها اضاءت الجنممة مممن ضممحكها و إذا انتقلممت
من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها و إذا حاضرت
زوجها فيمما حسممن تلممك المحاضممرة و ان خاصممرته فيمما لممذة تلممك المعانقممة و
المخاصرة و حديثها السحر الحلل لو أنه %لم يجن قتل المسلم المتحرز
ان طال لم يملل و ان هممي حممدثت %ود المحممدث انهمما لممم تمموجز و ان
غنت فيالذة البصار و السماع و ان انست و امتعت فيا حبذا تلك المؤانسمة
و المتاع و ان قبلت فل شيء اشهى إليه مممن ذلممك التقبيممل و ان نممولت فل
الذ و ل اطيب من ذلمك التنويمل همذا و ان سمألت عمن يموم المزيمد وزيمادة
العزيز الحميد و رؤية وجهه المنزه عن التمثيل و التشبيه كما ترى الشمممس
في الظهيرة و القمر ليلة البدر كما تواتر عن الصادق المصدوق النقممل فيممه
و ذلك موجود في الصحاح و السنن و المسانيد من رواية جريممر و صممهيب و
انس و أبي هريرة وأبي موسى و أبي سعيد فاستمع يوم ينممادي المنممادي يمما
أهل الجنة ان ربكم تبارك و تعالى يسممتزيركم فحممي علممى زيممارته فيقولممون
سمعا و طاعة و ينهضون إلى الزيارة مبادرين فإذا بالنجائب قد اعممدت لهممم
فيستوون على ظهورها مسرعين حتى إذا انتهمموا إلممى المموادي الفيممح الممذي
جعل لهم موعدا و جمعوا هناك فلممم يغممادر الممداعي منهممم أحممدا امممر الممرب
تبارك و تعالى بكرسيه فنصب هناك ثم نصبت لهممم منممابر مممن نممور و منممابر
من لؤلؤ و منابر من زبرجد و منابر مممن ذهممب و منممابر مممن فضممة و جلممس
ادناهم و حاشاهم ان يكون فيهم دنيمء علمى كثبمان المسمك ومما يمرون ان
اصحاب الكراسي فوقهم في العطايمما حممتى إذا اسممتقرت بهممم مجالسممهم و
اطمأنت بهم اماكنهم نادى المنادي يا أهل الجنممة ان لكممم عنممد اللممه موعممدا
يريد ان ينجزكموه فيقولممون ممما هممو الممم يممبيض وجوهنمما و يثقممل موازيننمما و
يدخلنا الجنة و يزحزحنا عن النار فبينما هم كذلك اذ سطع لهم نور اشممرقت
له الجنة فرفعمموا رؤوسممهم فممإذا الجبممار جممل جللممه وتقدسممت أسممماؤه قممد
أشرف عليهم من فوقهم و قال يمما أهممل الجنممة سمملم عليكممم فل تممرد هممذه
التحية باحسن من قولهم اللهم أنممت السمملم و منممك السمملم تبمماركت يمما ذا
الجلل و الكرام فيتجلى لهم الرب تبارك و تعالى يضحك اليهممم و يقممول يمما
أهل الجنة فيكون أول ما يسمعونه منه تعالى ايممن عيممادي الممذين اطمماعوني
بالغيب و لم يروني فهذا يوم المزيممد فيجتمعممون علممى كلمممة واحممدة أن قممد
رضينا
فأرض عنا فيقول يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي هممذا
يوم المزيد فاسألوني فيجتمعون على كلممة واحمدة ارنما وجهمك ننظمر إليمه
فيكشف لهم الرب جل جلله الحجب و يتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لو
ل أن الله تعالى قضى أن ل يحترقوا لحترقوا ول يبقممى فممي ذلممك المجلممس
أحد إل حاضره ربه تعالى محاضرة حتى أنه ليقول يا فلن أتذكر يوم فعلممت
كذا و كذا يذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول يا رب ألم تغفر لممي فيقممول
بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه فيا لذة السماع بتلك المحاضرة و يمما قممرة
عيون البرار بالنظر إلى وجه الكريم في الممدار الخممرة و يمما ذلممة الراجعيممن
بالصفقة الخاسرة وجوه يوم ناضرة إلى ربها ناظرة و وجمموه يممومئذ باسممرة
تظن أن يفعل بها فاقرة فحي على جنات عدن فإنها %منازلممك الولممى و
فيها المخيم و لكننا سبي العدو فهل ترى %نعود إلى أوطاننا و نسلم
الباب الخامس و الستون
في رؤيتهم ربهم تبارك و تعالى بأبصارهم جهرة كما يرى القمر ليلة البدر
و تجليه لهم ضاحكا إليهم هذا الباب اشرف أبواب الكتاب و اجلهمما قممدرا و
أعلها خطرا و اقرها عينا أهل السنة و الجماعة و اشدها على أهممل البدعممة
و الضممللة و هممي الغايممة الممتي شمممر إليهمما المشمممرون و تنممافس فيهمما
المتنافسون و تسابق إليها المتسابقون و لمثلها فليعمممل العمماملون إذا نمماله
أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم وحرمانه و الحجاب عنه لهل الجحيم
اشد عليهم مممن عممذاب الجحيممم اتفممق عليهمما النبيمماء و المرسمملون و جميممع
الصحابة و التابعون و أئمة السلم على تتابع القممرون و أنكرهمما أهممل البممدع
المارقون و الجهمية المتهوكون و الفرعونية المعطلون و الباطنية الذين هم
مممن جميممع الديممان منسمملخون و الرافضممة الممذين هممم بحبممائل الشمميطان
متمسكون و من حبل اللمه منقطعمون و علمى مسمبة أصمحاب رسمول اللمه
عمماكفون و للسممنة و أهلهمما محمماربون و لكممل عممدو للممه و رسمموله و دينممه
مسالمون و كل هممؤلء عممن ربهممم محجوبممون و عممن بممابه مطممرودون أولئك
أحزاب الضلل و شيعة اللعيممن و أعممداء الرسممول و حزبممه و قممد اخممبر اللممه
سبحانه و تعالى عن أعلم الخلق به في زمانه و هممو كليمممه ونجيممه و صممفيه
من
أهل الرض أنه سال ربه تعالى النظر إليه فقال له ربممه تبممارك و تعممالى لممن
ترني و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسمموف ترانممي فلممما تجلممى
ربه للجبل جعله دكا و بيان الدللة من هذه الية من وجوه عديدة أحدها أنممه
ل يظن بكليم الرحمن و رسوله الكريم عليه أن يسأل ربه ما ل يجمموز عليممه
بل ما هو من ابطممل الباطممل و اعظممم المحممال و هممو عنممد فممروخ اليونممان و
الصابئة و الفرعونية بمنزلة أن يسأله أن يأكل و يشرب و ينممام و نحممو ذلممك
مما يتعالى الله عنه فيا لله العجب كيممف صممار اتبمماع الصممابئة و المجمموس و
المشركين عباد الصنام و فروخ الجهمية و الفرعونية أعلم بالله تعالى مممن
موسى بن عمران و بما يستحيل عليه و يجب له و اشد تنزيها له منه الوجه
الثاني ان الله سبحانه و تعالى لم ينكر عليه سؤاله و لو كممان محممال لنكممره
عليه و لهذا لما سال إبراهيم الخليل ربه تبارك و تعالى ان يريه كيف يحيممي
الموتى لم ينكر عليه و لما سأل عيسى بممن مريممم ربممه إنممزال المممائدة مممن
السماء لم ينكر عليه سؤاله و لما سأل نوح ربه نجاة ابنه أنكر عليه سممؤاله
و قال إني اعظك ان تكون من الجاهلين قال رب إني اعمموذ بممك ان اسممألك
ما ليس لي به علم و إل تغفممر لممي و ترحمنممي اكممن مممن الخاسممرين المموجه
الثالث أنه اجابه بقوله لن ترني و لم يقل ل تراني و ل إني لسممت بمممرئي و
ل تجوز رؤيتي و الفرق بين الجوابين ظاهر لمن تامله و هذا يممدل علممى أنممه
سبحانه و تعالى يرى و لكن موسممى ل تحتمممل قمواه رؤيتمه فممي هممذه المدار
لضعف قوة البشر فيها عن رؤيته تعالى يوضحه الوجه الرابممع و هممو قمموله و
لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فأعلمه ان الجبل مممع
قوته و صلبته ل يثبت لتجليه له في هذه الدار فكيف بالبشر الضعيف الممذي
خلق من ضعف المموجه الخممامس إن اللممه سممبحانه و وتعممالى قممادر علممى أن
يجعل الجبل مستقرا مكانه و ليس هذا بممتنع في مقدوره بل هو ممكممن و
قد علق به الرؤية و لو كانت مجال في ذاتها لم يعلقها بالممكن فممي ذاتممه و
لو كانت الرؤيا محال لكان ذلك نظير أن يقول إن استقر الجبل فسوف آكل
و اشرب و أنمام فممالمران عنممدكم سمواء المموجه السممادس قمموله سممبحانه و
تعالى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا و هذا من أبين الدلة على جواز رؤيته
تبارك و تعالى فإنه إذا جاز ان يتجلى للجبل الذي هو جممماد ل ثممواب لممه و ل
عقاب عليه فكيف يمتنع أن يتجلى لنبيائه و رسله و أوليائه في دار كرامتهم
و يريهم نفسه فأعلم سبحانه
و تعالى موسى إن الجبل إذا لم يثبت لرؤيته في هذه الدار فالبشممر اضممعف
الوجه السابع أن ربه سبحانه و تعالى قد كلمه منه إليه و خمماطبه و ناجمماه و
ناداه ومن جاز عليه التكلم و التكليم و ان يسمع مخمماطبه كلمممه معممه بغيممر
واسطة فرؤيته أولى بالجواز و لهذا ل يتم إنكار الرؤيممة إل بإنكممار التكليممم و
قد جمعت هذه الطوائف بين إنكار المرين فممأنكروا ان يكلممم أحممدا أو يممراه
أحد و لهذا سأله موسى عليه السلم النظر إليه و اسمعه كلمه وعلممم نممبي
الله جواز رؤيته من وقوع خطا به و تكليمه لم يخبره باستحالة ذلك عليممه و
لكن أراه أن ما سأله ل يقدر على احتماله كما لم يثبت الجبل لتجليممه و أممما
قوله تعالى لن تراني فإنما يدل على النفممي فممي المسممتقبل و ل يممدل علممى
دوام النفي و لو قيدت بالتأبيد فكيف إذا أطلقممت قممال تعممالى و لممن يتمنمموه
أبدا مع قوله تعالى و نممادوا أن يمما مالممك ليقممض علينمما ربممك فصممل الممدليل
الثاني قوله تعالى و اتقوا الله و اعلموا أنكم ملقوه و قمموله تعممالى تحيتهممم
يوم يلقونه سلم و قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه وقوله تعممالى قممالوا
الذين يظنون انهم ملقوا الله و قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه و اجمع
أهل اللسان على أن اللقمماء مممتى نسممب إلممى الحممي السممليم مممن العمممى و
المانع اقتضى المعاينة و الرؤية و ل ينتقض هذا بقوله تعالى فمماعقبهم نفاقمما
في قلوبهم إلى يوم يلقونه فقد دلت الحاديث الصحيحة الصممريحة علممى أن
المنافقين يرونه تعممالى فممي عرصممات القيامممة بمل و الكفممار أيضمما كممما فممي
الصحيحين من حديث التجلي يوم القيامة و سيمر بممك عممن قريممب إن شمماء
الله تعالى و في هذه المسألة ثلثة اقوال لهل السممنة احمدها ان ل يممراه إل
المؤمنون و الثاني يراه جميع أهل الموقممف مممؤمنهم وكممافرهم ثممم يحتجممب
عممن الكفممار فل يرونممه بعممد ذلممك و الثممالث يممراه المنممافقون دون الكفممار و
القوال الثلثة في مذهب احمد و هي لصحابه و كذلك القوال الثلثة بعينها
لهم في تكليمه لهم و شمميخنا فممي ذلممك منصممف مفممرد و حكممى فيممه أقمموال
الثلثة وحجج اصحابها و كذا قوله سبحانه و تعالى يا أيها النسان انممك كممادح
إلى ربك كدحا فملقيه إن عاد الضمير على العمل فهممو رؤيتممه فممي الكتمماب
مسطورا مثبتا و إن عاد على الرب سبحانه و تعالى فهو لقاؤه الذي وعد به
الدليل الثالث قوله تعالى و الله يدعو إلى دار السلم و يهدي من يشاء إلى
صراط مستقيم للذين احسنوا الحسنى و زيادة و ل يرهق وجوههم قممتر و ل
ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون فالحسنى الجنممة و الزيممادة النظممر
إلممى وجهممه الكريممم كممذلك فسممرها رسممول اللممه الممذي انممزل عليممه القممران
فالصحابة من بعده كما روى مسلم في صحيحيه من حديث حماد بن سلمة
عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عممن صممهيب قممال قممرا رسممول اللممه
للذين احسنوا الحسنى و زيادة قال إذا دخل أهل الجنممة الجنممة و أهممل النممار
النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند اللممه موعممدا و يريممد أن ينجزكممموه
فيقولون ما هو ألم يثقل موازيننا و يبيض وجوهنا و يدخلنا الجنمة و يزحزحنما
عن النار فيكشف الحجاب فينظرون الله فما أعطاهم شيئا احب إليهم مممن
النظر إليه و هي الزيادة و قال الحسن بممن عرفممة حممدثنا مسمملم بممن سممالم
البلخي عن نوح بن أبي مريم عن ثابت عن انس قال سئل رسول الله عممن
هذه الية للذين احسنوا الحسممنى و زيمادة قممال للممذين احسممنوا العمممل فممي
الدنيا الحسنى و هي الجنة و الزيادة و هي النظر إلى وجه الله تعالى و قال
محمد بن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا إبراهيم بن المختار عن ابن جريج عن
عطاء عن كعب بن عجزة عن النبي في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى
و زيادة قال الزيادة النظر إلى وجه الرحمن جل جلله قلت لعطاء هممذا هممو
الخراساني و ليس عطاء بممن أبممي ربمماح قممال ابممن جريممر و حممدثنا ابممن عبممد
الرحيم حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت زهيرا بن محمد قممال حممدثني
من سمع أبا العالية الرياحي يحدثوا قال يعقوب ابن سممفيان حممدثنا صممفوان
بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا زهير بن محمد قال حدثني من سمممع
أبا العالية الرياحي يحدث عن أبي كعب قال سألت رسول الله عن الزيممادة
في كتاب الله عز و جل قوله تعالى للممذين احسممنوا الحسممنى و زيممادة قممال
الحسنى الجنة و الزيادة النظر إلى وجه الله عز و جممل و قممال أسممد السممنة
حدثنا قيس بن الربيع عن ابان عن أبي تميمة الهيجمي أنه سمع أبا موسممى
ي أبا موسى يحدث أنه سمع رسول الله يقممول يبعممث اللممه عممز و جممل يموم
القيامة مناديا ينادي يا أهممل الجنممة بصمموت يسمممع أولهممم و اخرهممم أن اللممه
وعدكم الحسنى و الحسنى الجنة
و الزيادة النظر إلى وجه الله عز و جل و قال ابن وهب اخبرني شبيب عممن
إبان عن ابن تيمية الهجيمي أنه سمع أبا موسى الشعري يحدث عن رسول
الله أن الله عز و جل يأمر يوم القيامة مناديا ينممادي يمما أهممل الجنممة بصمموت
يسمع أولهم و أخرهم أن اللممه وعممدكم الحسممنى و زيممادة الحسممنى الجنممة و
الزيادة النظر إلى وجه الرحمن و أما الصحابة فقال ابن جريممر حممدثنا ابممن
يسار حدثنا عبد الرحمن هو ابن مهدي حدثنا إسرائيل عن أبي إسممحاق عممن
عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه للذين احسممنوا الحسممنى
و زيادة قال النظر إلى وجه الله الكريم و بهذا السناد عن أبي إسحاق عممن
مسلم بن يزيد عن حذيفة للذين احسنوا الحسنى و زيممادة قممال النظممر إلممى
وجه ربهم تعالى و حدثنا على بن عيسى حدثنا شبابة حدثنا أبو بكممر الهممذلي
قال سمعت أبا تميمة الهجيمي يحدث عممن أبممي موسممى الشممعري قممال إذا
كان يوم القيامة يبعث الله تعالى إلى أهل الجنة مناديمما ينممادي هممل انجزكممم
الله ما وعدكم فينظرون إلى ما اعد اللممه لهممم مممن الكرامممة فيقولممون نعممم
فيقول للذين احسنوا الحسنى و زيادة النظر إلى وجه الرحمن عممز و جممل و
قال عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي انبأنا أبو تميمممة قممال سمممعت
أبا موسى الشعري يخطب الناس في جامع البصرة و يقول ان اللممه يبعممث
يوم القيامة ملكا إلى أهل الجنة فيقول يا أهل الجنممة هممل انجزكممم اللممه ممما
وعممدكم فينظممرون فيممرون الحلممي و الحلممل و النهممار و الزواج المطهممرة
فيقولون نعم قد أنجزنا الله ما وعدنا ثم يقول الملممك هممل انجزكممم اللممه ممما
وعدكم ثلث مرات فل ينقدون شيئا مممما وعممدوا فيقولممون نعممم فيقممول قممد
بقي لكم شيء إن الله عز و جل يقول للذين احسممنوا الحسممنى و زيممادة إل
ان الحسنى الجنة و الزيادة النظر إلى وجه الله تعالى و في تفسير اسممباط
بن نصر عن إسماعيل السدي عن أبي مالك و أبي صالح عن ابممن عبمماس و
عن مرة الهمداني عممن ابممن مسممعود للممذين احسممنوا الحسممنى و زيممادة و ل
يرهق وجوههم قتر و ل ذلة قال أما الحسنى فالجنممة و أممما الزيممادة فممالنظر
إلى وجه الله تعالى و أما القتر فالسواد و قال عبد الرحمن بن أبي ليلممى و
عامر بن سعد و إسماعيل بن عبد الرحمن السدي و الضحاك بممن مزاحممم و
عبد الرحمن بن سابط و أبو إسحاق السبيعي و قتادة و سعيد بممن المسمميب
و الحسن البصري و عكرمة مولى ابمن عبماس و مجاهمد بمن جمبر الحسمنى
الجنة و الزيادة النظر إلى وجه الله تعالى و قال غير واحد من السمملف فممي
الية و ل يرهق وجوههم قتر و ل ذلة بعد النظر إليه و الحاديث
عنهم بذلك صحيحة ولما عطمف سمبحانه الزيمادة علمى الحسمنى المتي همي
الجنة دل على إنها أمر آخر مممن وراء الجنممة و قممدر زائد عليهمما و ممن فسممر
الزيادة بالمغفرة و الرضوان فهو من لوازم رؤية الرب تبارك و تعالى فصل
الدليل الرابمع قموله تعمالى كل انهمم عمن ربهمم يمومئذ لمحجوبمون و وجمه
الستدلل بها أنه سبحانه و تعممالى جعممل مممن اعظممم عقوبممة الكفممار كممونهم
محجوبين عن رؤيته و استماع كلمه فلو لممم يممره المؤمنممون و لممم يسمممعوا
كلمه كانوا أيضا محجموبين عنمه و قمد احتمج بهمذه الحجمة الشمافعي نفسمه
وغيره من الئمة فذكر الطبراني وغيره من المزي قممال سمممعت الشممافعي
يقول في قوله عز و جل كل انهم عممن ربهممم يممومئذ لمحجوبممون فيهمما دليممل
على أن أولياء الله يرون ربهم يوم القيامة و قال الحاكم حدثنا الصمم انبانما
الربيع بن سليمان قال حضرت محمد بن إدريس الشافعي و قد جاءته رقعة
من الصعيد فيها ما تقول في قول الله عز و جل كل انهم عممن ربهممم يممومئذ
لمحجوبون فقال الشافعي لما أن حجب هؤلء فممي السممخط كممان فممي هممذا
دليل على أن أولياءه يرونه في الرضي قال الربيع فقلت يا أبا عبد الله و به
تقول قال نعم و به أدين الله و لو لم يوقن محمد بن إدريس أنممه يممرى اللممه
لما عبد الله عز و جل ورواه الطبراني في شرح السنة مممن طريممق الصممم
أيضا و قال أبو زرعة الرازي سمممعت احمممد بممن محمممد بممن الحسممين يقممول
سئل محمد بن عبد الله ابن الحكم هل يرى الخلق كلهم ربهم يمموم القيامممة
المؤمنون و الكفار فقال محمد ابن عبد الله ليممس يممراه إل المؤمنممون قممال
ممد و سئل الشافعي عن الرؤية فقال يقول الله تعالى كل انهم عممن ربهممم
يومئذ لمحجوبون ففي هذا دليل على أن المؤمنين ل يحجبون عن اللممه عممز
وجل
فصل الدليل الخامس قوله عز و جل
لهم ما يشاؤن فيها و لدينا مزيد قال الطبراني قال علي بممن أبممي طممالب و
انس بن مالك هو النظر إلى وجه الله عز و جل و قاله من التابعين زيد بممن
وهب و غيره فصل الدليل السادس قوله عز و جل ل تدركه البصار و هممو
يدرك البصار
و الستدلل بهذا اعجب فانه من أدلة النفاة و قد قرر شيخنا وجه الستدلل
به احسن تقرير و الطفه و قممال لممي أنمما ألممتزم أنممه ل يحتممج مبطممل بآيممة أو
حديث صحيح على باطله إل و في ذلك الممدليل ممما يممدل علممى نقيممض قمموله
فمنها هذه الية و هي على جواز الرؤيممة أدل منهمما علممى امتناعهمما فممان الممه
سممبحانه انممما ذكرهمما فممي سممياق التمممدح و معلمموم أن المممدح إنممما يكممون
بالوصاف الثبوتية و أما العدم المحض فليممس بكمممال و ل يمممدح بممه و إنممما
يمدح الرب تبارك و تعممالى بالعممدم إذا تضمممن امممرا وجوديمما كتمممدحه بنفممي
السنة و النمموم المتضمممن كمممال القيوميممة و نفممي الممموت المتضمممن كمممال
الحياة و نفي اللغوب و العيماء المتضممن كممال القمدرة و نفمي الشمريك و
الصاحبة و الولد و الظهير المتضمن كمممال ربمموبيته و الهيئة و قهممره و نفممي
الكل و الشرب المتضمممن كمممال الصمممدية و غنمماه و نفممي الشممفاعة عنممده
بدون إذنه المتضمن كمال توحيده و غناه عن خلقه ونفي الظلممم المتظمممن
كمال عدله وعلمه وغناه ونفي النسيان و عزوب شيء عن علمه المتضمممن
كمال علمه و إحاطته و نفي المثل المتضمن لكمال ذاته و صفاته و لهذا لم
يتمدح بعدم محض ل يتضمن امرا ثبوتيمما فممان المعممدوم يشممارك الموصمموف
في ذلك العدم و ل يوصف الكامل بامر يشترك هو و المعدوم فيه فلو كممان
المراد بقوله ل تدركه البصار أنه ل يرى بحال لممم يكممن فممي ذلممك مممدح و ل
كمال لمشاركة المعدوم له في ذلك فان العدم الصممرف ل يممرى و ل تمدركه
البصار و الرب جل جلله يتعالى ان يمدح بما يشماركه فيممه العممدم المحممض
فاذا المعنى أنه يرى و ل يدرك و ل يحاط به كما كان المعنى في قوله و ممما
يعزب عن ربك من مثقال ذرة أنه يعلم كل شيء و في قوله و ما مسنا من
لغوب أنه كامل القدرة و في قوله و ل يظلم ربك أحدا أنممه كامممل العممدل و
في قوله ل تأخذه سنة و ل نوم أنه كامل القيومية فقمموله ل تممدركه البصممار
يدل على غاية عظمته و أنه اكبر من كل شيء و أنه لعظمته ل يدرك بحيث
يحاط به فان الدراك هو الحاطة بالشيء و هو قدر زائد علممى الرؤيممة كممما
قال تعالى فلما تراءا الجمعان قال أصممحاب موسممى أنمما لمممدركون قممال كل
فلم ينف ين موسى الرؤية و لم يريدوا بقممولهم أنمما لمممدركون أنمما لمرئيممون
فان موسى صلوات الله و سلمه عليه نفى إدراكهم إياهم بقوله كل و اخممبر
الله سبحانه و تعالى أنه ل يخاف دركهم بقوله و لقد أوحينا إلممى موسممى إن
اسر بعبادتي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا ل تخاف دركمما و ل تخشممى
فالرؤية و الدراك كل منهما يوجد مع الخر و بدونه فالرب تعممالى يممرى و ل
يدرك كما يعلم و ل يحاط به و هذا هو الذي فهمه الصحابة و الئمة من
الية قال بن عبماس ل تمدركه البصمار ل تحيمط بمه البصمار قمال قتمادة همو
اعظممم مممن أن تممدركه البصممار وقممال عطيممة ينظممرون إلممى اللممه ول تحيممط
أبصارهم به مممن عظمتممه وبصممره يحيممط بهممم فممذلك قمموله تعممالى ل تممدركه
البصار وهو يدرك البصار فالمؤمنون يرون ربهم تبممارك وتعممالى بأبصممارهم
عيانا ول تدركه أبصارهم بمعنى أنها ل تحيط به اذ كان غير جممائز أن يوصممف
الله عز وجل بان شيئا يحيط به وهو بكل شيئا محيط وهكذا يسمع كلم من
يشمماء مممن خلقممه ول يحيطممون بكلمممه وهكممذا يعلممم الخلممق ممما علمهممم ول
يحيطون بعلمه ونظير هذا استدللهم على نفى الصفات بقوله تعممالى ليممس
كمثله شيء وهذا من اعظم الدلة على كثرة صفات كماله ونعوت جللممه و
إنها لكثرتها وعظمتها وسعتها لم يكن له مثل فيهمما و إل فلممو أريممد بهمما نفممي
الصفات لكان العدم المحض أولى بهذا المدح منه مع أن جميع العقلء إنممما
يفهمون من قول القائل فلن ل مثل له وليس لممه نظيممر ول شممبيه ول مثممل
أنه قد تميمز عمن النماس بأوصماف ونعموت ل يشماركونه فيهما وكلمما كمثرت
أوصافه ونعوته فات أمثاله وبعد عممن مشممابهة اضممرابه فقمموله ليممس كمثلممه
شيء من أدل شيء على كثرة نعوته وصفاته وقمموله ل تممدركه البصممار مممن
أدل شيء على أنه يرى ول يدرك وقوله هو الذي خلممق السممماوات والرض
في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الرض وما يخرج منها
وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملممون
بصير من أدل شيء على مباينة الرب لخلقه فانه لم يخلقهممم فممي ذاتممه بممل
خلقهم خارج عن ذاته ثم بان عنهم باستوائه على عرشه وهو يعلممم ممما هممم
عليه فيراهم وينفذهم بصره ويحيط بهم علما وقدرة و أرادة وسمعا وبصممرا
فهذا معنى كونه سبحانه معهم أينما كانوا و تأمل حسن هذه المقابلمة لفظما
ومعنى وبين قوله ^ ل تدركه البصار وهممو يممدرك البصممار ^ فممانه سممبحانه
لعظمته يتعالى أن تدركه البصار وتحيط به وللطفه وخممبرته يممدرك البصممار
فل تخفي عليه فهو العظيم في لطفه اللطيف في عظمته العالي في قربممه
القريب في علوه الذي ليممس كمثلممه شمميء وهممو السممميع البصممير ل تممدركه
البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف الخممبير فصممل الممدليل السممابع قمموله
تعالى وجوه يومئذ ناضرة إل ربها ناظرة و أنت إذا
أجرت هذه اليممة مممن تحريفهمما عممن مواضممعها و الكممذب علممى المتكلممم بهمما
سبحانه فيما أراده منها وجدتها منادية نداء صريحا ان الله سبحانه يرى عيانا
بالبصار يوم القيامة و إن أبيت إل تحريفهمما الممذي يسممميه المحرفممون تممأويل
فتأويل نصوص المعمماد و الجنممة و النممار و الميممزان و الحسمماب اسممهل علممى
أربابه من تأويلها وتأويل كل نص تضمممنه القممران و السممنة كممذلك و ل يشمماء
مبطل على وجه الرض أن يتأول النصوص و يحرفها عن مواضممعها إل وجممد
إلى ذلك من السبيل ما وجده متأول مثل هذه النصوص و هذا الممذي افسممد
الدين و الدنيا وأضممافة النظممر إلممى المموجه الممذي هممو محلممه فممي هممذه اليممة
وتعديته بأداة الى الصريحة في نظممر العيممن و إخلء الكلم مممن قرينممة تممدل
على أن المراد بممالنظر المضمماف إلممى المموجه المعممدي بممالي خلف حقيقتممه
وموضوعه صريح في أن الله سبحانه و تعالى أراد بذلك نظممر العيممن وإخلء
الكلم من قرينه تدل على أن المراد بالنظر المضمماف إلممى المموجه المعممدي
بالي خلف حقيقة وموضوعه صريح في أن الله سممبحانه وتعممالى أراد بممذلك
نظر العين التي في الوجه إلى نفس الرب جل جللممه فممان النظممر لممه عممدة
استعمالت بحسب صلته و تعديه بنفسه فان عدى بنفسه فمعناه التوقف و
النتظار كقوله ^ انظرونما نقتبمس ممن نموركم ^ و أن عممدى بفمي فمعنمماه
التفكر و العتبار كقوله أو لم ينظروا في ملكوت السممماوات و الرض و أن
عدى بإلى فمعناه المعاينة بالبصار كقوله ^ انظروا إلممى ثمممره إذا أثمممر ^
فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر قال يزيد بن هممارون أنبانمما
مبارك عن الحسممن قممال نظممرت إلممى ربهما تبممارك و تعممالى فنظممرت بنموره
فاسمع الن أيها السني تفسمير النمبي و أصممحابه والتمابعين و أئممة السمملم
لهذه الية قال ابن مردويه في تفسيره حدثنا إبراهيم عن محمد حدثنا صالح
بن احمد حدثنا يزيد بن الهيثم حدثنا محمد ابن الصممباح حممدثنا المصممعب بممن
المقدام حدثنا سفيان عن ثوير بن أبي ناجية عن أبيه عن عبد الله بن عمرو
قال قال رسول الله في قمموله تعممالى ^ وجمموه يممومئذ ناضممرة ^ قممال مممن
البهاء و الحسن إلى ربها ناظرة قممال فمي وجممه اللممه عمز و جمل و قممال أبمو
صالح عن ابن العباس إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى وجه ربها عممز و جممل و
قال عكرمة وجوه يومئذ ناضرة قال من النعيم إلى ربها نمماظرة قممال تنظممر
إلى ربها نظرا ثم حكى عن ابن عباس مثله و هذا قول كل مفسر من أهممل
السنة و الحديث
فصل و أما الحاديث عممن النممبي وأصممحابه الدالممة علممى الرؤيممة فمتممواترة
رواها عنه أبو بكر الصديق و أبو هريرة و أبو سعيد الخدري و جرير ابن عبد
الله البجلي و صهيب بن سنان الرومممي و عبممد اللممه بممن مسممعود الهممذلي و
علي ابن أبي طالب و أبو موسى الشعري و عدي بن حاتم الطائي و انممس
بن مالك النصاري و بريدة بممن الحصمميب السمملمي و أبممو رزيممن العقيلممي و
جابر بن عبد الله النصاري و أبو امامة الباهلي و زيد بممن ثممابت و عمممار بممن
ياسر و عائشة أم المؤمنين و عبد الله بن عمر و عمارة بن رويبة و سلمان
الفارسي و حذيفة بن اليمان و عبد الله ابن عباس و عبد الله بن عمرو بممن
العاص و حديثه موقوف و أبي بن كعب وكعب بن عجرة و فضالة بممن عبيممد
و حممديثه موقمموف و رجممل مممن أصممحاب النممبي غيممر مسمممى فهمماك سممياق
أحاديثهم من الصممحاح و المسممانيد و السممنن و تلقاهمما بممالقبول و التسممليم و
انشراح الصدر ل بالتحريف و التبديل و ضمميق العطممن و ل تكممذب بهمما فمممن
كذب بها لم يكن إلى وجه ربه من النمماظرين و كممان عنممه يمموم القيامممة مممن
المحجوبين فصل فأما حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقممال المممام
احمد حدثنا إبراهيم ابن إسحاق الطالقمماني قممال حممدثني النضممر بممن شممميل
المازني قال حدثني أبو نعامة قال حدثني أبممو عنيممدة الممبراء بممن نوفممل عممن
دالن العدوي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق قال اصممبح رسممول اللممه ذات
يوم فصلى الغداة فجلممس حممتى إذا كممان مممن الضممحى ضممحك الرسممول ثممم
جلس مكانه حتى صلى الولى و العصر و المغرب كممل ذلممك ل يتكلممم حممتى
صلى العشاء الخيرة ثم قممام إلممى أهلممه فقممال النمماس لبممي بكممر إل تسممال
رسول الله ما شانه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط قممال فسممأله فقممال نعممم
عرض علي ما هو كائن من أمر الممدنيا و الخممرة فجمممع الولممون و الخممرون
في صعيد واحد فقطع الناس بذلك حممتى انطلقمموا إلممى آدم و العممرق ويكتممد
يلجمهم فقالوا يا آدم أنت أبو البشر و أنت اصطفاك الله عممز و جممل اشممفع
لنا إلى ربك قال قد لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى
نوح ان الله
اعظم ملك فان لممك مثلممه و عشممرة أمثمماله قممال فيقممول أتسممخربي و أنممت
الملك قال و ذلك الذي ضحكت منه من الضحى فصممل و أممما حممديث أبممي
هريرة و أبي سعيد الخدري ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن ناسمما
قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله هل تضممارون
في رؤية القمر ليلة البدر قالوا ل يا رسول الله قال هل تضارون فممي رؤيممة
الشمس ليس دونها سممحاب قممالوا ل قممال فممإنكم ترونممه كممذلك يجمممع اللممه
الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شمميئا فليتبعممه فيتبممع مممن كممان يعبممد
الشمس الشمس و يتبع من كان يعبد القمممر والقمممر ويتبممع مممن كممان يعبممد
الطواغيت الطواغيت و تبقى هذه المة فيها منافقوهمما فيممأتيهم اللممه تعممالى
في صورة غير صورته التي يعرفون فيقممول أنمما ربكممم فيقولممون نعمموذ بممالله
منك هذا مكاننا حتى ياتينا ربنا فاذا جاء ربنا عرفناه فياتيهم اللممه عممز و جممل
فممي صمورته المتي يعرفمون فيقمول أنما ربكممم فيقولمون أنممت ربنمما فيتبعمونه
ويضرب الصيراط بين ظهرإني جهنم فاكون أنمما و امممتي أول مممن يجيممز و ل
يتكلم يومئذ إل الرسل و دعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم و فممي جهنممم
كلليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان قالوا نعم يا رسول الله قال
فانها مثل شوك السعدان غير أنمه ل يعلممم قممدر عظمهمما إل اللممه عممز و جممل
تخطف الناس باعمالهم فمنهم الموبق بعمله و منهممم المجممازى حممتى ينجممو
فاذا فرغ الله من القضاء بين العباد و أراد أن يخممرج برحمتممه مممن أراد مممن
أهل النار امر الملئكة أن يخرجوا من النممار مممن كممان ل يشممرك بممالله شمميئا
ممن أراد الله ان يرحمه ممن يقول ل اله إل الله فيعرفونهم بأثر السجود و
تأكل النار من ابن آدم إل اثر السجود وحممرم اللممه علممى النممار أن تأكممل أثممر
السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم مماء الحيماة فينبتممون
كما تنبت الحبة في حميل السيل ثممم يفممرغ اللممه مممن القضمماء بيممن العبمماد و
يبقى رجل مقبل بوجهه على النار و هو آخر أهل الجنة دخول الجنممة فيقممول
أي رب اصرف وجهي عممن النممار فممانه قممد شممبني ريحهمما و احرقنممي ذكاؤهمما
فيدعو الله
ما شاء الله ان يدعوه ثم يقول الله تبممارك و تعممالى هممل عسمميت إن فعلممت
ذلك أن تسأل غيره فيقول ل اسألك غيره فيعطي ربه من عهممود و مواثيممق
ما شاء الله فيصرف الله عن وجهه عن النار فإذا اقبممل علممى الجنممة و رآهمما
سكت ما شاء الله أن يسممكت ثممم يقممول أي ربممي قممدمني الممى بمماب الجنممة
فيقممول اللممه أليممس قممد اعطيممت عهممودك و مواثيقممك ل تسممألني غيممر الممذي
اعطيتك ويلك يا ابن آدم ما اغدرك فيقول أي ربي فيدعو الله حتى يقول له
فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيممره فيقممول ل و عزتممك فيعطممي
ربه ما شاء من عهود و مواثيق فيقدمه الله تعالى إلى باب الجنة فممإذا قممام
على باب الجنة أنفهقت له الجنة فرأى ما فيها من الخير و السرور فسممكت
ما شاء الله أن يسكت ثم يقول أي رب ادخلني الجنة فيقممول اللممه تبممارك و
تعالى له أليس قد أعطيت عهودك و مواثيقك ان ل تسالني غير ما أعطيممت
و يلك يا ابن آدم ما اغدرك فيقول أي رب ل أكممون أشممقى خلقممك فل يممزال
يدعو الله حتى يضحك الله منه فإذا ضحك الله منه قممال ادخممل الجنممة فممإذا
دخلها قال الله له تمن فيسأل ربه و يتمنى حتى ان الله ليذكره فيقول تمن
كذا و كذا حتى إذا انقطعت به الماني قال الله عز و جممل ذلممك لممك و مثلممه
معه قال أبو سعيد الخدري وعشرة أمثاله معمه قممال عطمماء بمن يزيممد و أبممو
سعيد الخدري مع أبي هريرة ل يرد عليه من حديثه شيئا حتى إذا حممدث أبممو
هريرة قال إن الله عز و جل قال لذلك الرجل و مثله معه قال أبو سممعيد و
عشرة أمثاله معه يا أبا هريرة قال أبو هريرة ما حفظت إل قوله ذلك لمك و
مثله معه قال أبو سعيد اشهد إني حفظت من رسممول اللممه قمموله ذلممك لممك
وعشرة أمثاله قال ابو هريرة و ذلك الرجل آخر أهممل الجنمة دخمول الجنمة و
في الصحيحين أيضا عن أبي سعيد الخدري أن ناسا فممي زمممن رسممول اللممه
قالوا يا رسول الله هل نمرى ربنمما يموم القيامممة قممال رسممول اللممه نعممم هممل
تضممارون فممي رؤيممة الشمممس بممالظهيرة صممحوا ليممس معهمما سممحاب و هممل
تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب قالوا ل يا رسول
الله قال ما تضارون في رؤيته تبارك و تعالى يوم القيامممة إل كممما تضممارون
في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبممد
فل يبقى أحد كان يعبد غير الله من الصنام و النصمماب إل يتسمماقطون فممي
النار حتى إذا لم يبقى إل من كان يعبد الله مممن بممر و فمماجر و غممبرات أهممل
الكتاب فتدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبمدون قمالوا كنما نعبمد عزيمر بمن
الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبه و ل ولد فماذا
تبغون قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهممم إل تممردون فيحشممرون إلممى
النار كأنهما سممراب يحطممم بعضممها بعضمما فيتسمماقطون فممي النممار ثممم تمدعى
النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح ابممن اللممه فيقممال
لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة و ل ولد فيقال لهم ماذا تبغممون فيقولممون
عطشنا يا ربنا فاسقنا قال فيشممار إليهممم أل تممردون فيحشممرون إلممى جهنممم
كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النممار حممتى إذا لممم يبممق إل
من كان يعبد الله من بر و فاجر اتاهم اللممه رب العممالمين سممبحانه و تعممالى
في أدنى صورة من التي راوه فيها قال فمماذا تنتظممرون لتتبممع كممل أممة ممما
كانت تعبد قالوا يا ربنا فارقنمما النمماس فممي الممدنيا أفقممر ممما كنمما إليهممم و لممم
نصاحبهم فيقول أنا ربكممم فيقولممون نعمموذ بممالله منممك ل نشممرك بممالله شمميئا
مرتين أو ثلثا حتى ان بعضهم ليكاد ان ينقلب فيقول هل بينكممم و بينممه آيممة
تعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق فل يبقى مممن كممان يسممجد للممه
من تلقاء نفسه إل اذن الله له بالسجود و ل يبقى مممن كممان يسممجد اتقمماء و
رياء إل جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد ان يسجد خر على قفمماه ثممم
يرفعون رؤوسهم و قد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا
ربكم فيقولون أنت ربنا ثم يضرب لهم الجسر على جهنم و تحممل الشممفاعة
قيل يا رسول الله و ما الجسر قال دحض مزلة فممي خطمماطيف و كلليمب و
حسكة تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السممعدان فيمممر المؤمنممون كطممرف
العين و كالبرق و كالريح و كالطير و كأجاويد الخيل و الركاب فناج مسلم و
مخدوش مرسل و مكدوس في نار جهنم حتى إذا خلص المؤمنون من النار
فو الذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة في استيفاء الحمق ممن
المؤمنين لله تعالى يوم القيامة لخوانهم الذين في النار يقولون ربنمما كممانوا
يصومون معنا و يصلون ويحجون فيقال لهممم اخرجمموا مممن عرفتهممم فيحممرم
صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى أنصاف ساقيه و
إلى ركبتيه فيقولون ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا فيقممول ارجعمموا فمممن
وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقمما كممثيرا
ثم يقولون ربنا لم ندر فيها ممن أمرتنا أحدا ثم يقول ارجعمموا فمممن وجممدتم
في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنمما
لم بقى تدر فيها أحد ممن أمرتنا فيقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال
نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنما لمم نمدر
فيها ممن أمرتنا أحدا ثميقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقممال ذرة مممن
خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنمما
أحدا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة مممن خيممر فممأخرجون
فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم ندر فيها خيرا قط و كان أبممو سممعيد
الخدري يقول إن
لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا ان شئتم ان اللممه ل يظلممم مثقممال ذرة و
ان تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه اجرا عظيما فيقممول اللممه عممز و جممل
شممفعت الملئكممة و شممفع النممبيون و شممفع المؤمنممون و لممم يبممق إل ارحممم
الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوم لم يعملوا خيممرا قممط قممد
عادوا حمما فيلقيهم في نهر في افواه الجنة يقال له نهر الحيمماة فيخرجممون
كما تخرج الحبة في حميل السيل إل ترونها تكون الى الحجر أو إلى الشجر
ما يكون منها إلى الشمس اصيفر و اخيضر و ما يكون منها إلى الظل يكون
أبيض فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال فيخرجممون كمماللؤلؤ
في رقابهم الخواتيم يعرفهم أهل الجنة فيقول أهل الجنة هؤلء عتقمماء اللممه
الذين ادخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه و ل خير قدموه ثم يقممول ادخلمموا
الجنة فما رأيتموه فهو لكممم فيقولمون ربنمما أعطيتنمما مما لممم تعمط أحمدا ممن
العالمين فيقول لكم عنممدي افضممل مممن هممذا فيقولممون يمما ربنمما و أي شمميء
افضل من هذا فيقول تعالى رضائي فل اسخط عليكم بعده أبدا
فصل و أما حديث جرير بن عبد الله ففي الصحيحين من حديث إسممماعيل
بن
أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عنه قال كنا جلوسا مع النممبي فنظممر إلممى
القمر ليلة اربع عشرة فقممال إنكممم سممترون ربكممم عيانمما كممما تممرون هممذا ل
تضممامون فممي رؤيتممه فممإن اسممتطعتم أن ل تغلبمموا علممى صمملة قبممل طلمموع
الشمس و قبل الغروب فافعلوا ثم قرا قوله فسبح بحمد ربممك قبممل طلمموع
الشمس و قبل الغممروب رواه عممن إسممماعيل بممن أبممي خالممد عبممد اللممه بممن
إدريس الزدي و يحيى بن سعيد القطان و عبد الرحمن بن محمد المحاربي
و جرير بن عبد الحميد و عبيد بن حميد و هشيم بن بشير و علي بن عاصممم
و سفيان بن عيينة و مروان بن معاوية و أبو أسامة و عبممد اللممه بممن نميممر و
محمد بن عبيد و أخوه يعلى بن عبيد و وكيع بن الجراح و محمد بن الفضيل
و الطفاوي و يزيد بن هارون و إسماعيل ابن أبي خالد و عنبسة بن سعيد و
الحسن بن صالح بن حي و ورقاء بن عمرو و عمممار بممن زريممق و أبممو العممز
سعيد ابن عبد الله و نصر بن طريف و عمار بن محمد و الحسن بن عيمماش
أخو أبو بكر و يزيد بن عطاء و عيسى بن يونس و شعبة بن الحجمماج و عبممد
الله بن المبارك و أبو حمزة السكري و حسين بن واقد و معمر بن سليمان
و جعفر بن زياد و خداش بن المهاجر و هريم ابن سفيان و مندل بن علي و
أخوه سنان بن علي و عمر بن يزيد و عبد الغفار بن القاسم
فعنممد ذلممك يكشممف عممن سمماق فيخممرون لمه سممجدا و يبقممى قمموم ظهمورهم
كصياصي البقممر يريممدون السممجود فل يسممتطيعون و قممد كممانوا يممدعون إلممى
السممجود و هممم سممالمون ثممم يقممول ارفعمموا رؤوسممكم فيرفعممون رؤوسممهم
فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره على قدر الجبممل
العظيم يسعى بين أيديهم و منهم من يعطى نممورا اصممغر ممن ذلممك و منهممم
من يعطى نورا مثل النخلة بيمينه و منهم من يعطممى نممورا اصممغر مممن ذلممك
حتى يكون اخرهم رجل يعطى نوره على إبهام قدمه يضمميء مممرة و يطفممئ
مرة فإذا أضاء قدم قدمه و مشى و إذا أطفئ قممام والممرب تبممارك و تعممالى
أمامهم حتى يمر فممي النممار فيبقممى أثممره كحممد السمميف قممال و يقممول مممروا
فيمرون على قدر نممورهم منهممم مممن يمممر كطممرف العيممن ومنهممم مممن يمممر
كالبرق و منهم من يمر كالسمحاب و منهمم ممن يممر كانقضماض الكموكب و
منهم من يمر كالريح و منهم من يمممر كشممد الفممرس و منهممم كشممد الرحممل
حتى يمر الذي اعطى نوره على قدر إبهام قدمه يحبو على وجهممه و يممديه و
رجليه تجر يد و تعلق يد و تجر رجل و تعلق رجل و تصميب جموانبه النمار فل
يزال كذلك حتى يخلممص فممإذا خلممص وقممف عليهمما ثممم قممال الحمممد للمه لقممد
أعطاني الله ما لم يعط أحدا اذ نجاني منها بعد ان رايتهمما قممال فينطلممق بممه
إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة و الوانهم فيممرى
ما في الجنة من خلل الباب فيقول رب ادخلني الجنة فيقول اللممه تبممارك و
تعالى له أتسال الجنة و قد نجيتك من النار فيقول يا رب اجعل بيني و بينهمما
حجابا ل اسمع حسيسها قال فيدخل الجنممة قممال و يممرى أو يرفممع لممه منممزل
أمام ذلك كأنما الذي هو فيه حلم ليدخله فيقممول رب اعطنممي ذلممك المنممزل
فيقول لعلك إن اعطيتكه تسأل غيره فيقول ل وعزتك ل أسممأل غيممره و أي
منزل يكون احسن منه قال فيعطاه فينزله قال و يرى أو يرفع له إمام ذلك
منزل اخر ليدخله فيقول رب اعطني ذلممك المنممزل فيقممول اللممه عممز و جممل
فلعلك إن اعطيتكه تسأل غيره فيقول ل و عزتك ل أسألك غيره وأي منممزل
يكون احسن منه قال فيعطاه فينزله قال و يرى أو يرفع له أمام ذلك منزل
آخر كأنما الذي هو فيه إليه حلم فيقول رب اعطني ذلك المنزل فيقول الله
جل جلله فلعلك إن اعطيتكه تسال غيره قممال ل و عزتممك ل أسممال غيممره و
أي منزل يكون احسن منه قال فيعطاه فينزله ثم يسكت فيقول الله عممز و
جل مالك ل تسأل فيقول رب لقمد سمألتك حمتى اسمتحييتك و أقسممت لمك
حتى استحييتك فيقول الله عز و جل
أل ترضى أن أعطيك مثل الدنيا منذ يوم خلقتهما إلمى يموم أفنيتهما و عشمرة
أضعافه فيقول أتستهزئ بي و أنت رب العزة فيضحك الرب عز و جممل مممن
قوله قال فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكممان مممن هممذا الحممديث
ضحك فقال له رجل يا أبا عبممد الرحمممن قممد سمممعتك تحممدث بهممذا الحممديث
مرارا كلما بلغت هذا المكان ضحكت فقال إني سمعت رسول اللممه يحممدث
بهذا الحديث مرارا كلما بلغ هذا المكان من هذا الحممديث ضممحك حممتى تبممدو
أضراسه قال فيقول رب العزة عز و جممل ل و لكنممي علممى ذلممك قممادر سممل
فيقول الحقني بالناس فيقول الحق الحق بالناس قممال فينطلممق يرمممل فممي
الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخممر سمماجدا فيقممال لممه
ارفع رأسك مالك فيقول رأيت ربي أو تراءى لممي ربممي فيقممال لممه إنممما هممو
منزل من منازلك قال ثم يلقى فيها رجل فيهيأ للسجود فيقال له مممه مالممك
فيقول رأيت انك ملك من الملئكة فيقول له إنما أنا خازن من خزانممك عبممد
من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه قال فينطلق امامه
حتى يفتح له القصر قال وهو في درة مجوفة سقائفها و ابوابها و إغلقهمما و
مفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء كل جوهرة تفضي إلى
جوهرة على غير لممون الخممرى فممي كممل جمموهرة سممرور و أزواج و وصممائف
أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبممدها
مرآته و كبده مراتها إذا اعرض عنها اعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا
عما كانت قبل ذلك فيقول لها و الله لقممد ازددت فممي عينممي سممبعين ضممعفا
فتقول له و الله و الله و أنت لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا فيقممال لممه
اشرف قال فيشرف فيقال له ملكك مسميرة ممائة عمام ينفمذه بصمره قمال
فقال عمر إل تسمع إلى ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهممل الجنممة
منزل فكيف أعلهم قال كعب يا أمير المؤمنين فيها ما ل عين رأت و ل أذن
سمعت أن الله عز وجل جعل دارا فيهمما ممما شمماء مممن الزواج و الثمممرات و
الشربة ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه ل جبريل و ل غيره مممن الملئكممة
ثم قرأ كعب ^ فل تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جممزاء بممما كممانوا
يعملون ^ قال و خلق دون ذلك جنتين و زينهما بما شاء و أراهما مممن شمماء
من خلقه ثم قال من كان كتابه في عليين نزل تلك الدار التي لم يرها أحممد
حتى أن الرجل من اهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فل تبقمى خيممة ممن
خيام الجنة إل دخلها من
ضوء وجه فيستبشرون بريحه فيقولون واها لهذا الريح هذا الرجل من أهممل
عليين قمد خمرج يسمير فمي ملكمه فقمال ويحمك يما كعمب همذه القلموب قمد
استرسلت فاقبضها فقال كعب و الذي نفسي بيده إن لجهنممم يمموم القيامممة
لزفرة ما يبقى ممن ملمك مقمرب و ل نمبي مرسمل إل يخمر تربيتمه حمتى أن
إبراهيم خليل الله يقول رب نفسي نفسي حتى لو كان لك عمل سبعين نبيا
إلى عملك لظننت انك ل تنجو هذا حديث كممبير حسممن رواه المصممنفون فممي
السنة كعبد الله بن أحمد و الطبراني و الدار قطني في كتمماب الرؤيممة رواه
عن ابن صاعد حدثنا محمد بن أبمي عبمد الرحممن المقمري قمال حمدثنا أبمي
حدثنا ورقاء بن عمر حدثنا أبو طيبة عن كرز بن وبرة عن نعيم بن أبي هنممد
عن أبي عبيدة عن عبد الله و رواه من طريق عبد السلم ابن حممرب حممدثنا
الدالني حدثنا المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة به و رواه من طريق زيد بن
أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة به و رواه من طريق احمممد
بن أبي طيبة عن كرز بن وبرة عن نعيم بن أبي هند عن أبي عبيدة
فصل و أما حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال يعقوب بن
سفيان حدثنا محمد بن المصفى حدثنا سويد بن عبد العزيز حدثنا عمرو بن
خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبممي طممالب قممال قممال
رسول الله يزور أهل الجنة الرب تبارك و تعالى فممي كممل جمعممة و ذكممر ممما
يعطون قال ثم يقول الله تبارك و تعالى اكشفوا حجابا فيكشف حجمماب ثممم
حجاب ثم يتجلى لهم تبارك و تعالى عن وجهه فكممأنهم لممم يممروا نعمممة قبممل
ذلك و هو قوله تبارك و تعالى و لدينا مزيد فصل و أما حديث أبي موسممى
ففي الصحيحين عنه عن النبي قال جنتمان ممن فضمة آنيتهمما و مما فيهمما و
جنتان من ذهب إنيتهما و ما فيهما و ممما بيممن القمموم و بيممن أن ينظممروا إلممى
ربهم تبارك و تعالى ال رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن و قال المممام
احمد حدثنا حسن بن موسى و عثمان قال حدثنا حماد بن سمملمة عممن علممي
بن زيد عن عمارة عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله يجمممع
الله المم في صعيد واحد يوم القيامة
فإذا بدا لله أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ممما كممانوا يعبممدون فيتبعممونهم
حتى يقحمونهم النار ثم يأتينا ربنا عز و جل و نحن على مكان رفيممع فيقممول
من أنتم فنقول نحن المسلمون فيقول ما تنتظرون فنقول ننتظر ربنا عممز و
جل فيقول و هل تعرفونه إن رأيتموه فنقول نعم انه ل عدل له فيتجلممى لنمما
ضاحكا فيقول أبشروا يا معشر المسلمين فانه ليممس منكممم أحممد إل جعلممت
في النار يهوديا أو نصرانيا مكانه و قال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن
عمارة القرشي عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي قال يتجلى لنا ربنمما
تبارك و تعالى ضاحكا يوم القيامة و ذكر الدار قطنممي مممن حممديث إبممان بممن
أبي عياش عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي موسممى عممن النممبي قممال يبعممث
الله يوم القيامة مناديا بصوت يسمممعه أولهممم و آخرهممم إن اللممه عممز و جممل
وعدكم الحسنى و زيادة فالحسنى الجنة و الزيادة النظر إلى وجه اللممه عممز
و جل فصل و أما حديث عدي بن حاتم الطائي ففي صحيح البخمماري قممال
بينا أنا عند النبي إذ أتى إليه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتى إليمه آخمر فشمكا
إليه قطع السبيل فقال يا عدي هل رأيت الحيرة قلت لم أرهمما و قممد أنممبئت
عنها قال فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف
الكعبة ل تخاف أحدا إل الله قلت فيما بيني و بين نفسي فممأين دعممار طيممء
الذين سعروا البلد و لئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلمت كسمرى
بن هرمز قال كسرى بن هرمز و لئن طالت بك حيمماة لممترين الرجممل يخممرج
ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فل يجد أحممدا يقبلممه منممه و
ليلقين الله أحدكم يوم يلقاه و ليس بينه و بينه حجمماب و ل ترجمممان يممترجم
له فيقولن ألم ابعث إليممك رسممول فيبلغممك فيقممول بلممى يمما رب فيقممول ألممم
أعطك مال و افضل عليك فيقول بلى فينظر عن يمينه فل يممرى إل جهنممم و
ينظر عن يساره فل يرى إل جهنم قال عدي بن حمماتم سمممعت النممبي يقممول
اتقوا النار و لو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة قممال عممدي
فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطمموف بالكعبممة ل تخمماف إل اللممه و
كنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز و لئن
طالت بكم حياة لترون ما قال النبي فصممل و أممما حممديث انممس بممن مالممك
ففي الصحيحين من حديث سعيد بن أبي عروبممة عممن قتممادة عممن انممس بممن
مالك قال قال رسول الله يجمع الله الناس يمموم القيامممة فيهتمممون لممذلك و
في لفظ فيلهمون لذلك فيقولون لو استشمفعنا إلمى ربنمما حمتى يريحنما ممن
مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو الخلق خلقممك اللممه بيممده و نفممخ
فيك من روحه و أمر الملئكة فسجدوا لك اشفع لنا عنممد ربنمما حممتى يريحنمما
من مكاننا هذا فيقول لست هنا كم فيممذكر خطيئتممه الممتي أصمماب فيسممتحيي
ربه منها و لكن ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله عز وجممل قممال فيممأتون نوحمما
فيقول لست هنا كم فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربممه منهمما و لكممن
ائتوا إبراهيم الذي الذي اتخذه الله خليل فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم
ويذكر خطيئته التي أصاب فيسممتحيي ربممه منهمما و لكممن ائتمموا موسممى الممذي
كلمه الله تكليما و أعطاه التوراة فيأتون موسى فيقول لست هناكم و يذكر
خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها و لكن ائتوا عيسى روح الله و كلمته
فيأتون عيسى روح الله وكلمته فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا عبممدا
غفر الله لممه ممما تقممدم مممن ذنبممه وممما تممأخر قممال قممال رسممول اللممه فيممأتون
فاستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا أنا رايته فمماقع سمماجدا فيممدعني ممما شمماء
الله أن يدعني فيقال يا محمد ارفع رأسك و قل تسمع و سل تعط و اشممفع
تشفع فارفع رأسي فاحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي فأشممفع فيحممد لممي حممدا
فأخرجهم من النار و أدخلهم الجنة ثم أعود فممأقع سمماجدا فيممدعني ممما شمماء
الله ان يدعني ثم يقول ارفع رأسك يا محمد قل تسمع وسممل تعمط واشممفع
تشفع فأرفع رأسي فاحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي ثم اشفع فيجد لي حممدا
فأخرجهم من النار وأخلهم الجنة قممال فل ادري فممي الثالثممة أو فممي الرابعممة
قال فأقول يا رب ما بقي في النممار إل مممن حبسممه القممران أي وجممب عليممه
الخلود و ذكر ابن خزيمة عن ابن عبد الحكم عممن أبيممه و شممعيب بممن الليممث
عن الليث حدثنا معمر بن سليمان عن حميد عن انس قال يلقى الناس يوم
القيامة ما شاء الله أن يلقمموه مممن الحبممس فيقولممون انطلقمموا بنمما إلممى آدم
فيشفع لنا إلى ربنا فذكر الحديث
إلى أن قال فينطلقون إلى محمد فأقول أنا لها فانطلق حممتى اسممتفتح بمماب
الجنة فيفتح لي فادخل وربي على عرشه فأخر ساجدا و ذكر الحديث وقممال
أبو عوانة و ابن أبي عروبة و همممام و غيرهممم عممن انممس فممي هممذا الحممديث
فاستأذن على ربي فإذا رايتممه وقعممت سمماجدا و قممال عفممان عممن حممماد بممن
سلمة عن ثابت عن انس فآتي ربي و هو على سريره أو كرسمميه فممأخر لممه
ساجدا له و ساقه ابن خزيمة بسياق طويل و قال فيه فاستفتح فإذا نظرت
إلى الرحمن وقعت له ساجدا له ورؤية النبي لربه في هذا المقام ثابتة عنممه
ثبوتا يقطع به أهل العلم بالحديث و السنة و في حديث أبي هريممرة أنمما أول
من تنشق عنه الرض يوم القيامة و ل فخر و أنا سيد ولد آدم و ل فخر و أنا
صاحب لواء الحمد و ل فخر و أنا أول من يدخل الجنة و ل فخر اخممذ بحلقممة
باب الجنة فيؤذن لي فيستقبلني وجه الجبار جممل جللممه فمماخر لممه سمماجدا و
قال الدار قطني حدثنا محمد بن إبراهيم النسائي العممدل بمصممر حممدثنا عبممد
الله بن محمد بن جعفر القاضممي حممدثنا أبممو بكممر إبراهيممم بممن محمممد حممدثنا
الخليل عن عمر الشج عن سعيد بن أبي عروبة عممن قتممادة عممن انممس عممن
النبي في قول الله عز و جل للذين احسنوا الحسنى و زيادة قال النظر إلى
وجه الله تعالى عز و جل حدثنا أبو صالح عبد الرحمن بن سعيد بممن هممارون
الصممبهاني و محمممد بممن جعفممر بممن احمممد الطممبري و محمممد بممن علممي بممن
إسماعيل اليلي قالوا حممدثنا عبممد اللممه بممن روح المممدائني حممدثنا سمملم بممن
سليمان حدثنا ورقاء و إسرائيل و شعبة و جرير بن عبد الحميد كلهممم قممالوا
حدثنا ليث بن عثمان بن أبي حميد عممن انممس بممن مالممك قممال قممال سمممعت
رسول الله يقمول أتماني جبريمل و فممي كفممه كممالمرآة البيضمماء يحملهما فيهمما
كالنكتة السوداء فقلت ما هذه التي في يدك يا جبريممل فقممال هممذه الجمعممة
فقلت و ما الجمعة قال لكم فيها خير كثير قلممت و ممما يكممون لنمما فيهمما قممال
يكون عيدا لك و لقومك من بعدك و يكون اليهود و النصارى تبعا لك قلت و
ما لنا فيها قال لكم فيها ساعة ل يسأل الله عبد فيها شيئا إل و هو له قسم
إل أعطاه إياه أو ليس له بقسم إل ذخر له في آخرته ما هو اعظم منه قلت
و ما هذه النكتة التي فيها قال هي الساعة و نحن ندعوه يوم المزيد قلت و
ما ذاك يا جبريل قال إن ربك اتخذ فمي الجنمة واديما فيمه كثبمان ممن مسمك
أبيض فإذا كان يوم الجمعة هبط من علييممن علممى كرسمميه فيحممف الكرسممي
بكراسي من نور فيجيء النبيون حتى يجلسوا على تلك الكراسي و يحف
انس قال سمعته يقول بينا نحن حول رسول الله إذ قال أتمماني جبريممل فممي
يده كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء قلت يا جبريل ما هذا قال
هذا يوم الجمعة يعرضه عليك ربك ليكون لك عيدا و لمتك مممن بعممدك قممال
قلت يا جبريل ما هذه النكتة السمموداء قممال هممي السمماعة و هممي تقمموم يمموم
الجمعة و هو سيد أيام الدنيا و نحن ندعوه في الجنة يوم المزيد قممال قلممت
يا جبريل ولم تدعونه يوم المزيد قال إن الله اتخذ في الجنة واديا افيح مممن
مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل ربنا عز وجل على كرسيه إلممى ذلممك
الوادي و قد حف الكرسي بمنابر من ذهب مكاله بالجوهر وقممد حفممت تلممك
المنابر بكراسي من نور ثمم يمؤذن لهمل الغمرف فيقبلمون يخوضمون كثبمان
المسممك إلممى الركممب عليهممم اسممورة الممذهب و الفضمة و ثيمماب السممندس و
الحرير حتى ينتهوا إلى ذلك الوادي فإذا اطمأنوا فيه جلوسا بعث الله عليهم
ريحا يقال لها المثيرة أثارت ينابيع المسك البيض فممي وجمموههم و ثيممابهم و
هم يومئذ جرد مرد مكحلون أبناء ثلث و ثلثين سممنة علممى صممورة آدم يمموم
خلقه الله عز و جل فينادي رب العزة تبممارك و تعممالى رضمموان و هممو خممازن
الجنة فيقول يا رضوان ارفع الحجممب بينممي وبيممن عبممادي ورواري فممإذا رفممع
الحجب بينه و بينهم فرأوا بهاءه و نوره هموا له بالسجود فينمماديهم تبممارك و
تعالى بصوته ارفعوا رؤسكم فإنما كانت العبادة في الدنيا و أنتم اليمموم فممي
دار الجزاء سلوني ما شئتم فأنا ربكم الذي صدقتكم وعدي و أتممت عليكم
نعمتي فهذا محل كرامتي فسمملوني مما شممئتم فيقولممون ربنما و أي خيمر لممم
تفعله بنا السممت أعنتنمما علممى سممكرات الممموت و آنسممت منمما الوحشممة فممي
ظلمات القبور وآمنت روعتنا عند النفخة في الصور ألست أقلممت عثراتنمما و
سترت علينا القبيح من فعلنا و ثبت على جسممر جهنممم أقممدامنا لسممت الممذي
أدنيتنا من جوارك و أسمعتنا لذاذة منطقك و تجليت لنا بنممورك ذي خيممر لممم
تفعله بنا فنعمموذ بممالله عممز و جممل فينمماديهم بصمموته فيقممول أنمما ربكممم الممذي
صدقتكم وعدي و أتممت عليكم نعمممتي فسمملوني فيقولممون نسممألك رضمماك
فيقول برضائي عنكم أقلتكم عثراتكم و سترت عليكم القبيح من أممموركم و
أدنيت مني جواركم و أسمعتكم لذاذة منطقممي و تجليممت لكممم بنمموري فهممذا
محل كرامتي فسلوني فيسألونه حتى تنتهممي رغبتهممم ثممم يقممول عممز و جممل
سلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم ثم يقول عز و جل
سلوني فيقولون رضينا و ربنا و سلمنا فيزيدهم مممن مزيممد فضممله و كرامتممه
مال عيممن رأت و ل أذن سمممعت و ل خطممر علممى قلممب بشممر و يكممون ذلممك
مقدار تفرقهم من الجمعة قال انس فقلت بأبي أنت و أمي يا رسول الله و
ما مقدار تفرقهم قال كقدر الجمعة إلى الجمعة قال ثم يحمممل عممرش ربنمما
تبارك و تعالى معهم الملئكة و النبيون ثم يؤذن لهل الغرف فيعودون إلممى
غرفهم و هما غرفتان من زمردتيممن خضممراوين و ليسمموا إلممى شمميء أشمموق
منهم إلى الجمعة لينظروا إلى ربهم عز و جل و ليزيدهم من مزيد فضممله و
كرامته قال انس سمعته من رسممول اللممه و ليممس بينممي و بينممه أحممد و رواه
الدار قطني أيضا عن أبممي بكممر النيسممابوري قممال اخممبرني أبممو العبمماس بممن
الوليد بن يزيد قال اخبرني محمد بن شعيب قال اخبرني عمر مولى عفممرة
عن انس و رواه محمد بن خالد بن جني حدثنا أبممو اليمممان الحكممم بممن نممافع
حدثنا صفوان قال قال انس قال رسول الله و رواه أبو بكر بممن أبممي شمميبة
حدثنا عبد الرحمن بن محمد عن ليث عن أبي عثمان عن انس و رواه إمممام
الئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة عن زهير بن حرب حدثنا جرير عن ليممث
عن عثمان بن أبي حميد عن انس و رواه السود بن عامر قال ذكر لي عممن
شريك عن أبي اليقظان عن انس و رواه ابن بطممة فممي البانممة مممن حممديث
العمش عن أبي وائل عن حذيفة و سيأتي سياقه و قد جمع ابممن أبممي داود
طرقه فصل و أما حديث بريدة بن الحصيب فقال إمممام الئمممة محمممد بممن
إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو خلد عبد العزيز بن إبان القرشي حدنا بشير بن
المهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله ممما منكممم مممن
أحد إل سيحلو الله بمه يموم القياممة ليمس بينمه و بينممه حجمماب و ل ترجممان
فصل و أما حديث أبي بن رزين العقيلي فممرواه المممام احمممد مممن حممديث
شعبة و حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عممن وكيممع بممن خممدش عممن أبممي
رزين قال قلنا يا رسول الله أكلنا يرى ربه عز و جل يوم القيامممة قممال نعممم
قلت و ما آية ذلك في خلقه قال أليس كلكم ينظر إلى القمر ليلة البدر قلنا
نعم قال الله اكبر و اعظم قال عبد الله قال أبي الصواب حدس و قال أبممو
داود سليمان بن الشعث حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة بممه فقممد اتفممق شممعبة و حممماد بممن سمملمة و
حسبك بهما على روايته عن يعلى بن عطاء و رواه الناس عنهما و عن أبممي
رزين فيه إسناد آخر قد تقدم ذكره في حديثه الطويل و أبمو رزيمن العقيلمي
له صحبة و عداده من أهل الطائف و هو لقيط بن عممامر و يقممال لقيممط بممن
صبرة هكذا قال البخاري و ابن أبي حاتم و غيرهما و قيل هما اثنان و لقيممط
بن عامر غير لقيط بن صبرة و الصحيح الول و قال ابن عبد الممبر مممن قممال
لقيط بن صبرة نسبه إلى جده و هو لقيط بن عامر ابن صبرة فصل و أممما
حديث جابر بن عبد الله فقال المام احمد حدثنا روح بن جرير اخممبرني أبممو
الزبير انه سمع جابرا يسأل عن الورود فقال نحن يوم القيامممة علممى كممذا و
كذا أي فوق الناس فتدعى المم بأوثانها و ما كممانت تعبممد الول فممالول ثممم
يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول و من تنتظممرون فيقولممون ننتظممر ربنمما فيقممول أنمما
ربكم فيقولون حتى ننظممر إليممك فيتجلممى لهممم تبممارك و تعممالى يضممحك قممال
فينطلق بهم و يتبعونه و يعطى كل إنسان منهممم منممافق أو مممؤمن نممورا ثممم
يتبعونه على جسر جهنم و عليه كلليب و حسك تأخذ من شاء الله ثم يطفممأ
نور المنافق ثم ينجو المؤمنون فتنجوا أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر
و سبعون ألفا ل يحاسبون ثم الذين يلونهم كأضواء النجوم فممي السممماء ثممم
كذلك ثم تحل الشفاعة حتى يخرج من النار من قممال ل الممه إل اللممه و كممان
في قلبه من الخير ما يزن شعيرة فيجعلون بفناء الجنة و يجعل أهممل الجنممة
يرشون عليهم الماء حتى ينبتون نبات الشيء في السيل و يذهب حراقه ثم
يسأل حممتى يجعمل اللمه لمه المدنيا و عشمرة أمثالهما معهما رواه مسملم فمي
صحيحه و هذا الذي وقع فممي الحممديث مممن قمموله علممى كممذا و كممذا قممد جمماء
مفسرا في رواية صحيحة ذكرها عبد الحق في الجمع بين الصممحيحين نحممن
يوم القيامة على تل مشرفين على الخلئق و قال عبد الرزاق أنبانا رباح بن
زيد قال حدثني ابن جريج قال اخبرني زياد بن سعد أن أبا الزبير اخبره عن
جابر بن عبد الله قال قممال رسممول اللممه يتجلممى لهممم الممرب تبممارك و تعمالى
ينظرون إلى وجهه فيخرون له سجدا فيقممول ارفعمموا رؤوسممكم فليممس هممذا
بيوم عبادة و قال الدار قطني أنبأنا احمد بن عيسى بن السكن حدثنا احمممد
بن محمد
محمد بن عمر بن يونس حدثنا محمد بن شرحبيل الصنعاني قال حدثني ابن
جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول اللممه يتجلممى لنمما
ربنا عز و جل يوم القيامة ضاحكا ورواه أبو قرة عن مالك بن انس عن زياد
بن سعد حدثنا أبو الزبير عن جابر انه سمع رسول اللمه يقمول إذا كمان يموم
القيامة جمعت المم فذكر الحديث و فيه فيقول أتعرفون الله عز و جل إن
رأيتموه فيقولون نعم فيقول و كيف تعرفونه و لم تروه فيقولون نعلم أن ل
عدل له قال فيتجلى لهم تبارك و تعالى فيخرون له سجدا و قال ابن ماجممة
في سننه حدثنا محمد بن عبد الملممك بممن أبممي الشمموارب حممدثنا أبممو عاصممم
العباداني عن فضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن
عبد الله قال قال رسول الله بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سممطع لهممم نممور
فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب جل جلله قد اشرف عليهممم مممن فمموقهم فقممال
السلم عليكم أهل الجنة و هو قول الله عممز و جممل ^ سمملم قممول مممن رب
رحيم ^ فل يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا ينظرون إليه
حتى يحتجب عنهم و تبقى فيهممم بركتممه و نمموره و قممال حممرب فممي مسممائله
حدثنا يحيى ابن أبي حزم حدثنا يحيى بن محمد أبو عاصم العبمماداني فممذكره
و عند البيهقي في هذا الحديث سياق آخر رواه أيضمما مممن طريممق العبمماداني
عن الفضل بن عيسى بن المنكدر عن جابر بن عبمد اللمه قمال قمال رسمول
الله بينا أهل الجنة فممي مجممالس لهممم إذ سممطع لهممم نممور علممى بمماب الجنممة
فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تبارك و تعالى قد اشرف فقممال تعممالى يمما أهممل
الجنة سلوني قالوا نسألك الرضى عنمما قممال رضممائي أحلكممم داري و أنممالكم
كرامتي هذا أوانها فسلوني قالوا نسألك الزيمادة قممال فيؤتمون بنجممائب ممن
ياقوت احمر أزمتها زمرد اخضر و ياقوت احمر فجاءوا عليها تضممع حوافرهمما
عند منتهى طرفها فيأمر الله بأشممجار عليهمما الثمممار فتجيممء جممواري الحممور
العين و هن يقلن نحممن الناعمممات فل نبممأس و نحممن الخالممدات فلت نممموت
أزواج قوم مؤمنين كرام و يأمر الله عز وجل بكثبان من مسك أبيممض اذفممر
فيثير عليهم ريحا يقال لها المثيرة حممتى تنتهممي بهممم إلممى جنممة عممدن و هممي
قصبة الجنة فتقول الملئكة يا ربنا قد جاء القوم مرحبا بالصادقين و مرحبمما
بالطائعين قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك
وتعممالى و يتمتعممون بنممور الرحمممن حممتى ل يبصممر بعضممهم بعضمما ثممم يقممول
أرجعوهم إلى القصور بممالتحف فيرجعممون و قممد ابصممر بعضممهم بعضمما فقممال
رسول الله فذاك قوله تعممالى ^ نممزل مممن غفممور رحيممم ^ رواه فممي كتمماب
البعث و المنشور و في كتاب الرؤية قال و قد مضى في هذا الكتاب و فممي
كتاب الرؤية ما يؤكد هذا الخبر و قال الدارقطني أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبانا أبو الحسن بن إسماعيل أنبانا أبو الحسن علي بممن عبممدة حممدثنا يحيممى
بن سعيد القطان عن ابن أبي ذئب عن محمد بممن المنكممدر عممن جممابر قممال
قال النبي إن الله عز و جل يتجلى للناس عاممة و يتجلممى لبممي بكمر خاصمة
فصل و أما حديث أبي امامة فقال ابن وهب اخبرني يونس بممن يزيممد عممن
عطاء الخراساني عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبممد اللممه
الحضرمي عن أبي امامة قال خطبنا رسممول اللممه فكممان اكممثر خطبتممه ذكممر
الدجال يحذرنا منه و يحدثنا عنه حتى فرغ من خطبتممه فكممان فيممما قممال لنمما
يومئذ إن الله عز و جل لم يبعث نبيا إل حذر أمته و إني آخر النبيمماء و أنتممم
آخر المم و هو خارج فيكم ل محالة فان يخرج و أنا بين أظهركم فانا حجيج
كل مسلم وإن يخرج فيكم بعدي فكممل امممرء حجيممج نفسممه و اللممه خليفممتي
على كل مسلم انه يخرج من خلة بين العممراق والشممام عمماث يمينمما و عمماث
شمال يا عباد الله اثبتوا و أنه يبدأ فيقول أنمما نممبي و ل نممبي بعممدي ثممم يثنممي
فيقول أنا ربكم و لن تروا ربكم حتى تموتوا و انه مكتمموب بيممن عينيممه كممافر
يقرؤه كل مؤمن فمن لقيه منكم فليتفل فممي وجهممه و ليقممرأ فواتممح سممورة
أصحاب الكهف و انه يسلط على نفس من بني آدم فيقتلها ثم يحييها و انممه
ل يعدو ذلك و ل يسلط على نفس غيرها و إن من فتنته إن معه جنة و نممارا
فناره جنة و جنته نار فمن ابتلي بناره فليغمض عينيه و ليستغث بممالله تكممن
بردا و سلما كما كانت النار بردا و سلما على إبراهيممم و إن أيممامه أربعممون
يوما يوما كسنة و يوممما كشممهر و يوممما كجمعممة و يوممما كاليممام وآخممر أيممامه
كالسراب يصبح الرجل عند باب المدينة فيمسممي قبممل إن يبلممغ بابهمما الخممر
قالوا فكيف نصلي يا رسول الله في تلك اليام قممال تقممدرون كممما تقممدرون
في اليام الطوال و رواه الدار قطني عن ابن صاعد عممن احمممد بممن الفممرح
عن ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرويه
فصل وأما حديث زيد بن ثابت فقال المام احمد حممدثنا أبممو المغيممرة قممال
حدثني أبو بكر قال حدثني ضمرة بن حبيب عن زيد بن ثابت أن رسول الله
علمه دعاء و أمره أن يتعاهد به أهله كل يوم قال قل حين تصبح لبيك اللهم
لبيك لبيك و سعديك و الخير في يديك و منك و إليك اللهممم و ممما قلممت مممن
قول أو نذرت من نذر أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه ما شممئت كممان
و ما لم تشأ لم يكن ول حول و ل قوة إل بك انك على كل شيء قدير اللهم
و ما صليت من صلة فعلى من صليت و ما لعنت من لعنممة أنممت وليممي فممي
الدنيا و الخرة توفني مسلما و الحقني بالصالحين أسألك اللهم الرضمما بعممد
القضاء و برد العيش بعد الممموت و لممذة النظممر إلممى وجهممك و الشمموق إلممى
لقائك من غير ضراء و مضرة و ل فتنة مضلة أعمموذ بممك اللهممم أن اظلممم أو
اظلم أو اعتدي أو يعتممدى علممي أو اكسممب خطيئة محبطممة أو ذنبمما ل تغفممره
اللهم فاطر السماوات و الرض عالم الغيب و الشهادة ذا الجلل و الكممرام
فاني اعهد إليك في هذه الحياة الدنيا و أشهدك و كفى بك شهيدا إني اشهد
أن ل اله إل أنت وحدك ل شريك لك لك الملك و لك الحمد و أنت على كممل
شيء قدير و اشهد أن محمدا عبدك و رسولك و اشهد أن وعدك حممق و أن
لقائك حق و الجنة حق و الساعة آتيممة ل ريممب فيهمما و أنممت تبعممث مممن فممي
القبور و اشهد انك تكلني إلى نفسممي تكلنممي إلممى ضمميعة و عممورة و ذنممب و
خطيئة و إني ل أثق إل برحمتك فاغفر لي ذنبي فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت
و تب علي انك أنت التواب الرحيم رواه أبو داود في صممحيحه فصممل وأممما
حديث عمار بن ياسر فقال المام احمممد حممدثنا إسممحاق الزرق عممن شممريك
عن أبي هاشم عن أبي مجلز قال صلى بنا عمار صلة فاوجز فيهمما فممأنكروا
ذلك فقال ألم أتم الركوع و السجود قالوا بلى قال أما إني قد دعمموت فيهمما
بدعاء كان رسول الله يدعو به اللهم بعلمممك الغيممب و قممدرتك علممى الخلممق
أحيني ما علمممت الحيمماة خيممرا لممي و تمموفني إذا علمممت الوفمماة خيممرا لممي و
اسالك خشيتك في الغيب و الشهادة و كلمة الحق فممي الغضممب و الرضمما و
القصد في الفقر و الغنى و لذة النظر إلى وجهك و الشوق إلى لقممائك فممي
غير ضراء مضرة و ل فتنة
مضلة اللهم زينا بزينة اليمان واجعلنا همداة مهتمدين و أخرجمه ابمن حبمان و
الحاكم في صحيحيهما فصل و أما حديث عائشة ففي صحيح الحمماكم مممن
حديث الزهري عن عممروة عنهمما قممالت قممال رسممول اللممه لجممابر يمما جممابر إل
أبشرك قال بلى بشرك الله بخير قال شعرت أن الله أحيا أباك فاقعده بين
يديه فقال تمن علي عبدي ممما شممئت أعطكممه قممال يمما رب ممما عبممدتك حممق
عبادتك أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فاقاتل مع نبيممك فاقتممل فيممك مممرة
أخرى قال انه قد سلف مني انك إليها ل ترجع و هو في المسند من حممديث
جابر و في مسنده ادخله و للترمذي فيه سياق أتم من هممذا عممن جمابر قممال
لما قتل عبد الله بن عمرو ابن حزام يوم أحد قال قال رسول الله يمما جممابر
إل أخبرك ما قال الله عز و جل لبيك قال بلى قال ما كلم اللممه عممز و جممل
أحدا إل من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبممدي تمممن علممي أعطممك
قال يا رب تحييني فاقتل فيك ثانية قال انه سبق مني انهم إليها ل يرجعممون
قال يا رب فابلغ من ورائي فممانزل اللممه عممز و جممل هممذه اليممة و ل تحسممبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الية قال الترمذي هذا حديث حسن غريب
قلت و إسناده صحيح و رواه الحاكم في صحيحه فصممل وأممما حممديث عبممد
الله بن عمر فقال الترمذي حدثنا عبد بن حميد عن شبابة عن إسرائيل عن
ثوير بن أبي فأخته و قال الطبراني حدثنا أسد بن موسى حدثنا أبممو معاويممة
محمد بن حازم عن عبد الملك بن ابجر عن ثمموير بممن أبممي فاختممة عممن ابممن
عمر قال قال رسول الله إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظممر فممي ملكممه
ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ينظر إلى أزواجممه و سممرره و خممدمه و
إن أفضلهم منزلة من ينظر إلى وجه الله تبارك و تعالى كل يوم مرتين قال
الترمذي و روى هذا الحديث من غير وجه عن إسرائيل عممن ثمموير عممن ابممن
عمر مرفوعا و رواه عبد الملك بن ابجر عن ثوير عن مجاهد عن ابممن عمممر
مرفوعا و روى الشجعي عبيد الله عن سفيان الثوري عن مجاهد عممن ابممن
عمر نحوه و لم يرفعه حدثنا بذلك أبو كريب قلت و رواه الحسن بممن عرفممة
عن شبابة
عن إسرائيل عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا و زاد فيه ثم قرأ رسول الله ^
وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ^ و قال سعيد بن هشيم بن بشير عممن
أبيه عن كريز بن حكيم عن نافع عن ابن عمممر قممال قممال رسممول اللممه يمموم
القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى الله تبارك و تعالى ورواه الدار قطنممي
عن جماعة عن احمد بن يحيى بن حبان الرقي عن إبراهيم بن خرزاذ عنه و
قال الدارقطني حدثنا احمد بن سليمان حدثنا احمممد بممن يممونس حممدثنا عبممد
الحميد بن صالح حدثنا أبو شهاب الخياط عن خالد بن دينممار عممن حممماد بممن
جعفر عن عبد اللممه بممن عمممر قممال سمممعت رسممول اللممه يقممول إل أخممبركم
بأسفل أهل الجنة قالوا بلى يا رسول الله فذكر الحديث إلممى أن قممال حممتى
إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ و ظنوا أن ل نعيم افضل منممه و اشممرف الممرب
تبارك و تعالى عليهم فينظرون إلى وجه الرحمن عز و جل فيقممول يمما أهممل
الجنممة هللمموني و كممبروني و سممبحوني بممما كنتممم تهللممونني و تكممبروني و
تسبحوني في دار الدنيا فيتجاوبون بتهليممل الرحمممن فيقممول تبممارك و تعممالى
لداود يا داود قم فمجدني فيقوم داود فيمجد ربه عز و جل و قال عثمان بن
سعيد الدارمي في رده على بشر المريسي حدثنا احمد بن يونس عممن أبممي
شهاب الخياط عن خالد بن دينار عن حماد بن جعفر عممن ابممن عمممر يرفعممه
إلى النبي إن أهل الجنة إذا بلممغ النعيممم منهممم كممل مبلممغ و ظنمموا أن ل نعيممم
افضل منه تجلى لهم الرب تبارك و تعالى فنظروا إلى وجه الرحمن فنسمموا
كل نعيم عاينوه حين نظروا إلى وجه الرحمن فصممل و أممما حممديث عمممارة
بن رويبة فقال ابن بطة في البانة حدثنا عبممد الغممافر بممن سمملمة الحمصممي
حدثنا محمد بن عوف بن سفيان الطائي حدثنا أبمو اليممان حمدثنا إسمماعيل
بن عياش عن عبد الرحمن بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي خالد عممن أبممي
بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه قال نظر النبي إلى القمر ليلة البمدر فقمال
إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ل تضارون في رؤيته فان استطعتم
إل تغلبوا على صلة قبل طلوع الشمس و صلة قبممل غروبهمما فممافعلوا قممال
ابن بطة و اخبرني أبو القاسم بن عمر بممن احمممد عممن أبممي بكممر احمممد بممن
هارون حدثنا عبد الرزاق بن منصور حممدثنا المغيممرة حممدثنا المسممعودى عممن
إسماعيل بن
أبي خالد عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيممه قممال نظممر رسممول اللممه
إلى القمر ليلة البدر فقال إنكم سترون ربكم تبارك و تعالى كما تمرون همذا
القمر ل تضامون في رؤيته فان اسممتطعتم أن ل تغلبمموا علممى ركعممتين قبممل
طلوع الشمس وركعتين بعد غروبها فممافعلوا فصممل و أممما حممديث سمملمان
الفارسي فقال أبو معاوية حدثنا عاصم الحول عن أبي عثمان عممن سمملمان
الفارسي قال يأتون النبي فيقولون يا نبي الله إن الله فتح بك و ختم بممك و
غفر لك قم فاشفع لنا إلى ربممك فيقممول نعممم أنمما صمماحبكم فيخممرج يحمموش
الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب فيقرع فيقال مممن هممذا
فيقال محمد قال فيفتح له فيجيء حتى يقوم بين يممدي اللممه فيسممتأذن فممي
السجود فيؤذن له الحديث فصل و أما حديث حذيفة بن اليمان فقممال ابممن
بطة اخبرني أبو القاسم عمر بن احمد عن أبي بكر احمد بممن هممارون حممدثنا
يزيد بن جمهور حدثنا الحسن بن يحيى ابن كممثير العنممبري حممدثني أبممي عممن
إبراهيم بن المبارك عن القاسم بن مطيب عن العمش عن أبممي وائل عممن
حذيفة بن اليمان و قال البزار و حدثنا محمد بن معمر و احمد بن عمرو بمن
عبيد العصفري قال حدثنا يحيى بممن كممثير حممدثنا إبراهيممم ابممن المبممارك عممن
القاسم بن مطيب عن العمش عن أبي وائل عن حذيفة قممال قممال رسممول
الله أتاني جبريمل فمإذا فمي كفمه ممرآة كأصمفى المرايما وحسمنها و إذا فمي
وسطها نكتة سوداء قال يا جبريل ما هذه قال هذه الدنيا صفاؤها و حسممناه
قال قلت و ما هذه اللمعة في وسمطها قمال همذه الجمعممة قمال قلممت و مما
الجمعة قال يوم من أيام ربك عظيم و سممأخبرك بشممرفه و فضممله و اسمممه
في الخرة أما شرفه و فضله في الدنيا فان الله تعالى جمع فيه أمر الخلق
و أما ما يرجى فيه فإن فيممه سمماعة ل يوافقهمما عبممد مسمملم أو أمممة مسمملمة
يسألن الله تبارك و تعالى فيها خيرا إل أعطاهما إياه و أما شرفه و فضله و
اسمه في الخرة فان الله تبارك و تعالى إذا صير أهممل الجنممة إلممى الجنممة و
أهل النار إلى النار و جرت عليهم أيامها و ساعاتها ليس بها ليل و ل نهار إل
قد علم الله تبارك و تعالى مقدار ذلك و ساعاته فإذا كان يوم الجمعممة فممي
الحين الذي يبرز أو يخرج فيه أهل الجنممة إلممى جمعتهممم نممادى منمماد يمما أهممل
الجنة اخرجوا إلى
دار المزيد ل يعلم سعته و عرضه و طوله إل الله عز و جل فممي كثبممان مممن
المسك قال فيخرج غلمان النياء بمنابر من نممور و يخممرج غلمممان المممؤمنين
بكراسي من ياقوت قال فإذا وضعت لهم و اخذ القوم مجالسهم بعممث اللممه
تبارك و تعالى عليهم ريحا تدعى المممثيرة تممثير عليهممم آثمار المسممك البيممض
تدخله من تحت ثيابهم و تخرجه في وجوههم و أشعارهم فتلك الريممح اعلممم
كيف تصنع بذلك المسك من امرأة أحدكم لو دفممع إليهمما ذلممك الطيممب بممإذن
الله تعممالى قممال ثممم يمموحي اللممه سممبحانه إلممى حملممة العممرش فيوضممع بيممن
ظهراني الجنة و بينه و بينهم الحجب فيكون أول ما يسمعون منه أن يقممول
أين عبادي الذين أطاعوني في الغيب و لم يروني و صدقوا رسمملي و اتبعمموا
أمري فسلوني فهذا يوم المزيد قال فيجتمعون على كلمة واحدة ربنا رضينا
عنك فارض عنا قال فيرجع الله تعالى في قولهم أن يا أهل الجنة إني لو لم
ارض عنكم لما أسكنتكم جنتي فسلوني فهذا يمموم المزيممد قممال فيجتمعممون
على كلمة واحدة رب وجهك أرنا ننظر إليه قال فيكشف الله تبارك و تعالى
تلك الحجب و يتجلى لهم فيغشاهم مممن نمموره لممول انممه قضممى عليهممم أن ل
يحترقوا إل احترقوا مما غشيهم من نوره قال ثم يقال ارجعوا إلى منممازلكم
قال فيرجعون إلى منازلهم يزاد النور و أمكن و يزاد و أمكممن حممتى يرجعمموا
إلى صورهم التي كانوا عليها قال فيقول لهم أزواجهم لقد خرجتم من عندنا
على صورة و رجعتم على غيرها قال فيقولون ذلك بأن الله تبممارك و تعممالى
تجلى لنا فنظرنا منه إلى ما خفينا به عليكم قال فلهم فممي كممل سممبعة أيممام
الضعف على ما كانوا فيه قال و ذلك قوله عز و جمل ^ فل تعلمم نفمس مما
اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ^ و قال عبد الرحمممن بممن
مهدي حدثنا إسرائيل عن أبي إسممحاق عممن مسمملم بممن يزيممد السممعدي عممن
حذيفة في قوله عز و جل للذين احسنوا الحسنى و زيممادة قممال النظممر إلممى
وجه الله عز وجل قال الحاكم و تفسير الصحابي عندنا فممي حكممم المرفمموع
فصل وأما حديث ابن عباس فروى ابن خزيمة من حديث حماد بن سمملمة
عن ابن جدعان عن أبي نضرة قال خطبنا ابن عباس فقال قال رسول الله
ما من نبي إل و له دعوة تعجلها فممي الممدنيا و إنممي اختبممأت دعمموتي شممفاعة
لمتي يوم القيامة فآتي باب الجنة فآخذ بحلقة البمماب فمماقرع البمماب فيقممال
من أنت فأقول أنما محممد فمآتي ربمي و همو علمى كرسميه أو علمى سمريره
فيتجلى لي ربي فاخر له ساجدا و رواه ابن عيينة عن ابن جدعان فقال عن
أبي سعيد بدل بن عباس و قال أبو بكر بن أبي داود حدثنا عمى محمممد بممن
الشعث حدثنا ابن جبير قال حدثني أبي جبير عن الحسممن عممن ابممن عبمماس
عن النبي قال إن اهل الجنة يرون ربهم تبارك و تعالى في كممل يمموم جمعممة
في رمال الكافور و أقربهم منه مجلسا أسرعهم إليه يوم الجمعة و ابكرهم
غدوا فصل و أما حديث عبد اللممه بممن عمممرو بممن العمماص فقممال الصممنعاني
حدثنا صدقة بن عمرو العقدي قال قرأت علممى محمممد بممن إسممحاق حممدثني
أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبيه عن عبد الله بممن عمممرو قممال
سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث مممروان بممن الحكممم و هممو أميممر
المدينة قال خلممق اللممه الملئكممة لعبممادته أصممنافا فممان منهممم لملئكممة قياممما
صافين من يوم خلقهم إلى يوم القيامة و ملئكممة ركوعمما خشمموعا مممن يمموم
خلقهم إلى يوم القيامة و ملئكة سجودا منذ خلقهم إلممى يمموم القيامممة فممإذا
كممان يمموم القيامممة و تجلممى لهممم تعممالى و نظممروا إلممى وجهممه الكريممم قممالوا
سبحانك ما عبدناك حق عبادتك فصل وأما حديث أبي بن كعب فقال الدار
قطني حدثنا عبد الصمد بن علي حدثنا محمد بن زكريا بن دينار قال حدثني
قحطبة بن علقة حدثنا أبو جلدة عن أبي العالية عن أبي بن كعب عن النبي
في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى و زيادة قال النظر إلى وجه الله عز
و جل و أما حديث كعب ابن عجرة فقال محمد بن حميد حدثنا إبراهيممم بممن
المختار عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن كعب بن عجرة عممن النممبي
في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى و زيادة قال الزيادة النظر إلى وجممه
الله تبارك و تعالى فصل و أما حديث فضممالة بممن عبيممد فقممال عثمممان بممن
سعيد الدارمي حدثنا محمد بن المهاجر عن أبي حليس عن أبي الممدرداء أن
فضالة يعني ابن عبيد كان يقول
اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء و برد العيش بعمد المموت و لمذة النظمر
إلى وجهك و الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة و ل فتنة مضلة فصممل
و أما حديث عبادة بن الصامت ففي مسند أحمممد مممن حممديث بقيممة حممدثنا
يحيى ابن سعيد عن خالد بن معدان عن عمرو بن السود عن جنادة بن أبي
أمية عن عبادة بن الصامت عن النبي انه قال قد حدثتكم عن المدجال حممتى
خشيت أن ل تعقلوا إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد اعور مطموس
العين ليست بناتئة و ل جحراء فإن التبممس عليكممم فمماعلموا أن ربكممم ليممس
بأعور و إنكم لن تروا ربكم حتى تموتموا و أمما حمديث الرجمل ممن أصمحاب
النبي فقممال الصممنعاني حممدثنا روح بممن عبممادة حممدثنا عبمماد بممن منصممور قممال
سمعت عدي بن ارطاة يخطب على المنبر بالمدائن فجعل يعظ حممتى بكممى
و أبكانا ثم قال كونوا كرجل قال لبنه و هو يعظه يا بني أوصيك أن ل تصلي
صلة إل ظننت أنك إل تصلي بعدها غيرها حتى تموت و تعال يمما بنممي نعمممل
عمل رجلين كأنهما قد وقفا على النار ثم سممأل الكممرة و لقممد سمممعت فلنمما
نسي عباد اسمه ما بيني و بين رسول الله غيره فقال أن رسول اللممه قممال
إن لله ملئكة ترعد فرائصهم من مخافتة ما منهممم ملممك تقطممر دمعتممه مممن
عينه إل وقعت ملكا يسبح الله تعالى قممال و ملئكممة سممجود منممذ خلممق اللممه
السماوات و الرض لم يرفعوا رؤوسممهم و ل يرفعونهمما إلممى يمموم القيامممة و
صفوف لم ينصرفوا عن مصافهم و ل ينصرفون إلى يوم القيامممة فممإذا كممان
يوم القيامة فممإذا كممان يموم القياممة وتجلممى لهممم ربهممم فنظممروا إليممه قممالوا
سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك أن نعبدك فصممل و همماك بعممض ممما قمماله
بعض أصحاب رسول الله و التابعون و أئمة السلم بعدهم قول أبممي بكممر
الصديق رضي الله عنه قال أبو إسحاق عن عامر بن سعد
قرأ أبو بكر الصديق للذين احسنوا الحسممنى و زيممادة فقممالوا ممما الزيممادة يمما
خليفة رسول الله قال النظر إلى وجه الله تبارك و تعالى قول علي بن أبي
طالب رضي الله عنه قال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا علي بن ميسممرة
الهمداني حدثنا صالح ابممن أبممي خالمد العنمبري عمن أبممي الحموص عمن أبممي
إسحاق الهمداني عن عمارة ابن عبيممد قممال سمممعت عليمما يقممول مممن تمممام
النعمة دخول الجنة و النظر إلى وجممه اللممه تبمارك و تعممالى فممي جنتممه قممول
حذيفة بن اليمان رضي الله عنممه قممال حممدثنا وكيممع عممن إسممرائيل عممن أبممي
إسحاق عن مسلم عن زيد عن حذيفممة قممال الزيممادة النظممر إلممى وجممه اللممه
تبارك و تعالى قول عبد الله بن مسمعود وعبمد اللمه بمن عبماس رضمي اللمه
عنهم ذكر أبو عوانة عن هلل عن عبد الله بن عكيم قال سمممعت عبممد اللممه
بن مسعود يقول في هذا المسجد مسجد الكوفة يبدأ باليمين قبل أن يحدثنا
فقال و الله ما منكم من إنسان إل أن ربه سيخلو به يوم القيامة كممما يخلممو
أحدكم بالقمر ليلة البدر قال فيقول ما غرك بي يا ابن آدم ثلث مرات ماذا
أجبت المرسلين ثلثا كيف عملت فيمما علممت و قممال ابممن أبممي داود حمدثنا
احمد بن الزهر حدثنا إبراهيم بن الحكم حدثنا أبممي عممن عكرمممة قممال قيممل
لبن عباس كل من دخل الجنة يرى الله عز و جل قال نعم وقال أسباط بن
نصر عن إسماعيل السدي عن أبي ملك و أبي صالح عن ابن عبمماس و عممن
مرة الهمداني عن ابن مسعود لزيادة النظر إلى وجممه اللممه تبممارك و تعممالى
قول معاذ بن جبل قال عبد الرحمن بن أبي حمماتم أنبانمما إسممحاق بممن احمممد
الخراز حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن المغيرة بن مسلم عن ميمممون
بن أبي حمزة قال كنت جالسا عند أبي وائل فدخل علينا رجل يقال لممه أبممو
عفيف فقال له شقيق بن سلمة يا أبا عفيف إل تحممدثنا عممن معمماذ بممن جبممل
قال بلى سمعته يقول يحشر الناس يوم القيامة في صعيد واحد فينادي أين
المتقون فيقومون في كنمف واحممد ممن الرحممن ل يحتجمب اللمه منهمم و ل
يستتر قلت من المتقون قال قوم اتقوا الشرك و عبممادة الوثممان و اخلصمموا
لله في العبادة فيمرون إلى الجنة قول أبي هريرة رضي الله عنه قممال ابممن
وهب اخبرني ابن لهيعة عن أبي النصمر أن أبما هريمرة كمان يقمول لمن تمروا
ربكم حتى تذوقوا الموت قول عبد الله بن عمر قممال حسممين الجعفممي عممن
عبد الملك بن ابجر عن ثوير عن ابن عمر قال إن أدنممى أهممل الجنممة منزلممة
من ينظر إلى ملكه ألفمي عممام يمرى أدنمماه كمما يمرى أقصماه و إن أفضملهم
منزلة لمن ينظر إلى وجه
الله في كل يوم مرتين قول فضالة بن عبيد ذكممر الممدارمي عممن محمممد بممن
مهاجر عن أبي حليس عن أبي الدرداء أن فضالة بن عبيد كان يقممول اللهممم
إني اسألك الرضا بعد القضا و بممرد العيممش بعممد الممموت و لممذة النظممر إلممى
وجهك و قد تقدم قول أبي موسى الشعري قال وكيع عن أبي بكر الهممذلي
عن أبي تميمة عن أبي موسى قال الزيادة النظر إلى وجه الله ويممرى يزيممد
بن هارون و ابن أبي عدي و ابن علية عن الممتيمي عممن اسمملم العجلممي عممن
أبي مزانممة عممن أبممي موسممى الشممعري انممه كممان يحممدث النمماس فشخصمموا
بأبصارهم فقال ما صرف أبصمماركم عنممي قممالوا الهلل قممال فكيممف بكممم إذا
رأيتم وجه الله جهرة قول انس بن مالك قال ابن أبي شيبة حدثنا يحيى بممن
يمان حدثنا شريك عن أبي اليقظان عن انس بن مالك في قوله عممز و جممل
و لدينا مزيد قال يظهر لهم الرب تبارك و تعالى يوم القيامة قول جممابر بممن
عبد الله قال مروان بن معاوية عن الحكم بن أبممي خالممد عممن الحسممن عممن
جابر قال إذا دخل أهل الجنة الجنة و أديممم عليهممم بالكرامممة جمماءتهم خيممول
من ياقوت احمر ل تبول و ل تممروث لهمما أجنحممة فيقعممدون عليهمما ثممم يممأتون
الجبار فإذا تجلى لهم خروا له سجدا فيقول يا أهل الجنممة ارفعمموا رؤوسممكم
فقد رضيت عنكم ل سخط بعده قال الطبري فتحصل في الباب ممممن روى
عن رسول الله من الصحابة حديث الرؤية ثلث و عشرون نفسا منهم علي
و أبو هريرة و أبو سعيد و جرير و أبو موسى و صهيب و جابر وابن عباس و
انس و عمار بن ياسممر و أبممي ابمن كعممب و ابمن مسممعود و زيممد بممن ثممابت و
حذيفة بن اليمان و عبادة بن الصامت و عدي بن حاتم و أبو رزيممن العقيلممي
و كعب بن عجرة و فضالة بن عبيد و بريدة بن الحصيب و رجل من أصحاب
النبي و قال الدارقطني أنبأنا محمممد بممن عبممد اللممه حممدثنا جعفممر بممن محمممد
الزهر حدثنا مفضل بن غسان قممال سمممعت يحيممى بممن معيممن يقمول عنممدي
سبعة عشر حديثا في الرؤية كلها صممحاح و قممال الممبيهقي روينمما فممي إثبممات
الرؤية عن أبي بكر الصديق و حذيفة بن اليمممان و عبممد اللممه بممن مسممعود و
عبد الله بن عباس و أبي موسى و غيرهم و لم يرو عن أحممد منهممم نفيهمما و
لو كانوا فيها مختلفين لنقل اختلفهم في ذلممك إلينمما فلممما نقلممت رؤيممة اللممه
سبحانه و تعالى بالبصار في الخرة عنهم و لم ينقل عنهم في ذلك اختلف
كما نقل عنهم فيها اختلف في الدنيا علمنا انهممم كممانوا علممى القممول برؤيممة
الله بالبصار في الخرة متفقين و مجتمعين
فصل وأما التابعون و نزل السلم و عصابة اليمممان مممن أئمممة الحممديث و
الفقه و التفسير و أئمة التصوف فأقوالهم اكثر من أن يحيط بها إل الله عز
و جل قال سعيد بن المسيب الزيادة النظر إلى وجممه اللممه رواه مالممك عممن
يحيى عنه و قال الحسن الزيادة النظر إلى وجممه اللممه رواه ابممن ابممي حمماتم
عنه وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى الزيادة النظر الى وجه الله تعممالى رواه
حماد بن زيد عن ثابت عنه و قاله عامر بن سعد البجلي ذكممره سممفيان عممن
أبي إسحاق عنه و قاله عبد الرحمن ابن سابط رواه جريممر بممن ليممث عنممه و
قاله عكرمة و مجاهد و قتادة و السدي و الضحاك و كعب و كتمب عممر بمن
عبد العزيز إلى بعض عماله أما بعد فاني أوصيك بتقوى الله و لزوم طمماعته
و التمسك بأمره و المعاهدة على ما حملك الله من دينه و اسممتحفظك مممن
كتابه فإن بتقوى الله نجا أولياء الله من سخطه و بهمما رافقمموا أنبيمماءه و بهمما
نضرت وجوههم و نظروا إلى خالقهم و هي عصمة في الدنيا ومممن الفتممن و
من كرب يوم القيامة و قال الحسممن لممو علممم العابممدون فممي الممدنيا انهممم ل
يرون ربهم في الخرة لذابت أنفسهم في الدنيا و قال العمش و سعيد بممن
جبير أن اشرف أهل الجنة لمن ينظر إلى الله تبارك و تعالى غدوة و عشية
و قال كعب ما نظر الله سبحانه إلى الجنة قط إل قال طيبي لهلك فممزادت
ضعفا على ما كانت حتى يأتيها أهلها و ما من يوم كان لهم عيممد فممي الممدنيا
إل و يخرجون في مقداره في رياض الجنة فيبرز لهم المرب تبمارك و تعمالى
فينظرون إليه و تسفى عليهم الريح المسك و ل يسألون الرب تعممالى شمميئا
إل أعطاهم حتى يرجعوا و قممد ازدادوا علممى ممما كممانوا عليممه مممن الحسممن و
الجمال سبعين ضعفا ثم يرجعون إلى أزواجهم و قد ازددن مثل ذلك و قممال
هشام بن حسان أن الله سبحانه و تعالى يتجلى لهممل الجنممة فممإذا رآه أهممل
الجنة نسوا نعيم الجنة و قال طاووس أصحاب المممراء و المقمماييس ل يمزال
بهم المراء و المقاييس حتى يجحممدوا الرؤيممة و يخمالفوا أهممل السممنة و قممال
شريك عن أبي إسحاق السبيعي الزيادة النظر إلممى وجممه الرحمممن تبممارك و
تعالى و قال حماد بن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلممى انممه تلممى
هذه الية للذين احسنوا الحسمنى و زيمادة قمال إذا دخمل أهمل الجنمة الجنمة
أعطوا فيها ما سألوا و ما شاؤا فيقول الله عز و جل لهم انه قممد بقممي مممن
حقكم شيء لم تعطوه فتجلممى لهممم ربهممم فل يكممون ممما أعطمموه عنممد ذلممك
بشيء فالحسنى الجنة
و الزيادة النظر إلى وجه ربهم عز و جل و ل يرهممق وجمموههم قممتر و ل ذلممة
بعد نظرهم إلى ربهم تبارك و تعالى و قال علي بن المديني سألت عبد الله
بن المبارك عن قوله تعالى فمن كانا يرجوا لقمماء ربممه فليعمممل عمل صممالحا
قال عبد الله من أراد النظر إلى وجممه اللممه تبممارك و تعممالى خممالقه فليعمممل
عمل صالحا و ل يخبر به أحدا و قمال نعيمم بمن حمماد سممعت ابمن المبمارك
يقول ما حجب الله عز و جل أحدا عنه إل عذبه ثم قرأ ^ كل انهم عن ربهم
يومئذ لمحجوبون ثم انهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكممذبون
^ قال بالرؤية ذكره ابن أبي الدنيا عن يعقوب عن إسحاق عن نعيم و قممال
عباد بن العوام قدم علينا شريك بن عبد الله منذ خمسين سنة فقلت لممه يما
أبا عبد الله أن عندنا قوما من المعتزلة ينكرون هذه الحاديث أن الله ينممزل
إلى السماء الدنيا وأن أهل الجنة يرون ربهم فحدثني بنحممو عشممرة أحمماديث
في هذا و قال أما نحن قد أخذنا ديننا هذا عن التابعين عن أصممحاب رسممول
الله فهم عمن اخذوا و قال عقبة بن قبيصة أتينا أبا نعيم يوما فنزل إلينا من
الدرجة التي في داره فجلس وسطها كأنه مغضب فقال حدثنا سممفيان ابممن
سعيد و منذر الثوري و زهير بن معاوية و حدثنا حسن بمن صمالح بمن حممي و
حدثنا شريك بن عبد الله النخعي هؤلء أبناء المهاجرين يحدثوننا عن رسممول
الله أن الله تبارك و تعالى يرى في الخرة حتى جاء ابن يهودي صباغ يزعم
أن الله تعالى ل يرى يعني بشر المريسي فصل في المنقممول عممن الئمممة
الربعة ونظائرهم وشيوخهم و اتباعهم على طريقهممم ومنمماهجهم ذكممر قممول
إمام دار الهجرة مالك بن انس قال احمد بن صالح المصري حدثنا عبد اللممه
بن وهب قال قال مالك بن انس الناس ينظرون إلى ربهممم عممز و جممل يمموم
القيامة بأعينهم و قال الحارث بن مسكين حدثنا أشهب قال سئل مالك بممن
انس عن قوله عز و جل ^ وجوه يومئذ ناضرة إلممى ربهمما نمماظرة ^ أتنظممر
إلى الله عز و جل قال نعم فقلت إن أقواما يقولون تنظر ما عنده قممال بمل
تنظر إليه نظرا و قد قال موسى يا رب ارني انظر إليممك قممال لممن ترانممي و
قال الله تعالى ^ كل انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ^ و ذكممر الطممبري و
غيره انه قيل لمالك بممن انممس انهممم يزعمممون أن اللممه ل يممرى فقممال مالممك
السيف السيف ذكر قول ابن الماجشون قال أبو حاتم الرازي
قال أبمو صممالح كمماتب الليممث أملممى علممى ابممن عبممد العزيممز بممن أبممي سمملمة
الماجشون و سألته عما جحدت الجهمية فقال لم يزل يملي الشيطان حتى
جحدوا قوله تعالى ^ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ^ فقممالوا ل يممراه
أحد يوم القيامة فجحدوا و الله افضل كرامة الله التي اكرم بها أولياءه يمموم
القيامة من النظر إلى وجهمه و نضمرته إيماهم فمي مقعمد صمدق عنمد مليمك
مقتدر فورب السماء و الرض ليجعلن رؤيته يوم القيامة للمخلصين له ثوابا
لينضر بها وجههم دون المجرمين و تفلح بها حجتهممم علممى الجاحممدين و هممم
عن ربهم يومئذ لمحجوبون ل يرونه كما زعموا أنه ل يممرى و ل يكلمهممم و ل
ينظر إليهم و لهم عذاب اليم ذكر قول الوزاعي ذكر ابن أبي حاتم عنه قال
إني لرجو أن يحجب الله عز و جل جهما و أصحابه عن افضممل ثمموابه الممذي
وعده الله عز و جل أولياءه حين يقول وجوه يومئذ ناضمرة إلممى بهما نماظرة
فجحد جهم و أصحابه افضل ثوابه الذي وعده الله أولياءه ذكممر قممول الليممث
بن سعد قال ابن أبي حاتم حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا الهيثم بممن
خارجة قال سمعت الوليد بن مسلم يقول سالت الوزاعي و سفيان الثوري
و مالك بن انس و الليث بن سعد عن هذه الحاديث التي فيها الرؤية فقالوا
تمر بل كيف قول سفيان بن عيينة ذكر الطبري و غيره عنه انه قال من لممم
يقل أن القران كلم الله و أن الله يرى في الجنممة فهممو جهمممي و ذكممر عنممه
ابن أبي حاتم انه قال يصلي خلف الجهمي و الجهمي الذي يقول ل يرى ربه
يوم القيامة قول جرير بن عبد الحميد ذكر ابن أبي حاتم عنه انه ذكر حديث
ابن سابط في الزيادة إنها النظر إلى وجممه اللممه فممأنكره رجممل فصمماح بممه و
أخرجه من مجلسه قول عبد الله بن المبارك ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم
عنه إن رجل من الجهمية قال له يا أبا عبد الرحمن خممدارا بممان جهممان جممون
ببيند و معناه كيف يرى الله يوم القيامة فقال بالعين و قال ابممن أبممي الممدنيا
حدثنا يعقوب بن إسممحاق قممال سمممعت نعيممم بممن حممماد يقممول سمممعت بممن
المبارك يقول ما حجب الله عنه أحدا إل عذبه ثم قرأ ^ كل انهم عممن ربهمم
يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكممذبون
^ قال ابن المبارك بالرؤية قول وكيع بن الجراح ذكر ابن أبممي حمماتم عنممه
أنه قال يراه تبارك و تعالى المؤمنممون فممي الجنممة و ل يممراه إل المؤمنممون
قول قتيبة بن سعيد ذكر ابن أبي حاتم عنه قممال قممول الئمممة المممأخوذ فممي
السلم و السنة و اليمان بالرؤيمة و التصممديق بالحماديث الممتي جماءت عممن
رسول الله
في الرؤية قول أبي عبيد القاسم بن سلم ذكر ابن بطة و غيممره عنممه انممه
إذا ذكرت عنده هذه الحاديث التي في الرؤية فقال هي عندنا حممق و رواهمما
الثقات عن الثقات إلى أن صارت إلينا إل أنا إذا قيل لنا فسروها لنمما قلنمما ل
نفسر منها شيئا و لكن نمضيها كما جاءت قول اسود بن سالم شمميخ المممام
احمد قال المروزي حدثنا عبد الوهاب الوراق قال سممألت اسممود بممن سممالم
عن أحاديث الرؤية فقال احلممف عليهمما بممالطلق و بالمشممي إنهمما حممق قممول
محمد ابن إدريس الشافعي قد تقدم رواية الربيممع عنممه انممه قممال فممي قمموله
تعممالى ^ كل انهممم عممن ربهممم يممومئذ لمحجوبممون ^ لممما حجممب هممؤلء فممي
السخط كان في هذا دليل علممى ان اوليمماءه يرونممه فممي الرضمما قممال الربيممع
فقلب يا ابا عبد الله ونقول به قال نعم وبه ابن الله ولو لم يوقن محمد بممن
ادريس انه يرى الله عز و جل لما عبده و قال ابن بطة حممدثنا ابممن النبمماري
حدثنا أبو القاسم النماطي صاحب المزني قال قال الشافعي رحمه الله ^
كل انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ^ دللة على إن أولياء اللممه يرونمه يمموم
القيامة بأبصارهم و وجوههم قول إمام السنة احمد بن حنبل قال إسممحاق
بن منصور قلت لحمد أليس ربنا تبارك و تعالى يراه أهل الجنة أليس تقول
بهذه الحاديث قال احمد صحيح قال ابن منصور و قال إسممحاق بممن راهممويه
صحيح و ل يممدعه إل كممل مبتممدع أو ضممعيف الممرأي و قممال الفضممل بممن زيمماد
سمعت أبا عبد الله و قيل له تقول بالرؤية فقال من لممم يقممل بالرؤيممة فهممو
جهمي قال سمعت أبا عبد الله و بلغه عن رجل انه قال إن الله ل يرى فممي
الخرة فغضب غضبا شديدا ثم قال من قال إن الله ل يرى في الخرة فقممد
كفر عليه لعنة الله وغضبه من كان من الناس أليس يقول الله عز وجممل ^
وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها نمماظرة ^ وقممال ^ كل انهممم عممن ربهممم يممومئذ
لمحجوبون ^ وقال أبو داود سمعت احممد وذكمر لمه عمن رجمل شميء فمي
الرؤية فغضممب وقممال مممن قممال إن اللممه ل يممرى فهممو كممافر وقممال أبممو داود
وسمعت احمد بن حنبل وقيل له في رجل يحدث بحديث عن رجل عن أبممي
العطوف إن الله ل يرى في الخرة فقال لعن الله من يحدث بهممذا الحممديث
اليوم ثم قال أخزى الله هذا وقمال أبمو بكممر الممرزوي قيمل لبمي عبمد اللمه
تعرف عن يزيد بن هارون عن أبي العطوف عممن أبممي الزبيممر عممن جممابر إن
استقر الجبل فسوف تراني وإن لم يستقر فل تراني في الدنيا ول
في الخرة فغضب أبو عبد الله غضممبا شممديدا حممتى تممبين فممي وجهممه وكممان
قاعدا و الناس حوله فأخذ نعله و انتعل و قال أخممزى اللممه هممذا ل ينبغممي ان
يكتب و دفع ان يكون يزيد بن هارون رواه أو حممدث بممه و قممال هممذا جهمممي
كافر خالف ما قال الله عز وجل ^ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربهمما نمماظرة ^
و قال ^ كل انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ^ أخزى الله هذا الخبيث قال
أبو عبد الله و من زعم ان الله ل يرى في الخرة فقد كفر و قال ابو طالب
قال ابو عبد الله قول الله عز وجل هل ينظرون ال ان بأتيهم الله فممي ظممل
من الغمام والملئكة وجاء ربك والملك صفا صفا فمن قال ان اللممه ل يممرى
فقد كفر وقال إسحاق بن ابراهيم بن هانئ سمعت ابا عبد اللممه يقممول مممن
لم يؤمن بالرؤية فهو جهمي و الجهمي كافر و قال يوسممف بممن موسممى بممن
محمد القطان قيل لبي عبد اللممه أهممل الجنمة ينظممرون إلمى ربهممم تبمارك و
تعالى و يكلمونه و يكلمهم قال نعم ينظر اليهم و ينظرون اليممه و يكلمهممم و
يكلمونه كيف شاؤوا إذا شاءوا قال حنبل ابن اسحاق سمممعت ابمما عبممد اللممه
يقول القوم يرجعون إلى التعطيل في اقوالهم ينكرون الرؤرية و الثار كلهمما
و ما ظننتم على هذا حتى سمعت مقالتهم قال حنبل و سمعت ابا عبد الله
يقول من زعم ان الله ل يرى في الخرة فهممو جهمممي فقممد كفممر و رد علممى
الله و على الرسول و من زعم ان الله لم يتخذ ابراهيم خليل فقد كفر و رد
على الله قوله قال ابو عبد الله فنحن نؤمن بهذه الحاديث و نقرها و نمرها
كما جاءت و قال الثرم سمعت ابا عبد الله يقول فأما من يقممول ان اللممه ل
يرى في الخرة فهو جهمي قال ابو عبد الله و إنما تكلم من تكلم في رؤيممة
الدنيا و قال ابراهيم بن زياد الصائغ سمعت احمد بن حنبل يقول الرؤية من
كذب بها فهو زنديق و قال حنبل سمعت ابا عبد الله يقممول ادركنمما النمماس و
ما ينكرون من هذه الحاديث شيئا احاديث الرؤية و كانوا يحممدثون بهما علممى
الجملة يمرونها على حالها غير منكرين لممذلك و ل مرتممابين و قممال ابممو عبممد
الله قال اللممه تعممالى و مما كممان لبشمر ان يكلمممه اللمه إل وحيمما أو ممن وراء
حجاب أو يرسل رسول و كلم الله موسى من وراء حجاب فقممال رب ارنممي
انظر اليك قال لن تراني و لكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسمموف
تراني فاخبر الله عز و جل ان موسى يراه في الخرة و قممال كل انهممم عممن
ربهم يومئذ لمحجوبون و ل يكون حجاب إل لرؤية اخبر الله سبحانه و تعالى
ان من
شاء الله و من اراد ان يراه و الكفار ل يرونه قال حنبممل و سمممعت ابمما عبممد
الله يقول قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلممى ربهمما نمماظرة و الحمماديث
التي تروى في النظر إلى الله تعممالى حممديث جممابر بممن عبممد اللممه و غيممره و
تنظرون إلى ربكم احاديث صحاح و قممال للممذين احسممنوا الحسممنى و زيممادة
النظر إلى وجه الله تعمالى قمال ابممو عبممد اللمه نمؤمن بهما و نعلمم انهمما حممق
احاديث الرؤية و نؤمن بأن الله يرى نرى ربنما يموم القياممة لنشمك فيمه ول
نرتاب قال وسمعت ابا عبد الله يقول و من زعم ان الله ل يرى في الخرة
فقد كفر بالله و كذب بالقرآن ورد على اللمه اممره يسمتتاب فمإن تماب و إل
قتل قال حنبل قلت لبي عبد اللممه فممي احمماديث الرؤيممة فقممال هممذه صممحاح
نؤمن بها و نقر بها و كلما روى عن النبي اسناده جيد اقررنا به قال ابو عبممد
الله إذا لم نقر بما جاء عن النبي و دفعناه و رددنا على الله امره قممال اللممه
عز و جل و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنممه فممانتهوا قممول اسممحاق
بن راهويه ذكر الحاكم و شيخ السلم و غيرهما عنه ان عبد الله بممن طمماهر
امير خراسان سأله فقال يمما ابمما يعقمموب هممذه الحمماديث الممتي يروونهمما فممي
النزول و الرؤية ما هن فقال رواها من روى الطهارة و الغسممل و الصمملة و
الحكام و ذكر اشياء فان يكونوا في هذه عدول و إل فقد ارتفعت الحكام و
بطل الشرع فقال شفاك اللممه كمما شممفيتني أو كمما قمال قمول جميممع أهمل
اليمان قال امام الئمة محمد بن اسحاق بن خزيمة في كتابه ان المممؤمنين
لم يختلفوا أن المؤمنين يرون خالقهم يوم المعمماد و مممن انكممر ذلممك فليممس
بمؤمن عند المؤمنين قول المزني ذكر الطبري في السنة عن ابراهيم عممن
أبي داود المصري قال كنا عند نعيم بن حماد جلوسا فقال نعيم للمزنممي ممما
تقول في القرآن فقال اقمول انمه كلم اللمه فقمال غيمر مخلموق فقمال غيمر
مخلوق قال و تقول ان الله يرى يوم القيامة قال نعممم فلممما افممترق النمماس
قام اليه المزني فقال يا ابا عبد الله شهرتني على رؤوس النمماس فقممال إن
الناس قد اكثروا فيك فأردت ان ابرئك قول جميع أهل اللغممة قممال ابممو عبممد
الله بن بطة سمعت ابا عمممر محمممد بممن عبممد الواحممد صمماحب اللغممة يقممول
سمعت ابمما العبمماس احمممد بممن يحيممى ثعلبمما يقممول فممي قمموله تعممالى و كممان
بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه فيهمما سمملم اجمممع أهممل اللغممة علممى ان
اللقاء هاهنا ل يكون إل معاينة و نظرا بالبصار و حسبك بهذا السناد صحة و
اللقاء ثابت بنص القران كما تقدم و بالتواتر عن النبي و كل احاديث اللقاء
صحيحة كحديث انس في قصة حديث بئر معونة انا قد لقينا ربنا فرضي عنا
و ارضانا و حديث عبادة و عائشة و أبي هريرة و ابن مسعود من احب لقمماء
الله احب الله لقاءه و حديث انس انكم ستلقون بعدي اثممرة فاصممبروا حممتى
تلقوا اللممه و رسمموله و حممديث أبممي ذر لمو لقينممي بقممراب الرض خطايمما ثممم
لقيتني ل تشرك بي شيئا لقيتك بقرابهمما مغفممرة و حممديث أبممي موسممى مممن
لقي الله ل يشرك به شيئا دخل الجنة و غير ذلك مممن احمماديث اللقمماء الممتي
اطردت كلها بلفظ واحد فصل في وعيد منكري الرؤيممة قممد تقممدم قمموله
تعالى كل انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون و قول عبد الله ابممن المبممارك ممما
حجب الله عنه احدا إل عذبه ثم قرأ قوله تعالى ثم انهم لصالوا الجحيممم ثممم
يقال هذا الذي كنتم به تكذبون قال بالرؤية و روى مسلم فممي صممحيحه مممن
حديث أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل
تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست فيها سحابة قالوا ل قال هل
تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس فيممه سممحابة قممالوا ل قممال فوالممذي
نفس محممد بيممده ل تضمارون فمي رؤيمة ربكمم إل كمما تضمارون فممي رؤيمة
احدهما فيلقى العبد فيقول أي قل الم اكرمك و اسودك و ازوجك و اسممخر
لك الخيل و البل و اذرك ترأس و ترفممع فيقممول بلممى فيقممول أفظننممت انممك
ملقى فيقول ل فيقول فاني انساك كما نسيتني ثم يلقى الثمماني فيقممول أي
فل الم اكرمك و اسودك و ازوجك و اسخر لك الخيل و البل و اذرك تراس
و ترفع فيقول بلى أي ربي فيقول أفظننت انك ملقي فيقول ل فيقول انممي
انساك كما نسيتني ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول يا رب امنممت
بك و بكتبك و رسلك و صليت و صمت و تصدقت و يثني بخيممر ممما اسممتطاع
فيقول ها هنا إذا ثم يقال الن نبعث شمماهدا عليممك فيتفكممر فممي نفسممه مممن
الذي يشهد علي فيختم على فيممه و يقممال لفخممذه انطقممي فينطممق فخممذه و
لحمه و عظامه بعمله و ذلك ليعذر من نفسه و ذلممك المنممافق و ذلممك الممذي
يسخط الله عليه فاجمع بين قوله فانكم سترون ربكم و قوله لمن ظن انممه
غير ملقيه فإني انساك كممما نسمميتني و اجممماع أهممل اللغممة علممى ان اللقمماء
المعاينة بالبصار يحصل لك العلم بان منكر الرؤية احق بهذا الوعيد
و من تراجم أهل السنة على هذا الحديث باب فمي الوعيمد لمنكمري الرؤيمة
كما فعل شمميخ السمملم و غيممره و بممالله التوفيممق فصممل قممد دل القممران و
السنة المتواترة و اجماع الصممحابة و ائمممة السمملم و أهممل الحممديث عصممابة
السلم و نزل اليمان و خاصة رسول اللممه علممى ان اللممه سممبحانه و تعممالى
يرى يوم القيامة بالبصار عيانا كما يرى القمر ليلة البدر صممحوا و كممما تممرى
الشمس في الظهيرة فإن كان لما اخممبر بممه اللممه و رسمموله عنممه مممن ذلممك
حقيقممة و ان لممه و اللممه حممق الحقيقممة فل يمكممن ان يممروه إل مممن فمموقهم
لستحالة ان يروه من اسفل منهممم أو خلفهممم أو امممامهم أو عممن يمينهممم أو
عن شمالهم و ان لم يكن لما اخبر به حقيقممة كممما يقمموله افممراخ الصممابئة و
الفلسفة و المجوس و الفرعونية بطل الشرع و القران فان الذي جاء بهذه
الحاديث هو الذي جاء بالقران والشريعة والذي بلغها هو الذي بلغ الدين فل
يجوز ان يجعل اللممه و رسمموله عضممين بحيممث يممؤمن ببعممض معممانيه و يكفممر
ببعضها فل يجتمع في قلب العبد بعممدد الطلع علممى هممذه الحمماديث و فهممم
معناها و انكارها و الشهادة بأن محمد رسول اللممه ابممدا و الحمممد للممه الممذي
هدانا لهذا و ما كان لنهتدي لول ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بممالحق و
المنحرفون في باب رؤية الرب تبارك و تعالى نوعان احدهما من يزعم انممه
يرى في الدنيا و يحاضر و يسامر و الثاني من يزعم انه ل يرى فممي الخممرة
البتة و ل يكلم عباده و ما اخبر اللممه بممه ورسمموله و اجمممع عليممه الصممحابة و
الئمة يكذب الفريقين و بالله التوفيق
الباب السادس و الستون
في تكليمه سبحانه و تعالى لهل الجنة و خطابه لهم و محاضرته اياهم و
سلمه عليهم قال تعالى ان الذين يشممترون بعهممد اللممه و ايمممانهم ثمنمما قليل
اولئك ل خلق لهم في الخرة و ل يكلمهم الله و ل ينظر اليهم يمموم القيامممة
و ل يزكيهم و قال في حق الذين يكتمون ما انزل الله من البينممات و الهممدى
و ل يكلمهم الله يوم القيامة فلو كمان ل يكلمم عبماده الممؤمنين لكمانوا فمي
ذلك هم و اعداؤه سواء و لم يكن في تخصيص اعدائه بانه ل يكلمهم فممائدة
اصل إذ تكليمه لعباده عنممد الفرعونيممة و المعطلمة مثمل ان يقمال يمؤاكلهم و
يشاربهم و نحو ذلك تعالى الله عما يقولون و قد اخبر الله
سبحانه انه يسلم على أهل الجنة و ان ذلك السلم حقيقممة و هممو قممول مممن
رب رحيم و تقدم تفسير النبي لهذه الية في حديث جابر في الرؤيممة و انممه
يشرف عليهم من فوقهم و يقول سلم عليكم يا أهل الجنة فيرونه عياينمما و
في هذا اثبات الرؤية و التكليم و العلو و المعطلة تنكر هذه المور الثلثممة و
تكفر القائل بها و تقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه في سوق الجنممة و
قول النبي ول يبقى أحد في ذلك المجلس إل حاضره الله محاضممرة فيقممول
يا فلن اتذكر يوم فعلت كذا و كذا الحديث و تقدم حديث عدي بن حاتم ممما
منكم إل من سيكلمه ربه يوم القيامة و حديث أبي هريرة في الرؤية و فيممه
يقول الرب تبارك و تعالى للعبممد الممم اكرمممك و اسممودك الحممديث و حممديث
بريدة ما منكم من أحد إل سيخلوا به ربممه و ليمس بينمه و بينمه ترجمممان و ل
حجاب الحديث و حديث انس في يوم المزيممد و مخمماطبته فيممه لهممل الجنممة
مرارا و بالجملة فتامل احاديث الرؤيممة تجممد فممي اكثرهمما ذكممر التكليممم قممال
البخاري في صحيحه باب كلم الرب تبارك و تعممالى مممع أهممل الجنممة وسمماق
فيه عدة أخاديث فأفضل نعيم أهل الجنة رؤية وجهه تنممارك وتعممالى تكليمممه
لهم فانكار ذلك انكار لروح الجنة و اعلى نعيمهمما و افضممله الممذي ممما طممابت
لهلها إل به و الله المستعان
الباب السابع و الستون
في ابدية الجنة و اها وأنها ل تفنى و ل تبيد هذا مما يعلم بالضطرارا ان
الرسول اخبر به قال تعالى و أما الذين سعدوا ففي الجنة خالممدين فيهمما ممما
دامت السماوات و الرض إل ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ أي مقطوع و ل
تنمافي بيمن همذا و بيمن قمموله إل مما شمماء ربممك و اختلمف السمملف فممي هممذا
الستثناء فقال معمر عن الضحاك هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون
الجنة يقول سبحانه و تعالى انهم خالدون في الجنة ما دامممت السممماوات و
الرض إل مدة مكثهم في النار قلت و هذا يحتمل امريممن احممدهما ام يكممون
الخبار عن الذين سعدوا وقع عن قوم مخصوصممين و هممم هممؤلء و الثمماني و
هو الظهر ان يكون وقع عن جملممة السممعداء و التخصمميص بالمممذكورين هممو
في الستثناء و ما دل عليه و احسن من هممذين التقممديرين ان تممرد المشمميئة
إلى الجميع حيث لم يكونوا في الجنة في الموقف و على هذا فل يبقى فممي
الية تخصيص و قالت فرقة اخرى هو استثناء استثناه الرب تعالى
و ل يفعله كما تقول و الله لضربنك إل ان ارى غير ذلك و أنممت ل تممراه بممل
تجزم بضربه و قالت فرقة اخرى العرب إذا استثنت شيئا كممثيرا مممع مثلممه و
مع ما هو اكثر منه كان معنى إل في ذلك و معنى الواو سواء و المعنى عى
هذا سوا ما شاء الله من الزيادة علممى مممدة دوام السممماوات و الرض هممذا
قول الفراء و سيبويه يجعل إل بمعنى لكن قالوا و نظير ذلك لن تقممول لممي
عليك الف إل اللفين الذين قبلها أي سمموى اللفيممن قممال ابممن جريممر و هممذا
احب الوجهين إلى ان الله تعالى ل خلف لوعده و قد وصل الستثناء بقمموله
عطاء غير مجذوذ قالوا و نظيره ان تقول اسمكنتك داري حمول إل مما شمئت
أي سوى ما شئت أو لكن ما شئت من الزيمادة عليممه و قممالت فرقمة اخمرى
هذا الستثناء انما هو مدة احتباسهم عممن الجنممة مما بيممن الممموت و البعممث و
البرزخ إلى ان يصيروا إلى الجنة ثم هو الخلود البد فلم يغيبوا عن الجنة إل
بمقدار اقامتهم في البرزخ و قالت فرقة اخرى العزيمة قد وقعت لهممم مممن
الله بممالخلود الممدائم إلممى ان يشمماء اللممه خلف ذلممك اعلممما لهممم بممأنهم مممع
خلودهم في مشيئته و هذا كما قال لنبيه و لئن شممئنا لنممذهبن بالممذي اوحينمما
اليك و قوله ^ فان يشا الله يختم على قلبك ^ و قوله قل لو شاء الله ممما
تلوته علكم و نظائره و اخبر عبماده سمبحانه و ان الممور كلهما بمشميئته مما
شاء الله كان و ما شمماء لممم يكممن و قممالت فرقممة اخممرى الرممماد بمممدة دوام
السماوات و الرض في هذا العالم فأخبر سبحانه أنهممم خالممدون فممي الجنممة
مدة دوام السموات والرض إل ما شمماء اللممه ان يزيممدهم عليممه و لعممل هممذا
قول من قال ان إل بمعنى سوى و لكممن اختلفممت عبممارته و هممذا اختيممار بممن
قتيبة قال المعنى خالدين فيها مدة العممالم سمموى ممما شمماء ان يزيممدهم مممن
الخلود على مدة العالم و قالت فرقة اخرى ما بمعنى من قوله ^ فممانكحوا
ما طاب لكم من النساء ^ و المعنى إل من شاء ربك ان يدخله النار بذنوبه
من السعداء و الفرق بين هذا القول و بين اول القمموال ان السممتثناء علممى
هذا القول من المدة و على ذلك القول مممن العيممان و قممالت فرقممة اخممرى
المراد بالسماوات و الرض سماء الجنة و ارضها و هما باقيتان ابممدا و قمموله
^ إل ما شاء ربك ^ ان كانت ما بمعنى من فهممم الممذين يممدخلون النممار ثممم
يخرجون منها و ان كانت بمعنى الوقت فهممو مممدة احتباسممهم فممي الممبرزخ و
الموقف قال الجعفي سالت عبمد اللمه بمن وهمب عمن همذا السمتثناء فقمال
سمعت
فيه انه قدر وقوفهم في الموقف يوم القيامة إلى ان يقضممي بيممن النمماس و
قالت فرقة اخرى الستثناء راجع إلى مدة لبثهم فممي الممدنيا و هممذه القمموال
متقاربة و يمكن الجمع بينها بان يقال اخبر سبحانه وعن خلودهم في الجنممة
كل وقت إل وقتا يشاء ان ل يكونوا فيها و ذلك يتناول وقت كونهم في الدنيا
و في البرزخ و في موقف يوم القيامة و على الصراط و كممون بعضممهم فممي
النار مدة و على كل تقدير فهذه الية من المتشممابه و قمموله فيهمما ^ عطمماء
غير مجذوذ ^ محكم و كذلك قوله و ما هم منها وقوله ان هذا لرزقنا ما لممه
من نفاد و قوله اكلها دائم وظلها وقوله دمائهم منها بخرجين و قد اكد اللممه
سبحانه و تعالى خلود أهل الجنة بالتأبيد في عدة مواضع من القران و اخممبر
انهما ل يذوقون فيها الموت إل الموتة الولى و هممذا السممتثناء منقطممع و إذا
ضممته إلى الستثناء في قوله إل ما شاء ربك تبين لك المراد من اليممتين و
استثناء الوقت الذي لم يكونمموا فيممه فممي الجنممة مممن مممدة الخلممود كاسممتثناء
الموتة الولى من جملة الموت فهذه موتممة تقممدمت علممى حيمماتهم البديممة و
ذاك مفارقة للجنة تقدم على خلودهم فيها و بالله التوفيق و قد تقممدم قممول
النبي من يدخل الجنة ينعم و ل يبؤس و يخلد و ل يموت و قوله ينممادي منمماد
يا أهل الجنة ان لكم ان تصحوا فل تسقموا ابدا و ان تشبوا فل تهرمموا ابممدا
و ان تحيوا فل تموتمموا ابممدا و ثبممت فممي الصممحيحين مممن حممديث أبممي سممعيد
الخدري عن النبي انه قال يجاء بالموت في صورة كبش املممح فيوقممف بيمن
الجنة والنار ثم يقال يا أهل الجنة فيطلعون مشفقين و يقممال يمما أهممل النممار
فيطلعون فرحين فيقال هل تعرفون هذا فيقولممون نعممم هممذا الممموت فيذبممح
بين الجنة و النار ثم يقال يا أهل الجنة خلود فل موت و يما أهممل النممار خلممود
فل موت فصل و هذا موضع اختلف فيه المتاخرون على ثلثة اقوال احدها
ان الجنة و النار فانيتان غير ابدتيين بممل كممما هممما حادثتممان فهممما فانيتممان و
القول الثاني انهما باقيتان دائمتان ل يفنيان ابممدا و القممول الثممالث ان الجنممة
باقية ابدية و النار فانية و نحن نذكر هذه القوال و ما قابلهمما و مما احتممج بمه
ارباب كل قوله و نرد ما خالف كتاب الله و سنة رسوله فاما القول بفنائهما
فهو قول قاله جهم بن صفوان امام المعطلة الجهمية و ليس له فيه سمملف
قط من الصحابة و ل من التابعين و ل أحد
من ائمة السلم و ل قال به أحد من أهل السممنة و هممذا القممول مممما انكممره
عليه و على اتباعه ائممة السملم و كفروهمم بمه و صماحوا بهمم ممن اقطمار
الرض كما ذكره عبد الله بن المام احمد في كتاب السنة عممن خارجممة بممن
مصعب انه قال كفرت الجهمية بثلث ايات من كتاب الله عممز و جممل بقممول
الله سبحانه و تعالى اكلها دائم و ظلها و هم يقولممون ل يممدوم و بقممول اللممه
تعالى ان هذا لرزقنا ما له من نفاد و هم يقولون ينفد و بقول الله عز وجممل
ما عندكم ينفد و ما عند الله باق قال شيخ السلم و هذا قاله جهممم ل صمملة
الذي اعتقده و هو امتنمماع وجممود مما ل يتنمماهى ممن الحمموادث و جعلموا ذلمك
عمدتهم في حدوث العالم فراى الجهم ان ما يمنممع مممن حمموادث ل اول لهمما
في الماضي يمنع في المستقبل كما هو ممتنع عنده عليه في الماضي و ابو
الهذيل العلف شمميخ المعتزلممة وافقممه علممى هممذا الصممل لكممن قممال ان هممذا
يقتضي فناء الحركات لكونها متعاقبة شيئا بعممد شمميء فقممال بفنمماء حركممات
أهل الجنة و النار حممتى يصمميروا فممي سممكون دائم ل يقممدر احممد منهممم علممى
حركة و زعمت فرقة ممن وافقهم على امتناع حوادث ل نهايممة لهمما ان هممذا
القول مقتضى العقل لكن لما جاء السمع ببقاء الجنممة و النممار قلنمما بممذلك و
كان هؤلء لم يعلموا ان ممما كممان ممتنعمما فممي العقممل ل يجيممء فممي الشممرع
بوقوعه إذ يستحيل عليه ان يخبر بوجود ما هو ممتنع في العقل و كانهم لممم
يفرقمموا بيممن محممالت العقممول ومجازاتهمما فالسمممع يجيممء بالثمماني ل بممالول
فالسمع يجيء بما يعجز العقل عن ادراكه و ل يستقل بممه و ل يجيممء بممما ل
يعلم العقل احالته و الكثرون الممذين وافقمموا جهممما و ابمما الهممذيل علممى هممذا
الصل فرقوا بين الماضي و المستقبل و قالوا الماضي قد دخل في الوجود
بخلف المستقبل و الممتنع انما هو دخول ما ل يتناهى في الوجمود ل تقمدير
دخوله شيئا بعد شيء قالوا أو هذا نظيران يقول القائل ل أعطيك درهمما إل
وأعطيتك بعده درهممما آخممر فهممذا ممكممن والول نظيممر أن يقممول ل أعطيممك
درهما إل و أعطيممك قبلممه درهممما فهممذا محممال و هممؤلء عنممدهم وجممود ممما ل
يتناهى في الماضي محال و وجوده في المستقبل واجب و نازعهم في ذلك
آخرون فقالوا بل المر في الماضي كهو في المستقبل و ل فرق بينهمما بمل
الماضي و الستقبال امر نسبي فكل ما يكون مستقبل
يصير ماضيا و كل ماض فقد كان مستقبل فل يعقل امكان الممدوام فممي أحممد
الطرفين و احالته في الطرف الخر الخر قالوا و هذه مسممألة دوام فاعليممة
الرب تبارك و تعالى و هو لم يزل ربا قادرا فاعل فممانه لممم يممزل حيمما عليممما
قديرا و من المحال ان يكون الفعل ممتنعمما عليممه لممذاته ثممم ينقلممب فيصممير
ممكنا لذاته من غير تجدد شيء و ليس للزل حد محدود حتى يصممير الفعممل
ممكنا له عند ذلك الحد و يكون قبله ممتنعا عليه فهذا القممول تصمموره كمماف
في الجزم بفساده و يكفي في فساده ان الواقت الذي انقلممب فيممه الفعممل
من الحالة الذاتيه إلى الماكن الممذات إممما ان يصممح أن يفممرض قبلممه وقممت
يمكن فيه الفعل اول ل يصح فان قلتم ل يصح كان هذا تحكما غير معقول و
هو من جنس الهوس و ان قلتم يصح قيل و كممذلك ممما يفممرض قبلممه ل إلممى
غاية فما من زمن محقق أو مقدر إل و الفعل مكن فيه و هو صممفة كمممال و
احسان و متعلق حمد الممرب وتعممالى و ربمموبيته و ملكممه و هممو لممم يممزل ربمما
حميدا ملكا قادرا لم تتجدد له هممذه الوصماف كمما انمه لممم يمزل حيمما مريمدا
عليما و الحياة و الرادة و العلم و القدرة تقتضي آثارهمما و متعلقاتهمما فكيممف
يعقل حي قدير عليم مريد ليس له مانع و ل قاهر يقهممره يسممتحيل عليممه ان
يفعل شيئا البتة و كيف يجعل هذا اصممل مممن اصممول الممدين و يجعممل معيممارا
على ما اخبرالله به و رسوله و يفرق به بين جائزات العقول و محالتها فإذا
كان وهذا شان الميزان فكيف يستقيم الموزون به و أما قول من فرق بممان
الماضي قد دخممل فممي الوجممود دون المسممتقبل فكلم ل تحقيممق وراءه فممان
الذي يحصره الوجود من الحركات هو المتناهي ثم يعدم فيصير ماضمميا كممما
كان معدوما لما كان مستقبل فوجمموده بيممن عممدمين و كلممما انقضممت جملممة
حدثت بعدها جملة اخرى فالذي صار ماضيا هو بعينه الذي كان مستقبل فان
دل الدليل على امتناع ما ل يتنمماهى شمميئا قبممل شمميء فهممو بعينممه دال علممى
امتناعه شيئا بعد شيء و أممما تفريقكممم بقممولكم المسممتقبل نظيممر قمموله ممما
أعطيك درهما إل وأعطيك بعده درهما فهذا ممكن والماضي نظير قموله مما
أعطيك درهما إل و أعطيك قبله درهما فهذا الفممرق فيممه تلممبيس ل يخفممى و
ليس بنظير ما نحن فيه بل نظيره ان يقول ما أعطيك درهما إل و قد تقممدم
مني أعطاء درهم قبله فهذا ممكن الدوام في الماضي على حد امكانه فممي
المستقبل و ل فرق في العقل الصحيح بينهما البتة و لممما لممم يجممد الجهممم و
ابو الهذيل و اتباعهما بين المرين فرقا قالوا بوجمموب تنمماهي الحركممات فممي
المستقبل كما يجب ابتداؤها عندهم
في الماضي و قال أهل الحديث بل هما سواء في المكممان و الوقمموع و لممم
يزل الرب سبحانه تعالى فعال لما يريد و لم يزل و ل يزال موصوفا بصفات
الكمال منعوتا بنعوت الجلل و ليس المتمكن من الفعل كل وقت كالممذي ل
يمكنه الفعل إل فممي وقممت معيممن و ليممس مممن يخلممق كمممن ل يخلممق و مممن
يحسن كمن ل يحسممن و ممن يمدبر المممر كممن ل يمدبر و أي كممال فممي ان
يكون رب العالمين معطل عن الفعل في ممدة مقمدرة أو محققمة ل تتنماهى
يستحيل منه الفعل و حقيقة ذلك انه ل يقدر عليه وإن أبيتممم هممذا الطلق و
قلتم ان المحال ل يوصممف بكممونه غيممر مقممدور عليممه فجمعتممم بيممن محممالين
الحكم باباحة الفعل من غير موجب لحالته و انقلبه من الحالة الذاتية إلممى
المكان الذاتي من غير تجدد سبب و زعمتم ان هذا هو الصل الذي تثبتممون
به وجود الصانع و حدوث العالم و قيامه إلبدان فجنيتم علىالعقممل الشممرع و
الرب تعالى لم يزل قادرا على الفعل و الكلم بمشيئته و لم يزل فعممال لممما
يريد و لم يزل ربا محسنا و المقصممود ان القممول بفنمماء الجنممة و النممار قممول
مبتدع لم يقله أحد من الصحابة و ل التابعين و ل أحد من ائمة المسمملمين و
الذين قالوه انما تلقوه عن قياس فاسممد كممما اشممتبه اصممله علممى كممثير مممن
الناس فاعتقدوه حقا وبنوا عليه القول بخلق القران و نفممي الصممفات و قممد
دل القرآن و السنة و العقل الصريح على ان كلمات الله وافعمماله ل تتنمماهى
و ل تنقطع باخر و ل تحد باول قال تعالى قل لو كممان البحممر مممدادا لكلمممات
ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا و قممال تعممالى
و لو ان ما في الرض من شجرة اقلم و البحر يمده من بعممده سممبعة ابحممر
ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم فاخبر عن عدم نفاد كلماته لعزتممه
و حكمته و هذان وصفان ذاتيان له سبحانه و تعالى ل يكون إل كذلك و ذكممر
ابن أبي حاتم في تفسيره عن سممليمان بمن عممامر قممال سمممعت الربيممع بمن
انس يقول ان مثل علم العباد كلهم في علم الله عز و جل كقطرة من هذه
البحور كلها و قد انزل الله سبحانه و تعالى في ذلك و لو ان ما فممي الرض
من شجرة اقلم الية و قوله قل لو كان البحر مدادا اليممة يقممول سممبحانه و
تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات الله و الشحرة كلهمما اقلم لنكسممرت
القلم و فني ماء البحر وكلمات الله تعالى باقية ل يفنيها شيء لن احممدا ل
يستطيع ان يقدر قدره ول يثني عليه كما ينبغي بل هو كما اثنى على نفسممه
ان
ربنا كما يقول وفوق ما يقول ثم ان مثل نعيم الدنيا اوله و آخره وفي نعيممم
الخر كحبة من خردل في خلل الرض كلها فصل وأما ابدية النار ودوامهمما
فقال فيها شيخ السلم فيها قولن معروفان عن السلف و الخلف و النممزاع
في ذلك معروف عن التابعين قلت ههنا اقوال سبعة احدها ان من دخلهمما ل
يخرج منها ابدا بل كل من دخلها مخلد فيها ابد الباد باذن اللممه و هممذا قممول
الخوارج و المعتزلة و الثاني ان أهلها يعممذبون فيهمما مممدة ثممم تنقلممب عليهممم
وتبقى طبيعة نارية لهم يتلذذون بها لموافقتهمما لطممبيعتهم و هممذا قممول امممام
التحادية ابن عربي الطائي قال في فصوصه الثناء بصممدق الوعممد ل بصممدق
الوعيد و الحضرة اللهية تطلب الثناء المحمود بالممذات فيثنمي عليهما بصمدق
الوعد ل بصدق الوعيد بل بالتجاوز فل تحسبن الله مخلف وعده رسله ولممم
يقل وعيده بل قال ويتجاوز عن سيئاتهم مع انه توعد على ذلك واثنى علممى
اسماعيل بانه كان صادق الوعد و قد زال المكان في حممق الحممق لممما فيممه
من طلب المرجح فلم يبق إل صادق الوعد وحده %وما لوعيد الحق عين
تعاين وان دخلوا دار الشقاء فانهم %على لممذة فيهمما نعيممم مبمماين نعيممم
جنان الخلد و المر واحد %وبينهما عند التجلممي تبمماين يسمممى عممذابا مممن
عذوبممة طعمممه %وذاك لممه كالقشممر والقشممر صمماين وهممذا فممي طممرف
والمعتزلة الذين يقولون ل يجوز على الله ان يخلف وعيممده بممل يجممب عليممه
تعذيب من توعده بالعذاب في طرف فاولئك عندهم ل ينجمو ممن النمار ممن
دخلها اصل و هذا عنده ل يعذب بها أحد اصل والفريقمان مخالفمان لمما علمم
بالضطرار ان الرسول جاء به واخبر به عن الله عز وجل الثممالث قممول مممن
يقول ان أهلها يعذبون فيها إلى وقت محدود ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها
قوم اخرون وهذا القول حكاه اليهود للنبي فاكممذبهم فيممه وقممد اكممذبهم اللممه
تعالى في القران فيه فقال تعالى وقالوا لممن تمسممنا النممار إل ايامما معمدودة
قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون علممى اللممه ممما ل
تعلمون بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النممار هممم
فيها خالدون وقال تعالى الم تر إلى اوتوا نصيبا من الكتاب
يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثممم يتممولى فريممق منهممم وهممم معرضممون
ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إل أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا
يفترون فهذا القممول إنممما هممو قممول أعممداء اللممه اليهممود فهممم شمميوخ أر بممابه
والقممائلين بممه وقممد دل القممران والسممنة وإجممماع الصممحابة والتممابعين وأئمممة
السلم على فساده قال تعالى ^ وما همم بخمارجين ممن النمار ^ وقمال ^
وما هم منهمما بمخرجيممن ^ وقممال ^ كلممما أرادوا أن يخرجمموا منهمما مممن غممم
أعيدوا فيها ^ وقال تعالى كلما ارادوا ان يخرجمموا منهمما اعيممدوا فيهمما وقممال
تعالى ^ ل يقضمي عليهمم فيموتموا ول يخفمف عنهمم ممن عمذابها ^ و قمال
تعالى ^ ول يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ^ وهذا ابلغ ممما
يكون في الخبارعن استحالة دخولهم الجنة الرابع قول من يقممول يخرجممون
منها وتبقى نارا على حالها ليس فيها أحد يعذب حكاه شيخ السلم والقران
والسنة أيضا يردان على هذا القول كما تقدم الخامس قممول مممن يقممول بممل
تفنى بنفسها لنها حادثة بعمد أن لمم تكمن ومما ثبمت حمدوثه اسمتحال بقماؤه
وأبديته وهذا قول جهنم بن صفوان و شيعته ول فممرق عنممده فممي ذلممك بيممن
الجنة والنار السمادس قمول ممن يقمول تفنمى حيماتهم وحركماتهم ويصميرون
جمادا ل يتحركممون ول يحسممون بممألم وهممذا قممول أبممى الهممذيل العلف إمممام
المعتزلة طردا لمتناع حوادث ل نهاية لها والجنة والنارعنده سواء فممي هممذا
الحكم السابع قول من يقول بل يفنيها ربها وخالقها تبارك وتعالى فانه جعل
لها أمدا تنتهي إليه ثم تفنى ويزول عذابها قال شيخ السمملم وقممد نقممل هممذا
القول عن عمر وابن مسعود وأبى هريرة وأبى سعيد وغيرهم وقد روى عبد
بن حميد وهو من اجل أئمة الحديث في تفسمميره المشممهور حممدثنا سممليمان
بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن قال قال عمر لو لبممث
أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلممك يمموم يخرجممون فيممه
وقال حدثنا حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن حميممد عممن الحسممن أن
عمر بن الخطاب قال لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكممان لهممم
يوم يخرجون منه ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى ^ لبممثين فيهمما أحقابمما ^
فقد رواه عبد وهو من الئمة الحفمماظ وعلممماء السممنة عممن هممذين الجليليممن
سليمان بن حرب وحجاج ابن منهال وكلهما عن حماد بن سلمة وحسبك به
وحماد يرويه عن ثابت وحميد
وكلهما يرويه عن الحسممن وحسممبك بهممذا السممناد جللممة والحسممن وإن لممم
يسمع من عمر فإنما رواه عن بعض التابعين ولو لممم يصممح عنممده ذلممك عممن
عمر لما جزم به وقال عمر بن الخطاب ولو قدر انممه لممم يحفممظ عممن عمممر
فتداول هؤلء الئمة له غير مقابلين له بالنكار والرد مع انهم ينكممرون علممى
من خالف السنة بدون هذا فلو كان خذا القول عند هؤلء الئمممة مممن البممدع
المخالفة لكتاب الله و سنة رسوله وإجماع الئمة لكانوا أول منكممر لممه قممال
ول ريب أن من قال هذا القول عن عمر و نقله عنممه إنممما أراد بممذلك جنممس
أهل النار الذين هم أهلها فأما قوم أصيبوا بذنوبهم فقد علم هممؤلء وغيرهممم
انهم يخرجون منها وانهم ل يلبثون قدر رمل عالج ول قريبا منه ولفممظ أهممل
النار ل يختص بالموحدين بل يختص بمن عداهم كما قال النبي أما أهل النار
الذين هم أهلها فانهم ل يموتون فيها ول يحيون ول يناقض هممذا قمموله تعمالى
^ خالدين فيها ^ وقوله ^ وما هم منها بمخرجين ^ بل ما اخبر الله به هو
الحق والصدق الذي ل يقع خلفه لكن إذا انقضى اجلها وفنيممت تفنممى الممدنيا
لم تبق نارا ولم يبق فيها عذاب قال أرباب هذا القول وفي تفسير علي بممن
ابي طلحة الوالبي عن ابممن عبمماس فممي قمموله تعممالى ^ قممال النممار مثممواكم
خالدين فيها إل ما شاء الله إن ربك حكيممم عليممم ^ قممال ل ينبغممي لحممد أن
يحكم على الله في خلقه ول ينزلهم جنة ول نارا قالوا وهذا الوعيد في هممذه
الية ليس مختصا بأهل القبلة فانه سبحانه ويوم نحشرهم جميعمما يما معشممر
الجن قد استكثرتم من النمس وقمال اوليماء وهمم ممن النمس ربنما اسمتمتع
بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إل ممما
شاء الله انم ربك حكيم عليم وكذلك نولى بعض الظالمين بعضمما بممما كممانوا
يكسممبون وأوليمماء الجممن ممن النممس يممدخل فيممه الكفممار قطعمما فممانهم أحممق
بموالتهم من عصاة المسلمين كما قال تعممالى إنمما جعلنمما الشممياطين أوليمماء
للذين ل يؤمنون وقال تعالى انه ليس له سلطان علممى الممذين آمنمموا وعلممى
ربهم يتوكلون إنما سلطانه علممى الممذين يتولممونه والممذين هممم بممه مشممركون
وقال تعالى إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فممإذا هممم
مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم ل يقصرون وقال تعالى افتتخممذونه
وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو وقال تعالى فقمماتلوا أوليمماء الشمميطان
وقال تعالى أولئك حزب الشيطان أل إن حزب الشيطان هم الخاسرون
قال ابن مسعود في هذه الية ليأتين يوم على جهنم زمان و ليس فيها أحممد
و ذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا وعن أبي هريرة مثله حكاه البغوي عنهما ثم
قال ومعناه عند أهل السنة أن ثبت انه ل يبقى فيها أحممد مممن أهممل اليمممان
قالوا قد ثبت ذلك عن أبي هريرة و ابمن مسمعود وعبمد اللمه بمن عممر وقمد
سال حرب اسحق بن راهويه عن هذه الية فقال سالت إسحاق قلت قممول
الله تعالى خالدين فيها ما دامت السماوات و الرض إل ما شاء ربممك فقممال
أتت هذه الية على كل وعيد في القممران حممدثنا عبيممد اللممه بممن معمماذ حممدثنا
معتمر بن سليمان قال قال أبي حدثنا أبو نضرة عن جممابر أو أبممي سممعيد أو
بعض أصحاب النبي قال هذه الية تأتي على القران كله إل ما شاء ربممك أن
ربك فعال لما يريد قال المعتمر قال أتى على كل وعيد فممي القممران حممدثنا
عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي بلخ سمع عمرو بن ميمون
يحدث عن عبد الله بن عمرو قال ليأتين على جهنم يوم تصفق فيممه أبوابهمما
ليس فيها أحد وذلك بعدما يلبثون فيهمما أحقابمما حممدثنا عبيممد اللممه حممدثنا أبممي
حدثنا شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبممي هريممرة قممال ممما أنمما
بالذي ل أقول انه سيأتي على جهنم يوم ل يبقى فيها أحممد وقممرا قمموله فأممما
الذين شقوا ففي النار لهم فيهمما زفيممر و شممهيق اليممة قممال عبيممد اللممه كممان
أصحابنا يقولون يعني به الموحدين حممدثنا أبممو معممن حممدثنا وهممب بممن جريممر
حدثنا شعبة عن سليمان التيمي عن أبي نضرة عممن جممابر ابممن عبممد اللممه أو
بعض أصحابه في قوله خالدين فيها ما دامت السماوات و الرض إل ما شاء
ربك قال هذه الية تأتي على القران كله و قد حكى ابممن جريممر هممذا القممول
في تفسيره عن جماعة من السلف فقال وقال آخرون عنى بذلك أهل النار
و كل من دخلها ذكر من قال ذلك ثمم ذكمر الثمار المتي نمذكرها و قمال عبمد
الرزاق أنبانا ابن التيمي عن أبيه عن أبي نضرة عممن جممابر أو أبممي سممعيد أو
عن رجل من أصحاب رسول الله في قوله إل ما شمماء ربممك أن ربممك فعممال
لما يريد قال هذه الية تأتي على القران كله يقول حيممث كممان فممي القممران
خالدين فيها تأتي عليه قال و سمعت أبا مجلز يقول جممزاؤه فممان شمماء اللممه
تجاوز عن عذابه و قال ابن جرير حدثنا الحسن بن يحيى أنبانمما عبممد الممرزاق
فذكره و قال وحدثت عن المسيب عمن ذكره عن ابن عباس خالممدين فيهمما
ما دامت السماوات و الرض إل ما شاء ربك قال ل يموتممون وممما هممم منهمما
بمخرجين ما دامت السماوات و الرض
إل ما شاء ربك قال استثنى الله قال أمر اللممه النمار أن تماكلهم قممال و قممال
ابن مسعود ليأتين على جهنم زمان تخفممق أبوابهمما ليممس فيهمما أحممد بعممد ممما
يلبثون فيها أحقابا حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عممن بيممان عممن الشممعبي قممال
جهنم أسرع الدارين عمرانا و أسرعهما خرابا و حكممى ابممن جريممر فممي ذلممك
قول آخر فقال و قال آخرون اخبرنمما اللممه عممز و جممل بمشمميئته لهممل الجنممة
فعرفنا معنى ثنياه بقوله عطاء غير مجذوذ وأنهمما لفممي الزيمادة علمى مقمدار
مدة السماوات و الرض قالوا و لم يخبرنا بمشيئته في أهل النار و جائز أن
يكون مشيئته في الزيادة و جائز أن تكون في النقصان حدثني يممونس أنبانمما
ابن وهب قال اقل ابن زيد في قوله تعالى خالدين فيها ما دامت السماوات
و الرض إل ما شاء ربك فقرا حتى بلغ عطاء غير مجذوذ فقال اخبرنا بالذي
يشاء لهل الجنة فقال عطاء غير مجذوذ و لم يخبرنا بالذي يشاء لهل النممار
و قال ابن مردويه في تفسيره حدثنا سليمان بن احمد حدثنا جبير بن عرفة
حدثنا يزيد بن مروان الخلل حدثنا أبو خليد حدثنا سفيان يعني الثمموري عممن
عمرو بن دينار عن جابر قال قرا رسول الله فأمما المذين شمقوا ففمي النمار
لهم فيها زفير و شهيق خالدين فيها ما دامت السماوات و الرض إل ما شاء
ربك قال رسول الله أن شاء الله أن يخرج أناسا من الذين شقوا مممن النممار
فيدخلهم الجنة فعل و هذا الحديث يدل على أن الستثناء إنممما هممو للخممروج
من النار بعد دخولها خلفا لمن زعم انه لما قبل الممدخول و لكممن إنممما يممدل
على إخراج بعضهم من النار و هذا حق بل ريممب و هممو ل ينفممي انقطاعهمما و
فناء عذابها وآكلها لمن فيها و انهم يعذبون فيها دائما ما دامممت كممذلك و ممما
هم منها بمخرجين فالحديث دل على آمرين أحممدهما أن بعممض الشممقياء أن
شاء الله أن يخرجهم من النار و هي نار فعل و أن السممتثناء إنممما هممو فيممما
بعد دخولها ل فيما قبله و على هذا فيكون معنى الستثناء ما شاء ربممك مممن
الشقياء فانهم ل يخلدون فيها و يكون الشقياء نوعين نوعمما يخرجممون منهمما
النار و نوعا يخلدون فيها فيكونون مممن الممذين شممقوا أول ثممم يصمميرون مممن
الذين سعدوا فتجتمع لهم الشقاوة و السعادة فممي وقممتين قممالوا و قممد قممال
تعالى أن جهنم كانت مرصادا للطمماغين مآبمما لبممثين فيهمما أحقابمما ل يممذوقون
فيها بردا و ل شرابا إل حميممما و غسمماقا جممزاء وفاقمما انهممم كممانوا ل يرجممون
حسابا و كذبوا بآياتنا كذابا فهذا صريح في وعيد الكفممار المكممذبين بآيمماته ول
يقدر إل بدي بهذه الحقاب و ل غيرها كما ل يقدر به القديم و لهذا
قال عبد الله بن عمرو فيما رواه شعبة عن أبي بلخ سمع عمرو بن ميمممون
يحدث عنه ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليممس فيهمما أحممد و ذلممك
بعدما يلبثون فيها أحقابا فصل و الذين قطعوا بدوام النار لهم سممت طمرق
أحدها اعتقاد الجماع فكثير من النمماس يعتقممدون أن هممذا مجمممع عليممه بيممن
الصحابة و التابعين ل يختلفون فيه و أن الختلف فيه حادث و هو من أقوال
أهل البدع الطريق الثاني أن القران دل على ذلك دللة قطعية فانه سبحانه
و تعالى اخبر انه عذاب مقيم و انه ل يفتر عنهم وأنه لن يزيدهم إل عممذابا و
انهم خالدين فيها أبدا و ما هم بخممارجين منهمما أي مممن النممار و ممما هممم منهمما
بمخرجين و أن الله حرم الجنة على الكافرين وانهم ل يدخلون الجنممة حممتى
يلج الجمل في سم الخياط و انهم ل يقضي عليهم فيموتوا و ل يخفف عنهم
من عذابها و أن عذابها كان غراما أي مقيما لزممما قممالوا وهممذا يفيممد القطممع
بدوامه و استمراره الطريق الثمالث أن السمنة المستفيضمة أخمبرت بخمروج
من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان دون الكفار و أحاديث الشممفاعة مممن
أولها إلى آخرها صريحة بخروج عصاة الموحدين مممن النممار و أن هممذا حكممم
مختص بهم فلو خرج الكفار منها لكانوا بمنزلتهم و لم يختص الخروج بأهممل
اليمان الطريممق الرابممع أن الرسممول وقفنمما علممى ذلممك و علمنمماه مممن دينممه
بالضرورة من غير حاجة بنا إلى نقل معين كما علمنا من دينه دوام الجنممة و
عدم فنائها الطريق الخامس أن عقائد السلف و أهممل السممنة مصممرحة بممان
الجنة و النار مخلوقتان و انهمما ل يفنيممان بمل همما دائمتمان و إنمما يمذكرون
فناءهما عن أهل البدع الطريق السادس أن العقل يقضي بخلود الكفار فممي
النار و هذا مبني على قاعدة و هي أن المعمماد و ثممواب النفمموس المطيعممة و
عقوبة النفوس الفاجرة هل هو مما يعلم بالعقل أو ل يعلممم إل بالسمممع فيممه
طريقتان لنظار المسلمين و كثير منهم يذهب إلى أن ذلك يعلم بالعقممل مممع
السمع كما دل عليه القران في غير موضع كإنكاره سبحانه علممى مممن زعممم
انه يسوى بن البرار و الفجار في المحيمما و الممممات و علممى مممن زعممم انممه
خلق خلقه عبثا و انهم إليها ل يرجعون و انه يتركهم سممدى أي ل يممثيبهم و ل
يعاقبهم و ذلك يقدح في حكمته و كماله و انممه نسممبه إلممى ممما ل يليممق بممه و
ربما قرروه بان النفوس البشرية باقية و اعتقاداتهمما و صممفاتها لزمممة لهمما ل
تفارقها و أن ندمت عليها لما رأت العذاب فلم تندم عليها لقبحهمما أو كراهممة
ربها لها بل لو فارقها العذاب رجعت كما كانت أول قال تعالى و لممو تممرى إذ
وقفوا على النار
فقالوا يا ليتنا نرد و ل نكذب بآيات ربنا و نكون من المؤمنين بل بدا لهم ممما
كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و انهممم لكمماذبون فهممؤلء
قد ذاقوا العذاب و باشروه و لم يزل سببه و مقتضيه من نفوسهم بل خبثها
و كفرها قائم بها لم يفارقها بحيث لو ردوا لعادوا كفارا كما كانوا و هذا يدل
على أن دوام تعذيبهم يقضى به العقممل كممما جمماء بممه السمممع قممال أصممحاب
الفناء الكلم على هذه الطرق يبين الصواب في هذه المسالة فأما الطريممق
الول فالجماع الذي ادعيتموه غيمر معلمموم و إنمما يظمن الجمماع فمي همذه
المسالة من لم يعرف النزاع و قد عرف النزاع فيها قممديما و حممديثا بممل لممو
كلف مدعي الجممماع أن ينقممل عممن عشممرة مممن الصممحابة فممما دونهممم إلممى
الواحد انه قال إن النار ل تفنى أبدا لم يجد إلى ذلك سبيل و نحممن قممد نقلنمما
عنهممم التصممريح بخلف ذلممك فممما وجممدنا عممن واحممد منهممم خلف ذلممك بممل
التابعون حكوا عنهمم همذا و همذا قمالوا و الجمماع المعتمد بمه نوعمان متفمق
عليهما و نوع ثالث مختلف فيه و لم يوجد واحد منها في هذه المسالة النوع
الول ما يكون معلوما من ضرورة الدين كوجمموب أركممان السمملم و تحريممم
المحرمممات الظمماهرة الثمماني مما ينقممل عممن أهممل الجتهمماد التصممريح بحكممه
والثالث أن يقول بعضممهم القممول و ينشممر فممي المممة و ل ينكممره أحممد فممأين
معكم واحد من هذه النواع ولو أن قائل ادعى الجمماع ممن هممذه الطمرق و
احتج بان الصحابة صح عنهم و لم ينكر أحد منهم عليه لكان اسعد بالجممماع
منكم قالوا و أما الطريق الثاني و هو دللة القران علممى بقمماء النممار و عممدم
فنائها فأين في القران دليل واحد يدل على ذلك نعم الذي دل عليه القممران
أن الكفار خالدين في النار ابدا وانهم غير خارجين منهمما وانممه ل يفممتر عنهممم
عذابها وانهم ل يموتون فيها و أن عذابهم فيها مقيم و انه غممرام لزم لهممم و
هذا كله مما ل نزاع فيه بين الصحابة و التممابعين و أئمممة المسمملمين و ليممس
هذا مورد النزاع و إنما النزاع في أمر آخر و هو انه هممل النممار أبديممة أو مممما
كتب الله عليه الفناء و أما كون الكفار ل يخرجون منها و ل يفتر عنهممم مممن
عذابها و ل يقضى عليهم فيموتوا و ل يدخلون الجنممة حممتى يلممج الجمممل فممي
سم الخياط فلم يختلف في ذلك الصممحابة و ل التممابعون و ل أهممل السممنة و
إنما خالف في ذلك من قد حكينا أقوالهم من اليهود و التحادية وبعض أهممل
البدع و هذه النصوص و أمثالها تقتضي خلودهم فممي دار العممذاب ممما دامممت
باقية و ل يخرجون منها مع بقائها البتة كما يخرج أهل التوحيد منها مع بقائها
فالفرق بين من يخرج من الحبس و هو حبس على حمماله و بيممن مممن يبطممل
جنسه بخراب الحبس و انتقاضه قالوا و أما الطريق الثالث و هو مجيء
السنة المستفيضة بخروج أهل الكبائر من النار دون أهل الشرك فهممي حممق
ل شك فيه و هي إنما تدل على ما قلناه من خممروج الموحممدين منهمما و هممي
دار العذاب لم تفن و يبقى المشركون فيها ما دامت باقية و النصوص دلممت
على هذا وعلى هذا قالوا و أما الطريق الرابممع وهممو أن رسمول اللممه و قفنمما
على ذلك ضرورة فل ريب انه من المعلوم من دينه بالضممرورة و أممما كونهمما
أبدية ل انتهاء لها و ل تفنى كالجنة فأين من القران و السنة دليل واحد يدل
على ذلك قالوا و أما الطريق الخامس و هو أن فممي عقممائد أهممل السممنة أن
الجنة و النار مخلوقتان ل يفنيان أبدا فل ريب أن القول بفنائهممما قممول أهممل
البدع من الجهمية و المعتزلة و هذا القول لممم يقلممه أحممد مممن الصممحابة و ل
التابعين و ل أحد من أئمة المسلمين و أما فناء النار وحدها فقد أوجممدنا كممم
من قال به من الصحابة و تفريقهم بين الجنة و النار فكيف يكون القول بممه
من أقوال أهل البدع مع انه ل يعرف عن أحد من أهممل البممدع التفريممق بيممن
الدارين فقولكم انه من أقوال أهل البدع كلم من ل خبرة له بمقممالت بنممي
آدم و آرائهم و اختلفهم قالوا و القول الذي يعد مممن أقمموال أهممل البممدع ممما
خالف كتاب الله و سنة رسوله و إجماع المة أما الصحابة أو مممن بعممدهم و
أما قول يوافق الكتاب و السنة و أقوال الصممحابة فل يعممد مممن أقمموال أهممل
البدع و أن دانوا به و اعتقدوه فالحق يجب قبوله ممن قاله و الباطل يجممب
رده علممى مممن قمماله و كممان معمماذ بممن جبممل يقممول اللممه حكممم قسممط هلممك
المرتابون أن من ورائكم فتنما يكمثر فيهما الممال و يفتمح فيهما القمران حمتى
يقرؤه المؤمن والمنافق والمرآة والصبي والسود والحمر فيوشممك أحممدهم
أن يقول قد قرأت القران فممما أظممن أن يتبعمموني حممتى ابتممدع بممدلهم غيممره
فإياكم و ما ابتدع فان كل بدعة ضللة و إياكم و زيغة الحكيم فان الشيطان
قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة الضممللة و أن المنممافق قممد يقممول كلمممة
الحق فتلقوا الحق عمن جاء به فممان علممى الحممق نممورا قممالوا و كيممف زيغممة
الحكيم قال هي الكلمة تروعكم و تنكرونها و تقولون ما هذه فاحذروا زيغته
و ل تصممدنكم عنممه فممانه يوشممك أن يفيممء و أن يراجممع الحممق و أن العلممم و
اليمان مكانهما إلى يوم القيامة و الذي اخبر به أهممل السممنة فممي عقممائدهم
هو الذي دل عليه الكتاب و السممنة و اجمممع عليممه السمملف أن الجنممة و النممار
مخلوقتان و أن أهممل النممار ل يخرجممون منهمما و ل يخفممف عنهممم مممن عممذابها
العذاب و ل يفتر عنهم و انهم خالدون فيها و من ذكر منهم أن النار ل تفنى
أبدا فإنما قاله لظنه أن بعض أهل البدع قال بفنائها و لممم يبلغممه تلممك الثممار
التي تقدم ذكرها قالوا و أما حكم العقل بتخليد أهل النممار فيهمما فأخبممار عممن
العقل بما ليممس عنممده فممان المسممالة مممن المسممائل الممتي ل تعلممم إل بخممبر
الصادق و أما اصل الثواب و العقاب فهممل يعلممم بالعقممل مممع السمممع أول ل
يعلم إل بالسمع وحده ففيه قولن لنظار المسلمين من اتباع الئمة الربعممة
و غيرهم و الصحيح أن العقل دل على المعاد و الثممواب و العقمماب إجمممال و
أما تفصيله فل يعلم إل بالسمع و دوام الثممواب و العقمماب مممما ل يممدل عليممه
العقل بمجرده وأنما علم بالسمع و قد دل السمع دللممة قاطعممة علممى دوام
ثواب المطيعين و أما عقاب العصاة فقد دل السمع أيضا دللة قاطعة علممى
انقطاعه في حق الموحدين و أما دوامه و انقطمماعه فممي حممق الكفممار فهممذا
معترك النممزال فمممن كممان السمممع مممن جممانبه فهممو اسممعد بالصممواب وبممالله
التوفيق فصل و نحن نذكر الفرق بين دوام الجنممة و النممار شممرعا و عقل و
ذلك يظهر من وجوه أحدها أن الله سبحانه و تعممالى اخممبر ببقمماء نعيممم اهممل
الجنة ودوامه و انه ل نفاد له و ل انقطاع و انه غير مجذوذ و أممما النممار فلممم
يخبر عنها بأكثر من خلود أهلها فيها و عدم خروجهم منها و انهممم ل يموتممون
فيها و ل يحيون و إنها مؤصمدة عليهمم و انهمم كلمما أرادوا أن يخرجموا منهما
أعيدوا فيها و أن عذابها لزم لهم و انه مقيم عليهم ل يفممتر عنهممم و الفممرق
بين الخبرين ظاهر الوجه الثاني أن النار قد اخبر سبحانه و تعالى فممي ثلث
آيات عنها بما يدل على عدم أبديتها الولى قوله سبحانه و تعالى قممال النممار
مثواكم خالدين فيهمما إل ممما شمماء اللممه أن ربممك حكيممم عليممم و الثانيممة قمموله
خالدين فيها ما دامت السموات و الرض إل ما شاء ربك أن ربك فعممال لممما
يريد الثالثة قوله ^ لبثين فيها أحقابا ^ و لول الدلة القطعيممة الدالممة علممى
أبدية الجنة و دوامها لكان حكم الستثنائين في الموضعين واحدا كيف وفممي
اليتين من السياق ما يفرق بين الستثنائين فانه قممال فممي أهممل النممار ^ أن
ربك فعال لما يريد ^ فعلمنا أنه الله سبحانه و تعالى يريد أن يفعل فعل لم
يخبرنا به و قال في أهل الجنة عطاء غير مجممذوذ فعلمنمما أن هممذا العطمماء و
النعيم غير مقطوع عنهم أبدا فالعذاب موقت معلق و النعيم ليس بموقت و
ل معلق الوجه الثالث انه قد ثبت أن الجنة لم يممدخلها مممن لممم يعمممل خيممرا
قط من المعذبين الذين يخرجهم الله من النار و أما النار فلم يدخلها من لم
يعمل سوءا قط و ل يعذب إل من عصاه الوجه الرابع انممه قممد ثبممت أن اللممه
سبحانه و تعالى ينشئ للجنة خلقا آخر يوم
القيامة يسكنهم إياها و ل يفعل ذلك بالنار و أما الحديث الممذي قممد ورد فممي
صحيح البخاري من قوله و أما النار فينشئ الله لها خلقا آخرين فغلممط وقممع
من بعض الرواة انقلب عليه الحديث و إنما هو ما ساقه البخاري في البمماب
نفسه و أما الجنة فينشئ الله لها خلقمما آخريممن ذكممره البخمماري رحمممه اللممه
مبينا أن الحديث انقلب لفظه على مممن رواه بخلف هممذا و هممذا والمقصممود
انه ل تقاس النار بالجنة في التأبيد مع هذه الفروق يوضحه المموجه الخممامس
أن الجنة من موجب رحمته و رضاه و النار مممن غضممبه و سممخطه و رحمتممه
سبحانه تغلب غضبه و تسبقه كما جاء في الصحيح مممن حممديث أبممي هريممرة
عنه انه قال لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهممو عنممده موضمموع علممى
العرش أن رحمتي تغلب غضبي و إذا كان رضاه قد سبق غضبه وهممو يغلبممه
كان التسوية بين ما هو من موجب رضاه و ما هو من موجب غضبه ممتنعمما
يوضحه الوجه السادس أن ما كمان بالرحمممة و للرحممة فهممو مقصممود لممذاته
قصد الغايات و ما كان من موجب الغضممب و السممخط فهممو مقصممود لغيممره
قصد الوسائل فهو مسبوق مغلوب مراد لغيممره و ممما كممان بالرحمممة فغممالب
سابق مراد لنفسه يوضحه المموجه السممابع و هممو انممه سممبحانه و تعممالى قممال
للجنة أنت رحمتي ارحم بك من أشاء و قال للنار أنت عذابي أعذب بك من
أشاء و عذابه مفعول منفصل و هممو ناشممئ عممن غضممبه و رحمتممه ههنمما هممي
الجنة وهي رحمة مخلوقة ناشئة عن الرحمة التي هي صفة الرحمممن فههنمما
أربعة أمور رحمة هي وصفه سبحانه وثواب منفصل هو ناشممىء عممن رحمممه
وغضب يقوم به سبحانه و عقاب منفصل ينشا عنه فإذا غلبت صفة الرحمة
صفة الغضب فلن يغلب ما كان بالرحمة لما كان بالغضب أولى و أحرى فل
تقاوم النار التي نشأت عن الغضب الجنة التي نشأت عممن الرحمممة يوضممحه
المموجه الثممامن أن النممار خلقممت تخويفمما للمممؤمنين و تطهيممرا للخمماطئين و
المجرمين فهي طهرة من الخبث الذي اكتسبته النفس في هذا العالم فممان
تطهرت ههنا بالتوبة النصوح و الحسنات الماحيممة و المصممائب المكفممرة لممم
يحتج إلى تطهير هنماك و قيممل لهما ممع جملمة الطيمبين سمملم عليكممم طبتممم
فادخلوها خالدين و أن لم ننطهر في هذه الدار و وافت الدار الخرى بدرنها
و نجاستها و خبثها أدخلت النار طهرة لها و يكممون مكثهمما فممي النممار بحسممب
زوال ذلك الدرن و الخبمث و النجاسمة المتي ل يغسمملها المماء فمإذا تطهمرت
الطهر التام أخرجت من النار و الله سبحانه خلق عباده حنفاء و هي فطممرة
الله التي فطر الناس عليها فلو خلوا و فطرهم لما
نشؤا إل على التوحيممد و لكممن عممرض ل كممثر الفطممر مما غيرهمما و لهممذا كممان
نصيب النار اكثر من نصيب الجنة و كممان هممذا التغييممر مراتممب ل يحصمميها إل
الله فأرسل الله رسله و انزل كتبه يذكر عباده بفطرته التي فطرهم عليهمما
فعرف الموفقون الذين سبقت لهم من اللممه الحسممنى صممحة ممما جمماءت بممه
الرسل و نزلت به الكتب بالفطرة الولى فتوافق عندهم شممرع اللممه و دينممه
الذي أرسل به رسله و فطرته التي فطرهم عليها فمنعتهم الشرعة المنزلة
و الفطرة المكملة أن تكتسب نفوسهم خبثا و نجاسة و درنمما يعلممق بهمما و ل
يفارقها بل كلما ألم بهممم شمميء مممن ذلممك و مسممهم طممائف مممن الشمميطان
اغاروا عليه بالشرعة و الفطممرة فممأزالوا مموجبه و أثمره و كممل لهمم المرب
تعالى ذلك باقضية يقضيها لهم ممما يحبممون أو يكرهممون تمحمص عنهممم تلمك
الثار الممتي شوشممت الفطممرة فجمماء مقتضممى الرحمممة فصممادف مكانمما قممابل
مستعدا لها ليس فيه شيء يدافعه فقممال ههنمما أمممرت و ليممس للممه سممبحانه
غرض في تعذيب عباده بغير موجب كما قال تعالى ما يفعممل اللممه بعممذابكم
أن شكرتم و آمنتم و كان اللممه شمماكرا عليممما و اسممتمر الشممقياء مممع تغييممر
الفطرة و نقلها ممما خلقممت عليممه إلممى ضمده حممتى اسممتحكم الفسمماد و تممم
التغيير فاحتاجوا في ازالة ذلك إلى تغيير آخر و تطهيممر ينقلهممم إلممى الصممحة
حيممث لممم تنقلهممم آيممات اللممه المتلمموة و المخلوقممة و أقممداره المحبوبممة و
المكروهة في هذه الدار فأتاح لهم آيات آخر وأقضية و عقوبات فمموق الممتي
كانت في الدنيا تستخرج ذلك الخبث و النجاسة التي ل تزول بغير النار فممإذا
زال موجب العذاب و سببه زال العذاب و بقي مقتضمى الرحمممة ل معممارض
له فان قيممل هممذا حممق و لكممن سممبب التعممذيب ل يممزول إل إذا كممان السممبب
عارضا كمعاصي الموحدين أما إذا كان لزما كالكفر و الشممرك فممان أثممره ل
يزول كما ل يزول السبب و قد أشار سممبحانه إلممى هممذه المعنممى بعينممه فممي
مواضع من كتابه منها قوله تعالى و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فهممذا إخبممار
بان نفوسهم و طبائعهم ل تقتضممي غيممر الكفممر و الشممرك و إنهمما غيممر قابلممة
لليمان أصل ومنها قوله تعالى و من كان في هذه أعمممى فهممو فممي الخممرة
أعمى و أضل سبيل فاخبر سبحانه أن ضللهم و عممماهم عممن الهممدى دائم ل
يزول حتى مع معاينة الحقائق التي أخبرت بهمما الرسممل و إذا كممان العمممى و
الضلل ل يفارقهم فان موجبه وأثره و مقتضاه ل يفارقهم ومنها قوله تعالى
و لو علم الله فيهم خيرا لسمعهم و لو اسمممعهم لتولمموا و هممم معرضممون و
هذا يدل على انه ليس فيهم خير
يقتضي الرحمة و لو كان فيهم خير لما ضيع عليهم أثره و يدل على انهممم ل
خير فيهم هناك أيضا قوله اخرجوا من النار من كان في قلبممه أدنممى مثقممال
ذرة من خير فلو كان عند هؤلء أدنى ادنى مثقال ذرة من خير لخرجوا منها
مع الخارجين قيل لعمر الله أن هذا لمن أقوى ما يتمسك به في المسئلة و
أن المر لكما قلتم و أن العذاب يدوم بدوام موجبه و سممببه و ل ريممب انهممم
في الخرة في عمى و ضلل كما كممانوا فممي الممدنيا و وبممواطنهم خبيثممة كممما
كانت في الدنيا و العذاب مستمر عليهم دائم ما داموا كذلك و لكن هل هذا
الكفر والتكذيب و الخبث أمر ذاتي لهم زواله مسممتحيل أم هممو امممر عممارض
طارئ على الفطرة قابل للزوال هذا حرف المسئلة و ليس بأيديكم ما يدل
على استحالة زواله و انه أمر ذاتي و قممد اخممبر سممبحانه و تعممالى انممه فطممر
عباده على الحنيفية و أن الشياطين اجتممالتهم عنهمما فلممم يفطرهممم سممبحانه
على الكفر و التكذيب كما فطر الحيوان البهيم على طبيعته و إنما فطرهممم
على القرار بخالقهم و محبته و توحيده فإذا كان هذا الحق الذي قد فطممروا
عليه وقد خلقوا عليه قد أمكن زواله بالكفر و الشرك الباطل فإمكان زوال
الكفر و الشرك الباطل بضده من الحممق أولممى و أحممرى و ل ريممب انهممم لممو
ردوا على تلك الحال التي هم عليها لعادوا لما نهوا عنه و لكن من أين لكممم
أن تلك الحال ل تزول و ل تتبدل بنشأة أخرى ينشمئهم فيهما تبمارك و تعمالى
إذا أخذت النار مأخذها منهم و حصلت الحكمة المطلوبممة مممن عممذابهم فممان
العذاب لم يكن سدى و إنما كان لحكمة مطلوبة فإذا حصمملت تلممك الحكمممة
لم يبممق فممي التعممذيب أمممر يطلممب و ل غممرض يقصممد و اللممه سممبحانه ليممس
يشتفي بعذاب عباده كما يشتفى المظلوم من ظالمه و هممو ل يعممذب عبممده
لهذا الغرض و إنما يعذبه طهرة له و رحمة به فعذابه مصلحة لممه و أن تممألم
به غاية اللم كما أن عذابه بالحدود في الدنيا مصمملحة لربابهمما و قممد سمممى
الله سبحانه و تعالى الحد عذابا و قد اقتضت حكمته سبحانه أن جعممل لكممل
داء دواء يناسبه و دواء الضال يكون مممن اشممق الدويممة و الطممبيب الشممفيق
يكون المريض بالنار كيا بعد كي ليخممرج منممه المممادة الممرديئة الطممارئة علممى
الطبيعة المستقيمة و أن رأى قطع العضو اصلح للعليل قطعه و أذاقه اشممد
اللم فهذا قضاء الرب و قدره في إزالة مادة غريبممة طممرأت علممى الطبيعممة
المستقيمة بغير اختيار العبد فكيممف إذا طممرا علممى الفطممرة السممليمة مممواد
فاسدة باختيار العبد و اراداته و إذا تأمل اللبيب شرع الله تبممارك و تعممالى و
قدره في الدنيا و ثوابه و عقابه
في الخرة وجد ذلك فممي غايممة التناسممب و التوافممق و ارتبمماط ذلممك ببعضممه
البعض فان مصدر الجميع عن علم تام وحكمة بالغممة و رحمممة سممابغة و هممو
سبحانه و الملك الحق المبين و ملكه ملك رحمممة و إحسممان و عممدل المموجه
التاسع أن عقوبته للعبد ليست لحاجته إلى عقوبته ل لمنفعة تعممود إليممه و ل
لدفع مضرة و ألم يزول عنه بالعقوبة بل يتعالى عن ذلك و يتنزه كما يتعالى
عن سائر العيوب و النقائص و ل هي عبث محض خال عن الحكمة و الغايممة
الحميدة فانه أيضا يتنزه عن ذلك و تعالى عنه فأما أن يكون من تمام نيعممم
أوليائه و أحبابه و أممما أن يكمون ممن مصمملحة الشممقياء و مممداواتهم أو لهممذا
ولهذا و على التقادير الثلث فالتعذيب أمر مقصود لغيممره قصممد الوسممائل ل
قصد الغايممات و المممراد أن الوسمميلة إذا حصممل علممى المموجه المطلمموب زال
حكمها و نعيم أوليائه ليس متوقفا في اصله و ل فممي كمماله علممى اسممتمرار
عذاب أعدائه و دوامه مصلحة الشقياء ليست في الدوام و الستمرار و أن
كان في اصل التعذيب مصلحة لهم الوجه العاشر أن رضممى الممرب تبممارك و
تعالى و رحمته صفتان ذاتيتان له فل منتهى لرضاه بل كما قال أعلم الخلق
به سبحان اللممه وبحمممده عممدد خلقممه و رضممى نفسممه و زنممة عرشممه و مممداد
كلماته فإذا كانت رحمته غلبت غضبه فان رضى نفسه أعلممى و اعظممم فممان
رضوانه اكثر من الجنات و نعيمها و كل ما فيها و قممد اخممبر أهممل الجنممة انممه
يحل عليهم رضوانه فل يسممخط عليهممم أبممدا و أممما غضممبه تبممارك و تعممالى و
سخطه فليس من صفاته الذاتية التي يستحيل انفكاكه عنها بحيث لممم يممزل
و ل يزال غضبان و الناس لهم فممي صممفة الغضممب قممولن أحممدهما انممه مممن
صفاته الفعلية القائمة به كسائر أفعاله و الثاني انه صفة فعل منفصممل عنممه
غير قائم به وعلى القوانين فليس كالحياة و العلم و القممدرة الممتي يسممتحيل
مفارقتها له و العذاب إنما ينشا من صفة غضبه وما سعرت النممار إل بغضممبه
و قد جاء في اثر مرفوع أن الله خلق خلقا من غضبه و أسممكنهم بالمشممرق
و ينتقم بهم ممن عصاه فمخلوقاته سبحانه نوعان نوع مخلوق من الرحمممة
و بالرحمة و نوع مخلوق مممن الغضممب وبالغضممب فممانه سممبحانه لممه الكمممال
المطلق من جميع الوجوه الذي يتنزه عن تقدير خلفه و منهمما انمه يرضممى و
يغضب و يثيب و يعاقب و يعطي و يمنع و يعز و يذل و ينتقم و يعفو بل هذا
موجب ملكه الحق و حقيقمة الملمك المقمرون بالحكممة و الرحممة و الحممد
فممإذا زال غضممبه سممبحانه و تعممالى و تبممدل برضمماه زالممت عقمموبته و تبممدلت
برحمته فانقلبت العقوبة إلى رحمة بل لم تزل رحمة و أن تنوعت صممفتها و
صورتها كما كان
عقوبة العصاة رحمة و إخراجهم مممن النممار رحممة فتقلبمموا فممي رحمتممه فممي
الدنيا و تقلبوا فيها في الخرة لكن تلك الرحمة يحبونها و توافق طبممائعهم و
هذه رحمة يكرهونها و تشق عليهم كرحمة الطبيب الذي يضع لحم المريض
و يلقي عليه المكاوي ليستخرج منه المواد الرديئة الفاسممدة فممان قيممل هممذا
اعتبار غير صحيح فان الطبيب يفعل ذلك بالعليل و هو يحبه و هو راض عنممه
و لم ينشا فعله به عن غضممبه بغضممبه عليممه و لهممذا ل يسمممى عقوبممة و أممما
عذاب هؤلء فانه إنما حصل بغضبه سبحانه عليهم و هو عقوبة محضممة قيممل
هذا حق و لكن ل ينافي كونه رحمة بهم و أن كان عقوبة لهم و هذا كإقامممة
الحدود عليهم في الدنيا فممانه عقوبممة و رحمممة و تخفيممف و طهممرة فالحممدود
طهرة لهلها و عقوبة و هم لما أغضبوا الرب تعالى و قابلوه بما ل يليممق أن
يقابل به و عاملوه اقبح المعاملة و كذبوه و كذبوا رسله و جعلوا اقل خلقممه
و اخبثهم و امقتهمم لمه نمدا لمه و إلهمة معمه و اثمروا رضماهم علمى رضماه و
طاعتهم على طاعته و هممو ولممي النعممام عليهممم و هممو خممالقهم و رازقهممم و
مولهم الحق اشتد مقته لهم و غضبه عليهم و ذلك يوجب كمممال أسمممائه و
صفاته التي يسممتحيل عيلممه تقممدير خلفهمما و يسممتحيل عليممه تخلممف آثارهمما و
مقتضاها عنها بل ذلك تعطيل لحكامها كما أن نفيها عنه تعطيل لحقائقهمما و
كل التعطيلين محال عليه سبحانه و تعالى فالمعطلون نوعان أحدهما عطممل
صفاته والثاني عطل أحكامها و موجباتها و كان هذا العذاب عقوبة لهممم مممن
هذا الوجه و دواء لهم من جهة الرحمة السابقة للغضب فاجتمع فيه المران
فإذا زال الغضب بزوال المادة الفاسدة بتغييممر الطبيعممة المقتضممية لهمما فممي
الجحيم بمرور الحقاب عليها وحصلت الحكمة التي اوجبت العقوبممة عملممت
الرحمة عملها و طلبت أثرها من غير معارض يوضحه الوجه الحادي عشر و
هو أن العفو احب إليه سبحانه من النتقام و الرحمة احب إليه من العقوبممة
و الرضا احب إليه من الغضب و الفضل احب إليه من العدل و لهذا ظهممرت
آثار هذه المحبة في شرعه و قدره و يظهر كل الظهور لعبمماده فممي ثمموابه و
عقابه و إذا كان ذلك احب المرين إليه و له خلممق الخلممق و انممزل الكتممب و
شرع الشرائع و قدرته سبحانه صالحة لكمل شميء ل قصمور فيهما بموجه مما
وتلك المواد الردية الفاسدة ممرض ممن المممراض و بيمده سممبحانه و تعمالى
الشممفاء التممام و الدويممة الموافقممة لكممل داء و لممه القممدرة التامممة و الرحممة
السابغة و الغنى المطلق بالعبد اعظم حاجة
إلى من يداوي علته التي بلغت به غاية الضرر و المشقة و قد عممرف العبممد
انممه عليممل و أن دواءه بيممد الغنممي الحميممد فتضممرع إليممه و دخممل بممه عليممه و
استكان له و انكسر قلبه بين يديه و ذل لعزته و عرف أن الحمممد كلممه لممه و
أن الحق كله له و انه هو الظلمموم الجهممول وان ربممه تبممارك و تعممالى عممامله
بكل عدله ل ببعض عدله و أن له غاية الحمد فيما فعممل بممه و أن حمممده هممو
الذي أقامه في هذا المقام و أوصله إليه و انه ل خير عنده من نفسمه بموجه
من الوجوه بل ذلك محض فضل الله و صدقته عليه و انه ل نجاة له مما هو
فيه إل بمجرد العفو و التجاوز عن حقه فنفسه أولى بكل ذم و عيب و نقص
و ربه تعالى أولى بكل حمممد و كمممال و مممدح فلممو أن أهممل الجحيممم شممهدوا
نعمته سممبحانه و رحمتممه و كممماله و حمممده الممذي أوجممب لهممم ذلممك فطلبمموا
مرضاته و لو بدوامهم في تلك الحال و قالوا أن كممان ممما نحممن فيممه رضمماك
فرضاك الذي نريد وما اوضان الى هذه الحال ال طلب مال يرضيك فأممما إذا
أرضاك هذا منا فرضاك غاية ما نقصده و ما لجرح إذا أرضاك من ألم و أنت
ارحم بنا من أنفسنا و اعلم بمصممالحنا و لممك الحمممد كلممه عمماقبت أو عفمموت
لنقلبت النار عليهم بردا و سلما و قد روى المممام احمممد فممي مسممنده مممن
حديث السود بن سريع أن النبي قال يأتي أربعة يوم القياممة رجمل أصممم ل
يسمع شيئا و رجل أحمق و رجل هرم و رجل مممات فممي فممترة فأممما الصممم
فيقول رب لقد جاء السلم و ما اسمع شيئا و أما الحمممق فيقممول رب لقممد
جاء السلم والضبيان يحممذفوني بممالبعر واممما الهممرم فيقممول ربممى لقممد جمماء
السلم و ما اعقل شيئا و أما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك
من رسول فيأخممذ مممواثيقهم ليطيعنممه فيرسممل إليهممم أن ادخلمموا النممار قممال
فوالذي نفس محمممد بيممده لممو دخلوهمما لكممانت عليهممم بممردا و سمملما و فممي
المسند أيضا من حديث قتادة عن الحسن عممن أبممي رافممع عممن أبممي هريممرة
مثله و قال فمن دخلها كانت عليه بردا و سمملما و مممن لممم يممدخلها يسممحب
إليها فهؤلء لما رضوا بتعذيبهم و بادروا إليه لما علموا أن فيه رضى ربهم و
موافقة أمره و محبته انقلب في حقهم نعيما و مثل هممذا ممما رواه عبممد اللممه
بن المبارك حدثني رشدين قال حدثني ابن انعم عن أبممي عثمممان انممه حممدثه
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسممول اللممه قممال أن رجليممن ممممن دخل
النار يشتد صياحهما فقال الرب جل جلله أخرجوهما فإذا أخرجا فقال لهممما
لي شيء اشتد صممياحكما قممال فعلنمما ذلممك لترحمنمما قممال رحمممتي لكممما أن
تنطلقا
فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار قممال فينطلقممان فيلقممي أحممدهما نفسممه
فيجعلها الله سبحانه عليه بردا و سلما و يقمموم الخممر فل يلقممي فيقممول لممه
الرب تبارك و تعالى ما منعك أن تلقي نفسك كما القى صاحبك فيقول رب
إني أرجوك أن ل تعيدني فيها بعدما أخرجتني منها فيقول الرب و تعالى لك
رجاؤك فيدخلن الجنة جميعا برحمة الله و ذكر الوزاعي عن بلل بن سممعد
قال يؤمر بإخراج رجلين من النار فمإذا خرجما و وقفما قمال اللمه لهمما كيمف
وجدتما مقيلكما و سوء مصيركما فيقولن شر مقيل و أسوا مصير صار إليه
العبد فيقممول لهممما بممما قممدمت ايممديكما و ممما أنمما بظلم للعبيممد قممال فيممؤمر
بصرفهما إلى النار فأما أحدهما فيغدوا في أغلله و سلسله حتى يقتحمها و
أما الخر فيتلكا فيؤمر بردهما فيقول للذي غدا في أغللممه و سلسممله حممتى
اقتحمها ما حملك على ما صنعت و قد خرجت منها فيقول إنممي خممبرت مممن
وبال معصيتك و ما لم اكممن أتعممرض لسممخطك ثانيما و يقمول للممذي تلكممأ مما
حملك على ما صممنعت فيقمول حسمن ظنمي بمك حيمن أخرجتنمي منهمما أن ل
تردني إليها فيرحمهما جميعا و يأمر بهما إلى الجنة المموجه الثمماني عشممر أن
النعيم و الثواب من مقتضى رحمته و مغفرتممه وبممره كرمممه و لممذلك يضمميف
ذلك إلى نفسه و أما العذاب و العقوبة فإنممما هممو مممن مخلوقمماته و لممذلك ل
يسمى بالمعاقب و المعذب بل يفرق بينهما فيجعل ذلك من أوصممافه و هممذا
من مفعولته حتى في الية الواحممدة كقمموله تعممالى ^ نممبئ عبممادي إنممي أنمما
الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الليم ^ و قال تعالى اعلموا ان اللممه
شديد العقاب وان الله غفممور رحيممم إن ربممك لسممريع العقمماب و انممه لغفممور
رحيم و مثلها في آخر النعام فما كان مقتضى أسمائه و صممفاته فممانه يممدوم
بدوامها و ل سيما إذا كان محبوبا له و هممو غايممة مطلوبممة فممي نفسممها و أممما
الشممر الممذي هممو العممذاب فل يممدخل فممي أسمممائه و صممفاته إن ادخممل فممي
مفعولته لحكمة إذا حصلت زال وفنني بخلف الخير فممانه سممبحانه و تعممالى
دائم المعروف ل ينقطع معروفه أبدا و هممو قممديم الحسممان ابممدي الحسممان
فلم يزل و ل يزال معاقبما علمى المدوام غضمبان علمى المدوام منتقمما علمى
الدوام فتأمل هذا الوجه تأمل ففيه في باب أسماء الله و صممفاته يفتممح لممك
باب من أبواب معرفته و محبته يوضحه الوجه الثالث عشر و هو قول اعلممم
خلقه به و اعرفهم بأسمائه و صفاته و الشر ليس إليك و لم يقف على
المعنى المقصود من قال الشر ل يتقرب به إليممك بممل الشممر ل يضمماف إليممه
سبحانه بوجه ل في ذاته و ل في صفاته و ل في أفعاله و ل في أسمائه فان
ذاته لها الكمال المطلق من جميممع الوجمموه و صممفاته كلهمما صممفات كمممال و
يحمد عليها و يثنى عليه بها و أفعاله كلهمما خيممر و رحمممة و عممدل و حكمممة ل
شر فيها بوجه ما و أسماؤه كلها حسنى فكيف يضاف الشر إليممه بممل الشممر
في مفعولته و مخلوقاته و هو منفصل عنه إذ فعله غير مفعول ففعلممه خيممر
كله و أما المخلوق المفعول ففيممه الخيممر و الشممر و إذا كممان الشممر مخلوقمما
منفصل غير قائم بالرب سبحانه فهممو ل يضمماف إليممه و هممو لممم يقممل أنممت ل
تخلق الشر حتى يطلب تأويل قوله و إنما نفى إضممافته إليممه وصممفا و فعل و
أسماء و إذا عرف هذا فالشر ليس إل الذنوب و موجباتها و أممما الخممر فهممو
اليمان و الطاعات و موجباتها و اليمان و الطاعممات متعلقممة بممه سممبحانه و
لجلها خلق الله خلقه و أرسل رسمله و انمزل كتبمه و همي ثنماء علمى المرب
تبارك و تعالى و إجلله و تعظيمه و عبوديته و هذه لها آثار تطلبها و تقتضيها
فتدوم آثارها بدوام متعلقها و أما الشممرور فليممس مقصممودة لممذاتها و ل هممي
الغاية التي خلق لها الخلممق فهممي مفعممولت قممدرت لمممر محبمموب و جعلممت
وسيلة إليه فإذا حصل ما قممدرت لمه اضممحلت و تلشممت و عماد الممر إلمى
الخير المحممض المموجه الرابممع عشممر انممه سممبحانه و تعممالى اخممبر إن رحمتممه
وسعت كل شيء فليس شيء من الشياء إل و فيممه رحمتممه ول ينممافي هممذا
انت ترحم العبد بمات يشق عليه ويؤلمه وتشتد كراهتممه لممه فممان ذلممك مممن
أيضا كما تقدم و قد ذكرنا حديث أبي هريممرة رضممي اللممه عنممه آنفمما و قمموله
تعالى لذينك الرجلين رحمتي لكما إن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من
النار و قد جاء في بعض الثار إن العبممد إذا دعممى لمبتلممى قممد اشممتد بلؤه و
قال اللهم ارحمه يقول الممرب تبممارك و تعممالى كيممف ارحمممه مممن شمميء بممه
ارحمه فالبتلء رحمة منه لعباده و في اثر الهي يقول الله تعممالى أهممل ذكممر
أهل مجالستي و أهل طاعتي أهل كرامتي و أهل شكري أهل زيادتي و أهل
معصيتي لقنطهممم مممن رحمممتي إن تممابوا فأنمما حممبيبهم و إن لممم يتوبمموا فأنمما
طبيبهم ابتليهم بالمصايب لطهرهم مممن المعممايب فممالبلء و العقوبممة قممدرته
لزالة أدواء ل تزول إل بها و النار هي الدواء الكبر فمممن تممداوى فممي الممدنيا
أغناه ذلك عن الدواء في الخرة و إل فل بدله من الدواء بحسب دائه و مممن
عرف الرب تبارك و تعالى بصفات جلله
غضبه فيهم فكانت هي السابقة إليهم ففي كممل حممال هممم فممي رحمتممه فممي
حال معافاتهم و ابتلئهم و إذا كانت الرحمممة هممي السممابقة فيهممم لممم يبطممل
أثرها بالكلية وان عارضها اثر الغضب و السخط فممذلك لسممبب منهممم و أممما
اثر الرحمة فسببه منه سبحانه و تعالى فما منه يقتضي رحمتهم و ما منهممم
يقتض عقوبتهم و الذي منه سابق و غالب و إذا كممانت رحمتممه تغلممب غضممبه
فلن يغلب اثر الرحمة اثر الغضب أولى و أحممرى المموجه السممابع عشممر انممه
سبحانه و تعالى يخبر عن العذاب انه عذاب يوم عقيم و عذاب يمموم عظيممم
و عذاب يوم اليم و ل يخبر عن النعيم انه نعيم يوم و ل في موضممع واحممد و
قد ثبت في الصحيح تقممدير يمموم القيامممة بخمسممين ألممف سممنة و المعممذبون
متفاوتون في مدة لبثهم في العذاب بحسب جرائمهم و اللمه سمبحانه جعمل
العذاب على ما كان في الدنيا و أسبابها و ما أريد به الدنيا ولم ولك يرد بممه
الله فالعذاب على ذلك و أما إن كان للخرة و أريد به وجه الله فل عذاب و
الدنيا قد جعل لها اجل تنتهي إليه فما انتقل منها إلى تلممك الممدار مممما ليممس
لله فهو المعذب به و أما ما أريد به وجه الله و الدار الخرة فقد أريد به ممما
ل يفنى و ل يزول فيدوم بمدوام الممراد بمه فمان الغايمة المطلوبمة إذا كمانت
دائمة ل تزول ما لم يزل ما تعلق بها بخلف الغايممة المضمممحلة الفانيممة فممما
أريد به غير الله يضمحل و يزول بزوال مراده و مطلوبه وممما أريممد بممه وجممه
الله يبقى ببقاء المطلوب المراد فإذا اضمحلت الدنيا و انقطعممت أسممبابها و
انتقل ما كان فيها لغير الله من العمال و الذوات و انقلب عذابا و آلما لممم
يكن له متعلق يدوم بدوامه بخلف النعيم الوجه الثامن عشر انه ليممس فممي
حكمة احكم الحاكمين إن يخلق خلقا يعذبهم ابد الباد عذابا سرمدا ل نهايممة
له و ل انقطاع أبدا و قد دلت الدلة السمعية و العقلية و الفطرية علممى انممه
سبحانه و تعالى حكيم و انه احكم الحاكمين فإذا عذب خلقه عذبهم بحكمممة
كما يوجد التعذيب و العقوبة في الممدنيا فممي شممرعه و قممدره فممان فيممه مممن
الحكم و المصالح و تطهير العبد ومداواته و إخراج المواد الرديممة عنممه بتلممك
اللم ما تشهده العقول الصحيحة و في ذلك من تزكية النفوس و صلحها و
زجرها و ردع نظائرها و توقيفها على فقرها و ضرورتها الى ربها و غير ذلك
من الحكم و الغايات الحميدة ما ل يعلمه إل الله و ل ريب إن الجنة طيبممة ل
يدخلها إل طيب و لهذا يحاسبون إذا قطعوا الصراط على قنطرة بين الجنممة
و النار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم
في الممدنيا حممتى إذا ذهبمموا و نفمموا أذن لهممم فممي دخممول الجنممة و معلمموم إن
النفوس الشريرة الخبيثة المظلممة المتي لمو ردت إلمى المدنيا قبمل العمذاب
لعادت لما نهيت عنه ل يصلح إن تسكن دار السلم في جمموار رب العممالمين
فإذا عذبوا في النار عذابا تخلص نفوسهم من ذلك الخبث و الوسخ و الدرن
كان ذلك مممن حكمممة احكممم الحمماكمين و رحمتممه و ل يتنممافى الحكمممة خلممق
نفوس فيها شر يزول بالبلء الطويل و النار كممما يممزول بهمما خبممث الممذهب و
الفضة و الحديد فهذا معقول في الحكمة و هو من لمموازم العممالم المخلمموق
على هذه الصفة أما خلق نفوس ل يزول شرها أبدا و عذابها ل انتهاء لمه فل
يظهر في الحكمة و الرحمة و في وجود مثممل هممذا النمموع نممزاع بيممن العقلء
أعنى ذواتا هي شر من كل وجه ليس فيها شيء من خير أصل و على تقدير
دخوله في الوجود فالرب تبارك و تعالى قادر على قلب العيان و إحالتهمما و
إحالممة صممفاتها فممإذا وجممدت الحكمممة المطلوبممة مممن خلممق هممذه النفمموس و
الحكمة المطلوبة من تعذيبها فالله سبحانه قادر إن ينشئها نشأة أخرى غيممر
تلك النشأة و يرحمها في النشأة الثانية نوعا آخر من الرحمة يوضحه الوجه
التاسع عشر و هو انه قد ثبت إن الله سممبحانه و تعممالى ينشممئ للجنممة خلقمما
آخر يسكنهم إياها و لم يعملوا خيرا قط تكون الجنممة جممزاء لهممم عليممه فممإذا
اخذ العذاب من هذه النفوس مأخذه و بلغت العقوبة مبلغها فانكسرت تلممك
النفوس و خضعت و ذلت و اعترفت لربها و فاطرها بالحمد و انه عدل فيها
كل العدل و إنها في هذه الحال كانت في تخفيف منممه و لممو شمماء إن يكممون
عذابهم اشد من ذلممك لفعممل و شمماء كتممب العقوبممة طلبمما لموافقممة رضمماه و
محبته و علم إن العذاب أولى بها و انه ل يليمق بهما سمواه و ل تصملح إل لمه
فذابت منها تلك الخبائث كلها و تلشت و تبدلت بذل و انكسار و حمد و ثناء
الرب تبارك و تعالى لم يكن في حكمته إن يستمر بها في العذاب بعد ذلممك
إذ قد تبدل شرها بخيرها و شركها بتوحيممدها و كبرهمما بخضمموعها و ذلهمما و ل
ينتقض هذا بقول الله عز و جل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فان هممذا قبممل
مباشرة العذاب الذي يزيل تلك الخبائث و إنما هو عند المعاينة قبل الدخول
فانه سبحانه و تعالى قال و لو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنمما نممرد و
ل نكذب بآيات ربنا و نكون من المؤمنين بل بدا لهممم ممما كممانوا يخفممون مممن
قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و انهم لكاذبون فهذا إنممما قممالوه قبممل إن
يستخرج العمذاب منهمم تلمك الخبمائث فأمما إذا لبثموا فمي العمذاب أحقابما و
الحقب
كما رواه الطبراني في معجمه من حديث أبي امامممة رضممي اللممه عنممه عممن
النبي انه قال الحقب خمسون ألف سنة فانه من الممتع إن يبقممى ذا الكممبر
و الشرك و الخبث بعد هذه المدد المتطاولة فمي العمذاب الموجه العشمرون
انه قممد ثبممت فممي الصممحيحين مممن حممديث أبممي سممعيد الخممدري فممي حممديث
الشفاعة فيقول عز وجل شفعت الملئكة و شفع النبيون و شفع المؤمنممون
و لم يبق إل ارحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخممرج منهمما قوممما لممم
يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيها في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر
الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل فيقول الله الجنة هممؤلء
عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه و ل خير قدموه فهؤلء
أحرقتهم النار جميعهم فلم يبق في بدن أحدهم موضع لم تمسه النار بحيث
صاروا حمما و هو الفحم المحترق بالنار و ظاهر السممياق انممه لممم يكممن فممي
قلوبهم مثقال ذرة من خير فان لفممظ الحممديث هكممذا فيقممول ارجعمموا فمممن
وجدتم في قلبه مثقال ذرة مممن خيممر فممأخرجوه فيخرجممون خلقمما كممثيرا ثممم
يقولون ربنا لم نذر فيها خيرا فيقول الله عز و جل شفعت الملئكة و شممفع
النبيون و شفع المؤمنون و لم يبق إل ارحم الراحميممن فيقبممض اللممه قبضممة
من نار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيممرا قممط فهممذا السممياق يممدل علممى إن
هؤلء لم يكن في قلوبهم مثقال ذرة من خير و مع هذا فأخرجتهم الرحمة و
من هذا رحمته سبحانه و تعالى للذي أوصى أهله إن يحرقوه بالنار و يممذروه
في البر و البحر زعما منه بأنه يفوت الله سبحانه و تعالى فهذا قد شك في
المعاد و القدرة و لم يعمل خيرا قط و مع هذا فقال له ما حملممك علممى ممما
صنعت قال خشيتك و أنت تعلم فما تلفمماه إن رحمممه اللممه فللممه سممبحانه و
تعالى في خلقه حكم ل تبلغه عقول البشر و قد ثبت في حديث انس رضي
الله عنه إن رسول الله قال يقممول اللممه عممز و جممل اخرجمموا مممن النممار مممن
ذكرني يوما أو خافني في مقام قالوا و من ذا الذي في مدة عمره كلها من
أولها إلى آخرها لم يذكر به يوما واحدا و ل خافه ساعة واحدة و ل ريممب إن
رحمته سبحانه و تعالى إذا أخرجت من النممار مممن ذكممره وقتمما أو خممافه فممي
مقام ما فغير بدع إن تنفى النار و لكن هؤلء خرجوا منها و هممي نممار المموجه
الحممادي و العشممرون إن اعممتراف العبممد بممذنبه حقيقممة العممتراف المتضمممن
لنسبة السواء و الظلم و اللوم إليه من كل وجه و نسبة و عممدل و الحمممد و
الرحمة و الكمال المطلق إلى ربممه مممن كممل وجممه يسممتعطف ربممه تبممارك و
تعالى عليه و يستدعي رحمته
له و إذا أراد إن يرحم عبده ألقى ذلك في قلبه و الرحمة معه و ل سيما إذا
اقترن بذلك جزم العبد على ترك المعاودة لما يسخط ربه عليه و علم اللممه
إن ذلك داخل في قلبه و سويدائه فانه ل تتخلف عنه الرحمة مع ذلك و فممي
معجم الطبراني من حديث يزيد بن سنان الرهاوي عممن سممليمان بممن عممامر
عن أبي امامة رضي الله عنمه قمال قمال رسمول اللمه إن آخمر رجمل يمدخل
الجنة رجل يتقلب على الصراط ظهرا لبطن كالغلم يضربه أبوه و هممو يفممر
منه يعجز عنه عمله إن يسعى فيقول يا رب بلغ بي الجنة و نجني من النممار
فيوحي الله تبارك و تعالى اليه عبدي إن أنا نجيتك من النار و أدخلتك الجنة
أتعترف لي بذنوبك و خطاياك فيقول العبد نعم يا رب و عزتممك و جللممك إن
نجيتني من النار لعترفن لك بذنوبي و خطاياي فيجوز الجسر فيقممول العبممد
فيما بينه و بين نفسه لئن اعترفت له بذنوبي و خطايمماي ليردنممي إلممى النممار
فيوحي الله إليه عبدي اعترف لي بذنوبك و خطايمماك اغفرهمما لممك و أدخلممك
الجنة فيقول العبد ل و عزتك و جللك ما أذنبت ذنبا قط و ل أخطأت خطيئة
قط فيوحي الله إليه عبدي إن لي عليك بينة فيلتفت العبد يمينا و شمال فل
يرى أحدا فيقول أي رب ارني بينتك فينطممق اللممه تعممالى جلممده بممالمحقرات
فإذا رأى ذلك العبد يقول يا رب عندي و عزتممك العظممائم فيمموحي اللممه إليممه
عبدي أنا اعرف بها منك اعترف لي بها اغفرها لك و أدخلك الجنممة فيعممترف
العبد بذنوبه فيدخل الجنة ثم ضحك رسول الله حتى بدت نواجذه يقول هذا
أدنى أهل الجنة منزلة فكيف بالذي فوقه فممالرب تبممارك و تعممالى يريممد مممن
عبده العتراف و النكسار بيمن يمديه و الخضموع و الذلمة لمه و العمزم علمى
مرضاته فما دام أهل النار فاقدين لهذه الروح لروح فهممم فاقممدون الرحمممة
فإذا أراد عممز و جممل إن يرحمهممم أو مممن يشمماء منهممم جعممل فممي قلبممه ذلممك
فتدركه الرحمة و قدرة الرب تبارك و تعالى غير قاصممرة عممن ذلممك و ليممس
فيه ما يناقض موجب أسمائه و صفاته و قد اخبر انه فعال لممما يريممد المموجه
الثاني و العشرون انه سبحانه و تعالى أوجب الخلود على معاصي الكبممائر و
قيده بالتأبيد و لم يناف ذلمك انقطمماعه و انتهمماؤه فمنهمما قمموله تعمالى و مممن
يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد
له عذابا عظيما و منها قول النبي من قتل نفسا بحديدة فحديممدته فممي يممده
يتوجا بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا و هو حديث صحيح و كذلك
قوله في الحديث الخر في قاتل نفسه فيقول اللمه تبمارك و تعمالى بمادرني
عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة و ابلغ من هذا قوله تعالى و من يعص اللممه
و رسوله فان له نار جهنم خالدا فيها أبدا فهذا وعيد مقيد بممالخلود و التأبيممد
مع انقطاعه قطعا بسبب العبد و هو التوحيد فكذلك الوعيد العام لهل النار
ل يمتنع انقطاعه بسبب ممن كتب على نفسه الرحمة و غلبت رحمته غضبه
فلو يعلم الكافر بكل ما عنده مممن الرحمممة لممما يئس مممن رحمتممه كممما فممي
صحيح البخاري عنه خلق الله الرحمة يوم خلقها مائة رحمة و قال في آخره
فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لممم ييمماس مممن الجنممة و لممو
يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار الوجه الثالث
و العشرون انه لو جاء الخبر منه سبحانه و تعالى صريحا بان عذاب النممار ل
انتهاء له و انه ابدي ل انقطاع له لكان ذلممك وعيممدا منممه سممبحانه و تعممالى و
الله تعالى ل يخلف وعده و أما الوعيد فمذهب اهل السنة كلهممم إن إخلفممه
كرم و عفو و تجاوز يمدح الحرب تبارك و تعالى به و يثنى عليه به فانه حق
له إن شاء تركه و إن شاء استوفاه و الكريم ل يستوفي حقه فكيممف بممأكرم
الكرمين و قد صرح سبحانه و تعالى في كتابه في غير موضع بأنه ل يخلممف
وعممده و لممم يقممل فمي موضممع واحمد ل يخلممف وعيممده و قمد روى أبمو يعلمى
الموصلي ثنا هدبة بن خالد حدثنا سهيل بن أبي حزم ثنمما ثممابت البنممائي عممن
انس بن مالك رضي الله عنه إن رسول الله قال من وعده الله على عمممل
ثوابا فهو منجزه و من واعده على عمل عقابا فهممو فيممه بالخيممار و قممال أبممو
الشيخ الصبهاني ثنا محمد بن حمزة ثنا احمد بن الخليل ثنما الصمممعي قممال
جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلء فقال يا أبا عمرو يخلف الله ممما
وعده قال ل قال افرايت من اوعده الله على عمله عقابا أيخلف الله وعده
عليه فقال أبو عمرو بن العلء من العجمة أتيت يا أبا عثمان إن الوعممد غيممر
الوعيد إن العرب ل تعد عارا و ل خلفا إن تعد شممرا ثممم ل تفعلممه تممرى ذلممك
كرما و فضل و إنما الخلف إن تعد خيرا ثم ل تفعله قال فاوجممدني هممذا فممي
كلم العرب قال نعم أما سمعت إلى قول الول و ل يرهممب ابممن العممم ممما
عشت سطوتي %و ل اختشي من صولة المتهدد %و إنممي و إن اوعممدته
أو وعدته %لمخلف ايعادي و منجز موعدي %قال أبو الشيخ و قال يحيممى
بن معاذ الوعد و الوعيد حق فالوعممد حممق العبمماد علممى اللممه ضمممن لهممم إذا
فعلوا كذا و إن يعطيهم كذا و من أولى بالوفاء من الله و الوعيد
حقه على العباد قال ل تفعلوا كذا فأعذبكم ففعلوا فان شاء عفمما و إن شمماء
اخذ لن حقه و أولهما بربنا تبارك و تعالى العفو و الكرم انه غفور رحيممم و
مما يدل على ذلك و يؤيده خبر كعب بن زهير حين اوعده رسول الله فقال
نبئت إن رسول الله اوعدني %و العفو عند رسول الله مممأمول %فممإذا
كان هذا في وعيد مطلق فكيمف بوعيمد مقمرون باسمتثناء معقمب بقموله إن
ربك فعال لما يريد و هذا أخبار منه انه يفعل ما يريد عقيب قوله إل ما شاء
ربك فهو عائد اليه ول بد ول يجوز ان يرجع الى المستثنى منه وحده بل اممما
ان يختص بالمستثنى او يعود اليهما وغير خاف ان تعلقممه بقمموله ال مما شمماء
ربك أولى من تعلقه بقوله خالدين بخالدين فيها و ذلك ظاهر للمتأمل و هممو
الذي فهمه الصحابة فقالوا أتت هممذه اليممة فممي وعيممد القممران و لممم يريممدوا
بذلك الستثناء وحده فان الستثناء مذكور في النعام أيضا و إنما أرادوا انممه
عقب الستثناء بقوله إن ربك فعال لما يريد و هذا التعقيب نظير قمموله فممي
النعام خالدين فيها إل ما شاء ربك إن ربك حكيممم عليممم فمماخبر إن عممذابهم
في جميع الوقات و رفعه عنهم في وقت يشاؤه صممادر عممن كممال علممه و
حكمته ل عن مشيئة مجردة عن الحكمة و المصمملحة و الرحمممة و العممدل اذ
يستحيل تجرد مشيئته عن ذلك الوجه الرابع و العشرون إن جممانب الرحمممة
اغلب في هذه الدار من الباطلة الفانية الزائلة عن قرب من جانب العقوبممة
و الغضب و لول ذلك لما عمرت و ل قممام لهمما وجممود كممما قممال تعممالى و لممو
يؤاخذ الله الناس بما كسبوا بظلمهم مما تممرك عليهمما ممن دابممة و قممال و لممو
يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة فلول سعة رحمته
و مغفرته و عفوه لما قام العالم و مع هذا فالذي أظهممره مممن الرحمممة فممي
هذه الدار وانزله بين الخلئق جزء من مائة جزء من الرحمة فإذا كان جانب
الرحمة قد غلب في هذه الدار و نالت البر و الفاجر و المؤمن و الكافر مممع
قيام مقتضى العقوبة به و مباشرته له و تمكنه مممن إغضمماب ربممه و السممعي
في مساخطته فكيف ل يغلممب جممانب الرحمممة فممي دار تكممون الرحمممة فيهمما
مضاعفة على ما في هذه الدار تسعة و تسعين ضعفا و قد اخذ العذاب مممن
الكفار مأخذه و انكسرت تلك النفوس و نهكها العممذاب و أذاب منهمما خبثمما و
شرا لم يكن يحول بينها و بين رحمته لها في الدنيا بل كان يرحمها مع قيممام
مقتضى العقوبة و الغضب بها فكيف إذا زال مقتضممى الغضممب و العقوبممة و
قوى جانب
الشأن التي هي اكبر من الدنيا بأضعاف مضمماعفة قيممل إلممى قمموله تبممارك و
تعالى ^ إن ربك فعال لما يريد ^ و إلى هنا قدم أميممر المممؤمنين علممي بممن
أبي طالب رضي الله عنه فيها حيث ذكممر دخممول الجنممة الجنممة و أهممل النممار
النار و ما يلقاه هؤلء و هؤلء و قال ثم يفعل الله بعد ذلممك ممما يشمماء بممل و
إلى هنا ههنا انتهت أقممدام الخلئق و ممما ذكرنمما فممي هممذه المسممئلة بممل فممي
الكتاب كله من صواب فمن الله سبحانه و تعالى و هو المممان بممه وممما كممان
من خطا فمني و من الشيطان و الله ورسوله بريء منمه و همو عنمد لسمان
كل قائل و قلبه و
الباب الثامن و الستون
قصده و الله اعلم في ذكر آخر اهل الجنة دخول اليها في الصحيحين مممن
حيث أبي منصور عن إبراهيم عن عبيدة عمن عبمد اللمه ابمن مسمعود رضمي
الله عنه قال قال رسول الله إني لعلم آخر أهل النممار خروجمما منهمما و آخممر
أهل الجنة دخول الجنممة رجل يخممرج مممن النممار حبمموا فيقممول اللممه لممه اذهممب
فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه إنها ملى فيرجع فيقول يا رب وجممدتها ملى
فيقول الله له اذهب فادخل الجنة قال فيأتيها فيخيل إليممه إنهمما ملى فيرجممع
فيقول يا رب وجدتها ملى فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فان لممك مثممل
الدنيا و عشرة أمثالها أو أن لك عشرة أمثال الدنيا قال فيقول أتسخر بي و
تضحك بي و أنت الملك قال لقد رأيت رسول الله يضحك حتى بدت نواجذه
قال فكان يقول ذلك أدنى أهل الجنة منزلة و في صحيح مسلم مممن حممديث
العمش عن العمرو بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنه قممال قممال رسممول
الله إني لعلم آخر أهل الجنة دخول الجنة و آخر أهل النار خروجا منها رجل
يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه و ارفعمموا عنممه كبارهمما
فيعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا و كذا و كذا و كذا و عملممت
يوم كذا وكذا و كذا و كذا فيقول نعم ل يستطيع أن ينكر و هممو مشممفق مممن
كبار ذنوبه إن تعرض عليه فيقال له فان لك مكان كل سمميئة حسممنة فيقممول
رب قد عملت أشياء ل أراها ههنا فلقد رأيت رسول الله
275ضحك حتى بدت نواجذه و قال الطبراني حدثنا عبد الله بممن سممعد بممن
يحيى الزرقي حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي قممال حممدثني
أبي عن أبيه قال حدثني أبو يحيى الكلعي عن أبي امامممة رضممي اللممه عنممه
قال قال رسول اللممه إن آخممر رجممل رجممل يممدخل الحنممة رجممل يتقلممب علممى
الصراط ظهرا لبلعن كالغلم يضربه أبوه و هو يفر منه يعجز عنممه عملممه أن
يسعى فيقول يا رب بلغ بي الجنة و نجنممي مممن النممار فيمموحي اللممه تبممارك و
تعالى إليه عبدي إن أنا نجيتك من النار و أدخلتك الجنة أتعترف لممي بممذنوبك
و خطاياك فيقول العبد نعم يا رب و عزتمك و جللمك لئن نجيتنمي ممن النمار
لعترفن لك بذنوبي و خطاياي فيجوز الجسر فيقول العبد فيممما بينممه و بيممن
نفسه لئن اعترفت له بذنوبي و خطاياي ليردني إلى النار فيوحي اللممه إليممه
عبدي اعترف لي بذنوبك و خطاياك اغفرها لك و أدخلك الجنة فيقول العبممد
ل و عزتك و جللك ما أذنبت ذنبا قط و ل أخطأت خطيئة قممط فيمموحي اللممه
إليه عبدي إن لي عليك بينة فيلتفت العبد يمينا و شمال فل يرى أحدا فيقول
يا رب ارني بينتك فيسممتنطق اللممه جلممده بممالمحقرات فممإذا رأى ذلممك العبممد
فيقول يا ربي عندي و عزتك العظائم فيوحي الله إليه عبدي أنما اعمرف بهما
منك اعترف لي بها اغفرها لك و أدخلك الجنة فيعترف العبد بذنوبه فيممدخل
الجنة ثم ضحك رسول الله حتى بدت نواجمذه يقمول همذا أدنمى أهمل الجنمة
منزلة فكيف بالذي فوقه ورواه ابن أبي شيبة عن هاشم بن القاسم ثنا أبممو
عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي عن يزيد بن سنان به و فممي صممحيح مسمملم
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله قال آخممر مممن يممدخل
الحنة رجل فهو يمشي على الصراط مرة و يكبو مرة و تسممعفه النممار مممرة
فإذا جاوزها التفت إليها فقال تبارك الله الذي نجاني منك لقد أعطاني اللممه
شيئا ما أعطاه أحدا من الولين و الخرين فترتفع له شجرة فيقممول أي رب
أدنني من هذه الشجرة استظل بظلها و اشرب من مائها فيقول الله تبممارك
و تعالى يما ابمن آدم لعلمي إن أعطيتكهما سمألتني غيرهما فيقمول ل يما رب و
يعاهده إن ل يسأله شيئا غيرها و ربه يعذره لنممه يممرى ممما ل صممبر لممه عليممه
فيدنيه منها فيستظل بظلها و يشرب مممن مائهمما ثممم ترتفممع لممه شممجرة هممي
احسن من الولى فيقول يا رب أدنني من هذه لشرب من مائها و اسممتظل
بظلها ل اسالك غيرها فيقول يا ابن آدم ألم تعاهدني انممك ل تسممألني غيرهمما
فيقول لعلي إن أدنيتك منها إن
تسألني غيرها فيعاهده إن ل يسأله غيرها و ربه يعذره لنه يممرى ممما ل صممبر
له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها و يشرب من مائها ثم ترفممع لممه شممجرة
عند بماب الجنمة همي احسمن ممن الولييمن فيقمول أي رب أدننمي ممن همذه
الشجرة لستظل بظلها و اشرب من مائها ل اسمالك غيرهما فيقمول يما ابمن
آدم ألم تعاهدني إن ل تسألني غيرها قال بلى يا رب هذه ل اسالك غيرهمما و
ربه يعذره لنه يرى ما ل صبر له عليممه فيممدنيه منهمما فممإذا أدنمماه منهمما سمممع
أصوات أهل الجنة فيقول يا رب ادخلنيها فيقول يا ابن آدم ما يرضمميك منممي
أيرضيك أنى أعطيتك الدنيا و مثلها معها قال يمما رب أتسممتهزئ منممي و أنممت
رب العالمين فضحك ابن مسعود فقال أل تسألونني مممم اضممحك قممالوا مممم
تضحك قال ضحك رسول الله فقالوا ممم تضمحك يما رسمول اللمه قمال ممن
ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ بممي و أنممت رب العممالمين فيقممول ل
استهزئ بك و لكن على ما أشاء قادر وفي صحيح البرقاني عن أبممي سممعيد
البرقاني من حديث أبممي سممعيد الخممدري نحممو هممذه القصممة و نحممن نسمموقه
بتمامه من عنده و هو بإسناد مسلم سواء قممال قممال رسممول اللممه إن أدنممى
أهل النار عذابا منتعل بنعلين من نممار يغلممي دممماغه مممن حممرارة نعليممه و إن
أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة و مثل لممه
شجرة ذات ظل فقال أي رب قدمني إلى هممذه الشممجرة لكممون فممي ظلهمما
فقال الله عز و جل هل عسيت إن فعلت إن تسألني غيره قممال ل و عزتممك
فقدمه الله إليهمما و مثممل لممه شممجرة ذات ظممل و ثمممر أخممرى فقممال أي رب
قدمني إلى هذه الشجرة استظل بظلها و آكممل مممن ثمرهمما قممال فقممال هممل
عسيت إن أعطيتك ذلك إن تسألني غيره قال ل و عزتك فيقدمه اللممه إليهمما
فيمثل الله له شجرة أخرى ذات ظمل و ثممر و مماء فيقمول أي رب قمدمني
إلى هذه الشجرة فاكون فممي ظلهمما وآكممل مممن ثمرهمما و اشممرب مممن مائهمما
فيقول هممل عسمميت إن فعلممت ذلممك إن تسممألني غيممره فيقممول ل وعزتممك ل
أسألك غيره فيقدمه الله إليها فتبرز لممه الجنممة فيقممول أي رب قممدمني إلممى
باب الجنة فاكون نجاف الجنة و في رواية تحت نجاف الجنة انظر إلى أهلها
فيقدمه الله إليها فيرى أهل الجنة و ما فيهمما فيقممول أي رب أدخلنممي الجنممة
فيدخله الجنة فإذا دخل الجنة قال هذا لي فيقول الله له تمن قال فيتمنى و
يذكره الله سل كذا و كذا فإذا انقطعت به الماني قال الله هو لك و عشرة
أمثاله قال ثم يدخل بيته و يدخل
عليه زوجتاه من الحور العين فيقولن الحمد لله الذي أحياك لنا و أحيانا لمك
فيقول ما أعطممى أحممد مثممل ممما أعطيممت و فممي صممحيح مسمملم مممن حممديث
المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه عن النبي قال سال موسى ربه من أدنممى
أهل الجنة منزلة فقال هو رجل يجيء بعد ما دخل أهل الجنممة الجنممة فيقممال
له ادخل الجنة فيقمول أي رب و كيمف و قمد نمزل النماس منمازلهم و اخمذوا
اخذاتهم فيقال له أترضى إن يكون لك مثل ملممك مممن ملمموك الممدنيا فيقممول
رضيت رب فيقال ذلك لك و مثله و مثله و مثله و مثلممه ومثلممه فيقممول فممي
الخامسة رضيت رب فيقول لك هذا و عشرة أمثاله و لك ما اشتهت نفسك
و لذت عينك فيقول رضيت رب قال فأعلهم منزلممة قممال ذلممك الممذي أردت
غرس كرامتهم بيدي و ختمممت عليهمما فلممم تممر عيممن و لممم تسمممع أذن و لممم
يخطر على قلب بشر و مصداقه في كتاب الله فل تعلم نفس ما اخفي لهم
من قرة أعين
الباب التاسع و الستون
و هو باب جامع فيه فصول منثورة لم تذكر فيما تقدم من البواب فصل
في لسان أهل الجنممة قممال ابمن أبمي المدنيا حمدثنا القاسممم بمن هاشمم ثنما
صفوان بن صممالح حممدثني رواد ابممن الجممراح العسممقلني ثنمما الوزاعممي عممن
هارون ابن زباب عن انس بن مالك رضي الله عنممه قممال قممال رسممول اللممه
يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك على حسممن
يوسف و على ميلد عيسى ثلث و ثلثون سممنة و علممى لسممان محمممد جممرد
مرد مكحلون و روى داود بممن الحصممين عممن عكرمممة عممن ابممن عبمماس قممال
لسان أهل الجنة عربي و قال عقيل قال الزهري لسممان أهممل الجنممة عربممي
فصل في احتجاج الجنة و النار فممي الصممحيحين مممن حممديث أبممي هريممرة
رضي الله عنه عن النبي قممال احتجممت الجنممة و النممار فقممالت هممذه يممدخلني
الجبارون و المتكبرون
و قالت هذه يدخلني الضعفاء و المساكين فقال الله عممز و جممل لهممذه أنممت
عن ابي أعذب بك من أشاء و قال لهذه أنت رحمتي ارحم بك مممن أشمماء و
لكل واحدة منكما ملؤها و في رواية أخرى تحاجت النارو الجنة فقالت النار
اوثرت بالمتكبرين و المتجبرين و قالت الجنة ما مالي ل يممدخلني أل ضممعفاء
الناس و سقطهم و عجزهم فقال الله سبحانه للجنة أنت رحمتي ارحم بممك
من أشاء من عبادي و قال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبممادي
و لكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فل تمتلئ حتى يضع قدمه عليها فتقول
قط قط فهنالك تمتلئ و ينزوي بعضها على بعض و ل يظلم الله مممن خلقممه
أحدا و أما الجنة فان الله عز و جل ينشئ لهمما خلقمما فصممل فممي إن الجنممة
يبقى فيها فضل فينشىء الله لهمما خلقمما دون النممار و فممي الصممحيحين عممن
انس بن مالك عن النبي قال ل تزال جهنم يلقى فيها و تقول هل من مزيممد
حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعممض و تقممول قممط قممط
بعزتممك و كرمممك و ل يممزال فممي الجنممة فضممل حممتى ينشممئ اللممه لهمما خلقمما
فيسكنهم فضل الجنة و في لفظ مسلم يبقممى مممن الجنممة ممما شمماء اللممه إن
يبقى ثم ينشىء الله سبحانه لهمما خلقمما فيسممكنهم فضممل الجنممة وفممي لفممظ
مسلم يبقى من الجنة ما شاء الله ان يبقى لمما يشمماء و أممما اللفممظ الممذي
وقع في صحيح البخاري في حديث أبي هريرة و انه ينشئ للنممار مممن يشمماء
فيلقى فيها فتقول هل من مزيد فغلط من بعض الرواة انقلب عليه لفظه و
الروايات الصحيحة و نص القممران يممرده فممان اللممه سممبحانه و اخممبر انممه يمل
جهنم من إبليس و اتباعه فانه ل يعممذب أل مممن قممامت عليممه حجتممه و كممذب
رسله قال تعالى كلما القي فيها فوج سألهم خزنتهمما ألممم يممأتكم نممذير قممالوا
بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما نزل الله من شيء و ل يظلممم اللممه أحممدا
من خلقه فصل قي امتناع النوم على أهل الجنممة روى ابممن مردويممه مممن
حديث سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر
رضي الله عنه قال قال رسول الله النوم أخو الموت و أهل الجنة ل ينامون
و ذكر الطبراني من حديث يحيى بن سعيد النصاري عن محمد ابن المنكدر
عن جابر قال سئل نبي الله فقيل أينام أهل الجنممة فقممال النممبي النمموم أخممو
الموت و أهل الجنة ل ينامون فصل في ارتقاء العبد و هو فممي الجنممة مممن
درجة إلى درجة أعلى منها قال المام احمد ثنا يزيد أنبانا حماد بممن سمملمة
عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يمما رب
إن لي هذه فيقول باستغفار ولدك لك
فصل في إلحاق ذرية المؤمن به في الدرجة و إن لم يعملوا عمله قال
تعالى و الذين آمنوا و اتبعنمماهم ذريمماتهم بإيمممان ألحقنمما بهممم ذريمماتهم و ممما
التناهم من عملهم من شيء و روى قيس عن عمرو بن مرة عن سعيد بممن
جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قممال رسمول اللمه إن اللمه ليرفمع
ذرية المؤمن إليه في درجته و إن كانوا دونه فممي العمممل لتقربهممم عينمه ثممم
قرا و الذين آمنوا و اتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم و ما التنمماهم
من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين قممال ممما نقصممنا البمماء مممما
أعطينا البنين و ذكر ابن مردويه في تفسيره من حممديث شمريك عمن سمالم
الفطس عن سعيد بن جبير عن ابمن عبماس قمال شمريك أظنمه حكماه عمن
النبي قال إذا دخل الرجل الجنة سال عن أبويه و زوجته و ولده فيقال انهممم
لممم يبلغمموا درجتممك أو عملممك فيقممول يمما رب قممد عملممت لممي و لهممم فيممؤمر
باللحاق بهم ثم تل ابن عباس و الذين آمنوا و اتبعناهم ذرياتهم بإيمممان إلممى
آخر الية و قد اختلف المفسرون في الذرية في هذه اليممة هممل المممراد بهمما
الصغار أو الكبار أو النوعان على ثلثة أقوال و اختلفهم مبني على إن قوله
بإيمان حال مممن الذريممة و التممابعين أو المممؤمنين المتبمموعين فقممالت طائفممة
المعنى و الذين آمنوا و اتبعناهم ذرياتهم في إيمانهم فأتوا من اليمان بمثممل
ما أتوا به و الحقناهم بهم في الدرجات قالوا و يدل على هذا قراءة من قرا
و اتبعتم ذريتهم فجعل الفعل في التباع لهم قالوا و قد أطلق الله سبحانه
الذرية على الكبار كما قال و من ذريته داود و سليمان ^ قال ^ ذريممة مممن
حملنا مع نوح و قال و كنا ذرية من بعممدهم افتهلكنمما بممما فعممل المبطلممون و
هذا قول الكبار و العقلء قالوا و يدل على ذلك متا رواه قول سعيد بن جبير
عن ابن عباس يرفعه إن الله يرفع ذرية المؤمن إلى درجته و إن كانوا دونه
في العمل لتقر بهم عينه فهذا يدل على انهم دخلوا الجنة بأعمممالهم و لكممن
لم يكن لهم أعمال يبلغوا بها درجة آبائهم فبلغهم إياها و إن تقاصممر عملهممم
عنها قالوا أيضا فاليمان هو القول و العمممل و النيممة و هممذا إنممما يمكممن مممن
الكبار و على هذا فيكون المعنى إن الله سبحانه يجمع ذرية المؤمن إليه إذا
أتوا من اليمممان بمثممل إيمممانه إذ هممذا حقيقممة التبعيممة و إن كممانوا دونممه فممي
اليمان رفعهم الله إلى درجته إقممرارا لعينممه و تكميل لنعيمممه و هممذا كممما إن
زوجات النبي معه في الدرجة تبعا و إن لم يبلغوا تلممك الدرجممة بأعمممالهن و
قالت طائفة أخرى الذرية ههنا الصغار و المعنممى و الممذين آمنمموا و اتبعنمماهم
ذرياتهم في إيمان الباء و الذرية تتبع الباء و إن كانوا صغارا فممي اليمممان و
إحكامه من الميراث و الدية و الصلة عليهم و الدفن في قبور المسلمين و
غير ذلك أل فيما كان من أحكام البالغين و يكون قوله بإيمان على هذا فممي
موضع نصب على الحال من المفعولين أي و اتبعناهم ذرياتهم بإيمممان البمماء
قالوا و يدل على صحة هذا القول البالغين لهم حكم أنفسهم فممي الثممواب و
العقاب فانهم مستقلون بأنفسهم ليسوا تابعين الباء في شمميء مممن أحكممام
الدنيا و ل أحكام الثواب و العقمماب لسممتقللهم بأنفسممهم و لممو كممان المممراد
بالذرية البالغين لكن أولد الصحابة البالغون كلهم في درجة آبممائهم و تكممون
أولد التابعين البالغون كلهم في درجة آبائهم و هلممم جممرا إلممى يمموم القيامممة
فيكون الخرون في درجة السممابقين قممالوا و يممدل عليممه أيضمما انممه سممبحانه
جعلهم معهم تيعا في الدرجة كما جعلهم تبعا معهم فممي اليمممان ولممو كممانوا
بالغين لم يكن ايمانهم تبعمما بممل ايمممان اسممتقلل قممالوا ويممدل عليممه ان اللممه
سممبحانه و تعممالى جعممل المنممازل فممي الجنممة بحسممب العمممال فممي حممق
المستقلين و أما التباع فان الله سبحانه و تعالى يرفعهم إلى درجة أهليهممم
و إن لم يكن لهم أعمالهم كما تقدم وايضا فالحور العين والخدم فممي درجمة
اهليهم وان لم يكن لهم عمل بخلف المكلفين البالغين فانهم يرفعممون إلممى
حيث بلغتهم أعمالهم و قالت فرقة منهم الواحدي المموجه إن تحمممل الذريممة
الصغار و الكبار لن الكبير يتبع الب بإيمان نفسه
و الصغير يتبع الب بإيمان الب قالوا والذرية تقممع علممى الصممغير و الكممبير و
الواحد و الكثير و البن و الب كما قال تعالى و آيممة لهممم أنمما حملنمما ذريتهممم
في الفلك المشحون أي آباءهم و اليمان يقع علممى اليمممان التبعممي و علممى
الختياري الكسبي فمن وقوعه على التبعي قوله فتحرير رقبممة مؤمنممة فلممو
اعتق صغيرا جاز قالوا و أقوال السلف تدل على هذا قممال سممعيد بممن جممبير
عن ابن عباس إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجتممه و إن كممانوا دونممه فممي
العمل لتقربهم عيونهم ثم قرا هذه الية و قال ابن مسممعود فممي هممذه اليممة
الرجل يكون له القدم و يكون له الذرية فيدخل الجنممة فيرفعممون إليممه لتقممر
بهم عينه و إن لم يبلغوا ذلك و قال أبو مجلز يجمعهم الله له كما كان يحب
إن يجتمعوا في الدنيا و قال الشعبي ادخل الله الذرية بعمممل البمماء الجنممة و
قال الكلبي عن ابن عباس إن كان الباء ارفممع درجممة مممن البنمماء رفممع اللممه
البناء إلى الباء و إن كان البناء ارفع درجة من البمماء رفممع اللممه البمماء إلممى
البناء و قال إبراهيم أعطوا مثل أجور آبائهم و لم ينقص الباء من أجممورهم
شيئا وقال ويدل علممى صممحة هممذا القممول إن القراءتيممن كمماليتين فمممن قممرا
واتبعتهم ذريتهم فهذا من حق البالغين الذين تصح نسممبة الفعممل إليهممم كممما
قال تعالى و السابقون الولون من المهاجرين و النصار ا و الممذين اتبعمموهم
بإحسان و من قرا و اتبعناهم ذرياتهم فهذا فممي حممق الصممغار الممذين اتبعهممم
الله إياهم في اليمان حكما فدلت القراءتان على النوعين قلت و اختصاص
الذريممة ههنمما بالصممغار اظهممر لئل يلممزم اسممتواء المتممأخرين بالسممابقين فممي
الدرجات و ل يلزم مثل هذا في الصغار فان أطفال كل رجممل و ذريتممه معممه
في درجته و الله اعلم
فصل في إن الجنة تتكلم قد تقدم قوله احتجت الجنة و النار و
قوله قالت الجنة يا رب قد أطممردت انهمماري و طممابت ثممماري فعجممل علممى
بأهلي و قال إسماعيل ابن أبممي خالممد عممن سممعيد الطممائي أخممبرت إن اللممه
تعالى لما خلق الجنة قال لها تزيني فممتزينت ثممم قممال لهمما تكلمممي فتكلمممت
فقالت طوبى لمن رضيت عنه و قال قتمادة لمما خلمق اللمه الجنمة قمال لهما
تكلمي فقالت طوبى للمتقيممن و قممال الطممبراني حممدثنا احمممد بممن علممي ثنمما
هشام بن خالد ثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
282رضي الله عنهما قال قال رسول الله لما خلممق اللممه جنممة عممدن خلممق
فيها ما ل عين رأت و ل أذن سمعت و ل خطر على قلب بشر ثممم قممال لهمما
تكلمي فقالت قد افلح المؤمنون فصممل فممي إن الجنممة تممزداد حسممنا علممى
الدوام قال عبد الله بن احمد ثنا خلف بن هشام ثنا خالد بن عبد الله عممن
يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن كعب قال ممما نظممر اللممه إلممى
الجنة أل قال طيبي لهلك فتزداد ضعفا حتى يممدخلها أهلهمما فصممل فممي إن
الحور العين يطلبن أزواجهن اكثر مما يطلبهن أزواجهن كممما تقممدم حممديث
معاذ بن جبل في ذلك و قول الحوراء لمرأته في الدنيا ل تؤذيه فيوشممك إن
يفارقك ألينا حديث عكرمة عن النبي في قول الحور العين اللهم اعنه علممى
دينك و اقبل بقلبه علمى طاعتمك و ذكمر ابمن أبمي المدنيا عمن أبمي سمليمان
الداراني قال كان شابا بالعراق يتعبد فخرج مع رفيق له إلى مكة فكممان إن
نزلوا فهو يصلي و إن أكلوا فهو صائم فصبر عليه رفيقه ذاهبمما وجائيمما فلممما
أراد إن يفارقه قال له يا أخي اخبرني ممما الممذي هيجممك إلممى ممما رأيممت قممال
رأيت في النوم قصرا من قصور الجنة و إذا لبنة من فضة و لبنة مممن ذهممب
فلما تم البناء إذا شرافة من زبر جدة و شرافة من يمماقوت و بينهممما حمموراء
من حور العين مرخية شعرها عليها ثوب من فضممة ينثنممي عليهمما معهما كلممما
تثنت فقالت جد إلى الله في طلبي فقد و الله جددت إليه في طلبممك فهممذا
الذي تراه في طلبها قال أبو سليمان هذا في طلب حوراء فكيممف بمممن قممد
طلب ما هو اكثر منها فصل في ذبح الموت بين الجنة و النممار قممال اللممه
تعالى و أنذرهم يوم الحسرة إذ قضي المر و هم في غفلة وهممم ل يؤمنممون
و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله يجمماء بممالموت
كأنه كبش املح فيوقف بين الجنة و النار فيقال يا أهل الجنة هل
تعرفون هذا فيشرأبون و ينظرون و يقولون نعم هذا الموت ثم يقال يا أهل
النار هل تعرفون هذا فيشرأبون و ينظرون ويقولون نعممم هممذا الممموت قممال
فيؤمر به فيذبح قال ثم يقال يا أهمل الجنمة خلمود فل مموت و يما أهمل النمار
خلود فل موت ثم قرا رسول الله و أنذرهم يوم الحسممرة إذ قضممي المممر و
هم في غفلة و هم ل يؤمنون متفق عليه و في الصحيحين أيضا مممن حممديث
ابن عمر رضي الله عنهما أن رسممول اللمه قممال يمدخل اهمل الجنممة الجنمة و
يدخل أهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا أهل الجنة ل ممموت و يمما
أهل النار ل موت كل خالد فيما هو فيه و عنه قال قال رسول الله إذا صممار
أهل الجنة إلى الجنة و صار أهل النار إلى النار أتي بالموت حتى يجعل بيممن
النار والجنة ثم ينادى منمماد يمما أهممل الجنممة ل ممموت و يمما أهممل النممار ل ممموت
فيزداد اهل الجنة فرحا و يزداد أهل النار حزنا إلى جهنم و عمن أبمي هريمرة
رضي الله عنه أن رسول الله قال إذا دخل أهممل الجنممة الجنممة و أهممل النممار
النار أتي بالموت ملبيا فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة و أهل النممار
ثم يقال يا أهل الجنة فيطلعممون خممائفين ثممم يقممال يمما أهممل النممار فيطلعممون
مبشرين يرجون الشفاعة فيقال لهل الجنة و أهل النممار هممل تعرفممون هممذا
فيقول هؤلء و هؤلء قد عرفناه هو الموت الذي وكل بنا فيضجع فيذبح ذبحا
على السور ثم يقال يا أهل الجنة خلود ل موت و يا أهل النار خلود ل ممموت
رواه النسممائي و الترمممذي و قممال حممديث حسممن صممحيح و هممذا الكبممش و
الضجاع و الذبح و معاينة الفريقين ذلك حقيقة ل خيال و ل تمثيل كما أخطأ
فيه بعض الناس خطا قبيحا و قال الموت عرض و العرض ل يتجسممم فضممل
عن ان يذبح و هذا ل يصح فان الله سبحانه ينشئ من الموت صممورة كبممش
يذبح كما ينشئ من العمال صورا معاينة يثمماب بهمما و يعمماقب و اللممه تعممالى
ينشئ من العراض أجساما تكون العراض مادة لها و ينشئ مممن الجسممام
أعراضا كما ينشئ سبحانه و تعالى مممن العممراض أعراضمما و مممن الجسممام
أجساما فالقسام الربعة ممكنة مقدوره للرب تعالى و ل يستلزم جمعا بين
النقيضين و ل شيئا من المحال و ل حاجة إلى تكلف من قال أن الذبح لملك
الموت فهذا كله من الستدراك الفاسد على الله و رسوله و التأويل
الباطل الذي ل يوجبه عقل و ل نقل و سببه قله الفهم لمراد الرسول من و
كلمه فظن هذا القائل أن لفظ الحديث يدل على أن نفس العممرض يذبممح و
ظن غالط آخر أن العرض يعدم و يزول و يصير مكانه جسم يذبح و لم يهتد
الفريقان الى هذا القول الذي ذكرناه و أن الله سبحانه ينشئ من العراض
أجسام و يجعلها مادة لها كما في الصحيح عنممه تجيممء البقممرة و آل عمممران
يوم القيامة كأنهما غمامتان الحديث فهممذه هممي القممراءة الممتي ينشممئها اللممه
سبحانه تعالى غمامتين و كذلك قوله في الحديث الخر أن ما تممذكرون مممن
جلل الله من تسبيحه و تحميده و تهليله يتعاطفن حممول العممرش لهممن دوي
كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ذكره احمد و كذلك قمموله فممي حممديث عممذاب
القبر و نعيمه للصورة التي يراها فيقول من أنت فيقول أنا عملك الصممالح و
أنا عملك السيء و هذا حقيقة ل خيال و لكن الله سبحانه أنشأ له من عمله
صورة حسنة و صورة قبيحة و هممل النممور الممذي يقسممم بيممن المممؤمنين يمموم
القيامة إل نفس إيمانهم أنشأ الله سبحانه لهم منه نورا يسممعى بيممن أيممديهم
فهذا أمر معقول لو لم يرد به النص فورود النص به من باب تطابق السمممع
و العقل وقال سعيد عن قتادة بلغنا أن نبي اللممه قممال أن المممؤمن إذا خممرج
من قبره صور له عمله في صورة حسنة و بشارة حسنة فيقول له من أنت
فوالله أنى لراك أمرا الصدق فيقول له أنا عملممك فيكممون لممه نممورا و قممائدا
إلى الجنة و أما الكافر إذا خرج من قبره صور لممه عملممه فممي صممورة سمميئة
وبشارة سيئة فيقول ما انت فوالله انممي لراك امممرا السمموء فيقممول لممه انمما
عملك فينطلق به حتى يدخله النار و قال مجاهد مثل ذلك و قال ابن جريممج
يمثل له عمله في صورة حسنة و ريح طيبة يعممارض صمماحبه و يبشممره بكممل
خير فيقول له من أنت فيقول أنا عملك فيجعل له نورا بين يديه حتى يدخله
الجنة فذلك قوله يهديهم ربهم بإيمانهم و الكافر يمثل له عملممه فممي صممورة
سيئة و ريح منتنة فيلزم صاحبه و يلده حممتى يقممذفه فممي النممار و قممال ابممن
المبارك ثنا المبارك بن فضالة عن الحسممن انممه ذكممر هممذه اليممة افممما نحممن
بميتين إل موتتنا الولى و ما نحن بمعممذبين قممال علممموا أن كممل نعيممم بعممده
الموت انممه يقطعممه فقممالوا افممما نحممن بميممتين إل موتتنمما الولممى و ممما نحممن
بمعذبين قيل ل قالوا أن هذا لهو الفوز العظيم و كان يزيد الرقاشممي يقممول
في كلمممه أمممن أهممل الجنممة ممن المموت فطمماب لهممم العيممش و آمنمموا مممن
السقام فهنا هم في جوار الله طول يبكي حتى تجري دموعه على لحيته
فصل في ارتفاع العبادات فممي الجنممة إل عبممادة الممذكر فإنهمما دائمممة روى
مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي اللممه عنهممما أن النممبي
قال كل يأكل أهل الجنة فيها و يشممربون و ل يتخمطممون و ل يتغوطممون و ل
يبولون و يكون طعامهم ذلك جشاء و رشحا كرشح المسك يلهمون التسبيح
و الحمد كما يلهمون النفممس و فممي روايممة التسممبيح و التكممبير كممما تلهمممون
بالتاء المثناة مممن فمموق أي تسممبيحهم و تحميممدهم يجممري مممع النفمماس كممما
تلهمون انتم النفس فصل قي تذاكر أهل الجنة ما كان بينهم في دار الدنيا
قال الله تعالى و اقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قممائل منهممم انممي
كان لي قرين اليات و قد تقدم الكلم عليهمما و قممال تعممالى فاقبممل بعضممهم
على بعض يتساءلون قالوا أنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن اللممه علينمما و
وقانا عذاب السموم و ذكر ابن أبي الدنيا من حديث الربيممع بممن صممبيح عممن
الحسن عن انس يرفعه إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الخمموان بعضممهم
إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا وسرير هذا الى سرير هممذا حممتى
يجتمعا جميعا فيتكىء هذا او يتكىء هذا فيقول أحدهما لصمماحبه تعلممم مممتى
غفر الله لنا فيقول صاحبه نعم يوم كذا و كممذا و موضممع كممذا و كممذا فممدعونا
الله فغفر لنا و إذا تذاكروا ما كان بينهم فتذاكرهم فيما كممان يشممكل عليهممم
في الدنيا من مسائل العلم و فهم القرآن و السنة و صحة الحاديث أولى و
أحرى فان المذاكرة في الدنيا في ذلك ألذ من الطعام و الشراب و الجماع
فتذاكر في الجنة اعظم لذة و هذه لذة يختص بها أهل العلم و يتميزون بهمما
على من عداهم
الباب السبعون في ذكر مممن يسممتحق هممذه البشممارة دون غيممره قممال اللممه
تعالى
و بشر الذين آمنوا و عملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها النهار
كلما رزقمموا منهمما و قممال تعممالى أل أن أوليمماء اللممه ل خمموف عليهممم و ل هممم
يحزنون الذين آمنمموا وكممانوا يتقممون لهممم البشممرى فممي الحيمماة الممدنيا و فممي
الخرة ل تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيممم و قممال تعممالى أن الممذين
قالوا ربنا
النبي إلى يومنا هذا و أدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز و الشممام و
غيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها
فهو مخالف مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة و سممبيل الحممق
قال و هو مذهب احمد و إسحاق بن إبراهيم و عبد الله بن مخلد و عبد الله
بن الزبير الحميدي و سعيد بن منصور و غيرهم كمن جالسنا و أخممذنا عنهممم
العلم و كان من قولهم أن اليممان قمول و عمممل و نيمة و تمسمك بالسمنة و
اليمان يزيد و ينقص و يستثنى من اليمان غيمر أن ل يكمون السمتثناء شمكا
إنما هي سنة ماضية سد العلماء فإذا سئل الرجل أمؤمن أنت فانه يقول انا
مؤمن أن شاء الله أو ممؤمن ارجمموا و يقمول أمنممت بمالله و ملئكتممه و كتبممه
ورسله و من زعم أن اليمممان قمول بل عممل فهمو مرجىممء و ممن زعمم أن
اليمان هو القول و العمال شرائع فهو مرجئ و من زعم أن اليمان يزيد و
ل ينقص فقد قال بقول المرجئة و مممن لممم يممر السممتثناء فممي اليمممان فهممو
مرجئ و من زعم أن إيمانه كإيمممان جبريممل و الملئكممة فهممو مرجممئ و مممن
زعم أن المعرفة في القلب و أن لم يتكلم بها فهو مرجئ و القممدر خيممره و
شره و قليله و كثيره و ظاهره و باطنه و حلوه و مره و محبوبه و مكروهممه
و حسنه و سيئه و أوله و آخره من الله عز و جل قضاء قضاه على عبمماده و
قدر قدره عليهم ل يعدوا واحد منهم مشيئة الله و ل يجاوزه قضاؤه بل هممم
كلهم صائرون إلى ما خلقهم له واقعون فيما قدر عليهم و هو عدل منه جل
ربنا و عز و الزنمما و السممرقة و شممرب الخمممر و قتممل النفممس و أكممل المممال
الحرام و الشرك و المعاصي كلها بقضاء الله مممن غيممر أن يكممون لحممد مممن
خلقه على الله حجة بل لله الحجة البالغة على خلقه ل يسممئل عمما يفعممل و
هم يسئلون و علم الله عز و جل مماض فمي خلقمه بمشميئة منمه سمبحانه و
تعالى فهو سبحانه قد علم من إبليممس و مممن غيممره ممممن عصمماه مممن لممدن
عصى الله تبارك وتعالى إلممى قيممام السمماعة المعصممية و خلقهممم لهمما وعلممم
الطاعة اهل الطاعة وخلقهم لها فكل يعمل لما خلق له له و صممائر إلممى ممما
قضى عليه ل يعدو أحد منهم قدر الله و مشيئته و اللممه الفعممال لممما يريممد و
من زعم أن الله سبحانه و تعالى شاء لعباده الذين عصوه و تكبروا الخيممر و
الطاعة و أن العباد شاءوا لنفسهم الشر و المعصية فعملوا على مشمميئتهم
فقد زعم أن مشيئته العباد اغلب من مشيئة اللممه تعممالى و أي افممتراء علممى
الله اكبر من هذا و من زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له أرايت هممذه المممرأة
حملت من الزنا و جاءت بولد هل شاء الله عز و جل أن يخلق هممذا الولممد و
هل مضى في سابق علمه فان قال ل فقد زعم أن مع
الله خالقا و هذا الشرك صراحا و مممن زعممم أن السممرقة و شممرب الخمممر و
أكل المال الحرام ليس بقضاء و قدر فقد زعم أن هذا النسممان قممادر علممى
أن يأكل رزق غيره و هذا صراح قول المجوسية بل أكل رزقممه الممذي قضممى
الله أن يأكله من الوجه الذي أكله و من زعم أن قتل النفس ليس بقدر من
الله عز و جل فقد زعم ان المقتول مات بغيممر اجلممه و أي كفممر أوضممح مممن
هذا بل ذلك بقضاء الله عز و جل و ذلك عدل منه في خلقه و تممدبيره فيهممم
و ما جرى من سابق علمه فيهم و هو العدل الحق الذي يفعل ما يريد و من
اقر بالعلم لزمه القرار بالقدر و المشيئة على الصغر و القممماءة و ل نشممهد
على أحد من أهل القبلة انه في النممار لممذنب عملممه و ل لكممبيرة أتاهمما إل أن
يكون في ذلك حديث كما جاء في حديث ول بنص الشهادة و ل نشممهد لحممد
انه في الجنة بصالح عمله و ل لخير أتاه إل أن يكمون فمي ذلمك حمديث كمما
جاء على ما روي و ل بنص الشهادة و الخلفة في قريش ما بقي من الناس
اثنان و ليس لحد من النمماس أن ينممازعهم فيهمما و ل نخممرج عليهممم و ل نقممر
لغيرهم بها إلى قيام الساعة و الجهاد ماض قائم مع الئمة بروا أو فجروا ل
يبطله جور جائر و ل عدل عادل و الجمعة و العيدان و الحممج مممع سمملطان و
أن لممم يكونمموا بممررة عممدو ل اتقيمماء وأتقيمماء و دفممع الصممدقات و الخممراج و
العشار و الفيء و الغنائم إليهم عدلوا فيهمما أو جمماروا و النقيمماد لمممن واله
الله عز و جل أمركم ل تنزع يدا مممن طمماعته و ل تخممرج عليممه بسمميف حممتى
يجعل الله لك فرجا و مخرجا و ل تخرج على السلطان و تسمع و تطيع و ل
تنكث بيعته فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للسممنة للجماعممة و أن
أمرك السلطان بأمر فيه لله معصية فليس لك أن تطيعه البتممة و ليممس لممك
أن تخرج عليه و ل تمنعه حقممه و المسمماك فممي الفتنممة سممنة ماضممية واجممب
احترامها فان أبتليت فقدم نفسك دون دينك و ل تعممن علممى الفتنممة بيممد و ل
لسان و لكن اكفف لسانك و يدك و هواك و الله المعين و الكممف عممن أهممل
القبلة فل تكفر أحدا منهم بذنب و ل تخرجه عن السلم بعمممل إل أن يكممون
في ذلك حديثا كما جاء و ما روى فتصدقه و تقبله و تعلم انه كممما روى نحممو
كفر من يستحل نحو ترك الصلة و شرب الخمر و ممما أشممبه ذلممك أو يبتممدع
بدعة ينسب صاحبها إلى الكفر و الخروج من السلم فاتبع ذلك و ل تجاوزه
و العور الدجال خارج ل شك في ذلك و ل ارتيمماب و هممو اكممذب الكمماذبين و
عذاب القبر حق يسال العبد عن دينه و عن ربه و عن الجنممة و عممن النممار و
منكر و نكير حق و هما فتانا القبر نسممال اللممه الثبممات و حمموض محمممد حممق
حوض ترده أمته و لهم آنية يشربون بها منه و الصراط حق
يوضع على سواء جهنم و يمر الناس عليه و الجنة من وراء ذلممك و الميممزان
حق يوزن به الحسنات و السيئات كما شاء الله أن يوزن و الصور حق ينفخ
فيه اسرافيل فتموت الخلق ثم ينفخ فيه الخممرى فيقومممون لممرب العممالمين
للحسمماب و فصممل القضمماء و الثممواب و العقمماب و الجنممة و النممار و اللمموح
المحفوظ يستنسخ منه أعمال العباد لما سبق فيه من التقممادير و القضمماء و
القلم حق كتب الله به مقادير كل شيء و أحصاه في الذكر و الشفاعة يوم
القيامة حق يشفع قوم في قوم فل يصيرون إلى النار و يخرج قوم من النار
بعدما دخلوها و لبثوا فيها ما شاء الله ثم يخرجهم من النار و قمموم يخلممدون
فيها أبدا و هم أهل الشرك و التكذيب و الجحود و الكفر بممالله عممز و جممل و
يذبح الموت يوم القيامة بين الجنة و النممار و قممد خلقممت الجنممة و ممما فيهمما و
خلقت النار و ما فيها خلقهما الله عز و جل و خلق الخلق لهما و ل يفنيان و
ل يفنى فيهما ما فيهما أبدا فإذا احتج مبتدع أو زنديق بقول اللممه عممز و جممل
^ كل شيء هالك إل وجهه ^ و بنحو هذا من متشابه القممرآن قيممل لممه كممل
شيء مما كتب الله عليه الفناء و الهلك هالك و الجنة و النممار خلقهممما اللممه
للبقاء ل للفناء و ل للهلك و هما من الخرة ل مممن الممدنيا و الحممور العيممن ل
يمتن عند قيام الساعة و ل عند النفخة و ل أبدا لن الله عممز و جممل خلقهممن
للبقاء ل للفناء و لم يكتب عليهن الموت فمممن قممال خلف هممذا فهممو مبتممدع
ضل عن سواء السممبيل و خلممق سممبع سممماوات بعضممها فمموق بعممض و سممبع
أرضين بعضها اسفل من بعض و بين الرض العليا و السممماء الممدنيا مسمميرة
خمسمائة عام و بين كل سماء إلى سممماء مسمميرة خمسممائة عممام و الممماء
فوق السماء العليا السابعة و عرش الرحمن عز و جل فوق الماء و الله عز
و جل على العرش و الكرسي موضع قدميه و هو يعلم ما في السممماوات و
الرضين و ما بينهما و ما تحت الثرى و ما في قعر البحر و منبت كل شعرة
و شجرة و كل زرع وكل نبات و مسقط كممل ورقممة عممدد كممل كلمممة و عممدد
الرمممل و الحصممى و الممتراب و مثاقيممل الجبممال و أعمممال العبمماد و أثممارهم و
كلمهم و أنفاسهم و يعلم كل شيء و ل يخفى عليه مممن ذلممك شمميء و هممو
على العرش فوق السماء السابعة و دونه حجب من نار و نور و ظلمة و ممما
هو اعلم به فإذا احتج مبتدع أو مخالف بقول الله عممز و جممل و نحممن اقممرب
إليه من حبل الوريد و قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلثة إل هممو رابعهممم و
ل خمسة إل هو سادسهم و ل أدنى من ذلك ول اكثر إل هو معهم أينما كانوا
و نحو هذا من متشابه القرآن فقل إنما يعني بذلك العلم أن الله عممز و جممل
على العرش فوق السماء السابعة العليا يعلم ذلك كله و هو بائن
من خلقه ل يخلو من علمه مكان و لله عممز و جممل عممرش و للعممرش حملممة
يحملونه و الله عز و جل مستو على عرشه و ليس له حد و الله عممز و جممل
سميع ل يشك بصير ل يرتمماب عليممم ل يجهممل جممواد ل يبخممل حليممم ل يعجممل
حفيظ ل ينسى و ل يسهو قريب ل يغفل و يتكلم و ينظر و يبسط و يضممحك
و يفرح و يحب و يكره و يبغض و يرضى و يغضب و يسخط و يرحم و يعفممو
و يغفر و يعطي و يمنع و ينزل كل ليلة إلى السماء الممدنيا كيممف شمماء ليممس
كمثله شيء و هو السميع البصمير و قلمموب العبمماد بيمن إصممبعين ممن أصمابع
الرحمن يقلبها كيف يشاء و يوعيها ما أراد و خلق آدم بيممده علممى صممورته و
السموات و الرض يوم القيامة في كفه و يضع قممدمه فممي النممار فتنممزوي و
يخرج قوما من النار بيده و ينظر إلى وجهممه أهممل الجنممة يرونممه فيكرمهممم و
يتجلى لهم و تعرض عليه العباد يموم القياممة و يتمولى حسممابهم بنفسمه و ل
يلى ذلممك غيممر اللممه عممز و وجممل والقممرآن كلم اللممه الممذي تكلممم بممه وليممس
بمخلوق فمممن زعممم أن القممرآن مخلمموق فهممو جهمممي كممافر و مممن زعممم أن
القرآن كلم الله و وقف و لم يقممل ليممس بمخلمموق فهممو اخبممث مممن القممول
الول و من زعم أن ألفاظنا و تلوتنا مخلوقة و القرآن كلم الله فهو جهمي
و كلم الله موسى تكليما منه إليه و ناوله التوراة من يده إلى يده و لم يزل
الله عز و جل متكلما و الرؤيا من الله و هي حق إذا رأى صاحبها في منامه
ما ليس ضغثا فقصها على عالم وصدق فيها فأولها العالم على اصل تأويلهمما
الصحيح و لم يحرف فالرؤيا تأويلها حينئذ حق و قد كانت الرؤيا مممن النبيمماء
وحيا فأي جاهل اجهل ممن يطعن في الرؤيا و يزعممم أنهمما ليسممت بشمميء و
بلغني أن من قال هذا القول ل يرى الغتسممال مممن الحتلم و قممد روى عممن
النبي أن رؤيا المؤمن كلم يكلم به الرب عبده و قال أن الرؤيمما ممن اللمه و
ذكر محاسن أصحاب رسول اللممه كلهممم و الكممف عممن ذكممر مسمماويهم الممتي
شجرت بينهم فمن سب أصممحاب رسممول اللممه أو واحممدا منهممم أو نقصممه أو
طعن عليه أو عرض بعيبهم أو عاب أحدا منهممم فهممو مبتممدع رافضممي خممبيث
مخالف ل يقبل الله منه صرفا و ل عدل بل حبهم سنة و الدعاء لهم قربممة و
القتداء بهم وسيلة و الخذ باثارهم بها فضيلة و خير المة بعد النبي أبو بكر
وعمر بعد ابي بكر و عثمان بعد عمر و علي بعد عثمان و وقممف قمموم علممى
عثمان و هم خلفاء راشمدون مهمديون ثمم أصمحاب رسمول اللمه بعمد همؤلء
الربعة خير الناس ل يجوز لحد أن يذكر شيئا مممن مسمماوئهم و ل أن يطعممن
في واحد منهم بعيب و ل نقص
فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه و عقوبته ليس لممه أن يعفممو
عنه بل يعاقبه و يستتيبه فان تاب قبل منه و أن لم يتب أعاد عليممه العقوبممة
و خلده في الحبس حتى يموت أو يرجع و نعممرف للعممرب حقهمما و فضمملها و
سابقتها و نحبهم لحديث الرسول الله فان احبهم إيمان و بغضهم نفمماق و ل
نقول بقول الشعوبية و أراذل الموالي الممذين ل يحبممون العممرب و ل يقممرون
لهم بفضل فممان قممولهم بدعممة و مممن حممرم المكاسممب و التجممارات و طلممب
المال من وجهه فقد جهل و أخطأ و خالف بل المكاسب مممن وجوههمما خلل
قد احلها الله عز و جل و رسوله فالرجل ينبغي له أن يسعى علممى نفسممه و
عياله من فضل ربه فان ترك ذلك علممى انممه ل يممر الكسممب فهممو مخممالف و
الدين إنما هو كتمماب اللممه عممز و جممل و اثممار و سممنن و روايممات صممحاح عممن
الثقات بالخبار الصحيحة القوية المعروفة يصدق بعضممها بعضمما حممتى ينتهممي
ذلك إلى رسول الله و أصحابه رضي الله عنهم و التابعين و تممابعي التممابعين
و من بعممدهم مممن الئمممة المعروفيممن المقتممدى بهممم المتمسممكين بالسممنة و
المتعلقين بالثممار و ل يعرفممون ببدعممة و ل يطعممن فيهممم بكممذب و ل يرمممون
بخلف إلممى أن قممال فهممذه القاويممل الممتي وصممفت مممذاهب أهممل السممنة و
الجماعة و الثر و أصحاب الروايات و حملة العلم الممذين أدركنمماهم و أخممذنا
عنهم الحديث و تعلمنا منهم السنن و كانوا أئمة معروفين ثقات أهل صممدق
و أمانة يقتممدى بهممم و يؤخممذ عنهممم و لممم يكونمموا أهممل بدعممة و ل خلف و ل
تخليط و هو قول أئمتهم و علمممائهم الممذين كممانوا قبلهممم فتمسممكوا بممذلك و
تعلموه و علموه قلت حرب هذا صاحب احمد و إسحاق و له عنهما مسممائل
جليلة و أخذ عن سعيد بن منصممور و عبممد اللممه بممن الزبيممر الحميممدي و هممذه
الطبقة و قد حكى هذه المذاهب عنهم و اتفاقهم عليها و من تأمل المنقول
عن هؤلء و أضعاف أضعافهم من أئمة السنة و الحديث وجممده مطابقمما لممما
نقله حرب و لو تتبعناه لكان بمقدار هذا الكتاب مرارا و قد جمعت منه فممي
مسالة علو الرب تعالى على خلقممه و اسممتوائه علممى عرشممه وحممدها سممفرا
متوسطا فهذا مممذهب المسممتحقين لهممذه البشممرى قممول و عمل و اعتقممادا و
بالله التوفيق فصل و نختم الكتابي بما ابتممدأنا بممه أول وهممو خاتمممة دعمموى
أهل الجنة قال تعممالى أن الممذين آمنمموا و عملمموا الصممالحات يهممديهم ربهممم
بإيمانهم تجري من تحتهم النهار
في جنات النعيم دعواهم فيها سممبحانك اللهممم و تحيتهممم فيهمما سمملم و آخممر
دعواهم أن الحمد لله رب العالمين قال حجمماج عممن ابممن جريممج أخممبرت أن
قوله دعواهم فيها سبحانك اللهممم قممال إذا مممر بهممم الطيممر ليشممتهونه قممالوا
سبحانك اللهممم وذلممك دعممواهم فيممأتيهم الملممك بممما اشممتهوا فيسمملم عليهممم
فيردون عليه فذلك قوله تعالى و تحيتهم فيها سلم قال فممإذا أكلمموا حمممدوا
الله ربهم فذلك قوله تعالى و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العممالمين قممال
سعيد عن قتادة قوله تعالى دعواهم فيها سبحانك اللهم يقول ذلك دعمماؤهم
فيها و تحيتهم فيها سلم و قال الشجعي سمعت سممفيان الثمموري يقممول إذا
أرادوا الشيء قالوا سبحانك اللهم فيأتيهم ما دعوا به و معنممى هممذه الكلمممة
تنزيه الرب تعالى و تعظيمه و إجلله عما ل يليق به و ذكر سفيان عممن عبممد
الله بن موهب سمعت موسى بن طلحة قال سئل رسول الله عمن سمبحان
الله فقال تنزيه الله عن السوء و سممال بممن الكممواء عليمما عنهمما فقممال كلمممة
رضيها الله تعالى لنفسه و قال حفص بن سليمان بن طلحة ابممن يحيممى بممن
طلحة عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله قال سالت رسول اللممه عممن تفسممير
سبحان الله فقال هو تنزيه الله عن كممل سمموء فممأخبر اللممه تعممالى عممن أول
دعواهم إذا استدعوا شيئا قالوا سممبحان اللممه و عممن آخممر دعممواهم عنممد ممما
يحصل لهم هو قولهم الحمد لله رب العالمين و معنى الية اعممم مممن هممذا و
الدعوى مثل الدعاء و الدعاء يراد به الثناء و يراد به المسالة و في الحممديث
افضل الدعاء الحمد لله رب العالمين فهذا دعاء ثناء و ذكر يلهمه اللممه أهممل
الجنة فأخبر سبحانه و عن أوله و آخره فأوله تسبيح و آخره حمد يلهمونهما
كما يلهمون النفس و في هذا إشممارة إلممى أن التكمماليف فممي الجنممة يسممقط
عنهم و ل تبقى عبادتهم إل هذه الممدعوى الممتي يلهمونهمما و فممي لفممظ اللهممم
إشارة إلى صريح الدعاء فإنها متضمنة لمعنى يا الله فهي متضمنة للسممؤال
و الثناء و هذا هو الذي فهمه من قال إذا أرادوا شمميئا قممالوا سممبحانك اللهممم
فذكروا بعض المعنى و لم يستوفوه مع انهم قصروا به فممانهم اوهممموا انهممم
إنما يقولون ذلك عندما يريدون الشيء و ليس في الية ما يممدل علممى ذلممك
بممل يممدل علممى أن أول دعممائهم التسممبيح و آخممره الحمممد و قممد دل الحممديث
الصحيح على انهممم يلهمممون ذلممك كمما يلهمممون النفممس فل تختممص الممدعوى
المذكورة بوقت إرادة الشيء و هذا كما انه ل يليق بمعنى الية فهو ل يليممق
بحالهم و الله تعالى اعلم بالصواب