You are on page 1of 5

‫الدرس ‪/ 169 :‬ب بتاريخ ‪ 1997/ 7/12‬لفضيلة الستاذ محمد راتب النابلسي‬

‫الموضـوع ‪ : :‬التحريم ـ الية ‪ - 5 :‬صفات المرأة الصالحة ‪. .‬‬


‫‪ :‬م ‪ .‬م ‪ .‬حسان العودة ‪.‬‬ ‫تفريغ‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسلم على سيدنا محمد‬


‫الصادق الوعد المين ‪:‬‬
‫اللهم ‪ ..‬ل علم لنا إل ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ‪.‬‬
‫الية الخامسة من سورة التحريم وهي قوله تعالى ‪:‬‬

‫أول ً ‪:‬‬
‫هذه اليات تشير إليها آية كريمة وهي قوله تعالى ‪:‬‬
‫" وإن تتولوا يســتبدل قومــا غيركــم ثــم ل يكونــوا‬
‫أمثالكم " ‪.‬‬
‫‪ ) .‬سورة محمد ‪( 38 :‬‬
‫" يمنــون عليــك أن أســلموا قــل ل تمنــوا علــي‬
‫إسلمكم بل الله يمن عليكم أن هداكم لليمان " ‪.‬‬
‫‪ ) .‬سورة الحجرات ‪( 17 :‬‬
‫لمجرد أن تتأفف ‪ ،‬أو أن تستعلي ‪ ،‬يستبدل الله إنسان آخر‬
‫بك غيرك ‪ ،‬ثم ل يكون هذا مثلك ‪ ،‬هي قاعدة ‪.‬‬
‫فالنسان يجب أن يشعر إن اللضضه سضضبحان وتعضضالى متفضضضل‬
‫عليه بهذا الدين ‪ ،‬متفضل عليه بهذه الطاعضضة ‪ ،‬متفضضضل عليضضه بهضضذا‬
‫الهدى ‪ ،‬أما إذا منى على اللضضه أنضضه مسضضلم ‪ ،‬أو أنضضه مضضؤمن ‪ ،‬عنضضدئذ‬
‫يستبدل الله إنسان غيره ثم ل يكون مثله ‪.‬‬
‫نسضضاء النضضبي عليضضه الصضضلة والسضضلم ورضضضوان اللضضه عليهضضم‬
‫أجمعين ‪.‬‬

‫الن ‪ ،‬صفات المرأة الصالحة ‪ ،‬في آية تقول ‪:‬‬


‫" ذلك أدنى أن يعرفن فل يؤذين " ‪.‬‬
‫‪ ) .‬سورة الحزاب ‪( 59 :‬‬
‫يعني أدنى شيء يشير في المرأة إلى أنها مسلمة حجابها ‪،‬‬
‫أدنى شيء ‪ ،‬كما لضضو رأيضضت طالبضا ً يرتضضدي بدلضضة الفتضضوة‪ ،‬تقضضول هضضذا‬
‫طالب ‪ ،‬قد يكون مطرود من كل المدارس ‪ ،‬قد يكون نال الصفار‬
‫كلها فضضي كضضل المضضواد ‪ ،‬لكضضن يرتضضدي هضضذه البدلضضة ‪ ،‬إذا ً هضضو طضضالب ‪،‬‬
‫فالمرأة التي تتحجب ل يكفي حجابها ‪ ،‬ليعبر عن تدينها ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫‪ ) .‬طاووسية ـ ‪ / 169‬ب ـ سورة التحريم ـ الية ‪( 5 :‬‬


‫والمسلمة هي التي خضعت لمر الله ‪ ،‬الله عز وجل له‬
‫ي فالمسلم الذي انصاع لمر الله ‪ ،‬انصاعت جوارحه‬ ‫منهج أمٌر ونه ٌ‬
‫لوامر الله ‪ ،‬أما المؤمن هو الذي أقبل على الله ‪ ،‬صدق كتابه‬
‫وأقبل عليه اليمان تصديق وإقبال ‪ ،‬والكفر إعراض ومعصية ‪،‬‬
‫تكذيب وإعراض فالسلم طابعه عملي ‪ ،‬واليمان طابعه نفسي ‪،‬‬
‫السلم طاعة واليمان إقبال ‪ ،‬اتصال بالله ‪.‬‬

‫يعني في أمر الله ونهيه ‪ ،‬في الحلل والحرام ‪ ،‬هذه المرأة‬


‫منصاعة لمر الله ‪ ،‬إذا ً هي مسلمة ‪ ،‬طبعا ً نشأ الن مفهوم جديد‬
‫للسلم ‪ ،‬أن إنسان مكتوب بالهوية مسلم ‪ ،‬يعني ولدان في بيئة‬
‫مسلمة ولدان ببلد مسلمين ‪ ،‬وليس فيه من السلم شيء ‪ ،‬هذا‬
‫تقيم جديد ‪ ،‬إذا ما في شيء من السلم إطلقا ً ليس مسلما ً ‪ ،‬أما‬
‫بالمفهوم المعاصر كل من ولد من أبويين مسلمين فهو مسلم ‪،‬‬
‫وقد يكون ملحدا ً ‪ ،‬أما السلم في القرآن ‪ ،‬يعني النصياع لمر الله‬
‫عز وجل ‪.‬‬

‫السلم انصياع ظاهري ‪ ،‬انصياع الجوارح والعضاء لمر‬


‫الله ونيهه فغض البصر من السلم ‪ ،‬النطق بالحق من السلم‬
‫الصدق من السلم ‪ ،‬المانة من السلم ‪ ،‬حفظ الفرج من‬
‫السلم تحرير الدخل من المال الحرام من السلم ‪ ،‬النظر في‬
‫ملكوت السماوات و الرض من السلم ‪ ،‬قل انظروا ‪ ،‬في أمر لنه‬
‫‪ ،‬فأي أمرا ً في القرآن يقتضي الوجوب ‪ ،‬فالذي انصاع لمر الله هو‬
‫عند الله مسلم ‪ ،‬أما الذي أقبل عليه ‪ ،‬وأتصل به ‪ ،‬وسعد بقربه ‪،‬‬
‫هذا مؤمن فاليمان طابعه نفسي ‪ ،‬والسلم طابعه مادي ‪،‬‬
‫السلم انصياع الجوارح والعضاء ‪ ،‬واليمان إقبال القلب على الله‬
‫‪.‬‬

‫القنوت هو الطاعة المستمرة ‪ ،‬يعني في أشخاص لهم‬


‫فورات يعني قد يسير في طريق اليمان أسبوع أسبوعين شهر ثم‬
‫‪ ) .‬طاووسية ـ ‪ / 169‬ب ـ سورة التحريم ـ الية ‪( 5 :‬‬
‫يعود إلى ما كان عليه ‪ ،‬ليس هذا هو القنوت ‪ ،‬القنوت الخضوع‬
‫المستمر لله ‪ ،‬هي قضية مصير ‪ ،‬هو عاهد الله على أل يعصيه‬
‫إطلقا ً ‪ ،‬هي قضية مصير ‪ ،‬والنسان أحيانا ً يذهب إلى بيت الله‬
‫الحرام ويقبل الحجر السود ‪ ،‬ويقول له عهدا ً يا ربي على طاعتك ‪،‬‬
‫اللهم إيمانا ً بكتابك وتصديقا ً لنبيك ‪ ،‬وعهدا ً على طاعتك ‪ ،‬والله عز‬
‫وجل قال ‪:‬‬
‫" وما وجدنا لكثرهم من عهد وإن وجــدنا أكــثرهم‬
‫لفاسقين " ‪.‬‬
‫‪ ) .‬سورة العراف ‪( 102 :‬‬
‫فالنسضضان إذا عاهضضد اللضضه عضضز وجضضل ينبغضضي أن يكضضون عنضضد‬
‫عهده ‪ ،‬أخ كريم مقيم ببلد غربي يعمضضل طضضبيب ‪ ،‬متفضضوق جضضدا ً فضضي‬
‫جراحة العظام أمض ستة وعشرين سنة في هضضذا البلضضد الغربضضي ‪،‬‬
‫وهو من أعلى مستوى في الجراحة ‪ ،‬وله ثضضروة طائلضضة ولضضه مكانضضة‬
‫حميدة ‪ ،‬وله وله ‪ ،‬قال لي أجريت عملية تركيضب مفصضل ‪ ،‬شضعرت‬
‫بتعب قليل ‪ ،‬أجرى عملية ثانيضة لمضرأة تبضديل مفصضل شضعر بتعضب‬
‫أشد ‪ ،‬أجرى الثالثة شعر بتعضضب شضديد ذهضب إلضى الضضبيت شضضعر أن‬
‫مركبته تميل نحو اليميضضن ‪ ،‬ظضضن أن فضضي مركبتضضه خلل ً ‪ ،‬وصضضل إلضضى‬
‫البيت ‪ ،‬سألته زوجته ما لك ‪ ،‬قضضال مضضالي ‪ ،‬ليضضس بضضي شضضيء قضضالت‬
‫أنظر إلى وجهك ‪ ،‬نظر إلى وجهه فإذا هو متورم ‪ ،‬فعلم أنهضضا خضضثره‬
‫بالدماغ ‪ ،‬جلط بالدماغ ‪ ،‬أستدع أحد أقاربه طبيب قلب فعرف أنها‬
‫خثره بالدماغ ‪ ،‬قال لي أخذوني إلى المستشفى ‪ ،‬في المستشضضفى‬
‫ساءت حالتي ‪ ،‬شلت يدي ورجلي ‪ ،‬وذهب صوتي ‪ ،‬قضضال لضضي واللضضه‬
‫أصابني من اللضم مضا ل يوصضف ‪ ،‬شضعرت بالحبضاط وأنضا فضي قمضة‬
‫نجاحي ‪ ،‬وأنا في قمة عطائي ‪ ،‬وأنا بهذه الحالضضة الراقيضضة ‪ ،‬مكانضضة ‪،‬‬
‫وعلم وثروة ‪ ،‬وكل شيء ‪ ،‬قال لي أصابني ألم ل يوصضضف ‪ ،‬ضضضيق ‪،‬‬
‫هكذا حالتي أصبحت ‪ ،‬طريح الفراش ‪ ،‬على كرسي ‪ ،‬قال لضضي فضضي‬
‫الليل هكذا قال لي ‪ ،‬نظرت إلى النافذة فإذا فضضي السضضماء القمضضر ‪،‬‬
‫قال أقسم بالله وهضضو صضضادق ‪ ،‬وكضضأنني أرى اللضضه ‪ ،‬ألضضم يقضضل النضضبي‬
‫الكريم ‪ ،‬اعبدوا اللضه كأنضضك تضضراه ‪ ،‬قضضال كضأنني أرى اللضضه ‪ ،‬نضاجيته ‪،‬‬
‫قلضضت يضضا رب ‪ ،‬إن أردت أن ابقضضى هكضضذا ‪ ،‬فضضأمتني ‪ ،‬وإن أردت أن‬
‫أعيش فداوني ‪ ،‬عالجني ‪ ،‬وبكى ‪ ،‬الذي أذكضضره مضضن قصضضته ‪ ،‬أن مضضا‬
‫مضضن خليضضة فضضي جسضضمه ‪ ،‬إل نضضاجت ربهضضا ‪ ،‬قضضال لضضي بعضضد سضضاعة أو‬
‫ساعتين منتصف الليل ‪ ،‬قمت من فراشي ‪ ،‬كأنني شضضفيت أمسضضك‬
‫الضضدرابزين بالمستشضضفى فانضضدفعت ممرضضضة وقضضالت لضضه مجنضضون يضضا‬
‫دكتور أنت ‪ ،‬أنت مشلول ‪ ،‬قال لها ما بي شيء ‪ ،‬أقسم بضضالله مضضن‬
‫هذا التاريخ إلى الن هو في أتم الصحة ‪ ،‬أمضضا عاهضضد اللضضه ‪ ،‬قضضال لضضه‬
‫والله يا رب لن أعصيك حتى الموت ‪ ،‬وسأكون في خدمة عبضضادك ‪،‬‬
‫عاهد الله ‪ ،‬إذا واحد منا عاهد الله عهد موثق ‪ ،‬اللضضه عضضز وجضضل لضضن‬
‫يضضضيعه ‪ ،‬يعنضضي مضضرض خطيضضر ‪ ،‬قضضد يجعضضل النسضضان مشضضلول قعيضضد‬
‫الفراش ‪ ،‬على كرسي طوال حيضضاته ‪ ،‬يتنهضضى دوره المهنضضي ‪ ،‬يصضضبح‬
‫عاجز ‪ ،‬عبئ على الناس ‪ ،‬في ساعة إخلص ‪ ،‬صدق ‪ ،‬وتوجه وعهضد‬
‫‪ ،‬قال لي والله شفيت تماما ً وإلى الن‪ ،‬أما الن يسعى جهضضده إلضضى‬
‫خدمة الخلق إكراما ً لله عز وجل على هذا العهد ‪ ،‬لو كل واحد منا‬
‫‪ ) .‬طاووسية ـ ‪ / 169‬ب ـ سورة التحريم ـ الية ‪( 5 :‬‬
‫عاهد الله عز وجل أل يعصيه ‪ ،‬أل يأكل مال ً حرام ‪ ،‬أل يسئ لخلقه‬
‫يعني هذا الشيء يبعث بالنفس التفاؤل ‪.‬‬

‫يعني طاعة دائمة ‪ ،‬مو طاعة نوبية ‪ ،‬تحت الفرش يا كريم‬


‫نفق ‪ ..‬ما عاد له علقة مع الله عز وجل ‪ ،‬هي مشهوره عند العوام‬
‫يذكر الله والفرش فوق رأسه والبضاعة كاسدة ‪ ،‬فإذا نفقت ‪،‬‬
‫ينسى الله عز وجل ‪ ،‬كل إنسان عند الشدة يسأل الله لكن‬
‫بطولتك أن تسأله وأنت صحيح ‪ ،‬وأنت معافى ‪ ،‬وأنت غني ‪ ،‬وأنت‬
‫قوي وأنت في أوجه نجاحك‪ ،‬وأنت في أوجه عطائك ‪.‬‬

‫التوبة النصوح ‪ ،‬التوبة التي ل تجرح بمعصية ‪ ،‬يعني عقد‬


‫العزم للمستقبل واصلح الماضي ‪ ،‬وأقلع من توه‪ ،‬الحاضر إقلع‬
‫عن الذنب ‪ ،‬والمستقبل عزيمة والماضي ندم وتوبة وإصلح ‪.‬‬

‫خاضعات لمر الله ‪ ،‬مع المحبة ‪ ،‬ل يسمى عابدا ً من أطاع‬


‫الله ولم يحبه ‪ ،‬كم أنه تحب ول تطعه هذا مستحيل ‪.‬‬
‫ذاك في المقال شضضضضضضضضضضنيع‬ ‫تعصي الله وأنت تظهر حبه‬
‫إن المحب لمن يحب يطيع‬ ‫لو كان حبك صادقا ً لطعته‬

‫سياحة يعني ؟ قال العلماء ‪:‬‬


‫مهاجرات ‪ ،‬يعني تركن بلدهن إلى الله ورسوله ‪.‬‬
‫إنما العمال بالنيات وإنمــا لكــل أمــري مــا نــوى ‪،‬‬
‫فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ‪ ،‬فهجرتــه إلــى اللــه‬
‫ورسوله ومن كانت هجرته إلــى دنيــا يصــيبها ‪ ،‬أو امــرأة‬
‫ينكحها ‪ ،‬فهجرته إلى ما هاجر إليه ‪.‬‬

‫يعني مهاجرات كما قال بعض العلماء ‪.‬‬

‫‪ ) .‬طاووسية ـ ‪ / 169‬ب ـ سورة التحريم ـ الية ‪( 5 :‬‬


‫فهذا ‪ ،‬هي صفات المرأة المؤمنة ‪.‬‬

‫والنسان ل يسعد بزوجته إل إذا كانت هكذا ‪ ،‬والزواج‬


‫مقصرون كثيرا ً في توجيه زوجاتهم إلى الله ‪ ،‬بل إنك لن تسعد‬
‫بزوجتك إل إذا عرفت الله ‪ ،‬لنها إذا عرفت الله عز وجل عرفت‬
‫حقك عليها ‪ ،‬إن عرفت الله ربت أولدها ‪ ،‬إن عرفت الله عز وجل‬
‫قامت بحقك الذي عليها ‪ ،‬ثم يقول الله عز وجل ‪:‬‬

‫هذه إلى الدرس القادم إن شاء الله تعالى ‪.‬‬


‫والحمد لله رب العالمين‬
‫بسضضم اللضضه الرحمضضن الرحيضضم ‪ ،‬والحمضضد للضضه رب العضضالمين‬
‫والصلة والسلم على سيدنا محمد الصضضادق الوعضضد الميضضن ‪ ،‬اللهضضم‬
‫أعطنا ول تحرمنا ‪ ،‬وأكرمن ول تهنا وآثرنضضا ول تضضؤثر علينضضا ‪ ،‬وأرضضضنا‬
‫وأرض عنا ‪ ،‬وصلى الله على سيدنا محمد النضضبي المضضي وعلضضى آلضضه‬
‫وصحبه أجمعين وسلم ‪..‬‬

‫‪ ) .‬طاووسية ـ ‪ / 169‬ب ـ سورة التحريم ـ الية ‪( 5 :‬‬

You might also like