You are on page 1of 319

‫ِت‬

‫ُد للمو‬
‫ْعدا‬
‫الست‬

‫ُد‬
‫إعـــدا‬
‫الباحث في القرآن والسنة‬
‫علي بن نايف الشحود‬

‫الطبعة الرابعة‬
‫َدل‬
‫ٌة ومزيد‬
‫ٌة‬ ‫ُمع‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫‪ 1430‬هـ ‪ 2009 -‬م‬
‫)) بهانج – دار المعمور ((‬

‫)حقوق الطبع لكل مسلم (‬

‫‪1‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫إن الحمد لله نحمد ونستغفره‪ ،‬ونؤمن به ونتوكل عليه‪ ،‬من يهده الله‬
‫ل فل هادي له‪ ،‬وأشهد ُ أن ل إله إل الله وحده ل‬ ‫فهو المهتد‪ ،‬ومن يضل ْ‬
‫ي‬‫ده ورسوله‪ ،‬وصفيه وخليله‪ ،‬خيُر نب ّ‬ ‫شريك له‪ ،‬وأشهد ُ أن محمدا ً عب ُ‬
‫ضل‪ ،‬صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البدور‬ ‫مرسل‪ ،‬وأكرم شافع مف ّ‬
‫مل ‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫الك ّ‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫موِر‬ ‫ُ‬ ‫مد ٍ و َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫» ‪ ...‬فَإ ِ ّ‬
‫شّر ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬‫دى ُ‬ ‫دى هُ َ‬ ‫خي ُْر الهُ َ‬ ‫ب اللهِ وَ َ‬ ‫ث ك َِتا ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬‫خي َْر ال َ‬ ‫ن َ‬
‫‪1‬‬
‫ة ‪«....‬رواه مسلم مطول‬ ‫ضل َل َ ٌ‬ ‫ل ب ِد ْع َةٍ َ‬ ‫حد ََثات َُها وَك ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن { )‪ (30‬سورة الزمر‬ ‫مي ُّتو َ‬ ‫ت وَإ ِن ُّهم ّ‬ ‫مي ّ ٌ‬ ‫َ‬
‫يقول الله تعالى‪ } :‬إ ِن ّك َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫جوَرك ُ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ما ت ُوَفّوْ َ‬ ‫ت وَإ ِن ّ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ذآئ ِ َ‬‫س َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ويقول تعالى‪ } :‬ك ُ ّ‬
‫ُ‬
‫حَياة ُ الد ّن َْيا إ ِل ّ‬ ‫قد ْ َفاَز َوما ال ْ َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫جن ّ َ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن الّنارِ وَأد ْ ِ‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫حزِ َ‬ ‫من ُز ْ‬ ‫مةِ فَ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫مَتاع ُ ال ْغُُروِر{ )‪ (185‬سورة آل عمران ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ي‪ ،‬ول يتفرد بالبقاء إل الله وحده ‪ ،‬وفي الموت‬ ‫إن الموت نهاية كل ح ّ‬
‫ة‬
‫ل البشر‪ ،‬بما فيهم النبياء والمرسلون‪ ،‬والموت ليس نهاي َ‬ ‫يستوي ك ّ‬
‫ة لها ما بعدها من حلقات النشأة المقدرة‬ ‫ف‪ ،‬إنما هو حلق ٌ‬ ‫المطا ِ‬
‫دى‪.‬‬ ‫ً‬
‫المدّبرة‪ ،‬التي ليس شيء منها عبثا ول س ً‬
‫ن القرآن الكريم يلمس حكمة الخوف من الموت في النفس البشرية‬ ‫إ ّ‬
‫ة تطُرد ُ ذلك الخوف عن طريق الحقيقةِ الثابتةِ في شأن‬ ‫ة موحي ً‬ ‫لمس ً‬
‫ر‪ ،‬ومن‬ ‫الموت وشأن الحياة‪ ،‬وما بعد َ الحياة والم ‪0‬وت من حكمة وتدبي ٍ‬
‫ابتلٍء للعباد وجزاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫ما َ‬
‫ن الله ك َِتاًبا‬ ‫ت إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ن ل ِن َ ْ‬‫كا َ‬ ‫ومن ثم يقول الله تعالى‪ } :‬وَ َ‬
‫من َْها‬ ‫خَرةِ ن ُؤ ْت ِهِ ِ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫وا َ‬ ‫من ي ُرِد ْ ث َ َ‬ ‫من َْها وَ َ‬ ‫ب الد ّن َْيا ن ُؤ ْت ِهِ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫من ي ُرِد ْ ث َ َ‬ ‫جل ً وَ َ‬ ‫مؤ َ ّ‬ ‫ّ‬
‫ن{ )‪ (145‬سورة آل عمران‬ ‫ري َ‬ ‫شاك ِ ِ‬ ‫زي ال ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫سن َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫س حتى‬ ‫إن لكل نفس كتابا ً مؤجل ً إلى أجل مرسوم‪ ،‬ولن تموت نف ٌ‬
‫ي هذا الجل المرسوم‪ ،‬فالخوف والهلع والحرص والتخلف‪ ،‬ل‬ ‫تستوف َ‬
‫صُر عمرًا‪ ،‬فل كان‬ ‫ة والثبات والقدام والوفاء‪ ،‬ل تق ّ‬ ‫ل‪ ،‬والشجاع ُ‬ ‫ل أج ً‬ ‫تطي ُ‬
‫ن الجبناء‪ ،‬والجل المكتوب ل ينقص منه يوم ول‬ ‫الجبن‪ ،‬ول نامت أعي ُ‬
‫يزيد !‬
‫بذلك تستقر حقيقة الجل في النفس‪ ،‬فتترك الشتغال به‪ ،‬ول تجعله‬
‫في الحساب‪ ،‬وهي تفكر في الداء والوفاء بالتكاليف واللتزامات‬
‫اليمانية‪ ،‬وبذلك تنطلق من عقال الشح والحرص‪ ،‬كما ترتفع على وهلة‬
‫م على الطريق الذي رسمه الله لها بكل‬ ‫الخوف والفزع‪ ،‬وبذلك تستقي ُ‬
‫تكاليفه وبكل التزاماته‪ ،‬في صبر وطمأنينة‪ ،‬وتوكل على الله الذي يملك‬
‫الجال وحده‪.‬‬

‫‪ -‬برقم )‪(2042‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫ب الدنيا وحدها‪ ،‬إنما يحيا‬ ‫والذي يعيش لهذه الرض وحدها‪ ،‬ويريد ثوا ُ‬
‫حياة الديدان والدواب والنعام! ثم يموت في موعده المضروب بأجله‬
‫المكتوب‪ ،‬والذي يتطلع إلى الفق الخر‪ ،‬إنما يحيا حياة النسان الذي‬
‫مه الله تعالى‪ ،‬واستخلفه‪ ،‬وأفرده بهذا المكان‪ ،‬ثم يموت في موعده‬ ‫كر ّ‬
‫المضروب بأجله المكتوب‪.‬‬
‫أما طريقة عملي في هذا الكتاب فهي كما يلي ‪:‬‬
‫جمع اليات والحاديث المقبولة في هذا الباب ‪ ،‬وقد نافت على‬ ‫‪-1‬‬
‫الثلثمائة‬
‫تخريج هذه الحاديث باختصار من مصادرها الرئيسة‬ ‫‪-2‬‬
‫الحكم على هذه الحاديث من حيث الصحة والضعف دون‬ ‫‪-3‬‬
‫تشدد أو تساهل‬
‫شرح اليات القرآنية باختصار‬ ‫‪-4‬‬
‫شرح الكلمات الغريبة من مظانها‬ ‫‪-5‬‬
‫شرح ما يتعلق بدللة الحديث من خلل كتب الشروح‬ ‫‪-6‬‬
‫ذكر خلصة رأي الفقهاء في عديد من المسائل‬ ‫‪-7‬‬
‫ذكر أهم المصادر في آخر الكتاب‬ ‫‪-8‬‬
‫وقد قسمته إلى ثلثة أبواب ‪ ،‬وتحت كل باب مباحث عديدة ‪:‬‬
‫الباب الول مفهوم الموت في القرآن الكريم‬
‫ل الج ُ‬
‫ل‬ ‫المبحث الول ل فرار من الموت إذا ح ّ‬
‫ت‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫موْ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫س َ‬
‫ذائ ِ َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫المبحث الثاني ك ُ ّ‬
‫المبحث الثالث الحث على التوبة قبل الموت‬
‫المبحث الرابع إذا حضر الجل فل رجعة للدنيا‬
‫موْت َِها‬
‫ن َ‬‫حي َ‬ ‫س ِ‬‫ف َ‬ ‫ه ي َت َوَّفى اْل َن ْ ُ‬‫المبحث الخامس الل ّ ُ‬
‫المبحث السادس الله تعالى قدر الموت والحياة‬
‫المبحث السابع النسان يغفل عن الموت‬
‫المبحث الثامن وجوب تذكر المؤمن رسالته في هذه الرض‬
‫المبحث التاسع من هاجر إلى الله وأدركه الموت قبل وصوله فقد‬
‫وقع أجره على الله‬
‫المبحث العاشر المنافقون يهربون من الجهاد فرارا من الموت‬
‫المبحث الحادي عشر الكفار ل يتمنون الموت أبدا‬
‫المبحث الثاني عشر وجوب التواصي بالموت على السلم‬
‫المبحث الثالث عشر الحث على الوصية قبل الموت لغير الورثة‬
‫المبحث الرابع عشر الملئكة تقبض أرواح الناس‬
‫المبحث الخامس عشر حال الكفار أثناء نزع الروح‬
‫المبحث السادس عشر المم لها آجال أيضا‬
‫الباب الثاني الموت في السّنة النبوية‬
‫ما ُ‬ ‫َ‬
‫واِتيم ِ‬ ‫خ َ‬‫ل ِبال َ‬ ‫المبحث الول الع ْ َ‬
‫المبحث الثاني موت النبياء عليهم الصلة والسلم‬
‫موت آدم عليه السلم‬
‫‪3‬‬
‫موسى وملك الموت عليهما السلم‬
‫موت النبي محمد ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫ب لقاء الله أحب الله لقاءه‪.‬‬‫المبحث الثالث من أح ّ‬
‫المبحث الرابع لمثل هذا فأعدوا‬
‫المبحث الخامس فيمن يموت وهو يشهد أن ل إله إل الله‬
‫المبحث السادس الموت على عمل صالح‬
‫المبحث السابع التحذير من سوء الخاتمة‬
‫المبحث الثامن أسباب حسن الخاتمة‬
‫الباب الثالث النسان من مرضه حتى دفته‬
‫ث الول الترغيب في سؤال العفو والعافية‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثاني النهي عن تمني الموت لضر نزل به‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثالث الترغيب في الصبر وفضل البلء‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الرابع فضل طول الحياة في طاعة الله تعالى‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الخامس الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من‬ ‫المبح ُ‬
‫جسده‬
‫ث السادس الترغيب في عيادة المرضى‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السابع الترغيب في الوصية والعدل فيها‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثامن فضل الموت‬ ‫المبح ُ‬
‫ث التاسع الترهيب من كراهية الموت والترغيب بمحبته‬ ‫المبح ُ‬
‫ث العاشر استحباب ذكر الموت والستعداد له‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الحادي عشر تحسين الظن بالله والخوف منه‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثاني عشر نذير الموت‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثالث عشر علمة خاتمة الخير وسوئها‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الرابع عشر كيفية الموت وشدته‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الخامس عشر تلقين الميت‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السادس عشر ما جاء في ملك الموت وأعوانه‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السابع عشر من يحضر الميت من الملئكة‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثامن عشر الحث على التوبة قبل فوات الوان‬ ‫المبح ُ‬
‫ث التاسع عشر الترغيب في كلمات يقولهن من مات له‬ ‫المبح ُ‬
‫ميت‬
‫ث العشرون معرفة الميت بمن يغسله ويجهزه‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الواحد والعشرون بكاء السموات والرض على المؤمن‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثاني والعشرون الترغيب في حفر القبور وغسل الموتى‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثالث والعشرون الترغيب في تشييع الميت وحضور‬ ‫المبح ُ‬
‫دفنه‬
‫ث الرابع والعشرون الترغيب في كثرة المصلين على‬ ‫المبح ُ‬
‫الجنازة‬
‫ث الخامس والعشرون الترغيب في السراع بالجنازة‬ ‫المبح ُ‬
‫وتعجيل الدفن‬
‫‪4‬‬
‫در‬
‫السادس والعشرون الدفن في المكان المق ّ‬ ‫ث‬‫المبح ُ‬
‫السابع والعشرون ما يقال عند الدفن‬ ‫ث‬ ‫المبح ُ‬
‫الثامن والعشرون ضمة القبر‬ ‫ث‬ ‫المبح ُ‬
‫التاسع والعشرون مخاطبة القبر للميت‬ ‫ث‬ ‫المبح ُ‬
‫الثلثون الترغيب في الدعاء للميت‬ ‫ث‬ ‫المبح ُ‬
‫الواحد والثلثون عذاب القبر ونعيمه‬ ‫ث‬ ‫المبح ُ‬
‫الثاني والثلثون من ل يسأل في القبر وما ينجي من‬ ‫ث‬ ‫المبح ُ‬
‫عذاب القبر‬
‫ث الثالث والثلثون الترهيب من النياحة على الميت وغيرها‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الرابع والثلثون الترهيب من إحداد المرأة على غير‬ ‫المبح ُ‬
‫زوجها فوق ثلث‬
‫ث الخامس والثلثون النهي عن أكل ما اليتيم بغير حق‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السادس والثلثون الترغيب في زيارة القبور‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السابع والثلثون الترهيب من المرور بقبور الظالمين‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثامن والثلثون أحوال الموتى في قبورهم‬ ‫المبح ُ‬
‫ث التاسع والثلثون باب صفة الدفن‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الربعون الترهيب من الجلوس على القبر وكسر عظم‬ ‫المبح ُ‬
‫الميت أو نبشه إل لضرورة‬
‫ث الواحد و الربعون النهي عن تجصيص القبر ورفعه‬ ‫المبح ُ‬
‫والصلة إليه‬
‫ث الثاني والربعون الحث على تعزية المسلم‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثالث والربعون الحث على صنع الطعام لهل الميت‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الرابع والربعون النهي عن شق الجيوب ولطم الخدود‬ ‫المبح ُ‬
‫والدعاء بدعوى الجاهلية‬
‫ث الخامس والربعون ما ينفع الميت في قبره‬ ‫المبح ُ‬
‫وأخيرا خاتمة ‪...‬‬
‫وفي هذه الطبعة زدت في شرح اليات وزدت بعض الحاديث وبعض‬
‫التعليقات الفقهية‬
‫د‪ ،‬ويثابَر على طاعة الله‬ ‫مر عن ساعد الج ّ‬ ‫فعلى النسان العاقل أن يش ّ‬
‫ن أجلنا مجهول‪ ،‬والعمر قصير‪ ،‬وإياك أن‬ ‫قبل فوات الوان‪ ،‬خاصة وأ ّ‬
‫وفين فتندم ولت ساعة مندم‪.‬‬ ‫تكون من المس ّ‬
‫سّنة الرسول ‪‬‬ ‫ت من ُ‬ ‫دم إليك أيها القارئ العزيز ومضا ٍ‬ ‫لذا فإني أق ّ‬
‫حول الموت ومقدماته‪ ،‬وعذاب القبر ونعيمه‪ ،‬وهي مما صح عنه ‪، ‬‬
‫ت‪ ،‬وتجعلنا ممن يعود ُ إلى الله‬ ‫ك بحقيقة الحياة والمو ِ‬ ‫عّلها تذكرني وإيا َ‬
‫تعالى قبل انتهاء هذه الرحلة القصيرة‪ ،‬فنفوَز بسعادة الدارين والحمد‬
‫لله رب العالمين‪.‬‬
‫ن‬
‫دو َ‬ ‫م ثُ ّ‬
‫م ت َُر ّ‬ ‫َ‬
‫ملِقيك ُ ْ‬ ‫ه ُ‬‫ه فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫فّرو َ‬‫ذي ت َ ِ‬ ‫ّ‬
‫ت ال ِ‬ ‫موْ َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫ل إِ ّ‬‫قال تعالى ‪ } :‬قُ ْ‬
‫ن{ )‪ (8‬سورة‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫ما ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫شَهاد َةِ فَي ُن َب ّئ ُ ُ‬
‫كم ب ِ َ‬ ‫ب َوال ّ‬ ‫عال ِم ِ ال ْغَي ْ ِ‬ ‫إ َِلى َ‬
‫الجمعة‬
‫‪5‬‬
‫ه وَل َْتنظ ُْر ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ت ل ِغَدٍ‬ ‫م ْ‬‫ما قَد ّ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ف ٌ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى ‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫سوا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ن نَ ُ‬‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫كوُنوا َ‬ ‫ن )‪ (18‬وََل ت َ ُ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫خِبيٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫ه إِ ّ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫َوات ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب الّناِر‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬
‫وي أ ْ‬ ‫ن )‪َ (19‬ل ي َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬
‫فا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ك هُ ُ‬ ‫م أول َئ ِ َ‬ ‫سه ُ ْ‬‫ف َ‬ ‫م أن ْ ُ‬ ‫ساهُ ْ‬ ‫فَأن ْ َ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن )‪ { (20‬سورة الحشر‬ ‫فائ ُِزو َ‬ ‫جن ّةِ هُ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫جن ّةِ أ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬‫ص َ‬‫وَأ ْ‬
‫وقال الشاعر ‪:‬‬
‫ي‬
‫لح ّ‬ ‫ةك ّ‬ ‫ت راح َ‬ ‫فلو أنا إذا متنا ُتركنا ‪ ...‬لكان المو ُ‬
‫ي‬
‫لش ّ‬ ‫ل بعده عن ك ّ‬ ‫ولكنا إذا متنا ُبعثنا ‪ ......‬ونسأ ُ‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ت ناسيا‬ ‫دنيا وللـمو ِ‬ ‫ه عاصيا ‪ --‬حريصا ً على ال ُ‬ ‫أيـا عـبد ُ كـم يـراك الل ُ‬
‫ب فـيهِ النواصيا‬ ‫ت لقاء الله واللـحد والـثرى؟ ‪ --‬ويوما ً عبوسا ً تشي ُ‬ ‫أنسي َ‬
‫عـريانا ً و لـو كان كاسيا‬ ‫لو أن المرُء لم يلبس ثيابا ً من الُتقى ‪ --‬تشـّرد ُ‬
‫ل اللهِ حـيا ً و بـاقيا‬ ‫م لهـِلـها ‪ --‬لـكان رسـو ُ‬ ‫ولـو أن الـدنيا تـدو ُ‬
‫هذا وأسال الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره في الدارين‬
‫آميـن‪.‬‬
‫وكتبه‬
‫الباحث في القرآن والسنة‬
‫علي بن نايف الشحود‬
‫في ‪ 1412‬هـ الموافق ل ‪5/9/1991‬‬
‫وقد تمت مراجعته وتعديله بتاريخ ‪ 1‬ذو الحجة ‪ 1427‬هـ الموافق‬
‫‪21/12/2006‬م‬
‫وعدل تعديل جذريا بتاريخ ‪ 8‬شعبان ‪ 1429‬هـ الموافق ل‬
‫‪10/8/2008‬م‬
‫دل أيضا بتاريخ ‪ 17‬ربيع الخر ‪ 1430‬هـ الموافق ل ‪ 12/4/2009‬م‬ ‫وع ّ‬

‫‪6‬‬
‫الباب الول مفهوم الموت في القرآن الكريم‬

‫ل‬‫ل الج ُ‬ ‫المبحث الول ل فرار من الموت إذا ح ّ‬


‫ت‬‫و ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ذائ ِ َ‬
‫ق ُ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫المبحث الثاني ك ُ ّ‬
‫المبحث الثالث الحث على التوبة قبل الموت‬
‫المبحث الرابع إذا حضر الجل فل رجعة للدنيا‬
‫ها‬
‫وت ِ َ‬‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫حي َ‬
‫س ِ‬‫ف َ‬ ‫فى اْل َن ْ ُ‬ ‫و ّ‬
‫ه ي َت َ َ‬‫المبحث الخامس الل ّ ُ‬
‫المبحث السادس الله تعالى قدر الموت والحياة‬
‫المبحث السابع النسان يغفل عن الموت‬
‫المبحث الثامن وجوب تذكر المؤمن رسالته في هذه‬
‫الرض‬
‫المبحث التاسع من هاجر إلى الله وأدركه الموت قبل‬
‫وصوله فقد وقع أجره على الله‬
‫المبحث العاشر المنافقون يهربون من الجهاد فرارا‬
‫من الموت‬
‫المبحث الحادي عشر الكفار ل يتمنون الموت أبدا‬
‫المبحث الثاني عشر وجوب التواصي بالموت على‬
‫السلم‬
‫المبحث الثالث عشر الحث على الوصية قبل الموت‬
‫لغير الورثة‬
‫المبحث الرابع عشر الملئكة تقبض أرواح الناس‬
‫المبحث الخامس عشر حال الكفار أثناء نزع الروح‬
‫المبحث السادس عشر المم لها آجال أيضا‬

‫‪7‬‬
‫الباب الول‬
‫مفهوم الموت في القرآن الكريم‬
‫المبحث الول‬
‫ل الج ُ‬
‫ل‬ ‫ل فرار من الموت إذا ح ّ‬

‫حـذ ََر‬ ‫ف َ‬ ‫م أ ُل ُــو ٌ‬ ‫م وَهُـ ْ‬ ‫ن د ِي َــارِه ِ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫قال تعالى ‪ } :‬أل َ ْ‬
‫ضـ ٍ َ‬ ‫ه ل َـ ُ‬ ‫ل ل َهم الل ّه موتوا ث ُ َ‬
‫س‬ ‫ل ع َلــى الن ّــا ِ‬ ‫ذو فَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حَياهُ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫قا َ ُ ُ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن )‪] (243‬البقرة‪[ 243/‬‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫س َل ي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أ َك ْث ََر الّنا‬ ‫وَل َك ِ ّ‬
‫َ‬
‫ض‬ ‫م ـَر ٍ‬ ‫ن وَب َــاٍء أوْ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫م فَِرارا ً ِ‬ ‫ن د َِيارِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خَر ُ‬ ‫وما ً َ‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫نأ ّ‬ ‫سُرو َ‬ ‫ف ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫م أل ُــو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م إلــى‬ ‫عو ك َث َْرت ُهُـ ْ‬ ‫ف ك َِثي ـَرة ٌ ت َـد ْ ُ‬ ‫جم ٍ وَهُـ ْ‬ ‫مَها ِ‬ ‫ن ع َد ُوّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وفا ً ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ل ب َِها أوْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ق ـد َْرةِ ع َل َــى ال ـ ّ‬ ‫مْئنــا ِ‬ ‫جاع َةِ َوالط ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ل َوال ـوَط ِ‬ ‫ن الهْ ـ ِ‬ ‫دفاِع ع َـ ِ‬ ‫ن إلــى ال ُ‬ ‫شـ َ‬
‫بل‬ ‫ف ع َلــى الهَـَر ِ‬ ‫َ‬ ‫خــائ ِ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مـ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف ‪ ،‬الــذي ي َ ْ‬ ‫خو ْ ِ‬ ‫ض ‪ ،‬ل إلى الهَلِع َوال َ‬ ‫َ‬
‫َوالعِْر ِ‬
‫ت‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫حـذ ََر ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ن د ِي َــارِه ِ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ؤلِء الهَــاِربي َ‬ ‫ن هَ ـ ُ‬ ‫لإ ّ‬ ‫شيٍء ‪ .‬وَِقيـ َ‬ ‫وي ع ََلى َ‬ ‫ي َل ْ ِ‬
‫ن‬ ‫هأ ْ‬ ‫دعا الل َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫مّر ن َب ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ميعا ً ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ماُتوا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ه ِبال َ‬ ‫م الل ُ‬ ‫مَرهُ ُ‬ ‫ن ََزُلوا َواِديا ً َفأ َ‬
‫م‬ ‫م ‪ ،‬وَل ِي َعْل َـ َ‬ ‫فهُ ـ ْ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫عب َْرة ً ل ِ َ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫عظ َ ً‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫م ل ِي َ ُ‬ ‫ديهِ ‪َ ،‬فأحَياهُ ْ‬ ‫م ع ََلى ي َ َ‬ ‫حيي َهُ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫م‬ ‫ريِهــ ْ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫ض ٍ َ‬ ‫ذو فَ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن قَد َرٍ ‪َ .‬والل ُ‬ ‫حذ ٌَر ِ‬
‫ل ع َلى الّنا ِ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫فعُ َ‬ ‫ه ل ي َن ْ َ‬ ‫س أن ّ ُ‬ ‫الّنا ُ‬
‫مــهِ ‪،‬‬ ‫شك ْرِ اللهِ ع ََلى ن ِعَ ِ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫قو ُ‬ ‫س ل َ يَ ُ‬ ‫ن أك ْث ََر الّنا ِ‬ ‫جهِ ‪ ،‬وَل َك ِ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن آَيات ِهِ وَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫‪2‬‬
‫ضال ِهِ ‪.‬‬ ‫وَأفْ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ن الل ّـهِ وَل ِي َعْل َـ َ‬ ‫ن فَب ِـإ ِذ ْ ِ‬ ‫معَــا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫قــى ال ْ َ‬ ‫م ال ْت َ َ‬ ‫م ي َـوْ َ‬ ‫صــاب َك ُ ْ‬ ‫مــا أ َ‬ ‫وقال تعــالى } وَ َ‬
‫ل‬ ‫ســِبي ِ‬ ‫وا َقات ُِلوا ِفي َ‬ ‫م ت ََعال َ ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫قوا وَِقي َ‬ ‫ن َنافَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ن )‪ (166‬وَل ِي َعْل َ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫م ل ِل ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫من ُْهــ ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫مئ ِذ ٍ أقَْر ُ‬ ‫فرِ ي َوْ َ‬ ‫م هُ ْ‬ ‫م قَِتاًل َلت ّب َعَْناك ُ ْ‬ ‫الل ّهِ أوِ اد ْفَُعوا َقاُلوا ل َوْ ن َعْل َ ُ‬
‫قوُلون بأ َْفواههم ما ل َيس في قُُلوبهم والل ّ َ‬
‫ن)‬ ‫مــو َ‬ ‫مــا ي َك ْت ُ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫ِِ ْ َ ُ‬ ‫ِ ِ ْ َ ْ َ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫لِ ْ‬
‫ن‬ ‫ل َفاد َْرُءوا ع َ ْ‬ ‫ما قُت ُِلوا قُ ْ‬ ‫عوَنا َ‬ ‫طا ُ‬ ‫دوا ل َوْ أ َ َ‬ ‫م وَقَعَ ُ‬ ‫وان ِهِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َقاُلوا ِل ِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ (167‬ال ّ ِ‬
‫ن )‪] (168‬آل عمران‪[168-166/‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫موْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫دا ِ‬ ‫مي ْـ َ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫م ب َِعدوك ُ ْ‬ ‫قي ْت ُ ْ‬ ‫ما الت َ َ‬ ‫حين َ َ‬ ‫حد ٍ ‪ِ ،‬‬ ‫مأ ُ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م َيا أي َّها ال ُ‬ ‫صاب َك ُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن الل ـهِ وَق ـد َرِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ب ِـإ ِذ ْ ِ‬ ‫مــا كــا َ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ ،‬إن ّ َ‬ ‫مةٍ وَقت ْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫زي َ‬ ‫ن هَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫حل ب ِك ْ‬ ‫ّ‬ ‫ما َ‬ ‫معَْركةِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ال َ‬
‫سـك َ ٍ‬
‫ر‬ ‫ل عَ ْ‬
‫َ‬
‫سـَباب َِها ‪ ،‬فَك ُـ ّ‬
‫ُ‬
‫جل ْ‬ ‫ت ن َت َــائ ِ َ‬ ‫ســبَبا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫جعَـ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ق ‪ ،‬ال ِ‬ ‫ساب ِ ِ‬ ‫ضائ ِهِ ال ّ‬ ‫وَقَ َ‬
‫م ب ِـهِ ‪ ،‬وَأك ْث َــر‬ ‫ص ـب ْت ُ ْ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫صا ُ‬ ‫ف ظ َهَْره ُ ل ِعَد ُوّهِ ي ُ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫صي َقائ ِد َه ُ ‪ ،‬وَي َك ْ ِ‬ ‫ي َعْ ِ‬
‫ة‬
‫قـ ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف ع َـ ْ‬ ‫شـ ُ‬ ‫دائ ِد َ ت َك ْ ِ‬ ‫شـ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ك‪،‬ل ّ‬ ‫ة ِفي ذ َل ِـ َ‬ ‫ة الَبال ِغَ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ه ‪َ ،‬وللهِ ال ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫دائ ِد ُ ُتظهُِر‬ ‫ش َ‬ ‫مام العَد ُوّ ‪َ،‬وال ّ‬ ‫م ي َت ََزلَزلوا أ َ‬ ‫صب َُروا وَث َب َُتوا ‪ ،‬وَل ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ن أَبـ ّ‬ ‫عـةِ اْبـ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪ِ ،‬‬ ‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫فرِ ‪ ،‬وَأظ ْهَُروا ا ِ‬ ‫ن ت َب َط ُّنوا ِبالك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ما َفِ ِ‬ ‫ال َُ‬
‫ل‬ ‫جــا ٌ‬ ‫م رِ َ‬ ‫ح ـقَ ب ِهِ ـ ْ‬ ‫معَْرك َةِ ‪ ،‬فَل َ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫دين َةِ قَب ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫جُعوا إَلى ال َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ‪ ،‬ال ِ‬ ‫سُلو ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫بْ ِ‬
‫ل‬ ‫قت َــا ِ‬ ‫م ع َلــى ال ِ‬ ‫َ‬ ‫ضــون َهُ ْ‬ ‫حّر ُ‬ ‫ف ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫صـ ّ‬ ‫م ل ِلعَوْد َةِ إلــى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫عون َهُ ْ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن ) أو اد ْفَعُــوا ( ‪،‬‬ ‫كي َ‬ ‫ش ـرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ُ‬ ‫مــا َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ن ‪َ ،‬وإكَثارِ ع َـد َد ِه ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ساع َد َةِ ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫وَ ُ‬
‫م ‪ ،‬وَل َك ِن ّن َــا ِفـي‬ ‫حْربـا ً لت ّب َعْن َــاك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قو َ‬ ‫سـت َل ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫كـ ْ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫ن ‪َ :‬لـوْ ن َعَْلـ ُ‬ ‫مت َعَل ِّليـ َ‬ ‫دوا ُ‬ ‫فََر ّ‬
‫ك‬ ‫ول ك َــاُنوا فِــي ت ِْلـ َ‬ ‫قـ ْ‬ ‫ذا ال َ‬ ‫هـ َ‬ ‫حيَنمــا قَــاُلوا َ‬ ‫م ِ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ن غ َْيـَره ُ ‪ .‬وَ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ي َعْت َ ِ‬ ‫قُُلوب ِهِ ْ‬
‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(250 / 1) -‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫ن فِــي‬ ‫مـو َ‬ ‫مـا ي َك ْت ُ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه أع ْل َـ ُ‬ ‫ن ‪َ ،‬واللـ ُ‬ ‫مــا ِ‬ ‫لي َ‬ ‫م إَلى ا ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫فرِ ِ‬ ‫ب ل ِل ْك ُ ْ‬ ‫حظ َةِ أقْر َ‬ ‫الل ّ ْ‬
‫م ع ََلي ـ ِ‬
‫ه‬ ‫س ـي َُعاقِب ُهُ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫س ـل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فرِ َوالك َي ْـد ِ ل ِل ْ ُ‬ ‫ن الك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫فو ِ‬ ‫م وَِفي ن ُ ُ‬ ‫قُُلوب ِهِ ْ‬
‫خَرةِ ‪.‬‬ ‫ِفي الد ّْنيا َوال ِ‬
‫وان ِِهم‬ ‫خ َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ن َقاُلوا ع َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫جَهاد ِ ‪ ،‬هُ ُ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫دوا ع َ ِ‬ ‫ذين قَعَ ُ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫قو َ‬ ‫مَنافِ ُ‬ ‫ؤلِء ال ُ‬ ‫وَهَ ُ‬
‫قعُــود ِ ‪ ،‬وَع َـد َم ِ‬ ‫شــوَرت ََنا فِــي ال ُ‬ ‫م ُ‬ ‫مُعوا َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫معَْرك َـةِ ‪ :‬ل َـوْ َ‬ ‫ن قُت ُِلوا فِــي ال َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ِ‬
‫م‬ ‫كرا ً قَ ـوْل َهُ ْ‬ ‫س ـت َن ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ت ََعاَلى ع ََليهِ ـ ْ‬ ‫ل ‪.‬وَي َُرد ّ الل ُ‬ ‫ن قُت ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَ َ‬ ‫ما قُت ُِلوا َ‬ ‫ج لَ َ‬ ‫خُرو ِ‬ ‫ال ُ‬
‫ل‬ ‫قْتـ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫مـ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫شـ ْ‬ ‫م ِبـهِ ال ّ‬ ‫سـل َ ُ‬ ‫قُعـود ُ ي َ ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫كا َ‬ ‫مد ُ ‪ :‬ل َوْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫م َيا ُ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ذا ‪ :‬قُ ْ‬ ‫هَ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫من ْـ ُ‬ ‫ت ل َ ب ُـد ّ ِ‬ ‫تآ ٍ‬ ‫م ـو ْ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫موت ُــوا ‪ .‬وَل َك ِـ ّ‬ ‫م إل ّ ت َ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي َن ْب َغِــي ع َل َي ْك ُـ ْ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫َوال َ‬
‫َ‬
‫ن ِفي قَوْل ِك ُ ْ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫َفاد ْفَُعوا ع َ ْ‬
‫‪3‬‬
‫م‪.‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫تإ ْ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫م ال َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن أن ْ ُ‬
‫صـَلةَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫موا ال ّ‬ ‫م وَأِقي ُ‬ ‫فوا أي ْد ِي َك ُ ْ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ن ِقي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى ‪ }:‬أل َ ْ‬
‫س‬ ‫ن الن ّــا َ‬ ‫ش ـو ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫من ْهُـ ْ‬ ‫ريـقٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذا فَ‬ ‫ل إِ َ‬ ‫قت َــا ُ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ب ع َل َي ْهِـ ُ‬ ‫ما ك ُت ِـ َ‬ ‫كاة َ فَل َ ّ‬ ‫وَآ َُتوا الّز َ‬
‫خْرت َن َــا‬ ‫ل ل َـوَْل أ َ ّ‬ ‫قَتا َ‬ ‫ت ع َل َي َْنا ال ْ ِ‬ ‫م ك َت َب ْ َ‬ ‫ة وََقاُلوا َرب َّنا ل ِ َ‬ ‫شي َ ً‬ ‫خ ْ‬ ‫شد ّ َ‬ ‫شي َةِ الل ّهِ أ َوْ أ َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫كَ َ‬
‫ل َواْل َ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مو َ‬ ‫قى وََل ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫خي ٌْر ل ِ َ‬ ‫خَرة ُ َ‬ ‫مَتاع ُ الد ّن َْيا قَِلي ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ب قُ ْ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ل قَ َِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫إ َِلى أ َ‬
‫ن‬ ‫شــي ّد َةٍ وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ِفي ُبــُرو ٍ‬ ‫ت وَل َوْ ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫كوُنوا ي ُد ْرِك ُك ُ ُ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫فَِتيًل )‪ (77‬أي ْن َ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫قوُلوا هَذ ِهِ ِ‬ ‫ة يَ ُ‬ ‫سي ّئ َ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫صب ْهُ ْ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ وَإ ِ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قوُلوا هَذ ِهِ ِ‬ ‫ة يَ ُ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫صب ْهُ ْ‬ ‫تُ ِ‬
‫ديًثا )‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قُهو َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫كا ُ‬ ‫قوْم ِ َل ي َ َ‬ ‫ل هَؤ َُلِء ال ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ فَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل كُ ّ‬ ‫ك قُ ْ‬ ‫عن ْد ِ َ‬ ‫ِ‬
‫‪] (78‬النساء‪[78 ،77/‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫صـل َةِ ‪،‬‬ ‫ن ِبال ّ‬ ‫موِري َ‬ ‫م ـأ ُ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫مك ّـ َ‬ ‫سـل َم ِ ‪ ،‬فِــي َ‬ ‫مـرِ ال ِ ْ‬ ‫ن ِفي ب ِـد ِْء أ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫ح ع َـ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫صـ ْ‬ ‫فوِ َوال ّ‬ ‫ن ب ِــالعَ ْ‬ ‫موِري َ‬ ‫م ـأ ُ‬ ‫ق ـَراِء ‪ ،‬وَك َــاُنوا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ســاةِ ال ُ‬ ‫موا َ‬ ‫َوالّزك َــاةِ ‪ ،‬وَب ِ ُ‬
‫ل‪،‬‬ ‫قَتـا ِ‬ ‫وقا ً إَلـى ال ِ‬ ‫شـ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حّرُقـو َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَك َــاُنوا ي َت َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫حيـ‬ ‫صب ْرِ إَلـى ِ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫دائ ِهِ ْ‬ ‫ن أع ْـ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫فوا ِ‬ ‫صـ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ل ِي َن ْت َ ِ‬ ‫قت َــا ِ‬ ‫م ِبال ِ‬ ‫مَرهُـ ْ‬ ‫ه ت َعَــاَلى أ َ‬ ‫ن اللـ َ‬ ‫ن ل َـوْ أ ّ‬ ‫من ّوْ َ‬ ‫وَي َت َ َ‬
‫َ‬ ‫ســبا ً ل ِل ْ ِ‬
‫ب‬ ‫س ـَبا ٍ‬ ‫لل ْ‬ ‫قت َــا ِ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل إذ ْ َ‬ ‫حــا ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م ي َك ُ ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫فوا غ َِليل َهُ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫مُروا‬ ‫م ُيــؤ ْ َ‬ ‫ك لَ ْ‬ ‫حَرام ٍ ‪ ،‬ل ِذ َل ِ َ‬ ‫م ِفي ب َل َد ٍ َ‬ ‫من ََها ك َوْن ُهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ ْ‬ ‫ة ع َد َد ِه ِ ْ‬ ‫من َْها قِل ّ ُ‬ ‫ك َِثيَرةٍ ‪ِ :‬‬
‫ة‬
‫من َعَ ـ ٍ‬ ‫داُر َ‬ ‫م ِفيهــا َ‬ ‫صــاَر ل َهُ ـ ْ‬ ‫دين َـةِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫جــوا إلــى ال َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫جهَــاد ِ إل ّ ب َعْ ـد َ أ ْ‬ ‫ِبال ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل(‬ ‫قَتـا ُ‬ ‫هـوَ ال ِ‬ ‫ه ) وَ ُ‬ ‫مّنـوْن َ ُ‬ ‫كـاُنوا ي َت َ َ‬ ‫مـا َ‬ ‫مـُروا ب ِ َ‬ ‫مـا أ ِ‬ ‫م لَ ّ‬ ‫ك فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫معَ ذ َل ِ َ‬ ‫صاٌر ‪ .‬وَ َ‬ ‫وَأن ْ َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫حــْر ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫دا ِ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫قاِء الّنا ِ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خاُفوا ِ‬ ‫ديدا ً ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫جَزعا ً َ‬ ‫م َ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫جزِع َ ب َعْ ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ه إلــى وَقْـ ٍ‬ ‫ضـ ُ‬ ‫ت فَْر َ‬ ‫خـْر َ‬ ‫ن؟ ل َـوْل َ أ ّ‬ ‫ل ال َ‬ ‫قَتا َ‬ ‫ت ع َل َي َْنا ال ِ‬ ‫م ك َت َب ْ َ‬ ‫وََقاُلوا ‪َ :‬رب َّنا ل ِ َ‬
‫ف أ ُُنوفَِنا‬ ‫حت ْ َ‬ ‫وتا ً ط َِبيِعيا ً َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫مو َ‬ ‫حّتى ن َ ُ‬ ‫ضهِ ع َل َي َْنا َ‬ ‫ت ِفي فَْر ِ‬ ‫خْر َ‬ ‫خَر ) أو ل َوْ َتأ ّ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬
‫م َيـا‬ ‫ل ل َُهـ ْ‬ ‫قـ ْ‬ ‫سـاِء ‪ . .‬فَ ُ‬ ‫م الن ّ َ‬ ‫م الوْل َد ِ ‪ ،‬وََتأيي َ‬ ‫ماِء ‪ ،‬وَي ُت ْ َ‬ ‫ك الد ّ َ‬ ‫ف َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ِفيهِ َ‬ ‫( ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫سب َةِ إَلى ال َ‬
‫حي َــاةُ‬ ‫خَرى ‪ ،‬وَ َ‬ ‫حَياةِ ال ْ‬ ‫ل ِبالن ّ ْ‬ ‫م قَِلي ٌ‬ ‫ما ع َظ ُ َ‬ ‫مه ْ َ‬ ‫مَتاع ُ الد ّن َْيا َ‬ ‫مد ُ ‪َ :‬‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫كوُنو َ‬ ‫سـي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫س فِــي الـد ّْنيا قَ ِ‬
‫م َ‬ ‫ن ‪ ،‬لن ّهُـ ْ‬ ‫قيـ َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫خي ْـٌر ل ِل ُ‬ ‫خـَرة ُ َ‬ ‫صــيَرة ٌ ‪َ ،‬وال ِ‬ ‫الن ّــا َ‬
‫ون‬ ‫ســي ُوَفّ َْ‬ ‫م َ‬ ‫م ‪ :‬إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫م ‪ .‬وَقُ ْ‬ ‫ن َرب ّهِ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ب ِرِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ت ‪ ،‬ي َن ْعَ ُ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫ن ِفي ال َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ ،‬وَل َوْ َ‬ ‫شْيئا ً وَل َوْ قَ ّ‬ ‫َ‬
‫ن فَِتيل ً ‪.‬‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫م وَل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫مال َهُ ْ‬ ‫أع ْ َ‬
‫َ‬
‫جـو‬ ‫ة ‪ ،‬وَل َ ي َن ْ ُ‬ ‫حاَلـ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫مـوْ ِ‬ ‫ن إلـى ال َ‬ ‫صائ ُِرو َ‬ ‫م َ‬ ‫س ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى الّنا َ‬ ‫خب ُِر الل ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مب ْن ِي ّـةٍ ‪ ،‬قَوِّيـةِ الب ُن ْي َــا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫صـو ٍ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن فِــي ُ‬ ‫ميـ َ‬ ‫قي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َـوْ ك َــاُنوا ُ‬ ‫من ْهُـ ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫هأ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ه وَل َ‬ ‫ن ع َن ْـ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ق ـد ّ ُ‬ ‫م ‪ ،‬ل َ ي َت َ َ‬ ‫معْل ُــو ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫م ‪ ،‬وَوَقْـ ٌ‬ ‫حت ُــو ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫سأ َ‬ ‫ن وَِللّنا َ ِ‬ ‫صي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫َوالت ّ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دوا فِــي‬ ‫ب ‪ ،‬أوْ قَعَ ـ ُ‬ ‫ح ـُرو ِ‬ ‫خــاط َِر ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ضــوا ل ِ َ‬ ‫دوا وَت َعَّر ُ‬ ‫جاهَ ـ ُ‬ ‫سواٌء أ َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫خُرو َ‬ ‫ي َت َأ ّ‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(459 / 1) -‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ذا ي َك َْرهُــو َ‬ ‫مــا َ‬ ‫جل ً فَل ِ َ‬ ‫قعُــود ُ أ َ‬ ‫خُر ال ُ‬ ‫جل ً ‪ .‬وَل َ ي ُـؤ َ ّ‬ ‫جهَــاد َ أ َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ق ـد ّ ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَل َ ي ُ َ‬ ‫ب ُُيوت ِهِ ْ‬
‫َ‬
‫ن؟‬ ‫دي ِ‬ ‫ل َوال ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ف ِفي العَ ْ‬ ‫ضعْ ٍ‬ ‫ذا ب ِ َ‬ ‫س هَ َ‬ ‫قاَء ‪ ،‬أل َي ْ َ‬ ‫ن الب َ َ‬ ‫مْنو َ‬ ‫ن وَي َت َ ّ‬ ‫جب ُُنو َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫قَتا َ‬ ‫ال ِ‬
‫ف‬ ‫ض ـعْ ِ‬ ‫ق وَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫على ال َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِفيهِ د َل َل َ ٌ‬ ‫ؤون ِهِ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خَر ِ‬ ‫شأنا ً آ َ‬ ‫ه ت ََعاَلى َ‬ ‫م ذ َك ََر الل ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق ك َِثي ـرٍ ‪ ،‬وَك َث ْـَر ِ‬
‫ة‬ ‫ب وَرِ َْز ٍ‬ ‫صـ ٍ‬ ‫خ ْ‬ ‫خي ـرٍ وَ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫صاب َت ْهُ ْ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫مإ َ‬ ‫ك ‪ ،‬وَهُوَ أن ّهُ ْ‬ ‫ال ِد َْرا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م ِبها ‪ ،‬لن ّهُ ْ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ذي أك َْر َ‬ ‫عن ْد ِ اللهِ ‪ ،‬وَهُوَ ال ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَأوْل َد ٍ ‪َ . .‬قاُلوا ‪ :‬هَذ ِهِ ِ‬ ‫موا ٍ‬ ‫أ ْ‬
‫حـ ٌ‬ ‫ك من ـه ‪ .‬وإ َ َ‬
‫مــاِر‬ ‫ص فِــي الث ّ َ‬ ‫قـ ٌ‬ ‫ب وَن َ ْ‬ ‫ج ـد ْ ٌ‬ ‫ط وَ َ‬ ‫م قَ ْ‬ ‫صــاب َهُ ْ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ن ذ َل ِـ َ ِ ْ ُ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫س ـت َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫عن َــا َلـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ب ات َّبا ِ‬ ‫سـب َ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬وَب ِ َ‬ ‫عن ْـد ِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ت أْولد ٍ قَــاُلوا ‪ :‬هَـذ ِهِ ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫َوالّزُروِع أو َ‬
‫مــا‬ ‫ل َ‬ ‫م ‪ :‬ك ُـ ّ‬ ‫ل ل َهُ ـ ْ‬ ‫قـ ْ‬ ‫جد َْنا ع ََليهِ آَباَءن َــا ‪ .‬فَ ُ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ما أت َي ْت ََنا ب ِهِ ‪ ،‬وَت َْرك َِنا َ‬ ‫مان َِنا ب ِ َ‬ ‫َوإي َ‬
‫خت ِب َــارا ً‬ ‫ديرِهِ ‪ ،‬ا ْ‬ ‫قـ ِ‬ ‫عن ْـد ِ اللـهِ ‪ ،‬وَب ِت َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫شرٍ ‪ ،‬هُـوَ ِ‬ ‫خي ْرٍ وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س‪ِ ،‬‬ ‫ب الّنا َ‬ ‫صي ُ‬‫يُ ِ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫قــا ُ‬ ‫مــا ي ُ َ‬‫ن ‪ ،‬وَل َ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫فه َ ُ‬ ‫م ل َ يَ ْ‬ ‫ن وَك َأن ّهُ ْ‬ ‫قائ ِِلي َ‬‫ؤلِء ال َ‬ ‫ما ل ِهَ ُ‬ ‫َواب ِْتلًء ‪ ،‬فَ َ‬
‫ل َهُ ْ‬
‫‪4‬‬
‫م؟‬
‫" يعجب الّله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬من أمر هــؤلء النــاس الــذين كــانوا يتــدافعون‬
‫حماســة إلــى القتــال ويســتعجلونه وهــم فــي مكــة ‪ ،‬يتلقــون الذى‬
‫والضطهاد والفتنة من المشركين‪ .‬حين لم يكن مأذونا لهم فــي القتــال‬
‫للحكمة التي يريدها الّله‪ .‬فلما أن جاء الوقت المناسب الذي قدره الّلــه‬
‫وتهيأت الظروف المناسبة وكتب عليهــم القتــال ‪ -‬فــي ســبيل الل ّــه ‪ -‬إذا‬
‫فريق منهم شديد الجزع ‪ ،‬شــديد الفــزع ‪ ،‬حــتى ليخشــى النــاس الــذين‬
‫أمروا بقتالهم ‪ -‬وهم ناس من البشر ‪ -‬كخشية الّله القهار الجبار ‪ ،‬الــذي‬
‫ل يعذب عذابه أحد ‪ ،‬ول يوثق وثاقه أحد ‪» ..‬أو أشد خشية«!!‬
‫ت ع َل َي َْنـا‬ ‫م ك َت َْبـ َ‬ ‫وإذا هم يقولون ‪ -‬فـي حسـرة وخـوف وجـزع ‪َ» -‬رّبنـا ِلـ َ‬
‫ل؟« ‪ ..‬وهو سؤال غريب من مؤمن‪ .‬وهو دللة علــى عــدم وضــوح‬ ‫قتا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫تصوره لتكاليف هذا الدين ولوظيفــة هــذا الــدين أيضــا ‪ ..‬ويتبعــون ذلــك‬
‫َ‬ ‫ول أ َ ّ‬
‫ب!«‬ ‫ريـ ٍ‬ ‫ل قَ ِ‬ ‫جـ ٍ‬ ‫خْرَتنــا ِإلــى أ َ‬ ‫التساؤل ‪ ،‬بأمنيــة حســيرة مســكينة! »ل َـ ْ‬
‫وأمهلتنا بعض الوقت ‪ ،‬قبــل ملقــاة هــذا التكليــف الثقيــل المخيــف! إن‬
‫أشد الناس حماسة واندفاعا وتهورا ‪ ،‬قد يكونون هم أشد النــاس جزعــا‬
‫وانهيارا وهزيمة عند ما يجد الجد ‪ ،‬وتقع الواقعة ‪ ..‬بل إن هذه قد تكــون‬
‫القاعدة! ذلك أن النــدفاع والتهــور والحماســة الفائقــة غالبــا مــا تكــون‬
‫منبعثة عــن عــدم التقــدير لحقيقــة التكــاليف‪ .‬ل عــن شــجاعة واحتمــال‬
‫وإصرار‪ .‬كما أنها قد تكون منبعثة عن قلة الحتمال‪ .‬قلة احتمال الضـيق‬
‫والذى والهزيمة فتــدفعهم قلــة الحتمــال ‪ ،‬إلــى طلــب الحركــة والــدفع‬
‫والنتصار بأي شكل‪ .‬دون تقــدير لتكــاليف الحركــة والــدفع والنتصــار ‪..‬‬
‫حتى إذا ووجهوا بهــذه التكــاليف كــانت أثقــل ممــا قــدروا ‪ ،‬وأشــق ممــا‬
‫تصوروا‪ .‬فكانوا أول الصــف جزعــا ونكــول وانهيــارا ‪ ..‬علــى حيــن يثبــت‬
‫أولئك الذين كانوا يمسكون أنفســهم ‪ ،‬ويحتملــون الضــيق والذى بعــض‬
‫الوقت ويعدون للمر عدته ‪ ،‬ويعرفون حقيقــة تكـاليف الحركــة ‪ ،‬ومــدى‬
‫احتمال النفوس لهذه التكاليف‪ .‬فيصبرون ويتمهلون ويعدون للمر عدته‬
‫‪..‬‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(570 / 1) -‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫والمتهــورون المنــدفعون المتحمســون يحســبونهم إذ ذاك ضــعافا ‪ ،‬ول‬
‫يعجبهم تمهلهم ووزنهم للمور! وفي المعركة يتــبين أي الفريقيــن أكــثر‬
‫احتمال وأي الفريقين أبعد نظرا كــذلك! وأغلــب الظــن أن هــذا الفريــق‬
‫الذي تعنيه هذه اليات كان مـن ذلـك الصـنف ‪ ،‬الـذي يلـذعه الذى فـي‬
‫مكــة فل يطيقــه ول يطيــق الهــوان وهــو ذو عــزة‪ .‬فينــدفع يطلــب مــن‬
‫الرسول ‪ ‬أن يأذن له بدفع الذى ‪ ،‬أو حفظ الكرامة‪ .‬والرســول ‪ -‬‬
‫ل ع َل َــى‬ ‫م ‪ ،‬وَت َوَك ّـ ْ‬ ‫‪ -‬يتبع في هذا أمر ربه بالتريث والنتظار ‪ ،‬والتربية ع َن ْهُ ْ‬
‫َ‬
‫عن ْد ِ غ َي ْرِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن؟ وَل َوْ كا َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫كيًل‪ .‬أَفل ي َت َد َب ُّرو َ‬ ‫كفى ِبالل ّهِ وَ ِ‬ ‫الل ّهِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫ن أوِ ال ْ َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف أذاع ُــوا‬ ‫خ ـو ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬
‫مٌر ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫خِتلفا ً ك َِثيرًا‪» .‬وَِإذا جاَءهُ ْ‬ ‫دوا ِفيهِ ا ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل َوَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬‫ه اّلــ ِ‬ ‫مــ ُ‬‫م ل َعَل ِ َ‬ ‫من ُْهــ ْ‬ ‫مــرِ ِ‬ ‫ل وَِإلــى أوِلــي اْل ْ‬ ‫ســو ِ‬ ‫دوه ُ إ َِلــى الّر ُ‬ ‫ه‪ .‬وََلــوْ َر ّ‬ ‫ِبــ ِ‬
‫ن إ ِّل‬‫شــْيطا َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ه َلت ّب َعْت ُ ُ‬ ‫مت ُ ُ‬
‫ح َ‬ ‫م وََر ْ‬‫ل الل ّهِ ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ول فَ ْ‬ ‫م ‪ ..‬وَل َ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫طون َ ُ‬‫ست َن ْب ِ ُ‬‫يَ ْ‬
‫قَِليًل« ‪..‬‬
‫هؤلء الذين تتحدث عنهم هذه المجموعات الربع من اليات قد يكونون‬
‫هم أنفسهم الــذين تحـدثت عنهـم مجموعــة سـابقة فــي هــذا الــدرس ‪:‬‬
‫ن« ‪ ...‬اليات ‪ ...‬ويكــون الحــديث كلــه عــن تلــك‬ ‫ن ل َي ُب َط ّئ َ ّ‬ ‫م لَ َ‬
‫م ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫»وَإ ِ ّ‬
‫الطائفة من المنافقين التي تصدر منها هذه العمال وهذه القوال كلها‪.‬‬
‫وقد كدنا نرجح هذا الرأي لن ملمح النفاق واضــحة ‪ ،‬فيمــا تصــفه هــذه‬
‫المجموعات كلهــا‪ .‬وصــدور هــذه العمــال وهــذه القــوال عــن طــوائف‬
‫المنــافقين فــي الصــف المســلم ‪ ،‬أمــر أقــرب إلــى طــبيعتهم ‪ ،‬وإلــى‬
‫سوابقهم كذلك‪.‬وطبيعة الســياق القرآنــي شــديدة اللتحــام بيــن اليــات‬
‫جميعا ‪..‬‬
‫ولكن المجموعة الولى من هذه المجموعات التي تتحدث عــن الــذين ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ب ع َل َي ْهِـ ُ‬ ‫مــا ك ُت ِـ َ‬ ‫ة‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫صلة َ َوآُتوا الّزكا َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫م وَأِقي ُ‬ ‫فوا أي ْد ِي َك ُ ْ‬ ‫م ‪ :‬كُ ّ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫)ِقي َ‬
‫ل ‪ ...‬اليات( هي التي جعلتنا نتردد في اعتبار اليات كلها حديثا عن‬ ‫قتا ُ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫المنافقين ‪ -‬وإن بدت فيها صفات المنافقين وبدت فيهــا لحمــة الســياق‬
‫واستطراده ‪ -‬وجعلتنا نميل إلى اعتبار هذه المجموعة واردة في طائفــة‬
‫من المهاجرين ‪ -‬ضعاف اليمان غير منافقين ‪ -‬والضعف قريب الملمــح‬
‫من النفاق ‪ -‬وأن كل مجموعة أخرى من هذه المجموعــات الربــع ربمــا‬
‫كانت تصف طائفة بعينها من طوائف المنافقين ‪ ،‬المندسين في الصــف‬
‫المسلم‪ .‬وربما كانت كلها وصفا للمنافقين عامــة وهــي تعــدد مــا يصــدر‬
‫عنهم من أقوال وأفعال‪.‬والسبب في وقوفنــا هــذا الموقــف أمــام آيــات‬
‫المجموعة الولــى وظننــا أنهــا تصــف طائفــة مــن المهــاجرين الضــعاف‬
‫اليمان أو الــذين لــم ينضــج بعــد تصــورهم اليمــاني ولــم تتضــح معــالم‬
‫العتقاد في قلوبهم وعقولهم ‪..‬‬
‫الســبب هــو أن المهــاجرين هــم الــذين كــان بعضــهم تأخــذه الحماســة‬
‫والندفاع ‪ ،‬لدفع أذى المشركين ‪ -‬وهم فـي مكـة ‪ -‬فــي وقـت لـم يكــن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صــلة َ َوآت ُــوا‬ ‫موا ال ّ‬ ‫م وَأِقي ُ‬ ‫فوا أي ْد ِي َك ُ ْ‬ ‫مأذونا لهم في القتال ‪ -‬فقيل لهم ‪» :‬ك ُ ّ‬
‫ة« ‪..‬‬ ‫الّزكا َ‬

‫‪11‬‬
‫وحتى لو أخذنا في العتبار ما عرضه أصحاب بيعة العقبة الثانية الثنــان‬
‫والسبعون على النبي ‪ -  -‬من ميلهم على أهل منى ‪ -‬أي قتلهم ‪ -‬لــو‬
‫أمرهم الرسول ‪ -  -‬ورده عليهم ‪» :‬إننا لم نؤمر بقتال« ‪ ..‬فــإن هــذا‬
‫ل يجعلنا ندمج هذه المجموعة من السابقين من النصار ‪ -‬أصحاب بيعــة‬
‫العقبــة ‪ -‬فــي المنــافقين ‪ ،‬الــذين تتحــدث عنهــم بقيــة اليــات‪ .‬ول فــي‬
‫الضعاف الذين تصفهم المجموعــة الولــى‪ .‬فــإنه لــم يعــرف عــن هــؤلء‬
‫الصفوة نفاق ول ضعف رضي الّله عنهم جميعا‪.‬‬
‫فأقرب الحتمالت هو أن تكون هــذه المجموعــة واردة فــي بعــض مــن‬
‫المهاجرين ‪ ،‬الذين ضــعفت نفوســهم ‪ -‬وقــد أمنــوا فــي المدينــة وذهــب‬
‫عنهم الذى ‪ -‬عن تكاليف القتال ‪ ..‬وأل تكون بقية الوصاف واردة فيهم‬
‫‪ ،‬بل في المنافقين‪ .‬لنه يصعب علينا ‪ -‬مهما عرفنا من ظواهر الضــعف‬
‫البشري ‪ -‬أن نسم أي مهاجر من هؤلء السابقين بسمة رد السيئة إلــى‬
‫الرسول ‪ -  -‬دون الحسنة! أو قول الطاعة وتبييت غيرها ‪..‬‬
‫وإن كنــا ل نســتبعد أن توجــد فيهــم صــفة الذاعــة بــالمر مــن المــن أو‬
‫الخوف‪ .‬لن هذه قد تدل على عدم الدربة على النظام ‪ ،‬ول تــدل علــى‬
‫النفاق ‪..‬‬
‫والحق ‪ ..‬أننا نجد أنفسنا ‪ -‬أمام هذه اليات كلها ‪ -‬فــي موقــف ل نملــك‬
‫الجــزم فيــه بشــيء‪ .‬والروايــات الــواردة عنهــا ليــس فيهــا جــزم كــذلك‬
‫بشيء ‪ ..‬حتى في آيات المجموعة الولى‪ .‬التي ورد أنها في طائفة مــن‬
‫المهاجرين كما ورد أنها في طائفة من المنافقين!‬
‫ومــن ثــم نأخــذ بــالحوط فــي تــبرئة المهــاجرين مــن ســمات التبطئة‬
‫والنخلع مما يصيب المؤمنين من الخير والشر‪.‬‬
‫التي وردت في اليات السابقة‪ 5.‬ومــن ســمة إســناد الســيئة للرســول ‪-‬‬
‫‪ - ‬دون الحسنة ‪ ،‬ورد هذه وحدها إلــى الل ّــه! ومــن ســمة تــبييت غيــر‬
‫الطاعة ‪ ..‬وإن كانت تجزئة سياق اليات على هــذا النحــو ليســت ســهلة‬
‫علـى مـن يتـابع الســياق القرآنـي ‪ ،‬ويـدرك ‪ -‬بطـول الصـحبة ‪ -‬طريقـة‬
‫التعبير القرآنية!!! والّله المعين‪".‬‬
‫هادوا إن زع َمتم أ َنك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مـ ْ‬ ‫م أوْل ِي َــاُء ل ِل ّـهِ ِ‬ ‫ن َ ُ ِ ْ َ ْ ُ ْ ّ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل َيا أي َّها ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى ‪ } :‬قُ ْ‬
‫َ‬
‫مـا‬ ‫دا ب ِ َ‬ ‫ه أَبـ ً‬ ‫مّنـوْن َ ُ‬ ‫ن )‪ (6‬وََل ي َت َ َ‬ ‫صـاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ُْتـ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫مـوْ َ‬ ‫وا ال ْ َ‬ ‫مّنـ ُ‬ ‫س فَت َ َ‬ ‫ن الّنا َ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ذي ت َفِ ـّرو َ‬ ‫ّ‬
‫ت ال ـ ِ‬ ‫م ـو ْ َ‬ ‫ن ال َ‬‫ْ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ن )‪ (7‬قُ ـ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫م ِبالظــال ِ ِ‬ ‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ّ‬
‫م َوالل ُ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قَد ّ َ‬
‫م‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫شَهاد َةِ فَي ُن َب ّئ ُك ُ ْ‬ ‫ب َوال ّ‬ ‫عال ِم ِ ال ْغَي ْ ِ‬ ‫ن إ َِلى َ‬ ‫دو َ‬ ‫م ت َُر ّ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫مَلِقيك ُ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ن )‪] (8‬الجمعة‪[8-6/‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ت َعْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دى‬ ‫حقّ وَهُ ً‬ ‫م ع َلى َ‬ ‫ن أن ّك ُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َْزع ُ ُ‬ ‫ذا ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م إِ َ‬ ‫مد ُ ل ِهَؤ ُل َِء الي َُهود ِ ‪ :‬إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫قُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ضــا ِ‬ ‫ت ع َل َــى ال ّ‬ ‫موْ ِ‬ ‫عوا ب ِــال َ‬ ‫ضل َل َةٍ ‪ ،‬فــاد ْ ُ‬ ‫ه ع ََلى َ‬ ‫حاب َ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫مدا ً وَأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ ،‬وَأ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حب ّــاؤهُ‬ ‫م أوِْليــاَء الل ـهِ وأ ِ‬ ‫ن أن ّك ُـ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ِفيما ت ََزع ُ ُ‬ ‫م صاد ِِقي َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫فئ ََتين ‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫ال ِ‬
‫ن الك ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫فـ ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ملو َ‬ ‫ما ي َعْ َ‬ ‫سوِء َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫ت أبدا ل ِعِل ِ‬ ‫موْ َ‬ ‫مّنى هَؤ ُل َِء الي َُهود ُ ال َ‬ ‫‪.‬وَل َ ي َت َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مــاُتوا‬ ‫ت لَ َ‬ ‫مــوْ َ‬ ‫مّنــوا ال َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ن َلــوْ أن ُّهــ ْ‬ ‫مــو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫جــورِ ‪ ،‬ولن ُّهــ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫َوالظ ُْلــم ِ َوال ُ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(712 / 2) -‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪12‬‬
‫ل اللـهِ ‪- ‬‬ ‫ســو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ما قَــا َ‬ ‫ديد َ ‪ -‬ك َ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ذاب َ ُ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ه ب ِهِ ْ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫م ‪ .‬وَل َن َْز َ‬ ‫لساع َت ِهِ ْ‬
‫ل‪،‬‬ ‫م ِبــالك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫م ِبال ّ‬
‫مــ ِ‬ ‫ســوِء العَ َ‬ ‫ق وَ ُ‬ ‫ســو ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫فرِ َوال ُ‬ ‫ســهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أن ْ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ظــال ِ ِ‬ ‫ه ع َِليــ ٌ‬ ‫َواللــ ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫جـ ِ‬ ‫ت ل َ يُ ْ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫مـ َ‬ ‫ن الفِـَراَر ِ‬ ‫م ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ل ل َهُـ ْ‬ ‫ذابا ً أِليمـا ً ‪ .‬وَقُـ ْ‬ ‫م عَ َ‬ ‫سي ُعَذ ّب ُهُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ف ‪ ،‬وَأّيا ُ‬ ‫صارِ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ع َن ْهُ ْ‬ ‫صرِفُ ُ‬ ‫م ‪ ،‬ل َ يَ ْ‬ ‫جل ُهُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫حين َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫سُيلِقيهِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫فعا ً ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬ ‫مـا َ‬
‫ن ب َْعـد َ‬ ‫جُعـو َ‬ ‫م ت َْر ِ‬ ‫ها ‪ُ ،‬ثـ ّ‬ ‫مـد ُ َ‬ ‫لأ َ‬ ‫طـا َ‬ ‫مهْ َ‬ ‫ضـي َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ست ْن َ َ‬ ‫ي َ‬ ‫دود َة ٌ ‪ ،‬وَه ِ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫حَياةِ َ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬ ‫ت إ َِلى َ‬
‫شاهَد ٌ ِفيَهــا ‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ما هُوَ ُ‬ ‫عال ِم ِ َ‬ ‫ض ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت والْر‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫عال ِم ِ غ َي ْ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬
‫م ع ََلى أع ْ َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما َ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫‪6‬‬
‫م‪.‬‬ ‫مال ِهِ ْ‬ ‫جاِزيهِ ْ‬ ‫سي ُ َ‬ ‫ن ِفي الد ّن َْيا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫خب ُِرهُ ْ‬
‫وهــي لفتــة مــن اللفتــات القرآنيــة الموحيــة للمخــاطبين بهــا وغيــر‬
‫المخاطبين‪ .‬تقر في الخلد حقيقة ينساها الناس ‪ ،‬وهــي تلحقهــم أينمــا‬
‫كانوا ‪ ..‬فهذه الحياة إلى انتهاء‪ .‬والبعد عن الّله فيها ينتهي للرجعة إليه ‪،‬‬
‫فل ملجأ منه إل إليه‪ .‬والحساب والجزاء بعد الرجعة كائنان ل محالة‪ .‬فل‬
‫‪7‬‬
‫مهرب ول فكاك‪.‬وهي صورة متحركة موحية عميقة اليحاء ‪..‬‬
‫ذي ي َفِ ـّر‬ ‫ل ال ّـ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ " : -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫جن ْد ُ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫مَرة َ ب ْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫حت ّــى إ ِ َ‬ ‫سـَعى َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫جعَـ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ض ب ِـد َي ْ ٍ‬ ‫ه اْلْر ُ‬ ‫ب ‪ ،‬ت َط ْل ُب ُـ ُ‬ ‫ل الث ّعْل َ ِ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ج وَلـ ُ‬ ‫َ‬ ‫خـَر َ‬ ‫ب د َي ِْنـي ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫ض ‪َ :‬يـا ث َعْلـ ُ‬ ‫ه الْر َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تل ُ‬ ‫َ‬ ‫قال ْ‬ ‫َ‬ ‫حَره ُ فَ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫خ َ‬ ‫أ َع َْيا َواب ْت َهََر د َ َ‬
‫ي فِــي‬ ‫ت ‪َ .‬رَواه ُ الط ّب ََران ِـ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ت ع ُن ُ ُ‬ ‫قط ّعَ ْ‬ ‫حّتى ت َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ك َذ َل ِ َ‬ ‫م ي ََز ْ‬ ‫ص فَل َ ْ‬ ‫صا ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ُ‬
‫ال ْك َِبي ِ‬
‫‪8‬‬
‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫مــوا‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّـ ِ‬ ‫قــو ُ‬ ‫ب فَي َ ُ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م ال ْعَـ َ‬ ‫م ي َأِتيهِ ُ‬ ‫س ي َوْ َ‬ ‫وقال تعالى ‪ } :‬وَأن ْذ ِرِ الّنا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َرب َّنا أ َ ّ‬
‫كون ُــوا‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ل أوَل َـ ْ‬ ‫سـ َ‬ ‫ك وَن َت ّب ِـِع الّر ُ‬ ‫ب د َع ْوَت َـ َ‬ ‫جـ ْ‬ ‫ب نُ ِ‬ ‫ريـ ٍ‬ ‫ل قَ ِ‬ ‫جـ ٍ‬ ‫خْرن َــا إ ِل َــى أ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّـ ِ‬ ‫س َــاك ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م فِــي َ‬ ‫سـك َن ْت ُ ْ‬ ‫ل )‪ (44‬وَ َ‬ ‫ن َزَوا ٍ‬ ‫مـ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫أقْ َ‬
‫ل )‪(45‬‬ ‫مث َــا َ‬ ‫م اْل ْ‬ ‫ضـَرب َْنا ل َك ُـ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ف فَعَل ْن َــا ب ِهِـ ْ‬ ‫م ك َي ْـ َ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫م وَت َب َي ّ َ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫موا أ َن ْ ُ‬ ‫ظ َل َ ُ‬
‫]إبراهيم‪[45-44/‬‬
‫ش ـد ّت ِهِ ‪ ،‬إ ِذ ْ‬ ‫م ـة ِ و َ َ‬ ‫ل هَؤ ُل َِء ال ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫خو ْ َ‬
‫قَيا َ‬ ‫ل ي َـوْم ِ ال ِ‬ ‫ن هَوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ف أّيها الّر ُ‬ ‫َ ّ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ب د َع ْوَت َـ َ‬ ‫جـ ْ‬ ‫ريب َـةٍ ن ُ ِ‬ ‫م ـد ّةٍ قَ ِ‬ ‫خْرنا إ ِلى ُ‬ ‫َ‬ ‫ب ‪َ :‬رّبنا آ ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن العَ َ‬ ‫ن ي ََروْ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قولو َ‬ ‫ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫م‬ ‫ق ـد ْ ك ُن ْت ُـ ْ‬ ‫م قَــائ ِل ً ‪ :‬ل َ َ‬ ‫ه ت َعَــاَلى ع َل َي ْهِ ـ ْ‬ ‫ك ‪.‬وَي َُرد ّ الل ُ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫ك وَُر ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَب ِك ُت ُب ِ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫وَن ُؤ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫م ِفيــهِ ‪ ،‬وَأّنــ ُ‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ه ل َ َزَوا َ‬ ‫حَياةِ الد ّْنيا ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫م ِفي ال َ‬ ‫م ‪ ،‬وَأن ْت ُ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫أقْ َ‬
‫فرِ ‪.‬‬ ‫ك الك ُ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ذا العَ َ‬ ‫ذوُقوا هَ َ‬ ‫ب؟ فَ ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ح َ‬ ‫مَعاد َ وَل َ ِ‬ ‫شَر وَل َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫لَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫مـةِ الت ِــي ك َـذ ّب َ ْ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫مم ِ ال ُ‬ ‫ديد ِ ِبـال َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫قا ِ‬ ‫ن العِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما أن َْزل َْناه ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫وَقَد ْ ب َل َغَك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ضــَرب َْنا ل َ ُ‬ ‫ســل ََها ‪ ،‬وَ َ‬
‫هــؤ ُل َِء‬ ‫ن َ‬ ‫ســاك ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِفــي َ‬ ‫ســك َن ْت ُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل ب ِِهــ ْ‬ ‫مَثــا َ‬ ‫م ال ْ‬ ‫كــ ُ‬ ‫ُر ُ‬
‫فرِ َوالظ ّل ْم ِ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ن الك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِفيهِ ِ‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬ ‫جُروا ع َ ّ‬ ‫م ت َْزد َ ِ‬ ‫م ت َعْت َب ُِروا ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مك َذ ِّبي ََ‬ ‫ال ِ‬
‫قد ْ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ت هَي َْها َ‬ ‫ب ‪ ،‬فَهَي َْها َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م العَ َ‬ ‫ل ب ِك ُ ُ‬ ‫ن ن ََز َ‬ ‫حي َ‬ ‫خيَر ِللت ّوْب َةِ ِ‬ ‫ن الّتأ ِ‬ ‫سأُلو َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫َوال َ‬
‫َ‬
‫َفا َ‬
‫‪9‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫ت الَوا ُ‬
‫ة‬
‫داب ّـ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ك ع َل َي َْها ِ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م َ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫س ب ِظ ُل ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ه الّنا‬ ‫خذ ُ الل ّ ُ‬ ‫ؤا ِ‬ ‫وقال تعالى ‪ } :‬وَل َوْ ي ُ َ‬
‫ة وََل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ســاع َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫ست َأ ِ‬ ‫م َل ي َ ْ‬ ‫جل ُهُ ْ‬ ‫جاَء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫مى فَإ ِ َ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫م إ َِلى أ َ‬ ‫خُرهُ ْ‬ ‫ن ي ُؤ َ ّ‬ ‫وَل َك ِ ْ‬
‫ن )‪] (61‬النحل‪[ 61/‬‬ ‫مو َ‬ ‫قد ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(5061 / 1) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬

‫فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(3568 / 6) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬

‫المعجم الكبير للطبراني ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪ ( 6779)(363‬الصواب وقفه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪8‬‬

‫أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(1795 / 1) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪13‬‬
‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫مه ِ ـ ْ‬ ‫معْ ظ ُل ْ ِ‬ ‫شرِ ‪َ ،‬‬ ‫ن الب َ َ‬ ‫م َ‬‫صاةِ ِ‬ ‫م ع ََلى العُ َ‬ ‫حل ُ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى العَِباد َ ب ِأن ّ ُ‬ ‫خب ُِر الل ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ل ذ َل ِـ َ‬ ‫ه فَعَ ـ َ‬ ‫س ـُبوا ‪ ،‬وَل ُـوْ أن ّـ ُ‬ ‫مــا ك َ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَب ِ َ‬ ‫م ب ِأفْعَــال ِهِ ْ‬ ‫خذ َت ِهِ ْ‬ ‫ؤا َ‬ ‫م َ‬
‫ل بِ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه ل َ ي ُعْ ّ‬ ‫وَأن ّ ُ‬
‫خُلوق ـا ً‬ ‫َ‬ ‫ل َهْل َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ك ع َل َــى ظ َهْرِهَــا َ‬ ‫م ي َت ْـُر ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫خُلوَقا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ما ع َلى الْر ِ‬
‫َ‬ ‫ك َ‬
‫م‬ ‫م ع ُي ُــوب َهُ ْ‬ ‫س ـت ُُر ع َل َي ْهِ ـ ْ‬ ‫صــاةِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫م ع َل َــى العُ َ‬ ‫حل ُـ ُ‬ ‫ه ت َعَــاَلى ي َ ْ‬ ‫ب ع َل َي َْها ‪.‬وَل َك ِن ّ ُ‬ ‫ي َد ِ ّ‬
‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫حد ّد ِ ل َهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م إ َِلى الي َوْم ِ ال ُ‬ ‫خُرهُ ْ‬ ‫ما ي ُؤ َ ّ‬ ‫قوب َةِ ‪،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫م ِبالعُ ُ‬ ‫جل ُهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َ ي َُعا ِ‬ ‫مال َهُ ْ‬ ‫وَأع ْ َ‬
‫‪10‬‬
‫حد َة ً ‪.‬‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫حظ َ ً‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫مهَُلو َ‬ ‫ل ل َ يُ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫جاَء ال َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫هـا‬ ‫ك ع َل َــى ظ َهْرِ َ‬ ‫مـا َتـَر َ‬ ‫سُبوا َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ه الّنا َ‬ ‫خذ ُ الل ّ ُ‬ ‫ؤا ِ‬ ‫وقال تعالى ‪} :‬وَل َوْ ي ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كــا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الّلــ َ‬ ‫م فَإ ِ ّ‬ ‫جل ُهُ ْ‬ ‫جاَء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫مى فَإ ِ َ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫م إ َِلى أ َ‬ ‫خُرهُ ْ‬ ‫ن ي ُؤ َ ّ‬ ‫داب ّةٍ وَل َك ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫صيًرا )‪(45‬‬ ‫ب ِعَِباد ِهِ ب َ ِ‬
‫َ‬
‫دنيا لهْل َـ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫م فــي الـ ّ‬ ‫جميـِع ذ ُن ُــوب ِهِ ْ‬ ‫س ع َل َــى َ‬ ‫ب الّنا َ‬ ‫عاقَ َ‬ ‫ه ت ََعالى َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫َولوْ أ ّ‬
‫ل ال َْر‬ ‫َ‬
‫خُر‬ ‫ه ت َعَــالى ي َـد ّ ِ‬ ‫ب ‪ ،‬وَل َك ِن ّـ ُ‬ ‫ق وَد ََوا ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أْرَزا‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ض ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ميعَ أهْ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫مال ِهِ ْ‬ ‫سب ُُهم ع ََلى أع ْ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫قَيامة ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫م ال َ‬ ‫مى ‪ ،‬هُوَ ي َوْ ُ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫م ِإلى أ َ‬ ‫خذ َت َهُ ْ‬ ‫ؤا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫سـُبوا‬ ‫ل العَِبـاد ِ َوبمـا اك ْت َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫صيٌر بأع ْ َ‬ ‫ل بعملهِ ‪ .‬وَهُوَ ت ََعالى ب َ ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫زي ك ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫‪11‬‬
‫شيٌء‬ ‫ه َ‬ ‫خي ْرٍ أوْ َ‬‫َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب ع َن ْ ُ‬ ‫شّر ل َيغي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(1962 / 1) -‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(3585 / 1) -‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫ت‬
‫و ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ذائ ِ َ‬
‫ق ُ‬ ‫س َ‬
‫ف ٍ‬ ‫كُ ّ‬
‫ل نَ ْ‬
‫ة ال ْموت وإنما توفّو ُ‬
‫ة‬
‫مــ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫جوَرك ُ ْ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ق ُ َ ْ ِ َ ِّ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ذائ ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫قال تعالى ‪} :‬ك ُ ّ‬
‫ُ‬
‫مت َــاعُ‬ ‫حي َــاة ُ ال ـد ّن َْيا إ ِّل َ‬ ‫مــا ال ْ َ‬ ‫قد ْ فَــاَز وَ َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن الّنارِ وَأد ْ ِ‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫حزِ َ‬ ‫ن ُز ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ال ْغُُرورِ )‪] (185‬آل عمران‪[185/‬‬
‫يخبر الله تعاَلى عباده بأ َ‬
‫س‬ ‫حـ ّ‬ ‫ت ‪ ،‬وَت ُ ِ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫ذوقُ ط َعْـ َ‬ ‫سـت َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫ِ َ َ ُ ِ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ُ ْ ُِ‬
‫ح لَ‬ ‫َ‬ ‫م ب ِهَذ ِهِ الَيــةِ ع ََلــى أ ّ‬ ‫ح ل ِل ْ َ‬
‫ن الْرَوا َ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫ست َد ّ َ‬ ‫سد ِ ‪َ .‬وا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫فاَرقَةِ الّرو ِ‬ ‫م َ‬ ‫بِ ُ‬
‫ي ‪ ،‬وَهُوَ ت َعَــاَلى‬ ‫ح ّ‬ ‫س ب ِهِ إل ّ ال َ‬ ‫ح ُ‬ ‫شُعوٌر ل َ ي ُ ِ‬ ‫ن الذ ّوْقَ ُ‬ ‫ن‪،‬ل ّ‬ ‫ت الب َد َ ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫س إلـى اللـه ‪،‬‬ ‫شـُر الّنـا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مـةِ ي ُ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ت ‪ .‬وََيـوْ َ‬ ‫مـو ُ‬ ‫ذي ل َ ي َ ُ‬ ‫ي الـ ِ‬ ‫حـ ّ‬ ‫حد َه ُ ال َ‬ ‫وُ ْ‬
‫َ‬
‫ب الن ّــاَر ‪،‬‬ ‫جن ّـ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫مــا ٍ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سب َت ْ ُ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫ها ع َ ّ‬ ‫جوَر َ‬ ‫سأ ُ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫وَُتوّفى ك ُ ّ‬
‫مَتاع ـا ً َتاِفه ـا ً‬ ‫ت إل ّ َ‬ ‫سـ ْ‬ ‫حَياة ُ الد ّن َْيا ل َي ْ َ‬ ‫فوْزِ ‪َ.‬وال َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫قد ْ َفاَز ك ُ ّ‬ ‫ة ‪ ،‬فَ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ َ‬ ‫وَأ ُد ْ ِ‬
‫ن‬ ‫عــ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِ‬‫ض َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫ك ُيو ِ‬ ‫مت ُْرو ٌ‬ ‫مَتاع ٌ َ‬ ‫دوع ٌ ‪ ،‬وَهُوَ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مغُْروٌر َ‬ ‫ه َ‬ ‫حب ُ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫َزائ ِل ً ‪َ ،‬‬
‫أهْل ِهِ ‪.‬‬
‫" إنه ل بد من استقرار هذه الحقيقة في النفس ‪ :‬حقيقة أن الحياة فــي‬
‫هـذه الرض موقوتـة ‪ ،‬محــدودة بأجـل ثــم تـأتي نهايتهـا حتمــا ‪ ..‬يمـوت‬
‫الصالحون ويمــوت الطــالحون‪ .‬يمــوت المجاهــدون ويمــوت القاعــدون‪.‬‬
‫يموت المستعلون بالعقيدة ويموت المستذلون للعبيد‪ .‬يموت الشــجعان‬
‫الذين يأبون الضيم ‪ ،‬ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمــن ‪..‬‬
‫يمــوت ذوو الهتمامــات الكــبيرة والهــداف العاليــة ‪ ،‬ويمــوت التــافهون‬
‫الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص‪.‬‬
‫ت« ‪ ..‬كل نفس تذوق هذه الجرعة‬ ‫موْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫س ذائ ِ َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫الكل يموت ‪» ..‬ك ُ ّ‬
‫‪ ،‬وتفارق هذه الحياة ‪ ..‬ل فارق بين نفس ونفس في تذوق هذه الجرعة‬
‫من هذه الكأس الدائرة على الجميع‪ .‬إنما الفارق في شيء آخر‪.‬‬
‫الفارق في قيمة أخرى‪ .‬الفارق في المصير الخير ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫»وإنما توفّو ُ‬
‫ة‬‫جّنــ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خــ َ‬ ‫ن الّنارِ وَأد ْ ِ‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫حزِ َ‬ ‫ن ُز ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ .‬فَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫قيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫جوَرك ُ ْ‬ ‫نأ ُ‬ ‫َ ِّ ُ َ ْ َ‬
‫قد ْ فاَز« ‪..‬هذه هي القيمة التي يكون فيها الفتراق‪ .‬وهذا هــو المصــير‬ ‫فَ َ‬
‫الذي يفترق فيه فلن عــن فلن‪ .‬القيمــة الباقيــة الــتي تســتحق الســعي‬
‫والكد‪ .‬والمصير المخوف الــذي يســتحق أن يحســب لــه ألــف حســاب ‪:‬‬
‫قد ْ فاَز« ‪..‬‬ ‫ة فَ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن الّنارِ وَأ ُد ْ ِ‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫حزِ َ‬ ‫ن ُز ْ‬ ‫م ْ‬ ‫»فَ َ‬
‫ح« بذاته يصور معناه بجرسه ‪ ،‬ويرسم هيئته ‪ ،‬ويلقي ظله!‬ ‫حزِ َ‬ ‫ولفظ »ُز ْ‬
‫وكأنما للنار جاذبية تشد إليها من يقترب منها ‪ ،‬ويدخل في مجالها! فهــو‬
‫في حاجة إلى من يزحزحه قليل قليل ليخلصــه مــن جاذبيتهــا المنهومــة!‬
‫فمن أمكن أن يزحزح عن مجالها ‪ ،‬ويستنقذ من جاذبيتها ‪ ،‬ويدخل الجنة‬
‫‪ ..‬فقد فاز ‪..‬‬
‫صورة قوية‪ .‬بل مشهد حي‪ .‬فيه حركــة وشــد وجــذب! وهــو كــذلك فــي‬
‫حقيقته وفي طبيعته‪ .‬فللنار جاذبية! أليســت للمعصــية جاذبيــة؟ أليســت‬
‫النفس في حاجة إلى من يزحزحها زحزحة عن جاذبية المعصــية؟ بلــى!‬
‫وهــذه هــي زحزحتهــا عــن النــار! أليــس النســان ‪ -‬حــتى مــع المحاولــة‬
‫‪15‬‬
‫واليقظة الدائمة ‪ -‬يظل أبدا مقصــرا فــي العمــل ‪ ..‬إل أن يــدركه فضــل‬
‫الّله؟ بلى!‬
‫وهذه هي الزحزحة عن النار حين يدرك النسان فضل الّله ‪ ،‬فيزحزحه‬
‫متاع ُ ال ْغُُروِر« ‪..‬إنهــا متــاع‪ .‬ولكنــه ليــس‬ ‫حياة ُ الد ّْنيا إ ِّل َ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫عن النار! »وَ َ‬
‫متاع الحقيقة ‪ ،‬ول متــاع الصــحو واليقظــة ‪ ..‬إنهــا متــاع الغــرور‪ .‬المتــاع‬
‫الــذي يخــدع النســان فيحســبه متاعــا‪ .‬أو المتــاع الــذي ينشــئ الغــرور‬
‫والخداع! فأما المتاع الحق‪ .‬المتاع الذي يستحق الجهــد فــي تحصــيله ‪..‬‬
‫فهو ذاك ‪ ..‬هو الفوز بالجنة بعد الزحزحة عن النار‪.‬‬
‫وعند ما تكون هذه الحقيقـة قـد اسـتقرت فـي النفـس‪ .‬عنـد مـا تكـون‬
‫النفس قد أخرجت مــن حســابها حكايــة الحــرص علــى الحيــاة ‪ -‬إذ كــل‬
‫نفس ذائقة الموت على كل حال ‪ -‬وأخرجت مــن حســابها حكايــة متــاع‬
‫‪12‬‬
‫الغرور الزائل ‪"..‬‬
‫َ‬
‫ت فَهُ ـ ُ‬
‫م‬ ‫مـ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫خل ْـد َ أفَ ـإ ِ ْ‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫ن قَب ْل ِـ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ش ـرٍ ِ‬ ‫جعَل ْن َــا ل ِب َ َ‬ ‫مــا َ‬ ‫وقــال تعــالى ‪ } :‬وَ َ‬
‫ة وَإ ِل َي َْنا‬
‫خي ْرِ فِت ْن َ ً‬‫شّر َوال ْ َ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫ت وَن َب ُْلوك ُ ْ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫س َ‬
‫ذائ ِ َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ن )‪ (34‬ك ُ ّ‬ ‫دو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خال ِ ُ‬
‫ن )‪] (35‬النبياء‪[35 ،34/‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫ى الكريم فيهم ‪ ،‬وقد ســاقوا إليــه‬ ‫"كان المشركون يستثقلون مقام النب ّ‬
‫سفه ‪ ،‬وألوان الذى ‪ ،‬النفسي والمادي ‪ ،‬فى نفسه ‪ ،‬وفى‬ ‫من ضروب ال ّ‬
‫أصحابه ‪ ،‬مـا ل يحتملــه إل أولــو العــزم مـن الرســل ‪ ..‬فلمــا ضـاقوا بـه‬
‫ما يعّزون‬ ‫ذرعا ‪ ،‬وأعيتهم الوسائل فى صده عن دعوته إلى الّله ـ كان م ّ‬
‫ى فيه ‪ ،‬أن ينتظروا به تلك اليام أو الســنين‬ ‫به أنفسهم ‪ ،‬ويمّنونها المان ّ‬
‫الباقية من عمره ‪ ،‬وقد ذهب أكثره ‪،‬ولم يبق إل قليله ‪ ،‬فقد التقى بهــم‬
‫الرسول الكريم وقد جاوز الربعين ‪ ،‬وهــا هــو ذا صــلوات الل ّــه وســلمه‬
‫عليه ‪ ،‬ل يزال بينهم وقد نّيف على الخمسين ‪ ،‬وإذن فهى سنوات قليلة‬
‫ينتظرونها على مضض ‪ ،‬حتى يأتيه النون! وهذا ما حكــاه القــرآن عنهــم‬
‫َ‬
‫ن « )‪: 30‬‬ ‫من ُــو ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬‫ص ب ِهِ َري ْـ َ‬ ‫عٌر ن َت ََرب ّ ُ‬ ‫ن شا ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬‫فى قوله تعالى ‪ » :‬أ ْ‬
‫الطور(‪.‬‬
‫فها هــذا‬ ‫خل ْـد َ « مس ـ ّ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫ن قَب ْل ِـ َ‬‫مـ ْ‬ ‫ش ـرٍ ِ‬ ‫جعَْلنا ل ِب َ َ‬ ‫فجاء قوله تعالى ‪َ » :‬وما َ‬
‫المنطق الســقيم ‪ ،‬الـذي جعلــوه أداة مـن أدوات الغلـب فــى أيـديهم ‪..‬‬
‫ى ‪ ،‬فليس وحــده هــو‬ ‫فالموت حكم قائم على كل نفس ‪ ..‬فإذا مات النب ّ‬
‫الذي يصير إلى هذا المصير ‪ ،‬وإنمــا النــاس جميعــا ‪ ،‬صــائرون إلــى هــذا‬
‫المصير ‪ ..‬فكيف يكون الموت أداة من أدوات المعركة بينهم وبين النبي‬
‫؟ وكيف يكون سلحا عامل فى أيديهم على حيــن يكــون ســلحا مفلــول‬
‫ح أن يكون من أسلحة المعركة ؟‬ ‫فى يده ‪ ،‬إذا ص ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ؟ «‪ ..‬فمــا‬ ‫دو َ‬ ‫م الخال ِـ ُ‬ ‫ت فَهُـ ُ‬ ‫مـ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ولهــذا رد ّ الل ّــه عليهــم بقــوله ‪ » :‬أفَـإ ِ ْ‬
‫جوابهم على هذا ؟ إنهم لن يخّلدوا فى هذه الدنيا ‪ ،‬فما هــذه الــدنيا دار‬
‫ن « )‪ : 30‬الّزمــر( ‪ ..‬إن المعركــة‬ ‫مي ّت ُــو َ‬ ‫م َ‬ ‫ت وَإ ِن ّهُ ـ ْ‬ ‫مي ّ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫ى ‪ »..‬إ ِن ّ َ‬‫خلود لح ّ‬
‫بين حق وباطل ‪ ،‬فما سلحهم الذي يحاربون به فى هذا الميــدان ؟ إنــه‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(538 / 1) -‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪16‬‬
‫هوق ـا ً « قــوله‬ ‫ن َز ُ‬ ‫ل كــا َ‬ ‫ن اْلباط ِـ َ‬ ‫الباطــل ‪ ،‬وإنــه لمهــزوم مخــذول ‪ » :‬إ ِ ّ‬
‫ة وَإ ِل َْينــا‬ ‫خي ْـرِ فِت ْن َـ ً‬ ‫شـّر َوال ْ َ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫ت وَن َب ْل ُــوك ُ ْ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫قـ ُ‬ ‫س ذائ ِ َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫تعالى ‪ » :‬ك ُ ّ‬
‫ن « هو جواب على هذا السؤال الذي جاء فى اليــة الســابقة ‪» :‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫َ‬
‫ن « ؟ وهو جواب ينطق به لسان الحــال ويشــهد‬ ‫دو َ‬ ‫م اْلخال ِ ُ‬ ‫ت فَهُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫أفَإ ِ ْ‬
‫له الواقع‪.‬‬
‫ت « إشــارة إلــى أن للمــوت طعمــا ‪،‬‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫قـ ُ‬ ‫وفى قوله تعــالى ‪ » :‬ذائ ِ َ‬
‫تجده النفوس حين تفارق الجساد ‪..‬‬
‫وهذا الطعم يختلف بين نفس ونفس ‪ ..‬فالنفس المؤمنة تستعذب ورده‬
‫‪،‬وتستسيغ طعمه ‪ ،‬لما ترى فيه مــن خلص لهــا مــن هــذا القيــد ‪ ،‬الــذي‬
‫أمسك بها عن النطلق إلى عالمها العلوي ‪ ،‬حيث تروى ظمأها ‪ ،‬وتــبّرد‬
‫نار أشواقها ‪ ،‬وتنعم فى جنات النعيم التي وعد الّله المتقين ‪..‬‬
‫أما النفس الضالة الثمة ‪ ،‬فإنما يحضرها عند الموت ‪ ،‬حصاد مـا عملـت‬
‫من آثام ‪ ،‬وما ارتكبت من منكرات ‪ ،‬وتشهد ما يلقاهــا مــن غضــب الل ّــه‬
‫وعذابه ‪ ،‬فتكره الموت ‪ ،‬وتجد فيه ريح جهنم التي تنتظرهــا ‪ ..‬وهــذا مــا‬
‫ت‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫مــرا ِ‬ ‫ن فِــي غ َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫يشير إليه قوله تعالى ‪ » :‬وَل َـوْ ت َــرى إ ِذ ِ الظ ّــال ِ ُ‬
‫م « )‪ : 93‬النعــام( وقــوله‬ ‫س ـك ُ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫جــوا أ َن ْ ُ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬
‫ة باس ـ ُ َ‬
‫طوا أي ْـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملئ ِك َـ ُ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ِبهــا‬ ‫ه ل ِي ُعَ ـذ ّب َهُ ْ‬ ‫ري ـد ُ الل ّـ ُ‬ ‫م إ ِّنما ي ُ ِ‬ ‫م َول أْولد ُهُ ْ‬ ‫موال ُهُ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫جب ْ َ‬ ‫سبحانه ‪َ » :‬فل ت ُعْ ِ‬
‫َ‬
‫ن « )‪ : 55‬التوبة(‪.‬‬ ‫م كافُِرو َ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫حياةِ الد ّْنيا وَت َْزهَقَ أن ْ ُ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫ن « إشارة‬ ‫جُعو َ‬ ‫ة وَإ ِل َْينا ت ُْر َ‬ ‫خي ْرِ فِت ْن َ ً‬ ‫شّر َوال ْ َ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬وَن َب ُْلوك ُ ْ‬
‫إلى ما يقع للناس فى دنياهم مما يرونه شرا أو خيرا ‪ ..‬فذلك كلـه ابتلء‬
‫لهم ‪ ،‬واختبار لما يكون منهم مع الشّر مــن صــبر أو جــزع ‪ ،‬ومــع الخيــر‬
‫من شكر أو كفر ‪..‬فما تستقبله النفوس مما يكره ‪ ،‬هــو ابتلء لهــا علــى‬
‫ب ‪ ،‬هــو امتحــان‬ ‫الرضا بقضاء الّله ‪ ،‬والتسليم له ‪ ..‬وما تستقبله مما يح ّ‬
‫لها كذلك ‪ ،‬على الشكر والحمد لما آتاها الّله من فضله وإحسانه ‪..‬‬
‫فـــالنفوس المؤمنـــة ‪ ،‬ل تجـــزع مـــن المكـــروه ‪ ،‬ول تكفـــر أو تبطـــر‬
‫بالمحبوب ‪ ،‬لن كّل من عند الّله ‪ ،‬وما كان من عند الّله فهو خيــر كلــه ‪،‬‬
‫محبوب جميعه ‪ ..‬هكذا تجده النفوس المؤمنة بــالّله ‪ ،‬العارفــة لجللــه ‪،‬‬
‫وعظمته ‪ ،‬وحكمته ‪..‬‬
‫أمــا النفــوس الضــالة عــن الل ّــه ‪ ،‬فإنهــا إن أصــابها شــىء مــن الض ـّر ‪،‬‬
‫سها الخيــر ‪ ،‬نفــرت نفــار الحيــوان‬ ‫جزعت ‪ ،‬وزادت كفرا وضلل ‪ ،‬وإن م ّ‬
‫الشرس ‪ ،‬واتخذت من نعمة الّله سلحا تحارب بـه اللــه ‪ ،‬وتضــرب فــى‬
‫ّ‬
‫خل ِقَ هَُلوع ـا ً‬ ‫ن ُ‬ ‫ن اْل ِْنسا َ‬ ‫وجوه عباد الّله ‪..‬وفى هذا يقول الّله تعالى ‪ » :‬إ ِ ّ‬
‫م‬ ‫ن هُ ـ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّـ ِ‬ ‫ص ـّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫مُنوع ـا ً إ ِّل ال ْ ُ‬ ‫خي ْـُر َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫سـ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫جُزوعا ً وَِإذا َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫س ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ِإذا َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫حُروم ِ‬ ‫م ْ‬‫ل َوال َ‬ ‫سائ ِ ِ‬ ‫م ِلل ّ‬ ‫معْلو ٌ‬ ‫حقّ َ‬ ‫م َ‬ ‫موال ِهِ ْ‬ ‫ن ِفي أ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن َوال ِ‬ ‫مو َ‬ ‫م دائ ِ ُ‬ ‫صلت ِهِ ْ‬ ‫على َ‬ ‫َ‬
‫ن«)‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬‫شـ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ب َرب ّهِـ ْ‬ ‫ن ع َــذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن َوال ّ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ن ب ِي َوْم ِ ال ّ‬ ‫صد ُّقو َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫‪13‬‬
‫‪ 19‬ـ ‪ : 27‬المعارج(‪".‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(871 / 9) -‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪17‬‬
‫" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد‪ .‬فكل حادث فهو فان‪ .‬وكل ما له بــدء‬
‫فله نهاية‪ .‬وإذا كان الرسول ‪ -  -‬يموت فهل هم يخلدون؟ وإذا كــانوا‬
‫ل يخلدون فما لهم ل يعلمون عمل أهل الموتى؟‬
‫وما لهم ل يتبصرون ول يتدبرون؟‬
‫ت«‪ .‬هذا هو الناموس الذي يحكــم الحيــاة‪ .‬وهــذه‬ ‫مو ْ ِ‬‫ة ال ْ َ‬
‫ق ُ‬‫س ذائ ِ َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫»ك ُ ّ‬
‫ل نَ ْ‬
‫هي السنة التي ليس لها استثناء‪.‬‬
‫فما أجدر الحياء أن يحسبوا حساب هذا المذاق! إنه المــوت نهايــة كــل‬
‫حي ‪ ،‬وعاقبة المطاف للرحلة القصيرة علــى الرض‪ .‬وإلــى الل ّــه يرجــع‬
‫الجميع‪ .‬فأما ما يصيب النسان في أثناء الرحلة من خير وشر فهو فتنــة‬
‫ة« ‪..‬والبتلء بالشر مفهوم أمــره‪.‬‬ ‫خي ْرِ فِت ْن َ ً‬ ‫شّر َوال ْ َ‬
‫م ِبال ّ‬ ‫له وابتلء ‪»:‬وَن َب ُْلوك ُ ْ‬
‫ليتكشف مدى احتمال المبتلى ‪ ،‬ومدى صبره على الضــر ‪ ،‬ومــدى ثقتــه‬
‫في ربه ‪ ،‬ورجائه في رحمته ‪ ..‬فأما البتلء بالخير فهــو فــي حاجــة إلــى‬
‫بيان ‪..‬‬
‫إن البتلء بالخير أشد وطأة ‪ ،‬وإن خيل للناس أنه دون البتلء بالشر ‪..‬‬
‫إن كثيرين يصمدون للبتلء بالشر ولكن القلة القليلــة هــي الــتي تصــمد‬
‫للبتلء بالخير‪.‬‬
‫كثيرون يصبرون على البتلء بالمرض والضعف‪ .‬ولكن قليلين هم الذين‬
‫يصبرون على البتلء بالصحة والقدرة‪ .‬ويكبحــون جمــاح القــوة الهائجــة‬
‫في كيانهم الجامحة في أوصالهم‪.‬‬
‫كثيرون يصبرون علــى الفقــر والحرمــان فل تتهــاوى نفوســهم ول تــذل‪.‬‬
‫ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الثراء والوجــدان‪ .‬ومــا يغريــان بــه‬
‫من متاع ‪ ،‬وما يثير انه من شهوات وأطماع!‬
‫كثيرون يصبرون علــى التعــذيب واليــذاء فل يخيفهــم ‪ ،‬ويصــبرون علــى‬
‫التهديــد والوعيــد فل يرهبهــم‪ .‬ولكــن قليليــن هــم الــذين يصــبرون علــى‬
‫الغراء بالرغــائب والمناصــب والمتــاع والــثراء! كــثيرون يصــبرون علــى‬
‫الكفاح والجراح ولكن قليلين هم الذين يصبرون علــى الدعــة والمــراح‪.‬‬
‫ثم ل يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال‪ .‬وبالسترخاء الذي يقعد‬
‫الهمم ويذلل الرواح!‬
‫إن البتلء بالشدة قد يثير الكبرياء ‪ ،‬ويستحث المقاومة ويجند العصاب‬
‫‪ ،‬فتكون القوى كلها معبأة لستقبال الشــدة والصــمود لهــا‪ .‬أمــا الرخــاء‬
‫فيرخي العصاب وينيمها ويفقدها القدرة على اليقظة والمقاومة! لذلك‬
‫يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح ‪ ،‬حــتى إذا جــاءهم الرخــاء ســقطوا‬
‫في البتلء!‬
‫وذلك شأن البشر ‪ ..‬إل من عصم الّله فكانوا ممــن قــال فيهــم رســول‬
‫خير ‪ ،‬إ َ‬ ‫الله ‪: ‬ع َجبا ل َمر ال ْمؤ ْمن إ َ‬
‫شــك ََر ‪،‬‬ ‫سّراُء َ‬ ‫ه َ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬‫نأ َ‬ ‫ه َ ٌْ ِ ْ‬ ‫مَره ُ ك ُل ّ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ ِ ُ ِ ِ ِ ّ‬ ‫َ ً‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وإ َ‬
‫ن‪" .‬‬ ‫م ِ‬ ‫حد ٍ إ ِل ّ ل ِل ُ‬
‫مــؤ ْ ِ‬ ‫كل َ‬ ‫س ذ َل ِ َ‬
‫ه ‪ ،‬وَلي ْ َ‬ ‫خي ًْرا ل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫صب ََر ‪ ،‬وَكا َ‬‫ضّراُء َ‬ ‫ه َ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬‫نأ َ‬ ‫َِ ّ‬
‫‪ .. 14‬وهم قليل!‬

‫‪ -‬صحيح مسلم )‪(7692‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪18‬‬
‫فاليقظة للنفس في البتلء بــالخير أولــى مــن اليقظــة لهــا فــي البتلء‬
‫‪15‬‬
‫بالشر‪ .‬والصلة بالّله في الحالين هي وحدها الضمان ‪"..‬‬
‫عبادي ال ّذين آ َمنوا إ َ‬
‫ن‬ ‫دو ِ‬ ‫ة فَإ ِّيايَ َفاع ْب ُ ُ‬ ‫سعَ ٌ‬ ‫ضي َوا ِ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫وقال تعالى ‪َ } :‬يا ِ َ ِ َ ِ َ َ ُ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ن )‪َ (57‬وال ّـ ِ‬ ‫م إ ِل َي ْن َــا ت ُْر َ‬
‫من ُــوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫جعُــو َ‬ ‫ت ث ُـ ّ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫قـ ُ‬ ‫ذائ ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ٍ‬ ‫فـ‬‫ل نَ ْ‬ ‫)‪ (56‬ك ُـ ّ‬
‫حت ِهَــا اْل َن ْهَــاُر‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫جـ ِ‬ ‫جن ّـةِ غ َُرفًــا ت َ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مـ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ل َن ُب َـوّئ َن ّهُ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫وَع َ ِ‬
‫َ‬
‫ن)‬ ‫م ي َت َوَك ُّلو َ‬ ‫صب َُروا وَع ََلى َرب ّهِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن )‪ (58‬ال ّ ِ‬ ‫مِلي َ‬ ‫جُر ال َْعا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن ِفيَها ن ِعْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫‪] (59‬العنكبوت‪[59-56/‬‬
‫ه‬ ‫ل ب َل َـد ٍ ل ي َ ْ‬ ‫ن ك ُـ ّ‬ ‫ْ‬
‫ن فيـ ِ‬ ‫قـد ُِرو َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫جَرةِ ِ‬ ‫ن بــالهِ ْ‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ِ‬ ‫عَباد َه ُ ال ُ‬ ‫ه ت ََعالى ِ‬ ‫مُر الل ُ‬ ‫ي َأ ُ‬
‫خـر مـ َ‬
‫سـعَةِ ‪،‬‬ ‫وا ِ‬ ‫ض اللـهِ ال َ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫ن ًآ َ َ ِ ْ‬ ‫مك َــا ٍ‬ ‫دين ِي ّـةِ ِإلــى َ‬ ‫شعائ ِرِ ال ّ‬ ‫مةِ ال ّ‬ ‫ع ََلى إ َِقا َ‬
‫شعائ ِر دين ِهم ك َ َ‬
‫م‬
‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫مَرهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ِ ِ ِ ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفيهِ إ َِقا َ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫كوُنوا ِفي َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫م اللــ ُ‬ ‫مَرك ُ ْ‬ ‫ثأ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫طاع َةِ اللهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫موْ ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫م ي ُد ِْركك ُ ُ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫وَأي ْن َ َ‬
‫م‬ ‫ب ‪ ،‬ث ُـ ّ‬ ‫مهْـَر َ‬ ‫ه َول َ‬ ‫من ْـ ُ‬ ‫فـّر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ‪َ ،‬ول َ‬ ‫حال َـ َ‬ ‫م َ‬ ‫تل َ‬ ‫تآ ٍ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَــال َ‬ ‫خي ْـٌر ل َك ُـ ْ‬ ‫فَهُوَ َ‬
‫جَزاُء ‪.‬‬ ‫ب وال َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫عن ْد َه ُ ال ِ‬ ‫مةِ وَ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ِإلى اللهِ ي َوْ َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫ه‬
‫م ب ِـ ِ‬ ‫جــاَءهُ ْ‬ ‫مــا َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫صد ُّقوا َر ُ‬ ‫ه ‪َ ،‬وَ َ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َه ُ ل َ َ‬ ‫مُنوا باللهِ وَ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ِ‬
‫ه فَأ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫مــا ن َهَــاهُ ْ‬ ‫عوه ُ ِفيهِ ‪ ،‬وان ْت ََهوا ع َ ّ‬ ‫طا ُ‬ ‫م الل ُ‬ ‫مرهُ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫مُلوا ب ِ َ‬ ‫عن ْد ِ َرب ّهِ ‪ ،‬وَع َ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫صـورا ً ‪،‬‬ ‫َ‬
‫جّنـةِ قُ ُ‬ ‫م فـي ال َ‬ ‫سـي ُن ْزِل ُهُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قـا ً أّنـ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م وَع ْــدا ً َ‬ ‫ه ت ََعالى ي َِعـد ُهُ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬فإ ِن ّ ُ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دين‬ ‫خال ِ‬ ‫ن ِفيها َ‬ ‫قو َ‬ ‫سيب ْ َ‬ ‫ضها الن َْهاُر وَ َ‬ ‫ري في أْر ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ة ) غ َُرفا ً ( ت َ ْ‬ ‫فعَ ً‬ ‫مرت َ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ماك ِ َ‬ ‫وأ َ‬
‫َ‬
‫و‬
‫ري ـم ٍ هُ ـ َ‬ ‫جــزاٍء ك َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫صُلوا ع ََليهِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫مُلوا ‪.‬وَ َ‬ ‫ما ع َ ِ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫جَزاًء ل َهُ ْ‬ ‫‪ ،‬أبدا ً ‪َ ،‬‬
‫ت‬ ‫ن فَــاُزوا ب ُِغرفــا ِ‬ ‫مُلون ‪ ،‬الــذي َ‬ ‫ؤلِء العَــا ِ‬ ‫صاِلحا ً ‪َ .‬وهـ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جُر ل ِ َ‬ ‫م ال َ ْ‬ ‫ن ِعْ َ‬
‫جــَرةِ ‪،‬‬ ‫ن ‪ ،‬وَع ََلى َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫صب َُروا ع ََلى أ َ‬
‫دائ ِد ِ الهِ ْ‬ ‫شــ َ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫ذى ال ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬هُ ُ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬
‫سِبيل اللهِ ‪ ،‬وَت ًَوَك ُّلوا ع ََلى َرب ّهِ ُ‬ ‫وَع ََلى ال ِ‬
‫‪16‬‬
‫مال ِِهم ‪.‬‬ ‫ميِع أع ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م في َ‬ ‫جَهاد ِ في َ‬
‫" وفي إضافة الذين آمنوا إلى الّله سبحانه وتعــالى ‪ ،‬ونــدائهم إليــه مــن‬
‫ذاته جل وعل ـ فى هذا احتفاء بهم ‪ ،‬واستضافة لهم فــي رحــاب رحمــة‬
‫الّله وفضله وإحسانه ‪ ..‬وذلك لنهم مدعوون إلى الهجرة مــن ديــارهم ‪،‬‬
‫والنفصال عن أهلهم وإخوانهم ‪ ،‬وذلك أمر شــاق علــى النفــس ‪ ،‬ثقيــل‬
‫الوطــأة علــى المشــاعر ‪ ،‬الــتي ارتبطــت بــالموطن ارتبــاط العضــو‬
‫بالجسد ‪..‬‬
‫فكان من لطف الله سبحانه بعباده هؤلء المؤمنين ‪ ،‬الذين دعـاهم إلـى‬ ‫ّ‬
‫الهجرة من ديارهم ـ أن استضافهم في رحابه ‪ ،‬وأنزلهـم منـازل رحمتـه‬
‫وإحسانه ‪ ،‬بهذا الدعاء الرحيم ‪ ،‬الذي دعاهم به ســبحانه ‪ ،‬إليــه ‪ » ...‬يــا‬
‫عبادى «‪ ..‬فمن استجاب منهم لهذا النداء ‪ ،‬وأقبل على الّله مهاجرا إليه‬
‫قاه الّله سبحانه بالفضل والحســان ‪ ،‬وأنزلــه منــزل خيــرا مــن‬ ‫بدينه ‪ ،‬تل ّ‬
‫دله أهل خيرا من أهله!‪.‬‬ ‫منزله ‪ ،‬وب ّ‬
‫ّ‬
‫وقد اسـتجاب المسـلمون لهـذا النـداء ‪ ،‬فخرجـوا مهـاجرين إلـى اللـه ‪،‬‬
‫أفــرادا وجماعــات ‪ ،‬وكــانت الحبشــة أول متجــه اتجــه إليــه المســلمون‬
‫المهاجرون ‪ ،‬فأنزلهم الّله أكرم منزل ‪ ،‬هناك ‪ ..‬ثــم كــانت الهجــرة إلــى‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(2377 / 4) -‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(3278 / 1) -‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪19‬‬
‫المدينة ‪ ،‬التي أصبحت مهاجر المسلمين من كل مكــان ‪ ،‬بعــد أن هــاجر‬
‫الرسول الكريم إليها ‪..‬‬
‫وهناك وجد المهاجرون إخوانا ‪ ،‬شاطروهم دورهم وأمــوالهم ‪ ،‬وآثروهــم‬
‫على أنفسهم بالطيب من كل شىء‪.‬‬
‫وأكثر مـن هـذا ‪ ،‬فـإن مجتمـع المهـاجرين هـؤلء الـذين ضـمتهم مدينـة‬
‫الرسول ‪ ،‬كانوا الوجه الذي تجلى فيه دين الّله ‪ ،‬وعــزت بــه شــريعته ‪..‬‬
‫ومــن هــؤلء المهــاجرين ‪ ،‬كــان صــحابة رســول الل ّــه ‪ ،‬وخلفــاء رســول‬
‫الّله ‪..‬وأكثر من هذا أيضا ‪ ،‬فإن القرآن الكريم ‪ ،‬قــد أجــرى ذكــرا خالــدا‬
‫لهؤلء المهاجرين ‪ ،‬وأشار إلى منزلتهم العليا عنــد الل ّــه ‪ ،‬ومــا أعــد لهــم‬
‫من أجر عظيم ‪ ،‬وثواب كريم ‪ ،‬لم يشاركهم في هذا أحد من المسلمين‬
‫‪ ،‬إل النصار ‪ ،‬الذين نزل المهــاجرون ديــارهم ‪ ،‬ووجــدوا مــا وجــدوا مــن‬
‫برهم وإحسانهم ‪...‬‬
‫وهكذا ‪ ،‬استظل المهاجرون بظل هذا النــداء الكريــم ‪ » ...‬يــا عبــادى «‬
‫فكانوا منه في نعمة سابغة ‪ ،‬وفضل عظيم ‪ ،‬فى الدنيا والخرة جميعا‪.‬‬
‫ة « ‪ ..‬توجيه لنظار المسلمين إلى‬ ‫سعَ ٌ‬ ‫وفي قوله تعالى ‪ » :‬إ َ‬
‫ضي وا ِ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫ِ ّ‬
‫سعة ملك الّله سبحانه وتعالى ‪ ،‬وإلى أن يمدوا أبصارهم إلــى أبعــد مــن‬
‫هذا الفق الضيق المحدود ‪ ،‬الذي يعيشــون فيــه ‪ ،‬والــذي يحســب كــثير‬
‫منهم أن الرض كلها محصورة في هذه الرقعـة الـتي يتحركـون عليهـا ‪،‬‬
‫ويضطربون فيها ‪ ..‬وكل فإن أرض الّله واسعة ‪ ،‬أكثر ممــا يتصــورون ‪...‬‬
‫فليخرجوا من محبســهم هــذا ‪ ،‬ولينطلقــوا فــي فجــاج الرض ‪ ،‬الطويلــة‬
‫العريضة ‪ ،‬وسيجدون في منطلقهم هذا ‪ ،‬سعة من ضــيق ‪ ،‬وعافيــة مـن‬
‫ل الل ّـهِ ي َ ِ‬
‫ج ـد ْ‬ ‫س ـِبي ِ‬
‫جْر فِــي َ‬
‫ن ُيها ِ‬ ‫بلء ‪ ..‬والّله سبحانه وتعالى يقول ‪ » :‬وَ َ‬
‫م ْ‬
‫َْ‬
‫ة « )‪ : 100‬النســاء(‪ .‬وقــوله تعــالى ‪» :‬‬ ‫غما ً ك َِثيــرا ً وَ َ‬
‫س ـعَ ً‬ ‫مرا َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ِفي الْر ِ‬
‫ن « ‪ ...‬أي فــاجعلوا عبــادتكم لــى وحــدي ‪ ،‬ل تشــركون‬ ‫دو ِ‬‫فَإ ِي ّــايَ َفاع ْب ُـ ُ‬
‫بعبادتي أحدا ‪...‬‬
‫والفاء في قوله تعالى ‪ » :‬فَإ ِّيايَ « تفيــد الســببية ‪ ..‬حيــث كشــف قــوله‬
‫ة « عن إضافة هذه الرض إلى الّله سبحانه ‪،‬‬ ‫سعَ ٌ‬ ‫تعالى ‪ » :‬إ َ‬
‫ضي وا ِ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫ِ ّ‬
‫كما كشف عن ســعة هــذه الرض ‪ ،‬وأن أي مكــان ينــزل منهــا النســان‬
‫فيه ‪ ،‬هو في ملك الّله ‪ ...‬وإذ كان ذلــك كــذلك ‪ ،‬وجــب أن يفــرد وحــده‬
‫سبحانه بالعبادة ‪ ،‬كما أفرد جل شأنه بالملك ‪...‬‬
‫هذا ‪ ،‬والية الكريمة دعوة سماوية إلى تحرير النسان ‪ ،‬جسدا ‪ ،‬وعقل ‪،‬‬
‫وقلبا ‪ ،‬وروحا ‪ ،‬من كل قيد مادى ‪ ،‬أو معنوى ‪ ،‬يعطل حركته ‪ ،‬أو يعــوق‬
‫انطلقه ‪ ،‬أو يكبت مشاعره ‪ ،‬أو يصدم مشيئته ‪ ،‬أو يقهر إرادته ‪...‬ففــى‬
‫أي موقع من مواقع الحياة ‪ ،‬وعلــى أي حــال مــن أحوالهــا ‪ ،‬ل يجــد فيــه‬
‫النسان وجوده كامل محررا من أي قيد ‪ ،‬ثم ل يعمل جاهدا على امتلك‬
‫جريته كاملة ـ يكون ظالما لنفسه ‪ ،‬معتديا على وجوده ‪...‬‬
‫وإذا كــانت دعــوة الســلم قــد جــاءت لتحريــر النســانية مــن ضــللها ‪،‬‬
‫وفرضت على المؤمنين أن يجاهدوا الضلل والضالين ‪ ،‬وأن يبــذلوا فــي‬
‫سبيل ذلك دماءهم وأمــوالهم ‪ ،‬فــإن الجهــاد الحــق فــي أكــرم منــازله ‪،‬‬
‫‪20‬‬
‫وأعلى درجاته ‪ ،‬هو الجهاد في تحرير المؤمن نفسه أول ‪ ،‬وفي تخليصها‬
‫من كل قيد يمسك بها علــى مربــط الــذل والهــوان ‪ ،‬ويحملهــا علــى أن‬
‫ن‬‫تطعم من مطاعم الذلة والمهانة ‪ ،‬وفــي هــذا يقــول الل ّــه تعــالى ‪ » :‬إ ِ ّ‬
‫م ؟ قــاُلوا ك ُن ّــا‬ ‫م قــاُلوا ِفيـ َ‬
‫م ك ُن ْت ُـ ْ‬ ‫س ـه ِ ْ‬‫ف ِ‬ ‫مي أ َن ْ ُ‬ ‫ملئ ِك َـ ُ‬
‫ة ظــال ِ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ن ت َوَفّــاهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫جُروا ِفيها‬ ‫ة فَُتها ِ‬ ‫سعَ ً‬ ‫ض الل ّهِ وا ِ‬ ‫ن أْر ُ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ض!! قاُلوا أل َ ْ‬ ‫ن ِفي الْر ِ‬ ‫في ْ َ‬
‫ضعَ ِ‬ ‫ست َ ْ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صيرا « )‪ : 97‬النساء( ‪ ..‬فلقــد توعــدهم‬ ‫م ِ‬ ‫ت َ‬ ‫م َوساَء ْ‬ ‫جهَن ّ ُ‬‫م َ‬ ‫مأواهُ ْ‬ ‫فَأولئ ِك َ‬
‫الّله ســبحانه وتعــالى بالعــذاب الليــم فــي الخــرة ‪ ،‬لنهــم باســتخزائهم‬
‫وضعفهم ‪ ،‬قد باعوا دينهم ‪ ،‬واسترخصوا مروءتهم ‪ ،‬فكانوا سلعة فى يد‬
‫القوياء ‪ ،‬ل يملكون معهم كلمة حق يقولونها ‪ ،‬ول يجدون مــن أنفســهم‬
‫القدرة على دعوة خير يدعون بها ‪ ...‬وإنه هيهات أن يسلم لنسان ديــن‬
‫أو خلق ‪ ،‬إل إذا تحرر من كل ضعف واستعلى على كل خوف ‪..‬‬
‫ومن هنا كانت دعــوة الســلم متجهــة كلهـا إلــى تحريــر النســان ‪ ،‬عقل‬
‫وقلبا وروحا ‪ ،‬كما كانت دعوته إلى تحرير النسان وجودا وجسدا ‪..‬‬
‫وقد يكون النسان حرا طليقا فــي المجتمــع الــذي يعيــش فيــه ‪ ،‬ل يــرد‬
‫عليه من الجماعة وارد من ضيم أو ظلم ‪ ،‬ومع هذا فهو أسير شــهواته ‪،‬‬
‫وعبد نزواته ‪ ،‬وتبيع هواه ‪ ...‬ل يملك من أمر وجوده شــيئا ‪ ...‬ومــن هنــا‬
‫كان أول ما يجاهد النسان هو جهاد النفس ‪ ،‬والهــواء المتســلطة عليــه‬
‫منها ‪....‬‬
‫ن «‪ .‬هــو تهــوين‬ ‫جعُــو َ‬ ‫م إ ِل َْينــا ت ُْر َ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ق ُ‬‫س ذائ ِ َ‬
‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫قوله تعالى ‪ » :‬ك ُ ّ‬
‫من شأن الدنيا في عين المؤمنين الذين يتهّيئون للهجرة ‪ ..‬فقــد يحضــر‬
‫كثيرا منهم ـ وهو يأخذ عدته للهجرة ــ وارد مـن واردات الشـفاق علـى‬
‫الهل والولد ‪ ،‬وما يلقى من لهفة وحنين لفراقهم ‪ ،‬وما يجدون هم مــن‬
‫أسى وحسرة لبعده عنهم ‪ ..‬إلى غير ذلك مما يقع للمرء مــن تصــورات‬
‫ة‬
‫قـ ُ‬ ‫س ذائ ِ َ‬
‫فـ ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬‫وخواطر فى مثل هذا الموقف ـ فجاء قوله تعالى ‪ » :‬ك ُـ ّ‬
‫ى فيها هــو‬ ‫ونا من شأن هذه الحياة الدنيا ‪ ،‬فإن نهاية كل ح ّ‬ ‫ت « مه ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن التعلق بها وبأهلهــا ‪ ،‬وبأشــيائها ‪،‬‬ ‫الموت ‪ ..‬وإذ كان ذلك هو شأنها ‪ ،‬فإ ّ‬
‫هو متاع إلى حين ‪ ،‬ثم ينصرم الحبل بين النسان وبين كل ما يمسك به‬
‫من هذه الدنيا ‪ ،‬طال الزمن أو قصر ـ فإذا كان ما يمسك النســان مــن‬
‫هذه الدنيا شىء يحول بينه وبين الطريق إلى الّله ‪ ،‬وإلــى مــا عنــد الل ّــه‬
‫من ثواب عظيم وأجر كريم ـ فــإن هــذا الشــيء مهمــا غل ‪ ،‬هــو عــرض‬
‫زائل ‪ ،‬وظل حائل ‪ ،‬ل حساب له إلى جــانب الباقيــات الصــالحات ‪ ،‬ومــا‬
‫‪17‬‬
‫وعد الّله سبحانه عليها ‪ ،‬من رضوان وجّنات فيها نعيم مقيم‪".‬‬
‫" إن خالق هذه القلوب ‪ ،‬الخبير بمــداخلها ‪ ،‬العليــم بخفاياهــا ‪ ،‬العــارف‬
‫بما يهجس فيها ‪ ،‬وما يستكن في حناياها ‪..‬‬
‫إن خالق هــذه القلــوب ليناديهــا هــذا النــداء الحــبيب ‪ :‬يــا عبــادي الــذين‬
‫آمنوا ‪ :‬يناديها هكذا وهو يدعوها إلى الهجرة بدينها ‪ ،‬لتحس منذ اللحظــة‬
‫ي« ‪..‬‬ ‫عباد ِ َ‬‫الولى بحقيقتها‪ .‬بنسبتها إلى ربها وإضافتها إلى مولها ‪» :‬يا ِ‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(456 / 11) -‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪21‬‬
‫ة« أنتــم‬ ‫س ـعَ ٌ‬ ‫هذه هي اللمسة الولى‪ .‬واللمســة الثانيــة ‪» :‬إ َ‬
‫ضــي وا ِ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫ِ ّ‬
‫عبادي‪ .‬وهذه أرضي‪ .‬وهي واسعة‪ .‬فسيحة تسعكم‪ .‬فما الذي يمســككم‬
‫في مقــامكم الضــيق ‪ ،‬الــذي تفتنــون فيــه عــن دينكــم ‪ ،‬ول تملكــون أن‬
‫تعبدوا الّله مولكم؟ غادروا هذا الضيق يا عبادي إلــى أرضــي الواســعة ‪،‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫دو ِ‬ ‫ناجين بدينكم ‪ ،‬أحرارا في عبادتكم »فَإ ِّيايَ َفاع ْب ُ ُ‬
‫إن هاجس السى لمفارقة الوطن هو الهاجس الول الــذي يتحــرك فــي‬
‫النفس التي تدعى للهجرة‪ .‬ومن هنا يمــس قلــوبهم بهــاتين اللمســتين ‪:‬‬
‫ي«‬ ‫عباد ِ َ‬ ‫بالنداء الحبيب القريب ‪» :‬يا ِ‬
‫ة« وما دامــت كلهــا أرض الل ّــه ‪،‬‬ ‫سعَ ٌ‬ ‫وبالسعة في الرض ‪» :‬إ َ‬
‫ضي وا ِ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫ِ ّ‬
‫فأحب بقعة منها إذن هي التي يجــدون فيهــا الســعة لعبــادة الل ّــه وحــده‬
‫دون سواه‪.‬‬
‫ثم يمضي يتتبع هـواجس القلـوب وخواطرهــا‪ .‬فــإذا الخـاطر الثـاني هــو‬
‫الخوف من خطر الهجرة‪ .‬خطر الموت الكــامن فــي محاولــة الخــروج ‪-‬‬
‫وقد كان المشركون يمسكون بالمؤمنين في مكــة ‪ ،‬ول يســمحون لهــم‬
‫بالهجرة عند ما أحسـوا بخطرهـم بعــد خـروج المهـاجرين الوليـن ‪ -‬ثــم‬
‫خطر الطريق لو قدر لهم أن يخرجوا من مكة‪ .‬ومن هنا تجيء اللمســة‬
‫ن« ‪..‬فالموت حتم فــي‬ ‫جُعو َ‬ ‫م إ ِل َْينا ت ُْر َ‬
‫ت‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ق ُ‬‫س ذائ ِ َ‬
‫ف ٍ‬ ‫الثانية ‪» :‬ك ُ ّ‬
‫ل نَ ْ‬
‫كل مكان ‪ ،‬فل داعي أن يحسبوا حسابه ‪ ،‬وهم ل يعلمون أسبابه‪ .‬وإلــى‬
‫الّله المرجع والمآب‪ .‬فهم مهاجرون إليــه ‪ ،‬فــي أرضــه الواســعة ‪ ،‬وهــم‬
‫عائدون إليه في نهاية المطاف‪ .‬وهم عباده الذين يؤويهم إليه في الــدنيا‬
‫والخرة‪ .‬فمن ذا يساوره الخوف ‪ ،‬أو يهجس فــي ضــميره القلــق ‪ ،‬بعــد‬
‫هذه اللمسات؟‬
‫ومع هذا فإنه ل يدعهم إلى هذا اليواء وحده بل يكشف عما أعــده لهــم‬
‫هناك‪ .‬وإنهم ليفارقون وطنا فلهم في الرض عنه سعة‪ .‬ويفارقون بيوتــا‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫فلهم في الجنة منها عوض‪ .‬عوض من نوعهــا وأعظــم منهــا ‪َ» :‬وال ّـ ِ‬
‫حت َِها اْل َْنهـاُر‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫جن ّةِ غ َُرفا ً ت َ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ل َن ُب َوّئ َن ّهُ ْ‬ ‫صاِلحا ِ‬‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَع َ ِ‬ ‫آ َ‬
‫ن ِفيها«‪.‬‬ ‫دي َ‬‫‪ ،‬خال ِ ِ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫مِلي َ‬ ‫جُر العا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫وهنا يهتف لهم بالعمل والصبر والتوكل على الله ‪» :‬ن ِعْ َ‬
‫ن« ‪ ..‬وهــي لمســة التثــبيت والتشــجيع‬ ‫م ي َت َوَك ّل ُــو َ‬ ‫على َرب ّهِ ْ‬‫صب َُروا وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫لهــذه القلــوب ‪ ،‬فــي موقــف القلقلــة والخــوف والحاجــة إلــى التثــبيت‬
‫والتشجيع‪ .‬ثم يهجس في النفس خاطر القلق على الرزق ‪ ،‬بعد مغادرة‬
‫الــوطن والمــال ومجــال العمــل والنشــاط المــألوف ‪ ،‬وأســباب الــرزق‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫المعلومة‪ .‬فل يدع هذا الخاطر دون لمسة تقر لها القلوب ‪» :‬وَك َأي ّ ْ‬
‫م« ‪..‬لمســة تــوقظ قلــوبهم إلــى‬ ‫ه ي َْرُزُقها وَإ ِي ّــاك ُ ْ‬ ‫ل رِْزقََها ‪ ،‬الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬‫ح ِ‬‫داب ّةٍ ل ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫الواقع المشهود في حياتهم‪ .‬فكم من دابــة ل تحصــل رزقهــا ول تجمعــه‬
‫ول تحمله ول تهتم به ‪ ،‬ول تعرف كيف توفره لنفسها ‪ ،‬ول كيف تحتفــظ‬
‫به معها‪ .‬ومع هذا فإن الّله يرزقها ول يدعها تموت جوعا‪ .‬وكــذلك يــرزق‬
‫الناس‪ .‬ولو خيل إليهم أنهم يخلقون رزقهم وينشــئونه‪ .‬إنمــا يهبهــم الل ّــه‬
‫وسيلة الرزق وأسبابه‪ .‬وهذه الهبة في ذاتها رزق من الّله ‪ ،‬ل سبيل لهم‬
‫‪22‬‬
‫إليه إل بتوفيق الّله‪ .‬فل مجال للقلق على الرزق عند الهجرة‪ .‬فهم عبــاد‬
‫الّله يهاجرون إلى أرض الّله يرزقهم الّله حيث كانوا‪ .‬كما يرزق الدابة ل‬
‫تحمل رزقها ‪ ،‬ولكن الّله يرزقها ول يدعها‪.‬‬
‫ويختــم هــذه اللمســات الرفيقــة العميقــة بوصــلهم بــالّله ‪ ،‬وإشــعارهم‬
‫برعايته وعنايته ‪ ،‬فهو يسـمع لهــم ويعلـم حـالهم ‪ ،‬ول يـدعهم وحــدهم ‪:‬‬
‫م« ‪..‬‬‫ميعُ ال ْعَِلي ُ‬
‫س ِ‬
‫»وَهُوَ ال ّ‬
‫وتنتهي هذه الجولة القصيرة وقــد لمســت كــل حنيــة فــي تلــك القلــوب‬
‫ولبت كل خاطر هجس فيها في لحظة الخروج‪ .‬وقــد تركــت مكــان كــل‬
‫مخافة طمأنينة ‪ ،‬ومكان كل قلــق ثقــة ‪ ،‬ومكــان كــل تعــب راحــة‪ .‬وقــد‬
‫هدهدت تلك القلوب وغمرتها بشعور القربى والرعاية والمان في كنف‬
‫‪18‬‬
‫الّله الرحيم المنان‪".‬‬

‫ـــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(2748 / 5) -‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪23‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫الحث على التوبة قبل الموت‬

‫م‬ ‫جَهال َـةٍ ث ُـ ّ‬ ‫ســوَء ب ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مل ُــو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ع َل َــى الل ّـهِ ل ِل ّـ ِ‬ ‫ما الت ّوْب َ ُ‬ ‫قال تعالى ‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫ُ‬
‫ما )‪(17‬‬ ‫كي ً‬ ‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ع َِلي ً‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ك ي َُتو ُ‬ ‫ب فَأول َئ ِ َ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ي َُتوُبو َ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ت َقا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َهُ ُ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬ ‫ت الت ّوْب َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫وَل َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫فار ُأول َئ ِ َ َ‬
‫ما )‬ ‫ذاًبا أِلي ً‬ ‫م عَ َ‬ ‫ك أع ْت َد َْنا ل َهُ ْ‬ ‫م كُ ّ ٌ‬ ‫ن وَهُ ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن وََل ال ّ ِ‬ ‫ت اْل َ َ‬ ‫إ ِّني ت ُب ْ ُ‬
‫‪] (18‬النساء‪[18 ،17/‬‬
‫مـةِ قُُبوَلهـا ب ِوَ ْ‬ ‫ه ت ََعـاَلى َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫عـد ِ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫سـهِ الك َ ِ‬ ‫علـى ن َفْ ِ‬ ‫ب اللـ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ة الِتي أوْ َ‬ ‫ن الت َوْب َ َ‬ ‫إ ّ‬
‫س‬ ‫ف َ‬ ‫س الن ّ ْ‬ ‫جَهالةٍ ت ُل َب ِ ُ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫جت َرِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ست إل ّ ل َِ َ‬ ‫ضل ً ‪ ،‬ل َي ْ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ه وَت َ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك ََرما ً ِ‬
‫ط‬ ‫مــا فَـ ًّر َ‬ ‫م ع َل َــى َ‬ ‫ن ي َن ْـد َ َ‬ ‫ثأ ْ‬ ‫م ل َ ي َل ْب َـ ُ‬ ‫شهْوَةٍ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ب ‪ ،‬أوْ ت َغَل ّ ِ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ن ث َوَْرةِ غ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ن فَعَل ُــوا ال ـذ ُّنو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ِ‬ ‫قل ِعَ ع َن َْها ‪َ .‬فأول َئ ِ َ‬ ‫ب وَي ُ ْ‬ ‫ب إلى َرب ّهِ ‪ ،‬وَي َُتو ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي ُِني ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫خ‬ ‫ســ ُ‬ ‫م ت َت ََر ّ‬ ‫بل ْ‬ ‫َ‬ ‫ن الذ ُُنو َ‬ ‫ه ع َلي ِْهم ‪ ،‬ل ّ‬ ‫َ‬ ‫ب الل ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ي َُتو ُ‬ ‫ن قَِلي ٍ‬ ‫َ‬
‫م ٍ‬ ‫جَهالةٍ وََتاُبوا ب َعْد َ َز َ‬ ‫بِ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫ما فَعَُلوا وَهُ ْ‬ ‫صّروا ع ََلى َ‬ ‫م وََلم ي ُ ِ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫فو ِ‬ ‫ِفي ن ُ ُ‬
‫َ‬
‫ســوِء ‪،‬‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مـ ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫س ـل َ ُ‬ ‫عَباد ِهِ ‪ ،‬وَأن ُّهم ل َ ي َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ضعْ ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ت ََعاَلى ع َِلي ٌ‬ ‫َوالل ُ‬
‫و‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م الى َ‬ ‫داهُ ْ‬ ‫ضيلةِ ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫م َبا َ‬ ‫ح لهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ل الت ّوْب َةِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مت ِهِ َقبو َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫شَرع َ ب ِ ِ‬ ‫فَ َ‬
‫سي ّئ َةِ ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫ن ع ََليهـا ‪،‬‬ ‫صّرو َ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ِفي فِعْل َِها وَهُ ْ‬ ‫مّرو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ت ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫أ ّ‬
‫ك‬ ‫مل ـ ُ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ـُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫حت ّــى ي َ ْ‬ ‫حي َــات ِِهم ‪ ،‬أيْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫حظ ـةٍ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خ ـرِ ل ْ‬ ‫حت ّــى آ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وَل َ ي َُتوب ُــو َ‬
‫ؤلِء‬ ‫ؤلِء وَهَ ُ‬ ‫فاٌر ‪ ،‬فَهَ ُ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ن وَهُ ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ذين ي َ ُ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ِ‬ ‫ن ‪ :‬ت ُب َْنا ال َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خ ـَرةِ ‪.‬‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫ذي أع َد ّه ُ ل َهُ ْ‬ ‫جِع ال ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫ب الِليم ِ ال ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه ت ََعاَلى ِبالعَ َ‬ ‫م الل ُ‬ ‫ي َت َوَع ّد ُهُ ُ‬
‫‪19‬‬
‫قُبولةٍ ( ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت غ َي َْر َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ش ال َ‬ ‫جعَ َ‬
‫على فَِرا ِ‬ ‫ب وَهُوَ َ‬ ‫ة الّتائ ِ ِ‬ ‫ه ت َوْب َ َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫) وَ َ‬
‫"إن التوبة التي يقبلها الّله ‪ ،‬والتي تفضل فكتب على نفسه قبولهــا هـي‬
‫التي تصدر من النفس ‪ ،‬فتدل على أن هــذه النفــس قــد أنشــئت نشــأة‬
‫أخرى‪ .‬قد هزها الندم من العماق ‪ ،‬ورجها رجا شــديدا حــتى اســتفاقت‬
‫فثابت وأنـابت ‪ ،‬وهـي فـي فسـحة مـن العمـر ‪ ،‬وبحبوحـة مـن المـل ‪،‬‬
‫واستجدت رغبة حقيقية في التطهر ‪ ،‬ونيــة حقيقيــة فــي ســلوك طريــق‬
‫ن‬ ‫م ي َُتوُبـو َ‬ ‫جهاَلـةٍ ُثـ ّ‬ ‫سـوَء ب ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلـو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ع ََلى الل ّهِ ل ِل ّ ِ‬ ‫ما الت ّوْب َ ُ‬ ‫جديد ‪»..‬إ ِن ّ َ‬
‫كيمـًا« ‪..‬والــذين‬ ‫ُ‬
‫ح ِ‬ ‫ه ع َِليمـا ً َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫م‪َ .‬وكا َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ك ي َُتو ُ‬ ‫ب فَأولئ ِ َ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫يعملون السوء بجهالة هم الــذين يرتكبــون الــذنوب ‪ ..‬وهنــاك مــا يشــبه‬
‫الجماع على أن الجهالة هنا معناها الضللة عن الهدى ‪ -‬طال أمــدها أم‬
‫قصر ‪ -‬ما دامت ل تستمر حتى تبلــغ الــروح الحلقــوم ‪ ..‬والــذين يتوبــون‬
‫من قريب ‪ :‬هم الــذين يثوبــون إلــى الل ّــه قبــل أن يتــبين لهــم المــوت ‪،‬‬
‫ويدخلوا في سكراته ‪ ،‬ويحسوا أنهم على عتباته‪ .‬فهذه التوبة حينئذ هــي‬
‫توبة الندم ‪ ،‬والنخلع من الخطيئة ‪ ،‬والنية على العمل الصالح والتكفير‪.‬‬
‫ب‬ ‫ك ي َُتو ُ‬ ‫وهي إذن نشأة جديدة للنفس ‪ ،‬ويقظة جديدة للضمير ‪» ..‬فَُأولئ ِ َ‬
‫كيمـًا« ‪ ..‬يتصــرف عــن علــم وعــن‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ع َِليمـا ً َ‬ ‫ن الل ّـ ُ‬ ‫م« ‪َ» ..‬وكا َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(510 / 1) -‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪24‬‬
‫حكمة‪ .‬ويمنح عباده الضــعاف فرصــة العــودة إلــى الصــف الطــاهر ‪ ،‬ول‬
‫يطردهم أبدا وراء السوار ‪ ،‬وهم راغبون رغبة حقيقية في الحمى المن‬
‫والكنف الرحيم‪.‬‬
‫إن الّله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬ل يطارد عبــاده الضــعاف ‪ ،‬ول يطردهــم مــتى تــابوا‬
‫إليه وأنابوا‪ .‬وهــو ‪ -‬ســبحانه ‪ -‬غنــي عنهــم ‪ ،‬ومــا تنفعــه تــوبتهم ‪ ،‬ولكــن‬
‫تنفعهم هم أنفسهم ‪ ،‬وتصلح حياتهم وحياة المجتمع الذي يعيشون فيــه‪.‬‬
‫ومن ثم يفسح لهم في العودة إلى الصف تائبين متطهرين‪.‬‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م ـو ْ ُ‬ ‫حـد َهُ ُ‬‫ضـَر أ َ‬
‫ح َ‬
‫حت ّــى ِإذا َ‬
‫ت َ‬
‫سّيئا ِ‬ ‫مُلو َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت الت ّوْب َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫»وَل َي ْ َ‬
‫ن«‪ .‬فهــذه التوبــة هــي توبــة المضــطر ‪ ،‬لجــت بــه‬ ‫ت اْل َ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِن ّــي ت ُب ْـ ُ‬ ‫قــا َ‬
‫الغواية ‪ ،‬وأحاطت به الخطيئة‪ .‬توبة الذي يتوب لنه لم يعد لــديه متســع‬
‫لرتكاب الذنوب ‪ ،‬ول فســحة لمقارفــة الخطيئة‪ .‬وهــذه ل يقبلهــا الل ّــه ‪،‬‬
‫لنها ل تنشئ صلحا في القلــب ول صــلحا فــي الحيــاة ‪ ،‬ول تــدل علــى‬
‫تبدل في الطبع ول تغير في التجاه‪.‬‬
‫والتوبة إنما تقبل لنها الباب المفتوح الذي يلجه الشاردون إلــى الحمــى‬
‫المن ‪ ،‬فيستردون أنفسهم من تيه الضــلل ‪ ،‬وتســتردهم البشــرية مــن‬
‫القطيع الضال تحت راية الشيطان ‪ ،‬ليعملوا عمل صالحا ‪ -‬إن قــدر الل ّــه‬
‫لهم امتداد العمر بعد المتاب ‪ -‬أو ليعلنوا ‪ -‬على القــل ‪ -‬انتصــار الهدايــة‬
‫على الغواية‪ .‬إن كان الجل المحدود ينتظرهم ‪ ،‬مــن حيــث ل يشــعرون‬
‫أنه لهم بالوصيد ‪..‬‬
‫فاٌر« ‪ ..‬وهؤلء قد قطعوا كل مــا بينهــم وبيــن‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ن وَهُ ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫»وََل ال ّ ِ‬
‫التوبة من وشيجة ‪ ،‬وضيعوا كل ما بينهم وبين المغفرة من فرصة ‪..‬‬
‫م ع َــذابا ً أ َِليم ـًا«‪.‬أعتــدناه ‪ :‬أي أعــددناه وهيأنــاه ‪ ..‬فهــو‬ ‫دنا ل َهُ ْ‬
‫»ُأولئ ِ َ َ‬
‫ك أع ْت َ ْ‬
‫حاضر في النتظار ل يحتاج إلى إعداد أو إحضار!‬
‫وهكذا يشتد المنهج الرباني في العقوبة ‪ ،‬ولكنه في الــوقت ذاتــه يفتــح‬
‫الباب علــى مصــراعيه للتوبـة‪ .‬فيتــم التــوازن فــي هــذا المنهــج الربـاني‬
‫الفريد ‪ ،‬وينشئ آثاره في الحياة كما ل يملـك منهـج آخـر أن يفعـل فـي‬
‫‪20‬‬
‫القديم والجديد ‪"..‬‬
‫" والمراد بالجهالة هنا ما يركب النسان من حمق ‪ ،‬وطيــش ‪ ،‬ونــزق ‪..‬‬
‫وهو فى مواجهة المنكر ‪ ،‬وليــس المــراد بالجهالــة عــدم العلــم بــالمنكر‬
‫الذي يرتكبه ‪ ..‬فهذا معفوّ عنه ‪ ،‬ومحسوب من باب الخطأ‪.‬‬
‫والمــراد بالتوبــة مــن قريــب ‪ ،‬أن يرجــع المــذنب إلــى نفســه باللئمــة‬
‫والندم ‪ ،‬وأن ينكر عليها هذا المنكر الذي وقع فيه ‪ ،‬وأل يستمرئه ‪ ،‬فــإذا‬
‫وقف النسان من نفسه هذا الموقف كانت له إلى الّله رجعة من قريب‬
‫‪ ..‬فإن مثل هذا الشعور يزعــج النسـان عــن هــذا المــورد الوبيــل الــذي‬
‫يرده ‪ ،‬ويلوى زمامه عنه ‪ ..‬إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد ‪ ..‬وهـذا مـا‬
‫حمده الّله سبحانه وتعالى لصــحاب تلــك النفــوس الــتي يقلقهــا الثــم ‪،‬‬
‫مت بمنكر ‪ ،‬أو واقعت ذنبا ‪ ،‬فكان من حمــده‬ ‫ويزعجها المنكر إذا هى أل ّ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(603 / 1) -‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪25‬‬
‫سبحانه لتلك النفس وتكريمه لها أن أقســم بهــا ‪ ،‬فقــال ســبحانه ‪ » :‬ل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مةِ « )‪ 1‬ـ ‪ : 2‬القيامة( ‪..‬‬ ‫وا َ‬ ‫س الل ّ ّ‬ ‫ِ‬ ‫م ِبالن ّ ْ‬
‫ف‬ ‫س ُ‬‫مةِ َول أقْ ِ‬ ‫قيا َ‬ ‫م ب ِي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫أقْ ِ‬
‫م ذ َك َـُروا‬ ‫س ـه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫مــوا أ َن ْ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬أوْ ظ َل َ ُ‬
‫شـ ً َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِإذا فَعَُلوا فا ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال سبحانه ‪َ » :‬وال ّ ِ‬
‫علــى مــا‬ ‫صـّروا َ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ه وَل َ ْ‬ ‫ب إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫فُر الذ ُّنو َ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫فُروا ل ِذ ُُنوب ِهِ ْ‬ ‫ست َغْ َ‬‫ه َفا ْ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ن « )‪ : 135‬آل عمران( فالعلم هنا مقابل للجهالة فى‬ ‫مو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫فَعَُلوا وَهُ ْ‬
‫جهال َةٍ « ‪ ،‬أي أنهم لــم يص ـّروا علــى مــا‬ ‫سوَء ب ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫قوله تعالى ‪ » :‬ي َعْ َ‬
‫فعلــوا مــن منكــر وهــم يعلمــون أن هــذا المنكــر يجنــى عليهــم ويحبــط‬
‫طى على بصــرهم ‪ ،‬لمــا لبســهم حــال غشــيانهم‬ ‫أعمالهم ‪ ،‬وإنما هم مغ ّ‬
‫فة وطيش ‪ ،‬فلما استبان لهم وجه المنكر ‪ ،‬وعرفوا عاقبــة‬ ‫المنكر من خ ّ‬
‫أمرهم معه ‪ ،‬أنكروه ‪ ،‬وبرئوا إلى الّله منه‪.‬‬
‫وقد مدح الّله هؤلء ‪ ،‬الذين ينكرون المنكر حتى بعد أن يواقعوه ‪..‬فقال‬
‫ن‬ ‫تعالى ‪ » :‬وال ّذين يؤ ْتون ما آتوا وقُُلوبهم وجل َ ٌ َ‬
‫جعُــو َ‬ ‫م را ِ‬ ‫م ِإلــى َرب ّهِ ـ ْ‬ ‫ة أن ّهُ ْ‬ ‫ُُ ْ َ ِ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ِ َ ُ ُ َ‬
‫فسـا ً إ ِّل‬ ‫ف نَ ْ‬ ‫ن َول ن ُك َل ّـ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫م َلهــا ســاب ِ ُ‬ ‫ت وَهُـ ْ‬ ‫خي ْــرا ِ‬ ‫ن فِــي ال ْ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ك ُيســارِ ُ‬ ‫ُأولئ ِ َ‬
‫سَعها «‪.‬‬ ‫وُ ْ‬
‫حت ّــى ِإذا‬ ‫ت َ‬ ‫س ـّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مل ُــو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّـ ِ‬ ‫ت الت ّوْب َـ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬وَل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫فــاٌر «‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ن وَهُ ـ ْ‬ ‫موت ُــو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن وََل ال ّ ِ‬ ‫ت اْل َ‬ ‫ل إ ِّني ت ُب ْ ُ‬ ‫ت قا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َهُ ُ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫فون بمحارم الله ‪ ،‬فيهجمون عليها فى غيــر‬ ‫ّ‬ ‫رد ّ وردع لولئك الذين يستخ ّ‬
‫تحرج ول تأثم ‪ ،‬ويبيتون معها ‪ ،‬ويصبحون عليها ‪ ،‬دون أن يكون لهم مــع‬
‫أنفســهم حســاب أو مراجعــة ‪ ..‬وهكــذا يقطعــون العمــر ‪ ،‬فــى صــحبة‬
‫الفواحش ‪ ،‬ظاهرها وباطنها ‪ ،‬حتى إذا بلغوا آخــر الشــوط مــن الحيــاة ‪،‬‬
‫ل عليهم الموت ‪ ،‬فزعـوا وكربـوا ‪ ،‬وألقـوا بهـذا الــزاد الخـبيث مـن‬ ‫وأط ّ‬
‫أيديهم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬تبنا إلى الّله ‪ ،‬وندمنا علــى مــا فعلنــا مــن ركــوب هــذه‬
‫المنكرات!‬
‫إنها توبة لم تجىء من قلب مطمئن ‪ ،‬وعقل مدرك ‪ ،‬يحاسب ويراجع ‪،‬‬
‫ويأخذ ويدع ‪ ،‬ولكنها توبة اليــائس الــذي ل يجــد أمــامه طريقــا غيــر هــذا‬
‫الطريق ‪ ..‬إنه لم يثب وهو فــى خيــرة مــن أمــره ‪ ..‬فيمســك المنكــر أو‬
‫يدعه ‪ ،‬ويقيم على المعصية أو يهجرها ‪ ..‬وإنما هـو إذ يتـوب فـى سـاعة‬
‫الموت ‪ ،‬أشبه بالمكره على تلك التوبــة ‪ ،‬إذ ل وجــه أمــامه للنجــاة غيــر‬
‫ده الل ّــه‬ ‫هذا الوجه ‪ ..‬وقد فعلها فرعون من قبل حين أدركه الغرق ‪ ،‬فــر ّ‬
‫ه ال ْغَـَرقُ قــا َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫حت ّــى ِإذا أد َْرك َـ ُ‬ ‫سبحانه ‪ ،‬ولم يقبل منه صرفا ول عدل ‪َ » :‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ن آل َ‬ ‫مي َ‬ ‫ســل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مــ َ‬ ‫ل وَأَنا ِ‬ ‫سراِئي َ‬ ‫ت ب ِهِ ب َُنوا إ ِ ْ‬ ‫من َ ْ‬ ‫ذي آ َ‬ ‫ه إ ِّل ال ّ ِ‬ ‫ه ل ِإل َ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫آ َ‬
‫ن « )‪ 90‬ـ ‪ : 91‬يونس(‪.‬‬ ‫دي َ‬ ‫س ِ‬‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل وَك ُن ْ َ‬ ‫ت قَب ْ ُ‬ ‫صي ْ َ‬‫وَقَد ْ ع َ َ‬
‫إن إيمان فرعون هنا لم يكن عن اختيار بين اليمان والكفر ‪ ..‬بل كان ل‬
‫بد ّ له من أن يؤمن حــتى ينجــو مــن الغــرق ‪ ،‬إن الكفــر بــالّله هــو الــذي‬
‫أورده هذا المورد ‪ ،‬وإن اليمان بالّله الذي كفــر بـه مـن قبــل هــو الـذي‬
‫در!!‬ ‫ده عن هذا المورد ويدفعه عنه ‪ ..‬هكذا فكر وق ّ‬ ‫ير ّ‬
‫وشبيه بهؤلء الذين ل يرجعون إلى الله ‪ ،‬ول يذكرونه إل عنــد حشــرجة‬ ‫ّ‬
‫المــوت ‪ ،‬أولئك ال ّــذين يغرقــون أنفســهم فــى الثــام مــادامت تــواتيهم‬
‫دت فــى وجــوههم منافــذ‬ ‫الظــروف ‪ ،‬وتســعفهم الحــوال ‪ ،‬حــتى إذا سـ ّ‬
‫‪26‬‬
‫ففــوا وتــابوا ‪..‬‬
‫الطريق إلى مقارفة الثم ‪ ،‬بسبب أو بأكثر من سبب ‪ ،‬تع ّ‬
‫وتلك توبة العاجز المقهــور ‪ ،‬ورجعــة المهــزوم المغلــوب علــى أمــره‪ .‬ل‬
‫يخالطها شىء من الندم ‪ ،‬ول يقوم عليها سلطان مــن إرادة ومغالبــة ‪..‬‬
‫‪21‬‬
‫إنها توبة غير مقبولة‪".‬‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(726 / 2) -‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪27‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫إذا حضر الجل فل رجعة للدنيا‬
‫َ‬
‫ن )‪(99‬‬ ‫جُعـو ِ‬ ‫ب اْر ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫ت َقـا َ‬ ‫مـوْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حـد َهُ ُ‬ ‫جـاَء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتـى إ ِ َ‬ ‫قال تعالى ‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫خ‬ ‫م ب َْرَز ٌ‬ ‫ن وََرائ ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة هُوَ َقائ ِل َُها وَ ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫ت ك َّل إ ِن َّها ك َل ِ َ‬ ‫ما ت ََرك ْ ُ‬ ‫حا ِفي َ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل َعَّلي أع ْ َ‬
‫ن )‪] (100‬المؤمنون‪[100 ،99/‬‬ ‫إ َِلى ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ‬
‫ن الثــام ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ما َيأِتي َومــا ي َـذ َُر ِ‬ ‫ت ‪ ،‬ول ي َُبالي ب ِ َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫جَتر ُ‬ ‫كافُِر ي َ ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل ي ََزا ُ‬
‫ب‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ع َـ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫م ع َل َي ْـهِ ِ‬ ‫ق ـد ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ما هو ُ‬ ‫عاي َ َ‬ ‫ت‪،‬و َ‬ ‫مو ُ‬ ‫جاَءه ُ ال َ‬ ‫حّتى إذا َ‬ ‫وال َوَْزارِ ‪َ ،‬‬
‫ب اللـهِ ‪ ،‬وقَــا َ‬ ‫ما فَـّر َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫جن ْـ ِ‬ ‫ط فــي َ‬ ‫ف على َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ‪ ،‬وأ ِ‬ ‫ما َفا َ‬ ‫م على َ‬ ‫اللهِ ن َد ِ َ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫عب َــاد ِ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫قــو ِ‬ ‫ح ُ‬‫ك‪،‬و ُ‬ ‫عَباد َت ِـ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫صـْر ُ‬ ‫ما قَ ّ‬ ‫صاِلحا ً ِفي َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن لع ْ َ‬ ‫جُعو ِ‬ ‫ب ار ِ‬ ‫َر ّ‬
‫َ‬ ‫‪.‬إ ًّ‬
‫مــا‬ ‫ك َ‬ ‫داَر َ‬ ‫صــاِلحا ً ‪ ،‬وَي َت َـ َ‬ ‫مــل َ‬ ‫ة إ ِل َــى الـد ّن َْيا ل ِي َعْ َ‬ ‫جعَـ َ‬ ‫ه الّر ْ‬ ‫ل َرب ّ ُ‬ ‫سأ ُ‬ ‫كافَِر ي َ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ت َعَــالى ع َلي ْـهِ‬ ‫ل ‪ .‬وَي َـُرد ّ الل ـ ُ‬ ‫مــا ٍِ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ن أهْـ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ت ََرك ِ‬ ‫ح ِفي َ‬ ‫صل ِ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل ِي ُ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫فََرط ِ‬
‫ة لَ‬ ‫قول َـ ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫ة َ‬ ‫مـ ٌ‬ ‫ي ك َل ِ َ‬ ‫ذا ) ك َل ّ ( ‪ .‬فَهِ َ‬ ‫ه إ َِلى ط َل َب ِهِ هَ َ‬ ‫جيب ُ ُ‬ ‫ه ل َ يُ ِ‬ ‫جرا ً ‪ :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫َراِدعا ً وََزا ِ‬
‫مــا‬ ‫شد ّةِ ‪ ،‬وَل َوْ ُرد ّ ل ََعاد َ إ َِلــى َ‬ ‫ق وال ّ‬ ‫ضي ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ظال ِم ٍ وَقْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قول َُها ك ُ ّ‬ ‫معَْنى ل ََها ‪ ،‬ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫م ي َت ّعِـظ ب ِهَــا ‪ ،‬وَل ـ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت فل ـ ْ‬ ‫َ‬ ‫ه الي َــا ُ‬ ‫جــاَءت ْ ُ‬ ‫حَياةِ ‪ ،‬و َ‬ ‫ن ِفي ال َ‬ ‫َ‬
‫قد ْ كا َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َلي ْهِ ‪ ،‬ف َ‬ ‫َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫جــوِع‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫م وَب َي ْ َ‬ ‫ل ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫حو ُ‬ ‫خ ( ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫جٌز )ب َْرَز ٌ‬ ‫حا ِ‬ ‫م وََراَءهم َ‬ ‫قو ُ‬ ‫صاِلحا ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ي َعْ َ‬
‫‪22‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫شُرو َ‬ ‫ن وَي ُن ْ َ‬ ‫ك ِإلى ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ‬ ‫ن ك َذ َل ِ َ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ِإلى الد ّن َْيا ‪ ،‬وَي َب ْ َ‬
‫حّتى « غاية لمحذوف دل عليه السياق ‪ ،‬والتقدير ‪ ،‬ولكــن كــثيرا مــن‬ ‫» َ‬
‫ّ‬
‫الناس ‪ ،‬ل يأخذون حذرهم مــن الشــيطان ‪ ،‬ول يســتعيذون بــالله منــه ‪،‬‬
‫فيفسد عليهم دينهم ‪ ،‬وينقــض ظهــورهم بالــذنوب والثــام ‪ ،‬ثــم يظلـون‬
‫َ‬
‫ت « وانكشــف عــن عينيــه‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َهُ ُ‬ ‫حّتى ِإذا جاَء أ َ‬ ‫هكذا فى غفلتهم » َ‬
‫ن « إلـى دنيـاى ‪،‬‬ ‫جُعـو ِ‬ ‫ب اْر ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫الغطاء ‪ ،‬ورأى ما قدم من منكرات » قا َ‬
‫َ‬
‫ت « ولصلح من أمرى مــا فســد ‪ ،‬وأقيــم‬ ‫ل صاِلحا ً ِفيما ت ََرك ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫» ل َعَّلي أع ْ َ‬
‫ج ‪ ..‬ولكن هيهات ‪ ..‬لقد فات وقت الــزرع ‪ ،‬وهــذا أوان‬ ‫من دينى ما اعو ّ‬
‫هـوَ قائ ِلهــا « أي إنهــا مجــرد كلم يقــال ‪ ،‬ل‬ ‫ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫الحصاد ‪ » ..‬ك َّل ‪ ..‬إ ِّنها ك َل ِ َ‬
‫خ « أي أن هناك سدا قائما‬ ‫م ب َْرَز ٌ‬ ‫ن َورائ ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وزن له ‪ ،‬ول ثمرة منه ‪ » ..‬وَ ِ‬
‫‪ ،‬فاصل بين الموات ‪ ،‬وعالم الحياء ‪ ..‬فل سبيل لمن أدركــه المــوت أن‬
‫يخترق هذا البرزخ ‪ ،‬وينفذ إلى عالم الحياء مــرة أخــرى ‪ ،‬وذلــك » ِإلــى‬
‫ن «‪ ..‬حيث يزول البرزخ ‪ ،‬وينتقــل النــاس جميعــا إلــى العــالم‬ ‫ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ‬
‫‪23‬‬
‫الخر ‪ ،‬ويصبحون جميعا فى عالم الحق ‪..‬‬
‫إنه مشهد الحتضار ‪ ،‬وإعلن التوبة عند مواجهة الموت ‪ ،‬وطلب الرجعة‬
‫إلــى الحيــاة ‪ ،‬لتــدارك مــا فــات ‪ ،‬والصــلح فيمــا تــرك وراءه مــن أهــل‬
‫ومال ‪ ..‬وكأنما المشهد معروض اللحظة للنظار ‪ ،‬مشهود كالعيان!‬
‫فإذا الرد على هذا الرجاء المتــأخر ل يــوجه إلــى صــاحب الرجــاء ‪ ،‬إنمــا‬
‫ة هُوَ قائ ُِلها ‪ «...‬كلمة ل معنــى‬ ‫م ٌ‬ ‫يعلن على رؤوس الشهاد ‪»:‬ك َّل‪ .‬إ ِّنها ك َل ِ َ‬
‫لهــا ‪ ،‬ول مــدلول وراءهــا ‪ ،‬ول تنبغــي العنايــة بهــا أو بقائلهــا‪ .‬إنهــا كلمــة‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(2652 / 1) -‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1176 / 9) -‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪28‬‬
‫الموقــف الرهيــب ‪ ،‬ل كلمــة الخلص المنيــب‪ .‬كلمــة تقــال فــي لحظــة‬
‫الضيق ‪ ،‬ليس لها في القلب من رصيد!‬
‫وبها ينتهي مشهد الحتضار‪ .‬وإذا الحواجز قائمة بيــن قــائل هـذه الكلمــة‬
‫والدنيا جميعا‪ .‬فلقد قضي المر ‪ ،‬وانقطعت الصلت ‪ ،‬وأغلقت البواب ‪،‬‬
‫ن« ‪..‬فل هــم مــن‬ ‫خ ِإلى ي َـوْم ِ ي ُب ْعَث ُــو َ‬
‫م ب َْرَز ٌ‬
‫ن َورائ ِهِ ْ‬
‫م ْ‬
‫وأسدلت الستار ‪»:‬وَ ِ‬
‫أهل الدنيا ‪ ،‬ول هم من أهل الخرة‪ .‬إنما هم في ذلك البرزخ بيــن بيــن ‪،‬‬
‫‪24‬‬
‫إلى يوم يبعثون‪.‬‬
‫قال المام الشافعي رحمه الله‪: 25‬‬
‫َ‬
‫م القضاُء‬ ‫شاُء وطب نفسا ً إذا حك َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫فَعل َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫د َِع الّيا َ‬
‫ث الدنيا بقاُء‬ ‫حاِدثة الليالي فما لحواد ِ‬ ‫جَزع ْ ل ِ َ‬ ‫َول ت َ ْ‬
‫ك السماحة والوفاُء‬ ‫ل جلدا ً وشيمت َ‬ ‫ن رجل ً على الهوا ِ‬ ‫وك ْ‬
‫َ‬
‫ن لها ِغطاُء‬ ‫َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫سر َ‬ ‫ت عيوب َ‬
‫كو َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ك في البرايا و َ‬ ‫ن كثر ْ‬ ‫وإ ْ‬
‫سخاُء‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل ع َْيب يغطيه كما قي َ‬ ‫خاء فَك ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ست ّْر ِبال ّ‬ ‫تَ َ‬
‫ماُء‬ ‫ن َ‬ ‫ظمآ ِ‬ ‫ل َفما ِفي الّنارِ ِلل ْ‬ ‫ج السماحة َ من َبخي ٍ‬ ‫ول تر ُ‬
‫ق العناُء‬ ‫س يزيد ُ في الرز ِ‬ ‫ه الت َأّني ولي َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫س ي ُن ْ ِ‬ ‫ك لي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫وَرِْزقُ َ‬
‫ك ول رخاُء‬ ‫س علي َ‬ ‫سروٌر ول بؤ ٌ‬ ‫م َول ُ‬ ‫دو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫حْز ٌ‬ ‫َول ُ‬
‫ض تقيهِ ول سماُء‬ ‫مَناَيا فل أر ٌ‬ ‫حت ِهِ ال ْ َ‬ ‫سا َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ن ن ََزل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ل القضا ضاقَ الفضاُء‬ ‫ض الله واسعة ولكن إذا نز َ‬ ‫وأر ُ‬
‫ن فما يغني عن الموت الدواُء‬ ‫م ت َغْد ُِر ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫حي ٍ‬ ‫ل ِ‬ ‫د َِع الّيا َ‬
‫وقال المتنبي‪: 26‬‬
‫وى َيزيد ُ وَع َب َْرة ٌ ت َت ََرقَْر ُ‬
‫ق‬ ‫ج ً‬ ‫مْثلي َيأَرقُ وَ َ‬ ‫ق وَ ِ‬ ‫على أَر ٍ‬ ‫أَرقٌ َ‬
‫ُ‬
‫ق‬
‫ف ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫سهّد َة ٌ وقَل ْ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عي ٌ‬ ‫ن كما أَرى َ‬ ‫ن تكو َ‬ ‫صباب َةِ أ ْ‬ ‫جهْد ُ ال ّ‬ ‫ُ‬
‫ق‬
‫شي ّ ُ‬ ‫ت َولي ُفؤاد ٌ َ‬ ‫م طائ ٌِر إل ّ ان ْث َن َي ْ ُ‬ ‫ح ب َْرقٌ أوْ ت ََرن ّ َ‬ ‫ما ل َ‬ ‫َ‬
‫حرِقُ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ضا وَت َك ِ ّ‬ ‫وى ما َتنطفي َناُر الغَ َ‬ ‫َ‬ ‫ن َنارِ الهَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫جّرب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫ش ُ‬‫من ل َيع َ‬ ‫ت َ‬ ‫ف َيمو ُ‬ ‫ت كي َ‬ ‫ه فعجب ُ‬ ‫ق حتى ذ ُقْت ُ ُ‬ ‫ل العِ ْ‬ ‫ت أهْ َ‬ ‫ْ‬
‫وَع َذ َل ُ‬
‫ش ِ‬
‫قوا‬ ‫م ما ل َ ُ‬ ‫ت منهُ ْ‬ ‫م فََلقي ُ‬ ‫ت ذ َْنبي أّنني ع َي ّْرت ُهُ ْ‬ ‫م وع ََرفْ ُ‬ ‫وَع َذ َْرت ُهُ ْ‬
‫ق‬
‫ن فيها ي َن ْعَ ُ‬ ‫ل أَبدا ُ‬‫ً‬ ‫ن أهْ ُ‬
‫ب الَبي ِ‬ ‫غرا ُ‬ ‫مَنازِ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ح ُ‬ ‫أَبني أِبيَنا ن َ ْ‬
‫فّرُقوا‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫م الد ّْنيا فَل َ ْ‬ ‫معَت ْهُ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫شرٍ َ‬ ‫معْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َْبكي على الد ّْنيا وَ َ‬
‫ُ‬
‫ن َول َبقوا‬ ‫جباب َِرة ُ اللى ك َن َُزوا الك ُُنوَز َفما َبقي َ‬ ‫سَرة ُ ال َ‬ ‫ن الكا ِ‬ ‫أي َ‬
‫ق‬
‫ضي ّ ُ‬ ‫حواه ُ لحد ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫وى فَ َ‬ ‫شهِ حتى ث َ َ‬ ‫فضاُء بجي ْ ِ‬ ‫من ضاقَ ال َ‬ ‫ل َ‬ ‫من ك ّ‬
‫مطل َ ُ‬
‫ق‬ ‫ل ُ‬ ‫حل ٌ‬ ‫م َ‬ ‫م ل َهُ ْ‬ ‫كل َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫ن لم ي َعْل َ ُ‬ ‫س إذا ُنودوا كأ ْ‬ ‫خْر ٌ‬ ‫ُ‬
‫ق‬
‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ل َد َي ْهِ ال ْ‬ ‫ست َعِّز ب ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س َوال ُ‬ ‫س َنفائ ِ ٌ‬ ‫فو ُ‬ ‫ت َوالن ّ ُ‬ ‫تآ ٍ‬ ‫موْ ُ‬ ‫َفال َ‬
‫ق‬
‫ة أن َْز ُ‬ ‫شبيب َ ُ‬ ‫ب أوْقَُر َوال ّ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ة َوال ّ‬ ‫شهِي ّ ٌ‬ ‫حَياة ُ َ‬ ‫ل َوال َ‬ ‫م ُ‬ ‫مْرُء يأ ُ‬ ‫َوال َ‬
‫ق‬
‫جهي َروْن َ ُ‬ ‫ماِء وَ ْ‬ ‫سوَد ّة ٌ وَل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫متي ُ‬ ‫ب َول ّ‬ ‫شبا ِ‬ ‫ت على ال ّ‬ ‫قد ْ ب َك َي ْ ُ‬ ‫وَل َ َ‬
‫ق‬
‫جفني أشَر ُ‬ ‫ماِء َ‬ ‫تب َ‬ ‫ل ي َوْم ِ ِفراقِهِ حتى ل َك ِد ْ ُ‬ ‫ذرا ً ع َل َي ْهِ َقب َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(2480 / 4) -‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ -‬تراجم شعراء موقع أدب ‪(262 / 10) -‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ -‬تراجم شعراء موقع أدب ‪(18 / 49) -‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪29‬‬
‫ق‬
‫دى إليهِ الي ْن ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن تُ ْ‬‫م ْ‬ ‫ضى فأعّز َ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫نب ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِ‬ ‫ما ب َُنو أوْ ِ‬ ‫أ ّ‬
‫ق‬
‫مشرِ ُ‬ ‫س فيها ال َ‬ ‫س َولي َ‬ ‫شمو ُ‬ ‫ت منها ال ّ‬ ‫ما ب َد َ ْ‬ ‫مل ّ‬ ‫ل ِديارِه ِ ْ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ك َب ّْر ُ‬
‫ق‬
‫صخوِرها ل ُتورِ ُ‬ ‫م من فَوِْقها وَ ُ‬ ‫فه ْ‬ ‫ب أك ّ‬ ‫سحا ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ت من أْر ٍ‬ ‫جب ُ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ق‬
‫ش ُ‬ ‫سَتن َ‬ ‫ل مكان َةٍ ت ُ ْ‬ ‫م بك ُ ّ‬ ‫ح ل َهُ ُ‬‫ب الث َّناِء َرَوائ ِ ٌ‬ ‫طي ِ‬ ‫ح من ِ‬ ‫فو ُ‬ ‫وَت َ ُ‬
‫ق‬
‫م ل ت َعْب َ ُ‬ ‫سواهُ ُ‬ ‫ة بِ ِ‬ ‫شي ّ ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت إل ّ أن َّها وَ ْ‬ ‫فحا ِ‬ ‫ة الن ّ َ‬ ‫سك ِي ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ق‬
‫ح ُ‬ ‫ب ما ل ي ُل ْ َ‬ ‫طل ِ‬ ‫صرَِنا ل ت َب ْل َُنا ب ِ ِ‬ ‫مد ٍ في ع َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫مث ْ ِ‬‫مريد َ ِ‬ ‫أ ُ‬
‫خل ُ ُ‬
‫ق‬ ‫ه ل يَ ْ‬ ‫حدا ً وَظ َّني أن ّ ُ‬ ‫مد ٍ أ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬‫ل ُ‬ ‫ن مث َ‬ ‫حم? ُ‬ ‫ق الّر ْ‬ ‫لم ي َ ْ ُ‬
‫خل ِ‬
‫ق‬
‫صد ّ ُ‬ ‫خذ ِهِ أت َ َ‬ ‫عن ْد َه ُ أّني ع َل َي ْهِ بأ ْ‬ ‫كثيَر وَ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫يا ذا الذي ي َهَ ُ‬
‫مةٍ ل أغ َْر ُ‬
‫ق‬ ‫ح َ‬ ‫ي بَر ْ‬ ‫ك ث َّرة ً َوانظ ُْر إل ّ‬ ‫جود ِ َ‬ ‫ب ُ‬ ‫حا َ‬ ‫س َ‬ ‫ي َ‬ ‫عل ّ‬ ‫مط ِْر َ‬ ‫أ ْ‬
‫ق‬
‫ي ت ُْرَز ُ‬ ‫ح ّ‬‫ت َ‬ ‫م َوأن ْ َ‬ ‫كرا ُ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫جهْل ِهِ ما َ‬ ‫لب َ‬ ‫قو ُ‬ ‫عل َةٍ ي َ ُ‬ ‫ن فا ِ‬ ‫ب اب ُ‬ ‫ك َذ َ َ‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪30‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫ها‬
‫وت ِ َ‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫حي َ‬
‫س ِ‬ ‫فى اْل َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫و ّ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ي َت َ َ‬

‫مَهــا‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫موْت َِها َوال ِّتي ل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ه ي َت َوَّفى اْل َن ْ ُ‬ ‫قال تعالى ‪} :‬الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫مى إ ِ ّ‬ ‫سـ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫جـ ٍ‬ ‫خَرى إ ِل َــى أ َ‬ ‫ل اْل ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ت وَي ُْر ِ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ضى ع َل َي َْها ال ْ َ‬ ‫ك ال ِّتي قَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ِ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫ن{]الزمر‪[42/‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫قوْم ٍ ي َت َ َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫ك َل ََيا ٍ‬ ‫ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ت ‪ ،‬وَي َت َــوّفى‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ل ب ِــال َ‬ ‫جا ِ‬‫ن ان ْت َِهاِء ال َ‬ ‫حي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ض ال َن ْ ُ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى هُوَ ال ِ‬ ‫الل ُ‬
‫جل ُهَــا ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ال َن ْ ُ‬
‫ف فِــي‬ ‫ص ـّر ِ‬ ‫ن الت ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ض ـَها ع َ ـ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫حـ ْ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ة الت ِــي ل َـ ْ‬ ‫مـ َ‬ ‫س الّنائ ِ َ‬ ‫فـ َ‬
‫س ‪ ،‬الِتـي‬ ‫فـ َ‬ ‫ه ال َن ْ ُ‬ ‫ك اللـ ُ‬ ‫سـ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ة ب َِهـا ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫صـل َ ً‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ِ‬ ‫قـاِء ال َْرَوا‬ ‫مـعَ ب َ َ‬ ‫ساد ِ ‪َ ،‬‬ ‫ج َ‬ ‫ال َ ْ‬
‫ة إ َِلــى‬ ‫م َ‬ ‫س الَنائ ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ساد ِ ‪ ،‬وَي َُرد ّ ال َن ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ها ِإلى ال َ ْ‬ ‫ت ‪َ ،‬فل ي َُرد ّ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ضى ع َل َي َْها بال َ‬ ‫قَ َ‬
‫َ‬
‫ق ـّررِ ‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫ت ال َ‬ ‫مى ‪ ،‬وَهُ ـوَ وَقْ ـ ُ‬ ‫سـ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫جـ ٍ‬ ‫قظ َةِ إ َِلى أ َ‬ ‫ن الي َ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ساد ِ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ال َ ْ‬
‫ن‬
‫مــ ْ‬ ‫مت ِهِ ‪ ،‬ل ِ َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ت ك َِبيَرة ٌ ع ََلى قُد َْرةِ اللهِ وَ ِ‬ ‫ة ‪ ،‬وَد َل َل َ ٌ‬ ‫م ٌ‬ ‫ظي َ‬ ‫ت عَ ِ‬ ‫ما ذ ُك َِر آَيا ٌ‬ ‫وَِفي َ‬
‫‪27‬‬
‫صن ِْع اللهِ ‪.‬‬ ‫ب ُ‬ ‫جائ ِ ِ‬ ‫ن ِفي ع َ َ‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫" فى هذه الية بيان لمصير النفس النسانية ‪ ،‬وأنها صــائرة إلــى الل ّــه ‪،‬‬
‫بما تحمل مـن هــدى أو ضـلل ‪ ،‬وبمـا معهــا مـن نـور القـرآن ‪ ،‬أو ظلم‬
‫موِْتهــا « أي يردهــا‬ ‫ن َ‬ ‫حيـ َ‬ ‫س ِ‬ ‫فـ َ‬ ‫ه ي َت َوَّفى اْل َن ْ ُ‬ ‫الشرك ‪..‬فقوله تعالى ‪ » :‬الل ّ ُ‬
‫إليه ‪ ،‬ويوّفيها حسابها ‪ ،‬حين يجيء أجلهـا ‪ ،‬وتسـتوفى حياتهـا المقـدورة‬
‫مهـا « أي‬ ‫منا ِ‬ ‫ت فِــي َ‬ ‫مـ ْ‬‫م تَ ُ‬ ‫لهــا فــى الــدنيا ‪ ..‬وقــوله تعــالى ‪َ » :‬وال ّت ِــي ل َـ ْ‬
‫ويتوفى النفس فى منامها ‪..‬فالجار والمجرور فى منامها متعلــق بقــوله‬
‫تعــالى ‪ » :‬ي َت َـوَّفى «‪ ..‬وعلــى هــذا يكــون معنــى اليــة ‪ » :‬الل ّــه يتــوفى‬
‫النفس ويردها إليه حين يقبضها بالموت ‪ ،‬أو بالنوم ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫خــرى ِإلــى‬ ‫ل ال ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ت وَي ُْر ِ‬ ‫موْ َ‬ ‫ك ال ِّتي َقضى ع َل َي َْها ال ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ِ‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬فَي ُ ْ‬
‫مى « هو بيان للنفس التي يردها الل ّــه ســبحانه وتعــالى إليــه ‪،‬‬ ‫َ‬
‫س ّ‬‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫أ َ‬
‫حين يغشى النـوم أصـحابها ‪ ..‬فهـذه النفـوس ‪ ،‬إن كـانت قـد اسـتوفت‬
‫أجلها فى الدنيا أمسكها الّله عنده فل تعود إلى الجسد مرة أخرى ‪ ،‬وإن‬
‫كان قد بقي لها فى الحياة أجل ‪ ،‬أرسلها لتعود إلى الجسد مرة أخرى ‪،‬‬
‫حتى ينتهى أجلها المقدور لها فى الدنيا ‪..‬‬
‫فالّله سبحانه وتعالى يرد ّ النفس إليه حين الموت ‪ ،‬وحين النوم ‪ ،‬إل أنه‬
‫فى حال الموت يمسكها عنده إلى يوم القيامة ‪ ،‬أمــا فــى حــال النــوم ‪،‬‬
‫فإن كانت النفس قد استوفت أجلها فى الدنيا أمسكها الّله عنــده ‪ ،‬وإن‬
‫لم تكن قد استوفت أجلها ‪ ،‬أرســلها لتعــود إلــى جســدها ‪ ،‬حــتى ينتهــي‬
‫أجلها فى الدنيا‪.‬‬
‫ومن هذا يرى المرء أنه يموت كل يوم ‪ ،‬وأن نفسه التي تلبسه ترد ّ إلى‬
‫الّله عند النوم ‪ ،‬ثم يبعث من جديد فى اليقظــة حيــن تعــود إليــه نفســه‬
‫التي فارقت بدنه ‪..‬‬
‫وهكذا تتكرر عملية الموت والبعث كل يوم فى ذات النسان ‪ ..‬ومع هذا‬
‫ينكــر الضــالون البعــث بعــد المــوت ‪ ،‬وهــم يــرون هــذه الحقيقــة فــى‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(3979 / 1) -‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪31‬‬
‫أنفسهم ‪ ..‬فهل بعد هذا الضلل ضلل ؟ وهل بعد هذا السفه ســفه ؟ »‬
‫ن « ولكــن أيــن مــن يتفكــر ؟ إنهــم قلــة‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫قوْم ٍ ي َت َ َ‬‫ت لِ َ‬‫ك َليا ٍ‬ ‫ن ِفي ذل ِ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫قليلة فى هذا المحيط الصــاخب المضــطرب بالضــالين الســفهاء! ]بيــن‬
‫النفــس‪ .‬والــروح ‪ ..‬والجســد[ وهنــا نــود أن نقــف قليل بيــن يــدى قــوله‬
‫مهــا‬‫منا ِ‬‫ت فِــي َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫موِْتهــا َوال ّت ِــي ل َـ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫حيـ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ه ي َت َوَّفى اْل َن ْ ُ‬
‫تعالى ‪ » :‬الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ل اْل ُ ْ‬
‫مى‬ ‫سـ ّ‬‫م َ‬ ‫ل ُ‬‫جـ ٍ‬
‫خــرى ِإلــى أ َ‬ ‫سـ ُ‬‫ت وَي ُْر ِ‬ ‫ك ال ِّتي َقضى ع َل َي ْهَــا ال ْ َ‬
‫م ـو ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫م ِ‬
‫«‪.‬فقـد أشــارت اليـة الكريمـة إلـى أن فــى النسـان نفســا ‪ ،‬وأن هـذه‬
‫النفس ترد ّ إلى الل ّــه ‪ ،‬علــى حيــن يــترك الجســد لمصــيره فــى الــتراب‬
‫‪..‬فالنسان إذن نفس وجسد ‪ ..‬وهما طبيعتان مختلفان ‪ ..‬فــالنفس مــن‬
‫العالم العلوي ‪ ،‬والجسد من عالم التراب ‪ ،‬وأنهما إذ يجمــع الل ّــه بينهمــا‬
‫بقدرته ‪ ،‬فيجعل منهمــا ــ ســبحانه ــ كائنــا ســوّيا هــو النســان ‪ ،‬فــإنه ــ‬
‫سبحانه‪ .‬بقدرته كذلك يحفظ لكل منهما طبيعته ‪ ،‬حتى إذا انتهى الجــل‬
‫الذي قدره الّله لجتماعهما ‪ ،‬افترقا ‪ ،‬فلحق كل منهما بعالمه ‪ ،‬الذي هو‬
‫‪28‬‬
‫ى‪".‬‬
‫منه ‪ ..‬النفس إلى عالمها العلوىّ ‪ ،‬والجسد إلى عالمه التراب ّ‬
‫فالّله يستوفي الجال للنفس التي تموت‪ .‬وهو يتوفاها كذلك في منامها‬
‫‪ -‬وإن لم تمت بعد ‪ -‬ولكنها فــي النــوم متوفــاة إلــى حيــن‪ .‬فــالتي حــان‬
‫أجلها يمسكها فل تستيقظ‪ .‬والتي لم يحـن أجلهــا بعــد يرســلها فتصــحو‪.‬‬
‫إلى أن يحل أجلها المسـمى‪ .‬فـالنفس فـي قبضــته دائمـا فـي صـحوها‬
‫ن« ‪..‬إنهم هكذا في قبضة الّلــه‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫قوْم ٍ ي َت َ َ‬‫ت لِ َ‬ ‫ك َليا ٍ‬ ‫ن ِفي ذل ِ َ‬ ‫ونومها‪».‬إ ِ ّ‬
‫دائمــا‪ .‬وهــو الوكيــل عليهــم‪ .‬ولســت عليهــم بوكيــل‪ .‬وإنهــم إن يهتــدوا‬
‫فلنفسهم وإن يضلوا فعليها‪ .‬وإنهم محاسبون إذن وليسوا بمــتروكين ‪..‬‬
‫‪29‬‬
‫فماذا يرجون إذن للفكاك والخلص؟‬
‫وفي هذه الية دليل على أن الروح والنفس جسم قائم بنفسه‪ ،‬مخــالف‬
‫جوهره جوهر البدن‪ ،‬وأنها مخلوقة مدبرة‪ ،‬يتصرف الّله فيها في الوفــاة‬
‫والمساك والرسال‪ ،‬وأن أرواح الحياء والمــوات تتلقــى فــي الــبرزخ‪،‬‬
‫فتجتمع‪ ،‬فتتحادث‪ ،‬فيرسل الّله أرواح الحياء‪ ،‬ويمسك أرواح الموات‪.‬‬
‫ــــــــــــــ‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1160 / 12) -‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(3055 / 5) -‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪32‬‬
‫المبحث السادس‬
‫الله تعالى قدر الموت والحياة‬

‫ن )‪ (60‬ع ََلــى‬ ‫سُبوِقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫مو ْ َ‬‫م ال ْ َ‬ ‫ن قَد ّْرَنا ب َي ْن َك ُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫قال تعالى ‪ } :‬ن َ ْ‬
‫أ َن نبد َ َ‬
‫ن )‪] (61‬الواقعة‪[61-60/‬‬ ‫مو َ‬ ‫ما َل ت َعْل َ ُ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫شئ َك ُ ْ‬‫م وَن ُن ْ ِ‬ ‫مَثال َك ُ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ْ َُ ّ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫م ـو ْ َ‬‫ت َ‬ ‫م ‪ ،‬وَوَقّـ َ‬ ‫ت ب َي ْن َهُـ ْ‬ ‫م ـو ْ َ‬ ‫م ال َ‬ ‫س َ‬ ‫ذي قَ َ‬ ‫ه هُوَ ال ِ‬ ‫ه ت ََعاَلى ‪ :‬أن ّ ُ‬ ‫قّرُر ل َُهم الل ُ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫جــُزه ُ أ ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى ل َ ي ُعْ ِ‬ ‫شيٌء ‪.‬وَأن ّ ُ‬ ‫جُزه ُ َ‬ ‫ن ‪ ،‬ل َ ي ُعْ ِ‬ ‫معَي ّ ٍ‬ ‫ت ُ‬ ‫قا ٍ‬ ‫مي َ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫كُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مــو َ‬ ‫مــا ل َ ي َعْل َ ُ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫شـئ َهُ ْ‬ ‫ن ي ُن ْ ِ‬ ‫ق ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫خل َئ ِ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫مـ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مث َــال ِهِ ْ‬ ‫م وَب ِأ ْ‬ ‫ب ب ِهِـ ْ‬ ‫ي َذ ْهَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دون ََها وَل َ ي َعْرُِفون ََها ‪.‬‬ ‫ل الِتي ل َ ي َعْهَ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وارِ وال ْ‬ ‫الط ْ َ‬
‫" أي وكما خلقناكم ابتداء ‪ ،‬من هذه النطف ‪ ،‬وشكلنا صوركم ‪ ،‬من هذا‬
‫ى ـ نحن الذين قدرنا بينكم الموت ‪ ،‬وحددنا لكل منكم الجــل الــذي‬ ‫المن ّ‬
‫له فى هذه الدنيا ‪ ..‬فإلينا وحدنا تقدير أعماركم ‪ ،‬وموتكم ‪ ..‬لــم يســبقنا‬
‫إلى ذلك سابق ‪ ،‬ولم يشاركنا فى هذا شريك ‪..‬‬
‫على أ َن نبد َ َ‬
‫ن « هــو‬ ‫مــو َ‬ ‫م ِفي ما ل ت َعْل َ ُ‬ ‫شئ َك ُ ْ‬ ‫م وَن ُن ْ ِ‬ ‫مثال َك ُ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ْ َُ ّ‬ ‫قوله تعالى ‪َ » :‬‬
‫ن « أي‬ ‫سـُبوِقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حـ ُ‬ ‫متعلق بمحذوف ‪ ،‬يفهم من قوله تعالى ‪َ » :‬ومــا ن َ ْ‬
‫أننا إذا كنا لم نسبق فى هذا الخلق الذي خلقناكم عليه ‪ ،‬ولم نسبق فى‬
‫ى ــ‬ ‫تقدير الموت الذي قدرنا عليكم ‪ ،‬وجعلناه حكما واقعا علــى كــل حـ ّ‬
‫دل أمثــالكم «‬ ‫إذا كان هذا شأننا فيكم ‪ ،‬أفلســنا بقــادرين » علــى أن نب ـ ّ‬
‫ونغير صوركم ‪ ،‬ونخلقكم على صور غير تلك الصور الــتي أنتــم عليهــا ؟‬
‫أو لسنا بقادرين على أن نجعلكم فى صورة مخلوقات أخــرى مــن تلــك‬
‫المخلوقــات الكــثيرة الــتي ترونهــا فــى عــالم الجمــاد ‪ ،‬أو النبــات أو‬
‫الحيوان ‪ ،‬أو فى صور أخرى ممــا ل تعلمــونه مــن صــور مخلوقاتنــا فــى‬
‫الرض أو فى السماء ؟ فإن هذه النطـف الـتي تتخلـق منهـا الكائنـات ‪،‬‬
‫الحية فى عالم الحيوان ‪ ،‬هـى مـاء يشـبه بعضـه بعضـا ‪ ،‬ولكـن الخـالق‬
‫َْ‬ ‫ور هذه النطف كيف يشاء ‪ » ..‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫م ِفي الْرحام ِ‬ ‫صوُّرك ُ ْ‬ ‫ذي ي ُ َ‬ ‫المبدع يص ّ‬
‫‪30‬‬
‫ف َيشاُء ‪ : 6) « ..‬آل عمران( "‬ ‫ك َي ْ َ‬
‫هذا الموت الذي ينتهي إليه كل حي ‪ ..‬ما هو؟ وكيف يقع؟ وأي ســلطان‬
‫له ل يقاوم؟‬
‫إنه قدر الّله ‪ ..‬ومن ثم ل يفلت منه أحد ‪ ،‬ول يسبقه فيفوته أحد ‪ ..‬وهــو‬
‫ل‬ ‫ن ن ُب َـد ّ َ‬ ‫َ‬
‫علــى أ ْ‬ ‫حلقــة فــي سلســلة النشــأة الــتي ل بــد أن تتكامــل ‪َ »..‬‬
‫م« لعمارة الرض والخلفة فيها بعدكم‪ .‬والل ّــه الــذي قــدر المــوت‬ ‫َ‬
‫مثال َك ُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫هو الذي قدر الحياة‪ .‬قدر الموت علــى أن ينشــئ أمثــال مــن يموتــون ‪،‬‬
‫حتى يأتي الجل المضروب لهذه الحياة الدنيا ‪ ..‬فإذا انتهــت عنــد الجــل‬
‫ن«‪..‬فــي‬ ‫مــو َ‬ ‫م ِفي مــا ل ت َعْل َ ُ‬ ‫شئ َك ُ ْ‬‫الذي سماه كانت النشأة الخرى ‪» :‬وَن ُن ْ ِ‬
‫ذلك العالم المغيب المجهول ‪ ،‬الذي ل يدري عنه البشــر إل مــا يخــبرهم‬
‫به الّله‪ .‬وعندئذ تبلغ النشأة تمامها ‪ ،‬وتصل القافلة إلى مقرها‪ .‬هذه هي‬
‫ُ‬ ‫قد علمتم الن ْ َ‬
‫ن!« ‪ ..‬فهــي‬ ‫ول ت َـذ َك ُّرو َ‬ ‫شأة َ اْلولى فَل َـ ْ‬ ‫النشأة الخرة ‪» ..‬وَل َ َ ْ َ ِ ْ ُ ُ ّ‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(726 / 14) -‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪33‬‬
‫قريب من قريب‪ .‬وليس فيها من غريب‪.‬بهذه البساطة وبهــذه الســهولة‬
‫يعرض القرآن قصــة النشــأة الولــى والنشـأة الخــرة‪ .‬وبهــذه البسـاطة‬
‫وهذه السهولة يقف الفطرة أمام المنطــق الــذي تعرفــه ‪ ،‬ول تملــك أن‬
‫تجادل فيه‪ .‬لنه مأخوذ من بديهياتها هي ‪ ،‬ومــن مشــاهدات البشــر فــي‬
‫حياتهم القريبة‪ .‬بل تعقيد‪ .‬ول تجريد‪ .‬ول فلسفة تكــد الذهــان ‪ ،‬ول تبلــغ‬
‫إلى الوجدان ‪..‬إنها طريقة الّله‪ .‬مبدع الكون ‪ ،‬وخالق النســان ‪ ،‬ومنــزل‬
‫‪31‬‬
‫القرآن ‪..‬‬
‫ديٌر )‪(1‬‬ ‫يٍء قَ ـ ِ‬ ‫شـ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك وَهُوَ ع َل َــى ك ُـ ّ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ذي ب ِي َد ِهِ ال ْ ُ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى ‪} :‬ت ََباَر َ‬
‫زيُز ال ْغَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فــوُر‬ ‫مًل وَهُوَ ال ْعَ ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫س ُ‬‫ح َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أي ّك ُ ْ‬ ‫حَياة َ ل ِي َب ْل ُوَك ُ ْ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫خل َقَ ال ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫)‪] (2‬الملك‪[2 ،1/‬‬
‫ف‬ ‫صـّر ُ‬ ‫مت َ َ َ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫مال ِـ ُ‬ ‫ه ال َ‬ ‫عب َــاد َه ُ ب ِــأن ّ ُ‬ ‫خب ُِر ِ‬ ‫ة ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ري َ‬‫ه الك َ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ه ت ََعاَلى ن َ ْ‬ ‫جد ُ الل ُ‬ ‫م ّ‬ ‫يُ َ‬
‫مــا‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫س ـأ ُ‬ ‫مـهِ ‪ ،‬وَل َ ي ُ ْ‬ ‫حك ْ ِ‬ ‫ب ع ََلى ُ‬ ‫ق َ‬ ‫معَ ّ‬ ‫شاُء ‪ ،‬ل َ ُ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫خُلوَقا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ميِع ال َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫و‬
‫مان ِعٌ ‪ .‬وَهُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫من َعُ ُ‬‫شيٍء ‪ ،‬ل َ ي َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل كُ ّ‬ ‫ذو قُد َْرةٍ ع ََلى فِعْ ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَهُوَ ُ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫حي َــاة ُ ‪،‬‬ ‫م ب ِـهِ ال َ‬ ‫ذي ت َن ْعَد ِ ُ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫خل َقَ ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ن العَد َم ِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫خل َئ ِقَ ِ‬ ‫جد َ ال َ‬ ‫ذي أوْ َ‬ ‫ال ِ‬
‫مهَــا إ ِل ّ هُـوَ ‪.‬‬ ‫ت ل َ ي َعْل َ ُ‬ ‫واِقي َ‬ ‫م َ‬‫حَياةِ َ‬ ‫ت َوال َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل ل ِك ُ ٍ‬ ‫جعَ َ‬ ‫عَباد َه ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫قهََر ِ‬ ‫ل ِي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مل ً‬ ‫ن عَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م أي ّك ُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَل ِي َعْل َ َ‬ ‫خت َب َِرك ُ ْ‬ ‫حَياة َ ل ِي َ ْ‬ ‫ت َوال َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ه ال َ‬ ‫خل َقَ الل ُ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫سَرع َ ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫ه هُ ـ َ‬ ‫ل ‪َ .‬والل ـ ُ‬ ‫جـ ّ‬ ‫طاع َت ِهِ ع َّز وَ َ‬ ‫حارِم ِ اللهِ ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ ،‬وَأك ْث ََر َورعا ً ع َ ْ‬
‫ب‬ ‫فور ل ِذ ُنوب م َ‬ ‫زيُز ال ّ‬
‫ن أَنا َ‬ ‫ُ ِ َ ْ‬ ‫صاه ُ ‪ ،‬وَهُوَ الغَ ُ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬‫قام ِ ِ‬ ‫ديد ُ الن ْت ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫قوِيّ العَ ِ‬ ‫ال َ‬
‫‪32‬‬
‫ِإليهِ ‪.‬‬
‫ومن آثار تمكنه المطلق من الملك وتصريفه له ‪ ،‬وآثار قدرته علــى كــل‬
‫و‬
‫هــ َ‬ ‫شيء وطلقة إرادته ‪ ..‬أنه خلق الموت ومن ثم يجيء التعقيب ‪» :‬وَ ُ‬
‫فوُر« ليسكب الطمأنينة في القلب الذي يرعى الّله ويخشــاه‪.‬‬ ‫زيُز ال ْغَ ُ‬ ‫ال ْعَ ِ‬
‫فالّله عزيز غالب ولكنه غفور مسامح‪.‬فإذا استيقظ القلب ‪ ،‬وشــعر أنــه‬
‫هنا للبتلء والختبار ‪ ،‬وحذر وتوقى ‪ ،‬فإن له أن يطمئن إلى غفران الل ّــه‬
‫ورحمته وأن يقر عندها ويستريح!‬
‫إن الّله في الحقيقــة الــتي يصــورها الســلم لتســتقر فــي القلــوب ‪ ،‬ل‬
‫يطــارد البشــر ‪ ،‬ول يعنتهــم ‪ ،‬ول يحــب أن يعــذبهم‪ .‬إنمــا يريــد لهــم أن‬
‫يتيقظوا لغاية وجودهم وأن يرتفعوا إلى مســتوى حقيقتهــم وأن يحققــوا‬
‫تكريم الّله لهم بنفخة روحه فــي هــذا الكيــان وتفضــيله علــى كــثير مــن‬
‫خلقه‪ .‬فإذا تم لهم هذا فهناك الرحمة السابغة والعون الكبير والسـماحة‬
‫‪33‬‬
‫الواسعة والعفو عن كثير‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫سـ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أي ّك ُـ ْ‬ ‫حياة َ ل ِي َب ْل ُوَك ُ ْ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫خل َقَ ال ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫" وفى قوله تعالى ‪ » :‬ال ّ ِ‬
‫فوُر «‪..‬‬ ‫زيُز ال ْغَ ُ‬ ‫مًل وَهُوَ ال ْعَ ِ‬ ‫عَ َ‬
‫ـ فى هذا تنبيه لهــؤلء الغــافلين عــن الحيــاة الخــرة ‪ ،‬وذلــك إذا نظــروا‬
‫فرأوا أن هناك عمليتين تجريان عليهما ‪ ،‬وهما الموت والحياة ‪ ..‬فهاتــان‬
‫صورتان تتداولن النسان ‪ ،‬كما تتــداولن عــالم الحيــاء كلــه ‪ ..‬فالكــائن‬
‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(3468 / 6) -‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪5120 / 1) -‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(3631 / 6) -‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪34‬‬
‫ى ‪ ،‬كان ميتا ‪ ،‬أي عدما ‪ ،‬ثم أخرجته قدرة الّله سبحانه إلى الحيــاة ‪،‬‬ ‫الح ّ‬
‫ده إلــى الحيــاة‬‫ثم تعيده تلك القدرة إلــى المــوت مـرة أخــرى ‪ ..‬ثــم تــر ّ‬
‫للحساب والجزاء‪.‬‬
‫فإذا جاء من عند الّله من يخبر بأن بعد هــذا المــوت حيــاة أخــرى ‪ ،‬وأن‬
‫الموت ليس نهاية النسان ـ فهل يقع هــذا عنــد العقلء موقــع النكــار ؟‬
‫وكيف والشواهد كلها تشهد بإمكانيته ؟ بل وتقطع بأنه أمــر ل بــد منــه ‪،‬‬
‫من حيث أن هذه الحياة الــتي لبسـها النسـان بعـد العــدم ‪ ،‬إنمـا كـانت‬
‫ليقوم بها على خلفة الّله فى الرض ‪ ،‬حيث بســط ســلطانه ــ بعقلــه ــ‬
‫على كل ما فى هذا الوجــود الرضــى ‪ ..‬ومخلــوق هــذا شــأنه ‪ ،‬ل بــد أن‬
‫يرقى صعدا إلى أفق أعلى من هذا الفق الرضى ‪..‬‬
‫وإن هذه الخلفــة الــتي للنســان علــى الرض ليســت خلفــة جماعيــة ‪،‬‬
‫تحمل فيها الجماعة النسانية كلها تبعتها ‪ ،‬وإنما هى خلفــة يحمــل فيهــا‬
‫كل فرد مسـئوليته ‪ ،‬ويحاسـب علـى مـا كـان منـه ‪ ،‬فيجـزى بالحسـان‬
‫إحسانا ‪ ،‬وبالسوء سوءا ‪ ..‬وذلك يقضــى بــأن يــرد ّ النســان إلــى الحيــاة‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬ليحاسب ‪ ،‬وليثاب أو يعاقب ‪..‬‬
‫والسؤال هنا ‪ ،‬هو ‪:‬إذا كان كــذلك ‪ ،‬وكــان ل بــد مــن الحســاب والجــزاء‬
‫على ما كان مــن النســان ــ فلــم ل يحاســب فــى الحيــاة الــدنيا ؟ ولــم‬
‫الموت ثم الحياة ؟ وما حكمة الموت ثم الحيــاة ؟ أليســت هــذه الحيــاة‬
‫الجديدة هى عودة بالنسان ـ نفسا وذاتا ـ إلى حياته الولى ‪ ،‬ووصل لما‬
‫انقطع منه بالموت ؟ وهل يضيف الموت شيئا جديدا إلى النسـان حـتى‬
‫يكون لموته مساغا ‪..‬‬
‫ونقول ‪ :‬إن هذه التصورات هى نتيجة لهذا الفهم الخاطئ للموت الــذي‬
‫يقع على النسان بعد الحياة ‪ ،‬حيث يبدو منــه أنــه انقطــاع لجــرى حيــاة‬
‫النسان ‪ ،‬ثم إنه بعد زمن ما ـ قد يطــول أو يقصــر ــ يعــود إلــى الحيــاة‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬يوم القيامة!!‬
‫ول مــن منــزل إلــى‬ ‫ولو فهــم المــوت علــى حقيقتــه ‪ ،‬وأنــه ليــس إل تحـ ّ‬
‫منزل ‪ ،‬وانتقال من حال إلى حال ـ لو فهم الموت على هــذا ‪ ،‬لمــا كــان‬
‫لمثل هذه التصورات أن تجد لها مكانا فــى تفكيــر النســان ‪ ،‬يوقــع فــى‬
‫نفسه هذه العزلة الموحشة بين الموت والحياة ‪..‬‬
‫فالموت ـ فى حقيقته ـ هو حياة جديدة تلبس النسان خارج هذا الجسد‬
‫فها الموت‬ ‫الذي تركه الموت جّثة هامدة ‪ ..‬وتلك الجثة الهامدة التي يخل ّ‬
‫وراءه ‪ ،‬هى التي تعطى الموت تلك الصورة المخيفة المفزعة ‪..‬‬
‫ذلك أننا نرى النسان فى ثوب الحياة ‪ ،‬يمــوچ بالنشــاط والحركــة ‪ ..‬ثــم‬
‫يطرقه الموت ‪ ،‬فإذا هو هامد همود الجمادات التي بين أيــدينا ‪ ،‬ثــم هــو‬
‫فى لحظة يغّيب فـى الـثرى ‪ ،‬ثـم إذا فّتـش عنـه بعـد زمـن ‪ ،‬رؤى وقـد‬
‫تحول إلى أنقاض ‪ ،‬ثم إذا أعيد إليه النظر بعــد زمــن آخــر لــم يــر لهــذه‬
‫النقاض أثر!! وعن هــذا التصــور ‪ ،‬يقــول المشــركون الــذين ل يؤمنــون‬
‫بالحياة الخرة ــ يقولـون مـا يقـوله سـبحانه وتعـالى علـى لسـانهم ‪» :‬‬
‫في َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َوقاُلوا أ َِإذا َ َ ْ‬
‫ديد ٍ ؟ ‪ : 10) « ..‬الســجدة(‬ ‫ج ِ‬
‫ق َ‬‫خل ٍ‬ ‫ض أإ ِّنا ل َ ِ‬
‫ضللنا ِفي الْر ِ‬
‫‪35‬‬
‫ولكن لو جاوزنا هذا الجسد ‪ ،‬لوجدنا أن الحياة الــتي كــانت تلبســه ‪ ،‬قــد‬
‫اكتسبت بخلصها منه بالموت ‪ ،‬قوة ل حدود لها ‪ ،‬حيث حرجت من هــذا‬
‫الحّيز الضيق الذي كان يحتوبها ‪ ،‬وانطلقــت فــى هــذا العــالم الرحيــب ‪،‬‬
‫تحّلق فيه بقدر مــا احتفظــت بــه مــن خصائصــها الروحيــة حــال تلبســها‬
‫ن الث ّـوْرِيّ ‪ " :‬الن ّــا ُ‬
‫س‬ ‫فَيا ُ‬‫سـ ْ‬ ‫ثو ُ‬ ‫حارِ ِ‬‫ن ال ْ َ‬‫شُر ب ْ ُ‬ ‫بالجسد ‪ ..‬وفى هذا يقول ب ِ ْ‬
‫ه ي َت َـوَّفى‬ ‫ماُتوا ان ْت َب َُهوا " ‪ ..‬وهو شرح لمعنى قوله تعالى ‪ » :‬الّلـ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫م فَإ ِ َ‬ ‫ن َِيا ٌ‬
‫ك ال ِّتي َقضى ع َل َي َْهــا‬ ‫س ُ‬ ‫م ِ‬ ‫مها فَي ُ ْ‬ ‫منا ِ‬
‫ت ِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫موِْتها َوال ِّتي ل َ ْ‬ ‫ن َ‬‫حي َ‬‫س ِ‬ ‫ف َ‬ ‫اْل َن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ل اْل ُ ْ‬
‫مى « )‪ : 42‬الزمر( ‪..‬‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬‫خرى ِإلى أ َ‬ ‫س ُ‬‫ت وَي ُْر ِ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫أما أن الميت يبقى بعد موته فى حال همــود ‪ ،‬وجمــود ‪ ،‬إلــى أن يجىــء‬
‫يوم البعث والنشور ‪ ،‬فهذا فهم خاطئ أيضا ‪..‬‬
‫فالنسان إذ يموت ‪ ،‬فإن الموت ـ كما قلنا ـ ل يقع إل على جسده ‪ ،‬أمــا‬
‫روحه ‪ ،‬فإنها تجد فـى مـوت الجســد فرصـتها للخلص مـن القيــد الـذي‬
‫قيدها به ‪..‬‬
‫وعلى هذا ‪ ،‬فإن النسان إذا مات ‪ ،‬فإنما يموت موتا ظاهري ّــا يــرى فــى‬
‫ى فى هذا الروح الذي انطلــق‬ ‫هذا الجسد ‪ ،‬وأما هو فى حقيقته ‪ ،‬فهو ح ّ‬
‫مل بكل ما ترك الجسد فيه مــن آثــار طيبــة ‪ ،‬أو ســيئة ‪..‬‬ ‫من الجسد مح ّ‬
‫وفى هذا يقول الرسول ـ صلوات الّله وسلمه عليه ـ ‪ » :‬من مات فقــد‬
‫قامت قيامته «‪..‬وهذا يعنى أن الميت إذ يموت ‪ ،‬يبعث فــى الحــال بعثــا‬
‫جديدا ‪ ،‬بمعنى أنه يقوم من عالم النوم الذي كان فيه ‪ ،‬كما يشــير إلــى‬
‫ذلك الحديث الذي ذكرناه مــن قبــل ‪ ،‬وهــو ‪ » :‬النــاس نيــام فــإذا مــاتوا‬
‫انتبهوا «‪..‬وهذا يعنى أيضا أن هناك قيامتين ‪ :‬قيامة خاصة بكل إنســان ‪،‬‬
‫وهى قيامته ساعة موته ‪ ،‬وهى ـ كما قلنا ـ قيامة من عالم الّنيام ‪ ،‬عالم‬
‫الحياة الدنيا ـ ثم قيامة عامة ‪ ،‬وهى التي يبعث فيها النــاس جميعــا مــن‬
‫عالم القبور ‪ ،‬حيث تلتقى الرواح بأجسادها مــرة أخــرى ‪ ،‬علــى صــورة‬
‫يعلمها الّله سبحانه وتعالى ‪..‬أما هذه الحياة التي عاشــها النســان علــى‬
‫هذه الرض ‪ ،‬فهى اختبار وابتلء له ‪ ،‬تتكشف فيــه حقيقــة طــبيعته الــتي‬
‫أوجده الّله عليها ‪..‬‬
‫إنه فى هذه الحياة أشبه بحبة بذرت فى الرض مع ما بذر مــن حبــوب ‪،‬‬
‫ثم ل تلبث كل حبة أن تكشف عن حقيقتها ‪ ،‬وعن الثمــر الــذي تثمــره ‪،‬‬
‫من جّيد أو ردىء‪ ، .‬فإذا آن وقت الحصاد ‪ ،‬جمع كل زرع مع ما بشا كله‬
‫‪..‬‬
‫وقد يسأل سائل ‪ :‬ولمــا ذا هــذا البــذر والغــرس ؟ أليــس صــاحب البــذر‬
‫والزرع ‪ ،‬هو الّله سبحانه وتعالى ‪ ،‬وهو سبحانه عالم بما كمــن فــى هــذا‬
‫البذر من ثمر ؟‬
‫والجواب على هذا ‪ ،‬أن علم الّله سبحانه بالمخلوقــات قبــل أن تخلــق ‪،‬‬
‫هو علم مكنون ‪ ..‬وخلق المخلوقات فى صورها ‪ ،‬وأشكالها ‪ ،‬وأزمنتهــا ‪،‬‬
‫وأمكنتها هو إظهار لهذا العلم المكنون ‪ ،‬وأنه لول هذا لما قــام الخلــق ‪،‬‬
‫ل الوجود فى حال كمــون ‪..‬‬ ‫ولما اتصف سبحانه بصفة » الخالق « ولظ ّ‬
‫صـــوُّر « ) ‪: 24‬‬ ‫ه اْلخـــال ِقُ اْلبـــارِئُ ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫هـــوَ الّلـــ ُ‬ ‫يقـــول ســـبحانه ‪ُ »:‬‬
‫‪36‬‬
‫ْ‬
‫خل َـ َ‬
‫ق‬ ‫خل َـقَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّـ ِ‬‫سـم ِ َرب ّـ َ‬ ‫الحشــر(‪.‬ويقــول ســبحانه أيضــا ‪ » :‬اقْـَرأ ِبا ْ‬
‫ل‬‫ه خال ِقُ ك ُ ّ‬ ‫ق « )‪ 1‬ـ ‪ : 2‬العلق( ويقول جل شأنه ‪ » :‬الل ّ ُ‬ ‫م ْ َ‬
‫ن ع َل ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫اْل ِْنسا َ‬
‫ل )‪ : 62‬الزمــر(‪ .‬فكــان ممــا اقتضــته‬ ‫كي ـ ٌ‬‫يٍء وَ ِ‬ ‫شـ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫على ك ُـ ّ‬ ‫يٍء ‪ ،‬وَهُوَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫إرادة الّله سبحانه أن يخلق هــذا الــذي خلــق مـن موجــودات وعــوالم ‪..‬‬
‫هدى‬ ‫م َ‬ ‫ه ثُ ّ‬‫ق ُ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫يٍء َ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عطى ك ُ ّ‬ ‫ذي أ َ ْ‬ ‫وهذا ما يشير إليه قوله تعالى ‪ » :‬ال ّ ِ‬
‫« )‪ : 50‬طه( ‪ ..‬وبهذا صار لكل مخلوق ذاتيته ومكانه فى هــذا الوجــود‪.‬‬
‫ف‬ ‫فللحياة حكمة ‪ ،‬وللموت حكمة ‪ ،‬وللبعث بعد المــوت حكمــة ‪ » ..‬ك َي ْـ َ‬
‫َ‬ ‫فرون بالل ّه ‪ ،‬وك ُنت َ‬
‫م إ ِل َي ْـ ِ‬
‫ه‬ ‫م ث ُـ ّ‬‫حِييك ُـ ْ‬ ‫م يُ ْ‬‫م ث ُـ ّ‬ ‫ميت ُك ُـ ْ‬ ‫م يُ ِ‬‫م ث ُـ ّ‬ ‫حيــاك ُ ْ‬‫مواتـا ً فَأ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ت َك ْ ُ ُ َ ِ ِ َ ْ ُ ْ‬
‫م إ ِل َْينــا ل‬ ‫َ‬ ‫م أ َّنما َ‬ ‫َ‬
‫م ع ََبثا ً وَأن ّك ُـ ْ‬ ‫قناك ُ ْ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫سب ْت ُ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫ن « )‪ .28‬البقرة( ‪ » ..‬أفَ َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫ن )‪ : 115‬المؤمنــون( وقضــية الحيــاة بعــد المــوت هــى مض ـّلة‬ ‫جعُــو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫الضالين ‪ ،‬وهى الغشاوة الــتي تحجبهــم عــن الل ّــه ســبحانه وتعــالى ‪ ،‬فل‬
‫يرون مالّله سبحانه وتعــالى مــن قــدرة ‪ ،‬وأنــه ســبحانه قــادر علــى كــل‬
‫شىء ‪ ،‬وأن بعث الحياة فى تلك الجســاد الهامــدة ‪ ،‬والعظــام الباليــة ‪،‬‬
‫ليس بأبعد فى مجــال المنطــق النســانى ‪ ،‬مــن خلقهــا أول مــرة ‪ ،‬مــن‬
‫تراب ‪ ،‬أو من نطفة من ماء مهبن ‪ ..‬ولكــن هــل يكــون للمنطــق مكــان‬
‫عند من ختم الّله على قلبه وســمعه ‪ ،‬وجعــل علــى بصــره غشــاوة ؟ »‬
‫‪34‬‬
‫شْيئا ً « )‪ : 41‬المائدة("‬ ‫ن الل ّهِ َ‬ ‫م َ‬‫ه ِ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫مل ِ َ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫ه فَل َ ْ‬ ‫ن ي ُرِد ِ الل ّ ُ‬
‫ه فِت ْن َت َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1046 / 15) -‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪37‬‬
‫المبحث السابع‬
‫النسان يغفل عن الموت‬

‫ن‬ ‫حـ ُ‬ ‫ه وَن َ ْ‬ ‫سـ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫س ب ِـهِ ن َ ْ‬ ‫سو ِ ُ‬ ‫ما ت ُوَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن وَن َعْل َ ُ‬ ‫سا َ‬ ‫قَنا اْل ِن ْ َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫قال تعالى ‪ } :‬وَل َ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫عـ ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ميـ ِ‬ ‫ن ال ْي َ ِ‬ ‫عـ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قَيـا ِ‬ ‫مت َل َ ّ‬ ‫قـى ال ْ ُ‬ ‫ل ال ْوَِريد ِ )‪ (16‬إ ِذ ْ ي َت َل َ ّ‬ ‫حب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫أقَْر ُ‬
‫ت‬ ‫جــاَء ْ‬ ‫ب ع َِتيد ٌ )‪ (18‬وَ َ‬ ‫ل إ ِّل ل َد َي ْهِ َرِقي ٌ‬ ‫ن قَوْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ما ي َل ْ ِ‬ ‫ل قَِعيد ٌ )‪َ (17‬‬ ‫ما ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ال ّ‬
‫حيد ُ )‪] (19‬ق‪[19-16/‬‬ ‫ه تَ ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫حقّ ذ َل ِ َ‬ ‫ت ِبال ْ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫سك َْرة ُ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫مـةِ ‪ ،‬بــأن ّ ُ‬ ‫م القَيا َ‬ ‫قُبورِ ي َوْ َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫موا ِ‬ ‫ث ال ْ‬ ‫ه ع َلى ب َعْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ه ت ََعالى قُد َْرت َ ُ‬ ‫ي ُؤ َكد ُ الل ُ‬ ‫ّ‬
‫ه‬
‫مال ِ ِ‬ ‫وال ِهِ َوأع ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ميِع أ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫عاِلم ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ع َد َم ٍ ‪َ ،‬وأن ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شأه ُ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وأن ْ َ‬ ‫سا َ‬ ‫خل َقَ الن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ِ‬
‫ه‬
‫ه ب ِـ ِ‬ ‫حـد ّث ُ ُ‬ ‫مــا ت ُ َ‬ ‫ن فِك ْـرٍ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫س ـه ِ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما ي َت ََرد ّد ُ في ن َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حّتى إّنه ل َي َعْل َ ُ‬ ‫مورِهِ ‪َ ،‬‬ ‫َوأ ُ‬
‫ف‪":‬‬ ‫ري ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ث ال ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫جاَء في ال َ‬ ‫شّرا ً ‪ .‬وَقَد ْ َ‬ ‫ن أوْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫خْيرا ً َ‬ ‫ل‪َ ،‬‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫نَ ْ‬
‫ل"‬ ‫فعَـ ْ‬ ‫ل أوْ ت َ ْ‬ ‫قـ ْ‬ ‫مــا ل َــم ت َ ُ‬ ‫ســها َ‬ ‫ف َ‬ ‫ت ب ِـهِ أن ْ ُ‬ ‫حـد ّث َ ْ‬ ‫مــا َ‬ ‫مــتي ع َ ّ‬ ‫جــاوََز ل ّ‬ ‫ه تَ َ‬ ‫ن اللـ َ‬ ‫إ ّ‬
‫)صحيح(‪.‬‬
‫ة‬‫كـ َ‬ ‫مل َئ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اللـهِ وَقَهْـرِهِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫طا ِ‬ ‫س ـل ْ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫حـ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫سـا َ‬ ‫لن َ‬ ‫نا ِ‬ ‫ل ت ََعالى ‪ :‬إ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ه‬ ‫ن َلـ ُ‬ ‫مـو َ‬ ‫ملزِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫هـ ْ‬ ‫مـال ِهِ ُ‬ ‫صـاِء أع ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫سـا ِ‬ ‫لن َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫فـ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫فيـ َ‬ ‫مك َل ّ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مـ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ه‪.‬‬ ‫مت َد ّ في ع ُُنق ِ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ن الوَِريد ِ ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫سب َةِ إليهِ أقَْر ُ‬ ‫حّتى إّنهم ِبالن ّ ْ‬ ‫دائما ‪َ ،‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ل ب ِـ ِ‬ ‫ّ‬
‫ه وَك ـ َ‬ ‫َ‬
‫م ـعَ ذ َل ِـك فَ ـإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ‪ .‬وَ َ‬ ‫ســا ِ‬ ‫ل ال ِن ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫حـ َ‬ ‫ميِع أ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫عال ِ ٌ‬ ‫ه ت ََعالى َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫إ ّ‬
‫ل‬ ‫عليـهِ ك ُـ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫صـَيا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫دان ِهِ ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫صـ َ‬ ‫مال ِهِ ي َْرقَُبان ِهِ وَي َت ََر ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مين ِهِ وَع َ ْ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫كي ِ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ك ع َـ ِ‬ ‫ملـ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سـَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ن ي َك ْت ُـ ُ‬ ‫ميـ ِ‬ ‫ن الي َ ِ‬ ‫ك عَ ِ‬ ‫مل ٌ‬ ‫ل وَي ْك ْت َُبان ِهِ ‪َ .‬‬ ‫م ٍ‬ ‫ل أوْ ع َ َ‬ ‫قَوْ ٍ‬
‫ة إل ّ وَل َــدي ِ‬
‫ه‬ ‫مـ ٌ‬ ‫كل َ‬ ‫فــظ أوْ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫لن َ‬ ‫عن ا ِ‬ ‫صد ُُر َ‬ ‫ت ‪.‬وَل َ ي َ ْ‬ ‫سّيئا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ل ي َك ْت ُ ُ‬ ‫شما ِ‬ ‫ال ّ‬
‫فت ِهِ ‪.‬‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫عماِله ُيثبُتها في َ‬ ‫بل ْ‬ ‫مَراقِ ٌ‬ ‫ه‪ُ ،‬‬ ‫معَ ُ‬ ‫ضٌر َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ٌ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫حيـ َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫حيـ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫صد ْقَ ذ َل ِـ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬
‫ث ل ِي َعْل ُ‬ ‫ن بالب َعْ ِ‬ ‫ذبي َ‬ ‫مك َ ّ‬ ‫فاَر ال ُ‬ ‫ن الك ُ ّ‬ ‫وَإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ع َــن الَيقيـ ِ‬ ‫ســا ِ‬ ‫لن َ‬ ‫تل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫شـ َ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫مــو ِ‬ ‫سك َْرة ُ ال َ‬ ‫ت َ‬ ‫جاء ْ‬ ‫ساع َةِ ‪ ،‬فَِإذا َ‬ ‫قَِيام ِ ال ّ‬
‫ت‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫سك َْرة ُ ال َ‬ ‫ك ِفيهِ ‪ .‬وَ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫حقّ ل َ َ‬ ‫ث َ‬ ‫ن الب َعْ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ري فيهِ ‪ ،‬وَع َل ِ َ‬ ‫مت َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ِ‬
‫ت ي َــا أّيهــا‬ ‫ذي ك ُن ْـ َ‬ ‫حقّ الـ ِ‬ ‫ي ال َ‬ ‫قائ ِقَ ‪ ،‬ه ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫قي ٍ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ه ِللن ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫ما ت َك ْ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ك ع َن ْـ ُ‬ ‫حي ـد َ ل َـ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ك ‪َ ،‬فل َ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ها قَد ْ َ‬ ‫حيد ُ ( ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه ) تَ ِ‬ ‫جن ّب ُ ُ‬ ‫ه وَت َت َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫فّر ِ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫سا ُ‬ ‫لن َ‬ ‫ا ِ‬
‫ب وَل َ َ‬
‫‪35‬‬
‫ص‪.‬‬ ‫مَنا َ‬ ‫مهَْر َ‬ ‫َول َ‬
‫"فى هذه الية عرض آخر لقدرة الله سبحانه وتعالى ‪ ،‬وقد غاب مفهوم‬ ‫ّ‬
‫هذه القدرة عن عقــول هــؤلء المشــركين ‪ ..‬وفــى إعــادة هــذا العــرض‬
‫لقدرة الّله ‪ ،‬تذكير لهم ببعض مظاهرة هذه القدرة ‪ ،‬ليراجعــوا عقــولهم‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬وليرجعوا من طريق الضلل الذي هم سائرون فيه ‪..‬‬
‫فالّله سبحانه ‪ ،‬هو الذي خلق هذا النسان من تراب الرض ‪ ،‬فجعل منه‬
‫هذا الكائن العاقل ‪ ،‬السميع ‪ ،‬البصير ‪ ،‬وهو سبحانه الذي يعلم مــن أمــر‬
‫هذا النسان ما توسوس به نفسه من خواطر ‪ ،‬وما يضــطرب فيهــا مــن‬
‫خلجات ‪..‬وهو سبحانه أقرب إلى النسان ـ كل إنسان ـ من حبل الوريد‬
‫مى العــرق حبل ‪ ،‬لنــه‬ ‫‪..‬وحبل الوريد ‪ :‬هو عرق فى صفحة العنق ‪ ..‬وس ّ‬
‫يشبه الحبل فى امتداده واستدارته ‪ ..‬وسمى وريدا ‪ ،‬لنه يســتورد الــدم‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(4525 / 1) -‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪38‬‬
‫النقــي مــن القلــب ‪ ،‬ويص ـّبه فــى الوعيــة الدمويــة الــتي يتغــذى منهــا‬
‫الجسم ‪..‬‬
‫ل قَِعي ـد ٌ «‪.‬‬ ‫شــما ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن وَع َ ـ ِ‬ ‫ن ال ْي َ ِ‬
‫مي ِ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫قيا ِ‬ ‫مت َل َ ّ‬‫قى ال ْ ُ‬ ‫قوله تعالى ‪ » :‬إ ِذ ْ ي َت َل َ ّ‬
‫أي أن الّله سبحانه مع قربه هذا القرب المستولى علــى كيــان النســان‬
‫كله ‪ ،‬ظاهرا وباطنا ـ فإنه سبحانه قــد وكــل بهــذا النسـان جنــديين مـن‬
‫جنوده ‪ ،‬يتلقيان منه كل ما يصدر عنه ‪ ،‬من قول أو فعل ‪ ،‬فيكتبــانه فــى‬
‫كتاب يلقاه منشورا يوم القيامة ‪..‬‬
‫َ‬
‫ل ال ْوَِريدِ‬‫حب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن أقَْر ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫و» إذ « ظرف متعلق بقوله تعالى ‪ » :‬وَن َ ْ‬
‫« ـ بمعنى أن الّله سبحانه وتعالى أقرب إلى النسان من حبل الوريــد ‪،‬‬
‫وفى الوقت نفسه يقوم عليه جنديان من جنود الّله ‪ ،‬يسجلن عليه كــل‬
‫كراما ً‬ ‫ن ِ‬ ‫ظي َ‬ ‫م َلحافِ ِ‬ ‫ن ع َل َي ْك ُ ْ‬‫ما يقول ‪ ،‬أو يفعل ‪ ..‬كما يقول سبحانه ‪ » :‬وَإ ِ ّ‬
‫ن «‪ .‬فكيف يكون للنسان مهرب من الحســاب‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫ن ما ت َ ْ‬ ‫ن ي َعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫كات ِِبي َ‬
‫والجزاء ؟‬
‫ب ع َِتيد ٌ « ـ هو بيان شارح‬ ‫ل إ ِّل ل َد َي ْهِ َرِقي ٌ‬ ‫ن قَوْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ظ ِ‬‫ف ُ‬ ‫قوله تعالى ‪» :‬ما ي َل ْ ِ‬
‫لوظيفة الجنــديين القاعــدين عــن يميــن النســان وعــن شــماله ‪ ..‬فهمــا‬
‫واقفان للنسان بالمرصاد ‪ ..‬ما يلفظ من قول إل كان على هــذا القــول‬
‫» رقيب « أي مراقب ‪ ،‬يسمع ما يقــال ‪ ،‬ويســجله ‪ ،‬وهــو » عتيــد « أي‬
‫حاضــر دائمــا ل يغيــب أبــدا ‪ ..‬وليــس رقيــب وعتيــد ‪ ،‬اســمين للملكيــن‬
‫ل منهمــا ‪،‬‬ ‫القائمين على النسان ‪ ،‬الموكلن به ‪ ،‬وإنمــا ذلــك وصـف لكـ ّ‬
‫فكل منهما رقيب يقظ ‪ ،‬حاضر أبدا ‪..‬‬
‫حي ـد ُ‬‫ه تَ ِ‬‫من ْـ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك مــا ك ُن ْـ َ‬ ‫حقّ ذل ِـ َ‬ ‫ت ِبال ْ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫سك َْرة ُ ال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قوله تعالى ‪َ » :‬وجاَء ْ‬
‫«‪.‬سكرة الموت ‪ :‬ما يغشى النسان ساعة الحتضار ‪ ،‬من غيبوبة أشــبه‬
‫بغيبوبة من يقع تحت خمار الخمر ‪ ،‬فتنطفىء لــذلك تلــك الشــعلة الــتي‬
‫تمد ّ كيانه بالحرارة والحركة ‪ ،‬ويبدو وكأنه جثــة هامــدة ‪ ،‬بل شــعور ‪ ،‬ول‬
‫حركة ‪ ،‬ول وعى!‪.‬‬
‫حقّ « متعلــق بالفعــل » جــاء « أي جــاءت ســكرة‬ ‫وقــوله تعــالى » ب ِــال ْ َ‬
‫الموت محملة بالحق ‪ ،‬الذي غاب عن هذا النسان الذي ل يؤمن بــاليوم‬
‫الخر ‪ ،‬حيث يرى عند الحتضار ‪ ،‬ما لم يكن يراه من قبل ‪ ،‬وحيث يبــدو‬
‫له فى تلك الساعة كثير من شواهد الحياة الخرة ‪ ،‬التي هو آخذ طريقه‬
‫إليها ‪..‬‬
‫حيد ُ « ـ الشارة إلى » الحق « وهــو‬ ‫ه تَ ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫ت ِ‬ ‫ك ما ك ُن ْ َ‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬ذل ِ َ‬
‫الموت ‪ ،‬وما وراءه من بعث وحساب وجزاء ‪ ..‬وذلك الحق هــو مــا كــان‬
‫هذا الكافر باليوم الخر ‪ ،‬منكرا لــه ‪ ،‬حــائدا عــن الــداعي إليــه ‪ ،‬المنــذر‬
‫به ‪..‬‬
‫وقرىء ‪ » :‬وجاء ســكرة الحــق بــالموت « ويكــون المعنــى علــى هــذا ‪،‬‬
‫وجاءت سكرة الحق بالموت الذي كان يحيد عنه هــذا النســان ‪ ،‬والــذي‬
‫كان فى حياته غير مقدر أنه ســيموت ‪ » ..‬يحســب أن مــاله أخلــده «‪..‬‬

‫‪39‬‬
‫ت ِفي‬ ‫قد ْ ك ُن ْ َ‬‫فهو لهذا غافل عن الموت ‪ ،‬كما يقول سبحانه وتعالى ‪ » :‬ل َ َ‬
‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫صُر َ‬
‫ك فَب َ َ‬ ‫ك ِغطاَء َ‬ ‫فنا ع َن ْ َ‬ ‫ن هذا فَك َ َ‬ ‫فل َةٍ ِ‬
‫غَ ْ‬
‫‪36‬‬
‫ديد ٌ «‪"..‬‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ْ‬
‫ن« ‪ ..‬يشير إلى المقتضى الضمني‬ ‫قَنا اْل ِْنسا َ‬ ‫خل َ ْ‬‫قد ْ َ‬ ‫"إن ابتداء الية ‪» :‬وَل َ َ‬
‫للعبارة‪ .‬فصانع اللة أدرى بتركيبها وأسرارها‪ .‬وهو ليس بخالقها لنه لــم‬
‫ينشئ مادتها ‪ ،‬ولم يزد على تشكيلها وتركيبها‪ .‬فكيف بالمنشئ الموجــد‬
‫الخــالق؟ إن النســان خــارج مــن يــد الل ّــه أصــل فهــو مكشــوف الكنــه‬
‫والوصــــف والســــر لخــــالقه العليــــم بمصــــدره ومنشــــئه وحــــاله‬
‫ه« ‪ ..‬وهكذا يجــد النســان نفسـه‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫س ب ِهِ ن َ ْ‬
‫سو ِ ُ‬ ‫م ما ت ُوَ ْ‬ ‫ومصيره ‪»..‬وَن َعْل َ ُ‬
‫مكشوفة ل يحجبها ســتر ‪ ،‬وكــل مــا فيهــا مــن وســاوس خافتــة وخافيــة‬
‫معلوم لّله ‪ ،‬تمهيدا ليوم الحساب الذي ينكره ويجحــده! »ونح ـ َ‬
‫ب‬‫ن أقْ ـَر ُ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫د« ‪ ..‬الوريد الذي يجري فيــه دمــه‪ .‬وهــو تعــبير يمثــل‬ ‫ل ال ْوَِري ِ‬ ‫حب ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫إ ِل َي ْهِ ِ‬
‫ويصور القبضة المالكة ‪ ،‬والرقابة المباشرة‪ .‬وحين يتصور النسان هــذه‬
‫الحقيقــة ل بــد يرتعــش ويحاســب‪ .‬ولــو استحضــر القلــب مــدلول هــذه‬
‫العبارة وحدها ما جرؤ على كلمة ل يرضى الّله عنها‪ .‬بل مــا جــرؤ علــى‬
‫هاجسة في الضــمير ل تنــال القبــول‪ .‬وإنهــا وحــدها لكافيــة ليعيــش بهــا‬
‫النسان في حذر دائم وخشية دائمة ويقظة ل تغفل عن المحاسبة‪.‬‬
‫ولكن القرآن يستطرد في إحكام الرقابة‪ .‬فإذا النسان يعيــش ويتحــرك‬
‫وينام ويأكل ويشرب ويتحدث ويصمت ويقطع الرحلة كلهــا بيــن ملكيــن‬
‫موكلين به ‪ ،‬عن اليميـن وعــن الشـمال ‪ ،‬يتلقيــان منـه كـل كلمــة وكــل‬
‫ن‬
‫ن وَع َـ ِ‬‫ميـ ِ‬ ‫ن ال ْي َ ِ‬‫ن ع َـ ِ‬ ‫مت َل َ ّ‬
‫قيــا ِ‬ ‫قـى ال ْ ُ‬ ‫حركة ويسجلنها فور وقوعها ‪» :‬إ ِذ ْ ي َت َل َ ّ‬
‫د«‪ .‬أي رقيــب‬ ‫ب ع َِتيـ ٌ‬ ‫ل إ ِّل ل َـد َي ْهِ َرِقيـ ٌ‬ ‫ن ق َ ـو ْ ٍ‬ ‫مـ ْ‬‫ظ ِ‬ ‫د‪ .‬مــا ي َل ْفِـ ُ‬ ‫ل قَِعيـ ٌ‬ ‫شــما ِ‬ ‫ال ّ‬
‫حاضر ‪ ،‬ل كما يتبادر إلــى الذهــان أن اسـمي الملكيــن رقيـب ‪ ،‬وعتيـد!‬
‫ونحن ل نــدري كيــف يســجلن‪ .‬ول داعــي للتخيلت الــتي ل تقــوم علــى‬
‫أســاس‪ .‬فموقفنــا بــإزاء هــذه الغيبيــات أن نتلقاهــا كمــا هــي ‪ ،‬ونــؤمن‬
‫بمدلولها دون البحث في كيفيتهــا ‪ ،‬الـتي ل تفيــدنا معرفتهـا فـي شـيء‪.‬‬
‫فضل على أنها غير داخلة في حدود تجاربنا ول معارفنا البشرية‪.‬‬
‫ولقد عرفنا نحن ‪ -‬في حدود علمنا البشري الظاهر ‪ -‬وســائل للتســجيل‬
‫لم تكن تخطر لجدادنا على بال‪.‬وهي تسجل الحركة والنبرة كالشرطة‬
‫الناطقة وأشرطة السينما وأشرطة التليفزيون‪ .‬وهذا كلــه فــي محيطنــا‬
‫نحن البشر‪ .‬فل داعي من باب أولى أن نقيد الملئكــة بطريقــة تســجيل‬
‫معينة مستمدة من تصوراتنا البشرية المحدودة ‪ ،‬البعيدة نهائيا عن ذلك‬
‫العالم المجهول لنا ‪ ،‬والذي ل نعرف عنه إل ما يخبرنا به الّله‪ .‬بل زيادة!‬
‫وحســبنا أن نعيــش فــي ظلل هــذه الحقيقــة المصــورة ‪ ،‬وأن نستشــعر‬
‫ونحن نهم بأية حركة وبأية كلمة أن عن يميننا وعن شمالنا مــن يســجل‬
‫علينا الكلمة والحركة لتكون في سجل حسابنا ‪ ،‬بين يــدي الل ّــه الــذي ل‬
‫يضيع عنده فتيل ول قطميـر‪.‬حسـبنا أن نعيـش فـي ظـل هـذه الحقيقـة‬
‫الرهيبة‪ .‬وهي حقيقة‪ .‬ولو لم ندرك نحن كيفيتها‪ .‬وهي كائنة فــي صــورة‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(478 / 13) -‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪40‬‬
‫مــا مــن الصــور ‪ ،‬ول مفــر مــن وجودهــا ‪ ،‬وقــد أنبأنــا الل ّــه بهــا لنحســب‬
‫حسابها‪ .‬ل لننفق الجهد عبثا في معرفــة كيفيتهــا! والــذين انتفعــوا بهــذا‬
‫القرآن ‪ ،‬وبتوجيهات رسول الّله ‪ -  -‬الخاصة بحقــائق القــرآن ‪ ،‬كــان‬
‫هذا سبيلهم ‪ :‬أن يشعروا ‪ ،‬وأن يعملوا وفق ما شــعروا ‪..‬وعــن بلل بــن‬
‫الحارث المزني ‪ -‬رضي الّله عنه ‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول الل ّــه ‪» : -  -‬إن‬
‫الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الّله تعالى ‪ ،‬ما يظن أن تبلغ ما بلغت‬
‫‪ ،‬يكتاب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه‪ .‬وإن الرجــل ليتكلــم‬
‫بالكلمة من سخط الّله تعالى ما يظـن أن تبلـغ مـا بلغـت ‪ ،‬يكتـاب اللـه‬
‫تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه« ‪ ..‬قال ‪ :‬فكان علقمة يقول ‪ :‬كم‬
‫من كلم قد منعنيه حديث بلل بن الحارث‪.‬رواه أحمد‬
‫وهكــذا كــان أولئك الرجــال يتلقــون هــذه الحقيقــة فيعيشــون بهــا فــي‬
‫يقين‪.‬تلك صفحة الحياة ‪ ،‬ووراءها في كتاب النسان صــفحة الحتضــار ‪:‬‬
‫د« ‪..‬والمــوت أشــد‬ ‫حي ُ‬ ‫ه تَ ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫ك ما ك ُن ْ َ‬
‫ق‪ .‬ذل ِ َ‬ ‫ت ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫سك َْرة ُ ال ْ َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫ت َ‬
‫»َوجاَء ْ‬
‫ما يحاول المخلوق البشري أن يروغ منه ‪ ،‬أو يبعد شــبحه عــن خــاطره‪.‬‬
‫ولكن أنى له ذلك ‪ :‬والموت طالب ل يمل الطلب ‪ ،‬ول يبطىء الخطى ‪،‬‬
‫ول يخلف الميعاد وذكر سكرة الموت كفيل برجفة تــدب فــي الوصــال!‬
‫د«‪ .‬وإنه‬ ‫حي ُ‬ ‫ه تَ ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ت ِ‬‫ك ما ك ُن ْ َ‬ ‫وبينما المشهد معروض يسمع النسان ‪» :‬ذل ِ َ‬
‫ليرجف لصداها وهو بعد في عالم الحياة! فكيف به حين تقــال لــه وهــو‬
‫يعاني الســكرات! وقــد ثبــت فــي الصــحيح أن رســول الل ّــه ‪ -  -‬لمــا‬
‫تغشاه الموت جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول ‪» :‬ســبحان الل ّــه‪ .‬إن‬
‫للموت لسكرات« ‪..‬يقولها وهو قد اختار الرفيــق العلــى واشــتاق إلــى‬
‫لقاء الّله‪ .‬فكيف بمن عداه؟‬
‫ت‬ ‫سـك َْرة ُ ال ْ َ‬
‫م ـو ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ويلفت النظر في التعــبير ذكــر كلمــة الحــق ‪َ» :‬وجــاَء ْ‬
‫ق« ‪ ..‬وهي توحي بأن النفس البشرية ترى الحــق كــامل وهــي فــي‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬
‫سكرات الموت‪ .‬تراه بل حجاب ‪ ،‬وتدرك منه ما كانت تجهل ومــا كــانت‬
‫تجحد ‪ ،‬ولكن بعد فوات الوان ‪ ،‬حين ل تنفــع رؤيــة ‪ ،‬ول يجــدي إدراك ‪،‬‬
‫ول تقبل توبة ‪ ،‬ول يحسب إيمان‪.‬وذلك الحق هو الذي كذبوا بــه فــانتهوا‬
‫‪37‬‬
‫إلى المر المريج! ‪" ..‬‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(3362 / 6) -‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪41‬‬
‫المبحث الثامن‬
‫وجوب تذكر المؤمن رسالته في هذه الرض‬
‫َ‬ ‫قال تعالى ‪ } :‬يا أ َيها ال ّذين آ َمنوا َل تل ْهك ُ َ‬
‫ر‬
‫كــ ِ‬ ‫ن ذِ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫م وََل أوَْلد ُك ُ ْ‬ ‫وال ُك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ُ ِ ْ‬ ‫ِ َ َ ُ‬ ‫َ َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ما َرَزقَْنــاك ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ن )‪ (9‬وَأن ْفِ ُ‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫ك فَأولئ ِك هُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫فعَ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الل ّهِ وَ َ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫ب ل َوَْل أ َ ّ‬ ‫من قَبل أ َن يأ ْت ِ َ‬
‫ب‬ ‫ري ٍ‬ ‫ل َقَ ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫خْرت َِني إ َِلى أ َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قو َ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫موْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َك ُ ُ‬ ‫يأ َ‬ ‫َِْ ْ ِ ْ َ َ‬
‫جل ُهَــا‬ ‫َ‬
‫جــاَء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ســا إ ِ َ‬ ‫ف ً‬‫ه نَ ْ‬ ‫خَر الل ّـ ُ‬ ‫ن ي ُـؤ َ ّ‬ ‫ن )‪ (10‬وَل َ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫صد ّقَ وَأك ُ ْ‬ ‫فَأ ّ‬
‫ن )‪] (11‬المنافقون‪[11-9/‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫خِبيٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫َوالل ّ ُ‬
‫م‬ ‫مــا ل َهُـ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ش ـغَل َهُ ْ‬ ‫ن ب ِك َث ْـَرةِ ذ ِك ْـرِهِ وَب ِـأ َل ّ ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫مِني‬ ‫م ـؤ ْ ِ‬ ‫عب َــاد َه ُ ال ُ‬ ‫ه ت ََعاَلى ِ‬ ‫مُر الل ُ‬
‫ْ‬
‫ي َأ ُ‬
‫وأ َول َدهم عن ذك ْر ربهم ‪ ،‬ويخبرهم بأ َ‬
‫ن ذ ِك ْرِ َرب ّـهِ وَط َــاع َت ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ن الت ََهى ع َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫َُ ْ ُِ ُ ْ ِ‬ ‫َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ِ ِ َ ِّ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫سهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أن ْ ُ‬ ‫سُرو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِزينت َِها ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫مَتاِع ال َ‬ ‫بِ َ‬
‫مة ِ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫وَأهِْليهِ ْ‬
‫ذي‬ ‫ل الـ ِ‬ ‫مـا ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫مـ َ‬ ‫ق ِفـي طـاع َت ِهِ ِ‬ ‫َ‬ ‫فـا ِ‬ ‫ن ع َلـى ال ِن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ه ت ََعالى ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ث الل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ـُروا‬ ‫ن قَ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل هَؤ ُل َِء ال ـ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫جل ُهُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن ِفيهِ قَب ْ َ‬ ‫في َ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَل َهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ب ل َـوْ أن ّـ َ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫ضــات ِهِ ‪ :‬ي َــا َر ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل اللـهِ وَ َ‬ ‫سـِبي ِ‬ ‫ق فِــي َ‬ ‫ِ‬ ‫فا‬‫طاع َةِ ‪ ،‬وَِفي ال ِن ْ َ‬
‫َ‬ ‫ك ‪ ،‬وأ َسـت َجي َ َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ك ‪ ،‬وأك ُــو َ‬ ‫مـرِ َ‬ ‫بل ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫طاع َت ِـ َ‬ ‫فقَ فِــي َ‬ ‫سيَرة ً ‪ ،‬فَأن ْ ِ‬ ‫مد ّة ً ي َ ِ‬ ‫خْرت َِني ُ‬ ‫أَ ّ‬
‫ه ت ََعاَلى‬ ‫ل الل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م ‪.‬وَي َ ُ‬ ‫ضى ع َن ْهُ ْ‬ ‫ن ت َْر َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ‪ ،‬ال ِ‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫عَباد ِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫فعَُلوا ال ّ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫خْيـ ِ‬ ‫جـهِ ال َ‬ ‫قـوا فِــي أوْ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَي ُن ْفِ ُ‬ ‫عـا ِ‬ ‫طا َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ِهَؤ ُل َِء ‪ :‬إ ِن ّ ُ‬
‫ْ‬ ‫ذا حــا َ‬ ‫َ‬ ‫حيـ َ‬ ‫والبر قَبـ َ َ‬
‫ر‬
‫خي ِ‬ ‫ل ِللت ّـأ ِ‬ ‫جــا َ‬ ‫م َ‬ ‫م فَل َ َ‬ ‫جل ُهُـ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫م إِ َ َ َ‬ ‫م ‪ ،‬لن ّهُـ ْ‬ ‫جل ُهُـ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ن يَ ِ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ ِّ ْ‬
‫‪38‬‬
‫ه العَِباد ُ ‪.‬‬ ‫فعَل ُ‬‫ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫خِبيٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ‪َ ،‬والل ُ‬ ‫مَها ِ‬ ‫َوال ِ ْ‬
‫" هو لقاء ليات الّله مع المؤمنين ‪ ،‬بعد أن استمعوا إلــى مــا تن ـّزل فــى‬
‫المنافقين من آيات ‪..‬‬
‫وكان من حكمة الحكيم العليم ‪ ،‬أن يلفت المؤمنين إلى أنفســهم ‪ ،‬بعــد‬
‫أن أراهم الصورة المنكرة للنسان الضال المنحرف ‪ ،‬ليكــون لهــم فيــه‬
‫عبرة وعظة ‪ ..‬وحتى ل يشــغل المــؤمن كــثيرا بــأمر هــؤلء المنــافقين ‪،‬‬
‫وحــتى ل يقــف كــثير مــن المــؤمنين عنــد حــد النظــر إلــى هــذه الصــور‬
‫المتحركة بين عينيه ‪ ،‬التلهي والتسلية ‪ ..‬جــاءت هــذه اللفتــة الســماوية‬
‫إليهم ‪ ،‬ليخرجوا بمشاعرهم وتصــوراتهم عــن هــذا الموقــف ‪ ،‬ولينظــروا‬
‫فى أنفسهم هم ‪ ،‬وليراجعوا حسابهم مع ذواتهم ‪ ،‬فقد يكون فيهــم مــن‬
‫هـو علـى صـورة هـؤلء المنـافقين ‪ ،‬أو علـى شـبه قريـب منهـا ‪ ،‬وهـذا‬
‫يقتضيه أن يصحح وضعه ‪ ،‬إن أراد أن يكون فى المؤمنين ‪..‬‬
‫أما كيف يقيم ميزانه السليم على طريق اليمــان ‪ ،‬فهــو أن يكــون كمــا‬
‫دعا الّله المؤمنين إليه فى هاتين اليتين ‪ :‬وهو أل يشغل عــن ذكــر الل ّــه‬
‫بالموال والولد ‪ ،‬وأل يكون ذلــك همــه فــى الحيــاة الــدنيا ‪ ،‬فيســتغرقه‬
‫متاع هذه الحياة ‪ ،‬ويقطعه عن ذكر الّله ‪ ،‬وعن النظر إلى الخرة ‪ ،‬ومــا‬
‫فيها من حساب وجزاء ‪ ..‬فإن من يفعل ذلك فقد خسر نفسه ‪ ،‬وأوردها‬
‫موارد الهلك فى الدنيا ‪ ،‬والعذاب الليم فى الخرة ‪..‬‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(5075 / 1) -‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪42‬‬
‫فإذا انخلع النسان عن سلطان الشتغال بالهــل والولــد ‪ ،‬وعــن الغفلــة‬
‫عن ذكر الّله ـ كان طلب البــذل منــه للنفــاق فــى وجــوه الخيــر ‪ ،‬أمــرا‬
‫مقبول ‪ ،‬يمكن أن يمتثله ويستجيب له ‪ ،‬حيث خــرج مــن هــذا الســلطان‬
‫المتحكم فيه ‪ ،‬الخذ على يده ‪ ،‬وهذا هو السر ـ والّله أعلم ـ فى تقــديم‬
‫النهى على المر ‪ ..‬فإن النتهاء عن المنكر والقبيح ‪ ،‬مــدخل إلــى إتيــان‬
‫المعروف والحسن من المور ‪..‬‬
‫إن النتهاء عن القبيح أشبه بالشفاء من داء يغتال عافيــة الجســد ‪ ،‬فــإذا‬
‫عوفى الجسد من هذا الــداء ‪ ،‬كــان مــن الطــبيعي بعــد ذلــك ‪ ،‬أن تقـوم‬
‫ملكات النسان وحواسه بوظائفهــا كاملــة ‪ ..‬فكمــا ل يــدعى إلــى حمــل‬
‫التكاليف والعباء مريض ‪ ،‬كذلك ل يدعى إلى القربــات والحســنات مــن‬
‫هو مقيم على المعاصي ‪ ،‬ملزم للمنكرات ‪..‬‬
‫ب له من هذا الــداء المتمكــن‬ ‫وإن التربية الحكيمة لمثل هذا ‪ ،‬هو أن يط ّ‬
‫منه ‪ ،‬فــإن هــو أقلــع عنــه ‪ ،‬كــان مــن الممكــن النتقــال بــه مــن جــانب‬
‫المعاصي إلى حيث البر والحسان ‪ ..‬ولهذا كان من مقررات الشريعة ‪:‬‬
‫ل‬‫ن َ قَب ْـ ِ‬‫مـ ْ‬ ‫دم على جلب المصالح!! وقوله تعــالى ‪ِ » :‬‬ ‫أن دفع المضار مق ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ل َوْ ل أ ّ‬ ‫أ َن يأ ْت ِ َ‬
‫ق‬
‫صد ّ َ‬ ‫ب فَأ ّ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ل قَ ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫خْرت َِني ِإلى أ َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قو َ‬ ‫ت فَي َ ُ‬‫مو ْ ُ‬‫م ال ْ َ‬ ‫حد َك ُ ُ‬ ‫يأ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ث على المبــادرة بطاعــة اللــه ‪ ،‬والعــداد اليــوم الخــر ‪ ،‬قبــل‬ ‫ّ‬ ‫« ـ هو ح ّ‬
‫فوات الوان ‪ ،‬حين يهجم الموت على غرة أو دون إنذار ســابق ‪ ،‬فيجــد‬
‫المرء نفسه وقد حضره المــوت ‪ ،‬وفــاته مـا كــان يــراود بـه نفســه مــن‬
‫طاعة الّله ‪ ،‬ومن فعل الخير ‪ ،‬وعندئذ يود أن لو استأنى به الموت قليل‬
‫‪ ،‬وترك له فرصة من الوقت ‪ ،‬يتدارك فيه ما فات ‪ ،‬ويصلح ما أفســد ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ة َول‬ ‫ن ســاع َ ً‬ ‫خُرو َ‬ ‫س ـت َأ ِ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫جل ُهُ ـ ْ‬ ‫ولكــن هيهــات ‪ ،‬هيهــات! » فَ ـِإذا جــاَء أ َ‬
‫ن « )‪ : 34‬العراف( وقوله تعالى ‪ » :‬فأصدق « منصوب بــأن‬ ‫مو َ‬ ‫قد ِ ُ‬
‫ست َ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫المضمرة بعد فاء السببية ‪ ،‬الواقعة بعد الطلب ‪ ،‬وهــو الرجــاء المفهــوم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ـد ّقَ «‪ ..‬فلــول‬ ‫ب ؟ فَأ ّ‬ ‫ري ـ ٍ‬‫ل قَ ِ‬ ‫جـ ٍ‬ ‫خْرت َِني ِإلى أ َ‬ ‫من قوله تعالى ‪ » :‬ل َوْ ل أ َ ّ‬
‫هنا بمعنى » هل «‪.‬وأصدق ‪ :‬أصله أتصدق ‪ ،‬قلبت التاء صادا ‪ ،‬وأدغمــت‬
‫فى الصاد ‪..‬‬
‫َ‬
‫ن « فهو مجزوم ‪ ،‬لنه واقــع فـى‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫وأما قوله تعالى ‪ » :‬وَأك ُ ْ‬
‫خْرت َِني ِإلى‬ ‫َ‬
‫حّيز جواب الشرط ‪ ،‬المفهوم كذلك من قوله تعالى » ل َوْ ل أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ـد ّقَ ‪،‬‬ ‫ب فَأ ّ‬ ‫ري ـ ٍ‬ ‫ل قَ ِ‬ ‫جـ ٍ‬‫خْرت َن ِــي ِإلــى أ َ‬ ‫ب « فهو بمعنــى » ل َـوْ ل أ َ ّ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ل قَ ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ن « ! ‪..‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬‫وَأك ُ ْ‬
‫وهذا السلوب من النظم ل يكون فى غيــر القــرآن ‪ ،‬ونظمــه المعجــز ‪،‬‬
‫الذي يملك بسلطانه التصريف فى الكلمات ‪ ،‬كما يملك سبحانه وتعــالى‬
‫بقدرته التصريف فى كل شىء ‪ ..‬فلقد تسلط أسلوب الطلب ‪َ » :‬لــوْ ل‬
‫َ‬ ‫أَ ّ‬
‫ب « تسـلط علـى الفعليـن ‪ :‬أصـدق ‪ ،‬وأكـون ‪..‬‬ ‫ريـ ٍ‬ ‫ل قَ ِ‬ ‫جـ ٍ‬ ‫خْرت َِني ِإلـى أ َ‬
‫جاعل الفعل الول مسببا عنه ‪ ،‬وجاعل الفعل الثاني جوابا له ‪..‬والسؤال‬
‫هنا ‪ :‬ما الحكمة من مجىء النظم فى الية على هذا السلوب ؟‬
‫ولما ذا لم يجىء الفعلن الواقعان فى حيز الطلب ‪ ،‬منصــوبين معــا ‪ ،‬أو‬
‫مجزومين معا ؟‬
‫‪43‬‬
‫وما سر هذه التفرقة بين الفعلين ‪ ،‬فيكون أحــدهما مسـّببا ‪ ،‬علــى حيــن‬
‫يكون الخر جوابا ؟‬
‫نقول ـ والّله أعلم ـ ‪ :‬إن هــذا الختلف بيــن الفعليــن ‪ ،‬هــو اختلف فــى‬
‫أحوال النفس ‪ ،‬وتنقلها من حال إلى حال ‪ ،‬فى هذا الموقف المشــحون‬
‫بالنفعالت والزمات ‪..‬‬
‫فــالموت حيــن يحضــر هــذا النســان الــذي يــدافع اليــام بالتســويف‬
‫والمماطلــة فــى الرجــوع إلــى الل ّــه ‪ ،‬وعمــل الصــالحات ــ هــذا المــوت‬
‫ده إلى صوابه ‪ ،‬ويوقظه من غفلته ‪ ،‬ولكن‬ ‫المطل على هذا النسان ‪ ،‬ير ّ‬
‫ذلك يكون بعد فوات الوان ‪ ،‬وقد بلغت الــروح الحلقــوم ‪ ،‬فل يجــد هــذا‬
‫خْرت َن ِــي‬ ‫ب ل َـوْ ل أ َ ّ‬
‫ى ‪ ،‬وإل الرجاء فيقــول ‪َ » :‬ر ّ‬ ‫النسان بين يديه َإل المان ّ‬ ‫َ‬
‫ق! «‪.‬‬ ‫صد ّ َ‬‫ب فَأ ّ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ل قَ ِ‬‫ج ٍ‬
‫ِإلى أ َ‬
‫‪ .‬إن ذلك هو أقصى أمانيه ‪ ،‬وهو غاية مطلوبه ‪ ..‬ثم يخيل إليه من لهفته‬
‫‪ ،‬وشدة حرصه على هذا المطلوب ‪ ،‬أنه ـ وقد تمناه ـ أصبح دانيا قريبا ‪،‬‬
‫وأنه قد اســتجيب لــه فعل ‪ ،‬وأن يــد المــوت قــد تراخــت عنــه قليل إلــى‬
‫أجل ‪ ..‬وهنا ينطلق مع هذا المل فرحا مستبشرا ‪..‬إنه الن يســتطيع أن‬
‫يتصدق ‪ ..‬وإنه إن يتصدق يكن من الصالحين ‪ ،‬الذين يفوزون برضا الل ّــه‬
‫ى ‪ ،‬ليــدخل فــى بــاب العــرض‬ ‫ورضوانه ‪ ..‬ولهذا يخــرج مــن بــاب المــان ّ‬
‫والطلب ‪ ..‬إن تؤخرني إلى أجل قريب أكن من الصالحين ‪ ..‬ولكن هــذه‬
‫الفرحة سرعان ما تختفى ‪ ،‬وتغرب شمسها من نفسه ‪ ،‬إذ يجىــء قــوله‬
‫َ‬
‫ده هــذا إلــى مواجهــة‬ ‫جُلها « فير ّ‬
‫فسا ً ِإذا جاَء أ َ‬ ‫خَر الل ّ ُ‬
‫ه نَ ْ‬ ‫ن ي ُؤ َ ّ‬ ‫تعالى ‪» :‬وَل َ ْ‬
‫الموت ‪ ،‬الذي خّيل إليه أنه ف ـّر مــن بيــن يــديه! إنــه حلــم لحظــة ‪ ،‬فــى‬
‫صحوة الموت أو غيبوبته ‪ ،‬سرعان ما يذهب كما تذهب الحلم ‪..‬‬
‫وتحرير معنى الية ـ على هذا المفهــوم الــذي فهمناهــا عليــه ‪ ،‬هــو ‪ :‬هّل‬
‫أخرتنى إلى أجــل قريــب فأصــدق ‪ ..‬وإن أصــدق أكــن مــن الصــالحين ‪،‬‬
‫‪39‬‬
‫ل بوجهه من قريب‪.‬‬ ‫الناجين ‪ ،‬من هذا الهول العظيم‪ .‬الذي يط ّ‬
‫" والموال والولد ملهاة ومشغلة إذا لم يستيقظ القلب ‪ ،‬ويــدرك غايــة‬
‫وجوده ‪ ،‬ويشعر أن له هدفا أعلى يليق بالمخلوق الذي نفخ الّله فيه من‬
‫روحه ‪ ،‬فأودع روحه الشوق إلى تحقيق بعض صفاته اللهيــة فــي حــدود‬
‫طاقته البشرية‪ .‬وقد منحه الموال والولد ليقوم بالخلفة في الرض ل‬
‫لتلهيه عن ذكر الّله والتصال بالمصدر الذي تلقى منه ما هو به إنســان‪.‬‬
‫ومن يغفل عن التصال بذلك المصدر ‪ ،‬ويلهه عن ذكر الّله ليتم لــه هــذا‬
‫ن« ‪ ..‬وأول ما يخسرونه هو هذه السمة‪.‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫م اْلخا ِ‬ ‫ك هُ ُ‬‫التصال »فَُأولئ ِ َ‬
‫سمة النســان‪ .‬فهــي موقوفــة علــى التصــال بالمصــدر الــذي صــار بــه‬
‫النسان إنسانا‪ .‬ومن يخسر نفسه فقد خسر كل شيء‪ .‬مهما يملك مــن‬
‫مال ومن أولد‪.‬‬
‫قوا‬ ‫َ‬
‫ويلمسهم في موضوع النفاق لمسات متنوعة في آية واحدة ‪»..‬وَأن ْفِ ُ‬
‫م« ‪ ..‬فيذكرهم بمصدر هذا الرزق الذي في أيــديهم‪ .‬فهــو‬ ‫ن ما َرَزْقناك ُ ْ‬‫م ْ‬
‫ِ‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(966 / 14) -‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪44‬‬
‫ي‬ ‫ْ‬ ‫من عند الّله الذي آمنوا به والذي يأمرهم بالنفــاق‪».‬م ـن قَب ـ َ‬
‫ن ي َـأت ِ َ‬
‫لأ ْ‬‫ِ ْ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ت ‪.. «...‬فيترك كل شيء وراءه لغيــره وينظــر فل يجــد أنــه‬ ‫م ال ْ َ‬
‫مو ْ ُ‬ ‫حد َك ُ ُ‬
‫أ َ‬
‫قدم شيئا لنفسه ‪ ،‬وهذا أحمق الحمق وأخسر الخسران‪.‬‬
‫ثــم يرجــو حينئذ ويتمنــى أن لــو كــان قــد أمهــل ليتصــدق وليكــون مــن‬
‫جُلها«؟ وأنــى‬ ‫َ‬
‫فسا ً ِإذا جاَء أ َ‬
‫ه نَ ْ‬‫خَر الل ّ ُ‬ ‫الصالحين! وأنى له هذا؟ ‪» :‬وَل َ ْ‬
‫ن ي ُؤ َ ّ‬
‫ن«؟‬ ‫مُلو َ‬
‫خِبيٌر ِبما ت َعْ َ‬ ‫له ما يتقدم به؟ »َوالل ّ ُ‬
‫ه َ‬
‫إنها اللمسات المنوعــة فــي اليــة الواحــدة‪ .‬فــي مكانهــا المناســب بعــد‬
‫عرض سمات المنافقين وكيدهم للمؤمنين‪.‬‬
‫ولو إذ المؤمنين بصف الّله الذي يقيهم كيــد المنــافقين ‪ ..‬فمــا أجــدرهم‬
‫إذن أن ينهضوا بتكاليف اليمان ‪ ،‬وأل يغفلوا عن ذكر الل ّــه‪ .‬وهــو مصــدر‬
‫‪40‬‬
‫المان ‪..‬وهكذا يربي الّله المسلمين بهذا القرآن الكريم ‪" ..‬‬

‫ـــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(3580 / 6) -‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪45‬‬
‫المبحث التاسع‬
‫من هاجر إلى الله وأدركه الموت قبل وصوله فقد وقع‬
‫أجره على الله‬
‫َْ‬
‫مــا ك َِثيـًرا‬ ‫مَراغ َ ً‬ ‫ض ُ‬ ‫جد ْ فِــي الْر ِ‬ ‫ل الل ّهِ ي َ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫جْر ِفي َ‬ ‫ن ي َُها ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قال تعالى ‪} :‬وَ َ‬
‫ت‬ ‫م ـو ْ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫م ي ُـد ْرِك ْ ُ‬ ‫ســول ِهِ ث ُـ ّ‬ ‫جًرا إ َِلى الل ّهِ وََر ُ‬ ‫مَها ِ‬ ‫ن ب َي ْت ِهِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫سعَ ً‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ما )‪] (100‬النساء‪[100/‬‬ ‫حي ً‬ ‫فوًرا َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫جُره ُ ع ََلى الل ّهِ وَ َ‬ ‫قد ْ وَقَعَ أ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫فاَرقَ ـ ِ‬
‫ة‬ ‫م َ‬ ‫م فِــي ُ‬ ‫ج ـَرةِ ‪ ،‬وَي َُرغ ّب ُهُ ـ ْ‬ ‫ن ع َل َــى الهِ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫م ـؤ ْ ِ‬ ‫ه ت َعَــاَلى ال ُ‬ ‫ض الل ـ ُ‬ ‫ح ـّر ُ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ ٍ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مــاك ِ َ‬ ‫دوا أ َ‬ ‫جـ ُ‬ ‫مــا ذ َهَب ُــوا وَ َ‬ ‫حي ْث ُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫م ـؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مأ ّ‬ ‫مه ُ ـ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي ُعْل ِ ُ‬ ‫كي َ‬ ‫ش ـرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ن‬ ‫مـ َ‬ ‫ن ِفيهــا ِ‬ ‫حـّرُرو َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي َت َ َ‬ ‫كي َ‬ ‫شـرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مـ َ‬ ‫ن ِبهــا ِ‬ ‫صـُنو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن إَليهَــا ‪ ،‬وَي َت َ َ‬ ‫ؤو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ي َل ْ َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خ ـُر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ق ‪ .‬وَ َ‬ ‫ة ِفي ال ـّرْز ِ‬ ‫سعَ ً‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫مون َهُم ِ ِبها ‪ ،‬وَي َ ِ‬ ‫داِء ‪ ،‬وَي َُراِغ ُ‬ ‫ال َع ْ َ‬
‫عْنـد َ‬ ‫ب ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ه الّثـ َ‬ ‫ل َلـ ُ‬ ‫صـ َ‬ ‫ح َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ق ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ري ِ‬ ‫ه ِفي الط ّ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫حت ْ َ‬ ‫قى َ‬ ‫جَرةِ فَي َل ْ َ‬ ‫ب َي ْت ِهِ ب ِن ِي ّةِ الهِ ْ‬
‫جَر ‪.‬‬ ‫ها َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ل َثوا ِ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫اللهِ ‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫ل ِبالن ّي ّ ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ما الع ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِن ّ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫فعَ ْ‬
‫ه إ ِل َــى‬ ‫جَرت ُـ ُ‬ ‫ســول ِهِ فَهِ ْ‬ ‫ه إ َِلى الل ّـهِ وََر ُ‬ ‫جَرت ُ ُ‬ ‫ت هِ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وى فَ َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫ئ َ‬ ‫مرِ ٍ‬ ‫ما ل ِ ْ‬ ‫وَإ ِن ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫جَرت ُـ ُ‬ ‫جهَــا فَهِ ْ‬ ‫م ـَرأةٍ ي َت ََزوّ ُ‬ ‫صيب َُها أوِ ا ْ‬ ‫ه ل ِد ُن َْيا ي ُ ِ‬ ‫جَرت ُ ُ‬ ‫ت هِ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫سول ِهِ وَ َ‬ ‫الل ّهِ وََر ُ‬
‫جَر إ ِل َي ْهِ «‪.‬صحيح البخاري)‪ ( 1‬وصحيح مسلم )‪( 5036‬‬ ‫ها َ‬ ‫ما َ‬ ‫إ َِلى َ‬
‫ل اللـهِ ‪: ‬‬ ‫ســو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬قَــا َ‬ ‫ه ‪ ،‬قَــا َ‬ ‫ه ع َن ْـ ُ‬ ‫ي الل ّـ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه إ ِل َــى اللـ ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫جَرت ُـ ُ‬ ‫ت هِ ْ‬ ‫ن ك َــان َ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫وى ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مــا ن َـ َ‬ ‫ئ َ‬ ‫مرِ ٍ‬ ‫لا ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَل ِك ُ ّ‬ ‫ل ِبالن ّّيا ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫الع ْ َ‬
‫صيب َُها‬ ‫ه إ َِلى د ُن َْيا ي ُ ِ‬ ‫جَرت ُ ُ‬ ‫ت هِ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫سول ِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه إ َِلى اللهِ وََر ُ‬ ‫جَرت ُ ُ‬ ‫سول ِهِ ‪ ،‬فَهِ ْ‬ ‫وََر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪41‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫جَر إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه إ َِلى َ‬ ‫جَرت ُ ُ‬ ‫جَها ‪ ،‬فَهِ ْ‬ ‫مَرأةٍ ي َت ََزوّ ُ‬ ‫‪ ،‬أوِ ا ْ‬
‫إن المنهج الرباني القرآني يعالج في هذه الية مخاوف النفس المتنوعة‬
‫وهي تواجه مخاطر الهجرة في مثـل تلـك الظـروف الـتي كـانت قائمـة‬
‫والتي قد تتكرر بذاتها أو بما يشابهها من المخاوف في كل حين‪.‬‬
‫وهو يعالج هذه النفــس فــي وضــوح وفصــاحة فل يكتــم عنهــا شــيئا مــن‬
‫المخاوف ول يداري عنها شيئا من الخطار ‪ -‬بما في ذلك خطر الموت ‪-‬‬
‫ولكنــه يســكب فيهــا الطمأنينــة بحقــائق أخــرى وبضــمانة الل ّــه ســبحانه‬
‫وتعالى ‪..‬‬
‫فهو أول يحــدد الهجــرة بأنهــا »فــي ســبيل الل ّــه« ‪ ..‬وهــذه هــي الهجــرة‬
‫المعتــبرة فــي الســلم‪ .‬فليســت هجــرة للــثراء ‪ ،‬أو هجــرة للنجــاة مــن‬
‫المتاعب ‪ ،‬أو هجرة للذائذ والشهوات ‪ ،‬أو هجرة لي عرض من أعراض‬
‫الحياة‪ .‬ومن يهــاجر هــذه الهجــرة ‪ -‬فــي ســبيل الل ّــه ‪ -‬يجــد فــي الرض‬
‫فسحة ومنطلقا فل تضيق به الرض ‪ ،‬ول يعدم الحيلة والوسيلة‪ .‬للنجــاة‬
‫وللرزق والحياة ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ة« ‪..‬‬ ‫سعَ ً‬ ‫غما ك َِثيرا وَ َ‬ ‫مرا َ‬ ‫ض ُ‬ ‫جد ْ ِفي الْر ِ‬ ‫ل اللهِ ي َ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫جْر ِفي َ‬ ‫ن ُيها ِ‬ ‫م ْ‬ ‫»وَ َ‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ (388)(113‬صحيح‬ ‫‪41‬‬

‫‪46‬‬
‫وإنما هو ضعف النفس وحرصها وشــحها يخيــل إليهــا أن وســائل الحيــاة‬
‫والرزق ‪ ،‬مرهونة بــأرض ‪ ،‬ومقيــدة بظــروف ‪ ،‬ومرتبطــة بملبســات لــو‬
‫فارقتها لم تجد للحياة سبيل‪.‬‬
‫وهذا التصور الكاذب لحقيقة أسباب الرزق وأسباب الحيــاة والنجـاة هـو‬
‫الذي يجعل النفوس تقبل الذل والضيم ‪ ،‬وتسكت على الفتنة في الدين‬
‫ثم تتعرض لذلك المصير البائس‪ .‬مصير الذين تتوفاهم الملئكة ظــالمي‬
‫أنفسهم‪ .‬والّله يقرر الحقيقة الموعودة لمن يهاجر في سبيل الّله ‪ ..‬إنــه‬
‫سيجد في أرض الّله منطلقا وسـيجد فيهـا سـعة‪.‬وسـيجد الّلـه فـي كـل‬
‫مكان يذهب إليه ‪ ،‬يحييه ويرزقه وينجيه ‪..‬‬
‫ولكن الجل قــد يــوافي فــي أثنــاء الرحلــة والهجــرة فــي ســبيل الل ّــه ‪..‬‬
‫والموت ‪ -‬كما تقدم في سياق السورة ‪ -‬ل علقة له بالسباب الظــاهرة‬
‫إنما هو حتم محتوم عند ما يحين الجل المرسوم‪ .‬وسواء أقام أم هاجر‬
‫‪ ،‬فإن الجل ل يستقدم ول يستأخر‪.‬‬
‫غيــر أن النفــس البشــرية لهــا تصــوراتها ولهــا تأثراتهــا بالملبســات‬
‫الظاهرة ‪ ...‬والمنهج يراعي هذا ويعــالجه‪ .‬فيعطــي ضــمانة الل ّــه بوقــوع‬
‫الجر على الّله منذ الخطوة الولــى مــن الــبيت فــي الهجــرة إلــى الل ّــه‬
‫م ُيـد ْرِك ْ ُ‬
‫ه‬ ‫جرا ً إ َِلـى الّلـهِ وََر ُ‬
‫سـول ِهِ ‪ُ -‬ثـ ّ‬ ‫مها ِ‬
‫ن ب َي ْت ِهِ ُ‬
‫م ْ‬
‫ج ِ‬‫خُر ْ‬‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬
‫ورسوله ‪» :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ه« ‪..‬‬‫جُره ُ ع ََلى الل ّ ِ‬‫قد ْ وَقَعَ أ ْ‬‫ت ‪ -‬فَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مو ْ ُ‬
‫أجره كله‪ .‬أجر الهجرة والرحلة والوصول إلى دار الســلم والحيــاة فــي‬
‫دار السلم ‪ ..‬فماذا بعد ضمان الّله من ضمان؟‬
‫ومع ضمانة الجر التلويح بالمغفرة للذنوب والرحمة في الحساب‪ .‬وهذا‬
‫فوق الصفقة الولى‪.‬‬
‫حيمًا«‪.‬‬‫فورا ً َر ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه غَ ُ‬ ‫»َوكا َ‬
‫إنها صفقة رابحة دون شك‪ .‬يقبض فيها المهاجر الثمن كله منذ الخطــوة‬
‫الولى ‪ -‬خطوة الخروج من البيت مهاجرا إلى الل ّــه ورســوله ‪ -‬والمــوت‬
‫هو الموت‪ .‬فــي موعــده الــذي ل يتــأخر‪ .‬والــذي ل علقــة لــه بهجــرة أو‬
‫إقامة‪.‬‬
‫ولو أقام المهاجر ولم يخرج من بيته لجاءه الموت في موعده‪ .‬ولخســر‬
‫الصفقة الرابحة‪ .‬فل أجر ول مغفرة ول رحمة‪ .‬بل هنالك الملئكة تتوفاه‬
‫ظالما لنفسه! وشتان بين صفقة وصفقة! وشــتان بيــن مصــير ومصــير!‬
‫ويخلص لنا من هذه اليات التي استعرضناها من هذا الدرس ‪ -‬إلى هــذا‬
‫الموضع ‪ -‬عدة اعتبارات ‪ ،‬نجملها قبل أن نعبر إلى بقيــة الــدرس وبقيــة‬
‫ما فيه من موضوعات ‪:‬‬
‫ّ‬
‫يخلص لنا منها مدى كراهية السلم للقعود عن الجهاد فــي ســبيل اللــه‬
‫والقعود عن النضمام للصف المسلم المجاهد ‪ ..‬اللهــم إل مــن عــذرهم‬
‫الّله من أولي الضرر ‪ ،‬ومن العاجزين عــن الهجــرة ل يســتطيعون حيلــة‬
‫ول يهتدون سبيل ‪..‬‬
‫ويخلص لنا منها مدى عمق عنصر الجهاد وأصالته في العقيدة السلمية‬
‫‪ ،‬وفي النظام السلمي ‪ ،‬وفي المقتضيات الواقعية لهذا المنهج الرباني‬
‫‪47‬‬
‫‪ ..‬وقد عدته الشيعة ركنا من أركان السلم ‪ -‬ولهم مــن قــوة النصــوص‬
‫ومن قوة الواقع ما يفسر اتجاههم هذا‪ .‬لول ما ورد فــي حــديث ‪» :‬بنــي‬
‫السلم على خمس ‪ «...‬ولكن قوة التكليف بالجهاد وأصالة هذا العنصر‬
‫في خطر الحياة السلمية وبروز ضرورته في كل وقت وفــي كــل أرض‬
‫‪ -‬الضرورة التي تستند إلى مقتضيات فطرية ل ملبســات زمنيــة ‪ -‬كلهــا‬
‫تؤيد هذا الشعور العميق بجدية هذا العنصر وأصالته‪.‬‬
‫ويخلص لنا كــذلك أن النفــس البشـرية هـي النفـس البشــرية وأنهــا قــد‬
‫تحجم أمام الصعاب ‪ ،‬أو تخاف أمام المخاطر ‪ ،‬وتكسل أمام العقبــات ‪،‬‬
‫في خير الزمنة وخير المجتمعات‪ .‬وأن منهــج العلج فــي هــذه الحالــة ‪،‬‬
‫ليـس هــو اليـأس مـن هــذه النفـوس‪ .‬ولكــن استجاشـتها ‪ ،‬وتشـجيعها ‪،‬‬
‫وتحذيرها ‪ ،‬وطمأنتها في آن واحد‪ .‬وفــق هــذا المنهــج القرآنــي الربــاني‬
‫الحكيم‪.‬‬
‫وأخيــرا يخلــص لنــا كيــف كــان هــذا القــرآن يــواجه واقــع الحيــاة ويقــود‬
‫المجتمــع المســلم ويخــوض المعركــة ‪ -‬فــي كــل ميادينهــا ‪ -‬وأول هــذه‬
‫الميادين هو ميدان النفس البشرية وطبائعها الفطرية ‪ ،‬ورواسبها كذلك‬
‫من الجاهلية‪ .‬وكيف ينبغي أن نقرأ القرآن ‪ ،‬ونتعامل معه ونحــن نــواجه‬
‫‪42‬‬
‫واقع الحياة والنفس بالدعوة إلى الّله‪".‬‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(745 / 2) -‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪48‬‬
‫المبحث العاشر‬
‫المنافقون يهربون من الجهاد فرارا من الموت‬

‫ما وَع َـد ََنا‬ ‫ض َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن َوال ّ ِ‬ ‫قو َ‬ ‫مَنافِ ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫قال تعالى ‪ } :‬وَإ ِذ ْ ي َ ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ب َل ُ‬ ‫ل ي َث ْرِ َ‬ ‫م َيا أهْ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ه إ ِّل غ ُُروًرا )‪ (12‬وَإ ِذ ْ َقال َ ْ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ْ‬
‫مــا‬ ‫ن ب ُُيوت َن َــا ع َـوَْرة ٌ وَ َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫قول ُــو َ‬ ‫ي يَ ُ‬ ‫م الن ّب ِـ ّ‬ ‫من ْهُ ُ‬ ‫ريقٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن فَ‬ ‫ست َأذ ِ ُ‬ ‫جُعوا وَي َ ْ‬ ‫م َفاْر ِ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫طارِهَــا ث ُـ ّ‬ ‫ن أ َقْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ن إ ِّل فَِراًرا )‪ (13‬وَل َوْ د ُ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ي ب ِعَوَْرةٍ إ ِ ْ‬ ‫هِ َ‬
‫ه‬‫دوا الّلــ َ‬ ‫عاهَ ُ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫سيًرا )‪ (14‬وَل َ َ‬ ‫ما ت َل َب ُّثوا ب َِها إ ِّل ي َ ِ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫ة َل َت َوْ َ‬ ‫فت ْن َ َ‬ ‫سئ ُِلوا ال ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سـئول )‪ (15‬قـ ْ‬‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ن قب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫فعَكـ ُ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫ل لـ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ع َهْد ُ اللـهِ َ‬ ‫ن الد َْباَر وَكا َ‬ ‫ل ل ي ُوَلو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن إ ِّل قَِليًل )‪ (16‬قُ ـ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫مت ّعُــو َ‬ ‫ذا َل ت ُ َ‬ ‫ل وَإ ِ ً‬ ‫قت ْ ِ‬ ‫ت أوِ ال ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن فََرْرت ُ ْ‬ ‫فَراُر إ ِ ْ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ة وََل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مـ ً‬ ‫ح َ‬ ‫م َر ْ‬ ‫سوًءا أوْ أَراد َ ب ِك ُـ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن أَراد َ ب ِك ُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ذي ي َعْ ِ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫صيًرا )‪] (17‬الحزاب‪[17-12/‬‬ ‫َ‬
‫ن اللهِ وَل ِّيا وَل ن َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن له ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫يَ ِ‬
‫ل ‪ ،‬وَقَــا َ‬ ‫مــا قَــا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫شـي ْرٍ َ‬ ‫ب ب ْـ ُ‬ ‫معْت ِ ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فاقُهُ ْ‬ ‫ن فَظهََر ن ِ َ‬ ‫قو َ‬ ‫مَنافِ ُ‬ ‫ما ال ُ‬ ‫أ ّ‬
‫سلم ِ‬ ‫م بال ِ ْ‬ ‫ب ع َهْد ِه ِ ْ‬ ‫قْر ِ‬ ‫ك ‪ ،‬لِ ُ‬ ‫ش ٌ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫م ِريب َ ٌ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ِفي أ ًن ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن َوال ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ضَعا ُ‬ ‫ِ‬
‫غــُرورا ً { ‪،‬‬ ‫ه إ ِل ّ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ما وَع َد ََنا الل ُ‬ ‫ض{‪َ }:‬‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ } -‬ال ِ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫صـرِ َوالظفِـرِ ِبالعَـد ُوّ ِإل وَع ْــدا ي َغُّرن َــا‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫مـ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫دنا ب ِهِ الل ُ‬ ‫ما وَع َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م يك َ ْ‬ ‫أيْ ل َ ْ‬
‫عنا ‪.‬‬ ‫خد َ ُ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫ُ‬ ‫ت َ‬
‫ن‬ ‫ي اب ْ ِ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫ن ) ك ََعبد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫مَناِفقي َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ن َقال َ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫مد ُ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫َواذ ْك ُْر َيا ُ‬
‫م ‪ ،‬الــذي‬ ‫قــا ُ‬ ‫م َ‬
‫س هــذا ال ُ‬ ‫ب ( ل َي ْـ َ‬ ‫مدينةِ ) ي َث ْـرِ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫حاِبه ( ‪َ :‬يا أ َهْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ل وأ ْ‬
‫َ‬
‫سُلو ٍ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫من َــازِل ِك ْ‬ ‫جُعوا ِإلــى َ‬ ‫م ‪ ،‬فَــاْر ِ‬ ‫ح لك ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫قام ٍ َ‬ ‫م َ‬ ‫ي ‪ ،‬بِ ُ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫طي َ‬ ‫مَراب ِ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫مون َ ُ‬ ‫قي ُ‬ ‫تُ ِ‬
‫ي ‪‬‬ ‫م الن ّب ِـ ّ‬ ‫ن َفريقٌ من ْهُـ ُ‬ ‫ست َأذ َ َ‬ ‫م ‪ .‬وا ْ‬ ‫عَيال ِك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دافُِعوا ع َْنها وع َ ْ‬ ‫ها ‪ ،‬وَل ِت ُ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل ِت َ ْ‬
‫ة ( ‪ ،‬وَقَــالوا‬ ‫ُ‬ ‫حارِث َـ َ‬ ‫م ب َن ُــو َ‬ ‫م ) وَهُـ ْ‬ ‫من َــازِل ِهِ ْ‬ ‫م ِبالعَوْد َةِ ِإلى َ‬ ‫ح له ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫طاِلبي َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ميهــا‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫س ل َهَــا َ‬ ‫م ليـ َ‬ ‫سّراقَ ‪ ،‬وأ ‪ ّ ،‬ب ُي ُــوت َهُ ْ‬ ‫على ب ُُيوت ِهِم ِ ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫م يَ َ‬ ‫إ ِن ّهُ ْ‬
‫) ع َوَْرة ٌ ( ‪.‬‬
‫مهَ ـد ّد َةً‬ ‫ت ع َـوَْرة ً ‪ ،‬وَل َ ُ‬ ‫سـ ْ‬ ‫ن ب ُُيوِتهم لي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ؤلِء َقائ ِل ً ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ه ت ََعالى ع َلى ه ُ‬ ‫َ‬ ‫وَي َُرد ّ الل ُ‬
‫م َ‬
‫ل ‪ ،‬وَع َـد َم ِ‬ ‫قَتا ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫فَراَر َوالهََر َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَإ ِّنما ُيري ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ما ي َْزع ُ ُ‬ ‫حد ٍ ك َ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬
‫داَء اللهِ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫م أع ْ َ‬ ‫حْرب ِهِ ْ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عان َةِ ال ُ‬ ‫إِ َ‬
‫ْ‬ ‫دين َـةِ ‪ ،‬وك ُـ ّ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَل َوْ د َ َ‬
‫ل قُط ـ ِ‬
‫ر‬ ‫م ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫جوان ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫جان ِ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫داُء ِ‬ ‫م الع ْ َ‬ ‫ل ع َليهِ ُ‬ ‫خ َ‬
‫ن‬ ‫م ( وَ َ‬ ‫طاِرها ) َوقي َ‬ ‫ن أ َقْ َ‬
‫داد َ ع َـ ِ‬ ‫طلب ُــوا ِإليهِــم الْرت ِـ َ‬ ‫صود ُ ب ُي ُــوت ُهُ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل بَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ريعا ً‬ ‫سـ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫فعَُلوا ذ َل ِـ َ‬ ‫ة ( لَ َ‬ ‫فت ْن َ َ‬ ‫سئ ُِلوا ال ِ‬ ‫ك ‪َ ) ،‬لو ُ‬ ‫شْر ِ‬ ‫سلم ِ ‪ ،‬والعَوْد َة َ ِإلى ال ّ‬ ‫ال ِ ْ‬
‫م‪.‬‬ ‫مــان ِهِ ْ‬ ‫ف ِإي َ‬ ‫ض ـعْ ِ‬ ‫ل ع َلــى َ‬ ‫َ‬ ‫ج ـَزِع ‪َ ،‬وهــذا د َِلي ـ ٌ‬ ‫شد ّةِ الهَلِع َوال َ‬ ‫َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ت ََرد ّد ِ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ل ي َـوْ َ‬ ‫قت َــا ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ة ‪ -‬قَـد ْ هََرب ُــوا ِ‬ ‫حارِث َ َ‬ ‫م ب َُنوا َ‬ ‫ن ‪ -‬وَهُ ْ‬ ‫ست َأذ ُِنو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن هؤلِء ال ُ‬ ‫وَكا َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫دوا ِإلـى‬ ‫ه ع َل َــى أل ّ ي َُعـو ُ‬ ‫دوا الل َ‬ ‫عاهَ ُ‬ ‫م َتاُبوا وَ َ‬ ‫قاِء العَد ُوّ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ْ‬ ‫حد ٍ ‪ ،‬وَفَّروا ِ‬
‫م‬ ‫أ ُ‬
‫قابهم ‪ ،‬ومن عاهد الله فإن الله سي َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫عـ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سأل ُ ُ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ ِ ّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ‬ ‫صوا ع ََلى أع ْ َ ِ ِ ْ‬ ‫مث ِْلها ‪ ،‬وَل َ ي َن ْك ُ ُ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫قـ ْ‬ ‫زيـهِ ِبـه ‪ .‬فَ ُ‬
‫سـت َأذ ِِني َ‬ ‫م ْ‬ ‫مـد ُ ِلهــؤلِء ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيـا ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫مـةِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ع َهْـد ِهِ َيـوْ َ‬
‫ن‬ ‫م وَل َـ ْ‬ ‫فعَك ُـ ْ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫ل ل َـ ْ‬ ‫قَتا ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن الفَراَر ِ‬ ‫قائ ِهِ ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ل العَد ُوّ وَل ِ َ‬ ‫ن قَِتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫الَهاِربي َ‬
‫فعَك ُـ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ـَراُر‬ ‫م ال ِ‬
‫ْ ً‬
‫ل ‪ ،‬وَِإذا ن َ َ‬ ‫ت أوْ قَت ْـ ٍ‬ ‫موْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ع َلي ْك ُ ْ‬ ‫ضاه ُ الل ُ‬ ‫ما قَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ي َد ْفَعَ ع َن ْك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫جـ َ ِ‬ ‫دود ُ ال ْ‬ ‫حـ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫دنيا َ‬ ‫م فِــي الـ ّ‬ ‫قــاَءك ُ ْ‬ ‫ن بَ َ‬ ‫ب ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫حْر‬ ‫حةِ ال َ‬ ‫سا َ‬ ‫قت َُلوا ِفي َ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫ْ‬
‫خُر‬ ‫حــد ّد ِ ل ً ي ََتــأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫عد ِ ال ُ‬ ‫ت في المو ِ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫سي َأتي ال َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مَتاع ٌ َقلي ٌ‬ ‫م ِفيها َ‬ ‫مَتاع َك ُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫‪49‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ِفي ال َْر‬
‫ه‬
‫ضــاَء اللـ ِ‬ ‫من َعَ قَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫طيعُ أ ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫حد ُ ي َ ْ‬ ‫ضأ َ‬ ‫ِ‬ ‫م ‪ :‬ل َي ْ َ‬‫ل ل َهُ ْ‬ ‫م ‪.‬وَقُ ْ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫وَل َ ي َت َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫ن ي َـُرد ّهُ‬‫ح ـد ٌ أ ْ‬ ‫طيعُ أ َ‬ ‫سـت َ ِ‬ ‫شــرا ً فَل َ ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫ن أَراد الل ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ل ِإليك ُ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة ‪َ ،‬فل‬ ‫مـ ً‬‫ح َ‬ ‫خي ْــرا ً وََر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن أَراد َ ب ِك ُـ ْ‬ ‫م ‪ :‬وَإ ِ ْ‬ ‫عهِ ب ِك ُـ ْ‬‫ن وَُقو ِ‬ ‫دو َ‬‫ل ُ‬ ‫حو َ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َ أن ْي َ ُ‬ ‫ع َن ْك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ب ِي َـد ِ اللـهِ ‪،‬‬ ‫مُر ك ُل ّـ ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَــال ْ‬ ‫ل ذلك إ ِل َي ْك ُـ ْ‬ ‫صو ِ‬‫ن وَ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ل ُ‬‫حو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫حد ٌ أ ْ‬ ‫طيعُ أ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫م غيـَر اللـهِ ‪ ،‬وَل َ‬ ‫ن وَل ِّيـا ً ل َُهـ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫مَنافِ ُ‬ ‫جد َ هؤلِء ال ُ‬ ‫ن يَ ِ‬‫شاُء ‪ .‬وَل َ ْ‬ ‫ف يَ َ‬ ‫ه ك َي ْ َ‬ ‫صّرفُ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫سوٍء وَب َ َ‬ ‫ما قَد َّره ُ ع ََليهِ ْ‬ ‫ما قَ َ‬ ‫صرا ً ي َد ْفَعُ ع َن ْهُ ْ‬
‫‪43‬‬
‫لء ‪.‬‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ضاه ُ الل ُ‬ ‫م َ‬ ‫َنا ِ‬
‫" إن قدر الل ّــه هــو المســيطر علــى الحــداث والمصــائر ‪ ،‬يــدفعها فــي‬
‫الطريق المرسوم ‪ ،‬وينتهي بها إلى النهاية المحتومة‪.‬والمــوت أو القتــل‬
‫قدر ل مفر من لقائه ‪ ،‬في موعده ‪ ،‬ل يستقدم لحظة ول يستأخر‪ .‬ولــن‬
‫ينفع الفرار في دفع القدر المحتوم عن فـاّر‪ .‬فـإذا فـروا فـإنهم ملقـون‬
‫حتفهم المكتوب ‪ ،‬في موعده القريب‪ .‬وكل موعده فــي الــدنيا قريــب ‪،‬‬
‫وكل متاع فيها قليل ول عاصم من الّله ول من يحول دون نفاذ مشيئته‪.‬‬
‫سواء أراد بهم سوءا أم أراد بهم رحمة ‪ ،‬ول مولى لهم ول نصــير ‪ ،‬مــن‬
‫دون الّله ‪ ،‬يحميهم ويمنعهم من قدر الّله‪.‬‬
‫فالستسلم الستسلم‪ .‬والطاعة الطاعة‪ .‬والوفاء الوفاء بالعهد مع الّله‬
‫‪ ،‬في السراء والضراء‪ .‬ورجــع المــر إليــه ‪ ،‬والتوكــل الكامــل عليــه‪ .‬ثــم‬
‫‪44‬‬
‫يفعل الّله ما يشاء‪" .‬‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(3426 / 1) -‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(2839 / 5) -‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪50‬‬
‫المبحث الحادي عشر‬
‫الكفار ل يتمنون الموت أبدا‬

‫ن‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫صـ ً‬ ‫خال ِ َ‬ ‫عن ْد َ الّلـهِ َ‬ ‫خَرة ُ ِ‬ ‫داُر اْل َ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ل َك ُ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قال تعالى ‪} :‬قُ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫م ْ‬ ‫ما قَ ـد ّ َ‬ ‫دا ب ِ َ‬ ‫من ّوْه ُ أب َ ً‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫ن )‪ (94‬وَل َ ْ‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫وا ال ْ َ‬ ‫من ّ ُ‬ ‫س فَت َ َ‬ ‫َالّنا ِ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫حي َــا ٍ‬ ‫س ع َل َــى َ‬ ‫ص الن ّــا ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫جد َن ّهُ ْ‬ ‫ن )‪ (95‬وَل َت َ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫م َوالل ّ ُ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫أي ْ ِ‬
‫مُر أل ْ َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مــ َ‬ ‫حه ِ ِ‬ ‫حزِ ِ‬ ‫مَز ْ‬ ‫ما هُوَ ب ِ ُ‬ ‫سن َةٍ وَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫م ل َوْ ي ُعَ ّ‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫كوا ي َوَد ّ أ َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬
‫ن )‪] (96‬البقرة‪[96-94/‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ي َعْ َ‬ ‫صيٌر ب ِ َ‬ ‫ه بَ ِ‬ ‫مَر َوالل ّ ُ‬ ‫ن ي ُعَ ّ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫َ‬ ‫ل ل َهم يا محمد ‪ :‬إن ك ُنتم تعتقدون صدقا ً أ َنك ُ َ‬
‫ن‬ ‫مــ ْ‬ ‫م أوْل َِياَء اللهِ وَأحّباؤ ُه ُ ِ‬ ‫ّ ْ‬ ‫قُ ْ ُ ْ َ ُ َ ّ ُ ِ ْ ْ ُ ْ َ ْ َ ِ ُ َ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫جن ّـ َ‬ ‫م ال َ‬ ‫ن ل َك ُـ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وأ ّ‬ ‫دا ٍ‬ ‫دو َ‬ ‫معْ ـ ُ‬ ‫م إ ِل ّ أّياما ً َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ن َتم ّ‬ ‫ن الّناَر ل َ ْ‬ ‫ن الّناس ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫دو ِ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ص ـلك ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ذي ُيو ِ‬ ‫ت ال ـ ِ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫وا ال َ‬ ‫من ّ ُ‬ ‫ق ِفي الّنارِ ‪ ،‬فَت َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫خل ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫داك ْ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫حد َك ْ‬ ‫وَ ْ‬
‫حـد ٌ ‪َ ،‬واط ْل ُب ُــوا‬ ‫م ِفيـهِ أ َ‬ ‫ذي ل ي ُن َــازِع ُك ُ ْ‬ ‫دائ ِم ِ الـ ِ‬ ‫ص الـ ّ‬ ‫خــال ِ ِ‬ ‫ك الن ِّعيـم ِ ال َ‬ ‫ِإلى ذل ِ َ‬
‫م‪.‬‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫ن في ِإي َ‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫كاُنوا غ َي َْر َ‬ ‫من ّوْه ُ َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ذا ل َ ْ‬ ‫ن اللهِ ‪ .‬فَإ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ت أَبدا ً ‪ ،‬لن ّهُ ْ‬ ‫مو ُ‬ ‫ل ب ِِهم ال َ‬ ‫ن ي َن ْزِ َ‬ ‫مد ُ أ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك يا ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ؤلِء ال َ‬ ‫مّنى هَ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫ب‬ ‫قـا َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ِ‬ ‫خـاُفو َ‬ ‫م يَ َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَهُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ئ الع ْ َ‬ ‫سي ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م‪،‬و َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما قَد ّ َ‬ ‫َ‬
‫خـَرةَ‬ ‫داَر ال ِ‬ ‫ن الـ ّ‬ ‫م ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ن فـي قَـوْل ِهِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ظــال ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫م أن ّهُـ ْ‬ ‫ه ي َعْلـ ُ‬ ‫َ‬ ‫الله ع َليهـا ‪َ ،‬واللـ ُ‬ ‫َ‬
‫س‪.‬‬ ‫ن الّنا َ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ل َُهم ِ‬ ‫ص ٌ‬ ‫خال ِ َ‬ ‫َ‬
‫حت ّــى‬ ‫حي َــاةِ ‪َ ،‬‬ ‫قــاِء فِــي ال َ‬ ‫س ع َل َــى الب َ َ‬ ‫ص الّنا ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫مد ُ الي َُهود َ أ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن َيا ُ‬ ‫جد َ ّ‬ ‫وَل َت َ ِ‬
‫ل َتجدنه َ‬
‫جــودِ‬ ‫ن ب ِوُ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َ ي َعَْتق ُ‬ ‫ب ل َهُ ْ‬ ‫ن ل َ ك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ص ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ ِ َُّ ْ‬
‫ة‬
‫حي َــا ِ‬ ‫م فــي ال َ‬ ‫مه ُ ـ ْ‬ ‫ص ـُروا هَ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ ،‬وَِلذل ِك َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ب ع َلى الع ْ َ‬ ‫َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫شرٍ وَ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ث وَ َ‬ ‫ب َعْ ٍ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫م ْ‬ ‫مــا قَ ـد ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مــو َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَي َعْل َ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ث َوال ِ‬ ‫ن ِبالب َعْ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫م ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ما الي َُهود ُ فِإ ِن ّهُ ْ‬ ‫دنَيا أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن كُ ْ‬ ‫َ‬
‫مــا‬ ‫ن َ‬ ‫مــو َ‬ ‫ل لن ْب ِي َــائ ِهِ ‪ ،‬وَي َعْل ُ‬ ‫مـرِ اللـهِ ‪ ،‬وَقَت ْـ ٍ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ج ع َـ ْ‬ ‫خـُرو ٍ‬ ‫فـرٍ وَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫أي ْد ِي ْهِ ْ‬
‫م‬ ‫ك فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫ذاب ِهِ ‪ ،‬وَِلذل ِ َ‬ ‫ديد ِ ع َ َ‬ ‫ضب ِهِ َوش ِ‬ ‫ت اللهِ وَغ َ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ ِ‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫ي َن ْت َظ ُِرهُ ْ‬
‫شــوا د َهْــرا ً‬ ‫ن ي َِعي ُ‬ ‫م ـد ٌ ب َِعي ـد ٌ ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫مة ِ أ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ن ي َوْم ِ ال ِ‬ ‫م وَب َي ْ َ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مّنو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫خَرةِ ‪.‬‬ ‫م في ال ِ‬ ‫ذي ي َن ْت َظ ُِرهُ ْ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫صلوا إلى العَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ويل ً ل ِك َْيل ي َ ِ‬ ‫طَ ِ‬
‫ك‬ ‫س ذ َِلــ َ‬ ‫سن َةٍ ‪ ،‬فَل َْيــ َ‬ ‫ف َ‬ ‫م أل ْ َ‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫شأ َ‬ ‫عا َ‬ ‫م َقائ ِل ً ‪ :‬وَل َوْ َ‬ ‫ه ت ََعاَلى ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫وي َُرد ّ الل ُ‬
‫ن‬ ‫صــرا ً ع َل َــى ال ِت ْي َــا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ف ـرِهِ ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫قيم ـا ً ع َل َــى ك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن العَ َ‬ ‫م َ‬ ‫جيهِ ِ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫بِ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫سي ّئ َةِ ‪َ ،‬والل ُ‬
‫‪45‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫ملو َ‬ ‫ما ي َعْ َ‬ ‫شاه ِد ٌ َ‬ ‫صٌر وَ ُ‬ ‫مب ْ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ِبالع ْ َ‬
‫" لن يتمنوه‪ .‬لن ما قدمته أيــديهم للخــرة ل يطمعهــم فــي ثــواب ‪ ،‬ول‬
‫يؤمنهم من عقاب‪ .‬إنه مدخر لهــم هنــاك ‪ ،‬والل ّــه عليــم بالظــالمين ومــا‬
‫كانوا يعملون‪.‬وليس هذا فحسب‪ .‬ولكنها خصلة أخرى في يهود ‪ ،‬خصــلة‬
‫يصــورها القــرآن صــورة تفيــض بالزرايــة وتنصــح بــالتحقير والمهانــة ‪:‬‬
‫ة« ‪ ..‬آية حياة ‪ ،‬ل يهم أن تكون حياة‬ ‫»ول َتجدنه َ‬
‫حيا ٍ‬ ‫على َ‬ ‫س َ‬ ‫ص الّنا ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ ِ َُّ ْ‬
‫كريمة ول حيـاة مميـزة علـى الطلق! حيـاة فقـط! حيـاة بهـذا التنكيـر‬
‫والتحقيــر! حيــاة ديــدان أو حشــرات! حيــاة والســلم! إنهــا يهــود ‪ ،‬فــي‬
‫ماضيها وحاضــرها ومســتقبلها ســواء‪ .‬ومــا ترفــع رأســها إل حيــن تغيــب‬
‫المطرقة‪ .‬فإذا وجدت المطرقة نكست الــرؤوس ‪ ،‬وعنــت الجبــاه جبنــا‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(101 / 1) -‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪51‬‬
‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫م ل َـ ْ‬
‫و‬ ‫ح ـد ُهُ ْ‬ ‫كوا ي َـوَد ّ أ َ‬‫ش ـَر ُ‬ ‫ن ال ّـ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مـ َ‬‫وحرصا على الحياة ‪ ..‬أي حياة! »وَ ِ‬
‫َ‬ ‫مُر أ َل ْ َ‬
‫صــيٌر‬‫ه بَ ِ‬ ‫م ـَر ‪َ ،‬والل ّـ ُ‬ ‫ن ي ُعَ ّ‬
‫بأ ْ‬ ‫ن ال ْعَــذا ِ‬
‫م َ‬
‫حه ِ ِ‬‫حزِ ِ‬
‫مَز ْ‬
‫سن َةٍ ‪َ ،‬وما هُوَ ب ِ ُ‬
‫ف َ‬ ‫ي ُعَ ّ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مُلو َ‬‫ِبما ي َعْ َ‬
‫يود أحــدهم لــو يعمــر ألــف ســنة‪ .‬ذلــك أنهــم ل يرجــون لقــاء الل ّــه ‪ ،‬ول‬
‫يحسون أن لهم حيــاة غيــر هــذه الحيــاة‪ .‬ومــا أقصــر الحيــاة الــدنيا ومــا‬
‫أضيقها حين تحــس النفــس النســانية أنهــا ل تتصــل بحيــاة ســواها ‪ ،‬ول‬
‫تطمــع فــي غيــر أنفــاس وســاعات علــى الرض معــدودة ‪ ..‬إن اليمــان‬
‫بالحياة الخرة نعمة‪ .‬نعمة يفيضها اليمان على القلب‪.‬‬
‫نعمة يهبها الّله للفرد الفاني العاني‪ .‬المحدود الجل الواســع المــل ومــا‬
‫يغلق أحد على نفسه هذا المنفذ إلــى الخلــود ‪ ،‬إل وحقيقــة الحيــاة فــي‬
‫روحه ناقصة أو مطموسة‪ .‬فاليمان بالخرة ‪ -‬فوق أنه إيمان بعدل الّلــه‬
‫المطلق ‪ ،‬وجزائه الوفى ‪ -‬هو ذاته دللة على فيــض النفــس بالحيويــة ‪،‬‬
‫وعلى امتلء بالحياة ل يقف عند حدود الرض إنما يتجاوزهــا إلــى البقــاء‬
‫الطليق ‪ ،‬الذي ل يعلم إل الّله مداه ‪ ،‬وإلى المرتقى السامي الذي يتجــه‬
‫‪46‬‬
‫صعدا إلى جوار الّله‪".‬‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(92 / 1) -‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪52‬‬
‫المبحث الثاني عشر‬
‫وجوب التواصي بالموت على السلم‬

‫ق ـد ِ‬ ‫ه وَل َ َ‬ ‫سـ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫م إ ِّل َ‬ ‫هي ـ َ‬ ‫مل ّةِ إ ِب َْرا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫ن ي َْرغ َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قال تعالى ‪ } :‬وَ َ‬
‫ه‬ ‫ل ل َـ ُ‬ ‫ن )‪ (130‬إ ِذ ْ قَــا َ‬ ‫حي َ‬ ‫صــال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫خَرةِ ل َ ِ‬ ‫ه ِفي اْل َ ِ‬ ‫في َْناه ُ ِفي الد ّن َْيا وَإ ِن ّ ُ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ب َِنيـ ِ‬ ‫هيـ ُ‬ ‫صـى ب َِهـا إ ِب َْرا ِ‬ ‫ن )‪ (131‬وَوَ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعـال َ ِ‬ ‫ت ل َِر ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سل ِ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫َرب ّ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن إ ِّل وَأن ْت ُ ْ‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫ن فََل ت َ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫فى ل َك ُ ُ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ي إِ ّ‬ ‫ب َيا ب َن ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫وَي َعْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫دو َ‬ ‫مــا ت َعْب ُـ ُ‬ ‫ل ل ِب َِنيـهِ َ‬ ‫ت إ ِذ ْ َقا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ضَر ي َعْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫داَء إ ِذ ْ َ‬ ‫شه َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫)‪ (132‬أ ْ‬
‫حاقَ إ ِل َهًــا‬ ‫َ‬
‫سـ َ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫هيـ َ‬ ‫ك إ ِب َْرا ِ‬ ‫ه آَبائ ِ َ‬ ‫ك وَإ ِل َ َ‬ ‫دي َقاُلوا ن َعْب ُد ُ إ ِل َهَ َ‬ ‫ن ب َعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ت وَل َ ُ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫كــ ْ‬ ‫ســب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ت ل ََها َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ة قَد ْ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫كأ ّ‬ ‫ن )‪ (133‬ت ِل ْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫دا وَن َ ْ‬ ‫ح ً‬ ‫َوا ِ‬
‫َ‬
‫ن )‪] (134‬البقرة‪[134-130/‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫سأُلو َ‬ ‫م وََل ت ُ ْ‬ ‫سب ْت ُ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ش ـرِك ب ِـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫َ‬
‫ه غي ْـَره ُ ‪ ،‬وَل ـ ْ‬ ‫َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫م ي َد ْع ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عَباد َةِ اللهِ فل ْ‬ ‫م ِفي ِ‬ ‫هي ُ‬ ‫جّرد َ ِإبرا ِ‬ ‫قد ْ ت َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ه‪.‬‬ ‫م ُ‬ ‫ف ق َ ـو ْ َ‬ ‫خــال َ‬ ‫ن أِبي ـهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫حّتى ت َب َـّرأ ِ‬ ‫واه ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫معُْبود ٍ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫شْيئا ‪ ،‬وَت َب َّرأ ِ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ريـقَ الغَـ ّ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َت ّب ِـعْ ط َ ِ‬ ‫مل َّتـ ُ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫سـل َك َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م هـذا وَ َ‬ ‫ريـقَ إ ِْبراهيـ َ‬ ‫ك طَ ِ‬ ‫ن ي َْتـُر َ‬ ‫م ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫سفي ُ‬ ‫ة إ ِل ّ ال ّ‬ ‫ضل َل َ َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ي َْرت َك ِ ُ‬ ‫في ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪ ،‬فَهُوَ َ‬ ‫ضل َ ِ‬ ‫َوال ّ‬
‫ن‬ ‫مـ َ‬ ‫خـَرةِ ِ‬ ‫ه فِــي ال ِ‬ ‫دنَيا ‪ ،‬وَإ ِن ّـ ُ‬ ‫خت َــاَره ُ فــي الـ ّ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫هي َ‬ ‫ه ِإبرا ِ‬ ‫فى الل ُ‬ ‫صط َ‬ ‫َ‬ ‫قد ِ ا ْ‬ ‫وَل َ َ‬
‫عن ْد َ اللهِ ‪.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫قّربي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ـرِ َرب ّـهِ ‪،‬‬ ‫لل ْ‬ ‫مت َث َ َ‬ ‫مهِ ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫حك ْ ِ‬ ‫سلم ِ ل ِ ُ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ه ‪َ ،‬وال ْ‬ ‫ص لَ ُ‬ ‫لخل َ ِ‬ ‫م ِبا ِ‬ ‫ه ِإبراهي َ‬ ‫مَر الل ُ‬ ‫أ َ‬
‫ة إ َِلى‬ ‫ميعا ً ‪.‬وَ َ‬ ‫وَقا َ َ‬
‫حب ّب َ ً‬ ‫م َ‬ ‫سلم ِ للهِ ُ‬ ‫ة ال ِ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫مي‬ ‫ب الَعال َ ِ‬ ‫ت ل َِر ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ضـَرت ْهُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫حيـ َ‬ ‫م ِ‬ ‫وا ب ِهَــا أب ْن َــاَءهُ ْ‬
‫َ‬ ‫صـ ْ‬ ‫ب فَأو َ‬ ‫قــو َ‬ ‫حاقَ وَي َعْ ُ‬ ‫سـ َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫هيـ َ‬ ‫س إ ِْبرا ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫م‪،‬‬ ‫حَيــات ِك ُ ْ‬ ‫سُنوا ِفــي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن فَأ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫فى ل َك ُ ُ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ن الله ا ْ‬ ‫م ‪ :‬إِ ّ‬ ‫الوََفاة ُ وََقاُلوا ل َهُ ْ‬
‫ن‬ ‫كــا َ‬ ‫مــا َ‬ ‫ت ع ََلى َ‬ ‫مو ُ‬ ‫مْرَء ي َ ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ه الوََفاة َ ع ََليهِ ‪ ،‬ل ّ‬ ‫م الل ُ‬ ‫ك ل َِيرُزقَك ُ ُ‬ ‫موا ذل ِ َ‬ ‫َوال َْز ُ‬
‫ت ع ََليهِ ‪.‬‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ث ع ََلى َ‬ ‫ع ََليهِ ‪ ،‬وَي ُب ْعَ ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫جــاد ُِلون َ ُ‬ ‫ي ‪ ‬يُ َ‬ ‫ص ـرِ الن ّب ِـ ّ‬ ‫ن ك َــاُنوا فِــي ع َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن الي َهُــود َ ال ـ ِ‬ ‫ل ت َعَــاَلى إ ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مــا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن الـ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ن ع َلــى الـ ّ‬ ‫ســيُرو َ‬ ‫م إ ِّنما ي َ ِ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َْزع ُ ُ‬ ‫ن ن ُب ُوّت َ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ج َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫َ‬
‫ة‬ ‫من ِي ّـ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫حــان َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حين َ َ‬ ‫داَء ( ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن) ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ض ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫كوُنوا َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫معْ أن ُّهم ل َ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫قو َ‬ ‫ع ََليهِ ي َعْ ُ‬
‫قـّرُر‬ ‫ك ‪ .‬وَي ُ َ‬ ‫هدا ً ع ََلـى ذِلـ َ‬ ‫شـا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كـا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن اللـ َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَل َك ِـ ّ‬ ‫مـوْ ُ‬ ‫جـاَءه ُ ال َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي َعْ ُ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ب َعْد ِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سأ َ‬ ‫َ‬
‫ه ‪ :‬إ ِن ّهُ ـ ْ‬ ‫قالوا ل ـ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ما ي َعْب ُ ُ‬ ‫ل ب َِنيهِ ع َ ّ‬ ‫ب َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن َيع ُ‬ ‫ه ‪ :‬إِ ّ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫مو َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذي ل َ‬ ‫َ‬
‫س ـل ُ‬ ‫سي ُ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ريك لـ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َ ‪ ،‬ال ِ‬ ‫حد َ ال َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه آَبائ ِهِ ‪ ،‬ال َ‬ ‫ه وَِإل َ‬ ‫ن ِإلهَ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ي َعْب ُ ُ‬
‫م ِإليهِ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫مَرهُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ة ترشد إلى أ َن دين الله واحد في ك ُ ّ ُ‬
‫ل‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫سا ِ‬ ‫مةٍ ‪ ،‬وَع ََلى ل ِ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ِ َ ٌ ِ‬ ‫ّ ِ َ‬ ‫) هذ ِهِ الي َ ُ ُ ِ ُ‬
‫َ‬
‫ي الن ْب َِياِء ( ‪.‬‬ ‫ن ل ِهَد ْ ِ‬ ‫عا ُ‬ ‫م للهِ ‪َ ،‬وال ِذ ْ َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫حيد ُ َوال ْ‬ ‫ه الّتو ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ي ‪ ،‬وَُرو ُ‬ ‫ن َب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ب إ َِليهِـ ْ‬ ‫ســا ُ‬ ‫م النت ِ َ‬ ‫فعُك ُـ ُ‬ ‫ة ‪َ ،‬فل ي َن ْ َ‬ ‫من َ ً‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫م ً‬ ‫كاُنوا أ ّ‬ ‫فة ِ َ‬ ‫سال ِ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫جَيا ُ‬ ‫ك ال ْ‬ ‫فَت ِل ْ َ‬
‫قهِ ع ََلى‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ة اللهِ ِفي َ‬ ‫سن ّ ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫جَر ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ن ب ِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫فُعو َ‬ ‫خْيرا ً ت َن ْت َ ِ‬ ‫فَعلوا أ َن ُْتم َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ذا ل َ ْ‬ ‫إَ َ‬
‫أ َن ل يجزى أ َحد إل ّ بك َسبه وع َمل ِه ‪ ،‬ول يسأ َ ُ َ‬
‫مل ِهِ ‪،‬‬ ‫سب ِهِ وَع َ َ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫حد ٌ ِإل ع َ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫َ ٌ ِ ِ ْ ِ ِ َ َ ِ َ ُ ْ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مل ُــو َ‬ ‫مــا ك َــاُنوا ي َعْ َ‬ ‫م عَ ّ‬ ‫ن أن ْت ُـ ْ‬ ‫سـأُلو َ‬ ‫مل ِـهِ ‪ ،‬وَل َ ت ُ ْ‬ ‫ب ع َل َــى ع َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫حا َ‬ ‫حد ٍ ي ُ َ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫فَك ُ ّ‬
‫‪47‬‬
‫م‪.‬‬ ‫هُ ْ‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(137 / 1) -‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪53‬‬
‫" هذه هي ملــة إبراهيــم ‪ ..‬الســلم الخــالص الصــريح ‪ ..‬ل يرغــب عنهــا‬
‫وينصرف إل ظالم لنفسه ‪ ،‬سفيه عليها ‪ ،‬مســتهتر بهــا ‪ ..‬إبراهيــم الــذي‬
‫اصطفاه ربه في الدنيا إماما ‪ ،‬وشهد له في الخرة بإصــلح ‪ ..‬اصــطفاه‬
‫م« ‪ ..‬فلــم يتلكــأ ‪ ،‬ولــم يرتــب ‪ ،‬ولــم ينحــرف ‪،‬‬ ‫ل ل َـه رب ـ َ‬ ‫»إ ِذ ْ قــا َ‬
‫س ـل ِ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ َ ّ ُ‬
‫واستجاب فور تلقي المر‪.‬‬
‫»قا َ َ‬
‫ن« ‪..‬هــذه هــي ملــة إبراهيــم ‪ ..‬الســلم‬ ‫مي َ‬‫ب اْلعــال َ ِ‬ ‫ت ل ِـَر ّ‬ ‫م ُ‬ ‫س ـل َ ْ‬
‫ل‪:‬أ ْ‬
‫الخالص الصريح ‪ ..‬ولم يكتــف إبراهيــم بنفســه إنمــا تركهــا فــي عقبــه ‪،‬‬
‫وجعلها وصيته في ذريته ‪ ،‬ووصى بها إبراهيم بنيه كما وصى بها يعقــوب‬
‫بنيه‪ .‬ويعقوب هو إسرائيل الــذي ينتســبون إليــه ‪ ،‬ثــم ل يلبــون وصــيته ‪،‬‬
‫ووصية جده وجدهم إبراهيم! ولقد ذكر كل مــن إبراهيــم ويعقــوب بنيــه‬
‫م‬ ‫طفى ل َك ُـ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ها ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫ي إِ ّ‬ ‫بنعمة الّله عليهم في اختياره الدين لهم ‪» :‬يا ب َن ِ ّ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫دي َ‬ ‫ال ّ‬
‫فهو من اختيار الّله‪ .‬فل اختيار لهم بعده ول اتجاه‪ .‬وأقل ما توجبه رعاية‬
‫الّلــه لهــم ‪ ،‬وفضــل الّلــه عليهــم ‪ ،‬هــو الشــكر علــى نعمــة اختيــاره‬
‫واصطفائه ‪ ،‬والحرص على ما اختاره لهم ‪ ،‬والجتهاد في أل يتركوا هذه‬
‫َ‬
‫ن«‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن إ ِّل وَأن ْت ُ ْ‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫الرض إل وهذه المانة محفوظة فيهم ‪َ» :‬فل ت َ ُ‬
‫‪..‬‬
‫وها هي ذي الفرصة سانحة ‪ ،‬فقد جاءهم الرســول الــذي يــدعوهم إلــى‬
‫السلم ‪ ،‬وهو ثمرة الدعوة التي دعاها أبوهم إبراهيم ‪..‬تلك كانت وصية‬
‫إبراهيم لبنيه ووصية يعقوب لبنيه ‪ ..‬الوصية التي كررها يعقوب في آخر‬
‫لحظة من لحظات حياته والتي كانت شـغله الشـاغل الـذي لـم يصـرفه‬
‫عنه الموت وسكراته ‪ ،‬فليسمعها بنو إسرائيل ‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ل ل ِب َِنيهِ ‪ :‬ما ت َعْب ُـ ُ‬ ‫ت‪ .‬إ ِذ ْ قا َ‬
‫مو ْ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ضَر ي َعْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫شَهداَء إ ِذ ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ك ُن ْت ُ ْ‬
‫»أ ْ‬
‫ســحاقَ ِإلهـا ً‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ســما ِ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬‫هيـ َ‬
‫ك إ ِْبرا ِ‬‫ه آبــائ ِ َ‬ ‫ك وَِإلـ َ‬ ‫دي؟ قاُلوا ن َعْب ُد ُ ِإلهَـ َ‬ ‫ب َعْ ِ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬‫م ْ‬‫ه ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ح ُ‬‫حدا ً وَن َ ْ‬ ‫وا ِ‬
‫إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في لحظة المــوت والحتضــار لمشــهد‬
‫عظيم الدللة ‪ ،‬قوي اليحاء ‪ ،‬عميــق التــأثير ‪ ..‬ميــت يحتضــر‪ .‬فمــا هــي‬
‫القضية التي تشغل باله في ساعة الحتضار؟ ما هو الشاغل الذي يعني‬
‫خاطره وهو في سكرات المــوت؟ مــا هــو المــر الجلــل الــذي يريــد أن‬
‫يطمئن عليه ويستوثق منه؟ ما هي التركة التي يريــد أن يخلفهــا لبنــائه‬
‫ويحرص على سلمة وصولها إليهم فيسلمها لهــم فــي محضــر ‪ ،‬يســجل‬
‫فيه كل التفصيلت؟ ‪..‬‬
‫إنها العقيدة ‪ ..‬هي التركة‪ .‬وهــي الــذخر‪ .‬وهــي القضــية الكــبرى ‪ ،‬وهــي‬
‫الشــغل الشــاغل ‪ ،‬وهــي المــر الجلــل ‪ ،‬الــذي ل تشــغل عنــه ســكرات‬
‫دي؟« ‪..‬‬ ‫ن ب َعْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫الموت وصرعاته ‪» :‬ما ت َعْب ُ ُ‬
‫هذا هو المر الذي جمعتكم مــن أجلــه‪ .‬وهــذه هــي القضــية الــتي أردت‬
‫الطمئنان عليها‪ .‬وهذه هي المانة والذخر والتراث ‪..‬‬

‫‪54‬‬
‫حــدًا‪.‬‬
‫ق‪ِ .‬إلهــا ً وا ِ‬ ‫سحا َ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬‫عي َ‬‫سما ِ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬‫هي َ‬ ‫ك إ ِْبرا ِ‬ ‫ه آبائ ِ َ‬
‫ك وَِإل َ‬ ‫»قاُلوا ‪ :‬ن َعْب ُد ُ ِإلهَ َ‬
‫ن« ‪..‬إنهــم يعرفــون دينهــم ويــذكرونه‪ .‬إنهــم يتســلمون‬ ‫مو َ‬
‫سل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ح ُ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫التراث ويصونونه‪ .‬إنهم يطمئنون الوالد المحتضر ويريحونه‪.‬‬
‫وكذلك ظلت وصية إبراهيم لبنيه مرعية في أبنــاء يعقــوب‪ .‬وكــذلك هــم‬
‫ن«‪ .‬والقرآن يسأل بني إسرائيل‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ينصون نصا صريحا على أنهم » ُ‬
‫َ‬
‫ت؟« ‪ ..‬فهــذا هــو الــذي كــان ‪،‬‬ ‫م ـو ْ ُ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ضَر ي َعْ ُ‬‫ح َ‬‫شَهداَء إ ِذ ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ك ُن ْت ُ ْ‬‫‪» :‬أ ْ‬
‫يشهد به الّله ‪ ،‬ويقرره ‪ ،‬ويقطع به كل حجة لهم في التمــويه والتضــليل‬
‫ويقطع به كل صلة حقيقية بينهم وبين أبيهم إسرائيل!‬
‫وفي ضوء هذا التقرير يظهر الفارق الحاسم بين تلك المة التي خلــت ‪،‬‬
‫والجيل الذي كانت تواجهه الدعوة ‪..‬‬
‫حيث ل مجال لصلة ‪ ،‬ول مجال لوراثة ‪ ،‬ول مجال لنسب بين الســابقين‬
‫واللحقين ‪» :‬ت ِل ْ َ ُ‬
‫م ‪َ ،‬ول‬ ‫س ـب ْت ُ ْ‬ ‫ت وَل َك ُـ ْ‬
‫م مــا ك َ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬لها مــا ك َ َ‬
‫س ـب َ ْ‬ ‫خل َ ْ‬‫ة قَد ْ َ‬‫م ٌ‬‫كأ ّ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مُلو َ‬
‫ما كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫سئ َُلو َ‬‫تُ ْ‬
‫فلكل حساب ولكل طريق ولكل عنوان ولكــل صــفة ‪ ..‬أولئك أمــة مــن‬
‫المؤمنين فل علقة لها بأعقابها من الفاسقين‪ .‬إن هذه العقاب ليســت‬
‫امتدادا لتلك السلف‪ .‬هؤلء حــزب وأولئك حــزب‪ .‬لهــؤلء رايــة ولولئك‬
‫رايــة ‪ ..‬والتصــور اليمــاني فــي هــذا غيــر التصــور الجــاهلي ‪ ..‬فالتصــور‬
‫الجاهلي ل يفرق بين جيل من المة وجيل ‪ ،‬لن الصلة هي صلة الجنس‬
‫والنسب‪ .‬أما التصـور اليمـاني فيفـرق بيـن جيـل مـؤمن وجيـل فاسـق‬
‫فليسا أمة واحدة ‪ ،‬وليس بينهما صلة ول قرابة ‪ ..‬إنهما أمتان مختلفتــان‬
‫في ميزان الّله ‪ ،‬فهمــا مختلفتــان فــي ميــزان المـؤمنين‪ .‬إن المــة فـي‬
‫التصور اليماني هي الجماعة التي تنتسب إلى عقيــدة واحــدة مــن كــل‬
‫جنس ومن كل أرض وليست هي الجماعة التي تنتسب إلى جنس واحد‬
‫أو أرض واحدة‪ .‬وهذا هو التصور اللئق بالنسان ‪ ،‬الذي يستمد إنسانيته‬
‫‪48‬‬
‫من نفخة الروح العلوية ‪ ،‬ل من التصاقات الطين الرضية! "‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(115 / 1) -‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪55‬‬
‫المبحث الثالث عشر‬
‫الحث على الوصية قبل الموت لغير الورثة‬
‫َ‬
‫خْيـًرا‬ ‫ك َ‬ ‫ن َتـَر َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫مـوْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حـد َك ُ ُ‬ ‫ضـَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫ب ع َل َي ْك ُـ ْ‬ ‫قال تعالى ‪ } :‬ك ُت ِـ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن )‪ (180‬فَ َ‬ ‫قي ـ َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫قــا ع َل َــى ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ف َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ن َواْلقَْرِبي َ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬ ‫صي ّ ُ‬ ‫ال ْوَ ِ‬
‫م)‬ ‫ميعٌ ع َِلي ـ ٌ‬ ‫سـ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّـ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ن ي ُب َد ُّلون َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ع ََلى ال ّ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ما إ ِث ْ ُ‬ ‫ه فَإ ِن ّ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ب َعْد َ َ‬ ‫ب َد ّل َ ُ‬
‫‪] (181‬البقرة‪[181 ،180/‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫سـَبا ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ضـَر ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ه إذا َ‬ ‫ن أن ّـ ُ‬ ‫مني َ‬ ‫م ـؤ ْ ِ‬ ‫شـَر ال ُ‬ ‫معْ َ‬ ‫م ي َــا َ‬ ‫ه ت ََعاَلى ع ََليك ُـ ْ‬ ‫ض الل ُ‬ ‫فََر َ‬
‫َ‬
‫ذوي‬ ‫ن وَ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫وال ِـ َ‬ ‫صــوا ِلل َ‬ ‫ن ُتو ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مــال ً ك َِثيــرا ُ ل ِـوََرث َت ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَت ََرك ْت ُـ ْ‬ ‫عل َل ُ ُ‬ ‫ت وَ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫صــى‬ ‫مو َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م ي َك ُ َـ ِ‬ ‫ث ِإذا ل َ ْ‬ ‫زيد ُ ع ََلى الث ّل ُ ِ‬ ‫ل ) ل يَ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن هذا ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫شيٍء ِ‬ ‫قْرَبى ب ِ َ‬ ‫ال ُ‬
‫ة‬‫صـي ّ َ‬ ‫مـةِ الوَ ِ‬ ‫ض الئ ِ ّ‬ ‫جـوَّز ب َعْـ ُ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ذاه ِ ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ض ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ن فِــي ب َعْـ‬ ‫وارِِثي َ‬ ‫ن َ الـ َ‬ ‫مـ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ّهُـ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫س ـل َ َ‬ ‫ن الوََرث َـةِ ( ‪ .‬وَِإذا أ ْ‬ ‫مـ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ح ـو َ َ‬ ‫ن ي َـَراه ُ أ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ص ِبها ب َعْ َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ث ب ِأ ْ‬ ‫وارِ ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫كافران ‪ ،‬فَل َـ َ‬
‫شــيٍء‬ ‫مــا ب ِ َ‬ ‫ي ل َهُ َ‬ ‫صـ َ‬ ‫ن ُيو ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫داه ُ َ ِ َ ِ‬ ‫ه الوََفاة ُ ‪ ،‬ووال َ‬ ‫ضَرت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫كافُِر وَ َ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ـ ِ‬ ‫قي ـ َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫قا ً ع ََلى ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫صاَء َ‬ ‫لي َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ه ذل ِ َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ف ب ِهِ قُُلوب َُهما ‪ .‬وَقَد ْ َ‬ ‫ي َت َأل ّ ُ‬
‫ث ( ‪ .‬وَِإذا‬ ‫واِري ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ة ِبآيـةِ ال َ‬ ‫خ ٌ‬ ‫ســو َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ن ه ـذ ِهِ الي َـ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ن ِباللهِ ‪ ) .‬وَِقي ـ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ديل ُ‬ ‫ُ‬ ‫جوُز ت َغِْييُره ُ وَل َ ت َب ْ ِ‬ ‫جبا ل َ ي ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫قا َوا ِ‬ ‫ً‬ ‫ح ّ‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫صي َ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن ال ُ‬
‫َ‬ ‫ة عَ ِ‬ ‫صي ّ ُ‬ ‫ت الوَ ِ‬ ‫صد ََر ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ســواٌء أكــا َ‬ ‫َ‬ ‫ة‪َ -‬‬ ‫ص ـي ّ َ‬ ‫ل الوَ ِ‬ ‫ن ب َـد ّ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ة ِللعَ ـد ْ ِ‬ ‫جاِفي ً‬ ‫م َ‬ ‫ة ُ‬ ‫صي ّ ُ‬ ‫ت الوَ ِ‬ ‫ذا كان َ ِ‬ ‫َ‬ ‫إ ِل إ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ق ـص أوَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ‬ ‫مهــا وََزاد َ ِفيهــا أوْ أن ْ َ‬ ‫حك ْ ِ‬ ‫حّرَفهــا فَغَي ّـَر فِــي ُ‬ ‫هدا ً ‪ -‬أوْ َ‬ ‫شــا ِ‬ ‫ص ـي ّا ً أوْ َ‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ع َلــى‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫جُر ال َ‬ ‫قعُ أ ْ‬ ‫ن ب ِهِ ‪ ،‬وَي َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫قعُ ع َلى ال ِ‬ ‫ل يَ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫م الّتب ِ‬ ‫مها ‪ ،‬فَإ ِث ْ ُ‬ ‫ك َت َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صــى‬ ‫مو َ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫ما ب َـد ّل َ ُ‬ ‫م ب ِهِ وَب ِ َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَع َل ِ َ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫صى ب ِهِ ال َ‬ ‫ما أوْ َ‬ ‫ه اط ّل َعَ ع ََلى َ‬ ‫اللهِ ‪ ،‬لن ّ ُ‬
‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫م ن ِّيــات ِهِ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي َعَْلــ ُ‬ ‫صــي َ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن َوال ُ‬ ‫مَبــد ِّلي َ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ميعٌ لْقــوا ِ‬ ‫ســ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م ‪َ .‬واللــ ُ‬ ‫إ َِليِهــ ْ‬
‫ج‬ ‫ن ن َْهــ ِ‬ ‫صي ّت ِهِ ع َ ْ‬ ‫صي ِفي وَ ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫ج ال ُ‬ ‫خُرو َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫ف الوَ ِ‬ ‫خا َ‬ ‫م ع ََليَها ‪ .‬فَِإذا َ‬ ‫جاِزيهِ ْ‬ ‫وَي ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ص ِفيهــا ‪. . .‬‬ ‫قـ َ‬ ‫ص ـةٍ ‪ ،‬أوْ أن ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َزاد َ فِــي ِ‬ ‫مدا ً ‪ ،‬ب ِأ ْ‬ ‫خط َأ أوْ ع َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫شْرِع َوالعَد ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫م ـعَ الوََرث َـةِ ‪،‬‬ ‫عوا َ‬ ‫م ‪ : ،‬أوْ ت َن َــاَز ُ‬ ‫ل ِفيمــا ب َي ْن َهُ ـ ْ‬ ‫مــا ِ‬ ‫م ِبال َ‬ ‫صــى ل َهُ ـ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫وَت َن َــاَزع َ ال ُ‬
‫ف ‪َ ،‬فل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ِبذل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫س َ‬
‫جن َـ ِ‬ ‫ف َوال َ‬ ‫حي ْـ ِ‬ ‫ل هذا ال َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ب ِت َب ْ ِ‬ ‫صل َ‬ ‫ك ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ن ي َعْل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ط ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫فََتو ّ‬
‫َ‬
‫ه‬‫ه ‪ ،‬وَي ُِثيب ُ ُ‬ ‫فُر ل َ ُ‬ ‫ه ي َغْ ِ‬ ‫حقّ ‪َ ،‬والل ُ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫ل َباط ِ ٍ‬ ‫دي ُ‬ ‫ه ت َب ْ ِ‬ ‫ل ‪ ،‬لن ّ ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫م ع ََليهِ ِفي هذا الّتب ِ‬ ‫إ ِث ْ َ‬
‫ع ََلى ع َ َ‬
‫‪49‬‬
‫مل ِهِ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫حـد َك ُ ُ‬ ‫ضـَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫شـَهاد َة ُ ب َي ْن ِك ُـ ْ‬ ‫من ُــوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫وقال تعالى ‪ } :‬ي َــا أي ّهَــا ال ّـ ِ َ‬
‫خران مـن غ َيرك ُـم إ َ‬ ‫حين ال ْوصية اث ْنان ذ َوا ع َدل منك ُ َ‬
‫م‬ ‫ن أن ْت ُـ ْ‬ ‫م أوْ آ َ َ َ ِ ِ ْ ْ ِ ْ ِ ْ‬ ‫ْ ٍ ِ ْ ْ‬ ‫ت ِ َ َ ِ ّ ِ َ َ ِ َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ص ـَل ِ‬ ‫َْ‬
‫ة‬ ‫ن ب َعْ ـد ِ ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫سون َهُ َ‬ ‫حب ِ ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫صيب َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫صاب َت ْك ُ ْ‬ ‫ض فَأ َ‬ ‫م ِفي الْر ِ‬ ‫ضَرب ْت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ذا قُْرب َــى وَل ن َك ْت ُـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫مًنا وَلـوْ ك َــا َ‬ ‫َ‬ ‫ري ب ِهِ ث َ َ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫م ل نَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن اْرت َب ْت ُ ْ‬ ‫ن ِباللهِ إ ِ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ِ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫َ‬
‫مــا‬ ‫قا إ ِث ْ ً‬ ‫ح ّ‬ ‫س ـت َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ن ع ُث َِر ع ََلى أن ّهُ َ‬ ‫ن )‪ (106‬فَإ ِ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ن اْل َث ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫شَهاد َة َ الل ّهِ إ ِّنا إ ِ ً‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ما ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن فَي ُ ْ‬ ‫م اْلوْل َي َــا ِ‬ ‫حقّ ع َل َي ْهِ ـ ُ‬ ‫س ـت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِ‬ ‫مه ُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫خَرا ِ‬ ‫فَآ َ‬
‫َ‬
‫ن)‬ ‫مي َ‬ ‫ن الظ ّــال ِ ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫مــا اع ْت َـد َي َْنا إ ِن ّــا إ ِ ً‬ ‫ما وَ َ‬ ‫شَهاد َت ِهِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْْ‬ ‫حقّ ِ‬ ‫شَهاد َت َُنا أ َ‬ ‫ِبالل ّهِ ل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫جهَِها أ َوْ ي َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ (107‬ذ َل ِ َ َ‬
‫ن‬ ‫مــا ٌ‬ ‫ن ُتــَرد ّ أي ْ َ‬ ‫خاُفوا أ ْ‬ ‫شَهاد َةِ ع ََلى وَ ْ‬ ‫ن ي َأُتوا ِبال ّ‬ ‫ك أد َْنى أ ْ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن)‬ ‫قي َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ق ـو ْ َ‬ ‫ه َل ي َهْـ ِ‬ ‫مُعوا َوالل ّـ ُ‬ ‫سـ َ‬ ‫ه َوا ْ‬ ‫قــوا الل ّـ َ‬ ‫م َوات ّ ُ‬ ‫مــان ِهِ ْ‬ ‫ب َعْـد َ أي ْ َ‬
‫‪] { (108‬المائدة‪[108-106/‬‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(187 / 1) -‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪56‬‬
‫م‪.‬‬ ‫حك َ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ة ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫ق ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫ن ال َك ْث َرِي ّ َ‬ ‫خ ‪ .‬وَل َك ِ ّ‬ ‫سو ٌ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫م هَذ ِهِ الي َةِ َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫لإ ّ‬ ‫ِقي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س ـل َم ِ ‪-‬‬ ‫ل ال ِ ْ‬ ‫ن أهْـ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫حد ٌُ ِ‬ ‫عن ْد َه ُ أ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ي وَل َي ْ َ‬ ‫ن ت ُوُفْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫ة ت َت َ َ‬ ‫وَهَذ ِهِ الي َ ُ‬
‫ب ‪ -‬وَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س كُ ْ‬ ‫َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫حْر ٍ‬ ‫ض َ‬ ‫ض أْر َ‬ ‫فاٌر ‪َ ،‬والْر ُ‬ ‫سل َم ِ ‪َ ،‬والّنا ُ‬ ‫ل ال ِ ْ‬ ‫ك ِفي أوْ ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬
‫ض‪،‬‬ ‫فـَرائ ِ ُ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ضـ ِ‬ ‫ة ‪ ،‬وَفُرِ َ‬ ‫صـي ّ ُ‬ ‫ت الوَ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫م نُ ِ‬ ‫صـي ّةِ ‪ُ ،‬ثـ ّ‬ ‫ن ِبالوَ ِ‬ ‫واَرُثـو َ‬ ‫س ي َت َ َ‬ ‫الّنا ُ‬
‫س ب َِها ‪.‬‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫م َ‬ ‫وَع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫مــا ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫مـ َ‬ ‫شــْيئا ً ِ‬ ‫ة ‪ ،‬أوْ غ َل ّ َ‬ ‫ماَنــ َ‬ ‫خاَنــا ال َ‬ ‫ن َقــد ْ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫شــاه ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ذا ظ ََهــَر أ ّ‬ ‫َفــإ ِ َ‬
‫كوَنا‬ ‫ن ل ِل ْت ّرِك َةِ ‪ ،‬وَل ْي َ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الوََرث َةِ ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قم ِ اث َْنا ِ‬ ‫ما ‪ ،‬فَل ْي َ ُ‬ ‫صى ب ِهِ إل َي ْهِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬ ‫ن ِباللهِ ل َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قُبو ِ‬ ‫ح ـقّ ب ِــال َ‬ ‫ش ـَهاد َت َُنا أ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫ث ذ َل ِ َ‬ ‫ن ي َرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أوَْلى َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ق‬
‫حـ ّ‬ ‫خان َــا أ َ‬ ‫مــا َ‬ ‫ن قَوْل َن َــا إن ّهُ َ‬ ‫ن ‪َ ،‬وإ ّ‬ ‫خَري ْـ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫شاه ِد َي ْ ِ‬ ‫شَهاد َةِ ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫َوالت ّ ْ‬
‫َ‬
‫مــا‬ ‫مــا قُل ْن َــا ِفيهِ َ‬ ‫ما اع ْت َـد َي َْنا ِفي َ‬ ‫مة ِ ‪ ،‬و َ َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ما ال ُ‬ ‫شَهاد َت ِهِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ص ّ‬‫ل ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫قُبو ِ‬ ‫ِبال ُ‬
‫ن‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُّنا ك َذ َب َْنا ع َل َي ِْهما َوافْت ََري َْنا إذ َا ً ل َ ِ‬ ‫خَيان َةِ ‪َ ،‬وإ ْ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫هـ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي ّْيـ ِ‬ ‫صـى ب ِت َْرك َِتـهِ إَلـى ذ ِ ّ‬ ‫جل ً ُتـوُّفي َوأوْ َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سإ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ع َّبـا‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫ت ‪ ،‬وََرفَعُــوا‬ ‫مي ّـ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ت أن ْك َـَر أهْـ ُ‬ ‫مي ّـ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل إَلى أهْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ما ال َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَل َ ّ‬ ‫الك َِتا ِ‬
‫َ‬
‫ما ب َْعــد َ‬ ‫فه ُ َ‬ ‫حل ِ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫شعَرِيّ ‪َ ،‬فأَراد َ أُبو ُ‬ ‫سى ال ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م إلى أِبي ُ‬ ‫مَرهُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫صل َة َ العَ ْ‬ ‫ما ل َ ي َُبال َِيا ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫صرِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫صرِ ‪ ،‬وَلك ِـ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س ‪ :‬إن ّهُ َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ه اب ْ ُ‬ ‫صلةِ العَ ْ‬ ‫َ‬
‫ما ‪.‬‬ ‫ِ ِِ َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫في‬ ‫ُ ّ َ ٍ ِ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ا ْ َ ْ ُ َ َْ َ َ ِِ َ‬
‫ت‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫س‬
‫ما فِــي‬ ‫حت ُك ُ َ‬ ‫ضـ ْ‬ ‫مــا فَ َ‬ ‫حن َث ْت ُ َ‬ ‫مــا أوْ َ‬ ‫مت ُ َ‬ ‫ن ك َت َ ْ‬ ‫مــا ‪ ) :‬إ ْ‬ ‫فه ُ َ‬ ‫حل ّ َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م قَب ْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ل ال ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫ل‬ ‫ذا قَــا َ‬ ‫مــا ‪ .‬فَــإ َ‬ ‫فه ُ َ‬ ‫حل ّ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫مــا ( ث ُـ ّ‬ ‫عاقَب ْت ُك ُ َ‬ ‫شَهاد َة ً ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫جْز ل َك ُ َ‬ ‫م نُ ِ‬ ‫ما ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مك ُ َ‬ ‫قَوْ ِ‬
‫مغْل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫حل ْ ِ‬ ‫ما ع ََلى ال َ‬
‫ظــةِ ‪،‬‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫س ِبالي ْ َ‬ ‫م الّنا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫فأ َ‬ ‫مل َهُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما ذ َل ِ َ‬ ‫م ل َهُ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ال ِ َ‬
‫ح‬ ‫حي ِ‬ ‫صـ ِ‬ ‫جهِ ال ّ‬ ‫شـَهاد َة َ ع َل َــى الـوَ ْ‬ ‫ديــا ال ّ‬ ‫ن ي ُؤ َ ّ‬ ‫ل إلــى أ ْ‬ ‫سـب ُ ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ك أقْـَر َ‬ ‫ن ذ َل ِـ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫مــا‬ ‫ل ل َهُ َ‬ ‫مـ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ه قَد ْ ي َك ُــو ُ‬ ‫ما أن ّ ُ‬ ‫جهَِها ( ‪.‬ك َ َ‬ ‫شَهاد َةِ ع ََلى وَ ْ‬ ‫ن َيأُتوا ِبال ّ‬ ‫) أد َْنى أ ْ‬
‫ف ب ِــاللهِ ‪،‬‬ ‫حل ْـ ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫ظيـ ُ‬ ‫ح ‪ ،‬هُـوَ ت َعْ ِ‬ ‫حي ِ‬ ‫صـ ِ‬ ‫جهِ ال ّ‬ ‫شَهاد َةِ ع ََلى الوَ ْ‬ ‫ن ِبال ّ‬ ‫ع ََلى ال ِت َْيا ِ‬
‫ت‬ ‫ن ُرد ّ ِ‬ ‫س‪،‬إ ْ‬ ‫ن الّنـا َ ِ‬ ‫حةِ ب َي ْـ َ‬ ‫ضــي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫مـ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫خ ـو ْ ُ‬ ‫ه ‪َ ،‬وال َ‬ ‫جل َل ُ ُ‬ ‫جان ِب ِهِ وَإ ِ ْ‬ ‫عاة ُ َ‬ ‫مَرا َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ن‬ ‫خــاُفوا أ ْ‬ ‫ن ‪ ) .‬أوْ ي َ َ‬ ‫عو َ‬ ‫مــا ي َـد ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫قو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫سـت َ ِ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫حل ِ ُ‬ ‫ن ع ََلى الوََرث َةِ ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫مي ُ‬ ‫الي َ ِ‬
‫مي ـِع‬ ‫ج ِ‬ ‫واه ُ فِــي َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ب ِت َ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ه ت ََعاَلى ال ُ‬ ‫مُر الل ُ‬ ‫م َيأ ُ‬ ‫م ( ‪.‬ث ُ ّ‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫ن ب َعْد َ أي ْ َ‬ ‫ما ٌ‬ ‫ت َُرد ّ أي ْ َ‬
‫ة‬‫كاذ ِب َـ ً‬ ‫مان ـا ً َ‬ ‫فــوا أي ْ َ‬ ‫حل ِ ُ‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬ ‫طاع َ ـةِ ‪ ،‬وَب ِــأ ْ‬ ‫مع َوال ّ‬
‫سـ ْ ِ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫مُرهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َــأ ُ‬ ‫مــورِه ِ ْ‬ ‫أ ُ‬
‫طاع َت ِهِ ‪.‬أد َْنى‬ ‫ن َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫جي َ‬ ‫خارِ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫قي َ‬ ‫س ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫دي ال َ‬ ‫ه ل َ ي َهْ ِ‬ ‫ل ت ََعاَلى ‪ :‬إن ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫‪.‬وَي َ ُ‬
‫ق فِــي‬ ‫ص ـد ْ ِ‬ ‫ح ـقّ َوال ّ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ب إلــى قَـوْ ِ‬ ‫َ‬ ‫جهِهَــا ‪ -‬أقْـَر ُ‬ ‫شَهاد َةِ ع َلى وَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َيأُتوا ِبال ّ‬ ‫أ ْ‬
‫‪50‬‬
‫شَهاد َةِ ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ـــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(776 / 1) -‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪57‬‬
‫المبحث الرابع عشر‬
‫الملئكة تقبض أرواح الناس‬

‫م‬ ‫م ِبالن ّهَــارِ ث ُـ ّ‬ ‫حت ُـ ْ‬ ‫جَر ْ‬ ‫مــا َ‬ ‫م َ‬ ‫ل وَي َعْل َ ُ‬ ‫م ِبالل ّي ْ ِ‬ ‫ذي ي َت َوَّفاك ُ ْ‬ ‫قال تعالى ‪ } :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫مــا ك ُن ْت ُـ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫م ي ُن َب ّئ ُك ُـ ْ‬ ‫م ث ُـ ّ‬ ‫جعُك ُـ ْ‬ ‫مْر ِ‬ ‫م إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫مى ث ُ ّ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ضى أ َ‬ ‫ق َ‬ ‫م ِفيهِ ل ِي ُ ْ‬ ‫ي َب ْعَث ُك ُ ْ‬
‫ذا‬ ‫حت ّــى إ ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫فظ َـ ً‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ع َل َي ْك ُـ ْ‬ ‫سـ ُ‬ ‫عب َــاد ِهِ وَي ُْر ِ‬ ‫قاه ُِر فَوْقَ ِ‬ ‫ن )‪ (60‬وَهُوَ ال ْ َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ت َعْ َ‬
‫َ‬
‫دوا إ َِلى الّلــ ِ‬
‫ه‬ ‫م ُر ّ‬ ‫ن )‪ (61‬ث ُ ّ‬ ‫طو َ‬ ‫فّر ُ‬ ‫م َل ي ُ َ‬ ‫سل َُنا وَهُ ْ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫ت ت َوَفّت ْ ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َك ُ ُ‬ ‫جاَء أ َ‬ ‫َ‬
‫ن )‪] (62‬النعام‪[62-60/‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سِبي َ‬ ‫حا ِ‬ ‫سَرع ُ ال َ‬ ‫م وَهُوَ أ ْ‬ ‫حك ُ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫حقّ أل ل ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫موْلهُ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫زي ـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬
‫ل ‪ ،‬في ُ ِ‬ ‫م ِفي اللي ـ ِ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫ل ن َوْ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫س العَِباد ِ ِفي َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه ي َت َوَفى أن ْ ُ‬ ‫ل ت ََعالى إن ّ ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ـغَُر ( ‪،‬‬ ‫ن ) وَهُـوَ الت ّـوَّفي ال ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ف ِفي الب ْ َ‬ ‫صّر ِ‬ ‫ن الت ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫من َُعها ِ‬ ‫سَها ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫عل ْ ِ‬ ‫ل ع َل َــى ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مـ ِ‬ ‫ل ِفي الن َّهارِ ‪ ،‬وَهَــذا د َل ِي ْـ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫ن الع ْ َ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ه العَِباد ٌ ِ‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫وَي َعْل َ ُ‬
‫ْ‬ ‫ت َعَــاَلى ب ِك ُـ ّ‬
‫ن‬ ‫مي ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَت َـأ ِ‬ ‫وات ِهِ ْ‬ ‫ب أقْـ َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫م فِــي الن ّهَــارِ ل ِك َ ْ‬ ‫م ي َب ْعَث ُهُـ ْ‬ ‫شــيٍء ‪ ،‬ث ُـ ّ‬ ‫ل َ‬
‫َ‬ ‫ل إنسا َ‬
‫مى ( ‪،‬‬ ‫ســ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫يأ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫مل ً ‪ ) ،‬ل ِي َ ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫جل َ ُ‬
‫نأ َ‬ ‫ي كُ ّ ِ ْ َ ٍ‬ ‫سَتوفِ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَل ِي َ ْ‬ ‫شه ِ ْ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫مـ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫م ي َـوْ َ‬ ‫م ي َب ْعَث ُهُـ ْ‬ ‫م ‪ ،‬ث ُـ ّ‬ ‫جــالهُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ما ت َن ْت َِهي آ َ‬ ‫حين َ َ‬ ‫خلقُ إلى اللهِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫جعُ ال َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫قون َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫جَزاَء ال ِ‬ ‫مال ِِهم ال َ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫زيهِ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫ة‬
‫كــ ِ‬ ‫ملئ ِ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫فظ َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ل َ‬ ‫س ُ‬ ‫عَباد ِهِ ‪ ،‬وَي ُْر ِ‬ ‫قاه ُِر فَوْقَ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ه ت ََعاَلى هُوَ الَغال ِ ُ‬ ‫َوالل ُ‬
‫َ‬
‫صون ََها‬ ‫ح ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫مال َهُ ْ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫ظو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ل َي ْل ً وَن ََهارا ً ‪ ،‬ي َ ْ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ع ََلى العَِباد ِ ‪ ،‬ي َت ََعاقَُبو َ‬
‫جــاَء‬ ‫ذا َ‬ ‫حت ّــى إ َ‬ ‫من َْها ‪َ ،‬‬ ‫شيٍء ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫طو َ‬ ‫فّر ُ‬ ‫حَياةِ ‪ ،‬وَل َ ي ُ َ‬ ‫موا ع ََلى قَي ْد ِ ال َ‬ ‫دا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م لَ‬ ‫هــ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ن َرب ّهِ ْ‬ ‫ك ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫ن ب ِذ َل ِ َ‬ ‫موك َلو َ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ‪ ،‬ت َوَفّت ْ ُ‬ ‫جل ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫حد َهُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫ة ‪ ،‬إلى‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫ن ت َت َوَّفاهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ي َُرد ّ العَِباد ُ ‪ ،‬ال ِ‬ ‫م ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫ما ي ُوَك ّ ُ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫ق ّ‬ ‫يُ َ‬
‫ه‬
‫م ب ِعَد ْل ِ ِ‬ ‫م ِفيهِ ْ‬ ‫حك ُ ُ‬ ‫حقّ ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫موْل َهُ ُ‬ ‫مةِ ‪ ،‬وَهُوَ ت ََعاَلى َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ميعا ً ‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫اللهِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫حك ْم ِ َوال َ‬
‫ن‬ ‫سِبي َ‬ ‫حا ِ‬ ‫سَرع ُ ال َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَهُوَ ت ََعالى أ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ب ال ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫مئ َذ ٍ َ‬ ‫‪ ،‬وَهُوَ َيو ْ‬
‫‪51‬‬
‫‪.‬‬
‫" فهو صاحب السلطان القاهر وهم تحت سيطرته وقهره‪ .‬هــم ضــعاف‬
‫في قبضة هذا السلطان ل قوة لهم ول ناصر‪ .‬هم عباد‪ .‬والقهر فــوقهم‪.‬‬
‫وهم خاضعون له مقهورون ‪..‬‬
‫وهذه هي العبودية المطلقة لللوهية القاهرة ‪ ..‬وهذه هي الحقيقة الــتي‬
‫ينطق بها واقع الناس ‪ -‬مهمــا تــرك لهــم مــن الحريــة ليتصــرفوا ‪ ،‬ومــن‬
‫العلــم ليعرفــوا ‪ ،‬ومــن القــدرة ليقومــوا بالخلفــة ‪ -‬إن كــل نفــس مــن‬
‫أنفاسهم بقدر وكل حركة في كيانهم خاضعة لســلطان الل ّــه بمــا أودعــه‬
‫في كيانهم من ناموس ل يملكون أن يخالفوه‪ .‬وإن كــان هــذا النــاموس‬
‫ل‬ ‫سـ ُ‬ ‫يجري في كل مرة بقدر خــاص حــتى فــي النفــس والحركــة! »وَي ُْر ِ‬
‫ة« ‪..‬‬ ‫فظ َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫ل يذكر النص هنا ما نوعهم ‪ ..‬وفي مواضع أخرى أنهــم ملئكــة يحصــون‬
‫على كل إنسان كل ما يصدر عنه ‪ ..‬أما هنا فالمقصود الظاهر هو إلقــاء‬
‫ظل الرقابة المباشرة على كل نفــس‪ .‬ظــل الشــعور بــأن النفــس غيــر‬
‫منفردة لحظة واحدة ‪ ،‬وغير متروكة لذاتها لحظة واحدة‪ .‬فهنــاك حفيــظ‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(850 / 1) -‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪58‬‬
‫عليها رقيب يحصي كل حركة وكل نأمة ويحفــظ مــا يصــدر عنهــا ل ينــد‬
‫عنه شيء ‪ ..‬وهذا التصور كفيل بأن ينتفض له الكيان البشري وتستيقظ‬
‫س ـُلنا‬ ‫َ‬
‫ت ت َـوَفّت ْ ُ‬
‫ه ُر ُ‬ ‫مو ْ ُ‬‫م ال ْ َ‬
‫حد َك ُ ُ‬
‫حّتى ِإذا جاءَ أ َ‬ ‫فيه كل خالجة وكل جارحة ‪َ »..‬‬
‫ن« ‪..‬الظــل نفســه ‪ ،‬فــي صــورة أخــرى ‪ ..‬فكــل نفــس‬ ‫فّرط ُــو َ‬ ‫م ل يُ َ‬ ‫وَهُـ ْ‬
‫معدودة النفاس ‪ ،‬متروكــة لجــل ل تعلمــه ‪ -‬فهــو بالنســبة لهــا غيــب ل‬
‫سبيل إلى كشفه ‪ -‬بينما هو مرسوم محدد في علــم الل ّــه ‪ ،‬ل يتقــدم ول‬
‫يتأخر‪ .‬وكل نفس موكل بأنفاسها وأجلها حفيـظ قريـب مباشـر حاضـر ‪،‬‬
‫ول يغفو ول يغفل ول يهمل ‪ -‬فهو حفيظ من الحفظة ‪ -‬وهو رسول مــن‬
‫الملئكة ‪ -‬فإذا جاءت اللحظــة المرســومة الموعــودة ‪ -‬والنفــس غافلــة‬
‫مشغولة ‪ -‬أدى الحفيظ مهمته ‪ ،‬وقام الرسول برسالته ‪ ..‬وهــذا التصــور‬
‫كفيل كذلك بأن يرتعش له الكيـان البشــري وهــو يحـس بالقـدر الغيــبي‬
‫يحيط به ويعرف أنه في كل لحظة قد يقبض ‪ ،‬وفي كل نفس قد يحيــن‬
‫الجل المحتوم‪.‬‬
‫ق« ‪..‬مــولهم الحــق مــن دون اللهــة‬ ‫حـ ّ‬‫م ال ْ َ‬‫ولهُ ُ‬ ‫مـ ْ‬‫دوا إ ِل َــى الل ّـهِ َ‬ ‫م ُر ّ‬‫»ث ُـ ّ‬
‫المدعاة ‪ ..‬مولهم الذي أنشأهم ‪ ،‬والذي أطلقهم للحياة ما شــاء ‪ ..‬فــي‬
‫رقابته التي ل تغفل ول تفرط ‪ ..‬ثم ردهم إليه عند ما شاء ليقضي فيهم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن«‬ ‫سِبي َ‬ ‫سَرع ُ اْلحا ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَهُوَ أ ْ‬ ‫حك ْ ُ‬‫ه ال ْ ُ‬
‫بحكمه بل معقب ‪»:‬أل ل َ ُ‬
‫فهو وحده يحكم ‪ ،‬وهو وحده يحاسب‪ .‬وهــو ل يبطىــء فــي الحكــم ‪ ،‬ول‬
‫يمهل في الجزاء ‪ ..‬ولذكر السرعة هنا وقعه في القلــب البشــري‪ .‬فهــو‬
‫ليس متروكا ولو إلى مهلة في الحســاب! وتصــور المســلم للمــر علــى‬
‫هذا النحو الذي توحي بــه أصــول عقيــدته فــي الحيــاة والمــوت والبعــث‬
‫والحساب ‪ ،‬كفيل بأن ينزع كل تردد فــي إفــراد الل ّــه ســبحانه بــالحكم ‪-‬‬
‫في هذه الرض ‪ -‬في أمر العباد ‪..‬‬
‫إن الحساب والجزاء والحكم في الخرة ‪ ،‬إنما يقوم علــى عمــل النــاس‬
‫في الدنيا ول يحاسب الناس على مــا اجــترحوا فــي الــدنيا إل أن تكــون‬
‫هناك شريعة من الّله تعين لهم ما يحل وما يحرم ‪ ،‬ممــا يحاســبون يـوم‬
‫القيامـة علـى أساسـه وتوحـد الحاكميـة فـي الـدنيا والخـرة علـى هـذا‬
‫الساس ‪..‬‬
‫فأمــا حيــن يحكــم النــاس فــي الرض بشــريعة غيــر شــريعة الل ّــه فعلم‬
‫يحاسبون فـي الخـرة؟ أيحاسـبون وفـق شـريعة الرض البشـرية الـتي‬
‫كانوا يحكمـون بهـا ويتحــاكمون إليهـا؟ أم يحاسـبون وفـق شــريعة الل ّــه‬
‫السماوية التي لم يكونوا يحكمون بها ول يتحاكمون إليها؟‬
‫إنه ل بد أن يستيقن الناس أن الّله محاسبهم على أساس شريعته هو ل‬
‫شريعة العباد‪ .‬وأنهم إن لم ينظموا حيــاتهم ‪ ،‬ويقيمــوا معــاملتهم ‪ -‬كمــا‬
‫يقيمون شعائرهم وعباداتهم ‪ -‬وفق شريعة الل ّــه فــي الــدنيا ‪ ،‬فــإن هــذا‬
‫سيكون أول ما يحاسبون عليه بين يدي الّله‪ .‬وأنهــم يــومئذ سيحاســبون‬
‫على أنهم لم يتخذوا الّله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬إلها في الرض ولكنهم اتخذوا مــن‬
‫دونه أربابا متفرقة‪ .‬وأنهم محاسبون إذن علــى الكفــر بألوهيــة الل ّــه ‪ -‬أو‬
‫الشرك به باتباعهم شريعته فــي جــانب العبــادات والشــعائر ‪ ،‬واتبــاعهم‬
‫‪59‬‬
‫شـريعة غيـره فــي النظــام الجتمــاعي والسياســي والقتصـادي ‪ ،‬وفـي‬
‫المعاملت والرتباطات ‪ -‬والّله ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلــك‬
‫‪52‬‬
‫لمن يشاء ‪"..‬‬
‫فــي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ديـد ٍ َبـ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ق َ‬ ‫خل ـ ٍ‬ ‫ض أئ ِن ّــا ل َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ضللَنا ِفي الْر ِ‬
‫ذا َ َ ْ‬ ‫وقال تعالى ‪ } :‬وََقاُلوا أئ ِ َ‬
‫م‬ ‫ل ب ِك ُـ ْ‬ ‫ذي وُك ّـ َ‬ ‫ت ال ّـ ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل ي َت َوَّفاك ُ ْ‬ ‫ن )‪ (10‬قُ ْ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫م َ‬ ‫قاِء َرب ّهِ ْ‬ ‫م ب ِل ِ َ‬ ‫هُ ْ‬
‫ن )‪] (11‬السجدة‪[11 ،10/‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫م ت ُْر َ‬ ‫م إ َِلى َرب ّك ُ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ت‬ ‫صــاَر ْ‬ ‫ل ِإذا َ‬ ‫شــورِ ‪ :‬هَـ ْ‬ ‫ث والن ّ ُ‬ ‫ن ب ِــالب َعْ ِ‬ ‫مك َـذ ُّبو َ‬ ‫ن بــاللهِ ‪ ،‬ال ُ‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫ت ب ُِترابها فلم ت َعُ ـد ْ‬ ‫خت َل َط َ ْ‬ ‫ض ‪ ،‬وا ْ‬ ‫ت في الر ِ‬ ‫فّرقَ ْ‬ ‫منا ُترابا ً ‪ ،‬وَت َ َ‬ ‫ظا ُ‬ ‫ع َ‬ ‫منا وَ ِ‬ ‫حو ُ‬ ‫لُ ُ‬
‫ن‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م ْ‬‫جديدًا؟ َوهؤلِء ال ُ‬ ‫خْلقا ً َ‬ ‫خل َقُ َ‬ ‫خرى ‪ ،‬ون ُ ْ‬ ‫مّرة ً أ ُ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫سن ُب ْعَ ُ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫ميُز ع َن ْ ُ‬ ‫ت َت َ ّ‬
‫ل َيا‬ ‫خرةِ ‪ .‬قُ ْ‬ ‫م في ال ِ‬ ‫قاِء َرب ّهِ ْ‬ ‫ن ب ِل ِ َ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ق ‪ ،‬وَي َك ْ ُ‬ ‫على ال َ ْ‬ ‫ن ُقدَرة َ اللهِ َ‬
‫َ‬ ‫خل ِ‬ ‫ي ُن ْك ُِرو َ‬
‫م‪،‬‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫ض أْرَوا ِ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫ذي وُك ّ َ‬ ‫ت ‪ ،‬ال ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ‪ :‬إِ ّ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مد ُ ِلهؤلِء ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫جالهــا ‪ ،‬ث ُـ ّ‬ ‫خلئ ِقُ آ َ‬ ‫فد ُ ال َ‬ ‫سـت َن ْ ِ‬ ‫حيَنمــا ت َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ض الْرَوا َ‬ ‫قب ِـ ُ‬ ‫ف ب ِهِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ما كل َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫‪53‬‬
‫مل ِهِ ‪.‬‬ ‫ل َواحد ٍ ب ِعَ َ‬ ‫مةِ فَُيجاِزي ك ُ ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ن ِإلى َرب ّك ُ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ت َُر ّ‬
‫ضياع ‪ ،‬والفنــاء فــي ترابهـا ‪ ..‬وذلــك بمــا يحــدث‬ ‫"الضلل في الرض ‪ :‬ال ّ‬
‫للجساد بعد الموت من تحلل وفناء‪.‬‬
‫والحديث هنا عن المشركين ‪ ،‬الذين ينكرون البعــث ‪ ،‬ويــرون أن انحلل‬
‫أجسادهم بعد الموت ‪ ،‬وتحولهم إلى تراب من تراب الرض ‪ ،‬يجعل من‬
‫المستحيل أن يعودوا مرة أخرى إلى ما كانوا عليه ‪ ،‬إذ ما أبعــد مــا بيــن‬
‫ح‬ ‫هذه الجساد التي أبلها البلى ‪ ،‬وبين الحال التي ستصبح عليها لــو ص ـ ّ‬
‫أنهم سيبعثون ‪..‬‬
‫ولو أنهم نظروا إلى ما دعاهم الّله سبحانه وتعالى إليه ‪ ،‬من النظر فــي‬
‫ن «‪.‬‬ ‫طي ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫خل ْقَ اْل ِْنسا ِ‬ ‫قوله تعالى ‪ » :‬وَب َد َأ َ َ‬
‫ن « ـ ـ لوجــدوا أن‬ ‫مِهي ٍ‬ ‫ن ماٍء َ‬ ‫م ْ‬ ‫سلل َةٍ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫جعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫‪ .‬وفي قوله ‪ » :‬ث ُ ّ‬
‫ل فرق بين هذا التراب الذي جاءوا منــه ‪ ،‬أو تلــك النطفــة الــتي تخلقــوا‬
‫منهــا ‪ ،‬وبيــن هــذا الــتراب الــذي صــارت إليــه أجســادهم ‪ ..‬بــل إن فــى‬
‫أجسادهم الغائبة تحت التراب ‪ ،‬إشارات تشــير إليهــم ‪ ،‬وتاريخــا يحــدث‬
‫عنهم! إنهم ـ وهم في التراب ـ أشبه بغائب ترجى له عــودة ‪ ،‬وهــم لــم‬
‫يكونوا من قبل شيئا! وشىء يعود إلى أصـله ‪ ،‬أقــرب فـي التصـور مـن‬
‫م‬ ‫م ب ِِلقــاِء َرب ّهِ ـ ْ‬ ‫ل هُ ـ ْ‬ ‫توقع وجود شىء من عدم! ـ وفي قوله تعالى ‪ » :‬ب َـ ْ‬
‫ن « ـ إشارة إلى أن هــؤلء المشــركين علــى ضــلل فــي حيــاتهم‬ ‫كافُِرو َ‬
‫الدنيا ‪ ..‬قد فتنوا بها ‪ ،‬وأذهبوا طيبــاتهم فيهــا ‪ ،‬وأطلقــوا لهــواهم العنــان‬
‫ل مـذهب ‪ ..‬وهـذا مـا أوقـع فـي تفكيرهــم أن ل حيـاة بعـد‬ ‫يذهب بهم ك ّ‬
‫الموت ‪ ،‬وأن ل حساب ول جزاء ‪ ...‬لن ذلك يعنى أن يعملوا حسابا لهذا‬
‫الحساب ‪ ،‬وأن يتخففوا كثيرا مما هم فيه من ضلل ‪ ،‬وأن يستبقوا مــن‬
‫يومهم شيئا لما بعد هذا اليوم ‪ ..‬وإنه ليس لهــم إلــى ذلــك مــن ســبيل ‪،‬‬
‫وقد غلبتهم أهواؤهم ‪ ،‬واستولت عليهم دنياهم ‪ ..‬وإذن فل يوم بعــد هــذا‬
‫اليوم ‪ ،‬ول حياة بعد هذه الحياة ‪ ..‬إنهم ـ والحال كذلك أشبه بالجند فــي‬
‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1122 / 2) -‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(3394 / 1) -‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪60‬‬
‫ليلة الحرب ‪ ..‬يقضونها ليلة صاخبة معربدة ‪ ،‬حتى الصباح ‪ ،‬ينفقون فيها‬
‫كل ما معهم ‪ ..‬ثم ليكن في الغد ما يكون!!‬
‫م‬‫م ِإلــى َرب ّك ُـ ْ‬ ‫م ث ُـ ّ‬ ‫ل ب ِك ُـ ْ‬ ‫ذي وُك ّ َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬‫م َ‬ ‫ل ي َت َوَّفاك ُ ْ‬ ‫قوله تعالى ‪ » :‬قُ ْ‬
‫ن «‪.‬توفيــة الشــيء ‪ :‬اســتيفاؤه وأخــذه كــامل وافيــا ‪ ،‬وعب ّــر عــن‬ ‫جُعو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫ى مــا قــدر الل ّــه‬ ‫الموت بالتوفى ‪ ،‬لنه ل يكون الموت حتى يستوفى الح ّ‬
‫له من حياة ‪ ،‬دون زيادة أو نقصان‪.‬‬
‫م « ــ‬ ‫ل ب ِك ُـ ْ‬‫ذي وُك ّـ َ‬ ‫ت ال ّـ ِ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬‫مل َـ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل ي َت َوَفّــاك ُ ْ‬ ‫وفي قوله تعالى ‪ » :‬قُـ ْ‬
‫ل بهم ‪ ،‬ليس أمرا يقع من تلقــاء نفســه ‪،‬‬ ‫إشارة إلى أن الموت الذي يح ّ‬
‫اعتباطا ‪ ،‬كما يظنون وكما يقول شاعرهم ‪:‬‬
‫مر فيهرم‬ ‫رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطىء يع ّ‬
‫وكّل ‪ ،‬فإن الموت بيد الّله الحكيم العليم ‪ ،‬الــذي جعــل لكــل نفــس أجل‬
‫محدودا ‪ ،‬فإذا جاء أجلهم فل يستأخرون ساعة ول يســتقدمون ‪ ..‬ثــم إن‬
‫الموت يقوم به رسول من رسل الل ّــه ‪ ،‬مهمتــه هــى قبــض الرواح مــن‬
‫الجساد ‪ ،‬بعد أن تستوفى أجلها ‪ ..‬وإذا كان ذلك كذلك ‪ ،‬فإن الذي إليــه‬
‫الموت ‪ ،‬له أيضا الحياة قبل الموت ‪ ،‬وبعد الموت ‪ ..‬فمن أعطى الحياة‬
‫م‬ ‫ن ب ِــالل ّهِ ‪ ،‬وَك ُن ْت ُـ ْ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ف ت َك ْ ُ‬ ‫‪ ،‬ثم سلبها ‪ ،‬ل يعجز أن يعطى ما سلب! » ك َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن « ) ‪: 28‬‬ ‫جعُــو َ‬ ‫م إ ِل َي ْـهِ ت ُْر َ‬‫م ‪ ،‬ث ُـ ّ‬ ‫حِييك ُـ ْ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫م ث ُـ ّ‬ ‫ميت ُك ُـ ْ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫م ‪ ،‬ث ُـ ّ‬ ‫مواتا ً فَأ ْ‬
‫حيــاك ُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫‪54‬‬
‫البقرة(‪".‬‬
‫" إنهم يستبعدون أن يخلقهم الل ّــه خلقــا جديــدا ‪ ،‬بعــد مــوتهم ودفنهــم ‪،‬‬
‫وتحول أجسامهم إلى رفات يغيب في الرض ‪ ،‬ويختلط بذراتها ‪ ،‬ويضــل‬
‫فيها ‪ ،‬فماذا في هذا من غرابة أمام النشأة الولى؟ لقــد بــدأ الل ّــه خلــق‬
‫النسان من طين‪ .‬من هذه الرض التي يقولون إن رفاتهم سيضل فيهــا‬
‫ويختلط بها‪ .‬فالنشأة الخرة شبيهة بالنشأة الولى ‪ ،‬وليس فيهــا غريــب‬
‫ول جديد!‬
‫ن« ‪ ..‬ومــن ثــم يقولــون مــا يقولــون‪ .‬فهــذا‬ ‫م كــافُِرو َ‬ ‫م ب ِِلقاِء َرب ّهِ ْ‬ ‫ل هُ ْ‬ ‫»ب َ ْ‬
‫الكفر بلقاء الّله هو الذي يلقــي علــى أنفســهم ظــل الشـك والعــتراض‬
‫على المر الواضح الذي وقع مرة ‪ ،‬والذي يقع ما هو قريب منه في كل‬
‫لحظــة‪.‬لــذلك يــرد علــى اعتراضــهم بتقريــر وفــاتهم ورجعتهــم ‪ ،‬مكتفيــا‬
‫ل ‪ :‬ي َت َوَفّــاك ُ ْ‬
‫م‬ ‫بالبرهان الحي الماثل في نشــأتهم الولــى ول زيــادة ‪» :‬قُ ـ ْ‬
‫ن« ‪..‬هكذا في صــورة‬ ‫جُعو َ‬ ‫م ت ُْر َ‬ ‫م ِإلى َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ل ب ِك ُ ْ‬ ‫ذي وُك ّ َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫مل َ ُ‬‫َ‬
‫الخبر اليقين ‪ ..‬فأما ملك الموت من هــو؟ وكيــف يتــوفى النفــس فهــذا‬
‫من غيب الّله ‪ ،‬الذي نتلقى خــبره مــن هــذا المصــدر الوثيــق الكيــد‪ .‬ول‬
‫‪55‬‬
‫زيادة على ما نتلقاه من هذا المصدر الوحيد‪".‬‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(612 / 11) -‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(2811 / 5) -‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪61‬‬
‫المبحث الخامس عشر‬
‫حال الكفار أثناء نزع الروح‬

‫ي‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ُأو ِ‬ ‫ن افْت ََرى ع ََلى الل ّهِ ك َذ ًِبا أ َوْ َقا َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظ ْل َ ُ‬
‫قال تعالى ‪ } :‬وم َ‬
‫َ َ ْ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ح إ ِل َي ْهِ َ‬
‫ه وَلـوْ ت َـَرى إ ِذِ‬ ‫ل اللـ ُ‬ ‫مــا أن ْـَز َ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْـ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫سـأن ْزِ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قَــا َ‬ ‫م ْ‬ ‫يٌء وَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ُيو َ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫س ـك ُ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫جوا أ َن ْ ُ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫طو أي ْ ِ‬
‫ة باس ُ َ‬
‫مَلئ ِك َ ُ َ ِ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫ن ِفي غ َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫م‬ ‫حـقّ وَك ُن ْت ُـ ْ‬ ‫ن ع ََلى الل ّهِ غ َي ْـَر ال ْ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ب ال ُْهو ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ال ْي َوْ َ‬
‫ن )‪] (93‬النعام‪[ 93/‬‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫عَ َ‬
‫ن آَيات ِهِ ت َ ْ‬ ‫ْ‬
‫شـريكا ً أ َو ول َــدا ً ‪ ،‬أوَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لـ ُ‬ ‫جعَـ َ‬ ‫َ‬
‫على اللـهِ ‪ ،‬ف َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن كذ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫حد َ أكث َُر ظلما ِ‬ ‫لَأ َ‬
‫َ‬ ‫عى أ َن اللـ َ‬
‫ه‬ ‫سـل َ ُ‬ ‫ه َقـد ْ أْر َ‬ ‫ن اللـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫م ي َك ُـ‬ ‫س ‪ ،‬وََلـ ْ‬ ‫ِ‬ ‫سـول ً إلـى الن ّــا‬ ‫ه َر ُ‬ ‫س ـل َ ُ‬ ‫ه أْر َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫اد ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫مــا أن ْـَز َ‬ ‫مث ْل َ َ‬ ‫زل ِ‬ ‫ن ي ُن ْـ ِ‬ ‫ه َقاد ٌِر ع ََلى أ ْ‬ ‫عى أن ّ ُ‬ ‫ن الن ّب ُوّة َ ( ‪ ،‬أوِ اد ّ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َد ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫كال ِ‬ ‫) َ‬
‫ل‬ ‫مث ْ َ‬ ‫قل َْنا ِ‬ ‫شاُء ل َ ُ‬ ‫ن َقاُلوا ‪ :‬ل َوْ ن َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫كال ِ‬ ‫ن) َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ي َوال ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن الوَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سول ِهِ ِ‬ ‫ه ع ََلى َر ُ‬ ‫الل ُ‬
‫ذا ( ‪.‬‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫م ـد ُ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫م ‪ .‬وَل َوْ َتـَرى َيـا ُ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫عن ْد َ اللهِ ع َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫جْر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن وَأمَثال ُهُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫ؤلِء ال ّ‬ ‫وَهَ ُ‬
‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫م الل ّ َ‬
‫حَيات ِِهم‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خيَرةِ ِ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫ظا ِ‬ ‫ت ‪َ ،‬وآل َ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ت ال َ‬ ‫سك ََرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َُعاُنو َ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫حال َهُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫جاَءت ْهُ ْ‬ ‫سوٍء ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ويرِهِ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫فهِ وَت َ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ل إلى وَ ْ‬ ‫سِبي َ‬ ‫مال َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫سةِ ‪ ،‬لَرأي ْ َ‬ ‫الت ِّعي َ‬
‫َ‬
‫جوا‬ ‫خرِ ُ‬ ‫س ـت َ ْ‬ ‫ب ل ِي َ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ب َوالعَـ َ‬ ‫ض ـْر ِ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫م أي ْـد ِي َهُ ْ‬ ‫ن إ ِل َي ْهِـ ْ‬ ‫طي َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫ت َبا ِ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن ع َلــى الل ـهِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ت َك ـذ ُِبو َ‬ ‫ما كن ْت ُ ْ‬ ‫ف ‪ ،‬لِ َ‬ ‫سوَةٍ وَع ُن ْ ٍ‬ ‫ق ْ‬ ‫م ‪ ،‬بِ َ‬ ‫ساد ِه ِ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫حه ُ ْ‬ ‫أْرَوا َ‬
‫قَياد ِ إَلى ُر ُ‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬
‫‪56‬‬
‫سل ِهِ ‪.‬‬ ‫ن ات َّباِع آَيات ِهِ ‪َ ،‬والن ْ ِ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫وَت َ ْ‬
‫" حماية للرسل ـ عليهم الصلة والسلم ــ مــن أن يكونــوا مظن ّــة تهمــة‬
‫فى صدقهم ‪ ،‬وصدق ما جاءوا به مــن عنــد الل ّــه ‪ ..‬إذ أن الفــتراء علــى‬
‫الّله ‪ ،‬والتلبيس على الناس باسمه ‪ ،‬وادعاء النبوة واختلق ما يكون بين‬
‫يديها من كلمات الّله وآياته ـ كل هذا عدوان على الل ّــه ‪ ،‬وتطــاول علــى‬
‫ما تفرد به سبحانه من قدرة وعظمة ‪ ،‬وفى هذا مهلكة وضياع لكل من‬
‫يتلّبس بمنكر من هذه المنكرات ‪ ..‬وليس ثمة عاقل تسول له نفسه أن‬
‫يقــف هــذا الموقــف المفضــوح ‪ ،‬ويع ـّرض نفســه للفضــيحة الفاضــحة ‪،‬‬
‫والخزي المبين بين الناس! فكيف بأنبياء الّله ورسله ‪ ،‬وهم دعاة هدى ‪،‬‬
‫ول‬ ‫ل يبغون عليه من أحد أجرا ـ كيف يكون منهم الكذب على الّله والتق ّ‬
‫عليه بما لم يقل ؟‬
‫وإذن فالذين يصطفيهم الّله لحمل رســالته ‪ ،‬ويضــع بيــن أيــديهم وعلــى‬
‫ألسنتهم كلماته وآيـاته ــ ل يختلـط أمرهـم علـى ذى عقـل ‪ ،‬ول تلتبـس‬
‫ى من مفارقات بعيدة‬ ‫ى والدع ّ‬ ‫دعوتهم بدعوة أدعياء النبوة ‪ ،‬لما بين النب ّ‬
‫ى ودعــوة‬ ‫ى ‪ ،‬أو فــى محامــل دعــوة النــب ّ‬ ‫ى والــدع ّ‬ ‫‪ ،‬سواء فى ذات النــب ّ‬
‫ى‪.‬‬ ‫الدع ّ‬
‫فــة ‪ ،‬وكمــال ‪ ،‬فــى كــل‬ ‫ى ‪ ،‬اســتقامة ‪ ،‬وصــدق ‪ ،‬وع ّ‬ ‫ففــى ســلوك النــب ّ‬
‫أموره ‪ ،‬ظاهرها وباطنها جميعا ‪ ،‬مما ل يكون موضع شك أو إنكــار عنــد‬
‫ى الذي ل يمكــن أن يقــف‬ ‫أعدائه ‪ ،‬فضل عن أوليائه ‪..‬وليس كذلك الدع ّ‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(883 / 1) -‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪62‬‬
‫هذا الموقف المخزى إّل إذا كان على قدر كبير مــن الوقاحــة ‪ ،‬والتجــرد‬
‫من الحياء ‪ ،‬وعدم المبالة باتهام الناس له ‪ ،‬وتشنيعهم عليه ‪..‬‬
‫وفــى محامــل رســالة النــبي ‪ ..‬النــور والهــدى ‪ ،‬والخيــر ‪ ،‬والعــدل ‪،‬‬
‫والحسان ‪..‬للناس جميعا ‪ ..‬ل لطائفــة مــن الطــوائف ‪ ،‬ول لطبقــة مــن‬
‫الطبقات ‪ ..‬أما ما تحمل رســالة المــدعى ــ إن كــان لــه رســالة ــ فهــو‬
‫الملق والرياء ‪ ،‬والســتجابة للعواطــف الخسيســة فــى النــاس ‪ ،‬وإباحــة‬
‫المنكرات لهم ‪ ،‬ودعوتهم إلى تلك المنكرات باسم هذا الدين الكــاذب ‪،‬‬
‫الذي يباركها ويبارك أهلها ‪..‬‬
‫ت‬‫مــوْ ِ‬‫ت ال ْ َ‬ ‫مــرا ِ‬‫ن ِفــي غ َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وفــى قــوله تعــالى ‪ » :‬وََلــوْ َتــرى إ ِذ ِ ال ّ‬
‫ظــال ِ ُ‬
‫ب ال ْهُــو ِ‬
‫ن‬ ‫ن ع َــذا َ‬‫جَزوْ َ‬ ‫م ‪ ،‬ال ْي َوْ َ‬
‫م تُ ْ‬ ‫سك ُ ُ‬
‫ف َ‬ ‫جوا أ َن ْ ُ‬ ‫خرِ ُ‬‫م أَ ْ‬‫ديهِ ْ‬
‫ة باس ُ َ‬
‫طوا أي ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫حقّ « عــرض لهــؤلء الظــالمين الــذي‬ ‫ن ع ََلى الل ّهِ غ َي َْر ال ْ َ‬ ‫قوُلو َ‬‫م‪ .‬ت َ ُ‬ ‫ِبما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫افتروا على الّله الكذب ‪ ،‬وقالوا بما لم يقبله الّله‪.‬وفى هذا العرض يبــدو‬
‫المصير الذي يصير إليه كل ظالم ‪ ،‬حين تنتهى أيامه القصيرة فــى هــذه‬
‫الدنيا ‪ ،‬بحلوها ومرها ‪ ،‬وبلهوها وعبثهــا ‪ ،‬وإذ هــو علــى مشــارف الحيــاة‬
‫دون أيديهم لنتزاع ثوب الحياة الذي يلبسه‬ ‫الخرة ‪ ،‬وملئكة الرحمن يم ّ‬
‫هذا الجسد ‪ ،‬الذي كان يمشــى فــى الرض مختــال فخــورا ‪ ،‬يحســب أن‬
‫ماله أخلده ‪ ..‬وما هى إل لحظات ‪ ،‬يعالج فيهــا ســكرات المــوت ‪ ،‬حــتى‬
‫يكون جثة هامدة ‪ ،‬كأنه لقى ملقى على الطريق ‪ ،‬بل إنــه يصــبح ســوأة‬
‫يجب أن تختفى وتتوارى عن النظار ‪ ،‬وتغّيب فى باطن الرض ‪ ..‬وليس‬
‫هذا فحسب ‪ ،‬بل إن ذلك هــو بــدء لمرحلــة جديــدة ‪ ،‬لحيــاة أخــرى غيــر‬
‫الحياة التي كان فيها ‪ ..‬إنه سيبعث من جديد ‪ ،‬ويلبس ثوب الحياة مــرة‬
‫سراح ‪ ،‬يلهو ويعبث ‪ ،‬بل ليلقى بــه فــى‬ ‫أخرى ‪ ،‬ولكن ل ليكون مطلق ال ّ‬
‫جــوا‬ ‫َ‬
‫خرِ ُ‬ ‫جهنم ‪ ،‬وليكون وقودا لجحيمها المتسعر! وفى قوله تعــالى ‪ » :‬أ ْ‬
‫م « إشارة إلى هذا المر الملزم ‪ ،‬الذي يحمله الملئكــة ‪ ،‬لقبــض‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫أرواح الظالمين ‪ ،‬وأن الملئكة ‪ ،‬وهــم الموكلــون بقبــض هــذه الرواح ‪،‬‬
‫يحملون هؤلء الظالمين حمل على انتزاعهــا بأنفســهم ‪ ،‬وإعطائهــا لهــم‬
‫بأيديهم ‪ ،‬وفى هذا تنكيل بهم ‪ ،‬وإذلل وقهر لهم ‪ ،‬بأن يحملوا حمل على‬
‫َ‬ ‫انتزاع حياتهم بأيديهم ‪ ..‬هكذا » أ َ ْ‬
‫م «‪.‬‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫جوا أن ْفُ َ‬‫خرِ ُ‬
‫‪ .‬وهل يعطى النسان نفسه بيده ؟ إنــه لهــون عليــه كــثيرا أن ينتزعهــا‬
‫دم بيــديه أع ـّز شــىء‬ ‫أحد منه قهرا وقسرا ‪ ،‬من أن يكون هــو الــذي يق ـ ّ‬
‫‪57‬‬
‫يملكه ‪ ،‬بل كل شىء يملكه ‪"..‬‬
‫والمشــهد الــذي يرســمه الســياق فــي جــزاء هــؤلء الظــالمين )أي‬
‫المشــركين( مشــهد مفــزع مرعــب مكــروب مرهــوب‪.‬الظــالمون فــي‬
‫غمــرات المــوت وســكراته ‪ -‬ولفــظ غمــرات يلقــي ظلــه المكــروب ‪-‬‬
‫والملئكــة يبســطون إليهــم أيــديهم بالعــذاب ‪ ،‬وهــم يطلبــون أرواحهــم‬
‫للخروج!‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(239 / 4) -‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪63‬‬
‫ت‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫م ـو ْ ِ‬ ‫مــرا ِ‬ ‫ن فِــي غ َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وهم يتابعونهم بالتأنيب ‪» :‬وَل َوْ ت َــرى إ ِذ ِ الظ ّــال ِ ُ‬
‫ب ال ْهُــو ِ‬
‫ن‬ ‫ن ع َــذا َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫م تُ ْ‬‫م ال ْي َوْ َ‬‫سك ُ ُ‬ ‫ف َ‬‫جوا أ َن ْ ُ‬ ‫خرِ ُ‬‫م ‪ :‬أَ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬
‫ة باس ُ َ‬
‫طوا أي ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬‫ن آيات ِهِ ت َ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫حقّ ‪ ،‬وَك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن ع ََلى الل ّهِ غ َي َْر ال ْ َ‬ ‫قوُلو َ‬
‫م تَ ُ‬ ‫ِبما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫وجزاء الستكبار العذاب المهين ‪ ،‬وجزاء الكذب على الل ّــه هــذا التــأنيب‬
‫الفاضح ‪ ..‬وكله مما يضفي على المشهد ظلل مكروبــة ‪ ،‬تأخــذ بالخنــاق‬
‫‪58‬‬
‫من الهول والكآبة والضيق!‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1149 / 2) -‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪64‬‬
‫المبحث السادس عشر‬
‫المم لها آجال أيضا‬

‫ة وََل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال تعالى ‪ } :‬ول ِك ُ ّ ُ‬


‫ســاع َ ً‬‫ن َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫م َل ي َ ْ‬
‫س ـت َأ ِ‬ ‫جل ُهُ ـ ْ‬
‫جاءَ أ َ‬ ‫ذا َ‬‫ل فَإ ِ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫مة ٍ أ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫َ‬
‫ن )‪] (34‬العراف‪[34/‬‬ ‫مو َ‬ ‫قد ِ ُ‬
‫ست َ ْ‬‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬‫جـ ُ‬
‫جـاَء ال َ‬ ‫ذا َ‬‫م ‪َ .‬فـإ ِ َ‬ ‫قاتا ً َقـد َّره ُ ل َِهلك ِِهـ ْ‬
‫مي َ‬ ‫جل ً وَ ِ‬ ‫مة ٍ أ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ه ت ََعاَلى ل ِك ُ ّ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫سـت َط ُِعو َ‬‫م َفل ي َ ْ‬ ‫خـذ َهُ ْ‬ ‫م‪،‬أ َ‬ ‫ب ب ِهِـ ْ‬ ‫قــا ِ‬‫ل العِ َ‬ ‫حُلو ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ه ل ِهَل َك ِهِ ْ‬ ‫حد ّد َه ُ الل ُ‬‫ذي َ‬ ‫ال ِ‬
‫حد َة ً ‪.‬‬‫ة َوا ِ‬ ‫ساع َ ً‬ ‫جل ً وَل َوْ َ‬ ‫طاًء وَل َ ت َعَ ّ‬ ‫إ ِب ْ َ‬
‫"إنها حقيقة أساسية من حقائق هذه العقيدة ‪ ،‬يوقــع بهــا الســياق علــى‬
‫أوتار القلوب الغافلة ‪ -‬غير الذاكرة ول الشاكرة ‪ -‬لتســتيقظ ‪ ،‬فل يغرهــا‬
‫امتداد الحياة!‬
‫والجل المضروب إما أجل كل جيل من الناس بالموت المعروف الذي‬
‫يقطع الحياة‪ .‬وإما أجل كل أمة من المـم بمعنـى المـد المقـدر لقوتهـا‬
‫فــي الرض واســتخلفها ‪ ..‬وســواء هــذا الجــل أو ذاك فــإنه مرســوم ل‬
‫‪59‬‬
‫يتقدمون عنه ول يستأخرون‪".‬‬
‫لقد عني المنهج القرآني بمشاهد القيامة ‪ ..‬البعث والحســاب ‪ ،‬والنعيــم‬
‫والعذاب ‪ ..‬عناية واضحة‪ .‬فلم يعد ذلك العالم الذي وعده الل ّــه النــاس ‪،‬‬
‫بعد هذا العالم الحاضر ‪ ،‬موصوفا فحسب ‪ ،‬بل عاد مصــورا محسوســا ‪،‬‬
‫وحيا متحركــا ‪ ،‬وبــارزا شاخصــا ‪ ..‬وعــاش المســلمون فــي ذلــك العــالم‬
‫عيشــة كاملــة‪ .‬رأوا مشــاهده وتــأثروا بهــا ‪ ،‬وخفقــت قلــوبهم تــارة ‪،‬‬
‫واقشعرت جلودهم تارة ‪ ،‬وسرى في نفوسـهم الفـزع مـرة ‪ ،‬وعـاودهم‬
‫الطمئنان أخرى ‪ ،‬ولح لهم من بعيد لفح النار ‪ ،‬ورفت إليهم من الجنــة‬
‫أنسام! ومن ثم بــاتوا يعرفــون ذلــك العــالم تمــام المعرفــة قبــل اليــوم‬
‫الموعود ‪ ..‬والذي يراجع كلمــاتهم ومشــاعرهم عــن ذلــك العــالم يحــس‬
‫أنهم كانوا يعيشون فيه عيشة أعمق وأصدق من حياتهم في هــذه الــدار‬
‫الدنيا وكانوا ينتقلون بحسهم كله إليه ‪ ،‬كما ينتقل النسان مــن دار إلــى‬
‫دار ‪ ،‬ومن أرض إلى أرض ‪ ،‬في هذه الحيــاة المشــهودة المحسوســة ‪..‬‬
‫ولم يكن ذلك العالم مســتقبل موعــودا فــي حســهم ‪ ،‬وإنمــا كــان واقعــا‬
‫مشهودا ‪..‬‬
‫وربما كانت هذه المشاهد ‪ -‬المعروضة هنا ‪ -‬أطول مشاهد القيامــة فــي‬
‫القرآن ‪ ،‬وأحفلها بالحركة ‪ ،‬وبالمناظر المتتابعة ‪ ،‬وبالحوار المتنوع ‪ ،‬في‬
‫حيوية فائضة يعجب النسان كيف تنقلها اللفاظ ‪ ،‬حيث ل ينقلها للحــس‬
‫هكذا إل المشاهدة! وهي تجيء في السورة ‪ -‬كما أسلفنا ‪ -‬تعقيبا علــى‬
‫قصــة آدم ‪ ،‬وخروجــه مــن الجنــة هــو وزوجــه بــإغواء الشــيطان لهمــا ‪،‬‬
‫وتحذير الّله لبني آدم أن يفتنهم الشيطان كما أخرج أبويهم من الجنــة ‪،‬‬
‫وتحذيرهم من اتباع عدوهم القــديم فيمــا يــوحي بــه إليهــم ويوســوس ‪،‬‬
‫وتهديدهم بتولية الشــيطان لهــم إن هــم اختــاروا اتبــاعه علــى اتبــاع مــا‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1285 / 3) -‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪65‬‬
‫سيرسل به الرسل إليهم من الهدى والشــريعة ‪ ..‬ثــم يأخــذ فــي عــرض‬
‫مشــهد الحتضــار ‪ ،‬ومشــاهد القيامــة ‪ -‬وكأنهــا تاليــة لــه بل فاصــل مــن‬
‫الزمان! ‪ -‬فإذا الذي يقع فيها مصداق مــا ينــبئ بــه هــؤلء الرســل ‪ ،‬وإذا‬
‫الذين يطيعون الشيطان قد حرموا العودة إلى الجنة ‪ ،‬وفتنوا عنهــا كمــا‬
‫أخرج أبويهم منها‪ .‬وإذا الذين خالفوا الشيطان فأطاعوا الّلــه ‪ ،‬قــد ردوا‬
‫إلى الجنة ‪ ،‬ونودوا مــن المل العلــى ‪» :‬أ َن ت ِل ْك ُـم ال ْجنـ ُ ُ‬
‫موهــا ِبمــا‬ ‫ة أورِث ْت ُ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن« ‪ ..‬فكأنما هي أوبة المهاجرين ‪ ،‬وعــودة المغــتربين ‪ ،‬إلــى‬ ‫مُلو َ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ت َعْ َ‬
‫دار النعيم! وفي هذا التناسق بيــن القصــة الســابقة والتعقيبــات عليهــا ‪،‬‬
‫ومشاهد القيامة اللحقة من مبدئها إلــى منتهاهــا مــن الجمــال مــا فيــه‪.‬‬
‫فهي قصة تبدأ في المل العلــى ‪ ،‬علــى مشــهد مــن الملئكــة ‪ -‬يــوم أن‬
‫خلق الّله آدم وزوجه وأسكنهما الجنــة ‪ ،‬فــدلهما الشــيطان عــن مرتبــة‬
‫الطاعـة والعبوديـة الكاملـة الخالصـة ‪ ،‬وأخرجهمـا مـن الجنــة ‪ -‬وتنتهــي‬
‫كذلك في المل العلى على مشهد من الملئكة ‪ ..‬فيتصل البدء بالنهاية‪.‬‬
‫ويضمان بينهما فترة الحياة الــدنيا ومشــهد الحتضــار فــي نهايتهــا‪ .‬وهــو‬
‫يتسق في الوسط مع البدء والنهاية كل التساق‪.‬‬
‫والن نأخذ في استعراض هذه المشاهد العجيبة ‪:‬‬
‫ها نحن أولء أمــام مشــهد الحتضــار‪ .‬احتضــار الــذين افــتروا علــى الل ّــه‬
‫الكذب ‪ ،‬فزعموا أن ما ورثوه عن آبائهم من التصورات والشعائر ‪ ،‬ومــا‬
‫شرعوه هم لنفسهم من التقاليد والحكــام ‪ ،‬أمرهــم بــه الل ّــه ‪ ،‬والــذين‬
‫كذبوا بآيات الّله التي جاءهم بها الرسل ‪ -‬وهي شــرع الل ّــه المســتيقن ‪-‬‬
‫وآثروا الظن والخرص على اليقين والعلم‪ .‬وقد نالوا نصــيبهم مــن متــاع‬
‫الدنيا الذي كتب لهم ‪ ،‬ومن فــترة البتلء الــتي قــدرها الل ّــه ‪ ،‬كمــا نــالوا‬
‫نصيبهم من آيات الّله التي أرسل بها رسله وأبلغهم الرسل نصيبهم من‬
‫ك‬‫ه؟ ُأولئ ِ َ‬‫ب ِبآيــات ِ ِ‬
‫َ‬
‫ذبا ً أوْ ك َذ ّ َ‬ ‫ن افَْترى ع ََلى الل ّهِ ك َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬
‫الكتاب ‪» :‬فَم َ‬
‫ن أظ ْل َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫م ‪ ،‬قــاُلوا ‪:‬‬ ‫سـُلنا ي َت َوَفّـوْن َهُ ْ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫حّتى ِإذا جــاَءت ْهُ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫كتا ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬ ‫صيب ُهُ ْ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫َينال ُهُ ْ‬
‫ضـّلوا ع َن ّــا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫علــى‬ ‫دوا َ‬ ‫ش ـه ِ ُ‬ ‫ه؟ قــاُلوا ‪َ :‬‬ ‫ن الل ّـ ِ‬
‫دو ِ‬‫ن ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫م ت َد ْ ُ‬‫ن ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫أي ْ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫فسه َ‬ ‫َ‬
‫ري َ‬ ‫م كاُنوا كافِ ِ‬ ‫م أن ّهُ ْ‬ ‫أن ْ ُ ِ ِ ْ‬
‫ها نحن أولء أمام مشهد هؤلء الــذين افــتروا علــى الل ّــه كــذبا أو كــذبوا‬
‫بآيــاته وقــد جــاءتهم رســل ربهــم مــن الملئكــة يتوفــونهم ‪ ،‬ويقبضــون‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬‫م ت َد ْ ُ‬ ‫ن ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫أرواحهم‪ .‬فدار بين هؤلء وهؤلء حوار ‪» :‬قاُلوا ‪ :‬أي ْ َ‬
‫ه؟« ‪..‬‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ُ‬
‫أين دعاويكم التي افتريتم على الله؟ وأين آلهتكم التي توليتم في الدنيا‬ ‫ّ‬
‫‪ ،‬وفتنتم بها عما جاءكم من الّله على لسان الرسل؟ أين هــي الن فــي‬
‫اللحظة الحاسمة التي تسلب منكم فيها الحياة فل تجدون لكــم عاصــما‬
‫من الموت يؤخركم ساعة عن الميقات الذي أجله الّله؟‬
‫ويكون الجواب هو الجواب الوحيــد ‪ ،‬الــذي ل معــدى عنــه ‪ ،‬ول مغالطــة‬
‫ضّلوا ع َّنا«! غابوا عنا وتاهوا! فل نحن نعرف لهــم مقــرا ‪،‬‬ ‫فيه ‪» :‬قاُلوا ‪َ :‬‬
‫ول هم يسلكون إلينا طريقا! ‪ ..‬فما أضيع عبادا ل تهتدي إليهــم آلهتهــم ‪،‬‬

‫‪66‬‬
‫ول تسعفهم في مثل هذه اللحظة الحاسمة! ومــا أخيــب آلهــة ل تهتــدي‬
‫إلى عبادها‪ .‬في مثل هذا الوان!‬
‫ن« ‪..‬وكــذلك شــهدناهم مــن‬ ‫فسه َ‬ ‫َ‬ ‫»وَ َ‬
‫ري َ‬ ‫م كــاُنوا كــافِ ِ‬ ‫م أن ّهُـ ْ‬ ‫على أن ْ ُ ِ ِ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫شه ِ ُ‬
‫ن‬ ‫قبل في سياق السورة عند ما جاءهم بأس الّله في الــدنيا ‪َ» :‬فمــا كــا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن«! فــإذا انتهــى‬ ‫مي َ‬ ‫ن قــاُلوا ‪ :‬إ ِن ّــا ك ُن ّــا ظــال ِ ِ‬ ‫ســنا إ ِّل أ ْ‬ ‫م ب َأ ُ‬ ‫م إ ِذ ْ جــاَءهُ ْ‬ ‫عواهُ ْ‬ ‫دَ ْ‬
‫مشهد الحتضار ‪ ،‬فنحن أمام المشهد التالي ‪ ،‬وهؤلء المحتضــرون فــي‬
‫‪60‬‬
‫النار! ‪..‬‬
‫ل َل‬ ‫ن )‪ (48‬قُ ـ ْ‬ ‫صــاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ذا ال ْوَع ْد ُ إ ِ ْ‬ ‫مَتى هَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وقال تعالى ‪ } :‬وَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫جل ُهُ ـ ْ‬ ‫جــاَء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل إِ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫مة ٍ أ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ه ل ِك ُ ّ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫فًعا إ ِّل َ‬ ‫ضّرا وََل ن َ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ل ِن َ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ل أ َرأ َيتـم إ َ‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫ذاب ُ ُ‬ ‫م ع َـ َ‬ ‫ن أت َــاك ُ ْ‬ ‫ن )‪ (49‬قُـ ْ َ ْ ُ ْ ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫قد ِ ُ‬ ‫سـت َ ْ‬ ‫ة وََل ي َ ْ‬ ‫ساع َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫ست َأ ِ‬ ‫فََل ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م بِ ِ‬ ‫من ْت ُ ْ‬ ‫ما وَقَعَ آ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫ن )‪ (50‬أث ُ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ذا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ب ََياًتا أوْ ن ََهاًرا َ‬
‫ب‬ ‫ذا َ‬ ‫ذوقُــوا ع َـ َ‬ ‫مــوا ُ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّـ ِ‬ ‫م ِقي َ‬ ‫ن )‪ (51‬ث ُ ّ‬ ‫جُلو َ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫م ب ِهِ ت َ ْ‬ ‫ن وَقَد ْ ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫آ َْل َ َ‬
‫ل تجزون إّل بما ك ُنتم تك ْسبون )‪ (52‬ويسـتنبُئون َ َ‬
‫ل‬ ‫حـقّ هُـوَ قُـ ْ‬ ‫كأ َ‬ ‫ََ ْ َِْ َ‬ ‫ُْ ْ َ ِ ُ َ‬ ‫خل ْد ِ هَ ْ ُ ْ َ ْ َ ِ ِ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن )‪] (53‬يونس‪[53-48/‬‬ ‫زي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬ ‫حقّ وَ َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ِإي وََرّبي إ ِن ّ ُ‬
‫ه‬
‫ن ب ِـ ِ‬ ‫جُلو َ‬ ‫سـت َعْ ِ‬ ‫خـرِ ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫م ب ِــالي َوْم ِ ال ِ‬ ‫ذيب ِهِ ْ‬ ‫ش فِــي ت َك ْـ ِ‬ ‫كو قَُري ْـ ٍ‬ ‫شـرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫معِـ ُ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫ن‬ ‫مـ َ‬ ‫ذي ت َعِـد َُنا ب ِـهِ ِ‬ ‫ن هَــذا ال ّـ ِ‬ ‫مت َــى ي َك ُــو ُ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قول ُــو َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫ميـ َ‬ ‫مت َهَك ّ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ســا ِ‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫ح ْ‬ ‫حاب ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العَ َ‬
‫شــ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫دون ََنا ب ِهِ ِ‬ ‫ما ت َعِ ُ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫ك َ‬ ‫ص َ‬ ‫مد ُ وَأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِيا ُ‬ ‫ن كن ْ َ‬ ‫ب ‪ ،‬إِ ْ‬ ‫ذا ِ‬
‫جَزاٍء؟‬ ‫ب وَ َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ض ـّرا ً‬ ‫َ‬
‫سي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ل ِن َ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫م لَأ ْ‬ ‫مث ْل ُك ُ ْ‬ ‫شٌر ِ‬ ‫ب ‪ :‬إ ِّني ب َ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ِبالعَ َ‬ ‫جِلي َ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل ِهَؤ ُل َِء ال ُ‬ ‫قُ ْ‬
‫َ‬
‫ر‬
‫صـ ِ‬ ‫ق الن ّ ْ‬ ‫قيـ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل َ ت َ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫مَعاِنـ ِ‬ ‫فارِ ال ُ‬ ‫ب ِبالك ُ ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ل العَ َ‬ ‫ك إ ِن َْزا َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫فعا ً ‪ ،‬وَل َ أ ْ‬ ‫وَل َ ن َ ْ‬
‫ل‬ ‫شــاَء ‪ ،‬وَل ِك ُـ ّ‬ ‫مت َــى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫حد َه ُ ‪ ،‬ي ُ َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ك هُوَ الل ُ‬ ‫قاد ُِر ع ََلى ذ َل ِ َ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫ن‬ ‫ة ع َـ ِ‬ ‫ســاع َ ً‬ ‫خَره ُ َ‬ ‫ه أ َوْ ي ُؤ َ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ أ ْ‬ ‫كأ َ‬
‫ل فَل َ يمل ِ ُ َ‬
‫َ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫جاَء ال َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَإ َ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫مة ٍ أ َ‬
‫َ‬
‫أ ّ‬
‫َ‬
‫ه ل ََها ‪.‬‬ ‫حد ّد َه ُ الل ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫الوَقْ ِ‬
‫َ‬ ‫ل الك َ‬ ‫قُ ْ َ‬
‫ن‬ ‫عـ ْ‬ ‫خب ُِروِنـي َ‬ ‫ب‪:‬أ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ِبالَعـ َ‬ ‫جِلي َ‬ ‫سـت َعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ل َِهـؤ ُل َِء ال ُ‬ ‫ريـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل أي َّها الّر ُ‬
‫فعُلوه إ َ‬ ‫حال ِك ُم ‪ ،‬وما يمكنك ُ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫جُلون َ ُ‬ ‫سـت َعْ ِ‬ ‫ذي ت َ ْ‬ ‫ب اللهِ الـ ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ن أَتاك ُ ْ‬ ‫ن تَ ْ َ ُ ِ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ ُ ْ ُِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مــوِر‬ ‫م وَأ ُ‬ ‫م وَلعِب ِكـ ْ‬ ‫م ب ِلهْـوِك ْ‬ ‫شـت َِغال ِك ْ‬ ‫تا ْ‬ ‫ل ‪ ،‬أوْ َوقـ ِ‬ ‫م ِباللي ْـ ِ‬ ‫مِبيت ِكـ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ِفي وَقْـ ِ‬
‫م ن ََهارًا؟ وَأيّ ع َ َ‬ ‫َ‬
‫ن؟‬ ‫مك َـذ ُّبو َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مــو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب ِـهِ هَـؤ ُل َِء ال ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫شك ُ ْ‬ ‫مَعاي ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َهُوَ ع َ َ‬
‫ن‬ ‫ب أي ّـا ك َــا َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ِبالعَ ـ َ‬ ‫جال ِهِ ْ‬ ‫س ـت ِعْ َ‬ ‫ة؟ َوا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ب ي َوْم ِ ال ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ب الد ّن َْيا أ ْ‬ ‫ذا ُ‬
‫َ‬
‫صـْرَنا‬ ‫ن ‪َ :‬رب َّنـا أب ْ َ‬ ‫قوُلـو َ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫مـان َهُ ْ‬ ‫ن ِإي َ‬ ‫ب ي ُعْل ُِنو َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫قعُ العَ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ة ‪.‬وَ ِ‬ ‫جَهال َ ٌ‬ ‫فَُهو َ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫سـل َك ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ت ََعـاَلى ع ََلـى َ‬ ‫م اللـ ُ‬ ‫قّرع ُهُـ ُ‬ ‫خَرى ‪.‬وَي ُ َ‬ ‫جاَء ِفي آي َةٍ أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫معَْنا ‪ ،‬ك َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ن ب ِـهِ ‪،‬‬ ‫م قَب ْل ً ت ُك َـذ ُّبو َ‬ ‫مــا وَقَ ـعَ ‪ ،‬وَك ُن ْت ُـ ْ‬ ‫حين َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ب ِـهِ ال َ‬ ‫من ْت ُ ْ‬ ‫م ‪ :‬أآ َ‬ ‫ل لهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذا فَي َ ُ‬ ‫هَ َ‬
‫ه؟‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫جُلو َ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫خُرو َ‬ ‫س َ‬ ‫وَت َ ْ‬
‫ذابا ً‬ ‫َ‬
‫ذوقُــوا ع َـ َ‬ ‫مُنوا ‪ُ :‬‬ ‫ب فَــآ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن َرأوا العَـ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِهَـؤ ُل َِء الـ ِ‬ ‫قــا ُ‬ ‫مةِ ي ُ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫وَي َوْ َ‬
‫ن ظلـم ٍ ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سُبو َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَت َك ْ ِ‬ ‫فرو َ‬ ‫م ت َك ْ ُ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جَزاٌء وَِفاقٌ ب ِ َ‬ ‫ن ِفيهِ ‪ ،‬وَهُوَ َ‬ ‫دو َ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ساد ٍ ِفي الْر ِ‬ ‫وَفَ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫م ِبالعَ ـ َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫خب ُِر َ‬
‫خ ـَرةِ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ب فِــي ال ـد ّن َْيا َوال ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ت َعِد ُهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫قا ً‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬أ َ‬ ‫مال ِهِ ْ‬ ‫م ع َلى أع ْ َ‬ ‫سب َهُ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫ت ل ِي ُ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫قُبورِ ِ‬ ‫ن ِفي ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ث َ‬ ‫سي َب ْعَ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫الل َ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1288 / 3) -‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪67‬‬
‫ك ‪ ،‬أَ َ‬
‫ل‬‫سـِبي ِ‬ ‫ك ع َل َــى َ‬ ‫ن ذ َل ِـ َ‬‫قول ُــو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ف؟ وَهُـ ْ‬ ‫ويـ ٌ‬ ‫خ ِ‬ ‫ب وَت َ ْ‬ ‫ه إ ِْرهَــا ٌ‬ ‫م أن ّـ ُ‬ ‫ْ‬ ‫قعُ ذ َل ِ َ‬ ‫سي َ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫صي ُْروَرت ِك ْ‬
‫س ِفي َ‬ ‫َ‬
‫حقٌ ‪ ،‬وَلي ْ َ‬ ‫َ‬
‫هل َ‬ ‫م ِإي وََرّبي إ ِن ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ل لهُ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ست ِهَْزاِء ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ال ِن ْكارِ َوال ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن العَـد َم ِ ‪ ،‬وَل َي ْـ َ‬
‫س‬ ‫مـ َ‬ ‫مّرةٍ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م أوّ َ‬ ‫ما ب َد َأك ُ ْ‬ ‫م كَ َ‬ ‫عاد َت ِك ُ ْ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫جُز الل ُ‬ ‫ما ي ُعْ ِ‬ ‫ت َُرابا ً َ‬
‫‪61‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫جُز الل َ‬ ‫ما ي ُعْ ِ‬ ‫ث َ‬ ‫ك الب َعْ ِ‬ ‫ِفي ذ َل ِ َ‬
‫"إن أمر هذا اليوم ل يعلمه إل الل ّــه ‪ ..‬وهــو ســبحانه وحــده الــذي يملــك‬
‫ى ول لغيره سلطان إلى جانب ســلطان الل ّــه ‪،‬‬ ‫الكشف عنه ‪ ،‬وليس للنب ّ‬
‫ول تقدير مع تقديره ‪..‬‬
‫صة نفسه شيئا ‪ ..‬إنه ل يستطيع أن يدفع عن نفسه‬ ‫ى ‪ ،‬ل يملك لخا ّ‬ ‫فالنب ّ‬
‫ضّرا ‪ ،‬أو يجلب لها خيرا إل ما شاء الّله وأراد له ‪ ،‬من دفع الض ـّر عنــه ‪،‬‬
‫وجلب الخير له ‪..‬فكيف يكون له سلطان فى مصــائر الن ّــاس ‪ ،‬ومقــادير‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫العباد ؟ » ل ِك ُ ّ ُ‬
‫م « التقوا بهذا اليوم‬ ‫جل ُهُ ْ‬
‫ل « عند الّله » ِإذا جاَء أ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫مة ٍ أ َ‬ ‫لأ ّ‬
‫الموعود الذي يسألون عنه الن سؤال المنكر ‪ » :‬متى هــو ؟ «‪َ » . .‬فل‬
‫ن « بل يمضى فيهــم قــدر الل ّــه ‪ ،‬وتنفــذ‬ ‫ْ‬
‫مو َ‬ ‫قد ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ة َول ي َ ْ‬ ‫ن ساع َ ً‬ ‫خُرو َ‬ ‫ست َأ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫وق ول‬ ‫دل لكلمــاته ‪ ،‬ول مع ـ ّ‬ ‫فيهم مشيئته فى الوقت المقدور ‪ ،‬إذ ل مب ـ ّ‬
‫وا كبيرا‪.‬‬ ‫معطل لمشيئته ‪ ..‬تعالى الّله عن ذلك عل ّ‬
‫فعا ً « ــ فــى هــذا مـا‬ ‫ضّرا َول ن َ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬قُ ْ‬
‫سي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ل ِن َ ْ‬ ‫للأ ْ‬
‫يسأل عنه ‪ ،‬وهو ‪ :‬إذا كان النسان يملك النفع لنفسه ‪ ،‬بمــا يعمــل فــى‬
‫سبيل ما يعود بــالنفع عليــه والخيــر لــه ‪ ..‬فكيــف يملــك الضـّر لنفســه ‪،‬‬
‫ويسوقه إليها ؟‬
‫وهل هذا مما يكون من إنسان ‪ ،‬فضل عن النبي الكريم ؟‬
‫والجواب ـ والل ّــه أعلــم ــ أن ذلــك للدللــة علــى ســلطان الل ّــه ســبحانه‬
‫وتعالى فى عباده ‪ ،‬وأنه ليس لحد منهم شىء مع ســلطان الل ّــه القــائم‬
‫عليه ‪ ،‬فى ذات نفسه ‪ ،‬حتى لو أراد ـ متعمــدا ــ أن يســوق إلــى نفســه‬
‫شرا ‪ ،‬أو يوردها مورد الهلك ‪ ،‬فإن ذلك ليس إلى يــده ‪ ،‬وإّنمــا هــو لل ّــه‬
‫سبحانه وتعالى ‪..‬‬
‫والضّر ل يتكّلف له النسان جهدا ‪ ،‬ول يبذل له مــال ‪ ،‬وحســبه أن يقــف‬
‫ضـّر يزحــف عليــه مــن كــل‬ ‫موقفا سلبّيا من الحياة ‪ ،‬وعنــد ذلــك يجــد ال ّ‬
‫صــل إل بجهــد ‪ ،‬ول ينــال إل ببــذل‬ ‫جهة ‪ ..‬على خلف النفــع ‪ ،‬فــإنه ل يح ّ‬
‫وعمل ‪ ..‬ومن هنا كان عجز النسان عن أن يملــك لنفســه ضـّرا ــ أبلــغ‬
‫وأظهر فى الدللة على ضعف النسان وعجزه ‪ ،‬وأنــه إذا عجــز عــن أن‬
‫يملك لنفسه ضّرا ‪ ،‬فإنه أعجز من أن يملك لها نفعــا ‪..‬قــوله تعــالى ‪» :‬‬
‫َ‬ ‫ل أ َرأ َيتم إ َ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫مو َ‬‫جرِ ُ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫ل ِ‬‫ج ُ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ه َبياتا ً أوْ َنهارا ً ما ذا ي َ ْ‬ ‫عذاب ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن أتاك ُ ْ‬ ‫قُ ْ َ ْ ُ ْ ِ ْ‬
‫الضمير فى قوله تعــالى ‪ » :‬عــذابه « يعــود إلــى » الوعــد « فــى قــوله‬
‫ن « وهــو يــوم‬ ‫م صــاد ِِقي َ‬ ‫ن ك ُن ُْتــ ْ‬ ‫عــد ُ إ ِ ْ‬ ‫ذا ال ْوَ ْ‬ ‫مــتى هــ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلــو َ‬ ‫تعــالى ‪» :‬وَي َ ُ‬
‫القيامة ‪ ..‬الــذي يســأل عنــه المجرمــون هــذا الســؤال النكــارى ‪ :‬مــتى‬
‫دوا للقائه ‪ ،‬فاســتعجلوا الجــزاء‬ ‫هو ؟ ‪ .‬حتى لكأنهم قد عملوا له ‪ ،‬واستع ّ‬
‫الحسن الذي ينتظرهم فيه!!‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(1413 / 1) -‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪68‬‬
‫وفى قوله تعالى ‪َ » :‬بياتا ً أ َوْ َنهارا ً « إشارة إلــى أن هــذا اليــوم ل يــأتى‬
‫على موعد معلوم للناس ‪ ،‬بل إنه سيأتيهم فجأة ‪ ،‬وعلــى حيــن غفلــة ‪..‬‬
‫مْرساها ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫سئ َُلون َ َ‬
‫ن ُ‬ ‫ساع َةِ أّيا َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ك عَ ِ‬ ‫وهذا ما يشير إليه قوله تعالى ‪ » :‬ي َ ْ‬
‫ت‬ ‫ســماوا ِ‬ ‫ت فِــي ال ّ‬ ‫قل َـ ْ‬ ‫جّليها ل ِوَقِْتها إ ِّل هُوَ ث َ ُ‬ ‫عن ْد َ َرّبي ‪ ..‬ل ي ُ َ‬ ‫مها ِ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫قُ ْ‬
‫ل إ ِّنما ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ة « )‪ : 187‬العراف(‪.‬‬ ‫م إ ِّل ب َغْت َ ً‬‫ض ‪ ..‬ل ت َأِتيك ُ ْ‬ ‫َوالْر ِ‬
‫ن « إشارة إلــى أن‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬‫ه ال ْ ُ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫وفى قوله سبحانه ‪ » :‬ما ذا ي َ ْ‬
‫هذا اليوم هو بلء وويل للمشــركين والضــالين ‪ ..‬وكـل مـا فيـه هــو شـّر‬
‫واقع بهم ‪..‬فماذا يستعجلون من هذا الشّر ‪ ،‬وذلك العذاب ؟ إن المجرم‬
‫ل يستعجل قطــف ثمــار مــا زرع مــن شـّر ‪ ،‬ولكــن هــؤلء المجرميــن ‪..‬‬
‫حمقى جهلء ‪ ،‬ل يدرون ما هو واقع بهم فى هذا اليــوم العصــيب ‪ ،‬فهــم‬
‫لذلك يستعجلونه استعجال الجزاء الحسن المحبوب‪.‬‬
‫َ‬
‫ن؟‬ ‫جُلو َ‬ ‫ســت َعْ ِ‬
‫م ِبــهِ ت َ ْ‬ ‫ن وَقَد ْ ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م ب ِهِ آْل َ‬ ‫من ْت ُ ْ‬ ‫م ِإذا ما وَقَعَ آ َ‬ ‫قوله تعالى ‪ » :‬أث ُ ّ‬
‫م حرف عطف ‪ ،‬عطف ما بعــده علــى‬ ‫م « الهمزة للستفهام ‪ ،‬وث ّ‬ ‫«‪ ».‬أث ّ‬
‫كلم سابق محذوف ‪ ،‬تقديره ‪ :‬أتستعجلون هذا اليــوم ‪ ،‬ثــم إذا مــا وقــع‬
‫آمنتم به ؟‬
‫إن ذلك اليمــان ل ينفعكــم شــيئا ‪ ،‬ول يــدفع عنكــم عــذاب الل ّــه الواقــع‬
‫بكم ‪ ..‬فهّل آمنتم به الن فى هذا الوقت ‪ ،‬وأنتم فى سعة مــن أمركــم ‪،‬‬
‫ل عليكــم‬ ‫قبــل أن يلقــاكم هــذا اليــوم ‪ ،‬وينــزل بكــم فيــه البلء ‪ ،‬ويحــ ّ‬
‫العذاب ؟‬
‫ى‬
‫ن « اســتفهام إنكــار ّ‬ ‫جُلو َ‬ ‫س ـت َعْ ِ‬‫م ب ِـهِ ت َ ْ‬ ‫ن وَقَد ْ ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬آْل َ‬
‫ليمانهم بهذا اليوم ‪ ،‬يــوم يقــع بهــم‪ .‬وقــد كــانوا فــى دنيــاهم ينكرونــه ‪،‬‬
‫ويبالغون فى إنكاره ‪ ،‬ويستعجلون مجيئه ‪ ،‬إمعانا فى النكار والستهزاء‬
‫‪ ،‬بقولهم ‪ »:‬متى هو ؟ «‪.‬و» آلن « أصله » الن « أي الحال والــوقت ‪،‬‬
‫ثم دخلت عليه همزة الستفهام‪ .‬فصــار » أالن « ثــم صـارت الهمزتــان‬
‫‪62‬‬
‫همزة مد ّ ‪ ،‬أي ‪ :‬آلن تؤمنون به بعد أن وقع ؟ ‪".‬‬
‫" وإذا كان الرسول ‪ -  -‬ل يملك لنفسه ضرا ول نفعا ‪ ،‬فهــو ل يملــك‬
‫لهم الضر والنفع بطبيعة الحال‪) .‬و قد قــدم ذكــر الضــر هنــا ‪ ،‬وإن كــان‬
‫مأمورا أن يتحدث عن نفسه ‪ ،‬لنهم هم يســتعجلون الضــر ‪ ،‬فمــن بــاب‬
‫التناسق قدم ذكر الضر‪ .‬أما في موضع آخر في سـورة العــراف فقــدم‬
‫النفع في مثل هذا التعبير ‪ ،‬لنه النسب أن يطلبه لنفســه وهــو يقــول ‪:‬‬
‫ولو كنت أعلم الغيب لستكثرت من الخير وما مسي السوء(‪.‬‬
‫َ‬
‫ه ‪.«..‬فــالمر إذن‬ ‫فعا ً ‪ ..‬إ ِّل مــا شــاَء الل ّـ ُ‬ ‫ضّرا َول ن َ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ل ِن َ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬‫ل‪:‬لأ ْ‬ ‫»قُ ْ‬
‫لّله يحقق وعيده في الوقت الذي يشاؤه‪ .‬وسنة الّله ل تتخلــف ‪ ،‬وأجلــه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الذي أجله ل يستعجل ‪»:‬ل ِك ُ ّ ُ‬
‫ن‬‫خُرو َ‬
‫س ـت َأ ِ‬ ‫م َفل ي َ ْ‬ ‫جل ُهُ ـ ْ‬ ‫ل ‪ِ ،‬إذا جــاَء أ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫مة ٍ أ َ‬ ‫لأ ّ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مو َ‬ ‫قد ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬
‫ة َول ي َ ْ‬ ‫ساع َ ً‬
‫والجل قد ينتهــي بــالهلك الحســي‪ .‬هلك الستئصــال كمــا وقــع لبعــض‬
‫المم الخالية‪ .‬وقد ينتهي بالهلك المعنوي‪ .‬هلك الهزيمة والضياع‪ .‬وهــو‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1026 / 6) -‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪69‬‬
‫ما يقــع للمــم ‪ ،‬إمــا لفــترة تعــود بعــدها للحيــاة ‪ ،‬وإمــا دائمـا فتضــمحل‬
‫وتنمحي شخصيتها وتنتهي إلى اندثارها كأمة ‪ ،‬وإن بقيت كأفراد ‪ ..‬وكــل‬
‫أولئك وفق سنة الّله التي ل تتبدل ‪ ،‬ل مصــادفة ول جزافــا ول ظلمــا ول‬
‫محاباة‪ .‬فالمم التي تأخذ بأسباب الحياة تحيا والمم التي تنحــرف عنهــا‬
‫تضعف أو تضمحل أو تموت بحسب انحرافها‪ .‬والمة السلمية منصوص‬
‫علــى أن حياتهــا فــي اتبــاع رســولها ‪ ،‬والرســول يــدعوها لمــا يحييهــا‪ .‬ل‬
‫بمجرد العتقــاد ‪ ،‬ولكــن بالعمــل الــذي تنــص عليــه العقيــدة فــي شــتى‬
‫مرافق الحياة‪ .‬وبالحياة وفق المنهج الذي شــرعه الل ّــه لهــا ‪ ،‬والشــريعة‬
‫التي أنزلها ‪ ،‬والقيم التي قررها‪ .‬وإل جاءها الجل وفق سنة الّله ‪..‬‬
‫ثــم يبــادرهم الســياق بلمســة وجدانيــة تنقلهــم مــن موقــف الســائل‬
‫دد الذي قد يفاجئه المحظور فــي‬ ‫المستهزئ المتحدي ‪ ،‬إلى موقف المه ّ‬
‫ل ‪ :‬أ َرأ َيت ـم إن َأتــاك ُم ع َــذابه بيات ـا ً أوَ‬ ‫كل لحظة من الليل أو النهــار ‪» :‬قُ ـ ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ ْ ِ ْ‬
‫ن؟« ‪..‬ل يجــديكم فــي رده الصــحو ‪..‬‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ُ‬
‫ست َعْ ِ‬‫َنهارا ً ‪ ،‬ماذا ي َ ْ‬
‫ما الذي يستعجل منه المجرمون؟ وهو عذاب ل خير لهم في اســتعجاله‬
‫على كل حال‪.‬‬
‫وبينما هم في مفاجأة السؤال الذي ينقل مشاعرهم إلى تصــور الخطــر‬
‫وتوقعه ‪ ،‬تفجؤهم الية التالية بوقوعه فعل ‪ ..‬وهو لم يقــع بعــد ‪ ..‬ولكــن‬
‫التصــور القرآنــي يرســمه واقعــا ‪ ،‬ويغمــر بــه المشــاعر ‪ ،‬ويلمــس بــه‬
‫َ‬
‫ن؟!«‪.‬‬ ‫جُلو َ‬‫ست َعْ ِ‬
‫م ب ِهِ ت َ ْ‬‫ن وَقَد ْ ك ُن ْت ُ ْ‬‫ه؟ آْل َ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫من ْت ُ ْ‬‫م ِإذا ما وَقَعَ آ َ‬ ‫الوجدان ‪» :‬أث ُ ّ‬
‫فكأنما قد وقع‪ .‬وكأنما قد آمنوا به ‪ ،‬وكأنما يخاطبون بهــذا التبكيــت فــي‬
‫ن‬ ‫ل ل ِل ّـ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م ِقيـ َ‬ ‫مشهد حاضر يشهدونه الن! وتتمة المشــهد الحاضــر ‪»:‬ث ُـ ّ‬
‫ن؟« ‪..‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫م ت َك ْ ِ‬‫ن إ ِّل ِبما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫ل تُ ْ‬ ‫د‪ .‬هَ ْ‬ ‫خل ْ ِ‬‫ب ال ْ ُ‬ ‫عذا َ‬‫ذوُقوا َ‬ ‫موا ‪ُ :‬‬ ‫ظ َل َ ُ‬
‫وهكذا نجدنا مع السياق في ســاحة الحســاب والعــذاب ‪ ،‬وقــد كنــا منــذ‬
‫لحظــات وفقــرات فــي الــدنيا نشــهد خطــاب الل ّــه لرســوله عــن هــذا‬
‫المصير!!‬
‫وختام هذه الجولة ‪ ،‬هو استنباء القــوم للرســول ‪ :‬إن كــان هــذا الوعيــد‬
‫حقا‪ .‬فهم مزلزلون من الداخل تجاهه يريدون أن يستوثقوا وليــس بهــم‬
‫ق‬ ‫من يقين‪ .‬والجواب باليجاب حاسم مؤكد بيمين ‪» :‬ويس ـتنبُئون َ َ‬
‫حـ ّ‬ ‫ك‪:‬أ َ‬ ‫ََ ْ َِْ َ‬
‫َ‬
‫ن« ‪ِ» ..‬إي وََرّبي« ‪..‬الــذي‬ ‫زي َ‬ ‫ج ِ‬‫معْ ِ‬
‫م بِ ُ‬‫حقّ َوما أن ْت ُ ْ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ل ‪ِ :‬إي وََرّبي إ ِن ّ ُ‬ ‫و؟ قُ ْ‬ ‫هُ َ‬
‫أعرف قيمة ربوبيته فل أقسم به حانثا ‪ ،‬ول أقسم بــه إل فــي جــد وفــي‬
‫َ‬
‫ن« ‪..‬ما أنتم بمعجزين أن يأتي بكــم ‪،‬‬ ‫زي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫حقّ َوما أن ْت ُ ْ‬ ‫ه لَ َ‬
‫يقين ‪»..‬إ ِن ّ ُ‬
‫‪63‬‬
‫وما أنتم بمعجزين أن يحاسبكم ‪ ،‬وأن يجازيكم‪".‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1797 / 3) -‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪70‬‬
‫َنة النبوية‬
‫ّ‬
‫الباب الثاني الموت في الس‬

‫واِتيم ِ‬
‫خ َ‬
‫ل ِبال َ‬‫ما ُ‬ ‫المبحث الول ال َ ْ‬
‫ع َ‬
‫المبحث الثاني موت النبياء عليهم الصلة والسلم‬
‫موت آدم عليه السلم‬
‫موسى وملك الموت عليهما السلم‬
‫موت النبي محمد ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫ب لقاء الله أحب الله لقاءه‪.‬‬ ‫المبحث الثالث من أح ّ‬
‫المبحث الرابع لمثل هذا فأعدوا‬
‫المبحث الخامس فيمن يموت وهو يشهد أن ل إله إل‬
‫الله‬
‫المبحث السادس الموت على عمل صالح‬
‫المبحث السابع التحذير من سوء الخاتمة‬
‫المبحث الثامن أسباب حسن الخاتمة‬

‫‪71‬‬
‫الباب الثاني‬
‫الموت في السّنة النبوية‬
‫المبحث الول‬
‫واِتيم ِ‬
‫خ َ‬ ‫ما ُ‬
‫ل ِبال َ‬ ‫ال َ ْ‬
‫ع َ‬

‫قات ِ ُ‬
‫ل‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ي ‪ ‬إ َِلى َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬ن َظ ََر الن ّب ِ ّ‬ ‫عد ِيّ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سا ِ‬ ‫سعْد ٍ ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫سه ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قا َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن غ ََناًء ع َن ْهُ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أع ْظ َم ِ ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ذا " فَت َب ِعَ ُ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬فَل ْي َن ْظ ُْر إ َِلى هَ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن ي َن ْظ َُر إ َِلى َر ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ه‬
‫ف ِ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ل ب ِذ َُباب َةِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫موْ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ج َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫ح ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫جرِ َ‬ ‫حّتى ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ع ََلى ذ َل ِ َ‬ ‫ي ََز ْ‬
‫ي‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫في ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ك َت ِ َ‬ ‫ن ب َي ْ َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ َ‬ ‫م َ‬ ‫حا َ‬ ‫ن ث َد ْي َي ْهِ ‪ ،‬فَت َ َ‬ ‫ه ب َي ْ َ‬ ‫ضعَ ُ‬ ‫فَوَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه لَ ِ‬ ‫جن ّةِ وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫س ‪ ،‬عَ َ‬ ‫ما ي ََرى الّنا ُ‬ ‫ل ‪ِ ،‬في َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن العَب ْد َ ل َي َعْ َ‬ ‫‪ " : ‬إِ ّ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الّنارِ وَهُوَ ِ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫س ‪ ،‬عَ َ‬ ‫ما ي ََرى الّنا ُ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬وَي َعْ َ‬ ‫أهْ ِ‬
‫‪64‬‬
‫مَها "‬ ‫واِتي ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬
‫خ َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫ما الع ْ َ‬ ‫‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن غ ََناًء ع َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أع ْظ َم ِ ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫جًل ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سعْد ٍ ‪ :‬أ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫سه ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي ‪ ‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ِ ،‬في غ َْزوَةٍ غ ََزا َ‬
‫ن‬
‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‪ ، ‬فَن َظَر الن ّب ِ ّ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫ها َ‬
‫ل الّنارِ فَل ْي َن ْظ ُْر إ َِلى هَ َ‬ ‫َ‬
‫قوْم ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ذا " َفات ّب َعَ ُ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ي َن ْظ َُر إ َِلى الّر ُ‬
‫ح‪،‬‬ ‫جرِ َ‬ ‫حّتى ُ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ع ََلى ال ُ‬ ‫شد ّ الّنا ِ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫‪ ،‬وَهُوَ ع ََلى ت ِل ْ َ‬
‫ن‬
‫ن ب َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ن ث َد ْي َي ْهِ َ‬ ‫فهِ ب َي ْ َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ذ َُباب َ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ج َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫شهَد ُ أن ّ َ‬ ‫ل‪:‬أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫عا ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سرِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ي ‪ُ ‬‬ ‫ل إ َِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫في ْهِ ‪ ،‬فَأقْب َ َ‬ ‫ك َت ِ َ‬
‫ن ي َن ْظ َُر إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫فل َن ‪ " :‬م َ‬
‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ت لِ ُ ٍ‬ ‫ل ‪ :‬قُل ْ َ‬ ‫ك " َقا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ‪ " :‬وَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫الل ّهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫كان م َ‬ ‫رجل م َ‬
‫ن‬ ‫مَنا غ ََناًء ع َ ِ‬ ‫ن أع ْظ َ ِ‬ ‫ل الّنارِ فَل ْي َن ْظ ُْر إ ِل َي ْهِ " وَ َ َ ِ ْ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫َ ُ ٍ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫موْ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ج َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫حا ْ‬ ‫جرِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ت ع َلى ذ َل ِك ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫ه ل يَ ُ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَعََرفْ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن العَب ْد َ ل َي َعْ َ‬ ‫ك ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫عن ْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ي ‪ِ ‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫قت َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل الّنارِ ‪،‬‬ ‫ل أ َهْل الجنة وإنه م َ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫النار وإنه م َ‬
‫ن أهْ ِ‬ ‫َ ّ ِ َ ِّ ُ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَي َعْ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ّ ِ َ ِّ ُ ِ ْ‬
‫‪65‬‬
‫واِتيم ِ "‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬
‫خ َ‬ ‫ل ِبال َ‬ ‫ما الع ْ َ‬ ‫وَإ ِن ّ َ‬
‫ل‬‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫سعْد ٍ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫سه ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬ ‫ج َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫ل لي َعْ َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫هل ِ‬ ‫ل الّنارِ وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ِعَ َ‬
‫ل ِبال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ُ‬ ‫ما اْلع ْ َ‬ ‫ه لَ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪66‬‬
‫واِتيم ِ "‬ ‫خ َ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جن ّةِ وَإ ِن ّ ُ‬
‫ما ي ََرى‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ل ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سه ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫وٍع َ ْ‬
‫ما ي ََرى‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل ِفي َ‬ ‫ه لي َعْ َ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫س ب ِعَ َ‬ ‫الّنا ُ‬
‫ل ِبال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫واِتيم ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ما اْلع ْ َ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وإ ِن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫س ب ِعَ َ‬ ‫الّنا ُ‬
‫‪67‬‬
‫"‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫ل لي َعْ َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة‪،‬أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫موْت ِ ِ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل الّنارِ فَإ ِ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب أن ّ ُ‬ ‫ب ِفي ال ْك َِتا ِ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫جن ّةِ وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫صحيح البخارى)‪( 6493‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪64‬‬

‫صحيح البخارى )‪(6607‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪65‬‬

‫مسند أحمد )‪ (23529‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪66‬‬

‫م ال ْك َِبيُر ِللط ّب ََران ِ ّ‬


‫ي) ‪ (5667‬صحيح‬ ‫ج ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مع ْ َ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪72‬‬
‫ل بعم َ‬
‫ل‬‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ل الّناَر ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ت وَد َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل الّنارِ فَ َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م َ َِ َ ِ‬ ‫ل فَعَ ِ‬ ‫حو ّ َ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫جن ّةِ فَإ ِ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب أن ّ ُ‬ ‫ب ِفي ال ْك َِتا ِ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ِعَ َ‬
‫َ‬
‫ة ‪.‬‬ ‫‪68‬‬
‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ت وَد َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫جن ّةِ فَ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل فَعَ ِ‬ ‫حو ّ َ‬ ‫موْت ِهِ ت َ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ِ‬
‫دوقُ »‬ ‫ص ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صاد ِقُ ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬وَهْوَ ال ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫حد ّث ََنا َر ُ‬ ‫وعن ع َب ْد ِ الل ّهِ قال‪َ :‬‬
‫ك‪،‬‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ق ً‬ ‫ن ع َل َ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ما ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن ي َوْ ً‬ ‫َ‬ ‫مهِ أ َْرب َِعي‬ ‫نأ ّ‬
‫إن أ َحدك ُم يجمع فى بط ْ ُ‬
‫َ ِ‬ ‫ِ ّ َ َ ْ ُ ْ َ ُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ما ٍ‬ ‫كا ب ِأْرب َِع ك َل ِ َ‬ ‫مل ً‬ ‫ه إ ِلي ْهِ َ‬ ‫ث الل ُ‬ ‫م ي َب ْعَ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ضغَ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ح ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫خ ِفيهِ الّرو ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫م ي ُن ْ َ‬ ‫سِعيد ٌ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ى أوْ َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ه وَرِْزقُ ُ‬ ‫جل ُ ُ‬ ‫ه وَأ َ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ب عَ َ‬ ‫فَي ُك ْت َ ُ‬
‫ل بعم َ‬
‫ه وَب َي ْن ََها إ ِل ّ ذ َِراع ٌ ‪،‬‬ ‫ن ب َي ْن َ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ل الّنارِ َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ُ َِ َ ِ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫الّر ُ‬
‫ْ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬فَي َد ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ة ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ب فَي َعْ َ‬ ‫سب ِقُ ع َلي ْهِ الك َِتا ُ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫َ‬
‫ه وَب َي ْن ََها إ ِل ّ ذ َِراعٌ‬ ‫ن ب َي ْن َ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫حّتى َ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬
‫‪69‬‬
‫ل الّناَر « ‪.‬‬ ‫خ ُ‬ ‫ل الّنارِ فَي َد ْ ُ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ب ‪ ،‬فَي َعْ َ‬ ‫سب ِقُ ع َل َي ْهِ ال ْك َِتا ُ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫ن‬
‫دوقُ ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صاد ِقُ ال ْ َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬وَهُوَ ال ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫حد ّث ََنا َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ن ل َي ْل َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫كو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ما وَأْرب َِعي َ‬ ‫ن ي َوْ ً‬ ‫مهِ أْرب َِعي َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫معُ ِفي ب َط ِ‬ ‫ج َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬ ‫خل ْقَ أ َ‬ ‫َ‬
‫كا‬‫مل َ ً‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫م ي َب ْعَ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ضغَ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ق ً‬ ‫ع َل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سِعيد ٌ‬ ‫ي أوْ َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ه وَرِْزقَ ُ‬ ‫جل َ ُ‬ ‫ه وَأ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ب عَ َ‬ ‫ل ‪ :‬اك ْت ُ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ما ٍ‬ ‫مُر ب ِأْرب َِع ك َل ِ َ‬ ‫فَي ُؤ ْ َ‬
‫َ‬
‫جن ّةِ إ ِل ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫ن ب َي ْن َ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫حّتى َ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫‪ ،‬وَإ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ب ِعَ َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫خت َ ُ‬ ‫سب َقَ فَي ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ ال ْك َِتا ُ‬ ‫ذ َِراع ٌ فَي َغْل ِ ُ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ه وَب َي ْن ََها إ ِل ّ ذ َِراع ٌ فَي َغْل ِ ُ‬ ‫ن ب َي ْن َ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ل الّنارِ َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬
‫‪70‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫جن ّةِ فَي َد ْ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫سب َقَ فَي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ع َل َي ْهِ ال ْك َِتا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وِفيهِ أ َ ّ َ‬
‫صير‬ ‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫جَبا ٍ‬ ‫مو ِ‬ ‫ت بِ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ت وَل َي ْ َ‬ ‫ماَرا ٌ‬ ‫سي ّئ ََها أ َ‬ ‫سن ََها وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫مال َ‬ ‫ن اْلع ْ َ‬ ‫َ‬
‫داء‬ ‫در ِفي اِلب ْت ِ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ْ‬
‫جَرى ب ِهِ ال َ‬ ‫ضاء وَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ْ‬
‫سب َقَ ب ِهِ ال َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ما َ‬ ‫مور ِفي الَعاقَِبة إ ِلى َ‬ ‫ال ُ‬
‫ي‪.‬‬ ‫طاب ِ ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫َقال َ ُ‬
‫سب َةِ إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ِبالن ّ ْ‬ ‫سعَد ُ ل َك ِ ْ‬ ‫ي قَد ْ ي َ ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قى وَأ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫سِعيد قَد ْ ي َ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وَِفيهِ أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫عْلم الّله ‪ -‬ت ََعاَلى ‪ -‬فََل ي َت َغَي ُّر ‪ .‬وَِفيهِ أ ّ‬ ‫ما ِفي ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ظاه َِرة وَأ ّ‬ ‫مال ال ّ‬ ‫اْلع ْ َ‬
‫ل ا ِب َ‬
‫ت‬ ‫فعَ الّله ب ِهِ ‪ :‬هَذ ِهِ ال ِّتي قَط َعَ ْ‬ ‫مَرة َ ن َ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫مةِ ‪َ .‬قا َ ْ ُ‬ ‫خات ِ َ‬ ‫اِلع ْت َِبار ِبال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خَتم‬ ‫ذا ي ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫م َل ي َد ُْرو َ‬ ‫حال ِلن ّهُ ْ‬ ‫سن ال ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِفيهِ ِ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫معَ َ‬ ‫جال َ‬ ‫أع َْناق الّر َ‬
‫ن ذ َك َرٍ أ َْو‬ ‫م ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وله ت ََعاَلى ) َ‬ ‫مْثل قَ ْ‬ ‫موم ِ‬ ‫ن عُ ُ‬
‫َ‬
‫م ‪ .‬وَِفيهِ أ ّ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صوص‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ( اْلَية َ‬ ‫جَرهُ ْ‬ ‫جزِي َن ُّهم أ ْ‬ ‫ة وَل َن َ ْ‬ ‫حَياة ً ط َي ّب َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫حي ِي َن ّ ُ‬ ‫ن فَل َن ُ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫أن َْثى وَهُوَ ُ‬
‫بمن مات ع ََلى ذ َل ِ َ َ‬
‫قاِء فَهُوَ ِفي‬ ‫ش َ‬ ‫ه ِبال ّ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫دة وَ ُ‬ ‫سَعا َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ك وَأ ّ‬ ‫ِ َ ْ َ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ؤو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫عْند الله َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ل إ ِلى أ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ما وََرد َ ِ‬ ‫س وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ي وَِبالعَك‬ ‫ق ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫مره ِ‬ ‫ل عُ ُ‬ ‫طو ِ‬
‫فّية‬ ‫حن َ ِ‬ ‫شعَرِّية َوال ْ َ‬ ‫ك ب َْين اْل َ ْ‬ ‫خَلف ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫شت ُهَِر ال ْ ِ‬ ‫ذا ‪ ،‬وَقَد ْ ا ُ ْ‬ ‫ل إ َِلى هَ َ‬ ‫ؤو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫وله ت ََعاَلى‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ك اْل َ‬ ‫َ‬ ‫س َ‬
‫ل قَ ْ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫فّية ب ِ ِ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ديث وَت َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫عَرة ب ِ ِ‬ ‫شا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫وَت َ َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قوْل ِهِ ‪،‬‬ ‫ج لِ َ‬ ‫جا َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ن اِل ْ‬ ‫قي ْ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ت( وَأك ْث ََر ك ُ ّ‬ ‫شاُء وَي ُث ْب ِ ُ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫حو الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫) يَ ْ‬
‫عْلم الّله َل ي َت َغَّير وََل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سب َقَ ِفي ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ي ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫فظ ِ ّ‬ ‫ن الن َّزاع َ ل َ ْ‬ ‫حقّ أ ّ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫َ‬
‫ل‬
‫م ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫دو ِللّنا ِ‬ ‫ما ي َب ْ ُ‬ ‫ديل َ‬ ‫جوز ع َل َي ْهِ الت ّغِْيير َوالت ّب ْ ِ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫دل ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ي َت َب َ ّ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫م ّ‬ ‫ن ِباْلد َ ِ‬ ‫موَك ِّلي َ‬ ‫فظ َةِ َوال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫عْلم ال ْ َ‬ ‫ما ِفي ِ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ن ي َت َعَّلق ذ َل ِ َ‬ ‫ل وََل ي َب ْعُد ُ أ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ال َْعا ِ‬
‫ي )‪ (141‬صحيح‬ ‫قاد ُ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ق ّ‬ ‫‪ -‬اِلع ْت ِ َ‬ ‫‪68‬‬

‫‪ -‬صحيح البخارى)‪( 3332‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 14‬ص ‪ (6174)(48‬صحيح‬ ‫‪70‬‬

‫‪73‬‬
‫عْلم‬ ‫َ‬
‫ما ِفي ِ‬ ‫ما َ‬ ‫قص‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫مر َوالن ّ ْ‬ ‫كالّزَياد َةِ ِفي ال ْعُ ُ‬ ‫حو َواْل ِث َْبات َ‬ ‫م ْ‬ ‫قع ِفيهِ ال ْ َ‬ ‫فَي َ َ‬
‫قوِيّ ع ََلى‬ ‫ث ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫عْند الّله ‪ .‬وَِفيهِ ال ْ َ‬ ‫ت َوال ْعِْلم ِ‬ ‫حوَ ِفيهِ وََل إ ِث َْبا َ‬ ‫م ْ‬ ‫الّله فََل َ‬
‫ق‬
‫سب َ َ‬ ‫ن قَد ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن الّرْزق إ ِ َ‬ ‫حْرص ؛ ِل َ ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ديد ع َ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫جر ال ّ‬ ‫عة ‪َ ،‬والّز ْ‬ ‫قَنا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مَلة‬ ‫َ‬
‫ج ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ساب ؛ ِلن ّ ُ‬ ‫شرِع َ اِلك ْت ِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن الت ّعَّني ِفي ط َل َب ِهِ وَإ ِن ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫م ي ُغْ‬ ‫ديره ل َ ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫دار الد ّن َْيا ‪ .‬وِفيهِ أ ّ َ‬ ‫َ‬
‫سَبب‬ ‫مال َ‬ ‫ن اْلع ْ َ‬ ‫َ‬ ‫مة ِفي َ ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ضت َْها ال ْ ِ‬ ‫سَباب ال ِّتي ا ِقْت َ َ‬ ‫اْل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حقّ ِفي " ك َِتاب ال َْعاقَِبة " إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ل ع َْبد ال ْ َ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫جّنة أوْ الّنار ‪،‬وَأ ّ‬ ‫خول ال ْ َ‬ ‫دُ ُ‬
‫ن ِفي‬ ‫م ْ‬ ‫قع ل ِ َ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ظاه ُِره ُ وَإ ِن ّ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صل ُ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫م َباط ِن ُ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قع ل ِ َ‬ ‫مةِ َل ي َ َ‬ ‫خات ِ َ‬ ‫سوَء ال ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ئ‬‫جت َرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صّر ع َلى الكَباِئر َوال ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ل ِل ُ‬ ‫ب وَي َكث ُُر وُُقوع ُ ُ‬ ‫ساد ٌ أوْ ا ِْرت َِيا ٌ‬ ‫طوِي ّت ِهِ فَ َ‬
‫ك‬‫عْند ت ِل ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫صط َل ِ ُ‬ ‫ة فَي َ ْ‬ ‫وت ب َغْت َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫جم ع َل َي ْهِ ال ْ َ‬ ‫ظائ ِم ِ فَي َهْ ُ‬ ‫ع ََلى ال ْعَ َ‬
‫َ‬
‫مة ‪ ،‬فَهُ َ‬
‫و‬ ‫سَل َ‬ ‫سأل الّله ال ّ‬ ‫مة ن َ ْ‬ ‫خات ِ َ‬ ‫سوِء ال ْ َ‬ ‫سب ًَبا ل ِ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫قد ْ ي َ ُ‬ ‫مة ‪ ،‬فَ َ‬ ‫صد ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ة ‪َ ،‬وال َْعاقِب َ ُ‬
‫ة‬ ‫غال ِب َ ٌ‬ ‫دار َ‬ ‫ن اْل َقْ َ‬ ‫ديث أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب وَِفي ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ع ََلى اْلك ْث َرِ اْلغ ْل َ ِ‬ ‫مو ٌ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عاء‬ ‫شرِع َ الد ّ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ثَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫حال ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ن ي َغْت َّر ب ِظاه ِرِ ال َ‬ ‫حد ٍ أ ْ‬ ‫ة فل ي َن ْب َِغي ِل َ‬ ‫غائ ِب َ ٌ‬
‫‪71‬‬
‫مة‬ ‫خات ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫دين وَب ِ ُ‬ ‫ت ع ََلى ال ّ‬ ‫ِبالث َّبا ِ‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 18‬ص ‪(437‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪74‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫موت النبياء عليهم الصلة والسلم‬
‫موت آدم عليه السلم‬

‫قاُلوا ‪:‬‬ ‫شيخا بال ْمدينة يتك َل ّم ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬


‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت َ ْ ً ِ َ ِ َ ِ ََ ُ‬ ‫ل ‪َ :‬رأي ْ ُ‬ ‫ي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ع ُت َ ّ‬ ‫عَ ْ‬
‫ُ‬
‫ت َقا َ‬
‫ل‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ضَره ُ ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫م لَ ّ‬ ‫سَل ُ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ب ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫ي بْ ُ‬ ‫ذا أب َ ّ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬فَذ َهَُبوا ي َط ْل ُُبو َ‬ ‫مارِ ال ْ َ‬ ‫ن ثِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شت َِهي ِ‬ ‫ي إ ِّني أ ْ‬ ‫ل ِب َِنيهِ ‪ :‬أيْ ب َن ِ ّ‬
‫م ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ؤو ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫معَهُ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫حُنوط ُ ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫فان ُ ُ‬ ‫م أك ْ َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫قب َل َت ْهُ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫َفا ْ‬
‫ما ت َط ْل ُُبو َ‬
‫ن‬ ‫ن وَ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ما ت ُ ِ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫م ‪َ :‬يا ب َِني آد َ َ‬ ‫قاُلوا ل َهُ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬فَ َ‬ ‫كات ِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫حي َوال ْ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ماِر‬ ‫ن ثِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شت ََهى ِ‬ ‫ض َفا ْ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ن ؟ ‪َ ،‬قاُلوا ‪ :‬أُبوَنا َ‬ ‫ن ت َذ ْهَُبو َ‬ ‫ن وَأي ْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ِ‬ ‫ما ت ُ‬ ‫‪ ،‬أوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ما َرأت ْهُ ْ‬ ‫جاُءوا ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫م ‪ .‬فَ َ‬ ‫ضاءُ أِبيك ُ ْ‬ ‫ي قَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫قد ْ ق ُ ِ‬ ‫جُعوا فَ َ‬ ‫م ‪ :‬اْر ِ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬قاُلوا ل َهُ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما أوِتي ُ‬ ‫ك ع َّني فَإ ِّني إ ِن ّ َ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِل َي ْ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت ِبآد َ َ‬ ‫م ‪ ،‬فََلذ َ ْ‬ ‫واُء ع ََرفَت ْهُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫سلوهُ‬ ‫ُ‬ ‫ضوه ُ ‪ ،‬وَغ َ ّ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ك وَت ََعالى ‪ .‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ملئ ِك َةِ َرّبي ت ََباَر َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫خلي ب َي ِْني وَب َي ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫قِب َل ِ ِ‬
‫َ‬
‫خُلوا قَب َْرهُ‬ ‫م دَ َ‬ ‫وا ع َل َي ْهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫صل ّ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫دوا ل َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه وَأل ْ َ‬ ‫فُروا ل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫طوه ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫حن ّ ُ‬ ‫فُنوه ُ وَ َ‬ ‫وَك َ ّ‬
‫وا‬ ‫حث َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خَر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ضُعوا ع َل َي ْهِ الل ّب ِ َ‬ ‫ضُعوه ُ ِفي قَب ْرِهِ وَوَ َ‬ ‫فَوَ َ‬
‫سن ّت ُك ُ ْ‬ ‫م َقاُلوا ‪َ :‬يا ب َِني آد َ َ‬ ‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ع َل َي ْهِ الت َّرا َ‬
‫‪72‬‬
‫م"‬ ‫م هَذ ِهِ ُ‬
‫وع ُ‬
‫ه‬ ‫سل َت ْ ُ‬ ‫م غَ ّ‬ ‫ي آد َ ُ‬ ‫ما ت ُوُفّ َ‬ ‫ل ‪ " :‬لَ ّ‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب ‪ ،‬عَ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ي بْ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫َ ْ‬
‫‪73‬‬
‫م وَوَلد ِهِ "‬ ‫َ‬ ‫ة آد َ َ‬ ‫سن ّ ُ‬ ‫ت ‪ :‬هَذ ِهِ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَقال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حد َ ل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ماِء وِت ًْرا ‪ ،‬وَل ِ‬ ‫ة ِبال َ‬ ‫ْ‬ ‫مَلئ ِك ُ‬
‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫واًل‬ ‫م ‪َ ‬‬ ‫ل‪":‬إ َ‬ ‫وع َ ُ‬
‫ن طِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫م آد َ َ‬ ‫ن أَباك ُ ْ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ب ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫ي بْ ِ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫ْ‬
‫وارًِيا العَوَْرةَ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬‫شعْرِ ‪ُ ،‬‬ ‫ل ال ّ‬ ‫وي َ‬ ‫نط ِ‬ ‫َ‬ ‫عا ‪ .‬وَكا َ‬ ‫َ‬ ‫ن ذ َِرا ً‬ ‫سّتي َ‬ ‫ق‪ِ ،‬‬ ‫حو ِ‬ ‫س ُ‬ ‫خلةِ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ل الن ّ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫قي َت ْ ُ‬ ‫جن ّةِ ‪ .‬فَل َ ِ‬ ‫هارًِبا ِفي ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سوْأت ُ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ة ب َد َ ْ‬ ‫طيئ َ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫صا َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫‪ .‬فَل َ ّ‬
‫مّني ؟ َقا َ‬ ‫خذ َت بناصيت ِه ‪ ،‬فَأوحى الل ّه إل َيه ‪ :‬يا آد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫م أفَِراًرا ِ‬ ‫ُ ِ ْ ِ َ َ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫جَرة ٌ ‪ ،‬فَأ َ ْ ِ َ ِ َ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه الل ّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ض‪,‬‬ ‫ه إ ِلى الْر َ ِ‬ ‫ل ‪ :‬فَأهْب َط َ ُ‬ ‫ت ب ِهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫م ّ‬ ‫حَياًء ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬ ‫َل َيا َر ّ‬
‫ت‬ ‫ما َرأ ْ‬ ‫جن ّةِ ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫حُنوط ِهِ ِ‬ ‫فن ِهِ وَ َ‬ ‫ه ب ِك َ َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬ب َعَ َ‬ ‫ت وََفات ُ ُ‬ ‫ضَر ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫ل َرّبي ‪،‬‬ ‫س ِ‬ ‫ن ُر ُ‬ ‫خّلي ب َي ِْني وَب َي ْ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫دون َهُ ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ت ل ِت َد ْ ُ‬ ‫ة ذ َهَب َ ْ‬ ‫مَلئ ِك َ َ‬ ‫واُء ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫صاب َِني إ ِل ِفي ِ‬ ‫ما أ َ‬ ‫صاب َِني َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ن قِب َل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت إ ِل ِ‬ ‫قي ُ‬ ‫ما ل ِ‬ ‫ت َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ما ل ِ‬ ‫فَ َ‬
‫ن الث َّياب‬ ‫م َ‬ ‫فُنوه ُ ِفي وِت ْرٍ ِ‬ ‫سد ْرِ وِت ًْرا ‪ ،‬وَك َ ّ‬ ‫ماِء َوال ّ‬ ‫ة ِبال ْ َ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫سل َت ْ ُ‬ ‫فَغَ ّ‬
‫َ‬
‫ة وَل َد ِ آد َ َ‬ ‫ه‪ ،‬وََقاُلوا ‪ :‬هَذ ِهِ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَد َفَُنو ُ‬ ‫دوا ل َ ُ‬ ‫ِ‪،‬وَأل ْ َ‬
‫‪74‬‬
‫ن ب َعْد ِهِ "‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سن ّ ُ‬ ‫ح ُ‬
‫م‬‫ل آد َ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫خل َقَ الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ :‬ل َ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ظ َهْرِهِ ك ُ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ع ََلى ظ َهْرِهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫قَها إ ِلى ي َوْم ِ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫مةٍ هُوَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل نَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫س َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ضه ُ ْ‬ ‫م ع ََر َ‬ ‫ن ُنورٍ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫م وَِبي ً‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ل إ ِن ْ َ‬ ‫ي كُ ّ‬ ‫ن ع َي ْن َ ْ‬ ‫ل ب َي ْ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫مةِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جل‬ ‫ك ‪ ،‬فََرأى َر ُ‬ ‫ؤلِء ذ ُّري ّت ُ َ‬ ‫ل ‪ :‬هَ ُ‬ ‫ؤلِء ؟ َقا َ‬ ‫ن هَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ‪ :‬أيْ َر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ع ََلى آد َ َ‬
‫ذا ؟ َقا َ‬ ‫قا َ َ‬ ‫ن ع َي ْن َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ‪ :‬أيْ َر ّ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ه وَِبي ُ‬ ‫جب َ ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَأع ْ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب ‪ ،‬كَ ْ‬
‫م‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫داوُد ُ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫لل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫مم ِ ي ُ َ‬ ‫خرِ ال َ‬ ‫ك ِفي آ ِ‬ ‫ن ذ ُّري ّت ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ري أْرب َِعي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ‪ :‬زِد ْه ُ ِ‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫سّتي َ‬ ‫ل‪ِ :‬‬ ‫مَره ُ ؟ َقا َ‬ ‫ت عُ ْ‬ ‫جعَل ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫سل ُ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫مُر آد َ َ‬ ‫ضى ع ُ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ان ْ َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫م َول ي ُب َد ّ ُ‬ ‫خت َ ُ‬ ‫ب وَي ُ ْ‬ ‫ذا ي ُك ْت َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ً‬ ‫َقا َ‬
‫‪ -‬مسند أحمد )‪ (21841‬صحيح موقوف‬ ‫‪72‬‬

‫َ‬
‫ي) ‪ ( 8497‬حسن‬ ‫ط ِللط ّب ََران ِ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫م اْلوْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫‪ -‬ال ْ ُ‬
‫مع ْ َ‬ ‫‪73‬‬

‫َ‬
‫ن أِبي الد ّن َْيا )‪ ( 301‬فيه ضعف‬ ‫ْ‬
‫ة َوالب ُ َ‬‫‪ -‬الّرقّ ُ‬
‫كاُء ِلب ْ ِ‬
‫‪74‬‬

‫‪75‬‬
‫َ‬ ‫قا َ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ة ؟ َقا َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ري أْرب َُعو َ‬ ‫م ِ‬‫ن عُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ي َب ْقَ ِ‬ ‫ل ‪ :‬أوَل َ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬‫جاَءه ُ َ‬ ‫َ‬
‫م ت ُعْط َِها اب ْن َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬‫ت ذ ُّري ّت ُ ُ‬‫سي َ ْ‬ ‫ي فَن َ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَن َ ِ‬ ‫ت ذ ُّري ّت ُ ُ‬ ‫حد َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫حد َ ف َ َ‬ ‫ج َ‬‫داوُد َ ؟ فَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫أوَل ْ‬
‫ت ذ ُّري ّت ُ ُ‬ ‫خط ِئ َ ْ‬ ‫ئ فَ َ‬
‫‪75‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫خط ِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫فجحد آدم أي ذلك لنه كان في عالم الذر فلم يستحضره حالة مجيء‬
‫ملك الموت له قاله ابن حجر‪ ،‬فجحدت ذريته لن الولد سر أبيه‪ ،‬ونسي‬
‫آدم إشارة إلى أن الجحد كان نسيانا أيضا‪ ،‬إذ ل يجوز جحده عنادا‪،‬‬
‫فأكل من الشجرة قيل نسي أن النهي عن جنس الشجرة أو الشجرة‬
‫بعينها فأكل من غير المعينة ‪،‬وكان النهي عن الجنس والله أعلم‪،‬‬
‫فنسيت ذريته ‪،‬ولذا قيل ‪:‬أول الناس أول الناسي وخطأ بفتح الطاء‪ ،‬أي‬
‫في اجتهاده من جهة التعيين والتخصيص وخطأت ذريته‪ ،‬والظهر أن‬
‫وى{ )‪(121‬‬ ‫ه فَغَ َ‬ ‫م َرب ّ ُ‬ ‫صى آد َ ُ‬ ‫خطأ بمعنى عصى لقوله تعالى ‪ }:‬وَع َ َ‬
‫َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ه ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫سورة طـه ‪ ،‬ولحديث أن َ‬
‫ن"‪. 76‬‬ ‫واُبو َ‬ ‫ن الت ّ ّ‬ ‫طاِئي َ‬ ‫خ ّ‬ ‫خي ُْر ال ْ َ‬ ‫طاٌء ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ب َِني آد َ َ‬ ‫الل ّهِ ‪ : : ‬ك ُ ّ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ » --‬ي َهَْر ُ‬
‫م‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫وفي الحديث إشارة ٌ إلى حديث أن َ ٍ‬
‫ص ع ََلى‬ ‫حْر ُ‬ ‫ل ‪َ ،‬وال ْ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ص ع ََلى ال ْ َ‬ ‫حْر ُ‬ ‫ن ‪ :‬ال ْ ِ‬ ‫ب ِفيهِ اث ْن ََتا ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫م وَت َ ِ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫اب ْ ُ‬
‫ال ْعُ ُ‬
‫‪77‬‬
‫ر‪. «.‬‬ ‫م ِ‬
‫وابن آدم وارد على سبيل الستطراد وإن ابن آدم مجبول من أصل‬
‫‪78‬‬
‫خلقته على الجحد والنسيان والخطأ إل من عصمه الله تعالى ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ - 75‬سنن الترمذى )‪ ( 3356‬و مسند أبي يعلى الموصلي)‪ (6654‬صحيح‬


‫عال َم ِ الذ ّّر فَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م (أ َيْ ذ َل ِ َ‬
‫ك ِل َ ْ‬ ‫حد َ آد َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫النسمة ‪ :‬النفس والروح = الوبيص ‪ :‬البريق‪ ) ،‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫سّر أِبي ِ‬ ‫ن الوَلد َ ِ‬ ‫ه ( ِل ّ‬ ‫ت ذ ُّري ّت ُ ُ‬‫حد َ ْ‬
‫ج َ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ه ) فَ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫مل َ ِ‬
‫جيِء َ‬
‫م ِ‬ ‫حال َ َ‬
‫ة َ‬ ‫ضْره ُ َ‬
‫ح ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫‪ - 76‬المستدرك للحاكم )‪ (7617‬صحيح‬
‫‪ - 77‬صحيح مسلم )‪ ( 2459‬و صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 8‬ص ‪- (3229)(25‬يشب ‪ :‬يقوى ‪-‬يهرم ‪:‬‬
‫يكبر فى السن‬
‫‪ - 78‬انظر مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(431‬‬
‫‪76‬‬
‫موسى وملك الموت عليهما السلم‬
‫ُ‬ ‫عَ َ‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫ت إ َِلى ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ‪ " :‬أْر ِ‬ ‫ه ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ َر ِ‬ ‫ْ‬
‫سل ْت َِني إ َِلى‬ ‫ل ‪ :‬أَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫َ ّ ِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫لى‬ ‫إ‬
‫َ َ َ ِ‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ك‬
‫ّ َ ُ َ ُ‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫جا‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫ع َل َي ْ ِ َ‬ ‫ه‬
‫ع‬
‫ض ُ‬ ‫ه ‪ :‬يَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫جعْ ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ل ‪ :‬اْر ِ‬ ‫ه وََقا َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ع َي ْن َ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فََرد ّ الل ّ ُ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ريد ُ ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ع َب ْد ٍ ل َ ي ُ‬
‫ة ‪َ ،‬قا َ َ‬
‫ي‬
‫ل‪:‬أ ْ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫شعَْرةٍ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ت ب ِهِ ي َد ُه ُ ب ِك ُ ّ‬ ‫ما غ َط ّ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫ن ث َوْرٍ فَل َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مت ْ‬ ‫ي َد َه ُ ع ََلى َ‬
‫ل الل ّ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ن ي ُد ْن ِي َ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫َ‬ ‫سأ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل ‪َ :‬فاْل َ‬ ‫ت ‪َ ،‬قا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ذا ؟ َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫َر ّ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬فَل َ ْ‬
‫و‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫جرٍ " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة بِ َ‬ ‫مي َ ً‬ ‫سةِ َر ْ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ال ُ‬ ‫ن الْر َِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫عن ْد َ الك َِثي ِ‬ ‫ب الط ّ ِ‬ ‫م قَب َْره ُ ‪ ،‬إ َِلى َ‬ ‫م َلَري ْت ُك ُ ْ‬ ‫ت ثَ ّ‬ ‫ك ُن ْ ُ‬
‫‪79‬‬
‫مرِ "‬ ‫ح َ‬ ‫ب ال ْ‬ ‫ق‪ِ ،‬‬ ‫ري َِ‬ ‫جان ِ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫حد ّث ََنا أُبو هَُري َْرة َ ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ‪ :‬هَ َ‬ ‫من َب ّهٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مام ِ ب ْ ِ‬ ‫ن هَ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ت إ َِلى‬ ‫َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ " : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫من َْها ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ث ِ‬ ‫حاِدي َ‬ ‫‪ ،‬فَذ َك ََر أ َ‬
‫َ‬
‫سى ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل فَل َط َ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ه‪:‬أ ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م ‪ .‬فَ َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫سى ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫مل ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك إ ِلى اللهِ ت ََعالى‬ ‫جعَ ال َ‬ ‫ل فََر َ‬ ‫ها ‪َ ،‬قا َ‬ ‫قأ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫مل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ع َي ْ َ‬ ‫سل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قأ ع َي ِْني ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ت ‪ ،‬وَقَد ْ فَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ريد ُ ال ْ َ‬ ‫ك َل ي ُ ِ‬ ‫سل ْت َِني إ َِلى ع َب ْد ٍ ل َ َ‬ ‫ك أْر َ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن‬‫ريد ُ ؟ فَإ ِ ْ‬ ‫حَياة َ ت ُ ِ‬ ‫ل ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫دي فَ ُ‬ ‫جعْ إ َِلى ع َب ْ ِ‬ ‫ل ‪ :‬اْر ِ‬ ‫ه وََقا َ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ ع َي ْن َ ُ‬ ‫فََرد ّ الل ّ ُ‬
‫شعَْرةٍ ‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ت ي َد ُ َ‬ ‫واَر ْ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ن ث َوْرٍ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مت ْ ِ‬ ‫ك ع ََلى َ‬ ‫ضعْ ي َد َ َ‬ ‫حَياة َ فَ َ‬ ‫ريد ُ ال ْ َ‬ ‫ت تُ ِ‬ ‫ك ُن ْ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ‪َ :‬فاْل َ‬ ‫ت ‪َ ،‬قا َ‬ ‫مو ُ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ه ؟ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ش ب َِها َ‬ ‫ك ت َِعي ُ‬ ‫فَإ ِن ّ َ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫جرٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة بِ َ‬ ‫مي َ ً‬ ‫سةِ ‪َ ،‬ر ْ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ال ْ ُ‬ ‫ن الْر َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مت ِْني ِ‬ ‫بأ ِ‬ ‫ب ‪َ ،‬ر ّ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قَ‬
‫ب‬ ‫عن ْد َ ال ْك َِثي ِ‬ ‫ق‪ِ ،‬‬ ‫ري ِ‬ ‫ب الط ّ ِ‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫م قَب َْره ُ إ َِلى َ‬ ‫عن ْد َه ُ َلَري ْت ُك ُ ْ‬ ‫‪َ " : ‬والل ّهِ ل َوْ أ َّني ِ‬
‫‪80‬‬
‫مرِ "‬ ‫ح َ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫س ‪َ :‬رفَ َ‬
‫ع‬ ‫ل ُيون ُ ُ‬ ‫ي ‪َ - ‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ رضي الله عنه‪ ،‬ع َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫عَياًنا ‪َ ،‬قا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ت ي َأِتي الّنا َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫مل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ي ‪َ "-‬‬ ‫ّ‬ ‫ث إ ِلى الن ّب ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ف َ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَأَتى َرب ّ ُ‬ ‫قأ ع َي ْن َ ُ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫سى فَل َط َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫فَأَتى ُ‬
‫ك ل َعَن ُ ْ‬ ‫ه ع َل َي ْ َ‬ ‫ك موسى ‪ ،‬فَ َ َ‬
‫ل‬‫ت ب ِهِ ‪ -‬وََقا َ‬ ‫ف ُ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫قأ ع َي ِْني ‪ ،‬وَل َوَْل ك ََرا َ‬ ‫ع َب ْد ُ َ ُ َ‬
‫ضعْ ي َد َهُ‬ ‫ه فَل ْي َ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫دي فَ ُ‬ ‫ب إ َِلى ع َب ْ ِ‬ ‫ه ‪ :‬اذ ْهَ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ‪ -‬فَ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ش َ‬ ‫س ‪ :‬لَ َ‬ ‫ُيون ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ة ‪ ،‬فَأَتاه ُ فَ َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ت ي َد ُه ُ َ‬ ‫شعََرةٍ َواَر ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫ك ث َوْرٍ ‪ ،‬فَل َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جل ْد ِ ‪ -‬أوْ َ‬ ‫ع ََلى ِ‬
‫ة‬
‫م ً‬ ‫ش ّ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ن ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ل ‪َ :‬فاْل َ‬ ‫ت ‪َ ،‬قا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫ذا ؟ َقا َ‬ ‫ما ب َعْد َ هَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ :‬فَ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ْ‬
‫ن ي َأِتي‬ ‫كا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ع َي ْن َ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫س ‪ :‬فََرد ّ الل ّ ُ‬ ‫ل ُيون ُ ُ‬ ‫ه ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض ُرو َ‬ ‫قب َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪81‬‬
‫ة"‬ ‫في َ ً‬ ‫خ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫الّنا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن ِفيَها ِ‬ ‫م َْ‬ ‫ضيَلة َ‬ ‫شَرفَِها وَفَ ِ‬ ‫سة فَل ِ َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن اْلْرض ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ؤاله اْل ِد َْناء ِ‬ ‫س َ‬ ‫ما ُ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ل اْل ِد َْناء ‪،‬‬ ‫َ‬
‫سأ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ماء ‪ :‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ل ب َْعض ال ْعُل َ َ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫ن اْلن ْب َِياء وَغ َْيره ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مد ُْفوِني َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خا َ َ‬ ‫َ‬
‫شُهوًرا‬ ‫م ْ‬ ‫كون قَْبره َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دس ‪ِ ،‬لن ّ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فس ب َْيت ال ْ َ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫سأ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫ضع‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫حَباب الد ّْفن ِفي ال ْ َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ذا ا ِ ْ‬ ‫فت َِتن ب ِهِ الّناس وَِفي هَ َ‬ ‫م فَي َ ْ‬ ‫عْنده ْ‬ ‫ِ‬
‫هّ‬
‫ن ‪َ .‬والل ُ‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫داِفن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قْرب ِ‬ ‫ْ‬
‫كة ‪َ ،‬وال ُ‬ ‫مَباَر َ‬ ‫ْ‬
‫طن ال ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ضلة َوال َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ديث ‪ ،‬وَأن ْك ََر‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫دة هَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫مَل ِ‬ ‫مازِرِيّ ‪ :‬وَقَد ْ أن ْك ََر ب َْعض ال ْ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫وت ؟ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَلك ال ْ َ‬ ‫قء ع َْين َ‬ ‫سى فَ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫جوُز ع ََلى ُ‬ ‫وره ‪َ ،‬قاُلوا ك َْيف ي َ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫تَ َ‬
‫‪ -‬صحيح البخارى )‪ (1339‬و صحيح مسلم)‪(6297‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪ -‬صحيح مسلم )‪(6298‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪ -‬مسند أحمد )‪ (11193‬حسن صحيح‬ ‫‪81‬‬

‫‪77‬‬
‫َ‬ ‫ذا بأ َجوبة ‪ :‬أ َحد َ َ‬ ‫َ‬
‫سى ‪‬‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مت َِنع أ ْ‬ ‫ه َل ي َ ْ‬ ‫ها أن ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن هَ َ ِ ْ ِ َ ٍ‬ ‫ماء ع َ ْ‬ ‫ب ال ْعُل َ َ‬ ‫جا َ‬ ‫وَأ َ‬
‫مل ْ ُ‬ ‫َ‬
‫طوم ِ ‪،‬‬ ‫حاًنا ل ِل ْ َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ك اِ ْ‬ ‫كون ذ َل ِ َ‬ ‫مة ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫ه ِفي هَذ ِهِ الل ّط ْ َ‬ ‫ن الّله ت ََعاَلى ل َ ُ‬ ‫قَد ْ أذ ِ َ‬
‫ما أ ََراد َ ‪.‬‬ ‫م بِ َ‬ ‫حن ُهُ ْ‬ ‫مت َ ِ‬ ‫شاَء ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫خْلقه َ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫حانه وَت ََعاَلى ي َ ْ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫وََالّله ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ه فَغَل َب َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫حا ّ‬ ‫سى َناظ ََره ُ وَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مَراد أ ّ‬ ‫جاز ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫َوالّثاِني أ ّ‬
‫ل ‪ :‬ع َوَْرت‬ ‫قا ُ‬ ‫جةِ ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ِبال ْ ُ‬ ‫غال َب َ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫قأ َ فَُلن ع َْين فَُلن إ ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫جةِ ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫قوْل ِهِ ‪ " : ‬فََرد ّ‬ ‫ف لِ َ‬ ‫ضعْ ٌ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ‪ :‬وَِفي هَ َ‬ ‫صا َقا َ‬ ‫ق ً‬ ‫خْلت ِفيهِ ن َ ْ‬ ‫ذا أ َد ْ َ‬ ‫يء إ ِ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سى ‪‬‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫دا ‪َ .‬والّثاِلث أ ّ‬ ‫ن ب َِعي ً‬ ‫كا َ‬ ‫جته َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ‪ :‬أَراد َ َرد ّ ُ‬ ‫ن ِقي َ‬ ‫الّله ع َْينه " فَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ل َم يعل َ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ريد ُ ن َ ْ‬ ‫صد َه ُ ي ُ ِ‬ ‫ل قَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫عْند الّله ‪ ،‬وَظ َ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مَلك ِ‬
‫َ‬
‫ه َ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫ْ َْ ْ‬
‫ها ِبال ْ َ‬ ‫َ‬
‫فقِْء ‪،‬‬ ‫صد َ َ‬ ‫ه قَ َ‬ ‫ة إ َِلى فَقِْء ع َي ْن ِهِ ‪َ ،‬ل أن ّ ُ‬ ‫دافَعَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫ه ع َن َْها ‪ ،‬فَأد ّ ْ‬ ‫دافَعَ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ة وَغ َْيره‬ ‫م َ‬ ‫خَزي ْ َ‬ ‫كر ْبن ُ‬ ‫مام أ َِبي ب َ ْ‬ ‫واب اْل ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه ( ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫صك ّ ُ‬ ‫وَت ُؤ َي ّد ُه ُ رَِواَية ) َ‬
‫س ِفي‬ ‫عَياض ‪َ ،‬قاُلوا ‪ :‬وَل َي ْ َ‬ ‫ضي ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫مازِرِيّ َوال ْ َ‬ ‫خَتاَره ُ ال ْ َ‬ ‫ن ‪َ ،‬وا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫مي‬ ‫قد ّ ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫قد ْ ا ِع ْت ََر َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ن ِقي َ‬ ‫قء ع َْينه ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫مد َ ف َ ْ‬ ‫ه ت َعَ ّ‬ ‫ريح ب ِأن ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ص‬
‫ديث ت َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حين جاَءه َثان ِيا بأنه مَلك ال ْموت ‪َ ،‬فال ْجواب أ َن َ‬ ‫َ‬
‫مّرة الّثان َِية‬ ‫ه أَتاه ُ ِفي ال ْ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ً ِ ّ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬
‫هّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مّرة الولى ‪َ .‬والل ُ‬ ‫ف ال َ‬ ‫خل ِ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫سل َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫وت ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ملك ال َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ب َِها أن ّ ُ‬ ‫مةٍ ع َل ِ َ‬ ‫ب ِعَل َ‬
‫َ‬
‫أع ْل َ ُ‬
‫‪82‬‬
‫م‪.‬‬
‫ت إ َِلى‬ ‫ُ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬ع َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ‪ " :‬أْر ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ، ‬قا َ‬ ‫ِ‬ ‫سو‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫جعَ إ َِلى َرب ّهِ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬فََر َ‬ ‫ه ‪َ .‬قا َ‬ ‫قأ ع َي ْن َ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫سى فَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ه فَل َط َ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض ُرو َ‬ ‫قب ِ َ‬ ‫سى ل ِي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫جعْ إ ِلي ْهِ ف ُ‬ ‫َ‬ ‫ت ‪ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل ‪ :‬اْر ِ‬ ‫موْ َ‬ ‫ريد ُ ال َ‬ ‫سلت َِني إ ِلى ع َب ْد ٍ ل ي ُ ِ‬ ‫ب أْر َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬
‫ة‬
‫شعَْر ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ب ِك ُ ّ‬ ‫ت ي َد ُ َ‬ ‫ما غ َط ّ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ب ِك ُ ّ‬ ‫ن ث َوْرٍ ‪ ،‬فَل َ َ‬ ‫مت ْ ِ‬ ‫ك ع ََلى َ‬ ‫ضعْ ي َد َ َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫إِ ْ‬
‫ن َيا‬ ‫ل ‪َ :‬فاْل َ‬ ‫ت ‪َ .‬قا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ذا ؟ َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ة ‪َ .‬قا َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫َ‬
‫جرٍ " ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫سأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب ‪ .‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫مي َ َ‬ ‫سةِ َر ْ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ال ُ‬ ‫ن الْر َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ي ُد ْن ِي َ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ل‪:‬ف َ‬ ‫َر ّ‬
‫ب‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫ضعَ قَب ْرِهِ إ َِلى َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت َلَري ْت ُك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت ثَ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬ل َوْ ك ُن ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خب ََرِني َ‬ ‫مٌر ‪ :‬وَأ ْ‬ ‫معْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫مرِ " َقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ب اْل ْ‬ ‫ت ال ْك َِثي ِ‬ ‫ح َ‬ ‫طورِ ت َ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ث ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ق ِ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ما ل ِ َ‬ ‫معَل ّ ً‬ ‫ل الل ّهِ ‪ُ ‬‬ ‫سو َ‬ ‫ث َر ُ‬ ‫ل وَع ََل ب َعَ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حات ِم ٍ ‪ " :‬إ ِ ّ‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن آَيات ِ ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَب َي ّ َ‬ ‫سال َت َ ُ‬ ‫مَراد ِهِ ‪ ،‬فَب َل ّغَ ‪ ‬رِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ضعَ اْل َِبان َةِ ع َ ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫فَأن َْزل َ ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫خب َُر ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ه أوْ ب َعْ ُ‬
‫قل َها ع َنه أ َصحاب َ‬
‫ْ ُ ْ َ ُ ُ‬ ‫سَرةٍ ع َ َ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫م َ‬ ‫مل َةٍ وَ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م ْ‬ ‫ظ ُ‬ ‫فا ٍ‬ ‫ب ِأ َل ْ َ‬
‫ذا َ َ‬
‫ن‬
‫كأ ّ‬ ‫حقّ ‪ .‬وَ َ‬ ‫صاب َةِ ال ْ َ‬ ‫حُرم ِ الت ّوِْفيقَ ِل ِ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْناه ُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫خَبارِ ال ِّتي ي ُد ْرِ ُ‬ ‫اْل ْ‬
‫ة اب ْت َِلٍء َوا ْ‬ ‫سال َ َ‬ ‫َ‬
‫خت َِبارٍ ‪،‬‬ ‫سى رِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت إ َِلى ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫س َ‬ ‫ل وَع ََل أْر َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫َ‬ ‫ل ل َه ‪ :‬أ َجب رب َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج ّ‬
‫ل‬ ‫ه َ‬ ‫ريد ُ الل ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مًرا ي ُ‬ ‫خت َِبارٍ َواب ْت َِلٍء َل أ ْ‬ ‫مَر ا ْ‬ ‫ك‪،‬أ ْ‬ ‫ِ ْ َ ّ‬ ‫قو َ ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مَره ُ أ ْ‬ ‫وَأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ َ‬ ‫وع ََل إمضاَءه ك َ َ‬
‫مَر‬ ‫ح اب ْن ِهِ أ ْ‬ ‫ه ع َلى ن َب ِي َّنا وَع َلي ْهِ ب ِذ ِب ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫خِليل َ ُ‬ ‫مَر َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ِ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ما ع ََز َ‬ ‫ضاَءه ُ ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل وَع َل إ ِ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ذي أَراد َ الل ُ‬ ‫مرِ ال ِ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫دو َ‬ ‫خت َِبارٍ َواب ْت ِلٍء ‪ُ ،‬‬ ‫ا ْ‬
‫ل وَع ََل‬ ‫ج ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫ظيم ِ ‪ .‬وَقَد ْ ب َعَ َ‬ ‫ح ال ْعَ ِ‬ ‫داه ُ ِبالذ ّب ْ ِ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫جِبي ِ‬ ‫ه ل ِل ْ َ‬ ‫ح اب ْن ِهِ وَت َل ّ ُ‬ ‫ع َلى ذ َب ْ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫سول ِ ِ‬ ‫مَلئ ِك َةِ ع ََلى َر ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خو ِ‬ ‫صوَرٍ َل ي َعْرُِفون ََها ك َد ُ ُ‬ ‫سل ِهِ ِفي ُ‬ ‫ة إ َِلى ُر ُ‬ ‫مَلئ ِك َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل إ َِلى‬ ‫َ‬
‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫جيِء ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ة ‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫ف ً‬ ‫خي َ‬ ‫م ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫حّتى أوْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ي َعْرِفْهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫م ي َعْرِفْ ُ‬
‫ه‬ ‫سَلم ِ ‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫ن َواْل ِ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ناِْ‬ ‫ؤال ِهِ إ ِّياه ُ ع َ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬وَ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫سى ع َلى‬ ‫َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت إ ِلى ُ‬ ‫َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫ْ‬ ‫مل ِ‬ ‫َ‬ ‫جيُء َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫حّتى وَلى ‪ .‬فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫فى ‪َ ‬‬ ‫صط َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫‪ -‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 8‬ص ‪(103‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪78‬‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫م ع َل َي َْها ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫سى ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن ي َعْرِفُ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫صوَرةِ ال ِّتي َ‬ ‫غ َي ْرِ ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مت ُ ُ‬ ‫ت ل َط ْ َ‬ ‫ه فَأت َ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ي َد َه ُ فَل َط َ َ‬ ‫شا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ي َعْرِفْ ُ‬ ‫جًل ل َ ْ‬ ‫دارِهِ َر ُ‬ ‫غ َُيوًرا فََرأى ِفي َ‬
‫ه‬‫ق ُ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫صوَرةِ ال ِّتي َ‬ ‫صوُّر ب َِها َل ال ّ‬ ‫صوَرةِ ال ِّتي ي َت َ َ‬ ‫ع ََلى فَقِْء ع َي ْن ِهِ ال ِّتي ِفي ال ّ‬
‫ث‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫خب َرِ اب ْ ِ‬ ‫ن ن َب ِي َّنا ‪ِ ‬في َ‬ ‫ح عَ ْ‬ ‫صّر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ع َل َي َْها ‪ ،‬وَل َ ّ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن " ‪ ،‬فَذ َك ََر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل ِفي‬ ‫خب ََر ‪ .‬وََقا َ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫عن ْد َ ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫مِني ِ‬ ‫ل‪":‬أ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫خب َرِ ال ْب ََيا ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ك"‪َ :‬‬ ‫ت اْلن ْب َِياِء قَب ْل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ذا وَقْت ُ َ‬
‫ن‬ ‫ن ِفي هَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ك وَوَقْ ُ‬ ‫خرِهِ ‪ " :‬هَ َ‬ ‫آ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مم ِ ‪،‬‬ ‫ن اْل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن قَب ْل ََنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شَرائ ِِع َ‬ ‫ض َ‬ ‫قُ ب ِب َعْ ِ‬ ‫شَرائ ِعَِنا قَد ْ ت َت ّ ِ‬
‫ف‬ ‫ض َ‬ ‫ن ب َعْ َ‬ ‫حأ ّ‬ ‫ض ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫داَره ُ ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْن ِهِ أوِ الّناظ ِ ِ‬
‫ر‬ ‫ل َ‬ ‫خ ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قأ ع َي ْ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ريعَت َِنا أ ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫وَل َ ّ‬
‫مْرت َك ِب ِهِ ‪ ،‬ل ِْل َ ْ‬ ‫َ‬
‫خَباِر‬ ‫ج ع ََلى ُ‬ ‫حَر ٍ‬ ‫عل ِهِ ‪ ،‬وََل َ‬ ‫ح ع ََلى َفا ِ‬ ‫جَنا ٌ‬ ‫مرِهِ ُ‬ ‫إ َِلى ب َي ْت ِهِ ب ِغَي ْرِ أ ْ‬
‫مل َي َْنا َ‬ ‫َ‬
‫جائ ًِزا‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ك ُت ُب َِنا ‪َ :‬‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ضٍع ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ها ِفي غ َي ْرِ َ‬ ‫وارِد َةِ ِفيهِ ال ِّتي أ ْ‬ ‫مةِ ال ْ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫قأ ع َي ْ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ج عَ ّ‬ ‫حَر ِ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫قا ِ‬ ‫س َ‬ ‫سى ‪ ،‬ب ِإ ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ريعَةِ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ريعَةِ ب ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫فاقُ هَذ ِهِ ال ّ‬ ‫ات ّ َ‬
‫ه وََل‬ ‫حا ل َ ُ‬ ‫مَبا ً‬ ‫ل ُ‬ ‫فعْ ِ‬ ‫ذا ال ْ ِ‬ ‫سى هَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫ست ِعْ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫كا َ‬ ‫داَره ُ ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْن ِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫خ ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ت إ َِلى َرب ّهِ ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫خب ََره ُ ب ِ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ما َر َ‬ ‫ج ع َل َي ْهِ ِفي فِعْل ِهِ ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫حَر َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ذ َكْرَنا‬ ‫خت َِبارٍ َواب ْت ِلٍء ‪ .‬ك َ‬ ‫مَر ا ْ‬ ‫خَر أ ْ‬ ‫مرِ آ َ‬ ‫مَره ُ َثان ًِيا ب ِأ ْ‬ ‫سى ِفيهِ ‪ ،‬أ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ن ث َوْرٍ فَل َ َ‬ ‫مت ْ ِ‬ ‫ك ع ََلى َ‬ ‫ضعْ ي َد َ َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ‪ :‬إِ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ه ‪ :‬قُ ْ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬إ ِذ ْ َقا َ‬ ‫قَب ْ ُ‬
‫صّلى‬ ‫م الل ّهِ َ‬ ‫سى ك َِلي ُ‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ع َل ِ َ‬ ‫ة ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫شعَْرةٍ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ب ِك ُ ّ‬ ‫ت ي َد ُ َ‬ ‫ما غ َط ّ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ِك ُ ّ‬
‫عن ْد ِ الل ّهِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سال َةِ ِ‬ ‫جاَءه ُ ِبالّر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ت وَأن ّ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ع ََلى ن َب ِي َّنا وَع َل َي ْهِ أن ّ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫مّرةُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ن ‪ .‬فَل َوْ َ‬ ‫ل ‪َ :‬فاْل َ‬ ‫ل ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫مهِ ْ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ه ِبال ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫طاب َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫مّر ِ‬ ‫ل ِفي ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬ل ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫سى أن ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫اْلوَلى ع ََرفَ ُ‬
‫عل ْمه به ضد قَول من زع َم أ َ َ‬ ‫اْل ُ ْ‬
‫ث‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حا َ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قن ِهِ وَ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ّ ْ ِ َ ْ َ َ ّ‬ ‫عن ْد َ ت َي َ ّ‬ ‫خَرى ِ‬
‫ما َل‬ ‫ن َ‬ ‫ن ب ِهِ ‪ ،‬وَي َْرُوو َ‬ ‫فُعو َ‬ ‫ما َل ي َن ْت َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫عاة ُ الل ّي ْ ِ‬ ‫ب ‪ ،‬وَُر َ‬ ‫حط َ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫مال َ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مَعاِني اْل ْ‬ ‫جهًْل ِ‬
‫خَبارِ ‪،‬‬ ‫ه لِ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ه اْل ِ ْ‬ ‫ما ي ُب ْط ِل ُ ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫جُرو َ‬ ‫ي ُؤ ْ َ‬
‫ْ‬
‫ه‬
‫س ِ‬ ‫س وَقَِيا ِ‬ ‫كو ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ع ََلى َرأي ِهِ ال ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫م ً‬ ‫معْت َ ِ‬ ‫قهِ ِفي اْلَثارِ ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ك الت ّ َ‬ ‫وَت َْر َ‬
‫معْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪83‬‬
‫س‬‫كو ِ‬
‫ت إ َِلى‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ " : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫مل َ ِ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬ ‫سى ع َي ْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ك ‪ ،‬فَل َط َ َ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ه‪:‬أ ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض ُرو َ‬ ‫قب ِ َ َ‬ ‫سى ل ِي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫سلت َِني‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب أْر َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫ت إ ِلى َرب ّهِ ‪ ،‬ف َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫مل ك ا ل َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَر َ‬ ‫قأ ع َي ْن َ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫تف َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه ع َلي ْهِ ع َي ْن َ ُ‬ ‫قأ ع َي ِْني ‪ ،‬فََرد ّ الل ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَقَد ْ فَ َ‬ ‫موْ َ‬ ‫ريد ُ ال َ‬ ‫إ َِلى ع َب ْد ٍ ل ي ُ ِ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ضعْ ي َد َ َ‬ ‫حَياة َ فَ َ‬ ‫ريد ُ ال ْ َ‬ ‫ت تُ ِ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫ريد ُ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫حَياة َ ت ُ ِ‬ ‫ه ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫جعْ إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ه ‪ :‬اْر ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ة ‪َ .‬قا َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ك َ‬ ‫ت ي َد ُ َ‬ ‫شعَْرةٍ َواَر ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ش ب ِك ُ ّ‬ ‫ك ت َِعي ُ‬ ‫ن ث َوْرٍ ‪ ،‬فَإ ِن ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫مت ْ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ب ‪ ،‬أد ْن ِِني ِ‬ ‫ل ‪َ :‬ر ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ن قَ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ‪َ :‬فاْل َ‬ ‫ت ‪َ .‬قا َ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫ه ؟ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪ " : ‬لوْ أّني ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫جرٍ " ‪َ .‬قا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عن ْد َهُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ة بِ َ‬ ‫مي َ ً‬ ‫سةِ َر ْ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ال ُ‬ ‫ا َلْر ِ‬
‫َ‬
‫ب اْل ْ‬
‫مرِ " ‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫عن ْد َ ال ْك َِثي ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫ب الط ّ‬ ‫جن ْ ِ‬ ‫م قَب َْره ُ إ َِلى َ‬ ‫َلَري ْت ُك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َقا َ َ‬
‫حْر ِفي‬ ‫م ي َت َب َ ّ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك " قَد ْ ُتوه ِ ُ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ة"أ ِ‬ ‫فظ َ ُ‬ ‫حات ِم ٍ ‪ " :‬هَذ ِهِ الل ّ ْ‬ ‫ل أُبو َ‬
‫ت‬
‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِفي قَوْ ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَذ َل ِ َ‬ ‫خو ٌ‬ ‫مد ْ ُ‬ ‫خب َرِ َ‬ ‫ذي قُل َْناه ُ ل ِل ْ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن الت ّأ ِْوي َ‬ ‫َ‬
‫ال ْعِل ْم ِ أ ّ‬
‫ك " بيا َ‬ ‫َ‬
‫سى ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ك ِل َ ّ‬ ‫س ك َذ َل ِ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َي ْ َ‬ ‫ه ع ََرفَ ُ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫سى " أ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫لِ ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شا َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سى أن ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ك " ت َوَهّ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ه‪":‬أ ِ‬ ‫لل ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ي َد َه ُ وَلط َ‬ ‫مل ّ‬ ‫سل ُ‬ ‫ال ّ‬

‫ن )‪ ( 6329‬صحيح‬
‫حّبا َ‬
‫ن ِ‬
‫ح اب ْ ِ‬
‫حي ُ‬
‫ص ِ‬
‫‪َ -‬‬
‫‪83‬‬

‫‪79‬‬
‫َ‬ ‫فظ َة دو َ‬
‫ب‬ ‫ج ْ‬ ‫ه‪":‬أ ِ‬ ‫ن قَوْل ُ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ي َت َعَوّذ ُ ب ِهَذ ِهِ الل ّ ْ ِ ُ َ‬
‫ُ‬
‫ذي أِريد َ‬ ‫خت َِبارِ ال ّ ِ‬ ‫س اِلب ْت َِلِء ‪َ ،‬واِل ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫داي َةِ ِفي ن َ ْ‬ ‫صد ِ ال ْب ِ َ‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫ف عَ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ك " ال ْك َ ْ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫‪84‬‬
‫ه"‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ل ‪ :‬حدثنا أُبو هَُري َْرة َ َر ِ‬ ‫صارِيّ َقا َ‬ ‫سال ِم ٍ اْلن ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب بْ ِ‬ ‫حِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ت الل ّهِ ع َل َي ْهِ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫صل َ َ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫سم ِ ‪ " : ‬أَتى َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ‪ :‬أُبو ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ت إ َِلى َرب ّهِ وَهُ َ‬
‫و‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فََرفَعَ َ‬ ‫قأ ع َي ْن َ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫م ً‬ ‫ه ل َط ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه فَل َط َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ض نَ ْ‬ ‫قب ِ َ‬ ‫ل ِي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫صن َ َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَ َ‬ ‫موْ َ‬ ‫ريد ُ ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك َل ي ُ‬ ‫ن ع َِبيد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ت ع َب ْ ً‬ ‫ب أت َي ْ ُ‬ ‫ل ‪َ :‬ر ّ‬ ‫صن َعَ َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ضرِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫خب ّْره ُ أ ْ‬ ‫دي فَ َ‬ ‫ت ع َب ْ ِ‬ ‫ل ‪ :‬ائ ْ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ه ع َي ْن َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فََرد ّ الل ّ ُ‬ ‫ذا ب ِعَي ِْني َقا َ‬ ‫هَ َ‬
‫م‬‫ة ثُ ّ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ش ب َِها َ‬ ‫شعَرٍ فَهُوَ ي َِعي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ي َد ُه ُ ِ‬ ‫ما َواَر ْ‬ ‫جل ْد ِ ث َوْرٍ فَ َ‬ ‫ب ِي َد ِهِ ع ََلى ِ‬
‫َْ‬ ‫ل اْل َ َ‬
‫ض‬ ‫ن ِبالْر َ ِ‬ ‫ن َل ب ُد ّ ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب إِ ْ‬ ‫ن َيا َر ّ‬ ‫سى ‪َ :‬ل ب َ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫مو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬
‫عن ْد َه ُ َلَري ْت ُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ت ِ‬ ‫مرِ ‪ ،‬وَل َوْ أّني ك ُن ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ب اْل َ ْ‬ ‫عن ْد َ ال ْك َِثي ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ‪ :‬فَد ُفِ َ‬ ‫سةِ َقا َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن قَب ْرِهِ "‬ ‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ذا ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ة هَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت اْلئ ِ ّ‬ ‫ه ت ََعاَلى ‪َ :‬روَ ِ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م الّزاه ِد ُ َر ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫خ اْل ِ َ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫حوه ُ ‪ ،‬وَع َد ُّلوا رَِواي َت َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ضُعوه ُ ِفي ك ُت ُب ِهِ ْ‬ ‫جوهٍ ك َِثيَرةٍ ‪ ،‬وَوَ َ‬ ‫ن وُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫صوِر‬ ‫م ‪ ،‬وَقُ ُ‬ ‫دورِه ِ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ضي َِ‬ ‫دوه ُ ل ِ ِ‬ ‫دوه ُ ‪ ،‬وَأن ْك َُروه ُ فََر ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ه قَوْ ٌ‬ ‫فظ َعْ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫َوا ْ‬
‫ح‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫خُلوه ُ ِفي ال ّ‬ ‫ث أد ْ َ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ث ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫معْرِفَت ِهِ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَقِل ّةِ َ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫عل ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫جا ِ‬ ‫معْرِفَةِ ِبالّر َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ث ‪ ،‬وَأهْ ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل العِلم ِ ِبال َ‬ ‫سَناد َه ُ أهْ ُ‬ ‫وا إ ِ ْ‬ ‫ض ْ‬‫حّتى َر َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ن َبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ب قَُبول ُ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫ل فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫جهَةِ الن ّ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫ث إِ َ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫حاد ِ ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ب اْل َ َ‬ ‫ن َبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م َوال ْعَ َ‬ ‫ب ال ْعِل ْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه ُيو ِ‬ ‫وات ِرِ فَإ ِن ّ ُ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ب‬ ‫ج ُ‬ ‫ما َل ُيو ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ث وَإ ِ ْ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫م ‪ .‬وَهَ َ‬ ‫ب ال ْعِل ْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وََل ُيو ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ال ْعَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ُيو ِ‬
‫ل‬ ‫م ِ‬ ‫ب ال ْعَ َ‬ ‫ن َبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل ل َوْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ال ْعَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ما ُيو ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫س ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ض الّنا ِ‬ ‫عن ْد َ ب َعْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْعِل ْ َ‬
‫سِبيل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ذا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫سَناد ِهِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫حة ِ إ ِ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫دال َةِ ُرؤ ْي َت ِهِ وَ ِ‬ ‫سهِ ‪ ،‬وَع َ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫شهَْرت ِهِ ِفي ن َ ْ‬ ‫لِ ُ‬
‫ه‬
‫ن ِفي َرد ّ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫كاُره ُ وَد َفْعُ ُ‬ ‫ب َرد ّه ُ وَإ ِن ْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه َل ي َ ِ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ب ال ْعِل ْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن َل ُيو ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َب ْدِ‬ ‫مد َ ب ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مد ِ ب ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت أَبا ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫مة ِ ‪ .‬و َ َ‬ ‫ل اْلئ ِ ّ‬ ‫دو ِ‬ ‫ح عُ ُ‬ ‫جْر َ‬ ‫مةِ وَ َ‬ ‫ب اْلئ ِ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت َك ْ ِ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مذ ْهََبا ِ‬ ‫شاب َهَةِ َ‬ ‫م َ‬ ‫خَبارِ ال ْ ُ‬ ‫قي اْل َ ْ‬ ‫ماِء اْل َث َرِ ِفي ت َل َ ّ‬ ‫ل ‪ :‬ل ِعُل َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي يَ ُ‬ ‫مَزن ِ ّ‬ ‫الل ّهِ ال ْ ُ‬
‫شابهِ ال ْ ُ َ‬ ‫كا ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ناْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫مت َ َ ِ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ب َِها فَْر ٌ‬ ‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫ما ‪ :‬أ ّ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫أ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫عن ْد ِ َرب َّنا أ َيْ ‪ :‬ك ُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫مّنا ب ِهِ ك ُ ّ‬ ‫نآ َ‬
‫قوُلو َ َ‬ ‫ن ِفي ال ْعِل ْم ِ ي َ ُ‬ ‫خو َ‬ ‫س ُ‬ ‫َوالّرا ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫شاب َهَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ت ََعالى ب ِعِلم ِ ال ُ‬ ‫ست َأث ََر الل ُ‬ ‫عن ْد ِ َرب َّنا ‪ ،‬وَقَد ِ ا ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شاب ِهِ ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫حك َم ِ َوال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫شاب ِ ُ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫مث ْل ُ ُ‬ ‫ل ‪َ ،‬قاُلوا ‪ :‬فَ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ل فََل ي َعْل َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫قو‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ِفي هَ َ‬
‫ْ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ما َقا َ‬ ‫صد ّقَْنا ب ِ َ‬ ‫مّنا وَ َ‬
‫َ‬
‫م ت َأِويل ِهِ آ َ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫ب ع َّنا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ل ‪ ‬إِ َ‬ ‫سو ْ ِ‬ ‫خَبارِ الّر ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫‪85‬‬
‫ل‬‫ج ّ‬ ‫م ت َأِويل ِهِ إ َِلى الل ّهِ ع َّز وَ َ‬ ‫عل ْ َ‬ ‫وَوَك َل َْنا ِ‬
‫ــــــــــــــ‬

‫ن )‪ ( 6330‬صحيح‬ ‫حّبا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح اب ْ ِ‬ ‫حي ُ‬ ‫ص ِ‬‫‪َ -‬‬


‫‪84‬‬

‫مَعاِني اْل َ ْ‬
‫خَيارِ ل ِل ْك ََلَباذ ِيّ )‪ ( 316‬صحيح‬ ‫ِ َ‬ ‫ب‬ ‫مى‬‫س‬‫َ‬
‫ُ ّ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ئ‬‫وا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫ح ُ‬
‫‪ -‬بَ ْ‬ ‫‪85‬‬

‫‪80‬‬
‫موت النبي محمد ‪‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫شى ‪ ،‬ك َأ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫ت أقْب َل َ ْ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪َ -‬قال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫م‬‫حًبا ِباب ْن َِتى « ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫ى‪َ »- -‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‪ -  -‬فَ َ‬ ‫ى الن ّب ِ َ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شي َت ََها َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ت ل ََها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قل ْ ُ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫ديًثا ‪ ،‬فَب َك َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫سّر إ ِل َي َْها َ‬ ‫مأ َ‬ ‫مال ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مين ِهِ أوْ ع َ ْ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫سَها ع َ ْ‬ ‫جل َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫ل ِم تبكين ث ُ َ‬
‫حا‬ ‫كال ْي َوْم ِ فََر ً‬ ‫ت َ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫حك َ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ديًثا فَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سّر إ ِل َي َْها َ‬ ‫مأ َ‬ ‫َ َْ ِ َ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫سّر َر ُ‬ ‫ى ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ت لفْ ِ‬ ‫ما ك ُن ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ل ‪ .‬فَ َ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫سأل ْت َُها ع َ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫حْز ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫أقَْر َ‬
‫ن‬
‫ى » إِ ّ‬ ‫َ‬
‫سّر إ ِل ّ‬ ‫تأ َ‬
‫َ‬
‫قال َ ْ‬ ‫سأ َل ْت َُها فَ َ‬ ‫ى ‪ -  -‬فَ َ‬ ‫ض الن ّب ِ ّ‬ ‫حّتى قُب ِ َ‬ ‫الل ّهِ ‪َ -  -‬‬
‫ضِنى ال َْعا َ‬
‫م‬ ‫عاَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫مّرة ً ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫سن َةٍ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ضِنى ال ْ ُ‬ ‫ن ي َُعارِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حاًقا ِبى « ‪.‬‬ ‫ل ب َي ِْتى ل َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫ك أوّ ُ‬ ‫جِلى ‪ ،‬وَإ ِن ّ ِ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل َ أَراه ُ إ ِل ّ َ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫َ‬
‫ساِء‬ ‫جن ّةِ ‪ -‬أوْ ن ِ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ساِء أهْ ِ‬ ‫سي ّد َة َ ن ِ َ‬ ‫ن ت َكوِنى َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ضي ْ َ‬ ‫ما ت َْر َ‬ ‫ل»أ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَب َكي ْ ُ‬
‫حك ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ ‪86‬‬
‫ت ل ِذ َل ِك ‪.‬‬ ‫ض ِ‬ ‫ن « ‪ .‬فَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫وفي هذا الحديث دليل قاطع وإشارة واضحة إلى اقتراب أجل رسول‬
‫الله ‪ ،‬وأن ساعة الفراق قد باتت قريبة‪ ,‬إل أن النبي ‪ ‬قد اختص‬
‫ابنته فاطمة ‪-‬رضي الله عنها‪ -‬بعلم ذلك‪ ،‬ولم يعلم به المسلمون إل بعد‬
‫وفاة رسول الله ‪‬‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫حرِ ي َ ُ‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫حل َت ِهِ ي َوْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ع ََلى َرا ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬رأي ْ ُ‬ ‫جاب ِرٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪87‬‬
‫خَرى‪.‬‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ج ً‬ ‫ح ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ‪ ,‬فَإ ِّني ل َ أد ِْري ل َعَّلي ل َ أ ُ‬ ‫سك َك ُ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ذوا ع َّني َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل ِت َأ ُ‬
‫قال النووي‪ :‬فيه إشارة إلى توديعهم وإعلمهم بقرب وفاته ‪ ،‬وحثهم‬
‫على العتناء بالخذ عنه وانتهاز الفرصة من ملزمته وتعلم أمور الدين‪،‬‬
‫‪88‬‬
‫وبهذا سميت حجة الوداع‬
‫وع َ َ‬
‫خي َّر‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‪ -  -‬فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ب الن ّب ِ‬ ‫خط َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫خد ْرِىّ َقا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫كى أُبو ب َك ْرٍ ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫عن ْد َ اللهِ « ‪ .‬فَب َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫عن ْد َه ُ ‪َ ،‬فا ْ‬
‫خَتاَر َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الد ّن َْيا وَب َي ْ َ‬ ‫دا ب َي ْ َ‬ ‫ع َب ْ ً‬
‫خي َّر‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫ن ي َك ُ ِ‬ ‫خ إِ ْ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫كى هَ َ‬ ‫ما ي ُب ْ ِ‬ ‫سى َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت ِفى ن َ ْ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫رضى الله عنه ‪ -‬فَ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫خَتاَر َ‬ ‫عن ْد َه ُ َفا ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الد ّن َْيا وَب َي ْ َ‬ ‫دا ب َي ْ َ‬ ‫ع َب ْ ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫ك ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫ل » َيا أَبا ب َك ْرٍ ل َ ت َب ْ ِ‬ ‫مَنا ‪َ .‬قا َ‬ ‫ن أُبو ب َك ْرٍ أع ْل َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫‪ - ‬هُوَ ال ْعَب ْد َ ‪ ،‬وَ َ‬
‫خِليل ً م ُ‬ ‫َ‬
‫مِتى‬ ‫نأ ّ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫خ ً‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫مال ِهِ أُبو ب َك ْرٍ ‪ ،‬وَل َوْ ك ُن ْ ُ‬ ‫حب َت ِهِ وَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ى ِفى ُ‬ ‫ّ‬
‫الّناس ع َل َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل َت ّ َ‬
‫جد ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفى ال َ‬ ‫قي َ ّ‬ ‫ه ‪ ،‬ل ي َب ْ َ‬ ‫موَد ّت ُ ُ‬ ‫سلم ِ وَ َ‬ ‫خوّة ُ ال ِ ْ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ت أَبا ب َكرٍ ‪ ،‬وَلك ِ ْ‬ ‫خذ ْ ُ‬
‫ب أ َِبى ب َك ْرٍ « ‪.89‬‬ ‫سد ّ إ ِل ّ َبا ُ‬ ‫ب إ ِل ّ ُ‬ ‫َبا ٌ‬
‫قال الحافظ ابن حجر‪ :‬وكأن أبا بكر فهم الرمز الذي أشار به النبي ‪‬‬
‫من قرينة ذكره ذلك في مرض موته‪ ,‬فاستشعر منه أنه أراد نفسه؛‬
‫‪90‬‬
‫فلذلك بكى‪.‬‬

‫صحيح البخارى)‪3623‬و ‪(3634‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪86‬‬

‫مسند الشاميين)‪ (908‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪87‬‬

‫انظر‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم )‪.(9/45‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪88‬‬

‫صحيح البخارى)‪( 466‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪89‬‬

‫فتح الباري )‪.(7/16‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪81‬‬
‫ل ‪ :‬رأ َي ْت فِي ال ْمنام ك َأ َ ّ َ‬
‫ض ت ُن َْزعُ‬ ‫ن الْر َ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ب ‪َ ،‬قا َ َ ُ‬ ‫مط ّل ِ ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ ال ْ ُ‬ ‫س َب ْ ِ‬ ‫ن العَّبا ِ‬
‫ْ‬
‫وع َ ِ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ل اللهِ ‪ ، ‬فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ك ع ََلى َر ُ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ق َ‬ ‫داد ٍ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ِ‬ ‫طا ٍ‬ ‫ش َ‬ ‫ماِء ب ِأ ْ‬ ‫س َ‬ ‫إ َِلى ال ّ‬
‫َ ‪91‬‬
‫خيك‪.‬‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫ك وََفاة ُ اب ْ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫‪َ :‬‬
‫وفي هذا الحديث إخبار النبي ‪ ‬بقرب وفاته‪ ،‬وفيه صدق رؤيا المؤمن‪،‬‬
‫واستشعار بعض الصحابة وفاته ‪.‬‬
‫ج‬
‫خَر َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫م ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬إ َِلى ال ْي َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ما ب َعَث َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ّ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاذ ِ ب ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ب ‪ ،‬وََر ُ‬ ‫مَعاذ ٌ َراك ِ ٌ‬ ‫صيهِ ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ُ -  -‬يو ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫معَ ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما فََرغ َ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قاِني‬ ‫سى أل ت َل َ‬ ‫مَعاذ ُ ‪ ،‬إ ِن ّك ع َ َ‬ ‫ل ‪َ " :‬يا ُ‬ ‫حلت ِهِ ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫ت َرا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫شي ت َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ري " ‪ .‬فَب َ َ‬ ‫َ‬ ‫ذا ‪ ،‬وَل َعَل ّ َ‬
‫مَعاذ ٌ‬ ‫كى ُ‬ ‫ذا ‪ ،‬وَقَب ْ ِ‬ ‫دي هَ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مّر ب ِ َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫مي هَ َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ب َعْد َ َ‬
‫َ‬
‫دين َةِ ‪،‬‬ ‫م ِ‬ ‫حو َ ال ْ َ‬ ‫جهِهِ ن َ ْ‬ ‫ل ب ِوَ ْ‬ ‫ت فَأقْب َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫م ال ْت َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ث ُ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ق َر ُ‬ ‫فَرا َ ِ‬ ‫شًعا ; ل ِ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا " ‪َ .‬رَواهُ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫كاُنوا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫قو َ‬ ‫مت ّ ُ‬ ‫ي ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫س بِ َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن أوْلى الّنا ِ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬
‫َ‬
‫ذا ‪،‬‬ ‫مَعا ً‬ ‫ن ُ‬ ‫مي ْد ٍ أ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ص َم ِ ب ْ ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ‪ :‬ع َ ْ‬ ‫حد ِه ِ َ‬ ‫ل ِفي أ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫سَناد َي ْ ِ‬ ‫مد ُ ب ِإ ِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫كاَء ‪ِ -‬‬ ‫ن ال ْب ُ َ‬ ‫كاءُ ‪ -‬أوْ إ ِ ّ‬ ‫مَعاذ ُ ‪ ،‬ال ْب ُ َ‬ ‫ك َيا ُ‬ ‫ل ‪َ " :‬ل ت َب ْ ِ‬ ‫ل وَِفيَها ‪َ :‬قا َ‬ ‫وََقا َ‬
‫‪92‬‬
‫ن"‪.‬‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫وفي الحديث إخبار النبي ‪ ‬معاذ بن جبل باقتراب أجله‪ ،‬وأنه يمكن أل‬
‫يلقاه بعد عامه هذا‪ ،‬وفيه شدة محبة الصحابة للنبي ‪ ‬وبكاؤهم إذا‬
‫ذكروا فراقه‬
‫وع َ َ‬
‫ل اللهِ ‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ، ‬قا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫موَْلى َر ُ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫موَي ْهِب َ َ‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫معَ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ق ُ‬ ‫مِعي ‪ ،‬فان ْطل ْ‬ ‫قيِع ‪ ،‬فان ْطل ِقْ َ‬ ‫ل الب َ ِ‬ ‫فَر لهْ ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫إ ِّني قد ْ أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م َيا أهْ َ‬
‫ل‬ ‫م ع َلي ْك ُ ْ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ‬ ‫م ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ف ع َلي ْهِ ْ‬ ‫ما وَقَ َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫ف اللي ْ ِ‬ ‫جو ْ ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫فت َ ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫س ‪ ،‬أقْب َل َ ِ‬ ‫ح ِفيهِ الّنا ُ‬ ‫صب َ َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِفيهِ ِ‬ ‫حت ُ ْ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قاب ِرِ ‪ ،‬ل ِي َهْن ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن الوَلى ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫م َ‬ ‫شد ّ ِ‬ ‫خَرة ُ أ َ َ‬ ‫ها أ َوّل ََها ‪ ،‬ال ِ‬ ‫خُر َ‬ ‫مظ ْل ِم ِ ‪ ،‬ي َت ْب َعُ آ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫قط َِع الل ّي ْ ِ‬ ‫كَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ع َل َ‬ ‫أ َقْب َ َ‬
‫ن الد ّن َْيا‬ ‫ِ‬ ‫خَزائ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬ ‫فاِتي‬ ‫م َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ة ‪ ،‬إ ِّني قَد ْ أوِتي ُ‬ ‫موَي ْهِب َ َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا أَبا ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ّ‬
‫ت ‪ :‬ب ِأ َِبي‬ ‫قاِء َرّبي ‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ك وَب َي ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫خي ّْر ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫خل ْد ِ ِفيَها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬لَ‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫خل ْد ِ ِفيَها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن الد ّن َْيا َوال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫خَزائ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫فاِتي َ‬ ‫م َ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫مي ‪ُ ،‬‬ ‫ت وَأ ّ‬ ‫أن ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫قيِع ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل ال ْب َ ِ‬ ‫فَر لهْ ِ‬ ‫ست َغْ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫قاَء َرّبي ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫خت َْر ُ‬ ‫قد ِ ا ْ‬ ‫ة ‪ ،‬لَ َ‬ ‫موَي ْهِب َ َ‬ ‫َوالل ّهِ َيا أَبا ُ‬
‫‪93‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫ت ِفي ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ذي َ‬ ‫جعِهِ ال ّ ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ِ ‬في وَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ف ‪ ،‬فَب ُد ِئَ َر ُ‬ ‫صَر َ‬ ‫ان ْ َ‬
‫ُ‬
‫حد ٍ ب َعْد َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ع ََلى قَت َْلى أ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫صّلى َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫مرٍ َقا َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ن عُ ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫م ط َل َعَ ال ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل » إ ِّنى‬ ‫قا َ‬ ‫من ْب ََر فَ َ‬ ‫ت ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫حَياِء َوال ْ‬ ‫موَد ِّع ل ِل ْ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ماِنى ِ‬ ‫ثَ َ‬
‫َ‬ ‫بي َ‬
‫ض ‪ ،‬وَإ ِّنى‬ ‫حو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عد َك ُ ُ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫شِهيد ٌ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ط ‪ ،‬وَأَنا ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫م فََر ٌ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫َْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شرِكوا ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ُ‬
‫شى ع َلي ْك ْ‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬
‫ذا ‪ ،‬وَإ ِّنى ل ْ‬ ‫مى هَ َ‬ ‫قا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َن ْظُر إ ِلي ْهِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫وَل َك ِّنى أ َ ْ‬
‫خَر ن َظ َْر ٍ‬
‫ة‬ ‫تآ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ها « ‪َ .‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن ت ََنافَ ُ‬ ‫م الد ّن َْيا أ ْ‬ ‫شى ع َل َي ْك ُ ُ‬ ‫خ َ‬
‫‪94‬‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َظ َْرت َُها إ َِلى َر ُ‬

‫‪ - 91‬مسند البزار) ‪ (1317‬صحيح‬


‫‪ - 92‬أمالي ابن بشران )‪ ( 362‬واتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص‬
‫‪ [3006/1](128‬ومجمع الزوائد ) ‪ (14238‬صحيح‬
‫‪ - 93‬سنن الدارمى )‪ (79‬ومسند أحمد )‪ (16419‬حسن‬
‫‪ - 94‬صحيح البخارى)‪( 4042‬‬
‫‪82‬‬
‫ل‪":‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫ه ع َن َْها ‪َ ،‬قال َ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ذي‬ ‫واه ُ ال ّ ِ‬ ‫شك ْ َ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫كا َ‬ ‫خَرةِ " ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن الد ّن َْيا َوال ِ‬ ‫خي َّر ب َي ْ َ‬ ‫ض إ ِّل ُ‬ ‫مَر ُ‬ ‫ي يَ ْ‬ ‫ن ن َب ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬
‫هّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م الل ُ‬ ‫ن أن ْعَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫معَ ال ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ديد َة ٌ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ح ٌ‬ ‫ه بُ ّ‬ ‫خذ َت ْ ُ‬ ‫ض ِفيهِ ‪ ،‬أ َ‬ ‫قُب ِ َ‬
‫َ‬
‫ن فَعَل ِ ْ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ع َل َي ْهِ ْ‬
‫‪95‬‬
‫خي َّر "‬ ‫ه ُ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫داِء َوال ّ‬ ‫شه َ َ‬ ‫قي َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬
‫قرأ ُ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫كى ي َ ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة رضى الله عنها أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع ََلى ن َ ْ‬
‫ح‬
‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت أقَْرأ ع َلي ْهِ وَأ ْ‬ ‫ه ك ُن ْ ُ‬ ‫جعُ ُ‬ ‫شت َد ّ وَ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ث ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت وَي َن ْ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫معَوّ َ‬ ‫سهِ ِبال ُ‬ ‫ف ِ‬
‫‪96‬‬
‫جاَء ب ََرك َت َِها‬ ‫ب ِي َد ِهِ َر َ‬
‫ما َرَقى‬ ‫ن وَِباْلذ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫حَباب الّرقَْية ِبال ْ ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫وَِفي هَ َ‬
‫كارِ ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ديث ا ِ ْ‬ ‫ح ِ‬
‫مَلة‬ ‫ذا ِ َ‬
‫ج ْ‬ ‫هات ُ‬ ‫مك ُْرو َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ست َِعاذ َةِ ِ‬ ‫مَعات ل ِِل ْ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ِلن ّهُ ّ‬ ‫معَوّ َ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫يء ‪،‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫خل ِفيهِ ك ُ ّ‬ ‫خل َقَ ‪ ،‬فَي َد ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذة ِ‬ ‫ست َِعا َ‬ ‫فيَها اِل ْ‬ ‫صيًل ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫وَت َ ْ‬
‫شّر‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حر ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫شّر ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قد ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫فاَثات ِفي ال ْعُ َ‬ ‫شّر الن ّ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ ِ‬
‫ه أع َْلم ‪. 97.‬‬ ‫َ‬
‫خّناس ‪َ .‬والل ّ ُ‬ ‫واس ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫شّر ال ْوَ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫دي َ‬ ‫س ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة‬
‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خبرِنى ع ُبيد الل ّه بن ع َبد الل ّه بن ع ُتب َ َ‬ ‫وع َن الزهْرى َقا َ َ‬
‫ةأ ّ‬ ‫ِ ْ ِ َْ‬ ‫ِ ْ ُ ْ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫لأ ْ ََ‬ ‫ِ ّ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬‫ه ِفى أ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن أْزَوا َ‬ ‫ست َأذ َ َ‬ ‫ه‪،‬ا ْ‬ ‫جعُ ُ‬ ‫شت َد ّ ب ِهِ وَ َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬وا ْ‬ ‫ل الن ّب ِ َّ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ث َ ُ‬ ‫ت لَ ّ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫جل َهُ‬ ‫ط رِ ْ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ن َر ُ َ‬ ‫ى ‪ -  -‬ب َي ْ ََ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ض ِفى ب َي ِْتى ‪ ،‬فَأذ ِ ّ‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫خَر َ‬
‫َ‬
‫مّر َ‬ ‫يُ َ‬
‫ن‬‫ت ع َب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫خب َْر ُ‬ ‫ل ع ُب َي ْد ُ الل ّهِ فَأ ْ‬ ‫خَر ‪َ .‬قا َ‬ ‫لآ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫س وََر ُ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ض ب َي ْ َ‬ ‫ِفى الْر ِ‬
‫ى ‪ .‬وَ َ‬ ‫ت ل َ ‪َ .‬قا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل هُوَ ع َل ِ ّ‬ ‫خُر قُل ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ل أت َد ِْرى َ‬ ‫قا َ‬ ‫س فَ َ‬ ‫ع َّبا ٍ‬
‫ه‬ ‫خ َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪ -‬تحد ُ َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ل ب َي ْت َ ُ‬ ‫ما د َ َ‬ ‫ل ب َعْد َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ثأ ّ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ،‬ل َعَّلى‬ ‫َ‬ ‫حل َ ْ‬
‫ل أوْك ِي َت ُهُ ّ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ب ‪ ،‬لَ ْ‬ ‫سب ِْع قَِر ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ى ِ‬ ‫قوا ع َل ّ‬
‫َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ه » هَ ِ‬ ‫جعُ ُ‬ ‫شت َد ّ وَ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫ُ‬ ‫أ َع ْهَد ُ إ َِلى الّنا‬
‫ى ‪ ، -  -‬ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫ة َزوْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِفى ِ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫س « ‪ .‬وَأ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ج‬‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ن قَد ْ فَعَل ْت ُ ّ‬ ‫شيُر إ ِل َي َْنا أ ْ‬ ‫فقَ ي ُ ِ‬ ‫حّتى ط َ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ ت ِل ْ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫قَنا ن َ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫طَ ِ‬
‫‪98‬‬
‫س‪.‬‬ ‫َ‬
‫إ ِلى الّنا ِ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ث َ ُ‬ ‫ى ‪-  -‬ل َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ج الن ّب ِ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪َ -‬زوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫وَقال َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫شتد وجعه ‪ ،‬استأ ْذ َ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ض ِفى ب َي ِْتى ‪ ،‬فَأذ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫مّر‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ه ِفى أ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن أْزَوا َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫‪َ -  -‬وا ْ َ ّ َ َ ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن َر ُ َ‬
‫ت‬‫خب َْر ُ‬ ‫خَر ‪ .‬فَأ ْ‬ ‫س َوآ َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ض ب َي ْ َ‬ ‫جل َه ُ ِفى الْر ِ‬ ‫خط ر ِ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬تَ ُ‬ ‫جلي ْ ِ‬ ‫ج ب َي ْ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫فَ َ‬
‫ت لَ‬ ‫ة قُل ْ ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫س ّ‬ ‫م تُ َ‬ ‫ذى ل َ ْ‬ ‫خُر ال ّ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ت َد ِْرى َ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫اب ْ َ‬
‫ل ب َي ْت ََها‬ ‫خ َ‬ ‫ما د َ َ‬ ‫ى ‪ -  -‬ب َعْد َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ى ‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ل هُوَ ع َل ِ ّ‬ ‫‪َ .‬قا َ‬
‫ن ‪ ،‬ل َعَّلى‬ ‫َ‬ ‫حل َ ْ‬
‫ل أوْك ِي َت ُهُ ّ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ب لَ ْ‬ ‫سب ِْع قَِر ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ى ِ‬ ‫قوا ع َل َ ّ‬
‫َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ه » هَ ِ‬ ‫جعُ ُ‬ ‫شت َد ّ ب ِهِ وَ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ى‪-‬‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫ة َزوْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سَناه ُ ِفى ِ‬ ‫جل ْ‬ ‫ت فَأ ْ‬ ‫س « ‪َ .‬قال ْ‬ ‫أع ْهَد ُ إ ِلى الّنا ِ‬
‫َ‬
‫ن قَد ْ‬ ‫شيُر إ ِل َي َْنا أ ْ‬ ‫ل يُ ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫قَر ِ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫ن ت ِل ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫قَنا ن َ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫م طَ ِ‬ ‫‪ - ‬ثُ ّ‬
‫خط َب َهُ ْ‬ ‫صّلى ل َهُ ْ‬ ‫س فَ َ‬ ‫خَر َ َ‬ ‫ن ‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫فَعَل ْت ُ ّ‬
‫‪99‬‬
‫م‬ ‫م وَ َ‬ ‫ج إ ِلى الّنا ِ‬ ‫ت وَ َ‬
‫ت َيا‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ك فَ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬وَهْوَ ُيوع َ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫ت ع ََلى َر ُ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ل دَ َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َقا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِن ّ َ‬
‫ما ُيوع َ ُ‬
‫ك‬ ‫ك كَ َ‬ ‫ل إ ِّنى أوع َ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل»أ َ‬ ‫دا ‪َ .‬قا َ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ك وَع ْ ً‬ ‫ك ُتوع َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ك ك َذ َل ِ َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل»أ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫جَري ْ ِ‬ ‫كأ ْ‬ ‫كأ ّ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫م « ‪ .‬قُل ْ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جل َ ِ‬ ‫َر ُ‬
‫صحيح البخارى)‪( 4586‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪95‬‬

‫صحيح البخارى)‪( 5016‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪96‬‬

‫شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪(332‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪97‬‬

‫صحيح البخارى)‪( 198‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪98‬‬

‫صحيح البخارى)‪( 5714‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪83‬‬
‫ما‬ ‫سي َّئات ِهِ ‪ ،‬ك َ َ‬ ‫ه ب َِها َ‬ ‫فَر الل ّ ُ‬ ‫ما فَوْقََها ‪ ،‬إ ِل ّ ك َ ّ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫شوْك َ ٌ‬ ‫ذى َ‬ ‫ه أَ ً‬ ‫صيب ُ ُ‬ ‫سل ِم ٍ ي ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫جَرة ُ وََرقََها « ‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫ش َ‬ ‫حط ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫تَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫سن ِد َت ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ‪ ‬وَأَنا ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن أِبي ب َك ْرٍ ع ََلى الن ّب ِ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ع َب ْد ُ الّر ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ة ‪ ،‬دَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ن ب ِهِ ‪ ،‬فَأب َد ّه ُ َر ُ‬ ‫ست َ ّ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ك َرط ْ ٌ‬ ‫وا ٌ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫معَ ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫صد ِْري ‪ ،‬وَ َ‬ ‫إ َِلى َ‬
‫َ‬
‫ه‬‫م د َفَعْت ُ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ه وَط َي ّب ْت ُ ُ‬ ‫ضت ُ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫وا َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫خذ ْ ُ‬ ‫صَره ُ ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫الل ّهِ ‪ ‬ب َ َ‬
‫ست َِناًنا قَ ّ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫نا ْ‬ ‫ست َ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ا ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ن ب ِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ست َ ّ‬ ‫ي ‪َ ‬فا ْ‬ ‫إ َِلى الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫أ َحسن منه ‪ ،‬فَما ع َ َ‬
‫ل‬‫م َقا َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫صب َعَ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬رفَعَ ي َد َه ُ أوْ إ ِ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن فََرغ َ َر ُ‬ ‫دا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ِ ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ت ب َي ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫ضى ‪ ،‬وَكان َ ْ‬ ‫م قَ َ‬ ‫ق الع ْلى " ‪ .‬ث َل ًَثا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫" ِفي الّرِفي ِ‬
‫‪101‬‬
‫ذاقِن َِتي"‬ ‫حاقِن َِتي وَ َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ي‪:‬أ ّ‬ ‫ن ن ِعَم ِ الل ّهِ ع َل َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة أنها َ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫معَ ب َي ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ري ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ري وَن َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مي ‪ ،‬وَب َي ْ َ‬ ‫ي ِفي ب َي ِْتي ‪ ،‬وَِفي ي َوْ ِ‬ ‫ت ُوُفّ َ‬
‫ك ‪ ،‬وأناَ‬
‫َ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَب ِي َد ِهِ ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ح َ‬ ‫ي ع َب ْد ُ الّر ْ‬ ‫ل ع َل َ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫موْت ِهِ ‪ :‬د َ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫قهِ ِ‬ ‫قي وَِري ِ‬ ‫ِري ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫وا َ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫ه ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬وَع ََرفْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ، ‬فََرأي ْت ُ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫سن ِد َة ٌ َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ه ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خذ ُه ُ ل َ‬ ‫ْ‬
‫شت َد ّ ع َلي ْهِ ‪،‬‬ ‫م " فَت ََناوَلت ُ ُ‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫سهِ ‪ " :‬أ ْ‬ ‫شاَر ب َِرأ ِ‬ ‫ك ؟ فَأ َ‬ ‫ت‪:‬آ ُ‬ ‫قل ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫مّره ُ ‪ ،‬وَب َي ْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫م " فَل َي ّن ْت ُ ُ‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫سه ِ ‪ " :‬أ ْ‬ ‫شاَر ب َِرأ ِ‬ ‫ك ؟ فَأ َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ت ‪ :‬أل َي ّن ُ ُ‬ ‫وَقُل ْ ُ‬
‫ماِء‬ ‫ل ي َد َي ْهِ ِفي ال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل ي ُد ْ ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ماٌء ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مُر ‪ِ -‬فيَها َ‬ ‫ك عُ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ة ‪ -‬يَ ُ‬ ‫ي َد َي ْهِ َرك ْوَة ٌ أ َوْ ع ُل ْب َ ٌ‬
‫ت " ثُ ّ‬
‫م‬ ‫سك ََرا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ل ‪ " :‬ل َ إ ِل َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫جه َ ُ‬ ‫ما وَ ْ‬ ‫ح ب ِهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫مال َ ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫حّتى قُب ِ َ‬ ‫ق الع َْلى " َ‬ ‫ل ‪ِ " :‬في الّرِفي ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ب ي َد َه ُ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫نَ َ‬
‫‪102‬‬
‫ه"‬ ‫ي َد ُ ُ‬
‫ن‬
‫ن ب َي ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه‪َ - -‬‬ ‫ل الل ّ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪ -‬قالت ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫وعن َ‬
‫ش ّ‬ ‫َ‬
‫ي َد َي ْهِ َرك ْوَة ٌ ‪ -‬أوْ ع ُل ْب َ ٌ‬
‫ل ي َد َي ْهِ ِفى‬ ‫خ ُ‬ ‫ل ي ُد ْ ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫مُر ‪ -‬فَ َ‬ ‫ك عُ َ‬ ‫ماٌء ‪ ،‬ي َ ُ‬ ‫ة ِفيَها َ‬
‫ت‬‫سك ََرا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل » ل َ إ ِل َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه وَي َ ُ‬ ‫جه َ ُ‬ ‫ما وَ ْ‬ ‫ح ب ِهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ض‬‫حّتى قُب ِ َ‬ ‫ق ال َع َْلى « ‪َ .‬‬ ‫ل » ِفى الّرِفي ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ب ي َد َه ُ فَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫م نَ َ‬ ‫« ‪ .‬ثُ ّ‬
‫مال َ ْ‬
‫‪103‬‬
‫ت ي َد ُه ُ ‪.‬‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ة‪-‬‬ ‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫شاه ُ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل ي َت َغَ ّ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ى‪َ - -‬‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ث َ ُ‬ ‫ل لَ ّ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ب َعْد َ الي َوْم ِ‬ ‫ك ك َْر ٌ‬ ‫س ع ََلى أِبي ِ‬ ‫ل ل ََها » ل َي ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ب أَباه ُ ‪ .‬فَ َ‬ ‫م ‪َ -‬واك َْر َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ع َل َي َْها ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬‫فْرد َوْ ِ‬ ‫ة ال ْ ِ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫عاه ُ ‪َ ،‬يا أب ََتاه ْ َ‬ ‫ب َرّبا د َ َ‬ ‫جا َ‬ ‫ت َيا أب ََتاه ْ ‪ ،‬أ َ‬ ‫ت َقال َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫« ‪ .‬فَل َ ّ‬
‫ة ‪ -‬ع َل َي َْها‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫ن َقال َ ْ‬ ‫ما د ُفِ َ‬ ‫ل ن َن َْعاه ْ ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫مأَواه ُ ‪َ ،‬يا أب ََتاه ْ إ َِلى ِ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪- -‬‬ ‫سو ِ‬ ‫حُثوا ع َلى َر ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت أن ْ ُ‬ ‫س ‪ ،‬أطاب َ ْ‬ ‫م ‪َ -‬يا أن َ ُ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫‪104‬‬
‫ب‬ ‫الت َّرا َ‬
‫ْ‬
‫ري‬ ‫ح ِ‬ ‫ري وَن َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ب َي ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬وََرأ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫ت قُب ِ َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حا قَط أطي َ َ‬ ‫ت فَل ّ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫‪105‬‬
‫من َْها"‬ ‫ب ِ‬ ‫جد ْ ِري ً‬ ‫مأ ِ‬ ‫هل ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما َ‬

‫صحيح البخارى)‪( 5648‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬

‫صحيح البخارى)‪(4438‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪101‬‬

‫صحيح البخارى)‪(4449‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪102‬‬

‫صحيح البخارى )‪( 6510‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪103‬‬

‫صحيح البخارى)‪( 4462‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪104‬‬

‫مسند أحمد )‪ (24905‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪105‬‬

‫‪84‬‬
‫وع َ َ‬
‫ة‬
‫دين َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ال ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫م ِفيهِ َر ُ‬ ‫ذي قَد ِ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ن ال ْي َوْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ّ‬ ‫س ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫ْ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ت ِفيهِ َر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن الي َوْ ُ‬ ‫ما كا َ‬ ‫يٍء ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫من َْها ك ّ‬ ‫ضاَء ِ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب قَب ْرِ َر ُ‬ ‫ن ت َُرا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ضَنا أي ْد ِي ََنا ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫ل ‪ :‬وَ َ‬ ‫يٍء ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫من َْها ك ُ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫أظ ْل َ َ‬
‫‪106‬‬
‫حّتى أ َن ْك َْرَنا قُُلوب ََنا"‬ ‫‪َ ‬‬
‫قال ابن رجب‪ :‬ولما توفي رسول الله ‪ ‬اضطرب المسلمون‪ ،‬فمنهم‬
‫من دهش فخولط‪ ،‬ومنهم من أقعد فلم يطق القيام‪ ،‬ومنهم من اعتقل‬
‫لسانه فلم يطق الكلم‪ ،‬ومنهم من أنكر موته بالكلية‪.‬‬
‫قال القرطبي مبينا عظم هذه المصيبة وما ترتب عليها من أمور‪:‬‬
‫ط‪،‬‬ ‫ساب ِ ٍ‬ ‫ن بن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫من أعظم المصائب المصيبة في الدين‪ ..‬فعَ ْ‬
‫ة‪ ،‬فَل ْي َذ ْك ُْر‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّه ‪":‬إ َ ُ‬ ‫عَ َ‬
‫صيب َ ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫بأ َ‬ ‫صي َ‬ ‫ذا أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ه‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن أِبي ِ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه" ‪ .‬وصدق رسول الله ‪,‬‬ ‫ه ِبي‪ ،‬فَإ ِن َّها أع ْظ ُ‬
‫‪107‬‬
‫عن ْد َ ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫صائ ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ال َ‬ ‫صيب َت َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫لن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم‬
‫القيامة‪ ،‬انقطع الوحي‪ ،‬وماتت النبوة‪ ،‬وكان أول ظهور الشر بارتداد‬
‫‪108‬‬
‫العرب‪ ,‬وغير ذلك‪ ،‬وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه‬
‫ج‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫خبرِنى أ َبو سل َم َ َ‬ ‫وع َن الزهْرى َقا َ َ‬
‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪َ -‬زوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫لأ ْ ََ‬ ‫ِ ّ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫س ِ‬ ‫ل أُبو ب َك ْرٍ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬ع ََلى فََر ِ‬ ‫ت أقْب َ َ‬ ‫ه َقال َ ْ‬ ‫خب ََرت ْ ُ‬ ‫ى‪- -‬أ ْ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫حّتى‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫م ي ُك َل ّم ِ الّنا َ‬ ‫جد َ ‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَد َ َ‬ ‫حّتى ن ََز َ‬ ‫ح َ‬ ‫سن ْ ِ‬ ‫سك َن ِهِ ِبال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ى ‪ -  -‬وَهُ َ‬
‫و‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪ -‬فَت َي َ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ل ع ََلى َ‬ ‫خ َ‬ ‫ل فَد َ َ‬ ‫ن ََز َ‬
‫َ‬
‫كى‬ ‫م بَ َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫قب ّل َ ُ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ فَ َ‬ ‫م أك َ ّ‬ ‫جهِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫ف عَ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫حب ََرةٍ ‪ ،‬فَك َ َ‬ ‫جى ب ِب ُْرد ِ ِ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ة الِتى‬‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫موْت َ ُ‬ ‫ما ال َ‬ ‫ن‪،‬أ ّ‬ ‫موْت َت َي ْ ِ‬ ‫ه ع َلي ْك َ‬ ‫معُ الل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ى اللهِ ‪ ،‬ل ي َ ْ‬ ‫ت َيا ن َب ِ ّ‬ ‫ل ب ِأِبى أن ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س ‪ -‬رضى الله‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫خب ََرِنى اب ْ ُ‬ ‫ة فَأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫مت َّها ‪َ ،‬قا َ‬ ‫قد ْ ُ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ت ع َل َي ْ َ‬ ‫ك ُت ِب َ ْ‬
‫مُر ‪ -‬رضى الله عنه ‪-‬‬ ‫ن أَبا ب َك ْرٍ ‪ -‬رضى الله عنه ‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج وَع ُ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫عنهما ‪ -‬أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شهّد َ أُبو‬ ‫س ‪ .‬فَأَبى ‪ ،‬فَت َ َ‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫س ‪ .‬فَأَبى ‪ .‬فَ َ‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫س ‪ .‬فَ َ‬ ‫م الّنا َ‬ ‫ي ُك َل ّ ُ‬
‫قا َ َ‬
‫ما ب َعْد ُ ‪،‬‬ ‫لأ ّ‬ ‫مَر فَ َ‬ ‫كوا ع ُ َ‬ ‫س ‪ ،‬وَت ََر ُ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ الّنا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ب َك ْرٍ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬فَ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫دا ‪ -  -‬قَد ْ َ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫دا ‪ -  -‬فَإ ِ ّ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ي َعْب ُد ُ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فَ َ‬
‫مد ٌ إ ِل ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ه ت ََعاَلى }وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬قا َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ى ل َ يَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ح‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه فَإ ِ ّ‬ ‫ن ي َعْب ُد ُ الل ّ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫م ع ََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قل َب ْت ُ ْ‬ ‫ل ان َ‬ ‫ت أوْ قُت ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل أفَِإن ّ‬ ‫س ُ‬ ‫من قَب ْل ِهِ الّر ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ل قَد ْ َ‬ ‫سو ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ه‬‫زي الل ّ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫سي َ ْ‬ ‫شي ًْئا وَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ضّر الل ّ َ‬ ‫قب َي ْهِ فََلن ي َ ُ‬ ‫ى عَ ِ‬ ‫َ‬
‫ب ع َل َ‬ ‫قل ِ ْ‬ ‫من َين َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫قاب ِك ُ ْ‬ ‫أ َع ْ َ‬
‫َ‬
‫كوُنوا‬ ‫م يَ ُ‬ ‫س لَ ْ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫ن{ )‪ (144‬سورة آل عمران‪َ ،‬والل ّهِ ل َك َأ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫شاك ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ها أُبو ب َك ْرٍ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬فَت َل َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ها‬‫قا َ‬ ‫حّتى ت َل َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ل الي َ َ‬ ‫ه أن َْز َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫ها‪. 109 .‬‬ ‫شٌر إ ِل ّ ي َت ُْلو َ‬ ‫معُ ب َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫س ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه الّنا ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫قال القرطبي‪ :‬هذه الية أدل دليل على شجاعة الصديق وجراءته‪ ،‬فإن‬
‫الشجاعة والجراءة حدهما ثبوت القلب عند حلول المصائب‪ ،‬ول مصيبة‬
‫أعظم من موت النبي ‪ ,‬فظهرت شجاعته وعلمه‪ ،‬قال الناس‪ :‬لم‬
‫يمت رسول الله ‪ ‬ومنهم عمر‪ ،‬وخرس عثمان‪ ،‬واستخفى علي‪،‬‬
‫مسند أبي يعلى الموصلي)‪ (3378‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪106‬‬

‫المعجم الكبير للطبراني ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪ ( 6579)(299‬صحيح لغيره‬ ‫‪-‬‬ ‫‪107‬‬

‫انظر‪ :‬تفسير القرطبي )‪.(2/176‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪108‬‬

‫صحيح البخارى)‪ - ( 1241‬تيمم ‪ :‬قصد ‪-‬المسجى ‪ :‬المغطى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪109‬‬

‫‪85‬‬
‫واضطرب المر‪ ,‬فكشفه الصديق بهذه الية حين قدومه من مسكنه‬
‫‪110‬‬
‫بالسنح‪.‬‬
‫فرحم الله الصديق الكبر‪ ،‬كم من مصيبة درأها عن المة! وكم من‬
‫فتنة كان المخرج على يديه! وكم من مشكلة ومعضلة كشفها بشهب‬
‫الدلة من القرآن والسنة‪ ،‬التي خفيت على مثل عمر رضي الله عنه !‬
‫فاعرفوا للصديق حقه‪ ،‬واقدروا له قدره‪ ،‬وأحبوا حبيب رسول الله ‪,‬‬
‫فحبه إيمان وبغضه نفاق‬
‫َ‬
‫دوا‬ ‫ما أَرا ُ‬ ‫ل لَ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ة تَ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن الّزب َي ْرِ َقا َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ّ‬
‫ن ع َّباد ِ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن ث َِياب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ - -‬‬ ‫سو َ‬ ‫جّرد ُ َر ُ‬ ‫ما ن َد ِْرى أن ُ َ‬ ‫ى ‪َ - -‬قاُلوا َوالل ّهِ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫غَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫قى الل ّ ُ‬ ‫فوا أل ْ َ‬ ‫خت َل َ ُ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ه فَل َ ّ‬ ‫ه وَع َل َي ْهِ ث َِياب ُ ُ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫م ن ُغَ ّ‬ ‫موَْتاَنا أ ْ‬ ‫جّرد ُ َ‬ ‫ما ن ُ َ‬ ‫كَ َ‬
‫ة‬
‫حي َ ِ‬ ‫ن َنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مك َل ّ ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫م ك َل ّ َ‬ ‫صد ْرِهِ ث ُ ّ‬ ‫ه ِفى َ‬ ‫ل إ ِل ّ وَذ َقْن ُ ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫حّتى َ‬ ‫م َ‬ ‫الن ّوْ َ‬
‫موا إ َِلى‬ ‫َ‬
‫قا ُ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ى ‪ - -‬وَع َل َي ْهِ ث َِياب ُ ُ‬ ‫سلوا الن ّب ِ ّ‬
‫ن اغ ْ ِ ُ‬ ‫ن هُوَ أ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ل َ ي َد ُْرو َ‬ ‫ال ْب َي ْ ِ‬
‫ص‬
‫مي ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ماَء فَوْقَ ال ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫صّبو َ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫مي ُ‬ ‫سُلوه ُ وَع َل َي ْهِ قَ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬فَغَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وَي ُد َل ُ‬ ‫ّ‬
‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫قب َل ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ل لوِ ا ْ‬ ‫ة تَ ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫مي ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ه ِبال َ‬ ‫كون َ ُ‬
‫َ‬
‫ساؤ ُ ُ‬ ‫ه إ ِل ّ ن ِ َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ما غ َ ّ‬
‫‪111‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫ست َد ْب َْر ُ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫رى َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫أ ْ‬
‫داُء‬ ‫ف َ‬ ‫ه ال ْ ِ‬ ‫سي ل َ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫حِبيب َُنا وَن َب ِي َّنا ب ِأ َِبي هُوَ وَن َ ْ‬ ‫ي إ ِل َي َْنا َ‬ ‫ل ‪ :‬ن ُعِ َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َقا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ة فَن َظَر إ ِلي َْنا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫مَنا َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫معََنا ِفي ب َي ْ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫فَراقَ َ‬ ‫ما د ََنا ال ِ‬ ‫ت ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫س ّ‬ ‫موْت ِهِ ب ِ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قَب ْ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫فظ َك ُ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّياك ُ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫حًبا ب ِك ُ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫ت ع َي َْناه ُ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫معَ ْ‬ ‫فَد َ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬رِْزقَك ُ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫داك ُ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬هَ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ‪َ ،‬رفْعَك ُ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫صَرك ُ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬نَ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫آَواك ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صي‬ ‫وى الل ّهِ ‪ ،‬وَأو ِ‬ ‫ق َ‬ ‫م ب ِت َ ْ‬ ‫صيك ُ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬أو ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬قَب ِل َك ُ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مك ُ ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫قك ُ ُ‬ ‫وَفّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َل ت َعُْلوا ع ََلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن‪،‬أ ْ‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫ذيٌر ُ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫م إ ِّني ل َك ُ ْ‬ ‫ه ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫الل ّ َ‬
‫جعَل َُها‬ ‫خَرة ُ ن َ ْ‬ ‫داُر اْل ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫م ‪ :‬ت ِل ْ َ‬ ‫ل ِلي وَل َك ُ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫عَباد ِهِ وَب َِلد ِهِ ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ِفي ِ‬
‫م َقا َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ِل ّ ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ة ل ِل ُ‬ ‫دا َوالَعاقِب َ ُ‬ ‫سا ً‬ ‫ض وَل فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫وا ِفي الْر‬ ‫ن ع ُل ّ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ن ل يُ ِ‬ ‫ذي َ‬
‫َ‬
‫ب‬‫قل َ ُ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ل َوال ْ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل ‪ " :‬قَد ْ د ََنا اْل َ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ن " ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫مت َك َب ّ‬ ‫وى ل ِل ْ ُ‬ ‫ً‬ ‫مث ْ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫أل َي ْ‬
‫س اْل َوَْفى‬ ‫ْ ْ‬ ‫إَلى الل ّه ‪ ،‬وإَلى سدرة ال ْمنتهى ‪ ،‬وإَلى جنة ال ْ ْ‬
‫مأَوى ‪َ ،‬والك َأ ِ‬ ‫َ ّ ِ َ‬ ‫َِ‬ ‫ِ َْ ِ ُ ََْ‬
‫َ‬ ‫ِ َِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ن؟‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫َ َِ ّ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫"‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫في‬ ‫ر‬ ‫وال‬
‫ِ ْ‬ ‫َ ْ ُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ ّ ِ ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫فن ُك ؟ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ن ُك ّ‬ ‫في َ‬ ‫ْ‬
‫ل ب َي ِْتي الد َْنى َفالد َْنى " ‪ ،‬قُلَنا ‪ :‬فَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫جا ُ‬ ‫ل ‪ " :‬رِ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صَر " ‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫من ِي ّةٍ ‪ ،‬أوْ ِفي ب ََيا ِ‬ ‫حل ّةٍ ي َ َ‬ ‫م ‪ ،‬أوْ ِفي ُ‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫" ِفي ث َِياِبي هَذ ِهِ إ ِ ْ‬
‫فَر‬ ‫مهْل غ َ َ‬ ‫ً‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫كى ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫مّنا ؟ فَب َك َي َْنا وَب َ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫صلي ع َلي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ‪ :‬قُل َْنا ‪ :‬فَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫موِني ع ََلى‬ ‫ضعْت ُ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫موِني ث ُ ّ‬ ‫سل ْت ُ ُ‬ ‫ذا غ َ ّ‬ ‫خي ًْرا ‪ ،‬إ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ن َب ِي ّك ُ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫جَزاك ُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ل‬‫ن أ َوّ َ‬ ‫ة ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ساع َ ً‬ ‫جوا ع َّني َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ري َفا ْ‬ ‫فيرِ قَب ْ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ذا ع ََلى َ‬ ‫ري ِفي ب َي ِْتي هَ َ‬ ‫ري ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ل اللهِ ‪ ، ‬ث ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫كاِئي ُ‬ ‫مي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫سي ِ‬ ‫جِلي ِ‬ ‫خِليِلي وَ َ‬ ‫ي َ‬ ‫َ‬
‫صلي ع َل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ةَ‬
‫ملئ ِك ُ‬ ‫َ‬ ‫م ال َ‬ ‫ْ‬ ‫جُنود ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ت اللهِ ‪َ ‬‬ ‫ّ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ملك ال َ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ، ‬ث ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫سَراِفي ُ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬
‫صّلوا ع َل َ ّ‬
‫ي‬ ‫جا فَ َ‬ ‫جا فَوْ ً‬ ‫ي فَوْ ً‬ ‫خُلوا ع َل َ ّ‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫معَِها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫م ب ِأ ْ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫خةٍ وَل َران ّةٍ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫صارِ َ‬ ‫َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ما وَل ت ُؤ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل ـ ‪ :‬وَل َ‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ذوِني ب َِباك ِي َةٍ ـ أ ْ‬ ‫سِلي ً‬ ‫موا ت َ ْ‬ ‫سل ُ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م ب َعْد َ ‪َ ،‬واقَْرُءوا أن ْ ُ‬ ‫م أن ْت ُ ْ‬ ‫ل ب َي ِْتي ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫جا ُ‬ ‫ي رِ َ‬ ‫صَلةِ ع َل َ ّ‬ ‫وَل ْي َب ْد َأ ِبال ّ‬

‫‪ -‬انظر‪ :‬تفسير القرطبي )‪.(4/222‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪ -‬سنن أبى داود )‪ ( 3143‬حسن‬ ‫‪111‬‬

‫‪86‬‬
‫َ‬
‫ل‬‫خ َ‬‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سَل َ‬
‫مّني ال ّ‬ ‫واِني فَأب ْل ُِغوه ُ ِ‬ ‫خ َ‬‫ن إِ ْ‬ ‫م ْ‬‫ب ِ‬ ‫غا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سَل َ‬ ‫مّني ال ّ‬ ‫ِ‬
‫ه َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لـ‬ ‫سب ُ ُ‬
‫ح َ‬ ‫مـأ ْ‬ ‫سل َ‬‫م أّني أقَْرأ ال ّ‬ ‫شهِد ُك ْ‬ ‫دي فَإ ِّني أ ْ‬ ‫م ب َعْ ِ‬ ‫م ِفي ِدين ِك ْ‬ ‫معَك ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫مةِ " قُلَنا ‪:‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مي إ ِلى ي َوْم ِ ال ِ‬ ‫ن ي َوْ ِ‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن َتاب َعَِني ع َلى ِديِني ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي وَع َلى ك ّ‬ ‫َ‬
‫ع َل ّ‬
‫َ‬ ‫خل ُ َ‬
‫ل ب َي ِْتي‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫جا ُ‬ ‫ل ‪ " :‬رِ َ‬ ‫مّنا ؟ َقا َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ك قَب َْر َ‬ ‫ن ي ُد ْ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،  ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫سو ِ‬‫َيا َر ُ‬
‫ث َل ت ََروْن َهُ ْ‬ ‫مَلئ ِك َةٍ ك َِثيَرةٍ ي ََروْن َك ُ ْ‬
‫‪112‬‬
‫م"‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫معَ َ‬ ‫َ‬

‫ـــــــــــــــ‬

‫ب ال َْعال ِي َ ُ‬
‫ة‬ ‫طال ِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ي )‪ ( 1121‬وال ْ َ‬ ‫عاُء ِللط ّب ََران ِ ّ‬ ‫سن َد ُ ال ْب َّزاِر) ‪ ( 1790‬و الد ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خاُر ُ‬ ‫حُر الّز ّ‬ ‫‪ - 112‬ال ْب َ ْ‬
‫َ‬
‫ت ال ْك ُب َْرى ِلب ْ ِ‬
‫ن‬ ‫قا ُ‬ ‫ة اْلوْل َِياِء‪ ( 5278) 4/198‬والط ّب َ َ‬ ‫حل ْي َ ُ‬ ‫ي )‪ ( 4451‬و ِ‬ ‫قَلن ِ ّ‬‫س َ‬ ‫جرٍ ال ْعَ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ظ اب ْ ِ‬ ‫حافِ ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫سعْدٍ ‪ (1981) 2/197‬وإتحاف السادة المتقين ‪ 10/286‬و ‪ 290‬و المجمع ‪ 9/25‬ودلئل النبوة‬ ‫َ‬
‫‪ 7/232‬والبداية والنهاية ‪ 5/253‬حديث حسن لغيره‬
‫مّرة َ ‪،‬‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ها‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫سا‬ ‫ذا ال ْك ََلم قَد روي ع َن مرة َ ‪ ،‬ع َن ع َبد الل ّه من غ َير وجه وأ َ‬ ‫قال البزار ‪ :‬وَهَ َ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ ُ ّ‬ ‫ُ ْ ُ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬ ‫ما هُوَ ع َ ْ‬ ‫مّرة َ وَإ ِن ّ َ‬ ‫ن ُ‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫معْ هَذا ِ‬ ‫س َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫يل ْ‬ ‫صب ََهان ِ ّ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫ن بْ ُ‬‫م ِ‬ ‫ح َ‬
‫ة ‪ ،‬وَع َب ْد ُ الّر ْ‬ ‫قارِب َ ٌ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫مّرة َ ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫غ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫دا‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫أَ ْ‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫خب َ ُ‬
‫ه‬ ‫ر‬‫َ‬
‫ووهم الذهبي فحكم بوضعه لوجود عبد الملك بن عبد الرحمن ففاته أنه قد توبع عند طب‬
‫وسعد وغيرهما‬
‫‪87‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫ب لقاء الله أحب الله لقاءه‪.‬‬
‫من أح ّ‬

‫ض‬
‫قب َ ْ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ح » إ ِن ّ ُ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ل وَهْوَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ى ‪ -  -‬يَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫عن َ‬
‫ه ع ََلى‬ ‫ْ‬
‫س ُ‬ ‫ل ب ِهِ وََرأ ُ‬ ‫ما ن ََز َ‬ ‫خي َّر « ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫م يُ َ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫قعَد َه ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حّتى ي ََرى َ‬ ‫ى َ‬ ‫ن َب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫م َقا َ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫ف ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫س ْ‬ ‫صَره ُ إ َِلى َ‬ ‫ص بَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ش َ‬ ‫م أَفاقَ ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ى ع َل َي ْهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ذى غ ُ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫فَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫خَتاُرَنا ‪ .‬وَع ََرفْ ُ‬ ‫ذا ل َ ي َ ْ‬ ‫ت إِ ً‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م الّرِفيقَ الع َْلى « ‪ .‬فَ ُ‬ ‫» الل ّهُ ّ‬
‫م ب َِها » الل ّهُ ّ‬
‫م‬ ‫مةٍ ت َك َل ّ َ‬ ‫خَر ك َل ِ َ‬ ‫تآ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ح َقال َ ْ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫حد ّث َُنا وَهْوَ َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ذى َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫الّرِفيقَ ال َع َْلى « ‪.113‬‬
‫ل»م َ‬
‫قاَء الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ت عَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن ع َُباد َة َ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ة أوَ‬ ‫َ‬
‫ش ُ ْ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قاَءه ُ « ‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ‬ ‫ن ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قاَءه ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫ذا‬‫ن إِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َك ِ ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫س َ‬ ‫ل » ل َي ْ َ‬ ‫ت ‪َ .‬قا َ‬ ‫موْ َ‬ ‫جهِ إ ِّنا ل َن َك َْره ُ ال ْ َ‬ ‫ض أْزَوا ِ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫ب إ ِلي ْهِ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ىٌء أ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫س َ‬ ‫مت ِهِ ‪ ،‬فَلي ْ َ‬ ‫ن اللهِ وَك ََرا َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫شَر ب ِرِ ْ‬ ‫ت بُ ّ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ضَره ُ ال َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شَر‬ ‫ضَر ب ُ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن الكافَِر إ ِ َ‬ ‫قاَءه ُ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قاَء اللهِ وَأ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قاَء الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ه ‪ ،‬ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ىٌء أك َْره َ إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫س َ‬ ‫قوب َت ِهِ ‪ ،‬فَل َي ْ َ‬ ‫ب الل ّهِ وَع ُ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ب ِعَ َ‬
‫قاَءه ُ «‪. 114‬‬ ‫ه لِ َ‬ ‫وَك َرِه َ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل‪:‬م َ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬قا َ‬
‫قاَء الل ِ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ت ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن ع َُباد َة َ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ة إ ِّنا‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫قاَءه ُ فَ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫قاَء اللهِ ك َرِه َ الل ّ ُ‬ ‫ن ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قاَءه ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫أ َ‬
‫ي ‪ : ‬ل َ ‪ ،‬وَل َك ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫قاَء اللهِ ؟ فَ َ‬ ‫ك ك ََراه ِي َت َُنا ل ِ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ن َك َْره ُ ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫شر بما أ َمام َ‬
‫قاَءه ُ ‪،‬‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قاَء اللهِ ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫هأ َ‬ ‫ضَر فَب ُ ّ َ ِ َ َ َ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫قاَء اللهِ ‪ ،‬وَك َرِه َ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫شَر ب ِ َ‬ ‫ضَر ‪ ،‬فَب ُ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫كافَِر إ ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وَإ ِ ّ‬
‫‪115‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫قاَء ُ‬ ‫لِ َ‬
‫َ‬
‫خْير ِفي‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫داَءة ب ِأهْ ِ‬ ‫م ال ْب ُ َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫واِئد غ َْير َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ديث ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫وَِفي هَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫جن ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جاَزاة َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫شّر أك ْث ََر وَِفيهِ أ ّ‬ ‫هل ال ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫شَرفِهِ ْ‬ ‫كر ل ِ َ‬ ‫الذ ّ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ة ِبال ْك ََراهَةِ وَِفيهِ أ ّ‬ ‫حب ّةِ َوال ْك ََراهَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِبال ْ َ‬ ‫حب ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ه َقاب َ َ‬ ‫ل فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫خرة وفيه نظ َر فَإن الل ّ َ َ‬
‫مل‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ن الّرؤ ْي َةِ وَي َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قاَء أع َ ّ‬ ‫م ِفي اْل ِ َ ِ َ ِ ِ َ ٌ ِ ّ‬ ‫ن َرب ّهُ ْ‬ ‫ي ََروْ َ‬
‫َ‬
‫ب الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫وا ِ‬ ‫قاَء ث َ َ‬ ‫ديُره ُ ل ِ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ف تَ ْ‬ ‫حذ ْ ٌ‬ ‫قاَء الل ّهِ " َ‬ ‫وله " ل ِ َ‬ ‫ن ِفي قَ ْ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ع ََلى ب ُعْد ٍ أ ْ‬
‫َ‬
‫قَلِء َل ي َك َْرهُ‬ ‫ن ال ْعُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫نأ َ‬ ‫قاب ِل ِهِ ِل َ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ه ال ْب ُعْد ِ ِفيهِ اْل ِت َْيا ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ك وَوَ ْ‬ ‫حو ذ َل ِ َ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫ن َل ي َل ْ َ‬ ‫َ‬
‫قى‬ ‫ةأ ْ‬ ‫شي َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ي َك َْرهُ ُ‬ ‫ت إ ِن ّ َ‬ ‫موْ َ‬ ‫ن ي َك َْره ُ ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل كُ ّ‬ ‫ب الل ّهِ ب َ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫قاَء ث َ َ‬ ‫لِ َ‬
‫ما ل ِعَد َم ِ‬ ‫ت وَإ ِ ّ‬ ‫ل ِبالت ّب ََعا ِ‬ ‫شغْ ِ‬ ‫جن ّةِ ِبال ّ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خو ِ‬ ‫ن دُ ُ‬ ‫طائ ِهِ ع َ ْ‬ ‫ما ِل ِب ْ َ‬ ‫ب الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫وا َ‬ ‫ثَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ما ُ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ع ََل َ‬ ‫ذا ظ َهََر ْ‬ ‫ضَر إ ِ َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫كافِرِ ‪ .‬وَِفيهِ أ ّ‬ ‫كال ْ َ‬ ‫صًل َ‬ ‫خولَها أ ْ‬ ‫دُ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫شَر ِبال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫س ‪ .‬وَِفيهِ أ ّ‬ ‫ذا ِبالعَ َك ْ ِ‬ ‫خي ْرِ وَك َ َ‬ ‫ه بُ ّ‬ ‫ك د َِليًل ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫سُرورِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫دم‬ ‫معَ ع َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫مك ِن َ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫وت ِلن َّها ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مّني ال ْ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫ل ِفي الن ّهْ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫قاِء الل ّهِ َل ت َد ْ ُ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫حب ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صو ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه ِفيَها ب ِ ُ‬ ‫حال ُ‬ ‫ة ل ي َفْت َرِقُ َ‬ ‫صل ً‬ ‫حا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ت َكون ال َ‬ ‫وت كأ ْ‬
‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫مّني ال َ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬
‫حَياة‬ ‫حاَلة ال ْ َ‬ ‫مول ع ََلى َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وت َ‬ ‫م ْ‬ ‫مّني ال ْ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن الن ّْهي ع َ ْ‬ ‫خرِهِ وَأ ّ‬ ‫ت وََل ب ِت َأ ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مَعاي ََنة فََل ت َد ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ل هِ َ‬ ‫حت الن ّْهي ب َ ْ‬ ‫خل ت َ ْ‬ ‫ضار َوال ْ ُ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫عْند اِل ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫مّرة وَأ ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪ -‬صحيح البخارى)‪(4463‬‬ ‫‪113‬‬

‫‪ -‬صحيح البخارى)‪( 6507‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ (3009)(279‬صحيح‬ ‫‪115‬‬

‫‪88‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫صيًل فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫حة ت َ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫حال ال ّ‬ ‫وت ِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫هة ال ْ َ‬ ‫ن ِفي ك ََرا َ‬ ‫حّبة ‪ .‬وَِفيهِ أ ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ما‬ ‫مو ً‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫خَرةِ كا َ‬ ‫ْ‬
‫ن ن َِعيم ِ ال ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وت ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ما ب َْعد ال َ‬ ‫حَياةِ ع َلى َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه ِإيَثاًرا ل ِل َ‬ ‫كرِهَ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫م ِ‬ ‫صًرا ِفي ال ْعَ َ‬ ‫ق ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫خذ َةِ ك َأ ْ‬ ‫ؤا َ‬ ‫م َ‬ ‫ي إ َِلى ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض‬‫ف ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫شي َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ك َرِهَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫ج ُ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫مرِ الل ّهِ ك َ َ‬ ‫م ب ِأ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ت وَي َ ُ‬ ‫ن الت ّب َِعا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫خل ّ َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫ه ِباْلهْب َةِ ب ِأ ْ‬ ‫ست َعِد ّ ل َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫خذ ِ اْل ُهْب َةِ َ‬ ‫ن ي َُباد َِر إ َِلى أ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫جد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ي َن ْب َِغي ل ِ َ‬ ‫ذوٌر ل َك ِ ْ‬ ‫معْ ُ‬ ‫فَهُوَ َ‬
‫قاِء الل ّهِ ت ََعاَلى ‪.‬‬ ‫ن لِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جو ب َعْد َه ُ ِ‬ ‫ما ي َْر ُ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫ل يُ ِ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫ت َل ي َك َْرهُ ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ضَره ُ ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫قع ذ َل ِ َ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫حَياء وَإ ِن ّ َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫ن الّله ت ََعاَلى َل ي ََراه ُ ِفي الد ّن َْيا أ َ‬ ‫وَِفيهِ أ ّ‬
‫َ‬
‫قاِء الل ّهِ " وَقَد ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ت ُ‬ ‫موْ ُ‬ ‫وله " َوال ْ َ‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫خ ً‬ ‫تأ ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن ب َْعد ال ْ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫فى الل ّ َ‬ ‫قدم أ َن الل ّ َ َ‬
‫ة وَقَد ْ وََرد َ‬ ‫ت الّرؤ ْي َ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫قاُء ا ِن ْت َ َ‬ ‫ذا ا ِن ْت َ َ‬ ‫ن الّرؤ ْي َةِ فَإ ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قاء أع َ ّ‬ ‫تَ َ ّ َ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بأ َ‬
‫عا ِفي‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ديث أِبي أ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫سل ِم ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ِ‬ ‫حي‬ ‫ِ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫‪116‬‬
‫موُتوا " ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى ت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ت ََرْوا َرب ّك ْ‬ ‫مل ْ‬ ‫موا أن ّك ْ‬ ‫ل وَِفيهِ " َواع ْل ُ‬ ‫وي ٍ‬ ‫ثط ِ‬ ‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ح ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫سا ٌ‬ ‫مّنا إ ِن ْ َ‬ ‫كى ِ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬إ ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فاَء‬ ‫ش َ‬ ‫شاِفى ل َ ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ف أن ْ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫س َوا ْ‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫س َر ّ‬ ‫ب ال َْبا َ‬ ‫ل » أذ ْه ِ ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫مين ِهِ ث ُ ّ‬ ‫ب ِي َ ِ‬
‫ق َ‬
‫ل‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬وَث َ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما «‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫ق ً‬ ‫س َ‬ ‫فاًء ل َ ي َُغاد ُِر َ‬ ‫ش َ‬ ‫ك ِ‬ ‫فاؤ ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫إ ِل ّ ِ‬
‫ل»‬ ‫م َقا َ‬ ‫دى ث ُ ّ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صن َعُ َفان ْت ََزع َ ي َد َه ُ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫حو َ َ‬ ‫صن َعَ ب ِهِ ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ت ب ِي َد ِهِ ل ْ‬ ‫خذ ْ ُ‬ ‫أَ َ‬
‫ذا‬‫ت أ َن ْظ ُُر فَإ ِ َ‬ ‫ت فَذ َهَب ْ ُ‬ ‫ق الع َْلى «‪َ .‬قال َ ْ‬
‫َ‬
‫معَ الّرِفي ِ‬ ‫جعَل ِْنى َ‬ ‫فْر ِلى َوا ْ‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫‪117‬‬
‫ضى‪.‬‬ ‫هُوَ قَد ْ قَ َ‬
‫ه‬
‫ت ِفي ِ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫عاء ل َ ُ‬ ‫ن ‪َ ،‬والد ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫مي‬ ‫ريض ِبال ْي َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫سح ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حَباب َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ِفيهِ ا ِ ْ‬
‫مذ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مْعتَها ِفي ك َِتاب الذ ْ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫كور هَُنا ِ‬ ‫ذا ال َ‬ ‫كار ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫حة َ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫رَِواَيات ك َِثيَرة َ‬
‫‪118‬‬
‫سنَها ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫أ ْ‬

‫ـــــــــــــــ‬

‫‪-‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 18‬ص ‪(348‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪ -‬صحيح مسلم )‪( 5836‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪ -‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪(331‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪89‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫لمثل هذا فأعدوا‬

‫ما‬ ‫جَناَزةٍ فَل َ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ - -‬فى ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬ك ُّنا َ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫عازِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الب ََراِء ب ْ ِ‬
‫ْ‬
‫عَ ِ‬
‫حّتى ب َ ّ‬
‫ل‬ ‫كى َ‬ ‫ه فَب َ َ‬ ‫قب َل ْت ُ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ت َفا ْ‬ ‫ست َد َْر ُ‬ ‫قب ْرِ َفا ْ‬ ‫جَثا ع ََلى ال ْ َ‬ ‫قب ْرِ َ‬ ‫ان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ‬
‫َ‬
‫‪119‬‬
‫دوا «‪.‬‬ ‫ع ّ‬ ‫ذا ال ْي َوْم ِ فَأ ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫واِنى ل ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ل ‪ »:‬إ ِ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫الث َّرى ث ُ ّ‬
‫صَر‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬إ ِذ ْ ب َ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ل ب َي ْن َ َ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫عازِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الب ََراِء ب ْ ِ‬
‫ْ‬
‫وع َ ِ‬
‫ه‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫فُرون َ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ع ََلى قَب ْرٍ ي َ ْ‬ ‫معَ ع َل َي ْهِ هَؤ ُل َِء «‪ِ .‬قي َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ل » ع َل َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ماع َةٍ فَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫بِ َ‬
‫حّتى ان ْت ََهى إ َِلى‬ ‫َ‬
‫رعا ً َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حاب ِهِ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ي َد َىْ أ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬فَب َد ََر ب َي ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫فزِع َ َر ُ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫كى‬ ‫صن َعُ فَب َ َ‬ ‫ما ي ْ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ لن ْظ َُر َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ب َي ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫قب َل ْت ُ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ل ‪َ -‬فا ْ‬ ‫جَثا ع َل َي ْهِ ‪َ -‬قا َ‬ ‫قب ْرِ فَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ذا‬‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫واِنى ل ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ل » أ َىْ إ ِ ْ‬ ‫ل ع َل َي َْنا َقا َ‬ ‫م أ َقْب َ َ‬ ‫عه ِ ث ُ ّ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن دُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الث َّرى ِ‬ ‫حّتى ب َ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪120‬‬
‫دوا «‬ ‫ع ّ‬ ‫الي َوْم ِ فَأ ِ‬
‫د‪،‬‬
‫دوا( أي لمثل نزول أحدكم قبره فليع ّ‬ ‫)أي إخواني لمثل هذا اليوم فأع ّ‬
‫ل الثرى وإذا كان هذا حال‬ ‫وكان ‪ ‬واقفا ً على شفير قبر وبكى حتى ب ّ‬
‫ذاك الجناب الفخم فكيف حال أمثالنا؟ والعجب كل العجب من غفلة‬
‫من لحظاته معدودة وأنفاسه محدودة فمطايا الليل والنهار تسرع إليه‬
‫ول يتفكر إلى أن يحمل ويسار به أعظم من سير البريد ول يدري إلى‬
‫أي الدارين ينقل فإذا نزل به الموت قلق لخراب ذاته وذهاب لذاته لما‬
‫سبق من جناياته وسلف من تفريطاته حيث لم يقدم لحياته وفيه ندب‬
‫تذكير الغافل خصوصا ً الخوان ومثلهم القارب لن الغفلة من طبع‬
‫البشر وينبغي للمرء أن يتفقد نفسه ومن يحبه بالتذكير‪ ،‬ولّله در حسان‬
‫رضي الّله عنه حيث يقول‪:‬‬
‫تخير خليل ً من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل‬
‫ج ِفي‬ ‫خَر َ‬ ‫ق ‪ ،‬فَ َ‬ ‫فَرْزد َ ِ‬ ‫مَرأ َة ُ ال ْ َ‬ ‫واُر ا ْ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫ي ‪ :‬ت ُوُفّي َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫مي ِ‬ ‫سى الت ّ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ل أُبو ُ‬
‫َقا َ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ج ِفيَها ال ْ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫صَرةِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬ ‫جوه ُ أهْ ِ‬ ‫جَناَزت َِها وُ ُ‬ ‫ِ‬
‫ه إ ِل ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن ل َ إل َ‬ ‫شَهاد َة َ أ ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫س ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ذا الي َوْم ِ َيا أَبا فَِرا ٍ‬ ‫دت ل ِهَ َ‬ ‫ما أع ْد َ ْ‬ ‫ق‪َ :‬‬ ‫فَرْزد َ ِ‬ ‫ل ِل َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫ها ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ع ََلى قَب ْرِ َ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ما د ُفِن َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬فَل َ ّ‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ماِني َ‬ ‫من ْذ ُ ‪ ،‬ث َ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫م ي َُعافِِني ‪ ...‬أ َ َ‬ ‫أَ َ‬
‫قا‬ ‫ضي َ َ‬ ‫قب ْرِ ال ْت َِهاًبا وَأ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫شد ّ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫قب ْرِ إ ْ‬ ‫ف وََراَء ال ْ َ‬ ‫خا ُ‬
‫فَرْزد ََقا‬ ‫سوقُ ال ْ َ‬ ‫واقٌ ي َ ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ف وَ َ‬ ‫مةِ َقائ ِد ٌ ‪ ...‬ع َِني ٌ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫جاَءِني ي َوْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫إ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪121‬‬
‫قل َد َةِ أْزَرَقا‬ ‫ل ال ْ ِ‬ ‫مغُْلو َ‬ ‫شى ‪ ...‬إ َِلى الّنارِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أوْل َد ِ دارم َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫خا َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫لَ َ‬
‫ت‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ن ؛ َقا َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ح َ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ت أع ْي ُ ٍ‬ ‫وارِ ب ِن ْ ِ‬ ‫جَناَزةِ الن ّ ّ‬ ‫جَنا ِفي ِ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن أَبا َ‬ ‫ْ‬
‫ق‬
‫فَرْزد َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ل ال َ‬ ‫ق ؛ َقا َ‬ ‫ّ‬
‫ما ك ُّنا ِفي الط ِ‬ ‫َ‬
‫صرِيّ ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ري ِ‬ ‫ن الب َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ق ‪ ،‬وَِفيَها ال َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫فَرْزد َ‬
‫ن ؟ َقا َ‬
‫ل‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬وَ َ‬ ‫س ؟ َقا َ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫سِعيد ٍ ! ت َد ِْري َ‬ ‫ن ‪َ :‬يا أَبا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫ن‪:‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ل ‪ :‬يَ ُ‬ ‫س ‪َ .‬قا َ‬ ‫شّر الّنا ِ‬ ‫س وَ َ‬ ‫خي ُْر الّنا ِ‬ ‫جَناَزةِ َ‬ ‫ن ‪ِ :‬في هَذ ِهِ ال ْ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫‪ :‬يَ ُ‬
‫س‬
‫خي ْرِ الّنا ِ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن ‪ :‬لَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫س ‪ .‬فَ َ‬ ‫شّر الّنا ِ‬ ‫س ‪ ،‬وَإ ِّني َ‬ ‫خي ُْر الّنا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫‪ - 119‬السنن الكبرى للبيهقي )ج ‪ / 3‬ص ‪ (6750)(369‬حسن‬
‫‪ - 120‬مسند أحمد) ‪ (19108‬حسن‬
‫‪- 121‬مصنف ابن أبي شيبة ‪ (36882) (66 / 14) -‬و فيض القدير‪ ،‬شرح الجامع الصغير) ‪( 3020‬‬
‫والكشكول ‪(126 / 1) -‬‬
‫‪90‬‬
‫صّلى‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫جّبا ِ‬ ‫ما ان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ‬ ‫س ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫شّر الّنا ِ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫َول أن ْ َ‬
‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫قا َ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫فيرِ ال ْ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن ع ََلى َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫قب ْرِ ؛ َقا َ‬ ‫ما ان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ع َل َي َْها ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مذ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه ِإل الل ُ‬ ‫ن ل إ ِل َ َ‬ ‫شَهاد َة ُ أ ّ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫جِع ‪َ .‬قا َ‬ ‫ض َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ت ل ِهَ َ‬ ‫ما أع ْد َد ْ َ‬ ‫س! َ‬ ‫أَبا فَِرا ٍ‬
‫حى‬ ‫م ت َن َ ّ‬ ‫قيهٍ ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ن غ َي ْرِ فَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ها ِ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫ن‪ُ :‬‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة ‪ .‬فَ َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ضٍع وَ َ‬ ‫بِ ْ‬
‫خ ّ‬ ‫جاَء ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫جل َ‬
‫طى‬ ‫فَرْزد َقُ وَت َ َ‬ ‫س ب ِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫حد َقَ الّنا‬ ‫حت ََبى وَأ ْ‬ ‫س َوا ْ‬ ‫َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ُ‬ ‫س‬‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫شعًْرا ؛ فَ َ‬ ‫شد َه ُ ِ‬ ‫ن ؛ فَأ َن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ح َ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ي َد َ‬ ‫ف ب َي ْ َ‬ ‫حّتى وَقَ َ‬ ‫س َ‬ ‫الّنا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫) أَ َ‬
‫قا (‬ ‫ضي َ َ‬ ‫قب ْرِ ال ْت َِهاًبا وَأ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫شد ّ ِ‬ ‫م ي َُعافِِني ‪ ...‬أ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫قب ْرِ إ ِ ْ‬ ‫ف وََراَء ال ْ َ‬ ‫خا ُ‬
‫فَرْزد ََقا (‬ ‫سوقُ ال ْ َ‬ ‫واقٌ ي َ ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ف وَ َ‬ ‫مةِ َقائ ِد ٌ ‪ ...‬ع َِني ٌ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫جاَءِني ي َوْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫) إِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قلد َةِ أْزَرَقا (‬ ‫مَر ال ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫شى ‪ ...‬إ َِلى الّنارِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن أْولد ِ آد َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫خا َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫) لَ َ‬
‫حرَِقا (‬ ‫م ْ‬ ‫سا ُ‬ ‫ن ل َِبا ً‬ ‫ل قَط َْرا ٍ‬ ‫سَراِبي َ‬ ‫سْرب ًَل ‪َ ...‬‬ ‫م َ‬ ‫حيم ِ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫دارِ ال ْ َ‬ ‫ساقُ إ َِلى َ‬ ‫) يُ َ‬
‫‪122‬‬
‫مّزَقا (‬ ‫م ‪ ...‬ي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ذا َ‬ ‫) إِ َ‬
‫ديد ِ ت َ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫حّر ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذوُبو َ‬ ‫ديد َ َرأي ْت َهُ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫شرُِبوا ِفيَها ال ّ‬
‫دا ِفي‬ ‫سي ّ ً‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ وَ َ‬ ‫جاُرود ُ ب ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬قَد ِ َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ع َّبا‬ ‫ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫مرِ َرِفيعَ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ظي َ‬ ‫قد ْرِ ‪ ،‬ع َ ِ‬ ‫طاع َ اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫شيَرت ِهِ ‪ُ ،‬‬ ‫ما ِفي ع َ ِ‬ ‫ظي ً‬ ‫عا ع َ ِ‬ ‫طا ً‬ ‫م َ‬ ‫مهِ ‪ُ ،‬‬ ‫قَوْ ِ‬
‫ن ال ْ ِ‬ ‫ديعَ ال ْ َ‬ ‫خ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫فَعا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل‪َ ،‬‬ ‫ما ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ب ‪ ،‬بَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫شا ِ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫ظاه َِر اْلد َ ِ‬ ‫خط َرِ ‪َ ،‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫دارِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫طارِ َواْل َقْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ذ َِوي اْل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫قي ْ ِ‬ ‫ل ِفي وَفْد ِ ع َب ْد ِ ال ْ َ‬ ‫ما ٍ‬ ‫من َعَةٍ وَ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫َ‬
‫ق‪،‬‬ ‫حو ِ‬ ‫س ُ‬ ‫خل َةِ ال ّ‬ ‫م كالن ّ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ن ‪ ،‬كُ ّ‬ ‫ها ِ‬ ‫حةِ َوال ْب ُْر َ‬ ‫صا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َواْل ِ ْ‬
‫َ‬
‫ن ِفي‬ ‫دي َ‬ ‫ج ّ‬ ‫م ِ‬ ‫جَلد ِ ‪ُ ،‬‬ ‫دوا ل ِل ْ ِ‬ ‫جَياد َ ‪ ،‬وَأع َ ّ‬ ‫جن ُّبوا ال ْ ِ‬ ‫ق قَد ْ َ‬ ‫فِني َ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫كال ْ َ‬ ‫ع ََلى َناقَةٍ َ‬
‫ميًل‬ ‫ميًل فَ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫قط َُعو َ‬ ‫ميًل ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ن ذَ ِ‬ ‫سيُرو َ‬ ‫م ‪ ،‬يَ ِ‬ ‫مرِه ِ ْ‬ ‫ن ِفي أ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫حازِ ِ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫سي ْرِه ِ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫شاي ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مهِ َوال ْ َ‬ ‫جاُرود ُ ع ََلى قَوْ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ي ‪ ‬فَأقْب َ َ‬ ‫جد ِ الن ّب ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫خوا ِ‬ ‫حّتى أَنا ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫خي ُْر‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سي ّد ُ العََرَ ِ‬ ‫مد ٌ الغ َّر ‪َ ،‬‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م ‪ ،‬هَ َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا قَوْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫مه ِ ‪ ،‬ف َ َ‬ ‫ن ب َِني ع َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫سُنوا ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫م ب َي ْ َ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَوَقَ ْ‬ ‫خل ْت ُ ْ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫ب ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫مط ّل ِ ِ‬ ‫وَل َد ِ ع َب ْد ِ ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ما ُ‬ ‫ك ال ْهُ َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫م ‪ :‬أي َّها ال ْ َ‬ ‫معِهِ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫قاُلوا ب ِأ ْ‬ ‫م ‪ .‬فَ َ‬ ‫عن ْد َه ُ ال ْك ََل َ‬ ‫م ‪ ،‬وَأ َقِّلوا ِ‬ ‫سَل َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫مْر َ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫جاوَِز إ ِ َ‬ ‫ن نُ َ‬ ‫ت وَل َ ْ‬ ‫ضْر َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫ن ن َت َك َل ّ َ‬ ‫م ‪ ،‬لَ ْ‬ ‫غا ُ‬ ‫ضْر َ‬ ‫سد ُ ال ّ‬ ‫َواْل َ‬
‫جاُرود ُ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ن ‪ .‬فَن َهَ َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ ِّنا َتاب ُِعو َ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ‪َ ،‬واع ْ َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ ِّنا َ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫جّرو َ‬ ‫مائ ِم ِ ‪ ،‬ي َ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫دوا ِبال ّ‬ ‫م ‪ ،‬وَت ََر ّ‬ ‫مائ ِ َ‬ ‫موا ال ْعَ َ‬ ‫ديد ٍ ‪ ،‬قَد ْ د َوّ ُ‬ ‫صن ْ ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ل كَ ِ‬ ‫ِفي ك ُ ّ‬
‫ن اْل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫مَناقِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذاك َُرو َ‬ ‫شَعاَر ‪ ،‬وَي َت َ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ‪ ،‬ي َت ََنا َ‬ ‫ن أذ َْيال َهُ ْ‬ ‫حُبو َ‬ ‫س َ‬ ‫م وَي َ ْ‬ ‫سَيافَهُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫عيا ‪ ،‬إ َ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫ن‬
‫مُروا ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫م ائ ْت َ َ‬ ‫مَرهَ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن ِ ّ‬ ‫سك ُُتو َ‬ ‫ويًل ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن طَ‬ ‫مو َ‬ ‫خَيارِ ‪َ ،‬ل ي َت َك َل ّ ُ‬
‫زجرهُم ازدجروا ‪ ،‬ك َأ َنه ُ‬
‫مث َُلوا ب َي ْ َ‬
‫ن‬ ‫حّتى َ‬ ‫ل َ‬ ‫مُهو ٍ‬ ‫ذو ل َب ُؤ َةٍ َ‬ ‫مَها ُ‬ ‫قد ِ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫سد ُ ِغي ٍ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ َ َ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫شهَد ِ ‪ ،‬د َل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫م أهْ ُ‬ ‫صَرهُ ْ‬ ‫جد َ ‪ ،‬وأب ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ َ‬ ‫ما د َ َ‬ ‫ي ‪ ‬فَل ّ‬ ‫ي الن ّب ِ ّ‬ ‫ي َد َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫شأ ي َ ُ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سَل َ‬ ‫ن َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ه وَأ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫سَر ل َِثا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي ‪ ‬وَ َ‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫جاُرود ُ أ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫دا َوآًل َفآَل‬ ‫ت فَد ْفَ ً‬ ‫ل قَط َعَ ْ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ك رِ َ‬ ‫دى أ َت َت ْ َ‬ ‫ي ال ْهُ َ‬ ‫َيا ن َب ِ ّ‬
‫ك ك ََلَل‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫ل ال ْك ََل َ‬ ‫خا ُ‬ ‫ح ط ُّرا َل ت َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫حو َ َ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫وَط َوَ ْ‬
‫صَنا إ ِْرَقاَل‬ ‫َ‬
‫ف ع َن َْها أْرقَل َت َْها َقَِل ُ‬ ‫صُر الط ّْر ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ماَء ي َ ْ‬ ‫ل د َهْ َ‬ ‫كُ ّ‬
‫جم ٍ ت َت ََلَل‬ ‫ماةٍ ك َأن ْ ُ‬ ‫ح ِفيَها بك ُ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫جَياد ُ ت َ ْ‬ ‫وَط َوَت َْها ال ْ ِ‬
‫هاَل‬ ‫َ‬ ‫تبتغي دفْع بأ ْ‬
‫م َ‬ ‫ب ذ ِك ُْره ُ ث ُ ّ‬ ‫قل ْ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫س أوْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫س ي َوْم ٍ ع َُبو‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََِْ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ذ َل ِ َ‬
‫ه وَأد َْناه ُ ‪ ،‬وََرفَ َ‬
‫ع‬ ‫دا ‪ ،‬وَقَّرب َ ُ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫حا َ‬ ‫ح فََر ً‬ ‫ك فَرِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫َ‬ ‫جاُرود ُ ‪ ،‬ل َ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫م َ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ك وَب ِ َ‬ ‫خَر ب ِ َ‬ ‫قد ْ ت َأ ّ‬ ‫ل ‪َ " :‬يا َ‬ ‫ه ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫م ُ‬ ‫حَباه ُ وَأك َْر َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬

‫‪ -‬المجالسة وجواهر العلم ‪ ( 1689) (471 / 4) -‬أبان ضعيف‬ ‫‪122‬‬

‫‪91‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫خط َأ َ‬ ‫قد ْ أ َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬ل َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬والل ّهِ َيا َر ُ‬ ‫مد ُ ‪َ .‬قا َ‬ ‫م اْل َ‬
‫َ‬
‫ل ب ِك ُ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫عد ُ ‪ ،‬و َ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫حوَب َ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫خي ْب َةٍ ‪ ،‬وَأع ْظ َ ُ‬ ‫م الل ّهِ أك ْب َُر َ‬ ‫ك َواي ْ ُ‬ ‫شد َه ُ ‪ ،‬وَت ِل ْ َ‬ ‫م ُر ْ‬ ‫صد ُه ُ ‪ ،‬وَع َد ِ َ‬ ‫ك قَ ْ‬ ‫خط َأ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫حقّ ‪ ،‬وَن َط َ ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ق ُ‬ ‫ت ِبال ْ َ‬ ‫جئ ْ َ‬ ‫قد ْ ِ‬ ‫ه ‪ .‬لَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ش نَ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وََل ي َغُ ّ‬ ‫ب أهْل َ ُ‬ ‫‪َ ،‬والّرائ ِد ُ َل ي َك ْذ ِ ُ‬
‫ت‬ ‫جد ْ ُ‬ ‫قد ْ و َ َ‬ ‫ن وَل ِّيا ‪ ،‬ل َ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ك ل ِل ْ ُ‬ ‫خَتاَر َ‬ ‫حقّ ن َب ِّيا وا ْ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫ذي ب َعَث َ َ‬ ‫ق ‪َ ،‬وال ّ ِ‬ ‫صد ْ ِ‬ ‫ِبال ّ‬
‫ك‬‫حي ّةِ ل َ َ‬ ‫ل الت ّ ِ‬ ‫طو ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ن ال ْب َُتو ِ‬ ‫ك اب ْ ُ‬ ‫شَر ب ِ َ‬ ‫قد ْ ب َ ّ‬ ‫ل ‪ ،‬وَل َ َ‬ ‫جي ِ‬ ‫ك ِفي اْل ِن ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ص َ‬ ‫وَ ْ‬
‫ن ‪ ،‬وََل َ‬ ‫َ‬ ‫سل َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مد ّ‬ ‫ن‪ُ .‬‬ ‫قي ٍ‬ ‫ك ب َعْد َ ي َ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ك ‪ ،‬ل أث ََر َ ب َعْد َ ع َي ْ ٍ‬ ‫ك وَأْر َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أك َْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫شك ُْر ل ِ َ‬ ‫َوال ّ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫مد ٌ َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأن ّ َ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬فَأَنا أ ْ‬ ‫ي َد َ َ‬
‫سُروًرا ‪،‬‬ ‫م ُ‬ ‫ي ‪ ‬ب ِهِ ْ‬ ‫سّر الن ّب ِ ّ‬ ‫سي ّد ٍ ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫مه ِ ك ُ ّ‬ ‫ن قَوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م َ‬ ‫جاُرود ُ ‪َ ،‬وآ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫َفآ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫قي ْ ِ‬ ‫ماع َةِ وَفْد ِ ع َب ْد ِ ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫جاُرود ُ ‪ ،‬هَ ْ‬ ‫ل ‪َ " :‬يا َ‬ ‫حُبوًرا ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫َواب ْت َهَ َ‬
‫َ‬
‫مي‬ ‫ن قَوْ ِ‬ ‫ن ب َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬وَأَنا ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ه َيا َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬ك ُل َّنا ن َعْرِفُ ُ‬ ‫سا ؟ َقا َ‬ ‫ف ل َْنا قُ ّ‬ ‫ي َعْرِ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ط ال ْعََر ِ‬ ‫سَبا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫طا ِ‬ ‫سب ْ ً‬ ‫س ِ‬ ‫ن قُ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫خب ََره ُ َ‬ ‫ب َ‬ ‫فو أث ََره ُ وَأط ْل ُ ُ‬ ‫ت أقْ ُ‬ ‫ك ُن ْ ُ‬
‫سن َةٍ ‪،‬‬ ‫مائ َةِ َ‬ ‫سب ْعَ ِ‬ ‫مَر َ‬ ‫سن َةٍ ع ُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫شي ْب َةٍ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫خط َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حا إ ِ َ‬ ‫صي ً‬ ‫ب ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ح الن ّ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫َ ِ ِ َْ َ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫سى‬ ‫َ ُ ِ ّ ُ َ ٌ ََ َ ّ‬‫ح‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ُ ِّ ُ َ ٌ‬ ‫دا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬‫ِ َْ‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ي َت َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ق‬
‫َ‬
‫ح ع ََلى‬ ‫سّيا َ‬ ‫ح وَي َت ْب َعُ ال ّ‬ ‫سو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫م ‪ ،‬ي َل ْب َ ُ‬ ‫وا ّ‬ ‫ش َوال ْهَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ِبال ْوَ ْ‬ ‫الن َّعام ِ ‪ ،‬وَي َأن َ ُ‬
‫ب‬ ‫ضَر ُ‬ ‫دان ِي ّةِ ‪ ،‬ت ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫قّر ل ِل ّهِ ِبال ْوَ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن الّرهَْبان ِي ّةِ ‪ُ ،‬‬ ‫م َ‬ ‫فت ُُر ِ‬ ‫ح ‪َ ،‬ل ي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫سي‬ ‫م ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫من َْها ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬‫ك َرأ َ‬ ‫ل ‪ .‬أد َْر َ‬ ‫دا ُ‬ ‫ه اْلب ْ َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَت َت ْب َعُ ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫ف ب ِهِ اْلهْ َ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وَت ُك ْ َ‬ ‫مَثا ُ‬ ‫مت ِهِ اْل ْ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫بِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ت َعَب ّد َ ِفي‬ ‫م ْ‬ ‫ب وَأع ْب َد ُ َ‬ ‫ن ال ْعََر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ت َأل ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن فَهُوَ أوّ ُ‬ ‫مَعا َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وارِّيي َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ظ‬‫ب ‪ ،‬وَوَع َ َ‬ ‫مآ ِ‬ ‫ب َوال ْ َ‬ ‫قل َ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫سوَء ال ْ ُ‬ ‫حذ َّر ُ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ث َوال ْ ِ‬ ‫ن ِبال ْب َعْ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَأ َي ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ظ ‪ ،‬ال ْ َ‬ ‫ن اْل َل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫خاط ِ ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ‪ ،‬ال ْ َ‬ ‫فوْ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل قَب ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مَر ِبال ْعَ َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ب ِذ ِك ْرِ ال ْ َ‬
‫ُ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ج وَع َذ ْ ٍ‬ ‫جا ٍ‬ ‫ب ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫س وََرط ْ ٍ‬ ‫ب ‪ ،‬وََياب ِ ٍ‬ ‫ق وَغ َْر ٍ‬ ‫شْر ٍ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ظ ‪ ،‬ال َْعال ِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ق عُ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫بِ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ه ل َي َب ْل ُغَ ّ‬
‫ن‬ ‫ذي هُوَ ل َ ُ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫م ِبالّر َِ‬ ‫س ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ ‪ ،‬ي ُ ْ‬ ‫ب ب َي ْ َ‬ ‫ك َأّني أن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ‪َ ،‬وال ْعََر ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫شأ ي َ ُ‬ ‫م أ َن ْ َ‬ ‫ه ‪ ,‬ثُ ّ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م ٍ‬ ‫عا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َي ُوَفّي َ ّ‬ ‫جل َ ُ‬ ‫بأ َ‬
‫َ‬
‫ال ْك َِتا ُ‬
‫ن ن ََهاُر‬ ‫خَلل َهُ ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫كاُر وَل ََيا ٍ‬ ‫واه ُ اد ّ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫قل ْ ِ‬ ‫ج ل ِل ْ َ‬ ‫ها َ‬ ‫َ‬
‫داُر‬ ‫ل ي َوْم ٍ ت ُ َ‬ ‫س ِفي ك ُ ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫مُر الل ّي ْ ِ‬ ‫حث َّها قَ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫جو ٌ‬ ‫وَن ُ ُ‬
‫طاُر‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ديد ٌ ِفي ال ْ َ‬ ‫عاد ٌ َ‬ ‫س ال ْعُُيو َ‬ ‫ها ي َط ْ ِ‬
‫قي ْ ِ‬ ‫خافِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن وَرِ َ‬ ‫م ُ‬
‫َ‬
‫ضوُْء َ‬ ‫َ‬
‫ما ي َُزاُر‬ ‫ب ي َوْ ً‬ ‫م ِفي الت َّرا ِ‬ ‫ضيعٌ كلهُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫مط وََر ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ش َ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫وَغ ُل ٌ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫فاُر‬ ‫ن قِ َ‬ ‫ت فَهُ ّ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫خَرى َ‬ ‫خي َْر وَأ ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫حوَ ِ‬ ‫شي ّد َة ٌ َ‬ ‫م َ‬ ‫صوٌر ُ‬ ‫وَقُ ُ‬
‫حاُر‬ ‫ذي َل ي َ َ‬ ‫ة الّناظ ِرِ ال ّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫جوْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫صُر ع َن ْ ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫م ّ‬ ‫وَك َِثيٌر ِ‬
‫دى َواع ْت َِباُر‬ ‫سا ل ََها هُ ً‬ ‫فو ً‬ ‫ل ع ََلى الل ّهِ ن ُ ُ‬ ‫ت دَ ّ‬ ‫ذي قَد ْ ذ َك َْر ُ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ظ‬ ‫ق عُ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ساه ُ ب ِ ُ‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫جاُرود ُ ‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫ك َيا َ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫ي ‪ " : ‬ع ََلى رِ ْ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫ع ََلى جمل ل َه أ َورقَ ‪ ،‬وهُو يتك َل ّم بك ََلم مونق ‪ ،‬ما أ َظ ُ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫فظ ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أّني أ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ ُ ِ َ ٍ ُ َ ٍ‬ ‫َ َ ٍ ُ َْ‬
‫شي ًْئا ؟‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫فظ لَنا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫صارِ َ‬ ‫ن َوالن ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫مَها ِ‬ ‫شَر ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫معْ َ‬ ‫م َيا َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫فَهَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضًرا‬ ‫حا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَك ُن ْ ُ‬ ‫فظ ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬إ ِّني أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ما ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ب أُبو ب َك ْرٍ َقائ ِ ً‬ ‫فَوَث َ َ‬
‫َ‬
‫حذ َّر‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ب وََرهّ َ‬ ‫ب ‪ ،‬وََرغ ّ َ‬ ‫ب فَأط ْن َ َ‬ ‫خط َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ظ ِ‬ ‫كا ٍ‬ ‫ق عُ َ‬ ‫ِ‬ ‫سو‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫َ‬ ‫وَأ َن ْذ ََر ‪ ،‬فَ َ‬
‫م‬ ‫ذا وَع َي ْت ُ ْ‬ ‫عوا ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫مُعوا وَ ُ‬ ‫س َ‬ ‫س‪،‬ا ْ‬ ‫خط ْب َت ِهِ ‪ " :‬أي َّها الّنا ُ‬ ‫ل ِفي ُ‬ ‫قا َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫تآ ْ‬ ‫ما هُوَ آ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَك ُ ّ‬ ‫ت َفا ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫فُعوا إ ِن ّ ُ‬ ‫َفان ْت َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫مي ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت‪َ ،‬‬ ‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫حَياٌء وَأ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫مَها ْ‬ ‫ت ‪َ ،‬وآَباٌء وَأ ّ‬ ‫وا ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَأْرَزاقٌ وَأقْ َ‬ ‫مط ٌَر وَن ََبا ْ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وَأ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ِفي الْر َ ِ‬ ‫خب ًَرا ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ماءِ ل َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪ .‬إِ ّ‬ ‫ت ب َعْد َ آَيا ْ‬ ‫ت ‪َ ،‬وآَيا ٌ‬ ‫شَتا ْ‬
‫ج‪.‬‬ ‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫حاٌر َ‬ ‫ج وَب ِ َ‬ ‫ت رَِتا ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ج وَأْر ٌ‬ ‫ت أب َْرا ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ماٌء َ‬ ‫س َ‬ ‫ج ‪ ،‬وَ َ‬ ‫دا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َعِب ًَرا ‪ ،‬ل َي ْ ٌ‬
‫‪92‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مال ِ َ‬
‫م‬‫موا ؟ أ ْ‬ ‫قام ِ فَأَقا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ضوا ِبال ْ ُ‬ ‫ن ؟ أَر ُ‬ ‫جُعو َ‬ ‫ن فََل ي َْر ِ‬ ‫س ي َذ ْهَُبو َ‬ ‫ي أَرى الّنا َ‬ ‫َ َ‬
‫هّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كوا هَُنا َ‬ ‫ت ُرِ ُ‬
‫ن ل ِل ِ‬ ‫ما إ ِ ّ‬ ‫حان ًِثا ِفيهِ وَل آث ِ ً‬ ‫قا ل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما َ‬ ‫س ً‬ ‫س قَ َ‬ ‫م قُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫موا ؟ أقْ َ‬ ‫ك فََنا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫حين ُ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫حا َ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ‪ ،‬ون َب ِّيا قَد ْ َ‬ ‫ذي أن ْت ُ ْ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ن ِدين ِك ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت ََعاَلى ِديًنا هُوَ أ َ‬
‫ه ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫َ‬ ‫وأ َظ َل ّك ُ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫داه ُ ‪ ،‬وَوَي ْ ٌ‬ ‫ن ب ِهِ فَهَ َ‬ ‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫طوَبى ل ِ َ‬ ‫م إ ِّبان ُ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأد َْرك َك ُ ْ‬ ‫م أَوان ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫قُرو ِ‬ ‫خال ِي َةِ ‪َ ،‬وال ُ‬ ‫مم ِ ال َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫فل ة ِ ِ‬ ‫ب الغَ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ت َّبا ِلْرَبا ِ‬ ‫صاه ُ ‪ ,‬ث ُ ّ‬ ‫ه وَع َ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫خال َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫واد ُ ؟‬ ‫ض َوال ْعُ ّ‬ ‫ري ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫داد ُ ؟ وَأي ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن اْلَباُء َواْل ْ‬ ‫شَر إ َِياد ٍ ‪ ،‬أي ْ َ‬ ‫معْ َ‬ ‫ضي َةِ ‪َ .‬يا َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫جد َ ؟ وَغ َّرهُ‬ ‫ف وَن َ ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫شي ّد َ ؟ وََز ْ‬ ‫ن ب ََنى وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫داد ُ ؟ أي ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫عن َ ُ‬ ‫فَرا ِ‬ ‫َ‬ ‫وَأي ْ‬
‫عى ‪ ،‬وَقا َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬أَنا َرب ّك ُ ُ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫معَ فَأوْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ب ََغى وَط ََغى ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َوال ْوَل َد ُ ؟ أي ْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ماًل ‪ ،‬وَأ َط ْوَ َ‬ ‫مآ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫واًل ‪ ،‬وَأب ْعَد َ ِ‬
‫َ‬
‫م َ‬ ‫مأ ْ‬
‫كونوا أ َك ْث َر منك ُ َ‬
‫َ ِ ْ ْ‬ ‫م يَ ُ ُ‬ ‫اْلع َْلى أل َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫م َبال ِي َ ٌ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ظا ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ك ِ‬ ‫طاوُل ِهِ ‪ ،‬فَت ِل ْ َ‬ ‫م ب ِت َ َ‬ ‫مّزقَهُ ْ‬ ‫م الث َّرى ب ِك َل ْك َل ِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫حن َهُ ُ‬ ‫جاًل ؟ ط َ َ‬ ‫آ َ‬
‫معُْبود ُ‬ ‫حد ُ ا ل ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ل هُوَ الل ّ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬ك َّل ‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫ب ال َْعاوِي َ ُ‬ ‫مَرت َْها الذ َّئا ُ‬ ‫ة ‪ ،‬عَ َ‬ ‫خال ِي َ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫وَب ُُيوت ُهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫شأ ي َ ُ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫موُْلود ٍ ‪ ,‬ث ُ ّ‬ ‫والد ٍ وََل َ‬ ‫س بِ َ‬ ‫‪ ،‬ل َي ْ َ‬
‫ُ‬
‫صائ ِْر‬ ‫ن ل ََنا ب َ َ‬ ‫قُرو ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن اْلوِّلي َ‬ ‫هبي َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫َ‬
‫صاد ِْر‬ ‫م َ‬ ‫س ل ََها َ‬ ‫ت ل َي ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫دا ل ِل ْ َ‬ ‫وارِ ً‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫لَ ّ‬
‫صاِغُر َواْل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كاب ِْر‬ ‫ضي اْل َ‬ ‫م ِ‬ ‫ها ي َ ْ‬ ‫حو َ َ‬ ‫ي نَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت قَوْ ِ‬ ‫وََرأي ْ ُ‬
‫غاب ِْر‬ ‫ن َ‬ ‫ن ال َْباِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ي وََل ِ‬ ‫ضي إ ِل َ ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫جعُ ال ْ َ‬ ‫َل ي َْر ِ‬
‫صاَر ال ْ َ‬ ‫حال َ َ‬ ‫َ‬ ‫أ َي ْ َ‬
‫صائ ِْر‬ ‫م َ‬ ‫قوْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫ت أّني َل َ‬ ‫قن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذو‬ ‫ل‪ُ ،‬‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ة َ‬ ‫ه قِط ْعَ ُ‬ ‫صارِ ب َعْد َه ُ ك َأن ّ ُ‬ ‫ن اْلن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫س ‪ .‬فَ َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ف‬‫مِني ٌ‬ ‫ه‪ُ ،‬‬ ‫ؤاب َت َ ُ‬ ‫خى ذ ُ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأ َْر َ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م عَ َ‬ ‫مةٍ ‪ ،‬قَد ْ د َوّ َ‬ ‫سي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫مةٍ ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ظي َ‬ ‫مةٍ ع َ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َُنو ٌ‬
‫فوَة َ َر ّ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫سي ّد َ ال ُ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َ‬ ‫صو ْ ِ‬ ‫ش ال ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫حد َقُ أ َ‬ ‫فأ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ‪ ،‬لَ َ‬
‫ما‬ ‫ل ‪ " :‬وَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫مْرغ ًَبا ‪ .‬فَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫شهِد ْ ُ‬ ‫جًبا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫س عَ َ‬ ‫ن قُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫قد ْ َرأي ْ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ال َْعال َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫جاه ِل ِي ّةِ أط ْل ُ ُ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ه " ؟ فَ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫فظ ْت َ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ذي َرأي ْت َ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‪،‬‬ ‫قائ ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ف َ‬ ‫خب ََره ُ ِفي ن ََتائ ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫فو أث ََره ُ وَأط ْل ُ ُ‬ ‫ت أقْ ُ‬ ‫مّني ك ُن ْ ُ‬ ‫شَرد َ ِ‬ ‫ب َِعيًرا ِلي َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫سِبي ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل ‪ ،‬وََل ل ِغَي ْرِ ال ْ ِ‬ ‫قي ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ب َ‬ ‫س ب َِها ِللّرك ْ ِ‬ ‫عازِع َ ‪ ،‬ل َي ْ َ‬ ‫عاد ِع َ وََز َ‬ ‫ت دَ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫َ‬
‫م ‪ .‬وَأد َْرك َِني الل ّي ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫س ب ِهِ إ ِّل ال ُْبو ُ‬ ‫ظيم ٍ ل َي ْ َ‬ ‫ل ِفي ط َوْد ٍ ع َ ِ‬ ‫مُهو ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫موْئ ِ ٍ‬ ‫ذا أَنا ب ِ َ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ت ب ِل َي ْ ٍ‬ ‫في ‪ .‬فَب ِ ّ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ن إ َِلى غ َي ْرِ َ‬ ‫في ‪ ،‬وََل أْرك َ ُ‬ ‫حت ْ ِ‬ ‫ن ِفيهِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫عوًرا َل آ َ‬ ‫مذ ْ ُ‬
‫َ‬
‫ه َ‬ ‫جت ُ ُ‬ ‫فَوَل ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫ب َ‬ ‫مقُ ال ْغَي ْهَ َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَأْر ُ‬ ‫ب ال ْك َوْك َ َ‬ ‫ل ‪ ،‬أْرقُ ُ‬ ‫صو ٌ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ب ِل َي ْ ٍ‬ ‫ل ‪ ،‬ك َأن ّ ُ‬ ‫وي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫طَ‬
‫كاد الصب َ‬ ‫الل ّي ْ ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ف يَ ُ‬ ‫هات ِ ٌ‬ ‫ف ِبي َ‬ ‫س ‪ ،‬هَت َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ي َت َن َ ّ‬ ‫حأ ْ‬ ‫ّ ْ ُ‬ ‫س ‪ ،‬وَ َ َ‬ ‫سعَ َ‬ ‫ل عَ ْ‬
‫َ‬
‫م‬‫حَر ْ‬ ‫ه ن َب ِّيا ِفي ال ْ َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫م قَد ْ ب َعَ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل اْل َ َ‬ ‫َيا أي َّها الّراقِد ُ ِفي الل ّي ْ ِ‬
‫َ‬
‫ي َوال ْب ُهَ ْ‬
‫م‬ ‫ج َ‬ ‫ت الد َّيا ِ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫جُلو د ُ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل ال ْوََفاِء َوال ْك ََر ْ‬ ‫شم ٍ أهْ ِ‬ ‫ها ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مَ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صا ‪،‬‬ ‫ح ً‬ ‫ه فَ ْ‬ ‫تل ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫صا وَل َ‬ ‫خ ً‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫تل ُ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ت طْرِفي فَ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَأد َْر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ت أُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فَأ َن ْ َ‬
‫شأ ُ‬
‫َ‬ ‫ف في داجي الظ ّل َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ف أل َ ْ‬ ‫ن ط َي ْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫سهًْل ب ِ َ‬ ‫م أهًْل وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫َيا أي َّها ال َْهات ِ ُ ِ‬
‫م؟‬ ‫عو إ ِل َي ْهِ ي ُغْت َن َ ْ‬ ‫ذي ت َد ْ ُ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْك َل ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ِفي ل َ ْ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫دا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ب َي ّ ْ‬
‫ل ‪ :‬ظ َهََر الّنوُر ‪ ،‬وَب َط َ َ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫ل الّزوُر ‪ ،‬وَب َعَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫حةٍ ‪ ،‬وََقائ ِ ٍ‬ ‫حن َ َ‬ ‫ذا أَنا ب ِن َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬فَإ ِ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ج َوال ْ ِ‬ ‫ب اْل ْ‬ ‫َ‬ ‫دا ‪ِ ‬بال ْ ُ‬
‫ذا‬‫فرِ ‪َ ،‬‬ ‫مغْ َ‬ ‫مرِ ‪َ ،‬والّتا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫جي ِ‬ ‫ب الن ّ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫حُبورِ ‪َ ،‬‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ة‬
‫شَهاد َ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ب قَوْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫حوَرِ ‪َ ،‬‬ ‫ف اْل َ ْ‬ ‫مرِ ‪َ ،‬والط ّْر ِ‬ ‫ب اْلقْ َ‬
‫َ‬
‫ج ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫جهِ اْل َْزهَرِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ال ْوَ ْ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ض أهْ ِ‬ ‫سوَد ِ َوالب ْي َ ِ‬ ‫ث إ َِلى اْل ْ‬ ‫مب ُْعو ُ‬ ‫مد ٌ ا ل ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَذ َل ِ َ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫‪:‬أ ْ‬
‫ث لَ ْ‬
‫م‬ ‫خل ْقَ ع َب َ ْ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫خل ِ‬
‫م يَ ْ ُ‬ ‫ذي ل َ ْ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫شأ َ ي َ ُ‬ ‫م أ َن ْ َ‬ ‫مد َرِ َوال ْوَب َرِ ‪ ,‬ث ُ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪93‬‬
‫َ‬ ‫عيسى واك ْتر ْ َ‬
‫ي قَد ْ‬ ‫خي َْر ن َب ِ ّ‬ ‫مد َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ِفيَنا أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ث أْر َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ن ب َعْد ِ ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫س ً‬ ‫حيًنا ُ‬ ‫خل َِنا ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫ن ال ْب َِعي ِ‬
‫ر‬ ‫ت عَ ِ‬ ‫ل ‪ :‬فَذ ُه ِل ْ ُ‬ ‫ث ‪َ .‬قا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫ه َرك ْ ٌ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلى ع َل َي ْهِ الل ّ ُ‬ ‫ث َ‬ ‫ب ُعِ ْ‬
‫موَْراَء ‪،‬‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَت ََرك َ ُ‬ ‫ضا ُ‬ ‫لي َ‬ ‫سعَ ا ْ ِ‬ ‫ح ‪َ ،‬وات ّ َ‬ ‫صَبا ُ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫سُروُر ‪ ،‬وََل َ‬ ‫فِني ال ّ‬ ‫َواك ْت َن َ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م ُ‬ ‫طا َ‬ ‫خ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مل َك ْ ُ‬ ‫شقُ الّنوقَ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ست َن ْ ِ‬ ‫ق يَ ْ‬ ‫فِني ِ‬ ‫ذا أ ََنا ِبال ْ َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫جب َ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫خذ ْ ُ‬ ‫وَأ َ َ‬
‫ما‬‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ب ‪ ,‬وَذ َ ّ‬ ‫ذا ل َغَ َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ساع َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫ة وَهََزْزت ُ ُ‬ ‫طاع َ ً‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫سَنا َ‬ ‫ت َ‬ ‫وَع َل َوْ ُ‬
‫ه‬‫ش لَ ُ‬ ‫ذا الّزاد ُ قَد ْ هَ ّ‬ ‫مَزاد َة ُ ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ساد َة ُ ‪ ،‬وَب ََرد َ ِ‬ ‫ت ال ْوِ َ‬ ‫مي َ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صعُ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫‪,‬‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫خ‬ ‫ة‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ؤا‬‫َ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ال ْ‬
‫َ ْ َ ٍ َ ِ َ ٍ َ ِ َ ٍ َ َِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِْ ُ ُ ََ‬ ‫ُ ََ ُ ُ ُ ِ‬
‫َ‬ ‫ن وَ ُ ّ‬
‫ث وَب ََرارٍ ‪،‬‬ ‫جا ٍ‬ ‫جث ْ َ‬ ‫ح وَ َ‬ ‫جلى وَأَقا ٍ‬ ‫ن وَع َب َي ْث ََرا َ‬ ‫قَرا َ‬ ‫ن وَع ُن ْ ُ‬ ‫ن وَقُْرَبا َ‬
‫َ‬
‫ذا َ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫‪َ ،‬‬
‫كوًرا ‪،‬‬ ‫ن بُ ُ‬ ‫مْز ُ‬ ‫ها ال ْ ُ‬ ‫طيًرا ‪ ،‬وََباك ََر َ‬ ‫م ِ‬ ‫جوّ ب َِها َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ما قَد ْ َبا َ‬ ‫قائ ِقَ وَن ََهارٍ ‪ ,‬ك َأن ّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ذا أك َل ْ ُ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ضّبا َ‬ ‫صيد ُ َ‬ ‫ل ي َْرت َعُ أّبا ‪ ،‬وَأ ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ها ن َهَْر ‪ ،‬فَ َ‬ ‫جْر ‪ ،‬وَقََراُر َ‬ ‫ش َ‬ ‫خَلل َُها َ‬ ‫فَ ِ‬
‫ه‪،‬‬ ‫جَلل َ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَع َل َوْ ُ‬ ‫قال َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ت ِ‬ ‫حل َل ْ ُ‬ ‫ل‪َ ,‬‬ ‫ت وَع َ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬وَع َل َل ْ ُ‬ ‫ت وَن َهَ ْ‬ ‫ل وَن َهَل ْ ُ‬ ‫وَأ َك َ ْ‬
‫َ‬
‫قط َ ُ‬
‫ع‬ ‫ح ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫سب ِقُ الّري ْ‬ ‫كالن ّب ْل َةِ ‪ ،‬ي َ ْ‬ ‫مّر َ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ‪َ ،‬فاغ ْت َن َ َ‬ ‫جال َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫سعْ ُ‬ ‫وَأوْ َ‬
‫مورِقَ ٍ‬
‫ة‬ ‫عاد ْ ُ‬ ‫جرِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جرٍ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ف ِبي ع ََلى َواد ْ وَ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫حّتى أ َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫سي ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ع َْر َ‬
‫ذا أناَ‬ ‫ب فُل ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت فَإ ِ َ َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَد َن َوْ ُ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ح ّ‬ ‫ها َ‬ ‫ريُر َ‬ ‫ِ‬ ‫ما ب َ‬ ‫صان َُها ك َأن ّ َ‬ ‫ل أغ ْ َ‬ ‫قةٍ ‪ ،‬قَد ْ ت َهَد ّ َ‬ ‫مون ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫عد َة َ ِفي ظ ِ ّ‬
‫ت بِ ِ‬ ‫ك ي َن ْك ُ‬ ‫ن أَرا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ضي ٌ‬ ‫جَرةٍ ‪ ,‬ب ِي َد ِهِ ق ِ‬ ‫ش َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫بِ ُ‬
‫َ‬
‫شعْرٍ ‪ ،‬وَهُوَ ‪:‬‬ ‫م بِ ِ‬ ‫ض وَهُوَ ي َت ََرن ّ ُ‬ ‫اْلْر َ‬
‫ق‬
‫خَر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫قاَيا ب َّزه ِ ْ‬ ‫ن بَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ث ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫جد َ ٍ‬ ‫حود ِ ِفي َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫َيا َنا ِ‬
‫ُ‬
‫م فَرُِقوا‬ ‫مهِ ْ‬ ‫ن ن َوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ذا أن ْب ِهُ َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫م فَهُ ْ‬ ‫ح ب ِهِ ْ‬ ‫صا ُ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫م ي َوْ ً‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫م فَإ ِ ّ‬ ‫د َع ْهُ ْ‬
‫قوا‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫دا ك َ َ‬ ‫دي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫قا َ‬ ‫خل ْ ً‬ ‫م َ‬ ‫حال ِهِ ُ‬ ‫ل غ َي ْرِ َ‬ ‫حا ٍ‬ ‫دوا ل ِ َ‬ ‫حّتى ي َُعو ُ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫خل ُ‬ ‫َ‬ ‫ج ال َ‬ ‫ْ‬ ‫من ْهَ ُ‬ ‫ْ‬
‫من َْها ال َ‬ ‫ديد ُ وَ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫من َْها ال َ‬ ‫ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م ِفي ث َِياب ِهِ ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م ع َُراة ٌ وَ ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫خّراَرةٍ ‪ِ ،‬في‬ ‫ن َ‬ ‫ذا ب ِعَي ْ ٍ‬ ‫م ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫سَل َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ فََرد ّ ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل ‪ :‬فَد َن َوْ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ن ي َُلو َ‬ ‫َ‬ ‫أ َْر‬
‫ن ب ِهِ ‪،‬‬ ‫ذا ِ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫ظي َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫سد َي ْ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫ن قَب َْري ْ ِ‬ ‫جد ٍ ب َي ْ َ‬
‫ويتمسحان بأ َث ْوابه ‪ ،‬وإ َ َ‬
‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫واَرةٍ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫خ‬ ‫ض َ‬ ‫ٍ‬
‫خُر‬ ‫ه اْل َ‬ ‫ماِء فَت َب ِعَ ُ‬ ‫ه إ َِلى ال ْ َ‬ ‫حب َ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫سب ِقُ َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫َََ َ ّ َ ِ ِ َ ِ ِ َِ‬
‫جعْ ‪ ،‬ث َك ِل َت ْ َ‬
‫ك‬ ‫ل ‪ :‬اْر ِ‬ ‫ذي ِفي ي َد ِهِ ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ضي ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ه ِبال ْ َ‬ ‫ضَرب َ ُ‬ ‫ماَء ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وَط َل َ َ‬
‫ُ‬
‫ما‬
‫ه‪َ :‬‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م وََرد َ ب َعْد َه ُ ‪ .‬فَ ُ‬ ‫جعَ ‪ ,‬ث ُ ّ‬ ‫ك ‪ .‬فََر َ‬ ‫ذي وََرد َ قَب ْل َ َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫أ ّ‬
‫ه ت ََعاَلى‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫دا ِ‬ ‫كاَنا ي َعْب ُ َ‬ ‫ن ِلي َ‬ ‫ِ‬ ‫خوَي ْ‬ ‫ن قَب َْرا أ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ذا‬ ‫ل ‪ :‬هَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ؟ فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫قب َْرا‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫شي ًْئا ‪ ،‬فَأد َْرك َهُ َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ن ‪َ ،‬ل ي ُ ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫مِعي ِفي هَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ‪،‬‬ ‫م ن َظَر إ ِلي ْهِ َ‬ ‫ما ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫حقَ ب ِهِ َ‬ ‫حّتى أل َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن قَب َْري ْهِ َ‬ ‫ما ‪ ،‬وَهَأَنا ب َي ْ َ‬ ‫قب َْرت ُهُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ َ‬ ‫موِع ‪َ ،‬فان ْك َ ّ‬ ‫ت ع َي َْناه ُ ِبالد ّ ُ‬ ‫فَت َغَْرغ ََر ْ‬
‫ما َل ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ن ك ََراك ُ َ‬ ‫ضَيا ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫جد ّك ُ َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ما قَد ْ َرقَد ْت ُ َ‬ ‫طال َ َ‬ ‫ي هُّبا َ‬ ‫خِليل َ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫واك ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ُ‬ ‫خِلي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِفيَها ِ‬ ‫مال ِ َ‬ ‫فَرد ٌ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫مَعا َ‬ ‫س ْ‬ ‫م ت ََرَيا أّني ب ِ َ‬ ‫أل َ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫داك ُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ب َ‬ ‫جي ُ‬ ‫ل الل َّياِلي أوْ ي ُ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫حا ط َ َ‬ ‫ت َبارِ ً‬ ‫س ُ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫م ع ََلى قَب َْري ْك ُ َ‬ ‫قي ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫ما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ن ب َكاك َ‬ ‫ذي ي َُرد ّ ع َلى ِذي ع َوْلةٍ إ ِ ْ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫حَياةِ وَ َ‬ ‫ما طول ال َ‬ ‫أب َكيك َ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ُ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫قاك ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫قاَر َ‬ ‫قي العَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫عًيا ك َأ ّ‬ ‫دا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جيَبا ِ‬ ‫ل ن َوْم ٍ ل ت ُ ِ‬ ‫طو ِ‬ ‫م َْ‬ ‫أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ما قَد ْ أَتاك ُ َ‬ ‫حي ِفي قَب َْري ْك ُ َ‬ ‫غاي َةٍ ب ُِرو ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ت أقَْر ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ما َوال ْ َ‬ ‫ك َأن ّك ُ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫داك ُ َ‬ ‫ن فِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫سي أ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت ب ِن َ ْ‬ ‫جد ْ ُ‬ ‫ة لَ ُ‬ ‫س وَِقاي َ ً‬ ‫ف ٍ‬ ‫س ل ِن َ ْ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫جعِل َ ْ‬ ‫فَل َوْ ُ‬

‫‪94‬‬
‫حم الل ّه قُسا ‪ ،‬إني َل َرجو أ َن يبعث َه الل ّ ُ‬
‫ة‬
‫م ً‬
‫هأ ّ‬‫ُ‬ ‫ْ ََْ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ " : ‬ر ِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ل َر ُ‬‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪123‬‬
‫حد َه ُ "‬
‫وَ ْ‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫ش )‪ ( 40‬وقال البيهقي ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫ي )‪ ( 424‬وفُُنو ُ‬ ‫ل الن ّب ُوّةِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬ ‫‪ - 123‬د ََلئ ِ ُ‬
‫قا ِ‬ ‫سِعيد ٍ الن ّ ّ‬ ‫ب ِلِبي َ‬ ‫جائ ِ ِ‬ ‫ق ّ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وَقَد ْ ُروِيَ ِ‬
‫س َعْد ِ ب ْ ِ‬‫ث َ‬ ‫دي ِ‬
‫ح ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صًرا ِ‬ ‫خت َ َ‬‫م ْ‬ ‫قط ًِعا ‪ ،‬وَُروِيَ ُ‬ ‫من ْ َ‬
‫َ‬
‫صرِيّ ‪ُ ،‬‬ ‫ن الب َ ْ‬ ‫س ِ‬‫ح َ‬
‫ن ال َ‬‫خرٍ ‪ ،‬ع َ ِ‬ ‫جهٍ آ َ‬ ‫ن وَ ْ‬
‫َ‬
‫م ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فا د َل ع َلى أ ّ‬ ‫ضِعي ً‬‫ضَها َ‬ ‫ن ب َعْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن كا َ‬ ‫جهٍ وَإ ِ ْ‬ ‫ن أو ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ث ِ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ص ‪ ،‬وَأِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬وَإ ِذا ُروِيَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫أ َِبي وَّقا‬
‫ل ِل ْحديث أ َصًل والل ّ َ‬
‫ه أع ْل َ ُ‬
‫م‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫‪ -‬المنعة ‪ :‬القوة ‪ -‬الجياد ‪ :‬جمع جواد وهو النجيب من الخيل ‪ -‬المناقب ‪ :‬الصفات ‪ ،‬وأكثر ما‬
‫تستعمل في الفضائل وما يحمد من الفعال ‪-‬العي ‪ :‬العجز عن التعبير اللفظي بما يفيد المعنى‬
‫المقصود ‪ -‬حسر ‪ :‬كشف ‪-‬القلوص ‪ :‬الناقة الشابة القوية ‪ -‬المد ‪ :‬الغاية والزمن ‪ -‬وايم الله ‪:‬‬
‫من الله ‪ -‬الحوبة ‪ :‬الخطيئة ‪ -‬الثر ‪ :‬موضع السير ‪ -‬السبط ‪:‬‬ ‫أسلوب قسم بالله تعالى وأصلها اي ُ‬
‫مة وهي كل ذات سم يقتل ‪ ،‬وأيضا ما يدب من‬ ‫الجماعة أو المة أو القبيلة ‪ -‬الهوام ‪ :‬جمع ها ّ‬
‫سح ‪ ،‬وهو كساء غليظ من الشعر ‪ -‬الفتور‬ ‫م ْ‬‫الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات ‪ -‬المسوح ‪ :‬جمع ِ‬
‫ل‬‫موا بذلك لنهم كلما مات واحد منهم أ ُب ْد ِ َ‬ ‫س ّ‬ ‫‪ :‬الكسل والضعف ‪ -‬البدال ‪ :‬الولياء والعُّباد ‪ُ ،‬‬
‫ضها‪ ،‬والنكث فيها ‪ -‬طوبى ‪ :‬اسم‬ ‫ق ُ‬ ‫حْنث في اليمين ‪ :‬ن َ ْ‬ ‫بآخر ‪ -‬على رسلك ‪ :‬تمهل ول تعجل ‪ -‬ال ِ‬
‫ي‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو التراب‬ ‫الجنة ‪ ،‬وقيل هي شجرة فيها ‪ -‬تبا ‪ :‬هلكا وخسرانا ‪ -‬الثرى ‪ :‬التراب الن ّد ِ ّ‬
‫ة‬ ‫س‪ ،‬و ُ‬
‫ذؤاب ُ‬ ‫ِ‬ ‫رأ‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫شعر‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫فور‬ ‫ض ُ‬ ‫شعُر الم ْ‬ ‫ؤاَبة ‪ :‬هي ال ّ‬ ‫ل يصير طينا ‪-‬الهام ‪ :‬الرأس ‪ -‬الذ ُ َ‬ ‫الذي ِإذا ب ُ ّ‬
‫دة وغلظ ‪ -‬شرد ‪ :‬نفر وذهب في الرض‬ ‫ة‪ ،‬وهي ش ّ‬ ‫جش ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وته ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫عله ُ ‪-‬الجش ‪ :‬الذي في َ‬ ‫الشيء أ ْ‬
‫لضداد ‪ -‬الطرف ‪ :‬النظر ‪ -‬الكلم ‪:‬‬ ‫وهرب ‪ -‬عسعس ‪ :‬إذا َأقبل بظلمه وإذا َأدبر‪ ،‬فهو من ا َ‬
‫الكلم المختصر المفيد ‪ -‬المزادة ‪ :‬الوعاء الذي ُيحمل فيه الماء ‪ -‬الروضة ‪ :‬البستان ‪-‬القضيب ‪:‬‬
‫ل كعناقيد العنب‪ ،‬واسمه الكباث بفتح الكاف‪ ،‬وإذا‬ ‫م ٌ‬ ‫ح ْ‬ ‫العود ‪ -‬الراك ‪ :‬هو شجر معروف له َ‬
‫ضج يسمى المْرد َ ‪ -‬الفرق ‪ :‬الخوف والفزع ‪ -‬الخلق ‪ :‬القديم البالي ‪-‬الدنو ‪ :‬القتراب ‪ -‬لذ ‪:‬‬ ‫نَ ِ‬
‫لجأ واحتمى ‪ -‬الثكلى ‪ :‬من فقدت ولدها ‪ ،‬وثكلتك أمك ‪ :‬دعاء بالفقد والمراد به التعجب‬
‫‪95‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫فيمن يموت وهو يشهد أن ل إله إل الله‬

‫ن لَ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬


‫شهِد َ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن ع َُباد َة َ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬ع َ َ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫سى‬ ‫عي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َه ُ ل َ َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ه ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَُرو ٌ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ها إ َِلى َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬أل ْ َ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ه وَك َل ِ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ع َب ْد ُ الل ّهِ وََر ُ‬
‫كان من ال ْعمل ‪،‬م َ‬ ‫حقّ ‪ ،‬أ َد ْ َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫ما َ َ ِ َ َ َ ِ ِ ْ‬ ‫ة ع ََلى َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫َوالّناُر َ‬
‫َ‬
‫مان ِي َةِ ‪ ،‬أي َّها َ‬ ‫الث ّ َ‬
‫‪124‬‬
‫شاَء « ‪.‬‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ت فَب َك َي ْ ُ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ وَهُوَ ِفى ال ْ َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ل دَ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن ع َُباد َة َ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫فعْ ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ك وَل َئ ِ ْ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫شهَد َ ّ‬ ‫تل ْ‬ ‫شهِد ْ ُ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫واللهِ لئ ِ َِ‬
‫كى فَ َ ّ َ‬ ‫م ت َب ْ ِ‬ ‫مهْل ً ل ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ه‬
‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َوالل ّهِ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ك ثُ ّ‬ ‫فعَن ّ َ‬ ‫ت لن ْ َ‬ ‫ست َط َعْ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ك وَلئ ِ ِ‬
‫ن لَ َ َ‬ ‫فعَ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫لَ ْ‬
‫ف‬
‫سو ْ َ‬ ‫دا وَ َ‬ ‫ح ً‬ ‫ديًثا َوا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫موه ُ إ ِل ّ َ‬ ‫حد ّث ْت ُك ُ ُ‬ ‫خي ٌْر إ ِل ّ َ‬ ‫م ِفيهِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬ل َك ُ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪ - -‬ي َ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ل»‬ ‫قو ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫سى َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ط ب ِن َ ْ‬ ‫م وَقَد ْ أ ِ‬ ‫موه ُ ال ْي َوْ َ‬ ‫حد ّث ُك ُ ُ‬ ‫أ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ الّناَر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫دا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ن ل َ إ ِل َ َ‬ ‫شهِد َ أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪125‬‬
‫«‪.‬‬
‫ت‪،‬‬ ‫موْ ِ‬ ‫ت وَهُوَ ِفي ال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ت ع ََلى ع َُباد َة َ ب ْ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬دَ َ‬ ‫ي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫صَناب ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬‫شهَد َ ّ‬ ‫تل ْ‬ ‫شهِد ْ ُ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫واللهِ لئ ِ َ‬ ‫كي ؟ فَ َ‬ ‫م ت َب ْ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬لِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِلي ‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫فَب َك َي ْ ُ‬
‫ت َلن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫فعَن ّ َ‬ ‫ست َط َعْ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَلئ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫فعَ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ت َل ْ‬ ‫فعْ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َئ ِ ْ‬ ‫لَ َ‬
‫خي ٌْر إ ِل ّ‬ ‫م ِفيهِ َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ل َك ُ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫َوالل ّهِ َ‬
‫حي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سي‬ ‫ف ِ‬ ‫ط ب ِن َ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَقَد ْ أ ِ‬ ‫موه ُ ال ْي َوْ َ‬ ‫حد ّث َك ُ ُ‬ ‫فأ َ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫دا وَ َ‬ ‫ح ً‬ ‫ديًثا َوا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫موه ُ ‪ ،‬إ ِل ّ َ‬ ‫حد ّث ْت ُك ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ، ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬
‫ه ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ه إ ِل الل ُ‬ ‫ن ل إ ِل َ‬ ‫شهِد َ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫‪َ ،‬‬
‫‪126‬‬
‫ه ع ََلى الّناِر‪.‬‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ل اللهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫دا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ملةَ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫هَ َ‬
‫شت َ ِ‬ ‫حاِديث ال ُ‬ ‫مع ال َ‬ ‫ج َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مع أوْ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫موِْقع وَهُوَ أ ْ‬ ‫ظيم ال َ‬ ‫ديث ع َ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َ‬
‫فر ع ََلى‬ ‫مَلل ال ْك ُ ْ‬ ‫ميع ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن َ‬ ‫رج ع َ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫معَ ِفيهِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ‪َ ‬‬ ‫قاِئد فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ع ََلى ال ْعَ َ‬
‫ما ي َُباِين‬ ‫حُرف ع ََلى َ‬ ‫صَر ‪ِ ‬في هَذ ِهِ اْل َ ْ‬ ‫خت َ َ‬ ‫م َفا ْ‬ ‫عده ْ‬ ‫م وَت ََبا ُ‬ ‫قاِئده ْ‬ ‫خت َِلف ع َ َ‬ ‫اِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن"‬ ‫مة ِ " ك ُ ْ‬ ‫ن ب ِك َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫مة ِلن ّ ُ‬ ‫سلم ك َل ِ َ‬ ‫سى ع َلي ْهِ ال ّ‬ ‫عي َ‬ ‫مى ِ‬ ‫س ّ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ميعه ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ب ِهِ َ‬
‫َ‬
‫ي‬‫م َ‬ ‫س ّ‬ ‫ل ال ْهََروِيّ ُ‬ ‫دم ‪َ .‬قا َ‬ ‫ن ب َِني آ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف غ َْيره ِ‬ ‫خَل ِ‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫ن غ َْير أ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح ِ‬ ‫فَ ُ‬
‫مط َرِ َر ْ‬ ‫َ‬
‫مة ‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬ ‫قال ل ِل ْ َ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫ي ب َِها ‪ .‬ك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫س ّ‬ ‫مة فَ ُ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫مة ِلن ّ ُ‬ ‫ك َل ِ َ‬
‫َ‬
‫ل ا ِْبن‬ ‫ل ‪ :‬وََقا َ‬ ‫مة ‪َ .‬قا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ه { أيْ َر ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫وله ت ََعاَلى ‪ } :‬وَُروح ِ‬ ‫ال ْهََروِيّ ‪ :‬وَقَ ْ‬
‫ُ‬ ‫ع َرَفة ‪ :‬أ َي ل َيس م َ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ل غ َْيره وَُروح ِ‬ ‫مه الّروح وََقا َ‬ ‫خ ِفي أ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫ن أب إ ِن ّ َ‬ ‫ْ ْ َ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ريف‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ضافة ت َش ِ‬ ‫ضافتَها إ ِلي ْهِ إ ِ َ‬ ‫عْنده وَع َلى هَذا ي َكون إ ِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خلوقة ِ‬ ‫م ْ‬ ‫أيْ َ‬
‫عْنده ‪ .‬وََالّله‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حانه وَت ََعاَلى وَ ِ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ََناقَةِ الّله وَب َْيت الّله ‪ .‬وَإ ِّل َفال َْعاَلم ل َ ُ‬
‫أ َع َْلم ‪.‬‬
‫مول ع ََلى‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫مل ( هَ َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫جّنة ع ََلى َ‬ ‫ه الّله ال ْ َ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫وله ‪ ) : ‬أ َد ْ َ‬ ‫قَ ْ‬
‫ن ال ْك ََباِئر فَهُوَ ِفي‬ ‫م ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫مَعا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مَلة فَإ ِ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫جّنة ِفي ال ْ ُ‬ ‫خاله ال ْ َ‬ ‫إ ِد ْ َ‬

‫‪ -‬صحيح البخارى)‪ ( 3435‬و صحيح مسلم)‪(149‬‬ ‫‪124‬‬

‫‪ -‬صحيح مسلم)‪( 151‬‬ ‫‪125‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ (202)(432‬صحيح‬ ‫‪126‬‬

‫‪96‬‬
‫ضي‬ ‫قا ِ‬ ‫ذا ِفي ك ََلم ال ْ َ‬ ‫م هَ َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫جن ّةِ وَقَد ْ ت َ َ‬ ‫ه ِبال ْ َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ن ع ُذ ّ َ‬ ‫شيَئة فَإ ِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خت َِلف ِفيهِ ‪ .‬وََالّله أع َْلم ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سو ً‬ ‫وَغ َْيره َ‬
‫‪127‬‬
‫معَ ب ََيان اِل ْ‬ ‫طا َ‬ ‫مب ْ ُ‬
‫وع َ َ‬
‫ن‬
‫ت ع َب ْد َ اللهِ ب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حب ُل ِ ّ‬ ‫مَعافِرِيّ ال ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أِبي ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫ْ‬
‫جل ً‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫سو‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ص‬ ‫عا‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫م ُِ ْ ِ‬ ‫ب‬ ‫رو‬ ‫عَ ْ‬
‫ن‬
‫سِعي َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سعَ ً‬ ‫شُر ع َل َي ْهِ ت ِ ْ‬ ‫مةِ ‪ ،‬فَي َن ْ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ق ي َوْ َ‬ ‫ِ‬ ‫خل َئ ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ؤو‬ ‫مِتي ع ََلى ُر ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ذا ؟‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫ه ‪ :‬أت ُن ْك ُِر َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫صرِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مد ّ ال ْب َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫جل ً ‪ ،‬ك ُ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ع ُذ ْر أوَ‬ ‫ل ‪ :‬أفَل َ َ‬ ‫َ‬ ‫حافِ ُ‬ ‫َ‬
‫ٌ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ َيا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن ؟ فَي َ ُ‬ ‫ظو َ‬ ‫ك ك َت َب َِتي ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫أظ َل َ َ‬
‫عن ْد ََنا‬ ‫ك ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ل ‪ :‬ب ََلى ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ َيا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل وَي َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ت الّر ُ‬ ‫ة ؟ فَي ُب ْهَ ُ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه بِ َ‬
‫ن لَ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ة ِفيَها ‪ :‬أ ْ‬ ‫طاقَ ً‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫م ع َل َي ْ َ‬ ‫ه ل َ ظ ُل ْ َ‬ ‫ة ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ك ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ضْر وَْزن َ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫ل‬‫م‪َ .‬قا َ‬ ‫ك ل َ ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت ؟ فَي َ ُ‬ ‫جل ّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫معَ هَذ ِهِ ال ّ‬ ‫ة َ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫ما هَذ ِهِ ال ْب ِ َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫َيا َر ّ‬
‫ت‪،‬‬ ‫جل ّ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ش َ‬ ‫طا َ‬ ‫فة ٍ ‪ ،‬ف َ َ‬ ‫ة ِفي ك ِ ّ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫فةٍ ‪َ ،‬وال ْب ِ َ‬ ‫ت ِفي ك ِ ّ‬ ‫جل ّ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ضعُ ال ّ‬ ‫‪ :‬فَُتو َ‬
‫‪128‬‬
‫يٌء‪.‬‬ ‫ش ْ‬ ‫م اللهِ َ‬ ‫س َ‬ ‫لا ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَل َ ي َث ْ ُ‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫ت ال ْب ِ َ‬ ‫قل َ َ‬ ‫وَث َ ُ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ض َ‬ ‫رو َر ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ت ع َب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حب ُل ِ ّ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أِبي ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫مِتي ع ََلى‬ ‫ُ‬
‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ح ب َِر ُ‬ ‫صا ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ : ‬ي ُ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ل‬‫ج ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫جل ك ُ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫سُعو َ‬ ‫سعٌ وَت ِ ْ‬ ‫ه تِ ْ‬ ‫شُر ل َ ُ‬ ‫مةِ ‪ ،‬فَي ُن ْ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ق ي َوْ َ‬ ‫خلئ ِ ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ؤو ِ‬ ‫ُر ُ‬
‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ل ‪ :‬ل َ َيا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫شي ًْئا ؟ فَي َ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ :‬أت ُن ْك ُِر ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫صرِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مد ّ ال ْب َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬ ‫ج ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ل ‪ :‬ل َيا َر ّ‬ ‫ل ‪ ،‬في َ ُ‬ ‫ب الّر ُ‬ ‫ة ؟ في ََها ُ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪ :‬ألك ع ُذ ٌْر ‪ ،‬أوْ َ‬
‫ه‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ك ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫م ع َل َي ْ َ‬ ‫ه ل َ ظ ُل ْ َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫سَنا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫عن ْد ََنا َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ل ‪ :‬ب ََلى إ ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ن ل َ إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ة ِفيَها أ ْ‬ ‫طاقَ ٌ‬ ‫بِ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ك ل َ ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت ؟ فَي َ ُ‬ ‫جل ِ‬ ‫س ِ‬ ‫معَ هَذ ِهِ ال ّ‬ ‫ة َ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫ما هَذ ِهِ ال ْب ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫َيا َر ّ‬
‫ت‬ ‫جل ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫طا َ‬ ‫فةٍ فَ َ‬ ‫ة ِفي ك ِ ّ‬ ‫طاقَ ُ‬ ‫فةٍ ‪َ ،‬وال ْب ِ َ‬ ‫ت ِفي ك ِ ّ‬ ‫جل ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ضعُ ال ّ‬ ‫ل ‪ :‬فَُيو َ‬ ‫َقا َ‬
‫‪129‬‬
‫طاقَ ُ‬
‫ة‬ ‫ت ال ْب ِ َ‬ ‫قل َ ِ‬ ‫‪ ،‬وَث َ ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫عن ْد َ َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬ك ُّنا ِ‬ ‫رو َقا َ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حب َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫صا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ‪ :‬أَل إ ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ج ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ديَبا‬ ‫مْزُروَرة ٌ ِبال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫جا ٍ‬ ‫سي َ‬ ‫ة ِ‬ ‫جب ّ ُ‬ ‫ل ال َْباد ِي َةِ ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫أهْ ِ‬
‫ضعَ ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫س ! َقا َ‬ ‫ضعَ ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ن ( يَ َ‬ ‫ريد ُ ) أ ْ‬
‫َ‬ ‫ل ( ‪ :‬يُ ِ‬ ‫ن َفارِ ٍ‬ ‫س اب ْ َ‬ ‫ل َفارِ ٍ‬ ‫ذا ) قَد ْ وَ َ‬ ‫هَ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬‬ ‫سو ُ‬ ‫خذ َ َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَأ َ‬ ‫ن َراٍع ! َقا َ‬ ‫ل َراٍع اب ْ ِ‬ ‫س ( وَي َْرفَعَ ك ُ ّ‬ ‫ن َفارِ ٍ‬ ‫س ) اب ْ ِ‬ ‫َفارِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ل " ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن َل ي َعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ك ل َِبا َ‬ ‫ل ‪ " :‬أَل أَرى ع َل َي ْ َ‬ ‫جب ّت ِهِ وََقا َ‬ ‫مِع ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫‪ - ‬بِ َ‬
‫ل ِلب ْن ِهِ ‪ :‬إ ِّني‬ ‫ه ال ْوََفاة ُ َقا َ‬ ‫ضَرت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫حا ‪ -  -‬ل َ ّ‬ ‫ي الل ّهِ ُنو ً‬ ‫ن ن َب ِ ّ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ه إ ِّل‬ ‫َ‬
‫ك ب َِل إ ِل َ َ‬ ‫مُر َ‬ ‫ن‪.‬آ ُ‬ ‫ن اث ْن َي ْ ِ‬ ‫ك عَ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأن َْها َ‬ ‫ك ِباث ْن َي ْ َ ِ‬ ‫مُر َ‬ ‫ة‪:‬آ ُ‬ ‫صي ّ َ‬ ‫ك ال ْوَ ِ‬ ‫ص ع َل َي ْ َ‬ ‫َقا ّ‬
‫ة‬
‫ف ٍ‬ ‫ت ِفي ك ِ ّ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫سب ْعَ ل َوْ ) وُ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ضي َ‬ ‫سب ْعَ َواْلَر ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ماَوا َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ه ‪ ،‬وََلو أ ّ‬
‫ن‬ ‫ه إ َّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫ت ب ِهِ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ج َ‬ ‫فةٍ ‪َ ،‬ر َ‬ ‫ه ِفي ك ِ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ت َل إ ِل َ َ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫وَوُ ِ‬
‫ه إ ِّل‬ ‫َ‬
‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫مت ْهُ ّ‬ ‫ص َ‬ ‫ة قَ َ‬ ‫م ً‬ ‫مب ْهَ َ‬ ‫ة ُ‬ ‫ق ً‬ ‫حل ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ْعَ ( ك ُ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ضي َ‬ ‫سب ْعَ َواْلَر ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫خل ْقُ ‪،‬‬ ‫يٍء وَب َِها ي ُْرَزقُ ال ْ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫صَلة ُ ك ُ ّ‬ ‫مد ِهِ ‪ ،‬فَإ ِن َّها َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن الل ّهِ وَب ِ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ه وَ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫شْر ُ‬
‫ك‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫ل الل ّهِ هَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬قُل ْ ُ‬ ‫ك َوال ْك ِب ْرِ " ‪َ .‬قا َ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ك عَ‬ ‫وَأ َن َْها َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ن ل َهُ َ‬ ‫سن ََتا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫حد َِنا ن َعَْل ِ‬ ‫ن ِل َ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ما ال ْك ِب ُْر ؟ ال ْك ِب ُْر أ ْ‬ ‫قَد ْ ع ََرفَْناه ُ فَ َ‬
‫‪ -‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(103‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ (225)(461‬صحيح لغيره‬ ‫‪128‬‬

‫‪ -‬المستدرك للحاكم )‪ (1936‬صحيح لغيره‬ ‫‪129‬‬

‫‪97‬‬
‫َ‬
‫ة‬ ‫حل ّ ٌ‬ ‫حد َِنا ُ‬ ‫ن ِل َ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ل ‪ :‬هُوَ أ ْ‬ ‫ل ‪َ " :‬ل " ‪َ .‬قا َ‬ ‫ن ؟ َقا َ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا ِ‬ ‫شَرا َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪":‬‬ ‫ة ي َْركب َُها ؟ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫داب ّ ٌ‬ ‫حد َِنا َ‬ ‫ن ِل َ‬ ‫ن ي َكو َ‬ ‫ُ‬ ‫ل ‪ :‬هُوَ أ ْ‬ ‫ل ‪ " :‬ل " ‪َ .‬قا َ‬ ‫سَها ؟ َقا َ‬ ‫ي َل ْب َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪َ " :‬ل " ‪.‬‬ ‫ن إ ِل َي ْهِ ؟ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫حا ٌ‬ ‫ص َ‬ ‫حد َِنا أ ْ‬ ‫ن ِل َ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَهُوَ أ ْ‬ ‫َل " ‪َ .‬قا َ‬
‫س"‪.‬‬ ‫ص الّنا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫حقّ وَغ َ ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫ما ال ْك ِب ُْر ؟ َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ِقي َ‬
‫َ‬ ‫وفي رواية ع َنه َقا َ َ‬
‫ة‬
‫س ٌ‬ ‫ة ط ََيال ِ َ‬ ‫جب ّ ٌ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫ي ‪ -  -‬أع َْراب ِ ّ‬ ‫ل ‪ :‬أَتى الن ّب ِ ّ‬ ‫ِ َ َ ٍ ْ ُ‬ ‫َ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫جعَ َر ُ‬ ‫م َر َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫حوَه ُ إ ِّل أن ّ ُ‬ ‫ج ‪ ،‬فَذ َك ََر ن َ ْ‬ ‫ديَبا ٍ‬ ‫ة بِ ِ‬ ‫فوفَ ٌ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫عا اب ْن َي ْهِ فَ َ‬ ‫ه الوََفاة ُ د َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ضَرت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫مل ّ‬ ‫َ‬ ‫سل ُ‬ ‫َ‬ ‫حا ع َلي ْهِ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ن ُنو ً‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫س فَ َ‬ ‫جل َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أن َْهاك ُ َ‬
‫ما‬ ‫ن اث ْن َت َي ْ َِ‬ ‫ما ع َ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأن َْهاك ُ َ‬ ‫ما ِباث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫مُرك ُ َ‬ ‫ةآ ُ‬ ‫صي ّ َ‬ ‫ما ال ْوَ ِ‬ ‫صٌر ع َل َي ْك ُ َ‬ ‫‪ :‬إ ِّني َقا ِ‬
‫ما‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ت َواْلَر َ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ما ب َِل إ ِل َ َ‬ ‫مُرك ُ َ‬ ‫ك َوال ْك ِب ْرِ َوآ ُ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫عَ ِ‬
‫ة‬
‫ف ِ‬ ‫ْ‬
‫ه ِفي الك ِ ّ‬ ‫ّ‬
‫ه إ ِل الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت ل إ ِل َ‬ ‫َ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫ن وَوُ ِ‬ ‫ميَزا ِ‬ ‫ْ‬
‫فة ِ ا ل ِ‬ ‫ت ِفي ك ِ ّ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫ما لوْ وُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ب َي ْن َهُ َ‬
‫ت َل‬ ‫حل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اْل ُ ْ‬
‫ضعَ ْ‬ ‫ة فَوُ ِ‬ ‫ق ً‬ ‫كان ََتا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َواْلْر َ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ح وَل َوْ أ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ت أْر َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫خَرى َ‬
‫فصمتها " ‪ .‬رواه ك ُل ّ َ‬ ‫َ‬
‫مت َْها أوْ ل َ َ َ َ ْ َ‬ ‫ه ع َل َي َْها ل َ َ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫‪130‬‬
‫مد ُ‬ ‫ح َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ف َ‬
‫ل الل ّهِ ‪" : -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ص َقا َ‬ ‫ن الَعا ِ‬
‫ْ‬
‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ّ‬ ‫وَع َ ْ‬
‫ع‬
‫ض ُ‬ ‫فةٍ ‪ ،‬وَُيو َ‬ ‫ضعُ ِفي ك ِ ّ‬ ‫ل فَُيو َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مةِ ‪ ،‬فَي ُؤ َْتى ِبالّر ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫واِزي ُ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫ضعُ ال َ‬ ‫ُتو َ‬
‫ث ب ِهِ إ َِلى الّنارِ " ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ن ‪ ،‬فَي ُب ْعَ ُ‬ ‫ميَزا ُ‬ ‫ل ب ِهِ ال ْ ِ‬ ‫ماي َ ُ‬ ‫فةٍ ‪ ،‬فَي َت َ َ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ِفي ك ِ ّ‬ ‫ص َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫َ‬
‫جُلوا لَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ذا أد ْب ََر ب ِهِ إ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َقال ‪ " :‬فإ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قول ‪ :‬ل ت ُعَ ّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫عن ْد ِ الّر ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫صي ُ‬ ‫ح يَ ِ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫ذا َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫ضعُ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَُتو َ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫طاقَةٍ ِفيَها ‪َ :‬ل إ ِل َ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَي ُؤ َْتى ب ِب ِ َ‬ ‫ي لَ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ه قَد ْ ب َ ِ‬ ‫جُلوا فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ت ُعَ ّ‬
‫َ‬
‫‪131‬‬
‫مد ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن " َرَواه ُ أ ْ‬ ‫ميَزا ُ‬ ‫ل ب ِهِ ال ْ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫حّتى ي َ ِ‬ ‫فة ٍ َ‬ ‫ل ِفي ك ِ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل أُبو ع َب ْد ِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ت ‪ ،‬فَأقْب َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫حد ّث ََنا ع َُباد َة ُ ب ْ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ريزٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قب ِل َقا َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ج بِ ِ‬ ‫ل ع ُرِ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن ي َن ْظَر إ ِلى َر ُ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫م ْ‬ ‫ما َرآه ُ ُ‬ ‫ي ‪ ,‬فَل ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫صَناب ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ما َرأى فَل ْي َن ْظ ُْر إ َِلى هَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ل ع ََلى َ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَ وَهُوَ ي َعْ َ‬ ‫ل الّنارِ فََر َ‬ ‫جن ّةِ وَأهْ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫إ َِلى أهْ ِ‬
‫شهِد َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت الّناُر ع ََلى َ‬ ‫م ِ‬ ‫حّر َ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫‪ ,‬ثُ ّ‬
‫ّ ‪132‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ل الل ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه وَأّني َر ُ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ن ل َ إ ِل َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ت‪ :‬ل َب ّي ْ َ‬ ‫ذ"‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫مَعا ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ":‬يا ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ل‪َ ،‬قا َ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫مَعاذ ِ بن َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫‪133‬‬
‫ة"‪.‬‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ه دَ َ‬ ‫ه ِإل الل ّ ُ‬ ‫ل‪ :‬ل إ ِل َ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫س أن ّ ُ‬ ‫شرِ الّنا َ‬ ‫ل‪":‬ب َ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫مسند أحمد )‪ (6740‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪130‬‬

‫مسند أحمد) ‪ (7264‬حسن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪131‬‬

‫مسند الشاميين)‪ (34‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪132‬‬

‫المعجم الكبير للطبراني ‪) -‬ج ‪ / 14‬ص ‪ ( 16509)(444‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪133‬‬

‫‪98‬‬
‫المبحث السادس‬
‫الموت على عمل صالح‬

‫ت‬
‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ع َب ْد ٍ ع ََلى َ‬ ‫ث كُ ّ‬ ‫ل‪ " :‬ي ُب ْعَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ى ‪ - -‬ي َ ُ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جاب ِرٍ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫‪134‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫ع َل َي ْ ِ‬
‫ل ع َب ْدٍ‬ ‫ث كُ ّ‬ ‫ل ‪ :‬ي ُب ْعَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي ‪ ‬يَ ُ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪135‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫فاقِ ِ‬ ‫مَنافِقُ ع ََلى ن ِ َ‬ ‫مان ِهِ ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫ن ع ََلى ِإي َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ‪ ،‬ال ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫قد ِيّ ‪ ،‬ي َ ُ‬ ‫مرٍ ال ْعَ َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ت أ ََبا َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ي‪َ :‬‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬ ‫سلم ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬
‫ل ُ‬ ‫وَقا َ‬
‫ً‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪} :‬أ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل الل ّهِ ع َّز وَ َ‬ ‫ن الث ّوْرِيّ ‪ ،‬وََتل قَوْ َ‬ ‫فَيا َ‬ ‫س ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫واء‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫س َ‬ ‫ت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬‫ملوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَع َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م كال ِ‬ ‫جعَلهُ ْ‬ ‫ت أن ن ّ ْ‬ ‫سي ّئا ِ‬ ‫حوا ال ّ‬ ‫جت ََر ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ل‪:‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫ن{ )‪ (21‬سورة الجاثية ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫حك ُ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ساء َ‬ ‫م َ‬ ‫مات ُهُ ْ‬ ‫م َ‬‫هم وَ َ‬ ‫حَيا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ َر ِ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫فَيا َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫ث ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ش يُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت الع ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ثك ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪ ، ‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت ع َلي ْهِ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ع َب ْد ٍ ع َلى َ‬ ‫ل ‪ :‬ي ُب ْعَ ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ما ‪ ،‬أ ّ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫الل ُ‬
‫‪136‬‬
‫"‬
‫وعن أبي هاني الخولني ‪ ،‬أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وخالد بن‬
‫أبي عمران ‪ ،‬يقولن ‪ :‬قال رسول الله ‪ " : ‬من مات على خير عمله‬
‫‪137‬‬
‫فأرجو له خيرا ‪ ،‬ومن مات على سيئ عمله فخافوا عليه ول تيأسوا "‬
‫قال الشاعر ‪:138‬‬
‫ن ليل هل تعيش إلى الفجر‬ ‫تزود من التقوى فإنك ل تدري…إذا ج ّ‬
‫س زينوها لزوجها…وقد أخذت أرواحهم ليلة القدر‬ ‫فكم من عرو ٍ‬
‫وكم من صغار يرتجى طول عمرهم…وقد أدخلت أرواحهم ظلمة القبر‬
‫وكم من سليم مات من غير علة…وكم من سقيم عاش حيًنا من الدهر‬
‫وكم من فتى يمسي ويصبح لهًيا…وقد نسجت أكفانه وهو ل يدري‬
‫وكم ساكن عند الصباح بقصره…وعند المسا قد كان من ساكني القبر‬
‫ما…لعلك تحظى بالمثوبة والجر‬ ‫صا واعمل من الخير دائ ً‬ ‫فكن مخل ً‬
‫وداوم على تقوى الله فإنها…أمان من الهوال ِفي موقف الحشر‬
‫ـــــــــــــــــ‬

‫صحيح مسلم)‪( 7413‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪134‬‬

‫صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ (7313)(304‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪135‬‬

‫المستدرك للحاكم )‪ (3688‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪136‬‬

‫مسند الشهاب القضاعي )‪ ( 474‬حسن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪137‬‬

‫موسوعة الشعر السلمي ‪ (1 / 383) -‬وموسوعة خطب المنبر ‪(4466 / 1) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪138‬‬

‫‪99‬‬
‫المبحث السابع‬
‫التحذير من سوء الخاتمة‬

‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬


‫ن َر ُ‬ ‫عد ِىّ ‪ -‬رضى الله عنه أ ّ‬ ‫سا ِ‬ ‫سعْد ٍ ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫سه ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬إ َِلى‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َفاقْت َت َُلوا ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قى هُوَ َوال ْ ُ‬ ‫ال ْت َ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -‬‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫م ‪ ،‬وَِفى أ ْ‬ ‫سك َرِه ِ ْ‬ ‫ن إ َِلى ع َ ْ‬ ‫خُرو َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ما َ‬ ‫سك َرِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ما‬‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫فه ِ ‪ ،‬ف َ َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ضرِب َُها ب ِ َ‬ ‫شاذ ّة ً وَل َ َفاذ ّة ً إ ِل ّ ات ّب َعََها ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َ ي َد َع ُ ل َهُ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫‪َ -‬ر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ما إ ِن ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ »: -  -‬أ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ‪ .‬فَ َ‬ ‫جَزأ فُل َ ٌ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫حد ٌ ك َ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫مّنا ال ْي َوْ َ‬ ‫جَزأ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ه‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ه ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الّنارِ « ‪ .‬فَ َ‬ ‫م َ‬
‫معَ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫حب ُ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫قوْم ِ أَنا َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حا‬
‫جْر ً‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ح الّر ُ‬ ‫جرِ َ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫سَرع َ َ‬ ‫سَرع َ أ ْ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ف وَقَ َ‬ ‫ما وَقَ َ‬ ‫ك ُل ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه ب َي ْ َ‬ ‫ض وَذ َُباب َ ُ‬ ‫فهِ ِبالْر ِ‬ ‫سي ْ ِ‬‫ل َ‬ ‫ص َ‬ ‫ضعَ ن َ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫موْ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫دا ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫ل إ ِلى َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ج الّر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫قت َ َ‬ ‫فه ِ ‪ ،‬ف َ َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ل ع َلى َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫حا َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ث َد ْي َي ْهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫ل‬‫ك « ‪َ .‬قا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ‪ »:‬وَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫شهَد ُ أ َن ّ َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫الل ّهِ ‪ -  -‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫قل ْ ُ‬ ‫ك ‪ .‬فَ ُ‬ ‫س ذ َل ِ َ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬فَأع ْظ َ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫فا أن ّ ُ‬ ‫ت آن ِ ً‬ ‫ذى ذ َك َْر َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ج َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫دا ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫حا َ‬ ‫جْر ً‬ ‫ح ُ‬ ‫جرِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ِفى ط َل َب ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫م ب ِهِ ‪ .‬فَ َ‬ ‫أَنا ل َك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫م َ‬ ‫حا َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ن ث َد ْي َي ْهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ه ب َي ْ َ‬ ‫ض وَذ َُباب َ ُ‬ ‫فهِ ِفى الْر ِ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ص َ‬ ‫ضعَ ن َ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ج َ‬
‫ل‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ك‪ » :‬إ ِ ّ‬ ‫عن ْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ .‬فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫قت َ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ل الّنارِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ‪ ،‬وَهْوَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫دو ِللّنا‬ ‫ما ي َب ْ ُ‬ ‫جن ّةِ ِفي َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل َي َعْ َ‬
‫ل أ َهْل النار فيما يبدو ِللناس ‪ ،‬وهْو م َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ّ ِ َ َ ِ ْ‬ ‫ِ ّ ِ ِ َ َْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫الّر ُ‬
‫‪139‬‬
‫«‪.‬‬
‫كل ع َل َي َْها ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َل ي َت ّ ِ‬ ‫ه ي َن ْب َِغي ل ِل ْعَب ْد ِ أ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬وَأن ّ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن اِلغ ْت َِرار ِباْلع ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذير ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫فيهِ الت ّ ْ‬ ‫فَ ِ‬
‫ذا ي َن ْب َِغي‬ ‫ساِبق ‪ .‬وَك َ َ‬ ‫قد َرِ ال ّ‬ ‫حال ل ِل ْ َ‬ ‫قَلب ال ْ َ‬ ‫ن ا ِن ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫خافَ ً‬ ‫م َ‬ ‫كن إ ِل َي َْها َ‬ ‫وََل ي َْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫معَْنى‬ ‫مة الّله ت ََعاَلى ‪ .‬وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫قّنط ُ‬ ‫ن َل ي ُ َ‬ ‫قَنط وَل ِغَي ْرِهِ أ ْ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬ ‫صي أ ْ‬ ‫ل ِل َْعا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هل الّنار وَك َ َ‬
‫ذا‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫جّنة وَإ ِن ّ ُ‬ ‫هل ال ْ َ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫مل ع َ َ‬ ‫جل ل ِي َعْ َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫وله ‪ : ‬إ ِ ّ‬ ‫قَ ْ‬
‫‪140‬‬
‫قع ‪.‬‬ ‫ذا قَد ْ ي َ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫َ‬ ‫عَ ْ‬
‫كسه أ ّ‬
‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ - 139‬صحيح البخارى )‪ - ( 2898‬ذباب ‪ :‬طرف السيف السفل الذى يضرب به ‪-‬الشاذة ‪:‬‬
‫الخارج عن صف الكفار‬
‫‪ - 140‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(226‬‬
‫‪100‬‬
‫المبحث الثامن‬
‫أسباب حسن الخاتمة‬
‫إقامة التوحيد لله جل وعل‬
‫َ‬
‫ل ِفى‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م إِ َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل » ال ْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫بأ ّ‬ ‫عازِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الب ََراِء ب ْ ِ‬
‫ْ‬
‫عَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك قَوْل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬فَذ َل ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫دا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ن ل َ إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫قب ْرِ ي َ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة‬
‫خَر ِ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫قوْ ِ‬ ‫مُنوا ْ ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫}ي ُث َب ّ ُ‬
‫ما ي َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض ّ‬
‫‪141‬‬
‫شاء{ )‪ (27‬سورة إبراهيم‬ ‫ه َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫وَي ُ ِ‬
‫والمسألة في القبر هي السؤال عن الرب والدين والنبي محمد ‪،‬‬
‫فالسؤال يكون عن هذه المور الثلثة‪ ،‬فالذي يوفقه الله عز وجل يأتي‬
‫بالجواب السديد‪ ،‬ويأتي بالجواب المنجي‪ ،‬فيقول‪ :‬إن الله ربه‪ ،‬وإن‬
‫السلم دينه‪ ،‬وإن محمدا ً ‪ ‬نبيه‪ ،‬أو يقول‪ :‬أشهد أن ل إله الله وأشهد‬
‫أن محمدا ً رسول الله‪ ،‬ومن كان بخلف ذلك وأدركه الخذلن‪ ،‬أو حصل‬
‫له العذاب‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬ها ها ل أدري‪ ،‬فل يجيب بالجواب الذي ينفعه‪،‬‬
‫وإنما يأتي بالجواب الذي يضره‪ .‬والسؤال في القبر هو لظهار عدل‬
‫الله عز وجل‪ ،‬وكون النسان ينّعم بإحسانه وبإيمانه‪ ،‬ويعذب بمعصيته‬
‫وعدم إيمانه‪ ،‬وليس ذلك ليعلم الله شيئا ً كان غير معلوم له‪ ،‬بل هو‬
‫عالم قد علم أزل ً كل شيء سبحانه وتعالى‪ ،‬ولكن ليظهر للنسان عدل‬
‫الله عز وجل‪ ،‬وأن النسان يثاب على إحسانه ويعاقب على إساءته‪،‬‬
‫وأن النسان إنما يؤتى من قبل نفسه‪ .‬والسؤال في القبر هو مثل‬
‫مسألة الميزان‪ ،‬فإن ذلك يرجع إلى إظهار عدل الله عز وجل‪ ،‬وأن‬
‫النسان ل يبخس في شيء‪ ،‬فل ينقص من الحسنات ول يزاد من‬
‫السيئات‪ ،‬ول يعاقب بذنب لم يحصل منه‪ ،‬ويثاب بشيٍء قد حصل منه‬
‫‪142‬‬
‫وبشيٍء لم يحصل منه فضل ً من الله عز وجل‬
‫‪-----------------‬‬
‫التقوى‬
‫َ‬
‫عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قول الله عز وجل‪َ} :‬يا أي َّها‬
‫َ‬
‫ن{ )‪(102‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن إ ِل ّ وَأنُتم ّ‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫قات ِهِ وَل َ ت َ ُ‬ ‫حقّ ت ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫مُنوا ْ ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن ُيطاع فل ُيعصى ‪ ،‬وُيذكر فل ينسى ‪ ،‬وأن‬ ‫سورة آل عمران‪ ،‬قال ‪ :‬أ ْ‬
‫‪143‬‬
‫ُيشكر فل ُيكفر ‪.‬‬
‫قوا ْ‬ ‫مُنوا ْ ات ّ ُ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ع َب ْد ُ اللهِ ‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ل ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حي َ‬ ‫شَرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مّرة َ ب ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ن{ )‪ (102‬سورة آل عمران ‪،‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن إ ِل ّ وَأنُتم ّ‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫قات ِهِ وَل َ ت َ ُ‬ ‫حقّ ت ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫شك ََر فَل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫َ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫سى ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ن ي ُذ ْك ََر فَل َ ي ُن ْ َ‬ ‫صى ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫َ‬ ‫طاع َ فَل َ ي ُعْ‬ ‫قات ِهِ أ ْ‬ ‫حقّ ت ُ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش‬‫ل ال ْعَي ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ت َأ َ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ش ِ‬ ‫ح َ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬‫ت َ‬ ‫ه وَأن ْ َ‬ ‫ن ت ُؤ ْت ِي َ ُ‬ ‫حب ّهِ أ ْ‬ ‫ل ع ََلى ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫فُر وَِإيَتاُء ال ْ َ‬ ‫ي ُك ْ َ‬

‫‪ -‬صحيح البخارى )‪( 4699‬‬ ‫‪141‬‬

‫‪ -‬شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد ‪) -‬ج ‪ / 27‬ص ‪(287‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪ -‬المستدرك للحاكم )‪ (3159‬صحيح‬ ‫‪143‬‬

‫‪101‬‬
‫سّر‬ ‫صد َقَةِ ال ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫صل َةِ الن َّهارِ ك َ َ‬ ‫ل ع ََلى َ‬ ‫صل َةِ الل ّي ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ُ‬ ‫قَر ‪ ،‬وَفَ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫خا ُ‬ ‫وَت َ َ‬
‫‪144‬‬
‫ة‪.‬‬‫صد َقَةِ ال ْعَل َن ِي َ ِ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫ل فيه جميعُ فعل الطاعات ‪.‬ومعنى ذكره فل ينسى ‪ :‬ذكر‬ ‫وشكُره يدخ ُ‬
‫العبد بقلبه لوامر الله في حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها ‪ ،‬ولنواهيه‬
‫في ذلك كله فيجتنبها‪.‬‬
‫وهذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه‪ ،‬وأن يستمروا‬
‫على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات‪ ،‬فإن من عاش على‬
‫شيء مات عليه‪ ،‬فمن كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداوما‬
‫لتقوى ربه وطاعته‪ ،‬منيبا إليه على الدوام‪ ،‬ثبته الله عند موته ورزقه‬
‫حسن الخاتمة‪ ،‬وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود‪ :‬وهو أن‬
‫ُيطاع فل ُيعصى‪ ،‬وُيذكر فل ينسى‪ ،‬ويشكر فل يكفر‪ ،‬وهذه الية بيان لما‬
‫يستحقه تعالى من التقوى‪ ،‬وأما ما يجب على العبد منها‪ ،‬فكما قال‬
‫تعالى‪ } :‬فاتقوا الله ما استطعتم { وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب‬
‫والجوارح كثيرة جدا‪ ،‬يجمعها فعل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله‬
‫‪145‬‬
‫عنه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ث ك َل َ ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫صد َقَ ال ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫خط ْب َت ِهِ ‪ :‬إ ّ‬ ‫ل ِفي ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫مل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫هي َ‬ ‫ة إب َْرا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫خي َْر ال ْ ِ‬ ‫وى ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ة الت ّ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫اللهِ ‪ ،‬وَأوْث َقَ ال ْعَُرى ك َل ِ َ‬
‫ث‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫مد ٍ ‪ , ‬وَأ َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ُ‬ ‫سن ّ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫سن َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬
‫َ‬
‫ن ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫قْرآ ُ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬ ‫ص هَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ص‬
‫ق َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫ن ال ْهَد ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫حد ََثات َُها ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫مورِ ُ‬ ‫شّر ال ُ‬ ‫مَها ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مورِ ع ََزائ ِ ُ‬ ‫خي َْر ال ُ‬
‫َ‬
‫ذ ِك ُْر اللهِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫ة ب َعْد َ‬ ‫ضل َل َ ُ‬ ‫ضل َل َةِ ال ّ‬ ‫داءِ ‪ ،‬وَأغ َّر ال ّ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ت قَت ْ ُ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫هَد ْيُ ال َن ْب َِياِء ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫مى‬ ‫مى ع َ َ‬ ‫شّر ال ْعَ َ‬ ‫ما ات ّب ِعَ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫دى َ‬ ‫خي َْر ال ْهُ َ‬ ‫فعَ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫خي َْر ال ْعِل ْم ِ َ‬ ‫دى ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ال ْهُ َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫قل ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ما ك َث َُر وَأل َْهى ‪،‬‬ ‫م ّ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫فى َ‬ ‫ل وَك َ َ‬ ‫ما قَ ّ‬ ‫فَلى ‪ ،‬وَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ال ْي َد ِ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫َوال ْي َد َ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خير م َ‬
‫ت‬‫موْ ِ‬ ‫ضَرةِ ال ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫شّر ال ْعَذ ِل َةِ ِ‬ ‫صيَها ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ماَرةٍ ل َ ت ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫جيَها َ ْ ٌ ِ ْ‬ ‫س ت ُن ْ ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫ْ‬
‫صل َة َ إ ِل ّ‬ ‫ن ل َ ي َأِتي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مة ِ ‪ ،‬و َ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ة ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫دا َ‬ ‫مة ِ ن َ َ‬ ‫دا َ‬ ‫شّر الن ّ َ‬ ‫‪ ،‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫سا ُ‬ ‫طاَيا الل ّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫جًرا ‪ ،‬وَأع ْظ َ َ‬ ‫مَها ِ‬ ‫ه إ ِل ّ ُ‬ ‫ن ل َ ي َذ ْك ُُر الل ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫دبرّيا ‪ ،‬وَ ِ‬
‫س ال ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫خي َْر ال ْغَِنى ِغَنى الن ّ ْ‬ ‫ال ْك َ ُ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫وى ‪ ،‬وََرأ َ‬ ‫ق َ‬ ‫خي َْر الّزاد ِ الت ّ ْ‬ ‫س ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ذو ُ‬
‫ن ال ْك ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫فرِ ‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن ‪َ ،‬والّري ْ َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬ ‫قل ْ ِ‬ ‫ي ِفي ال ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ما أل ْ ِ‬ ‫خي َْر َ‬ ‫ة اللهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خافَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫َ‬
‫م ‪َ ،‬والكن َْز ك ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ُ‬
‫جاه ِل ِي ّةِ ‪َ ،‬والغُلو َ‬‫ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫َوالن ّوْ َ‬
‫الّناِر‪.‬‬
‫حَبائ ِ ُ‬
‫ل‬ ‫ساَء َ‬ ‫ماع ُ ال ِث ْم ِ ‪َ ،‬والن ّ َ‬ ‫ج َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ْ‬
‫س ‪َ ،‬وال َ‬ ‫ميُر إب ِْلي َ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫شعَْر َ‬ ‫َوال ّ‬
‫ب الّرَبا ‪،‬‬ ‫س ُ‬ ‫ب كَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫شّر ال ْ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫جُنو ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫شعْب َ ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫شَبا َ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ظ ب ِغَي ْرِهِ ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ن وُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سِعيد َ َ‬ ‫ل ال ْي َِتيم ِ ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل أك ْ ُ‬ ‫مآك ِ ِ‬ ‫شّر ال ْ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ما‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت ب ِهِ ن َ ْ‬ ‫ما قَن َعَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫في أ َ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫مهِ ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ي ِفي ب َط ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م ُ‬ ‫وات ِ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ل ب ِهِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ك ال ْعَ َ‬ ‫مل َ َ‬ ‫خرِهِ ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫مُر ِبآ ِ‬ ‫ضِع أْرَبعة أذ ُْرٍع َوال ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫صيُر إ َِلى َ‬ ‫يَ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ري ٌ‬ ‫ت قَ ِ‬ ‫ما هُوَ آ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَك ُ ّ‬ ‫شّر الّرَواَيا رَِواَيا ال ْك َذ ِ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫‪ - 144‬مصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 13‬ص ‪ (35695)(297‬والسنن الكبرى للمام النسائي‬
‫الرسالة ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ (11847)(224‬صحيح لغيره‬
‫‪ - 145‬تفسير السعدي ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(141‬‬
‫‪102‬‬
‫صي اللهِ ‪،‬‬ ‫مَعا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مه ِ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫فٌر ‪ ،‬وَأ َك ْ َ‬ ‫ه كُ ْ‬ ‫سوقٌ وَقَِتال َ ُ‬ ‫ن فُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫سَبا َ‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬
‫فَر‬ ‫فْر ي َغْ ِ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن ي َت َأّلى ع ََلى اللهِ ي ُك َذ ّب ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫مه ِ ‪ ،‬و َ َ‬ ‫مة ِ د َ ِ‬ ‫حْر َ‬ ‫مال ِهِ ك َ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫م ُ‬ ‫حْر َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫جْره ُ الل ّ ُ‬ ‫ظ ي َأ ُ‬ ‫م ال ْغَي ْ َ‬ ‫ن ي َك ْظ ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫ف ي َعْ ُ‬ ‫ن ي َعْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن لَ‬ ‫م ْ‬ ‫صب ِْر ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ف ال ْب َل ََء ي َ ْ‬ ‫ن ي َعْرِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫قب ْ ُ‬ ‫صب ِْر ع ََلى الّرَزاَيا ي ُعْ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫س ّ‬ ‫ة يُ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ي َب ْت َِغ ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ضعْ ُ‬ ‫ست َك ْب ِْر ي َ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ي ُن ْك ِْره ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ي َعْرِفْ ُ‬
‫ص‬‫ن ي َعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ص الل ّ َ‬ ‫ن ي َعْ ِ‬ ‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ي ُط ِعَ ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫جْزه ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن ي َن ْوِ الد ّن َْيا ت ُعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِهِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫الل ّ َ‬
‫‪146‬‬
‫ه‪.‬‬‫ه ي َعْذ ِب ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬‫ل الّنا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ما ي ُد ْ ِ‬ ‫ما أك ْث َُر َ‬ ‫ي ‪َ :‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫خل ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫ل‬‫خ ُ‬ ‫ما ي ُد ْ ِ‬ ‫ما أك ْث َُر َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ق ِقي َ‬ ‫ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫وى اللهِ ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ل ‪ :‬تَ ْ‬ ‫ة ؟ َقا َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪147‬‬
‫ج‪.‬‬ ‫فْر ُ‬ ‫م َوال ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫جوََفا ِ‬ ‫ل ‪ :‬ال َ ْ‬ ‫س الّناَر ؟ َقا َ‬ ‫الّنا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ذا ال ْب َي ْ ِ‬ ‫حو َ ه َ َ‬ ‫فَر ن َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كاَنا ي ُك ْث َِرا ِ‬ ‫ماِء َقال َ َ‬ ‫ن أِبى قََتاد َة َ وَأِبى الد ّهْ َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬‬ ‫َ‬
‫ل ال ْب َد َوِىّ أ َ‬ ‫ل ال َْباد ِي َةِ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫دى َر ُ‬ ‫خذ َ ب ِي َ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫َقال َ أت َي َْنا ع ََلى َر ُ‬
‫ن ت َد َعَ‬ ‫ك لَ ْ‬ ‫ل » إ ِن ّ َ‬ ‫ك وَت ََعاَلى وََقا َ‬ ‫ه ت ََباَر َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ع َل ّ َ‬ ‫م ّ‬ ‫مِنى ِ‬ ‫ل ي ُعَل ّ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫‪ -‬فَ َ‬
‫َ‬
‫‪148‬‬
‫ه «‪.‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خْيرا ً ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫ل وَع َّز إ ِل ّ أع ْ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫قاَء الل ّهِ َ‬ ‫شْيئا ً ات ّ َ‬ ‫َ‬
‫‪------------------‬‬
‫التوكل على الله‬
‫ة إل ّ من ع َين أوَ‬
‫ل ل َ ُرقْي َ َ ِ ِ ْ ْ ٍ ْ‬ ‫ن ‪ -‬رضى الله عنهما ‪َ -‬قا َ‬ ‫صي ْ ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫مَرا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫جب َي ْرٍ فَ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سِعيد ِ ب ْ ِ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫مةٍ ‪ .‬فَذ َك َْرت ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫جعَ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ » - ‬ع ُرِ َ‬
‫معَهُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مّرو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ى َوالن ّب ِّيا ِ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ى ال َ‬ ‫ت ع َل ّ‬ ‫ض ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ت َ‬ ‫م ‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫واد ٌ ع َ ِ‬ ‫س َ‬ ‫حّتى ُرفِعَ ِلى َ‬ ‫حد ٌ ‪َ ،‬‬ ‫هأ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ى ل َي ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ط ‪َ ،‬والن ّب ِ‬ ‫الّرهْ ُ‬
‫ق ‪ .‬فَإ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫هَ َ ُ‬
‫ذا‬ ‫ل ان ْظْر إ ِلى الفُ ِ‬ ‫ه ‪ِ .‬قي َ‬ ‫م ُ‬ ‫سى وَقَوْ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫مِتى هَذ ِهِ ِقي َ‬
‫سواد ٌ ي َ ُ ُ‬
‫ذا أ ّ‬
‫ذا‬ ‫ماِء فَإ ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ها هَُنا ِفى آَفا‬ ‫ها هَُنا وَ َ‬ ‫ل ِلى ان ْظ ُْر َ‬ ‫م ِقي َ‬ ‫مل الفُقَ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مل الفُقَ ِقي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فا‬ ‫ن أل ً‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ن هَؤ ُلِء َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مت ُك وَي َد ْ ُ‬ ‫ل هَذ ِهِ أ ّ‬ ‫واد ٌ قَد ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫م وََقاُلوا ن َ ْ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫م فَأَفا َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫م ي ُب َي ّ ْ‬ ‫ل وَل َ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِغَي ْرِ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫سل َم ِ‬ ‫دوا ِفى ال ِ ْ‬ ‫ن وُل ِ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م أوْ أوْل َد َُنا ال ِ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَن َ ْ‬ ‫سول ُ‬ ‫مّنا ِباللهِ ‪َ ،‬وات ّب َعَْنا َر ُ‬ ‫آ َ‬
‫ن لَ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ل هُ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ج فَ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ى ‪ -  -‬فَ َ‬ ‫جاه ِل ِي ّةِ ‪ .‬فَب َلغَ الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫فَإ ِّنا وُل ِد َْنا ِفى ال ْ َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ن « ‪ .‬فَ َ‬ ‫م ي َت َوَك ُّلو َ‬ ‫ن وَع ََلى َرب ّهِ ْ‬ ‫وو َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل َ ي َك ْت َ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل َ ي َت َط َي ُّرو َ‬ ‫ست َْرُقو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫خُر‬ ‫مآ َ‬ ‫م « ‪ .‬فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كا َ‬ ‫عُ ّ‬
‫قا َ‬ ‫ل‪ » :‬ن َعَ ْ‬ ‫م أَنا َيا َر ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫نأ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ص‬
‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ة بْ ُ‬ ‫ش ُ‬
‫‪149‬‬
‫ة«‪.‬‬ ‫ش ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ك عُ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫سب َ َ‬ ‫ل‪َ » :‬‬ ‫م أ ََنا َقا َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫لأ ِ‬
‫قا َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل‪ » :‬ي َد ْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫س رضي الله عنهما أ ّ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن ُ اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ن‪،‬وَل َ ي َت َط َي ُّرو َ‬ ‫ست َْرُقو َ‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ب ‪ ،‬هُ ُ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫فا ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫ن أل ْ ً‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫مِتى َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪150‬‬
‫ن«‬ ‫م ي َت َوَك ّلو َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬وَع َلى َرب ّهِ ْ‬ ‫َ‬
‫‪-----------------‬‬
‫الستقامة‬

‫مصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 13‬ص ‪ (35694)(295‬صحيح موقوف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪146‬‬

‫صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ (476)(224‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪147‬‬

‫مسند أحمد )‪ (21282‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪148‬‬

‫صحيح البخارى)‪( 5705‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪149‬‬

‫صحيح البخارى)‪( 6472‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪150‬‬

‫‪103‬‬
‫سو َ‬ ‫قا َ‬ ‫فًرا ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل ‪ ،‬أَراد َ َ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاذ َ ب ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مَر ‪ ،‬أ ّ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن ع َب ْ َد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫شي ًْئا ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ك ب ِهِ َ‬ ‫شرِ ْ‬ ‫ه َول ت ُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬اع ْب ُد ِ الل ّ َ‬ ‫صِني ‪َ ،‬قا َ‬ ‫الل ّهِ ‪ ،‬أوْ ِ‬
‫ل الل ّهِ زِد ِْني ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ذا أ َ ْ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت فَأ ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ َ‬ ‫زِد ِْني ‪َ ،‬قا َ‬
‫َ ‪151‬‬
‫قك"‬ ‫خل ُ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م وَل ْت ُ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫خي َْر‬ ‫ن َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫صوا َواع ْل َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫موا وَل َ ْ‬ ‫قي ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ن ث َوَْبا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪152‬‬
‫ن"‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ضوِء إ ِل ّ ُ‬ ‫ظ ع ََلى ال ْوُ ُ‬ ‫حافِ ُ‬ ‫صل َة ُ وَل َ ي ُ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ِدين ِك ُ ُ‬
‫َ‬ ‫ها ا َ‬
‫ي ‪‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫د‪ ،‬فَد َ َ‬ ‫س ٍ‬ ‫ن ب َِني أ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَرأة ٌ ِ‬ ‫عن ْد َ َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫ة‪َ ،‬قال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ي ‪‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫م الل ّي ْ َ‬ ‫ة‪ ،‬ل ت ََنا ُ‬ ‫ت‪ :‬هَذ ِهِ ُفلن َ ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ه؟ فَ َ‬ ‫ن هَذ ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ع َل َي َْها‪ ،‬فَ َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫مّلوا‪َ ،‬قال َ ْ‬ ‫حّتى ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫والل ّهِ ل ي َ َ‬ ‫ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قو َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ما ت ُ ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫‪ :‬ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫كا َ‬
‫ن قَ ّ‬ ‫م ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ال ّ ِ‬ ‫ب ال ْعَ َ‬ ‫وَ َ َ‬
‫‪153‬‬
‫ل‪.‬‬ ‫ه‪،‬وَإ ِ ْ‬ ‫حب ُ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫داوِ ُ‬ ‫ذي ي ُ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬
‫ل ِلى ِفى‬ ‫ل الل ّهِ قُ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ل قُل ْ ُ‬ ‫ى َقا َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ الث ّ َ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫فَيا َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ق ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ت ِبالل ّهِ َفا ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫لآ َ‬ ‫ل » قُ ْ‬ ‫ك ‪َ ,‬قا َ‬ ‫دا ب َعْد َ َ‬ ‫ح ً‬ ‫هأ َ‬ ‫ل ع َن ْ ُ‬ ‫سأ ُ‬ ‫سل َم ِ قَوْل ً ل َ أ ْ‬ ‫ال ِ ْ‬
‫‪154‬‬
‫«‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫المانة‬
‫َ‬
‫خط َب ََنا ن َب ِي َّنا ‪ - -‬أوْ َقا َ‬ ‫عَ َ‬
‫ى ‪ - -‬إ ِل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ‪ :‬قَل ّ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫‪155‬‬
‫ه «‪.‬‬ ‫ن ل َ ع َهْد َ ل َُ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫إي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫‪»:‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫فى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َقا‬
‫َ َ َ ُ َ ِ َ ِ َ ْ‬ ‫ِ َ َ ِ َ ْ‬ ‫ُ َِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫صا َ‬ ‫شاَء َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫م ُ‬ ‫صَيا ُ‬ ‫ئ ‪َ ،‬ول ِ‬ ‫مرِ ٍ‬ ‫صلة ُ ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ ت َغُّرن ّك ُ ْ‬ ‫ن ع ُْرَوة َقا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ ‪156‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ةل ُ‬ ‫مان َ َ‬ ‫ن لَأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫صّلى ‪ ،‬أل ل َ ِدي َ‬ ‫شاَء َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫ه وَهُ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ى الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫معَ ع ُ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ب أن ّ ُ‬ ‫ن أِبى ك ِل َ ٍ‬ ‫ن ع ُب َي ْد ِ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫دى‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه وَل َك ِن ّ ُ‬ ‫ل ط َن ْط َن َت ُ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جب َك ُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ ي ُعْ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫ب الّنا َ‬ ‫خط ُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ة وَك َ ّ‬ ‫َ‬
‫‪157‬‬
‫ل‪.‬‬ ‫ج ُ‬ ‫س فَهُوَ الّر ُ‬ ‫ض الّنا ِ‬ ‫ن أع َْرا ِ‬ ‫ف عَ ْ‬ ‫مان َ َ‬ ‫ال َ‬

‫‪‬‬

‫المستدرك للحاكم)‪ (179‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪151‬‬

‫مسند الطيالسي)‪ (1089‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪152‬‬

‫مسند أبي عوانة) ‪ (1778‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪153‬‬

‫صحيح مسلم )‪( 168‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪154‬‬

‫السنن الكبرى للبيهقي )ج ‪ / 6‬ص ‪ (13065)(288‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪155‬‬

‫مصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 11‬ص ‪ (30962)(13‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪156‬‬

‫السنن الكبرى للبيهقي )ج ‪ / 6‬ص ‪ (13070)(288‬حسن لغيره‬ ‫‪-‬‬ ‫‪157‬‬

‫‪104‬‬
‫الباب الثالث النسان من مرضه حتى دفته‬

‫ث الول الترغيب في سؤال العفو والعافية‬ ‫المبح ُ‬


‫ث الثاني النهي عن تمني الموت لضر نزل به‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثالث الترغيب في الصبر وفضل البلء‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الرابع فضل طول الحياة في طاعة الله تعالى‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الخامس الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه‬ ‫المبح ُ‬
‫شيء من جسده‬
‫ث السادس الترغيب في عيادة المرضى‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السابع الترغيب في الوصية والعدل فيها‬‫المبح ُ‬
‫ث الثامن فضل الموت‬ ‫المبح ُ‬
‫ث التاسع الترهيب من كراهية الموت والترغيب‬ ‫المبح ُ‬
‫بمحبته‬
‫ث العاشر استحباب ذكر الموت والستعداد له‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الحادي عشر تحسين الظن بالله والخوف منه‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثاني عشر نذير الموت‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثالث عشر علمة خاتمة الخير وسوئها‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الرابع عشر كيفية الموت وشدته‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الخامس عشر تلقين الميت‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السادس عشر ما جاء في ملك الموت وأعوانه‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السابع عشر من يحضر الميت من الملئكة‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثامن عشر الحث على التوبة قبل فوات‬ ‫المبح ُ‬
‫الوان‬
‫ث التاسع عشر الترغيب في كلمات يقولهن من‬ ‫المبح ُ‬
‫مات له ميت‬
‫ث العشرون معرفة الميت بمن يغسله ويجهزه‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الواحد والعشرون بكاء السموات والرض على‬ ‫المبح ُ‬
‫المؤمن‬
‫ث الثاني والعشرون الترغيب في حفر القبور‬ ‫المبح ُ‬
‫وغسل الموتى‬
‫ث الثالث والعشرون الترغيب في تشييع الميت‬ ‫المبح ُ‬
‫وحضور دفنه‬
‫ث الرابع والعشرون الترغيب في كثرة المصلين‬ ‫المبح ُ‬
‫على الجنازة‬
‫ث الخامس والعشرون الترغيب في السراع‬ ‫المبح ُ‬
‫بالجنازة وتعجيل الدفن‬
‫در‬
‫ث السادس والعشرون الدفن في المكان المق ّ‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السابع والعشرون ما يقال عند الدفن‬ ‫المبح ُ‬

‫‪105‬‬
‫ث الثامن والعشرون ضمة القبر‬ ‫المبح ُ‬
‫ث التاسع والعشرون مخاطبة القبر للميت‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثلثون الترغيب في الدعاء للميت‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الواحد والثلثون عذاب القبر ونعيمه‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثاني والثلثون من ل يسأل في القبر وما‬ ‫المبح ُ‬
‫ينجي من عذاب القبر‬
‫ث الثالث والثلثون الترهيب من النياحة على‬ ‫المبح ُ‬
‫الميت وغيرها‬
‫ث الرابع والثلثون الترهيب من إحداد المرأة‬ ‫المبح ُ‬
‫على غير زوجها فوق ثلث‬
‫ث الخامس والثلثون النهي عن أكل ما اليتيم‬ ‫المبح ُ‬
‫بغير حق‬
‫ث السادس والثلثون الترغيب في زيارة القبور‬ ‫المبح ُ‬
‫ث السابع والثلثون الترهيب من المرور بقبور‬ ‫المبح ُ‬
‫الظالمين‬
‫ث الثامن والثلثون أحوال الموتى في قبورهم‬ ‫المبح ُ‬
‫ث التاسع والثلثون باب صفة الدفن‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الربعون الترهيب من الجلوس على القبر‬ ‫المبح ُ‬
‫وكسر عظم الميت أو نبشه إل لضرورة‬
‫ث الواحد و الربعون النهي عن تجصيص القبر‬ ‫المبح ُ‬
‫ورفعه والصلة إليه‬
‫ث الثاني والربعون الحث على تعزية المسلم‬ ‫المبح ُ‬
‫ث الثالث والربعون الحث على صنع الطعام‬ ‫المبح ُ‬
‫لهل الميت‬
‫ث الرابع والربعون النهي عن شق الجيوب‬ ‫المبح ُ‬
‫ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية‬
‫ث الخامس والربعون ما ينفع الميت في قبره‬ ‫المبح ُ‬

‫‪106‬‬
‫الباب الثالث‬
‫النسان من مرضه حتى دفته‬

‫ث الول‬ ‫المبح ُ‬
‫الترغيب في سؤال العفو والعافية‬
‫َ‬ ‫ع َن أ َنس بن مال ِ َ‬
‫ل الل ّهِ أ ّ‬
‫ى‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‪ --‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫جاَء إ ِلى الن ّب ِ ّ‬ ‫جل ً َ‬ ‫ن َر ُ‬‫كأ ّ‬‫ْ َ ِ ْ ِ َ ٍ‬
‫مَعاَفاة َ ِفى الد ّن َْيا َوال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫الد َ َ‬
‫خَرةِ «‪.‬‬ ‫ة َوال ُ‬ ‫ل َرب ّك الَعافِي َ َ‬ ‫س ْ‬‫ل» َ‬ ‫ض ُ‬‫عاِء أفْ َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫قا َ‬‫ل فَ َ‬ ‫عاِء أفْ َ‬
‫ض ُ‬ ‫ل الل ّهِ أىّ الد ّ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م أَتاه ُ ِفى ال ْي َوْم ِ الّثاِنى فَ َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ك ثُ َ‬
‫ذا‬‫ل » فَإ ِ َ‬ ‫ك‪َ .‬قا َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫مث ْ َ‬‫ه ِ‬ ‫ل لَ ُ‬‫قا َ‬ ‫ث فَ َ‬ ‫م أَتاه ُ ِفى ال ْي َوْم ِ الّثال ِ ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ ّ‬ ‫مث ْ َ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ت «‪ ..‬رواه‬ ‫ح َ‬‫قد ْ أفْل ْ‬ ‫خَرةِ فَ َ‬ ‫طيت ََها ِفى ال ِ‬ ‫ة ِفى الد ّن َْيا وَأع ْ ِ‬ ‫ت الَعافِي َ َ‬‫طي َ‬‫أع ْ ِ‬
‫‪158‬‬
‫الترمذي‬
‫َ‬
‫ر‬ ‫ل ع ََلى ِ‬
‫من ْب َ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ديقَ ي َ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫ت أَبا ب َك ْرٍ ال ّ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َرافٍِع َقا َ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫ن رَِفاع َ َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ن‬‫حي َ‬ ‫كى أ َُبو ب َك ْرٍ ِ‬ ‫ل ‪ -‬فَب َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬‬
‫س ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫سّرىَ ع َن ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ث ُ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ذ َك ََر َر ُ‬
‫ة َوال ْي َ ِ‬ ‫فوَ َوال َْعافِي َ َ‬ ‫ه ال ْعَ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫قي َ‬ ‫سُلوا ال ْل ّ َ‬ ‫ل» َ‬ ‫م الوّ ِ‬ ‫عا َ‬ ‫ظ َ‬ ‫قي ْ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ل ‪ِ -‬فى هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫‪159‬‬
‫والولى «رواه أحمد‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫خَرةِ َ‬ ‫ِفى ال ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ »: -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ رضي الله عنه ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَعاَفاة َ ِفى الد ّن َْيا‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫سأل ُ َ‬ ‫م إ ِّنى أ ْ‬ ‫ن ‪ -‬الل ّهُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫عو ب َِها ال ْعَب ْد ُ أفْ َ‬ ‫د َع ْوَةٍ ي َد ْ ُ‬
‫‪160‬‬
‫ة« أخرجه ابن ماجه‬ ‫خَر ِ‬ ‫َوال ِ‬
‫ل فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ج ٌ‬ ‫ى ‪ -  -‬وَأَتاه ُ َر ُ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وعن أبي مالك الشجعي عن أبيه أن ّ ُ‬
‫فْر ِلى‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫ل » قُ ِ‬ ‫ل َرّبى َقا َ‬ ‫سأ َ ُ‬ ‫نأ ْ‬
‫حي َ‬
‫ل ِ َ‬ ‫ف أ َُقو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ك َي ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬
‫ن هَؤ ُل َِء‬ ‫َ‬
‫م » فَإ ِ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ ال ِب َْها َ‬ ‫صاب ِعَ ُ‬ ‫معُ أ َ‬ ‫ج َ‬ ‫عافِِنى َواْرُزقِْنى «‪ .‬وَي َ ْ‬ ‫مِنى وَ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫َواْر َ‬
‫‪161‬‬
‫ك « رواه مسلم‬ ‫خَرت َ َ‬ ‫ك َوآ ِ‬ ‫ك د ُن َْيا َ‬ ‫َ‬
‫معُ ل َ‬ ‫ج َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ة ال ْ َ‬ ‫ت ل َي ْل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫قد ْرِ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن َوافَ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ل الل ّهِ أَرأي ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ة أن َّها َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫نى «‪ .‬رواه‬ ‫ف عَ ّ‬ ‫فوَ َفاع ْ ُ‬ ‫ب ال ْعَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫فو ّ ت ُ ِ‬ ‫ك عَ ُ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫ن الل ّهُ ّ‬ ‫قوِلي َ‬ ‫ل‪ » :‬ت َ ُ‬ ‫عو ؟ َقا َ‬ ‫أ َد ْ ُ‬
‫‪162‬‬
‫الترمذي‬

‫‪ - 158‬سنن الترمذى‪ -‬المكنز ‪ ( 3854) -‬وابن ماجه )‪ (3848‬والبيهقي في السنن ‪7/50‬‬


‫والمجمع ‪ 10/175‬وهو حديث حسن‪ .‬فزت ونجحت‪.‬‬
‫‪ - 159‬أحمد في مسنده برقم ) ‪ (6‬و الترمذي برقم )‪ (3509‬وجامع الصول ‪.4/339‬وهو حديث‬
‫حسن‬
‫‪ - 160‬برقم )‪ (3851‬ومصباح الزجاجة )‪ (1357‬وصححه والصحيحة )‪ (1138‬وهو حديث‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ - 161‬برقم )‪ (2696‬وأحمد ‪ 1/180‬و ‪ 3/472‬و ‪4/382‬‬
‫‪ - 162‬برقم )‪ (3513‬وابن ماجه )‪ (3580‬وأحمد )‪ 6/185‬و ‪ ، 258‬والحاكم ‪ 1/530‬وهو حديث‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫ن َرَأى‬ ‫م ْ‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه ‪ ،‬أن رسول الله ‪ ‬قال‪َ » :‬‬
‫ضل َِنى ع ََلى ك َِثي ٍ‬
‫ر‬ ‫ك ب ِهِ وَفَ ّ‬ ‫ما اب ْت َل َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫عاَفاِنى ِ‬ ‫ذى َ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل‪ :‬ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫مب ْت ًَلى فَ َ‬ ‫ُ‬
‫‪163‬‬
‫ء « رواه الترمذي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه ذ َل ِك الب َل ُ‬ ‫َ‬ ‫صب ْ ُ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫َ‬
‫ضيل ل ْ‬ ‫ً‬ ‫ف ِ‬ ‫خلقَ ت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫مب ْت ًَلى ‪ :‬مرض أو محنة أو عاهة ‪ ،‬فشكر الله وأثنى عليه‪.‬‬ ‫َ‬
‫ن َرأى ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ،‬رضي الله عنه قال ‪َ :‬قا َ‬
‫ن َرأى‬ ‫م ْ‬ ‫ل اللهِ ‪َ " : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬
‫ما اب ْت ََل َ‬ ‫َ‬
‫ك ب ِهِ ‪،‬‬ ‫م ّ‬ ‫عاَفاِني ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ال ْب ََلِء فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫يٌء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫دا ب ِهِ َ‬ ‫ح ً‬ ‫أ َ‬
‫شك َْر ت ِل ْ َ‬ ‫فضيًل فَ َ َ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫ك الن ّعْ َ‬ ‫دى ُ‬ ‫قد ْ أ ّ‬ ‫خل َقَ ت َ ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ك وَع ََلى ك َِثيرٍ ِ‬ ‫ضل َِني ع َل َي ْ َ‬ ‫وَفَ ّ‬
‫‪164‬‬
‫" « أخرجه الطبراني في الدعاء‬
‫قلت ‪ :‬ومع سؤال المؤمن ربه العافية ‪ ،‬فل بد أن يبتلى ويختبر في‬
‫َ‬ ‫هذه الدار ‪ ،‬قال تعالى ‪ }:‬أ َحسب الناس أ َن يتر ُ َ‬
‫م‬‫مّنا وَهُ ْ‬ ‫قوُلوا آ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كوا أ ْ‬ ‫َ ِ َ ّ ُ ْ َُْ‬
‫صد َُقوا‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ه ال ِ‬ ‫ّ‬
‫ن الل ُ‬ ‫م ّ‬ ‫م فَل َي َعْل َ َ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫قد ْ فَت َّنا ال ّ ِ‬ ‫ن )‪ (2‬وَل َ َ‬ ‫فت َُنو َ‬ ‫َل ي ُ ْ‬
‫ن )‪] {(3‬العنكبوت‪[3 ،2/‬‬ ‫كاذ ِِبي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫وَل َي َعْل َ َ‬
‫ْ‬
‫م‬‫ن ‪ ،‬وَقَوْل ِهِ ْ‬ ‫شهاد َت َي ْ ِ‬ ‫م بال ّ‬ ‫قه ِ ْ‬ ‫جّرد ِ ن ُط ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫شأن َهُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ن َت َْرك َهُ ْ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ن الّنا ُ‬ ‫ل ظَ ّ‬ ‫هَ ْ‬
‫م‪:‬‬ ‫َ‬
‫مان ِهِ ْ‬ ‫صد ْقَ ِإي َ‬ ‫خت َب َِر ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وي َ ْ‬ ‫ن ي َب ْت َل ِي َُهم الل ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫سول ِهِ ‪ُ ،‬‬ ‫آمّنا باللهِ وََر ُ‬
‫ن‬‫ب؟ كل ّ ‪ ،‬فإ ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫جَرةِ ‪ ،‬والت ّ َ‬
‫صائ ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جَهاد ِ ‪ ،‬وال َ‬ ‫ديْنيةِ الخرى ‪ ،‬وال ِ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫كاِلي ِ‬ ‫ِبالهِ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬‫ب َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ‪ ،‬بِ َ‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫عَباد َه ُ ال ُ‬ ‫ي ِ‬ ‫ن ي َب ْت َل ِ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه وَت ََعاَلى ل ب ُد ّ ِ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫الل َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ن ٍِإيما ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عن ْد َهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫خت َِبارِ ‪،‬‬ ‫فت ْن َةِ وال ْ‬ ‫م لل ِ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَع َّر َ‬ ‫ساِلفي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مؤمني َ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫ن الل ُ‬ ‫ح َ‬ ‫قد ِ امت َ َ‬ ‫وَل َ َ‬
‫َ‬
‫صُهم فَي َعْل َ َ‬
‫م‬ ‫ح َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫خِتبارِ ه َ‬ ‫ن هذا البِتلِء وال ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه وََتعالى ِ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سب َ‬ ‫ه ُ‬ ‫غاي َت ُ ُ‬ ‫و َ‬
‫هم ‪،‬‬ ‫دعوا ُ‬ ‫م كاذبون في َ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن‪ِ ،‬‬ ‫ليما ِ‬ ‫دعوى ا ِ‬ ‫صد َُقوا في َ‬ ‫ن َ‬ ‫الذي َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ق ُ‬ ‫سَتح ّ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫جازِيَ ك ُل ّ ب َ‬ ‫ول ِي ُ َ‬
‫" إن اليمان بالّله ‪ ،‬ليس مجّرد كلمة ينطق بها اللسان ‪ ،‬وإنما هو‬
‫عقيدة تسكن القلب ‪ ،‬وعمل تقوم به الجوارح ‪ ،‬وجهاد شاق متصل‬
‫‪..‬وبهذا يكون لليمان وزنه واعتباره ‪ ،‬ويكون للمؤمنين شأنهم ومقامهم‬
‫‪..‬‬
‫فالمؤمنون ‪ ،‬الذين لقيتهم هذه اليات في أول الدعوة السلمية ـ كانوا‬
‫فى وجه محنة قاسية ‪ ،‬حيث انخلعوا عن أهليهم ‪ ،‬وانعزلوا عن‬
‫مجتمعهم ‪ ،‬وكانوا قلة قليلة في مواجهة عاصفة عاتية ‪ ،‬تسوق إليهم‬
‫البلء بغير حساب ‪ ،‬حتى هاجروا من ديارهم ‪ ،‬وخرجوا من أموالهم ‪..‬‬
‫فلما اجتمع لهم في موطنهم الجديد ‪ ،‬شىء من القوة ‪ ،‬وأذن الّله لهم‬
‫في القتال ـ كان أول لقاء لهم ‪ ،‬مع آبائهم ‪ ،‬وأبنائهم ‪ ،‬وإخوتهم ‪،‬‬
‫فعملت سيوفهم في رقاب المشركين من أهليهم وذوى رحمهم ‪ ،‬فما‬
‫نكل أحد منهم عن أن يضرب بسيفه من كان ـ قبل السلم ـ يفديه‬
‫دث التاريخ أن أبا بكر لقى ابنه‬ ‫بنفسه ‪ ،‬ويلقى الموت دونه ‪ ..‬وقد ح ّ‬
‫فى معركة بدر ‪ ،‬وقد عرفه ابنه ولم يعرفه ‪ ..‬فلما كان بعد زمن ‪،‬‬
‫ودخل ابنه فى السلم ‪ ،‬قال لبيه ‪ :‬لقد عرضت لى يوم بدر ‪،‬‬
‫‪ - 163‬برقم )‪ 3431‬و ‪ .(3432‬و الدعا طب )‪ (800‬والشعب )‪ (4445‬وهو حديث صحيح لغيره‬
‫‪ - 164‬برقم ) ‪731‬و ‪ (732‬و المجمع ‪ (17138) 10/138‬والشعب )‪4271‬و ‪ (10701‬وهو‬
‫حديث حسن‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫فأعرضت عنك ‪ ،‬فقال له أبو بكر ‪ ،‬لو عرضت لى يومئذ ‪ ،‬وأمكننى الّله‬
‫منك ‪ ،‬لما رددت سيفى عنك!! ول شك أن هذه كانت تجربة ثقيلة على‬
‫نفوس المؤمنين ‪ ،‬وقد احتملوها صابرين ‪ ،‬وكانت آيات الّله تتنزل‬
‫عليهم ‪ ،‬فتبعث في نفوسهم المضطربة ‪ ،‬سكنا ‪ ،‬وتسوق إلى قلوبهم‬
‫الملتهبة ‪ ،‬بردا وسلما‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫مّنا وَهُ ْ‬ ‫قوُلوا آ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كوا أ ْ‬ ‫ن ي ُت َْر ُ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ب الّنا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ونجد في قوله تعالى ‪ » :‬أ َ‬
‫ن « تصحيحا لما يقع في بعض النفوس المؤمنة من انزعاج أو‬ ‫فت َُنو َ‬ ‫ل يُ ْ‬
‫استثقال لهذا العبء الذي حملوه من اليمان بالّله ‪ ..‬كما نجد في الية‬
‫واليات التي بعدها إجابات قاطعة على تلك التساؤلت التي كانت‬
‫تتردد في الخواطر ‪ :‬لم يكون اليمان هكذا غالى الثمن ‪ ،‬باهظ‬
‫التكاليف ؟ ولم يحملنا إيماننا بالّله على هذا المركب الوعر ؟ ألسنا‬
‫على الهدى ‪ ،‬وعلى الصراط المستقيم ؟ وهل هذا الطريق هكذا وعر‬
‫المسالك ‪ ،‬مزدحم العقبات ؟‬
‫ونعم ‪ ..‬إن اليمان هكذا غالى الثمن ‪ ،‬باهظ التكاليف ‪ ،‬وإن طريقه‬
‫م العقبات!!‬ ‫وعر المسالك ج ّ‬
‫إنه الطريق إلى الجنة ‪ ،‬وإن طريق الجنة محفوف بالمكاره! وإن هذا‬
‫البلء الذي يلقاه المؤمن على طريق إيمانه ‪ ،‬هو ابتلء له ‪ ،‬وتمحيص‬
‫فى الذهب من الغثاء الذي‬ ‫لما عنده من صبر ومصابرة ‪ ..‬وهل يص ّ‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫مجاه ِ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫حّتى ن َعْل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫علق به ‪ ،‬إل إذا صهر بالنار ؟ » وَل َن َب ْل ُوَن ّك ُ ْ‬
‫ه ل ِي َذ ََر‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫م « )‪ : 31‬محمد(‪ » .‬ما كا َ‬ ‫خباَرك ُ ْ‬ ‫وا أ َ ْ‬ ‫ن وَن َب ْل ُ َ‬‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬
‫ب « )‪: 179‬‬ ‫ن الط ّي ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ث ِ‬ ‫خِبي َ‬ ‫ميَز ال ْ َ‬ ‫حّتى ي َ ِ‬ ‫م ع َل َي ْهِ َ‬ ‫على ما أن ْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫آل عمران(‪.‬‬
‫وهل انكشف وجه النفاق ‪ ،‬وعرف المنافقون إل في بوتقة البتلء ‪،‬‬
‫وفي مقام التضحية والبذل ؟‬
‫إن الناس جميعا على سواء في حال المن والعافية ‪ ..‬فإذا كانت‬
‫المحن والشدائد ‪ ،‬فهم أنماط وأشكال ‪ ،‬وهم معادن مختلفة ‪ ،‬بين غث‬
‫وثمين! والستفهام في الية الكريمة ‪ ،‬للنكار ‪ ،‬والنفي ‪ ..‬أي ليس‬
‫المر على ما يظن الناس وما يقدرون ‪ ،‬من أنهم إذا قالوا آمنا كانوا‬
‫مؤمنين ‪ ..‬كّل ‪ ،‬إن ذلك ل يكون حتى يفتنوا ‪ ،‬وحتى يبتلوا ‪ ..‬وعندئذ‬
‫ينكشف ما عندهم من إيمان ‪..‬‬
‫صد َُقوا‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ه ال ِ‬ ‫ّ‬
‫ن الل ُ‬ ‫م ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م فَلي َعْل َ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫قد ْ فَت َّنا ال ّ ِ‬ ‫قوله تعالى ‪» :‬وَل َ َ‬
‫ن « هكذا حكم الّله في عباده ‪ ..‬فكما امتحن الّله‬ ‫ن اْلكاذ ِِبي َ‬ ‫م ّ‬ ‫وَل َي َعْل َ َ‬
‫المؤمنين في المم السابقة ‪ ،‬يمتحن سبحانه الذين أسلموا ‪ ،‬بما‬
‫يفتنهم ‪ ،‬فى دينهم مما يلقاهم من شدائد ومحن ‪..‬‬
‫فمن كان صادق اليمان ‪ ،‬سليم العقيدة ‪ ،‬خالص النية ‪ ،‬أمسك إيمانه‬
‫في قلبه ‪ ،‬وثبت عليه ‪ ،‬ومن كان على غير تلك الصفة انخلع عن دينه ‪،‬‬
‫وألقى به لول مسة تمسه من بلء ‪ ،‬وباعه بأبخس ثمن!‪.‬‬
‫ن«‬ ‫ن اْلكاذ ِِبي َ‬ ‫م ّ‬ ‫صد َُقوا وَل َي َعْل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ـ وفي قوله تعالى ‪ » :‬فَل َي َعْل َ َ‬
‫ـ بهذا المر المؤكد ـ إعلن للمؤمنين بأنهم في وجه ابتلء ‪ ،‬وفي‬
‫‪109‬‬
‫مواجهة فتن ‪ ،‬ل بد لهم منها ‪ ..‬إن لم تكن واقعة بهم فعل ‪ ،‬فإنها ستقع‬
‫حتما ‪ ..‬هكذا يجب أن يتقرر في نفوسهم من أول الطريق ‪ ..‬فمن شاء‬
‫أن يكون في المؤمنين ‪ ،‬فليوطن نفسه على هذا ‪ ،‬وليستعد لحمل‬
‫أفدح الضربات ‪ ..‬وإل فليأخذ طريقا غير هذا الطريق ‪ ،‬وأمامه أكثر من‬
‫طريق فسيح‪!.‬‬
‫والمؤمنون الولون الذين دخلوا في السلم ‪ ،‬ورسخت أقدامهم فيه ‪،‬‬
‫هم ـ كما شهد التاريخ ـ أصفى الناس جوهرا ‪ ،‬وأكرمهم معدنا ‪ ..‬فقد‬
‫كانوا خلصة مجتمعهم ‪ ،‬وثاقة عزم ‪ ،‬وقوة يقين ‪ ..‬فاحتملوا من‬
‫الشدائد والمحن ما تتصدع به الجبال الراسيات ‪َ » ..‬فما وَهَُنوا ِلما‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ري َ‬‫صاب ِ ِ‬‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬‫ه يُ ِ‬ ‫سَتكاُنوا ‪َ ..‬والل ّ ُ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫فوا وَ َ‬ ‫ضعُ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َوما َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫أصاب َهُ ْ‬
‫« » ‪ : 146‬آل عمران « ومن أجل هذا ‪ ،‬فقد شهد القرآن الكريم‬
‫لهذه الصفوة المتخيرة من عباد الّله أكرم شهادة ‪ ،‬وجعل ميزان‬
‫الواحد منهم يعدل عشرة من غير المؤمنين ‪ ،‬فقال تعالى ‪» :‬يا أ َي َّها‬
‫ن‬
‫ن صاب ُِرو َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن ي َك ُ‬‫ل إِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫قتا‬ ‫ن ع ََلى ال ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني‬ ‫ض ال ْ ُ‬ ‫حّر ِ‬ ‫ي َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫فُروا ب ِأن ّهُ ْ‬‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫م َ‬ ‫ة ي َغْل ُِبوا أْلفا ً ِ‬ ‫مائ َ ٌ‬‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ن ِ‬ ‫ن ي َك ُ ْ‬ ‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫مائ َت َي ْ ِ‬‫ي َغْل ُِبوا ِ‬
‫ن « )‪ : 65‬النفال( ‪..‬‬ ‫قُهو َ‬ ‫ف َ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫قَوْ ٌ‬
‫وأنت ترى أن الصفة التي فرق بها القرآن بين هؤلء المؤمنين ‪،‬‬
‫والمشركين ‪ ،‬هى » الفقه «‪ . .‬وهو ليس ذلك العلم النظري ‪ ،‬وإنما‬
‫هو الحق الذي يمل القلوب نورا ‪ ،‬فيكشف لصاحبه من آيات الّله ‪،‬‬
‫ودلئل قدرته ‪ ،‬وعلمه ‪ ،‬وحكمته ‪ ،‬ما يصغر به كل شىء ‪ ،‬إزاء عظمة‬
‫‪165‬‬
‫الخالق وجلله ‪"..‬‬
‫" إن اليمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف وأمانة ذات‬
‫أعباء وجهاد يحتاج إلى صبر ‪ ،‬وجهد يحتاج إلى احتمال‪ .‬فل يكفي أن‬
‫يقول الناس ‪ :‬آمنا‪ .‬وهم ل يتركون لهذه الدعوى ‪ ،‬حتى يتعرضوا للفتنة‬
‫فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم‪ .‬كما تفتن‬
‫النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به ‪ -‬وهذا هو‬
‫أصل الكلمة اللغوي وله دللته وظله وإيحاؤه ‪ -‬وكذلك تصنع الفتنة‬
‫بالقلوب‪.‬‬
‫هذه الفتنة على اليمان أصل ثابت ‪ ،‬وسنة جارية ‪ ،‬في ميزان الّله‬
‫صد َُقوا‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫م ‪ ،‬فَل َي َعْل َ َ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫قد ْ فَت َّنا ال ّ ِ‬ ‫سبحانه ‪ » :‬وَل َ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ن اْلكاذ ِِبي َ‬ ‫م ّ‬ ‫وَل َي َعْل َ َ‬
‫والّله يعلم حقيقة القلوب قبل البتلء ولكن البتلء يكشف في عالم‬
‫الواقع ما هو مكشوف لعلم الّله ‪ ،‬مغيب عن علم البشر فيحاسب‬
‫الناس إذن على ما يقع من عملهم ل على مجرد ما يعلمه سبحانه من‬
‫أمرهم‪ .‬وهو فضل من الّله من جانب ‪ ،‬وعدل من جانب ‪ ،‬وتربية‬
‫للناس من جانب ‪ ،‬فل يأخذوا أحدا إل بما استعلن من أمره ‪ ،‬وبما‬
‫حققه فعله‪ .‬فليسوا بأعلم من الّله بحقيقة قلبه!‪.‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(400 / 10) -‬‬ ‫‪165‬‬

‫‪110‬‬
‫ونعود إلى سنة الّله في ابتلء الذين يؤمنون وتعريضهم للفتنة حتى‬
‫يعلم الذين صدقوا منهم ويعلم الكاذبين‪.‬‬
‫إن اليمان أمانة الّله في الرض ‪ ،‬ل يحملها إل من هم لها أهل وفيهم‬
‫على حملها قدرة ‪ ،‬وفي قلوبهم تجرد لها وإخلص‪ .‬وإل الذين يؤثرونها‬
‫على الراحة والدعة ‪ ،‬وعلى المن والسلمة ‪ ،‬وعلى المتاع والغراء‪.‬‬
‫وإنها لمانة الخلفة في الرض ‪ ،‬وقيادة الناس إلى طريق الّله ‪،‬‬
‫وتحقيق كلمته في عالم الحياة‪ .‬فهي أمانة كريمة وهي أمانة ثقيلة ‪،‬‬
‫وهي من أمر الّله يضطلع بها الناس ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص‬
‫يصبر على البتلء‪.‬‬
‫ومن الفتنة أن يتعرض المؤمن للذى من الباطل وأهله ثم ل يجد‬
‫النصير الذي يسانده ويدفع عنه ‪ ،‬ول يملك النصرة لنفسه ول المنعة‬
‫ول يجد القوة التي يواجه بها الطغيان‪ .‬وهذه هي الصورة البارزة للفتنة‬
‫‪ ،‬المعهودة في الذهن حين تذكر الفتنة‪ .‬ولكنها ليست أعنف صور‬
‫الفتنة‪ .‬فهناك فتن كثيرة في صور شتى ‪ ،‬ربما كانت أمر وأدهى‪.‬‬
‫هناك فتنة الهل والحياء الذين يخشى عليهم أن يصيبهم الذى بسببه ‪،‬‬
‫وهو ل يملك عنهم دفعا‪ .‬وقد يهتفون به ليسالم أو ليستسلم وينادونه‬
‫باسم الحب والقرابة ‪ ،‬واتقاء الّله في الرحم التي يعرضها للذى أو‬
‫الهلك‪ .‬وقد أشير في هذه السورة إلى لون من هذه الفتنة مع‬
‫الوالدين وهو شاق عسير‪.‬‬
‫وهناك فتنة إقبال الدنيا على المبطلين ‪ ،‬ورؤية الناس لهم ناجحين‬
‫مرموقين ‪ ،‬تهتف لهم الدنيا ‪ ،‬وتصفق لهم الجماهير ‪ ،‬وتتحطم في‬
‫طريقهم العوائق ‪ ،‬وتصاغ لهم المجاد ‪ ،‬وتصفو لهم الحياة‪ .‬وهو مهمل‬
‫منكر ل يحس به أحد ‪ ،‬ول يحامي عنه أحد ‪ ،‬ول يشعر بقيمة الحق‬
‫الذي معه إل القليلون من أمثاله الذين ل يملكون من أمر الحياة شيئا‪.‬‬
‫وهنالك فتنة الغربة في البيئة والستيحاش بالعقيدة ‪ ،‬حين ينظر‬
‫المؤمن فيرى كل ما حوله وكل من حوله غارقا في تيار الضللة وهو‬
‫وحده موحش عريب طريد‪.‬‬
‫وهناك فتنة من نوع آخر قد نراها بارزة في هذه اليام‪ .‬فتنة أن يجد‬
‫المؤمن أمما ودول غارقة في الرذيلة ‪ ،‬وهي مع ذلك راقية في‬
‫مجتمعها ‪ ،‬متحضرة في حياتها ‪ ،‬يجد الفرد فيها من الرعاية والحماية‬
‫ما يناسب قيمة النسان‪.‬‬
‫ويجدها غنية قوية ‪ ،‬وهي مشاقة لّله! وهنا لك الفتنة الكبرى‪ .‬أكبر من‬
‫هذا كله وأعنف‪ .‬فتنة النفس والشهوة‪ .‬وجاذبية الرض ‪ ،‬وثقلة اللحم‬
‫والدم ‪ ،‬والرغبة في المتاع والسلطان ‪ ،‬أو في الدعة والطمئنان‪.‬‬
‫وصعوبة الستقامة على صراط اليمان والستواء على مرتقاه ‪ ،‬مع‬
‫المعوقات والمثبطات في أعماق النفس ‪ ،‬وفي ملبسات الحياة ‪ ،‬وفي‬
‫منطق البيئة ‪ ،‬وفي تصورات أهل الزمان! فإذا طال المد ‪ ،‬وابطا نصر‬
‫الّله ‪ ،‬كانت الفتنة أشد وأقسى‪ .‬وكان البتلء أشد وأعنف‪ .‬ولم يثبت‬
‫إل من عصم الّله‪ .‬وهؤلء هم الذين يحققون في أنفسهم حقيقة‬
‫‪111‬‬
‫اليمان ‪ ،‬ويؤتمنون على تلك المانة الكبرى ‪ ،‬أمانة السماء في‬
‫الرض ‪ ،‬وأمانة الّله في ضمير النسان‪.‬‬
‫وما بالّله ‪ -‬حاشا لّله ‪ -‬أن يعذب المؤمنين بالبتلء ‪ ،‬وأن يؤذيهم‬
‫بالفتنة‪ .‬ولكنه العداد الحقيقي لتحمل المانة‪.‬‬
‫فهي في حاجة إلى إعداد خاص ل يتم إل بالمعاناة العملية للمشاق وإل‬
‫بالستعلء الحقيقي على الشهوات ‪ ،‬وإل بالصبر الحقيقي على اللم ‪،‬‬
‫وإل بالثقة الحقيقية في نصر الّله أو في ثوابه ‪ ،‬على الرغم من طول‬
‫الفتنة وشدة البتلء‪.‬‬
‫والنفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث ‪ ،‬وتستجيش كامن قواها‬
‫المذخورة فتستيقظ وتتجمع‪ .‬وتطرقها بعنف وشدة فيشتد عودها‬
‫ويصلب ويصقل‪ .‬وكذلك تفعل الشدائد بالجماعات ‪ ،‬فل يبقى صامدا إل‬
‫أصلبها عودا وأقواها طبيعة ‪ ،‬وأشدها اتصال بالّله ‪ ،‬وثقة فيما عنده من‬
‫الحسنيين ‪ :‬النصر أو الجر ‪ ،‬وهؤلء هم الذين يسّلمون الراية في‬
‫النهاية‪ .‬مؤتمنين عليها بعد الستعداد والختبار‪.‬‬
‫وإنهم ليتسلمون المانة وهي عزيزة على نفوسهم بما أدوا لها من‬
‫غالي الثمن وبما بذلوا لها من الصبر على المحن وبما ذاقوا في سبيلها‬
‫من اللم والتضحيات‪ .‬والذي يبذل من دمه وأعصابه ‪ ،‬ومن راحته‬
‫واطمئنانه ‪ ،‬ومن رغائبه ولذاته‪ .‬ثم يصبر على الذى والحرمان يشعر‬
‫ول شك بقيمة المانة التي بذل فيها ما بذل فل يسلمها رخيصة بعد كل‬
‫هذه التضحيات واللم‪.‬‬
‫فأما انتصار اليمان والحق في النهاية فأمر تكفل به وعد الّله‪ .‬وما‬
‫يشك مؤمن في وعد الّله‪ .‬فإن أبطأ فلحكمة مقدرة ‪ ،‬فيها الخير‬
‫لليمان وأهله‪ .‬وليس أحد بأغير على الحق وأهله من الّله‪ .‬وحسب‬
‫المؤمنين الذين تصيبهم الفتنة ‪ ،‬ويقع عليهم البلء ‪ ،‬أن يكونوا هم‬
‫المختارين من الّله ‪ ،‬ليكونوا أمناء على حق الّله‪ .‬وأن يشهد الّله لهم‬
‫بأن في دينهم صلبة فهو يختارهم للبتلء ‪ :‬جاء في الصحيح ‪» :‬أشد‬
‫الناس بلء النبياء ‪ ،‬ثم الصالحون ‪ ،‬ثم المثل فالمثل ‪ ،‬يبتلى الرجل‬
‫‪166‬‬
‫على حسب دينه ‪ ،‬فإن كان في دينه صلبة زيد له في البلء« ‪"..‬‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(2720 / 5) -‬‬ ‫‪166‬‬

‫‪112‬‬
‫ث الثاني‬
‫المبح ُ‬
‫النهي عن تمني الموت لضر نزل به‬
‫عَ َ‬
‫ن‬
‫من ّي َ ّ‬‫ى ‪ » :-  -‬ل َ ي َت َ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ك ‪ -‬رضى الله عنه ‪َ -‬قا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫»‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫فا‬‫َ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ب‬‫صا‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُ ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ْ َ ِ ْ ُ ّ‬ ‫ح ُ ُ‬ ‫ك‬‫د‬ ‫أ َ‬
‫ت ال ْوََفاة ُ َ‬ ‫َ‬
‫خي ًْرا ِلى «‬ ‫كان َ ِ‬‫ذا َ‬ ‫خي ًْرا ِلى ‪ ،‬وَت َوَفِّنى إ ِ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫حَياة ُ َ‬ ‫ما َ‬
‫كان َ ِ‬ ‫حي ِِنى َ‬ ‫أ ْ‬
‫‪167‬‬
‫أخرجه الشيخان‬
‫َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫من َْها وََقا َ‬
‫ث ِ‬ ‫حاِدي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬فَذ َك ََر أ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬
‫وعن أبي هَُري َْرة َ ع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ه إ ِن ّ ُ‬
‫ن ي َأت ِي َ ُ‬‫لأ ْ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬‫م ْ‬ ‫ت وَل َ ي َد ْع ُ ب ِهِ ِ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫حد ُك ُ ُ‬ ‫مّنى أ َ‬ ‫الل ّهِ ‪ »: -  -‬ل َ ي َت َ َ‬
‫َ‬
‫زيد ُ ال ْ ُ‬
‫ُ ‪168‬‬
‫خي ًْرا «‬ ‫مُره ُ إ ِل ّ َ‬ ‫ن عُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ه ل َ يَ ِ‬
‫ه ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫مل ُ‬ ‫قط َعَ ع َ َ‬ ‫م ان ْ َ‬ ‫حد ُك ُ ُ‬
‫تأ َ‬‫ما َ‬ ‫إِ َ‬
‫ذا َ‬
‫‪169‬‬
‫أخرجه مسلم‬
‫وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال‪ :‬قال رسول الله ‪ »: ‬ل َ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫مط ْل َِع َ‬
‫طو َ‬
‫ل‬ ‫سَعاد َةِ أ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ديد ٌ ‪170‬وَإ ِ ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن هَوْ َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫موْ َ‬ ‫وا ال ْ َ‬ ‫من ّ ُ‬ ‫تَ َ‬
‫‪171‬‬
‫ة « أخرجه أحمد في مسنده‬ ‫ه ال َِناب َ َ‬ ‫ّ‬
‫ه الل ُ‬ ‫مُر العَب ْد ِ وَي َْرُزقَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫عُ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬‫سو ِ‬ ‫م َر ُ‬ ‫س عَ ّ‬ ‫م وَع َّبا ٌ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬د َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ل‪،‬أ ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ » : ‬يا‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫مّنى ع َّبا ٌ‬ ‫كي ‪ ،‬فَت َ َ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫الل ّهِ ‪ ‬ي َ ْ‬
‫ساًنا‬ ‫ح َ‬ ‫خْر ت َْزد َد ْ إ ِ ْ‬ ‫ن ت ُؤ َ ّ‬ ‫سًنا ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ ِن ّ َ‬ ‫موْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫م ‪ ،‬ل َ ت َت َ َ‬ ‫عَ ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ست َعْت َ ْ‬ ‫خْر فَت ُ ْ‬ ‫ن ت ُؤ َ ّ‬ ‫سيًئا فَإ ِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫ك ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫خي ٌْر ل َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫سان ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫إ َِلى إ ِ ْ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬فل ت َت َ َ‬ ‫خي ٌْر ل َ َ‬ ‫ساَءت ِ َ‬
‫‪172‬‬
‫ت « أخرجه الحاكم في المستدرك‬ ‫مو ْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ك َ‬ ‫إِ َ‬
‫مّنى‬ ‫ل‪ » :‬ل َ ي َت َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه ع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن قَد ْ وَث ِ َ‬
‫ق‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ه‪ ،‬إ ِل ّ أ ْ‬ ‫ن ي َأت ِي َ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عو ب ِهِ ِ‬ ‫ت وَل َ ي َد ْ ُ‬ ‫موْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد ُك ُ ُ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫زيد ُ ال ْ ُ‬ ‫ه ل َ يَ ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫قط َعَ ع َن ْ ُ‬ ‫م ان ْ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫تأ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫ب ِعَ َ‬
‫‪173‬‬
‫يرا « أخرجه أحمد في مسنده‬
‫خ ْ ً‬ ‫مُره ُ إ ِل ّ َ‬ ‫عُ ُ‬
‫قت ُلِني ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫جيَء فَي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن ع َب ِي ْد َة َ ‪َ ،‬قا َ‬
‫ن يَ ِ‬ ‫ها أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ح َب َ ُ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ي‪َ :‬‬ ‫ل ع َل ِ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ني‪ .‬أخرجه عبد‬ ‫مّ‬‫م ِ‬ ‫حه ُ ْ‬ ‫م وَأرِ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حِني ِ‬ ‫موِني ‪ ،‬فَأرِ ْ‬ ‫سئ ِ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مت ُهُ ْ‬ ‫سئ ِ ْ‬ ‫م إ ِّني قَد ْ َ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫‪174‬‬
‫الرزاق‬
‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬
‫طا ِ‬ ‫مُر ب ْ ُ‬ ‫صد ََر ع ُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل لَ ّ‬‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬‫معَ ُ‬‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ب أن ّ ُ‬ ‫سي ّ ِ‬‫م َ‬‫ن ال ْ ُ‬‫سِعي َد ِ ب ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ح ع َل َي َْها رِ َ‬ ‫م ط ََر َ‬ ‫ة ب َط ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫داَءهُ‬ ‫حاَء ث ُ ّ‬ ‫م ً‬‫م ك َوْ َ‬ ‫م ك َوّ َ‬ ‫ح ثُ ّ‬ ‫خ ِبالب ْط ِ‬ ‫مًنى أَنا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫ت‬
‫ف ْ‬‫ضعُ َ‬‫سّنى وَ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ك َب َِر ْ‬‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫قا َ‬‫ماِء فَ َ‬ ‫س َ‬‫مد ّ ي َد َي ْهِ إ َِلى ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫قى ث ُ ّ‬ ‫ست َل ْ َ‬
‫َوا ْ‬

‫‪ - 167‬البخاري برقم )‪ 5671‬و ‪6531‬و ‪ (7233‬ومسلم )‪.(2680‬‬


‫‪ - 168‬إل من ثلث كما سيمر إن شاء الله‪. .‬‬
‫‪ - 169‬برقم )‪ (2682‬وأحمد في مسنده برقم )‪.(8413‬‬
‫‪ - 170‬ما يشرف عليه من أمر الخرة عقب الموت‪.‬‬
‫‪ (14938) 3/332 - 171‬والمجمع ‪ 10/203‬وهو حديث حسن لغيره‪ .‬النابة ‪ :‬الرجوع إلى اللهّ‬
‫بالّتوبة‬
‫‪ - 172‬برقم )‪ (1254‬وطب )‪ (20567‬وأحمد في مسنده ‪ 336/ 6‬والمجمع ‪ 339 10/202‬وهو‬
‫حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ (8839) - 173‬والمتمنين عن الحسن مرسل )‪ (111‬وهو حديث صحيح‪ ،‬ولكن من يثق بعمله ؟!‬
‫‪ - 174‬برقم )‪18671‬و ‪ (20638‬ومصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 14‬ص ‪ (38255)(597‬وابن سعد‬
‫‪ 3/34‬صحيح موقوف‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫أخرجه مالك‬ ‫ط«‬
‫فّر ٍ‬ ‫ضي ٍّع وَل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ضِنى إ ِل َي ْ َ‬
‫ك غ َي َْر ُ‬ ‫عي ِّتى‪َ .‬فاقْب ِ ْ‬
‫ت َر ِ‬ ‫قُوِّتى َوان ْت َ َ‬
‫شَر ْ‬
‫‪175‬‬
‫في الموطأ‬
‫أفادت هذه الحاديث النهي عن تمني الموت‪ ،‬وحمله قوم على الضّر‬
‫ة في دينه لم يدخل‬ ‫الدنيوي‪ ،‬فإن وجد الضر الخروي بأن خشي الفتن َ‬
‫ل‬‫ج ِ‬ ‫قب ْرِ الّر ُ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫مّر الّر ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ساع َ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫في النهي لحديث‪)) :‬ل َ ت َ ُ‬
‫َ‬
‫ة َفاقْب ِ ْ‬ ‫ت ب ِعَِباد ِ َ‬ ‫ه(( ‪ .‬ولحديث » وَإ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َيا ل َي ْت َِنى َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫‪176‬‬
‫ضِنى‬ ‫ك فِت ْن َ ً‬ ‫ذا أَرد ْ َ‬ ‫كان َ ُ‬
‫ن « رواه الترمذي ‪ ،177‬وللحاديث التي ذكرت أعله عن‬ ‫فُتو ٍ‬ ‫م ْ‬‫ك غ َي َْر َ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫تمني بعض الصحابة الموت ‪ ،‬وتمني مطلق الموت فيه نوع اعتراض‬
‫‪178‬‬
‫على الله ‪ ،‬ومراغمة للقدر المحتوم ‪(( ..‬‬
‫ه‬
‫ل بِ ِ‬ ‫ضّر ن ََز َ‬ ‫وت ل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مّني ال ْ َ‬ ‫ريح ب ِك ََراهَةِ ت َ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ديث الت ّ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل الن ّوَوِيّ ِفي ال ْ َ‬ ‫وَقا َ‬
‫ف ضررا أوَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خا َ َ َ ً ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما إ ِ َ‬ ‫شاقّ الد ّن َْيا ‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حوه ِ‬ ‫حَنة ب ِعَد ُوّ وَن َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َفاَقة أوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫خَلِئق ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ديث ‪ ،‬وَقَد ْ فَعَل َ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫فُهوم ِ هَ َ‬ ‫م ْ‬‫هة ِفيهِ ل ِ َ‬ ‫فِت َْنة ِفي ِدينه فََل ك ََرا َ‬
‫َ‬
‫وت‬ ‫م ْ‬ ‫مّنى ال ْ َ‬ ‫ضّر وَت َ َ‬ ‫صِبر ع ََلى ال ّ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ف فَل َ ْ‬ ‫خال َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ‪،‬وَِفيهِ أ ّ‬ ‫سَلف ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫قا‬‫مط ْل َ ً‬ ‫مْنع ُ‬ ‫ديث ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫هر ال ْ َ‬ ‫كور ‪ .‬قُْلت ‪َ :‬‬
‫ظا ِ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫عاء ال ْ َ‬ ‫ل الد ّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ل ب ِهِ فَل ْي َ ُ‬ ‫ضّر ن ََز َ‬ ‫لِ ُ‬
‫ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫شْيخ َل ب َأس ب ِهِ ل ِ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ذي َقال َ ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫قا ‪ ،‬ل َك ِ ّ‬ ‫مط ْل َ ً‬ ‫عاء ُ‬ ‫صار ع ََلى الد ّ َ‬ ‫َواِلقْت ِ َ‬
‫ن ع َوًْنا ع ََلى ت َْرك الت ّ َ‬ ‫مّني ل ِي َ ُ‬ ‫وَقَعَ ِ‬
‫‪179‬‬
‫مّني ‪.‬‬ ‫كو َ‬ ‫ه الت ّ َ‬ ‫من ْ ُ‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ - 175‬برقم ) ‪ (1512‬وابن سعد ‪ 3/334‬و ‪ 335‬وعب )‪20639‬و ‪ (20640‬وطب )‪(15020‬‬


‫وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ - 176‬أخرجه في الموطأ برقم )‪ (57‬والبخاري برقم )‪ (7115‬ومسلم برقم )‪.(157‬‬
‫‪ - 177‬برقم )‪ (3541‬وهو صحيح‬
‫‪ - 178‬راجع الفتح ‪.131 -10/128‬‬
‫‪ - 179‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 20‬ص ‪(279‬‬
‫‪114‬‬
‫ث الثالث‬
‫المبح ُ‬
‫الترغيب في الصبر وفضل البلء‬

‫لقد وردت آيات عديدة تحث على الصبر ‪ ،‬وتبين أجر الصابرين ‪،‬قال‬
‫َ‬
‫ل‬
‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق ٍَ‬ ‫جوِع وَن َ ْ‬ ‫ف َوال ْ ُ‬ ‫خو ْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫تعالى ‪} :‬وَل َن َب ْل ُوَن ّك ُ ْ‬
‫ة‬
‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫صاب َت ْهُ ْ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن )‪ (155‬ال ّ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫صاب ِ‬
‫شرِ ال ّ‬ ‫ت وَب َ ّ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫س َوالث ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫َواْل َن ْ ُ‬
‫ف‬
‫م‬
‫ن َرب ّهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫وا ٌ‬ ‫صل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ن )‪ُ (156‬أول َئ ِ َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫َقاُلوا إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ َرا ِ‬
‫ن )‪] (157‬البقرة‪{[157-155/‬‬ ‫دو َ‬ ‫مهْت َ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ة وَُأول َئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫وََر ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫شيٍء ( ِ‬ ‫ل ) بِ َ‬ ‫قلي ٍ‬ ‫م بِ َ‬ ‫خت َب ُِرهُ ْ‬ ‫م وَي َ ْ‬ ‫سي َب ُْلوهُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ب ِأن ّ ُ‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ه ت ََعاَلى ال ُ‬ ‫خب ُِر الل ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫جوِع ‪ ،‬وَب ِذ َ َ‬
‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ض ال ْ‬ ‫ت ب َعْ ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَب ِ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ض ال َ‬ ‫ب ب َعْ ِ‬ ‫ها ِ‬ ‫ف وال ُ‬ ‫خو ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫صب ََر ع ََلى قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضاِء‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَزارِِع ‪ . . .‬فَ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ص ِغل َ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ب ‪ ،‬وَب ِن َ ْ‬ ‫حَبا ِ‬ ‫ب َوال ْ‬ ‫َوالَقارِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫قاب َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ب ِهِ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫جأ َ‬ ‫ط وَل َ ّ‬ ‫ن قَن َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مهِ أَثاب َ ُ‬ ‫حك ْ ِ‬ ‫اللهِ وَ ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫خي َْر‬ ‫ن ال َ‬ ‫ن ب ِأ ّ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫شَرى فَهُ ُ‬ ‫ه ِبالب ُ ْ‬ ‫م الل ُ‬ ‫صه ُ ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫صاب ُِرو َ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫أ ّ‬
‫م ‪ :‬إ ِّنا‬ ‫قول ِهِ ْ‬ ‫كوا ب ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ّ‬ ‫صب َُروا ‪ ،‬وَت َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ب ِهِ ْ‬ ‫ذا ن ََزل َ ْ‬ ‫ن اللهِ ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫شّر ِ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن ِإلي ِ‬ ‫جُعو َ‬ ‫م َرا ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫مل ْك ُ ُ‬ ‫عبيد ُ اللهِ وَ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬أيْ إ ِن ُّهم َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫للهِ وَإ ِّنا ِإليهِ َرا ِ‬
‫خَرةِ ‪.‬‬ ‫دارِ ال ِ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫مت ِهِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ه ع ََلى هَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ّ‬
‫ح َ‬ ‫م ِفي َر ْ‬ ‫خب ُِر ب َأن ّهُ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫صاب ِ‬ ‫ؤلِء ال ّ‬ ‫شأ ن ُ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ُيثِني الل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫م هُ ُ‬ ‫صيب َةِ ‪ ،‬وَأن ّهُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫عن ْد َ ن ُُزو ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ها ِفي ب َْرد ِ قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫ن أث ََر َ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫وَأن ّهُ ْ‬
‫َ‬
‫موا‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ب ‪ ،‬وَأن ّهُ ُ‬ ‫صوا ِ‬ ‫حقّ وال ّ‬ ‫خي ْرِ ‪ ،‬وَِإلى ال َ‬ ‫ق ال َ‬ ‫ن ِإلى طري ِ‬
‫َ‬ ‫دو َ‬ ‫مهْت َ ُ‬ ‫ال ُ‬
‫م‪.‬‬ ‫جَزع ُ ع ََليهِ ْ‬ ‫حوِذ ِ ال َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ضاِء اللهِ فَل َ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫لِ َ‬
‫" فالناس جميعا مبتلون فى هذه الحياة ـ سواء أكانوا أفرادا أو جماعات‬
‫أو أمما ـ بشىء من الخوف والجوع ـ يختلف قلة وكثرة ـ وبنقص فى‬
‫الموال والنفس والثمرات ‪ ..‬فليس أحد فى هذه الدنيا بمأمن أبدا من‬
‫أن تنزل به هذه النوازل ‪ ،‬متفرقة أو مجتمعة ‪..‬‬
‫قل المصيبة ‪ ،‬ويولد منها مصائب ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والجزع فى هذه المواطن هو الذي يث ّ‬
‫فيضاعف معها البلء ‪ ،‬ويعظم اللم ‪ ،‬ويطبق اليأس ‪ ،‬ويغلق كل باب‬
‫للمل والرجاء!‪.‬‬
‫أما الذي يلقى أحداث الحياة ومصائبها بالصبر ‪ ،‬ويواجهها بالتسليم‬
‫والرضا ‪ ،‬عن يقين وإيمان بأن ما وقع إنما هو بقضاء الّله وقدره ـ فإن‬
‫ده بمعين عظيم‬ ‫ون عليه من وقع المصائب وإن عظمت ‪ ،‬ويم ّ‬ ‫ذلك يه ّ‬
‫من الصبر والحتمال ‪ ،‬ويفتح له بابا واسعا من المل والرجاء فيما هو‬
‫ة قاُلوا‬ ‫َ‬
‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ِإذا أصاب َت ْهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫شرِ ال ّ‬ ‫خير عند الّله وأبقى ‪ » :‬وَب َ ّ‬
‫ن « فحين يذكر المؤمن أنه ـ ذاتا ومال وأهل‬ ‫جُعو َ‬ ‫إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ را ِ‬
‫وولدا ـ ملك لّله ‪ ،‬ل يملك مثقال ذرة مما فى ملك الّله ‪ ،‬وأن مصائر‬
‫دها جميعا إليه ـ حين يذكر المؤمن هذا ل‬ ‫المور كلها إلى الّله ‪ ،‬ومر ّ‬
‫يأسى على فائت ‪ ،‬ول يحزن على مفقود ‪،‬وتلك هى أولى بشريات‬
‫م‬
‫المؤمنين فى هذه الدنيا ‪ ،‬ل ينزل الحزن ساحتهم ‪ ،‬ول يرهق اله ّ‬

‫‪115‬‬
‫م‬
‫ك هُ ُ‬ ‫ة وَُأولئ ِ َ‬
‫م ٌ‬
‫ح َ‬ ‫م وََر ْ‬ ‫ن َرب ّهِ ْ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬‫صَلوا ٌ‬
‫م َ‬ ‫ك ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫والكرب قلوبهم ‪ُ » :‬أولئ ِ َ‬
‫ال ْ ُ‬
‫‪180‬‬
‫ن «‪".‬‬ ‫دو َ‬ ‫مهْت َ ُ‬
‫" فل بد من تربية النفوس بالبلء ‪ ،‬ومن امتحان التصميم على معركة‬
‫الحق بالمخاوف والشدائد ‪ ،‬وبالجوع ونقص الموال والنفس‬
‫والثمرات ‪ ..‬ل بد من هذا البلء ليؤدي المؤمنون تكاليف العقيدة ‪ ،‬كي‬
‫تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف‪ .‬والعقائد‬
‫الرخيصة التي ل يؤدي أصحابها تكاليفها ل يعز عليهم التخلي عنها عند‬
‫الصدمة الولى‪ .‬فالتكاليف هنا هي الثمن النفسي الذي الذي تعز به‬
‫العقيدة في نفوس أهلها قبل أن تعز في نفوس الخرين‪ .‬وكلما تألموا‬
‫في سبيلها ‪ ،‬وكلما بذلوا من أجلها ‪ ..‬كانت أعز عليهم وكانوا أضن بها‪.‬‬
‫كذلك لن يدرك الخرون قيمتها إل حين يرون ابتلء أهلها بها وصبرهم‬
‫على بلئها ‪ ..‬إنهم عندئذ سيقولون في أنفسهم ‪ :‬لو لم يكن ما عند‬
‫هؤلء من العقيدة خيرا مما يبتلون به وأكبر ما قبلوا هذا البلء ‪ ،‬ول‬
‫صبروا عليه ‪ ..‬وعندئذ ينقلب المعارضون للعقيدة باحثين عنها ‪ ،‬مقدرين‬
‫لها ‪ ،‬مندفعين إليها ‪ ..‬وعندئذ يجيء نصر الّله والفتح ويدخل الناس في‬
‫دين الّله أفواجا ‪..‬‬
‫ول بد من البلء كذلك ليصلب عود أصحاب العقيدة ويقوى‪ .‬فالشدائد‬
‫تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة وتفتح في القلب منافذ‬
‫ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إل تحت مطارق الشدائد‪.‬‬
‫والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إل في جو‬
‫المحنة التي تزيل الغبش عن العيون ‪ ،‬والران عن القلوب‪.‬‬
‫وأهم من هذا كله ‪ ،‬أو القاعدة لهذا كله ‪ ..‬اللتجاء إلى الّله وحده حين‬
‫تهتز السناد كلها ‪ ،‬وتتوارى الوهام وهي شتى ‪ ،‬ويخلو القلب إلى الّله‬
‫وحده‪ .‬ل يجد سندا إل سنده‪ .‬وفي هذه اللحظة فقط تنجلي‬
‫الغشاوات ‪ ،‬وتتفتح البصيرة ‪ ،‬وينجلي الفق على مد البصر ‪ ..‬ل شيء‬
‫إل الّله ‪ ..‬ل قوة إل قوته ‪ ..‬ل حول إل حوله ‪ ..‬ل إرادة إل إرادته ‪ ..‬ل‬
‫ملجأ إل إليه ‪ ..‬وعندئذ تلتقي الروح بالحقيقة الواحدة التي يقوم عليها‬
‫تصور صحيح ‪..‬‬
‫ر‬
‫ش ِ‬ ‫والنص القرآني هنا يصل بالنفس إلى هذه النقطة على الفق ‪»:‬وَب َ ّ‬
‫َ‬
‫ن«‬ ‫جُعو َ‬ ‫ة قاُلوا ‪ :‬إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ را ِ‬
‫صيب َ ٌ‬‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ِإذا أصاب َت ْهُ ْ‬‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬‫ري َ‬
‫صاب ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ّ‬
‫‪..‬إنا لله ‪ ..‬كلنا ‪ ..‬كل ما فينا ‪ ..‬كل كياننا وذاتيتنا ‪ ..‬لله ‪ ..‬وإليه المرجع‬ ‫ّ‬
‫والمآب في كل أمر وفي كل مصير ‪ ..‬التسليم ‪ ..‬التسليم المطلق ‪..‬‬
‫تسليم اللتجاء الخير المنبثق من اللتقاء وجها لوجه بالحقيقة‬
‫الوحيدة ‪ ،‬وبالتصور الصحيح‪.‬‬
‫هؤلء هم الصابرون ‪ ..‬الذين يبلغهم الرسول الكريم بالبشرى من‬
‫المنعم الجليل ‪..‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(176 / 1) -‬‬ ‫‪180‬‬

‫‪116‬‬
‫وهؤلء هم الذين يعلن المنعم الجليل مكانهم عنده جزاء الصبر‬
‫م‬
‫ك هُ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬وَُأولئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫م وََر ْ‬ ‫ن َرب ّهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫صَلوا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ك ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫الجميل ‪ُ»:‬أولئ ِ َ‬
‫ن« ‪ ..‬صلوات من ربهم ‪ ..‬يرفعهم بها إلى المشاركة في نصيب‬ ‫دو َ‬ ‫مهْت َ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫نبيه الذي يصلي عليه هو وملئكته سبحانه ‪ ..‬وهو مقام كريم ‪..‬‬
‫ورحمة ‪ ..‬وشهادة من الّله بأنهم هم المهتدون ‪..‬وكل أمر من هذه هائل‬
‫عظيم ‪..‬‬
‫وبعد ‪ ..‬فل بد من وقفة أمام هذه الخاتمة في تلك التعبئة للصف‬
‫السلمي‪ .‬التعبئة في مواجهة المشقة والجهد ‪ ،‬والستشهاد والقتل ‪،‬‬
‫والجوع والخوف ‪ ،‬ونقص الموال والنفس والثمرات‪ .‬والتعبئة في هذه‬
‫المعركة الطويلة الشاقة العظيمة التكاليف‪.‬‬
‫إن الّله يضع هذا كله في كفة‪ .‬ويضع في الكفة الخرى أمرا واحدا ‪..‬‬
‫صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ‪ ..‬إنه ل يعدهم هنا‬
‫نصرا ‪ ،‬ول يعدهم هنا تمكينا ‪ ،‬ول يعدهم هنا مغانم ‪ ،‬ول يعدهم هنا شيئا‬
‫إل صلوات الّله ورحمته وشهادته ‪ ..‬لقد كان الّله يعد هذه الجماعة لمر‬
‫أكبر من ذواتها وأكبر من حياتها‪.‬‬
‫فكان من ثم يجردها من كل غاية ‪ ،‬ومن كل هدف ومن كل رغبة من‬
‫الرغبات البشرية ‪ -‬حتى الرغبة في انتصار العقيدة ‪ -‬كان يجردها من‬
‫كل شائبة تشوب التجرد المطلق له ولطاعته ولدعوته ‪ ..‬كان عليهم أن‬
‫يمضوا في طريقهم ل يتطلعون إلى شيء إل رضى الّله وصلواته‬
‫ورحمته وشهادته لهم بأنهم مهتدون ‪ ..‬هذا هو الهدف ‪ ،‬وهذه هي الغاية‬
‫‪ ،‬وهذه هي الثمرة الحلوة التي تهفو إليها قلوبهم وحدها ‪ ..‬فأما ما‬
‫يكتبه الّله لهم بعد ذلك من النصر والتمكين فليس لهم ‪ ،‬إنما هو لدعوة‬
‫الّله التي يحملونها‪.‬‬
‫إن لهم في صلوات الّله ورحمته وشهادته جزاء‪ .‬جزاء على التضحية‬
‫بالموال والنفس والثمرات‪ .‬وجزاء على الخوف والجوع والشدة‪.‬‬
‫وجزاء على القتل والشهادة ‪ ..‬إن الكفة ترجح بهذا العطاء فهو أثقل‬
‫في الميزان من كل عطاء‪ .‬أرجح من النصر وأرجح من التمكين وأرجح‬
‫من شفاء غيظ الصدور ‪..‬‬
‫هذه هي التربية التي أخذ الّله بها الصف المسلم ليعده ذلك العداد‬
‫العجيب ‪ ،‬وهذا هو المنهج اللهي في التربية لمن يريد استخلصهم‬
‫‪181‬‬
‫لنفسه ودعوته ودينه من بين البشر أجمعين‪".‬‬
‫وقال تعالى ‪ } :‬أ َم حسبت َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬‫ما ي َعْل َم ِ الل ّ ُ‬ ‫ة وَل َ ّ‬ ‫جن ّ َ‬‫خُلوا ال ْ َ‬ ‫ن ت َد ْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ َ ِ ُْ ْ‬
‫ل‬‫ن قَب ْ ِ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫من ّوْ َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫قد ْ ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن )‪ (142‬وَل َ َ‬ ‫ري َ‬ ‫صا َب ِ ِ‬
‫م ال ّ‬ ‫م وَي َعْل َ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫دوا ِ‬ ‫جاهَ ُ‬ ‫َ‬
‫ن )‪] (143‬آل عمران‪{[143 ،142/‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قوْه ُ فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م ت َن ْظُرو َ‬ ‫موه ُ وَأن ْت ُ ْ‬ ‫قد ْ َرأي ْت ُ ُ‬ ‫ن ت َل َ‬ ‫أ ْ‬
‫ة قَب َ َ‬ ‫َ‬
‫صك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ح َ‬ ‫م ّ‬‫ه ت ََعاَلى وَي ُ َ‬ ‫م الل ُ‬ ‫خت َب َِرك ُ ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫جن ّ َ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫م ت َد ْ ُ‬ ‫سُبوا أن ّك ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫وَل َ ت َ ْ‬
‫ب للهِ ‪،‬‬ ‫جي ُ‬ ‫ست َ ِ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَي ََرى َ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬
‫ص َد ْقَ إي َ‬ ‫جَهاد ِ ل ِي ََرى ِ‬ ‫دائ ِد ِ َوال ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫ب‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫حُرو ِ‬ ‫كارِهِ ال ُ‬ ‫صب ُِر ع َلى َ‬ ‫دائ ِهِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ل أع ْ َ‬ ‫ص ِفي طاع َت ِهِ ‪ ،‬وَقَِتا ِ‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫وَي ُ ْ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(145 / 1) -‬‬ ‫‪181‬‬

‫‪117‬‬
‫دوا‬ ‫شه َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫شهِد َ وَقْعَةِ أ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى َ‬ ‫ب الل ُ‬ ‫خاط ِ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫م‬
‫م َيو ٌ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫كو َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ل ِي َ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قَتا ِ‬ ‫وقا ً ل ِل ْ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حّرُقو َ‬ ‫كاُنوا ي َت َ َ‬ ‫درا ً ‪ ،‬وَ َ‬ ‫بَ ْ‬
‫قات ُِلوا‬ ‫َ‬
‫حد ٍ ل ِي ُ َ‬ ‫ج إَلى أ ُ‬ ‫خُرو ِ‬ ‫ل ‪ِ ‬في ال ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫حوا ع ََلى الّر ُ‬ ‫ك َي َوْم ِ ب َد ْرٍ ‪ ،‬وَقَد ْ أل َ ّ‬
‫ل‬‫سِبي ِ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫من ّوْ َ‬ ‫م ت َت َ َ‬‫قد ْ ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ؤلِء ‪ :‬ل َ َ‬ ‫ل ت ََعاَلى ل ِهَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن ‪ .‬وَي َ ُ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬
‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن َ‬ ‫م ت ََروْ َ‬ ‫معَْرك َةِ ‪ ،‬فََها أن ْت ُ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫دا ِ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ن ت ُل َُقوا ال َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫اللهِ قَب ْ َ‬
‫ن‬
‫حَزُنو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ما َبال ُك ُ ْ‬ ‫م؟ وَ َ‬ ‫ت ِفيك ُ ْ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ما وَقَعَ ال َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫شت ُ ْ‬ ‫م د َه ِ ْ‬ ‫ما َبال ُك ُ ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫من ّوْ َ‬ ‫ت َت َ َ‬
‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫‪182‬‬
‫ن؟‬ ‫من ّوْ َ‬ ‫ن وَت َت َ َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫م تُ ِ‬ ‫قاِء َ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫ضعُ ُ‬‫وَت َ ْ‬
‫" إن بلء المؤمنين وجهادهم ‪ ،‬هو الذي يكشف عن إيمانهم ‪ ،‬ويعطى‬
‫قا ‪ ،‬وأنهم أدوا حقّ هذا‬ ‫الدليل العملي لهم وللّناس ‪ ،‬أّنهم مؤمنون ح ّ‬
‫اليمان ‪ ،‬بلء وجهادا‪.‬‬
‫ن‬‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م وَي َعْل َ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ن جاهَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ما ي َعْل َم ِ الل ّ ُ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬وَل َ ّ‬
‫« ل يتعلق علم الّله بجهادهم وصبرهم‪ .‬فعلم الّله واقع على ما كان‬
‫منهم وما سيكون قبل أن يكون ‪ ،‬ولكن المراد بالعلم هنا ‪ ،‬علم المعلوم‬
‫فى حال وقوعه ‪ ،‬أي علمه على الصفة التي وقع عليها ‪ ..‬وهذا وإن كان‬
‫واقعا فى علم الّله ‪ ،‬إل أنه علم غيب لما سيقع ‪ ،‬والمراد بالعلم هنا‬
‫علم الشهادة لما وقع‪.‬‬
‫والذي تضمنته هذه اليات الكريمة ‪ ،‬تعقيبا على هذا الحدث ـ هو عزاء‬
‫ى وللمؤمنين ‪..‬ففى قوله تعالى ‪» :‬‬ ‫وتعالى للنب ّ‬ ‫جميل من الّله سبحانه‬
‫َ‬
‫ى‬
‫ن « نفحة من الله ‪ ،‬تنزل على النب ّ‬
‫ّ‬ ‫م اْل َع ْل َوْ َ‬ ‫حَزُنوا وَأن ْت ُ ُ‬ ‫َول ت َهُِنوا َول ت َ ْ‬
‫ون عليهم كل مصاب ‪ ،‬ويجلو عن صدورهم‬ ‫وعلى المؤمنين معه ‪ ،‬بما يه ّ‬
‫حَزُنوا «‬ ‫م وحزن! وهل مع قول العزيز الرحيم ‪َ » :‬ول ت َهُِنوا َول ت َ ْ‬ ‫كل ه ّ‬
‫يكون ما يوهن ويضعف ‪ ،‬أو يبقى ما يسوء ويحزن ؟‬
‫وسبحانك ربى! ما أوسع رحمتك ‪ ،‬وما أعظم فضلك ‪ ،‬وما أكثر بّرك‬
‫بالمؤمنين ‪ ،‬ورعايتك للمجاهدين!! تبتليهم فى أموالهم وأنفسهم ‪،‬‬
‫لتضاعف لهم الجر ‪ ،‬وتعظم لهم المثوبة ‪ ،‬ثم تعود بفضلك ورحمتك‬
‫فتعافيهم مما ابتليتهم به ‪ ،‬وتمل قلوبهم سكينة ورضى ومسرة ‪ ،‬بما‬
‫َ‬
‫م اْل َع ْل َوْ َ‬
‫ن‬ ‫تسوق إليهم من رحمات وبشريات! وفى قوله تعالى ‪ » :‬وَأن ْت ُ ُ‬
‫« حكم من لدن حكيم عليم ‪ ،‬حكم به للمؤمنين أن يكونوا دائما فى‬
‫المنزلة العليا فى هذه الحياة ‪ ..‬لهم العزة والغلب على أعدائهم أبدا ‪،‬‬
‫سِبيًل‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ه ل ِْلكافِ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مصداقا لقوله تعالى ‪ » :‬وَل َ ْ‬
‫ن « تثبيت‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫« )‪ : 141‬النساء( وفى قوله تعالى ‪ » :‬إ ِ ْ‬
‫للمؤمنين على اليمان ‪..‬‬
‫قه من الصبر‬ ‫وأنهم إذا ثبتوا على إيمانهم ‪ ،‬وأعطوا هذا اليمان ح ّ‬
‫والتقوى ‪ ،‬فإنهم لن يهنوا ولن يحزنوا أبدا ‪ ،‬وأنهم العلون أبدا ‪..‬‬
‫ك‬ ‫ه وَت ِل ْ َ‬ ‫مث ْل ُ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م قَْر ٌ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ح فَ َ‬ ‫م قَْر ٌ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫س « هو عزاء آخر للمؤمنين لما أصيبوا به فى‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م ُنداوُِلها ب َي ْ َ‬ ‫اْلّيا ُ‬
‫أنفسهم ‪ ،‬ولما أصيبوا به فى أهليهم ‪ ..‬وأنهم إن يكونوا قد أصيبوا اليوم‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(435 / 1) -‬‬ ‫‪182‬‬

‫‪118‬‬
‫بما يؤلم ويوجع ‪ ،‬فقد أصابوا هم أعداءهم بما يؤلم ويوجع! ثم ليعلم‬
‫المؤمنون من هذا أن طريقهم فى مسيرتهم مع السلم ليست كلها‬
‫يوما واحدا كيوم بدر ‪ ،‬بل إنهم سيغلبون ويغلبون ‪ ،‬ويقتلون ويقتلون ‪،‬‬
‫ويصيبون ويصابون ‪ ..‬وهكذا الدنيا ‪ ..‬وتلك سّنة الحياة فيها ‪ ..‬ل تدوم‬
‫على وجه واحد ‪ ،‬بل هى وجوه متقلبة متغيرة! تقبل وتدبر ‪ ،‬وتضحك‬
‫وتبكى ‪..‬‬
‫وذلك هو الذي يعطى الحياة حيوية ‪ ،‬وهو الذي يغرى الناس بالسعي‬
‫والعمل ‪ ،‬لينتقلوا من حال إلى حال ‪ ،‬ومن وضع إلى وضع ‪ ..‬ولو أخذ‬
‫الناس بوضع ثابت مستقر ـ ولو كان ذلك فى أحسن حال ‪ ،‬وأمكن وضع‬
‫ـ لماتت فى أنفسهم نوازع التطلعات إلى المستقبل ‪ ،‬ولخمدت فيهم‬
‫جذوة الحماس للكفاح والنضال‪.‬‬
‫شَهداَء « بيان‬ ‫م ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫خذ َ ِ‬ ‫مُنوا وَي َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬وَل ِي َعْل َ َ‬
‫لحكمة الّله من هذا البتلء ‪ ..‬ففى هذا البتلء ‪ ،‬وتحت وطأة القتال ‪،‬‬
‫ينكشف إيمان المؤمنين ‪ ،‬ويعرف ما عندهم من صدق وبلء ‪ ..‬فيكتب‬
‫لهم ما كان فى علم الّله ‪ ،‬وما وقع منهم ‪ ،‬وهو أنهم مؤمنون‬
‫شَهداَء « إشارة إلى أن‬ ‫م ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫مجاهدون! وفى قوله تعالى ‪ » :‬وَي َت ّ ِ‬
‫ى فى أحد ـ كانوا جميعا على درجة‬ ‫جماعة المؤمنين الذين كانوا مع النب ّ‬
‫ن أنزلهم درجة فى هذا اليمان كان مؤهل لن‬ ‫عالية من اليمان ‪ ،‬وأ ّ‬
‫شَهداَء‬ ‫م ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫يكون فى عداد الشهداء ‪ ،‬ولهذا جاء قوله تعالى ‪ » :‬وَي َت ّ ِ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫« خطابا لهم جميعا ‪ ،‬وكان نسق النظم أن يجىء هكذا ‪ » :‬وَل ِي َعْل َ َ‬
‫ن هذا يعزل بعض المجاهدين‬ ‫شَهداَء « ‪ ،‬ولك ّ‬ ‫م ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫خذ َ ِ‬ ‫مُنوا وَي َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫عن أن يكونوا فى المؤمنين ‪ ،‬الصالحين لن يتخذ الّله منهم شهداء ‪..‬‬
‫خذ َ « إشارة كريمة إلى هذا المقام الكريم‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬وَي َت ّ ِ‬
‫الذي يرتفع إليه الشهداء ‪ ،‬وأنهم خيار المؤمنين ‪ ،‬والمصطفين منهم ‪،‬‬
‫ولهذا اتخذهم الّله شهداء ‪ ..‬إذ التخاذ أخذ عن اختبار واختيار ‪ ..‬وفى‬
‫ن « تحريض للمسلمين على قتال‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫قوله تعالى ‪َ » :‬والل ّ ُ‬
‫المشركين ‪ ،‬واحتمال المكروه فى سبيل إضعافهم أو القضاء عليهم ‪،‬‬
‫لنهم ظالمون لنفسهم ‪ ،‬بصرفها عن الهدى إلى الضلل ‪ ،‬وظالمون‬
‫للنسانية إذ هم قوى شريرة عاملة على طمس معالم الهدى وصد ّ‬
‫ن « ومن ل يحّبه الّله فهو‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫الناس عن الخير ‪َ » ..‬والل ّ ُ‬
‫عدو لّله ‪ ،‬يجب على أولياء الّله أن يعادوه ‪ ،‬ويخّلصوه من الذي فى‬
‫يديه ‪ ،‬يرمى به نفسه ‪ ،‬ويصيب به الناس‪.‬‬
‫ن « أي من‬ ‫ري َ‬ ‫حقَ اْلكافِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مُنوا وَي َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ص الل ّ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ّ‬‫وقوله تعالى ‪ » :‬وَل ِي ُ َ‬
‫حص اللهّ‬ ‫تمام حكمة هذا البتلء فيما بين المؤمنين والكافرين أن يم ّ‬
‫المؤمنين بهذا البتلء ‪ ،‬وينقيهم من دخائل الضعف والوهن ‪ ،‬بملقاة‬
‫الشدائد والصبر عليها ‪ ،‬كما أن فى هذا البتلء إضعافا لشوكة الكافرين‬
‫وتوهينا لقوى البغي والعدوان ‪ ،‬المتربصة باليمان وبالمؤمنين‪.‬‬
‫وقوله تعالى ‪ » :‬أ َم حسبت َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ما ي َعْل َم ِ الل ّ ُ‬ ‫ة وَل َ ّ‬ ‫جن ّ َ‬‫خُلوا ال ْ َ‬ ‫ن ت َد ْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ َ ِ ُْ ْ‬
‫ن « بيان آخر للحكمة من هذا البتلء الذي‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م وَي َعْل َ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫دوا ِ‬‫جاهَ ُ‬
‫‪119‬‬
‫ابتلى الّله به المؤمنين ‪ ،‬فى قتال الكافرين ‪ ،‬وهو أن هذا البتلء هو‬
‫الذي يكشف عن إيمان المؤمنين ‪ ،‬وصبرهم على المكروه ‪ ،‬واحتمالهم‬
‫الذى فى سبيل الّله ‪ ،‬وذلك هو الذي يميز الخبيث من الطيب ‪ ،‬ويجعل‬
‫ل مكانه عند الّله ‪ ..‬فالجنة للمجاهدين الصابرين ‪ ..‬والنار للمشركين‬ ‫لك ّ‬
‫المعاندين‪.‬‬
‫ن ت َل ْ َ‬ ‫َ‬
‫قد ْ‬‫قوْه ُ فَ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬ ‫موْ َ‬‫ن ال ْ َ‬
‫من ّوْ َ‬
‫م تَ َ‬‫قد ْ ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬وَل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫م ت َن ْظ ُُرو َ‬ ‫موه ُ وَأن ْت ُ ْ‬ ‫َرأي ْت ُ ُ‬
‫ول‬ ‫هو عتاب رقيق للمؤمنين الذين شهدوا القتال فى أحد ‪ ،‬ثم تح ّ‬
‫بعضهم عن موقف الموت ‪ ،‬إلى حيث السلمة وجمع الغنائم ‪ ،‬بعد أن‬
‫لحت بوارق النصر للمؤمنين ‪ :‬كما أن كثيرا منهم ترك القتال بعد أن‬
‫بانت الهزيمة فى جانب المسلمين ‪ ..‬فلقد كان كثير من المسلمين‬
‫الذين شهدوا أحدا ‪ ،‬ولم يكونوا قد شهدوا بدرا ـ كانوا يأسفون على أن‬
‫ظهم من الجهاد فى معركة بدر ‪ ،‬وتعرضهم للستشهاد فى‬ ‫فاتهم ح ّ‬
‫سبيل الّله ‪ ..‬فخرجوا إلى أحد على نية الستشهاد ‪ ..‬فلما كان من‬
‫هؤلء وهؤلء ‪ ،‬ما كان فى أحد ‪ ،‬من إقبال على الغنائم ‪ ،‬أو فرار من‬
‫المعركة ـ كان هذا العتاب الرقيق من الّله سبحانه وتعالى لهم ‪،‬‬
‫كرهم بأنهم قالوا ولم يفعلوا ‪ ،‬وهذا موقف ل يرضاه الّله لهم ‪ ،‬إذ‬ ‫ليذ ّ‬
‫قتا ً‬ ‫َ‬
‫ن ك َب َُر َ‬
‫م ْ‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫ن ما ل ت َ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م تَ ُ‬
‫مُنوا ل ِ َ‬‫نآ َ‬ ‫يقول سبحانه ‪ » :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫ن « )‪ 2‬ـ ‪ : 3‬الصف( وفى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫قوُلوا ما ل ت َ ْ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ن«‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫» فَ َ‬
‫م ت َن ْظُرو َ‬ ‫موه ُ وَأن ْت ُ ْ‬ ‫قد ْ َرأي ْت ُ ُ‬
‫تأسيف وتنديم ‪ ،‬لولئك الذين فاتهم الستشهاد فى » أحد « وأنهم قد‬
‫ضنوا بأنفسهم عن هذا المقام الكريم ‪ ،‬حتى لقد اكتفوا بأن يروا الموت‬
‫‪183‬‬
‫فى غيرهم وهم ينظرون إليه من بعيد!"‬
‫" إن صيغة السؤال الستنكارية يقصد بها إلى التنبيه بشدة إلى خطأ‬
‫هذا التصور ‪ :‬تصور أنه يكفي النسان أن يقولها كلمة باللسان ‪:‬‬
‫أسلمت وأنا على استعداد للموت‪ .‬فيبلغ بهذه الكلمة أن يؤدي تكاليف‬
‫اليمان ‪ ،‬وأن ينتهي إلى الجنة والرضوان! إنما هي التجربة الواقعية ‪،‬‬
‫والمتحان العملي‪ .‬وإنما هو الجهاد وملقاة البلء ‪ ،‬ثم الصبر على‬
‫تكاليف الجهاد ‪ ،‬وعلى معاناة البلء‪.‬‬
‫دوا‬‫ن جاهَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ما ي َعْل َم ِ الل ّ ُ‬‫وفي النص القرآني لفتة ذات مغزى ‪» :‬وَل َ ّ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬‫م ال ّ‬ ‫م« ‪» ..‬وَي َعْل َ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫فل يكفي أن يجاهد المؤمنون‪ .‬إنما هو الصبر على تكاليف هذه الدعوة‬
‫أيضا‪ .‬التكاليف المستمرة المتنوعة التي ل تقف عند الجهاد في‬
‫الميدان‪ .‬فربما كان الجهاد في الميدان أخف تكاليف هذه الدعوة التي‬
‫يطلب لها الصبر ‪ ،‬ويختبر بها اليمان‪ .‬إنما هنالك المعاناة اليومية التي‬
‫ل تنتهي ‪ :‬معاناة الستقامة على أفق اليمان‪ .‬والستقرار على‬
‫مقتضياته في الشعور والسلوك ‪ ،‬والصبر في أثناء ذلك على الضعف‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(601 / 2) -‬‬ ‫‪183‬‬

‫‪120‬‬
‫النساني ‪ :‬في النفس وفي الغير ‪ ،‬ممن يتعامل معهم المؤمن في‬
‫حياته اليومية‪ .‬والصبر على الفترات التي يستعلي فيها الباطل وينتفش‬
‫ويبدو كالمنتصر! والصبر على طول الطريق وبعد الشقة وكثرة‬
‫العقبات‪ .‬والصبر على وسوسة الراحة وهفوة النفس لها في زحمة‬
‫الجهد والكرب والنضال‪ .‬والصبر على أشياء كثيرة ليس الجهاد في‬
‫الميدان إل واحدا منها ‪ ،‬في الطريق المحفوف بالمكاره‪ .‬طريق الجنة‬
‫ي وبكلمات اللسان!‬ ‫التي ل تنال بالمان ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ت َل ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫موه ُ وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ه‪ .‬فَ َ‬
‫قد ْ َرأي ْت ُ ُ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬
‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مو ْ َ‬ ‫من ّوْ َ‬
‫م تَ َ‬ ‫»وَل َ َ‬
‫قد ْ ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ن« ‪..‬وهكذا يقفهم السياق وجها لوجه مرة أخرى أمام الموت‬ ‫ت َن ْظ ُُرو َ‬
‫الذي واجهوه في المعركة ‪ ،‬وقد كانوا من قبل يتمنون لقاءه‪ .‬ليوازنوا‬
‫في حسهم بين وزن الكلمة يقولها اللسان ‪ ،‬ووزن الحقيقة يواجهها في‬
‫العيان‪ .‬فيعلمهم بهذا أن يحسبوا حسابا لكل كلمة تطلقها ألسنتهم ‪،‬‬
‫ويزنوا حقيقة رصيدها الواقعي في نفوسهم ‪ ،‬على ضوء ما واجهوه من‬
‫حقيقتها حين واجهتهم! وبذلك يقدرون قيمة الكلمة ‪ ،‬وقيمة المنية ‪،‬‬
‫وقيمة الوعد ‪ ،‬في ضوء الواقع الثقيل! ثم يعلمهم أن ليست الكلمات‬
‫الطائرة ‪ ،‬والماني المرفرفة هي التي تبلغهم الجنة ‪ ،‬إنما هو تحقيق‬
‫الكلمة ‪ ،‬وتجسيم المنية ‪ ،‬والجهاد الحقيقي ‪ ،‬والصبر على المعاناة‪.‬‬
‫حتى يعلم الّله منهم ذلك كله واقعا كائنا في دنيا الناس!‬
‫ولقد كان الّله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬قادرا على أن يمنح النصر لنبيه ولدعوته‬
‫ولدينه ولمنهجه منذ اللحظة الولى ‪ ،‬وبل كد من المؤمنين ول عناء‪.‬‬
‫وكان قادرا أن ينزل الملئكة تقاتل معهم ‪ -‬أو بدونهم ‪ -‬وتدمر على‬
‫المشركين ‪ ،‬كما دمرت على عاد وثمود وقوم لوط ‪..‬‬
‫ولكن المسألة ليست هي النصر ‪ ..‬إنما هي تربية الجماعة المسلمة ‪،‬‬
‫التي تعد لتتسلم قيادة البشرية ‪ ..‬البشرية بكل ضعفها ونقصها وبكل‬
‫شهواتها ونزواتها وبكل جاهليتها وانحرافها ‪ ..‬وقيادتها قيادة راشدة‬
‫تقتضي استعدادا عاليا من القادة‪ .‬وأول ما تقتضيه صلبة في الخلق ‪،‬‬
‫وثبات على الحق ‪ ،‬وصبر على المعاناة ‪ ،‬ومعرفة بمواطن الضعف‬
‫ومواطن القوة في النفس البشرية ‪ ،‬وخبرة بمواطن الزلل ودواعي‬
‫النحراف ‪ ،‬ووسائل العلج ‪..‬‬
‫ثم صبر على الرخاء كالصبر على الشدة‪ .‬وصبر على الشدة بعد‬
‫الرخاء‪ .‬وطعمها يومئذ لذع مرير! ‪..‬‬
‫وهذه التربية هي التي يأخذ الّله بها الجماعة المسلمة حين يأذن‬
‫بتسليمها مقاليد القيادة ‪ ،‬ليعدها بهذه التربية للدور العظيم الهائل‬
‫الشاق ‪ ،‬الذي ينوطه بها في هذه الرض‪ .‬وقد شاء ‪ -‬سبحانه ‪ -‬أن يجعل‬
‫هذا الدور من نصيب »النسان« الذي استخلفه في هذا الملك العريض!‬
‫وقدر الّله في إعداد الجماعة المسلمة للقيادة يمضي في طريقه ‪،‬‬
‫بشتى السباب والوسائل ‪ ،‬وشتى الملبسات والوقائع ‪ ..‬يمضي أحيانا‬
‫عن طريق النصر الحاسم للجماعة المسلمة ‪ ،‬فتستبشر ‪ ،‬وترتفع ثقتها‬
‫بنفسها ‪ -‬في ظل العون اللهي ‪ -‬وتجرب لذة النصر ‪ ،‬وتصبر على‬
‫‪121‬‬
‫نشوته ‪ ،‬وتجرب مقدرتها على مغالبة البطر والزهو والخيلء ‪ ،‬وعلى‬
‫التزام التواضع والشكر لّله ‪ ..‬ويمضي أحيانا عن طريق الهزيمة‬
‫والكرب والشدة‪ .‬فتلجأ إلى الّله ‪ ،‬وتعرف حقيقة قوتها الذاتية ‪،‬‬
‫وضعفها حين تنحرف أدنى انحراف عن منهج الّله‪ .‬وتجرب مرارة‬
‫الهزيمة وتستعلي مع ذلك على الباطل ‪ ،‬بما عندها من الحق المجرد‬
‫وتعرف مواضع نقصها وضعفها ‪ ،‬ومداخل شهواتها ‪ ،‬ومزالق أقدامها‬
‫فتحاول أن تصلح من هذا كله في الجولة القادمة ‪ ..‬وتخرج من النصر‬
‫ومن الهزيمة بالزاد والرصيد ‪ ..‬ويمضي قدر الّله وفق سنته ل يتخلف‬
‫ول يحيد ‪..‬‬
‫وقد كان هذا كله طرفا من رصيد معركة أحد الذي يحشده السياق‬
‫القرآني للجماعة المسلمة ‪ -‬على نحو ما نرى في هذه اليات ‪ -‬وهو‬
‫‪184‬‬
‫رصيد مدخر لكل جماعة مسلمة ولكل جيل من أجيال المسلمين‪".‬‬
‫قوا ربك ُم ل ِل ّذي َ‬
‫سُنوا ِفي‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ّ ْ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عَباد ِ ال ّ ِ‬ ‫ل َيا ِ‬ ‫وقال تعالى ‪ } :‬قُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫هم ب ِغَي ْ ِ‬ ‫جَر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫صاب ُِرو َ‬ ‫ما ي ُوَّفى ال ّ‬ ‫ة إ ِن ّ َ‬ ‫سعَ ٌ‬ ‫ض الل ّهِ َوا ِ‬ ‫ة وَأْر ُ‬ ‫سن َ ٌ‬‫ح َ‬ ‫هَذ ِهِ الد ّن َْيا َ‬
‫ب{ )‪ (10‬سورة الزمر‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن ي َعِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وى‬‫ق َ‬ ‫م ب ِت َ ْ‬ ‫مَرهُ ْ‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَب ِأ ْ‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ظ ال ُ‬ ‫م ب ِأ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ه الك َ ِ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه ت ََعاَلى َر ُ‬ ‫مُر الل ُ‬ ‫ي َأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫من ْهُ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫ن ي َذ ْك َُر ل َهُ ْ‬ ‫طاع َت ِهِ ‪ ،‬وَب ِأ ْ‬ ‫ت ع ََلى َ‬ ‫اللهِ ت ََعاَلى ‪َ ،‬والث ََبا ِ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫خَرةِ ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ن ِفي الد ّن َْيا وال ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫جَزاُء ال َ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ل فَل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫العَ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫سعَ ٌ‬ ‫ض اللهِ َوا ِ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫دين َةِ ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ة إ َِلى ال َ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَرةِ ِ‬ ‫م ِفي الهِ ْ‬ ‫غبا ً إ ِّياهُ ْ‬ ‫مَر ّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫م ِفيهِ ‪ ،‬فَعَليِهم‬ ‫ذي هُ ْ‬ ‫َ‬
‫م ِفي الب َلد ِ ال ِ‬ ‫م ب ِعَِباد َةِ َرب ّهِ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫طيُعوا ال ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫َ‬
‫ذا ل ْ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫ة العَِباد َةِ ‪ ،‬وَِإن الله ُيوّفي‬ ‫حّري َ ُ‬ ‫خَر ت َت َوَفُّر ِفيهِ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫كا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫جَرة ُ إ َِلى َ‬ ‫الهِ ْ‬
‫َ‬
‫شاَء‬ ‫ما َ‬ ‫ضل ِهِ َ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫زيد ُهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َ ِ‬ ‫مال ِهِ ْ‬ ‫ب أع ْ َ‬ ‫وا َ‬ ‫ن ع ََلى الب ْت ِل َِء ‪ ،‬ث َ َ‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫‪185‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِغَي ِرِ ِ‬
‫" فهو نداء من رب كريم إلى عباده الذين آمنوا به ‪ ،‬واستجابوا‬
‫لرسوله ‪ ،‬بعد أن سمعوا آيات رّبهم ‪ ،‬وعرفوا مواقع الحق منها ‪ ..‬وفى‬
‫هذا النداء الكريم يستدعيهم ربهم إليه بالتقوى التي تقربهم منه ‪،‬‬
‫وتدنبهم من رحمته وإحسانه ‪..‬‬
‫فاليمان هو أول خطوة إلى الله ‪ ..‬والوقوف عند هذه الخطوة تقصير‬ ‫ّ‬
‫باليمان وتعطيل لمعطياته التي كان جديرا بالمؤمن أن يحصل عليها‬
‫بإيمانه ‪ ..‬والعمل بهذا اليمان ‪ ،‬والغرس فى مغارسه هو الذي يحقق‬
‫للمؤمن الوصول إلى الّله ‪ ،‬وإلى مواقع رحمته ورضوانه ‪ ..‬وفى هذا‬
‫م‬
‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت ي َهْ ِ‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَع َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫يقول سبحانه ‪ » :‬إ ِ ّ‬
‫ت الن ِّعيم ِ « )‪ : 9‬يونس( ‪..‬‬ ‫جّنا ِ‬ ‫م اْلْنهاُر ِفي َ‬ ‫َ‬
‫حت ِهِ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ب ِِإيمان ِهِ ْ‬
‫فاليمان مصباح يضىء للمؤمن الطريق إلى ربه ‪ ..‬والعمل الصالح هو‬
‫دة‬ ‫ل به شعلته متق ّ‬ ‫الزيت الذي يمد ّ هذا المصباح بالوقود الذي تظ ّ‬
‫ة«ـ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫مضيئة أبدا ‪ ..‬وقوله تعالى ‪ » :‬ل ِل ّذي َ‬
‫ح َ‬ ‫سُنوا ِفي هذ ِهِ الد ّْنيا َ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ َ‬
‫إشارة إلى أن العمال ‪ ،‬الحسنة ‪ ،‬تعطى ثمرة حسنة معجلة فى هذه‬
‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(483 / 1) -‬‬ ‫‪184‬‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(3947 / 1) -‬‬ ‫‪185‬‬

‫‪122‬‬
‫الدنيا إلى ما تعطيه من حسنات كثيرة فى الخرة ‪ ..‬فالعمل الحسن هو‬
‫حسن فى ذاته ‪ ،‬ل يجىء منه إل ما هو حسن ‪ ..‬وهذا من شأنه أن‬
‫يضمن للمحسنين حياة طيبة معه فى الدنيا ـ مع صرف النظر ـ عما‬
‫يكون له من آثار طيبة فيما وراء هذه الدنيا ‪ ..‬وبهذا‪.‬‬
‫الحساب يرى المحسنون أنهم غير مغبونين فى تعاملهم بالحسان فى‬
‫دنياهم ‪ ،‬وأنهم ـ وبصرف النظر عن الحياة الخرى ‪ ،‬وبمعزل عنها ـ‬
‫ينالون بإحسانهم حياة طيبة ‪ ،‬ويجدونها فى راحة الضمير ‪ ،‬وصفاء‬
‫صلون من متاع مادى ‪ ،‬وشهوات عاجلة‬ ‫النفس ‪ ،‬وإن لم يجدوها فيما يح ّ‬
‫ل تلبث أن تخمد ‪ ،‬فل يجد المرء لها أثرا ‪..‬‬
‫وفى إفراد كلمة » حسنة « وتنكيرها ‪ ،‬إشارة إلى أن ما يجزى به‬
‫المحسنون بإحسانهم فى الدنيا ‪ ،‬هو قليل قليل بالضافة إلى ما يجزون‬
‫به فى الخرة ‪..‬‬
‫َ‬
‫ة « ـ إشارة إلى أن المؤمن قد ل‬ ‫ض الل ّهِ وا ِ‬
‫سعَ ٌ‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬وَأْر ُ‬
‫يجد فى مكان ما سبيل إلى العمل ‪ ،‬وإلى الغرس فى مغارس الحسان‬
‫‪ ،‬حيث تكون الرض التي يعيش فيها أرضا خبيثة ‪ ،‬ل تمسك ماء ‪ ،‬ول‬
‫تنبث نباتا ‪ ..‬وهنا ينبغى على المؤمن أن يتحول عن هذه الرض ‪ ،‬إلى‬
‫غيرها ‪ ،‬مما هو طيب صالح‪.‬‬
‫فأرض الّله واسعة ‪ ،‬وكما أن فيها الخبيث النكد ‪ ،‬ففيها الطيب‬
‫الكريم ‪..‬‬
‫وفى هذا ‪ ،‬دعوة للمؤمنين الذين كانوا يعيشون فى مكة قبل الهجرة ‪،‬‬
‫محاصرين من المشركين ‪ ،‬ل يستطيعون أن يعطوا إيمانهم حقه ‪ ،‬ول‬
‫أن يفجروا ينابيع الخير منه ـ فى هذا دعوة لهم أن يتحولوا عن هذا‬
‫الموقع من الرض إلى أرض أخرى ‪ ،‬حيث تطيب فيها مغارسهم ‪،‬‬
‫وحيث يرفعون مصابيح الهدى التي بين أيديهم ‪ ،‬فتمل الدنيا من حولهم‬
‫هدى ونورا ‪ ..‬وقد كان ‪ ،‬فهاجر المؤمنون إلى المدينة ‪ ،‬وفى هذا‬
‫المكان الطيب من الرض سطح نور السلم ‪ ،‬ودخل الناس فى دين‬
‫الّله أفواجا ‪..‬‬
‫ب « ـ دعوة‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬إنما يوّفى الصابرو َ‬
‫حسا ٍ‬ ‫م ب ِغَي ْرِ ِ‬
‫جَرهُ ْ‬
‫نأ ْ‬ ‫ّ ُِ َ‬ ‫ِّ ُ َ‬
‫للمؤمنين إلى الصبر ‪ ،‬الذي هو ملك كل أمر يراد منه الخير الكثير‬
‫الدائم الذي ل ينقطع ‪..‬‬
‫إن كل ثمرة إنما تكون قيمتها بقدر ما يبذل فيها من جهد ‪ ،‬وما يحتمل‬
‫فى سبيلها من عناء ومعاناة ‪ ..‬ومن طلب ثمرة بل عمل ‪ ،‬فقد طلب‬
‫ب « ـ إشارة إلى أن‬ ‫حسا ٍ‬ ‫رّيا من سراب! وفى قوله تعالى ‪ » :‬ب ِغَي ْرِ ِ‬
‫جزاء الصبر جزاء عظيم ‪ ،‬وأن ميزان العمل الذي يجىء فى أعقاب‬
‫الصبر يرجح جميع العمال كلها ‪ ،‬حيث ينال الصابر جزاء صبره ‪ ،‬ما‬
‫‪186‬‬
‫يشاء من فضل وإحسان ‪ ،‬بل حساب! "‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(1129 / 12) -‬‬ ‫‪186‬‬

‫‪123‬‬
‫"والتقوى هي تلك الحساسية في القلب ‪ ،‬والتطلع إلى الّله في حذر‬
‫وخشية ‪ ،‬وفي رجاء وطمع ‪ ،‬ومراقبة غضبه ورضاه في توفز وإرهاف ‪..‬‬
‫إنها تلك الصورة الوضيئة المشرقة ‪ ،‬التي رسمتها الية السابقة لذلك‬
‫الصنف الخاشع القانت من عباد الّله‪.‬‬
‫ة« ‪..‬وما أجزل الجزاء! حسنة في‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫»ل ِل ّذي َ‬
‫ح َ‬‫سُنوا ِفي هذ ِهِ الد ّْنيا َ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ َ‬
‫الدنيا القصيرة اليام الهزيلة المقام‪ .‬تقابلها حسنة في الخرة دار البقاء‬
‫والدوام‪.‬‬
‫ولكنه فضل الّله على هذا النسان‪ .‬الذي يعرف منه ضعفه وعجزه‬
‫وضآلة جهده‪ .‬فيكرمه ويرعاه!‬
‫َ‬
‫ة«‪.‬فل يقعد بكم حب الرض ‪ ،‬وإلف المكان ‪،‬‬ ‫سعَ ٌ‬ ‫ض الل ّهِ وا ِ‬ ‫»وَأْر ُ‬
‫وأواصر النسب والقربى والصحبة في دار عن الهجرة منها ‪ ،‬إذا ضاقت‬
‫بكم في دينكم ‪ ،‬وأعجزكم فيها الحسان‪ .‬فإن اللتصاق بالرض في‬
‫هذه الحالة مدخل من مداخل الشيطان ولون من اتخاذ النداد لّله في‬
‫قلب النسان‪.‬‬
‫وهي لفتة قرآنية لطيفة إلى مداخل الشرك الخفية في القلب‬
‫البشري ‪ ،‬في معرض الحديث عن توحيد الّله وتقواه ‪ ،‬تنبئ عن مصدر‬
‫هذا القرآن‪ .‬فما يعالج القلب البشري هذا العلج إل خالقه البصير به ‪،‬‬
‫العليم بخفاياه‪.‬‬
‫والّله خالق الناس يعلم أن الهجرة من الرض عسيرة على النفس ‪،‬‬
‫وأن التجرد من تلك الوشائج أمر شاق ‪ ،‬وأن ترك مألوف الحياة‬
‫ووسائل الرزق واستقبال الحياة في أرض جديدة تكليف صعب على‬
‫بني النسان ‪ :‬ومن ثم يشير في هذا الموضع إلى الصبر وجزائه‬
‫ر‬ ‫المطلق عند الّله بل حساب ‪» :‬إنما يوّفى الصابرو َ‬
‫م ب ِغَي ْ ِ‬‫جَرهُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ّ ُِ َ‬ ‫ِّ ُ َ‬
‫ب« ‪..‬فيأخذ قلوبهم بهذه اللمسة في موضعها المناسب ‪ ،‬ويعالج‬ ‫حسا ٍ‬ ‫ِ‬
‫ما يشق على تلك القلوب الضعيفة العلج الشافي ‪ ،‬وينسم عليها في‬
‫موقف الشدة نسمة القرب والرحمة‪ .‬ويفتح لها أبواب العوض عن‬
‫الوطن والرض والهل واللف عطاء من عنده بغير حساب ‪ ..‬فسبحان‬
‫العليم بهذه القلوب ‪ ،‬الخبير بمداخلها ومساربها ‪ ،‬المطلع فيها على‬
‫‪187‬‬
‫خفي الدبيب‪".‬‬
‫وغير ذلك من اليات كثير ‪.‬‬
‫وأما في السنة فقد وردت أحاديث كثيرة منها‪:‬‬
‫شط ُْر‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬الط ُّهوُر َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫شعَرِىّ َقا َ‬ ‫ك ال َ ْ‬ ‫عَ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫اليمان وال ْحمد ل ِل ّه تمل ُ ال ْميزان‪ .‬وسبحان الل ّه وال ْحمد ل ِل ّه تملن ‪ -‬أوَ‬
‫ْ‬ ‫ِ َ َ ْ ُ ِ َ ْ ِ‬ ‫ِ َ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫ِ َ ِ َ َ ْ ُ ِ َ ْ‬
‫َ‬ ‫تَ ُ‬
‫صب ُْر‬‫ن َوال ّ‬ ‫ها ٌ‬ ‫ة ب ُْر َ‬ ‫صل َة ُ ُنوٌر َوال ّ‬
‫صد َقَ ُ‬ ‫ض َوال ّ‬ ‫ت ََوالْر ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫مل ‪َ -‬‬ ‫ْ‬
‫قَها‬ ‫معْت ِ ُ‬ ‫ه فَ ُ‬ ‫س ُ‬‫ف َ‬ ‫دو فََبائ ِعٌ ن َ ْ‬
‫س ي َغْ ُ‬
‫ل الّنا ِ‬ ‫ك كُ ّ‬ ‫ك أوْ ع َل َي ْ َ‬ ‫ة لَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ح ّ‬‫ن ُ‬‫قْرآ ُ‬ ‫ضَياٌء َوال ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫‪188‬‬
‫قَها « رواه مسلم‬ ‫موب ِ ُ‬ ‫َ‬
‫أوْ ُ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(3043 / 5) -‬‬ ‫‪187‬‬

‫‪ -‬الطهارة برقم )‪ (1‬وأحمد ‪ 5/342‬و ‪ 343‬و ‪.344‬‬ ‫‪188‬‬

‫‪124‬‬
‫الطهور‪ :‬التطهير والنظافة‪ ،‬تمل أي بالثواب‪ ،‬نور‪ :‬لنها تمنع عن‬
‫المعاصي‪ ،‬برهان‪ :‬حجة على ايمان صاحبه‪ ،‬ضياء‪ :‬ل يزال صاحبه‬
‫مستضيئا ً مهتديا ً مستمرا ً على الصواب‪ .‬معتقها‪ :‬مبعدها عن النار‪،‬‬
‫موبقها‪ :‬مهلكها‪.‬‬
‫سأُلوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫صارِ َ‬ ‫ن الن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن َنا ً‬ ‫خد ْرِىّ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬أ ّ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫عن ْد َهُ‬ ‫ما ِ‬ ‫فد َ َ‬ ‫حّتى ن َ ِ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫سألوه ُ فَأع ْطاهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ل اللهِ ‪ -  -‬فَأع ْطاهُ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ف‬
‫ف ْ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خَره ُ ع َن ْك ُ ْ‬ ‫ن أد ّ ِ‬ ‫خي ْرٍ فَل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ل‪َ .» :‬‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ما‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صب ّْره ُ الل ّ ُ‬ ‫صب ّْر ي ُ َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ .،‬وَ َ‬ ‫ن ي ُغْن ِهِ الل ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ست َغْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ي ُعِ ّ‬
‫‪189‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صب ْرِ « رواه البخاري ومسلم‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫سعَ ِ‬ ‫خي ًْرا وَأوْ َ‬ ‫حد ٌ ع َطاًء َ‬ ‫ىأ َ‬ ‫أع ْط ِ َ‬
‫يتصبر‪ :‬يتكلف تحمل الصبر والمكاره ‪ ،‬يعينه الله ويساعده‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَرهُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫مرِ ال ْ ُ‬ ‫جًبا ل ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬ع َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫صهَي ْ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خي ًْرا‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫شك ََر فَ َ‬ ‫سّراُء َ‬ ‫ه َ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫ن ‪ ،‬إِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫حد ٍ إ ِل ّ ل ِل ْ ُ‬ ‫كل َ‬ ‫ذا َ‬ ‫س َ‬ ‫خي ٌْر وَل َي ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ُل ّ ُ‬
‫ل َه‪ ،‬وإ َ‬
‫خي ًْرا ل َ ُ‬ ‫صب ََر فَ َ‬
‫‪190‬‬
‫ه « رواه مسلم‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ضّراُء َ‬ ‫ه َ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫ُ َِ ْ‬
‫فعلى المريض أن يرضى بقضاء الله‪ ،‬ويصبر على قدره‪ ،‬ويحسن الظن‬
‫بربه‪ ،‬ذلك خير له‬
‫ت‬ ‫قو ُ‬ ‫ُ‬ ‫سَرة َ َقا َ‬ ‫وع َن أ َِبى َ ْ‬
‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫داِء ت َ ُ‬ ‫م الد ّْر َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫زيد َ ب ْ ِ‬ ‫س يَ ِ‬ ‫حلب َ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ه ي ُك َّنيهِ قَب ْلَها‬ ‫قو ُ‬ ‫سم ِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬
‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ت أَبا ال َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫داِء ي َ ُ‬ ‫أَبا الد ّْر َ‬
‫ن ب َعْد ِ َ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬ ‫ث ِ‬ ‫ع ٌ‬ ‫سى إ ِّنى َبا ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ل َيا ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل‪ »:‬إ ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ها ي َ ُ‬ ‫وَل َ ب َعْد َ َ‬
‫شك َروا وإ َ‬ ‫ةإ َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫هو َ‬ ‫ما ي َك َْر ُ‬ ‫م َ‬ ‫صاب َهُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫َِ ْ‬ ‫ه وَ َ ُ‬ ‫دوا الل ّ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫صاب َهُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ً ِ ْ‬ ‫أ ّ‬
‫م وَل َ‬ ‫حل ْ َ‬ ‫م وَل َ ِ‬ ‫ذا ل َهُ ْ‬ ‫ف هَ َ‬ ‫ب ك َي ْ َ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫م‪َ .‬قا َ‬ ‫عل ْ َ‬ ‫م وَل َ ِ‬ ‫حل ْ َ‬ ‫صب َُروا وَل َ ِ‬ ‫سُبوا وَ َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ُ‬
‫‪191‬‬
‫مى « رواه أحمد في مسنده‬ ‫عل ْ ِ‬ ‫مى وَ ِ‬ ‫حل ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫طيهِ ْ‬ ‫ل أع ْ ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫عل ْ َ‬ ‫ِ‬
‫احتسبوا‪ :‬سلموها لله تعالى طلبا ً لوجه الله وثوابه‪ ،‬صبروا‪ :‬تحملوا‬
‫اللم ‪ .‬ل حلم ول علم‪ :‬ليس عندهم خلقا الحلم والعلم‪ .‬ولكن يمنحهم‬
‫الله تعالى ذلك بمنه وكرمه‬
‫ل‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ »: -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ق‬‫مَنافِ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ه ال ْب َل َُء وَ َ‬ ‫صيب ُ ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ه وَل َ ي ََزا ُ‬ ‫ميل ُ ُ‬ ‫ح تُ ِ‬ ‫ل الّري ُ‬ ‫الّزْرِع ل َ ت ََزا ُ‬
‫‪192‬‬
‫صد َ «رواه مسلم والترمذي‬ ‫ح ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫جَرةِ ال َْرزِ ل َ ت َهْت َّز َ‬ ‫ش َ‬ ‫ل َ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫سو َ ّ‬ ‫َ‬
‫شد ّ‬ ‫سأ َ‬ ‫ل اللهِ أىّ الّنا ِ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ل قُل ْ ُ‬ ‫ن أِبيهِ َقا َ‬ ‫سعْد ٍ ع َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ب بْ ِ‬ ‫صعَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل ع ََلى َ‬ ‫ل فَي ُب ْت ََلى الّر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب َل ًَء ؟ َقا َ‬
‫ه‬
‫ب ِدين ِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ج ُ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ل َفال ْ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫م ال ْ‬ ‫ل ‪ » :‬الن ْب َِياُء ث ُ ّ‬
‫ب‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ى ع ََلى َ‬ ‫ة َ اب ْت ُل ِ َ‬ ‫ن ِفى ِدين ِهِ رِقّ ٌ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫شت َد ّ ب َل َؤ ُه ُ وَإ ِ ْ‬ ‫صل ًْبا ا ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن ِدين ُ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫ما ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬ ‫شى ع َلى الْر ِ‬
‫َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫حّتى ي َت ُْرك َ ُ‬ ‫ح ال ْب َل َُء ِبال ْعَب ْد ِ َ‬ ‫ما ي َب َْر ُ‬ ‫ِدين ِهِ فَ َ‬

‫‪ - 189‬البخاري برقم)‪1469‬و ‪ (6470‬ومسلم برقم )‪ (1053‬ومالك في الموطأ)‪(1850‬‬


‫‪ - 190‬برقم )‪.(2999‬‬
‫‪ (28310) 6/450 - 191‬والحاكم برقم )‪ (1289‬والمجمع ‪ 10/67‬والشعب)‪4306‬و ‪(9597‬‬
‫والسماء والصفات)‪ (229‬والصبر والثواب عليه )‪ (96‬وهو حديث حسن‪ .‬وقد ضعفه بعض أهل‬
‫العلم‬
‫‪ - 192‬مسلم برقم )‪ (2809‬والترمذي )‪ (2866‬وأحمد برقم )‪ .(8033‬تفيئ ‪ :‬تحرك وتميل يمينا‬
‫وشمال‬
‫‪125‬‬
‫‪-‬بلء‪ :‬محنا ً وشدائد‪ ،‬المثل‪ :‬المقارب‪ ،‬صلبًا‪:‬‬ ‫‪193‬‬
‫ة « رواه الترمذي‬ ‫طيئ َ ٌ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫قويا‪ ،‬يبرح‪ :‬يستمر ‪.‬‬ ‫ً‬
‫وع َ َ‬
‫ي ‪ ‬وَهُ َ‬
‫و‬ ‫ت ع ََلى الن ّب ِ ّ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬دَ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫خد ْرِيّ َر ِ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫مى ‪،‬‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ ّ‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫را‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ِ ِ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫طي‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫ِ ْ ْ ِ‬‫و‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫دي‬ ‫ي‬
‫َ َ ْ ُ َ ِ‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫ح ُ ٌ‬ ‫مو‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫شَر الن ْب َِياِء ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫معْ َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬إ ِّنا كذ َل ِ َ‬ ‫ل اللهِ َقا َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ما أ َ‬ ‫ْ‬ ‫فَ ُ‬
‫ك َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫شد ّ ُ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫قل ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَ ُ‬ ‫جُر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ف ل ََنا ال ْ‬ ‫ضاع َ ُ‬ ‫جعُ ‪ ،‬ل َي ُ َ‬ ‫ف ع َل َي َْنا ال ْوَ َ‬ ‫ضاع َ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ن ؟ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ل ‪ :‬الن ْب َِياُء ‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫شد ّ َبلًء ؟ َقا َ‬ ‫سأ َ‬ ‫أيّ الّنا ِ‬
‫جد ُ إ ِل ّ ال ْعََباَء ‪،‬‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫حّتى َ‬ ‫قرِ ‪َ ،‬‬ ‫ف ْ‬ ‫ل ل َي ُب ْت ََلى ِبال ْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ‪ ،‬إِ ْ‬ ‫حو َ‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ه ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫م ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫قت ُل َ ُ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫م ل َي ُب ْت ََلى ِبال ْ ُ‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫سَها ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ويَها وَي َل ْب َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫فَي َ ْ‬
‫كان ذ َل ِ َ َ‬
‫طاِء إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫وَ َ َ‬
‫‪194‬‬
‫م( أخرجه الحاكم‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫كأ َ‬
‫ماك‪ :‬حرارتك‪ ،‬يشدد علينا البلء‪ :‬نسر بدخول‬ ‫ح ّ‬ ‫موعوك‪ :‬مريض‪ُ ،‬‬
‫المصائب‪ .‬أشد فرحًا‪ :‬لزيادة الجر بالصبر‪.‬‬
‫ن ي ُرِد ِ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ‪ ‬قال‪َ » :‬‬
‫‪195‬‬
‫ه « رواه البخاري‬ ‫من ْ ُ‬
‫ب ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫خي ًْرا ي ُ ِ‬ ‫ب ِهِ َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫جَزاِء َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عظ َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ‪ » :‬إِ ّ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫عنه ع َ ِ‬ ‫وعن أنس رضي الله‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ضا وَ َ‬ ‫ه الّر َ‬ ‫ى فَل َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ما اب ْت َل َهُ ْ‬ ‫ب قَوْ ً‬ ‫ح ّ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ه إِ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫عظ َم ِ ال ْب َل َِء وَإ ِ ّ‬ ‫ِ‬
‫‪196‬‬
‫خط « رواه الترمذي‬
‫س َ ُ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ط فَل َ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫هَ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬
‫نل ُ‬ ‫ل ت َكو ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ل اللهِ ‪» : ‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ما ي َك َْره ُ‬ ‫ل َفل ي ََزا ُ‬ ‫ما ي َب ْل ُغَُها ب ِعَ َ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ فَ َ‬ ‫من ْزِل َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪197‬‬
‫ه‬‫حّتى ي ُب ْل ِغَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ي َب ْت َِليهِ ب ِ َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ة ِ‬
‫‪198‬‬
‫ك « رواه الحاكم في المستدرك‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ة ‪ -‬رضى الله عنها‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن الّزهْرِىّ َقا َ‬
‫ن الّزب َي ْرِ أ ّ‬ ‫خب ََرِنى ع ُْروَة ُ ب ْ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ة‬
‫صيب َ ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ »: -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قال َ ْ‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫‪َ -‬زوْ َ‬
‫ها « رواه البخاري‬ ‫شاك ُ َ‬ ‫شوْك َةِ ي ُ َ‬ ‫حّتى ال ّ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫ه ب َِها ع َن ْ ُ‬ ‫فَر الل ّ ُ‬ ‫م إ ِل ّ ك َ ّ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫صي ُ‬ ‫تُ ِ‬
‫‪199‬‬
‫ومسلم‬

‫ن‬ ‫ل ال ْب َل َُء ِبال ْ ُ‬


‫مؤ ْ ِ‬
‫م ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » :-  -‬‬
‫ما ي ََزا ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬‫ل َقا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ة«‬ ‫طيئ َ ٌ‬‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫ما ع َلي ْهِ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ّ‬
‫قى الل َ‬ ‫ْ‬
‫حّتى ي َل َ‬
‫مال ِهِ َ‬ ‫َ‬
‫سهِ وَوَلد ِهِ وَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫من َةِ ِفى ن َ ْ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫‪200‬‬
‫رواه الترمذي‬

‫‪ - 193‬الترمذي )‪ (2398‬وابن ماجة برقم )‪ (4023‬والحاكم ‪ 1/41‬و ‪ 4/207‬وهو حديث صحيح‪.‬‬


‫‪ - 194‬برقم )‪ (7847‬والدب المفرد)‪ (528‬والمرض الكفارات )‪ (1‬وهو صحيح على شرط‬
‫مسلم‪.‬‬
‫‪ - 195‬برقم )‪ (5645‬ومالك )‪ ، (1720‬يصب منه‪ :‬أي يوجه إليه مصيبة ويصب ببلء‪.‬‬
‫‪ - 196‬برقم )‪ (2396‬والشهاب )‪ (1041‬والشعب )‪ (9444‬وصحيح الجامع )‪ (2110‬وهو حديث‬
‫حسن‪.‬‬
‫‪ - 197‬يستمر بمنحه ما يكره من المراض والمصائب حتى يرتقي إلى العلياء‪.‬‬
‫‪ - 198‬برقم ) ‪ ( 1274‬وأبو يعلى )‪ (5961‬والحسان ) ‪ ( 2970‬والمطالب )‪ (242‬وهو حديث‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ - 199‬البخاري برقم )‪ (5640‬ومسلم برقم )‪ ، (3572‬الّنصب ‪ :‬التعب ‪،‬الوصب ‪ :‬اللم والسقم‬
‫الدائم‬
‫‪ - 200‬برقم )‪ (2579‬والحاكم ‪ ( 7879 ) 4/314‬والحسان )‪ (2986‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫وعن أبي موسى رضي الله عنه قال‪َ :‬قا َ‬
‫َ‬
‫حا « رواه‬ ‫حي ً‬
‫ص ِ‬
‫ما َ‬
‫قي ً‬
‫م ِ‬
‫ل ُ‬‫م ُ‬
‫ن ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ل َ‬ ‫ب لَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ض ال ْعَب ْد ُ أوْ َ‬
‫سافََر ‪ ،‬ك ُت ِ َ‬ ‫مرِ َ‬
‫َ‬
‫‪201‬‬
‫البخاري‬

‫ذا اب ْت ََلى الل ّ ُ‬


‫ه‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » : -  -‬إ ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫وعن أنس رضي الله عنه قال‪َ :‬قا َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ذى َ‬ ‫مل ِهِ ال ّ ِ‬ ‫ح عَ َ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫ه اك ْت ُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ه‪َ ،‬قا َ‬ ‫سد ِ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫م ب ِب َل ٍَء ِفى َ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْعَب ْد َ ال ْ ُ‬
‫فَر ل َ ُ‬ ‫ه غَ َ‬ ‫ن قَب َ َ‬ ‫ه وَط َهَّره ُ وَإ ِ ْ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫فاه ُ غ َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه فَإ ِ ْ‬ ‫مل ُ ُ‬
‫‪202‬‬
‫ه « رواه أحمد‬ ‫م ُ‬‫ح َ‬ ‫ه وََر ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ي َعْ َ‬
‫َ‬
‫ه ت ََباَر َ‬
‫ك‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » : -  -‬قا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫ه ِ‬
‫ْ‬
‫قت ُ ُ‬
‫واد ِهِ أطل ْ‬ ‫شك ُِنى إ ِلى ع ُ ّ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن فَل ْ‬ ‫م َ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫دى ال ُ‬ ‫ت ع َب ْ ِ‬ ‫ذا اب ْت َلي ْ ُ‬ ‫وَت ََعالى ‪ :‬إ ِ َ‬
‫َ‬
‫ف‬‫ست َأن ِ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مه ِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن دَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫مهِ وَد َ ً‬ ‫ح ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ح ً‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫م أب ْد َل ْت ُ ُ‬ ‫ساِرى ث ُ ّ‬ ‫إِ َ‬
‫م َ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫‪203‬‬
‫ل « رواه البيهقي في السنن الكبرى‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫جَز ب ِهِ ( فَ َ‬ ‫سوًءا ي ُ ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫م ْ‬‫ن ي َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جًل ت ََل هَذ ِهِ اْلَية ) َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫شة " أ ّ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫م‬
‫ل ‪ » :‬ن َعَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‪ ‬فَ َ‬ ‫ك الن ّب ِ ّ‬ ‫ذا ‪ .‬فَب َل َغَ ذ َل ِ َ‬ ‫مل َْناه ُ ؟ هَل َك َْنا إ ِ ً‬ ‫ما ع َ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جَزى ب ِك ُ ّ‬ ‫إ ِّنا ل َن ُ ْ‬
‫ذيه « رواه ابن حبان في‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫م ّ‬‫سده ِ‬ ‫ج َ‬ ‫صيَبة ِفي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫جَزى ب ِهِ ِفي الد ّن َْيا ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫‪204‬‬
‫صحيحه‬
‫ل اللهِ ‪: ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ما ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫رو َر ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ْب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن قَب ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ب ‪ ،‬غُ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ل اللهِ َفا ْ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫س ُ‬ ‫صد ِع َ َرأ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫ن ذ َن ْ ٍ‬
‫‪205‬‬
‫ب« رواه البزار‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ذا‬‫ل‪:‬إ ِ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ »: ‬ي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫س ‪َ ,‬قا َ‬
‫َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫َوع َ ِ‬
‫ة«‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫واًبا ُ‬ ‫ه ثَ َ‬ ‫ض لَ ُ‬ ‫م أْر َ‬ ‫ب ‪ ,‬لَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫صب ََر َوا ْ‬ ‫دي فَ َ‬ ‫ي ع َب ْ ِ‬ ‫مت َ ْ‬‫ري َ‬ ‫ت كَ ِ‬ ‫خذ ْ ُ‬ ‫أ َ‬
‫‪206‬‬
‫رواه االطبراني في الكبير‬
‫َ‬
‫سد ٌ‬‫مت َوَ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬وَهْوَ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫شك َوَْنا إ َِلى َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ن الَر ّ‬ ‫ب بْ ِ‬ ‫خّبا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه ل ََنا َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل»‬ ‫عو الل ّ َ‬ ‫صُر ل ََنا أل َ ت َد ْ ُ‬ ‫ست َن ْ ِ‬ ‫ه أل َ ت َ ْ‬ ‫ل ال ْك َعْب َةِ ‪ ،‬قُل َْنا ل َ ُ‬ ‫ه ِفى ظ ِ ّ‬ ‫ب ُْرد َة ً ل َ ُ‬
‫َ‬
‫جاُء‬ ‫ل ِفيهِ ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫ض فَي ُ ْ‬ ‫ه ِفى الْر ِ‬ ‫فُر ل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ن ِدين ِهِ ‪،‬‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫صد ّه ُ ذ َل ِ َ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫شقّ ِباث ْن َت َي ْ‬ ‫سهِ فَي ُ َ‬ ‫ضعُ ع ََلى َرأ ِ‬ ‫شارِ ‪ ،‬فَُيو َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ِبال ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ش ُ َ‬
‫صد ّهُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ن ع َظ ْم ٍ أوْ ع َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مه ِ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ديد ِ ‪َ ،‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫شا ِ‬ ‫م َ‬‫ط ب ِأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫صن َْعاَء إ َِلى‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫سيَر الّراك ِ ُ‬ ‫حّتى ي َ ِ‬ ‫مَر َ‬ ‫ذا ال ْ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِدين ِهِ ‪َ ،‬والل ّهِ ل َي ُت ِ ّ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ف إل ّ الل ّ َ‬
‫ن‬‫جُلو َ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫مهِ ‪ ،‬وَل َك ِن ّك ُ ْ‬ ‫ب ع ََلى غ َن َ ِ‬ ‫ه أوِ الذ ّئ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫خا ُ ِ‬ ‫ت ‪ ،‬ل َ يَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫‪207‬‬
‫«أخرجه البخاري‬

‫‪ - 201‬برقم )‪ (2996‬وأحمد)‪ (20209‬والمقصود أنه كان يعمل صالحا ً قبل مرضه ومنعه المرض‬
‫من ممارسته‪.‬‬
‫‪ 12839) 3/258 - 202‬و ‪ (14063‬وشرح السنة ‪ 5/241‬والمجمع ‪ 2/304‬وهو صحيح لغيره‪.‬‬
‫‪ - 203‬البيهقي ‪ ( 6786 ) 3/375‬والحاكم ‪ (1290) 1/348‬وهو حديث صحيح‪ ،‬يستأنف يبتدئ‪.‬‬
‫‪ 4/255 - 204‬برقم )‪ (2912‬و)‪ (2985‬والفتح ‪ 10/104‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 205‬برقم )‪ (2437‬و المجمع ‪ (3800)2/302‬والمطالب العالية )‪ (1881‬وإسناده حسن‪.‬‬
‫‪ - 206‬برقم )‪ (12282‬وأبو يعلى )‪ (2311‬والضياء ‪ 4/316‬والحسان )‪ (2930‬وهو حديث‬
‫صحيح مشهور مروي عن أنس والعرياض وعائشة بنت قداحة وأبي هريرة وابن عباس وزيد بن‬
‫أرقم وبريدة وابن عمر ‪ ...‬الكريمتان‪ :‬العينان‪.‬‬
‫‪ - 207‬برقم )‪(3612‬‬
‫‪127‬‬
‫َ‬ ‫وعن عبد الل ّه َقا َ َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫كى ن َب ِّيا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل ك َأّنى أن ْظ ُُر إ َِلى َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َْ ِ‬
‫ب اغ ْ ِ‬
‫فْر‬ ‫ل‪َ » :‬ر ّ‬ ‫قو ُ‬‫جهِهِ وَي َ ُ‬‫ن وَ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ح الد ّ َ‬ ‫س ُ‬‫م َ‬ ‫ه وَهُوَ ي َ ْ‬ ‫م ُ‬‫ه قَوْ ُ‬ ‫ضَرب َ ُ‬ ‫ال َن ْب َِياِء َ‬
‫م ل َ ي َعْل َ ُ‬ ‫مى فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫‪208‬‬
‫ن « أخرجه الشيخان‬ ‫مو َ‬ ‫قو ْ ِ‬‫لِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مَر ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ل ‪ :‬اب ْ ُ‬ ‫ن هُوَ ؟ َقا َ‬ ‫م ْ‬‫ت‪َ :‬‬ ‫ي ‪ ، ‬قُل ْ ُ‬ ‫ب الن ّب ِ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫شي ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫صب ُِر ع ََلى‬ ‫س ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ط الّنا َ‬ ‫خال ِ ُ‬‫ذي ي ُ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬‫سل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫ل ‪ »:‬ال ْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ، ‬قا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫م « أخرجه البغوي في‬ ‫ذاهُ ْ‬ ‫صب ُِر ع َلى أ َ‬ ‫م ‪َ ،‬ول ي َ ْ‬ ‫خال ِطهُ ْ‬ ‫ذي ل ي ُ َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬‫ل ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫م أفْ َ‬ ‫ذاهُ ْ‬
‫‪209‬‬
‫شرح السنة‬
‫ن )‪(155‬‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫شرِ ال ّ‬ ‫قلت ‪ :‬ويكفي الصابرين قول الله تعالى ‪ } :‬وَب َ ّ‬
‫ال ّذين إ َ َ‬
‫ن )‪] (156‬البقرة‪/‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ة َقاُلوا إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ َرا ِ‬ ‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫صاب َت ْهُ ْ‬‫ذا أ َ‬ ‫ِ َ ِ‬
‫‪. {[156-155‬‬
‫سّرهم من‬ ‫شر ‪-‬أيها النبي‪ -‬الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم وي َ ُ‬ ‫وب ّ‬
‫حسن العاقبة في الدنيا والخرة‪.‬من صفة هؤلء الصابرين أنهم إذا‬
‫أصابهم شيء يكرهونه قالوا‪ :‬إّنا عبيد مملوكون لله‪ ،‬مدّبرون بأمره‬
‫وتصريفه‪ ،‬يفعل بنا ما يشاء‪ ،‬وإنا إليه راجعون بالموت‪ ،‬ثم بالبعث‬
‫للحساب والجزاء‪.‬أولئك الصابرون لهم ثناء من ربهم ورحمة عظيمة‬
‫‪210‬‬
‫منه سبحانه‪ ،‬وأولئك هم المهتدون إلى الرشاد‪.‬‬
‫َ‬
‫ر‬
‫صب ْ ِ‬ ‫ست َِعيُنوا ْ ِبال ّ‬ ‫مُنوا ْ ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ويكفيهم قول الله تعالى كذلك ‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن{ )‪ (153‬سورة البقرة‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صل َةِ إ ِ ّ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬
‫م‪،‬‬‫مةِ ِدين ِهِ ْ‬ ‫ن ب ِهِ ع ََلى إ َِقا َ‬ ‫ست َِعي َُنو َ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫خي َْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ت ََعاَلى ل ِعَِباد ِهِ أ ّ‬ ‫ن الل ُ‬ ‫ي ُب َي ّ ُ‬
‫حّلي‬ ‫حَياةِ هُوَ الت ّ َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫صائ ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫شقّ ع ََليهِ ْ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫سائ ِرِ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَع ََلى َ‬ ‫َوالد َّفاع َ ع َن ْ ُ‬
‫َ‬
‫مت َِها‬ ‫صل َةِ وَإ َِقا َ‬ ‫داِء ال ّ‬ ‫كارِهِ ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫م َ‬‫ل ال َ‬ ‫ما ِ‬‫س ع ََلى احت ِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫طي ُ‬ ‫صب ْرِ ‪ ،‬وَت َوْ ِ‬ ‫ِبال ّ‬
‫َ‬
‫صل َة ُ أ َ‬ ‫ل الَباط ِن َةِ ع ََلى الن ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شد ّ‬ ‫س ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫شد ّ الع ْ َ‬ ‫صب ْرِ أ َ‬ ‫مت َِها‪َ.‬فال ّ‬ ‫حقّ إ َِقا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ب‬‫جي ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬‫صُر ال ّ‬ ‫ه َنا ِ‬ ‫ن‪َ،‬والل ُ‬ ‫ظاه َِرةِ ع ََلى الب َد َ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫الع ْ َ‬
‫‪211‬‬
‫م‪.‬‬ ‫عائ ِهِ ْ‬ ‫ل ِد ُ َ‬
‫صبر هو عدة‬ ‫" إن اليمان بل عمل زرع بل ماء ‪ ..‬ل يزهر ول يثمر‪ .‬وال ّ‬
‫المؤمنين ‪ ،‬وزادهم العتيد فى الطريق الشاق الذي يصحبون به‬
‫اليمان ‪ ،‬ليصل بهم إلى التقوى ‪ ،‬فبالصبر يغلب النسان شهواته ‪،‬‬
‫ويقهر أهواءه ‪ ،‬ويحتمل تكاليف الشريعة ‪ ،‬ويؤديها على الوجه الكمل‬
‫َ‬
‫ن‬‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صلةِ إ ِ ّ‬ ‫صب ْرِ َوال ّ‬ ‫ست َِعيُنوا ِبال ّ‬ ‫مُنوا ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫لها ‪ »..‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫صدق ‪ ..‬الصدق فى القول‬ ‫صبر ملك أمره ال ّ‬ ‫« )‪ : 52‬البقرة( وال ّ‬
‫والعمل ‪ ..‬والصدق مع النفس ‪ ،‬ومع الناس ‪ ،‬ومع الّله ـ فإذا لم يكن‬
‫صبر بلدة ‪ ،‬وموانا ‪ ،‬وموقفا سلبيا من الحياة‪ .‬ولكن إذا واجه‬ ‫ذلك كان ال ّ‬
‫النسان الحياة ومعه الصبر وجد فى كل موقف شاق طريقين ‪ :‬طريق‬
‫الكذب والهروب ‪ ،‬وطريق الصدق والثبات ‪ ..‬وهنا تظهر فضيلة الصبر ‪،‬‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫سرٍ )‪ (2‬إ ِّل ال ّ ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫في ُ‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫ن اْل ِْنسا َ‬ ‫صرِ )‪ (1‬إ ِ ّ‬ ‫ويتجلى أثره ‪ » ..‬ال ْعَ ْ‬
‫)البخاري برقم )‪3477‬و ‪ (6929‬ومسلم برقم ) ‪ (1792‬واللفظ له‬ ‫‪-‬‬ ‫‪208‬‬

‫برقم ) ‪ (3384‬والطيالسي )‪ (1976‬وغيرهما وهو صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪209‬‬

‫التفسير الميسر ‪(169 / 1) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪210‬‬

‫أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(160 / 1) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪211‬‬

‫‪128‬‬
‫صب ْرِ )‪ .« (3‬والولء لّله ‪،‬‬
‫وا ِبال ّ‬
‫ص ْ‬ ‫وا ِبال ْ َ‬
‫حقّ وََتوا َ‬ ‫ص ْ‬
‫ت وََتوا َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صاِلحا ِ‬ ‫وَع َ ِ‬
‫والنفاق فى سبيله ‪ ،‬وقيام الليل واستقبال السحار بالتوبة‬
‫والستغفار ‪ ..‬كل هذه مواقف يمتحن فيها إيمان المؤمنين ‪ ،‬وصبرهم ‪،‬‬
‫واستمساكهم بالحق الذي أمر الّله به‪.‬‬
‫فبهذه المجاهدات ـ مع اليمان ـ يبلغ النسان منازل المتقين ‪ ،‬وينال‬
‫‪212‬‬
‫رضوان الّله ‪ ،‬وينعم بجنات النعيم‪".‬‬
‫" يتكرر ذكر الصبر في القرآن كثيرا ذلك أن الّله سبحانه يعلم ضخامة‬
‫الجهد الذي تقتضيه الستقامة على الطريق بين شتى النوازع والدوافع‬
‫والذي يقتضيه القيام على دعوة الّله في الرض بين شتى الصراعات‬
‫والعقبات والذي يتطلب أن تبقى النفس مشدودة العصاب ‪ ،‬مجندة‬
‫القوى ‪ ،‬يقظة للمداخل والمخارج ‪..‬‬
‫ول بد من الصبر في هذا كله ‪ ..‬ل بد من الصبر على الطاعات ‪ ،‬والصبر‬
‫عن المعاصي ‪ ،‬والصبر على جهاد المشاقين لّله ‪ ،‬والصبر على الكيد‬
‫بشتى صنوفه ‪ ،‬والصبر على بطء النصر ‪ ،‬والصبر على بعد الشقة ‪،‬‬
‫والصبر على انتفاش الباطل ‪ ،‬والصبر على قلة الناصر ‪ ،‬والصبر على‬
‫طول الطريق الشائك ‪ ،‬والصبر على التواء النفوس ‪ ،‬وضلل القلوب ‪،‬‬
‫وثقلة العناد ‪ ،‬ومضاضة العراض ‪..‬‬
‫وحين يطول المد ‪ ،‬ويشق الجهد ‪ ،‬قد يضعف الصبر ‪ ،‬أو ينفد ‪ ،‬إذا لم‬
‫يكن هناك زاد ومدد‪ .‬ومن ثم يقرن الصلة إلى الصبر فهي المعين الذي‬
‫ل ينضب ‪ ،‬والزاد الذي ل ينفد‪ .‬المعين الذي يجدد الطاقة ‪ ،‬والزاد الذي‬
‫يزود القلب فيمتد حبل الصبر ول ينقطع‪ .‬ثم يضيف إلى الصبر ‪ ،‬الرضى‬
‫والبشاشة ‪ ،‬والطمأنينة ‪ ،‬والثقة ‪ ،‬واليقين‪.‬‬
‫إنه ل بد للنسان الفاني الضعيف المحدود أن يتصل بالقوة الكبرى ‪،‬‬
‫يستمد منها العون حين يتجاوز الجهد قواه المحدودة‪ .‬حينما تواجهه‬
‫قوى الشر الباطنة والظاهرة‪ .‬حينما يثقل عليه جهد الستقامة على‬
‫الطريق بين دفع الشهوات وإغراء المطامع ‪ ،‬وحينما تثقل عليه مجاهدة‬
‫الطغيان والفساد وهي عنيفة‪ .‬حينما يطول به الطريق وتبعد به الشقة‬
‫في عمره المحدود ‪ ،‬ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئا وقد أوشك المغيب ‪،‬‬
‫ولم ينل شيئا وشمس العمر تميل للغروب‪ .‬حينما يجد الشر نافشا‬
‫والخير ضاويا ‪ ،‬ول شعاع في الفق ول معلم في الطريق‬
‫هنا تبدو قيمة الصلة ‪ ..‬إنها الصلة المباشرة بين النسان الفاني والقوة‬
‫الباقية‪ .‬إنها الموعد المختار للتقاء القطرة المنعزلة بالنبع الذي ل‬
‫يغيض‪ .‬إنها مفتاح الكنز الذي يغني ويقني ويفيض‪ .‬إنها النطلقة من‬
‫حدود الواقع الرضي الصغير إلى مجال الواقع الكوني الكبير‪ .‬إنها‬
‫الروح والندى والظلل في الهاجرة ‪ ،‬إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب‬
‫المكدود ‪ ..‬ومن هنا كان رسول الّله ‪ -  -‬إذا كان في الشدة قال ‪:‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(417 / 2) -‬‬ ‫‪212‬‬

‫‪129‬‬
‫»أرحنا بها يا بلل« ‪ ..‬ويكثر من الصلة إذا حزبه أمر ليكثر من اللقاء‬
‫بالّله‪.‬‬
‫إن هذا المنهج السلمي منهج عبادة‪ .‬والعبادة فيه ذات أسرار‪ .‬ومن‬
‫أسرارها أنها زاد الطريق‪ .‬وأنها مدد الروح‪ .‬وأنها جلء القلب‪ .‬وأنه‬
‫حيثما كان تكليف كانت العبادة هي مفتاح القلب لتذوق هذا التكليف‬
‫في حلوة وبشاشة ويسر ‪ ..‬إن الّله سبحانه حينما انتدب محمدا ‪-  -‬‬
‫ل إ ِّل قَِليًل‪.‬‬ ‫ل قُم ِ الل ّي ْ َ‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫للدور الكبير الشاق الثقيل ‪ ،‬قال له ‪»:‬يا أي َّها ال ْ ُ‬
‫مّز ّ‬
‫َ‬ ‫ه أ َوِ ان ْ ُ‬
‫قي‬ ‫سن ُل ْ ِ‬
‫ن ت َْرِتيًل ‪ ..‬إ ِّنا َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ه قَِليًل‪ .‬أوْ زِد ْ ع َل َي ْهِ وََرت ّ ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ص ِ‬
‫ق ْ‬ ‫ف ُ‬‫ص َ‬
‫نِ ْ‬
‫قيل« ‪ ..‬فكان العداد للقول الثقيل ‪ ،‬والتكليف الشاق ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ك قَوْل ث َ ِ‬ ‫ع َل َي ْ َ‬
‫والدور العظيم هو قيام الليل وترتيل القرآن ‪ ..‬إنها العبادة التي تفتح‬
‫القلب ‪ ،‬وتوثق الصلة ‪ ،‬وتيسر المر ‪ ،‬وتشرق بالنور ‪ ،‬وتفيض بالعزاء‬
‫والسلوى والراحة والطمئنان‪.‬ومن ثم يوجه الّله المؤمنين هنا وهم‬
‫على أبواب المشقات العظام ‪ ..‬إلى الصبر وإلى الصلة ‪..‬‬
‫ن« ‪..‬معهم ‪،‬‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬
‫معَ ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ثم يجيء التعقيب بعد هذا التوجيه ‪» :‬إ ِ ّ‬
‫يؤيدهم ‪ ،‬ويثبتهم ‪ ،‬ويقويهم ‪ ،‬ويؤنسهم ‪ ،‬ول يدعهم يقطعون الطريق‬
‫وحدهم ‪ ،‬ول يتركهم لطاقتهم المحدودة ‪ ،‬وقوتهم الضعيفة ‪ ،‬إنما يمدهم‬
‫حين ينفد زادهم ‪ ،‬ويجدد عزيمتهم حين تطول بهم الطريق ‪..‬‬
‫َ‬
‫مُنوا« ‪..‬‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وهو يناديهم في أول الية ذلك النداء الحبيب ‪» :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫‪213‬‬
‫ن«‪" .‬‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ويختم النداء بذلك التشجيع العجيب ‪»:‬إ ِ ّ‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(141 / 1) -‬‬ ‫‪213‬‬

‫‪130‬‬
‫ث الرابع‬
‫المبح ُ‬
‫فضل طول الحياة في طاعة الله تعالى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع َن ع َبد الرحمن بن أ َبى بك ْرة َ ع َ َ‬
‫ل الل ّهِ أ ّ‬
‫ى‬ ‫سو َ‬
‫َ‬
‫ل َيا َر ُ‬ ‫جل ً َقا َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبيهِ أ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ِ ّ ْ َ ِ ْ ِ ِ َ َ‬
‫ُ‬ ‫ن َ‬
‫شّر‬ ‫س َ‬ ‫ل فَأىّ الّنا ِ‬ ‫ه «‪َ .‬قا َ‬ ‫مل ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح ُ‬ ‫مُره ُ وَ َ‬ ‫ل عُ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬ ‫خي ٌْر َقا َ‬ ‫س َ‬ ‫الّنا ِ‬
‫مل ُ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫ن َ‬ ‫َقا َ‬
‫‪214‬‬
‫ه « أخرجه أحمد‬ ‫ساَء ع َ َ‬ ‫مُره ُ وَ َ‬ ‫ل عُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬
‫َ ُ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬
‫م «‪.‬‬ ‫خي ْرِك ُ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ »: -  -‬أل َ أن َب ّئ ُك ُ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫سن ُك ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫مارا ً وَأ ْ‬ ‫م أع ْ َ‬ ‫م أط ْوَل ُك ُ ْ‬ ‫خَياُرك ُ ْ‬ ‫ل» ِ‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫م َيا َر ُ‬ ‫َقاُلوا ن َعَ ْ‬
‫َ‬
‫مال ً « أخرجه أحمد في مسنده‬
‫‪215‬‬
‫أع ْ َ‬
‫َ‬ ‫َقا َ َ‬
‫ة‬‫ف َ‬ ‫ص َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫فت ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جد َْنا َ‬ ‫ث ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫مل َْنا هَ َ‬ ‫فرٍ ‪ :‬فَت َأ ّ‬ ‫جعْ َ‬ ‫ل أُبو َ‬
‫خيرا م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن اْلن ْب َِياِء ‪ ،‬وََل َ ْ ً ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ب ِذ َل ِ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ه َل ي َ ُ‬ ‫كوَرة َ ِفيهِ أن ّ ُ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قوْل ِهِ ‪َ :‬ل‬ ‫م بِ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫واهُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ع ََلى َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ضل َهُ ُ‬ ‫ن فَ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ال ّ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ج ً‬ ‫م د ََر َ‬ ‫ك أع ْظ َ ُ‬ ‫ل أول َئ ِ َ‬ ‫ح وََقات َ َ‬ ‫ِ‬ ‫فت ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فقَ ِ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫وي ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫ث ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كأ ّ‬ ‫قل َْنا ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ن ب َعْد ُ وََقات َُلوا فَعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ َ‬
‫ما أِريد َ ب ِهِ ‪:‬‬ ‫ظاه ُِره ُ ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ما ي َد ُ ّ‬ ‫م ي َُرد ْ ب ِهِ َ‬ ‫ظاه ِرِهِ ‪ ،‬ل َ ْ‬ ‫س بِ َ‬ ‫م ب ِهِ الّنا َ‬ ‫عَ ّ‬
‫ذا ك َِثيًرا ‪،‬‬ ‫ل هَ َ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ب تَ ْ‬ ‫ه ‪َ ،‬وال ْعََر ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫مَراد ُ ب َعْ ُ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫م ب ِذ َل ِ َ‬ ‫س ؟ فَعَ ّ‬ ‫خي ْرِ الّنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ة‬
‫ص ِ‬ ‫ل ِفي قِ ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ل بِ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ب الل ّهِ ع َّز وَ َ‬ ‫جاَء ك َِتا ُ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ما أوت ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ت ُؤ ْ َ‬ ‫يٍء ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ت ِ‬ ‫ن ‪ :‬وَأوت ِي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫حب َةِ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫مُر ك ّ‬ ‫ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫‪َ ‬‬
‫مرِ َرب َّها ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫يٍء ب ِأ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ح ‪ :‬ت ُد َ ّ‬ ‫في الّري ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫شي ْئا وَقوْل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك قَوْل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫شَياِء ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ل اْل ْ‬ ‫شَياِء ‪َ ،‬ل ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫ص ِ‬ ‫خا ّ‬ ‫ك ع ََلى َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ن ذ َك ََره ُ ‪َ ،‬ل ع ََلى ك ُل ّهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ه َهُوَ َ ع َلى ب َعْ ِ‬
‫َ‬ ‫ما َقال َ ُ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫‪ِ ‬في هَ َ‬
‫س‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫خي ْرِ الّنا‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْنى ‪ِ :‬‬ ‫س ‪ ،‬بِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ل الّنا‬ ‫ض ُ‬ ‫س ‪ ،‬أوْ أفْ َ‬ ‫ِ‬ ‫خي ُْر الّنا‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ن قَوْل ُ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫أ َو م َ‬
‫ذا ال َْبا ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬في هَ َ‬ ‫س وَقَد ْ ُروِيَ ع َ ْ‬ ‫ن أفْ َ‬
‫‪216‬‬
‫ضا‬ ‫ب أي ْ ً‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ل الّنا ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ْ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ى ‪- -‬‬ ‫وا الن ّب ِ ّ‬ ‫ة أت َ ُ‬ ‫ن ب َِنى ع ُذ َْرة َ ث َل َث َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫فرا ً ِ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫داد ٍ أ ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ّ‬
‫و َع َ ِ‬
‫ة أ ََنا‪.‬‬ ‫ح ُ‬ ‫ل ط َل ْ َ‬ ‫م «‪َ .‬قا َ‬ ‫فِنيهِ ْ‬ ‫ن ي َك ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ى ‪َ » - -‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل ‪ -‬فَ َ‬ ‫موا ‪َ -‬قا َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫فَأ ْ‬
‫َ‬ ‫ى ‪ -  -‬ب َْعثا ً فَ َ‬
‫م‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫ج ِفيهِ أ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ث الن ّب ِ ّ‬ ‫ة فَب َعَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫عن ْد َ ط َل ْ َ‬ ‫كاُنوا ِ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫م‬ ‫ل ‪ -‬ثُ ّ‬ ‫شهِد َ ‪َ -‬قا َ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫خُر َفا ْ‬ ‫ج ِفيهِ آ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ث ب َْعثا ً فَ َ‬ ‫م ب َعَ َ‬ ‫ل ‪ -‬ثُ ّ‬ ‫شهِد َ ‪َ -‬قا َ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫َفا ْ‬
‫َ‬
‫كاُنوا‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ال ّ ِ‬ ‫ت هَؤ ُل َِء الث ّل َث َ َ‬ ‫ة فََرأي ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل ط َل ْ َ‬ ‫شهِ َقا َ‬ ‫ث ع ََلى فَِرا ِ‬ ‫ت الّثال ِ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ذى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت ال ِ‬ ‫م وََرأي ْ ُ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫شه ِ أ َ‬ ‫ت ع َلى فَِرا ِ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫جن ّةِ فَرأي ْ ُ‬ ‫دى ِفى ال َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫خلِنى‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ -‬فَد َ َ‬ ‫م ‪َ -‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ست ُ ْ‬
‫خَرهُ ْ‬ ‫مآ ِ‬ ‫شهِد َ أوّلهُ ْ‬ ‫ذى ا ْ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫خيرا ي َِليهِ وََرأي ْ ُ‬ ‫شهِد َ أ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫ل ‪ -‬فَ َ‬ ‫ه ‪َ -‬قا َ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫ى ‪ -  -‬فَذ َك َْر ُ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫ل ‪ -‬فَأت َي ْ ُ‬ ‫ك ‪َ -‬قا َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫‪ 5/40 - 214‬و ‪ 20953) 47‬و ‪20983‬و ‪21020‬و ‪21021‬و ‪21031‬و ‪21041‬و ‪(21045‬‬
‫والترمذي )‪ (2331‬و)‪2499‬و ‪ (2500‬والحاكم ‪ (1256)1/336‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 215‬أحمد ‪ 2/235‬و ‪ 7413 ) 403‬و ‪ (9473‬والبيهقي ‪ (6765) 3/371‬وابن حبان )‪(2465‬‬
‫موارد والحسان ) ‪ (3043‬والصحيحة )‪ (1298‬والمستدرك )‪ (1255‬عن جابر وهو حديث‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ - 216‬مشكل الثار للطحاوي ‪) -‬ج ‪ / 11‬ص ‪ ( 4529) (354‬حسن‬
‫‪131‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫عن ْد َ الل ّهِ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫حد ٌ أفْ َ‬‫سأ َ‬ ‫ك ل َي ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما أن ْك َْر َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬وَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫‪217‬‬
‫ليل ِهِ « أخرجه أحمد في مسنده‬ ‫حهِ وَت َك ِْبيرِهِ وَت َهْ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫سل َم ِ ل ِت َ ْ‬ ‫مُر ِفى ال ِ ْ‬ ‫ن ي ُعَ ّ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٍ‬ ‫ُ‬
‫وقد دلت هذه الحاديث على فضل طول العمر مع حسن العمل‪ ،‬لن‬
‫من شأن المرء الزدياد والترقي من مقام إلى مقام‪ ،‬حتى ينتهي إلى‬
‫مقام القرب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ل ال ّ‬
‫ر‬
‫ج ِ‬ ‫ل ِللّتا ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫س ال َ‬ ‫ت ك ََرأ ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫سا َ‬
‫ْ‬
‫ت َوال ّ‬ ‫ن الوَْقا ِ‬ ‫ه ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ه الل ُ‬ ‫م ُ‬‫ح َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫طيب ِ ّ‬
‫َ‬
‫َقا َ‬
‫ح‬ ‫ن الّرب ْ ُ‬ ‫كا َ‬‫مال ِهِ ك َِثيًرا َ‬ ‫س َ‬ ‫ن َرأ ُ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫ح ِفيهِ وَك ُل ّ َ‬ ‫ما ي َْرب َ ُ‬ ‫جَر ِفي َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫فَي َن ْب َِغي أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ح ‪ ،‬وَ َ‬ ‫قد ْ َفاَز وَأفْل َ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مرِهِ ب ِأ ْ‬ ‫ن عُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫فعَ ِ‬ ‫ن ا ِن ْت َ َ‬
‫م ْ‬ ‫أك ْث ََر ‪ ،‬فَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫مال ِهِ ل َ ْ‬
‫‪218‬‬
‫مِبيًنا ا ِن ْت ََهى ‪.‬‬ ‫سَراًنا ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫سَر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ح وَ َ‬ ‫م ي َْرب َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ضاع َ َرأ َ‬ ‫أ َ‬

‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ (1417)1/163 - 217‬ون )‪ (10606‬والمجمع ‪ 10/204‬والتلخيص ‪ 2/119‬والصحيحة )‪(654‬‬


‫وهو حديث حسن‬
‫‪ - 218‬راجع فيض القدير ‪ 3/480‬والحاديث رقم ) ‪ 4038‬و ‪4048‬و ‪5307‬و ‪( 7588‬‬
‫‪132‬‬
‫ث الخامس‬‫المبح ُ‬
‫الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده‬
‫َ‬ ‫ع َن ع ُث ْمان ب َ‬
‫جًعا‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬وَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫كا إ َِلى َر ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َ‬ ‫ى أن ّ ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ص الث ّ َ‬ ‫ن أِبى الَعا ِ‬
‫ْ‬
‫َ َ ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ضعْ ي َد َكَ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫م‪ .‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪َ » : -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫لل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫سل َ‬ ‫من ْذ ُ أ ْ‬ ‫سد ِهِ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫جد ُه ُ ِفى َ‬ ‫يَ ِ‬
‫َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫سب ْعَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه‪ .‬ث َل ًَثا‪ .‬وَقُ ْ‬ ‫سم ِ الل ّ ِ‬ ‫ل ِبا ْ‬ ‫ك وَقُ ْ‬ ‫سد ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ذى ت َأل ّ َ‬ ‫ع ََلى ال ّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أَ ُ‬
‫‪219‬‬
‫ر «‪ .‬أخرجه مسلم‬ ‫ُ‬ ‫حاذ ِ‬ ‫جد ُ وَأ َ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫عوذ ُ ِبالل ّهِ وَقُد َْرت ِهِ ِ‬
‫م‬
‫ضع اْل ََلم ‪ ،‬وَي َأ ِْتي‬ ‫موْ ِ‬ ‫ضع َيده ع ََلى َ‬ ‫ب وَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ه يُ ْ‬
‫َ‬
‫صوده أن ّ ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫أحاذر‪ :‬أخاف‪ .‬وَ َ‬
‫ه أع َْلم‬ ‫َ‬
‫كور َوالل ّ ُ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫عاِء ال ْ َ‬ ‫ِبالد ّ َ‬
‫كاد َ ي ُهْل ِك ُِني‬ ‫جعٌ قَد ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وقال الباجي ‪ :‬قَوْ ُ‬
‫ص ‪ :‬وَِبي وَ َ‬ ‫ن أِبي الَعا ِ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ع ُث ْ َ‬
‫عاِء الدواِء ‪ ،‬أوَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ست ِد ْ َ‬ ‫ن اْلل َم ِ ِل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ب ِهِ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن ل ِل ْعَِلي َ ِ‬ ‫ل ع ََلى أ ّ‬ ‫د َِلي ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ع َب ْد ُ الل ّهِ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ُ‬ ‫ي ‪ ‬وََقا َ‬ ‫ل ‪ :‬الن ّب ِ ّ‬ ‫ن وَقَد ْ َقا َ‬ ‫مك َ َ‬ ‫جه ٍ أ ْ‬ ‫فاِء ب ِأيّ وَ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫الّرقْي َةِ أوْ ال ّ‬
‫َ‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ِ‬ ‫جَل ِ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ما ُيوع َ ُ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل‪:‬أ َ‬ ‫دا َقا َ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ك وَع ْ ً‬ ‫سُعود ٍ إّنك ل َُتوع َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫بْ ُ‬
‫س‬‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ما َرَوى ع َب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬ ‫صب ْرِ ك َ َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ي وَقِل ّ َ‬ ‫شك ّ َ‬ ‫م ي ُرِد ْ ب ِهِ الت ّ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫وَهَ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ ‬ل‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل ي َُعود ُه ُ فَ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ل ع ََلى َر ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬د َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫أ ّ‬
‫فوُر ع ََلى َ‬ ‫ل ‪ :‬ك َّل ب َ ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى َقا َ‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫شي ْ ٍ‬ ‫مى ت َ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ي ُ‬ ‫ل هِ َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫س ط َُهوٌر إ ِ ْ‬ ‫ب َأ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ :‬ر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ذا وَقَوْل ُ ُ‬ ‫مإ ً‬ ‫ي ‪ ‬فَن َعَ ْ‬ ‫ل ‪ :‬الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫قُبوَر فَ َ‬ ‫زيُره ُ ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك َِبيرٍ ت ُ‬
‫‪ ‬امسحه بيميِنك يريد وَالل ّ َ‬
‫ع‬
‫سب ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ك ِبالت َّيا ُ‬ ‫معَْنى الت ّب َّر ِ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫ُ ِ ُ َ ُ‬ ‫ْ َ ْ ُ َِ ِ‬
‫ل ‪ِ :‬في‬ ‫قا َ‬ ‫ضٍع فَ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا العَد َد َ ِفي غ َي ْرِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ي ‪ ‬هَ َ‬ ‫ص الن ّب ِ ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫ت وَقَد ْ َ‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫َ‬
‫قوا‬ ‫ري ُ‬ ‫ه هَ ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫مَر ُ‬ ‫شت َد ّ َ‬ ‫ه ع َن َْها َوا ْ‬ ‫ضي الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ب َي ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ما د َ َ‬ ‫ضهِ ب َعْد َ َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل أوْك ِي َت ُهُ ّ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫حل َ ْ‬
‫س وَقَد ْ َرَوى‬ ‫ن لعَلي أع ْهَد ُ إ ِلى الّنا ِ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ب لَ ْ‬ ‫سب ِْع قَِر ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ع َل َ ّ‬
‫َ‬
‫ن أِبي‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ع ُث ْ َ‬ ‫ط ْعِم ٍ ع َ ْ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫جب َي ْرِ ب ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن َنافِِع ب ْ‬ ‫ْ‬ ‫ث عَ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ب هَ َ‬ ‫شَها ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫اب ْ ُ‬
‫ل‬ ‫دك وَقُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ذي ي َأل َ ُ‬ ‫دك ع ََلى ال ّ ِ‬ ‫ضعْ ي َ َ‬ ‫ل ‪ِ :‬فيهِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ص الث ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ال َْعا‬
‫َ‬ ‫ت أَ ُ‬
‫جد ُ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫عوذ ُ ِبالل ّهِ وَقُد َْرت ِهِ ِ‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫سب ْعَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫سم ِ الل ّهِ ث ََلًثا وَقُ ْ‬ ‫بِ ْ‬
‫حاذ ُِر ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وَأ َ‬
‫َ‬ ‫ل أَ ُ‬
‫ص ع ََلى الت ّعَوّذِ‬ ‫جد ُ ن َ ّ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫عوذ ُ ب ِعِّزةِ الل ّهِ وَقُد َْرت ِهِ ِ‬ ‫ه ‪ : ‬وَقُ ْ‬ ‫وَقَوْل ُ ُ‬
‫واِز‬ ‫ج َ‬ ‫ل ع ََلى َ‬ ‫ذا ي َد ُ ّ‬ ‫ض ب ِعِّزةِ الل ّهِ وَقُد َْرت ِهِ وَهَ َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫شد ّةِ ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب ِهِ ِ‬ ‫ما ن ََز َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ل‪-‬‬ ‫م ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ك وَي َ ْ‬ ‫داِوي ب ِذ َل ِ َ‬ ‫معَْناه ُ الت ّ َ‬ ‫ض وَِفي َ‬ ‫ِ‬ ‫مَر‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ها ِ‬ ‫عاِء ِل ِذ ْ َ‬ ‫ست ِْرَقاِء َوالد ّ َ‬ ‫اِل ْ‬
‫حةٍ وَهُوَ اْلظ ْهَُر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دي‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫معَ ك ُ ّ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ريد َ ب ِهِ أن ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن يُ‬ ‫م‪-‬أ ْ‬ ‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫وََالل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ن أ َِبي ال َْعا‬
‫ريد ُ ‪ -‬وََالل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ِبي ي ُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ع َّني َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ص فَأذ ْهَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ع ُث ْ َ‬ ‫وَقَوْ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫جّرب َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م لَ ّ‬ ‫ه وَغ َي َْرهُ ْ‬ ‫مُر ب ِهِ أهْل َ ُ‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ك وَل ِذ َل ِ َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫م ‪ -‬لَ ّ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫هاب اْل َدواِء بها ‪ -‬وَالل ّ َ‬
‫م ‪. 220-‬‬ ‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ َِ‬ ‫فعَت َِها وَإ ِذ ْ َ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫ضعْ ي َد َ َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫شت َك َي ْ َ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫مد ُ ؛إ ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِلي ‪َ :‬يا ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ت ال ْب َُنان ِ ّ‬ ‫ن َثاب ِ ٍ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جد ُ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫عوذ ُ ب ِعِّزةِ اللهِ وَقُد َْرت ِهِ ِ‬ ‫سم ِ اللهِ ‪ ،‬أ ُ‬ ‫ل ‪ :‬بِ ْ‬ ‫كي ‪ ،‬وَقُ ْ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫ث تَ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬

‫‪ - 219‬في السلم باب ‪ 24‬برقم )‪ (2202‬وابن ماجة برقم )‪ (3651‬وصحيح ابن حبان )‪3026‬و‬
‫‪ (3029‬والموطأ )‪ (1722‬وأبو داود )‪- (3893‬‬
‫‪ - 220‬المنتقى ‪ -‬شرح الموطأ ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪( 1479) (359‬‬
‫‪133‬‬
‫ك وترا‪.‬فَإ َ‬ ‫م أَ ِ‬
‫ك‬‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬
‫س بْ َ‬
‫ن أن َ َ‬
‫ِ ّ‬ ‫عد ْ ذ َل ِ َ ِ ْ ً‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬‫م اْرفَعْ ي َد َ َ‬‫ذا ث ُ ّ‬
‫جِعي هَ َ‬ ‫ن وَ َ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ه ب ِذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫‪221‬‬
‫ك‪ .‬رواه الترمذي‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬‬
‫حد ّث َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬‫حد ّث َِني ‪ ،‬أ ّ‬
‫َ‬
‫قال المناوي رحمه الله‪) :‬إذا اشتكيت( أي مرضت )فضع يدك حيث‬
‫تشتكي( على الموضع الذي يؤلمك ولعل حكمة الوضع أنه كبسط اليد‬
‫للسؤال )ثم قل( ندبا ً )بسم الله( ظاهره أنه ل يزيد الرحمن الرحيم‬
‫ويحتمل أن المراد البسملة بكمالها )أعوذ( أي أعتصم بحضور قلب‬
‫وجمع همة‪ .‬قال الزمخشري‪ :‬والعياذ واللياذ من واد واحد )بعزة الله‬
‫وقدرته من شر ما أجد( زاد في رواية لبن ماجه وأحاذر )من وجعي‬
‫هذا( أي مرضي وألمي هذا تأكيد لطلب زوال اللم‪ ،‬وأخر التعوذ‬
‫لقتضاء المقام ذلك )ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك( أي الوضع والتسمية‬
‫والستعاذة بهذه الكلمات )وترًا( أي ثلثا ً كما بينه في رواية مسلم وفي‬
‫حديث آخر سبعا ً كما يأتي إن شاء الله تعالى وفي أخرى التسمية ثلثا ً‬
‫والستعاذة سبعا ً يعني فإن ذلك يزيل اللم أو يخففه بشرط قوة اليقين‬
‫وصدق النية ويظهر أنه إذا كان المريض نحو طفل أن يأتي به من‬
‫يعوذه ويقول من شر ما يجد هذا ويحاذر وإطلق اليد يتناول اليسرى‬
‫فتحصل السنة بوضعها لكن الظاهر من عدة أحاديث تعين اليمنى‬
‫للتيمن أي إل لعذر‪ .‬فإن قلت لم عبر بالوضع دون اللم؟ قلت‪ :‬إشارة‬
‫إلى ندب الذكر المذكور وإن لم يكن المرض شديدا ً إذ اللم كما قال‬
‫الراغب‪ :‬الوجع الشديد فلو عبر به اقتضى أن الندب مقيد بما إذا اشتد‬
‫الوجع وأنه بدون الشدة غير مشروع وهذا الحديث من الطب‬
‫‪222‬‬
‫الروحاني‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ -‬برقم )‪ (3937‬والحاكم برقم )‪ (7515‬والمرض والكفارات )‪ (151‬وهو صحيح لغيره‬ ‫‪221‬‬

‫‪ -‬فيض القدير )‪(448‬‬ ‫‪222‬‬

‫‪134‬‬
‫ث السادس‬ ‫المبح ُ‬
‫الترغيب في عيادة المرضى‬

‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬


‫ل َ‬ ‫عن أبي هَُري َْرة َ ‪ -‬رضى الله عنه ‪َ -‬قا َ‬
‫سل َم ِ ‪ ،‬وَ ِ‬
‫عَياد َةُ‬ ‫س َرد ّ ال ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫خ ْ‬‫سل ِم ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫سل ِم ِ ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ ال ْ ُ‬ ‫ل‪َ »:‬‬‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫س « رواه‬
‫مي ُ ْ‬ ‫ة الد ّع ْوَةِ ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫ض ‪َ ،‬وات َّباع ُ ال ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت الَعاط ِ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫جاب َ ُ‬ ‫جَنائ ِزِ ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫ري ِ‬
‫م ِ‬
‫‪223‬‬
‫البخاري ومسلم‬

‫سل ِم ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ ال ْ ُ‬ ‫ل» َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫س وَي َُعود ُه ُ إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫ذا ع َط َ َ‬ ‫ه إِ َ‬ ‫مت ُ ُ‬
‫ش ّ‬ ‫ه وَي ُ َ‬ ‫قي َ ُ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫م ع َل َي ْهِ إ ِ َ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫س يُ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫سل ِم ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع ََلى ال ْ ُ‬
‫‪224‬‬
‫عاه ُ «‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫ه إِ َ‬ ‫جيب ُ ُ‬ ‫ت وَي ُ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه إِ َ‬ ‫جَناَزت َ ُ‬ ‫شهُد ُ َ‬ ‫ض وَي َ ْ‬ ‫مرِ َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ل اللهِ ‪ » : -  -‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬
‫ك‬‫عود ُ َ‬ ‫فأ ُ‬ ‫ب ك َي ْ َ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫م ت َعُد ِْنى‪َ .‬قا َ‬ ‫ت فَل َ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫مرِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫مةِ َيا اب ْ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫م ت َعُد ْه ُ أ َ‬ ‫ض فَل َ ْ‬ ‫مرِ َ‬ ‫دى فُل ًَنا َ‬ ‫ن ع َب ْ ِ‬ ‫تأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫ن‪َ .‬قا َ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫وَأن ْ َ‬
‫مِنى‪.‬‬ ‫م ت ُط ْعِ ْ‬ ‫ك فَل َ ْ‬ ‫مت ُ َ‬ ‫ست َط ْعَ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫عن ْد َه ُ َيا اب ْ َ‬ ‫جد ْت َِنى ِ‬ ‫ه ل َوَ َ‬ ‫ك ل َوْ ع ُد ْت َ ُ‬ ‫ت أ َن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ع َل ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ت أن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫ن‪َ .‬قا َ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫ك وَأن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ف أط ْعِ ُ‬ ‫ب وَك َي ْ َ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫جد ْ َ‬ ‫ه ل َوَ َ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫ك ل َوْ أط ْعَ ْ‬ ‫ت أن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫هأ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ت ُط ْعِ ْ‬ ‫ن فَل َ ْ‬ ‫دى فُل َ ٌ‬ ‫ك ع َب ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ست َط ْعَ َ‬ ‫ا ْ‬
‫قي َ‬ ‫َ‬ ‫ب ك َي ْ َ‬ ‫قِنى‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫قي ْت ُ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫س ِ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫س ِ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ك فَل ْ‬ ‫س َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫دى َيا اب ْ َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ك ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك لَ ْ‬
‫و‬ ‫ما إ ِن ّ َ‬ ‫قه ِ أ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن فَل َ ْ‬ ‫دى فُل َ ٌ‬ ‫ك ع َب ْ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫س َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫وَأن ْ َ‬
‫‪225‬‬
‫دى «‪ .‬رواه مسلم‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫جد ْ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫قي ْت َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫حانه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قال النووي رحمه الله ‪َ :‬قا َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫مَرض إ ِلي ْهِ ُ‬ ‫ف ال َ‬ ‫ضا َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ماء ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ل العُل َ‬
‫معَْنى‬ ‫ه ‪َ .‬قاُلوا ‪ :‬وَ َ‬ ‫ريًبا ل َ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫فا ل ِل ْعَب ْد ِ وَت َ ْ‬ ‫ري ً‬ ‫ش ِ‬ ‫مَراد ال ْعَْبد ت َ ْ‬ ‫وَت ََعاَلى ‪َ ،‬وال ْ ُ‬
‫وله ت ََعاَلى‬ ‫َ‬
‫ل ع َل َي ْهِ قَ ْ‬ ‫مِتي ‪ ،‬وَي َد ُ ّ‬ ‫واِبي وَك ََرا َ‬ ‫دت ث َ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫عْنده ( أيْ وَ َ‬ ‫دتِني ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫) وَ َ‬
‫دت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دت ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ج ْ‬ ‫قْيته لوَ َ‬ ‫س َ‬ ‫دي ‪ ،‬لوْ أ ْ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫مته لوَ َ‬ ‫ديث ‪ " :‬لوْ أطعَ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫مام ال َ‬ ‫ِفي ت َ َ‬
‫وابه ‪ .‬وََالّله أع َْلم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫دي " أيْ ث َ َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ك ِ‬
‫وع َ َ‬
‫ضى‬ ‫مْر َ‬ ‫دوا ال ْ َ‬ ‫عو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ُ » :-  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫خد ْرِىّ َقا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫‪226‬‬
‫رة َ « رواه أحمد‬ ‫خ َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ُ‬
‫جَنائ َِز ت ُذ َكُرك ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫َوات ّب ُِعوا ال َ‬
‫س من‬ ‫وعن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬أنه سمع النبي ‪ ‬يقول ‪ » :‬خم ٌ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ن عاد َ مريضًا‪ ،‬وشهد َ جناز ً‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪َ :‬‬ ‫ل الجن ِ‬ ‫ه من أه ِ‬ ‫ه الل ُ‬ ‫ن في يوم ٍ كتب ُ‬ ‫عمله ّ‬
‫‪227‬‬
‫ة «‪ .‬رواه ابن حبان في صحيحه‬ ‫ة‪ ،‬وأعتقَ رقب ً‬ ‫ح إلى الجمع ِ‬ ‫م يومًا‪ ،‬ورا َ‬ ‫وصا َ‬
‫َ‬
‫م لَ ْ‬
‫م‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خاه ُ ال ْ ُ‬ ‫عاد َ أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ل ‪ »:‬إ ِ ّ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن عَ‬ ‫ن ث َوَْبا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪228‬‬
‫جعَ « رواه مسلم‬ ‫حّتى ي َْر ِ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ْ‬
‫خْرفَةِ ال َ‬ ‫ل ِفى ُ‬ ‫ي ََز ْ‬
‫ل ان ْط َل ِقْ ب َِنا‬ ‫دى َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ن أِبيهِ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ن أِبى َفا ِ‬ ‫َ‬
‫ى ب ِي َ ِ‬ ‫خذ َ ع َل ِ ّ‬ ‫لأ َ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫خت َ َ‬ ‫ن ث ُوَي ْرٍ هُوَ اب ْ ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫م‬‫سل َ ُ‬ ‫ى ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ل ع َل ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫سى فَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫عن ْد َه ُ أَبا ُ‬ ‫جد َْنا ِ‬ ‫ه‪ .‬فَوَ َ‬ ‫ن ن َُعود ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫إ َِلى ال ْ َ‬
‫‪ - 223‬البخاري ‪ (1240) 2/90‬ومسلم )‪(2162‬‬
‫‪ - 224‬أحمد )‪ (11257‬صحيح‬
‫‪ - 225‬في البر باب ‪(2569) 13‬‬
‫‪3/32 - 226‬و ‪11481) 48‬و ‪ (11756‬وعب)‪ (6763‬وش)‪ (10841‬وهو صحيح‪.‬‬
‫‪ (2826) 4/191 - 227‬والمجمع ‪ (3027) 2/166‬والصحيحة )‪ (1023‬وهو صحيح‪.‬‬
‫‪ - 228‬برقم )‪ (2568‬وأحمد ‪ 5/279‬و ‪23070)283‬و ‪ (23107‬والترمذي )‪. (983‬الخرفة ‪ :‬أى‬
‫اجتناء ثمر الجنة‬
‫‪135‬‬
‫دا‪ .‬فَ َ‬ ‫ل ل َ بَ ْ‬ ‫م َزائ ًِرا فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫ت‬
‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬‫ى َ‬ ‫ل ع َل ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫عائ ِ ً‬‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ت َيا أَبا ُ‬ ‫جئ ْ َ‬‫دا ِ‬ ‫عائ ِ ً‬
‫صّلى‬ ‫ما غ ُد ْوَة ً إ ِل ّ َ‬ ‫سل ِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫سل ِم ٍ ي َُعود ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫ما ِ‬ ‫ل‪َ »:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫صلى ع َلي ْ ِ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬ ‫شي ّ ً‬ ‫عاد َه ُ ع َ ِ‬‫ن َ‬ ‫ى وَإ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫م ِ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أل َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ع َل َي ْهِ َ‬
‫‪229‬‬
‫جن ّةِ « رواه الترمذي‬ ‫ف ِفى ال ْ َ‬ ‫ري ٌ‬ ‫خ ِ‬‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ح وَ َ‬ ‫صب ِ َ‬
‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫مل َ ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أ َل ْ َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫َ‬
‫ريضا ً ل َ ْ‬
‫م‬ ‫م ِ‬
‫عاد َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َقا َ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ها « رواه‬ ‫س ِفي َ‬ ‫م َ‬ ‫س اغ ْت َ َ‬ ‫جل َ‬ ‫َ‬ ‫ذا َ‬ ‫س فَإ ِ َ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫مة ِ َ‬
‫ح َ‬ ‫ض ِفى الّر ْ‬ ‫خو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ي ََز ْ‬
‫‪230‬‬
‫أحمد‬

‫ت ع ََلى‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫ى ‪ » : - -‬إِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ل ِلى الن ّب ِ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬
‫مل َئ ِك َةِ « رواه ابن ماجه‬ ‫عاِء ال ْ َ‬ ‫عاَءه ُ ك َد ُ َ‬ ‫ك فَإ ِ ّ‬ ‫ن ي َد ْع ُوَ ل َ َ‬ ‫ض فَ ُ‬
‫‪231‬‬
‫ن دُ َ‬ ‫مْره ُ أ ْ‬ ‫ري ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫شاه ُ إ ِلى‬ ‫م َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جن ّةِ فَإ ِ ّ‬ ‫ْ‬
‫ل ِفي خرفة ال َ‬ ‫م ي ََز ْ‬ ‫هل ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي ‪ :‬قَوْل ُ‬ ‫ن العََرب ِ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ل ا ِب ْ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫سب ًَبا إ َِلى ن َي ْ ِ‬
‫ل‬ ‫طا َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫خط ْوَةٍ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ب ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن الث ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض لَ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫جاٌز ا ِن ْت ََهى‬ ‫م َ‬ ‫سب َب َِها َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫قيم ِ ‪ ،‬ع َب َّر ب َِها ع َن َْها ِلن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ِفي الن ِّعيم ِ ال ْ ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫الد َّر َ‬
‫َ‬
‫جل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ضْر أ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ضا ل َ ْ‬ ‫ري ً‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫عاد َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ »:‬‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن َ ّب ِ ّ‬ ‫س عَ ِ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ك‬‫في َ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫سأ ُ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ظيم ِ أ ْ‬ ‫ش العَ ِ‬ ‫‪232‬العَْر ِ‬ ‫ب‬ ‫م َر ّ‬ ‫ظي َ‬ ‫ه العَ ِ‬ ‫ل الل َ‬ ‫مَرارٍ أ ْ‬ ‫سب ْعَ ِ‬ ‫عن ْد َه ُ َ‬ ‫ل ِ‬
‫ض « أخرجه أبو داود‬ ‫ِ‬ ‫مَر‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫عاَفاه ُ الل ّ ُ‬ ‫إ ِل ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫سِعيد ٍ وَأِبى هَُري َْرة َ أن ّهُ َ‬ ‫شهَد ُ ع ََلى أِبى َ‬ ‫سل ِم ٍ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الغ َّر أِبى ُ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬
‫صد ّقَ ُ‬
‫ه‬ ‫ه أك ْب َُر‪َ .‬‬ ‫ه َوالل ّ ُ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ »:‬‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫دا ع ََلى الن ّب ِ‬ ‫شه ِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫حد َ ُ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ه إ ِل ّ أَنا وَأَنا أك ْب َُر‪.‬وَإ ِ َ‬ ‫ل ل َ إ ِل َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫َرب ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َه ُ ل َ َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫دى‪ .‬وَإ ِ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه إ ِل ّ أَنا وَأَنا وَ ْ‬ ‫ه ل َ إ ِل َ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ه لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ك ِلى‪ .‬وَإ ِ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫دى ل َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه إ ِل ّ أَنا وَ ْ‬ ‫ه ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ذا َقا َ‬
‫ل‬ ‫د‪ .‬وَإ ِ َ‬ ‫م ُ‬‫ح ْ‬ ‫ى ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ك وَل ِ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ى ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ه إ ِل ّ أ ََنا ل ِ‬ ‫ه ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫د‪َ .‬قا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ك وَل َ ُ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫حو ْ َ‬ ‫ه إ ِل ّ أَنا وَل َ َ‬ ‫ه ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫ل وَل َ قُوّة َ إ ِل ّ ِبالل ّ ِ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ه وَل َ َ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل َ إ ِل َ َ‬

‫‪ - 229‬الترمذي )‪ (985‬وأحمد ‪ (967)1/118‬والبزار)‪ (777‬وابن ماجة)‪ (1509‬وعب)‪(6768‬‬


‫وش)‪ (10836‬والضياء ‪400 /1‬وك)‪1293‬و ‪ (1294‬وصحيح الترغيب )‪ (3476‬من طرق عنه‬
‫وهو حديث صحيح لطرقه ‪.‬‬
‫‪ (14631) 3/304 - 230‬والمستدرك )‪ (1295‬والبيهقي في السنن )‪ (6822‬والحسان )‬
‫‪ (3018‬وهو حديث صحيح‪ .‬اغتمس‪ :‬أغدق الله بنعمه عليه وعمه برضاه‬
‫‪ - 231‬برقم )‪ (1441‬و)‪ (1508‬وابن السني )‪ (556‬إسناد صحيح لكنه منقطع ميمون بن مهران‬
‫لم يسمع من عمر ‪ .‬وله شاهد غير قوي الشعب )‪ (6214‬وأعله ابن حجر في التهذيب بعلة‬
‫خفية وهي أن كثير بن هشام رواه عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن جعفر بن برقان‪..‬‬
‫وعيسى متروك وتابعه الشيخ ناصر الدين اللباني ‪-‬رحمه الله‪ -‬في الضعيفة )‪(1004‬‬
‫أقول ‪ :‬ما قاله مجرد احتمال لكن سند ابن ماجه ثنا جعفر بن مسافر ثنى كثير بن هشام ثنا‬
‫جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن عمر ‪ .‬وجعفر صدوق كما في الكاشف )‪ (811‬وقد‬
‫روى عنه أبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم وهو يرويه عن شيخه كثير بصيغة التحديث‬
‫وكثير يرويه عن جعفر بصيغة التحديث ولم يوصف أحد منهم بالتدليس ‪ ،‬كما أن كثير بن هشام‬
‫مجمع على ثقته وهو من أروى الناس عن جعفر بن برقان كما في التهذيب فلم ل تكون‬
‫الرواية الثانية التي فيها عيسى بن إبراهيم وهم من راويها وغلط ‍! ول سيما أن جعفر بن‬
‫مسافر من شيوخ ابن ماجه المباشرين ‪ .‬ومن هنا فإن المنذري والبوصيري والنووي وغيرهم‬
‫أعلوه فقط بالنقطاع ‪ .‬كما أن الحافظ ابن حجر حسنه في الفتح وأعله بالنقطاع وهذا هو‬
‫الراجح لن الفتح مؤلف بعد التهذيب بكثير وهو من الكتب التي رضى عنها ‪ ..‬الفيض )‪(595‬‬
‫‪ - 232‬أبو داود )‪ (3108‬والحاكم ‪ 1/342‬و ‪ 4/213‬و ‪ 1268)416‬و ‪ 1269‬و ‪ (8282‬والضياء )‬
‫‪ ، 10/368‬رقم ‪ (394‬وهو حديث صحيح لغيره‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫ه الّناُر‬ ‫م ُ‬‫م ت َط ْعَ ْ‬ ‫ت لَ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ضهِ ث ُ ّ‬‫مَر ِ‬‫ن َقال ََها ِفى َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫وَل َ قُوّة َ إ ِل ّ ِبى‪ .‬وَ َ‬
‫‪233‬‬
‫«أخرجه الترمذي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬
‫خا‬‫ضا أوْ َزاَر أ ً‬ ‫ري ً‬ ‫م ِ‬ ‫عاد َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » -  -‬‬
‫م ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫من ْزِل ً‬‫جن ّةِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك وَت َب َوّأ َ‬ ‫شا َ‬ ‫م َ‬ ‫م ْ‬‫ب َ‬‫طا َ‬‫ت وَ َ‬ ‫ن ط ِب ْ َ‬ ‫مَناد ٍ أ ْ‬ ‫داه ُ ُ‬ ‫ه ِفى الل ّهِ َنا َ‬ ‫لَ ُ‬
‫‪234‬‬
‫« رواه الترمذي‬
‫فمن هذه النصوص النبوية التي سبقت يتضح لنا ما لعيادة المريض من‬
‫أهمية‪ ،‬وما للقائم بها من الجر العظيم‪ ،‬فينبغي على المسلم أن يعنى‬
‫بها وأن ل يتكاسل عنها‪ ،‬فإذا علم بأخ له مريض فليسارع في عيادته‪،‬‬
‫وتفقد حاله‪ ،‬وإخبار أصحابه بما حصل لخيه‪ ،‬حتى يقوموا بزيارته‪،‬‬
‫والدعاء له‪.‬‬
‫ولما كان أهل الحي الواحد‪ ،‬كالسرة الواحدة يعرف بعضهم بعضا ً في‬
‫الغالب‪ ،‬فينبغي عليهم إذا مرض أحدهم أن يزوروه‪ ،‬ويتفقدوا أحواله‪،‬‬
‫ويعينوه على ما يحتاج‪ .‬فبهذه الزيارة يدخل الفرح إلى قلوب المرضى‪،‬‬
‫ويتنفس عنهم ما يجدون من الهم والغم‪ ،‬ويعلمون أن لهم إخوانا ً‬
‫يواسونهم ويعينونهم على ما يحتاجون‪ ،‬وكذلك يعرف المسلم عظمة‬
‫هذا الدين‪ ،‬وما حث عليه‪ ،‬وأنه ما من خير إل ودلهم عليه‪ ،‬وما من شر‬
‫إل وحذرهم منه‪.‬‬
‫وبما أن أصحاب الحي كثير ويتعذر زيارتهم في وقت واحد‪ ،‬إما‬
‫لمشاغلهم أو لكثرتهم‪ ،‬أو لظروف أخرى‪ ،‬فينبغي الترتيب لهذه الزيارة‪،‬‬
‫بحيث تؤدي الغرض على أكمل وجه‪ ،‬وذلك من خلل الترتيب فيما بينهم‬
‫في كيفية الزيارة‪ ،‬وعدد الزائرين والتنسيق مع أهل المريض‪ ،‬وتقديم‬
‫بعض الهدايا‪ ،‬حتى تكون زيارة موفقة‪ ،‬وتؤدي الغرض‪ ،‬ويحصل بها‬
‫النفع‪.‬‬
‫ويستحب للزائرين أن يدعو للمريض بالشفاء والعافية‪ ،‬وأن يوصوه‬
‫بالصبر والحتمال‪ ،‬وأن يقولوا له الكلمات الطيبة التي تطيب نفسه‪،‬‬
‫وتقوي روحه‪ ،‬وكان ‪ -  -‬إذا دخل على من يعود قال‪) :‬ل بأس طهور‬
‫إن شاء الله( ويستحب تخفيف العيادة وتقليلها ما أمكن‪ ،‬حتى ل يثقل‬
‫على المريض؛ إل إذا رغب في ذلك‪.‬‬
‫‪235‬‬
‫وفي الموسوعة الفقهية‬
‫ض‪:‬‬ ‫ري ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬‫عَيادَ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫دا ُ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬ ‫جُلو‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫ش ّ‬ ‫ه ل َ يَ ُ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫ذا ع َل ِ َ‬ ‫س إ ِل ّ إ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫طيل ال ْ ُ‬‫ن ل َ يُ ِ‬ ‫ض‪:‬أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ري‬
‫ِ‬ ‫عَياد َةِ ال ْ َ‬
‫م‬ ‫ب ِ‬ ‫دا ْ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ه عَ ْ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫مهِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ضعَ ي َد َه ُ ع ََلى ِ‬‫ه ‪ ،‬وَي َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ي َد ْنَ ُوَ ِ‬ ‫س ب ِهِ ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ع َل َي ْهِ وَي َأن َ‬
‫َ‬
‫صب ْرِ ع ََلى‬ ‫صيهِ ِبال ّ‬ ‫سّر ب ِهِ ‪ ،‬وَُيو ِ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫قول َ‬ ‫ن يَ ُ‬‫جل ب ِأ ْ‬ ‫ه ِفي ال ْ َ‬ ‫س لَ ُ‬‫ف َ‬ ‫حال ِهِ ‪ ،‬وَي ُن َ ّ‬ ‫َ‬

‫‪ - 233‬برقم) ‪ (3758‬ون عمل )‪ (29‬ون)‪9777-9773‬و ‪ (10108‬وصحيح الترغيب وهو صحيح‬


‫لغيره‪.‬‬
‫‪ - 234‬برقم) ‪ ( 2139‬وابن ماجة )‪ (1510‬وحم )‪ (7863‬والحسان )‪ (3023‬وصحيح الترغيب)‬
‫‪ (2578‬حسن لغيره‬
‫‪ - 235‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 31‬ص ‪ (78‬فما بعد‬
‫‪137‬‬
‫مرضه ‪ ،‬ويذ ْك ُر ل َه فَضل َه إن صبر عل َيه ‪ .‬وي َ‬
‫عاؤ ُهُ‬ ‫عاءَ فَد ُ َ‬ ‫ه الد ّ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫سأل ِ‬ ‫ْ ُ ِ ْ َ ََ َ ْ ِ ََ ْ‬ ‫َ َ ِ ِ ََ َ ُ‬
‫ما وََرد َ ‪.‬‬ ‫ب كَ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن أوْ َفاك ِهَةٍ ‪ .‬وَأ ْ‬
‫ن‬ ‫حا ٍ‬ ‫ح ب ِهِ كَري ْ َ‬ ‫ست َْروِ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ب‪:‬أ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫صي ّةِ إ ِ ْ‬ ‫ه ِفي الت ّ َوْب َةِ َوال ْوَ ِ‬ ‫ن ي َُرغ ّب َ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫جا ل ِذ َل ِ َ‬ ‫حَتا ً‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫صد ّقَ ع َل َي ْهِ إ ِ ْ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مل‬ ‫ن ي َت َأ ّ‬ ‫جهِ ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ت ع ََلى ال ْوْ َ‬ ‫موْ ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫ماَرا ُ‬ ‫م ت َظ ْهَْر ع َل َي ْهِ أ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫م ي َت َأذ ّ ب ِذ َل ِ َ‬ ‫لَ ْ‬
‫خو ُ َ‬ ‫َ‬
‫ه ب ِذ ِك ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ف أَزال َ ُ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ ال ْ َ ْ‬ ‫ن َرأى ال َْغال ِ َ‬ ‫مات ِهِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ض وَك َل ِ َ‬ ‫ري ِ‬ ‫م ِ‬ ‫حال ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫مل ِهِ ل َ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫ري َ‬ ‫م ِ‬ ‫ْ‬
‫عاد َ ال َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ي ‪ ‬إِ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ما َقال ‪ :‬كا َ‬ ‫َ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ض َ‬ ‫س َر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ع َ ّْبا ٍ‬ ‫وََرَوى اب ْ ُ‬
‫ش‬ ‫ب ال ْ‬ ‫ه ال ْعَ ِ‬ ‫سأل الل ّ َ‬ ‫م َقال َ‬ ‫سه ِ ث ُ ّ‬ ‫جل َ َ‬
‫‪236‬عَْر ِ‬ ‫م َر ّ‬ ‫ظي َ‬ ‫ت‪:‬أ ْ‬
‫ْ‬
‫مّرا ٍ‬
‫َ‬
‫سب ْعَ َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬
‫َ‬
‫س ِ‬ ‫َ‬
‫جعِهِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫عوفِ َ‬ ‫خيٌر ُ‬ ‫جل ِهِ ت َأ ِ‬ ‫ن ِفي أ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك فَإ ِ ْ‬ ‫في َ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ظيم ِ أ ْ‬ ‫ال ْعَ ِ‬
‫ض‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫عَيادَ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫خول‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن ل يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض الد ّ ُ‬ ‫ري ِ‬ ‫م ِ‬ ‫شقّ ع َلى ال َ‬ ‫ل لَها ب ِأ ْ‬ ‫ت قاب ِ ٍ‬ ‫ن العَِياد َة ُ ِفي كل وَق ٍ‬ ‫س ّ‬ ‫تُ َ‬
‫ول‬ ‫ضهِ ‪ ،‬وَهُوَ قَ ْ‬ ‫مَر ِ‬ ‫داِءَ َ‬ ‫ن اب ْت ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ضي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫قي ّد َةٍ ب ِوَقْ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ي غ َي ُْر ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ِفيهِ ‪ ،‬وَه ِ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫صل ل َ ُ‬ ‫ض الّيام ِ ل َ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن ‪ .‬وَك ََراهَت َُها ِفي ب َعْ‬ ‫كا َ‬ ‫مَرض َ‬
‫ٍ‬ ‫مُهورِ ‪ ،‬وَل ِيّ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪237‬‬
‫مد ّة ُ‬ ‫طل ُ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ض وَإ ِ ْ‬ ‫ب ال ْعِل ْم ِ ِبال ْ َ‬ ‫وَت َ ُ‬
‫مَر ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫كو ُ‬
‫ض؟‬ ‫ري ِ‬ ‫م ِ‬ ‫زَياَرةُ ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع لَ ُ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ن ي َعْرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫وي ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ة ‪ ،‬يَ ْ‬ ‫ن كافّ ً‬ ‫َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ض ل ِل ُ‬ ‫ْ‬ ‫تُ ْ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ري ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عَياد َة ُ ال َ‬ ‫شَرع ُ ِ‬
‫ي ‪ ،‬إ ِل ّ أن َّها‬ ‫جن َب ِ ّ‬ ‫ب َوال ْ‬ ‫ري ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ك َ ال ْ َ‬ ‫وي ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ن ل َ ي َعْرِفُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ري ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫جاُر هُوَ ال ْ َ‬ ‫ث ‪َ ،‬فال ْ َ‬ ‫حاِدي ِ‬ ‫موم ِ ال ْ َ‬ ‫ضل ل ِعُ ُ‬ ‫ه آك َد ُ وَأفْ َ‬ ‫ن ي َعْرِفُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫ري ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫مّرة ً ‪.‬‬ ‫قد ِهِ وَل َوْ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ضي ال َْعاد َة ُ ب ِوُد ّهِ وَت َ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ث تَ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫حل ّهِ ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خول‬ ‫ض ل ِد ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫م‬ ‫ن ك ََراهَ َ‬ ‫م أوْ ظ َ ّ‬ ‫ن أَراد َ ال ْعَِياد َة َ وَع َل ِ َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ما ال ْعَد ُوّ فَإ ِن ّ ُ‬ ‫وَأ ّ‬
‫عادة ً حرمت ال ْعِيادة ُ أوَ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫مل َ َ َ ُ َ ِ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ضَرٌر ل َ ي ُ ْ‬ ‫ه ب ُِرؤ ْي َت ِهِ َ‬ ‫صل ل َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫حل ّهِ وَأن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫‪238‬‬
‫ت‬‫كرِهَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ض‪:‬‬ ‫ري ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عاءُ ل ِل ْ َ‬ ‫الدّ َ‬
‫سعْدٍ‬ ‫ن َ‬ ‫قد ْ وََرد َ ع َ ْ‬ ‫فاِء َوال َْعافِي َةِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه ِبال ّ‬ ‫عو ل َ ُ‬ ‫ضا ي َد ْ ُ‬ ‫ري ً‬ ‫م ِ‬ ‫عاد َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن ‪ ‬إِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ض َ‬ ‫ي ‪ ‬ي َُعود ُِني ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫جاَءِني الن ّب ِ ّ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫شك ّي ْ ُ‬ ‫ه َقال ‪ :‬ت َ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫م‬‫م َقال ‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫جِهي وَب َط ِْني ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ح ي َد َه ُ ع ََلى وَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫جب ْهَِتي ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ي َد َه ُ ع ََلى َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫دي ِفي َ‬ ‫جد ُ ب َْرد َه ُ ع ََلى ك َب ِ ِ‬ ‫تأ ِ‬ ‫ما زِل ْ ُ‬ ‫ه ‪َ .‬قال ‪ :‬فَ َ‬ ‫جَرت َ ُ‬ ‫ه هِ ْ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫دا وَأت ِ ّ‬ ‫سعْ ً‬ ‫ف َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ا ْ‬
‫خال إ ِل َ ّ‬
‫‪239‬‬
‫ة‬
‫ساع َ ِ‬ ‫حّتى ال ّ‬ ‫ي َ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫جل ُ ُ‬ ‫ضْر أ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ي َد ْع ُوَ ل َ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خاه ُ ال ْ ُ‬ ‫ن ي َُعود ُ أ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كل َ‬ ‫مَر ‪ُ ‬‬ ‫وَقَد ْ أ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ي ‪َ ‬قال ‪َ :‬‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما ع َ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫قد ْ ُروِيَ ع َ ِ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سأل الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ت‪:‬أ ْ‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫سب ْعَ َ‬ ‫قول َ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫جل ُ ُ‬ ‫ضْر أ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ضا ل َ ْ‬ ‫ري ً‬ ‫م ِ‬ ‫سل ِم ٍ ي َُعود ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫‪240‬‬
‫ي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عوفِ َ‬ ‫في َك إ ِل ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ظي َ‬ ‫العَ ِ‬

‫الدب المفرد) ‪ ( 536‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪236‬‬

‫فتح الباري ‪ ، 113 / 10‬ودليل الفالحين ‪. 372 / 3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪237‬‬

‫فتح الباري ‪. 113 / 10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪238‬‬

‫صحيح البخارى )‪(5659‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪239‬‬

‫مر تخريجه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪240‬‬

‫‪138‬‬
‫َ ُ‬ ‫كان إ َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ي بِ ِ‬ ‫ضا أوْ أت ِ َ‬ ‫ري ً‬ ‫م ِ‬
‫ذا أَتى َ‬ ‫ي ‪ِ َ ََ ‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ه ع َن َْها أ ّ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وَع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫فاَء إ ِل ّ‬
‫ش َ‬‫شاِفي ل َ ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ف أن ْ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫س‪،‬ا ْ‬ ‫ب الّنا ‪ِ241‬‬ ‫س َر ّ‬ ‫ب ال ْب َأ َ‬ ‫إ ِل َي ْهِ َقال أذ ْه ِ ِ‬
‫ما‬‫ق ً‬ ‫فاًء ل َ ي َُغاد ُِر َ‬
‫س َ‬ ‫ش َ‬‫ك‪ِ ،‬‬ ‫فاؤ ُ َ‬ ‫ش َ‬‫ِ‬
‫ْ‬
‫ة‬
‫شد ّ ِ‬ ‫ف لِ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَت َعَّر ٌ‬ ‫س لَ ُ‬‫ض ت َأِني ٌ‬ ‫ري ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ضِع ال ْي َد ِ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ل ‪ِ :‬في وَ ْ‬ ‫طا ٍ‬ ‫ن بَ ّ‬ ‫وََقال اب ْ ُ‬
‫ما َرَقاه ُ ب ِي َد ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ه ‪ ،‬وَُرب ّ َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ه ِ‬‫دو ل َ ُ‬ ‫ما ي َب ْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫س ِ‬‫ح َ‬ ‫ه ِبال َْعافِي َةِ ع ََلى َ‬ ‫ضهِ ‪ ،‬ل ِي َد ْع ُوَ ل َ ُ‬ ‫مَر ِ‬ ‫َ‬
‫‪242‬‬ ‫ْ‬
‫فعُ ب ِهِ العَِليل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ي َن ْت َ ِ‬
‫مه ِ ب ِ َ‬‫ح ع َلى أل ِ‬ ‫س َ‬‫م َ‬ ‫وَ َ‬
‫ــــــــــــــ‬

‫‪ -‬صحيح البخارى)‪(5675‬‬ ‫‪241‬‬

‫‪ -‬الطب النبوي لبن القيم ص ‪. 75‬‬ ‫‪242‬‬

‫‪139‬‬
‫ث السابع‬
‫المبح ُ‬
‫الترغيب في الوصية والعدل فيها‬
‫َ‬
‫سل ِم ٍ ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫ئ ُ‬ ‫مرِ ٍ‬ ‫حقّ ا ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪َ » :‬‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن عبد الله أن ّ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل ع َب ْد ُ‬ ‫ة « ‪َ .‬قا َ‬ ‫مك ُْتوب َ ٌ‬ ‫عن ْد َه ُ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫صي ّت ُ ُ‬ ‫ل إ ِل ّ وَوَ ِ‬ ‫ث ل ََيا ٍ‬ ‫ت ث َل َ َ‬ ‫صى ِفيهِ ي َِبي ُ‬ ‫ىٌء ُيو ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ك إ ِل ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫من ْذ ُ َ‬ ‫ة ُ‬ ‫ى ل َي ْل َ ٌ‬ ‫ّ‬
‫ت ع َل َ‬ ‫مّر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫مَر َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫‪243‬‬
‫تى رواه البخاري ومسلم‬ ‫صي ّ ِ‬ ‫دى وَ ِ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫والمراد الحزم والحتياط لنه قد يفجؤه الموت‪ ،‬وهي غير واجبة‪،‬‬
‫والواجب الخروج من الحقوق الواجبة للغير‪.‬‬
‫ج َ‬
‫ل‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬
‫ن الّر ُ‬ ‫ل‪ » :‬إ ِ ّ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه أ ّ‬
‫ن‬‫ضاّرا ِ‬ ‫ت فَي ُ َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫ضُرهُ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫سّتي َ‬ ‫طاع َةِ الل ّهِ ِ‬ ‫مْرأ َة َ ب ِ َ‬ ‫ل َوال ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل َي َعْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ها هَُنا )‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ى أُبو هَُري َْرة َ ِ‬ ‫ل وَقََرأ ع َل ّ‬ ‫ما الّناُر «‪َ .‬قا َ‬ ‫ب ل َهُ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫صي ّةِ » فَت َ ِ‬ ‫ِفى ال ْوَ ِ‬
‫ك ال ْ َ‬ ‫حّتى ب َل َغَ )ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫فوُْز‬ ‫ضاّر( َ‬ ‫م َ‬ ‫ن غ َي َْر ُ‬ ‫‪ 244‬ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صى‬ ‫صي ّةٍ ُيو َ‬ ‫ن ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م ( رواه أبو داود‬ ‫ظي ُ‬ ‫ال ْعَ ِ‬
‫المضارة في الوصية‪ :‬إعطائها لغير مستحقيها أو تكون في معصية ‪.‬‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ضاّرةِ أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صي ّةِ ( ِ‬ ‫ن ِفي ال ْوَ ِ‬ ‫ضاّرا ِ‬ ‫وفي تحفة الحوذي ‪ ) :‬فَي ُ َ‬
‫ث ‪ ،‬أ َْو‬ ‫َ‬
‫ن الث ّل ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ب ِأك ْث ََر ِ‬ ‫جن َب ِ ّ‬ ‫صي ّةِ ل ِْل َ ْ‬ ‫ب ال ْوَ ِ‬ ‫سب َ ِ‬ ‫ث بِ َ‬ ‫وارِ ِ‬ ‫ضَرَر إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫صَل ِ‬ ‫ي ُ َوَ ّ‬
‫ه‬
‫مال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ثآ َ‬ ‫ث َوارِ ٌ‬ ‫ي َل ُيوَر ُ‬ ‫ن ال ْوََرث َةِ ك َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫مال ِهِ ل ِ َ‬ ‫ميعَ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ي َهَ َ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫ل‬ ‫ك ‪ .‬وََقا َ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫حك ْم ِ الل ّهِ ت ََعاَلى ‪ ،‬ذ َك ََره ُ ا ِب ْ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫مك ُْروه ٌ وَفَِراٌر ع َ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫شي ًْئا فَهَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صى‬ ‫ما أوْ َ‬ ‫ضاِء َ‬ ‫م َ‬ ‫ي ب ِعَد َم ِ إ ِ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫صي ّةِ أوْ ُيو ِ‬ ‫ل ال ْوَ ِ‬ ‫ي ل ِغَي ْرِ أهْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ُيو ِ‬ ‫م ‪ :‬ك َأ ْ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما الّناُر (‬ ‫ب ل َهُ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫صي ّةِ ) فَي َ ِ‬ ‫ض ال ْوَ ِ‬ ‫ض ب َعْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫صي ّت ِهِ أوْ ي َن ْ ُ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ن َد ِ َ‬ ‫قا ب ِأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ب ِهِ َ‬
‫ة ول َكنهما تحت ال ْمشيئ َة ) ث ُم قَرأ َ‬ ‫ن ال ْعُ ُ‬ ‫َ‬
‫ّ َ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫قوب َ َ َ ِ ّ ُ َ َ ْ َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫معَْنى ي َ ْ‬ ‫ت ‪َ .‬وال ْ َ‬ ‫أيْ فَت َث ْب ُ ُ‬
‫ي أ َُبو هَُري َْرةَ‬ ‫ب أيْ قََرأ ع َل َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ش ٍ‬ ‫حوْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫شهُْر ب ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ديد ِ ال َْياِء ‪َ ،‬قائ ِل ُ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ي ( ب ِت َ ْ‬ ‫ع َل َ ّ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن قِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫مت َعَل ّقٌ ب ِ َ‬ ‫صي ّةٍ { ( ُ‬ ‫ن ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ) } ِ‬ ‫ضا ً‬ ‫دا َواع ْت ِ َ‬ ‫شَها ً‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫اِ ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫جُهو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن { ( ب ِب َِناِء ال ْ َ‬ ‫صى ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫ث ) } ُيو َ‬ ‫واِري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » :-  -‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شّر‬ ‫ه بِ َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫خت َ ُ‬ ‫صي ّت ِهِ فَي ُ ْ‬ ‫ف ِفى وَ ِ‬ ‫حا َ‬ ‫صى َ‬ ‫ذا أوْ َ‬ ‫ة فَإ ِ َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫خي ْرِ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫أهْ ِ‬
‫ل بعم َ‬
‫ة‬
‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ُ َِ َ ِ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ل الّناَر وَإ ِ ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫مل ِهِ فَي َد ْ ُ‬ ‫عَ َ‬
‫َ‬
‫ل أُبو هَُري َْرةَ‬ ‫ة «‪َ .‬قا َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مل ِهِ فَي َد ْ ُ‬ ‫خي ْرِ ع َ َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫خت َ ُ‬ ‫صي ّت ِهِ فَي ُ ْ‬ ‫ل ِفى وَ ِ‬ ‫فَي َعْد ِ ُ‬
‫ت‬‫جّنا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ه ي ُد ْ ِ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن ي ُط ِِع الل ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دود ُ الل ّهِ وَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫م )ت ِل ْ َ‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫َواقَْرُءوا إ ِ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م )‪ (13‬وَ َ‬ ‫ظي ُ‬ ‫فوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ن ِفيَها وَذ َل ِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫حت َِها اْل َن َْهاُر َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬‫مِهي ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫دا ِفيَها وَل َ ُ‬ ‫خال ِ ً‬ ‫ه َناًرا َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫دود َه ُ ي ُد ْ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه وَي َت َعَد ّ ُ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ص الل ّ َ‬ ‫ي َعْ ِ‬
‫‪245‬‬
‫)‪] (14‬النساء‪ [15-13/‬أخرجه ابن ماجه‬
‫خاف‪ :‬حار وظلم سواء أكان حاكما ً أو غير حاكم‪ ،‬فهو خائف قال تعالى‪:‬‬
‫قوا‬ ‫م فَل ْي َت ّ ُ‬ ‫خاُفوا ْ ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ضَعاًفا َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ذ ُّري ّ ً‬ ‫فه ِ ْ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫كوا ْ ِ‬ ‫ن ل َوْ ت ََر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ش ال ّ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫} وَل ْي َ ْ‬
‫دا { )‪ (9‬سورة النساء‬ ‫دي ً‬ ‫س ِ‬ ‫قوُلوا ْ قَوْل ً َ‬ ‫ه وَل ْي َ ُ‬ ‫الل ّ َ‬
‫‪ -‬البخاري ‪ ( 2738)4/2‬ومسلم في الوصية ج ‪ 1‬و ‪ (1627) 4‬ومالك)‪(1458‬‬ ‫‪243‬‬

‫‪ -‬برقم )‪ (2869‬والترمذي )‪ (2263‬والبيهقي ‪ (12961) 6/271‬وهو حديث حسن‪.‬‬ ‫‪244‬‬

‫‪ -‬ابن ماجه )‪ (2704‬وأحمد ‪ (7958)2/278‬وطب )‪ (597‬وطس )‪ (3120‬حديث حسن‪.‬‬ ‫‪245‬‬

‫‪140‬‬
‫َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬
‫ل الل ّهِ أ ّ‬
‫ى‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‪ ‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل إ َِلى الن ّب ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت َ‬ ‫صد ّقَ وَأن ْ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ك ل َت ُن َب ّأن ّ ُ‬ ‫ما وَأِبي َ‬ ‫ل ‪ »:‬أ َ‬ ‫قا َ‬ ‫جرًا؟ فَ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫صد َقَةِ أع ْظ َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ْ‬
‫ت‬‫م قُل ْ َ‬ ‫قو َ‬ ‫حل ْ ُ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫ذا ب َل َغَ ِ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫قاَء وَل َ ت ُ ْ‬ ‫ل ال ْب َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫قَر وَت َأ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫شى ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ح تَ ْ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫‪246‬‬
‫ن « رواه البخاري ومسلم‬ ‫فل َ ٍ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا وَقَد ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫فل َ ٍ‬ ‫ذا وَل ِ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫فل َ ٍ‬ ‫لِ ُ‬
‫الروح الحلقوم ‪ :‬أي بلغت الروح موضع خروجها‪ ،‬ففي هذا الوقت انتهى‬
‫العمل وخرج المال من يد المورث إلى الورثة‪ ،‬فل تنفع الصدقة كما ل‬
‫تنفع المثوبة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وع ‪،‬‬ ‫خل ن َ ْ‬ ‫جْنس َوال ْب ُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫خل ‪ ،‬وَك َأ ّ‬ ‫ن ال ْب ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح أع َ ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫ي ‪ :‬ال ّ‬ ‫طاب ِ ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ف الّلِزم وَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫كال ْوَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫عا ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ش ّ‬ ‫مور ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫خل ِفي أفَْراد اْل ُ‬ ‫قال ال ْب ُ ْ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫وَأك َْثر َ‬
‫َ‬
‫حال‬ ‫غاِلب ِفي َ‬ ‫ح َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ديث أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ن قَِبل الط ّْبع َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫هُوَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جرِهِ ‪،‬‬ ‫ظم ِل َ ْ‬ ‫صد َقَ ِفي ن ِّيته وَأع ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫صد ّقَ َ‬ ‫ح ِفيَها وَت َ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫حة ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مال‬ ‫صير ال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫حَياة وََرأى َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫وت َوآي َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ع ََلى ال ْ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خَل ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫جاء‬ ‫ح َر َ‬ ‫ش ّ‬ ‫حة ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫حاَلة ال ّ‬ ‫سب َةِ إ َِلى َ‬ ‫صة ِبالن ّ ْ‬ ‫حين َئ ِذ ٍ َنا ْقِ َ‬ ‫صد ََقته ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ِغَي ْرِهِ فَإ ِ ّ‬
‫َ‬
‫مع ب ِهِ ‪.‬‬ ‫ميم أيْ ت َط ْ َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫مل ال ْغَِنى ( ‪ .‬ب ِ َ‬ ‫قر ‪ ) .‬وَت َأ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫وف ال ْ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫قاء وَ َ‬ ‫ال ْب َ َ‬
‫قوم‬ ‫حل ْ ُ‬ ‫ت ب ُُلوغ ال ْ ُ‬ ‫مَراد َقاَرب َ ْ‬ ‫ت الّروح ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫قوم ( ‪ :‬ب َل َغَ ْ‬ ‫حل ْ ُ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫معَْنى ) ب َل َغَ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫صّرَفاته‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫يء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫صد ََقته وََل َ‬ ‫صّيته وََل َ‬ ‫ح وَ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫ة لَ ْ‬ ‫ق ً‬ ‫قي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه َ‬ ‫إ ِذ ْ ل َوْ ب َل َغَت ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن(‬ ‫فَل ٍ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا أَل وَقَد ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫فَل ٍ‬ ‫ذا وَل ِ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫فَل ٍ‬ ‫وله ‪ ) :‬ل ِ ُ‬ ‫قَهاء ‪ .‬وَقَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ق ال ْ ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ِبات ّ َ‬
‫ضاء‬ ‫ق َ‬ ‫سب َقَ ال ْ َ‬ ‫مَراد ب ِهِ َ‬ ‫ل غ َْيره ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫واِرث ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫مَراد ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫ي ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫طاب ِ ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صّرفه‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ج عَ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫ه قَد ْ َ‬ ‫معَْنى أن ّ ُ‬ ‫كون ال ْ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫صى ل َ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ب ِهِ ل ِل ْ ُ‬
‫صّيته ك َِبير‬ ‫ه ِفي وَ ِ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫صّرف فَل َي ْ َ‬ ‫ن الت ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شاَء ِ‬ ‫ما َ‬ ‫قَلله ب ِ َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫مل ْك ِهِ َوا ْ‬ ‫مال ِ‬ ‫وَك َ َ‬
‫حيح‪. 247‬‬ ‫ش ِ‬ ‫حيح ال ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫صد ََقة ال ّ‬ ‫سب َةِ إ َِلى َ‬ ‫واب ِبالن ّ ْ‬ ‫ثَ َ‬
‫فة من مال ِه فَل َقيت أباَ‬ ‫خى ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى َقا َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫َ‬
‫ِ ُ َ‬ ‫طائ ِ َ ٍ ِ ْ َ ِ‬ ‫ىأ ِ‬ ‫صى إ ِل ّ‬ ‫ل أوْ َ‬ ‫طائ ِ ّ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫صى إ ِل َى ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ضعَ ُ‬ ‫ن ت ََرى ِلى وَ ْ‬ ‫مال ِهِ فَأي ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فة ٍ ِ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫خى أوْ َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫داِء فَ ُ‬ ‫الد ّْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما أَنا فَل َ ْ‬
‫و‬ ‫لأ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الل ّهِ فَ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ِفى َ‬ ‫دي َ‬ ‫جاه ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن أوِ ال ْ ُ‬ ‫كي ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫قَراِء أوِ ال ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ِفى ال ْ ُ‬
‫مث َ ُ‬
‫ل‬ ‫ل‪َ » :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫دي َ‬ ‫جاه ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِبال ْ ُ‬ ‫م أ َع ْد ِ ْ‬ ‫ت لَ ْ‬ ‫ك ُن ْ ُ‬
‫‪249‬‬
‫«‪ .‬رواه الترمذي‬
‫‪248‬‬
‫شب ِعَ‬ ‫ذا َ‬ ‫دى إ ِ َ‬ ‫ذى ي ُهْ ِ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ذى ي ُعْت ِقُ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫سـاوِ ب ِِهـ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫ن ( أيْ َلـ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫هـ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِبال ْ ُ‬ ‫عـد ِ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ما أَنـا فََلـوْ ك ُْنـت َلـ ْ‬ ‫ه‪):‬أ ّ‬ ‫قَوْل ُ ُ‬
‫ص إ ِّل‬ ‫ِ‬ ‫م ُأو‬ ‫ص ـًيا ل َـ ْ‬ ‫مو ِ‬ ‫معَْنى ل َوْ ك ُْنت أَنا ُ‬
‫َ‬
‫م ‪َ .‬وال ْ َ‬ ‫ن وَغ َي َْرهُ ْ‬ ‫كي َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫قَراَء أوْ ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ت(أ ْ‬ ‫م ـو ْ ِ‬ ‫عن ْـد َ ال ْ َ‬ ‫ص ـد ّقُ ) ِ‬ ‫ذي ي ُعْت ِقُ ( وَفِــي رَِواي َـةٍ ي َت َ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ن) َ‬ ‫دي َ‬ ‫جاه ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫ق‬
‫مـوْت ِهِ ي ُعْت ِـ ُ‬ ‫عن ْـد َ َ‬ ‫صـد ّقُ ِ‬ ‫ذي ي َت َ َ‬ ‫ل ال ّـ ِ‬ ‫مث َـ ُ‬ ‫كاةِ ‪َ :‬‬ ‫شـ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضــارِهِ ‪ .‬وَفِــي ال ْ ِ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫عن ْد َ ا ِ ْ‬ ‫ِ‬
‫داِء ن َـوْعُ‬ ‫ذا اْل ِهْ ـ َ‬ ‫ي ‪ :‬فِــي هَ ـ َ‬ ‫طيب ِـ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ش ـب ِعَ ( قَــا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫دي إ ِ َ‬ ‫ذي ي ُهْ ـ ِ‬ ‫ل ال ّـ ِ‬ ‫مث َـ ِ‬ ‫) كَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ة ِل َ ّ‬ ‫صــ ٌ‬ ‫ة َناقِ َ‬ ‫مْرت َب َ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫مَراد َ أن ّ ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫دى إ ِل َي ْهِ ا ِن ْت ََهى ‪َ.‬واْل َظ ْهَُر أ ّ‬ ‫مهْ َ‬ ‫ف ِبال ْ ُ‬ ‫فا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫اِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جاع َـ ِ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْـد َ ال ْ َ‬ ‫خاوَة َ ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مــا أ ّ‬ ‫ل ‪ ،‬كَ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫حةِ أفْ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫حا َ‬ ‫صد ّقَ َواْل ِع َْتاقَ َ‬ ‫الت ّ َ‬
‫ه ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل َقال َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫أك ْ َ‬
‫‪250‬‬
‫قاِري ‪.‬‬
‫‪ -‬البخاري ‪ 2/137‬و ‪ 1419) 4/5‬و ‪ (2748‬ومسلم في الزكاة ج ‪ 92‬و ‪ (1032)93‬واللفظ‬ ‫‪246‬‬

‫له‬
‫شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(482‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪247‬‬

‫أي ما ل قيمة له ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪248‬‬

‫في الوصية باب ‪ (2868)3‬والفتح ‪ 5/374‬والحسان )‪ (3403‬وهو حديث حسن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪249‬‬

‫تحفة الحوذي ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(405‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪250‬‬

‫‪141‬‬
‫وع َ َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ذى ي ُعْت ِقُ ِ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬‫ل الل ّهِ ‪َ » : -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫داِء َقا َ‬ ‫ن أِبى الد ّْر َ‬ ‫ْ‬
‫‪251‬‬
‫دى إ ِذا شب ِعَ « رواه أبو داود‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذى ي ُهْ ِ‬ ‫ل ال ِ‬‫ّ‬ ‫مث ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تك َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫عن ْــد‬ ‫ي ِ‬ ‫مـا ه ِـ َ‬ ‫صـد ََقة إ ِن ّ َ‬ ‫ضــل ال ّ‬ ‫ن أفْ َ‬ ‫شـب ِعَ (‪ِ :‬ل َ ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫وفـي عــون المعبـود ‪ ) :‬إ ِ َ‬
‫خَرت ِـهِ ع َل َــى د ُن ْي َــاهُ‬ ‫مؤ ْث ًِرا ِل ِ‬ ‫كون ُ‬ ‫مال فَي َ ُ‬ ‫حْرص ع ََلى ال ْ َ‬ ‫مع ِفي الد ّن َْيا َوال ْ ِ‬ ‫الط ّ َ‬
‫ضَرهُ‬ ‫ح َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ك َ‬ ‫خَر فِْعل ذ َل ِ َ‬ ‫ذا أ َ ّ‬ ‫صة فَإ ِ َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سِليم وَن ِّية ُ‬ ‫ن قَْلب َ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫صاد ًِرا فِعْل ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫سـهِ فِــي وَقْــت ل ي َن ْت َفِــع ب ِـ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما ل ِن َ ْ‬ ‫دي ً‬ ‫ق ِ‬‫دون الوََرَثة وَت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سِتيَثاًرا ُ‬ ‫ن اِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫وت َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‬‫ح ُ‬‫ح َ‬ ‫صـ ّ‬ ‫ديث َ‬ ‫ح ِ‬ ‫دير ‪َ :‬وال ْ َ‬ ‫مَناوِيّ ِفي فَْتح ال ْ َ‬
‫ق ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ظه ‪َ.‬قا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫قص َ‬ ‫ِفي د ُن َْياه ُ فَي َن ْ ُ‬
‫َ‬
‫ه ا ِب ْــن‬ ‫ح ُ‬ ‫ح َ‬‫صـ ّ‬ ‫ســن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫سـَناده َ‬ ‫جر ‪ :‬إ ِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ا ِْبن َ‬ ‫ي ‪ .‬وََقا َ‬ ‫كم وَأقَّره ُ الذ ّهَب ِ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عن ْــد‬ ‫دق ِ‬ ‫صـ ّ‬‫ذي ي َت َ َ‬ ‫مث َــل ال ّـ ِ‬ ‫ل" َ‬ ‫قا َ‬ ‫صد ََقة ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ي ب ِزَِياد َةِ ال ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫حّبان ‪ ،‬وََرَواه ُ ال ْب َي ْهَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫جـ ُ‬‫خَر َ‬ ‫من ْـذ ِرِيّ ‪ :‬وَأ ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫شـب ِعَ " ا ِن ْت َهَــى ‪.‬قَــا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫دي إ ِ َ‬ ‫ذي ي ُهْـ ِ‬ ‫وته أوْ ي ُعِْتق ك َا َل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫حيح‬ ‫َ ِ‬ ‫ص‬ ‫سن‬ ‫ح‬
‫ّْ ِ ِ ّ َ َ‬‫ي‬ ‫ذ‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫سا‬
‫ّْ ِ ِ ّ َ ّ َ ِ ّ َ‬ ‫ن‬ ‫وال‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ال‬
‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ - 251‬برقم ) ‪ ( 2269‬وأبو داود برقم )‪ (3970‬وعب )‪ (16741‬وحم )‪ (22351‬وك )‪(2846‬‬


‫والفتح ‪ 5/374‬وهو حديث حسن‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫ث الثامن‬
‫المبح ُ‬
‫فضل الموت‬

‫قال العلماء ‪ :‬الموت ليس بعدم محض‪ ،‬ول فناء صرف‪ ،‬وإنما هو‬
‫انقطاع تعلق الروح بالبدن‪ ،‬ومفارقة وحيلولة بينهما‪ ،‬وتبدل حال‬
‫وانتقال من دار لدار‪.‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ن آد َ َ‬ ‫ما اب ْ ُ‬ ‫ن ي َك َْرهُهُ َ‬ ‫ل‪ » :‬اث ْن ََتا ِ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن ل َِبيد ٍ أ ّ‬ ‫مود ِ ب ْ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل‬ ‫ما ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ل وَقِل ّ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫فت ْن َةِ وَي َك َْره ُ قِل ّ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫‪ِ 252‬‬ ‫م‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫خي ٌْر ل ِل ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ب«‪ .‬أخرجه أحمد‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ل ِل ْ ِ‬ ‫أ َقُ ّ‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫كان يحد ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ثأ ّ‬ ‫ه َ َ ُ َ ّ‬ ‫صارِىّ أن ّ ُ‬ ‫ى الن ْ َ‬ ‫ن رِب ْعِ ّ‬ ‫ن أِبى قََتاد َة َ ب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫ه « ‪َ .‬قالوا َيا َر ُ‬ ‫ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست ََرا ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ‪ُ »:‬‬ ‫قا َ‬ ‫جَناَزةٍ فَ َ‬ ‫مّر ع َلي ْهِ ب ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ه قال‪ » :‬العَب ْد ُ ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست ََرا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ح َوال ُ‬ ‫ري ُ‬ ‫ست َ َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ما ال ُ‬ ‫اللهِ َ‬ ‫ّ‬
‫ه العَِباد ُ‬ ‫ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫جُر ي َ ْ‬ ‫فا ِ‬ ‫ْ‬
‫مةِ اللهِ ‪َ ،‬والعَب ْد ُ ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ها إ ِلى َر ْ‬ ‫َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ب الد ّن َْيا وَأ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫نَ َ‬
‫‪253‬‬
‫ب « أخرجه الشيخان‬ ‫جُر َوالد َّوا ّ‬ ‫ش َ‬ ‫َوال ْب ِل َد ُ َوال ّ‬
‫َ‬
‫ل‬‫مل ك ُ ّ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫صة وَي َ ْ‬ ‫خا ّ‬ ‫ي َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ن الت ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬ ‫ريد ِبال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن يُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ل ا ِْبن الّتين ‪ .‬ي َ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫خ َ‬ ‫َ‬ ‫ريد ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫من ‪َ .‬وال ْ َ‬
‫ه‬
‫ل ِفي ِ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫كافَِر وَي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن يُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫جر ي َ ْ‬ ‫فا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫رَ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫من ْك ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ما ي َأِتي ب ِهِ ِ‬ ‫ة العَِباد ِ فَل ِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ست َِرا َ‬ ‫ما ا ِ ْ‬ ‫داوُد ِيّ ‪ :‬أ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫صي ‪ .‬وََقا َ‬ ‫الَعا ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ما ي َأِتي ب ِ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫حة ال ْب َِلد ِ‬ ‫ست َِرا َ‬ ‫موا َوا ْ‬ ‫كوه ُ أث ِ ُ‬ ‫ن ت ََر ُ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫ذاهُ ْ‬ ‫ن أن ْك َُروا ع َل َي ْهِ آ َ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫ث‬
‫حْر ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ضي هََل َ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫ب فَي َ ْ‬ ‫جد ْ ُ‬ ‫ل ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫صي فَإ ِ ّ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ب ِت َْرك ِهِ ِلن ّ ُ‬ ‫ذاه ُ َل ي َأث َ ُ‬ ‫هأ َ‬ ‫ن َنال َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مهِ ب ِأ ّ‬ ‫ل ك ََل ِ‬ ‫ي أوّ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ب ال َْبا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ل ‪ .‬وَت َعَ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫َوالن ّ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَراد‬ ‫كون ال ْ ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ذى وَي َ ْ‬ ‫ه ب ِهِ أ ً‬ ‫جهٍ َل ي ََنال ُ ُ‬ ‫كر ب ِوَ ْ‬ ‫قل ْب ِهِ أوْ ي ُن ْ ِ‬ ‫كر ب ِ َ‬ ‫ن ي ُن ْ ِ‬ ‫ب َعْد َ أ ْ‬
‫قع ع َل َي َْها‬ ‫ح ُ َْ‬ ‫ن ظ ُل ْ ِ‬
‫ما ي َ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ة الْر ِ‬ ‫مهِ وََرا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قع ل َهُ ْ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫حةِ ال ْعَِباد ِ ِ‬ ‫ب َِرا َ‬
‫ما َل‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫حة الد َّوا ّ‬ ‫جهِهِ وََرا َ‬ ‫صْرفِهِ ِفي غ َي ْرِ وَ ْ‬ ‫قَها وَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫من ْعَِها ِ‬ ‫صب َِها وَ َ‬ ‫ن غَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫ن إ ِت َْعاب َِها وََالل ّ ُ‬
‫‪254‬‬
‫م ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫جوُز ِ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ل‪ » :‬الد ّن َْيا ِ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫رو ع َ ْ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ذا َفاَرقَ الد ّن َْيا َفاَرقَ ال ّ‬ ‫ه فَإ ِ َ‬
‫‪255‬‬
‫ة « أخرجه أحمد‬ ‫سن َ َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫س ْ‬ ‫سن َت ُ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ت ل ََها ِ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫وع َ َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫مو ُ‬ ‫س تَ ُ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك عَ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫ّ‬
‫ما ِفيَها إ ِل ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الل ّهِ َ‬
‫شِهيد ُ‬ ‫ن لَها الد ّن َْيا وَ َ‬ ‫جعُ إ ِلى الد ّن َْيا وَل أ ّ‬ ‫ها أن َّها ت َْر ِ‬ ‫سّر َ‬ ‫خي ٌْر ي َ ُ‬
‫َ‬
‫هاد َةِ « أخرجه‬ ‫ش َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ي ََرى ِ‬ ‫ل ِفى الد ّن َْيا ل ِ َ‬ ‫قت َ َ‬ ‫جعَ فَي ُ ْ‬ ‫ن ي َْر ِ‬ ‫مّنى أ ْ‬ ‫ه ي َت َ َ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫‪256‬‬
‫مسلم‬

‫‪ (24343)5/427 - 252‬والمجمع ‪3904) 10/257‬و ‪ (17879‬وشرح السنة )‪ (3890‬والصحيحة‬


‫)‪ (813‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 253‬البخاري ‪ 5/133‬و ‪6512) 134‬و ‪ (6513‬ومسلم )‪ (950‬ونص )‪1942‬و ‪ (1943‬وأحمد )‬
‫‪.(23199‬‬
‫‪ - 254‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 18‬ص ‪(354‬‬
‫‪ - 255‬برقم )‪ (7034‬برقم )‪ (598‬والمجمع ‪ (17079) 10/289‬ومب )‪ (587‬وشرح السنة )‬
‫‪ (3930‬والحاكم ‪ (7882)4/315‬والمقاصد الحسنة ) ‪ (495‬وهو حديث حسن لغيره ‪ .‬السنة ‪:‬‬
‫الجدب والقحط‬
‫‪ - 256‬برقم ) ‪ ( 1877‬ونص )‪ (3172‬وش )‪ (19315‬وأحمد ‪(12607) 5/318‬‬
‫‪143‬‬
‫ضل‬ ‫ظيم فَ ْ‬ ‫صَراِئح اْل َد ِّلة ِفي ع َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫قال النووي رحمه الله ‪:‬هَ َ‬
‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫دا ‪ :‬فَ َ‬ ‫شِهي ً‬ ‫مَيته َ‬ ‫س ِ‬ ‫سَبب ت َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫كور ‪ .‬وَأ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مود ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫دة ‪َ ،‬والل ّ ُ‬ ‫شَها َ‬ ‫ال ّ‬
‫سَلم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دار ال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ضَر ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫شهِد َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن أْرَواحه ْ‬ ‫ي ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ح ّ‬‫ه َ‬ ‫ل ‪ِ :‬لن ّ ُ‬ ‫مي ْ ٍ‬ ‫ش َ‬ ‫ضر ْبن ُ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫َ‬
‫مة"‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ال ْ ِ‬ ‫ها ي َ ْ‬ ‫شَهد َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫وَأْرَواح غ َْيره ْ‬
‫ت‬‫موْ ُ‬ ‫حي ّةٍ ِإل ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن نَ ْ‬
‫ف‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫ه غ َي ُْر ُ‬ ‫ذي ل إ ِل َ َ‬ ‫ل‪َ":‬والل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ه‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ َ‬
‫خي ٌْر ل ِلب َْراِر"‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪" :‬وَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن ب َّرا‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫خي ٌْر ل ََها إ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‪َ" :‬ول‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫جًرا ‪ ,‬إ ِ ّ‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫]آل عمران‪ [198 :‬وَإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫مِلي ل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫ما ن ُ ْ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫سه ِ ْ‬‫خي ٌْر ل َن ْفُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مِلي ل َهُ ْ‬ ‫ما ن ُ ْ‬‫فُروا أن ّ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫يَ ْ‬
‫دوا إ ِث ْ ً‬
‫‪257‬‬
‫ما" ]آل عمران‪ ."[178 :‬أخرجه الطبراني‬ ‫دا ُ‬ ‫ل ِي َْز َ‬
‫وفي هذه الية يصل السياق إلى العقدة التي تحيك في بعض الصــدور ‪،‬‬
‫والشبهة التي تجول في بعض القلوب ‪ ،‬والعتاب الذي تجيــش بــه بعــض‬
‫الرواح ‪ ،‬وهــي تــرى أعــداء الل ّــه وأعــداء الحــق ‪ ،‬مــتروكين ل يأخــذهم‬
‫العذاب ‪ ،‬ممتعين في ظاهر المــر ‪ ،‬بــالقوة والســلطة والمــال والجــاه!‬
‫مما يوقع الفتنة في قلوبهم وفي قلوب الناس من حــولهم وممــا يجعــل‬
‫ضعاف اليمان يظنون بالّله غير الحق ظن الجاهلية يحســبون أن الل ّــه ‪-‬‬
‫حاشاه ‪ -‬يرضــى عــن الباطــل والشــر والجحــود والطغيــان ‪ ،‬فيملــي لــه‬
‫ويرخي له العنان! أو يحسبون أن الّله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬ل يتدخل في المعركة‬
‫بين الحق والباطل ‪ ،‬فيدع للباطل أن يحطم الحق ‪ ،‬ول يتدخل لنصــرته!‬
‫أو يحســبون أن هــذا الباطــل حــق ‪ ،‬وإل فلــم تركــه الّلــه ينمــو ويكــبر‬
‫ويغلب؟!‬
‫أو يحسبون أن من شأن الباطل أن يغلب على الحق في هــذه الرض ‪،‬‬
‫وأن ليس من شأن الحق أن ينتصر! ثم ‪ ..‬يدع المبطلين الظلمة الطغاة‬
‫المفسدين ‪ ،‬يلجون في عتوهم ‪ ،‬ويسارعون في كفرهم ‪ ،‬ويلجــون فــي‬
‫طغيانهم ‪ ،‬ويظنون أن المر قد استقام لهم ‪ ،‬وأن ليس هنالك من قــوة‬
‫تقوى على الوقوف في وجههم!!! وهذا كلــه وهــم باطــل ‪ ،‬وظــن بــالّله‬
‫غير الحق ‪ ،‬والمر ليس كذلك‪ .‬وهــا هــو ذا الل ّــه ســبحانه وتعــالى يحــذر‬
‫الذين كفروا أن يظنوا هذا الظن ‪ ..‬إنه إذا كان الّله ل يأخــذهم بكفرهــم‬
‫الذي يسارعون فيه ‪ ،‬وإذا كان يعطيهم حظــا فــي الــدنيا يســتمتعون بــه‬
‫ويلهون فيه ‪ ..‬إذا كان الّله يأخذهم بهذا البتلء ‪ ،‬فإنما هي الفتنــة وإنمــا‬
‫هو الكيد المتين ‪ ،‬وإنما هو الستدراج البعيد ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫مِلي لهُ ْ‬ ‫م ‪ ..‬إ ِّنما ن ُ ْ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫خي ٌْر ِلن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مِلي ل َهُ ْ‬ ‫فُروا أّنما ن ُ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سب َ ّ‬‫ح َ‬ ‫» َول ي َ ْ‬
‫دوا إ ِْثمًا«! ولو كانوا يستحقون أن يخرجهم الّله من غمرة النعمــة ‪،‬‬ ‫ل ِي َْزدا ُ‬
‫بالبتلء الموقظ ‪ ،‬لبتلهم ‪ ..‬ولكنه ل يريد بهم خيرا ‪ ،‬وقد اشتروا الكفر‬
‫باليمان ‪ ،‬وسارعوا في الكفر واجتهدوا فيه! فلم يعــودوا يســتحقون أن‬
‫يوقظهم الّله مــن هــذه الغمــرة ‪ -‬غمــرة النعمــة والســلطان ‪ -‬بــالبتلء!‬
‫ن« ‪ ..‬والهانــة هــي المقابــل لمــا هــم فيــه مــن مقــام‬ ‫مِهي ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫»وَل َهُ ْ‬
‫ومكانة ونعماء‪.‬‬

‫‪ -‬برقم ) ‪ ( 8672‬والقضاء والقدر للبيهقي) ‪ (264‬وك )‪ (3168‬وهو صحيح موقوف‪.‬‬ ‫‪257‬‬

‫‪144‬‬
‫وهكذا يتكشف أن البتلء من الّله نعمة ل تصيب إل من يريد له الّله بــه‬
‫الخير‪ .‬فإذا أصابت أولياءه ‪ ،‬فإنما تصيبهم لخيــر يريــده الل ّــه لهــم ‪ -‬ولــو‬
‫وقع البتلء مترتبا على تصرفات هؤلء الولياء ‪ -‬فهناك الحكمة المغيبــة‬
‫والتدبير اللطيـف ‪ ،‬وفضـل الّلـه علـى أوليـائه المـؤمنين‪.‬وهكـذا تسـتقر‬
‫القلوب ‪ ،‬وتطمئن النفــوس ‪ ،‬وتســتقر الحقــائق الصــيلة البســيطة فــي‬
‫‪258‬‬
‫التصور السلمي الواضح المستقيم‪.‬‬
‫ت‬ ‫ن‪ :‬ال ْ َ‬
‫م ـو ْ ُ‬ ‫مك ُْروهَــا ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫حب ّـ َ‬‫ه‪":‬ي َــا َ‬ ‫ل ع َب ْد ُ الل ّ ِ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ر‪َ ،‬قا َ‬ ‫حب ْتَ َ ٍ‬
‫س بن َ‬ ‫ن قَي ْ َ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ال ْغَِنى َوال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ن ك َــا َ‬ ‫ت‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫مــا اب ْت ُِليـ ُ‬ ‫ما أَباِلي ب ِأي ّهِ َ‬ ‫قَر وَ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫م الل ّهِ أل إ ِ ّ‬ ‫قُر‪ ،‬وَأي ْ ُ‬ ‫ف ْ‬‫َوال ْ َ‬
‫‪259‬‬
‫ر"‪ .‬أخرجه الطبراني‬ ‫صب ْ ِ‬ ‫ن ِفيهِ ِلل ّ‬ ‫قُر إ ِ ّ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ف‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ن ِفيهِ ل َل ْعَط ْ ِ‬ ‫ال ْغَِنى إ ِ ّ‬
‫ول شك أن المؤمن الصادق يحب الموت ‪ ،‬لن فيه لقاء الله تعالى وهــو‬
‫أغلى أمنية عنده‪ ،‬ولنه يتخلص من عذاب الدنيا وهمومها وغمومها التي‬
‫ل تنقطع‪ ،‬ومن أسباب ضياع المسلمين اليــوم هــو حــب الــدنيا وكراهيــة‬
‫ل الّلــ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ن ث َوَْبا َ‬ ‫الموت‪ ،‬كما ورد هذا في حديث صحيح ع َ ْ‬
‫عى ال َك َل َ ُ‬ ‫ك ال ُم َ‬
‫ص ـعَت َِها «‪.‬‬ ‫ة إ َِلى قَ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫عى ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫دا َ‬‫ن تَ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫‪ُ » - -‬يو ِ‬
‫َ‬
‫م غ َُثاٌء‬ ‫مئ ِذ ٍ ك َِثيٌر وَل َك ِن ّك ُ ْ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫ل‪ » :‬ب َ ْ‬ ‫مئ ِذ ٍ َقا َ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن قِل ّةٍ ن َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن‬ ‫ق ـذ ِفَ ّ‬ ‫م وَل َي َ ْ‬ ‫من ْك ُـ ْ‬
‫ة ِ‬ ‫مَهاب َـ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫دورِ ع َـد ُوّك ُ ُ‬ ‫صـ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫ل وَل َي َن ْزِع َ ّ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ك َغَُثاِء ال ّ‬
‫ل»‬ ‫ن قَــا َ‬ ‫مــا ال ْـوَهَ ُ‬ ‫ل الل ّهِ وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬ ‫قا َ‬ ‫ن «‪ .‬فَ َ‬ ‫م ال ْوَهَ َ‬ ‫ه ِفى قُُلوب ِك ُ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ة ال ْ َ‬ ‫ب الد ّن َْيا وَك ََراه ِي َ ُ‬
‫‪260‬‬
‫ت «‪.‬‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬

‫ـــــــــــــ‬

‫‪ - 258‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(524 / 1) -‬‬


‫‪ - 259‬برقم ) ‪ ( 8436‬وتهذيب الثار )‪ (2557‬وهب )‪ (9617‬والزهد لحمد) ‪ (854‬والحلية‬
‫‪ 3/121‬و تاريخ أصفهان ‪ 2/231‬وتاريخ بغداد ‪ 1/347‬والفيض ‪ 6/279‬وهو حسن موقوف ‪.‬‬
‫من الله ‪ ،‬البتلء ‪ :‬الختبار والمتحان بالخير أو‬
‫وايم الله ‪ :‬أسلوب قسم بالله تعالى وأصلها اي ُ‬
‫الشر‬
‫‪ - 260‬أخرجه أبو داود برقم ) ‪ (4299‬صحيح‬
‫‪145‬‬
‫ث التاسع‬
‫المبح ُ‬
‫الترهيب من كراهية الموت والترغيب بمحبته‬
‫ل‪»:‬م َ‬
‫قاَء الل ّهِ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ت عَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن ع َُباد َة َ ب ْ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫ة أوَ‬ ‫َ‬
‫ش ُ ْ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قاَءه ُ « ‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ‬ ‫ن ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قاَءه ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫ن إِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َك ِ ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫س َ‬ ‫ل » ل َي ْ َ‬ ‫ت ‪َ .‬قا َ‬ ‫موْ َ‬ ‫جهِ إ ِّنا ل َن َك َْره ُ ال ْ َ‬ ‫ض أْزَوا ِ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ىٌء أ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫س َ‬ ‫مت ِهِ ‪ ،‬فَل َي ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ وَك ََرا َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫شَر ب ِرِ ْ‬ ‫ت بُ ّ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ضَره ُ ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شَر‬ ‫ضَر ب ُ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫كافَِر إ ِ َ‬ ‫قاَءه ُ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قاَء الل ّهِ وَأ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قاَء الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ه ‪ ،‬ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ىٌء أك َْره َ إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫ش ‪ْ261‬‬ ‫س َ‬ ‫قوب َت ِهِ ‪ ،‬فَل َي ْ َ‬ ‫ب الل ّهِ وَع ُ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ب ِعَ َ‬
‫ءه ُ « رواه البخاري ومسلم‬ ‫قا َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫وَك َرِه َ الل ّ ُ‬
‫دى‬ ‫ل الل ّه إ َ َ‬ ‫ل » َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ب ع َب ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ‬ ‫ْ‬
‫‪262‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ءه ُ « رواه البخاري‬ ‫قا َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫قاِئى كرِهْ ُ‬ ‫قاَءه ُ ‪ ،‬وَإ ِذا كرِه َ ل ِ َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫حب َب ْ ُ‬ ‫قاِئى أ ْ‬ ‫لِ َ‬
‫دار‬ ‫صير إ ِلى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫م ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َقا َ‬
‫قاِء الله هَُنا ال َ‬ ‫مَراد ب ِل ِ َ‬ ‫ل ا ِْبن الِثير ِفي الن َّهاَية ‪ :‬ال ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ن ك ُّل ي َك َْرهُ ُ‬ ‫وت ِل ّ‬ ‫م ْ‬ ‫س ال ْغََرض ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫عْند الّله وَل َي ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫خَرة وَط ََلب َ‬ ‫اْل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قاَء الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن إ ِل َي َْها ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫ها وََرك َ َ‬ ‫ن آث ََر َ‬ ‫م ْ‬ ‫قاَء الل ّهِ وَ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ضَها أ َ‬ ‫ك الد ّن َْيا وَأب ْغَ َ‬ ‫ت ََر َ‬
‫َ‬
‫قاء الّله ي ُب َي ّ ُ‬
‫ن‬ ‫دون ل ِ َ‬ ‫وت ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شة َوال ْ َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ول َ‬ ‫ت ‪ .‬وَقَ ْ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ِبال ْ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫ه إ ِن ّ َ‬ ‫ِلن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫بأ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ب فَي َ ِ‬ ‫مط ُْلو ِ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ن الغََر ِ‬
‫دو َ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫معْت َرِ ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫قاِء وَل َك ِن ّ ُ‬ ‫وت غ َي ُْر الل ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫أ ّ‬
‫قاِء‪.‬‬ ‫فوْزِ ِبالل ّ َ‬ ‫صل إ َِلى ال ْ َ‬ ‫حّتى ي َ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫شاقّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫صب َِر ع َل َي ْهِ وَي َ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ك‬‫ن بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪": ‬الل ّهُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫د‪َ ،‬قا َ‬ ‫ة بن ع ُب َي ْ ٍ‬ ‫ضال َ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ك‪ ،‬وَأقْل ِ ْ‬ ‫ضاَء َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ قَ َ‬ ‫سه ّ ْ‬ ‫ك‪ ،‬وَ َ‬ ‫قاَء َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ل ِ َ‬ ‫حب ّ ْ‬ ‫ك‪ ،‬فَ َ‬ ‫سول ُ َ‬ ‫شهِد َ أّني َر ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ب إ ِل َي ْهِ ل ِ َ‬ ‫سول ُ َ‬ ‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫قاَء َ‬ ‫حب ّ ْ‬ ‫ك‪َ ،‬فل ت ُ َ‬ ‫شهَد ْ أّني َر ُ‬ ‫ك وَي َ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الد ّن َْيا‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ضاَء َ‬ ‫َ‬
‫‪263‬‬
‫يا" رواه الطبراني‬ ‫ن الد ّن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك‪ ،‬وَأكث ِْر ل ُ‬ ‫ل ع َلي ْهِ قَ َ‬ ‫سه ّ ْ‬ ‫َول ت ُ َ‬
‫وقال المناوي ‪) :‬الّلهم من آمن بك( أي صدق بأنك ل إله إل أنت‬ ‫‪264‬‬

‫وحدك ل شريك لك )وشهد أني رسولك( إلى الثقلين )فحبب إليه‬


‫لقاءك وسهل عليه قضاءك( فيتلقاك بقلب سليم وخاطر منشرح ول‬
‫ينهمك في شيء من قضائك ويعلم أنه ما من شيء قدرته إل وله وفيه‬
‫خيور كثيرة دينية فيحسن ظنه بك )وأقلل له من الدنيا( أي من زهرتها‬
‫وزينتها ليتجافى بالقلب عن دار الغرور ويميل به إلى دار الخلود )ومن‬
‫لم يؤمن ويشهد أني رسولك فل تحبب إليه لقاءك ول تسهل عليه‬
‫قضاءك وكثر له من الدنيا( وذلك هو غاية الشقاء فإن مواتاة النعم على‬
‫وفق المراد من غير امتزاج ببلء ومصيبة يورث طمأنينة القلب إلى‬
‫الدنيا وأسبابها حتى تصير كالجنة في حقه فيعظم بلؤه عند الموت‬
‫بسبب مفارقته وإذا كثرت عليه المصائب انزعج قلبه عن الدنيا ولم‬

‫‪ - 261‬البخاري ‪ (65076508) 8/133‬ومسلم )‪ (2686-2683‬والترمذي )‪1087‬و ‪ (1088‬وهو‬


‫حديث متواتر ‪ .‬انظر جامع الصول ‪.598 -9/595‬‬
‫‪ - 262‬البخاري )‪ (7504‬ومسلم )‪ (2685‬ومالك)‪ (573‬وجامع الصول ‪5/598‬‬
‫‪ - 263‬برقم ) ‪ ( 15203‬وتهذيب الثار )‪ (2536‬والحسان)‪ (208‬وصحيح الجامع ) ‪ (1311‬وهو‬
‫حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 264‬في فيض القدير) ‪( 1500‬‬
‫‪146‬‬
‫يسكن إليها ولم يأنس بها فتصير كالسجن له وخروجه منها غاية اللذة‬
‫كالخلص من السجن‪.‬‬
‫ة‬‫ف ُ‬‫ح َ‬ ‫ي ‪َ ، ‬قا َ‬
‫ل ‪ :‬تُ ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ما‪،‬ع َ ِ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ض َ‬‫رو َر ِ‬
‫م ٍ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫‪265‬‬
‫ت رواه االحاكم‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ِ‬
‫ة ينقله من‬ ‫ة ‪،‬والنعش له محف ٌ‬ ‫وفي الفتوحات‪ " :‬الموت للمؤمن تحف ٌ‬
‫العدوة الدينا إلى العدوة القصوى حيث ل فتنة ول بلوى فينزله أحسن‬
‫جها من‬ ‫قى من عين مزا ُ‬ ‫ل لذةٍ ونعيم ٍ ويس َ‬ ‫منزل في أخصب منزل ‪،‬منز ُ‬
‫تسنيم "‬
‫ن أمِله ‪،‬ليس بخاسرٍ ول‬ ‫ض إل دو َ‬ ‫" وما مات أحد ٌ إل بحلول أجله ‪،‬وما قب َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ي ‪،‬والبقاَء الكيان ّ‬‫ن ‪ ،‬فإن فيه اللقاَء الله ّ‬ ‫من كان أمَله المنو ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مغبو ٍ‬
‫‪266‬‬
‫ت"‬‫ن الفو ِ‬ ‫سّر الموت وما فيه م َ‬ ‫ومن ذلك ِ‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ - 265‬الحاكم ‪ (7900) 4/319‬والمجمع ‪ 2/320‬وهب )‪ (9535‬وإتحاف الخيرة )‪(1831‬‬


‫وشرح السنة )‪ (1424‬وابن المبلرك في الزهد )‪ (588‬والمطالب )‪ 708‬و ‪ (3094‬وكشف‬
‫الخفاء )‪ (948‬وهو حديث حسن لغيره‬
‫‪ - 266‬الفتوحات المكية ‪(95 / 7) -‬‬
‫‪147‬‬
‫ث العاشر‬
‫المبح ُ‬
‫استحباب ذكر الموت والستعداد له‬

‫ت«‬
‫ذا ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬أ َك ْث ُِروا ذ ِك َْر َ‬
‫هاذ ِم ِ الل ّ ّ‬ ‫سو ُ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬
‫ل َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫‪267‬‬
‫أخرجه الترمذي‬
‫َ‬
‫م‬
‫ن هَد َ َ‬ ‫م ْ‬‫مل َةِ ِ‬ ‫مه ْ َ‬‫معَْنى َقاط ِعَِها أوْ ِبال ْ ُ‬ ‫مة ب ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫معْ َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هاذم‪ :‬هازم‪ :‬قاطع‪ِ .‬بال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م الل ّ ّ‬
‫ن ذ ِك َْره ُ ي ُْزه ِد ُ ِفيَها أوْ ِلن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما ِل ّ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هاد ِ ُ‬ ‫ت وَهُوَ َ‬ ‫موْ ُ‬ ‫مَراد ال ْ َ‬ ‫ال ْب َِناَء َوال ْ ُ‬
‫َ‬
‫شي ًْئا وََالّله ت ََعاَلى أع ْل َ ُ‬
‫م‬ ‫ذائ ِذ ِ الد ّن َْيا َ‬ ‫ن لَ َ‬‫م ْ‬‫قي ِ‬ ‫ما ي ُب ْ ِ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ذا َ‬ ‫إِ َ‬
‫وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ‪ ‬قال‪ » :‬أكثروا ذكَر هاذم ِ‬
‫ه عليه‪ ،‬ول في‬ ‫سع ُ‬ ‫ت‪ ،‬فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إل و ّ‬ ‫اللذا ِ‬
‫‪268‬‬
‫ه عليهِ « أخرجه البزار‬ ‫سعةٍ إل ضّيق ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَءه ُ َر ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ‪ :‬ك ُن ْ ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫مَر أن ّ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ل الل ّهِ أىّ ال ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ى ‪ - -‬ثُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫م ع ََلى الن ّب ِ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صارِ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ال َن ْ‬
‫ل فَأ َى ال ْمؤ ْمِني َ‬ ‫خل ُ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪»:‬‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن أك ْي َ ُ‬ ‫ّ ُ ِ َ‬ ‫قا «‪َ .‬قا َ‬ ‫م ُ‬ ‫سن ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬‫ل‪»:‬أ ْ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ض ُ‬ ‫أفْ َ‬
‫دا ُأول َئ ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س «‪ .‬أخرجه‬ ‫ك الك َْيا ُ‬ ‫دا ً‬
‫ست ِعْ َ‬
‫ما ب َعْد َه ُ ا ْ‬ ‫م لِ َ‬ ‫سن ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ذ ِك ًْرا وَأ ْ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫م ل ِل ْ َ‬ ‫أك ْث َُرهُ ْ‬
‫‪269‬‬
‫ابن ماجه‬
‫شداد ب َ‬
‫ه‬
‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل » ال ْك َي ّ ُ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫س عَ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أوْ‬ ‫ن َ ّ ِ ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ّ‬
‫مّنى ع َلى اللهِ «‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬
‫ها وَت َ َ‬ ‫وا َ‬‫ه هَ َ‬ ‫س ُ‬‫ف َ‬ ‫ن أت ْب َعَ ن َ ْ‬ ‫م ْ‬‫جُز َ‬ ‫ت َوالَعا ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ما ب َعْد َ ال َ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫وَع َ ِ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ه «‪ .‬ي َ ُ‬ ‫س ُ‬‫ف َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْنى قَوْل ِهِ ‪َ »:‬‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ن‪َ .‬قا َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫مَر‬
‫ن عُ َ‬ ‫ة‪ .‬وَي ُْرَوى ع َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫س َ‬ ‫حا َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ه ِفى الد ّن َْيا قَب ْ َ‬ ‫س ُ‬‫ف َ‬ ‫ب نَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫حا َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ض‬ ‫سُبوا وَت ََزي ُّنوا ل ِلعَْر ِ‬ ‫حا َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م قَب ْ َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫سُبوا أن ْ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ب َقا َ‬ ‫خطا ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫بْ ِ‬
‫َ‬
‫ه ِفى‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ب نَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫حا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مةِ ع ََلى َ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ال ْ ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫الك ْب َرِ وَإ ِن ّ َ‬
‫حّتى‬
‫قّيا َ‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل‪ :271‬ل َ ي َ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫مهَْرا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن بْ‬ ‫مو ِ‬ ‫مي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫الد ّن َْيا‪ .‬وَي ُْرَوى ع َ ْ‬
‫‪270‬‬
‫شريك َه حتى ينظ ُر م َ‬ ‫ه أَ َ‬
‫ن‬‫ن أي ْ َ‬ ‫ل َ ِ ُ َ ّ َْ َ ِ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫سب َةِ الّر ُ‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شد ّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ب نَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫حا ِ‬ ‫يُ َ‬
‫مك ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مط ْعَ ُ‬
‫‪272‬‬
‫ه‪ ..‬أخرجه الترمذي‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫شَرب ُ ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬
‫‪ - 267‬برقم )‪ (2477‬والنسائي ‪ (1835) 4/4‬وابن ماجه )‪ ( 4399‬والحاكم ‪(7909) 4/321‬‬
‫وابن حبان )‪ (2559‬موارد وهو حديث صحيح‬
‫‪ - 268‬المجمع ‪ (18205) 10/308‬والموال لبن زنجويه )‪ (740‬والزهد هق)‪ (560‬وصحيح‬
‫الترغيب ) ‪ ( 3334‬والحسان )‪ (3055‬وهو حديث صحيح لغيره ‪.‬‬
‫‪ - 269‬برقم )‪ (4400‬والحاكم ‪ (8623) 4/540‬وطس )‪ (4827‬وهب)‪7764‬و ‪(10154‬‬
‫والشاميين) ‪ (1529‬والحلية ‪ 1/313‬وهو حديث حسن ‪ .‬الكيس ‪ :‬العقل والفطنة ‪،‬الكياس ‪ :‬من‬
‫الكياسة وهي تمكن النفوس من استنباط ما هو أنفع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سُبوا وَزُِنوا‬ ‫حا َ‬
‫ن تُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م قب ْل أ ْ‬ ‫ُ‬
‫سك ْ‬ ‫ف َ‬‫سُبوا أن ْ ُ‬ ‫خط ْب َت ِهِ ‪ :‬حا ِ‬ ‫ل ِفي ُ‬‫ه َقا َ‬‫ب ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫خ ّ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مَر َب ْ ِ‬
‫ن عُ َ‬
‫‪ -‬عَ ْ‬
‫‪270‬‬

‫ة‪.‬مصنف ابن‬ ‫خافِي َ ٌ‬


‫م َ‬‫من ْك ُ ْ‬‫فى ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ل َ تَ ْ‬‫ضو َ‬ ‫م ت ُعَْر ُ‬ ‫َ‬
‫ض الك ْب َرِ ‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫ْ‬
‫ن ُتوَزُنوا ‪ ،‬وَت ََزي ُّنوا ل ِلعَْر ِ‬ ‫م قَْبل أ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬
‫أبي شيبة )ج ‪ / 13‬ص ‪ (35600)(270‬وأخبار أصبهان)‪ (1156‬وأدب النفوس للجري)‪(17‬‬
‫حسن لغيره‬
‫‪ - 271‬مصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 13‬ص ‪ (36419)(519‬صحيح‬
‫‪ - 272‬برقم )‪ (2647‬وهـ )‪ (4401‬وأحمد ‪ (17588) 4/24‬والحاكم ‪ 1/57‬و ‪191) 4/251‬و‬
‫‪ (7639‬وطب)‪6995‬و ‪ (6997‬وهق )‪ (6749‬وهو حديث حسن‪.‬‬
‫ملحظة ‪ :‬أخطأ الذهبى فى رده لتصحيح الحاكم وتابعه المناوى فى الفيض ‪ 68 /5‬واللبانى فى‬
‫ضعيف الجامع )‪ (4305‬لظنهم أنه مما تفرد به أبو بكر بن أبى مريم الغسانى ‪ ،‬وفاتهم أنه قد‬
‫تابعه ثور بن يزيد وغالب عن مكحول عن ابن غنم عن شداد بن أوس وكذلك مكحول البيروتى‬
‫‪148‬‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ب) َ‬ ‫واقِ ِ‬ ‫مورِ الّناظ ُِر ِفي ال ْعَ َ‬
‫ُ‬
‫صُر ِفي اْل ُ‬ ‫مت َب َ ّ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫س ( أ َيْ ال َْعاقِ ُ‬ ‫) ال ْك َي ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫طيعَ ً‬ ‫م ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫صاَر ْ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ها َ‬ ‫ها وَقَهََر َ‬ ‫ست َعْب َد َ َ‬ ‫سب ََها وَأذ َل َّها َوا ْ‬ ‫حا َ‬ ‫ه ( أيْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫َ‬
‫ن َرب ّهِ‬ ‫م ْ‬ ‫صيَر ع َلى ُنورٍ ِ‬ ‫َ‬ ‫ل ن ُُزول ِهِ ل ِي َ ِ‬ ‫ت ( قَب ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ما ب َعْد َ ال َ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫م َ‬ ‫قاد َة ً ) وَع َ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جُز (‬ ‫ة ) َوال َْعا ِ‬ ‫صَر ال َْعاقِب َ َ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫مرِ الد ّن َْيا ‪َ ،‬فال ْك َي ّ ُ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫عاقِب َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫موْ ُ‬ ‫َفال ْ َ‬
‫جعَل ََها َتاب ِعَ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫ن اْل ِت َْباِع أيْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ها ( ِ‬ ‫وا َ‬ ‫ه هَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أت ْب َعَ ن َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مورِ ) َ‬ ‫صُر ِفي اْل ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ما ِ‬ ‫حّر َ‬ ‫م َ‬ ‫قاَرن َةِ ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫من َعَْها ع َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ت وَل َ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫فَها ع َ‬ ‫م ي َك ُ ّ‬ ‫ها فَل َ ْ‬ ‫وا َ‬ ‫ل ِهَ َ‬
‫َ‬
‫ي فَهُ َ‬
‫و‬ ‫مان ِ ّ‬ ‫مّنى ع ََلى الل ّهِ اْل َ‬ ‫صِغيرِ وَت َ َ‬ ‫مِع ال ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫مّنى ع ََلى الل ّهِ ( وَِفي ال ْ َ‬ ‫) وَت َ َ‬
‫مّنى ع ََلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ل ي َت َ َ‬ ‫وات ِهِ َل ي َعْت َذ ُِر ب َ ْ‬ ‫شهَ َ‬ ‫طاع َةِ َرب ّهِ َوات َّباِع َ‬ ‫ريط ِهِ ِفي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫معَ ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫فوَ ع َن ْ ُ‬ ‫ن ي َعْ ُ‬ ‫يأ ْ‬ ‫مان ِ ّ‬ ‫ال َ‬
‫ما‬‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ه وَع َ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ن َ ْ‬ ‫ذي غ َل َب َ ْ‬ ‫جُز ال ّ ِ‬ ‫ه ‪َ :‬وال َْعا ِ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫طيب ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ها وَأع ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ها َ‬ ‫طا َ‬ ‫وا َ‬ ‫ه هَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫سهِ فَأت ْب َعَ ن َفْ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫جًزا ل ِن َ ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫صاَر َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه ب ِهِ ن َ ْ‬ ‫مَرت ْ ُ‬ ‫أ َ‬
‫ْ‬ ‫ق ّ ْ‬
‫ي‬‫ه الّرأ ِ‬ ‫في ُ‬ ‫س ِ‬ ‫س ال ّ‬ ‫ي ل ِلك َي ّ ِ‬ ‫قي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قاب ِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫جزِ َوال ْ ُ‬ ‫س ِبال َْعا ِ‬ ‫ل ال ْك َي ّ ُ‬ ‫ه ‪ُ ،‬قوب ِ َ‬ ‫شت َهَت ْ ُ‬ ‫اِ ْ‬
‫َ‬
‫مّنى‬ ‫ه وَت َ َ‬ ‫في ُ‬ ‫س ِ‬ ‫جَز هُوَ ال ّ‬ ‫قاد ُِر ‪َ ،‬وال َْعا ِ‬ ‫س هُوَ ال ْ َ‬ ‫ن ال ْك َي ّ َ‬ ‫ن ب ِأ ّ‬ ‫قاد ُِر ل ِي ُؤ ْذ ِ َ‬ ‫جزِ ال ْ َ‬ ‫وَل ِل َْعا ِ‬
‫َ‬
‫‪273‬‬
‫فارِ َوالت ّوْب َةِ ‪.‬‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫ن غ َي ْرِ اِل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫مّنى ال ْ َ‬ ‫ب وَي َت َ َ‬ ‫ع ََلى الل ّهِ أيْ ي ُذ ْن ِ ُ‬
‫لم َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ج ٌ ِ ْ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي‪َ ،‬قا َ‬ ‫عد ِ ّ‬ ‫سا ِ‬ ‫سعْد ٍ ال ّ‬ ‫ل بن َ‬ ‫سه ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫عَباد َت ِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَي َذ ْك ُُرو َ‬ ‫ن ع َل َي ْ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي ُث ُْنو َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫جعَ َ‬ ‫‪ ، ‬فَ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪": ‬هَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫سك َُتوا‪َ ،‬قا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫ساك ِ ٌ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫ن ي َد َع ُ ك َِثيًرا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل‪":‬فَهَ ْ‬ ‫ت؟" َقاُلوا‪ :‬ل‪َ ،‬قا َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ي ُك ْث ُِر ذ ِك َْر ال ْ َ‬
‫ه" « رواه‬ ‫ن إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ما ت َذ ْهَُبو َ‬ ‫م ّ‬ ‫م ك َِثيًرا ِ‬ ‫حب ُك ُ ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما ب َل َغَ َ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫شت َِهي؟"َقاُلوا‪ :‬ل‪َ ،‬قا َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪274‬‬
‫الطبراني‬
‫فالكثار من ذكر الموت يجعل النسان على استعداد تام له‪ ،‬فمن تذكر‬
‫الموت ل يعصي الله خشية أن يأتيه الموت وهو متلبس بالمعصية ‪ ،‬وإذا‬
‫ذكر الموت وكان عاصيا ً ثاب إلى رشده قبل فوات الوان‪ ،‬وإذا تذكر‬
‫الموت انضبط بشكل دقيق‪ ،‬بحيث ل يسمح لهوائه وشهواته أن‬
‫تسيطر عليه‪.‬‬
‫إنه ل إصلح للبشرية إل بذكر الموت‪ ،‬لنه صمام المان من الفساد‬
‫والسقوط والتردي‪ ،‬فالذي يتذكر الموت‪ ،‬ل بد أن يتذكر ما بعد الموت‪،‬‬
‫وإلى أين سيذهب‪ ،‬ول بد أن يتذكر الجزاء‪ ،‬والوقوف بين يدي الله‪ ،‬ل‬
‫حول له ول طول‪ ،‬وليس معه إل ما قدم من عمل‪.‬‬
‫لذا قالوا‪ :‬من أكثر الموت أكرم بثلثة أشياء ‪ :‬تعجيل التوبة‪ ،‬وقناعة‬
‫القلب‪ ،‬ونشاط العبادة ‪ ،‬ومن نسي الموت عوقب بثلثة ‪ :‬تسويف‬
‫التوبة‪ ،‬وترك الرضا بالكفاف‪ ،‬والتكاسل في العبادة ‪ ،‬اللهم اجعلنا ممن‬
‫يتذكر الموت قبل الفوت يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫ــــــــــــــــ‬

‫ثنا إبراهيم بن بكر بن عمرو قال ‪ :‬سمعت أبى يحدث عن ثور وغالب به التحاف ‪428 /8‬‬
‫فتأمل يا رعاك الله واحذر التسرع فى تضعيف الحاديث‪.‬‬
‫‪ - 273‬تحفة الحوذي ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪(251‬‬
‫‪ - 274‬برقم )‪ (5808‬المجمع ‪ (18206) 10/309‬وقال رواه الطبراني وإسناده حسن‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫ث الحادي عشر‬ ‫المبح ُ‬
‫تحسين الظن بالله والخوف منه‬

‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬قَب ْ َ‬ ‫َ‬


‫موْت ِهِ‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫صارِىّ َقا َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ الن ْ َ‬ ‫جا َب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ج ّ‬ ‫ن ِبالل ّهِ ع َّز وَ َ‬ ‫ن الظ ّ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م إ ِل ّ وَهُوَ ي ُ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫موت َ ّ‬ ‫ل » ل َ يَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب ِث َل َث َةِ أّيام ٍ ي َ ُ‬
‫‪275‬‬
‫«‪ .‬أخرجه مسلم‬
‫َ‬
‫ن‬‫ن ب َِالل ّهِ ت ََعاَلى أ ْ‬ ‫سين الظ ّ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى ت َ ْ‬ ‫ذب ‪َ :‬‬ ‫مهَ ّ‬ ‫شْرح ال ْ ُ‬ ‫ل الن ّوَوِيّ ِفي َ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دة‬ ‫وارِ َ‬ ‫حاِديث ال ْ َ‬ ‫ك ب ِت َد َب ّرِ اْلَيات َواْل َ‬ ‫جو ذ َل ِ َ‬ ‫ه وَي َْر ُ‬ ‫حم ُ‬ ‫ن الّله ت ََعاَلى ي َْر َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ي َظ ُ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سي ُب َد ّل ُهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حيد وَ َ‬ ‫هل الت ّوْ ِ‬ ‫ما وَع َد َ ب ِهِ أ ْ‬ ‫فوه وَ َ‬ ‫ِفي ك ََرم الّله ت ََعاَلى وَع َ ْ‬
‫حيح ‪ " :‬أ ََنا‬ ‫ص ِ‬ ‫ديث ال ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫حانه وَت ََعاَلى ِفي ال ْ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫مة ك َ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ال ْ ِ‬ ‫مة ي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ذي َقال َ ُ‬
‫ه‬ ‫ديث وَهُوَ ال ّ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫واب ِفي َ‬ ‫ص َ‬ ‫ذا هُوَ ال ّ‬ ‫دي ِبي " هَ َ‬ ‫ن ع َب ْ ِ‬ ‫عْند ظ َ ّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سُنوا‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْناه ُ أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫خر أ ّ‬ ‫ي فَذ َكر ت َأِويل آ َ‬ ‫خطاب ِ ّ‬ ‫شذ ّ ا ل َ‬ ‫ماء ‪ .‬وَ َ‬ ‫مُهور العُل َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ُ‬
‫سن ظ َّنه ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬ ‫مله َ‬ ‫سن ع َ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ب َِرب ّك ُ ْ‬ ‫سن ظ َن ّك ُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مالك ُ ْ‬ ‫أع ْ َ‬
‫ومن ساَء عمله ساَء ظ َنه ‪ ،‬وه َ ْ‬
‫طل ن َب ّْهت ع َل َي ْهِ ل ِئ َّل ي ُغْت َّر ب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ذا ت َأِويل َبا ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫ا ِن ْت ََهى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل»‬ ‫قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ب وَهُوَ ِفى ال ْ َ‬ ‫شا ّ‬ ‫ل ع ََلى َ‬ ‫خ َ‬ ‫ى ‪ -  -‬دَ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫سأ ّ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫خا ُ‬ ‫ه وَإ ِّنى أ َ‬ ‫جو الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِّنى أْر ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َوالل ّهِ َيا َر ُ‬ ‫ك «‪َ .‬قا َ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫ف تَ ِ‬ ‫ك َي ْ َ‬
‫ذا‬‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ب ع َب ْد ٍ ِفى ِ‬ ‫ن ِفى قَل ْ ِ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫جت َ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬ل َ ي َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ذ ُُنوِبى‪ .‬فَ َ‬
‫َ‬
‫طاه ُ الل ّ ُ‬ ‫موْط ِن إ ِل ّ أع ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪276‬‬
‫ف « أخرجه الترمذي‬ ‫خا ُ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫من َ ُ‬ ‫جو َوآ َ‬ ‫ما ي َْر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مَري ْ ِ‬ ‫جود اْل ْ‬ ‫ه ي َن ْب َِغي وُ ُ‬ ‫ل ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫ن ِفي قَْلب ع َْبد (ي َد ُ ّ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫جت َ ِ‬ ‫وله ) َل ي َ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جاء ِفي‬ ‫ن ي َغِْلب الّر َ‬ ‫ه َل ي َن ْب َِغي أ ْ‬ ‫ك ال ْوَْقت وَأن ّ ُ‬ ‫حّتى ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ع ََلى الد َّوام َ‬
‫يء ‪.‬‬ ‫ش ْ‬ ‫وف َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قى ِ‬ ‫ث َل ي َب ْ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ك ال ْوَْقت ب ِ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ل وَع َل َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬
‫عّزِتي‬ ‫ل ‪ :‬وَ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن َرب ّهِ َ‬ ‫ي ‪ ‬ي َْرِوي ع َ ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬ع َ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫من ْت ُ ُ‬ ‫خافَِني ِفي الد ّن َْيا أ ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن ‪ ،‬إِ َ‬ ‫ِ‬ ‫من َي ْ‬ ‫ن وَأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫خوْفَي ْ‬ ‫دي َ‬ ‫معُ ع ََلى ع َب ْ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫لَأ ْ‬
‫‪277‬‬
‫ة‪ .‬أخرجه ابن حبان في صحيحه‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫فت ُ ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫من َِني ِفي الد ّن َْيا أ َ َ‬ ‫ال ْقيامة ‪ ،‬وإ َ َ‬
‫ذا أ ِ‬ ‫ِ َ َ ِ َِ‬
‫ل‪ :‬أناَ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ل َقا َ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » : -  -‬أ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ ع َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ه «‪ .‬أخرجه أحمد‬
‫َ‬
‫شّرا فَل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫نظ ّ‬ ‫َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫خْيرا فَل ُ‬ ‫ً‬ ‫ن ِبى َ‬ ‫نظ ّ‬ ‫َ‬ ‫دى ِبى‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫ن ع َب ْ ِ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ ظ ّ‬ ‫ِ‬
‫‪278‬‬

‫وقال المناوي في فيض القدير ‪) :‬قال الّله تعالى أنا عند ظن عبدي بي‬
‫إن ظن( بي )خيرا ً فله( مقتضى ظنه )وإن ظن( بي )شرًا( أي أني‬
‫أفعل به شرا ً )فله( ما ظنه فالمعاملة تدور مع الظن فإذا أحسن ظنه‬
‫بربه وفى له بما أمل وظن والتطير سوء الظن بالّله وهروب عن‬
‫‪ - 275‬برقم )‪ (2877‬وأحمد ‪ 1/325‬و ‪ 330‬و ‪ 14489)3/293‬و ‪ 14855‬و ‪14909‬و ‪14954‬و‬
‫‪ (14588‬وأبو داود )‪ (3115‬وهـ )‪(4306‬‬
‫‪ - 276‬الترمذي )‪ (999‬وابن ماجه )‪ (4402‬ون)‪ (10834‬والمجمع ‪ 2/296‬و ‪ 322‬والفتح‬
‫‪ 11/301‬وك)‪ (2394‬والصحيحة )‪ (1051‬وهو حديث صحيح لغيره‪.‬‬
‫‪ - 277‬برقم )‪ (2494‬موارد والحسان )‪ (642‬وهب)‪ (794‬وتاريخ البخاري ‪ 8/12‬والحلية ‪6/98‬‬
‫والمجمع ‪ (18200) 10/308‬والصحيحة )‪ (742‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ (9314) 2/315 - 278‬والحسان )‪ (641‬والمجمع ‪ (3888) 2/319‬وصحيح الجامع )‪(4315‬‬
‫وهو حديث صحيح لغيره‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫قضائه فالعقوبة إليه سريعة والمقت له كائن‪ ،‬أل ترى إلى العصابة التي‬
‫فرت من الطاعون كيف أماتهم؟ قال الحكيم الترمذي‪ :‬الظن ما تردد‬
‫في الصدر وإنما يحدث من الوهم والظن هاجسة النفس وللنفس‬
‫إحساس بالشياء فإذا عرض أمر دبر لها الحس شأن المر العارض فما‬
‫خرج لها من التدبير فهو هواجس النفس فالمؤمن نور التوحيد في قلبه‬
‫فإذا هجست نفسه لعارض أضاء النور فاستقرت النفس فاطمن القلب‬
‫فحسن ظنه لن ذلك النور يريه من علئم التوحيد وشواهده ما تسكن‬
‫النفس إليه وتعلمه أن الّله كافيه وحسبه في كل أموره وأنه كريم‬
‫رحيم عطوف به فهذا حسن الظن بالّله وأما إذا غلب شره النفس‬
‫وشهواتها فيفور دخان شهواتها كدخان الحريق فيظلم القلب وتغلب‬
‫الظلمة على الضوء فتحيى النفس بهواجسها وأفكارها وتضطرب‬
‫ويتزعزع القلب عن مستقره وتفقد الطمأنينة وتعمى عين الفؤاد لكثرة‬
‫الظلمة والدخان فذلك سوء الظن بالّله فإذا أراد الّله بعبد خيرا ً أعطاه‬
‫حسن الظن بأن يزيده نورا ً يقذفه في قلبه ليقشع ظلمة الصدر‬
‫كسحاب ينقشع عن ضوء القمر ومن لم يمنح ذلك فصدره مظلم لما‬
‫أتت به النفس من داخل شهواتها والعبد ملوم على تقوية الشهوات من‬
‫واها‪ ،‬ككانون‪ :‬كلما ألقيت فيه حطبا ً‬ ‫استعمالها فإذا استعملها فقد ق ّ‬
‫ازداد لظما ً ودخانًا‪..‬‬
‫ن‬‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاذ ُ ب ْ ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ش َقا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أ َِبى ع َّيا‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫مة ِ و َ َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ل ل ِل ْ ُ‬‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ما أوّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫م أن ْب َأت ُك ُ ْ‬‫شئ ْت ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ِ‬ ‫سو َ‬ ‫م َيا َر ُ‬ ‫ْ‬
‫ه «‪ .‬قُلَنا ن َعَ ْ‬ ‫َ‬
‫نل ُ‬ ‫ُ‬
‫قولو َ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫أ َوّ ُ‬
‫ل ل ِل ْمؤ ْمِنين هَ ْ َ‬
‫م‬
‫ل لِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م َيا َرب َّنا‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫قاِئى فَي َ ُ‬ ‫م لِ َ‬ ‫حب َب ْت ُ ْ‬‫لأ ْ‬ ‫ُ ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫تى «‪ .‬أخرجه‬ ‫فَر ِ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬‫جب َ ْ‬‫ل قَد ْ وَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫فَرت َ َ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫فو َ َ‬‫جوَْنا ع َ ْ‬ ‫ن َر َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫‪279‬‬
‫أحمد‬

‫ن الّنارِ ‪-‬‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ج أ َْرب َعَ ٌ‬


‫خُر ُ‬ ‫ل » يَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬
‫وع َن أ َنس بن مال ِ َ‬
‫كأ ّ‬ ‫ْ َ ِ ْ ِ َ ٍ‬
‫ن ع ََلى الل ّهِ ع َّز وَ َ‬
‫ج ّ‬
‫ل‬ ‫ضو َ‬ ‫ن ‪ -‬فَي ُعَْر ُ‬ ‫جل َ ِ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ل َثاب ِ ٌ‬ ‫ة‪ .‬وََقا َ‬ ‫ن أ َْرب َعَ ٌ‬
‫مَرا َ‬‫ع ْ‬ ‫ل أ َُبو ِ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ب قَد ْ ك ُن ْ ُ‬ ‫ل أىْ َر ّ‬ ‫قو ُ‬‫م فَي َ ُ‬ ‫حد ُهُ ْ‬‫تأ َ‬ ‫ل فَي َل ْت َ ِ‬
‫ف ُ‬ ‫م إ َِلى الّناِر‪َ .‬قا َ‬ ‫مُر ب ِهِ ْ‬‫م ي ُؤ ْ َ‬‫ثُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل «‪.‬‬ ‫ج ّ‬‫من َْها ع َّز وَ َ‬ ‫ه ِ‬‫جيهِ الل ّ ُ‬ ‫ن ل َ ت ُِعيد َِنى ِفيَها‪ .‬فَي ُن َ ّ‬ ‫من َْها أ ْ‬‫جت َِنى ِ‬ ‫خَر ْ‬‫جو إ ِذ ْ أ ْ‬ ‫أْر ُ‬
‫‪280‬‬
‫أخرجه أحمد‬
‫ففي هذه الحاديث تحذير من القنوط‪ ،‬وحث على الرجاء عند الخاتمــة‪،‬‬
‫ومن حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه سيرحمه وسيعفو عنــه‪ ،‬ففــي‬
‫حال الصــحة غل ّــب الخـوف‪ ،‬وإذا دنـا الجـل غّلـب الرجـاء‪ ،‬لن مقصـود‬
‫الخوف النكفاف عــن المعاصــي والقبــائح‪ ،‬والحــرص علــى الكثــار مــن‬

‫‪ (22723)5/238 - 279‬وطب )‪ (16675‬وهب)‪ (1063‬وطيا)‪ (559‬والمجمع ‪ 2/321‬و ‪10/358‬‬


‫)‪3903‬و ‪ (18439‬والحلية ‪ 8/179‬وهو حديث حسـن لغيره ‪.‬‬
‫‪ - 280‬برقم ) ‪ ( 14405‬والحسان برقم )‪ 2/14 (634‬و أبو عوانة ‪ (345) 1/187‬والتوحيد لبن‬
‫خزيمة )‪ (440‬صحيح‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫الطاعات والعمال‪ ،‬وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال‪ ،‬فاســتحب‬
‫‪281‬‬
‫إحسان الظن المتعمد للفتقار إلى الله تعالى‪ ،‬والذعان له‬
‫ــــــــــــــ‬

‫‪ -‬راجع شرح مسلم للنووي ‪ 210 -17/209‬والفتح ‪386 -13/385‬‬ ‫‪281‬‬

‫‪152‬‬
‫ث الثاني عشر‬
‫المبح ُ‬
‫نذير الموت‬
‫ل‪ » :‬أ َع ْذ َر الل ّه إَلى امرئ أ َ ّ َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ ع َ‬
‫جل َ ُ‬
‫ه‬ ‫خَر أ َ‬ ‫ْ ِ ٍ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ى ‪ –  -‬فَ َ‬
‫قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫حّتى ب َل ّغَ ُ‬
‫‪282‬‬
‫ة « أخرجه البخاري‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫سّتي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫َ‬
‫قال ابن بطال رحمه الله ‪ :‬أى أعذر إليه غاية العذار‪ ،‬الذى ل إعذار‬
‫بعده‪ ،‬لن الستين قريب من معترك العباد‪ ،‬وهو سن النابة والخشوع‬
‫والستسلم لله تعالى وترقب المنية ولقاء الله تعالى فهذا إعذار بعد‬
‫فا من الله لعباده حين نقلهم من حالة‬ ‫إعذار فى عمر ابن آدم‪ ،‬لط ً‬
‫الجهل إلى حالة العلم‪ ،‬وأعذر إليهم مرة بعد أخرى‪ ،‬ولم يعاقبهم إل بعد‬
‫ب‬
‫الحجج اللئحة المبكتة لهم‪ ،‬وإن كانوا قد فطرهم الله تعالى على ح ّ‬
‫الدنيا وطول المل‪ ،‬فلم يتركهم مهملين دون إعذار لهم وتنبيه‪ ،‬وأكبر‬
‫‪283‬‬
‫العذار إلى بنى آدم بعثه الرسل إليهم‬
‫مد ّ في عمري‬‫ومعنى الحديث‪ :‬أنه لم يبق له اعتذار‪ ،‬كأن يقول‪ :‬لو ُ‬
‫لفعلت ما أمرت به‪ ،‬وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه‬
‫منها بالعمر الذي حصل له‪ ،‬فل ينبغي له حينئذ إل الستغفار والطاعة‪،‬‬
‫والقبال على الخرة بالكلية‪ ،‬ونسبة العذار إلى الله مجازية‪ ،‬والمعنى‬
‫أن الله تعالى لم يترك للعبد سببا ً في العتذار يصلح لن يتمسك به ‪...‬‬
‫‪284‬‬

‫عن ْد َهُ‬‫ت ِ‬‫مو ْ ِ‬‫ك ال ْ َ‬‫مل َ ِ‬


‫ل َ‬ ‫سو ُ‬‫ه ال ْعَب ْد ُ إ ِّل َر ُ‬‫ض ُ‬
‫مَر ُ‬ ‫ض يَ ْ‬‫مَر ٍ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫جاه ِد ٌ ‪َ " :‬‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬‫وَقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سو ٌ‬
‫ل‬ ‫ك َر ُ‬‫ل ‪ :‬أَتا َ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬‫ك ال ْ َ‬
‫مل َ ُ‬‫ه أَتاه ُ َ‬‫ض ُ‬‫مَر ُ‬‫ض يَ ْ‬‫ٍ‬ ‫مَر‬ ‫خُر َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬‫حّتى إ ِ َ‬ ‫‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ل ي َقْط َعُ أث ََر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يا " أخرجه أبو‬ ‫ن الد ّن ْ َ‬‫م َ‬‫ك ِ‬ ‫سو ٌ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ل فَل َ ْ‬
‫م ت َعْب َأ ب ِهِ ‪ ،‬وَقَد ْ أَتا َ‬ ‫سو ٍ‬ ‫ب َعْد َ َر ُ‬
‫‪285‬‬
‫نعيم في الحلية‬
‫مـد ّ فــي عمــري‬‫ومعنى الحديث‪ :‬أنه لم يبق له اعتذار‪ ،‬كــأن يقــول‪ :‬لــو ُ‬
‫لفعلت ما أمرت به‪ ،‬وإذا لم يكن له عذر فــي تــرك الطاعــة مــع تمكنــه‬
‫منها بالعمر الذي حصل له‪ ،‬فل ينبغي لــه حينئذ إل الســتغفار والطاعــة‪،‬‬
‫والقبال على الخرة بالكلية‪ ،‬ونسبة العذار إلى الله مجازيــة‪ ،‬والمعنــى‬
‫أن الله تعالى لم يترك للعبد سببا ً في العتذار يصلح لن يتمسك بــه ‪...‬‬
‫‪286‬‬

‫ـــــــــــــ‬

‫‪. (6419) 11/238‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪282‬‬

‫شرح ابن بطال ‪) -‬ج ‪ / 19‬ص ‪(202‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪283‬‬

‫راجع الفتح ‪11/240‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪284‬‬

‫ة اْل َوْل َِياِء )‪ 3/291( 4243‬والفيض القدير )‪ (3844‬وهو بلسان الحال ل المقال‪.‬‬
‫حل ْي َ ُ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪285‬‬

‫راجع الفتح ‪11/240‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪286‬‬

‫‪153‬‬
‫ث الثالث عشر‬
‫المبح ُ‬
‫علمة خاتمة الخير وسوئها‬

‫إن آخر ساعة في حياة النسان هي الملخص لما كانت عليه حياته كلها‪،‬‬
‫ما على طاعة الله عز وجل بدا ذلك عليه في آخر حياته‬ ‫فمن كان مقي ً‬
‫حا وتهليل ً وعبادة وشهادة‪.‬‬ ‫ذكًرا وتسبي ً‬
‫ق‬
‫صاد ِ ُ‬ ‫م‪ ،‬وَهُوَ ال ّ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل اللهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫حد ّث ََنا َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ما‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن ي َوْ ً‬ ‫مهِ أْرب َِعي َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ه ِفي ب َط ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫معُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫حد َك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ق‪ " :‬إ ِ ّ‬ ‫دو ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خ‬‫ف ُ‬ ‫ك فَي َن ْ ُ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ث إ ِل َي ْهِ ال ْ َ‬ ‫م ي ُب ْعَ ُ‬ ‫ك‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ضغَ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ك‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ق ً‬ ‫ع َل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ي هُوَ أ ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَأ َ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫ب رِْزقِهِ وَع َ َ‬ ‫مُر ب ِأْرب ٍَع ب ِك َت ْ ِ‬ ‫م ي ُؤ ْ َ‬ ‫ح‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ِفيهِ الّرو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫حّتى َ‬ ‫ل الّنارِ َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ل َي َعْ َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ه‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫ه غ َي ُْر ُ‬ ‫ذي َل إ ِل َ َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫سِعيد ٌ فَ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ب ِعَ َ‬ ‫مل ُ‬ ‫خت َ ُ‬ ‫ب في ُ ْ‬ ‫سب ِقُ ع َلي ْهِ الك َِتا ُ‬ ‫ه‪ ،‬وَب َي ْن ََها إ ِل ذ َِراع ٌ في َ ْ‬ ‫ن ب َي ْن َ ُ‬ ‫ي َكو ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ن ب َي ْن َ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫حّتى َ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م لي َعْ َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫خلَها‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫جن ّةِ فَي َد ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خل َُها‬ ‫ختم ل َه بعم َ‬
‫ل الّنارِ فَي َد ْ ُ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫ب فَي ُ ْ َ ُ ُ ِ َ َ ِ‬ ‫سب ِقُ ع َل َي ْهِ ال ْك َِتا ُ‬ ‫وَب َي ْن ََها إ ِّل ذ َِراع ٌ فَي َ ْ‬
‫‪287‬‬
‫"رواه الشيخان‬
‫في هذا الحديث الشريف بشارة وتخويف‪ ،‬بشارة لمن تاب وأصلح‬
‫عمله قبل الموت بأنه إذا ختم له بعمل أهل الجنة كان من أهلها‪،‬‬
‫ل ويعمل بعمل أهل النار خشية أن‬ ‫وتخويف للمؤمن الطائع من أن يز ّ‬
‫يحضره أجله وهو على هذه الحالة فيدخلها والعياذ بالله‪.‬‬
‫والناس في خاتمتهم على أقسام‪:‬‬
‫حا فلما قرب أجله ازداد‬ ‫‪ -1‬أشرفها من كان في حياته مؤمًنا صال ً‬
‫دا في العبادة‪ ،‬فمات على أكمل أحواله‪ ،‬وعلى رأس هؤلء رسول‬ ‫اجتها ً‬
‫م ت َُغاد ِْر‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ل َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ساُء َر ُ‬ ‫معَ ن ِ َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ت‪:‬ا ْ‬ ‫ة ‪َ ،‬قال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫الله ‪ ، ‬فعَ ْ‬
‫َ‬ ‫منهن ا َ‬
‫شي َةِ أِبيَها‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شي َت ََها ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ئ ِ‬ ‫خط ِ ُ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫شي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫مَرأة ٌ فَ َ‬ ‫ِ ُْ ّ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مال ِ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مين ِهِ أوْ ع َ ْ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ها ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫حًبا َيا ب ِن ِْتي " ‪ ،‬فَأقْعَد َ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قا َ‬ ‫‪ ‬فَ َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫قل َْنا ل ََها ‪َ :‬‬ ‫ت ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫حك َ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫ساّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫يٍء فَب َك َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ها ب ِ َ‬ ‫ساّر َ‬ ‫فَ َ‬
‫ت ل ََها ‪:‬‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬قُل ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫كي َ‬ ‫سّر وَت َب ْ ِ‬ ‫ن ب َي ْن ََنا ل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫الل ّهِ ‪ِ ‬‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ي ع ََلى َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ش‬ ‫ت ِل ُفْ ِ‬ ‫ما ك ُن ْ ُ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫ك ‪َ ،‬قال َ ْ‬ ‫ساّر ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ريِني ب ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫خب ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫ل الل ّه ‪ ، ‬قُل ْت ل َها ‪ :‬أ َ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ما ِلي ع َل َي ْ ِ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫سأل ُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ي َر ُ‬ ‫ما ت ُوُفّ َ‬ ‫سّره ُ ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫قال ِلي ‪ " :‬إ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ساّرِني ‪ ،‬ف َ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫ن فن َعَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ما ال َ‬ ‫ت‪:‬أ ّ‬ ‫قال ْ‬ ‫َ‬
‫خب َْرِتيِني ‪ ،‬ف َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫حقّ ل َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ضِني ال َْعا َ‬
‫م‬ ‫عاَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫مّرة ً ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫سن َةٍ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ِفي ك ُ ّ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ضِني ال ْ ُ‬ ‫عارِ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ري فَن ِعْ َ‬
‫م‬ ‫صب ِ ِ‬ ‫ه ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫قي الل َ‬ ‫جِلي ‪َ ،‬فات ّ ِ‬ ‫بأ ْ‬ ‫عن ْد َ اقْت َِرا ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل أَرى ذ َل ِك إ ِل ِ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن ت َكوِني‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ضي ْ َ‬ ‫ما ت َْر َ‬ ‫قال ‪ " :‬أ َ‬ ‫ساّرِني ف َ‬ ‫م َ‬ ‫ت‪،‬ث ّ‬ ‫ك " ‪ ،‬فب َكي ْ ُ‬ ‫ف أَنا ل ِ‬ ‫سل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫حك َ ُ‬ ‫مةِ " ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن " أوْ َقا َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫‪288‬‬
‫ت "‬ ‫ض ِ‬ ‫ساِء هَذ ِهِ ال ّ‬ ‫ل ‪ " :‬نِ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ساِء ال ُ‬ ‫سي ّد َة َ ن ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫موْلى غ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فٍع أ ّ‬ ‫فَرة َ ‪َ ،‬واب ْن ِهِ ن ُوَي ْ ِ‬ ‫مَر َ‬ ‫ن أِبيهِ ‪ ، ،‬وَع ُ َ‬ ‫م ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫سل َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن َزي ْد ِ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ما أظ ُ ّ‬ ‫ت ُرؤ َْيا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خط ْب َت ِهِ ‪َ " :‬رأي ْ ُ‬ ‫ل ِفي ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫خط َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر َر ِ‬ ‫عُ َ‬
‫‪ - 287‬شعب اليمان ‪ ( 184) (361 / 1) -‬وصحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪ (3208) -‬وصحيح مسلم‪-‬‬
‫المكنز ‪(6893) -‬‬
‫ي )‪ ( 17659‬صحيح ‪ ،‬واصله في الصحيحين‬ ‫ِ‬
‫َ ّ‬‫ن‬‫را‬‫َ‬ ‫ب‬‫ّ‬ ‫ط‬‫لل‬
‫ِ‬ ‫م ال ْك َ ِ ُ‬
‫ر‬ ‫بي‬ ‫ج ُ‬ ‫‪ - 288‬ال ْ ُ‬
‫مع ْ َ‬
‫‪154‬‬
‫قَرِني ث ََل َ‬ ‫ك إّل ع َن اقْت ِراب أ َجِلي ‪ ،‬رأ َيت ك َأ َن دي ً َ‬
‫ث‬ ‫مَر ن ََزا فَن َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫كا أ ْ‬ ‫ّ ِ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ ِ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ذا َ ِ‬ ‫َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ما ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫م َي ْ ٍ‬ ‫ت عُ َ‬ ‫ماَء ب ِن ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ست َعْب َْر ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫قَرا ٍ‬ ‫نَ َ‬
‫م إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مُرك ُ ْ‬ ‫ي فَأ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ن أو ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ك قَب ْ َ‬ ‫ن أهْل ِ ْ‬ ‫مَراِء ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن هَذ ِهِ ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ك ع َب ْد ٌ ِ‬ ‫قت ُل ُ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ن أِبي‬ ‫ي بْ ُ‬ ‫ض ‪ :‬ع َل ِ ّ‬ ‫م َرا ٍ‬ ‫ل الل ّهِ وَهُوَ ع َن ْهُ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ست ّةِ ال ّ ِ‬ ‫هَؤ َُلِء ال ّ‬
‫ن ع ُب َي ْد ِ الل ّهِ ‪،‬‬ ‫ة ب ْ َُ‬ ‫ح ُ‬ ‫وام ِ ‪ ،‬وَط َل ْ َ‬ ‫ن ال ْعَ ّ‬ ‫ن ‪َ ،‬والّزب َي ُْر ب ْ ُ‬ ‫فا َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫ب ‪ ،‬وَع ُث ْ َ‬ ‫طال ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫‪289‬‬
‫سأع ْهَد ْ "‬ ‫ش فَ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫سعْد ُ ب ْ ُ‬ ‫ف ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن ع َوْ ٍ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وَع َب ْد ُ الّر ْ‬
‫قا فلما قرب أجله أسلم وتاب‬ ‫‪ -2‬من كان في حياته كافًرا أو فاس ً‬
‫واستقام وحسن عمله‪ ،‬فمات على ذلك‪ ،‬كالرجل الذي قتل مائة نفس‬
‫َ‬ ‫ثم تاب‪ ،‬فع َ‬
‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫د‪ ،‬أ ّ‬ ‫سِعي ٍ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫َ ْ‬
‫ل ع ََلى‬ ‫ض فَد ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ن أع ْل َم أهْ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫سا‪ ،‬فَ َ‬ ‫ف ً‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫سِعي َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سعَ ً‬ ‫ل تِ ْ‬ ‫ل قَت َ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ن ت َوْب َةٍ ؟‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫سا‪ ،‬فَهَ ْ‬ ‫ف ً‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫سِعي َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سعَ ً‬ ‫ل تِ ْ‬ ‫ه قَت َ َ‬ ‫ل‪ " :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ب " فَأَتاه ُ فَ َ‬ ‫َراه ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ن أع ْل َم أهْ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‪ ،‬فَد ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ل الْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مائ َ َ‬ ‫ل ب ِهِ ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه فَك َ ّ‬ ‫قت َل َ ُ‬ ‫ل‪َ :‬ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫" فَ َ‬
‫َ‬
‫ن ت َوْب َةٍ ؟ "‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫س فَهَ ْ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ة نَ ْ‬ ‫مائ َ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل‪ " :‬قَت َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫عال ِم ٍ فَأَتاه ُ فَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ع ََلى َر ُ‬
‫ذا وَك َ َ‬ ‫ض كَ َ‬ ‫َ‬
‫ة‪ ،‬ان ْط َل ِقْ إ َِلى أْر‬
‫ذا فَإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ن الت ّوْب َ ِ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬ ‫حو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‬‫ك فَإ ِن َّها أْر ُ‬ ‫ض َ‬ ‫جعْ إ َِلى أْر ِ‬ ‫م وََل ت َْر ِ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى َفاع ْب ُد ْ َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫دو َ‬ ‫سا ي َعْب ُ ُ‬ ‫ب َِها َنا ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ت ِفي ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ص َ‬ ‫خت َ َ‬ ‫ت‪َ ،‬فا ْ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ق فَأَتاه ُ ال ْ َ‬ ‫ري ِ‬ ‫ف الط ّ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ذا أَتى ن ِ ْ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫سوٍء‪َ ،‬فان ْط َل َقَ َ‬ ‫ُ‬
‫قب ِلً‬ ‫م ْ‬ ‫جاَء َتائ ًِبا ُ‬ ‫ة‪َ :‬‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة الّر ْ‬ ‫ملئ ِك ُ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫قال ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ة العَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِك ُ‬ ‫َ‬ ‫مةِ وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة الّر ْ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خي ًْرا قَط‪ّ،‬‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ي َعْ َ‬ ‫هل ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ة العَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِك ُ‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫ل‪ ،‬وَقال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ج ّ‬ ‫إ ِلى اللهِ ع َّز وَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫سوا َ‬ ‫ل‪ِ :‬قي ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫جعَُلوه ُ ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫م ّ‬ ‫صوَرةِ آد َ ِ‬ ‫ك ِفي ُ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫فَأَتاهُ ْ‬
‫دوه ُ أ َد َْنى إ َِلى‬ ‫ج ُ‬ ‫سوا فَوَ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن أد َْنى فَهُوَ ل َ ُ‬
‫كا َ‬
‫ما َ َ‬ ‫ن‪ ،‬فَإ َِلى أي ّهِ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ضي ْ‬ ‫اْل َْر َ‬
‫َ‬ ‫اْل َْر‬
‫ن‪:‬‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪ :‬فَ َ‬ ‫ل قََتاد َ ُ‬ ‫مةِ " َقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة الّر ْ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ضت ُ ُ‬ ‫قب َ ْ‬ ‫د‪ ،‬فَ َ‬ ‫ض ال ِّتي أَرا َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ذ ُك َِر ل ََنا أن ّ ُ‬
‫‪290‬‬
‫ه" رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫صد ْرِ ِ‬ ‫ه َناَء ب ِ َ‬
‫قا‬ ‫قا فازداد قبل حلول أجله فس ً‬ ‫من كان في حياته كافًرا أو فاس ً‬ ‫‪َ -3‬‬
‫وكفًرا‪ ،‬فمات على أسوأ أحواله‪.‬‬
‫حا ثم فسق والعياذ بالله‬ ‫من كان في حياته مؤمًنا ثم كفر أو صال ً‬ ‫‪َ -4‬‬
‫تعالى‪ ،‬فمات على ذلك‪ ،‬فهذا أعظمهم حسرة وندامة‪ ،‬وهذه التي خافها‬
‫ي من هذه‬ ‫الصالحون‪ .‬قال سفيان الثوري رحمه الله‪" :‬الذنوب أهون عل ّ‬
‫ـ وأشار إلى تبنة كانت في يده ـ وإنما أخاف من سوء الخاتمة‪ ،‬قال‬
‫صد ّ‬ ‫ل ِفيهِ ك َِبيٌر وَ َ‬ ‫ل قَِتا ٌ‬ ‫ل ِفيهِ قُ ْ‬ ‫حَرام ِ قَِتا ٍ‬ ‫شهْرِ ال ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ك عَ‬ ‫سأ َُلون َ َ‬ ‫تعالى‪} :‬ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عند َ الل ّهِ‬ ‫ه أك ْب َُر ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ج أهْل ِهِ ِ‬ ‫خَرا ُ‬ ‫حَرام ِ وَإ ِ ْ‬ ‫جد ِ ا ل ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فٌر ب ِهِ َوال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ وَك ُ ْ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫عن َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬‫م إِ ِ‬ ‫عن ِدين ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫دوك ُ ْ‬ ‫ى ي َُر ّ‬ ‫حت ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫قات ِلون َك ُ ْ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ل وَل َ ي ََزالو َ‬ ‫قت ْ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ة أك ْب َُر ِ‬ ‫فت ْن َ ُ‬ ‫َوال ِ‬
‫ة )‪ ( 1400‬صحيح‬ ‫شب ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫دين َةِ ِلب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ال ْ َ‬
‫‪َ- 289‬تاِري ُ‬
‫‪- 290‬شعب اليمان ‪ ( 6664) (284 / 9) -‬وصحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪ ( 3470) -‬وصحيح مسلم‪-‬‬
‫المكنز ‪( 7184) -‬‬
‫صيهِ وَت َك َّره َ ع َل َي َْها‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ل أَ‬ ‫ُ‬
‫مَعا ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫را‬‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫كو‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫حت َ‬‫َ‬ ‫صد ْرِهِ " ي ُ ْ‬ ‫" َناَء ب ِ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫دان‬‫خ َ‬‫ب ب َِها الذُنوب ‪َ ،‬وال ْ‬ ‫ّ‬ ‫صا َ‬ ‫ضع الِتي أ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬‫فاَرقة الّتاِئب ال َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫حَباب ُ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ماء ‪ِ :‬في هَذا ا ِ ْ‬ ‫ل ال ْعُل َ‬
‫َ‬ ‫َقا َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خْير‬‫هل ال َ‬ ‫حَبة أ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫م َ ُ‬ ‫دل ب ِهِ ْ‬ ‫ست َب ْ ِ‬‫ن يَ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫حاله ْ‬ ‫موا ع َلى َ‬ ‫دا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫قاطَعته ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك وَ ُ‬ ‫ه ع َلى ذ َل ِ َ‬ ‫نل ُ‬ ‫دي َ‬‫ع ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ك ت َوَْبته ‪.‬‬ ‫كد ب ِذ َل ِ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَت َت َأ ّ‬ ‫حب َت ِهِ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫فع ب ِ ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َن ْت َ ِ‬ ‫دي ب ِهِ ْ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ن ال ْوَرِ ِ‬ ‫دي َ‬ ‫مت َعَب ّ ِ‬ ‫ماء َوال ْ ُ‬ ‫صَلح َوال ْعُل َ َ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬
‫مول ع َلى‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ينه‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫لو‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لك‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫كم‬ ‫ْ‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ين‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫َ‬
‫كة‬ ‫ئ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ياس‬ ‫ق‬ ‫ما‬ ‫َ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ِ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وَأ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬‫مّر ب ِهِ ْ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫جًل ِ‬ ‫موا َر ُ‬ ‫حك ّ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫م ِفيهِ أ ْ‬ ‫خت َِلفه ْ‬ ‫م ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫مره ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫شت َِباه أ ْ‬ ‫عْند ا ِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مَرهُ ْ‬ ‫ن الّله ت ََعاَلى أ َ‬ ‫أ ّ‬
‫ك ‪.‬شرح النووي على مسلم ‪(143 / 9) -‬‬ ‫م ب ِذ َل ِ َ‬ ‫حك َ َ‬ ‫جل ‪ ،‬فَ َ‬ ‫صوَرة َر ُ‬ ‫مَلك ِفي ُ‬ ‫مّر ال ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪155‬‬
‫ت‬‫حب ِط َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫كافٌِر فَأ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫ت وَهُوَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ِدين ِهِ فَي َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫من ي َْرت َد ِد ْ ِ‬ ‫عوا ْ وَ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫خَرةِ وَأوْل َئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫ب الّنارِ هُ ْ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫م ِفي الد ّن َْيا َوال ِ‬ ‫مال ُهُ ْ‬ ‫أع ْ َ‬
‫‪ (217‬سورة البقرة‪.‬‬
‫صا‬ ‫ولكن في الحديث بشارة بإذن الله لمن عمل بعمل أهل الجنة مخل ً‬
‫إذا بدا للناس وإذا خل بنفسه؛ لن النبي ‪ ‬بين أن الذين يختم لهم‬
‫بالسوء وكانوا يعملون عمل أهل الجنة إنما كانوا يعملون به فيما يبدو‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫عد ِىّ ‪ -‬رضى الله عنه أ ّ‬ ‫سا ِ‬ ‫سعْد ٍ ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫سه ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫للناس ‪ ،‬فعَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬إ َِلى‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َفاقْت َت َُلوا ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قى هُوَ َوال ْ ُ‬ ‫‪ - ‬ال ْت َ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫م ‪ ،‬وَِفى أ ْ‬ ‫سك َرِه ِ ْ‬ ‫ن إ َِلى ع َ ْ‬ ‫خُرو َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ما َ‬ ‫سك َرِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ما‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫فه ِ ‪ ،‬ف َ َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ضرِب َُها ب ِ َ‬ ‫شاذ ّة ً وَل َ َفاذ ّة ً إ ِل ّ ات ّب َعََها ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َ ي َد َع ُ ل َهُ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫‪َ - ‬ر ُ‬
‫َ‬ ‫أ َجزأ َ منا ال ْيوم أ َحد ك َما أ َ َ‬
‫ه‬
‫ما إ ِن ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬أ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ‪ .‬فَ َ‬ ‫جَزأ فُل َ ٌ‬ ‫َ ْ َ َ ٌ َ ْ‬ ‫ْ َ ِ ّ‬
‫ه‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ه ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الّنارِ « ‪ .‬فَ َ‬ ‫م َ‬
‫معَ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫حب ُ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫قوْم ِ أَنا َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حا‬ ‫جْر ً‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ح الّر ُ‬ ‫جرِ َ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫سَرع َ َ‬ ‫سَرع َ أ ْ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ف وَقَ َ‬ ‫ما وَقَ َ‬ ‫ك ُل ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه ب َي ْ َ‬ ‫ض وَذ َُباب َ ُ‬ ‫فهِ ِبالْر ِ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ص َ‬ ‫ضعَ ن َ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫دا ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سو ِ‬ ‫ل إ َِلى َر ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ج الّر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫قت َ َ‬ ‫فه ِ ‪ ،‬ف َ َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ل ع ََلى َ‬ ‫م َ‬ ‫حا َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ث َد ْي َي ْهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ك « ‪َ .‬قا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫شهَد ُ أن ّ َ‬ ‫َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫الل ّهِ ‪ -  -‬فَ َ‬
‫ل » وَ َ‬ ‫ك َر ُ‬
‫َ‬ ‫فا أ َنه م َ‬
‫ت‬‫قل ْ ُ‬ ‫ك ‪ .‬فَ ُ‬ ‫س ذ َل ِ َ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬فَأع ْظ َ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ت آن ِ ً ّ ُ ِ ْ‬ ‫ذى ذ َك َْر َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬
‫ج َ‬
‫ل‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫دا ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫حا َ‬ ‫جْر ً‬ ‫ح ُ‬ ‫جرِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ِفى ط َل َب ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫م ب ِهِ ‪ .‬فَ َ‬ ‫أَنا ل َك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫م َ‬ ‫حا َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ن ث َد ْي َي ْهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ه ب َي ْ َ‬ ‫ض وَذ َُباب َ ُ‬ ‫فهِ ِفى الْر ِ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ص َ‬ ‫ضعَ ن َ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ك » إِ ّ‬ ‫عن ْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ .‬فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫قت َ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ل أ َهْل ال ْجنة فيما يبدو ِللناس ‪ ،‬وهْو م َ‬
‫ن‬
‫ل الّنارِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ّ ِ َ َ ِ ْ‬ ‫َ ّ ِ ِ َ َْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل َي َعْ َ‬
‫ل أ َهْل النار فيما يبدو ِللناس ‪ ،‬وهْو م َ‬
‫جن ّةِ «‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ّ ِ َ َ ِ ْ‬ ‫ِ ّ ِ ِ َ َْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫الّر ُ‬
‫‪.291‬‬
‫ما يغضب‬ ‫إن حسن الخاتمة أن يوفق العبد قبل موته للبعد ع ّ‬
‫ربه سبحانه‪ ،‬والتوبة من الذنوب والمعاصي‪ ،‬والقبال على‬
‫الطاعات وأعمال الخير‪ ،‬ثم يكون موته بعد ذلك على هذه‬
‫الحال الحسنة‪.‬‬
‫َ‬ ‫فع َ‬
‫ذا أَراد َ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » : -  -‬إ ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫س رضي الله عنه َقا َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫َ ْ‬
‫ل ‪»:‬‬ ‫ه؟ َقا َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ه َيا َر ُ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫ل ك َي ْ َ‬ ‫قي َ‬ ‫ه «‪ .‬فَ ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫خي ًْرا ا ْ‬ ‫ب ِعَب ْد ٍ َ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫ح قَب ْ َ‬ ‫ي ُوَفّ ُ‬
‫‪292‬‬
‫ت «‪ .‬أخرجه الترمذي‬ ‫موْ ِ‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ه ل ِعَ َ‬ ‫ق ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جُبوا‬ ‫ن َل ت ُعْ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ل ‪َ " :‬ل ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ - -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سأ ّ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫وفي رواية ع َ ْ‬
‫ل زمانا من ع ُمره أوَ‬ ‫َ‬
‫ُ ِ ِ ْ‬ ‫م ُ َ َ ً ِ ْ‬ ‫ل ي َعْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال َْعا ِ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫خت َ ُ‬ ‫ذا ي ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حّتى ت َن ْظ ُُروا ب ِ َ‬ ‫حد ٍ َ‬ ‫ب ِأ َ‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫ل ل ِي َعْ َ‬ ‫حو ّ ُ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ة ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ل َد َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ح ل َوْ َ‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن د َهْرِهِ ب ِعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ب ُْرهَ ً‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ت ع َلي ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ئ لوْ َ‬ ‫َ‬ ‫سي ّ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن د َهْرِهِ ب ِعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ل الب ُْرهَ َ‬ ‫ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن العَب ْد َ لي َعْ َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سي ًّئا ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫مًل َ‬ ‫عَ َ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ه ‪ -‬ت ََباَر َ‬ ‫ذا أَراد َ الل ّ ُ‬ ‫حا ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫مًل َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل فَي َعْ َ‬ ‫حو ّ ُ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ل الّناَر ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫دَ َ‬
‫‪- 291‬صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪ ( 2898) -‬وصحيح مسلم‪ -‬المكنز ‪(320) -‬‬
‫ذباب ‪ :‬طرف السيف السفل الذى يضرب به ‪-‬الشاذة ‪ :‬الخارج عن صف الكفار‬
‫‪ - 292‬برقم )‪ (2143‬و)‪ (2292‬وأحمد ‪12362) 4/135‬و ‪17680‬و ‪ (22592‬من طرق والحاد‬
‫والمثاني )‪ (2382‬والحاكم ‪ (2257) 1/340‬وهو حديث صحيح مشهور‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫ف‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬وَك َي ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫موْت ِهِ " ‪َ ،‬قاُلوا ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ه قَب ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫خي ًْرا ا ْ‬ ‫وَت ََعاَلى ‪ -‬ب ِعَب ْد ٍ َ‬
‫َ‬
‫‪293‬‬
‫مد ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ " ‪َ .‬رَواه ُ أ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ح ثُ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫صال ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ه ل ِعَ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ل ‪ " :‬ي ُوَفّ ُ‬ ‫ه ؟ َقا َ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫هأ ّ‬ ‫حد ّث َ ُ‬ ‫ى َ‬ ‫معِ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫مَر ال ْ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫في ْرٍ أ ّ‬ ‫ن نُ َ‬ ‫جب َي ُْر ب ْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫دا َ‬ ‫معْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خال ِد ِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫موْت ِهِ «‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ه قَب ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫خْيرا ً ا ْ‬ ‫ه ب ِعَب ْد ٍ َ‬ ‫ذا أَراد َ الل ّ ُ‬ ‫ل » إِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ل إ َِلى‬ ‫َ‬
‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ديهِ الل ّ ُ‬ ‫ل » ي َهْ ِ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫قوْم ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫‪294‬‬
‫ك «‪ .‬رواه أحمد والبزار‬ ‫ه ع ََلى ذ َل ِ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫موْت ِهِ ث ُ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ح قَب ْ َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫ل الل ّه ‪ " :  -‬إ َ َ‬
‫خي ًْرا‬ ‫ه ب ِعَب ْد ٍ َ‬ ‫ذا أَراد َ الل ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت ‪َ :‬قا َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وَع َ ْ‬
‫ل‬
‫م ٍ‬ ‫ه ل ِعَ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ل ‪ " :‬ي ُوَفّ ُ‬ ‫ه ؟ َقا َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ف غَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬وَك َي ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ه " ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫غَ َ‬
‫‪295‬‬
‫ه ع َلي ْهِ " رواه الطبراني في الوسط‬
‫ض ُ َ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫موْت ِهِ فَي َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ح قَب ْ َ‬
‫َ‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ذا أَراد َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ق َقا َ‬ ‫ْ‬
‫م ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه ع َّز‬ ‫ه ؟ " َقاُلوا ‪ :‬الل ّ ُ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫ما ع َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ت َد ُْرو َ‬ ‫ه وَهَ ْ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫خي ًْرا ع َ َ‬ ‫ل ب ِعَب ْد ٍ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ل ورسول ُ َ‬
‫ي‬
‫ن ي َد َ ْ‬ ‫حا ب َي ْ َ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫مًل َ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ح الل ّ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ل ‪ " :‬يَ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫ج ّ ََ ُ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫‪296‬‬
‫ه"‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حوْل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه أوْ َ‬ ‫جيَران ُ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ضى ع َن ْ ُ‬ ‫حّتى ي َْر َ‬ ‫موْت ِهِ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫جد َْنا العََر َ‬ ‫ْ‬ ‫ما هُوَ فَوَ َ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬‬ ‫ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫معَْنى قَوْ ِ‬ ‫ل الطحاوي ‪ :‬فَطلب َْنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َقا َ‬
‫ي‬‫ه ال ِّتي ه ِ َ‬ ‫سْرع َت َ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫شب ّ ُ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ضط َِرا ٌ‬ ‫ن ِفيهِ ا ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ل يُ ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح ِفيهِ ع َ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ذا ُر ْ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كو َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حت ُ ِ‬ ‫ن غ َي ْرِهِ َفا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح وَ ِ‬ ‫م َِ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م َ‬ ‫واه ُ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ضط َِرا ِ‬ ‫ه ِبا ْ‬ ‫ضط َِراب ُ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫مي ْل ِهِ إ ِّياه ُ إ َِلى َ‬ ‫ن أَراد َ ب ِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫خي ًْرا ع َ َ‬ ‫ه ب ِعَب ْد ٍ َ‬ ‫ذا أَراد َ الل ّ ُ‬ ‫ه ‪ ‬إِ َ‬ ‫قَوْل ُ ُ‬
‫َ‬
‫ه َوالل ّ َ‬
‫ه‬ ‫جن ّت َ ُ‬ ‫خال ِهِ إ ِّياه ُ َ‬ ‫سب ًَبا ِل ِد ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫حة ِ َ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن اْلع ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫ه الت ّوِْفيقَ "‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ج ّ‬
‫سأل ُ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ع َّز وَ َ‬
‫دا‪،‬‬ ‫دها أب ً‬ ‫قى َبع َ‬ ‫قد سِعد سعادة ً ل َيش َ‬ ‫ن الخاتمةِ ف َ‬ ‫حس ِ‬ ‫فمن وّفقه الله ل ُ‬
‫سَر‬ ‫قد خ ِ‬ ‫م َله بسوِء خاتمةٍ ف َ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫من ُ‬ ‫ق‪ ،‬و َ‬ ‫ك الّتوفي ِ‬ ‫ب عليه بعد ذل َ‬ ‫كر َ‬ ‫ول َ َ‬
‫في دنياه وأخَراه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ما‬ ‫مة‪ ،‬ك َ‬ ‫خات َ‬ ‫ق لل َ‬ ‫ن َتع ُ‬
‫سواب ِ ِ‬ ‫ل الصالحةِ ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫عناي َُتهم بالع َ‬ ‫ظم ِ‬ ‫صالحو َ‬ ‫َوال ّ‬
‫ل‪،‬‬ ‫سنون العما َ‬ ‫ة‪ ،‬فُيح ِ‬ ‫سن َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫خاتمةِ ال َ‬ ‫ق لل َ‬ ‫ب الّتوِفي ِ‬ ‫ن في ط َل َ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫أّنهم يجت َهِ ُ‬
‫ما‬ ‫سِهم‪ ،‬ك َ‬ ‫ن بأنف ِ‬ ‫ن بالله َتعالى‪ ،‬وُيسيُئون الظ ّ‬ ‫ن الّرجاَء والظ ّ‬ ‫سنو َ‬ ‫ويح ِ‬
‫ُ‬
‫ل الل ّهِ أوْل َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫سِبي ِ‬ ‫دوا ِفي َ‬ ‫جاهَ ُ‬ ‫جُروا وَ َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫مُنوا َوال ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ل ت ََعالى‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫م ]البقرة‪.[218 :‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر ّر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ة الل ّهِ َوالل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫جو َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫حاِبه‬ ‫َ‬
‫هديَ أص َ‬ ‫ل اللهِ واّتبعَ َ‬ ‫سن ّةِ َرسو ِ‬ ‫مل ب ِ ُ‬ ‫ه في ن ِي ِّته وع َ ِ‬ ‫دق الل َ‬ ‫ص َ‬ ‫من َ‬ ‫وَ َ‬
‫ب‬ ‫ر‪ ،‬وأن يجعَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه عواق َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫خي ٍ‬ ‫م له ب َ‬ ‫ة الله َتعالى أن يخت َ‬ ‫سن ّ ُ‬ ‫جَرت ُ‬ ‫قد َ‬ ‫ف َ‬
‫مل ً ]الكهف‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن عَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جَر َ‬ ‫ضيعُ أ ْ‬ ‫ل ت ََعالى‪ :‬إ ِّنا ل َ ن ُ ِ‬ ‫ر‪َ ،‬قا َ‬ ‫خي ٍ‬ ‫أموِره إلى َ‬
‫ما‬ ‫ف ظ ُل ْ ً‬ ‫خا ُ‬ ‫ن فَل َ ي َ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت وَهُوَ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫من ي َعْ َ‬ ‫‪ ،[30‬وقال ت ََعالى‪ :‬وَ َ‬
‫مان َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ضيعَ ِإي َ‬ ‫ه ل ِي ُ ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ت ََعالى‪ :‬وَ َ‬ ‫ما ]طه‪ ،[112 :‬وََقا َ‬ ‫ض ً‬ ‫وَل َ هَ ْ‬
‫]البقرة‪.[143 :‬‬
‫‪ - 293‬مسند أحمد )‪ (12214‬صحيح‬
‫‪ - 294‬برقم )‪ (17680‬والحاد )‪ (2384‬وأبو يعلى )‪ (3654‬والشاميين) ‪ (1121‬ومعرفة الصحابة‬
‫)‪ (4369‬والضياء )‪ (1978‬والمجمع ‪11929)7/214‬و ‪ (11930‬وهو حديث صحيح‬
‫‪ - 295‬برقم ) ‪ ( 4812‬والمجمع ‪ (11933)7/215‬وبنحوه عند أحمد ‪ 4/200‬والحاكم ‪) 1/340‬‬
‫‪ (1258‬ومشكل الثار )‪ (2202‬وصحيح الترغيب )‪ (3358‬وابن حبان )‪ (822‬موارد وهو‬
‫حديث صحيح‪.‬‬
‫حاوِيّ )‪ (2202‬صحيح‬‫ل اْلَثارِ ِللط ّ َ‬
‫شك ِ ُ‬
‫م ْ‬
‫‪ُ - 296‬‬
‫‪157‬‬
‫َ‬
‫ص لله تعالى؛‬ ‫ة والخل َ ُ‬ ‫صالح ُ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ن الخاتمةِ الّني ُ‬ ‫حس ِ‬ ‫ق إلى ُ‬ ‫ب الّتوِفي ِ‬ ‫وَأسَبا ُ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ل المقبولةِ عند َ الله عز وج ّ‬ ‫ط العما ِ‬ ‫شر ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ة والخل َ‬ ‫صالح َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ن الني َ‬ ‫ل ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫م إ ِل َ ٌ‬ ‫ما إ ِل َهُك ُ ْ‬ ‫ي أن ّ َ‬ ‫حى إ ِل َ ّ‬ ‫م ُيو َ‬ ‫مث ْل ُك ُ ْ‬ ‫شٌر ّ‬ ‫ما أَنا ب َ َ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫قال تعالى ‪} :‬قُ ْ‬
‫ه‬
‫ك ب ِعَِباد َةِ َرب ّ ِ‬ ‫شرِ ْ‬ ‫حا وََل ي ُ ْ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫مًل َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قاء َرب ّهِ فَل ْي َعْ َ‬ ‫جو ل ِ َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫من َ‬ ‫فَ َ‬
‫دا{ )‪ (110‬سورة الكهف ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ح ً‬ ‫أ َ‬
‫ولحسن الخاتمة علمات‪ ،‬كل واحدة منها كافية بإذن الله‬
‫في الستبشار بحسن الخاتمة من غير جزم بذلك ‪:297‬‬
‫ل‬‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ل ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاذ ِ ب ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ -1‬النطق بالشهادة عند الموت‪ ،‬فعَ ْ‬
‫ة " رواه‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ه دَ َ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫مهِ ل َ إ ِل َ َ‬ ‫كل ِ‬ ‫خُر َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫‪298‬‬
‫الحاكم ‪.‬‬
‫ت‬ ‫ي‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ضَر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ة الّرازِ ّ‬ ‫ق أِبي ُزْرع َ َ‬ ‫ساوِيّ َوَّرا ِ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ن ع َل ِ ّ‬ ‫فرِ ب ْ ِ‬ ‫جعْ َ‬ ‫وعن أبي َ‬
‫من ْذ ُِر‬ ‫م‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫سل ِ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫م‪ ،‬وَ ُ‬ ‫حات ِ ٍ‬ ‫عن ْد َه ُ أُبو َ‬ ‫ق‪ ،‬وَ ِ‬ ‫سوْ ِ‬ ‫ة وَهُوَ ِفي ال ّ‬ ‫أ ََبا ُزْرع َ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫حي َ ْ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ن‪َ ،‬وا ْ‬ ‫قي ِ‬ ‫ث الت ّل ْ ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ماِء‪ ،‬فَذ َك َُروا َ‬ ‫ن ال ْعُل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ماع َ ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫ن‪ ،‬وَ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫شا َ‬ ‫ن َ‬ ‫بْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َِبي ُزْرع َ َ‬
‫ل أُبو ع َب ْدِ‬ ‫قا َ‬ ‫ث‪ ،‬فَ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫وا ن َذ ْك ُُر ال ْ َ‬ ‫قاُلوا‪ :‬ت ََعال َ ْ‬ ‫حيد َ فَ َ‬ ‫قُنوه ُ الت ّوْ ِ‬ ‫ن ي ُل َ ّ‬ ‫ةأ ْ‬
‫ميدِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ ال ْ َ‬ ‫م‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ص‬
‫عا ِ‬ ‫خل َد ٍ أ َُبو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ك بْ ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫م‪ :‬نا ال ّ‬ ‫سل ِ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫اللهِ ُ‬
‫َ‬
‫م‪ :‬نا‬ ‫حات ِ ٍ‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫قا َ‬ ‫جاوِْز‪ ،‬فَ َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ن وَل َ ْ‬ ‫ن اب ْ ُ‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ح‪ ،‬وَ َ‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ر‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ف ٍ‬ ‫جعْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫بْ ِ‬
‫َ‬
‫جاوِْز‪،‬‬ ‫م يُ َ‬ ‫ت‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫سك َ َ‬ ‫فرٍ وَ َ‬ ‫جعْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ميد ِ ب ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ ال ْ َ‬ ‫م‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ص ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫ل‪ :‬نا أُبو َ‬ ‫داٌر‪َ ،‬قا َ‬ ‫ب ُن ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬
‫ص ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫داٌر‪ ،‬نا أُبو َ‬ ‫ق‪ :‬نا ب ُن ْ َ‬ ‫سو ْ ِ‬ ‫ة وَهُوَ ِفي ال ّ‬ ‫ل أُبو ُزْرع َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫سك َُتوا‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫َوال َْباُقو َ‬
‫فر‪ ،‬ع َن اب َ‬
‫مّرةَ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ك َِثيرِ ب ْ ِ‬ ‫ب‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ن أِبي ع َ ِ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫جعْ َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ميد ِ ب ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫نا ع َب ْد ُ ال ْ َ‬
‫ه ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل اللهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ل‪َ ،‬قا َ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫مَعاذ ِ ب ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ي‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ضَر ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي أ َُبو ُزْرع َ َ‬
‫ة‬ ‫ة " وَت ُوُفّ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ه دَ َ‬ ‫ه إ ِّل الل ُ‬ ‫مهِ َل إ ِل َ َ‬ ‫خَر ك ََل ِ‬ ‫نآ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م‪َ " :‬‬ ‫سل ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫‪299‬‬
‫ه"‬ ‫ه الل ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبيهِ أ ّ‬ ‫ن ب َُري ْد َة َ ع َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫‪ -2‬أن يرشح جبينه ‪ ،‬فعَ ْ‬
‫‪300‬‬
‫ن «‪..‬‬ ‫جِبي ِ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫ن ب ِعََر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ل» َ‬ ‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪َ -‬قا َ‬
‫ق‬
‫ن ع ََر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ه‪َ ":‬‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ل ع َب ْد ُ الل ّهِ َر ِ‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ع َل ْ َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫عن ْد َ‬ ‫جاَزى ب َِها ِ‬ ‫طاَياه ُ ي ُ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫طاَيا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫قى ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ن ت َب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫جِبي‬ ‫ال ْ َ‬
‫ِ‬
‫ه " ‪.301‬‬ ‫جِبين ُ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي َعَْرقُ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫‪ -3‬أن يموت يوم الجمعة أو ليلتها وهو مسلم فعَ ْ‬
‫‪302‬م ٍ‬ ‫سل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪َ » -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫رو َقا َ‬ ‫م ٍ‬ ‫عَ ْ‬
‫ة ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قب ْرِ «‪..‬‬ ‫ه فِت ْن َ َ‬ ‫معَةِ إ ِل ّ وََقاه ُ الل ّ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫معَةِ ‪ ،‬أوْ ل َي ْل َ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ت ي َوْ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫يَ ُ‬

‫‪ - 297‬انظر موسوعة خطب المنبر ‪ -‬الصدار الثاني ‪- (4146 / 1) -‬حسن الخاتمة والتحذير من‬
‫سوئها‬
‫الرقاق والخلق والداب‬
‫‪ - 298‬المستدرك للحاكم )‪ (1299‬صحيح‬
‫دة ‪،‬‬ ‫ديث وَغ َْيره ك َل ِ َ‬
‫مَتا ال ّ‬
‫شَها َ‬ ‫ح ِ‬‫ذا ال ْ َ‬‫ل َل إ َِله إ ِّل الّله ِفي هَ َ‬‫قو ْ ِ‬‫مَراد ب ِ َ‬ ‫فْتح ‪َ :‬وال ْ ُ‬ ‫حاِفظ ِفي ال ْ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫جَرى ع َلى‬ ‫قب َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ول ل إ ِله إ ِل الله ل َ‬ ‫مِنير ‪ :‬قَ ْ‬ ‫ْ‬
‫ل الّزْين ْبن ال ُ‬ ‫سالة ‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫كر الّر َ‬ ‫كال ت َْرك ذ ِ ْ‬ ‫ش َ‬‫رد إ ِ ْ‬ ‫فََل ي َ ِ‬
‫عا ا ِن ْت ََهى ‪ .‬عون المعبود ‪(100 / 7) -‬‬ ‫شْر ً‬ ‫ن َ‬ ‫طق ِبال ّ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫شَهاد َت َي ْ ِ‬
‫‪ - 299‬شعب اليمان ‪( 8800) (440 / 11) -‬‬
‫‪ - 300‬سنن النسائي‪ -‬المكنز ‪ (1839) -‬صحيح‬
‫ي )‪ ( 821‬صحيح‬ ‫َ‬
‫قلن ِ ّ‬ ‫جرٍ ال ْعَ ْ‬
‫س َ‬ ‫ح َ‬‫ن َ‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬‫ب ال َْعال ِي َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫‪ - 301‬ال ْ َ‬
‫ظ اب ْ ِ‬
‫حافِ ِ‬ ‫طال ِ ُ‬
‫‪158‬‬
‫دا في سبيل الله أو وهو مرابط في سبيل الله‬ ‫‪ -4‬أن يموت شهي ً‬
‫أو يموت بإحدى الميتات التي صاحبها في درجة الشهيد‪ ،‬وهي المطعون‬
‫والمبطون والغريق وصاحب الهدم والحريق والموت بذات الجنب‬
‫والمرأة يقتلها ولدها أي‪ :‬تموت وهي حامل أو بسبب الوضع‪.‬‬
‫ل‬ ‫مَراب ِ ً‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ، ‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫فعن أ َبي أ ُمام َ َ‬
‫سِبي ِ‬ ‫طا ِفي َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة‪،‬أ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الل ّهِ أ ّ‬
‫‪303‬‬
‫ر‪".‬‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن فِت ْن َةِ ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه الل ُ‬ ‫من َ ُ‬
‫مَراب ِ ً‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سِبي ِ‬ ‫طا ِفي َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ي ‪ ‬يَ ُ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪304‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫جُره ُ إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م َ‬ ‫اللهِ أو ِ‬
‫ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪ : ‬أل أ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جال ِك ُ ْ‬ ‫م ب ِرِ َ‬ ‫خب ُِرك ُ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫س ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫َوع َ ِ‬
‫شِهيد ُ ِفي‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ديقُ ِفي ال ْ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ي ِفي ال ْ َ‬ ‫جن ّةِ ؟ الن ّب ِ ّ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫أهْ ِ‬
‫َ‬
‫صرِ ل‬ ‫م ْ‬ ‫حي َةِ ال ْ ِ‬ ‫خاه ُ ِفي َنا ِ‬ ‫ل ي َُزوُر أ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬والّر ُ‬ ‫موُْلود ُ ِفي ال ْ َ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫دود ُ ‪ ،‬ال ْوَُلود ُ ‪،‬‬ ‫ل ‪ ،‬ون ِساؤ ُك ُم م َ‬
‫جن ّةِ ال ْوَ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ي َُزوُره ُ ِإل ل ِل ّهِ ع َّز وَ َ‬
‫ها ِفي ي َدِ‬ ‫ضعَ ي َد َ َ‬ ‫حّتى ت َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ض َ‬ ‫ذا غ َ ِ‬ ‫جَها ‪ ،‬ال ِّتي إ ِ َ‬ ‫ال ْعَُئود ُ ع ََلى َزوْ ِ‬
‫َ‬
‫ذوقُ غ َ ْ‬ ‫ل‪:‬لأ ُ‬ ‫قو ُ‬
‫‪305‬‬
‫ضى‪".‬‬ ‫حّتى ت َْر َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م ً‬ ‫جَها ‪ ،‬وَت َ ُ‬ ‫َزوْ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ِفي‬ ‫جال ِك ُ ْ‬ ‫م ب ِرِ َ‬ ‫خب ُِرك ُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬أل أ ْ‬ ‫ي ‪َ ، ‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ك ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ق‬
‫دي ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ي ِفي ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫جن ّةِ ؟ َقاُلوا ‪ :‬ب ََلى َيا َر ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل ي َُزوُر‬ ‫ج ُ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬والّر ُ‬ ‫موُْلود ُ ِفي ال ْ َ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫شِهيد ُ ِفي ال ْ َ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫ل ‪َ :‬أل‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ل ِفي ال ْ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫صرِ ل ي َُزوُره ُ إ ِّلل ِل ّهِ ع َّز وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حي َةِ ال ْ ِ‬ ‫خاه ُ ِفي َنا ِ‬ ‫أَ َ‬
‫خبرك ُم بن ِسائ ِك ُم م َ‬ ‫ُ‬
‫ل ‪ :‬كُ ّ‬
‫ل‬ ‫ل اللهِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫جن ّةِ ؟ َقاُلوا ‪ :‬ب ََلى َيا َر ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫أ ْ ُِ ْ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ت‪:‬‬ ‫جَها ‪َ ،‬قال َ ْ‬ ‫ب ‪ ،‬أيْ َزوْ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫سيَء إ ِل َي َْها أوْ غ َ ِ‬ ‫ت أوْ أ ِ‬ ‫ضب َ ْ‬ ‫ذا غ َ ِ‬ ‫دود ٌ ‪ ،‬إ ِ َ‬ ‫وَُلود ٌ وَ ُ‬
‫‪306‬‬
‫ضى"‬ ‫حّتى ت َْر َ‬ ‫ض َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ل ب ِغُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك ل أ َك ْت َ ِ‬ ‫دي ِفي ي َد ِ َ‬ ‫هَذ ِهِ ي َ ِ‬
‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫جن ّةِ ؟ ‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ل ‪ِ :‬قي َ‬ ‫ريٍع ‪َ ،‬قا َ‬ ‫س ِ‬ ‫سوَد ِ بن َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫وع َ ِ‬
‫‪307‬‬
‫ة‪".‬‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫موُْلود ُ ِفي ال ْ َ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫شِهيد ُ ِفي ال ْ َ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ي ِفي ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬الن ّب ِ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جاب َِر‬ ‫ن َ‬ ‫مهِ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ أُبو أ ّ‬ ‫جد ّ ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫ث ‪ ،‬وَهُوَ َ‬ ‫حارِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ك بْ ِ‬ ‫ن ع َِتي ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جد َه ُ قَد ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫ن َثاب ِ ٍ‬ ‫جاَء ي َُعود ُ ع َب ْد َ اللهِ ب ْ َ‬ ‫ي ‪َ ‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫خب ََره ُ ؛أ ّ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ن ع َِتي ٍ‬ ‫بْ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل اللهِ ‪ ، ‬وََقا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫جعَ َر ُ‬ ‫ست َْر َ‬ ‫ه ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫جب ْ ُ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ح ب ِهِ ‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫صا َ‬ ‫ب ع َل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫غ ُل ِ َ‬
‫َ‬ ‫قَد ْ غ ُل ِب َْنا ع َل َي ْ َ‬
‫ك‬ ‫ن ع َِتي ٍ‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ساُء وَب َك َي ْ َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ك أَبا الّرِبيِع ‪ ،‬فَ ِ‬
‫ة‪.‬‬ ‫ن َباك ِي َ ٌ‬ ‫ب ‪ ،‬فَل َ ت َب ْك ِي َ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ل اللهِ ‪ : ‬د َع ْهُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سك ّت ُهُ ّ‬ ‫يُ َ‬
‫ن‬
‫ه ‪ :‬إِ ْ‬ ‫ت اب ْن َت ُ ُ‬ ‫ت ‪َ .‬قال َ ِ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫ل اللهِ ؟ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ب َيا َر ُ‬ ‫جو ُ‬ ‫ما ال ْوُ ُ‬ ‫َقاُلوا ‪ :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جَهاَز َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ضي ْ َ‬ ‫ت قَ َ‬ ‫دا ‪ ،‬قَد ْ ك ُن ْ َ‬ ‫شِهي ً‬ ‫ن َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫جو أ ْ‬ ‫ت ل َْر ُ‬ ‫ك ُن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫جَره ُ ع َل َي ْهِ ع ََلى قَد ْرِ ن ِي ّت ِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل ‪ ،‬قَد ْ أوْقَعَ أ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ‪ ،‬ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫‪ : ‬فَإ ِ ّ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل اللهِ ‪ ،‬ع َّز وَ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫قت ْ ُ‬ ‫شَهاد َة َ ؟ َقاُلوا ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫دو َ‬ ‫ت َعُ ّ‬

‫‪ - 302‬سنن الترمذى‪ -‬المكنز ‪ ( 1095) -‬ومسند أحمد )عالم الكتب( ‪ -6582(612 / 2) -‬إ ِث َْبا ُ‬
‫ت‬
‫ي ) ‪ (138-135‬صحيح لغيره‬ ‫قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ق ّ‬ ‫ب ال َ‬ ‫عَ َ‬
‫ذا ِ‬
‫‪ - 303‬الفوائد لتمام ‪ (1678)(401 / 2) - 414‬صحيح‬
‫‪ - 304‬صحيح ابن حبان ‪ (4625) (485 / 10) -‬صحيح‬
‫‪ - 305‬الفوائد لتمام ‪ (1311) (204 / 2) - 414‬صحيح‬
‫‪ - 306‬المعجم الصغير للطبراني ‪ (118) (89 / 1) -‬والصحيحة ) ‪ ( 287‬وصحيح الجامع )‬
‫‪ ( 2604‬صحيح لغيره‬
‫‪ - 307‬المعجم الكبير للطبراني ‪ (836) (358 / 1) -‬صحيح‬
‫‪159‬‬
‫ل‪:‬‬ ‫ج ّ‬ ‫ل اللهِ ‪ ،‬ع َّز وَ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫قت ْ ِ‬ ‫وى ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫سب ْعٌ ِ‬ ‫شَهاد َة ُ َ‬ ‫اللهِ ‪ : ‬ال ّ‬
‫ح ُ ْ‬ ‫ريقُ َ‬ ‫شِهيد ٌ ‪َ ،‬وال ْغَ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫شِهيد ٌ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مط ُْعو ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ب الهَد َ َم ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫شِهيد ٌ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫طو ُ‬
‫مْرأةُ‬ ‫شِهيد ٌ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫حَر ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫شِهيد ٌ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ب َ‬ ‫جن ْ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫شِهيد ٌ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫‪308‬‬
‫ة‪".‬‬ ‫شِهيد َ ٌ‬ ‫مٍع َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ت بِ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫مب ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫طو ُ‬ ‫ة ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫س ٌ‬ ‫م َ‬ ‫خ ْ‬ ‫شِهيد ُ َ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪309‬‬
‫د‪.‬‬ ‫شِهي ُ‬ ‫ب ال ْهَد ْم ِ ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ْغَرِقُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مط ُْعو ُ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ر‬
‫جاب ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -5‬أن يختم له بعمل صالح كصيام يوم أو صدقة أو ذكر‪ ،‬فعَ ْ‬
‫يٍء ‪ ،‬ب َعَث َ ُ‬
‫ه‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ع ََلى َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ه ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫‪310‬‬
‫ه ع َل َي ْهِ " رواه الحاكم‪.‬‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ي َهُ ّ‬ ‫ة فََرأي ْت ُ ُ‬ ‫مَزي ْن َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬في ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫ت ع ََلى َر ُ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬دَ َ‬ ‫ة ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫حذ َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ما‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫س فَ ُ‬ ‫ن َالن َّعا َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مت َد ّ ب ِهِ ي َعِْني ِ‬ ‫عن ْد َه ُ ي َ ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫قُعود ِ وَع َل ِ ّ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ل ‪ " :‬ع َل ِ ّ‬ ‫ك ؟ َقا َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ك ِفي ل َي ْل َت ِهِ هَذ ِهِ أفََل أد ُْنو ِ‬ ‫سهَّر َ‬ ‫أَرى ع َل ِّيا إ ِّل قَد ْ َ‬
‫ه ب ِإ ِطَعام ِ‬
‫ْ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫سان َد َه ُ فَ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك " ‪ .‬فَد ََنا ِ‬ ‫أ َوَْلى ب ِذ َل ِ َ‬
‫سًبا‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صوْم ِ ي َوْم ٍ ُ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪َ ,‬‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫سًبا ع ََلى الل ّهِ د َ َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫كي ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫سًبا ع ََلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪َ ,‬‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ع ََلى الل ّهِ د َ َ‬
‫‪311‬‬
‫ة"‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫دَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫صت ْ ُ‬ ‫حل َت ِهِ فَأقْعَ َ‬ ‫ن َرا ِ‬ ‫جل ً وَقَعَ ع َ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سأ ّ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫جا‬ ‫خارِ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِفى ث َوْب َي ْ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫سد ْرٍ وَي ُك َ ّ‬ ‫ماٍء وَ ِ‬ ‫سُلوه ُ ب ِ َ‬ ‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ » -‬اغ ْ ِ‬
‫مل َب ًّيا «‪.312‬‬ ‫ْ‬
‫مة ِ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ث ي َوْ َ‬ ‫ه ي ُب ْعَ ُ‬ ‫ه فَإ ِن ّ ُ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ه وَوَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫َرأ ُ‬
‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ن ث َعْل َب َ َ‬ ‫ب َقا َ‬
‫ل‬ ‫ن َر ُ‬ ‫صعَي ْرٍ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫حد ّث َِني ع َب ْد ُ اللهِ ب ْ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫شَها ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫م ك َل ْ ٌ‬ ‫س ي ُك ْل َ ُ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫حه ِ ْ‬ ‫جَرا ِ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫مُلوهُ ْ‬ ‫ل ‪َ :‬ز ّ‬ ‫اللهِ ‪َ ‬قا َ‬
‫ْ‬
‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫م‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ال ْ ِ‬ ‫ه ِري َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن الد ّم ِ وَِري ُ‬ ‫ه ل َوْ َ‬ ‫مةِ ل َوْن ُ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ل ِإل ي َأِتي ي َوْ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ع َّز وَ َ‬
‫َ‬
‫م ع َل َي ْهِ ْ‬
‫م‬ ‫م َقا َ‬ ‫مةِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ؤلءِ ي َوْ َ‬ ‫شِهيد ُ ع ََلى هَ ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ : ‬أَنا ال ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قَا َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫صّلي ع ََلى ال ْ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬ ‫م يُ‬ ‫م وَل َ ْ‬ ‫سل ْهُ ْ‬ ‫م ي ُغَ ّ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مَر ب ِد َفْن ِهِ ْ‬ ‫وَأ َ‬
‫جل َ‬ ‫كان يأ ْ‬
‫ة‬
‫حد َ ٍ‬ ‫فَرةٍ َوا ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن ِفي ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ر‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ َ َ‬ ‫م ِفي غ َي ْرِ ث َِياب ِهِ ْ‬ ‫فن ْهُ ْ‬ ‫م ي ُك َ ّ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫ذي هُ َ‬ ‫شاُروا إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ن ؟ فَإ ِ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ذا ل ِل ْ ُ‬ ‫خ ً‬ ‫ن أك ْث ََر أ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ؤلِء َ‬ ‫ل ‪ :‬أيّ هَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫‪ ،‬وَي َ ُ‬
‫‪313‬‬
‫حب ِهِ "‬ ‫صا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫حد ِ قَب ْ َ‬ ‫ه ِفي الل ّ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن قَد ّ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ذا ل ِل ْ ُ‬ ‫خ ً‬ ‫أ َك ْث َُر أ ْ‬
‫َ‬
‫وع َ َ‬
‫ة‪-‬‬ ‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫شاه ُ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل ي َت َغَ ّ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ى‪َ - -‬‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ث َ ُ‬ ‫ل لَ ّ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫بي‬ ‫ل ل َها » ل َيس ع ََلى أ َ‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫با‬ ‫ع َل َيها السل َم ‪ -‬واك َرب أ َ‬
‫َ ِ ِ ْ ٌ َْ َ َ ْ ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ َ َ ُ‬
‫َ‬
‫ّ ُ‬ ‫َْ‬
‫س‬ ‫ْ‬ ‫ت َقال ْ‬ ‫َ‬ ‫« ‪ .‬فَل ّ‬‫َ‬
‫فْرد َوْ ِ‬ ‫ة ال ِ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫عاه ُ ‪َ ،‬يا أب ََتاه ْ َ‬ ‫ب َرّبا د َ َ‬ ‫جا َ‬ ‫ت َيا أب ََتاه ْ ‪ ،‬أ َ‬ ‫ما َ‬
‫َ‬
‫ما َ‬
‫ْ‬
‫ة ‪ -‬ع َل َي َْها‬ ‫م ُ‬ ‫ت َفاط ِ َ‬ ‫ن َقال َ ْ‬ ‫ما د ُفِ َ‬ ‫ل ن َن َْعاه ْ ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫مأَواه ُ ‪َ ،‬يا أب ََتاه ْ إ َِلى ِ‬ ‫َ‬

‫‪ - 308‬المسند الجامع ‪ (3082) (897 / 4) -‬وسنن النسائي‪ -‬المكنز ‪ ( 1857) -‬صحيح‬


‫‪ - 309‬المستدرك للحاكم )‪ (7872‬صحيح‬
‫‪ - 310‬المستدرك للحاكم)‪ (7872‬صحيح‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن ِل َِبي ال ّ‬ ‫َ‬
‫ي )‪ ( 1332‬وبغية الباحث عن زوائد مسند‬
‫صب ََهان ِ ّ‬
‫شي ِْخ ال ْ‬ ‫صب ََها َ‬
‫ن ب ِأ ْ‬
‫حد ِّثي َ‬ ‫ت ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫‪ - 311‬ط َب َ َ‬
‫قا ُ‬
‫الحارث ‪ (258) -‬حسن‬
‫‪ - 312‬سنن النسائي‪ -‬المكنز ‪ ( 2725) -‬صحيح‬
‫السدر ‪ :‬شجر النبق واحدته سدرة ‪-‬أقعصت ‪ :‬ضربته برجلها فمات فى مكانه‬
‫‪ - 313‬الحاد والمثاني )‪ ( 2608‬صحيح‬
‫‪160‬‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫فسك ُ َ‬ ‫َ‬ ‫س ‪ ،‬أَ َ‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫حُثوا ع ََلى َر ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ت أن ْ ُ ُ ْ‬ ‫طاب َ ْ‬ ‫م ‪َ -‬يا أن َ ُ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫‪314‬‬
‫ب"‬ ‫الت َّرا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش‬
‫ح ٍ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ع َب ْد َ اللهِ ب ْ َ‬ ‫حد ّث َِني أِبي أ ّ‬ ‫ص‪َ ،‬‬ ‫ن أِبي وَّقا ٍ‬ ‫سعْد ِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬
‫َ‬ ‫حاقَ ُ ب ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل‪َ :‬يا‬ ‫قا َ‬ ‫سعْد ٌ فَ َ‬ ‫عا َ‬ ‫ة‪ ،‬فَد َ َ‬ ‫حي َ ٍ‬ ‫خّلوا ِفي َنا ِ‬ ‫ه ؟ فَ َ‬ ‫عو الل َ‬ ‫د‪ :‬أَل ت َد ْ ُ‬ ‫ح ٍ‬ ‫مأ ُ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫حَرد ُه ُ أَقات ِل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫دا َ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫س ُ‬ ‫دا ب َأ ُ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫جًل َ‬ ‫قّني َر ُ‬ ‫ت ال ْعَد ُوّ فَل َ ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫ب إِ َ‬ ‫َر ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ع َب ْد ُ اللهِ‬ ‫مْ َ‬‫ه ‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫سلب َ ُ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫ه َوآ ُ‬ ‫حّتى أقْت ُل ُ‬ ‫فَر َ‬ ‫م اْرُزقِْني ع َلي ْهِ الظ َ‬ ‫قات ِلِني‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫وَي ُ َ‬
‫ُ‬
‫ه‬ ‫ه‪ ،‬أَقات ِل ُ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫دا ب َأ ُ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫حَرد ُه ُ َ‬ ‫دا َ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫جًل َ‬ ‫م اْرُزقِْني َر ُ‬ ‫ل‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ش‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن َ‬ ‫بْ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت‪َ :‬يا‬ ‫دا قُل ْ َ‬ ‫ك غَ ً‬ ‫قيت ُ َ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫في وَأذ ُِني‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫جد َع ُ أن ْ ِ‬ ‫خذ ُِني فَي َ ْ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫قات ِل ُِني‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ك وَي ُ َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ك‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫سول ِ َ‬ ‫ل‪ِ :‬في َ‬ ‫ك ؟ فَأُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك وَأذ ُن َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ك وَِفي َر ُ‬ ‫جد َع َ أن ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َب ْد َ اللهِ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬‫ج ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ت د َع ْوَة ُ ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ي َ‬ ‫د‪َ :‬يا ب ُن َ ّ‬ ‫سعْ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ت‪َ ،‬قا َ‬ ‫صد َقْ َ‬ ‫َ‬
‫‪315‬‬
‫ط"‬ ‫ي‬‫خ‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫تا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ر‪،‬‬ ‫ها‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫آ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫تي‪،‬‬ ‫دَ ْ َ ِ‬
‫و‬ ‫ع‬
‫َ ْ ٍ‬ ‫ْ َ ُْ ُ ِ َ َّ ِ َِ ّ ْ ُ َ َ ُ ُ َ َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ك ‪ -‬رضى الله‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ َ‬ ‫معَ أن َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫س أن ّ ُ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫وعن ث ُ َ‬
‫ل‬ ‫ة َقا َ‬ ‫مُعون َ َ‬ ‫م ب ِئ ْرِ َ‬ ‫ه ‪ -‬ي َوْ َ‬ ‫خال َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ‪ -‬وَ َ‬ ‫حا َ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م بْ ُ‬ ‫حَرا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ط ُعِ َ‬ ‫ل لَ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫عنه ‪ -‬ي َ ُ‬
‫ب ال ْك َعْب َةِ ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ت وََر ّ‬ ‫ل فُْز ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سه ِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫جهِهِ وََرأ ِ‬ ‫ه ع ََلى وَ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ذا ‪ ،‬فَن َ َ‬ ‫ِبالد ّم ِ هَك َ َ‬
‫‪316‬‬

‫دا ن َل ْ َ‬
‫قى‬ ‫ه ال ْوََفاة ُ ‪ " :‬غ َ ً‬
‫ضَرت ْ ُ‬‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫حي َ‬‫ل ِ‬‫ل ب َِل ٌ‬‫ز‪َ :‬قا َ‬‫ِ‬ ‫زي‬
‫ِ‬ ‫ع َب ْد ِ ال ْعَ‬ ‫ن‬
‫سِعيد ُ ب ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫وَقا َ‬
‫قو ُ‬ ‫ه ‪َ :‬واوَي َْله ُ َقا َ‬ ‫لا َ‬ ‫ه ‪َ ،‬قا َ‬ ‫اْل َ ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل ‪ :‬يَ ُ‬ ‫مَرأت ُ ُ‬‫قو ُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬تَ ُ‬ ‫حْزب َ ُ‬‫وَ ِ‬ ‫دا‬‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة‪ُ ،‬‬ ‫حب ّ َ‬
‫‪317‬‬
‫حاه ُ "‬ ‫َوافَْر َ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫َ‬
‫ث َر ُ‬ ‫ل ب َعَ َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ‬ ‫تأ َ‬ ‫ما ِفى ال ْب َي ْ ِ‬ ‫جاَء وَ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫فَيا َ‬ ‫س ْ‬ ‫عيُر أِبى ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫صن َعَ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ة ع َي ًْنا ي َن ْظ ُُر َ‬ ‫س َ‬ ‫سي ْ َ‬ ‫بُ َ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪َ -‬قا َ‬
‫ست َث َْنى‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ل ل َ أد ِْرى َ‬ ‫سو ِ‬ ‫رى وَغ َي ُْر َر ُ‬ ‫غ َي ْ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه‬ ‫سو ُ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ث َقا َ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫حد ّث َ ُ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫سائ ِهِ َقا َ‬ ‫ض نِ َ‬ ‫ب َعْ َ‬
‫معََنا‬ ‫ب َ‬ ‫ضًرا فَل ْي َْرك َ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن ظ َهُْره ُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ن ل ََنا ط َل ِب َ ً‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫وسلم‪ -‬فَت َك َل ّ َ‬
‫ْ‬
‫ل » ل َ إ ِل ّ‬ ‫قا َ‬ ‫دين َةِ فَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫م ِفى ع ُل ْوِ ال ْ َ‬ ‫ه ِفى ظ ُهَْران ِهِ ْ‬ ‫ست َأذ ُِنون َ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ل رِ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫«‪ .‬فَ َ‬
‫َ‬
‫حّتى‬ ‫ه َ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ --‬وَأ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ضًرا «‪َ .‬فان ْط َل َقَ َر ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن ظ َهُْره ُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪-‬صلى‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫شرِكو َ‬ ‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫جاَء ال ُ‬ ‫ن إ ِلى ب َد ْرٍ وَ َ‬ ‫َ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫قوا ال ُ‬ ‫سب َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى أ ُ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫دون َ ُ‬ ‫ن أَنا ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ىٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ّ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫الله عليه وسلم‪ » -‬ل َ ي ُ َ‬
‫موا‬ ‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ُ » -‬قو ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫«‪ .‬فَد ََنا ال ْ ُ‬
‫ن ال ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ض «‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫إ َِلى َ‬
‫مام ِ‬ ‫ح َ‬ ‫مي ُْر ب ْ ُ‬ ‫ل عُ َ‬
‫َ‬
‫ل يَ ُ‬ ‫ت َوالْر ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ضَها ال ّ‬ ‫جن ّةٍ ع َْر ُ‬
‫َ‬
‫م «‪.‬‬ ‫ل » ن َعَ ْ‬ ‫ض َقا َ‬ ‫ت َوالْر ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ضَها ال ّ‬ ‫ة ع َْر ُ‬ ‫جن ّ ٌ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫صارِىّ َيا َر ُ‬ ‫الن ْ َ‬
‫خ «‪.‬‬ ‫خ بَ ٍ‬ ‫ك بَ ٍ‬ ‫ك ع ََلى قَوْل ِ َ‬ ‫مل ُ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » --‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫خ‪ .‬فَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫خ بَ‬ ‫ٍ‬ ‫ل بَ‬ ‫َقا َ‬
‫ك‬‫ل » فَإ ِن ّ َ‬ ‫ن أ َهْل َِها‪َ .‬قا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫جاَءة َ أ ْ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِل ّ َر َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ل َ َوالل ّهِ َيا َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ل ل َئ ِن أناَ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ْ‬
‫ل ي َأك ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ن قَْرن ِهِ فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مَرا ٍ‬ ‫ج تَ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن أهْل َِها «‪ .‬فَأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪( 4462) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪314‬‬

‫معرفة الصحابة لبي نعيم ‪ ( 4047) (1607 / 3) -‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪315‬‬

‫صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪( 4092) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪316‬‬

‫ن أ َِبي الد ّن َْيا )‪ ( 286‬وفيه انقطاع‬


‫ن ِلب ْ ِ‬
‫ري َ‬
‫ض ِ‬
‫حت َ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪317‬‬

‫‪161‬‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫مى ب ِ َ‬ ‫ل ‪ -‬فََر َ‬ ‫ة ‪َ -‬قا َ‬ ‫ويل َ ٌ‬ ‫حَياة ٌ ط َ ِ‬ ‫مَراِتى هَذ ِهِ إ ِن َّها ل َ َ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫حّتى آك ُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫حِيي ُ‬ ‫َ‬
‫‪318‬‬
‫ل‪".‬‬ ‫حّتى قُت ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م َقات َلهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ر‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن الت ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬ان ْظُروا‬ ‫ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫مو ْ ُ‬ ‫ضَره ُ ال َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ه ت ََعالى ل ّ‬ ‫ه الل ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مَعاذ ٍ َر ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قي َ‬ ‫ي فَ ِ‬ ‫حَنا ‪ ،‬فَأت ِ َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ان ْظ ُُروا أ ْ‬ ‫ح ‪َ ،‬قا َ‬ ‫صب ِ ْ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫ي فَ ِ‬ ‫حَنا ؟ فَأت ِ َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫عوذ ُ‬ ‫ل ‪ :‬أَ ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫ه ‪ :‬قَد ْ أ ْ‬
‫َ‬
‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ض ذ َل ِ َ‬ ‫ي ِفي ب َعْ ِ‬ ‫حّتى أت ِ َ‬
‫ُ‬
‫ح َ‬ ‫صب ِ ْ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫مغَي ًّبا‬ ‫حًبا َزائ ًِرا ُ‬ ‫مْر َ‬ ‫ت‪َ ،‬‬ ‫موْ ِ‬ ‫حًبا ِبال ْ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫حَها إ َِلى الّنارِ ‪َ ،‬‬ ‫صَبا ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ل َي ْل َةٍ‬ ‫ْ‬ ‫ِبالل ّهِ ِ‬
‫م‬
‫ك ‪ ،‬فَأ َنا ال ْيو َ‬ ‫ت أَ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫جو َ‬ ‫م أْر ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫خافُ َ‬ ‫م إ ِّني قَد ْ ك ُن ْ ُ‬ ‫جاَء ع ََلى َفاقَةٍ ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬ ‫حِبيًبا ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب الد ّن َْيا وَطو َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫قاِء ِفيَها ل ِكْر ِ‬ ‫ل الب َ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ ِ‬ ‫م أك ْ‬ ‫م أّني ل ْ‬ ‫ت ت َعْل ُ‬ ‫ن كن ْ َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫اللهُ ّ‬
‫ت‬ ‫عا ِ‬ ‫سا َ‬ ‫كاب َد َةِ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫جرِ وَ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫مأ ِ ال ْهَ َ‬ ‫ن ل ِظ َ َ‬ ‫جرِ ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫س ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫اْل َن َْهارِ وََل ل ِغَْر‬
‫‪319‬‬
‫ق الذ ّك ْرِ "‬ ‫عن ْد َ ِ َ‬ ‫ماِء ِبالّرك َ ِ‬ ‫مةِ ال ْعُل َ َ‬
‫ح َل ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ح َ‬ ‫مَزا َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ن‬‫ن ‪ ،‬فَظ َ ّ‬ ‫ه طعْن َت َي ْ ِ‬
‫مَر ‪ ،‬ط َعَن َ ُ َ‬ ‫ن أُبو ل ُؤ ْل ُؤ َة َ ع ُ َ‬ ‫ما ط َعَ َ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ّ‬ ‫مَر َقا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن َاب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ه‪،‬‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫س وَ َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫عا اب ْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَد َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َل ي َعْل َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ه ذ َن ًْبا ِفي الّنا‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫مُر أ ّ‬ ‫عُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مَل ٍ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن ت َعْل َ َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه‪:‬أ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫معُ ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫وي ُد ِْنيهِ ‪ ،‬وي َ ْ‬
‫ن‪،‬‬ ‫كو َ‬ ‫م ي َب ْ ُ‬ ‫س إ ِّل وَهُ ْ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مَل ٍ ِ‬ ‫مّر ب ِ َ‬ ‫ل َل ي َ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫س ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ج اب ْ ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ذا ؟ فَ َ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مَل ٍ ِ‬ ‫ت ع ََلى َ‬ ‫ما أت َي ْ ُ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ميَر ال ْ ُ‬ ‫ل ‪َ :‬يا أ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫جعَ إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫فََر َ‬
‫ن قَت َل َِني ؟‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫م ‪ .‬فَ َ‬ ‫م أبكاَر أوَْلد ِه ِ ْ‬ ‫دوا ال ْي َوْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫ن ‪ ،‬ك َأن ّ َ‬ ‫كو َ‬ ‫م ي َب ْ ُ‬ ‫إ ِّل وَهُ ْ‬
‫َ‬
‫س‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ن ع َّبا‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫ة ‪َ .‬قا َ‬ ‫شعْب َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫مِغيَرةِ ب ْ‬ ‫ي ع َب ْد ُ ال ْ ُ‬ ‫س ّ‬ ‫جو ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ‪ :‬أُبو ل ُؤ ْل ُؤ َة َ ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ٍ‬ ‫لأ َ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫م ي َب ْت َل ِِني ب ِ َ‬ ‫ذي ل َ ْ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ‪ " :‬ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫جهِهِ ‪ .‬فَ َ‬ ‫شَر ِفي وَ ْ‬ ‫ت ال ْب ِ ْ‬ ‫فََرأي ْ ُ‬
‫جل ُِبوا إ ِل َي َْنا‬ ‫قول ‪َ :‬ل إل َه إّل الل ّه ‪ ،‬أ َما إني ك ُنت قَد نهيتك ُ َ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ ََ ُْ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫جِني ب ِ َ ْ ِ‬ ‫حا ّ‬ ‫يُ َ‬
‫واِني " ‪َ .‬قاُلوا ‪:‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫َ‬ ‫م َ ْ ُ‬
‫خ َ‬ ‫عوا ِلي إ ِ ْ‬ ‫ل ‪ :‬اد ْ ُ‬ ‫موِني ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫صيت ُ ُ‬ ‫دا ‪ ،‬فَعَ َ‬ ‫ح ً‬ ‫جأ َ‬ ‫ن العُلو ِ‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫ن بْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة ‪َ ،‬والّزب َي ُْر ‪ ،‬وَع َب ْد ُ الّر ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ي ‪ ،‬وَط َل ْ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَع َل ِ ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫ل ‪ " :‬ع ُث ْ َ‬ ‫ن ؟ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ِفي‬ ‫س ُ‬ ‫ضعَ َرأ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ص " ‪ .‬فَأْر َ‬ ‫ن أِبي وَّقا ٍ‬ ‫سعْد ُ ب ْ ُ‬ ‫ف ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ع َوْ ٍ‬
‫ت‬ ‫م ‪ ،‬ن َظ َْر ُ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ضُروا ‪ .‬فَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ‪ :‬هَؤ َُلِء قَد ْ َ‬ ‫جاُءوا ‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ري ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫م ‪ ،‬وََل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ‪ ،‬وََقاد َت َهُ ْ‬ ‫س الّنا ِ‬ ‫ة ُرُءو َ‬ ‫ست ّ ُ‬ ‫م أي َّها ال ّ‬ ‫جد ْت ُك ُ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مرِ ال ْ ُ‬ ‫ِفي أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ي َك ُ َِ‬ ‫س ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫مُر الّنا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫قي ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫مُر إ ِّل ِفيك ُ ْ‬ ‫ذا اْل ْ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ه‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫ق ظ َن َن ْ ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ف ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫خت َِل ِ‬ ‫ت ذ ِك َْر اِل ْ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫ن ِفيك ُ ْ‬ ‫ف ي َك ُ ْ‬ ‫خت َِل ٌ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫سوا ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَهَ َ‬ ‫ف الد ّ َ‬ ‫م ن ََز َ‬ ‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫شي ًْئا إ ِّل َرأي ْت ُ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه قَ ّ‬ ‫ن ‪ِ ،‬لن ّ ُ‬ ‫كائ ِ ٌ‬ ‫َ‬
‫قل ْت ‪ :‬إ َ‬ ‫َ‬
‫ي ب َعْد ُ ‪،‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ميَر ال ْ ُ‬ ‫نأ ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫م ‪ ،‬فَ ُ ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫جًل ِ‬ ‫ن ي َُباي ُِعوا َر ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫شي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫حّتى َ‬ ‫َ‬
‫ملوِني ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قا َ‬ ‫خرِ ‪ .‬فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ح ِ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫ما إ ِلى ال َ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫ن ي َن ْظُر أ َ‬ ‫فَتا ِ‬ ‫خِلي َ‬ ‫ن َ‬ ‫وَل ي َكو ُ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ب ‪َ .‬قا َ‬ ‫صهَي ْ ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫ِ‬ ‫صّلي ِبالّنا‬ ‫شاوُِروا ث ََلًثا ‪ .‬وَي ُ َ‬ ‫ل ‪ :‬تَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫مل َْناه ُ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سَراةَ‬ ‫صاَر ‪ ،‬و َ‬ ‫ن َواْلن ْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مَها ِ‬ ‫شاوُِروا ال ْ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ن ؟ فَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ميَر ال ْ ُ‬ ‫شاوُِر َيا أ ِ‬ ‫نُ َ‬
‫ب ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ل َب َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫ج ب ََيا ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫شْرب َةٍ ِ‬ ‫عا ب ِ َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫جَناد ِ ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن هَُنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ي الد ّن َْيا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ن لِ َ‬ ‫ن لوْ أ ّ‬ ‫قال ‪ :‬ال َ‬ ‫ت‪،‬ف َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ف أن ّ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فعُرِ َ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫جْر َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫اللب َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫ن َرأي ْ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫نأ ُ‬ ‫مد ُ ل ِلهِ إ ِ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك َوال َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما َ‬ ‫مطلِع ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن هَوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ب َِها ِ‬ ‫ك ُل َّها لفْت َد َي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫س‬‫خي ًْرا ‪ ،‬أل َي ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫جَزا َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫ن قُل ْ َ‬ ‫س ‪َ :‬وإ ْ‬ ‫ن ع َّبا ٍَ‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫خي ًْرا ‪ .‬فَ َ‬ ‫إ ِّل َ‬
‫ن‬‫خاُفو َ‬ ‫ن إ ِذ ْ ي َ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن ي ُعِّز الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬أ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫عا َر ُ‬ ‫قَد ْ " د َ َ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫م وََر ُ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ك اْل ِ ْ‬ ‫عّزا ‪ ،‬وَظ َهََر ب ِ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫م َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫نإ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ة " ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫بِ َ‬
‫‪ -‬صحيح مسلم‪ -‬المكنز ‪-( 5024) -‬العين ‪ :‬الجاسوس‬ ‫‪318‬‬

‫ة اْل َوْل َِياِء )‪ ( 848‬فيه انقطاع‬


‫حل ْي َ ُ‬
‫ل )‪ ( 1020‬و ِ‬
‫حن ْب َ ٍ‬
‫ن َ‬
‫مد َ ب ْ ِ‬ ‫‪ -‬الُزهْد ُ ِل َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫‪319‬‬

‫‪162‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫م لَ ْ‬ ‫حا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ك فَت ْ ً‬ ‫جَرت ُ َ‬ ‫ت هِ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫دين َةِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت إ َِلى ال ْ َ‬ ‫جْر َ‬ ‫ها َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫الل ّهِ ‪ ‬وَأ ْ‬
‫ذا‬ ‫ن ي َوْم ِ ك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ن قَِتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫شهِد َه ُ َر ُ‬ ‫شهَد ٍ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫ت َغِ ْ‬
‫ة‬
‫ف َ‬ ‫خِلي َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫واَزْر َ‬ ‫ض ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ك َرا‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬وَهُوَ ع َن ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫م قُب ِ َ‬ ‫ذا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫وَي َوْم ِ ك َ َ‬
‫حّتى‬ ‫ل َ‬ ‫ن أ َقْب َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أد ْب ََر ب ِ َ‬
‫بعده ع ََلى منهاج رسول الل ّه ‪ ، ‬فَضربت م َ‬
‫َ َ ْ ِ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َْ ِ َ ُ ِ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫ة وَهُوَ ع َن ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫ف ُ‬ ‫خِلي َ‬ ‫ض ال َ‬ ‫م قُب ِ َ‬ ‫ها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫عا أوْ كْر ً‬ ‫سلم ِ طوْ ً‬ ‫س ِفي ال ِ ْ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫خ َ‬ ‫دَ َ‬
‫َ‬
‫ك‬‫جَبى ب ِ َ‬ ‫صاَر ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك اْل ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫صَر الل ّ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫ي الّنا ُ‬ ‫ما وُل ّ َ‬ ‫خي ْرِ َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫م وُّلي َ‬ ‫ض ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫َرا َ ٍ‬
‫َ‬ ‫ك ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل ب َي ْ ٍ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ك ال ْعَد ُوّ ‪ ،‬وَأد ْ َ‬ ‫فى ب ِ َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫وا َ‬ ‫م َ‬ ‫اْل ْ‬
‫م لَ َ‬ ‫َ‬
‫شَهاد َةِ ‪،‬‬ ‫ك ِبال ّ‬ ‫خت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫م ِفي أْرَزاقِهِ ْ‬ ‫سعِهِ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وت َوَ ّ‬ ‫م ِفي ِدين ِهِ ْ‬ ‫سعِهِ ْ‬ ‫ت َوَ ّ‬
‫َ‬
‫شهَد ُ ِلي َيا‬ ‫ل ‪ :‬أت َ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫ن ت َغُّرون َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن اْلمغروَر َ‬ ‫ل ‪َ :‬والل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ك ‪ .‬فَ َ‬ ‫فَهَِنيًئا ل َ َ‬
‫مد ُ ‪،‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ل ‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫م ‪ .‬فَ َ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫مة ِ ؟ ف َ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ي َوْ َ‬ ‫ع َب ْد َ الل ّهِ ِ‬
‫ذي ع ََلى‬ ‫دي ِباْل َْر‬ ‫َ‬
‫خ ِ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ضعْت ُ ُ‬ ‫مَر فَوَ َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ض َيا ع َب ْد َ الل ّهِ اب ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫صقْ َ‬ ‫أل ْ ِ‬
‫دي ْ َ‬ ‫قا َ َ‬
‫حّتى وَقَ َ‬
‫ع‬ ‫خد ّه ُ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫حي َت َ ُ‬ ‫ك لِ ْ‬ ‫ض ‪ ،‬فَت ََر َ‬ ‫بالْر ِ‬ ‫خ ّ ِ‬ ‫صقْ َ‬ ‫ل ‪ :‬أل ْ ِ‬ ‫ساِقي ‪ .‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫ه لَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م قُب ِ َ‬
‫ض‬ ‫ك ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫فرِ الل ّ ُ‬ ‫م ي َغْ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫مُر إ ِ ْ‬ ‫ك َيا ع ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ك وَوَي ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬وَي ْل َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ض ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ِبالْر ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫م‬‫ل ‪َ :‬ل آِتيك ُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫مَر ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ِ‬ ‫سُلوا إ َِلى ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫ض أْر َ‬ ‫ما قُب ِ َ‬ ‫ه ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫سَرا ِ‬ ‫صارِ ‪ ،‬و َ‬ ‫ن َواْلن ْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مَها ِ‬ ‫شاوََرةِ ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ب ِهِ ِ‬ ‫مَرك ُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫فعَُلوا َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫موْت ِ ِ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫ه فِعْ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَذ ُك َِر ل َ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫جَناد ِ َقا َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫هاهَُنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫مَنافِ ُ‬ ‫ْ‬
‫ة ‪َ ،‬وال ُ‬ ‫ق ً‬ ‫ف َ‬ ‫ش َ‬ ‫ساًنا وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫معَ إ ِ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ذا ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل ‪ :‬هَك َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن َرب ّهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫شي َت ُ ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫و َ‬
‫داد َ‬ ‫دا اْز َ‬ ‫ي ع َب ْ ً‬ ‫ق َ‬ ‫ما ب َ ِ‬ ‫ضى وََل ِفي َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫جد ْ ُ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫معَ إساءة ً وَِغّرة ً ‪َ ،‬والل ّهِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ضى ‪ ،‬وََل ِفي َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫جد ْ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وََل وَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫ق ً‬ ‫ف َ‬ ‫ش َ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫خافَ ً‬ ‫م َ‬ ‫داد َ َ‬ ‫ساًنا إ ِّل اْز َ‬ ‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫‪320‬‬
‫ة"‬ ‫داد َ ِغّر ٍ‬ ‫داد َ إساءة ً إ ِّل اْز َ‬ ‫دا اْز َ‬ ‫ي ع َب ْ ً‬ ‫ق َ‬ ‫بَ ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ز‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ العَزِي ْ ِ‬ ‫مُر ب ُ‬ ‫ضَر ع ُ َ‬ ‫حت ُ ِ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ل‪ :‬ل َ ّ‬ ‫ن‪َ ،‬قا َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ع ُب َي ْد ِ ب ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫حبا ً‬ ‫مْر َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قوْ ُ‬ ‫معُوْه ُ ي َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َ‬ ‫ة ع ََلى الَبا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ة وََفاط ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قعَد َ َ‬ ‫جوا ع َّني‪.‬فَ َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ا ْ‬
‫خَرةُ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ل‪} :‬ت ِل ْ َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ن‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫جا ّ‬ ‫س وَل َ َ‬ ‫جوْهِ إ ِن ْ ٍ‬ ‫ت ب ِوُ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ه‪ ،‬ل َي ْ َ‬ ‫جو ْ ِ‬ ‫ب ِهَذ ِهِ الوُ ُ‬
‫َ‬
‫ض‬‫ة‪ :‬قَد ْ قُب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫فاط ِ َ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ت‪ .‬فَ َ‬ ‫صو ْ ُ‬ ‫م هَد َأ ال ّ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫جعَل َُها‪ {...‬الي َ َ‬ ‫نَ ْ‬
‫‪321‬‬
‫ك"‬ ‫حب ُ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫مِع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬
‫س َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫نل ْ‬ ‫ن وَلي ْلت َي ْ ِ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫م ب ِي َوْ َ‬ ‫خب ُِرك ْ‬ ‫ل ‪ " :‬أل أ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ضى الل ّهِ وَإ ِ ّ‬ ‫ما ب ِرِ َ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫شيُر ِ‬ ‫ك ال ْب َ ِ‬ ‫جيئ ُ َ‬ ‫ل ي َوْم ٍ ي َ ِ‬ ‫ما ؟ أوّ ُ‬ ‫مث ْل ِهِ َ‬ ‫خَلئ ِقُ ب ِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ْ‬
‫ما‬ ‫ك وَإ ِ ّ‬ ‫مين ِ َ‬ ‫ما ب ِي َ ِ‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫خذ ُ ِفيهِ ك َِتاب َ َ‬ ‫ي الل ّهِ ي َأ ُ‬ ‫ن ي َد َ ِ‬ ‫ف ِفيهِ ب َي ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫خط ِهِ ‪ ،‬وَي َوْ ٌ‬ ‫س َ‬ ‫بِ َ‬
‫مث ْل ََها ‪ ،‬وَل َي ْل َ ٌ‬
‫ة‬ ‫ة قَب ْل ََها ِ‬ ‫ت ل َي ْل َ ً‬ ‫م ي َب ِ ْ‬ ‫ت ِفي قَب ْرِهِ وَل َ ْ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ة ي َِبي ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َي ْل َ ٌ‬ ‫مال ِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫بِ ِ‬
‫‪322‬‬
‫ة"‬ ‫ها ل َي ْل َ ٌ‬ ‫س ب َعْد َ َ‬ ‫مةِ ل َي ْ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫حت َُها ي َوْ ُ‬ ‫صِبي َ‬ ‫َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫قل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ت فِي ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ضه ِ ا ل ِ‬ ‫مَر ِ‬ ‫ي ِفي َ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ت ع َلى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫خل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‪ :‬د َ َ‬ ‫مَزن ِ ّ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫وَقا َ‬
‫ت؟‬ ‫َ‬ ‫ه! ك َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫َيا أَبا ع َب ْد ِ الل ِ‬
‫ل‪ :‬أ َ‬ ‫ْ‬
‫سوِء‬ ‫فاِرقًا‪ ،‬وَل ِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫واِني ُ‬ ‫َ‬ ‫خ‬‫ل‪ ،‬وَل ِ ْ‬ ‫ح ً‬ ‫ن الد ّن َْيا َرا ِ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ت ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه‪ ،‬وََقا َ‬ ‫س ُ‬ ‫فََرفَعَ َرأ َ‬
‫جن ّةٍ فَأ ُهَن ّي َْها‪،‬‬ ‫صي ُْر إ َِلى َ‬ ‫حي ت َ ِ‬ ‫ما أ َد ِْري ُروْ ِ‬ ‫مل َِقيًا‪ ،‬وَع ََلى اللهِ َواِردًا‪َ ،‬‬ ‫مِلي ُ‬ ‫عَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫شأ ي َ ُ‬ ‫كى وَأن ْ َ‬ ‫م بَ َ‬ ‫أوْ إ َِلى َنارٍ فَأع َّزي َْها‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫ما‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫فو ِ َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫جاِئي د ُوْ َ‬ ‫ت َر َ‬ ‫جعَل ْ ُ‬ ‫ذاه ِِبي * َ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ضاقَ ْ‬ ‫سا قَل ِْبي وَ َ‬ ‫ما قَ َ‬ ‫وَل َ ّ‬
‫َ‬
‫ي )‪ ( 590‬حسن‬ ‫ط ِللط ّب ََران ِ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫م اْلوْ َ‬‫ج ُ‬ ‫‪ -‬ال ْ ُ‬
‫مع ْ َ‬ ‫‪320‬‬

‫‪ -‬سير أعلم النبلء )‪(5/142‬‬ ‫‪321‬‬

‫َ‬
‫داوُد َ ) ‪ ( 366‬صحيح موقوف‬
‫ي )‪ ( 10295‬والّزهْد ُ أِبي َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ن ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬‫ما ِ‬ ‫باِْ‬
‫لي َ‬ ‫شعَ ُ‬ ‫‪ُ -‬‬ ‫‪322‬‬

‫‪163‬‬
‫فو َ َ‬
‫ما‬ ‫ك أع ْظ َ َ‬ ‫ن عَ ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َرّبي َ‬ ‫فو ِ َ‬ ‫ه * ب ِعَ ْ‬ ‫ما قََرن ْت ُ ُ‬ ‫مِني ذ َن ِْبي فَل َ ّ‬ ‫ت ََعاظ َ َ‬
‫ما‬‫ة وَت َك َّر َ‬ ‫من ّ ً‬ ‫فو ِ‬ ‫جوْد ُ وَت َعْ ُ‬ ‫ل * تَ ُ‬ ‫م ت ََز ْ‬ ‫ب لَ ْ‬ ‫ن الذ ّن ْ ِ‬ ‫فو ٍ ع َ ِ‬ ‫ذا ع َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ما زِل ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ما‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جر ِ‬ ‫سي ب ِ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫س * وَل َوْ د َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ت ِبآي ِ‬ ‫س ُ‬ ‫مّني فَل َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ت َن ْت َ ِ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ك آد َ َ‬ ‫في ّ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫وى َ‬ ‫ف وَقَد ْ أغ َ‬ ‫عاب ِد ٌ * فَك َي ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫وى ب ِإ ِب ْل ِي ْ َ‬ ‫م ي ُغْ َ‬ ‫ك لَ ْ‬ ‫َولول َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف قَد َْره ُ * وَأعل َ ُ‬ ‫ي لِتي الذ ّن ْ َ‬
‫‪323‬‬
‫ما‬ ‫ح َ‬ ‫فو ت ََر ّ‬ ‫ه ي َعْ ُ‬ ‫ن الل َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ب أع ْرِ ُ‬ ‫وَإ ِن ّ ْ‬
‫خرة‪ ،‬وأفض ُ‬
‫ل‬ ‫دنَيا وال ِ‬ ‫ر في ال ّ‬ ‫خي ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫بك ّ‬ ‫سب َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫حا ُ‬ ‫صال َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫فالع َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫خو ِ‬ ‫كل وال َ‬ ‫ن والتو ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫كالي َ‬ ‫صو َ‬ ‫ب كالخل ِ‬ ‫قلو ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫مها أع َ‬ ‫ل وأعظ َ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫الع َ‬
‫ض ما ُيبِغض الله وَتعّلق‬ ‫ب الله وُبغ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما ي ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫جاِء والّرغب َةِ والّرهبةِ وَ ُ‬ ‫والّر َ‬
‫ن‬
‫ل ت ََعالى‪ :‬وَإ ِ ْ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ضّر ك َ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل َنفٍع ودفِع ك ّ‬ ‫ب كُ ّ‬ ‫جل ِ‬ ‫ده في َ‬ ‫ب باللهِ َوح َ‬ ‫قل ِ‬ ‫ال َ‬
‫خي ْرٍ فَهُوَ ع ََلى‬ ‫ك بِ َ‬ ‫س َ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ وَإ ِ ْ‬ ‫ف لَ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ضّر َفل َ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ديٌر ]النعام‪.[17 :‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كُ ّ‬
‫ب‪ ،‬فعن ع َل ْ َ‬ ‫ة َتابع ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ص‬‫ن وَّقا ٍ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ق َ‬ ‫قُلو ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ة لعما ِ‬ ‫صالح ُ ِ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫جوارِ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ما ُ‬ ‫وَأع َ‬
‫ر‬
‫من ْب َ ِ‬ ‫ب ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬ع ََلى ال ْ ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫ت عُ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ى قال‪َ :‬‬ ‫اللي ْث ِ ّ‬
‫ّ‬
‫ما‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َقا َ‬
‫ت ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ل ِبالن ّّيا ِ‬ ‫ما الع ْ َ‬ ‫ل » إ ِن ّ َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬
‫لى دنيا يصيبها أ َو إَلى امرأةَ‬ ‫ه إِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ِك ُ ّ‬
‫ْ َ ٍ‬ ‫َُْ ُ ِ َُ ْ ِ‬ ‫جَرت ُ ُ‬ ‫ت هِ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وى ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫ئ َ‬ ‫مرِ ٍ‬ ‫لا ْ‬
‫‪324‬‬
‫جَر إ ِل َي ْهِ « ‪..‬‬ ‫ها َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه إ َِلى َ‬ ‫جَرت ُ ُ‬ ‫حَها فَهِ ْ‬ ‫ي َن ْك ِ ُ‬
‫خرة‪،‬‬ ‫دنَيا وال ِ‬ ‫ل شّر في ال ّ‬ ‫ب ل ِك ُ ّ‬ ‫سب َ ٌ‬ ‫شّريَرة َ‬ ‫سّيئة ال ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫والع َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عن‬ ‫فو َ‬ ‫م وَي َعْ ُ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫صيب َةٍ فَب ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫من ّ‬ ‫كم ّ‬ ‫صاب َ ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ل ت ََعالى‪ :‬وَ َ‬ ‫كما َقا َ‬
‫ما‬ ‫حرِ ب ِ َ‬ ‫ساد ُ ِفي الب َّر َوال ْب َ ْ‬ ‫ل ت ََعالى‪ :‬ظ َهََر الفَ َ‬ ‫شوَرى‪ ،[30 :‬وَقا َ‬ ‫ك َِثيرٍ ]ال ّ‬
‫َ‬
‫ن ]الروم‪:‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫مُلوا ل َعَل ّهُ ْ‬ ‫ذي ع َ ِ‬ ‫ض ال ّ ِ‬ ‫قُهم ب َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫س ل ِي ُ ِ‬ ‫دي الّنا ِ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫كَ َ‬
‫‪.[41‬‬
‫ت‪،‬‬ ‫ميِع الوقا ِ‬ ‫ت في ج ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ي عن المحّر َ‬ ‫منهِ ّ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫طاعا ِ‬ ‫موٌر بال ّ‬ ‫مأ ُ‬ ‫َوالَعبد ُ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ولكّنه ي َت َأ ّ‬
‫م َ‬ ‫خرِ ساعةٍ ِ‬ ‫خرِ الُعمر وفي آ ِ‬ ‫ح في آ ِ‬ ‫صال ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫كد المُر بالعَ َ‬
‫َ‬
‫ب في آخرِ العمرِ وفي آخر ساعةٍ من‬ ‫ذنو ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ي عَ‬ ‫كد الّنه ُ‬ ‫جل‪ ،‬وي َت َأ ّ‬ ‫ال َ‬
‫‪.‬‬ ‫‪325‬‬
‫م‪".‬‬ ‫ل ِبال ْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬ ‫ي ‪َ ، ‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫واِتي ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ما الع ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ة‪:‬أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫جل؛ فعَ ْ‬ ‫ال َ‬
‫جل‬ ‫ره وفي آخرِ ساعةٍ من ال َ‬ ‫ح في آخر عم ِ‬ ‫صال ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫قه الله للعَ َ‬ ‫من وفّ َ‬ ‫ف َ‬
‫مل‬ ‫ة أجِله بعَ َ‬ ‫خَتم ساع َ َ‬ ‫ذله الله فَ َ‬ ‫من خ َ‬ ‫ن الخاتمة‪ ،‬و َ‬ ‫حس َ‬ ‫قد كَتب الله له ُ‬ ‫ف َ‬
‫سوٍء والعياذ ُ بالله‪.‬‬ ‫م له بخاتمةِ ُ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫ب فقد ُ‬ ‫ضب الر ّ‬ ‫ب ُيغ ِ‬ ‫ذن ٍ‬ ‫شّر و َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫ة‪ ،‬ف َ‬ ‫سن ِ‬ ‫ل الخاتمةِ الح َ‬ ‫ص ع ََلى َني ِ‬ ‫حر ِ‬ ‫مَرَنا بال ِ‬ ‫ه ت ََعالى وأ َ‬ ‫وََقد حث َّنا الل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن إ ِل ّ وَأنُتم‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫قات ِهِ وَل َ ت َ ُ‬ ‫حقّ ت ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ََعالى‪َ :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن ]آل عمران‪.[102 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ّ‬
‫قين وَرجاُء‬ ‫ة الِعباد ِ المت ّ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن وه ِ ّ‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫غاي َ ُ‬ ‫مة ِ َ‬ ‫خات َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫حس ِ‬ ‫يل ُ‬ ‫سع ُ‬ ‫وال ّ‬
‫ن‬
‫ي إِ ّ‬ ‫ب َيا ب َن ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫م ب َِنيهِ وَي َعْ ُ‬ ‫هي ُ‬ ‫صى ب َِها إ ِب َْرا ِ‬ ‫ل تعالى‪ :‬وَوَ ّ‬ ‫ن‪ ،‬قا َ‬ ‫في َ‬ ‫البرارِ الخائ ِ‬
‫َ‬
‫ن ]البقرة‪،[132 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن إ ِل ّ وَأنُتم ّ‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫ن فَل َ ت َ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫فى ل َك ُ ُ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫الل ّ َ‬
‫فْر ل ََنا ذ ُُنوب ََنا وَك َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فْر ع َّنا‬ ‫ب‪َ :‬رب َّنا َفاغ ْ ِ‬ ‫ف أولي اللَبا ِ‬ ‫ل ت ََعالى في َوص ِ‬ ‫وََقا َ‬

‫‪ - 323‬تاريخ السلم للمام الذهبي ‪ -‬موافقة للمطبوع ‪ (340 / 14) -‬وسير أعلم النبلء )‬
‫ه‪.‬‬ ‫سَناد ُه ُ َثاب ِ ٌ‬
‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫‪ (10/76‬وقال ‪:‬إ ِ ْ‬
‫‪ - 324‬صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪( 1) -‬‬
‫‪ - 325‬صحيح ابن حبان ‪ (340) (52 / 2) -‬صحيح‬
‫‪164‬‬
‫ن‪:‬‬ ‫ن الّتائ ِِبي َ‬ ‫ل ت ََعالى ع َ ِ‬ ‫معَ ال َب َْرارِ ]آل عمران‪ ،[193 :‬وََقا َ‬ ‫سي َّئات َِنا وَت َوَفَّنا َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ن ]العراف‪ ،[126 :‬عن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صب ًْرا وَت َوَفَّنا ُ‬ ‫َرب َّنا أفْرِغ ْ ع َلي َْنا َ‬
‫ل»‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال َْعا‬
‫معَ َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ص أن ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫حد ٍ‬ ‫ب َوا ِ‬ ‫قل ْ ٍ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫صاب ِِع الّر ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫صب َعَي ْ ِ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫م ك ُل َّها ب َي ْ َ‬ ‫ب ب َِنى آد َ َ‬ ‫ن قُُلو َ‬ ‫إِ ّ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪» -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫شاُء «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ث يَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫صّرفُ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫‪326‬‬
‫ك «‪ .‬رواه مسلم‬ ‫طاع َت ِ َ‬ ‫ف قُُلوب ََنا ع ََلى َ‬ ‫صّر ْ‬ ‫ب َ‬ ‫قُلو ِ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫صّر َ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫صلوا ِ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫ة َ‬ ‫فظ َ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫ة الم َ‬ ‫سن َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة ال َ‬ ‫خاتم ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫من أسبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ة‪ ،‬فعن أ َبى بك ْر بن أ َبى موسى ع َ َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبيهِ أ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ ِ َ ِ ْ ِ ِ‬ ‫ع ً‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬
‫دان الفجُر والَعصر‪،‬‬ ‫ة « ‪ .‬والبر َ‬ ‫‪327‬‬
‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َقا َ‬
‫صلى الب َْرد َي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬
‫ب أولى‪.‬‬ ‫من با ِ‬ ‫غيرهما ِ‬ ‫ل على أنه يحاَفظ عَلى َ‬ ‫دلي ٌ‬ ‫وصلة ُ المرِء لهما َ‬
‫ح‪ ،‬قال‬ ‫َ‬
‫لصل ُ‬ ‫ن وا ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ة الي َ‬ ‫خاتم ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫حس ِ‬ ‫قل ُ‬ ‫في َِ‬ ‫ب الّتو ِ‬ ‫من أسبا ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫حَزُنون ]النعام‪:‬‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م وَل َ هُ ْ‬ ‫ف ع َلي ْهِ ْ‬ ‫َ‬ ‫خوْ ٌ‬ ‫ح فَل َ َ‬ ‫صل َ‬ ‫َ‬ ‫ن وَأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫الله ت ََعالى‪ :‬فَ َ‬
‫‪.[48‬‬
‫سّر‬ ‫وى الله في ال ّ‬ ‫ن الخاتمة تق َ‬ ‫توفيق الله لحس ِ‬ ‫ب َ‬ ‫من أسَبا ِِ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫ه عز‬ ‫دوام ِ ع َلى ذلك‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ُ‬ ‫ب نهِيه وال ّ‬ ‫ره واجِتنا ِ‬ ‫ل أم ِ‬ ‫علن بامِتثا ِ‬ ‫وال َ‬
‫َ‬
‫ض وَل َ‬ ‫وا ِفي الْر ِ‬ ‫ن ع ُل ُ ً‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ن ل َ يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫جعَل َُها ل ِل ّ ِ‬ ‫خَرة ُ ن َ ْ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ل‪ :‬ت ِل ْ َ‬ ‫وج ّ‬
‫ن ]القصص‪.[83 :‬‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬ ‫دا َوال َْعاقِب َ ُ‬ ‫سا ً‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫عظائ ِم ِ‬ ‫رو َ‬ ‫ب الكبائ ِ ِ‬ ‫ة اجت َِنا ُ‬ ‫م ِ‬ ‫خات َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫حس ِ‬ ‫قل ُ‬ ‫في ِ‬ ‫ب الّتو ِ‬ ‫من أسَبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫عنك ُ ْ‬
‫م‬ ‫فْر َ‬ ‫ه ن ُك َ ّ‬ ‫ن ع َن ْ ُ‬ ‫ما ت ُن ْهَوْ َ‬ ‫جت َن ُِبوا ك ََبائ َِر َ‬ ‫ل‪ِ :‬إن ت َ ْ‬ ‫ب‪ ،‬قال عز وج ّ‬ ‫ذنو ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ما ]النساء‪.[31 :‬‬ ‫ري ً‬ ‫خل ً ك َ ِ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫م وَن ُد ْ ِ‬ ‫سي َّئات ِك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ي ‪‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي الّنب ّ‬ ‫هد ِ‬ ‫م َ‬ ‫مة لزو ُ‬ ‫ن الخات َ‬ ‫ق لحس ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ب الّتو ِ‬ ‫من أسَبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫ن لُهم َرضي الله عنهم‬ ‫ر والّتابعي َ‬ ‫ِ‬ ‫صا‬ ‫ن والن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ها ِ‬ ‫ق الم َ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫ع طَ‬ ‫وات َّبا ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫ِ ْ َ ٌ َ َ َ ٌ‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫سو‬ ‫ر‬ ‫في‬ ‫ْ ِ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫عالى‪:‬‬ ‫ُ ََ‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫قال‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بإحسا‬
‫ل‬‫ه كِثيًرا ]الحزاب‪ ،[21 :‬وََقا َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫خَر وَذ َكَر الل َ‬ ‫َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه َوالي َوْ َ‬ ‫ْ‬ ‫جو الل َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫من َ‬ ‫لّ َ‬
‫هم‬ ‫ن ات ّب َُعو ُ‬ ‫صارِ َوال ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ال َوُّلو َ‬
‫ذي َ‬ ‫ن َوالن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ج َِ‬ ‫مَها ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ساب ِ ُ‬ ‫ت ََعالى‪َ :‬وال ّ‬
‫حت ََها‬ ‫ري ت َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ه وَأع َد ّ ل َهُ ْ‬ ‫ضوا ع َن ْ ُ‬ ‫م وََر ُ‬ ‫ه ع َن ْهُ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ّر ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِإ ِ ْ‬
‫ال َن َْهاُر ]التوبة‪.[100 :‬‬
‫س‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عن ظلم ِ الّنا ِ‬ ‫مة الُبعدُ َ‬ ‫خات َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ق لحس ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ب الّتو ِ‬ ‫من أسَبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫ن ع َب ْدِ‬ ‫ض‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫عر ٍ‬ ‫ل أو ِ‬ ‫س أو ما ٍ‬ ‫ن عليهم في نف ٍ‬ ‫ي والُعدوا ِ‬ ‫م الَبغ ِ‬ ‫عدَ ُ‬ ‫و َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل » ال ْ ُ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫رو ‪ -‬رضى الله عنهما ‪ -‬ع َ ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫اللهِ ب ْ ِ‬
‫ّ‬
‫ه‬
‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ما ن ََهى الل ّ ُ‬ ‫جَر َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جُر َ‬ ‫مَها ِ‬ ‫سان ِهِ وَي َد ِهِ ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫َ‬
‫‪328‬‬
‫‪.‬‬ ‫«‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫س ‪ -‬رضى الله عنهما ‪َ -‬قا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫ل ك َِتا ٍ‬ ‫ما أهْ َ‬ ‫ست َأِتى قَوْ ً‬ ‫ك َ‬ ‫ن » إ ِن ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه إ َِلى ال ْي َ َ‬ ‫ن ب َعَث َ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاذ ِ ب ْ ِ‬ ‫لِ ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫دا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ُ‬ ‫ن ل َ إ ِل َ‬ ‫دوا أ ْ‬ ‫شهَ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م إ ِلى أ ْ‬ ‫م َفاد ْع ُهُ ْ‬ ‫جئ ْت َهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 326‬صحيح مسلم‪ -‬المكنز ‪( 6921) -‬‬
‫‪ - 327‬صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪ ( 574) -‬وصحيح مسلم‪ -‬المكنز ‪ -(1470) -‬البردان ‪ :‬الفجر‬
‫والعصر‬
‫‪ - 328‬صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪( 10) -‬‬
‫‪165‬‬
‫خبرهُ َ‬ ‫َ‬ ‫م أَ َ‬
‫م‬‫ض ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ه قَد ْ فََر‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ك ‪ ،‬فَأ ْ ِ ْ ْ‬ ‫ك ب ِذ َل ِ َ‬ ‫عوا ل َ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫الل ّهِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫عوا ل َ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫خب ِْرهُ ْ‬ ‫ك فَأ ْ‬ ‫ك ب ِذ َل ِ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ل ي َوْم ٍ وَل َي ْل َةٍ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ت ِفى ك ُ ّ‬ ‫وا ٍ‬ ‫صل َ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫م فَت َُرد ّ ع ََلى فُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫قَرائ ِهِ ْ‬ ‫ن أغ ْن َِيائ ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫ة ت ُؤ ْ َ‬ ‫صد َقَ ً‬ ‫م َ‬ ‫ض ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ه قَد ْ فََر َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫أ ّ‬
‫ك وك َرائ ِ َ‬ ‫عوا ل َ َ‬ ‫م أَ َ‬
‫ق د َع ْوَةَ‬ ‫ِ‬ ‫م ‪َ ،‬وات ّ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ك فَإ ِّيا َ َ َ َ‬ ‫ك ب ِذ َل ِ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫‪329‬‬
‫ب « ‪ .‬رواه البخاريّ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الل ّهِ ِ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫س ب َي ْن َ ُ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫مظ ُْلوم ِ ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ن‬
‫جد َُر أ ْ‬ ‫ب هُوَ أ ْ‬ ‫ن ذ َن ْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي ب َك َْرة َ ‪ :‬أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫ِ َ ِ‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َّْ َ َ َ َ ّ ِ ُ ُ ِ‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ُ ََ ُ ِ َ ِ ِ ِ ِ‬‫ح‬ ‫صا‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫عا‬‫ُ ََ‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫ي ُعَ ّ‬
‫‪330‬‬
‫حم ِ "‪.‬‬ ‫طيعَةِ الّر ِ‬ ‫ي ‪ ،‬وَقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال ْب َغْ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫جد َُر أ ْ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ن ذ َن ْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ " : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أِبي ب َك َْرة َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ة‬
‫خَر ِ‬ ‫ه ِفي اْل ِ‬ ‫خُر ل َ ُ‬ ‫ما ي َد ّ ِ‬ ‫معَ َ‬ ‫ة ِفي الد ّن َْيا ‪َ ،‬‬ ‫قوب َ َ‬ ‫حب ِهِ ال ْعُ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ه ت ََعاَلى ل ِ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ي ُعَ ّ‬
‫ي وَقَ ِ‬ ‫ل ال ْب َغْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫‪331‬‬
‫حم ِ "‬ ‫طيعَةِ الّر ِ‬ ‫ِ‬
‫ق‪،‬‬ ‫ن إلى الخل ِ‬ ‫ة الحسا ُ‬ ‫خاتم ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ق لحس َ ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ب الّتو ِ‬ ‫من أسَبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫م‬‫ة فَل َهُ ْ‬ ‫علن ِي َ ً‬ ‫سّرا وَ َ‬ ‫ل َوالن َّهارِ ِ‬ ‫وال َُهم ِباّللي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن ُين ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال الله ت ََعالى‪ :‬ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن ]البقرة‪.[274 :‬‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م وَل َ هُ ْ‬ ‫ف ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫خوْ ٌ‬ ‫م وَل َ َ‬ ‫عند َ َرب ّهِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جُرهُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ن‬
‫حس ِ‬ ‫ب للّتوفيق ل ُ‬ ‫سب ٌ‬ ‫معَ السل َم ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ة الّنف ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما َ‬ ‫خاِء وس َ‬ ‫س َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ص َ‬ ‫و ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫صَنائ ِ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ " : -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أِبي أ َ‬ ‫ة‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫الخات َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ب الّر ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ئ غَ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫سّر ت ُط ْ ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫صد َقَ ُ‬ ‫سوِء ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صارِع َ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫قي َ‬ ‫ف تَ ِ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي ِفي ال ْك َِبي ِ‬ ‫مرِ " ‪َ .‬رَواه ُ الط ّب ََران ِ ّ‬ ‫زيد ُ ِفي ال ْعُ ُ‬ ‫صل َ ُ‬
‫‪332‬‬
‫ر‪.‬‬ ‫حم ِ ت َ ِ‬ ‫ة الّر ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫ضَرَرها كِبير‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫ع‪ ،‬فإ ّ‬ ‫ن الب ِدَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫في ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫مة ال َ‬ ‫ن الخات َ‬ ‫حس ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫من أسبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫ض‬
‫ق ُ‬ ‫ن وتن ُ‬ ‫دي َ‬ ‫دم ال ّ‬ ‫ب وته ِ‬ ‫سد ُ القلو َ‬ ‫خطيٌر‪ ،‬والِبدع ُ هي التي تف ِ‬ ‫دها َ‬ ‫وَفسا َ‬
‫ل فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫ك َ‬ ‫سو َ‬ ‫ه َوالّر ُ‬ ‫من ي ُط ِِع الل ّ َ‬ ‫ة‪ ،‬قال ت ََعالى‪ :‬وَ َ‬ ‫عروة ً عرو ً‬ ‫م ُ‬ ‫السل َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫داِء َوال ّ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫قي َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ع َل َي ِْهم ّ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ن أن ْعَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مبّرؤو َ‬ ‫م ع ََليهم ُ‬ ‫هؤلِء المنعَ ُ‬ ‫قا ]النساء‪ ،[69 :‬وَ َ‬ ‫ك َرِفي ً‬ ‫ن أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَ َ‬
‫دع ك ُّلها‪.‬‬ ‫الب َ‬
‫ه‬
‫س‪ ،‬قال الل ُ‬ ‫دعاءُ بذَِلك للّنف ِ‬ ‫مة ال ّ‬ ‫ن الخات َ‬
‫َ‬ ‫حس ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫من أسَبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫ن‬‫ن عَ ْ‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫عوِني أ ْ‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫ل َرب ّك ُ ُ‬ ‫ت ََعالى‪ :‬وََقا َ‬
‫ي الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ]غافر‪ ،[60 :‬وع َ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫سي َد ْ ُ‬ ‫عَباد َِتي َ‬ ‫ِ‬
‫عاُء‬ ‫ن قَد َرٍ ‪َ ،‬والد ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حذ ٌَر ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ : ‬ل َ ي ُغِْني َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت ‪َ :‬قا َ‬ ‫ع َن َْها ‪َ ،‬قال َ ْ‬

‫‪ - 329‬صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪ - ( 1496) -‬الكرائم ‪ :‬جمع كريمة وهى خيار المال وأفضله‬
‫ي)‪ (5237‬صحيح‬ ‫حاوِ ّ‬ ‫ل اْلَثارِ ِللط ّ َ‬ ‫شك ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ُ - 330‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َقا َ َ‬
‫سَرعُ‬ ‫حم ِ أ ْ‬ ‫طيعَةِ الّر ِ‬ ‫ة ع ََلى قَ ِ‬ ‫قوب َ ُ‬ ‫ي ‪َ ،‬وال ْعُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ة ع ََلى ال ْب َغْ‬ ‫قوب َ ُ‬ ‫ن ال ْعُ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل ‪ :‬أفَت َ ُ‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬ ‫قا َ‬ ‫فرٍ ‪ :‬فَ َ‬ ‫جع ْ َ‬ ‫ل أُبو َ‬
‫كان جوابنا ل َه في ذ َل ِ َ َ‬
‫ما َ ِفي هَذ َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫ك‪:‬أ ّ‬ ‫فَر ب ِهِ ؟ فَ َ َ َ َ ُ َ ُ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫فرِ ِبالل ّهِ ع َّز وَ َ‬ ‫قوب َةِ ع ََلى ال ْك ُ ْ‬ ‫ن ال ْعُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫عن ْد َ‬
‫يٌء أشد ّ ِ‬‫َ‬ ‫سش ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قائ ِل ‪ ،‬وَلي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن هَذا ال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ظ ّ‬ ‫م ي َُرد ْ ب ِهِ َ‬ ‫بل ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما ِفي هَذا الَبا ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ذكْرَناهُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫قوبة ع َل َيه ‪ ،‬إّل أ َ‬ ‫ة أَ‬ ‫ن اللذي ْ ِ‬ ‫ديثي ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫من ُْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ ْ‬‫م‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ِ َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫عا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫الل ّ‬
‫ُ‬
‫ة‬‫طيعَ ُ‬ ‫ي ‪ ،‬وَقَ ِ‬ ‫ه ال ْب َغْ ُ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫قوب َ ُ‬ ‫ب عُ ُ‬ ‫ذا ال َْبا ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ن ذ َك َْرَناهُ َ‬ ‫ن الل ّذ َي ْ ِ‬ ‫ديث َي ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ِفي ال ْ َ‬ ‫ما أِريد َ ب ِ َ‬ ‫وَإ ِن ّ َ‬
‫َ‬
‫ة ع َلى‬ ‫قوب َ ً‬ ‫ك عُ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ب‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫تي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫ري‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫حم من أ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الّر ِ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫فرِ ‪ ،‬فأغلظ ِ‬ ‫ة ع َلى الك ْ‬ ‫قوب َ ُ‬ ‫ما العُ ُ‬ ‫صلت َِها ‪ .‬وَأ ّ‬ ‫ه ت ََعالى ب ِ ِ‬ ‫مَره ُ الل ُ‬ ‫حم ِ الِتي أ َ‬ ‫طيعَةِ الّر ِ‬ ‫ب َغْي ِهِ ‪ ،‬وَقَ ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ك ‪ ،‬وَِبالل ّهِ الت ّوِْفي ُ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫د) ‪ ( 4319‬صحيح‬ ‫َ‬
‫داوُ َ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫سن َ ُ‬ ‫‪ُ - 331‬‬
‫‪ - 332‬المعجم الكبير للطبراني ‪ ( 7939 )(300 / 7) -‬حسن‬
‫‪166‬‬
‫عاُء‬ ‫قاه ُ الد ّ َ‬ ‫ل فَي َت َل َ ّ‬ ‫ن ال َْبلءَ ل َي َن ْزِ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫م ي َن ْزِ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ما ن ََز َ‬ ‫م ّ‬ ‫فعُ ِ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫ة"‪.333‬‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫ن إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫فَي َعْت َل ِ َ‬
‫ن أِبي‬ ‫َ‬
‫ب‪ ،‬فعَ ْ‬ ‫جا ٌ‬ ‫مست َ َ‬ ‫ن الخاتمةِ ُ‬ ‫حس ِ‬ ‫دعاء المسل ِم ِ لخيهِ المسل ِم ِ ب ُ‬ ‫و ُ‬
‫َ‬
‫خيهِ ب ِظ َهْ ِ‬
‫ر‬ ‫عو ل ِ‬ ‫سل ِم ٍ ي َد ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل اللهِ ‪َ : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫داِء ‪َ ،‬قا َ‬ ‫الد ّْر َ‬
‫ل " ‪.334‬‬ ‫مث ْ ٍ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَل َ َ‬ ‫مث ْ ٍ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ك ‪ :‬وَل َ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ب إ ِل ّ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ال ْغَي ْ ِ‬
‫قنا الله إلى ذ َِلك‪،‬‬ ‫ن الخاتمةِ ليوفّ َ‬ ‫فلنسعى إلى تحصي َ‬
‫حس ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ل أسبا ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫مى‬ ‫ة العظ َ‬ ‫صيب ُ‬ ‫ة هي الم ِ‬ ‫ة السّيئ َ‬ ‫خاتم َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ب سوِء الخاتمة؛ فإ ّ‬ ‫ولنحذر أسبا َ‬
‫خسران المبين والعياذ ُ بالله‪،‬‬ ‫جِبر وال ُ‬ ‫كسُر اّلذي ل ين َ‬ ‫ة الكبرى وال َ‬ ‫داهي َ ُ‬ ‫وال ّ‬
‫ن‬‫ف‪ ،‬ع َ ِ‬ ‫خو ِ‬ ‫مةِ أشد ّ ال َ‬ ‫من سوِء الخات َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ف الصالح يخافو َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قد كا َ‬ ‫ف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫خا ُ‬ ‫م يَ َ‬ ‫مد ٍ ‪ ،‬ك ُل ّهُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ب ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ت ث ََلِثي َ‬ ‫ل ‪ " :‬أد َْرك ْ ُ‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫مل َي ْك َ َ‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫اب ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل""‬ ‫كاِئي َ‬ ‫مي َ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل ‪ :‬أَنا ع ََلى ِإي َ‬ ‫قو ُ‬ ‫حد ٌ ي َ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫فاقَ ‪ ،‬ل َي ْ َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫ق‬ ‫سواب ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قه م َ‬ ‫ن الّثوريّ َيشت َد ّ قل ُ‬ ‫ن رجب‪" :‬وكان سفيا ُ‬ ‫‪ ،‬وقال اب ُ‬
‫‪335‬‬

‫شقّيا‪،‬‬ ‫م الكتاب َ‬ ‫ن في أ ّ‬ ‫ف أن أكو َ‬ ‫ل‪ :‬أخا ُ‬ ‫كي ويقو ُ‬ ‫م‪ ،‬فكان يب ِ‬ ‫خوات ِ‬ ‫وال َ‬
‫ُ‬
‫‪336‬‬
‫ت"‬ ‫مو ِ‬ ‫ن عند َ ال َ‬ ‫ب اليما َ‬ ‫ف أن أسل َ َ‬ ‫كي ويقول‪ :‬أخا ُ‬ ‫وَيب ِ‬
‫ق"‪ ،‬وقد‬ ‫ساب ِ ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫كتا ُ‬ ‫ن ما أبكاها ال ِ‬ ‫كى الُعيو َ‬ ‫ض السَلف‪" :‬ما أب َ‬ ‫وقال َبع ُ‬
‫خواِتيم يقولون‪ :‬بماذا ُيخَتم لَنا؟ وقلوب‬ ‫ة بال َ‬ ‫ق ٌ‬ ‫ب البرارِ معل ّ َ‬ ‫ن ُقلو َ‬ ‫قيل‪" :‬إ ّ‬
‫ن‬‫ماِلك ب ُ‬ ‫ة بالسوابق يقولون‪ :‬ماذا سَبق لنا؟"‪ ،‬وكان َ‬ ‫المقّربين معّلق ٌ‬
‫ن الجنة‬ ‫ساك َ‬ ‫ت َ‬ ‫علم َ‬ ‫ب‪ ،‬قد َ‬ ‫ل ليِله ويقول‪" :‬يا َر ّ‬ ‫دينار رحمه الله يقوم طو َ‬
‫‪337‬‬
‫ك؟" ‪.‬‬ ‫مال ِ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫والنار‪ ،‬ففي أيّ منز ٍ‬
‫ض‬
‫ما الخاتمة السيئة فهي أن تكون وفاة النسان وهو معر ٌ‬ ‫أ ّ‬
‫م على ما يسخطه سبحانه‪ ،‬مضيعٌ لما أوجبه‬ ‫ل وعل‪ ،‬مقي ٌ‬ ‫عن ربه ج ّ‬
‫ب أن تلك نهاية بئيسة‪ ،‬طالما خافها المتقون‪ ،‬وتضرعوا‬ ‫الله عليه‪ ،‬ول ري َ‬
‫إلى ربهم سبحانه أن يجنبهم إياها‪.‬‬
‫ض وارِتكاب‬ ‫منها تر ُ‬ ‫َ‬
‫ك الفرائ ِ‬ ‫ة‪ِ ،‬‬ ‫مة كثير ٌ‬ ‫ء الخات َ‬ ‫ب سو ِ‬ ‫وأسبا ُ‬
‫ب ربما غل ََبت ع ََلى‬ ‫ن الذنو َ‬ ‫ماعات‪ ،‬فإ ّ‬ ‫مع والج َ‬ ‫ج َ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫المحّرمات وَتر ُ‬
‫صّر على‬ ‫م ِ‬ ‫ت وهو ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ن واسَتوَلت عَلى َقلِبه بحّبها‪ ،‬فََيأتي ال َ‬ ‫النسا ِ‬
‫ف‬
‫ضع ٍ‬ ‫ت وهو في حالةِ َ‬ ‫ن عند المو ِ‬ ‫ة‪ ،‬فيسَتولي عليهِ الشيطا ُ‬ ‫المعصي ِ‬
‫سوِء‬ ‫ه‪ ،‬فُيخَتم له ب ِ ُ‬ ‫فه وغ َلب ع َلى حال ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫طق بما أل ِ َ‬ ‫حيرة‪ ،‬فين ِ‬ ‫شة ٍ و َ‬ ‫ده َ‬ ‫و َ‬
‫خاتمةٍ والعياذ ُ بالله‪.‬‬
‫ع التي لم َيشَرعها الّرسو ُ‬
‫ل‬ ‫ة الب ِدَ ُ‬ ‫ء الخاتم ِ‬ ‫ب سو ِ‬ ‫من أسبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫َ‬
‫ن أِبى‬ ‫م من ال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عة ُ‬ ‫‪ ،‬فالِبد َ‬
‫ر‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫كبائ ِ‬ ‫حبها‪ ،‬وهي أعظ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫م وشّر ع َلى َ‬ ‫شؤ ٌ‬
‫ل » أ ََنا‬ ‫قو ُ‬ ‫ى ‪ -  -‬يَ ُ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫سعْد ٍ ي َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ َ‬ ‫سهْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫حازِم ٍ َقا َ‬ ‫َ‬
‫شرب منه ل َم يظ ْمأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن َ ِ َ ِ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ن وََرد َه ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض‪َ ،‬‬ ‫حو ْ ِ‬ ‫م ع َلى ال َ‬ ‫فََرطك ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م«‬ ‫ل ب َي ِْنى وَب َي ْن َهُ ْ‬ ‫حا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م وَي َعْرُِفوِنى ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫م أع ْرِفُهُ ْ‬ ‫وا ٌ‬ ‫ى أقْ َ‬ ‫دا ‪ ،‬لي َرِد ُ ع َل ّ‬ ‫ب َعْد َه ُ أب َ ً‬
‫‪ - 333‬المستدرك للحاكم)‪ (1813‬صحيح‬
‫‪ - 334‬صحيح ابن حبان ‪ (989) (269 / 3) -‬صحيح‬
‫‪ - 335‬السن ّ ُ َ‬
‫ل )‪ (1086‬صحيح‬‫خّل ِ‬
‫ن ال ْ َ‬
‫ة ِلِبي ب َك ْرِ ب ْ ِ‬ ‫ّ‬
‫‪ - 336‬جامع العلوم والحكم )ص ‪.(57‬‬
‫‪ - 337‬أخرجه أحمد في الزهد )ص ‪ ،(321‬وانظر‪ :‬صفة الصفوة )‪ ،(3/285‬وجامع العلوم والحكم‬
‫)ص ‪.(57‬‬
‫‪167‬‬
‫ذا فَ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ن أ َِبى ع َّيا‬ ‫‪َ.‬قا َ َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫م هَ َ‬ ‫حد ّث ُهُ ْ‬ ‫ش وَأَنا أ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫معَِنى الن ّعْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫حازِم ٍ فَ َ‬ ‫ل أُبو َ‬
‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل وَأ ََنا أ َ ْ‬
‫ى‬
‫خد ْرِ ّ‬ ‫شهَد ُ ع ََلى أِبى َ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫ت ن َعَ ْ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫سهْل ً فَ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫معْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫هَك َ َ‬
‫ك‬ ‫ما ب َد ُّلوا ب َعْد َ َ‬ ‫ك ل َ ت َد ِْرى َ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫مّنى ‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل » إ ِن ّهُ ْ‬ ‫زيد ُ ِفيهِ َقا َ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫لَ َ‬
‫دى «‪.338‬‬ ‫ل ب َعْ ِ‬ ‫ن ب َد ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قا ل ِ َ‬ ‫ح ً‬ ‫س ْ‬ ‫قا ُ‬ ‫ح ً‬ ‫س ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫فَأ َُقو ُ‬
‫هم في‬ ‫ة ُ‬
‫ن علي ِ‬ ‫عدوا ُ‬ ‫س وال ُ‬ ‫م الّنا ِ‬ ‫ظل ُ‬ ‫ء الخاتم ِ‬ ‫ب سو ِ‬ ‫من أسَبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫ك بالله‬ ‫شر ِ‬ ‫س بنوٍع من أنواع ال ّ‬ ‫ل أو الِعرض‪ ،‬و ُ‬
‫م النف ِ‬ ‫ظل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫الد ّم ِ أو ال َ‬
‫ن ]النعام‪.[21 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫ه ل َ يُ ْ‬ ‫ت ََعالى‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬إ ِن ّ ُ‬
‫م نفِع‬ ‫ل المعروف‪ ،‬وعد َ ُ‬ ‫ة الّزهدُ في بذ ِ‬ ‫ء الخاتم ِ‬ ‫من أسباب سو ِ‬ ‫و ِ‬
‫ه ت ََعالى‪:‬‬ ‫ب الخيَر‪ ،‬قال الل ُ‬
‫ْ‬ ‫عاِء فَلم َيطل ُ ِ‬ ‫المسِلمين‪ ،‬والّزهد ُ في الد ّ َ‬
‫ن‬
‫ن عَ ِ‬ ‫منك َرِ وَي َن ْهَوْ َ‬ ‫ن ِبال ْ ُ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ض ي َأ ُ‬ ‫ن ب َعْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ضُهم ّ‬ ‫ت ب َعْ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫مَنافِ َ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫مَنافِ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫سي َُهم ]التوبة‪ ،[67 :‬وََقا َ‬ ‫ه فَن َ ِ‬ ‫سوا الل ّ َ‬ ‫م نَ ُ‬ ‫ن أي ْد ِي َهُ ْ‬ ‫ضو َ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫ف وَي َ ْ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مال َهُ ْ‬
‫م‬ ‫ه أع ْ َ‬ ‫ط الل ّ ُ‬ ‫حب َ َ‬ ‫مُنوا فَأ ْ‬ ‫م ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ك لَ ْ‬ ‫خي ْرِ أوْل َئ ِ َ‬ ‫ة ع ََلى ال َ‬ ‫ح ً‬ ‫ش ّ‬ ‫ت ََعالى‪ :‬أ ِ‬
‫]الحزاب‪.[19 :‬‬
‫هواتها‬ ‫ش َ‬ ‫دنيا و َ‬ ‫ن إلى ال ّ‬ ‫ة الّركو ُ‬ ‫ء الخاتم ِ‬ ‫من أسَباب سو ِ‬ ‫و ِ‬
‫ة‪،‬‬ ‫خَر ِ‬ ‫م محب ِّتها على محّبة ال ِ‬ ‫خَرة‪ ،‬وتقدي ُ‬ ‫م المبالةِ بال ِ‬ ‫عد ُ‬ ‫فها‪ ،‬و َ‬ ‫وُزخُر ِ‬
‫َ‬
‫مأّنوا‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا َواط ْ َ‬ ‫ضوا ِبال ْ َ‬ ‫قاَءَنا وََر ُ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫جو َ‬ ‫ن ل ي َْر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ه ت ََعالى‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫قا َ‬
‫ْ‬ ‫ن أوْل َئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫سُبو َ‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م الّناُر ب ِ َ‬ ‫مأَواهُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫غافُِلو َ‬ ‫ن آَيات َِنا َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب َِها َوال ّ ِ‬
‫]يونس‪.[8 ،7 :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ر وال َ‬ ‫كب ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫قُلو ِ‬ ‫ض ال ُ‬ ‫ة أمَرا ُ‬ ‫م ِ‬ ‫خات َ‬ ‫ء ال َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫من أسَبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫ة‬
‫خَيان ِ‬ ‫ش واحتقارِ المسلمين والَغدرِ وال ِ‬ ‫ب والغِ ّ‬ ‫ل والُعج ِ‬ ‫د والغِ ّ‬ ‫حق ِ‬ ‫وال ِ‬
‫ل‬ ‫ه ت ََعالى‪ ،‬قا َ‬ ‫ب ما يبِغض الل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ب الله و ُ‬ ‫ض ما يح ّ‬ ‫داع وُبغ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫مكرِ وال ِ‬ ‫وال َ‬
‫َ‬
‫ن أَتى‬ ‫م ْ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫ل َول ب َُنو َ‬ ‫ما ٌ‬ ‫م ل ي َن ْفَعُ َ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫م ي ُب ْعَُثو َ‬ ‫خزِِني ي َوْ َ‬ ‫ه ت ََعالى‪َ :‬ول ت ُ ْ‬ ‫الل ُ‬
‫سِليم ٍ ]الشعراء‪.[89-87 :‬‬ ‫ب َ‬ ‫قل ْ ٍ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫حام ِ‪،‬‬ ‫ة الر َ‬ ‫دين وقطيع ُ‬ ‫قوقُ الوال َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫ء الخاتم ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫من أسبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫قط ُّعوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض وَت ُ َ‬ ‫دوا َِفي الْر ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن ت َوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫سي ْت ُ ْ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫ه ت ََعالى‪ :‬فَهَ ْ‬ ‫قال الل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مد‪:‬‬ ‫م ]مح ّ‬ ‫صاَرهُ ْ‬ ‫مى أب ْ َ‬ ‫م وَأع ْ َ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫ه فَأ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ن ل َعَن َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫م أوْل َئ ِ َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫حا َ‬ ‫أْر َ‬
‫خبره أ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أَباهُ‬ ‫مط ْعِم ٍ أ ْ َ َ ُ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫جب َي ْرِ ب ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مد َ ب ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن الّزهْرِىّ أ ّ‬ ‫‪ ،[23‬ع َ ِ‬ ‫‪،22‬‬
‫ة‬‫جن ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل » ل َ ي َد ْ ُ‬ ‫ل اللهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪َ -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ل ال َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫خب ََره ُ أ ّ‬
‫حم ٍ «‪.339‬‬ ‫َقاط ِعُ َر ِ‬
‫َ‬ ‫ى ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪َ -‬قا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ ع َ‬
‫ف ثُ ّ‬
‫م‬ ‫م أن ْ ُ‬ ‫ل » َرِغ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ن أد َْر َ‬ ‫َ‬ ‫ل اللهِ َقا َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ف «‪ِ .‬قي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ك أب َوَي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬ ‫ن َيا َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م أن ْ ُ‬ ‫م َرِغ َ‬ ‫ف ثُ ّ‬ ‫م أن ْ ُ‬ ‫َرِغ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪340‬‬
‫ة «‪.‬‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ي َد ْ ُ‬ ‫ما فَل َ ْ‬ ‫ما أوْ ك ِل َي ْهِ َ‬ ‫حد َهُ َ‬ ‫عن ْد َ ال ْك ِب َرِ أ َ‬ ‫ِ‬
‫شرع‬ ‫ة لل ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ة المخال ِ َ‬ ‫ة الظالم ُ‬ ‫صي ّ ُ‬ ‫ء الخاتمة الو ِ‬ ‫ب سو ِ‬ ‫من أسبا ِ‬ ‫و ِ‬
‫هّ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫حد ّث َ ُ‬ ‫ن أَبا هَُري َْرة َ َ‬ ‫بأ ّ‬ ‫ش ٍ‬ ‫حوْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫شهْرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف‪ .‬ع َ ْ‬ ‫الحني ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طاع َةِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫مْرأة َ ب ِ َ‬ ‫ل أوِ ال ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َي َعْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ل ‪ »:‬إ ِ ّ‬ ‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪َ -‬قا َ‬

‫‪ - 338‬صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪ 7050) -‬و ‪ (7051‬وصحيح مسلم‪ -‬المكنز ‪- (6109) -‬الفرط ‪:‬‬
‫المتقدم والمراد الشفيع‬
‫‪ - 339‬صحيح مسلم‪ -‬المكنز ‪( 6685) -‬‬
‫‪ - 340‬صحيح مسلم‪ -‬المكنز ‪( 6674) -‬‬
‫‪168‬‬
‫ما الّناُر‬ ‫ب ل َهُ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫صي ّةِ فَت َ ِ‬ ‫ن ِفى ال ْوَ ِ‬ ‫ضاّرا ِ‬ ‫ت فَي ُ َ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫ضُرهُ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫سّتي َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ِفي أوْل َد ِك ْ‬
‫م‬ ‫م الل ُ‬ ‫صيك ُ‬ ‫ها هَُنا }ُيو ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ى أُبو هَُري َْرة َ ِ‬ ‫م قََرأ ع َ ُل ّ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫«‪ .‬وََقا َ‬
‫ك وَِإن‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫ن ث ُل َُثا َ‬ ‫ن فَل َهُ ّ‬ ‫ساء فَوْقَ اث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ن فَِإن ك ُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ظ النث َي َي ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ِللذ ّك َرِ ِ‬
‫ك ِإن‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ف وَل َب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫كا َ‬ ‫ث فَِإن َ‬ ‫مهِ الث ّل ُ ُ‬ ‫واه ُ فَل ّ‬ ‫ه أب َ َ‬ ‫ه وَل َد ٌ وَوَرِث َ ُ‬ ‫كن ل ّ ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه وَل َد ٌ فَِإن ل ّ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م لَ‬ ‫م وَأبناؤ ُك ُ ْ‬ ‫ن آَبآؤ ُك ُ ْ‬ ‫صي ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫من ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫مهِ ال ّ‬ ‫خوَة ٌ فَل ّ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما{‬ ‫كي ً‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ع َِليما َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫فعا ً فَ ِ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫م أقَْر ُ‬ ‫ن أي ّهُ ْ‬ ‫ت َد ُْرو َ‬
‫‪341‬‬
‫)‪ (11‬سورة النساء‬
‫ومن أسباب سوء الخاتمة أن يصّر العبدُ على المعاصي‬
‫ن النسان إذا ألف شيًئا مدة حياته وأحبه وتعلق به‬ ‫ويألفها‪ ،‬فإ ّ‬
‫فالغالب أنه يموت عليه‪ ،‬قال ابن كثير رحمه الله‪" :‬إن الذنوب‬
‫والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت"‪ ،‬ويقول ابن القيم‬
‫رحمه الله‪" :‬وسوء الخاتمة ل تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه‪،‬‬
‫م‬‫إنما تكون لمن له فساد في العقيدة أو إصراٌر على الكبيرة أو إقدا ٌ‬
‫ب ذلك عليه حتى ينزل عليه الموت قبل التوبة‪،‬‬ ‫على العظائم‪ ،‬فربما غل َ‬
‫‪342‬‬
‫فيأخذه قبل إصلح الطوية ويصطدم قبل النابة والعياذ بالله‪.‬‬
‫ب ال ِّتي َل‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬إ ِّيايَ َوالذ ُّنو َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ف بْ ِ‬ ‫ن ع َوْ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أك َ َ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ل الّرَبا فَ َ‬ ‫مةِ ‪َ ،‬وآك ِ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫شي ًْئا أَتى ب ِهِ ي َوْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن غَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫فُر ‪ :‬ال ْغُُلو ُ‬ ‫ت ُغْ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن الّرَبا ل‬ ‫ن ي َأك ُُلو ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م قََرأ ‪" :‬ال ّ ِ‬ ‫ط " ثُ ّ‬ ‫خب ّ ُ‬ ‫جُنوًنا ي َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ث ي َوْ َ‬ ‫الّرَبا ب ُعِ َ‬
‫س"]البقرة آية‬ ‫م ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫خب ّط ُ ُ‬ ‫ذي ي َت َ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ن ِإل ك َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫‪343‬‬
‫‪"[275‬‬
‫ل‬ ‫ل َقا َ‬ ‫رو َقا َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ن ُ‬
‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫جد ّهِ ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أِبيهِ ع َ ْ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫شعَي ْ ٍ‬ ‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مت َك َب ُّرو َ‬ ‫شُر ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ »: -‬ي ُ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ساُقو َ‬
‫ن‬ ‫صَغارِ ‪ ،‬ي ُ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ىٍء ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل َ‬
‫ش‬ ‫م كُ ّ‬ ‫س ‪ ،‬ي َعُْلوهُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫صوَرِ الّنا‬ ‫ل الذ ّّر ِفى ُ‬ ‫مَثا َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫طين َ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫قوْ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َناُر الن َْيارِ ‪ ،‬ي ُ ْ‬ ‫س ت َعُْلوهُ ْ‬ ‫ه ُبول َ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ن ِفى الّنارِ ي ُ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫س ْ‬ ‫إ َِلى ِ‬
‫‪344‬‬
‫ل الّنارِ «‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫صاَرةِ أهْ ِ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫خَبا ِ‬
‫صوَِر‬ ‫سا ِفي ُ‬ ‫مةِ َنا ً‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ي َب ْعَ ُ‬ ‫ي ‪َ ، ‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫جاب ِرٍ ‪ ،‬ع َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صوَرِ الذ ّّر ؟‬ ‫ؤلِء ِفي ُ‬ ‫ما هَ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫س ب ِأقْ َ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫الذ ّّر ‪ ،‬ي َطؤ ُهُ ُ‬
‫مت َك َب ُّرو َ‬ ‫ؤلِء ال ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬هَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫‪345‬‬
‫ن ِفي الد ّن َْيا‪".‬‬
‫ن‬ ‫شا ّ‬ ‫سيُر َ‬ ‫َ‬ ‫ن ع َد ِيّ ال ْك ِن ْد ِيّ َقا َ‬
‫م َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫داِء ي َوْ ً‬ ‫ل ‪ :‬ب َي َْنا أُبو الد ّْر َ‬ ‫ن ع َد ِيّ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ن‬‫م ي َك ُ ْ‬ ‫هل ْ‬ ‫َ‬ ‫ن ‪ ،‬إ ِن ّ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ل ‪َ :‬يا هَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ش ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫شا َ‬ ‫ن َ‬ ‫جل َ ِ‬ ‫َ‬
‫ش إ ِذ ْ ل ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جي ْ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫قي َ ُ‬ ‫جي ْ ِ‬
‫‪ - 341‬السنن الكبرى للبيهقي‪ -‬المكنز ‪ (12961) (271 / 6) -‬وسنن الترمذى‪ -‬المكنز ‪(2263) -‬‬
‫حسن‬
‫‪ - 342‬موسوعة خطب المنبر ‪ -‬الصدار الثاني ‪- (4386 / 1) -‬قاتل العفة وموسوعة خطب‬
‫المنبر ‪ -‬الصدار الثاني ‪- (4649 / 1) -‬حسن الخاتمة وسوؤها وموسوعة خطب المنبر ‪-‬‬
‫الصدار الثاني ‪- (5082 / 1) -‬النهاية‬
‫ي )‪( 14048‬فيه ضعف‬ ‫م ال ْك َِبيُر ِللط ّب ََران ِ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫‪ - 343‬ال ْ ُ‬
‫مع ْ َ‬
‫‪ - 344‬مسند الحميدي ‪ -‬المكنز ‪ (626) -‬ومسند أحمد )عالم الكتب( ‪ 6677(631 / 2) -‬حسن‬
‫الخبال ‪ :‬عصارة أهل النار ‪-‬الذر ‪ :‬جمع الذرة وهو النمل الحمر الصغير ‪-‬النيار ‪ :‬يحتمل أن‬
‫يكون معناه النيران‬
‫‪ - 345‬كشف الستار ‪ (3429)(155 / 4) -‬ضعيف‬
‫‪169‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫م ‪َ ،‬قال َ ‪ :‬أن ْ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫مْر أ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَل ْي َت َأ ّ‬ ‫مُروا ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ن إ ِل ّ أ ّ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ة ِفي ِ‬ ‫ث َل َث َ ٌ‬
‫ن‬ ‫قو ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ :‬بَ ْ‬ ‫داِء ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما ‪َ ،‬‬ ‫ل أن ْت ُ َ‬ ‫َيا أَبا الد ّْر َ‬
‫َ‬
‫ه ‪ ،‬أوْ غ َل ّ ُ‬ ‫ه ع َد ْل ُ ُ‬ ‫ه فَك ّ ُ‬ ‫مغُْلول َ َ‬ ‫ي الل ّ َ‬ ‫َواِلي ث َل َث َةٍ إ ِل ّ ل َ ِ‬
‫‪346‬‬
‫ه‪".‬‬ ‫جوُر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مين ُ ُ‬ ‫ة يَ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ق َ‬
‫صم ٍ ع ََلى‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫شَر ب ْ َ‬ ‫ل بِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر َر ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ل‪،‬أ ّ‬ ‫ن أِبي َوائ ِ ٍ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ما لَنا‬ ‫ل‪":‬أ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مُر َر ِ‬ ‫ه عُ َ‬ ‫قي َ ُ‬ ‫شٌر فَل ِ‬ ‫ف بِ ْ‬ ‫خل َ‬ ‫ن فَت َ َ‬ ‫وازِ َ‬ ‫ت هَ َ‬ ‫صد ََقا ِ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪ :‬ب َلى وَلك ِّني َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة؟ف َ‬ ‫َ‬ ‫معٌ وَطاع َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫س ْ‬ ‫ع َلي ْك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫حّتى ُيوقَ َ‬ ‫مة ِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ي ب ِهِ ي َوْ َ‬ ‫ن أت ِ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مورِ ال ْ ُ‬ ‫نأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫ن وَِلي َ‬ ‫م ْ‬ ‫" َ‬
‫ه‬
‫خَرقَ ب ِ ِ‬ ‫سيًئا ان ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫جا وَإ ِ ْ‬ ‫سًنا ن َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫سرِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫ه‬
‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مُر َر ِ‬ ‫ج عُ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫فا " ‪َ .‬قا َ‬ ‫ري ً‬ ‫ِ‬ ‫خ‬‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫وى ِفيهِ َ‬ ‫سُر فَهَ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ك ك َِئيًبا‬ ‫ماِلي أ ََرا َ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ه أُبو ذ َّر َر ِ‬
‫ك َِئيبا حزينا فَل َقي َ‬
‫ِ َ ُ‬ ‫ً َ ِ ً‬
‫ت بِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫زيًنا ؟ َقا َ‬
‫صم ٍ‬ ‫عا ِ‬
‫َ‬
‫ن َ‬ ‫شَر ب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫زيًنا وَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن كِئيًبا َ‬ ‫ن أكو َ‬ ‫من َعُِني أ ْ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫دا‬ ‫ح ً‬ ‫ن وَِلي أ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫ُ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م فَإ ِ ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫سرِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ف ع ََلى َ‬ ‫حّتى ُيوقَ َ‬ ‫مة ِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ي ب ِهِ ي َوْ َ‬ ‫س أت ِ َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫فا‬ ‫ري ً‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫وى ِفيهِ َ‬ ‫سُر فَهَ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ْ‬
‫خَرقَ ب ِهِ ال ِ‬ ‫سيًئا ان ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن كا َ‬ ‫َ‬ ‫جا وَإ ِ ْ‬ ‫سًنا ن َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ل اللهِ ‪ ‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫" ‪ .‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫معْت َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه‪:‬أ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ل أُبو ذ َّر َر ِ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ل‪:‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َل ‪َ .‬قا َ‬
‫م َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫ن وَِلي أ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫شهَد ُ أّني َ‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م فَإ ِ ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫سرِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ف ب ِهِ ع ََلى ِ‬ ‫حّتى ُيوقَ َ‬ ‫مة ِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ي ب ِهِ ي َوْ َ‬ ‫س أت ِ َ‬ ‫الّنا ِ‬
‫فا‬ ‫ري ً‬ ‫خ َِ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫وى ِفيهِ َ‬ ‫سُر فَهَ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَرقَ ب ِهِ ال ْ ِ‬ ‫سيًئا ان ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫جا وَإ ِ ْ‬ ‫سًنا ن َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ج َ‬ ‫ما قَد ْ أوْ َ‬ ‫ل ‪ :‬ك ِل َي ْهِ َ‬ ‫ك ؟ َقا َ‬ ‫جعَ قَل ْب َ َ‬ ‫ن أوْ َ‬ ‫ديث َي ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ة " فَأيّ ال ْ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مظ ْل ِ َ‬ ‫واد ٌ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ي َ‬ ‫وَه ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه‬‫ف ُ‬ ‫ه أن ْ َ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل أُبو ذ َّر َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ :‬يَ ُ‬ ‫ما ِفيَها ؟ َقا َ‬ ‫ها ب ِ َ‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قَل ِْبي فَ َ‬
‫ن َل ي َعْد ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫خد ّه ُ ِباْل َْر‬ ‫وَأ َل َْزقَ َ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَل ّي ْت َُها َ‬ ‫سى إ ِ ْ‬ ‫خي ًْرا وَع َ َ‬ ‫م إ ِّل َ‬ ‫ما إ ِّنا َل ن َعْل َ ُ‬ ‫ضأ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫‪347‬‬
‫مَها "‬ ‫ن إ ِث ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جو َ ِ‬ ‫ن َل ي َن ْ ُ‬ ‫ِفيَها أ ْ‬
‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫عاصم ‪ ،‬ع َ َ‬
‫ي‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫مُر ب ْ ُ‬ ‫ث إ ِل َي ْهِ ع ُ َ‬ ‫ه ب َعَ َ‬ ‫ن أِبيهِ ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن َ ِ ٍ‬ ‫شرِ ب ْ ِ‬ ‫ن بِ ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫صد َقَةِ ‪ ،‬فَأَبى أ ْ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ه ع ََلى ب َعْ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ه ل ِي َ ْ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ُ‬
‫واِلي‬ ‫ي ِبال ْ َ‬ ‫مةِ أت ِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ي َوْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ َ‬
‫ْ‬
‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫لك ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ة ي َُزو ُ‬ ‫ض ً‬ ‫فا َ‬ ‫ض ان ْت ِ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه ت ََعالى فَي َن ْت َ ِ‬ ‫َ‬ ‫مُر الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َأ ُ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫سرِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ف ع َلى ِ‬ ‫َ‬ ‫قذ َ ُ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ماك ِن َِها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫جعُ إ َِلى أ َ‬ ‫م فَت َْر ِ‬ ‫ظا َ‬ ‫ه ت ََعاَلى ال ْعِ َ‬ ‫مُر الل ّ ُ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫كان ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َظ ْ َم ٍ ع َ ْ‬
‫ن‬ ‫مت ِهِ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫طاه ُ ك ِ ْ َ‬ ‫خذ َ ب ِي َد ِهِ وَأ َع ْ َ‬ ‫طيًعا أ َ َ‬ ‫ن ل ِل ّهِ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ه فَإ ِ ْ‬ ‫سأل ُ ُ‬
‫فلي ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫كا َ‬ ‫يَ ْ‬
‫فا "‬ ‫ري ً‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫داَر َ‬ ‫ق َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫وى ِفي َ‬ ‫سَر ‪ ،‬فَهَ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَرقَ ب ِهِ ال ْ ِ‬ ‫صًيا َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن ل ِل ّهِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫معْ ؟ َقا َ‬ ‫ل ع ُمر ‪ :‬سمعت من رسول الل ّه ‪ ‬ما ل َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫‪ .‬فَ َ‬
‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ْ َ ِ ْ َ ُ ِ‬ ‫َ ُ‬
‫ن ‪ِ :‬إي‬ ‫ما ُ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫فارِيّ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ي ‪ ،‬وَأ َُبو ذ َّر ال ْغِ َ‬ ‫س ّ‬ ‫فارِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن هَُنا َ‬ ‫كا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ب‬ ‫ن َنارٍ ت َل ْت َهِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫فا ِفي َواد ٍ ِ‬ ‫ري ً‬ ‫ِ‬ ‫خ‬
‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫سب ِْعي‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫طا‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫مُر ب ْ‬ ‫َوالل ّهِ َيا ع ُ َ‬
‫ْ‬
‫ها‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫جب ْهَت ِهِ ‪ :‬إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ َرا ِ‬ ‫ل ب ِي َد ِهِ ع ََلى َ‬ ‫قا َ‬ ‫ال ْت َِهاًبا ‪ .‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫ل سل ْمان ‪ :‬من سل َت الل ّ َ‬
‫ب"‬ ‫خد ّه ُ ِبالت َّرا ِ‬ ‫صقَ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأل ْ َ‬ ‫ه أن ْفَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫قا َ َ َ ُ‬ ‫ما ِفيَها ؟ فَ َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫ت الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫سل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْنى قَوْل ِهِ ‪َ " :‬‬ ‫ن َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جوُز أ ْ‬ ‫ه ‪ :‬يَ ُ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫خ َر ِ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫َقا َ‬
‫خل ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫أ َن ْ َ‬
‫ه‬
‫ق ُ‬ ‫شوّه َ َ‬ ‫جهِهِ ُ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن ن ُزِع َ أن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ؛ ِل ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫شوّه َ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه " أيْ ‪ :‬قَب ّ َ‬ ‫ف ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض"‬ ‫خد ّه ُ اْلْر َ‬ ‫صقَ َ‬ ‫معَْنى ‪ " :‬أل ْ َ‬ ‫ب ‪ .‬وَ َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ح َواْل ِذ ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫سل ْ ِ‬ ‫معَْنى ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫؛ ِل َ ّ‬
‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪ (4525) (384 / 10) -‬صحيح‬ ‫‪346‬‬

‫ة )‪ (588‬صحيح لغيره‬ ‫ن أ َِبي َ‬


‫شي ْب َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ا‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ن‬‫س‬‫م ْ‬
‫صم ٍ )‪ ( 1412‬و ُ‬ ‫ن أ َِبي َ‬
‫عا ِ‬ ‫حاد ُ َوال ْ َ‬
‫مَثاِني ِلب ْ ِ‬ ‫‪ -‬اْل َ‬ ‫‪347‬‬

‫‪170‬‬
‫كون آ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫أ َي ‪ :‬أ َذ َل ّه ‪ ،‬وأ َقْ َ‬
‫ن‬
‫كو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫حا‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ك ‪ ،‬وَإ َِلى ت ِل ْ َ‬ ‫مرِهِ ذ َل ِ َ‬ ‫خُر أ ْ‬ ‫مأه ُ ‪ ،‬أيْ ‪ :‬ي َ ُ ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قد ْ َقا َ‬ ‫حَها ‪ ،‬فَ َ‬
‫ل الذ ّّر ي َطأهُ ُ‬
‫م‬ ‫مَثا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مت َكب ُّرو َ‬ ‫شُر ال ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ي ‪ " :‬ي ُ ْ‬ ‫ل الن َّب ِ ّ‬ ‫ن قُب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ك وَأن ْ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ها ِ‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫ن ‪َ :‬ل ي َأ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫معَْنى قَوْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م " ‪ .‬فَك َأ ّ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫س ب ِأقْ َ‬ ‫الّنا ُ‬
‫عَبادِ‬ ‫ط ع ََلى ِ‬ ‫سل ّ ِ‬ ‫ب ِفيَها ط َل ًَبا ل ِل ْعُل ُوّ ‪ ،‬وَإ َِراد َة َ الّرفْعَةِ َوالت ّ َ‬ ‫ن ي َْرغ َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ي إ ِّل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ن كذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ة‬
‫عاقِب َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ك كان َ ْ‬ ‫ن كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سا ً‬ ‫ض وَفَ َ‬ ‫وا ِفي الْر ِ‬ ‫عاد َ ع ُل ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫اللهِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ما أوْع َد َ الل ّ ُ‬ ‫مةِ إ َِلى َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫حال ِهِ ِفي ال ْ ِ‬ ‫خَرةِ ‪َ ،‬وان ْت َِهاُء َ‬ ‫مرِهِ ِفي اْل ِ‬ ‫أ ْ‬
‫شرو َ‬
‫شوّهُ‬ ‫ل الذ ّّر " ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫مَثا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ح َ ُ َ‬ ‫ن ن َب ِي ّهِ ‪ " :‬ي ُ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن ع ََلى ل ِ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ست َك ْب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ضُروَرةٍ إ ِل َي َْها‬ ‫َ‬
‫ن غ َي ْرِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِفيَها ِ‬ ‫معَ َ‬ ‫قب َل َُها َ‬ ‫ه َل ي َ ْ‬ ‫م ؛ ِلن ّ ُ‬ ‫دوَرهُ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫قب ّ ُ‬ ‫م وَي ُ َ‬ ‫قهُ ْ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ساد ِ ِفي ال ْب َِلد ِ ‪َ ،‬والت َّرفِّع ع ََلى‬ ‫ض ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫َ‬
‫طال ًِبا ل ِل ْعُل ُوّ ِفي اْلْر‬ ‫ن َ‬
‫ف َ‬ ‫ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫إ ِّل َ‬
‫َ‬ ‫فاِء الراشدي َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى أَتاهُ‬ ‫حد ٌ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ّ ِ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِفيَها ِ‬ ‫م ي َْرغ َ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ال ْعَِباد ِ ‪ ،‬أَل ي ََرى أن ّ ُ‬
‫فوا ‪ ،‬وحتى ل َم يجد منه بدا ‪ ،‬فَإ َ‬
‫ن ي َد ْفَعَُها‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن أَبا ب َك ْرٍ َر ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ْ َ ِ ْ ِ ْ ُ ُ ّ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫عَ ْ ً‬
‫ه‬
‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مُر َر ِ‬ ‫ة ‪ ،‬وَع ُ َ‬ ‫فت ْن َ َ‬ ‫ف ال ْ ِ‬ ‫خا َ‬ ‫دا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه بُ ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جد ْ ِ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫حّتى ل َ ْ‬ ‫سه ِ ‪َ ،‬‬ ‫ف ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ت ع َل َي ْهِ أهْ ُ‬ ‫َ‬ ‫خل َ َ‬
‫ي َباي َُعوهُ‬ ‫شوَرى ‪ ،‬وَع َل ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫معَ ْ‬ ‫جت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ه أُبو ب َك ْرٍ ‪ ،‬وَع ُث ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫‪348‬‬
‫ة"‬ ‫م ً‬ ‫ت ع َْز َ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫حّتى َ‬ ‫مت َن ِعُ َ‬ ‫عا ‪ ،‬وَهُوَ ي َ ْ‬ ‫ط َوْ ً‬
‫وقد حكى المام ابن القيم والحافظ الذهبي رحمهما الله حكايات كثيرة‬
‫عن أقوام عجزوا عن قول‪" :‬ل إله إل الله" عند موتهم‪ ،‬واستبدلوها بما‬
‫‪349‬‬
‫كانوا متعلقين به في الدنيا من حرام أو مباح‪.‬‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ن إن ْ َ‬ ‫جاَء ع َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫شاهَ َ‬ ‫قوْل ِهِ َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫خُتوم ِ ل َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ما ذ ُك َِر ع َ ْ‬ ‫ظيُر َ‬ ‫وَن َ ِ‬
‫ه‬
‫قن ُ ُ‬ ‫ن ي ُل َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫شَهاد َة َ فَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ق َ‬ ‫ضَر ل ُ ّ‬ ‫حت ُ ِ‬ ‫ما ا ُ ْ‬ ‫مرِ ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫خ ْ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫شَرب َ َ‬ ‫س َ‬ ‫جال ِ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫‪350‬‬
‫م"‬‫ظي ِ‬ ‫ي ال ْعَ ِ‬ ‫ل وََل قُوّة َ إّل ب َِالل ّهِ ال ْعَل ِ ّ‬ ‫حوْ َ‬ ‫ت فََل َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫قِني ث ُ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ب َوا ْ‬ ‫شَر ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ساؤ ُه ُ ‪َ .‬قا َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫مث ّ َ‬ ‫ت إ ِّل ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ت يَ ُ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫جاه ِد ٍ َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه ‪َ .‬قا َ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ل َل إ ِل َ َ‬ ‫ه ‪ :‬قُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َفا ْ‬
‫‪351‬‬
‫ل ‪ :‬شاهك "‬ ‫ضَر َر ُ‬ ‫حت ُ ِ‬
‫ورجل كان يشرب الخمر‪ ،‬قال‪ :‬اشرب واسقني‪ ،‬ثم مات‪ .‬ورجل كان‬
‫كا في التجارة جعل يقول‪ :‬هذه رخيصة وهذا مشتري جيد‪ ،‬ثم‬ ‫منهم ً‬
‫مات‪ .‬ومن الصالحين من مات وهو ساجد أو وهو يتلو القرآن أو يذكر‬
‫الله تعالى‪،‬وذلك لن الشيطان يحشد للنسان كل همته وقوته لضلله‬
‫في هذه اللحظة‪ ،‬والنسان يكون في أضعف أحواله‪ ،‬قال تعالى‪} :‬ي ُث َب ّ ُ‬
‫ت‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض ّ‬ ‫خَرةِ وَي ُ ِ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫مُنوا ْ ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫شاء{ )‪ (27‬سورة إبراهيم‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫سه حسن خاتمته فهي أن تبشَره‬ ‫وأما العلمة التي يعلم بها الميت نف ُ‬
‫ن‬
‫ملئكة الرحمة برضوان الله تعالى‪ ،‬فيفرح ويستبشر‪ ،‬قال تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫خاُفوا وََل‬ ‫ة أ َّل ت َ َ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫موا ت َت َن َّز ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ن َقاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫جن ّةِ ال ِّتي ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪ (30‬سورة فصلت‬ ‫دو َ‬ ‫م ُتوع َ ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫شُروا ِبال ْ َ‬ ‫حَزُنوا وَأب ْ ِ‬ ‫تَ ْ‬

‫مَعاِني اْل َ ْ‬
‫خَيارِ ل ِل ْك ََلَباذ ِيّ )‪( 217‬‬ ‫مى ب ِ َ‬
‫س ّ‬
‫م َ‬‫وائ ِد ِ ال ْ ُ‬‫ف َ‬‫حُر ال ْ َ‬ ‫‪ - 348‬ب َ ْ‬
‫‪ - 349‬انظر موسوعة خطب المنبر ‪ -‬الصدار الثاني ‪- (4146 / 1) -‬حسن الخاتمة والتحذير من‬
‫سوئها‬
‫الرقاق والخلق والداب‬
‫‪ - 350‬الزواجر عن اقتراف الكبائر ‪ (251 / 3) -‬والكبائر للذهبي‪(32 / 1) -‬‬
‫ن أ َِبي الد ّن َْيا )‪ ( 238‬فيه لين‬ ‫ن ِلب ْ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ض ِ‬‫حت َ َ‬ ‫م ْ‬‫‪ - 351‬ال ْ ُ‬
‫‪171‬‬
‫ن أ َِبى‬ ‫ئ عَ ْ‬ ‫هان ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ح بْ ِ‬ ‫شَري ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫وهذه العلمة هي التي في صحيح مسلم ع َ ْ‬
‫َ‬
‫قاَء‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪َ » -‬‬
‫م‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫هَُري َْرة َ َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ل فَأت َي ْ ُ‬ ‫قاَءه ُ «‪َ .‬قا َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ‬ ‫ن ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قاَءه ُ وَ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫الل ّهِ أ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ت أَبا هَُري َْرة َ ي َذ ْك ُُر ع َ ْ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ت َيا أ ّ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ة فَ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫قال ْ‬ ‫َ‬ ‫قد ْ هَلكَنا‪ .‬فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫َ‬
‫ن كذ َل ِ َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫َ‬ ‫ديًثا إ ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪َ -‬‬
‫ك َقا َ‬
‫ل‬ ‫ذا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬وَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قوْ ِ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ن هَل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ال َْهال ِ َ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّه ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ » -‬م َ‬
‫ب الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ح ّ‬ ‫قاَء الل ّهِ أ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫حد ٌ إ ِل ّ وَهُوَ ي َك َْرهُ‬ ‫مّنا أ َ‬ ‫س ِ‬ ‫قاَءه ُ «‪ .‬وَل َي ْ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ‬ ‫ن ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قاَءه ُ وَ َ‬ ‫لِ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬وَل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ت قَد ْ َقال َ ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ت‪ .‬فَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جل ْد ُ‬ ‫شعَّر ال ْ ِ‬ ‫صد ُْر َواقْ َ‬ ‫ج ال ّ‬ ‫شَر َ‬ ‫ح ْ‬ ‫صُر وَ َ‬ ‫ص ال ْب َ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ وَل َك ِ ْ‬ ‫ذى ت َذ ْهَ ُ‬ ‫ِبال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫قاَءه ُ وَ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قاَء الل ّهِ أ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫صاب ِعُ فَعِن ْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ج ِ‬ ‫شن ّ َ‬ ‫وَت َ َ‬
‫قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ‬ ‫ك َرِه َ ل ِ َ‬
‫‪352‬‬
‫ه‪." .‬‬ ‫قاَء ُ‬ ‫ه لِ َ‬
‫ل»م َ‬
‫قاَء الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ت عَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن ع َُباد َة َ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ة أوَ‬ ‫َ‬
‫ش ُ ْ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قاَءه ُ « ‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ‬ ‫ن ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قاَءه ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫ن إِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َك ِ ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫س َ‬ ‫ل » ل َي ْ َ‬ ‫ت ‪َ .‬قا َ‬ ‫موْ َ‬ ‫جهِ إ ِّنا ل َن َك َْره ُ ال ْ َ‬ ‫ض أْزَوا ِ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ىٌء أ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫س َ‬ ‫مت ِهِ ‪ ،‬فَل َي ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ وَك ََرا َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫شَر ب ِرِ ْ‬ ‫ت بُ ّ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ضَره ُ ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شَر‬ ‫ضَر ب ُ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫كافَِر إ ِ َ‬ ‫قاَءه ُ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قاَء الل ّهِ وَأ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قاَء الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ه ‪ ،‬ك َرِه َ ل ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ىٌء أك َْره َ إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫س َ‬ ‫قوب َت ِهِ ‪ ،‬فَل َي ْ َ‬ ‫ب الل ّهِ وَع ُ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ب ِعَ َ‬
‫وَك َرِه َ الل ّ ُ‬
‫‪353‬‬
‫قاَءه ُ « ‪.‬‬ ‫ه لِ َ‬
‫هل التبسم عند الموت من علمات حسن الخاتمة ؟‬
‫صا صحيحا ً صريحا ً بأن التبسم عند الموت من علمات حسن‬ ‫ل نعلم ن ّ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْعَب ْد َ ال ْ ُ‬ ‫الخاتمة‪ ،‬ولكن هذا يفهم من عدة نصوص‪)) ،‬إ ِ ّ‬
‫ماِء‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫مل َئ ِك َ ٌ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫خَرةِ ‪ ،‬ن ََز َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن َالد ّن َْيا وَإ ِقَْبا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫طاٍع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ِفي ان ْ ِ‬
‫َ‬
‫جن ّةِ ‪،‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن أك ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫م كَ َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫جوهَهُ ُ‬ ‫ن وُ ُ‬ ‫جوهِ ‪ ،‬ك َأ ّ‬ ‫ض ال ْوُ ُ‬ ‫ِبي ُ‬
‫مل َ ُ‬
‫ك‬ ‫جيُء َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫صرِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مد ّ ال ْب َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫سوا ِ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫حُنو ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫حُنو ٌ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫س‬
‫ف ُ‬ ‫ل ‪ :‬أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫سهِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن (( رواه أحمد عن البراء‬ ‫وا ٍ‬ ‫ض َ‬‫ن اللهِ وَرِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫فَرةٍ ِ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫جي إ َِلى َ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ة‪،‬ا ْ‬ ‫الط ّي ّب َ ُ‬
‫‪354‬‬
‫رضي الله عنه‪.‬‬
‫ن‬‫ل على هذا أيضا ً ما رواه أحمد ع َ ْ‬ ‫فقد يبتسم المحتضُر لذلك‪ ،‬ومما يد ّ‬
‫َ‬
‫ن ع ُب َي ْد ِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ة بْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ط َل ْ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مُر ب ْ ُ‬ ‫ل ‪َ :‬رأى ع ُ َ‬ ‫مرٍ َقا َ‬ ‫عا ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِّني َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ؟ فَ َ‬ ‫ك َيا أَبا فُل َ ٍ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫قيل ً ‪ ,‬فَ َ‬ ‫ثَ ِ‬
‫‪ - 352‬صحيح مسلم‪ -‬المكنز ‪( 7002) -‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قَبل ت َوَْبته وَل غ َْير َ‬
‫ها‬ ‫حالةٍ ل ت ُ ْ‬ ‫عْند الن ّْزع ِفي َ‬ ‫كون ِ‬ ‫ي الِتي ت َ ُ‬ ‫معْت َب ََرة ه ِ َ‬ ‫هة ال ْ ُ‬ ‫ن ال ْك ََرا َ‬ ‫ديث ‪ :‬أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫دة‬‫سَعا َ‬‫هل ال ّ‬ ‫ك ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫شف ل َ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي ُك ْ َ‬ ‫عد ّ ل َ ُ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫صاِئر إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما هُوَ َ‬ ‫سان ب ِ َ‬ ‫ل إ ِن ْ َ‬ ‫شر ك ُ ّ‬ ‫حين َئ ِذ ٍ ي ُب َ ّ‬ ‫‪ ،‬فَ ِ‬
‫َ‬ ‫ما أ ُ ِ‬
‫زل ل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫ج ِ‬ ‫م ‪ ،‬أيْ ‪ :‬فَي ُ ْ‬ ‫قاَءهُ ْ‬ ‫ب الّله ل ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ‪ ،‬وَي ُ ِ‬ ‫عد ّ ل َهُ ْ‬ ‫قُلوا إ َِلى َ‬ ‫قاء الّله ‪ ،‬ل ِي َن ْت َ ِ‬ ‫وت وَل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫يُ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ن إ ِلي ْهِ ‪ ،‬وَي َكَره‬ ‫قلو َ‬ ‫ما ي َن ْت َ ِ‬ ‫سوء َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫موا ِ‬ ‫ما ع َل ِ ُ‬ ‫قاَءه ُ ل ِ َ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫هو َ‬ ‫ْ‬
‫قاَوة ي َكَر ُ‬ ‫هل الش َ‬‫ّ‬ ‫مة ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ال ْعَطاء َوالكَرا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫معَْنى ك ََرا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الّله ل ِ َ‬
‫حانه‬ ‫سب ْ َ‬ ‫هته ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫م ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫ك ب ِهِ ْ‬ ‫ريد ذ َل ِ َ‬ ‫مته ‪ ،‬وَل ي ُ ِ‬ ‫مته وَك ََرا َ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫م ‪ ،‬أيْ ي ُب ِْعدهُ ْ‬ ‫قاَءهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حّبه‬ ‫ن ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وََل أ ّ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬ ‫هته ْ‬ ‫م ك ََرا َ‬ ‫قاَءهُ ْ‬ ‫هة الّله ت ََعاَلى ل ِ َ‬ ‫سَبب ك ََرا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ديث أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ‪ .‬وَل َي ْ َ‬ ‫قاَءهُ ْ‬ ‫لِ َ‬
‫م ‪.‬شرح النووي على مسلم ‪(47 / 9) -‬‬ ‫ُ ْ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫فة‬ ‫َ‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫به‬
‫ّ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫ِ َ‬ ‫ري‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫قاء‬ ‫لِ َ‬
‫‪ -‬صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪ ( 6507) -‬وصحيح مسلم‪ -‬المكنز ‪( 6998) -‬‬ ‫‪353‬‬

‫‪ - 354‬مسند أحمد )عالم الكتب( ‪ -18733 (18534) (321 / 6) -‬صحيح‬


‫‪172‬‬
‫‪ ‬حديًثا ما منعني أ َن أ َ َ‬
‫ه‬
‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ت‪َ ,‬‬ ‫ما َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫قد َْرة ُ ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ه إ ِل ّ ال ْ ُ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ ََِ‬ ‫َ ِ‬
‫ه‪,‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫موْت ِهِ إ ِل ّ أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ة ل َ يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬
‫شَرقَ لَها لوْن ُ ُ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫قولَها ع َب ْد ٌ ِ‬ ‫م ً‬ ‫م كل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِّني لع ْل ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬
‫ي‪,‬‬ ‫ما ه ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مُر ‪ :‬إ ِّني أع ْل َ ُ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه ك ُْرب َت َ ُ‬ ‫ه ت ََعاَلى ع َن ْ ُ‬ ‫س الل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫وَن َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ُ‬‫مَر ب َِها ع َ ّ‬ ‫مة ٍ أ َ‬ ‫ن ك َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ي أع ْظ َ ُ‬ ‫ة هِ َ‬ ‫م ً‬ ‫م ك َل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬ت َعْل َ ُ‬ ‫ي ؟ َقا َ‬ ‫ما ه ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬وَ َ‬ ‫َقا ُ‬
‫‪355‬‬
‫ه‪.".‬‬ ‫ي َوالل ّ ِ‬ ‫ت ‪ ,‬هِ َ‬ ‫صد َقْ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫موْت ِهِ ‪ :‬ل َ إ ِل َ َ‬ ‫َ‬
‫ومحل الشاهد من الحديث قوله‪ :‬أشرق لها لونه‪ .‬ولكن هذا مع النطق‬
‫بالشهادة‪.‬‬
‫ُ‬
‫ن‬‫مُر ب ْ ُ‬ ‫مّر ع ُ َ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫مّري ّةِ ‪َ ،‬قال َ ْ‬ ‫دى ال ْ ُ‬ ‫سعْ َ‬ ‫مه ِ ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ة ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ط َل ْ َ‬ ‫حَيى ب ْ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫مك ْت َئ ًِبا ‪،‬‬ ‫ك ُ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ، ‬فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ة ب َعْد َ وََفاةِ َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ب ِط َل ْ َ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ل اللهِ ‪، ‬‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ ‪ ،‬وَل َك ِّني َ‬ ‫ك ؟ َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫مَرة ُ َ اب ْ ِ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫ساَءت ْ َ‬ ‫أ َ‬
‫ه ُنوًرا‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫موْت ِهِ إ ِل ّ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫قول َُها ع َب ْد ٌ ِ‬ ‫ة ل َ يَ ُ‬ ‫م ً‬ ‫م ك َل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِّني َلع ْل َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ض‬
‫قب ِ َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن ل ََها َروْ ً‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ل َي َ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫سد َه ُ وَُرو َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫فت ِهِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫لِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مأ ّ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َوْ ع َل ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه إ ِل ّ ال ِّتي أَراد َ ع َل َي َْها ع َ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ما أع ْل َ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من َْها َل َ‬ ‫جى ل َ ُ‬ ‫شي ًْئا أن ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪356‬‬
‫ه‪".‬‬ ‫مَر ُ‬ ‫ه ِ‬
‫هل خروج روح الميت بسهولة أو بشدة علمة قاطعة على‬
‫‪357‬‬
‫سعادته أو غيرها؟‬
‫إن خروج روح الميت بسهولة أو بشدة ليس علمة قاطعة على سعادته‬
‫حه بيسر وسهولة‪،‬‬ ‫ل ذلك يحصل للمؤمن فقد تخرج رو ُ‬ ‫أو غيرها‪ ,‬وك ّ‬
‫قاِء‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫قط َْرة ُ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫سي ُ‬ ‫ما ت َ ِ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫سي ُ‬ ‫ج تَ ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫كما في الحديث‪ ":‬فَت َ ْ‬
‫‪358‬‬
‫"‬
‫ح المؤمن بشدة فيكون ذلك تكفيرا ً عن سيئاته وتمحيصا ً‬ ‫ج رو ُ‬ ‫وقد تخر ُ‬
‫ة أ َن أباَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مل َي ْك َ َ ّ َ‬ ‫ن أِبى ُ‬ ‫خب ََرِنى اب ْ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫سِعيد ٍ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مَر ب ْ َ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫له من خطيئاته‪ ،‬فعَ ْ‬
‫ة َ‬ ‫َ‬ ‫موَْلى َ‬
‫ن ن ِعَم ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خب ََره ُ أ ّ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وا َ‬ ‫رو ذ َك ْ َ‬ ‫م ٍ‬ ‫عَ ْ‬
‫سو َ ّ‬ ‫َ‬ ‫الل ّهِ ع َل َ‬
‫ن‬
‫مى ‪ ،‬وَب َي ْ َ‬ ‫ى ِفى ب َي ِْتى وَِفى ي َوْ ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ -  -‬ت ُوُفّ َ‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ىأ ّ‬ ‫ّ‬
‫ى‬ ‫خ َ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ل ع َل ّ‬ ‫موْت ِهِ ‪ ،‬د َ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫قهِ ِ‬ ‫قى وَِري ِ‬ ‫ن ِري ِ‬ ‫معَ ب َي ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َ‬ ‫رى ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫رى وَن َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ْ‬ ‫َ‬
‫ه ي َن ْظ ُُر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬فََرأي ْت ُ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫سن ِد َة ٌ َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَأَنا ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن وَب ِي َد ِهِ ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ع َب ْد ُ الّر ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫خذ ُه ُ ل َ َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫سه ِ أ ْ‬ ‫شاَر ب َِرأ ِ‬ ‫ك فَأ َ‬ ‫تآ ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ك فَ ُ‬ ‫وا َ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬وَع ََرفْ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م ‪ ،‬فَل َي ّن ْت ُ ُ‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫سه ِ أ ْ‬ ‫شاَر ب َِرأ ِ‬ ‫ك فَأ َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ت أل َي ّن ُ ُ‬ ‫شت َد ّ ع َل َي ْهِ وَقُل ْ ُ‬ ‫ه َفا ْ‬ ‫فَت ََناوَل ْت ُ ُ‬
‫‪ - 355‬مسند الشاشي ‪ (29)(18 / 1) - 335‬ومسند أحمد ‪ -‬المكنز ‪ (1400) -‬صحيح‬
‫‪ - 356‬صحيح ابن حبان ‪ (205) (435 / 1) -‬صحيح‬
‫انظر موسوعة خطب المنبر ‪ -‬الصدار الثاني ‪-(5125 / 1) -‬أسباب حسن الخاتمة وسوئها و)‪1‬‬
‫‪-(4843 /‬أسباب حسن الخاتمة وسوئها و)‪- (4786 / 1‬أسباب حسن الخاتمة وسوئها و فتاوى‬
‫الشبكة السلمية معدلة ‪ (1691 / 2) -‬رقم الفتوى ‪ 4001‬حسن الخاتمة وسوء الخاتمة‬
‫وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪- (9456 / 4) -‬رقم الفتوى ‪ 29018‬من علمات حسن‬
‫الخاتمة وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪- (831 / 5) -‬رقم الفتوى ‪ 30723‬الموت يوم‬
‫الجمعة من علمات حسن الخاتمة وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪-(5613 / 9) -‬رقم الفتوى‬
‫‪ 66705‬من علمات حسن الخاتمة وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪-(7029 / 9) -‬رقم‬
‫الفتوى ‪ 68331‬من دلئل حسن الخاتمةو فتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪-(3333 / 10) -‬‬
‫رقم الفتوى ‪ 73790‬من أمارات حسن الخاتمة وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪/ 10) -‬‬
‫‪-(3778‬رقم الفتوى ‪ 74341‬من علمات حسن الخاتمة‬
‫‪ - 357‬فتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪- (2159 / 10) -‬رقم الفتوى ‪72434‬‬
‫‪ - 358‬مصنف ابن أبي شيبة ‪ (12185)(380 / 3) -‬مطول وهو صحيح‬
‫‪173‬‬
‫ل ي َد َي ْهِ ِفى‬ ‫خ ُ‬ ‫ل ي ُد ْ ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ماٌء ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مُر ‪ِ -‬فيَها َ‬ ‫ك عُ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ة يَ ُ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ َرك ْوَة ٌ ‪ -‬أ َوْ ع ُل ْب َ ٌ‬ ‫وَب َي ْ َ‬
‫ت«‪.‬‬ ‫سك ََرا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬‫ه ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل » ل َ إ ِل َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫جه َ ُ‬ ‫ما وَ ْ‬ ‫ح ب ِهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫ماِء فَي َ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪359‬‬
‫ق ال َع َْلى «‬ ‫ل » ِفى الّرِفي ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ب ي َد َه ُ فَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫م نَ َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ذاقِن َِتى ‪ ،‬فَل َ‬ ‫حاقِن َِتى وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ل َب َي ْ َ‬ ‫ى ‪ -  -‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ى‪. - -‬‬ ‫شد ّة َ ال ْ َ‬ ‫أك َْره ُ ِ‬
‫‪360‬‬
‫ّ‬ ‫دا ب َعْد َ الن ّب ِ‬ ‫حد ٍ أ ب َ ً‬ ‫تل َ‬ ‫موْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫ك ل َي ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫مت أ ّ‬ ‫شد ّة َ وََفات ِهِ ع َل ِ ْ‬ ‫ما َرأْيت ِ‬ ‫قال في تحفة الحوذي " ل َ ّ‬
‫َ‬
‫سُهول َت َ ُ‬
‫ه‬ ‫ت وَ ُ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن هَوْ َ‬ ‫مت َوَّفى ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫عاقِب َةِ ال ْ ُ‬ ‫سوِء َ‬ ‫دال ّةِ ع ََلى ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫من ْذ َِرا ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ن ‪ ‬أ َوَْلى الّنا‬
‫شد ّةَ‬‫س ب ِهِ فََل أك َْره ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ت ‪ .‬وَإ ِّل ل َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫مك ْرِ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫ال ْموت ِل َحد وَل أ َغ ْب ُ َ‬
‫شد ّةٍ "‪.361‬‬ ‫ن غ َي ْرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مو ُ‬ ‫دا ي َ ُ‬ ‫ح ً‬ ‫طأ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ٍ َ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫ص ِفي‬ ‫َ‬ ‫وت ل ت َد ُ ّ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق ٍ‬ ‫ل ع َلى ن َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫دة ال َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ديث أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫وقال الحافظ ‪ " :‬وَِفي ال َ‬
‫سي َّئات ِهِ "‬ ‫ما ت َك ْ ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ي ل ِل ْ ُ‬ ‫مْرت َب َةِ ب َ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪362‬‬
‫فيٌر ل ِ َ‬ ‫سَنات ِهِ وَإ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ما زَِياد َة ٌ ِفي َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل هِ َ‬
‫ولكن ينظُر إلى حال المرء قبل وفاته ومدى استقامته والتزامه بأوامر‬
‫الشرع ومدى إقباله على الطاعات وبعده عن المعاصي والمحرمات‪,‬‬
‫ن الخاتمة‪.‬‬ ‫فمن اتصف بذلك يرجى له الخيُر وحس ُ‬
‫ل على سوئها ؟‬ ‫سن الخاتمة يد ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫و من أمارات ُ‬ ‫هل الخل ّ‬
‫ن بالمسلمين‪ ،‬وخاصة إذا كانوا من أهل الخير‬ ‫ن علينا أن نحسن الظ ّ‬ ‫إ ّ‬
‫ن الظاهر مرآة ُ الباطن‪ ،‬وقد نهانا الله عز‬ ‫والصلح حسبما يبدو لنا‪ ،‬فإ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫جت َن ُِبوا ك َِثيًرا ّ‬ ‫مُنوا ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وجل عن سوء الظن‪ ،‬فقال تعالى‪َ :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫م ]الحجرات‪.[12 :‬‬ ‫ن إ ِث ْ ٌ‬ ‫ض الظ ّ ّ‬ ‫ن ب َعْ َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫الظ ّ ّ‬
‫ة وجهِ الميت‪ ،‬قال ابن العربي ‪ :‬إنما أمر‬ ‫ولهذا‪ ،‬فإن من السّنة تغطي َ‬
‫بتغطية وجه الميت‪ ،‬لنه ربما يتغير وجهه تغيرا ً وحشيا ً من المرض‬
‫ن من ل معرفة له ما ل يجوز من سوء الظن به ‪.‬‬ ‫فيظ ّ‬
‫وقد ذكر أهل العلم أمارات لحسن الخاتمة‪ ،‬منها‪ :‬أن يكون آخر كلمه‬
‫ل إله إل الله‪ ،‬ومنها‪ :‬الموت يوم الجمعة وعرق الجبين‪ ،‬وقالوا‪ :‬ليس‬
‫معنى ذلك أن الخلو من هذه المارات دليل على سوء الخاتمة‪.‬‬
‫ن‪ ،‬وخاصة إذا كان‬ ‫ن دائما ً يرجى له الخيُر ويحسن به الظ ّ‬ ‫والمؤم ُ‬
‫‪363‬‬
‫مستقيما ً فاعل ً للخير‪.‬‬
‫ــــــــــــــ‬

‫‪ - 359‬صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪( 4449) -‬‬


‫‪ - 360‬صحيح البخارى‪ -‬المكنز ‪-( 4446) -‬الحاقنة ‪ :‬المنخفضة بين الترقوتين من الحلق‬
‫‪-‬الذاقنة ‪ :‬الذقن‬
‫‪ - 361‬تحفة الحوذي ‪(37 / 3) -‬‬
‫‪ - 362‬فتح الباري لبن حجر ‪(363 / 11) -‬‬
‫‪ - 363‬فتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪- (181 / 8) -‬رقم الفتوى ‪ 50241‬الخلو من أمارات‬
‫حسن الخاتمة ل يدل على سوئها‬
‫‪174‬‬
‫ث الرابع عشر‬
‫المبح ُ‬
‫كيفية الموت وشدته‬

‫د{ )‬ ‫حي ُ‬ ‫ه تَ ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫كن َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ك َ‬ ‫حقّ ذ َل ِ َ‬ ‫ت ِبال ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫سك َْرة ُ ال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫جاء ْ‬ ‫قال تعالى‪ } :‬وَ َ‬
‫مرته بالحق الذي ل مرد ّ له ول‬ ‫‪ (19‬سورة ق ‪ ،‬وجاءت شدة الموت وغ َ ْ‬
‫مناص‪ ،‬ذلك ما كنت منه ‪ -‬أيها النسان ‪ -‬تهرب وتروغ‪ .‬وقال تعالى‪:‬‬
‫ح إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫م ُيو َ‬ ‫ي وَل َ ْ‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ل أ ُوْ ِ‬ ‫ن افْت ََرى ع ََلى الل ّهِ ك َذ ًِبا أ َوْ َقا َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظ ْل َ ُ‬
‫} وم َ‬
‫َ َ ْ‬
‫ن ِفي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ما أَنز َ‬ ‫َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫سأنزِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫من َقا َ‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫ه وَلوْ ت ََرى إ ِذ ِ الظال ِ ُ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫يٌء وَ َ‬ ‫ش ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫جَزوْ َ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫جوا ْ أن ُ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫طوا ْ أي ْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ة َبا ِ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫غَ َ‬
‫ه‬
‫ن آَيات ِ ِ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫حقّ وَ ُ‬ ‫ن ع ََلى الل ّهِ غ َي َْر ال ْ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ب ال ُْهو ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫عَ َ‬
‫ن{ )‪ (93‬سورة النعام‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫من اختلق على الله تعالى قول كذًبا‪ ،‬فادعى أنه لم‬ ‫ما م ّ‬ ‫من أشد ّ ظل ّ‬ ‫و َ‬
‫ح إليه‬ ‫يبعث رسول من البشر‪ ،‬أو ادعى كذًبا أن الله أوحى إليه ولم ُيو ِ‬
‫دعى أنه قادر على أن ي ُْنزل مثل ما أنزل الله من القرآن؟ ولو‬ ‫شيًئا‪ ،‬أو ا ّ‬
‫أنك أبصرت ‪-‬أيها الرسول‪ -‬هؤلء المتجاوزين الحد ّ وهم في أهوال‬
‫الموت لرأيت أمًرا هائل والملئكة الذين يقبضون أرواحهم باسطو‬
‫أيديهم بالعذاب قائلين لهم‪ :‬أخرجوا أنفسكم‪ ،‬اليوم تهانون غاية الهانة‪،‬‬
‫كما كنتم تكذبون على الله‪ ،‬وتستكبرون عن اتباع آياته والنقياد لرسله‪.‬‬
‫م{ )‪ (83‬سورة الواقعة‬ ‫قو َ‬ ‫حل ْ ُ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫ذا ب َل َغَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬فَل َوَْل إ ِ َ‬
‫فهل تستطيعون إذا بلغت نفس أحدكم الحلقوم عند النزع‪ ،‬وأنتم حضور‬
‫تنظرون إليه‪ ،‬أن تمسكوا روحه في جسده؟ لن تستطيعوا ذلك‪ ،‬ونحن‬
‫أقرب إليه منكم بملئكتنا‪ ،‬ولكنكم ل ترونهم‪.‬‬
‫ق{ )‪ (27‬سورة‬ ‫ن َرا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ي )‪(26‬وَِقي َ‬ ‫ت الت َّراقِ َ‬ ‫ذا ب َل َغَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬ك َّل إ ِ َ‬
‫القيامة التراقي‪ :‬أعلى الصدر‬
‫قا إذا وصلت الروح إلى أعالي الصدر‪ ،‬وقال بعض الحاضرين لبعض‪:‬‬ ‫ح ّ‬
‫ن الذي نزل‬ ‫شفيه مما هو فيه؟ وأيقن المحتضر أ ّ‬ ‫من راق ي َْرقيه وي َ ْ‬ ‫هل ِ‬
‫به هو فراق الدنيا؛ لمعاينته ملئكة الموت‪ ،‬واتصلت شدة آخر الدنيا‬
‫بشدة أول الخرة‪ ،‬إلى الله تعالى مساق العباد يوم القيامة‪ :‬إما إلى‬
‫الجنة وإما إلى النار‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫مل َي ْك َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫وا َ‬ ‫رو ذ َك ْ َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن أَبا ع َ ْ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫ن أِبى ُ‬ ‫خب ََرِنى اب ْ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫سِعيد ٍ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ن‬ ‫قو ُ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪َ -‬‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫خب ََره ُ أ ّ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫موْلى َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬ ‫مى ‪ ،‬وَب َي ْ َ‬ ‫ى ِفى ب َي ِْتى وَِفى ي َوْ ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ -  -‬ت ُوُفّ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬
‫َ‬
‫ىأ ّ‬ ‫ن ِعَم ِ اللهِ ع َل ّ‬
‫ى‬ ‫خ َ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ل ع َل ّ‬ ‫موْت ِهِ ‪ ،‬د َ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫قهِ ِ‬ ‫قى وَِري ِ‬ ‫ن ِري ِ‬ ‫معَ ب َي ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َ‬ ‫رى ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫رى وَن َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ْ‬ ‫َ‬
‫ه ي َن ْظُرُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫وا ُ‬
‫ل اللهِ ‪ -  -‬فََرأي ْت ُ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫سن ِد َة ٌ َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَأَنا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن وَب ِي َد ِهِ ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ع َب ْد ُ الّر ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫خذ ُه ُ ل َ َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫سه ِ أ ْ‬ ‫شاَر ب َِرأ ِ‬ ‫ك فَأ َ‬ ‫تآ ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ك فَ ُ‬ ‫وا َ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬وَع ََرفْ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م ‪ ،‬فَل َي ّن ْت ُ ُ‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫سه ِ أ ْ‬ ‫شاَر ب َِرأ ِ‬ ‫ك فَأ َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ت أل َي ّن ُ ُ‬ ‫شت َد ّ ع َل َي ْهِ وَقُل ْ ُ‬ ‫ه َفا ْ‬ ‫فَت ََناوَل ْت ُ ُ‬
‫ش ّ‬ ‫َ‬
‫ن ي َد َي ْهِ َرك ْوَة ٌ ‪ -‬أوْ ع ُل ْب َ ٌ‬
‫ل ي َد َي ْهِ ِفى‬ ‫خ ُ‬ ‫ل ي ُد ْ ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ماٌء ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مُر ‪ِ -‬فيَها َ‬ ‫ك عُ َ‬ ‫ة يَ ُ‬ ‫وَب َي ْ َ‬
‫ت«‪.‬‬ ‫سك ََرا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل » ل َ إ ِل َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫جه َ ُ‬ ‫ما وَ ْ‬ ‫ح ب ِهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫ماِء فَي َ ْ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪175‬‬
‫ت‬‫مال َ ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫حّتى قُب ِ َ‬ ‫ق ال َع َْلى « ‪َ .‬‬ ‫ل » ِفى الّرِفي ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ب ي َد َه ُ فَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫م نَ َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫‪364‬‬
‫ي َد ُه ُ ‪ .‬أخرجه البخاري‬
‫ل ذلك إل بألم ٍ عظيم ٍ جدا ً ‪،‬‬ ‫ة الروح للجسد ‪ ،‬ول يحص ُ‬ ‫ت ‪ :‬هو مفارق ُ‬ ‫المو ُ‬
‫ب‪:‬‬ ‫دنيا ‪ ،‬قال عمر ِلكع ٍ‬ ‫م اللم التي ُتصيب العبد في ال ّ‬ ‫وهو أعظ ُ‬
‫ة‬
‫ل شجرةٍ كثير ِ‬ ‫أخبرني عن الموت ‪ ،‬قال يا أميَر المؤمنين ‪ ،‬هو مث ُ‬
‫صل إل ورجل شديد‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬‫عرقٌ ول َ‬ ‫ن آدم ‪ ،‬فليس منه ِ‬ ‫شوك في جوف اب ِ‬ ‫ال ّ‬
‫الذراعين ‪ ،‬فهو يعالجها يْنزعها ‪ ،‬فبكى عمر‪.‬‬
‫ن العاص سأله ابُنه عن صفة الموت ‪ ،‬فقال ‪ :‬والله‬ ‫ولما احتضر عمرو ب ُ‬
‫ك‬‫ن شو ٍ‬ ‫غص َ‬ ‫م إبرة ‪ ،‬وكأن ُ‬ ‫س من س ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ي في تخت ‪ ،‬ولكأّني أتن ّ‬ ‫ن جنب ّ‬ ‫لكأ ّ‬
‫جّر به من قدمي إلى هامتي ‪.‬‬ ‫يُ َ‬
‫دك ؟ فقال ‪ :‬أجدني أجتذب اجتذابا ً ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وقيل لرجل عند َ الموت ‪ :‬كيف تج ُ‬
‫ب‬ ‫ى يلتهِ ُ‬ ‫ن جوفي تّنور محم ّ‬ ‫ن الخناجَر مختلفة في جوفي ‪ ،‬وكأ ّ‬ ‫وكأ ّ‬
‫توقدا ً ‪.‬‬
‫ة على‬ ‫ن السماوات منطبق ٌ‬ ‫ك ؟ قال ‪ :‬أجدني كأ ّ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫وقيل لخر ‪ :‬كيف ت َ ِ‬
‫ج من ثقب إبرة ‪.‬‬ ‫ي ‪ ،‬وأجد نفسي كأّنها تخر ُ‬ ‫الرض عل ّ‬
‫شد ّةِ ‪ ،‬والله تعالى قد حتمه على عباده كّلهم ‪،‬‬ ‫فلما كان الموت بهذه ال ّ‬
‫ددا ً‬ ‫مى تر ّ‬ ‫ولبد ّ لهم منه ‪ ،‬وهو تعالى يكره ُ أذى المؤمن ومساءته ‪ ،‬س ّ‬
‫ما النبياُء عليهم السلم ‪ ،‬فل ُيقبضون حّتى ُيخّيروا‬ ‫في حقّ المؤمن ‪ ،‬فأ ّ‬
‫‪. 365‬‬
‫ذاقِن َِتى ‪ ،‬فَل َ‬ ‫حاقِن َِتى وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ل َب َي ْ َ‬ ‫ى ‪ -  -‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪366‬‬
‫ى ‪  -‬أخرجه البخاري‬ ‫دا ب َعْد َ الن ّب ِ ّ‬ ‫حد ٍ أ ب َ ً‬ ‫ت لَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫شد ّة َ ال ْ َ‬ ‫أك َْره ُ ِ‬
‫وع َن ع َبد الل ّه بن بريدة َ ع َن َ‬
‫ت‬‫مو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل » ال ْ ُ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫‪ 367‬أِبيهِ ع َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ ِ َُ ْ َ‬ ‫ْ ْ ِ‬
‫ن « أخرجه الترمذي‬ ‫جِبي ِ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫ب ِعََر ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫موْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫خي ْرِ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ل هُوَ ع ََل َ‬
‫م ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَِقي َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫شد ّةِ ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫عَباَرة ٌ ع َ ْ‬ ‫ل هُوَ ِ‬ ‫ِقي َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫جِبين ُ ُ‬ ‫ث ي َعَْرقُ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫شت َد ّ ال ْ َ‬ ‫ك ‪ :‬ي َعِْني ي َ ْ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل ا ِب ْ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫جت ُ ُ‬ ‫زيد َ د ََر َ‬ ‫ص ذ ُُنوب ِهِ أوْ ل ِت َ ِ‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫شد ّةِ ل ِت َ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت ع َب ْد َ الل ّهِ ي َ ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ع َل ْ َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ت ال ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫مارِ «‪ِ .‬قي َ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫موًْتا ك َ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫حا وَل َ أ ِ‬ ‫ش ً‬ ‫ج َر ْ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫» إِ ّ‬
‫َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫‪368‬‬
‫جأةِ «‪ .‬أخرجه الترمذي‬ ‫ف ْ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ل» َ‬ ‫مارِ َقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫وَ َ‬
‫ل ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫حد ُّثوا ع َ ْ‬ ‫ل اللهِ ‪: ‬ت َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫جاب ِرٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ث ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫شأ ي ُ َ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫جي ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫ت ِفيهِ ُ‬ ‫كان َ ْ‬
‫قاُلوا ‪ :‬ل َوْ َ ّ‬ ‫َ‬
‫ه ‪ ،‬ع َّز‬ ‫ن ‪ ،‬فَد َع َوَْنا الل َ‬ ‫صلي َْنا َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫قاب ِرِه ِ ْ‬ ‫م َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قب ََرة ً ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وا َ‬ ‫فَأت َ ْ‬
‫‪ - 364‬برقم )‪ 4449‬و ‪ (6510‬و الفتح و ‪ 6/16‬و ‪8/133‬‬
‫‪ - 365‬جامع العلوم والحكم ‪) -‬ج ‪ / 38‬ص ‪(32‬‬
‫‪ - 366‬برقم )‪ 4446‬و ‪ 4449‬و ‪4450‬و ‪ 4451‬و ‪ 5217‬و ‪ (6510‬الحاقنة ‪ :‬المنخفضة بين‬
‫الترقوتين من الحلق ‪ ،‬الذاقنة ‪ :‬الذقن‬
‫‪ - 367‬برقم )‪ (982‬و)‪ (998‬ونص ‪ (1840) 4/6‬وابن ماجه )‪ (1519‬وأحمد ‪ 5/357‬و ‪) 360‬‬
‫‪23666‬و ‪ (23749‬والمجمع ‪ 2/325‬والحاكم ‪ (1333) 1/361‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 368‬الترمذي )‪ (996‬وعب )‪ (6773‬وش)‪ (12011‬وطب)‪ (9872‬وطس)‪ (6064‬وهب)‬
‫‪ (9855‬والمجمع ‪ 2/325‬و ‪ 326‬وهو حديث حسن‪ .‬الرشح ‪ :‬العرق‬
‫‪176‬‬
‫فعَُلوا ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬قا َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫خب ُِرَنا ع َ‬‫ت ‪ ،‬يُ ْ‬‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ض ال ْ‬ ‫ج ل ََنا ب َعْ َ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬يُ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫جود ِ ‪،‬‬
‫س ُ‬‫ن ع َي ْن َي ْهِ أث َُر ال ّ‬‫ن قَب ْرٍ ‪ ،‬ب َي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سه ِ ِ‬ ‫ل ب َِرأ ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ك إ ِذ ْ ط َل َعَ َر ُ‬ ‫م ك َذ َل ِ َ‬ ‫فَب َي َْنا هُ ْ‬
‫واللهِ ‪ ،‬ل َ َ‬ ‫َ‬
‫سن َةٍ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ما‬ ‫مئ َةِ َ‬ ‫من ْذ ُ ِ‬
‫ت ُ‬ ‫م ّ‬ ‫قد ْ ِ‬ ‫ي ؟ فَ َ‬ ‫م إ ِل َ ّ‬ ‫ما أَرد ْت ُ ْ‬ ‫ل ‪َ :‬يا هَؤ ُل َِء ‪َ ،‬‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ن ي ُِعيد َِني ك َ َ‬
‫ما‬ ‫هأ ْ‬ ‫عوا الل َ‬ ‫ن ‪َ ،‬فاد ْ ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫كا َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ت َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫حَراَرة ُ ال ْ َ‬ ‫ت ع َّني َ‬ ‫سك َن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك ُن ْ ُ‬
‫‪369‬‬
‫ت‪ .‬أخرجه عبد بن حميد‬
‫قال القرطبي‪ :‬لتشديد الموت على النبياء فائزتان‪ :‬إحداهما تكميل‬
‫فضائلهم ورفع درجاتهم‪ ،‬وليس ذلك نقصا ً ول عتابًا‪ ،‬بل هو كما جاء أن‬
‫أشد الناس بلء النبياء ثم المثل فالمثل‪ ،‬والثانية‪ :‬أن يعرف الخلق‬
‫مقدار ألم الموت وأنه باطن‪ ،‬وقد يطلع النسان على بعض الموتى‪ ،‬فل‬
‫يرى عليه حركة ول قلقًا‪ ،‬ويرى سهولة خروج روحه‪ ،‬فيظن سهولة أمر‬
‫الموت‪ ،‬ول يعرف ما الميت فيه‪ ،‬فلما ذكر النبياء الصادقون في خبرهم‬
‫شدة ألمه مع كرامتهم على الله تعالى‪ ،‬قطع الخلق بشدة الموت الذي‬
‫ً ‪370‬‬
‫يقاسيه الميت مطلقا‪.‬‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ - 369‬برقم ) ‪ ( 1159‬والجامع لخلق الراوي )‪ (1361‬والزهد لوكيع )‪ (54‬والمطالب ‪1/192‬‬


‫و ‪ (813) 3/280‬وتمام )‪ (217‬والفيض ‪ 3/377‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 370‬التذكرة ‪1/14‬‬
‫‪177‬‬
‫ث الخامس عشر‬‫المبح ُ‬
‫تلقين الميت‬
‫َ‬
‫ؤوا‬ ‫ل‪ - :‬اقَْر ُ‬ ‫ي ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن َالن ّب ِ ّ‬ ‫سارٍ ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أ ّ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سارٍ أ ّ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م يس أخرجه النسائي‪ ،‬وعند أحمد ع َ ْ‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫من َْها‬ ‫ل آي َةٍ ِ‬ ‫معَ ك ُ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ن ََز َ‬ ‫ن وَذ ُْروَت ُ ُ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫سَنا ُ‬ ‫قَرة ُ َ‬ ‫ل » ال ْب َ َ‬ ‫الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬
‫ت‬ ‫ح ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م( ِ‬ ‫قّيو ُ‬ ‫ى ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ ال ْ َ‬ ‫ه ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ت )الل ّ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫مَلكا ً َوا ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ماُنو َ‬ ‫ثَ َ‬
‫ب ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن لَ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫سوَرةِ ال ْب َقََرةِ َو) يس( قَل ْ ُ‬ ‫ت بِ ُ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫ت ب َِها أوْ فَوُ ِ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫ش فَوُ ِ‬ ‫العَْر ُ ِ‬
‫ْ‬
‫ها‬ ‫ه َواقَْرُءو َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫خَرة َ إ ِل ّ غ ُ ِ‬ ‫داَر ال ِ‬ ‫ك وَت ََعاَلى َوال ّ‬ ‫ه ت ََباَر َ‬ ‫ريد ُ الل ّ َ‬ ‫ل يُ ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ها َر ُ‬ ‫قَرأ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪371‬‬
‫م«‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫ع َلى َ‬ ‫َ‬
‫وتستحب قراءتها لما تشتمل عليه من أحوال البعث والقيامة وبيان‬
‫‪372‬‬
‫الخاتمة وإثبات القدر والتوحيد وأمارات الساعة ‪...‬‬
‫وع َ َ‬
‫ه إ ِل ّ‬ ‫م ل َ إ ِل َ َ‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫قُنوا َ‬ ‫ل » لَ ّ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫خد ْرِىّ ع َ ِ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ِ‬
‫الل ّ ُ‬
‫‪373‬‬
‫أخرجه مسلم‬ ‫«‪.‬‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ماء‬ ‫معَ ال ْعُل َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫دب ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫مر ن َ ْ‬ ‫قين أ ْ‬ ‫ذا الت ّل ْ ِ‬ ‫مر ب ِهَ َ‬ ‫وقال النووي رحمه الله ‪َ :‬واْل ْ‬
‫حاله‬ ‫ق َ‬ ‫ضي ِ‬ ‫جر ب ِ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫واَلة ل ِئ َّل ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫هوا اْل ِك َْثار ع َل َي ْهِ َوال ْ ُ‬ ‫قين ‪ ،‬وَك َرِ ُ‬ ‫ذا الت ّل ْ ِ‬ ‫ع ََلى هَ َ‬
‫ذا َقال َ ُ‬
‫ه‬ ‫ما َل ي َِليق ‪َ .‬قاُلوا ‪ :‬وَإ ِ َ‬ ‫قل ْب ِهِ ‪ ،‬وَي َت َك َّلم ب ِ َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫دة ك َْربه فَي َك َْره ذ َل ِ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫وَ ِ‬
‫ن ي َت َك َّلم ب َْعده ب ِك ََلم ٍ آ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ريض ب ِ ِ‬ ‫خر ‪ ،‬فَي َُعاد الت ّعْ ِ‬ ‫مّرة َل ي ُك َّرر ع َل َي ْهِ إ ِّل أ ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫كيرِ ِ‬ ‫ْ‬
‫ضر ل ِت َذ ِ‬ ‫حت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عْند ال ُ‬‫ْ‬ ‫ضور ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ْ‬
‫ديث ال ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫من ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫خر كلمه ‪ ،‬وَي َت َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫ل ِي َكو َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫مع ع َلي ْهِ ‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫قوقِهِ وَهَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫قَيام ب ِ ُ‬ ‫ماض ع َي ْن َي ْهِ َوال ِ‬ ‫وَت َأِنيسه وَإ ِغ ْ َ‬
‫مه ِ ل َ‬ ‫خُر ك َل َ ِ‬ ‫نآ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاذ ِ ب ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪374‬‬
‫ة «‪ .‬أخرجه أبو داود‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ه دَ َ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫ن‬
‫ة بْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ل ِط َل ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب يَ ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫ت عُ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َقا َ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫ى َر ُ‬ ‫َ‬ ‫من ْذ ُ ت ُوُفّ‬ ‫ت ُ‬ ‫ت َواغ ْب ََرْر َ‬ ‫شعِث ْ َ‬ ‫ك قَد ْ َ‬ ‫ما ِلى أَرا َ‬ ‫ع ُب َي ْد ِ الل ّهِ َ‬
‫ل معاذ َ الل ّه إنى ل َجدرك ُ َ‬
‫ن لَ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ َُ ْ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ك َقا َ َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ماَرة ُ اب ْ ِ‬ ‫ة إِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك َيا ط َل ْ َ‬ ‫ساَء َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َعَل ّ َ‬
‫ة لَ‬ ‫م ً‬ ‫م ك َل ِ َ‬
‫َ‬
‫ل » إ ِّنى لع ْل َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ك إ ِّنى َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫أ َفْعَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ه ل ََها َرْوحا ً ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫جد َ ُرو َ‬ ‫ت إ ِل ّ وَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ضَرةِ ال ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫قول َُها َر ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ع َن َْها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫سأ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مةِ «‪ .‬فَل َ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ُنورا ً ي َوْ َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫سد ِهِ وَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫هّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل فَل ِل ِ‬ ‫مَها‪َ .‬قا َ‬ ‫مُر فَأَنا أع ْل ُ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫خلِنى َقا َ‬ ‫ذى د َ َ‬ ‫خب ِْرِنى ب َِها فَذ َل ِك ال ِ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫وَل ْ‬
‫ة‬
‫ح ُ‬ ‫ل ط َل ْ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫مهِ ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ة ال ِّتى َقال ََها ل ِعَ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ى ال ْك َل ِ َ‬ ‫‪ 375‬ه ِ َ‬ ‫ى َقا َ‬
‫ل‬ ‫ما ه ِ َ‬ ‫مد ُ ف َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت‪ .‬أخرجه أحمد‬ ‫صد َقْ َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 371‬النسائي برقم ) ‪10846‬و ‪ (10847‬والحسان برقم )‪ (2991‬وطب)‪16904‬و ‪(16931‬‬
‫وأبو داود )‪ (3121‬وأحمد ‪ 5/26‬و ‪ (20836) 27‬وطب)‪ (16905‬والحاكم ‪(2074) 1/565‬‬
‫وجامع الصول ‪ 11/84‬والمسند الجامع) ‪ (11703‬وش)‪ (10853‬وفيه ضعف‪.‬‬
‫‪ - 372‬الفيض ‪3/67‬‬
‫‪ - 373‬برقم )‪ (916‬والترمذي )‪ (992‬وابن ماجه )‪ (1446‬وهو حديث صحيح مشهور‬
‫‪ - 374‬أبو داود )‪ (3118‬وأحمد ‪ 22684) 5/233‬و ‪(22781‬وابن حبان )‪ (719‬والحاكم )‪(1299‬‬
‫وطب )‪ (16645‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 375‬أحمد ‪ 1/28‬و ‪ 192 ) 37‬و ‪ 258‬و ‪455‬و ‪ (1400‬و الحاكم ‪242) 1/350‬و ‪(1298‬‬
‫والمجمع ‪ 2/324‬و ‪ 325‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫سِعيد ٍ وَأِبى هَُري َْرة َ أن ّهُ َ‬ ‫شهَد ُ ع ََلى أِبى َ‬ ‫سل ِم ٍ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الغ َّر أِبى ُ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ل ل َ إل َه إل ّ الل ّه والل ّ َ‬ ‫َ‬
‫صد ّقَ ُ‬
‫ه‬ ‫ه أك ْب َُر‪َ .‬‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫دا ع َلى الن ّب ِ ّ‬ ‫شه ِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫حد َ ُ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ه إ ِل ّ أَنا وَأَنا أك ْب َُر‪.‬وَإ ِ َ‬ ‫ل ل َ إ ِل َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫َرب ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َه ُ ل َ َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫دى‪ .‬وَإ ِ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه إ ِل ّ أَنا وَأَنا وَ ْ‬ ‫ه ل َ إ ِل َ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ه لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ك ِلى‪ .‬وَإ ِ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫دى ل َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه إ ِل ّ أَنا وَ ْ‬ ‫ه ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ذا َقا َ‬
‫ل‬ ‫د‪ .‬وَإ ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ى ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ك وَل ِ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ى ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ه إ ِل ّ أَنا ل ِ‬ ‫ه ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫د‪َ .‬قا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ك وَل َ ُ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫حو ْ َ‬ ‫ه إ ِل ّ أَنا وَل َ َ‬ ‫ه ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫ل وَل َ قُوّة َ إ ِل ّ ِبالل ّ ِ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ه وَل َ َ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل َ إ ِل َ َ‬
‫ه الّناُر‬ ‫م ُ‬ ‫م ت َط ْعَ ْ‬ ‫ت لَ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ضهِ ث ُ ّ‬ ‫مَر ِ‬ ‫ن َقال ََها ِفى َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫وَل َ قُوّة َ إ ِل ّ ِبى‪ .‬وَ َ‬
‫‪376‬‬
‫« أخرجه الترمذي‬
‫وقوله ‪ :‬لم تطعمه النار هذا كناية من عدم دخوله إليها‪ ،‬ثم يحتمل أن‬
‫يراد ل يدخلها دخول تخليد وتأبيد‪ ،‬ويحتمل أن يتسبب عنه بفضل الّله‬
‫تعالى من حسن الخاتمة ما يدخل به قائله الجنة مع الفائزين وهو‬
‫المتبادر من متن الحديث‪.‬‬
‫ضعََها‬ ‫ضن ََها فَوَ َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ضى َفا ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫ى ‪ -  -‬ب ِْنتا ً ل َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫خذ َ الن ّب ِ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عن ْد َ‬ ‫كى ِ‬ ‫ل أت َب ْ ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م أي ْ َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫صا َ‬ ‫ن ث َد ْي َي ْهِ فَ َ‬ ‫ى ب َي ْ َ‬ ‫ت وَه ِ َ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫ن ث َد ْي َي ْهِ فَ َ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫س ُ‬ ‫ل » لَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫كى َيا َر ُ‬ ‫ك ت َب ْ ِ‬ ‫ت أَرا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ت أل َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ .-  -‬قال َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫خي ْرٍ ع َلى ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ن ب ِك ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ج‬‫خُر ُ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ى َر ْ‬ ‫َ‬ ‫ما ه ِ‬ ‫كى إ ِن ّ َ‬ ‫أب ْ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫مد ُ الل ّ َ‬
‫‪377‬‬
‫ل « أخرجه أحمد‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫جن ْب َي ْهِ وَهُوَ ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ب َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِ َ‬ ‫َ‬
‫موَْتاك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬ ‫ضْرت ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن أوْ ٍ‬ ‫داد ِ ب ْ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن َ‬ ‫و َع َ ِ‬
‫ما‬ ‫ن ع ََلى َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ي ُؤ َ ّ‬ ‫خْيرا ً فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ح وَُقوُلوا َ‬ ‫صَر ي َت ْب َعُ الّرو َ‬ ‫ن ال ْب َ َ‬ ‫صَر فَإ ِ ّ‬ ‫ضوا ال ْب َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫فَأغ ْ ِ‬
‫‪378‬‬
‫ت «‪ .‬أخرجه أحمد‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل أ َهْ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫)وقولوا( حال التغميض وبعده )خيرًا( أي قولوا خيرًا‪ :‬من الدعاء للميت‬
‫بنحو مغفرة وللمصاب بجبر المصيبة ول يحملكــم الجــزع علــى الــدعاء‬
‫على أنفسكم وهذا كما قال القرطبي أمر نــدب أو إرشــاد وتعليــم لمــا‬
‫ينبغي أن يقال عند المصيبة ‪) .‬فإن الملئكة( الموكلين بقبض روحه أو‬
‫من حضر منهم أو أعم )تؤمن على ما يقول أهل البيت( أي بيت الميت‬
‫وفي نسخ أهل الميت أي تقول آمين يعني اســتجب يــا ربنــا فل تقولــوا‬
‫شرا ً فتؤمن الملئكـة فيسـتجاب ‪ ،‬ففيـه إشـارة إلـى النهـي عـن نحـو‪:‬‬
‫‪379‬‬
‫واكهفاه واجسراه ل عشت بعده ونحو ذلك ‪..‬‬
‫ــــــــــــــ‬

‫‪ - 376‬برقم )‪ (3758‬وابن ماجه )‪ (3794‬وابن حبان )‪ (2325‬موارد و ن عمل )‪ 30‬و ‪ 31‬و ‪(32‬‬
‫وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ 1/273 - 377‬و ‪ (2519) 274‬والنسائي ‪ 1/281‬والبزار )‪ (88‬والصحيحة )‪ (1632‬وهو صحيح‪.‬‬
‫‪ - 378‬أحمد ‪ ( 17600 ) 4/125‬وبز)‪ (3478‬وابن ماجه )‪ (1522‬وطب)‪ (7022‬وطس )‬
‫‪ (1027‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 379‬فيض القدير )‪(564‬‬
‫‪179‬‬
‫ث السادس عشر‬ ‫المبح ُ‬
‫ما جاء في ملك الموت وأعوانه‬

‫م إ َِلى َرب ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ل ب ِك ُ ْ‬ ‫ذي وُك ّ َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫كم ّ‬ ‫ل ي َت َوَّفا ُ‬ ‫قال الله تعالى‪ } :‬قُ ْ‬
‫ن{ )‪ (11‬سورة السجدة‬ ‫جُعو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫كل‬ ‫قل ‪-‬أيها الرسول‪ -‬لهؤلء المشركين‪ :‬يتوفاكم ملك الموت الذي وُ ّ‬
‫بكم‪ ،‬فيقبض أرواحكم إذا انتهت آجالكم‪ ،‬ولن تتأخروا لحظة واحدة‪ ،‬ثم‬
‫دون إلى ربكم‪ ،‬فيجازيكم على جميع أعمالكم‪ :‬إن خيًرا فخير وإن‬ ‫ُتر ّ‬
‫شًرا فشر‪.‬‬
‫ذا‬‫ى إِ َ‬ ‫حت ّ َ‬ ‫ة َ‬ ‫فظ َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫كم َ‬ ‫ل ع َل َي ْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫عَباد ِهِ وَي ُْر ِ‬ ‫قاه ُِر فَوْقَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬وَهُوَ ال ْ َ‬
‫فّر ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪ (61‬سورة النعام‬ ‫طو َ‬ ‫م ل َ يُ َ‬ ‫سل َُنا وَهُ ْ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫ت ت َوَفّت ْ ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َك ُ ُ‬ ‫جاء أ َ‬ ‫َ‬
‫والله تعالى هو القاهر فوق عباده‪ ،‬فوقية مطلقة من كل وجه‪ ،‬تليق‬
‫بجلله سبحانه وتعالى‪ .‬كل شيء خاضع لجلله وعظمته‪ ،‬ويرسل على‬
‫حصونها‪ ،‬حتى إذا نزل الموت‬ ‫عباده ملئكة‪ ،‬يحفظون أعمالهم وي ُ ْ‬
‫ُ‬
‫ك الموت وأعوانه‪ ،‬وهم ل يضيعون ما أمروا به‪.‬‬ ‫مل ُ‬ ‫حه َ‬ ‫بأحدهم قبض رو َ‬
‫َ‬ ‫ن ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ُ‬ ‫م ل َ يُ َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫وا ُ‬ ‫ل ‪ :‬أع ْ َ‬ ‫فّرطو َ‬ ‫سلَنا وَهُ ْ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫س ِفي قَوْل ِهِ ‪ :‬ت َوَفّت ْ ُ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫مل َئ ِك َةِ ‪ .‬أخرجه ابن أبي شيبه‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ِ‬
‫‪380‬‬
‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫َ‬
‫ى ِفيهِ غ َي َْرةٌ‬ ‫َ‬ ‫ل اللهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫داوُد ُ َالن ّب ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل » كا َ‬
‫َ‬
‫ن َر ُ‬
‫ُ‬
‫ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ‬ ‫وع َ ِ‬
‫حّتى‬ ‫حد ٌ َ‬ ‫ل ع ََلى أهْل ِهِ أ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫م ي َد ْ ُ‬ ‫ب فَل َ ْ‬ ‫وا ُ‬ ‫ت الب ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ج أغ ْل ِ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ديد َة ٌ وَ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫ه ت َط ّل ِعُ إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَرأت ُ ُ‬ ‫تا ْ‬ ‫داُر فَأقْب َل ْ ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ت ي َوْم ٍ وَغ ُل ّ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل ‪ -‬فَ َ‬ ‫جعَ ‪َ -‬قا َ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫َ‬
‫ل‬‫خ َ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫ن أي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن ِفى ال ْب َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫دارِ فَ َ‬ ‫ط ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ذا َر ُ‬ ‫دارِ فَإ ِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ذا‬ ‫داوُد ُ فَإ ِ َ‬ ‫جاَء َ‬ ‫د‪ .‬فَ َ‬ ‫داوُ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ض ُ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ة َوالل ّهِ ل َت ُ ْ‬ ‫ق ٌ‬ ‫مغْل َ َ‬ ‫داُر ُ‬ ‫داَر َوال ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ها ُ‬ ‫ذى ل َ أ َ‬ ‫ل أَنا ال ّ ِ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫داوُد ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫دارِ فَ َ‬ ‫ط ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬ ‫ج ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫حبا ً‬ ‫َ‬
‫مْر َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ت َوالل ّهِ َ‬ ‫داوُد ُ أن ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ىٌء فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫مّنى َ‬ ‫مت َن ِعُ ِ‬ ‫ك وَل َ ي َ ْ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫كانه حيث قُبضت روحه حتى فَرغ َ من َ ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫شأن ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫م َ َ ُ َ ْ ُ ِ َ ْ ُ ُ ُ َ ّ‬ ‫داوُد ُ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ه‪ .‬فََر َ‬ ‫مرِ الل ّ ِ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫د‪ .‬فَأظ َل ّ ْ‬ ‫داوُ َ‬ ‫ن ِللط ّي ْرِ أظ ِّلى ع ََلى َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫س فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫طلعَ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫جَناحا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضى َ‬ ‫ن اقْب ِ ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ل ل ََها ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫م الْر ُ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حّتى أظ ْل َ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ الط ّي ُْر َ‬
‫ت الط ّي ُْر‬ ‫جناحا ً «‪َ .‬قا َ َ‬
‫ف فَعَل َ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ك َي ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ريَنا َر ُ‬ ‫ل أُبو هَُري َْرة َ ي ُ ِ‬ ‫َ َ‬
‫مئ ِذ ٍ ال ْ َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ي َوْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ي َد َه ُ ‪ -  -‬وَغ َل َب َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫وَقَب َ َ‬
‫‪381‬‬
‫ة أخرجه أحمد‬ ‫حي ّ ُ‬ ‫ضَر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض َر ُ‬
‫وقال الكلبي ‪ :‬يقبض ملك الموت الروح من الجسد ‪ ،‬ثم يسلمها إلى‬
‫ملئكة الرحمة إن كان مؤمنا ً ‪ ،‬وإلى ملئكة العذاب إن كان كافرا ً ‪ ،‬و‬
‫‪382‬‬
‫هذا المعنى منصوص في حديث البراء‬
‫أما ملك الموت فواحد كما هو ظاهر حديث الصحيحين أن موسى عليه‬
‫السلم جاءه ملك الموت فقال أجب ربك‪ ،‬وكما دل عليه قوله تعالى‪:‬‬

‫‪ (34776) 13/372 - 380‬وتفسير ابن أبي حاتم ) ‪ (7420-7418‬و الطبري ‪ 39 /7‬والدر ‪3/16‬‬
‫من طرق تقويه‪.‬‬
‫‪ (9672)2/419 - 381‬والمجمع ‪8/206‬و ‪ (13796) 207‬والبداية ‪ 2/17‬و التحاف ‪10/264‬‬
‫ي ‪ :‬البيض من كل شيء‬ ‫وفيه انقطاع‪ .‬المضرح ّ‬
‫‪ - 382‬راجع تذكرة القرطبي ص ‪ 76‬الشاملة ‪2‬‬
‫‪180‬‬
‫م }السجدة‪ {11 :‬غير أن له‬ ‫ل ب ِك ُ ْ‬ ‫ذي وُك ّ َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل ي َت َوَّفاك ُ ْ‬ ‫قُ ْ‬
‫ن }النعام‪.{61:‬‬ ‫طو َ‬ ‫فّر ُ‬ ‫م َل ي ُ َ‬ ‫سل َُنا وَهُ ْ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫أعوانا‪ .‬قال الله تعالى‪ :‬ت َوَفّت ْ ُ‬
‫م }النعام‪ .{37 :‬روى المام‬ ‫سل َُنا ي َت َوَفّوْن َهُ ْ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫جاَءت ْهُ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫وقال‪َ :‬‬
‫م‬‫ل ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫عَباد ِهِ وَي ُْر ِ‬ ‫قاه ُِر فَوْقَ ِ‬ ‫ه ‪ :‬وَهُوَ ال ْ َ‬ ‫ن قََتاد َة َ ‪ ،‬قَوْل ُ ُ‬ ‫الطبري ع َ ْ‬
‫فّر ُ‬ ‫م َل ي ُ َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫طو َ‬ ‫سل َُنا وَهُ ْ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫ت ت َوَفّت ْ ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َك ُ ُ‬ ‫جاَء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫فظ َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫جل ك ‪ ،‬إ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذا ُتوفي َ‬ ‫ملك وَرِْزقك وَأ َ‬ ‫ن ع َلي ْك ع َ َ‬ ‫فظو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ة َيا اب ْ َ‬ ‫فظ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫" َ‬
‫م َل‬ ‫َ‬
‫سل َُنا وَهُ ْ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫ت ت َوَفّت ْ ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َك ُ ُ‬ ‫جاَء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ت إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ك قُب ِ ْ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ب ب َي ْن ََها ‪،‬‬ ‫ق َ‬ ‫ل ي ُعَ ّ‬ ‫س ٍ‬ ‫م ب ُِر ُ‬ ‫فظ ُك ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫ل ت ََعاَلى ذ ِك ُْره ُ ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫طو َ‬ ‫فّر ُ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ضُرك ُ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م إ َِلى أ ْ‬ ‫مال ِك ُ ْ‬ ‫ظ أع ْ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَب ِ ِ‬ ‫فظ ِك ُ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫م إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫سل ُهُ ْ‬ ‫ي ُْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫موَك ُّلو َ‬ ‫مَلك َُنا ال ْ ُ‬ ‫م ت َوَّفاه ُ أ ْ‬ ‫حد َك ُ ْ‬ ‫كأ َ‬ ‫جاَء ذ َل ِ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫مُر الل ّهِ ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ل ب ِك ُ ْ‬ ‫وَي َن ْزِ ُ‬
‫ه‬
‫ضي ُّعون َ ُ‬ ‫ك فَي ُ َ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫طو َ‬ ‫فّر ُ‬ ‫م َل ي ُ َ‬ ‫ن ب ِهِ وَهُ ْ‬ ‫سُلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫سل َُنا ال ْ ُ‬ ‫ح وَُر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ض اْل َْرَوا‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ف ِقي َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَك َي ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ض اْلْرَوا َ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫س ال ّ ِ‬ ‫ل ‪ :‬أوَل َي ْ َ‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ل ي َت َوَّفاك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ل ‪ :‬قُ ْ‬ ‫س قَد ْ َقا َ‬ ‫حد ٌ ؟ أوَل َي ْ َ‬ ‫ة وَهُوَ َوا ِ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫س ُ‬ ‫سل َُنا ‪َ ،‬والّر ُ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫ت َوَفّت ْ ُ‬
‫َ‬
‫ه ت ََعاَلى أ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫عا َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جائ ٌِز أ ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫م ؟ ِقي َ‬ ‫ل ب ِك ُ ْ‬ ‫ذي وُك ّ َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ت ‪ ،‬في َكو ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫مل ِ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ن ذ َل ِك ب ِأ ْ‬ ‫عن ْد ِهِ ‪ ،‬في َت َوَلوْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ت ب ِأع ْ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ملك ال َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ك‬‫مل َ ِ‬ ‫ت إ َِلى َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل َ أع ْ َ‬ ‫ن فِعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ضاًفا ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫) الت ّوَّفي ( ُ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ف قَت ْ ُ‬ ‫ضا ُ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫مرِهِ ‪ ،‬ك َ َ‬ ‫ك ب ِأ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ما فَعَُلوا ِ‬
‫م‬ ‫م َ‬ ‫ن فِعْل ُهُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ت ‪ ،‬إ ِذ ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫طا ِ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ن إ َِلى ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫طا‬‫سل ْ َ‬ ‫مرِ ال ّ‬ ‫دوه ُ ب ِأ ْ‬ ‫جل َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫جل ْد ِ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫طا‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫َ‬ ‫ل أ َع ْ‬ ‫قَت َ َ‬
‫َ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه ب ِي َد ِهِ ‪ .‬وَقَد ْ ت َأوّ َ‬ ‫سهِ وََل وَل ِي َ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ب ِن َ ْ‬ ‫شَر ذ َل ِ َ‬ ‫ن َبا َ‬ ‫طا ُ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ي َك ُ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ل " اهـ‪.‬‬ ‫‪383‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ك َذ َل ِ َ‬
‫ل الت ّأِوي ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ماع َ ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َ‬
‫أما كيف بقبض ملك الموت عددا من الرواح في وقت واحد‪ ،‬فقد جاء‬
‫في القرآن الكريم والسنة ما يدل على أن لملك الموت أعوانا ً من‬
‫ه‬
‫عَباد ِ ِ‬ ‫قاه ُِر فَوْقَ ِ‬ ‫الملئكة‪ ،‬ففي القرآن ورد قوله سبحانه‪ :‬وَهُوَ ال ْ َ‬
‫َ‬
‫مل‬ ‫سل َُنا وَهُ ْ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫ت ت َوَفّت ْ ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َك ُ ُ‬ ‫جاَء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫فظ َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫وَي ُْر ِ‬
‫ن ]النعام‪.[61:‬‬ ‫طو َ‬ ‫فّر ُ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬
‫ت { أي‪:‬‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َك ُ ُ‬ ‫جاَء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫قال ابن كثير في تفسيره‪ :‬قوله‪َ } :‬‬
‫سل َُنا { أي‪ :‬ملئكة موكلون‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫]إذا[ )‪ (4‬احتضر وحان أجله } ت َوَفّت ْ ُ‬
‫بذلك‪.‬قال ابن عباس وغير واحد‪ :‬لملك الموت أعوان من الملئكة‪،‬‬
‫يخرجون الروح من الجسد‪ ،‬فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى‬
‫ل‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫الحلقوم وسيأتي عند قوله تعالى‪ } :‬ي ُث َب ّ ُ‬
‫خَرةِ { ]إبراهيم‪ ،[27 :‬الحاديث‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫الّثاب ِ ِ‬
‫المتعلقة بذلك‪ ،‬الشاهدة لهذا المروي عن ابن عباس وغيره‬
‫‪384‬‬
‫بالصحة‪..‬‬
‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫َ‬
‫مي ّ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ع َ ِ‬ ‫ويشهد لهذا ما روي ع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ح َقاُلوا ‪ :‬ا ْ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬
‫س‬
‫ف ُ‬ ‫جي أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ة فَإ ِ َ‬ ‫ضُره ُ ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫حا ٍ‬ ‫ح وََري ْ َ‬ ‫ري ب َِروْ ٍ‬ ‫ش ِ‬ ‫ميد َة ً وَأب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫جي َ‬ ‫خُر ِ‬ ‫سد ِ ‪ ،‬ا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫مئ ِن ّ ُ‬ ‫مط ْ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫حّتى‬ ‫ج ب َِها َ‬ ‫ج فَي َعُْر َ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ما ي ََزا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ب غ َي ْرِ غ َ ْ‬ ‫وََر ّ‬
‫ن ِللط ّب َرِ ّ‬
‫ي) ‪( 12146‬‬ ‫سيرِ ال ْ ُ‬
‫قْرآ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫معُ ال ْب ََيا ِ‬
‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫جا ِ‬
‫‪َ -‬‬ ‫‪383‬‬

‫‪ -‬تفسير ابن كثير ‪ -‬دار طيبة ‪(267 / 3) -‬‬ ‫‪384‬‬

‫‪181‬‬
‫ن‬
‫ن بْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَُل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ذا ؟ فَي ُ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ح ل ََها فَي ُ َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ماِء فَي ُ ْ‬ ‫ي ب َِها إ َِلى ال ّ‬
‫س َ‬ ‫ي َن ْت َهِ َ‬
‫خِلي‬ ‫ب ‪ ،‬اد ْ ُ‬ ‫سد ِ الط ّي ّ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫س الط ّي ّب َةِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫حًبا ِبالن ّ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫فَُل ٍ‬
‫ل ل ََها ذ َل ِ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فََل ي ََزا ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ب غ َي ْرِ غ َ ْ‬ ‫ن وََر ّ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ح وََري ْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ري ب َِروْ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬‫ميد َة ً وَأب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ‪ :‬وَإ ِ َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ساب ِعَ َ‬ ‫ماَء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ه أَراد َ ال ّ‬ ‫ماِء ‪ ،‬أظ ُن ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ي ب َِها إ َِلى ال ّ‬ ‫حّتى ي َن ْت َهِ َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫خِبيث َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫سوُء َقالوا ‪ :‬ا ْ‬‫ُ‬ ‫ج ُ‬
‫سد ِ‬‫ج َ‬ ‫ت ِفي ال َ‬ ‫ة كان َ ْ‬ ‫س ال َ‬ ‫ف ُ‬ ‫جي أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫الّر ُ‬
‫ج ‪ ،‬فََل ي ََزا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬ ‫شك ْل ِهِ أْزَوا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ق َوآ َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ميم ٍ وَغ َ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ري ب ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ة وَأب ْ ِ‬ ‫م ً‬ ‫مي َ‬ ‫ث ذَ ِ‬ ‫خِبي ِ‬
‫ذا ؟‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ج فَي َن ْت َِهي ب َِها إ َِلى ال ّ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫يُ َ‬
‫ت ِفي‬ ‫كان َ ْ‬ ‫خِبيث َةِ َ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ف َِ‬ ‫حًبا ِبالن ّ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ن فَُل ٍ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَُل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫س ُ‬
‫ل‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَت ُْر َ‬ ‫س َ‬‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫ك أب ْ َ‬ ‫ح لَ ِ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ه َل ت ُ ْ‬ ‫ة فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ً‬ ‫مي َ‬ ‫جِعي ذ َ ِ‬ ‫ث ‪ ،‬اْر ِ‬ ‫خِبي ِ‬ ‫سد ِ ا ل ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫صيُر إ َِلى ال ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ض ثُ ّ‬
‫‪385‬‬
‫ر‪...".‬‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫إ ِلى الْر ِ‬
‫ـــــــــــــ‬

‫‪ - 385‬إثبات عذاب القبر للبيهقي ‪ ( 35) (45 / 1) -‬صحيح و انظر فتاوى الشبكة السلمية رقم‬
‫الفتوى ) ‪( 20657‬‬
‫‪ -‬الحميم ‪ :‬الماء الحار ‪ -‬الغساق ‪ :‬بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل النار‬
‫وغسالتهم ‪ ،‬وقيل الزمهرير‬

‫‪182‬‬
‫ث السابع عشر‬
‫المبح ُ‬
‫من يحضر الميت من الملئكة‬

‫عن ابن مسعود وابن عباس‪ ،‬ومسروق‪ ،‬وسعيد بن جبير‪ ،‬وأبو صالح‪،‬‬
‫ت غ َْرًقا { الملئكة‪ ،‬يعنون حين تنزع‬ ‫عا ِ‬ ‫سدي‪َ } :‬والّنازِ َ‬ ‫وأبو الضحى‪ ،‬وال ّ‬
‫أرواح بني آدم‪ ،‬فمنهم من تأخذ روحه بُعنف فَُتغرق في نزعها‪ ،‬و]منهم[‬
‫حّلته من نشاط‪ ،‬وهو قوله‪:‬‬ ‫من تأخذ روحه بسهولة وكأنما َ‬
‫‪386‬‬
‫طا { قاله ابن عباس‪.‬‬ ‫ش ً‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫طا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫} َوالّنا ِ‬
‫دان َِها‬ ‫صعِ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ها َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ت َل َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫ت ُرو ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل » إِ َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ل أهْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل » وَي َ ُ‬ ‫ك‪َ .‬قا َ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫حَها وَذ َك ََر ال ْ ِ‬ ‫ب ِري ِ‬ ‫طي ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ماد ٌ فَذ َك ََر ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫َقا َ‬ ‫‪387‬‬
‫«‬
‫ك وَع ََلى َ‬ ‫ه ع َل َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫سد ٍ‬ ‫ج َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ل الْر ِ‬ ‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ح ط َي ّب َ ٌ‬ ‫ماِء ُرو ٌ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫قوا ب ِهِ إ َِلى‬ ‫ل ان ْط َل ِ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه‪ .‬فَي ُن ْط َل َقُ ب ِهِ إ َِلى َرب ّهِ ع َّز وَ َ‬ ‫رين َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ت َعْ ُ‬ ‫ك ُن ْ ِ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ماد ٌ وَذ َك ََر ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ‪َ -‬قا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت ُرو ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫ذا َ‬ ‫كافَِر إ ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل » وَإ ِ ّ‬ ‫ل «‪َ .‬قا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خرِ ال َ َ‬ ‫آ ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خِبيث َ ٌ‬ ‫ل أهْ ُ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن َت ْن َِها وَذ َك ََر ل َعًْنا ‪ -‬وَي َ ُ‬
‫ل الْر ِ‬ ‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ح َ‬
‫خر ال َجل «‪َ .‬قا َ َ‬
‫ماِء ُرو ٌ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل أُبو هَُري َْرة َ فََرد ّ َر ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫قوا ب ِهِ إ َِلى آ ِ ِ‬ ‫ل ان ْط َل ِ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل فَي ُ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫‪388‬‬
‫ذا‪ .‬أخرجه مسلم‬ ‫فهِ هَك َ َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ع ََلى أن ْ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫‪َ -  -‬ري ْط َ ً‬
‫َ‬
‫من ْت ََهى‬ ‫سد َْرة ال ْ ُ‬ ‫من إ َِلى ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫قوا ب ُِرو‬ ‫ل ‪ :‬ا ِن ْط َل ِ ُ‬ ‫مَراد ِباْلوّ ِ‬ ‫ضي ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫من ْت ََهى اْل َ‬ ‫كاِفر إ َِلى ِ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫مَراد ِبالّثاِني ا ِن ْط َل ِ ُ‬
‫جل ‪،‬‬ ‫ي ُ‬ ‫جين ‪ ،‬فَهِ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ِ‬ ‫قوا ب ُِرو‬ ‫‪َ ،‬وال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جل الد ّن َْيا ‪ .‬وآخر الجل‪ :‬سجن في‬ ‫ضاء أ َ‬ ‫ق َ‬ ‫مَراد إ َِلى ا ِن ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مل أ ّ‬ ‫حت َ َ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫جهنم ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬ع َ‬
‫مل َئ ِك َ ُ‬
‫ة‬ ‫ه َ‬ ‫ض أت َت ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ذا قُب ِ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ي ‪ : ‬إِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ج ك َأط ْي َ ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ح اللهِ ‪ ،‬فَت َ ْ‬
‫ْ‬ ‫جي إ ِلى َروْ ِ‬
‫َ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ضاَء ‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫ريَرةٍ ب َي ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫مة ِ ب ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ب‬ ‫ن ب ِهِ َبا َ‬ ‫حّتى ي َأُتو َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫مون َ ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫ضا ي َ ُ‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ه ب َعْ ُ‬ ‫م ل ِي َُناوِل ُ ُ‬ ‫حّتى إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫س ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ِري ِ‬
‫ض ؟ وَل َ‬ ‫َ‬ ‫ة ال ِّتي َ‬ ‫ح الط ّي ّب َ ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫جاَء ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما هَذ ِهِ الّري ُ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ْ‬
‫م‬‫ن فَل َهُ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫ن ب ِهِ أْرَوا َ‬ ‫حّتى ي َأُتو َ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ماًء إ ِل ّ َقاُلوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن َ‬ ‫ي َأُتو َ‬
‫شد فَرحا به م َ‬ ‫َ‬
‫ن؟‬ ‫ل فُل َ ٌ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ب ب َِغائ ِب ِهِ ْ‬ ‫ل ال َْغائ ِ ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫أ َ ّ َ ً ِ ِ ِ ْ‬
‫ل ‪ :‬قَد ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫م الد ّن َْيا ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ن ِفي غ َ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ست َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫عوه ُ َ‬ ‫ن ‪ :‬دَ ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ما ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كافُِر‬ ‫مهِ ال َْهاوِي َةِ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ب ب ِهِ إ َِلى أ ّ‬ ‫ن ‪ :‬ذ ُه ِ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ؟ فَي َ ُ‬ ‫مات َك ُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ت‪،‬أ َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ب اللهِ ‪،‬‬ ‫ض ِ‬ ‫جي إ َِلى غ َ ِ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ن‪:‬ا ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ح‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫س ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ب بِ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ة ال ْعَ َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫فَي َأِتي ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‪ .‬أخرجه ابن حبان في صحيحه‬ ‫ب الْر ِ‬ ‫ب ب ِهِ إ َِلى َبا ِ‬ ‫فةٍ فَت َذ ْهَ ُ‬ ‫جي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِري ِ‬ ‫ج ك َأن ْت َ ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫‪389‬‬

‫ة فَإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫ضُره ُ ال ْ َ‬
‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت تَ ْ‬‫مي ّ ُ‬‫ل ‪ » :‬ال ْ َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬
‫ِ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ ع َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫سد ِ‬
‫ج َ‬ ‫ت ِفى ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬‫ة َ‬ ‫س الط ّي ّب َ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫جى أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬‫حا َقاُلوا ‪ :‬ا ْ‬ ‫صال ِ ً‬
‫ل َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫َ‬
‫ن فَل َ ي ََزا ُ‬
‫ل‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ب غ َي ْرِ غ َ ْ‬ ‫ن وََر ّ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ح وََري ْ َ‬‫رى ب َِروْ ٍ‬ ‫ش ِ‬‫ميد َة ً وَأب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫جى َ‬ ‫خُر ِ‬‫با ْ‬ ‫الط ّي ّ ِ‬
‫‪ - 386‬تفسير ابن كثير ‪ 8/334‬و ‪ 8/312‬وهو صحيح ومثله ل يقال بالرأي‬
‫من ْك ٌَر وَن َ ِ‬
‫كيٌر‬ ‫‪ - 387‬أي ُ‬
‫‪ - 388‬برقم )‪ (2872‬في الجنة موقوفًا‪ ،‬ومثله ل يقال بالرأي‪.‬‬
‫‪ - 389‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ (3014)(285‬وعذاب القبر برقم )‪ (45‬وأحمد ‪2/364‬‬
‫وصحيح الترغيب )‪ (3559‬ون )‪ (11926‬والحاكم ‪ 1/352‬وهو حديث صحيح‪ .‬المسح ‪ :‬قطعة‬
‫جثة الميت إذا أن َْتن‬
‫فة ‪ُ :‬‬
‫جي َ‬
‫من الصوف الغليظ ‪ ،‬ال ِ‬
‫‪183‬‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ح ل ََها فَي ُ َ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ماِء فَي ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ج ب َِها إ َِلى ال ّ‬ ‫م ي ُعَْر ُ‬ ‫ج ثُ ّ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ل ََها ذ َل ِ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫يُ َ‬
‫سد ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفى ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫س الط ّي ّب َةِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫حًبا ِبالن ّ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ن‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫ن ‪ :‬فُل َ ٌ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ذا فَي َ ُ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫ن‪ .‬فَل َ ي ََزا ُ‬
‫ل‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ب غ َي ْرِ غ َ ْ‬ ‫ن وََر ّ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ح وََري ْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫رى ب َِروْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ميد َة ً وَأب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫خِلى َ‬ ‫ب اد ْ ُ‬ ‫الط ّي ّ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫ماِء ال ِّتى ِفيَها الل ّ ُ‬ ‫حّتى ي ُن ْت ََهى ب َِها إ َِلى ال ّ‬ ‫ل ل ََها ذ َل ِ َ‬ ‫قا ُ‬
‫‪390‬‬
‫ل‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ك َ‬ ‫يُ َ‬
‫ت ِفى‬ ‫ة َ‬ ‫خِبيث َ ُ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫سوُء َقا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫‪،‬وَإ ِ َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫جى أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫لا ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كا َ‬
‫َ‬ ‫سد ِ ا ل ْ َ‬
‫شك ْل ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ق‪َ .‬وآ َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ميم ٍ وَغ َ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫رى ب ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ة وَأب ْ ِ‬ ‫م ً‬ ‫مي َ‬ ‫جى ذ َ ِ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ثا ْ‬ ‫خِبي ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ماِء فَل َ‬ ‫س َ‬ ‫ج ب َِها إ َِلى ال ّ‬ ‫م ي ُعَْر ُ‬ ‫ج ثُ ّ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ل ََها ذ َل ِ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ج‪391 .‬فَل َ ي ََزا ُ‬ ‫أْزَوا ٌ‬
‫ف َِ‬‫س‬ ‫حًبا ِبالن ّ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل ‪ :‬لَ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ن‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫ل ‪ :‬فُل َ ٌ‬ ‫قا ُ‬ ‫ذا فَي ُ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ح ل ََها فَي ُ َ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ب‬ ‫وا ُ‬ ‫ك أب ْ َ‬ ‫ح لَ ِ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ة فَإ ِن َّها ل َ ت ُ ْ‬ ‫م ً‬ ‫مي َ‬ ‫جِعى ذ َ ِ‬ ‫ث اْر ِ‬ ‫خِبي ِ‬ ‫سد ِ ا ل ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفى ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫خِبيث َةِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪392‬‬
‫قب ْرِ «‪.‬رواه ابن ماجه‬ ‫صيُر إ َِلى ال ْ َ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫ماِء ث ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ب َِها ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ماِء فَي ُْر َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ة فَإ ِ َ‬ ‫ضُره ُ ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫ي َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ع َ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫سد ِ ‪،‬‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫مئ ِن ّ ُ‬ ‫مط ْ َ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫جي أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ح َقاُلوا ‪ :‬ا ْ‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ما ي ََزا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ب غ َي ْرِ غ َ ْ‬ ‫ن وََر ّ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ح وََري ْ َ‬ ‫ري ب َِروْ ٍ‬ ‫ش ِ‬ ‫ميد َة ً وَأب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫جي َ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ا ْ‬
‫ح ل ََها‬ ‫فت َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ماِء فَي ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ي ب َِها إ َِلى ال ّ‬ ‫حّتى ي َن ْت َهِ َ‬ ‫ج ب َِها َ‬ ‫ج فَي َعُْر َ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫س‬
‫ف ِ‬ ‫حًبا ِبالن ّ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ن فَُل ٍ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَُل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ذا ؟ فَي ُ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫حا ٍ‬ ‫ح وََري ْ َ‬ ‫ري ب َِروْ ٍ‬ ‫ش ِ‬ ‫ميد َة ً وَأب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫خِلي َ‬ ‫ب ‪ ،‬اد ْ ُ‬ ‫سد ِ الط ّي ّ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫الط ّي ّب َةِ َ‬
‫ماِء ‪،‬‬ ‫س َ‬ ‫ي ب َِها إ َِلى ال ّ‬ ‫حّتى ي َن ْت َهِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ل ََها ذ َل ِ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فََل ي ََزا ُ‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ب غ َي ْرِ غ َ ْ‬ ‫وََر ّ‬
‫سوُء َقاُلوا ‪ :‬ا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جي‬ ‫خُر ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ‪ :‬وَإ ِ َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ساب ِعَ َ‬ ‫ماَء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ه أَراد َ ال ّ‬ ‫أظ ُن ّ ُ‬
‫خبيث ذ َميم ً َ‬ ‫أ َي ّت َُها الن ّ ْ‬
‫ميم ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ري ب ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ة وَأب ْ ِ‬ ‫سد ِ ا ل ْ َ ِ ِ ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫خِبيث َ ُ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ف ُ‬
‫َ‬
‫ج‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ج ‪ ،‬فََل ي ََزا ُ‬ ‫شك ْل ِهِ أْزَوا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ق َوآ َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫وَغ َ ّ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ن فَُل ٍ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَُل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ذا ؟ فَي ُ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫فَي َن ْت َِهي ب َِها إ َِلى ال ّ‬
‫جِعي‬ ‫ث ‪ ،‬اْر ِ‬ ‫خِبي ِ‬ ‫سد ِ ا ل ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫خِبيث َةِ َ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ف َِ‬ ‫حًبا ِبالن ّ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل َ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫صيُر إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫س ُ َ‬ ‫ح لَ ِ‬ ‫ه َل ت ُ ْ‬
‫م تَ ِ‬ ‫ض ثُ ّ‬ ‫ل إ ِلى الْر ِ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَت ُْر َ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫ك أب ْ َ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ة فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ً‬ ‫مي َ‬ ‫ذَ ِ‬
‫‪393‬‬
‫ر‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫قب ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫شِهيدِ‬ ‫ن د َم ِ ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫قط ُُر ِ‬ ‫ل قَط َْرةٍ ت َ ْ‬ ‫ن أ َوّ َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫رو ‪َ ،‬قا َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه إ ِل َي ْهِ َ َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫فُر ل َ ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ن ب َِري ْ َ‬ ‫ملك َي ْ ِ‬ ‫م ي َب ْعَ ُ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه ب َِها َ‬ ‫ي ُغْ َ‬
‫ن الل ّهِ ‪،‬‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن‪ُ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ة ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫ملئ ِك َ ٌ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫جاِء ال ّ‬ ‫ريط َةٍ ‪ ،‬وَع ََلى أْر َ‬ ‫جن ّةِ وَب ِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة ط َي ْب َ ٌ‬ ‫ح ط َي ّب َ ٌ‬ ‫َ‬
‫ب ِإل فُت ِ َ‬
‫ح‬ ‫مّر ب َِبا ٍ‬ ‫ة ‪َ ،‬فل ي َ ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫س َ‬ ‫ة ‪ ،‬نَ َ‬ ‫ض ِري ٌ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جاَء ال ْي َوْ ُ‬ ‫قَد ْ َ‬
‫جد ُ ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫س ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫حّتى ي ُؤ َْتى ب ِهِ الّر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫شي ّعَ ُ‬ ‫صّلى ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ك ِإل َ‬ ‫مل َ ٍ‬ ‫ه ‪َ ،‬ول ب ِ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫‪ - 390‬أي يظهر ويلقي حكمه ‪ 1‬هـ السندي على ابن ماجه ‪،2/566‬وهذا من أحاديث الصفات‬
‫التي يجب اليمان بها‪ ،‬ول نتعرض لها بتأويل أو تحريف‪ ،‬والله تعالى منزه عن المكان والحيز ‪...‬‬
‫راجع الفتح الرباني شرح مسند أحمد ‪73 – 7/72‬‬
‫وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪: (341‬ادخلي أي في السموات‬
‫العلى أو في عبادي أي محل أرواحهم حميدة أي محمودة أو حامدة وأبشري بروح وريحان‬
‫ورب غير غضبان فل تزال أي هي يقال لها ذلك أي ما ذكر من المر بالدخول والبشارة‬
‫بالصعود من سماء إلى سماء حتى تنتهي أي تصل إلى السماء التي فيها الله أي أمره وحكمه‬
‫أي ظهور ملكه وهو العرش وقال الطيبي أي رحمته بمعنى الجنة وتبعه ابن حجر‬
‫‪ - 391‬أشياء سيئة جدا ً من هذا القبيل يعاقبون بها نفسه ‪7/73‬‬
‫‪ - 392‬برقم )‪ (4403‬وأحمد ‪ 2/344‬و ‪ 345‬والطبري ‪ 8/129‬والبيهقي في عذاب القبر )‪(44‬‬
‫والنسائي ) ‪ 11378‬و ‪ (11925‬وتهذيب الثار )‪ (176‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 393‬إثبات عذاب القبر للبيهقي ‪ ( 35) (45 / 1) -‬صحيح‬
‫‪184‬‬
‫داِء ‪،‬‬ ‫شهَ َ‬ ‫مُر ب ِهِ إ َِلى ال ّ‬ ‫م ي ُؤ ْ َ‬ ‫ة ب َعْد َه ُ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫جد ُ ا ل ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ملئ ِك َةِ ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قَب ْ َ‬
‫ل‬‫ن كُ ّ‬ ‫ت ‪ ،‬ي ُل ْغََثا ِ‬ ‫حو ٍ‬ ‫عن ْد َ ث َوْرٍ وَ ُ‬ ‫ريرٍ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ضرٍ ‪ ،‬وَث َِيا ٍ‬ ‫خ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫م ِفي رَِيا ٍ‬ ‫جد ُهُ ْ‬ ‫فَي َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ت ِفي أن َْهارِ ال ْ َ‬ ‫حو ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫مث ْل ََها ‪ ،‬فَي َظ َ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫م ي ُل ْغََثا ِبال ْ‬ ‫ة ‪ ،‬لَ ْ‬ ‫ي َوْم ٍ ل َغْث َ ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دوا ِفي‬ ‫ج ُ‬ ‫مهِ ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَأك َُلوا ِ‬ ‫كاه ُ ل َهُ ْ‬ ‫قْرن ِهِ ‪ ،‬فَذ َ ّ‬ ‫سى وَك ََزه ُ الث ّوُْر ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫أ ْ‬
‫ل رائ ِحة م َ‬
‫جن ّةِ ‪،‬‬ ‫شا ِفي ال ْ َ‬ ‫ث الث ّوُْر َنافِ ً‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَي َل ْب َ ُ‬ ‫ن أن َْهارِ ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫م كُ ّ َ َ ٍ ِ‬ ‫مهِ ط َعِ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫لَ ْ‬
‫َ‬ ‫فَإ َ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَأك َُلوا ِ‬ ‫كاه ُ ل َهُ ْ‬ ‫ت فَوَك ََزه ُ ب ِذ َن َب ِهِ ‪ ،‬فَذ َ ّ‬ ‫حو ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫دا ع َل َي ْهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ح غَ ً‬ ‫صب َ َ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫َْ ُ َ‬ ‫رو‬ ‫ُ‬ ‫ظ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ج‬
‫َ َ ٍ ِ ْ ِ َ ِ َ ّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ما‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ْ َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ه‬
‫ْ ِ ِ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫دوا‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫لَ ْ ِ ِ‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ح‬
‫َ‬
‫ذا ت ُوُّفي‬ ‫ة ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫ساع َ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫عو َ‬ ‫شّيا ‪ ،‬ي َد ْ ُ‬ ‫م ب ُك َْرة ً وَع َ ِ‬ ‫مَنازِل ِهِ ْ‬ ‫إ َِلى َ‬
‫جن ّةِ ‪،‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫خْرقَةٍ ِ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ن ب َِري ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫مل َك َي ْ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫ن ب َعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ح‬‫ٍ‬ ‫ة إ َِلى َروْ‬ ‫س الط ّي ّب َ ُ‬ ‫ف َ ُ‬ ‫جي أ َي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫قا ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ض ِفيَها ن َ ْ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫َ‬
‫حد ُ‬ ‫ها أ َ‬ ‫جد َ َ‬ ‫حة ٍ و َ َ‬ ‫ب َرائ ِ َ‬ ‫ج ك َأط ْي َ ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَت َ ْ‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ك غ َي ُْر غ َ ْ‬ ‫ك ع َل َي ْ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وََرب ّ ِ‬ ‫حا َ ٍ‬ ‫وََري ْ َ‬
‫َ‬
‫ن الل ّهِ ‪ ،‬قَد ْ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن‪ُ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ة ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫ملئ ِك َ ٌ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫جاِء ال ّ‬ ‫فهِ ‪ ،‬وَع ََلى أْر َ‬ ‫ط ب ِأن ْ ِ‬ ‫قَ ّ‬
‫ح ط َي ْب َ ٌ‬ ‫َ‬
‫ب ِإل فُت ِ َ‬
‫ح‬ ‫مّر ب َِبا ٍ‬ ‫ة ‪َ ،‬فل ت َ ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫ري َ‬ ‫ة كَ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ة ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫ض ِري ٌ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جاَء ال ْي َوْ ُ‬ ‫َ‬
‫جد ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫حّتى ي ُؤ َْتى ب ِهِ الّر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫شي ّعَ ُ‬ ‫صلى ع َلي َْها وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ك ِإل َ‬ ‫مل ٍ‬ ‫َ‬ ‫ل ََها ‪َ ،‬ول ب ِ َ‬
‫ه‬
‫ب ب ِهَذ ِ ِ‬ ‫ل ‪ :‬اذ ْهَ ْ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫كاِئي ُ‬ ‫مي َ‬ ‫عى ِ‬ ‫م ي ُد ْ َ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫جد ُ ب َعْد َهُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ة قَب ْل َ ُ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫معَ أ َن ْ ُ‬
‫مة ِ ‪،‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ك ع َن ْهُ ْ‬ ‫سأل َ َ‬ ‫حّتى أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫جعَل َْها َ‬ ‫س ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫ه ‪ ،‬وَي ُن ْب َذ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ن ع َْر ُ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫طول ُ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫سعُ ع َل َي ْهِ َ‬ ‫مُر ب ِهِ إ َِلى قَب ْرِهِ ‪ ،‬فَي ُوَ ّ‬ ‫وَي ُؤ ْ َ‬
‫ي‬
‫س َ‬ ‫ن ‪ ،‬كُ ِ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫يٌء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ريرٍ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست َُر ب ِ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫حا ٌ‬ ‫ه ِفيهِ َري ْ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ل‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫مث َل ُ ُ‬ ‫س ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ه ُنوٌر ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫جعِ َ‬ ‫يٌء ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ُنوُره ُ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ث الل ّ ُ‬ ‫ي ب َعَ َ‬ ‫ذا ت ُوُفّ َ‬ ‫كافَِر إ ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ب أهْل ِهِ ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ِإل أ َ‬ ‫س ل ُيوقِظ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْعَُرو‬
‫ن‪،‬‬ ‫ش ٍ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأ َ ْ‬ ‫ل ن َت ْ ٍ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جاد ٍ أن ْت َ ُ‬
‫َ‬
‫ن بِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خْرقَةٍ ِ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مل َك َي ْ‬ ‫إ ِل َي ْهِ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت ل ِن َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما قَد ّ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ة ‪ َ ،‬وَل َب ِئ ْ َ‬ ‫خِبيث َ ُ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫جي أ َي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫حد ٌ ق َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مُر ب ِهِ ِفي قَب ْرِهِ ‪،‬‬ ‫م ي ُؤ ْ َ‬ ‫فهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ط ب ِأن ْ ِ‬ ‫ها أ َ‬ ‫جد َ َ‬ ‫حة ٍ و َ َ‬ ‫ن َرائ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ج ك َأن ْت َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪ ،‬ك َأن َّها أع َْنا ُ‬
‫ق‬ ‫حّيا ٌ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ي ُْر َ‬ ‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ضلع ُ ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫خت َل ِ َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ضي ّقُ ع َل َي ْهِ َ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫ْ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫ي ل يَ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫م عُ ْ‬ ‫م ب ُك ْ ٌ‬ ‫ص ّ‬ ‫ة ُ‬ ‫ملئ ِك َ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ض لَ ُ‬ ‫قي ّ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫ت ي َأك ُ ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ال ْب ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ه ‪ ،‬ب ِأ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ضَرُبوا ‪ ،‬ي َد ْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫مّلو َ‬ ‫موه ُ ‪َ ،‬ول ي َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه فَي َْر َ‬ ‫صوًْتا ‪َ ،‬ول ي ََروْن َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪394‬‬
‫نارِ « أخرجه عبد الرزاق‬ ‫ص إ ِلى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫خل َ‬ ‫ُ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫م ذ َل ِك ع َلي ْهِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دي َ‬ ‫يُ ِ‬
‫شَرى ‪ ,‬فَإ ِ َ‬ ‫حّتى ي ََرى الب ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ يُ ْ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ض ال ُ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ع‬
‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ي تَ ْ‬ ‫صِغيَرة ٌ ‪ ،‬وَل َ ك َِبيَرة ٌ إ ِل ّ ه ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫داب ّ ٌ‬ ‫دارِ َ‬ ‫س ِفي ال ّ‬ ‫دى ‪ ,‬فَل َي ْ َ‬ ‫ض َنا َ‬ ‫قُب ِ َ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫ن فَإ ِ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫حم ِ الّرا ِ‬ ‫جُلوا ب ِهِ إَلى أْر َ‬ ‫س ت َعَ ّ‬ ‫ن َوال ِن ْ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ‪ :‬ال ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قل َي ْ‬ ‫ه إ ِل ّ الث ّ َ‬ ‫صوْت َ ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ‪ ,‬فَإ ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ريرِهِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬
‫حد ِ ِ‬ ‫ل ِفي ل ْ‬ ‫ذا أد ْ ِ‬ ‫شو َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ما أب ْطأ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫س ِ‬ ‫ضعَ ع َلى َ‬ ‫وُ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ح‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ن َرو‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ئ قَب ُْره ُ ِ‬ ‫مل ِ َ‬ ‫ه ‪ ,‬وَ ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ما أع َد ّ الل ّ ُ‬ ‫جن ّةِ وَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫قعَد َه ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫أقْعِد َ فَأرِيَ َ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫م ي َأ ِ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ل ‪ :‬فَي ُ َ‬ ‫مِني ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ب ‪ ,‬قَد ّ ْ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَي َ ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬قا َ‬ ‫س ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫حا ٍ‬ ‫وََري ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل أُبو‬ ‫ن ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ريَر العَي ْ ِ‬ ‫م قَ ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ن ‪ ,‬وَلك ِ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ي َل َ‬ ‫تل ّ‬ ‫وا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫خوَة ً وَأ َ‬ ‫ن لك إ ْ‬ ‫َلك ‪ ,‬إ ّ‬
‫م ‪ ،‬وَل َ فََتاةٌ‬ ‫ع ٌ‬ ‫م َنا ِ‬ ‫ع ٌ‬ ‫طا ِ‬ ‫ب َ‬ ‫شا ّ‬ ‫م َ‬ ‫م َنائ ِ ٌ‬ ‫ما َنا َ‬ ‫سي ب ِي َد ِهِ ‪َ ,‬‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫هَُري َْرة َ ‪ :‬فَوَا َل ّ ِ‬

‫‪ - 394‬برقم ) ‪ ( 6703‬و المجمع ‪ (3932) 2/328‬وقال ‪ :‬ورجاله ثقات ‪ ،‬قلت ‪ :‬وفيه لين ‪،‬‬
‫ومثله ل يقال بالرأي‬
‫‪185‬‬
‫ه إَلى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ُ‬ ‫حّتى ي َْرفَعَ َرأ َ‬ ‫مت ِهِ َ‬ ‫ن ن َوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حَلى ِ‬ ‫صَر ‪ ،‬وَل َ أ ْ‬ ‫ة ب ِأقْ َ‬ ‫م ً‬ ‫ِفي الد ّن َْيا ن َوْ َ‬
‫‪395‬‬
‫مةِ ‪ « .‬أخرجه ابن أبي شيبه‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫شَرى ي َوْ َ‬ ‫ال ْب ُ ْ‬
‫َ‬
‫قلت ‪:‬قد ورد في القرآن الكريم أصل البشرى ‪ ،‬قال تعالى ‪ } :‬أَل إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫كاُنوا‬ ‫مُنوا وَ َ‬ ‫نآ َ‬
‫ذي َ‬
‫ن )‪ (62‬ال ّ ِ َ‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م وََل هُ ْ‬ ‫ف ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫خو ْ ٌ‬ ‫أ َوْل َِياَء الل ّهِ َل َ‬
‫ت‬
‫ما ِ‬ ‫ل ل ِك َل ِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خَرةِ َل ت َب ْ ِ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي اْل َ ِ‬ ‫شَرى ِفي ال ْ َ‬ ‫م ال ْب ُ ْ‬ ‫ن )‪ (63‬ل َهُ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫ي َت ّ ُ‬
‫م )‪] (64‬يونس‪ [64-62/‬سورة يونس‬ ‫ظي ُ‬ ‫فوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫الل ّهِ ذ َل ِ َ‬
‫صوا العَِباد َةَ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫قوا وَأ َ ْ‬ ‫مُنوا َوات ّ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن أوْل َِياَءه ُ ‪ ،‬وَهُ ُ‬
‫خبر الله تعاَلى أ َ َ‬
‫ّ‬ ‫ُ ََ‬ ‫يُ ْ ِ ُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫وا ِ‬ ‫ن أهْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫قب ُِلون َ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ف ع ََليهِ ْ‬ ‫خوْ ٌ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ‪ ،‬ل َ َ‬ ‫حد َه ُ ‪َ ،‬والت ّوَك ُ َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫م ِفي الد ّن َْيا ‪.‬‬ ‫فوه ُ وََراَءهُ ْ‬ ‫خل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ع ََلى َ‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫خَرةِ ‪ ،‬وَل َ ي َ ْ‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مل َئ ِك َت ِ ِ‬
‫ه‬ ‫مُنوا ِباللهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫معَّرفا ً ) أوْل َِياَء اللهِ ( ‪ :‬ب ِأن ّهُ ُ‬ ‫ل ت ََعاَلى ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫ُ‬ ‫سل ِهِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫ه ِفي‬ ‫م ‪ ،‬وَي َُراقُِبون َ ُ‬ ‫مورِه ِ ْ‬ ‫ميِع أ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫قو َ‬ ‫كاُنوا ي َت ّ ُ‬ ‫وَك ُت ُب ِهِ وَُر ُ‬
‫م‪.‬‬ ‫ه َرب ّهُ ْ‬ ‫ضي الل َ‬ ‫ما ي ُْر ِ‬ ‫ن إ ِل ّ ب ِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَل َ ي َ ُ‬ ‫م وَع َل َن ِي ّت ِهِ ْ‬ ‫سّره ِ ْ‬ ‫ِ‬
‫ر‬
‫صَ ِ‬ ‫حَياةِ الد ّْنيا ِبالن ّ ْ‬ ‫شَرى ِفي ال َ‬ ‫م الب ُ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬ل َهُ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫مت ّ ُ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫وَهَؤ ُل َِء ال ُ‬
‫َ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫َوالعِّزةِ ‪ ،‬وَب ِإ ِل َْها ِ‬
‫موا‬ ‫ما أَقا ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ف ِفي الْر ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫خي َْر ‪ ،‬وَِبال ْ‬ ‫حقّ َوال َ‬ ‫مِهم ال َ‬
‫َ‬
‫ل اللهِ ‪: ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ه ) وََقا َ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫حقّ ‪ ،‬وَأع َْلوا ك َل ِ َ‬ ‫ه ال َ‬ ‫صُروا ِدين َ ُ‬ ‫شْرع َ اللهِ ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ها العَب ْد ُ ‪ ،‬أوْ ت َُرى‬ ‫ة ي ََرا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ي الّرؤ َْيا ال ّ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا ه ِ َ‬ ‫شَرى ِفي ال َ‬ ‫ن الب ُ ْ‬ ‫" إِ ّ‬
‫َ‬
‫ة " ( ) َرَواه ُ أُبو هَُري َْرة َ عن َرسول الله ‪. ( ‬‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫خَرةِ ال َ‬ ‫ي ِفي ال ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَه ِ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ت اللهِ ( ‪ ،‬وَل َ ي ُغَي ُّر وَل َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل ل ِك َل ِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ل ) ل َ ت َب ْ ِ‬ ‫ن اللهِ ل َ ي ُب َد ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ذا وَع ْد ٌ ِ‬ ‫وَهَ َ‬
‫ن‬ ‫داَري ْ ِ‬ ‫سَعاد َةِ ال ّ‬ ‫شَرى ب ِ َ‬ ‫ة ‪ .‬وَهَذ ِهِ الب ُ ْ‬ ‫حال َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫كائ ِ ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫قّرٌر َثاب ِ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ف ‪ ،‬بَ ْ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫م‬
‫ظي ُ‬ ‫فوُْز العَ ِ‬ ‫ي ال َ‬ ‫هِ َ‬
‫م‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫موا ت َت َن َّز ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ن َقاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى ‪} :‬إ ِ ّ‬
‫جن ّةِ ال ِّتي ُ‬ ‫َ‬ ‫ة أ َّل ت َ َ‬
‫ن )‪(30‬‬ ‫دو َ‬ ‫م ُتوع َ ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫شُروا ِبال ْ َ‬ ‫حَزُنوا وَأب ْ ِ‬ ‫خاُفوا وََل ت َ ْ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫شت َِهي‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫خَرةِ وَل َك ُ ْ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي اْل ِ‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬ ‫ن أوْل َِياؤ ُك ُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫ن{ )‪ (31‬سورة فصلت‬ ‫عو َ‬ ‫ما ت َد ّ ُ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫م وَل َك ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫َأن ُ‬
‫ن‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ه العَِباد َة َ ‪ ،‬وَث َب َُتوا ع ََلى ا ِ‬ ‫صوا ل َ ُ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫مُنوا ِباللهِ ‪ ،‬وَأ َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫ه وَت ََعاَلى‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫عن ْد ِ اللهِ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ة ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫موا ( ت َت َن َّز ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫)ا ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫قد ِ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ف ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫خوْ ٌ‬ ‫م لَ َ‬ ‫دون ََها ‪ ،‬وَب ِأن ّهُ ْ‬ ‫ري ُ‬ ‫شَرى الِتي ي ُ ِ‬ ‫ِبالب ُ ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج‬‫ل وََزوْ ٍ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فوه ُ ِفي الد ّن َْيا ِ‬ ‫خل ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ع َلى َ‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫خَرةِ ‪ ،‬وَل َ هُ ْ‬ ‫مرِ ال ِ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫سن َ ِ‬ ‫ه ب َِها ع ََلى أل ْ ِ‬ ‫م الل ُ‬ ‫جن ّةِ الِتي وَع َد َهُ ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خو ِ‬ ‫م ب ِد ُ ُ‬ ‫شُرون َهُ ْ‬ ‫وَوَل َد ٍ ‪ ،‬وَي َب َ ّ‬
‫ت ‪ ،‬وَِفي‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال َ‬ ‫ن‪ِ :‬‬ ‫واط ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي ث َل َث َةِ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫شَرى ت َ ُ‬ ‫ن الب ُ ْ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫سل ِهِ ‪ ) .‬وَِقي َ‬ ‫ُر ُ‬
‫شورِ ( ‪.‬‬ ‫ث والن ّ ُ‬ ‫ن الب َعْ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬
‫م ِفي‬ ‫ن ك ُّنا أوْل َِياَءك ُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ‪ :‬نَ ْ‬ ‫شُرون َهُ ْ‬ ‫م ي ُب َ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وَهُ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫قو ُ‬ ‫وَت َ ُ‬
‫ه‬
‫ما ِفي ِ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫شد ُك ُ ْ‬ ‫حقّ ‪ ،‬وَن ُْر ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَن ُل ْهِ ُ‬ ‫طاك ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫سد ّد ُ ُ‬ ‫حَياة َ الد ّن َْيا ن ُ َ‬ ‫ال ِ‬
‫عن ْد َ‬ ‫م ِ‬ ‫من ُك ُ ْ‬ ‫خَرةِ ‪ ،‬ن ُؤ ْ ّ‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ك نَ ُ‬ ‫خي ُْر وَِرضا اللهِ ت ََعالى وَك َذ ِل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ال َ‬
‫ث‬ ‫م الب َعْ ِ‬ ‫صورِ ‪ ،‬وَي َوْ َ‬ ‫خةِ ِفي ال ّ‬ ‫ف َ‬ ‫عن ْد َ الن ّ ْ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫شةِ ال َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫شت َِهي‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫خل ْد ِ ‪ ،‬وَإ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫صل ُك ُ ْ‬ ‫شورِ ‪ ،‬وَُنو ِ‬ ‫والن ّ ُ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ن وَت َطلُبو َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫منو َ‬ ‫ما ت َت َ َ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫َ‬
‫ت والن ِّعيم ِ ‪ ،‬وَلك ُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫مل ّ‬ ‫َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫أ َن ْ ُ‬

‫‪ 13/348 -‬برقم )‪ (34694‬وإسناده صحيح موقوف ‪ ،‬ومثله ل يقال بالرأي‬ ‫‪395‬‬

‫‪186‬‬
‫عة‪ ،‬حدثنا عبد السلم بن مطهر‪،‬‬ ‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبو ُزْر َ‬
‫حدثنا جعفر بن سليمان‪ :‬سمعت ثابتا قرأ سورة "حم السجدة" حتى‬
‫ة{‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬‫م ال ْ َ‬
‫ل ع َل َي ْهِ ُ‬
‫موا ت ََتنز ُ‬‫قا ُ‬
‫ست َ َ‬
‫ما ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬‫ن َقاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫بلغ‪ } :‬إ ِ ّ‬
‫فوقف فقال‪ :‬بلغنا أن العبد المؤمن حين يبعثه الله من قبره‪ ،‬يتلقاه‬
‫الملكان اللذان كانا معه في الدنيا‪ ،‬فيقولن له‪ :‬ل تخف ول تحزن‪،‬‬
‫َ‬
‫ن { قال‪ :‬فيؤمن الله خوفه‪ ،‬ويقر‬ ‫دو َ‬ ‫م ُتوع َ ُ‬ ‫جن ّةِ ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫شُروا ِبال ْ َ‬ ‫} وَأب ْ ِ‬
‫عينه فما عظيمة يخشى الناس يوم القيامة إل هي للمؤمن قرة عين‪،‬‬
‫لما هداه الله‪ ،‬ولما كان يعمل له في الدنيا‪.‬‬
‫وقال زيد بن أسلم‪ :‬يبشرونه عند موته‪ ،‬وفي قبره‪ ،‬وحين يبعث‪ .‬رواه‬
‫ابن أبي حاتم‪.‬‬
‫وهذا القول يجمع القوال كلها‪ ،‬وهو حسن جدا‪ ،‬وهو الواقع‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬نح َ‬
‫خَرةِ { أي‪ :‬تقول‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬ ‫ن أوْل َِياؤ ُك ُ ْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫الملئكة للمؤمنين عند الحتضار‪ :‬نحن كنا أولياءكم‪ ،‬أي‪ :‬قرناءكم في‬
‫الحياة الدنيا‪ ،‬نسددكم ونوفقكم‪ ،‬ونحفظكم بأمر الله‪ ،‬وكذلك نكون‬
‫معكم في الخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور‪ ،‬وعند النفخة في‬
‫الصور‪ ،‬ونؤمنكم يوم البعث والنشور‪ ،‬ونجاوز بكم الصراط المستقيم‪،‬‬
‫م { أي‪ :‬في‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬‫شت َِهي أ َن ْ ُ‬
‫ما ت َ ْ‬‫م ِفيَها َ‬ ‫ونوصلكم إلى جنات النعيم‪ } .‬وَل َك ُ ْ‬
‫الجنة من جميع ما تختارون مما تشتهيه النفوس‪ ،‬وتقر به العيون‪،‬‬
‫ن { أي‪ :‬مهما طلبتم وجدتم‪ ،‬وحضر بين أيديكم‪،‬‬ ‫عو َ‬ ‫ما ت َد ّ ُ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫} وَل َك ُ ْ‬
‫حيم ٍ { أي‪ :‬ضيافة وعطاء وإنعاما من‬ ‫فورٍ َر ِ‬ ‫ن غَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫أي كما اخترتم‪ }،‬نزل ِ‬
‫غفور لذنوبكم‪ ،‬رحيم بكم رءوف‪ ،‬حيث غفر‪ ،‬وستر‪ ،‬ورحم‪ ،‬ولطف‪..‬‬
‫‪396‬‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ -‬تفسير ابن كثير ‪ -‬دار طيبة ‪(177 / 7) -‬‬ ‫‪396‬‬

‫‪187‬‬
‫ث الثامن عشر‬
‫المبح ُ‬
‫الحث على التوبة قبل فوات الوان‬

‫جَهال َةٍ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫سوََء ب ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ع ََلى الل ّهِ ل ِل ّ ِ‬ ‫ما الت ّوْب َ ُ‬ ‫قال تعالى‪ } :‬إ ِن ّ َ‬
‫كيما ً )‬ ‫ُ‬
‫ح ِ‬ ‫ه ع َِليما ً َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ك ي َُتو ُ‬ ‫ب فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫ري ٍ‬ ‫من قَ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ي َُتوُبو َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫حد َهُ ُ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬ ‫ت الت ّوْب َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫‪ (17‬وَل َي ْ َ‬
‫فار ُأول َئ ِ َ َ‬
‫ك أع ْت َد َْنا ل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫م كُ ّ ٌ‬ ‫ن وَهُ ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن وََل ال ّ ِ‬ ‫ت اْل َ َ‬ ‫ل إ ِّني ت ُب ْ ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ما )‪ {(18‬سورة النساء‬ ‫َ‬ ‫عَ َ‬
‫ذاًبا أِلي ً‬
‫إن التوبة التي يقبلها الّله ‪ ،‬والتي تفضل فكتب على نفسه قبولها هي‬
‫التي تصدر من النفس ‪ ،‬فتدل على أن هذه النفس قد أنشئت نشأة‬
‫أخرى‪ .‬قد هزها الندم من العماق ‪ ،‬ورجها رجا شديدا حتى استفاقت‬
‫فثابت وأنابت ‪ ،‬وهي في فسحة من العمر ‪ ،‬وبحبوحة من المل ‪،‬‬
‫واستجدت رغبة حقيقية في التطهر ‪ ،‬ونية حقيقية في سلوك طريق‬
‫ن‬‫م ي َُتوُبو َ‬ ‫جهال َةٍ ث ُ ّ‬ ‫سوَء ب ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ع ََلى الل ّهِ ل ِل ّ ِ‬ ‫ما الت ّوْب َ ُ‬ ‫جديد ‪»..‬إ ِن ّ َ‬
‫كيمًا« ‪..‬والذين‬ ‫ُ‬
‫ح ِ‬ ‫ه ع َِليما ً َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫م‪َ .‬وكا َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ك ي َُتو ُ‬ ‫ب فَأولئ ِ َ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫يعملون السوء بجهالة هم الذين يرتكبون الذنوب ‪ ..‬وهناك ما يشبه‬
‫الجماع على أن الجهالة هنا معناها الضللة عن الهدى ‪ -‬طال أمدها أم‬
‫قصر ‪ -‬ما دامت ل تستمر حتى تبلغ الروح الحلقوم ‪ ..‬والذين يتوبون‬
‫من قريب ‪ :‬هم الذين يثوبون إلى الّله قبل أن يتبين لهم الموت ‪،‬‬
‫ويدخلوا في سكراته ‪ ،‬ويحسوا أنهم على عتباته‪ .‬فهذه التوبة حينئذ هي‬
‫توبة الندم ‪ ،‬والنخلع من الخطيئة ‪ ،‬والنية على العمل الصالح والتكفير‪.‬‬
‫ب‬‫ك ي َُتو ُ‬ ‫وهي إذن نشأة جديدة للنفس ‪ ،‬ويقظة جديدة للضمير ‪» ..‬فَُأولئ ِ َ‬
‫كيمًا« ‪ ..‬يتصرف عن علم وعن‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ع َِليما ً َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫م« ‪َ» ..‬وكا َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫حكمة‪ .‬ويمنح عباده الضعاف فرصة العودة إلى الصف الطاهر ‪ ،‬ول‬
‫يطردهم أبدا وراء السوار ‪ ،‬وهم راغبون رغبة حقيقية في الحمى المن‬
‫والكنف الرحيم‪.‬‬
‫إن الّله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬ل يطارد عباده الضعاف ‪ ،‬ول يطردهم متى تابوا‬
‫إليه وأنابوا‪ .‬وهو ‪ -‬سبحانه ‪ -‬غني عنهم ‪ ،‬وما تنفعه توبتهم ‪ ،‬ولكن‬
‫تنفعهم هم أنفسهم ‪ ،‬وتصلح حياتهم وحياة المجتمع الذي يعيشون فيه‪.‬‬
‫ومن ثم يفسح لهم في العودة إلى الصف تائبين متطهرين‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫مو ْ ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫حد َهُ ُ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫حّتى ِإذا َ‬ ‫ت َ‬ ‫سّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬ ‫ت الت ّوْب َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫»وَل َي ْ َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ت اْل َ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِّني ت ُب ْ ُ‬ ‫قا َ‬
‫فهذه التوبة هي توبة المضطر ‪ ،‬لجت به الغواية ‪ ،‬وأحاطت به الخطيئة‪.‬‬
‫توبة الذي يتوب لنه لم يعد لديه متسع لرتكاب الذنوب ‪ ،‬ول فسحة‬
‫لمقارفة الخطيئة‪ .‬وهذه ل يقبلها الّله ‪ ،‬لنها ل تنشئ صلحا في القلب‬
‫ول صلحا في الحياة ‪ ،‬ول تدل على تبدل في الطبع ول تغير في‬
‫التجاه‪.‬‬
‫والتوبة إنما تقبل لنها الباب المفتوح الذي يلجه الشاردون إلى الحمى‬
‫المن ‪ ،‬فيستردون أنفسهم من تيه الضلل ‪ ،‬وتستردهم البشرية من‬
‫‪188‬‬
‫القطيع الضال تحت راية الشيطان ‪ ،‬ليعملوا عمل صالحا ‪ -‬إن قدر الّله‬
‫لهم امتداد العمر بعد المتاب ‪ -‬أو ليعلنوا ‪ -‬على القل ‪ -‬انتصار الهداية‬
‫على الغواية‪ .‬إن كان الجل المحدود ينتظرهم ‪ ،‬من حيث ل يشعرون‬
‫أنه لهم بالوصيد ‪..‬‬
‫فاٌر« ‪..‬وهؤلء قد قطعوا كل ما بينهم وبين‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ن وَهُ ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫»وََل ال ّ ِ‬
‫التوبة من وشيجة ‪ ،‬وضيعوا كل ما بينهم وبين المغفرة من فرصة ‪..‬‬
‫عذابا ً أ َِليمًا«‪.‬أعتدناه ‪ :‬أي أعددناه وهيأناه ‪ ..‬فهو‬ ‫م َ‬ ‫دنا ل َهُ ْ‬
‫»ُأولئ ِ َ َ‬
‫ك أع ْت َ ْ‬
‫حاضر في النتظار ل يحتاج إلى إعداد أو إحضار! وهكذا يشتد المنهج‬
‫الرباني في العقوبة ‪ ،‬ولكنه في الوقت ذاته يفتح الباب على مصراعيه‬
‫للتوبة‪ .‬فيتم التوازن في هذا المنهج الرباني الفريد ‪ ،‬وينشئ آثاره في‬
‫‪397‬‬
‫الحياة كما ل يملك منهج آخر أن يفعل في القديم والجديد ‪..‬‬
‫توبة الله على عباده نوعان‪ :‬توفيق منه للتوبة‪ ،‬وقبول لها بعد وجودها‬
‫من العبد‪ ،‬فأخبر هنا ‪-‬أن التوبة المستحقة على الله حق أحقه على‬
‫جَهال َةٍ {‬ ‫نفسه‪ ،‬كرما منه وجودا‪ ،‬لمن عمل السوء أي‪ :‬المعاصي } ب ِ َ‬
‫أي‪ :‬جهالة منه بعاقبتها وإيجابها لسخط الله وعقابه‪ ،‬وجهل منه بنظر‬
‫الله ومراقبته له‪ ،‬وجهل منه بما تئول إليه من نقص اليمان أو إعدامه‪،‬‬
‫فكل عاص لله‪ ،‬فهو جاهل بهذا العتبار وإن كان عالما بالتحريم‪ .‬بل‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ي َُتوُبو َ‬ ‫العلم بالتحريم شرط لكونها معصية معاقبا عليها } ث ُ ّ‬
‫ب { يحتمل أن يكون المعنى‪ :‬ثم يتوبون قبل معاينة الموت‪ ،‬فإن‬ ‫ري ٍ‬ ‫قَ ِ‬
‫الله يقبل توبة العبد إذا تاب قبل معاينة الموت والعذاب قطعا‪ .‬وأما بعد‬
‫حضور الموت فل ُيقبل من العاصين توبة ول من الكفار رجوع‪ ،‬كما قال‬
‫َ‬ ‫تعالى عن فرعون‪ } :‬حتى إ َ َ‬
‫ذي‬‫ه ِإل ال ّ ِ‬ ‫ه ل إ ِل َ َ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫لآ َ‬ ‫ه ال ْغََرقُ َقا َ‬ ‫ذا أد َْرك َ ُ‬ ‫َ ّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مّنا‬‫سَنا َقالوا آ َ‬ ‫ما َرأْوا ب َأ َ‬ ‫ل { الية‪ .‬وقال تعالى‪ } :‬فَل ّ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ت ب ِهِ ب َُنو إ ِ ْ‬ ‫من َ ْ‬ ‫آ َ‬
‫م لَ ّ‬
‫ما‬ ‫مان ُهُ ْ‬ ‫م ِإي َ‬ ‫فعُهُ ْ‬ ‫ك ي َن ْ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن * فَل َ ْ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ك ُّنا ب ِهِ ُ‬ ‫فْرَنا ب ِ َ‬ ‫حد َه ُ وَك َ َ‬ ‫ِبالل ّهِ وَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫عَباد ِهِ { ‪.‬‬ ‫ت ِفي ِ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ة الل ّهِ ال ِّتي قَد ْ َ‬ ‫سن ّ َ‬ ‫سَنا ُ‬ ‫َرأْوا ب َأ َ‬
‫ت { أي‪ :‬المعاصي‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬ ‫ت الت ّوْب َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫وقال هنا‪ } :‬وَل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫ن َول‬ ‫ت ال َ‬ ‫ل إ ِّني ت ُب ْ ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬‫حد َهُ ُ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫فيما دون الكفر‪َ } .‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما{ وذلك أن التوبة‬ ‫ذاًبا أِلي ً‬ ‫م عَ َ‬ ‫ك أع ْت َد َْنا لهُ ْ‬ ‫فاٌر أولئ ِ َ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ن وَهُ ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫في هذه الحال توبة اضطرار ل تنفع صاحبها‪ ،‬إنما تنفع توبة الختيار‪.‬‬
‫ب { أي‪ :‬قريب من فعلهم‬ ‫ري ٍ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ويحتمل )‪ (1‬أن يكون معنى قوله‪ِ } :‬‬
‫للذنب الموجب للتوبة‪ ،‬فيكون المعنى‪ :‬أن من بادر إلى القلع من حين‬
‫صدور الذنب وأناب إلى الله وندم عليه فإن الله يتوب عليه‪ ،‬بخلف من‬
‫ة‬
‫ت راسخ ً‬ ‫استمر على ذنوبه وأصر على عيوبه‪ ،‬حتى صارت فيه صفا ٍ‬
‫فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة‪.‬‬
‫والغالب أنه ل يوفق للتوبة ول ييسر لسبابها‪ ،‬كالذي يعمل السوء على‬
‫علم تام ويقين وتهاون بنظر الله إليه‪ ،‬فإنه سد على نفسه باب‬
‫الرحمة‪.‬‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(603 / 1) -‬‬ ‫‪397‬‬

‫‪189‬‬
‫نعم قد يوفق الله عبده المصر على الذنوب عن عمد ويقين لتوبة‬
‫تامة ]التي[ يمحو بها ما سلف من سيئاته وما تقدم من جناياته‪ ،‬ولكن‬
‫ن‬
‫كا َ‬‫الرحمة والتوفيق للول أقرب‪ ،‬ولهذا ختم الية الولى بقوله‪ } :‬وَ َ‬
‫ما { ‪.‬‬ ‫كي ً‬‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ع َِلي ً‬ ‫الل ّ ُ‬
‫من علمه أنه يعلم صادق التوبة وكاذبها فيجازي كل منهما بحسب ما‬ ‫ف ِ‬
‫يستحق بحكمته‪ ،‬ومن حكمته أن يوفق من اقتضت حكمته ورحمته‬
‫م توفيقه‪ .‬والله‬ ‫قه للتوبة‪ ،‬ويخذل من اقتضت حكمته وعدله عد َ‬ ‫توفي َ‬
‫‪398‬‬
‫أعلم‪.‬‬
‫حّتى ِإذا‬ ‫ت َ‬ ‫سّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬
‫ذي َ‬‫ة ل ِل ّ ِ‬‫ت الت ّوْب َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬وَل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫فاٌر «‬ ‫م كُ ّ‬‫ن وَهُ ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ن وََل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت اْل َ‬ ‫ل إ ِّني ت ُب ْ ُ‬ ‫ت قا َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫مو ْ ُ‬ ‫حد َهُ ُ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫فون بمحارم الله ‪ ،‬فيهجمون عليها فى غير‬ ‫ّ‬ ‫رد ّ وردع لولئك الذين يستخ ّ‬
‫تحرج ول تأثم ‪ ،‬ويبيتون معها ‪ ،‬ويصبحون عليها ‪ ،‬دون أن يكون لهم مع‬
‫أنفسهم حساب أو مراجعة ‪ ..‬وهكذا يقطعون العمر ‪ ،‬فى صحبة‬
‫الفواحش ‪ ،‬ظاهرها وباطنها ‪ ،‬حتى إذا بلغوا آخر الشوط من الحياة ‪،‬‬
‫ل عليهم الموت ‪ ،‬فزعوا وكربوا ‪ ،‬وألقوا بهذا الزاد الخبيث من‬ ‫وأط ّ‬
‫أيديهم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬تبنا إلى الّله ‪ ،‬وندمنا على ما فعلنا من ركوب هذه‬
‫المنكرات!‬
‫إنها توبة لم تجىء من قلب مطمئن ‪ ،‬وعقل مدرك ‪ ،‬يحاسب ويراجع ‪،‬‬
‫ويأخذ ويدع ‪ ،‬ولكنها توبة اليائس الذي ل يجد أمامه طريقا غير هذا‬
‫الطريق ‪ ..‬إنه لم يثب وهو فى خيرة من أمره ‪ ..‬فيمسك المنكر أو‬
‫يدعه ‪ ،‬ويقيم على المعصية أو يهجرها ‪ ..‬وإنما هو إذ يتوب فى ساعة‬
‫الموت ‪ ،‬أشبه بالمكره على تلك التوبة ‪ ،‬إذ ل وجه أمامه للنجاة غير‬
‫ده الّله‬ ‫هذا الوجه ‪ ..‬وقد فعلها فرعون من قبل حين أدركه الغرق ‪ ،‬فر ّ‬
‫ه ال ْغََرقُ قا َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫حّتى ِإذا أد َْرك َ ُ‬ ‫سبحانه ‪ ،‬ولم يقبل منه صرفا ول عدل ‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن آْل َ‬
‫ن‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل وَأَنا ِ‬ ‫سراِئي َ‬ ‫ت ب ِهِ ب َُنوا إ ِ ْ‬ ‫من َ ْ‬
‫ذي آ َ‬ ‫ه إ ِّل ال ّ ِ‬ ‫ه ل ِإل َ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫آ َ‬
‫ن « )‪ 90‬ـ ‪ : 91‬يونس(‪.‬‬ ‫دي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل وَك ُن ْ َ‬ ‫ت قَب ْ ُ‬ ‫صي ْ َ‬ ‫وَقَد ْ ع َ َ‬
‫إن إيمان فرعون هنا لم يكن عن اختيار بين اليمان والكفر ‪ ..‬بل كان ل‬
‫بد ّ له من أن يؤمن حتى ينجو من الغرق ‪ ،‬إن الكفر بالّله هو الذي‬
‫أورده هذا المورد ‪ ،‬وإن اليمان بالّله الذي كفر به من قبل هو الذي‬
‫در!!‬ ‫ده عن هذا المورد ويدفعه عنه ‪ ..‬هكذا فكر وق ّ‬ ‫ير ّ‬
‫وشبيه بهؤلء الذين ل يرجعون إلى الله ‪ ،‬ول يذكرونه إل عند حشرجة‬ ‫ّ‬
‫الموت ‪ ،‬أولئك اّلذين يغرقون أنفسهم فى الثام مادامت تواتيهم‬
‫دت فى وجوههم منافذ‬ ‫الظروف ‪ ،‬وتسعفهم الحوال ‪ ،‬حتى إذا س ّ‬
‫ففوا وتابوا ‪..‬‬ ‫الطريق إلى مقارفة الثم ‪ ،‬بسبب أو بأكثر من سبب ‪ ،‬تع ّ‬
‫وتلك توبة العاجز المقهور ‪ ،‬ورجعة المهزوم المغلوب على أمره‪ .‬ل‬
‫يخالطها شىء من الندم ‪ ،‬ول يقوم عليها سلطان من إرادة ومغالبة ‪..‬‬
‫‪399‬‬
‫إنها توبة غير مقبولة‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير السعدي ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(171‬‬ ‫‪398‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(727 / 2) -‬‬ ‫‪399‬‬

‫‪190‬‬
‫ل‬‫قب َ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫‪400‬ب ِ ّ‬ ‫ن الن ّ‬ ‫مَر رضي الله عنهما ع َ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫ر « أخرجه الترمذي‬ ‫م ي ُغَْرِغ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ة ال ْعَب ْد ِ َ‬ ‫ت َوْب َ َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫معَ أْرب َعَ ٌ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫مان ِ ّ‬ ‫ن الب َي ْل َ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫مَِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫قب َ ُ‬
‫ل‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م‪َ :‬‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫قا َ‬ ‫الل ّهِ ‪ ، ‬فَ َ‬
‫ت ب ِي َوْم ٍ " فَ َ‬ ‫ة ال ْعبد قَب َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت هَ َ‬ ‫معْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ل الّثاِني ‪ :‬آن ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ت َوْب َ َ َ ْ ِ ْ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬؟ َقا َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪ :‬وَأَنا َ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫ة ال ْعَب ْد ِ قَب ْ َ‬
‫ث‪:‬‬ ‫ل الّثال ِ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف ي َوْم ٍ " فَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت ب ِن ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ل ت َوْب َ َ‬ ‫قب َ ُ‬‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫" إِ ّ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬؟ َقا َ‬ ‫ت هَ َ‬
‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪ :‬وَأَنا َ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫معْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ت َ‬ ‫آن ْ َ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫ة العَب ْد ِ قَب ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬
‫حو َ ٍ‬ ‫ض ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ل ت َوْب َ َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫َر ُ‬
‫ل ‪ :‬نعم ‪ .‬وأناَ‬
‫َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬؟ َقا َ َ َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت هَ َ‬ ‫معْ َ‬ ‫س ِ‬‫ت َ‬ ‫ل الّراب ِعُ ‪ :‬آن ْ َ‬ ‫" َقا َ‬
‫م ي ُغَْرِغْر‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ة ال ْعَب ْد ِ َ‬ ‫ل ت َوْب َ َ‬ ‫ه ي َقْب َ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫‪401‬‬
‫سهِ " أخرجه أحمد‬ ‫ف ِ‬ ‫ب ِن َ َ‬
‫ل»‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ة بن سل ْمان أ َن أ َبا ذ َر حدث َه َ‬ ‫وع َ ُ‬
‫ن َر ُ‬ ‫مأ ّ‬ ‫م َ ْ ِ َ َ َ ّ َ ّ َ ّ ُ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ْ‬
‫ب «‪َ .‬قالوا َيا‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ّ‬
‫جا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫قِع ال ِ‬ ‫م يَ َ‬ ‫ما ل ْ‬ ‫فُر ل ِعَب ْد ِهِ ‪َ -‬‬ ‫ة ع َب ْد ِهِ ‪ -‬أوْ ي َغْ ِ‬ ‫ل ت َوْب َ َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل َ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬ ‫ما وُُقوع ُ ال ْ ِ‬
‫ة «‪.‬‬ ‫شرِك َ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ى ُ‬ ‫س وَه ِ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت الن ّ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ل»أ ْ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫‪402‬‬
‫أخرجه أحمد‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫قَهاِء ؛ ل َِن َّها ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ق ال ْ ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫فوْرِ ِبات ّ َ‬ ‫عا ع ََلى ال ْ َ‬ ‫شْر ً‬ ‫ة َ‬ ‫جب َ ٌ‬ ‫صي َةِ َوا ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫فالت ّوْب َ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ‪َ،‬قال الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫كي َ‬ ‫سال ِ ِ‬ ‫مَناِزل ال ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأّول َ‬ ‫دي ِ‬ ‫عد ِ ال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫مةِ وَقَ َ‬ ‫مهِ ّ‬ ‫سل َم ِ ال ْ ُ‬ ‫صول ال ِْ ْ‬ ‫أ ُ‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ن ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ميًعا أي َّها ال ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت ََعاَلى ‪ } :‬وَُتوُبوا إ َِلى الل ّهِ َ‬
‫) سورة النور ‪. ( 31 /‬‬
‫ة‪:‬‬ ‫وب َ ِ‬ ‫ت الت ّ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫حَياةِ غ َي َْر‬ ‫مل ً ِفي ال َ‬ ‫ن ظل آ ِ‬ ‫حَيات ِهِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ة إ ِلى آ ِ‬ ‫ب الت ّوْب َ َ‬ ‫مذ ْن ِ ُ‬ ‫خَر ال ُ‬ ‫ذا أ ّ‬ ‫إِ َ‬
‫قُبول َ ٌ‬ ‫حال َ َ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ة فَت َوْب َت ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ت ي ُد ْرِك ُ ُ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م قَط ًْعا أ ّ‬ ‫ث ل َ ي َعْل َ ُ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫س بِ َ‬ ‫َيائ ِ ٍ‬
‫ذي‬ ‫قوْل ِهِ ت ََعاَلى ‪} :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ريًبا ِ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫قَهاِء ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫مُهورِ ال ْ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ُ‬
‫ن{ )‪(25‬‬ ‫فعَلو َ‬ ‫ُ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ت وَي َعْل ُ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قب َ ُ‬
‫فو ع َ ِ‬ ‫عَباد ِهِ وَي َعْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫ل الت ّوْب َ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ما ل َ ْ‬ ‫ة ال ْعَب ْد ِ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫قوْل ِهِ ‪ : ‬إ ِ ّ‬
‫‪403‬‬
‫‪.‬‬ ‫م ي ُغَْرِغْر‬ ‫قَبل ت َوْب َ َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫الشورى‪ ،‬وَل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫سورة‬
‫ْ‬ ‫ن ِفي َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫شاهَد َة ُ د َل َِئل‬ ‫م َ‬ ‫س) ُ‬ ‫حالةِ الي َأ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫حَياةِ وَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مل ِ‬ ‫ن قَط َعَ ال َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫فوا ِفيهِ ‪:‬‬ ‫َ‬
‫خت َل ُ‬ ‫ت ( َفا ْ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫حَناب ِل َةِ ‪ ،‬وََرأ ْيٌ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫في ّةِ ‪ :‬وَوَ ْ‬ ‫حن َ ِ‬‫ض ال ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ول ب َعْ‬ ‫ة ‪ -‬وَهُوَ قَ ْ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫َقال ال ْ َ‬
‫ذي‬ ‫س ال ّ ِ‬ ‫ة الَيائ ِ ِ‬
‫قَبل ت َوْب َ ُ ْ‬ ‫ه ل َ تُ ْ‬ ‫عَرةِ ‪ :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫شا ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫مذ ْهَ ِ‬ ‫ب إ َِلى َ‬ ‫س َ‬ ‫شافِعِي ّةِ ‪ ،‬وَن ُ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬ ‫ت الت ّوْب َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫وله ت ََعاَلى ‪} :‬وَل َي ْ َ‬ ‫ت ‪ ،‬ب ِد َِليل قَ ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫شاه ِد ُ د َل َِئل ال ْ َ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬
‫ن وَل َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ل إ ِّني ت ُب ْ ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َهُ ُ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ي َعْ َ‬

‫‪ - 400‬الترمذي )‪ ( 3880‬وحم ‪ (6304) 2/132‬وابن ماجه )‪ (4394‬وهب )‪ (6799‬وع )‪(5586‬‬


‫والحسان )‪ ( 630‬وهو حديث صحيح‪ .‬يغرغر ‪ :‬تبلغ روحه الحلقوم‬
‫)‪ (15898) 3/425 (3‬وهو حديث ضعيف‪.‬‬
‫‪ - 401‬مسند أحمد )‪ (15898‬فيه ضعف‬
‫‪ - 402‬برقم )‪22143‬و ‪ (22144‬والحاكم ‪ (7660) 4/257‬وتهذيب الثار ) ‪(1950‬وبز ) ‪(4056‬‬
‫والحسان )‪628‬و ‪ (629‬والمجمع )‪ (17512‬وإتحاف المهرة )‪ ( 166‬وهو حديث حســن لغيره‬
‫‪ - 403‬سنن الترمذى)‪ (3880‬صحيح لغيره‬
‫‪191‬‬
‫َ‬ ‫فار أ ُول َئ ِ َ َ‬
‫ما{ )‪ (18‬سورة‬ ‫ذاًبا أِلي ً‬ ‫م عَ َ‬ ‫ك أع ْت َد َْنا ل َهُ ْ‬ ‫م كُ ّ ٌ ْ‬ ‫ن وَهُ ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫النساء ‪.‬‬
‫ن‬‫خُرو َ‬ ‫ب وَي ُؤ َ ّ‬ ‫ن الذ ُّنو َ‬ ‫ن ي َْرت َك ُِبو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ ال ْ ُ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫ن ال ْي َ َ‬ ‫َقاُلوا ‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫موُتو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وله ت ََعاَلى ب َعْد َه ُ ‪ } :‬وَل َ ال ّ ِ‬ ‫ت ال ْغَْرغ ََرةِ ‪ ،‬ب ِد َِليل قَ ْ‬ ‫ة إ َِلى وَقْ ِ‬ ‫الت ّوْب َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ضورِ ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ة إ َِلى ُ‬ ‫خَر الت ّوْب َ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫معَ ب َي ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ت ََعاَلى َ‬ ‫فاٌر { ل ِن ّ ُ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫قَبل‬ ‫ما ل َ ي ُ ْ‬ ‫س كَ َ‬ ‫قَبل ت َوْب َ ُ ْ‬ ‫كافٌِر ‪ ،‬فَل َ ت ُ ْ‬ ‫ت وَهُوَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة الَيائ ِ ِ‬ ‫مو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قةِ وَب َي ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬
‫دل ع ََلى‬ ‫ذا ي َ ُ‬ ‫م ي ُغَْرِغْر وَهَ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫قَبل الت ّوْب َ َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫قوْل ِهِ ‪ : ‬إ ِ ّ‬ ‫ه ‪ .‬وَل ِ َ‬ ‫مان ُ ُ‬ ‫ِإي َ‬
‫ْ‬ ‫حال َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ة الي َأ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ها قَْبل ال ْغَْرغ ََرةِ ‪ ،‬وَه ِ َ‬ ‫دوُر َ‬ ‫ص ُ‬ ‫حةِ الت ّوْب َةِ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫ط لِ ِ‬ ‫شت ََر ْ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫أن ّ ُ‬
‫م ‪. 404‬‬ ‫قو َ‬ ‫حل ْ ُ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫وَب ُلوغ ُ الّرو ِ‬
‫ُ‬
‫م إ َِلى‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫حَناب ِل َةِ ‪ -‬وَع ََزاه ُ ب َعْ ُ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫خُر ِ‬ ‫هآ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫في ّةِ ‪ -‬وَهُوَ وَ ْ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫عن ْد َ ب َعْ ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬
‫حال َ ِ‬
‫ة‬ ‫ه وَل َوْ ِفي َ‬ ‫قَبل ت َوْب َت ُ ُ‬ ‫ي تُ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ال َْعا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ريد ِي ّةِ أ ّ‬ ‫ِ‬ ‫مات ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫مذ ْهَ ِ‬ ‫َ‬
‫ن الكافَِر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫قأ ّ‬ ‫فْر ِ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ج ُ‬ ‫قَبل ‪ ،‬وَوَ ْ‬ ‫ه ل يُ ْ‬ ‫س فإ ِن ّ ُ‬ ‫ن الَيائ ِ ُ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ف ِإي َ‬ ‫خل ِ‬ ‫الغَْرغَرةِ ‪ ،‬ب ِ ِ‬
‫حال ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ف وَ َ‬ ‫عارِ ٌ‬ ‫سقُ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫عْرَفاًنا ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ماًنا وَ ِ‬ ‫ف ب َِالل ّهِ ت ََعاَلى ‪ ،‬وَي َب ْد َأ ِإي َ‬ ‫عارِ ٍ‬ ‫غ َي ُْر َ‬
‫َ‬
‫وله ت ََعاَلى ‪ } :‬وَهُ َ‬ ‫ق قَ ْ‬ ‫داِء وَل ِط ْل َ ِ‬ ‫قاِء ‪َ ،‬وال ْب َ َ‬ ‫حال ال ْب َ َ‬
‫‪405‬‬
‫و‬ ‫ن ال ِب ْت ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫سَهل ِ‬ ‫قاُء أ ْ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت وَي َعْل َ ُ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫فو ع َ ِ‬ ‫عَباد ِهِ وَي َعْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫ل الت ّوْب َ َ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪ (25‬سورة الشورى‬
‫حال َ ِ‬
‫ة‬ ‫مهِ ِفي َ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫كافِرِ ب ِإ ِ ْ‬ ‫قَهاِء ِفي ع َد َم ِ قَُبول ت َوْب َةِ ال ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ف ب َي ْ َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫وَل َ ِ‬
‫َ‬ ‫ال ْيأ ْ‬
‫ذا أد َْرك َ ُ‬
‫ه‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ن‪َ }:‬‬ ‫حال فِْرع َوْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫كاي َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫وله ت ََعاَلى ِ‬ ‫ب ِد َِليل قَ ْ‬
‫‪406‬‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ل وَأن َا ْ ِ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ت ب ِهِ ب َُنو إ ِ ْ‬ ‫من َ ْ‬ ‫ذي آ َ‬ ‫ه إ ِل ّ ال ّ ِ‬ ‫ه ل إ ِل ِ َ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫من ُ‬ ‫لآ َ‬ ‫ال ْغََرقُ َقا َ‬
‫ن{ )‪ (90‬سورة يونس ‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قَبل ‪:‬‬ ‫ن ل َ تُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وب َت ُ ُ‬ ‫قَبل ت َ ْ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫صي‬ ‫سل ِم ِ ال َْعا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫كافِرِ َوال ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫قَبل الت ّوْب َ َ‬ ‫ه وَت ََعاَلى ي َ ْ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫تَ َ‬
‫قب َ ُ‬
‫ل‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ث َقال ‪} :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫جيد ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ما وَع َد َ ِفي ك َِتاب ِهِ ال ْ َ‬ ‫سان ِهِ ك َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ضل ِهِ وَإ ِ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ن{ )‪ (25‬سورة‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت وَي َعْل َ ُ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫فو ع َ ِ‬ ‫عَباد ِهِ وَي َعْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫الت ّوْب َ َ‬
‫قَهاُء ِفي قَُبول الت ّوْب َةِ ِفيَها‬ ‫ف َ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫تا ْ‬ ‫حال َ ِ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ك ب َعْ ُ‬ ‫ن هَُنا َ‬ ‫الشورى‪ ،‬ل َك ِ ْ‬ ‫َْ‬
‫ت‪:‬‬ ‫حال َ ِ‬ ‫ن هَذ ِهِ ال ْ َ‬ ‫ّ َِ َ ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ها‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ص‬ ‫خا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ش‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ن َظ ًَرا ل ِل‬
‫ق‪:‬‬ ‫دي ِ‬ ‫ة الّزن ْ ِ‬ ‫وب َ ُ‬ ‫أ ‪ -‬تَ ْ‬
‫‪.‬‬ ‫‪407‬‬
‫ن‬ ‫ريعَةٍ وَل َ ي َت َد َي ّ ُ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ذي ل َ ي َت َ َ‬ ‫ّ‬
‫دي ٍ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ديقُ هُوَ ال ِ‬ ‫الّزن ْ ِ‬
‫ة‬
‫في ّ ِ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ب ِ‬ ‫مذ ْهَ ِ‬ ‫ظاه ُِر ال ْ َ‬ ‫ة وَهُوَ َ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫قَهاِء ‪ ) ،‬ال ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫مُهوُر ال ْ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫وَ ُ‬
‫قوْل ِهِ ت ََعاَلى ‪} :‬إ ِل ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق لِ َ‬ ‫دي َ ِ‬ ‫ة الّزن ْ ِ‬ ‫قَبل ت َوْب َ ُ‬ ‫ه ل َ تُ ْ‬ ‫شافِعِي ّةِ ( ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫عن ْد َ ال ّ‬ ‫وََرأيٌ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م{ )‬ ‫حي ُ‬ ‫ب الّر ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫م وَأَنا الت ّ ّ‬ ‫ب ع َلي ْهِ ْ‬ ‫ك أُتو ُ‬ ‫حوا وَب َي ُّنوا فَأوْلئ ِ َ‬ ‫صل ُ‬ ‫ن َتاُبوا وَأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪ (160‬سورة البقرة‪.‬‬
‫ن ي ُظ ْهُِر‬ ‫َ‬
‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ؛ ل ِن ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف َ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫ه ِبالت ّوْب َةِ ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ديقُ ل َ ي َظ ْهَُر ِ‬ ‫َوالّزن ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫سّرا ِبالك ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ن الّزن ْد َقَةِ ‪ .‬لك ِ ِ‬ ‫ف ع َي ْ ُ‬ ‫خو ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ن الت ّوْب َ َ‬ ‫فرِ ؛ وَل ِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ال ِْ ْ‬

‫‪ - 404‬ابن عابدين ‪ ، 289 / 3 ، 571 / 1‬والفواكه الدواني ‪ ، 90 / 1‬وتفسير الماوردي ‪/ 1‬‬


‫‪ ، 372‬والداب الشرعية لبن مفلح ‪. 127 / 1‬‬
‫‪ - 405‬المراجع السابقة ‪.‬‬
‫‪ - 406‬تفسير الطبري ‪ ، 97 ، 96 / 8‬وانظر أيضا تفسير الماوردي ‪. 373 ، 372 / 1‬‬
‫‪ - 407‬ابن عابدين ‪ ، 296 / 3‬وحاشية القليوبي ‪ ، 177 / 4‬وكشاف القناع ‪. 178 ، 176 / 6‬‬
‫‪192‬‬
‫ها قَْبل ال ِط ّل َِع‬ ‫ذا أ َظ ْهََر َ‬ ‫ق إِ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ن الّزن ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫قُبول الت ّوْب َةِ ِ‬ ‫حوا ب ِ َ‬ ‫صّر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‪.408‬‬ ‫ع َل َي ْ ِ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫دي َ‬ ‫ن الّزن ْ ِ‬ ‫حَناب ِل َةِ أ ّ‬ ‫شافِعِي ّةِ َوال ْ َ‬ ‫عن ْد َ ال ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫ي رَِواي َ ٌ‬ ‫في ّةِ وَه ِ َ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫وَِفي رَِواي َةٍ ِ‬
‫قوْل ِهِ ت ََعاَلى ‪ُ} :‬قل‬ ‫َ‬
‫شُروط َِها ؛ ل ِ َ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫قَبل ت َوْب َت ُ ُ‬ ‫مْرت َد ّ فَت ُ ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫كا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ري ع َل َي ْهِ أ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ت‬‫ض ْ‬ ‫م َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫دوا ْ فَ َ‬ ‫ن ي َُعو ُ‬ ‫ف وَإ ِ ْ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ما قَد ْ َ‬ ‫فْر ل َُهم ّ‬ ‫فُروا ْ ِإن َينت َُهوا ْ ي ُغَ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ِل ّ ِ‬
‫ن{ )‪ (38‬سورة النفال ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ة ال َوِّلي‬ ‫سن ّ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ 410‬ب ِهِم ِ‬ ‫حقَ‬ ‫ما أل ْ َ‬ ‫م ‪ ،‬كَ َ‬
‫‪409‬‬
‫ف فَِرقِهِ ْ‬ ‫خت َل َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة بِ ُ‬ ‫ة ِبالّزَناد ِقَةِ ال َْباط ِن ِي ّ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫حقَ ال ّ‬ ‫وَأل ْ َ‬
‫‪.‬‬ ‫ن‬
‫دي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مارِِقي َ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫وائ ِ ِ‬ ‫سائ َِر الط ّ َ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫حي ّ َ‬ ‫ة َوال َِْبا ِ‬ ‫حُلول ِي ّ َ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‪:‬‬ ‫ردّت ُ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن ت َك َّرَر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫وب َ ُ‬ ‫ب ‪ -‬تَ ْ‬
‫َ‬
‫قَبل‬ ‫ه ل َ تُ ْ‬ ‫ك ب ِأن ّ ُ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ب إ َِلى َ‬ ‫س َ‬ ‫في ّةِ وَن ُ ِ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ة ‪ -‬وَهُوَ رَِواي َ ٌ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫صّر َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫فُروا ث ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫مك َ‬ ‫َ‬ ‫مُنوا ث ُ ّ‬‫ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬‫ّ‬ ‫قوْل ِهِ ت ََعالى ‪} :‬إ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ه ؛ لِ َ‬ ‫ت رِد ّت ُ ُ‬ ‫ن ت َكّرَر ْ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ت َوْب َ ُ‬
‫م‬‫م وَل َ ل ِي َهْد ِي َهُ ْ‬ ‫فَر ل َهُ ْ‬ ‫ه ل ِي َغْ ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫م ي َك ُ ِ‬ ‫فًرا ل ّ ْ‬ ‫دوا ْ ك ُ ْ‬ ‫دا ُ‬ ‫م اْز َ‬ ‫فُروا ْ ث ُ ّ‬ ‫م كَ َ‬ ‫مُنوا ْ ث ُ ّ‬ ‫آ َ‬
‫فُروا ْ ب َعْد َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ه ‪} :‬إ ِ ّ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫قوْل ِهِ ُ‬ ‫ل{ )‪ (137‬سورة النساء ‪ .‬وَل ِ َ‬ ‫سِبي ً‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫م وَأوْلئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن{ )‪(90‬‬ ‫ضآلو َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ل ت َوْب َت ُهُ ْ‬ ‫فًرا لن ت ُ ْ‬ ‫دوا ك ْ‬ ‫دا ُ‬ ‫م اْز َ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫ِإي َ‬
‫ن‬
‫ما ٍ‬ ‫قد ّم ِ ِإي َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ل َ ب ُد ّ ِ‬ ‫دي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫فًرا َ‬ ‫ضي ك ُ ْ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫سورة آل عمران‪َ ،‬وال ِْزد َِياد ُ ي َ ْ‬
‫ع َل َي ْهِ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ه أت ِ َ‬ ‫ه ‪ :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫قال ل َ ُ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ي ب َِر ُ‬ ‫ه أت ِ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫سُعود ٍ َر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اب ْ َ‬ ‫ما ُروِيَ أ ّ‬ ‫وَل ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ن ت َك َْراَر الّرد ّةِ ِ‬ ‫ه ‪ .‬وَل ِ ّ‬ ‫قت َل َ ُ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ك قَد ْ ع ُد ْ َ‬ ‫ت وَأَرا َ‬ ‫ت أّنك ت ُب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مّرة ً فََزع َ ْ‬ ‫ِبك َ‬
‫ن فَي ُ ْ‬ ‫مَبال َت ِهِ ِبال ّ‬ ‫قيد َت ِهِ وَقِل ّةِ ُ‬ ‫دل ع ََلى فَ َ‬
‫‪411‬‬
‫‪.‬‬ ‫قَتل‬ ‫دي ِ‬ ‫ساد ِ ع َ ِ‬ ‫يَ ُ‬
‫قَبل‬ ‫ه تُ ْ‬ ‫مال ِك ِي ّةِ ‪ :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫في ّةِ َوال ْ َ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫مذ ْهَ ِ‬ ‫شُهوُر ِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة وَهُوَ ال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫وََقال ال ّ‬
‫فُروا ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وله ت ََعاَلى ‪ُ} :‬قل ل ِل ّ ِ‬ ‫ق قَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ه ؛ ل ِط ْل َ‬ ‫ت رِد ّت ُ ُ‬ ‫مْرت َد ّ وَل َوْ ت َك َّرَر ْ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫ت َوْب َ ُ‬
‫َ‬ ‫دوا ْ فَ َ‬ ‫سل َ َ‬
‫ن{ )‬ ‫ة ا ُلوِّلي ِ‬ ‫سن ّ ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫م َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ن ي َُعو ُ‬ ‫ف وَإ ِ ْ‬ ‫ما قَد ْ َ‬ ‫فْر ل َُهم ّ‬ ‫ِإن َينت َُهوا ْ ي ُغَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن أَقاِتل‬ ‫مْرت أ ْ‬ ‫م‪:‬أ ِ‬ ‫سَل ُ‬ ‫صَلة ُ َوال ّ‬ ‫قوْل ِهِ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫‪ (38‬سورة النفال‪ ,‬وَل ِ َ‬
‫مّني‬ ‫موا ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ذا َقاُلوا ل َ إ ِل َ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫قوُلوا ل َ إ ِل َ َ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫الّنا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ .‬ل َك ِن ّهُ ْ‬ ‫م ع ََلى الل ّهِ‬ ‫م إ ِل ّ ب ِ َ‬ ‫وال َهُ ْ‬
‫‪412‬‬
‫ن‬‫حوا ب ِأ ّ‬ ‫صّر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ساب ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫قَها وَ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫ماَءهُ ْ‬ ‫دِ َ‬
‫َ‬
‫س وَل َ‬ ‫حب ْ ِ‬ ‫ب أوْ ِبال ْ َ‬ ‫ضْر ِ‬ ‫ب َثان ًِيا ع ُّزَر ِبال ّ‬ ‫ذا َتا َ‬ ‫ه الّرد ّة ُ إ ِ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫مت َك َّرَرة ُ ِ‬ ‫مْرت َد ّ ال ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫سِبيل َ ُ‬
‫ه‬ ‫خّلى َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ه ال ِْ َ‬ ‫ضَرب َ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫م َتا َ‬ ‫ذا اْرت َد ّ َثان ًِيا ث ُ ّ‬ ‫ن ‪ :‬إِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫عاب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قَتل ‪َ ،‬قال اب ْ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫حّتى ت َظهََر ع َلي ْهِ آَثاُر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه َ‬ ‫س ُ‬ ‫حب َ َ‬ ‫جيًعا وَ َ‬ ‫ضْرًبا وَ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ضَرب َ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫م َتا َ‬ ‫ن اْرت َد ّ َثال ًِثا ث ُ ّ‬ ‫‪ ،‬وَإ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫دا َ‬ ‫ذا أب َ ً‬ ‫عاد َ فََعل ب ِهِ هَك َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫سِبيل َ ُ‬ ‫خّلى َ‬ ‫م َ‬ ‫ص ثُ ّ‬ ‫خل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫الت ّوْب َةِ وَي ََرى أن ّ ُ‬
‫ة‬
‫شافِعِي ّ ِ‬ ‫مال ِك ِي ّةِ َوال ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ذا ع َ ِ‬ ‫مْثل هَ َ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫سل َم ِ ‪،‬وَقَد ْ َ‬ ‫جعَ إ َِلى ال ِْ ْ‬ ‫حّتى ي َْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫َ‬
‫‪413‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ - 408‬ابن عابدين ‪ ، 31 / 1‬و ‪ ، 296 ، 290 / 3‬والحطاب ‪ ، 282 / 6‬وجواهر الكليل ‪، 279 / 2‬‬
‫والقليوبي ‪ ، 177 / 4‬والمغني ‪ ، 298 / 6‬وكشاف القناع ‪. 178 ، 177 / 6‬‬
‫‪ - 409‬الباطنية هم القائلون بأن للقرآن باطنا وظاهرا ‪ ،‬والباطن هو المراد منه دون ظاهره ‪.‬‬
‫) قليوبي ‪. ( 177 / 4‬‬
‫‪ - 410‬المراجع السابقة ‪.‬‬
‫‪ - 411‬المغني ‪ ، 127 ، 126 / 8‬وكشاف القناع ‪. 177 / 6‬‬
‫‪ - 412‬صحيح البخارى)‪ (25‬ومسلم )‪ (133‬متواتر‬
‫‪ - 413‬ابن عابدين ‪ ، 286 / 3‬والحطاب ‪ ، 282 / 6‬وأسنى المطالب ‪ ، 122 / 4‬والجمل على‬
‫شرح المنهج ‪. 126 / 5‬‬
‫‪193‬‬
‫ر‪:‬‬ ‫ح ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫وب َ ُ‬ ‫ج ‪ -‬تَ ْ‬
‫َ‬
‫قت َد ُِر ب َِها ع ََلى أفَْعا ٍ‬
‫ل‬ ‫سان ِي ّةٍ ي َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫مل َك َةٍ ن َ ْ‬ ‫صول َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫فاد ُ ِ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫حُر ِ‬
‫َ‬
‫س ْ‬ ‫ال ّ‬
‫في ّةٍ ‪.‬‬ ‫خ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ٍ‬ ‫سَبا‬ ‫ريب َةٍ ب ِأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫غَ‬
‫س ال ْب َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫شرِي ّ ُ‬ ‫فو ُ‬ ‫قت َد ُِر الن ّ ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫دا ٍ‬ ‫دا َ‬ ‫ست ِعْ َ‬ ‫في ّةِ ا ْ‬ ‫م ب ِك َي ْ ِ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ب ِأن ّ ُ‬ ‫دو ٍ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ه اب ْ ُ‬ ‫وَع َّرفَ ُ‬
‫ْ‬
‫ن‪.‬‬ ‫معَي ّ ٍ‬ ‫صرِ ب ِغَي ْرِ ُ‬ ‫عال َم ِ ال ْعََنا ِ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ب َِها ع ََلى الت ّأِثيَرا ِ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫قوْل ِهِ ت ََعاَلى ‪َ} :‬وات ّب َُعوا ْ َ‬ ‫م لِ َ‬ ‫حَرا ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه وَت َعَل ّ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ت َعِْلي َ‬ ‫قَهاُء ع ََلى أ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫فقَ ال ْ ُ‬ ‫َوات ّ َ‬
‫ن‬
‫طي َ‬ ‫شْيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن وَل َك ِ ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫ن ع ََلى ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ت َت ُْلوا ْ ال ّ‬
‫ل ع ََلى ال ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫هاُرو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ب َِباب ِ َ‬ ‫ملك َي ْ ِ‬ ‫ما أنزِ َ‬ ‫حَر وَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫س ال ّ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫مو َ‬ ‫فُروا ْ ي ُعَل ّ ُ‬ ‫كَ َ‬
‫ة فَل َ ت َك ْ ُ‬ ‫وماروت وما يعل ّمان م َ‬
‫فْر‬ ‫ن فِت ْن َ ٌ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫قول َ إ ِن ّ َ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫حد ٍ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ َُ َ ِ ِ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ب ِهِ ِ‬ ‫ضآّري َ‬ ‫هم ب ِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫جه ِ و َ َ‬ ‫مْرِء وََزوْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن ب ِهِ ب َي ْ َ‬ ‫فّرُقو َ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫فَي َت َعَل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ِ‬ ‫موا ْ ل َ َ‬ ‫قد ْ ع َل ِ ُ‬ ‫م وَل َ َ‬ ‫فعُهُ ْ‬ ‫م وَل َ َين َ‬ ‫ضّرهُ ْ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن الل ّهِ وَي َت َعَل ّ ُ‬ ‫حد ٍ إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫أ َ‬
‫كاُنوا ْ‬ ‫م ل َوْ َ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫شَروْا ْ ب ِهِ َأن ُ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ق وَل َب ِئ ْ َ‬ ‫خل َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ ِ‬ ‫ه ِفي ال ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫شت ََراه ُ َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫م ع ََلى ت َعِْلي ِ‬
‫ي ‪‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫مهِ ؛ وَل ِ ّ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ن{ )‪ (102‬سورة البقرة‪ ،‬فَذ َ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫َ‬
‫هل‬ ‫نأ ْ‬ ‫خل ًَفا ب َي ْ َ‬ ‫م ِفيهِ ِ‬ ‫ة ل َ ن َعْل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫ت ‪َ .‬قال اب ْ ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫موب ِ َ‬ ‫سب ِْع ال ْ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ع َد ّه ُ ِ‬
‫ال ْعِل ْم ِ ‪.‬‬
‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ست ََتا ُ‬ ‫ه وَل َ ي ُ ْ‬ ‫ب قَت ْل ُ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫حرِ فَي َ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫قَبل ت َوْب َ ُ‬ ‫ه ل َ تُ ْ‬ ‫ة ب ِأن ّ ُ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫صّر َ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫َ‬ ‫مط ْل َ ً‬
‫م قَت ْل ِهِ ؛ ل ِ ّ‬
‫ن‬ ‫قا ع َد َ ُ‬ ‫فرِهِ ُ‬ ‫ن ع َد َم ِ ك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ساد ِ وَل َ ي َل َْز ُ‬ ‫ف َ‬ ‫سعْي ِهِ ِبال ْ َ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫وَذ َل ِ َ‬
‫قَتل د َفًْعا‬ ‫فرٍ ي ُ ْ‬ ‫مك َ ّ‬ ‫ضَرُره ُ وَل َوْ ب ِغَي ْرِ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ذا ث َب َ َ‬ ‫ساد ِ ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫سعْي ِهِ ِبال ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫سب َ ِ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫قَت ْل َ ُ‬
‫حَناب ِل َةِ ‪.‬‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫مذ ْهَ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ق ‪ .‬وَهَ َ‬ ‫ري ِ‬ ‫طاِع الط ّ ِ‬ ‫ق وَقَ ّ‬ ‫خّنا ِ‬ ‫كال ْ َ‬ ‫شّرهِ َ‬ ‫لِ َ‬
‫قد َ‬ ‫واٌء اع ْت َ َ‬ ‫س َ‬ ‫مهِ وَفِعْل ِهِ َ‬ ‫فُر ب ِت َعَل ّ ِ‬ ‫قْتل وَي َك ْ ُ‬ ‫حَناب ِل َةِ ال ْ َ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫حرِ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫حد ّ ال ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫حت َ ُ‬ ‫ه أوْ إ َِبا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ح ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه ل َ ي َك ْ ُ‬ ‫دل ع ََلى أن ّ ُ‬
‫‪414‬‬
‫‪.‬‬ ‫فُر‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫مد َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫خَرى ع َ ْ‬ ‫وَِفي رَِواي َةٍ أ ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ن ي َُتو َ‬ ‫قَتل إ ِل ّ أ ْ‬ ‫جاه ًِرا ب ِهِ ي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫فرِهِ فَإ ِ ْ‬ ‫م ب ِك ُ ْ‬ ‫حك ِ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ة ‪ :‬إِ َ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫وََقال ال ْ َ‬
‫ه ‪. 415‬‬ ‫قَبل ت َوْب َت ُ ُ‬ ‫ق ل َ تُ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫كالّزن ْ ِ‬ ‫فيهِ فَهُوَ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫قَبل ت َوْب َت ُ ُ‬ ‫فَت ُ ْ‬
‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َقال ‪:‬‬ ‫‪416‬ب ْ ِ‬ ‫ب‬ ‫جن ْد ُ ِ‬ ‫ث ُ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫حرِ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫َوالد ِّليل ع ََلى ع َد َم ِ قَُبول ت َوْب َةِ ال ّ‬
‫حد ّ‬ ‫دا َوال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ماه ُ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ف ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ة ِبال ّ‬ ‫ضْرب َ ٌ‬ ‫حرِ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫حد ّ ال ّ‬ ‫سول الل ّهِ ‪َ : ‬‬ ‫َقال َر ُ‬
‫ه ع َن َْها‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ُروِيَ ع َ ْ‬ ‫ط ِبالت ّوْب َةِ ‪ .‬وَل ِ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫س ُ‬ ‫سب َب ِهِ ل َ ي َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ب َعْد َ ث ُُبو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هل‬ ‫ن‪َ -‬‬ ‫وافُِرو َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ي ‪ - ‬وَهُ ْ‬ ‫ب الن ّب ِ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫ص َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫سأل ْ‬ ‫حَرة َ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ت ‪ :‬إِ ّ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫ريقَ ل ََنا إ َِلى إ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل َها من توبة ؟ فَما أ َفْتا َ َ‬
‫خل َ ِ‬ ‫ه ل َ طَ ِ‬
‫‪417‬‬
‫صهِ ِفي‬ ‫‪ ،‬وَل ِن ّ ُ‬ ‫حد ٌ‬ ‫ها أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ ْ َ َْ ٍ‬
‫َ‬
‫سل َم ِ َوالت ّوْب َ ِ‬
‫ة‬ ‫ن إ ِظ َْهاُر ال ِْ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫جهَُر ب ِهِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫حَر وَل َ ي َ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫مُر ال ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫ت َوْب َت ِهِ ل ِن ّ ُ‬
‫ة‪.418‬‬ ‫سد َ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫قائ ِهِ ع ََلى ت ِل ْ َ‬ ‫معَ ب َ َ‬ ‫قْتل َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫خوًْفا ِ‬ ‫َ‬

‫‪ - 414‬ابن عابدين ‪ ، 31 / 1‬المغني ‪ ، 154 / 8‬والمقدمة ‪ 496‬ط دار التراث ‪.‬‬


‫‪ - 415‬الخرشي ‪ ، 63 / 8‬والجواهر ‪. 281 / 2‬‬
‫‪ - 416‬سنن الترمذى )‪ (1532‬وصحح وقفه‬
‫‪ - 417‬أورده المغني ) ‪ 153 / 8‬ط مكتبة الرياض ( ‪ .‬ولم نعثر عليه في كتب الحديث التي بين‬
‫أيدينا ‪.‬‬
‫‪ - 418‬ابن عابدين ‪ ، 31 / 1‬و ‪ ، 286 / 3‬وفتح القدير ‪. 408 / 4‬‬
‫‪194‬‬
‫ة ‪ :‬إن ع َل ّ َ‬
‫ن‬ ‫فْر ‪ ،‬وَإ ِ ِ‬ ‫م ي َك ْ ُ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ح ِ‬ ‫قد َ ت َ ْ‬ ‫حَر َواع ْت َ َ‬ ‫س ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م أوْ ت َعَل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ ِ ْ‬ ‫وََقال ال ّ‬
‫ه ت ََعاَلى ِفي َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ب الل ّ َ‬ ‫ه ك َذ ّ َ‬ ‫فَر ؛ ل ِن ّ ُ‬ ‫مهِ ك َ َ‬ ‫ري ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَ ال ْعِل ْم ِ ب ِت َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫حت َ ُ‬ ‫قد َ إ َِبا َ‬ ‫اع ْت َ َ‬
‫قَتل ال ْ ُ‬ ‫قَتل ك َ َ‬
‫‪419‬‬
‫مْرت َد ّ ‪.‬‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫مْرت َد ّ ‪ .‬وَهَ َ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫قَبل ت َوْب َ ُ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫حرِ ك َ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫قَبل ت َوْب َ ُ‬ ‫ه تُ ْ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫ن ك َل َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ظاه ُِر ِ‬ ‫َفال ّ‬
‫ن‬
‫حَر إ ِ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ث َقاُلوا ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْد َهُ ْ‬ ‫ة ِفي الّرَواي َةِ الّثان ِي َةِ ِ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ما قَّرَره ُ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ست ََتا ُ‬ ‫شرِك ي ُ ْ‬ ‫ك ‪َ ،‬وال ُ‬ ‫شْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫س ب ِأع ْظ َ‬ ‫ه لي ْ َ‬ ‫ه ؛ ل ِن ّ ُ‬ ‫ت ت َوْب َت ُ ُ‬ ‫ب قب ِل ْ‬ ‫َتا َ‬
‫ة‬
‫حَر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ة َ‬ ‫ه ت ََعاَلى قَِبل ت َوْب َ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫من َعُ قَُبول ت َوْب َت ِهِ ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫حرِ ل َ ت َ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫معْرِفَ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ن ‪. 420‬‬ ‫فِْرع َوْ َ‬
‫ما هُوَ ِفي‬ ‫ف ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫وائ ِ ِ‬ ‫ف ِفي قَُبول ت َوْب َةِ هَذ ِهِ الط ّ َ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫مل َةِ ‪َ ،‬فال ْ ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫وَِفي ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ظاهر م َ‬
‫سل َم ِ ِفي‬ ‫كام ِ ال ِْ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫م وَث ُُبو ِ‬ ‫ك قَت ْل ِهِ ْ‬ ‫ن ت َْر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫كام ِ الد ّن َْيا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ال ّ ِ ِ ِ ْ‬
‫ب وَأقْل َعَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظاه ًِرا‬ ‫ن َتا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫فَران ُ ُ‬ ‫ن وَغ ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ما قَُبول الل ّهِ ل ََها ِفي ال َْباط ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫قهِ ْ‬ ‫ح ّ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫أ َوْ َباط ًِنا فَل َ ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫ب الت ّوْب َةِ ع َ ْ‬ ‫سد ّ َبا َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه ت ََعاَلى ل َ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ف ِفيهِ ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫خل َ َ‬
‫موا ْ‬ ‫َ‬
‫حوا ْ َواع ْت َ َ‬ ‫صل َ ُ‬ ‫ن َتاُبوا ْ وَأ ْ‬ ‫ن ‪} :‬إ ِل ّ ال ّ ِ‬ ‫قهِ ‪ ،‬وَقَد ْ َقال ِفي ال ْ ُ‬ ‫خل ْ ِ‬
‫‪421‬‬
‫ص ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫َ‬
‫هّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ل ِلهِ فَأوْلئ ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت الل ُ‬ ‫ف ي ُؤ ْ ِ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫معَ ال ُ‬ ‫ك َ‬ ‫صوا ِدين َهُ ْ‬ ‫خل ُ‬ ‫ِباللهِ وَأ ْ‬
‫َ‬
‫ما{ )‪ (146‬سورة النساء‪.‬‬ ‫ظي ً‬ ‫جًرا ع َ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ -‬المهذب ‪. 225 / 2‬‬ ‫‪419‬‬

‫‪ -‬المغني ‪. 154 / 8‬‬ ‫‪420‬‬

‫‪ -‬المغني ‪. 128 / 8‬‬ ‫‪421‬‬

‫‪195‬‬
‫ث التاسع عشر‬
‫المبح ُ‬
‫الترغيب في كلمات يقولهن من مات له ميت‬

‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِ َ‬ ‫عَ ُ‬


‫ذا‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ة رضي الله عنها َقال َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ْ‬
‫ما‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫نو‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ئ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫را‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫لوا‬ ‫ُ‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ري‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ ِ َ ُ ّ ُ َ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ ًْ‬ ‫َ ِ َ ِ َ ّ َ‬ ‫ح َ ْ ُ ُ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ى ‪ -  -‬فَ ُ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫ة أت َي ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ت أُبو َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت فَل َ ّ‬ ‫ن «‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫تَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫قب ِْنى ِ‬ ‫ه وَأع ْ ِ‬ ‫فْر ِلى وَل ُ‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ل » ُقوِلى اللهُ ّ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ة قَد ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ‬ ‫ن أَبا َ‬ ‫اللهِ إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫دا ‪-‬‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خي ٌْر ِلى ِ‬ ‫ن هُوَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قب َِنى الل ّ ُ‬ ‫ت فَأع ْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫ة «‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫قَبى َ‬ ‫عُ ْ‬
‫‪ .- ‬رواه مسلم‬
‫‪422‬‬

‫عاء‬ ‫ن الد ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫حين َئ ِذ ٍ ِ‬ ‫خْير ِ‬ ‫ول ال ْ َ‬ ‫دب إ َِلى قَ ْ‬ ‫قال النووي رحمه الله ‪ِ :‬فيهِ الن ّ ْ‬
‫ضور‬ ‫ح ُ‬ ‫حوه ‪ ،‬وَِفيهِ ُ‬ ‫ه وَن َ ْ‬ ‫فيف ع َن ْ ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫طف ب ِهِ َوالت ّ ْ‬ ‫ه وَط ََلب الل ّ ْ‬ ‫فار ل َ ُ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫َواِل ْ‬
‫ْ‬ ‫مَلئ ِ َ‬
‫م‪.‬‬ ‫مينه ْ‬ ‫حين َئ ِذ ٍ وَت َأ ِ‬ ‫كة ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خبرِنى ع ُمر بن ك َِثير ب َ‬ ‫وع َن سعد بن سِعيد َقا َ َ‬
‫ن‬‫ت اب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ح َقا َ‬ ‫ن أفْل َ َ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫َ ُ ْ ُ‬ ‫لأ ْ ََ‬ ‫ْ َ ْ ِ ْ ِ َ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ة يحد ُ َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ى ‪ - -‬تَ ُ‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫ة َزوْ َ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫معَ أ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ث أن ّ ُ‬ ‫فين َ َ ُ َ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ل إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫قو ُ‬ ‫ة فَي َ ُ‬ ‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫صيب ُ ُ‬ ‫ن ع َب ْد ٍ ت ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫قو ُ‬ ‫الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬
‫َ‬ ‫صيب َِتى وَأ َ ْ‬ ‫راجعون الل ّه ْ‬
‫جَره ُ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫من َْها إ ِل ّ أ َ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫ف ِلى َ‬ ‫خل ِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جْرِنى ِفى ُ‬ ‫مأ ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ ِ ُ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ة قُل ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ‬ ‫ى أُبو َ‬ ‫ما ت ُوُفّ َ‬ ‫ت فَل ّ‬ ‫من َْها «‪َ .‬قال ْ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫فل ُ‬ ‫خل َ‬ ‫صيب َت ِهِ وَأ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ِفى ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -‬‬ ‫َ‬ ‫كَ َ‬
‫سو َ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫ه ِلى َ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬فَأ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫مَرِنى َر ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫َ‬
‫‪423‬‬
‫‪ .-‬رواه مسلم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ب ل ِك ُ ّ‬ ‫ل ك ََلم ِ ال ْعََر ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ضوع ٌ ِفي أ َ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ذا الل ّ ْ‬ ‫ة هَ َ‬ ‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قَوْل ُ ُ‬
‫َ‬
‫ل ِبالّرَزاَيا‬ ‫ما ِ‬ ‫ست ِعْ َ‬ ‫ف اِل ْ‬ ‫ص ِفي ع ُْر ِ‬ ‫خت َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫خي ٌْر وَل َك ِن ّ ُ‬ ‫شّر أوْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َنال َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه ‪ ‬فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ي ُرِد ْ‬ ‫نل ْ‬ ‫جُعو َ‬ ‫ه إّنا ل ِلهِ وَإ ِّنا إ ِلي ْهِ َرا ِ‬ ‫مَره ُ الل ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫لك َ‬ ‫قا َ‬ ‫مكارِهِ وَقَوْل ُ‬ ‫َوال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه َوالث َّناِء‬ ‫ن َقال َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شيرِ َ‬ ‫ن ب ِت َب ْ ِ‬ ‫قْرآ ُ‬ ‫ما وََرد َ ال ْ ُ‬ ‫ه إن ّ َ‬ ‫ل ؛ ِلن ّ ُ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫مرِ ب ِهَ َ‬ ‫ظ اْل ْ‬ ‫ف َ‬ ‫لَ ْ‬
‫ة َقاُلوا إّنا‬ ‫َ‬
‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫صاب َت ْهُ ْ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫صاب ِ‬ ‫شْر ال ّ‬ ‫ه ت ََعاَلى وَب َ ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ َقا َ‬
‫ك‬‫ة وَُأول َئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫م وََر ْ‬ ‫ن َرب ّهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫وا ٌ‬ ‫صل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ن ُأول َئ ِ َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫ل ِل ّهِ ‪ ،‬وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ َرا ِ‬
‫خبر ‪ ‬ع َ َ‬ ‫شيَر إ َِلى غ َي ْرِ ال ْ ُ‬ ‫هُم ال ْمهتدون ‪،‬ويحتم ُ َ‬
‫ر‬
‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن فَي ُ ْ ِ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ُ َْ ُ َ َُ ْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ك وَل ِذ َل ِ َ‬ ‫ال َْباِري لَنا ب ِذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫قب ِْني‬ ‫صيب َِتي وَأع ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫جْرِني ِفي ُ‬ ‫م اؤ ْ ُ‬ ‫قوْل ِهِ اللهُ ّ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫صل ُ‬ ‫ك وَ َ‬
‫ك يريد ‪ ،‬وَالل ّه أ َع ْل َ َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫مأ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ل ذ َل ِ َ ُ ِ ُ َ ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ه ب ِهِ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ل ‪ ‬إ ِّل فَعَ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫من َْها ث ُ ّ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ريد ُ‬ ‫من َْها ي ُ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫قب ُ ُ‬ ‫صيب َت ِهِ وَي ُعْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫جرِ ع ََلى ُ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫ه ب َي ْ َ‬ ‫معُ ل َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫عاَءه ُ وَي َ ْ‬ ‫ب دُ َ‬ ‫جي ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫صاب َ ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫م ّ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ب ذ َل ِ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫طيه ب ِعَ ِ‬ ‫م ي ُعْ ِ‬ ‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫َوالل ّ ُ‬
‫ن أ َِبي‬ ‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫م قُل ْ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ة قُل ْت ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ي أُبو َ‬
‫َ‬
‫ما ت ُوُفّ َ‬ ‫ة فَل َ ّ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫تأ ّ‬
‫ُ‬
‫َقال َ ْ‬
‫كانت تعل َم من فَض َ‬
‫ه‬
‫خي ْرِ ِ‬ ‫ة وَِدين ِهِ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ل أِبي َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ما َ َ ْ َ ْ ُ ِ ْ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ة وَذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪‬‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت ل ِذ َل ِ َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ن ت َظ ّ‬ ‫م ت َك ْ‬ ‫ه وَل ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خي ْرٍ ِ‬ ‫ض بِ َ‬ ‫ن ت ُعَوّ َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ست َب ْعَد َ ْ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬
‫خي ٌْر‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬وَهُوَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫قب ََها الل ّ ُ‬ ‫ه فَأع ْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ك لَ ْ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫جَها وَل َوْ ظ َن ّ ْ‬ ‫ي َت ََزوّ ُ‬
‫م َ‬
‫سل َ َ‬
‫‪424‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ِ ْ‬
‫‪ - 422‬برقم )‪ (919‬وأبو داود )‪ (3115‬والترمذي )‪ (993‬ونص)‪ (1836‬وابن ماجة )‪(1514‬‬
‫وأحمد ‪ (27367)6/291‬أعقب ‪ :‬بدل وعوض‬
‫‪ - 423‬برقم )‪ (918‬وأحمد )‪ ( 16784‬و ‪)6/309‬و ‪ (27480‬ومالك )‪(564‬‬
‫‪ - 424‬المنتقى ‪ -‬شرح الموطأ ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪( 498)(59‬‬
‫‪196‬‬
‫َ‬ ‫سى ال َ ْ‬ ‫وع َ َ‬
‫ت وَل َد ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل » إِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫شعَرِىّ أ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ن أِبى ُ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫ضت ُ ْ‬ ‫قول قب َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‪ .‬في َ ُ‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫قولو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫دى‪ .‬في َ ُ‬ ‫م وَلد َ ع َب ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ضت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِكت ِهِ قب َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ال ْعَب ْد ِ قال الل ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مد َ َ‬
‫ك‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫دى فَي َ ُ‬ ‫ل ع َب ْ ِ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫ن ن َعَ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ه‪425 .‬؟ فَي َ ُ‬ ‫ؤاد ِ ِ‬ ‫مَرة َ فُ َ‬ ‫ثَ َ‬
‫ت‬‫موه ُ ب َي ْ َ‬ ‫س ّ‬‫جن ّةِ وَ َ‬ ‫دى ب َي ًْتا ِفى ال ْ َ‬ ‫ه اب ُْنوا ل ِعَب ْ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ع‪ ، .‬فَي َ ُ‬ ‫‪426‬‬
‫ج َ‬ ‫ست َْر َ‬ ‫َوا ْ‬
‫‪427‬‬
‫مد ِ «‪ .‬رواه الترمذي‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م ( ع ََلى ت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫دي َ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ضت ُ ْ‬ ‫وان ِهِ ) قَب َ ْ‬ ‫ت وَأع ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫مَلئ ِك َت ِهِ ( أيْ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫) َقا َ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ؤاد ِهِ ( أ ْ‬ ‫مَرة َ فُ َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫ضت ُ ْ‬ ‫ل قَب َ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ) فَي َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫دي ( أيْ ُرو َ‬ ‫فَهام ِ ) وَل َد َ ع َب ْ ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫اِل ْ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫وال ِد َ ال ْعَ ُ‬ ‫َ‬
‫صاد َ‬ ‫ف ّ‬ ‫سأ ُ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫طو َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ما أ ّ‬ ‫مةِ ك َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الّر ْ‬
‫َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َثان ًِيا إ ِظ َْهاًرا ل ِك َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫مَرة َ فُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ؤاد ِ ِ‬ ‫مى الوَلد َ ث َ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ضاه ُ ‪ .‬وَِقي َ‬ ‫مرِهِ وَرِ َ‬ ‫ه ب ِأ ْ‬ ‫معَ أن ّ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫دت وَل ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫هَ ْ‬
‫ل ‪ :‬إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جعَ ( أيْ َقا َ‬ ‫ست َْر َ‬ ‫جَرةِ ) َوا ْ‬ ‫ش َ‬ ‫مَرةِ ِلل ّ‬ ‫كالث ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ة اْل ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه ن َِتي َ‬ ‫ِلن ّ ُ‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫مد ِ ا ل ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ف ال ْب َي ْ َ‬ ‫ضا َ‬ ‫مد ِ ( أ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫موه ُ ب َي ْ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ن ) وَ َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫إ ِل َي ْهِ َرا ِ‬
‫ه ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫مد ِ ‪َ ،‬قال َ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫جَزاُء ذ َل ِ َ‬ ‫عن ْد َ ال ْ ُ‬ ‫َقال َ ُ‬
‫‪428‬‬
‫قاِري‬ ‫ح ْ‬ ‫ه َ‬ ‫صيب َةِ ِلن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ِ‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ - 425‬فلذة كبده وزهرة حياته‪.‬‬


‫‪ - 426‬أي قال‪ :‬الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫‪ - 427‬برقم )‪ (1037‬وشرح السنة ‪ (1514)5/456‬وصحيح الترغيب )‪ (3490‬والحسان )‬
‫‪ (3110‬وهو حديث حسن لغيره‪.‬‬
‫‪ - 428‬تحفة الحوذي ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(78‬‬
‫‪197‬‬
‫ث العشرون‬‫المبح ُ‬
‫معرفة الميت بمن يغسله ويجهزه‬
‫عَ َ‬
‫ه وَي ُد َّلي ِ‬
‫ه‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫ن ي ُغَ ّ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ف َ‬ ‫ت ي َعْرِ ُ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ل ‪ » :‬ال ْ َ‬ ‫خد ْرِىّ َقا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سِعيدٍ‬ ‫مّر أُبو َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫خب َْرت ُ ُ‬ ‫مَر فَأ ْ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫سِعيد ٍ إ ِلى اب ْ ِ‬ ‫عن ْد ِ أِبى َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫«‪َ .‬قا َ‬
‫‪429‬‬
‫ل اللهِ ‪  -‬أخرجه أحمد‬
‫سو ِ ّ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ث َقا َ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ت هَ َ‬ ‫معْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل»‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬
‫ن َر ُ‬ ‫خد ْرِىّ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬أ ّ‬ ‫وعن أبي َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫ح ً‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ل ع ََلى أع َْناقِهِ ْ‬ ‫جا ُ‬ ‫مل ََها الّر َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫جَناَزة ُ َوا ْ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ضعَ ِ‬ ‫ذا وُ ِ‬ ‫إِ َ‬
‫َ‬
‫ن ب َِها‬ ‫ن ي َذ ْهَُبو َ‬ ‫ت َيا وَي ْل ََها أي ْ َ‬ ‫حةٍ َقال َ ْ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ت غ َي َْر َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫موِنى ‪ .‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت قَد ّ ُ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫ن ‪ ،‬وَل َوْ َ‬ ‫ىٍء إ ِل ّ ال ِن ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫صوْت ََها ك ُ ّ‬
‫‪430‬‬
‫صعِقَ « أخرجه البخاري‬ ‫ه َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫معُ َ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫عوا‬ ‫سرِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ل»أ ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬ع َ ِ‬ ‫ْ‬
‫وى ذ َل ِكَ‬ ‫س َ‬ ‫ن ي َك ِ‬ ‫ُ‬ ‫مون ََها إ ِلي ْهِ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬‫َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫خي ٌْر ت ُ َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ح ً‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ن ت َك َ‬ ‫ُ‬ ‫جَناَزةِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ِبال ْ ِ‬
‫ن رَِقاب ِك ُ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫‪431‬‬
‫م « أخرجه الشيخان‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫ضُعون َ ُ‬ ‫شّر ت َ َ‬
‫الويل ‪ :‬الحزن والهلك والعذاب وقيل واد ٍ في جهنم ‪ ،‬صعق ‪ :‬غشي‬
‫عليه‬
‫قال ابن بطال ‪ :‬فيه دليل أن النساء ل يحملنها‪ ،‬لنهن ل يلزمهن ما يلزم‬
‫الرجال من المؤن‪ ،‬والقيام بالحقوق‪ ،‬ونصرة الملهوف‪ ،‬وإعانة الضعيف‪،‬‬
‫وقد سقط عنهن كثير من الحكام‪ ،‬عذرهن الله بضعفهن‪ ،‬فقال‪} :‬إل‬
‫المستضعفين من الرجال والنساء والولدان{ ]النساء‪ [98 :‬الية‪ ،‬وقول‬
‫بعض الناس فى قوله‪ » :‬يسمعها كل شىء إل النسان « إن قيل‪:‬‬
‫ينبغى أن يسمعها الحيوان الصامت بدليل هذا الحديث‪ ،‬لنه إنما استثنى‬
‫النسان فقط‪.‬‬
‫قيل‪ :‬هذا مما لفظه العموم‪ ،‬والمراد به الخصوص‪ ،‬وإنما معناه‪ :‬يسمعها‬
‫كل شىء مميز‪ ،‬وهم الملئكة والجن‪ ،‬وإنما يتكلم روح الجنازة‪ ،‬لن‬
‫الجنازة ل تتكلم بعد خروج الروح منها إل أن يرده الله فيها‪ ،‬فإنما يسمع‬
‫الروح من هو مثله ويجانسه‪ ،‬وهم الملئكة والجن‪ ،‬والله أعلم‪ ،‬وقد بين‬
‫‪ -  -‬المعنى الذى من أجله منع النسان أن يسمعها‪ ،‬وهو أنه كان‬
‫يصعق لو سمعها‪ ،‬فأراد تعالى البقاء على عباده‪ ،‬والرفق بهم فى‬
‫الدنيا‪ ،‬لتعمر ويقع فيها البلوى والختبار‪.432‬‬
‫ف َ َ‬
‫مُلوهُ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ب ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫قل ّ ُ‬ ‫سد ُ ي ُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َوال ْ َ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫ح ب ِي َد ِ ال ْ َ‬ ‫ل ‪ " :‬الّرو ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ة أن ّ ُ‬ ‫حذ َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪433‬‬
‫ه‪ .‬أخرجه البيهقي‬ ‫ه ِفي ِ‬ ‫قب ْرِ ب َث ّ ُ‬ ‫ضعَ ِفي ال ْ َ‬ ‫ذا وُ ِ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ت َب ِعَهُ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬‫ه ‪ ،‬لِ َ‬ ‫موْت ُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ق َ‬ ‫ذا ت ُي ُ ّ‬ ‫ت إِ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫جِهيزِ ال ْ َ‬ ‫سَراع ُ ب ِت َ ْ‬ ‫ب ال ِْ ْ‬ ‫ه ي ُن ْد َ ُ‬ ‫قَهاُء ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫فقَ ال ْ ُ‬ ‫ات ّ َ‬
‫ه ‪َ -‬قال ‪ :‬إ ِّني‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن الب ََراءِ َر ِ‬ ‫ة بْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫عاد َ طل َ‬ ‫ما َ‬ ‫ي ‪-‬ل ّ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ث َب َ َ‬
‫‪ - 429‬أحمد ‪ (11915) 3/3‬والمجمع ‪ 2/398‬و ‪ 3/21‬وفي سنده جهالة وله شاهد عند الديلمي‬
‫)‪ (6098‬عن أنس‪.‬‬
‫‪ 2/108 - 430‬و ‪ 1314) 124‬و ‪1316‬و ‪ (1380‬وأحمد ‪ (11682) 3/58‬والحسان )‪(3103‬‬
‫‪ - 431‬البخاري )‪ (1315‬ومسلم )‪(944‬‬
‫‪ - 432‬شرح ابن بطال ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(330‬‬
‫‪ - 433‬إثبات عذاب القبر للبيهقي ‪ ( 45)(53 / 1) -‬صحيح موقوف ‪،‬وله شواهد كثيرة تقويه‬
‫ومثله ل يقال بالرأي‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫َ‬
‫ه لَ‬ ‫جُلوا ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬فآذ ُِنوِني ب ِهِ ‪ ،‬وَع َ ّ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ث ِفيهِ ال ْ َ‬ ‫حد َ َ‬ ‫ة إ ِل ّ قَد ْ َ‬ ‫ح َ‬‫ل َ أَرى ط َل ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ظ َهَْران َ ْ‬
‫‪434‬‬
‫ن‬‫ف عَ ْ‬ ‫صارِ ُ‬ ‫ي أهْل ِهِ ‪َ .‬وال ّ‬ ‫س ب َي ْ َ‬‫حب َ َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫سل ِم ٍ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فة ِ ُ‬ ‫جي َ‬ ‫ي َن ْب َِغي ل ِ ِ‬
‫حوَه ُ ‪ .‬وَِفي‬ ‫ماَء وَن َ ْ‬ ‫مال ِهِ ال ِْغ ْ َ‬‫حت ِ َ‬
‫ح ؛ لِ ْ‬ ‫ُ‬
‫حت َِياط ِللّرو ِ‬ ‫جيل ‪ :‬ال ِ ْ‬ ‫ب الت ّعْ ِ‬
‫َ‬
‫جو ِ‬ ‫وُ ُ‬
‫ك‬ ‫مون ََها إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫قد ّ ُ‬
‫خي ٌْر ت ُ َ‬ ‫ة فَ َ‬‫ح ً‬
‫صال ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫جَناَزةِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫عوا ِبال ْ ِ‬ ‫سرِ ُ‬ ‫ثأ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م ‪.435‬‬ ‫ن رَِقاب ِك ُ ْ‬ ‫عَ ْ‬ ‫ه‬
‫ضُعون َ ُ‬ ‫شّر ت َ َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫وى ذ َل ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬
‫جأة ً أوْ غ ََرًقا ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪436‬‬
‫ت فَ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫خيُر َ‬ ‫ب ت َأ ِ‬ ‫وَي ُن ْد َ ُ‬
‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ - 434‬أبو داود) ‪ (3161‬وفيه ضعف‬


‫‪ - 435‬صحيح البخارى)‪( 1315‬‬
‫‪ - 436‬انظر الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ (222‬و حاشية ابن عابدين ‪، 572 / 1‬‬
‫والفواكه الدواني ‪ ، 330 / 1‬ومغني المحتاج ‪ ، 332 / 1‬وشرح روض الطالب ‪، 298 / 1‬‬
‫‪ ، 299‬وكشاف القناع ‪. 84 / 2‬‬
‫‪199‬‬
‫ث الواحد والعشرون‬
‫المبح ُ‬
‫بكاء السموات والرض على المؤمن‬

‫ن )‪(25‬‬ ‫ت وَع ُُيو ٍ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫كوا ِ‬ ‫م ت ََر ُ‬ ‫قال تعالى عن فرعون وقومه‪ } :‬ك َ ْ‬
‫َ‬ ‫ن )‪ (27‬ك َذ َل ِ َ‬ ‫مة ٍ َ‬
‫ك وَأوَْرث َْنا َ‬
‫ها‬ ‫كاُنوا ِفيَها َفاك ِِهي َ‬ ‫ريم ٍ )‪ (26‬وَن َعْ َ‬ ‫قام ٍ ك َ ِ‬ ‫م َ‬
‫وَُزُروٍع وَ َ‬
‫َ‬ ‫ما آ َ َ‬
‫ن)‬ ‫ري َ‬ ‫من ْظ َ ِ‬ ‫كاُنوا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ماُء َواْلْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫ما ب َك َ ْ‬ ‫ن )‪ (28‬فَ َ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫قَوْ ً‬
‫‪] { (29‬الدخان‪[29-25/‬‬
‫َ‬ ‫ه قَب ْ َ‬ ‫كم ت ََر َ‬ ‫َ‬
‫ضَرةٍ ‪،‬‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫ساِتي َ‬ ‫ن بَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ضه ِ ْ‬ ‫م ِفي أْر ِ‬ ‫مهل ِك ِهِ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن وَقَوْ ُ‬ ‫ك فِْرع َوْ َ‬
‫ضَرةٍ ‪،‬‬ ‫ن ُزُروٍع َنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫كوا ِ‬ ‫م ت ََر ُ‬ ‫جاِريةٍ َوأن َْهارٍ ‪.‬وَك َ ْ‬ ‫ن ماٍء َ‬ ‫دائ ِقَ غ َّناَء ‪ ،‬وَع ُُيو ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن ط َي ّب َةٍ ‪.‬‬ ‫ساك ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫حّبوا ‪.‬‬ ‫ما أ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سو َ‬ ‫ؤوا ‪ ،‬وَي َل ْب َ ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِفيهِ فَي َأك ُُلو َ‬ ‫فك ُّهو َ‬ ‫كاُنوا ي َت َ َ‬ ‫ش َرِغيد ٍ َ‬ ‫وَ َع َي ْ ٍ‬
‫ن ي ُك َذ ُّبو َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ِبال ِ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ذا ي َ ْ‬ ‫حد َةٍ ‪َ ،‬وهك َ َ‬ ‫حةٍ َوا ِ‬ ‫صِبي َ‬ ‫ه ت ََعالى ِفي َ‬ ‫م الل ُ‬ ‫فَأهْل َك َهُ ُ‬
‫فون ع َن َأمره فإنه يبيدهُم ويور ُ َ‬
‫وما ً آخري َ‬
‫ن‬ ‫م قَ ْ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ث أْر َ‬ ‫ِ ِ ِّ ُ ُِ ُ ْ َ ُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫خال ِ ُ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ُر ُ‬
‫ة ول ِدينا ً ‪.‬‬ ‫م ِفي شيٍء َقراب ً‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سوا ِ‬ ‫ل َي ْ ُ‬
‫عباد ِ اللهِ ‪ ،‬إ ِذ ْ َلم‬ ‫على ِ‬ ‫ن ع ََلى اللهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن هؤلِء الط َّغاة ُ العَُتاة ُ هَي ِّني َ‬ ‫كا َ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫عَباد ِ اللهِ في‬ ‫معَ ِ‬ ‫خيرٍ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫سماء ‪ ،‬وَل َ ع َ َ‬ ‫ح ي َُرفَعُ ِإلى ال ّ‬ ‫صال ِ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫م ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ي َك ُ ْ‬
‫مهَُلوا‬ ‫ض ُيذكُر لهم ‪َ ،‬فلم تب ِ‬ ‫ا َ‬
‫سماُء ‪َ ،‬ولم ي ُ ْ‬ ‫ض ول ال ّ‬ ‫هم الر ُ‬ ‫قد ِ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫كل َ‬ ‫ِ‬ ‫لر‬
‫‪437‬‬
‫طاِء‪.‬‬ ‫ن إ ِب ْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫م العَ َ‬ ‫ه ل َهُ ُ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ِت َوْب َةٍ ‪ ،‬وَإ ِّنما ع َ ّ‬
‫أى ‪ :‬أن هؤلء المغرقين ‪ ،‬الذين كانوا ملء السمع والبصر ‪ ،‬وكانوا‬
‫يذلون غيرهم ‪ ،‬وكانوا يملكون الجنات والعيون ‪ ...‬هؤلء الطغاة ‪ ،‬لم‬
‫يحزن لهلكهم أحد من أهل السموات أو أهل الرض ‪ ،‬ولم يؤخر‬
‫عذابهم لوقت آخر في الدنيا أو في الخرة ‪ ،‬بل نزل بهم الغرق والدمار‬
‫بدون تأخير أو تسويف‬
‫فالمقصود من الية الكريمة بيان هوان منزلة هؤلء المغرقين ‪ ،‬وتفاهة‬
‫شأنهم ‪ ،‬وعدم أسف أحد على غرقهم ‪ ،‬لنهم كانوا ممقوتين من كل‬
‫عاقل ‪..‬‬
‫قال صاحب الكشاف ما ملخصه ‪ :‬كان العرب إذا مات فيهم رجل‬
‫خطير قالوا في تعظيم مهلكه ‪ :‬بكت عليه السماء والرض وبكته‬
‫الريح ‪ ،‬وأظلمت له الشمس ‪..‬‬
‫‪438‬‬
‫قال جرير في رثاء عمر بن العزيز ‪:‬‬
‫مرا‬ ‫ت اللهِ واع ْت َ َ‬ ‫ج بي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫من َ‬ ‫خي َْر َ‬ ‫ن َلنا ‪ ...‬يا َ‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ن ََعى الّنعاة أميَر ال ُ‬
‫َ‬
‫مرا‬ ‫ن اللهِ يا ع ُ َ‬ ‫ت ِفيه بإ ِذ ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ت له ‪ ...‬وقُ ْ‬ ‫صط َْبر ُ‬ ‫ظيما ً فا ْ‬ ‫مرا ً ع َ ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫مرا‬ ‫ق َ‬ ‫ل وال َ‬ ‫م اللي ِ‬ ‫جو َ َ‬ ‫كي عليك‪ ،‬ن ُ ُ‬ ‫فةٍ ‪ ...‬ت ُب ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت بكا ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ة لي َ‬ ‫س طال ِعَ ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫‪439‬‬
‫وقالت ليلى بنت طريف الخارجية ‪ ،‬ترثى أخاها الوليد ‪:‬‬
‫أل َ قاتل الله الجثا حي ُ َ‬
‫ف‬‫ف غيَر ع َُيو ِ‬ ‫معُْروِ ِ‬ ‫ى كان لل َ‬ ‫ت ‪َ ...‬فت ً‬ ‫مَر ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ثأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪437‬‬
‫‪ -‬أيسر التفاسير لسعد حومد ‪(4322 / 1) -‬‬

‫‪ -‬الحماسة البصرية ‪(110 / 1) -‬‬ ‫‪438‬‬

‫‪ -‬الحماسة البصرية ‪(94 / 1) -‬‬ ‫‪439‬‬

‫‪200‬‬
‫ف‬
‫في ِ‬‫خ ِ‬ ‫س على أ َ ْ‬
‫عدائ ِهِ ب َ‬ ‫‪ ...‬ول َي ْ َ‬ ‫عدا‬ ‫جواد ِ إذا َ‬ ‫ف على ظ َهْرِ ال َ‬ ‫في ٌ‬ ‫خ ِ‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫جَر الخاُبورِ مال َ‬ ‫أيا َ‬
‫ري ِ‬‫نط ِ‬ ‫ن على اب ِ‬ ‫حَز ْ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫موِرقا ‪ ...‬كأّنك ل ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ش َ‬
‫ف‬‫سُيو ِ‬ ‫من َقنا ً و ُ‬ ‫ل إل ّ ِ‬ ‫من الّتقى ‪ ...‬ول الما َ‬ ‫ب الّزاد َ إل ّ ِ‬
‫ح ّ‬
‫ى ل يُ ِ‬ ‫فت ً‬
‫وذلك على سبيل التمثيل والتخييل ‪ ،‬مبالغة في وجوب الجزع والبكاء‬
‫عليه ‪..‬‬
‫وفي الية تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده ‪ ،‬فيقال فيه‬
‫‪ :‬بكت عليه السماء والرض‪ .‬يعنى فما بكى عليهم أهل السماء والرض‬
‫‪ ،‬بل كانوا بهلكهم مسرورين ‪. ..‬‬
‫َ‬
‫ض ‪ ..‬أى ‪:‬‬ ‫سماُء َواْلْر ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫وقال المام أبن كثير ‪ :‬قوله ‪َ :‬فما ب َك َ ْ‬
‫لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكى على فقدهم‬
‫‪ ،‬ول لهم بقاع في أرض عبدوا الّله فيها ففقدتهم فلهذا استحقوا أن ل‬
‫‪440‬‬
‫ينظروا ول يؤخروا ‪..‬‬
‫م السمآء والرض { أي‪:‬‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫ما ب َك َ ْ‬ ‫لمام ابن كثير ‪ :‬قوله ‪ } :‬فَ َ‬ ‫وقال ا ِ‬
‫لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على‬
‫فقدهم‪ ،‬ول لهم في الرض بقاع عبدوا الله فيها فقدتهم؛ فلهذا‬
‫استحقوا أل ينظروا ول يؤخروا لكفرهم وإجرامهم‪ ،‬وعتوهم وعنادهم‪.‬‬
‫‪441‬‬

‫فهؤلء الطغاة المتعالون لم يشعر بهم أحد في أرض ول سماء‪ .‬ولم‬


‫يأسف عليهم أحد في أرض ول سماء‪ .‬وذهبوا ذهاب النمال ‪ ،‬وهم كانوا‬
‫جبارين في الرض يطأون الناس بالنعال! وذهبوا غير مأسوف عليهم‬
‫فهذا الكون يمقتهم لنفصالهم عنه ‪ ،‬وهو مؤمن بربه ‪ ،‬وهم به كافرون!‬
‫وهم أرواح خبيثة شريرة منبوذة من هذا الوجود وهي تعيش فيه! ولو‬
‫أحس الجبارون في الرض ما في هذه الكلمات من إيحاء لدركوا‬
‫هوانهم على الّله وعلى هذا الوجود كله‪ .‬ولدركوا أنهم يعيشون في‬
‫الكون منبوذين منه ‪ ،‬مقطوعين عنه ‪ ،‬ل تربطهم به آصرة ‪ ،‬وقد قطعت‬
‫‪442‬‬
‫آصرة اليمان‪.‬‬
‫لقد أهلكهم الّله وأخذهم بعذابه ‪ ،‬فلم يأس عليهم أحد ‪ ،‬ولم تبكهم عين‬
‫‪ ،‬ولم يحزن من أجلهم قلب ‪ ..‬بل ذهبوا كما يذهب الوباء ‪ ،‬يتنفس بعده‬
‫الناس أنفاس العافية والرجاء ‪..‬‬
‫فليس لهؤلء الهلكى أولياء فى السماء ‪ ،‬ول فى الرض ‪ ..‬فهم أعداء‬
‫الّله ‪ ،‬وأعداء ملئكته ‪ ،‬وأعداء رسله ‪ ،‬وأعداء النسانية كلها ‪..‬راحوا فما‬
‫طلت العياد والجمع‬ ‫بكت الدنيا لمصرعهم ول تع ّ‬
‫ن « ـ أي لم يكونوا ممن يمهلون‬ ‫من ْظ َ ِ‬
‫ري َ‬ ‫وقوله تعالى ‪َ » :‬وما كاُنوا ُ‬
‫جل فى الدنيا ‪ ،‬ولهم فى‬‫بالجزاء إلى يوم القيامة ‪ ،‬بل كان عذابهم مع ّ‬
‫الخرة عذاب عظيم ‪..‬‬
‫وهذا يعنى أمرين ‪:‬‬
‫‪ -‬التفسير الوسيط للقرآن الكريم‪-‬موافق للمطبوع ‪(128 / 13) -‬‬ ‫‪440‬‬

‫‪ -‬تفسير ابن كثير ‪(253 / 7) -‬‬ ‫‪441‬‬

‫‪ -‬فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(3214 / 5) -‬‬ ‫‪442‬‬

‫‪201‬‬
‫ن جرم هؤلء المجرمين قد بلغ من الشناعة حدا بحيث ل‬ ‫أولهما ‪ :‬أ ّ‬
‫يسعه عذاب الخرة ‪ ،‬فكان عذابهم فى الدنيا ‪ ،‬وفى الخرة جميعا ‪..‬‬
‫جل لهم العذاب ‪ ،‬كما‬ ‫وثانيهما ‪ :‬أن هؤلء المشركين من قريش ‪ ،‬لن يع ّ‬
‫جل لقوم فرعون ‪ ،‬بل إنهم منظرون إلى يوم القيامة ‪ ..‬وفى هذا‬ ‫ع ّ‬
‫رحمة من الّله بهم ‪ ،‬وإكرام لرسول الّله ـ ‪ ‬ـ من ربه فى قومه ‪..‬‬
‫فإن هذا النتظار بهم ‪ ،‬سيفسح لهم مجال لصلح ما فسد منهم ‪،‬‬
‫واللحاق بإخوانهم الذين سبقوهم إلى اليمان ‪ ..‬وقد كان ‪ ..‬فدخل‬
‫هؤلء المشركون فى دين الّله ‪ ،‬وكانوا جندا من جنود الّله ‪ ،‬للجهاد فى‬
‫‪443‬‬
‫سبيل الّله ‪ ،‬وإعلء رأية دين الّله ‪..‬‬
‫ع َن سِعيد بن جبير َقا َ َ‬
‫ل َيا‬ ‫قا َ‬ ‫جل فَ َ‬ ‫ما َر ُ‬ ‫ي الّله ع َن ْهُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ل‪ :‬أَتى ا ِْبن ع َّباس َر ِ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ماُء َوالْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ع َلي ْهِ ُ‬ ‫َ‬
‫ما ب َك ْ‬ ‫ول الله ت ََعالى "فَ َ‬ ‫أَبا ال ْعَّباس أَرأْيت قَ ْ‬
‫َ‬
‫ي الّله‬ ‫ض َ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫حد ؟ َقا َ‬ ‫ماء َواْل َْرض ع ََلى أ َ‬ ‫س َ‬ ‫كي ال ّ‬ ‫ل ت َب ْ ِ‬ ‫ن " فَهَ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫من ْظ َ‬ ‫كاُنوا ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫زل‬ ‫ه ي َن ْ ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ماء ِ‬ ‫س َ‬ ‫ه َباب ِفي ال ّ‬ ‫خَلِئق إ ِّل وَل َ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫حد ِ‬ ‫سأ َ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬ ‫ه‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫ُ‬
‫ذي‬ ‫ماء ال ّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫من فَأغ ْل ِقَ َبابه ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ت ال ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫مله ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫صَعد ع َ َ‬ ‫رِْزقه وَِفيهِ ي َ ْ‬
‫قد َهُ‬‫ذا فَ َ‬ ‫كى ع َل َي ْهِ ‪،‬وَإ ِ َ‬ ‫قد َه ُ ب َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه رِْزقه فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫زل ِ‬ ‫مله وَي َن ْ ِ‬ ‫صَعد ِفيهِ ع َ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ل ِفيَها ب َك َ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫كر الّله ع َّز وَ َ‬ ‫صّلي ِفيَها وَي َذ ْ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن اْل َْرض ال ِّتي َ‬ ‫م َ‬ ‫صّله ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ي َك ْ‬ ‫حة وَل ْ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫م ِفي الْرض آَثاٌر َ‬ ‫ن لهُ ْ‬ ‫م ت َك ْ‬ ‫ون ل ْ‬ ‫وم فِْرع َ ْ‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَإ ِ ّ‬‫ع َلي ْ ِ‬
‫ماء َواْلْرض"‪.‬‬ ‫َ‬
‫س َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ك ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫م ت َب ْ ِ‬ ‫خْير‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫صَعد إ َِلى الّله ع َّز وَ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪444‬‬
‫أخرجه الطبري‬
‫ض اْلي َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‪":‬‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ماُء َواْلْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫ما ب َك َ ْ‬ ‫ه ‪ :‬فَ َ‬ ‫س ‪ ،‬قَوْل َ ُ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن َاب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫صّلي ِفي ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫كى ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ت إ ِّل ب َ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫س ع َلى الْر ِ‬
‫ْ‬ ‫ه ل َي ْ َ َ‬ ‫ك أن ّ ُ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬‫ذي َ‬ ‫ضعُ ال ّ ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ماِء ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫كى ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫قد ُه ُ ‪ ،‬وَإ ِّل ب َ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫جد ِ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ماُء‬ ‫س َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ع َلي ْهِ ُ‬ ‫ما ب َك ْ‬ ‫صي َت ِهِ ‪ :‬فَ َ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ِلهْ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬فَذ َل ِك قَوْل ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ه كل ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ي ُْرفَعُ ِ‬
‫ن ع ََلى أوْل َِياِء الل ّهِ "‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من ْظ َ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫َواْلْر ُ‬
‫‪445‬‬
‫ما ي َب ْك َِيا ِ‬ ‫ن " ِلن ّهُ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كاُنوا ُ‬ ‫ض وَ َ‬
‫م‬‫سل َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫ن شريح بن عبيد الحضرمي‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪": ‬إ ّ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ن ِفي‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫من‪ ،‬ما ما َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫على ال ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ريبا‪ ،‬أل ل غ ُْرب َ َ‬ ‫سي َُعود ُ غ َ ِ‬ ‫ريبا وَ َ‬ ‫دأ غ َ ِ‬ ‫بَ َ‬
‫ض"‪ ،‬ثم قرأ‬ ‫سماُء والْر ُ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫كيهِ إل ب َك َ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه ِفيَها ب َ َ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫غاب َ ْ‬ ‫غ ُْرب َةٍ َ‬
‫ض (‪ ،‬ثم قال‪":‬إن ُّهما ل‬ ‫ماُء َوالْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫ما ب َك َ ْ‬ ‫رسول الله ‪ ) ‬فَ َ‬
‫‪446‬‬
‫ن على الكافر"‪ .‬أخرجه الطبري‬ ‫كيا ِ‬ ‫ي َب ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫كي ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫ض ت َب ْ ِ‬ ‫ل ‪ :‬الْر ُ‬ ‫س رضي الله عنهما‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫َوع َ ِ‬
‫‪447‬‬
‫حا « أخرجه ابن أبي شيبة‬ ‫صَبا ً‬ ‫ن َ‬ ‫أْرب َِعي َ‬
‫ض ل َت َب ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كي ِ‬ ‫ن اْلْر َ‬ ‫وعن محمد بن كعب القرظي قال ‪ " :‬إ ِ ّ‬
‫طاع َةِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ها ب ِ َ‬ ‫ل ع ََلى ظ َهْرِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫كي ع ََلى َ‬ ‫ل ‪ ،‬ت َب ْ ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫كي ع ََلى َر ُ‬ ‫وَت َب ْ ِ‬
‫َ‬
‫صي َةِ اللهِ ت ََعالى " ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ها ب ِ َ‬ ‫َ‬
‫ل ع َلى ظهْرِ َ‬ ‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫كي ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَت َب ْ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ع َّز وَ َ‬

‫التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع ‪(200 / 13) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪443‬‬

‫‪22/36‬و ‪ 25/75‬وابن كثير ‪7/254‬و ‪ 255‬من طرق تقوي بعضها‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪444‬‬

‫ن ِللط ّب َرِيّ )‪ ( 28719‬حسن لغيره‬ ‫سيرِ ال ْ ُ‬


‫قْرآ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫معُ ال ْب ََيا ِ‬
‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫جا ِ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪445‬‬

‫‪ 22/35‬و ‪ 25/75‬وهو حديث صحيح مرسل وله شواهد تقويه‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪446‬‬

‫مصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 13‬ص ‪ (35930)(373‬حسن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪447‬‬

‫‪202‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أخرجه ابن المبارك‬ ‫ن‬ ‫من ْظ َ ِ‬
‫ري َ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ُ‬ ‫ماءُ َواْلْر ُ‬
‫ض وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ما ب َك َ ْ‬
‫م قََرأ ‪ :‬فَ َ‬
‫ثُ ّ‬
‫‪448‬‬
‫في الزهد‬

‫صّلهُ‬ ‫كى ع َل َي ْهِ ُ‬


‫م َ‬ ‫ت بَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن إِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ه َقا َ‬‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬‫ض َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫ن ع َل ِ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ت ع َل َي ْهِ ُ‬
‫م‬ ‫م ت ََل }فَ َ‬
‫ما ب َك َ ْ‬ ‫ماِء ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬
‫مل ِهِ ِ‬ ‫صعَد ُ ع َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن اْلْر‬ ‫م َ‬
‫ِ‬
‫‪449‬‬
‫ن{ )‪ (29‬سورة الدخان "‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ري َ‬
‫منظ ِ‬ ‫ما كاُنوا ُ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ماء َوالْر ُ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬

‫ــــــــــــــــــــ‬

‫‪ - 448‬الحاكم ‪ ، (3679) 2/449‬وش)‪ (34779‬ون)‪ (11840‬والشعب )‪ (3141‬والزهد لوكيع )‬


‫‪ (81‬وابن المبارك ) ‪ (438‬وإسناده صحيح موقوف ‪ ،‬ومثله ل يقال بالرأي ‪.‬‬
‫ن ال ْ َ‬
‫جعْد ِ )‪ ( 1900‬فيه انقطاع‬ ‫سن َد ُ اب ْ ِ‬
‫م ْ‬
‫‪ُ - 449‬‬
‫‪203‬‬
‫ث الثاني والعشرون‬
‫المبح ُ‬
‫الترغيب في حفر القبور وغسل الموتى‬

‫م ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫مي ًّتا فَك َت َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫س َ‬ ‫ن غَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ »: ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي َرافٍِع ‪َ ،‬قا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ق‬‫ست َب َْر ِ‬ ‫س ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫َِ‬ ‫سن ْد ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ساه ُ الل ّ ُ‬ ‫مي ًّتا ك َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ف ََ‬ ‫ن كَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫مّرة ً ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه أْرب َِعي َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫غُ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سك َ ٍ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫جرِ َ‬ ‫جرِ ك َأ ْ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫جرِيَ ل َ ُ‬ ‫ه ِفيهِ أ ْ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ت قَب ًْرا فَأ َ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫فَر ل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ُ‬
‫‪450‬‬
‫مةِ « رواه الحاكم‬ ‫قَيا َ‬ ‫ه إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫سك ِن َ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫والمقصود من الكتمان عدم ذكر ما يمكن أن يلحظه الغاسل من‬
‫اسوداد الوجه مثل ونتن الرائحة‪ ،‬ونحو ذلك مما يوحي بأن المرء ليس‬
‫من أهل الخير‪.‬‬
‫قال النووي‪ :‬فيه أنه يسن إذا رأى الغاسل ما يعجبه أن يذكره وإذا رأى‬
‫ما يكره ل يحدث به قال‪ :‬وهكذا أطلقه أصحابنا لكن قال صاحب‬
‫البيان‪ :‬لو كان الميت مبتدعا ً معلنا ً ببدعته فينبغي ذكر ما يكره منه‬
‫زجرا ً للناس عن البدعة‪.‬‬
‫قُبوَر ت َذ َك ّْر ب َِها‬ ‫ل الل ّهِ ‪ُ " : ‬زرِ ال ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ِلي َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي ذ َّر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل ع َلى‬‫َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ة ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ة ب َِليغَ ٌ‬ ‫عظ ٌ‬ ‫َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫سد ِهِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ة َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫مَعال َ‬ ‫ن ُ‬ ‫موَْتى فَإ ِ ّ‬ ‫ْ‬
‫ل ال َ‬ ‫س ِ‬ ‫خَرة َ ‪َ ،‬واغ ْ ِ‬ ‫اْل ِ‬
‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫ر‬
‫خي ْ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ض كُ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ي َت َعَّر ُ‬ ‫ن ِفي ظ ِ ّ‬ ‫زي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫حزِن َ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫جَنائ ِزِ ل َعَ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪451‬‬
‫" رواه الحاكم‬
‫ة‬
‫صي ّ ٍ‬ ‫ك ب ِوَ ِ‬ ‫صي َ‬ ‫مو ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ " : ‬إ ِّني ُ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي ذ َّر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ك ب َِها ‪ُ :‬زرِ ال ْقُُبوَر وَت َذ َك ّْر ب َِها اْل ِ‬ ‫َ‬
‫خَرة َ " ‪.‬‬ ‫فعَ َ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ل الل ّ َ‬ ‫فظ َْها ‪ ،‬وَل َعَ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫َفا ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫س ِ‬ ‫حَياًنا وََل ت ُك ْث ِْر ‪َ ،‬واغ ْ ِ‬ ‫ل ‪ِ " :‬بالن َّهارِ أ ْ‬ ‫ل ؟ َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ،‬بالل ّي ْ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قُل ْ ُ‬
‫ل‬‫جَنائ ِزِ ل َعَ ّ‬ ‫ل ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ة ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ة ب َِليغَ ٌ‬ ‫عظ َ ٌ‬ ‫خاوًِيا ِ‬ ‫سد ٍ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ة َ‬ ‫ج َ‬ ‫مَعال َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫موَْتى ؛ فَإ ِ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ذ َل ِ َ َ‬
‫س‬
‫جال ِ ِ‬ ‫خي ْرٍ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض كُ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬وَي ُعَوّ ُ‬ ‫ن ِفي ظ ِ ّ‬ ‫زي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫حزِن َ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫كأ ْ‬
‫ك‬‫ضًعا ل َِرب ّ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ب ال ْب ََلِء ت َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫معَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ‪ ،‬وَك ُ ْ‬ ‫قيت َهُ ْ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫م إِ َ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫كي َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن َل‬ ‫َ‬
‫ب َوال ْك ِب َْر أ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ال ْعُ ْ‬ ‫ب ل َعَ ّ‬ ‫ن الث َّيا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ضي ّقَ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ش َ‬ ‫خ ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ماًنا ب ِهِ ‪َ ،‬وال ْب َ‬ ‫وَِإي َ‬
‫َ‬
‫ك‬‫ن ك َذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫حَياًنا ل ِعَِباد َةِ َرب ّ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ساغ ٌ ‪ ،‬وَت ََزي ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك َ‬ ‫ما ِفي َ‬ ‫ن ل َهُ َ‬ ‫كو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫خل َقَ الل ّ ُ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ما ‪ ،‬وََل ت ُعَذ ّ ْ‬ ‫فا وَت َك َّر ً‬ ‫فعَ ُ‬
‫‪452‬‬
‫ه ِبالّنارِ "‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ف ً‬ ‫ل ت َعَ ّ‬ ‫يَ ْ‬
‫)زر القبور تذكر بها الخرة( لن النسان إذا شاهد القبور تذكر الموت‬
‫وما بعده وفيه عظة واعتبار وكان ربيع بن خيثم إذا وجد غفلة يخرج إلى‬
‫القبور ويبكي ويقول‪ :‬كنا وكنتم ثم يحيي الليل كله عندهم فإذا أصبح‬
‫كأنه نشر من قبره قال السبكي‪ :‬وهذا المعنى ثابت في جميع القبور‬
‫ودللة القبور على ذلك متساوية كما أن المساجد غير الثلثة متساوية‬
‫)واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على‬
‫الجنائز لعل ذلك يحزنك فإن الحزين في ظل الّله( أي في ظل عرشه‬
‫)يوم القيامة( يوم ل ظل إل ظله )يتعرض لكل خير( قال الغزالي‪ :‬فيه‬

‫‪ - 450‬الحاكم ‪ 1/354‬و ‪ 1307) 362‬و ‪ (1340‬والطبراني )‪ 924‬و ‪ (8004‬وهب)‪ 8962‬و‬


‫‪ (8964‬وصحيح الترغيب )‪ (3492‬والمجمع ‪ 3/21‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫ن‪.‬‬
‫‪ 1/377 -‬و ‪ 1395) 4/330‬و ‪ (7941‬وهب )‪ (8984‬وفيه انقطاع‪ .‬خال من الحياة‪ ،‬فا ٍ‬
‫‪451‬‬

‫ب ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب ِفي فَ َ‬


‫ن )‪ ( 470‬فيه مبهم‬
‫هي َ‬ ‫ن َ‬
‫شا ِ‬ ‫ك ِلب ْ ِ‬ ‫ل وَث َ َ‬
‫وا ُ‬ ‫ما ِ‬
‫ل الع ْ َ‬‫ضائ ِ ِ‬ ‫‪ - 452‬الت ّْرِغي ُ‬
‫‪204‬‬
‫ندب زيارة القبور لكن ل يمس القبر ول يقبله فإن ذلك عادة النصارى‬
‫قال‪ :‬وكان ابن واسع يزور يوم الجمعة ويقول‪ :‬بلغني أن الموتى‬
‫‪453‬‬
‫يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما ً قبله ويوما ً بعده‪.‬‬
‫حن ّط َ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وَ َ‬ ‫فن َ ُ‬‫مي ًّتا وَك َ ّ‬
‫ل َ‬ ‫س َ‬ ‫ن غَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ى َقا َ‬ ‫ن ع َل ِ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ل ي َوْم ِ‬ ‫طيئ َت ِهِ ِ‬
‫مث ْ َ‬ ‫خ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬
‫ما َرأى َ‬ ‫ش ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫م يُ ْ‬‫صّلى ع َل َي ْهِ وَل َ ْ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وَ َ‬
‫ُ‬
‫وَل َد َت ْ ُ‬
‫‪454‬‬
‫ه «‪ .‬رواه ابن ماجه‬ ‫م ُ‬‫هأ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫مك ُْروه ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ما َرأى ِ‬ ‫م ي ُظ ْهِْر َ‬‫شاء أيْ ل َ ْ‬ ‫ن اْل ِفْ َ‬ ‫َ‬ ‫ش ع َل َي ْهِ ( ِ‬
‫م‬ ‫ِ‬ ‫م يُ ْ‬
‫ف‬ ‫) وَل َ ْ‬
‫ما إ ِظ َْهار‬ ‫َ‬
‫فو َوال َْعافَِية‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ل الّله ال ْعَ ْ‬ ‫سأ َ َ‬ ‫صَل َ‬ ‫ح ََ‬ ‫ن َ‬ ‫جه وَغ َْيره وَإ ِ ْ‬ ‫واد ال ْوَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مة ع َلى ع َن ْ ُ‬ ‫مك ُْروهِ ِل ِغ َْناِء ك َل ِ َ‬ ‫صّرح ِبال َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫هل ْ‬ ‫خْير وَك َأن ّ ُ‬ ‫ن َرأى فَ َ‬ ‫حُبوب إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪455‬‬
‫"‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ - 453‬فيض القدير‪- 4554 -:‬‬


‫‪ - 454‬برقم )‪ (1529‬وأحمد ‪ (28017) 6/119‬عن معاوية بن حديج والمجمع ‪(4070) 21 /3‬‬
‫والترغيب في فضائل العمال)‪ (414‬والحلية ‪ 6/192‬وهو حديث ضعيف ‪,‬‬
‫‪ - 455‬حاشية السندي على ابن ماجه ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(246‬‬
‫‪205‬‬
‫ث الثالث والعشرون‬
‫المبح ُ‬
‫الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه‬

‫ن‬‫م ْ‬‫ل الل ّهِ ‪َ » -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َقا َ‬


‫ل َر ُ‬ ‫عن أبي هَُري َْرة َ ‪ -‬رضى الله عنه ‪َ -‬قا َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫حّتى ت ُد ْفَ َ‬‫شهِد َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِقيَرا ٌ‬
‫ط ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ى ع َل َي َْها فَل َ ُ‬ ‫حّتى ي ُ َ ّ‬ ‫شهِد َ ال ْ َ‬‫َ‬
‫صل َ‬ ‫جَناَزة َ َ‬
‫ن « رواه‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫ن ال ْعَ ِ‬
‫ظي َ‬ ‫ل ال ْ َ َ‬
‫جب َلي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ل» ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫طا ِ‬ ‫قيَرا َ‬ ‫ما ال ْ ِ‬
‫ل وَ َ‬‫ن « ‪ِ .‬قي َ‬ ‫طا ِ‬‫ه ِقيَرا َ‬ ‫لَ ُ‬
‫‪456‬‬
‫البخاري ومسلم‬
‫إن الله تبارك وتعالى لطيف بعباده‪ ،‬ويريد أن يهيئ لهم أسباب‬
‫الغفران‪ ،‬لسيما عند مفارقتهم الدنيا‪ ،‬التي هي دار العمل‪ ،‬إلى دار‬
‫ل أعمالهم‪.‬‬ ‫ج ّ‬ ‫يطوى فيها س ِ‬
‫ض على الصلة على الجنازة وشهودها‪ ،‬لن ذلك شفاعة‬ ‫ولذا فإنه ح ّ‬
‫تكون سببا ً للرحمة‪.‬‬
‫فجعل لمن صّلى عليها قيراطا من الثواب‪ ،‬ولمن شهدها حتى تدفن‬
‫قيراطا ً آخر‪ .‬وهذا مقدار من الثواب عظيم ومعلوم قدره عند الله‬
‫تعالى‪.‬‬
‫في على الصحابة‪َ -‬رضي الله عنهم‪ -‬مقداره‪ ،‬قّربه النبي ‪ ‬إلى‬ ‫خ ِ‬ ‫فلما َ‬
‫‪457‬‬
‫أفهامهم‪ ،‬بأن كل قيراط مثل الجبل العظيم‪.‬‬
‫صَلة‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫موِع ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫صَل ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ن إ ِن ّ َ‬ ‫َ‬
‫قيَراطي ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ت هَذ ِهِ الّرَواَية أ ّ‬ ‫وقَد ْ أث ْب َت َ ْ‬
‫َ‬
‫و‬
‫ذا هُ َ‬ ‫حد ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫صل ب َِها ِقيَراط َوا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫دون الد ّْفن ي َ ْ‬ ‫صَلة ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َوالد ّْفن ‪ ،‬وَأ ّ‬
‫ظاهر بعض الروايات فَزع َ َ‬
‫صل‬ ‫ح ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫سك ب ِ َ ِ ِ َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَلًفا ل ِ َ‬ ‫مد ِ‬ ‫معْت َ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪458‬‬
‫موِع ث ََلَثة قََراِريط‪.‬‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ع‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ن ات ّب َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ رضي الله عنه أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫فُرغ ِ‬ ‫َ‬ ‫صلى ع َلي َْها ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ساًبا ‪ ،‬وَكا َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ماًنا َوا ْ‬ ‫سل ِم ٍ ِإي َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَناَزة َ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫حد ٍ ‪ ،‬و َ َ‬ ‫لأ ُ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ط ِ‬ ‫ل ِقيَرا ٍ‬ ‫ن ‪ ،‬كُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫قيَراط َي ْ‬ ‫جرِ ب ِ ِ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫جعُ ِ‬ ‫ه ي َْر ِ‬ ‫د َفْن َِها ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫َ‬
‫ن فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ت ُد ْفَ َ‬ ‫جعَ قَب ْ َ‬ ‫صّلى ع َل َي َْها ث ُ ّ‬
‫‪459‬‬
‫ط « أخرجه البخاري‬ ‫قيَرا ٍ‬ ‫جعُ ب ِ ِ‬ ‫ه ي َْر ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م َر َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م الي َوْ َ‬ ‫من ْك ُ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫صب َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل اللهِ ‪َ » -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ال ْي َوْ َ‬
‫م‬ ‫من ْك ُ ُ‬ ‫ن ت َب ِعَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل » فَ َ‬ ‫ل أُبو ب َك ْرٍ رضى الله عنه أَنا‪َ .‬قا َ‬ ‫ما «‪َ .‬قا َ‬ ‫صائ ِ ً‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م الي َوْ َ‬ ‫من ْك ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أطعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَناَزة ً «‪ .‬قال أُبو ب َكرٍ رضى الله عنه أَنا‪ .‬قال » ف َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫م الي َوْ َ‬ ‫من ْك ُ ُ‬ ‫عاد َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل » فَ َ‬ ‫ل أُبو ب َك ْرٍ رضى الله عنه أَنا‪َ .‬قا َ‬ ‫كيًنا «‪َ .‬قا َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ » -  -‬‬
‫ما‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل أ َُبو ب َك ْرٍ رضى الله عنه أ ََنا‪ .‬فَ َ‬ ‫ضا «‪َ .‬قا َ‬ ‫ري ً‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫‪460‬‬
‫ة «‪ .‬رواه مسلم‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ْ‬
‫ل ال َ‬ ‫خ َ‬ ‫ّ‬
‫ئ إ ِل د َ َ‬ ‫مرِ ٍ‬ ‫ن ِفى ا ْ‬ ‫معْ َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫جاَزاة ع ََلى‬ ‫م َ‬ ‫سب َةٍ وََل ُ‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫جّنة ب َِل ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫معَْناه ُ د َ َ‬ ‫ضي عياض ‪َ :‬‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ل الّله‬ ‫خول ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫جّنة ب ِ َ‬ ‫ضي د ُ ُ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫مان ي َ ْ‬ ‫لي َ‬ ‫جّرد ُ ا ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مال ‪ ،‬وَإ ِّل فَ ُ‬ ‫قَِبيح اْلع ْ َ‬
‫ت ََعاَلى ‪.‬اهـ‬

‫البخاري ‪ (1325)2/11‬ومسلم )‪ (945‬وأحمد ‪،(9446) 2/401‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪456‬‬

‫شرح الربعين النووية ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(259‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪457‬‬

‫فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(75‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪458‬‬

‫برقم )‪ (47‬وأحمد ‪ (9798) 2/43‬ونص)‪(5049‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪459‬‬

‫ومسلم )‪ (1028‬ون)‪ (8053‬والبيهقي ‪ (8082) 4/189‬وابن خزيمة ) ‪(1954‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪460‬‬

‫‪206‬‬
‫َ‬
‫ة؛‬ ‫سن ّ ٌ‬ ‫جَناَزةِ ُ‬ ‫جال ل ِل ْ ِ‬ ‫شِييعَ الّر َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫قَهاِء إ َِلى أ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫مُهوُر ال ْ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫قلت ‪ :‬ذ َهَ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫عَياد َ ِ‬ ‫جَنائ ِزِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ِ ‬بات َّباِع ال ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫مَرَنا َر ُ‬ ‫ب‪:‬أ َ‬ ‫عازِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ث الب ََراِء ب ْ ِ‬
‫دي ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫لِ َ‬
‫مظ ُْلوم ِ ‪،‬‬ ‫صَرةِ ال ْ َ‬ ‫سم ِ ‪ ،‬وَن ُ ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ‪ ،‬وَإ ِب َْرارِ ال ْ ُ‬ ‫ت الَعاط ِ ِ‬
‫مي ِ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ضى ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عي" صحيح ابن حبان )‪ (3040‬صحيح ‪.‬‬ ‫دا ِ‬ ‫جاب َةِ ال ّ‬ ‫سل َم ِ ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫شاِء ال ّ‬ ‫وَإ ِفْ َ َ‬
‫ْ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫مِنيرِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ماِع ‪ ،‬وََقال الّزي ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ب ل ِل ِْ ْ‬ ‫جو ِ‬ ‫ب ل َ ل ِل ْوُ ُ‬ ‫مُر هَُنا ِللن ّد ْ ِ‬ ‫َوال ْ‬
‫فاي َةِ ‪.‬‬ ‫ت ع ََلى ال ْك ِ َ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫جَناَزةِ ِ‬ ‫ن ات َّباع َ ال ْ ِ‬ ‫مال ِك ِي ّةِ ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة ات َّباعُ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ة ‪َ ،‬قال ال ْ َ‬ ‫سن ّ ٌ‬ ‫جَنائ ِزِ ُ‬ ‫ي ‪ :‬ات َّباع ُ ال ْ َ‬ ‫حن ْب َل ِ ّ‬ ‫عي ال ْ َ‬ ‫مْر ِ‬ ‫خ َ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫وََقال ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شُهورٍ ‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫صل َ ٍ‬ ‫وارٍ وَقََراب َةٍ ‪ ،‬أوْ َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن لِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫واِفل إ ِ َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ضل ِ‬ ‫ج ََنائ ِزِ أفْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ق‬
‫حا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ي وَإ ِ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫فَها ‪ ،‬وَب ِهِ َقال ال ْوَْزا ِ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ْ‬ ‫جَناَزةِ ال ْ َ‬ ‫شي ِّع ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ضل ل ِ ُ‬ ‫َوال ْفْ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫معََها َ‬ ‫س َ‬ ‫ة وَل َ ت ُت ْب َعُ ل َي ْ َ‬ ‫مت ُْبوع َ ٌ‬ ‫جَناَزة ُ َ‬ ‫ث ال ْ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫مذ ِيّ " ل ِ َ‬ ‫كاه ُ الت ّْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫‪461‬‬
‫مَها"‬ ‫قد ّ َ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ت ََباع َد َ ع َن َْها )‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مَها أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫يأ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ساٌء َفال ْ َ‬ ‫فَها ن ِ َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫إ ِل ّ أ ْ‬
‫َ‬ ‫حد َه ُ أ َوْ ت َ َ‬
‫حد ٌ (‬ ‫معََها أ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ل َي ْ َ‬ ‫فه ُ ْ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ها َ‬
‫ْ‬
‫كو َ‬ ‫كل ‪ ،‬وَت ََر ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫شًيا وَ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ث ي ُعَد ّ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫ش ُ‬ ‫م ْ‬ ‫س ب ِهِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫فَها فَل َ ب َأ َ َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما الّر ُ‬ ‫مَها ك ُرِه َ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫بأ َ‬ ‫أوْ َرك ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن ِفيهِ ت َْر َ‬ ‫ف ال ْوَْلى ‪ ،‬ل َِ ّ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫ها ِ‬ ‫سارِ َ‬ ‫مين َِها أوْ ي َ َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ضل ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫أفْ َ‬
‫ي‬‫ش ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫ة َوال ّ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ب وَهُوَ ات َّباع َُها ‪ .‬وََقال ال ْ َ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا‬ ‫مَر َ‬ ‫سول الل ّهِ ‪ ‬وَأَبا ب َك ْرٍ َوَع ُ َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ما ُروِيَ أ ّ‬ ‫ضل ‪ ،‬ل ِ َ‬ ‫جَناَزةِ أفْ َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫أ َ‬
‫ْ‬ ‫شو َ‬
‫ن وَقَد ْ‬ ‫مَري ْ ِ‬ ‫حاب َةِ ك ِل َ ال ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫جَناَزةِ )صحيح( ‪ .‬وَُروِيَ ع َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ُ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ضل‬ ‫ف ْ‬ ‫مَها ك َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫شي أ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫فَها ع ََلى ال ّ ِ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫شي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ضل ال ْ َ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫ي ‪ :‬إِ ّ‬ ‫َقال ع َل ِ ّ‬
‫ضل‬ ‫ف ْ‬ ‫ك ِفي ال ْ َ‬ ‫كل ذ َل ِ َ‬ ‫فذ ّ ‪ .‬وََقال الث ّوْرِيّ ‪ُ :‬‬ ‫صل َةِ ال ْ َ‬ ‫ماع َةِ ع ََلى َ‬ ‫ج َ‬ ‫صل َةِ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫واٌء ‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫جَناَزةِ ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ن ِفي ال ْ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫خُر ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫في ّةِ أ ْ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ساُء فَل َ ي َن ْب َِغي ل َهُ ّ‬ ‫ما الن ّ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫صَلةُ‬ ‫قوْل ِهِ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ن ‪ :‬لِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫عاب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ‪َ ،‬قال ْاب ْ ُ‬ ‫ري ً‬ ‫ِ‬ ‫ح‬‫ن تَ ْ‬ ‫جهُ ّْ‬ ‫خُرو ُ‬ ‫الد ّّر ي ُك َْره ُ ُ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫ثأ ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت ‪) .‬فيه ضعف( وَل ِ َ‬ ‫جوَرا ٍ‬ ‫مأ ُ‬ ‫ت غ َي َْر َ‬ ‫مأُزوَرا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫جعْ َ‬ ‫م ‪ :‬اْر ِ‬ ‫سَل ُ‬ ‫َوال ّ‬
‫م ع َل َي َْنا ‪) .‬متفق عليه( وَِلحديث‬ ‫م ي ُعَْز ْ‬ ‫جَنائ ِزِ ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ن ات َّباِع ال ْ َ‬ ‫ة ‪ :‬ن ُِهيَنا ع َ ِ‬ ‫ع َط ِي ّ َ‬
‫ما فََرغ َْنا ‪،‬‬ ‫ما ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ي َوْ ً‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬قَب َْرَنا َ‬ ‫رو ‪َ ،‬قا َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ط‬ ‫س َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَت َوَ ّ‬ ‫ذى َباب َ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫معَ ُ‬ ‫صَرفَْنا َ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ، ‬وان ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ف َر ُ‬ ‫صَر َ‬ ‫ان ْ َ‬
‫َ‬ ‫ة ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل لَها‬ ‫قا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ي َفاط ِ َ‬ ‫ذا ه ِ َ‬ ‫ت إِ َ‬ ‫ما د َن َ ْ‬ ‫قب ِلةٍ ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫م ْ‬ ‫مَرأةٍ ُ‬ ‫ن ِبا ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ذا ن َ ْ‬ ‫ريقَ ‪ ،‬إ ِ َ‬ ‫الط ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ت ‪ :‬أت َي ْ ُ‬ ‫ك ؟ َقال َ ْ‬ ‫ن ب َي ْت ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ك َيا َفاط ِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل اللهِ ‪َ : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ل اللهِ ‪ : ‬ل َعَل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ل ََها َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مي ّت َهُ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَعَّزي َْنا َ‬ ‫ذا ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫اللهِ أهْ َ‬
‫ما ت َذ ْك ُُر‬ ‫ك ت َذ ْك ُُر ِفيَها َ‬ ‫معْت ُ َ‬ ‫س ِ‬ ‫مَعاذ َ اللهِ ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫ت‪ُ :‬‬ ‫دى ؟ َقال َ ْ‬ ‫م ال ْك ُ َ‬ ‫معَهُ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ب َل َغْ ِ‬
‫ها جد َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك أُبو أِبي ِ‬ ‫حّتى ي ََرا َ َ ّ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ما َرأي ْ ِ‬ ‫دى َ‬ ‫م ال ْك ُ َ‬ ‫معَهُ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ‪ :‬ل َوْ ب َل َغْ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫ل ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫‪462‬‬
‫قُبوُر‪.‬‬ ‫قا َ‬ ‫دى ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ال ْك ُ َ‬ ‫ة عَ ِ‬ ‫ت َرِبيعَ َ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫‪ - 461‬سنن أبى داود )‪ (3186‬ضعيف‬
‫‪ - 462‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ (3177)(450‬وأحمد ‪ 107 - 106 / 10‬ط دار المعارف ‪.‬‬
‫وقال أحمد شاكر ‪ :‬إسناده حسن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َقا َ َ‬
‫ة‬‫جن ّ َ‬
‫ت ال َ‬ ‫ما َرأي ْ ِ‬ ‫ريد ُ َ‬ ‫ة يُ ِ‬ ‫جن ّ َ‬‫ت ال َ‬ ‫ما َرأي ْ ِ‬ ‫دى َ‬ ‫ُ‬
‫م الك َ‬ ‫معَهُ ُ‬
‫ت َ‬ ‫ة ‪ :‬لوْ ب َلغْ ِ‬ ‫م َ‬‫فاط ِ َ‬ ‫ه ‪ ‬لِ َ‬ ‫حات ِم ٍ ‪ :‬قَوْل ُ ُ‬ ‫ل أُبو َ‬
‫ي قَب ْ َ‬
‫ل‬ ‫ت الن ّهْ َ‬ ‫م ِ‬‫ة ع َل ِ َ‬‫م َ‬ ‫ن َفاط ِ َ‬ ‫ه ‪ ،‬لَ ّ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ع َن ْ ُ‬ ‫سو ُ‬‫ما ن ََهى َر ُ‬ ‫ب َ‬ ‫م ي َْرت َك ِ ْ‬‫ن لَ ْ‬‫م ْ‬‫خل َُها َ‬ ‫ة ال ِّتي ي َد ْ ُ‬ ‫ال َْعال ِي َ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫عال ِي َ ً‬‫صل ً ل َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬‫ة ِ‬ ‫جن ّ ً‬ ‫ل َ‬ ‫خ ُ‬‫ك ل َ ي َد ْ ُ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م ْ‬‫حد َة ٌ ‪َ ،‬وال ْ ُ‬‫ة َوا ِ‬ ‫ت ك َِثيَرة ٌ ل َ ُ‬
‫جن ّ ٌ‬ ‫جّنا ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫ة هِ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫جن ّ ُ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ما‪.‬‬‫ما ب َي ْن َهُ َ‬‫ة وَل َ َ‬ ‫َ‬
‫سافِل ً‬ ‫وَل َ َ‬
‫‪207‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مك ُْروه ٌ ‪ ،‬وَل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫ه َ‬ ‫حاب َِنا أن ّ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫مذ ْهَ ُ‬ ‫قال الن ّوَوِيّ ‪َ :‬‬ ‫شافِعِي ّةِ فَ َ‬ ‫عن ْد َ ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫وَأ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫ه ن َهْ َ‬ ‫ي ‪ ‬ن ََهى ع َن ْ ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫م ع َل َي َْنا أ ّ‬ ‫م ي ُعَْز ْ‬ ‫ة وَل َ ْ‬ ‫م ع َط ِي ّ َ‬ ‫ول أ ّ‬ ‫سَر قَ ْ‬ ‫حَرام ٍ ‪ ،‬وَفَ ّ‬ ‫بِ َ‬
‫ريم ٍ ‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫مةٍ وَت َ ْ‬ ‫زي َ‬ ‫ي عَ ِ‬ ‫زيهٍ ‪ ،‬ل َ ن َهْ َ‬ ‫ك َ ََراه ِي َةِ ت َن ْ ِ‬
‫ن(‬ ‫س ّ‬ ‫جال ّةٍ ) ك َِبيَرة ُ ال ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خُرو ُ‬ ‫جاَز ُ‬ ‫صِغيرِ ‪َ :‬‬ ‫ح ال ّ‬ ‫شْر ِ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ة فَ ِ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ه‬
‫صيب َت ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ع َظ ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَناَزةِ َ‬ ‫شى فِت ْن َت َُها ‪ ،‬ل ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ة ل َ تُ ْ‬ ‫شاب ّ ٌ‬ ‫ذا َ‬ ‫قا ‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫مط ْل َ ً‬ ‫جَناَزةٍ ُ‬ ‫لِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫شى‬ ‫خ َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ت‪،‬أ ّ‬ ‫خ ٍ‬ ‫خ ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَأ ٍ‬ ‫ن ‪ ،‬وَب ِن ْ ٍ‬ ‫ج ‪َ ،‬واب ْ ٍ‬ ‫م ‪ ،‬وََزوْ ٍ‬ ‫ب ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ع َل َي َْها ‪ ،‬ك َأ ٍ‬
‫قا ‪.‬‬ ‫مط ْل َ ً‬ ‫جَها ُ‬ ‫خُرو ُ‬ ‫م ُ‬ ‫حُر ُ‬ ‫فِت ْن َت َُها فَي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ِ‬ ‫ي عَ‬ ‫ّ‬ ‫كان ِ‬‫شوْ َ‬ ‫كى ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫مَرأة ٌ وَ َ‬ ‫جَناَزة َ ا ْ‬ ‫ن ت َت ْب َعَ ال ْ ِ‬ ‫ة ‪ :‬ك ُرِه َ أ ْ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫وََقال ال ْ َ‬
‫ذا أ ُمن من تضييع حق الزوج والتبرج وما ين َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫شأ ِ‬ ‫ه َقال ‪ :‬إ ِ َ ِ َ ِ ْ َ ْ ِ ِ َ ّ ّ ْ ِ َ ّ َ ّ ِ َ َ َ ْ‬ ‫ي أن ّ ُ‬ ‫قْرط ُب ِ ّ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ي ‪ :‬هَ َ‬
‫ذا‬ ‫كان ِ ّ‬ ‫شو ْ َ‬ ‫قال ال ّ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ن ل َهُ ّ‬ ‫ن ال ِْذ ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مان ِعَ ِ‬ ‫ك فَل َ َ‬ ‫حوِ ذ َل ِ َ‬ ‫ح وَن َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫صَيا‬
‫ال ّ‬
‫ضة ِ ‪.‬‬ ‫مت ََعارِ َ‬ ‫ث ال ْ ُ‬ ‫حاِدي ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مِع ب َي ْ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ماد ُه ُ ِفي ال ْ َ‬ ‫ذي ي َن ْب َِغي اع ْت ِ َ‬ ‫م هُوَ ال ّ ِ‬ ‫ال ْك َل َ ُ‬
‫كان مع ال ْجنازة نائ ِح ٌ َ‬
‫ن لَ ْ‬
‫م‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫جَر ْ‬ ‫ة ُز ِ‬ ‫ح ٌ‬‫صائ ِ َ‬ ‫ة أوْ َ‬ ‫ذا َ َ َ َ ِ َ َ ِ َ َ‬ ‫ة ‪ :‬وَإ ِ َ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫َقال ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫ه ل ِب ِد ْع َ ٍ‬ ‫ة فَل َ ي َت ُْرك ُ ُ‬ ‫سن ّ ٌ‬ ‫جَناَزةِ ُ‬ ‫ن ات َّباع َ ال ْ ِ‬ ‫معََها ؛ ل َِ ّ‬ ‫ي َ‬ ‫ش َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫س ب ِأ ْ‬ ‫جْر فَل َ ب َأ َ‬ ‫ت َن َْز ِ‬
‫َ‬
‫م(‪.‬‬ ‫ما ت َقَد ّ َ‬ ‫جَناَزةِ ك َ َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫شي أ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن غ َي ْرِهِ ) ل َك ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ح‪،‬‬ ‫خ ‪ ،‬وَن َوْ ٍ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫حو َ ُ‬ ‫من ْك َرٍ ‪ ،‬ن َ ْ‬ ‫معَ ُ‬ ‫شي ّعُ َ‬ ‫م َ‬‫ن ي َت ْب َعََها ال ْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫حُر َ‬ ‫ة‪َ :‬‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫وََقال ال ْ َ‬
‫ه ‪.463‬‬ ‫قاد َِر إ َِزال َت ُ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن إ َِزال َت ِهِ ‪ ،‬وَي َل َْز ُ‬ ‫جٌز ع َ ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫وَهُوَ َ‬
‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ - 463‬ابن عابدين ‪ ، 624 ، 304 ، 208 / 1‬وشرح مسلم ‪188/ 1‬و ‪ 504‬و الشرح الصغير طبعة‬
‫دار المعارف ‪ ، 566 / 1‬وغاية المنتهى ‪ ، 246 / 1‬ونيل الوطار ‪ 95 / 4‬والهندية ‪، 159 / 1‬‬
‫والفتح ‪ 125 / 3‬والغاية ‪240 / 1‬‬
‫‪208‬‬
‫ث الرابع والعشرون‬
‫المبح ُ‬
‫الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫صّلى ع َل َي ْهِ أ ّ‬ ‫ت يُ َ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ »:‬‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ة عَ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ه إ ِل ّ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ة ك ُل ّهُ ْ‬ ‫مائ َ ً‬ ‫ن ي َب ْل ُُغو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪464‬‬
‫فيهِ «‪.‬رواه مسلم‬ ‫فُعوا ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫فُعو َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫سأُلوا ع َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سائ ِِلي َ‬ ‫جوَِبة ل ِ َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫حاِديث َ‬ ‫ل هَذ ِهِ اْل َ َ‬ ‫ضي ‪ِ :‬قي َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ذا ك ََلم ال ْ َ‬ ‫ب كُ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ضي ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫ؤاله ‪ .‬هَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ْ‬ ‫م عَ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫جا َ‬ ‫‪ ،‬فَأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫يَ ُ‬
‫عة‬ ‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ل َ‬ ‫قُبو ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫خب ََر ب ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ماَئة فَأ ْ‬ ‫عة ِ‬ ‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ل َ‬ ‫قُبو ِ‬ ‫خب ََر ب ِ َ‬ ‫ي ‪‬أ ْ‬ ‫كون الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ضا أ ْ‬ ‫مل أي ْ ً‬ ‫حت َ ِ‬ ‫خب ََر ب ِهِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫دده ْ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫ن قَ ّ‬ ‫فوف وَإ ِ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫م ث ََلَثة ُ‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫أْرب َِعي َ‬
‫ن فََل ي َل َْزم ِ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫صول ِّيي َ‬ ‫هير اْل ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ج ب ِهِ َ‬ ‫حت َ ّ‬ ‫دد ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬ ‫فُهوم ع َ َ‬ ‫م ْ‬‫ذا َ‬ ‫قال ‪ :‬هَ َ‬ ‫يُ َ‬
‫ذا ِفي‬ ‫ك ‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫دون ذ َل ِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫مْنع قَُبول َ‬ ‫ماَئة َ‬ ‫عة ِ‬ ‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن قَُبول َ‬ ‫خَبار ع َ ْ‬ ‫اْل ِ ْ‬
‫صل‬ ‫ح ُ‬ ‫مول ب َِها وَي َ ْ‬ ‫معْ ُ‬ ‫حاِديث َ‬ ‫ل اْل َ َ‬ ‫حين َئ ِذ ٍ ك ُ ّ‬ ‫فوف ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫م َعَ ث ََلَثة ُ‬ ‫ن َ‬ ‫اْلْرب َِعي َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫عة بأقَ ّ َ‬
‫ن ث ََلَثة ُ‬ ‫ل اْل ْ‬ ‫ال ّ‬
‫‪465‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫فوف وَأْرب َِعي َ‬ ‫ص ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫مَري ْ‬ ‫فا َ ِ‬ ‫ش َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َيا‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫فا َ‬ ‫س َ‬ ‫قد َي ْد ٍ أوْ ب ِعُ ْ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ت اب ْ ٌ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫س أن ّ ُ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬
‫ّ‬
‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫مُعوا‬ ‫جت َ َ‬ ‫س قَد ِ ا ْ‬ ‫ذا َنا ٌ‬ ‫ت فَإ ِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫س‪َ .‬قا َ‬ ‫ِ‬ ‫ن الّنا‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫معَ ل َ ُ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ب ان ْظ ُْر َ‬ ‫ك َُري ْ ُ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫جوه ُ فَإ ِّنى َ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫م‪َ .‬قا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م أْرب َُعو َ‬
‫ل هُ َ‬
‫ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل تَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫خب َْرت ُ ُ‬ ‫ه فَأ ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه‬
‫جَناَزت ِ ِ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫سل ِم ٍ ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫م الل ّ ُ‬ ‫شي ًْئا إ ِل ّ َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫جل ً ل َ ي ُ ْ‬
‫‪466‬‬
‫فيهِ « رواه مسلم‬ ‫ه ِ‬ ‫فعَهُ ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫كو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫أْرب َُعو َ‬
‫)إل شفعهم الّله فيه( أي قبل شفاعتهم في حقه وفي خبر آخر ثلثة‬
‫صفوف ول تعارض إما لنها أخبار جرت على وفق سؤال السائلين أو‬
‫لن أقل العداد متأخر ومن عادة الّله الزيادة في فضله الموعود وأما‬
‫قول النووي مفهوم العدد غير حجة فرد بأن ذكر العدد حينئذ يصير‬
‫ً ‪467‬‬
‫عبثا‪.‬‬
‫ت‬ ‫مو ُ‬ ‫سل ِم ٍ ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن هُب َي َْرة َ َقا َ‬ ‫ك بْ ِ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫مال ِ ٌ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ب «‪َ .‬قا َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن إ ِل ّ أوْ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ف ِ‬ ‫فو ٍ‬ ‫ص ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫صّلى ع َل َي ْهِ ث َل َث َ ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪468‬‬
‫ث‪ .‬رواه أبو داود‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف ل ِل ْ َ‬ ‫فو ٍ‬ ‫ص ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫م ث َل َث َ َ‬ ‫جّزأهُ ْ‬ ‫جَناَزةِ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ل أهْ َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫إِ َ‬
‫قال في تحفة الحوذي ‪ :‬وفي هذه الحاديث استحباب تكثير جماعة‬
‫الجنازة‪ ،‬ويطلب بلوغهم إلى هذا العدد الذي يكون من موجبات الفوز‪،‬‬
‫وقد قيد ذلك بأمرين‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يكونوا شافعين فيه أي مخلصين له الدعاء سائلين له‬
‫المغفرة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يكونوا مسلمين ليس فيهم من يشرك بالله شيئا‪ً.‬‬

‫‪ - 464‬في الجنائز ج ‪ (947) 58‬ونص ‪2003) 4/75‬و ‪ (2005‬وأحمد ‪14156) 3/266‬و ‪(24856‬‬
‫أمة‪ ،‬جماعة‬
‫‪ - 465‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(366‬‬
‫‪ - 466‬في الجنائز برقم )‪ (948‬وطس )‪ (9146‬والبيهقي ‪(5829)3/381‬‬
‫‪ - 467‬فيض القدير‪) ،‬ج ‪ / 12‬ص ‪(279‬‬
‫‪ - 468‬برقم )‪ (3168‬ومشكل الثار )‪ (228‬والترمذي )‪ (1028‬وابن ماجه )‪ (1490‬وهو حديث‬
‫حسن‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫ى ‪- -‬‬ ‫ة أ َنها ل َما توفّى سعد بن أ َبى وّقاص أ َرس َ َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫ل أْزَوا ُ‬ ‫ٍ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ش َ َّ ّ ُ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ف ب ِهِ ع ََلى‬ ‫فعَُلوا فَوُقِ َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ فَ َ‬ ‫صّلي َ‬ ‫جد ِ فَي ُ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جَناَزت ِهِ ِفى ال ْ َ‬ ‫مّروا ب ِ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫عد ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن إ َِلى ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ذى َ‬ ‫جَنائ ِزِ ال ّ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ن َبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ب ِهِ ِ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ أ ُ ْ‬ ‫صّلي َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫جرِه ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫د‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب َِها ال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫جَنائ ُِز ي ُد ْ َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ما كان َ ِ‬ ‫عاُبوا ذ َل ِك وََقالوا َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫فَب َلغَهُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫عل ْ َ‬ ‫ما ل َ ِ‬ ‫ن ي َِعيُبوا َ‬ ‫س إ َِلى أ ْ‬ ‫سَرع َ الّنا َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫فَب َل َغَ ذ َل ِ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫صّلى َر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫جد ِ و َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جَناَزةٍ ِفى ال ْ َ‬ ‫مّر ب ِ َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫عاُبوا ع َل َي َْنا أ ْ‬ ‫ه‪َ .‬‬ ‫بِ ِ‬
‫ف ال ْ َ‬ ‫ضاَء إ ِل ّ ِفى َ‬ ‫ع ََلى ُ‬
‫‪469‬‬
‫د‪ .‬أخرجه مسلم‬ ‫ج ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جوْ ِ‬ ‫ن ب َي ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ل اب ْ‬ ‫سهَي ْ ِ‬
‫صَلة ع ََلى‬ ‫َ‬
‫واز ال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫ري َ‬ ‫ي َواْل َك ْث َ ِ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ديث د َِليل ِلل ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫وَِفي هَ َ‬
‫ل ا ِْبن ع َْبد ال ْب َّر ‪:‬‬ ‫حاق ‪َ ،‬قا َ‬ ‫س َ‬ ‫مد وَإ ِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ب ِهِ أ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫جد ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مّيت ِفي ال ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫مال ِك ِ ّ‬ ‫حِبيب ال ْ َ‬ ‫ل ا ِْبن َ‬ ‫ماِلك ‪ ،‬وَب ِهِ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫موَط ّإ ِ ع َ ْ‬ ‫ن ِفي ال ْ ُ‬ ‫مد َن ِّيو َ‬ ‫وََرَواه ُ ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬ ‫ص ّ‬ ‫ه ‪َ :‬ل ت َ ِ‬ ‫شُهور ع َن ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ماِلك ع ََلى ال ْ َ‬ ‫فة وَ َ‬ ‫حِني َ‬ ‫ل ا ِْبن أِبي ذ ِْئب وَأُبو َ‬ ‫وََقا َ‬
‫صّلى ع ََلى‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫داوُد َ ) َ‬ ‫سَنن أِبي َ‬ ‫ث ِفي ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫جد ب ِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صَلة ع َل َي ْهِ ِفي ال ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ديث‬ ‫ح ِ‬ ‫مُهور َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ي َوال ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫شافِعِ‬ ‫ه ( وَد َِليل ال ّ‬ ‫يء ل َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫جد فََل َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جَناَزة ِفي ال ْ َ‬ ‫ِ‬
‫جوِب َةٍ ‪ :‬منها ضعفه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫داوُد َ ب ِأ ْ‬ ‫سَنن أِبي َ‬ ‫ديث ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جاُبوا ع َ ْ‬ ‫ضاء ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫سهَْيل ْبن ب َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫أو معارضته لما هو أقوى منه أو تأويله ‪ ..‬انظر كلم النووي رحمه‬
‫‪470‬‬
‫الله‬
‫ن‬‫ما ُروِيَ ع َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫شك ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ب ب ََيا ِ‬ ‫قال الطحاوي في شرح مشكل الثار ‪َ :‬با ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ماع َ ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫موَْتى َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫صل ّ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ل اللهِ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫داُرهُ‬ ‫ق َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ع َد َد ٌ ذ ُك َِر ِ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن ِفيهِ إ َ‬ ‫فُعو َ‬ ‫ش َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه أن ّهُ ْ‬ ‫فُعوا ل َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ما ُروِيَ ع َن ْ ُ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬
‫م‬‫سَل ُ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ج الن ّب ِ ّ‬ ‫ة َزوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة‪،‬أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ضيِع َ‬ ‫زيد َ َر ِ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫َعن ع َب ْد ِ َ اللهِ ب ْ ِ‬
‫صّلي‬ ‫ت فَي ُ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫سل ِم ٍ ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫خب ََرت ْ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ه إّل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فُعوا‬ ‫ش ّ‬ ‫فُعوا ل َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ة فَي َ ْ‬ ‫مائ َ ً‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن ي َب ْل ُُغو َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫ع َل َي ْهِ أ ّ‬
‫ِفيهِ "‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫تأ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ل‪َ " :‬ل ي َ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ة‪ ،‬ع َ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مائ َ ً‬
‫ة‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن ي َب ْل ُُغو َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ أ ّ‬ ‫صل ّ َ‬ ‫ن فَت ُ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫فُعوا ِفيهِ "‬ ‫ش ّ‬ ‫ه إّل ُ‬ ‫فُعوا ل َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫مو ُ‬ ‫سل ِم ٍ ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ل اللهِ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ة إّل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فُعوا ِفيهِ "‬ ‫ش ّ‬ ‫مائ َ ً‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫س ي َب ْل ُُغو َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫صّلي ع َل َي ْهِ أ ّ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫َ‬
‫مائ َ ٌ‬
‫ة‬ ‫صّلى ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪ ,‬ع َ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه"‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ن غُ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ة‬
‫ماع َ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫م ِفي ع َد َد ِ ال ْ َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ل اللهِ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫س عَ ْ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫وَقَد ْ َرَوى اب ْ ُ‬
‫معَْنى‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن ِفي هَ َ‬ ‫فِعي َ‬ ‫ش ّ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ب‪ :‬ان ْظ ُْر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ل ِك َُري ْ ٍ‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫فا َ‬ ‫س َ‬ ‫قد َي ْد ٍ أوْ ب ِعُ ْ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ت اب ْ ٌ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫س‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫فعَ ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫مُعوا َقا َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫س قَد ِ ا ْ‬ ‫ذا َنا ٌ‬ ‫ت فَإ ِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل‪ :‬فَ َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫معَ ل َ ُ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫َ‬
‫سل ِم ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫جوه ُ فَإ ِّني َ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫شي ًْئا إّل َ‬ ‫جًل َل ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫فعَهُ ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ِباللهِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫جَناَزت ِهِ أْرب َُعو َ‬ ‫م ع ََلى ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫‪ -‬برقم )‪ (973‬وبرقم)‪ (2297‬المكنز وأبو داود )‪ (3192‬والترمذي )‪(1050‬‬ ‫‪469‬‬

‫‪ -‬شرح النووي على مسلم ‪(396 / 3) -‬‬ ‫‪470‬‬

‫‪210‬‬
‫الله فيه " ووجدنا ع َ َ‬
‫ما َروَي َْناه ُ ِفي‬ ‫وافِقُ َ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫س عَ ْ‬ ‫ن أن َ َ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ُ ِ ِ‬
‫ف‬
‫خال ِ ُ‬ ‫م وَي ُ َ‬ ‫سل ُ‬ ‫َ‬ ‫ل اللهِ ع َلي ْهِ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة وَأِبي هَُري َْرة َ ع َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫ذا ال َْبا ِ‬ ‫هَ َ‬
‫م‬‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل اللهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫س عَ ْ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ما َروَي َْناه ُ ِفيهِ ع َ ِ‬ ‫َ‬
‫صّلي ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ت يُ َ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ة‪ ،‬ع َ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫فعَ ْ‬
‫ن إّل ُ‬ ‫َ‬
‫فُعوا ِفيهِ "‬ ‫ش ّ‬ ‫فُعو َ‬ ‫ش َ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫مائ َ ً‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن ي َب ْل ُُغو َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ماع َ ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ن‬
‫س عَ ِ‬ ‫حد ّث َِني ب ِهِ أن َ ٌ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫بف َ‬ ‫حا ِ‬ ‫حب ْ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ب بْ َ‬ ‫شعَي ْ َ‬ ‫ت ب ِهِ ُ‬ ‫حد ّث ْ ُ‬ ‫م‪ :‬ف َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫ل َ‬
‫م ‪".‬‬ ‫سَل ُ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫واب ََنا‬ ‫ت ‪ .‬فَ َ‬ ‫خت َِل ُ‬ ‫جاَء هَ َ‬ ‫َ‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ف ِفي هَذ ِهِ الّرَواَيا ِ‬ ‫ذا اِل ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪ِ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫جاد َ ل ِعَِباد ِهِ ال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ق اللهِ أن ّ ُ‬ ‫ك ب ِت َوِْفي ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ن‬‫فَرا ِ‬ ‫ه ِبال ْغُ ْ‬ ‫جاد َ ل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ‪ ,‬ثُ ّ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫فاع َت ِهِ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫مائ َ ٌ‬ ‫صّلى ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫فَرا ِ‬ ‫ِبال ْغُ ْ‬
‫ه‬ ‫ما َ‬ ‫س ب ِذ َل ِ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫َ‬ ‫بِ َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫خُر َ‬ ‫ك هُوَ آ ِ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫خب َُر اب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫فاع َةِ أْرب َِعي َ‬ ‫ش َ‬
‫ن‬‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫صّلى ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل ِل ْ ُ‬ ‫فَرا ِ‬ ‫سب َب ِهِ ِبال ْغُ ْ‬ ‫جاد َ ب ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ع َّز وَ َ‬
‫م‬ ‫قا َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ن ل ِذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ل‪ :‬وَل ِ َ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ة وَأِبي هَُري َْرة َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫خب َُر َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫فاع َت ِهِ ْ‬ ‫ش َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة وَأِبي‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ث َ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ع ََلى أ ّ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ت وَل َ ْ‬ ‫ما ذ َك َْر َ‬ ‫ك ع ََلى َ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫واب ََنا ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫م ‪ .‬فَ َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫مت َ َ‬ ‫س هُوَ ال ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ع َّبا‬ ‫ِ‬ ‫ث اب ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫خَرا ِ‬ ‫مت َأ ّ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫هَُري َْرة َ هُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫فَرا ٍ‬ ‫جود َ ب ِغُ ْ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫فت ِهِ أ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ق اللهِ وَع َوْن ِهِ أ ّ‬ ‫ك ب ِت َوِْفي ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫جود َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جوُز أ ْ‬ ‫معَْنى وَقَد ْ ي َ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ن ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫فَرا‬ ‫ن ال ْغُ ْ‬ ‫جعَ ع َ ِ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫معًْنى ‪ ,‬ث ُ ّ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫سرِ ِ‬ ‫معَْنى وَب ِأي ْ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن ب ِأقَ ّ‬ ‫فَرا ِ‬ ‫جود َ ِبال ْغُ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫معًْنى ‪ ,‬ث ُ ّ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫فَرا ِ‬ ‫ِبال ْغُ ْ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ما ذ َك َْرَنا ال ْوَ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫م فََبا َ‬ ‫ك ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫جاد َ ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قه ِ ا ل ّ ِ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫َ‬
‫سأل ُ ُ‬ ‫ن ِفي اْلَثارِ ال ِّتي َروَي َْنا َ‬ ‫خت َِل ُ ْ‬
‫‪471‬‬
‫ه الت ّوِْفيقَ "‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ها َوالل َ‬ ‫ف العَد َد َي ْ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫ـــــــــــــ‬

‫‪ -‬شرح مشكل الثار ‪ (271- 264) (242 / 1) -‬وغالبها صحيح‬ ‫‪471‬‬

‫‪211‬‬
‫ث الخامس والعشرون‬ ‫المبح ُ‬
‫الترغيب في السراع بالجنازة وتعجيل الدفن‬

‫عوا‬ ‫سرِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫عَ َ‬


‫ل»أ ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬ع َ ِ‬ ‫ْ‬
‫وى ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ِ َ‬ ‫س‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫َ ِ َ ً َ ٌْ ُ ّ ُ ََ ِ ْ ِ َِ ْ َ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫مو‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫خ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫صا‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ت‬
‫ِ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِبال ْ ِ َ َ ِ‬
‫ة‬ ‫ز‬ ‫نا‬ ‫ج‬
‫ن رَِقاب ِك ُ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫‪472‬‬
‫م « رواه البخاري ومسلم‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫ضُعون َ ُ‬ ‫شّر ت َ َ‬
‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أِبى‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫جَناَزةِ ع ُث ْ َ‬ ‫ن ِفى َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن أِبيهِ أن ّ ُ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫ن ع ُي َي ْن َ َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ل ل َقَد ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سوْط َ ُ‬ ‫قَنا أُبو ب َك َْرة َ فََرفَعَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫فا فَل َ ِ‬ ‫في ً‬ ‫خ ِ‬ ‫شًيا َ‬ ‫م ْ‬ ‫شى َ‬ ‫م ِ‬ ‫ص وَك ُّنا ن َ ْ‬ ‫الَعا ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫م ً‬ ‫م ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ن َْر ُ‬
‫‪473‬‬
‫ل‪ .‬رواه أبو داود‬ ‫ل َر َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫َرأي ْت َُنا وَن َ ْ‬
‫َ‬
‫ث لَ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫سَرع َ ب ِهِ ب ِ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫حد ّه ُ أ ْ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خب َ ٍ‬ ‫ي ب ِل َ َ‬ ‫ِ‬ ‫م ْ‬
‫ش‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ت وَقْ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫سَرع ُ ِبال ْ َ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫َ‬
‫عوا‬ ‫سرِ ُ‬ ‫قوْل ِهِ ‪ : ‬أ ْ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ٍ‬ ‫خب َ‬ ‫جَناَزةِ ‪ ،‬وَي ُك َْره ُ ب ِ َ‬ ‫ت ع ََلى ال ْ ِ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ضط َرِ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سول‬ ‫سأل َْنا َر ُ‬ ‫سُعود ٍ ‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ِفي رَِواي َةِ اب ْ ِ‬ ‫ب كَ َ‬ ‫خب َ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫جَناَزةِ أيْ َ‬ ‫ِبال ْ ِ‬
‫حافِ ُ‬
‫ظ‬ ‫ب َقال ال ْ َ‬ ‫خب َ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫قال ‪َ :‬‬ ‫جَناَز َةِ فَ َ‬ ‫ف ال ْ ِ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫‪ ‬الل ّهِ ع َ‬
‫ة أَ ّ ْ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ف ب َي ْ َ‬ ‫خل َ ٍ‬ ‫ب ب ِل َ ِ‬ ‫حَبا ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫مَر ِفيهِ ل ِل ِ ْ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫قل اب ْ ُ‬ ‫جرٍ ‪ :‬ن َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫اب ْ ُ‬
‫ماِء ‪.‬‬ ‫ال ْعُل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ديد ُ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫سَراع ُ ال ّ‬ ‫ه ي ُك َْره ُ ال ِْ ْ‬ ‫مُهورِ أن ّ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ي َوال ْ ُ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كى ع َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ه‬
‫حب ّ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قال ‪َ :‬‬ ‫ف فَ َ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫ي ال ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض إ َِلى ن َ ْ‬
‫ف‬ ‫عَيا ٌ‬ ‫مال ِ‬ ‫جرٍ ‪َ :‬‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ظ اب ْ ُ‬ ‫حافِ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مل‬ ‫كالّر َ‬ ‫ط ِفيهِ َ‬ ‫ه أ ََراد َ ال ِْفَْرا َ‬ ‫ن ك َرِهَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْتاد ِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ي ال ْ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫أَراد َ الّزَياد َة َ ع ََلى ال ْ َ‬
‫َ‬
‫‪.‬‬
‫ت‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫جهَّز ال ْ َ‬ ‫موْت ِهِ ‪ ،‬فَل َوْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جِهيزِهِ ك ُل ّهِ ِ‬ ‫سَراع ُ ب ِت َ ْ‬ ‫ب ال ِْ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ذا ي ُ ْ‬ ‫وَك َ َ‬
‫ْ‬
‫م‬
‫ظي ُ‬ ‫معُ ال ْعَ ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ال ْ َ‬ ‫صل ّ َ‬ ‫صل َةِ ع َل َي ْهِ ل ِي ُ َ‬ ‫خيُر ال ّ‬ ‫معَةِ ي ُك َْره ُ ت َأ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ي َوْم ِ ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صِبي َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ْ‬
‫ن ‪ ،‬وََقال ال َ‬ ‫خُر الد ّفْ ُ‬ ‫ب د َفْن ِهِ ي ُؤ َ ّ‬ ‫سب َ ِ‬ ‫معَةِ ب ِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ْ‬
‫ت ال ُ‬ ‫خاُفوا فَوْ َ‬ ‫‪ ،‬وَلوْ َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫جِهيزِهِ إ ِل ّ إ ِ َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫م َرأ ُ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫موْت ِهِ ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫سَراِع ب ِت َ ْ‬ ‫ضا ‪ِ ،‬بال ِْ ْ‬ ‫ة أي ْ ً‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫َوال ّ‬
‫ي ِبال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حال ال ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪474‬‬
‫ة ‪.‬‬ ‫جَناَز ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫مي ّ ِ‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ - 472‬البخاري ‪ (1315) 2/108‬ومسلم في الجنائز ح ‪ ، (944)50‬وأبو داود )‪ (3183‬ونص )‬


‫‪ (1922-1921‬وأحمد ‪7469)2/240‬و ‪ (7473‬والترمذي )‪ (1031‬وهـ)‪(1544‬‬
‫ت‬‫ما َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 473‬أبو داود )‪ (3184‬وهق )‪ (7096‬وك )‪ (5884‬وإسناده صحيح ‪ ،‬وبنحوه حديث إ ِذا َ‬
‫ْ‬ ‫قَرأ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫عن ْد َ رِ ْ‬ ‫حةِ ال ْك َِتا ِ‬
‫ب ‪ ,‬وَ ِ‬ ‫فات ِ َ‬
‫سهِ ب ِ َ‬
‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫عوا ب ِهِ إ َِلى قَب ْرِهِ ‪ ,‬وَل ْي ُ ْ‬
‫سرِ ُ‬
‫سوه ُ ‪,‬وَأ ْ‬ ‫م َفل ت َ ْ‬
‫حب ِ ُ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬‫أ َ‬
‫ه‪.‬أخرجه الطبراني برقم ) ‪ (13438‬وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح‬ ‫قَرةِ ِفي قَب ْرِ ِ‬ ‫مةِ ال ْب َ َ‬‫خات ِ َ‬
‫بِ َ‬
‫الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ (371‬وهو حسن لغيره‬
‫‪ - 474‬انظر الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ (12‬فما بعد ابن عابدين ‪، 623 / 1‬‬
‫والبحر ‪ ، 191 / 2‬والمجموع ‪ ، 270 / 5‬والطحطاوي على مراقي الفلح ‪ ، 352‬وغاية المنتهى‬
‫‪. 246 / 1‬وفتح الباري ‪ 119 / 3‬والشرح الصغير ‪ ، 226 / 1‬وشرح البهجة ‪ ، 82 / 2‬والهندية ‪1‬‬
‫‪. 159 /‬‬
‫‪212‬‬
‫ث السادس والعشرون‬ ‫المبح ُ‬
‫در‬
‫الدفن في المكان المق ّ‬

‫ل ‪ :‬قَب ُْر‬ ‫عن ْد َ قَب ْرٍ فَ َ‬ ‫خد ْرِيّ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫عَ َ‬
‫قا َ‬ ‫جَناَزةٍ ِ‬ ‫ي ‪ ‬بِ ِ‬ ‫مّر الن ّب ِ ّ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫ل اللهِ ‪: ‬‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ي َيا َر ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫حب َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫قالوا ‪ُ :‬فل ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ذا ؟ فَ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫من َْها‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مائ ِهِ إ ِلى ت ُْرب َت ِهِ الِتي ِ‬ ‫س َ‬ ‫ضه ِ و َ َ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سيقَ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه إ ِل الل ُ‬ ‫ه ل إ ِل َ‬ ‫ه إ ِل الل ُ‬ ‫ل إ ِل َ‬
‫‪475‬‬
‫خل ِقَ « رواه الحاكم‬ ‫ُ‬
‫وقال القرطبي‪ :‬قال علماؤنا رحمة الله عليهم ‪ :‬فائدة هذا الباب تنبيه‬
‫العبد على التيقظ للموت والستعداد له بحسن الطاعة والخروج عن‬
‫المظلمة ‪ ،‬وقضاء الدين ‪،‬وإتيان الوصية بماله أو عليه في الحضر ‪،‬‬
‫فضل ً عن أوان الخروج عن وطنه إلى سفر ‪ ،‬فإنه ل يدري أين كتبت‬
‫منيته من بقاع الرض ‪.‬‬
‫وأنشد بعضهم ‪:‬‬
‫مشيناها خطى كتبت علينا و من كتبت عليه خطى مشاها‬
‫وأرزاق لنا متفرقات فمن لم تأته منا أتاها‬
‫‪476‬‬
‫ومن كتبت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها‬
‫فُر قَب ًْرا فَ َ‬ ‫داِء َقا َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ما‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ي ‪ ‬وَن َ ْ‬ ‫مّر ب َِنا الن ّب ِ ّ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن أِبي الد ّْر َ‬ ‫َ ْ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فُر قب ًْرا ل ِهَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫من ِي ّت ُ ُ‬ ‫ت ب ِهِ َ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫قال ‪َ " :‬‬ ‫سوَد ِ ‪ ،‬ف َ‬ ‫ذا ال ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫قلَنا ‪ :‬ن َ ْ‬ ‫ن؟"‪،‬ف ُ‬ ‫صن َُعو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إ َِلى ت ُْرب َت ِهِ " ‪َ ،‬قا َ‬
‫م ب ِهَ َ‬
‫ذا‬ ‫حد ّث ْت ُك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫كوفَةِ ل ِ َ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ن َيا أهْ َ‬ ‫ة ‪ :‬ت َد ُْرو َ‬ ‫م َ‬ ‫سا َ‬ ‫ل أُبو أ َ‬
‫ال ْحديث ؟ ِل َ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ . -‬رَواهُ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن ت ُْرب َةِ َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫مَر ُ‬ ‫ن أَبا ب َك ْرٍ وَع ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الط ّب ََران ِ ّ‬
‫‪477‬‬
‫ط‬
‫س ِ‬ ‫ي ِفي الوْ َ‬
‫ه ل ِعَب ْدٍ‬ ‫ضى الل ّ ُ‬ ‫ذا قَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬
‫كا ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ِ‬ ‫مط َرِ ب ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أِبى ع َّزة َ َقا َ‬
‫ل‬ ‫ة «‪ .‬وفي رواية ع َ ْ‬ ‫ج ً‬ ‫حا َ‬ ‫ه إ ِل َي َْها َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ٍ‬ ‫ت ب ِأْر‬ ‫مو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫جعَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت ب ِأْر ٍ‬ ‫مو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ه ل ِعَب ْد ٍ أ ْ‬ ‫ضى الل ّ ُ‬ ‫ذا قَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫‪478‬‬
‫ة « أخرجهما الترمذي‬ ‫ج ً‬ ‫حا َ‬ ‫ل ب َِها َ‬ ‫ة أوْ َقا َ‬ ‫ج ً‬ ‫حا َ‬ ‫إ ِل َي َْها َ‬
‫ذا‬ ‫ل ‪ » :‬إِ َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫سُعود ٍ رضي الله عنه ع َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ض ُ‬ ‫صى أث َرِهِ قَب َ َ‬ ‫ذا ب َلغَ أقْ َ‬ ‫ة فَإ ِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫حا َ‬ ‫ه إ ِلي َْها ال َ‬ ‫ض أوْث َب َت ْ ُ‬ ‫م ب ِأْر َ ٍ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫نى «‪ .‬أخرجه‬ ‫ست َوْد َع ْت َ ِ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ب هَ َ‬ ‫مةِ ‪َ :‬ر ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ض ي َوْ َ‬ ‫ل الْر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه فَت َ ُ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫‪479‬‬
‫ابن ماجة‬
‫در الله موته بأرض في وقت معين ل بد له من الوجود بذلك‬ ‫إن من ق ّ‬
‫المكان ساعة موته ول ينفعه حذر من ذلك ول فرار ول تحصن ول خبرة‬
‫دكتور ول غير ذلك‪.‬ومن المعلوم أن من المغيبات التي ل يعلمها إل الله‬
‫‪ (1356) 1/367 - 475‬وهب )‪ (9542‬والمجمع ‪ (4226) 3/42‬وفضائل الصحابة )‪ (504‬وهو‬
‫حديث حس‪.،‬‬
‫‪ - 476‬التذكرة في أحوال الموتى وأمور الخرة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(103‬‬
‫‪ - 477‬برقم )‪ (5283‬والمجمع )‪ (4227‬وفيه ضعف‬
‫‪ - 478‬برقم )‪2297‬و ‪ (2299‬وحم )‪ (22629‬وك )‪ (127‬وطب)‪ (18160‬وهب)‪ (9541‬وبز)‬
‫‪ (1889‬والمقاصد )‪ (71‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 479‬هـ) ‪ (4404‬وك ‪ 1/42‬و ‪122) 367‬و ‪ (124‬وطب)‪ (10249‬وهب)‪ (9540‬وصححه‬
‫ووافقه الذهبي وهو كما قال‬
‫‪213‬‬
‫ة‬
‫ساع َ ِ‬‫م ال ّ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫عن ْد َه ُ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫مكان موت العباد‪.‬فقد قال الله تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ما‬ ‫ب غَ ً‬
‫دا وَ َ‬ ‫س ُ‬‫ذا ت َك ْ ِ‬‫ما َ‬
‫س َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ما ت َد ِْري ن َ ْ‬ ‫ما ِفي اْل َْر َ‬
‫حام ِ وَ َ‬ ‫م َ‬‫ث وَي َعْل َ ُ‬‫ل ال ْغَي ْ َ‬ ‫وَي ُن َّز ُ‬
‫ت }لقمان‪{34 :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مو ُ‬
‫ض تَ ُ‬‫س ب ِأيّ أْر ٍ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ت َد ِْري ن َ ْ‬
‫ولكنه ل يلزم من وجود النسان بذلك المكان موته إن لم يكن حان‬
‫أجله‪ ،‬وأما إذا حان الجل فل بد من حضور النسان في نفس المكان‬
‫‪480‬‬
‫حتى يموت فيه‪.‬‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ - 480‬فتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪-(4857 / 9) -‬رقم الفتوى ‪ 65828‬إذا أراد الله قبض عبد‬
‫بأرض جعل له إليها حاجة‬
‫‪214‬‬
‫ث السابع والعشرون‬
‫المبح ُ‬
‫ما يقال عند الدفن‬

‫ل ِلي أ َِبي‪َ":‬يا‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ه‪َ ،‬قا َ‬ ‫عن ع َبد الرحمن بن ال ْعلِء بن الل ّجلج‪ ،‬ع َ َ‬
‫ن أِبي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ َ ّ ْ َ ِ َ ِ‬
‫هّ‬
‫سم ِ الل ِ‬ ‫ل‪ :‬ب ِ ْ‬ ‫دي‪ ،‬فَ ُ‬
‫ق ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ضعْت َِني ِفي ل ْ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫حد ِْني‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ت فَأل ْ ِ‬
‫م ّ‬‫ذا أَنا ُ‬ ‫ي‪ ،‬إ ِ َ‬ ‫بن ّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫سي‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫م اقَْرأ ِ‬ ‫سّنا‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ي الث َّرى ِ‬ ‫ن ع َل َ ّ‬
‫س ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مل ّةِ َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫وَع ََلى ِ‬
‫ك" أخرجه‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬
‫معْ ُ‬
‫س ِ‬ ‫مت َِها‪ ،‬فَإ ِّني َ‬ ‫خات ِ َ‬‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫حةِ ال ْب َ َ‬
‫قَر ِ‬ ‫فات ِ َ‬
‫بِ َ‬
‫‪481‬‬
‫الطبراني‬
‫م ِفي‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ضعْت ُ ْ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫ل اللهِ ‪ : ‬إ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫مَر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ل اللهِ ‪).‬صحيح(‬ ‫سو ِ‬ ‫سن ّةِ َر ُ‬ ‫سم ِ اللهِ وَع ََلى ُ‬ ‫قوُلوا ‪ :‬ب ِ ْ‬ ‫م فَ ُ‬ ‫قُُبورِه ِ ْ‬
‫قب ْرِ ‪،‬‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ضعَ ال ْ َ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬إ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫مَر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ه‪ ).‬صحيح لغيره (‬ ‫ل الل ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫سن ّةِ َر ُ‬ ‫سم ِ اللهِ وَِباللهِ وَع ََلى ُ‬ ‫ل ‪ :‬بِ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫ه إل َْيك‬ ‫ل ال ْميت قَبره ‪ ,‬الل ّه َ‬ ‫خ َ‬ ‫ذا أ َد ْ َ‬ ‫لإ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫سل ِ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ ّ َ ْ ِ ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫مَر ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ه‪ ).‬فيه انقطاع(‬ ‫فْر ل َ ُ‬ ‫م َفاغ ْ ِ‬ ‫ظي َ‬ ‫ب ال ْعَ ِ‬ ‫شيَرة َ َوالذ ّن ْ َ‬ ‫ل َوال ْعَ ِ‬ ‫ل َوالهْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫قب ْرِ أ ْ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ضُعوا ال ْ َ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫نإ َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫خي ْث َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫جْرهُ‬ ‫مأ ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ ,‬اللهُ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ملةِ َر ُ‬ ‫ل اللهِ وَع َلى ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫سم ِ اللهِ وَِفي َ‬ ‫قوُلوا ‪ :‬ب ِ ْ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن‪).‬صحيح مقطوع(‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫شّر ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب الّنارِ ‪ ,‬وَ ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫قب ْرِ ‪ ,‬وَع َ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫م اْفس ْ‬
‫ح‬ ‫ل اللهِ ‪ ,‬الل ّهُ ّ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫سم ِ اللهِ وَِفي َ‬ ‫ل ‪ :‬بِ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫جاه ِد ٍ ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض غ َي ُْر‬ ‫ه َرا ٍ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫ه ب ِن َب ِي ّهِ ‪ , ‬وَأن ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ِفيهِ ‪ ,‬وَأل ِ‬ ‫ه ِفي قَب ْرِهِ ‪ ,‬وَن َوّْر ل ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫ن‪ ).‬فيه ضعف(‬ ‫ضَبا َ‬ ‫غَ ْ‬
‫سم ِ‬ ‫ل ‪ :‬بِ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫قب ْرِ فَ ُ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ضعَ ال ْ َ‬ ‫ذا وَ ِ‬ ‫ل‪:‬إ َ‬ ‫ي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫م ّ‬ ‫م الت ّي ْ ِ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إب َْرا ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل اللهِ ‪ ).‬صحيح مقطوع(‬ ‫سو ِ‬ ‫سن ّةِ َر ُ‬ ‫َ‬
‫اللهِ ‪ ,‬وَإ ِلى اللهِ ‪ ,‬وَع َلى ُ‬ ‫َ‬
‫سم ِ اللهِ ‪,‬‬ ‫ل ‪ :‬بِ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫قب ْرِ فَ ُ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ضْعت ال ْ َ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫ل‪:‬إ َ‬ ‫م ‪َ ،‬قا َ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إب َْرا ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل اللهِ ‪ ).‬صحيح مقطوع(‬ ‫سو ِ‬ ‫مل ّةِ َر ُ‬ ‫وَع ََلى ِ‬
‫جا ِ َ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫جن ْب َي ْهِ ‪,‬‬ ‫ن َ‬ ‫ض عَ ْ‬ ‫ف الْر َ‬ ‫ل ‪ :‬اللهم َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن اب ًْنا ل َ ُ‬ ‫ه د َفَ َ‬ ‫س ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ).‬صحيح(‬ ‫دارِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫داًرا َ‬ ‫دارِهِ َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫حهِ ‪ ,‬وَأب ْد ِل ُ‬ ‫ماِء ل ُِرو ِ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫وا َ‬ ‫ح أب ْ َ‬ ‫َوافْت َ ْ‬
‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قب ْرِ فَل َ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ضعَ ال ْ َ‬ ‫ذا وُ ِ‬ ‫ل‪:‬إ َ‬ ‫ن أِبيهِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫سي ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن العَل َِء ب ْ ِ‬
‫ْ‬
‫وع َ ِ‬
‫ل اللهِ ‪, ‬‬ ‫سو ِ‬ ‫سن ّةِ َر ُ‬ ‫ل اللهِ وَع َلى ُ‬ ‫َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫ن قُ ْ‬ ‫َ‬
‫سم ِ اللهِ ‪ ,‬وَلك ِ ْ‬ ‫ل بِ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫تَ ُ‬
‫م ث َب ّت ْ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ‪ ,‬الل ّهُ ّ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫سل ِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫فا ُ‬ ‫حِني ً‬ ‫م َ‬ ‫هي َ‬ ‫مل ّةِ إب َْرا ِ‬ ‫وَع ََلى ِ‬
‫م لَ‬ ‫ن ِفيهِ ‪ ,‬الل ّهُ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫خي ْرٍ ِ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫جعَل ْ ُ‬ ‫ما ْ‬ ‫خَرةِ الل ّهُ ّ‬ ‫ت ِفي ال ِ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫َ‬
‫ب‬‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫ت هَذ ِهِ الي َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬وَن ََزل َ ْ‬ ‫فت ِّنا ب َعْد َه ُ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جَره ُ ‪ ،‬وَل َ ت َ ْ‬ ‫مَنا أ ْ‬ ‫حرِ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫قب ْرِ ‪} :‬ي ُث َب ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة{‪ ).‬صحيح مقطوع(‬ ‫خَر ِ‬ ‫ال ِ‬

‫‪ - 481‬برقم ) ‪ ( 15833‬وابن معين في تاريخه )‪5238‬و ‪ (5413‬والتلخيص الحبير )‪ (786‬وسكت‬


‫ن‬‫نب ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫عليه والمجمع ‪ (4243) 3/44‬وقال ‪ :‬ورجاله موثقون‪ .‬وهو حديث حسن ‪ ،‬فيه ع َب ْد ِ الّر ْ‬
‫ال َْعلِء بن الل ّ ْ‬
‫جلِج تابعي سكت عليه البخاري وابن معين وأبو حاتم الرازي‬
‫‪215‬‬
‫سم ِ‬ ‫م بِ ْ‬ ‫ذا َنا َ‬ ‫مَنام ِ إ َ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي يَ ُ‬ ‫ن ع َل ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫مَرة َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن َ‬ ‫صم ِ ب ْ ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ُ‬
‫ج َ‬
‫ل‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ذا أد ْ ِ‬ ‫هإ َ‬ ‫قول ُ ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬وَي َ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫مل ّةِ َر ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ,‬وَع ََلى ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫اللهِ َوفي َ‬
‫‪482‬‬
‫قب َْر‪).‬حسن(أخرجها ابن أبي شيبة‬ ‫ال ْ َ‬
‫ر‬
‫قب ْ ِ‬ ‫م ِفى ال ْ َ‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ضعْت ُ ْ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫ل » إِ َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫مَر ع َ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫مَر ‪،‬‬ ‫ن عُ َ‬ ‫سو ِ ّ‬ ‫مل ّةِ َر ُ‬ ‫سم ِ الل ّهِ وَع ََلى ِ‬ ‫قوُلوا ب ِ ْ‬ ‫فَ ُ‬
‫ن اب ْ ِ‬ ‫ل اللهِ « وفي رواية وع َ ِ‬ ‫َ‬
‫سم ِ اللهِ وَع ََلى‬ ‫ل ‪ :‬بِ ْ‬ ‫قب ْرِ َقا َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ضعَ ال ْ َ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ي ‪ ، ‬أن ّ ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫عَ ِ‬
‫مل ّةِ َر ُ‬
‫‪483‬‬
‫ه‪ .‬أخرجه أحمد في مسنده وغيره‬ ‫ل الل ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ديقَ ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خ َ‬
‫ل‬ ‫ذا أد ْ َ‬ ‫ل إِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن أَبا ب َك ْرٍ ال ّ‬ ‫خال ِد ٍ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ث‬ ‫ن ِبالب َعْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ل اللهِ ‪ ‬وَِبالي َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قي ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ملةِ َر ُ‬ ‫سم ِ اللهِ وَع َلى ِ‬ ‫حد َ ‪ " :‬ب ِ ْ‬ ‫ت الل ْ‬ ‫مي ّ َ‬
‫ب َعْد ِ ال ْ َ‬
‫‪484‬‬
‫ت " أخرجه عبد الرزاق‬ ‫مو ْ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ة وَهُوَ ِفي الن ّْزِع‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت أَبا أ َ‬ ‫شهِد ْ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي‪َ ،‬قا َ‬ ‫سِعيد ِ بن ع َب ْد ِ الل ّهِ الوْد ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫صن َ َ‬ ‫نن ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬أ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫مَرَنا َر ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫صن َُعوا ِبي ك َ َ‬ ‫ت‪َ ،‬فا ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا أَنا ُ‬ ‫ل‪ :‬إ ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ، ‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫وان ِك ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫تأ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل‪»:‬إ ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫مَرَنا َر ُ‬ ‫موَْتاَنا‪ ،‬أ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‪ ،‬فَل ْي َ ُ‬
‫ل‪َ :‬يا‬ ‫ق ْ‬ ‫م ل ِي َ ُ‬ ‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫س قَب ْرِ ِ‬ ‫م ع َلى َرأ ِ‬ ‫مأ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ب ع ََلى قَب ْرِ ِ‬ ‫سوّي ْت ُم ِ الت َّرا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ه‬‫ة‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن بن ُفلن َ َ‬ ‫ل‪َ :‬يا ُفل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ب‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫جي ُ‬ ‫ه َول ي ُ ِ‬ ‫معُ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ة‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن بن ُفلن َ َ‬ ‫ُفل َ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ح َ‬ ‫شد َْنا َر ِ‬ ‫ل‪ :‬أْر ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ة‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن بن ُفلن َ َ‬ ‫ل‪َ :‬يا ُفل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫دا‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ع ً‬ ‫وي َقا ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫شَهاد َةَ‬ ‫ن الد ّن َْيا َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪ :‬اذ ْك ُْر َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن‪ ،‬فَل ْي َ ُ‬ ‫شعُُرو َ‬ ‫ن ل تَ ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ت ِبالل ّهِ َرّبا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضي َ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَأن ّ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ه ِإل الل ّ ُ‬ ‫ن ل إ ِل َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ْ‬ ‫مد ٍ ن َب ِّيا‪ ،‬وَِبال ْ ُ‬
‫خذ ُ‬ ‫كيًرا ي َأ ُ‬ ‫من ْك ًَرا وَن َ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ما‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ما ً‬ ‫ن إِ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫سلم ِ ِديًنا‪ ،‬وَب ِ ُ‬ ‫وَِبال ِ ْ‬
‫ن‬‫ق َ‬ ‫ن قَد ْ ل ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫قعُد ُ ِ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ل‪ :‬ان ْط َل ِقْ بنا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫حب ِ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما ب ِي َد ِ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫َوا ِ‬
‫م‬‫ن لَ ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ما"‪ ،‬فَ َ‬ ‫دون َهُ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫جي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ه‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫جت َ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪485‬‬
‫ء « أخرجه الطبراني‬ ‫وا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن بن َ‬ ‫واَء‪َ ،‬يا ُفل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه إ ِلى َ‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ل‪":‬فَي َن ْ ُ‬ ‫ه؟ َقا َ‬ ‫م ُ‬ ‫فأ ّ‬ ‫ي َعْرِ ْ‬
‫سَناده َل أعلم ب ِهِ ب َأسا‪َ ,‬وذكره‬ ‫ْ‬ ‫‪486‬‬
‫‪ " :‬إِ ْ‬ ‫قال ابن المقن رحمه الله‬
‫َ‬
‫وله‪» :‬قد‬ ‫حيح«‪ ,‬وََزاد بعد قَ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫عاء ال ّ‬ ‫جامع الد ّ َ‬ ‫صور ِفي » َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫حاِفظ أُبو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مام‬ ‫ل‪َ :‬وقد أرخص ال ِ َ‬ ‫ما« ‪َ .‬قا َ‬ ‫جته( دونه َ‬ ‫جته«‪َ» :‬ويكون الله )ح ّ‬ ‫لقن ح ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شام‬ ‫ل‪) :‬أهل( ال ّ‬ ‫ه ذ َِلك‪ ,‬وََقا َ‬ ‫جب ُ‬ ‫مّيت‪ ,‬وَأع ْ َ‬ ‫حن َْبل ِفي تلقين ال ْ َ‬ ‫حمد بن َ‬ ‫أ ْ‬
‫صور‪ :‬وَهُوَ من العزمات والتذكير ِبالّله‪ ,‬و)السماح(‬ ‫فعُلونه ‪َ .‬قا َ َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ل‪:‬أُبو َ‬ ‫يَ ْ َ َ ُ‬
‫ذي‬ ‫جْزء ال ّ ِ‬ ‫دين ِفي ال ْ ُ‬ ‫حاِفظ َزكى ال ّ‬ ‫ل‪:‬ال ْ َ‬ ‫سلف‪ ,‬وََقا َ‬ ‫عن ال ّ‬ ‫بذلك مأثور َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عة آت َِية‬ ‫سا َ‬ ‫ن »وَأن ال ّ‬ ‫شَهاد َت َي ْ ِ‬ ‫ساقه‪ :‬وَِفيه بعد ال ّ‬ ‫قين بعد أن َ‬ ‫خرجه ِفي الت ّل ْ ِ‬
‫ل‪:‬أُبو نعيم اْلحداد‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قُبور« ‪َ .‬قا َ‬ ‫َل ريب ِفيَها‪ ,‬وَأن الله )يب َْعث( من ِفي ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ديث سعيد‬ ‫ح ِ‬ ‫ما كتبته إ ِّل من َ‬ ‫ماد بن زيد‪َ ,‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ديث َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ريب من َ‬ ‫ِ‬ ‫ديث غ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫هَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مة ال َْباه ِل ِ ّ‬
‫ي‬ ‫ما َ‬ ‫عن أبي أ َ‬ ‫ي( َ‬ ‫حاِتم‪ :‬سعيد )اْلْزد ِ ّ‬ ‫ل‪:‬اْبن أبي َ‬ ‫ي(‪ ,‬وََقا َ‬ ‫)اْلْزد ِ ّ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ي‪ :‬هَك َ َ‬ ‫من ْذ ِرِ ّ‬ ‫ل‪:‬ال ْ ُ‬ ‫معت أبي يقول‪ :‬ذ َِلك ‪َ .‬قا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ه ‪َ ...‬‬ ‫عن ُ‬ ‫َرَوى َ‬
‫‪ - 482‬مصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 3‬ص ‪(11826 -11815) (329‬‬
‫‪ 20/59 - 483‬و ‪ 69‬و ‪4916) 128‬و ‪ (5107‬وصحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪(3109)(376‬‬
‫والمجمع ‪ 3/44‬والحاكم ‪ (1353) 1/366‬وطب)‪ (570‬وهق )‪ (7311‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 484‬برقم )‪ (6465‬وابن لبي شيبة )‪ (29842‬وهو حسن لغيره‬
‫‪ - 485‬برقم ) ‪ ( 7906‬و المجمع ‪3918) 2/324‬و ‪ (4238‬ودعا طب )‪ (1116‬والمقاصد)‬
‫‪ (346‬ونيل الوطار ‪ 4/89‬والتلخيص الحبير ‪ (797)2/136‬حسن لغيره‬
‫‪ - 486‬البدر المنير ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ (333‬فما بعدها‬
‫‪216‬‬
‫َ‬
‫ي‬‫ل‪:‬الذ ّهَب ِ ّ‬ ‫جُهول‪ ,‬وََقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫ي( وََوقع ِفي روايتنا »الودي«‪ ,‬وَهُوَ َ‬ ‫)اْلْزد ِ ّ‬
‫َ‬
‫فاء‬ ‫ضعَ َ‬ ‫ه ذكر ِفي ال ّ‬ ‫ي( لم أر ل َ ُ‬ ‫فاء«‪ :‬سعيد )اْلْزد ِ ّ‬ ‫ضعَ َ‬ ‫مغِني ِفي ال ّ‬ ‫ِفي »ال ْ ُ‬
‫غيرهم‪.‬‬ ‫وََل َ‬
‫شْيخ َزكي‬ ‫هد يعتضد بَها ‪ -‬والغريب َأن ال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َ‬ ‫ذا ل َ ُ‬ ‫ديثه هَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫كن َ‬ ‫قلت‪ :‬ل َ ِ‬
‫ص‬ ‫ْ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫صّنفه ال ْ َ‬
‫مرو بن الَعا ِ‬ ‫ديث ع َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫من َْها غير َ‬ ‫كور ِ‬ ‫م َ‬ ‫دين لم يذكر ِفي ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َوحده –‬
‫ه )التثبيت( « َوقد سلف ‪.‬‬ ‫ديث‪ » :‬واسألوا ل َ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ِ‬
‫ل‪ِ» :‬إذا دفنتموني‬ ‫ه ع َْنه أنه َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ص َر ِ‬ ‫مرو بن الَعا ِ‬ ‫ديث ع َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫من َْها‪َ :‬‬ ‫وَ ِ‬
‫حر جزور‬ ‫ما ين ْ َ‬ ‫ري قدر َ‬ ‫موا حول قَب ْ ِ‬ ‫م أِقي ُ‬ ‫فسنوا ع َّلي الت َّراب سّنا‪ ,‬ث ّ‬
‫ذا أراجع رسل َرّبي« ‪َ .‬رَواهُ‬ ‫ما َ‬ ‫حّتى أستأنس بكم‪َ ,‬وأعلم َ‬ ‫َويقسم َلحمَها؛ َ‬
‫ويل ‪.‬‬ ‫ديث ط َ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫مان‪ ,‬وَهُوَ بعض من َ‬ ‫لي َ‬ ‫حيحه« ِفي كتاب ا ْ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫مسلم ِفي » َ‬ ‫ُ‬
‫حيح ‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫مْعنى َ‬ ‫ْ‬
‫قارب ال َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬
‫مةِ وبالمهملة‪ ,‬وَك ِلهُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫معْ َ‬ ‫ْ‬
‫»سنوا«‪ُ :‬روِيَ ِبال ُ‬
‫عَياض‪,‬‬ ‫ها ‪ .‬ذكره ِ‬ ‫غير َ‬ ‫جيم ‪ -‬من اْل ِِبل‪ ,‬والجزرة من َ‬ ‫فْتح ال ْ ِ‬ ‫جُزور ‪ -‬ب ِ َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ْ‬
‫صة ‪.‬‬ ‫خا ّ‬ ‫ضأن والمعز َ‬ ‫وَِفي كتاب »اْلعين«‪ :‬الجزرة من ال ّ‬
‫مد بن‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫ديث ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ي ِفي »أكبر معاجمه« من َ‬ ‫ما َرَواه ُ الط ّب ََران ِ ّ‬ ‫من َْها‪َ :‬‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬‫ي »أنه غزا َ‬ ‫م ّ‬ ‫سل ِ‬ ‫حاِرث ال ّ‬ ‫عن الحكم بن ال ْ َ‬ ‫عن ع َط ِّية الرعاء‪َ ,‬‬ ‫مَران‪َ ,‬‬ ‫ح ْ‬
‫ل‪:‬لنا‪ِ :‬إذا دفنتموني ورششتم‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫سول الله ‪ - -‬ث ََلث غزوات‪َ ,‬قا َ‬ ‫َر ُ‬
‫ري‪ ,‬واستقبلوا اْلقب َْلة‪َ ,‬وادعوا لي« ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫موا ع ََلى قَب ْ‬ ‫ماء َفقو ُ‬ ‫ري ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ع ََلى قَب ْ‬
‫ديث(‬ ‫َ‬ ‫حاِتم ِفي »علله« َقا َ‬
‫ح ِ‬ ‫عن َ‬ ‫سألت )أبي َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ما َرَواه ُ اْبن أبي َ‬ ‫من َْها‪َ :‬‬ ‫وَ ِ‬
‫جَناَزة اْلخ من‬ ‫َ‬ ‫ل‪َ ) :‬‬ ‫مة بن الّنضر بن أنس )َقا َ‬
‫ن أنس( ِإذا شهد َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ثُ َ‬
‫جاف ال َْرض َ‬ ‫َ‬
‫ه(‬
‫جن ْب َي ْ ِ‬ ‫عن ) َ‬ ‫دفن‪َ ,‬فيقول‪َ :‬‬ ‫إخوانه وقف ع ََلى َقبره بعد أن ي ْ‬
‫مة بن عبد الله بن أنس ‪.‬‬ ‫ما َ‬ ‫عن ث ُ َ‬ ‫ما هُوَ َ‬ ‫ل‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫قا َ‬ ‫« ‪ .‬فَ َ‬
‫َ‬
‫مبشر‬ ‫ديث ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ي ِفي »أكبر معاجمه« أْيضا‪ ,‬من َ‬ ‫ما َرَواه ُ الط ّب ََران ِ ّ‬ ‫من َْها‪َ :‬‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬ ‫جَلج‪َ ,‬‬
‫ل‪َ :‬قال‬ ‫عن أِبيه َقا َ‬ ‫من بن ال ْعََلء بن الل ّ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫عيل‪ ,‬ث ََنا عبد الّر ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫بن إ ِ ْ‬
‫ضعتِني ِفي لحدي َفقل‪ :‬باسم‬ ‫َ‬
‫َ‪:‬أبي‪َ» :‬يا بني‪ِ ,‬إذا أنا مت فألحدني‪ ,‬فَِإذا وَ َ‬
‫عْند‬ ‫م اقَْرأ ِ‬ ‫ي الت َّراب سّنا‪ ,‬ث ّ‬ ‫ن عل ّ‬ ‫مس ّ‬ ‫سول الله ‪ .‬ث ّ‬ ‫مّلة َر ُ‬ ‫الله‪ ,‬وَع ََلى ِ‬
‫حة ال ْب َ َ‬ ‫ْ‬
‫سول الله ‪ - -‬يقول‪:‬‬ ‫معت َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫قَرة وخاتمتها‪ ,‬فَإ ِّني َ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫سي ب ِ َ‬ ‫َرأ ِ‬
‫عيل اْلحل َِبي(‪,‬‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫مبشر بن إ ِ ْ‬ ‫ذا‪،‬الراوي عنه ُ‬ ‫من هَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذ َِلك« ‪َ) .‬وعبد الّر ْ‬
‫ذكره اْبن حَبان ِفي »ثقاته«‬
‫ومنها‪ :‬ما رواه الط ّبران ِ َ‬
‫هيم‬ ‫ديث )إ ِب َْرا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫كور من َ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ي أْيضا ِفي اْلكتاب ال ْ َ‬ ‫ََ ّ‬ ‫َ ِ َْ َ َ َ ُ‬
‫عن سعيد بن المسيب‬ ‫ْ‬ ‫عن إ ِد ِْريس الودي‪َ ,‬‬ ‫من(‪َ ,‬‬ ‫ح َ‬ ‫بن بكر بن عبد الّر ْ‬
‫ل‪ :‬باسم‬ ‫حد َقا َ‬ ‫ما َوضعَها ِفي الل ّ ْ‬ ‫جَناَزة‪ ,‬فَل َ ّ‬ ‫ل‪» :‬حضرت اْبن عمر ِفي َ‬ ‫َقا َ‬
‫ما أخذ ِفي الل ِّبن ع ََلى‬ ‫َ‬
‫سول الله‪ ,‬فَل َ ّ‬ ‫مّلة َر ُ‬ ‫سِبيل الله‪ ,‬وَع ََلى ِ‬ ‫الله‪ ,‬وَِفي َ‬
‫وى‬ ‫س َ‬ ‫ما ُ‬ ‫قْبر ‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫ذاب ال ْ َ‬ ‫طان‪َ ,‬ومن ع َ َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ها من ال ّ‬ ‫م أجر َ‬ ‫ل‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫حد َقا َ‬ ‫الل ّ ْ‬
‫عن جنبيها‪,‬‬ ‫جاف ال َْرض َ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫قْبر‪ ,‬ث ّ‬ ‫جانب ال ْ َ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫الّلبن ع َل َي َْها َقا َ‬
‫سول الله‬ ‫مْنك رضوانا ً ‪َ .‬فقلت‪ :‬أشيًئا سمعته من َر ُ‬ ‫َوصعد روحها‪ ,‬ولقها ِ‬
‫ول‪ ,‬بل‬ ‫ق ْ‬ ‫ل‪ :‬إ ِّني ِإذا لقادر ع ََلى ال َ‬ ‫شْيئا قلته من َرْأيك ؟ َقا َ‬ ‫‪ - -‬أم َ‬

‫‪217‬‬
‫جُهول ‪َ .‬قاَله أ َُبو‬ ‫م ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫سول الله ‪ . « - -‬وَإ ِد ِْريس هَ َ‬ ‫معت من َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫حاِتم‪. ..‬‬ ‫َ‬
‫عن َراشد بن سعد‪,‬‬ ‫صور ِفي »سَننه« َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ما َرَواه ُ سعيد بن َ‬ ‫من َْها‪َ :‬‬ ‫وَ ِ‬
‫مّيت َقبره‬ ‫مْير‪َ ,‬قاُلوا‪ِ» :‬إذا سوي ع ََلى ال ْ َ‬ ‫وضمرة بن حبيب‪َ ,‬وحكم بن ع ُ َ‬
‫عْند َقبره‪َ :‬يا فَلن‪,‬‬ ‫َ‬
‫ميت ِ‬ ‫قال لل ْ َ‬ ‫كاُنوا يستحبون أن ي ُ َ‬ ‫ه؛ َ‬ ‫عن ُ‬‫صرف الّناس َ‬ ‫َوان ْ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مّرات ‪ -‬قل‪َ :‬رّبي الله‪,‬‬ ‫قل‪ :‬ل إ ِله إ ِل الله‪ ,‬أشهد أن ل إ ِله إ ِل الله ‪ -‬ث َلث َ‬
‫ديث أبي‬ ‫ح ِ‬‫هد ل َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫صرف(" ‪ .‬فَهَذ ِهِ َ‬ ‫م ين ْ َ‬ ‫مد )ث ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫سَلم‪ ,‬ونبيي ُ‬ ‫وديني اْل ِ ْ‬
‫ُ‬
‫كور‪.‬‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫مة ال ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫أ َ‬
‫س بالقائم‪,‬‬ ‫سَناده ل َي ْ َ‬ ‫ديث إ ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال َ‬ ‫صلح‪ :‬هَ َ‬ ‫دين بن ال ّ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫شْيخ ت َ ِ‬ ‫ل‪:‬ال ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ديما ‪.‬‬ ‫شام ب ِهِ قَ ِ‬ ‫َولكنه )يعتضد( بشواهد وبعمل أهل ال ّ‬
‫ضِعيفا‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ديث وَِإن َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال َ‬ ‫ذب« ‪" :‬هَ َ‬ ‫مه َ ّ‬ ‫ل‪:‬الن ّوَوِيّ ِفي »شرح ال ْ ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫حة ِفي‬ ‫سام َ‬ ‫م َ‬ ‫غيرهم ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫محدثين وَ َ‬ ‫ماء ال ْ ُ‬ ‫ه‪َ ,‬وقد اّتفق ع ُل َ َ‬ ‫فيستأنس ب ِ ِ‬
‫َ‬
‫ما َوقد اعتضد بشواهد‪َ ,‬ولم‬ ‫سي َ‬ ‫ضاِئل َوالت ّْرِغيب والترهيب‪َ ,‬ل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫حاِديث ال ْ َ‬ ‫أ َ‬
‫دى ب ِهِ وَإ َِلى اْلن "‪.‬‬ ‫قت َ َ‬ ‫ذا ِفي زمن من ي ُ ْ‬ ‫مل ب ِهَ َ‬ ‫شام ع ََلى ال ْعَ َ‬ ‫يزل أهل ال ّ‬
‫حن َْبل ‪ :-‬فَهَ َ‬
‫ذا‬ ‫ل‪:‬اْل َث َْرم‪ :‬قلت لبي عبد الله ‪ -‬ي َعِْني‪ :‬اْبن َ‬ ‫كن َقا َ‬ ‫قلت‪ :‬ل َ ِ‬
‫مّيت ! يقف الرجل َويقول‪َ:‬يا فَلن اْبن فَُلَنة‪,‬‬ ‫ذي تصنعونه ِإذا دفن ال ْ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ما َرأ َْيت أحدا فعل‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫دة َأن َل إ َِله إ ِّل الله ‪.‬فَ َ‬ ‫شَها َ‬ ‫ه؛ َ‬ ‫ما َفاَرقت ع َل َي ْ ِ‬ ‫اذكر َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ل‪:‬ذ َِلك وَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫سان فَ َ‬ ‫جاَء إ ِن ْ َ‬ ‫مغيَرة‪َ ) ,‬‬ ‫ت أُبو ال ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫حين َ‬ ‫شام ِ‬ ‫ذا إ ِّل أهل ال ّ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شَياخهم أنهم‬ ‫عن أ ْ‬ ‫مْرَيم‪َ ,‬‬ ‫عن أبي بكر بن أبي َ‬ ‫متنه َ‬ ‫مغيَرة( يْرَوى َ‬ ‫أُبو ال ْ ُ‬
‫ديث أبي‬ ‫ح ِ‬ ‫شير بذلك إ َِلى َ‬ ‫ن اْبن ع َّياش يروي ب ِهِ ‪ .‬ي ُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه‪,‬وَ َ‬ ‫فعَُلون َ ُ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫مة السالف ‪".‬‬ ‫ُ‬
‫ما َ‬ ‫أ َ‬
‫قلت ‪ :‬فإن له شواهد كثيرة ‪ ،‬منها ثبوت سؤال الملكين كما في‬
‫الصحيحين ‪ ،‬ومنها أنه يسمع قرع نعالهم ‪ ،‬ومنها حديث ‪ :‬استغفروا‬
‫لخيكم وسلوا له التثبيت ‪ ،‬فإنه الن يسأل ‪ ،‬د )‪ (4221‬وهق ‪4/56‬‬
‫حسن ومنها حديث ‪ :‬لقنوا موتاكم ل إله إل الله ‪ ،‬صحيح ‪ ،‬وهو يشمل‬
‫المحتضر والميت ‪ .‬فهذا التلقين ليس فيه جديد ‪ ،‬لن مفرداته ثابتة‬
‫بنصوص صحيحة ‪،‬والمنكر فيه ابن فلنة ‪ ،‬والمشهور أن النسان ينسب‬
‫َ‬
‫م‬‫ن ي َوْ َ‬ ‫م ت ُد ْع َوْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » - -‬إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫داِء َقا َ‬ ‫لبيه لحديث أِبى الد ّْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م «أخرجه أبو داود‬ ‫ماَءك ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫سُنوا أ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م فَأ ْ‬ ‫ماِء آَبائ ِك ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫مائ ِك ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫مةِ ب ِأ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ى‪- -‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫مَر ‪ -‬رضى الله عنهما ‪ -‬ع َ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫وفيه انقطاع ‪ ،‬ولحديث اب ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ن فُل َ ٍ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ل هَذ ِهِ غ َد َْرة ُ فُل َ ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫مةِ ‪ ،‬ي ُ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫واٌء ي َوْ َ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫ل » ال َْغاد ُِر ي ُْرفَعُ ل َ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫« أخرجه البخاري )‪(6177‬‬
‫وقال أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي ‪ :‬ينبغي أن يرشد الميت في‬
‫قبره حيث يوضع فيه إلى جواب السؤال ‪ ،‬و يذكر بذلك فيقال له ‪ :‬قل‬
‫الله ربي ‪ .‬و السلم ديني ‪ .‬ومحمد رسولي فإنه عن ذلك يسأل ‪ .‬كما‬
‫جاءت به الخبار على ما يأتي إن شاء الله ‪ .‬وقد جرى العمل عندنا‬
‫بقرطبة كذلك ‪ .‬فيقال ‪ :‬قل هو محمد رسول الله وذلك عند هيل‬
‫من ِفي‬ ‫َ‬
‫مٍع ّ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت بِ ُ‬ ‫ما أن َ‬ ‫التراب و ل يعارض هذا بقوله تعالى ‪ } :‬وَ َ‬

‫‪218‬‬
‫ع‬
‫م ُ‬ ‫س ِ‬ ‫موَْتى وََل ت ُ ْ‬ ‫معُ ال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ك َل ت ُ ْ‬ ‫قُبوِر{ )‪ (22‬سورة فاطر‪ .‬و قوله ‪} :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن{ )‪ (80‬سورة النمل ‪ ،‬لن النبي ‪ ‬قد‬ ‫ري َ‬ ‫مد ْب ِ ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ذا وَل ّ ْ‬ ‫عاء إ ِ َ‬ ‫م الد ّ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ال ّ‬
‫نادى أهل القليب وأسمعهم وقال ‪ :‬ما أنتم بأسمع ‪ .‬ولكنهم ل‬
‫يستطيعون جوابا ً ‪ ،‬وقد قال في الميت ‪ :‬إنه ليسمع قرع نعالهم ‪ .‬وأن‬
‫هذا يكون في حال دون حال و وقت دون وقت‪. 487‬‬
‫ت‪ :‬هذا التلقين ليس فيه جديدًا‪ ,‬لن مفرداته ثابتة بنصوص صحيحة‪,‬‬ ‫قل ُ‬
‫والمنكر فيه عندي هو لفظة يا ابن فلنة‪ ,‬لن الثابت بالنصوص الشرعية‬
‫ب هذا التلقين كثير من السلف‬ ‫النسبة للب ل الم ‪ .‬ولهذا استح ّ‬
‫والخلف‪.‬‬
‫ما ما زعمه الشيخ ناصر الدين اللباني ‪-‬رحمه الله‪ -‬في الضعيفة )‬ ‫وأ ّ‬
‫‪ (599‬من رده للحديث واعتباره منكرا ً وذلك بسبب عدم إطلعه على‬
‫بقية أسانيده وشواهده حيث قال‪ " :‬وجملة القول‪ :‬أن الحديث منكر‬
‫عندي إن لم يكن موضوعا ً ‪ .‬ونقل عن الصنعاني في سبل السلم‪:‬‬
‫"ويتحصل من كلم أئمة التحقيق أنه حديث ضعيف والعمل به بدعة‪ ,‬ول‬
‫يغتّر بكثرة من يفعله" ‪.‬‬
‫ل‪:‬‬ ‫أقو ُ‬
‫م مردودٌ من الثنين‪ ،‬فمن هم الذين أنكروا الحديث‬ ‫هذا كل ٌ‬
‫من السلف ؟! ومن قال من السلف بأن العمل بهذا الحديث‬
‫بدعة ؟!‬
‫مع أن ابن القيم رحمه الله قد ذكر في كتاب الروح أن العمل قد جرى‬
‫على هذا الحديث في أمصار المسلمين فأيهما أولى بالتباع ؟!‬
‫َ‬
‫ن‬‫ماُء ع ََلى أ ّ‬ ‫فقَ ال ْعُل َ َ‬ ‫قال المام النووي رحمه في شرح المهذب‪ ":‬وَقَد ْ ات ّ َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ما ِ‬ ‫ل اْلع ْ َ‬ ‫ضائ ِ ِ‬ ‫ح ب ِهِ ِفي فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ف ي ُت َ َ‬ ‫موُْقو َ‬ ‫ف َوال ْ َ‬ ‫ضِعي َ‬ ‫ل َوال ّ‬ ‫س َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ث ال ْ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫من َْها" ‪.488‬‬ ‫ذا ِ‬ ‫ضاه ُ وَهَ َ‬ ‫قت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل بِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫وَي ُعْ َ‬
‫ص ‪ ،‬وَهُوَ ِفي‬ ‫مَرو ب ْ َ ْ‬ ‫مهْرِيّ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫ن الَعا ِ‬ ‫ضْرَنا ع َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫س َ‬ ‫ما َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ه‬
‫ل اب ْن ُ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫دارِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه إ َِلى ال ْ ِ‬ ‫جه َ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫حو ّ َ‬ ‫ويًل ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫كي ط َ‬ ‫ت ‪ ،‬ي َب َ ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫سَياقَةِ ال ْ َ‬ ‫ِ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫شَر َ‬ ‫ما ب َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ب ِك َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫ما ب َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬
‫ك َر ُ‬ ‫ذا ؟ أ َ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬يا أب ََتاه ُ ‪ ،‬أ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اللهِ ‪ ‬ب ِك َ َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬
‫شَهاد َة ُ أ ْ‬ ‫ما ن ُعِد ّ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن أفْ َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫جهِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل ب ِوَ ْ‬ ‫ل ‪ :‬فَأقْب َ َ‬ ‫ذا ؟ َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ث‪،‬‬ ‫ق ث ََل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ت ع ََلى أط َْبا‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬إ ِّني قَد ْ ك ُن ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫دا َر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫َل إ ِل َ َ‬
‫شد بغْضا ل ِرسول الل ّه ‪ ‬مني ‪ ،‬وَل أ َحب إل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لَ َ‬
‫ن‬
‫يأ ْ‬ ‫َ ّ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫حد ٌ أ َ ّ ُ ً َ ُ ِ‬ ‫ما أ َ‬ ‫قد ْ َرأي ْت ُِني وَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل ل َك ُن ْ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ت ع ََلى ت ِل ْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ‪ ،‬فَل َوْ ُ‬ ‫قت َل ْت ُ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫مك َن ْ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ن قَد ِ ا ْ‬ ‫كو َ‬ ‫أَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ي ‪ ، ‬فَ ُ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫م ِفي قَل ِْبي أت َي ْ ُ‬ ‫سَل َ‬ ‫ه اْل ِ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫أهْ ِ‬
‫ما‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫دي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ت يَ ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫قب َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ه ‪َ ،‬قا َ‬ ‫مين َ ُ‬ ‫ط يَ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَب َ َ‬ ‫ك فَْل َُباي ِعْ َ‬ ‫مين َ َ‬ ‫ط يَ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫اب ْ ُ‬
‫شت َرِطُ‬ ‫شت َرِط ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫لَ َ‬
‫ل ‪ " :‬تَ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ت ‪ :‬أَرد ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬قُل ُ‬ ‫مُرو ؟ " َقا َ‬ ‫ك َيا ع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫م َ‬ ‫م ي َهْد ِ ُ‬ ‫سَل َ‬ ‫ن اْل ِ ْ‬ ‫تأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫ل‪":‬أ َ‬ ‫فَر ِلي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ي ُغْ َ‬ ‫ت‪:‬أ ْ‬ ‫ذا ؟ " قُل ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ج ي َهْد ِ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن قَب ْل ََها ؟ وَأ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫جَرة َ ت َهْد ِ ُ‬ ‫ن ال ْهِ ْ‬ ‫ه ؟ وَأ ّ‬ ‫ن قَب ْل َ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫كا َ‬
‫ل ِفي ع َي ِْني‬ ‫ج ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ، ‬وََل أ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫حد ٌ أ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ما َ َ‬ ‫ه ؟ " وَ َ‬ ‫قَب ْل َ ُ‬
‫‪ -‬التذكرة في أحوال الموتى وأمور الخرة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(133‬‬ ‫‪487‬‬

‫‪ -‬المجموع شرح المهذب ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(94‬‬ ‫‪488‬‬

‫‪219‬‬
‫ه‬ ‫منه ‪ ،‬وما ك ُنت أ ُطيق أ َن أ َمَل َ ع َيني منه إجَلًل ل َه ‪ ،‬ول َو سئ ِل ْت أ َ َ‬
‫ف ُ‬
‫ص َ‬
‫نأ ِ‬ ‫ُ َ ْ ُ ُ ْ‬ ‫َْ ّ ِ ْ ُ ِ ْ‬ ‫ِ ُ ْ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ ْ ُ َ َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت ع َلى ت ِل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما أ َط َ ْ‬
‫حا ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫م ّ‬‫ه ‪ ،‬وَلوْ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ي ِ‬ ‫مل ع َي ْن َ ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م أك ْ‬ ‫ت ؛ ِلّني ل ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حاِلي‬ ‫ما َ‬ ‫ما أد ِْري َ‬ ‫شَياَء َ‬ ‫م وَِليَنا أ ْ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ُ‬
‫ن أكو َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫جوْ ُ‬ ‫ل ََر َ‬
‫ة ‪ ،‬وََل َناٌر ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫فيها ‪ ،‬فَإ َ َ‬
‫شّنوا‬‫موِني فَ ُ‬ ‫ذا د َفَن ْت ُ ُ‬ ‫ح ٌ‬ ‫حب ِْني َنائ ِ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت فََل ت َ ْ‬ ‫م ّ‬‫ذا أَنا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬
‫َ‬ ‫ع َل َ‬
‫م‬
‫س ُ‬ ‫ق َ‬‫جُزوٌر وَي ُ ْ‬ ‫حُر َ‬ ‫ري قَد َْر َ‬
‫ما ت ُن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ل قَب ْ‬ ‫حوْ َ‬ ‫موا َ‬ ‫م أِقي ُ‬ ‫شّنا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ي الت َّرا َ‬ ‫ّ‬
‫س َ‬ ‫ل َحمها ‪ ،‬حتى أ َستأ ْن ِس بك ُم ‪ ،‬وأ َنظ ُر ما َ ُ‬
‫بي "‪ .‬أخرجه مسلم‬ ‫ل َر ّ‬ ‫جعُ ب ِهِ ُر ُ‬ ‫ذا أَرا ِ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ ِ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫‪489‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وع َ َ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫م ك ُل ُْثوم ٍ ب ِن ْ ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫ما وُ ِ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ّ‬ ‫ة رضي الله عنه َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أِبى أ َ‬ ‫ْ‬
‫م وَِفيَها‬ ‫قَناك ُ ْ‬ ‫خل ْ‬‫َ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ل اللهِ ‪ِ ) »: --‬‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قب ْرِ َقا َ‬ ‫الل ّهِ ‪ِ --‬فى ال َ‬
‫ْ‬
‫مل ّةِ‬ ‫ل الل ّهِ وَع ََلى ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫سم ِ الل ّهِ وَِفى َ‬ ‫خَرى( ب ِ ْ‬ ‫م َتاَرة ً أ ُ ْ‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫من َْها ن ُ ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ن ُِعيد ُك ُ ْ‬
‫ب‬‫جُبو َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ح إ ِل َي ْهِ ُ‬ ‫فقَ ي َط َْر ُ‬ ‫ها ط َ ِ‬ ‫حد َ َ‬ ‫ما ب ََنى ع َل َي َْها ل َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ «‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ىٍء وَل َك ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ش ْ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ذا ل َي ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ما إ ِ ّ‬ ‫لأ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫خل َ َ ّ‬
‫ل‪490‬اللب ِ ِ‬ ‫دوا ِ‬ ‫س ّ‬ ‫ل ‪ُ »:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫ى«‬ ‫ح ّ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ب نَ ْ‬ ‫ي ُط َي ّ ُ‬
‫ما‬‫جَناَزةٍ فَل َ ّ‬ ‫مَر ِفى ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ت ع َب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫ضْر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ب َقا َ‬ ‫سي ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫سِعيد ِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ِ‬ ‫مل ّةِ َر ُ‬ ‫ل الل ّهِ وَع ََلى ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫سم ِ الل ّهِ وَِفى َ‬ ‫ل ‪ :‬بِ ْ‬ ‫حد ِ َقا َ‬ ‫ضعََها ِفى الل ّ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ها ِ‬ ‫جْر َ‬ ‫مأ ِ‬ ‫ل ‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫حد ِ َقا َ‬ ‫ن ع ََلى الل ّ ْ‬ ‫ّ‬
‫سوِي َةِ اللب ِ ِ‬ ‫خذ َ ِفى ت َ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫‪ --‬فَل َ ّ‬
‫ب ع َل َي َْها‬ ‫وى ال ْك َِثي َ‬ ‫س ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ب الّنارِ فَل َ ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قب ْرِ وَ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫حَها‬ ‫صعّد ْ ب ُِرو ِ‬ ‫جث ّت َِها وَ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ض عَ ْ‬ ‫ف الْر َ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫قب ْرِ ث ُ ّ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫جان ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫َقا َ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫معْت َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ىءٌ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫مَر ‪ :‬أ َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ت ل ِب ْ ِ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫واًنا فَ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ك رِ ْ‬ ‫من ْ َ‬ ‫قَها ِ‬ ‫وَل َ ّ‬
‫ه‬‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫قاد ٌِر ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ذا ل َ َ‬
‫ل ‪ :‬إ ِّنى إ ِ ً‬ ‫ك؟ َقا َ‬ ‫ن َرأ ْي ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ىٌء قُل ْت َ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬أ ْ‬
‫‪491‬‬
‫ل الل ّهِ ‪--‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫وظاهر هذه الحاديث والثار تدل على استحباب تلقين الميت المكلف‬
‫بعد الدفن‪ ،‬وبه أخذ الشافعية والحنابلة‪.‬‬
‫وهذا التلقين فيه تذكير للميت‪ ،‬وتذكير للحي كذلك‪ ،‬لنه قد جاء‬
‫بالنصوص الصحيحة الصريحة أن الميت سيسأل عن هذه المور‪،‬‬
‫‪492‬‬
‫فيحافظ عليها الحي قبل موته‪.‬‬
‫ت‬‫مي ّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫قي ِ‬ ‫فوا ِفي ت َل ِ‬ ‫خت َل ُ‬ ‫وفي الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ":‬ا ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ي َوالّزي ْل َْعِ ّ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ة وَب َعْ ْ ُ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ت‪ ,‬فَذ َهَ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ب َعْد َ ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ه‪,‬‬ ‫مُروا ب ِ ِ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫ه‪ ,‬وَل َ ْ‬ ‫صوا ِفي ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه‪ ,‬فََر ّ‬ ‫س بِ ِ‬ ‫ن ل َ ب َأ َ‬ ‫قي َ‬ ‫ذا الت ّل ْ ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫في ّةِ إ َِلى أ ّ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قل‬ ‫ه‪ ,‬وَقَد ْ ن ُ ِ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫م ل َ إ ِل َ َ‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫قُنوا َ‬ ‫م‪ :‬ل َ ّ‬ ‫سَل ُ‬ ‫صَلة ُ َوال ّ‬ ‫ظاه ِرِ قَوْل ِهِ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫لِ َ‬

‫‪ - 489‬برقم )‪ (121‬وحم )‪ (18254‬وك )‪ (5906‬وهق )‪ (7318‬وعوانة )‪ (156‬ومعرفة‬


‫ضى‪ ،‬اللحد ‪:‬‬ ‫الصحابة )‪ (4454‬وجامع الصول مطول ً ‪ 9/104‬و ‪ - 105‬مخاصم ‪ :‬مسئول ومقا َ‬
‫جُزور ‪:‬‬‫الشق الذي يكون في جانب القبر موضع الميت ‪ ،‬وقيل الذي يحفر في عرض القبر ‪ ،‬ال َ‬
‫جُزٌر‬
‫مع ُ‬ ‫دت ذ َ‬
‫كرا‪ ،‬والج ْ‬ ‫جُزوُر‪َ ،‬وإن أر ْ‬
‫مؤنثة‪ ،‬تقول ال َ‬ ‫ن الل ّ ْ‬
‫فظة ُ‬ ‫الب َِعير ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬إل أ ّ‬
‫جَزائر‬
‫و َ‬
‫‪ - 490‬السنن الكبرى للبيهقي)ج ‪ / 3‬ص ‪ (6973)(409‬والمستدرك للحاكم)‪ (3433‬ضعيف‬
‫‪ - 491‬السنن الكبرى للبيهقي )ج ‪ / 4‬ص ‪ (7312)(55‬ضعيف‬
‫‪ - 492‬راجع التفاصيل في مغني المحتاج ‪ 1/367‬والنصاف ‪4/349‬وكشاف القناع ‪20/157‬‬
‫والفقه السلمي وأدلته لستاذنا الزحيلي ‪ ، 537 – 2/536‬وفقه السنة ‪ 1/247‬ويسألونك في‬
‫الدين والحياة ‪4/107‬‬
‫‪220‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فة من الصحابة‪ ,‬أ َنه َ‬
‫ه‪,‬‬ ‫ي وَغ َي ْرِ ِ‬ ‫ة ال َْباه ِل ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫مُروا ب ِهِ ك َأِبي أ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ّ َ َ ِ ُّ ْ‬ ‫طائ ِ َ ٍ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ت ع َل َي ْهِ وَقَد ْ‬ ‫ذي ك ُن ْ َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ن‪ :‬اذ ْك ُْر ِدين َ َ‬ ‫ن فُل َ ٍ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ن يقول‪َ :‬يا فُل َ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫فت ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫وَ ِ‬
‫م ن َب ِّيا ‪.‬‬ ‫سَل ُ‬ ‫صَلة ُ َوال ّ‬ ‫مد ٍ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫سل َم ِ ِديًنا‪ ,‬وَب ِ ُ‬ ‫ت ب َِالل ّهِ َرّبا‪ ,‬وَِبال ِْ ْ‬ ‫ضي َ‬ ‫َر ِ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫مَراد ُ ب ِ َ‬ ‫ن‪ ,‬إ ِذ ِ ال ْ ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫قَهاِء ل َ ي ُل َ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫وََقال َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ن ب َعْد َ الد ّفْ ِ‬ ‫قي ُ‬ ‫ما الت ّل ْ ِ‬ ‫ر‪ :‬أ ّ‬ ‫ح ال ْ َك َِبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫شْر‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫مغِْني َ‬ ‫ت‪ ,‬وَِفي ال ْ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫قَُر َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما َرَواهُ‬ ‫وى َ‬ ‫س َ‬ ‫مةِ قَوْل ً ِ‬ ‫م ِفيهِ ل ِلئ ِ ّ‬ ‫شي ًْئا‪ ,‬وَل َ أع ْل َ ُ‬ ‫مد َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫جد ْ ِفيهِ ع َ ْ‬ ‫مأ ِ‬ ‫فَل َ َ ْ‬
‫ت أ َُبو‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫شام ِ ِ‬ ‫هل ال ّ‬ ‫ذا إ ِل ّ أ َ ْ‬ ‫دا فََعل هَ َ‬ ‫ح ً‬ ‫تأ َ‬
‫َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬
‫َ‬
‫قال‪َ :‬‬ ‫م‪ ,‬فَ َ‬ ‫الث َْر ُ‬
‫ْ‬
‫قال ذ َل ِ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪493‬‬
‫ك "‬ ‫سا ٌ‬ ‫جاَء إ ِن ْ َ‬ ‫ة‪َ ,‬‬ ‫مِغيَر ِ‬
‫ت‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قي ِ‬ ‫ن ت َل ْ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله َ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫و ُ‬
‫ي‬‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫فن ِ ِ‬ ‫ن دَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫فَرا ِ‬ ‫عدَ ال ْ َ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه؟‬ ‫عل ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫جوُز ِ‬ ‫يء ٌ ي َ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ي َك ْ‬ ‫ذا ل ْ‬ ‫لإ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه؟ َ‬ ‫حاب َت ِ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫و َ‬ ‫‪‬أ ْ‬
‫م َل ؟ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ة‪ :‬أن ّهُ ْ‬ ‫حاب َ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫فة ٍ ِ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫كورِ قَد ْ ن ُ ِ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ذا الت ّل ْ ِ‬ ‫ب‪ :‬هَ َ‬ ‫جا َ‬ ‫فَأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‪‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ث عَ ِ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ي وَغ َي ْرِهِ ‪ .‬وَُروِيَ ِفيهِ َ‬ ‫مُروا ب ِهِ ك َأِبي أمامة ال َْباه ِل ِ ّ‬ ‫أ َ‬
‫ذا‬‫ك فَل ِهَ َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫حاب َةِ ي َ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك َِثيٌر ِ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ه؛ وَل َ ْ‬ ‫حت ِ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫حك َ ُ‬ ‫ما َل ي ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل َك ِن ّ ُ‬
‫ْ‬ ‫ل‪:‬اْلما َ‬
‫صوا‬ ‫خ ُ‬ ‫س ب ِهِ فََر ّ‬ ‫ن َل ب َأ َ‬ ‫قي َ‬ ‫ذا الت ّل ْ ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ماِء‪ :‬إ ّ‬ ‫ن ال ْعُل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫مد وَغ َي ُْره ُ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫مأ ْ‬
‫ْ‬
‫َقا َ ِ َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬
‫مد وَك َرِهَ ُ‬
‫ه‬ ‫ح َ‬ ‫ي وَأ ْ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫حب ّ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ه‪َ ,‬وا ْ‬ ‫مُروا ب ِ ِ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫ِفيهِ وَل َ ْ‬
‫ة من ال ْعل َماِء م َ‬
‫ن‬‫سَنن ع َ ْ‬ ‫ذي ِفي ال ّ‬ ‫م ‪.‬وَا َل ّ ِ‬ ‫ك وَغ َي ْرِه ِ ْ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ف ٌ ِ َ ُ َ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ت وَقَ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن د َفْ‬ ‫ْ‬ ‫ذا فََرغ َ ِ‬
‫م‬ ‫ى ‪ --‬إ ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫فا َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ع ُث ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫سأ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ت فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ه الت ّث ِْبي َ‬ ‫سُلوا ل َ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫خيك ُ ْ‬ ‫فُروا ل ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ل‪ »:‬ا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ع َل َي ْهِ فَ َ‬
‫َ‬
‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م ل َ إ ِل َ َ‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫قُنوا َ‬ ‫ل‪ » :‬ل َ ّ‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫نأ ّ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت ِفي ال ّ‬ ‫وَقَد ْ ث َب َ َ‬
‫«‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬‫ح ُ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ل وَي ُ ْ‬ ‫سأ ُ‬ ‫قُبوَر ي ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫موٌر ب َِها ‪ .‬وَقَد ْ ث َب َ َ‬ ‫مأ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫سن ّ ٌ‬ ‫ضرِ ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫قي ُ‬ ‫فَت َل ْ ِ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ه فَإ ِ ّ‬ ‫فعُ ُ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫قي َ‬ ‫ن الت ّل ْ ِ‬ ‫ل‪ :‬إ ّ‬ ‫ذا ِقي َ‬ ‫ه؛ فَل ِهَ َ‬ ‫عاِء ل َ ُ‬ ‫مُر ِبالد ّ َ‬ ‫ه ي ُؤ ْ َ‬ ‫وَأن ّ ُ‬
‫حيح ع َ َ‬
‫ى‪-‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫س ‪ -‬رضى الله عنه‪ -‬ع َ ِ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ص ِ ِ‬ ‫ت ِفي ال ّ‬ ‫ما ث َب َ َ‬ ‫داَء ‪ .‬ك َ َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‪ »:‬ال ْعَب ْد ُ إ ِ َ‬
‫ه‬
‫حّتى إ ِن ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ى وَذ َهَ َ‬ ‫ه‪ ,‬وَت ُوُل َ‬ ‫ضعَ ِفى قَب ْرِ ِ‬ ‫ذا وُ ِ‬ ‫‪َ -‬قا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ِفى‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫داه ُ َفيقول‪ :‬ا َ ِ‬ ‫ن فَأقْعَ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫م‪ ,‬أَتاه ُ َ‬ ‫معُ قَْرع َن َِعال ِهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل َي َ ْ‬
‫َ‬ ‫مد ٍ ‪َ - -‬فيقول‪ :‬أ َ ْ‬
‫قا ُ‬
‫ل‬ ‫ه ‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه ع َب ْد ُ الل ّهِ وََر ُ‬ ‫شهَد ُ أن ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫هَ َ‬
‫ى‬ ‫جن ّةِ ‪َ -‬قا َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن الّناِر‪ ,‬أب ْد َل َ‬ ‫َ‬ ‫قعَد ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‪:‬الن ّب ِ ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫دا ِ‬ ‫قعَ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫ك الل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ان ْظْر إ ِلى َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫مَنافِقُ ‪َ -‬فيقول‪ :‬ل َ أد ِْرى‪ ,‬ك ُن ْ ُ‬ ‫كافُِر ‪ -‬أوِ ال ْ ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫ميًعا ‪ -‬وَأ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ما َ‬ ‫‪ - -‬فَي ََراهُ َ‬
‫مط َْرقَ ٍ‬
‫ة‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫ضَر ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ت ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫ت وَل َ ت َل َي ْ َ‬ ‫ل ل َ د ََري ْ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫س ‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫ما يقول‪ :‬الّنا ُ‬ ‫ل َ‬ ‫أ َُقو ُ‬
‫ن ي َِليهِ إ ِل ّ الث ّ َ َ‬ ‫ة بي ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫قلي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫معَُها َ‬ ‫س َ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫صي ُ‬ ‫ه‪ ,‬فَي َ ِ‬ ‫ن أذ ُن َي ْ ِ‬ ‫ضْرب َ ً َ ْ َ‬ ‫ديد ٍ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م«‬ ‫ما أُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫معَ ل ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ب ِأ ْ‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬ ‫ه‪َ ,‬‬ ‫مد ٍ ب ِي َد ِ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ذى ن َ ْ‬ ‫ل‪َ » :‬وال ِ‬ ‫وَأن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مّر ع ََلى قَب ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قا َ‬ ‫موَْتى ‪ .‬فَ َ‬ ‫سَلم ِ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫مَرَنا ِبال ّ‬ ‫هأ َ‬ ‫وَأن ّ ُ‬
‫‪ - 493‬انظر الموسوعة الفقهية )ج ‪ / 13‬ص ‪ (296‬والمغني والشرح الكبير ‪ ، 385 / 2‬والفتاوى‬
‫الهندية ‪ ، 157 / 1‬ومغني المحتاج ‪ ، 330 / 1‬والزيلعي ‪ ، 134 / 1‬وانظر ‪ :‬الفقه السلمي‬
‫وأدلته)ج ‪ / 2‬ص ‪ (677‬و فتاوى الزهر)ج ‪ / 5‬ص ‪ (467‬تشييع النساء للجنازة وتلقين الميت‬
‫وفتاوى الزهر)ج ‪ / 5‬ص ‪ (497‬ما يشترط فى تلقين الميت وفتاوى الزهر)ج ‪ / 6‬ص ‪ (3‬تلقين‬
‫الميت وفتاوى الزهر)ج ‪ / 8‬ص ‪ (303‬تلقين الميت‬
‫‪221‬‬
‫م"‬ ‫سَل َ‬ ‫ه وََرد ّ ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫م ع َل َي ْهِ إ ِّل ع ََرفَ ُ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫ه ِفي الد ّن َْيا فَي ُ َ‬ ‫ن ي َعْرِفُ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫وََالل ّ ُ‬
‫‪494‬‬
‫م"‬
‫وقال ابن القيم بعد إيراده الحديث المذكور ‪ ":‬فهذا الحديث وإن لم‬
‫ف‬‫يثبت فاتصال العمل به في سائر المصار والعصار من غير إنكار كا ٍ‬
‫ة طبقت‬ ‫في العمل به‪ ,‬وما أجرى الله سبحانه العادة قط بأن أم ً‬
‫ف تطيقُ‬ ‫ل المم عقول ً وأوفُرها معار َ‬ ‫مشارق الرض ومغاربها وهي أكم ُ‬
‫ل وتستحسن ذلك ل ينكره منها‬ ‫ن ل يسمعُ ول يعق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫على مخاطبةِ َ‬
‫ن المخاط َ َ‬
‫ب‬ ‫ل‪ ,‬فلول أ ّ‬ ‫ل للخر ويقتدي فيه الخُر بالو ِ‬ ‫منكٌر‪ ,‬بل سّنه الو ُ‬
‫ب والخشب والحجر والمعدوم‪,‬‬ ‫ب للترا ِ‬ ‫يسمعُ لكان ذلك بمنزلة الخطا ِ‬
‫ة على استقباحه واستهجانه ‪.‬‬ ‫ه واحد ٌ فالعلماُء قاطب ٌ‬ ‫وهذا وإن استحسن ُ‬
‫ن‬
‫فا َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ع ُث ْ َ‬ ‫وقد روى أبو داود في سننه بإسناد ل بأس به ع َ ْ‬
‫ل‪»:‬‬ ‫قا َ‬ ‫ف ع َل َي ْهِ فَ َ‬ ‫ت وَقَ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن د َفْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا فََرغ َ ِ‬ ‫ى ‪ --‬إ ِ َ‬ ‫ن الن ّ َب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫سأ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ت فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ه الت ّث ِْبي َ‬ ‫سُلوا ل َ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫خيك ُ ْ‬ ‫فُروا ل ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫ح عن‬ ‫ل فإنه يسمع التلقين‪ ,‬وقد ص ّ‬ ‫فأخبر أنه يسأل حينئذ‪،‬وإذا كان يسأ ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل ‪ »:‬ال ْعَب ْد ُ إ ِ َ‬
‫حّتى‬ ‫ه َ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ى وَذ َهَ َ‬ ‫ه‪،‬وَت ُوُل َ‬ ‫ضعَ ِفى قَب ْرِ ِ‬ ‫ذا وُ ِ‬ ‫النبي ‪ ‬أنه َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫داه ُ فَي َ ُ‬ ‫ن فَأقْعَ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫م‪،‬أَتاه ُ َ‬ ‫معُ قَْرع َ ن َِعال ِهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ه ل َي َ ْ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قا ُ‬
‫ل‬ ‫ه ‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه ع َب ْد ُ الل ّهِ وََر ُ‬ ‫شهَد ُ أن ّ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫مد ٍ ‪ - -‬فَي َ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ِفى هَ َ‬
‫َ‬
‫ى‪-‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫جن ّةِ ‪َ -‬قا َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫دا ِ‬ ‫قعَ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫ن الّناِر‪،‬أب ْد َل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫قعَد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ان ْظ ُْر إ َِلى َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ل ل َ أد ِْرى‪،‬ك ُن ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫مَنافِقُ ‪ -‬فَي َ ُ‬ ‫كافُِر ‪ -‬أوِ ال ْ ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫ميًعا ‪ -‬وَأ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ما َ‬ ‫‪ -‬فَي ََراهُ َ‬
‫مط َْرقَ ٍ‬
‫ة‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫ضَر ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ت ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫ت وَل َ ت َل َي ْ َ‬ ‫ل ل َ د ََري ْ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫س ‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫أ َُقو ُ‬
‫ن ي َِليهِ إ ِل ّ الث ّ َ َ‬ ‫ة بي ُ‬
‫ن«‬ ‫قلي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫معَُها َ‬ ‫س َ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صي ُ‬ ‫ه‪،‬فَي َ ِ‬ ‫ن أذ ُن َي ْ ِ‬ ‫ضْرب َ ً َ ْ َ‬ ‫ديد ٍ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪495‬‬
‫اهـ‬
‫وهنا مسألة ل بد من التعرض لها وهي ‪:‬‬
‫حكم قراءة القرآن على القبر بعد الدفن‬
‫َ‬
‫ل ‪:‬‬ ‫خّل ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قُبوِر" ِلِبي ب َك ْرِ ب ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ ُ‬ ‫قَراَءة ُ ِ‬ ‫ففي كتاب "ال ْ ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن‪َ،‬قا َ‬ ‫مِعي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫حَيى ب ْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا ي َ ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي‪َ،‬قا َ‬ ‫دورِ ّ‬ ‫مد ٍ ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫س بْ ُ‬ ‫خب ََرَنا ال ْعَّبا ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫جَلج‬ ‫ن الل ّ ْ‬ ‫ن العَلِء ب ْ ِ‬
‫من ب ْ ُ ْ َ‬
‫ح َ ِ‬ ‫حد ّث َِني ع َب ْد ُ الّر ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي‪َ،‬قا َ‬ ‫حل َب ِ ّ‬ ‫شٌر ال ْ َ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫َ‬
‫سم ِ الّله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬بِ ْ‬ ‫د‪،‬وَقُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ضعِْني ِفي الل ّ ْ‬ ‫ت‪،‬فَ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا أَنا ُ‬ ‫ل ‪ " :‬إ ِّني إ ِ َ‬ ‫ه‪َ،‬قا َ‬ ‫ن أِبي ِ‬ ‫ِ‪،‬ع َ ْ‬
‫سي‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫سّنا‪َ،‬واقَْرأ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ي الت َّرا َ‬ ‫ن ع َل ّ‬ ‫س ّ‬ ‫ه‪،‬وَ ُ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫سن ّةِ َر ُ‬ ‫ِ‪،‬وَع َلى ُ‬
‫َ‬
‫مَر‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ت ع َب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫مت َِها‪،‬فَإ ِّني َ‬ ‫خات ِ َ‬ ‫قَرةِ وَ َ‬
‫َ‬
‫ل ال ْب َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ب وَأو‬ ‫ِ‬ ‫حةِ ال ْك َِتا‬ ‫فات ِ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ف ُ‬ ‫َ‬
‫ظ ِفي‬ ‫ح َ‬ ‫ت ‪ :‬تَ ْ‬ ‫ل قُل ْ ُ‬ ‫حن ْب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مد َ ب ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫دورِيّ ‪َ :‬‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫حد ّث َِني‬ ‫ن‪،‬فَ َ‬ ‫مِعي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫حَيى ب ْ َ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫سأل ُ‬ ‫ل ‪ :‬ل ‪ .‬وَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫شي ًْئا‪،‬فَ َ‬ ‫قُبورِ َ‬ ‫قَراَءةِ ع َلى ال ُ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ث )) وهذا إسناد حسن((‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ب ِهَ َ‬
‫َ‬
‫ت‬‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫مَر‪َ،‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ت اب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي‪َ،‬قا َ‬ ‫مك ّ ّ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أِبي َرَبا‬ ‫ِ‬ ‫طاَء ب ْ‬ ‫وعن ع َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ره‬‫عوا ب ِهِ إ َِلى قَب ْ ِ‬ ‫سرِ ُ‬ ‫سوا‪،‬وَأ ْ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫م فََل ت َ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫تأ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي ‪ ‬يَ ُ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬

‫‪ - 494‬مجموع الفتاوى لبن تيمية )ج ‪ / 24‬ص ‪ (296‬وانظر )ص ‪ (497‬ففيه نحوه‬


‫‪ - 495‬الروح لبن القيم )ج ‪ / 1‬ص ‪ (5‬وانظر التفاصيل في كتابي ) الخلصة في أحكام الحديث‬
‫ن الميت‬
‫الضعيف(المثال الثالث ‪-‬تلقي ُ‬
‫‪222‬‬
‫مت َِها ِفي قَب ْرِهِ "‬ ‫جل َي ْهِ ب ِ َ‬ ‫حةِ ال ْب َ َ‬ ‫ْ‬ ‫قَرأ ْ ِ‬ ‫ِ‪،‬وَل ْي ُ ْ‬
‫خات ِ َ‬ ‫عن ْد َ رِ ْ‬ ‫ة‪،‬وَ ِ‬ ‫قَر ِ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫سه ِ ب ِ َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬
‫)) وهو حديث حسن((‬
‫قرِئُ‬ ‫م ْ‬ ‫ماد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اب ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫دوًقا‪،‬وَ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫د‪،‬وَ َ‬ ‫دا ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫سى ال ْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ي بْ َ ُ‬ ‫وقال ع َل ِ ّ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫مد ِ ُب ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪،‬وَ ُ‬ ‫حن ْب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مد َ ب ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫معَ أ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ‪ " :‬ك ُن ْ ُ‬ ‫خب ََرِني َقا َ‬ ‫ه‪،‬فَأ ْ‬ ‫شد ُ إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ي ُْر ِ‬
‫عن ْد َ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ريٌر ي َ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫س َر ُ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ما د ُفِ َ‬ ‫ة‪،‬فَل َ ّ‬ ‫جَناَز ٍ‬ ‫جوْهَرِيّ ِفي ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل لَ َ‬
‫جَنا‬ ‫خَر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ة فَل َ ّ‬ ‫قب ْرِ ب ِد ْع َ ٌ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫قَراَءة َ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ذا‪ "،‬إ ِ ّ‬ ‫مد ُ ‪َ :‬يا هَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫قا َ ُ‬ ‫ر‪،‬فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫قب ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫ل ‪َ :‬يا أَبا ع َب ْد ِ الل ّ ِ‬ ‫حن ْب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مد َ ب ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة ِل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قاب ِرِ َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫شي ًْئا ؟ َقا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬كت َب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ة‪َ،‬قا َ‬ ‫ق ٌ‬ ‫ل ‪ :‬ثِ َ‬ ‫ي ؟ َقا َ‬ ‫حلب ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫شرٍ ال َ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫ل ِفي ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫من ب ْن ال ْعََلِء ب ْن الل ّ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ج‪،‬ع َ ْ‬ ‫جل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح َ ِ ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫شٌر‪،‬ع َ ْ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫خب ََرِني ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَأ ْ‬ ‫م‪َ،‬قا َ‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫مت َِها‪،‬وََقا َ‬
‫ل‬ ‫حةِ ال ْب َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صى إ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خات ِ َ‬ ‫قَرةِ وَ َ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫سه ِ ب ِ َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذا د ُفِ َ‬ ‫ه أوْ َ‬ ‫ه‪،‬أن ّ ُ‬ ‫أِبي ِ‬
‫ع‪،‬فَ ُ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫صي ب ِذ َل ِ َ‬
‫ل‬ ‫ج ِ‬ ‫ل ِللّر ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫مد ُ ‪َ :‬فاْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫قا َ ُ‬ ‫ك ‪ .‬فَ َ‬ ‫مَر ُيو ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ت اب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫مد َ ب ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ع ُث ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ة‪َ،‬قا َ‬ ‫صد َقَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خب ََرَنا أُبو ب َك ْرِ ب ْ ُ‬ ‫قَرأ " وَأ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جَناَز ٍ‬ ‫ل ِفي ِ‬ ‫حن ْب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أُبو ع َب ْد ِ الل ّهِ أ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي‪َ،‬قا َ‬ ‫صل ِ ّ‬ ‫موْ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫ن‬
‫سا ٌ‬ ‫ل إ ِن ْ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ت‪َ ،‬‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ما قُب َِر ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَل َ ّ‬ ‫ي‪َ،‬قا َ‬ ‫جوْهَرِ ّ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫معَ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قَرأ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك الّر ُ‬ ‫مّر إ َِلى ذ َل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬تَ ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ل أُبو ع َب ْد ِ الل ّهِ ل َِر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه‪،‬فَ َ‬ ‫عن ْد َ ُ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫شٌر‬ ‫مب َ ّ‬ ‫ة‪ُ :‬‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ضى‪َ،‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪،‬فَل َ ّ‬ ‫فعَ ْ‬ ‫ه ‪َ :‬ل ي َ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ُ‪،‬فَ ُ‬
‫ة ب ِعَي ْن َِها ")) وهو حديث حسن((‬ ‫ص َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ف هُوَ ؟ فَذ َك ََر ال ْ ِ‬ ‫ي‪،‬ك َي ْ َ‬ ‫حل َب ِ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ‪ :‬إ ِّني‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫حن ْب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مد َ ب ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ل ‪ " :‬أت َي ْ ُ‬ ‫ب‪َ،‬قا َ‬ ‫شِبي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ة بْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫خت ِ َ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫حن ْب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ِلي أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ف‪،‬فَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ص َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ قَب ْرٍ ِفي ال ْ ُ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫فا َ‬ ‫ت عَ ّ‬ ‫َرأي ْ ُ‬
‫خي ْرٍ " )) صحيح((‬ ‫ه بِ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫خل ْ َ‬ ‫صّلي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ل يُ َ‬ ‫حن ْب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مد َ ب ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ن ال ْهَي ْث َم ِ ال ْب َّزاُز ‪َ " :‬رأي ْ ُ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وقال ال ْ َ‬
‫قُبورِ " )) صحيح((‬ ‫قَرأ ُ ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫ريرٍ ي َ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫قَراَء ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ي عَ ِ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫ي‪َ " :‬‬ ‫فَران ِ ّ‬ ‫ح الّزع ْ َ‬ ‫ص ّْبا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫وَقا َ‬
‫ه" )) حديث حسن((‬ ‫س بِ ِ‬ ‫ل ‪َ :‬ل ب َأ َ‬ ‫قا َ‬ ‫قب ْرِ فَ َ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ِ‬
‫فوا إ َِلى‬ ‫خت َل َ ُ‬ ‫َ‬
‫تا ْ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ت ل َهُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫صاُر إ ِ َ‬ ‫ت اْلن ْ َ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫ي‪َ،‬قا َ‬ ‫شعْب ِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ن " )) حديث حسن((‬ ‫قْرآ َ‬ ‫عن ْد َه ُ ال ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫قَرُءو َ‬ ‫قَب ْرِهِ ي َ ْ‬
‫ْ‬
‫قاب ِرِ " )) صحيح((‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫قَراَءةِ ال ْ ُ‬ ‫س بِ ِ‬ ‫ل ‪َ " :‬ل ب َأ َ‬ ‫م‪َ،‬قا َ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ت‬ ‫قو ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وَقا َ‬
‫مَرْر ُ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫حّر‪،‬وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫حَيى الّناقِد ُ ‪َ :‬‬ ‫ل أُبو ي َ ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ع ََلى قَب ْرِ أ ْ‬
‫ل‬‫ج ٌ‬ ‫جاَءِني َر ُ‬ ‫ما ي ُذ ْك َُر ِفيَها‪،‬فَ َ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ها ت ََباَر َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫قَرأ ُ‬ ‫ت ِلي‪،‬فَ َ‬ ‫خ ٍ‬
‫ل ‪ :‬جزى الل ّ َ‬ ‫ت أُ ْ‬ ‫َ‬
‫قد ِ‬‫خي ًْرا‪،‬فَ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ه أَبا ع َل ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫مَنام ِ ت َ ُ‬ ‫ك ِفي ال ْ َ‬ ‫خت َ َ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِّني َرأي ْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ما قََرأ َ " ))صحيح((‬ ‫ت بِ َ‬ ‫فعْ ُ‬ ‫ان ْت َ َ‬
‫َ‬ ‫ن اْلط ُْرو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْهَي ْث َ‬
‫ت أِبي‬ ‫ن ب ِن ْ ِ‬ ‫ش اب ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت أَبا ب َك ْرِ ب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م‪َ : ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫وَقا َ‬
‫قرأ ُ‬ ‫ُ‬
‫ة‪،‬فَي َ ْ َ‬ ‫معَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫مهِ ي َوْ َ‬ ‫جيُء إ َِلى قَب ْرِ أ ّ‬ ‫ل يَ ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ماِر‪،‬ي َ ُ‬ ‫صرٍ الت ّ ّ‬ ‫نَ ْ‬
‫ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫َ‬ ‫مه ِ ف َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م إِ ْ‬ ‫ل ‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫سوَرة َ يس‪،‬ث ُ ّ‬ ‫قَرأ ُ‬ ‫ض أّيا ِ‬ ‫جاَء ِفي ب َعْ ِ‬ ‫سوَرة َ يس‪،‬فَ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما‬ ‫ر‪،‬فَل ّ‬ ‫قاب ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل هَذ ِهِ ال َ‬ ‫جعَلَها ِفي أهْ ِ‬ ‫واًبا َفا ْ‬ ‫سوَرةِ ث َ َ‬ ‫ت ل ِهَذ ِهِ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫س ْ‬ ‫ت قَ َ‬ ‫ك ُن ْ َ‬
‫ن فَُلن َ َ‬ ‫َ‬ ‫مَرأ َة ٌ فَ َ‬
‫ة؟‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ت فَُل ُ‬ ‫ت ‪ :‬أن ْ َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫تا ْ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫معَةِ ال ِّتي ت َِليَها‪َ ،‬‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ِفي ال ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ة ع ََلى‬ ‫َ‬
‫س ً‬ ‫جال ِ َ‬ ‫ت‪،‬فََرأي ْت َُها ِفي الن ّوْم ِ َ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫ن ب ِن ًْتا ِلي َ‬ ‫ت ‪ :‬إِ ّ‬ ‫م‪َ،‬قال َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫ن فَُلن َ َ‬ ‫َ‬
‫جاَء‬ ‫ة َ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫ن فَُل َ‬ ‫ت ‪ :‬إِ ّ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫هاهَُنا ؟ فَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫س ِ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ها‪،‬فَ ُ‬ ‫فيرِ قَب ْرِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬

‫‪223‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫إَلى قَبر أ ُمه فَ َ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫صاب ََنا ِ‬ ‫ر‪،‬فَأ َ‬ ‫قاب ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫واب ََها ِلهْ ِ‬ ‫ل ثَ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫سوَرة َ يس‪،‬وَ َ‬ ‫قَرأ ُ‬ ‫ْ ِ ّ ِ‬
‫حوَ ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِروح ذ َل ِ َ َ‬
‫ك " )) قوي((‬ ‫فَر لَنا أوْ ن َْ‬ ‫ك‪،‬أوْ غ ُ ِ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫عد"))حديث‬ ‫سوَرة َ الّر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ُ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫عن ْد َ ال َ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ه كا َ‬ ‫د‪،‬أن ّ ُ‬ ‫ن َزي ْ ٍ‬ ‫‪ 496‬ب ْ ِ‬ ‫جاب ِرِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫حسن((‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫غوا ِ‬ ‫ذا فََر ُ‬ ‫طاوِيّ ‪ :‬إ ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫وجاء في الموسوعة الفقهية ‪َ" :‬قال الط ّ ْ‬
‫جُزوٌر‬ ‫حُر َ‬ ‫ما ي ُن ْ َ‬ ‫قد ْرِ َ‬ ‫عن ْد َ قَب ْرِهِ ب ِ َ‬ ‫ث( ِ‬ ‫مك ْ ُ‬ ‫س ) ال ْ ُ‬ ‫جُلو ُ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ت يُ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫د َفْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ذا‬ ‫ه َقال ‪ :‬إ ِ َ‬ ‫ص أن ّ ُ‬ ‫ن الَعا ِ‬ ‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫سل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫قد ْ َرَوى ُ‬ ‫ه‪ )،‬فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ق َ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫َ‬ ‫شّنوا ع َل َ‬
‫حُر‬ ‫ما ت ُن ْ َ‬ ‫ري قَد َْر َ‬ ‫ول قَب ُ ْ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫موا َ‬ ‫م أِقي ُ‬ ‫شّنا‪،‬ث ُ ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ي الت َّرا َ‬ ‫ّ‬ ‫موِني فَ ُ‬ ‫د َفَن ْت ُ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سل َرّبي‬ ‫جعُ ب ِهِ ُر ُ‬ ‫ذا أَرا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م‪،‬وَأن ْظ َُر َ‬ ‫س ب ِك ُ ْ‬ ‫ست َأن ِ َ‬ ‫حّتى أ ْ‬ ‫مَها َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ق َ‬ ‫جُزوٌر وَي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن َقا َ‬
‫ل‬ ‫فا َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ع ُث ْ َ‬ ‫قد ْ ُروِيَ ع َ ْ‬ ‫ت ‪ .‬فَ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن وَي َد ْ ُ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫( ي َت ُْلو َ‬
‫فُروا‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ل ‪ »:‬ا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ف ع َل َي ْهِ فَ َ‬ ‫ت وَقَ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن د َفْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا فََرغ َ ِ‬ ‫ى ‪ --‬إ ِ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل «‪.‬‬ ‫سأ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ت فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ه الت ّث ِْبي َ‬ ‫سُلوا ل َ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫خيك ُ ْ‬ ‫لَ ِ‬
‫ة‬ ‫قبر بعد الدفْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ن يَ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫وَ َ‬
‫سوَر ِ‬ ‫ن أّول ُ‬ ‫قَرأ ع َلى ال َ ْ ِ َ ْ َ ّ ِ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫مَر ي َ ْ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ُ‬ ‫كا َ‬
‫‪497(1‬‬
‫مت ََها‪.‬‬ ‫خات ِ َ‬ ‫قَرةِ وَ َ‬ ‫ال ْب َ َ‬
‫ر‪:‬‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ض ِ‬ ‫حت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عَلى ال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫قَراءَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫حك ُ‬
‫عن ْد َ‬ ‫سوَرةِ يس ِ‬ ‫ب قَِراَءةِ ُ‬ ‫ة إ َِلى ن َد ْ ِ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫ة َوال ّ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫"ذهَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫م « ‪.‬أيْ َ‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫ي ‪ » : ‬اقَْرُءوا )يس( ع ََلى َ‬ ‫ول الن ّب ِ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ر‪،‬ل ِ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫حت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ت ‪.‬‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ضَره ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬‫ن أن َ ٍ‬ ‫ما ُروِيَ ع َ ْ‬ ‫قب ْرِ ‪،‬ل ِ َ‬ ‫ن ع َلى ال َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ب قَِراَءةِ ال ُ‬ ‫حَبا ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ما ذ َهَُبوا إ ِلى ا ْ‬ ‫ك َ‬
‫َ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫كا َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ه ع َن ْهُ ْ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬ ‫سوَرة َ يس َ‬ ‫قَرأ ُ‬ ‫قاب َِر فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خل ال ْ َ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عا ‪َ :‬‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫َ‬
‫صى إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪498‬‬
‫ه أوْ َ‬ ‫مَر أن ّ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ما َ‬ ‫‪،‬وَل ِ َ‬ ‫ت‬‫سَنا ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫ن د ُفِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِعَد َد ِ َ‬
‫مت َِها ‪.‬‬ ‫حةِ ال ْب َ َ‬ ‫َ‬ ‫دف َ‬
‫خات ِ َ‬ ‫قَرةِ وَ َ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫عن ْد َه ُ ب ِ َ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ِ َ‬
‫‪499‬‬
‫قب ْرِ‬ ‫ضرِ وَع ََلى ال ْ َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ ال ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ة إ َِلى ك ََراهَةِ قَِراَءةِ ال ْ ُ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وَذ َهَ َ‬
‫ب‬‫ر‪،‬فَذ َهَ َ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن ع ََلى ال ْ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫قَهاُء ِفي قَِراَءةِ ال ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫وفيها أيضا ً ‪ " :‬ا ْ‬
‫ن ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ه ل َ ت ُك َْره ُ قَِراَءة ُ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫قب ْ ِ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ة إَلى أن ّ ُ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫ة َوال ّ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قَرأ َ ِفيَها‬ ‫قاب َِر فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خل ال ْ َ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عا َقال ‪َ :‬‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫س َ‬ ‫ما َرَوى أن َ ٌ‬
‫َ‬
‫ب‪،‬ل ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫َبل ت ُ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫مَر أن ّ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ت‪،‬وَ َ‬ ‫سَنا ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ب ِعَد َد ِه ِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذ‪،‬وَ َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ف ع َن ْهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬ ‫يس َ‬
‫مت َِها ‪.‬‬ ‫حةِ ال ْب َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صى إ َ‬ ‫َ‬
‫خات ِ َ‬ ‫قَرةِ وَ َ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫عن ْد َه ُ ب ِ َ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذا د ُفِ َ‬ ‫أوْ َ‬
‫ي ال ْك ََراهَ َ‬
‫ة‬ ‫سوقِ ّ‬ ‫ح الد ّ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َر ّ‬ ‫ن ‪ .‬ل َك ِ ْ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫قَرأ ُ َ‬ ‫ة ‪ :‬يَ ْ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫َقال ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سوَرةَ‬ ‫ن قََرأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ف أن ّ ُ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ما وََرد َ ع َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي ‪ :‬وَ ِ‬ ‫قل ُْيوب ِ ّ‬ ‫قا‪،‬وَقال ال ْ َ‬ ‫مط ْل َ ً‬ ‫ُ‬

‫من ْك َرِ ِل َِبي‬


‫ن ال ْ ُ‬
‫ي عَ ِ‬
‫ف َوالن ّهِ ُ‬ ‫مُر ِبال ْ َ‬
‫معُْرو ِ‬ ‫َ‬
‫‪ - 496‬القراءة على القبور للخلل )‪ (13-1‬ومثله في اْل ْ‬
‫ل رقم)‪(253 -243‬‬ ‫خّل ِ‬
‫ن ال ْ َ‬
‫‪(ْ 14‬رِ ب ْ ِ‬
‫ب َك‬
‫) الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ (42‬و انظر المعجم الكبير للطبراني ‪) -‬ج ‪/ 14‬‬
‫ص ‪ ( 15833)(108‬والقراءة على القبور)‪ (1‬وهو حسن موقوف ‪ ،‬ورفعه الطبراني‬
‫‪ - 497‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ (42‬و انظر المعجم الكبير للطبراني ‪) -‬ج ‪/ 14‬‬
‫ص ‪ ( 15833)(108‬والقراءة على القبور)‪ (1‬وهو حسن موقوف ‪ ،‬ورفعه الطبراني‬
‫‪ - 498‬قلت ‪ :‬هذا الحديث موضوع فل يحتج به‬
‫‪ - 499‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 33‬ص ‪ (59‬وحاشية ابن عابدين ‪، 607 ، 605 / 1‬‬
‫والقليوبي وعميرة ‪ ، 351 / 1‬وكشاف القناع ‪ 147 / 2‬وحاشية الدسوقي ‪ ، 423 / 1‬والشرح‬
‫الصغير ‪. 228 / 1‬‬
‫‪224‬‬
‫َ‬
‫ب‬‫ه ذ ُُنو ٌ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫جّبان َةِ غ ُ ِ‬ ‫واب ََها إَلى ال ْ َ‬ ‫دى ث َ َ‬ ‫مّرة ً وَأهْ َ‬ ‫شَرة َ َ‬ ‫دى ع َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫صإ ْ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫ال ِْ ْ‬
‫َْ‬ ‫موَْتى ِفيَها ‪.‬‬ ‫ب ِعَد َد ِ ال ْ َ‬
‫ف ع َن ع َل ِي رضي الل ّه ع َن َ‬
‫جرِ ب ِعَد َدِ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫طى ل َ ُ‬ ‫ه ي ُعْ َ‬ ‫ه أن ّ ُ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ّ َ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫وََر ََوى ال ّ‬
‫ت‪.‬‬ ‫وا ِ‬ ‫ْ‬
‫م َ‬ ‫ال ْ‬
‫ُ‬
‫سَر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ما ت َي َ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ب ‪ :‬وَي َقَْرأ ِ‬ ‫ح الل َّبا ِ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قل ً ع َ ْ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫عاب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َقال اب ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ي‪َ،‬وآ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ن َوآي َةِ ال ْك ُْر ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قَرةِ إَلى ال ْ ُ‬ ‫حةِ وَأّول ال ْب َ َ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ص اث ْن َت َ ْ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫كاث ُرِ َوال ِْ ْ‬ ‫سوَرةِ الت ّ َ‬ ‫ك‪،‬وَ ُ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫سوَرةِ يس‪،‬وَت ََباَر َ‬ ‫سول‪،‬وَ ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫سب ًْعا أوْ ث َل ًَثا ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دى ع َ ْ‬ ‫َ‬ ‫عَ ْ‬
‫شَرة َ أوْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫مّرة ً أوْ إ ْ‬ ‫شَرة َ َ‬
‫س ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حةِ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫قب ْرِ ب ِ َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫مرِيّ ي ُ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫ي ‪َ :‬قال ال ّ‬ ‫وََقال ال ْب ُُهوت ِ ّ‬
‫مت َِها‪.‬‬ ‫خات ِ َ‬ ‫جل َي ْهِ ب ِ َ‬ ‫عن ْد َ رِ ْ‬ ‫قَرةِ وَ ِ‬ ‫ال ْب َ َ‬
‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ر‪َ،‬قال ‪ :‬وَهُ َ‬
‫و‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫قارِِئي َ‬ ‫جل َ ُ‬ ‫ه ل َ ي ُك َْره ُ إ ْ‬ ‫ي ب ِأن ّ ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫صك َ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫صّر َ‬ ‫وَ َ‬
‫خَتاُر ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫مل‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫ر‪،‬ل ِن ّ ُ‬ ‫قب ْ ْ ِ‬ ‫قَراَءةِ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ة ‪ :‬إَلى ك ََراهَةِ ال ْ ِ‬
‫َ‬
‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وَذ َهَ َ‬
‫قَراَءةِ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن َوالذ ّك ْ ِ‬
‫ر‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫س بِ ِ‬ ‫ه ل َ ب َأ َ‬ ‫ن َ ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫خُرو َ‬ ‫مت َأ ّ‬ ‫ف‪َ،‬قال الد ّْرِديُر ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ْ‬
‫ي‬‫سوقِ ّ‬ ‫ح الد ّ ُ‬ ‫ج َ‬‫ن َر ّ‬ ‫ه ‪.‬ل َك ِ ْ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫جُر إ ْ‬ ‫ه ال ْ‬ ‫صل ل َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت وَي َ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫واب ِهِ ل ِل ْ َ‬ ‫جْعل ث َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫‪500‬‬
‫قا " ‪.‬‬ ‫مط ْل َ ً‬ ‫ة ُ‬ ‫ال ْك ََراهَ َ‬
‫وفي فتاوى الشبكة السلمية ‪:‬‬
‫" وقد ذكر عن جماعة من السلف أنهم أوصوا أن يقرأ عند قبورهم‬
‫وقت الدفن‪،‬قال عبد الحق يرَوى أن عبد الله بن عمر أمر أن يقرأ عند‬
‫ل على هذا أيضا ً ما جرى عليه عمل‬ ‫قبره سورة البقرة‪،‬وقال‪ :‬ويد ّ‬
‫الناس قديمًا‪،‬وإلى الن من تلقين الميت في قبره ولول أنه يسمعُ ذلك‬
‫وينتفع به لم يكن فيه فائدة‪،‬وكان عبثًا‪ .‬وقد سئل عنه المام أحمد‬
‫‪501‬‬
‫ج عليه بالعمل‪".‬‬ ‫رحمه الله فاستحسنه واحت ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جوِب َ ِ‬ ‫شد ٍ ِفي اْل ْ‬ ‫ن ُر ْ‬ ‫ص اب ْ ُ‬ ‫قد ْ ن َ ّ‬ ‫قب ْرِ فَ َ‬ ‫قَراَءة ُ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ما ال ْ ِ‬ ‫وقال القرافي‪ ":‬وَأ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ي ِفي الت ّذ ْك َِرةِ ع ََلى أ ّ‬ ‫قْرط ُب ِ ّ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫كام ِ ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ي ِفي أ ْ‬ ‫ن ال ْعََرب ِ ّ‬ ‫َواب ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ت أوْ ِفي ب َِلد ٍ إَلى ب َِلد ٍ وَوُه ِ َ‬ ‫قب ْرِ أوْ ِفي ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ت ع ََلى ال ْ َ‬ ‫قَراَءةِ قُرِئ َ ْ‬ ‫فعُ ِبال ْ ِ‬ ‫ي َن ْت َ ِ‬
‫ه‪.‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جة ِ ِ‬ ‫حا َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ب اهـ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫الث ّ َ‬
‫ج ِفي‬ ‫حا ّ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ح ن َعَ ْ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫فْر ِ‬ ‫ْ‬
‫ذا ال َ‬ ‫ه ِفي هَ َ‬ ‫َ‬
‫ما َقال ُ‬ ‫شاط وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫عاًء ب ِأ ْ‬ ‫ك دُ َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫ف فَل ْي َ ْ‬ ‫خَل ٍ‬ ‫ل قَِراَءت ِهِ ب َِل ِ‬ ‫صو َ‬ ‫ن أَراد َ وُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫خ ِ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ ُ‬ ‫‪:‬الل ّه َ‬
‫ي‬‫هون ِ ّ‬ ‫شي َةِ الّر ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ما ِفي َ‬ ‫ن اهـ ك َ َ‬ ‫ما أقَْرأ إَلى فَُل ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫وا َ‬ ‫ل ثَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫م أوْ ِ‬ ‫ُ ّ‬
‫وَك َُنو ٍ‬
‫‪502‬‬
‫‪.‬‬ ‫ن‪"..‬‬

‫‪ - 500‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ (256 / 32) -‬وحاشية ابن عابدين على الدر المختار ‪/ 1‬‬
‫‪ ،607 ،605‬وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ‪ ،423 / 1‬والقليوبي وعميرة على شرح‬
‫المحلي ‪ ،351 / 1‬وكشاف القناع ‪. 147 / 2‬‬
‫‪ - 501‬فتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪- (4731 / 4) -‬رقم الفتوى ‪ 24738‬مدى معرفة الموات‬
‫بزائريهم وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪- (1163 / 10) -‬رقم الفتوى ‪ 71344‬ما يكتب في‬
‫الوصية‬
‫‪ - 502‬أنوار البروق في أنواع الفروق ‪ (105 / 6) -‬والفروق مع هوامشه ‪ (345 / 3) -‬وتهذيب‬
‫الفروق والقواعد السنية فى السرار الفقهية ‪(343 / 3) -‬‬
‫‪225‬‬
‫ت ‪ :‬فثبت بهذه الدلة والقوال الناصعة أن الراجح الجواز‬‫قل ُ‬
‫وليس العكس‪،‬كما قال الشيخ ناصر رحمه الله ومن وافقه‬
‫‪503‬‬
‫من المعاصرين !!‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــ‬

‫‪ - 503‬انظر الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 32‬ص ‪ (255‬وحاشية ابن عابدين على الدر‬
‫المختار ‪ ،607 ،605 / 1‬وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ‪ ،423 / 1‬والقليوبي وعميرة‬
‫على شرح المحلي ‪ ،351 / 1‬وكشاف القناع ‪ 147 / 2‬وفتاوى الشبكة السلمية )ج ‪ / 4‬ص‬
‫‪ (4734‬وانظر الفتوى رقم‪ ، 24019 :‬والفتوى رقم‪ ، 15281 :‬والفتوى رقم‪ .8268 :‬و تهذيب‬
‫الفروق والقواعد السنية فى السرار الفقهية ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪ (343‬وأنوار البروق في أنواع‬
‫الفروق ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪(105‬‬
‫وانظر للتفاصيل كتابي ) الدفاع عن كتاب رياض الصالحين( باب تعجيل قضاء الد ّْين عن‬
‫الميت والمبادرة إلى تجهيزه إل أن يموت فجأة فيترك حتى ُيتيقن موته ‪( 944 ) -23‬‬
‫‪226‬‬
‫ث الثامن والعشرون‬
‫المبح ُ‬
‫ضمة القبر‬

‫جيا ً‬ ‫كا َ‬
‫حد ٌ َنا ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫ة وَل َوْ َ َ‬ ‫ضغْط َ ً‬ ‫قب ْرِ َ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ة عَ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫‪504‬‬
‫عاذ ٍ « أخرجه أحمد‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سعْد ُ ب ْ ُ‬ ‫من َْها َ‬ ‫جا ِ‬ ‫من َْها ن َ َ‬ ‫ِ‬
‫والمعنى أن الله سبحانه وتعالى قدر ضمة القبر على كل ميت‪ ،‬ولو‬
‫كان أحد ناجيا ً منها لفضله عند ربه وقربه منه لكان سعد بن معاذ رضي‬
‫الله عنه من الناجين من ذلك‪ .‬وقال النبي ‪ ‬هذا القول عند موت‬
‫سعد رضي الله عنه لمكانته في السلم‪ ،‬ولبلئه في سبيل الله ونصرة‬
‫رسول الله ‪ ،‬بل قال ‪ ‬فيه أيضا ً "اهتز العرش لموت سعد بن‬
‫معاذ" رواه البخاري و مسلم وغيرهما عن جابر رضي الله عنه‪ .‬وهناك‬
‫أحاديث كثيرة في فضل هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وأرضاه‬
‫ب‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ة ل َي ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫ت‪ :‬هَذ ِهِ ال ّ‬ ‫وقال المام الذهبي رحمه الله ‪ " :‬قُل ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قد ِ وَل َد ِ ِ‬
‫ه‬ ‫م فَ ْ‬ ‫جد ُ أ ل َ َ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫ن‪ ،‬ك َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫جد ُه ُ ال ُ‬ ‫مٌر ي َ ِ‬ ‫ل هُوَ أ ْ‬ ‫يٍء‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫قب ْرِ ِفي َ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‪ ،‬وَأل َم ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬وَألم ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ج نَ ْ‬ ‫خُروْ َِ‬ ‫ض ِ‬ ‫مَر ِ‬ ‫ن أل َم ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫جد ُ ِ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫مهِ ِفي الد ّن َْيا‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مه ِ ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَأل َم ِ قَِيا ِ‬ ‫كاِء أهْل ِهِ ع َل َي ْ ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَأل َم ِ ت َأث ّرِهِ ب ِب ُ َ‬ ‫حان ِ ِ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ؤال ِهِ ِفي قَب ْرِهِ َوا ْ‬ ‫س َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‪ ،‬فَهَذ ِ ِ‬
‫ه‬ ‫حوِ ذ َل ِ َ‬ ‫ه‪ ،‬وَأل َم ِ الوُُروْد ِ ع ََلى الّناِر‪ ،‬وَن َ ْ‬ ‫ف وَهَوْل ِ ِ‬ ‫موْقِ ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَأل َم ِ ال َ‬ ‫قَب ْرِ ِ‬
‫ب‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ر‪ ،‬وَل َ ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ف ك ُل َّها قَد ْ ت ََنا ُ‬ ‫َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬ ‫قب ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ما ه ِ َ‬ ‫د‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل العَب ْ َ‬ ‫جي ْ ُ‬ ‫الَرا ِ‬
‫ط‪ ،‬ول َكن العبد التقي يرفُق الله به في بعض ذ َل ِ َ َ‬
‫ه‪ ،‬وَل َ‬ ‫ك أوْ ك ُل ّ ِ‬ ‫َْ َ ِ‬ ‫ُ ِ ِ ِ‬ ‫جهَّنم قَ ّ َ ِ ّ َ ْ َ ّ ِ ّ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ة{‪،‬‬ ‫سَر ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫هم ي َوْ َ‬ ‫ه ‪-‬ت ََعاَلى‪} :-‬وَأن ْذ ِْر ُ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ه‪َ.‬قا َ‬ ‫قاِء َرب ّ ِ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ن د ُوْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َرا َ‬
‫َ‬
‫ر{‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫حَنا ِ‬ ‫دى ال َ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫قل ُوْ ُ‬ ‫ة‪ ،‬إ ِذ ِ ال ُ‬ ‫م الزِفَ ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ل‪} :‬وَأن ْذ ِْرهُ ْ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫سعْد ٌ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َ‬ ‫معَ هَذ ِهِ الهَّزا ِ‬ ‫ي‪ ،‬وَ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫ف ال َ‬ ‫فوَ َوالل ّط ْ َ‬ ‫ه ‪-‬ت ََعاَلى‪ -‬العَ ْ‬ ‫ل الل َ‬ ‫سأ ُ‬ ‫فَن َ ْ‬
‫ه‪.-‬‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫داِء ‪َ-‬ر ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن أ َْرفَِع ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬
‫َ‬
‫ة‪ ،‬وَأن ّ ُ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أهْ ِ‬
‫ممن نعل َم أ َنه م َ‬
‫ِ َّ ْ َ ْ ُ ّ ُ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ع‪ ،‬وَل أل ٌ‬ ‫َ‬ ‫ن‪ ،‬وَل َروْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫داَري ْ‬ ‫ل ِفي ال ّ‬ ‫ه هَوْ ٌ‬ ‫فائ َِز ل ي ََنال ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ذا ت َظ ُ ّ‬ ‫ك َيا هَ َ‬ ‫ك َأن ّ َ‬
‫‪505‬‬
‫د‪".‬‬ ‫ح ُ‬ ‫َ‬ ‫ل َرب ّ َ‬ ‫س ْ‬ ‫وَل َ َ‬
‫سعْ ٍ‬ ‫مَرةِ َ‬ ‫شَرَنا ِفي ُز ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ة‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ك الَعافِي َ َ‬ ‫ف‪َ ،‬‬ ‫خو ْ ٌ‬
‫ذا‬ ‫ل ‪ » :‬هَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مَر رضي الله عنهما ع َ ْ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ن أل ْ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فا‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫شهِد َه ُ َ‬ ‫ماِء وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫ه أب ْ َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ش وَفُت ِ َ‬ ‫ه ال ْعَْر ُ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ذى ت َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪506‬‬
‫ه «‪ .‬أخرجه النسائي‬ ‫ج ع َن ْ ُ‬ ‫م فُّر َ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫م ً‬ ‫ض ّ‬ ‫م َ‬ ‫ض ّ‬ ‫قد ْ ُ‬ ‫مل َئ ِك َةِ ل َ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫صاِلح وََل َ‬ ‫طة ال ْ َ‬ ‫ضغْ َ‬ ‫َ‬
‫طاِلح‪ ،‬غ َْير‬ ‫قْبر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جو ِ‬ ‫سعْد ِيّ ‪َ :‬ل ي َن ْ ُ‬ ‫سم ال ّ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل أُبو ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ضْغط ل ِل ْ َ‬ ‫سِلم َوال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫صول هَذ ِ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫كافِرِ وَ ُ‬ ‫كاِفر ِفيَها د ََوام ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫فْرق ب َْين ال ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ه‪َ ،‬قا َ‬ ‫ساح ل َ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫م ي َُعود إ َِلى اِلن ْ ِ‬ ‫ن ِفي أّول ن ُُزوله إ َِلى قَْبره ث ُ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫حاَلة ل ِل ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مّيت‪.‬‬ ‫سد ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫جان ِب َي ْهِ ع ََلى َ‬ ‫قاء َ‬ ‫قْبر ا ِل ْت ِ َ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫ضغْ ِ‬ ‫مَراد ب ِ َ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫قْبر‬ ‫ذاب ال ْ َ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫كون ل َ ُ‬ ‫طيع َل ي َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫من ال ْ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫حر ال ْك ََلم ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫ي ِفي ب َ ْ‬ ‫ف ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ل الن ّ َ‬ ‫وََقا َ‬
‫مةِ الّله‬ ‫َ‬ ‫طة ال ْ َ‬ ‫ضغْ َ‬
‫م ب ِن ِعْ َ‬ ‫ه ت َن َعّ َ‬ ‫ما أن ّ ُ‬ ‫وفه ل ِ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ول ذ َل ِ َ‬ ‫جد هَ ْ‬ ‫قْبر فَي َ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫كون ل َ ُ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫‪25015) 6/55 - 504‬و ‪ (25400‬والمجمع ‪ (4255) 3/46‬وهب)‪ (425‬الصحيحة )‪ (1695‬وله‬
‫شاهد عن جابر عند أحمد ‪ 3/360‬و ‪ 377‬وعن ابن عباس عبد ابن سعد ‪ 3/430‬وهو حديث‬
‫صحيح مشهور‪.‬‬
‫‪ - 505‬سير أعلم النبلء )‪(1/290‬‬
‫‪ - 506‬نص ‪ 4/100‬و ‪ ( 2067) 101‬ون )‪ (2193‬وطب)‪ (5195‬وطس )‪ (1774‬وابن سعد‬
‫‪ 3/430‬والبيهقي في عذاب القبر )‪ (122‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي َقا َ‬ ‫م ّ‬ ‫مد الت ّي ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مة‪ ،‬وََرَوى ا ِْبن أِبي الد ّن َْيا ع َ ْ‬ ‫كر الن ّعْ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫قوا فََغاُبوا ع َن َْها ال ْغَي َْبة‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫من َْها ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مة ال ْ َ‬
‫م وَ ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫صلَها أن َّها أ ّ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫قْبر إ ِن ّ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن َ‬ ‫قال‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫يُ َ‬
‫ب ع َن َْها وََلد َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ها ث ُ ّ‬ ‫غا َ‬ ‫دة َ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫مة ال ْ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫م َ‬ ‫مت ْهُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫ها َ‬ ‫ما ُرد ّ إ ِل َي َْها أوَْلد َ‬ ‫ويَلة‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫الط ّ‬
‫ْ‬
‫صًيا‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ب َِرأفَةٍ وَرِْفق ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مت ْ ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫طيًعا َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ل ِل ّهِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ع َل َي َْها ‪ ،‬فَ َ‬ ‫قَد ِ َ‬
‫من َْها ع َل َي ْهِ ل َِرب َّها‪. 507‬‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ً‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه ب ِعُن ْ ٍ‬ ‫مت ْ ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ن‪،‬ف َ‬ ‫صب ِّيا د ُفِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ‪ ،‬أ ّ‬ ‫ه ت ََعالى ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫ن أِبي أّيو َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت هَ َ‬ ‫قب ْرِ لفْل َ َ‬ ‫مة ِ ا ل ْ َ‬ ‫الل ّهِ ‪ : ‬ل َوْ أفْل َ َ‬
‫‪508‬‬
‫ي‪ « .‬رواه الطبراني‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫تأ َ‬
‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ت‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬ل َوْ أفْل َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫‪509‬‬
‫ي"‬ ‫ت هَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صب ِ ّ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫قب ْرِ أفل َ‬ ‫مةِ ال َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫وع َن أ َنس بن مال ِ َ‬
‫ل ‪ " :‬لَ ْ‬
‫و‬ ‫قا َ‬ ‫صب َي ّةٍ فَ َ‬ ‫ي أوْ َ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫صّلى ع ََلى َ‬ ‫ي ‪َ ‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كأ ّ‬ ‫ْ َ ِ ْ ِ َ ٍ‬
‫‪510‬‬
‫ي"‬ ‫جا هَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صب ِ ّ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫قب ْرِ لن َ َ‬ ‫مة ِ ا ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫جا أ َ‬ ‫نَ َ‬
‫والل ّهِ إ ِّني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫س فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫فو أث ََر الّنا‬ ‫ق أقْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫خن ْد َ‬ ‫ت ي َوْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫ة ‪َ ،‬قال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ض َفال ْت َ َ‬ ‫َ‬
‫س اْلْر‬ ‫َ‬
‫ت وَِئيد َ اْلْر‬ ‫َ‬
‫سعْدِ‬ ‫ذا أَنا ب ِ َ‬ ‫ت فَإ ِ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ض ي َعِْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫شي إ ِذ ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫َل ْ‬
‫ثب َ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫َْ‬
‫شهِد َ‬ ‫س قَد ْ َ‬ ‫ن أوْ ٍ‬ ‫حارِ ُ ْ ُ‬ ‫خيهِ ال ْ َ‬ ‫ه اب ْ ُ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫ت إ ِلى الْر ِ‬
‫س ُ َ‬ ‫جل َ ْ‬ ‫مَعاذ ٍ فَ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫بْ ِ‬
‫ه‪،‬‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫رو ي َ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬
‫ن عَ ْ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك ُ‬ ‫حد ّث ََنا ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ، ‬‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ب َد ًْرا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬‫ن أع ْظم ِ الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ت ‪ :‬وَ َ‬ ‫من َْها َقال َ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ج أط َْرافُ ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫سعْد ٍ د ِْرع ٌ قَد ْ َ‬ ‫وَع ََلى َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جُز‬ ‫مّر ِبي وَهُوَ ي َْرت َ ِ‬ ‫ت ‪ :‬فَ َ‬ ‫ف ع ََلى أط َْرافِهِ َقال َ ْ‬ ‫خو ّ ُ‬ ‫ت ‪ :‬فَأَنا أت َ َ‬ ‫وَأط ْوَل ِهِم ِ ‪َ .‬قال َ ْ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ج ْ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫حا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ت إِ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫جا َ‬ ‫ك ال ْهَي ْ َ‬ ‫ث قَِليًل ي ُد ْرِ ُ‬ ‫ل َب ّ ْ‬
‫ن‬‫مُر ب ْ ُ‬ ‫م عُ َ‬ ‫ن وَِفيهِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِفيَها ال ْ ُ‬ ‫ق ً‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫جاوََزِني اقْت َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ‪ :‬فَل َ ّ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫خافي َ‬ ‫ل ع ُمر ‪ :‬إنك ل َجريئ َ ٌ َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ك ب ََلٌء ؟ َقال َ ْ‬ ‫ن ي ُد ْرِك َ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ما ت َ َ ِ‬ ‫ةأ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ِّ ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ض ل َت َن ْ َ‬ ‫حّتى ود ِد ْت ل َو أ َ ّ َ‬
‫ف‬
‫ش َ‬ ‫ل ِفيَها فَك َ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫شقّ فَأد ْ ُ‬ ‫ن اْلْر َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ل ي َُلو ُ‬ ‫ما َزا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ك قَد ْ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ع ُب َي ْد ِ الل ّهِ فَ َ‬ ‫ة بْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ذا هُوَ ط َل ْ َ‬ ‫جهِهِ فَإ ِ َ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫سب ْغَ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫سعْد ُ ب ْ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ت ‪ :‬فَُر ِ‬ ‫ن إ ِّل إ َِلى الل ّهِ ‪َ ،‬قال َ ْ‬ ‫ن وَأي ْ َ‬ ‫فَراُر ؟ وَأي ْ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫أك ْث َْر َ‬
‫خذ ْ َ َ‬ ‫ن ال ْعَرِقَةِ فَ َ‬
‫ن‬ ‫ها وَأَنا اب ْ ُ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ه اب ْ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ماه ُ َر ُ‬ ‫مئذ ٍ َر َ‬ ‫مَعاذ ٍ ي َوْ َ‬ ‫ُ‬
‫مئ ِذ ٍ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫جهَك ِفي الّنارِ فَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قا َ‬ ‫العَرِقَةِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ْ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫حل ُ‬ ‫قط ِعَ أك َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫سعْد ٌ ‪ :‬ع َّرقَ الل ُ‬ ‫ل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫ل ي َن ْب ِ ُ‬ ‫ن ي ََزا َ‬ ‫حد ٍ إ ِّل ل َ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قط َعُ ِ‬ ‫ه َل ي ُ ْ‬ ‫موا أن ّ ُ‬ ‫رو ‪ :‬وََزع َ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫َقا َ‬
‫قّر‬ ‫حّتى ت َ َ‬ ‫مت ِْني َ‬ ‫م َل ت ُ ِ‬ ‫ل ‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫سعْد ٌ ي َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ل ‪ :‬وَ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬قا َ‬ ‫مو َ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫دَ ً‬
‫كاُنوا‬ ‫جاه ِل ِي ّةِ وَ َ‬ ‫وال ِي َهِ ِفي ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫فاَءه ُ وَ َ‬ ‫حل َ َ‬ ‫كاُنوا ُ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫ن ب َِني قَُري ْظ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َي ِْني ِ‬
‫م‬‫فُروا ب ِغَي ْظ ِهِ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬وََرد ّ الل ّ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن ع ََلى َر ُ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ظاهَُروا ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫سعْد ٍ ِفي‬ ‫ة ع ََلى َ‬ ‫ب قُب ّ ً‬ ‫ضَر َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬فَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫جعَ َر ُ‬ ‫ة فََر َ‬ ‫خي ًْرا اْلي َ َ‬ ‫م ي ََناُلوا َ‬ ‫لَ ْ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫جاَءه ُ ِ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫سَل َ‬ ‫ضعَ ِ‬ ‫ح وَوَ َ‬ ‫سَل َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ضعَ ال ْ ُ‬ ‫جد ِ فَوَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ك ول َم تضع ال ْمَلئ ِك َ ُ َ‬
‫م‬ ‫قات ِل ْهُ ْ‬ ‫ج فَ َ‬ ‫خُر ْ‬ ‫م ب َعْد ُ ا ْ‬ ‫حت َهُ ْ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ح َْ َ ْ َ َ ِ‬ ‫سَل َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫مد ُ و َ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫َيا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ج‬‫خَر َ‬ ‫ج وَ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫سَها ث ُ ّ‬ ‫مت ِهِ ي َعِْني الد ّْرع َ فَلب ِ َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ب ِل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫مَر َر ُ‬ ‫فَأ َ‬

‫‪ - 507‬شرح سنن النسائي ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(292‬‬


‫‪ - 508‬برقم )‪ (3765‬والمجمع ‪ (4259) 3/47‬والسنة لعبد الله عن أنس)‪ (1310‬والصحيحة )‬
‫‪ (2164‬و التحاف ‪ 9/225‬و ‪ 10/423‬وهو حديث صحيح‬
‫مد َ )‪ ( 1310‬صحيح‬ ‫ة ل ِعبد الل ّه ب َ‬
‫ح َ‬‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫سن ّ ُ َ ْ ِ‬ ‫‪ - 509‬ال ّ‬
‫مد َ )‪ ( 1311‬صحيح‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ح َ‬‫نأ ْ‬ ‫ة ل ِعَب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫سن ّ ُ‬‫‪ - 510‬ال ّ‬
‫‪228‬‬
‫ة‬
‫حي َ ُ‬ ‫قاُلوا ‪ :‬د ِ ْ‬ ‫م ؟ فَ َ‬ ‫مّر ب ِك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫مّر ب ِب َِني غ َن ْم ٍ فَ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫حي َت َ ُ‬ ‫ل وَل ِ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫شب ِ ُ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫ال ْك َل ْب ِ ّ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫قب ّةِ ال ِّتي َ‬ ‫سعْد ٌ ِفي ال ْ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫حّتى ن ََز َ‬ ‫َ‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قي َ‬ ‫صاُر فَ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫شت َد ّ ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫ة َفا ْ‬ ‫ن ل َي ْل َ ً‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫سا وَ ِ‬ ‫م ً‬ ‫خ ْ‬ ‫شهًْرا أوْ َ‬ ‫م َ‬ ‫صُروهُ ْ‬ ‫حا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من ْذ ِِر‬ ‫ن ع َب ْد ِ ال ْ ُ‬ ‫ة بْ ُ‬ ‫شاَر أُبو ل َُباب َ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬فَأ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫حك ْم ِ َر ُ‬ ‫م ‪ :‬ان ْزُِلوا ع ََلى ُ‬ ‫ل َهُ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫سعْد ِ ب ْ ِ‬ ‫حك ْم ِ َ‬ ‫ل ع ََلى ُ‬ ‫ل الل ّهِ ن َن ْزِ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫قاُلوا ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ح فَ َ‬ ‫ه الذ ّب ْ ُ‬ ‫قهِ أن ّ ُ‬ ‫حل ْ ِ‬ ‫إ َِلى َ‬
‫ُ‬
‫ف‬ ‫كا ٍ‬ ‫مارٍ ب ِإ ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي بِ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬فَأت ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ث إ ِل َي ْهِ َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬فان ْزُِلوا فَن ََزُلوا فَب َعَ َ‬ ‫مَعاذ ٍ َقا َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ي َُرى‬ ‫حّتى َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫قد ْ ب ََرأ كل ُ‬ ‫واللهِ ل َ‬ ‫ة ‪ :‬فَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ع َلي ْهِ َقال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف فَ ُ‬ ‫ن ِلي ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ما ط َل َعَ ع ََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خد ْرِيّ ‪ :‬فَل َ ّ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫سيرِ َقا َ‬ ‫يِء ال ْي َ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل أث َرِ ال ّ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ه إ ِّل ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫م فَأن ْزُِلوه ُ " ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خي ْرِك ُ ْ‬ ‫م أوْ إ َِلى َ‬ ‫سي ّد ِك ُ ُ‬ ‫موا إ َِلى َ‬ ‫ل ‪ُ " :‬قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مأ ْ‬ ‫م ِفيهِ ْ‬ ‫حك ُ ُ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِّني أ ْ‬ ‫م " َقا َ‬ ‫م ِفيهِ ْ‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬ا ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫وال ُهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫سَبى ذ َِرارِي ّهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَت ُ ْ‬ ‫قات ِل َت ُهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قت َ َ‬ ‫تُ ْ‬
‫سعْد ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫سول ِهِ " َقا َ‬ ‫حك ْم ِ َر ُ‬ ‫حك ْم ِ الل ّهِ وَ ُ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ت ِفيهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حك َ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫‪ " : ‬لَ َ‬
‫ل أوَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أَقات ِ َ ْ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫مأ َ‬ ‫ن قَوْ ٌ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك قَد ْ ع َل ِ ْ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫عو ‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫وَهُوَ ي َد ْ ُ‬
‫ش ع ََلى‬ ‫َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ُ‬
‫ب قَُري ْ ٍ‬ ‫حْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫قي ْ َ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫ك فَإ ِ ْ‬ ‫ن قَوْم ٍ ك َذ ُّبوا ُر ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫جاه ِد َ ِ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه وَب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ما ب َي ْن َ ُ‬ ‫ب ِفي َ‬ ‫حْر َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ت قَط َعْ َ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫قِني ِفيهِ ْ‬ ‫شي ًْئا فَأب ْ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫سول ِ َ‬ ‫َر ُ‬
‫ب‬ ‫ضَر َ‬ ‫قب ّةِ ال ِّتي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬إ َِلى ال ْ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه فََرد ّه ُ َر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫جَر ك َل ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ك َفان ْ َ‬ ‫ضِني إ ِل َي ْ َ‬ ‫َفاقْب ِ ْ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ ‬وَأُبو ب َك ْ ٍ‬
‫ر‬ ‫سو ُ‬ ‫ضَره ُ َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ة ‪ :‬فَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬
‫فب َ َ‬
‫جد ِ َقال َ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َل َي ْهِ ِفي ال ْ َ‬
‫جَرِتي‬ ‫ح ْ‬ ‫في ُ‬ ‫مَر وَإ ِّني ل َ ِ‬ ‫كاِء ع ُ َ‬ ‫ن بُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كاَء أِبي ب َك ْرٍ ِ‬ ‫مُر وَإ ِّني َل َع ْرِ ُ ُ‬ ‫وَع ُ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ة ‪ :‬ك َي ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ل ع َل ْ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ماُء ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ُر َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫كاُنوا ك َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫جد َ فَإ ِن ّ َ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫حد ٍ وَل َك ِن ّ ُ‬ ‫ن ع ََلى أ َ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫ت ع َي َْناه ُ َل ت َد ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫صن َعُ ؟ َقال َ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬‬ ‫َ‬
‫ن‬‫حي َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مَر أ ّ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫م بْ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫حد ّث َِني َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫جَزع َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫هُوَ ت َعِْني ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫قا َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ل أوْ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ري ُ‬ ‫َ‬ ‫سى َقا َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مد ُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫جب ْ‬ ‫ل ‪ :‬أَتاِني ِ‬ ‫م َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫موْت ِهِ أ َهْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫سعْد َ ب ْ َ‬ ‫ه إ ِّل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ‪َ :‬ل أع ْل َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ماءِ فَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫شَر ب ِ َ‬ ‫ست َب ْ َ‬ ‫قد ِ ا ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫أ ّ‬
‫معاذ فَ َ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ض َيا َر ُ‬ ‫قاُلوا ‪ :‬قُب ِ َ‬ ‫سعْد ٌ ؟ فَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫فا َ‬ ‫سى د َن ِ ً‬ ‫م َ‬ ‫قد ْ أ ْ‬ ‫ُ َ ٍ‬
‫ل اللهِ ‪‬‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫صلى َر ُ‬ ‫ّ‬ ‫ت ‪ :‬فَ َ‬ ‫م ‪َ ،‬قال ْ‬ ‫َ‬ ‫دارِه ِ ْ‬ ‫ملوه ُ إ ِلى َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ه َفا ْ‬ ‫م ُ‬ ‫جاَءه ُ قَوْ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫م‬‫سوع ُ ن َِعال ِهِ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫قط ِعُ ُ‬ ‫ه ل َي َن ْ َ‬ ‫حّتى إ ِن ّ ُ‬ ‫شًيا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫س فَب َ ّ‬ ‫ج الّنا ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ج وَ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ح فَ َ‬ ‫صب ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ِفي‬ ‫قد ْ ب َت َ ّ‬ ‫ل اللهِ ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫م ‪َ ،‬قالوا ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قه ِ ْ‬ ‫وات ِ ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت أْرد َي َت ُهُ ْ‬ ‫قط ْ‬ ‫س َ‬ ‫وَ َ‬
‫حن ْظ َل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة"‬ ‫قت َْنا إ َِلى َ‬ ‫سب َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ة كَ َ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫قَنا ال ْ َ‬ ‫سب ِ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫شى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ل‪":‬أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ث بْ ُ‬ ‫شعَ ُ‬ ‫ث اْل َ ْ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫س ُ‬ ‫مئ ِذ ٍ وَهُوَ ي ُغَ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ي َوْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ضَره ُ َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فَ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ُ ‬رك ْب َت َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫ل َ‪ :‬قَب َ َ‬ ‫ص َقا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أ َِبي وَّقا‬ ‫سعْد ِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫حاقَ ع َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ُ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ي تَ ُ‬ ‫كيهِ وَه ِ َ‬ ‫ه ت َب ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫سعْ ُ‬ ‫سا فَأوْ َ‬ ‫جل ِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫جد ْ َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ك فَل َ ْ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫خ َ‬ ‫مئ ِذ ٍ فَد َ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫دا‬ ‫س ً‬ ‫م َ‬ ‫سد ّ ب ِهِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫قد ّ ً‬ ‫م َ‬ ‫دا ُ‬ ‫ج ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫دا ب َعْد َ أَياد ٍ ل َ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫سعْد ُ ب ََراع َ ً‬ ‫سعْد ٍ ‪َ ،‬‬ ‫م َ‬ ‫حأ ّ‬ ‫‪ :‬وَي ْ َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬ ‫قا َ‬ ‫سعْد ٍ " فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب إ ِل أ ّ‬ ‫كي ت َك ْذ ِ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل الب َ َ‬ ‫ل اللهِ ‪ " : ‬ك ُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ه قَ ّ‬ ‫َ‬ ‫مل َْنا ن َعْ ً‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ط ‪ ،‬فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫شا أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫كال ْي َوْم ِ َ‬ ‫ما َرأي َْنا َ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ما وَط ُِئوا‬ ‫مَعاذ ٍ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سعْد َ ب ْ َ‬ ‫دوا َ‬ ‫شه ِ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫مل َ ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أ َل ْ َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ل َ‬ ‫قد ْ ن ََز َ‬ ‫الل ّهِ ‪ ‬ل َ َ‬
‫َ‬
‫مودِ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫من ْك َد ِرِ ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث َِني ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ك ال ْي َوْم ِ ‪َ،‬قا َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ض قَب ْ َ‬ ‫اْلْر َ‬
‫ذا‬‫حَها فَإ ِ َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ن ت َُرا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ض ً‬ ‫ن قَب ْ َ‬ ‫سا ٌ‬ ‫مئ ِذ ٍ إ ِن ْ َ‬ ‫ض ي َوْ َ‬ ‫ل ‪ :‬اقْت َب َ َ‬ ‫ل ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حِبي َ‬ ‫شَر ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫بْ ِ‬
‫حّتى‬ ‫ن الل ّهِ " َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ ‪ُ ،‬‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ُ " :‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬قا َ‬ ‫س ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫هِ َ‬
‫‪229‬‬
‫مة ِ ا ل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫قب ْ ِ‬ ‫ض ّ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫جا أ َ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ل َوْ ن َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫جهِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ك ِفي وَ ْ‬ ‫ف ذ َل ِ َ‬ ‫ع ُرِ َ‬
‫ج الل ّ ُ‬ ‫م فَّر َ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫مَعاذ ٍ وَل َ َ‬ ‫ل َن َ َ‬
‫‪511‬‬
‫ه"‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫م ً‬ ‫ض ّ‬ ‫م َ‬ ‫ض ّ‬‫قد ْ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫سعْد ُ ب ْ ُ‬ ‫من َْها َ‬ ‫جا ِ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ه ع َن َْها َقال َ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب‪،‬أ ّ‬ ‫سي ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫سِعيد ِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫س‬‫قب ْرِ ل َي ْ َ‬ ‫ضغْط َةِ ال ْ َ‬ ‫كيرٍ وَ َ‬ ‫من ْك َرٍ وَن َ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫صوْ ِ‬ ‫حد ّث ْت َِني ب ِ َ‬ ‫من ْذ ُ ي َوْم ِ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫الل ّهِ ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ماِع‬ ‫س َ‬‫كيرٍ ِفي أ ْ‬ ‫من ْك َرٍ وَن َ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫وا َ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ل ‪َ " :‬يا َ‬ ‫يٌء َقا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫فعُِني َ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫كاْلمُ‬
‫ن َ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ة ال ْقَب ْرِ ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫ضغْط َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن وَإ ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫مد ِ ِفي ال ْعَي ْ‬ ‫كاْل ِث ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ْ‬
‫ن َيا‬ ‫قا ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬ ‫مًزا َرِفي ً‬ ‫ه غَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫مُز َرأ َ‬ ‫داع َ ؛ فَت َغْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫كو إ ِل َي َْها اب ْن َُها ال ّ‬ ‫ش ُ‬‫قة ِ ي َ ْ‬ ‫في َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ضغْط َ ِ‬
‫ة‬ ‫م كَ َ‬ ‫ن ِفي قُُبورِه ِ ْ‬ ‫طو َ‬ ‫ضغَ ُ‬ ‫ف يُ ْ‬ ‫ن ِفي الل ّهِ ‪ ،‬ك َي ْ َ‬ ‫كي َ‬‫شا ّ‬ ‫ل ِلل ّ‬ ‫ة وَي ْ ٌ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ضةِ ع ََلى ال ّ‬ ‫ال ْب َي ْ َ‬
‫‪512‬‬
‫خَرةِ "‬ ‫ص ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫ل ‪ :‬ل َما ماتت َفاطم ُ ُ‬
‫سو ُ‬ ‫خل َعَ َر ُ‬ ‫ي َ‬ ‫م ع َل ِ ّ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ َ َ ْ‬ ‫س ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن َع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ب ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫وى ع َل َي َْها الت َّرا َ‬ ‫ّ‬ ‫س‬‫ما َ‬ ‫ها فَل َ ّ‬ ‫جعَ ِفي قَب ْرِ َ‬ ‫ضط َ َ‬ ‫سَها إ ِّياه ُ َوا ْ‬ ‫ه وَأل ْب َ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫مي َ‬ ‫قَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪":‬‬ ‫حد ٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ه ب ِأ َ‬ ‫صن َعْ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫شي ًْئا ل َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫صن َعْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل الل ّهِ َرأي َْنا َ‬ ‫سو َ‬ ‫م ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫َ‬
‫معََها ِفي قَب ْرِ َ‬
‫ها‬ ‫ت َ‬ ‫جعْ ُ‬ ‫ضط َ َ‬ ‫جن ّةِ َوا ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ن ث َِيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫صي ل ِت َل ْب ِ َ‬ ‫مي ِ‬ ‫ست َُها قَ ِ‬ ‫إ ِّني أل ْب َ ْ‬
‫َ‬ ‫ِل ُ َ‬
‫ي‬‫صِنيًعا إ ِل َ ّ‬ ‫ق الل ّهِ َ‬ ‫خل ِ‬
‫ن َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬إ ِن َّها َ‬ ‫ضغْط َةِ ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ع َن َْها ِ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬
‫‪513‬‬
‫ب"‬ ‫طال ِ ٍ‬ ‫ب َعْد َ أ َِبي َ‬
‫قال المناوي‪:‬قال الحكيم‪ :‬إنما لم يفلت منها أحد لن المؤمن أشرق‬
‫نور اليمان بصدره لكنه باشر الشهوات وهي من الرض والرض‬
‫مطيعة وخلق الدمي وأخذ عليه الميثاق في العبودية فيما نقض من‬
‫وفائها صارت الرض عليه واجدة فإذا وجدته ببطنها ضمته ضمة فتدركه‬
‫الرحمة وعلى قدر مجيئها يخلص فإن كان محسنا ً فإن رحمة الّله قريب‬
‫من المحسنين وقيل هي ضمة اشتياق ل ضمة سخط وظاهر الحديث‬
‫أن الضمة ل ينجو منها أحد لكن استثنى الحكيم النبياء والولياء فمال‬
‫إلى أنهم ل يضمون ول يسألون وأقول استثناؤه النبياء ظاهر وأما‬
‫‪514‬‬
‫م‪.‬‬
‫الولياء فل يكاد يصح أل ترى إلى جللة مقام سعد بن معاذ وقد ض ّ‬
‫ــــــــــــــــ‬

‫ن َراهَوَي ْهِ )‪ (1000 -999‬حسن‬ ‫حاقَ ب ْ ِ‬ ‫س َ‬‫سن َد ُ إ ِ ْ‬


‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪511‬‬

‫ي )‪ ( 98‬ضعيف‬ ‫َ ّ‬‫ق‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫إِ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪512‬‬

‫ة )‪ ( 340‬حسن لغيره‬ ‫َ‬


‫ن شب ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دين َةِ ِلب ْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ي )‪ ( 272‬وَتاِريخ ال َ‬
‫صب ََهان ِ ّ‬
‫حاب َةِ ِلِبي ن ُعَي ْم ٍ ال ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫معْرِف ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪513‬‬
‫َ‬
‫فيض القدير ‪) -‬ج ‪ / 11‬ص ‪(7426)(447‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪514‬‬

‫‪230‬‬
‫ث التاسع والعشرون‬‫المبح ُ‬
‫مخاطبة القبر للميت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عَ َ‬
‫م‬‫سا ك َأن ّهُ ْ‬ ‫صل ّه ُ ‪ ,‬فََرأى َنا ً‬ ‫م َ‬ ‫ل اللهِ ‪ُ ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ل‪ :‬د َ َ‬ ‫سِعيد ٍ ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫م عَ ّ‬ ‫شغَلك ْ‬ ‫تل َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هاذ ِم ِ الل ّ‬ ‫م ذ ِكَر َ‬ ‫م لوْ أكث َْرت ُ ْ‬ ‫ما إ ِن ّك ْ‬ ‫ل‪:‬أ َ‬ ‫ن ‪َ ,‬قا َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ي َك ْت َ ِ‬
‫ت ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫قب ْ ِ‬ ‫م ي َأ ِ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ت ‪ ,‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ت ‪ ,‬ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هاذ ِم ِ الل ّ ّ‬ ‫ن ذ ِك ْرِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫أَرى ‪ ,‬فَأك ْث ُِروا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ َ‬
‫ت‬ ‫حد َةِ ‪ ,‬وَأَنا ب َي ْ ُ‬ ‫ت ال ْوَ ْ‬ ‫ت ال ْغُْرب َةِ ‪ ,‬وَأَنا ب َي ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬أَنا ب َي ْ ُ‬ ‫م ِفيهِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫م إ ِل ّ ت َك َل ّ َ‬ ‫ي َوْ ٌ‬
‫ه ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫حًبا‬‫مْر َ‬ ‫قب ُْر ‪َ :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬قا َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْعَب ْد ُ ال ْ ُ‬ ‫ذا د ُفِ َ‬ ‫دود ِ ‪ ,‬فَإ ِ َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ب ‪ ,‬وَأَنا ب َي ْ ُ‬ ‫الت َّرا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫ي ‪ ,‬فَإ ِذ ْ وُّليت ُ َ‬ ‫ري إ ِل َ ّ‬ ‫شي ع ََلى ظ َهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫تل َ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫ما إ ِ ْ‬ ‫وَأهْل ً ‪ ,‬أ َ‬
‫ح لَ ُ‬
‫ه‬ ‫فت َ ُ‬ ‫صَرهِ ‪ ,‬وَي ُ ْ‬ ‫مد ّ ب َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫سعُ ل َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَي َت ّ ِ‬ ‫ك ‪َ ,‬قا َ‬ ‫صِنيِعي ب ِ َ‬ ‫ست ََرى َ‬ ‫ي ‪ ,‬فَ َ‬ ‫ت إ ِل َ ّ‬ ‫صْر َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ه ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قب ُْر ‪ :‬ل َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫كافُِر ‪َ ,‬قا َ‬ ‫جُر ‪ ,‬أوِ ال ْ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن ال ْعَب ْد ُ ال ْ َ‬ ‫ذا د ُفِ َ‬ ‫جن ّةِ ‪ ,‬وَإ ِ َ‬ ‫ب إ َِلى ال ْ َ‬ ‫َبا ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي ‪ ,‬فَإ ِذ ْ‬ ‫ري إ ِل َ ّ‬ ‫شي ع ََلى ظ َهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ض َ‬ ‫ت لب ْغَ َ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫ما إ ِ ْ‬ ‫حًبا وَل َ أهْل ً ‪ ,‬أ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫َ‬
‫حّتى‬ ‫م ع َلي ْهِ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل ‪ :‬فَي َلت َئ ِ ُ‬ ‫ك ‪َ ,‬قا َ‬ ‫صِنيِعي ب ِ َ‬ ‫ست ََرى َ‬ ‫ي ‪ ,‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫ت إ ِل ّ‬ ‫صْر َ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ك الي َوْ َ‬ ‫ْ‬ ‫وُليت ُ َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صاب ِعِهِ ‪,‬‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ب ِأ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ه ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ضل َع ُ ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫خت َل ِ َ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ت َل ْت َ ِ‬
‫َ‬
‫ن ت ِّنيًنا ‪ ,‬ل َ ْ‬
‫و‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ض الل ُ‬ ‫قي ّ ُ‬ ‫ل ‪ :‬وَي ُ َ‬ ‫ض ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ف ب َعْ‬ ‫جوْ ِ‬ ‫ضَها ِفي َ‬ ‫ل ب َعْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫فَأد ْ َ‬
‫ت الد ّن َْيا ‪ ,‬فَي َن ْهَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫شن َ ُ‬ ‫قي َ ِ‬ ‫ما ب َ ِ‬ ‫شي ًْئا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما أن ْب َت َ ْ‬ ‫ض‪َ ،‬‬ ‫خ ِفي الْر ِ‬ ‫ف َ‬ ‫من َْها ن َ َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫أ ّ‬
‫ل اللهِ ‪: ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ب‪َ .‬قا َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ضى ب ِهِ إ َِلى ال ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ه‪َ ,‬‬ ‫شن َ ُ‬ ‫خد ِ ْ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫َ‬
‫ر‪ .‬أخرجه الترمذي‬ ‫فرِ الّنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫فَرة ٌ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫جن ّةِ ‪ ,‬أوْ ُ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ن رَِيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ض ٌ‬ ‫قب ُْر َروْ َ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫‪515‬‬

‫وفي فيض القدير)‪) (1598‬أما إنكم( قال ابن مالك في شرح الكافية‪:‬‬
‫يجوز كسر إن بعد أما مقصودا ً بها معنى أل الستفتاحية وإن قصد بها‬
‫معنى حقا ً فتحت انتهى والمعنى أيها الناس الذين جلستم عند مصلنا‬
‫تكشرون أي تضحكون )لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى(‬
‫من الكشر وهو ظهور السنان للضحك )الموت( بجره عطف بيان‬
‫ورفعه خبر مبتدأ محذوف ونصبه بتقدير أعني )فأكثروا ذكر هاذم‬
‫اللذات( الموت )فإنه لم يأت على القبر يوم إل تكلم فيه( أي حقيقة‬
‫والذي خلق الكلم في لسان النسان قادر على أن يخلقه في الجماد‬
‫ول يلوم من ذلك سماعنا له ويحتمل أن المراد أن يقول ذلك بلسان‬
‫الحال )فيقول أنا بيت الغربة( فالذي يسكنني غريب )وأنا بيت الوحدة(‬
‫فمن حل بي وحيد )وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود( فمن سكنني أكله‬
‫التراب والدود‪ ،‬ومن ثم قال حكيم‪ :‬اجعل قبرك خزانتك احشها من كل‬
‫عمل صالح ما أمكنك ليؤنسك )فإذا دفن العبد المؤمن( أي المطيع لّله‬
‫تعالى كما يدل عليه ذكره الفاجر والكافر في مقابلته )قال له القبر‬
‫ل( أي لقيت رحبا ً وأهل ً )أما( بالتخفيف )إن كنت لحب من‬
‫مرحبا ً وأه ً‬
‫يمشي على ظهري إلى( لما أنك مطيع لربي وربك )فإذا وليتك اليوم‬

‫‪ - 515‬برقم )‪ (2648‬وهب )‪430‬و)‪ (840‬والمقاصد)‪ (147‬و العلل )‪ (1883‬والتلخيص الحبير‬


‫‪ 2/101‬والديلمي )‪ (213‬والحاكم ‪ 4/321‬والترغيب ‪ 4/237‬وجامع الصول برقم )‪ (8696‬وفي‬
‫سنده ضعف ولكن له شواهد تحسنه انظر الترغيب ‪ 4/238‬والمجمع ‪ 3/46‬والحلية ‪ 6/90‬و‬
‫التحاف ‪ 10/397‬والتذكرة ‪119-1/118‬‬
‫‪231‬‬
‫ي‪ .‬قال في المصباح‪ :‬صار زيد غنيا ً‬ ‫ي( أي انتقلت من الدنيا إل ّ‬ ‫وصرت إل ّ‬
‫انتقل إلى حالة الغنى بعد أن لم يكن عليها وصار العصير خمرا ً كذلك‬
‫وصار المر إلى كذا رجع إليه )فسترى صنيعي بك( فإني محسنه جدا ً‬
‫وقضية السين أن التساع وما بعده مما يأتي يتأخر عن القبار )فيتسع‬
‫مد بصره( أي بقدر ما يمتد إليه بصره )ويفتح له باب إلى الجنة( يعني‬
‫تفتحه له الملئكة بإذن الّله أو ينفتح بنفسه بأمر الّله )وإذا دفن العبد‬
‫الفاجر( أي المؤمن الفاسق )أو الكافر( بأي كفر كان )قال له القبر(‬
‫ل( بك )أما(‬ ‫بلسان الفال أو الحال على ما سبق )ل مرحبا ً ول أه ً‬
‫ي( لما أنك عاص‬ ‫بالتخفيف )إن كنت لبغض من يمشي على ظهري إل ّ‬
‫ي فسترى صنيعي بك فيلتئم‬ ‫لربي وربك )فإذا وليتك اليوم وصرت إل ّ‬
‫عليه( أي ينضم )حتى يلتقي عليه( بشدة وعنف )وتختلف أضلعه( من‬
‫شدة الضغط وقضية هذا الحديث أن الضم مخصوص بالكافر والفاسق‬
‫وأن المؤمن المطيع ل ينضم عليه وصريح ما ذكر في قصة سعد بن‬
‫معاذ وقوله لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد خلفه ويمكن الجواب‬
‫بأن المؤمن الكامل ينضم عليه ثم ينفرج عنه سريعا ً والمؤمن العاصي‬
‫يطول ضمه ثم يتراخى عنه بعد وأن الكافر يدوم ضمه أو يكاد أن يدوم‬
‫وبذلك يحصل التوفيق بين الحديثين ويزول التعارض من البين فتدبره‬
‫فإني لم أره )ويفيض له سبعون تنينًا( أي ثعبانا ً )لو أن واحدا ً منها نفخ‬
‫في الرض( أي على ظهرها بين الناس )ما أنبتت شيئًا( من النبات )ما‬
‫بقيت الدنيا( أي مدة بقائها )فينهشنه( بشين معجمة وقد تهمل والنهش‬
‫القبض على اللحم ونثره )ويخدشنه( أي يخرجنه قال في المصباح‬
‫خدشته خدشا ً جرحته في ظاهر الجلد )حتى يفضي به إلى الحساب(‬
‫أي حتى يصل إلى يوم القيامة والفضاء الوصول‪ .‬قال في المصباح‪:‬‬
‫أفضيت إلى الشيء وصلت إليه )إنما القبر روضة من رياض الجنة(‬
‫حقيقة لما يتحف المؤمن به من الريحان وأزهار الجنان أو مجازا ً عن‬
‫خفة السؤال على المؤمن وأمنه وراحته وسعته كما يقال فلن في‬
‫الجنة إذا كان عيشه رغدا ً )أو حفرة من حفر النار( حقيقة أو مجازا ً‬
‫على ما تقرر فيما قبله والقبر واحد القبور‪ .‬قال في المختار‪ :‬وهو مما‬
‫أكرم به بنو آدم وقال الزمخشري‪ :‬تقول نقلوا من القصور إلى القبور‬
‫ومن المنابر إلى المقابر والخفرة قال في الصحاح بالضم واحدة الحفر‪.‬‬
‫وقال الزمخشري‪ :‬حفر النهر بالمحفار واحتفره ودلوه في الحفرة‬
‫والحفيرة وهو القبر >تنبيه< ظاهر هذا الخبر أن عذاب القبر غير‬
‫منقطع وفي كثير من الخبار والثار ما يدل على انقطاعه والظاهر‬
‫اختلفه باختلف الشخاص‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫شي ّ َ‬ ‫زيزِ َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ ال ْعَ ِ‬‫مَر ب ْ َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن أِبيهِ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫شَ ‪ ،‬ع َ ْ‬
‫خر ع ُمر وأ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ع َّيا‬ ‫ِ‬ ‫وعن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬
‫ه‬‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫جَناَزةِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ة عَ ِ‬ ‫حي َ ً‬
‫ه َنا ِ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫صَرُفوا ت َأ ّ َ‬ ‫ما ان ْ َ‬ ‫جَناَزة ً ‪ ،‬فَل َ ّ‬‫َ‬
‫ت ع َن َْها فَت ََرك ْت ََها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خْر َ‬‫ت وَل ِي َّها ت َأ ّ‬ ‫جَناَزة ٌ أن ْ َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ميَر ال ُ‬ ‫ه ‪َ :‬يا أ ِ‬ ‫حاب ُ ُ‬
‫ص َ‬
‫أ ْ‬
‫ز‬
‫زي ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ ال ْعَ ِ‬ ‫مُر ب ْ َ‬ ‫في ‪َ ،‬يا ع ُ َ‬ ‫خل ْ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قب ُْر ِ‬ ‫داِني ال ْ َ‬ ‫م ‪َ ،‬نا َ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫وَت ََرك ْت ََنا ؟ فَ َ‬
‫أ ََل ت َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫فا َ‬ ‫ت اْل َك ْ َ‬ ‫خّرقْ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ت ‪ :‬ب ََلى ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حب ّةِ ؟ قُل ْ ُ‬ ‫ت ِباْل َ ِ‬ ‫صن َعْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سأل ُِني َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪232‬‬
‫ومزقْت اْل َبدان ‪ ،‬ومصصت الدم ‪ ،‬وأ َك َل ْت الل ّحم ‪ ،‬أ ََل ت َ‬
‫ت‬‫صن َعْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سأل ُِني َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ ّ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ن ‪َ ،‬والذ َّراع َي ْ ِ‬ ‫ن الذ َّراع َي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫في ْ ِ‬ ‫ت الك ّ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ :‬ن ََزع ْ ُ‬ ‫ت ‪ :‬ب َلى ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ل ؟ قُل ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ِباْلوْ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫خذ َي ْ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ‪َ ،‬والوَرِك َي ْ ِ‬
‫ْ‬
‫في ْ ِ‬ ‫ن ال ْك َت ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضد َي ْ ِ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ْعَ ُ‬ ‫ضد َي ْ ِ‬ ‫ن ال ْعَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ساقَي ْ ِ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ساقَي ْ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ‪َ ،‬والّرك ْب َت َي ْ َ ِ‬ ‫ن الّرك ْب َت َي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫خذ َي ْ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ها‬ ‫زيُز َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَع َ ِ‬ ‫ها قَِلي ٌ‬ ‫قاؤ ُ َ‬ ‫ن الد ّن َْيا ب َ َ‬ ‫ل ‪ :‬أَل إ ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫مُر ‪ ،‬فَ َ‬ ‫كى ع ُ َ‬ ‫م بَ َ‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫قد َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م إ ِقَْبال َُها‬ ‫ت ‪ ،‬فََل ي َغُّرن ّك ُ ْ‬ ‫مو ُ‬ ‫حي َّها ي َ ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫شَباب َُها ي َهَْر ُ‬ ‫قيٌر ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَغ َن ِي َّها فَ ِ‬ ‫ذ َِلي ٌ‬
‫َ‬
‫كان َُها‬ ‫س ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن اغ ْت َّر ب َِها ‪ ،‬أي ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مغُْروُر َ‬ ‫ها ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫سْرع َةِ إ ِد َْبارِ َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫معْرِفَت ِك ُ ْ‬ ‫معَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫موا ِفيَها‬ ‫ها ‪ ،‬وَأَقا ُ‬ ‫جاَر َ‬ ‫ش َ‬ ‫سوا أ ْ‬ ‫ها ‪ ،‬وَغ ََر ُ‬ ‫قوا أن َْهاَر َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫دائ ِن ََها ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫وا َ‬ ‫ن ب َن َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ص َ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫م ‪ ،‬فََرك ُِبوا ال ْ َ‬ ‫شاط ِهِ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَغ ُّروا ب ِن َ َ‬ ‫حت ِهِ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫سيَرة ً ‪ِ ،‬غّرت ْهُ ْ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫أّيا ً‬
‫من ِْع ع َل َي ْهِ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ل ع ََلى ك َث َْرةِ ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ن ِباْل ْ‬ ‫طي َ‬ ‫مغُْبو ِ‬ ‫كاُنوا َوالل ّهِ ِفي الد ّن َْيا َ‬ ‫م َ‬ ‫إ ِن ّهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ساد ِه ِ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ب ِأ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م ‪َ ،‬والّر ْ‬ ‫دان ِهِ ْ‬ ‫ب ب ِأب ْ َ‬ ‫صن َعَ الت َّرا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫معِهِ ‪َ ،‬‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ع ََلى َ‬ ‫سوِدي َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫مهّد َةٍ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫سّرةٍ ُ‬ ‫م ‪ ،‬كاُنوا ِفي الد ّن َْيا ع َلى أ ِ‬ ‫صال ِهِ ْ‬ ‫م وَأوْ َ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫ن ب ِعِظا ِ‬ ‫دا ُ‬ ‫دي َ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫جيَرا ٍ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ي ُك ْرِ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأهْ ٍ‬ ‫مو َ‬ ‫خد ِ ُ‬ ‫خد َم ٍ ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضد َةٍ ‪ ،‬ب َي ْ َ‬ ‫من َ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫وَفُُر ٍ‬
‫ت َلب ُد ّ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫مَناد ًِيا ‪َ ،‬واد ْع ُهُ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ت فََناد ِه ِ ْ‬ ‫مَرْر َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ي َعْ ُ‬
‫ن ب َِها‬ ‫كا َ‬ ‫م ال ِّتي َ‬ ‫مَنازِل ِهِ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫قاُر ِ‬ ‫م ‪َ ،‬وان ْظ ُْر إ َِلى ت َ َ‬ ‫سك َرِه ِ ْ‬ ‫مّر ب ِعَ ْ‬ ‫عًيا ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ب َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫قيَرهُ ْ‬ ‫ل فَ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ِغَناه ُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ب َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل غ َن ِي ّهُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫شه ُ ْ‬ ‫ع َي ْ ُ‬
‫ن ال ِّتي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن الع ْي ُ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَع َ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫كاُنوا ب َِها ي َت َك َل ّ ُ‬ ‫ن ال ِّتي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن اْلل ْ ُ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫سل ْهُ ْ‬ ‫قرِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ه‬
‫جو ِ‬ ‫قةِ ‪َ ،‬وال ْوُ ُ‬ ‫جُلود ِ الّرِقي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫م عَ‬ ‫سل ْهُ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ت ب َِها ي َن ْظ ُُرو َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت إ َِلى الل ّ ّ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫سن َةِ ‪َ ،‬واْل َ ْ‬
‫ن‪،‬‬ ‫وا َ‬ ‫ت اْلل ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫دا ُ‬ ‫دي َ‬ ‫صن َعَ ب َِها ال ّ‬ ‫ما َ‬ ‫مة ِ ‪َ ،‬‬ ‫ع َ‬ ‫ساد ِ الّنا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫سَر ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫س َ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫جوه َ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ت اْلو ُ‬ ‫فَر ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَع َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت الل ّ ْ‬ ‫وَأك َل َ ِ‬
‫َ‬ ‫ت اْل َ ْ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫م وَقَِباب ُهُ ْ‬ ‫جال ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِ‬ ‫شَلَء ‪ ،‬وَأي ْ َ‬ ‫مّزقَ ِ‬ ‫ضاَء ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ت اْل َع ْ َ‬ ‫قاَر ‪ ،‬وَأَبان َ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫َ‬
‫شا ‪،‬‬ ‫م فَِرا ً‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫ما َزوّ ُ‬ ‫م ‪َ ،‬والل ّهِ َ‬ ‫مك ُْنوُزهُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫معُهُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م وَع َِبيد ُهُ ْ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫خد َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫وَأي ْ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫حد ِ‬ ‫ن الل ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جًرا ‪ ،‬وََل أن َْزُلوهُ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫م َ‬ ‫سوا ل َهُ ْ‬ ‫مت ّك َأ ‪ ،‬وََل غ ََر ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ضُعوا هَُنا َ‬ ‫وََل وَ َ‬
‫س الل ّي ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َوالن َّهاُر‬ ‫ت ؟ أل َي ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫فل َ َ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫مَنازِ ِ‬ ‫سوا ِفي َ‬ ‫قََراًرا ‪ ،‬أل َي ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م وَب َي ْ َ‬ ‫ل ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ماَء ‪ ،‬قَد ْ ِ‬ ‫مةٍ ظ َل ْ َ‬ ‫مد ْل َهَ ّ‬ ‫م ِفي ُ‬ ‫س هُ ْ‬ ‫واٌء ؟ أل َي ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ ،‬وََفاَرُقوا اْل ِ‬
‫م‬‫جوهُهُ ْ‬ ‫حوا وَوُ ُ‬ ‫صب َ ُ‬ ‫مةٍ أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫عم ٍ وََنا ِ‬ ‫ن َنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ة ؟ فَك َ ْ‬ ‫حب ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫َ‬ ‫ة ‪ ،‬وأ َجسادهُم م َ‬
‫ت‬ ‫سال َ ِ‬ ‫ة ‪ ،‬قَد ْ َ‬ ‫مّزقَ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫صال ُهُ ْ‬ ‫ة ‪ ،‬وَأوْ َ‬ ‫م َنائ ِي َ ٌ‬ ‫ن أع َْناقِهِ ْ‬ ‫َبال ِي َ ٌ َ ْ َ ُ ْ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حد َقُ ع ََلى ال ْوَ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ب‬ ‫ت د ََوا ّ‬ ‫دا ‪ ،‬وَد َب ّ ْ‬ ‫دي ً‬ ‫ص ِ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫واه ُ د َ ً‬ ‫ت الفْ َ‬ ‫مت َل ِ‬ ‫ت ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫جَنا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫سيًرا‬ ‫م ي َل ْب َُثوا َوالل ّهِ إ ِّل ي َ ِ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ضاَءهُ ْ‬ ‫ت أع ْ َ‬ ‫فّرقَ ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ساد ِه ِ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ض ِفي أ ْ‬ ‫الْر ِ‬
‫سعَةِ إ َِلى‬ ‫صاُروا ب َعْد َ ال ّ‬ ‫دائ ِقَ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ‪ ،‬قَد ْ َفاَرُقوا ال ْ َ‬ ‫مي ً‬ ‫م َر ِ‬ ‫ظا ُ‬ ‫ت ال ْعِ َ‬ ‫عاد َ ِ‬ ‫حّتى َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ت‬
‫م ‪ ،‬وَت َوَّزع َ ِ‬ ‫ق أب َْناؤ ُهُ ْ‬ ‫ت ِفي الطُر ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَت ََرد ّد َ ْ‬ ‫ساؤ ُهُ ْ‬ ‫ت نِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ق ‪ ،‬قَد ْ ت ََزوّ َ‬ ‫ضاي ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال َ‬
‫ض‬‫ه ِفي قَب ْرِهِ ‪ ،‬ال ْغَ ّ‬ ‫سعُ ل َ ُ‬ ‫مو ّ‬ ‫م َوالل ّهِ ال ْ ُ‬ ‫من ْهُ ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫م وَت َُراث َهُ ْ‬ ‫ت د َِياَرهُ ْ‬ ‫قَراَبا ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ذي غ َّر َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫دا َ‬ ‫قب ْرِ غ َ ً‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ساك ِ َ‬ ‫م ب ِل َذ ّت ِهِ ‪َ ،‬يا َ‬ ‫مت َن َعّ ُ‬ ‫ضُر ِفيهِ ‪ ،‬ال ْ ُ‬ ‫الّنا ِ‬
‫ك‬‫حاُء ‪ ،‬وَن َهَُر َ‬ ‫ْ‬ ‫داُر َ‬ ‫َ‬ ‫قى ل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م أن ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الد ّن َْيا ؟ هَ ْ‬
‫في ْ َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ؟ أي ْ َ‬ ‫قى أوْ ت َب ْ َ‬ ‫ك ت َب ْ َ‬ ‫ل ت َعْل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك؟‬ ‫طيب ُ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ك ؟ وَأي ْ َ‬ ‫ن رَِقاقُ ث َِياب ِ َ‬ ‫ه ؟ وَأي ْ َ‬ ‫ضُر ي َن ْعُ ُ‬ ‫ك الّنا ِ‬ ‫مُر َ‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫مط ّرِد ُ ؟ وَأي ْ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ل بِ ِ‬ ‫ه قَد ْ ن ََز َ‬ ‫ما َرأي ْت َ ُ‬ ‫ك؟أ َ‬ ‫شَتائ ِ َ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫صي ْ ِ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫سوَت ُ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ك ؟ وَأي ْ َ‬ ‫خوُر َ‬ ‫ن بُ ُ‬ ‫وَأي ْ َ‬
‫ظ ع َط َ ً‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬
‫شا ‪،‬‬ ‫ح ع ََرًقا ‪ ،‬وَي َت َل َ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫جًل ؟ وَهُوَ ي َْر َ‬ ‫سه ِ و َ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ما ي َد ْفَعُ ع َ ْ‬ ‫مُر فَ َ‬ ‫اْل ْ‬
‫َ‬
‫جاَء‬ ‫ماِء ‪ ،‬وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫مُر ِ‬ ‫جاَء اْل ْ‬ ‫مَرات ِهِ ‪َ ،‬‬ ‫ت وَغ َ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫سك ََرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫قل ّ ُ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ه ‪ ،‬هَي َْها َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫مت َن ِعُ ِ‬ ‫ما َل ت َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مرِ َواْل َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ضاِء ‪َ ،‬‬ ‫ق َ‬ ‫قد َرِ َوال ْ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫غال ِ ُ‬ ‫َ‬
‫‪233‬‬
‫َْ‬
‫ه‪،‬‬‫مل َ ُ‬‫حا ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫ف َ‬ ‫مك َ ّ‬‫ه َيا ُ‬ ‫سل َ ُ‬‫غا ِ‬ ‫خ َوال ْوَل َد ِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫وال ِد ِ َوال ِ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ت َيا ُ‬ ‫هَي َْها َ‬
‫ة‬
‫شون َ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ت ع ََلى ُ‬ ‫ف ك ُن ْ َ‬ ‫ري ك َي ْ َ‬ ‫شعْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ه ‪ ،‬ل َي ْ َ‬ ‫جًعا ع َن ْ ُ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وََرا ِ‬ ‫ه ِفي ال ْ َ‬ ‫خل ِي َ ُ‬ ‫م ْ‬
‫َيا ُ‬
‫جاوَِر ال ْهَل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫صْر َ‬ ‫ت‪ِ ،‬‬ ‫كا ِ‬ ‫ك ب َد َأ ال ْب َِلى ‪َ ،‬يا ُ‬
‫م َ‬ ‫خد ّي ْ َ‬ ‫ري ب ِأيّ َ‬ ‫شعْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫الث َّرى ‪َ ،‬يا ل َي ْ َ‬
‫عن ْد َ‬‫ت ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫قاِني ب ِهِ َ‬ ‫ذي ي َل ْ َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ْعْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫موَْتى ‪ ،‬ل َي ْ َ‬ ‫حل ّةِ ال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫مث ّ َ‬ ‫م تَ َ‬‫سال َةِ َرّبي ؟ث ُ ّ‬ ‫ن رِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ي َأِتيِني ب ِهِ ِ‬ ‫ن الد ّن َْيا ؟ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫جي ِ‬ ‫خُرو ِ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫حال ِ ُ‬ ‫ت ِفي الن ّوْم ِ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ما غ ُّر ِبالل ّ ّ‬ ‫صَبا ك َ َ‬ ‫ل ِبال ّ‬ ‫شغَ ُ‬ ‫فَنى وَت ُ ْ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫سّر ب ِ َ‬ ‫تُ َ‬
‫ك َلزِ ُ‬
‫م‬ ‫دى ل َ َ‬ ‫م َوالّر َ‬ ‫ك ن َوْ ٌ‬ ‫ة وَل َي ْل ُ َ‬ ‫فل َ ٌ‬ ‫سهْوٌ وَغ َ ْ‬ ‫مغُْروُر َ‬ ‫ك َيا َ‬ ‫ن ََهاُر َ‬
‫ش ال ْب ََهاي ِ ُ‬
‫م‬ ‫ك ِفي الد ّن َْيا ت َِعي ُ‬ ‫ه ك َذ َل ِ َ‬ ‫ف ت َك َْره ُ ِغب ّ ُ‬ ‫سوْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫م ُ‬‫وَت َعْ َ‬
‫‪516‬‬
‫ة"‬ ‫معَ ً‬ ‫ج ْ‬ ‫ك إ ِّل ُ‬ ‫ي ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ق َ‬‫ما ب َ ِ‬ ‫ف فَ َ‬ ‫صَر َ‬ ‫م ان ْ َ‬ ‫ثُ ّ‬

‫ـــــــــــــــــ‬

‫ة اْل َوْل َِياءِ )‪( 7384‬ضعيف‬


‫حل ْي َ ُ‬
‫‪ِ -‬‬ ‫‪516‬‬

‫‪234‬‬
‫ث الثلثون‬‫المبح ُ‬
‫الترغيب في الدعاء للميت‬

‫ت‬‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن د َفْ‬ ‫ْ‬ ‫ذا فََرغ َ ِ‬


‫م‬ ‫ى ‪ - -‬إِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫فا َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ع ُث ْ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ (‬ ‫َ‬
‫سأ ُ‬
‫ل‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ت فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ه الت ّث ِْبي َ‬ ‫سُلوا ل َ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫خيك ُ ْ‬ ‫فُروا ل ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ل»ا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ف ع َل َي ْهِ فَ َ‬ ‫وَقَ َ‬
‫‪517‬‬ ‫‪(1‬‬
‫«‪ .‬رواه أبو داود‬
‫أي ‪ :‬يسأله الملكان من ربك وما دينك وما هو دستورك ومن هو‬
‫رسولك ؟‬
‫دفن يندب أن يقف‬ ‫ح فعلها للمّيت‪.‬وعقب ال ّ‬ ‫ة يص ّ‬ ‫‪-‬الستغفار عبادة ٌ قولي ّ ٌ‬
‫ة يستغفرون للمّيت ‪ ،‬لّنه حينئذ ٍ في سؤال منكرٍ ونكيرٍ ‪ ،‬روى أبو‬ ‫جماع ٌ‬
‫ي ‪ ‬إذا دفن الّرجل وقف‬ ‫داود بإسناده عن عثمان قال ‪ « :‬كان الّنب ّ‬
‫عليه وقال ‪ :‬استغفروا لخيكم واسألوا له الّتثّبت فإّنه الن يسأل »‬
‫وصّرح بذلك جمهور الفقهاء‪.‬‬
‫دعاء‬ ‫شافعّية ‪ ،‬ال ّ‬ ‫‪ -‬ومن آداب زيارة القبور عند الحنفّية والمالكّية ‪ ،‬وال ّ‬
‫بالمغفرة لهلها عقب الّتسليم عليهم ‪ ،‬واستحسن ذلك الحنابلة‪.‬‬
‫ص‬‫ما الكافر المّيت فيحرم الستغفار له بن ّ‬ ‫ص المؤمن ‪ ،‬أ ّ‬ ‫‪ -‬وهذا كّله يخ ّ‬
‫القرآن والجماع‪.‬‬
‫وا ع َل َي َْها‬ ‫َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬
‫جَناَزةٍ فَأث ْن َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ب ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫سو‬ ‫مّروا ع ََلى َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫شّرا فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫جب َ ْ‬ ‫ل » وَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫وا ع َلي َْها َ‬ ‫خَرى فَأث ْن َ ْ‬ ‫مّروا ب ِأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫ل » وَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫خي ًْرا فَ َ‬ ‫َ‬
‫‪518‬‬
‫ء «‪ .‬رواه أبو داود‬ ‫دا ُ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ٍ‬ ‫م ع ََلى ب َعْ‬ ‫ضك ُ ْ‬ ‫ن ب َعْ َ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫«‪ .‬ث ُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خي ًْرا‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن أفَْعاله َ‬ ‫ل ع ََلى أ ّ‬ ‫خي ْرِ ي َد ُ ّ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ِبال ْ َ‬ ‫ن ث ََناَءهُ ْ‬ ‫معَْنى أ ّ‬ ‫صل ال ْ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ل ع ََلى أفَْعاله َ‬ ‫َ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ِبال ّ‬
‫شّرا‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫شّر ي َد ُ ّ‬ ‫جّنة ‪ ،‬وَث ََناَءهُ ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ه الّنار‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫فَوَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا‬‫ى ‪ -  -‬فَأث ْن َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫جَناَزةٍ ع ََلى الن ّب ِ‬ ‫مّروا ب ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وعند النسائي ع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وا‬‫خَرى فَأث ْن َ ْ‬ ‫جَناَزةٍ أ ْ‬ ‫مّروا ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫ى ‪ » -  -‬وَ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫خي ًْرا فَ َ‬ ‫ع َل َي َْها َ‬
‫ك‬ ‫ل الل ّهِ قَوْل ُ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت «‪َ .‬قاُلوا َيا َر ُ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫ى ‪ » -  -‬وَ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫شّرا فَ َ‬ ‫ع َل َي َْها َ‬
‫داُء الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫شه َ َ‬ ‫ة ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ى ‪ » -  -‬ال ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ت «‪ .‬فَ َ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫خَرى » وَ َ‬ ‫لوَلى َوال ُ ْ‬ ‫ا ُ‬
‫ض «‪.519‬‬ ‫داُء الل ّهِ ِفى ال َْر‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ماِء وَأن ْت ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ِفى ال ّ‬
‫وا ع َل َي َْها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جَناَزةٍ فَأث ْن َ ْ‬ ‫مّروا ب ِ َ‬ ‫ك ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬قال‪َ :‬‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫وعن أن َ َ‬
‫وا ع َل َي َْها َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫شّرا‬ ‫خَرى فَأث ْن َ ْ‬ ‫مّروا ب ِأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت « ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫ى ‪ » -  -‬وَ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫خي ًْرا ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫جب َ ْ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ب ‪ -‬رضى الله عنه ‪َ -‬‬ ‫خطا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ْ‬ ‫مُر ب ْ ُ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ت « ‪ .‬فَ َ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫ل » وَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬

‫)‪ (1‬يسأله الملكان من ربك وما دينك وما هو دستورك ومن هو رسولك ؟‬
‫‪ - 517‬في الجنائز برقم )‪ (3223‬والحاكم ‪ (1372) 1/370‬وبز)‪(445‬وشرح السنة ‪ 5/418‬وهو‬
‫حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 518‬برقم )‪ (3235‬ونص)‪ (1945‬والترمذي وأحمد ‪ 2/498‬و ‪ 7763) 528‬و ‪10274‬وو‬
‫‪ (11123‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 519‬سنن النسائى )‪ (1945‬صحيح‬
‫‪235‬‬
‫م ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ة ‪ ،‬وهَ َ َ‬ ‫ل » هَ َ َ‬
‫شّرا‬ ‫ذا أث ْن َي ْت ُ ْ‬ ‫جن ّ ُ َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫خي ًْرا فَوَ َ‬ ‫م ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ذا أث ْن َي ْت ُ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫داُء الل ّهِ ِفى ال َْر‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫فَوَ َ‬
‫‪520‬‬
‫ض «‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬ ‫ِ‬ ‫شهَ َ‬ ‫ه الّناُر ‪ ،‬أن ْت ُ ْ‬ ‫جب َ ْ‬
‫َ‬
‫ن الث َّناَء‬ ‫ثأ ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫م‪َ :‬‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫ل الن ّوَوِيّ ‪َ :‬قا َ‬ ‫وفي نيل الوطار ‪َ:‬قا َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫واقِِع فَهُوَ ِ‬ ‫قا ل ِل ْ َ‬ ‫طاب ِ ً‬ ‫م َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أ َث َْنى ع َل َي ْهِ أهْ ُ‬
‫َ‬
‫م ْ‬ ‫خي ْرِ ل ِ َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫س ُ‬ ‫ذا ع َك ْ ُ‬ ‫ق فََل ‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫طاب ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن غ َي َْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫جن ّةِ ‪.‬فَإ ِ ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫أ َهْ‬
‫َ‬ ‫حي َ‬
‫س الث َّناَء‬ ‫ه ت ََعاَلى الّنا َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ت فَأل ْهَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫مهِ وَإ ِ ْ‬ ‫مو ِ‬ ‫ه ع ََلى ع ُ ُ‬ ‫ح أن ّ ُ‬ ‫ص ِ ُ‬ ‫ل ‪َ :‬وال ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫كان دِليًل ع ََلى أ َنه م َ‬
‫ضي‬ ‫قت َ ِ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫ت أفَْعال ُ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫واٌء َ‬ ‫س َ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ّ ُ ِ ْ‬ ‫خي ْرٍ َ َ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ب ِ َ‬
‫ك أ َم َل ‪ ،‬فَإ ّ َ‬
‫ه‬
‫ل بِ ِ‬ ‫ست َد َ ّ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ذا اْل ِل َْها ُ‬ ‫شيئ َةِ ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫خل َ ٌ‬ ‫دا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن اْلع ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ذ َل ِ َ ْ‬
‫ذا ت َظ ْهَُر َفائ ِد َة ُ الث َّناِء ان ْت ََهى ‪.‬‬ ‫ع ََلى ت َعِْيين َِها وَب ِهَ َ‬
‫َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حافِ ُ‬
‫شّر‬ ‫ب ال ّ‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫ما ِفي َ‬ ‫ح ‪ .‬وَأ ّ‬ ‫ض ٌ‬ ‫خي ْرِ َوا ِ‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫ذا ِفي َ‬ ‫ظ ‪ :‬وَهَ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫شّرهُ‬ ‫ب َ‬ ‫ن غ َل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ َ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫قعُ ذ َل ِ َ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ن إن ّ َ‬ ‫ك ‪ ،‬ل َك ِ ْ‬ ‫ه ك َذ َل ِ َ‬ ‫ث أن ّ ُ‬ ‫حاِدي ِ‬ ‫ظاه ُِر اْل َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن ل ِل ّهِ ع َّز‬ ‫َ‬
‫قد ّم ِ } إ ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫ث أن َ ٍ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ْرِهِ ‪ ،‬وَقَد ْ وَقَعَ ِفي رَِواي َةٍ ِ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫خي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مْرِء ِ‬ ‫ما ِفي ال ْ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫سن َةِ ب َِني آد َ َ‬ ‫ة ت َن ْط ِقُ ع ََلى أل ْ ِ‬ ‫مَلئ ِك َ ً‬ ‫ل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫‪521‬‬
‫شّر { ‪.‬‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ه أْرب َعَ ٌ‬ ‫شهَد ُ ل َ ُ‬ ‫ت فَي َ ْ‬ ‫مو ُ‬ ‫سل ِم ٍ ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫سأ ّ‬ ‫ن َأن َ ٍ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ت لَ ُ‬
‫ه‬ ‫فْر ُ‬ ‫م ِفيهِ وَغ َ َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫عل ْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل قَد ْ قَب ِل ْ ُ‬ ‫ن إ ِل ّ َقا َ‬ ‫َ‬
‫جيَران ِهِ الد ْن َي ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل أب َْيا ٍ‬ ‫أ َهْ ُ‬
‫ما ل َ ت َعْل َ ُ‬
‫‪522‬‬
‫ن «‪ .‬رواه أحمد‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬
‫والصحابة ل يثنون إل على رجل صالح ظاهر الصلح‪ ،‬ل على رجل‬
‫فاسق !‬
‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬إ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أِبيهِ َقا َ‬ ‫ن أِبى قََتاد َة َ ع َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وعن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬
‫َ‬
‫ى‬‫‪َ 523‬‬‫ن أ ُث ْن ِ‬ ‫صّلى ع َل َي َْها وَإ ِ ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫خي ٌْر َقا َ‬ ‫ى ع َل َي َْها َ‬ ‫ن أث ْن ِ ْ َ‬
‫ل ع َنها فَإ ُ‬
‫ِ ْ‬ ‫سأ َ ْ َ‬ ‫جَناَزةٍ َ‬ ‫ى لِ َ‬ ‫ع َ‬ ‫دُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ها‪ .‬رواه أحمد‬ ‫ل ع َلي ْ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م ب َِها «‪ .‬وَل ْ‬ ‫شأن ُك ُ ْ‬ ‫ل لهْل َِها » َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ع َلي َْها غ َي ُْر ذ َل ِ َ‬
‫َقا َ َ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫كا َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫فَنا ن َعَت َ ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فى ‪ ‬ع ََلى َ‬ ‫صط َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫حات ِم ٍ ‪ :‬ت َْر ُ‬ ‫ل أُبو َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫صل َةَ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ‪ ،‬لَأ ّ‬ ‫فعْ ِ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫مت ِهِ ‪ ،‬ك َي ْل َ ي َْرت َك ُِبوا ِ‬ ‫ه ِل ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫صد َ الت ّأِدي ِ‬ ‫قَ ْ‬
‫ل ع َل َي ْهِ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ّ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما أَتى َ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن أَتى ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جائ َِزةٍ ع ََلى َ‬ ‫غ َي ُْر َ‬
‫موَْتاك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن َ‬ ‫س َ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬اذ ْك ُُروا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫مَر َقا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫‪524‬‬
‫م «‪ .‬رواه أبو داود والترمذي وابن حبان‬ ‫ساِويهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫فوا ع َ ْ‬ ‫وَك ُ ّ‬
‫سّبوا‬ ‫ى ‪ » -  -‬ل َ تَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪َ -‬قال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما قَد ّ ُ‬ ‫وا إ َِلى َ‬ ‫م قَد ْ أفْ َ‬ ‫ت فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫‪526‬‬ ‫‪525‬‬
‫موا « أخرجه البخاري‬ ‫ض ْ‬ ‫وا َ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ‬
‫‪ - 520‬البخاري في الجنائز باب ‪ (1367)86‬ومسلم )‪(949‬‬
‫‪ - 521‬نيل الوطار ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪ (196‬فما بعد‬
‫‪ - 522‬والحسان )‪ (3090‬وأحمد ‪ 2/408‬و ‪9523)3/242‬و ‪ (13889‬والفتح ح)‪(1279‬‬
‫والحاكم ‪ (1398) 1/378‬وهب)‪ (9244‬وهو حديث صحيح ‪،‬‬
‫‪ - 523‬برقم ) ‪ (23220‬وك )‪ (1348‬والطيالسي)‪ (623‬والحسان )‪ (3122‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 524‬أبو داود )‪ (4902‬وت)‪ (1035‬وك )‪ (1421‬وطب)‪13423‬و ‪ 470‬و ‪ 845‬و ‪ (850‬وهق )‬
‫‪ (7440‬والحسان )‪ (3084‬والداب له )‪ (282‬والمقاصد الحسنة )‪ (84‬وهو حديث حسن‬
‫لغيره‪.‬‬
‫‪ - 525‬انتهوا إلى نتيجة أعمالهم‪.‬‬
‫‪ 2/129 - 526‬و ‪ 1393)8/132‬و ‪ (6516‬ونص ‪ (1948) 4/53‬وت)‪ (2210‬وش)‪(11986‬‬
‫وحم)‪18701‬و ‪18702‬و ‪ (26212‬وطب )‪7126‬و ‪ (17389‬والبيهقي ‪ (7438) 4/75‬و الحاكم‬
‫‪ (1419)1/385‬والحسان )‪ 3085‬و ‪ (3086‬وهو صحيح مشهور ‪.‬‬
‫‪236‬‬
‫قوْل ِهِ ‪ :‬ل َ‬ ‫قهِ ل ِ َ‬‫س ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫معْل ًِنا ب ِ ِ‬
‫ن ُ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫سل ِم ٍ ل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫حُر ُ‬ ‫ماُء ي َ ْ‬ ‫َقال ال ْعُل َ َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫كافُِر ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫موا ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ما قَد ّ ُ‬ ‫وا إ َِلى َ‬ ‫ض ْ‬ ‫م قَد ْ أفْ َ‬ ‫ت فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫وا َ‬ ‫م َ‬
‫سّبوا ال ْ‬ ‫تَ ُ‬
‫ص ِفيهِ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صو‬ ‫ض الن ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ف ل ِت ََعاُر‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ف ِلل ّ‬ ‫خ َل َ ٌ‬ ‫فيهِ ِ‬ ‫قه ِ ‪ ،‬ف َ ِ‬ ‫س ِ‬
‫ف ْ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫معْل ِ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫كا َ‬ ‫ْ‬
‫ن أغ ْل َ ُ‬
‫ب‬ ‫ن َ َ‬ ‫جَرى ال ِْغيب َةِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ج ِ‬‫ت يَ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ال ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫طا ٍ‬‫ن بَ ّ‬ ‫َقال اب ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مُنوع ٌ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫ة َفال ِغ ْت َِيا ُ‬ ‫فل ْت َ ُ‬‫ه ال ْ َ‬‫من ْ ُ‬‫ن ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫خي َْر وَقَد ْ ت َ ُ‬ ‫مْرِء ال ْ َ‬ ‫وال ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫ك ال ْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ة لَ ُ‬ ‫معْل ًِنا فَل َ ِغيب َ َ‬ ‫َفا ِ‬
‫‪527‬‬
‫ت‪.‬‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫س ً‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ - 527‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 24‬ص ‪ (143‬والفتاوى الحديثية ص ‪ 110‬ط الميمنية ‪،‬‬
‫والذكار ص ‪ ، 141‬نيل الوطار ‪ 123 / 4‬ط مصطفى الحلبي ‪.‬‬
‫‪237‬‬
‫ث الواحد والثلثون‬
‫المبح ُ‬
‫عذاب القبر ونعيمه‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ذا َ‬ ‫ت عَ َ‬ ‫ت ع َل َي َْها ‪ ،‬فَذ َك ََر ْ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ة دَ َ‬ ‫ن ي َُهود ِي ّ ً‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪ -‬أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سو َ‬ ‫ة َر ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫سأل َ ْ‬ ‫قب ْرِ ‪ .‬فَ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫عاذ َ ِ‬ ‫ت ل ََها أ َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة‪-‬‬‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قب ْرِ « ‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ل » ن َعَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫قب ْرِ فَ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫الل ّهِ ‪ -  -‬ع َ ْ‬
‫َ‬
‫صل َة ً إ ِل ّ ت َعَوّذ َ‬ ‫صّلى َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ب َعْد ُ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫رضى الله عنها ‪ -‬فَ َ‬
‫‪528‬‬
‫قب ْرِ ‪ .‬رواه البخاري‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫هب‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫قْبر وَفِت َْنته ‪ ،‬وَهُوَ َ‬ ‫ذاب ال ْ َ‬ ‫قال النووي رحمه الله ‪ِ :‬فيهِ إ ِث َْبات ع َ َ‬
‫حقّ ‪.‬‬ ‫هل ال ْ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫سَناد ٍ ع ََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مد ب ِإ ِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َرَواه ُ أ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫صَرح ِ‬ ‫وفي فتح الباري لبن حجر‪ :‬وَأ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫شة " أ ّ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫موِيّ ع َ ْ‬ ‫سِعيد اْل َ‬ ‫مرو ْبن َ‬ ‫سِعيد ْبن ع َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫خارِيّ ع َ ْ‬ ‫شْرط ال ْب ُ َ‬ ‫َ‬
‫معُْروف إ ِّل‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫شة إ ِل َي َْها َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫صَنع َ‬ ‫دمَها ‪ ،‬فََل ت َ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ي َُهود ِّية َ‬
‫سول‬ ‫قْلت َيا َر ُ‬ ‫ت ‪ :‬فَ ُ‬ ‫قْبر ‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ذاب ال ْ َ‬ ‫ت ل ََها ال ْي َُهود ِّية ‪ :‬وََقاك الّله ع َ َ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫مة ‪.‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ال ْ ِ‬ ‫دون ي َ ْ‬ ‫ذاب ُ‬ ‫ت ي َُهود ‪َ ،‬ل ع َ َ‬ ‫ل ‪ :‬ك َذ َب َ ْ‬ ‫ذاب ؟ َقا َ‬ ‫قب ْرِ ع َ َ‬ ‫ل ل ِل ْ َ‬ ‫الّله هَ ْ‬
‫َ‬
‫صف الن َّهار‬ ‫وم ن ِ ْ‬ ‫ذات ي َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫كث ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫شاَء الّله أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫ث ب َْعد ذ َل ِ َ‬ ‫مك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ذاب ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قْبر ‪،‬‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذوا ب َِالل ّهِ ِ‬ ‫ست َِعي ُ‬ ‫وته ‪ :‬أي َّها الّناس ا ِ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫وَهُوَ ي َُناِدي ب ِأع َْلى َ‬
‫ذاب ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قْبر‬ ‫حك ْم ِ ع َ َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ما ع َل ِ َ‬ ‫ه ‪ ‬إ ِن ّ َ‬ ‫ذا ك ُّله أن ّ ُ‬ ‫حقّ " وَِفي هَ َ‬ ‫قْبر َ‬ ‫ذاب ال ْ َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫َ‬
‫سوف ِفي‬ ‫صَلة ال ْك ُ ُ‬ ‫م َتاِريخ َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫مر ك َ َ‬ ‫خر اْل ْ‬ ‫دين َةِ ِفي آ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫إ ِذ ْ هُوَ ِبال ْ َ‬
‫وله ت ََعاَلى‬ ‫ل ذ َل َ َ‬
‫ي قَ ْ‬ ‫مك ّّية وَه ِ َ‬ ‫مة َ‬ ‫مت َقَد ّ َ‬ ‫ن اْلَية ال ْ ُ‬ ‫ك ب ِأ ّ‬ ‫شك ِ َ ِ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫ضعه ‪ .‬وَقَد ْ ا ِ ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫وله‬ ‫ي قَ ْ‬ ‫مة وَه ِ َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫خَرى ال ْ ُ‬ ‫ك اْلَية اْل ْ‬ ‫مُنوا ( وَك َذ َل ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫) ي ُث َّبت الّله ال ّ ِ‬
‫ذاب ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قْبر‬ ‫ن عَ َ‬ ‫واب أ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫شّيا ( َوال ْ َ‬ ‫ن ع َل َي َْها غ ُد ُّوا وَع َ ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫ت ََعاَلى ) الّنار ي َعْرِ ُ‬
‫ُ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫صف ِبا ْ ِ‬ ‫م ي َت ّ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فُهوم ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫ري ِ‬ ‫ن اْلوَلى ب ِط َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫خذ ِ‬ ‫ما ي ُؤ ْ َ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫ن ا ِل ْت َ َ‬ ‫ُ‬
‫ق ِفي اْل ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫حقَ ب ِهِ ْ‬ ‫ون وَإ ِ ِ‬ ‫حقّ آل فِْرع َ ْ‬ ‫خَرى ِفي َ‬ ‫طو ِ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫وَك َذ َل ِ َ‬
‫َ‬
‫ذاب‬ ‫ما هُوَ وُُقوع ع َ َ‬ ‫ي ‪ ‬إ ِن ّ َ‬ ‫ذي أن ْك ََره ُ الن ّب ِ ّ‬ ‫فار ‪ ،‬فَا َل ّ ِ‬ ‫ن ال ْك ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫كمه ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫شاء الّله‬ ‫َ‬ ‫قبر ع ََلى ال ْموحدين ‪ ،‬ث ُ ُ‬
‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قع ع ََلى َ‬ ‫ك قَد ْ ي َ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ‪‬أ ّ‬ ‫م أع ْل ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ ّ ِ َ‬ ‫ال ْ َ ْ‬
‫ُ‬
‫دا ‪،‬‬ ‫شا ً‬ ‫مت ِهِ وَإ ِْر َ‬ ‫ما ِل ّ‬ ‫ه ت َعِْلي ً‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ذة ِ‬ ‫ست َِعا َ‬ ‫ه وََبال َغَ ِفي اِل ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫حذ َّر ِ‬ ‫م ب ِهِ وَ َ‬ ‫جَز َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫قْبر‬ ‫ْ‬
‫ذاب ال َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َفان ْت َ َ‬
‫مد ِ الله ت ََعالى ‪ .‬وَِفيهِ د َللة ع َلى أ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫فى الت َّعاُرض ب ِ َ‬
‫ُ‬
‫مة‬ ‫ص ب ِهَذ ِهِ اْل ّ‬ ‫خا ّ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ن ِفي قُُبورِه ِ ْ‬ ‫موَْتى ل َي ُعَذ ُّبو َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل‪:‬إ ِ ّ‬ ‫ي ‪َ ، ‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ه‪ ،‬ع َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫م ل َت َ ْ‬ ‫ن ال ْب ََهائ ِ َ‬
‫‪529‬‬
‫م‪ « .‬رواه الطبراني في الكبير‬ ‫وات َهُ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫معُ أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫حّتى إ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫وفي فيض القدير ‪) ( 2132):‬إن الموتى ليعذبون( أي من يستحق‬
‫العذاب منهم )في قبورهم( فيه شمول للكفار ولعصاة المؤمنين )حتى‬
‫إن البهائم( جمع بهيمة والمراد بها هنا ما يشمل الطير )لتسمع‬
‫أصواتهم( وخصوا بذلك دوننا لن لهم قوة يثبتون بها عند سماعه بخلف‬
‫النس وصياح الميت بالقبر عقوبة معروفة وقد وقعت في المم‬
‫‪ - 528‬البخاري ‪ 1049 ) 2/123‬و ‪1055‬و ‪1372‬و ‪ (6366‬ومسلم )‪ (903‬ومالك )‪ (450‬ونص‬
‫‪ (1487)3/56‬وأحمد ‪25000)6/174‬و ‪ 26161‬و ‪(26761‬‬
‫‪ - 529‬برقم ) ‪ ( 10307‬المجمع ‪ (4291) 3/56‬وتاريخ أصفهان ‪ (704)1/198‬و إسناده حسن‪.‬‬
‫‪238‬‬
‫السالفة وقد تظاهرت الدلئل من الكتاب والسنة على ثبوت عذاب‬
‫القبر وأجمع عليه أهل السنة وصح أن النبي ‪ ‬سمعه بل سمعه آحاد‬
‫من الناس قال الدماميني رجمه الّله‪ :‬وقد كثرت الحاديث فيه حتى‬
‫قال غير واحد إنها متواترة ل يصح عليها التواطؤ وإن لم يصح مثلها لم‬
‫يصح شيء من أمر الدين وليس في آية }ل يذوقون فيها الموت إل‬
‫الموتة الولى{ ما يعارضه لنه أخبر بحياة الشهداء قبل القيامة وليست‬
‫مرادة بقوله }ل يذوقون فيها{ الية فكذا حياة القبور قبل الحشر‬
‫وأشكل ما في القصة أنه إذا ثبتت حياتهم لزم ثبوت موتهم بعد هذه‬
‫الحياة ليجتمع الناس كلهم في الموت وينافيه قوله }ل يذوقون فيها{‬
‫الية‪ .‬وجوابه أن معنى قوله }ل يذوقون فيها الموت{ أي ألم الموت‬
‫فيكون الموت الذي يعقب الحياة الخروية بعد الموت الول ل يذاق‬
‫ألمه‪) -.‬طب عن ابن مسعود( قال الهيثمي سنده حسن وقال المنذري‬
‫إسناده صحيح‪.‬‬
‫حّتى‬ ‫كى َ‬ ‫ف ع ََلى قَب ْرٍ ب َ َ‬ ‫ذا وَقَ َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن ع ُث ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫موَْلى ع ُث ْ َ‬ ‫ئ َ‬ ‫هان ِ ً‬ ‫وعن َ‬
‫ن‬‫ل إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ذا فَ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كى ِ‬ ‫كى وَت َب ْ ِ‬ ‫ة َوالّناُر فَل َ ت َب ْ ِ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ه ت ُذ ْك َُر ال ْ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ه فَ ِ‬ ‫حي َت َ ُ‬ ‫ل لِ ْ‬ ‫ي َب ُ ّ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬
‫ما‬ ‫ه فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫خَرةِ فَإ ِ ْ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫مَنازِ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قب َْر أوّ ُ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل وََقا َ‬ ‫ه «‪َ .‬قا َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫شد ّ ِ‬ ‫ما ب َعْد َه ُ أ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ي َن ْ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ه وَإ ِ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫سُر ِ‬ ‫ب َعْد َه ُ أي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪530‬‬
‫ه « رواه الترمذي‬ ‫من ْ ُ‬ ‫قب ُْر أفْظ َعُ ِ‬ ‫ط إ ِل ّ َوال ْ َ‬ ‫من ْظ ًَرا قَ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫الل ّهِ ‪َ » -  -‬‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن هَ َ‬
‫ج ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قب ْرِ ي َعِْني ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ( أيْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫كي ِ‬ ‫وفي تحفة الحوذي ‪ ) :‬وَت َب ْ ِ‬
‫مل َ ِ‬
‫ة‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه وَإ ِ ْ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫كي ع ُث ْ َ‬ ‫ن ي َب ْ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫خوْفِهِ ؟ ِقي َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫جن ّةِ ع َد َ ُ‬ ‫شيرِ ِبال ْ َ‬ ‫ن الت ّب ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه َل ي َل َْز ُ‬ ‫ل أن ّ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ما اِل ْ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫شُهود ِ ل َهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫مط ْل َ ً‬
‫ن‬‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫معَ ا ِ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ب الّنارِ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ل وََل ع َد َ ُ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫عَ َ‬
‫سى ال ْب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حين َئ ِذٍ‬ ‫شاَرة َ ِ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مك ِ ُ‬ ‫مب ْهَم ٍ ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫معُْلوم ٍ أوْ ُ‬ ‫قي ْد ٍ َ‬ ‫دا ب ِ َ‬ ‫قي ّ ً‬ ‫م َ‬‫شيُر ُ‬ ‫الت ّب ْ ِ‬
‫ضغْط َةِ ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫شد ّةِ ال ْ َ‬
‫ل‬‫ما ي َد ُ ّ‬ ‫قب ْرِ ك َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خوًْفا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مك ِ ُ‬ ‫ظاع َةِ ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫لِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫سِعيد ٍ إ ِل الن ْب َِياُء‬ ‫ّ‬ ‫ه كُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫خل ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫هل ْ‬ ‫ه ع َلى أن ّ ُ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫سعْد ٍ َر ِ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫قاِري‬ ‫ْ‬
‫ذ َكَره ُ ال َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬
‫ل‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن َر ُ‬ ‫مَر ‪ -‬رضى الله عنهما ‪ -‬أ ّ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن َع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ى ‪ ،‬إِ ْ‬ ‫ّ‬ ‫داةِ َوال ْعَ ِ‬
‫ش‬ ‫قعَد ُه ُ ِبال ْغَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ت ع ُرِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫» إِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل الّنارِ ‪،‬‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الّنارِ فَ ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جن ّةِ فَ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫أهْ ِ‬
‫‪531‬‬
‫مةِ «‪.‬أخرجه البخاري و المسلم‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫حّتى ي َب ْعَث َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫قعَد ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ذا ال ْعَْرض ع ََلى الّروح فَ َ‬ ‫َ‬
‫جوز‬ ‫ط ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫كون هَ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جوز أ ْ‬ ‫ي ‪ :‬يَ ُ‬ ‫قْرط ُب ِ ّ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ش ّ‬ ‫داةِ َوال ْعَ ِ‬ ‫مَراد ِبال ْغَ َ‬ ‫ل ‪َ :‬وال ْ ُ‬ ‫دن ‪َ .‬قا َ‬ ‫ن ال ْب َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جْزء ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫كون ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ذا ِفي َ‬ ‫ل ‪ :‬وَهَ َ‬ ‫ساء ‪َ .‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫م وََل َ‬ ‫عْنده ْ‬ ‫صَباح ِ‬ ‫َ‬ ‫موَْتى َل‬ ‫ما وَإ ِّل َفال ْ َ‬ ‫وَْقته َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضا ‪،‬‬ ‫قه أي ْ ً‬ ‫ح ّ‬ ‫مل ِفي َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خّلط فَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫من ال ْ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫ضح ‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫كاِفر َوا ِ‬ ‫من َوال ْ َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حَياء‬ ‫مأ ْ‬ ‫داء ِلن ّهُ ْ‬ ‫شهَ َ‬ ‫صوص ب ِغَي ْرِ ال ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م هُوَ َ‬ ‫مَلة ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫جّنة ِفي ال ْ ُ‬ ‫خل ال ْ َ‬ ‫ه ي َد ْ ُ‬ ‫ِلن ّ ُ‬
‫‪ - 530‬برقم )‪ (2478‬وأحمد ‪ ( 463) 1/63‬وهـ )‪ (4408‬وهق )‪ (7315‬وهب )‪ (426‬وإثبات‬
‫عذاب القبر )‪27‬و ‪ (196‬وهو حديث حسن صحيح‬
‫‪ - 531‬البخاري ‪ 1379)2/124‬و ‪ 3240‬و ‪ (6515‬ومسلم )‪ (2866‬ومالك )‪ (570‬وأحمد‬
‫‪(6068)2/113‬‬
‫‪239‬‬
‫دة ال ْعَْرض ِفي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َفائ ِ َ‬ ‫قال ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫جّنة ‪ .‬وَي َ ْ‬ ‫سَرح ِفي ال ْ َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫وَأْرَواحه ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن ِفي ِ‬ ‫ها ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ساد ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫قت َرَِنة ب ِأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جّنة ُ‬ ‫ها ِفي ال ْ َ‬ ‫قَرارِ َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫م ِبا ْ‬ ‫شير أْرَواحه ْ‬ ‫م ت َب ْ ِ‬ ‫قه ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ي ِفيهِ الن‬ ‫ْ‬ ‫ما ه ِ َ‬ ‫دا ع َلى َ‬ ‫َ‬ ‫قَد ًْرا َزائ ِ ً‬
‫َ‬
‫حدَهُ ؟‬ ‫و ْ‬ ‫نَ َ‬ ‫و ل ِل ْب َدَ ِ‬ ‫حأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫والّرو‬ ‫ن َ‬ ‫ت ل ِل ْب َدَ ِ‬ ‫و ُ‬ ‫م ْ‬ ‫هل ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫موْ ِ‬ ‫ح ب َعْد َ ال َ‬ ‫ن الْرَوا َ‬ ‫ماع َةِ ع َلى أ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫سن ّةِ َوال َ‬ ‫هل ال ّ‬ ‫ماِء أ ْ‬ ‫مُهوُر ع ُل َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫نَ ّ‬
‫َ‬
‫حَياِء ‪:‬‬ ‫ب َأِليم ٍ َقال ِفي ال ِْ ْ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ما ِفي ع َ َ‬ ‫قيم ٍ وَإ ِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ِفي ن َِعيم ٍ ُ‬ ‫ة غ َي ُْر َفان ِي َةٍ إ ِ ّ‬ ‫َباقِي َ ٌ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫معَْناهُ‬ ‫ت َ‬ ‫موْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خَباُر أ ّ‬ ‫ت َوال ْ‬ ‫ه ط ُُرقُ ال ِع ْت َِبارِ وَت َن ْط ِقُ ب ِهِ الَيا ُ‬ ‫شهَد ُ ل َ ُ‬ ‫ذي ت َ ْ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ة وَإ ِ ّ‬ ‫معَذ ّب َ ٌ‬ ‫ما ُ‬ ‫سد ِ إ ِ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫فاَرقَةِ ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ب َعْد َ ُ‬ ‫ح َباقِي َ ٌ‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫ط وَأ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ت َغَي ُّر َ‬
‫قَهاِء ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫جاِز‬ ‫ح َ‬ ‫ماع َةِ وَفُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫سن ّةِ َوال ْ َ‬ ‫هل ال ّ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ذا قَ ْ‬ ‫ة ‪َ .‬قال الّزب َي ْد ِيّ ‪ :‬وَهَ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫من َعّ َ‬ ‫ُ‬
‫َْ‬ ‫فات ِي ّةِ ‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫مي ال ّ‬ ‫مت َك َل ّ ِ‬ ‫ق وَ ُ‬ ‫َوال ْعَِرا ِ‬
‫َ‬
‫خَباُر‬ ‫ت َوال ْ‬ ‫دل ع َل َي ْهِ ال َْيا ُ‬ ‫ذي ت َ ُ‬ ‫قوْل ِهِ ‪َ :‬وال ّ ِ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ة ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫وَقَد ْ ب َي ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ح قَد ْ‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫ة فَإ ِ ّ‬ ‫م ً‬ ‫من َعّ َ‬ ‫ة أوْ ُ‬ ‫معَذ ّب َ ً‬ ‫ما ُ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫ت َباقِي َ ً‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن ب َعْد َ ال ْ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ح تَ ُ‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫أ ّ‬
‫واع ال ْ‬ ‫فسها بأ َنواع ال ْحزن وال ْغم وتتنعم بأ َ‬ ‫ت َت َأ َل ّ‬
‫ن غ َي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫م ْ‬ ‫سُرورِ ِ‬ ‫ح َوال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫معََها ب َعْد َ‬ ‫َ‬ ‫قى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ب‬
‫َ ّ ِ ِ‬ ‫ح‬ ‫رو‬ ‫لل‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫ٌ‬ ‫ص‬
‫َ َ ْ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫كل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ضا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ق ل ََها ِبال‬ ‫ٍ‬
‫ت َعَل ّ‬
‫سد ِ إ َِلى‬ ‫ج َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫طل ب ِ َ‬ ‫ضاِء ي َت َعَ ّ‬ ‫سط َةِ ال ْع ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما ل ََها ب ِ َ‬ ‫كل َ‬ ‫سد ِ و َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫فاَرقَةِ ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫سد ِ ‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫ح إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ن ت َُعاد َ الّرو ُ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫سب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫قوْل ِهِ ت ََعاَلى ‪ } :‬وَل َ ت َ ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ح ل َ ت َن ْعَد ِ ُ‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫ج ع ََلى أ ّ‬ ‫حت َ ّ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن { )سورة‬ ‫م ي ُْرَزُقو َ‬ ‫عن ْد َ َرب ّهِ ْ‬ ‫حَياٌء ِ‬ ‫واًتا َبل أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سِبيل الل ّهِ أ ْ‬ ‫ن قُت ُِلوا ِفي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ه‬‫جَعل الل ّ ُ‬ ‫م ِفيهِ ‪َ :‬‬ ‫سَل ُ‬ ‫صَلة ُ َوال ّ‬ ‫ث َقال ع َل َي َْها ال ّ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫آل عمران ‪َ ( 169 /‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ها وَت َأِوي‬ ‫مارِ َ‬ ‫ن ثِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كل ِ‬ ‫جن ّةِ ت َأ ُ‬ ‫ضرٍ ت َرِد ُ أن َْهاَر ال ْ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ف ط َي ْرٍ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫م ِفي أ ْ‬ ‫حه ُ ْ‬ ‫أْرَوا َ‬
‫مَر‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ما وََرد َ ع َ ِ‬ ‫ش )صحيح( وَب ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ظل ال ْعَْر‬ ‫ب ِفي ِ‬ ‫ن ذ َهَ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫إ َِلى قََناِديل ِ‬
‫رضي الل ّه ع َنهما َقال َقال رسول الل ّه ‪ : ‬إ َ‬
‫ض‬‫ت ع ُرِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُْ َ‬ ‫َ ِ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫هل ال َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جن ّةِ فَ ِ‬ ‫هل ال َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن كا َ‬ ‫َ‬ ‫ي إِ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫داةِ َوالعَ ِ‬ ‫قعَد ُه ُ ِبالغَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َل َي ْهِ َ‬
‫ك‬ ‫حّتى ي َب ْعَث َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫قعَد ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫قال ‪َ :‬هَ َ‬ ‫هل الّنارِ ي ُ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫هل الّنارِ فَ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ْ‬ ‫دل ذ َل ِ َ َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫ذا َب َِها ب َعْد َ‬ ‫ح وَع َ َ‬ ‫ك ع َ َلى ن َِعيم ِ الْرَوا ِ‬ ‫مة ِ ‪ ،‬ف َ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ ي َوْ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫قط َعَ‬ ‫ح ل َن ْ َ‬ ‫ت الْرَوا ُ‬ ‫مات َ ِ‬ ‫ها وَل َوْ َ‬ ‫ساد ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ِفي أ ْ‬ ‫جعََها الل ّ ُ‬ ‫ن ي ُْر ِ‬ ‫فاَرقَةِ إ َِلى أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ذا ُ‬ ‫م َوال ْعَ َ‬ ‫ع َن َْها الن ِّعي ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ت الب َد َ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫حَيات َِها ب َعْد َ َ‬ ‫ح وَ َ‬ ‫حال الّرو ِ‬ ‫حا ل ِ َ‬ ‫ضي ً‬ ‫ي ت َوْ ِ‬ ‫م الغََزال ِ ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫وَقَد ْ أوَْرد َ ال ِْ َ‬
‫ق ْ‬
‫ط‬ ‫حال َُها فَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫دل ِبال ْ َ‬ ‫ت َبل ي َت َب َ ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫ة وَل َ ت َ ُ‬ ‫فَنى ال ْب َت ّ َ‬ ‫ح ل َ تَ ْ‬ ‫قال ‪ :‬هَذ ِهِ الّرو ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ة‬
‫ض ٌ‬ ‫ما َروْ َ‬ ‫قَها إ ِ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫قب ُْر ِفي َ‬ ‫ل‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫من ْزِ ٍ‬ ‫ل إ َِلى َ‬ ‫من ْزِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قل ِ‬ ‫من ْزِل َُها فَت َن ْت َ ِ‬ ‫دل َ‬ ‫وَي َت َب َ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫معَ الب َد َ ِ‬ ‫ن لَها َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ذا ل ْ‬ ‫ن‪ ،‬إ ِ ً‬ ‫فرِ الّنيَرا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫فَرة ٌ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫جن ّةِ أوْ ُ‬ ‫ض ال َ‬ ‫ن رَِيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ةَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سط ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫معْرِفَةِ ب ِهِ ب ِ َ‬ ‫صَها أَواِئل ال َ‬ ‫ن َواقْت َِنا ِ‬ ‫مال َِها الب َد َ َ‬ ‫ست ِعْ َ‬ ‫وى ا ْ‬ ‫س َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ع َلقَ ٌ‬
‫ب‬ ‫مْرك َ ِ‬ ‫ن ال ْل َةِ َوال ْ َ‬ ‫شب َك َت َُها وَب ُط ْل َ ُ‬ ‫مْرك َب َُها وَ َ‬ ‫ن آل َت َُها وَ َ‬ ‫س َفال ْب َد َ ُ‬ ‫وا ّ‬ ‫ح َ‬ ‫شب َك َةِ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫صائ ِد ِ ‪.‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ب ب ُطل َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫شب َك َةِ ل َ ُيو ِ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س وَقَد ْ‬ ‫ف ٌ‬ ‫سد ِ ل ِن َّها ن َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫فَنى وَت َ ُ‬ ‫ح تَ ْ‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫ة إ َِلى أ ّ‬ ‫ف ٌ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫وَذ َهَب َ ْ‬
‫ذا‬‫ت { ‪َ.‬قال الّزب َي ْد ِ َيّ ‪ :‬وَقَد ْ َقال ب ِهَ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ذا َئ ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ٍ‬ ‫كل ن َ ْ‬
‫ف‬ ‫َقال ت ََعاَلى ‪ُ } :‬‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫ن‬‫ب بْ ِ‬ ‫ن وَهْ ِ‬ ‫م ع َب ْد ُ الع َْلى ب ْ ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫دي ً‬ ‫س قَ ِ‬ ‫قَهاِء الن ْد َل ِ‬ ‫ن فُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬
‫َ‬
‫ماع َ ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫ول َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ق‬
‫ي‬‫ن ال ْعََرب ِ ّ‬ ‫ي َواب ْ ِ‬ ‫سهَي ْل ِ ّ‬ ‫كال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ريهِ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫مت َأ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫ل َُباب َ َ‬

‫‪240‬‬
‫فاَرقَت َُها‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫س هُوَ ُ‬ ‫فو ِ‬ ‫ت الن ّ ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫قال ‪َ :‬‬ ‫ن يُ َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫وا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫قي ّم ِ ‪َ" :‬وال ّ‬ ‫وََقال اب ْ ُ‬
‫ُ‬
‫ت‬ ‫موْ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ذائ ِ َ‬ ‫ي َ‬ ‫قد ُْر فَهِ َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫موْت َِها هَ َ‬ ‫ن أِريد َ ب ِ َ‬ ‫من َْها فَإ ِ ْ‬ ‫جَها ِ‬ ‫خُرو ُ‬ ‫ها وَ ُ‬ ‫ساد ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل َِ ْ‬
‫َ‬ ‫وإ ُ‬
‫ذا‬ ‫ت ب ِهَ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ي ل َ تَ ُ‬ ‫ضا فَهِ َ‬ ‫ح ً‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫صيُر ع َد َ ً‬ ‫حل وَت َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ض َ‬ ‫م وَت َ ْ‬ ‫ن أِريد َ ب ِأن َّها ت َعْد َ ُ‬ ‫َِ ْ‬
‫َ‬
‫‪532‬‬
‫ب"‬ ‫ذا ٍ‬ ‫قَها ِفي ن َِعيم ٍ أوْ ِفي ع َ َ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ة ب َعْد َ َ‬ ‫ي َباقِي َ ٌ‬ ‫ال ِع ْت َِبارِ َبل ه ِ َ‬
‫ط ع ََلى‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » : -  -‬ي ُ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫خد ْرِىّ َقا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫وعن أبي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ة فَلوْ أ ّ‬ ‫ساع َ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قو َ‬ ‫حّتى ت َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ت ِّنينا ت َلد َغ ُ ُ‬ ‫سُعو َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سعَ ٌ‬ ‫كافِرِ ِفى قَب ْرِهِ ت ِ ْ‬
‫خ ِ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪533‬‬
‫ضرا «‪ .‬رواه أحمد‬ ‫ت َ‬ ‫ما أن ْب َت َ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫خ ِفى الْر ِ‬ ‫ف َ‬ ‫من َْها ن َ َ‬ ‫ت ِّنينا ً ِ‬
‫وع َ َ‬
‫في‬ ‫ن ِفي قَب ْرِهِ ل َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ةَ‬
‫مرِ لي ْل َ‬ ‫َ‬ ‫ق َ‬ ‫كال َ‬ ‫ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫عا ‪ ،‬وَي ُن َوُّر ل ُ‬ ‫ن ذ َِرا ً‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ه قَب ُْره ُ َ‬ ‫بل ُ‬‫َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ضَراَء ‪ ،‬وَي ُْر َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ضة ٍ َ‬ ‫َروْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫شُره ُ ي َوْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫كا وَن َ ْ‬ ‫ضن ْ ً‬ ‫ة َ‬ ‫ش ً‬ ‫مِعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ة ‪ :‬فَإ ِ ّ‬ ‫ت هَذ ِهِ اْلي َ ُ‬ ‫ما أن ْزِل َ ْ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫ال ْب َد ْرِ أت َد ُْرو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سول ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ة ؟ " َقاُلوا ‪ :‬الل ّ ُ‬ ‫ضن ْك َ ُ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫مِعي َ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مى أت َد ُْرو َ‬ ‫مةِ أع ْ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫سل ّ َ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ه يُ َ‬ ‫سي ب ِي َد ِهِ ‪ ،‬إ ِن ّ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫كافِرِ ِفي قَب ْرِهِ ‪َ ،‬وال ّ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ل ‪ " :‬عَ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫حي ّ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ة ‪ ،‬ل ِك ُ ّ‬ ‫حي ّ ً‬ ‫ن َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ن؟ َ‬ ‫ما الت ّّني ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ت ِّنيًنا ‪ ،‬أت َد ُْرو َ‬ ‫سُعو َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سعَ ٌ‬ ‫ع َل َي ْهِ ت ِ ْ‬
‫مةِ " رواه ابن حبان في صحيحه‬ ‫قَيا َ‬ ‫ه إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫شون َ ُ‬ ‫خد ِ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫سُعون َ ُ‬ ‫س ي ِل ْ َ‬ ‫سب ْعُ ُرُءو ٍ‬ ‫َ‬
‫ن إِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ضَرهُ‬ ‫ح َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫حت ُ ِ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫وفي رواية ع َ ْ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن ب ِهِ إ َِلى ال ّ‬ ‫دا ِ‬ ‫صعَ َ‬ ‫ريَرةٍ ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫ه ِفي َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ُرو َ‬ ‫ضا ِ‬ ‫قب ِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن اْلْر‬ ‫ح ط َي ّب َ ٌ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬
‫شْر‬ ‫ل ‪ :‬أب ْ ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫ن ب ِهِ ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫دا ِ‬ ‫صعَ َ‬ ‫ض ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ة ُرو ٌ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬
‫ن ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫جل َي ْ‬ ‫خرِ اْل َ َ‬ ‫دوه ُ إ َِلى آ ِ‬ ‫ل ‪ُ :‬ر ّ‬ ‫قا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ب غ َي ْرِ غ َ ْ‬ ‫ن وََر ّ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ح وََري ْ َ‬ ‫ب َِروْ ٍ‬
‫ْ‬
‫خذ ُ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَت َأ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن ب ِهِ إ َِلى ال ّ‬ ‫دا ِ‬ ‫صعَ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ح ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِفي ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ُرو َ‬ ‫ضا ِ‬ ‫قب ِ َ‬ ‫كافًِرا ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ن اْل َْر‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن بِ ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫صعَ َ‬ ‫ض فَي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ة َ‬ ‫خِبيث َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ‪ِ :‬ري ٌ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فَها وَي َ ُ‬ ‫ة ع ََلى أن ْ ِ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خر اْل َجل أوَ‬ ‫َ‬
‫َ ِ ِ‬ ‫دوه ُ إ َِلى آ ِ ِ‬ ‫ل ‪ُ :‬ر ّ‬ ‫قا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫وان ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ب الل ّهِ وَهَ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫شْر ب ِعَ َ‬ ‫ل ‪ :‬أب ْ ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫ن " أخرجه البيهقي في عذاب القبر‬ ‫ِ‬ ‫جل َي ْ‬ ‫اْل َ َ‬
‫مَلئ ِك َ ُ‬
‫ة‬ ‫ضُره ُ ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫ي َقا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ ع َ‬ ‫وفي رواية ع َ ْ‬
‫َ‬
‫ت ِفي‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫مئ ِن ّ ُ‬ ‫مط ْ َ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫جي أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ح َقاُلوا ‪ :‬ا ْ‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ب غ َي ْرِ غ َ ْ‬ ‫ن وََر ّ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ح وََري ْ َ‬ ‫ري ب َِروْ ٍ‬ ‫ش ِ‬ ‫ميد َة ً وَأب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫جي َ‬ ‫خُر ِ‬ ‫سد ِ ‪ ،‬ا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ماِء‬ ‫س َ‬ ‫ي ب َِها إ َِلى ال ّ‬ ‫حّتى ي َن ْت َهِ َ‬ ‫ج ب َِها َ‬ ‫ج فَي َعُْر َ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ي ََزا ُ‬
‫حًبا‬ ‫مْر َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ن فَُل ٍ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَُل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ذا ؟ فَي ُ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ح ل ََها فَي ُ َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫َ‬
‫ح‬‫ري ب َِروْ ٍ‬ ‫ش ِ‬ ‫ميد َة ً وَأب ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫خِلي َ‬ ‫ب ‪ ،‬اد ْ ُ‬ ‫سد ِ الط ّي ّ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫س الط ّي ّب َةِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ِبالن ّ ْ‬
‫ي ب َِها إ َِلى‬ ‫حّتى ي َن ْت َهِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ل ََها ذ َل ِ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فََل ي ََزا ُ‬ ‫ضَبا َ‬ ‫ب غ َي ْرِ غ َ ْ‬ ‫ن وََر ّ‬ ‫حا ٍ‬ ‫وََري ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سوُء‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ‪ :‬وَإ ِ َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ساب ِعَ َ‬ ‫ماَء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ه أَراد َ ال ّ‬ ‫ماِء ‪ ،‬أظ ُن ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫سد ِ ا ل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫م ً‬ ‫مي َ‬ ‫ث ذَ ِ‬ ‫خِبي ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫خِبيث َ ُ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫جي أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫َقاُلوا ‪ :‬ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل يُ َ‬ ‫ج ‪ ،‬فََل ي ََزا ُ‬ ‫شك ْل ِهِ أْزَوا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ق َوآ َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ميم ٍ وَغ َ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ري ب ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫وَأب ْ ِ‬
‫‪ - 532‬انظر الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 39‬ص ‪ (249‬فما بعدها والروح لبن القيم ص‬
‫‪ ، 50‬والفتاوى الحديثية لبن حجر الهيتمي ص ‪ ، 121‬وإحياء علوم الدين ‪421 / 4‬و ‪، 422‬‬
‫ومجموع فتاوى ابن تيمية ‪ ، 296 ، 292 / 4‬ولوامع النوار البهية للسفاريني ‪ ، 25 / 2‬وأسنى‬
‫المطالب ‪ ، 297 / 1‬وفتح الباري ‪ ، 233 / 3‬ومغني المحتاج ‪ 329 / 1‬والربعين في أصول‬
‫الدين للغزالي ص ‪ 276‬وإتحاف السادة المتقين ‪ 379-376 / 10‬و الروح ص ‪ 50‬و مختصر‬
‫منهاج القاصدين ص ‪. 500 ، 499‬‬
‫‪ (11642) 3/38 - 533‬وابن أبي شيبة ‪ (34181) 13/175‬ومي )‪ (2871‬والمجمع ‪3/55‬‬
‫والحسان )‪ (3186‬وهو حديث حسن‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫ن‬
‫ن بْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَُل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ذا ؟ فَي ُ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ج فَي َن ْت َِهي ب َِها إ َِلى ال ّ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ث‪،‬‬ ‫خِبي ِ‬ ‫ْ‬
‫سد ِ ا ل َ‬ ‫ج َ‬ ‫ْ‬
‫ت ِفي ال َ‬ ‫خِبيث َةِ كان َ ْ‬ ‫َ‬ ‫س ال َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫فُل ٍ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ف َِ‬ ‫حًبا ِبالن ّ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل‪:‬ل َ‬
‫م‬ ‫ض ثُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫س ُ َ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَت ُْر َ‬ ‫ح لَ ِ‬ ‫ه َل ت ُ ْ‬ ‫ة فَإ ِن ّ ُ‬ ‫جِعي ذ َ ِ‬
‫ل إ ِلى الْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫ك أب ْ َ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫م ً‬ ‫مي َ‬ ‫اْر ِ‬
‫‪534‬‬
‫ي‬‫ق ّ‬ ‫قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت عَ َ‬ ‫قب ْرِ " إ ِث َْبا ُ‬ ‫صيُر إ َِلى ال ْ َ‬ ‫تَ ِ‬
‫ن ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫قُبورِ فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ذ َك ََر فَّتا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫رو أ ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬ن َعَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الل ّهِ فَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫قول َُنا َيا َر ُ‬ ‫مُر أت َُرد ّ إ ِل َي َْنا ع ُ ُ‬ ‫عُ َ‬
‫‪535‬‬
‫جُر " أخرجه أحمد‬ ‫ح َ‬ ‫ْ‬
‫فيهِ ال َ‬ ‫مُر ب ِ ِ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫م «‪ .‬فَ َ‬ ‫م الي َوْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ك َهَي ْئ َت ِك ُ ُ‬
‫ُ‬
‫ة ِفي قُُبورِ َ‬
‫ها‬ ‫م ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬ت ُب ْت ََلى هَذ ِهِ اْل ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت ‪َ :‬قا َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل ‪ } :‬ي ُث َب ّ ُ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ضِعي َ‬ ‫مَرأة ٌ َ‬ ‫ف وَأَنا ا ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬ك َي ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫" قُل ْ ُ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض ّ‬ ‫خَرةِ وَي ُ ِ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫مُنوا ْ ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ما ي َ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫‪536‬‬
‫شاء{ )‪ (27‬سورة إبراهيم رواه ابن العرابي‬ ‫ه َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬
‫يثبت الله ‪ :‬يديمهم عليه فيحفظون قواهم وينطقون بالشهادتين في‬
‫الحياة ثابتين على اليمان ‪ ،‬عاملين بآداب السلم‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫وع َن أ َنس بن مال ِك ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬أ َنه حدث َه َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ّ ُ َ ّ ُ ْ‬ ‫ْ َ ِ ْ ِ َ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْعَب ْد َ إ ِ َ‬
‫ع‬
‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ه لي َ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ضعَ ِفى قَب ْرِهِ ‪ ،‬وَت َوَلى ع َن ْ ُ‬ ‫ذا وُ ِ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫مل َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫ج ِ‬ ‫ل ِفى الّر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫دان ِهِ فَي َ ُ‬ ‫قعِ َ‬ ‫ن فَي ُ ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫م ‪ ،‬أَتاه ُ َ‬ ‫قَْرع َ ن َِعال ِهِ ْ‬
‫َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قا ُ‬ ‫ه ‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه ع َب ْد ُ الل ّهِ وََر ُ‬ ‫شهَد ُ أن ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن فَي َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫مد ٍ ‪ . -  -‬فَأ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫لِ ُ‬
‫َ‬
‫جن ّةِ ‪،‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫دا ِ‬ ‫قعَ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫ن الّنارِ ‪ ،‬قَد ْ أب ْد َل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫قعَد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ان ْظ ُْر إ َِلى َ‬ ‫لَ ُ‬
‫جعَ إ َِلى‬ ‫َ‬
‫م َر َ‬ ‫ح ِفى قَب ْرِهِ ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫ل قََتاد َة ُ وَذ ُك َِر ل ََنا أن ّ ُ‬ ‫ميًعا « ‪َ .‬قا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ما َ‬ ‫فَي ََراهُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ِفى‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫كافُِر فَي ُ َ‬ ‫مَنافِقُ َوال ْ َ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫ل » وَأ ّ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ث أن َ ٍ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ل َ د ََري ْ َ‬
‫ت‬ ‫قا ُ‬ ‫س ‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ت أُقو ُ‬ ‫ل ل َ أد ِْرى ‪ ،‬ك ُن ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫هَ َ‬
‫معَُها‬ ‫س َ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صي ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فَي َ ِ‬ ‫ضْرب َ ً‬ ‫ديد ٍ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫طارِقَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ضَر ُ‬ ‫ت ‪ .‬وَي ُ ْ‬ ‫وَل َ ت َل َي ْ َ‬
‫‪537‬‬
‫ن « رواه البخاري ومسلم‬
‫ن ي َِليهِ ‪ ،‬غ َي َْر الث ّ َ َ‬
‫قلي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫الثقلن ‪ :‬هما النس والجن‪.‬‬
‫حد وَِفي‬ ‫مَلك َوا ِ‬ ‫ؤال َ‬ ‫س َ‬ ‫ديث ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫جاَء ِفي هَ َ‬ ‫ي ِفي الت ّذ ْك َِرة ‪َ :‬‬ ‫قْرط ُب ِ ّ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫معَْنى‬ ‫حيح ال ْ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ل كُ ّ‬ ‫ك بَ ْ‬ ‫ن وََل ت ََعاُرض ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫مل َك َي ْ ِ‬
‫ؤال َ َ‬ ‫س َ‬ ‫غ َْيره ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ميًعا ِفي‬ ‫ج ِ‬ ‫سأَلن ِهِ َ‬ ‫ميًعا وَي َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خص ي َأت َِيان ِهِ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ب َ‬ ‫خاص فَُر ّ‬ ‫ش َ‬ ‫سب َةِ إ َِلى اْل ْ‬ ‫ِبالن ّ ْ‬
‫َ‬
‫فت َْنة ِفي‬ ‫ول َوال ْ ِ‬ ‫ؤال أهْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كو َ‬ ‫ه ل ِي َ ُ‬ ‫صَراف الّناس ع َن ْ ُ‬ ‫عْند ا ِن ْ ِ‬ ‫حد ِ‬ ‫حال َوا ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سّيئ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫جت ََر َ‬ ‫ن اْلَثام َوا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما ا ِقْت ََر َ‬ ‫ب َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ظم ‪ ،‬وَذ َل ِ َ‬ ‫شد ّ وَأع ْ َ‬ ‫قه أ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما‬ ‫حده َ‬ ‫خر ي َأِتيه أ َ‬ ‫ه ‪َ ،‬وآ َ‬ ‫صَراف الّناس ع َن ْ ُ‬ ‫خر ي َأت َِيان ِهِ قَْبل ا ِن ْ ِ‬ ‫مال ‪َ ،‬وآ َ‬ ‫الع ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مال‬ ‫صاِلح اْلع ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ما ع َ ِ‬ ‫ؤال ل ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِفي ال ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫كأ َ‬ ‫كون ذ َل ِ َ‬ ‫فَراد فَي َ ُ‬ ‫ع ََلى اِلن ْ ِ‬
‫صُعود‪.‬‬ ‫مْرَقاة ال ّ‬ ‫ذا ِفي ِ‬ ‫‪ ،‬كَ َ‬

‫‪ - 534‬ابن حبان برقم )‪ (3187‬وأبو يعلى برقم )‪ (6506‬وصحيح الترغيب )‪ (3552‬وهو حديث‬
‫ي)‪ 22‬و ‪ (23‬صحيح‬ ‫قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ق ّ‬ ‫ب ال َ‬
‫ذا ِ‬ ‫حسن و إ ِث َْبا ُ‬
‫ت عَ َ‬
‫جُر‬
‫ح َ‬ ‫ْ‬
‫فيهِ ال َ‬
‫‪ - 535‬برقم )‪ (6762‬والمجمع )‪ (4262‬وصحيح الترغيب )‪ (3553‬وهو حديث حسن ‪ ،‬ب ِ ِ‬
‫أي يلقم الفتان الحجر‪ ،‬كأنه أفحم وأرتج عليه‪.‬‬
‫‪ - 536‬في معجمه )‪ (82‬و المجمع ‪ 3/53‬وصحيح الترغيب )‪ (3554‬وهو صحيح لغيره‬
‫‪ - 537‬البخاري ‪ ( 1374 ) 2/123‬ومسلم )‪ (2870‬نص ‪ 4/96‬و ‪2061) 97‬و ‪2062‬و ‪(2063‬‬
‫وأبو داود )‪3233‬و ‪(4754‬‬
‫‪242‬‬
‫ى الل ّهِ ‪ -  -‬د َ َ‬ ‫وع َ َ‬
‫جاِر‬ ‫خل ً ل ِب َِنى الن ّ ّ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ن َب ِ َّ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬
‫قُبورِ «‪ .‬قالوا ‪َ :‬يا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب هَذ ِهِ ال ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قال ‪َ » :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فزِع َ ف َ‬ ‫َ‬
‫صوًْتا ف َ‬ ‫معَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫فَ َ‬
‫ب‬‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬‫ذوا ِبالل ّهِ ِ‬ ‫ل ‪ » :‬ت َعَوّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪ .‬فَ َ‬ ‫جاه ِل ِي ّ ِ‬ ‫ماُتوا ِفى ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل الل ّهِ َنا ٌ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬‫ل ‪ » :‬إِ ّ‬ ‫ل الل ّهِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫م َ‬ ‫م ّ‬ ‫ل «‪َ .‬قاُلوا ‪ :‬وَ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫الّنارِ وَ ِ‬
‫َ‬
‫ن الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ت ت َعْب ُد ُ فَإ ِ ِ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ضعَ ِفى قَب ْرِهِ أَتاه ُ َ‬ ‫ذا وُ ِ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل‬
‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ل ِفى هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ه‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫ت أع ْب ُد ُ الل ّ َ‬ ‫ل ‪ :‬ك ُن ْ ُ‬ ‫داه ُ َقا َ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫ها فَي ُن ْط َل َقُ ب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ىٍء غ َي َْر َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سأ ُ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ل ‪ :‬هُوَ ع َب ْد ُ الل ّهِ وََر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ك ِفى الّنارِ وَل َك ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ن لَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ذا ب َي ْت ُ َ‬ ‫ه ‪ :‬هَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ه ِفى الّنارِ فَي ُ َ‬
‫َ‬
‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬‫ت َ‬ ‫إ َِلى ب َي ْ ٍ‬
‫حّتى‬ ‫عوِنى َ‬ ‫ل ‪ :‬دَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫جن ّةِ فَي َ ُ‬ ‫ك ب ِهِ ب َي ًْتا ِفى ال ْ َ‬ ‫ك فَأب ْد َل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك ‪538‬وََر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ص َ‬ ‫ه ع َ َُ‬ ‫الل ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫شَر أ َهِْلى‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫َ‬
‫ق ‪539‬إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫مَنافِ ُ‬ ‫كافُِر ‪ -‬أوِ ال ْ ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫ن‪ .‬وَأ ّ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ه‪:‬ا ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ب فَأب َ ّ‬ ‫أذ ْهَ َ‬
‫َ‬
‫ل ‪ :‬لَ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت ت َعْب ُد ُ فَي َ ُ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َن ْت َهُِره ُ ‪ 540‬فَي َ ُ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ضعَ ِفى قَب ْرِهِ أَتاه ُ َ‬ ‫وُ ِ‬
‫ذا‬‫ل ِفى هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ه ‪ :‬فَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ت‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫ت وَل َ ت َل َي ْ َ‬ ‫ه ‪ :‬ل َ د ََري ْ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫أ َد ِْرى‪ .‬فَي ُ َ‬
‫ديدٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫مط َْرا ٍ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫ضرِب ُ ُ‬ ‫س‪ .‬فَي َ ْ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ت أ َُقو ُ‬ ‫ل ‪ :‬ك ُن ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫خل ْقُ غ َي َْر الث ّ َ َ‬ ‫معَُها ال ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ن « أخرجه أبو داود وأحمد‬ ‫قلي ْ ِ‬ ‫س َ‬‫ة يَ ْ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صي ُ‬ ‫ن أذ ُن َي ْهِ فَي َ ِ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫‪541‬‬

‫ت‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ت ع ََلى َباِبى فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ست َط ْعَ َ‬ ‫ة َفا ْ‬ ‫ت ي َُهود ِي ّ ٌ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫َوع َ ِ‬
‫َ‬
‫ر‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ن فِت ْن َةِ ع َ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫عاذ َك ُ ُ‬ ‫أط ْعِ ُ‬
‫‪542‬‬
‫ت‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬‫ل وَ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫موِنى أ َ‬
‫فَل َم أ َز ْ َ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫ما‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬فَ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫حّتى َ‬ ‫سَها َ‬ ‫حب ِ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫ن فِت ْن َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ُ‬ ‫عاذ َك ُ ُ‬ ‫لأ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫ل «‪ .‬قُل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫ل » وَ َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ل هَذ ِهِ الي َُهود ِي ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ر‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن فِت ْن َةِ ع َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫الد ّ ّ‬
‫قب ْرِ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ُِ‬ ‫ن فِت ْن َةِ ع َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ست َِعيذ ُ ِبالل ّهِ ِ‬ ‫دا ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫فََرفَعَ ي َد َي ْهِ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫موهُ‬ ‫حذ ُّرك ُ ُ‬ ‫سأ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫مت َ ُ‬‫حذ َّر أ ّ‬ ‫ى إ ِل ّ قَد ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ن َب ِ‬ ‫ْ‬ ‫م ي َك ُ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ل فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫جا‬‫ة الد ّ ّ‬ ‫ما فِت ْن َ ُ‬ ‫ل»أ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫تحذيرا ً ل َم يحذ ّره نبى أ ُمته إن َ‬
‫ب‬‫مك ُْتو ٌ‬ ‫س ب ِأع ْوََر َ‬ ‫ل ل َي ْ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ه أع ْوَُر َوالل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ْ ُ َ ْ ُ َِ ّ ّ َ ُ ِّ ُ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫ن وَع َّنى‬ ‫فت َُنو َ‬ ‫قب ْرِ فَِبى ت ُ ْ‬ ‫ة ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ما فِت ْن َ ُ‬ ‫ن‪ .‬فَأ ّ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫قَرؤ ُه ُ ك ّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ن ع َي ْن َي ْهِ كافٌِر‪ ،‬ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫س ِفى قَب ْرِهِ غ َي َْر فَزٍِع وَل َ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫حأ ْ‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن فَإ ِ َ‬ ‫سأُلو َ‬ ‫تُ ْ‬
‫م ك ُن ْ َ‬ ‫َ‬
‫ما هَ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫م‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ف ثُ ّ‬ ‫م ْ‬
‫‪543‬‬
‫ذا‬ ‫ل َ‬ ‫ل ِفى ال ِ ْ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫لل ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫شُعو ٍ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫جاَءَنا ِبالب َي َّنا ِ‬ ‫ل اللهِ ‪َ -  -‬‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫مد ٌ َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ن ِفيك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذى َ‬ ‫ّ‬
‫ل ال ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫ل الّنارِ فَي َن ْظ ُُر إ ِل َي َْها‬ ‫ة قِب َ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه فُْر َ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ه‪ .‬فَي ُ ْ‬ ‫صد ّقَْنا ُ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫عن ْد ِ الل ّهِ ع َّز وَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ج‬‫فَر ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ل‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫ما وََقا َ‬ ‫ه ان ْظ ُْر إ َِلى َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ضَها ب َْعضا ً فَي ُ َ‬ ‫م ب َعْ ُ‬ ‫حط ِ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫قعَد ُ َ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬‫ذا َ‬ ‫ه هَ َ‬ ‫لل ُ‬‫َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ما ِفيَها فَي ُ َ‬ ‫جن ّةِ فَي َن ْظُر إ ِلى َزهَْرت َِها وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ة إ ِلى ال َ‬ ‫َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه فُْر َ‬ ‫لَ ُ‬
‫‪ - 538‬أي ثبتك على الحق وأنطقك بالحكمة‪ ،‬اللهم ثبتنا على الحق‪.‬‬
‫‪ - 539‬المذبذب غير ثابت اليمان‪ ،‬كثير العصيان‪ .‬وهذه رواية البخاري وأحمد‬
‫‪ - 540‬فيزجره‪.‬‬
‫‪ - 541‬برقم )‪ (4753‬و النسائي )‪ (2059‬وأحمد )‪12605‬و ‪ (13753‬وإثبات عذاب القبر )‪(14‬‬
‫وهو صحيح‪.‬‬
‫‪ - 542‬الدجال‪ :‬رجل يهودي يدعي اللوهية في آخر الزمن‪ ،‬ويحدث فتنة شديدة في العالم‬
‫السلمي‪ ،‬فيتبعه كثير من الناس ويعصم الله المؤمنين الصادقين من رجسه‪ ،‬ثم يحاصر‬
‫المهدي في فلسطين‪ ،‬وأخيرا ً ينزل عيسى بن مريم عليه السلم من السماء فيقتله هو وأتباعه‬
‫في فلسطين عند مدينة اللد‪ ،‬وهذا من علمات الساعة الكبرى التي ورد الخبر اليقين بها ‪...‬‬
‫راجع جامع الصول ‪ 362 -10/327‬وكتابي علمات الساعة الكبرى )مخطوط(‪.‬‬
‫‪ - 543‬المشغوف ‪ :‬الفزع الذي يذهب القلب‪.‬‬
‫‪243‬‬
‫ذا‬‫ه‪ .‬وَإ ِ َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ث إِ ْ‬ ‫ت وَع َل َي ْهِ ت ُب ْعَ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ت وَع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫قي ِ‬ ‫ل ع ََلى ال ْي َ ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫من َْها‪ .‬وَي ُ َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫شُعوفا فَي ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫م كن ْ َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫لل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫زعا َ‬ ‫س ِفى قَب ْرِهِ فَ ِ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫سوُْء أ ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬
‫َ‬
‫ن الّر ُ‬ ‫كا َ‬
‫ت‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ن ِفيك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذى َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل ل َ أد ِْرى‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫جن ّةِ فَي َن ْظ ُُر‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ة قِب َ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه فُْر َ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ما َقاُلوا‪.‬فَت ُ ْ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ن قَوْل ً فَ ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫الّنا َ‬
‫ك‪.‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ل ع َن ْ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫صَر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ان ْظ ُْر إ َِلى َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ما ِفيَها فَي ُ َ‬ ‫إ َِلى َزهَْرت َِها وَ َ‬
‫ذا‬ ‫ه هَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ضَها ب َْعضا ً وَي ُ َ‬ ‫م ب َعْ ُ‬ ‫حط ِ ُ‬ ‫ل الّنارِ فَي َن ْظ ُُر إ ِل َي َْها ي َ ْ‬ ‫ة قِب َ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه فُْر َ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫م‬ ‫ه‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ث إِ ْ‬ ‫ت وَع َل َي ْهِ ت ُب ْعَ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ك وَع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ت ع ََلى ال ّ‬ ‫من َْها ك ُن ْ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫قعَد ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪544‬‬
‫ب «‪ .‬رواه أحمد‬ ‫ي ُعَذ ّ ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫جَناَزةِ َر ُ‬ ‫ى ‪ِ -  -‬فى َ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫ْ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫جَنا َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عازِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الب ََراِء ب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫س َر ُ‬ ‫جل َ َ‬ ‫حد ْ ‪ ،545‬فَ َ‬ ‫ما ي ُل ْ َ‬ ‫قب ْرِ وَل َ ّ‬ ‫صارِ َفان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ال َن ْ‬
‫َ‬
‫ت ب ِهِ ِفى‬ ‫عود ٌ ي َن ْك ُ ُ‬ ‫سَنا الط ّي َْر ‪ ،546‬وَِفى ي َد ِهِ ُ‬ ‫ن ع ََلى ُرُءو ِ‬ ‫ه ك َأ ّ‬ ‫حوْل َ ُ‬ ‫سَنا َ‬ ‫جل َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫قبر «‪ .‬مرتين أوَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ ّ َْ ِ ْ‬ ‫ب ال ْ َ ْ ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذوا ِبالل ّهِ ِ‬ ‫ست َِعي ُ‬ ‫ل»ا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ض فََرفَعَ َرأ َ‬ ‫الْر ِ‬
‫ل‬ ‫ن الد ّن َْيا وَإ ِقَْبا ٍ‬ ‫م ََ‬ ‫طاٍع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ِفى ان ْ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْعَب ْد َ ال ْ ُ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫لثا ً ث ُ ّ‬ ‫ثَ َ‬
‫م‬ ‫جوهَهُ ُ‬ ‫ن وُ ُ‬ ‫جوهِ ك َأ ّ‬ ‫ض ال ْوُ ُ‬ ‫ماِء ِبي ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫مل َئ ِك َ ٌ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫خَرةِ ن ََز َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫حّتى‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫حُنو ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫حُنو ٌ‬ ‫جن ّةِ وَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن أك ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫م كَ َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫س‬‫جل ِ َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫جىُء َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫صرِ ث ُ ّ‬ ‫مد ّ ال ْب َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫سوا ِ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫فَرةٍ ِ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫جى إ َِلى َ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ةا ْ‬ ‫س الط ّي ّب َ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫سهِ فَي َ ُ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫ِ‬
‫قاِء‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفى ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫قط َْرة ُ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫سي ُ‬ ‫ما ت َ ِ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫سي ُ‬ ‫ج تَ ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ل ‪ -‬فَت َ ْ‬ ‫ن ‪َ -‬قا َ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ض َ‬ ‫وَرِ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ها‬ ‫ذو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫حّتى ي َأ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ة ع َي ْ‬ ‫ها ِفى ي َد ِهِ طْرفَ َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ي َد َ ُ‬ ‫ها ل ْ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ها فَإ ِ َ‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫فَي َأ ُ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫ح ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ب نَ ْ‬ ‫من َْها ك َأط ْي َ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ط وَي َ ْ‬ ‫حُنو ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ن وَِفى ذ َل ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك ال ْك َ َ‬
‫ف‬ ‫ها ِفى ذ َل ِ َ‬ ‫جعَُلو َ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ت ع ََلى وَ ْ‬
‫ن ‪ -‬ي َعِْنى‬ ‫مّرو َ‬ ‫ن ب َِها فَل َ ي َ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫صعَ ُ‬ ‫ل ‪ -‬فَي َ ْ‬ ‫ض ‪َ -‬قا َ‬ ‫جهِ الْر ِ‬ ‫جد َ ْ‬ ‫ك وُ ِ‬ ‫س ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن فُل َ ُ‬
‫ن‬ ‫قولو َ‬ ‫ُ‬ ‫ب فَي َ ُ‬ ‫ح الطي ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ذا الّرو ُ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫مل َئ ِك َةِ إ ِل ّ َقالوا َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫مل ٍ ِ‬ ‫ب َِها ‪ -‬ع َلى َ‬ ‫َ‬
‫مائ ِهِ ال ِّتى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى ي َن ْت َُهوا ب َِها‬ ‫ه ب َِها ِفى الد ّن َْيا َ‬ ‫مون َ ُ‬ ‫س ّ‬ ‫كاُنوا ي ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ب ِأ ْ‬ ‫ن فُل َ ٍ‬ ‫بْ ُ‬
‫ماٍء‬ ‫س َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫شي ّعُ ُ‬ ‫م فَي ُ َ‬ ‫ح ل َهُ ْ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ه فَي ُ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ماِء الد ّن َْيا فَي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫إ َِلى ال ّ‬
‫ة‬
‫ساب ِعَ ِ‬ ‫ماِء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫حّتى ي ُن ْت ََهى ب ِهِ إ َِلى ال ّ‬ ‫ماِء ال ِّتى ت َِليَها َ‬ ‫س َ‬ ‫ها إ َِلى ال ّ‬ ‫قّرُبو َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫دوه ُ إ ِلى الْر ِ‬ ‫عي ُ‬ ‫ن وَأ ِ‬
‫ُ‬
‫علّيي َ‬ ‫دى ِفى ِ‬
‫ُ‬
‫ب ع َب ْ ِ‬ ‫ل اكت ُُبوا ك َِتا َ‬
‫ُ‬
‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ُ‬
‫ل‪-‬‬ ‫خَرى ‪َ -‬قا َ‬ ‫م َتاَرة ً أ ْ‬ ‫جه ُ ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫من َْها أ ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫عيد ُهُ ْ‬ ‫م وَِفيَها أ ِ‬ ‫قت ُهُ ْ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫من َْها َ‬ ‫فَإ ِّنى ِ‬
‫ْ‬
‫ك‬‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫قول َ َ‬ ‫سان ِهِ فَي َ ُ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫ن فَي ُ ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫سد ِهِ فَي َأِتيهِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ِفى َ‬ ‫ح ُ‬ ‫فَت َُعاد ُ ُرو ُ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫قول َ ِ‬ ‫م‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ى ال ِ ْ‬ ‫ل ِدين ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫ما ِدين ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫ه‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫ى الل ّ ُ‬ ‫ل َرب ّ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ما‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل هُوَ َر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ث ِفيك ُ ْ‬ ‫ذى ب ُعِ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫مَناد ٍ ِفى‬ ‫ت ‪ .‬فَي َُناِدى ُ‬ ‫صد ّقْ ُ‬ ‫ت ب ِهِ وَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ب اللهِ َفآ َ‬ ‫ت ك َِتا َ‬ ‫ل قََرأ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫عل ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حوا‬ ‫جن ّةِ َوافْت َ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫سوه ُ ِ‬ ‫جن ّةِ وَأل ْب ِ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫شوه ُ ِ‬ ‫دى فَأفْرِ ُ‬ ‫صد َقَ ع َب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ماِء أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ْ‬
‫ه ِفى قَب ْرِ ِ‬
‫ه‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫طيب َِها وَي ُ ْ‬ ‫حَها وَ ِ‬ ‫ن َروْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ‪ -‬فَي َأِتيهِ ِ‬ ‫جن ّةِ ‪َ -‬قا َ‬ ‫ه َبابا ً إ َِلى ال ْ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ْ‬
‫ح‬
‫ِ‬ ‫ب الّري‬ ‫ب ط َي ّ ُ‬ ‫ن الث َّيا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫جه ِ َ‬ ‫ن ال ْوَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل ‪ -‬وَي َأِتيهِ َر ُ‬ ‫صرِهِ ‪َ -‬قا َ‬ ‫مد ّ ب َ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت ُتوع َد ُ فَي َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫سّرك هَ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫لل ُ‬ ‫ذى كن ْ َ‬ ‫مك ا ل ِ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫ذى ي َ ُ‬ ‫شْر ِبال ِ‬ ‫ل أب ْ ِ‬
‫‪ 6/136 - 544‬و ‪ (25831) 140‬ومشكل الثار )‪ (4523‬والمجمع )‪ (4365‬والسنة لعبد الله )‬
‫‪ (1322‬وصحيح الترغيب )‪ (3557‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ - 545‬أي إلى الن لم يدفن‪.‬‬
‫‪ - 546‬في هدوء وسكون كأنا نطرق لصيد الطير‪.‬‬
‫‪244‬‬
‫َ‬ ‫مل ُ َ‬ ‫قو ُ َ‬ ‫جىُء ِبال ْ َ‬
‫ب أقِم ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ح‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ل أَنا ع َ َ‬ ‫خي ْرِ فَي َ ُ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ك ال ْوَ ْ‬ ‫جه ُ َ‬ ‫فَوَ ْ‬
‫ن ال ْعَب ْد َ ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفى‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫كافَِر إ ِ َ‬ ‫ل وَإ ِ ّ‬ ‫ماِلى‪َ .‬قا َ‬ ‫جعَ إ َِلى أهِْلى وَ َ‬ ‫حّتى أْر ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ساع َ َ‬ ‫ال ّ‬
‫سود ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ٌ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫خَرةِ ن ََز َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن الد ّن َْيا وَإ ِقَْبا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫طاٍع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ان ْ ِ‬
‫ت‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫جىُء َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫صرِ ث ُ ّ‬ ‫مد ّ ال ْب َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫سو َ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ح فَي َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫معَهُ ُ‬ ‫جوهِ َ‬ ‫ال ْوُ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫خ ٍ‬ ‫س َ‬ ‫جى إ َِلى َ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ةا ْ‬ ‫خِبيث َ ُ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫سهِ فَي َ ُ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫فود ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ما ي ُن ْت ََزع ُ ال ّ‬ ‫َ‬
‫سد ِهِ في َن ْت َزِع َُها ك َ‬ ‫َ‬ ‫ج َ‬ ‫فّرقُ ِفى َ‬ ‫ل ‪ -‬فت ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ب ‪ -‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ن اللهِ وَغ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ة ع َي ْ ٍ‬ ‫ها ِفى ي َد ِهِ ط َْرفَ َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ي َد َ ُ‬ ‫ها ل َ ْ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ها فَإ ِ َ‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫ل فَي َأ ُ‬ ‫مب ُْلو ِ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫صو ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ت ع َلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ها ِفى ت ِل َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫جد َ ْ‬ ‫فة ٍ و ُ ِ‬ ‫جي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِري ِ‬ ‫من َْها كأن ْت َ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ح وَي َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫جعَلو َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫مل َئ ِك َةِ إ ِل ّ َقاُلوا‬ ‫َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مل ٍ ِ‬ ‫ن ب َِها ع ََلى َ‬ ‫مّرو َ‬ ‫ن ب َِها فَل َ ي َ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫صعَ ُ‬ ‫ض فَي َ ْ‬ ‫جهِ الْر ِ‬ ‫وَ ْ‬
‫مائ ِهِ ال ِّتى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫س َ‬ ‫حأ ْ‬ ‫ن ب ِأقْب َ ِ‬ ‫ن فُل َ ٍ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ن فُل َ ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ث فَي َ ُ‬ ‫خِبي ُ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫ذا الّرو ُ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫َ‬
‫ه فَل َ‬ ‫حل ُ‬ ‫َ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ماِء الد ّن َْيا فَي ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫حّتى ي ُن ْت ََهى ب ِهِ إ ِلى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫مى ب َِها ِفى الد ّن َْيا َ‬ ‫س ّ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ماِء وَل َ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫م أب ْ َ‬ ‫ح ل َهُ ْ‬ ‫فت ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪) -  -‬ل َ ت ُ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫م قََرأ َر ُ‬ ‫ه «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ل‬‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ط( » فَي َ ُ‬ ‫خَيا ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫س ّ‬ ‫ل ِفى َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫حّتى ي َل ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ط َْرحا ً «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫ح ُرو ُ‬ ‫فَلى فَت ُط َْر ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫ن ِفىَ الْر ِ‬ ‫جي ٍ‬ ‫س ّ‬ ‫ه ِفى ِ‬ ‫اك ْت ُُبوا ك َِتاب َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وى‬ ‫الط ّي ُْر أوْ ت َهْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫ف ُ‬ ‫خط َ ُ‬ ‫ماِء فَت َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫خّر ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ك ِبالل ّهِ فَك َأن ّ َ‬ ‫شرِ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫قََرأ )وَ َ‬
‫م‬
‫ن‬ ‫كا ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫سد ِهِ وَي َأِتيهِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ِفى َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ق( » فَت َُعاد ُ ُرو ُ‬ ‫ٍ‬ ‫حي‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ح ِفى َ‬ ‫ب ِهِ الّري ُ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫هاه ْ ل َ أد ِْرى‪.‬فَي َ ُ‬ ‫هاه ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫سان ِهِ فَي َ ُ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫َ‬
‫ث ِفيك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ذى ب ُعِ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫هاه ْ ل َ أد ِْرى‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫هاه ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫ِدين ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شوا ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ب َفافْرِ ُ‬ ‫ن ك َذ َ َ‬ ‫ماِء أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫مَناد ٍ ِ‬ ‫هاه ْ ل َ أد ِْرى‪ .‬فَي َُناِدى ُ‬ ‫هاه ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ْ‬
‫ق‬
‫ضي ّ ُ‬ ‫مَها وَي ُ َ‬ ‫مو ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫حّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َبابا ً إ َِلى الّنارِ فَي َأِتيهِ ِ‬ ‫حوا ل َ ُ‬ ‫ن الّنارِ َوافْت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ح الث َّيا ِ‬ ‫جهِ قَِبي ُ‬ ‫ح الو َ ْ‬ ‫ل قَِبي ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه وَي َأِتيهِ َر ُ‬ ‫ضل َع ُ ُ‬ ‫ف ِفيهِ أ ْ‬ ‫خت َل ِ َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ع َلي ْهِ قَب ُْره ُ َ‬
‫َ‬
‫د‪.‬‬ ‫ت ُتوع َ ُ‬ ‫ذى ك ُن ْ َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫ك هَ َ‬ ‫سوُء َ‬ ‫ذى ي َ ُ‬ ‫شْر ِبال ّ ِ‬ ‫ل أب ْ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ح فَي َ ُ‬ ‫ن الّري ِ‬ ‫من ْت ِ ُ‬ ‫ُ‬
‫ك ال ْ َ‬ ‫مل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫خِبي ُ‬ ‫ل أَنا ع َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫شّر فَي َ ُ‬ ‫جىُء ِبال ّ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ك ال ْوَ ْ‬ ‫جه ُ َ‬ ‫ت فَوَ ْ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ة « أخرجه أحمد في مسنده‬ ‫ساع َ َ‬ ‫قم ِ ال ّ‬ ‫ب ل َ تُ ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ل اللهِ ‪ِ ‬في‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫جَنا َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ب َقا َ‬ ‫عازِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬
‫ن الب َ ََراِء ب ْ ِ‬ ‫وفي رواية ع َ ِ‬
‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫س َر ُ‬ ‫جل َ َ‬ ‫حد ْ ف َ َ‬ ‫ما ي ُل ْ َ‬ ‫قب ْرِ وَل َ ّ‬ ‫صارِ َفان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ن الن ْ َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫جَناَزةِ َر ُ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬وُقّ ٌ‬
‫ع‬ ‫ن َثاب ِ ٍ‬ ‫مُرو ب ْ ُ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سَنا الطي ُْر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ما ع َلى ُرُءو ِ‬ ‫َ‬ ‫ه كأن ّ َ‬ ‫َ‬ ‫حوْل ُ‬ ‫َ‬ ‫سَنا َ‬ ‫جل ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ض‬‫ف ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ماِء وَي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫صَره ُ وَي َن ْظ ُُر إ َِلى ال ّ‬ ‫ل ي َْرفَعُ ب َ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ة ‪ ،‬فَ َ‬ ‫وان َ َ‬ ‫ه أُبو ع َ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫قب ْرِ َقال ََها‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عوذ ُ ِبالل ّهِ ِ‬ ‫ل ‪ :‬أَ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ض ثُ ّ‬ ‫صَره ُ وَي َن ْظُر إ ِلى الْر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫بَ َ‬
‫طاٍع‬ ‫ق َ‬ ‫خَرةِ َوان ْ ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن ِفي قُب ُ ٍ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْعَب ْد َ ال ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫مَراًرا ث ُ ّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫س‬‫ف ُ‬ ‫جي أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫سهِ فَي َ ُ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫جاَءه ُ َ‬ ‫ن الد ّن َْيا َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫سي ُ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫سي ُ‬ ‫ه وَت َ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ج نَ ْ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ن فَت َ ْ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ض َ‬ ‫ن اللهِ وَرِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫فَرةٍ ِ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ة إ َِلى َ‬ ‫مئ ِن ّ ُ‬ ‫مط ْ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ت ََروْ َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ة ‪ :‬وَإ ِ ْ‬ ‫وان َ َ‬ ‫قل ْهِ أُبو َع َ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ديث ِهِ وَل َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫مٌرو ِفي َ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫قاِء َقا َ‬ ‫س َ‬ ‫قَط ُْر ال ّ‬
‫س‬‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫جوهَهُ ُ‬ ‫ن وُ ُ‬ ‫جوهِ ك َأ ّ‬ ‫ض ال ْوُ ُ‬ ‫جن ّةِ ِبي ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫مل َئ ِك َ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ك وَت َن ْزِ ُ‬ ‫غ َي َْر ذ َل ِ َ‬
‫مد ّ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫سو َ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫حُنوط َِها فَي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫حُنو ٌ‬ ‫جن ّةِ وَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن أ َك ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫فا ٌ‬ ‫م أ َك ْ َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ه ع َّز‬ ‫ك قَوْل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن فَذ َل ِ َ‬ ‫ها ِفي ي َد ِهِ طْرفَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مل ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ذا قَب َ َ‬ ‫صرِ فَإ ِ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ة ع َي ْ ٍ‬ ‫عو َ‬ ‫م ي َد َ ُ‬ ‫كل ْ‬ ‫ضَها ال َ‬ ‫الب َ َ‬
‫ح‬ ‫ب ِري ٍ‬ ‫ه ك َأط ْي َ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ج نَ ْ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَت َ ْ‬ ‫ن{ َقا َ‬ ‫طو َ‬ ‫فّر ُ‬
‫ْ‬
‫م ل َ يُ َ‬ ‫سل َُنا وَهُ ْ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫ل }ت َوَفّت ْ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ن ع ََلى ُ‬
‫ض إ ِل ّ‬ ‫ماِء َوالْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫جن ْد ٍ ب َي ْ َ‬ ‫ة فَل َ ي َأُتو َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ج ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫ت فَت َعُْر ُ‬ ‫جد َ ْ‬ ‫وُ ِ‬

‫‪245‬‬
‫ل ‪ :‬فُل َن ‪ ،‬بأ َحس َ‬
‫ه‬
‫حّتى ي َن ْت َُهوا ب ِ ِ‬ ‫مائ ِهِ َ‬ ‫س َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ٌ ِ ْ َ ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫ح ؟ فَي ُ َ‬ ‫ذا الّرو ُ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫َقاُلوا ‪َ :‬‬
‫حّتى‬ ‫ها َ‬ ‫قّرُبو َ‬ ‫م َ‬ ‫ماٍء ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫شي ّعُ ُ‬ ‫ه وَي ُ َ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ماِء الد ّن َْيا فَي ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ب َ‬ ‫إ َِلى َبا ِ‬
‫ما‬ ‫ن }وَ َ‬ ‫عل ّّيي َ‬ ‫ه ِفي ِ‬ ‫ل ‪ :‬اك ْت ُُبوا ك َِتاب َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ساب ِعَةِ فَي َ ُ‬ ‫ماِء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ي ُن ْت ََهى ب َِها إ َِلى ال ّ‬
‫ه ِفي‬ ‫ب ك َِتاب ُ ُ‬ ‫ن{ فَي ُك ْت َ ُ‬ ‫قّرُبو َ‬ ‫م َ‬ ‫شهَد ُه ُ ال ْ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مْرُقو ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ك َِتا ٌ‬ ‫عل ُّيو َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ك َ‬ ‫أ َد َْرا َ‬
‫خل َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ردوه إَلى ال َرض فَإني وع َدته َ‬
‫م وَِفيَها‬ ‫قت ُهُ ْ‬ ‫من َْها َ‬ ‫م أّني ِ‬ ‫َ ُُْ ْ‬ ‫ْ ِ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫قا ُ ُ ّ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫عل ّّيي َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه ِفي‬ ‫ح ُ‬ ‫ض وَت َُعاد ُ ُرو ُ‬ ‫خَرى فَي َُرد ّ إ ِلى الْر ِ‬ ‫م َتاَرة ً أ ْ‬ ‫جه ُ ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫من َْها ن ُ ْ‬ ‫م وَ ِ‬
‫ْ‬
‫ن ُِعيد ُهُ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قول َ ِ‬ ‫سان ِهِ فَي َ ُ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫دا ال ِن ْت َِهارِ فَي َن ْت َهَِران ِهِ وَي ُ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫سد ِهِ فَي َأِتيهِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫ن ‪ :‬فَ َ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫ي ال ِ ْ‬ ‫ه وَِدين ِ َ‬ ‫ي الل ُ‬‫ّ‬ ‫ل ‪َ :‬رب ّ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك ؟ فَي َ ُ‬ ‫ما ِدين ُ َ‬ ‫ك ؟ وَ َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫ما‬‫ن وَ َ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫ل اللهِ فَي َ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪ :‬هُوَ َر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م ؟ فَي َ ُ‬ ‫ث ِفيك ُ ْ‬ ‫ذي ب ُعِ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ِفي هَ َ‬
‫ل ‪ :‬وَذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه َقا َ‬ ‫صد ّقْت ُ ُ‬ ‫ت ب ِهِ وَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن َرب َّنا َفآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫جاَءَنا ِبال ْب َي َّنا ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ك ؟ فَي َ ُ‬ ‫ي ُد ِْري َ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫قوْ ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫ل ‪} :‬ي ُث َب ّ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫قَوْل ُ ُ‬
‫َ‬
‫دي‬ ‫صد َقَ ع َب ْ ِ‬ ‫ن قَد ْ َ‬ ‫ماِء أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫مَناد ٍ ِ‬ ‫ل ‪ :‬وَي َُناِدي ُ‬ ‫ة{ َقا َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫وَِفي ال ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫من َْها فَي َل ْب ِ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫من ْزِل َ ُ‬ ‫من َْها وَأُروه ُ َ‬ ‫شوه ُ ِ‬ ‫جن ّةِ وَأفْرِ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫سوه ُ ِ‬ ‫فَأل ْب ِ ُ‬
‫ه ِفي‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫مث ّ ُ‬ ‫صرِهِ وَي ُ َ‬ ‫مد ّ ب َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫من َْها وَي ُ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫من ْزِل َ ُ‬ ‫من َْها وَي ََرى َ‬ ‫ش ِ‬ ‫فَر ُ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫شْر ب ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬أب ْ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب فَي َ ُ‬ ‫ن الث َّيا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ح َ‬ ‫ب الّري ِ‬ ‫جهِ ط َي ّ ِ‬ ‫ن ال ْوَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫صوَرةِ َر ُ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫قي‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫عي‬ ‫ن‬ ‫ها‬ ‫في‬ ‫ت‬ ‫نا‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ن‬ ‫وا‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ِ َ َ ّ ٍ ِ َ َِ ٌ ُ ِ ٌ‬ ‫ْ ِ ْ ِ ِ ْ َ ِ‬ ‫ُ ّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫أ ّ‬‫د‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫جاَء ِبال ْ َ‬ ‫خير م َ‬
‫ر‬
‫خي ْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ك ال ْوَ ْ‬ ‫جه ُ َ‬ ‫ت ؟ فَوَ ْ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫ه بِ َ ْ ٍ َ ْ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫ل ‪ :‬بَ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫مل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ت ُتوع َد ُ أَنا ع َ َ‬ ‫ذي ك ُن ْ َ‬ ‫مُر ال ّ ِ‬ ‫ت ُتوع َد ُ َوال ْ‬ ‫ذي ك ُن ْ َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ن‬ ‫طيًئا ع َ ْ‬ ‫طاع َةِ اللهِ ب َ ِ‬ ‫ريًعا ِفي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ك إ ِل ّ ك ُن ْ َ‬ ‫مت ُ َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫والل ّهِ َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَ َ‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫جعَ إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي أْر ِ‬ ‫ة كَ ْ‬ ‫ساع َ َ‬ ‫ب أقِم ِ ال ّ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫خي ًْرا فَي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫جَزا َ‬ ‫صي َةِ اللهِ فَ َ‬ ‫معْ ِ‬ ‫َ‬
‫ماِلي ‪.‬‬ ‫َ‬
‫أهِْلي وَ َ‬
‫ن الد ّن َْيا‬ ‫م َ‬ ‫طاٍع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫خَرةِ َوان ْ ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن ِفي قُب ُ ٍ‬ ‫كا َ‬ ‫جًرا فَ َ‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ‪ :‬وَإ ِ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫س ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ة‬‫خِبيث َ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫جي أي ّت َُها الن ّ ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫قا ُ‬ ‫سه ِ ف َ َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫جاَءه ُ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ح‬
‫سو ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫م ُ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫جوهِ َ‬ ‫سود ُ ال ْوُ ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ضب ِهِ فَت َن ْزِ ُ‬ ‫ط اللهِ وَغ َ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ري ب ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫أب ْ ِ‬
‫ل ‪ :‬فَت َغَْر ُ‬
‫ق‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ة ع َي ْ ٍ‬ ‫ها ِفي ي َد ِهِ ط َْرفَ َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ي َد َ ُ‬ ‫موا فَل َ ْ‬ ‫ك َقا ُ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ضَها ال ْ َ‬ ‫ذا قَب َ َ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫فود ِ ال ْك َِبي ِ‬
‫ر‬ ‫س ّ‬ ‫كال ّ‬
‫َ‬
‫ب َ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫معََها ال ْعُُروقَ َوال ْعَ‬ ‫قط َعُ َ‬ ‫جَها ي َ ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫سد ِهِ فَي َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ح‬ ‫ن ِري ٍ‬ ‫ج ك َأن ْت َ ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ك فَت َ ْ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫ل فَت ُؤ ْ َ‬ ‫مب ُْلو ِ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫صو ِ‬ ‫ب ِفي ال ّ‬ ‫شعَ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ما هَ َ‬ ‫ض إ ِل ّ َقالوا ‪َ :‬‬ ‫ماِء َوا َلْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫جن ْد ٍ ِفي َ‬ ‫مّر ع َلى ُ‬ ‫ت فَل َ ت َ ُ‬ ‫جد َ ْ‬ ‫وُ ِ‬
‫حّتى ي َن ْت َُهوا إ َِلى‬ ‫َ‬
‫مائ ِهِ َ‬ ‫س َ‬ ‫سوَإ ِ أ ْ‬ ‫ن ب ِأ ْ‬ ‫ذا فُل َ ٌ‬ ‫ن ‪ :‬هَ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ث ؟ فَي َ ُ‬ ‫خِبي ُ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫الّرو ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م أّني‬ ‫ض إ ِّني وَع َد ْت ُهُ ْ‬ ‫دوه ُ إ ِلى ال ُْر ِ‬ ‫ل ‪ُ :‬ر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ماِء الد ّن َْيا فَل َ ت ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مى ب ِ ِ‬ ‫ل ‪ :‬فَي ُْر َ‬ ‫خَرى َقا َ‬ ‫م َتاَرة ً أ ْ‬ ‫جه ُ ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫من َْها ن ُ ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫م وَِفيَها ن ُِعيد ُهُ ْ‬ ‫قت ُهُ ْ‬ ‫خل ْ‬ ‫َ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫خّر ِ‬ ‫ما َ‬ ‫شرِك ِباللهِ فَكأن ّ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة }وَ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَت َل هَذ ِهِ الي َ َ‬ ‫ماِء َقا َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫مل َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة َقا َ‬
‫كا ِ‬ ‫ه وَي َأِتيهِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض وَت َُعاد ُ ِفيهِ ُرو ُ‬ ‫ل ‪ :‬وَي َُعاد ُ إ ِلى الْر ِ‬ ‫ماِء{ الي َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ك؟‬ ‫ما ِدين ُ َ‬ ‫ك ؟ وَ َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫سان ِهِ فَي َ ُ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫دا ال ِن ْت َِهارِ فَي َن ْت َهَِران ِهِ وَي ُ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م؟‬ ‫ث ِفيك ُ ْ‬ ‫ذي ب ُعِ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ل ِفي هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫ن ‪ :‬فَ َ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ أد ِْري فَي َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫ت الّنا َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ أد ِْري َ‬ ‫قو ُ‬ ‫مهِ فَي َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫دي ل ِ ْ‬ ‫فَل َ ي َهْت َ ِ‬
‫ختل ِ َ َ‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫مث ّ ُ‬ ‫ه وَي ُ َ‬ ‫ضل َع ُ ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫حّتى ت َ ْ َ‬ ‫ضي ّقُ ع َل َي ْهِ قَب ُْره ُ َ‬ ‫ت فَي ُ َ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ د ََري ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ب فَي َ ُ‬ ‫ح الث َّيا ِ‬ ‫ح قَِبي ِ‬ ‫ن الّري َِ‬ ‫من ْت ِ ِ‬ ‫جه ِ ُ‬ ‫ح ال ْوَ ْ‬ ‫ل قَِبي ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫صوَرةِ َر ُ‬ ‫ه ِفي ُ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫عَ َ‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ك ال ْوَ ْ‬ ‫جه ُ َ‬ ‫ت فَوَ ْ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫خط ِهِ فَي َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن اللهِ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫شْر ب ِعَ َ‬ ‫أب ْ ِ‬
‫‪246‬‬
‫قو ُ َ‬
‫طيًئا‬ ‫ت بَ ِ‬ ‫ك إ ِل ّ ك ُن ْ َ‬ ‫مت ُ َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫ث َوالل ّهِ َ‬ ‫خِبي ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل ُ َ‬ ‫ل ‪ :‬أَنا ع َ َ‬ ‫شّر ؟ فَي َ ُ‬ ‫جاَء ِبال ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫صي َةِ اللهِ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫عَ ِ‬ ‫َ‬
‫ديث ِهِ‬ ‫ح ِ‬ ‫مٌرو ِفي َ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ريًعا إ ِلى َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن طاع َةِ اللهِ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫م‬ ‫م أب ْك َ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫كأ َ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ض لَ ُ‬ ‫قي ّ ُ‬ ‫ي ‪ : ‬فَي ُ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال ْب ََراِء ع َ‬ ‫ِ‬ ‫ن عَ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن َزا َ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫من َْها ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ه ب َِها‬ ‫ضرِب ُ ُ‬ ‫ما ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫مي ً‬ ‫ل ‪َ :‬ر ِ‬ ‫صاَر ت َُراًبا ‪ ،‬أ َوْ َقا َ‬ ‫ل َ‬ ‫جب َ ٌ‬ ‫ب ب َِها َ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫ة ل َوْ ُ‬ ‫مْرَزب َ ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ضْرب َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫ضرِب ُ ُ‬ ‫ح فَي َ ْ‬ ‫م ت َُعاد ُ ِفيهِ الّرو ُ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫َ‬ ‫خل َئ ِقُ إ ِل ّ الث ّ َ‬ ‫ْ‬
‫قلي ْ ِ‬ ‫معَُها ال َ‬ ‫س َ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫ضْرب َ ً‬ ‫َ‬
‫‪547‬‬
‫خَرى‪.‬مسند الطيالسي ‪.‬‬ ‫أُ ْ‬
‫الحنوط ‪ :‬ما يخلط من الطيب بأكفان الموتى ‪ ،‬السفود ‪ :‬حديدة ذات‬
‫شعب معقفة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬ع َ‬
‫مل َئ ِك َ ُ‬
‫ة‬ ‫ه َ‬ ‫ض أت َت ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ذا قُب ِ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ي ‪ : ‬إِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ج ك َأط ْي َ ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ح اللهِ ‪ ،‬فَت َ ْ‬
‫ْ‬ ‫جي إ ِلى َروْ ِ‬
‫َ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ضاَء ‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫ريَرةٍ ب َي ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫مةِ ب ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ب‬ ‫ن ب ِهِ َبا َ‬ ‫حّتى ي َأُتو َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫مون َ ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫ضا ي َ ُ‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ه ب َعْ ُ‬ ‫م ل ِي َُناوِل ُ ُ‬ ‫حّتى إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫س ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ِري ِ‬
‫ض ؟ وَل َ‬ ‫َ‬ ‫ة ال ِّتي َ‬ ‫ح الط ّي ّب َ ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫جاَء ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما هَذ ِهِ الّري ُ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ْ‬
‫م‬‫ن فَل َهُ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫ن ب ِهِ أْرَوا َ‬ ‫حّتى ي َأُتو َ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ماًء إ ِل ّ َقاُلوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن َ‬ ‫ي َأُتو َ‬
‫شد فَرحا به م َ‬ ‫َ‬
‫ن؟‬ ‫ل فُل َ ٌ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ب ب َِغائ ِب ِهِ ْ‬ ‫ل ال َْغائ ِ ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫أ َ ّ َ ً ِ ِ ِ ْ‬
‫ل ‪ :‬قَد ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫م الد ّن َْيا ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ن ِفي غ َ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ست َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫عوه ُ َ‬ ‫ن ‪ :‬دَ ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ما ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مات ‪ ،‬أ َ َ‬
‫كافُِر‬ ‫مهِ ال َْهاوِي َةِ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ب ب ِهِ إ َِلى أ ّ‬ ‫ن ‪ :‬ذ ُه ِ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ؟ فَي َ ُ‬ ‫مات َك ُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب اللهِ ‪،‬‬ ‫ض ِ‬ ‫جي إ ِلى غ َ ِ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ن‪:‬ا ْ‬ ‫قولو َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫س‬ ‫م ْ‬ ‫ب بِ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ة العَ َ‬ ‫مل َئ ِك ُ‬ ‫ه َ‬ ‫فَي َأِتي ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ب ِهِ إ َِلى َبا ِ‬ ‫فةٍ فَت َذ ْهَ ُ‬ ‫ج ك َأن ْت َ ِ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫‪548‬‬
‫‪-‬‬ ‫ض‪ .‬رواه ابن حبان في صحيحه‬ ‫ب الْر ِ‬ ‫جي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِري ِ‬ ‫خُر ُ‬
‫جثة الميت إذا أن َْتن‬ ‫فة ‪ُ :‬‬ ‫جي َ‬ ‫المسح ‪ :‬قطعة من الصوف الغليظ ‪ ،‬ال ِ‬
‫ت ‪ -‬أ َوْ َقا َ‬
‫ل‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ذا قُب َِر ال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫ِ‬ ‫وع َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كيُر‬ ‫خُر الن ّ ِ‬ ‫من ْك َُر َوال َ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫حد ِه ِ َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ن أْزَرَقا ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫سو َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫م أَتاه ُ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫ل هُوَ ع َب ْد ُ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ل ِفى هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن قَد ْ‬ ‫قول َ ِ‬ ‫ه‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ن ل َ إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫سب ِْعي َ‬ ‫عا ِفى َ‬ ‫ن ذ َِرا ً‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ه ِفى قَب ْرِهِ َ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ذا‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك تَ ُ‬ ‫م أن ّ َ‬ ‫ك ُّنا ن َعْل َ ُ‬
‫ُ‬
‫ن‬‫قول َ ِ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫خب ُِرهُ ْ‬ ‫جعُ إ َِلى أ َهِْلى فَأ ْ‬ ‫ل أْر ِ‬
‫قو ُ َ‬ ‫م‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ه ِفيهِ ث ُ ّ‬ ‫م ي ُن َوُّر ل َ ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫حّتى ي َب ْعَث َ ُ‬ ‫ه‪َ .‬‬ ‫ب أهْل ِهِ إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه إ ِل ّ أ َ‬ ‫ذى ل َ ُيوقِظ ُ ُ‬ ‫س ال ّ ِ‬ ‫مةِ العَُرو ِ‬
‫ْ‬ ‫م ك َن َوْ َ‬ ‫نَ ْ‬
‫ه لَ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ن فَ ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫ت الّنا َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َقا َ‬ ‫مَنافِ ً‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك‪ .‬وَإ ِ ْ‬ ‫جعِهِ ذ َل ِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قا ُ‬ ‫َ‬
‫ل ذ َل ِك‪ .‬في ُ َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َد ِْرى‪.‬في َ ُ‬ ‫َ‬
‫مى ع َلي ْ ِ‬ ‫ض الت َئ ِ ِ‬ ‫ل ل ِلْر ِ‬ ‫م أن ّك ت َ ُ‬ ‫ن قد ْ كّنا ن َعْل ُ‬ ‫قول ِ‬
‫َ‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫حّتى ي َب ْعَث َ ُ‬ ‫معَذ ًّبا َ‬ ‫ل ِفيَها ُ‬ ‫ه فَل َ ي ََزا ُ‬ ‫ضل َع ُ ُ‬ ‫ف ِفيَها أ ْ‬ ‫خت َل ِ ُ‬ ‫ه‪ .‬فَت َ ْ‬ ‫م ع َل َي ْ ِ‬ ‫فَت َل ْت َئ ِ ُ‬
‫‪549‬‬
‫ك « رواه الترمذي‬ ‫جعِهِ ذ َل ِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫‪ 4/287 - 547‬و ‪ (19040- 19038) 6/362‬وأبو داود )‪ 3214‬و ‪ (4755‬وش)‪ 11523‬و‬


‫‪ (12058‬والحاكم )‪107‬و ‪ 113‬و ‪ (414‬وتهذيب الثار )‪ (174- 171‬وهب)‪ (423‬والطيا)‪(782‬‬
‫والترمذي )‪ (3604‬والمجمع ‪ 3/49‬و ‪ (4266) 56‬وإتحاف الخيرة )‪ ( 1850‬وإثبات عذاب‬
‫القبر )‪ 18‬و ‪ (32‬من طرق عنه و مسند الطيالسي)‪ (789‬صحيح وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 548‬الحسان ) ‪ (3078‬و صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ (3014)(285‬وصحيح الترغيب )‬
‫‪ (3559‬وهو حديث صحيح‬
‫‪ - 549‬برقم )‪ (1092‬والحسان )‪(3182‬وإثبات عذاب القبر )‪ (44‬والسنة لبن أبي عاصم )‬
‫‪ (717‬والجري )‪ (851‬وهو حديث صحيح‬
‫‪247‬‬
‫وع َ َ‬
‫ضعَ ِفي قَب ْرِهِ إ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ذا وُ ِ‬ ‫ت إِ َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬ع َ ِ‬ ‫ْ‬
‫عن ْد َ‬ ‫صل َة ُ ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫مًنا ‪ ،‬كان َ ِ‬ ‫َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن كا َ‬ ‫َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ن ع َن ْ ُ‬ ‫ن ي ُوَلو َ‬ ‫ّ‬ ‫حي َ‬ ‫م ِ‬ ‫فقَ ن َِعال ِهِ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫معُ َ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫كاةُ‬ ‫ت الّز َ‬ ‫مين ِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سه ِ ‪ ،‬و َ َ‬ ‫ْ‬
‫كان َ ِ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫صَيا ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫َرأ ِ‬
‫ف‬‫معُْرو ِ‬ ‫صل َةِ َوال ْ َ‬ ‫صد َقَةِ َوال ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن فِعْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫مال ِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه‪.‬‬ ‫جل َي ْ ِ‬ ‫عن ْد َ رِ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫نا ِ‬ ‫ن إ َِلى ال ّ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َوال ِ ْ‬
‫ْ‬
‫ن‬‫م ي ُؤ َْتى ع َ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫ما قِب َِلي َ‬ ‫صل َة ُ ‪َ :‬‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫سهِ ‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫ل َرأ ِ‬ ‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فَي ُؤ َْتى ِ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫سارِهِ ‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ي ُؤ َْتى ع َ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫ما قِب َِلي َ‬ ‫م‪َ :‬‬ ‫صَيا ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫مين ِهِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫يَ ِ‬
‫ل فَعَ ُ‬
‫ل‬ ‫قو ُ‬ ‫جل َي ْهِ ‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫ل رِ ْ‬ ‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ي ُؤ َْتى ِ‬ ‫ل ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫ما قِب َِلي َ‬ ‫كاة ُ ‪َ :‬‬ ‫الّز َ‬
‫ما‬ ‫س‪َ :‬‬ ‫سا ِ َ‬ ‫صل َةِ َوال ْ َ‬ ‫صد َقَةِ َوال ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن إ ِلى الّنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ف َوال ِ ْ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫خي َْرا ِ‬
‫س وَقَد ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫مث ّل َ ْ‬ ‫س ‪ ،‬وَقَد ْ ُ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫س فَي َ ْ‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫ه‪:‬ا ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫خ ٌ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫قِب َِلي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفيك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ك هَ َ‬ ‫ه ‪ :‬أَرأي ْت َ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ب ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ت ل ِل ْغُُرو ِ‬ ‫أد ْن ِي َ ْ‬
‫ُ‬
‫ن‪:‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ي ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫صل ّ َ‬ ‫حّتى أ َ‬ ‫عوِني َ‬ ‫ل ‪ :‬دَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫شهّد ُ ب ِهِ ع َل َي ْهِ ؟ فَي َ ُ‬ ‫ذا ت َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ِفيهِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ك هَ َ‬ ‫ه ‪ ،‬أَرأي ْت َ َ‬ ‫ك ع َن ْ ُ‬ ‫سأل ُ ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫خب ََرِني ع َ ّ‬ ‫ل‪،‬أ ْ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫شهّد ُ ع َل َي ْهِ ؟ َقا َ‬
‫ه‬
‫شهَد ُ أن ّ ُ‬ ‫مد ٌ أ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَي َ ُ‬ ‫ذا ت َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ِفيهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِفيك ُ ْ‬
‫ه ‪ :‬ع ََلى ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫حِيي َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫عن ْد ِ اللهِ ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ ِ‬ ‫جاَء ِبال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ،‬وَأن ّ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ه َبا ٌ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ث إِ ْ‬ ‫ك ت ُب ْعَ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَع ََلى ذ َل ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫وَع ََلى ذ َل ِ َ‬
‫ه لَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ِفيَها ‪،‬‬ ‫ما أع َد ّ الل ّ ُ‬ ‫من َْها ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫قعَد ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه ‪ :‬هَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫أب ْ َ‬
‫فتح ل َه باب م َ‬
‫ذا‬‫ه ‪ :‬هَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ب الّنارِ ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م يُ ْ َ ُ ُ َ ٌ ِ ْ‬ ‫سُروًرا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ة وَ ُ‬ ‫داد ُ ِغب ْط َ ً‬ ‫فَي َْز َ‬
‫داد ُ ِغب ْط َ ً‬ ‫َ‬
‫سُروًرا ‪،‬‬ ‫ة وَ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَي َْز َ‬ ‫صي ْت َ ُ‬ ‫ك ِفيَها ل َوْ ع َ َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ما أع َد ّ الل ّ ُ‬ ‫من َْها وَ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫قعَد ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫سد ُ ل ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ْ‬
‫ه ِفيهِ ‪ ،‬وَي َُعاد ُ ال َ‬ ‫َ‬
‫عا ‪ ،‬وَي ُن َوُّر ل ُ‬ ‫ن ذ َِرا ً‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ه ِفي قَب ْرِهِ َ‬ ‫حل ُ‬ ‫َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ي ط َي ٌْر ي َعْل ُقُ ِفي َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫ج ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ب وَه ِ َ‬ ‫سم ِ الط ّي ّ ِ‬ ‫ه ِفي الن ّ َ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَت َ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ب َد َأ ِ‬
‫ت‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫ه ت ََعاَلى }ي ُث َب ّ ُ‬ ‫ك قَوْل ُ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَذ َل ِ َ‬ ‫جن ّةِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬
‫ل ‪ :‬وَإ ِ ّ‬ ‫خرِ الي َةِ َقا َ‬ ‫ة{ ]إبراهيم[ إ َِلى آ ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫شيٌء ‪ ،‬ث ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫كافر إ َ ُ‬
‫مين ِهِ ‪ ،‬فَل َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫م أت ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫جد ْ َ ْ‬ ‫م ُيو َ‬ ‫سه ِ ‪ ،‬ل َ ْ‬ ‫ل َرأ ِ‬ ‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ذا أت ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْ َ ِ َ‬
‫شيٌء ‪ ،‬ث ُ ُ‬ ‫شيٌء ‪ ،‬ث ُ ُ‬
‫ل‬‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫م أت ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫جد ُ َ ْ‬ ‫مال ِهِ ‪ ،‬فَل َ ُيو َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫م أت ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫جد ُ َ ْ‬ ‫ُيو َ‬
‫عوًبا ‪،‬‬ ‫مْر ُ‬ ‫فا َ‬ ‫خائ ِ ً‬ ‫س َ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫س ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫ه‪:‬ا ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫يٌء ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫جل َي ْهِ ‪ ،‬فَل َ ُيو َ‬ ‫رِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ما َ‬ ‫ل ِفيهِ ؟ وَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذا ت َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفيك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ك هَ َ‬ ‫ه ‪ :‬أَرأي ْت َ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫قو ُ َ‬
‫م ‪ ،‬فَل َ‬ ‫ن ِفيك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫ل ؟ فَي ُ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ل ‪ :‬أيّ َر ُ‬ ‫شهّد ُ ب ِهِ ع َل َي ْهِ ؟ فَي َ ُ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬
‫س‬‫ت الّنا َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما أد ِْري ‪َ ،‬‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫مد ٌ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه‪ُ :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬ ‫مه ِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫دي ل ِ ْ‬ ‫ي َهْت َ ِ‬
‫ت ‪ ،‬وَع ََلى‬ ‫حِيي َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ‪ :‬ع ََلى ذ َل ِ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫س ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫َقاُلوا قَوْل ً ‪ ،‬فَ ُ‬
‫فتح ل َه باب م َ‬
‫ب‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م يُ ْ َ ُ ُ َ ٌ ِ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ث إِ ْ‬ ‫ك ت ُب ْعَ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَع ََلى ذ َل ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ه لَ َ‬ ‫َ‬
‫داد ُ‬ ‫ك ِفيَها ‪ ،‬فَي َْز َ‬ ‫ما أع َد ّ الل ّ ُ‬ ‫ن الّنارِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫قعَد ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه ‪ :‬هَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫الّنارِ ‪ ،‬فَي ُ َ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ه ‪ :‬ذ َل ِ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ه َبا ٌ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫سَرة ً وَث ُُبوًرا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هل َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قعَد ُ َ‬
‫سَرةً‬ ‫ح ْ‬ ‫داد ُ َ‬ ‫ه فَي َْز َ‬ ‫ك ِفيهِ لوْ أطعْت َ ُ‬ ‫ما أع َد ّ الل ُ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ش ُ‬ ‫مِعي َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَت ِلك ال َ‬ ‫ضلع ُ ُ‬ ‫ف ِفيهِ أ ْ‬ ‫خت َل ِ َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ضي ّقُ ع َلي ْهِ قَب ُْره ُ َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫وَث ُُبوًرا ‪ ،‬ث ُ ّ‬

‫‪248‬‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫شُره ُ ي َوْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫كا وَن َ ْ‬ ‫ضن ْ ً‬ ‫ة َ‬ ‫ش ً‬ ‫مِعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ه ‪} :‬فَإ ِ ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ة ‪550‬ال ِّتي َقا َ‬ ‫ضن ْك َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫‪552‬‬ ‫‪551‬‬
‫مى{ ]طه[‬ ‫َ‬
‫رواه ابن حبان في صحيحه‬ ‫أع ْ َ‬
‫ى ‪ -  -‬ع ََلى‬ ‫ّ‬ ‫مّر الن ّب ِ‬ ‫س ‪ -‬رضى الله عنهما ‪َ -‬‬ ‫ٍ‬ ‫ن ع َّبا‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ٍ‬ ‫طاوُ‬ ‫وع َن َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن فَ َ‬
‫ما‬ ‫ل ‪ -‬ب َلى أ ّ‬ ‫ن كِبيرٍ ‪ -‬ث ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي ُعَذ َّبا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما لي ُعَذ َّبا ِ‬ ‫ل » إ ِن ّهُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫َقَب َْري ْ ِ‬
‫ه‬
‫ن ب َوْل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ست َت ُِر ِ‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫‪553‬‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫مي َ‬‫سَعى ِبالن ّ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫أ َ‬
‫م غ ََرَز ك ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ثُ ّ‬ ‫سَره ُ ِباث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫دا َرطًبا فَك َ َ‬ ‫خذ َ ُ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫« ‪َ .‬قا َ‬ ‫‪554‬‬
‫ما‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫عو ً‬ ‫مأ َ‬
‫ما ل َ ْ‬ ‫ل » ل َعَل ّ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ع ََلى قَب ْرٍ ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫‪555‬‬
‫سا « رواه البخاري ومسلم‬ ‫م ي َي ْب َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف ع َن ْهُ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫ه يُ َ‬
‫اختلف العلماء في حكم وضع الريحان والجريد وغيرهما‬
‫على القبر وهل يتنفع الميت بها ؟ أم ل؟‬
‫فبعضهم قال‪ :‬يستحب ذلك لن النبي ‪ ‬فعل ذلك‪ ،‬ولعل هناك علقة‬
‫بين الخضرة وتخفيف عذاب القبر‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هذه خصوصية للنبي ‪ ‬ودعاء منه إذ ل علقة بين‬
‫الخضرار ورفع العذاب‪ ،‬ولو ساغ ذلك لمرهم بزرع شجر دائم الخضرة‬
‫فهو أفضل من المقطوع وفي الريحان إسراف وتبذير‪ ،‬ول خلف بينهم‬
‫‪556‬‬
‫على أن التصدق عن الموتى أفضل وأحسن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬أك ْث َُر ع َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬
‫م َ‬ ‫قب ْرِ ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ال ْب َوْ ِ‬
‫‪557‬‬
‫ل «‪ .‬رواه ابن ماجه‬
‫مَرْرَنا ع ََلى‬ ‫ل اللهِ ‪ ، ‬فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫شي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ‪ :‬ك ُّنا ن َ ْ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫م قَ ِ‬ ‫حّتى َرع َد َ ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬
‫صه ِ ‪،‬‬ ‫مي ِ‬
‫َ‬
‫ه ي َت َغَي ُّر َ‬ ‫ل لوْن ُ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫مَنا َ‬ ‫ق ْ‬ ‫قا َ‬ ‫قَب َْري ْ ِ‬
‫ك‬‫ذا َ‬ ‫ما َ‬ ‫معُ ؟ قُل َْنا ‪ :‬وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي اللهِ ؟ َقا َ‬ ‫ك َيا ن َب ِ ّ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫قل َْنا ‪َ :‬‬ ‫فَ ُ‬
‫دا ِفي‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫ذاًبا َ‬ ‫ما ع َ َ‬ ‫ن ِفي قُُبورِه ِ َ‬ ‫ن ي ُعَذ َّبا ِ‬ ‫جل َ ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ل ‪ :‬هَ َ‬ ‫ي اللهِ ؟ َقا َ‬ ‫َيا ن َب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ْ‬
‫ست َن ْزِهُ‬ ‫ما ل َ ي َ ْ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ي اللهِ ؟ َقا َ‬ ‫ك َيا ن َب ِ ّ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ‪ ،‬قُلَنا ‪ِ :‬‬ ‫ب هَي ّ ٍ‬ ‫ذ َن ْ ٍ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫مي َ‬ ‫م ِبالن ّ ِ‬ ‫شي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سان ِهِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫س ب ِل ِ َ‬ ‫خُر ي ُؤ ِْذي الّنا َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن ال ْب َوْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ة‪ .‬قُل َْنا ‪ :‬وَهَ ْ‬
‫ل‬ ‫حد َ ً‬ ‫ل قَب ْرٍ َوا ِ‬ ‫ل ِفي ك ُ ّ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫جَرائ ِد ِ الن ّ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ريد َت َي ْ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫عا ب ِ َ‬ ‫فَد َ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ل اللهِ ؟ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ما ذ َل ِ َ‬
‫ما َرطب َت َي ْ ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف ع َن ْهُ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫م ‪ ،‬يُ َ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬
‫‪558‬‬
‫ك َيا َر ُ‬ ‫فعُهُ َ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫رواه ابن حبان في صحيحه‬

‫‪ - 550‬الضيقة الشديدة‬
‫م القيامة على‬
‫م * ي َوْ َ‬ ‫ح ُ‬
‫شُرهُ ْ‬ ‫‪ - 551‬الظاهر أن المراد فاقد البصر كما في قوله تعالى ‪ }:‬ن َ ْ‬
‫ما {] السراء ‪[ 97 :‬‬
‫ص ّ‬ ‫مًيا وَب ُك ْ ً‬
‫ما وَ ُ‬ ‫م عُ ْ‬
‫جوه ِهِ ْ‬
‫وُ ُ‬
‫‪ - 552‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ (3113)(380‬والحسان )‪ (3178‬وإثبات عذاب القبر )‪54‬‬
‫و ‪ (119‬والعتقاد للبيهقي )‪ (157‬وهناد )‪ (332‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 553‬السعي بالفساد بين الناس‪ ،‬وليقاع التدابر بين المسلمين وإيجاد التخاصم والشقاق‪ ،‬بنقل‬
‫الحديث على وجه السعاية والدس والكيد‪.‬‬
‫‪ - 554‬يقضي حاجته على الطريق‪ ،‬وتظهر عورته للناس‪.‬‬
‫‪ - 555‬البخاري ‪ 1/65‬و ‪ 2/119‬و ‪ 124‬و ‪ 216) 8/20‬و ‪ 218‬و ‪ 1361‬و ‪1378‬و ‪ 6052‬و ‪6055‬‬
‫( ومسلم )‪.(292‬‬
‫‪ - 556‬راجع فتاوى الشبكة السلمية )‪12861‬و ‪20611‬و ‪( 24505‬‬
‫‪ - 557‬برقم )‪ (375‬وش )‪ (1306‬وك )‪ (653‬والتلخيص الحبير )‪ (136‬نص)‪ (1353‬وحم )‬
‫‪ (25056‬وهو صحيح‬
‫‪ - 558‬الحسان برقم )‪ (825‬و صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪ (824)(106‬وصحيح الترغيب )‬
‫‪163‬و ‪ (2823‬وهو حديث صحيح‬
‫‪249‬‬
‫وع َ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫جَناَزة ً ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫شهِد َْنا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫خد ْرِيّ َقا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ها ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ة ت ُب ْت َلى ِفي قُُبورِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن د ُفِ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ذا ال ِن ْ َ‬
‫َ‬
‫م َ‬ ‫ن هَذ ِهِ ال ّ‬ ‫س ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫" َيا أي َّها الّنا ُ‬
‫مط َْراقٌ ‪ ،‬فَأقْعَد َه ُ فَ َ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫فرقَ ع َن َ‬
‫ما‬‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ك ِفي ي َد ِهِ ِ‬ ‫جاَءه ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫فَت َ َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ل‪:‬أ ْ‬ ‫مًنا َقا َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ؟ فَإ ِ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ل ِفي هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫ب إ َِلى‬ ‫َ‬
‫ه َبا ٌ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫صد َقْ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‪:‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ت ب ِهِ فَهَ َ‬ ‫َ‬ ‫ت ب َِرب ّ َ‬ ‫ك ل َوْ ك َ َ‬ ‫من ْزِل ُ َ‬ ‫ذا َ‬
‫ذا‬ ‫من ْ َ‬ ‫ما إ ِذ ْ آ َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫فْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل ‪ :‬هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫الّنارِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫َ‬
‫ه‪:‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ض إ ِل َي ْهِ فَي َ ُ‬ ‫ن ي َن ْهَ َ‬ ‫ريد ُ أ ْ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬فَي ُ ِ‬ ‫ب إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ه َبا ٌ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫من ْزِل ُ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما‬‫ه‪َ :‬‬ ‫لل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫قا ي َ ُ‬ ‫مَنافِ ً‬ ‫ن كافًِرا أوْ ُ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ه ِفي قَب ْرِهِ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫حل ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن وَي ُ ْ‬ ‫سك ْ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫شي ًْئا‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫ت الّنا َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪َ :‬ل أد ِْري ‪َ ،‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ؟ فَي َ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ل ِفي هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫ب إ َِلى‬ ‫ه َبا ٌ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ت وََل هُ ِ‬ ‫ت وََل ت َل َي ْ َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل د ََري ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ت ب ِهِ فَإ ِ ّ‬ ‫فْر َ‬ ‫ما إ ِذ ْ ك َ َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫ت ب َِرب ّ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ك ل َوْ آ َ‬ ‫ذا ل َ َ‬ ‫ه ‪ :‬هَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مط َْرا ِ‬
‫ق‬ ‫ه ِبال ْ ِ‬ ‫معُ ُ‬ ‫ق َ‬‫م يَ ْ‬ ‫ب إ َِلى الّنارِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ه َبا ٌ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ذا ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫ك ب ِهِ هَ َ‬ ‫ل أ َب ْد َل َ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ع َّز وَ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫قوْم ِ ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن " فَ َ‬ ‫قلي ْ ِ‬
‫ن غ َي َْر الث ّ َ َ‬ ‫خل ْقُ الل ّهِ ك ُل ّهُ ّ‬ ‫معَُها َ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫عن ْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫هي َ‬ ‫ة إ ِّل ِ‬ ‫مط َْرقَ ٌ‬ ‫ك ِفي ي َد ِهِ ِ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫م ع َل َي ْهِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫حد ٌ ي َ ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫‪َ ،‬‬
‫ر‬
‫قب ْ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت عَ َ‬ ‫ت " إ ِث َْبا ُ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫قوْ ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫الل ّهِ ‪ :‬ي ُث َب ّ ُ‬
‫‪559‬‬
‫ي‬
‫ق ّ‬ ‫ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ه‬
‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫طا َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫مَر ب ْ‬ ‫ت ع ََلى ع ُ َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬دَ َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فَر‬ ‫ن كَ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ت ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫ن‪،‬أ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ميَر ال ْ ُ‬ ‫جن ّةِ َيا أ ِ‬ ‫شْر ِبال ْ َ‬ ‫ت ‪ " :‬أب ْ ِ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ن فَ ُ‬ ‫ن ط ُعِ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ِ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫س وَقُب ِ َ‬ ‫ه الّنا ُ‬ ‫خذ َل َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫جاهَد ْ َ‬ ‫س وَ َ‬ ‫الّنا ُ‬
‫دا ‪،‬‬ ‫شِهي ً‬ ‫ت َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَقُت ِل َ ْ‬ ‫ك اث َْنا ِ‬ ‫خَلفَت ِ َ‬ ‫ف ِفي ِ‬ ‫خت َل ِ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ض ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ك َرا‬ ‫‪ ‬وَهُوَ ع َن ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ه غ َي ُْره ُ ‪ ،‬ل َوْ أ ّ‬ ‫ذي َل إ ِل َ َ‬ ‫ل ‪َ :‬والل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ي ‪ ،‬فَأع َد ْ ُ‬ ‫عد ْ ع َل َ ّ‬ ‫ل ‪ :‬أَ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫مط ّل َِع "‬ ‫َْ‬
‫ل ال ْ ُ‬ ‫ن هَوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ب ِهِ ِ‬ ‫ضاَء َلفْت َد َي ْ ُ‬ ‫فَراَء وَب َي ْ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ما ع َلى الْر ِ‬
‫َ‬ ‫ِلي َ‬
‫‪560‬‬

‫ي‬
‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫فا َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن ع ُث ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫فا َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫موَْلى ع ُث ْ َ‬ ‫ئ َ‬ ‫هان ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ة‬
‫جن ّ ُ‬ ‫ه ‪ :‬ت ُذ ْك َُر ال ْ َ‬ ‫ل لَ ُ‬‫قا ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫حي َت َ ُ‬ ‫ل لِ ْ‬ ‫حّتى ي َب ُ ّ‬ ‫كى َ‬ ‫ف ع ََلى قَب ْرٍ ب َ َ‬ ‫ذا وَقَ َ‬ ‫ه إِ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ذا ؟ َقا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كي ِ‬ ‫كي وَت َب ْ ِ‬ ‫َوالّناُر فََل ت َب ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ل اْل ِ‬ ‫قب َْر أ َوّ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫سُر ِ‬ ‫ما ب َعْد َه ُ أي ْ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬‫جا ِ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ فَ َ‬ ‫مَنازِ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ّ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ه " َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ل ع ُث ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫شد ّ ِ‬ ‫ما ب َعْد َه ُ أ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ي َن ْ ُ‬ ‫نل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪561‬‬
‫ه"‬ ‫من ْ ُ‬ ‫قب ُْر أفْظ َعُ ِ‬ ‫ط إ ِّل َوال ْ َ‬ ‫من ْظ ًَرا قَ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫‪َ :‬‬
‫حّتى‬ ‫قب ْرِ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ك ِفي ع َ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ما زِل َْنا ن َ ُ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫ن ع َل ِ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫كاث ُُر َ‬ ‫م الت ّ َ‬ ‫ت ألَهاك ُ ُ‬ ‫ن ََزل َ ْ‬
‫‪562‬‬
‫قاب َِر "‬ ‫م َ‬‫م ال َ‬ ‫حّتى ُزْرت ُ ُ‬
‫ل‪":‬إ َ‬
‫س ِفي قَب ْرِ ِ‬
‫ه‬ ‫جل َ ُ‬ ‫م ل ِي ُ ْ‬ ‫حد َك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫سُعود ٍ َر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حّيا‬ ‫ل ‪ :‬أَنا ع َب ْد ُ الل ّهِ َ‬ ‫مًنا َقا َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ؟ فَإ ِ ْ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫سا ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫جَل ً‬ ‫إِ ْ‬
‫ح‬ ‫ه ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه وَأ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مي ًّتا أ ْ‬
‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫سول ُ‬ ‫دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫شهَد ُ أ ّ‬ ‫ه إ ِل الل ُ‬ ‫ن ل إ ِل َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫سوَةٌ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ك ِ ْ‬ ‫جن ّةِ وَي ُن َّز ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬‫ه ِ‬ ‫كان َ ُ‬‫م َ‬ ‫ه فَي ََرى َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ِفي قَب ْرِهِ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ي)‪ ( 20‬حسن‬‫ق ّ‬ ‫قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ب ال َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت عَ َ‬ ‫‪ -‬إ ِث َْبا ُ‬ ‫‪559‬‬

‫ي )‪ ( 195‬صحيح‬‫ق ّ‬ ‫ْ‬
‫قب ْرِ ل ِلب َي ْهَ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت عَ َ‬ ‫‪ -‬إ ِث َْبا ُ‬ ‫‪560‬‬

‫ي )‪ (196‬حسن‬ ‫ق ّ‬ ‫ْ‬
‫قب ْرِ ل ِلب َي ْهَ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫َ‬
‫ت ع َذا ِ‬ ‫‪ -‬إ ِث َْبا ُ‬ ‫‪561‬‬

‫ي )‪ (197‬حسن‬ ‫ق ّ‬ ‫ْ‬
‫قب ْرِ ل ِلب َي ْهَ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت عَ َ‬ ‫إ ِث َْبا ُ‬ ‫‪562‬‬

‫‪250‬‬
‫ل ‪َ :‬ل أ َد ِْري ‪،‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ت ؟ فَي َ ُ‬ ‫ما أن ْ َ‬
‫َ‬
‫ه‪َ :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫كافُِر فَي ُ َ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫جن ّةِ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫سَها ِ‬ ‫ي َل ْب َ ُ‬
‫ف أ َضَلع ُه أوَ‬
‫ْ ْ ُ ْ‬ ‫خت َل ِ َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ضي ّقُ ع َل َي ْهِ قَب ُْره ُ َ‬ ‫لثا ً ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫تث ََ‬ ‫ه ‪َ :‬ل د ََري ْ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَي ُ َ‬
‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ه وَي َأك ُل ْن َ ُ‬ ‫شن َ ُ‬ ‫ب قَب ْرِهِ ي َن ْهَ ْ‬ ‫وان ِ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫حّيا ٌ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ه وَي ُْر َ‬ ‫ضَلع ُ ُ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ما ّ‬ ‫ت َت َ َ‬
‫‪563‬‬
‫ديد ٍ "‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َنارٍ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مٍع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَ ب َ َ‬ ‫ح قُ ِ‬ ‫صا َ‬ ‫جَزع َ فَ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ب ِري ً‬ ‫ي أط ْي َ ُ‬ ‫ن وَه ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ج نَ ْ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ل ‪ " :‬تَ ْ‬ ‫سى َقا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫ة ُ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫قاهُ ُ‬ ‫ن ي َت َوَفّوْن ََها فَت َل َ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ال ّ ِ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫صعَد ُ ب َِها ال ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَت َ ْ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَي َذ ْك ُُرون َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ‪ :‬فَُل ٌ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ؟ فَي َ ُ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ه‬‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَت ُ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حّيا َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّياك ُ ُ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫مل ِهِ فَي َ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ها ٌ‬ ‫ه ب ُْر َ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ب ت ََعاَلى وَوَ ْ‬ ‫ل ‪ :‬فَي َأِتي الّر ّ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫شرِقُ وَ ْ‬ ‫ماِء فَي ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫أب ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فة ِ ‪،‬‬ ‫جي َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ي أن ْت َ ُ‬ ‫ه وَه ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ج نَ ْ‬ ‫خُر ُ‬ ‫خُر فَت َ ْ‬ ‫ما اْل َ‬ ‫ل ‪ :‬وَأ ّ‬ ‫س َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ماِء ‪،‬‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫دو َ‬ ‫ة ُ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِك ٌ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫قاهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ي َت َوَفّوْن ََها فَت َل ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫ملئ ِك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صعَد ُ ب َِها ال َ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫مل ِ ِ‬ ‫سوَإ ِ ع َ َ‬ ‫ه ب ِأ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي َذ ْك ُُرون َ ُ‬ ‫ن ‪ :‬فَُل ٌ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ؟ فَي َ ُ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫شيًئا ‪ ،‬فَ َ َ َ‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫قَرأ أُبو ُ‬ ‫ه َ ْ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ظ َل ْ َ‬ ‫دوه ُ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫دوه ُ ُر ّ‬ ‫ن ‪ُ :‬ر ّ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ل ‪ :‬فَي َ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫‪564‬‬
‫ط"‬ ‫خَيا ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫س ّ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫حّتى ي َل ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ه َل ي َد ْ ُ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫َ‬
‫ل إ َِلى أِبي‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ة َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مي ُْر ب ْ ُ‬ ‫حد ّث َِني ع ُ َ‬ ‫طاٍء ‪َ ،‬‬ ‫ن ي َعَْلى ب ْن ع َ َ‬
‫ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ك قَد ْ‬ ‫داِء ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا أَبا الد ّْر َ‬ ‫قا َ‬ ‫ض ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ري ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَهُوَ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫داِء َر ِ‬ ‫الد ّْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬
‫ك ب ِهِ‬ ‫ه ب ِهِ وَأذ ْك ُُر َ‬ ‫فعُِني الل ّ ُ‬ ‫مرٍ ي َن ْ َ‬ ‫مْرِني ب ِأ ْ‬ ‫ق الد ّن َْيا ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ح فَِرا‬ ‫ِ‬ ‫جَنا‬ ‫ت ع ََلى َ‬ ‫ح َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫مال ِ َ‬ ‫كاة َ َ‬ ‫صَلة َ وَأ َد ّ َز َ‬ ‫ّ‬ ‫مَعاَفاةٍ فَأ َقِم ِ ال‬ ‫مة ٍ ُ‬ ‫نأ ّ‬
‫ك بي ُ‬
‫ل ‪ " :‬إ ِن ّ َ َ ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫‪ ،‬فَ َ‬
‫ل ع ََلى‬ ‫َ‬ ‫حش ‪ ،‬ث ُ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫لَ َ‬
‫ج ُ‬ ‫عاد َ الّر ُ‬ ‫شْر ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫م أب ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫وا ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫جت َن ِ ِ‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َر َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫م اع ْ ِ‬ ‫س ثُ ّ‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫داِء ‪ :‬ا ْ‬ ‫ل أُبو الد ّْر َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫داِء َر ِ‬ ‫أِبي الد ّْر َ‬
‫َْ‬ ‫ك ‪ ،‬أ َي َ‬ ‫أ َُقو ُ‬
‫ن ِفي‬ ‫ض ذ َِراع َي ْ ِ‬ ‫ض إ ِّل ع َْر َ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫س لَ َ‬ ‫ن ي َوْم ٍ ل َي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ل لَ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ن فَِراقَ َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫كاُنوا َل ي ُ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ك أ َهْل ُ َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫ل أ َْرب َعَةِ أ َذ ُْرٍع ؟ أ َقْب َ َ‬ ‫طو ِ‬ ‫ُ‬
‫م أك ْث َُروا ع َل َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ك الت َّرا َ‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ك ال ْب ُن َْيا َ‬ ‫قُنوا ع َل َي ْ َ‬ ‫ك فَأت ْ َ‬ ‫وان ُ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫ساؤ ُ َ‬ ‫جل ُ َ‬ ‫وَ ُ‬
‫من ْك ٌَر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مل َ َ‬ ‫جاَء َ‬ ‫كو َ‬ ‫ت ََر ُ‬
‫ما ُ‬ ‫ماؤ ُهُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن‪،‬أ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫جعْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أْزَرَقا ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫سو َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫كا َِ‬ ‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ت؟أ ْ‬ ‫ذا ك ُن ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫ت؟أ ْ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫سأَل َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ثُ ّ‬ ‫سا َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫كيٌر ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫وَن َ ِ‬
‫س َقاُلوا‬ ‫َ‬
‫ت الّنا َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما أد ِْري ‪َ ،‬‬ ‫ت ‪َ :‬والل ّهِ َ‬ ‫ن قُل ْ َ‬ ‫ل ؟ فَإ ِ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ل ِفي هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫مد ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت‪ُ :‬‬ ‫ن قُل ْ َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫وي َ‬ ‫ت وَهَ ِ‬ ‫قد ْ َوالل ّهِ َرِدي َ‬ ‫س ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل الّنا ِ‬ ‫ت قَوْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫قَوًْل فَ ُ‬
‫ت‬‫جو ْ َ‬ ‫قد ْ َوالل ّهِ ن َ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ب ِهِ وَب ِ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه َفآ َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ك َِتاب َ ُ‬ ‫ل الل ّهِ أ َن َْز َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ما ت ََرى ِ‬ ‫معَ َ‬ ‫ن الل ّهِ ت ََعاَلى َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك إ ِّل ب ِت َث ِْبي ٍ‬ ‫طيعَ ذ َل ِ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫وَهُ ِ‬
‫‪565‬‬
‫ف"‬ ‫وي ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫شد ّةِ َوالت ّ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عيذ ُهُ‬ ‫م إ ِّني أ ِ‬ ‫ل ‪ " :‬اللهُ ّ‬ ‫س ثُ ّ‬ ‫فو ٍ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫صلى ع َلى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪566‬‬
‫قب ْرِ "‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫)‪ ( 198‬حسن‬ ‫ي‬


‫ق ّ‬ ‫ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬ ‫قب ْرِ‬
‫ال َ‬ ‫ب‬
‫ذا ِ‬ ‫عَ َ‬ ‫إ ِث َْبا ُ‬
‫ت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪563‬‬

‫)‪ (199‬حسن‬ ‫ي‬‫ق ّ‬ ‫ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬ ‫ر‬


‫قب ِْ‬ ‫ال َ‬ ‫ب‬‫ذا ِ‬ ‫عَ َ‬ ‫ت‬‫إ ِث َْبا ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪564‬‬

‫)‪ ( 200‬حسن‬ ‫ي‬ ‫ق ّ‬ ‫ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬ ‫قب ْرِ‬ ‫ال َ‬ ‫ب‬ ‫ذا ِ‬ ‫عَ َ‬ ‫ت‬ ‫إ ِث َْبا ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪565‬‬

‫)‪ (201‬صحيح‬ ‫ي‬ ‫ق ّ‬ ‫ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬ ‫ر‬


‫قب ِْ‬ ‫ال َ‬ ‫ب‬ ‫ذا ِ‬ ‫عَ َ‬ ‫ت‬ ‫إ ِث َْبا ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪566‬‬

‫‪251‬‬
‫ط ع َل َي ْهِ ِفي قَب ْرِ ِ‬
‫ه‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫كافَِر ي ُ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ت ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫ه ع َن َْها َقال َ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ضْ َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫وعن َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م فَي َأك ُ ُ‬
‫ل‬ ‫ح ُ‬‫سى الل ّ ْ‬ ‫م ي ُك ْ َ‬ ‫جل ِهِ ث ُ ّ‬ ‫سهِ إ َِلى رِ ْ‬ ‫ن َرأ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫جاع ٌ أقَْرع ُ ‪ ،‬فَي َأك ُ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ُ‬
‫مك ٌْر ل َ َ‬ ‫ْ‬
‫‪567‬‬
‫ك"‬ ‫ذا َ‬ ‫سهِ ‪ ،‬فَهَ َ‬ ‫جل ِهِ إ َِلى َرأ ِ‬ ‫ن رِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫نعيم القبر وعذابه يكون للروح والبدن جميعا ‪ ،‬فتنعم الروح أو تعذب‬
‫متصلة بالبدن فيكون النعيم والعذاب عليهما جميعا ‪،‬كما أنه قد تنعم‬
‫الروح أو تعذب أحيانا منفصلة عن البدن ‪ ،‬فيكون النعيم أو العذاب‬
‫للروح منفردا عن البدن ‪ .‬وقد دلت على هذا النصوص وعليه اتفق أهل‬
‫السنة والجماعة ‪ ،‬خلفا لمن زعم أن عذاب القبر ونعيمه يكون للروح‬
‫فقط على كل حال ول يتعلق بالبدن ‪.‬‬
‫وقد دلت هذه الحاديث على وقوع النعيم أو العذاب في القبر على‬
‫الروح والجسد جميعا ففي قول النبي ‪ » : ‬إن العبد إذا وضع في‬
‫القبر « دللة ظاهرة على هذا إذ لفظ )العبد( مسمى للروح والجسد‬
‫جميعا ‪ ،‬وكذلك تصريحه بإعادة الروح إلى الجسد عند السؤال كما في‬
‫حديث البراء بن عازب هذا مع ما جاء في الحديثين من اللفاظ التي‬
‫هي من صفات الجسد كقوله ‪ » :‬يسمع قرع نعالهم « )فيقعدانه( ‪» ،‬‬
‫ويضرب بمطارق من حديد «» فيصيح صيحة « ‪ ،‬فإن هذا كله يفيد أن‬
‫ما يحصل في القبر من النعيم أو العذاب متعلق بالروح والجسد‬
‫جميعهما‬
‫هذا مع أنه قد جاء في بعض النصوص ما يفيد أن النعيم أو العذاب قد‬
‫يقع على الروح منفردة في بعض الحوال على ما جاء في حديث عبد‬
‫الله بن عباس رضي الله عنهما قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ » : ‬لما‬
‫أصيب إخوانكم يعني يوم أحد ‪ -‬جعل الله أرواحهم في أجواف طير‬
‫خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في‬
‫ظل العرش «أخرجه أحمد والحاكم وهو صحيح ‪.‬‬
‫فتلخص من هذا أن النعيم والعذاب يقع على الروح والجسد جميعا في‬
‫القبر وقد تنفرد الروح بهذا أحيانا ‪ .‬قال بعض الئمة المحققين في‬
‫السنة في تقرير هذه المسألة ‪) :‬والعذاب والنعيم على النفس والبدن‬
‫جميعا باتفاق أهل السنة والجماعة ‪ ،‬تنعم النفس وتعذب منفردة عن‬
‫البدن ‪ ،‬وتعذب متصلة بالبدن والبدن متصل بها ‪ ،‬فيكون النعيم والعذاب‬
‫عليهما في هذه الحال مجتمعتين كما يكون للروح منفردة عن البدن( ‪.‬‬
‫س الل ّ ُ‬ ‫سَلم ِ ابن تيمية ‪ - :‬قَد ّ َ‬ ‫خ اْل ِ ْ‬ ‫شي ْ ُ‬‫ل َ‬ ‫سئ ِ َ‬
‫‪568‬‬
‫ن‬ ‫صرِ ‪ -‬ع َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه وَهُوَ ب ِ ِ‬ ‫ح ُ‬‫ه ُرو َ‬ ‫و ُ‬
‫ن أوْ ع ََلى الن ّ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دو َ‬‫س؛ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫س َوال ْب َد َ ِ‬‫ف َِ‬ ‫ل هُوَ ع ََلى الن ّ ْ‬ ‫قب ْرِ " ‪ .‬هَ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫" عَ َ‬
‫ح إَلى‬ ‫ت الّرو ُ‬ ‫عاد َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مي ًّتا ؟ وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حّيا أ ْ‬ ‫ب ِفي قَب ْرِهِ َ‬ ‫ت ي ُعَذ ّ ُ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ن ؟ َوال ْ َ‬ ‫ال ْب َد َ ِ‬
‫ك‬‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ب َوالن ِّعيم ِ ؟ أ َوْ ي َ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ِفي ال ْعَ َ‬ ‫كا ِ‬‫شاَر َ‬ ‫ل ي َت َ َ‬ ‫م ت َعُد ْ فَهَ ْ‬ ‫م لَ ْ‬
‫َ‬
‫سد ِ أ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن اْل َ‬ ‫َ‬
‫خرِ ؟‬ ‫دو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫حد ِه ِ َ‬ ‫ع ََلى أ َ‬
‫َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫واه ُ آ ِ‬ ‫مث ْ َ‬‫ه وَ َ‬ ‫قل َب َ ُ‬
‫من ْ َ‬‫س ُ‬ ‫فْرد َوْ ِ‬ ‫ة ال ْ ِ‬ ‫جن ّ َ‬
‫ل َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫جا َ‬ ‫فَأ َ‬
‫ميًعا‬ ‫ج ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س َوال ْب َد َ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ع ََلى الن ّ ْ‬ ‫ب َوالن ِّعي ُ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ل ال ْعَ َ‬ ‫ن ‪ :‬بَ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي )‪ (202‬صحيح موقوف‬ ‫قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ق ّ‬ ‫ب ال َ‬
‫ذا ِ‬ ‫‪ -‬إ ِث َْبا ُ‬
‫ت عَ َ‬ ‫‪567‬‬

‫‪ -‬مجموع الفتاوى ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ (282‬فما بعدها‬ ‫‪568‬‬

‫‪252‬‬
‫فا َ‬
‫ن‬ ‫ن ال ْب َد َ ِ‬ ‫فرِد َة ً ع َ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ب ُ‬ ‫س وَت ُعَذ ّ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫ماع َةِ ت َن ْعَ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫سن ّةِ َوال ْ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ق أهْ ِ‬ ‫ِبات ّ َ ِ‬
‫ما‬ ‫ب ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م َوال ْعَ َ‬ ‫ن الن ِّعي ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل ب َِها فَي َ ُ‬ ‫ص ٌ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن َوال ْب َد َ ُ‬ ‫ة ِبال ْب َد َ ِ‬ ‫صل َ ً‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫وَت ُعَذ ّ ُ‬
‫ن ‪ .‬وَهَ ْ‬
‫ل‬ ‫ن ال ْب َد َ ِ‬ ‫فرِد َة ً ع َ ْ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ِللّرو ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫مِعي َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ِفي هَذ ِهِ ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫شُهوَرا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا ِفيهِ قَوَْل ِ‬ ‫ح ؟ هَ َ‬
‫َ‬ ‫ن الّرو ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫م ل ِل ْب َد َ ِ‬ ‫ب َوالن ِّعي ُ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ْ‬ ‫شاذ ّة ٌ ل َي ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫وا ٌ‬ ‫سأل َةِ أقْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سن ّةِ َوال ْك ََلم ِ ‪،‬وَِفي ال ْ َ‬ ‫ث َوال ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ِلهْ ِ‬
‫ب َل‬ ‫م َوال ْعَ َ‬ ‫أ َقْوا َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن الن ِّعي َ‬ ‫ل‪:‬إ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ث ؛ قَوْ ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫سن ّةِ َوال ْ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫قول ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫كون إّل ع ََلى الروح ؛ وأ َ‬
‫ه"‬ ‫ذا ت َ ُ‬ ‫ب ‪ .‬وَهَ َ‬ ‫َُّ ُ َ َُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫َ ّ َ َ َ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫يَ ُ ُ‬
‫ن‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ماِع ال ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫فاٌر ب ِإ ِ ْ‬ ‫ن ؛ وَهَؤ َُلِء ك ُ ّ‬ ‫دا ِ‬ ‫مَعاد ِ اْل َب ْ َ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫من ْك ُِرو َ‬ ‫ة " ال ْ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫س َ‬ ‫فَل ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‪:‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ‪ :‬ال ّ ِ‬ ‫معْت َزِل َةِ وَغ َي ْرِه ِ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل ال ْك ََلم ِ " ِ‬ ‫ن " أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ك َِثيٌر ِ‬ ‫قول ُ ُ‬ ‫وَي َ ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قُبورِ ‪ .‬وَقَوْ ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫قَيام ِ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫خ وَإ ِن ّ َ‬ ‫ك ِفي الب َْرَز ِ‬
‫ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫َل ي َ ُ‬
‫حَياة ُ وَهَ َ‬
‫ذا‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ح هِ َ‬ ‫ما الّرو ُ‬ ‫ب وَإ ِن ّ َ‬ ‫م وََل ت ُعَذ ّ ُ‬ ‫ها َل ت ُن َعّ ُ‬ ‫فَرد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح بِ ُ‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫ل‪:‬إ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب أِبي ال ْ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫معْت َزِل َةِ وَأ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل ال ْك ََلم ِ ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وائ ِ ُ‬ ‫ه طَ َ‬ ‫قول ُ ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫كال ْ َ‬ ‫اْل ْ‬ ‫َ‬
‫قى ب َعْد َ‬ ‫ح ت َب ْ َ‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ؛ وَي ُن ْك ُِرو َ‬ ‫ضي أِبي ب َك ْرٍ وَغ َي ْرِه ِ ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫شعَرِيّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مَعاِلي الجويني‬ ‫سَتاذ ُ أُبو ال ْ َ‬ ‫ه اْل ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫خال َ َ‬ ‫ل؛ َ‬ ‫ل َباط ِ ٌ‬ ‫ذا قَوْ ٌ‬ ‫ن ‪ .‬وَهَ َ‬ ‫ق ال ْب َد َ ِ‬ ‫فَِرا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ح‬‫ن الّرو َ‬ ‫مة ِ أ ّ‬ ‫ف اْل ّ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫فا ِ‬ ‫سن ّةِ َوات ّ َ‬ ‫ب َوال ّ‬ ‫ت ِفي ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل قَد ْ ث َب َ َ‬ ‫وَغ َي ُْره ُ ؛ ب َ ْ‬
‫قى بعد فراق ال ْبدن وأ َنها منعم ٌ َ‬
‫ة " اللهيون‬ ‫ف ُ‬ ‫س َ‬ ‫فَل ِ‬ ‫ة ‪َ " .‬وال ْ َ‬ ‫معَذ ّب َ ٌ‬ ‫ة أوْ ُ‬ ‫َْ َ ِ َ ِ َ َ ِ َ َّ ُ َّ َ‬ ‫ت َب ْ َ‬
‫َ‬
‫مَعاد ِ اْلب ْ َ‬ ‫ن وَهَؤ َُلِء ي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫مَعاد َ اْلب ْ َ‬
‫ن؛‬ ‫دا ِ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫قّرو َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ي ُن ْك ُِرو َ‬ ‫ذا ل َك ِ ْ‬ ‫ن ب ِهَ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن ؛ وَك َِل ال ْ َ َ‬ ‫ن اْلب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫مَعاد َ اْلْرَوا‬ ‫َ‬
‫ن‬‫قوْلي ْ ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ذاب ََها ب ِ ُ‬ ‫مَها وَع َ َ‬ ‫ح وَن َِعي َ‬ ‫ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ي ُن ْك ُِرو َ‬
‫ٌ‬ ‫ل َك ِ ْ‬
‫فة أ َبعد ع َن أ َقْوا َ‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫سَلم ِ وَإ ِ ْ‬ ‫ل اْل ِ ْ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫س َ ِ َْ ُ‬ ‫فَل ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن قَوْ َ‬ ‫ل ل َك ِ ّ‬ ‫ضَل ٌ‬ ‫خط َأ وَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن أن ّ ُ‬ ‫ن ي َظ ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫سل ِ‬
‫دين اْل ِ ْ َ‬
‫ك بِ ِ ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫م ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫قد ُ أن ّ ُ‬ ‫ن ي َعْت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ع َل َي ْهِ َ‬ ‫قه ُ ْ‬ ‫وافِ ُ‬ ‫قَد ْ ي ُ َ‬
‫ق َوال ْك ََلم ِ ‪.‬‬ ‫م َ‬
‫قي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف َوالت ّ ْ‬ ‫صو ّ ِ‬ ‫معْرِفَةِ َوالت ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫م وََل‬ ‫س ِفيهِ ن َِعي ٌ‬ ‫خ ل َي ْ َ‬ ‫ن ال ْب َْرَز َ‬ ‫لإ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫شاذ ّ ‪ .‬قَوْ ُ‬ ‫ث ‪ :‬ال ّ‬ ‫ل الّثال ِ ُ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ة ال ْك ُب َْرى ك َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫قو َ‬ ‫حّتى ت َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل َل ي َ ُ‬ ‫ب بَ ْ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫عَ َ‬
‫ه ب َِناًء ع ََلى‬ ‫م ُ‬ ‫قب ْرِ وَن َِعي َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ن ي ُن ْك ُِرو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫حوِه ِ ْ‬ ‫معْت َزِل َةِ وَن َ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫قول ُ ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫مي ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ب ‪ .‬فَ َ‬ ‫م وََل ي ُعَذ ّ ُ‬ ‫ن َل ي ُن َعّ ُ‬ ‫ن ال ْب َد َ َ‬ ‫ن وَأ ّ‬ ‫ق ال ْب َد َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قى ب َعْد َ فَِرا‬ ‫ح َل ت َب ْ َ‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫فةِ ؛ ِلن ّهُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫فَل ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫خ ل َك ِن ّهُ ْ‬ ‫مرِ الب َْرَز ِ‬
‫ْ‬ ‫ل ِفي أ ْ‬ ‫ضَل ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫فت َي ْ ِ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫هَؤ َُلِء ال ّ‬
‫مةِ ال ْك ُب َْرى‪.‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫ن ِبال ْ ِ‬ ‫قّرو َ‬ ‫يُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫سل ِ‬ ‫ب" َ‬ ‫مذ ْهَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ة فَلي ُعْل ْ‬ ‫ة الَباط ِل َ‬ ‫ل الث ّلث َ َ‬ ‫وا َ‬ ‫ذا ع ََرْفت هَذ ِهِ القْ َ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ُ‬
‫ل‬ ‫ح ُ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ب وَأ ّ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ن ِفي ن َِعيم ٍ أوْ ع َ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ت يَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫تإ َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مت َِها " أ ّ‬ ‫وَأئ ِ ّ‬
‫ة وَأ َن َّها‬ ‫معَذ ّب َ ً‬ ‫ة أوْ ُ‬
‫فارقَة ال ْبدن منعم ً َ‬
‫م َ َ ِ َ َ ِ ُ َّ َ‬ ‫قى ب َعْد َ ُ‬ ‫ح ت َب ْ َ‬ ‫ن الّرو َ‬
‫َ‬
‫حهِ وَل ِب َد َن ِهِ وَأ ّ‬ ‫ل ُِرو ِ‬
‫ذا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ن ي َوْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫مإ َ‬ ‫ب ‪ .‬ثُ ّ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م َوالعَ َ‬ ‫معََها الن ِّعي ُ‬ ‫ه َ‬ ‫لل ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫حَياًنا فَي َ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ل ِبالب َد َ ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ت َت ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫م ل َِر ّ‬ ‫ن قُُبورِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫موا ِ‬ ‫ها وََقا ُ‬ ‫ساد ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ح إَلى أ ْ‬ ‫ت اْلْرَوا ُ‬ ‫عيد َ ِ‬ ‫مةِ ال ْك ُب َْرى أ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫صاَرى‬ ‫ن َوال ْي َُهود ِ َوالن ّ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ ال ْ ُ‬ ‫فقٌ ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫مت ّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫مَعاد ُ اْل َب ْ َ‬ ‫ن ‪ .‬وَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ال َْعال َ ِ‬
‫سن ّةِ ‪.‬‬ ‫ث َوال ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ماِء ال ْ َ‬ ‫عن ْد َ ع ُل َ َ‬ ‫فقٌ ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫مت ّ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ذا ك ُل ّ ُ‬ ‫وَهَ َ‬
‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ف ٌ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫ب ؟ أث ْب َ َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫و َ‬ ‫ْ‬ ‫مأ‬ ‫عي ٌ‬ ‫ح نَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن الّرو‬ ‫دو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن ل ِل ْب َدَ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ث عَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬
‫ذا ِ‬ ‫حاِدي ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ما ذ َكْرَناه ُ فأ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ي ُب َي ّ ُ‬ ‫ن ن َذ ْكُر َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ‪ .‬وَن َ ْ‬ ‫م وَأن ْكَره ُ أكثُرهُ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ي ‪، ‬وذكر بعض‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫وات َِرة ٌ ع َ ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫كيرٍ فَك َِثيَرة ٌ ُ‬ ‫من ْك َرٍ وَن َ ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫سأل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قب ْرِ وَ َ‬ ‫ال َ‬
‫ح‬
‫صّر َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫الحاديث النفة الذكر ‪....‬وقال بعد حديث البراء الطويل ‪ :‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫ضَل ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ِفي أ ّ‬ ‫ذا ب َي ّ ٌ‬ ‫عهِ وَهَ َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫خت َِل ِ‬ ‫سد ِ وَِبا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ح إَلى ال ْ َ‬ ‫عاد َةِ الّرو ِ‬ ‫ث ب ِإ ِ َ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪253‬‬
‫ث ال ْب ََراءِ ِفي‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ‪ .‬وَقَد ْ ُروِيَ ِ‬ ‫معَي ْ ِ‬ ‫جت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ََوال ْب َد َ ِ‬ ‫ب ع َلى الّرو ِ‬
‫َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫َ‬ ‫سأل َةِ َوالن ِّعيم ِ َوال ْعَ َ‬
‫ه ِفي‬ ‫ديث ُ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب َرَواه ُ أُبو هَُري َْرة َ وَ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح َوال ْ َ‬ ‫ض الّرو ِ‬ ‫قَب ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫من َْها ‪ :‬أ ّ‬ ‫م‪ِ :‬‬ ‫ن ال ْعِل ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫واع ٌ ِ‬ ‫ث أن ْ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫في هَ َ‬ ‫ه‪ .‬فَ ِ‬ ‫سن َد ِ وَغ َي ْرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫صعَد ُ وَت َن ْزِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن ؛ وَأن َّها ت َ‬ ‫مي َ‬ ‫مت َك َل ّ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ضّل ِ‬ ‫خَلًفا ل ِ ُ‬ ‫ن؛ ِ‬ ‫فاَرقَةِ ال ْب َد َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫قى ب َعْد َ ُ‬ ‫ت َب ْ َ‬
‫ل فَينعم أوَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سأ ُ ُ َ ّ ْ ُ ْ‬ ‫ت يُ ْ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن وَأ ّ‬ ‫فةِ ؛ وَأن َّها ت َُعاد ُ إَلى ال ْب َد َ ِ‬ ‫س َ‬ ‫فَل ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ضّل‬ ‫خَلًفا ل ِ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ئ ي َأِتي ِ‬ ‫سي ّ َ‬ ‫ح أوْ ال ّ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ل وَِفيهِ أ ّ‬ ‫ؤا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ه أهْ ُ‬ ‫ل ع َن ْ ُ‬ ‫سأ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ب كَ َ‬ ‫ي ُعَذ ّ ُ‬
‫َ‬
‫حة ٍ ‪.‬‬ ‫سن َةٍ أوْ قَِبي َ‬ ‫ح َ‬ ‫صوَرةٍ َ‬ ‫ِفي ُ‬
‫ضَل ِ‬ ‫َ‬ ‫خت َِل ُ‬
‫عهِ وَغ َي ُْر‬ ‫فأ ْ‬ ‫ث ِفيهِ ا ْ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫وقال تعليقا على حديث آخر ‪ :‬وَهَ َ‬
‫ك مما يبي َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ه ي ُعَذ ّ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ن ال ْب َد َ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ذ َل ِ َ ِ ّ ُ َ ّ ُ‬
‫َ‬ ‫قد ْ أ َ ْ‬
‫ذي ِفي‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫معَ ال ْب َد َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح ت ُن َعّ ُ‬ ‫ن الّرو َ‬ ‫صأ ّ‬ ‫صو ُ‬ ‫ت هَذ ِهِ الن ّ ُ‬ ‫خب ََر ْ‬ ‫ثم قال ‪ " :‬فَ َ‬
‫ذا‬ ‫حقّ ‪ .‬وَهَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ها وَك َِلهُ َ‬ ‫حد َ َ‬ ‫جن ّةِ وَ ْ‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬ ‫ما ت ُن َعّ ُ‬ ‫ه ‪ -‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫قب ْرِ ‪ -‬إ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ما‬‫م ّ‬ ‫صائ ِهِ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫ذا ال ْوَقْ ُ‬ ‫ضيقُ هَ َ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫ث َواْلَثارِ َ‬ ‫حاِدي ِ‬ ‫ن اْل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِفيهِ ِ‬ ‫ال َْبا ُ‬
‫يبي َ‬
‫ما‬ ‫ك ‪ -‬كَ َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ب‪-‬إ َ‬ ‫م وَت ُعَذ ّ ُ‬ ‫قُبورِ ت ُن َعّ ُ‬ ‫ن ال ِّتي ِفي ال ْ ُ‬ ‫دا َ‬ ‫ن اْل َب ْ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫َُّ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مَر‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ة ‪ .‬وَل ِهَ َ‬ ‫معَذ ّب َ ٌ‬ ‫ة وَ ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫من َعّ َ‬ ‫ن وَ ُ‬ ‫فاَرقَةِ الب َد َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ب َعْد َ ُ‬ ‫ح َباقِي َ ٌ‬ ‫ن الْرَوا َ‬ ‫شاُء وَأ ّ‬ ‫يَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن } أن ّ ُ‬ ‫سن َ ِ‬ ‫ح َوال ّ‬ ‫ِ‬ ‫حي‬ ‫ص ِ‬ ‫ت ِفي ال ّ‬ ‫ما ث َب َ َ‬ ‫موَْتى ك َ َ‬ ‫سَلم ِ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ي ‪ِ ‬بال ّ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ل الد َّيارِ ِ‬
‫ْ‬ ‫م ع ََلى أهْ ِ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫قوُلوا ‪ :‬ال ّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫قُبوَر أ ْ‬ ‫ذا َزاُروا ال ْ ُ‬ ‫هإ َ‬ ‫حاب َ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ي ُعَل ّ ُ‬
‫ن وَإ ِّنا‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ست َأ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مّنا َوال ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫قد ِ ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن وَي َْر َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫حّتى‬ ‫ك َ‬ ‫س ذ َل ِ َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ف ل ِك َِثيرِ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ن «‪.‬وَقَد ِ ان ْك َ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ل َل َ ِ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬
‫ن ِفي‬ ‫م ي ُعَذ ُّبو َ‬ ‫م ب ِعُُيون ِهِ ْ‬ ‫م وََرأوْهُ ْ‬ ‫ن ِفي قُُبورِه ِ ْ‬ ‫معَذ ِّبي َ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫مُعوا َ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ع َلى‬ ‫دائ ِ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ن ي َكو َ‬ ‫ب ذ َل ِك أ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ل يَ ِ‬ ‫معُْروفَةٍ ‪ ،‬وَلك ِ ْ‬ ‫م ِفي آَثارٍ كِثيَرةٍ َ‬ ‫قُُبورِه ِ ْ‬
‫َ‬
‫ل ‪ .‬وَِفي‬ ‫حا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جوُز أ ْ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ت ؛ بَ ْ‬ ‫ل وَقْ ٍ‬ ‫ن ِفي ك ُ ّ‬ ‫ال ْب َد َ ِ‬
‫ك قَت َْلى ب َد ْرٍ ث َل ًَثا‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬ت ََر َ‬ ‫سو َ‬ ‫حيحين ع َن أ َنس بن مال ِ َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫كأ ّ‬ ‫ْ َ ِ ْ ِ َ ٍ‬ ‫صَ ِ َ ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ة بْ َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫شام ٍ َيا أ َ‬ ‫ن هِ َ‬ ‫ل بْ َ‬ ‫جه ْ ِ‬ ‫ل » َيا أَبا َ‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫داهُ ْ‬ ‫م فََنا َ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫م أَتاهُ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬
‫م‬‫ما وَع َد َ َرب ّك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جد ْت ُ ْ‬ ‫س قَد ْ وَ َ‬ ‫ة أل َي ْ َ‬ ‫ن َرِبيعَ َ‬ ‫ة بْ َ‬ ‫شي ْب َ َ‬ ‫ة َيا َ‬ ‫ن َرِبيعَ َ‬ ‫ة بْ َ‬ ‫ف َيا ع ُت ْب َ َ‬ ‫خل َ ٍ‬ ‫َ‬
‫ى ‪- -‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫مُر قَوْ َ‬ ‫معَ ع ُ َ‬ ‫س ِ‬ ‫قا «‪ .‬فَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما وَع َد َِنى َرّبى َ‬ ‫ت َ‬ ‫جد ْ ُ‬ ‫قا فَإ ِّنى قَد ْ وَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫فوا َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ذى‬ ‫ل » َوال ِ‬ ‫جي ّ ُ‬ ‫جيُبوا وَقَد ْ َ‬ ‫مُعوا وَأّنى ي ُ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫ل اللهِ كي ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جيُبوا‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قد ُِرو َ‬ ‫م ل َ يَ ْ‬ ‫م وَل َك ِن ّهُ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما أُقو ُ‬ ‫معَ ل ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ب ِأ ْ‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬ ‫سى ب ِي َد ِهِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جاه ُ ِفي‬ ‫خَر َ‬ ‫ب ب َد ٍْر‪.‬وَقَد ْ أ ْ‬ ‫قوا ِفى قَِلي ِ‬ ‫حُبوا فَأل ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م فَ ُ‬ ‫مَر ب ِهِ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫«‪ .‬ث ُ ّ‬
‫ي ‪ ‬ع ََلى‬ ‫ف الن ّب ِ ّ‬ ‫ل ‪ :‬وَقَ َ‬ ‫ما ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر َر ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬
‫م ال َ‬ ‫ل ‪ " :‬إ ِن ّهُ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫قا " ث ُ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما وَع َد َ َرب ّك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جد ْت ُ ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ل ‪ " :‬هَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ب ب َد ْرٍ فَ َ‬ ‫قَِلي ِ‬
‫َ‬
‫ي ‪":‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ت ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ة ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ل " ‪ ،‬فَذ ُك َِر ل َِعائ ِ َ‬ ‫ما أُقو ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك لَ‬ ‫ت إ ِن ّ َ‬ ‫م قََرأ ْ‬ ‫حقّ " ث ُ ّ‬ ‫م هُوَ ال َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ت أُقو ُ‬ ‫ذي ك ُن ْ ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ل َي َعْل َ ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫إ ِن ّهُ ُ‬
‫َ‬
‫ة‪.‬‬ ‫ت الي َ َ‬ ‫حّتى قََرأ ْ‬ ‫موَْتى َ‬ ‫معُ ال َ‬ ‫س ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫َ‬ ‫وَأ َهْ ُ‬
‫ن‬ ‫س َواب ْ ُ‬ ‫ما َرَواه ُ أن َ ٌ‬ ‫حة ِ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫قوا ع ََلى ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫سن ّةِ ‪ :‬ات ّ َ‬ ‫ث َوال ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ال ْعِل ْم ِ ِبال ْ َ‬
‫ة وَأ َُبو‬ ‫ح َ‬ ‫ن أِبي ط َل ْ َ‬
‫ك عَ َ‬
‫ْ‬ ‫سا َرَوى ذ َل ِ َ‬ ‫ن أن َ ً‬
‫شهدا بدرا فَإ َ‬
‫ِ ّ‬ ‫م يَ ْ َ َ َ ْ ً‬ ‫كاَنا ل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مَر وَإ ِ ْ‬ ‫عُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أِبى‬ ‫س عَ ْ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫حه ِ ع َ ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ما َرَوى البخاري ِفي َ‬ ‫شهِد َ ب َد ًْرا ‪ .‬ك َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ح َ‬ ‫ط َل ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ط َل ْح َ َ‬
‫صَناِديدِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جل ً ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ب َد ْرٍ ب ِأْرب َعَةٍ وَ ِ‬ ‫مَر ي َوْ َ‬ ‫ى الل ّهِ ‪ -  -‬أ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ن َب ِ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ث ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا ظهََر‬ ‫ن إِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫خب ِ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ث ُ‬ ‫خِبي ٍ‬ ‫واِء ب َد ْرٍ َ‬ ‫ن أط َ‬ ‫م ْ‬ ‫قذ ُِفوا ِفى طوِىّ ِ‬ ‫ش فَ ُ‬ ‫قَُري ْ ٍ‬

‫‪254‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَر‬ ‫ث‪،‬أ َ‬ ‫م الّثال ِ َ‬ ‫ن ب ِب َد ْرٍ ال ْي َوْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫ث ل ََيا ٍ‬ ‫صةِ ث َل َ َ‬ ‫م ِبال ْعَْر َ‬ ‫ع ََلى قَوْم ٍ أَقا َ‬
‫شى واتبع َ‬
‫ما ن َُرى‬ ‫ه وََقاُلوا َ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫َ ََّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫حل َُها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫شد ّ ع َل َي َْها َر ْ‬ ‫حل َت ِهِ فَ ُ‬ ‫ب َِرا ِ‬
‫م‬
‫ل ي َُناِديهِ ْ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ى ‪ ،‬فَ َ‬ ‫فةِ الّرك ِ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫حّتى َقا َ‬ ‫جت ِهِ ‪َ ،‬‬ ‫حا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ي َن َْطل ِقُ إ ِل ّ ل ِب َ َعْ ِ‬
‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ن فُل َ ٍ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وََيا فُل َ ُ‬ ‫ن فُل َ ٍ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫م » َيا فُل َ ُ‬ ‫ماِء آَبائ ِهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫مائ ِهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قا ‪،‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ما وَع َد ََنا َرب َّنا َ‬ ‫جد َْنا َ‬ ‫ه فَإ ِّنا قَد ْ وَ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫م الل ّ َ‬ ‫م أط َعْت ُ ُ‬ ‫م أن ّك ُ ْ‬ ‫سّرك ُ ْ‬ ‫أي َ ُ‬
‫ما‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ،‬‬ ‫سو َ‬ ‫مُر َيا َر ُ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫قا « ‪َ .‬قا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما وَع َد َ َرب ّك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جد ْت ُ ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫فَهَ ْ‬
‫َ‬ ‫تك َل ّم م َ‬
‫س‬
‫ف ُ‬ ‫ذى ن َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » -  -‬وال ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ح ل ََها فَ َ‬ ‫ساد ٍ ل َ أْرَوا َ‬ ‫ج َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ُ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫حَياهُ ُ‬ ‫ل قََتاد َة ُ أ ْ‬ ‫م « ‪َ .‬قا َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما أُقو ُ‬ ‫معَ ل ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ب ِأ ْ‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬ ‫مد ٍ ب ِي َد ِهِ ‪َ ،‬‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫سَرة ً وَن َد َ ً‬ ‫ح ْ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫م ً‬ ‫قي َ‬ ‫صِغيًرا وَن َ ِ‬ ‫خا وَت َ ْ‬ ‫ه ت َوِْبي ً‬ ‫م قَوْل ُ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫حّتى أ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫مَثا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ح عَ ْ‬ ‫حي ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ص ال ّ‬ ‫ل ذ َل ِك ‪َ .‬والن ّ ّ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ما ت َأوّل ْ‬
‫َ‬
‫هك َ‬ ‫ما ذ َكَرت ْ ُ‬
‫ْ‬
‫ت ِفي َ‬ ‫ة ت َأوّل ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫س ِفي‬ ‫حاب ِهِ وَغ َي ْرِهِ وَل َي ْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن ت َأوّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ع ََلى ت َأِوي ِ‬ ‫قد ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ي ‪ُ ‬‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ما أَراد َ ب ِ ِ‬ ‫موَْتى { إن ّ َ‬ ‫معُ ال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ك َل ت ُ ْ‬ ‫ه ‪ } :‬إن ّ َ‬ ‫ن قَوْل َ ُ‬ ‫ك فَإ ِ ّ‬ ‫في ذ َل ِ َ‬ ‫ما ي َن ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫فاُر‬ ‫فارِ َوال ْك ُ ّ‬ ‫ب ل ِل ْك ُ ّ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫مث َ ٌ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ه فَإ ِ ّ‬ ‫حب َ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫فعُ َ‬ ‫ذي ي َن ْ َ‬ ‫معَْتاد َ ال ّ ِ‬ ‫ماع َ ال ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ل ت ََعاَلى ‪:‬‬ ‫ما َقا َ‬ ‫قهِ َوات َّباٍع ك َ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ل بِ ِ‬ ‫ماع َ قَُبو ٍ‬ ‫س َ‬ ‫معُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن َل ت َ ْ‬ ‫ت ل َك ِ ْ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫معُ ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫تَ ْ‬
‫م‬‫ص ّ‬ ‫داء ُ‬ ‫عاء وَن ِ َ‬ ‫معُ إ ِل ّ د ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ما ل َ ي َ ْ‬ ‫ذي ي َن ْعِقُ ب ِ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫فُروا ْ ك َ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫}وَ َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫موَْتى ال ّ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن { )‪ (171‬سورة البقرة‪ .‬فَهَك َ َ‬ ‫قُلو َ‬ ‫م ل َ ي َعْ ِ‬ ‫ي فَهُ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫م عُ ْ‬ ‫ب ُك ْ ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫واعَ‬ ‫معَْتاد ِ أن ْ َ‬ ‫ماِع ال ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ميعُ ال ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫فى ع َن ْهُ ْ‬ ‫ن ي ُن ْ َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل َل ي َ ِ‬ ‫مث َ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ب ل َهُ ْ‬ ‫ضَر َ‬ ‫َ‬
‫ماعُ‬ ‫س َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫فى ع َن ْهُ ْ‬ ‫ل قَد ْ ان ْت َ َ‬ ‫فارِ ؛ ب َ ْ‬ ‫ن الك ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ف ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عَ ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫م ي ُن ْ َ‬ ‫ما ل ْ‬ ‫ماِع ك َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ت ِفي‬ ‫م ‪ .‬وَقَد ْ ث َب َ َ‬ ‫فى ع َن ْهُ ْ‬ ‫خُر فََل ي ُن ْ َ‬ ‫ماع ٌ آ َ‬ ‫س َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ب ِهِ وَأ ّ‬ ‫فُعو َ‬ ‫ذي ي َن ْت َ ِ‬ ‫معَْتاد ُ ال ّ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن فَهَ َ‬
‫ذا‬ ‫ري َ‬ ‫مد ْب ِ ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ذا وَل ّ ْ‬ ‫مإ َ‬ ‫فقَ ن َِعال ِهِ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫معُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ما أ ّ‬ ‫ن وَغ َي ْرِه ِ َ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ت ِفي‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل‪:‬إ ّ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ماِء َ‬ ‫ن ال ْعُل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ؟‪ .‬وَ ِ‬ ‫ف ي َد ْفَعُ ذ َل ِ َ‬ ‫ذا فَك َي ْ َ‬ ‫وافِقٌ ل ِهَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ُ‬‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت ب ِهِ ِ‬ ‫ّ‬
‫ست َد َل ْ‬ ‫ة ‪َ .‬وا ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َقال ْ‬ ‫َ‬ ‫مي ًّتا ك َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫معُ َ‬ ‫س َ‬ ‫قَب ْرِهِ ل ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫وأ َما إ َ َ‬
‫ن‬‫ه ‪ .‬وَإ ِ ْ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حَياهُ ْ‬ ‫ل قتادة ‪ :‬أ ْ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫معُ ك َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ه فَإ ِن ّ ُ‬ ‫حَياه ُ الل ّ ُ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫ن وَلَ‬ ‫ج ّ‬ ‫ة َوال ِ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن ل ن ََرى ال َ‬ ‫َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ب َِها ك َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫حَياة ُ ل ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ت ت ِل َ‬ ‫ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ما ِفي قَل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سا ُ‬ ‫م اْل ِن ْ َ‬ ‫ما َل ي َعْل َ ُ‬ ‫مهِ وَك َ َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫س ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َعْل َ ُ‬
‫كم َ‬
‫ه"‪. 569‬‬ ‫ه ع َل َي ْ ِ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ن أط ْل َعَ ُ‬ ‫م ذ َل ِ َ َ ْ‬ ‫ن قَد ْ ي َعْل َ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫خرِ وَإ ِ ْ‬ ‫اْل َ‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ -‬مجموع الفتاوى لبن تيمية ‪(299 / 4) -‬‬ ‫‪569‬‬

‫‪255‬‬
‫ث الثاني والثلثون‬
‫المبح ُ‬
‫من ل يسأل في القبر وما ينجي من عذاب القبر‬
‫َ‬ ‫ع َن رجل م َ‬
‫ل‬ ‫ما َبا ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫جل ً َقا َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ى ‪ - -‬أ ّ‬ ‫ب الن ّب ِ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ َ ُ ٍ ِ ْ‬
‫ف‬ ‫سُيو ِ‬ ‫فى ب َِبارِقَةِ ال ّ‬ ‫ل » كَ َ‬ ‫شِهيد َ َقا َ‬ ‫م إ ِل ّ ال ّ‬ ‫ن ِفى قُُبورِه ِ ْ‬ ‫فت َُنو َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ْ‬
‫‪570‬‬
‫ة «‪ .‬أخرجه النسائي‬ ‫سهِ فِت ْن َ ً‬ ‫ع ََلى َرأ ِ‬
‫قال المناوي في فيض القدير‪) ( 6248) :‬كفى ببارقة السيوف( أي‬
‫بلمعانها قال الراغب‪ :‬البارقة لمعان السيف )على رأسه( يعني الشهيد‬
‫)فتنة( فل يفتن في قبره ول يسأل إذ لو كان فيه نفاق لفّر عند التقاء‬
‫الجمعين فلما ربط نفسه لّله في سبيله ظهر صدق ما في ضميره‬
‫وظاهره اختصاص ذلك بشهيد المعركة لكن أخبار الرباط تؤذن بالتعميم‬
‫‪.‬‬
‫>تنبيه< قال القرطبي‪ :‬إذا كان الشهيد ل يفتن فالصديق أجل قدرا ً‬
‫وأعظم أجرا ً فهو أحرى أن ل يفتن لنه المقدم في التنزيل على‬
‫الشهداء }أولئك الذين أنعم الّله عليهم من النبيين والصديقين‬
‫والشهداء{ وقد جاء في المرابط الذي هو أقل رتبة من الشهيد أنه ل‬
‫يفتن فكيف بمن هو أعلى منه وهو الشهيد‪.‬‬
‫ط ي َوْم ٍ وَل َي ْل َ ٍ‬
‫ة‬ ‫ل » رَِبا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫مل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ذى َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫مل ُ ُ‬
‫جَرى ع َل َي ْهِ ع َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫مهِ وَإ ِ ْ‬ ‫شهْرٍ وَقَِيا ِ‬ ‫صَيام ِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫جرِىَ ع َل َي ْهِ رِْزقُ ُ‬
‫‪571‬‬
‫ن «‪ .‬أخرجه مسلم‬ ‫فّتا َ‬ ‫م َ‬‫ه وَأ ِ‬ ‫وَأ ْ‬
‫وته‬ ‫م ْ‬ ‫مله ب َْعد َ‬ ‫جَرَيان ع َ َ‬ ‫ط ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مَراب ِ ِ‬ ‫ظاه َِرة ل ِل ْ ُ‬ ‫ضيَلة َ‬ ‫قال النووي‪ :‬هَذ ِهِ فَ ِ‬
‫َ‬ ‫صة ب ِهِ ‪َ ،‬ل ي ُ َ‬
‫حد‪.‬‬ ‫ه ِفيَها أ َ‬ ‫شاِرك ُ‬ ‫خت َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ضيَلة ُ‬ ‫فَ ِ‬
‫طا ِفى‬ ‫مَراب ِ ً‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ت ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ ع َ ْ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جَرى ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ل وَأ ْ‬ ‫م ُ‬‫ن ي َعْ َ‬ ‫كا َ‬‫ذى َ‬ ‫ح ال ّ ِ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫مل ِهِ ال ّ‬ ‫جَر ع َ َ‬ ‫جَرى ع َل َي ْهِ أ ْ‬ ‫ل الل ّهِ أ ْ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ع «‪.‬أخرجه ابن‬ ‫فَز ِ‬ ‫م َ‬ ‫مًنا ِ‬ ‫مة ِ آ ِ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ن وَب َعَث َ ُ‬ ‫فّتا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه وَأ ِ‬ ‫رِْزقَ ُ‬
‫‪572‬‬
‫ماجه‬
‫جعَْنا ت َل َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫وع َ َ‬
‫قاَنا‬ ‫ما َر َ‬ ‫جَناَزت ِهِ فَل َ ّ‬‫ج بِ ِ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ح فَأ ْ‬ ‫صال ِ ٌ‬‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬‫ت َر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫حاقَ َقا َ‬ ‫س َ‬ ‫ن أِبى إ ِ ْ‬ ‫ْ‬
‫قال َ‬ ‫َ‬
‫ةف َ‬ ‫حب َ ٌ‬‫ص ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫تل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما قد ْ كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫صَرد ٍ وَك ِلهُ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫سلي ْ َ‬‫َ‬ ‫ة وَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ع ُْرفط َ‬ ‫خال ِد ُ ب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫شوا ع َلي ْهِ‬ ‫خ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن وَأن ّهُ ْ‬ ‫ن ب ِهِ ب َط ٌ‬ ‫كا َ‬ ‫ح فَذ َك َُروا أن ّ ُ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫موَنا ب ِهَ َ‬ ‫قت ُ ُ‬ ‫سب َ ْ‬‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪-‬‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫لأ َ‬ ‫قا َ‬ ‫حب ِهِ فَ َ‬ ‫صا ِ‬‫ما إ ِلى َ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫ل ‪ -‬فَن َظَر أ َ‬ ‫حّر ‪َ -‬قا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫فى قَب ْرِهِ « أخرجه ابن أحمد‬ ‫م ي ُعَذ ّ ْ‬‫ه لَ ْ‬ ‫ه ب َط ْن ُ ُ‬ ‫ن قَت َل َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫‪ - ‬يَ ُ‬
‫‪573‬‬
‫ب ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬
‫المراد به الستسقاء‪ ،‬وقيل‪ :‬السهال‪ ،‬وقيل غير ذلك‪.‬‬

‫‪ - 570‬نص ‪ (2065) 4/99‬ون )‪ (2191‬ومعرفة الصحابة )‪ (6583‬وهو حديث صحيح‬


‫‪ - 571‬برقم )‪ (1913‬والمقصود بالصيام صيام التطوع‪.‬‬
‫‪ - 572‬برقم )‪ (2872‬والمجمع ‪ 5/289‬و ‪ 290‬وطب )‪7353‬و ‪ 7737‬و ‪ 15197‬و ‪(1312‬‬
‫وعوانة )‪ (6010‬والشاميين) ‪ (1918‬وأحمد ‪ 4/57‬و ‪ (17897) 5/440‬وهو صحيح لطرقه‪.‬‬
‫‪ - 573‬برقم )‪ (18807‬والحسان برقم )‪ (2995‬والنسائي ‪ 4/98‬والترمذي )‪ (1085‬وطب)‬
‫‪3995‬و ‪3998‬و ‪4002‬و ‪ (6368‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪256‬‬
‫وقال القرطبي‪ :‬اعلم رحمك الله أن هذا الباب ل يعارض ما تقدم من‬
‫البواب ‪ ،‬بل يخصصها ويبين من ل يسأل في قبره ول يفتن فيه ‪ ،‬ممن‬
‫يجري عليه السؤال ‪ ،‬ويقاسي تلك الهوال وهذا كله ليس فيه مدخل‬
‫للقياس ول مجال للنظر فيه ‪ .‬وإنما فيه التسليم والنقياد لقول الصادق‬
‫المرسل إلى العباد صلى الله عليه و سلم ‪.‬‬
‫وقد روى ابن ماجه في سننه عن جابر عن النبي ‪ ‬قال ‪ :‬إذا دخل‬
‫الميت في قبره مثلت له الشمس عند غروبها فيجلس فيمسح عينيه‬
‫ويقول ‪ :‬دعوني أصلي ولعلهذا ممن وقي فتنة القبر فل تعارض والحمد‬
‫‪574‬‬
‫لله ‪.....‬‬
‫فصل ‪ :‬قوله عليه السلم ‪ :‬من مات مريضا ً مات شهيدا ً عام في جميع‬
‫المراض لكن قيده قوله في الحديث الخر ‪ :‬من يقتله بطنه وفيه‬
‫قولن ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنه الذي يصيبه الذرب وهو السهال تقول العرب أخذه البطن‬
‫إذا أصابه الداء وذرب الجرح إذا لم يقبل الدواء وذربت معدته فسدت‬
‫‪.‬الثاني ‪ :‬أنه الستسقاء وهو أظهر القولين فيه‬
‫َ‬
‫ع‬
‫من َ ُ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫مان ِعَ ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ك ‪ " :‬هِ َ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫سوَرةِ ال ْ ُ‬ ‫ل ‪ِ " :‬في ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫سُعود ٍ ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ل‬‫ق ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ي ِفي قَب ْرِهِ وَل َ ْ‬ ‫ل ع َل ِ ّ‬ ‫حب َُها َقا َ‬ ‫صا ِ‬ ‫قب ْرِ ي ُؤ َْتى َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حب ََها ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫عى‬ ‫ه وَ َ‬ ‫َ‬ ‫سِبي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي ‪ ،‬إ ِن ّ ُ‬ ‫ل ع َل ّ‬ ‫ه‪:‬ل َ‬ ‫س ُ‬ ‫ل َرأ ُ‬ ‫سهِ في َ ُ‬ ‫ل َرأ ِ‬ ‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سى ِفي قب ْرِهِ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ك ع َل َ ّ‬
‫ي‬ ‫س لَ َ‬ ‫ل ‪ :‬ل َي ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫جل َي ْهِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ل رِ ْ‬ ‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ي ُؤ َْتى ِ‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫سوَرةِ ال ْ ُ‬ ‫ِفي ُ‬
‫َ‬
‫ها ‪،‬‬ ‫ن قََرأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَإ ِن َّها ِفي الت ّوَْراةِ َ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫سوَرةِ ال ْ ُ‬ ‫م ِبي ب ِ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل إ ِن ّ ُ‬ ‫سِبي ٌ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪575‬‬
‫ب " أخرجه ابن الضريس‬ ‫قد ْ أكث ََر وَأطي َ َ‬
‫ن اب ًْنا‬ ‫َ‬ ‫حرِم ٍ ‪ ،‬أ َ ْ‬ ‫ة بن سيف ‪ ،‬أ َ َ‬
‫خب ََره ُ أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أَباع َب ْد َ الّر ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن َرِبيعَ َ ْ ِ َ ْ ٍ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل‬‫ج ٌ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫جد ُه ُ ع َل َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫شت َد ّ وَ َ‬ ‫معَةِ َفا ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ي ي َوْ َ‬ ‫ة ت ُوُفّ َ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ن عُ ْ‬ ‫ض بْ ِ‬ ‫ل ِعَِيا ِ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫شُر َ‬ ‫ُ‬
‫حَيى أَل أب َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫يءٍ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ف ‪َ :‬يا أَبا ي َ ْ‬ ‫صد َ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ص‪َ ،‬‬ ‫ن الَعا ِ‬
‫ْ‬
‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫قب ْرِ "‬ ‫ن فِت ْن َةِ ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫معَةِ إ ِّل ب َرِئَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ت ِفي ل َي ْل َةِ ال ْ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫سل ِم ٍ ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ص‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫صرِيّ قا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن الَعا ِ‬ ‫رو ب ْ ِ‬ ‫مَ ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ت ع َب ْد َ اللهِ ب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫وعن أبي قِبي ٍ‬
‫ة‬
‫معَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫معَةِ أوْ لي ْل َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬‫ْ‬ ‫ت ي َوْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل اللهِ ‪َ " : ‬‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫قب ْرِ "‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ي فِت ْن َ َ‬ ‫وُقِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن ع َب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫ي‪،‬أ ّ‬ ‫صد َفِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ص‪َ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ي‬
‫معَةِ وُقِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫معَةِ أوْ لي ْل َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ي ي َوْ َ‬ ‫ن ت ُوُفّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫الَعا ِ‬
‫ن"‬ ‫فّتا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة‬‫معَةِ أ َوْ ل َي ْل َ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ت ي َوْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫ي َقا َ‬ ‫م ّ‬ ‫خُزو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خال ِد ٍ ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة ب ْ َِ‬ ‫م َ‬ ‫عك ْرِ َ‬ ‫وعن ِ‬
‫‪576‬‬
‫قب ْرِ "أخرجه أحمد‬
‫ْ‬
‫ب ال َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ي عَ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَوُقِ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ْ‬
‫خات َم ِ ال ِي ْ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫معَةِ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫‪ - 574‬التذكرة في أحوال الموتى وأمور الخرة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(188‬‬


‫‪ - 575‬في فضائل القرآن برقم )‪223‬و ‪ (224‬والمجمع ‪ 7/128‬والترغيب ‪ 2/238‬والدر ‪6/247‬‬
‫وهو حديث صحيح موقوف ومثله ل يقال بالرأي‪.‬‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫ت ع َذا ِ‬ ‫ْ‬
‫‪ (6739) 2/169 - 576‬والترمذي )‪ (1095‬والمجمع ‪ 2/319‬والترغيب ‪ 4/173‬إ ِثَبا ُ‬
‫ي ) ‪ (138-135‬وجامع الصول ‪ 9/272‬وهو حديث صحيح لغيره ‪.‬‬ ‫قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ق ّ‬ ‫ال َ‬
‫‪257‬‬
‫وفي فيض القدير للمناوي )‪) ( 8108‬ما من مسلم يموت يوم الجمعة‬
‫أو ليلة الجمعة إل وقاه الّله تعالى فتنة القبر( لن من مات يومها أو‬
‫ليلتها فقد انكشف له الغطاء لن يومها ل تسجر فيه جهنم وتغلق أبوابها‬
‫ول يعمل سلطان النار ما يعمل في سائر اليام فإذا قبض فيه عبد كان‬
‫دليل ً لسعادته وحسن مآبه لن يوم الجمعة هو اليوم الذي تقوم فيه‬
‫الساعة فيميز الّله بين أحبابه وأعدائه ويومهم الذي يدعوهم إلى زيارته‬
‫في دار عدن وما قبض مؤمن في هذا اليوم الذي أفيض فيه من عظائم‬
‫الرحمة ما ل يحصى إل لكتبه له السعادة والسيادة فلذلك يقيه فتنة‬
‫القبر‪.‬‬
‫فالذي ل يسأل في قبره هو‪ :‬الشهيد‪ ،‬الصديق‪ ،‬الميت بالطاعون‬
‫والِبطن‪ ،‬المرابط في سبيل الله‪ ،‬من يقرأ سورة الملك‪ ،‬من يموت‬
‫‪577‬‬
‫ليلة الجمعة أو يومها‪ ،‬والنبياء من باب أولى ‪..‬‬
‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ اللهِ ع َّز‬ ‫ل ِ‬ ‫قِتي ِ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬
‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫س) الجذامي(‪ ،‬أ ّ‬ ‫ن قَي ْ ٍ‬ ‫وع َ ْ‬
‫جاُر‬ ‫مهِ ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫ن دَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل د َفْعَةٍ ِ‬ ‫طيئ َةٍ ِفي أوّ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ه كُ ّ‬ ‫فُر ل َ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ي ُغْ َ‬ ‫صا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫جن ّةِ ‪،‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫قعَد َه ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي َُرى َ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫ةا‬ ‫حل ّ َ‬ ‫حّلى ُ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وُي ُ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫فَزع َ الك ْب ََر ‪ ،‬وَي َُزوّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وَي ُؤ َ ّ‬
‫‪578‬‬
‫ن"‬ ‫حورِ الِعي ِ‬ ‫م َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ُ‬
‫ذا ‪،‬‬ ‫ه ‪ ،‬وَهُوَ هَ َ‬ ‫ث قَب ْل َ ُ‬ ‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ي ‪ِ - -‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ت عَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن ع َُباد َة َ ب ْ ِ‬ ‫وَع َ ْ‬
‫ت‬ ‫س ّ‬ ‫ل‪ِ -‬‬ ‫ج ّ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ‪ -‬ع َّز وَ َ‬ ‫شِهيد ِ ِ‬ ‫ن ِلل ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : -  -‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جن ّةِ ‪،‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫قعَد َه ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مهِ ‪ ،‬وَي ََرى َ‬ ‫ن دَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل د َفْعَةٍ ِ‬ ‫ه ِفي أوّ ِ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ن ي ُغْ َ‬ ‫ل‪:‬أ ْ‬ ‫صا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ِ‬
‫قب ْرِ ‪،‬‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جاَر ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫حورِ الِْعي ِ‬
‫ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي َُزوّ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ةاِْ‬ ‫حل ّ َ‬ ‫حّلى ُ‬ ‫وَي ُ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه‬‫من ْ ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫ج ال ْوََقارِ ‪ ،‬ال َْياُقوت َ ُ‬ ‫سهِ َتا ُ‬ ‫ضعَ ع ََلى َرأ ِ‬ ‫فَزِع اْلك ْب َرِ ‪ ،‬وَُيو َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م َ‬ ‫وَي َأ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫حورِ الِعي ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ج ً‬ ‫ن َزوْ َ‬
‫َ‬
‫سب ِْعي َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫جَ ث ِن ْت َي ْ ِ‬ ‫ما ِفيَها ‪ ،‬وَي َُزوّ َ‬ ‫ن الد ّن َْيا وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫َ‬
‫‪579‬‬
‫مد ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أَقارِب ِهِ " ‪َ .‬رَواه ُ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ساًنا ِ‬ ‫ن إ ِن ْ َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫فعَ ِفي َ‬ ‫ش ّ‬ ‫وَي ُ َ‬
‫ه ِفي‬ ‫فُر ل َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ي ُغْ َ‬ ‫صا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ّ‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ِ‬ ‫شِهيد ِ ِ‬ ‫ل ‪ِ :‬لل ّ‬ ‫مرٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ن عُ ْ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ن‪,‬‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫حلي َةِ ا‬ ‫ْ‬ ‫حلى ب ِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫جن ّةِ ‪ ,‬وَي ُ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫قعَد َه ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مهِ ‪ ,‬وَي َُرى َ‬ ‫ن دَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ل د َفْعَةٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫أ َو‬
‫فَزع َ ال َك ْب ََر ‪,‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫م ُ‬ ‫قب ْرِ ‪ ,‬وَي َأ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جاُر ِ‬ ‫ن ‪ ,‬وَي ُ َ‬ ‫حورِ الِعي ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ج ِ‬ ‫وَي َُزوّ ُ‬
‫ج ال ْوََقارِ ‪َ ,‬وال َْياُقوت َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ما ِفيَها ‪,‬‬ ‫ن الد ّن َْيا وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫سهِ َتا ُ‬ ‫ضعُ ع ََلى َرأ ِ‬ ‫وَُيو َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ل‬
‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫فعُ ِفي َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ‪ ,‬وَي ُ َ‬ ‫حورِ الِعي ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫سب ِْعي َ‬
‫‪580‬‬
‫ن وَ َ‬ ‫ج اث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫وَي َُزوّ ُ‬
‫ه‪ .‬الشاميين‬ ‫ب َي ْت ِ ِ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه ذ َن ْب َ ُ‬ ‫فُر الل ّ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ي َغْ ِ‬ ‫صا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ّ‬ ‫عن ْد َ اللهِ ِ‬ ‫شِهيد ِ ِ‬ ‫ل ‪ِ :‬لل ّ‬ ‫ل ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حو ٍ‬ ‫مك ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حوَر‬ ‫ج ال ْ ُ‬ ‫ن ‪ ,‬وَي َُزوّ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ةا ِ‬ ‫حل ّ َ‬ ‫حّلى ُ‬ ‫مهِ ‪ ,‬وَي ُ َ‬ ‫ن دَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ب الْر َ‬ ‫صي ُ‬ ‫ل قَط َْرةٍ ت ُ ِ‬ ‫أوّ ِ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫قب ْرِ ‪ ,‬وَي ُؤ َ ّ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جاُر ِ‬ ‫جن ّةِ ‪ ,‬وَي ُ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ه َبا ٌ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ن ‪ ,‬وَي ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِْعي‬
‫‪581‬‬
‫ة‪.‬‬‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫فَزِع ال َك ْب َرِ أوْ فَزِِع ي َوْم ِ ال ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬

‫انظر شرح الصدور ‪211 -208‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪577‬‬

‫الحاد والمثاني )‪ (2734‬صحيح‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪578‬‬

‫مسند أحمد )‪ (17645‬ومسند الشاميين )‪ (1120‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪579‬‬

‫مسند الشاميين) ‪ (1163‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪580‬‬

‫مصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 5‬ص ‪ (19815)(330‬صحيح لغيره‬ ‫‪-‬‬ ‫‪581‬‬

‫‪258‬‬
‫شام ع َ َ‬
‫ه‬
‫ن أِبي ِ‬ ‫ن هِ َ ٍ ْ‬ ‫والمستجير بالله تعالى يوقى عذاب القبر وفتنته ‪ ،‬فعَ ْ‬
‫ة‬
‫ن فِت ْن َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫م إ ِّنى أ َ ُ‬ ‫ن ي َت َعَوّذ ُ » الل ّهُ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ى‪َ - -‬‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫خال َت ِهِ أ ّ‬
‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ب‬ ‫ن عَ َ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وَأ ُ‬ ‫ن فِت ْن َةِ ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ب الّنارِ ‪ ،‬وَأ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫الّنارِ وَ ِ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫قرِ ‪ ،‬وَأ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن فِت ْن َةِ ال ْ َ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن فِت ْن َةِ ال ْغَِنى ‪ ،‬وَأ ُ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وَأ ُ‬
‫ل « ‪.582‬‬ ‫جا ِ‬ ‫ح الد ّ ّ‬ ‫سي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن فِت ْن َةِ ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫ل ‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ه ع َن َْها ‪َ ،‬قال ْ‬ ‫ّ‬
‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫قب ْرِ ‪،‬‬ ‫ن فِت ْن َةِ ال ْ َ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ن فِت ْن َةِ الّنارِ ‪ ،‬وَع َ َ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ب الّنارِ ‪ ،‬وَأ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫إ ِّني أ ُ‬
‫شّر فِت ْن َةِ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قرِ ‪،‬‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شّر فِت ْن َةِ ال ْغَِنى ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وَأ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫وَع َ َ‬
‫ماِء‬ ‫طاَيايَ ب ِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ل َ‬ ‫س ْ‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ل ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫ح الد ّ ّ‬ ‫ِ‬ ‫سي‬ ‫م ِ‬ ‫شّر فِت ْن َةِ ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫وَأ َ ُ‬
‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫ج َوال ْب ََرد ِ ‪ ،‬وَن َ ّ‬ ‫ْ‬
‫س‪،‬‬ ‫ن الد ّن َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ب الب ْي َ َ‬ ‫ت الث ّوْ َ‬ ‫قي ْ َ‬ ‫ما ن َ ّ‬ ‫طاَيايَ ك َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قِني ِ‬ ‫الث ّل ِ‬
‫ب ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬
‫م‬ ‫مغْرِ ِ‬ ‫ق َوال ْ َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫ما َباع َد ْ َ‬ ‫طاَيايَ ك َ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عد ْ ب َي ِْني وَب َي ْ َ‬ ‫وََبا ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫مأث َم ِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ل ‪َ ،‬وال ْهَِرم ِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ن ال ْك َ َ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫‪583‬‬
‫مغَْرم ِ "‬ ‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫إ ِّني أ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫صّلى ع ََلى َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ي ‪ ، ‬أن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫قِع ‪ ،‬ع َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫ِ‬ ‫ة بْ‬ ‫ن َواث ِل َ َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫ن فِت ْن َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عذ ْه ُ ِ‬ ‫ك فَأ ِ‬ ‫وارِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ِ‬ ‫حب ْ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ن ِفي ذ ِ ّ‬ ‫ن فُل َ ٍ‬ ‫ن بْ َ‬ ‫ن فُل َ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه َواْر َ‬ ‫فْر ل َ ُ‬ ‫م َفاغ ْ ِ‬ ‫حقّ ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬ ‫ل ال ْوََفاِء َوال ْ َ‬ ‫ت أهْ ُ‬ ‫ب الّنارِ ‪ ،‬أن ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وَع َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪584‬‬
‫م‪.‬‬ ‫ت ال ْغَ ُ‬ ‫إن َ َ‬
‫حي ُ‬ ‫فوُر الّر ِ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م إِ ّ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫عوِني أ ْ‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫ل َرب ّك ُ ُ‬ ‫والدليل أيضا ً قول الله تعالى ‪} :‬وََقا َ‬
‫ن{ )‪ (60‬سورة‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫سي َد ْ ُ‬ ‫عَباد َِتي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫غافر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عو‬ ‫سل ِم ٍ ي َد ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي ‪َ ‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ه‪،‬أ ّ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫سِعيد ٍ َر ِ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫حم إ ِل ّ أع ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما‬ ‫ث ‪ :‬إِ ّ‬ ‫دى َثل ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫طاه ُ إ ِ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫طيعَ ُ‬ ‫م ‪َ ،‬ول قَ ِ‬ ‫مأث َ ٌ‬ ‫س ِفيَها َ‬ ‫ه ب ِد َع ْوَةٍ ل َي ْ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫خَر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫مث ْل ََها ‪ ،‬أ َوْ ي َد ّ ِ‬ ‫سوِء ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ف ع َن ْ ُ‬ ‫صرِ َ‬ ‫ه ‪ ،‬أوْ ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ه د َع ْوَت َ ُ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫جي َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫‪585‬‬
‫ه أ َك ْث َُر "‬ ‫ل ‪ :‬الل ّ ُ‬ ‫ذا ن ُك ْث ُِر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬إ ِ ً‬ ‫سو َ‬ ‫مث ْل ََها ‪َ ،‬قاُلوا ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫ن ال َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪- -‬‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫مأ ّ‬ ‫حد ّث َهُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن ع َُباد َة َ ب ْ َ‬ ‫في ْرٍ أ ّ‬ ‫ن نُ َ‬ ‫جب َي ْرِ ب ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ها أوَ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه إ ِّيا َ ْ‬ ‫ه ب ِد َع ْوَةٍ إ ِل ّ آَتاه ُ الل ُ‬ ‫عو الل َ‬ ‫م ي َد ْ ُ‬ ‫سل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ما ع َلى الْر ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫حم ٍ «‪ .‬فَ َ‬ ‫طيعَةِ َر ِ‬ ‫مأث َم ٍ أوْ قَ ِ‬ ‫م ي َد ْع ُ ب ِ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫مث ْل ََها َ‬ ‫سوِء ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ف ع َن ْ ُ‬ ‫صَر َ‬ ‫َ‬
‫‪586‬‬
‫ه أكثُر «‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫قوْم ِ إ ِذا ن ُكث َِر‪ .‬قال » الل ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫جل ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ــــــــــــــ‬

‫‪-‬صحيح البخارى)‪( 6376‬‬ ‫‪582‬‬

‫‪-‬المستدرك للحاكم )‪ (1984‬صحيح‬ ‫‪583‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ (3074)(343‬صحيح‬ ‫‪584‬‬

‫‪ -‬المستدرك للحاكم)‪ (1816‬صحيح‬ ‫‪585‬‬

‫‪ -‬سنن الترمذى)‪ ( 3922‬صحيح‬ ‫‪586‬‬

‫‪259‬‬
‫ث الثالث والثلثون‬
‫المبح ُ‬
‫الترهيب من النياحة على الميت وغيرها‬

‫ل»‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬‫ِ‬ ‫ن أ َِبيهِ ‪ -‬رضى الله عنهما ‪ -‬ع َ‬ ‫مَر ع َ ْ‬‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ن أِبى ب ُْرد َة َ ع َ ْ‬ ‫ح ع َل َي ْهِ « وفي رواية ع َ ْ‬ ‫ما ِني َ‬ ‫ب ِفى قَب ْرِهِ ب ِ َ‬ ‫ت ي ُعَذ ّ ُ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ُ‬ ‫أ َِبيهِ َقا َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ب يَ ُ‬‫صهَي ْ ٌ‬‫ل ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫مُر ‪ -‬رضى الله عنه ‪َ -‬‬ ‫ب عُ َ‬ ‫صي َ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َواأ َ َ‬
‫ب‬‫ت ل َي ُعَذ ّ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مي ّ َ‬ ‫ل » إِ ّ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫تأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫مُر أ َ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫خاه ُ ‪ .‬فَ َ‬
‫‪587‬‬
‫ى « رواه البخاري ومسلم‬ ‫ح ّ‬‫كاِء ال ْ َ‬ ‫ب ِب ُ َ‬
‫اختلف أهل العلم في معناه‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬هو منسوخ‪ ،‬إذ ل تزر وازرة‬
‫وزر أخرى‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ليس منسوخا ً وحملوه على ما إذا أوصاهم‬
‫بذلك‪.‬وقال آخرون‪ :‬معناه يتألم من فعلهم لن البكاء ل يرد القدر‪.‬‬
‫اختلف أهل العلم في معناه‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬هو منسوخ‪ ،‬إذ ل تزر وازرة‬
‫وزر أخرى‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ليس منسوخا ً وحملوه على ما إذا أوصاهم‬
‫بذلك‪.‬وقال آخرون‪ :‬معناه يتألم من فعلهم لن البكاء ل يرد القدر‪.‬‬
‫وقال ابن بطال رحمه الله في شرح البخاري ‪:‬‬
‫اختلف أهل العلم فى معنى قوله ‪ » : -  -‬يعذب الميت ببكاء أهله‬
‫عليه « ‪ ،‬فقالت طائفة‪ :‬معناه أن يوصى بذلك الميت‪ ،‬فيعذب حينئذ‬
‫بفعل نفسه ل بفعل غيره‪ ،‬وإليه ذهب البخارى فى قوله‪ :‬إذا كان النوح‬
‫من سنته‪ ،‬يعنى أن يوصى بذلك‪ ،‬وهو قول أهل الظاهر‪ ،‬وأنكروا قول‬
‫عائشة‪ ،‬وأخذوا بحديث عمر‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬والمغيرة أن الميت يعذب بما‬
‫نيح‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬معناه أن يمدح الميت فى ذلك البكاء بما كان يمدح به‬
‫أهل الجاهلية من الفتكات والغارات والقدرة على الظلم‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من الفعال التى هى عند الله ذنوب‪ ،‬فهم يبكون لفقدها ويمدحونه بها‪،‬‬
‫وهو يعذب من أجلها‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬معناه أن الميت ليعذب ويحزن ببكاء أهله عليه‪ ،‬ويسوؤه‬
‫ة حين ذكر رسول الله ‪-  -‬‬ ‫إتيان ما يكره ربه‪ ،‬واحتجوا بحديث قَي ْل َ َ‬
‫ما‪ ،‬فقاتل‬ ‫ت ثم قلت‪ :‬والله يا رسول الله‪ ،‬لقد ولدته حرا ً‬ ‫أنها قالت‪ :‬بكي ُ‬
‫معك يوم الربذة‪ ،‬ثم ذهب يمترى لى من خيبر فأصابته حمى فمات‪.‬‬
‫فقال ‪ » : -  -‬لو لم تكونى مسكينة لجررناك اليوم على وجهك‪،‬‬
‫ة فى الدنيا معروًفا‪ ،‬حتى إذا‬ ‫أُتغلب إحداكن على أن تصاحب صويحب َ‬
‫حال بينه وبينه من هو أولى به‪ ،‬استرجع‪ ،‬فقال‪ :‬رب أثبنى بما أمضيت‪،‬‬
‫وأعنى على ما أبقيت‪ ،‬والذى نفس محمد بيده‪ ،‬إن إحداكن لتبكى‬
‫فتستعين إليه صويحبة‪ ،‬فيا عباد الله‪ ،‬ل تعذبوا أمواتكم « ‪.‬‬
‫قال الطبرى‪ :‬والدليل على أن بكاء الحى على الميت تعذيب من الحى‬
‫له‪ ،‬ل تعذيب من الله ما رواه عوف عن جلس بن عمرو‪ ،‬عن أبى‬

‫‪ - 587‬البخاري ‪ 1287) 2/102‬و ‪ 1290‬و ‪ ( 1292‬ومسلم في الجنائز ‪927) 17‬و ‪ (932‬ومالك)‬


‫‪ (559‬والترمذي )‪ (1022‬ونص)‪ (1867‬وش )‪ (12126-12113‬وهو حديث صحيح مشهور ‪.‬‬
‫‪260‬‬
‫هريرة‪ ،‬قال‪ » :‬إن أعمالكم تعرض على أقربائكم من موتاكم‪ ،‬فإن‬
‫رأوا خيًرا فرحوا به‪ ،‬وإن رأوا شًرا كرهوه‪ ،‬وإنهم ليستخبرون الميت إذا‬
‫أتاهم‪ :‬من مات بعدهم‪ ،‬حتى إن الرجل ليسأل عن امرأته هل تزوجت‬
‫أم ل « ‪.‬‬
‫وروى محمد بن بشار‪ ،‬حدثنا غندر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن أبى بشر‪ ،‬عن‬
‫يوسف بن ماهك‪ ،‬قال‪ :‬كان ابن عمر فى جنازة رافع بن خديج بين‬
‫قامتى السرير‪ ،‬فقال‪ :‬إن الميت ليعذب ببكاء الحى‪ ،‬فقال ابن عباس‪:‬‬
‫دا ل يعذب‬ ‫إن الميت ل يعذب ببكاء الحى‪ .‬وذهبت عائشة إلى أن أح ً‬
‫بفعل غيره‪ ،‬وهو أمر مجتمع عليه‪ ،‬لقوله تعالى‪} :‬ول تزر وازرة وزر‬
‫أخرى{ }ول تكسب كل نفس إل عليها{ ]النعام‪.[164 :‬‬
‫وكل حديث أتى فيه النهى عن البكاء فمعناه النياحة عند العلماء‪ ،‬لن‬
‫الله تعالى أضحك وأبكى‪ ،‬ولقوله ‪ » : -  -‬تدمع العين‪ ،‬ويحزن‬
‫القلب‪ ،‬ول نقول ما يسخط الرب « ‪ .‬وقال الرسول لعمر إذ نهى‬
‫النساء عن البكاء‪ » :‬دعهن يا عمر‪ ،‬فإن النفس مصابة‪ ،‬والعين دامعة‪،‬‬
‫قة‪ ،‬وهى عن‬ ‫ش ّ‬‫م ِ‬ ‫والعهد قريب « ‪ .‬ونهى عن النياحة‪ ،‬ولعن النائحة وال ُ‬
‫شق الجيوب‪ ،‬ولطم الخدود‪ ،‬ودعوى الجاهلية‪.‬‬
‫وفى حديث أسامة‪ ،‬وأنس فى هذا الباب جواز البكاء الخفيف بدمع‬
‫العين‪ ،‬قال الشافعى‪ :‬أرخص فى البكاء بل ندبة‪ ،‬ول نياحة‪ ،‬وما ذهبت‬
‫إليه عائشة أشبه بدلئل الكتاب‪ ،‬وما زيد فى عذاب الكافر باستحقاقه‬
‫ل بذنب غيره‪ ،‬لنه إذا ُبكى عليه بذكر فتكاته وغاراته فهو مستحق‬
‫دون ذلك من فضائله وهو يعذب من أجلها‪،‬‬ ‫للعذاب بذلك‪ ،‬وأهله ي َعُ ّ‬
‫فإنما يعذب بفعله ل ببكاء أهله‪ ،‬هذا معنى قول عائشة‪ :‬إن الله ليزيد‬
‫الكافر عذاًبا ببكاء أهله عليه‪ ،‬وهو موافق لقوله تعالى‪} :‬ول تزر وازرة‬
‫وزر أخرى{ وتصويب الشافعى لقول عائشة‪ ،‬وإنكارها على ابن عمر‬
‫يشبه أن يكون مذهب مالك‪ ،‬لدللة ما فى موطئه عليه لنه ذكر حديث‬
‫عائشة‪ ،‬ولم يذكر خلفه عن أحد‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫مَرة َ أ َن َّها أ َ ْ‬
‫ن‬
‫ن اب ْ َ‬ ‫ة وَذ ُك َِر ل ََها أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫معَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ه أن َّها َ‬ ‫خب ََرت ْ ُ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫وفي رواية ع َ ْ‬
‫فَر الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ة غَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ه‪ .‬فَ َ‬ ‫ى ع َل َي ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ح‬‫كاِء ال ْ َ‬ ‫ب ب ِب ُ َ‬ ‫ت ل َي ُعَذ ّ ُ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫مَر ي َ ُ‬ ‫عُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫مّر َر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫خط َأ إ ِن ّ َ‬ ‫ى أوْ أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ه نَ ِ‬ ‫ب وَل َك ِن ّ ُ‬ ‫م ي َك ْذ ِ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ما إ ِن ّ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َِبى ع َب ْد ِ الّر ْ‬
‫ن ع َل َي َْها وَإ ِن َّها‬ ‫كو َ‬ ‫م ل َي َب ْ ُ‬ ‫ل » إ ِن ّهُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫كى ع َل َي َْها فَ َ‬ ‫الل ّهِ ‪ -  -‬ع ََلى ي َُهود ِي ّةٍ ي ُب ْ َ‬
‫َ‬
‫ح‪.‬‬
‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫سى الترمذي هَ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ل أُبو ِ‬ ‫ها «‪َ .‬قا َ‬ ‫ب ِفى قَب ْرِ َ‬ ‫ل َت ُعَذ ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫شعرى ع َ َ‬ ‫َ‬ ‫وع َن موسى ب َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبيهِ أ ّ‬ ‫ْ‬ ‫سى ال ْ َ ِ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ن أِبى ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ ُ َ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫كيهِ فَي َ ُ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ح َ‬‫داه ُ أوْ ن َ ْ‬ ‫سي ّ َ‬‫جب َله ُ َوا َ‬ ‫ل َوا َ‬ ‫م َبا ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ت يَ ُ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل» َ‬
‫َ‬
‫ن ي َل ْهََزاِنه أهَك َ َ‬ ‫مل َ َ‬
‫ذا ك ُن ْ َ‬ ‫ك إ ِل ّ وُك ّ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫‪588‬‬
‫ت « رواه الترمذي‬ ‫كا ِ‬ ‫ل ب ِهِ َ‬
‫جاه ِل ِي ّةِ ‪ -‬ي َل ْهََزاِنه‬ ‫َ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫ل ب ِهِ أهْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫داه ُ ونحو ذلك ِ‬ ‫سي ّ َ‬‫جب َل َه ُ َوا َ‬ ‫َوا َ‬
‫يلهزانه" ‪ :‬أى يضربانه ويدفعانه‬

‫‪ -‬برقم )‪ (1019‬وهـ )‪ (1662‬وشرح السنة ‪ 5/444‬وهو حديث حسن‪.‬‬ ‫‪588‬‬

‫‪261‬‬
‫ي ‪،‬‬ ‫عن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أ َِبيهِ ‪َ ،‬‬ ‫شعَرِيّ ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫سى ال َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن أِبي ُ‬
‫وع َن موسى ب َ‬
‫ْ ِ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫مان َِعاهُ‬ ‫داه ُ َوا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت ‪َ :‬واع َ ُ‬ ‫ذا َقال ْ‬ ‫َ‬ ‫ي ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫ب ب ِب ُكاِء ال َ‬ ‫َ‬ ‫ت لي ُعَذ ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ل ‪ »:‬إ ِ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫سيَها أن ْ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ت‪،‬أ َ‬ ‫ها أن ْ َ‬ ‫صُر َ‬ ‫ل أَنا ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫حب ّ َ‬ ‫سَياه ُ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫صَراه ُ َوا َ‬ ‫َواَنا ِ‬
‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫ل ‪َ :‬ول‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ن الل ّهِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ت‪ُ :‬‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَ ُ‬ ‫ت ؟ َقا َ‬ ‫ها أن ْ َ‬ ‫ضد ُ َ‬ ‫عا ِ‬
‫ن‬ ‫ك ‪ ،‬عَ َ‬ ‫حد ّث ُ َ‬ ‫ل ‪ :‬ويح َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫خَرى ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت َزُِر َوازَِرة ٌ وِْزَر أ ُ ْ‬
‫سى ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫ْ‬ ‫ك‪،‬أ َ‬ ‫َْ َ‬
‫َ‬
‫ت ع ََلى أ َِبي‬ ‫ما ك َذ َب ْ ُ‬ ‫والل ّهِ َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ذا ؟ فَأي َّنا ك َذ َ َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ، ‬وَت َ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫سو ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ل اللهِ ‪ « ‬رواه الحاكم‬ ‫سى ع ََلى َر ُ‬ ‫ما ك َذ َ َ‬
‫‪589‬‬
‫مو َ‬ ‫ب أُبو ُ‬ ‫سى ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ل اللهِ ‪َ »: ‬ثلث َ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‪َ :‬قا َ‬
‫ة ‪َ ،‬والط ّعْ ُ‬ ‫شقّ ال ْ َ‬ ‫فرِ ِبالّله‪َ :‬‬ ‫ال ْك ُ ْ‬
‫‪590‬‬
‫ب « رواه الحاكم‬ ‫س ِ‬ ‫ن ِفي الن ّ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب‪َ ،‬والن َّيا َ‬ ‫جي ْ ِ‬
‫من الكفر ‪:‬أي من أفعال أهل الكفر باللهت شق الجيب ‪ :‬تمزيق‬
‫الثوب غضبا ً وسخطًا‪.‬‬
‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫حةٍ وَل َ‬ ‫ة ع ََلى َنائ ِ َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫صّلى ال ْ َ‬ ‫ل » ل َ تُ َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ع ََلى ُ‬
‫‪591‬‬
‫مرِن ّةٍ « رواه احمد في مسنده ‪ -‬مرنة‪ :‬مولولة‪.‬‬
‫ةم َ‬ ‫ك ال َ ْ‬ ‫وع َ َ‬
‫ر‬
‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ح ُ ِ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬الن َّيا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫شعَرِىّ َقا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ن قط َِرا ٍ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه لَها ث َِياًبا ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ب قطعَ الل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ت َت ُ ْ‬ ‫ت وَل ْ‬ ‫َ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫ة إ ِذا َ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّنائ ِ َ‬ ‫جاه ِل ِي ّةِ وَإ ِ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ل َهَ ِ‬
‫‪592‬‬
‫نارِ «‪ .‬أخرجه ابن ماجه‬ ‫ب ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫وَد ِْر ً‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب‬
‫ري ٌ‬ ‫ت غَ ِ‬ ‫ة قُل ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ت أُبو َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ة لَ ّ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ل َقال َ ْ‬ ‫مي ْرٍ َقا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن َع ُب َي ْد ِ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫كاِء ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ت ل ِل ْب ُ َ‬ ‫ت قَد ْ ت َهَي ّأ ُ‬ ‫ه‪ .‬فَك ُن ْ ُ‬ ‫ث ع َن ْ ُ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫كاًء ي ُت َ َ‬ ‫ه بُ َ‬ ‫ض غ ُْرب َةٍ لب ْك ِي َن ّ ُ‬ ‫فى أْر ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫قب َل ََها َر ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫سعِد َِنى َفا ْ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫ريد ُ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫صِعيد ِ ت ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫مَرأة ٌ ِ‬ ‫تا ْ‬ ‫إ ِذ ْ أقْب َل َ ِ‬
‫ن‬‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫ه «‪َ .‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن ب َي ًْتا أ َ ْ‬ ‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫خِلى ال ّ‬ ‫ن ت ُد ْ ِ‬ ‫نأ ْ‬
‫ل » أ َتريدي َ‬
‫ُ ِ ِ َ‬ ‫‪ -‬وََقا َ‬
‫َ‬
‫كاِء فَل َ ْ‬ ‫ن ال ْب ُ َ‬ ‫فَك َ َ‬
‫‪593‬‬
‫ك‪ « .‬رواه مسلم‬ ‫م أب ْ ِ‬ ‫ت عَ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ف ْ‬
‫حارِث َ َ‬
‫ة‬ ‫ن َ‬ ‫ل اب ْ ِ‬ ‫ى ‪ -  -‬قَت ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫جاَء الن ّب ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ت لَ ّ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪َ -‬قال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫صائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأَنا أن ْظ ُُر ِ‬ ‫حْز ُ‬ ‫ف ِفيهِ ال ْ ُ‬ ‫س ي ُعَْر ُ‬ ‫جل َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َرَوا َ‬ ‫فرٍ َواب ْ ِ‬ ‫جعْ َ‬ ‫وَ َ‬
‫فرٍ ‪ ،‬وَذ َك ََر‬ ‫ل ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫جعْ َ‬ ‫ساَء َ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ث ‪ -‬فَأَتاه ُ َر ُ‬ ‫شقّ المبح ُ‬ ‫ث‪َ -‬‬ ‫المبح ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ه فَ َ‬ ‫م ي ُط ِعْن َ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬لَ ْ‬ ‫م أَتاه ُ الّثان ِي َ َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬فَذ َهَ َ‬ ‫ن ي َن َْهاهُ ّ‬ ‫مَره ُ أ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ّ‬ ‫كاَءهُ‬ ‫بُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل»‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ فََزع َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َوالل ّهِ غ َل َب ْن ََنا َيا َر ُ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ن ‪ .‬فَأَتاه ُ الّثال ِث َ َ‬ ‫ان ْهَهُ ّ‬
‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫ل َ‬ ‫فعَ ْ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ك‪،‬ل ْ‬ ‫ه أن ْ َ‬ ‫م الل ُ‬ ‫ت أْرغ َ َ‬ ‫قل ُ‬ ‫ب « ‪ .‬فَ ُ‬ ‫ن الت َّرا َ‬ ‫واه ِهِ ّ‬ ‫ث ِفى أفْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫َفا ْ‬
‫ن ال ْعََنا ِ‬ ‫َ‬
‫ء أخرجه‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ -  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫م ت َت ُْر ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬وَل َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫مَر َ‬ ‫أ َ‬
‫ث أي ‪ :‬ارم‬ ‫ح ُ‬ ‫البخاري ‪َ -594‬فا ْ‬

‫‪ - 589‬المستدرك للحاكم )‪ (3755‬صحيح‬


‫‪ - 590‬في المستدرك ‪ 1/383‬برقم ) ‪ ( 1415‬والحسان )‪ (1487‬وصحيح الترغيب )‪(3525‬‬
‫والصحيحة )‪ (412‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ (8980) 2/362 - 591‬وع)‪ (6003‬وطيا)‪ (2570‬والمجمع ‪ (4015) 3/13‬وإتحاف الخيرة )‬
‫‪ (1985‬وهو حديث حسن‪.‬‬
‫‪ - 592‬ابن ماجه )‪ (1648‬وهو حديث صحيح ومسلم )‪ (934‬بنحوه ‪-‬والقطران النحاس المذاب‪.‬‬
‫‪ -‬في الجنائز ح ‪ (922)10‬وش)‪ (12117‬وطب)‪ (19096‬وهق )‪- (7360‬قَ ْ‬
‫ولَها ‪:‬‬ ‫‪593‬‬

‫وح ‪.‬‬ ‫ْ‬


‫عدِني ِفي الب ُ َ‬ ‫َ‬
‫كاء َوالن ّ ْ‬ ‫سا ِ‬
‫سِعدِني ( أيْ ت ُ َ‬
‫) تُ ْ‬
‫‪ - 594‬البخاري )‪1299‬و ‪ (1305‬ومسلم )‪ (935‬وأبو داود )‪ (3122‬نص ‪ (1858)4/15‬وحم )‬
‫‪ (27118‬وك )‪ (4349‬وهق )‪(7336‬‬
‫‪262‬‬
‫َ‬
‫ن الت َّراب‬
‫واهه ّ‬ ‫ث ِفي أفْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫قال السيوطي في شرح النسائي ‪ :‬قوله ) َفا ْ‬
‫ظيم‬‫شاد ع َ ِ‬ ‫ذا إ ِْر َ‬
‫حوه وَهَ َ‬ ‫ذا وَن َ ْ‬‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ِ‬‫كون ب ِ ِ‬‫ن الت ّأ ِْديب ي َ ُ‬ ‫خذ من هَ َ َ‬
‫ذا أ ّ‬ ‫( ي ُؤ ْ َ ِ ْ‬
‫ه‪.‬‬‫طن ل َ ُ‬
‫ف ّ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫م ْ‬‫ل َ‬‫قَ ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫مّنا َ‬‫س ِ‬‫ل » ل َي ْ َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ّ‬
‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬ع َ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫جاه ِل ِي ّةِ « ‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬‫وى ال ْ َ‬ ‫عا ب ِد َع ْ َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَد َ َ‬‫جُيو َ‬‫شقّ ال ْ ُ‬ ‫دود َ ‪ ،‬وَ َ‬‫خ ُ‬ ‫ب ال ْ ُ‬‫ضَر َ‬ ‫َ‬
‫‪595‬‬

‫أي ليس على طريقنا الكاملة من لطم الخدود وبقوة وسخط ومزق‬
‫ما‬
‫جاه ِل ِي ّةِ َ‬‫مَراد ُ ِبال ْ َ‬ ‫ملبسه ونادى بألفاظ الندبة والستغاثة الجاهلية‪َ ..‬وال ْ ُ‬
‫سَلم‬ ‫فت َْرة قَْبل اْل ِ ْ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫وع َن أ َبى أ ُمام َ َ‬
‫شاقّ َ‬
‫ة‬ ‫جهََها َوال ّ‬ ‫ة وَ ْ‬ ‫ش َ‬‫م َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ل َعَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ِ‬
‫جهَها (‬ ‫شة وَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ْ‬
‫وله ) ال َ‬ ‫_قَ ْ‬
‫‪596‬‬
‫ر« رواه ابن ماجه‬ ‫ل َوالث ُّبو ِ‬ ‫ْ‬
‫ة ِبالوَي ْ ِ‬ ‫عي َ َ‬
‫دا ِ‬ ‫جي ْب ََها َوال ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ما‬
‫مْرأة ل ِ َ‬ ‫صيص ال ْ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫صَر وَت َ ْ‬ ‫ن َباب ن َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جل ْ َ‬
‫دة ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫ذا قَ َ‬ ‫جهه إ ِ َ‬ ‫ش وَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خ َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫كر َوالن َْثى‪.‬‬ ‫مل الذ ّ َ‬ ‫شة فَي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬ ‫خا ِ‬‫فس ال َ‬ ‫مَراد الن ّ ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مل أ ّ‬ ‫حت َ ِ‬‫م وَي َ ْ‬‫قد ّ َ‬‫تَ َ‬

‫ــــــــــــ‬

‫‪ - 595‬البخاري ‪ 2/103‬و ‪ 104‬و ‪ 1294) 4/223‬و ‪1297‬و ‪ 1298‬و ‪( 3519‬ومسلم في اليمان‬


‫ح ‪(103) 165‬‬
‫‪ - 596‬ابن ماجه )‪ (1652‬وش )‪ (11343‬والصحيحة )‪ (2147‬وشرح السنة ‪ 3/290‬وهو حديث‬
‫حسن‪.‬‬
‫‪263‬‬
‫ث الرابع والثلثون‬
‫المبح ُ‬
‫الترهيب من إحداد المرأة على غير زوجها فوق ثلث‬

‫ث‬ ‫حاِدي َ‬ ‫ه هَذ ِهِ ال َ َ‬ ‫خب ََرت ْ ُ‬ ‫ة أ َن َّها أ َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ب اب ْن َةِ أِبى َ‬
‫َ‬
‫ن َزي ْن َ َ‬ ‫ن َنافٍِع ع َ ْ‬ ‫مي ْد ِ ب ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ُ‬
‫ى‬
‫َ‬ ‫ن ت ُوُفّ‬ ‫حي َ‬ ‫ى‪ِ - -‬‬ ‫ّ‬ ‫ج الن ّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة َزوْ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ع ََلى أ ّ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ب دَ َ‬ ‫ت َزي ْن َ ُ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫الث ّل َث َ َ‬
‫خُلوقٌ أوَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ َُبو َ‬
‫ْ‬ ‫فَرة ٌ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ب ِفيهِ ُ‬ ‫طي ٍ‬ ‫ة بِ ِ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫م َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ب ‪ ،‬فَد َع َ ْ‬ ‫حْر ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫فَيا َ‬ ‫س ْ‬ ‫ها أُبو ُ‬
‫ما ِلى‬ ‫ت َوالل ّهِ َ‬ ‫م َقال َ ْ‬ ‫ضي َْها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ت ب َِعارِ َ‬ ‫س ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫جارِي َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫غ َي ُْره ُ فَد َهَن َ ْ‬
‫ل » ل َ يَ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِبال ّ‬
‫ل‬‫ح ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫جةٍ ‪ ،‬غ َي َْر أّنى َ‬ ‫حا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫طي ِ‬
‫لمرأ َة تؤ ْمن بالل ّه وال ْيوم ال ِ َ‬
‫ل ‪ ،‬إ ِل ّ‬ ‫ث ل ََيا ٍ‬ ‫ت فَوْقَ ث َل َ ِ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫حد ّ ع ََلى َ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫خرِ أ ْ‬ ‫ِ ْ َ ٍ ُ ِ َ ُ ِ َِ َ َ ْ ِ‬
‫را « رواه البخاري ومسلم‬ ‫ش ً‬ ‫شهُرٍ وَع َ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ج أْرب َعَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ع ََلى َزوْ‬
‫ث‬ ‫حاِدي ِ‬ ‫ه ب ِهَذ ِهِ ال َ َ‬ ‫خب ََرت ْ ُ‬ ‫ة أ َن َّها أ َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ت أِبى َ‬
‫َ‬
‫ب ب ِن ْ ِ‬ ‫ن َزي ْن َ َ‬ ‫وعند أبي داود ع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫فَيا َ‬ ‫س ْ‬ ‫ها أُبو ُ‬ ‫ى أُبو َ‬ ‫ن ت ُوُفّ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ة ِ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ع ََلى أ ّ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ب دَ َ‬ ‫ت َزي ْن َ ُ‬ ‫الث ّل َث َةِ َقال َ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫س ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫جارِي َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫خُلوقٌ أوْ غ َي ُْره ُ فَد َهَن َ ْ‬ ‫فَرة ٌ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ب ِفيهِ ُ‬ ‫طي ٍ‬ ‫ت بِ ِ‬ ‫فَد َع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ما ِلى ِبال ّ‬
‫ت‬‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫جةٍ غ َي َْر أّنى َ‬ ‫حا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫طي ِ‬ ‫ت َوالل ّهِ َ‬ ‫م َقال َ ْ‬ ‫ضي َْها ث ُ ّ‬ ‫ب َِعارِ َ‬
‫َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ ال ِ‬ ‫َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل » ل َ يَ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬
‫ن‬‫خرِ أ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫مَرأةٍ ت ُؤ ْ ِ‬ ‫ل لِ ْ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شًرا «‪.‬‬ ‫شهُرٍ وَع َ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ج أْرب َعَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ل إ ِل ّ ع ََلى َزوْ‬ ‫ث ل ََيا ٍ‬ ‫ت فَوْقَ ث َل َ ِ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫حد ّ ع ََلى َ‬ ‫تُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ها فَد َع َ ْ‬ ‫خو َ‬ ‫ىأ ُ‬ ‫ن ت ُوُفّ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ج ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ب ب ِن ْ ِ‬ ‫ت ع َلى َزي ْن َ َ‬ ‫خل ُ‬ ‫ب وَد َ َ‬ ‫ت َزي ْن َ ُ‬ ‫َقال ْ‬
‫َ‬ ‫ما ِلى ِبال ّ‬
‫جةٍ غ َي َْر أّنى‬ ‫حا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫طي ِ‬ ‫ت َوالل ّهِ َ‬ ‫م َقال َ ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫طي ٍ‬ ‫بِ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ُ‬ ‫مَرأةٍ ت ُؤ ْ ِ‬ ‫ل لِ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫من ْب َرِ » ل َ ي َ ِ‬ ‫ل وَهُوَ ع ََلى ال ْ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ج أْرب َعَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ل إ ِل ع َلى َزوْ ٍ‬ ‫ث لَيا ٍ‬ ‫ت فوْقَ ثل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مي ّ ٍ‬ ‫حد ّ ع َلى َ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫خرِ أ ْ‬ ‫ِباللهِ َوالي َوْم ِ ال ِ‬
‫ت‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ة تَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫مى أ ّ‬ ‫تأ ّ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫ت َزي ْن َ ُ‬ ‫شًرا «‪َ .‬قال ْ‬‫َ‬ ‫شهُرٍ وَع َ ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫ا َ‬
‫ى ع َن َْها‬ ‫ن اب ْن َِتى ت ُوُفّ َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫مَرأة ٌ إ َِلى َر ُ‬ ‫ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬ل َ «‪.‬‬ ‫حل َُها فَ َ‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ع َي ْن ََها أفَن َك ْ ُ‬ ‫شت َك َ ْ‬ ‫جَها وَقَد ِ ا ْ‬ ‫َزوْ ُ‬
‫ما‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِن ّ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل » ل َ «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك يَ ُ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ن أ َوْ ث َل ًَثا ك ُ ّ‬ ‫مّرت َي ْ َ ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫مى ِبالب َعَْر ِ‬ ‫جاه ِل ِي ّةِ ت َْر ِ‬ ‫ن ِفى ال َ‬ ‫داك ُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫شٌر وَقَد ْ َ‬ ‫شهُرٍ وَع َ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ى أْرب َعَ ُ‬ ‫هِ َ‬
‫مى ِبال ْب َعَْرةِ ع ََلى‬ ‫ْ‬
‫ما ت َْر ِ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫ت ل َِزي ْن َ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫مي ْد ٌ فَ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل «‪َ .‬قا َ‬ ‫حو ْ ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ع ََلى َرأ‬
‫ت‬ ‫خل َ ْ‬ ‫جَها د َ َ‬ ‫ى ع َن َْها َزوْ ُ‬ ‫ذا ت ُوُفّ َ‬ ‫مْرأ َة ُ إ ِ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ت َزي ْن َ ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫حو ْ ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫َرأ ِ‬
‫ْ‬
‫ة ثُ ّ‬
‫م‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫مّر ب َِها َ‬ ‫حّتى ت َ ُ‬ ‫شي ًْئا َ‬ ‫طيًبا وَل َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ّ‬ ‫م تَ َ‬ ‫شّر ث َِياب َِها وَل َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫س ْ‬ ‫شا وَل َب ِ َ‬ ‫ف ً‬ ‫ح ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ىٍء إ ِل ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ض بِ َ‬ ‫فت َ ّ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫قل ّ َ‬ ‫ض ب ِهِ فَ َ‬ ‫فت َ ّ‬ ‫طائ ِرٍ فَت َ ْ‬ ‫شاةٍ أوْ َ‬ ‫مارٍ أوْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫داب ّةٍ ِ‬ ‫ت ُؤ َْتى ب ِ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫شاَء ْ‬ ‫ما َ‬ ‫جعُ ب َعْد ُ َ‬ ‫م ت َُرا ِ‬ ‫مى ب َِها ث ُ ّ‬ ‫طى ب َعَْرة ً فَت َْر ِ‬ ‫ج فَت ُعْ َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪597‬‬
‫صِغيٌر‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫ش ب َي ْ ٌ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫داوُد َ ال ِ‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫ب أوْ غ َي ْرِ ِ‬ ‫طي ٍ‬ ‫ِ‬
‫الخلوق ‪ :‬طيب مركب من الزعفران وغيره من أنواع الطيب تغلب‬
‫عليه الحمرة والصفرة‬
‫العارضان ‪ :‬جانبا الوجه وصفحتا الخدين ‪ ،‬أي ل يجوز لها أن تحزن‬
‫عليه وتلبس ثياب الحزن‪ ،‬وتترك الزينة أكثر من ثلثة أيام‪ ،‬إل إذا كان‬

‫‪ - 597‬البخاري ‪ 2/99‬و ‪ 7/76‬و ‪ 1280) 79‬و ‪ 1281‬و ‪5334‬و ‪ 5339‬و ‪ ( 5345‬ومسلم في‬
‫الطلق باب ‪ 9‬ح)‪ 58‬و ‪ 59‬و ‪ 62‬و ‪ 63‬و ‪1486) 65‬و ‪ (1487‬وأبو داود )‪ (2301‬وهوحديث‬
‫مشهور‪.‬‬
‫‪264‬‬
‫المتوفى زوجها فتحد أربعة أشهر وعشرة أيام‪ ،‬ما لم تكن حام ً‬
‫ل‪ ،‬فإذا‬
‫كانت حامل ً فعدتها تنتهي بوضع الحمل كما هو رأي جمهور الفقهاء‪.‬‬
‫الحداد وهو ترك الزينة بأنواعها طوال مدة العدة‪ ،‬ولكنه غير واجب‬
‫على كل معتدة‪.‬‬
‫فالمعتدة من طلق رجعي ل إحداد عليها بالتفاق‪ ،‬لن زوجيتها قائمة‬
‫بل يستحب لها التزين لنه قد يكون طريقا ً إلى تجديد رغبة زوجها فيها‬
‫فيراجعها‪.‬‬
‫أما المعتدة من وفاة فيجب عليها الحداد باتفاق الفقهاء ومنهم‬
‫الحنفية فيجب عليها ترك التزين بملبس جرى العرف الناس بأنه من‬
‫ملبس الزينة‪ ،‬ول تقييد فيه بلون خاص لن العرف يختلف فيه من‬
‫زمن لخر ومن بلد لغيره‪ ،‬وترك الحلي بكافة أشكاله‪ ،‬والطيب‬
‫والدهان والكحل والحناء‪ ،‬ول تكتحل إل لضرورة‪ ،‬فإن كان يكفي في‬
‫دفعها الكتحال ليل ً اقتصرت عليه وإل وقفت عند ما يدفعها‪ ،‬ول فرق‬
‫في ذلك بين الزوجة الكبيرة والصغيرة والحامل وغير حامل‪ ،‬أما‬
‫ضرورات الحياة من الستحمام والتنظيف وتسريح الشعر فليست‬
‫ممنوعة منها‪.‬‬
‫وإنما وجب عليها ذلك لما ورد من الحاديث‪ :‬منها ما رواه أبو داود‬
‫بسنده أن رسول الله ‪ ‬قال‪" :‬ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الخر‬
‫أن تحد على ميت فوق ثلث ليال إل على زوج أربعة وعشرا"‪ ،‬ولن‬
‫في ترك الزينة قطعا ً لطماع الراغبين فيها حيث ل زوج يحميها ويمنع‬
‫ي حافظ‬ ‫عنها هؤلء‪ ،‬ولن الزواج نعمة عظيمة وقد فاتت بوفاة زوج وف ّ‬
‫عليها إلى آخر لحظة في حياته‪ ،‬وفوات النعم ووفاء الزوج يقتضيها‬
‫ترك التزين إظهارا ً للسف على ما فات ومقابلة الوفاء بالوفاء‪ ،‬وفوق‬
‫ذلك فهو أدب جميل تقره الفطرة السليمة ويحمده الناس‪.‬‬
‫والحداد‪ :‬ل يخلو من حق للشارع فيه حيث أمر به ليحفظ المعتدة من‬
‫طمع الطامعين‪ ،‬ولذلك قرر الفقهاء أنه ل يستطيع أحد إسقاطه‪ ،‬فلو‬
‫أوصاها زوجها قبل وفاته بعدم الحداد لم يكن لها تركه‪.‬‬
‫أما المعتدة من طلق بائن‪:‬‬
‫فذهب الحنفية إلى أن عليها الحداد‪ ،‬لن من مقاصده إظهار الحزن‬
‫والسى على فوات نعمة الزواج الذي كان يصونها ويكفيها مؤونة‬
‫الحياة فأشبهت معتدة الوفاة‪.‬‬
‫وذهب جمهور الفقهاء ‪-‬المالكية والشافعية والحنابلة‪ -‬إلى أنه ل إحداد‬
‫ي بعهده لخر‬ ‫عليها‪ ،‬لنه وجب في حالة الوفاة أسفا ً لفراق زوج وف ّ‬
‫لحظة من حياته‪ ،‬فأقل ما تكافئه به هو إظهار الحزن والسف على‬
‫فراقه‪ ،‬أما المطلق فقد أساء إليها وحرمها من نعمة الزواج فكيف‬
‫‪598‬‬
‫نلزمها بالحزن عليه؟‬
‫‪ - 598‬انظر ‪:‬‬
‫‪http://www.islampedia.com/MIE2/ahkam/AHKAM15.html‬‬
‫‪/http://www.baitona.net/forum/baitona2/bait5084-21‬‬
‫‪265‬‬
‫ــــــــــــــ‬

http://r-khair.890m.com/fkhislami/a7kam15.php
266
‫ث الخامس والثلثون‬ ‫المبح ُ‬
‫النهي عن أكل ما اليتيم بغير حق‬

‫فا وَإ ِّنى‬


‫ضِعي ً‬‫ك َ‬ ‫ل » َيا أ ََبا ذ َّر إ ِّنى أ ََرا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬
‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫عَ َ‬
‫ن أِبى ذ َّر أ ّ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ْ‬
‫فسى ل َ تأ َ‬ ‫ُ‬
‫رواه‬ ‫«‪.‬‬ ‫م‬ ‫تي‬
‫َِ ٍ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫و‬‫ت‬ ‫َ‬
‫َْ ِ َ َ َ َ ّ َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ن‬‫ْ‬ ‫ث‬‫ا‬ ‫َ‬
‫لى‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ر‬‫م‬
‫َ ّ َ ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫ل‬ ‫ب‬
‫َ ِ ّ َِ ِ‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ح ّ‬ ‫أُ ِ‬
‫‪599‬‬
‫مسلم‬
‫َ‬
‫جت َِناب‬ ‫ظيم ِفي ا ِ ْ‬ ‫صل ع َ ِ‬ ‫ديث أ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫قال النووي رحمه الله ‪ :‬هَ َ‬
‫ف ت ِل ْ َ‬
‫ك‬ ‫ظائ ِ ِ‬ ‫قَيام ب ِوَ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ضْعف ع َ ْ‬ ‫ن ِفيهِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ل ِ َ‬ ‫سي ّ َ‬ ‫ال ْوَِلَيات ‪َ ،‬ل ِ‬
‫َ‬
‫ن أهًْل ل ََها ‪ ،‬أوْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ َ‬ ‫مة فَهُوَ َ‬ ‫دا َ‬ ‫خْزي َوالن ّ َ‬ ‫ما ال ْ ِ‬ ‫ال ْوَِلَية ‪ ،‬وَأ ّ‬
‫َ‬
‫دم‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َن ْ َ‬ ‫ضح ُ‬ ‫ف َ‬ ‫مة وَي َ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ال ْ ِ‬ ‫زيه الّله ت ََعاَلى ي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫دل ِفيَها فَي ُ ْ‬
‫خ‬ ‫م ي َعْ ِ‬ ‫أهًْل وَل َ ْ‬
‫ضل‬ ‫ه فَ ْ‬ ‫ل ِفيَها ‪ ،‬فَل َ ُ‬ ‫ن أ َهًْل ل ِل ْوَِلي َةِ ‪ ،‬وَع َد َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬
‫َ‬
‫ط ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ما فَّر َ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫م الّله‬ ‫سب َْعة ي ُظ ِل ّهُ ْ‬ ‫ث‪َ ":‬‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫حة ك َ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫حاِديث ال ّ‬ ‫ت ب ِهِ اْل َ َ‬ ‫ظاهََر ْ‬ ‫ظيم ‪ ،‬ت َ َ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫مَناب َِر ِ‬ ‫ن ع ََلى َ‬ ‫طي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ذا ) أ ّ‬ ‫قب هَ َ‬ ‫كور هَُنا ع َ ِ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ديث ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫" َوال ْ َ‬
‫ذا فَل ِك َث َْر ِ‬
‫ة‬ ‫معَ هَ َ‬ ‫قد ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫من ْعَ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ماع ال ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ك ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ُنور ( وَغ َْير ذ َل ِ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫خَلِئق ِ‬ ‫من َْها َ‬ ‫مت َن َعَ ِ‬ ‫ماء ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫حذ َّر ال ْعُل َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫من َْها ‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫حذ َّره ُ ‪ِ ‬‬ ‫طر ِفيَها َ‬ ‫خ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مت َن َُعوا‪.‬‬ ‫حين ا ِ ْ‬ ‫ذى ِ‬ ‫صب َُروا ع ََلى اْل َ َ‬ ‫سَلف ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫جت َن ُِبوا‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ل»ا ْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬ع َ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫شْر ُ‬
‫ك‬ ‫ل » ال ّ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ما هُ ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت « ‪َ .‬قاُلوا َيا َر ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫موب ِ َ‬ ‫سب ْعَ ال ْ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ل الّرَبا ‪،‬‬ ‫حقّ ‪ ،‬وَأك ْ ُ‬ ‫ه إ ِل ّ ِبال ْ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫س ال ِّتى َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل الن ّ ْ‬ ‫حُر ‪ ،‬وَقَت ْ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ِبالل ّهِ ‪َ ،‬وال ّ‬
‫ت‬‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫صَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫ف ‪ ،‬وَقَذ ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م الّز ْ‬ ‫ل ال ْي َِتيم ِ ‪َ ،‬والت ّوَّلى ي َوْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وَأ َك ْ ُ‬
‫‪600‬‬
‫ت « ‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬ ‫ال َْغافِل َ ِ‬
‫وسميت الموبقات‪ :‬لنها تدخل صاحبها النار‪.‬‬
‫وما وجدت هذه الموبقات أو إحداها في مجتمع إل دب إليه الفساد‬
‫والتفكك والتنافر والبغضاء والكراهية‪.‬‬
‫ولهذا شدد السلم في عقوبة من ارتكب شيئا من هذه الموبقات‬
‫نظرا لما تسببه من فساد مادي ومعنوي للمجتمعات المسلمة‪.‬‬
‫ونظرا لنها تصطدم بمقاصد الشريعة السلمية الساسية‪ ،‬والتي‬
‫اتفقت على صيانتها الديان وأصحاب العقول السليمة‪.‬‬
‫فقد اتفقت دعوة النبياء على صيانة الدين والنفس والعقل والمال‬
‫والعرض والنسب والمحافظة عليها‪ ،‬وارتكاب هذه الكبائر يتنافى مع‬
‫صيانة هذه الكليات‪ ،‬كما أنه يتنافى مع تكريم الله تعالى للنسان‬
‫وتشريفه أن يعبد غير الله تعالى‪ ،‬فمن أشرك بالله تعالى وعبد غيره‬
‫من المخلوقات فقد انحط عن مرتبة النسانية لنه مخلوق لعبادة الله‬
‫تعالى وحده‪ ،‬والكون كله مسخر لخدمته لكي يؤدي هذه المهمة‬
‫العظيمة‪.‬‬
‫‪ - 599‬في المارة ح ‪ (1826)17‬وأبو داود )‪ (2870‬ونص ‪ (3682) 6/255‬ون)‪ (6461‬وك)‬
‫‪(7017‬‬
‫‪ - 600‬البخاري ‪ 4/212‬و ‪ 8/20‬و ‪ 249‬و ‪ 2766) 9/76‬و ‪ 5764‬و ‪ ( 6857‬ومسلم )‪ (89‬وأبو‬
‫داود) ‪ (2876‬ونص)‪ (3686‬وهق )‪(13042‬‬
‫‪267‬‬
‫ومن أساسيات الدعوة السلمية إقامة مجتمع مسلم متماسك قوي‬
‫يعبد الله تعالى وحده ل شريك له ويعمر أرض الله تعالى وفق شريعته‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫دوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫كما قال سبحانه وتعالى على لسان أنبيائه‪ .... :‬اع ْب ُ ُ‬
‫َْ‬ ‫إل َه غ َيره هو أ َن َ َ‬
‫م ُتوُبوا‬ ‫فُروه ُ ث ُ ّ‬ ‫م ِفيَها َفا ْ‬
‫ست َغْ ِ‬ ‫مَرك ُ ْ‬
‫ست َعْ َ‬
‫ض َوا ْ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬ ‫شأك ُ ْ‬ ‫ِ ٍ ُْ ُ ُ َ ْ‬
‫إ ِل َي ْهِ }هود‪ .{61 :‬ول يمكن إقامة هذا المجتمع إذا كانت تنخر في‬
‫جسمه الكبائر والموبقات‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫والمقصود هنا أنه قد يموت الوالد وأولده صغار‪ ،‬فيتولى أمرهم آخر‬
‫وربما أكل مالهم بغير حق أو أساء التصرف فيه فجاءت النصوص‬
‫الشرعية تحرم ذلك تحريما ً قاطعًا‪ ،‬لكي ل تضيع حقوقهم‪.‬‬
‫ويكفي قول الله تعالى‪ } :‬إن ال ّذين يأ ْك ُُلو َ‬
‫ما‬
‫ما إ ِن ّ َ‬‫مى ظ ُل ْ ً‬ ‫ل ال ْي ََتا َ‬ ‫وا َ‬
‫م َ‬
‫نأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ن ِفي ب ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫سِعيًرا{ )‪ (10‬سورة النساء‬ ‫ن َ‬ ‫صل و ْ َ‬‫سي َ ْ‬‫م َناًرا وَ َ‬ ‫طون ِهِ ْ‬ ‫ي َأك ُُلو َ‬
‫إن هذا المال ‪ . .‬نار ‪ . .‬وإنهم ليأكلون هذه النار ‪ .‬وإن مصيرهم للى‬
‫النار فهي النار تشوي البطون وتشوي الجلود ‪ .‬هي النار من باطن‬
‫وظاهر ‪ .‬هي النار مجسمة حتى لتكاد تحسها البطون والجلود وحتى‬
‫لتكاد تراها العيون وهي تشوي البطون والجلود!‬
‫ولقد فعلت هذه النصوص القرآنية بإيحاءاتها العنيفة العميقة فعلها في‬
‫نفوس المسلمين ‪ .‬خلصتها من رواسب الجاهلية ‪ .‬هزتها هزة عنيفة‬
‫ألقت عنها هذه الرواسب ‪ .‬وأشاعت فيها الخوف والتحرج والتقوى‬
‫والحذر من المساس ‪ -‬أي مساس ‪ -‬بأموال اليتامى ‪ . .‬كانوا يرون فيها‬
‫النار التي حدثهم الله عنها في هذه النصوص القوية العميقة اليحاء ‪.‬‬
‫فعادوا يجفلون أن يمسوها ويبالغون في هذا الجفال!‬
‫عن ابن عباس ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬قال ‪ :‬لما نزلت ‪ } :‬إن الذين‬
‫يأكلون أموال اليتامى ظلما ً { ‪ . .‬الية ‪ . .‬انطلق من كان عنده يتيم‬
‫فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه فجعل يفضل الشيء‬
‫فيحبس له حتى يأكله أو يفسد ‪ .‬فاشتد ذلك عليهم ‪ .‬فذكروا ذلك‬
‫لرسول الله ‪ -  -‬فأنزل الله ‪ } :‬ويسألونك عن اليتامى ‪ .‬قل ‪:‬‬
‫إصلح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم ‪ .‬والله يعلم المفسد من‬
‫المصلح ولو شاء الله لعنتكم ‪ » { . .‬الية « فخلطوا طعامهم‬
‫بطعامهم وشرابهم بشرابهم ‪. .‬‬
‫وكذلك رفع المنهج القرآني هذه الضمائر إلى ذلك الفق الوضيء;‬
‫‪601‬‬
‫وطهرها من غبش الجاهلية ذلك التطهير العجيب ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬انظر تفسير ابن كثير عند تفسير الية )‪ (220‬من سورة البقرة‬ ‫‪601‬‬

‫‪268‬‬
‫ث السادس والثلثون‬‫المبح ُ‬
‫الترغيب في زيارة القبور‬

‫حوْل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫كى َ‬ ‫كى وَأ َب ْ َ‬ ‫مهِ فَب َ َ‬ ‫ُ‬
‫ى ‪ -  -‬قَب َْر أ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل َزاَر الن ّب ِ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه ِفى‬ ‫ست َأذ َن ْت ُ ُ‬ ‫ن ِلى‪َ ،‬وا ْ‬ ‫م ي ُؤ ْذ َ ْ‬ ‫فَر ل ََها فَل َ ْ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ت َرّبى ِفى أ ْ‬ ‫ست َأذ َن ْ ُ‬ ‫ل»ا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قُبوَر فَإ ِن َّها ت ُذ َك ُّر ال ْ َ‬ ‫ن ِلى فَُزوُروا ال ْ ُ‬ ‫ها فَأذ ِ َ‬ ‫ن أُزوَر قَب َْر َ‬
‫‪602‬‬
‫ت «‪.‬رواه مسلم‬ ‫موْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫فيه دليل على جواز البكاء على الميت ول حرج في ذلك بشرط أل‬
‫يكون فيه نواح أو ما شابه ذلك‪ ،‬وليس ذلك من سخط الله ‪ ،‬ول ينافي‬
‫القدر‪ ،‬وهو عاطفة بشرية فطرية في النفس النسانية تحدث عندما‬
‫يفقد النسان من يحب ‪.‬‬
‫وسبب عدم الذن بالستغفار لها ‪،‬لنها من أهل الفترة لقوله تعالى‪:‬‬
‫ل{ )‪ (15‬سورة السراء ‪،‬أي ماتت‬ ‫سو ً‬ ‫ث َر ُ‬ ‫حّتى ن َب ْعَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫معَذ ِّبي َ‬ ‫ما ك ُّنا ُ‬ ‫} وَ َ‬
‫قبل الرسالة‪.‬‬
‫َ‬ ‫كى إ ِل َ ْ‬ ‫َ‬
‫خ ( ك َأن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫كى وَأب ْ َ‬ ‫وله ) فَب َ َ‬ ‫وفي حاشية السندي على ابن ماجة ‪ :‬قَ ْ‬
‫هر ع ََلى‬ ‫ه ال ّ‬ ‫َ‬ ‫خذ َ الترجمة من ال ْمنع ع َن اِلست ِغْ َ َ‬ ‫أَ َ‬
‫ظا ِ‬ ‫جّرد أن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫فار أوْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّْ َ َ ِ َ‬
‫كى إ ِذ ْ َل ي َل َْزم‬ ‫كى وَأ َب ْ َ‬ ‫وله فَب َ َ‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جاه ِل ِّية َل ِ‬ ‫ها ِفي وَْقت ال ْ َ‬ ‫جود َ‬ ‫ضى وَ ُ‬ ‫قت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ذاب أوْ ال ْك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل ال ْعَ َ‬
‫كن‬ ‫م ِ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫فر ب َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ضور ِفي ذ ُّلك ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫عْند ال ْ ُ‬ ‫كاء ِ‬ ‫ن ال ْب ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫م ث َلَثة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن له ُ ْ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫جاةِ ال َ‬ ‫قول ب ِن َ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا لك ِ ْ‬ ‫سلم أي ْ ً‬ ‫جاة َوال ِ ْ‬ ‫معَ الن ّ َ‬ ‫ققه َ‬ ‫ح ّ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬
‫ن لَ ْ‬
‫م‬ ‫م ْ‬ ‫ذاب ع ََلى َ‬ ‫وة وََل ع َ َ‬ ‫ما الد ّع ْ َ‬ ‫ما ب َل َغَت ْهُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫سَلك أن ّهُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫سالك ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ل{ )‪(15‬‬ ‫سو ً‬ ‫ث َر ُ‬ ‫حّتى ن َب ْعَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫معَذ ِّبي َ‬ ‫ما ك ُّنا ُ‬ ‫قوْل ِهِ ت ََعاَلى } وَ َ‬ ‫وة ل ِ َ‬ ‫ه الد ّع ْ َ‬ ‫ت َب ُْلغ ُ‬
‫ْ‬
‫ديث‪:‬‬ ‫ح ِ‬ ‫قول ِفي ت َأِويل ال ْ َ‬ ‫سَلك ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ك هَ َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سورة السراء ‪،‬فَل َعَ ّ‬
‫قل ذ ُّلك‬ ‫ك ِفي أ ََوان الت ّك ِْليف وََل ي ُعْ َ‬ ‫ور الذ ّْنب وَذ َل ِ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫فار فَْرع ت َ َ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫ن اِل ْ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬
‫شرِعَ‬ ‫ما ُ‬ ‫ه َ‬ ‫كن أن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫م فَي ُ ْ‬ ‫فار ل َهُ ْ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫جة إ َِلى اِل ْ‬ ‫حا َ‬ ‫وة فََل َ‬ ‫ه الد ّع ْ َ‬ ‫م ت َب ُْلغ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قول‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫جي َ‬ ‫كاُنوا َنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫وة َل ل ِغَي ْرِه ِ ْ‬ ‫ل الد ّع ْ َ‬ ‫فار إ ِّل ِلهْ ِ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫اِل ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن قَْبل‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ديث ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫مل هَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫مَنا ب ِهِ فَي َ ْ‬ ‫ه ‪َ ‬فآ َ‬ ‫حي َِيا ل َ ُ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ب ِأن ّهُ َ‬
‫جة إ َِلى الت ّأ ِْويل‬ ‫حا َ‬ ‫ما قَط ًْعا فََل َ‬ ‫فار ل َهُ َ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫من ِْع اِل ْ‬ ‫قول ب ِ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬
‫َ‬
‫خَبار‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫اْل ِ ْ‬
‫ساِلك‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ميع ال ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ديث ع ََلى َ‬ ‫ح ِ‬ ‫جه ال ْ َ‬ ‫ح وَ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫َفات ّ َ‬
‫جة فيه ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬حديث إحيائهما ل يصح من وجه ‪ ،‬فل ح ّ‬
‫وع َ َ‬
‫ن‬
‫م عَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِّنى ن َهَي ْت ُك ُ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫خد ْرِىّ َقا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫شَرُبوا وَل َ‬ ‫ن الن ِّبيذ ِ َفا ْ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ت‬
‫ِ ّ ِ َ ِ َْ ً َََ ُْ ْ َ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ها‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ها‬‫ُ ِ ُ ُ َ‬‫رو‬ ‫زو‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫بو‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫زَِياَر ِ‬
‫ة‬
‫ِ‬
‫‪603‬‬
‫ى فَك ُلوا «‪ .‬رواه أحمد‬
‫ُ‬
‫ح ّ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ن ال َ َ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫كرا ً وَن َهَي ْت ُك ُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫أُ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ن زَِياَر ِ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ت ن َهَي ْت ُك ُ ْ‬ ‫ل » ك ُن ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سُعود ٍ أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫‪604‬‬
‫رة َ «‪.‬رواه ابن ماجه‬ ‫خ َ‬ ‫قُبوَر فَإ ِن َّها ت َُزهّد ُ ِفى الد ّن َْيا وَت ُذ َك ُّر ال ِ‬ ‫قُبورِ فَُزوُروا ال ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫‪ - 602‬في الجنائز ح ‪ (976) 108‬وابن ماجه )‪ (1639‬وأحمد ‪(9939)2/441‬‬


‫‪ (11637) 38 /3 - 603‬ونص ‪ 8/311‬والمجمع ‪ 3/57‬و ‪ (4299) 58‬وش )‪ (11808‬وهو‬
‫حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 604‬برقم )‪ (1638‬ونص ‪ (5670) 8/311‬والبيهقي ‪ (7444) 2/76‬و الحاكم ‪1387) 1/376‬‬
‫و ‪ ( 1393‬وحم )‪ 1249‬و ‪4407‬و ‪23707‬و ‪23719‬و ‪ (23754‬من طرق كثيرة وهو حديث‬
‫صحيح مشهور‬
‫‪269‬‬
‫ت ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ل َعَ َ‬ ‫سو َ‬
‫‪605‬‬
‫رواه الترمذي‬ ‫قُبوِر‪.‬‬ ‫ن َزّواَرا ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ت‪َ .‬قالَ‬ ‫ن ثاب ِ ٍ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ن بْ ِ‬‫سا َ‬ ‫ح ّ‬
‫َ‬
‫س وَ َ‬ ‫ن َع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫وقال الترمذي ‪ :‬قال وَِفى الَبا ِ‬
‫ن هَ َ‬
‫ذا‬ ‫ْ‬
‫ل العِلم ِ أ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ض أهْ ِ‬ ‫ح‪ .‬وَقَد ْ َرأى ب َعْ ُ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬‫ذا َ‬ ‫سى هَ َ‬ ‫عي َ‬ ‫أ َُبو ِ‬
‫كان قَب َ َ‬
‫ل ِفى‬ ‫خ َ‬ ‫ص دَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ما َر ّ‬ ‫قُبورِ فَل َ ّ‬ ‫ى ‪ِ - -‬فى زَِياَرةِ ال ْ ُ‬ ‫ص الن ّب ِ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ي َُر ّ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ساِء‬‫قُبورِ ِللن ّ َ‬ ‫ما ك ُرِه َ زَِياَرة ُ ال ْ ُ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬‫ضه ُ ْ‬‫ل ب َعْ ُ‬ ‫ساُء‪ .‬وََقا َ‬ ‫ل َوالن ّ َ‬ ‫جا ُ‬ ‫صت ِهِ الّر َ‬ ‫خ َ‬ ‫ُر ْ‬
‫ن‪ .‬اهـ‬ ‫عه ِ ّ‬ ‫جَز ِ‬ ‫ن وَك َث َْرةِ َ‬ ‫صب ْرِه ِ ّ‬ ‫قل ّةِ َ‬ ‫لِ ِ‬
‫ً‬
‫وحمله بعضهم على تحريم زيارتهن للمقابر مطلقا‪ ،‬وحمله آخرون على‬
‫ما إذا ارتكبن محذورات كلطم ونواح وتكشف‪ ،‬وأجازوه إذا خل من‬
‫المحذورات لعموم النصوص التي تحث على زيارة القبور‪ ،‬لنها تذكر‬
‫الخرة‪ ،‬والنساء بحاجة لذلك كالرجال تماما ً ‪.‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ : ‬‬
‫م ع َل َي ْهِ إ ِل ّ ع ََرفَ ُ‬
‫ه‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ِفي الد ّن َْيا ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ي َعْرِفُ ُ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬ ‫خيهِ ال ْ ُ‬ ‫قب ْرِ أ َ ِ‬‫مّر ب ِ َ‬‫حد ٍ َ‬‫أ َ‬
‫َ‬
‫سل َ َ‬ ‫وََرد ّ ع َل َي ْهِ ال ّ‬
‫‪606‬‬
‫م أخرجه ابن عبد البر في الستذكار‬
‫وقال ابن كثير رحمه في تفسيره ‪ :‬وقد استدلت أم المؤمنين عائشة‪،‬‬
‫موَْتى { ‪ ،‬على توهيم عبد‬ ‫معُ ال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ك ل تُ ْ‬ ‫رضي الله عنها‪ ،‬بهذه الية‪ } :‬إ ِن ّ َ‬
‫الله بن عمر في روايته مخاطبة النبي ‪ ‬القتلى الذين ألقوا في قَِليب‬
‫بدر ‪ ،‬بعد ثلثة أيام‪ ،‬ومعاتبته إياهم وتقريعه لهم ‪ ،‬حتى قال له عمر‪ :‬يا‬
‫جّيفوا ؟ فقال‪" :‬والذي نفسي‬ ‫رسول الله‪ ،‬ما تخاطب من قوم قد َ‬
‫بيده‪ ،‬ما أنتم بأسمع لما أقول منهم‪ ،‬ولكن ل يجيبون"‪ .‬وتأولته عائشة‬
‫على أنه قال‪" :‬إنهم الن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق"‬
‫خا ونقمة‪.‬‬ ‫وقال قتادة ‪ :‬أحياهم الله له حتى سمعوا مقالته تقريًعا وتوبي ً‬
‫والصحيح عند العلماء رواية ابن عمر‪ ،‬لما لها من الشواهد على صحتها‬
‫حا ]له[ ‪،‬‬ ‫من وجوه كثيرة‪ ،‬من أشهر ذلك ما رواه ابن عبد البر مصح ً‬
‫عا‪" :‬ما من أحد يمر بقبر أخيه المسلم‪ ،‬كان يعرفه‬ ‫عن ابن عباس مرفو ً‬
‫في الدنيا‪ ،‬فيسلم عليه‪ ،‬إل رد الله عليه روحه‪ ،‬حتى يرد عليه‬
‫السلم" ‪.‬‬
‫]وثبت عنه ‪ ‬أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له‪ ،‬إذا انصرفوا‬
‫عنه‪ ،‬وقد شرع النبي ‪ ‬لمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا‬
‫عليهم سلم من يخاطبونه فيقول المسلم‪ :‬السلم عليكم دار قوم‬
‫مؤمنين‪ ،‬وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل‪ ،‬ولول هذا الخطاب لكانوا‬
‫بمنزلة خطاب المعدوم والجماد‪ ،‬والسلف مجمعون على هذا‪ ،‬وقد‬
‫تواترت الثار عنهم بأن الميت يعرف بزيارة الحي له ويستبشر‪ ،‬فروى‬
‫ابن أبي الدنيا في كتاب القبور عن عائشة‪ ،‬رضي الله عنها‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪" :‬ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده‪ ،‬إل استأنس‬
‫به ورد عليه حتى يقوم"‪ .‬ثم ذكر روايات عديدة قال عقبها ‪ " :‬وقد‬
‫‪ - 605‬برقم )‪ (1076‬وأبو داود )‪ (3236‬والنسائي ‪ 4/95‬و أحمد ‪ 1/229‬و ‪ 8673) 287‬و‬
‫‪ (8676‬وعب )‪ (6705‬وطب)‪ 3511‬و ‪ (3512‬وصحيح الترغيب)‪ (3545‬وابن أبي شيبه‬
‫‪ 2/376‬والبيهقي ‪ 2/78‬وهو حديث صحيح لغيره‬
‫‪ - 606‬الفيض )‪ (8062‬ودليل الفالحين )‪ (3583‬والستذكار ‪ 1/184‬وهو حديث حسن‬
‫‪270‬‬
‫ن لم يشعر ول يعلم‬ ‫م ْ‬
‫شرع السلم على الموتى‪ ،‬والسلم على َ‬
‫بالمسلم محال‪ ،‬وقد علم النبي ‪ ‬أمته إذا رأوا القبور أن يقولوا‪:‬‬
‫"سلم عليكم أهل الديار من المؤمنين ‪ ،‬وإنا إن شاء الله بكم لحقون ‪،‬‬
‫يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين‪ ،‬نسأل الله لنا ولكم‬
‫العافية"‪ ،‬فهذا السلم والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل‬
‫‪607‬‬
‫ويرد‪ ،‬وإن لم يسمع المسلم الرد ‪ ،‬والله أعلم[‬
‫وعن أبي هريرة قال ‪ :‬قال أبو رزين ‪ :‬يا رسول الله إن طريقي على‬
‫الموتى فهل من كلم أتكلم به إذا مررت عليهم ؟ قال ‪ » :‬قل ‪:‬‬
‫السلم عليكم أهل القبور من المسلمين والمؤمنين ‪ ،‬أنتم لنا سلف‬
‫ونحن لكم تبع ‪ ،‬وإنا إن شاء الله بكم لحقون « ‪ ،‬قال ‪ :‬أبو رزين يا‬
‫رسول الله يسمعون ؟ قال ‪ » :‬يسمعون ولكن ل يستطيعون أن يجيبوا‬
‫« ‪ ،‬قال ‪ » :‬يا أبا رزين أل ترضى أن يرد عليك بعددهم من الملئكة « ‪.‬‬
‫‪608‬‬
‫ول يعرف إل بهذا اللفظ أخرجه العقيلي‬
‫وقال ابن القّيم ‪ :‬وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ‪ ,‬ولول ذلك لكان هذا‬
‫سلف مجمعون على‬ ‫الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد ‪ ,‬وال ّ‬
‫ي له ويستبشر‬ ‫ن المّيت يعرف زيارة الح ّ‬ ‫هذا ‪ ,‬وقد تواترت الثار بأ ّ‬
‫ن المّيت يعرف‬ ‫ظاهر أ ّ‬ ‫سلم ‪ :‬وال ّ‬ ‫به ‪.‬وجاء في فتاوى العّز بن عبد ال ّ‬
‫شرع ل يأمر بخطاب من ل يسمع‬ ‫سلم عليهم ‪ ,‬وال ّ‬ ‫الّزائر ‪ ,‬لّنا أمرنا بال ّ‬
‫‪.‬‬
‫ل الل ّهِ ‪-  -‬‬ ‫سو ُ‬‫ن ِفيهِ َر ُ‬ ‫ذى د ُفِ َ‬ ‫ل ب َي ِْتى ال ّ ِ‬
‫خ ُ‬‫ت أ َد ْ ُ‬ ‫ت ك ُن ْ ُ‬‫ة َقال َ ْ‬‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬‫ن َ‬‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫معَهُ ْ‬
‫مُر َ‬‫ن عُ َ‬ ‫جى وَأِبى فَل َ ّ‬
‫ما د ُفِ َ‬ ‫ما هُوَ َزوْ ِ‬ ‫ضعُ ث َوِْبى فَأُقو ُ‬
‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫وَأِبى فَأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ت إ ِل ّ وَأَنا َ‬‫خل ْ ُ‬ ‫والل ّهِ َ‬‫فَ َ‬
‫‪609‬‬
‫ر‪ .‬أخرجه أحمد‬ ‫م َ‬
‫ن عُ َ‬ ‫م ْ‬‫حَياًء ِ‬ ‫ى ث َِياِبى َ‬ ‫دود َة ٌ ع َل ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫ما د َ َ‬
‫وهذا يدل على ورعها وعمق إيمانها وحيائها من الله تعالى‪ ،‬هذه المرأة‬
‫المصون هي التي أراد المنافقون أن يلطخوا سمعتها بإفكهم فنزل‬
‫القرآن ببراءتها وعفتها‪ ،‬لذلك فمن وقع فيها أو اتهمها فإنما يتهم الله‬
‫‪610‬‬
‫تعالى ويكذب النص القرآني القاطع – عافانا الله من ذلك‪،‬‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ - 607‬تفسير ابن كثير ‪) -‬ج ‪ / 6‬ص ‪(324‬‬


‫‪ - 608‬برقم )‪ (1719‬وفيه جهالة ‪ ،‬وله شواهد بنحوه عن عائشة وابن عباس وأبي هريرة وبريدة‬
‫انظرها في جامع الصول ‪158 – 11/154‬‬
‫‪ (26408) 6/202 - 609‬والحاكم ‪ (4402) 3/61‬والمجمع )‪ (12704‬وهو حديث صحيح‬
‫‪ - 610‬راجع كتاب عائشة أم المؤمنين للستاذ عبد الحميد طهماز ط دار القلم‬
‫‪271‬‬
‫ث السابع والثلثون‬‫المبح ُ‬
‫الترهيب من المرور بقبور الظالمين‬

‫َ‬
‫ب‬
‫حا ِ‬‫ص َ‬‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ل ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫مَر ‪ -‬رضى الله عنهما ‪َ -‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ن‪،‬أ ْ‬ ‫كي َ‬‫كوُنوا َبا ِ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ن إ ِل ّ أ ْ‬ ‫معَذ ِّبي َ‬ ‫خُلوا ع ََلى هَؤ ُل َِء ال ْ ُ‬ ‫جرِ » ل َ ت َد ْ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫َ‬
‫م «‪.‬‬ ‫صاب َهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صيب َك ُ ْ‬ ‫يُ ِ‬
‫ل الل ّهِ ‪» -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫مَر َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ َ‬ ‫سال ِم ٍ أ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫وفي رواية أخرى ع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ن‪،‬أ ْ‬ ‫كي َ‬‫كوُنوا َبا ِ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫م إ ِل ّ أ ْ‬ ‫سه ُ ْ‬‫ف َ‬ ‫موا أن ْ ُ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ساك ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫خُلوا َ‬ ‫ل َ ت َد ْ ُ‬
‫َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫صيب َك ُ ْ‬
‫‪611‬‬
‫م « ‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬ ‫صاب َهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ِ‬ ‫يُ ِ‬
‫مساكن ثمود ‪ :‬هم قبيلة أرسل الله إليها سيدنا صالح عليه السلم‬
‫فكذبوه فأهلكهم الله تعالى بذنوبهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ‪ ،‬أي‪ :‬خشية أن يقع بكم العذاب‪ ،‬وفيه‬ ‫صاب َهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صيب َك ُ ْ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين ومواضع العذاب‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ‪ " :‬قوله‪ :‬إل أن تكونوا باكين ليس‬
‫المراد القتصار في ذلك على ابتداء الدخول بل دائما ً عند كل جزء من‬
‫الدخول‪ ،‬وأما الستقرار فالكيفية المذكورة مطلوبة فيه بالولوية‪...‬‬
‫ووجه هذه الخشية أن البكاء يبعثه على التفكر والعتبار‪ ،‬فكأنه أمرهم‬
‫بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك‬
‫بالكفر مع تمكينه لهم في الرض وإمهالهم مدة طويلة‪ ،‬ثم إيقاع نقمة‬
‫بهم وشدة عذابه‪ ،‬وهو سبحانه مقلب القلوب فل يأمن المؤمن أن‬
‫تكون عاقبته إلى مثل ذلك‪.‬والتفكر وأيضا ً في مقابلة أولئك نعمة الله‬
‫بالكفر وإهمالهم إعمال عقولهم فيما يوجب اليمان به والطاعة له‪،‬‬
‫فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب البكاء اعتبارا ً بأحوالهم فقد‬
‫شابههم في الهمال‪ ،‬ودل على قساوة قلبه وعدم خشوعه‪ ،‬فل يأمن‬
‫‪612‬‬
‫أن يجره ذلك إلى العمل مثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم‪ .‬انتهى‬
‫إن رسول الله ‪ ‬يعلمنا الحيطة من مصاحبة الظالمين وعدم الذهاب‬
‫إلى أماكنهم‪ ،‬أو المرور منها‪ ،‬فكيف بمن يصاحبهم وكيف بمن يكون‬
‫ما‬
‫م الّناُر وَ َ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫موا ْ فَت َ َ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫منهم ؟ قال تعالى‪ } :‬وَل َ ت َْرك َُنوا ْ إ َِلى ال ّ ِ‬
‫كم من دون الل ّه م َ‬
‫ن { )‪ (113‬سورة هود ‪.‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫م ل َ ُتن َ‬ ‫ن أوْل َِياء ث ُ ّ‬ ‫ِ ِ ْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫لَ ُ ّ‬

‫ـــــــــــــ‬

‫‪ - 611‬البخاري ‪ 1/118‬و ‪ 6/9‬و ‪433) 101‬و ‪ 3380‬و ‪ 3381‬و ‪ 4419‬و ‪ 4420‬و ‪ 4702‬و‬
‫‪ ( 6994‬ومسلم )‪ (2980‬وعبد الرزاق )‪1623‬و ‪ (1624‬وطب )‪ (13478‬والبيهقي ‪)2/451‬‬
‫‪ (4542‬وغيرهم‪.‬‬
‫‪ - 612‬فتح الباري لبن حجر ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(157‬‬
‫‪272‬‬
‫ث الثامن والثلثون‬
‫المبح ُ‬
‫أحوال الموتى في قبورهم‬
‫َ‬
‫ه ِإل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل ل إ ِل َ َ‬ ‫س ع ََلى أهْ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ : ‬ل َي ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫مَر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫قب ْرِ «‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬ول ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ش ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫وَ ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫س ع ََلى أهْ ِ‬ ‫‪ : ‬ل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫مَر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وفي رواية ع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫م ‪ ،‬وَك َأّني أن ْظ ُُر إ َِلى أهْ ِ‬ ‫شرِه ِ ْ‬ ‫من ْ َ‬ ‫م ‪َ ،‬ول َ‬ ‫ة ِفي قُُبورِه ِ ْ‬ ‫ش ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ه ِإل الل ّ ُ‬ ‫ل إ ِل َ َ‬
‫مد ُ ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ح ْ‬‫ن ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ن ُرُءو ِ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫ن الت َّرا َ‬ ‫ضو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫م ي َن ْ ُ‬ ‫ه وَهُ ْ‬ ‫ه ِإل الل ّ ُ‬ ‫ل إ ِل َ َ‬
‫َ‬
‫‪613‬‬
‫ن « أخرجه الطبراني‬ ‫حَز َ‬ ‫ب ع َّنا ال ْ َ‬ ‫ذي أذ ْهَ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫أي أن من قال ل إله إل الله بإخلص ‪ ،‬وعمل بموجبها من طاعة لله‬
‫ولرسوله ‪ ‬ومعصية للشيطان‪ ،‬فهؤلء ل وحشة عليهم‪ ،‬أما مجرد‬
‫‪614‬‬
‫التلفظ بها دون فهم معناها والعمل بموجبه فل ينفعه ذلك‪.‬‬
‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫حَياٌء ِفي‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : - -‬اْل َن ْب َِياُء أ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س بْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪615‬‬
‫أخرجه أبو يعلى‬ ‫"‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫لو‬ ‫ّ‬ ‫قُُبو ِ ِ ْ ُ َ‬
‫ص‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫وهذه الحياة البرزخية تختلف عن الحياة في الدنيا‪ ،‬ول يعلم حقيقتهــا إل‬
‫الله تعالى‪ ،‬وليس من إشكال في القول بحيــاة النبيــاء والشــهداء‪ ،‬وأن‬
‫النبي ‪ ‬تبلغه صلتنا وسلمنا‪ ،‬وأن الرض ل تأكل أجساد النبياء‪ ،‬فكــل‬
‫ذلك قد ثبــت بالســنة الصــحيحة‪ ،‬يجــب التســليم بــه دون الســؤال عــن‬
‫الكيفية فالله أعلم بها‪.‬‬
‫َ‬
‫خَباَءه ُ ع ََلــى قَْبــ ٍ‬
‫ر‬ ‫ى ‪ِ - -‬‬ ‫ب الن ّ ُب ِ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ب ب َعْ ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ل َ‬ ‫س َقا َ‬
‫َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ه‬
‫ذى ب ِي َـد ِ ِ‬ ‫ك ال ّـ ِ‬ ‫ســوَرة َ ت َب َــاَر َ‬ ‫قـَرأ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ســا ٌ‬ ‫ذا ِفيـهِ إ ِن ْ َ‬ ‫ه قَب ٌْر فَإ ِ َ‬ ‫ب أن ّ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَهُوَ ل َ ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ض ـَرب ْ ُ‬ ‫ل الل ّـهِ إ ِن ّــى َ‬ ‫ســو َ‬ ‫ل ي َــا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‪ -  -‬فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫مَها فَأَتى الن ّب ِ‬ ‫خت َ َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫سوَرة َ ت ََباَر َ‬ ‫قَرأ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫سا ٌ‬ ‫ذا ِفيهِ إ ِن ْ َ‬ ‫ه قَب ٌْر فَإ ِ َ‬ ‫ب أن ّ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫خَباِئى ع ََلى قَب ْرٍ وَأَنا ل َ أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫جي َـ ُ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ى ال ْ ُ‬ ‫ة ه ِـ َ‬ ‫مان ِعَـ ُ‬ ‫ى ال ْ َ‬‫ل اللـهِ‪ » 616‬ه ِـ َ‬
‫سو ُ ّ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫مَها‪ .‬فَ َ‬ ‫خت َ َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قب ْرِ «‪ .‬أخرجه الترمذي‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جيهِ ِ‬ ‫ت ُن ْ ِ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّـ ِ‬ ‫ت فََرأي ْت ُن ِــى فِــى ال ْ َ‬ ‫مـ ُ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ » -  -‬ن ِ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ذا قَــالوا هَ ـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قــَرأ فَ ُ‬
‫ن‬ ‫ة ب ْـ ُ‬ ‫حارِث َـ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن هَ ـ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫قلــ ُ‬ ‫ئ يَ ْ‬ ‫ت قَــارِ ٍ‬ ‫ص ـو ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫سـ ِ‬ ‫فَ َ‬

‫‪ - 613‬برقم ) ‪457‬و ‪ (460‬وطس )‪11502‬و ‪ (11533‬وهب)‪ (95‬والمجمع ‪ 16807) 10/333‬و‬


‫‪16808‬و ‪ (18324‬وإتحاف الخيرة )‪ (6118‬وخيثمة ص ‪ 197‬وأمالي ابن بشران )‪(743‬‬
‫والبعث والنشور )‪ 78‬و ‪ (79‬والمطالب العالية )‪ (3478‬والترغيب ‪ 2/416‬وابن كثير ‪ 5/583‬و‬
‫‪ 6/537‬وتاريخ جرجان ‪ 325‬والخطيب ‪ 1/266‬و ‪ 5/305‬و ‪ 10/265‬وابن عدي ‪ 4/1582‬وهو‬
‫حديث ضعيف وله طرق‬
‫‪ - 614‬راجع فتاوى الشبكة السلمية )‪(5398‬‬
‫‪ - 615‬برقم )‪ (3331‬و مسند البزار)‪ (6888‬والمجمع )‪ (13812‬وإتحاف المهرة )‪(6531‬‬
‫وحياة النبياء للبيهقي )‪1‬و ‪2‬و ‪( 3‬والمطالب ‪ 2/269‬والفتح ‪6/487‬والميزان )‪(1933‬‬
‫والصحيحة )‪ (621‬وهو حديث صحيح‬
‫‪ - 616‬برقم )‪ (3133‬وطب )‪ (12630‬ودلئل النبوة )‪ (2965‬وإثبات عذاب القبر )‪(129‬‬
‫ومختصر قيام الليل )‪ (184‬والحاكم ‪ 2/498‬وهو حديث ضعيف وصح منه المرفوع فقط ‪،‬‬
‫فأكثر من قراءتها لتنجيك من عذاب القبر‪.‬‬
‫‪273‬‬
‫ن‬ ‫ك ال ْب ِـّر «‪ .‬وَك َــا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ك ال ْب ِّر ك َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬ك َ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫‪ .« 617‬فَ َ‬ ‫مان ِ‬ ‫الن ّعْ َ‬
‫‪618‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه أخرجه أحمد‬ ‫م ِ‬‫س ب ِأ ّ‬ ‫أب َّر الّنا ِ‬
‫البر ‪ :‬اسم جامع لكل معاني الخير والحسان والصدق والطاعة وحسن‬
‫الصلة والمعاملة‬
‫ن أبي قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رســول اللــه ‪ » : ‬إذا ولــي أحــدكم أخــاه‬ ‫وع َ ِ‬
‫‪619‬‬
‫فليحسن كفنه ‪ ،‬فإنهم يتزاورون في قبورهم « أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات‬
‫أما كيف يتزاورون فل ندري تفصيل ذلك‪ ،‬فالله أعلم‪.‬‬
‫ن‬ ‫مـ َ‬ ‫ما ب ََرْزَنا ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬فَل َ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ َر ُ‬ ‫جَنا َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َقا َ‬ ‫ريرِ ب ْ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫ن هَ ـ َ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ » -  -‬ك َـأ ّ‬ ‫ســو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قــا َ‬ ‫حوَن َــا فَ َ‬ ‫ض ـعُ ن َ ْ‬ ‫ب ُيو ِ‬ ‫ذا َراك ِـ ٌ‬ ‫دين َـةِ إ ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬ ‫قــا َ‬ ‫م فََرد َد َْنا ع َل َي ْهِ فَ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ل إ ِل َي َْنا فَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل َفان ْت ََهى الّر ُ‬ ‫ريد ُ «‪َ .‬قا َ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ب إ ِّياك ُ ْ‬ ‫الّراك ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شــيَرِتى‪.‬‬ ‫دى وَع َ ِ‬ ‫ن أهْل ِــى وَوَل َـ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ت «‪َ .‬قا َ‬ ‫ن أقْب َل ْ َ‬ ‫ن أي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ى ‪ِ » - -‬‬ ‫ّ‬ ‫ه الن ّب ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل » فَ َ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ .-  -‬قَــا َ‬ ‫ســو َ‬ ‫ل » فَأ َين تريد «‪ .‬قَــا َ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫صـب ْت َ ُ‬ ‫ق ـد ْ أ َ‬ ‫ل أِريـد ُ َر ُ‬ ‫ْ َ ُ ِ ُ‬
‫َ‬
‫ه‬‫ه إ ِل ّ الل ّـ ُ‬ ‫ن ل َ إ ِل َـ َ‬ ‫شـهَد ُ أ ْ‬ ‫ل » تَ ْ‬ ‫ن‪َ .‬قا َ‬ ‫ما ُ‬ ‫لي َ‬ ‫ما ا ِ‬ ‫مِنى َ‬ ‫ل الل ّهِ ع َل ّ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫«‪َ.‬قا َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ضــا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َر َ‬ ‫صــو ُ‬ ‫ص ـل َة َ وَت ُـؤ ِْتى الّزك َــاة َ وَت َ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قي ـ ُ‬ ‫ل الل ّهِ وَت ُ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫مدا ً َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وَأ ّ‬
‫َ‬
‫شــب َك َ ِ‬
‫ة‬ ‫ت ي َد ُه ُ ِفى َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ن ب َِعيَره ُ د َ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫ت‪َ .‬قا َ‬ ‫ل قَد ْ أقَْرْر ُ‬ ‫ت «‪َ .‬قا َ‬ ‫ج ال ْب َي ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫وَت َ ُ‬
‫ل‬ ‫ســو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫مت ِهِ فَ َ‬ ‫ها َ‬ ‫ل فَوَقَعَ ع ََلى َ‬ ‫ج ُ‬ ‫وى الّر ُ‬ ‫وى ب َِعيُره ُ وَهَ َ‬ ‫ن فَهَ َ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫جْر َ‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫فـ ُ‬ ‫حذ َي ْ َ‬ ‫سـرٍ وَ ُ‬ ‫ن َيا ِ‬ ‫مــاُر ب ْـ ُ‬ ‫ب إ ِل َي ْـهِ ع َ ّ‬ ‫ل فَوَث َ َ‬ ‫ل «‪َ .‬قا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ى ِبالّر ُ‬ ‫ّ‬
‫الل ّهِ ‪ » -  -‬ع َل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مــا‬ ‫ض ع َن ْهُ َ‬ ‫ل فَ ـأع َْر َ‬ ‫ل‪ .‬قَــا َ‬ ‫جـ ُ‬ ‫ض الّر ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬قُب ِـ َ‬ ‫سو َ‬ ‫قال َ َيا َر ُ‬ ‫داه ُ فَ َ‬ ‫فَأقْعَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضــى‬ ‫مــا إ ِع َْرا ِ‬ ‫ما َرأي ْت ُ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬أ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ما َر ُ‬ ‫ل ل َهُ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ث ُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫مـ ُ‬ ‫جن ّـةِ فَعَل ِ ْ‬ ‫مــارِ ال َ‬ ‫ن ثِ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِفى ِفيهِ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن ي َد ُ ّ‬ ‫ملك َي ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ل فَإ ِّنى َرأي ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ن َقــا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا َوالل ّهِ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬هَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫جاِئعا ً «‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫أن ّ ُ‬
‫ن‬ ‫مـ ُ‬
‫َ‬
‫م ال ْ‬ ‫ك ل َهُ ـ ُ‬ ‫م ب ِظ ُل ْـم ٍ ُأول َئ ِ َ‬ ‫مان َهُ ْ‬ ‫سوا ِإي َ‬ ‫م ي َل ْب ِ ُ‬ ‫مُنوا وَل َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل )ال ّ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫مل َْنـاه ُ إ َِلـى‬ ‫حت َ َ‬ ‫ل َفا ْ‬ ‫م «‪َ .‬قـا َ‬ ‫خـاك ُ ْ‬ ‫م أَ َ‬ ‫كـ ْ‬ ‫دون َ ُ‬ ‫ل» ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫ن( «‪َ .‬قا َ‬ ‫دو َ‬ ‫مهْت َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫ل‬ ‫ســو ُ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫ل ‪ -‬فَ َ‬ ‫قب ْرِ ‪َ -‬قا َ‬ ‫مل َْناه ُ إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫فّناه ُ وَ َ‬ ‫حن ّط َْناه ُ وَك َ ّ‬ ‫سل َْناه ُ وَ َ‬ ‫ماِء فَغَ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قوا‬ ‫شــ ّ‬ ‫دوا وَل َ ت َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل » ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ر‪َ .‬قا َ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫فيرِ ال ْ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫س ع ََلى َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫الل ّهِ ‪َ -  -‬‬
‫‪620‬‬
‫نا « رواه أحمد‬ ‫شقّ ل ِغَي ْرِ َ‬ ‫حد َ ل ََنا َوال ّ‬ ‫ن الل ّ ْ‬ ‫فَإ ِ ّ‬

‫‪ - 617‬وفي الستيعاب ‪ :‬حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن‬
‫النجار النصاري يكنى أبا عبد الله شهد بدرا ً وأحد والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ‪‬‬
‫وكان من فضلء الصحابة‪....‬‬
‫‪ - 618‬أحمد ‪ (25926) 6/152‬والحاكم ‪ (7247) 4/151‬ون)‪ (8176‬والحسان )‪ (7141‬وهب )‬
‫‪ (7606‬وخلق أفعال العباد )‪ (246‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 619‬برقم )‪ (164‬ومسلم مختصرا برقم )‪ (2805‬وابن ماجه )‪ (1474‬والنسائي ‪4/33‬‬
‫والخطيب ‪ 4/160‬و ‪ 6/80‬والعقيلي ‪ (581) 2/55‬وعب )‪ (6209‬وهب)‪ (8965‬والصحيحة )‬
‫‪ (1425‬وابن عدي ‪ 5/1760‬وتاريخ أصفهان ‪ 2/346‬وهو حديث صحيح لغيره‪.‬‬
‫‪ (19695) 4/359 - 620‬ومعرفة الصحابة )‪ (6566‬والمجمع ‪ (116) 1/42‬وتنزيه الشريعة‬
‫‪ 2/361‬وهو حسن لغيره‪.‬‬
‫‪274‬‬
‫َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬
‫طيُر ِفى‬‫فًرا ‪621‬ي َ ِ‬
‫جعْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ » -  -‬رأي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫سو ُ‬‫ل َر ُ‬‫ل َقا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫معَ ال ْ َ‬
‫مل َئ ِك َةِ «‪.‬أخرجه الترمذي‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪622‬‬
‫جن ّةِ َ‬
‫قال المناوي رحمه الله في فيض القدير‪) ( 4383):‬رأيت جعفر بن أبي‬
‫طالب( هو ابن عم النبي ‪ ‬الذي استشهد بمؤتة )ملكًا( أي على‬
‫صورة ملك من الملئكة )يطير في الجنة مع الملئكة بجناحين( سميا‬
‫جناحين لن الطائر يجنحهما عند الطيران أي يميلهما عنده ومنه }وإن‬
‫وضه‬ ‫جنحوا للسلم{ وهذا قاله لولده لما جاء الخبر بقتله وفي رواية ع ّ‬
‫الّله جناحين عن قطع يديه وذلك أنه أخذ اللواء بيمينه فقطعت فأخذه‬
‫بشماله فقطعت فاحتضنه فقتل‪ .‬قال القاضي‪ :‬لما بذل نفسه في‬
‫سبيل الّله وحارب أعداءه حتى قطعت يداه ورجله أعطاه الّله أجنحة‬
‫روحانية يطير بها مع الملئكة ولعله رآه في المنام أو في بعض‬
‫مكاشفاته اهـ‪ .‬وقال السهيلي‪ :‬ليسا كجناحي الطائر لن الصورة‬
‫الدمية أشرف بل قوة روحانية وقد عبر القرآن عن العضو بالجناح‬
‫توسعا ً }واضمم يدك إلى جناحك{ واعترض بأنه ل مانع من الحمل‬
‫على الظاهر إل من جهة المعهود ]ص ‪ [9‬وهو قياس الغائب على‬
‫الشاهد وهو ضعيف‪) .‬تتمة( قال في الصابة‪ :‬كان أبو هريرة يقول‪ :‬إن‬
‫جعفر أفضل الناس بعد رسول الّله ‪ ،‬ورد عنه بسند صحيح‪ .‬اهـ‬
‫فالحياة التي أثبتتها هذه الحاديث للموتى إنما هي حياة برزخية‪ ،‬ليست‬
‫من حياة الدنيا في شيء‪ ،‬ويجب اليمان بها دون ضرب المثال لها‪ ،‬أو‬
‫محاولة تكييفها وتشبيهها بما هو معروف عندنا في الدنيا‪. 623‬‬
‫ــــــــــــــ‬

‫‪ - 621‬وهو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه الصحابي الجليل وهو الذي استشهد بغزوة مؤتة‬
‫وكان أحد قوادها الثلث انظر العلم وسير أعلم النبلء‪.‬‬
‫‪ - 622‬برقم )‪ (4130‬وطب)‪1449‬و ‪ (2609‬والحسان )‪ (7172‬ومعرفة الصحابة )‪(1341‬‬
‫والمجمع) ‪ (15496‬والحاكم ‪ 3/209‬والصحيحة )‪ (1226‬من طرق وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 623‬راجع السلسلة الصحيحة ‪191 -2/190‬‬
‫‪275‬‬
‫ث التاسع والثلثون‬
‫المبح ُ‬
‫باب صفة الدفن‬

‫شقّ ل ِغَي ْرَِنا‬ ‫حد ُ ل ََنا َوال ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬الل ّ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن ع َّبا‪ٍ 624‬‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫«‪.‬أخرجه أبو داود‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود ‪َ ) :‬وال ّ‬
‫شين أ ْ‬ ‫فت ْ ِ‬‫شقّ ( ‪ :‬ب ِ َ‬
‫قبر ويبِني حافّتاه بل َب َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫مّيت ب َْينه َ‬ ‫ضع ال ْ َ‬ ‫ن أوْ غ َْيره وَُيو َ‬ ‫َ ُ َ ُ ِ ِ ٍ‬ ‫سط أْرض ال ْ َ ْ َ َ ْ‬ ‫فر وَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫صّيات‬ ‫صو ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ِ‬ ‫قة َفالل ّ ْ‬ ‫ساب ِ َ‬‫مم ال ّ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫م ْ‬ ‫قف ع َل َي ْهِ ) ل ِغَي ْرَِنا ( ‪ِ :‬‬ ‫س َ‬‫وَي ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫شقّ ‪.‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫س ِفيهِ ن َْهي ع َ ْ‬ ‫حد ‪ ،‬وَل َي ْ َ‬ ‫ضل ِّية الل ّ ْ‬ ‫مة ‪ .‬وَِفيهِ د َِليل ع ََلى أفْ َ‬ ‫هَذ ِهِ اْل ّ‬
‫ل ع ََلى‬ ‫َ‬
‫ذا ي َد ُ ّ‬ ‫م ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫شقّ ل َهُ ْ‬ ‫حد آَثر ل ََنا َوال ّ‬ ‫ن الل ّ ْ‬ ‫معَْناه ُ ‪ .‬أ ّ‬ ‫ضي ‪َ :‬‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫شق َل ال ْمنع منه ل َكن مح ّ َ‬ ‫خت ِيار الل ّحد ‪ ،‬فَإن َ‬
‫ضل ِّية‬ ‫ل أفْ َ‬ ‫َ ْ ِ ْ ُ ِ ّ َ َ‬ ‫ن ال ّ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه أوَْلى ِ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫اِ ْ َ‬
‫َ‬ ‫صل َْبة وَإ ِّل َفال ّ‬ ‫َ‬
‫ة ‪ ،‬وَِفيهِ ت َن ِْبيه‬ ‫مي ّ َ‬‫ل ا ِْبن ت َي ْ ِ‬ ‫ضل ‪َ .‬قا َ‬ ‫شقّ أفْ َ‬ ‫حد ِفي اْلْرض ال ّ‬ ‫الل ّ ْ‬
‫ل ال ْك َِتاب ِفي ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫خال َ َ‬
‫م‬
‫شَعاره ْ‬ ‫ما هُوَ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫فتَنا ِلهْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع ََلى ُ‬
‫م‬‫ت ي َوْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫جَرا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ال ْ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ى إ َِلى َر ُ‬ ‫شك ِ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫مرٍ َقا َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫شام ِ ب ْ ِ‬ ‫ن هِ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ن َوالث ّل َث َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ة ِفى قَب ْ ٍ‬
‫ر‬ ‫نوا َواد ْفُِنوا ال ِث ْن َي ْ ِ‬ ‫س ُ‬‫ح ِ‬ ‫سُعوا وَأ ْ‬ ‫فُروا وَأوْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل»ا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫حد ٍ ف َ َ‬ ‫أ ُ‬
‫ن أخرجه‬
‫ن ي َد َىْ َر ُ َ‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫م ب َي ْ َ‬ ‫قد ّ َ‬‫ت أ َِبى فَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م قُْرآًنا «‪ .‬فَ َ‬
‫َ‬
‫موا أك ْث ََرهُ ْ‬ ‫حد ٍ وَقَد ّ ُ‬ ‫َوا ِ‬
‫‪625‬‬
‫الترمذي‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ت ِفي الد ّفْ ِ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫سُنوا إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سُنوا ( أيْ أ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫وفي تحفة الحوذي ‪ ) :‬وَأ ْ‬
‫جعَُلوا ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ه ِفي اْل َْز َ‬
‫سًنا‬ ‫ح َ‬ ‫قب َْر َ‬ ‫مظ ْهَرِ أيْ ا ِ ْ‬ ‫ب ت َب ًَعا ل ِل ْ َ‬ ‫ن ال ْعََر ِ‬ ‫ل َزي ْ ُ‬ ‫هارِ ‪ .‬وََقا َ‬ ‫َقال َ ُ‬
‫ما ‪.‬‬ ‫ذاةِ وَغ َي ْرِه ِ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ب َوال ْ َ‬ ‫ن الت َّرا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قي َت ِهِ ِ‬ ‫ضا وَت َن ْ ِ‬ ‫فا ً‬ ‫خ َ‬ ‫عا َوان ْ ِ‬ ‫فا ً‬ ‫سوِي َةِ قَعْرِهِ ا ِْرت ِ َ‬ ‫ب ِت َ ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ل ِفي ال ْ َ‬ ‫قوا ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫س ‪ :‬أع ْ َ‬ ‫مو ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ي ‪ :‬وَأع ْ ِ‬ ‫سائ ِ ّ‬ ‫داوُد َ ِفي رَِواي َةِ الن ّ َ‬ ‫وََزاد َ أُبو َ‬
‫قب ْرِ ‪ .‬وَقَد ْ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫عي ّةِ إ ِع ْ َ‬ ‫شُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ع ََلى َ‬ ‫ة ‪ ،‬وَِفيهِ د َِلي ٌ‬ ‫ق ً‬ ‫مي َ‬‫جعَل ََها ع َ ِ‬ ‫ال ْب ِئ َْر َ‬
‫ن ع َب ْدِ‬ ‫مُر ب ْ ُ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫ة ‪ .‬وََقا َ‬ ‫م ً‬ ‫ي ‪َ :‬قا َ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ق ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫حد ّ اْل ِع ْ َ‬ ‫ف ِفي َ‬ ‫خت ُل ِ َ‬ ‫اُ ْ‬
‫ن أ َِبي‬ ‫ج ا ِب ْ ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ماقِهِ ‪ .‬وَأ َ ْ‬ ‫حد ّ ِل ِع ْ َ‬ ‫ك ‪َ :‬ل َ‬ ‫مال ِ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫سّرةِ ‪ .‬وََقا َ‬ ‫زيزِ ‪ :‬إ َِلى ال ّ‬ ‫ال ْعَ ِ‬
‫قب َْر إ َِلى‬ ‫قوا ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ُ‬ ‫ل ‪ :‬أع ْ ِ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ب أن ّ ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫من ْذ ِرِ ع َ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ة َواب ْ ُ‬ ‫شي ْب َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫ه ِفي الن ّي ْ ِ‬ ‫سط َةٍ َقال َ ُ‬ ‫مةٍ وَب َ ْ‬ ‫قَد ْرِ َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫ب أيْ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ة ( ِبالن ّ ْ‬ ‫ن َوالث َّلث َ َ‬ ‫) َواد ْفُِنوا اِلث ْن َي ْ ِ‬
‫ذا‬ ‫ن إِ َ‬ ‫حد ٍ وَل َك ِ ْ‬ ‫ماع َةٍ ِفي قَب ْرٍ َوا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫مِع ب َي ْ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫واُز ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫حد ٍ ( ِفيهِ َ‬ ‫) ِفي قَب ْرٍ َوا ِ‬
‫واقِعَةِ‬ ‫ل هَذ ِهِ ال ْ َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ما ِفي ِ‬ ‫ة كَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫حا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ت إ َِلى ذ َل ِ َ‬ ‫د َع َ ْ‬
‫ب إ َِلى ال ْك َعْب َةِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أقَْر َ‬ ‫كو َ‬ ‫حد ِ ل ِي َ ُ‬ ‫دارِ الل ّ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫م قُْرآًنا ( أيْ إ َِلى ِ‬ ‫موا أك ْث ََرهُ ْ‬ ‫) وَقَد ّ ُ‬
‫مي ًّتا"‬ ‫حّيا وَ َ‬ ‫مًل َ‬ ‫ما وَع َ َ‬ ‫عل ْ ً‬ ‫معَظ ّم ِ ِ‬ ‫ظيم ِ ال ْ ُ‬ ‫شاد ٌ إ َِلى ت َعْ ِ‬ ‫وَِفيهِ إ ِْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة‪،‬أ ّ‬ ‫حب َ ٌ‬ ‫ص ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫حد ّث َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن أِبيهِ ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫مي ْرٍ ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن ع ُب َي ْد ِ ب ْ ِ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫قي ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫صّلو َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أوْل َِياَء الل ّهِ ال ْ ُ‬ ‫داِع ‪ :‬أل إ ِ ّ‬ ‫جةِ ال ْوَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫الل ّهِ ‪َ ، ‬قا َ‬
‫ه‬‫م ُ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َر َ‬ ‫صو ُ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫س ال ِّتي ك ُت ِب َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫صل َ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ب ال ْك ََبائ َِر ال ِّتي‬ ‫َ‬
‫جت َن ِ ُ‬ ‫سب َُها ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫مال ِهِ ي َ ْ‬ ‫كاة َ َ‬ ‫طي َز َ‬ ‫حقّ ‪ ،‬وَي ُعْ ِ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ي ََرى أن ّ ُ‬
‫‪ - 624‬برقم ) ‪ ( 32210‬والترمذي )‪ (1063‬ونص)‪ (2021‬وهـ)‪ (1621‬وحم)‪ (16676‬وعب )‬
‫‪ (6386‬وطب )‪ (2280-2269‬من طرق وهو حديث صحيح لغيره‬
‫‪ - 625‬برقم ) ‪ ( 1817‬وأبو داود )‪ (3217‬ونص )‪2023‬و ‪2027‬و ‪ (2028‬وهـ )‪ (1627‬وحم )‬
‫‪ (16688‬وغيرهم وهو صحيح‬
‫‪276‬‬
‫ما ال ْك ََبائ ُِر ؟‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ ،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫جل َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ه ع َن َْها ث ُ ّ‬ ‫ن ََهى الل ّ ُ‬
‫حقّ ‪ ،‬وَفَِراٌر‬ ‫ن ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫م ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫س ُ‬‫ف ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ك ِبالل ّهِ ‪ ،‬وَقَت ْ ُ‬ ‫شْر ُ‬ ‫سعٌ ‪ :‬ال ّ‬ ‫ل ‪ :‬هُوَ ت ِ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫قو ُ‬ ‫صن َةِ ‪ ،‬وَع ُ ُ‬‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫ل الّرَبا ‪ ،‬وَقَذ ْ ُ‬ ‫ل ال ْي َِتيم ِ ‪ ،‬وَأك ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ف ‪ ،‬وَأك ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م الّز ْ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫واًتا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫م َ‬
‫حَياًء وَأ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫حَرام ِ قِب ْل َت ِك ُ ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬ ‫حل ُ‬ ‫ست ِ ْ‬
‫ن ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫مي ْ ِ‬‫سل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬‫ال ْ َ‬
‫صلة َ ‪ ،‬وَي ُؤ ِْتي‬ ‫م ال ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫ؤلِء ال ْك ََبائ َِر ‪ ،‬وَي ُ ِ‬ ‫ل هَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ي َعْ َ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ل ‪ :‬ل َ يَ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫كاة َ إ ِل ّ َ‬ ‫الّز َ‬
‫ب« أخرجه الحاكم‬ ‫ن ذ َهَ ٍ‬ ‫م ْ‬‫صاِريعُ ِ‬ ‫م َ‬‫واب َُها َ‬ ‫دارٍ أب ْ َ‬ ‫ي ‪ِ ‬في َ‬ ‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬
‫‪626‬‬
‫عَ َ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬‫ن َر ُ‬ ‫ي ‪ ،‬عَ ْ‬‫ض ّ‬‫حد ّث َِني ال ْب ََيا ِ‬‫ل‪َ :‬‬ ‫ن ‪َ ،‬قا َ‬ ‫موَْلى ال ْغِ َ‬
‫فارِّيي َ‬ ‫حازِم ٍ َ‬ ‫ن أِبي َ‬‫ْ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫حي َ‬ ‫ه ِ‬‫ضُعون َ ُ‬‫ن يَ َ‬
‫ذي َ‬
‫ل ال ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ِفي قب ْرِهِ فلي َ ُ‬ ‫مي ّ ُ‬‫ضعَ ال َ‬‫ذا وُ ِ‬ ‫ل ‪ :‬إِ َ‬ ‫َ‬
‫ه قا َ‬ ‫الل ّهِ ‪ ‬أن ّ ُ‬
‫ل اللهِ ‪ ‬أخرجه الحاكم‬
‫سو ِ ّ‬ ‫مل ّةِ َر ُ‬ ‫سم ِ الل ّهِ وَِبالل ّهِ ‪ ،‬وَع ََلى ِ‬ ‫حد ِ ‪ِ :‬با ْ‬‫ضعُ ِفي الل ّ ْ‬‫ُيو َ‬
‫‪627‬‬

‫عن أبي الزبير أ َنه سمع جابر بن ع َبد الل ّه يحد ُ َ‬


‫ب‬ ‫خط َ َ‬ ‫ى ‪َ - -‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ثأ ّ‬ ‫ِ ُ َ ّ‬ ‫ّ َْ ِ ّ ُ َ ِ َ َ َِ ْ َ ْ ِ‬
‫ل وَقُب َِر ل َي ْل ً‬ ‫فن غ َي ْرِ َ‬ ‫يوما فَذ َك َر رجل ً م َ‬
‫طائ ِ ٍ‬ ‫ن ِفى ك َ َ ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫ض فَك ُ ّ‬ ‫حاب ِهِ قُب ِ َ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ َ ُ ِ ْ‬ ‫َ ْ ً‬
‫ضط َّر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫صّلى ع َل َي ْهِ إ ِل ّ أ ْ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ِبالل ّي ْ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫قب ََر الّر ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ى ‪ - -‬أ ْ‬ ‫جَر الن ّب ِ ّ‬ ‫فََز َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫س ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫خاه ُ فَل ْي ُ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ذا ك َفّ َ‬ ‫ى ‪ » - -‬إِ َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ك وََقا َ‬ ‫ن إ َِلى ذ َل ِ َ‬ ‫سا ٌ‬ ‫إ ِن ْ َ‬
‫‪628‬‬
‫ه «‪.‬أخرجه مسلم‬ ‫فن َ ُ‬ ‫كَ َ‬
‫صّلى‬ ‫َ‬
‫حّتى ي ُ َ‬ ‫قْبر ل َي ًْل َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ما الن ّْهي ع َ ْ‬ ‫قال النووي في شرح مسلم ‪ :‬وَأ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬‫صّلو َ‬ ‫ن الّناس وَي ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضره ُ ك َِثيُرو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن الد ّْفن ن ََهاًرا ي َ ْ‬ ‫سَببه أ ّ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قي َ‬ ‫ع َل َي ْهِ فَ ِ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ِ :‬لن ّهُ ْ‬
‫َ‬ ‫ضره ُ ِفي الل ّْيل إ ِّل أ َفَْراد ‪ .‬وَِقي َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫َ‬
‫خره ‪،‬‬ ‫ديث َوآ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫فن فََل ي َِبين ِفي الل ّْيل ‪ ،‬وَي ُؤ َّيده ُ أّول ال ْ َ‬ ‫داَءةِ ال ْك َ َ‬ ‫ل ل َِر َ‬ ‫ِبالل ّي ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ل ‪َ :‬وال ّ‬
‫ما‬‫صد َهُ َ‬ ‫ي ‪ ‬قَ َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫هر أ ّ‬ ‫ظا ِ‬ ‫ن ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حَتا ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ضي ‪ :‬ال ْعِل َّتا ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ذا ‪.‬‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ل ‪ :‬وَقَد ْ ِقي َ‬ ‫مًعا ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سان إ ِلى ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه ل ب َأس ب ِهِ ِفي‬ ‫ك ( د َِليل أن ّ ُ‬ ‫ضطّر إ ِن ْ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫وله ‪ ) : ‬إ ِل أ ْ‬ ‫قَ ْ‬
‫ماء ِفي الد ّْفن ِفي الل ّْيل فَك َرِهَ ُ‬
‫ه‬ ‫ف ال ْعُل َ َ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ضُروَرة ‪ .‬وَقَد ْ ا ِ ْ‬ ‫وَْقت ال ّ‬
‫ل‬ ‫ه ب ِهِ وََقا َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ست َد َ ّ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ديث ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ضُروَرةٍ ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫صرِيّ إ ِّل ل ِ َ‬ ‫سن ال ْب َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن أ ََبا ب َ ْ‬ ‫َ‬
‫كر‬ ‫ست َد َّلوا ب ِأ ّ‬ ‫خَلف ‪َ :‬ل ي ُك َْره ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫سَلف َوال ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ماء ِ‬ ‫هير ال ْعُل َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن غ َْير إ ِن ْكار ‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫ً‬
‫سلف د ُفُِنوا لي ْل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫عة ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ي الله ع َن ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ديق َر ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ي‬‫جد ‪ ،‬فَت ُوُفّ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫جل ال ّ ِ‬ ‫داء ‪َ ،‬والّر ُ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫مْرأة ال ّ‬ ‫ث ال ْ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَب ِ َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ي لي ْل فَد َفَّناهُ‬ ‫قالوا ‪ :‬ت ُوُفّ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ي ‪ ‬ع َن ْ ُ‬ ‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫سأله ُ ْ‬ ‫ل فَد َفَُنوه ُ لي ْل ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ِبالل ّي ْ ِ‬
‫َ‬
‫كر‬ ‫م ي ُن ْ ِ‬ ‫مة ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ت ظ ُل ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫موِني ؟ " َقاُلوا ‪َ :‬‬ ‫ل ‪ " :‬أَل آذ َن ْت ُ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ِفي الل ّْيل ‪ ،‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ي َن ْ َ‬ ‫صَلة ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ن ل ِت َْر ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن الن ّْهي َ‬ ‫ديث أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫جاُبوا ع َ ْ‬ ‫م ‪ .‬وَأ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ْ‬
‫ن أ َْو‬ ‫صّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫قل ّةِ ال ْ ُ‬ ‫صَلة أوْ ل ِ ِ‬
‫َ‬
‫ك ال ّ‬ ‫ما ن ََهى ل ِت َْر ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫جّرد الد ّْفن ِبالل ّي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫سب َقَ ‪.‬‬ ‫ما َ‬ ‫موع ك َ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫فن أوْ ع َ ْ‬ ‫ساَءة ال ْك َ َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مّيت‬ ‫صَلة ع ََلى ال ْ َ‬ ‫صَلة ِفيَها َوال ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫من ْهِ ّ‬ ‫ما الد ّْفن ِفي اْلوَْقات ال ْ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ن إ ِّل‬ ‫حابه ‪َ :‬ل ي ُك َْر َ‬ ‫َ‬
‫ها ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ي وَأ ْ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ماء ِفيَها ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ف ال ْعُل َ َ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ِفيَها ‪َ .‬فا ْ‬
‫‪ - 626‬برقم ) ‪(6970‬وأبو داود )‪ (2877‬وتهذيب الثار )‪ (1567‬عن ابن عمر وهق )‪ 6970‬و‬
‫‪ (6971‬حسن لغيره‬
‫‪ - 627‬برقم ) ‪ (1355‬والرواء )‪ (747‬وهو صحيح‬
‫‪ - 628‬برقم ) ‪ ( 2805‬ود )‪ (3150‬وت )‪ (1011‬ونص )‪(1906‬‬
‫‪277‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫كم‬ ‫ح َ‬ ‫ل ا ِْبن ع َْبد ال ْ َ‬ ‫سَبب ‪ ،‬ب ِهِ َقا َ‬ ‫ك ال ْوَْقت ل ِغَي ْرِ َ‬ ‫خير إ َِلى ذ َل ِ َ‬ ‫مد الت ّأ ِ‬ ‫ن ي َت َعَ ّ‬ ‫أ ْ‬
‫حّتى‬ ‫فَرار َ‬ ‫ص ِ‬ ‫فار َواِل ْ‬ ‫س َ‬ ‫صّلى ع َل َي َْها ب َْعد اْل ِ ْ‬ ‫ماِلك ‪َ :‬ل ي ُ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ي ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫مال ِك ِ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫شى ع َل َيها ‪ .‬وَقا َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عْند‬ ‫فة ‪ِ :‬‬ ‫حِني َ‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫مس أوْ ت َِغيب إ ِّل أ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت َط ُْلع ال ّ‬
‫ميع‬ ‫ج ِ‬ ‫صَلة ع َل َي َْها ِفي َ‬ ‫صف الن َّهار ‪ .‬وَك َرِه َ الل ّْيث ال ّ‬ ‫الط ُّلوع َوال ْغُُروب وَن ِ ْ‬
‫أ َوَْقات الن ّْهي ‪.‬‬
‫َ‬
‫مَراد‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫ماء ‪ :‬وَل َي ْ َ‬ ‫ل ال ْعُل َ َ‬ ‫فن ‪َ .‬قا َ‬ ‫ن ال ْك َ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫مر ب ِإ ِ ْ‬ ‫ديث ‪ :‬اْل ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَِفي ال ْ َ‬
‫قاؤ ُهُ‬ ‫ظاَفته وَن َ َ‬ ‫مَراد ‪ :‬ن َ َ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫سته ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫فا َ‬ ‫مَغاَلة وَن َ َ‬ ‫سَرف ِفيهِ َوال ْ ُ‬ ‫سان ِهِ ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِإ ِ ْ‬
‫غال ًِبا ‪َ ،‬ل‬ ‫حَياة َ‬ ‫جْنس ل َِباسه ِفي ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ونه ِ‬ ‫سطه ‪ ،‬وَك َ ْ‬ ‫سْتره وَت َوَ ّ‬ ‫وَك ََثاَفته وَ َ‬
‫َ‬ ‫أ َفْ َ‬
‫قر ‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫ه وََل أ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خر ِ‬
‫قو ُ َ‬ ‫ت أ َِبى ي َ ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل أظ ُن ّ ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ف َ‬ ‫خِلي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ف ي َعِْنى اب ْ َ‬ ‫خل َ ٌ‬ ‫عن َ‬
‫ن‬ ‫م بْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ن ُعَي ْ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ضعَ َر ُ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫سارٍ ‪ :‬ل َ ّ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ل بْ ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫معْ ِ‬ ‫موْل َه ُ َ‬ ‫موْل َه ُ وَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن قَوْ ِ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ه أظن ّ ُ‬ ‫ه‪ .‬قَوْل ُ‬ ‫في ِ‬ ‫ة بِ ِ‬ ‫خل َ‬ ‫قب ْرِ ن ََزع َ ال ِ‬ ‫سُعود ٍ ِفى ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪629‬‬
‫ى‪.‬أخرجه البيهقي في السنن‬ ‫دورِ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫وفي هذا الحديث استحباب حل العقد من عند رأسه ورجليه‪ ،‬لن‬
‫عقدها كان للخوف من انتشارها‪ ،‬وقد أمن ذلك بدفنه ‪.‬‬
‫ع َن سعد ب َ‬
‫دوا ِلى‬ ‫ح ُ‬ ‫ك ِفيهِ ال ْ َ‬ ‫ذى هَل َ َ‬ ‫ضه ِ ا ل ّ ِ‬ ‫مَر ِ‬ ‫ل ِفى َ‬ ‫ص أنه َقا َ‬ ‫ن أِبى وَّقا ٍ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ َ‬
‫‪630‬‬
‫ل اللهِ ‪ .-  -‬رواه مسلم‬
‫سو ِ ّ‬ ‫صن ِعَ ب َِر ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫صًبا ك َ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ى الل ّب ِ َ‬ ‫صُبوا ع َل َ‬ ‫دا َوان ْ ِ‬ ‫ح ً‬ ‫لَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬‫ن ِفي أ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫ي ََواْلك ْث َ ِ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫مذ ْهَ ِ‬
‫َ‬
‫قال النووي رحمه الله ‪ :‬وَِفيهِ د َِليل ل ِ َ‬
‫َ‬
‫واز‬ ‫ج َ‬ ‫مُعوا ع َلى َ‬ ‫َ‬ ‫ج َ‬ ‫حد ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ن الل ْ‬ ‫ّ‬ ‫مك َ َ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫شقّ إ ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ضل ِ‬ ‫حد أفْ َ‬ ‫الد ّْفن ِفي الل ّ ْ‬
‫شقّ ‪.‬‬ ‫حد َوال ّ‬ ‫الل ّ ْ‬
‫ل‬ ‫سو ِ‬ ‫صن ِعَ ب َِر ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫صًبا ‪،‬ك َ َ‬ ‫ي الل ِّبن ن َ ْ‬ ‫صُبوا ع َل َ ّ‬ ‫دا ‪َ ،‬وان ْ ِ‬ ‫ح ً‬ ‫دوا ِلي ل َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫وله ‪ ) :‬ا ِل ْ َ‬ ‫قَ ْ‬
‫الّله ‪( ‬‬
‫ل الّله ‪‬‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫ك ب َِر ُ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ه فُعِ َ‬ ‫صب الل ِّبن ‪ ،‬وَأن ّ ُ‬ ‫حد وَن َ ْ‬ ‫حَباب الل ّ ْ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ِفيهِ ‪ :‬ا ِ ْ‬
‫َ‬
‫سع ‪.‬‬ ‫دد ل َب َِناته ‪ ‬ت ِ ْ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫قُلوا أ ّ‬ ‫م ‪ ،‬وَقَد ْ ن َ َ‬ ‫ي الّله ع َن ْهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫حاَبة َر ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫فا ِ‬ ‫ِبات ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م أَتى قَب َْر‬ ‫جَناَزةٍ ث ُ ّ‬ ‫صّلى ع ََلى ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ‬ ‫عَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫سهِ ث َل َ ً‬ ‫حَثى ع َلي ْهِ ِ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪631‬‬
‫ثا‪.‬أخرجه ابن ماجة‬ ‫ل َرأ ِ‬ ‫ن قِب َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مي ّ ِ‬
‫وفي هذا الحديث يستحب لمن الدفن عند القبر أن يحثو من التراب‬
‫ثلث حثوات بيديه جميعا بعد الفراغ من سد اللحد‬
‫ُ‬
‫ن قَب ْ ِ‬
‫ر‬ ‫فى ِلى ع َ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه اك ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َيا أ ّ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ة فَ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ت ع ََلى َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ل دَ َ‬ ‫سم ِ َقا َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ن ث َل َث َةِ قُُبورٍ ل َ‬ ‫ت ِلى ع َ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ش َ‬ ‫حب َي ْهِ رضى الله عنهما فَك َ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ى ‪ -  -‬وَ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬
‫قا ُ‬
‫ل‬ ‫ى يُ َ‬ ‫ل أُبو ع َل ِ ّ‬ ‫مَراِء َقا َ‬ ‫ح ْ‬ ‫صة ِ ا ل ْ َ‬ ‫حاِء ال ْعَْر َ‬ ‫حةٍ ب ِب َط ْ َ‬ ‫طو َ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫شرِفَةٍ وَل َ ل َط ِئ َةٍ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫ى َر ُ‬ ‫جل ْ‬ ‫عن ْد َ رِ ْ‬ ‫مُر ِ‬ ‫سهِ وَع ُ َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫م وَأُبو ب َكرٍ ِ‬ ‫قد ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ل اللهِ ‪ُ -  -‬‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫إِ ّ‬
‫‪632‬‬
‫اللهِ ‪.-  -‬أخرجه أبو داود‬
‫ّ‬
‫ضة‬ ‫ف َ‬ ‫خ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫فَعة وََل ُ‬ ‫مْرت َ ِ‬ ‫ن ث ََلَثة قُُبور َل ُ‬ ‫ت ِلي ع َ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ي أ َيْ ك َ َ‬ ‫طيب ِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ن اْلْرض‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫واة ‪َ ،‬وال ْب َ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ْ‬ ‫فعَ ِ‬ ‫ما ا ِْرت َ َ‬ ‫جَعل َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫طح أ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫طة ُ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫قة ِبالْر ِ‬ ‫ص َ‬ ‫َل ِ‬
‫) ‪ (6961‬والضعيفة )‪ (1763‬والصواب أنه مرسل‬ ‫برقم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪629‬‬

‫) ‪( 966‬‬ ‫برقم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪630‬‬

‫) ‪ ( 1632‬وطب)‪ (64‬وهو حديث صحيح‬ ‫برقم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪631‬‬

‫)‪ (3222‬والحاكم )‪ (1368‬وهق )‪ (7006‬وفيه ضعف‬ ‫برقم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪632‬‬

‫‪278‬‬
‫سّيد‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مْرَقاة ‪َ .‬قا َ‬ ‫ذا ِفي ال ْ ِ‬ ‫فاُوت ك َ َ‬ ‫هب الت ّ َ‬ ‫وى وَي َذ ْ َ‬ ‫س ّ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سط ّ ً‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫مَراء‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ح ْ‬ ‫صة ال َ‬ ‫حاء العَْر َ‬ ‫ي ِفيَها ب َط َ‬ ‫ق َ‬ ‫معَْناه ُ أل ِ‬ ‫قال َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫دين ‪َ :‬والوْلى أ ْ‬ ‫مال ال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أِبيهِ أ ّ‬ ‫مد ع َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫فر ْبن ُ‬ ‫جعْ َ‬ ‫ريق َ‬ ‫نط ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جاد ِ‬ ‫ج أُبو ب َكر الن ّ ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫ا ِن ْت ََهى ‪ .‬وَأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صة‬ ‫ن ال ْعَْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫مر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫طي ٍ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫شب ًْرا وَط ُي ّ َ‬ ‫ن اْلْرض ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ‪ُ ‬رفِعَ قَْبره ِ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ا ِن ْت ََهى ‪.‬‬
‫ُ‬
‫جَناَزت ِهِ فَد ُفِ َ‬
‫ن‬ ‫ج بِ َ‬ ‫خرِ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مظ ُْعو ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫ت ع ُث ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل لَ ّ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫مط ّل ِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫وع َ ِ‬
‫م إ ِل َي َْها‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ست َط ِعْ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫جرٍ فَل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن ي َأت ِي َ ُ‬ ‫جل ً أ ْ‬ ‫ى ‪َ -  -‬ر ُ‬ ‫مَر الن ّب ِ ّ‬ ‫أ َ‬
‫ذى‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫مط ّل ِ ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ل ك َِثيٌر َقا َ‬ ‫ن ذ َِراع َي ْهِ ‪َ -‬قا َ‬ ‫سَر ع َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬وَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ى‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫خب ُِرِنى ذ َل ِ َ‬
‫ض ذ َِراع َ ْ‬ ‫ل ‪ -‬كأّنى أن ْظُر إ ِلى ب ََيا ْ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫ل‬‫سهِ وََقا َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫ضعََها ِ‬ ‫مل ََها فَوَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ما ث ُ ّ‬ ‫سَر ع َن ْهُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ -  -‬‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫م ب َِها قَب َْر أ ِ‬ ‫» أت َعَل ّ ُ‬
‫‪633‬‬
‫لى «‪.‬أخرجه أبو داود‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خى وَأد ْفِ ُ‬
‫ه ‪:634‬‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫وال ْك َِتاب َ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عِلي ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫ة إَلى‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬فَذ َهَ َ‬ ‫قَهاُء ِفي ت َعِْليم ِ ال ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه لَ ّ‬ ‫ما ُروِيَ " أن ّ ُ‬ ‫ما ‪ ،‬ل ِ َ‬ ‫حوِه ِ َ‬ ‫شب َةٍ أوْ ن َ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫جرٍ أوْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫قب ْرِ ب ِ َ‬ ‫وازِ ت َعِْليم ِ ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ن ي َأت ِي َ ُ‬ ‫جل ً أ ْ‬ ‫ي ‪َ ‬ر ُ‬ ‫مَر الن ّب ِ ّ‬ ‫ن فَأ َ‬ ‫جَناَزت ِهِ ‪ ،‬فَد ُفِ َ‬ ‫ج بِ ِ‬ ‫خرِ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مظ ُْعو ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫ع ُث ْ َ‬
‫ه‬
‫ن ذ َِراع َي ْ ِ‬ ‫سَر ع َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫سول الل ّهِ ‪ ‬وَ َ‬ ‫م إل َي َْها َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ست َط ِعْ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫جرٍ فَل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن إل َي ْهِ َ‬ ‫خي ‪ ،‬وَأد ْفِ ُ‬ ‫م ب َِها قَب َْر أ ِ‬ ‫سهِ ‪ ،‬وََقال ‪ :‬أت َعَل ّ ُ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫ضعََها ِ‬ ‫مل ََها فَوَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪635‬‬
‫ن أ َهِْلي"‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫عند رأ ْسه حجر أوَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب ال ّ‬
‫ضعَ ِ ْ َ َ ِ ِ َ َ ٌ ْ‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫قب ْرِ ب ِأ ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫ب ت َعِْلي ُ‬ ‫ه ي ُن ْد َ ُ‬ ‫ة إلى أن ّ ُ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫وَذ َهَ َ‬
‫َ ‪636‬‬
‫ه‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫عن ْد َ رِ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ماوَْرد ِيّ ‪ :‬وَك َ َ‬ ‫ما ‪َ ،‬قال ال ْ َ‬ ‫حوُهُ َ‬ ‫ة وَن َ ْ‬ ‫شب َ ٌ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬فَذ َهَ َ‬ ‫ضا ِفي ال ْك َِتاب َةِ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫قَهاُء أي ْ ً‬ ‫ف َ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫ر‬
‫جاب ِ ٍ‬ ‫قا لحديث َ‬ ‫مط ْل َ ً‬ ‫قب ْرِ ُ‬ ‫ة إَلى ك ََراهَةِ ال ْك َِتاب َةِ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ي ُب َْنى‬ ‫قعَد َ ع َل َي ْهِ وَأ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫قب ُْر وَأ ْ‬ ‫ص ال ْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬أ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ن ََهى َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫‪637‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫ع َل َي ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ن ي ُب َْنى ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬أ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪ :‬ن ََهى َر ُ‬ ‫جاب ِرٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ول ِ َ‬
‫َ‬
‫‪638‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫ب ع َل َي ْ ِ‬ ‫ن ي ُك ْت َ َ‬ ‫جاب ِرٍ وَأ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سى ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫بْ ُ‬
‫م‪.‬‬ ‫حُر َ‬ ‫ي ب َِها َ‬ ‫ن ُبوه ِ َ‬ ‫ة ‪ :‬وَإ ِ ْ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫َقال ال ْ َ‬
‫دي إَلى‬ ‫حرم ُ َ‬
‫ه ي ُؤ َ ّ‬ ‫ة ل ِن ّ ُ‬ ‫مك ُْروه ٌ وَل َوْ قُْرآًنا ‪ ،‬وَي َن ْب َِغي ال ْ ُ ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ق ُ‬ ‫وََقال الد ّْرِديُر ‪ :‬الن ّ ْ‬
‫مت َِهان ِهِ ‪.‬‬ ‫ا ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ج‬
‫حِتي َ‬ ‫نا ْ‬ ‫س ِبال ْك َِتاب َةِ إ ِ‬ ‫ه ل َ ب َأ َ‬ ‫شافِعِي ّةِ إَلى أن ّ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫سب ْ َك ِ ّ‬ ‫ة َوال ّ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وَذ َهَ َ‬
‫ْ‬ ‫إل َي َْها َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫مت َهَ َ‬ ‫ب الث َُر وَل َ ي ُ ْ‬ ‫حّتى ل َ ي َذ ْهَ َ‬

‫‪ - 633‬برقم ) ‪ ( 3208‬وهو حديث حسن‬


‫‪ - 634‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 32‬ص ‪ (251‬فما بعدها‬
‫‪ - 635‬سنن أبى داود) ‪ ( 3208‬حسن‬
‫‪ - 636‬حاشية ابن عابدين ‪ ،601 / 1‬وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ‪ ،425 / 1‬وروضة‬
‫الطالبين ‪ ،136 / 2‬وحاشية القليوبي على شرح المحلي ‪ ،351 / 1‬وكشاف القناع ‪،138 / 2‬‬
‫‪. 139‬‬
‫‪ - 637‬صحيح مسلم)‪( 2289‬‬
‫‪ - 638‬مصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 3‬ص ‪ (11864)(335‬صحيح‬
‫‪279‬‬
‫ي ب َِها‬‫مل ِ ّ‬ ‫ماع ُ ال ْعَ َ‬ ‫جََ‬ ‫جد َ ال ِْ ْ‬ ‫قد ْ و ُ ِ‬ ‫ح فَ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ي ع َن َْها وَإ ِ ْ‬ ‫ن الن ّهْ َ‬ ‫ن ‪ :‬ل َِ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫عاب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َقال اب ْ ُ‬
‫ة‬
‫ح ٌ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬‫ساِنيد ُ َ‬
‫ْ‬
‫م َقال هَذ ِهِ ال َ‬ ‫ق ثُ ّ‬ ‫ن ط ُُر ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ع َن َْها ِ‬ ‫م الن ّهْ َ‬ ‫حاك ِ ُ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫قد ْ أ َ ْ‬ ‫‪ ،‬فَ َ‬
‫َ‬
‫ب‬‫مغْرِ ِ‬ ‫ق إَلى ال ْ َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن أئ ِ ّ‬ ‫مل ع َل َي َْها فَإ ِ ّ‬ ‫س ال ْعَ َ‬ ‫وَل َي ْ َ‬
‫ما‬
‫وى ب ِ َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ف ‪ ،‬وَي ُت َ َ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ف ع َ ِْ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫خذ َ ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫م وَهُوَ ع َ َ‬ ‫ب ع ََلى قُُبورِه ِ ْ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن بْ َ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س ع ُث ْ َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫ضعََها ِ‬ ‫جًرا فَوَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫مل َ‬ ‫ح َ‬ ‫سول اللهِ ‪َ ‬‬ ‫ن َر ُ‬ ‫وََرد َ أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أهِْلي "‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن إل َي ْهِ َ‬ ‫خي ‪ ،‬وَأد ْفِ ُ‬ ‫م ب َِها قَب َْر أ ِ‬ ‫ن وََقال ‪ :‬أت َعَل ّ ُ‬ ‫مظ ُْعو ٍ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫حل هَ َ‬
‫ذا‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َظ ْهَُر أ ّ‬ ‫قب ْرِ ب َِها ‪ ،‬ن َعَ ْ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫ريقٌ إَلى ت َعَّر ِ‬ ‫ة طَ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتاب َ َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫ة إل َي ْهِ ِفي‬ ‫عي َ ً‬‫دا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ج ُ‬ ‫حا َ‬‫ت ال ْ َ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما إ َ‬ ‫صةِ ِفيَها َ‬ ‫خ َ‬ ‫ي ع ََلى الّر ْ‬ ‫مل ِ ّ‬‫ماِع ال ْعَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ال ِْ ْ‬
‫شعْرِ أوْ إط َْراُء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫ن أوِ ال ّ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫م َ‬ ‫يٍء ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ة َ‬ ‫حّتى ي ُك َْره َ ك َِتاب َ ُ‬ ‫مل َةِ ‪َ ،‬‬ ‫ج ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ح لَ ُ‬
‫َ ‪639‬‬
‫حوُ ذ َل ِك‬ ‫ه وَن َ ْ‬ ‫مد ْ ٍ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ماًء‪.‬‬ ‫ش ع ََلى قَب ْرِهِ َ‬ ‫دا وََر ّ‬ ‫سعْ ً‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أِبى َرافٍِع َقا َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪640‬‬
‫أخرجه ابن ماجة‬
‫ول بأس يرش الماء على القبر ليثبت ترابه ‪ ،‬وأما وضع الميت على‬
‫سطح الرض وعمل بناء عليه‪ ،‬فإنه مخالف لتعاليم السلم فالواجب‬
‫الرجوع إلى السّنة في دفن موتى المسلمين‪ ،‬والله الموفق لما فيه‬
‫َ‬ ‫فر بن محمد ‪ ،‬ع َ َ‬
‫ش‬‫ي ‪َ ‬ر ّ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبيهِ أ ّ‬ ‫ْ‬ ‫جعْ َ ِ ْ ِ ُ َ ّ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫صلح العباد والبلد‪.‬وع َ ْ‬
‫‪641‬‬
‫ء أخرجه البغوي في شرح السنة‬ ‫صَبا َ‬‫ح ْ‬ ‫ضعَ ع َل َي ْهِ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَوَ َ‬ ‫هي َ‬ ‫ع ََلى قَب ْرِ اب ْن ِهِ إ ِب َْرا ِ‬
‫ه‪: 642‬‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫وال ْب َِناءُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ص ُ‬ ‫صي َ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫وت َ ْ‬‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫قب ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ت َطِْيي ُ‬
‫ش ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ة بأنه يس َ‬
‫قب ْرِ ب َعْد َ‬ ‫ن ي َُر ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫حَناب ِل َ ُ ِ ّ ُ ُ َ ّ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫ة َوال ّ‬ ‫في ّ ُ‬
‫حن َ ِ‬‫ح ال ْ َ‬ ‫صّر َ‬ ‫َ‬
‫مَر ب ِهِ ِفي‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫‪643‬‬
‫ذ‬ ‫عا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ع‬‫س‬ ‫ر‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫عل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ء‬ ‫ما‬ ‫ْ‬
‫َ َ‬ ‫ِ ِ ْ ِ َ ْ ِ ْ ِ ُ َ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ ِّ ّ‬ ‫ال ّ ِ َ‬
‫ن‬ ‫ف‬‫د‬
‫مظ ُْعو ٍ‬ ‫قَب ْرِ ع ُث ْ َ‬
‫‪644‬‬
‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬
‫َ‬
‫فُر‬ ‫جعْ َ‬ ‫ما َرَوى َ‬ ‫صَغاٌر ‪ ،‬ل ِ َ‬ ‫صى ِ‬ ‫ح ً‬‫ضعَ ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫ة‪:‬أ ْ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫وََزاد َ ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضعَ ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫م وَوَ َ‬ ‫هي َ‬‫ش ع ََلى قَب ْرِ اب ْن ِهِ إب َْرا ِ‬ ‫ي ‪َ ‬ر ّ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ن أِبيهِ أ ّ‬ ‫مد ٍ ع َ ْ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫بْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫من َعُ ل ِت َُراب ِهِ ِ‬ ‫سهِ ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ه وَأب ْعَد ُ ل ِد ُُرو ِ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ك أث ْب َ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫صَباَء‪ ،645‬وَل َِ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ح‪.‬‬ ‫ه الّرَيا ُ‬ ‫ت ُذ ْه ِب َ ُ‬
‫‪646‬‬
‫ماِء ال ْوَْردِ‬ ‫س ‪ ،‬وَي ُك َْره ُ ب ِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ماِء الن ّ ِ‬ ‫ه ِبال ْ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م َر ّ‬ ‫حُر ُ‬ ‫ة ‪ :‬وَي َ ْ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫َقال ال ّ‬

‫‪ - 639‬حاشية ابن عابدين ‪ ،602 - 601 / 1‬وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ‪،425 / 1‬‬
‫وحاشية القليوبي وعميرة على المحلي ‪ ،350 / 1‬وروضة الطالبين ‪ ،136 / 2‬وكشاف القناع ‪2‬‬
‫‪. 140 /‬‬
‫‪ - 640‬برقم) ‪ (1618‬وفيه ضعف‬
‫‪ - 641‬برقم ) ‪ ( 1478‬وطس )‪ (6325‬والتلخيص )‪ (793‬صحيح مرسل‬
‫‪ - 642‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 32‬ص ‪(249‬‬
‫‪ - 643‬أخرجه ابن ماجه ) ‪ ، ( 495 / 1‬وضعف إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة ) ‪/ 1‬‬
‫‪( 274‬‬
‫‪ - 644‬أخرجه البزار ‪ ) ،‬كشف الستار ‪ ، ( 397 / 1‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ‪) 45 / 3‬‬
‫‪ " : ( 4249‬رجاله موثقون إل أن شيخ البزار محمد بن عبد الله لم أعرفه "‬
‫‪ - 645‬أخرجه الهيثمي ) ‪ ( 411 / 3‬معضل ً ‪.‬‬
‫‪ - 646‬حاشية ابن عابدين على الدر المختار ‪ ،601 / 1‬وحاشية القليوبي وعميرة على المحلى‬
‫‪ ،351 / 1‬وروضة الطالبين ‪ ،136 / 2‬وكشاف القناع ‪. 138 / 2‬‬
‫‪280‬‬
‫خَتارِ ‪-‬‬ ‫م ْ‬‫ة ‪ِ -‬في ال ْ ُ‬ ‫في ّ ُ‬
‫حن َ ِ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬فَذ َهَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫قَهاُء ِفي ت َطِيي ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ه لَ‬‫ي أن ّ ُ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مذ ِيّ ع َ ِ‬ ‫قل الت ّْر ِ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫وازِ ت َطِيي ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ة إَلى َ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫يي‬ ‫س ِبالت ّط ْ‬ ‫بأ ْ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ‪.‬وَد َِليل ال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ول‬ ‫وازِ قَ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬‫هيُر ال ْ‬ ‫ما ِ‬‫ج َ‬ ‫ك َ‬ ‫م ي َذ ْك ُْر ذ َل ِ َ‬ ‫َقال الن ّوَوِيّ ‪ :‬وَل َ ْ‬
‫حةٍ‬ ‫طو َ‬ ‫مب ْ ُ‬
‫حب َي ْهِ " َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ي ‪ ‬وَقَب ْرِ َ‬ ‫ف قَب ْرِ الن ّب ِ ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫مد ٍ ِفي وَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫سم ِ ب ْ ِ‬ ‫قا ِ‬
‫مَراِء"‬ ‫ح ْ‬‫صة ِ ا ل ْ َ‬ ‫حاِء ال ْعَْر َ‬ ‫ب ِب َط ْ َ‬
‫شافِعِي ّةِ إَلى ك ََراهَ ِ‬
‫ة‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ن َوال ْغََزال ِ ّ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ة وَإ ِ َ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وَذ َهَ َ‬
‫َ‬
‫ق‪،‬‬ ‫ن فَوْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِفي ت َط ِْيين ِهِ ِ‬ ‫عَباَرات ِهِ ْ‬ ‫ي ‪ :‬أك ْث َُر ِ‬ ‫سوقِ ّ‬ ‫قب ْرِ ‪َ.‬قال الد ّ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت َط ِْيي‬
‫ه َ‬ ‫شي ِ َ‬
‫ظاه ًِرا وََباط ًِنا‪.647‬‬ ‫مل ت َط ِْيين َ ُ‬ ‫ش َ‬‫ه يَ ْ‬ ‫خه ِ أ ن ّ ُ‬ ‫ن َ ْ‬ ‫شرٍ ع َ ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قل اب ْ ُ‬ ‫وَن َ َ‬
‫ــــــــــــــ‬

‫‪ - 647‬حاشية ابن عابدين ‪ ،601 / 1‬وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ‪ ،424 / 1‬وحاشية‬
‫القليوبي ‪ ،350 / 1‬وروضة الطالبين ‪ ،136 / 2‬وكشاف القناع ‪. 138 / 2‬‬
‫‪281‬‬
‫ث الربعون‬‫المبح ُ‬
‫الترهيب من الجلوس على القبر وكسر عظم الميت أو‬
‫نبشه إل لضرورة‬
‫َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬
‫م ع ََلى‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬ل َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫س ع ََلى قَب ْ ٍ‬
‫ر‬ ‫جل ِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫خي ٌْر ل َ ُ‬‫جل ْد ِهِ َ‬
‫ص إ َِلى ِ‬ ‫خل ُ َ‬ ‫ه فَت َ ْ‬ ‫حرِقَ ث َِياب َ ُ‬ ‫مَرةٍ فَت ُ ْ‬‫ج ْ‬‫َ‬
‫‪648‬‬
‫«‪ .‬رواه مسلم‬

‫ى ع ََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ش َ‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬ل ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫مرٍ َقا َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ة بْ ِ‬‫قب َ َ‬
‫ن عُ ْ‬‫وع َ ْ‬
‫ى ع ََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫ى ِ‬‫ب إ ِل ّ‬ ‫جِلى أ َ‬ ‫ف ن َعِْلى ب ِرِ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫خ ِ‬
‫َ‬
‫ف أوْ أ ْ‬
‫ُ‬
‫سي ْ ٍ‬‫مَرةٍ أوْ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫َ‬
‫ق «‪.‬‬ ‫سو ِ‬‫سط ال ّ‬ ‫َ‬ ‫جِتى أوْ وَ َ‬ ‫حا َ‬‫ت َ‬ ‫قُبورِ قَ َ‬
‫ضي ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سط ا ل ُ‬ ‫ما أَباِلى أوَ َ‬ ‫سل ِم ٍ وَ َ‬ ‫م ْ‬‫قَب ْرِ ُ‬
‫‪649‬‬
‫رواه ابن ماجه‬
‫سا ع ََلى قَب ْرٍ ‪،‬‬ ‫جال ِ ً‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪َ :‬رآِني َر ُ‬ ‫حْزم ٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ماَرة َ ب ْ ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫‪652‬‬
‫« رواه الحاكم‬
‫َ ‪(651‬‬
‫قْبر ِ َول ي ُؤ ِْذيك‬ ‫‪650‬‬ ‫ْ‬
‫ب ال َ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫قب ْرِ ل َ ت ُؤ ْذ ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل ‪ :‬ان ْزِ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫حّيا‬
‫سرِهِ َ‬ ‫ت ك َك َ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫سُر ع َظ ْم ِ ال ْ َ‬ ‫ل » كَ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫‪653‬‬
‫«‪ .‬رواه أبو داود‬
‫أي ل يجوز الجلوس على القبر أو المرور فوقه أو كسر عظمه إذا كان‬
‫‪654‬‬
‫مسلما ً ومن فعل ذلك عاقبه الله تعالى‪.‬‬
‫ة ‪:655‬‬ ‫ضُروَر ٍ‬ ‫قْبل ال ْب َِلى ل ِ َ‬ ‫ر َ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ش ال ْ َ‬ ‫ن َب ْ ُ‬
‫قب ْرِ قَْبل ال ْب َِلى إ ِ َ‬ ‫ش ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ضُروَرةٍ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫جوُز ن َب ْ َ ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫قَهاُء ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫فقَ ال ْ ُ‬ ‫ات ّ َ‬
‫ما‬
‫من َْها َ‬ ‫ة‪،‬وَ ِ‬ ‫مال ِي ّ ٍ‬‫ق َ‬ ‫ٍ‬ ‫قو‬ ‫ح ُ‬‫ما ي َت َعَل ّقُ ب ِ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ن هَذ ِهِ الغ َْرا‬ ‫م ْ‬ ‫ي ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ع ّ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ٍ‬ ‫أ َوْ غ ََر‬
‫‪656‬‬
‫قب ْرِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ي َت َعَل ّقُ ب ِ َ‬ ‫من َْها َ‬ ‫سه ِ ‪ ،‬و َ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫قو ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ي َت َعَل ّقُ ب ِ ُ‬
‫ما ي َِلي ‪:‬‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫صيل ذ َل ِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫وَت َ ْ‬
‫ه‪:‬‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ش ال ْ َ‬
‫في ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ل َ‬ ‫ما ٍ‬ ‫جل َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫قب ْ‬ ‫أ ‪ -‬ن َب ْ ُ‬
‫ة ِفي ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫قب ْرِ وَد ُفِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ه ِقي َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ما ٌ‬‫ذا وَقَعَ َ‬ ‫ه إِ َ‬ ‫مل َةِ إ َِلى أن ّ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫قَهاُء ِفي ال ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ذ َهَ َ‬
‫ُ‬
‫ذي‬ ‫مال ال ّ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ط ِفي هَ َ‬ ‫شت ََر ُ‬ ‫مال ‪ ،‬وَل َ ي ُ ْ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫خرِ َ‬ ‫قب ُْر وَأ ْ‬ ‫ش ال ْ َ‬ ‫ت ن ُب ِ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن قَِليل ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن كا َ‬ ‫جوُز ذ َل ِك وَإ ِ ْ‬ ‫ن ‪َ ،‬بل ي َ ُ‬ ‫معَي ّ ٌ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫جه ِ َ‬ ‫خَرا ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫جل ا ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قب ُْر ِ‬ ‫ش ال َ‬ ‫ي ُن ْب َ ُ‬
‫َ‬
‫ص ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ما ن َ ّ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫خات َ ً‬ ‫ة ‪ ،‬أوْ َ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫في ّ ُ‬‫حن َ ِ‬ ‫ما َقال ال ْ َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫‪ ،‬وَل َوْ د ِْرهَ ً‬
‫‪657‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ - 648‬في الجنائز باب ‪ (971) 33‬وأبو داود )‪ (3230‬ونص)‪ (2056‬وابن ماجه )‪(1633‬‬
‫‪ - 649‬برقم )‪ (1634‬وصحيح الجامع )‪ (5038‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 650‬بالجلوس على قبره لهانته‪.‬‬
‫‪ - 651‬يسبب لك عذاب الله في الخرة بسبب هذا الجلوس‪.‬‬
‫‪ - 652‬برقم ) ‪ (6502‬ومعرفة )‪ (4436‬والفتح ‪ 3/225‬وصحح إسناده والصحية)‪ (2960‬وهو‬
‫حديث صحيح‬
‫‪ - 653‬برقم )‪ (3209‬وابن ماجه )‪ (1684‬وأحمد ‪ (25476) 6/105‬والبيهقي ‪(7330) 4/508‬‬
‫والحسان )‪ (3234‬وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ - 654‬شرح رياض الصالحين لبن عثيمين ‪ (458 / 1) -‬والفقه السلمي وأدلته ‪(668 / 2) -‬‬
‫‪ - 655‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪(25 / 40) -‬‬
‫‪ - 656‬حاشية ابن عابدين ‪ ، 602 / 1‬وجواهر الكليل ‪ ، 117 / 1‬ومغني المحتاج ‪، 366 / 1‬‬
‫والمغني لبن قدامة ‪ ، 553 ، 552 / 2‬والمجموع للنووي ‪. 303 / 5‬‬
‫‪ - 657‬حاشية ابن عابدين ‪ ، 602 / 1‬وجواهر الكليل ‪ ، 117 / 1‬ومغني المحتاج ‪، 366 / 1‬‬
‫والمجموع للنووي ‪ ، 303 - 300 / 5‬والمغني لبن قدامة ‪ ، 553 / 2‬وكشاف القناع ‪. 145 / 2‬‬
‫‪282‬‬
‫م لَ؟‬ ‫َ‬ ‫حك ْم ِ هَ َ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫خت َل َ َ‬
‫بأ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫هل هُوَ َوا ِ‬ ‫ش‪َ ،‬‬ ‫ذا الن ّب ْ ِ‬ ‫قَهاِء ِفي ُ‬ ‫ف َ‬ ‫عَباَرا ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬
‫م لَ؟‬ ‫تأ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ط ب ِعَد َم ِ ت َغَي ّرِ ال ْ َ‬ ‫شُرو ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫هل هُوَ َ‬ ‫وَ َ‬
‫حال َةِ وُُقوِع‬ ‫ش ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قب ْرِ ‪ِ -‬في َ‬ ‫ب ن َب ْ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫ب ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫مذ ْهَ ِ‬ ‫ة ِفي ال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫ص ال ّ‬ ‫فَن َ ّ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ن ب َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الت ّرِك َةِ ‪ ،‬أوْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مال ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ن ت َغَي َّر ال ْ َ‬ ‫مال ِفيهِ ‪ -‬وَإ ِ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ش‬ ‫م الن ّب ْ ُ‬ ‫حُر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ك ذ َل ِ َ‬ ‫مال ِ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫م ي َط ْل ُ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫مال ِك ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫مال ‪َ ،‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫ذي‬ ‫ب ‪ :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬ ‫طي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫شْرِبين ِ ّ‬ ‫شافِعِي ّةِ ‪َ ،‬قال ال ّ‬ ‫قَهاِء ال ّ‬ ‫ض فُ َ‬ ‫م ب ِهِ ب َعْ ُ‬ ‫جَز َ‬ ‫ما َ‬ ‫كَ َ‬
‫ن‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ي‪َ :‬‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وََقال الّزْرك َ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫سا ع ََلى ال ْك َ َ‬ ‫ماد ُه ُ قَِيا ً‬ ‫ي َظ ْهَُر اع ْت ِ َ‬
‫َ‬
‫سم ِ ال ْعَّباد ِيّ ‪ :‬وَهُ َ‬
‫و‬ ‫قا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ه ‪َ ،‬قال اب ْ ُ‬ ‫ط لَ ُ‬ ‫حَتا ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫جوًرا ع َل َي ْهِ أوْ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫م ل ‪َ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مال ِك ِهِ أ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫واٌء طل َ‬ ‫س َ‬ ‫ش َ‬ ‫ب الن ّب ْ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫م إ ِلى أن ّ ُ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ب ب َعْ ُ‬ ‫ظاه ٌِر ‪ ،‬وَذ َهَ َ‬
‫َ‬
‫ن ت َْرك َ ُ‬ ‫ن ت َغَي َّر ال ْ َ‬
‫‪658‬‬
‫‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ما ٍ‬ ‫ة َ‬ ‫ضاع َ ُ‬ ‫ه ِفيهِ إ ِ َ‬ ‫ت ؛ لِ ّ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ي‪،‬‬ ‫م ّ‬ ‫حقّ آد َ ِ‬ ‫ب إ ِل ّ ل ِ َ‬ ‫هال َةِ الت َّرا ِ‬ ‫قب ْرِ ب َعْد َ إ ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ة ‪ :‬وَل َ ي ُ ْ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫وََقال ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫مَتاع ٌ ‪ ،‬أ َوْ ك ُ ّ‬ ‫ط ِفي ال ْ َ‬ ‫ق َ‬
‫ه‬
‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ‪ ،‬أوْ د ُفِ َ‬ ‫صو ٍ‬ ‫مغْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ب ِث َوْ ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫قب ْرِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما إ ِ َ‬ ‫كَ َ‬
‫ما‪. 659‬‬ ‫مال د ِْر َهَ ً‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل وَل َوْ َ‬ ‫ما ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ه‬
‫معَ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫س َ‬ ‫ذا ن ُ ِ‬ ‫جل َِها إ ِ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ش القَب ُْر ِ‬ ‫شَياِء الِتي ي ُن ْب َ ُ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة‪ِ :‬‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫وََقال ال َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج‬‫خرِ َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫مال ل ِغَي ْرِ ال ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫خات َم ٍ أوْ د ََناِنيَر ‪ ،‬ل َك ِ ْ‬ ‫ب أوْ َ‬ ‫حوُ ث َوْ ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ما ٌ‬ ‫َ‬
‫ح ِفيهِ ال ْوََرث َ ُ‬ ‫ُ‬
‫سا وَل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مط ْل َ ً‬
‫‪660‬‬
‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫م ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫م يُ َ‬ ‫في ً‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ج إِ ْ‬ ‫خرِ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫قا ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫مي ّ ُ‬ ‫ْ‬
‫ن ت َغَي َّر ال َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ْ‬
‫م ت َغَي ّرِ ال َ‬ ‫قب ْرِ ع َد َ َ‬ ‫ش ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬ ‫وا َزِ ن َب ْ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫شت ََرط ال َ‬
‫ُ‬
‫يَء‬ ‫ش ْ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ما أن ّ ُ‬ ‫وارِث ِهِ ‪ ،‬ك َ َ‬ ‫يءَ ل ِ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ضهِ وَل َ َ‬ ‫عو َ ِ‬ ‫خذ ِ ِ‬ ‫ث ع ََلى أ ْ‬ ‫وارِ ِ‬ ‫جب َِر غ َي ُْر ال ْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ل‪. 661‬‬ ‫س ‪ ،‬أيْ غ َي َْر ِذي َبا ٍ‬ ‫في ٍ‬ ‫مال غ َي َْر ن َ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ث إِ َ‬ ‫وارِ ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ه ِفي ِ‬ ‫ماه ُ َرب ّ ُ‬ ‫ة ع ُْرًفا أوْ َر َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ه ِقي َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ما ٌ‬ ‫قب ْرِ َ‬ ‫ن وَقَعَ ِفي ال ْ َ‬ ‫ة ‪ :‬إِ ْ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫وََقال ال ْ َ‬
‫ي‬
‫ما ُروِ َ‬ ‫خذ ِهِ ‪ ،‬وَل ِ َ‬ ‫ضَررِ ِفي أ َ ْ‬ ‫معَ ع َد َم ِ ال ّ‬ ‫ه ب ِعَي ْن ِهِ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫خذ َ ذ َل ِ َ‬ ‫قب ُْر وَأ ُ ِ‬ ‫ش ال ْ َ‬ ‫ن ُب ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مِغيَرةُ‬ ‫قى ال ْ ُ‬ ‫حد ِهِ أل ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬في ل َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ضعَ َر ُ‬ ‫ما وُ ِ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ّ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ن ع ُْروَة َ ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل‬ ‫خ ْ‬ ‫قاُلوا ‪ :‬اد ْ ُ‬ ‫مي فَ َ‬ ‫خات َ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫خات َ ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫م َقا َ‬ ‫قب ْرِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ه ِفي ال ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫خات َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫شعْب َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫بْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫هاُلوا ع َل َي ْهِ الت َّرا َ‬ ‫ب " ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ي الت َّرا َ‬ ‫هيُلوا ع َل َ ّ‬ ‫ل‪":‬أ ِ‬ ‫م ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫خذ ْه ُ فَد َ َ‬ ‫فَ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪، ‬‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫سوّيَ ع ََلى َر ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫ج ‪ ,‬فَل َ ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫ساقَي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫صا َ‬ ‫حّتى ب َل َغَ أن ْ َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ل اللهِ ‪‬‬ ‫سو ِ‬ ‫دا ب َِر ُ‬ ‫م ع َهْ ً‬ ‫حد َث ُك ْ‬ ‫ب ‪ ،‬فَإ ِّني أ ْ‬ ‫حّتى أغ ْل ِقَ الَبا َ‬ ‫جوا َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ل‪":‬ا ْ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت أَرد ْت ََها ل َ َ‬ ‫َ‬
‫مد ُ ‪ :‬إ ِ َ‬ ‫‪ ،‬وََقال أ ْ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫ري ل َئ ِ ْ‬ ‫قاُلوا ‪ :‬ل َعَ ْ‬ ‫" ‪ ،‬فَ َ‬
‫‪662‬‬
‫ذا‬ ‫ح َ‬ ‫صب ْت ََها "‬ ‫قد ْ أ َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ه ِفي ال ْ َ‬
‫‪663‬‬
‫ش‬
‫ن ي ُن ْب َ َ‬ ‫جاَز أ ْ‬ ‫قب ْرِ َ‬ ‫حات َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫فاُر ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫نَ ِ‬
‫َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل ب َل َ َ‬ ‫ما ٍ‬ ‫جل َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ش ال ْ َ‬ ‫ن َب ْ ُ‬
‫ن‪:‬‬ ‫َ‬ ‫شقّ قَوْل َ ِ‬ ‫هل ي ُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫مال ل َ ُ‬ ‫مال غ َي ْرِهِ وَل َ َ‬ ‫ة ‪ :‬وَل َوْ ب َل َعَ َ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫قال ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مةِ ال ْع َْلى‬ ‫حْر َ‬ ‫طال ُ‬ ‫ك إ ِب ْ َ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ه ؛ ل َِ ّ‬ ‫شقَّ ب َط ْن ُ ُ‬ ‫ة وَل َ ي ُ َ‬ ‫م ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ال ّْول ‪ :‬ع َل َي ْهِ ال ْ ِ‬
‫مي ًّتا‬ ‫سل ِم ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫حْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مال ؛ وَل َِ ّ‬ ‫مةِ الد َْنى وَهُوَ ال ْ َ‬
‫ْ‬
‫حْر َ‬ ‫صَيان َةِ ُ‬ ‫ي لِ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫وَهُوَ ال ْد َ ِ‬

‫‪ - 658‬المجموع للنووي ‪ ، 303 - 300 / 5‬وتحفة المحتاج مع الحاشيتين ‪ ، 204 / 3‬ومغني‬


‫المحتاج ‪. 366 / 1‬‬
‫‪ - 659‬حاشية ابن عابدين ‪ ، 602 / 1‬وفتح القدير ‪. 101 / 2‬‬
‫‪ - 660‬جواهر الكليل ‪ ، 117 / 1‬والخرشي وبهامشه حاشية العدوي ‪. 145 - 144 / 2‬‬
‫‪ - 661‬جواهر الكليل ‪ ، 117 / 1‬والخرشي مع حاشية العدوي ‪. 145 - 144 / 2‬‬
‫د)‪(2190‬صحيح مرسل‬ ‫سعْ ٍ‬
‫ن َ‬ ‫ت ال ْك ُب َْرى ِلب ْ ِ‬ ‫‪ - 662‬الط ّب َ َ‬
‫قا ُ‬
‫‪ - 663‬كشاف القناع ‪. 145 / 2‬‬
‫‪283‬‬
‫ت‬‫ضل َ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫معَ ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫خُر ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ذا ل َ ْ‬ ‫مال إ ِ َ‬ ‫حّيا ل َوِ اب ْت َل َعَ ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫شقّ ب َط ْن ُ ُ‬ ‫حّيا وَل َ ي ُ َ‬ ‫مت ِهِ َ‬ ‫حْر َ‬ ‫كَ ُ‬
‫مي ًّتا ‪.‬‬ ‫ذا َ‬ ‫فاًقا فَك َ َ‬ ‫ات ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حقّ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫قد ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ي ُ‬ ‫م ّ‬ ‫حقّ ال ْد َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ؛ لِ ّ‬ ‫شقّ ب َط ْن ُ ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ول الّثاِني ‪ :‬أن ّ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة ال ْد َ ِ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫م ّ‬ ‫م ُ‬ ‫حْر َ‬ ‫ت ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه وَإ ِ ْ‬ ‫دي ؛ وَل ِن ّ ُ‬ ‫مت َعَ ّ‬ ‫ظال ِم ِ ال ْ ُ‬ ‫حقّ ال ّ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫قد ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ت ََعاَلى وَ ُ‬
‫ديهِ ‪َ ،‬قاُلوا ‪ :‬وَهَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ه ب ِت َعَ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫حت َِرا َ‬ ‫ه أَزال ا ْ‬ ‫مال ل َك ِن ّ ُ‬ ‫صَيان َةِ ال ْ َ‬ ‫مة ِ ِ‬ ‫حْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫أع َْلى ِ‬
‫فاًقا ‪،‬‬ ‫ه ات ّ َ‬ ‫شقّ ب َط ْن ُ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ي ُ َ‬ ‫ما ب َل َعَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫مال ً فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ول أ َوَْلى ‪ ،‬وَل َوْ ت ََر َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫فاًقا ‪،‬‬ ‫ه ات ّ َ‬ ‫شقّ ب َط ْن ُ ُ‬ ‫ه ل َ يُ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ل ِغَي ْرِهِ ب ِل َ ت َعَد ّ ِ‬ ‫ما ٌ‬ ‫جوْفِهِ َ‬ ‫ط ِفي َ‬ ‫ق َ‬ ‫س َ‬ ‫ذا ل َوْ َ‬ ‫وَك َ َ‬
‫حت َِرام ِ‪. 664‬‬ ‫جّرد ِ ال ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ل َ لِ ُ‬ ‫ضائ ِهِ إ َِلى ال ْهَل َ ِ‬ ‫قا ل ِفْ َ‬ ‫مط ْل َ ً‬ ‫ي ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫شقّ ال ْ َ‬ ‫ما ل َ ي ُ َ‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف قَْبل‬ ‫خت َل ِ ُ‬ ‫مب ْت َل ِِع ي َ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫شقّ َْب ِط ِ‬ ‫م ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫نَ ُ‬ ‫صوا ع ََلى أ ّ‬ ‫م ي َن ُ ّ‬ ‫ة لَ ْ‬ ‫في ّ َ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫إ ِل ّ أ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬‫مه ِ ْ‬ ‫فُهوم ِ ك َل َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب إ َِلى َ‬ ‫ن ‪َ ،‬والقَْر ُ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫وي ِفيهِ ال ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن وَب َعْد َه ُ ‪ ،‬أ ْ‬ ‫َالد ّفْ ِ‬
‫َ‬
‫حّتى ب َعْد َ د َفْن ِهِ ‪،‬‬ ‫مب ُْلوِع َ‬ ‫مال ال ْ َ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫خَرا ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ه لِ ْ‬ ‫شقّ ب َط ْن ُ ُ‬ ‫ن أيْ ي ُ َ‬ ‫ست َوَِيا ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫أن ّهُ َ‬
‫ب‬ ‫مال ‪.‬وَذ َهَ َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ل َوْ د ُفِ َ‬ ‫ض كَ َ‬ ‫ذا الغََر ِ‬
‫ك ب َعْد َ ن َب ْش قَب ْرِهِ ل ِهَ َ ْ‬
‫َِ‬ ‫وَذ َل ِ َ‬
‫و‬
‫ت وَهُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫حَيات ِهِ وَ َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫ل اب ْت َل َعَ ُ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫شقّ ب َط ْ ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ة إ َِلى أن ّ ُ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫كاةٍ ‪ ،‬وَهَ َ‬
‫ذا‬ ‫ب َز َ‬ ‫صا َ‬ ‫ذا ك َث َُر فَب َل َغَ ن ِ َ‬ ‫ه أوْ ل ِغَي ْرِهِ ‪ ،‬إ ِ َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫واٌء َ‬ ‫س َ‬ ‫ِفي ب َط ْن ِهِ ‪َ ،‬‬
‫ة ‪. 665‬‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ب َي ّن َ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ما إ ِ َ‬ ‫قي ّد ٌ ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مال ن ُظ َِر ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ها ِ‬ ‫جوْهََرة ً أوْ غ َي َْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ن ب َل َعَ ال ْ َ‬ ‫ة ‪ :‬إِ ْ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫وََقال ال ّ‬
‫َ‬ ‫ح ال ْ َ‬
‫ش قَب ُْره ُ وَل َ‬ ‫ه ل َ ي ُن ْب َ ُ‬ ‫ب وَغ َي ُْره ُ أن ّ ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫سهِ فََر ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫مال ن َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ما اب ْت َل َعَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ج ٍ‬ ‫حَيات ِهِ ‪.‬وَِفي وَ ْ‬ ‫حال َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫مال َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ست َهْل َ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫مال ل ِن ّ ُ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫خَرا َ ِ‬ ‫ه لِ ْ‬ ‫شقّ ب َط ْن ُ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫شقّ ب َط ْن ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ش قَب ُْره ُ وَي ُ َ َ‬ ‫سهِ ي ُن ْب َ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫مال ن َ ْ‬ ‫ذا ب َل َعَ َ‬ ‫ه إِ َ‬ ‫شافِعِي ّةِ ‪ :‬أن ّ ُ‬ ‫عن ْد َ ال ّ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫موْت ِهِ فَهُوَ ك َ‬ ‫صاَر ل ِلوََرث َةِ ب َعْد َ َ‬
‫‪666‬‬
‫‪.‬‬ ‫ي‬
‫جن َب ِ ّ‬ ‫مال ال ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جهِ ؛ ل ِن ّ ُ‬ ‫خَرا ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫لِ ْ‬
‫َ‬
‫ه وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫مال ِك ُ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَط َل َب َ ُ‬ ‫ت وَد ُفِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ل ِغَي ْرِهِ فَ َ‬ ‫ذي اب ْت َل َعَ ُ‬ ‫مال ال ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما إ ِ ْ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬ ‫يضمن بدل َ َ‬
‫جوًبا‬ ‫ه وُ ُ‬ ‫جوْفُ ُ‬ ‫شقّ َ‬ ‫ش قَب ُْره ُ ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫م فَي ُن ْب َ ُ‬ ‫ن وََرث َت ِهِ أوْ غ َي ْرِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫هأ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ ُ‬
‫ذا ضمنه أ َحد من ال ْورث َة أوَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما إ ِ َ َ ِ َ ُ َ ٌ ِ َ َ َ ِ ْ‬ ‫مال ِك ِهِ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫م ي ُد ْفَعُ ل ِ َ‬ ‫مال ث ُ ّ‬ ‫ج ال َ‬ ‫خَرا ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫لِ ْ‬
‫َ‬
‫جوْفِهِ ؛‬ ‫شقّ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫حين َئ ِذ ٍ ن َب ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫حُر ُ‬ ‫ه فَي َ ْ‬ ‫مال ب َد َل ُ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫م ‪ ،‬أوْ د ُفِعَ ل ِ َ‬ ‫غ َي ْرِه ِ ْ‬
‫ن لَ ْ‬
‫م‬ ‫ذا إ ِ ْ‬ ‫مت ِهِ ‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫حْر َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن ان ْت َِها ِ‬ ‫ت عَ ِ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫صوًْنا ل ِل ْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫قَيام ب َد َل ِهِ َ‬ ‫لِ ِ‬
‫َ‬
‫ش قَب ُْرهُ‬ ‫ه ل َ ي ُن ْب َ ُ‬ ‫شافِعِي ّةِ ‪ :‬أن ّ ُ‬ ‫عن ْد َ ال ّ‬ ‫جه ٍ ِ‬ ‫ه ‪.‬وَِفي وَ ْ‬ ‫مال َ ُ‬ ‫مال َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ي َط ْل ُ ْ‬
‫ث‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫مب ُْلوِع ِفي ت َرِك َت ِهِ ؛ ل ِ َ‬ ‫مال ال ْ َ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ب ِقي َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه ‪َ ،‬بل ي َ ِ‬ ‫شقّ ب َط ْن ُ ُ‬ ‫وَل َ ي ُ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫سُر ع َظ ْم ِ ال ْ َ‬ ‫سول الل ّهِ ‪َ ‬قال ‪ :‬ك َ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ه ع َن َْها " أ ّ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫سَر‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫ث‪:‬أ ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه الد ّل َل َةِ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫‪َ ،‬قاُلوا ‪ :‬وَوَ ْ‬ ‫‪667‬‬
‫حّيا "‬ ‫سرِهِ َ‬ ‫ك َك َ ْ‬
‫ذا‬‫ها فَك َ َ‬ ‫جوْهََرةٍ وَغ َي ْرِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫خَرا ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫جوُز ل ِ ْ‬ ‫حَياةِ ل َ ي َ ُ‬ ‫ف ِفي ال ْ َ‬ ‫جو ْ ِ‬ ‫شقّ ال ْ َ‬ ‫ال ْعَظ ْم ِ وَ َ‬
‫ت‪. 668‬‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ب َعْد َ ال ْ َ‬
‫مث َل ً‬ ‫خات َم ٍ َ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫مال ِي ّت ُ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫قي َ ْ‬ ‫مال غ َي ْرِهِ ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْن ِهِ وَب َ ِ‬ ‫ذا ب َل َعَ َ‬ ‫ة ‪ :‬إِ َ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫وََقال ال ْ َ‬
‫معَ ع َد َم ِ‬ ‫مت ِهِ َ‬ ‫حْر َ‬ ‫صوًْنا ل ِ ُ‬ ‫ن ت َرِك َت ِهِ ؛ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬ ‫ش وَغ ُّر َ‬ ‫م ي ُن ْب َ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ه َرب ّ ُ‬ ‫وَط َل َب َ ُ‬
‫حاشية ابن عابدين ‪ ، 602 / 1‬وفتح القدير ‪ 102 / 2‬ط دار إحياء التراث العربي ‪.‬‬ ‫‪- 664‬‬
‫جواهر الكليل ‪. 117 / 1‬‬ ‫‪- 665‬‬
‫تحفة المحتاج ‪ ، 204 / 3‬وقليوبي وعميرة ‪ ، 352 / 1‬والمجموع للنووي ‪، 300 / 5‬‬ ‫‪- 666‬‬
‫‪ ،‬ومغني المحتاج ‪. 366 / 1‬‬ ‫‪303‬‬
‫مر تخريجه‬ ‫‪- 667‬‬
‫تحفة المحتاج ‪ ، 204 / 3‬وقليوبي وعميرة ‪ ، 352 / 1‬والمجموع للنووي ‪- 300 / 5‬‬ ‫‪- 668‬‬
‫‪ ،‬ومغني المحتاج ‪. 366 / 1‬‬ ‫‪303‬‬
‫‪284‬‬
‫ه‬
‫حو ِ ِ‬ ‫ت ؛ ل ِعَد َم ِ ت َرِك َةٍ وَن َ ْ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ذي ب َل َعَ ُ‬ ‫مال ال ّ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن ت َعَذ َّر غ ُْر ُ‬ ‫ضَررِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬
‫م ي َت َب َّرعْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫مال ‪ ،‬فَد ُفِعَ ل َِرب ّهِ وَذ َل ِ َ‬ ‫خذ َ ا ل ْ َ‬ ‫ه وَأ ِ‬ ‫جوْفُ ُ‬ ‫شقّ َ‬ ‫قب ُْر وَ ُ‬ ‫ش ال ْ َ‬ ‫ن ُب ِ َ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬‫مت ِهِ َ‬ ‫حْر َ‬ ‫صوًْنا ل ِ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫مال ل َِرب ّهِ ‪ ،‬وَإ ِل ّ فَل َ ي ُن ْب َ ُ‬ ‫مة ِ ا ل ْ َ‬ ‫ذل ِقي َ‬ ‫ث أوْ غ َي ُْره ُ ب ِب َ ْ‬ ‫َوارِ ٌ‬
‫ن‬‫م ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َرب ّهِ فَل َ ي ُ ْ‬ ‫مال ال ْغَي ْرِ ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫ن ب َل َعَ َ‬ ‫مال ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ضَررِ ل ِ َ‬ ‫ع َد َم ِ ال ّ‬
‫ت؛‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ب ل َِرب ّهِ ع ََلى ت َرِك َةِ ال ْ َ‬ ‫ن َرب ّهِ ‪ ،‬وَع َل َي ْهِ فَل َ ط َل َ َ‬ ‫ه ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫ذي ب َل َعَ ُ‬ ‫مال ال ّ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ش أ َوْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫شقّ قَْبل أ ْ‬ ‫ت ب ِن َب ْ ٍ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ض ل ِل ْ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَل َ ي ُت َعَّر ُ‬ ‫سل ّط َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه هُوَ ال ّ ِ‬ ‫ل ِن ّ ُ‬
‫ه فَهُ َ‬
‫و‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫مال ِهِ ِبال ِْذ ْ ِ‬ ‫ه ع ََلى َ‬ ‫ط لَ ُ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مال هُوَ ال ْ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مال ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سد ُه ُ ؛ ل َِ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ي َب َْلى َ‬
‫مال ِهِ ‪. 669‬‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫خل ّ ُ‬ ‫مال وَظ ُُهوُره ُ وَت َ َ‬ ‫قاُء ال ْ َ‬ ‫ن بَ َ‬ ‫ب ع ََلى الظ ّ ّ‬ ‫سد ُه ُ وَغ َل َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ي َ‬ ‫ذا ب َل ِ َ‬ ‫ما إ ِ َ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬
‫حب ِهِ ؛‬ ‫صا ِ‬ ‫ه إ َِلى َ‬ ‫قب ْرِ وَد َفْعُ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مال ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫خَرا ُ‬ ‫ه وَإ ِ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫جوُز ن َب ْ ُ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ضاِء ال ْ َ‬ ‫أع ْ َ‬
‫فعن بجير ب َ‬
‫ت‬‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫رو ي َ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ت ع َب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جي ْرٍ َقا َ‬ ‫ن أِبى ب ُ َ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ ِ ْ ِ‬
‫ف‬
‫طائ ِ ِ‬ ‫ه إ َِلى ال ّ‬ ‫معَ ُ‬ ‫جَنا َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ذا قَب ُْر أِبى‬ ‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ » -‬هَ َ‬ ‫قب ْرٍ فَ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫مَرْرَنا ب ِ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫صاب َ ْ‬ ‫ة ال ِّتى أ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ه الن ّ ْ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬ ‫جأ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه فَل َ ّ‬ ‫حَرم ِ ي َد ْفَعُ ع َن ْ ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ن ب ِهَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫غا ٍ‬ ‫رِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ب إِ ْ‬ ‫ن ذ َهَ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ه غُ ْ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ه د ُفِ َ‬ ‫ك أن ّ ُ‬ ‫ة ذ َل ِ َ‬ ‫ن ِفيهِ َوآي َ ُ‬ ‫ن فَد ُفِ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه ب ِهَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫قَوْ َ‬
‫شتم ع َن َ‬ ‫َ‬
‫ن‪" .‬‬ ‫ص َ‬ ‫جوا ال ْغُ ْ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫س َفا ْ‬ ‫ه «‪َ .‬فاب ْت َد ََره ُ الّنا ُ‬ ‫معَ ُ‬ ‫موه ُ َ‬ ‫صب ْت ُ ُ‬ ‫هأ َ‬ ‫م ن َب َ ْ ُ ْ ْ ُ‬ ‫أن ْت ُ ْ‬
‫‪671‬‬
‫مال‬ ‫ضِييعٌ ل ِل ْ َ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫ن ت َْرك َ ُ‬ ‫‪ ، 670‬وَل َِ ّ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫سد ُه ُ ؛ ل َِ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ي َب َْلى َ‬ ‫ش قَب ُْره ُ قَْبل أ ْ‬ ‫م ي ُن ْب َ ْ‬ ‫سه ِ ل َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫مال ن َ ْ‬ ‫ن ب َل َعَ َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬إ ِل ّ أ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ما ل َوْ أت ْل َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫شب َ ُ‬ ‫حَيات ِهِ ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫سهِ ِفي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫مال ن َ ْ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ست ِهْل َ ٌ‬ ‫ا ْ‬
‫ما ِفي‬ ‫ه ‪ ،‬لِ َ‬ ‫ه د َي ْن ُ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫مال وَي ُوَّفى ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ه فَي ُ ْ‬ ‫جوْفُ ُ‬ ‫شقّ َ‬ ‫ش قَب ُْره ُ وَي ُ َ‬ ‫ن فَي ُن ْب َ ُ‬ ‫د َي ْ ٌ‬
‫مَباد ََرةِ إ َِلى ت َب ْرِئ َةِ ذ ِ ّ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫‪672‬‬
‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ن الد ّي ْ‬ ‫م َ‬ ‫مت ِهِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬
‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫سيًرا ت ُرِ َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫سه ِ ‪ -‬أ ن ّ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫مال ن َ ْ‬ ‫ن ب َل َعَ َ‬ ‫مل ‪ -‬إ ِ ْ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ة ‪ :‬وَي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫َقال اب ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ضَياِع‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫مال ِ‬ ‫ظ ال ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن ِفيهِ ِ‬ ‫ج ؛ لِ ّ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ه وَأ ْ‬ ‫شقّ ب َط ْن ُ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ت ِقي َ‬ ‫ن ك َث َُر ْ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫‪.‬‬ ‫‪673‬‬
‫ه‬
‫ض ِ‬ ‫مَر ِ‬ ‫مال ِهِ ب ِ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫قهُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ت َعَل ّقَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فعَ ال ْوََرث َةِ ال ّ ِ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫كشاف القناع ‪. 146 - 145 / 2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪669‬‬

‫سنن أبي داود ‪ -‬المكنز ‪ ( 3090) -‬ضعيف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪670‬‬

‫كشاف القناع ‪ ، 146 - 145 / 2‬والمغني لبن قدامة ‪. 552 / 2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪671‬‬

‫كشاف القناع ‪. 146 / 2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪672‬‬

‫المغني لبن قدامة ‪. 552 / 2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪673‬‬

‫‪285‬‬
‫ث الواحد و الربعون‬
‫المبح ُ‬
‫النهي عن تجصيص القبر ورفعه والصلة إليه‬

‫سوا ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫عَ َ‬


‫قُبوِر‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ »: ‬ل َ ت َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫مْرث َد ٍ ال ْغَن َوِىّ َقا َ‬
‫ل َقا َ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت‬‫معْ ُ‬‫سـ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مْرث َـد ٍ الغَن َـوِىّ قَــا َ‬‫ن أب ِــى َ‬ ‫صلوا إ ِلي َْها « وفي روايــة ع َـ ْ‬ ‫وَل َ وَل ت ُ َ‬
‫َ‬
‫سـوا ع َل َي َْهـا «‪.‬‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫صـّلوا إ َِلـى ال ْ ُ‬
‫قُبـورِ وَل َ ت َ ْ‬ ‫ل » ل َ تُ َ‬‫قـو ُ‬‫ل الّلـهِ ‪ -  -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫‪674‬‬
‫أخرجه مسلم في صحيحه‬
‫ه الّلـه ‪: -‬‬ ‫مـ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ي ‪َ -‬ر ِ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫صَلة إ َِلى قَْبر ‪َ .‬قا َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫ريح ِبالن ّهْ ِ‬ ‫صَِ‬‫ِفيهِ ت َ ْ‬
‫َ‬
‫فت ْن َــة ع َل َي ْـ ِ‬
‫ه‬ ‫خافَــة ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ج ً‬ ‫سـ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جَعل قَب ْــره َ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫خُلوق َ‬ ‫م ْ‬ ‫ظم َ‬ ‫ن ي ُعَ ّ‬ ‫وَأك َْره أ ْ‬
‫وَع ََلى َ‬
‫‪675‬‬
‫ن الّناس ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َْعده ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك ع ََلى‬ ‫ب أ َل ّ أ َب ْعَث ُ َ‬ ‫طال ِ ٍ‬ ‫ن أ َِبى َ‬ ‫ى بْ ُ‬ ‫ل ِلى ع َل ِ ّ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫سد ِىّ َقا َ‬ ‫ج ال َ‬
‫َ‬
‫ن أِبى الهَّيا ِ‬
‫ْ‬ ‫وع َ َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ه وَل َ قَب ْـًرا‬ ‫سـت َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مث َــال ً إ ِل ّ ط َ َ‬ ‫ن ل َ ت َـد َع َ ت ِ ْ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ -  -‬أ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ما ب َعَث َِنى ع َل َي ْهِ َر ُ‬ ‫َ‬
‫شرًِفا إ ِل ّ َ‬ ‫م ْ‬
‫‪676‬‬
‫ه‪.‬أخرجه مسلم‬ ‫سوّي ْت َ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫مــر ب ِت َغِْيي ـ ِ‬ ‫سته ( ِفيهِ ال ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مَثال إ ِل ط َ‬ ‫دع ت ِ ْ‬ ‫وقال النووي رحمه الله ‪ ) :‬أل ت َ َ‬
‫ور ذ ََوات اْل َْرَواح‬ ‫ص َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫جاب ِرٍ َقا َ‬
‫ه‬
‫قعَـد َ ع َلي ْـ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫قب ْـُر وَأ ْ‬ ‫ص ال َ‬ ‫صـ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬أ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ن ََهى َر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫‪677‬‬
‫ه‪.‬أخرجه مسلم‬ ‫ن ي ُب َْنى ع َل َي ْ ِ‬ ‫وَأ ْ‬
‫قْبر َوال ْب َِناء‬ ‫صيص ال ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫هة ت َ ْ‬ ‫ديث ك ََرا َ‬ ‫ح ِ‬‫ذا ال ْ َ‬ ‫قال النووي رحمه الله ‪ :‬وَِفي هَ َ‬
‫هب‬ ‫م ـذ ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫جل ُــوس ع َل َي ْـهِ ‪ .‬هَـ َ‬ ‫قُعود ِ ال ْ ُ‬ ‫مـَراد ب ِــال ْ ُ‬ ‫قعُــود ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫ريــم ال ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ع َل َي ْهِ وَت َ ْ‬
‫قُعودِ‬ ‫مـَراد ب ِــال ْ ُ‬ ‫موَط ّــأ ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫مال ِــك فِــي ال ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ماء ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫مُهور ال ْعُل َ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ي وَ ُ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ســوا ع َل َــى‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ذا ‪َ ) :‬ل ت َ ْ‬ ‫كوَرة ب َْعد هَ ـ َ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ه الّرَواَية ال ْ َ‬ ‫ضح ُ‬ ‫ما ي ُوَ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫جُلوس ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫م ـَرة‬ ‫ج ْ‬ ‫م ع َل َــى َ‬ ‫حــدك ُ ْ‬ ‫جل ِــس أ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫خ ـَرى ‪َ ) :‬ل َ ْ‬ ‫قب ُــور ( ‪ .‬وَفِــي الّرَواي َــة اْل ُ ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫جِلس ع َل َــى قَب ْــر ( قَــا َ‬ ‫خير ل َه م َ‬
‫ل‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ِ ْ‬ ‫جْلده َ ْ‬ ‫خُلص إ َِلى ِ‬ ‫حرِقُ ث َِيابه فَت َ ْ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫َ‬
‫سـت َِناد‬ ‫ذا اِل ْ‬ ‫حـَرام ‪ ،‬وَك َـ َ‬ ‫قُعود ع َل َي ْـهِ َ‬ ‫مك ُْروه ‪َ ،‬وال ْ ُ‬ ‫قْبر َ‬ ‫صيص ال ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫حابَنا ‪ :‬ت َ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫كاء ع َل َي ْهِ ‪.‬‬ ‫إ ِل َي ْهِ َواِلت ّ َ‬
‫َ‬
‫قب ََرة‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مك ُْروه ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫مْلك ال َْباِني فَ َ‬ ‫ن ِفي ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ال ْب َِناء ع َل َي ْهِ فَإ ِ ْ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ي ِفي اْل ّ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫حاب ‪َ .‬قا َ‬ ‫ص َ‬ ‫ي َواْل ْ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ص ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫حَرام ‪ .‬ن َ ّ‬ ‫سب َّلة فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ه ‪ ) :‬وَلَ‬ ‫م قَـوْل ُُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ما ي ُب ْن َــى ‪ ،‬وَي ُؤ َي ّـد ُ الهَـد ْ َ‬ ‫ن ب ِهَد ْم ِ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫مكة ي َأ ُ‬ ‫مة ب ِ َ‬ ‫‪ :‬وََرأْيت الئ ِ ّ‬
‫سوّْيته ( ‪.‬‬ ‫شرًِفا إ ِّل َ‬ ‫م ْ‬ ‫قَب ًْرا ُ‬
‫وفي الموسوعة الفقهية‪: 678‬‬
‫َ‬
‫مل ِك ُهَــا‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ض ك َــا َ‬ ‫ن فِــي أْر ٍ‬ ‫ن ك َــا َ‬ ‫قب ْـرِ َوال ْب ِن َــاُء ع َل َي ْـهِ ‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫ص ال ْ َ‬ ‫صــي ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫" ي ُك َْره ُ ت َ ْ‬
‫س ـب ّل َ ٍ‬
‫ة‬ ‫م َ‬ ‫قب َـَرةٍ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن فِــي َ‬ ‫ن ك َــا َ‬ ‫هاةٍ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫مَبا َ‬ ‫صد ِ ُ‬ ‫ت ب ِل َ قَ ْ‬ ‫وا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ض َ‬ ‫ٍ‬ ‫ت ‪ ،‬أ َوْ أ َْر‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫س ‪ ،‬وَل َ فَْرقَ ِفي ذ َل ِـ َ‬ ‫‪679‬قُ ع َلى الّنا ِ‬ ‫ضي ّ‬
‫ه يُ َ‬ ‫ي ؛ ل ِن ّ ُ‬ ‫ن ب ُن ِ َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫م ال ْب َِناُء ‪ ،‬وَي ُهْد َ ُ‬ ‫حُر َ‬ ‫َ‬
‫دا ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي قُب ّ ً‬ ‫َ‬
‫ج ً‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة أوْ ب َي ًْتا أوْ َ‬ ‫ن ي َب ْن ِ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫‪ -‬صحيح مسلم)‪(2295‬‬ ‫‪674‬‬

‫‪ -‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪(394‬‬ ‫‪675‬‬

‫‪ -‬برقم ) ‪ ( 969‬وأحمد)‪(752‬‬ ‫‪676‬‬

‫‪ -‬برقم ) ‪ ( 970‬وعب)‪ (9489‬وش)‪(11763‬‬ ‫‪677‬‬

‫‪-‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 8‬ص ‪(211‬‬ ‫‪678‬‬

‫‪ -‬مغني المحتاج ‪ ، 364 / 1‬وبلغة السالك ‪. 427 / 1‬‬ ‫‪679‬‬

‫‪286‬‬
‫ق ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ف ِ‬ ‫خب َرِ ال ْ ُ‬
‫مت ّ َ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫جد ِ ع ََلى ال ْ ُ‬
‫قُبورِ ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب َِناِء ال ْ َ‬
‫ي عَ ْ‬‫وَقَد ْ وََرد َ الن ّهْ ُ‬
‫َ‬
‫ه ال ْي َهُــود َ‬‫ن الل ّـ ُ‬ ‫ت ِفي ـهِ ‪ :‬ل َعَـ َ‬
‫مــا َ‬
‫ذي َ‬ ‫ضـهِ ال ّـ ِ‬
‫مَر ِ‬ ‫ســول ‪ ‬قَــال فِــي َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬
‫ذوا قُُبوَر أن ْب َِيائ ِهِ ْ‬ ‫خ ُ‬
‫‪680‬‬
‫د"‬‫ج َ‬ ‫سا ِ‬‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫صاَرى ‪ ،‬ات ّ َ‬ ‫َوالن ّ َ‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ - 680‬صحيح البخارى)‪ ( 1330‬ومسلم )‪(1212‬‬


‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ج َ‬ ‫ن ِفيَها وَلعَ ّ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫صلو َ‬‫جد َ ع َلي َْها ي ُ َ‬
‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن إ ِل َي َْها أوْ ب َن َ ْ‬
‫وا َ‬ ‫صّلو َ‬
‫صَلةِ ي ُ َ‬‫جد ( أيْ قِب َْلة ِلل ّ‬ ‫سا ِ‬‫م َ‬ ‫وله ) َ‬ ‫قَ ْ‬
‫حَبار ‪.‬شرح سنن النسائي ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْكَرا َ‬
‫َ‬
‫ما ِفي الن ْب َِياء َوال ْ‬ ‫سي ّ َ‬
‫قْبر ِ‬ ‫فس ال َ‬ ‫دة ن َ ْ‬
‫عَبا َ‬
‫ضي إ ِلى ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه قد ْ ي ُ ْ‬ ‫هة أن ّ ُ‬
‫)ج ‪ / 3‬ص ‪(284‬‬
‫‪287‬‬
‫ث الثاني والربعون‬
‫المبح ُ‬
‫الحث على تعزية المسلم‬

‫صاًبا فَل َ ُ‬
‫ه‬ ‫م َ‬‫ن ع َّزى ُ‬ ‫م ْ‬‫ل» َ‬ ‫ى ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫عنه ع َ ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ رضي الله‬ ‫عَ ْ‬
‫‪681‬‬ ‫َ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫جرِهِ «‪ .‬رواه الترمذي‬ ‫لأ ْ‬ ‫ِ‬
‫لذا تســتحب التعزيــة لنهــا نــوع مـن المواســاة وفيهــا موعظــة وعــبرة‪،‬‬
‫وتسلية لهل الميت عن مصابهم‪.‬‬
‫ه َقا َ‬ ‫َ‬
‫ن ي ُعَّزى‬ ‫م ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫ما ِ‬ ‫ل‪َ » :‬‬ ‫ى ‪ -  -‬أن ّ ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬‫حْزم ٍ ع َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫رو ب ْ ِ‬‫م ِ‬‫وعن ع َ ْ‬
‫مةِ «‪.‬‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫مةِ ي َوْ َ‬‫ل ال ْك ََرا َ‬
‫حل َ ِ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫حان َ ُ‬‫سب ْ َ‬‫ه ُ‬ ‫ساه ُ الل ّ ُ‬‫صيب َةٍ ‪ ،‬إ ِل ّ ك َ َ‬‫م ِ‬ ‫خاه ُ ب ِ ُ‬ ‫أَ َ‬
‫‪682‬‬
‫أخرجه ابن ماجة‬
‫معَْنــى‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫خ َُر ُ‬ ‫ساه ُ وَل َ ي َ ْ‬ ‫ب وََوا َ‬ ‫صا َ‬ ‫م َ‬ ‫صب َّر ال ْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫صد َُر ع َّزى ‪ :‬إ ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪َ :‬‬ ‫ة ل ُغَ ً‬ ‫الت ّعْزِي َ ُ‬
‫ْ‬ ‫معَْنى َالل ّغَ ـوِيّ وَقَــال ال ّ‬
‫ر‬
‫ص ـب ْ ِ‬ ‫م ـُر ِبال ّ‬ ‫ي ال ْ‬ ‫ي ‪ :‬ه ِـ َ‬ ‫ش ـْرِبين ِ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ي عَ‬ ‫ح ّ‬ ‫صط ِل َ ِ‬ ‫ال ِ ْ‬
‫ت‬ ‫مي ّـ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫عاُء ل ِل َ‬ ‫ن ال ـوِْزرِ ‪َ ،‬وال ـد ّ َ‬ ‫مـ َ‬ ‫ذيُر ِ‬ ‫حـ ِ‬‫ج ـرِ ‪َ ،‬والت ّ ْ‬ ‫مــل ع َلي ْـهِ ب ِوَع ْ ـد ِ ال ْ‬ ‫ح ْ‬
‫جب ْرِ ال ْ ُ‬ ‫فَرةِ ‪ ،‬وَل ِل ْ ُ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫‪683‬‬
‫ة‬
‫صيب َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مغْ ِ‬
‫َْ‬ ‫ي‪:‬‬ ‫ف ّ‬ ‫م الت ّك ِْلي ِ‬ ‫حك ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫صل‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫لَ ِ‬
‫ة ‪َ .‬وال ْ‬ ‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب الت ّعْزِي َةِ ل ِ َ‬ ‫حَبا ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫قَهاِء ِفي ا ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ب َي ْ َ‬
‫َ‬
‫جرِهِ ‪.‬‬ ‫مْثل أ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫صاًبا فَل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ع َّزى ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خب َُر ‪َ :‬‬ ‫عي ّت َِها ‪َ :‬‬ ‫شُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫حَلل ال ْك ََرا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ساه ُ الل ّ ُ‬ ‫صيب َةٍ إ ِل ّ ك َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫خاه ُ ب ِ ُ‬ ‫ن ي ُعَّزي أ َ‬ ‫م ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫خب َرِ ‪َ :‬‬ ‫وَ َ‬
‫مةِ ‪.‬‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ن‪:‬‬ ‫كو ُ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ول ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫زي َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ة الت ّ ْ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫ك َي ْ ِ‬
‫ي‬ ‫ص ـب ِ ّ‬ ‫م ‪ ،‬إ ِل ّ ال ّ‬ ‫م وَإ ِن َــاث ُهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬ذ ُك ُــوُرهُ ْ‬ ‫صَغاُرهُ ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫صيب َةِ ‪ ،‬ك َِباُرهُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫هل ال ْ ُ‬ ‫ي ُعَّزى أ َ ْ‬
‫مهَــا ‪،‬‬ ‫حارِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ســاُء وَ َ‬ ‫ساِء ‪ ،‬فَل َ ي ُعَّزيهَــا إ ِل ّ الن ّ َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫شاب ّ ُ‬ ‫قل ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ذي ل َ ي َعْ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ة‬‫ب الت ّعْزِي َـ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫س ـت َ َ‬ ‫من ْي َةِ ‪ :‬ت ُ ْ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫شْر‬ ‫ن َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫عاب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قل اب ْ ُ‬ ‫فت ْن َةِ ‪ .‬وَن َ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫خوًْفا ِ‬ ‫َ‬
‫ة ل ِهْــل‬ ‫َ‬ ‫ب ت َعْزِي َـ ٌ‬ ‫ن ‪ .‬وَقَــال الـد ّْرِديُر ‪ :‬وَن ُـد ِ َ‬ ‫ســاِء الل ّت ِــي ل َ ي ُ ْ‬
‫فت ِـ ّ‬ ‫جال َوالن ّ َ‬ ‫ِللّر َ‬
‫‪684‬‬
‫ة‬
‫فت ْن َ ِ‬ ‫ة ال ْ ِ‬ ‫شي ّ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت إ ِل ّ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة‪:‬‬ ‫زي َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫مدّةُ الت ّ ْ‬ ‫ُ‬
‫ست َد َّلوا ل ِـذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ك ب ِـإ ِذ ْ ِ‬ ‫ة أّيام ٍ ‪َ .‬وا ْ‬ ‫مد ّة َ الت ّعْزِي َةِ ث َل َث َ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫قَهاِء ‪ :‬ع ََلى أ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫مُهوُر ال ْ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫قوْل ِهِ ‪ : ‬ل َ ي َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م ُ‬ ‫مـَرأةٍ ُتـؤ ْ ِ‬ ‫حـل ل ِ ْ‬ ‫قط ‪ ،‬ب ِ َ‬ ‫ث فَ َ‬ ‫داد ِ ِفي الث ّل َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫شارِِع ِفي ال ِْ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ ال ْ ِ‬
‫ة‬ ‫ج ‪ :‬أْرب َعَـ َ‬ ‫ث ‪ ،‬إ ِل ّ ع َلــى َزوْ ٍ‬ ‫ت فَـوْقَ ث َل َ ٍ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫حد ّ ع ََلى َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫خرِ أ ْ‬
‫ب‬ ‫ن قَل ْـ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫سـ ُ‬ ‫من ْهَــا ُ‬ ‫صــود َ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ها ؛ ل َِ ّ‬ ‫ش ـًرا‪ ،685‬وَت ُك ْـَره ُ ب َعْ ـد َ َ‬ ‫ش ـهُرٍ وَع َ ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن ِبالت ّعْزِي َةِ ‪ ،‬إ ِل ّ‬ ‫حْز ُ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫جد ّد ُ ل َ ُ‬ ‫ه ب َعْد َ الث ّل َث َةِ ‪ ،‬فَل َ ي ُ َ‬ ‫كون ُ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫ب ‪َ ،‬وال َْغال ِ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫‪ - 681‬برقم )‪ (1094‬وابن ماجه )‪ (1670‬وابن عدي ‪ 5/1838‬و ‪ 6/2113‬والحلية ‪7/164‬‬


‫والخطيب ‪ 4/25‬و ‪ 11/451‬والبيهقي ‪ 4/95‬وشرح السنة ‪ 5/458‬وهو حسن لغيره‪،‬‬
‫‪ - 682‬برقم )‪ ( 1669‬حسن لغيره‬
‫‪ - 683‬أسنى المطالب ‪ ، 334 / 1‬ومغني المحتاج ‪ ، 355 / 1‬وحاشية الدسوقي ‪، 419 / 1‬‬
‫وحاشية ابن عابدين ‪. 603 / 1‬‬
‫‪ - 684‬مغني المحتاج ‪ ، 355 ، 354 / 1‬والمغني ‪ ، 545 - 543 / 2‬وحاشية الدسوقي ‪، 419 / 1‬‬
‫‪ ، 603‬وحاشية ابن عابدين ‪. 604 - 603 / 1‬‬
‫‪ - 685‬أخرجه البخاري ) الفتح ‪ 146 / 3‬ط السلفية ( من حديث أم حبيبة رضي الله عنها‬
‫‪.‬وصحيح مسلم )‪( 3798‬‬
‫‪288‬‬
‫َ‬ ‫كا َ‬
‫ضْر إ ِل ّ ب َعْد َ الث ّل َث َةِ ‪،‬‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫غائ ًِبا ‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫معَّزي ( َ‬ ‫معَّزى أوِ ال ْ ُ‬ ‫ما ) ال ْ ُ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ذا َ َ‬ ‫إِ َ‬
‫ه ي ُعَّزيهِ ب َعْد َ الث ّل َث َةِ ‪.‬‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ـد َ‬ ‫ه لَأ َ‬ ‫حَناب ِل َـةِ ‪ :‬أن ّـ ُ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫ول ب َعْ ـ ِ‬ ‫جهًــا وَهُ ـوَ قَ ـ ْ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مي ْـ‬ ‫حَر َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫مــا ُ‬ ‫حك َــى إ ِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫مــل ع َل َــى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح ْ‬ ‫عاُء ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ض الـد ّ َ‬ ‫ن ال ْغَـَر َ‬ ‫قى ب َعْد َ ث َل َث َةِ أي ّــام ٍ ؛ ل ِ ّ‬ ‫ِللت ّعْزِي َةِ ‪َ ،‬بل ت َب ْ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ما ِ‬ ‫طول الّز َ‬ ‫صل ع ََلى ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫جَزِع ‪ ،‬وَذ َل ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ي عَ ِ‬ ‫صب ْرِ ‪َ ،‬والن ّهْ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ة‪:‬‬ ‫زي َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫ت الت ّ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫قهاِء ‪ :‬إَلى أ َن ال ْفْضل في التعزية أ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫كو‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫ّْ َِ ِ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫َ َ ُ ْ ُ ُ‬ ‫هو‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ذ‬
‫َ َْ َ ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫م ب َعْ ـد َ‬ ‫ش ـت َهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫َ‬
‫جِهي ـزِهِ ؛ وَل ِ ّ‬ ‫ن ب ِت َ ْ‬ ‫ش ـُغولو َ‬ ‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ت قَْبل الد ّفْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫هل ال ْ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫؛ ل َِ ّ‬
‫َ‬ ‫فَراقِهِ أ َك ْث َُر ‪ ،‬فَ َ‬
‫ة‪.‬‬ ‫ت أوَْلى ِبالت ّعْزِي َ ِ‬ ‫ك ال ْوَقْ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫د َفْن ِهِ ل ِ ِ‬
‫ج ـَزٍع قَب ْــل‬ ‫ش ـد ّة ُ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مي ّـ ِ‬ ‫هل ال ْ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ي َظ ْهََر ِ‬
‫َ‬
‫شافِعِي ّةِ ‪ :‬إ ِل ّ أ ْ‬ ‫مُهوُر ال ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫وََقال ُ‬
‫َ‬
‫ن الث ّـوْرِيّ ‪:‬‬ ‫ي ع َـ ِ‬ ‫حك ِ َ‬ ‫ف ‪.‬وَ ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫م أوْ ي َ ِ‬ ‫جَزع ُهُ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ة ‪ ،‬ل ِي َذ ْهَ َ‬ ‫جل الت ّعْزِي َ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَت ُعَ ّ‬ ‫َالد ّفْ ِ‬
‫‪686‬‬
‫ن‬ ‫ة ب َعْد َ الد ّفْ ِ‬ ‫ه ت ُك َْره ُ الت ّعْزِي َ ُ‬ ‫أن ّ ُ‬
‫ة‪:‬‬ ‫زي َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن الت ّ ْ‬ ‫كا ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫حَناب ِل ـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ة َوال َ‬ ‫شــافِعِي ّ ُ‬ ‫جد ِ ‪.‬وَك ـرِه َ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫س ِللت ّعْزِي َةِ ِفي ال َ‬ ‫جلو َ َ‬ ‫ُ‬ ‫قَهاُء ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ْ‬
‫كرِه َ ال ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫م الن ّــا ُ‬ ‫ي إ ِل َي ْهِ ـ ُ‬ ‫كان ل ِي َـأت ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫هل ال ْ َ‬ ‫معَ أ ْ‬ ‫جت َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫س ِللت ّعْزِي َةِ ‪،‬ب ِأ ْ‬ ‫جُلو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ة‬ ‫في ّـ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن ‪ .‬وََوافَ َ‬ ‫جد ّد ُ ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قه ُ ـ ُ‬ ‫حْز َ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ة ؛ وَل ِن ّ ُ‬ ‫ث وَهُوَ ب ِد ْع َ ٌ‬ ‫حد َ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ِللت ّعْزِي َةِ ؛ ل ِن ّ ُ‬
‫ب‬ ‫مل ع َل َــى اْرت ِك َــا ِ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫دارِ ‪ ،‬إ ِ َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫س ِللت ّعْزِي َةِ َع ََلى َبا ِ‬ ‫ِ‬ ‫جُلو‬ ‫ع ََلى ك ََراهَةِ ال ْ ُ‬
‫ت‪.‬‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫هل ال ْ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫مة ِ ِ‬ ‫ط َوالط ْعِ َ‬
‫ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ش ال ْب ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫فْر‬ ‫ظورٍ ‪ ،‬ك َ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ة أي ّــام ٍ‬ ‫س ل َهَــا ث َل َث َـ َ‬ ‫جلو ِ‬
‫س ِبال ْ ُ ُ‬ ‫ه ل َ ب َأ َ‬ ‫سي ّد ِ أن ّ ُ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫‪ِ 687‬‬ ‫شْر‬ ‫ن َ‬ ‫طاوِيّ ع َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫قل الط ّ ْ‬ ‫وَن َ َ‬
‫ظوٍر‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ن غ َي ْرِ اْرت ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت ال ْ ُ‬ ‫ضل ك َوْ ُ‬ ‫ن الفْ َ‬ ‫ة ‪ :‬إ َِلى أ ّ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وَذ َهَ َ‬
‫‪688‬‬
‫ب‬ ‫صا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن الت ّعْزِي َةِ ِفي ب َي ْ ِ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ت ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫مي ّـ ِ‬ ‫عْنـد َ أهْــل ال ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫كـُروه ُ ال ْب َي ُْتوَتـ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مـا ال ْ َ‬ ‫حَناب َِلـةِ ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫وََقـال ب َعْـ ُ‬
‫َ‬
‫س زَِيــاد َة ً ك َِثيــَرةً‬ ‫جُلو َ‬ ‫معَّزي ال ْ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫مّرة ً ‪ ،‬أوْ ي َ ْ‬ ‫ن ع َّزى َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫س إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪689‬‬
‫ع ََلى قَد ْرِ الت ّعْزِي َ ِ‬
‫ة‬
‫ة‪:‬‬ ‫زي َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ة الت ّ ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫صي َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مــا ُروِيَ أ ّ‬ ‫دا ‪ ،‬إ ِل َ‬ ‫دو ً‬ ‫حـ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شـي ًْئا َ‬ ‫م فِــي الت ّعْزِي َـةِ َ‬ ‫ة ‪ :‬ل ن َعْلـ ُ‬ ‫مـ َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫َقال اب ْـ ُ‬
‫َ‬ ‫ال ْما َ‬
‫ه‬ ‫ك الل ّـ ُ‬ ‫مـ َ‬ ‫ح َ‬ ‫قــال ‪َ :‬ر ِ‬ ‫جل ً فَ َ‬ ‫ي ‪ ‬ع َـّزى َر ُ‬ ‫ن الن ّب ِـ ّ‬ ‫مد َ َقال ‪ُ :‬يـْرَوى أ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َِ َ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫حاب ِهِ ( فَوَقَ ـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ‪690‬‬
‫ف ع َلــى ب َــا ِ‬ ‫صـ َ‬ ‫ح ـد َ أ ْ‬ ‫ب)أ َ‬ ‫مد ُ أَبا طــال ِ ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫جَرك ‪ ،‬وَع َّزى أ ْ‬ ‫َوآ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫م ‪ .‬وَقَــال ب َعْـ ُ‬ ‫ن ع ََزاَءك ُـ ْ‬ ‫سـ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫جَرك ُـ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫م الل ّـ ُ‬ ‫قــال ‪ :‬أع ْظ َـ َ‬ ‫جد ِ ف َ َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ســن‬ ‫َ‬ ‫ذا ع َزى مسـل ِما بمسـل ِم قَــال ‪ :‬أ َع ْظ َـم الل ّـ َ‬ ‫حاب َِنا إ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫جـَرك ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ ْ ً ِ ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫ك‪.‬‬ ‫مي ّت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ع ََزاك ‪ ،‬وََر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أِبيهِ‬ ‫مد ٍ ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫فُر ب ْ ُ‬ ‫جعْ َ‬ ‫ما َرَوى َ‬ ‫قول َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫هل ال ْعِل ْم ِ ‪ :‬أ ْ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ب ب َعْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫مُعوا‬ ‫سـ ِ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫ت الت ّعْزِي َـ ُ‬ ‫جــاَء ِ‬ ‫سول الل ّـهِ ‪ ‬وَ َ‬ ‫ي َر ُ‬ ‫ما ت ُوُفّ َ‬ ‫جد ّهِ ‪َ ،‬قال ‪ :‬ل َ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ ،‬عَ ْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫هال ِـ ٍ‬ ‫ن ك ُــل َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫فــا ِ‬ ‫خل ً‬ ‫َ‬ ‫صيب َةٍ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫كل ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفي اللهِ ع ََزاًء ِ‬ ‫ّ‬ ‫قول ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫َقائ ِل ً ي َ ُ‬
‫‪ - 686‬المجموع ‪. 306 / 5‬‬
‫‪ - 687‬الطحطاوي على مراقي الفلح ص ‪. 339‬‬
‫‪ - 688‬الدسوقي ‪. 419 / 1‬‬
‫‪ - 689‬كشاف القناع ‪. 160 / 2‬‬
‫‪ - 690‬الثر عن المام أحمد ‪ .‬رواه أبو داود في مسائل المام أحمد ص ‪ 139 - 138‬نشر دار‬
‫المعرفة ‪.‬‬
‫‪289‬‬
‫ن‬‫مــ ْ‬‫ب َ‬ ‫صا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫جوا ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫قوا ‪ ،‬وَإ ِّياه ُ َفاْر ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَِبالل ّهِ فَث ِ ُ‬ ‫ما َفا َ‬ ‫كل َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كا ِ‬ ‫وَد َْر ً‬
‫م الث ّ َ‬
‫‪691‬‬
‫ب‬
‫وا َ‬ ‫حرِ َ‬ ‫ُ‬
‫س؟‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫عك ُ‬ ‫و ال َ‬‫رأ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ِبالكا ِ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َّزى ال ُ‬ ‫هل ي ُ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ه ي ُعَـّزى‬ ‫ـ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ني‬ ‫ح‬ ‫بو‬‫َ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫شا‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ئ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ذ‬
‫ّ ُ‬ ‫ِ َ َ ٍ َْ ُ ِ‬ ‫ِ ِ ّ َ ُ َ ِ َ ِ‬ ‫ِ ّ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ك‪:‬‬ ‫مال ِ ٌ‬
‫م َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ب ال ِْ َ‬ ‫ي ‪.‬وَذ َهَ َ‬ ‫حْرب ِ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س ‪َ ،‬والكافُِر غ َي ُْر ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ِبالكافِرِ ‪ ،‬وَِبالعَك ِ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫َ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫كافِر‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ل َ ي ُعَّزى ال ْ ُ‬ ‫إ َِلى أن ّ ُ‬
‫َ‬
‫م الّلــ ُ‬
‫ه‬ ‫كافِرٍ َقال ‪ :‬أع ْظ َ َ‬ ‫ما ب ِ َ‬ ‫سل ِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ن ع َّزى ُ‬ ‫حَناب ِل َةِ ‪ :‬إ ِ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬‫ن قُ َ‬ ‫وََقال اب ْ ُ‬
‫َ ‪692‬‬
‫ن ع ََزاَءك‬ ‫أ َجر َ َ‬
‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك وَأ ْ‬ ‫ْ َ‬

‫ـــــــــــــــ‬

‫‪ - 691‬السنن الكبرى للبيهقي )ج ‪ / 4‬ص ‪ ( 7342)(60‬ضعيف‬


‫‪ - 692‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ (287‬فما بعد ومغني المحتاج ‪ ، 355 / 1‬وابن‬
‫عابدين ‪ ، 603 / 1‬والمغني ‪ ، 545 - 544 / 1‬وحاشية الدسوقي ‪. 419 / 1‬‬
‫‪290‬‬
‫ث الثالث والربعون‬
‫المبح ُ‬
‫الحث على صنع الطعام لهل الميت‬

‫ر‬
‫ف ٍ‬
‫جعْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫صن َُعوا ل ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬ا ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫فرٍ َقا َ‬ ‫جعْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شغَل َهُ ْ‬ ‫مٌر َ‬ ‫ه قَد ْ أَتاهُ ْ‬ ‫ما فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ط ََعا ً‬
‫‪693‬‬
‫م «‪.‬أخرجه أبو داود‬ ‫مأ ْ‬
‫جب ًْرا‬ ‫م وَ َ‬ ‫ة ل َهُ ْ‬ ‫عان َ ً‬‫م إِ َ‬ ‫ث ب ِهِ إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬ي ُب ْعَ ُ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫هل ال ْ َ‬ ‫داد ُ ط ََعام ٍ ل َِ ْ‬ ‫ب إ ِع ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ح طَعام ٍ‬ ‫صل َ ِ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن ي َأِتي إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَب ِ َ‬ ‫صيب َت ِهِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫شغُِلوا ب ِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫قُلوب ِهِ ْ‬ ‫لِ ُ‬
‫م‪.‬‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل َِن ْ ُ‬
‫وقَد روي ع َن ع َبد الل ّه بن جع َ َ‬
‫سول الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫فرٍ َقال َر ُ‬ ‫جعْ َ‬ ‫ي َ‬ ‫جاَء ن َعْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ه لَ ّ‬ ‫فرٍ أن ّ ُ‬ ‫ِ ْ ِ َ ْ‬ ‫ْ ْ ِ‬ ‫َ ْ ُ ِ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪.‬‬ ‫شغَلهُ ْ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ه قد ْ َ‬ ‫ما ‪ .‬فإ ِن ّ ُ‬ ‫فرٍ طَعا ً‬ ‫جعْ َ‬ ‫هل َ‬ ‫صن َُعوا ل ِ ْ‬ ‫‪:‬ا ْ‬
‫مُعوا ع ََلى‬ ‫َ‬
‫جت َ َ‬ ‫كوُنوا قَد ِ ا ْ‬ ‫م ‪ ،‬أل ّ ي َ ُ‬ ‫م ط ََعا ٌ‬ ‫صن َعُ ل َهُ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫شت ََر َ‬ ‫) َوا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫م ‪ ،‬ل ِن ّهُ ْ‬ ‫سال ط ََعام ٍ ل َهُ ْ‬ ‫م إ ِْر َ‬ ‫حُر َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَإ ِل ّ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫حّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ها ِ‬ ‫حةٍ أوْ غ َي ْرِ َ‬ ‫ن َِيا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفي‬ ‫كو ُ‬ ‫ك يَ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫س ‪ ،‬لِ ّ‬ ‫ت ِللّنا ِ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫هل ال ْ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫قَهاُء إ ِط َْعا َ‬ ‫ف َ‬ ‫صاة ٌ ‪ ،‬وَك َرِه َ ال ْ ُ‬ ‫عُ َ‬
‫‪694‬‬
‫شُرورِ ‪. .‬‬ ‫سُرورِ ل َ ِفي ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫قال الجزيري رحمه الله في الفقه على المذاهب الربعة ‪" :‬ومن البدع‬
‫المكروهة ما يفعل الن من ذبح الذبائح عند خروج الميت‪ ،‬من البيت‪،‬‬
‫أو عند القبر‪ ،‬وإعداد الطعام لمن يجتمع للتعزيه‪ :‬وتقديمه لهم كما‬
‫يفعل ذلك في الفراح ومحافل السرور وإذا كان في الورثة قاصر عن‬
‫درجة البلوغ‪ ،‬حرم إعداد الطعام وتقديمه‪ ،‬روى المام أحمد‪ ،‬وابن‬
‫ماجة عن جرير بن عبد الّله قال‪" :‬كنا نعد الجتماع إلى أهل الميت‬
‫وصنعهم الطعام من النياحة"‪ .‬أما إعداد الجيران والصدقاء طعاما ً لهل‬
‫الميت وبعثه لهم‪ ،‬فذلك مندوب‪ ،‬لقوله ‪" :‬اصنعوا لل جعفر طعامًا‪،‬‬
‫فقد جاءهم ما يشغلهم"‪ ،‬ويلح عليهم في الكل‪ ،‬لن الحزن قد يمنعهم‬
‫منه‪..695‬‬
‫ت‬
‫مي ّ ِ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫ماع َ إ َِلى أهْ ِ‬ ‫جت ِ َ‬‫ل ‪ :‬ك ُّنا ن َعُد ّ ال ِ ْ‬ ‫ى َقا َ‬ ‫ّ‬ ‫جل ِ‬‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ال ْب َ َ‬ ‫ريرِ ب ْ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪696‬‬
‫حةِ أخرجه أحمد‬ ‫ن الن َّيا َ‬ ‫م َ‬ ‫ة الط َّعام ِ ب َعْد َ د َفْن ِهِ ِ‬ ‫صِنيعَ َ‬ ‫وَ َ‬
‫قلت ‪ :‬نهى كثير من العلماء المعاصرين عن الجتماع في اليوم الثالث‬
‫من دفن الميت أو بعده وختم القرآن وصنع طعام لهم‪.‬‬
‫وأرى أن قراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت جائزة إن شاء الله ول حرج‬
‫فيها ‪ ،‬إذا خلت من المنكرات‬
‫ـــــــــــــ‬

‫‪ - 693‬برقم )‪ (3134‬والترمذي برقم ) ‪ ( 1014‬وابن ماجة )‪ (1678‬وأحمد برقم )‪(1778‬‬


‫والحاكم )‪ (1377‬وطب)‪ (1454‬وهق )‪7347‬و ‪ (7348‬وهو حديث حسن صحيح‬
‫‪ - 694‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ (120‬وابن عابدين ‪ ، 603 / 1‬والدسوقي ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 419‬والمغني ‪ ، 550 / 2‬وقليوبي ‪353 / 1‬‬
‫‪ - 695‬الفقه على المذاهب الربعة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(851‬‬
‫‪ - 696‬برقم ) ‪ (7084‬وهو حديث صحيح‬
‫‪291‬‬
‫ث الرابع والربعون‬‫المبح ُ‬
‫النهي عن شق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى‬
‫الجاهلية‬

‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫مّنا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ى ‪ » -  -‬ل َي ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ‪ -‬رضى الله عنه ‪َ -‬قا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫‪697‬‬
‫جاه ِل ِي ّةِ « أخرجه البخاري‬ ‫وى ال ْ َ‬ ‫عا ب ِد َع ْ َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَد َ َ‬ ‫جُيو َ‬ ‫شقّ ال ْ ُ‬ ‫دود َ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ل َط َ َ‬
‫مّنا (‬ ‫س ِ‬ ‫وله ‪ ) :‬ل َي ْ َ‬ ‫قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري‪ :‬قَ ْ‬
‫دين ‪،‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫خَراجه ع َ ْ‬ ‫مَراد ب ِهِ إ ِ ْ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫قتَنا ‪ ،‬وَل َي ْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫سن ّت ََتا وَط َ ِ‬ ‫هل ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫أيْ ِ‬
‫َ‬
‫مْثل‬ ‫ن ال ْوُُقوع ِفي ِ‬ ‫دع ع َ ْ‬ ‫مَبال ََغة ِفي الّر ْ‬ ‫فظ ال ْ ُ‬ ‫ذا الل ّ ْ‬ ‫دة ِإيَراده ب ِهَ َ‬ ‫ن َفائ ِ َ‬ ‫وَل َك ِ ْ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫مّني ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ست ِ‬ ‫مْنك وَل َ ْ‬ ‫ست ِ‬ ‫مَعات ََبته ‪ :‬ل َ ْ‬ ‫عْند ُ‬ ‫جل ل ِوَل َد ِهِ ِ‬ ‫قول الّر ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ك كَ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫خصه ‪ :‬الت ّأ ِْويل اْل َّول‬ ‫مل َ ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫مِنير َ‬ ‫ل الّزْين ْبن ال ْ ُ‬ ‫قِتي ‪ .‬وََقا َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ت ع ََلى ط َ‬ ‫ما أن ْ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫صان كلم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جود ِيّ ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ذا ي ُ َ‬ ‫مر وُ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما وََرد َ ع َ ْ‬ ‫خَبر إ ِن ّ َ‬ ‫ن ي َكون ال َ‬ ‫زم أ ْ‬ ‫ست َل ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫واِقع ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬
‫ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَراد أ ّ‬ ‫قال ‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫مل ع َل َي ْهِ ‪َ .‬واْلوَْلى أ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫شاِرع ع َ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ه فََل ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫يَ ُ‬
‫سّنة ت َأِديًبا‬ ‫ماع َةِ ال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫خت َِلط ب ِ َ‬ ‫جر وَي ُعَْرض ع َن ْ ُ‬ ‫ن ي ُهْ َ‬ ‫ض ِل ْ‬ ‫كون قَد ْ ت َعَّر َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ذا أوَْلى ِ‬ ‫سَلم ‪ ،‬فَهَ َ‬ ‫حَها اْل ِ ْ‬ ‫جاه ِل ِّية ال ِّتي قَب ّ َ‬ ‫حاله ال ْ َ‬ ‫حابه َ‬ ‫ص َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ه ع ََلى ا ِ ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ي‬
‫حك ِ َ‬ ‫جود ‪ .‬وَ ُ‬ ‫موْ ُ‬ ‫فْعل ال ْ َ‬ ‫در َزاِئد ع ََلى ال ْ ِ‬ ‫ه قَ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫فاد ِ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما َل ي ُ ْ‬ ‫مل ع ََلى َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سك‬ ‫م َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫قول ‪ :‬ي َن ْب َِغي أ ْ‬ ‫وض ِفي ت َأِويله وَي َ ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ي َك َْره ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَيان أن ّ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫معَْنى‬ ‫ل ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫جر ‪ .‬وَِقي َ‬ ‫فوس وَأب َْلغ ِفي الّز ْ‬ ‫ن أوَْقع ِفي الن ّ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ك ل ِي َ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ع ََلى ِدينَنا ال ْ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫دين وَإ ِ ْ‬ ‫ن فُُروع ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن فَْرع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫مل ‪ ،‬أيْ أن ّ ُ‬ ‫كا ِ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫مع َ‬
‫سره ُ الت ّب َّري‬ ‫ف ّ‬ ‫في ي ُ َ‬ ‫ذا الن ّ ْ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ي ‪ .‬وَي َظ َْهر ِلي أ ّ‬ ‫كاه ُ ا ِْبن ال ْعََرب ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫صله ‪َ ،‬‬ ‫هأ ْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫َ‬
‫ي ‪"‬‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل " ب َرِئَ ِ‬ ‫ث َقا َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫سى ب َْعد َباب َ‬ ‫مو َ‬ ‫ديث أِبي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫اْلِتي ِفي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ِفي‬ ‫خل ُ‬ ‫ن َل ي ُد ْ ِ‬ ‫ه ت َوَع ّد َه ُ ب ِأ ْ‬ ‫يء ‪ ،‬وَك َأن ّ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫صال ِ‬ ‫ف َ‬ ‫صل ال ْب ََراَءة اِلن ْ ِ‬ ‫وَأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ذ ُك َِر وَْقت‬ ‫عل َ‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ريء أيْ ِ‬ ‫وله أَنا ب َ ِ‬ ‫مهَّلب ‪ :‬قَ ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫مث ًَل ‪ .‬وََقا َ‬ ‫عته َ‬ ‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬
‫طة ت ُعَْرف‬ ‫س َ‬ ‫ما َوا ِ‬ ‫سَلم ‪ .‬قُْلت ‪ :‬ب َْينه َ‬ ‫ن اْل ِ ْ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫في َ ُ‬ ‫م ي ُرِد ْ ن َ ْ‬ ‫فْعل ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫جْيب‬ ‫شقّ ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ذ ُك َِر ِ‬ ‫ريم َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ع ََلى ت َ ْ‬ ‫ذا ي َد ُ ّ‬ ‫م أ َّول ال ْك ََلم ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫ضا ِبال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ضاِء ‪،‬‬ ‫ق َ‬ ‫دم الّر َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫من ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫سَبب ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وَغ َْيره ‪ .‬وَك َأ ّ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫مث ًَل ب ِ َ‬ ‫خط َ‬ ‫س ّ‬ ‫ريم ِ أوْ الت ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَ ال ْعِْلم ِبالت ّ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫حَل ِ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ريح ِباِل ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن وَقَعَ الت ّ ْ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫دين ‪.‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫خَراج ِ‬ ‫في ع ََلى اْل ِ ْ‬ ‫مل الن ّ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ماِنع ِ‬ ‫وَقَعَ فََل َ‬
‫ى ع ََلى‬ ‫ُ‬ ‫وع َن ع َبد الرحمن بن يزيد وأ َبى بردة َ ب َ‬
‫م َ‬ ‫سى َقال َ أغ ْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ن أِبى ُ‬ ‫َ ْ ْ ِ ّ َْ َ ِ ْ ِ َ ِ َ َ ُ َ ِ ُ ْ َ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ل‬‫م أَفاقَ َقا َ‬ ‫ة‪َ .‬قال ث ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ح ب َِرن ّ ٍ‬ ‫صي ُ‬ ‫م ع َب ْد ِ الل ّهِ ت َ ِ‬ ‫هأ ّ‬ ‫مَرأت ُ ُ‬ ‫تا ْ‬ ‫سى وَأقْب َل َ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫أِبى ُ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫رىٌء ِ‬ ‫ل » أَنا ب َ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫حد ّث َُها ‪ -‬أ ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫مى ‪ -‬وَ َ‬ ‫م ت َعْل َ ِ‬ ‫أل َ ْ‬
‫‪698‬‬
‫رقَ «‪.‬أخرجه مسلم‬ ‫خ َ‬ ‫سل َقَ وَ َ‬ ‫حل َقَ وَ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫سل َ َ‬
‫ق‬ ‫صاد ِ وَ َ‬ ‫صول ِبال ّ‬ ‫ت ِفي اْل ُ‬ ‫قة وَقَعَ ْ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫قال النووي رحمه الله ‪ :‬ال ّ‬
‫صَلق ‪.‬‬ ‫سل َقَ وَ َ‬ ‫صْلق وَ َ‬ ‫سْلق َوال ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ما ل ُغََتا ِ‬ ‫ن وَهُ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن وَهُ َ‬ ‫سي ِ‬ ‫ِبال ّ‬
‫قة ‪:‬‬ ‫حال ِ َ‬ ‫صيَبة ‪َ .‬وال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫عْند ال ْ ُ‬ ‫وتَها ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫ي ال ِّتي ت َْرَفع َ‬ ‫قة ‪ :‬وَه ِ َ‬ ‫سال ِ َ‬ ‫قة وَ َ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ي َ‬ ‫وَه ِ َ‬
‫عْند‬ ‫وبَها ِ‬ ‫شقّ ث َ ْ‬ ‫شاّقة ‪ :‬ال ِّتي ت َ ُ‬ ‫صيَبة ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫عْند ال ْ ُ‬ ‫ها ِ‬ ‫شْعر َ‬ ‫حِلق َ‬ ‫ي ال ِّتي ت َ ْ‬ ‫هِ َ‬
‫‪ - 697‬برقم )‪ 1294‬و ‪ 1297‬و ‪ 1298‬و ‪ ( 3519‬ومسلم )‪ (103‬والترمذي )‪ (1015‬وابن ماجة‬
‫)‪(1651‬‬
‫‪ - 698‬برقم )‪ (104‬وابن ماجة )‪(1653‬‬
‫‪292‬‬
‫عَياض‬ ‫ضي ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫كى ال ْ َ‬‫ح َ‬ ‫معُْروف ‪ .‬وَ َ‬ ‫هر ال ْ َ‬‫ظا ِ‬‫شُهور ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا هُوَ ال ْ َ‬ ‫صيَبة ‪ .‬هَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جهِ ‪،‬‬ ‫ب ال ْوَ ْ‬
‫ضْر ُ‬‫صل ْقُ َ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ي ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫ن ا ِْبن اْلع َْراب ِ ّ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫جب ْ َ‬ ‫ست َوْ ِ‬‫ما ي َ ْ‬‫ن ‪ ،‬أوْ َ‬ ‫ن فِْعله ّ‬ ‫م ْ‬ ‫حل َقَ ( أيْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ريٌء ِ‬ ‫وله ‪ ) :‬أ َ َنا ب َ ِ‬ ‫قَ ْ‬
‫َ‬
‫ل‪.‬‬‫صا ُ‬ ‫ف َ‬ ‫صل ال ْب ََراَءةِ اِلن ْ ِ‬ ‫ن ب ََيان ِهِ ‪ .‬وَأ ْ‬ ‫م ْ‬
‫مِني ِ‬ ‫ما ل َزِ َ‬ ‫دة َ‬ ‫ن ع ُهْ َ‬‫م ْ‬ ‫قوَبة ‪ ،‬أوْ ِ‬ ‫ال ْعُ ُ‬
‫َ‬
‫عل هَذ ِهِ‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫هره وَهُوَ ال ْب ََراَءة ُ ِ‬ ‫ظا ِ‬ ‫ن ي َُراد ب ِهِ َ‬ ‫جوز أ ْ‬ ‫ضي وَي َ ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫ذا ك ََلم ال ْ َ‬ ‫هَ َ‬
‫مور ‪ ،‬وََل ي ُ َ‬ ‫ُ‬
‫حذ ْ ٌ‬ ‫اْل ُ‬
‫‪699‬‬
‫ف ‪.‬‬ ‫در ِفيهِ َ‬ ‫ق ّ‬

‫ــــــــــــــ‬

‫‪ -‬شرح النووي على مسلم ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(212‬‬ ‫‪699‬‬

‫‪293‬‬
‫ث الخامس والربعون‬
‫المبح ُ‬
‫ما ينفع الميت في قبره‬

‫ما‬‫خلَء ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ة أَ ِ‬
‫ن َثلث َ ُ‬ ‫سا ٍ‬‫ل إ ِن ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ : ‬ل ِك ُ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫س ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ٍ‬
‫عَ َ‬
‫ن أن َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫ه ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫مال ُ‬ ‫س لك وَذ َل ِك َ‬ ‫ت فَلي ْ َ‬ ‫سك َ‬ ‫م َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ت فَلك ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ف ْ‬‫ما أن ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫خِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫ذا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫جعْ ُ‬‫ك وََر َ‬ ‫ك ت ََرك ْت ُ َ‬ ‫مل ِ ِ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫ت َبا َ‬ ‫ذا أت َي ْ َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫ل ‪ :‬أَنا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫خِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ث‬‫حي ْ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ث دَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬‫ك َ‬ ‫معَ َ‬ ‫ل ‪ :‬أَنا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫خِلي ٌ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫م ُ‬‫ش ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫أهْل ُ ُ‬
‫ي « أخرجه الحاكم‬ ‫ن الّثلث َةِ ع َل َ ّ‬ ‫ت ل َهْوَ َ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ك عَ َ‬‫ذا َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫َ‬
‫‪700‬‬

‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ت ث َل َث َ ٌ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ه ‪ »: -  -‬ي َت ْب َعُ ال ْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ َ‬ ‫وعن أن َ َ‬
‫َ‬ ‫حد ‪ ،‬يتبع َ‬
‫جعُ أهْل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ه ‪ ،‬فَي َْر ِ‬ ‫مل ُ ُ‬‫ه وَع َ َ‬ ‫مال ُ ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ه أهْل ُ ُ‬ ‫ه َوا ِ ٌ َ ْ َ ُ ُ‬ ‫معَ ُ‬ ‫قى َ‬ ‫ن وَي َب ْ َ‬ ‫جعُ اث َْنا ِ‬ ‫فَي َْر ِ‬
‫مل ُ ُ‬ ‫مال ُ ُ‬
‫‪701‬‬
‫ه « أخرجه البخاري ومسلم‬ ‫قى ع َ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َب ْ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ه‬‫مال ُ ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ه أهْل ُ ُ‬ ‫وله ) ي َت ْب َعُ ُ‬ ‫قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ‪ :‬قَ ْ‬
‫مَراد ُ‬ ‫ط َوال ْ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ه إ ِّل ع َ َ‬ ‫ت َل ي َت ْب َعُ ُ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫قع ِفي اْل َغ َْلب وَُر ّ‬ ‫ذا ي َ َ‬ ‫ه ( هَ َ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫وَع َ َ‬
‫َ‬
‫ب‬‫عاد َة ُ ال ْعََر ِ‬ ‫ت ب ِهِ َ‬ ‫جَر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫قت ِهِ وَد ََواب ّهِ ع ََلى َ‬ ‫ن أهْل ِهِ وَُرفْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫جَناَزت َ ُ‬ ‫ن ي َت ْب َعُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫م لَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫موا ب َعْد َ الد ّف ِ‬ ‫واٌء أقا ُ‬ ‫س َ‬ ‫جُعوا ‪َ ،‬‬ ‫ن ع َلي ْهِ َر َ‬ ‫حْز ِ‬ ‫مُر ال ُ‬ ‫ضى أ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ذا ا ِن ْ َ‬
‫قب َْر‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫َ‬
‫معَ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ي َد ْ ُ‬ ‫مل ِهِ أن ّ ُ‬ ‫قاِء ع َ َ‬ ‫معَْنى ب َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫قط َ َ‬
‫ع‬ ‫ن ان ْ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ت ال ِن ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل » إِ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ح‬
‫صال ِ ٍ‬ ‫فعُ ب ِهِ أوْ وَلد ٍ َ‬ ‫علم ٍ ي ُن ْت َ َ‬ ‫جارِي َةٍ أوْ ِ‬ ‫صد َقَةٍ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ث َل َث َةٍ إ ِل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه إ ِل ّ ِ‬ ‫مل ُ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫عو ل َ ُ‬
‫‪702‬‬
‫ه «‪ .‬أخرجه مسلم‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫َ‬
‫مّيت‬ ‫مل ال ْ َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ديث أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫معَْنى ال ْ َ‬ ‫ماء ‪َ :‬‬ ‫ل ال ْعُل َ َ‬ ‫قال النووي رحمه الله ‪َ :‬قا َ‬
‫شَياء الث َّلَثة ؛‬ ‫ه ‪ ،‬إ ِّل ِفي هَذ ِهِ اْل َ ْ‬ ‫واب ل َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫دد ال ْ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫طع ت َ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫موْت ِهِ ‪ ،‬وَي َن ْ َ‬ ‫طع ب ِ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ْعِْلم ال ّ ِ‬ ‫سبه ‪ ،‬وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْوََلد ِ‬ ‫سَببَها ؛ فَإ ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل ِك َوْن ِهِ َ‬
‫ي ال ْوَْقف ‪.‬‬ ‫َ‬
‫جارَِية ‪ ،‬وَه ِ َ‬ ‫صد ََقة ال ْ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫صِنيف ‪ ،‬وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ت َعِْليم أوْ ت َ ْ‬
‫َ‬
‫وال‬ ‫ح َ‬ ‫خت َِلف أ ْ‬ ‫سب َقَ ب ََيان ا ِ ْ‬ ‫صاِلح ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫جاِء وََلد َ‬ ‫ضيَلة الّزَواج ل َِر َ‬ ‫وَِفيهِ فَ ِ‬
‫صل‬ ‫َ‬ ‫ك ِفي ك َِتاب الن ّ َ‬ ‫حَنا ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫حة ِ أ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫كاح ‪ .‬وَِفيهِ د َِليل ل ِ ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫الّناس ِفيهِ ‪ ،‬وَأوْ َ‬
‫ست ِك َْثار‬ ‫ث ع ََلى اِل ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ضيَلة ال ْعِْلم ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫وابه ‪ ،‬وَب ََيان فَ ِ‬ ‫ظيم ث َ َ‬ ‫ال ْوَْقف ‪ ،‬وَع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ه ي َن ْب َِغي أ ْ‬ ‫ضاح ‪ ،‬وَأن ّ ُ‬ ‫لي َ‬ ‫صِنيف َوا ْ ِ‬ ‫ه ‪َ .‬والت ّْرِغيب ِفي ت َوِْريثه ِبالت ّعِْليم ِ َوالت ّ ْ‬
‫َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫وابه إ َِلى‬ ‫َ‬
‫فع َفاْلن ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن ال ْعُُلوم اْلن ْ َ‬
‫صل ث َ َ‬ ‫عاء ي َ ِ‬ ‫ن الد ّ َ‬ ‫فع ‪ .‬وَِفيهِ أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫خَتار ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ما‬ ‫ضاء الد ّْين ك َ َ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫ما ‪ ،‬وَك َذ َل ِ َ‬ ‫مع ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫صد ََقة ‪ ،‬وَهُ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مّيت ‪ ،‬وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫سب َقَ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫خل ِفي‬ ‫دا ِ‬ ‫قيهِ ‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫عْند ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ذا َ‬ ‫وافِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ي وَ ُ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫مّيت ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫زي ع َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ج في َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما ال َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ن َباب‬ ‫م ْ‬ ‫صى ب ِهِ وَهُوَ ِ‬ ‫عا وَ ّ‬ ‫ن ت َط َوّ ً‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫جًبا ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫جا َوا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ضاء الد ّْين إ ِ ْ‬ ‫قَ َ‬

‫‪ ( 1375 ) 1/371 - 700‬وطيالسي) ‪ (2113‬وإتحاف الخيرة ) ‪ (7146‬والمطالب )‪(3222‬‬


‫والمجمع ‪ 10/252‬وهو حديث صحيح لطرقه‬
‫‪ - 701‬البخاري )‪ (6514‬ومسلم )‪ (2960‬والترمذي )‪ (2553‬وأحمد)‪(12408‬‬
‫‪ - 702‬برقم )‪ (1631‬والبخاري في الدب المفرد )‪ (38‬وأبو داود )‪ (2882‬والترمذي )‪(1432‬‬
‫ونص)‪ (3666‬وحم)‪ (9079‬والدعا طب )‪.(1158 -1152‬‬
‫‪294‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫صوم ع َن ْ ُ‬ ‫ي يَ ُ‬ ‫ن ال ْوَل ِ ّ‬ ‫حيح أ ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫صَيام َفال ّ‬ ‫ت وَع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما إ ِ َ‬
‫َ‬
‫صاَيا ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ال ْوَ َ‬
‫صَيام ‪.‬‬ ‫سأَلة ِفي ك َِتاب ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫سب َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫واب َُها‬ ‫ل ثَ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ه َل ي َ ِ‬ ‫ي أن ّ ُ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫هب ال ّ‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شُهور ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قْرآن َفال ْ َ‬ ‫ما قَِراَءة ال ْ ُ‬ ‫وَأ ّ‬
‫َ‬
‫مّيت ‪.‬‬ ‫وابَها إ َِلى ال ْ َ‬ ‫صل ث َ َ‬ ‫حابه ‪ :‬ي َ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ل ب َْعض أ ْ‬ ‫مّيت وََقا َ‬ ‫إ َِلى ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ميع‬ ‫ج ِ‬ ‫واب َ‬ ‫مّيت ث َ َ‬ ‫صل إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫ماء إ َِلى أن ّ ُ‬ ‫ن ال ْعُل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عات ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫ب َ‬ ‫وَذ َهَ َ‬
‫ي‬
‫خارِ ّ‬ ‫حيح ال ْب ُ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ك ‪ ،‬وَِفي َ‬ ‫قَراَءة وَغ َْير ذ َل ِ َ‬ ‫وم ال ْ ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫صَلة َوال ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫دات ِ‬ ‫ال ْعَِبا َ‬
‫مَها وَع َل َي َْها‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تأ ّ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَر َ‬ ‫مَر أ َ‬ ‫ن ا ِْبن ع ُ َ‬ ‫ت وَع َل َي ْهِ ن َذ ٌْر أ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفي َباب َ‬
‫َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫َ‬
‫طاء ْبن أِبي َرَباح‬ ‫حاِوي ع َ ْ‬ ‫حب ال ْ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫كى َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي ع َن َْها ‪ .‬وَ َ‬ ‫صل ّ َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫صَلة ٌ أ ْ‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مّيت ‪ .‬وَقا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ال َ‬ ‫صلة ع َ ْ‬ ‫وازِ ال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ما قال ب ِ َ‬ ‫حاق ْبن َراهْوَي ْهِ أن ّهُ َ‬ ‫س َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حابَنا‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫صُرون ِ‬ ‫مد ْبن ه َِبة الّله ْبن أِبي ع َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫سْعد ع َْبد الّله ْبن ُ‬ ‫أُبو َ‬
‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫مد ٍ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫مام أُبو ُ‬ ‫ل اْل ِ َ‬ ‫ذا ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫خت َِيار هَ َ‬ ‫صار إ َِلى ا ِ ْ‬ ‫ن ِفي ك َِتابه اِلن ْت ِ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬
‫مت َأ ّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلة‬ ‫ل َ‬ ‫نك ّ‬ ‫ُ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن ي ُطعَ َ‬ ‫ذيب ‪ :‬ل ي َب ُْعد أ ْ‬ ‫حابَنا ِفي ك َِتابه الت ّهْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْب َغَوِيّ ِ‬
‫عاء‬ ‫قَياس ع ََلى الد ّ َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ة ‪ .‬وَد َِليله ْ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ضِعي َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذاه ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل هَذ ِهِ ال ْ َ‬ ‫ن ط ََعام وَك ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫مد ّ ِ‬ ‫ُ‬
‫ل‬‫قيهِ قَوْ ُ‬ ‫وافِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ي وَ ُ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ماِع وَد َِلي ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ِبال ِ ْ‬‫ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ج فَإ ِن َّها ت َ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫صد ََقة َوال َ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬
‫ي ‪":‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫سَعى { وَقَوْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫سا ِ‬ ‫س ل ِْل ِن ْ َ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬ ‫الل ّهِ ‪ :‬ت ََعاَلى ‪ } :‬وَأ ْ‬
‫ه‬
‫فعُ ب ِ ِ‬ ‫م ي ُن ْت َ َ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ة أ َوْ ِ‬ ‫جارِي َ ٌ‬ ‫ة َ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ث َ‬ ‫ن ث ََل ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ه إ ِّل ِ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫قط َعَ ع َ َ‬ ‫م ا ِن ْ َ‬ ‫ت ا ِْبن آد َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫إِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫وا ِ‬ ‫ي الط ّ َ‬ ‫ي ِْفي َرك ْعَت َ ْ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫حاب ال ّ‬ ‫ص َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ه " َوا ْ‬ ‫عو ل َ ُ‬ ‫ح ي َد ْ ُ‬ ‫صال ِ ٌ‬ ‫أوْ وَل َد ٌ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح ّ َ‬
‫م‪.‬‬ ‫جرِ ؟ وََالّله أع ْل َ ُ‬ ‫ست َأ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫جير أ ْ‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫قَعا ِ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫جير هَ ْ‬ ‫ج اْل ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫رى‬ ‫ج ُِ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫ل » أْرب َعَ ٌ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬أن ّ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ى عَ ْ‬ ‫ة الَباه ِل ِ ّ‬
‫م َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أِبى أ َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ُ‬
‫ى‬
‫جرِ َ‬ ‫مل ً أ ْ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ وَ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ط ِفى َ‬ ‫مَراب ِ ٌ‬ ‫ت ُ‬ ‫موْ ِ‬ ‫م ب َعْد َ ال ْ َ‬ ‫جوُرهُ ْ‬ ‫مأ ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ْ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ل ت ََر َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ت وََر ُ‬ ‫جَر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ها ل َ ُ‬ ‫جُر َ‬ ‫صد َقَةٍ فَأ ْ‬ ‫صد ّقَ ب ِ َ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل وََر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫عو ل َ ُ‬ ‫صاِلحا ً فَهُوَ ي َد ْ ُ‬ ‫وََلدا ً َ‬
‫‪703‬‬
‫ه «‪ .‬أخرجه أحمد‬

‫صد ِْر‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ -  -‬فى َ‬ ‫سو ِ‬ ‫عن ْد َ َر ُ‬ ‫ل ك ُّنا ِ‬ ‫ن أ َِبيهِ َقا َ‬ ‫ريرٍ ع َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫من ْذ ِرِ ب ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬
‫دى‬ ‫قل ّ ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫مارِ أوِ ال ْعََباِء ُ‬ ‫جَتاِبى الن ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فاة ٌ ع َُراة ٌ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ُ‬ ‫جاَءه ُ قَوْ ٌ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫الن َّهارِ َقا َ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫معَّر وَ ْ‬ ‫ضَر فَت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ك ُل ّهُ ْ‬ ‫ضَر ب َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُهُ ْ‬ ‫عا ّ‬ ‫ف َ‬ ‫سُيو ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ن وَأَقا َ‬ ‫مَر ب ِل َل ً فَأذ ّ َ‬ ‫ج فَأ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫فاقَةِ فَد َ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ما َرأى ب ِهِ ْ‬ ‫‪ - ‬لِ َ‬
‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫ذى َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫ل » )َيا أي َّها الّنا ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫خط َ َ‬ ‫م َ‬ ‫صّلى ث ُ ّ‬ ‫فَ َ‬
‫ة ال ِّتى ِفى‬ ‫م َرِقيًبا ( َوالي َ َ‬ ‫ن ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫خرِ الي َةِ )إ ِ ّ‬ ‫ة( إ َِلى آ ِ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫نَ ْ‬
‫ل‬ ‫ج ٌ‬ ‫صد ّقَ َر ُ‬ ‫ه( ت َ َ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫ّ‬ ‫ت ل ِغَد ٍ َوات ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما قَد ّ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ه وَلت َن ْظْر ن َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫قوا الل َ‬ ‫شرِ )ات ّ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬‫حّتى َقا َ‬ ‫مرِهِ ‪َ -‬‬ ‫صاِع ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صاِع ب ُّرهِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ث َوْب ِهِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مه ِ ِ‬ ‫ن د ِْرهَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِديَنارِهِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫جُز‬ ‫ت كَ ّ‬ ‫صّرةٍ َ‬ ‫َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫مَرةٍ «‪َ .‬قا َ‬ ‫‪ -‬وَل َوْ ب ِ ِ‬
‫ه ت َعْ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫كاد َ ْ‬ ‫صارِ ب ِ ُ‬ ‫ن الن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫شقّ ت َ ْ‬
‫م ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن طَعام ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫ت ك َوْ َ‬ ‫حّتى َرأي ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ت ََتاب َعَ الّنا ُ‬ ‫ل ‪ -‬ثُ ّ‬ ‫ت ‪َ -‬قا َ‬ ‫جَز ْ‬ ‫ل قَد ْ ع َ َ‬ ‫ع َن َْها ب َ ْ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬ي َت َهَل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫مذ ْهَب َ ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل ك َأن ّ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ت وَ ْ‬ ‫حّتى َرأي ْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫وَث َِيا ٍ‬
‫ة فَل َه أ َجر َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جُر َ‬ ‫ها وَأ ْ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫سن ّ ً‬ ‫سل َم ِ ُ‬ ‫ن ِفى ال ِ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫الل ّهِ ‪َ » -  -‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن ِفى‬ ‫س ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ىٌء وَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫م َ‬ ‫جورِه ِ ْ‬ ‫نأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫ن غ َي ْرِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب َِها ب َعْد َه ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫عَ ِ‬

‫‪ (22906)5/261 - 703‬وطب)‪ (7737‬والمجمع ‪ 768)1/167‬و ‪ (4758‬والفيض)‪(850‬‬


‫والترغيب ‪ 1/119‬وهو حديث صحيح لشواهده‪.‬‬
‫‪295‬‬
‫ن غ َي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫م ْ‬‫ن ب َعْد ِهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ل ب َِها ِ‬ ‫ن عَ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ وِْزُر َ‬
‫ها وَوِْزُر َ‬ ‫كا َ‬ ‫ة َ‬‫سي ّئ َ ً‬
‫ة َ‬ ‫سل َم ِ ُ‬
‫سن ّ ً‬ ‫ال ِ ْ‬
‫‪704‬‬
‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ء «‪ .‬أخرجه مسلم‬ ‫ى ٌ‬
‫ش ْ‬ ‫ن أوَْزارِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ن من العمال الواقعة تحت ما أمر الله‬ ‫إن المقصود منه أن من س ّ‬
‫ورسوله به وندب إليه فهو من العمال المحمودة التي يثاب عليها‬
‫صاحبها‪ ،‬فيكون له أجرها وأجر من عمل بها‪ ،‬وإن لم يكن لهذه العمال‬
‫ل موجود على عهد النبي ‪ ،‬ومن هذا الباب قول عمر رضي الله‬ ‫مثا ٌ‬
‫عنه في صلة التراويح جماعة‪ :‬نعمت البدعة هذه‪ .‬وهذا لن النبي ‪‬‬
‫ن الجتماع لها طوال أيام الشهر‪ ،‬إنما صّلى بهم ليالي ثم ترك‬ ‫لم يس ّ‬
‫ذلك‪ ،‬ول كان الجتماع لها على عهد أبي بكر ‪ ،‬وكان عمر رضي الله‬
‫عنه أول من جمع الناس عليها وندبهم إليها ‪ -‬على النحو المعروف الن‬
‫‪ -‬ومع ذلك فالجتماع لصلة التراويح سنة حسنة؛ لنها موافقة للصول‬
‫غب النبي ‪ ‬في قيام رمضان‪ ،‬وصّلى بهم جماعة‬ ‫الشرعية‪ ،‬فقد ر ّ‬
‫ليالي من رمضان ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على المة‪ ،‬فلما مات‬
‫‪ -‬صلوات الله وسلمه عليه ‪ -‬وانقطع الوحي واستقرت الفرائض على‬
‫ما هي عليه‪ ،‬كان فعل عمر لها ‪-‬مع انتفاء المانع الذي خشيه النبي ‪-‬‬
‫سنة حسنة‪ ،‬ومن هذا الباب أيضا ً أن الصحابة جمعوا القرآن وكتبوه في‬
‫المصاحف وجمعوا الناس على المصاحف العثمانية‪ ،‬وأحرقوا ما سوى‬
‫ذلك من المصاحف التي كانت عند الصحابة‪ ،‬واتبعهم الناس على ذلك‬
‫فجمعوا العلم ودونوه وكتبوه‪ ،‬وهذا كله من قبيل السنة الحسنة مع أنه‬
‫يندرج تحت أصول كانت موجودة على عهد النبي ‪‬؛ لنه مندرج فيما‬
‫ندبت إليه الشريعة من اللفة وجمع الكلمة وعدم التفرق وحفظ‬
‫القرآن‪...‬إلخ‪.‬‬
‫فالصدقة مشروعة بالكتاب والسنة والجماع‪ ،‬وعمل هذا الرجل عمل‬
‫بما هو مشروع‪ ،‬ولكنه كان البادئ بهذا الخير‪ ،‬ويؤيد ذلك أيضا ً أن كون‬
‫العمل حسنا ً أو سيئا ً إنما يعرف من جهة الشرع ل غير‪ ،‬فل بد للعمل‬
‫‪705‬‬
‫حتى يكون سنة حسنة أن يكون مندرجا ً تحت ما هو مشروع‪.‬‬
‫ن أبي مالك الشجعي عن أبيه قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ » : ‬من‬ ‫وع َ ِ‬
‫علم آية من كتاب الله تعالى‪ ،‬كان له ثوابها ما تليت « أخرجه أبو سهل القطان في‬
‫ّ‬
‫‪706‬‬
‫" حديثه عن شيوخه‬

‫ن‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫حقُ ال ْ ُ‬ ‫ما ي َل ْ َ‬‫م ّ‬‫ن ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫حا ت ََرك َ ُ‬
‫ه‬ ‫صال ِ ً‬‫دا َ‬ ‫شَره ُ وَوَل َ ً‬ ‫ه وَن َ َ‬ ‫م ُ‬‫ما ع َل ّ َ‬
‫عل ْ ً‬
‫موْت ِهِ ِ‬‫سَنات ِهِ ب َعْد َ َ‬
‫ح َ‬‫مل ِهِ وَ َ‬
‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫فا ورث َه أ َو مسجدا بناه أ َو بيتا لبن السبيل بناه أ َو نهرا أ َجراه أوَ‬
‫ْ َ ُ ْ‬ ‫ّ ِ ِ ََ ُ ْ َْ ً‬ ‫ح ًَ َ ّ ُ ْ َ ْ ِ ً َ َ ُ ْ َ ْ ً ِ ْ ِ‬ ‫ص َ‬‫م ْ‬ ‫وَ ُ‬
‫موْت ِهِ «‪ .‬أخرجه‬ ‫ن ب َعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫حَيات ِهِ ي َل ْ َ‬
‫ح ُ‬ ‫حت ِهِ وَ َ‬
‫ص ّ‬ ‫مال ِهِ ِفى ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَها ِ‬ ‫خَر َ‬
‫ةأ ْ‬ ‫صد َقَ ً‬‫َ‬
‫‪707‬‬
‫ابن ماجه‬

‫‪ - 704‬برقم )‪ (1017‬ونص )‪ (2566‬وحم)‪19674‬و ‪(19693‬‬


‫‪ - 705‬راجع فتاوى الشبكة السلمية رقم ) ‪(29016‬‬
‫‪ - 706‬والحلية ‪ 8/224‬وعساكر ‪290 /59‬والصحيحة )‪ (1335‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ - 707‬برقم )‪ (249‬وصححه ابن خزيمة )‪ (2293‬وصحيح الترغيب ) ‪ (77‬و الحلية ‪2/344‬‬
‫والمجمع ‪ 1/167‬وهب)‪ (3494‬وهو حديث حسن لغيره‬
‫‪296‬‬
‫ل ل َي َْرفَعُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » -  -‬إ ِ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ب أّنى ِلى هَذ ِهِ فَي َ ُ‬ ‫ل َياَر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫جن ّةِ فَي َ ُ‬ ‫ح ِفى ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫صال ِ‬ ‫ة ل ِل ْعَب ْد ِ ال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫الد َّر َ‬
‫‪708‬‬
‫ك «‪ .‬أخرجه أحمد‬ ‫كل َ‬‫َ‬ ‫فارِ وَلد ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫ِبا ْ‬
‫ة ‪ ،‬وأناَ‬ ‫َ‬ ‫سي ْد ٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م َ َ َ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫ن ب َِني َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ، ‬ر ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪ :‬أَتى َر ُ‬ ‫ن أِبي أ َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫كا ‪ ،‬فَهَ ْ‬ ‫ن أب َوَيّ قَد ْ هَل َ َ‬ ‫َ‬ ‫سو َ‬ ‫قا َ‬
‫ي ِلي ب َعْد َ‬ ‫ق َ‬ ‫ل بَ ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫عن ْد َه ُ ‪ ،‬ف َ‬ ‫ِ‬
‫ما ‪،‬‬ ‫َ‬
‫صل َة ُ ع َلي ْهِ َ‬ ‫م ‪ ،‬ال ّ‬ ‫ل اللهِ ‪ : ‬ن َعَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫يٌء ؟ َقا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ب ِّره ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫موْت ِهِ َ‬ ‫َ‬
‫ما ‪،‬‬ ‫قه ِ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫ما ‪ ،‬وَإ ِكَرا ُ‬ ‫ن ب َعْد ِه ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫فاذ ُ ع ُُهود ِه ِ َ‬ ‫ما ‪ ،‬وَإ ِن ْ َ‬ ‫َ‬
‫فاُر لهُ َ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫َوال ِ ْ‬
‫ما أك ْث ََر هَ َ‬‫َ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ما ال ِّتي ل َ َر ِ‬ ‫صل َ ُ‬
‫ذا‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ج ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫ما ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن قِب َل ِهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك إ ِل ّ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫مه ِ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ‪َ :‬فاع ْ َ‬ ‫ه ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سو َ‬
‫‪709‬‬
‫ه‪.‬‬
‫ل بِ ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ ،‬وَأطي َب َ ُ‬ ‫‪َ ،‬يا َر ُ‬
‫ن ع ُب َــاد َة َ ‪ -‬رضــى اللــه‬ ‫َ‬
‫سـعْد َ ب ْـ َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ‪ -‬رضى الله عنهما ‪ -‬أ ّ‬ ‫ن ع َّبا ُ ٍ‬ ‫ن اب ْ ُ‬ ‫وع َ ِ‬
‫ُ‬
‫ت‬ ‫مــى ت ُـوُفّي َ ْ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ب ع َن َْها ‪ ،‬فَ َ‬ ‫غائ ِ ٌ‬ ‫ه وَهْوَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫عنه ‪ -‬ت ُوُفّي َ ْ‬
‫م « ‪ .‬قَــا َ‬ ‫ت ب ِهِ ع َن َْها َقا َ‬ ‫َ‬ ‫وَأ ََنا َ‬
‫ل‬ ‫ل » ن َعَ ـ ْ‬ ‫صد ّقْ ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ىٌء إ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫فعَُها َ‬
‫ش‬ ‫ب ع َن َْها ‪ ،‬أي َن ْ َ‬ ‫غائ ِ ٌ‬
‫ش هد َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪710‬‬
‫ها أخرجه البخاري‬ ‫َ‬ ‫ة ع َل َي ْ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫خَرا َ‬ ‫م ْ‬ ‫طى ال ْ ِ‬ ‫حائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كأ ّ‬ ‫فَإ ِّنى أ ْ ِ ُ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّـه إ ُ‬ ‫َ‬
‫ت ف َ ـأ ّ‬
‫ى‬ ‫مــات َ ْ‬ ‫س ـعْد ٍ َ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ِ ِ ّ‬ ‫ســو َ‬ ‫ل ي َــا َر ُ‬ ‫ه قَــا َ‬ ‫ن ع َُباد َة َ أن ّـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫سعْد ِ ب ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫د‪ .‬أخرجــه‬ ‫سعْ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ل هَذ ِهِ ل ّ‬ ‫فَر ب ِئ ًْرا وََقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ماُء «‪َ .‬قا َ‬ ‫ل » ال ْ َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ض ُ‬ ‫صد َقَةِ أفْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫‪711‬‬
‫أحمد‬
‫ل الل ّـه إ َ‬
‫ج‬‫حـ ّ‬ ‫ت وَل َـ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫مــا َ‬‫ن أب ِــى َ‬ ‫ِ ِ ّ‬ ‫ســو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫َوع َ َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع ََلى أِبي َ‬ ‫ت ل َوْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ه «‪ .‬قَــا َ‬ ‫ت َقا ِ‬
‫ض ـي َ ُ‬ ‫ن أك ُن ْـ َ‬ ‫ك د َي ْ ٌ‬ ‫كا َ‬ ‫ل ‪ » :‬أَرأي ْ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ج ع َن ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫أفَأ ُ‬
‫َ‬
‫‪712‬‬
‫حقّ «‪.‬أخرجه النسائي‬ ‫ن الل ّهِ أ َ‬ ‫ل » فَد َي ْ ُ‬ ‫م‪َ .‬قا َ‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫ن ال ْب ِـّر ب َعْ ـد َ‬ ‫مـ ْ‬‫ن ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ »: ‬إ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن ِديَنارٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ج بْ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مك وَأ ْ‬ ‫صـَيا ِ‬ ‫مـعَ ِ‬ ‫مـا َ‬‫عنهُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫صــو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫صـل َِتك وَأ ْ‬ ‫مـعَ َ‬ ‫مـا َ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ص ـل ّ َ‬‫ن تُ َ‬ ‫ال ْب ِّر أ ْ‬
‫‪713‬‬
‫تك« أخرجه ابن أبي شيبة‬ ‫صد َقَ ِ‬ ‫معَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫صد ّقَ ‪ ،‬ع َن ْهُ َ‬ ‫تَ َ‬
‫ت‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫مــا َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ل ‪َ »:‬‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪ -‬أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫‪714‬‬
‫ه « ‪.‬أخرجه الشيخان‬ ‫ه وَل ِي ّ ُ‬ ‫م ع َن ْ ُ‬ ‫صا َ‬ ‫م َ‬ ‫صَيا ٌ‬ ‫وَع َل َي ْهِ ِ‬
‫وقد دلت هذه الحاديث علــى أنــه يصــل إلــى الميــت – المســلم ثــواب‬
‫الدعاء والستغفار والصــدقة والواجبــات الدينيــة البدنيــة والماليــة الــتي‬
‫تــدخلها النيابــة كالحــج والصــوم وهــذا بل خلف‪ .‬والجمهــور علــى جــواز‬

‫‪ - 708‬أحمد ‪ ( 10890 ) 2/209‬وهـ)‪ (3791‬وهق ‪ 7/79‬والمجمع ‪ (17595) 10/210‬وهو‬


‫حديث حسن‬
‫‪ - 709‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ (418)(162‬وشعب اليمان للبيهقي)‪ ( 7724‬حسن لغيره‬
‫‪ - 710‬في الوصايا باب إذا قال‪ :‬أرضي أو بستاني صدقة‪ 2756 )،‬و ‪ 2762‬و ‪ ( 2770‬ود)‬
‫‪ (2884‬وت)‪ (671‬وحم )‪3135‬و ‪(3572‬‬
‫‪ - 711‬أبو داود )‪ (1683‬وصحيح الترغيب ) ‪ (962‬وحم ‪ 6/7‬ونص ‪ 6/255‬وابن ماجه )‪(3684‬‬
‫والترمذي )‪ (669‬وهو حديث حسن وله شاهد في المجمع ‪ 3/138‬فيصح به‪.‬‬
‫‪ - 712‬نص برقم ) ‪ ( 2651‬وحم )‪ (16554‬عن عبد الله بن الزبير وطب )‪3470‬و ‪ 11160‬و‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫مِني َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫سوْد َة َ أ ّ‬‫سو َ‬‫ن بن قَي ْ ٍ‬
‫مْرَوا َ‬
‫سو َ‬
‫ن ع َّبا ٍ‬
‫ف واب ْ ِ‬
‫ن بن ع َوْ ٍ‬
‫صي ْ ِ‬
‫ح َ‬
‫‪ 17231‬و ‪ ( 19596‬عن ُ‬
‫وطس )‪ 100‬و ‪ (1540‬عن أنس وابن عباس والمجمع ‪ (5683) 3/282‬وعن عقبة بن عامر‬
‫عند مسلم )‪ .(1149‬وغيرهم وهو حديث متواتر‬
‫‪ (12083) 3/387 - 713‬والخطيب ‪ 1/363‬وهو حديث معضل‪.‬‬
‫‪ - 714‬البخاري ‪ (1952) 3/46‬ومسلم )‪ (1147‬وهو حديث مشهور ‪.‬‬
‫‪297‬‬
‫وصول ثواب العبادات البدنية المحضة كالصلة وتلوة القرآن إلــى غيــر‬
‫فاعلها‪.‬‬
‫ْ‬
‫قَراَءةِ‬ ‫س ب ِــال ْ ِ‬ ‫ل ‪ :‬وََل ب َـأ َ‬ ‫ل ‪ :‬قَــا َ‬ ‫صـ ٌ‬ ‫وفي المغني لبن قدامــة‪ ( 1686 ) :‬فَ ْ‬
‫َ‬ ‫قبر ‪ ،‬وقَد روي ع َ َ‬
‫ة‬ ‫قاب َِر اْقــَرُءوا آي َـ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫خل ْت ُ ْ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫ل‪:‬إ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫مد َ أ ن ّ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ ْ ِ َ ْ ُ ِ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ه ِلهْ ـ ِ‬ ‫ض ـل ُ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫مإ ّ‬ ‫ل ‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫حد ٌ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫هأ َ‬ ‫ل هُوَ الل ُ‬ ‫ت قُ ْ‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫ث َ‬ ‫ي وَث َل َ‬ ‫س ّ‬ ‫الكْر ِ‬
‫ال ْ َ‬
‫‪715‬‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫قاب ِ‬ ‫م َ‬
‫َ‬ ‫ومن صا َ‬
‫حي َــاِء‬ ‫ت َوال ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫مـ َ‬ ‫ه ل ِغَي ْـرِهِ ِ‬ ‫واب َ ُ‬ ‫جَعل ث َ َ‬ ‫صد ّقَ وَ َ‬ ‫صّلى أوْ ت َ َ‬ ‫م أوْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬
‫مال ِـ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫سـت َث َْنى َ‬ ‫ماع َـةِ ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫سـن ّةِ َوال َ‬ ‫عن ْـد َ أهْــل ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫واب َُها إ ِلي ْهِ ْ‬ ‫صل ث َ َ‬ ‫جاَز ‪ ،‬وَي َ ِ‬ ‫َ‬
‫واب َُها‬ ‫صل ث َ َ‬ ‫صل َةِ َوالت ّل َوَةِ ‪ ،‬فَل َ ي َ ِ‬ ‫كال َ ّ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫ض َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ت ال ْب َد َن ِي ّ َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ي ال ْعَِبا َ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫َوال ّ‬
‫فــاعُ‬ ‫شــافِعِي ّةِ ان ْت ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مـ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫مت َـأ ّ‬ ‫ريرِ ال ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ضى ت َ ْ‬ ‫قت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫عن ْد َهُ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫إ َِلى ال ْ َ‬
‫شـب ِعٌ فِــي‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫قي ّم ِ ك َل َ ٌ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مة ِ ا ب ْ ِ‬ ‫ه ‪.‬وَل ِل ْعَل ّ َ‬ ‫واب َِها ل َ ُ‬ ‫صول ث َ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫قَراَءةِ ل َ ُ‬ ‫ت ِبال ْ ِ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫هذه ال ْم َ‬
‫ه"‬ ‫ح " لَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب الّرو‬ ‫جعْ ك َِتا َ‬ ‫سأل َةِ ‪ ،‬فََرا ِ‬ ‫َ ِ ِ َ ْ‬
‫َ‬ ‫عن ْـد َ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫سـ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫قب ْـرِ أ ْ‬ ‫ت وَأن ّهَــا ِ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫صل ل ِل ْ َ‬ ‫قَراَءة َ ت َ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫مال ِك ِي ّةِ ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ض ال ْ َ‬ ‫وََقال ب َعْ ُ‬
‫‪716‬‬
‫ة‬‫مزِي ّ ٌ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫فعَـ ُ‬ ‫سـل ِم ِ ن َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫مي ّـ ِ‬ ‫واب ََهـا ل ِل َ‬ ‫جعَــل ث َ َ‬ ‫ة ‪ :‬وَأيّ قْرب َةٍ فعَلَها وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫نق َ‬ ‫وَقال اب ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت فَل َ‬ ‫جب َــا ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫داُء ال ْ َ‬ ‫ة وَأ َ‬ ‫ص ـد َقَ ُ‬ ‫فاُر َوال ّ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫عاُء َوال ِ ْ‬ ‫ما الد ّ َ‬ ‫ه‪،‬أ ّ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ة ‪ ،‬وَقَـد ْ قَــال الل ّـ ُ‬ ‫ه الن َّياب َـ ُ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫مــا ي َـد ْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫خل ًَفا إ ِ َ‬ ‫م ِفيهِ ِ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫وان َِنــا اّلــ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫فْر ل ََنا وَل ِ ْ‬ ‫ن َرب َّنا اغ ْ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ب َعْد ِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جاُءوا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ََعاَلى } َوال ّ ِ‬
‫فْر‬ ‫س ـت َغْ ِ‬ ‫ن{ )ســورة الحشــر ‪ ( 10 /‬وَقَــال ت َعَــاَلى ‪َ } :‬وا ْ‬ ‫مــا ِ‬ ‫لي َ‬ ‫قوَنا ِبا ِْ‬ ‫س ـب َ ُ‬ ‫َ‬
‫ي ‪‬‬ ‫ت )ســورة محمــد ‪ { ( 19 /‬وَد َع َــا الن ّب ِـ ّ‬ ‫من َــا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ُ‬ ‫ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ل ِذ َن ْب ِك وَل ِل ُ‬ ‫َ‬
‫صّلى ع َل َي ْهِ ِفي َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ف ب ْـ ِ‬ ‫ث ع َ ـو ْ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫حـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ذي‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ت ‪ ،‬وَل ِل ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫حي‬ ‫ة ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ل ِِبي َ‬
‫َ‬
‫ي ‪ ‬فَ َ‬ ‫جـ ٌ‬ ‫صـّلى ع َل َي ْـهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل ِك ُــل َ‬
‫‪717‬‬
‫قــال ‪ :‬ي َــا‬ ‫ل الن ّب ِـ ّ‬ ‫سـأل َر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ّـ ٍ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫م ‪َ ،‬رَواهُ‬ ‫ت ع َن َْها ؟ َقال ‪ :‬ن ََعــ ْ‬ ‫صد ّقْ ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫فعَُها إ ِ ْ‬ ‫ت فَي َن ْ َ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫سول اللهِ إ ِ ّ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي ‪‬‬ ‫مَرأة ٌ إ ِل َــى الن ّب ِـ ّ‬ ‫تا ْ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ن ع َُباد َة َ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫سعْد ِ ب ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫داوُد َ ‪ .‬وَُروِيَ ذ َل ِ َ‬ ‫أُبو َ‬
‫خا ك َِبيًرا‬ ‫شي ْ ً‬ ‫ت أ َِبي َ‬ ‫ج أد َْرك َ ْ‬
‫ة الل ّه في ال ْح َ‬
‫َ ّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫سول الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫ت ل َوْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬ ‫ه ؟ َقال ‪ :‬أَرأي ْ ِ‬ ‫ج ع َن ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫حل َةِ أفَأ ُ‬ ‫ت ع ََلى الّرا ِ‬ ‫ن ي َث ْب ُ َ‬ ‫طيعُ أ ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ل َ يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َبيـك ديـ َ‬
‫ن‬ ‫حـقّ أ ْ‬ ‫ن الل ّـهِ أ َ‬ ‫م ‪ ،‬قَــال ‪ :‬فَـد َي ْ ُ‬ ‫ت ‪ :‬ن َعَـ ْ‬ ‫ه ؟ قَــال َ ْ‬ ‫ضـي َت َ ُ‬ ‫ت َقا ِ‬ ‫ن أك ُن ْـ ِ‬ ‫ِ ِ َْ ٌ‬
‫ضى‪.‬‬ ‫ق َ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م ع َن َْها ؟ َقال ‪:‬‬ ‫صو ُ‬ ‫شهْرٍ أفَأ ُ‬ ‫م َ‬ ‫صو ْ ُ‬ ‫ت وَع َل َي َْها َ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وََقال ل ِل ّ ِ‬
‫م ‪.‬‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫ب؛‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح ‪ ،‬وَِفيَها د َل َل ٌ‬ ‫َ‬
‫قـَر ِ‬ ‫سـائ ِرِ ال ُ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مّيـ ِ‬ ‫فـاِع ال َ‬ ‫ة ع َلـى ان ْت ِ َ‬ ‫حا ٌ‬ ‫ص َ‬ ‫ث ِ‬ ‫حاِدي ُ‬ ‫وَهَذ ِهِ أ َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫صــل الل ّـ ُ‬ ‫ة وَقَـد ْ أوْ َ‬ ‫ت ب َد َن ِي ّـ ٌ‬ ‫دا ٌ‬ ‫عب َــا َ‬ ‫فاَر ِ‬ ‫سـت ِغْ َ‬ ‫عاَء َوال ِ ْ‬ ‫ج َوالد ّ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َوال ْ َ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل َِ ّ‬
‫ب‬ ‫وا ِ‬ ‫ث فِــي ث َـ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫حـ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما ذ َك َْرَنا ِ‬ ‫معَ َ‬ ‫ها َ‬ ‫وا َ‬ ‫س َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ت فَك َذ َل ِ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫فعََها إ َِلى ال ْ َ‬ ‫نَ ْ‬
‫قَراَءت ِـهِ ‪ ،‬وََرَوى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن قََرأ " يس " ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫َ‬
‫قاب ِرِ ب ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫هل ال َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ف اللهِ ت ََعالى ع َ ْ‬ ‫في ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪ - 715‬وراجع الفقه السلمي أستاذنا الزجيلي ‪ 552 -2/55‬والدر المختار ‪ 1/844‬وفتح القدير‬
‫‪ 1/473‬والشرح الكبير ‪ 1/423‬ومغني المحتاج ‪ 70 – 3/69‬والمغني ‪ 570 – 2/566‬والمهذب‬
‫‪ 1/464‬ونيل الوطار ‪ ،93-4/91‬وفقه السنة ‪ 570 -1/567‬والروح لبن القيم ص ‪143 -117‬‬
‫وهو من أروع ما كتب في هذا الباب‪.‬‬
‫‪ - 716‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪) -‬ج ‪ / 16‬ص ‪(45‬‬
‫‪ - 717‬أخرجه مسلم ) ‪ 663 - 662 / 2‬ط عيسى الحلبي (‬
‫‪298‬‬
‫َ‬ ‫ن أ َِبيهِ ع َ‬
‫ن‬ ‫رو ب ْـ َ ِ‬ ‫مـ ِ‬ ‫سول الل ّـهِ ‪ ‬قَــال ل ِعَ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫جد ّهِ أ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫شعَي ْ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫مُرو ب ْ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ‪ ،‬أْو‬ ‫م ع َن ْـ ُ‬ ‫ص ـد ّقْت ُ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬أوْ ت َ َ‬ ‫م ع َن ْـ ُ‬ ‫قت ُ ْ‬ ‫ما فَ ـأع ْت َ ْ‬ ‫س ـل ِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن أب ُــو َ‬ ‫ص ‪ :‬ل َـوْ ك َــا َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْعَــا‬
‫َ‬
‫مــل‬ ‫ه عَ َ‬ ‫ج الت ّط َوِّع وَغ َي ْرِهِ ؛ وَل ِن ّـ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫عا ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫ك ‪،‬وَهَ َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫ه ‪ ،‬ب َل َغَ ُ‬ ‫م ع َن ْ ُ‬ ‫جت ُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ج ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫صَيام ِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫صد َقَةِ ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫كال ّ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫واب ُ ُ‬ ‫ه وَث َ َ‬ ‫فعُ ُ‬ ‫صل ن َ ْ‬ ‫طاع َةٍ ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫ب ِّر وَ َ‬
‫فعَــل‬ ‫فاَر ل َ ي ُ ْ‬ ‫س ـت ِغْ َ‬ ‫عاَء َوال ِ ْ‬ ‫ة َوالد ّ َ‬ ‫صد َقَ َ‬ ‫ب َوال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫وا ِ‬ ‫دا ال ْ َ‬ ‫ما ع َ َ‬ ‫ي‪َ :‬‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫وََقال ال ّ‬
‫َ‬
‫س‬ ‫ن ل َي ْـ َ‬ ‫ول الل ّـهِ ت َعَــاَلى ‪ } :‬وَأ ْ‬ ‫قـ ْ‬ ‫ه إ ِل َي ْـهِ ؛ ل ِ َ‬ ‫واب ُ ُ‬ ‫صــل ث َـ َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَل َ ي َ ِ‬ ‫مي ّـ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ع َـ ِ‬
‫ت‬ ‫مــا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ي ‪ : ‬إِ َ‬ ‫ول الن ّب ِ ّ‬ ‫سَعى )سورة النجم ‪ { ( 39 /‬وَقَ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل ِل ِْن ْ َ‬
‫عل ْـم ٍ ي ُن ْت َ َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫فـ ُ‬ ‫جارِي َةٍ ‪ ،‬أوْ ِ‬ ‫صد َقَةٍ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ث َل َث َةٍ ‪ :‬إ ِل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه إ ِل ّ ِ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫قط َعَ ع َ َ‬ ‫ن ان ْ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ال ِْن ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دى‬ ‫ه ‪ ،‬فَل َ ي َت َعَـ ّ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫دى فَــا ِ‬ ‫ه ل َ ي َت َعَـ ّ‬ ‫فعَـ ُ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل ِ ّ‬ ‫عو ل َـ ُ‬ ‫ح ي َـد ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫صــال ِ‬ ‫ب ِهِ ‪ ،‬أوْ وَل َـد ٍ َ‬
‫َ ُ‬
‫ه‬ ‫واب ُ ُ‬ ‫ت أوْ أهْ ـد ِيَ إ ِل َي ْـهِ ث َـ َ‬ ‫مي ّـ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْرآ ُ‬
‫َ‬
‫ذا قُرِئَ ال ْ ُ‬ ‫م ‪ :‬إِ َ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ه ‪ .‬وََقال ب َعْ ُ‬ ‫واب ُ ُ‬ ‫ثَ َ‬
‫جى ل َ ُ‬ ‫ت ك َأن ّ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قارِئ ِهِ ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫ن الث ّ َ‬ ‫َ‬
‫‪718‬‬
‫ة‬
‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه الّر ْ‬ ‫ها وَت ُْر َ‬ ‫ضُر َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫كا َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫سا ِ‬ ‫س ل ِْل ِن ْ َ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬ ‫وله ت ََعاَلى } وَأ ْ‬ ‫ن قَ ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى ع َ ْ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ابن تيمية َر ِ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ث‬ ‫ن ث ََل ٍ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ه إّل ِ‬ ‫مل ُـ ُ‬ ‫قط َـعَ ع َ َ‬ ‫م ان ْ َ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ت اب ْـ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫سَعى { وَقَوْل ِهِ ‪} ‬إ َ‬ ‫ما َ‬ ‫إّل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ضــي ذ َل ِـ َ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ه{فَهَ ـ ْ‬ ‫عو ل َ ُ‬ ‫ح ي َد ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫صال ِ‬ ‫فعُ ب ِهِ أوْ وَل َد ٍ َ‬ ‫عل ْم ٍ ي ُن ْت َ َ‬ ‫جارِي َةٍ أوْ ِ‬ ‫صد َقَةٍ َ‬ ‫َ‬
‫‪719‬‬
‫ل الب ِّر ؟ ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل إلي ْهِ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َ‬ ‫إ َ‬
‫ن أفَعا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫يٌء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ل يَ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ثأ ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫حـ ِ‬ ‫س فِــي اْلي َـةِ وََل فِــي ال ْ َ‬ ‫ن ‪ .‬ل َي ْ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫جا َ‬ ‫فَأ َ‬
‫ة اْل ِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْب ِّر ب َ ْ‬
‫سلم ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ل أئ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل ع َن ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ي ُعْ َ‬ ‫ه وَب ِ َ‬ ‫ق لَ ُ‬ ‫خل ِ‬
‫عاِء ال ْ َ ْ‬ ‫فعُ ب ِد ُ َ‬ ‫ت َل ي َن ْت َ ِ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ن ِدي ـ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ض ـط َِرارِ ِ‬ ‫م ِباِل ْ‬ ‫مــا ي ُعْل َـ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ك وَهَ َ‬ ‫ت ب ِذ َل ِ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫فاِع ال ْ َ‬ ‫ن ع ََلى ان ْت ِ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ف ذ َل ِ َ‬ ‫خال َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ماع ُ فَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ة َواْل ِ ْ‬ ‫سن ّ ُ‬ ‫ب َوال ّ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ال ْك َِتا ُ‬ ‫سَلم ِ وَقَد ْ د َ ّ‬ ‫اْل ِ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫حـوْل َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ش وَ َ‬ ‫ن ال ْعَـْر َ‬ ‫مل ُــو َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ت َعَــاَلى ‪ } :‬ال ّـ ِ‬ ‫ل الل ّـ ُ‬ ‫ل ال ْب ِد َِع ‪ .‬قَــا َ‬ ‫أهْ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ت‬ ‫سـعْ َ‬ ‫من ُــوا َرب ّن َــا وَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ َ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ن ب ِهِ وَي َ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫م وَي ُؤ ْ ِ‬ ‫مد ِ َرب ّهِ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حو َ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫ب‬ ‫ذا َ‬ ‫م ع َـ َ‬ ‫ك وَقِهِـ ْ‬ ‫س ـِبيل َ َ‬ ‫ن َتاُبوا َوات ّب َعُــوا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فْر ل ِل ّ ِ‬ ‫ما َفاغ ْ ِ‬ ‫عل ْ ً‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫يٍء َر ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كُ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ص ـل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ن ال ّت ِــي وَع َـد ْت َهُ ْ‬ ‫ت ع َـد ْ ٍ‬ ‫جن ّــا ِ‬ ‫م َ‬ ‫خل ْهُـ ْ‬ ‫حيم ِ )‪َ (7‬رب َّنا وَأد ْ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫آ َبائ ِهم وأ َزواجهم وذ ُريات ِهم إن َ َ‬
‫ت‬ ‫س ـي َّئا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م )‪ (8‬وَقِهِ ـ ُ‬ ‫كي ـ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫َ ِ ْ َ ْ َ ِ ِ ْ َ ّ ّ ِ ْ ِّ‬
‫م )‪] (9‬غــافر‪/‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫فوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫ه وَذ َل ِ َ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫قد ْ َر ِ‬ ‫مئ ِذ ٍ فَ َ‬ ‫ت ي َوْ َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫فَر ِ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ن ب ِــال ْ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫م ـؤ ْ ِ‬ ‫ن ل ِل ْ ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ة ي َـد ْ ُ‬ ‫مَلئ ِك َـ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫هأ ّ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫س ـب ْ َ‬ ‫خب َـَر ُ‬ ‫قد ْ أ ْ‬ ‫‪ . { [9-7‬فَ َ‬
‫مًل ل ِل ْعَب ْد ِ ‪.‬‬ ‫س عَ َ‬ ‫مَلئ ِك َةِ ل َي ْ َ‬ ‫عاُء ال ْ َ‬ ‫جن ّةِ وَد ُ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خو ِ‬ ‫ب وَد ُ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫وَوَِقاي َةِ ال ْعَ َ‬
‫ت { )‪ (19‬ســورة‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ك وَل ِل ْ ُ‬ ‫ذنب ِ َ‬ ‫فْر ل ِ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ل ت ََعاَلى ‪َ } :‬وا ْ‬ ‫وََقا َ‬
‫ي‬
‫واِلــد َ ّ‬ ‫فــْر ِلــي وَل ِ َ‬ ‫ب }َرب َّنــا اغ ْ ِ‬ ‫م َر ّ‬ ‫ســَل ُ‬ ‫ل ع َل َْيــهِ ال ّ‬ ‫خِليــ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫محمــد ‪،‬وََقــا َ‬
‫ح ع َل َي ْـ ِ‬
‫ه‬ ‫ل ن ُــو ٌ‬ ‫ب{ )‪ (41‬سورة إبراهيم‪ ،‬وَقَــا َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫وَل ِل ْ ُ‬
‫ن‬ ‫مِني َ‬ ‫م ـؤ ْ ِ‬ ‫من ًــا وَل ِل ْ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫ل ب َي ْت ِـ َ‬ ‫خـ َ‬ ‫مــن د َ َ‬ ‫وال ِـد َيّ وَل ِ َ‬ ‫ب اغ ْفِـْر ل ِــي وَل ِ َ‬ ‫م }َر ّ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫قـد ْ ذ َك َـَر‬ ‫ن إ ِّل ت َب َــاًرا{ )‪ (28‬ســورة نــوح ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ت وََل ت َـزِد ِ الظ ّــال ِ ِ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫ن‬ ‫م ب ِذ َل ِ َ‬ ‫مًرا ب ِذ َل ِ َ‬ ‫فار الرسل ل ِل ْمؤ ْمِني َ‬
‫ســن َ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك ‪ .‬وَ ِ‬ ‫خَباًرا ع َن ْهُ ْ‬ ‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ِ َ‬ ‫ست ِغْ َ َ ّ ُ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫م‬ ‫عاؤ ُهُ ْ‬ ‫ت وَد ُ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ع َلى ال َ‬ ‫َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صلة ُ ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فَر ‪َ :‬‬ ‫ها ك َ َ‬ ‫حد َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وات َِرةِ الِتي َ‬ ‫ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن ِفيهَــا‬ ‫ســن َ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ة‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ي ‪ ‬ي َوْ َ‬ ‫ة الن ّب ِ ّ‬ ‫فاع َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ك َ‬ ‫صَلةِ ‪ .‬وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ه ِفي ال ّ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬ ‫ل ال ْب ِد َِع‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫ل ال ْك ََبائ ِرِ إّل أ َهْ ُ‬ ‫فاع َت َ َ‬
‫ه‬ ‫ت أّنــ ُ‬ ‫ل قَد ْ ث َب َ َ‬ ‫ه ِلهْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ش َ‬ ‫م ي ُن ْك ُِر َ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫وات َِرة ٌ ب َ ْ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك وَت ََعالى ‪.‬‬ ‫ه ت ََباَر َ‬ ‫ه الل َ‬ ‫ؤال ُ‬ ‫س َ‬ ‫عاؤ ُه ُ وَ ُ‬ ‫ه دُ َ‬ ‫فاع َت ُ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ر‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل الك ََبائ ِ ِ‬ ‫فعُ ِلهْ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪ -‬المغني ‪. 568 - 567 / 2‬‬ ‫‪718‬‬

‫‪ -‬مجموع الفتاوى ‪) -‬ج ‪ / 24‬ص ‪ (306‬فما بعد‬ ‫‪719‬‬

‫‪299‬‬
‫فَه َ َ‬
‫كــافٌِر ب َْعــد َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫حد ُ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫وات َِرةِ وَ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫سن َ ِ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫مَثال ُ ُ‬ ‫ذا وَأ ْ‬ ‫َ‬
‫ما ِفي‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ة ِفي هَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل َ‬ ‫ب كِثيَرة ٌ ِ‬ ‫ذاَ الَبا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ث ال ّ‬ ‫حاِدي ُ‬ ‫جةِ ع َلي ْهِ ‪َ .‬وال َ‬ ‫ح ّ‬ ‫قَِيام ِ ال ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سـعْد َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ؛أ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ع َب ّــا‬ ‫ُ‬ ‫ل أن ْب َأَنا اب ْـ‬ ‫قو ُ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ع َّبا‬ ‫ِ‬ ‫موَْلى اب ْ‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫عك ْرِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح عَ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ال ّ‬
‫ب ‪ ،‬فَأَتى‬ ‫َ‬ ‫ه وَهْوَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫غائ ِ ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫عد َة َ ت ُوُفّي َ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫خا ب َِنى َ‬ ‫ن ع َُباد َة َ رضى الله عنهم أ َ‬ ‫بْ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ب ع َن ْهَــا ‪ ،‬فَهَـ ْ‬ ‫غـائ ِ ٌ‬ ‫ت وَأَنـا َ‬ ‫مـى ُتـوُفّي َ ْ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل الّلـهِ إ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‪ ‬فَ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫شهِد ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ل فَإ ِّنى أ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ت ب ِهِ ع َن َْها َقا َ‬
‫طى‬ ‫حائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كأ ّ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫صد ّقْ ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ىٌء إ ِ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫فعَُها َ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫‪720‬‬
‫ة ع َل َي َْها‪.‬‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫خَرا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ى‪ -‬‬ ‫جل ً َقا َ‬ ‫َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ّ‬ ‫ل ِللن ّب ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة ‪ -‬رضى الله عنها ‪ -‬أ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫وَِفي ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪:-‬إ ُ‬
‫جـٌر‬ ‫ل لَهـا أ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فََهـ ْ‬ ‫صـد ّقَ ْ‬ ‫ت تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سَها ‪ ،‬وَأظن َّها لوْ ت َك َل َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫مى افْت ُل ِت َ ْ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ِ ّ‬
‫‪721‬‬
‫م«‬ ‫ل ‪ » :‬ن َعَ ْ‬ ‫ت ع َن َْها ؟ َقا َ‬ ‫صد ّقْ ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬ ‫جل ً َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ما َ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ى ‪ - -‬إ ِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل ِللن ّب ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ‬ ‫سل ِم ٍ ع َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫حي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫وَِفي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه َقا َ‬ ‫ل ي ُك َ ّ‬ ‫ص فَهَ ْ‬ ‫مال ً وَل َ ْ‬ ‫وَت ََر َ‬
‫‪722‬‬
‫م « ‪..‬‬ ‫ل » ن َعَ ْ‬ ‫صد ّقَ ع َن ْ ُ‬ ‫ن أت َ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫فُر ع َن ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫م ُيو‬ ‫ك َ‬
‫َ‬ ‫شعيب ع َ َ‬
‫ل ن َـذ ََر فِــى‬ ‫ن َوائ ِ ٍ‬ ‫ص ب ْـ َ‬ ‫ن ال ْعَــا َ‬ ‫ج ـد ّهِ أ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أِبيهِ ع َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن ُ َ ْ ٍ‬ ‫مرو ب ْ ِ‬ ‫وعن ع َ ْ‬
‫م بْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ســي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ص ـت َ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ح ـَر ِ‬ ‫ص نَ َ‬ ‫ن الَعا ِ‬ ‫شا َ‬ ‫ن هِ َ‬ ‫ة ب َد َن َةٍ وَأ ّ‬ ‫مائ َ َ‬ ‫حَر ِ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫جاه ِل ِي ّةِ أ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن أ َقَّر‬ ‫كا َ‬ ‫ك فَل َوْ َ‬ ‫ما أ َُبو َ‬ ‫ل»أ ّ‬
‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ى ‪ - -‬ع َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫سأ َ َ‬ ‫مرا ً َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ة وَأ ّ‬
‫بدن ً َ‬
‫َ ََ‬
‫ك« ‪.‬‬ ‫‪723‬‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ه نَ َ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫صد ّقْ َ‬ ‫ت وَت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ص ْ‬ ‫حيد ِ فَ ُ‬ ‫ِبالت ّوْ ِ‬
‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ســو َ‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‪ ‬فَ َ‬ ‫سأ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ل اللــ ِ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫جل َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن الدارقطني ‪ :‬أ ّ‬ ‫سن َ ِ‬ ‫وَِفي ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مــا ؟‬ ‫موْت ِهِ َ‬ ‫ف ب ِــال ْب ِّر ب َعْ ـد َ َ‬ ‫مــا ‪ .‬فَك َي ْـ َ‬ ‫حَيات ِهِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫حــا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن وَك ُْنت أب َّرهُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ِلي أب َوَي ْ‬ ‫إ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫صــو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ص ـَلِتك وَأ ْ‬ ‫معَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ي ل َهُ َ‬ ‫صل ّ َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫ن ب َعْد ِ ال ْب ِّر أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ي ‪}‬إ ّ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫م فِــي‬ ‫س ـل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫صد َقَِتك { ‪ .‬وَقَـد ْ ذ َك َـَر ُ‬ ‫معَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫صد ّقَ ل َهُ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫مك وَأ ْ‬ ‫صَيا ِ‬ ‫معَ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َهُ َ‬
‫أ َول كتابه ع َ َ‬
‫ك‪:‬‬ ‫مَباَر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل ‪ :‬قُْلت ل ِعَب ْد ِ الل ّهِ ب ْ‬ ‫حاقَ الطالقاني َقا َ‬ ‫س َ‬ ‫ن أِبي إ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ ِ َِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫ص ـل ّ َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫ن ال ْب ِـّر ب َعْـد َ ال ْب ِـّر أ ْ‬ ‫جــاَء } إ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ث ال ّـ ِ‬ ‫دي ُ‬ ‫حـ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫مـ‬ ‫ح َ‬ ‫َيا أَبا ع َب ْـد ِ الّر ْ‬
‫ل ع َب ْـد ُ الل ّـهِ ‪ :‬ي َــا أ َب َــا‬ ‫مك ؟ { قَــا َ‬ ‫ص ـَيا ِ‬ ‫معَ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ل َهُ َ‬ ‫صو َ‬ ‫صَلِتك وَت َ ُ‬ ‫معَ َ‬ ‫ِلب َوَْيك َ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ش قَــا َ‬ ‫خ ـَرا ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫ب ب ْـ ِ‬ ‫شَها ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه ‪ :‬هَ َ‬ ‫ذا ؟ قُْلت ل َ ُ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حاقَ ع َ ّ‬ ‫س َ‬ ‫إ ْ‬
‫ن؟‬ ‫مـ ْ‬ ‫ة عَ ّ‬ ‫قـ ٌ‬ ‫ل ‪ :‬ثِ َ‬ ‫قــا َ‬ ‫ن ِدين َــارٍ ‪ .‬فَ َ‬ ‫ج َ ب ْـ ِ‬ ‫جــا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل ع َـ ْ‬ ‫ن ؟ قَــا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة قُْلت ‪ :‬ع َ ّ‬ ‫ق ٌ‬ ‫ثِ َ‬
‫ن‬ ‫ج وَب َْيـ َ‬ ‫ْ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬قَــا َ‬ ‫ّ‬ ‫قُلت ‪ :‬ع َ ْ‬ ‫ْ‬
‫جـا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ن ب َْيـ َ‬ ‫حاقَ إ ّ‬ ‫سـ َ‬ ‫ل ‪َ :‬يـا أَبـا إ ْ‬
‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬
‫صـد َقَ ِ‬
‫ة‬ ‫س ِفي ال ّ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬ ‫ي وَل َك ِ ْ‬ ‫مط ِ ّ‬ ‫قط َعُ ِفيَها أع َْناقُ ال ْ َ‬ ‫فاوَِز ت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ‬‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ذا ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫دي َ‬ ‫حـ ِ‬ ‫ن ه َـ َ‬ ‫ك َفـإ ِ ّ‬ ‫مب َــاَر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫كـَره ُ ع َْبـد ُ الّلـهِ ْبـ ُ‬ ‫مـا ذ َ َ‬ ‫مـُر ك َ َ‬ ‫ف ‪َ ،‬واْل ْ‬ ‫خت َِل ٌ‬ ‫ا ْ‬
‫ل ‪.‬‬ ‫‪724‬‬
‫س ٌ‬ ‫مْر َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫صـ ُ‬ ‫صـد َقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫دا ُ‬ ‫ت وَكـذ َل ِك العِب َــا َ‬ ‫مي ّـ ِ‬ ‫ل إلــى ال َ‬ ‫ة تَ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قــوا ع َلــى أ ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ة ات ّ َ‬ ‫م ُ‬ ‫َوالئ ِ ّ‬
‫صَيا َم ِ‬ ‫صَلةِ َوال ّ‬ ‫كال ّ‬ ‫ت ال ْب َد َن ِي ّةِ ‪َ :‬‬ ‫دا ِ‬ ‫عوا ِفي ال ْعَِبا َ‬ ‫ما ت ََناَز ُ‬ ‫ق ‪ .‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫كالعِت ْ ِ‬
‫ة‪ْ َ :‬‬ ‫مال ِي ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ة ‪ -‬رضــى اللــه عنهــا ‪ -‬أ ّ‬ ‫شـ َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ذا فَ ِ‬ ‫معَ هَ َ‬ ‫قَراَءةِ وَ َ‬ ‫َوال ْ ِ‬
‫ه «‪. 725‬‬ ‫ه وَل ِي ّ ُ‬ ‫م ع َن ْ ُ‬ ‫صا َ‬ ‫م َ‬ ‫صَيا ٌ‬ ‫ت وَع َل َي ْهِ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل» َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫صحيح البخارى)‪( 2756‬‬ ‫‪- 720‬‬
‫صحيح البخارى)‪ - ( 1388‬افتلتت ‪ :‬ماتت فجأة وأخذت نفسها فلتة‬ ‫‪- 721‬‬
‫صحيح مسلم)‪(4306‬‬ ‫‪- 722‬‬
‫مسند أحمد) ‪ (6875‬حسن‬ ‫‪- 723‬‬
‫صحيح مسلم )‪ -( 34‬المفازة ‪ :‬الصحراء البعيدة عن العمار والماء تفاؤل من الفوز بالنجاة‬ ‫‪- 724‬‬
‫منها‬
‫‪ - 725‬صحيح البخارى)‪ (1952‬وصحيح مسلم )‪( 2748‬‬
‫‪300‬‬
‫مــَرأ َةٌ‬ ‫تا ْ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ل َ‬ ‫س ‪ -‬رضى الله عنهما ‪َ -‬قا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫وَِفي ال ّ‬
‫ل الل ّه إ ُ‬
‫م‬ ‫صــوْ ُ‬ ‫ت وَع َل َي َْهــا َ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫مى َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ِ ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫إ َِلى َر ُ‬
‫َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ض ـي ِْتيهِ أك َــا َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ك د َي ْـ ٌ‬ ‫مـ ِ‬ ‫ن ع َل َــى أ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ت ل َوْ َ‬ ‫ل » أَرأي ْ ِ‬ ‫م ع َن َْها َقا َ‬ ‫صو ُ‬ ‫ن َذ ْرٍ أفَأ ُ‬
‫ل » فَصومى ع َ ُ‬
‫ك «‪.726‬‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫م‪َ .‬قا َ‬ ‫ت ن َعَ ْ‬ ‫ك ع َن َْها «‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫دى ذ َل ِ ِ‬ ‫ي ُؤ َ ّ‬
‫َ‬
‫ي ‪،‬‬ ‫مـَرأة ٌ إ ِل َــى الن ّب ِـ ّ‬ ‫تا ْ‬ ‫جــاَء ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫س‪َ ،‬قـا َ‬ ‫ن ع َّبـا ٍ‬ ‫ن اْبـ ِ‬ ‫ح ع َـ ِ‬ ‫حي ِ‬ ‫صـ ِ‬ ‫وَِفـي ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫و‬
‫ت لـ ْ‬ ‫ل‪ :‬أَرأي ْـ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ن‪ ،‬فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫مت ََتاب ِعَي ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫شهَْري ْ‬ ‫م َ‬ ‫صو ْ ُ‬ ‫ت وَع َلي َْها َ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫خِتي َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ت‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق ‪.‬‬ ‫‪727‬‬
‫ح ّ‬ ‫ن الل ّهِ أ َ‬ ‫ل‪ :‬فَد َي ْ ُ‬ ‫م‪َ ،‬قا َ‬ ‫ت‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ه؟ َقال َ ْ‬ ‫ضي ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ن‪ ،‬أك ُن ْ ِ‬ ‫ن ع َل َي َْها د َي ْ ٌ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ن أ َِبيهِ ‪ -‬رضـى اللـه عنـه ‪-‬‬ ‫ن ب َُري ْد َة َ ع َ ْ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ّ‬ ‫سل ِم ٍ ع َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫حي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫وَِفي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت إ ِن ّــى‬ ‫قــال َ ْ‬ ‫مـَرأة ٌ فَ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ - -‬إ ِذ ْ أت َت ْـ ُ‬ ‫ســو ِ‬ ‫عن ْـد َ َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫جــال ِ ٌ‬ ‫ل ب َي َْنا أن َــا َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ج ـُر ِ‬ ‫بأ ْ‬ ‫جـ َ‬ ‫ل » وَ َ‬ ‫قــا َ‬ ‫ل ‪ -‬فَ َ‬ ‫ت ‪ -‬قَــا َ‬ ‫مــات َ ْ‬ ‫جارِي َـةٍ وَإ ِن ّهَــا َ‬ ‫مى ب ِ َ‬ ‫ت ع ََلى أ ّ‬ ‫صد ّقْ ُ‬ ‫تَ َ‬
‫ر‬
‫شــهْ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫صــوْ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ن ع َل َي َْها‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِن ّ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ث «‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ميَرا ُ‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫ها ع َل َي ْ ِ‬ ‫وََرد ّ َ‬
‫َ‬ ‫ج قَ ـ ّ‬ ‫َ َ‬
‫ج ع َن ْهَــا‬ ‫حـ ّ‬ ‫ط أفَأ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ت إ ِن َّها ل َ ْ‬ ‫مى ع َن َْها «‪َ.‬قال َ ْ‬ ‫صو ِ‬ ‫ل» ُ‬ ‫م ع َن َْها َقا َ‬ ‫صو ُ‬ ‫أفَأ ُ‬
‫جى ع َن َْها «‪.728‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ل» ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ما ن َذ ََر وَأن ّ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫صا ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ة ِفي أن ّ ُ‬ ‫ح ٌ‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ح ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ث ال ّ‬ ‫حاِدي ُ‬ ‫‪ .‬فَهَذ ِهِ اْل َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ف ه َ ـذ ِ ِ‬ ‫خــال ِ ْ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ك وَل َـ ْ‬ ‫عوا فِــي ذ َل ِـ َ‬ ‫ة ت َن َــاَز ُ‬ ‫مـ ُ‬ ‫ن ‪َ .‬واْلئ ِ ّ‬ ‫ضاِء ال ـد ّي ْ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫شب ّ َ‬ ‫ُ‬
‫ه ‪،‬وََقــد ْ‬ ‫م ت َب ْل ُْغــ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فَها َ‬ ‫خال َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه وَإ ِن ّ َ‬ ‫ن ب َل َغَت ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ح َ‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫ة‬
‫ح َ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ّ‬ ‫ث ال‬ ‫حاِدي َ‬ ‫اْل َ َ‬
‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫فعَ ُ‬ ‫سل ِم ِ ن َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫موا ع َ ِ‬ ‫صا ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫مإ َ‬ ‫رو ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫م ٍ‬ ‫ث عَ ْ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫تَ َ‬
‫خت َِل ٌ‬ ‫س ِفي ـهِ إّل ا ْ‬ ‫َ‬
‫شــاذ ّ ‪ .‬وَفِــي‬ ‫ف َ‬ ‫م ل َي ْـ َ‬ ‫مت ِهِ ْ‬ ‫عن ْـد َ ع َــا ّ‬ ‫زي ِ‬ ‫جـ ِ‬ ‫ج فَي ُ ْ‬ ‫حـ ّ‬ ‫مــا ال ْ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ة‬ ‫جهَي ْن َـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫م ـَرأة ً ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫س ‪ -‬رضــى اللــه عنهمــا ‪ -‬أ ّ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫قال َت إ ُ‬
‫حت ّــى‬ ‫ج َ‬ ‫حـ ّ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ج ‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مى ن َذ ََر ْ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ى ‪ -  -‬فَ َ ْ ِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت إ َِلى الن ّب ِ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ج ع َن َْها َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫مـ ِ‬ ‫ن ع َلــى أ ّ‬ ‫ت ل ـوْ كــا َ‬ ‫جى ع َن َْها ‪ ،‬أَرأي ْـ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م‪ُ .‬‬ ‫ل » ن َعَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت أفَأ ُ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫َ‬
‫‪729‬‬
‫حقّ ِبالوَفاِء « ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫هأ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فالل ُ‬ ‫ضوا الل َ‬ ‫ة اق ُ‬ ‫ضي َ ً‬ ‫ت قا ِ‬ ‫ن أكن ْ ِ‬ ‫د َي ْ ٌ‬
‫ل‬ ‫جــ ٌ‬ ‫َ‬ ‫س ‪ -‬رضى الله عنهما ‪َ -‬قا َ‬ ‫ْ‬
‫ل أَتى َر ُ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫خارِيّ ع َ ِ‬ ‫وَِفي رَِواي َةِ الب ُ َ‬
‫َ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫ى‪-‬‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ‪ .‬فَ َ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫ج وَإ ِن َّها َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫خِتى ن َذ ََر ْ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ى ‪ -  -‬فَ َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫كان ع َل َيها دي َ‬
‫ه‬‫ض الل ّ َ‬ ‫ل » َفاقْ ِ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ه « ‪َ .‬قا َ‬ ‫ضي َ ُ‬ ‫ت َقا ِ‬ ‫ن أك ُن ْ َ‬ ‫َْ َْ ٌ‬ ‫‪ » - ‬ل َوْ َ َ‬
‫حقّ ِبال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ضاِء « ‪.730‬‬ ‫ق َ‬ ‫‪ ،‬فَهْوَ أ َ‬
‫وفي سنن أبي داود ع َن بريدة َ أ َن ا َ َ‬
‫ت‬ ‫قــال َ ْ‬ ‫ل الل ّـهِ ‪ - -‬فَ َ‬ ‫ســو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مَرأة ً أت َ ْ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ْ َُ ْ َ‬ ‫َ ِ‬
‫ك ال ْوَِلي ـد َ َ‬ ‫ت ت ِل ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ل»‬ ‫ة‪ .‬قَــا َ‬ ‫ت وَت ََرك َ ْ‬ ‫مات َ ْ‬ ‫مى ب ِوَِليد َةٍ وَإ ِن َّها َ‬ ‫ت ع ََلى أ ّ‬ ‫صد ّقْ ُ‬ ‫ت تَ َ‬ ‫ك ُن ْ ُ‬
‫ت وَع َل َي ْهَــا‬ ‫َ‬
‫مــات َ ْ‬ ‫ت وَإ ِن َّها َ‬ ‫ث «‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ميَرا ِ‬ ‫ك ِفى ال ْ ِ‬ ‫ت إ ِل َي ْ ِ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫ك وََر َ‬ ‫جُر ِ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫قَد ْ وَ َ‬
‫م ع َن ْهَــا قَــا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م «‪.‬‬ ‫ل » ن َعَـ ْ‬ ‫صــو َ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ضــى ‪ -‬ع َن ْهَــا أ ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫جزِئُ ‪ -‬أوْ ي َ ْ‬ ‫شهْرٍ أفَي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صوْ ُ‬ ‫َ‬
‫ج ع َن َْها قَــا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ل » ن َعَـ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ضى ‪ -‬ع َن َْها أ ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫جزِئُ ‪ -‬أوْ ي َ ْ‬ ‫ج أفَي ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ت وَإ ِن َّها ل ْ‬ ‫َقال ْ‬
‫«‪.731‬‬

‫صحيح مسلم)‪(2752‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪726‬‬

‫مسند أبي عوانة )‪ ( 2330‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪727‬‬

‫صحيح مسلم )‪( 2753‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪728‬‬

‫صحيح البخارى)‪(1852‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪729‬‬

‫صحيح البخارى )‪( 6699‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪730‬‬

‫سنن أبى داود )‪ (2879‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪731‬‬

‫‪301‬‬
‫حيحة ‪ " :‬أ َن َ‬
‫ج‬ ‫حــ ّ‬ ‫ت وَب ِ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ض عَ‬ ‫ِ‬ ‫فْر‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫مَر ب ِ َ‬ ‫هأ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ص ِ َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ث ال‬ ‫حاِدي ِ‬ ‫في هَذ ِهِ اْل َ َ‬ ‫فَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خا‬ ‫نأ ً‬ ‫كو ُ‬ ‫دا وََتاَرة ً ي َ ُ‬ ‫ن وَل َ ً‬ ‫كو ُ‬ ‫موَر َتاَرة ً ي َ ُ‬ ‫مأ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫صَيام ِ ‪ .‬وَأ ّ‬ ‫مَر ِبال ّ‬ ‫ما أ َ‬ ‫الن ّذ ْرِ " ‪ .‬ك َ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ضاؤ ُه ُ ِ‬ ‫ح قَ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ت ‪َ ،‬والد ّي ْ ُ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ع ََلى ال ْ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِبالد ّي ْ‬ ‫ي ‪ ‬ذ َل ِ َ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫شب ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ح ـد ٍ َل ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ص ذ َل ِـ َ‬ ‫خت َـ ّ‬ ‫لأ َ‬ ‫ن ك ُـ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫فعَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫جوُز أ ْ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ل ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫حد ٍ فَد َ ّ‬ ‫لأ َ‬ ‫كُ ّ‬
‫حا بهِ ِفي اْل َ‬
‫ة‬
‫س ـن ّ ِ‬ ‫ب َوال ّ‬ ‫ت ِبال ْك ِت َــا ِ‬ ‫ذي ث َب َـ َ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫خ ‪ .‬فَهَ َ‬ ‫ِ‬ ‫صّر ً ِ‬ ‫م َ‬ ‫جاَء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ِبال ْوَل َد ِ ‪ .‬ك َ َ‬
‫َ‬ ‫ل مبين ‪ ،‬فَعل ِ َ‬
‫س‬ ‫ه ‪} :‬وَأن ل ّي ْـ َ‬ ‫ك َل ي َُناِفي قَ ـوْل َ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ص ٌ ُ َّ ٌ‬ ‫ف ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ماِع ِ‬ ‫ج َ‬ ‫َواْل ِ ْ‬
‫ت‬ ‫مــا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ســَعى{ )‪ (39‬ســورة النجــم ‪ ،‬ول حــديث » إ ِ َ‬ ‫مــا َ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫ســا ِ‬ ‫لن َ‬ ‫لِ ْ ِ‬
‫عل ْم ٍ ي ُن ْت َ َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫فـ ُ‬ ‫جارِي َةٍ أوْ ِ‬ ‫صد َقَةٍ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ث َل َث َةٍ إ ِل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه إ ِل ّ ِ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫قط َعَ ع َن ْ ُ‬ ‫ن ان ْ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ال ِن ْ َ‬
‫َ‬
‫حقّ وَهَ َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ه « ‪ .‬بَ ْ‬ ‫عو ل َ ُ‬ ‫ب ِهِ أوْ وَل َد ٍ َ‬
‫‪732‬‬
‫حقّ ‪.‬‬ ‫ذا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ح ي َد ْ ُ‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ص ـد َقَ ٍ‬
‫ة‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ث َل َث َـةٍ إ ِل ّ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ه إ ِل ّ ِ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫قط َعَ ع َن ْ ُ‬ ‫ل ‪ } :‬ان ْ َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ث فَإ ِن ّ ُ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬ ‫جارِي َةٍ أ َوْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه { فَـذ ِك ُْر ال ْوَل َـد ِ وَد ُع َــاؤ ُه ُ ل َـ ُ‬ ‫عو ل َ ُ‬ ‫ح ي َد ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫صال ِ‬ ‫فعُ ب ِهِ أوْ وَل َد ٍ َ‬ ‫عل ْم ٍ ي ُن ْت َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مــا‬ ‫ه وَ َ‬ ‫مــال ُ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مــا أغ ْن َــى ع َن ْـ ُ‬ ‫ل‪َ }:‬‬ ‫مــا قَــا َ‬ ‫سـب ِهِ ك َ َ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ال ْوَل َـد َ ِ‬ ‫ن ؛ ِل ّ‬ ‫صي ْ ِ‬ ‫خا ّ‬ ‫َ‬
‫ي ‪‬‬ ‫ل الن ّب ِـ ّ‬ ‫مــا قَــا َ‬ ‫ه وَل َـد ُه ُ ‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫ب{ )‪ (2‬ســورة المســد‪ ،‬قَــاُلوا ‪ :‬إن ّـ ُ‬ ‫سـ َ‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬
‫ه‪. { .‬‬ ‫‪733‬‬
‫سب ِ ِ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَل َد َه ُ ِ‬ ‫سب ِهِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫ما أك َ َ‬ ‫ب َ‬ ‫} أط ْي َ ُ‬
‫خَل ِ ْ َ‬
‫خ‬ ‫ف ال ِ‬ ‫سب ِهِ ب ِ ِ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫جود ِ ال ْوَل َد ِ َ‬ ‫ي ِفي وُ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن هُوَ ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ب ل َك ِـ ْ‬ ‫جــان ِ ِ‬ ‫عاِء اْل َ َ‬ ‫ل ب ِد ُ َ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫عائ ِهِ ْ‬ ‫ضا ب ِد ُ َ‬ ‫فعُ أي ْ ً‬ ‫ه ي َن ْت َ ِ‬ ‫م ‪ .‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫حوِه ِ ْ‬ ‫ب وَن َ ْ‬ ‫م َواْل ِ‬
‫َ‬
‫َوال ْعَ ّ‬
‫ن‬ ‫مــ ْ‬ ‫ه إّل ِ‬ ‫مُلــ ُ‬ ‫طــعَ ع َ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ل ‪ } :‬ان ْ َ‬ ‫ي ‪َ ‬قــا َ‬ ‫مِلــهِ ‪َ .‬والن ِّبــ ّ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫مــ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫س ذ َِلــ َ‬ ‫ل َْيــ َ‬
‫ن‬ ‫ه وَل َـد ُه ُ ك َــا َ‬ ‫ذا د َع َــا ل َـ ُ‬ ‫ل غ َي ْرِهِ ‪ .‬فَـإ ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫فعْ ب ِعَ َ‬ ‫م ي َن ْت َ ِ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫ل ‪ :‬إن ّ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ث ‪ { . .‬لَ ْ‬ ‫ث ََل ٍ‬
‫ه‬ ‫مل ِـهِ ل َك ِن ّـ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ه غ َي ُْره ُ ل َ ْ‬ ‫عا ل َ ُ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫قط ِعْ وَإ ِ َ‬ ‫م ي َن ْ َ‬ ‫ذي ل َ ْ‬ ‫مل ِهِ ال ّ ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هَ َ‬
‫فعُ ب ِهِ ‪.‬‬ ‫ي َن ْت َ ِ‬
‫َ‬ ‫ما اْلي َ ُ‬ ‫َ‬
‫شـْرِع‬ ‫ص بِ َ‬ ‫خت َـ ّ‬ ‫ل ‪ :‬إن ّهَــا ت َ ْ‬ ‫مــا ِقيـ َ‬ ‫مت َعَد ّد َة ٌ ‪ .‬ك َ َ‬ ‫ة ُ‬ ‫جوِب َ ٌ‬ ‫س ع َن َْها أ ْ‬ ‫ة فَِللّنا ِ‬ ‫وَأ ّ‬
‫ل‬ ‫ل ‪ :‬إن ّهَــا ت َن َــا ُ‬ ‫ة وَِقي ـ َ‬ ‫خ ٌ‬ ‫سو َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬إن َّها َ‬ ‫ة وَِقي َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫صو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ‪ :‬إن َّها َ‬ ‫ن قَب ْل ََنا وَِقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ج‬ ‫حَتا ُ‬ ‫ب ِفيهِ ‪ ،‬وَل ي َ ْ‬‫َ‬ ‫سب ّ َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ّ‬
‫سعْي ِهِ ال ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫لي َ‬ ‫ْ‬
‫سب ًَبا ‪َ ،‬وا ِ‬ ‫شَرة ً وَ َ‬ ‫مَبا َ‬ ‫ي ُ‬ ‫سعْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ه‬ ‫ص ‪َ ،‬فـإ ِن ّ ُ‬ ‫صـو ِ‬ ‫ة الن ّ ُ‬ ‫قي ّـ َ‬ ‫ف بَ ِ‬ ‫خــال ِ ُ‬ ‫حقّ َل ي ُ َ‬ ‫ظاه ُِر اْلي َةِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ك بَ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫إَلى َ‬
‫ه‬ ‫س ـعْي َ ُ‬ ‫حقّ َ‬ ‫س ـت َ ِ‬ ‫مــا ي َ ْ‬ ‫ه إن ّ َ‬ ‫حقّ فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫سَعى{ وَهَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن إّل َ‬ ‫سا ِ‬ ‫س ل ِْل ِن ْ َ‬ ‫ل ‪ }:‬ل َي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫سب َ ُ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫ب َ‬ ‫س ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ه إن ّ َ‬ ‫ما أن ّ ُ‬ ‫ه ‪ .‬كَ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫مل ِك ُ ُ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫فَهُوَ ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫مَنــ ُ‬ ‫ذا َل ي َ ْ‬ ‫هــ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ل َك ِ ْ‬ ‫ك ال ْغَي ْرِ َل ل َ ُ‬ ‫ك ل ِذ َل ِ َ‬ ‫مل ْ ٌ‬ ‫حقّ وَ ِ‬ ‫ي غ َي ْرِهِ فَهُوَ َ‬ ‫سعْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫هُوَ ‪ .‬وَأ ّ‬
‫صــّلى ع ََلــى‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب غ َي ْرِهِ ‪ .‬فَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ب ِك َ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫فعُ الّر ُ‬ ‫ما ي َن ْت َ ِ‬ ‫ي غ َي ْرِهِ ك َ َ‬ ‫سعْ ِ‬ ‫فعَ ب ِ َ‬ ‫ن ي َن ْت َ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ت‬ ‫مي ّـ ُ‬ ‫ه َوال ْ َ‬ ‫ص ـَلت ُ ُ‬ ‫ذي هُ ـوَ َ‬ ‫سعْي ِهِ ال ّـ ِ‬ ‫صّلي ع ََلى َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ط فَي َُثا ُ‬ ‫ه ِقيَرا ٌ‬ ‫جَناَزةٍ فَل َ ُ‬ ‫ِ‬
‫ص ـلى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت في ُ َ‬ ‫مــو ُ‬ ‫سل ِم ٍ ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ما قال ‪َ » :‬‬ ‫ي ع َلي ْهِ ك َ‬ ‫ح ّ‬ ‫صلةِ ال َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ضا ي ُْر َ‬ ‫أي ْ ً‬
‫َ‬
‫ن إ ِل ّ أوْ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ث َل َث َ ُ‬
‫‪734‬‬
‫ب«‬ ‫ج َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ف ِ‬ ‫فو ٍ‬ ‫ص ُ‬ ‫ة ُ‬
‫ك‬ ‫م ذ َل ِـ َ‬ ‫حـ ُ‬ ‫ه وَي َْر َ‬ ‫ذي هُ ـوَ ل َـ ُ‬ ‫س ـعْي ِهِ ال ّـ ِ‬ ‫ي ع َل َــى َ‬ ‫ع َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫ب هَ َ‬ ‫ه ت ََعاَلى ي ُِثي ُ‬ ‫فََالل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫جهِ ع َن ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫مهِ ع َن ْ ُ‬ ‫صَيا ِ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫صد َقَت ِهِ ع َن ْ ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫عائ ِهِ ل َ ُ‬ ‫ي ل ِد ُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ي هَ َ‬ ‫سعْ ِ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫داُء ‪،‬‬ ‫ه الــد ّْر َ‬ ‫حَتــ ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ وَ َ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ْ‬ ‫عن َ‬ ‫ح َ‬ ‫حي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت ِفي ال ّ‬ ‫‪ .‬وَقَد ْ ث َب َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ج‬ ‫حـ ّ‬ ‫ري ـد ُ ال ْ َ‬ ‫ه ‪ :‬تُ ِ‬ ‫ت ل َـ ُ‬ ‫قــال َ ْ‬ ‫داَء ‪ ،‬فَ َ‬ ‫جد ْ أب َــا ال ـد ّْر َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫داِء وَل َ ْ‬ ‫م الد ّْر َ‬ ‫جد َ أ ّ‬ ‫ها فَوَ َ‬ ‫فَأَتا َ‬
‫ن‬ ‫ي ‪ ‬ك َــا َ‬ ‫ن الن ّب ِـ ّ‬ ‫خي ْـرٍ فَـإ ِ ّ‬ ‫ه ل َن َــا ب ِ َ‬ ‫ت ‪ :‬فَــاد ْع ُ الل ّـ َ‬ ‫م ‪ ،‬قَــال َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَـ ْ‬ ‫م ؟ َقا َ‬ ‫ال َْعا َ‬
‫‪ -‬صحيح مسلم)‪( 4310‬‬ ‫‪732‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪) -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ (4260 )(73‬صحيح‬ ‫‪733‬‬

‫‪ -‬سنن أبى داود )‪ ( 3168‬حسن‬ ‫‪734‬‬

‫‪302‬‬
‫مل َـ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ة لَ ِ‬
‫ك‬ ‫س ـه ِ َ‬ ‫عن ْـد َ َرأ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫خيـهِ ب ِظ َهْـرِ ال ْغَي ْـ ِ‬ ‫جاب َ ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مْرِء ُ‬ ‫ن د َع ْوَة َ ال ْ َ‬ ‫ل‪:‬إ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫جت‬ ‫خَر ْ‬ ‫م َ‬ ‫مث ْل ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وََلك ب ِ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ل‪:‬آ ِ‬ ‫خي ْرٍ َقا َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫عا ل َ ُ‬ ‫ما د َ َ‬ ‫عائ ِهِ ك ُل ّ َ‬ ‫ن ع ََلى د ُ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ي ُؤ َ ّ‬
‫َ‬
‫َ ‪735‬‬
‫ل ذ َل ِك‪. .‬‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ي ‪ ‬بِ ِ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫حد ّث َِني ‪ ،‬ع َ َ ِ‬ ‫داِء فَ َ‬ ‫ت أَبا الد ّْر َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ق فَل َ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫إ َِلى ال ّ‬
‫م‬‫حـ ُ‬ ‫ذا وَي َْر َ‬ ‫ه ه َـ َ‬ ‫ب الل ّـ ُ‬ ‫خـاه ُ ي ُِثيـ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ُ‬ ‫مـؤ ْ ِ‬ ‫فـعُ ِبـهِ ال ْ ُ‬ ‫ذي ي َن ْ َ‬ ‫ي اّلـ ِ‬ ‫سعْ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫فَهَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ب ِـهِ ي َك ُــو ُ‬ ‫حـ ُ‬ ‫ي أوْ ي ُْر َ‬ ‫حـ ّ‬ ‫ت أوْ ال ْ َ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫فعُ ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫ما ي َن ْت َ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫س كُ ّ‬ ‫ذا ‪ .. ،‬وَل َي ْ َ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ذي ل َ ْ‬ ‫ي فَا َل ّ ِ‬ ‫سعْ ٍ‬ ‫م ب َِل َ‬ ‫معَ آَبائ ِهِ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫فا ُ‬ ‫ل أط ْ َ‬ ‫ه‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫سعْي ِ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ب ع َل َــى غ َي ْـ ِ‬
‫ر‬ ‫وا َ‬ ‫ن الث ّـ َ‬ ‫ســا ُ‬ ‫ب اْل ِن ْ َ‬
‫ُ‬
‫فاٍع ؛ ل ِئ َّل ي َط ْل ُ َ‬ ‫ل ان ْت ِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫جْز إّل ب ِهِ أ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫مـا‬ ‫ه َ‬ ‫س َلـ ُ‬ ‫ن ل َْيـ َ‬ ‫ه ل َك ِ ْ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ن غ َي ْرِهِ فَت َب َْرأ ذ ِ ّ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫سا ُ‬ ‫ن ي ُوَّفيهِ اْل ِن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫كالد ّي ْ‬ ‫مل ِهِ وَهُوَ َ‬ ‫عَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫ه وََالل ّ ُ‬ ‫موَّفي ل َ ُ‬ ‫ن هُوَ ال ْ ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ن وَي َن ْب َِغي ل َ ُ‬ ‫وَّفى ب ِهِ الد ّي ْ َ‬
‫‪736‬‬
‫م ‪.‬اهـ‬ ‫كو َ‬ ‫هأ ْ‬
‫ن ‪:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ل ِل ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عاءُ ال ْ ُ‬ ‫دُ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫ى ‪َ - -‬قا َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ة عَ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه‪ ،‬فَعَ ْ‬ ‫جَناَزت ِ ِ‬ ‫م ع ََلى ِ‬ ‫صَلت ِهِ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه إ ِل ّ‬ ‫نل ُ‬ ‫فُعو َ‬ ‫ش َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ة ك ُلهُ ْ‬ ‫مائ َ ً‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ي َب ْلُغو َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫صلى ع َلي ْهِ أ ّ‬ ‫ت يُ َ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫‪737‬‬
‫فُعوا ِفيهِ «‬ ‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َيا‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫فا َ‬ ‫س َ‬ ‫ه ب ِقُد َي ْد ٍ أوْ ب ِعُ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ت اب ْ ٌ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫س أن ّ ُ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ّ‬ ‫وَع َ ْ‬
‫مُعوا‬ ‫جت َ َ‬ ‫س قَد ِ ا ْ‬ ‫ذا َنا ٌ‬ ‫ت فَإ ِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫س‪َ .‬قا َ‬ ‫ِ‬ ‫ن الّنا‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫معَ ل َ ُ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ب ان ْظ ُْر َ‬ ‫ك َُري ْ ُ‬
‫َ‬
‫ت‬‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫جوه ُ فَإ ِّنى َ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫م‪َ .‬قا َ‬ ‫ل ن َعَ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م أْرب َُعو َ‬
‫ل هُ َ‬
‫ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل تَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫خب َْرت ُ ُ‬ ‫ه فَأ ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه‬
‫جَناَزت ِ ِ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫سل ِم ٍ ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل» َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ - -‬ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫م الل ّ ُ‬ ‫شي ًْئا إ ِل ّ َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫جل ً ل َ ي ُ ْ‬
‫‪738‬‬
‫ه ِفيهِ « ‪. .‬‬ ‫فعَهُ ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫كو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫أْرب َُعو َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫فَرة ُ ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫جوُز أ ْ‬ ‫ت ‪ .‬فََل ي َ ُ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ه ب َعْد َ ال ْ َ‬ ‫عاٌء ل َ ُ‬ ‫ذا د ُ َ‬ ‫وَهَ َ‬
‫فوٌر‬ ‫مغْ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫حد َه ُ ؛ فَإ ِ ّ‬ ‫صَغائ ُِر وَ ْ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫فَر ْ‬ ‫ب ال ْك ََبائ َِر وَك ُ ّ‬ ‫جت َن َ َ‬ ‫ذي ا ْ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫الت ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫فَرةِ ل ِل ْ َ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫سَبا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عاَء ِ‬ ‫ذا الد ّ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ن ‪ .‬فَعُل ِ َ‬ ‫عي َ‬ ‫مت ََنازِ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫عاَء‬ ‫ن الد ّ َ‬ ‫ن قَد َرٍ وَل َك ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫حذ ٌَر ِ‬ ‫فعَ َ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ » - -‬ل َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مَعاذ ٍ ع َ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪،‬فعَ ْ‬
‫‪739‬‬
‫عَباد َ اللهِ «‬‫ّ‬ ‫عاِء ِ‬ ‫م ِبالد ّ َ‬ ‫ل فَعَلي ْك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫م ي َن ْزِ ْ‬ ‫ما ل ْ‬ ‫َ‬ ‫م ّ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ما ن ََز َ‬ ‫م ّ‬ ‫فعُ ِ‬ ‫ي َن ْ َ‬

‫‪‬‬

‫مصنف ابن أبي شيبة )ج ‪ / 10‬ص ‪ (29768)(197‬صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪735‬‬

‫الفتاوى الكبري لبن تيمية ‪ (366 / 3) -‬ومجموع الفتاوى لبن تيمية ‪(313 / 24) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪736‬‬

‫صحيح مسلم برقم) ‪( 2241‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪737‬‬

‫صحيح مسلم برقم) ‪( 2242‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪738‬‬

‫مسند أحمد برقم) ‪ (22694‬وهو حديث حسن لغيره‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪739‬‬

‫‪303‬‬
‫خاتمـــة‬

‫مَلئ ِك َ ُ‬
‫ة‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ُ‬‫موا ت َت َن َّز ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ن َقاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫قال تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫أ َّل ت َ َ‬
‫ن‬‫ح ُ‬ ‫ن )‪ (30‬ن َ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫م ُتوع َ ُ‬ ‫جن ّةِ ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫شُروا ِبال ْ َ‬ ‫حَزُنوا وَأب ْ ِ‬ ‫خاُفوا وََل ت َ ْ‬
‫سك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ف ُ‬ ‫شت َِهي أ َن ْ ُ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫خَرةِ وَل َك ُ ْ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي اْل َ ِ‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬ ‫أوْل َِياؤ ُك ُ ْ‬
‫َ‬
‫حيم ٍ )‪] {(32‬فصلت‪-30/‬‬ ‫فورٍ َر ِ‬ ‫ن غَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن )‪ (31‬ن ُُزًل ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ت َد ّ ُ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫وَل َك ُ ْ‬
‫‪[33‬‬
‫هكذا تتنزل ملئكة الرحمة بالبشرى على الذين آمنوا بالله ‪ ،‬ثم‬
‫استقاموا على هذا اليمان حتى الموت‬
‫تتنزل عليهم عند موتهم فتقول لهم بأمر الله‪:‬‬
‫ل تخافوا مما أنتم قادمون عليه في القبر‪ ،‬وعند البعث والحشر‪ ،‬ول‬
‫تحزنوا على ما خلفتم من أمر الدنيا من مال وولد وأهل‪ ،‬فإنا نخلفكم‬
‫فيه‪.‬‬
‫وأبشروا بأن الله قد رضي عنكم ‪ ،‬وكتب لكم الجنة‪.‬‬
‫ت للمؤمن مستقبله الزاهر السعيد ‪،‬‬ ‫من ْ‬ ‫وهذه البشرى عند الموت أ ّ‬
‫ده ‪ ،‬وك ّ‬
‫ل‬ ‫ة بأمر الله تعالى في أهلهِ ومالهِ وول ِ‬ ‫ت له الحفظ والرعاي َ‬ ‫من ْ‬ ‫وأ ّ‬
‫ما خّلفه‪.‬‬
‫ن ؟!‬ ‫فهل بقي شيء تتوق إليه نفس إنسا ٍ‬
‫ن لي‬ ‫م َ‬ ‫ة‪ ،‬أو أيّ سلطةٍ أرضيةٍ تستطيع أن تؤ ّ‬ ‫وهل توجد أيّ شركةٍ عالمي ٍ‬
‫ت على المدى اللنهائي أو على أي مدى؟!‬ ‫ل ما بعد المو ِ‬ ‫إنسان مستقب َ‬
‫ت على أهله‬ ‫ن لمي ٍ‬ ‫م َ‬ ‫وهل توجد أيّ شركةٍ أو أيّ سلطةٍ تستطيعُ أن تؤ ّ‬
‫ً‬
‫ه؟ وأن يكون هذا التأمين على مدى بعيد ٍ جدا ؟ ‪...‬‬ ‫وأولده وأموال ِ‬
‫الجواب‪:‬‬
‫ده‪ ،‬وكفى بالله وكيل ً وحفيظًا‪.‬‬ ‫ه وح َ‬ ‫ل يستطيع ذلك ول يقدر عليه إل الل ُ‬
‫ن بالستقامةِ الدائمةِ على الطريق‪ ،‬الذي رسمه الله‬ ‫فعليك أيها النسا ُ‬
‫ك والبتعاد َ عنه لكي‬ ‫ن‪ ،‬وإيا َ‬ ‫ة الرحمن بالجنة والرضوا ِ‬ ‫ك ملئك ُ‬ ‫ك‪ ،‬لتبشر َ‬ ‫ل َ‬
‫ل تخسَر سعادة َ

You might also like