Professional Documents
Culture Documents
للمام الخميني+
مقدمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم
قععد يكععون "الخمينععي المفسععر للقععرآن" مععن أبععرز البعععاد
المخفية في شخصية المام الراحل السير روح الله الموسوي
الخميني ،فقد حجبتها عن النظار البعععاد الجهاديععة فععي هععذا
العالم الرباني العارف والقائد الثائر والدوار التاريخيععة الععتي
تضععمنتها شخصععية المععام علععى صعععيد إحيععاء السععلم وقيمععة
المحمديععة الخالععدة :ولكععن هععل يمكععن إحيععاء السععلم دون
القععرآن؟! الجابععة واضععحة ،وعلععى أساسععها يتضععح أن البعععد
التفسيري للقرآن ع ومن قناة المامة المعصومة وهي الثقععل
الثاني القرين الملزم للقرآن ع هو البعد الظهر في شخصععية
المععام الخمينععي )قععده( باعتبععاره مجععدد السععلم فععي تععاريخه
الحديث.
هععذا هععو الطععار العععام وهععذه هععي الملمععح العامععة لبعععد
"المفسر للقرآن" في شخصية العععارف الخمينععي ،ولكععن هععل
للمام الراحل تععراث تفسععيري ومنهععج فعي تفسععير القعرآن؟!
بالنسبة للشطر الول من السععؤال مععن المعلععوم أنععه لععم تتععح
للمام فرصة تصنيف تفسير كامل للقرآن الكريم وينقل أحععد
تلمذته أنه ع رضوان الله عليه ع كان يعتذر عن ذلك بععأن المععر
يحتاج إلى تفرغ كامل وهذا ما لم يسمح له به دوره التععأريخي
ومهماته النهضوية والحيائية.
أمععا بالنسععبة للشععطر الثععاني مععن السععؤال فالجابععة عليععه
إيجابية بالكامل ،فللمام الراحل "متفرقات" تفسيرية متناثرة
في مؤلفاته ورسائله ومحاضراته وخطاباته ،بعضععها تخصصععية
بالكامل والبعض الخر على نحو الستشهاد ومن مجموع هععذه
المتفرقات يمكن اكتشاف منهج متكامل فععي التفسععير إلععتزم
به المام في تعامله مع القرآن الكريم ،وحيععث ل تتسععع هععذه
1
المقدمة الموجزة للحديث عن هذا المنهععج تفصععيل نشععير هنععا
إلى أبرز خصائصه العامة وهي:
أول :إدخاله عنصر الدعية المرويععة عععن أهععل بيععت العصععمة
عليهم السلم في فهم المقاصد القرآنية إضافة إلى الحديث،
المر الذي يعبر عن عمق فهمه لمقاصد الدعية المرورية عنه
بععل إنععه يصععرح فععي المحاضععرة الخامسععة مععن محاضععراته
التفسيرية التي نقدم ترجمتها للقععارىء العربععي بععأن الدعيععة
إنما هي تفسر القرآن.
ثانيا :الميزة الثانية لمنهج المام في التفسير القرآني هععو
استناده إلى عنصر التدبر والسععتنطاق ل التحميععل فععي فهععم
القرآن وفي ذلك استجابة عملية لنصوصه والنصوص الحديثية
الداعية إلى التدبر وإعمال العقل في فهم القرآن إضافة إلى
اللتزام ع والتدبر أيضا ً ع بتفسيرات الذي يسر القععرآن بلسععانه
والمتعلمين مععن نبعععه اللهععي الصععافي ،وهععذه الميععزة تجعععل
المنهج الخمينععي فععي التفسععير منهجععا إبععداعيا مسععتزيدا فععي
استنطاق القرآن واكتشاف المزيد من حقائقه الععتي ل ينععزف
بحرها.
ثالثا :وكثمععرة للميععزة الثانيععة امتععاز هععذا المنهععج بتجسععيده
العملععي لمقتضععيات تعععدد البطععون القرآنيععة إضععافة إلععى
ظواهرها ،وتتجلى هذه الميزة بوضوح فععي تفسععيره ع ع رحمععة
الله ع ليات من سورة الحشر ضمن رسالة تربوية لنجله السيد
أحمد ،حيعث يطععرح لتفسعيرها ععدة بطععون تمتعد طوليععا عع ول
تتقاطع ع على مراتب.
رابعا :والميزة الرابعة هي تأكيععده علععى الجععانب الحتمععالي
لرائه التفسيرية وهذه الميزة إضافة إلى مبرراتهععا الشععرعية
لهععا اثععر إيجععابي غايععة فععي الهميععة فععي العانععة علععى فهععم
البطععون الخععرى للظععواهر القرآنيععة إذ أن للجععزم فععي طععرح
تفسير ما آثارا سلبية في تجميععد الععذهن عليععه وإغلق أبععواب
التدبر ولو ل شعوريا كما أن هعذه الميععزة تجععل لهعذا المنهععج
تحقيقا علميا ً بعيدا ً عن تحميل الراء على المنطوق القرآني.
خامسا :ويمتععاز المنهععج التفسععيري للمععام بطععابع عرفععاني
واضح لكنه ل يغفل آراء وأقوال غيععر العرفععاء واسععتنطاقاتهم
لليات الكريمة وهذا المر يجعل المنهج الخميني في التفسير
2
شموليا ً يستوعب كافة اللتفاتات ،وهذا الطابع العرفععاني هععو
عملي بالدرجة الولععى وليععس علمي عا ً محض عًا ،مععن هنععا نلحععظ
امتياز التفسير الخميني بأنه تربوي يهتم بالمطععالب التربويععة
المؤثرة على الجانب العلمععي وفععي ذلععك تجسععيد لكععونه هععدى
للعالمين.
وجميع هذه المميزات يمكن للقارىء أن يلحظها فععي هععذه
المحاضرات المعرفية في تفسير البسععملة مععن سععورة الحمععد
والتي نقدم ترجمتها العربية وهي خمسععة دروس كععان المععام
الراحل قععد أفععاض بهععا بعيععد انتصععار الثععورة السععلمية )خلل
شهر صفر عام 1400للهجرة( وقععد بثععت عععبر جهععاز التلفععزة
اليرانية في التأريخ المذكور وقد سعى المام بحكم ذلك إلععى
تبسيطها بما يتناسععب مععع عموميتهععا وكععان ينععوي مواصععلتها
أسبوعيا
كما يصرح بذلك في الدروس ولكن ع مع السف ع فقد حععال
دون استمرار فيوضاتها المباركة توعك صحة المععام وعوامععل
أخرى غفر الله لمسببيها الذين أوجدوا عقبععات بععوجه انتشععار
المعارف السلمية مععن خلل مسععاهمتهم فععي الحيلولععة دون
استمرار هذه المحاضرات المعرفية القيمة.
ملحظة أخيععرة نععود الشععارة إليهععا فععي المقدمععة المععوجزة
وهععي أننععا حرصععنا فععي هععذه الترجمععة علععى المحافظععة علععى
أسلوب المخاطبة المباشرة فيها بمعني إبقاء حالة المحاضععرة
فيهععا آمليععن أن يفتععح القععارئ قلبععه لهععذا الخطععاب المعنععوي
لينتفع من ثماره المباركة رزق اللععه صععاحبها زيععادة الععدرجات
العلى ورزقنا شفاعة أجداد الكرام إنه ولي التوفيق.
3
مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
وردت طلبات أن أتحدث في تفسععير بعععض اليععات القرآنيععة
الشريفة في حين أن تفسير القرآن ليس من المهمععات الععتي
يستطيع أمثالنا أداء حقها بععل إن علمععاء الطععراز الول ع ع مععن
العامة والخاصة ع صنفوا ع طول التأريخ السلمي ع كتبا كثيرة
في هذا الباب ومساعيهم مشكورة بل شك ولكن كل منهم لم
يقععم بععأكثر مععن كشععف أحععد أغطيععة القععرآن الكريععم وفقععا ً
لتخصصه ،وحتى في هذا الحد ما مععن يقيععن أن التفسععير جععاء
كامل.
فمثل عمد العرفاء على مدى قرون عدة إلى كتابععة تفاسععير
عديدة وفق طريقتهم وهي الطريقة المعرفيععة ،أمثععال محععي
الدين )إبن عربي( في بعض كتبه وعبد الرزاق الكاشععاني فعي
تععأويلته والمل سععلطان علععي فععي تفسععيره وبعضععهم أجععاد
التصنيف وفق هذا الفن ولكن القرآن ل ينحصر فيمععا صععنفوا
فمععا قععاموا ب هععو إزاحععة بعععض الحجععب عععن القععرآن الكريععم
وقراءة بعض أوراقه.
كما قام الطنطاوي وأمثععاله وكععذلك السععيد قطععب بتفسععير
ة أخرى هي أيضا ً ليست تفسيرا للقرآن بكافععة القرآن بطريق ٍ
معانية فهم أيضا ً كشفوا غطاء واحدا آخرا ً عنه.
وللكثير من سائر المفسرين ع من غير هاتين الطععائفتين ععع
تفاسير كتفسير "مجمع البيان " وهو تفسععير جيععد جععامع بيععن
أقوال العامة والخاصة ،وحال هذه التفاسععير كحععال سععابقاتها
فالقرآن ليس ذاك الكتاب الذي نستطيع نحن أو غيرنا تصنيف
م هععي تفسير جامع له يحوي كافة علومه كما هي ،ففيععه علععو ٌ
فوق ما نفهم نحن ،نحن نفهم ظاهرا ً منه ونفسر غطععاءً منععه
والبععاقي يحتععاج إلععى تفسععير أهععل العصععمة وهععم المعلمععون
بتعليمات رسول الله.
التفسير بالهواء
وقععد ظهععر فععي الونععة الخيععرة أشععخاص ليععس مععن أهععل
4
التفسير أصل ً أرادوا تحميل ما لديهم من أفكععار علععى القععرآن
ة من اليساريين والشععيوعيين عمععدت إلععى والسنة حتى أن فئ ً
ً
التستر بالقرآن أيضا لعرض بضععائعهم ،وهععؤلء ل علقععة لهععم
أصل ً بالتفسير ول بالقرآن فما يريدونه هعو خعداع شععبابنا بمعا
يقدمونه لهم على أنه هو السلم.
وعلى هذا فما أريد التنبيه إليه هو أنععه ل ينبغععي للععذين لععم
يصلوا بعععد إلععى المسععتويات العاليععة مععن النضععوج العلمععي أن
يدخلوا مضمار التفسير ،فل ينبغي للشباب غير المطلععع علععى
المعارف السلمية إقتحام ميدان تفسير القرآن وإذا حدث أن
تطفل أمثال هؤلء لغايات وأهداف مععا علععى ميععدان التفسععير
فل ينبغي لشبابنا أن يولوا أهمية أو يقيمععوا وزن عا ً لمثععل هععذه
ح عععن "التفسععير ي صععري ٌ
التفاسير فقععد ورد فععي السععلم نه ع ٌ
بالرأي" )من فسر القععرآن برأيععه فليتبععوأ مقعععده مععن النععار "
حديث نبوي مشهور راجع كتاب القرآن فععي السععلم للعلمععة
الطباطبععائي ص 82طبعععة منظمععة العلم السععلمي وكتععاب
التعرف على القععرآن للشععهيد المطهععري ص 25طبعععة وزارة
الرشاد فععي الجمهوريععة السعلمية والحععديث المعذكور يرويععه
الشيخ الصدوق عععن النععبي الكععرم )ص( فععي الغنيععة وأخرجععه
الترمذي في صحيح ج 11ص (67كأن
ي كان إلى تلبي آرائه علععى القععرآن فيطبععق المععادييعمد أ ٌ
أفكاره على بعض اليات القرآنية فيفسر القععرآن وفععق رأيععه،
أو أن يعمد أحد أصحاب الراء المعنويععة والروحيععة إلععى تأويععل
كل ما في القرآن الكريم ويرجعه إلى ما يعتقد هو.
إن اللزم هععو أن نجتنععب كععل ذلععك فأيععدينا ليسععت مطلقععة
العنان في هذا المضمار والباب ليس مفتوحا ً علععى مصععراعيه
لكي يعمد النسان إلى تحميل كل ما يصله عقله على القععرآن
فيقول هذا ما يقوله القرآن.
5
وإستجابة لما طلبه بعض السادة من أحاديث في هذا البععاب
قررت أن أتناول كل عدة أيام مرة ع كأنه يكععون فععي السععبوع
مرة ع وضمن وقت محدود السورة الولى في القرآن وإحععدى
السععور الواخعر وأتحععدث عنهععا بصعورة مختصععرة إذ ل يتسععنى
التفصيل ل لي ول للخرين وأكععرر القععول بععأن هععذا التفسععير
ليس على نحو الجزم وليس أنه هو المراد ل غيععر ،إذ أن مثععل
ذلك هو من التفسير بالرأي فمععا نعرضععه مععا يصععله نظرنععا مععا
نفهمه فنقوله على نحو الحتمال.
6
الدرس الول
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين .....
يحتمععل أن تكععون "البسععملة" فععي جميععع السععور القرآنيععة
مرتبطة باليات الععتي تليهععا ،ولقععد قيععل أن البسععملة متعلقععة
ن القععرب هععو أن كععل بسععملة مرتبطععة بمعنى مقدر واحد ولك ّ
بنفس السورة ع الععتي تفتتحهععا ع ع فمثل فععي "الحمععد" ترتبععط
البسملة بما بعدها فباسم الله تبارك وتعالى يكون الحمد له.
ص أو لكععل
والسم علمة ،وهو للتعريف ،ويوضععع لكععل شععخ ٍ
م لكي يكون علمة ومعرفا ً لععه ،فعنععدما يقععال "زيععد"
ء اس ٌ
شي ٍ
يعرف النسان من هو المقصود بذلك.
أسماء الله علئم ذاته )بحعث المعام هعذا الموضععوع بصععورة
اكثر تفصيل في كتابيععة مصععباح الهدايععة وشععرح دعععاء السععحر
وكلهما بالعربية(
وأسماء الله هي أيضا ً علئم ذاته المقدسععة ،وأسععماء الحععق
تعالي هي التي يمكن للنسععان التعععرف علععى ذاتععه المقدسععة
ة ناقصعة عع أمعا نفععس العذات المقدسعة من خللها ع ولو بصور ٍ
للحق تعالى فل يصلها إنسان حععتى خععاتم النبيععاء وهععو أعلععم
وأشرف بني آدم فهو ل يستطيع الوصععول إلععى مرتبععة الععذات
مععا مععا يمكععن لبنععي
تلك إذ ل يعرفهععا سععوى ذاتععه المقدسععة ،أ ّ
النسان الوصول إليه فهو أسمعاء الله )راجع في هذا المجععال
كتاب التوحيد العلمي والعيني الذي يضم مراسلت آيععات اللععه
محمععد حسععين الكمبععاني والسععيد أحمععد الكععربلئي وتععذييلت
العلمة الطباطبائي وتلميذه محمععد حسععن الطهرانععي عليهععا(
ولهذه السماء أيض عا ً مراتععب نسععتطيع نحععن أن نععدرك بعضععها
فيما ينحصر إدراك البعض الخععر بأوليععاء اللععه والنععبي الكععرم
صلي الله عليه وآله وأولئك المعلمين بتعليمه.
7
المقدسة ،وغاية المر أن البعض يستطيع الوصول إلععى عمععق
كونها علمة فيعععرف كيععف أنهععا علمععة والبعععض الخععر يفهععم
المر على نحو الجمال وذلك من خلل مقولععة أن الموجععود ل
يحصل على الوجود مععن تلقععاء نفسععه ،وهععذه حقيقععة واضععحة
يستطيع إدراكها عقل أي إنسان بالفطرة ويفهم أن الموجود
الذي يمكن وجوده ويمكن عدمه مثل هععذا الوجععود المكععاني ل
يمكن أن يوجد بذاته فهذا الممكن يجب أن ينتهععي إلععى وجععود
موجود بالذات أي الموجود الععذي ل يمكععن سععلب الوجععود منععه
وهععو الزلعععي الععذي يسععتحيل سعععلب الوجعععود منععه وسعععائر
الموجودات الخععرى ممكنععة الوجععود والعععدم وهععذه ل تكتسععب
الوجود بذاتها فهي محتاجة إلى من يوجدها وهو خارج عنها.
لو فرضنا هذا الفضاء الوهمي الذي ليس بشععيء وليععس لععه
واقع خارجي أنه فضاء أزلععي فل يمكععن أن يتبععدل إلععى شععيء
موجود بنفسه أو أن يظهر فيه موجودٌ دون موجد.
وقول أولئك الذين يقولون بأنه كععان فععي الععدنيا منععذ الزل
فضاءً غير متناه )والشكال في اللمتناهي يبقععي قائمععا( ،ثععم
ظهر بعد ذلك هواء وبخار ومن هذا الموجود "البخار الذي فععي
وجععد شععيءٌ آخععر وهكععذا ،مثععل هععذا القععول يخععالف الفضععاء " ُ
الضرورة العقلية التي تنفي تحول شيء إلى شيء آخر بععذاته
ودون تدخل علة خارجية ،فكععل شععيء يتبععدل إلععى شععيء آخععر
ل أن يتبععدل ،فالمععاء مثل ً ة خارجية وبدونها محععا ٌ يحتاج إلى عل ٍ
ة خارجية ليصبح ثلجا ً منجمدا ً أو ليصبح ماءً مغلي ّا ً يحتاج إلى عل ٍ
وبدون هذه العلة الخارجية يبقى إلى البد ماءً ل تصبح درجتععه
ة خارجيععة وشععيء ج إلععى عل ع ٍتحت الصفر ول فوقه ،فهو محتععا ٌ
خععارجي حععتى ل يتعفععن ،وهععذا توضععيح إجمععالي لحتيععاج كععل
معلول إلى علة وافتقار كل ممكن إلى علة.
هذه هي من البديهيات العقلية فكل مععن يتصععورها ويتأمععل
فيها يصدقها يصععدق بععأن الشععيء الععذي يمكععن أن يكععون أو ل
ل أو يوجد أو ينعدم بذاته ،فل يمكنه السععتغناء عععن يكون .محا ٌ
العلة فما من شيء ينتقل بذاته من العدم إلععى الوجععود بععدون
علة ،وهذا "المتناع" هو من الضروريات العقلية.
8
العالم هو "أسععماء اللععه" وآيععات اللععه ،ويمكععن لكافععة العقععول
إدراك هذه الحقيقة ومعرفة أن كل العالم أسماء الله.
وأما المعني الحقيقي للمطلب فليس فيه قضية التسععمية،
كأن نفرض أننا نريد أن نوصل لحد معنى شععيء مععا المصععباح
مثل ،عندما نطلق عليه إسما ً ونقول "مصععباح" أو "سععيارة" أو
ه فععي جميععع" زيد" وهذه حقيقة واقعية عن موجوٍد غيععر متنععا ٍ
أوصاف الكمال ،والموجود غير المتنععاهي فععي جميععع أوصععاف
الكمال هو موجود ل حدّ له وهذا الموجود ليس ممكن الوجود.
9
نحو الكمال هذا هو السم.
والموجودات التي تععأتي بعععد هععذا "السععم العظععم" واجععدة
لنفس الكمالت ولكن بمقععدار سعععتها الوجوديععة ،حععتى نصععل
إلى هذه الموجودات الماديععة الععتي نتصععور عععدم وجععود العلععم
فيها ول القدرة ول أي من الكمالت في حيععن أن المععر ليععس
كذلك.
ح بحمده ك ّ
ل يسب ّ
ن هذه الموجودات ب فل نستطيع الدراك ،إذْ أ ّ نحن في حجا ٍ
السععفلية الدنععى مععن النسععان والحيععوان ،هععذه الموجععودات
الناقصة تنعكس فيها جميع تكل الكمالت ،غاية المععر أن هععذا
النعكاس هععو بمقععدار سعععتها الوجوديععة ،فلععديها إدراك أيض عا ً
ن نفس الدراك الموجود في النسان موجود فيهععا أيضععًاَ } :
وإ ِ ْ
ن ه ك َععا َ
م إ ِن ّ ُ
ه ْ
ح ُ
سِبي َ
ن تَ ْ
هو َ ف َ
ق ُ ول َك ِ ْ
ن ل َ تَ ْ ه َ
د ِ
م ِ
ح ْ
ح بِ َ ء إ ِل ّ ي ُ َ
سب ّ ُ ي ٍش ْن َم ْ ِ
ما غفوًرا{)السراء .(44نحن محجوبععون فل نفهععم تسععبيح ُ َ حِلي ً
َ
الموجودات ،وأولئك الذين ل يعلمون أن من الممكن أن يكععون
هنععاك إدراك لموجععود نععاقص ،يفسععرون هععذا التسععبيح بععأنه
التسبيح التكويني في حين أن ما تقوله الية هو
غيععر التسععبيح التكععويني الععذي نعرفععه ونعععرف أنععه ليععس
تسععبيحها بمعنععى أنهععا موجععودات ولهععا علععة ،كل المععر ليععس
كععذلك ،بععل إنهععا تسععبح ،وقععد ذكععرت الحععاديث تسععبيح بعععض
الموجععودات ومععا هععو ؟! )أورد الشععيخ المفيععد فععي كتععاب
"الختصاص" عن المام الصادق عليععه السععلم أنععه قععال " :مععا
من طير يصاد إل بععتركه التسععبيح.ز" ص 25مععن طبعععة وزارة
الرشاد في الجمهورية السلمية(.
في قصة تسبيح تلك الحصاة الصغيرة فععي يععد رسععول اللععه
صلى الله عليه وآله )أفععراد العلمععة أبععي جعفععر رشععيد الععدين
محمد بن شهر آشوب )متوفى سنة 588هع( فصل خاصععا فععي
نطق الموجودات في كتععابه الشععهير )منععاقب آل أبععي طععالب(
ص 90ع ع ص 102ضععمن حععديثه المفصععل عععن منععاقب الرسععول
العظم صلى الله عليه وآله وأورد فيععه قصععة تسععبيح الحصععاة
في يد الرسول الكرم ضععمن روايععات أخععرى عديععدة فععي هععذا
المجال يقول رحمه الله " ..وأتاه مكععرز العععامري وسععأله آيععة
فععدعا )ص( تسععع حصععيات فسععبحن فععي يععده وفععي حععديث
10
فوضعهن على الرض فلم يسبحن وسععكتن ثععم عععاد وأخععذهن
فسبحن "..المنععاقب ص 90طبعععة قععم إيععران( .مععا هععو الععذي
؟ إنه تسبيح تعتبر أجنبية عنععه أذنععي وأذنععك ،إنععه نطععق
سمعوه
وكلم ولغة ولكن لغته ليست لغتنا ونطقه ليس نطقنععا ولكنععه
إدراك ،إدراك بمقدار السعة الوجودية للحصاة.
ولعل بعععض المراتععب العاليععة ولكونهععا تععرى نفسععها مصععدر
كافة الدراكات تقول إن الموجودات الخرى ليس لععديها هععذه
الدراكات ع وبالطبع فععإن ليععس لهععا إدراكععات تلععك المرتبععة ع ع
ونحن أيضا ً ولكوننا ل نععدرك حقععائق هععذه الموجععودات ،فنحععن
محجوبون عنها لذلك فلسنا مطلعيععن ولكوننععا لسععنا مطلعيععن
نتصور عدم الكثير من الشياء.
المجاهيل الكثيرة
كثيرة هي الشياء الععتي يتصععورها النسععان معدومععة لكنهععا
موجودة أنا وأنت أجانب عنها.
الن يقولععون أن هنععاك مجهععولت اتضععحت ،فمثل النباتععات
التي كان الجميع فيما مضععى يقولععون بأنهععا صععامتة ،يقولععون
الن بععأنه يمكععن سععماع ضععجيج ع ع بواسععطة أجهععزة وهوائيععات
خاصة ع ينطلق من جذور الشجرة التي توضع في مععاء مغلععي،
؟! ولكععن العععالم مليعءٌأنععا ل أعلععم هععل هععذا صععحيح أم كععذب
بالضجيج وجميع ما فيه حي وجميعها اسم الله أيضا ً كل شيء
هو اسم الله ،أنتم أنفسكم أسماء الله ،ألسععنتكم أسععماء اللععه
أيضا ً وكذلك أيديكم.
11
مستقلون وأننا "شيء" وما نحعن بشععيء ،فلعو انقطعع لحظعة
شعاع الوجود ،ذاك الذي تكون الموجودات موجععودة بععه وبتلععك
الدارة وذلعععك التجلعععي ،لعععو انقطعععع لحظعععة لععععادت جميعععع
الموجودات إلى "اللشيئية" ولخرجت من الحالة الوجودية
إلى حالتها الولععى إذ أن اسععتمرارية الموجوديععة أيض عا ً هععي
قائمة بنفععس هععذا التجلععي ،وبتجلععي الحععق تعععالى وجععد عععالم
الوجود كافة ،وذاك التجلععي والنععور هععو أصعل حقيقعة الوجععود
َ
ض {)النععور .(35أي والْر ِ ت َ وا ِ ما َ
سع َ
ه ن ُععوُر ال ّوهو أسم الله }الل ّ ُ
أنها تجلي الله ،يعني النور ،فكععل شععيء لععه تحقيععق إنمععا هععو
ظهععور ذلععك النععور ،نحععن نسععمي هععذا نععورا ً لن لععه ظهععور،
والنسان ظاهر فهو النور ،وكذلك المر مععع الحيوانععات فهععي
َ
ض{والْر ِ ت َ وا ِ ما َسع َ ه ن ُععوُر ال ّ نور أيضًا ،وجميعها نععور اللععه }الل ّع ُ
ويعني أن وجود السموات والرض ع وهو عبارة عن نور ع هععو
ت{ وليععس وا ِ ما َ
س َ ه ُنوُر ال ّ من الله ،وهو فان إلى درجة أن }الل ّ ُ
أن " بالله تتنور السموات" لن هذه الصععيغة تشععير إلععى نمععط
َ
ض{ فهععي والْر ِ ت َ وا ِما َسع َه ن ُععوُر ال ّ مععن السععتقللية :أمععا }الل ّع ُ
تعني أنها ع السموات والرض ع ع جميععا ً لشععيء ،فليععس لععدينا
في العالم موجود له نحو من الستقلل.
إن معنى الستقلل هو الخععروج مععن حعدّ المكععان إلععى حعدّ
الوجوب في حين ل موجود غير الحق تعععالى ،ولععذا يقععول عععز
ه{ أو }بسعم اللععه ..قععل هععو اللععه معدُ ل ِل ّع ِ ه ال ْ َ
ح ْ سم ِ الل ّ ِوجل }ب ِا ِ ْ
أحد{ فباسم الله قل إذ أن المراد هو ع احتمال ً ع أن قععل بسععم
الله الرحمن الرحيععم أن هععذه الحقيقععة هععي هععذه الصععورة أي
ما
و َ
ت َوا ِما َ
س َ
في ال ّ
ما ِ ح ل ِل ّ ِ
ه َ سب ّ ُ
بمعنى ليكن قولك بسم الله }ي ُ َ
ض { )الجمعة .(1وليس " من في السععماوات والرض َ
في الْر ِ ِ
".
كل ما في الرض والسماء يسبح لهذا الموجود وباسم اللععه
وهععو تجليععه تعععالى وبهععذا التجلععي تتحقععق جميععع الموجععودات
وكافة الحركات هي من نفس التجلي.
الكل من تجلياته
كل ما يحدث فععي العععالم هععو مععن هععذا التجلععي ولن جميععع
الشياء والمر منه وإليه ترجع لذا فليس لي موجود شيء من
ذاته بل ليست هناك "ذاته" في المر.
12
ذاك الذي يقف في مقابل "مبدأ النور" ويقول أنا أيضا ً لدي
شيء ،هذا يعني أنه يقععول :أن هععذا الوجععود مععن عنععدي ،فععي
حين أن نفس "عندي" هععذه هععي ليسععت مععن عنععدك ..والعيععن
وجدت بتجليه تعالي. التي لديك هي ليست من عندك فهي ُ
كل "حمد" وثناء يصدر عنععا وعنهععم إنمععا يكععون باسععم اللععه،
بسبب اسم الله ولهذا أيضا ً قوله باسم "الله".
13
لمععاذا ؟ لن هععذا الفيلسععوف والعععالم ليععس لععديه شععيء مععن
نفسه ،فكل ما هو موجودٌ هو تجليه تعالى ،والذي أدرك عقليا ً
ن نفس هذا الدراك هو أيض عا ً وكععذلك حععال أنه تجليه تعالى فإ ّ
المدرك ،فكل شيء منه تعالى.
النسان يتوهم أنه يمدح هذه السجادة أو هذا الشخص لكنععه
ل حمد ول ثناء يقع إل ّ لله تعالى ،لنكم إنمععا تمععدحون شخصعا ً
لشيء فيه ،فالمدح ل يكون للعدم ،وكل شيء هو موجود منععه
تعالى لذا فكل حمد ومدح وثناء فهو له" :الحمد " يعنععي كافععة
المحامد ولله كل ما هو وله تعالى حقيقة الحمد.
نتوهم أننا نمدح ونحمد زيدا أو عمرا أو نور الشمس أو نععور
القمر ،لكننععا فععي الحقيقععة محجوبععون عععن هععذه الحقيقععة ،ل
ندري بها فهي مستورة عنا.
نتوهم أننا نمدح ونحمد هذا أو ذاك لكن عندما ترفع الحجععب
نري أن جميع المحامد هععي لععه وأن نفععس حمععدنا لععه هععو مععن
تجلية.
}الله نور السموات والرض{ تعني أن كل حسن منععه وكععل
الكمالت منه أي من تجلياته ،تجلععى مععرة فأوجععد كععل العععالم،
ت ت إ ِذْ َر َ
مي ْ َ مي ْ َ
ما َر َو َ نتوهم أننا نقوم بعمل ما بأنفسنا ولكن } َ
مى{)النفال" .(17 /رميت وما رميت" فالرمي هو ن الل ّ َ
ه َر َ ول َك ِ ّ
َ
أيض عا ً تجلععي ،ومععن التجلععي الرمععي ،لكععن "مععا رميععت" تجلععي
الرمي" ،إن الله رمي " أولئك الذين بايعوك إنما بععايعوا اللععه،
وهذه اليد أيضا ً تجلي الله ،وغاية المر أننا محجوبون فل نعلم
ما المر؟ نحععن جميععا ً محجوبععون إل ّ ذاك المعلععم بتعليععم اللععه
وأولئك المعلمون بتعليمه.
ن مععن الممكععن واستنادا ً لما تقدم أقول أنه أصععبح واضععحا ً أ ّ
طرح احتمال أن يكون "بسععم "..هععذا بع ع "الحمععد" بمعنععى أنععه
بإسم الله تكون جميع المحامد له تعععالى ،فتجليععات اللععه هععي
التي تجذب إليها كافععة المحامععد فل يكععون حمععد وثنععاء لغيععره،
بمعنى أنكم مهما أردتم فلن تستطيعوا أن تحمدوا الغير إنكم
تحمدون وتمدحون الغير ولكن كععل حمععدكم وثنععائكم يقععع للععه
تعالى ،وكلما تفكرون وتتوهمون أنه "الغير" فمععن جهععة عععدم
العلم.
ة لغيععر
وكلما أردتم أن تضغطوا على أنفسكم لتقولععوا كلم ع ً
14
الله ل تستطيعون ذلك إذ ل كلم لغير الله ،فكععل مععا تقولععونه
عنه وما هي بنقائص.
للموجودات جهتان الولععى الجهععة الوجوديععة والخعرى جهعة
النقص الجهة الوجودية نوٌر وهو ل نقص فيه ،فهععو منععزه عععن
النقعععص و"اللءات" ليسعععت منعععه ،ول يمكعععن معععدح "اللءات"
فالمدح والحمد هععو دائمععا لع ع " نعععم" أي للوجععود والكمععال ول
كمال في العالم إل لكمال واحد هو كمال "الله " والجمال هو
أيضا ً جمال "الله ".
15
.(248أي أن الععذي يغتععاب تبتلعععه كلب النععار ليععس بععالبتلع
المتعععارف وينتهععي المععر ،بععل ابتلع يسععحق وجععوده وعنععدما
يذهب إلى هناك أيضا ً تبتلعه...
نقول إن الذي يصععدق ذلععك ل يمكععن أيض عا ً أن يغتععاب وحععن
عندما نغتاب أحيانا عع والعيععاذ بععالله عع فلننععا لععم يحصععل لععدينا
التصديق بذلك.
16
هذه الفائدة لكن اليمان بالنبي يثمر هذه الفائدة.
ل تكفي إقامة البرهان على وجود الله تبععارك وتعععالي فععي
إيجاد "اليمان بالله" بل اليمان يثمره التصديق القلععبي الععذي
يجعل النسان خاضعا لله ويثمر اليمان بععه تعععالى وإذا حصععل
اليمان جاء كل شيء تبعا له.
إذ صععدق النسععان أن هنععاك موجععودا هععو مبععدأ هععذا العععالم
وهناك حساب وأن هناك مرحلة بعد المععوت وأن المععوت ليععس
فناء بل هو انتقال من نقص إلى كمال فهذا التصديق يحفظه
مععن كافععة الشععياء ومععن كافععة النحرافععات فالصععل هععو هععذا
التصديق ولكن المسألة الوحيدة هي كيف يحصل هذا التصديق
؟!
ه { حسععنًا، مدُ ل ِّلعع ِ ه ..ال ْ َ
ح ْ سم ِ الل ّ ِ
هذه الية الشريفة تقول }ب ِا ِ ْ
ً
لقد أوضحت أحد أبعادها ع وأكرر أيضا أن ما قلته هو على نحو
ن جميع المحامد هععي الحتمال ل الجزم ع فإذا صدق النسان أ ّ
لله فعنععدما لععن يحععدث فععي قلبععه شععرك وإذا أثنععى علععى أحععد
فلكونه من تجليات الله.
17
والمشكلة الساسية هي أننععا ل نعععرف ل أنفسععنا ول ربنععا،
ول إيمان لنا ل بأنفسنا ول بربنا لم نصععدق أننععا ل شععيء ولععم
نصدق أنه هو كل شيء ،وما لم يحصل هععذا التصععديق فل مععن
إقامة الععبراهين مهمععا زادت واتسعععت إذ تبقععى تلععك "النانيععة
النفسية" فاعلة.
إن أقوال )أنا كذا وأنت كذا( هي جميعا ً ادعاءات فارغة مععن
أجل الرئاسة وأمثالهععا وأصععلها بقععاء النانيععة الععتي مععا دامععت
فالنسان يرى نفسه.
رأس البلء...
جميع المصائب التي تنزل على رأس اليمان تصدر من حب
النفس فالنسان يحب نفسه فععي حيععن أنععه لععو أدرك حقيقععة
المر وجدانيا لعرف أن نفسه ل شيء وهي للغير وحبه للغير،
وقععد سععموه اشععتباه بععع "حععب النفععس وهععذا الشععتباه يععدمر
النسان فجميع المصائب التي تحععل بنععا هععي مععن حععب الجععاه
وحب النفس هذا حب الجاه هو الععذي يقتععل النسععان ويععدمره
ويؤدي به إلى النار.
18
الكافي للشيخ الكليني باب ذم الدنيا والزهد فيهععا وبععاب حععب
الدنيا والحععرص عليهععا ويلحععظ أن النععص يعتععبر "حععب الععدنيا"
بصورة مطلقععة بععأنه رأس كععل خطيئة دون تخصععيص لحرامهععا
عن حللها وقد نبه إلى ذلك المام الخميني )قده( وحععذر مععن
الدنيا مطلقا ً )راجع رسالته لنجله السععيد أحمععد المؤرخععة فععي
/17شععوال 1404 /هععع .ق المطبوعععة مععع مجموعععة أشعععار
عرفانية للمام تحت عنوان "نقطة عطف" بالفارسية(
19
السععتدلليين ")ترجمععة نثريععة لصععدر بيععت شعععر بالفارسععية
للشععاعر اليرانععي المععولى جلل الععدين الموسععوي الرومععي
وكامل ترجمة البيت هي :خشبية هي قدم أصععحاب السععتدلل
والقدم الخشبية هي في غاية العجز(
المقصود هععو أن هععذه القععدم خشععبة تجعععل النسععان قععادرا
على السير والنسان حقيقة يستطيع السععير بهععا إنهععا عبععارة
عن تلك القدم التي يرى بها النسان تجليععات اللععه ع ع فيسععتند
إليها ع ليدخل اليمان قلبععه ويحصععل بالوجععدان الععذوقي الععذي
يوجه على مرتبة من اليمان وهناك مراتب إيمانية أسمي.
أأمل أن ل نكتفي بقراءة القرآن وتفسععيره ،بععل المهععم أن
نصدق بمسائله وأن نصدق بكل قدم وكلمة نقرأها من القرآن
فهو الكتاب الهادف إلى بناء النسان بناءً صععحيحا ً وهععو يصععنع
الموجود الذي أوجده بنفسه أوجده بالسم العظم وجعل فيه
كل شيء موجودا بالله ولكن ليس بصورة جلية.
القرآن يريد أن ينقل النسان من هذه المرتبة الناقصة إلى
تلك المرتبة التي تليق به ،ولهذا الهدف تنزل القععرآن وكععانت
بعثععة جميععع النبيععاء ،حيععث أنهععم ُبعثععوا ليأخععذوا بيععد النسععان
وينقذوه من هذه البئر العميقة التي سقط فيها وأعمقهععا بئر
"النفسانية" ويهدوه إلى تجليات الحق لينمي ويذهل عععن كععل
شيء ..رزقنا الله ذلك بمشيئته عز اسمه.
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
ختام الدرس الول من دروس المام الخميني ]رض[ في
التفسير /2صفر1400 /هع.ق
20
الدرس الثاني
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم اللععه الرحمععن الرحيععم
الحمد لله رب العالمين.
كععان الكلم فععي "بسععم اللععه" فبمععاذا يتعلععق هععذا الجععار
والمجرور؟ قلنا ع على نحو الحتمال ع إن أحد الحتمال هو أن
تكون البسملة فععي كععل سععورة متعلقععة بنفععس هععذه السععورة
بالمعنى الذي يناسبها ،فمثل ً في سورة "الحمد" يكون معنععى
"بسم الله الرحمن الرحيم " هو أن "الحمد بسم الله".
واستنادا ً إلى هذا الحتمال يكععون معنععى البسععملة فععي كععل
سورة مختلفا ً عن معنى البسملة في السععورة الخععرى وعلععى
هذا يجب البحث ع مثل ع عن السم الذي يناسب بسملة سععورة
الحمد فما هو السم الذي يكون به الظهععور للحععق عع تعععالى عع
ويقع الحمد لله بهذا السم؟
وهكذا يجب البحث عن معنى السم المناسب في بسععملت
السور الخرى فمثل في سورة "هل هو الله "..ما هععو السععم
المناسب لقول "هو الله أحد"؟
ومذكور في الفقه أنه لععو قععرأت البسععملة لسععورة وأوردت
قراءة سورة أخرى فالبسععملة الولععى ل تكفععي ويجععب تكععرار
البسملة مع السورة مع السععورة الخععرى وهععذا المععر يناسععب
المعنى المتقدم من اختلف في المعنى بيععن بسععملت سععائر
السور لما كانت البسملة جزء من كل سورة سوى في سععورة
الحمد وهنا أيضا ً هو من باب التبرك كما يقول البعععض وليععس
هذا القول بالصحيح.
وفيما يتعلق بسورة الحمد التي نحن بصددها فع "بسم اللععه
" هنا متعلقة بالجار والمجرور الععذي بعععدها وأحععد الحتمععالت
هو أن "الحمد" يعني جميع مصاديق الحمد من أي حامععد كععان،
فكل حامد يحمد إنما باسم الله ،يعني أن الحامد نفسععه اسععم
عاللهع وجميع أعضائه وجععوارحه أسععماء أيضعًا ،والحمععد الصععادر
من النسان هو باعتبار أن هذا السم يحمد باسععم اللععه وأنععت
أيضا ً اسم آخر وزيد كذلك اسعم ،فكععل منكععم مععن أسععماء اللععه
يعني مظاهر السماء "الفاعل اللهي فاعل الوجععود" انتبهععوا
إلى كون أن الفاعل اللهي ع وهو فاعل الوجود ع يتمععايز عععن
21
الفواعل الطبيعية بفععروق منهععا أن الشععيء الععذي يصععدر مععن
نالمبدأ اللهي وُيسمى بالفاعل اللهي ،هععذا الصععادر هععو فععا ٍ
ي
في المصدر بحيث ليس له أي حيثية من نفسععه وليععس لععه أ ُ
نحععو مععن السععتقلل ،ولتقريععب المعنععى للععذهن نشععبه المععر
بشعاع الشمس في مقابععل الشععمس ع ع وأن كععان المععر ليععس
كذلك أيضا ً فهو فوق هذا التشبيه ع ولكن على أي حال فمثلما
أن شعاع الشمس ل اسععتقلل لعه أصعل ً فععي مقابععل الشععمس
كذلك الحععال مععع الفاعععل اللهععي وهععو نفععس اليجععاد ونفععس
الوجود الصادر عن مبدأ الخير فليس له أي نحو من الستقلل
بنفسه ل في التحقق ول فععي البقععاء ول لموجععود واحععد ،فلععو
انقطع عنه شعاع الوجود لما استطاع البقاء لنه محتععاج إلععى
المبدأ في البقاء مثلما هو مفتقر إليه في أصل التحقععق ولن
الموجودات ل حيثية من أنفسها ولكونها فانية في المبععدأ لععذا
فإنها وفي نفس الوقت الذي تكون ظهور أسععماء اللععه فهععي
أنفسها أسماء الله إنها أسماء الله الفعلية.
22
فهو الذي يثني من باب ع الفناء ع
وهنععاك احتمععال آخععر هععو أن ل تكععون اللععف واللم فععي
"الحمععد" للسععتغراق ،أي أن يكععون تكععثير فععردي للفععراد .إن
نفس الطبيعة مجععردة عععن جميععع الخصوصععيات هععي "الحمععد"
ليس له تعين بأي نحو كععان ،وهنععاك يكععون معنععى "بسععم اللععه
الرحمن الرحيم الحمد لله" الحمد بدون تعيين الحمد المطلق.
وبناء علععى هععذا الحتمععال تصععبح محامععدنا عكععس الحتمععال
الول فل تكون واقععة لعه )توضععح هعذا المعنععي بدقعة مناجعاة
الذاكرين من المناجاة الخمسة عشر للمام علي ابن الحسععين
السجاد عليهما السلم( فالحمد الذي يقع له هععو الععذي يفعلععه
بنفسه فالحمد الصععادر عععن غيععر حمععد محععدود متعيععن وهععو ع ع
تعالى عع غيععر محععدود وحمععد المحععدود لغيععر المحععدود ل يصععبح
حمدًا ،ويكون عكسه ما تقدم قوله مععن أن الحمععد ل يكععون إل ّ
للععه فععأنتم تتصععورون أنهععم يمععدحون الخععط الحسععن لكنهععم
يمععدحون اللععه ل الخععط ،تتصععورون أنكععم تمععدحون النععور أو
تمدحون العالم ولكنه مدح "الله" ل العالم هكذا تقععدم القععول
ن جميع المحامد لله ،فكل ما هو حمد من أي حامععد صععدر من أ ّ
يرجع إلى الله لنعه مععا مععن كمعال ول معن جمعال فععي العععالم
سوى كماله وجماله ،أما الموجودات فليست بشععيء فلععو ن ُععزع
عنها هذا التجلي لما بقي منها شيء فهي موجودة به.
ع فيما تقدم ع قيل أن جميععع الموجععودات هععي تجليععات اللععه
ت {..ولو نزع هععذا التجلععي مععا بقععيوا ِ
ما َ
س َ ونوره }الل ّ ُ
ه ُنوُر ال ّ
ن المدح هو للكمال فل يقع مععدح موجود ولكونه تجلي وكون أ ّ
لغيره ع تعالى ع إذ ل كمال غير كماله ،كماله ظهور كمال ذاتععه
وكماله في
ل فععي مقععام ل فععي مقععام الععذات ،كمععا ٌ مقام الظهور ع كما ٌ
ل في مقام الظهور،جميععع كمععالت العععالم هععي الصفات .كما ٌ
ح كمععا ً
ل، كماله ،وفي مقام الظهععور ك ع ّ
ل مععن يمععدح إنمععا يمععد ُ
وعليه فكل مدح يقع ،يقع له ،هكذا هععو المععر وفععق الحتمععال
الول.
أما في هذا الحتمال الثاني ع وهو احتمععال طبعععا عع فيكععون
الحمد حمدا ً مطلقا ً ل حمد كل حمد ،الحمد المطلق يعني حمدا ً
23
دون غير ودون قيععد ،حمععدا ً ليععس فيععه أي قيععد ،والحمععد الععذي
يصدر عنا جميعه حمععد متعيععن ولمتعيععن ،إذ ل سععبيل لنععا إلععى
الموجود المطلق لكي نحمده ،ل ندركه حتى نحمده ،أنتم حتى
عندما تقولون "الحمد لله" فل يحصععل إدراك تلععك "الحقيقععة"
لكي يكون الحمد له ،لذا فكل حمععد يقععع ل يكععون لععه لمظععاهر
على العكس مما ورد في الحتمال الول حيث كل حمد يقع ل
يكون لغيره في حين أن المر في الحتمال الثاني هو أن كععل
حمد يقع ل يكون لععه سععوى حمععده نفسععه أي أن يحمععد نفسععه
بنفسه.
24
كمععا ذكععروا احتمععال أن ل تكععون البسععملة متعلقععة بنفععس
السورة ،وقععال البعععض أنهععا متعلقععة بظهععور الوجععود فيكععون
معنى البسملة أن كل شيء يوجد إنما يكون وجوده باسم الله
يعني السم مبدأ ظهور جميع الموجودات ،وهذا السم عبععارة
عن المشيئة التي ورد ذكرها في الحديث الشريف ع " إن خلق
المشععيئة بنفسععها وخلععق الشععياء بالمشععيئة")يرويععه الشععيخ
الصدوق في كتاب التوحيد بسععند متصععل عععن المععام الصععادق
عليه السلم )البععاب 11ص 147ع ع 148الحععديث (19وقريععب
منه ما في الباب 55ص 339الحديث الثامن بسند متصل عععن
الصادق عليه السلم أيضًا(
25
باسم الله،
مراتب السماء
ن لععه مراتععب ،فهنععاك اسعم
السم هو العلمة ،وغاية المر أ ّ
يجسد تمام معنى العلمة وهناك اسععم دونععه حععتى يصععل إلععى
مرتبة سععائر الموجععودات ،فجميعهععا علمععات وجميعهععا ظهععور
للسم على مراتب ورد في الحديث الشععريف " نحععن السععماء
الحسنى )يرويه الكليني في الكععافي بسععنده عععن معاويععة بععن
عمار عن المام الصادق عليه السلم ونص الحديث هععو "نحععن
واللععه السععماء الحسععنى الععتي ل يقبععل اللععه مععن العبععاد إل
بمعرفتنعععا " راجعععع تفسعععير الميعععزان ج 8ص (384فالسعععم
العلى في مقام الظهور هو النععبي الكععرم والئمععة الطهععار
أولئك الذين وصلوا في مرتبة السير ع في مرتبة الحركععة مععن
النقص ع وصلوا إلى حيث تحررهم مععن جميععع الطبيعيععات مععن
كععل شععيء أولئك ليسععوا أمثالنععا حيععث نحععن فععي هععذه الععبئر
العميقة.
26
ه ُثعع ّ
م سععول ِ ِ
وَر ُ
ه َجًرا إ َِلى الّلعع ِ
ها ِ
م َ ه ُن ب َي ْت ِ ِم ْ
ج ِخُر ْ
ن يَ ْ
م ْو َوهاجروا } َ
رك ْ ُ
ه ي ُدْ ِ
ق َ
ه{)النساء.(100 / عَلى الل ّ ِ جُرهُ َعأ ْو َ َقد ْ َف َ
ت َ
و ُ
م ْال ْ َ
أحد الحتمالت هو أن هذه الهجرة هي من النفس إلى الله
و"البيت" هنا هو نفس النسان فهناك طائفة خرجوا وهاجروا
ه{ إلععى أن سععول ِ ِ
وَر ُ جًرا إ َِلى الل ّ ِ
ه َ ها ِ
م َ
عن هذا البيت الظلماني } ُ
وصلوا إلى منزل" :أدركه الموت" وصلوا مرتبععة لععم يعععد لهععم
فيها شيء من أنفسععهم مععوت مطلععق وعنععدها "وقععع أجرهععم
علععى اللععه" فهنععا أجععر آخععر مععا هععو الجنععة ول أشععكال النعيععم
الخرى هنا "الله" فقط".
إن من يتحرك ويخرج من بيت نفسععانيته ويهععاجر إلععى اللععه
وإلى رسوله ع وهذه أيضعا ً هععي هجععرة إلععى اللععه عع يصععل إلععى
مرتبة "أدركه الموت")يقول مولى الموحدين المام على عليه
السلم في الخطبة 201من نهج البلغة "وأخرجوا من الععدنيا
قلوبكن قبل أن تخرج منها أبدانكم " ويقول عليه السلم فععي
الخطبععة " 218قععد أحيععا وأمععات نفسععه ("...وعنععدها ل يكععون
هناك شيءٌ من نفسه ،كل ما هو موجود هو من الله ،هععذا مععا
يشاهده في هذه الهجرة وأجره على الله.
ة هاجروا هذه الهجرة ووصلوا إلععى المنتهععي وأجرهععم طائف ٌ
أيضا ً على الله وآخرون مهععاجرون علععى الععدوام فهععم طائفععة
ة مستمرة لكنهم لم يصلوا إلى "آيععات الهجععرة" في حالة هجر ٍ
وهي " أدركه الموت " وهناك طائفة مثلنععا ل هجععرة لنععا أصععل
فنحن في هذه الظلمات أسرى هععذه الععدنيا والطبيعععة و؟أشععد
منها أسرى "أنانية" أنفسنا سجناء هذه البئر العميقععة سععجناء
في بيت النفسانية ،وبناء على هذا الحتمال فإننععا ل نععرى إل ّ
أنفسنا وكل ما نريده هو لنفسنا ليس لدينا غير النفععس ولععم
نفكر أصل
ولم نسع للهجرة فكل ما نفكر به هو في بيت النفسانية.
الوديعة اللهية
جميع القوى اللهية التي أودعهععا اللععه فينععا أمانععة لععدينا ،ل
نّردها إلى صاحبها نصرفها على ما هي عليععه هنععا عع فععي هععذا
البيت ع ول زلنا فيه ول نزال ويوما بعد آخععر نععزداد ُبعععدا ً عنععه،
27
عن هذا المبدأ ،عن المحل الذي يجب أن نهاجر إليه ،وقد روي
أن الرسول العظم صلى الله عليه وآله وسلم كان قاعدا ً مععع
أصحابه في المسعجد فسعمعوا هعدةً عظيمعة عع صععوتا ً رهيبعا ً عع
فارتاعوا وسألوا عن هذا الصوت فقععال ]ص[:ع ع " حجععر ألقععي
من أعلى جهنععم منععذ سععبعين سععنة الن وصععل إلععى قعرهععا "
فقال ذوو القلوب الحية "فسععمعنا إن كععافرا ع ع منافقععا ع ع قععد
مات وكان عمره سبعين سنة )راجع كتاب علم اليقين للفيض
الكاشاني ج 2ص ) 1002المقصد الرابع الباب الثالث عشععر عع
الفصل الرابع( ونحن أيضا ً سععائرون بهععذا التجععاه غايععة المععر
أني منذ ثمانين عاما أسععير بهععذا التجععاه ،وأنتععم منععذ سععنوات
عديدة وأرجو أن ل تسيروا أنتم أيضا ً بهذا التجاه
أعدى العداء
كل ما يجري علينا وكل ما نبتلي به هو من حب النفس مععن
هذه "النانية" "أعدى عدوك نفسك التي بيععن جنبيععك ) حععديث
نبوي مشهور راجع بحار النوار للعلمة المجلسي ج 15ص 40
إذ ينقععل حععديثا عععن النععبي الكععرم )ص( قريبععا مععن مضععمون
الحديث( هكذا ورد التعبير عن النفععس فهععي السععوأ مععن كععل
العداء وأكبر من كل الوثان فهععي أم الوثععان إذ أن النسععان
يعبدها أكععثر مععن سععائر الوثععان يتععوجه إليهععا أكععثر مععن سععائر
الوثان ،وما لم يحطم هذا الوثن فل يستطيع أن يصععبح إلهّيععا ً
فل يمكن الجمع بيععن اللععه وبيععن الععوثن ل يمكععن الجمععع بنععي
النانية واللهية.
العبادة الحقة
ما لم نتحرر من هذا البيت من معبد الصععنام هععذا ،ومععا لععم
نتحرر من هععذا الععوثن ونعععوض عنععه ونتععوجه إلععى اللععه تبععارك
وتعالى وما لم نخرج من هذا البيت فنحععن مععن عبعدة الصععنام
حتى لو كنا موحدين ظاهري ًّا.
نقول "الله" بألسنتنا ولكن الععذي فععي قلوبنععا هععو أنفسععنا،
نريد "الله" لنفسنا ،وإذا كنا نريد "الله" لنفسنا ،فإننععا نقععف
ن{ ولكععن عي ُسعت َ ِ وإ ِي ّععا َ
ك نَ ْ عب ُعدُ َ ونصععلي ونععردد ألفععاظ } :إ ِي ّععا َ
ك نَ ْ
العبععادة هععي فععي الواقععع هععي عبععادة النفععس ،وعنععدما يكععون
اللتفات والتوجه هو للنفس عندها أرى جميع البعاد بععالنفس
28
وأريد جميع الشياء لنفسي.
"النانية" أم المصائب
جميع هذه المصائب الععتي تحععل بالنسععانية ناشععئة مععن هعذا
النقاط من "أنانية النسان" جميع الحروب في هذا العالم من
هذه النانية ،فما من حرب ونزاع بين المععؤمنين ،فععإذا نشععبت
حرب بين المؤمنين فليعلموا أنهععم ليسععوا مععؤمنين فل حععرب
بين المؤمنين.
ولكن حيث ل يكون هنععاك إيمععان وحيععث أن تععوجه النسععان
إلى النفس لذا فهععو يريععد كععل شععيء لنفسععه ومععن هنععا يقععع
النزاع ،أنا أريد هذه الريكة لنفسي وأنتم تريععدونها لنفسععكم
وحيععث ل يمكععن الجمععع يقععع التعععارض والتضععاد أنععا أريععد هععذا
البساط لي وأنتم تريدونه لكم أنا أريد أن تكون هععذه الرئاسععة
الوهمية لي وأنتم تريععدونها لكععم وحيععث ل يمكععن الجمععع بيععن
الرادتين ينشب النزاع.
هععذا يريععد هععذه الدولععة لععه والثععاني يريععدها لنفسععه ،فنقععع
الحرب ،جميععع هععذه الحععروب فععي العععالم هععي بيععن النانيععات
النسان يحارب بأنانيته والحروب هي حععروب النانيععات وهععي
معدومة بين الولياء لنهم ل أنانيات لديهم فلو اجتمع الولياء
في مكان واحد لما نشب بينهععم أبععدا ول ظهععر اختلف بينهععم
لن كل شيء هو "لله" فل مكععان هنععا للنفععس لكععي يجععر هعذا
البساط إلى طرفه فيحدث الختلف وينشب بينهم النزاع.
الجميع هم لمبدأ واحد ويسيرون بنفس التجاه ولكنععا نحععن
واقعون فععي بئر عميقععة وظلمععات أشععدها ظلمععة هععي ظلمععة
"النانية" وما لم نخرج منها فل سبيل للخروج مععن تلععك الععبئر
العميقة.
مععا دمنععا فععي ظلمععات النانيععة فسععنظل ل نلتفععت إل إلععى
أنفسنا فنعتبر الخرين ل شيء أمععا أنفسععنا فهععي كععل شععيء
وكل ما يطرح يقبله النسان إذا ينفعه وإل ّ فل يرضى به حتى
إذا كان حقًا ،يصدق به فورا إذا كان يععرى فيععه منفعععة لنفسععه
وإل ّ ل يصدق به بتلك السرعة وكل ذلك ناشئ من النانية.
كل المصائب التي تحل بنا وبكم وببني آدم فععي كععل مكععان
ناشئة من هذا المنبع ،فالنزاع ناشئ من النانية من كوني أنععا
29
أجر إلى طرفي وأنت إلى طرفك.
وما دامت هععذه النانيععة موجععود فمععا مععن "إلهيععة" ومععا مععن
عبادة إل عبادة النفس.
الجهاد الكبر
علععى مععن يريععد الخععروج مععن هععذه النانيععة أن يهععاجر هععذه
الهجرة بالمجاهععدة يجاهععد ويهععاجر جئتععم مععن الجهععاد الصععغر
"وبقي عليكم الجهاد الكبر" )الختصاص ص 240وكذلك فععي
البحار ج 6ص 443عن الكععافي( وسععائر أشععكال الجهععاد فععي
30
الدنيا تبع لهذا الجهاد ،فلوا انتصرنا فيه لكان كل جهععاد نقععوم
به هو جهاد ،وإذا لم ننجح في هذا الجهاد لكانت سائر أشععكال
جهادنا الخرى شيطانية.
فالذي خرج للجهاد من أجل الحصول على "جارية" أو طعام
فهذا هو أجر جهاده أما الذي كان لله فععأجره أيض عا ً علععى اللععه
فسنخية الفعال تختلف ،وهنععاك فعرق بيععن الفعععال الصععادرة
عن أولياء الله وبين تلك الصادرة عنا لن المصدر مختلف.
الخلص اللهي
هل كانت "ضربة علي يوم الخندق افضل من عبادة الثقلين
)بحار النععوار ج 39ص (2دونمععا مععبرر؟! ضععربة واحععدة لقتععل
شععخص واحععد تفضععل عبععادة الثقليععن فلمععاذا؟ بععالطبع هععذا
التفضيل يرجع من جهة إلى كون أن هذه الضربة جاءت عندما
برز اليمان كله إلى الشرك كله فلو كانت هزيمععة لعلععي يععوم
الخندق لضاع السلم ،هذا مععن جهععة ومععن جهععة أخععرى هنععاك
ذلك الخلص واللهية فعنععدما جلععس المععام علععى صععدر ذلععك
الشخص ثم بصق هذا على المام نهض المام ع حسععبما يرويع ع
لئل يكون لذلك تأثير )وهذا الموقف مععن بععاب الحتيععاط أيض عا ً
وإل ّ فع" النا" غير مطروحة
أصل بالنسبة له( وهذا الموقف صدر من الجنبة اللهية فيععه
وظهر في الجنبة النفسانية ،لذا فهذه الضععربة تعععبر عععن روح
أسمي من كل العبادات هي الروح التي تجعل العبادة عبادة.
حسب الظاهر فإن الفرق بين المشرك ويغععر المشععرك هععو
في عبادة الصنام فالول يعبد الصنام والثاني ل يعبدها ،وله
أذكار وأوراد تتشابه ظواهرها أبو سفيان كان يصلي ومعاويععة
كان يأم صلة الجماعة الظاهر متشابهة أما الذي يرفع الصلة
فهي الروح تنفخ في الصلة فإذا وجدت هععذه الععروح ارتفعععت
الصععلة وأصععبحت إلهيععة وبععدون ذلععك تكععون عبععادة مععن أجععل
النفس وهذا هو حالنا جميعا ً فل نخادع بعضنا البعض.
31
ي يبقي وحوض علي ن علي ولحظا من الذي يبقي يعبد؟! عل ٌ
الذي "عشق العبادة وعانقها " فالعبادة مععن أجععل الجنععة غيععر
مطروحة بالنسبة للذي غض الطرف عن نفسه وهجرها وخرج
من هذا البيت ووصل إلى مرحلععة "المععوت" فلععم تعععد اللععذات
مطروحة أصل ً بالنسبة له فهو ذاهل عنها وميت عنهععا "أدركععه
الموت" فلم تعد هذه المور مطروحة بالنسبة له أصعل ً وعنععده
الجنة والنار والجميععع علععى حععد سععواء ":أثنععي علععى ذات اللععه
تعالي " أثني على الله إذ وجده أهل ً لن ُيعبععد ووجععد أنععه أهل ً
لن يعبععده وهععذه مرتبععة مععن مراتبهععم؛ وهععي أن يجععد عاشععق
العبععادة أنععه أهل للعبوديععة وأن يعبععد المعبععود وهنععاك مراتععب
أخرى أيضا ً هي فوق ما نتصور نحن.
القيام لله
والقععدم الولععى هععي أن تقععرروا الخععروج مععن هععذا الععبيت
وتخرجععوا ،القععدم الولععى أن يقععوم النسععان قيامععا للععه أن
يستيقظ ،أن ل يبق نائما مثلما نحععن الن فععي سععبات ظععاهره
اليقظة يقظة حيوانية وسععبات ونععوم النسععانية نحععن نععائمون
"الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهععوا" )مععن الكلمععات المععأثورة عععن
أمير المؤمنين عليه السلم وهي الكلمة الثانيععة مععن الكلمععات
المععائة الععتي شععرحها ابععن ميثععم البحرانععي ص 54مععن طبعععة
جماعة مدرسي حوزة قععم والحععديث منقععول أيض عا ً فععي كتععاب
"غوالي الللععي" ج 4ص 73وكععذلك فععي بحععار النععوار ج 4ص
.(43نيععام الن وعنععدما يحصععل المععوت ينتبهععوا إلععى أي واقععع
ن{)التوبة .(49 /بععأي ري َ
ف ِ ة ِبال ْ َ
كا ِ حيطَ ٌ م لَ ُ
م ِ هن ّ َ
ج َ
ن َ
وإ ِ ّ
كانوا فيه؟! } َ
أنها الن أيضا ً محيطة ولكن النسععان ل يعتععبر لنععه فععي خععدر
الطبيعة ع حيث النسان طبيعته الخدر ع فإذا زال هععذا التخععدير
ينتبه ويرى أن الكل أصبح نارًا.
يجب سلوك هذا الطريععق فل منععاص ،سععيأخذوننا فيععه علععى
كل حال ولكن علينا أن نستيقظ ونسععلك الطريععق المسععتقيم
الذي يجب أن نسلكه وعلينا الخضوع لتربية النبياء.
لقد جاء جميع النبياء لصععلح النسععان ومععا مععن نععبي بعععث
دون أن يكون هدفه إصلح النسان إقامة العدل ليست سععوى
إصلح بني النسان فالعدل يصدر من النسان وكععذلك الظلععم
وإقامة العدل تعني تحويل الظالم إلى عععادل والمشععرك إلععى
32
مؤمن تحويل هذا الموجود الذي لو ترك لحععاله لكععانت عععاقبته
الهاوية وجهنم والنبياء يرشدون هذا الوجود إلى
الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه نحن إلى الن لععم نسععلك
هذا الطريق وقد تصرمت من العمر سبعون وثمانون سنة ولم
نتحرك ولم نهاجر إلى الن ل زلنا واقفين حيث نحن من هععذه
الرض والى النهاية نحن على هذا الحال ولكن ل مناص علينععا
أن نتحرك ونسلك الطريق.
وصية للشباب
أنتم أيها الشباب تستطيعون العثور على الطريععق الفضععل
لقد فاتنا المععر وذهبععت قوانععا إلععى حيععث عاقبتهععا أنتععم أيهععا
الشباب تستطيعون بصورة أفضل أن تهععذبوا أنفسععكم فععأنتم
أقرب للملكوت من كبار السن ،إذ أن جذور الفساد أقل تأصل
فيكم لم تمتد كثيرا بعععد لكنهععا تتأصععل وتتكععاثر فععي كععل يععوم
مادامت باقية ويصعب المر كلما تأخر وتعرقل فعسير للغايععة
على الشععيخ العجععوز إصععلح حععاله إذا أراد ذلععك ولكععن الشععاب
يستطيع تحقيق ذلك أسرع.
يتحقق إصلح آلف الشباب ،ول يتحقق إصلح عجععوز واحععد،
ل تتركوا أمر الصلح ليام الشيخوخة ابدأوا ع ع الن ع ع سععيركم
ما دمتم شبابا اجعلوا ع الن ع أنفسععكم تابعععة لتعععاليم النبيععاء
وهذا هو مبدأ المسيرة ومنه يجب النطلق فالنبياء أوضععحوا
الطريق وأرشدوا إليه ونحن ل نعرفه ،هم يعرفونه فهم أطباء
يعرفون سبيل السلمة وأوضععحوه وأرشععدوا إليععه فععإن أردتععم
السلم فعليكم أن تسلكوه عليكم أن تقللوا شععيئا ً فشععيئا ً مععن
التوجه والهتمععام بععالنفس ،وبععالطبع فمثععل هععذه المهمععة ل
يمكن إنجازها بسرعة ولكن عليكم التحرر شععيئا ً فشععيئا ً جميععع
آمالنا هععذه سععتقبر وتنتهععي جميععع أشععكال الهتمععام بععالنفس
ستنتهي وبالضرار بنا والذي يبقى هو
عن ْدَ الّلعع ِ
ه ما ِ
و َ
ف دُ َ عن ْدَك ُ ْ
م َين َ ما ِ
المتعلق بالله )وما عند الله(َ } :
ق{)النحل .(96َبا ٍ
لدى النسان "ما عندكم" وللنسان "ما عند الله" ،فما دوام
متوجها مهتمععا بععالنفس فهععو مععن جنععس "مععا عنععدكم " وكلععه
سيفني وينتهي ولكن المتعلق بالله فهو باق باسمه ل ينفد.
33
جاهدوا للنتصار على النفس
جاهدوا ولنجاهد من أجل الخروج من هذه الحالة التي تحيط
بنا وبكم أولئك الذين كانوا ينتصرون علععى الكفععار لععم يكونععوا
يهتموا لتعداد أعدائهم مهما كثر ،ذاك الذي كان يعلععن أنععه لععو
اجتمعععت العععرب عليععه لمععا تراجععع إنمععا كععان يقععول ذلععك لن
القضية قضية الله وما دامت كذلك فل هزيمة فيها ول تراجع.
أولئك الذين كانوا يجاهدون وينتصرون ،كانوا يتقدمون دون
اللتفات إلععى أنفسععهم وطموحععاتهم هععؤلء كععانوا قععد قععاموا
بمجاهدة النفس إلى حدّ ما وأولئك كانوا في مراتععب عاليععة ععع
وكل حسب مرتبته ع وما لم يقومععوا بععذاك الجهععاد لمععا تحقععق
لهم ذاك النتصار فما لم يعرض النسان عن آمال نفسه وعن
الدنيا ل يمكن أن يتقدم.
والدنيا هي آمال النسان فععدنيا كععل إنسععان آمععاله ،فالععدنيا
الخارجية ما هي من الدنيا المكذوبة وكذلك حال عالم الطبيعة
الدنيا هي هذه التي عندكم فأنتم عندما تلتفتون إلى أنفسكم
فأنتم "دنيا" دنيا كل شخص هي الموجععودة فععي نفسععه وهععي
المكذوبة أما الشمس والقمر والطبيعععة فليسععت مكذوبععة بععل
مدحت فهي مظاهر الله ،لكن الذي يبعد النسان عن
ساحة القععدس والكمععال فهععي تلععك الععدنيا المكذوبععة وهععي
داخل نفسه )التوجه إلى النفس(.
أسععأل اللععه التوفيععق لن نخععرج مععن هععذه الععبئر الظلمانيععة
العميقة ونتبع أولياء الله فهععم ق تخلصععوا مععن هععذه المهلكععة
وخرجوا منها و "أدر كهم الموت " والسلم.
ختام الدرس الثاني من دروس المام الخميني )قده( في
التفسير /11صفر1400 /
34
الدرس الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
كان الحديث فيما تقعدم حععول السعم فعي البسععملة وبمعاذا
يتعلق حيث عرضنا لذلك عدة إحتمالت.
35
ملك الموت هو الذي يتععوفى النفععس ولكععن التعععبير القرآنععي
جععاء ب "اللععه يتععوفى "..ونفععس التعععبير ورد فيمععا يتعلععق
ت إ ِذْ
مي ْ ع َ
مععا َر َ
و َ
بالنسععان الععذي يقتععل شخصععا :قتلععه ولكععنَ } :
ت{ "ما رميت ورميت" "رميت وما رميت" هععذا هععو تجلععي مي ْ َ
َر َ
وهععذا هععو نععور ولععو أدركنععا هععذا المعنععى بالبرهععان أو بصععورة
ببغاوية عندها تتضح بعض القضايا في هذه اليات الكريمة.
معاني الحمد
في الحتمال الول الذي ذكرناه حيععث أن الحمععد هععو جميععع
المحامد متكثر ملحوظ بنحو الكثرة يكون السم كذلك ملحوظا
بطور الكثرة ،وعلي ذاك الحتمال فان كععل حمععد يقععع ل يقععع
للحق تعالى لن الحمد يقع للتجليات وهي ظهوره ع ع تعععالى ع ع
ظهور فوق ظهور الشمس في الشعععاع وظهععور النفععس فععي
السمع والبصر.
فالحمد يقع للمظاهر ولكن هذه هععي أسععماء متكععثرة للحععق
تعالى ،لذا فالحمد له ع تعالى ع في نفس الوقت.
وعلى الحتمال الثاني قلنععا أن الحمععد يكععون حمععدا ً مطلق عا ً
وعليه يكون المر عكس ما في الحتمال الول فل يقععع لععه ععع
تعالى ع أي حمد من حامد وهنا أيض عا ً فالتجليععات هععي مظععاهر
ظهوره وعليه ،فرغم أن الحمد يقع لهذه المظاهر لكن الحمععد
المطلق ل يصدر منا لذا فل يقع للمطلق ع تعالى ع
ولكن من بععاب أن جميععع هععذه الكععثرات مضععمحلة فععي ذلععك
الوجود المطلععق يقععع لععه الحمععد أيض عا ً فععالمر يختلععف بلحععاظ
النظر للكثرة والنظر للوحدة.
بلحاظ الكثرة عع حسععب الحتمععال الثععاني عع ل يقععع أي حمععد
للوجود المطلق ولكن وبلحاظ اضمحلل الكثرات فععي الوحععدة
تكون جميع المحامد له أيضًا .وحسب هذين الحتمالين يختلف
معنى الية الشريفة بين أولها وآخرها ،فوفق كون أن الحمععد
استغراقي فيشمل كععل حمععد ويكععون السععم أسععماءً متكععاثرة
تشمل كل موجود فكل موجود اسم ،وعليه تكون أسععماء اللععه
الرحمن الرحيم ،الواقعة في البسملة بمعنى بععالله والرحمععن
الرحيم وحسب الحتمععال الخععر يختلععف المععر ،فالسععم اسععم
ظاهر ،وكل اسم يختلف عن السم الخر ومرتبة الكععثرة هععي
36
ملحظة مرتبة الكثرة وفي ملحظة مراتب الكثرة يكون "الله"
هو وصف هذا السم ،فالسععم اسععم "اللععه" ولكععن فععي مقععام
الكثرات وفي مقععام التفصععيل يكععون "اللععه" هنععا تجليععا للحععق
تعالى بالسم العظم.
37
للقرآن مراتب سبعة بطون أو سبعون تنزل عبر هذه البطععون
حتى وصل إلى درجعة مخاطبتنععا نحعن وأن يعععرف اللعه نفسعه
ت{)الغاشععية (17 قع ْخل ِ َف ُ ل ك َي ْع َ ن إ ِل َععى ال ِب ِع ِفل َ ي َن ْظُعُرو َ بالبل }أ َ َ
وهععذا مععن بععواعث السععف أن يتنععزل إلععى الشععمس والسععماء
والرض ونفس النسان هناك عقدة في لسععان النبيععاء وفععي
لحُلعع ْ َ با ْ قا َ قلوبهمَ } :
وا ْ
ريَ ، م ِ
سْر ِلي أ ْ وي َ ّريَ ، صد ْ ِح ِلي َ شَر ْ ل َر ّ
سععاِني{)طععه 25ع ع .(27فلععم يسععتطيعوا بيععان مععا ن لِ َ مع ْ ق عدَةً ِع ُْ
شاهدوه ع بالصورة التي أدركوه ع لععم يكععن ممععا ُيقععال ولععذلك
عمدوا إلى المثال والنظائر من أجل أن يفهمونا شيئا ً عنععدما
يعّرف الله نفسععه لنععا بالبععل تتضععح المرتبععة الععتي نحععن فيهععا
مرتبة نفس الحيوان كما تتضح طبيعععة المعرفععة الععتي نحصععل
عليها عن هذا الطريق معرفة هععي غايععة فععي النقععص مقارنععة
جل ّععى َرب ّع ُ
ه مععا ت َ َ فل َ ّبتلك التي ورد ذكرها فيما يتعلق بالنبيععاءَ } :
قا{)العراف.(143 / ع ًص ِسى َ مو َ خّر ُو َ
كا َه دَ ّ عل َ ُج َ ل َ ل ِل ْ َ
جب َ ِ
فبعدما خضع لربوبية
الحق تعالى وعبر هذه المنععازل خععاطب موسععى رب ّععه قععائل:
ك{ طلب منععه الرؤيععة ،ومعلععوم أن طلععب منععه رِني َأنظُْر إ ِل َي ْ َ َ
}أ ِ
الرؤية ومعلوم أن طلب الرؤية بالعين ل يمكععن أن يصععدر مععن
نبي عظيم ،بل المطلوبة هععي الرؤيععة المتناسععبة مععع المععرئي
والرائي وهذه الرؤية ل نصلها نحععن فموسععى يطلبهععا بعععد أن
رِني َ
بأ ِ وصل إلى مرتبة "كليم الله" فيتكلم مع ربه قائل }َر ّ
ن ت ََران ِععي{ يعنععي ع ع علععى نحععو ك{ فيأتيه الجواب} :ل َع ْ َأنظُْر إ ِل َي ْ َ
الحتمال ع ل يمكن أن تكون هنععاك "رؤيععة" مععا دمععت موسععى،
مادمت "أنت" لكنه لم يجعله يرجع آيسا ً بل حوله إلى " }انظُْر
ل{ ،ما هو هذا الجبل الذي يقع عليه تجلي الحق فععي جب َ ِإ َِلى ال ْ َ
حيععن ل يقععع لموسععى؟! انععه جبععل طععور؟! وهععذا التجلععي هععل
بإمكان أهل ذلك العصر أن يععروه لععو كععانوا فععي جبععل طععور؟!
نول َك ِع ْ ل{ أمععا } َ جب َع ِه ل ِل ْ َجّلى َرب ّ ُ ما ت َ َ فل َ ّ
كانت تلك هي الشمس } َ
ل{ )العععراف .(143 /ففيهععا موعععد للقععاء لععن جب َع ِ انظُْر إ ِل َععى ال ْ َ
ف و َسع ْ ف َ ه َمك َععان َ ُ
قّر َ سعت َ َ نا ْ ل َ
فعإ ِ ْ ن انظُْر إ َِلى ال ْ َ
جب َ ِ ول َك ِ ْ ترانيَ } _ :
ت ََراِني{ )العراف .(143 /قد يكون معنى "استقر" هنععا هععو أن
هذا الجبل أصععبح "دكععا" فيحتمععل أن يكععون معنععى الجبععل هععو
"أنانية" موسى التي كانت هناك بقايا منها لععدى موسععى إلععى
قا{. ع ً ص ِسى َ مو َ خّر ُو َ
مقام "الموت" } َ
38
كل ذلك هو بالنسبة لنا قصة فالذي أولئك بقدم الشهود هو
قصة بالنسبة لنا فنحن نعيش في هذه الظلمات فلقد حععدثونا
عن ذاك الجبل وجبل الطور.
39
المين.
يعني أن ما كان يرد على قلبه يجععب أن يتنععزل مراتععب مععن
هذا البطن إلى ذاك ومن هذا الحععد إلععى ذاك حععتى يصععل إلععى
الحد الذي يظهر على صورة ألفاظ.
حقيقة القرآن
القرآن ليس ألفاظًا ،ليععس مععن مقولععة السععمع والبصععر ول
من مقولة اللفاظ ول العراض ،ولكن أنزل إلى الدرجة الععتي
نستطيع نحن الصم العمي أن ننتفع به أيض عًا ،أمععا حععال أولئك
الذين ينتفعون منه بتلك الصور العليا فهو حال آخر ووضعععهم
التربوي وضع آخر ،وكيفية تلقيهم من القرآن هي علععى نحععو
آخر غير الموجود هنا فععالفرق مععا بينهمععا كععالفرق بيععن عععالم
الطبيعة وعالم الجسم وعالم الظاهر مقارنععة بمراتععب الغيععب
إلى ماشاء الله حتى يصل إلععى مرتبععة التجلععي الول ،فتجلععي
الحق تعالى هو الذي يظهر من عالم الغيب ويتنزل حتى يصل
إلى عالم الطبيعة ،وهو نفس الفععرق بيععن إدراكاتنععا وبيععن مععا
فوقنا وما فوق هؤلء وما فوق حتى يصععل إلععى مرتبععة خاصععة
أولياء الله والنبياء الذين هععم فععي مرتبععة ذلععك التجلععي الععذي
حصععل لموسععى )عليععه السععلم(" :بنععور وجهععك الععذي تجليععت
للجبل" وهناك حيث يقععول" :فلمعا تجلععى ربعه للجبعل" وحيعث
ورد في دعاء السمات:
ع"بنور وجهك الذي تجليت للجبععل" وهنععاك أيض عا ً يقععول":يععا
موسى إني أنا الله" هنا تجلى للشجرة فكان " أني أنععا اللععه "
وهناك تجلى للجبل فكان":بنور وجهععك الععذي تجليععت للجبععل"
جميع تلك صحيحة وكل منها تامة في مقامها.
معرفة القرآن
إذا أردنا أن نتعلم القرآن فماذا نفعل؟! هذه القضايا ليست
للمتعلمين بذاك المعنى من التعليم والتعلم ،عندما ننظر إلععى
القععرآن وإلععى تفاسععيره نجععد أنهععا نفععس هععذه التفاسععير
المتعارفة ،ونجد في بعضها إشارات إلععى هععذه المعععاني لكععن
على نفس هذا النحو من التعليم والتعلم للصم والعمي.
القرآن فيعه تبيععان كععل شععيء ولععن الععذي يععدركه هععو":إنمععا
40
يعرف القرآن من خوطب به" مععا هععو القععرآن الععذي ل يعرفععه
سوى من خوطب به؟ معلوم أنها مرتبة القرآن الذي":نزل بععه
ر{ و"نععزل علععى ة ال ْ َ
ق عد ْ ِ الروح المين" }}إ ِن ّععا َأنَزل ْن َععاهُ ِ
فععي ل َي ْل َع ِ
قلبه" فقضية هذه المرتبة ل يمكن لحد غيره )صلى الله عليه
وآله( إدراكها ومشاهدتها ،فالقضععية هنععا ليسععت قضععية إدراك
عقلي ول قضية برهانية ،بععل هععي قضععية مشععاهدة ومشععاهدة
غيبيععة مشععاهدة ليسععت بععالعين ول بععالنفس ول العقععل ول
القلب ،المشاهدة كانت لذلك القلععب الععذي هععو قلععب العععالم،
قلب نبي ،هو وصل وأدراك "إنما يعععرف القععرآن مععن خععوطب
به" هو أدراك وشاهد ولكنه ل يستطيع أن يوضح ذلععك إل ّ فععي
شكل المثلة واللفاظ ،فكيف تستطيعون أن تفهموا العمععى
ما هي الشمس وما هو النور؟! بأي لسان وبأي قول ،غيععر أن
النور هو الشيء الذي يضيء ولكععن الععذي لععم يععر النععور كيععف
يمكن تفهيمععه معنععاه؟! هععذه العقععدة هععي الععتي فععي اللسععان
وطرفها في الذن وهذه هي العقععدة الععتي كععانت فععي ألسععنة
النبياء.
41
"الحتكار" العلمي
جميع الكمالت يحصرها النسععان بععالعلم الععذي توصععل إليععه
وأدركه ،فالفقيه يتصور أن ل شععيء غيععر الفقععه فععي العععالم،
والعارف يتصور أن ل شيء غير العرفان والفيلسععوف يتصععور
أن ل شععيء غيععر الفلسععفة ،والمهنععدس يتصععور أن ل شععيء
سوى الهندسععة ،فلعلهععم يعتععبرون العلععم عبععارة عمععا عرفععوه
بالمشاهدة والتجربة وأمثال ذلك لذا يععرون أن هععذا هععو العلععم
وغيره ليس بعلم وهذا حجاب كبير ،هنععاك حجععب كععثيرة تلفنععا
جميعا ً ولكن أكبرها هو حجاب العلم هذا.
لنه هو الذي ينبغي أن يرشد النسععان إلععى الطريععق وإلععى
الهداية فإذا به يصده عععن الطريععق ويمنعععه الهدايععة وهععذا هععو
حال العلوم الرسمية جميعا ً فهي تحجب النسععان عمععا ينبغععي
أن يصل إليه وتولد لديه العجب فعندما يدخل العلععم قلب عا ً غيععر
مهذب يجّر صاحبه إلى الخلف وكلما زاد خزينة زادت مصائبه.
مهما نثرت من بععذور ف الرض الملحيععة فلععن تحصععل علععى
ثمرة وهذا هو حال القلب المحجوب غير المهذب ،القلب الذي
يخععالف مععن اسععم اللععه البعععض ومثلمععا يخععافون مععن الفعععى
يخشون المسائل الفلسفية رغم أن الفلسععفة هععي أيضعا ً مععن
العلوم الرسمية الفيلسوف أيضا ً يخاف ع بنفس الصورةععع مععن
العرفان وهكذا حععال العععارف لمععا فععوقه والجميععع هععي علععوم
رسمية وكلها "قيل وقال".
42
الصلة فماذا يعني هذا؟! كان أحد أصععدقائي عععرحمه اللععه ع ع
يقول :عع " ل أتععذكر الن إتركنععي إلععى أن أقععوم للصععلة لكععي
أتذكر "!! كأن النسععان عنععدما يععؤدي الصععلة فهععو ليععس فععي
ل ،ل يتوجه إلى الله وقلبه ليس مع الصلة بععل فعي الصلة أص ً
مكان آخر قد يفكر أيضا ً بكيفيععة حععل مسععألة علميععة ،مععن ذاك
العلم الذي العلم الذي هو مقدمة للوصععول للغايععة والمقصععود
فإذا به يصدّ النسان عن الغاية والمقصود ،هععذا المععر يصععدق
على العلوم الشرعية علم التفسير وعلم التوحيد فععالقلب إذا
لم يكن مستعدا ً مهذبا ً يتحول فيه حتى علم التوحيععد إلععى غععل
وقيد يصد النسان.
الوسيلة والغاية
العلوم الشرعية جميعا ً وسائل ،المسائل الشععرعية جميعهععا
وسائل للعمل والعمل أيضا ً وسععيلة جميعهععا وسععائل الوصععول
للمقصد والغاية ،وسائل ليقاظ النفس ولكي تخرج مععن هععذه
الحجب الظلمانية هذه الحجب التي تجعلنا فععي ظلمععات تخععرج
من هذه الظلمات لتصل إلى الحجب التي تجعلنا فععي ظلمععات
تخرج من هذه الظلمات لتصل إلى الحجب النورانية ويبععدو أن
هناك تعبير ورد في وصفها هو أن هناك "سبعين ألععف حجععاب
من نور ومن ظلمة" )راجع بحار النععوار )ج 2و ص (395حيععث
أورد حديثا عن الرسول الكععرم )صععلى اللععه عليععه وآلععه( قععال
إلى حجب ربي دخلت سبعين ألف حجاب بين كععل حجععاب مععن
حجععب العععزة والقععدرة والبهععاء والكرامععة والكبريععاء والعظمععة
والنور والظلمة والوقار والكمال "...والنص مأخوذ من حديث
المعراج( وحتى تلك النورية فهي حجب أيضا ً ونحععن لععم نخععرج
حتى من الحجب الظلمانيععة ل زلنععا نتقلقععل فععي أطباقهععا ول
ندري ماذا ستكون العاقبة.
للعلم آثار سيئة أيضا ً
العلععم لععم يععؤثر فععي نفوسععنا سععوى بالتععأثير السععيء ،هععذه
العلوم وتلععك الشععرعية والعقليععة الععتي سععماها المسععاكين بع ع
"الذهنيات" أي التي ل عينيععة لهععا هععي وسععائل للوصععول إلععى
المقصد والغاية ،ولكن كل ً منها يصدنا عن المقصععد ،فل يعععود
علما ً بل حجابا ظلمانيا ً وهذا هو واقع كل علم يحجععز النسععان
43
عن الوصول إلى المقصد ،وعن تحقيععق مععا بعععث النبيععاء مععن
أجله فبعثه النبياء هي من أجل إخراج الناس مععن هععذه الععدنيا
ومن هذه الظلمات وإيصالهم إلى مبععدأ النععور ل النععوار ل أن
في هذه الجهة ظلمات وفي تلك نور النععور المطلععق ،النبيععاء
جاؤوا من أجل إيصال الناس إلععى الفنععاء فععي النععور المطلععق
وأن تفنععي هععذه القطععرة فععي البحععر )وبععالطبع المثععال ليععس
منطبقا(.
لجل هذه الغاية كانت بعثة جميع النبياء ،وكافة العلوم هي
وسيلة العينية هي لذلك النور ونحععن العععدم أصععلنا مععن هنععاك
والعينية هي لذاك المبععدأ جميععع النبيععاء جععاؤوا لخراجنععا مععن
هذه الظلمععات وإيصععالنا إلععى النععور ل النععوار ،يخرجوننععا مععن
الحجب الظلمانية والنورانية ويجعلوننا نتصل بالنور المطلق.
أحيانا يكون علم التوحيععد حجاب عًا ،يقيععم برهان عا ً علععى وجععود
الحق تعالى لكنه نفسه محجوب ،نفس برهانه يبعده عن الععذي
يجب أن يصله ،لم يكن منهج النبياء والوليععاء بهععذه الصععورة
البرهانية كانوا يعرفون البراهين ولكن القضععية ليسععت إثبععات
الواجب ع تعالى ع بالبرهان.
يقول سععيد الشععهداء )عليععه السععلم( "مععتى غبععت"؟! )مععن
دعائه )عليععه السععلم( فععي يععوم عرفععه راجععع مفاتيععح الجنععان
المعرف )ص ((272ويقول " عميت عين ل تراك عليها رقيبًا"
وهي عمياء بالفعل.
القيام "الله" أول ً
حد َ ما أ َ ِ
مععوا ن تَ ُ
قو ُ ةأ ْوا ِ َ ٍ عظُك ُ ْ
م بِ َ ل إ ِن ّ َ المرتبة الولى القيام } ُ
ق ْ
ه{ )سبأ .(46وقد اعتبر أصحاب السععير هععذا القيععام المنععزل ل ِل ّ ِ
الول ولعله ليس منععزل بععل مقدمععة ،اعتععبره صععاحب "منععازل
السععائرين" )مععن تصععنيف الخواجععة الشععيخ المععولى عبععدالله
النصاري وعليه شرح للمولى عبععدالرزاق الكاشععاني( المنععزل
الول ،ولكن من الممكن أن يكون مقدمة والمنزل الععذي يليععه
هو المنزل الول.
ما في الية وصية وموعظة من موجود عععرف نفسععه يقععول
ة{ موعظة واحدة هي" :أن حد َ ٍ
وا ِ
م بِ َ ما أ َ ِ
عظُك ُ ْ له :ع قل لهم} :إ ِن ّ َ
تقوموا" و"لله" ومن هنا تبعدأ كافععة القضععايا ،القيععام للعه ،أن
44
ينهض النسان لله من هذه النومة ،قل لولئك النائمين الذين
سقطوا هنا فاقدي الوعي :ع لي عنععدكم موعظععة واحععدة هععي
أن تقوموا من مكانكم لله ،من أجلععه اسععلكوا الطريععق ،ونحععن
لم نصغي بعد لهذه الموعظة الواحدة ولم نسلك الطريععق مععن
أجله فطريقنا يؤدي إلينا حتى حال أولئك الجيدين جدا هو هذا
الحال :نعم هناك طائفة من الولياء هم على نحو آخر.
هعذه الموعظعة موجهععة لنععا نحعن النععائمون أمععا أولئك فقعد
وصلوا هم في العلى وسععيجرونا إلععى هنععاك ،ل أحععد يسععتطيع
القول بأننا هنا الن
فععالموكلون المهيمنععون علععى جميععع قوانععا يأخععذوننا ،هععذه
القوى تجرنا إلى ذلك التجععاه فمنععذ البدايععة وحيععث نحععن فععي
الطبيعععة هععم يقودوننععا إلععى مكععان آخععر وسععنذهب ولكععن مععع
الظلمات والحجب ذاهبون.
مصدر الفتن
حب الدنيا هو المنبع "حب الدنيا رأس كل خطيئة" )المحجععة
البيضععاء فععي تهععذيب الحيععاء )ج ،5ص (353كتععاب ذم الععدنيا
والحديث أخرجه البيهقي في شعععب اليمععان وقععد تقععدم ذكععر
مصادرا أخرى له( وقد يوصل النسععان الموحدع ع أحيانععا ع ع إلععى
نوع من البغض والسخط علععى اللععه تعععالى عنععدما يتصععور أنععه
ن النسان عندما يشرف تعالى قد سلبه شيئا ً يحبه ،وقد قيل أ ّ
على الرحيل إلى العالم الخر ،يأتيه شياطين ل يريدون له أن
يرحععل عععن هععذه الععدنيا موحععدا ً فيععأتونه بالشععياء الععتي يحبهععا
طالب العلوم الدينية مثل ً يأتونه بكتابه الذي يحبه ويقولون له
أرجع عن عقائدك وإل ّ أحرقنا هععذا الكتععاب ،ونفععس المععر مععع
من كان حبه للولد أو أي شيء آخر.
المعيار في التعلق
ل تتصععوروا أن أهععل الععدنيا هععم الععذين يمتلكععون الحععدائق
والبساتين ،فقد يكون هناك من يمتلك الكثير منها لكنعه ليععس
من أهل الدنيا ،وقد يكون هناك طالبا لعلععوم الععدين لععه كتععاب
واحد وهو من أهل الدنيا ،الميزان هو التعلق والرتباط ،تعلععق
النسان بالشياء ،وهذا التعلق قد يؤدي إلى إيجاد العداوة للععه
في قلب النسان عندما يرى أنه راحل عععن هععذا العععالم حيععث
45
تنقطع صلته الشياء التي تعلق بها ،فيصبح لذلك معاديا لله.
عليكم أن تقللععوا مععن شععدة هععذا التعلععق بمختلععف أشععكاله،
فنحن على
كل حال راحلون عن هذه الدنيا سواء أحببنععا شععيئا ً وتعلقنععا
به أم ل ،فل فرق.
سواء تعلقتم بهععذا الكتععاب أو هععذا المنععزل أم لععم تتعلقععوا،
فهما لكم تنتفعون منهما على كل حال ،فقللوا التعلق بهمععا،
فأنتم تستطيعون أن تقطعوا هععذا التعلععق ،فهععو الععذي يجلععب
على النسان المصائب وهو من حب النفس ،حب الدنيا وحععب
الرئاسة وهو المرض المهلك للنسان.
حب المنصب وحب المسجد وغير ذلك هي جميعا ً من الدنيا،
وهي من التعلقات الدنيوية ،وهي حجععب بعضععها فععوق بعععض،
كرارا ومرارا ما نقعد ونقول ،هؤلء لععديهم كععذا وكععذا وأولئك
لديهم كذا وكذا ع وهم أسرى التعلقات الدنيوية ع ولكن دققععوا
النظر في أنفسكم ولحظوا كيف حالكم أنتععم ،مععا هععي شععدة
تعلقكععم بمععا لععديكم ،قارنوهععا بقععوة تعلععق مععن تعيبععون عليععه
تعلقه.
46
تقدم نفاق أيضًا ،نفاق هو أن يظهر النسان شيئا ً ساميا وهو
علععى خلفععه وهععو بععذلك مععن المنععافقين ،والفععرق هععو فععي
المرتبة.
وعلى أي حال فالعاقبععة هععي الرحيععل عععن هععذه الععدنيا ،ول
يقال أن أولئك يدعون إلى الخرة إلى هناك وهنا هععي الععدنيا،
فهم ع النبياء ع وإن كععانت دعععواتهم جميععا ً إلععى الخععرة فقععد
كانوا يروجون للعدالة هنا.
المعنويات والحركة
أولئك الذين تصوروا أن هذه العلوم المعنوية تحجععز النععاس
عن الحركة والنشاط هم على اشتباه.
47
ذات النسان الذي كان يعلم الناس العلععوم المعنويععة هععذه،
والذي لم يكن له نظير بعد رسول الله )صلى الله عليععه وآلععه(
في معرفة الحقععائق ،هععذا النسععان وفععي نفععس اليععوم الععذي
بايعوه بالخلفة حمل فأسه وذهب إلععى عملععه فععي الزراعععة ع ع
كما ينقل لنا التأريخ.
أولئك الذين ع وبدافع من توهماتهم ع ع يحععذرون النععاس مععن
الدعاء والذكر وما ماثل ،لكي يلتصقوا بالدنيا ،هؤلء ل يعدرون
ما المر ،ل يعرفون أن نفس هععذا الععدعاء والذكععار هععي الععتي
تجعل النسان يتعامععل مععع الععدنيا بالصععورة المطلوبععة ،الععذين
أقاموا العععدل فععي الععدنيا هععم هععؤلء النبيععاء الععذين بالصععورة
المطلوبة الذين أقاموا العععدل فععي الععدنيا هععم هععؤلء النبيععاء
الذين كانوا أهل الذكر والفكر وكل شععيء ،وهععم الععذين ثععاروا
ضد الظلمة ،وهذا نهج الولياء أيضًا ،المام الحسين بععن علععي
)سلم الله عليه( قام بتلععك الثععورة ،وهععو نفسععه الععذي تععرون
دعاءه في يوم عرفة كيف هو.
48
هذه الدعية تخرج النسان من هذه الظلمات وعنععدما يخععرج
منهما يصبح عامل ً فععي سععبيل اللععه ،مقععاتل فععي سععبيل اللععه،
قائما لله.
الدعية ل تحجععز النسععان عععن الحركععة والعمععل كمععا يععدعي
أولئك قاصرين آمالهم على هذه الدنيا معتبرين كل ما وراءهععا
مععن "الععذهنيات" لكنهععم سيصععلون إلععى حيععث يععرون أن هععذه
الذهنيات هي "العينيات" وما كانوا يرونه عينيا هو الذهنيات.
هذه الدعية والخطب ونهج البلغة ومفاتيح الجنععان وسععائر
كتب الدعية ،هي التي تعين النسان ليصبح إنسانًا.
49
"كسععروي" حيععث دعععا إلععى يععوم لحععرق كتععب العرفععان وكتععب
الدعية ..هؤلء ل يعرفون ما الدعاء وما هي طبيعة تأثيره في
النفوس ل يفقهون أن جميع هذه الخيرات والبركات هي مععن
قراء نفس هذه الدعية حتى الذين يقرءونها ع بكيفية ضعععيفة
ع ويرددون ذكر "الله" ولو بصععورة ببغاويععة فععأنه يتععأثرون بهععا
وهم خير من تاركيها.
المصلي ع ولو وفق أدني مراتب إقامة الصلة ع هو خير مععن
تاركها وأكثر تهذيبا فهععو ل يععرق راجعععوا ملفععات الجععرائم ول
حظوا نسبة مرتكبيها من طلبة العلوم الدينية ونسععبة غيرهععم
من مرتكبي جرائم السرقة وشراب الخمر وغيرها.
هناك في هذه الطائفة ع المعممين ع مععن تسععلل إليهمععا ول
شك لكن هععؤلء ليسععوا ل مععن هععل الصععلة ولغيرهععا تسععتروا
بهععذه الظععاهر لسععتغلله فقععط أمععا أهععل الععدعاء والعععاملون
بشعائر السلم فليست لهم ملفات جنائيععة مقارنععة بععالخرين
وإن ان هناك من شيء فهو قليل جدا.
50
والدعاء والصلة ل من غيرهم.
حتى العيان الثرياء الذين بنوا ع ع فيمععا مضععى ع ع المععدارس
والمصحات وأمثال ذلك إنما كانوا من أهل الصلة وهععذا المععر
ل ينبغي أن يغيب عععن أذهععان النععاس بععل علععى العكععس يجععب
ترسيخه يجب جعل الناس متوجهين لله تعالى.
51
الدرس الرابع
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين.
52
تحت الباء وبالنسبة للحعديث ومعدى صعحته ،وهععل أنعه وارد أم
ل؟! لعععل الشععواهد تععدل علععى عععدم صععحة وروده ،والحععديث
منسوب إلى المععام علععي )سععلم اللععه عليععه( أنععه قععال " :أنععا
نقطة تحت الباء" )راجع شرح فصععوص الحكععم للقيصععري )ص
(36الورق ) (18من المقدمة والحديث هو بدايععة خطبععة( ولععو
صح فتأويله هو أن الباء هي بمعنى الظهور المطلق ،والتعين
الول عبارة عن مقام الوليععة فلععو صععحت نسععبة هععذا القععول
للمير فيكون مقصوده )عليه السلم( هععو أن مقععام الوليععة عع
بععالمعنى الحقيقععي للوليععة أي الوليععة العامععة ع ع هععو التعيععن
الول.
53
}هو الله الخالق البارئ المصور{..
فالسم في مقام الذات يناسب السماء الععواردة فععي اليععة
الولى ،والسم بععالتجلي الصععفاتي يناسععب الصععفات الععواردة
في الية الثانية فيمععا التجلععي الفعلععي يناسععب مععا فععي اليععة
الثالثة }هو الله الخالق البارئ المصور{ والتجلي الفعلي هععو
على ثلثعة أنمعاط ،تجلععي العذات للععذات ،والتجلععي فعي مقعام
السععماء ،والتجلععي فععي مقععام الظهععور ولعععل} :هععو الول
والخر{ يعني وكأن الخرين أصل هم نفي عا ً منفي عا ً }هععو الول
والخر والظاهر والبععاطن{ فكععل ظهععور هععو وليععس منععه هععو
الظاهر وهو الباطن وهو الول وهو الخر.
54
معنى له أصل ً فالموجود هو الذات المقدسععة وتجلياتهععا سععواء
التجلي في مقام الذات ،أو في مقام الصفات ،أو في مقابععل
الفعل ،ونفس اليات التي نشير إليها أحيانععا يمكععن أن تكععون
شاهدا على أن }هو الول والخر والظاهر والبععاطن{ فواقععع
المر هو أن ل مقابل للحععق تعععالى ،مععرةً نتسععاءل عع وبحسععب
إدراكناع ما الذي أدركناه وما هو إدراكنععا العقلععي؟! وهععل أننععا
أوصلناه إلى القلب ليصبح اسمه إيمانا؟! أو هل تحركنا بقععدم
السير ليكععون اسععمه عرفانععا ومعرفععة إلععى غايععة مععا يسععتطيع
النسان الوصول إليه؟!
وتلك هي قضية إدراكنا للواقعيات على ما هي عليععه ولكععن
الواقع عندما يحسب بحسب الواقع ع ع فمععا مععن شععيء سععوى
الحق تعالى ،كل مععا هععو موجععود هععو والتجلععي هععو تجليععه ،ول
ص أيض عا ً يمكننا أن نجد مثال منطقيا و " ظ ع ٌ
ل وذو ظععل " نععاق ٌ
الذات والتجليات والبحر والمواج.
ولعل أقرب المثلة الموضحة هو مثال موج البحععر ،فععالموج
ليس خارجا ع مستقل ع ععن البحعر بمعنععي هنععاك مععوج وهنععاك
بحر ،بل هناك موج البحر هذه المواج الحاصلة إنما هي البحععر
يتموج ،ولكن عندما ننظر إلى المر بسحب إدراكنا ،نرى بحععرا ً
ج ،ولكن الموج معنى عععارض وأمواج البحر كأنه هناك بحٌر ومو ٌ
للبحر وحقيقة المر أن ليس هناك سععوى البحععر ومععوج البحععر
هو البحر ،وكذلك حال العالم فهو " كموج".
وبالطبع فهو مثال والحععال هععو مثلمععا قععال القععائل " حثععوا
التراب على مفرقي وعلى مثععالي" فععالمر ل مثععال لععه ،نحععن
عندما نريد أن نلععج فععي هععذه المسععائل نطععرح حسععب إدراكنععا
تصورات عامة من قبيععل اسععم الععذات واسععم الصععفات واسععم
الفعال والمقام الفلنععي وهكععذا وهععي نفسععها مفععاهيم فععي
مفاهيم والدراك إدراك مفهومي.
أما المرتبة الخرى فهي أن نععدرك مععا وراء هععذه المفععاهيم
نثبت برهانيا ً أن الحقيقة هععي هععذه ،ولكععن المنهععج البرهععاني
عندما يستدل على أن الموجود هو الذات وتجلياتهععا ول شععيء
غيرها ،يقول أن صرف الوجود والوجععود المطلععق هععو الوجععود
الذي ل يقيد قيد و"أنت وجودنا المطلق" فلععو كععان لععه ح عدّ أو
نقص فما هععو بوجععود مطلععق ،فععالوجود المطلععق ليععس لععه أي
ن
تعين أو نقص وإذا كان كذلك فهو يشمل تمام الوجععود ،ولك ع ّ
55
"تمام "
هذه ناقصة أيضًا ،أي أنه ل يمكن أن يكون فاقدا ً لحيثية مععا،
فجميع أوصافه هععي مطلقععة ل علععى نحععو التعيععن ل رحمانيععة
متعينة ول رحيمية متعينة ول إلوهية متعينة.
56
واسم واسم آخر ،فهي ليست مثل السماء التي نطلقها على
شيء ما باعتبارات مختلفة.
عندما نقول "نور" و "ظهور" فل يعنععي ذلععك أنععه مععن جهععة
نور ومن أخرى ظهور ،بل إن الظهور هو عيععن النععور ،والنععور
ص أيض عًا ،الوجععود
أيضا ً عين الظهور ،وبالطبع فهذا المثال ناق ٌ
ء مطلععق ،جميععع الوصععاف المطلق كما ٌ
ل مطلق في كععل شععي ٍ
هععي علععى الطلق بحيععث ل يمكننععا فععرض أي شععكل مععن
السععتقللية )يقععول السععهرودي مؤسععس فلسععفة الشععراف
"صرف الوجود الذي ل أتم منه كلما فرضته ثانيععا فععإذا نظععرت
إليه هو هو " التوحيد العلمي والعيني ص (139
57
عندها يؤمن القلب بأن "ليس في الدار غيععر ديععار" )راجععع ص
147من رسالة لب اللبععاب فععي سععير وسععلوك أولععي اللبععاب
)بالفارسية( وهي تقديرات السيد الطهراني لععدروس أسععتاذه
العلمة الطباطبائي ع قدس سره ع في العرفععان( ولكععن هععذه
أيضا ً هي مرتبة من اليمان ،بل وحتى مرتبة }ليطمئن قلبي{
)إشععارة إلععى قصععد دافععع إبراهيععم )عليععه السععلم( مععن ربععه
مشاهدة إحياء الموتى وتقطيع الطير وإحيععائه المععذكورة فععي
القرآن( هي غير تلك التي كانت للنبياء فقد كانت لهععم قععدم
المشاهدة وهي فوق ذلك ،لهم مشععاهدة جمععال الحععق تعععالى
}تجلى ربه للجبععل{ تجلععى لموسععى الععذي كععانت لععه محطععات
ثلثون ليلة في البداية ثم أصبحت أربعين وجععاءت بعععدها تلععك
الوقائع بعد أن رحععل عععن منععزل شعععيب "ولععد زوجتععه" وسععار
بأهله قال لهم} :إني أنسععت نععارًا{ )إشععارة إلععى قصععة دافععع
إبراهيم )عليه السلم( من ربه مشاهدة إحياء الموتى وتقطيع
الطير وإحيائه المذكورة في القرآن(هو أدراك هععذه النععار أمععا
ل ،بعد ذلك ذهب إليها} :لعلي أتيكععم منهععا أهله فلم يروها أص ً
بقبس{ )سورة طه مقاطع من الية (10وعندما اقترب منهععا
جاء النداء }إني أنععا اللععه{ )سععورة طععه مقععاطع مععن اليععة 10
والية (14هذا النداء جاء من نفس تلك النار التي كععانت فععي
الشجرة ،وقدم المشاهدة يعني أن موسى شاهد ما ذهب إليه
ذاك العمى بالعصا وذاك العارف بالقلب.
هذه كأقوال نحسن التحدث بها نحن ،وأنت تستمعون إليهععا
بآذانكم ولكن الحقائق هي أسمى} ،أني أنا الله{ والنور الذي
كان في الشععجرة هععذا النععور لععم يكععن يسععتطيع رؤيتععه سععوى
م( مثلما هو الحال مععع الععوحي الععذي كععان موسى )عليه السل ّ
ينزل على رسول الله )ص( فمن ذاك الععذي كععان يسععتطيع أن
يفهم ما هو هذا الوحي؟! وما هو أصله؟! والقرآن الذي نععزل
على قلب رسول الله دفعة واحد جميعه ما هو؟! فلو كان هععو
ة واحععدة علععى قلععبهذا القرآن ذي الثلثين جزءً فنزوله دفع ع ً
عادي أمر محال.
ب أخرى والقععرآن حقيقععة وهععي تععرد إلععى القلععب،
القلب با ُ
القرآن سّر ،وسّر السر ،وسّر مستسٌر بسّر ،وسّر مقنع بسععر،
ويجب أن يتنزل وينزل إلى السفل ويتنععزل حععتى يصععل إلععى
هذه المراتب النازلة ،وحتى وروده على قلب رسول الله كععان
58
ل ،تنّزل حتى دخل القلب ،ومن هناك يجب أن يتنزل أيضععا ً تنز ً
إلى أن يصععل إلععى حيععث يفهمععه الخععرون أيضعًا ،وهكععذا حعال
النسان ،فهو أيضا ً سّر وسّر وسر ،نحن نرى من النسان هععذا
ن ،هذا الحيععوان الموجععود ول غيععر ،بععلالشيء الموجود ،حيوا ٌ
ن أسوأ من سائر الحيوانات ،ولكن له خصوصية هععي وهو حيوا ٌ
إمكانية وصوله إلى النسععانية وإلععى مراتععب الكمععال والكمععال
المطلق حتى إلى حيث ل تصل أوهامنا ثم ينعدم.
59
سعة عالم الغيب
ت ما كان ُيقععال أن عععالم الغيععب هععو عع مثل عع عععالم في وق ٍ
ملئكة الله عالم العقول ونظائر هذا التفسععير ،ولكععن لنفععس
هذا العوالم سّرا ً وظاهرا ً ظهععورا ً وبطون عًا ،وهععذا نفسععه فععي:
"هو الظاهر والباطن " فهناك بطون في نفس الشيء الععذي
ظهر فيه ،وفي نفعس هعذا البطععون ظهعور ،وعلععى هعذا فععإن
جميع أسماء الحق تعالى واجدة لجميععع مراتععب الوجععود ،فكععل
اسم ٍ هو جميع السماء ،فالمر ليس أن الرحمن صععفة واحععدة
أو اسما ً واحدًا ،والرحيم اسم مقابل وكذا الحال مععع المنتقععم
هذه لو كانت من السماء فجميعها حاوية لكل شيء} :أيععا ً مععا
تععدعوا فلععه السععماء الحسععنى{ فجميععع السععماء الحسععنى
موجودة فععي الرحمععن وموجععودة فععي القيععوم وفععي الرحيععم،
وليس الحال أن أحدها يحكي شيئا ً ما والخر يحكي عن شععيء
ن يكون الرحمعن حاكيععا لحيثيعة مععا موجععودة آخر ،فذلك يعني أ ّ
ة أخرى ،وبععذلك في ذات الحق تعالى ،وغيره يكون حاكيا ً لحيثي ٍ
تكععون ذات الحععق تعععالى مجمع عا ً للحيثيععات ،وهععذا محععال فععي
الوجود المطلق ،الوجود المطلق هو رحمععن بوجععوده المطلععق
ورحيععم بوجععوده المطلععق رحمععن بتمععام الععذات ورحيععم بتمععام
الععذات ،ونععوٌر بتمععام الععذات و"اللععه " بتمععام الععذات ،فل تكععون
رحيميته شيئا ً ورحمانيته شيئا ً آخر.
أولئك الذين يسمون علوا ً بقدم المعرفة حتى يصععلون إلععى
حيث تتجلى الذات بتمام التجليععات ،وبعالطبع ليععس الععذات بععل
علععى نحععو التجلععي فععي قلععوبهم ،وقلععوبهم ليسععت مععن هععذه
القلوب ،بل القلب الذي يدخله القرآن ،القلب الذي فيععه مبععدأ
ل ،فععي هععذا القلععب الوحي القلععب الععذي يتخععذه جبرائيععل منععز ً
تتجلى الذات بذاك التجلي الجامع لكافة التجليات وهععو نفسععه
السععم العظععم والمتجلععي بتجلععي السععم العظععم ،والسععم
العظععم هععو نفسععه " نحععن السععماء الحسععنى " )تقععدم ذكععر
مصدره(.
السم العظم هو نفس رسول اللععه ،وهععو أعظععم السععماء
في مقام التجلي.
60
وجوداتنا تجليات
وعلى ما تقدم ،فالذي جععرى الحععديث عنععه الليلععة :هععو أول ً
قضية السببية فيجب أن ل نعتبرها في موضوع الحععديث مثععل
ل مععا إل علععى سائر أشكال السببية ول يمكننا أن نشبهها بمثا ٍ
بعض المثلة البعيدة ،هذا أول ً وثانيا أن حديث نقطععة البععاء لععو
صحت نسبتهع يعني ما أوضحت تععأويله آنفعًا ،وثالثعا ً أن السععم
هو بمراتب اسم الذات ،فاسم في مقام الصفات ،واسم فععي
مقام التجلي الفعلي ،تجلي الذات على الذات ،وتجلععى الععذات
على الصفات وتجلي الذات على الموجععودات تجلععي نقععول إذا
أردنا تفسيره أن وجوداتنا هي تجلي ،نوٌر متكععثر فععي المرايععا
)والمثال هنا بعيد أيضًا( وأما إذا وضعتم هنا مائة مرآة ينعكس
فيها هذا النور أو نور الشمس ،فستقولون باعتبار واحد مععائة
نور ،النور نور المرآة ،ونور المرآة هو نفس ذلك النور إل أنععه
محدود ،مائة لكنها نفس هذا النور ،نفس تجلي الشمس هععذا،
فنور الشمس يظهر في مائة مرآة ،والمثال كما قلت بعيد.
61
يقع بها كل شيء وباسم "الله" نعتبر "الله" تجليا ً جامع عا ً فععي
مقام الفعل ،اسمه نفس الحقيقة في مقام الظهور كوصععف
الله بععالرحمن والرحيععم وكععل واحععد مععن هععذه السععماء يكععون
الكلم فيه على نمط خاص عندما ننظر إليه في الية الكريمة.
وإلى هنا نكون قد تحدثنا عن أسم "الله" هو السم الجععامع
ومقام الذات ومقام الصفات ومقام التجلي بالفعل في اليععة
الكريمععة وتحععدثنا عععن السععم وعععن "اللععه" وعععن البععاء فععي
البسملة وعن نقطتها ،وهناك فيما يتعلععق بععالرحمن الرحيععم،
مسائل يجب أن نمر عليها بصععورة مختصعرة سعريعة ،والرجععاء
أن نصدق بوجودها ،فبعض القلوب منكرة من الساس وبعععض
الشخاص ينكرون كافة قضايا المعععارف ،فالععذي فععي المنععزل
الحيواني ل يستطيع أن يصدق أن هناك شيئا ً وراء هذا المقام
الحيواني.
62
فععإذا كنععا لععم نسععتطع أن نفهععم هععذا العععالم ولععم يسععتطع
النسان أن يعرفه فما هو مبرر إنكاره لما عند الوليععاء؟! هععذا
م كلّيععا ً مععن دخععول الحقععائق
القلععب قلععب "إنكععاري" محععرو ُ
والنوار إليه ،ولهععذا فالععذي ل يعلععم ُينكععر ول يقععول :ل أعلععم
فيصف ما يقوله أهل المعرفة بأنه نسععيج أوهععام ،وسععر قععوله
ذلععك هععو كععونه محععروم إذْ أ ّ
ن مععا يصععفه بععأنه "نسععيج أوهععام"
موجود في القرآن والسنة فلماذا ينكره النسان؟!
63
النكععار ،فل ننكععر مععا ورد فععي القععرآن والسععنة ونحععن نععدعي
العتقاد بهما ،ما ل يدركه عقله من القععرآن والسععنة ل ينكععره
ص آخععر
فيهما مباشععرة ولكععن إذا صععدر بلسععان إنسععاني لشععخ ٍ
يستفرد بهذا المسكين ويصف قوله بأنه "هرطقععة" ول يقععول
أنه هو الذي ل يعلم.
ومثل هذا النكار يحرم النسان من الكثير من الحقائق فهو
يصده عن السبيل الذي يجععب للنسععان أن يسععلكه مععن دخععول
هذا السبيل أصل.
أنني أخععاطب الجميععع أن احتملععوا الصععحة فيمععا وصععل إليععه
الولياء ،قد ل يقول صراحة بين النععاس باحتمععال الصععحة هععذا
ولكععن المهععم أن ل ينكععر هععذه الحقععائق أصععل ويقععول إنهععا
هرطقة ،فمثل هذا المنكر ل يفلح بعععد ذلععك بسععلوك الطريععق
أبدًا ،فإن أراد الفلح في السلوك فعليه أن يستأصععل الجحععود
من قلبه ويزيل هذه العقبة من طريقه.
أرجععو أن نفلععح فععي استئصععال حجععاب الجحععود مععن قلوبنععا
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعرفنععا لغعة القععرآن عع هععي لغعة
خاصة ع نسأل الله أن يوفقنا للتعرف على اللغة التي نزل بها
القرآن.
64
وجده والدرجة العلمية العلى هي للذي نزل عليه "إنما يعرف
القرآن من خوطب به ".
لكن ل يبغي لنا اليأس والقنععوط ،بععل علينععا الحصععول علععى
منافع مععن هعذه السععفرة وأولععى هعذه المنععافع أن نطععرد معن
أذهاننا وهم عدم وجود غير هذه القضايا الطبيعيععة وفكععرة أن
القععرآن تنععزل ليضععاح هععذه القضععايا الجتماعيععة والطبيعيععة
والحياة الدنيوية فقط ،ففي هذه الفكرة إنكار لجميع النبوات
إن الغاية الععتي تنععزل مععن أجلهععا القععرآن هععي صععنع النسععان
وجعله "إنسانًا"
65
الدرس الخامس
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين.
قبل أن أتابع الحديث حععول موضععوع البحععث ،يجعب أن أبيععن
ة قد تكون نافعة وضرورية وهي أن علة وقوع الختلف ع نقط ً
أحيانا ع بين أهل الرأي والعلم هي أنهععم ل يعرفععون لغععة كععل
منهم فلكل طائفة منهم لغة خاصة بها.
ول ادري هل سمعتم قصة مثل العنب بيععن أولئك الصععدقاء
الثلثة الذين كان أحدهم عربيا ً والخر فارسيا ً والثععالث تركي ّعًا،
فقد كانوا يتناقشون حول ما يعدونه من طعام لوجبععة الغععداء،
فقال الفارسععي ليكععن "أنكععور" وقععال العربععي :كل كل ليكععن
طعامنا "عنبًا" فأجاب التركي " ل نريد ذلك بل لنأكل "أوزوم"
)الع " أنكور أوزوم " تعنععي العنععب بالفارسععي والتركيععة( لقععد
وقع الختلف بين هؤلء لكععونهم ل يعععرف أحعدهم لغععة الخععر
وتكملة قصة المثل هي أن أحدهم ذهب وأتععى بععالعنب فعععرف
الجميع أن مقصودهم واحد.
المقصود واحد وإن اختلفععت اللسععنة ،الفلسععفة لهععم لغععة
خاصة ومصطلحات خاصة بهم وكذلك الحععال مععع كععل طائفععة،
وعلينععا أن ننظععر أيععا ً مععن هععذه الطععوائف الثلثععة أو الربعععة
المختلفة فيما بينها ،تكععون لغتهععا أقععرب إلععى لغععة أهععل بيععت
العصمة وإلى لغة الوحي.
المقصود واحد ،ول أظن أن هنععاك أي إنسععان عاقععل موحععد
يخععالف العتقععاد بوجععود الحععق تعععالى وكععونه مبععدأ جميععع
الموجودات وهي معلولة لمبععدأ الوجععود ،ول أحععد يقععول بأنععك
بهذا القميص والسروال أنت اللععه ومععا مععن عاقععل يتصععور أن
فلنا ً بعمامته ولحيته وعصاه هو الله فهذا مخلععوق ول إشععكال
ول شبهة في ذلك ولكن يقع الختلف في التعععبير عععن العلععة
إشكال ول شبهة في ذلك ولكن يقع الختلف في التعبير عن
العلة والمعلول ،وعلينا أن نعرف ما هي طبيعة اهتمام طائفة
العرفاء مثل ليكون تعبيرها عععن المععر بالصععيغة الفلنيععة ومععا
الذي إلى هذا الشكل من التعبير؟!.
66
مصالحة بين الطوائف وأشكال التعبير
وأنا الن وحيث أريد إقرار الصلح بني تلك الطوائف وأقول
أن مقصودهم واحد فل أقصد تنزيععه كافععة الفلسععفة أو كافععة
العرفاء أو كافة الفقهاء كل القضية ليست هذه فع"ربما تكون
خرقععة الزهععد مسععتوجبة للنععار" )تعريععب جععزء مععن بيععت شعععر
بالفارسية للشاعر اليرانععي الشععهير حععافظ الشععيرازي وفيععه
يشير إلى عدم صدق وصفاء كل من الصوفية وإن بينهععم مععن
يستحق النار( ولعل صاحب الععدكان يطلععق بعععض القععوال بمععا
يناسب تسيير أمور دكانه إن أريد قوله هو أن هناك بيععن هععذه
الطوائف الكثير من المنزهين والختلف الحاصل هععو اختلف
مدرسي كععالختلف الععذي حصععل فععي مدرسععة بيععن الصععولي
والخباري والذي وصل حد ن ينعت الخباري الصولي بععالكفر
ع ع أحيانععا ع ع فيمععا الصععولي ينعععت الخبععاري بالجهععل رغععم أن
مقصودها ليس اثنين مثلما أنهما أنفسهما ليسا "أثنين".
على حال فحديثنا هو في اختلف اللغة والمصععطلحات ،فئة
من الفلسفة يستخدمون مصععطلحات أمثععال "علععة العلععل " و
"المعلول الول والثاني إلى آخععره" و" العليععة والمعلوليععة" و
"السعععببية والمسعععببية" " و "المبعععدأ والثعععر" وأمثعععال هعععذه
المصععطلحات وهععي مصععطلحات جافععة خاصععة الععواردة لععدى
فلسفة قبل السلم.
الفقهععاء أيضععا ً ل يحجمععون عععن أسععتخدم مصععطلح العليععة
والمعلولية ،كما يستخدمون أيضا ً مصععطلح الخععالق والمخلععوق
ول بأس به أيضًا ،ولطائفة من أهل العرفان مصطلحات أخرى
تختلف عن السابقات ،كمصطلحات لمثال هععذه الشععكال مععن
التعبير؟! ولماذا نجدها هي بالذات الواردة في أحععاديث أئمتنععا
)عليهععم السععلم( ،فل أتععذكر أبععدا ورود مصععطلحات العليععة
والمعلولية السببية والمسببية وأمثالها في أحاديثهم )عليهععم
السلم( بععل وردت اسععتعمالت الخالقيععة والمخلوقيععة التجلععي
الظاهر والمظهر وأمثالها ،علينا أن نفكر في سر تجلععي أهععل
العرفان عن مصطلحات الفلسفة مثل أو عما يستخدمه عامععة
الناس ،ولماذا قالوا بمصطلحات أخرى رغم أنها سععببت إثععارة
إشكاليات أهل الظاهر ضدهم لنناقش المر :ع
67
إشكالية التعبير بالعلة والمعلول
في مفهوم العلة والمعلول يكععون هنععاك موجععود هععو العلععة
وموجود آخر هو المعلول ،فهنا تكون العلة في جهة والمعلول
في جهة أخرى فماذا يعني هععذا؟! إنععه يعنععي أنهمععا مختلفيععن
مكانيعًا ،مثععل الشععمس ونورهععا ،فللشععمس نفععس هععذا النععور،
ولكنه صادر عنها ومظهر لها ،ولكن على نحو تكععون الشععمس
فيه موجودا ً في مكان معين ،والنععور موجععودا آخععر مكععان آخععر
رغم أنه أثرها ومعلولها ،فهععل هععذه المعلوليععة والعليععة نسععبة
إلى ذات واجب الوجود ،هي على غرار المعلولية والعلية فععي
عععالم الطبيعععة؟ أي هععل أنهععا مثععل كععون النععار علععة للحععرارة
ل حععتى والشمس علة للنارة ،في حيععن الثععر هنععا أثعٌر مسععتق ٌ
مكانيا ً عن العلة فلكل منهما مكان؟!
68
الخيعرة أقعرب مععن البقيععة لواقععع تلععك العلقععة ولكنهععا أيضعا ً
ليست هي.
الحاطة هي إحاطة قيومية ولضيق الخناق ع فععي التعععبير ع ع
يجب القععول أن الحاطععة القيوميععة للحععق تعععالى تجععاه جميععع
الموجودات هي بحيث أن ل مكان للموجودات إل وهععو موجععود
"لو دليتم بحبععل إلععى الرضععيين السععفلى لهبطتععم إلععى اللععه"
)حديث مروي عن النبي الكرم )صلى اللععه عليععه وآلععه( راجععع
مصعععباح الهدايعععة إلعععى الخلفعععى والوليعععة تعععأليف المعععام
الخميني)ص (99
الذين عّبروا عن المعنى بهذا القول أو بقععولهم أن الشععيء
الفلني هو الحق تعالى ليس مرادهم أن هذا النسان الممكن
الوجود ذي العباءة والعمامة هو الحق تعععالى ،فمععا مععن عاقععل
يقععول بععذلك ،بععل إن المععراد هععو التعععبير القععرب فععي تبيععان
القضية وطبيعة العلقة بين الحق تعالى والمخلوق ،هدف هذا
التعبير هو تقريب كيفية العلقة إلى الذهان ولكن يصل المر
بالنسان إلى الغفلة وعدم التوجه عن ع ظواهر ع هذه القضايا
فيقول بأن الشيء الفلني هو الحق تعععالى وكععل شععيء هععو،
ولكنه ل يريد أن يقول هذا هو الحععق تعععالى ،ولهععذا تععرون أن
الفلسفة السععلميين يقولععون "صععرف الشععياء كععل الشععياء
وليس بشيء منها ".
ظاهر العبارة متناقض ولكنه المععراد منهععا هععو ،أن ل نقععص
فععي صععرف الوجععود وهعو واجعد لكععل سععنخ مععن الكمععال فيمععا
الموجودات كافة ناقصة إذن فع "ليععس بشععيء منهععا" إذا كععان
المراد موجودا آخر إذ يكون ناقصا والموجود التام هو الععذي ل
نقصععان فيععه وإذا كععان كععذلك فل يمكععن أن يكععون فاقععدا ً لي
كمال ،كل كمال وفي أي موجععود كععان إنمععا هععو مععن رشععحاته
وتجليه وما دام من تجليه فهععو موجععود فععي الععذات علععى نحععو
البساطة الذات كل الكمال.
"كل الشياء" يعني "كل الكمال" و"ليس بشيء منها" يعني
أن ل نقص فيه أصععل وليععس المععراد مععن "صععرف الوجععود كععل
الشياء" هو أن تكونوا أنتم صرف الوجود ولهذا تقول العبععارة
"ليس بشيء منها" المراد هو أنه تمععام الكمععال وحيععث أن مععا
مععن موجععوٍد يكععون تمععام الكمععال ،لععذا فليععس بشععيء مععن
الموجودات فعبروا عن هذه الحقيقة بتلك الصورة.
69
إحدى سبل تفسععير تلععك العبععارة هععي مععا عمععد إليععه مععن ل
إطلع له على هذه القضايا فقال إن ما قالوه هو من بععاب أن
ن هععذا الشعععر ل يرتبععط "عديم اللون أسير اللون" في حيععن أ ّ
بهذا الموضععوع أص عل ً ولععم يلتفتععوا إلععى عععدم ارتبععاطه بواقععع
"الحقيقة" بل هو مرتبط بحالة النزاع التي تنشب بيععن أثنيععن
فلم ينتبهوا إلى المقصود من هذا الشعر فقالوا إن ذاك كفر،
في حين أنه ل يرتبط بهذه القضية بل بقضية أخرى هععي سععر
كل هذه الحروب والنزاعات التي يقع في العالم.
دوافع النزاعات
لماذا تقع الحروب؟! وما هي دوافعها؟ التعبير بععاللون فععي
هععذا الشعععر هععو عععن التعلععق والرتبععاط وهععو مسععتخدم بهععذا
المعنى في موارد أخرى كقول أحد الشعراء "متحععرر هععو مععن
لون قبول التعلق" هذا اللون وعديم اللععون يعنععي أن ل يكععون
متعلقا بشيء من الطبيعة ،وإذا كععان كععذلك فلععن يقععع النععزاع
فكافة أشكال النزاع الواقعة ناشئة من هذا التعلععق بالطبيعععة
التي يريدها كل إنسان لنفسه بحكم تعلقه بهععا ،فهععذا يريععدها
له وذاك كذلك فيقع النزاع في كععل شععأن مععن الشععؤون ،فمععا
يريد أن يقوله هذا الشاعر هو أن ل لون في الفطرة السليمة
وعندما يكون هناك صدأ التعلق فل نزاع.
لو كان فرعن مثل موسى )عليه السلم( غير متعلق بالدنيا
لما حدث كل ذلك النزاع ولو أجتمععع النبيععاء كلهععم فععي محععل
واحد لما حدث نزاع بينهم أبدا كل هذه النزاعععات هععي بسععبب
أشكال التعلق" :عديم اللون أصبح أسير اللون ".
الفطععرة السععليمة الععتي ل لععون فيهععا ل تعلععق فيهععا ولكععن
عندما يصبح النسان أسير التعلععق يقععع النععزاع فععإذا زال هععذا
اللون والتعلق تصالح موسى وفرعون أيضًا.
هذا الموضوع غير الول والذي أشكل به على أصععحاب تلععك
القوال ،لم يتلفت إلى أن هععذا الشعععر ومعنععاه مرتبععط بنععزاع
بين أثنين بين أثنين ول علقة له بأصل الموضوع المتقدم.
70
تعبيرات الئمة واقتباس العرفاء
لحظوا أشكال التعععبير الععواردة فععي أدعيععة الئمععة )عليهععم
السلم( فهل أنها تختلف عععن تلععك الععتي يسععتخدمها أولئك ع ع
العرفاء ع والععتي أدت بععالبعض إلععى الععذهاب إلععى حععد التكفيععر
بسبب عدم إلتفاتهم إلى مراد القوم؟! وهذا البععاب هععو أيض عا ً
باب مرتبة سير النسان نفسه.
في المناجاة الشعععبانية وهععي المناجععاة الععتي كععان يقرأهععا
جميع الئمة ع حسبما ورد في الروايات ولععم أر فععي الروايععات
غيرهععا دعععاء لععه هععذه الميععزة ععع ورد "إلهععي هععب لععي كمععال
النقطاع إليك وأنر أبصععار قلوبنععا بضععياء نظرهععا إليععك ،حععتى
تخرق أبصار القلوب حجب النععور فتصععل إلععى معععدن العظمععة
وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك ،إلهي واجعلني ممن نععاديته
فأجابك ولحظته فصعق لجللك)..مفاتيععح الجنععان )ص ((157
فما هي هذه المعاني والتعبيرات؟! وما معنى هذه التعععبيرات
التي يقولها السادة الواردة في كلماتهم الخرى؟! ماذا يعنععي
"كمال النقطاع إليك "؟! وماذا يعني طلب جميع الئمة له؟!
المام المعصوم يطلب مععن اللععه فمععا يعنععي ذلععك؟! ومععا هععي
أبصار القلوب هذه التي يطلب من الله إنارتها؟! "وأنر أبصععار
قلوبنا " كيف يريد بالبصر النظر إلى الحق تعالى؟! ما هو هذا
القلب وما هو بصره بحيععث يكععون بهععذا البصععر القلععبي نظععرة
إلى الله تعالى ثععم "أنععر أبصععار قلوبنععا بضععياء نظرهععا إليععك "
المام يطلب من الله كل ذلك من أجل غاية هي "حتى تخععرق
أبصار القلوب حجب النور" وعندما تخرق هذه الحجععب" :تصععل
إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعععز قدسععك " ومععاذا
بعد ذلك؟! إنه "إلهي اجعلني ممن ناديته فصعععق لجللععك" مععا
هو صعق الجلل هذا؟! أليس هو ما يذكره القرآن الكريم فععي
شأن موسى )عليه السلم(؟! فهل هو غير الفناء الذي يقععوله
العرفاء؟
ة ،أبصععارة مرتبع ً
"فصعععق لجللععك" مرتبععة يرتفععع إليععه مرتبع ً
القلوب تخرق جميع الحجب" ،فتصل إلععى معععدن العظمععة" مععا
هو معدن العظمة الذي تصل إليععه؟! ومععا هععو هععذا الوصععول؟!
أليس هو نفسه الوصول الذي يقوله أولئك "ومعدن العظمععة"
هل هو غير الحق تعالى؟! هععل يمكععن لغيععره تعععالى أن يكععون
معدن العظمة الذي يجب أن تصدر منه كافة أشكال العظمة؟!
71
وعنععدما تصععل إلععى هععذا المعععدن "تصععير أرواحنععا معلقععة بعععز
قدسك" وهذا المعنى هو نفس ما يقوله أولئك ع العرفاء.
لو التفت النسان إلى كافة أطراف القضية لما استطاع أن
يعّبر عنها "بالعلة والمعلول" لضيق هذا التعبير ،ونفععس المععر
يصدق على تعبير "الثر والمؤثر" أما تعبير التجلي "تجلي ربه
للجبل" فهو القرب ع القرب وحسب ع ع إلععى المعنععى الععذي ل
يمكن التعبير عنه أصل.
72
الناظرة ويده الباسطة وأذنه الواعية وحكمتععه البالغععة( فمععاذا
تعنى هذه أليست هي من نظععائر التعععبيرات الععتي يسععتخدمها
أولئك؟! ونفس هذه التعبيرات واردة فععي الحععاديث الشععريفة
التي تصف الصدقة التي تضعها في يد الفقير إنما تصععل إلععى
يد اللععه وفععي القععرآن أيضعا ً ورد قععوله تعععالى }ومععا رميععت إذ
رميت ولكن الله رمى{ المعنى واحد وهععو نفععس مععا تقولععونه
جميعععا ً ولكععن ذلععك المسععكين الععذي يلمععس المعنععى عيانععا ً ل
يستطيع أن يعبر عنه بهذه الصورة وبالكيفيععة الععتي يععراه بهععا
ولذلك فهععو يسععتخدم مثععل تلععك التعععبيرات وهععي كععثيرة فععي
القرآن وخاصة في الدعية فهي مليئة بهععذه التعععبيرات الععتي
يستخدمها أولئك فلماذا نسيء الظن بمن يستخدمها؟! اسعوا
إلى فهم المراد والدافع إلى إستخدمه مثل هععذه التعععبيرات؟!
ما هععو اللععم الععذي أضععطره إلععى إسععتخدمها والعععراض عمععا
يستخدمه عامة الناس ،وهو يعلم ماذا سيلقاه بسبب استخدام
مثل هذه التعبيرات ،فلجل أن ل يضععحي بالحقيقععة مععن أجععل
نفسه ضحى بنفسه من أجل الحقيقة ،ولععو أننععا فهمنععا قععوله
ومراده لعبرنا عنه بنفس مععا عععبر بععه ومثلمععا أسععتخدمه أيض عا ً
القرآن والئمة.
والمر ليس هو على نحو يكون معه المراد مععن تعععبير "هععذا
ل يقول ذلععك، هو الحق" هو أن هذا هو الله واقعا ً فما من عاق ٍ
ة ل يكععون ولكنكم تععرون ظهععروا ً ل يمكععن التعععبير عنععه بصععور ٍ
معها انفصال مثلما ورد في أحععد الدعيععة وصععف الوليععاء" :ل
فرق بينك وبينهم إل أنهم عبادك خلقهععا بيععدك فتقهععا بيععدك"
)مفاتيح الجنان )ص (73فهذا من باب ضععيق التعععبير ،واختيععار
هذا التعبير من باب كونه القععرب إلععى المعنععى ونفععس المععر
يصدق على ما ورد في الكتاب والسنة.
ل تسععيئوا الظععن بالععذين يسععتخدمون هععذه التعععبيرات وأي
أشخاص صالحين هم ،لقد عاصرنا عددا ً منهم وعرفنععاهم عععن
قععرب ورأينععا حععالهم وتبحرهععم ودقععة نظرهععم فععي كععل تلععك
العلوم ،ورأينا وصولهم إلى الكمال ،هععؤلء كععانوا يسععتخدمون
أيضا ً مثل هذه التعبيرات كالتجلي والظهور وتجليك ...
وورد فععي دعععاء السععمات التعععبير بععع "طلعتععك " )ورد هععذا
المقطع ضمن أحد أدعية شهر رجب وهو مععروي عععن المهععدي
المنتظر أرواحنا لتراب مقدمة الفداء راجع مفاتيععح الجنععة ص
73
(134والتجلععي والنععور ونععور وجهععك وباسععمك ،....وعليععه
فأصلحوا حال الذين يسيئون الظن بهؤلء العظام وبالطبع أنا
ل أريد تنزيه الجميععع )فعنععدما أدافععع عععن الحععوزويين وعلمععاء
ن مععا
الدين ل أقصد أن جميعهم على نحععو وبمسععتوى واحععد( إ ّ
أعععترض عليععه هععو أن تسعقطوا الجميععع وليععس أنععي أطعالبكم
بتأييد الجميع ،وهنا أيضا ً فما أريد قوله هو أن ل تتوهموا كفر
كل من قال مطلبا عرفانيا ً أو نطق بكلمة عرفانية.
حققوا في المطلب أول ً
انظروا أول ً إلى ما يقوله وما هو مراده ومقصوده منه ،فل
أعتقد أن من يفهم مقصوده سينكره عليه ،فهذه القضية هي
كقضععية قصععة مثععل "العنععب وأنكععور وأوزوم" فععالمر وأنتععم
تعبرون عنه بتعبير معين ،والخععر يحععدث عنععه ضععمن مصععطلح
العليععة والمعلوليععة والثععالث بالسععببية والمسععببية والرابععع
بالظهور والمظهر.
حسنا نحن أيضا ً بماذا نعبر عن وجود موجود في كععل مكععان
وهو كل الشياء ولكنععه ليععس بشععيء منهععا؟! تععرون الحععاديث
الشريفة تقول" :علععي يعد اللععه علععي عيععن اللععه" )تقعدم ذكععر
مصدرها( والقرآن الكريم يقول} :وما رميععت إذ رميععت ولكععن
الله رمى{ )سورة النفال الية } (17إن الذين يبايعونك إنمععا
يبايعون الله{ )سورة الفتح الية (10و }يد الله فوق أيديهم
[ )سورة الفتح الية (10فهل الع "فوق" هنا مكاني؟! كل بععل
هو "فوق" معنوي علو ل يمكن التعبير عنه ،ول يمكننا التعععبير
عنه بما هو حق التعبير.
كما أن الله تبارك وتعالى أجل من أن يكون مختلطا ً بشععيء
ل وتعععالى ععن أن أو مرتبطا ً بشيء وفق هذه المعاني ،بل وج ّ
نفهم كيفية تجليه وظهوره فحتى تجليه مجهععول لععدينا ،لكننععا
نؤمن بواقعية المر ول ننكرها ونرجو أن نكون معتقععدين بمععا
ورد في القرآن الكريم والسنة عن هذه القضععايا وعععن تجلععي
الحق تعالى لخلقه وظهوره وكععونه }هععو الظععاهر والبععاطن{،
كما ورد في سورة الحديد وقد ورد فععي الحععديث الشععريف أن
اليات الستة الولى من سورة الحديد قد أنزلت لرجال يععأتون
في آخععر الزمععان هعم الععذين يفهمونهععا ،وفيهععا كيفيعة الخلععق
وأمثالها وفيها يقول} :هو الول والخر والظاهر والبععاطن{،
74
}هععو معكععم أينمععا كنتععم{ )سععئل علععي بععن الحسععين )عليهمععا
السلم( عن التوحيد فقال إن الله عز وجل علم أنه يكون في
أخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل ع الله تعالىع )قععل هععو اللععه
أحد( واليات من سورة الحديععد إلععى قععوله )وهععو عليععم بععذات
الصدور( فمن رام وراء ذلك فقد هلك أصول الكافي ) ج 1عص
(91بععاب النسععبة( وحععتى آخععر الزمععان هععذا لععن يشععهد بتلععك
السرعة ظهور من يستطيع أن يفهمها فلعل شخصا واحععدا أو
اثنان سيظهران في العالم يستطيعان فهمها.
75
امتلك زبانيتين كمال ً ع على ما يبدوع ونحن أيضععا ً عنععدما نريععد
أن نعبر عن كمالته تعععالى ننطلععق ممععا نتصععوره كمععال ً عنععدنا
هذه النملة تصف سليمان وجنوده بأنهم ل يشعرون }يععا أيهععا
النمل ادخلوا مساكنكم ل يحطمنكم سععليمان وجنععوده وهععم ل
يشعرون فتبسم ضععاحكا مععن قولهععا{)سععورة النمععل 18ع ع(19
ضحك من أن تقوله ذلعك وقععول النملععة هعذا موجعود فععي كعل
مكان ينطق به كل شيء ع قال مثله الهدهد أيضا ً }أحطت بمععا
لععم تحععط بععه{ )سععورة النمععل اليععة (22والخطععاب هنععا هععو
لسععليمان النععبي الععذي جلععب أحععد أصععحابه وجلسععاؤه عععرش
بلقيس }قبل أن يرتد إليك طرفععك{ )سععورة النمععل اليععة (40
ولم يحدث مثل هذا للنسان حتى الن فكيف جلبه وماذا كانت
حقيقة المر؟! هل كانت اتصال ً أم إعععداما ً وإيجععادا ً أم تحععويل ً
للعرش إلى موجات كهربائية ثم إيصاله وإعادته إلععى مععا كععان
عليه؟! نبي الله سليمان كععان أحععد أصععحابه يعععرف حرفععا مععن
السم العظم ع كما ورد في الروايععات عع )جعابر الجعفععي عععن
الباقر )ع( قال " :إن اسم اللععه العظععم علععى ثلثععة وسععبعين
حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم بععه فخسععف
بالرض ما بينه وبين سرير بلقيس حععتى تنععاول السععرير بيععده
ثم عادت الرض كما كانت أسرع من طرفة عين وعنععدنا نحععن
السم العظم اثنععان وسععبعون حرفعا ً وحععرف واحععد عنععد اللععه
تبارك وتعالى استأثر بععه فععي علععم الغيععب عنععده ول حععول ول
قوة إل بالله العلي العظيععم" راجععع الكععافي للكلينععي )ج،1ص
(230وهناك طرق أخرى عديدة للحععديث المتقععدم كمععا وردت
أحععاديث أخععرى بمعنععاه فععي الكععافي وغيععره( وهععو يععأتي لععه
بععالعرش }قبععل أن يرتععد إليععك طرفععك{ ويخععاطبه الهدهععد:
}أحطت بما لم تحط به{ وسليمان )عليععه السععلم( ل يعععترض
فهو كان يجيب على قدر فهمهم ويتعامل معهم وفق ذلك.
76
قال أحد " المقدسين" توفى أيض عا ً ع ع )رحمععه اللععه(" :انظععروا
إلى أين وصل السلم بحيث فتحت حععتى بععاب منععزل الميععرزا
على اكبر؟!
العلماء كانوا يذهبون للدراسة عنده أمثال السادة المرحععوم
الخوانساري والمرحوم الشراقي ورغم ذلععك يقععول الرجععل":
انظروا إلى أين وصل السلم بحيث فتحت باب منزل الميزرا
علي أكبر أيضا ً " يقولون بشأن الميرزا مثل هذا القععول رغععم
أنه كان صالحا ً للغايععة ،ولكع ّ
ن قععائلهم صعععد المنععبر بعععد وفععاة
الميرزا علي أكبر وقال إنه شاهده بنفسه يقرأ القرآن !! وقد
تأذى المرحوم الشاه آيادي من هذا القول.
مععن الظلععم أن ُتحععرم حععوزة علميععة مععن بركععات وخيععرات
موجودة ،أن تحرم حتى من الفلسفة وهي علم عععادي فضععل ً
عن غيرها ،والمهععم هععو عععدم وصععول مععن فيهععا إلععى حقيقععة
المطلب ،وهذا ما دفعنععي إلععى الحععديث المتقععدم فلععو أدركععوا
حقيقة المر لما كان هناك نزاع ولما كععان هنععاك تكفيععر لمععن
يستخدم تلك التعبيرات فلو أدركوا ما يقول لما أنكروا فهم ل
يدرون ما الذي يقوله ،ولذلك ينكرون وهذا هو ابتلءه فتعبيره
"كفري"!! وهو يرى أن التعبير بالعلية والمعلولية ل يعبر عععن
حقيقة المر.
وما قلته يضع مرات خلل اليام الماضية من أن السم غير
مستقل عن المسععمى ،فهععو لكععون أن السععم ظهععور وعلمععة
ولكن ليععس كالعلمععات الععتي توضععع لفراسععخ المسععافات ،فل
يمكن التعبير عنه بأنه علمة ،بل "الية" كمفردة أقرب للواقع
وهذه هي أيضا ً تعبير يستخدم لع "ضيق الخناق".
القرآن أيضا ً جاء وفععق ذلععك ،وكمععا قلععت سععابقا فهععو مثععل
المائدة التي يجب أن ينتفع كل إنسان بمععا فيهععا قععدر سعععته،
ة خاصععة بععل هععي للجميععع وعلععىوهععي ليسععت حكععرا ً علععى فئ ٍ
الجميع وعلى الجميع أن ينتفعوا منها كل على سعععته وكععذلك
الحععال مععع أدعيععة الئمععة )عليهععم السععلم( ففيهععا كنععوز مععن
المعارف ولكن مع ذلك فهم يقومون بفصل الناس عنها.
77
القرآن بخصوص القضايا التي ل يصلها الخرون.
ل ينبغي عزل الناس عن الدعية ،ول ينبغي القول بأننععا مععا
دمنا وصلنا إلععى القععرآن ونريععد تلوتععه فل حاجععة للععدعاء ،كل،
يجب أن يأنس الناس بالدعاء فبذلك يصلون إلى النععس بععالله
أولئك الذين يأنسون بالله المتحررون من أسر الدنيا ،والععذين
ل يرون لنفسهم قيمة العاملون لله ،ومنهععم المقععاتلون فععي
سبيل الله هؤلء هععم قععراء الدعيععة ،لهععم تلععك الحععالت وهععم
يقععاتلون فععي سععبيل اللععه فل ينبغععي عععزل النععاس عععن هععذه
البركات ،القرآن والدعاء ليسا منفصلين مثلما أن النبي ليععس
منعزل عن القرآن.
ل ينبغي لنا القول بأن لدينا القععرآن فل حاجععة لنععا بععالنبي،
المر واحد وهما معا " لن يفترقععا حععتى يععردا علععي الحععوض "
)ذيععل حععديث الثقليععن الشععهير( فل افععتراق ،ول ينبغععي أن
نفصل بينهما فنأخذ القرآن بمعزل عن الئمة والئمة بمعععزل
عنهععا والدعيععة بمعععزل عنععه ،ونقععول ل حاجععة لنععا بالدعيععة
فلنحرق كتبها أو مثل لنحرق كتب العرفاء ،فمثل هذا الموقف
ناشئ من كونه أصابه ل يعلمون ما المر ،مساكين ،والنسععان
إذا تجاوز حده سقط في الخطأ.
عاقبة الغرور
" كسروي" كععان مؤرخ عًا ،معلومععاته التأريخيععة كععانت جيععدة،
بيانه كان جيدا ً ولكنه سقط في الغرور حتى وصععل بععه الحععال
أن قععال ":أنععا نععبي أيض عًا" أعععرض عععن الدعيععة كافععة وقبععل
القرآن ،أنزل النبوة حععتى أوصععلها إلععى مسععتواه لععم يسععتطع
الرتفاع إليها فأنزلها إلى مستواه.
الدعية والقرآن وأولئك ليسوا منعزلين عن بعضهم البعض،
كما أن العرفاء والشعراء العرفععانيون جميعهععم يتحععدثون عععن
حقيقة واحدة والذي يختلف هو أشكال التعععبير فللشعععر لغتععه
الخاصة و"حافظ" نفسه له لغتععه الخاصععة ،يتحععدث عععن نفععس
تلك الحقائق ويقول ما يقوله أولئك ولكن بلغة أخرى ،أشكال
التعععبير هععي الععتي تختلععف فل ينبغععي إبعععاد النععاس عععن هععذه
البركات ،بل يجب عليهم أن ينتفعوا من هععذه المععائدة اللهيععة
الكبيرة العامرة الععتي تشععمل القععرآن والسععنة والدعيععة فقععد
دعى الله الجميع للنتفاع منها كل على سعته.
78
مقدمة ولكن وا أسفا ً
كانت هذه مقدمة للمواضيع التي ستأتي تباعععا لععو كععان لنععا
عمر ،فإذا استخدمنا أحيانا مثل أشكال التعبير تلك فل تقولوا
أنك أعدت هذه التعبيرات مرة أخرى إلى الساحة كل ول يجععب
أن تعود هذه التعبيرات مرة أخرى.
إنني قلت للمرحوم الشاه آبادي )رحمه اللععه( وكععان يحععدث
عددا ً من الكسبة عن هذه القضايا مثلما كان يحدث بها الجميع
قلت له :ع ع أيععن هععؤلء مععن هععذه القضععايا؟! فأجععاب "دع هععذه
الكفريات تطرق أسماع هؤلء أيضا ً !!".
نعم ..كان لدينا مثل هذه الشخصيات ،فععإذا لععم تنسععجم مععع
ذوقي فل ينبغي النكار والقول:ع ع مععا هععذه؟! وفلن وفلن !!
هذه المواقف خاطئة.
والحديث الن هو في "الرحمععن الرحيععم " الموجععودين فععي
البسملة وفي }الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم{ فهل
هما فععي البسععملة صععفات للسععم أم "للععه"؟ هنععاك احتمععالت
سنرى فيما بعد إن شاء الله أيهما أقرب للفهم والسلم.
نهاية الدرس الخامس من دروس التفسير المعرفية التي
ألقاها المام الخميني )قده(.
79
محتويات الكتاب
مقدمة الناشر1..........................................................
مقدمة الكتاب4..........................................................
التفسير بالهواء4......................................................
تفسيراتنا هي على نحو الحتمال5.................................
الدرس الول7...........................................................
العالم كافة اسم الله 7................................................
الموجودات آيات الله 8................................................
المحدود ممكن الوجود 9..............................................
ما هو السم العظم 9................................................
ح بحمده 10.................................................... ك ّ
ل يسب ّ
المجاهيل الكثيرة 11...................................................
الحركة بسم الله 11...................................................
الكل من تجلياته 12....................................................
"الله" التجلي الجامع 13..............................................
"التصديق غير العتقاد العلمي" 15.................................
الصور الخرى للعمال16.............................................
علي )ع( التجلي اللهي العظيم 17................................
رأس البلء18............................................................
كل المحامد لله 19.....................................................
خشبية قدم الستدلليين19..........................................
الدرس الثاني21........................................................
فناء الظاهر في مبدأ الظهور 22...................................
احتمالت "الحمد"22...................................................
المشيئة هي الظهور الول 25......................................
مراتب السماء 26......................................................
هجرة إلى الله 26......................................................
الوديعة اللهية 27......................................................
80
أعدى العداء 28........................................................
العبادة الحقة28.........................................................
"النانية" أم المصائب 29.............................................
الهدف من بعثة النبياء30............................................
الجهاد الكبر30.........................................................
الخلص اللهي 31.....................................................
عبادة من أجل الجنة 31...............................................
القيام لله 32............................................................
وصية للشباب 33.......................................................
جاهدوا للنتصار على النفس 34....................................
الدرس الثالث35........................................................
العلقة بين الحق والخلق 35.........................................
معاني الحمد 36........................................................
تجليات السم العظم 37............................................
نزول القرآن وتنزله 37...............................................
فبعدما خضع لربوبية 38...............................................
معنى التجلي لموسى )ع( 39........................................
حقيقة القرآن 40......................................................
معرفة القرآن40........................................................
محنة الرسول الكرم )ص( 41.......................................
"الحتكار" العلمي 42..................................................
علم التوحيد قد يصدّ عن التوحيد 42................................
الوسيلة والغاية 43.....................................................
للعلم آثار سيئة أيضا ً 43..............................................
القيام "الله" أول ً 44...................................................
مصدر الفتن 45.........................................................
المعيار في التعلق 45.................................................
سر انتقاص الخرين 46...............................................
المرتبة العليا :دوام الحضور 47.....................................
81
المعنويات والحركة 47................................................
الدعاء والتحرك النهضوي 48.........................................
كل العمال لله 49.....................................................
تأثير الدعاء في النفوس 49.........................................
الفصل بين القرآن والدعاء والحديث 50...........................
الدعاء والوصول للكمال 51..........................................
الدرس الرابع52........................................................
"باء" البسملة ليست سببية 52......................................
قضية حديث النقطة تحت الباء 52..................................
الولية الحمدية والعلوية 53.........................................
ل فصل بين التجلي والمتجلي 54...................................
فقدان أي كمال يؤدى إلى التعين 56..............................
المشاهدة فوق البرهان والعمى 57................................
ما ندركه هي العراض 59............................................
سعة عالم الغيب 60...................................................
وجوداتنا تجليات 61....................................................
التعين لزمة التجلى61................................................
عدم النكار هو الخطوة الولى 62..................................
إنكار المجهول نمط من الكفر 63...................................
الله ل يخيب من سأله 63.............................................
القرآن مادة عامة 64..................................................
وجميع تلك القضايا هي وسائل لتحقيق هذه الغاية 65.........
الدرس الخامس66.....................................................
مصالحة بين الطوائف وأشكال التعبير 67.........................
إشكالية التعبير بالعلة والمعلول 68................................
إشكالية التعبير بالثر والمؤثر 68...................................
القرب للواقع وليس الواقع 68.....................................
دوافع النزاعات 70.....................................................
82
تعبيرات الئمة واقتباس العرفاء 71................................
قضية تصورها أصعب من تصديقها 72.............................
على )ع( عين الله ونوره 72.........................................
حققوا في المطلب أول ً74...........................................
شمولية السلم وأصوله75...........................................
كل موجود يرى كمال الله من نفسه 75...........................
الحرمان من الحقائق المعرفية ظلم 76...........................
الدعاء يفسر القرآن 77...............................................
عاقبة الغرور 78........................................................
مقدمة ولكن وا أسفا ً 79..............................................
محتويات الكتاب80.....................................................
83