Professional Documents
Culture Documents
ُد للمو
ْعدا
الست
ُد
إعـــدا
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
الطبعة الرابعة
َدل
ٌة ومزيد
ٌة ُمع
ّ
َ
1430هـ 2009 -م
)) بهانج – دار المعمور ((
1
بسم ال الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمد ونستغفره ،ونؤمن به ونتوكل عليه ،من يهده الله
ل فل هادي له ،وأشهد ُ أن ل إله إل الله وحده ل فهو المهتد ،ومن يضل ْ
يده ورسوله ،وصفيه وخليله ،خيُر نب ّ شريك له ،وأشهد ُ أن محمدا ً عب ُ
ضل ،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البدور مرسل ،وأكرم شافع مف ّ
مل ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. الك ّ
أما بعد :
موِر ُ مد ٍ و َ َ ْ ّ ْ » ...فَإ ِ ّ
شّر ال ُ ح ّ م َدى ُ دى هُ َ خي ُْر الهُ َ ب اللهِ وَ َ ث ك َِتا ُ دي ِ ح ِخي َْر ال َ ن َ
1
ة «....رواه مسلم مطول ضل َل َ ٌ ل ب ِد ْع َةٍ َ حد ََثات َُها وَك ُ ّ م ْ ُ
ن { ) (30سورة الزمر مي ُّتو َ ت وَإ ِن ُّهم ّ مي ّ ٌ َ
يقول الله تعالى } :إ ِن ّك َ
ُ ْ
م جوَرك ُ ْ
م ي َوْ َ نأ ُ ما ت ُوَفّوْ َ ت وَإ ِن ّ َ مو ْ ِ ة ال َ ق ُ ذآئ ِ َس َ ف ٍ ل نَ ْ ويقول تعالى } :ك ُ ّ
ُ
حَياة ُ الد ّن َْيا إ ِل ّ قد ْ َفاَز َوما ال ْ َ ة فَ َ جن ّ َل ال ْ َ خ َ ن الّنارِ وَأد ْ ِ ح عَ ِ حزِ َ من ُز ْ مةِ فَ َ قَيا َ ال ْ ِ
مَتاع ُ ال ْغُُروِر{ ) (185سورة آل عمران . َ
ي ،ول يتفرد بالبقاء إل الله وحده ،وفي الموت إن الموت نهاية كل ح ّ
ة
ل البشر ،بما فيهم النبياء والمرسلون ،والموت ليس نهاي َ يستوي ك ّ
ة لها ما بعدها من حلقات النشأة المقدرة ف ،إنما هو حلق ٌ المطا ِ
دى. ً
المدّبرة ،التي ليس شيء منها عبثا ول س ً
ن القرآن الكريم يلمس حكمة الخوف من الموت في النفس البشرية إ ّ
ة تطُرد ُ ذلك الخوف عن طريق الحقيقةِ الثابتةِ في شأن ة موحي ً لمس ً
ر ،ومن الموت وشأن الحياة ،وما بعد َ الحياة والم 0وت من حكمة وتدبي ٍ
ابتلٍء للعباد وجزاء.
َ ما َ
ن الله ك َِتاًبا ت إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْ ِ مو َ ن تَ ُ سأ ْ ف ٍ ن ل ِن َ ْكا َ ومن ثم يقول الله تعالى } :وَ َ
من َْها خَرةِ ن ُؤ ْت ِهِ ِ ب ال ِ وا َ من ي ُرِد ْ ث َ َ من َْها وَ َ ب الد ّن َْيا ن ُؤ ْت ِهِ ِ وا َ من ي ُرِد ْ ث َ َ جل ً وَ َ مؤ َ ّ ّ
ن{ ) (145سورة آل عمران ري َ شاك ِ ِ زي ال ّ ج ِ سن َ ْ وَ َ
س حتى إن لكل نفس كتابا ً مؤجل ً إلى أجل مرسوم ،ولن تموت نف ٌ
ي هذا الجل المرسوم ،فالخوف والهلع والحرص والتخلف ،ل تستوف َ
صُر عمرًا ،فل كان ة والثبات والقدام والوفاء ،ل تق ّ ل ،والشجاع ُ ل أج ً تطي ُ
ن الجبناء ،والجل المكتوب ل ينقص منه يوم ول الجبن ،ول نامت أعي ُ
يزيد !
بذلك تستقر حقيقة الجل في النفس ،فتترك الشتغال به ،ول تجعله
في الحساب ،وهي تفكر في الداء والوفاء بالتكاليف واللتزامات
اليمانية ،وبذلك تنطلق من عقال الشح والحرص ،كما ترتفع على وهلة
م على الطريق الذي رسمه الله لها بكل الخوف والفزع ،وبذلك تستقي ُ
تكاليفه وبكل التزاماته ،في صبر وطمأنينة ،وتوكل على الله الذي يملك
الجال وحده.
2
ب الدنيا وحدها ،إنما يحيا والذي يعيش لهذه الرض وحدها ،ويريد ثوا ُ
حياة الديدان والدواب والنعام! ثم يموت في موعده المضروب بأجله
المكتوب ،والذي يتطلع إلى الفق الخر ،إنما يحيا حياة النسان الذي
مه الله تعالى ،واستخلفه ،وأفرده بهذا المكان ،ثم يموت في موعده كر ّ
المضروب بأجله المكتوب.
أما طريقة عملي في هذا الكتاب فهي كما يلي :
جمع اليات والحاديث المقبولة في هذا الباب ،وقد نافت على -1
الثلثمائة
تخريج هذه الحاديث باختصار من مصادرها الرئيسة -2
الحكم على هذه الحاديث من حيث الصحة والضعف دون -3
تشدد أو تساهل
شرح اليات القرآنية باختصار -4
شرح الكلمات الغريبة من مظانها -5
شرح ما يتعلق بدللة الحديث من خلل كتب الشروح -6
ذكر خلصة رأي الفقهاء في عديد من المسائل -7
ذكر أهم المصادر في آخر الكتاب -8
وقد قسمته إلى ثلثة أبواب ،وتحت كل باب مباحث عديدة :
الباب الول مفهوم الموت في القرآن الكريم
ل الج ُ
ل المبحث الول ل فرار من الموت إذا ح ّ
ت ة ال ْ َ
موْ ِ ق ُ س َ
ذائ ِ َ ف ٍ ل نَ ْ المبحث الثاني ك ُ ّ
المبحث الثالث الحث على التوبة قبل الموت
المبحث الرابع إذا حضر الجل فل رجعة للدنيا
موْت َِها
ن َحي َ س ِف َ ه ي َت َوَّفى اْل َن ْ ُالمبحث الخامس الل ّ ُ
المبحث السادس الله تعالى قدر الموت والحياة
المبحث السابع النسان يغفل عن الموت
المبحث الثامن وجوب تذكر المؤمن رسالته في هذه الرض
المبحث التاسع من هاجر إلى الله وأدركه الموت قبل وصوله فقد
وقع أجره على الله
المبحث العاشر المنافقون يهربون من الجهاد فرارا من الموت
المبحث الحادي عشر الكفار ل يتمنون الموت أبدا
المبحث الثاني عشر وجوب التواصي بالموت على السلم
المبحث الثالث عشر الحث على الوصية قبل الموت لغير الورثة
المبحث الرابع عشر الملئكة تقبض أرواح الناس
المبحث الخامس عشر حال الكفار أثناء نزع الروح
المبحث السادس عشر المم لها آجال أيضا
الباب الثاني الموت في السّنة النبوية
ما ُ َ
واِتيم ِ خ َل ِبال َ المبحث الول الع ْ َ
المبحث الثاني موت النبياء عليهم الصلة والسلم
موت آدم عليه السلم
3
موسى وملك الموت عليهما السلم
موت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم -
ب لقاء الله أحب الله لقاءه.المبحث الثالث من أح ّ
المبحث الرابع لمثل هذا فأعدوا
المبحث الخامس فيمن يموت وهو يشهد أن ل إله إل الله
المبحث السادس الموت على عمل صالح
المبحث السابع التحذير من سوء الخاتمة
المبحث الثامن أسباب حسن الخاتمة
الباب الثالث النسان من مرضه حتى دفته
ث الول الترغيب في سؤال العفو والعافية المبح ُ
ث الثاني النهي عن تمني الموت لضر نزل به المبح ُ
ث الثالث الترغيب في الصبر وفضل البلء المبح ُ
ث الرابع فضل طول الحياة في طاعة الله تعالى المبح ُ
ث الخامس الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من المبح ُ
جسده
ث السادس الترغيب في عيادة المرضى المبح ُ
ث السابع الترغيب في الوصية والعدل فيها المبح ُ
ث الثامن فضل الموت المبح ُ
ث التاسع الترهيب من كراهية الموت والترغيب بمحبته المبح ُ
ث العاشر استحباب ذكر الموت والستعداد له المبح ُ
ث الحادي عشر تحسين الظن بالله والخوف منه المبح ُ
ث الثاني عشر نذير الموت المبح ُ
ث الثالث عشر علمة خاتمة الخير وسوئها المبح ُ
ث الرابع عشر كيفية الموت وشدته المبح ُ
ث الخامس عشر تلقين الميت المبح ُ
ث السادس عشر ما جاء في ملك الموت وأعوانه المبح ُ
ث السابع عشر من يحضر الميت من الملئكة المبح ُ
ث الثامن عشر الحث على التوبة قبل فوات الوان المبح ُ
ث التاسع عشر الترغيب في كلمات يقولهن من مات له المبح ُ
ميت
ث العشرون معرفة الميت بمن يغسله ويجهزه المبح ُ
ث الواحد والعشرون بكاء السموات والرض على المؤمن المبح ُ
ث الثاني والعشرون الترغيب في حفر القبور وغسل الموتى المبح ُ
ث الثالث والعشرون الترغيب في تشييع الميت وحضور المبح ُ
دفنه
ث الرابع والعشرون الترغيب في كثرة المصلين على المبح ُ
الجنازة
ث الخامس والعشرون الترغيب في السراع بالجنازة المبح ُ
وتعجيل الدفن
4
در
السادس والعشرون الدفن في المكان المق ّ ثالمبح ُ
السابع والعشرون ما يقال عند الدفن ث المبح ُ
الثامن والعشرون ضمة القبر ث المبح ُ
التاسع والعشرون مخاطبة القبر للميت ث المبح ُ
الثلثون الترغيب في الدعاء للميت ث المبح ُ
الواحد والثلثون عذاب القبر ونعيمه ث المبح ُ
الثاني والثلثون من ل يسأل في القبر وما ينجي من ث المبح ُ
عذاب القبر
ث الثالث والثلثون الترهيب من النياحة على الميت وغيرها المبح ُ
ث الرابع والثلثون الترهيب من إحداد المرأة على غير المبح ُ
زوجها فوق ثلث
ث الخامس والثلثون النهي عن أكل ما اليتيم بغير حق المبح ُ
ث السادس والثلثون الترغيب في زيارة القبور المبح ُ
ث السابع والثلثون الترهيب من المرور بقبور الظالمين المبح ُ
ث الثامن والثلثون أحوال الموتى في قبورهم المبح ُ
ث التاسع والثلثون باب صفة الدفن المبح ُ
ث الربعون الترهيب من الجلوس على القبر وكسر عظم المبح ُ
الميت أو نبشه إل لضرورة
ث الواحد و الربعون النهي عن تجصيص القبر ورفعه المبح ُ
والصلة إليه
ث الثاني والربعون الحث على تعزية المسلم المبح ُ
ث الثالث والربعون الحث على صنع الطعام لهل الميت المبح ُ
ث الرابع والربعون النهي عن شق الجيوب ولطم الخدود المبح ُ
والدعاء بدعوى الجاهلية
ث الخامس والربعون ما ينفع الميت في قبره المبح ُ
وأخيرا خاتمة ...
وفي هذه الطبعة زدت في شرح اليات وزدت بعض الحاديث وبعض
التعليقات الفقهية
د ،ويثابَر على طاعة الله مر عن ساعد الج ّ فعلى النسان العاقل أن يش ّ
ن أجلنا مجهول ،والعمر قصير ،وإياك أن قبل فوات الوان ،خاصة وأ ّ
وفين فتندم ولت ساعة مندم. تكون من المس ّ
سّنة الرسول ت من ُ دم إليك أيها القارئ العزيز ومضا ٍ لذا فإني أق ّ
حول الموت ومقدماته ،وعذاب القبر ونعيمه ،وهي مما صح عنه ،
ت ،وتجعلنا ممن يعود ُ إلى الله ك بحقيقة الحياة والمو ِ عّلها تذكرني وإيا َ
تعالى قبل انتهاء هذه الرحلة القصيرة ،فنفوَز بسعادة الدارين والحمد
لله رب العالمين.
ن
دو َ م ثُ ّ
م ت َُر ّ َ
ملِقيك ُ ْ ه ُه فَإ ِن ّ ُ من ْ ُ
ن ِ فّرو َذي ت َ ِ ّ
ت ال ِ موْ َ ْ
ن ال َ ل إِ ّقال تعالى } :قُ ْ
ن{ ) (8سورة مُلو َ م ت َعْ َ ما ُ
كنت ُ ْ شَهاد َةِ فَي ُن َب ّئ ُ ُ
كم ب ِ َ ب َوال ّ عال ِم ِ ال ْغَي ْ ِ إ َِلى َ
الجمعة
5
ه وَل َْتنظ ُْر ن َ ْ َ
ت ل ِغَدٍ م ْما قَد ّ َ س ّ ف ٌ قوا الل ّ َ مُنوا ات ّ ُ نآ َ ذي َ وقال تعالى َ} :يا أي َّها ال ّ ِ
سوا الل ّ َ
ه ن نَ ُذي َ كال ّ ِ كوُنوا َ ن ) (18وََل ت َ ُ مُلو َ ما ت َعْ َ خِبيٌر ب ِ َ ه َ ن الل ّ َه إِ ّ قوا الل ّ َ َوات ّ ُ
َ ُ َ َ
ب الّناِر حا ُ ص َ
وي أ ْ ن )َ (19ل ي َ ْ
ست َ ِ قو َ س ُ
فا ِ م ال ْ َ
ك هُ ُ م أول َئ ِ َ سه ُ ْف َ م أن ْ ُ ساهُ ْ فَأن ْ َ
م ال ْ َ َ َ
ن ) { (20سورة الحشر فائ ُِزو َ جن ّةِ هُ ُ ب ال ْ َ حا ُ ص َ جن ّةِ أ ْ ب ال ْ َ حا ُص َوَأ ْ
وقال الشاعر :
ي
لح ّ ةك ّ ت راح َ فلو أنا إذا متنا ُتركنا ...لكان المو ُ
ي
لش ّ ل بعده عن ك ّ ولكنا إذا متنا ُبعثنا ......ونسأ ُ
وقال آخر :
ت ناسيا دنيا وللـمو ِ ه عاصيا --حريصا ً على ال ُ أيـا عـبد ُ كـم يـراك الل ُ
ب فـيهِ النواصيا ت لقاء الله واللـحد والـثرى؟ --ويوما ً عبوسا ً تشي ُ أنسي َ
عـريانا ً و لـو كان كاسيا لو أن المرُء لم يلبس ثيابا ً من الُتقى --تشـّرد ُ
ل اللهِ حـيا ً و بـاقيا م لهـِلـها --لـكان رسـو ُ ولـو أن الـدنيا تـدو ُ
هذا وأسال الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره في الدارين
آميـن.
وكتبه
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 1412هـ الموافق ل 5/9/1991
وقد تمت مراجعته وتعديله بتاريخ 1ذو الحجة 1427هـ الموافق
21/12/2006م
وعدل تعديل جذريا بتاريخ 8شعبان 1429هـ الموافق ل
10/8/2008م
دل أيضا بتاريخ 17ربيع الخر 1430هـ الموافق ل 12/4/2009م وع ّ
6
الباب الول مفهوم الموت في القرآن الكريم
7
الباب الول
مفهوم الموت في القرآن الكريم
المبحث الول
ل الج ُ
ل ل فرار من الموت إذا ح ّ
حـذ ََر ف َ م أ ُل ُــو ٌ م وَهُـ ْ ن د ِي َــارِه ِ ْ مـ ْ جوا ِ خَر ُ ن َ ذي َ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ
َ
قال تعالى } :أل َ ْ
ضـ ٍ َ ه ل َـ ُ ل ل َهم الل ّه موتوا ث ُ َ
س ل ع َلــى الن ّــا ِ ذو فَ ْ ن الل ّ َ م إِ ّ حَياهُ ْ مأ ْ ّ ُ ُ ُ قا َ ُ ُ ت فَ َ مو ْ ِ ال ْ َ
ن )] (243البقرة[ 243/ شك ُُرو َ س َل ي َ ْ ِ ن أ َك ْث ََر الّنا وَل َك ِ ّ
َ
ض م ـَر ٍ ن وَب َــاٍء أوْ َ مـ ْ م فَِرارا ً ِ ن د َِيارِه ِ ْ م ْ جوا ِ خَر ُ وما ً َ ن قَ ْ نأ ّ سُرو َ ف ّ م َ ل ال ُ قو ُ يَ ُ
م أل ُــو ٌ ُ َ
م إلــى عو ك َث َْرت ُهُـ ْ ف ك َِثي ـَرة ٌ ت َـد ْ ُ جم ٍ وَهُـ ْ مَها ِ ن ع َد ُوّ ُ م ْ وفا ً ِ خ ْ ل ب َِها أوْ َ ح ّ َ
ن َ ق ـد َْرةِ ع َل َــى ال ـ ّ مْئنــا ِ جاع َةِ َوالط ْ ِ ال ّ
ل َوال ـوَط ِ ن الهْ ـ ِ دفاِع ع َـ ِ ن إلــى ال ُ شـ َ
بل ف ع َلــى الهَـَر ِ َ خــائ ِ َ ل ال َ مـ ُ ح ِ ف ،الــذي ي َ ْ خو ْ ِ ض ،ل إلى الهَلِع َوال َ َ
َوالعِْر ِ
ت م ـو ْ ِ حـذ ََر ال َ م َ ن د ِي َــارِه ِ ْ مـ ْ ن ِ ؤلِء الهَــاِربي َ ن هَ ـ ُ لإ ّ شيٍء .وَِقيـ َ وي ع ََلى َ ي َل ْ ِ
ن هأ ْ دعا الل َ ي فَ َ مّر ن َب ِ ّ م َ ميعا ً .ث ُ ّ ج ِ ماُتوا َ ت فَ َ مو ْ ِ ه ِبال َ م الل ُ مَرهُ ُ ن ََزُلوا َواِديا ً َفأ َ
م م ،وَل ِي َعْل َـ َ فهُ ـ ْ خل ْ َ ن َ مـ ْ عب َْرة ً ل ِ َ ة وَ ِ عظ َ ً كوُنوا ِ م ل ِي َ ُ ديهِ َ ،فأحَياهُ ْ م ع ََلى ي َ َ حيي َهُ ْ يُ ْ
م ريِهــ ْ ما ي ُ ِ س ِفي َ ض ٍ َ ذو فَ ْ ه ُ ن قَد َرٍ َ .والل ُ حذ ٌَر ِ
ل ع َلى الّنا ِ َ
م ْ فعُ َ ه ل ي َن ْ َ س أن ّ ُ الّنا ُ
مــهِ ، شك ْرِ اللهِ ع ََلى ن ِعَ ِ ن بِ ُ مو َ قو ُ س ل َ يَ ُ ن أك ْث ََر الّنا ِ جهِ ،وَل َك ِ ّ ج ِ ح َ ن آَيات ِهِ وَ ُ م ْ ِ
َ
2
ضال ِهِ . وَأفْ َ
َ
م ن الل ّـهِ وَل ِي َعْل َـ َ ن فَب ِـإ ِذ ْ ِ معَــا ِ ج ْ قــى ال ْ َ م ال ْت َ َ م ي َـوْ َ صــاب َك ُ ْ مــا أ َ وقال تعــالى } وَ َ
ل ســِبي ِ وا َقات ُِلوا ِفي َ م ت ََعال َ ْ ل ل َهُ ْ قوا وَِقي َ ن َنافَ ُ ذي َ م ال ّ ِ ن ) (166وَل ِي َعْل َ َ مِني َ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
َ م ل ِل ْك ُ ْ َ
م من ُْهــ ْ ب ِ مئ ِذ ٍ أقَْر ُ فرِ ي َوْ َ م هُ ْ م قَِتاًل َلت ّب َعَْناك ُ ْ الل ّهِ أوِ اد ْفَُعوا َقاُلوا ل َوْ ن َعْل َ ُ
قوُلون بأ َْفواههم ما ل َيس في قُُلوبهم والل ّ َ
ن) مــو َ مــا ي َك ْت ُ ُ م بِ َ ه أع ْل َ ُ ِِ ْ َ ُ ِ ِ ْ َ ْ َ ِ َ ِ ن يَ ُ ما ِ لي َ ِ لِ ْ
ن ل َفاد َْرُءوا ع َ ْ ما قُت ُِلوا قُ ْ عوَنا َ طا ُ دوا ل َوْ أ َ َ م وَقَعَ ُ وان ِهِ ْ خ َ ن َقاُلوا ِل ِ ْ ذي َ (167ال ّ ِ
ن )] (168آل عمران[168-166/ صاد ِِقي َ م َ ن ك ُن ْت ُ ْ ت إِ ْ موْ َ م ال ْ َ سك ُ ُ ف ِ أ َن ْ ُ
َ َ
ن دا ِ مي ْـ َ م ِفي َ م ب َِعدوك ُ ْ قي ْت ُ ْ ما الت َ َ حين َ َ حد ٍ ِ ، مأ ُ ن ي َوْ َ مُنو َ مؤ ْ ِ م َيا أي َّها ال ُ صاب َك ُ ْ ما أ َ َ
ه
ن الل ـهِ وَق ـد َرِ ِ َ ن ب ِـإ ِذ ْ ِ مــا كــا َ َ ل ،إن ّ َ مةٍ وَقت ْ ٍ َ زي َ ن هَ ِ م ْ م ِ ُ
حل ب ِك ْ ّ ما َ معَْركةِ ،وَ َ َ ال َ
سـك َ ٍ
ر ل عَ ْ
َ
سـَباب َِها ،فَك ُـ ّ
ُ
جل ْ ت ن َت َــائ ِ َ ســبَبا ِ م َ ل ال ُ جعَـ َ ذي َ ق ،ال ِ ساب ِ ِ ضائ ِهِ ال ّ وَقَ َ
م ب ِـهِ ،وَأك ْث َــر ص ـب ْت ُ ْ ما أ ِ ل َ مث ْ ِ ب بِ ِ صا ُ ف ظ َهَْره ُ ل ِعَد ُوّهِ ي ُ َ ش ُ صي َقائ ِد َه ُ ،وَي َك ْ ِ ي َعْ ِ
ة
قـ ِ قي َ ح ِ ن َ ف ع َـ ْ شـ ُ دائ ِد َ ت َك ْ ِ شـ َ ن ال ّ ك،ل ّ ة ِفي ذ َل ِـ َ ة الَبال ِغَ ُ م ُ حك ْ َ ه َ ،وللهِ ال ِ من ْ ُ ِ
َ ُ ْ َ
دائ ِد ُ ُتظهُِر ش َ مام العَد ُوّ َ،وال ّ م ي َت ََزلَزلوا أ َ صب َُروا وَث َب َُتوا ،وَل ْ ن َ ذي َ ن ال ِ مِني َ مؤ ْ ِ ال ُ
ُ َ
ي ن أَبـ ّ عـةِ اْبـ ِ ما َ ج َ ن َ م ْ نِ ، ما َ لي َ فرِ ،وَأظ ْهَُروا ا ِ ن ت َب َط ُّنوا ِبالك ُ ْ ذي َ ن ال ِ قي َ ما َفِ ِ ال َُ
ل جــا ٌ م رِ َ ح ـقَ ب ِهِ ـ ْ معَْرك َةِ ،فَل َ ِ ل ال َ دين َةِ قَب ْ َ م ِ جُعوا إَلى ال َ ن َر َ ذي َ ل ،ال ِ سُلو ٍ ن َ بْ ِ
ل قت َــا ِ م ع َلــى ال ِ َ ضــون َهُ ْ حّر ُ ف ،وَي ُ َ صـ ّ م ل ِلعَوْد َةِ إلــى ال ّ َ ْ عون َهُ ْ ن ي َد ْ ُ مِني َ مؤ ْ ِ ن ال ُ م َ ِ
ن ) أو اد ْفَعُــوا ( ، كي َ ش ـرِ ِ م ْ م ال ُ مــا َ مأ َ ن َ ،وإكَثارِ ع َـد َد ِه ِ ْ ْ مي َ سل ِ ِ م ْ ساع َد َةِ ال ُ م َ وَ ُ
م ،وَل َك ِن ّن َــا ِفـي حْربـا ً لت ّب َعْن َــاك ُ ْ ن َ قو َ سـت َل ْ َ م َ كـ ْ م أن ّ ُ ن َ :لـوْ ن َعَْلـ ُ مت َعَل ِّليـ َ دوا ُ فََر ّ
ك ول ك َــاُنوا فِــي ت ِْلـ َ قـ ْ ذا ال َ هـ َ حيَنمــا قَــاُلوا َ م ِ هـ ْ ن غ َْيـَره ُ .وَ ُ دو َ ق ُ م ي َعْت َ ِ قُُلوب ِهِ ْ
-أيسر التفاسير لسعد حومد (250 / 1) - 2
8
ن فِــي مـو َ مـا ي َك ْت ُ ُ م بِ َ ه أع ْل َـ ُ ن َ ،واللـ ُ مــا ِ لي َ م إَلى ا ِ من ْهُ ْ فرِ ِ ب ل ِل ْك ُ ْ حظ َةِ أقْر َ الل ّ ْ
م ع ََلي ـ ِ
ه س ـي َُعاقِب ُهُ ْ ن ،وَ َ مي َ س ـل ِ ِ م ْ فرِ َوالك َي ْـد ِ ل ِل ْ ُ ن الك ُ ْ م َ م ِ سهِ ْ فو ِ م وَِفي ن ُ ُ قُُلوب ِهِ ْ
خَرةِ . ِفي الد ّْنيا َوال ِ
وان ِِهم خ َ ن إِ ْ ن َقاُلوا ع َ ْ ذي َ م ال ِ جَهاد ِ ،هُ ُ ن ال ِ دوا ع َ ِ ذين قَعَ ُ ن ال ِ قو َ مَنافِ ُ ؤلِء ال ُ وَهَ ُ
قعُــود ِ ،وَع َـد َم ِ شــوَرت ََنا فِــي ال ُ م ُ مُعوا َ سـ ِ معَْرك َـةِ :ل َـوْ َ ن قُت ُِلوا فِــي ال َ ذي َ ال ِ
م كرا ً قَ ـوْل َهُ ْ س ـت َن ْ ِ م ْ م ُ ه ت ََعاَلى ع ََليهِ ـ ْ ل .وَي َُرد ّ الل ُ ن قُت ِ َ م ْ معَ َ ما قُت ُِلوا َ ج لَ َ خُرو ِ ال ُ
ل قْتـ ِ ن ال َ مـ َ ص ِ خ ُ شـ ْ م ِبـهِ ال ّ سـل َ ُ قُعـود ُ ي َ ْ ن ال ُ كا َ مد ُ :ل َوْ َ ح ّ م َ م َيا ُ ل ل َهُ ْ ذا :قُ ْ هَ َ
ه، من ْـ ُ ت ل َ ب ُـد ّ ِ تآ ٍ م ـو ْ َ ن ال َ موت ُــوا .وَل َك ِـ ّ م إل ّ ت َ ُ ت ،فَي َن ْب َغِــي ع َل َي ْك ُـ ْ م ـو ْ ِ َوال َ
َ
ن ِفي قَوْل ِك ُ ْ ن ك ُن ْت ُ ْ سك ُ ُ َفاد ْفَُعوا ع َ ْ
3
م. صاد ِِقي َ م َ تإ ْ مو ْ َ م ال َ ف ِ ن أن ْ ُ
صـَلةَ َ َ َ
موا ال ّ م وَأِقي ُ فوا أي ْد ِي َك ُ ْ م كُ ّ ل ل َهُ ْ ن ِقي َ ذي َ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ وقال تعالى }:أل َ ْ
س ن الن ّــا َ ش ـو ْ َ خ َ م يَ ْ من ْهُـ ْ ريـقٌ ِ ِ ذا فَ ل إِ َ قت َــا ُ م ال ْ ِ ب ع َل َي ْهِـ ُ ما ك ُت ِـ َ كاة َ فَل َ ّ وَآ َُتوا الّز َ
خْرت َن َــا ل ل َـوَْل أ َ ّ قَتا َ ت ع َل َي َْنا ال ْ ِ م ك َت َب ْ َ ة وََقاُلوا َرب َّنا ل ِ َ شي َ ً خ ْ شد ّ َ شي َةِ الل ّهِ أ َوْ أ َ َ خ ْ كَ َ
ل َواْل َ ِ َ
ن مو َ قى وََل ت ُظ ْل َ ُ ن ات ّ َ م ِ خي ٌْر ل ِ َ خَرة ُ َ مَتاع ُ الد ّن َْيا قَِلي ٌ ل َ ب قُ ْ ري ٍ ل قَ َِ ج ٍ إ َِلى أ َ
ن شــي ّد َةٍ وَإ ِ ْ م َ ج ُ م ِفي ُبــُرو ٍ ت وَل َوْ ك ُن ْت ُ ْ مو ْ ُ م ال ْ َ كوُنوا ي ُد ْرِك ُك ُ ُ ما ت َ ُ فَِتيًل ) (77أي ْن َ َ
ن م ْ قوُلوا هَذ ِهِ ِ ة يَ ُ سي ّئ َ ٌ م َ صب ْهُ ْ ن تُ ِ عن ْد ِ الل ّهِ وَإ ِ ْ ن ِ م ْ قوُلوا هَذ ِهِ ِ ة يَ ُ سن َ ٌ ح َ م َ صب ْهُ ْ تُ ِ
ديًثا ) ح ِ ن َ قُهو َ ف َ ن يَ ْ دو َ كا ُ قوْم ِ َل ي َ َ ل هَؤ َُلِء ال ْ َ ما ِ عن ْد ِ الل ّهِ فَ َ ن ِ م ْ ل ِ ل كُ ّ ك قُ ْ عن ْد ِ َ ِ
] (78النساء[78 ،77/
ْ َ
صـل َةِ ، ن ِبال ّ موِري َ م ـأ ُ ةَ ، مك ّـ َ سـل َم ِ ،فِــي َ مـرِ ال ِ ْ ن ِفي ب ِـد ِْء أ ْ مُنو َ مؤ ْ ِ ن ال ُ كا َ َ
ْ
ن ح ع َـ ِ ف ِ صـ ْ فوِ َوال ّ ن ب ِــالعَ ْ موِري َ م ـأ ُ ق ـَراِء ،وَك َــاُنوا َ ف َ ســاةِ ال ُ موا َ َوالّزك َــاةِ ،وَب ِ ُ
ل، قَتـا ِ وقا ً إَلـى ال ِ شـ ْ ن َ حّرُقـو َ ن ،وَك َــاُنوا ي َت َ َ ٍ حيـ صب ْرِ إَلـى ِ ن َ ،وال ّ كي َ شرِ ِ م ْ ال ُ
َ َ َ
م، دائ ِهِ ْ ن أع ْـ َ مـ ْ فوا ِ صـ ُ ل ،ل ِي َن ْت َ ِ قت َــا ِ م ِبال ِ مَرهُـ ْ ه ت َعَــاَلى أ َ ن اللـ َ ن ل َـوْ أ ّ من ّوْ َ وَي َت َ َ
َ ســبا ً ل ِل ْ ِ
ب س ـَبا ٍ لل ْ قت َــا ِ مَنا ِ ك ُ ذا َ ل إذ ْ َ حــا ُ ن ال َ م ي َك ُ ِ م ،وَل َ ْ من ْهُ ْ م ِ فوا غ َِليل َهُ ْ ش ُ وَي َ ْ
مُروا م ُيــؤ ْ َ ك لَ ْ حَرام ٍ ،ل ِذ َل ِ َ م ِفي ب َل َد ٍ َ من ََها ك َوْن ُهُ ْ م ،وَ ْ ة ع َد َد ِه ِ ْ من َْها قِل ّ ُ ك َِثيَرةٍ ِ :
ة
من َعَ ـ ٍ داُر َ م ِفيهــا َ صــاَر ل َهُ ـ ْ دين َـةِ ،وَ َ م ِ جــوا إلــى ال َ خَر ُ ن َ جهَــاد ِ إل ّ ب َعْ ـد َ أ ْ ِبال ِ
ُ َ
ل( قَتـا ُ هـوَ ال ِ ه ) وَ ُ مّنـوْن َ ُ كـاُنوا ي َت َ َ مـا َ مـُروا ب ِ َ مـا أ ِ م لَ ّ ك فَإ ِن ّهُ ْ معَ ذ َل ِ َ صاٌر .وَ َ وَأن ْ َ
ب، حــْر ِ ن ال َ دا ِ مي ْ َ س ِفي َ قاِء الّنا ِ ن لِ َ م ْ خاُفوا ِ ديدا ً ،وَ َ ش ِ جَزعا ً َ م َ ضهُ ْ جزِع َ ب َعْ ُ َ
ت ه إلــى وَقْـ ٍ ضـ ُ ت فَْر َ خـْر َ ن؟ ل َـوْل َ أ ّ ل ال َ قَتا َ ت ع َل َي َْنا ال ِ م ك َت َب ْ َ وََقاُلوا َ :رب َّنا ل ِ َ
ف أ ُُنوفَِنا حت ْ َ وتا ً ط َِبيِعيا ً َ م ْ ت َ مو َ حّتى ن َ ُ ضهِ ع َل َي َْنا َ ت ِفي فَْر ِ خْر َ خَر ) أو ل َوْ َتأ ّ آ َ
َ
م َيـا ل ل َُهـ ْ قـ ْ سـاِء . .فَ ُ م الن ّ َ م الوْل َد ِ ،وََتأيي َ ماِء ،وَي ُت ْ َ ك الد ّ َ ف َ س ْ ن ِفيهِ َ ( ،فَإ ِ ّ
ُ سب َةِ إَلى ال َ
حي َــاةُ خَرى ،وَ َ حَياةِ ال ْ ل ِبالن ّ ْ م قَِلي ٌ ما ع َظ ُ َ مه ْ َ مَتاع ُ الد ّن َْيا َ مد ُ َ : ح ّ م َ ُ
ن كوُنو َ سـي َ ُ َ ْ س فِــي الـد ّْنيا قَ ِ
م َ ن ،لن ّهُـ ْ قيـ َ مت ّ ِ خي ْـٌر ل ِل ُ خـَرة ُ َ صــيَرة ٌ َ ،وال ِ الن ّــا َ
ون ســي ُوَفّ َْ م َ م :إ ِن ّهُ ْ ل ل َهُ ْ م .وَقُ ْ ن َرب ّهِ ْ وا ِ ض َ ن ب ِرِ ْ مو َ ت ،ي َن ْعَ ُ جّنا ِ ن ِفي ال َ دي َ خال ِ ِ َ
ل ،وَل َوْ َ شْيئا ً وَل َوْ قَ ّ َ
ن فَِتيل ً . كا َ ن َ مو َ م وَل َ ي ُظ ْل َ ُ مال َهُ ْ أع ْ َ
َ
جـو ة ،وَل َ ي َن ْ ُ حاَلـ َ م َ ت لَ َ مـوْ ِ ن إلـى ال َ صائ ُِرو َ م َ س ب ِأن ّهُ ْ ه ت ََعاَلى الّنا َ خب ُِر الل ُ يَ ْ
َ
ن مب ْن ِي ّـةٍ ،قَوِّيـةِ الب ُن ْي َــا ِ ن َ صـو ٍ ح ُ ن فِــي ُ ميـ َ قي ِ م ِ م ،وَل َـوْ ك َــاُنوا ُ من ْهُـ ْ حد ٌ ِ هأ َ من ْ ُ ِ
َ
ه وَل َ ن ع َن ْـ ُ مو َ ق ـد ّ ُ م ،ل َ ي َت َ َ معْل ُــو ٌ ت َ م ،وَوَقْـ ٌ حت ُــو ٌ م ْ ل َ ج ٌ سأ َ ن وَِللّنا َ ِ صي ِ ح ِ َوالت ّ ْ
َ َ
دوا فِــي ب ،أوْ قَعَ ـ ُ ح ـُرو ِ خــاط َِر ال ُ م َ ضــوا ل ِ َ دوا وَت َعَّر ُ جاهَ ـ ُ سواٌء أ َ نَ ، خُرو َ ي َت َأ ّ
9
َ َ
ن ذا ي َك َْرهُــو َ مــا َ جل ً فَل ِ َ قعُــود ُ أ َ خُر ال ُ جل ً .وَل َ ي ُـؤ َ ّ جهَــاد َ أ َ م ال ِ ق ـد ّ ُ م ،فَل َ ي ُ َ ب ُُيوت ِهِ ْ
َ
ن؟ دي ِ ل َوال ّ ق ِ ف ِفي العَ ْ ضعْ ٍ ذا ب ِ َ س هَ َ قاَء ،أل َي ْ َ ن الب َ َ مْنو َ ن وَي َت َ ّ جب ُُنو َ ل ،وَي َ ْ قَتا َ ال ِ
ف ض ـعْ ِ ق وَ َ م ِ ح َ على ال َ ة َ م ِفيهِ د َل َل َ ٌ ؤون ِهِ ْ ش ُ ن ُ م ْ خَر ِ شأنا ً آ َ ه ت ََعاَلى َ م ذ َك ََر الل ُ ثُ ّ
َ َ
ق ك َِثي ـرٍ ،وَك َث ْـَر ِ
ة ب وَرِ َْز ٍ صـ ٍ خ ْ خي ـرٍ وَ ِ ة َ سن َ ُ م َ صاب َت ْهُ ْ ذا أ َ مإ َ ك ،وَهُوَ أن ّهُ ْ ال ِد َْرا ِ
َ َ
م م ِبها ،لن ّهُ ْ مه ُ ْ ذي أك َْر َ عن ْد ِ اللهِ ،وَهُوَ ال ِ ن ِ م ْ ل وَأوْل َد ٍ َ . .قاُلوا :هَذ ِهِ ِ موا ٍ أ ْ
حـ ٌ ك من ـه .وإ َ َ
مــاِر ص فِــي الث ّ َ قـ ٌ ب وَن َ ْ ج ـد ْ ٌ ط وَ َ م قَ ْ صــاب َهُ ْ ذا أ َ ن ذ َل ِـ َ ِ ْ ُ َ قو َ ح ّ س ـت َ ِ يَ ْ
عن َــا َلـ َ َ َ
ك، ب ات َّبا ِ سـب َ ِ ك ،وَب ِ َ عن ْـد ِ َ ن ِ مـ ْ ت أْولد ٍ قَــاُلوا :هَـذ ِهِ ِ موْ ِ َوالّزُروِع أو َ
مــا ل َ م :ك ُـ ّ ل ل َهُ ـ ْ قـ ْ جد َْنا ع ََليهِ آَباَءن َــا .فَ ُ ما وَ َ ما أت َي ْت ََنا ب ِهِ ،وَت َْرك َِنا َ مان َِنا ب ِ َ َوإي َ
خت ِب َــارا ً ديرِهِ ،ا ْ قـ ِ عن ْـد ِ اللـهِ ،وَب ِت َ ْ ن ِ مـ ْ شرٍ ،هُـوَ ِ خي ْرٍ وَ َ ن َ م ْ سِ ، ب الّنا َ صي ُيُ ِ
َ
ل قــا ُ مــا ي ُ َن ،وَل َ َ قوُلو َ ما ي َ ُ ن َ مو َ فه َ ُ م ل َ يَ ْ ن وَك َأن ّهُ ْ قائ ِِلي َؤلِء ال َ ما ل ِهَ ُ َواب ِْتلًء ،فَ َ
ل َهُ ْ
4
م؟
" يعجب الّله -سبحانه -من أمر هــؤلء النــاس الــذين كــانوا يتــدافعون
حماســة إلــى القتــال ويســتعجلونه وهــم فــي مكــة ،يتلقــون الذى
والضطهاد والفتنة من المشركين .حين لم يكن مأذونا لهم فــي القتــال
للحكمة التي يريدها الّله .فلما أن جاء الوقت المناسب الذي قدره الّلــه
وتهيأت الظروف المناسبة وكتب عليهــم القتــال -فــي ســبيل الل ّــه -إذا
فريق منهم شديد الجزع ،شــديد الفــزع ،حــتى ليخشــى النــاس الــذين
أمروا بقتالهم -وهم ناس من البشر -كخشية الّله القهار الجبار ،الــذي
ل يعذب عذابه أحد ،ول يوثق وثاقه أحد » ..أو أشد خشية«!!
ت ع َل َي َْنـا م ك َت َْبـ َ وإذا هم يقولون -فـي حسـرة وخـوف وجـزع َ» -رّبنـا ِلـ َ
ل؟« ..وهو سؤال غريب من مؤمن .وهو دللة علــى عــدم وضــوح قتا َ ال ْ ِ
تصوره لتكاليف هذا الدين ولوظيفــة هــذا الــدين أيضــا ..ويتبعــون ذلــك
َ ول أ َ ّ
ب!« ريـ ٍ ل قَ ِ جـ ٍ خْرَتنــا ِإلــى أ َ التساؤل ،بأمنيــة حســيرة مســكينة! »ل َـ ْ
وأمهلتنا بعض الوقت ،قبــل ملقــاة هــذا التكليــف الثقيــل المخيــف! إن
أشد الناس حماسة واندفاعا وتهورا ،قد يكونون هم أشد النــاس جزعــا
وانهيارا وهزيمة عند ما يجد الجد ،وتقع الواقعة ..بل إن هذه قد تكــون
القاعدة! ذلك أن النــدفاع والتهــور والحماســة الفائقــة غالبــا مــا تكــون
منبعثة عــن عــدم التقــدير لحقيقــة التكــاليف .ل عــن شــجاعة واحتمــال
وإصرار .كما أنها قد تكون منبعثة عن قلة الحتمال .قلة احتمال الضـيق
والذى والهزيمة فتــدفعهم قلــة الحتمــال ،إلــى طلــب الحركــة والــدفع
والنتصار بأي شكل .دون تقــدير لتكــاليف الحركــة والــدفع والنتصــار ..
حتى إذا ووجهوا بهــذه التكــاليف كــانت أثقــل ممــا قــدروا ،وأشــق ممــا
تصوروا .فكانوا أول الصــف جزعــا ونكــول وانهيــارا ..علــى حيــن يثبــت
أولئك الذين كانوا يمسكون أنفســهم ،ويحتملــون الضــيق والذى بعــض
الوقت ويعدون للمر عدته ،ويعرفون حقيقــة تكـاليف الحركــة ،ومــدى
احتمال النفوس لهذه التكاليف .فيصبرون ويتمهلون ويعدون للمر عدته
..
10
والمتهــورون المنــدفعون المتحمســون يحســبونهم إذ ذاك ضــعافا ،ول
يعجبهم تمهلهم ووزنهم للمور! وفي المعركة يتــبين أي الفريقيــن أكــثر
احتمال وأي الفريقين أبعد نظرا كــذلك! وأغلــب الظــن أن هــذا الفريــق
الذي تعنيه هذه اليات كان مـن ذلـك الصـنف ،الـذي يلـذعه الذى فـي
مكــة فل يطيقــه ول يطيــق الهــوان وهــو ذو عــزة .فينــدفع يطلــب مــن
الرسول أن يأذن له بدفع الذى ،أو حفظ الكرامة .والرســول -
ل ع َل َــى م ،وَت َوَك ّـ ْ -يتبع في هذا أمر ربه بالتريث والنتظار ،والتربية ع َن ْهُ ْ
َ
عن ْد ِ غ َي ْرِ الل ّ ِ
ه ن ِ م ْ ن ِ ن؟ وَل َوْ كا َ قْرآ َ ن ال ْ ُ كيًل .أَفل ي َت َد َب ُّرو َ كفى ِبالل ّهِ وَ ِ الل ّهِ ،وَ َ
َ ن أوِ ال ْ ََ َ َ
ف أذاع ُــوا خ ـو ْ ِ م ِ ن اْل ْ م َ
مٌر ِ مأ ْ خِتلفا ً ك َِثيرًا» .وَِإذا جاَءهُ ْ دوا ِفيهِ ا ْ ج ُ ل َوَ َ
َ ُ
ن ذي َه اّلــ ِ مــ ُم ل َعَل ِ َ من ُْهــ ْ مــرِ ِ ل وَِإلــى أوِلــي اْل ْ ســو ِ دوه ُ إ َِلــى الّر ُ ه .وََلــوْ َر ّ ِبــ ِ
ن إ ِّلشــْيطا َ م ال ّ ه َلت ّب َعْت ُ ُ مت ُ ُ
ح َ م وََر ْل الل ّهِ ع َل َي ْك ُ ْ ض ُ ول فَ ْ م ..وَل َ ْ من ْهُ ْ
ه ِ طون َ ُست َن ْب ِ ُيَ ْ
قَِليًل« ..
هؤلء الذين تتحدث عنهم هذه المجموعات الربع من اليات قد يكونون
هم أنفسهم الــذين تحـدثت عنهـم مجموعــة سـابقة فــي هــذا الــدرس :
ن« ...اليات ...ويكــون الحــديث كلــه عــن تلــك ن ل َي ُب َط ّئ َ ّ م لَ َ
م ْ من ْك ُ ْ ن ِ »وَإ ِ ّ
الطائفة من المنافقين التي تصدر منها هذه العمال وهذه القوال كلها.
وقد كدنا نرجح هذا الرأي لن ملمح النفاق واضــحة ،فيمــا تصــفه هــذه
المجموعات كلهــا .وصــدور هــذه العمــال وهــذه القــوال عــن طــوائف
المنــافقين فــي الصــف المســلم ،أمــر أقــرب إلــى طــبيعتهم ،وإلــى
سوابقهم كذلك.وطبيعة الســياق القرآنــي شــديدة اللتحــام بيــن اليــات
جميعا ..
ولكن المجموعة الولى من هذه المجموعات التي تتحدث عــن الــذين :
َ َ
مب ع َل َي ْهِـ ُ مــا ك ُت ِـ َ ة .فَل َ ّ صلة َ َوآُتوا الّزكا َ موا ال ّ م وَأِقي ُ فوا أي ْد ِي َك ُ ْ م :كُ ّ ل ل َهُ ْ )ِقي َ
ل ...اليات( هي التي جعلتنا نتردد في اعتبار اليات كلها حديثا عن قتا ُ ال ْ ِ
المنافقين -وإن بدت فيها صفات المنافقين وبدت فيهــا لحمــة الســياق
واستطراده -وجعلتنا نميل إلى اعتبار هذه المجموعة واردة في طائفــة
من المهاجرين -ضعاف اليمان غير منافقين -والضعف قريب الملمــح
من النفاق -وأن كل مجموعة أخرى من هذه المجموعــات الربــع ربمــا
كانت تصف طائفة بعينها من طوائف المنافقين ،المندسين في الصــف
المسلم .وربما كانت كلها وصفا للمنافقين عامــة وهــي تعــدد مــا يصــدر
عنهم من أقوال وأفعال.والسبب في وقوفنــا هــذا الموقــف أمــام آيــات
المجموعة الولــى وظننــا أنهــا تصــف طائفــة مــن المهــاجرين الضــعاف
اليمان أو الــذين لــم ينضــج بعــد تصــورهم اليمــاني ولــم تتضــح معــالم
العتقاد في قلوبهم وعقولهم ..
الســبب هــو أن المهــاجرين هــم الــذين كــان بعضــهم تأخــذه الحماســة
والندفاع ،لدفع أذى المشركين -وهم فـي مكـة -فــي وقـت لـم يكــن
َ َ
صــلة َ َوآت ُــوا موا ال ّ م وَأِقي ُ فوا أي ْد ِي َك ُ ْ مأذونا لهم في القتال -فقيل لهم » :ك ُ ّ
ة« .. الّزكا َ
11
وحتى لو أخذنا في العتبار ما عرضه أصحاب بيعة العقبة الثانية الثنــان
والسبعون على النبي - -من ميلهم على أهل منى -أي قتلهم -لــو
أمرهم الرسول - -ورده عليهم » :إننا لم نؤمر بقتال« ..فــإن هــذا
ل يجعلنا ندمج هذه المجموعة من السابقين من النصار -أصحاب بيعــة
العقبــة -فــي المنــافقين ،الــذين تتحــدث عنهــم بقيــة اليــات .ول فــي
الضعاف الذين تصفهم المجموعــة الولــى .فــإنه لــم يعــرف عــن هــؤلء
الصفوة نفاق ول ضعف رضي الّله عنهم جميعا.
فأقرب الحتمالت هو أن تكون هــذه المجموعــة واردة فــي بعــض مــن
المهاجرين ،الذين ضــعفت نفوســهم -وقــد أمنــوا فــي المدينــة وذهــب
عنهم الذى -عن تكاليف القتال ..وأل تكون بقية الوصاف واردة فيهم
،بل في المنافقين .لنه يصعب علينا -مهما عرفنا من ظواهر الضــعف
البشري -أن نسم أي مهاجر من هؤلء السابقين بسمة رد السيئة إلــى
الرسول - -دون الحسنة! أو قول الطاعة وتبييت غيرها ..
وإن كنــا ل نســتبعد أن توجــد فيهــم صــفة الذاعــة بــالمر مــن المــن أو
الخوف .لن هذه قد تدل على عدم الدربة على النظام ،ول تــدل علــى
النفاق ..
والحق ..أننا نجد أنفسنا -أمام هذه اليات كلها -فــي موقــف ل نملــك
الجــزم فيــه بشــيء .والروايــات الــواردة عنهــا ليــس فيهــا جــزم كــذلك
بشيء ..حتى في آيات المجموعة الولى .التي ورد أنها في طائفة مــن
المهاجرين كما ورد أنها في طائفة من المنافقين!
ومــن ثــم نأخــذ بــالحوط فــي تــبرئة المهــاجرين مــن ســمات التبطئة
والنخلع مما يصيب المؤمنين من الخير والشر.
التي وردت في اليات السابقة 5.ومــن ســمة إســناد الســيئة للرســول -
- دون الحسنة ،ورد هذه وحدها إلــى الل ّــه! ومــن ســمة تــبييت غيــر
الطاعة ..وإن كانت تجزئة سياق اليات على هــذا النحــو ليســت ســهلة
علـى مـن يتـابع الســياق القرآنـي ،ويـدرك -بطـول الصـحبة -طريقـة
التعبير القرآنية!!! والّله المعين".
هادوا إن زع َمتم أ َنك ُ َ َ
نمـ ْ م أوْل ِي َــاُء ل ِل ّـهِ ِ ن َ ُ ِ ْ َ ْ ُ ْ ّ ْ ذي َ ل َيا أي َّها ال ّ ِ وقال تعالى } :قُ ْ
َ
مـا دا ب ِ َ ه أَبـ ً مّنـوْن َ ُ ن ) (6وََل ي َت َ َ صـاد ِِقي َ م َ ن ك ُن ُْتـ ْ ت إِ ْ مـوْ َ وا ال ْ َ مّنـ ُ س فَت َ َ ن الّنا َ ِ دو ِ ُ
ن ذي ت َفِ ـّرو َ ّ
ت ال ـ ِ م ـو ْ َ ن ال َْ ل إِ ّ ن ) (7قُ ـ ْ مي َ ّ
م ِبالظــال ِ ِ ه ع َِلي ٌ ّ
م َوالل ُ ديهِ ْ ت أي ْ ِ م ْ قَد ّ َ
م ما ك ُن ْت ُ ْ م بِ َ شَهاد َةِ فَي ُن َب ّئ ُك ُ ْ ب َوال ّ عال ِم ِ ال ْغَي ْ ِ ن إ َِلى َ دو َ م ت َُر ّ م ثُ ّ مَلِقيك ُ ْ ه ُ ه فَإ ِن ّ ُ من ْ ُ
ِ
ن )] (8الجمعة[8-6/ مُلو َ ت َعْ َ
َ َ
دى حقّ وَهُ ً م ع َلى َ ن أن ّك ُ ْ مو َ م ت َْزع ُ ُ ذا ك ُن ْت ُ ْ م إِ َ مد ُ ل ِهَؤ ُل َِء الي َُهود ِ :إ ِن ّك ُ ْ ح ّ م َ ل َيا ُ قُ ْ
َ َ
ن مـ َ ل ِ ضــا ِ ت ع َل َــى ال ّ موْ ِ عوا ب ِــال َ ضل َل َةٍ ،فــاد ْ ُ ه ع ََلى َ حاب َ ُ ص َ مدا ً وَأ ْ ح ّ م َ ن ُ ،وَأ ّ
َ َ
حب ّــاؤهُ م أوِْليــاَء الل ـهِ وأ ِ ن أن ّك ُـ ْ م ْ ن ِ مو َ ن ِفيما ت ََزع ُ ُ م صاد ِِقي َ ن ك ُن ْت ُ ْ فئ ََتين ،إ ِ ْ ال ِ
ن الك ُ ْ ُ ْ ً َ
ر
فـ ِ مـ َ ن ِ ملو َ ما ي َعْ َ سوِء َ م بِ ُ مه ِ ْ ت أبدا ل ِعِل ِ موْ َ مّنى هَؤ ُل َِء الي َُهود ُ ال َ .وَل َ ي َت َ َ
َ َ
مــاُتوا ت لَ َ مــوْ َ مّنــوا ال َ م تَ َ ن َلــوْ أن ُّهــ ْ مــو َ م ي َعْل َ ُ جــورِ ،ولن ُّهــ ْ ف ُ َوالظ ُْلــم ِ َوال ُ
12
ل اللـهِ - ســو ُ ل َر ُ ما قَــا َ ديد َ -ك َ َ ش ِ ه ال ّ ذاب َ ُ م عَ َ ه ب ِهِ ْ ل الل ُ م .وَل َن َْز َ لساع َت ِهِ ْ
ل، م ِبــالك ُ ْ َ م ِبال ّ
مــ ِ ســوِء العَ َ ق وَ ُ ســو ِ ف ُ فرِ َوال ُ ســهُ ْ ف َ ن أن ْ ُ مي َ ظــال ِ ِ ه ع َِليــ ٌ َواللــ ُ
َ
م ديهِ ْ جـ ِ ت ل َ يُ ْ م ـو ْ ِ ن ال َ مـ َ ن الفِـَراَر ِ م :إِ ّ ل ل َهُـ ْ ذابا ً أِليمـا ً .وَقُـ ْ م عَ َ سي ُعَذ ّب ُهُ ْ وَ َ
َ َ
م ف ،وَأّيا ُ صارِ ٌ م َ ه ع َن ْهُ ْ صرِفُ ُ م ،ل َ يَ ْ جل ُهُ ْ نأ َ حي َ ما ي َ ِ حين َ َ م ِ سُيلِقيهِ ْ ه َ فعا ً ،وَإ ِن ّ ُ نَ ْ
َ مـا َ
ن ب َْعـد َ جُعـو َ م ت َْر ِ ها ُ ،ثـ ّ مـد ُ َ لأ َ طـا َ مهْ َ ضـي َ ق ِ ست ْن َ َ ي َ دود َة ٌ ،وَه ِ َ معْ ُ حَياةِ َ ال َ
َ ت إ َِلى َ
شاهَد ٌ ِفيَهــا ، م َ ما هُوَ ُ عال ِم ِ َ ض ،وَ َ ِ ت والْر ماَوا ِ س َ ب ال ّ عال ِم ِ غ َي ْ ِ مو ْ ِ ال َ
َ
م ع ََلى أع ْ َ مُلو َ ما َ فَي ُ ْ
6
م. مال ِهِ ْ جاِزيهِ ْ سي ُ َ ن ِفي الد ّن َْيا ،وَ َ كاُنوا ي َعْ َ م بِ َ خب ُِرهُ ْ
وهــي لفتــة مــن اللفتــات القرآنيــة الموحيــة للمخــاطبين بهــا وغيــر
المخاطبين .تقر في الخلد حقيقة ينساها الناس ،وهــي تلحقهــم أينمــا
كانوا ..فهذه الحياة إلى انتهاء .والبعد عن الّله فيها ينتهي للرجعة إليه ،
فل ملجأ منه إل إليه .والحساب والجزاء بعد الرجعة كائنان ل محالة .فل
7
مهرب ول فكاك.وهي صورة متحركة موحية عميقة اليحاء ..
ذي ي َفِ ـّر ل ال ّـ ِ مث َ ُ ل الل ّهِ َ " : - - سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ب َقا َ جن ْد ُ ٍ ن ُ مَرة َ ب ْ ِ س ُ ن َ وع َ ْ
َ
ذا حت ّــى إ ِ َ سـَعى َ ل يَ ْ جعَـ َ ن فَ َ ض ب ِـد َي ْ ٍ ه اْلْر ُ ب ،ت َط ْل ُب ُـ ُ ل الث ّعْل َ ِ مث َ ِ ت كَ َ موْ ِ ن ال ْ َ م َ ِ
ه ج وَلـ ُ َ خـَر َ ب د َي ِْنـي ،فَ َ َ
ض َ :يـا ث َعْلـ ُ ه الْر َ
َ ْ تل ُ َ قال ْ َ حَره ُ فَ َ ج ْ ل ُ خ َ أ َع َْيا َواب ْت َهََر د َ َ
ي فِــي ت َ .رَواه ُ الط ّب ََران ِـ ّ ما َ ه فَ َ ق ُ ت ع ُن ُ ُ قط ّعَ ْ حّتى ت َ َ ك َ ل ك َذ َل ِ َ م ي ََز ْ ص فَل َ ْ صا ٌ ح َ ُ
ال ْك َِبي ِ
8
ر
ْ َ
مــوا ن ظ َل َ ُ ذي َ ل ال ّـ ِ قــو ُ ب فَي َ ُ ذا ُ م ال ْعَـ َ م ي َأِتيهِ ُ س ي َوْ َ وقال تعالى } :وَأن ْذ ِرِ الّنا َ
َ َ َرب َّنا أ َ ّ
كون ُــوا م تَ ُ ل أوَل َـ ْ سـ َ ك وَن َت ّب ِـِع الّر ُ ب د َع ْوَت َـ َ جـ ْ ب نُ ِ ريـ ٍ ل قَ ِ جـ ٍ خْرن َــا إ ِل َــى أ َ
َ
ن ذي َ ن ال ّـ ِ س َــاك ِ ِ م َ م فِــي َ سـك َن ْت ُ ْ ل ) (44وَ َ ن َزَوا ٍ مـ ْ م ِ ما ل َك ُ ْ ل َ ن قَب ْ ُ م ْ م ِ مت ُ ْ س ْ أقْ َ
ل )(45 مث َــا َ م اْل ْ ضـَرب َْنا ل َك ُـ ُ م وَ َ ف فَعَل ْن َــا ب ِهِـ ْ م ك َي ْـ َ ن ل َك ُ ْ م وَت َب َي ّ َ سه ُ ْ ف َ موا أ َن ْ ُ ظ َل َ ُ
]إبراهيم[45-44/
ش ـد ّت ِهِ ،إ ِذ ْ م ـة ِ و َ َ ل هَؤ ُل َِء ال ّ سو ُ خو ْ َ
قَيا َ ل ي َـوْم ِ ال ِ ن هَوْ ِ م ْ ن ِ مي َ ظال ِ ِ ف أّيها الّر ُ َ ّ
ك، ب د َع ْوَت َـ َ جـ ْ ريب َـةٍ ن ُ ِ م ـد ّةٍ قَ ِ خْرنا إ ِلى ُ َ ب َ :رّبنا آ ّ ذا َ ن العَ َ ن ي ََروْ َ حي َ ن ِ قولو َ ُ يَ ُ
م ق ـد ْ ك ُن ْت ُـ ْ م قَــائ ِل ً :ل َ َ ه ت َعَــاَلى ع َل َي ْهِ ـ ْ ك .وَي َُرد ّ الل ُ سل ِ َ ك وَُر ُ ك ،وَب ِك ُت ُب ِ َ ن بِ َ م َ وَن ُؤ ْ ِ
َ َ َ َ َ
ه م ِفيــهِ ،وَأّنــ ُ ما أن ْت ُ ْ م ّ م ِ ل ل َك ُ ْ ه ل َ َزَوا َ حَياةِ الد ّْنيا ،أن ّ ُ م ِفي ال َ م ،وَأن ْت ُ ْ مت ُ ْ س ْ أقْ َ
فرِ . ك الك ُ ْ ذا َ ب بِ َ ذا ِ ذا العَ َ ذوُقوا هَ َ ب؟ فَ ُ سا َ ح َ مَعاد َ وَل َ ِ شَر وَل َ َ ح ْ لَ َ
ُ َ
ت مـةِ الت ِــي ك َـذ ّب َ ْ قد ّ َ مت َ َ مم ِ ال ُ ديد ِ ِبـال َ ش ِ ب ال ّ قا ِ ن العِ َ م َ ما أن َْزل َْناه ُ ِ م َ وَقَد ْ ب َل َغَك ُ ْ
َ ضــَرب َْنا ل َ ُ ســل ََها ،وَ َ
هــؤ ُل َِء ن َ ســاك ِ ِ م َ م ِفــي َ ســك َن ْت ُ ْ م ،وَ َ ل ب ِِهــ ْ مَثــا َ م ال ْ كــ ُ ُر ُ
فرِ َوالظ ّل ْم ِ ، َ
ن الك ُ ْ م َ م ِفيهِ ِ ما أن ْت ُ ْ جُروا ع َ ّ م ت َْزد َ ِ م ت َعْت َب ُِروا ،وَل َ ْ ن ،وَل َ ْ مك َذ ِّبي ََ ال ِ
قد ْ ت لَ َ ت هَي َْها َ ب ،فَهَي َْها َ ذا ُ م العَ َ ل ب ِك ُ ُ ن ن ََز َ حي َ خيَر ِللت ّوْب َةِ ِ ن الّتأ ِ سأُلو َ ن تَ ْ َوال َ
َ
َفا َ
9
ن. ت الَوا ُ
ة
داب ّـ ٍ ن َ مـ ْ ك ع َل َي َْها ِ ما ت ََر َ م َ مه ِ ْ س ب ِظ ُل ْ ِ َ ه الّنا خذ ُ الل ّ ُ ؤا ِ وقال تعالى } :وَل َوْ ي ُ َ
ة وََل ْ َ َ
ســاع َ ً ن َ خُرو َ ست َأ ِ م َل ي َ ْ جل ُهُ ْ جاَء أ َ ذا َ مى فَإ ِ َ س ّ م َ ل ُ ج ٍ م إ َِلى أ َ خُرهُ ْ ن ي ُؤ َ ّ وَل َك ِ ْ
ن )] (61النحل[ 61/ مو َ قد ِ ُ ست َ ْ يَ ْ
أيسر التفاسير لسعد حومد (5061 / 1) - - 6
13
َ
م، مه ِ ـ ْ معْ ظ ُل ْ ِ شرِ َ ، ن الب َ َ م َصاةِ ِ م ع ََلى العُ َ حل ُ ُ ه يَ ْ ه ت ََعاَلى العَِباد َ ب ِأن ّ ُ خب ُِر الل ُ يُ ْ
َ َ َ
ك ل ذ َل ِـ َ ه فَعَ ـ َ س ـُبوا ،وَل ُـوْ أن ّـ ُ مــا ك َ َ م ،وَب ِ َ م ب ِأفْعَــال ِهِ ْ خذ َت ِهِ ْ ؤا َ م َ
ل بِ ُ ج ُ ه ل َ ي ُعْ ّ وَأن ّ ُ
خُلوق ـا ً َ ل َهْل َ َ
م ْ ك ع َل َــى ظ َهْرِهَــا َ م ي َت ْـُر ْ ت ،وَل َ ْ خُلوَقا ٍ م ْ ن َ م ْ ض ِ ما ع َلى الْر ِ
َ ك َ
م م ع ُي ُــوب َهُ ْ س ـت ُُر ع َل َي ْهِ ـ ْ صــاةِ ،وَي َ ْ م ع َل َــى العُ َ حل ُـ ُ ه ت َعَــاَلى ي َ ْ ب ع َل َي َْها .وَل َك ِن ّ ُ ي َد ِ ّ
َ
م، حد ّد ِ ل َهُ ْ م َ م إ َِلى الي َوْم ِ ال ُ خُرهُ ْ ما ي ُؤ َ ّ قوب َةِ ،وَإ ِن ّ َ م ِبالعُ ُ جل ُهُ ْ م ،وَل َ ي َُعا ِ مال َهُ ْ وَأع ْ َ
10
حد َة ً . ة َوا ِ حظ َ ً ن لَ ْ مهَُلو َ ل ل َ يُ ْ ج ُ جاَء ال َ َ ذا َ فَإ ِ َ
هـا ك ع َل َــى ظ َهْرِ َ مـا َتـَر َ سُبوا َ ما ك َ َ س بِ َ ه الّنا َ خذ ُ الل ّ ُ ؤا ِ وقال تعالى } :وَل َوْ ي ُ َ
َ َ
نكــا َ ه َ ن الّلــ َ م فَإ ِ ّ جل ُهُ ْ جاَء أ َ ذا َ مى فَإ ِ َ س ّ م َ ل ُ ج ٍ م إ َِلى أ َ خُرهُ ْ ن ي ُؤ َ ّ داب ّةٍ وَل َك ِ ْ ن َ م ْ ِ
صيًرا )(45 ب ِعَِباد ِهِ ب َ ِ
َ
دنيا لهْل َـ َ َ
ك م فــي الـ ّ جميـِع ذ ُن ُــوب ِهِ ْ س ع َل َــى َ ب الّنا َ عاقَ َ ه ت ََعالى َ ن الل َ َولوْ أ ّ
ل ال َْر َ
خُر ه ت َعَــالى ي َـد ّ ِ ب ،وَل َك ِن ّـ ُ ق وَد ََوا ّ ٍ ن أْرَزا م ْ ن ِ كو َ مل ِ ُ ما ي َ ْ ض ،وَ َ ِ ميعَ أهْ ِ ج ِ َ
َ
م مال ِهِ ْ سب ُُهم ع ََلى أع ْ َ حا ِ قَيامة ،فَي ُ َ م ال َ مى ،هُوَ ي َوْ ُ س ّ م َ ل َ ج ٍ م ِإلى أ َ خذ َت َهُ ْ ؤا َ م َ ُ
َ
سـُبوا ل العَِبـاد ِ َوبمـا اك ْت َ َ ما ِ صيٌر بأع ْ َ ل بعملهِ .وَهُوَ ت ََعالى ب َ ِ م ٍ عا ِ ل َ زي ك ُ ّ ج ِ وَي َ ْ
11
شيٌء ه َ خي ْرٍ أوْ ََ
من ْ ُ ه ِ ب ع َن ْ ُ شّر ل َيغي ُ ن َ م ْ ِ
ــــــــــــــــ
14
المبحث الثاني
ت
و ِ ة ال ْ َ
م ْ ذائ ِ َ
ق ُ س َ
ف ٍ كُ ّ
ل نَ ْ
ة ال ْموت وإنما توفّو ُ
ة
مــ ِ قَيا َ م ال ْ ِ م ي َوْ َ جوَرك ُ ْ نأ ُ ق ُ َ ْ ِ َ ِّ َ ُ َ ْ َ ذائ ِ َ س َ ف ٍ ل نَ ْ قال تعالى } :ك ُ ّ
ُ
مت َــاعُ حي َــاة ُ ال ـد ّن َْيا إ ِّل َ مــا ال ْ َ قد ْ فَــاَز وَ َ ة فَ َ جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ ن الّنارِ وَأد ْ ِ ح عَ ِ حزِ َ ن ُز ْ م ْ فَ َ
ال ْغُُرورِ )] (185آل عمران[185/
يخبر الله تعاَلى عباده بأ َ
س حـ ّ ت ،وَت ُ ِ م ـو ْ ِ م ال َ ذوقُ ط َعْـ َ سـت َ ُ س َ ٍ ـ ْ ف َ ن ّ
ل ـُ ك نّ ِ َ َ ُ ِ ُ ََ ُ ْ ُِ
ح لَ َ م ب ِهَذ ِهِ الَيــةِ ع ََلــى أ ّ ح ل ِل ْ َ
ن الْرَوا َ ضه ُ ْ ل ب َعْ ُ ست َد ّ َ سد ِ َ .وا ْ ج َ فاَرقَةِ الّرو ِ م َ بِ ُ
ي ،وَهُوَ ت َعَــاَلى ح ّ س ب ِهِ إل ّ ال َ ح ُ شُعوٌر ل َ ي ُ ِ ن الذ ّوْقَ ُ ن،ل ّ ت الب َد َ ِ مو ِ ت بِ َ مو ُ تَ ُ
س إلـى اللـه ، شـُر الّنـا ُ ح َ مـةِ ي ُ ْ قَيا َ م ال ِ ت .وََيـوْ َ مـو ُ ذي ل َ ي َ ُ ي الـ ِ حـ ّ حد َه ُ ال َ وُ ْ
َ
ب الن ّــاَر ، جن ّـ َ ن ُ مـ ْ ل ،فَ ِ مــا ٍ ن أع ْ َ مـ ْ ه ِ سب َت ْ ُ ما اك ْت َ َ ها ع َ ّ جوَر َ سأ ُ ف ٍ ل نَ ْ وَُتوّفى ك ُ ّ
مَتاع ـا ً َتاِفه ـا ً ت إل ّ َ سـ ْ حَياة ُ الد ّن َْيا ل َي ْ َ فوْزِ َ.وال َ ل ال َ قد ْ َفاَز ك ُ ّ ة ،فَ َ جن ّ َ ل ال َ خ َ وَأ ُد ْ ِ
ن عــ ْ ل َ ح ّ م ِض َ ن يَ ْ كأ ْ ش ُ ك ُيو ِ مت ُْرو ٌ مَتاع ٌ َ دوع ٌ ،وَهُوَ َ خ ُ م ْ مغُْروٌر َ ه َ حب ُ ُ صا ِ َزائ ِل ً َ ،
أهْل ِهِ .
" إنه ل بد من استقرار هذه الحقيقة في النفس :حقيقة أن الحياة فــي
هـذه الرض موقوتـة ،محــدودة بأجـل ثــم تـأتي نهايتهـا حتمــا ..يمـوت
الصالحون ويمــوت الطــالحون .يمــوت المجاهــدون ويمــوت القاعــدون.
يموت المستعلون بالعقيدة ويموت المستذلون للعبيد .يموت الشــجعان
الذين يأبون الضيم ،ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمــن ..
يمــوت ذوو الهتمامــات الكــبيرة والهــداف العاليــة ،ويمــوت التــافهون
الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص.
ت« ..كل نفس تذوق هذه الجرعة موْ ِ ة ال ْ َ ق ُ س ذائ ِ َ ف ٍ ل نَ ْ الكل يموت » ..ك ُ ّ
،وتفارق هذه الحياة ..ل فارق بين نفس ونفس في تذوق هذه الجرعة
من هذه الكأس الدائرة على الجميع .إنما الفارق في شيء آخر.
الفارق في قيمة أخرى .الفارق في المصير الخير :
ُ »وإنما توفّو ُ
ةجّنــ َ ل ال ْ َ خــ َ ن الّنارِ وَأد ْ ِ ح عَ ِ حزِ َ ن ُز ْ م ْ ة .فَ َ م ِ قيا َ م ال ْ ِ م ي َوْ َ جوَرك ُ ْ نأ ُ َ ِّ ُ َ ْ َ
قد ْ فاَز« ..هذه هي القيمة التي يكون فيها الفتراق .وهذا هــو المصــير فَ َ
الذي يفترق فيه فلن عــن فلن .القيمــة الباقيــة الــتي تســتحق الســعي
والكد .والمصير المخوف الــذي يســتحق أن يحســب لــه ألــف حســاب :
قد ْ فاَز« .. ة فَ َ جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ ن الّنارِ وَأ ُد ْ ِ ح عَ ِ حزِ َ ن ُز ْ م ْ »فَ َ
ح« بذاته يصور معناه بجرسه ،ويرسم هيئته ،ويلقي ظله! حزِ َ ولفظ »ُز ْ
وكأنما للنار جاذبية تشد إليها من يقترب منها ،ويدخل في مجالها! فهــو
في حاجة إلى من يزحزحه قليل قليل ليخلصــه مــن جاذبيتهــا المنهومــة!
فمن أمكن أن يزحزح عن مجالها ،ويستنقذ من جاذبيتها ،ويدخل الجنة
..فقد فاز ..
صورة قوية .بل مشهد حي .فيه حركــة وشــد وجــذب! وهــو كــذلك فــي
حقيقته وفي طبيعته .فللنار جاذبية! أليســت للمعصــية جاذبيــة؟ أليســت
النفس في حاجة إلى من يزحزحها زحزحة عن جاذبية المعصــية؟ بلــى!
وهــذه هــي زحزحتهــا عــن النــار! أليــس النســان -حــتى مــع المحاولــة
15
واليقظة الدائمة -يظل أبدا مقصــرا فــي العمــل ..إل أن يــدركه فضــل
الّله؟ بلى!
وهذه هي الزحزحة عن النار حين يدرك النسان فضل الّله ،فيزحزحه
متاع ُ ال ْغُُروِر« ..إنهــا متــاع .ولكنــه ليــس حياة ُ الد ّْنيا إ ِّل َ ما ال ْ َ عن النار! »وَ َ
متاع الحقيقة ،ول متــاع الصــحو واليقظــة ..إنهــا متــاع الغــرور .المتــاع
الــذي يخــدع النســان فيحســبه متاعــا .أو المتــاع الــذي ينشــئ الغــرور
والخداع! فأما المتاع الحق .المتاع الذي يستحق الجهــد فــي تحصــيله ..
فهو ذاك ..هو الفوز بالجنة بعد الزحزحة عن النار.
وعند ما تكون هذه الحقيقـة قـد اسـتقرت فـي النفـس .عنـد مـا تكـون
النفس قد أخرجت مــن حســابها حكايــة الحــرص علــى الحيــاة -إذ كــل
نفس ذائقة الموت على كل حال -وأخرجت مــن حســابها حكايــة متــاع
12
الغرور الزائل "..
َ
ت فَهُ ـ ُ
م مـ ّ ن ِ خل ْـد َ أفَ ـإ ِ ْ ك ال ْ ُ
ن قَب ْل ِـ َ مـ ْ ش ـرٍ ِ جعَل ْن َــا ل ِب َ َ مــا َ وقــال تعــالى } :وَ َ
ة وَإ ِل َي َْنا
خي ْرِ فِت ْن َ ًشّر َوال ْ َ م ِبال ّ ت وَن َب ُْلوك ُ ْ مو ْ ِ ة ال ْ َ ق ُ س َ
ذائ ِ َ ف ٍ ل نَ ْ ن ) (34ك ُ ّ دو َ ال ْ َ
خال ِ ُ
ن )] (35النبياء[35 ،34/ جُعو َ ت ُْر َ
ى الكريم فيهم ،وقد ســاقوا إليــه "كان المشركون يستثقلون مقام النب ّ
سفه ،وألوان الذى ،النفسي والمادي ،فى نفسه ،وفى من ضروب ال ّ
أصحابه ،مـا ل يحتملــه إل أولــو العــزم مـن الرســل ..فلمــا ضـاقوا بـه
ما يعّزون ذرعا ،وأعيتهم الوسائل فى صده عن دعوته إلى الّله ـ كان م ّ
ى فيه ،أن ينتظروا به تلك اليام أو الســنين به أنفسهم ،ويمّنونها المان ّ
الباقية من عمره ،وقد ذهب أكثره ،ولم يبق إل قليله ،فقد التقى بهــم
الرسول الكريم وقد جاوز الربعين ،وهــا هــو ذا صــلوات الل ّــه وســلمه
عليه ،ل يزال بينهم وقد نّيف على الخمسين ،وإذن فهى سنوات قليلة
ينتظرونها على مضض ،حتى يأتيه النون! وهذا ما حكــاه القــرآن عنهــم
َ
ن « ): 30 من ُــو ِ ب ال ْ َص ب ِهِ َري ْـ َ عٌر ن َت ََرب ّ ُ ن شا ِ قوُلو َ م يَ ُفى قوله تعالى » :أ ْ
الطور(.
فها هــذا خل ْـد َ « مس ـ ّ ك ال ْ ُ ن قَب ْل ِـ َمـ ْ ش ـرٍ ِ جعَْلنا ل ِب َ َ فجاء قوله تعالى َ » :وما َ
المنطق الســقيم ،الـذي جعلــوه أداة مـن أدوات الغلـب فــى أيـديهم ..
ى ،فليس وحــده هــو فالموت حكم قائم على كل نفس ..فإذا مات النب ّ
الذي يصير إلى هذا المصير ،وإنمــا النــاس جميعــا ،صــائرون إلــى هــذا
المصير ..فكيف يكون الموت أداة من أدوات المعركة بينهم وبين النبي
؟ وكيف يكون سلحا عامل فى أيديهم على حيــن يكــون ســلحا مفلــول
ح أن يكون من أسلحة المعركة ؟ فى يده ،إذا ص ّ
ْ َ
ن ؟ « ..فمــا دو َ م الخال ِـ ُ ت فَهُـ ُ مـ ّ ن ِ ولهــذا رد ّ الل ّــه عليهــم بقــوله » :أفَـإ ِ ْ
جوابهم على هذا ؟ إنهم لن يخّلدوا فى هذه الدنيا ،فما هــذه الــدنيا دار
ن « ) : 30الّزمــر( ..إن المعركــة مي ّت ُــو َ م َ ت وَإ ِن ّهُ ـ ْ مي ّ ٌ ك َ ى »..إ ِن ّ َخلود لح ّ
بين حق وباطل ،فما سلحهم الذي يحاربون به فى هذا الميــدان ؟ إنــه
16
هوق ـا ً « قــوله ن َز ُ ل كــا َ ن اْلباط ِـ َ الباطــل ،وإنــه لمهــزوم مخــذول » :إ ِ ّ
ة وَإ ِل َْينــا خي ْـرِ فِت ْن َـ ً شـّر َوال ْ َ م ِبال ّ ت وَن َب ْل ُــوك ُ ْ م ـو ْ ِ ة ال ْ َ قـ ُ س ذائ ِ َ ف ٍ ل نَ ْ تعالى » :ك ُ ّ
ن « هو جواب على هذا السؤال الذي جاء فى اليــة الســابقة » : جُعو َ ت ُْر َ
َ
ن « ؟ وهو جواب ينطق به لسان الحــال ويشــهد دو َ م اْلخال ِ ُ ت فَهُ ُ م ّ ن ِ أفَإ ِ ْ
له الواقع.
ت « إشــارة إلــى أن للمــوت طعمــا ، م ـو ْ ِ ة ال ْ َ قـ ُ وفى قوله تعــالى » :ذائ ِ َ
تجده النفوس حين تفارق الجساد ..
وهذا الطعم يختلف بين نفس ونفس ..فالنفس المؤمنة تستعذب ورده
،وتستسيغ طعمه ،لما ترى فيه مــن خلص لهــا مــن هــذا القيــد ،الــذي
أمسك بها عن النطلق إلى عالمها العلوي ،حيث تروى ظمأها ،وتــبّرد
نار أشواقها ،وتنعم فى جنات النعيم التي وعد الّله المتقين ..
أما النفس الضالة الثمة ،فإنما يحضرها عند الموت ،حصاد مـا عملـت
من آثام ،وما ارتكبت من منكرات ،وتشهد ما يلقاهــا مــن غضــب الل ّــه
وعذابه ،فتكره الموت ،وتجد فيه ريح جهنم التي تنتظرهــا ..وهــذا مــا
ت م ـو ْ ِ ت ال ْ َ مــرا ِ ن فِــي غ َ َ مو َ يشير إليه قوله تعالى » :وَل َـوْ ت َــرى إ ِذ ِ الظ ّــال ِ ُ
م « ) : 93النعــام( وقــوله س ـك ُ ُ ف َ جــوا أ َن ْ ُ خرِ ُ م أَ ْ ديهِ ْ
ة باس ـ ُ َ
طوا أي ْـ ِ ِ ملئ ِك َـ ُ َوال ْ َ
َ َ
م ِبهــا ه ل ِي ُعَ ـذ ّب َهُ ْ ري ـد ُ الل ّـ ُ م إ ِّنما ي ُ ِ م َول أْولد ُهُ ْ موال ُهُ ْ كأ ْ جب ْ َ سبحانه َ » :فل ت ُعْ ِ
َ
ن « ) : 55التوبة(. م كافُِرو َ م وَهُ ْ سه ُ ْ ف ُ حياةِ الد ّْنيا وَت َْزهَقَ أن ْ ُ ِفي ال ْ َ
ن « إشارة جُعو َ ة وَإ ِل َْينا ت ُْر َ خي ْرِ فِت ْن َ ً شّر َوال ْ َ م ِبال ّ وفى قوله تعالى » :وَن َب ُْلوك ُ ْ
إلى ما يقع للناس فى دنياهم مما يرونه شرا أو خيرا ..فذلك كلـه ابتلء
لهم ،واختبار لما يكون منهم مع الشّر مــن صــبر أو جــزع ،ومــع الخيــر
من شكر أو كفر ..فما تستقبله النفوس مما يكره ،هــو ابتلء لهــا علــى
ب ،هــو امتحــان الرضا بقضاء الّله ،والتسليم له ..وما تستقبله مما يح ّ
لها كذلك ،على الشكر والحمد لما آتاها الّله من فضله وإحسانه ..
فـــالنفوس المؤمنـــة ،ل تجـــزع مـــن المكـــروه ،ول تكفـــر أو تبطـــر
بالمحبوب ،لن كّل من عند الّله ،وما كان من عند الّله فهو خيــر كلــه ،
محبوب جميعه ..هكذا تجده النفوس المؤمنة بــالّله ،العارفــة لجللــه ،
وعظمته ،وحكمته ..
أمــا النفــوس الضــالة عــن الل ّــه ،فإنهــا إن أصــابها شــىء مــن الض ـّر ،
سها الخيــر ،نفــرت نفــار الحيــوان جزعت ،وزادت كفرا وضلل ،وإن م ّ
الشرس ،واتخذت من نعمة الّله سلحا تحارب بـه اللــه ،وتضــرب فــى
ّ
خل ِقَ هَُلوع ـا ً ن ُ ن اْل ِْنسا َ وجوه عباد الّله ..وفى هذا يقول الّله تعالى » :إ ِ ّ
م ن هُ ـ ْ ذي َن ال ّـ ِ ص ـّلي َ م َ مُنوع ـا ً إ ِّل ال ْ ُ خي ْـُر َ ه ال ْ َ سـ ُ م ّ جُزوعا ً وَِإذا َ شّر َ ه ال ّ س ُ م ّ ِإذا َ
ْ ُ َ ّ
حُروم ِ م ْل َوال َ سائ ِ ِ م ِلل ّ معْلو ٌ حقّ َ م َ موال ِهِ ْ ن ِفي أ ْ ذي َ ن َوال ِ مو َ م دائ ِ ُ صلت ِهِ ْ على َ َ
ن«) قو َ ف ُشـ ِ م ْ م ُ ب َرب ّهِـ ْ ن ع َــذا ِ م ْ م ِ ن هُ ْ ذي َ ن َوال ّ ِ دي ِ ن ب ِي َوْم ِ ال ّ صد ُّقو َ ن يُ َ ذي َ َوال ّ ِ
13
19ـ : 27المعارج(".
17
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد .فكل حادث فهو فان .وكل ما له بــدء
فله نهاية .وإذا كان الرسول - -يموت فهل هم يخلدون؟ وإذا كــانوا
ل يخلدون فما لهم ل يعلمون عمل أهل الموتى؟
وما لهم ل يتبصرون ول يتدبرون؟
ت« .هذا هو الناموس الذي يحكــم الحيــاة .وهــذه مو ْ ِة ال ْ َ
ق ُس ذائ ِ َ ف ٍ »ك ُ ّ
ل نَ ْ
هي السنة التي ليس لها استثناء.
فما أجدر الحياء أن يحسبوا حساب هذا المذاق! إنه المــوت نهايــة كــل
حي ،وعاقبة المطاف للرحلة القصيرة علــى الرض .وإلــى الل ّــه يرجــع
الجميع .فأما ما يصيب النسان في أثناء الرحلة من خير وشر فهو فتنــة
ة« ..والبتلء بالشر مفهوم أمــره. خي ْرِ فِت ْن َ ً شّر َوال ْ َ
م ِبال ّ له وابتلء »:وَن َب ُْلوك ُ ْ
ليتكشف مدى احتمال المبتلى ،ومدى صبره على الضــر ،ومــدى ثقتــه
في ربه ،ورجائه في رحمته ..فأما البتلء بالخير فهــو فــي حاجــة إلــى
بيان ..
إن البتلء بالخير أشد وطأة ،وإن خيل للناس أنه دون البتلء بالشر ..
إن كثيرين يصمدون للبتلء بالشر ولكن القلة القليلــة هــي الــتي تصــمد
للبتلء بالخير.
كثيرون يصبرون على البتلء بالمرض والضعف .ولكن قليلين هم الذين
يصبرون على البتلء بالصحة والقدرة .ويكبحــون جمــاح القــوة الهائجــة
في كيانهم الجامحة في أوصالهم.
كثيرون يصبرون علــى الفقــر والحرمــان فل تتهــاوى نفوســهم ول تــذل.
ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الثراء والوجــدان .ومــا يغريــان بــه
من متاع ،وما يثير انه من شهوات وأطماع!
كثيرون يصبرون علــى التعــذيب واليــذاء فل يخيفهــم ،ويصــبرون علــى
التهديــد والوعيــد فل يرهبهــم .ولكــن قليليــن هــم الــذين يصــبرون علــى
الغراء بالرغــائب والمناصــب والمتــاع والــثراء! كــثيرون يصــبرون علــى
الكفاح والجراح ولكن قليلين هم الذين يصبرون علــى الدعــة والمــراح.
ثم ل يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال .وبالسترخاء الذي يقعد
الهمم ويذلل الرواح!
إن البتلء بالشدة قد يثير الكبرياء ،ويستحث المقاومة ويجند العصاب
،فتكون القوى كلها معبأة لستقبال الشــدة والصــمود لهــا .أمــا الرخــاء
فيرخي العصاب وينيمها ويفقدها القدرة على اليقظة والمقاومة! لذلك
يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح ،حــتى إذا جــاءهم الرخــاء ســقطوا
في البتلء!
وذلك شأن البشر ..إل من عصم الّله فكانوا ممــن قــال فيهــم رســول
خير ،إ َ الله : ع َجبا ل َمر ال ْمؤ ْمن إ َ
شــك ََر ، سّراُء َ ه َ صاب َت ْ ُنأ َ ه َ ٌْ ِ ْ مَره ُ ك ُل ّ ُ نأ ْ ْ ِ ُ ِ ِ ِ ّ َ ً
ْ َ َ َ َ وإ َ
ن" . م ِ حد ٍ إ ِل ّ ل ِل ُ
مــؤ ْ ِ كل َ س ذ َل ِ َ
ه ،وَلي ْ َ خي ًْرا ل ُ ن َ صب ََر ،وَكا َضّراُء َ ه َ صاب َت ْ ُنأ َ َِ ّ
.. 14وهم قليل!
18
فاليقظة للنفس في البتلء بــالخير أولــى مــن اليقظــة لهــا فــي البتلء
15
بالشر .والصلة بالّله في الحالين هي وحدها الضمان "..
عبادي ال ّذين آ َمنوا إ َ
ن دو ِ ة فَإ ِّيايَ َفاع ْب ُ ُ سعَ ٌ ضي َوا ِ ن أْر ِ وقال تعالى َ } :يا ِ َ ِ َ ِ َ َ ُ ِ ّ
َ ن )َ (57وال ّـ ِ م إ ِل َي ْن َــا ت ُْر َ
من ُــوا نآ َ ذي َ جعُــو َ ت ث ُـ ّ م ـو ْ ِ ة ال ْ َ قـ ُ ذائ ِ َ س َ ٍ فـل نَ ْ ) (56ك ُـ ّ
حت ِهَــا اْل َن ْهَــاُر ن تَ ْ مـ ْ ري ِ جـ ِ جن ّـةِ غ َُرفًــا ت َ ْ ن ال ْ َ مـ َ م ِ ت ل َن ُب َـوّئ َن ّهُ ْ حا ِ صال ِ َ مُلوا ال ّ وَع َ ِ
َ
ن) م ي َت َوَك ُّلو َ صب َُروا وَع ََلى َرب ّهِ ْ ن َ ذي َ ن ) (58ال ّ ِ مِلي َ جُر ال َْعا ِ مأ ْ ن ِفيَها ن ِعْ َ دي َ خال ِ ِ َ
] (59العنكبوت[59-56/
ه ل ب َل َـد ٍ ل ي َ ْ ن ك ُـ ّ ْ
ن فيـ ِ قـد ُِرو َ مـ ْ جَرةِ ِ ن بــالهِ ْ مني َ مؤ ِ عَباد َه ُ ال ُ ه ت ََعالى ِ مُر الل ُ ي َأ ُ
خـر مـ َ
سـعَةِ ، وا ِ ض اللـهِ ال َ ن أْر ِ ن ًآ َ َ ِ ْ مك َــا ٍ دين ِي ّـةِ ِإلــى َ شعائ ِرِ ال ّ مةِ ال ّ ع ََلى إ َِقا َ
شعائ ِر دين ِهم ك َ َ
م
م َرب ّهُ ْ مَرهُ ْ ما أ َ ِ ِ ِ ْ َ ة َ م َ ن ِفيهِ إ َِقا َ طيُعو َ ست َ ِ يَ ْ
َ كوُنوا ِفي َ َ
ه م اللــ ُ مَرك ُ ْ ثأ َ حي ْ ُ طاع َةِ اللهِ ،وَ َ ت ،فَ ُ موْ ُ م ال َ م ي ُد ِْركك ُ ُ ما ك ُن ْت ُ ْ وَأي ْن َ َ
م ب ،ث ُـ ّ مهْـَر َ ه َول َ من ْـ ُ فـّر ِ م َ ة َ ،ول َ حال َـ َ م َ تل َ تآ ٍ مو ْ ُ م ،فَــال َ خي ْـٌر ل َك ُـ ْ فَهُوَ َ
جَزاُء . ب وال َ سا ُ ح َ عن ْد َه ُ ال ِ مةِ وَ ِ قَيا َ م ال ِ ن ِإلى اللهِ ي َوْ َ جُعو َ ت ُْر َ
ه
م ب ِـ ِ جــاَءهُ ْ مــا َ ه ِفي َ سول َ ُ صد ُّقوا َر ُ ه َ ،وَ َ ك لَ ُ ري َ ش ِ حد َه ُ ل َ َ مُنوا باللهِ وَ ْ نآ َ ذي َ َوال ِ
ه فَأ َ َ
م مــا ن َهَــاهُ ْ عوه ُ ِفيهِ ،وان ْت ََهوا ع َ ّ طا ُ م الل ُ مرهُ ُ مأ َ مُلوا ب ِ َ عن ْد ِ َرب ّهِ ،وَع َ ِ ن ِ م ْ ِ
صـورا ً ، َ
جّنـةِ قُ ُ م فـي ال َ سـي ُن ْزِل ُهُ ْ ه َ قـا ً أّنـ ُ ح ّ م وَع ْــدا ً َ ه ت ََعالى ي َِعـد ُهُ ْ ه ،فإ ِن ّ ُ ع َن ْ ُ
َ َ َ
دين خال ِ ن ِفيها َ قو َ سيب ْ َ ضها الن َْهاُر وَ َ ري في أْر ِ ج ِ ة ) غ َُرفا ً ( ت َ ْ فعَ ً مرت َ ِ ن ُ ماك ِ َ وأ َ
َ
و
ري ـم ٍ هُ ـ َ جــزاٍء ك َ ِ ن َ مـ ْ صُلوا ع ََليهِ ِ ح َ ما َ مُلوا .وَ َ ما ع َ ِ م ع ََلى َ جَزاًء ل َهُ ْ ،أبدا ً َ ،
ت ن فَــاُزوا ب ُِغرفــا ِ مُلون ،الــذي َ ؤلِء العَــا ِ صاِلحا ً َ .وهـ ُ ل َ م َ ن عَ ِ م ْ جُر ل ِ َ م ال َ ْ ن ِعْ َ
جــَرةِ ، ن ،وَع ََلى َ م ْ َ
صب َُروا ع ََلى أ َ
دائ ِد ِ الهِ ْ شــ َ كي َ شرِ ِ ذى ال ُ ن َ ذي َ م ال ِ جن ّةِ ،هُ ُ ال َ
َ
سِبيل اللهِ ،وَت ًَوَك ُّلوا ع ََلى َرب ّهِ ُ وَع ََلى ال ِ
16
مال ِِهم . ميِع أع ْ َ ج ِ م في َ جَهاد ِ في َ
" وفي إضافة الذين آمنوا إلى الّله سبحانه وتعــالى ،ونــدائهم إليــه مــن
ذاته جل وعل ـ فى هذا احتفاء بهم ،واستضافة لهم فــي رحــاب رحمــة
الّله وفضله وإحسانه ..وذلك لنهم مدعوون إلى الهجرة مــن ديــارهم ،
والنفصال عن أهلهم وإخوانهم ،وذلك أمر شــاق علــى النفــس ،ثقيــل
الوطــأة علــى المشــاعر ،الــتي ارتبطــت بــالموطن ارتبــاط العضــو
بالجسد ..
فكان من لطف الله سبحانه بعباده هؤلء المؤمنين ،الذين دعـاهم إلـى ّ
الهجرة من ديارهم ـ أن استضافهم في رحابه ،وأنزلهـم منـازل رحمتـه
وإحسانه ،بهذا الدعاء الرحيم ،الذي دعاهم به ســبحانه ،إليــه » ...يــا
عبادى « ..فمن استجاب منهم لهذا النداء ،وأقبل على الّله مهاجرا إليه
قاه الّله سبحانه بالفضل والحســان ،وأنزلــه منــزل خيــرا مــن بدينه ،تل ّ
دله أهل خيرا من أهله!. منزله ،وب ّ
ّ
وقد اسـتجاب المسـلمون لهـذا النـداء ،فخرجـوا مهـاجرين إلـى اللـه ،
أفــرادا وجماعــات ،وكــانت الحبشــة أول متجــه اتجــه إليــه المســلمون
المهاجرون ،فأنزلهم الّله أكرم منزل ،هناك ..ثــم كــانت الهجــرة إلــى
19
المدينة ،التي أصبحت مهاجر المسلمين من كل مكــان ،بعــد أن هــاجر
الرسول الكريم إليها ..
وهناك وجد المهاجرون إخوانا ،شاطروهم دورهم وأمــوالهم ،وآثروهــم
على أنفسهم بالطيب من كل شىء.
وأكثر مـن هـذا ،فـإن مجتمـع المهـاجرين هـؤلء الـذين ضـمتهم مدينـة
الرسول ،كانوا الوجه الذي تجلى فيه دين الّله ،وعــزت بــه شــريعته ..
ومــن هــؤلء المهــاجرين ،كــان صــحابة رســول الل ّــه ،وخلفــاء رســول
الّله ..وأكثر من هذا أيضا ،فإن القرآن الكريم ،قــد أجــرى ذكــرا خالــدا
لهؤلء المهاجرين ،وأشار إلى منزلتهم العليا عنــد الل ّــه ،ومــا أعــد لهــم
من أجر عظيم ،وثواب كريم ،لم يشاركهم في هذا أحد من المسلمين
،إل النصار ،الذين نزل المهــاجرون ديــارهم ،ووجــدوا مــا وجــدوا مــن
برهم وإحسانهم ...
وهكذا ،استظل المهاجرون بظل هذا النــداء الكريــم » ...يــا عبــادى «
فكانوا منه في نعمة سابغة ،وفضل عظيم ،فى الدنيا والخرة جميعا.
ة « ..توجيه لنظار المسلمين إلى سعَ ٌ وفي قوله تعالى » :إ َ
ضي وا ِ ن أْر ِ ِ ّ
سعة ملك الّله سبحانه وتعالى ،وإلى أن يمدوا أبصارهم إلــى أبعــد مــن
هذا الفق الضيق المحدود ،الذي يعيشــون فيــه ،والــذي يحســب كــثير
منهم أن الرض كلها محصورة في هذه الرقعـة الـتي يتحركـون عليهـا ،
ويضطربون فيها ..وكل فإن أرض الّله واسعة ،أكثر ممــا يتصــورون ...
فليخرجوا من محبســهم هــذا ،ولينطلقــوا فــي فجــاج الرض ،الطويلــة
العريضة ،وسيجدون في منطلقهم هذا ،سعة من ضــيق ،وعافيــة مـن
ل الل ّـهِ ي َ ِ
ج ـد ْ س ـِبي ِ
جْر فِــي َ
ن ُيها ِ بلء ..والّله سبحانه وتعالى يقول » :وَ َ
م ْ
َْ
ة « ) : 100النســاء( .وقــوله تعــالى » : غما ً ك َِثيــرا ً وَ َ
س ـعَ ً مرا َ ض ُ ِفي الْر ِ
ن « ...أي فــاجعلوا عبــادتكم لــى وحــدي ،ل تشــركون دو ِفَإ ِي ّــايَ َفاع ْب ُـ ُ
بعبادتي أحدا ...
والفاء في قوله تعالى » :فَإ ِّيايَ « تفيــد الســببية ..حيــث كشــف قــوله
ة « عن إضافة هذه الرض إلى الّله سبحانه ، سعَ ٌ تعالى » :إ َ
ضي وا ِ ن أْر ِ ِ ّ
كما كشف عن ســعة هــذه الرض ،وأن أي مكــان ينــزل منهــا النســان
فيه ،هو في ملك الّله ...وإذ كان ذلــك كــذلك ،وجــب أن يفــرد وحــده
سبحانه بالعبادة ،كما أفرد جل شأنه بالملك ...
هذا ،والية الكريمة دعوة سماوية إلى تحرير النسان ،جسدا ،وعقل ،
وقلبا ،وروحا ،من كل قيد مادى ،أو معنوى ،يعطل حركته ،أو يعــوق
انطلقه ،أو يكبت مشاعره ،أو يصدم مشيئته ،أو يقهر إرادته ...ففــى
أي موقع من مواقع الحياة ،وعلــى أي حــال مــن أحوالهــا ،ل يجــد فيــه
النسان وجوده كامل محررا من أي قيد ،ثم ل يعمل جاهدا على امتلك
جريته كاملة ـ يكون ظالما لنفسه ،معتديا على وجوده ...
وإذا كــانت دعــوة الســلم قــد جــاءت لتحريــر النســانية مــن ضــللها ،
وفرضت على المؤمنين أن يجاهدوا الضلل والضالين ،وأن يبــذلوا فــي
سبيل ذلك دماءهم وأمــوالهم ،فــإن الجهــاد الحــق فــي أكــرم منــازله ،
20
وأعلى درجاته ،هو الجهاد في تحرير المؤمن نفسه أول ،وفي تخليصها
من كل قيد يمسك بها علــى مربــط الــذل والهــوان ،ويحملهــا علــى أن
نتطعم من مطاعم الذلة والمهانة ،وفــي هــذا يقــول الل ّــه تعــالى » :إ ِ ّ
م ؟ قــاُلوا ك ُن ّــا م قــاُلوا ِفيـ َ
م ك ُن ْت ُـ ْ س ـه ِ ْف ِ مي أ َن ْ ُ ملئ ِك َـ ُ
ة ظــال ِ ِ م ال ْ َ
ن ت َوَفّــاهُ ُ ذي َ ال ّ ِ
َ َ َْ
جُروا ِفيها ة فَُتها ِ سعَ ً ض الل ّهِ وا ِ ن أْر ُ م ت َك ُ ْ ض!! قاُلوا أل َ ْ ن ِفي الْر ِ في ْ َ
ضعَ ِ ست َ ْم ْ ُ
ً َ ُ
صيرا « ) : 97النساء( ..فلقــد توعــدهم م ِ ت َ م َوساَء ْ جهَن ّ ُم َ مأواهُ ْ فَأولئ ِك َ
الّله ســبحانه وتعــالى بالعــذاب الليــم فــي الخــرة ،لنهــم باســتخزائهم
وضعفهم ،قد باعوا دينهم ،واسترخصوا مروءتهم ،فكانوا سلعة فى يد
القوياء ،ل يملكون معهم كلمة حق يقولونها ،ول يجدون مــن أنفســهم
القدرة على دعوة خير يدعون بها ...وإنه هيهات أن يسلم لنسان ديــن
أو خلق ،إل إذا تحرر من كل ضعف واستعلى على كل خوف ..
ومن هنا كانت دعــوة الســلم متجهــة كلهـا إلــى تحريــر النســان ،عقل
وقلبا وروحا ،كما كانت دعوته إلى تحرير النسان وجودا وجسدا ..
وقد يكون النسان حرا طليقا فــي المجتمــع الــذي يعيــش فيــه ،ل يــرد
عليه من الجماعة وارد من ضيم أو ظلم ،ومع هذا فهو أسير شــهواته ،
وعبد نزواته ،وتبيع هواه ...ل يملك من أمر وجوده شــيئا ...ومــن هنــا
كان أول ما يجاهد النسان هو جهاد النفس ،والهــواء المتســلطة عليــه
منها ....
ن « .هــو تهــوين جعُــو َ م إ ِل َْينــا ت ُْر َ ت ثُ ّ مو ْ ِ ة ال ْ َ ق ُس ذائ ِ َ
ف ٍ ل نَ ْ قوله تعالى » :ك ُ ّ
من شأن الدنيا في عين المؤمنين الذين يتهّيئون للهجرة ..فقــد يحضــر
كثيرا منهم ـ وهو يأخذ عدته للهجرة ــ وارد مـن واردات الشـفاق علـى
الهل والولد ،وما يلقى من لهفة وحنين لفراقهم ،وما يجدون هم مــن
أسى وحسرة لبعده عنهم ..إلى غير ذلك مما يقع للمرء مــن تصــورات
ة
قـ ُ س ذائ ِ َ
فـ ٍ ل نَ ْوخواطر فى مثل هذا الموقف ـ فجاء قوله تعالى » :ك ُـ ّ
ى فيها هــو ونا من شأن هذه الحياة الدنيا ،فإن نهاية كل ح ّ ت « مه ّ مو ْ ِ ال ْ َ
ن التعلق بها وبأهلهــا ،وبأشــيائها ، الموت ..وإذ كان ذلك هو شأنها ،فإ ّ
هو متاع إلى حين ،ثم ينصرم الحبل بين النسان وبين كل ما يمسك به
من هذه الدنيا ،طال الزمن أو قصر ـ فإذا كان ما يمسك النســان مــن
هذه الدنيا شىء يحول بينه وبين الطريق إلى الّله ،وإلــى مــا عنــد الل ّــه
من ثواب عظيم وأجر كريم ـ فــإن هــذا الشــيء مهمــا غل ،هــو عــرض
زائل ،وظل حائل ،ل حساب له إلى جــانب الباقيــات الصــالحات ،ومــا
17
وعد الّله سبحانه عليها ،من رضوان وجّنات فيها نعيم مقيم".
" إن خالق هذه القلوب ،الخبير بمــداخلها ،العليــم بخفاياهــا ،العــارف
بما يهجس فيها ،وما يستكن في حناياها ..
إن خالق هــذه القلــوب ليناديهــا هــذا النــداء الحــبيب :يــا عبــادي الــذين
آمنوا :يناديها هكذا وهو يدعوها إلى الهجرة بدينها ،لتحس منذ اللحظــة
ي« .. عباد ِ َالولى بحقيقتها .بنسبتها إلى ربها وإضافتها إلى مولها » :يا ِ
21
ة« أنتــم س ـعَ ٌ هذه هي اللمسة الولى .واللمســة الثانيــة » :إ َ
ضــي وا ِ ن أْر ِ ِ ّ
عبادي .وهذه أرضي .وهي واسعة .فسيحة تسعكم .فما الذي يمســككم
في مقــامكم الضــيق ،الــذي تفتنــون فيــه عــن دينكــم ،ول تملكــون أن
تعبدوا الّله مولكم؟ غادروا هذا الضيق يا عبادي إلــى أرضــي الواســعة ،
ن«. دو ِ ناجين بدينكم ،أحرارا في عبادتكم »فَإ ِّيايَ َفاع ْب ُ ُ
إن هاجس السى لمفارقة الوطن هو الهاجس الول الــذي يتحــرك فــي
النفس التي تدعى للهجرة .ومن هنا يمــس قلــوبهم بهــاتين اللمســتين :
ي« عباد ِ َ بالنداء الحبيب القريب » :يا ِ
ة« وما دامــت كلهــا أرض الل ّــه ، سعَ ٌ وبالسعة في الرض » :إ َ
ضي وا ِ ن أْر ِ ِ ّ
فأحب بقعة منها إذن هي التي يجــدون فيهــا الســعة لعبــادة الل ّــه وحــده
دون سواه.
ثم يمضي يتتبع هـواجس القلـوب وخواطرهــا .فــإذا الخـاطر الثـاني هــو
الخوف من خطر الهجرة .خطر الموت الكــامن فــي محاولــة الخــروج -
وقد كان المشركون يمسكون بالمؤمنين في مكــة ،ول يســمحون لهــم
بالهجرة عند ما أحسـوا بخطرهـم بعــد خـروج المهـاجرين الوليـن -ثــم
خطر الطريق لو قدر لهم أن يخرجوا من مكة .ومن هنا تجيء اللمســة
ن« ..فالموت حتم فــي جُعو َ م إ ِل َْينا ت ُْر َ
ت .ث ُ ّ موْ ِ ة ال ْ َ ق ُس ذائ ِ َ
ف ٍ الثانية » :ك ُ ّ
ل نَ ْ
كل مكان ،فل داعي أن يحسبوا حسابه ،وهم ل يعلمون أسبابه .وإلــى
الّله المرجع والمآب .فهم مهاجرون إليــه ،فــي أرضــه الواســعة ،وهــم
عائدون إليه في نهاية المطاف .وهم عباده الذين يؤويهم إليه في الــدنيا
والخرة .فمن ذا يساوره الخوف ،أو يهجس فــي ضــميره القلــق ،بعــد
هذه اللمسات؟
ومع هذا فإنه ل يدعهم إلى هذا اليواء وحده بل يكشف عما أعــده لهــم
هناك .وإنهم ليفارقون وطنا فلهم في الرض عنه سعة .ويفارقون بيوتــا
نذي َ فلهم في الجنة منها عوض .عوض من نوعهــا وأعظــم منهــا َ» :وال ّـ ِ
حت َِها اْل َْنهـاُر ن تَ ْ م ْ
ري ِ ج ِ جن ّةِ غ َُرفا ً ت َ ْ ن ال ْ َ م َ م ِ ت ل َن ُب َوّئ َن ّهُ ْ صاِلحا ِمُلوا ال ّ مُنوا وَع َ ِ آ َ
ن ِفيها«. دي َ ،خال ِ ِ
ن، ْ َ ّ
مِلي َ جُر العا ِ مأ ْ وهنا يهتف لهم بالعمل والصبر والتوكل على الله » :ن ِعْ َ
ن« ..وهــي لمســة التثــبيت والتشــجيع م ي َت َوَك ّل ُــو َ على َرب ّهِ ْصب َُروا وَ َ ن َ ذي َال ّ ِ
لهــذه القلــوب ،فــي موقــف القلقلــة والخــوف والحاجــة إلــى التثــبيت
والتشجيع .ثم يهجس في النفس خاطر القلق على الرزق ،بعد مغادرة
الــوطن والمــال ومجــال العمــل والنشــاط المــألوف ،وأســباب الــرزق
َ
ن م ْن ِ المعلومة .فل يدع هذا الخاطر دون لمسة تقر لها القلوب » :وَك َأي ّ ْ
م« ..لمســة تــوقظ قلــوبهم إلــى ه ي َْرُزُقها وَإ ِي ّــاك ُ ْ ل رِْزقََها ،الل ّ ُ م ُح ِداب ّةٍ ل ت َ ْ َ
الواقع المشهود في حياتهم .فكم من دابــة ل تحصــل رزقهــا ول تجمعــه
ول تحمله ول تهتم به ،ول تعرف كيف توفره لنفسها ،ول كيف تحتفــظ
به معها .ومع هذا فإن الّله يرزقها ول يدعها تموت جوعا .وكــذلك يــرزق
الناس .ولو خيل إليهم أنهم يخلقون رزقهم وينشــئونه .إنمــا يهبهــم الل ّــه
وسيلة الرزق وأسبابه .وهذه الهبة في ذاتها رزق من الّله ،ل سبيل لهم
22
إليه إل بتوفيق الّله .فل مجال للقلق على الرزق عند الهجرة .فهم عبــاد
الّله يهاجرون إلى أرض الّله يرزقهم الّله حيث كانوا .كما يرزق الدابة ل
تحمل رزقها ،ولكن الّله يرزقها ول يدعها.
ويختــم هــذه اللمســات الرفيقــة العميقــة بوصــلهم بــالّله ،وإشــعارهم
برعايته وعنايته ،فهو يسـمع لهــم ويعلـم حـالهم ،ول يـدعهم وحــدهم :
م« ..ميعُ ال ْعَِلي ُ
س ِ
»وَهُوَ ال ّ
وتنتهي هذه الجولة القصيرة وقــد لمســت كــل حنيــة فــي تلــك القلــوب
ولبت كل خاطر هجس فيها في لحظة الخروج .وقــد تركــت مكــان كــل
مخافة طمأنينة ،ومكان كل قلــق ثقــة ،ومكــان كــل تعــب راحــة .وقــد
هدهدت تلك القلوب وغمرتها بشعور القربى والرعاية والمان في كنف
18
الّله الرحيم المنان".
ـــــــــــــــــ
23
المبحث الثالث
الحث على التوبة قبل الموت
م جَهال َـةٍ ث ُـ ّ ســوَء ب ِ َ ن ال ّ مل ُــو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ع َل َــى الل ّـهِ ل ِل ّـ ِ ما الت ّوْب َ ُ قال تعالى } :إ ِن ّ َ
ُ
ما )(17 كي ً ح ِ ما َ ه ع َِلي ً ن الل ّ ُ كا َ م وَ َ ه ع َل َي ْهِ ْ ب الل ّ ُ ك ي َُتو ُ ب فَأول َئ ِ َ ري ٍ ن قَ ِ م ْ ن ِ ي َُتوُبو َ
َ
ل ت َقا َ مو ْ ُ م ال ْ َ حد َهُ ُ ضَر أ َ ح َ ذا َ حّتى إ ِ َ ت َ سي َّئا ِ ن ال ّ مُلو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ل ِل ّ ِ ت الت ّوْب َ ُ س ِ وَل َي ْ َ
َ فار ُأول َئ ِ َ َ
ما ) ذاًبا أِلي ً م عَ َ ك أع ْت َد َْنا ل َهُ ْ م كُ ّ ٌ ن وَهُ ْ موُتو َ ن يَ ُ ذي َ ن وََل ال ّ ِ ت اْل َ َ إ ِّني ت ُب ْ ُ
] (18النساء[18 ،17/
مـةِ قُُبوَلهـا ب ِوَ ْ ه ت ََعـاَلى َ َ
ه
عـد ِ ِ ري َ سـهِ الك َ ِ علـى ن َفْ ِ ب اللـ ُ ج َ ة الِتي أوْ َ ن الت َوْب َ َ إ ّ
س ف َ س الن ّ ْ جَهالةٍ ت ُل َب ِ ُ ت بِ َ سي َّئا ِ ح ال ّ جت َرِ َ ن يَ ْ م ْ ست إل ّ ل َِ َ ضل ً ،ل َي ْ َ ف ّ ه وَت َ ْ من ْ ُ ك ََرما ً ِ
ط مــا فَـ ًّر َ م ع َل َــى َ ن ي َن ْـد َ َ ثأ ْ م ل َ ي َل ْب َـ ُ شهْوَةٍ ،ث ُ ّ ب َ ب ،أوْ ت َغَل ّ ِ ض ٍ ن ث َوَْرةِ غ َ َ م ْ ِ
ب ن فَعَل ُــوا ال ـذ ُّنو َ ذي َ ك ال ِ قل ِعَ ع َن َْها َ .فأول َئ ِ َ ب وَي ُ ْ ب إلى َرب ّهِ ،وَي َُتو ُ ه ،وَي ُِني ُ من ْ ُ ِ
خ ســ ُ م ت َت ََر ّ بل ْ َ ن الذ ُُنو َ ه ع َلي ِْهم ،ل ّ َ ب الل ُ ل ،ي َُتو ُ ن قَِلي ٍ َ
م ٍ جَهالةٍ وََتاُبوا ب َعْد َ َز َ بِ َ
ن. مو َ م ي َعْل َ ُ ما فَعَُلوا وَهُ ْ صّروا ع ََلى َ م وََلم ي ُ ِ سهِ ْ فو ِ ِفي ن ُ ُ
َ
ســوِء ، ل ال ّ مـ ِ ن عَ َ مـ ْ ن ِ مو َ س ـل َ ُ عَباد ِهِ ،وَأن ُّهم ل َ ي َ ْ ف ِ ضعْ ِ م بِ َ ه ت ََعاَلى ع َِلي ٌ َوالل ُ
و
ح ِ م ْ م الى َ داهُ ْ ضيلةِ ،وَهَ َ ف ِ ب ال َ م َبا َ ح لهُ ْ َ فت َ َ ل الت ّوْب َةِ ،فَ َ مت ِهِ َقبو َ حك ْ َ شَرع َ ب ِ ِ فَ َ
سي ّئ َةِ . ال ّ
ن ع ََليهـا ، صّرو َ م ِ م ُ ن ِفي فِعْل َِها وَهُ ْ مّرو َ ست َ ِ ت ،وَي َ ْ سي َّئا ِ ن ال ّ فعَُلو َ ن يَ ْ ذي َ ما ال ِ أ ّ
ك مل ـ ُ َ م َ ض ـُرهُ ْ ح ُ حت ّــى ي َ ْ حي َــات ِِهم ،أيْ َ ن َ مـ ْ حظ ـةٍ ِ َ َ
خ ـرِ ل ْ حت ّــى آ ِ ن َ وَل َ ي َُتوب ُــو َ
ؤلِء ؤلِء وَهَ ُ فاٌر ،فَهَ ُ م كُ ّ ن وَهُ ْ موُتو َ ذين ي َ ُ ن َ ،وال ِ ن :ت ُب َْنا ال َ قوُلو َ ت ،فَي َ ُ مو ْ ِ ال َ
َ َ
خ ـَرةِ . م ِفي ال ِ ذي أع َد ّه ُ ل َهُ ْ جِع ال ِ مو ِ ب الِليم ِ ال ُ ذا ِ ه ت ََعاَلى ِبالعَ َ م الل ُ ي َت َوَع ّد ُهُ ُ
19
قُبولةٍ ( . َ م ْ ت غ َي َْر َ موْ ِ ش ال َ جعَ َ
على فَِرا ِ ب وَهُوَ َ ة الّتائ ِ ِ ه ت َوْب َ َ ل الل ُ ) وَ َ
"إن التوبة التي يقبلها الّله ،والتي تفضل فكتب على نفسه قبولهــا هـي
التي تصدر من النفس ،فتدل على أن هــذه النفــس قــد أنشــئت نشــأة
أخرى .قد هزها الندم من العماق ،ورجها رجا شــديدا حــتى اســتفاقت
فثابت وأنـابت ،وهـي فـي فسـحة مـن العمـر ،وبحبوحـة مـن المـل ،
واستجدت رغبة حقيقية في التطهر ،ونيــة حقيقيــة فــي ســلوك طريــق
ن م ي َُتوُبـو َ جهاَلـةٍ ُثـ ّ سـوَء ب ِ َ ن ال ّ مُلـو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ع ََلى الل ّهِ ل ِل ّ ِ ما الت ّوْب َ ُ جديد »..إ ِن ّ َ
كيمـًا« ..والــذين ُ
ح ِ ه ع َِليمـا ً َ ن الل ّ ُ مَ .وكا َ ه ع َل َي ْهِ ْ ب الل ّ ُ ك ي َُتو ُ ب فَأولئ ِ َ ري ٍ ن قَ ِ م ْ ِ
يعملون السوء بجهالة هم الــذين يرتكبــون الــذنوب ..وهنــاك مــا يشــبه
الجماع على أن الجهالة هنا معناها الضللة عن الهدى -طال أمــدها أم
قصر -ما دامت ل تستمر حتى تبلــغ الــروح الحلقــوم ..والــذين يتوبــون
من قريب :هم الــذين يثوبــون إلــى الل ّــه قبــل أن يتــبين لهــم المــوت ،
ويدخلوا في سكراته ،ويحسوا أنهم على عتباته .فهذه التوبة حينئذ هــي
توبة الندم ،والنخلع من الخطيئة ،والنية على العمل الصالح والتكفير.
ب ك ي َُتو ُ وهي إذن نشأة جديدة للنفس ،ويقظة جديدة للضمير » ..فَُأولئ ِ َ
كيمـًا« ..يتصــرف عــن علــم وعــن ح ِ ه ع َِليمـا ً َ ن الل ّـ ُ م« َ» ..وكا َ ه ع َل َي ْهِ ْ الل ّ ُ
24
حكمة .ويمنح عباده الضــعاف فرصــة العــودة إلــى الصــف الطــاهر ،ول
يطردهم أبدا وراء السوار ،وهم راغبون رغبة حقيقية في الحمى المن
والكنف الرحيم.
إن الّله -سبحانه -ل يطارد عبــاده الضــعاف ،ول يطردهــم مــتى تــابوا
إليه وأنابوا .وهــو -ســبحانه -غنــي عنهــم ،ومــا تنفعــه تــوبتهم ،ولكــن
تنفعهم هم أنفسهم ،وتصلح حياتهم وحياة المجتمع الذي يعيشون فيــه.
ومن ثم يفسح لهم في العودة إلى الصف تائبين متطهرين.
َ
ت م ال ْ َ
م ـو ْ ُ حـد َهُ ُضـَر أ َ
ح َ
حت ّــى ِإذا َ
ت َ
سّيئا ِ مُلو َ
ن ال ّ ن ي َعْ َ ة ل ِل ّ ِ
ذي َ ت الت ّوْب َ ُ س ِ »وَل َي ْ َ
ن« .فهــذه التوبــة هــي توبــة المضــطر ،لجــت بــه ت اْل َ ل :إ ِن ّــي ت ُب ْـ ُ قــا َ
الغواية ،وأحاطت به الخطيئة .توبة الذي يتوب لنه لم يعد لــديه متســع
لرتكاب الذنوب ،ول فســحة لمقارفــة الخطيئة .وهــذه ل يقبلهــا الل ّــه ،
لنها ل تنشئ صلحا في القلــب ول صــلحا فــي الحيــاة ،ول تــدل علــى
تبدل في الطبع ول تغير في التجاه.
والتوبة إنما تقبل لنها الباب المفتوح الذي يلجه الشاردون إلــى الحمــى
المن ،فيستردون أنفسهم من تيه الضــلل ،وتســتردهم البشــرية مــن
القطيع الضال تحت راية الشيطان ،ليعملوا عمل صالحا -إن قــدر الل ّــه
لهم امتداد العمر بعد المتاب -أو ليعلنوا -على القــل -انتصــار الهدايــة
على الغواية .إن كان الجل المحدود ينتظرهم ،مــن حيــث ل يشــعرون
أنه لهم بالوصيد ..
فاٌر« ..وهؤلء قد قطعوا كل مــا بينهــم وبيــن م كُ ّ ن وَهُ ْ موُتو َ ن يَ ُ ذي َ »وََل ال ّ ِ
التوبة من وشيجة ،وضيعوا كل ما بينهم وبين المغفرة من فرصة ..
م ع َــذابا ً أ َِليم ـًا«.أعتــدناه :أي أعــددناه وهيأنــاه ..فهــو دنا ل َهُ ْ
»ُأولئ ِ َ َ
ك أع ْت َ ْ
حاضر في النتظار ل يحتاج إلى إعداد أو إحضار!
وهكذا يشتد المنهج الرباني في العقوبة ،ولكنه في الــوقت ذاتــه يفتــح
الباب علــى مصــراعيه للتوبـة .فيتــم التــوازن فــي هــذا المنهــج الربـاني
الفريد ،وينشئ آثاره في الحياة كما ل يملـك منهـج آخـر أن يفعـل فـي
20
القديم والجديد "..
" والمراد بالجهالة هنا ما يركب النسان من حمق ،وطيــش ،ونــزق ..
وهو فى مواجهة المنكر ،وليــس المــراد بالجهالــة عــدم العلــم بــالمنكر
الذي يرتكبه ..فهذا معفوّ عنه ،ومحسوب من باب الخطأ.
والمــراد بالتوبــة مــن قريــب ،أن يرجــع المــذنب إلــى نفســه باللئمــة
والندم ،وأن ينكر عليها هذا المنكر الذي وقع فيه ،وأل يستمرئه ،فــإذا
وقف النسان من نفسه هذا الموقف كانت له إلى الّله رجعة من قريب
..فإن مثل هذا الشعور يزعــج النسـان عــن هــذا المــورد الوبيــل الــذي
يرده ،ويلوى زمامه عنه ..إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد ..وهـذا مـا
حمده الّله سبحانه وتعالى لصــحاب تلــك النفــوس الــتي يقلقهــا الثــم ،
مت بمنكر ،أو واقعت ذنبا ،فكان من حمــده ويزعجها المنكر إذا هى أل ّ
25
سبحانه لتلك النفس وتكريمه لها أن أقســم بهــا ،فقــال ســبحانه » :ل
ُ ُ
مةِ « ) 1ـ : 2القيامة( .. وا َ س الل ّ ّ ِ م ِبالن ّ ْ
ف س ُمةِ َول أقْ ِ قيا َ م ب ِي َوْم ِ ال ْ ِ س ُ أقْ ِ
م ذ َك َـُروا س ـه ُ ْ ف َ مــوا أ َن ْ ُ ة ،أوْ ظ َل َ ُ
شـ ً َ ح َ ن ِإذا فَعَُلوا فا ِ ذي َ وقال سبحانه َ » :وال ّ ِ
علــى مــا صـّروا َ م يُ ِ ه وَل َ ْ ب إ ِّل الل ّ ُ فُر الذ ُّنو َ ن ي َغْ ِ م ْ م وَ َ فُروا ل ِذ ُُنوب ِهِ ْ ست َغْ َه َفا ْ الل ّ َ
ن « ) : 135آل عمران( فالعلم هنا مقابل للجهالة فى مو َ م ي َعْل َ ُ فَعَُلوا وَهُ ْ
جهال َةٍ « ،أي أنهم لــم يص ـّروا علــى مــا سوَء ب ِ َ ن ال ّ مُلو َ قوله تعالى » :ي َعْ َ
فعلــوا مــن منكــر وهــم يعلمــون أن هــذا المنكــر يجنــى عليهــم ويحبــط
طى على بصــرهم ،لمــا لبســهم حــال غشــيانهم أعمالهم ،وإنما هم مغ ّ
فة وطيش ،فلما استبان لهم وجه المنكر ،وعرفوا عاقبــة المنكر من خ ّ
أمرهم معه ،أنكروه ،وبرئوا إلى الّله منه.
وقد مدح الّله هؤلء ،الذين ينكرون المنكر حتى بعد أن يواقعوه ..فقال
ن تعالى » :وال ّذين يؤ ْتون ما آتوا وقُُلوبهم وجل َ ٌ َ
جعُــو َ م را ِ م ِإلــى َرب ّهِ ـ ْ ة أن ّهُ ْ ُُ ْ َ ِ َ ْ َ َ ِ َ ُ ُ َ
فسـا ً إ ِّل ف نَ ْ ن َول ن ُك َل ّـ ُ قو َ م َلهــا ســاب ِ ُ ت وَهُـ ْ خي ْــرا ِ ن فِــي ال ْ َ عو َ ك ُيســارِ ُ ُأولئ ِ َ
سَعها «. وُ ْ
حت ّــى ِإذا ت َ س ـّيئا ِ ن ال ّ مل ُــو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ل ِل ّـ ِ ت الت ّوْب َـ ُ س ِ وفى قوله تعالى » :وَل َي ْ َ
َ
فــاٌر « م كُ ّ ن وَهُ ـ ْ موت ُــو َ ن يَ ُ ذي َ ن وََل ال ّ ِ ت اْل َ ل إ ِّني ت ُب ْ ُ ت قا َ مو ْ ُ م ال ْ َ حد َهُ ُ ضَر أ َ ح َ َ
فون بمحارم الله ،فيهجمون عليها فى غيــر ّ رد ّ وردع لولئك الذين يستخ ّ
تحرج ول تأثم ،ويبيتون معها ،ويصبحون عليها ،دون أن يكون لهم مــع
أنفســهم حســاب أو مراجعــة ..وهكــذا يقطعــون العمــر ،فــى صــحبة
الفواحش ،ظاهرها وباطنها ،حتى إذا بلغوا آخــر الشــوط مــن الحيــاة ،
ل عليهم الموت ،فزعـوا وكربـوا ،وألقـوا بهـذا الــزاد الخـبيث مـن وأط ّ
أيديهم ،وقالوا :تبنا إلى الّله ،وندمنا علــى مــا فعلنــا مــن ركــوب هــذه
المنكرات!
إنها توبة لم تجىء من قلب مطمئن ،وعقل مدرك ،يحاسب ويراجع ،
ويأخذ ويدع ،ولكنها توبة اليــائس الــذي ل يجــد أمــامه طريقــا غيــر هــذا
الطريق ..إنه لم يثب وهو فــى خيــرة مــن أمــره ..فيمســك المنكــر أو
يدعه ،ويقيم على المعصية أو يهجرها ..وإنما هـو إذ يتـوب فـى سـاعة
الموت ،أشبه بالمكره على تلك التوبــة ،إذ ل وجــه أمــامه للنجــاة غيــر
ده الل ّــه هذا الوجه ..وقد فعلها فرعون من قبل حين أدركه الغرق ،فــر ّ
ه ال ْغَـَرقُ قــا َ َ
ل حت ّــى ِإذا أد َْرك َـ ُ سبحانه ،ولم يقبل منه صرفا ول عدل َ » :
ْ ْ َ َ
نن آل َ مي َ ســل ِ ِ م ْ ن ال ُ مــ َ ل وَأَنا ِ سراِئي َ ت ب ِهِ ب َُنوا إ ِ ْ من َ ْ ذي آ َ ه إ ِّل ال ّ ِ ه ل ِإل َ ت أن ّ ُ من ْ ُ آ َ
ن « ) 90ـ : 91يونس(. دي َ س ِف ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ت ِ ل وَك ُن ْ َ ت قَب ْ ُ صي ْ َوَقَد ْ ع َ َ
إن إيمان فرعون هنا لم يكن عن اختيار بين اليمان والكفر ..بل كان ل
بد ّ له من أن يؤمن حــتى ينجــو مــن الغــرق ،إن الكفــر بــالّله هــو الــذي
أورده هذا المورد ،وإن اليمان بالّله الذي كفــر بـه مـن قبــل هــو الـذي
در!! ده عن هذا المورد ويدفعه عنه ..هكذا فكر وق ّ ير ّ
وشبيه بهؤلء الذين ل يرجعون إلى الله ،ول يذكرونه إل عنــد حشــرجة ّ
المــوت ،أولئك ال ّــذين يغرقــون أنفســهم فــى الثــام مــادامت تــواتيهم
دت فــى وجــوههم منافــذ الظــروف ،وتســعفهم الحــوال ،حــتى إذا سـ ّ
26
ففــوا وتــابوا ..
الطريق إلى مقارفة الثم ،بسبب أو بأكثر من سبب ،تع ّ
وتلك توبة العاجز المقهــور ،ورجعــة المهــزوم المغلــوب علــى أمــره .ل
يخالطها شىء من الندم ،ول يقوم عليها سلطان مــن إرادة ومغالبــة ..
21
إنها توبة غير مقبولة".
ــــــــــــــــ
27
المبحث الرابع
إذا حضر الجل فل رجعة للدنيا
َ
ن )(99 جُعـو ِ ب اْر ِ ل َر ّ ت َقـا َ مـوْ ُ م ال ْ َ حـد َهُ ُ جـاَء أ َ ذا َ حّتـى إ ِ َ قال تعالى َ } :
َ
خ م ب َْرَز ٌ ن وََرائ ِهِ ْ م ْ ة هُوَ َقائ ِل َُها وَ ِ م ٌ ت ك َّل إ ِن َّها ك َل ِ َ ما ت ََرك ْ ُ حا ِفي َ صال ِ ً ل َ م ُ ل َعَّلي أع ْ َ
ن )] (100المؤمنون[100 ،99/ إ َِلى ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ
ن الثــام ِ مـ ْ ما َيأِتي َومــا ي َـذ َُر ِ ت ،ول ي َُبالي ب ِ َ سي َّئا ِ ح ال ّ جَتر ُ كافُِر ي َ ْ ل ال َ ل ي ََزا ُ
ب ذا ِ ن ع َـ َ مـ ْ م ع َل َي ْـهِ ِ ق ـد ِ ُ م ْ ن ما هو ُ عاي َ َ ت،و َ مو ُ جاَءه ُ ال َ حّتى إذا َ وال َوَْزارِ َ ،
ب اللـهِ ،وقَــا َ ما فَـّر َ َ
ل: جن ْـ ِ ط فــي َ ف على َ س َ ت ،وأ ِ ما َفا َ م على َ اللهِ ن َد ِ َ
َ
ك عب َــاد ِ َ ق ِ قــو ِ ح ُك،و ُ عَباد َت ِـ َ ن ِ مـ ْ ت ِ صـْر ُ ما قَ ّ صاِلحا ً ِفي َ ل َ م َ ن لع ْ َ جُعو ِ ب ار ِ َر ّ
َ .إ ًّ
مــا ك َ داَر َ صــاِلحا ً ،وَي َت َـ َ مــل َ ة إ ِل َــى الـد ّن َْيا ل ِي َعْ َ جعَـ َ ه الّر ْ ل َرب ّ ُ سأ ُ كافَِر ي َ ْ ن ال َ ِ
َ َ َ َ َ
ه ت َعَــالى ع َلي ْـهِ ل .وَي َـُرد ّ الل ـ ُ مــا ٍِ ل وَ َ ن أهْـ ٍ م ْ ما ت ََرك ِ ح ِفي َ صل ِ َ ه ،وَل ِي ُ ْ من ْ ُ فََرط ِ
ة لَ قول َـ ٌ م ُ ة َ مـ ٌ ي ك َل ِ َ ذا ) ك َل ّ ( .فَهِ َ ه إ َِلى ط َل َب ِهِ هَ َ جيب ُ ُ ه ل َ يُ ِ جرا ً :إ ِن ّ ُ َراِدعا ً وََزا ِ
مــا شد ّةِ ،وَل َوْ ُرد ّ ل ََعاد َ إ َِلــى َ ق وال ّ ضي ِ ت ال ّ ظال ِم ٍ وَقْ َ ل َ قول َُها ك ُ ّ معَْنى ل ََها ،ي َ ُ َ
م َ
م ي َت ّعِـظ ب ِهَــا ،وَل ـ ْ ُ َ
ت فل ـ ْ َ ه الي َــا ُ جــاَءت ْ ُ حَياةِ ،و َ ن ِفي ال َ َ
قد ْ كا َ َ
ن ع َلي ْهِ ،ف َ َ كا َ َ
جــوِع ن الّر ُ م وَب َي ْ َ ل ب َي ْن َهُ ْ حو ُ خ ( ،يَ ُ جٌز )ب َْرَز ٌ حا ِ م وََراَءهم َ قو ُ صاِلحا ،وَي َ ُ ً ل َ م ُ ي َعْ َ
22
ن. شُرو َ ن وَي ُن ْ َ ك ِإلى ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ ن ك َذ َل ِ َ قو ْ َ ِإلى الد ّن َْيا ،وَي َب ْ َ
حّتى « غاية لمحذوف دل عليه السياق ،والتقدير ،ولكــن كــثيرا مــن » َ
ّ
الناس ،ل يأخذون حذرهم مــن الشــيطان ،ول يســتعيذون بــالله منــه ،
فيفسد عليهم دينهم ،وينقــض ظهــورهم بالــذنوب والثــام ،ثــم يظلـون
َ
ت « وانكشــف عــن عينيــه مو ْ ُ م ال ْ َ حد َهُ ُ حّتى ِإذا جاَء أ َ هكذا فى غفلتهم » َ
ن « إلـى دنيـاى ، جُعـو ِ ب اْر ِ ل َر ّ الغطاء ،ورأى ما قدم من منكرات » قا َ
َ
ت « ولصلح من أمرى مــا فســد ،وأقيــم ل صاِلحا ً ِفيما ت ََرك ْ ُ م ُ » ل َعَّلي أع ْ َ
ج ..ولكن هيهات ..لقد فات وقت الــزرع ،وهــذا أوان من دينى ما اعو ّ
هـوَ قائ ِلهــا « أي إنهــا مجــرد كلم يقــال ،ل ُ ة ُ م ٌ الحصاد » ..ك َّل ..إ ِّنها ك َل ِ َ
خ « أي أن هناك سدا قائما م ب َْرَز ٌ ن َورائ ِهِ ْ م ْ وزن له ،ول ثمرة منه » ..وَ ِ
،فاصل بين الموات ،وعالم الحياء ..فل سبيل لمن أدركــه المــوت أن
يخترق هذا البرزخ ،وينفذ إلى عالم الحياء مــرة أخــرى ،وذلــك » ِإلــى
ن « ..حيث يزول البرزخ ،وينتقــل النــاس جميعــا إلــى العــالم ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ
23
الخر ،ويصبحون جميعا فى عالم الحق ..
إنه مشهد الحتضار ،وإعلن التوبة عند مواجهة الموت ،وطلب الرجعة
إلــى الحيــاة ،لتــدارك مــا فــات ،والصــلح فيمــا تــرك وراءه مــن أهــل
ومال ..وكأنما المشهد معروض اللحظة للنظار ،مشهود كالعيان!
فإذا الرد على هذا الرجاء المتــأخر ل يــوجه إلــى صــاحب الرجــاء ،إنمــا
ة هُوَ قائ ُِلها «...كلمة ل معنــى م ٌ يعلن على رؤوس الشهاد »:ك َّل .إ ِّنها ك َل ِ َ
لهــا ،ول مــدلول وراءهــا ،ول تنبغــي العنايــة بهــا أو بقائلهــا .إنهــا كلمــة
28
الموقــف الرهيــب ،ل كلمــة الخلص المنيــب .كلمــة تقــال فــي لحظــة
الضيق ،ليس لها في القلب من رصيد!
وبها ينتهي مشهد الحتضار .وإذا الحواجز قائمة بيــن قــائل هـذه الكلمــة
والدنيا جميعا .فلقد قضي المر ،وانقطعت الصلت ،وأغلقت البواب ،
ن« ..فل هــم مــن خ ِإلى ي َـوْم ِ ي ُب ْعَث ُــو َ
م ب َْرَز ٌ
ن َورائ ِهِ ْ
م ْ
وأسدلت الستار »:وَ ِ
أهل الدنيا ،ول هم من أهل الخرة .إنما هم في ذلك البرزخ بيــن بيــن ،
24
إلى يوم يبعثون.
قال المام الشافعي رحمه الله: 25
َ
م القضاُء شاُء وطب نفسا ً إذا حك َ ما ت َ َ فَعل َ م تَ ْ د َِع الّيا َ
ث الدنيا بقاُء حاِدثة الليالي فما لحواد ِ جَزع ْ ل ِ َ َول ت َ ْ
ك السماحة والوفاُء ل جلدا ً وشيمت َ ن رجل ً على الهوا ِ وك ْ
َ
ن لها ِغطاُء َ ن يَ ُ َ سر َ ت عيوب َ
كو َ كأ ْ ك في البرايا و َ ن كثر ْ وإ ْ
سخاُء ل ال ّ ل ع َْيب يغطيه كما قي َ خاء فَك ُ ّ س َ ست ّْر ِبال ّ تَ َ
ماُء ن َ ظمآ ِ ل َفما ِفي الّنارِ ِلل ْ ج السماحة َ من َبخي ٍ ول تر ُ
ق العناُء س يزيد ُ في الرز ِ ه الت َأّني ولي َ ص ُ ق ُ س ي ُن ْ ِ ك لي ْ َ َ وَرِْزقُ َ
ك ول رخاُء س علي َ سروٌر ول بؤ ٌ م َول ُ دو ُ ن يَ ُ حْز ٌ َول ُ
ض تقيهِ ول سماُء مَناَيا فل أر ٌ حت ِهِ ال ْ َ سا َ ت بِ َ ن ن ََزل َ ْ م ْ وَ َ
ل القضا ضاقَ الفضاُء ض الله واسعة ولكن إذا نز َ وأر ُ
ن فما يغني عن الموت الدواُء م ت َغْد ُِر ك ُ ّ َ
حي ٍ ل ِ د َِع الّيا َ
وقال المتنبي: 26
وى َيزيد ُ وَع َب َْرة ٌ ت َت ََرقَْر ُ
ق ج ً مْثلي َيأَرقُ وَ َ ق وَ ِ على أَر ٍ أَرقٌ َ
ُ
ق
ف ُ خ ِ ب يَ ْ سهّد َة ٌ وقَل ْ ٌ م َ ن ُ عي ٌ ن كما أَرى َ ن تكو َ صباب َةِ أ ْ جهْد ُ ال ّ ُ
ق
شي ّ ُ ت َولي ُفؤاد ٌ َ م طائ ٌِر إل ّ ان ْث َن َي ْ ُ ح ب َْرقٌ أوْ ت ََرن ّ َ ما ل َ َ
حرِقُ ما ي ُ ْ ل عَ ّ ضا وَت َك ِ ّ وى ما َتنطفي َناُر الغَ َ َ ن َنارِ الهَ َ م ْ ت ِ جّرب ْ ُ َ
ق
ش ُمن ل َيع َ ت َ ف َيمو ُ ت كي َ ه فعجب ُ ق حتى ذ ُقْت ُ ُ ل العِ ْ ت أهْ َ ْ
وَع َذ َل ُ
ش ِ
قوا م ما ل َ ُ ت منهُ ْ م فََلقي ُ ت ذ َْنبي أّنني ع َي ّْرت ُهُ ْ م وع ََرفْ ُ وَع َذ َْرت ُهُ ْ
ق
ن فيها ي َن ْعَ ُ ل أَبدا ًُ ن أهْ ُ
ب الَبي ِ غرا ُ مَنازِ ٍ ل َ ح ُ أَبني أِبيَنا ن َ ْ
فّرُقوا م ي َت َ َ م الد ّْنيا فَل َ ْ معَت ْهُ ُ ج َ شرٍ َ معْ َ ن َ م ْ ما ِ ن َْبكي على الد ّْنيا وَ َ
ُ
ن َول َبقوا جباب َِرة ُ اللى ك َن َُزوا الك ُُنوَز َفما َبقي َ سَرة ُ ال َ ن الكا ِ أي َ
ق
ضي ّ ُ حواه ُ لحد ٌ َ َ وى فَ َ شهِ حتى ث َ َ فضاُء بجي ْ ِ من ضاقَ ال َ ل َ من ك ّ
مطل َ ُ
ق ل ُ حل ٌ م َ م ل َهُ ْ كل َ ن ال َ موا أ ّ ن لم ي َعْل َ ُ س إذا ُنودوا كأ ْ خْر ٌ ُ
ق
م ُ ح َ ما ل َد َي ْهِ ال ْ ست َعِّز ب ِ َ م ْ س َوال ُ س َنفائ ِ ٌ فو ُ ت َوالن ّ ُ تآ ٍ موْ ُ َفال َ
ق
ة أن َْز ُ شبيب َ ُ ب أوْقَُر َوال ّ شي ْ ُ ة َوال ّ شهِي ّ ٌ حَياة ُ َ ل َوال َ م ُ مْرُء يأ ُ َوال َ
ق
جهي َروْن َ ُ ماِء وَ ْ سوَد ّة ٌ وَل ِ َ م ْ متي ُ ب َول ّ شبا ِ ت على ال ّ قد ْ ب َك َي ْ ُ وَل َ َ
ق
جفني أشَر ُ ماِء َ تب َ ل ي َوْم ِ ِفراقِهِ حتى ل َك ِد ْ ُ ذرا ً ع َل َي ْهِ َقب َ ح َ َ
-فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع (2480 / 4) - 24
29
ق
دى إليهِ الي ْن ُ ُ ح َ ن تُ ْم ْ ضى فأعّز َ ن الّر َ نب ِ معْ ِ ن َ سب ِ ما ب َُنو أوْ ِ أ ّ
ق
مشرِ ُ س فيها ال َ س َولي َ شمو ُ ت منها ال ّ ما ب َد َ ْ مل ّ ل ِديارِه ِ ْ حو ْ َ ت َ ك َب ّْر ُ
ق
صخوِرها ل ُتورِ ُ م من فَوِْقها وَ ُ فه ْ ب أك ّ سحا ُ ض َ ت من أْر ٍ جب ُ وع َ ِ
ق
ش ُ سَتن َ ل مكان َةٍ ت ُ ْ م بك ُ ّ ح ل َهُ ُب الث َّناِء َرَوائ ِ ٌ طي ِ ح من ِ فو ُ وَت َ ُ
ق
م ل ت َعْب َ ُ سواهُ ُ ة بِ ِ شي ّ ٌ ح ِ ت إل ّ أن َّها وَ ْ فحا ِ ة الن ّ َ سك ِي ّ ُ م ْ ِ
ق
ح ُ ب ما ل ي ُل ْ َ طل ِ صرَِنا ل ت َب ْل َُنا ب ِ ِ مد ٍ في ع َ ْ ح ّ م َ ل ُ مث ْ ِمريد َ ِ أ ُ
خل ُ ُ
ق ه ل يَ ْ حدا ً وَظ َّني أن ّ ُ مد ٍ أ َ ح ّ م َل ُ ن مث َ حم? ُ ق الّر ْ لم ي َ ْ ُ
خل ِ
ق
صد ّ ُ خذ ِهِ أت َ َ عن ْد َه ُ أّني ع َل َي ْهِ بأ ْ كثيَر وَ ِ ب ال َ يا ذا الذي ي َهَ ُ
مةٍ ل أغ َْر ُ
ق ح َ ي بَر ْ ك ث َّرة ً َوانظ ُْر إل ّ جود ِ َ ب ُ حا َ س َ ي َ عل ّ مط ِْر َ أ ْ
ق
ي ت ُْرَز ُ ح ّت َ م َوأن ْ َ كرا ُ ت ال ِ جهْل ِهِ ما َ لب َ قو ُ عل َةٍ ي َ ُ ن فا ِ ب اب ُ ك َذ َ َ
ــــــــــــــــ
30
المبحث الخامس
ها
وت ِ َ
م ْ
ن َ
حي َ
س ِ فى اْل َن ْ ُ
ف َ و ّ الل ّ ُ
ه ي َت َ َ
مَهــا مَنا ِ ت ِفي َ م ْ م تَ ُ موْت َِها َوال ِّتي ل َ ْ ن َ حي َ س ِ ف َ ه ي َت َوَّفى اْل َن ْ ُ قال تعالى } :الل ّ ُ
َ ُ
نمى إ ِ ّ سـ ّ م َ ل ُ جـ ٍ خَرى إ ِل َــى أ َ ل اْل ْ س ُ ت وَي ُْر ِ مو ْ َ ضى ع َل َي َْها ال ْ َ ك ال ِّتي قَ َ س ُ م ِ فَي ُ ْ
ن{]الزمر[42/ فك ُّرو َ قوْم ٍ ي َت َ َ ت لِ َ ك َل ََيا ٍ ِفي ذ َل ِ َ
ت ،وَي َت َــوّفى مو ْ ِ ل ب ِــال َ جا ِن ان ْت َِهاِء ال َ حي َ س ِ ف َ ض ال َن ْ ُ قب ِ ُ ذي ي َ ْ ه ت ََعاَلى هُوَ ال ِ الل ُ
جل ُهَــا ،فَي َ ْ َ ال َن ْ ُ
ف فِــي ص ـّر ِ ن الت ّ َ ِ ض ـَها ع َ ـ قب ِ ُ نأ َ حـ ْ م يَ ِ ة الت ِــي ل َـ ْ مـ َ س الّنائ ِ َ فـ َ
س ،الِتـي فـ َ ه ال َن ْ ُ ك اللـ ُ سـ ُ م ِ ة ب َِهـا ،فَي ُ ْ صـل َ ً مت ّ ِ ح ُ ِ قـاِء ال َْرَوا مـعَ ب َ َ ساد ِ َ ، ج َ ال َ ْ
ة إ َِلــى م َ س الَنائ ِ َ ف َ ساد ِ ،وَي َُرد ّ ال َن ْ ُ ج َ ها ِإلى ال َ ْ ت َ ،فل ي َُرد ّ َ موْ ِ ضى ع َل َي َْها بال َ قَ َ
َ
ق ـّررِ ، م َ ت ال ُ م ـو ْ ِ ت ال َ مى ،وَهُ ـوَ وَقْ ـ ُ سـ ّ م َ ل ُ جـ ٍ قظ َةِ إ َِلى أ َ ن الي َ َ حي َ ساد ِ ِ ج َ ال َ ْ
ن
مــ ْ مت ِهِ ،ل ِ َ حك ْ َ ت ك َِبيَرة ٌ ع ََلى قُد َْرةِ اللهِ وَ ِ ة ،وَد َل َل َ ٌ م ٌ ظي َ ت عَ ِ ما ذ ُك َِر آَيا ٌ وَِفي َ
27
صن ِْع اللهِ . ب ُ جائ ِ ِ ن ِفي ع َ َ فك ُّرو َ ي َت َ َ
" فى هذه الية بيان لمصير النفس النسانية ،وأنها صــائرة إلــى الل ّــه ،
بما تحمل مـن هــدى أو ضـلل ،وبمـا معهــا مـن نـور القـرآن ،أو ظلم
موِْتهــا « أي يردهــا ن َ حيـ َ س ِ فـ َ ه ي َت َوَّفى اْل َن ْ ُ الشرك ..فقوله تعالى » :الل ّ ُ
إليه ،ويوّفيها حسابها ،حين يجيء أجلهـا ،وتسـتوفى حياتهـا المقـدورة
مهـا « أي منا ِ ت فِــي َ مـ ْم تَ ُ لهــا فــى الــدنيا ..وقــوله تعــالى َ » :وال ّت ِــي ل َـ ْ
ويتوفى النفس فى منامها ..فالجار والمجرور فى منامها متعلــق بقــوله
تعــالى » :ي َت َـوَّفى « ..وعلــى هــذا يكــون معنــى اليــة » :الل ّــه يتــوفى
النفس ويردها إليه حين يقبضها بالموت ،أو بالنوم ..
ُ ْ
خــرى ِإلــى ل ال ْ س ُ ت وَي ُْر ِ موْ َ ك ال ِّتي َقضى ع َل َي َْها ال ْ َ س ُ م ِ وقوله تعالى » :فَي ُ ْ
مى « هو بيان للنفس التي يردها الل ّــه ســبحانه وتعــالى إليــه ، َ
س ّم َ ل ُ ج ٍ أ َ
حين يغشى النـوم أصـحابها ..فهـذه النفـوس ،إن كـانت قـد اسـتوفت
أجلها فى الدنيا أمسكها الّله عنده فل تعود إلى الجسد مرة أخرى ،وإن
كان قد بقي لها فى الحياة أجل ،أرسلها لتعود إلى الجسد مرة أخرى ،
حتى ينتهى أجلها المقدور لها فى الدنيا ..
فالّله سبحانه وتعالى يرد ّ النفس إليه حين الموت ،وحين النوم ،إل أنه
فى حال الموت يمسكها عنده إلى يوم القيامة ،أمــا فــى حــال النــوم ،
فإن كانت النفس قد استوفت أجلها فى الدنيا أمسكها الّله عنــده ،وإن
لم تكن قد استوفت أجلها ،أرســلها لتعــود إلــى جســدها ،حــتى ينتهــي
أجلها فى الدنيا.
ومن هذا يرى المرء أنه يموت كل يوم ،وأن نفسه التي تلبسه ترد ّ إلى
الّله عند النوم ،ثم يبعث من جديد فى اليقظــة حيــن تعــود إليــه نفســه
التي فارقت بدنه ..
وهكذا تتكرر عملية الموت والبعث كل يوم فى ذات النسان ..ومع هذا
ينكــر الضــالون البعــث بعــد المــوت ،وهــم يــرون هــذه الحقيقــة فــى
31
أنفسهم ..فهل بعد هذا الضلل ضلل ؟ وهل بعد هذا السفه ســفه ؟ »
ن « ولكــن أيــن مــن يتفكــر ؟ إنهــم قلــة فك ُّرو َ قوْم ٍ ي َت َ َت لِ َك َليا ٍ ن ِفي ذل ِ َ إِ ّ
قليلة فى هذا المحيط الصــاخب المضــطرب بالضــالين الســفهاء! ]بيــن
النفــس .والــروح ..والجســد[ وهنــا نــود أن نقــف قليل بيــن يــدى قــوله
مهــامنا ِت فِــي َ مـ ْ موِْتهــا َوال ّت ِــي ل َـ ْ
م تَ ُ ن َ حيـ َ س ِ ف َ ه ي َت َوَّفى اْل َن ْ ُ
تعالى » :الل ّ ُ
َ ل اْل ُ ْ
مى سـ ّم َ ل ُجـ ٍ
خــرى ِإلــى أ َ سـ ُت وَي ُْر ِ ك ال ِّتي َقضى ع َل َي ْهَــا ال ْ َ
م ـو ْ َ س ُ فَي ُ ْ
م ِ
«.فقـد أشــارت اليـة الكريمـة إلـى أن فــى النسـان نفســا ،وأن هـذه
النفس ترد ّ إلى الل ّــه ،علــى حيــن يــترك الجســد لمصــيره فــى الــتراب
..فالنسان إذن نفس وجسد ..وهما طبيعتان مختلفان ..فــالنفس مــن
العالم العلوي ،والجسد من عالم التراب ،وأنهما إذ يجمــع الل ّــه بينهمــا
بقدرته ،فيجعل منهمــا ــ ســبحانه ــ كائنــا ســوّيا هــو النســان ،فــإنه ــ
سبحانه .بقدرته كذلك يحفظ لكل منهما طبيعته ،حتى إذا انتهى الجــل
الذي قدره الّله لجتماعهما ،افترقا ،فلحق كل منهما بعالمه ،الذي هو
28
ى".
منه ..النفس إلى عالمها العلوىّ ،والجسد إلى عالمه التراب ّ
فالّله يستوفي الجال للنفس التي تموت .وهو يتوفاها كذلك في منامها
-وإن لم تمت بعد -ولكنها فــي النــوم متوفــاة إلــى حيــن .فــالتي حــان
أجلها يمسكها فل تستيقظ .والتي لم يحـن أجلهــا بعــد يرســلها فتصــحو.
إلى أن يحل أجلها المسـمى .فـالنفس فـي قبضــته دائمـا فـي صـحوها
ن« ..إنهم هكذا في قبضة الّلــه فك ُّرو َ قوْم ٍ ي َت َ َت لِ َ ك َليا ٍ ن ِفي ذل ِ َ ونومها».إ ِ ّ
دائمــا .وهــو الوكيــل عليهــم .ولســت عليهــم بوكيــل .وإنهــم إن يهتــدوا
فلنفسهم وإن يضلوا فعليها .وإنهم محاسبون إذن وليسوا بمــتروكين ..
29
فماذا يرجون إذن للفكاك والخلص؟
وفي هذه الية دليل على أن الروح والنفس جسم قائم بنفسه ،مخــالف
جوهره جوهر البدن ،وأنها مخلوقة مدبرة ،يتصرف الّله فيها في الوفــاة
والمساك والرسال ،وأن أرواح الحياء والمــوات تتلقــى فــي الــبرزخ،
فتجتمع ،فتتحادث ،فيرسل الّله أرواح الحياء ،ويمسك أرواح الموات.
ــــــــــــــ
32
المبحث السادس
الله تعالى قدر الموت والحياة
ن ) (60ع ََلــى سُبوِقي َ م ْ ن بِ َ ح ُ ما ن َ ْ ت وَ َ مو ْ َم ال ْ َ ن قَد ّْرَنا ب َي ْن َك ُ ُ ح ُ قال تعالى } :ن َ ْ
أ َن نبد َ َ
ن )] (61الواقعة[61-60/ مو َ ما َل ت َعْل َ ُ م ِفي َ شئ َك ُ ْم وَن ُن ْ ِ مَثال َك ُ ْ لأ ْ ْ َُ ّ
َ
ت م ـو ْ َت َ م ،وَوَقّـ َ ت ب َي ْن َهُـ ْ م ـو ْ َ م ال َ س َ ذي قَ َ ه هُوَ ال ِ ه ت ََعاَلى :أن ّ ُ قّرُر ل َُهم الل ُ يُ َ
َ َ
ن جــُزه ُ أ ْ ه ت ََعاَلى ل َ ي ُعْ ِ شيٌء .وَأن ّ ُ جُزه ُ َ ن ،ل َ ي ُعْ ِ معَي ّ ٍ ت ُ قا ٍ مي َ م بِ ِ من ْهُ ْ حد ٍ ِ ل َوا ِ كُ ّ
َ َ
ن مـ َ ن ِ مــو َ مــا ل َ ي َعْل َ ُ م ِفي َ شـئ َهُ ْ ن ي ُن ْ ِ ق ،وَأ ْ خل َئ ِ ِ ن ال َ مـ َ م ِ مث َــال ِهِ ْ م وَب ِأ ْ ب ب ِهِـ ْ ي َذ ْهَ َ
َ َ
دون ََها وَل َ ي َعْرُِفون ََها . ل الِتي ل َ ي َعْهَ ُ وا ِ ح َ وارِ وال ْ الط ْ َ
" أي وكما خلقناكم ابتداء ،من هذه النطف ،وشكلنا صوركم ،من هذا
ى ـ نحن الذين قدرنا بينكم الموت ،وحددنا لكل منكم الجــل الــذي المن ّ
له فى هذه الدنيا ..فإلينا وحدنا تقدير أعماركم ،وموتكم ..لــم يســبقنا
إلى ذلك سابق ،ولم يشاركنا فى هذا شريك ..
على أ َن نبد َ َ
ن « هــو مــو َ م ِفي ما ل ت َعْل َ ُ شئ َك ُ ْ م وَن ُن ْ ِ مثال َك ُ ْ لأ ْ ْ َُ ّ قوله تعالى َ » :
ن « أي سـُبوِقي َ م ْ ن بِ َ حـ ُ متعلق بمحذوف ،يفهم من قوله تعالى َ » :ومــا ن َ ْ
أننا إذا كنا لم نسبق فى هذا الخلق الذي خلقناكم عليه ،ولم نسبق فى
ى ــ تقدير الموت الذي قدرنا عليكم ،وجعلناه حكما واقعا علــى كــل حـ ّ
دل أمثــالكم « إذا كان هذا شأننا فيكم ،أفلســنا بقــادرين » علــى أن نب ـ ّ
ونغير صوركم ،ونخلقكم على صور غير تلك الصور الــتي أنتــم عليهــا ؟
أو لسنا بقادرين على أن نجعلكم فى صورة مخلوقات أخــرى مــن تلــك
المخلوقــات الكــثيرة الــتي ترونهــا فــى عــالم الجمــاد ،أو النبــات أو
الحيوان ،أو فى صور أخرى ممــا ل تعلمــونه مــن صــور مخلوقاتنــا فــى
الرض أو فى السماء ؟ فإن هذه النطـف الـتي تتخلـق منهـا الكائنـات ،
الحية فى عالم الحيوان ،هـى مـاء يشـبه بعضـه بعضـا ،ولكـن الخـالق
َْ ور هذه النطف كيف يشاء » ..هُوَ ال ّ ِ
م ِفي الْرحام ِ صوُّرك ُ ْ ذي ي ُ َ المبدع يص ّ
30
ف َيشاُء : 6) « ..آل عمران( " ك َي ْ َ
هذا الموت الذي ينتهي إليه كل حي ..ما هو؟ وكيف يقع؟ وأي ســلطان
له ل يقاوم؟
إنه قدر الّله ..ومن ثم ل يفلت منه أحد ،ول يسبقه فيفوته أحد ..وهــو
ل ن ن ُب َـد ّ َ َ
علــى أ ْ حلقــة فــي سلســلة النشــأة الــتي ل بــد أن تتكامــل َ »..
م« لعمارة الرض والخلفة فيها بعدكم .والل ّــه الــذي قــدر المــوت َ
مثال َك ُ ْ أ ْ
هو الذي قدر الحياة .قدر الموت علــى أن ينشــئ أمثــال مــن يموتــون ،
حتى يأتي الجل المضروب لهذه الحياة الدنيا ..فإذا انتهــت عنــد الجــل
ن«..فــي مــو َ م ِفي مــا ل ت َعْل َ ُ شئ َك ُ ْالذي سماه كانت النشأة الخرى » :وَن ُن ْ ِ
ذلك العالم المغيب المجهول ،الذي ل يدري عنه البشــر إل مــا يخــبرهم
به الّله .وعندئذ تبلغ النشأة تمامها ،وتصل القافلة إلى مقرها .هذه هي
ُ قد علمتم الن ْ َ
ن!« ..فهــي ول ت َـذ َك ُّرو َ شأة َ اْلولى فَل َـ ْ النشأة الخرة » ..وَل َ َ ْ َ ِ ْ ُ ُ ّ
33
قريب من قريب .وليس فيها من غريب.بهذه البساطة وبهــذه الســهولة
يعرض القرآن قصــة النشــأة الولــى والنشـأة الخــرة .وبهــذه البسـاطة
وهذه السهولة يقف الفطرة أمام المنطــق الــذي تعرفــه ،ول تملــك أن
تجادل فيه .لنه مأخوذ من بديهياتها هي ،ومــن مشــاهدات البشــر فــي
حياتهم القريبة .بل تعقيد .ول تجريد .ول فلسفة تكــد الذهــان ،ول تبلــغ
إلى الوجدان ..إنها طريقة الّله .مبدع الكون ،وخالق النســان ،ومنــزل
31
القرآن ..
ديٌر )(1 يٍء قَ ـ ِ شـ ْ ل َ ك وَهُوَ ع َل َــى ك ُـ ّ مل ْ ُ ذي ب ِي َد ِهِ ال ْ ُ ك ال ّ ِ وقال تعالى } :ت ََباَر َ
زيُز ال ْغَ ُ َ َ
فــوُر مًل وَهُوَ ال ْعَ ِ ن عَ َ س ُح َ مأ ْ م أي ّك ُ ْ حَياة َ ل ِي َب ْل ُوَك ُ ْ ت َوال ْ َ مو ْ َ خل َقَ ال ْ َ ذي َ ال ّ ِ
)] (2الملك[2 ،1/
ف صـّر ُ مت َ َ َ ك ال ُ مال ِـ ُ ه ال َ عب َــاد َه ُ ب ِــأن ّ ُ خب ُِر ِ ة ،وَي ُ ْ م َ ري َه الك َ ِ س ُ ف َ ه ت ََعاَلى ن َ ْ جد ُ الل ُ م ّ يُ َ
مــا ل عَ ّ س ـأ ُ مـهِ ،وَل َ ي ُ ْ حك ْ ِ ب ع ََلى ُ ق َ معَ ّ شاُء ،ل َ ُ ما ي َ َ ت بِ َ خُلوَقا ِ م ْ ميِع ال َ ج ِ ِفي َ
و
مان ِعٌ .وَهُ َ ك َ ن ذ َل ِ َ م ْ ه ِ من َعُ ُشيٍء ،ل َ ي َ ْ ل َ ل كُ ّ ذو قُد َْرةٍ ع ََلى فِعْ ِ ل ،وَهُوَ ُ فعَ ُ يَ ْ
َ
حي َــاة ُ ، م ب ِـهِ ال َ ذي ت َن ْعَد ِ ُ ت ال ِ مو ْ َ خل َقَ ال َ م َ ن العَد َم ِ ،ث ُ ّ م َ خل َئ ِقَ ِ جد َ ال َ ذي أوْ َ ال ِ
مهَــا إ ِل ّ هُـوَ . ت ل َ ي َعْل َ ُ واِقي َ م َحَياةِ َ ت َوال َ مو ْ ِ ن ال َ م َ ل ِ ل ل ِك ُ ٍ جعَ َ عَباد َه ُ ،وَ َ قهََر ِ ل ِي َ ْ
َ َ
مل ً ن عَ َ س َ ح َ نأ ْ كو ُ م يَ ُ م أي ّك ُ ْ م ،وَل ِي َعْل َ َ خت َب َِرك ُ ْ حَياة َ ل ِي َ ْ ت َوال َ مو ْ َ ه ال َ خل َقَ الل ُ وَقَد ْ َ
سَرع َ ِفي َ َ َ
و
ه هُ ـ َ ل َ .والل ـ ُ جـ ّ طاع َت ِهِ ع َّز وَ َ حارِم ِ اللهِ ،وَأ ْ م َ ن َ ،وَأك ْث ََر َورعا ً ع َ ْ
ب فور ل ِذ ُنوب م َ زيُز ال ّ
ن أَنا َ ُ ِ َ ْ صاه ُ ،وَهُوَ الغَ ُ ُ ن عَ َ م ْ م ّقام ِ ِ ديد ُ الن ْت ِ َ ش ِ قوِيّ العَ ِ ال َ
32
ِإليهِ .
ومن آثار تمكنه المطلق من الملك وتصريفه له ،وآثار قدرته علــى كــل
و
هــ َ شيء وطلقة إرادته ..أنه خلق الموت ومن ثم يجيء التعقيب » :وَ ُ
فوُر« ليسكب الطمأنينة في القلب الذي يرعى الّله ويخشــاه. زيُز ال ْغَ ُ ال ْعَ ِ
فالّله عزيز غالب ولكنه غفور مسامح.فإذا استيقظ القلب ،وشــعر أنــه
هنا للبتلء والختبار ،وحذر وتوقى ،فإن له أن يطمئن إلى غفران الل ّــه
ورحمته وأن يقر عندها ويستريح!
إن الّله في الحقيقــة الــتي يصــورها الســلم لتســتقر فــي القلــوب ،ل
يطــارد البشــر ،ول يعنتهــم ،ول يحــب أن يعــذبهم .إنمــا يريــد لهــم أن
يتيقظوا لغاية وجودهم وأن يرتفعوا إلى مســتوى حقيقتهــم وأن يحققــوا
تكريم الّله لهم بنفخة روحه فــي هــذا الكيــان وتفضــيله علــى كــثير مــن
خلقه .فإذا تم لهم هذا فهناك الرحمة السابغة والعون الكبير والسـماحة
33
الواسعة والعفو عن كثير.
َ َ
ن سـ ُ ح َ مأ ْ م أي ّك ُـ ْ حياة َ ل ِي َب ْل ُوَك ُ ْ ت َوال ْ َ مو ْ َ خل َقَ ال ْ َ ذي َ " وفى قوله تعالى » :ال ّ ِ
فوُر «.. زيُز ال ْغَ ُ مًل وَهُوَ ال ْعَ ِ عَ َ
ـ فى هذا تنبيه لهــؤلء الغــافلين عــن الحيــاة الخــرة ،وذلــك إذا نظــروا
فرأوا أن هناك عمليتين تجريان عليهما ،وهما الموت والحياة ..فهاتــان
صورتان تتداولن النسان ،كما تتــداولن عــالم الحيــاء كلــه ..فالكــائن
-فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع (3468 / 6) - 31
34
ى ،كان ميتا ،أي عدما ،ثم أخرجته قدرة الّله سبحانه إلى الحيــاة ، الح ّ
ده إلــى الحيــاةثم تعيده تلك القدرة إلــى المــوت مـرة أخــرى ..ثــم تــر ّ
للحساب والجزاء.
فإذا جاء من عند الّله من يخبر بأن بعد هــذا المــوت حيــاة أخــرى ،وأن
الموت ليس نهاية النسان ـ فهل يقع هــذا عنــد العقلء موقــع النكــار ؟
وكيف والشواهد كلها تشهد بإمكانيته ؟ بل وتقطع بأنه أمــر ل بــد منــه ،
من حيث أن هذه الحياة الــتي لبسـها النسـان بعـد العــدم ،إنمـا كـانت
ليقوم بها على خلفة الّله فى الرض ،حيث بســط ســلطانه ــ بعقلــه ــ
على كل ما فى هذا الوجــود الرضــى ..ومخلــوق هــذا شــأنه ،ل بــد أن
يرقى صعدا إلى أفق أعلى من هذا الفق الرضى ..
وإن هذه الخلفــة الــتي للنســان علــى الرض ليســت خلفــة جماعيــة ،
تحمل فيها الجماعة النسانية كلها تبعتها ،وإنما هى خلفــة يحمــل فيهــا
كل فرد مسـئوليته ،ويحاسـب علـى مـا كـان منـه ،فيجـزى بالحسـان
إحسانا ،وبالسوء سوءا ..وذلك يقضــى بــأن يــرد ّ النســان إلــى الحيــاة
مرة أخرى ،ليحاسب ،وليثاب أو يعاقب ..
والسؤال هنا ،هو :إذا كان كــذلك ،وكــان ل بــد مــن الحســاب والجــزاء
على ما كان مــن النســان ــ فلــم ل يحاســب فــى الحيــاة الــدنيا ؟ ولــم
الموت ثم الحياة ؟ وما حكمة الموت ثم الحيــاة ؟ أليســت هــذه الحيــاة
الجديدة هى عودة بالنسان ـ نفسا وذاتا ـ إلى حياته الولى ،ووصل لما
انقطع منه بالموت ؟ وهل يضيف الموت شيئا جديدا إلى النسـان حـتى
يكون لموته مساغا ..
ونقول :إن هذه التصورات هى نتيجة لهذا الفهم الخاطئ للموت الــذي
يقع على النسان بعد الحياة ،حيث يبدو منــه أنــه انقطــاع لجــرى حيــاة
النسان ،ثم إنه بعد زمن ما ـ قد يطــول أو يقصــر ــ يعــود إلــى الحيــاة
مرة أخرى ،يوم القيامة!!
ول مــن منــزل إلــى ولو فهــم المــوت علــى حقيقتــه ،وأنــه ليــس إل تحـ ّ
منزل ،وانتقال من حال إلى حال ـ لو فهم الموت على هــذا ،لمــا كــان
لمثل هذه التصورات أن تجد لها مكانا فــى تفكيــر النســان ،يوقــع فــى
نفسه هذه العزلة الموحشة بين الموت والحياة ..
فالموت ـ فى حقيقته ـ هو حياة جديدة تلبس النسان خارج هذا الجسد
فها الموت الذي تركه الموت جّثة هامدة ..وتلك الجثة الهامدة التي يخل ّ
وراءه ،هى التي تعطى الموت تلك الصورة المخيفة المفزعة ..
ذلك أننا نرى النسان فى ثوب الحياة ،يمــوچ بالنشــاط والحركــة ..ثــم
يطرقه الموت ،فإذا هو هامد همود الجمادات التي بين أيــدينا ،ثــم هــو
فى لحظة يغّيب فـى الـثرى ،ثـم إذا فّتـش عنـه بعـد زمـن ،رؤى وقـد
تحول إلى أنقاض ،ثم إذا أعيد إليه النظر بعــد زمــن آخــر لــم يــر لهــذه
النقاض أثر!! وعن هــذا التصــور ،يقــول المشــركون الــذين ل يؤمنــون
بالحياة الخرة ــ يقولـون مـا يقـوله سـبحانه وتعـالى علـى لسـانهم » :
في َ ْ َ َْ َوقاُلوا أ َِإذا َ َ ْ
ديد ٍ ؟ : 10) « ..الســجدة( ج ِ
ق َخل ٍ ض أإ ِّنا ل َ ِ
ضللنا ِفي الْر ِ
35
ولكن لو جاوزنا هذا الجسد ،لوجدنا أن الحياة الــتي كــانت تلبســه ،قــد
اكتسبت بخلصها منه بالموت ،قوة ل حدود لها ،حيث حرجت من هــذا
الحّيز الضيق الذي كان يحتوبها ،وانطلقــت فــى هــذا العــالم الرحيــب ،
تحّلق فيه بقدر مــا احتفظــت بــه مــن خصائصــها الروحيــة حــال تلبســها
ن الث ّـوْرِيّ " :الن ّــا ُ
س فَيا ُسـ ْ ثو ُ حارِ ِن ال ْ َشُر ب ْ ُ بالجسد ..وفى هذا يقول ب ِ ْ
ه ي َت َـوَّفى ماُتوا ان ْت َب َُهوا " ..وهو شرح لمعنى قوله تعالى » :الّلـ ُ ذا َ م فَإ ِ َ ن َِيا ٌ
ك ال ِّتي َقضى ع َل َي َْهــا س ُ م ِ مها فَي ُ ْ منا ِ
ت ِفي َ م ْ م تَ ُ موِْتها َوال ِّتي ل َ ْ ن َحي َس ِ ف َ اْل َن ْ ُ
َ ل اْل ُ ْ
مى « ) : 42الزمر( .. س ّ م َل ُ ج ٍخرى ِإلى أ َ س ُت وَي ُْر ِ مو ْ َ ال ْ َ
أما أن الميت يبقى بعد موته فى حال همــود ،وجمــود ،إلــى أن يجىــء
يوم البعث والنشور ،فهذا فهم خاطئ أيضا ..
فالنسان إذ يموت ،فإن الموت ـ كما قلنا ـ ل يقع إل على جسده ،أمــا
روحه ،فإنها تجد فـى مـوت الجســد فرصـتها للخلص مـن القيــد الـذي
قيدها به ..
وعلى هذا ،فإن النسان إذا مات ،فإنما يموت موتا ظاهري ّــا يــرى فــى
ى فى هذا الروح الذي انطلــق هذا الجسد ،وأما هو فى حقيقته ،فهو ح ّ
مل بكل ما ترك الجسد فيه مــن آثــار طيبــة ،أو ســيئة .. من الجسد مح ّ
وفى هذا يقول الرسول ـ صلوات الّله وسلمه عليه ـ » :من مات فقــد
قامت قيامته «..وهذا يعنى أن الميت إذ يموت ،يبعث فــى الحــال بعثــا
جديدا ،بمعنى أنه يقوم من عالم النوم الذي كان فيه ،كما يشــير إلــى
ذلك الحديث الذي ذكرناه مــن قبــل ،وهــو » :النــاس نيــام فــإذا مــاتوا
انتبهوا «..وهذا يعنى أيضا أن هناك قيامتين :قيامة خاصة بكل إنســان ،
وهى قيامته ساعة موته ،وهى ـ كما قلنا ـ قيامة من عالم الّنيام ،عالم
الحياة الدنيا ـ ثم قيامة عامة ،وهى التي يبعث فيها النــاس جميعــا مــن
عالم القبور ،حيث تلتقى الرواح بأجسادها مــرة أخــرى ،علــى صــورة
يعلمها الّله سبحانه وتعالى ..أما هذه الحياة التي عاشــها النســان علــى
هذه الرض ،فهى اختبار وابتلء له ،تتكشف فيــه حقيقــة طــبيعته الــتي
أوجده الّله عليها ..
إنه فى هذه الحياة أشبه بحبة بذرت فى الرض مع ما بذر مــن حبــوب ،
ثم ل تلبث كل حبة أن تكشف عن حقيقتها ،وعن الثمــر الــذي تثمــره ،
من جّيد أو ردىء ، .فإذا آن وقت الحصاد ،جمع كل زرع مع ما بشا كله
..
وقد يسأل سائل :ولمــا ذا هــذا البــذر والغــرس ؟ أليــس صــاحب البــذر
والزرع ،هو الّله سبحانه وتعالى ،وهو سبحانه عالم بما كمــن فــى هــذا
البذر من ثمر ؟
والجواب على هذا ،أن علم الّله سبحانه بالمخلوقــات قبــل أن تخلــق ،
هو علم مكنون ..وخلق المخلوقات فى صورها ،وأشكالها ،وأزمنتهــا ،
وأمكنتها هو إظهار لهذا العلم المكنون ،وأنه لول هذا لما قــام الخلــق ،
ل الوجود فى حال كمــون .. ولما اتصف سبحانه بصفة » الخالق « ولظ ّ
صـــوُّر « ) : 24 ه اْلخـــال ِقُ اْلبـــارِئُ ال ْ ُ
م َ هـــوَ الّلـــ ُ يقـــول ســـبحانه ُ »:
36
ْ
خل َـ َ
ق خل َـقَ َ ذي َ ك ال ّـ ِسـم ِ َرب ّـ َ الحشــر(.ويقــول ســبحانه أيضــا » :اقْـَرأ ِبا ْ
له خال ِقُ ك ُ ّ ق « ) 1ـ : 2العلق( ويقول جل شأنه » :الل ّ ُ م ْ َ
ن ع َل ٍ ن ِ اْل ِْنسا َ
ل ) : 62الزمــر( .فكــان ممــا اقتضــته كي ـ ٌيٍء وَ ِ شـ ْ ل َ على ك ُـ ّ يٍء ،وَهُوَ َ ش ْ َ
إرادة الّله سبحانه أن يخلق هــذا الــذي خلــق مـن موجــودات وعــوالم ..
هدى م َ ه ثُ ّق ُ خل ْ َ يٍء َش ْ ل َ عطى ك ُ ّ ذي أ َ ْ وهذا ما يشير إليه قوله تعالى » :ال ّ ِ
« ) : 50طه( ..وبهذا صار لكل مخلوق ذاتيته ومكانه فى هــذا الوجــود.
ف فللحياة حكمة ،وللموت حكمة ،وللبعث بعد المــوت حكمــة » ..ك َي ْـ َ
َ فرون بالل ّه ،وك ُنت َ
م إ ِل َي ْـ ِ
ه م ث ُـ ّحِييك ُـ ْ م يُ ْم ث ُـ ّ ميت ُك ُـ ْ م يُ ِم ث ُـ ّ حيــاك ُ ْمواتـا ً فَأ ْ مأ ْ ت َك ْ ُ ُ َ ِ ِ َ ْ ُ ْ
م إ ِل َْينــا ل َ م أ َّنما َ َ
م ع ََبثا ً وَأن ّك ُـ ْ قناك ُ ْ خل َ ْ سب ْت ُ ْ
ح ِ ن « ) .28البقرة( » ..أفَ َ جُعو َ ت ُْر َ
ن ) : 115المؤمنــون( وقضــية الحيــاة بعــد المــوت هــى مض ـّلة جعُــو َ ت ُْر َ
الضالين ،وهى الغشاوة الــتي تحجبهــم عــن الل ّــه ســبحانه وتعــالى ،فل
يرون مالّله سبحانه وتعــالى مــن قــدرة ،وأنــه ســبحانه قــادر علــى كــل
شىء ،وأن بعث الحياة فى تلك الجســاد الهامــدة ،والعظــام الباليــة ،
ليس بأبعد فى مجــال المنطــق النســانى ،مــن خلقهــا أول مــرة ،مــن
تراب ،أو من نطفة من ماء مهبن ..ولكــن هــل يكــون للمنطــق مكــان
عند من ختم الّله على قلبه وســمعه ،وجعــل علــى بصــره غشــاوة ؟ »
34
شْيئا ً « ) : 41المائدة(" ن الل ّهِ َ م َه ِ ك لَ ُ مل ِ َ
ن تَ ْ ه فَل َ ْ ن ي ُرِد ِ الل ّ ُ
ه فِت ْن َت َ ُ م ْ وَ َ
ــــــــــــــــ
37
المبحث السابع
النسان يغفل عن الموت
ن حـ ُ ه وَن َ ْ سـ ُ ف ُ س ب ِـهِ ن َ ْ سو ِ ُ ما ت ُوَ ْ م َ ن وَن َعْل َ ُ سا َ قَنا اْل ِن ْ َ خل َ ْ قد ْ َ قال تعالى } :وَل َ َ
َ
ن عـ ِ ن وَ َ ميـ ِ ن ال ْي َ ِ عـ ِ ن َ قَيـا ِ مت َل َ ّ قـى ال ْ ُ ل ال ْوَِريد ِ ) (16إ ِذ ْ ي َت َل َ ّ حب ْ ِ ن َ م ْ ب إ ِل َي ْهِ ِ أقَْر ُ
ت جــاَء ْ ب ع َِتيد ٌ ) (18وَ َ ل إ ِّل ل َد َي ْهِ َرِقي ٌ ن قَوْ ٍ م ْ ظ ِ ف ُ ما ي َل ْ ِ ل قَِعيد ٌ )َ (17 ما ِ ش َ ال ّ
حيد ُ )] (19ق[19-16/ ه تَ ِ من ْ ُ ت ِ ما ك ُن ْ َ ك َ حقّ ذ َل ِ َ ت ِبال ْ َ موْ ِ سك َْرة ُ ال ْ َ َ
ه مـةِ ،بــأن ّ ُ م القَيا َ قُبورِ ي َوْ َ ن ال ُ م َ ت ِ موا ِ ث ال ْ ه ع َلى ب َعْ ِ َ ه ت ََعالى قُد َْرت َ ُ ي ُؤ َكد ُ الل ُ ّ
ه
مال ِ ِ وال ِهِ َوأع ْ َ ح َ ميِع أ ْ ج ِ عاِلم ب ِ َ ه َ ن ع َد َم ٍ َ ،وأن ّ ُ م ْ شأه ُ ِ ن ،وأن ْ َ سا َ خل َقَ الن َ ذي َ ال ِ
ه
ه ب ِـ ِ حـد ّث ُ ُ مــا ت ُ َ ن فِك ْـرٍ ،وَ َ مـ ْ س ـه ِ ِ ف ِ ما ي َت ََرد ّد ُ في ن َ ْ م َ حّتى إّنه ل َي َعْل َ ُ مورِهِ َ ، َوأ ُ
ف": ري ِ ش ِ ث ال ّ دي ِ ح ِ جاَء في ال َ شّرا ً .وَقَد ْ َ ن أوْ َ كا َ خْيرا ً َ لَ ، م ٍ ن عَ َ م ْ ه ِ س ُ ف َ نَ ْ
ل" فعَـ ْ ل أوْ ت َ ْ قـ ْ مــا ل َــم ت َ ُ ســها َ ف َ ت ب ِـهِ أن ْ ُ حـد ّث َ ْ مــا َ مــتي ع َ ّ جــاوََز ل ّ ه تَ َ ن اللـ َ إ ّ
)صحيح(.
ةكـ َ مل َئ ِ َ ن َ ن اللـهِ وَقَهْـرِهِ ،وَإ ِ ّ طا ِ س ـل ْ َ ت ُ حـ َ ن تَ ْ سـا َ لن َ نا ِ ل ت ََعالى :إ ّ قو ُ م يَ ُ ثُ ّ
ه ن َلـ ُ مـو َ ملزِ ُ م ُ هـ ْ مـال ِهِ ُ صـاِء أع ْ َ ح َ ن وَإ ِ ْ سـا ِ لن َ ظا ِ فـ ِ ح ْ ن بِ ِ فيـ َ مك َل ّ ِ ن ال ُ مـ ِ ح َ الّر ْ
ه. مت َد ّ في ع ُُنق ِ ذي ي َ ْ ن الوَِريد ِ ال ِ م َ ب ِ سب َةِ إليهِ أقَْر ُ حّتى إّنهم ِبالن ّ ْ دائما َ ، ً َ
ه
ل ب ِـ ِ ّ
ه وَك ـ َ َ
م ـعَ ذ َل ِـك فَ ـإ ِن ّ ُ ن .وَ َ ســا ِ ل ال ِن ْ َ وا ِ حـ َ ميِع أ ْ ج ِ م بِ َ عال ِ ٌ ه ت ََعالى َ ن الل َ إ ّ
ل عليـهِ ك ُـ ّ ن َ صـَيا ِ ح ِ دان ِهِ ،وَي ُ ْ صـ َ مال ِهِ ي َْرقَُبان ِهِ وَي َت ََر ّ ش َ ن ِ مين ِهِ وَع َ ْ ن يَ ِ ن عَ ْ كي ِ مل َ ِ َ
ن ك ع َـ ِ ملـ ُ ت ،وَ َ سـَنا ِ ح َ ب ال َ ن ي َك ْت ُـ ُ ميـ ِ ن الي َ ِ ك عَ ِ مل ٌ ل وَي ْك ْت َُبان ِهِ َ . م ٍ ل أوْ ع َ َ قَوْ ٍ
ة إل ّ وَل َــدي ِ
ه مـ ٌ كل َ فــظ أوْ َ ن لَ ْ سا ِ لن َ عن ا ِ صد ُُر َ ت .وَل َ ي َ ْ سّيئا ِ ب ال ّ ل ي َك ْت ُ ُ شما ِ ال ّ
فت ِهِ . حي َ ص ِ عماِله ُيثبُتها في َ بل ْ مَراقِ ٌ هُ ، معَ ُ ضٌر َ حا ِ ك َ مل ٌ َ
ن حيـ َ ت ،وَ ِ م ـو ْ ِ ن ال َ حيـ َ ك ِ صد ْقَ ذ َل ِـ َ ن ِ مو َ َ
ث ل ِي َعْل ُ ن بالب َعْ ِ ذبي َ مك َ ّ فاَر ال ُ ن الك ُ ّ وَإ ِ ّ
ن ن ع َــن الَيقيـ ِ ســا ِ لن َ تل ِ ف ْ شـ َ ت كَ َ مــو ِ سك َْرة ُ ال َ ت َ جاء ْ ساع َةِ ،فَِإذا َ قَِيام ِ ال ّ
ت مو ْ ِ سك َْرة ُ ال َ ك ِفيهِ .وَ َ ش ّ حقّ ل َ َ ث َ ن الب َعْ َ مأ ّ ري فيهِ ،وَع َل ِ َ مت َ ِ ن يَ ْ كا َ ذي َ ال ِ
ت ي َــا أّيهــا ذي ك ُن ْـ َ حقّ الـ ِ ي ال َ قائ ِقَ ،ه ِ َ ح َ ن ،وَ َ قي ٍ ن يَ ِ م ْ ن ِ سا ِ ه ِللن ْ َ ف ُ ش ُ ما ت َك ْ ِ وَ َ
ه، ك ع َن ْـ ُ حي ـد َ ل َـ َ م ِ ك َ ،فل َ جاَء َ ها قَد ْ َ حيد ُ ( ،وَ َ ه ) تَ ِ جن ّب ُ ُ ه وَت َت َ َ من ْ ُ فّر ِ ن تَ ِ سا ُ لن َ ا ِ
ب وَل َ َ
35
ص. مَنا َ مهَْر َ َول َ
"فى هذه الية عرض آخر لقدرة الله سبحانه وتعالى ،وقد غاب مفهوم ّ
هذه القدرة عن عقــول هــؤلء المشــركين ..وفــى إعــادة هــذا العــرض
لقدرة الّله ،تذكير لهم ببعض مظاهرة هذه القدرة ،ليراجعــوا عقــولهم
مرة أخرى ،وليرجعوا من طريق الضلل الذي هم سائرون فيه ..
فالّله سبحانه ،هو الذي خلق هذا النسان من تراب الرض ،فجعل منه
هذا الكائن العاقل ،السميع ،البصير ،وهو سبحانه الذي يعلم مــن أمــر
هذا النسان ما توسوس به نفسه من خواطر ،وما يضــطرب فيهــا مــن
خلجات ..وهو سبحانه أقرب إلى النسان ـ كل إنسان ـ من حبل الوريد
مى العــرق حبل ،لنــه ..وحبل الوريد :هو عرق فى صفحة العنق ..وس ّ
يشبه الحبل فى امتداده واستدارته ..وسمى وريدا ،لنه يســتورد الــدم
38
النقــي مــن القلــب ،ويص ـّبه فــى الوعيــة الدمويــة الــتي يتغــذى منهــا
الجسم ..
ل قَِعي ـد ٌ «. شــما ِ ن ال ّ ن وَع َ ـ ِ ن ال ْي َ ِ
مي ِ ن عَ ِ قيا ِ مت َل َ ّقى ال ْ ُ قوله تعالى » :إ ِذ ْ ي َت َل َ ّ
أي أن الّله سبحانه مع قربه هذا القرب المستولى علــى كيــان النســان
كله ،ظاهرا وباطنا ـ فإنه سبحانه قــد وكــل بهــذا النسـان جنــديين مـن
جنوده ،يتلقيان منه كل ما يصدر عنه ،من قول أو فعل ،فيكتبــانه فــى
كتاب يلقاه منشورا يوم القيامة ..
َ
ل ال ْوَِريدِحب ْ ِ ن َ ب إ ِل َي ْهِ ِ
م ْ ن أقَْر ُ ح ُ و» إذ « ظرف متعلق بقوله تعالى » :وَن َ ْ
« ـ بمعنى أن الّله سبحانه وتعالى أقرب إلى النسان من حبل الوريــد ،
وفى الوقت نفسه يقوم عليه جنديان من جنود الّله ،يسجلن عليه كــل
كراما ً ن ِ ظي َ م َلحافِ ِ ن ع َل َي ْك ُ ْما يقول ،أو يفعل ..كما يقول سبحانه » :وَإ ِ ّ
ن « .فكيف يكون للنسان مهرب من الحســاب فعَُلو َ ن ما ت َ ْ ن ي َعْل َ ُ
مو َ كات ِِبي َ
والجزاء ؟
ب ع َِتيد ٌ « ـ هو بيان شارح ل إ ِّل ل َد َي ْهِ َرِقي ٌ ن قَوْ ٍ م ْ ظ ِف ُ قوله تعالى » :ما ي َل ْ ِ
لوظيفة الجنــديين القاعــدين عــن يميــن النســان وعــن شــماله ..فهمــا
واقفان للنسان بالمرصاد ..ما يلفظ من قول إل كان على هــذا القــول
» رقيب « أي مراقب ،يسمع ما يقــال ،ويســجله ،وهــو » عتيــد « أي
حاضــر دائمــا ل يغيــب أبــدا ..وليــس رقيــب وعتيــد ،اســمين للملكيــن
ل منهمــا ، القائمين على النسان ،الموكلن به ،وإنمــا ذلــك وصـف لكـ ّ
فكل منهما رقيب يقظ ،حاضر أبدا ..
حي ـد ُه تَ ِمن ْـ ُ ت ِ ك مــا ك ُن ْـ َ حقّ ذل ِـ َ ت ِبال ْ َ موْ ِ سك َْرة ُ ال ْ َ ت َ قوله تعالى َ » :وجاَء ْ
«.سكرة الموت :ما يغشى النسان ساعة الحتضار ،من غيبوبة أشــبه
بغيبوبة من يقع تحت خمار الخمر ،فتنطفىء لــذلك تلــك الشــعلة الــتي
تمد ّ كيانه بالحرارة والحركة ،ويبدو وكأنه جثــة هامــدة ،بل شــعور ،ول
حركة ،ول وعى!.
حقّ « متعلــق بالفعــل » جــاء « أي جــاءت ســكرة وقــوله تعــالى » ب ِــال ْ َ
الموت محملة بالحق ،الذي غاب عن هذا النسان الذي ل يؤمن بــاليوم
الخر ،حيث يرى عند الحتضار ،ما لم يكن يراه من قبل ،وحيث يبــدو
له فى تلك الساعة كثير من شواهد الحياة الخرة ،التي هو آخذ طريقه
إليها ..
حيد ُ « ـ الشارة إلى » الحق « وهــو ه تَ ِ من ْ ُت ِ ك ما ك ُن ْ َ وقوله تعالى » :ذل ِ َ
الموت ،وما وراءه من بعث وحساب وجزاء ..وذلك الحق هــو مــا كــان
هذا الكافر باليوم الخر ،منكرا لــه ،حــائدا عــن الــداعي إليــه ،المنــذر
به ..
وقرىء » :وجاء ســكرة الحــق بــالموت « ويكــون المعنــى علــى هــذا ،
وجاءت سكرة الحق بالموت الذي كان يحيد عنه هــذا النســان ،والــذي
كان فى حياته غير مقدر أنه ســيموت » ..يحســب أن مــاله أخلــده «..
39
ت ِفي قد ْ ك ُن ْ َفهو لهذا غافل عن الموت ،كما يقول سبحانه وتعالى » :ل َ َ
ك ال ْي َوْ َ صُر َ
ك فَب َ َ ك ِغطاَء َ فنا ع َن ْ َ ن هذا فَك َ َ فل َةٍ ِ
غَ ْ
36
ديد ٌ «".. ح ِ م َ ش ْ م ْ
ن« ..يشير إلى المقتضى الضمني قَنا اْل ِْنسا َ خل َ ْقد ْ َ "إن ابتداء الية » :وَل َ َ
للعبارة .فصانع اللة أدرى بتركيبها وأسرارها .وهو ليس بخالقها لنه لــم
ينشئ مادتها ،ولم يزد على تشكيلها وتركيبها .فكيف بالمنشئ الموجــد
الخــالق؟ إن النســان خــارج مــن يــد الل ّــه أصــل فهــو مكشــوف الكنــه
والوصــــف والســــر لخــــالقه العليــــم بمصــــدره ومنشــــئه وحــــاله
ه« ..وهكذا يجــد النســان نفسـه س ُ ف ُ س ب ِهِ ن َ ْ
سو ِ ُ م ما ت ُوَ ْ ومصيره »..وَن َعْل َ ُ
مكشوفة ل يحجبها ســتر ،وكــل مــا فيهــا مــن وســاوس خافتــة وخافيــة
معلوم لّله ،تمهيدا ليوم الحساب الذي ينكره ويجحــده! »ونح ـ َ
بن أقْ ـَر ُ ََ ْ ُ
د« ..الوريد الذي يجري فيــه دمــه .وهــو تعــبير يمثــل ل ال ْوَِري ِ حب ْ ِ
ن َ م ْإ ِل َي ْهِ ِ
ويصور القبضة المالكة ،والرقابة المباشرة .وحين يتصور النسان هــذه
الحقيقــة ل بــد يرتعــش ويحاســب .ولــو استحضــر القلــب مــدلول هــذه
العبارة وحدها ما جرؤ على كلمة ل يرضى الّله عنها .بل مــا جــرؤ علــى
هاجسة في الضــمير ل تنــال القبــول .وإنهــا وحــدها لكافيــة ليعيــش بهــا
النسان في حذر دائم وخشية دائمة ويقظة ل تغفل عن المحاسبة.
ولكن القرآن يستطرد في إحكام الرقابة .فإذا النسان يعيــش ويتحــرك
وينام ويأكل ويشرب ويتحدث ويصمت ويقطع الرحلة كلهــا بيــن ملكيــن
موكلين به ،عن اليميـن وعــن الشـمال ،يتلقيــان منـه كـل كلمــة وكــل
ن
ن وَع َـ ِميـ ِ ن ال ْي َ ِن ع َـ ِ مت َل َ ّ
قيــا ِ قـى ال ْ ُ حركة ويسجلنها فور وقوعها » :إ ِذ ْ ي َت َل َ ّ
د« .أي رقيــب ب ع َِتيـ ٌ ل إ ِّل ل َـد َي ْهِ َرِقيـ ٌ ن ق َ ـو ْ ٍ مـ ْظ ِ د .مــا ي َل ْفِـ ُ ل قَِعيـ ٌ شــما ِ ال ّ
حاضر ،ل كما يتبادر إلــى الذهــان أن اسـمي الملكيــن رقيـب ،وعتيـد!
ونحن ل نــدري كيــف يســجلن .ول داعــي للتخيلت الــتي ل تقــوم علــى
أســاس .فموقفنــا بــإزاء هــذه الغيبيــات أن نتلقاهــا كمــا هــي ،ونــؤمن
بمدلولها دون البحث في كيفيتهــا ،الـتي ل تفيــدنا معرفتهـا فـي شـيء.
فضل على أنها غير داخلة في حدود تجاربنا ول معارفنا البشرية.
ولقد عرفنا نحن -في حدود علمنا البشري الظاهر -وســائل للتســجيل
لم تكن تخطر لجدادنا على بال.وهي تسجل الحركة والنبرة كالشرطة
الناطقة وأشرطة السينما وأشرطة التليفزيون .وهذا كلــه فــي محيطنــا
نحن البشر .فل داعي من باب أولى أن نقيد الملئكــة بطريقــة تســجيل
معينة مستمدة من تصوراتنا البشرية المحدودة ،البعيدة نهائيا عن ذلك
العالم المجهول لنا ،والذي ل نعرف عنه إل ما يخبرنا به الّله .بل زيادة!
وحســبنا أن نعيــش فــي ظلل هــذه الحقيقــة المصــورة ،وأن نستشــعر
ونحن نهم بأية حركة وبأية كلمة أن عن يميننا وعن شمالنا مــن يســجل
علينا الكلمة والحركة لتكون في سجل حسابنا ،بين يــدي الل ّــه الــذي ل
يضيع عنده فتيل ول قطميـر.حسـبنا أن نعيـش فـي ظـل هـذه الحقيقـة
الرهيبة .وهي حقيقة .ولو لم ندرك نحن كيفيتها .وهي كائنة فــي صــورة
40
مــا مــن الصــور ،ول مفــر مــن وجودهــا ،وقــد أنبأنــا الل ّــه بهــا لنحســب
حسابها .ل لننفق الجهد عبثا في معرفــة كيفيتهــا! والــذين انتفعــوا بهــذا
القرآن ،وبتوجيهات رسول الّله - -الخاصة بحقــائق القــرآن ،كــان
هذا سبيلهم :أن يشعروا ،وأن يعملوا وفق ما شــعروا ..وعــن بلل بــن
الحارث المزني -رضي الّله عنه -قال :قال رسول الل ّــه » : - -إن
الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الّله تعالى ،ما يظن أن تبلغ ما بلغت
،يكتاب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه .وإن الرجــل ليتكلــم
بالكلمة من سخط الّله تعالى ما يظـن أن تبلـغ مـا بلغـت ،يكتـاب اللـه
تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه« ..قال :فكان علقمة يقول :كم
من كلم قد منعنيه حديث بلل بن الحارث.رواه أحمد
وهكــذا كــان أولئك الرجــال يتلقــون هــذه الحقيقــة فيعيشــون بهــا فــي
يقين.تلك صفحة الحياة ،ووراءها في كتاب النسان صــفحة الحتضــار :
د« ..والمــوت أشــد حي ُ ه تَ ِ
من ْ ُ
ت ِ ك ما ك ُن ْ َ
ق .ذل ِ َ ت ِبال ْ َ
ح ّ سك َْرة ُ ال ْ َ
مو ْ ِ ت َ
»َوجاَء ْ
ما يحاول المخلوق البشري أن يروغ منه ،أو يبعد شــبحه عــن خــاطره.
ولكن أنى له ذلك :والموت طالب ل يمل الطلب ،ول يبطىء الخطى ،
ول يخلف الميعاد وذكر سكرة الموت كفيل برجفة تــدب فــي الوصــال!
د« .وإنه حي ُ ه تَ ِ
من ْ ُ
ت ِك ما ك ُن ْ َ وبينما المشهد معروض يسمع النسان » :ذل ِ َ
ليرجف لصداها وهو بعد في عالم الحياة! فكيف به حين تقــال لــه وهــو
يعاني الســكرات! وقــد ثبــت فــي الصــحيح أن رســول الل ّــه - -لمــا
تغشاه الموت جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول » :ســبحان الل ّــه .إن
للموت لسكرات« ..يقولها وهو قد اختار الرفيــق العلــى واشــتاق إلــى
لقاء الّله .فكيف بمن عداه؟
ت سـك َْرة ُ ال ْ َ
م ـو ْ ِ ت َ ويلفت النظر في التعــبير ذكــر كلمــة الحــق َ» :وجــاَء ْ
ق« ..وهي توحي بأن النفس البشرية ترى الحــق كــامل وهــي فــي ِبال ْ َ
ح ّ
سكرات الموت .تراه بل حجاب ،وتدرك منه ما كانت تجهل ومــا كــانت
تجحد ،ولكن بعد فوات الوان ،حين ل تنفــع رؤيــة ،ول يجــدي إدراك ،
ول تقبل توبة ،ول يحسب إيمان.وذلك الحق هو الذي كذبوا بــه فــانتهوا
37
إلى المر المريج! " ..
ــــــــــــــــ
41
المبحث الثامن
وجوب تذكر المؤمن رسالته في هذه الرض
َ قال تعالى } :يا أ َيها ال ّذين آ َمنوا َل تل ْهك ُ َ
ر
كــ ِ ن ذِ ْ م عَ ْ م وََل أوَْلد ُك ُ ْ وال ُك ُ ْ م َ مأ ْ ُ ِ ْ ِ َ َ ُ َ َّ
َ ْ َ ُ
م ُ
ما َرَزقَْنــاك ْ ن َ م ْ قوا ِ ن ) (9وَأن ْفِ ُ سُرو َ خا ِ م ال َ ك فَأولئ ِك هُ ُ َ ل ذ َل ِ َ فعَ ْ ن يَ ْ ْ الل ّهِ وَ َ
م
َ ب ل َوَْل أ َ ّ من قَبل أ َن يأ ْت ِ َ
ب ري ٍ ل َقَ ِ ج ٍ خْرت َِني إ َِلى أ َ ل َر ّ قو َ ت فَي َ ُ موْ ُ م ال ْ َ حد َك ُ ُ يأ َ َِْ ْ ِ ْ َ َ
جل ُهَــا َ
جــاَء أ َ ذا َ ســا إ ِ َ ف ًه نَ ْ خَر الل ّـ ُ ن ي ُـؤ َ ّ ن ) (10وَل َ ْ حي َ صال ِ ِ ن ال ّ م َ ن ِ صد ّقَ وَأك ُ ْ فَأ ّ
ن )] (11المنافقون[11-9/ مُلو َ ما ت َعْ َ خِبيٌر ب ِ َ ه َ َوالل ّ ُ
م مــا ل َهُـ ْ م َ ش ـغَل َهُ ْ ن ب ِك َث ْـَرةِ ذ ِك ْـرِهِ وَب ِـأ َل ّ ي َ ْ َ مِني م ـؤ ْ ِ عب َــاد َه ُ ال ُ ه ت ََعاَلى ِ مُر الل ُ
ْ
ي َأ ُ
وأ َول َدهم عن ذك ْر ربهم ،ويخبرهم بأ َ
ن ذ ِك ْرِ َرب ّـهِ وَط َــاع َت ِ ِ
ه ن الت ََهى ع َ ْ ِ م
َ نّ َُ ْ ُِ ُ ْ ِ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ِ ِ َ ِّ ْ
َ
م سهُ ْ ف َ ن أن ْ ُ سُرو َ خ َ ن يَ ْ ذي َ ن ال ِ ري َ س ِ خا ِ ن ال َ م َ ه ِ حَياةِ الد ّن َْيا وَِزينت َِها ،فَإ ِن ّ ُ مَتاِع ال َ بِ َ
مة ِ . َ
قَيا َ م ال ِ م ي َوْ َ وَأهِْليهِ ْ
ذي ل الـ ِ مـا ِ ن ال َ مـ َ ق ِفـي طـاع َت ِهِ ِ َ فـا ِ ن ع َلـى ال ِن ْ َ َ مِني َ مؤ ْ ِ ه ت ََعالى ال ُ َ ث الل ُ ح ّ يَ ُ
َ َ
ص ـُروا ن قَ ّ ذي َ ل هَؤ ُل َِء ال ـ ِ قو ُ م فَي َ ُ جل ُهُ ْ نأ َ حي َ ن يَ ِ لأ ْ ن ِفيهِ قَب ْ َ في َ خل َ ِ ست َ ْ م ْ م ُ جعَل َهُ ْ َ
ك َ
ب ل َـوْ أن ّـ َ ِفي ال ّ
ضــات ِهِ :ي َــا َر ّ مْر َ ل اللـهِ وَ َ سـِبي ِ ق فِــي َ ِ فاطاع َةِ ،وَِفي ال ِن ْ َ
َ ك ،وأ َسـت َجي َ َ ْ
ن ك ،وأك ُــو َ مـرِ َ بل ْ ْ ِ طاع َت ِـ َ فقَ فِــي َ سيَرة ً ،فَأن ْ ِ مد ّة ً ي َ ِ خْرت َِني ُ أَ ّ
ه ت ََعاَلى ل الل ُ قو ُ م .وَي َ ُ ضى ع َن ْهُ ْ ن ت َْر َ ذي َ ن ،ال ِ حي َ صال ِ ِ ن ال ّ صي َ خل ِ ِ م ْ ك ال ُ عَباد ِ َ ن ِ م ْ ِ
َ فعَُلوا ال ّ َ
ر
خْيـ ِ جـهِ ال َ قـوا فِــي أوْ ُ ت ،وَي ُن ْفِ ُ عـا ِ طا َ ن يَ ْ مأ ْ ن ع َل َي ْهِ ْ كا َ ه َ ل ِهَؤ ُل َِء :إ ِن ّ ُ
ْ ذا حــا َ َ حيـ َ والبر قَبـ َ َ
ر
خي ِ ل ِللت ّـأ ِ جــا َ م َ م فَل َ َ جل ُهُـ ْ نأ َ م إِ َ َ َ م ،لن ّهُـ ْ جل ُهُـ ْ نأ َ ن يَ ِ َ لأ ْ َ ِّ ْ
38
ه العَِباد ُ . فعَل ُُ ما ي َ ْ خِبيٌر ب ِ َ ه َ ل َ ،والل ُ مَها ِ َوال ِ ْ
" هو لقاء ليات الّله مع المؤمنين ،بعد أن استمعوا إلــى مــا تن ـّزل فــى
المنافقين من آيات ..
وكان من حكمة الحكيم العليم ،أن يلفت المؤمنين إلى أنفســهم ،بعــد
أن أراهم الصورة المنكرة للنسان الضال المنحرف ،ليكــون لهــم فيــه
عبرة وعظة ..وحتى ل يشــغل المــؤمن كــثيرا بــأمر هــؤلء المنــافقين ،
وحــتى ل يقــف كــثير مــن المــؤمنين عنــد حــد النظــر إلــى هــذه الصــور
المتحركة بين عينيه ،التلهي والتسلية ..جــاءت هــذه اللفتــة الســماوية
إليهم ،ليخرجوا بمشاعرهم وتصــوراتهم عــن هــذا الموقــف ،ولينظــروا
فى أنفسهم هم ،وليراجعوا حسابهم مع ذواتهم ،فقد يكون فيهــم مــن
هـو علـى صـورة هـؤلء المنـافقين ،أو علـى شـبه قريـب منهـا ،وهـذا
يقتضيه أن يصحح وضعه ،إن أراد أن يكون فى المؤمنين ..
أما كيف يقيم ميزانه السليم على طريق اليمــان ،فهــو أن يكــون كمــا
دعا الّله المؤمنين إليه فى هاتين اليتين :وهو أل يشغل عــن ذكــر الل ّــه
بالموال والولد ،وأل يكون ذلــك همــه فــى الحيــاة الــدنيا ،فيســتغرقه
متاع هذه الحياة ،ويقطعه عن ذكر الّله ،وعن النظر إلى الخرة ،ومــا
فيها من حساب وجزاء ..فإن من يفعل ذلك فقد خسر نفسه ،وأوردها
موارد الهلك فى الدنيا ،والعذاب الليم فى الخرة ..
42
فإذا انخلع النسان عن سلطان الشتغال بالهــل والولــد ،وعــن الغفلــة
عن ذكر الّله ـ كان طلب البــذل منــه للنفــاق فــى وجــوه الخيــر ،أمــرا
مقبول ،يمكن أن يمتثله ويستجيب له ،حيث خــرج مــن هــذا الســلطان
المتحكم فيه ،الخذ على يده ،وهذا هو السر ـ والّله أعلم ـ فى تقــديم
النهى على المر ..فإن النتهاء عن المنكر والقبيح ،مــدخل إلــى إتيــان
المعروف والحسن من المور ..
إن النتهاء عن القبيح أشبه بالشفاء من داء يغتال عافيــة الجســد ،فــإذا
عوفى الجسد من هذا الــداء ،كــان مــن الطــبيعي بعــد ذلــك ،أن تقـوم
ملكات النسان وحواسه بوظائفهــا كاملــة ..فكمــا ل يــدعى إلــى حمــل
التكاليف والعباء مريض ،كذلك ل يدعى إلى القربــات والحســنات مــن
هو مقيم على المعاصي ،ملزم للمنكرات ..
ب له من هذا الــداء المتمكــن وإن التربية الحكيمة لمثل هذا ،هو أن يط ّ
منه ،فــإن هــو أقلــع عنــه ،كــان مــن الممكــن النتقــال بــه مــن جــانب
المعاصي إلى حيث البر والحسان ..ولهذا كان من مقررات الشريعة :
لن َ قَب ْـ ِمـ ْ دم على جلب المصالح!! وقوله تعــالى ِ » : أن دفع المضار مق ّ
َ َ
ب ل َوْ ل أ ّ أ َن يأ ْت ِ َ
ق
صد ّ َ ب فَأ ّ ري ٍ ل قَ ِ ج ٍ خْرت َِني ِإلى أ َ ل َر ّ قو َ ت فَي َ ُمو ْ ُم ال ْ َ حد َك ُ ُ يأ َ ْ َ َ
ث على المبــادرة بطاعــة اللــه ،والعــداد اليــوم الخــر ،قبــل ّ « ـ هو ح ّ
فوات الوان ،حين يهجم الموت على غرة أو دون إنذار ســابق ،فيجــد
المرء نفسه وقد حضره المــوت ،وفــاته مـا كــان يــراود بـه نفســه مــن
طاعة الّله ،ومن فعل الخير ،وعندئذ يود أن لو استأنى به الموت قليل
،وترك له فرصة من الوقت ،يتدارك فيه ما فات ،ويصلح ما أفســد ..
ْ َ
ة َول ن ســاع َ ً خُرو َ س ـت َأ ِ م ل يَ ْ جل ُهُ ـ ْ ولكــن هيهــات ،هيهــات! » فَ ـِإذا جــاَء أ َ
ن « ) : 34العراف( وقوله تعالى » :فأصدق « منصوب بــأن مو َ قد ِ ُ
ست َ ْ
يَ ْ
المضمرة بعد فاء السببية ،الواقعة بعد الطلب ،وهــو الرجــاء المفهــوم
َ َ
ص ـد ّقَ « ..فلــول ب ؟ فَأ ّ ري ـ ٍل قَ ِ جـ ٍ خْرت َِني ِإلى أ َ من قوله تعالى » :ل َوْ ل أ َ ّ
هنا بمعنى » هل «.وأصدق :أصله أتصدق ،قلبت التاء صادا ،وأدغمــت
فى الصاد ..
َ
ن « فهو مجزوم ،لنه واقــع فـى حي َ صال ِ ِ
ن ال ّ م َن ِ وأما قوله تعالى » :وَأك ُ ْ
خْرت َِني ِإلى َ
حّيز جواب الشرط ،المفهوم كذلك من قوله تعالى » ل َوْ ل أ ّ
َ َ
ص ـد ّقَ ، ب فَأ ّ ري ـ ٍ ل قَ ِ جـ ٍخْرت َن ِــي ِإلــى أ َ ب « فهو بمعنــى » ل َـوْ ل أ َ ّ ري ٍ ل قَ ِ ج ٍ أ َ
َ
َ
ن « ! .. حي َ صال ِ ِ ن ال ّ م َ ن ِوَأك ُ ْ
وهذا السلوب من النظم ل يكون فى غيــر القــرآن ،ونظمــه المعجــز ،
الذي يملك بسلطانه التصريف فى الكلمات ،كما يملك سبحانه وتعــالى
بقدرته التصريف فى كل شىء ..فلقد تسلط أسلوب الطلب َ » :لــوْ ل
َ أَ ّ
ب « تسـلط علـى الفعليـن :أصـدق ،وأكـون .. ريـ ٍ ل قَ ِ جـ ٍ خْرت َِني ِإلـى أ َ
جاعل الفعل الول مسببا عنه ،وجاعل الفعل الثاني جوابا له ..والسؤال
هنا :ما الحكمة من مجىء النظم فى الية على هذا السلوب ؟
ولما ذا لم يجىء الفعلن الواقعان فى حيز الطلب ،منصــوبين معــا ،أو
مجزومين معا ؟
43
وما سر هذه التفرقة بين الفعلين ،فيكون أحــدهما مسـّببا ،علــى حيــن
يكون الخر جوابا ؟
نقول ـ والّله أعلم ـ :إن هــذا الختلف بيــن الفعليــن ،هــو اختلف فــى
أحوال النفس ،وتنقلها من حال إلى حال ،فى هذا الموقف المشــحون
بالنفعالت والزمات ..
فــالموت حيــن يحضــر هــذا النســان الــذي يــدافع اليــام بالتســويف
والمماطلــة فــى الرجــوع إلــى الل ّــه ،وعمــل الصــالحات ــ هــذا المــوت
ده إلى صوابه ،ويوقظه من غفلته ،ولكن المطل على هذا النسان ،ير ّ
ذلك يكون بعد فوات الوان ،وقد بلغت الــروح الحلقــوم ،فل يجــد هــذا
خْرت َن ِــي ب ل َـوْ ل أ َ ّ
ى ،وإل الرجاء فيقــول َ » :ر ّ النسان بين يديه َإل المان ّ َ
ق! «. صد ّ َب فَأ ّ ري ٍ ل قَ ِج ٍ
ِإلى أ َ
.إن ذلك هو أقصى أمانيه ،وهو غاية مطلوبه ..ثم يخيل إليه من لهفته
،وشدة حرصه على هذا المطلوب ،أنه ـ وقد تمناه ـ أصبح دانيا قريبا ،
وأنه قد اســتجيب لــه فعل ،وأن يــد المــوت قــد تراخــت عنــه قليل إلــى
أجل ..وهنا ينطلق مع هذا المل فرحا مستبشرا ..إنه الن يســتطيع أن
يتصدق ..وإنه إن يتصدق يكن من الصالحين ،الذين يفوزون برضا الل ّــه
ى ،ليــدخل فــى بــاب العــرض ورضوانه ..ولهذا يخــرج مــن بــاب المــان ّ
والطلب ..إن تؤخرني إلى أجل قريب أكن من الصالحين ..ولكن هــذه
الفرحة سرعان ما تختفى ،وتغرب شمسها من نفسه ،إذ يجىــء قــوله
َ
ده هــذا إلــى مواجهــة جُلها « فير ّ
فسا ً ِإذا جاَء أ َ خَر الل ّ ُ
ه نَ ْ ن ي ُؤ َ ّ تعالى » :وَل َ ْ
الموت ،الذي خّيل إليه أنه ف ـّر مــن بيــن يــديه! إنــه حلــم لحظــة ،فــى
صحوة الموت أو غيبوبته ،سرعان ما يذهب كما تذهب الحلم ..
وتحرير معنى الية ـ على هذا المفهــوم الــذي فهمناهــا عليــه ،هــو :هّل
أخرتنى إلى أجــل قريــب فأصــدق ..وإن أصــدق أكــن مــن الصــالحين ،
39
ل بوجهه من قريب. الناجين ،من هذا الهول العظيم .الذي يط ّ
" والموال والولد ملهاة ومشغلة إذا لم يستيقظ القلب ،ويــدرك غايــة
وجوده ،ويشعر أن له هدفا أعلى يليق بالمخلوق الذي نفخ الّله فيه من
روحه ،فأودع روحه الشوق إلى تحقيق بعض صفاته اللهيــة فــي حــدود
طاقته البشرية .وقد منحه الموال والولد ليقوم بالخلفة في الرض ل
لتلهيه عن ذكر الّله والتصال بالمصدر الذي تلقى منه ما هو به إنســان.
ومن يغفل عن التصال بذلك المصدر ،ويلهه عن ذكر الّله ليتم لــه هــذا
ن« ..وأول ما يخسرونه هو هذه السمة. سُرو َ م اْلخا ِ ك هُ ُالتصال »فَُأولئ ِ َ
سمة النســان .فهــي موقوفــة علــى التصــال بالمصــدر الــذي صــار بــه
النسان إنسانا .ومن يخسر نفسه فقد خسر كل شيء .مهما يملك مــن
مال ومن أولد.
قوا َ
ويلمسهم في موضوع النفاق لمسات متنوعة في آية واحدة »..وَأن ْفِ ُ
م« ..فيذكرهم بمصدر هذا الرزق الذي في أيــديهم .فهــو ن ما َرَزْقناك ُ ْم ْ
ِ
44
ي ْ من عند الّله الذي آمنوا به والذي يأمرهم بالنفــاق».م ـن قَب ـ َ
ن ي َـأت ِ َ
لأ ِْ ْ ْ ِ
َ
ت .. «...فيترك كل شيء وراءه لغيــره وينظــر فل يجــد أنــه م ال ْ َ
مو ْ ُ حد َك ُ ُ
أ َ
قدم شيئا لنفسه ،وهذا أحمق الحمق وأخسر الخسران.
ثــم يرجــو حينئذ ويتمنــى أن لــو كــان قــد أمهــل ليتصــدق وليكــون مــن
جُلها«؟ وأنــى َ
فسا ً ِإذا جاَء أ َ
ه نَ ْخَر الل ّ ُ الصالحين! وأنى له هذا؟ » :وَل َ ْ
ن ي ُؤ َ ّ
ن«؟ مُلو َ
خِبيٌر ِبما ت َعْ َ له ما يتقدم به؟ »َوالل ّ ُ
ه َ
إنها اللمسات المنوعــة فــي اليــة الواحــدة .فــي مكانهــا المناســب بعــد
عرض سمات المنافقين وكيدهم للمؤمنين.
ولو إذ المؤمنين بصف الّله الذي يقيهم كيــد المنــافقين ..فمــا أجــدرهم
إذن أن ينهضوا بتكاليف اليمان ،وأل يغفلوا عن ذكر الل ّــه .وهــو مصــدر
40
المان ..وهكذا يربي الّله المسلمين بهذا القرآن الكريم " ..
ـــــــــــــــــ
45
المبحث التاسع
من هاجر إلى الله وأدركه الموت قبل وصوله فقد وقع
أجره على الله
َْ
مــا ك َِثيـًرا مَراغ َ ً ض ُ جد ْ فِــي الْر ِ ل الل ّهِ ي َ ِ سِبي ِ جْر ِفي َ ن ي َُها ِ م ْ قال تعالى } :وَ َ
ت م ـو ْ ُ ه ال ْ َ م ي ُـد ْرِك ْ ُ ســول ِهِ ث ُـ ّ جًرا إ َِلى الل ّهِ وََر ُ مَها ِ ن ب َي ْت ِهِ ُ م ْ ج ِ خُر ْ ن يَ ْ م ْ ة وَ َ سعَ ً وَ َ
َ
ما )] (100النساء[100/ حي ً فوًرا َر ِ ه غَ ُ ن الل ّ ُ كا َ جُره ُ ع ََلى الل ّهِ وَ َ قد ْ وَقَعَ أ ْ فَ َ
فاَرقَ ـ ِ
ة م َ م فِــي ُ ج ـَرةِ ،وَي َُرغ ّب ُهُ ـ ْ ن ع َل َــى الهِ ْ مِني َ م ـؤ ْ ِ ه ت َعَــاَلى ال ُ ض الل ـ ُ ح ـّر ُ يُ َ
َ َ
ن مـ ٍ نأ ْ مــاك ِ َ دوا أ َ جـ ُ مــا ذ َهَب ُــوا وَ َ حي ْث ُ َ ن َ مِني َ م ـؤ ْ ِ ن ال ُ مأ ّ مه ُ ـ ْ ن ،وَي ُعْل ِ ُ كي َ ش ـرِ ِ م ْ ال ُ
ن مـ َ ن ِفيهــا ِ حـّرُرو َ ن ،وَي َت َ َ كي َ شـرِ ِ م ْ ن ال ُ مـ َ ن ِبهــا ِ صـُنو َ ح ّ ن إَليهَــا ،وَي َت َ َ ؤو َ ج ُ ي َل ْ َ
ن مـ ْ ج ِ خ ـُر ُ ن يَ ْ مـ ْ ق .وَ َ ة ِفي ال ـّرْز ِ سعَ ً ن َ دو َ ج ُ مون َهُم ِ ِبها ،وَي َ ِ داِء ،وَي َُراِغ ُ ال َع ْ َ
عْنـد َ ب ِ وا ُ ه الّثـ َ ل َلـ ُ صـ َ ح َ قد ْ َ ق ،فَ َ ري ِ ه ِفي الط ّ ِ ف ُ حت ْ َ قى َ جَرةِ فَي َل ْ َ ب َي ْت ِهِ ب ِن ِي ّةِ الهِ ْ
جَر . ها َ ن َ م ْ ب َ ل َثوا ِ مث ْ َ اللهِ ِ ،
َ
ة
ل ِبالن ّي ّ ِ ما ُ ما الع ْ َ ل الل ّهِ » - -إ ِن ّ َ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ب َقا َ طا ِ خ ّ ن ال ْ َ مَر ب ْ ِ ن عُ َ فعَ ْ
ه إ ِل َــى جَرت ُـ ُ ســول ِهِ فَهِ ْ ه إ َِلى الل ّـهِ وََر ُ جَرت ُ ُ ت هِ ْ كان َ ْ ن َ م ْ وى فَ َ ما ن َ َ ئ َ مرِ ٍ ما ل ِ ْ وَإ ِن ّ َ
َ َ
ه جَرت ُـ ُ جهَــا فَهِ ْ م ـَرأةٍ ي َت ََزوّ ُ صيب َُها أوِ ا ْ ه ل ِد ُن َْيا ي ُ ِ جَرت ُ ُ ت هِ ْ كان َ ْ ن َ م ْ سول ِهِ وَ َ الل ّهِ وََر ُ
جَر إ ِل َي ْهِ «.صحيح البخاري) ( 1وصحيح مسلم )( 5036 ها َ ما َ إ َِلى َ
ل اللـهِ : ســو ُ ل َر ُ ل :قَــا َ ه ،قَــا َ ه ع َن ْـ ُ ي الل ّـ ُ ض َ ب َر ِ طا ِ خ ّ ن ال ْ َ مَر ب ْ ِ ن عُ َ وع َ ْ
ه إ ِل َــى اللـ ِ َ
ه جَرت ُـ ُ ت هِ ْ ن ك َــان َ ْ مـ ْ وى ،فَ َ مــا ن َـ َ ئ َ مرِ ٍ لا ْ ت ،وَل ِك ُ ّ ل ِبالن ّّيا ِ ما ُ الع ْ َ
صيب َُها ه إ َِلى د ُن َْيا ي ُ ِ جَرت ُ ُ ت هِ ْ كان َ ْ ن َ م ْ سول ِهِ ،وَ َ ه إ َِلى اللهِ وََر ُ جَرت ُ ُ سول ِهِ ،فَهِ ْ وََر ُ
َ َ
41
ه. جَر إ ِل َي ْ ِ ها َ ما َ ه إ َِلى َ جَرت ُ ُ جَها ،فَهِ ْ مَرأةٍ ي َت ََزوّ ُ ،أوِ ا ْ
إن المنهج الرباني القرآني يعالج في هذه الية مخاوف النفس المتنوعة
وهي تواجه مخاطر الهجرة في مثـل تلـك الظـروف الـتي كـانت قائمـة
والتي قد تتكرر بذاتها أو بما يشابهها من المخاوف في كل حين.
وهو يعالج هذه النفــس فــي وضــوح وفصــاحة فل يكتــم عنهــا شــيئا مــن
المخاوف ول يداري عنها شيئا من الخطار -بما في ذلك خطر الموت -
ولكنــه يســكب فيهــا الطمأنينــة بحقــائق أخــرى وبضــمانة الل ّــه ســبحانه
وتعالى ..
فهو أول يحــدد الهجــرة بأنهــا »فــي ســبيل الل ّــه« ..وهــذه هــي الهجــرة
المعتــبرة فــي الســلم .فليســت هجــرة للــثراء ،أو هجــرة للنجــاة مــن
المتاعب ،أو هجرة للذائذ والشهوات ،أو هجرة لي عرض من أعراض
الحياة .ومن يهــاجر هــذه الهجــرة -فــي ســبيل الل ّــه -يجــد فــي الرض
فسحة ومنطلقا فل تضيق به الرض ،ول يعدم الحيلة والوسيلة .للنجــاة
وللرزق والحياة :
ً ً َ ْ ّ
ة« .. سعَ ً غما ك َِثيرا وَ َ مرا َ ض ُ جد ْ ِفي الْر ِ ل اللهِ ي َ ِ سِبي ِ جْر ِفي َ ن ُيها ِ م ْ »وَ َ
46
وإنما هو ضعف النفس وحرصها وشــحها يخيــل إليهــا أن وســائل الحيــاة
والرزق ،مرهونة بــأرض ،ومقيــدة بظــروف ،ومرتبطــة بملبســات لــو
فارقتها لم تجد للحياة سبيل.
وهذا التصور الكاذب لحقيقة أسباب الرزق وأسباب الحيــاة والنجـاة هـو
الذي يجعل النفوس تقبل الذل والضيم ،وتسكت على الفتنة في الدين
ثم تتعرض لذلك المصير البائس .مصير الذين تتوفاهم الملئكة ظــالمي
أنفسهم .والّله يقرر الحقيقة الموعودة لمن يهاجر في سبيل الّله ..إنــه
سيجد في أرض الّله منطلقا وسـيجد فيهـا سـعة.وسـيجد الّلـه فـي كـل
مكان يذهب إليه ،يحييه ويرزقه وينجيه ..
ولكن الجل قــد يــوافي فــي أثنــاء الرحلــة والهجــرة فــي ســبيل الل ّــه ..
والموت -كما تقدم في سياق السورة -ل علقة له بالسباب الظــاهرة
إنما هو حتم محتوم عند ما يحين الجل المرسوم .وسواء أقام أم هاجر
،فإن الجل ل يستقدم ول يستأخر.
غيــر أن النفــس البشــرية لهــا تصــوراتها ولهــا تأثراتهــا بالملبســات
الظاهرة ...والمنهج يراعي هذا ويعــالجه .فيعطــي ضــمانة الل ّــه بوقــوع
الجر على الّله منذ الخطوة الولــى مــن الــبيت فــي الهجــرة إلــى الل ّــه
م ُيـد ْرِك ْ ُ
ه جرا ً إ َِلـى الّلـهِ وََر ُ
سـول ِهِ ُ -ثـ ّ مها ِ
ن ب َي ْت ِهِ ُ
م ْ
ج ِخُر ْن يَ ْم ْ
ورسوله » :وَ َ
َ
ه« ..جُره ُ ع ََلى الل ّ ِقد ْ وَقَعَ أ ْت -فَ َ ال ْ َ
مو ْ ُ
أجره كله .أجر الهجرة والرحلة والوصول إلى دار الســلم والحيــاة فــي
دار السلم ..فماذا بعد ضمان الّله من ضمان؟
ومع ضمانة الجر التلويح بالمغفرة للذنوب والرحمة في الحساب .وهذا
فوق الصفقة الولى.
حيمًا«.فورا ً َر ِ ن الل ّ ُ
ه غَ ُ »َوكا َ
إنها صفقة رابحة دون شك .يقبض فيها المهاجر الثمن كله منذ الخطــوة
الولى -خطوة الخروج من البيت مهاجرا إلى الل ّــه ورســوله -والمــوت
هو الموت .فــي موعــده الــذي ل يتــأخر .والــذي ل علقــة لــه بهجــرة أو
إقامة.
ولو أقام المهاجر ولم يخرج من بيته لجاءه الموت في موعده .ولخســر
الصفقة الرابحة .فل أجر ول مغفرة ول رحمة .بل هنالك الملئكة تتوفاه
ظالما لنفسه! وشتان بين صفقة وصفقة! وشــتان بيــن مصــير ومصــير!
ويخلص لنا من هذه اليات التي استعرضناها من هذا الدرس -إلى هــذا
الموضع -عدة اعتبارات ،نجملها قبل أن نعبر إلى بقيــة الــدرس وبقيــة
ما فيه من موضوعات :
ّ
يخلص لنا منها مدى كراهية السلم للقعود عن الجهاد فــي ســبيل اللــه
والقعود عن النضمام للصف المسلم المجاهد ..اللهــم إل مــن عــذرهم
الّله من أولي الضرر ،ومن العاجزين عــن الهجــرة ل يســتطيعون حيلــة
ول يهتدون سبيل ..
ويخلص لنا منها مدى عمق عنصر الجهاد وأصالته في العقيدة السلمية
،وفي النظام السلمي ،وفي المقتضيات الواقعية لهذا المنهج الرباني
47
..وقد عدته الشيعة ركنا من أركان السلم -ولهم مــن قــوة النصــوص
ومن قوة الواقع ما يفسر اتجاههم هذا .لول ما ورد فــي حــديث » :بنــي
السلم على خمس «...ولكن قوة التكليف بالجهاد وأصالة هذا العنصر
في خطر الحياة السلمية وبروز ضرورته في كل وقت وفــي كــل أرض
-الضرورة التي تستند إلى مقتضيات فطرية ل ملبســات زمنيــة -كلهــا
تؤيد هذا الشعور العميق بجدية هذا العنصر وأصالته.
ويخلص لنا كــذلك أن النفــس البشـرية هـي النفـس البشــرية وأنهــا قــد
تحجم أمام الصعاب ،أو تخاف أمام المخاطر ،وتكسل أمام العقبــات ،
في خير الزمنة وخير المجتمعات .وأن منهــج العلج فــي هــذه الحالــة ،
ليـس هــو اليـأس مـن هــذه النفـوس .ولكــن استجاشـتها ،وتشـجيعها ،
وتحذيرها ،وطمأنتها في آن واحد .وفــق هــذا المنهــج القرآنــي الربــاني
الحكيم.
وأخيــرا يخلــص لنــا كيــف كــان هــذا القــرآن يــواجه واقــع الحيــاة ويقــود
المجتمــع المســلم ويخــوض المعركــة -فــي كــل ميادينهــا -وأول هــذه
الميادين هو ميدان النفس البشرية وطبائعها الفطرية ،ورواسبها كذلك
من الجاهلية .وكيف ينبغي أن نقرأ القرآن ،ونتعامل معه ونحــن نــواجه
42
واقع الحياة والنفس بالدعوة إلى الّله".
ــــــــــــــــ
48
المبحث العاشر
المنافقون يهربون من الجهاد فرارا من الموت
ما وَع َـد ََنا ض َ مَر ٌ م َ ن ِفي قُُلوب ِهِ ْ ذي َ ن َوال ّ ِ قو َ مَنافِ ُ ل ال ْ ُ قو ُ قال تعالى } :وَإ ِذ ْ ي َ ُ
َ
م قا َ م َ ب َل ُ ل ي َث ْرِ َ م َيا أهْ َ من ْهُ ْ ة ِ ف ٌ طائ ِ َ ت َ ه إ ِّل غ ُُروًرا ) (12وَإ ِذ ْ َقال َ ْ سول ُ ُ ه وََر ُ الل ّ ُ
ْ
مــا ن ب ُُيوت َن َــا ع َـوَْرة ٌ وَ َ ن إِ ّ قول ُــو َ ي يَ ُ م الن ّب ِـ ّ من ْهُ ُ ريقٌ ِ ِ ن فَ ست َأذ ِ ُ جُعوا وَي َ ْ م َفاْر ِ ل َك ُ ْ
م طارِهَــا ث ُـ ّ ن أ َقْ َ م ْ م ِ ت ع َل َي ْهِ ْ خل َ ْ ن إ ِّل فَِراًرا ) (13وَل َوْ د ُ ِ دو َ ري ُ ن يُ ِ ي ب ِعَوَْرةٍ إ ِ ْ هِ َ
هدوا الّلــ َ عاهَ ُ كاُنوا َ قد ْ َ سيًرا ) (14وَل َ َ ما ت َل َب ُّثوا ب َِها إ ِّل ي َ ِ ها وَ َ ة َل َت َوْ َ فت ْن َ َ سئ ُِلوا ال ْ ِ ُ
م ُ َ سـئول ) (15قـ ُْ ً ُ ّ َ َ ْ ّ َ ن قب ْ ُ َ
فعَكـ ُ ن ي َن ْ َ ل لـ ْ م ْ ن ع َهْد ُ اللـهِ َ ن الد َْباَر وَكا َ ل ل ي ُوَلو َ م ْ ِ
ن إ ِّل قَِليًل ) (16قُ ـ ْ َ
ل مت ّعُــو َ ذا َل ت ُ َ ل وَإ ِ ً قت ْ ِ ت أوِ ال ْ َ مو ْ ِ ن ال ْ َ م َ م ِ ن فََرْرت ُ ْ فَراُر إ ِ ْ ال ْ ِ
ة وََل َ َ َ
مـ ً ح َ م َر ْ سوًءا أوْ أَراد َ ب ِك ُـ ْ م ُ ن أَراد َ ب ِك ُ ْ ن الل ّهِ إ ِ ْ م َ م ِ مك ُ ْ ص ُ ذي ي َعْ ِ ذا ال ّ ِ ن َ م ْ َ
صيًرا )] (17الحزاب[17-12/ َ
ن اللهِ وَل ِّيا وَل ن َ ِ ّ دو ِ ن ُ م ْ م ِ ن له ُ ْ َ دو َ ج ُ يَ ِ
ل ،وَقَــا َ مــا قَــا َ ن قُ َ م ،فَ َ َ َ
ل شـي ْرٍ َ ب ب ْـ ُ معْت ِ ُ ل ُ قا َ فاقُهُ ْ ن فَظهََر ن ِ َ قو َ مَنافِ ُ ما ال ُ أ ّ
سلم ِ م بال ِ ْ ب ع َهْد ِه ِ ْ قْر ِ ك ،لِ ُ ش ٌ ة وَ َ م ِريب َ ٌ سه ِ ْ ف ِ ن ِفي أ ًن ْ ُ ذي َ ن َوال ِ ما ِ لي َ فا ِ ضَعا ُ ِ
غــُرورا ً { ، ه إ ِل ّ ُ سول ُ ُ ه وََر ُ ما وَع َد ََنا الل ُ ض{َ }: مَر ٌ م َ ن ِفي قُُلوب ِهِ ْ ذي َ } -ال ِ
ً ّ َ
صـرِ َوالظفِـرِ ِبالعَـد ُوّ ِإل وَع ْــدا ي َغُّرن َــا ن الن ّ ْ مـ َ ه ِ دنا ب ِهِ الل ُ ما وَع َ َ ن َ م يك َ ْ أيْ ل َ ْ
عنا . خد َ ُ وَي َ ْ
ُ ت َ
ن ي اب ْ ِ ن أب َ ّ ن ) ك ََعبد ِ اللهِ ب ْ ِ مَناِفقي َ ن ال ُ م َ ة ِ ف ٌ طائ ِ َ ن َقال َ ْ حي َ مد ُ ِ ح ّ م َ َواذ ْك ُْر َيا ُ
م ،الــذي قــا ُ م َ
س هــذا ال ُ ب ( ل َي ْـ َ مدينةِ ) ي َث ْـرِ َ ل ال َ حاِبه ( َ :يا أ َهْ َ ص َ ل وأ ْ
َ
سُلو ٍ َ
م ُ
من َــازِل ِك ْ جُعوا ِإلــى َ م ،فَــاْر ِ ح لك ْ ُ َ
ْ صال ِ ٍ قام ٍ َ م َ ي ،بِ ُ معَ الن ّب ِ ّ ن َ طي َ مَراب ِ ِ ه ُ مون َ ُ قي ُ تُ ِ
ي م الن ّب ِـ ّ ن َفريقٌ من ْهُـ ُ ست َأذ َ َ م .وا ْ عَيال ِك ُ ْ ن ِ دافُِعوا ع َْنها وع َ ْ ها ،وَل ِت ُ َ مو َ ح ُ ل ِت َ ْ
ة ( ،وَقَــالوا ُ حارِث َـ َ م ب َن ُــو َ م ) وَهُـ ْ من َــازِل ِهِ ْ م ِبالعَوْد َةِ ِإلى َ ح له ُ ْ َ ما َ س َ ن ال ّ طاِلبي َ َ
َ
ميهــا ح ِ ن يَ ْ مـ ْ س ل َهَــا َ م ليـ َ سّراقَ ،وأ ّ ،ب ُي ُــوت َهُ ْ على ب ُُيوت ِهِم ِ ال ّ ن َ خاُفو َ م يَ َ إ ِن ّهُ ْ
) ع َوَْرة ٌ ( .
مهَ ـد ّد َةً ت ع َـوَْرة ً ،وَل َ ُ سـ ْ ن ب ُُيوِتهم لي ْ َ َ ؤلِء َقائ ِل ً :إ ِ ّ ه ت ََعالى ع َلى ه ُ َ وَي َُرد ّ الل ُ
م َ
ل ،وَع َـد َم ِ قَتا ِ ن ال ِ م َ ب ِ فَراَر َوالهََر َ ن ال ِ دو َ ن ،وَإ ِّنما ُيري ُ مو َ ما ي َْزع ُ ُ حد ٍ ك َ َ نأ َ ِ ْ
داَء اللهِ . َ
م أع ْ َ حْرب ِهِ ْ ن ِفي َ مي َ سل ِ ِ م ْ عان َةِ ال ُ إِ َ
ْ دين َـةِ ،وك ُـ ّ ن كُ ّ َ َ وَل َوْ د َ َ
ل قُط ـ ِ
ر م ِ ب ال َ جوان ِ ِ ن َ م ْ ب ِ جان ِ ٍ ل َ م ْ داُء ِ م الع ْ َ ل ع َليهِ ُ خ َ
ن م ( وَ َ طاِرها ) َوقي َ ن أ َقْ َ
داد َ ع َـ ِ طلب ُــوا ِإليهِــم الْرت ِـ َ صود ُ ب ُي ُــوت ُهُ ْ ق ُ م ْ ل ال َ ل بَ ِ م ْ ِ
ريعا ً سـ ِ ك َ فعَُلوا ذ َل ِـ َ ة ( لَ َ فت ْن َ َ سئ ُِلوا ال ِ ك َ ) ،لو ُ شْر ِ سلم ِ ،والعَوْد َة َ ِإلى ال ّ ال ِ ْ
م. مــان ِهِ ْ ف ِإي َ ض ـعْ ِ ل ع َلــى َ َ ج ـَزِع َ ،وهــذا د َِلي ـ ٌ شد ّةِ الهَلِع َوال َ َ ن ِ م ْ ن ت ََرد ّد ِ ِ دو َ ُ
ْ َ
م ل ي َـوْ َ قت َــا ِ ن ال ِ مـ َ ة -قَـد ْ هََرب ُــوا ِ حارِث َ َ م ب َُنوا َ ن -وَهُ ْ ست َأذ ُِنو َ م ْ ن هؤلِء ال ُ وَكا َ
َ ُ
دوا ِإلـى ه ع َل َــى أل ّ ي َُعـو ُ دوا الل َ عاهَ ُ م َتاُبوا وَ َ قاِء العَد ُوّ ،ث ُ ّ ن لِ َ ْ حد ٍ ،وَفَّروا ِ
م أ ُ
قابهم ،ومن عاهد الله فإن الله سي َ َ
ن عـ ْ ه َ سأل ُ ُ َ َ َ ْ َ ِ ّ َ َ ْ َ َ َ صوا ع ََلى أع ْ َ ِ ِ ْ مث ِْلها ،وَل َ ي َن ْك ُ ُ ِ
ن ْ قـ ْ زيـهِ ِبـه .فَ ُ
سـت َأذ ِِني َ م ْ مـد ُ ِلهــؤلِء ال ُ ح ّ م َ ل َيـا ُ ج ِ مـةِ ،وَي َ ْ قَيا َ م ال ِ ع َهْـد ِهِ َيـوْ َ
ن م وَل َـ ْ فعَك ُـ ْ ن ي َن ْ َ ل ل َـ ْ قَتا ِ ن ال ِ م َ ن الفَراَر ِ قائ ِهِ :إ ِ ّ ل العَد ُوّ وَل ِ َ ن قَِتا ِ م ْ ن ِ الَهاِربي َ
فعَك ُـ َ َ
ف ـَراُر م ال ِ
ْ ً
ل ،وَِإذا ن َ َ ت أوْ قَت ْـ ٍ موْ ٍ ن َ م ْ م ِ ه ع َلي ْك ُ ْ ضاه ُ الل ُ ما قَ َ م َ ي َد ْفَعَ ع َن ْك ُ ْ
َ
ل، جـ َ ِ دود ُ ال ْ حـ ُ م ْ دنيا َ م فِــي الـ ّ قــاَءك ُ ْ ن بَ َ ب ،فَإ ِ ّ ِ حْر حةِ ال َ سا َ قت َُلوا ِفي َ م تُ ْ فَل َ ْ
ْ
خُر حــد ّد ِ ل ً ي ََتــأ ّ م َ عد ِ ال ُ ت في المو ِ مو ْ ُ سي َأتي ال َ ل ،وَ َ مَتاع ٌ َقلي ٌ م ِفيها َ مَتاع َك ُ ْ وَ َ
49
َ َ س ِفي ال َْر
ه
ضــاَء اللـ ِ من َعَ قَ َ ن يَ ْ طيعُ أ ْ ست َ ِ حد ُ ي َ ْ ضأ َ ِ م :ل َي ْ َل ل َهُ ْ م .وَقُ ْ قد ّ ُ وَل َ ي َت َ َ
َ َ َ م َ
ن ي َـُرد ّهُح ـد ٌ أ ْ طيعُ أ َ سـت َ ِ شــرا ً فَل َ ي َ ْ م َ ه ب ِك ُ ْ ن أَراد الل ُ م ،فَإ ِ ْ ل ِإليك ُ ْ ص َ ن يَ ِ نأ ْ ِ ْ
َ َ
ة َ ،فل مـ ًح َ خي ْــرا ً وََر ْ م َ ن أَراد َ ب ِك ُـ ْ م :وَإ ِ ْ عهِ ب ِك ُـ ْن وَُقو ِ دو َل ُ حو َ م ،وَل َ أن ْي َ ُ ع َن ْك ُ ْ
َ َ َ
ه ب ِي َـد ِ اللـهِ ، مُر ك ُل ّـ ُ م ،فَــال ْ ل ذلك إ ِل َي ْك ُـ ْ صو ِن وَ ُ دو َ ل ُحو َ ن يَ ُ حد ٌ أ ْ طيعُ أ َ ست َ ِ يَ ْ
م غيـَر اللـهِ ،وَل َ ن وَل ِّيـا ً ل َُهـ ْ قو َ مَنافِ ُ جد َ هؤلِء ال ُ ن يَ ِشاُء .وَل َ ْ ف يَ َ ه ك َي ْ َ صّرفُ ُ يُ َ
سوٍء وَب َ َ ما قَد َّره ُ ع ََليهِ ْ ما قَ َ صرا ً ي َد ْفَعُ ع َن ْهُ ْ
43
لء . ن ُ م ْ م ِ ه ،وَ َ ضاه ُ الل ُ م َ َنا ِ
" إن قدر الل ّــه هــو المســيطر علــى الحــداث والمصــائر ،يــدفعها فــي
الطريق المرسوم ،وينتهي بها إلى النهاية المحتومة.والمــوت أو القتــل
قدر ل مفر من لقائه ،في موعده ،ل يستقدم لحظة ول يستأخر .ولــن
ينفع الفرار في دفع القدر المحتوم عن فـاّر .فـإذا فـروا فـإنهم ملقـون
حتفهم المكتوب ،في موعده القريب .وكل موعده فــي الــدنيا قريــب ،
وكل متاع فيها قليل ول عاصم من الّله ول من يحول دون نفاذ مشيئته.
سواء أراد بهم سوءا أم أراد بهم رحمة ،ول مولى لهم ول نصــير ،مــن
دون الّله ،يحميهم ويمنعهم من قدر الّله.
فالستسلم الستسلم .والطاعة الطاعة .والوفاء الوفاء بالعهد مع الّله
،في السراء والضراء .ورجــع المــر إليــه ،والتوكــل الكامــل عليــه .ثــم
44
يفعل الّله ما يشاء" .
ــــــــــــــــ
50
المبحث الحادي عشر
الكفار ل يتمنون الموت أبدا
ن دو ِ ن ُ مـ ْ ة ِ صـ ً خال ِ َ عن ْد َ الّلـهِ َ خَرة ُ ِ داُر اْل َ ِ م ال ّ ت ل َك ُ ُ كان َ ْ ن َ ل إِ ْ قال تعالى } :قُ ْ
َ
ت م ْ ما قَ ـد ّ َ دا ب ِ َ من ّوْه ُ أب َ ً ن ي َت َ َ ن ) (94وَل َ ْ صاد ِِقي َ م َ ن ك ُن ْت ُ ْ ت إِ ْ مو ْ َ وا ال ْ َ من ّ ُ س فَت َ َ َالّنا ِ
َ
ة
حي َــا ٍ س ع َل َــى َ ص الن ّــا ِ حَر َ مأ ْ جد َن ّهُ ْ ن ) (95وَل َت َ ِ مي َ ظال ِ ِ م ِبال ّ ه ع َِلي ٌ م َوالل ّ ُ ديهِ ْ أي ْ ِ
مُر أل ْ ََ َ َ
ن مــ َ حه ِ ِ حزِ ِ مَز ْ ما هُوَ ب ِ ُ سن َةٍ وَ َ ف َ م ل َوْ ي ُعَ ّ حد ُهُ ْ كوا ي َوَد ّ أ َ شَر ُ نأ ْ ذي َ ن ال ّ ِ م َ وَ ِ
َ
ن )] (96البقرة[96-94/ مُلو َ ما ي َعْ َ صيٌر ب ِ َ ه بَ ِ مَر َوالل ّ ُ ن ي ُعَ ّ بأ ْ ذا ِ ال ْعَ َ
َ ل ل َهم يا محمد :إن ك ُنتم تعتقدون صدقا ً أ َنك ُ َ
ن مــ ْ م أوْل َِياَء اللهِ وَأحّباؤ ُه ُ ِ ّ ْ قُ ْ ُ ْ َ ُ َ ّ ُ ِ ْ ْ ُ ْ َ ْ َ ِ ُ َ ِ ْ
َ َ
ة جن ّـ َ م ال َ ن ل َك ُـ ُ ت ،وأ ّ دا ٍ دو َ معْ ـ ُ م إ ِل ّ أّياما ً َ سك ُ ْ ن َتم ّ ن الّناَر ل َ ْ ن الّناس ،وَأ ّ دو ِ ُ
م ص ـلك ْ ُ ُ ذي ُيو ِ ت ال ـ ِ مو ْ َ وا ال َ من ّ ُ ق ِفي الّنارِ ،فَت َ َ ْ ُ ُ
َ خل ِ ن ال َ م َ م ِ داك ْ ن عَ َ م ْ م وَ َ حد َك ْ وَ ْ
حـد ٌ َ ،واط ْل ُب ُــوا م ِفيـهِ أ َ ذي ل ي ُن َــازِع ُك ُ ْ دائ ِم ِ الـ ِ ص الـ ّ خــال ِ ِ ك الن ِّعيـم ِ ال َ ِإلى ذل ِ َ
م. مان ِهِ ْ ن في ِإي َ صاد ِِقي َ كاُنوا غ َي َْر َ من ّوْه ُ َ م ي َت َ َ ذا ل َ ْ ن اللهِ .فَإ ِ َ م َ ت ِ مو ْ َ ال َ
َ
م ت أَبدا ً ،لن ّهُ ْ مو ُ ل ب ِِهم ال َ ن ي َن ْزِ َ مد ُ أ ْ ح ّ م َ ك يا ُ ن بِ َ كافُِرو َ ؤلِء ال َ مّنى هَ ُ ن ي َت َ َ وَل َ ْ
ب قـا َ ع َ ن ِ خـاُفو َ م يَ َ ل ،فَهُ ْ ما ِ ئ الع ْ َ سي ّ ِ ن َ م ْ ت ِ ف ْ سل َ َ ما أ ْ م،و َ ديهِ ْ ت أي ْ ِ م ْ ما قَد ّ َ َ
خـَرةَ داَر ال ِ ن الـ ّ م :إِ ّ ن فـي قَـوْل ِهِ ْ مو َ م ظــال ِ ُ َ م أن ّهُـ ْ ه ي َعْلـ ُ َ الله ع َليهـا َ ،واللـ ُ َ
س. ن الّنا َ ِ دو ِ ن ُ م ْ ة ل َُهم ِ ص ٌ خال ِ َ َ
حت ّــى حي َــاةِ َ ، قــاِء فِــي ال َ س ع َل َــى الب َ َ ص الّنا ِ حَر َ مد ُ الي َُهود َ أ ْ ح ّ م َ ن َيا ُ جد َ ّ وَل َت َ ِ
ل َتجدنه َ
جــودِ ن ب ِوُ ُ دو َ م ،وَل َ ي َعَْتق ُ ب ل َهُ ْ ن ل َ ك َِتا َ ذي َ ن ال ِ كي َ شرِ ِ م ْ ن ال ُ م َ ص ِ حَر َ مأ ْ َ ِ َُّ ْ
ة
حي َــا ِ م فــي ال َ مه ُ ـ ْ ص ـُروا هَ ّ ح َ َ
ل ،وَِلذل ِك َ ما ِ ب ع َلى الع ْ َ َ سا ٍ ح ْ شرٍ وَ ِ ح ْ ث وَ َ ب َعْ ٍ
َ
ت م ْ مــا قَ ـد ّ َ ن َ مــو َ ب ،وَي َعْل َ ُ سا ِ ح َ ث َوال ِ ن ِبالب َعْ ِ مُنو َ م ي ُؤ ْ ِ ما الي َُهود ُ فِإ ِن ّهُ ْ دنَيا أ ّ ال ّ
َ َ َ ن كُ ْ َ
مــا ن َ مــو َ ل لن ْب ِي َــائ ِهِ ،وَي َعْل ُ مـرِ اللـهِ ،وَقَت ْـ ٍ نأ ْ ج ع َـ ْ خـُرو ٍ فـرٍ وَ ُ م ْ م ِ أي ْد ِي ْهِ ْ
م ك فَإ ِن ّهُ ْ ذاب ِهِ ،وَِلذل ِ َ ديد ِ ع َ َ ضب ِهِ َوش ِ ت اللهِ وَغ َ َ ق ِ م ْ ن َ م ْ خَرةِ ِ م ِفي ال ِ ي َن ْت َظ ُِرهُ ْ
شــوا د َهْــرا ً ن ي َِعي ُ م ـد ٌ ب َِعي ـد ٌ َ ،وأ ْ مة ِ أ َ قَيا َ ن ي َوْم ِ ال ِ م وَب َي ْ َ ن ب َي ْن َهُ ْ كو َ ن يَ ُ نأ ْ مّنو َ ي َت َ َ
خَرةِ . م في ال ِ ذي ي َن ْت َظ ُِرهُ ْ ب ال ِ ذا ِ صلوا إلى العَ َ ُ ويل ً ل ِك َْيل ي َ ِ طَ ِ
ك س ذ َِلــ َ سن َةٍ ،فَل َْيــ َ ف َ م أل ْ َ حد ُهُ ْ شأ َ عا َ م َقائ ِل ً :وَل َوْ َ ه ت ََعاَلى ع َل َي ْهِ ْ وي َُرد ّ الل ُ
ن صــرا ً ع َل َــى ال ِت ْي َــا ِ م ِ ف ـرِهِ ،وَ ُ قيم ـا ً ع َل َــى ك ُ ْ م ِ م ُ دا َ ما َ بَ ، ذا ِ ن العَ َ م َ جيهِ ِ من ْ ِ بِ ُ
ُ َ
م َ سي ّئ َةِ َ ،والل ُ
45
ن. ملو َ ما ي َعْ َ شاه ِد ٌ َ صٌر وَ ُ مب ْ ِ ه ُ ل ال ّ ما ِ ِبالع ْ َ
" لن يتمنوه .لن ما قدمته أيــديهم للخــرة ل يطمعهــم فــي ثــواب ،ول
يؤمنهم من عقاب .إنه مدخر لهــم هنــاك ،والل ّــه عليــم بالظــالمين ومــا
كانوا يعملون.وليس هذا فحسب .ولكنها خصلة أخرى في يهود ،خصــلة
يصــورها القــرآن صــورة تفيــض بالزرايــة وتنصــح بــالتحقير والمهانــة :
ة« ..آية حياة ،ل يهم أن تكون حياة »ول َتجدنه َ
حيا ٍ على َ س َ ص الّنا ِ حَر َ مأ ْ َ َ ِ َُّ ْ
كريمة ول حيـاة مميـزة علـى الطلق! حيـاة فقـط! حيـاة بهـذا التنكيـر
والتحقيــر! حيــاة ديــدان أو حشــرات! حيــاة والســلم! إنهــا يهــود ،فــي
ماضيها وحاضــرها ومســتقبلها ســواء .ومــا ترفــع رأســها إل حيــن تغيــب
المطرقة .فإذا وجدت المطرقة نكست الــرؤوس ،وعنــت الجبــاه جبنــا
51
َ ن أَ ْ
م ل َـ ْ
و ح ـد ُهُ ْ كوا ي َـوَد ّ أ َش ـَر ُ ن ال ّـ ِ
ذي َ مـ َوحرصا على الحياة ..أي حياة! »وَ ِ
َ مُر أ َل ْ َ
صــيٌره بَ ِ م ـَر َ ،والل ّـ ُ ن ي ُعَ ّ
بأ ْ ن ال ْعَــذا ِ
م َ
حه ِ ِحزِ ِ
مَز ْ
سن َةٍ َ ،وما هُوَ ب ِ ُ
ف َ ي ُعَ ّ
ن« .. مُلو َِبما ي َعْ َ
يود أحــدهم لــو يعمــر ألــف ســنة .ذلــك أنهــم ل يرجــون لقــاء الل ّــه ،ول
يحسون أن لهم حيــاة غيــر هــذه الحيــاة .ومــا أقصــر الحيــاة الــدنيا ومــا
أضيقها حين تحــس النفــس النســانية أنهــا ل تتصــل بحيــاة ســواها ،ول
تطمــع فــي غيــر أنفــاس وســاعات علــى الرض معــدودة ..إن اليمــان
بالحياة الخرة نعمة .نعمة يفيضها اليمان على القلب.
نعمة يهبها الّله للفرد الفاني العاني .المحدود الجل الواســع المــل ومــا
يغلق أحد على نفسه هذا المنفذ إلــى الخلــود ،إل وحقيقــة الحيــاة فــي
روحه ناقصة أو مطموسة .فاليمان بالخرة -فوق أنه إيمان بعدل الّلــه
المطلق ،وجزائه الوفى -هو ذاته دللة على فيــض النفــس بالحيويــة ،
وعلى امتلء بالحياة ل يقف عند حدود الرض إنما يتجاوزهــا إلــى البقــاء
الطليق ،الذي ل يعلم إل الّله مداه ،وإلى المرتقى السامي الذي يتجــه
46
صعدا إلى جوار الّله".
ـــــــــــــــ
52
المبحث الثاني عشر
وجوب التواصي بالموت على السلم
ق ـد ِ ه وَل َ َ سـ ُ ف َ ه نَ ْ ف َ سـ ِ ن َ مـ ْ م إ ِّل َ هي ـ َ مل ّةِ إ ِب َْرا ِ ن ِ ب عَ ْ ن ي َْرغ َ ُ م ْ قال تعالى } :وَ َ
ه ل ل َـ ُ ن ) (130إ ِذ ْ قَــا َ حي َ صــال ِ ِ ن ال ّ م َ خَرةِ ل َ ِ ه ِفي اْل َ ِ في َْناه ُ ِفي الد ّن َْيا وَإ ِن ّ ُ صط َ َ ا ْ
َ َ
ه
م ب َِنيـ ِ هيـ ُ صـى ب َِهـا إ ِب َْرا ِ ن ) (131وَوَ ّ مي َ ب ال َْعـال َ ِ ت ل َِر ّ م ُ سل َ ْ لأ ْ م َقا َ سل ِ ْ هأ ْ َرب ّ ُ
َ
ن مو َ سل ِ ُ م ْ م ُ ن إ ِّل وَأن ْت ُ ْ موت ُ ّ ن فََل ت َ ُ دي َ م ال ّ فى ل َك ُ ُ صط َ َ ها ْ ن الل ّ َ ي إِ ّ ب َيا ب َن ِ ّ قو ُ وَي َعْ ُ
َ
ن دو َ مــا ت َعْب ُـ ُ ل ل ِب َِنيـهِ َ ت إ ِذ ْ َقا َ مو ْ ُ ب ال ْ َ قو َ ضَر ي َعْ ُ ح َ داَء إ ِذ ْ َ شه َ َ م ُ م ك ُن ْت ُ ْ ) (132أ ْ
حاقَ إ ِل َهًــا َ
سـ َ ل وَإ ِ ْ عي َ ما ِ سـ َ م وَإ ِ ْ هيـ َ ك إ ِب َْرا ِ ه آَبائ ِ َ ك وَإ ِل َ َ دي َقاُلوا ن َعْب ُد ُ إ ِل َهَ َ ن ب َعْ ِ م ْ ِ
ت وَل َ ُ ُ
م كــ ْ ســب َ ْ ما ك َ َ ت ل ََها َ خل َ ْ ة قَد ْ َ م ٌ كأ ّ ن ) (133ت ِل ْ َ مو َ سل ِ ُ م ْ ه ُ ن لَ ُ ح ُ دا وَن َ ْ ح ً َوا ِ
َ
ن )] (134البقرة[134-130/ مُلو َ كاُنوا ي َعْ َ ما َ ن عَ ّ سأُلو َ م وََل ت ُ ْ سب ْت ُ ْ ما ك َ َ َ
ه
ش ـرِك ب ِـ ِ ُ م يُ ْ َ
ه غي ْـَره ُ ،وَل ـ ْ َ معَ ُ م ي َد ْع ُ َ َ َ
عَباد َةِ اللهِ فل ْ م ِفي ِ هي ُ جّرد َ ِإبرا ِ قد ْ ت َ َ ل َ َ
َ َ ن كُ ّ َ ً
ه. م ُ ف ق َ ـو ْ َ خــال َ ن أِبي ـهِ ،وَ َ مـ ْ حّتى ت َب َـّرأ ِ واه ُ َ س َ معُْبود ٍ ِ ل َ م ْ شْيئا ،وَت َب َّرأ ِ َ
ي ريـقَ الغَـ ّ ه ،وَي َت ّب ِـعْ ط َ ِ مل َّتـ ُ ه وَ ِ سـل َك َ ُ م ْ م هـذا وَ َ ريـقَ إ ِْبراهيـ َ ك طَ ِ ن ي َْتـُر َ م ْ فَ َ
ه. سفي ُ ة إ ِل ّ ال ّ ضل َل َ َ ب ال ّ ه ،وَل َ ي َْرت َك ِ ُ في ٌ س ِ ل ،فَهُوَ َ ضل َ ِ َوال ّ
ن مـ َ خـَرةِ ِ ه فِــي ال ِ دنَيا ،وَإ ِن ّـ ُ خت َــاَره ُ فــي الـ ّ م َوا ْ هي َ ه ِإبرا ِ فى الل ُ صط َ َ قد ِ ا ْ وَل َ َ
عن ْد َ اللهِ . ن ِ قّربي َ م َ ن ال ُ حي َ صال ِ ِ ال ّ
َ َ
م ـرِ َرب ّـهِ ، لل ْ مت َث َ َ مهِ َ ،فا ْ حك ْ ِ سلم ِ ل ِ ُ ست ِ ْ ه َ ،وال ْ ص لَ ُ لخل َ ِ م ِبا ِ ه ِإبراهي َ مَر الل ُ أ َ
ة إ َِلى ميعا ً .وَ َ وَقا َ َ
حب ّب َ ً م َ سلم ِ للهِ ُ ة ال ِ ْ م ُ ت ك َل ِ َ كان َ ْ ج ِ ن َ َ مي ب الَعال َ ِ ت ل َِر ّ م ُ سل َ ْ لأ ْ َ
َ َ
م ضـَرت ْهُ ُ ح َ ن َ حيـ َ م ِ وا ب ِهَــا أب ْن َــاَءهُ ْ
َ صـ ْ ب فَأو َ قــو َ حاقَ وَي َعْ ُ سـ َ م وَإ ِ ْ هيـ َ س إ ِْبرا ِ ف ِ نَ ْ
م، حَيــات ِك ُ ْ سُنوا ِفــي َ ح ِ ن فَأ ْ دي َ م ال ّ فى ل َك ُ ُ صط َ َ ن الله ا ْ م :إِ ّ الوََفاة ُ وََقاُلوا ل َهُ ْ
ن كــا َ مــا َ ت ع ََلى َ مو ُ مْرَء ي َ ُ ن ال َ ه الوََفاة َ ع ََليهِ ،ل ّ م الل ُ ك ل َِيرُزقَك ُ ُ موا ذل ِ َ َوال َْز ُ
ت ع ََليهِ . ما َ ما َ ث ع ََلى َ ع ََليهِ ،وَي ُب ْعَ ُ
ه، جــاد ُِلون َ ُ ي يُ َ ص ـرِ الن ّب ِـ ّ ن ك َــاُنوا فِــي ع َ ْ ذي َ ن الي َهُــود َ ال ـ ِ ل ت َعَــاَلى إ ِ ّ قو ُ يَ ُ
ت َ َ
مــا َ ذي َ ن الـ ِ دي ِ ن ع َلــى الـ ّ ســيُرو َ م إ ِّنما ي َ ِ ن أن ّهُ ْ مو َ ه ،وَي َْزع ُ ُ ن ن ُب ُوّت َ ُ دو َ ح ُ ج َ وَي َ ْ
َ
ة من ِي ّـ ُ ت َ حــان َ ْ ما َ حين َ َ داَء ( ِ شه َ َ ن) ُ ري َ ض ِ حا ِ كوُنوا َ م يَ ُ معْ أن ُّهم ل َ ْ بَ ، قو َ ع ََليهِ ي َعْ ُ
قـّرُر ك .وَي ُ َ هدا ً ع ََلـى ذِلـ َ شـا ِ ن َ كـا َ ه َ ن اللـ َ ت ،وَل َك ِـ ّ مـوْ ُ جـاَءه ُ ال َ ب ،وَ َ قو ُ ي َعْ ُ
م َ ُ ن ب َعْد ِهِ ،فَ َ سأ َ َ
ه :إ ِن ّهُ ـ ْ قالوا ل ـ ُ م ْ ن ِ دو َ ما ي َعْب ُ ُ ل ب َِنيهِ ع َ ّ ب َ قو َ ن َيع ُ ه :إِ ّ حان َ ُ سب ْ َ ُ
ن مو َ ّ َ َ ذي ل َ َ
س ـل ُ سي ُ َ ه ،وَ َ ريك لـ ُ ش ِ حد َ ،ال ِ حد َ ال َ وا ِ ه آَبائ ِهِ ،ال َ ه وَِإل َ ن ِإلهَ ُ دو َ ي َعْب ُ ُ
م ِإليهِ . َ
مَرهُ ْ أ ْ
ة ترشد إلى أ َن دين الله واحد في ك ُ ّ ُ
ل ن كُ ّ سا ِ مةٍ ،وَع ََلى ل ِ َ لأ ّ ِ َ ٌ ِ ّ ِ َ ) هذ ِهِ الي َ ُ ُ ِ ُ
َ
ي الن ْب َِياِء ( . ن ل ِهَد ْ ِ عا ُ م للهِ َ ،وال ِذ ْ َ سل َ ُ ست ِ ْ حيد ُ َوال ْ ه الّتو ِ ح ُ ي ،وَُرو ُ ن َب ِ ّ
َ َ
م، ب إ َِليهِـ ْ ســا ُ م النت ِ َ فعُك ُـ ُ ة َ ،فل ي َن ْ َ من َ ً مؤ ْ ِ ة ُ م ً كاُنوا أ ّ فة ِ َ سال ِ َ ل ال ّ جَيا ُ ك ال ْ فَت ِل ْ َ
قهِ ع ََلى خل ْ ِ ة اللهِ ِفي َ سن ّ ُ ت ُ جَر ْ قد ْ َ ن ب ِهِ ،فَ َ فُعو َ خْيرا ً ت َن ْت َ ِ فَعلوا أ َن ُْتم َ م تَ ْ ذا ل َ ْ إَ َ
أ َن ل يجزى أ َحد إل ّ بك َسبه وع َمل ِه ،ول يسأ َ ُ َ
مل ِهِ ، سب ِهِ وَع َ َ ن كَ ْ حد ٌ ِإل ع َ ْ لأ َ َ ٌ ِ ِ ْ ِ ِ َ َ ِ َ ُ ْ ُ ْ َ ْ
َ َ
ن مل ُــو َ مــا ك َــاُنوا ي َعْ َ م عَ ّ ن أن ْت ُـ ْ سـأُلو َ مل ِـهِ ،وَل َ ت ُ ْ ب ع َل َــى ع َ َ س ُ حا َ حد ٍ ي ُ َ ل َوا ِ فَك ُ ّ
47
م. هُ ْ
53
" هذه هي ملــة إبراهيــم ..الســلم الخــالص الصــريح ..ل يرغــب عنهــا
وينصرف إل ظالم لنفسه ،سفيه عليها ،مســتهتر بهــا ..إبراهيــم الــذي
اصطفاه ربه في الدنيا إماما ،وشهد له في الخرة بإصــلح ..اصــطفاه
م« ..فلــم يتلكــأ ،ولــم يرتــب ،ولــم ينحــرف ، ل ل َـه رب ـ َ »إ ِذ ْ قــا َ
س ـل ِ ْ هأ ْ ُ َ ّ ُ
واستجاب فور تلقي المر.
»قا َ َ
ن« ..هــذه هــي ملــة إبراهيــم ..الســلم مي َب اْلعــال َ ِ ت ل ِـَر ّ م ُ س ـل َ ْ
ل:أ ْ
الخالص الصريح ..ولم يكتــف إبراهيــم بنفســه إنمــا تركهــا فــي عقبــه ،
وجعلها وصيته في ذريته ،ووصى بها إبراهيم بنيه كما وصى بها يعقــوب
بنيه .ويعقوب هو إسرائيل الــذي ينتســبون إليــه ،ثــم ل يلبــون وصــيته ،
ووصية جده وجدهم إبراهيم! ولقد ذكر كل مــن إبراهيــم ويعقــوب بنيــه
م طفى ل َك ُـ ُ ص َ ها ْ ن الل ّ َي إِ ّ بنعمة الّله عليهم في اختياره الدين لهم » :يا ب َن ِ ّ
ن« .. دي َ ال ّ
فهو من اختيار الّله .فل اختيار لهم بعده ول اتجاه .وأقل ما توجبه رعاية
الّلــه لهــم ،وفضــل الّلــه عليهــم ،هــو الشــكر علــى نعمــة اختيــاره
واصطفائه ،والحرص على ما اختاره لهم ،والجتهاد في أل يتركوا هذه
َ
ن« مو َ سل ِ ُ
م ْ م ُ ن إ ِّل وَأن ْت ُ ْ موت ُ ّ الرض إل وهذه المانة محفوظة فيهم َ» :فل ت َ ُ
..
وها هي ذي الفرصة سانحة ،فقد جاءهم الرســول الــذي يــدعوهم إلــى
السلم ،وهو ثمرة الدعوة التي دعاها أبوهم إبراهيم ..تلك كانت وصية
إبراهيم لبنيه ووصية يعقوب لبنيه ..الوصية التي كررها يعقوب في آخر
لحظة من لحظات حياته والتي كانت شـغله الشـاغل الـذي لـم يصـرفه
عنه الموت وسكراته ،فليسمعها بنو إسرائيل :
َ
ن مـ ْ ن ِ دو َ ل ل ِب َِنيهِ :ما ت َعْب ُـ ُ ت .إ ِذ ْ قا َ
مو ْ ُ ب ال ْ َ قو َ ضَر ي َعْ ُ ح َ شَهداَء إ ِذ ْ َ م ُ م ك ُن ْت ُ ْ
»أ ْ
ســحاقَ ِإلهـا ً ل وَإ ِ ْ عي َ ســما ِ م وَإ ِ ْهيـ َ
ك إ ِْبرا ِه آبــائ ِ َ ك وَِإلـ َ دي؟ قاُلوا ن َعْب ُد ُ ِإلهَـ َ ب َعْ ِ
ن« .. مو َ سل ِ ُم ْه ُ ن لَ ُ ح ُحدا ً وَن َ ْ وا ِ
إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في لحظة المــوت والحتضــار لمشــهد
عظيم الدللة ،قوي اليحاء ،عميــق التــأثير ..ميــت يحتضــر .فمــا هــي
القضية التي تشغل باله في ساعة الحتضار؟ ما هو الشاغل الذي يعني
خاطره وهو في سكرات المــوت؟ مــا هــو المــر الجلــل الــذي يريــد أن
يطمئن عليه ويستوثق منه؟ ما هي التركة التي يريــد أن يخلفهــا لبنــائه
ويحرص على سلمة وصولها إليهم فيسلمها لهــم فــي محضــر ،يســجل
فيه كل التفصيلت؟ ..
إنها العقيدة ..هي التركة .وهــي الــذخر .وهــي القضــية الكــبرى ،وهــي
الشــغل الشــاغل ،وهــي المــر الجلــل ،الــذي ل تشــغل عنــه ســكرات
دي؟« .. ن ب َعْ ِ م ْ
ن ِ دو َ الموت وصرعاته » :ما ت َعْب ُ ُ
هذا هو المر الذي جمعتكم مــن أجلــه .وهــذه هــي القضــية الــتي أردت
الطمئنان عليها .وهذه هي المانة والذخر والتراث ..
54
حــدًا.
قِ .إلهــا ً وا ِ سحا َ ل وَإ ِ ْعي َسما ِ م وَإ ِ ْهي َ ك إ ِْبرا ِ ه آبائ ِ َ
ك وَِإل َ »قاُلوا :ن َعْب ُد ُ ِإلهَ َ
ن« ..إنهــم يعرفــون دينهــم ويــذكرونه .إنهــم يتســلمون مو َ
سل ِ ُم ْ ه ُ ن لَ ُ
ح ُ وَن َ ْ
التراث ويصونونه .إنهم يطمئنون الوالد المحتضر ويريحونه.
وكذلك ظلت وصية إبراهيم لبنيه مرعية في أبنــاء يعقــوب .وكــذلك هــم
ن« .والقرآن يسأل بني إسرائيل مو َ سل ِ ُ
م ْ ينصون نصا صريحا على أنهم » ُ
َ
ت؟« ..فهــذا هــو الــذي كــان ، م ـو ْ ُب ال ْ َ قو َ ضَر ي َعْ ُح َشَهداَء إ ِذ ْ َ م ُ م ك ُن ْت ُ ْ» :أ ْ
يشهد به الّله ،ويقرره ،ويقطع به كل حجة لهم في التمــويه والتضــليل
ويقطع به كل صلة حقيقية بينهم وبين أبيهم إسرائيل!
وفي ضوء هذا التقرير يظهر الفارق الحاسم بين تلك المة التي خلــت ،
والجيل الذي كانت تواجهه الدعوة ..
حيث ل مجال لصلة ،ول مجال لوراثة ،ول مجال لنسب بين الســابقين
واللحقين » :ت ِل ْ َ ُ
م َ ،ول س ـب ْت ُ ْ ت وَل َك ُـ ْ
م مــا ك َ َ ت َ ،لها مــا ك َ َ
س ـب َ ْ خل َ ْة قَد ْ َم ٌكأ ّ
ن« .. مُلو َ
ما كاُنوا ي َعْ َ ن عَ ّ سئ َُلو َتُ ْ
فلكل حساب ولكل طريق ولكل عنوان ولكــل صــفة ..أولئك أمــة مــن
المؤمنين فل علقة لها بأعقابها من الفاسقين .إن هذه العقاب ليســت
امتدادا لتلك السلف .هؤلء حــزب وأولئك حــزب .لهــؤلء رايــة ولولئك
رايــة ..والتصــور اليمــاني فــي هــذا غيــر التصــور الجــاهلي ..فالتصــور
الجاهلي ل يفرق بين جيل من المة وجيل ،لن الصلة هي صلة الجنس
والنسب .أما التصـور اليمـاني فيفـرق بيـن جيـل مـؤمن وجيـل فاسـق
فليسا أمة واحدة ،وليس بينهما صلة ول قرابة ..إنهما أمتان مختلفتــان
في ميزان الّله ،فهمــا مختلفتــان فــي ميــزان المـؤمنين .إن المــة فـي
التصور اليماني هي الجماعة التي تنتسب إلى عقيــدة واحــدة مــن كــل
جنس ومن كل أرض وليست هي الجماعة التي تنتسب إلى جنس واحد
أو أرض واحدة .وهذا هو التصور اللئق بالنسان ،الذي يستمد إنسانيته
48
من نفخة الروح العلوية ،ل من التصاقات الطين الرضية! "
ـــــــــــــــ
55
المبحث الثالث عشر
الحث على الوصية قبل الموت لغير الورثة
َ
خْيـًرا ك َ ن َتـَر َ ت إِ ْ مـوْ ُ م ال ْ َ حـد َك ُ ُ ضـَر أ َ ح َ ذا َ م إِ َ ب ع َل َي ْك ُـ ْ قال تعالى } :ك ُت ِـ َ
َ
ن مـ ْ ن ) (180فَ َ قي ـ َ مت ّ ِ قــا ع َل َــى ال ْ ُ ح ّ ف َ معُْرو ِ ن ِبال ْ َ ن َواْلقَْرِبي َ وال ِد َي ْ ِ ة ل ِل ْ َ صي ّ ُ ال ْوَ ِ
م) ميعٌ ع َِلي ـ ٌ سـ ِ ه َ ن الل ّـ َ ه إِ ّ ن ي ُب َد ُّلون َ ُ ذي َ ه ع ََلى ال ّ ِ م ُ ما إ ِث ْ ُ ه فَإ ِن ّ َ معَ ُ س ِ ما َ ه ب َعْد َ َ ب َد ّل َ ُ
] (181البقرة[181 ،180/
َ َ
ب سـَبا ُ تأ ْ ضـَر ْ ح َ ه إذا َ ن أن ّـ ُ مني َ م ـؤ ْ ِ شـَر ال ُ معْ َ م ي َــا َ ه ت ََعاَلى ع ََليك ُـ ْ ض الل ُ فََر َ
َ
ذوي ن وَ َ دي ِ وال ِـ َ صــوا ِلل َ ن ُتو ُ مأ ْ مــال ً ك َِثيــرا ُ ل ِـوََرث َت ِك ُ ْ م َ ه ،وَت ََرك ْت ُـ ْ عل َل ُ ُ ت وَ ِ مو ْ ِ ال َ
صــى مو َ ن ال ُ م ي َك ُ َـ ِ ث ِإذا ل َ ْ زيد ُ ع ََلى الث ّل ُ ِ ل ) ل يَ ِ ما ِ ن هذا ال َ م ْ شيٍء ِ قْرَبى ب ِ َ ال ُ
ةصـي ّ َ مـةِ الوَ ِ ض الئ ِ ّ جـوَّز ب َعْـ ُ ب ،وَ َ ذاه ِ ِ مـ َ ض ال َ ِ ن فِــي ب َعْـ وارِِثي َ ن َ الـ َ مـ َ م ِ ل ّهُـ ْ
َ َ
م س ـل َ َ ن الوََرث َـةِ ( .وَِإذا أ ْ مـ َ ج ِ ح ـو َ َ ن ي َـَراه ُ أ ْ مـ ْ ض َ ص ِبها ب َعْ َ خ ّ ن يَ ُ ث ب ِأ ْ وارِ ِ ل ِل ْ َ
كافران ،فَل َـ َ
شــيٍء مــا ب ِ َ ي ل َهُ َ صـ َ ن ُيو ِ هأ ْ ُ داه ُ َ ِ َ ِ ه الوََفاة ُ ،ووال َ ضَرت ْ ُ ح َ كافُِر وَ َ ال َ
َ
ن ذي َ ن ال ـ ِ قي ـ َ مت ّ ِ قا ً ع ََلى ال ُ ح ّ صاَء َ لي َ كا ِ ه ذل ِ َ ل الل ُ جعَ َ ف ب ِهِ قُُلوب َُهما .وَقَد ْ َ ي َت َأل ّ ُ
ث ( .وَِإذا واِري ِ مـ َ ة ِبآيـةِ ال َ خ ٌ ســو َ من ْ ُ ة َ ن ه ـذ ِهِ الي َـ َ ل إِ ّ ن ِباللهِ ) .وَِقي ـ َ مُنو َ ي ُؤ ْ ِ
ه، ديل ُ ُ جوُز ت َغِْييُره ُ وَل َ ت َب ْ ِ جبا ل َ ي ُ ُ ً قا َوا ِ ً ح ّ ت َ كان َ ْ صي َ مو ِ ن ال ُ
َ ة عَ ِ صي ّ ُ ت الوَ ِ صد ََر ِ َ
ن ســواٌء أكــا َ َ ةَ - ص ـي ّ َ ل الوَ ِ ن ب َـد ّ َ مـ ْ ل ،فَ َ ة ِللعَ ـد ْ ِ جاِفي ً م َ ة ُ صي ّ ُ ت الوَ ِ ذا كان َ ِ َ إ ِل إ ِ َ َ
ق ـص أوَ َ َ َ
َ ْ مهــا وََزاد َ ِفيهــا أوْ أن ْ َ حك ْ ِ حّرَفهــا فَغَي ّـَر فِــي ُ هدا ً -أوْ َ شــا ِ ص ـي ّا ً أوْ َ وَ ِ
َ َ َ
ت ع َلــى مي ّ ِ جُر ال َ قعُ أ ْ ن ب ِهِ ،وَي َ َ مو َ قو ُ ن يَ ُ ذي َ قعُ ع َلى ال ِ ل يَ َ دي ِ م الّتب ِ مها ،فَإ ِث ْ ُ ك َت َ َ
َ َ
صــى مو َ ه ال ُ ما ب َـد ّل َ ُ م ب ِهِ وَب ِ َ ت ،وَع َل ِ َ مي ّ ُ صى ب ِهِ ال َ ما أوْ َ ه اط ّل َعَ ع ََلى َ اللهِ ،لن ّ ُ
َ
م، م ن ِّيــات ِهِ ْ ن ،وَي َعَْلــ ُ صــي َ مو ِ ن َوال ُ مَبــد ِّلي َ ل ال ُ ميعٌ لْقــوا ِ ســ ِ ه َ م َ .واللــ ُ إ َِليِهــ ْ
ج ن ن َْهــ ِ صي ّت ِهِ ع َ ْ صي ِفي وَ ِ مو ِ ج ال ُ خُرو َ ي ُ ص ّ ف الوَ ِ خا َ م ع ََليَها .فَِإذا َ جاِزيهِ ْ وَي ُ َ
َ َ َ َ ً
ص ِفيهــا . . . قـ َ ص ـةٍ ،أوْ أن ْ َ ح ّ ن َزاد َ فِــي ِ مدا ً ،ب ِأ ْ خط َأ أوْ ع َ ْ ل َ شْرِع َوالعَد ْ ِ ال ّ
َ
م ـعَ الوََرث َـةِ ، عوا َ م : ،أوْ ت َن َــاَز ُ ل ِفيمــا ب َي ْن َهُ ـ ْ مــا ِ م ِبال َ صــى ل َهُ ـ ْ مو َ وَت َن َــاَزع َ ال ُ
ف َ ،فل َ َ م ِبذل ِ َ َ س َ
جن َـ ِ ف َوال َ حي ْـ ِ ل هذا ال َ دي ِ ح ب ِت َب ْ ِ صل َ ك ،وَأ ْ ن ي َعْل ُ م ْ م َ ط ب َي ْن َهُ ْ فََتو ّ
َ
هه ،وَي ُِثيب ُ ُ فُر ل َ ُ ه ي َغْ ِ حقّ َ ،والل ُ ل بِ َ ل َباط ِ ٍ دي ُ ه ت َب ْ ِ ل ،لن ّ ُ دي ِ م ع ََليهِ ِفي هذا الّتب ِ إ ِث ْ َ
ع ََلى ع َ َ
49
مل ِهِ .
َ ذي َ َ
م حـد َك ُ ُ ضـَر أ َ ح َ ذا َ م إِ َ شـَهاد َة ُ ب َي ْن ِك ُـ ْ من ُــوا َ نآ َ وقال تعالى } :ي َــا أي ّهَــا ال ّـ ِ َ
خران مـن غ َيرك ُـم إ َ حين ال ْوصية اث ْنان ذ َوا ع َدل منك ُ َ
م ن أن ْت ُـ ْ م أوْ آ َ َ َ ِ ِ ْ ْ ِ ْ ِ ْ ْ ٍ ِ ْ ْ ت ِ َ َ ِ ّ ِ َ َ ِ َ مو ْ ُ ال ْ َ
ص ـَل ِ َْ
ة ن ب َعْ ـد ِ ال ّ م ْ ما ِ سون َهُ َ حب ِ ُ ت تَ ْ مو ْ ِ ة ال ْ َ صيب َ ُ م ِ م ُ صاب َت ْك ُ ْ ض فَأ َ م ِفي الْر ِ ضَرب ْت ُ ْ َ
م ذا قُْرب َــى وَل ن َك ْت ُـ ُ َ ن َ مًنا وَلـوْ ك َــا َ َ ري ب ِهِ ث َ َ شت َ ِ م ل نَ ْ َ ن اْرت َب ْت ُ ْ ن ِباللهِ إ ِ ِ ّ ما ِ س َ ق ِ فَي ُ ْ
َ
مــا قا إ ِث ْ ً ح ّ س ـت َ َ ما ا ْ ن ع ُث َِر ع ََلى أن ّهُ َ ن ) (106فَإ ِ ْ مي َ ن اْل َث ِ ِ م َ ذا ل َ ِ شَهاد َة َ الل ّهِ إ ِّنا إ ِ ً َ
َ َ
ن ما ِ سـ َ ق ِ ن فَي ُ ْ م اْلوْل َي َــا ِ حقّ ع َل َي ْهِ ـ ُ س ـت َ َ نا ْ ذي َ ن ال ّ ِ م َ ما ِ مه ُ َ قا َ م َ ن َ ما ِ قو َ ن يَ ُ خَرا ِ فَآ َ
َ
ن) مي َ ن الظ ّــال ِ ِ مـ َ ذا ل َ ِ مــا اع ْت َـد َي َْنا إ ِن ّــا إ ِ ً ما وَ َ شَهاد َت ِهِ َ ن َ م ْْ حقّ ِ شَهاد َت َُنا أ َ ِبالل ّهِ ل َ َ
َ َ جهَِها أ َوْ ي َ َ َ (107ذ َل ِ َ َ
ن مــا ٌ ن ُتــَرد ّ أي ْ َ خاُفوا أ ْ شَهاد َةِ ع ََلى وَ ْ ن ي َأُتوا ِبال ّ ك أد َْنى أ ْ
م ال ْ َ دي ال ْ َ َ
ن) قي َ سـ ِ فا ِ ق ـو ْ َ ه َل ي َهْـ ِ مُعوا َوالل ّـ ُ سـ َ ه َوا ْ قــوا الل ّـ َ م َوات ّ ُ مــان ِهِ ْ ب َعْـد َ أي ْ َ
] { (108المائدة[108-106/
56
م. حك َ ٌ م ْ ه ُ ة ع ََلى أن ّ ُ ق ٌ ف َ مت ّ ِ ة ُ ن ال َك ْث َرِي ّ َ خ .وَل َك ِ ّ سو ٌ من ْ ُ م هَذ ِهِ الي َةِ َ حك ْ َ ن ُ لإ ّ ِقي َ
َ َ
س ـل َم ِ - ل ال ِ ْ ن أهْـ ِ مـ ْ حد ٌُ ِ عن ْد َه ُ أ َ س ِ ي وَل َي ْ َ ن ت ُوُفْ َ م ْ م َ حك ْ َ ن ُ م ُ ض ّ ة ت َت َ َ وَهَذ ِهِ الي َ ُ
ب -وَ َ َ َ س كُ ْ َ وَ َ
ن كا َ حْر ٍ ض َ ض أْر َ فاٌر َ ،والْر ُ سل َم ِ َ ،والّنا ُ ل ال ِ ْ ك ِفي أوْ ِ ن ذ َل ِ َ كا َ
ض، فـَرائ ِ ُ ت ال َ ضـ ِ ة ،وَفُرِ َ صـي ّ ُ ت الوَ ِ خ ِ سـ َ م نُ ِ صـي ّةِ ُ ،ثـ ّ ن ِبالوَ ِ واَرُثـو َ س ي َت َ َ الّنا ُ
س ب َِها . ل الّنا ُ م َ وَع َ ِ
َ َ
ل مــا ِ ن ال َ مـ َ شــْيئا ً ِ ة ،أوْ غ َل ّ َ ماَنــ َ خاَنــا ال َ ن َقــد ْ َ دي ِ شــاه ِ َ ن ال ّ ذا ظ ََهــَر أ ّ َفــإ ِ َ
كوَنا ن ل ِل ْت ّرِك َةِ ،وَل ْي َ ُ قي َ ح ّ ست َ ِ م ْ ن الوََرث َةِ ال ُ م َ ن ِ قم ِ اث َْنا ِ ما ،فَل ْي َ ُ صى ب ِهِ إل َي ْهِ َ مو َ ال ُ
َ ن ِباللهِ ل َ َ َ
ل قُبو ِ ح ـقّ ب ِــال َ ش ـَهاد َت َُنا أ َ ما ِ س َ ق ِ ل ،فَي ُ ْ ما ِ ك ال َ ث ذ َل ِ َ ن ي َرِ ُ م ْ ن أوَْلى َ م ْ ِ
ق
حـ ّ خان َــا أ َ مــا َ ن قَوْل َن َــا إن ّهُ َ ن َ ،وإ ّ خَري ْـ ِ ن ال َ شاه ِد َي ْ ِ شَهاد َةِ ال ّ ن َ م ْ ق ِ دي ِ ص ِ َوالت ّ ْ
َ
مــا مــا قُل ْن َــا ِفيهِ َ ما اع ْت َـد َي َْنا ِفي َ مة ِ ،و َ َ قد ّ َ مت َ َ ما ال ُ شَهاد َت ِهِ َ ن َ م ْ ح ِ ص ّل ،وَأ َ قُبو ِ ِبال ُ
ن. مي َ ظال ِ ِ ن ال ّ م َ ن ك ُّنا ك َذ َب َْنا ع َل َي ِْهما َوافْت ََري َْنا إذ َا ً ل َ ِ خَيان َةِ َ ،وإ ْ ن ال ِ م َ ِ
ل هـ ِ نأ ْ مـ ْ ن ِ مي ّْيـ ِ صـى ب ِت َْرك َِتـهِ إَلـى ذ ِ ّ جل ً ُتـوُّفي َوأوْ َ ن َر ُ سإ ّ ٍ ن ع َّبـا ل اب ْ ُ وََقا َ
َ
ت ،وََرفَعُــوا مي ّـ ِ ل ال َ ت أن ْك َـَر أهْـ ُ مي ّـ ِ ل ال َ ل إَلى أهْ ِ ما َ ما ال َ سل ّ َ ما َ ب ،وَل َ ّ الك َِتا ِ
َ
ما ب َْعــد َ فه ُ َ حل ِ َ ست َ ْ ن يَ ْ سى أ ْ مو َ شعَرِيّ َ ،فأَراد َ أُبو ُ سى ال ْ مو َ م إلى أِبي ُ مَرهُ ْ أ ْ
ن َ صل َة َ العَ ْ ما ل َ ي َُبال َِيا ِ ل لَ ُ قا َ صرِ ،فَ َ
صرِ ،وَلك ِـ ِ ن َ س :إن ّهُ َ ن ع َّبا ٍ ه اب ْ ُ صلةِ العَ ْ َ
ما . ِ ِِ َ ه ن دي في ُ ّ َ ٍ ِ ة ر ر َ ق م ال ما ه َ
ا ْ َ ْ ُ َ َْ َ َ ِِ َ
ت ل ص د ع ب ما ه ْ ف َ ل ح ت س
ما فِــي حت ُك ُ َ ضـ ْ مــا فَ َ حن َث ْت ُ َ مــا أوْ َ مت ُ َ ن ك َت َ ْ مــا ) :إ ْ فه ُ َ حل ّ َ ن يُ َ لأ ْ م قَب ْ َ ما ُ ل ال ِ َ قو ُ وَي َ ُ
ل ذا قَــا َ مــا .فَــإ َ فه ُ َ حل ّ ُ م يُ َ مــا ( ث ُـ ّ عاقَب ْت ُك ُ َ شَهاد َة ً ،وَ َ ما َ جْز ل َك ُ َ م نُ ِ ما ،وَل َ ْ مك ُ َ قَوْ ِ
مغْل ّ َ َ حل ْ ِ ما ع ََلى ال َ
ظــةِ ، ن ال ُ ما ِ س ِبالي ْ َ م الّنا ِ ما َ فأ َ مل َهُ َ ح َ ك ،وَ َ ما ذ َل ِ َ م ل َهُ َ ما ُ ال ِ َ
ح حي ِ صـ ِ جهِ ال ّ شـَهاد َة َ ع َل َــى الـوَ ْ ديــا ال ّ ن ي ُؤ َ ّ ل إلــى أ ْ سـب ُ ِ ب ال ّ ك أقْـَر َ ن ذ َل ِـ َ كا َ َ
مــا ل ل َهُ َ مـ َ حا ِ ن ال َ ه قَد ْ ي َك ُــو ُ ما أن ّ ُ جهَِها ( .ك َ َ شَهاد َةِ ع ََلى وَ ْ ن َيأُتوا ِبال ّ ) أد َْنى أ ْ
ف ب ِــاللهِ ، حل ْـ ِ م ال َ ظيـ ُ ح ،هُـوَ ت َعْ ِ حي ِ صـ ِ جهِ ال ّ شَهاد َةِ ع ََلى الوَ ْ ن ِبال ّ ع ََلى ال ِت َْيا ِ
ت ن ُرد ّ ِ س،إ ْ ن الّنـا َ ِ حةِ ب َي ْـ َ ضــي َ ف ِ ن ال َ مـ َ ف ِ خ ـو ْ ُ ه َ ،وال َ جل َل ُ ُ جان ِب ِهِ وَإ ِ ْ عاة ُ َ مَرا َ وَ ُ
ن خــاُفوا أ ْ ن ) .أوْ ي َ َ عو َ مــا ي َـد ّ ُ ن َ قو َ ح ّ سـت َ ِ ن وَي َ ْ فو َ حل ِ ُ ن ع ََلى الوََرث َةِ ،فَي َ ْ مي ُ الي َ ِ
مي ـِع ج ِ واه ُ فِــي َ ق َ ن ب ِت َ ْ مِني َ مؤ ْ ِ ه ت ََعاَلى ال ُ مُر الل ُ م َيأ ُ م ( .ث ُ ّ مان ِهِ ْ ن ب َعْد َ أي ْ َ ما ٌ ت َُرد ّ أي ْ َ
ةكاذ ِب َـ ً مان ـا ً َ فــوا أي ْ َ حل ِ ُ ن ل َ يَ ْ طاع َ ـةِ ،وَب ِــأ ْ مع َوال ّ
سـ ْ ِ م ِبال ّ مُرهُ ْ م ،وَي َــأ ُ مــورِه ِ ْ أ ُ
طاع َت ِهِ .أد َْنى ن َ ن عَ ْ جي َ خارِ ِ ن ال َ قي َ س ِ فا ِ م ال َ قو ْ َ دي ال َ ه ل َ ي َهْ ِ ل ت ََعاَلى :إن ّ ُ قو ُ .وَي َ ُ
ق فِــي ص ـد ْ ِ ح ـقّ َوال ّ ل ال َ ب إلــى قَـوْ ِ َ جهِهَــا -أقْـَر ُ شَهاد َةِ ع َلى وَ ْ َ ن َيأُتوا ِبال ّ أ ْ
50
شَهاد َةِ . ال ّ
ـــــــــــــــــ
57
المبحث الرابع عشر
الملئكة تقبض أرواح الناس
م م ِبالن ّهَــارِ ث ُـ ّ حت ُـ ْ جَر ْ مــا َ م َ ل وَي َعْل َ ُ م ِبالل ّي ْ ِ ذي ي َت َوَّفاك ُ ْ قال تعالى } :وَهُوَ ال ّ ِ
َ
م مــا ك ُن ْت ُـ ْ م بِ َ م ي ُن َب ّئ ُك ُـ ْ م ث ُـ ّ جعُك ُـ ْ مْر ِ م إ ِل َي ْهِ َ مى ث ُ ّ س ّ م َ ل ُ ج ٌ ضى أ َ ق َ م ِفيهِ ل ِي ُ ْ ي َب ْعَث ُك ُ ْ
ذا حت ّــى إ ِ َ ة َ فظ َـ ً ح َ م َ ل ع َل َي ْك ُـ ْ سـ ُ عب َــاد ِهِ وَي ُْر ِ قاه ُِر فَوْقَ ِ ن ) (60وَهُوَ ال ْ َ مُلو َ ت َعْ َ
َ
دوا إ َِلى الّلــ ِ
ه م ُر ّ ن ) (61ث ُ ّ طو َ فّر ُ م َل ي ُ َ سل َُنا وَهُ ْ ه ُر ُ ت ت َوَفّت ْ ُ مو ْ ُ م ال ْ َ حد َك ُ ُ جاَء أ َ َ
ن )] (62النعام[62-60/ ْ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ
سِبي َ حا ِ سَرع ُ ال َ م وَهُوَ أ ْ حك ُ ه ال ُ حقّ أل ل ُ م ال َ موْلهُ ُ َ
ل زي ـ ُ َ ّ َ ّ َ قو ُ
ل ،في ُ ِ م ِفي اللي ـ ِ مه ِ ْ ل ن َوْ ِ حا ِ س العَِباد ِ ِفي َ ف َ ه ي َت َوَفى أن ْ ُ ل ت ََعالى إن ّ ُ يَ ُ
َ َ
ص ـغَُر ( ، ن ) وَهُـوَ الت ّـوَّفي ال ْ دا ِ ف ِفي الب ْ َ صّر ِ ن الت ّ َ م َ من َُعها ِ سَها ،وَي َ ْ سا َ ح َ إِ ْ
عل ْ ِ ل ع َل َــى ِ َ
ه
مـ ِ ل ِفي الن َّهارِ ،وَهَــذا د َل ِي ْـ ٌ ِ ما ن الع ْ َ َ م
ه العَِباد ٌ ِ سب ُ ُ ما ي َك ْ ِ م َ وَي َعْل َ ُ
ْ ت َعَــاَلى ب ِك ُـ ّ
ن مي ِ م ،وَت َـأ ِ وات ِهِ ْ ب أقْـ َ سـ ِ م فِــي الن ّهَــارِ ل ِك َ ْ م ي َب ْعَث ُهُـ ْ شــيٍء ،ث ُـ ّ ل َ
َ ل إنسا َ
مى ( ، ســ ّ م َ ل ُ ج ٌ يأ َ ض َ ق ِ مل ً ) ،ل ِي َ ْ كا ِ ه َ جل َ ُ
نأ َ ي كُ ّ ِ ْ َ ٍ سَتوفِ َ م ،وَل ِي َ ْ شه ِ ْ مَعا ِ َ
ة
مـ ِ قَيا َ م ال ِ م ي َـوْ َ م ي َب ْعَث ُهُـ ْ م ،ث ُـ ّ جــالهُ ْ ُ ما ت َن ْت َِهي آ َ حين َ َ خلقُ إلى اللهِ ِ ْ جعُ ال َ م ي َْر ِ ثُ ّ
َ
ه. قون َ ُ ح ُ ست َ ِ ذي ي َ ْ جَزاَء ال ِ مال ِِهم ال َ ن أع ْ َ م عَ ْ زيهِ ْ ج ِ فَي َ ْ
ة
كــ ِ ملئ ِ َ ن ال َ م َ ة ِ فظ َ ً ح َ ل َ س ُ عَباد ِهِ ،وَي ُْر ِ قاه ُِر فَوْقَ ِ ب ال َ ه ت ََعاَلى هُوَ الَغال ِ ُ َوالل ُ
َ
صون ََها ح ُ م ،وَي ُ ْ مال َهُ ْ ن أع ْ َ ظو َ ف ُ ح َ م ل َي ْل ً وَن ََهارا ً ،ي َ ْ ن ع َل َي ْهِ ْ ع ََلى العَِباد ِ ،ي َت ََعاقَُبو َ
جــاَء ذا َ حت ّــى إ َ من َْها َ ، شيٍء ِ ن ِفي َ طو َ فّر ُ حَياةِ ،وَل َ ي ُ َ موا ع ََلى قَي ْد ِ ال َ دا ُ ما َ َ ،
ُ ُ َ َ
م لَ هــ ْ م ،وَ ُ ن َرب ّهِ ْ ك ب ِإ ِذ ْ ِ ن ب ِذ َل ِ َ موك َلو َ ت ال ُ مو ْ ِ ة ال َ مل َئ ِك َ ُ ه َ ه ،ت َوَفّت ْ ُ جل ُ مأ َ حد َهُ ْ أ َ
ة ،إلى ملئ ِك َ ُ م ال َ ن ت َت َوَّفاهُ ُ ذي َ م ي َُرد ّ العَِباد ُ ،ال ِ م .ثُ ّ ل إ ِل َي ْهِ ْ ما ي ُوَك ّ ُ ن ِفي َ صُرو َ ق ّ يُ َ
ه
م ب ِعَد ْل ِ ِ م ِفيهِ ْ حك ُ ُ حقّ ،فَي َ ْ م ال َ موْل َهُ ُ مةِ ،وَهُوَ ت ََعاَلى َ قَيا َ م ال ِ ميعا ً ،ي َوْ َ ج ِ اللهِ َ
َ َ حك ْم ِ َوال َ
ن سِبي َ حا ِ سَرع ُ ال َ ل ،وَهُوَ ت ََعالى أ ْ ص ِ ف ْ ل ال َ قو ْ ِ ب ال ُ ح ُ صا ِ مئ َذ ٍ َ ،وَهُوَ َيو ْ
51
.
" فهو صاحب السلطان القاهر وهم تحت سيطرته وقهره .هــم ضــعاف
في قبضة هذا السلطان ل قوة لهم ول ناصر .هم عباد .والقهر فــوقهم.
وهم خاضعون له مقهورون ..
وهذه هي العبودية المطلقة لللوهية القاهرة ..وهذه هي الحقيقة الــتي
ينطق بها واقع الناس -مهمــا تــرك لهــم مــن الحريــة ليتصــرفوا ،ومــن
العلــم ليعرفــوا ،ومــن القــدرة ليقومــوا بالخلفــة -إن كــل نفــس مــن
أنفاسهم بقدر وكل حركة في كيانهم خاضعة لســلطان الل ّــه بمــا أودعــه
في كيانهم من ناموس ل يملكون أن يخالفوه .وإن كــان هــذا النــاموس
ل سـ ُ يجري في كل مرة بقدر خــاص حــتى فــي النفــس والحركــة! »وَي ُْر ِ
ة« .. فظ َ ً ح َ م َ ع َل َي ْك ُ ْ
ل يذكر النص هنا ما نوعهم ..وفي مواضع أخرى أنهــم ملئكــة يحصــون
على كل إنسان كل ما يصدر عنه ..أما هنا فالمقصود الظاهر هو إلقــاء
ظل الرقابة المباشرة على كل نفــس .ظــل الشــعور بــأن النفــس غيــر
منفردة لحظة واحدة ،وغير متروكة لذاتها لحظة واحدة .فهنــاك حفيــظ
58
عليها رقيب يحصي كل حركة وكل نأمة ويحفــظ مــا يصــدر عنهــا ل ينــد
عنه شيء ..وهذا التصور كفيل بأن ينتفض له الكيان البشري وتستيقظ
س ـُلنا َ
ت ت َـوَفّت ْ ُ
ه ُر ُ مو ْ ُم ال ْ َ
حد َك ُ ُ
حّتى ِإذا جاءَ أ َ فيه كل خالجة وكل جارحة َ »..
ن« ..الظــل نفســه ،فــي صــورة أخــرى ..فكــل نفــس فّرط ُــو َ م ل يُ َ وَهُـ ْ
معدودة النفاس ،متروكــة لجــل ل تعلمــه -فهــو بالنســبة لهــا غيــب ل
سبيل إلى كشفه -بينما هو مرسوم محدد في علــم الل ّــه ،ل يتقــدم ول
يتأخر .وكل نفس موكل بأنفاسها وأجلها حفيـظ قريـب مباشـر حاضـر ،
ول يغفو ول يغفل ول يهمل -فهو حفيظ من الحفظة -وهو رسول مــن
الملئكة -فإذا جاءت اللحظــة المرســومة الموعــودة -والنفــس غافلــة
مشغولة -أدى الحفيظ مهمته ،وقام الرسول برسالته ..وهــذا التصــور
كفيل كذلك بأن يرتعش له الكيـان البشــري وهــو يحـس بالقـدر الغيــبي
يحيط به ويعرف أنه في كل لحظة قد يقبض ،وفي كل نفس قد يحيــن
الجل المحتوم.
ق« ..مــولهم الحــق مــن دون اللهــة حـ ّم ال ْ َولهُ ُ مـ ْدوا إ ِل َــى الل ّـهِ َ م ُر ّ»ث ُـ ّ
المدعاة ..مولهم الذي أنشأهم ،والذي أطلقهم للحياة ما شــاء ..فــي
رقابته التي ل تغفل ول تفرط ..ثم ردهم إليه عند ما شاء ليقضي فيهم
َ َ
ن« سِبي َ سَرع ُ اْلحا ِ م ،وَهُوَ أ ْ حك ْ ُه ال ْ ُ
بحكمه بل معقب »:أل ل َ ُ
فهو وحده يحكم ،وهو وحده يحاسب .وهــو ل يبطىــء فــي الحكــم ،ول
يمهل في الجزاء ..ولذكر السرعة هنا وقعه في القلــب البشــري .فهــو
ليس متروكا ولو إلى مهلة في الحســاب! وتصــور المســلم للمــر علــى
هذا النحو الذي توحي بــه أصــول عقيــدته فــي الحيــاة والمــوت والبعــث
والحساب ،كفيل بأن ينزع كل تردد فــي إفــراد الل ّــه ســبحانه بــالحكم -
في هذه الرض -في أمر العباد ..
إن الحساب والجزاء والحكم في الخرة ،إنما يقوم علــى عمــل النــاس
في الدنيا ول يحاسب الناس على مــا اجــترحوا فــي الــدنيا إل أن تكــون
هناك شريعة من الّله تعين لهم ما يحل وما يحرم ،ممــا يحاســبون يـوم
القيامـة علـى أساسـه وتوحـد الحاكميـة فـي الـدنيا والخـرة علـى هـذا
الساس ..
فأمــا حيــن يحكــم النــاس فــي الرض بشــريعة غيــر شــريعة الل ّــه فعلم
يحاسبون فـي الخـرة؟ أيحاسـبون وفـق شـريعة الرض البشـرية الـتي
كانوا يحكمـون بهـا ويتحــاكمون إليهـا؟ أم يحاسـبون وفـق شــريعة الل ّــه
السماوية التي لم يكونوا يحكمون بها ول يتحاكمون إليها؟
إنه ل بد أن يستيقن الناس أن الّله محاسبهم على أساس شريعته هو ل
شريعة العباد .وأنهم إن لم ينظموا حيــاتهم ،ويقيمــوا معــاملتهم -كمــا
يقيمون شعائرهم وعباداتهم -وفق شريعة الل ّــه فــي الــدنيا ،فــإن هــذا
سيكون أول ما يحاسبون عليه بين يدي الّله .وأنهــم يــومئذ سيحاســبون
على أنهم لم يتخذوا الّله -سبحانه -إلها في الرض ولكنهم اتخذوا مــن
دونه أربابا متفرقة .وأنهم محاسبون إذن علــى الكفــر بألوهيــة الل ّــه -أو
الشرك به باتباعهم شريعته فــي جــانب العبــادات والشــعائر ،واتبــاعهم
59
شـريعة غيـره فــي النظــام الجتمــاعي والسياســي والقتصـادي ،وفـي
المعاملت والرتباطات -والّله ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلــك
52
لمن يشاء "..
فــي َ ْ َ َ َ
ل ديـد ٍ َبـ ْ ج ِ ق َ خل ـ ٍ ض أئ ِن ّــا ل َ ِ ْ
ضللَنا ِفي الْر ِ
ذا َ َ ْ وقال تعالى } :وََقاُلوا أئ ِ َ
م ل ب ِك ُـ ْ ذي وُك ّـ َ ت ال ّـ ِ موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ م َ ل ي َت َوَّفاك ُ ْ ن ) (10قُ ْ كافُِرو َ م َ قاِء َرب ّهِ ْ م ب ِل ِ َ هُ ْ
ن )] (11السجدة[11 ،10/ جُعو َ م ت ُْر َ م إ َِلى َرب ّك ُ ْ ثُ ّ
ت صــاَر ْ ل ِإذا َ شــورِ :هَـ ْ ث والن ّ ُ ن ب ِــالب َعْ ِ مك َـذ ُّبو َ ن بــاللهِ ،ال ُ كو َ شرِ ُ م ْ ل ال ُ وََقا َ
َ
ت ب ُِترابها فلم ت َعُ ـد ْ خت َل َط َ ْ ض ،وا ْ ت في الر ِ فّرقَ ْ منا ُترابا ً ،وَت َ َ ظا ُ ع َ منا وَ ِ حو ُ لُ ُ
ن كو َ شرِ ُ م ْجديدًا؟ َوهؤلِء ال ُ خْلقا ً َ خل َقُ َ خرى ،ون ُ ْ مّرة ً أ ُ ْ ث َ سن ُب ْعَ ُ هَ ، ميُز ع َن ْ ُ ت َت َ ّ
ل َيا خرةِ .قُ ْ م في ال ِ قاِء َرب ّهِ ْ ن ب ِل ِ َ فُرو َ ق ،وَي َك ْ ُ على ال َ ْ ن ُقدَرة َ اللهِ َ
َ خل ِ ي ُن ْك ُِرو َ
م، حك ُ ْ ض أْرَوا ِ قب ْ ِ ل بِ َ ذي وُك ّ َ ت ،ال ِ موْ ِ ك ال َ مل َ َ ن َ ن :إِ ّ كي َ شرِ ِ م ْ مد ُ ِلهؤلِء ال ُ ح ّ م َ ُ
َ َ َ ّ ُ
م جالهــا ،ث ُـ ّ خلئ ِقُ آ َ فد ُ ال َ سـت َن ْ ِ حيَنمــا ت َ ْ ح ِ ض الْرَوا َ قب ِـ ُ ف ب ِهِ ،وَي َ ْ ما كل َ م بِ َ قو ُ يَ ُ
53
مل ِهِ . ل َواحد ٍ ب ِعَ َ مةِ فَُيجاِزي ك ُ ّ قَيا َ م ال ِ م ي َوْ َ ن ِإلى َرب ّك ُ ْ دو َ ت َُر ّ
ضياع ،والفنــاء فــي ترابهـا ..وذلــك بمــا يحــدث "الضلل في الرض :ال ّ
للجساد بعد الموت من تحلل وفناء.
والحديث هنا عن المشركين ،الذين ينكرون البعــث ،ويــرون أن انحلل
أجسادهم بعد الموت ،وتحولهم إلى تراب من تراب الرض ،يجعل من
المستحيل أن يعودوا مرة أخرى إلى ما كانوا عليه ،إذ ما أبعــد مــا بيــن
ح هذه الجساد التي أبلها البلى ،وبين الحال التي ستصبح عليها لــو ص ـ ّ
أنهم سيبعثون ..
ولو أنهم نظروا إلى ما دعاهم الّله سبحانه وتعالى إليه ،من النظر فــي
ن «. طي ٍ ن ِ م ْ ن ِ خل ْقَ اْل ِْنسا ِ قوله تعالى » :وَب َد َأ َ َ
ن « ـ ـ لوجــدوا أن مِهي ٍ ن ماٍء َ م ْ سلل َةٍ ِ ن ُ م ْ ه ِ سل َ ُ ل نَ ْ جعَ َ م َ .وفي قوله » :ث ُ ّ
ل فرق بين هذا التراب الذي جاءوا منــه ،أو تلــك النطفــة الــتي تخلقــوا
منهــا ،وبيــن هــذا الــتراب الــذي صــارت إليــه أجســادهم ..بــل إن فــى
أجسادهم الغائبة تحت التراب ،إشارات تشــير إليهــم ،وتاريخــا يحــدث
عنهم! إنهم ـ وهم في التراب ـ أشبه بغائب ترجى له عــودة ،وهــم لــم
يكونوا من قبل شيئا! وشىء يعود إلى أصـله ،أقــرب فـي التصـور مـن
م م ب ِِلقــاِء َرب ّهِ ـ ْ ل هُ ـ ْ توقع وجود شىء من عدم! ـ وفي قوله تعالى » :ب َـ ْ
ن « ـ إشارة إلى أن هــؤلء المشــركين علــى ضــلل فــي حيــاتهم كافُِرو َ
الدنيا ..قد فتنوا بها ،وأذهبوا طيبــاتهم فيهــا ،وأطلقــوا لهــواهم العنــان
ل مـذهب ..وهـذا مـا أوقـع فـي تفكيرهــم أن ل حيـاة بعـد يذهب بهم ك ّ
الموت ،وأن ل حساب ول جزاء ...لن ذلك يعنى أن يعملوا حسابا لهذا
الحساب ،وأن يتخففوا كثيرا مما هم فيه من ضلل ،وأن يستبقوا مــن
يومهم شيئا لما بعد هذا اليوم ..وإنه ليس لهــم إلــى ذلــك مــن ســبيل ،
وقد غلبتهم أهواؤهم ،واستولت عليهم دنياهم ..وإذن فل يوم بعــد هــذا
اليوم ،ول حياة بعد هذه الحياة ..إنهم ـ والحال كذلك أشبه بالجند فــي
-فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع (1122 / 2) - 52
60
ليلة الحرب ..يقضونها ليلة صاخبة معربدة ،حتى الصباح ،ينفقون فيها
كل ما معهم ..ثم ليكن في الغد ما يكون!!
مم ِإلــى َرب ّك ُـ ْ م ث ُـ ّ ل ب ِك ُـ ْ ذي وُك ّ َ ت ال ّ ِ موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُم َ ل ي َت َوَّفاك ُ ْ قوله تعالى » :قُ ْ
ن «.توفيــة الشــيء :اســتيفاؤه وأخــذه كــامل وافيــا ،وعب ّــر عــن جُعو َ ت ُْر َ
ى مــا قــدر الل ّــه الموت بالتوفى ،لنه ل يكون الموت حتى يستوفى الح ّ
له من حياة ،دون زيادة أو نقصان.
م « ــ ل ب ِك ُـ ْذي وُك ّـ َ ت ال ّـ ِ م ـو ْ ِ ك ال ْ َمل َـ ُ م َ ل ي َت َوَفّــاك ُ ْ وفي قوله تعالى » :قُـ ْ
ل بهم ،ليس أمرا يقع من تلقــاء نفســه ، إشارة إلى أن الموت الذي يح ّ
اعتباطا ،كما يظنون وكما يقول شاعرهم :
مر فيهرم رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطىء يع ّ
وكّل ،فإن الموت بيد الّله الحكيم العليم ،الــذي جعــل لكــل نفــس أجل
محدودا ،فإذا جاء أجلهم فل يستأخرون ساعة ول يســتقدمون ..ثــم إن
الموت يقوم به رسول من رسل الل ّــه ،مهمتــه هــى قبــض الرواح مــن
الجساد ،بعد أن تستوفى أجلها ..وإذا كان ذلك كذلك ،فإن الذي إليــه
الموت ،له أيضا الحياة قبل الموت ،وبعد الموت ..فمن أعطى الحياة
م ن ب ِــالل ّهِ ،وَك ُن ْت ُـ ْ فُرو َ ف ت َك ْ ُ ،ثم سلبها ،ل يعجز أن يعطى ما سلب! » ك َي ْ َ
َ َ
ن « ) : 28 جعُــو َ م إ ِل َي ْـهِ ت ُْر َم ،ث ُـ ّ حِييك ُـ ْ م يُ ْ م ث ُـ ّ ميت ُك ُـ ْ م يُ ِ م ،ث ُـ ّ مواتا ً فَأ ْ
حيــاك ُ ْ أ ْ
54
البقرة(".
" إنهم يستبعدون أن يخلقهم الل ّــه خلقــا جديــدا ،بعــد مــوتهم ودفنهــم ،
وتحول أجسامهم إلى رفات يغيب في الرض ،ويختلط بذراتها ،ويضــل
فيها ،فماذا في هذا من غرابة أمام النشأة الولى؟ لقــد بــدأ الل ّــه خلــق
النسان من طين .من هذه الرض التي يقولون إن رفاتهم سيضل فيهــا
ويختلط بها .فالنشأة الخرة شبيهة بالنشأة الولى ،وليس فيهــا غريــب
ول جديد!
ن« ..ومــن ثــم يقولــون مــا يقولــون .فهــذا م كــافُِرو َ م ب ِِلقاِء َرب ّهِ ْ ل هُ ْ »ب َ ْ
الكفر بلقاء الّله هو الذي يلقــي علــى أنفســهم ظــل الشـك والعــتراض
على المر الواضح الذي وقع مرة ،والذي يقع ما هو قريب منه في كل
لحظــة.لــذلك يــرد علــى اعتراضــهم بتقريــر وفــاتهم ورجعتهــم ،مكتفيــا
ل :ي َت َوَفّــاك ُ ْ
م بالبرهان الحي الماثل في نشــأتهم الولــى ول زيــادة » :قُ ـ ْ
ن« ..هكذا في صــورة جُعو َ م ت ُْر َ م ِإلى َرب ّك ُ ْ م ،ثُ ّ ل ب ِك ُ ْ ذي وُك ّ َ ت ال ّ ِموْ ِ ك ال ْ َ
مل َ َُ
الخبر اليقين ..فأما ملك الموت من هــو؟ وكيــف يتــوفى النفــس فهــذا
من غيب الّله ،الذي نتلقى خــبره مــن هــذا المصــدر الوثيــق الكيــد .ول
55
زيادة على ما نتلقاه من هذا المصدر الوحيد".
ــــــــــــــــ
61
المبحث الخامس عشر
حال الكفار أثناء نزع الروح
ي ي إ ِل َ ّ ح َ ل ُأو ِ ن افْت ََرى ع ََلى الل ّهِ ك َذ ًِبا أ َوْ َقا َ ِ م
م ّ م ِ ن أظ ْل َ ُ
قال تعالى } :وم َ
َ َ ْ
َ ّ َ ُ ح إ ِل َي ْهِ َ
ه وَلـوْ ت َـَرى إ ِذِ ل اللـ ُ مــا أن ْـَز َ ل َ مث ْـ َ ل ِ سـأن ْزِ ُ ل َ ن قَــا َ م ْ يٌء وَ َ ش ْ م ُيو َ وَل َ ْ
م س ـك ُ ُ ف َ جوا أ َن ْ ُ خرِ ُ م أَ ْ ديهِ ْ طو أي ْ ِ
ة باس ُ َ
مَلئ ِك َ ُ َ ِ ت َوال ْ َ مو ْ ِ ت ال ْ َ مَرا ِ ن ِفي غ َ َ مو َ ظال ِ ُ ال ّ
م حـقّ وَك ُن ْت ُـ ْ ن ع ََلى الل ّهِ غ َي ْـَر ال ْ َ قوُلو َ م تَ ُ ما ك ُن ْت ُ ْ ن بِ َ ب ال ُْهو ِ ذا َ ن عَ َ جَزوْ َ م تُ ْ ال ْي َوْ َ
ن )] (93النعام[ 93/ ست َك ْب ُِرو َ عَ َ
ن آَيات ِهِ ت َ ْ ْ
شـريكا ً أ َو ول َــدا ً ،أوَ َ َ ً ْ ُ ْ َ َ
ْ ْ َ ِ ه َ ل لـ ُ جعَـ َ َ
على اللـهِ ،ف َ ب َ ن كذ َ َ م ْ م ّ حد َ أكث َُر ظلما ِ لَأ َ
َ عى أ َن اللـ َ
ه سـل َ ُ ه َقـد ْ أْر َ ن اللـ ُ ِ م ي َك ُـ س ،وََلـ ْ ِ سـول ً إلـى الن ّــا ه َر ُ س ـل َ ُ ه أْر َ َ ّ اد ّ َ
َ َ َ َ
ل مــا أن ْـَز َ مث ْل َ َ زل ِ ن ي ُن ْـ ِ ه َقاد ٌِر ع ََلى أ ْ عى أن ّ ُ ن الن ّب ُوّة َ ( ،أوِ اد ّ َ عو َ ن ي َد ّ ُ ذي َ كال ِ ) َ
ل مث ْ َ قل َْنا ِ شاُء ل َ ُ ن َقاُلوا :ل َوْ ن َ َ ذي َ كال ِ ن) َ قْرآ ِ ي َوال ُ ح ِ ن الوَ ْ م َ سول ِهِ ِ ه ع ََلى َر ُ الل ُ
ذا ( . هَ َ
َ
م ـد ُ ح ّم َ م .وَل َوْ َتـَرى َيـا ُ ظي ٌ عن ْد َ اللهِ ع َ ِ م ِ مه ُ ْ جْر ُ م ُ ن وَأمَثال ُهُ ْ مو َ ظال ِ ُ ؤلِء ال ّ وَهَ ُ
َ ح َ م الل ّ َ
حَيات ِِهم ن َ م ْ خيَرةِ ِ ت ال ِ ظا ِ ت َ ،وآل َ َ مو ْ ِ ت ال َ سك ََرا ِ ن َ م ي َُعاُنو َ م وَهُ ْ حال َهُ ْ َ
َ َ َ
م جاَءت ْهُ ْ سوٍء ،وَقَد ْ َ ن ُ م ْ ويرِهِ ِ ص ِ فهِ وَت َ ْ ص ِ ل إلى وَ ْ سِبي َ مال َ َ ت َ سةِ ،لَرأي ْ َ الت ِّعي َ
َ
جوا خرِ ُ س ـت َ ْ ب ل ِي َ ْ ذا ِ ب َوالعَـ َ ض ـْر ِ م ِبال ّ م أي ْـد ِي َهُ ْ ن إ ِل َي ْهِـ ْ طي َ سـ ِ ت َبا ِ م ـو ْ ِ ة ال َ مل َئ ِك َ ُ َ
ن ع َلــى الل ـهِ ، َ ْ ُ َ َ
م ت َك ـذ ُِبو َ ما كن ْت ُ ْ ف ،لِ َ سوَةٍ وَع ُن ْ ٍ ق ْ م ،بِ َ ساد ِه ِ ْ ج َ نأ ْ م ْ م ِ حه ُ ْ أْرَوا َ
قَياد ِ إَلى ُر ُ ست َك ْب ُِرو َ
56
سل ِهِ . ن ات َّباِع آَيات ِهِ َ ،والن ْ ِ ن عَ ِ وَت َ ْ
" حماية للرسل ـ عليهم الصلة والسلم ــ مــن أن يكونــوا مظن ّــة تهمــة
فى صدقهم ،وصدق ما جاءوا به مــن عنــد الل ّــه ..إذ أن الفــتراء علــى
الّله ،والتلبيس على الناس باسمه ،وادعاء النبوة واختلق ما يكون بين
يديها من كلمات الّله وآياته ـ كل هذا عدوان على الل ّــه ،وتطــاول علــى
ما تفرد به سبحانه من قدرة وعظمة ،وفى هذا مهلكة وضياع لكل من
يتلّبس بمنكر من هذه المنكرات ..وليس ثمة عاقل تسول له نفسه أن
يقــف هــذا الموقــف المفضــوح ،ويع ـّرض نفســه للفضــيحة الفاضــحة ،
والخزي المبين بين الناس! فكيف بأنبياء الّله ورسله ،وهم دعاة هدى ،
ول ل يبغون عليه من أحد أجرا ـ كيف يكون منهم الكذب على الّله والتق ّ
عليه بما لم يقل ؟
وإذن فالذين يصطفيهم الّله لحمل رســالته ،ويضــع بيــن أيــديهم وعلــى
ألسنتهم كلماته وآيـاته ــ ل يختلـط أمرهـم علـى ذى عقـل ،ول تلتبـس
ى من مفارقات بعيدة ى والدع ّ دعوتهم بدعوة أدعياء النبوة ،لما بين النب ّ
ى ودعــوة ى ،أو فــى محامــل دعــوة النــب ّ ى والــدع ّ ،سواء فى ذات النــب ّ
ى. الدع ّ
فــة ،وكمــال ،فــى كــل ى ،اســتقامة ،وصــدق ،وع ّ ففــى ســلوك النــب ّ
أموره ،ظاهرها وباطنها جميعا ،مما ل يكون موضع شك أو إنكــار عنــد
ى الذي ل يمكــن أن يقــف أعدائه ،فضل عن أوليائه ..وليس كذلك الدع ّ
62
هذا الموقف المخزى إّل إذا كان على قدر كبير مــن الوقاحــة ،والتجــرد
من الحياء ،وعدم المبالة باتهام الناس له ،وتشنيعهم عليه ..
وفــى محامــل رســالة النــبي ..النــور والهــدى ،والخيــر ،والعــدل ،
والحسان ..للناس جميعا ..ل لطائفــة مــن الطــوائف ،ول لطبقــة مــن
الطبقات ..أما ما تحمل رســالة المــدعى ــ إن كــان لــه رســالة ــ فهــو
الملق والرياء ،والســتجابة للعواطــف الخسيســة فــى النــاس ،وإباحــة
المنكرات لهم ،ودعوتهم إلى تلك المنكرات باسم هذا الدين الكــاذب ،
الذي يباركها ويبارك أهلها ..
تمــوْ ِت ال ْ َ مــرا ِن ِفــي غ َ َ مو َ وفــى قــوله تعــالى » :وََلــوْ َتــرى إ ِذ ِ ال ّ
ظــال ِ ُ
ب ال ْهُــو ِ
ن ن ع َــذا َجَزوْ َ م ،ال ْي َوْ َ
م تُ ْ سك ُ ُ
ف َ جوا أ َن ْ ُ خرِ ُم أَ ْديهِ ْ
ة باس ُ َ
طوا أي ْ ِ ِ ملئ ِك َ ُ َوال ْ َ
حقّ « عــرض لهــؤلء الظــالمين الــذي ن ع ََلى الل ّهِ غ َي َْر ال ْ َ قوُلو َم .ت َ ُ ِبما ك ُن ْت ُ ْ
افتروا على الّله الكذب ،وقالوا بما لم يقبله الّله.وفى هذا العرض يبــدو
المصير الذي يصير إليه كل ظالم ،حين تنتهى أيامه القصيرة فــى هــذه
الدنيا ،بحلوها ومرها ،وبلهوها وعبثهــا ،وإذ هــو علــى مشــارف الحيــاة
دون أيديهم لنتزاع ثوب الحياة الذي يلبسه الخرة ،وملئكة الرحمن يم ّ
هذا الجسد ،الذي كان يمشــى فــى الرض مختــال فخــورا ،يحســب أن
ماله أخلده ..وما هى إل لحظات ،يعالج فيهــا ســكرات المــوت ،حــتى
يكون جثة هامدة ،كأنه لقى ملقى على الطريق ،بل إنــه يصــبح ســوأة
يجب أن تختفى وتتوارى عن النظار ،وتغّيب فى باطن الرض ..وليس
هذا فحسب ،بل إن ذلك هــو بــدء لمرحلــة جديــدة ،لحيــاة أخــرى غيــر
الحياة التي كان فيها ..إنه سيبعث من جديد ،ويلبس ثوب الحياة مــرة
سراح ،يلهو ويعبث ،بل ليلقى بــه فــى أخرى ،ولكن ل ليكون مطلق ال ّ
جــوا َ
خرِ ُ جهنم ،وليكون وقودا لجحيمها المتسعر! وفى قوله تعــالى » :أ ْ
م « إشارة إلى هذا المر الملزم ،الذي يحمله الملئكــة ،لقبــض سك ُ ُ ف َ أ َن ْ ُ
أرواح الظالمين ،وأن الملئكة ،وهــم الموكلــون بقبــض هــذه الرواح ،
يحملون هؤلء الظالمين حمل على انتزاعهــا بأنفســهم ،وإعطائهــا لهــم
بأيديهم ،وفى هذا تنكيل بهم ،وإذلل وقهر لهم ،بأن يحملوا حمل على
َ انتزاع حياتهم بأيديهم ..هكذا » أ َ ْ
م «. سك ُ ُ جوا أن ْفُ َخرِ ُ
.وهل يعطى النسان نفسه بيده ؟ إنــه لهــون عليــه كــثيرا أن ينتزعهــا
دم بيــديه أع ـّز شــىء أحد منه قهرا وقسرا ،من أن يكون هــو الــذي يق ـ ّ
57
يملكه ،بل كل شىء يملكه "..
والمشــهد الــذي يرســمه الســياق فــي جــزاء هــؤلء الظــالمين )أي
المشــركين( مشــهد مفــزع مرعــب مكــروب مرهــوب.الظــالمون فــي
غمــرات المــوت وســكراته -ولفــظ غمــرات يلقــي ظلــه المكــروب -
والملئكــة يبســطون إليهــم أيــديهم بالعــذاب ،وهــم يطلبــون أرواحهــم
للخروج!
63
ت ت ال ْ َ
م ـو ْ ِ مــرا ِ ن فِــي غ َ َ مو َ وهم يتابعونهم بالتأنيب » :وَل َوْ ت َــرى إ ِذ ِ الظ ّــال ِ ُ
ب ال ْهُــو ِ
ن ن ع َــذا َ جَزوْ َ م تُ ْم ال ْي َوْ َسك ُ ُ ف َجوا أ َن ْ ُ خرِ ُم :أَ ْ ديهِ ْ
ة باس ُ َ
طوا أي ْ ِ ِ ملئ ِك َ ُ َوال ْ َ
ن« .. ست َك ْب ُِرو َن آيات ِهِ ت َ ْ م عَ ْ حقّ ،وَك ُن ْت ُ ْ ن ع ََلى الل ّهِ غ َي َْر ال ْ َ قوُلو َ
م تَ ُ ِبما ك ُن ْت ُ ْ
وجزاء الستكبار العذاب المهين ،وجزاء الكذب على الل ّــه هــذا التــأنيب
الفاضح ..وكله مما يضفي على المشهد ظلل مكروبــة ،تأخــذ بالخنــاق
58
من الهول والكآبة والضيق!
ــــــــــــــــ
64
المبحث السادس عشر
المم لها آجال أيضا
65
سيرسل به الرسل إليهم من الهدى والشــريعة ..ثــم يأخــذ فــي عــرض
مشــهد الحتضــار ،ومشــاهد القيامــة -وكأنهــا تاليــة لــه بل فاصــل مــن
الزمان! -فإذا الذي يقع فيها مصداق مــا ينــبئ بــه هــؤلء الرســل ،وإذا
الذين يطيعون الشيطان قد حرموا العودة إلى الجنة ،وفتنوا عنهــا كمــا
أخرج أبويهم منها .وإذا الذين خالفوا الشيطان فأطاعوا الّلــه ،قــد ردوا
إلى الجنة ،ونودوا مــن المل العلــى » :أ َن ت ِل ْك ُـم ال ْجنـ ُ ُ
موهــا ِبمــا ة أورِث ْت ُ ُ َ ّ ُ ْ
ن« ..فكأنما هي أوبة المهاجرين ،وعــودة المغــتربين ،إلــى مُلو َ ك ُن ْت ُ ْ
م ت َعْ َ
دار النعيم! وفي هذا التناسق بيــن القصــة الســابقة والتعقيبــات عليهــا ،
ومشاهد القيامة اللحقة من مبدئها إلــى منتهاهــا مــن الجمــال مــا فيــه.
فهي قصة تبدأ في المل العلــى ،علــى مشــهد مــن الملئكــة -يــوم أن
خلق الّله آدم وزوجه وأسكنهما الجنــة ،فــدلهما الشــيطان عــن مرتبــة
الطاعـة والعبوديـة الكاملـة الخالصـة ،وأخرجهمـا مـن الجنــة -وتنتهــي
كذلك في المل العلى على مشهد من الملئكة ..فيتصل البدء بالنهاية.
ويضمان بينهما فترة الحياة الــدنيا ومشــهد الحتضــار فــي نهايتهــا .وهــو
يتسق في الوسط مع البدء والنهاية كل التساق.
والن نأخذ في استعراض هذه المشاهد العجيبة :
ها نحن أولء أمــام مشــهد الحتضــار .احتضــار الــذين افــتروا علــى الل ّــه
الكذب ،فزعموا أن ما ورثوه عن آبائهم من التصورات والشعائر ،ومــا
شرعوه هم لنفسهم من التقاليد والحكــام ،أمرهــم بــه الل ّــه ،والــذين
كذبوا بآيات الّله التي جاءهم بها الرسل -وهي شــرع الل ّــه المســتيقن -
وآثروا الظن والخرص على اليقين والعلم .وقد نالوا نصــيبهم مــن متــاع
الدنيا الذي كتب لهم ،ومن فــترة البتلء الــتي قــدرها الل ّــه ،كمــا نــالوا
نصيبهم من آيات الّله التي أرسل بها رسله وأبلغهم الرسل نصيبهم من
كه؟ ُأولئ ِ َب ِبآيــات ِ ِ
َ
ذبا ً أوْ ك َذ ّ َ ن افَْترى ع ََلى الل ّهِ ك َ ِ م ِ م ّ م ِ
الكتاب » :فَم َ
ن أظ ْل َ ُ َ ْ
م ،قــاُلوا : سـُلنا ي َت َوَفّـوْن َهُ ْ م ُر ُ حّتى ِإذا جــاَءت ْهُ ْ بَ ، كتا ِ ن ال ْ ِ م َم ِ صيب ُهُ ْ م نَ ِ َينال ُهُ ْ
ضـّلوا ع َن ّــا ،وَ َ َ
علــى دوا َ ش ـه ِ ُ ه؟ قــاُلوا َ : ن الل ّـ ِ
دو ِن ُ مـ ْ ن ِ عو َ م ت َد ْ ُن ما ك ُن ْت ُ ْ أي ْ َ
ن« .. فسه َ َ
ري َ م كاُنوا كافِ ِ م أن ّهُ ْ أن ْ ُ ِ ِ ْ
ها نحن أولء أمام مشهد هؤلء الــذين افــتروا علــى الل ّــه كــذبا أو كــذبوا
بآيــاته وقــد جــاءتهم رســل ربهــم مــن الملئكــة يتوفــونهم ،ويقبضــون
َ
ن
م ْ ن ِ عو َم ت َد ْ ُ ن ما ك ُن ْت ُ ْ أرواحهم .فدار بين هؤلء وهؤلء حوار » :قاُلوا :أي ْ َ
ه؟« .. ن الل ّ ِ دو ِ ُ
أين دعاويكم التي افتريتم على الله؟ وأين آلهتكم التي توليتم في الدنيا ّ
،وفتنتم بها عما جاءكم من الّله على لسان الرسل؟ أين هــي الن فــي
اللحظة الحاسمة التي تسلب منكم فيها الحياة فل تجدون لكــم عاصــما
من الموت يؤخركم ساعة عن الميقات الذي أجله الّله؟
ويكون الجواب هو الجواب الوحيــد ،الــذي ل معــدى عنــه ،ول مغالطــة
ضّلوا ع َّنا«! غابوا عنا وتاهوا! فل نحن نعرف لهــم مقــرا ، فيه » :قاُلوا َ :
ول هم يسلكون إلينا طريقا! ..فما أضيع عبادا ل تهتدي إليهــم آلهتهــم ،
66
ول تسعفهم في مثل هذه اللحظة الحاسمة! ومــا أخيــب آلهــة ل تهتــدي
إلى عبادها .في مثل هذا الوان!
ن« ..وكــذلك شــهدناهم مــن فسه َ َ »وَ َ
ري َ م كــاُنوا كــافِ ِ م أن ّهُـ ْ على أن ْ ُ ِ ِ ْ دوا َ شه ِ ُ
ن قبل في سياق السورة عند ما جاءهم بأس الّله في الــدنيا َ» :فمــا كــا َ
َ ْ
ن«! فــإذا انتهــى مي َ ن قــاُلوا :إ ِن ّــا ك ُن ّــا ظــال ِ ِ ســنا إ ِّل أ ْ م ب َأ ُ م إ ِذ ْ جــاَءهُ ْ عواهُ ْ دَ ْ
مشهد الحتضار ،فنحن أمام المشهد التالي ،وهؤلء المحتضــرون فــي
60
النار! ..
ل َل ن ) (48قُ ـ ْ صــاد ِِقي َ م َ ن ك ُن ْت ُ ْ ذا ال ْوَع ْد ُ إ ِ ْ مَتى هَ َ ن َ قوُلو َ وقال تعالى } :وَي َ ُ
َ َ ُ َ
م جل ُهُ ـ ْ جــاَء أ َ ذا َ ل إِ َ ج ٌ مة ٍ أ َ لأ ّ ه ل ِك ُ ّ شاَء الل ّ ُ ما َ فًعا إ ِّل َ ضّرا وََل ن َ ْ سي َ ف ِ ك ل ِن َ ْ مل ِ ُ أ ْ
ل أ َرأ َيتـم إ َ ْ
ه ذاب ُ ُ م ع َـ َ ن أت َــاك ُ ْ ن ) (49قُـ ْ َ ْ ُ ْ ِ ْ مو َ قد ِ ُ سـت َ ْ ة وََل ي َ ْ ساع َ ً ن َ خُرو َ ست َأ ِ فََل ي َ ْ
َ َ َ
ه
م بِ ِ من ْت ُ ْ ما وَقَعَ آ َ ذا َ م إِ َ ن ) (50أث ُ ّ مو َ جرِ ُ م ْ ه ال ْ ُ من ْ ُ ل ِ ج ُ ست َعْ ِ ذا ي َ ْ ما َ ب ََياًتا أوْ ن ََهاًرا َ
ب ذا َ ذوقُــوا ع َـ َ مــوا ُ ن ظ َل َ ُ ذي َ ل ل ِل ّـ ِ م ِقي َ ن ) (51ث ُ ّ جُلو َ ست َعْ ِ م ب ِهِ ت َ ْ ن وَقَد ْ ك ُن ْت ُ ْ آ َْل َ َ
ل تجزون إّل بما ك ُنتم تك ْسبون ) (52ويسـتنبُئون َ َ
ل حـقّ هُـوَ قُـ ْ كأ َ ََ ْ َِْ َ ُْ ْ َ ِ ُ َ خل ْد ِ هَ ْ ُ ْ َ ْ َ ِ ِ َ ال ْ ُ
َ
ن )] (53يونس[53-48/ زي َ ج ِ معْ ِ م بِ ُ ما أن ْت ُ ْ حقّ وَ َ ه لَ َ ِإي وََرّبي إ ِن ّ ُ
ه
ن ب ِـ ِ جُلو َ سـت َعْ ِ خـرِ ،فَي َ ْ م ب ِــالي َوْم ِ ال ِ ذيب ِهِ ْ ش فِــي ت َك ْـ ِ كو قَُري ْـ ٍ شـرِ ُ م ْ ن ُ معِـ ُ وَي ُ ْ
ن مـ َ ذي ت َعِـد َُنا ب ِـهِ ِ ن هَــذا ال ّـ ِ مت َــى ي َك ُــو ُ نَ : قول ُــو َ ن ،وَي َ ُ ميـ َ مت َهَك ّ ِ ن ُ ري َ خ ِ ســا ِ َ
ر ح ْ حاب ُ َ َ ُ العَ َ
شــ ٍ ن َ م ْ دون ََنا ب ِهِ ِ ما ت َعِ ُ ن ِفي َ صاد ِِقي َ ك َ ص َ مد ُ وَأ ْ ح ّ م َ ت ِيا ُ ن كن ْ َ ب ،إِ ْ ذا ِ
جَزاٍء؟ ب وَ َ سا ٍ ح َ وَ ِ
ض ـّرا ً َ
سي َ ف ِ ك ل ِن َ ْ مل ِ ُ م لَأ ْ مث ْل ُك ُ ْ شٌر ِ ب :إ ِّني ب َ َ ذا ِ ن ِبالعَ َ جِلي َ ست َعْ ِ م ْ ل ل ِهَؤ ُل َِء ال ُ قُ ْ
َ
ر
صـ ِ ق الن ّ ْ قيـ ِ ح ِ ن ،وَل َ ت َ ْ دي َ مَعاِنـ ِ فارِ ال ُ ب ِبالك ُ ّ ذا ِ ل العَ َ ك إ ِن َْزا َ مل ِ ُ فعا ً ،وَل َ أ ْ وَل َ ن َ ْ
ل شــاَء ،وَل ِك ُـ ّ مت َــى َ ه َ ق ُ ق ُ ح ّ حد َه ُ ،ي ُ َ ه وَ ْ ك هُوَ الل ُ قاد ُِر ع ََلى ذ َل ِ َ ن َ ،وال َ مِني َ مؤ ْ ِ ل ِل ْ ُ
ن ة ع َـ ِ ســاع َ ً خَره ُ َ ه أ َوْ ي ُؤ َ ّ م ُ قد ّ َ ن يُ َ َ
حد ٌ أ ْ كأ َ
ل فَل َ يمل ِ ُ َ
َ ْ ج ُ جاَء ال َ َ ذا َ ل ،فَإ َ َ ج ٌ مة ٍ أ َ
َ
أ ّ
َ
ه ل ََها . حد ّد َه ُ الل ُ ذي َ ت ال ِ الوَقْ ِ
َ ل الك َ قُ ْ َ
ن عـ ْ خب ُِروِنـي َ ب:أ ْ ذا ِ ن ِبالَعـ َ جِلي َ سـت َعْ ِ م ْ م ل َِهـؤ ُل َِء ال ُ ريـ ُ ِ سو ُ ل أي َّها الّر ُ
فعُلوه إ َ حال ِك ُم ،وما يمكنك ُ َ
ه، جُلون َ ُ سـت َعْ ِ ذي ت َ ْ ب اللهِ الـ ِ ذا ُ م عَ َ ن أَتاك ُ ْ ن تَ ْ َ ُ ِ ْ مأ ْ َ َ ُ ْ ُِ ْ ْ َ
ُ ُ َ ُ َ ُ َ ّ ُ
مــوِر م وَأ ُ م وَلعِب ِكـ ْ م ب ِلهْـوِك ْ شـت َِغال ِك ْ تا ْ ل ،أوْ َوقـ ِ م ِباللي ْـ ِ مِبيت ِكـ ْ ت َ ِفي وَقْـ ِ
م ن ََهارًا؟ وَأيّ ع َ َ َ
ن؟ مك َـذ ُّبو َ ن ال ُ مــو َ جرِ ُ م ْ ل ب ِـهِ هَـؤ ُل َِء ال ُ ج ُ ست َعْ ِ ب يَ ْ ذا ٍ شك ُ ْ مَعاي ِ ِ َ
ً َ َ أ َهُوَ ع َ َ
ن ب أي ّـا ك َــا َ ذا ِ م ِبالعَ ـ َ جال ِهِ ْ س ـت ِعْ َ ة؟ َوا ْ م ِ قَيا َ ب ي َوْم ِ ال ِ ذا ُ م عَ َ ب الد ّن َْيا أ ْ ذا ُ
َ
صـْرَنا ن َ :رب َّنـا أب ْ َ قوُلـو َ م ،وَي َ ُ مـان َهُ ْ ن ِإي َ ب ي ُعْل ُِنو َ ذا ُ قعُ العَ َ ن يَ َ حي َ ة .وَ ِ جَهال َ ٌ فَُهو َ
ُ
م سـل َك ِهِ ْ م ْ ه ت ََعـاَلى ع ََلـى َ م اللـ ُ قّرع ُهُـ ُ خَرى .وَي ُ َ جاَء ِفي آي َةٍ أ ْ ما َ معَْنا ،ك َ َ س ِ وَ َ
ن ب ِـهِ ، م قَب ْل ً ت ُك َـذ ُّبو َ مــا وَقَ ـعَ ،وَك ُن ْت ُـ ْ حين َ َ ن ِ م ب ِـهِ ال َ من ْت ُ ْ م :أآ َ ل لهُ ْ َ قو ُ ذا فَي َ ُ هَ َ
ه؟ ن بِ ِ جُلو َ ست َعْ ِ ه ،وَت َ ْ من ْ ُ ن ِ خُرو َ س َ وَت َ ْ
ذابا ً َ
ذوقُــوا ع َـ َ مُنوا ُ : ب فَــآ َ ذا َ ن َرأوا العَـ َ ذي َ ل ل ِهَـؤ ُل َِء الـ ِ قــا ُ مةِ ي ُ َ قَيا َ م ال ِ وَي َوْ َ
ن ظلـم ٍ ، ْ ُ مـ ْ ن ِ سُبو َ ن ،وَت َك ْ ِ فرو َ م ت َك ْ ُ ما ك ُن ْت ُ ْ جَزاٌء وَِفاقٌ ب ِ َ ن ِفيهِ ،وَهُوَ َ دو َ خل ُ ُ تَ ْ
َ
ض. ساد ٍ ِفي الْر ِ وَفَ َ
ن َ م ِبالعَ ـ َ ك ال َ خب ُِر َ
خ ـَرةِ ،وَأ ّ ب فِــي ال ـد ّن َْيا َوال ِ ذا ِ ن ت َعِد ُهُ ْ ذي َ ن ال ِ كافُِرو َ ست َ ْ وَي َ ْ
قا ً ح ّ َ َ َ َ
م،أ َ مال ِهِ ْ م ع َلى أع ْ َ سب َهُ ْ حا ِ ت ل ِي ُ َ وا ِ م َ ن ال ْ م َ قُبورِ ِ ن ِفي ال ُ م ْ ث َ سي َب ْعَ ُ ه َ الل َ
67
ك ،أَ َ
لسـِبي ِ ك ع َل َــى َ ن ذ َل ِـ َقول ُــو َ م يَ ُ ف؟ وَهُـ ْ ويـ ٌ خ ِ ب وَت َ ْ ه إ ِْرهَــا ٌ م أن ّـ ُ ْ قعُ ذ َل ِ َ سي َ َ
َ
م ُ
صي ُْروَرت ِك ْ
س ِفي َ َ
حقٌ ،وَلي ْ َ َ
هل َ م ِإي وََرّبي إ ِن ّ ُ َ
ل لهُ ْ ق ْ ست ِهَْزاِء ،فَ ُ ال ِن ْكارِ َوال ْ َ
َ َ
ن العَـد َم ِ ،وَل َي ْـ َ
س مـ َ مّرةٍ ِ ل َ م أوّ َ ما ب َد َأك ُ ْ م كَ َ عاد َت ِك ُ ْ ن إِ َ ه عَ ْ جُز الل ُ ما ي ُعْ ِ ت َُرابا ً َ
61
ه. جُز الل َ ما ي ُعْ ِ ث َ ك الب َعْ ِ ِفي ذ َل ِ َ
"إن أمر هذا اليوم ل يعلمه إل الل ّــه ..وهــو ســبحانه وحــده الــذي يملــك
ى ول لغيره سلطان إلى جانب ســلطان الل ّــه ، الكشف عنه ،وليس للنب ّ
ول تقدير مع تقديره ..
صة نفسه شيئا ..إنه ل يستطيع أن يدفع عن نفسه ى ،ل يملك لخا ّ فالنب ّ
ضّرا ،أو يجلب لها خيرا إل ما شاء الّله وأراد له ،من دفع الض ـّر عنــه ،
وجلب الخير له ..فكيف يكون له سلطان فى مصــائر الن ّــاس ،ومقــادير
َ َ العباد ؟ » ل ِك ُ ّ ُ
م « التقوا بهذا اليوم جل ُهُ ْ
ل « عند الّله » ِإذا جاَء أ َ ج ٌ مة ٍ أ َ لأ ّ
الموعود الذي يسألون عنه الن سؤال المنكر » :متى هــو ؟ «َ » . .فل
ن « بل يمضى فيهــم قــدر الل ّــه ،وتنفــذ ْ
مو َ قد ِ ُ ست َ ْ ة َول ي َ ْ ن ساع َ ً خُرو َ ست َأ ِ يَ ْ
وق ول دل لكلمــاته ،ول مع ـ ّ فيهم مشيئته فى الوقت المقدور ،إذ ل مب ـ ّ
وا كبيرا. معطل لمشيئته ..تعالى الّله عن ذلك عل ّ
فعا ً « ــ فــى هــذا مـا ضّرا َول ن َ ْ مل ِ ُ َ وفى قوله تعالى » :قُ ْ
سي َ ف ِ ك ل ِن َ ْ للأ ْ
يسأل عنه ،وهو :إذا كان النسان يملك النفع لنفسه ،بمــا يعمــل فــى
سبيل ما يعود بــالنفع عليــه والخيــر لــه ..فكيــف يملــك الضـّر لنفســه ،
ويسوقه إليها ؟
وهل هذا مما يكون من إنسان ،فضل عن النبي الكريم ؟
والجواب ـ والل ّــه أعلــم ــ أن ذلــك للدللــة علــى ســلطان الل ّــه ســبحانه
وتعالى فى عباده ،وأنه ليس لحد منهم شىء مع ســلطان الل ّــه القــائم
عليه ،فى ذات نفسه ،حتى لو أراد ـ متعمــدا ــ أن يســوق إلــى نفســه
شرا ،أو يوردها مورد الهلك ،فإن ذلك ليس إلى يــده ،وإّنمــا هــو لل ّــه
سبحانه وتعالى ..
والضّر ل يتكّلف له النسان جهدا ،ول يبذل له مــال ،وحســبه أن يقــف
ضـّر يزحــف عليــه مــن كــل موقفا سلبّيا من الحياة ،وعنــد ذلــك يجــد ال ّ
صــل إل بجهــد ،ول ينــال إل ببــذل جهة ..على خلف النفــع ،فــإنه ل يح ّ
وعمل ..ومن هنا كان عجز النسان عن أن يملــك لنفســه ضـّرا ــ أبلــغ
وأظهر فى الدللة على ضعف النسان وعجزه ،وأنــه إذا عجــز عــن أن
يملك لنفسه ضّرا ،فإنه أعجز من أن يملك لها نفعــا ..قــوله تعــالى » :
َ ل أ َرأ َيتم إ َ
ن «. مو َجرِ ُ ه ال ْ ُ
م ْ من ْ ُل ِج ُ ست َعْ ِ ه َبياتا ً أوْ َنهارا ً ما ذا ي َ ْ عذاب ُ ُ م َ ن أتاك ُ ْ قُ ْ َ ْ ُ ْ ِ ْ
الضمير فى قوله تعــالى » :عــذابه « يعــود إلــى » الوعــد « فــى قــوله
ن « وهــو يــوم م صــاد ِِقي َ ن ك ُن ُْتــ ْ عــد ُ إ ِ ْ ذا ال ْوَ ْ مــتى هــ َ ن َ قوُلــو َ تعــالى » :وَي َ ُ
القيامة ..الــذي يســأل عنــه المجرمــون هــذا الســؤال النكــارى :مــتى
دوا للقائه ،فاســتعجلوا الجــزاء هو ؟ .حتى لكأنهم قد عملوا له ،واستع ّ
الحسن الذي ينتظرهم فيه!!
68
وفى قوله تعالى َ » :بياتا ً أ َوْ َنهارا ً « إشارة إلــى أن هــذا اليــوم ل يــأتى
على موعد معلوم للناس ،بل إنه سيأتيهم فجأة ،وعلــى حيــن غفلــة ..
مْرساها .. َ سئ َُلون َ َ
ن ُ ساع َةِ أّيا َ ن ال ّ ك عَ ِ وهذا ما يشير إليه قوله تعالى » :ي َ ْ
ت ســماوا ِ ت فِــي ال ّ قل َـ ْ جّليها ل ِوَقِْتها إ ِّل هُوَ ث َ ُ عن ْد َ َرّبي ..ل ي ُ َ مها ِ عل ْ ُ قُ ْ
ل إ ِّنما ِ
ْ َْ
ة « ) : 187العراف(. م إ ِّل ب َغْت َ ًض ..ل ت َأِتيك ُ ْ َوالْر ِ
ن « إشارة إلــى أن مو َ جرِ ُ م ْه ال ْ ُ من ْ ُ
ل ِ ج ُ ست َعْ ِ وفى قوله سبحانه » :ما ذا ي َ ْ
هذا اليوم هو بلء وويل للمشــركين والضــالين ..وكـل مـا فيـه هــو شـّر
واقع بهم ..فماذا يستعجلون من هذا الشّر ،وذلك العذاب ؟ إن المجرم
ل يستعجل قطــف ثمــار مــا زرع مــن شـّر ،ولكــن هــؤلء المجرميــن ..
حمقى جهلء ،ل يدرون ما هو واقع بهم فى هذا اليــوم العصــيب ،فهــم
لذلك يستعجلونه استعجال الجزاء الحسن المحبوب.
َ
ن؟ جُلو َ ســت َعْ ِ
م ِبــهِ ت َ ْ ن وَقَد ْ ك ُن ْت ُ ْ م ب ِهِ آْل َ من ْت ُ ْ م ِإذا ما وَقَعَ آ َ قوله تعالى » :أث ُ ّ
م حرف عطف ،عطف ما بعــده علــى م « الهمزة للستفهام ،وث ّ « ».أث ّ
كلم سابق محذوف ،تقديره :أتستعجلون هذا اليــوم ،ثــم إذا مــا وقــع
آمنتم به ؟
إن ذلك اليمــان ل ينفعكــم شــيئا ،ول يــدفع عنكــم عــذاب الل ّــه الواقــع
بكم ..فهّل آمنتم به الن فى هذا الوقت ،وأنتم فى سعة مــن أمركــم ،
ل عليكــم قبــل أن يلقــاكم هــذا اليــوم ،وينــزل بكــم فيــه البلء ،ويحــ ّ
العذاب ؟
ى
ن « اســتفهام إنكــار ّ جُلو َ س ـت َعْ ِم ب ِـهِ ت َ ْ ن وَقَد ْ ك ُن ْت ُ ْ وفى قوله تعالى » :آْل َ
ليمانهم بهذا اليوم ،يــوم يقــع بهــم .وقــد كــانوا فــى دنيــاهم ينكرونــه ،
ويبالغون فى إنكاره ،ويستعجلون مجيئه ،إمعانا فى النكار والستهزاء
،بقولهم »:متى هو ؟ «.و» آلن « أصله » الن « أي الحال والــوقت ،
ثم دخلت عليه همزة الستفهام .فصــار » أالن « ثــم صـارت الهمزتــان
62
همزة مد ّ ،أي :آلن تؤمنون به بعد أن وقع ؟ ".
" وإذا كان الرسول - -ل يملك لنفسه ضرا ول نفعا ،فهــو ل يملــك
لهم الضر والنفع بطبيعة الحال) .و قد قــدم ذكــر الضــر هنــا ،وإن كــان
مأمورا أن يتحدث عن نفسه ،لنهم هم يســتعجلون الضــر ،فمــن بــاب
التناسق قدم ذكر الضر .أما في موضع آخر في سـورة العــراف فقــدم
النفع في مثل هذا التعبير ،لنه النسب أن يطلبه لنفســه وهــو يقــول :
ولو كنت أعلم الغيب لستكثرت من الخير وما مسي السوء(.
َ
ه .«..فــالمر إذن فعا ً ..إ ِّل مــا شــاَء الل ّـ ُ ضّرا َول ن َ ْ سي َ ف ِ ك ل ِن َ ْ مل ِ ُل:لأ ْ »قُ ْ
لّله يحقق وعيده في الوقت الذي يشاؤه .وسنة الّله ل تتخلــف ،وأجلــه
ْ َ َ الذي أجله ل يستعجل »:ل ِك ُ ّ ُ
نخُرو َ
س ـت َأ ِ م َفل ي َ ْ جل ُهُ ـ ْ ل ِ ،إذا جــاَء أ َ ج ٌ مة ٍ أ َ لأ ّ
ن« .. مو َ قد ِ ُ ست َ ْ
ة َول ي َ ْ ساع َ ً
والجل قد ينتهــي بــالهلك الحســي .هلك الستئصــال كمــا وقــع لبعــض
المم الخالية .وقد ينتهي بالهلك المعنوي .هلك الهزيمة والضياع .وهــو
69
ما يقــع للمــم ،إمــا لفــترة تعــود بعــدها للحيــاة ،وإمــا دائمـا فتضــمحل
وتنمحي شخصيتها وتنتهي إلى اندثارها كأمة ،وإن بقيت كأفراد ..وكــل
أولئك وفق سنة الّله التي ل تتبدل ،ل مصــادفة ول جزافــا ول ظلمــا ول
محاباة .فالمم التي تأخذ بأسباب الحياة تحيا والمم التي تنحــرف عنهــا
تضعف أو تضمحل أو تموت بحسب انحرافها .والمة السلمية منصوص
علــى أن حياتهــا فــي اتبــاع رســولها ،والرســول يــدعوها لمــا يحييهــا .ل
بمجرد العتقــاد ،ولكــن بالعمــل الــذي تنــص عليــه العقيــدة فــي شــتى
مرافق الحياة .وبالحياة وفق المنهج الذي شــرعه الل ّــه لهــا ،والشــريعة
التي أنزلها ،والقيم التي قررها .وإل جاءها الجل وفق سنة الّله ..
ثــم يبــادرهم الســياق بلمســة وجدانيــة تنقلهــم مــن موقــف الســائل
دد الذي قد يفاجئه المحظور فــي المستهزئ المتحدي ،إلى موقف المه ّ
ل :أ َرأ َيت ـم إن َأتــاك ُم ع َــذابه بيات ـا ً أوَ كل لحظة من الليل أو النهــار » :قُ ـ ْ
ْ ُ ُ َ ْ َ ُْ ْ ِ ْ
ن؟« ..ل يجــديكم فــي رده الصــحو .. مو َ جرِ ُ م ْ ه ال ْ ُ من ْ ُ ل ِ ج ُ
ست َعْ َِنهارا ً ،ماذا ي َ ْ
ما الذي يستعجل منه المجرمون؟ وهو عذاب ل خير لهم في اســتعجاله
على كل حال.
وبينما هم في مفاجأة السؤال الذي ينقل مشاعرهم إلى تصــور الخطــر
وتوقعه ،تفجؤهم الية التالية بوقوعه فعل ..وهو لم يقــع بعــد ..ولكــن
التصــور القرآنــي يرســمه واقعــا ،ويغمــر بــه المشــاعر ،ويلمــس بــه
َ
ن؟!«. جُلو َست َعْ ِ
م ب ِهِ ت َ ْن وَقَد ْ ك ُن ْت ُ ْه؟ آْل َ م بِ ِ من ْت ُ ْم ِإذا ما وَقَعَ آ َ الوجدان » :أث ُ ّ
فكأنما قد وقع .وكأنما قد آمنوا به ،وكأنما يخاطبون بهــذا التبكيــت فــي
ن ل ل ِل ّـ ِ
ذي َ م ِقيـ َ مشهد حاضر يشهدونه الن! وتتمة المشــهد الحاضــر »:ث ُـ ّ
ن؟« .. سُبو َ م ت َك ْ ِن إ ِّل ِبما ك ُن ْت ُ ْ جَزوْ َ ل تُ ْ د .هَ ْ خل ْ ِب ال ْ ُ عذا َذوُقوا َ موا ُ : ظ َل َ ُ
وهكذا نجدنا مع السياق في ســاحة الحســاب والعــذاب ،وقــد كنــا منــذ
لحظــات وفقــرات فــي الــدنيا نشــهد خطــاب الل ّــه لرســوله عــن هــذا
المصير!!
وختام هذه الجولة ،هو استنباء القــوم للرســول :إن كــان هــذا الوعيــد
حقا .فهم مزلزلون من الداخل تجاهه يريدون أن يستوثقوا وليــس بهــم
ق من يقين .والجواب باليجاب حاسم مؤكد بيمين » :ويس ـتنبُئون َ َ
حـ ّ ك:أ َ ََ ْ َِْ َ
َ
ن« ِ» ..إي وََرّبي« ..الــذي زي َ ج ِمعْ ِ
م بِ ُحقّ َوما أن ْت ُ ْ ه لَ َ ل ِ :إي وََرّبي إ ِن ّ ُ و؟ قُ ْ هُ َ
أعرف قيمة ربوبيته فل أقسم به حانثا ،ول أقسم بــه إل فــي جــد وفــي
َ
ن« ..ما أنتم بمعجزين أن يأتي بكــم ، زي َ ج ِ معْ ِ م بِ ُ حقّ َوما أن ْت ُ ْ ه لَ َ
يقين »..إ ِن ّ ُ
63
وما أنتم بمعجزين أن يحاسبكم ،وأن يجازيكم".
70
َنة النبوية
ّ
الباب الثاني الموت في الس
واِتيم ِ
خ َ
ل ِبال َما ُ المبحث الول ال َ ْ
ع َ
المبحث الثاني موت النبياء عليهم الصلة والسلم
موت آدم عليه السلم
موسى وملك الموت عليهما السلم
موت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم -
ب لقاء الله أحب الله لقاءه. المبحث الثالث من أح ّ
المبحث الرابع لمثل هذا فأعدوا
المبحث الخامس فيمن يموت وهو يشهد أن ل إله إل
الله
المبحث السادس الموت على عمل صالح
المبحث السابع التحذير من سوء الخاتمة
المبحث الثامن أسباب حسن الخاتمة
71
الباب الثاني
الموت في السّنة النبوية
المبحث الول
واِتيم ِ
خ َ ما ُ
ل ِبال َ ال َ ْ
ع َ
قات ِ ُ
ل ل يُ َ ج ٍ ي إ َِلى َر ُ ل :ن َظ ََر الن ّب ِ ّ عد ِيّ َ ،قا َ سا ِ سعْد ٍ ال ّ ن َ ل بْ ِ سه ْ ِ ن َ عَ ْ
َ َ
ب ح ّ نأ َ م ْ لَ ": قا َ م ،فَ َ ن غ ََناًء ع َن ْهُ ْ مي َ سل ِ ِ م ْ ن أع ْظ َم ِ ال ُ م ْ ن ِ كا َ ن ،وَ َ كي َ شرِ ِ م ْ ال ُ
َ َ
ل ،فَل َ ْ
م ج ٌ ه َر ُ ذا " فَت َب ِعَ ُ ل الّنارِ ،فَل ْي َن ْظ ُْر إ َِلى هَ َ ن أهْ ِ م ْ ل ِ ج ٍ ن ي َن ْظ َُر إ َِلى َر ُ أ ْ
ه
ف ِ سي ْ ِ ل ب ِذ َُباب َةِ َ قا َ ت ،فَ َ موْ َ ل ال َ ج َ ست َعْ َ ح َ ،فا ْ جرِ َ حّتى ُ ك َ ل ع ََلى ذ َل ِ َ ي ََز ْ
ي ل الن ّب ِ ّ قا َ في ْهِ ،فَ َ ن ك َت ِ َ ن ب َي ْ َ ِ م ْ ج ِ خَر َ حّتى َ ل ع َل َي ْهِ َ م َ حا َ ن ث َد ْي َي ْهِ ،فَت َ َ ه ب َي ْ َ ضعَ ُ فَوَ َ
ن
م ْ ه لَ ِ جن ّةِ وَإ ِن ّ ُ ل ال َ ل أهْ ِ م َ س ،عَ َ ما ي ََرى الّنا ُ ل ِ ،في َ م ُ ن العَب ْد َ ل َي َعْ َ " : إِ ّ
ة َ َ م َ م ُ َ
جن ّ ِ ل ال َ ن أهْ ِ م ْ ل الّنارِ وَهُوَ ِ ل أهْ ِ س ،عَ َ ما ي ََرى الّنا ُ ل ِفي َ ل الّنارِ ،وَي َعْ َ أهْ ِ
64
مَها " واِتي ِ ما ُ َ
خ َ ل بِ َ ما الع ْ َ ،وَإ ِن ّ َ
َ َ
ن
مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ُ ِ ن غ ََناًء ع َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن أع ْظ َم ِ ال ُ م ْ جًل ِ ن َر ُ سعْد ٍ :أ ّ ن َ ل بْ ِ سه ْ ِ ن َ وع َ ْ
َ َ ي فَ َ َ ِ ،في غ َْزوَةٍ غ ََزا َ
ن
بأ ْ ح ّ نأ َ م ْ لَ ": قا َ ي ، فَن َظَر الن ّب ِ ّ معَ الن ّب ِ ّ ها َ
ل الّنارِ فَل ْي َن ْظ ُْر إ َِلى هَ َ َ
قوْم ِ ن ال َ م َ ل ِ ج ٌ ه َر ُ ذا " َفات ّب َعَ ُ ن أهْ ِ م ْ ل ِ ج ِ ي َن ْظ َُر إ َِلى الّر ُ
ح، جرِ َ حّتى ُ نَ ، كي َ شرِ ِ م ْ س ع ََلى ال ُ شد ّ الّنا ِ ن أَ َ م ْ ل ِ حا ِ ك ال َ ،وَهُوَ ع ََلى ت ِل ْ َ
ن
ن ب َي ْ ِ م ْ ج ِ خَر َ حّتى َ ن ث َد ْي َي ْهِ َ فهِ ب َي ْ َ سي ْ ِ ة َ ل ذ َُباب َ َ جعَ َ ت ،فَ َ مو ْ َ ل ال َ ج َ ست َعْ َ َفا ْ
َ َ َ
لسو ُ ك َر ُ شهَد ُ أن ّ َ ل:أ ْ قا َ عا ،فَ َ سرِ ً م ْ ي ُ ل إ َِلى الن ّب ِ ّ ج ُ ل الّر ُ في ْهِ ،فَأقْب َ َ ك َت ِ َ
ن ي َن ْظ َُر إ َِلى َ فل َن " :م َ
بأ ْ ح ّ نأ َ َ ْ ت لِ ُ ٍ ل :قُل ْ َ ك " َقا َ ذا َ ما َ ل " :وَ َ قا َ الل ّهِ ،فَ َ
كان م َ رجل م َ
ن مَنا غ ََناًء ع َ ِ ن أع ْظ َ ِ ل الّنارِ فَل ْي َن ْظ ُْر إ ِل َي ْهِ " وَ َ َ ِ ْ ن أهْ ِ َ ُ ٍ ِ ْ
َ َ َ َ َ
تموْ َ ل ال َ ج َ ست َعْ َ حا ْ جرِ َ ما ُ ت ع َلى ذ َل ِك ،فَل ّ مو ُ ه ل يَ ُ ت أن ّ ُ ن ،فَعََرفْ ُ مي َ سل ِ ِ م ْ ال ُ
َ
ل ل أهْ ِ م َ ل عَ َ م ُ ن العَب ْد َ ل َي َعْ َ ك " :إِ ّ عن ْد َ ذ َل ِ َ ي ِ ل الن ّب ِ ّ قا َ ه ،فَ َ س ُ ف َ ل نَ ْ قت َ َ فَ َ
ل الّنارِ ، ل أ َهْل الجنة وإنه م َ م َ م ُ النار وإنه م َ
ن أهْ ِ َ ّ ِ َ ِّ ُ ِ ْ ِ ل عَ َ جن ّةِ ،وَي َعْ َ ل ال َ ن أهْ ِ ّ ِ َ ِّ ُ ِ ْ
65
واِتيم ِ " ما ُ َ
خ َ ل ِبال َ ما الع ْ َ وَإ ِن ّ َ
لم ُ ل ل َي َعْ َ ج َ ن الّر ُ ل الل ّهِ " : إ ِ ّ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ سعْد ٍ َقا َ ن َ ل بْ ِ سه ْ ِ ن َ وع َ ْ
ل َ م ُ َ ج َ ْ َ َ َ
ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ ل لي َعْ َ ن الّر ُ جن ّةِ ،وَإ ِ ّ ل ال َ ن أهْ ِ م ْ هل ِ ل الّنارِ وَإ ِن ّ ُ ل أهْ ِ م ِ ب ِعَ َ
ل ِبال ْ َ َ َ
ما ُ ما اْلع ْ َ ه لَ ِ ال ْ َ
66
واِتيم ِ " خ َ ل الّنارِ ،وَإ ِن ّ َ ن أهْ ِ م ْ جن ّةِ وَإ ِن ّ ُ
ما ي ََرى ل ِفي َ م ُ ل ل َي َعْ َ ج َ ن الّر ُ ل الل ّهِ " : إ ِ ّ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ل َ ،قا َ سه ْ ٍ ن َ وٍع َ ْ
ما ي ََرى م ُ َ َ ْ َ
ل ِفي َ ه لي َعْ َ ل الّنارِ ،وَإ ِن ّ ُ ن أهْ ِ م ْ ه ِ جن ّةِ ،وَإ ِن ّ ُ ل ال َ ل أهْ ِ م ِ س ب ِعَ َ الّنا ُ
ل ِبال ْ َ َ َ َ
واِتيم ِ خ َ ما ُ ما اْلع ْ َ جن ّةِ ،وإ ِن ّ َ ل ال ْ َ ن أهْ ِ م ْ ه ِ ل الّنارِ ،وَإ ِن ّ ُ ل أهْ ِ م ِ س ب ِعَ َ الّنا ُ
67
"
ل َ م ُ َ ج َ ل اللهِ َ قا َ ّ سو َ َ عائ ِ َ
ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ ل لي َعْ َ ن الّر ُ ل :إِ ّ ن َر ُ ة،أ ّ ش َ ن َ وع َ ْ
َ َ
ه
موْت ِ ِ عن ْد َ َ ن ِ كا َ ذا َ ل الّنارِ فَإ ِ َ ن أهْ ِ م ْ ه ِ ب أن ّ ُ ب ِفي ال ْك َِتا ِ مك ُْتو ٌ ه لَ َ جن ّةِ وَإ ِن ّ ُ ال ْ َ
صحيح البخارى)( 6493 - 64
72
ل بعم َ
لم ُ ل ل َي َعْ َ ج َ ن الّر ُ ل الّناَر ،وَإ ِ ّ خ َ ت وَد َ َ ما َ ل الّنارِ فَ َ ل أهْ ِ م َ َِ َ ِ ل فَعَ ِ حو ّ َ تَ َ
َ َ َ
ن
كا َ ذا َ جن ّةِ فَإ ِ َ ل ال ْ َ ن أهْ ِ م ْ ه ِ ب أن ّ ُ ب ِفي ال ْك َِتا ِ مك ُْتو ٌ ه لَ َ ل الّنارِ ،وَإ ِن ّ ُ ل أهْ ِ م ِ ب ِعَ َ
َ
ة . 68
جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ ت وَد َ َ ما َ جن ّةِ فَ َ ل ال ْ َ ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ م َ ل فَعَ ِ حو ّ َ موْت ِهِ ت َ َ عن ْد َ َ ِ
دوقُ » ص ُ م ْ صاد ِقُ ال ْ َ ل الل ّهِ - -وَهْوَ ال ّ سو ُ حد ّث ََنا َر ُ وعن ع َب ْد ِ الل ّهِ قالَ :
ك، ل ذ َل ِ َ مث ْ َ ة ِ ق ً ن ع َل َ َ كو ُ م يَ ُ ما ،ث ُ ّ ن ي َوْ ً َ مهِ أ َْرب َِعي نأ ّ
إن أ َحدك ُم يجمع فى بط ْ ُ
َ ِ ِ ّ َ َ ْ ُ ْ َ ُ ِ
َ َ َ ّ
ت، ما ٍ كا ب ِأْرب َِع ك َل ِ َ مل ً ه إ ِلي ْهِ َ ث الل ُ م ي َب ْعَ ُ ك ،ثُ ّ ل ذ َل ِ َ مث ْ َ ة ِ ضغَ ً م ْ ن ُ كو ُ م يَ ُ ثُ ّ
َ َ
ح ،فَإ ِ ّ
ن خ ِفيهِ الّرو ُ ف ُ م ي ُن ْ َ سِعيد ٌ ،ث ُ ّ ى أوْ َ ق ّ ش ِ ه وَ َ ه وَرِْزقُ ُ جل ُ ُ ه وَأ َ مل ُ ُ ب عَ َ فَي ُك ْت َ ُ
ل بعم َ
ه وَب َي ْن ََها إ ِل ّ ذ َِراع ٌ ، ن ب َي ْن َ ُ كو ُ ما ي َ ُ حّتى َ ل الّنارِ َ ل أهْ ِ م ُ َِ َ ِ ل ل َي َعْ َ ج َ الّر ُ
ْ جن ّةِ ،فَي َد ْ ُ ْ َ ْ َ
ن ة ،وَإ ِ ّ جن ّ َ ل ال َ خ ُ ل ال َ ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ م ُ ب فَي َعْ َ سب ِقُ ع َلي ْهِ الك َِتا ُ فَي َ ْ
َ
ه وَب َي ْن ََها إ ِل ّ ذ َِراعٌ ن ب َي ْن َ ُ كو ُ ما ي َ ُ حّتى َ جن ّةِ َ ، ل ال ْ َ ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ م ُ ل ل َي َعْ َ ج َ الّر ُ
َ
69
ل الّناَر « . خ ُ ل الّنارِ فَي َد ْ ُ ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ م ُ ب ،فَي َعْ َ سب ِقُ ع َل َي ْهِ ال ْك َِتا ُ فَي َ ْ
ن
دوقُ :إ ِ ّ ص ُ م ْ صاد ِقُ ال ْ َ ل اللهِ وَهُوَ ال ّ سو ُ حد ّث ََنا َر ُ لَ : ن ع َب ْد ِ اللهِ َ ،قا َ وع َ ْ
ن ل َي ْل َ ً َ َ ُ ْ َ
ن كو ُ م يَ ُ ة ،ثُ ّ ما وَأْرب َِعي َ ن ي َوْ ً مهِ أْرب َِعي َ نأ ّ معُ ِفي ب َط ِ ج َ م يُ ْ حد ِك ُ ْ خل ْقَ أ َ َ
كامل َ ً ه إ ِل َي ْهِ َ ث الل ّ ُ م ي َب ْعَ ُ ك ،ثُ ّ ل ذ َل ِ َ مث ْ َ ة ِ ضغَ ً م ْ ن ُ كو ُ م يَ ُ ك ،ثُ ّ ل ذ َل ِ َ مث ْ َ ة ِ ق ً ع َل َ َ
َ َ َ
سِعيد ٌ ي أوْ َ ق ّ ش ِ ه وَ َ ه وَرِْزقَ ُ جل َ ُ ه وَأ َ مل َ ُ ب عَ َ ل :اك ْت ُ ْ قو ُ ت ،فَي َ ُ ما ٍ مُر ب ِأْرب َِع ك َل ِ َ فَي ُؤ ْ َ
َ
جن ّةِ إ ِل ّ ن ال ْ َ ه وَب َي ْ َ ن ب َي ْن َ ُ كو ُ ما ي َ ُ حّتى َ جن ّةِ َ ل ال ْ َ ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ م ُ ل ل َي َعْ َ ج َ ن الّر ُ ،وَإ ِ ّ
َ
ن ل الّنارِ ،وَإ ِ ّ ل أهْ ِ م ِ ه ب ِعَ َ م لَ ُ خت َ ُ سب َقَ فَي ُ ْ ذي َ ب ال ّ ِ ب ع َل َي ْهِ ال ْك َِتا ُ ذ َِراع ٌ فَي َغْل ِ ُ
َ
ب ه وَب َي ْن ََها إ ِل ّ ذ َِراع ٌ فَي َغْل ِ ُ ن ب َي ْن َ ُ كو ُ ما ي َ ُ حّتى َ ل الّنارِ َ ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ م ُ ل ل َي َعْ َ ج َ الّر ُ
َ
70
ة. جن ّ َ ل ال ْ َ خ ُ جن ّةِ فَي َد ْ ُ ل ال ْ َ ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ م ُ سب َقَ فَي َعْ َ ذي َ ب ال ّ ِ ع َل َي ْهِ ال ْك َِتا ُ
َ َ وِفيهِ أ َ ّ َ
صير م ِ ن َ ت ،وَأ ّ جَبا ٍ مو ِ ت بِ ُ س ْ ت وَل َي ْ َ ماَرا ٌ سي ّئ ََها أ َ سن ََها وَ َ ح َ مال َ ن اْلع ْ َ َ
داء در ِفي اِلب ْت ِ َ ق َ ْ
جَرى ب ِهِ ال َ ضاء وَ َ ق َ ْ
سب َقَ ب ِهِ ال َ َ ْ ُ ْ
ما َ مور ِفي الَعاقَِبة إ ِلى َ ال ُ
ي. طاب ِ ّ خ ّ ه ال ْ َ َقال َ ُ
سب َةِ إ َِلى َ َ
ن ِبالن ّ ْ سعَد ُ ل َك ِ ْ ي قَد ْ ي َ ْ ق ّ ش ِ ن ال ّ قى وَأ ّ ش َ سِعيد قَد ْ ي َ ْ ن ال ّ وَِفيهِ أ ّ
َ َ َ
نعْلم الّله -ت ََعاَلى -فََل ي َت َغَي ُّر .وَِفيهِ أ ّ ما ِفي ِ ما َ ظاه َِرة وَأ ّ مال ال ّ اْلع ْ َ
ل ا ِب َ
ت فعَ الّله ب ِهِ :هَذ ِهِ ال ِّتي قَط َعَ ْ مَرة َ ن َ َ ج ْ ن أِبي َ مةِ َ .قا َ ْ ُ خات ِ َ اِلع ْت َِبار ِبال ْ َ
َ َ
خَتم ذا ي ُ ْ ما َ ن بِ َ م َل ي َد ُْرو َ حال ِلن ّهُ ْ سن ال ْ َ ح ْ ن ُ م ْ م ِفيهِ ِ ما هُ ْ معَ َ جال َ أع َْناق الّر َ
ن ذ َك َرٍ أ َْو م ْ حا ِ صال ِ ً ل َ م َ ن عَ ِ م ْ وله ت ََعاَلى ) َ مْثل قَ ْ موم ِ ن عُ ُ
َ
م .وَِفيهِ أ ّ ل َهُ ْ
َ ُ
صوص خ ُ م ْ م ( اْلَية َ جَرهُ ْ جزِي َن ُّهم أ ْ ة وَل َن َ ْ حَياة ً ط َي ّب َ ً ه َ حي ِي َن ّ ُ ن فَل َن ُ ْ م ٌ مؤ ْ ِ أن َْثى وَهُوَ ُ
بمن مات ع ََلى ذ َل ِ َ َ
قاِء فَهُوَ ِفي ش َ ه ِبال ّ م لَ ُ خت ِ َ دة وَ ُ سَعا َ ل ال ّ م َ ن عَ ِ م ْ ن َ ك وَأ ّ ِ َ ْ َ َ
ن َ َ ؤو ُ ه يَ ُ ْ ْ عْند الله َ ّ ُ
ل إ ِلى أ ْ ف ُ خال ِ ُ ما ي ُ َ م ّ ما وََرد َ ِ س وَ َ ِ ي وَِبالعَك ق ّ ش ِ مره ِ ل عُ ُ طو ِ
فّية حن َ ِ شعَرِّية َوال ْ َ ك ب َْين اْل َ ْ خَلف ِفي ذ َل ِ َ شت ُهَِر ال ْ ِ ذا ،وَقَد ْ ا ُ ْ ل إ َِلى هَ َ ؤو َ يَ ُ
وله ت ََعاَلى ك ال ْ َ س َ ذا ال ْ َ ك اْل َ َ س َ
ل قَ ْ مث ْ ِ فّية ب ِ ِ حن َ ِ م ّ ديث وَت َ َ ح ِ ل هَ َ مث ْ ِ عَرة ب ِ ِ شا ِ م ّ وَت َ َ
ن ال ْ َ َ
قوْل ِهِ ، ج لِ َ جا َ حت ِ َ ن اِل ْ قي ْ ِ ري َ ف ِ م ْ ل ِ ت( وَأك ْث ََر ك ُ ّ شاُء وَي ُث ْب ِ ُ ما ي َ َ ه َ حو الل ّ ُ م ُ ) يَ ْ
عْلم الّله َل ي َت َغَّير وََل َ َ
سب َقَ ِفي ِ ذي َ ن ال ّ ِ ي ،وَأ ّ فظ ِ ّ ن الن َّزاع َ ل َ ْ حقّ أ ّ َوال ْ َ
َ
ل
م ِ ن عَ َ م ْ س ِ دو ِللّنا ِ ما ي َب ْ ُ ديل َ جوز ع َل َي ْهِ الت ّغِْيير َوالت ّب ْ ِ ذي ي َ ُ ن ال ّ ِ دل ،وَأ ّ ي َت َب َ ّ
َ
ي
م ّ ن ِباْلد َ ِ موَك ِّلي َ فظ َةِ َوال ْ ُ ح َ عْلم ال ْ َ ما ِفي ِ ك بِ َ ن ي َت َعَّلق ذ َل ِ َ ل وََل ي َب ْعُد ُ أ ْ م ِ ال َْعا ِ
ي ) (141صحيح قاد ُ ل ِل ْب َي ْهَ ِ
ق ّ -اِلع ْت ِ َ 68
73
عْلم َ
ما ِفي ِ ما َ قص ،وَأ ّ مر َوالن ّ ْ كالّزَياد َةِ ِفي ال ْعُ ُ حو َواْل ِث َْبات َ م ْ قع ِفيهِ ال ْ َ فَي َ َ
قوِيّ ع ََلى ث ال ْ َ ح ّ عْند الّله .وَِفيهِ ال ْ َ ت َوال ْعِْلم ِ حوَ ِفيهِ وََل إ ِث َْبا َ م ْ الّله فََل َ
ق
سب َ َ ن قَد ْ َ كا َ ذا َ ن الّرْزق إ ِ َ حْرص ؛ ِل َ ّ ن ال ْ ِ ديد ع َ ْ ش ِ جر ال ّ عة َ ،والّز ْ قَنا َ ال ْ َ
مَلة َ
ج ْ ن ُ م ْ ه ِ ساب ؛ ِلن ّ ُ شرِع َ اِلك ْت ِ َ ما ُ ن الت ّعَّني ِفي ط َل َب ِهِ وَإ ِن ّ َ ِ م ي ُغْ ديره ل َ ْ ق ِ تَ ْ
َ
دار الد ّن َْيا .وِفيهِ أ ّ َ َ
سَبب مال َ ن اْلع ْ َ َ مة ِفي َ ِ حك ْ َ ضت َْها ال ْ ِ سَباب ال ِّتي ا ِقْت َ َ اْل ْ
َ َ
حقّ ِفي " ك َِتاب ال َْعاقَِبة " إ ِ ّ
ن ل ع َْبد ال ْ َ ما َقا َ ما َ جّنة أوْ الّنار ،وَأ ّ خول ال ْ َ دُ ُ
ن ِفي م ْ قع ل ِ َ ما ي َ َ ظاه ُِره ُ وَإ ِن ّ َ ح َ صل ُ َ ه وَ َ م َباط ِن ُ ُ قا َ ست َ َ ن اِ ْ م ْ قع ل ِ َ مةِ َل ي َ َ خات ِ َ سوَء ال ْ َ ُ
ْ َ ْ َ ْ ْ َ َ
ئجت َرِ ِ م ْ صّر ع َلى الكَباِئر َوال ُ م ِ ه ل ِل ُ ب وَي َكث ُُر وُُقوع ُ ُ ساد ٌ أوْ ا ِْرت َِيا ٌ طوِي ّت ِهِ فَ َ
كعْند ت ِل ْ َ ن ِ طا ُ شي ْ َ ه ال ّ م ُ صط َل ِ ُ ة فَي َ ْ وت ب َغْت َ ً م ْ جم ع َل َي ْهِ ال ْ َ ظائ ِم ِ فَي َهْ ُ ع ََلى ال ْعَ َ
َ
مة ،فَهُ َ
و سَل َ سأل الّله ال ّ مة ن َ ْ خات ِ َ سوِء ال ْ َ سب ًَبا ل ِ ُ ك َ ن ذ َل ِ َ كو ُ قد ْ ي َ ُ مة ،فَ َ صد ْ َ ال ّ
َ
ة َ ،وال َْعاقِب َ ُ
ة غال ِب َ ٌ دار َ ن اْل َقْ َ ديث أ ّ ح ِ ب وَِفي ال ْ َ َ َ
ل ع ََلى اْلك ْث َرِ اْلغ ْل َ ِ مو ٌ ح ُ م ْ َ
ْ َ َ َ َ َ َ
عاء شرِع َ الد ّ َ م ُ ن ثَ ّ م ْ حال ،وَ ِ ن ي َغْت َّر ب ِظاه ِرِ ال َ حد ٍ أ ْ ة فل ي َن ْب َِغي ِل َ غائ ِب َ ٌ
71
مة خات ِ َ ن ال ْ َ س ِ ح ْ دين وَب ِ ُ ت ع ََلى ال ّ ِبالث َّبا ِ
ــــــــــــــ
74
المبحث الثاني
موت النبياء عليهم الصلة والسلم
موت آدم عليه السلم
َ
ي) ( 8497حسن ط ِللط ّب ََران ِ ّ س ُ م اْلوْ َ ج ُ -ال ْ ُ
مع ْ َ 73
َ
ن أِبي الد ّن َْيا ) ( 301فيه ضعف ْ
ة َوالب ُ َ -الّرقّ ُ
كاُء ِلب ْ ِ
74
75
َ قا َ َ
ل: ة ؟ َقا َ سن َ ً ن َ ري أْرب َُعو َ م ِن عُ ْ م ْ م ي َب ْقَ ِ ل :أوَل َ ْ ت ،فَ َ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُجاَءه ُ َ َ
م ت ُعْط َِها اب ْن َ َ َ َ
ه،ت ذ ُّري ّت ُ ُسي َ ْ ي فَن َ ِ س َ ه ،وَن َ ِ ت ذ ُّري ّت ُ ُ حد َ ْ ج َ حد َ ف َ َ ج َداوُد َ ؟ فَ َ ك َ أوَل ْ
ت ذ ُّري ّت ُ ُ خط ِئ َ ْ ئ فَ َ
75
ه. خط ِ َ وَ َ
فجحد آدم أي ذلك لنه كان في عالم الذر فلم يستحضره حالة مجيء
ملك الموت له قاله ابن حجر ،فجحدت ذريته لن الولد سر أبيه ،ونسي
آدم إشارة إلى أن الجحد كان نسيانا أيضا ،إذ ل يجوز جحده عنادا،
فأكل من الشجرة قيل نسي أن النهي عن جنس الشجرة أو الشجرة
بعينها فأكل من غير المعينة ،وكان النهي عن الجنس والله أعلم،
فنسيت ذريته ،ولذا قيل :أول الناس أول الناسي وخطأ بفتح الطاء ،أي
في اجتهاده من جهة التعيين والتخصيص وخطأت ذريته ،والظهر أن
وى{ )(121 ه فَغَ َ م َرب ّ ُ صى آد َ ُ خطأ بمعنى عصى لقوله تعالى }:وَع َ َ
َ
سو ُ
ل ل َر ُ ل َ :قا َ ه َ ،قا َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ك َر ِ مال ِ ٍ ن َ ِ س بْ ِ سورة طـه ،ولحديث أن َ
ن". 76 واُبو َ ن الت ّ ّ طاِئي َ خ ّ خي ُْر ال ْ َ طاٌء ،وَ َ خ ّ م َ ل ب َِني آد َ َ الل ّهِ : : ك ُ ّ
َ
ل الل ّهِ » --ي َهَْر ُ
م سو ُ ل َر ُ ل َقا َ س َقا َ وفي الحديث إشارة ٌ إلى حديث أن َ ٍ
ص ع ََلى حْر ُ ل َ ،وال ْ ِ ما ِ ص ع ََلى ال ْ َ حْر ُ ن :ال ْ ِ ب ِفيهِ اث ْن ََتا ِ ش ّ م وَت َ ِ ن آد َ َ اب ْ ُ
ال ْعُ ُ
77
ر. «. م ِ
وابن آدم وارد على سبيل الستطراد وإن ابن آدم مجبول من أصل
78
خلقته على الجحد والنسيان والخطأ إل من عصمه الله تعالى .
ـــــــــــــــ
77
َ ذا بأ َجوبة :أ َحد َ َ َ
سى مو َ ن ُ كو َ ن يَ ُ مت َِنع أ ْ ه َل ي َ ْ ها أن ّ ُ َ ن هَ َ ِ ْ ِ َ ٍ ماء ع َ ْ ب ال ْعُل َ َ جا َ وَأ َ
مل ْ ُ َ
طوم ِ ، حاًنا ل ِل ْ َ مت ِ َ ك اِ ْ كون ذ َل ِ َ مة ،وَي َ ُ ه ِفي هَذ ِهِ الل ّط ْ َ ن الّله ت ََعاَلى ل َ ُ قَد ْ أذ ِ َ
ما أ ََراد َ . م بِ َ حن ُهُ ْ مت َ ِ شاَء ،وَي َ ْ ما َ خْلقه َ ل ِفي َ فعَ ُ حانه وَت ََعاَلى ي َ ْ سب ْ َ وََالّله ُ
َ َ
هه فَغَل َب َ ُ ج ُ حا ّ سى َناظ ََره ُ وَ َ مو َ ن ُ مَراد أ ّ جاز َ ،وال ْ ُ م َ ذا ع ََلى ال ْ َ ن هَ َ َوالّثاِني أ ّ
ل :ع َوَْرت قا ُ جةِ ،وَي ُ َ ح ّ ه ِبال ْ ُ غال َب َ ُ ذا َ قأ َ فَُلن ع َْين فَُلن إ ِ َ ل :فَ َ قا ُ جةِ ،وَي ُ َ ح ّ ِبال ْ ُ
قوْل ِهِ " : فََرد ّ ف لِ َ ضعْ ٌ ذا َ ل :وَِفي هَ َ صا َقا َ ق ً خْلت ِفيهِ ن َ ْ ذا أ َد ْ َ يء إ ِ َ ش ْ ال ّ
َ َ
سى مو َ ن ُ دا َ .والّثاِلث أ ّ ن ب َِعي ً كا َ جته َ ح ّ ل :أَراد َ َرد ّ ُ ن ِقي َ الّله ع َْينه " فَإ ِ ْ
َ ل َم يعل َ َ
ه، س ُ ف َ ريد ُ ن َ ْ صد َه ُ ي ُ ِ ل قَ َ ج ٌ ه َر ُ ن أن ّ ُ عْند الّله ،وَظ َ ّ ن ِ م ْ مَلك ِ
َ
ه َ م أن ّ ُ ْ َْ ْ
ها ِبال ْ َ َ
فقِْء ، صد َ َ ه قَ َ ة إ َِلى فَقِْء ع َي ْن ِهِ َ ،ل أن ّ ُ دافَعَ ُ م َ ت ال ْ ُ ه ع َن َْها ،فَأد ّ ْ دافَعَ ُ فَ َ
ة وَغ َْيره م َ خَزي ْ َ كر ْبن ُ مام أ َِبي ب َ ْ واب اْل ِ َ ج َ ذا َ ه ( ،وَهَ َ صك ّ ُ وَت ُؤ َي ّد ُه ُ رَِواَية ) َ
س ِفي عَياض َ ،قاُلوا :وَل َي ْ َ ضي ِ قا ِ مازِرِيّ َوال ْ َ خَتاَره ُ ال ْ َ ن َ ،وا ْ
َ َ مي قد ّ ِ مت َ َ ن ال ْ ُ م ْ ِ
سى مو َ ف ُ قد ْ ا ِع ْت ََر َ ل :فَ َ ن ِقي َ قء ع َْينه ،فَإ ِ ْ مد َ ف َ ْ ه ت َعَ ّ ريح ب ِأن ّ ُ ِ ص
ديث ت َ ْ ح ِ ال ْ َ
حين جاَءه َثان ِيا بأنه مَلك ال ْموت َ ،فال ْجواب أ َن َ َ
مّرة الّثان َِية ه أَتاه ُ ِفي ال ْ َ ّ ُ َ َ َ ْ ً ِ ّ ُ َ َ ُ ِ
هّ َ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ
مّرة الولى َ .والل ُ ف ال َ خل ِ م بِ ِ سل َ ست َ ْ وت َ ،فا ْ م ْ ملك ال َ ه َ م ب َِها أن ّ ُ مةٍ ع َل ِ َ ب ِعَل َ
َ
أع ْل َ ُ
82
م.
ت إ َِلى ُ ن أ َِبي هَُري َْرة َ ،ع َ
مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ ل َ س َ ل " :أْر ِ ل الل ّهِ َ ، قا َ ِ سو ن َر ُ ْ وع َ ْ
جعَ إ َِلى َرب ّهِ ، َ
ل :فََر َ ه َ .قا َ قأ ع َي ْن َ ُ ف َ سى فَ َ مو َ ه ُ م ُ ه فَل َط َ َ ح ُ ض ُرو َ قب ِ َ سى ل ِي َ ْ مو َ ُ
ل: ق ْ َ
جعْ إ ِلي ْهِ ف ُ َ ت .قا َ َ ْ َ َ ْ َ قا َ فَ َ
ل :اْر ِ موْ َ ريد ُ ال َ سلت َِني إ ِلى ع َب ْد ٍ ل ي ُ ِ ب أْر َ ل َ :يا َر ّ
ة
شعَْر ٍ ل َ ك ب ِك ُ ّ ت ي َد ُ َ ما غ َط ّ ْ ل َ ك ب ِك ُ ّ ن ث َوْرٍ ،فَل َ َ مت ْ ِ ك ع ََلى َ ضعْ ي َد َ َ ت فَ َ شئ ْ َ ن ِ إِ ْ
ن َيا ل َ :فاْل َ ت َ .قا َ مو ْ ُ م ال ْ َ ل :ثُ ّ ذا ؟ َقا َ ما َ م َ ه :ثُ ّ ل لَ ُ قا َ ل :فَ َ ة َ .قا َ سن َ ٌ َ
جرٍ " ، ْ َ ْ َ ّ سأ َ َ َ ب .قا َ َ
ح َ ة َ مي َ َ سةِ َر ْ قد ّ َ م َ ض ال ُ ن الْر َ ِ م َ ه ِ ن ي ُد ْن ِي َ ُ هأ ْ ل الل ُ ل:ف َ َر ّ
ب جان ِ ِ ضعَ قَب ْرِهِ إ َِلى َ موْ ِ م َ ت َلَري ْت ُك ُ ْ م َ ت ثَ ّ ل الل ّهِ " : ل َوْ ك ُن ْ ُ سو ُ ل َر ُ قا َ فَ َ
َ َ
ن س َ ح َ معَ ال ْ َ س ِ ن َ م ْ خب ََرِني َ مٌر :وَأ ْ معْ َ ل َ مرِ " َقا َ ح َ ب اْل ْ ت ال ْك َِثي ِ ح َ طورِ ت َ ْ ال ّ
ه". مث ْل َ ُ ل الل ّهِ ِ سو ِ ن َر ُ ث ،عَ ْ حد ّ ُ يُ َ
َ
ه
ق ِ خل ْ ِ ما ل ِ َ معَل ّ ً ل الل ّهِ ُ سو َ ث َر ُ ل وَع ََل ب َعَ َ ج ّ ه َ ن الل ّ َ حات ِم ٍ " :إ ِ ّ ل أُبو َ َقا َ
َ
ه
ن آَيات ِ ِ ن عَ ْ ه ،وَب َي ّ َ سال َت َ ُ مَراد ِهِ ،فَب َل ّغَ رِ َ ن ُ ضعَ اْل َِبان َةِ ع َ ْ موْ ِ ه َ فَأن َْزل َ ُ
ن
م َ خب َُر ِ ذا ال ْ َ م ،وَهَ َ ضه ُ ْ ه أوْ ب َعْ ُ
قل َها ع َنه أ َصحاب َ
ْ ُ ْ َ ُ ُ سَرةٍ ع َ َ َ ف ّ م َ مل َةٍ وَ ُ ج َ م ْ ظ ُ فا ٍ ب ِأ َل ْ َ
ذا َ َ
ن
كأ ّ حقّ .وَ َ صاب َةِ ال ْ َ حُرم ِ الت ّوِْفيقَ ِل ِ َ م يَ ْ ن لَ ْ م ْ معَْناه ُ َ ك َ خَبارِ ال ِّتي ي ُد ْرِ ُ اْل ْ
ة اب ْت َِلٍء َوا ْ سال َ َ َ
خت َِبارٍ ، سى رِ َ مو َ ت إ َِلى ُ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ َ ل َ س َ ل وَع ََل أْر َ ج ّ ه َ الل ّ َ
َ ل ل َه :أ َجب رب َ َ َ َ
ج ّ
ل ه َ ريد ُ الل ّ ُ ِ مًرا ي ُ خت َِبارٍ َواب ْت َِلٍء َل أ ْ مَر ا ْ ك،أ ْ ِ ْ َ ّ قو َ ُ ن يَ ُ مَره ُ أ ْ وَأ َ
َ َ صّلى الل ّ ُ َ وع ََل إمضاَءه ك َ َ
مَر ح اب ْن ِهِ أ ْ ه ع َلى ن َب ِي َّنا وَع َلي ْهِ ب ِذ ِب ْ ِ ه َ خِليل َ ُ مَر َ ما أ َ ِ ْ َ ْ َ َ
َ َ ّ َ ّ َ ْ َ
مما ع ََز َ ضاَءه ُ ،فَل ّ م َ ل وَع َل إ ِ ْ ج ّ ه َ ذي أَراد َ الل ُ مرِ ال ِ ن ال ْ دو َ خت َِبارٍ َواب ْت ِلٍء ُ ، ا ْ
ل وَع ََل ج ّ ه َ ث الل ّ ُ ظيم ِ .وَقَد ْ ب َعَ َ ح ال ْعَ ِ داه ُ ِبالذ ّب ْ ِ ن فَ َ جِبي ِ ه ل ِل ْ َ ح اب ْن ِهِ وَت َل ّ ُ ع َلى ذ َب ْ ِ
َ
ه
سول ِ ِ مَلئ ِك َةِ ع ََلى َر ُ ل ال ْ َ خو ِ صوَرٍ َل ي َعْرُِفون ََها ك َد ُ ُ سل ِهِ ِفي ُ ة إ َِلى ُر ُ مَلئ ِك َ َ ال ْ َ
ل إ َِلى َ
ري َ جب ْ ِ جيِء ِ م ِ ة ،وَك َ َ ف ً خي َ م ِ من ْهُ ْ س ِ ج َ حّتى أوْ َ م َ م ي َعْرِفْهُ ْ م ،وَل َ ْ هي َ إ ِب َْرا ِ
م ي َعْرِفْ ُ
ه سَلم ِ ،فَل َ ْ ن َواْل ِ ْ ما ِ لي َ ناِْ ؤال ِهِ إ ِّياه ُ ع َ ِ س َ ل الل ّهِ وَ ُ سو ِ َر ُ
سى ع َلى َ مو َ ت إ ِلى ُ َ موْ ِ ك ال َ ْ مل ِ َ جيُء َ م ِ ن َ كا َ حّتى وَلى .فَ َ ّ فى َ صط َ َ م ْ ال ْ ُ
78
سى مو َ ن ُ كا َ م ع َل َي َْها ،وَ َ سَل ُ سى ع َل َي ْهِ ال ّ مو َ ه ُ ن ي َعْرِفُ ُ كا َ صوَرةِ ال ِّتي َ غ َي ْرِ ال ّ
َ َ
ه
مت ُ ُ ت ل َط ْ َ ه فَأت َ ْ م ُ ل ي َد َه ُ فَل َط َ َ شا َ ه ،فَ َ م ي َعْرِفْ ُ جًل ل َ ْ دارِهِ َر ُ غ َُيوًرا فََرأى ِفي َ
هق ُ خل ْ َ صوَرةِ ال ِّتي َ صوُّر ب َِها َل ال ّ صوَرةِ ال ِّتي ي َت َ َ ع ََلى فَقِْء ع َي ْن ِهِ ال ِّتي ِفي ال ّ
ث حي ْ ُ سَ ، ن ع َّبا ٍ خب َرِ اب ْ ِ ن ن َب ِي َّنا ِ في َ ح عَ ْ صّر ُ م َ ن ال ْ ُ كا َ ما َ ه ع َل َي َْها ،وَل َ ّ الل ّ ُ
ن " ،فَذ َك ََر ال ْ َ َ
ل ِفي خب ََر .وََقا َ مّرت َي ْ ِ ت َ عن ْد َ ال ْب َي ْ ِ ل ِ ري ُ جب ْ ِ مِني ِ ل":أ ّ َقا َ
خب َرِ ال ْب ََيا ُ ذا ال ْ َ ك"َ : ت اْلن ْب َِياِء قَب ْل َ َ َ ذا وَقْت ُ َ
ن ن ِفي هَ َ كا َ ك وَوَقْ ُ خرِهِ " :هَ َ آ ِ
ُ َ
مم ِ ، ن اْل َ م َ ن قَب ْل ََنا ِ م ْ شَرائ ِِع َ ض َ قُ ب ِب َعْ ِ شَرائ ِعَِنا قَد ْ ت َت ّ ِ
ف ض َ ن ب َعْ َ حأ ّ ض ُ وا ِ ال ْ َ
َ َ َ
داَره ُ ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْن ِهِ أوِ الّناظ ِ ِ
ر ل َ خ ِ دا ِ ن ال ّ قأ ع َي ْ َ ن فَ َ م ْ ن َ ريعَت َِنا أ ّ ش ِ ن َ م ْ ن ِ كا َ ما َ وَل َ ّ
مْرت َك ِب ِهِ ،ل ِْل َ ْ َ
خَباِر ج ع ََلى ُ حَر ٍ عل ِهِ ،وََل َ ح ع ََلى َفا ِ جَنا ٌ مرِهِ ُ إ َِلى ب َي ْت ِهِ ب ِغَي ْرِ أ ْ
مل َي َْنا َ َ
جائ ًِزا ن َ كا َ ن ك ُت ُب َِنا َ : ْ م
ضٍع ِ موْ ِ ها ِفي غ َي ْرِ َ وارِد َةِ ِفيهِ ال ِّتي أ ْ مةِ ال ْ َ ج ّ ال ْ َ
َ
ن قأ ع َي ْ َ ن فَ َ م ْ ج عَ ّ حَر ِ ط ال ْ َ قا ِ س َ سى ،ب ِإ ِ ْ مو َ ريعَةِ ُ ش ِ ريعَةِ ب ِ َ ش ِ فاقُ هَذ ِهِ ال ّ ات ّ َ
ه وََل حا ل َ ُ مَبا ً ل ُ فعْ ِ ذا ال ْ ِ سى هَ َ مو َ ل ُ ما ُ ست ِعْ َ نا ْ كا َ داَره ُ ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْن ِهِ ،فَ َ ل َ خ ِ دا ِ ال ّ
َ
ت إ َِلى َرب ّهِ ،وَأ ْ
نكا َ ما َ خب ََره ُ ب ِ َ موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ جعَ َ ما َر َ ج ع َل َي ْهِ ِفي فِعْل ِهِ ،فَل َ ّ حَر َ َ
َ َ َ َ َ َ
ما ذ َكْرَنا خت َِبارٍ َواب ْت ِلٍء .ك َ مَر ا ْ خَر أ ْ مرِ آ َ مَره ُ َثان ًِيا ب ِأ ْ سى ِفيهِ ،أ َ مو َ ن ُ م ْ ِ
ك ن ث َوْرٍ فَل َ َ مت ْ ِ ك ع ََلى َ ضعْ ي َد َ َ ت فَ َ شئ ْ َ ن ِ ه :إِ ْ ل لَ ُ ه :قُ ْ ه لَ ُ ل الل ّ ُ ل ،إ ِذ ْ َقا َ قَب ْ ُ
صّلى م الل ّهِ َ سى ك َِلي ُ مو َ م ُ ما ع َل ِ َ ة ،فَل َ ّ سن َ ٌ شعَْرةٍ َ ل َ ك ب ِك ُ ّ ت ي َد ُ َ ما غ َط ّ ْ ل َ ب ِك ُ ّ
عن ْد ِ الل ّهِ ، َ َ
ن ِ م ْ سال َةِ ِ جاَءه ُ ِبالّر َ ه َ ت وَأن ّ ُ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ ه َ ه ع ََلى ن َب ِي َّنا وَع َل َي ْهِ أن ّ ُ الل ّ ُ
مّرةُ ت ال ْ َ كان َ ِ ن .فَل َوْ َ ل َ :فاْل َ ل ،وََقا َ مهِ ْ ست َ ْ م يَ ْ ت ،وَل َ ْ موْ ِ ه ِبال ْ َ س ُ ف ُ ت نَ ْ طاب َ ْ َ
َ ُ
ة
مّر ِ ل ِفي ال ْ َ م َ ست َعْ َ ما ا ْ ل َ م َ ست َعْ َ ت َ ،ل ْ موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ ه َ سى أن ّ ُ مو َ ه ُ اْلوَلى ع ََرفَ ُ
عل ْمه به ضد قَول من زع َم أ َ َ اْل ُ ْ
ث دي ِ ح ِ ب ال ْ َ حا َ ص َ نأ ْ قن ِهِ وَ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ّ ْ ِ َ ْ َ َ ّ عن ْد َ ت َي َ ّ خَرى ِ
ما َل ن َ ن ب ِهِ ،وَي َْرُوو َ فُعو َ ما َل ي َن ْت َ ِ ن َ مُعو َ ج َ ل يَ ْ عاة ُ الل ّي ْ ِ ب ،وَُر َ حط َ ِ ة ال ْ َ مال َ ُ ح ّ َ
َ
مَعاِني اْل ْ جهًْل ِ
خَبارِ ، ه لِ َ من ْ ُ م َ سَل ُ ه اْل ِ ْ ما ي ُب ْط ِل ُ ُ ن بِ َ قوُلو َ ن ع َل َي ْهِ ،وَي َ ُ جُرو َ ي ُؤ ْ َ
ْ
ه
س ِ س وَقَِيا ِ كو ِ من ْ ُ ه ع ََلى َرأي ِهِ ال ْ َ من ْ ُ دا ِ م ً معْت َ ِ قهِ ِفي اْلَثارِ ُ ف ّ ك الت ّ َ وَت َْر َ
معْ ُ ال ْ َ
83
سكو ِ
ت إ َِلى موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ جاَء َ ل الل ّهِ َ " : سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ن أ َِبي هَُري َْرة َ َ ،قا َ وع َ ْ
َ
مل َ ِ
ك ن َ سى ع َي ْ َ مو َ م ُ ك ،فَل َط َ َ ب َرب ّ َ ج ْ ه:أ ِ ل لَ ُ قا َ ه ،فَ َ ح ُ ض ُرو َ قب ِ َ َ سى ل ِي َ ْ مو َ ُ
سلت َِني ْ َ قا َ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ
ب أْر َ ل َ :يا َر ّ ت إ ِلى َرب ّهِ ،ف َ مو ْ ِ مل ك ا ل َ جعَ َ ه ،فَر َ قأ ع َي ْن َ ُ ف َ تف َ مو ْ ِ ال َ
َ ّ َ ْ
قا َ
ل ه ،فَ َ ه ع َلي ْهِ ع َي ْن َ ُ قأ ع َي ِْني ،فََرد ّ الل ُ ت ،وَقَد ْ فَ َ موْ َ ريد ُ ال َ إ َِلى ع َب ْد ٍ ل ي ُ ِ
َ
ك ضعْ ي َد َ َ حَياة َ فَ َ ريد ُ ال ْ َ ت تُ ِ ن ك ُن ْ َ ريد ُ ،فَإ ِ ْ حَياة َ ت ُ ِ ه :ال ْ َ ل لَ ُ ق ْ جعْ إ ِل َي ْهِ ،فَ ُ ه :اْر ِ لَ ُ
ل :ثُ ّ
م ة َ .قا َ سن َ ً ك َ ت ي َد ُ َ شعَْرةٍ َواَر ْ ل َ ش ب ِك ُ ّ ك ت َِعي ُ ن ث َوْرٍ ،فَإ ِن ّ َ ِ مت ْ ع ََلى َ
َ
نم َ ب ،أد ْن ِِني ِ ل َ :ر ّ م َقا َ ب ،ثُ ّ ري ٍ ِ ن قَ م ْ ن ِ ل َ :فاْل َ ت َ .قا َ موْ ُ ل :ال ْ َ ه ؟ َقا َ م ْ َ
ل اللهِ " : لوْ أّني ِ َ َ ّ سو ُ جرٍ " َ .قا َ ْ َ ْ
عن ْد َهُ ل َر ُ ح َ ة بِ َ مي َ ً سةِ َر ْ قد ّ َ م َ ض ال ُ ا َلْر ِ
َ
ب اْل ْ
مرِ " . ح َ عن ْد َ ال ْك َِثي ِ ق ِ ِ ري ِ ب الط ّ جن ْ ِ م قَب َْره ُ إ َِلى َ َلَري ْت ُك ُ ْ
َ َقا َ َ
حْر ِفي م ي َت َب َ ّ ن لَ ْ م ْ م َ ك " قَد ْ ُتوه ِ ُ ب َرب ّ َ ج ْ ة"أ ِ فظ َ ُ حات ِم ٍ " :هَذ ِهِ الل ّ ْ ل أُبو َ
ت
موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ِ ل َ ك ِفي قَوْ ِ ل ،وَذ َل ِ َ خو ٌ مد ْ ُ خب َرِ َ ذي قُل َْناه ُ ل ِل ْ َ ل ال ّ ِ ن الت ّأ ِْوي َ َ
ال ْعِل ْم ِ أ ّ
ك " بيا َ َ
سى ع َل َي ْ ِ
ه مو َ ن ُ ك ِل َ ّ س ك َذ َل ِ َ ه ،وَل َي ْ َ ه ع ََرفَ ُ ن أن ّ ُ ََ ٌ ب َرب ّ َ ج ْ سى " أ ِ مو َ لِ ُ
ه َ ب َرب ّ َ َ َ ه َقا َ َ َ شا َ ما َ َ َ
سى أن ّ ُ مو َ م ُ ك " ت َوَهّ َ ج ْ ه":أ ِ لل ُ م ُ ل ي َد َه ُ وَلط َ مل ّ سل ُ ال ّ
ن ) ( 6329صحيح
حّبا َ
ن ِ
ح اب ْ ِ
حي ُ
ص ِ
َ -
83
79
َ فظ َة دو َ
ب ج ْ ه":أ ِ ن قَوْل ُ ُ كا َ ل الل ّهِ إ ِل َي ْهِ ،فَ َ سو َ ن َر ُ كو َ ن يَ ُ نأ ْ ي َت َعَوّذ ُ ب ِهَذ ِهِ الل ّ ْ ِ ُ َ
ُ
ذي أِريد َ خت َِبارِ ال ّ ِ س اِلب ْت َِلِء َ ،واِل ْ ف ِ داي َةِ ِفي ن َ ْ صد ِ ال ْب ِ َ ن قَ ْ ف عَ ْ ش َ ك " ال ْك َ ْ َرب ّ َ
84
ه" من ْ ُ ِ
َ َ
ه، ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ل :حدثنا أُبو هَُري َْرة َ َر ِ صارِيّ َقا َ سال ِم ٍ اْلن ْ َ ن َ ب بْ ِ حِبي ِ ن َ وع َ ْ
َ َ
ما ت الل ّهِ ع َل َي ْهِ َ وا ُ صل َ َ سى َ مو َ ت ُ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ سم ِ " : أَتى َ قا ِ ل :أُبو ال ْ َ َقا َ
َ
ت إ َِلى َرب ّهِ وَهُ َ
و موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ ه ،فََرفَعَ َ قأ ع َي ْن َ ُ ف َ ة فَ َ م ً ه ل َط ْ َ م ُ ه فَل َط َ َ س ُ ف َ ض نَ ْ قب ِ َ ل ِي َ ْ
َ َ
ع
صن َ َ ت ،وَ َ موْ َ ريد ُ ال ْ َ ِ ك َل ي ُ ن ع َِبيد ِ َ م ْ دا ِ ت ع َب ْ ً ب أت َي ْ ُ ل َ :ر ّ صن َعَ َقا َ ما َ م بِ َ أع ْل َ ُ
َ
ب ضرِ َ ن يَ ْ خب ّْره ُ أ ْ دي فَ َ ت ع َب ْ ِ ل :ائ ْ ِ ه ،وََقا َ ه ع َي ْن َ ُ ل :فََرد ّ الل ّ ُ ذا ب ِعَي ِْني َقا َ هَ َ
مة ثُ ّ سن َ ً ش ب َِها َ شعَرٍ فَهُوَ ي َِعي ُ ن َ م ْ ت ي َد ُه ُ ِ ما َواَر ْ جل ْد ِ ث َوْرٍ فَ َ ب ِي َد ِهِ ع ََلى ِ
َْ ل اْل َ َ
ض ن ِبالْر َ ِ ن َل ب ُد ّ ،وَل َك ِ ْ كا َ ن َ ب إِ ْ ن َيا َر ّ سى َ :ل ب َ ِ مو َ ل ُ ت َقا َ مو ُ يَ ُ
َ
عن ْد َه ُ َلَري ْت ُك ُ ْ
م ت ِ مرِ ،وَل َوْ أّني ك ُن ْ ُ ح َ ب اْل َ ْ عن ْد َ ال ْك َِثي ِ ن ِ ل :فَد ُفِ َ سةِ َقا َ قد ّ َ م َ ال ْ ُ
ن قَب ْرِهِ " كا َ م َ َ
ذا ال ْ َ َ
ث دي َ ح ِ ة هَ َ م ُ ت اْلئ ِ ّ ه ت ََعاَلى َ :روَ ِ ه الل ّ ُ م ُ ح َ م الّزاه ِد ُ َر ِ ما ُ خ اْل ِ َ شي ْ ُ ل ال ّ َقا َ
ه، حوه ُ ،وَع َد ُّلوا رَِواي َت َ ُ ح ُ ص ّ م وَ َ ضُعوه ُ ِفي ك ُت ُب ِهِ ْ جوهٍ ك َِثيَرةٍ ،وَوَ َ ن وُ ُ م ْ ِ
َ
صوِر م ،وَقُ ُ دورِه ِ ْ ص ُ ق ُ ضي َِ دوه ُ ل ِ ِ دوه ُ ،وَأن ْك َُروه ُ فََر ّ ح ُ ج َ م فَ َ ه قَوْ ٌ فظ َعْ ُ ست َ ْ َوا ْ
ح حا ِ ص َ خُلوه ُ ِفي ال ّ ث أد ْ َ دي ُ ح ِ ذا ال ْ َ ث ،وَهَ َ دي ِ ح ِ م ِبال ْ َ معْرِفَت ِهِ ْ م ،وَقِل ّةِ َ مه ِ ْ عل ْ ِ ِ
ْ َ ْ ْ ْ َ
ل، جا ِ معْرِفَةِ ِبالّر َ ل ال َ ث ،وَأهْ ُ دي ِ ح ِ ل العِلم ِ ِبال َ سَناد َه ُ أهْ ُ وا إ ِ ْ ض ْحّتى َر َ َ
ب ن َبا ِ م ْ ن ِ كا َ ن َ ه ،فَإ ِ ْ ب قَُبول ُ ُ ج ُ ه يَ ِ ل فَإ ِن ّ ُ ق ِ جهَةِ الن ّ ْ ن ِ م ْ ح ِ ص ّ ذا َ ث إِ َ دي ُ ح ِ َوال ْ َ
حاد ِ ،فَإ ِن ّ ُ
ه ب اْل َ َ ن َبا ِ م ْ ن ِ كا َ ن َ ل ،وَإ ِ ْ م َ م َوال ْعَ َ ب ال ْعِل ْ َ ج ُ ه ُيو ِ وات ِرِ فَإ ِن ّ ُ مت َ َ ال ْ ُ
ب ج ُ ما َل ُيو ِ م ّ ن ِ كا َ ن َ ث وَإ ِ ْ دي ُ ح ِ ذا ال ْ َ م .وَهَ َ ب ال ْعِل ْ َ ج ُ ل ،وََل ُيو ِ م َ ب ال ْعَ َ ج ُ ُيو ِ
ل م ِ ب ال ْعَ َ ن َبا ِ م ْ ن ِ كا َ ل ل َوْ َ م َ ب ال ْعَ َ ج ُ ما ُيو ِ م ّ ه ِ س ،فَإ ِن ّ ُ ض الّنا ِ عن ْد َ ب َعْ ِ م ِ ال ْعِل ْ َ
سِبيل ُ ُ
ه ذا َ ن هَ َ كا َ ما َ م ّ سَناد ِهِ ،وَ ِ حة ِ إ ِ ْ ص ّ دال َةِ ُرؤ ْي َت ِهِ وَ ِ سهِ ،وَع َ َ ف ِ شهَْرت ِهِ ِفي ن َ ْ لِ ُ
ه
ن ِفي َرد ّ ِ ه ،فَإ ِ ّ كاُره ُ وَد َفْعُ ُ ب َرد ّه ُ وَإ ِن ْ َ ج ُ ه َل ي َ ِ م فَإ ِن ّ ُ ب ال ْعِل ْ َ ج ُ ن َل ُيو ِ كا َ ن َ وَإ ِ ْ
َ َ َ َ
ن ع َب ْدِ مد َ ب ْ ِ ح َ نأ ْ مد ِ ب ْ َ ح ّ م َ ت أَبا ُ معْ ُ س ِ مة ِ .و َ َ ل اْلئ ِ ّ دو ِ ح عُ ُ جْر َ مةِ وَ َ ب اْلئ ِ ّ ذي َ ت َك ْ ِ
ن، مذ ْهََبا ِ شاب َهَةِ َ م َ خَبارِ ال ْ ُ قي اْل َ ْ ماِء اْل َث َرِ ِفي ت َل َ ّ ل :ل ِعُل َ َ قو ُ ي يَ ُ مَزن ِ ّ الل ّهِ ال ْ ُ
شابهِ ال ْ ُ َ كا ْ ض َ ناْ َ َ
لقو ُ ن يَ ُ حي َ ن ِ قْرآ ِ مت َ َ ِ ن بِ ُ ما ِ لي َ ِ ن ب َِها فَْر ٌ ما َ لي َ ِ ما :أ ّ حد ُهُ َ أ َ
ن
م َ ل ِ عن ْد ِ َرب َّنا أ َيْ :ك ُ ّ ن ِ م ْ ل ِ مّنا ب ِهِ ك ُ ّ نآ َ
قوُلو َ َ ن ِفي ال ْعِل ْم ِ ي َ ُ خو َ س ُ َوالّرا ِ
ْ ْ َ ّ ْ ْ
ة
شاب َهَ ِ م َ ه ت ََعالى ب ِعِلم ِ ال ُ ست َأث ََر الل ُ عن ْد ِ َرب َّنا ،وَقَد ِ ا ْ ن ِ م ْ شاب ِهِ ِ مت َ َ حك َم ِ َوال ُ م ْ ال ْ ُ
ن
م ْ ه ِ شاب ِ ُ مت َ َ ه ال ْ ُ مث ْل ُ ُ ل َ ،قاُلوا :فَ ِ ج ّ ه ع َّز وَ َ ه إ ِّل الل ّ ُ م ُ ل فََل ي َعْل َ ُ ِ ْ قو ذا ال ْ َ ِفي هَ َ
ْ
ل، ما َقا َ صد ّقَْنا ب ِ َ مّنا وَ َ
َ
م ت َأِويل ِهِ آ َ عل ْ ُ ب ع َّنا ِ ج َ ح ِ ذا ُ ل إِ َ سو ْ ِ خَبارِ الّر ُ أَ ْ
85
لج ّ م ت َأِويل ِهِ إ َِلى الل ّهِ ع َّز وَ َ عل ْ َ وَوَك َل َْنا ِ
ــــــــــــــ
مَعاِني اْل َ ْ
خَيارِ ل ِل ْك ََلَباذ ِيّ ) ( 316صحيح ِ َ ب مىسَ
ُ ّ م ْ ل ا ِ دِ ئوا
َ َ فْ ل ا ر
ح ُ
-بَ ْ 85
80
موت النبي محمد
َ َ
ن شى ،ك َأ ّ م ِ ة تَ ْ م ُ ت َفاط ِ َ ت أقْب َل َ ْ ة -رضى الله عنها َ -قال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ عَ ْ
محًبا ِباب ْن َِتى « .ث ُ ّ مْر َ ىَ »- - ل الن ّب ِ ّ قا َ ى - -فَ َ ى الن ّب ِ َ ّ ش ُ م ْ شي َت ََها َ م ْ ِ
ت ل ََها َ َ
قل ْ ُ ت فَ ُ ديًثا ،فَب َك َ ْ ح ِ سّر إ ِل َي َْها َ مأ َ مال ِهِ ،ث ُ ّ ش َ ن ِ مين ِهِ أوْ ع َ ْ ن يَ ِ سَها ع َ ْ جل َ َ أ ْ
َ ل ِم تبكين ث ُ َ
حا كال ْي َوْم ِ فََر ً ت َ ما َرأي ْ ُ ت َ قل ْ ُ ت فَ ُ حك َ ْ ض ِ ديًثا فَ َ ح ِ سّر إ ِل َي َْها َ مأ َ َ َْ ِ َ ّ
ُ َ َ
ل
سو ِ سّر َر ُ ى ِ ش َ ت لفْ ِ ما ك ُن ْ ُ ت َ قال َ ْ ل .فَ َ ما َقا َ سأل ْت َُها ع َ ّ ن ،فَ َ حْز ٍ ن ُ م ْ ب ِ أقَْر َ
ن
ى » إِ ّ َ
سّر إ ِل ّ تأ َ
َ
قال َ ْ سأ َل ْت َُها فَ َ ى - -فَ َ ض الن ّب ِ ّ حّتى قُب ِ َ الل ّهِ َ - -
ضِنى ال َْعا َ
م عاَر َ ه َ مّرة ً ،وَإ ِن ّ ُ سن َةٍ َ ل َ ن كُ ّ قْرآ َ ضِنى ال ْ ُ ن ي َُعارِ ُ كا َ ل َ ري َ جب ْ ِ ِ
َ َ َ َ ُ
حاًقا ِبى « . ل ب َي ِْتى ل َ ل أهْ ِ ك أوّ ُ جِلى ،وَإ ِن ّ ِ ضَر أ َ ح َ ن ،وَل َ أَراه ُ إ ِل ّ َ مّرت َي ْ ِ َ
َ ْ َ ُ َ َ ت فَ َ َ
ساِء جن ّةِ -أوْ ن ِ َ ل ال َ ساِء أهْ ِ سي ّد َة َ ن ِ َ ن ت َكوِنى َ نأ ْ ضي ْ َ ما ت َْر َ ل»أ َ قا َ فَب َكي ْ ُ
حك ْ ُ ال ْ ُ
َ 86
ت ل ِذ َل ِك . ض ِ ن « .فَ َ مِني َ مؤ ْ ِ
وفي هذا الحديث دليل قاطع وإشارة واضحة إلى اقتراب أجل رسول
الله ،وأن ساعة الفراق قد باتت قريبة ,إل أن النبي قد اختص
ابنته فاطمة -رضي الله عنها -بعلم ذلك ،ولم يعلم به المسلمون إل بعد
وفاة رسول الله
َ
ل: قو ُ حرِ ي َ ُ م الن ّ ْ حل َت ِهِ ي َوْ َ ل الل ّهِ ع ََلى َرا ِ سو َ ت َر ُ ل َ :رأي ْ ُ جاب ِرٍ َ ،قا َ ن َ عَ ْ و
ُ َ َ ْ
87
خَرى. ةأ ْ ج ً ح ّ ج َ ح ّ م ,فَإ ِّني ل َ أد ِْري ل َعَّلي ل َ أ ُ سك َك ُ ْ مَنا ِ ذوا ع َّني َ خ ُ ل ِت َأ ُ
قال النووي :فيه إشارة إلى توديعهم وإعلمهم بقرب وفاته ،وحثهم
على العتناء بالخذ عنه وانتهاز الفرصة من ملزمته وتعلم أمور الدين،
88
وبهذا سميت حجة الوداع
وع َ َ
خي َّر ه َ ن الل ّ َ ل » إِ ّ قا َ ى - -فَ َ ّ ب الن ّب ِ خط َ َ ل َ خد ْرِىّ َقا َ سِعيد ٍ ال ْ ُ ن أِبى َ ْ
كى أُبو ب َك ْرٍ - َ عن ْد َ اللهِ « .فَب َ َ ّ ما ِ عن ْد َه ُ َ ،فا ْ
خَتاَر َ ما ِ ن َ ن الد ّن َْيا وَب َي ْ َ دا ب َي ْ َ ع َب ْ ً
خي َّره َ ن الل ّ ُ ن ي َك ُ ِ خ إِ ْ شي ْ َ ذا ال ّ كى هَ َ ما ي ُب ْ ِ سى َ ف ِ ت ِفى ن َ ْ قل ْ ُ رضى الله عنه -فَ ُ
ل الل ّهِ - سو ُ ن َر ُ كا َ عن ْد َ الل ّهِ ،فَ َ ما ِ خَتاَر َ عن ْد َه ُ َفا ْ ما ِ ن َ ن الد ّن َْيا وَب َي ْ َ دا ب َي ْ َ ع َب ْ ً
َ َ َ َ
ن
م ّ نأ َ ك ،إِ ّ ل » َيا أَبا ب َك ْرٍ ل َ ت َب ْ ِ مَنا َ .قا َ ن أُبو ب َك ْرٍ أع ْل َ َ كا َ - هُوَ ال ْعَب ْد َ ،وَ َ
خِليل ً م ُ َ
مِتى نأ ّ ِ ْ ذا َ خ ً مت ّ ِ ت ُ مال ِهِ أُبو ب َك ْرٍ ،وَل َوْ ك ُن ْ ُ حب َت ِهِ وَ َ ص ْ ى ِفى ُ ّ
الّناس ع َل َ
ِ
ْ َ َ ُ َ ْ َ ل َت ّ َ
جد ِ س ِ م ْ ن ِفى ال َ قي َ ّ ه ،ل ي َب ْ َ موَد ّت ُ ُ سلم ِ وَ َ خوّة ُ ال ِ ْ نأ ُ ت أَبا ب َكرٍ ،وَلك ِ ْ خذ ْ ُ
ب أ َِبى ب َك ْرٍ « .89 سد ّ إ ِل ّ َبا ُ ب إ ِل ّ ُ َبا ٌ
قال الحافظ ابن حجر :وكأن أبا بكر فهم الرمز الذي أشار به النبي
من قرينة ذكره ذلك في مرض موته ,فاستشعر منه أنه أراد نفسه؛
90
فلذلك بكى.
81
ل :رأ َي ْت فِي ال ْمنام ك َأ َ ّ َ
ض ت ُن َْزعُ ن الْر َ َ ِ َ ب َ ،قا َ َ ُ مط ّل ِ ِ ن ع َب ْد ِ ال ْ ُ س َب ْ ِ ن العَّبا ِ
ْ
وع َ ِ
قا َ
ل ل اللهِ ، فَ َ سو ِ ك ع ََلى َر ُ ت ذ َل ِ َ ص ُ ص ْ ق َ داد ٍ ،فَ َ ش َ ن ِ طا ٍ ش َ ماِء ب ِأ ْ س َ إ َِلى ال ّ
َ 91
خيك. ن أَ ِ ك وََفاة ُ اب ْ ِ ذا َ َ :
وفي هذا الحديث إخبار النبي بقرب وفاته ،وفيه صدق رؤيا المؤمن،
واستشعار بعض الصحابة وفاته .
ج
خَر َ نَ ، م ِ ل الل ّهِ - -إ َِلى ال ْي َ َ سو ُ ه َر ُ ما ب َعَث َ ُ ل :لَ ّ ل َقا َ جب َ ٍ ن َ مَعاذ ِ ب ْ ِ ن ُ وع َ ْ
ل الل ّهِ - - سو ُ ب ،وََر ُ مَعاذ ٌ َراك ِ ٌ صيهِ ،وَ ُ ل الل ّهِ ُ - -يو ِ سو ُ ه َر ُ معَ ُ َ
ْ ّ َ َ ما فََرغ َ َقا َ َ َ
قاِني سى أل ت َل َ مَعاذ ُ ،إ ِن ّك ع َ َ ل َ " :يا ُ حلت ِهِ ،فَل ّ ت َرا ِ ح َ شي ت َ ْ م ِ يَ ْ
ري " .فَب َ َ َ ذا ،وَل َعَل ّ َ
مَعاذ ٌ كى ُ ذا ،وَقَب ْ ِ دي هَ َ ج ِ س ِ م ْ مّر ب ِ َ ن تَ ُ كأ ْ مي هَ َ عا ِ ب َعْد َ َ
َ
دين َةِ ، م ِ حو َ ال ْ َ جهِهِ ن َ ْ ل ب ِوَ ْ ت فَأقْب َ َ ف َ م ال ْت َ َ ل الل ّهِ - -ث ُ ّ سو ِ ق َر ُ فَرا َ ِ شًعا ; ل ِ ِ ج َ َ
كاُنوا " َ .رَواهُ ث َ حي ْ ُ كاُنوا ،وَ َ ن َ م ْ نَ ، قو َ مت ّ ُ ي ال ُ ْ س بِ َ َ قا َ فَ َ
َ َ ن أوْلى الّنا ِ ل " :إِ ّ
َ
ذا ، مَعا ً ن ُ مي ْد ٍ أ ّ ح َ ن ُ ص َم ِ ب ْ ِ عا ِ ن َ ما :ع َ ْ حد ِه ِ َ ل ِفي أ َ ن ،وََقا َ سَناد َي ْ ِ مد ُ ب ِإ ِ ْ ح َ أ ْ
نم َ كاَء ِ - ن ال ْب ُ َ كاءُ -أوْ إ ِ ّ مَعاذ ُ ،ال ْب ُ َ ك َيا ُ ل َ " :ل ت َب ْ ِ ل وَِفيَها َ :قا َ وََقا َ
92
ن". طا ِ شي ْ َ ال ّ
وفي الحديث إخبار النبي معاذ بن جبل باقتراب أجله ،وأنه يمكن أل
يلقاه بعد عامه هذا ،وفيه شدة محبة الصحابة للنبي وبكاؤهم إذا
ذكروا فراقه
وع َ َ
ل اللهِ : سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ل اللهِ َ ، قا َ سو ِ موَْلى َر ُ ةَ ، موَي ْهِب َ َ ن أِبي ُ ْ
ه َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ
معَ ُ ت َ ق ُ مِعي ،فان ْطل ْ قيِع ،فان ْطل ِقْ َ ل الب َ ِ فَر لهْ ِ ست َغْ ِ نأ ْ تأ ْ مْر ُ إ ِّني قد ْ أ ِ
َ َ َ َ ّ
م َيا أهْ َ
ل م ع َلي ْك ُ ْ سل َ ُ ل :ال ّ م َ ،قا َ ف ع َلي ْهِ ْ ما وَقَ َ ل ،فَل ّ ف اللي ْ ِ جو ْ ِ ِفي َ
َ َ َ
نفت َ ُ ت ال ْ ِ س ،أقْب َل َ ِ ح ِفيهِ الّنا ُ صب َ َ ما أ ْ م ّ م ِفيهِ ِ حت ُ ْ صب َ ْ ما أ ْ م َ قاب ِرِ ،ل ِي َهْن ِك ُ ْ م َ ال ْ َ
ن الوَلى ،ث ُ ّ
م ُ
م َ شد ّ ِ خَرة ُ أ َ َ ها أ َوّل ََها ،ال ِ خُر َ مظ ْل ِم ِ ،ي َت ْب َعُ آ ِ ل ال ْ ُ قط َِع الل ّي ْ ِ كَ ِ
ُ َ ل ع َل َ أ َقْب َ َ
ن الد ّن َْيا ِ خَزائ ِ ح َ ِ فاِتي م َ ت بِ َ ة ،إ ِّني قَد ْ أوِتي ُ موَي ْهِب َ َ ل َ :يا أَبا ُ قا َ ي ،فَ َ ّ
ت :ب ِأ َِبي قاِء َرّبي ،قُل ْ ُ ن لِ َ ك وَب َي ْ َ ن ذ َل ِ َ ت ب َي ْ َ خي ّْر ُ ة ،فَ ُ جن ّ ُ م ال ْ َ خل ْد ِ ِفيَها ،ث ُ ّ َوال ْ ُ
ُ َ
ل :لَ ة َ ،قا َ جن ّ َ م ال ْ َ خل ْد ِ ِفيَها ،ث ُ ّ ن الد ّن َْيا َوال ْ ُ ِ خَزائ ِ ح َ فاِتي َ م َ خذ ْ َ مي ُ ، ت وَأ ّ أن ْ َ
َ َ
مقيِع ،ث ُ ّ ل ال ْب َ ِ فَر لهْ ِ ست َغْ َ ما ْ قاَء َرّبي ،ث ُ ّ ت لِ َ خت َْر ُ قد ِ ا ْ ة ،لَ َ موَي ْهِب َ َ َوالل ّهِ َيا أَبا ُ
93
ه. ت ِفي ِ ما َ ذي َ جعِهِ ال ّ ِ ل اللهِ ِ في وَ َ سو ُ ف ،فَب ُد ِئَ َر ُ صَر َ ان ْ َ
ُ
حد ٍ ب َعْد َ ل الل ّهِ - -ع ََلى قَت َْلى أ ُ سو ُ صّلى َر ُ ل َ مرٍ َقا َ عا ِ ن َ ة بْ ِ قب َ َ ن عُ ْ وع َ ْ
م ط َل َعَ ال ْ ِ َ َ
ل » إ ِّنى قا َ من ْب ََر فَ َ ت ،ثُ ّ وا ِ م َ حَياِء َوال ْ موَد ِّع ل ِل ْ كال ْ ُ نَ ، سِني َ ماِنى ِ ثَ َ
َ بي َ
ض ،وَإ ِّنى حو ْ ُ م ال ْ َ عد َك ُ ُ موْ ِ ن َ شِهيد ٌ ،وَإ ِ ّ م َ ط ،وَأَنا ع َل َي ْك ُ ْ م فََر ٌ ديك ُ ْ ن أي ْ ِ َْ َ
َ َ
شرِكوا ، ُ ن تُ ْ مأ ْ ُ
شى ع َلي ْك ْ َ خ َ تأ ْ س ُ َ
ذا ،وَإ ِّنى ل ْ مى هَ َ قا ِ م َ ن َ م ْ ل َن ْظُر إ ِلي ْهِ ِ َ ُ
َ وَل َك ِّنى أ َ ْ
خَر ن َظ َْر ٍ
ة تآ ِ كان َ ْ ل فَ َ ها « َ .قا َ سو َ ن ت ََنافَ ُ م الد ّن َْيا أ ْ شى ع َل َي ْك ُ ُ خ َ
94
ل الل ّهِ - - سو ِ ن َظ َْرت َُها إ َِلى َر ُ
83
ما سي َّئات ِهِ ،ك َ َ ه ب َِها َ فَر الل ّ ُ ما فَوْقََها ،إ ِل ّ ك َ ّ ة فَ َ شوْك َ ٌ ذى َ ه أَ ً صيب ُ ُ سل ِم ٍ ي ُ ِ م ْ ن ُ م ْ ِ
جَرة ُ وََرقََها « .
100
ش َ حط ال ّ ّ تَ ُ
َ َ
ه
سن ِد َت ُ ُ م ْ ي وَأَنا ُ ّ ن أِبي ب َك ْرٍ ع ََلى الن ّب ِ ن بْ ُ م ِ ح َ ل ع َب ْد ُ الّر ْ خ َ ة ،دَ َ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
َ
سو ُ
ل ن ب ِهِ ،فَأب َد ّه ُ َر ُ ست َ ّ ب يَ ْ ك َرط ْ ٌ وا ٌ س َ ن ِ م ِ ح َ معَ ع َب ْد ِ الّر ْ صد ِْري ،وَ َ إ َِلى َ
َ
هم د َفَعْت ُ ُ ه ،ثُ ّ ه وَط َي ّب ْت ُ ُ ضت ُ ُ ف ْ ه ،وَن َ َ مت ُ ُ ص ْ ق َ ك فَ َ وا َ س َ ت ال ّ خذ ْ ُ صَره ُ ،فَأ َ الل ّهِ ب َ َ
ست َِناًنا قَ ّ َ
ط نا ْ ست َ ّ ل الل ّهِ ا ْ سو َ ت َر ُ ما َرأي ْ ُ ن ب ِهِ ،فَ َ ست َ ّ ي َ فا ْ إ َِلى الن ّب ِ ّ
َ أ َحسن منه ،فَما ع َ َ
لم َقا َ ه ثُ ّ صب َعَ ُ ل الل ّهِ َ رفَعَ ي َد َه ُ أوْ إ ِ ْ سو ُ ن فََرغ َ َر ُ دا أ ْ َ َ ْ َ َ ِ ْ ُ
َ َ َ
نت ب َي ْ َ ما َ لَ : قو ُ ت تَ ُ ضى ،وَكان َ ْ م قَ َ ق الع ْلى " .ث َل ًَثا ،ث ُ ّ " ِفي الّرِفي ِ
101
ذاقِن َِتي" حاقِن َِتي وَ َ َ
ل الل ّهِ َ
سو َ ن َر ُ ي:أ ّ ن ن ِعَم ِ الل ّهِ ع َل َ ّ م ْ ن ِ ل :إِ ّ قو ُ ت تَ ُ كان َ ْ ة أنها َ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
َ
ن
معَ ب َي ْ َ ج َ ه َ ن الل ّ َ ري ،وَأ ّ ح ِ ري وَن َ ْ ح ِ س ْ ن َ مي ،وَب َي ْ َ ي ِفي ب َي ِْتي ،وَِفي ي َوْ ِ ت ُوُفّ َ
ك ،وأناَ
َ َ وا ُ س َ ن ،وَب ِي َد ِهِ ال ّ ِ م
ح َ ي ع َب ْد ُ الّر ْ ل ع َل َ ّ خ َ موْت ِهِ :د َ َ عن ْد َ َ قهِ ِ قي وَِري ِ ِري ِ
َ َ
ك، وا َ س َ ب ال ّ ح ّ ه يُ ِ ت أن ّ ُ ه ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ،وَع ََرفْ ُ ل الل ّهِ ، فََرأي ْت ُ ُ سو َ سن ِد َة ٌ َر ُ م ْ ُ
َ ه َ ،فا ْ ْ َ ْ َ َ
خذ ُه ُ ل َ ْ
شت َد ّ ع َلي ْهِ ، م " فَت ََناوَلت ُ ُ ن ن َعَ ْ سهِ " :أ ْ شاَر ب َِرأ ِ ك ؟ فَأ َ ت:آ ُ قل ُ فَ ُ
َ َ ْ َ ُ
ن
مّره ُ ،وَب َي ْ َ ه ،فَأ َ م " فَل َي ّن ْت ُ ُ ن ن َعَ ْ سه ِ " :أ ْ شاَر ب َِرأ ِ ك ؟ فَأ َ ه لَ َ ت :أل َي ّن ُ ُ وَقُل ْ ُ
ماِء ل ي َد َي ْهِ ِفي ال َ خ ُ ل ي ُد ْ ِ جعَ َ ماٌء ،فَ َ مُر ِ -فيَها َ ك عُ َ ش ّ ة -يَ ُ ي َد َي ْهِ َرك ْوَة ٌ أ َوْ ع ُل ْب َ ٌ
ت " ثُ ّ
م سك ََرا ٍ ت َ مو ْ ِ ن ل ِل ْ َ ه ،إِ ّ ه إ ِّل الل ّ ُ ل " :ل َ إ ِل َ َ قو ُ ه ،يَ ُ جه َ ُ ما وَ ْ ح ب ِهِ َ س ُ م َ فَي َ ْ
َ
ت مال َ ْ ض وَ َ حّتى قُب ِ َ ق الع َْلى " َ ل ِ " :في الّرِفي ِ قو ُ ل يَ ُ جعَ َ ب ي َد َه ُ ،فَ َ ص َ نَ َ
102
ه" ي َد ُ ُ
ن
ن ب َي ْ َ كا َ هَ - - ل الل ّ َ سو َ ن َر ُ ة -رضى الله عنها -قالت :إ ِ ّ ش َ عائ ِ َ وعن َ
ش ّ َ
ي َد َي ْهِ َرك ْوَة ٌ -أوْ ع ُل ْب َ ٌ
ل ي َد َي ْهِ ِفى خ ُ ل ي ُد ْ ِ جعَ َ مُر -فَ َ ك عُ َ ماٌء ،ي َ ُ ة ِفيَها َ
تسك ََرا ٍ ت َ مو ْ ِ ن ل ِل ْ َ ه ،إِ ّ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ل » ل َ إ ِل َ َ قو ُ ه وَي َ ُ جه َ ُ ما وَ ْ ح ب ِهِ َ س ُ م َ ماِء ،فَي َ ْ ال ْ َ
ضحّتى قُب ِ َ ق ال َع َْلى « َ . ل » ِفى الّرِفي ِ قو ُ ل يَ ُ جعَ َ ب ي َد َه ُ فَ َ ص َ م نَ َ « .ثُ ّ
مال َ ْ
103
ت ي َد ُه ُ . وَ َ
َ
ة- م ُ ت َفاط ِ َ قال َ ْ شاه ُ ،فَ َ ل ي َت َغَ ّ جعَ َ ىَ - - ّ ل الن ّب ِ ق َ ما ث َ ُ ل لَ ّ س َقا َ ن أن َ ٍ وع َ ْ
ْ َ َ
ب ب َعْد َ الي َوْم ِ ك ك َْر ٌ س ع ََلى أِبي ِ ل ل ََها » ل َي ْ َ قا َ ب أَباه ُ .فَ َ م َ -واك َْر َ سل َ ُ ع َل َي َْها ال ّ
َ َ َ
سفْرد َوْ ِ ة ال ْ ِ جن ّ ُ ن َ م ْ عاه ُ َ ،يا أب ََتاه ْ َ ب َرّبا د َ َ جا َ ت َيا أب ََتاه ْ ،أ َ ت َقال َ ْ ما َ ما َ « .فَل َ ّ
ة -ع َل َي َْها َ ْ
م ُ ت َفاط ِ َ ن َقال َ ْ ما د ُفِ َ ل ن َن َْعاه ْ .فَل َ ّ ري َ جب ْ ِ مأَواه ُ َ ،يا أب ََتاه ْ إ َِلى ِ َ
ّ َ َ َ َ َ َ
ل اللهِ - - سو ِ حُثوا ع َلى َر ُ ن تَ ْ مأ ْ سك ُ ْ ف ُ ت أن ْ ُ س ،أطاب َ ْ م َ -يا أن َ ُ سل َ ُ ال ّ
104
ب الت َّرا َ
ْ
ري ح ِ ري وَن َ ْ ح ِ س ْ ن َ ه ب َي ْ َ س ُ ل الل ّهِ وََرأ ُ سو ُ ض َر ُ ت قُب ِ َ ة َقال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
ْ َ ّ َ َ َ
حا قَط أطي َ َ ت فَل ّ َقال َ ْ
105
من َْها" ب ِ جد ْ ِري ً مأ ِ هل ْ س ُ ف ُ ت نَ ْ ج ْ خَر َ ما َ
84
وع َ َ
ة
دين َ َ م ِ ل الل ّهِ ال ْ َ سو ُ م ِفيهِ َر ُ ذي قَد ِ َ م ال ّ ِ ن ال ْي َوْ ُ كا َ ما َ ل :لَ ّ س َ ،قا َ ن أن َ ٍ ْ
ّ ّ ْ َ َ ُ َ
ل اللهِ سو ُ ت ِفيهِ َر ُ ما َ ذي َ م ال ِ ن الي َوْ ُ ما كا َ يٍء ،فَل ّ ش ْ ل َ من َْها ك ّ ضاَء ِ أ َ
َ َ
ل الل ّهِ سو ِ ب قَب ْرِ َر ُ ن ت َُرا ِ م ْ ضَنا أي ْد ِي ََنا ِ ف ْ ما ن َ َ ل :وَ َ يٍء َ ،قا َ ش ْ ل َ من َْها ك ُ ّ م ِ أظ ْل َ َ
106
حّتى أ َن ْك َْرَنا قُُلوب ََنا" َ
قال ابن رجب :ولما توفي رسول الله اضطرب المسلمون ،فمنهم
من دهش فخولط ،ومنهم من أقعد فلم يطق القيام ،ومنهم من اعتقل
لسانه فلم يطق الكلم ،ومنهم من أنكر موته بالكلية.
قال القرطبي مبينا عظم هذه المصيبة وما ترتب عليها من أمور:
ط، ساب ِ ٍ ن بن َ م ِ ح َ ن ع َب ْد ِ الّر ْ من أعظم المصائب المصيبة في الدين ..فعَ ْ
ة ،فَل ْي َذ ْك ُْر َ ل الل ّه ":إ َ ُ عَ َ
صيب َ ٍ م ِ م بِ ُ حد ُك ُ ْ بأ َ صي َ ذا أ ِ ِ ِ سو ُ ل َر ُ لَ :قا َ هَ ،قا َ ن أِبي ِ ْ
ْ َ َ
ه" .وصدق رسول الله , ه ِبي ،فَإ ِن َّها أع ْظ ُ
107
عن ْد َ ُ ب ِ صائ ِ ِ م َ م ال َ صيب َت َ ُ م ِ ُ
لن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم
القيامة ،انقطع الوحي ،وماتت النبوة ،وكان أول ظهور الشر بارتداد
108
العرب ,وغير ذلك ،وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه
ج عائ ِ َ خبرِنى أ َبو سل َم َ َ وع َن الزهْرى َقا َ َ
ة -رضى الله عنها َ -زوْ َ ش َ ن َ ةأ ّ َ َ ُ لأ ْ ََ ِ ّ ِ ّ
َ َ َ
ه
س ِ ل أُبو ب َك ْرٍ -رضى الله عنه -ع ََلى فََر ِ ت أقْب َ َ ه َقال َ ْ خب ََرت ْ ُ ى- -أ ْ الن ّب ِ ّ
حّتى سَ ، م ي ُك َل ّم ِ الّنا َ جد َ ،فَل َ ْ س ِ م ْ ل ال ْ َ خ َ ل ،فَد َ َ حّتى ن ََز َ ح َ سن ْ ِ سك َن ِهِ ِبال ّ م ْ ن َ م ْ ِ
ى - -وَهُ َ
و م الن ّب ِ ّ م َ ة -رضى الله عنها -فَت َي َ ّ ش َ عائ ِ َ ل ع ََلى َ خ َ ل فَد َ َ ن ََز َ
َ
كى م بَ َ ه ثُ ّ قب ّل َ ُ ب ع َل َي ْهِ فَ َ م أك َ ّ جهِهِ ،ث ُ ّ ن وَ ْ ف عَ ْ ش َ حب ََرةٍ ،فَك َ َ جى ب ِب ُْرد ِ ِ س ّ م َ ُ
ة الِتىّ ْ َ َ َ ّ َ ّ َ َ قا َ فَ َ
موْت َ ُ ما ال َ ن،أ ّ موْت َت َي ْ ِ ه ع َلي ْك َ معُ الل ُ ج َ ى اللهِ ،ل ي َ ْ ت َيا ن َب ِ ّ ل ب ِأِبى أن ْ َ
َ َ
س -رضى الله ن ع َّبا ٍ خب ََرِنى اب ْ ُ ة فَأ ْ م َ سل َ َ ل أُبو َ مت َّها َ ،قا َ قد ْ ُ ك فَ َ ت ع َل َي ْ َ ك ُت ِب َ ْ
مُر -رضى الله عنه - ن أَبا ب َك ْرٍ -رضى الله عنه َ - َ َ
ج وَع ُ َ خَر َ عنهما -أ ّ
َ َ َ
شهّد َ أُبو س .فَأَبى ،فَت َ َ جل ِ ْ لا ْ قا َ س .فَأَبى .فَ َ جل ِ ْ لا ْ قا َ س .فَ َ م الّنا َ ي ُك َل ّ ُ
قا َ َ
ما ب َعْد ُ ، لأ ّ مَر فَ َ كوا ع ُ َ س ،وَت ََر ُ ل إ ِل َي ْهِ الّنا ُ ما َ ب َك ْرٍ -رضى الله عنه -فَ َ
نم ْ ت ،وَ َ ما َ دا - -قَد ْ َ م ً ح ّ م َ ن ُ دا - -فَإ ِ ّ م ً ح ّ م َ م ي َعْب ُد ُ ُ من ْك ُ ْ ن ِ كا َ ن َ م ْ فَ َ
مد ٌ إ ِل ّ ح ّ م َ ما ُ ه ت ََعاَلى }وَ َ ل الل ّ ُ ت َ ،قا َ مو ُ ى ل َ يَ ُ ّ ح ه َ ن الل ّ َ ه فَإ ِ ّ ن ي َعْب ُد ُ الل ّ َ كا َ َ
م ع ََلى َ َ
قل َب ْت ُ ْ ل ان َ ت أوْ قُت ِ َ ما َ ل أفَِإن ّ س ُ من قَب ْل ِهِ الّر ُ ت ِ خل َ ْ ل قَد ْ َ سو ٌ َر ُ
هزي الل ّ ُ ج ِ سي َ ْ شي ًْئا وَ َ ه َ ضّر الل ّ َ قب َي ْهِ فََلن ي َ ُ ى عَ ِ َ
ب ع َل َ قل ِ ْ من َين َ م وَ َ قاب ِك ُ ْ أ َع ْ َ
َ
كوُنوا م يَ ُ س لَ ْ ن الّنا َ ن{ ) (144سورة آل عمرانَ ،والل ّهِ ل َك َأ ّ ري َ شاك ِ ِ ال ّ
ها أُبو ب َك ْرٍ -رضى الله عنه -فَت َل َ ّ َ َ َ
هاقا َ حّتى ت َل َ َ ة َ ل الي َ َ ه أن َْز َ ن الل ّ َ نأ ّ مو َ ي َعْل َ ُ
ها. 109 . شٌر إ ِل ّ ي َت ُْلو َ معُ ب َ َ س َ ما ي ُ ْ س ،فَ َ ه الّنا ُ من ْ ُ ِ
قال القرطبي :هذه الية أدل دليل على شجاعة الصديق وجراءته ،فإن
الشجاعة والجراءة حدهما ثبوت القلب عند حلول المصائب ،ول مصيبة
أعظم من موت النبي ,فظهرت شجاعته وعلمه ،قال الناس :لم
يمت رسول الله ومنهم عمر ،وخرس عثمان ،واستخفى علي،
مسند أبي يعلى الموصلي) (3378صحيح - 106
85
واضطرب المر ,فكشفه الصديق بهذه الية حين قدومه من مسكنه
110
بالسنح.
فرحم الله الصديق الكبر ،كم من مصيبة درأها عن المة! وكم من
فتنة كان المخرج على يديه! وكم من مشكلة ومعضلة كشفها بشهب
الدلة من القرآن والسنة ،التي خفيت على مثل عمر رضي الله عنه !
فاعرفوا للصديق حقه ،واقدروا له قدره ،وأحبوا حبيب رسول الله ,
فحبه إيمان وبغضه نفاق
َ
دوا ما أَرا ُ ل لَ ّ قو ُ ة تَ ُ ش َ عائ ِ َ ت َ معْ ُ س ِ ل َ ن الّزب َي ْرِ َقا َ ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ
ّ
ن ع َّباد ِ ب ْ ِ وع َ ْ
َ
ه
ن ث َِياب ِ ِ م ْ ل الل ّهِ ِ - - سو َ جّرد ُ َر ُ ما ن َد ِْرى أن ُ َ ى َ - -قاُلوا َوالل ّهِ َ ل الن ّب ِ ّ س َ غَ ْ
َ َ
م ه ع َل َي ْهِ ُ قى الل ّ ُ فوا أل ْ َ خت َل َ ُ ما ا ْ ه فَل َ ّ ه وَع َل َي ْهِ ث َِياب ُ ُ سل ُ ُ م ن ُغَ ّ موَْتاَنا أ ْ جّرد ُ َ ما ن ُ َ كَ َ
ة
حي َ ِ ن َنا ِ م ْ م ِ مك َل ّ ٌ م ُ مه ُ ْ م ك َل ّ َ صد ْرِهِ ث ُ ّ ه ِفى َ ل إ ِل ّ وَذ َقْن ُ ُ ج ٌ م َر ُ من ْهُ ْ ما ِ حّتى َ م َ الن ّوْ َ
موا إ َِلى َ
قا ُ ه فَ َ ى - -وَع َل َي ْهِ ث َِياب ُ ُ سلوا الن ّب ِ ّ
ن اغ ْ ِ ُ ن هُوَ أ ِ م ْ ن َ ت ل َ ي َد ُْرو َ ال ْب َي ْ ِ
ص
مي ِ ق ِ ماَء فَوْقَ ال ْ َ ن ال ْ َ صّبو َ ه يَ ُ ص ُ مي ُ سُلوه ُ وَع َل َي ْهِ قَ ِ ل الل ّهِ - -فَغَ َ سو ِ َر ُ
ن ْ َ قو ُ عائ ِ َ م وَ َ َ ْ وَي ُد َل ُ ّ
م ْ ت ِ قب َل ُ ست َ ْ ل لوِ ا ْ ة تَ ُ ش ُ ت َ كان َ ْ ديهِ ْ ن أي ْ ِ دو َ ص ُ مي ِ ق ِ ه ِبال َ كون َ ُ
َ
ساؤ ُ ُ ه إ ِل ّ ن ِ َ سل َ ُ ما غ َ ّ
111
ه. ت َ ست َد ْب َْر ُ ما ا ْ رى َ ِ م
أ ْ
داُء ف َ ه ال ْ ِ سي ل َ ُ ف ِ حِبيب َُنا وَن َب ِي َّنا ب ِأ َِبي هُوَ وَن َ ْ ي إ ِل َي َْنا َ ل :ن ُعِ َ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َقا َ وع َ ْ
َ
ة فَن َظَر إ ِلي َْنا َ ُ ْ َ
ش َ عائ ِ َ مَنا َ تأ ّ معََنا ِفي ب َي ْ ِ ج َ فَراقَ َ ما د ََنا ال ِ ت ،فَل ّ س ّ موْت ِهِ ب ِ ِ ل َ قَب ْ َ
ه، م الل ّ ُ فظ َك ُ ُ ح ِ هَ ، م الل ّ ُ حّياك ُ ُ م وَ َ حًبا ب ِك ُ ْ مْر َ لَ ": م َقا َ ت ع َي َْناه ُ ،ث ُ ّ معَ ْ فَد َ َ
ه، م الل ّ ُ ه ،رِْزقَك ُ ُ م الل ّ ُ داك ُ ُ ه ،هَ َ م الل ّ ُ ه َ ،رفْعَك ُ ُ م الل ّ ُ صَرك ُ ُ ه ،نَ َ م الل ّ ُ آَواك ُ ُ
ُ ُ
صي وى الل ّهِ ،وَأو ِ ق َ م ب ِت َ ْ صيك ُ ْ ه ،أو ِ م الل ّ ُ ه ،قَب ِل َك ُ ُ م الل ّ ُ مك ُ ُ سل ّ َ هَ ، م الل ّ ُ قك ُ ُ وَفّ َ
َ َ
ن َل ت َعُْلوا ع ََلى الل ّ ِ
ه ن،أ ْ مِبي ٌ ذيٌر ُ م نَ ِ م إ ِّني ل َك ُ ْ ه ع َل َي ْك ُ ْ ف ُ خل ِ ُ ست َ ْ م وَأ ْ ه ب ِك ُ ْ الل ّ َ
جعَل َُها خَرة ُ ن َ ْ داُر اْل ِ ك ال ّ م :ت ِل ْ َ ل ِلي وَل َك ُ ْ ه َقا َ ن الل ّ َ عَباد ِهِ وَب َِلد ِهِ ،فَإ ِ ّ ِفي ِ
م َقا َ ْ ْ َ َ ْ ُ َ ل ِل ّ ِ
ل: ن ،ثُ ّ قي َ مت ّ ِ ة ل ِل ُ دا َوالَعاقِب َ ُ سا ً ض وَل فَ َ ِ وا ِفي الْر ن ع ُل ّ دو َ ري ُ ن ل يُ ِ ذي َ
َ
بقل َ ُ من ْ َ ل َوال ْ ُ ج ُ ل " :قَد ْ د ََنا اْل َ َ م َقا َ ن " ،ثُ ّ َ ري ِ مت َك َب ّ وى ل ِل ْ ُ ً مث ْ م َ جهَن ّ َ س ِفي َ َ أل َي ْ
س اْل َوَْفى ْ ْ إَلى الل ّه ،وإَلى سدرة ال ْمنتهى ،وإَلى جنة ال ْ ْ
مأَوى َ ،والك َأ ِ َ ّ ِ َ َِ ِ َْ ِ ُ ََْ
َ ِ َِ
َ
ِ
ن؟ َ ذ إ ك َ ُ ل س َ غ ي ن م َ ف ، ِ ه ّ ل ال ي َ َِ ّ ب ن يا : نا
َ ْ ل ُ ق َ ف ـ ه ب س ح أ ـ " لى َ ْ ع ل ْ ا ق في ر وال
ِ ْ َ ْ ُ ّ
َ َ
ْ َ ُ ُ
َ َ ّ ِ ِ
ل: فن ُك ؟ َقا َ َ َ
ما ن ُك ّ في َ ْ
ل ب َي ِْتي الد َْنى َفالد َْنى " ،قُلَنا :فَ ِ ْ ْ ل أهْ ِ جا ُ ل " :رِ َ َقا َ
َ َ
صَر " ، م ْ ض ِ من ِي ّةٍ ،أوْ ِفي ب ََيا ِ حل ّةٍ ي َ َ م ،أوْ ِفي ُ شئ ْت ُ ْ ن ِ " ِفي ث َِياِبي هَذ ِهِ إ ِ ْ
فَر مهْل غ َ َ ً لَ ": كى ،وََقا َ مّنا ؟ فَب َك َي َْنا وَب َ َ ك ِ صلي ع َلي ْ َ َ ّ ن يُ َ م ْ ل :قُل َْنا :فَ َ َقا َ
موِني ع ََلى ضعْت ُ ُ م وَ َ موِني ث ُ ّ سل ْت ُ ُ ذا غ َ ّ خي ًْرا ،إ ِ َ م َ ن ن َب ِي ّك ُ ْ م عَ ْ جَزاك ُ ْ م وَ َ ه ل َك ُ ْ الل ّ ُ
لن أ َوّ َ ة ،فَإ ِ ّ ساع َ ً جوا ع َّني َ خُر ُ ري َفا ْ فيرِ قَب ْ ِ ش ِ ذا ع ََلى َ ري ِفي ب َي ِْتي هَ َ ري ِ س ِ َ
مل اللهِ ، ث ُ ّ ّ كاِئي ُ مي َ م ِ ل ،ثُ ّ ري ُ جب ْ ِ سي ِ جِلي ِ خِليِلي وَ َ ي َ َ
صلي ع َل ّ ّ ن يُ َ م ْ َ
ةَ
ملئ ِك ُ َ م ال َ ْ جُنود ِهِ ،ث ُ ّ معَ ُ ت اللهِ َ ّ موْ ِ ملك ال َْ ُ َ م َ ل اللهِ ، ث ُ ّ ّ سَراِفي ُ إِ ْ
َ
صّلوا ع َل َ ّ
ي جا فَ َ جا فَوْ ً ي فَوْ ً خُلوا ع َل َ ّ م اد ْ ُ معَِها ،ث ُ ّ ج َ م ب ِأ ْ ه ع َل َي ْهِ ْ صّلى الل ّ ُ َ
خةٍ وَل َران ّةٍ ، َ صارِ َ َ ه َقا َ َ ما وَل ت ُؤ ْ ُ َ ّ
ل ـ :وَل َ سب ُ ُ ح َ ذوِني ب َِباك ِي َةٍ ـ أ ْ سِلي ً موا ت َ ْ سل ُ وَ َ
َ َ َ ْ
مسك ُ ْ ف َ م ب َعْد َ َ ،واقَْرُءوا أن ْ ُ م أن ْت ُ ْ ل ب َي ِْتي ،ث ُ ّ ل أهْ ِ جا ُ ي رِ َ صَلةِ ع َل َ ّ وَل ْي َب ْد َأ ِبال ّ
86
َ
لخ َن دَ َ م ْ م ،وَ َ سَل َ
مّني ال ّ واِني فَأب ْل ُِغوه ُ ِ خ َن إِ ْ م ْب ِ غا َ ن َ م ْ م ،وَ َ سَل َ مّني ال ّ ِ
ه َقا َ َ َ ُ َ َ ُ ُ ُ ُ
لـ سب ُ ُ
ح َ مـأ ْ سل َم أّني أقَْرأ ال ّ شهِد ُك ْ دي فَإ ِّني أ ْ م ب َعْ ِ م ِفي ِدين ِك ْ معَك ْ َ
ْ
مةِ " قُلَنا : قَيا َ ْ َ
مي إ ِلى ي َوْم ِ ال ِ ن ي َوْ ِم ْ َ
ن َتاب َعَِني ع َلى ِديِني ِ م ْ ل َ ُ َ
ي وَع َلى ك ّ َ
ع َل ّ
َ خل ُ َ
ل ب َي ِْتي ل أهْ ِ جا ُ ل " :رِ َ مّنا ؟ َقا َ ك ِ ك قَب َْر َ ن ي ُد ْ ِ ل الل ّهِ ، ،فَ َ
م ْ سو َِيا َر ُ
ث َل ت ََروْن َهُ ْ مَلئ ِك َةٍ ك َِثيَرةٍ ي ََروْن َك ُ ْ
112
م" حي ْ ُ ن َ م ْم ِ معَ َ َ
ـــــــــــــــ
ب ال َْعال ِي َ ُ
ة طال ِ ُ م َ ي ) ( 1121وال ْ َ عاُء ِللط ّب ََران ِ ّ سن َد ُ ال ْب َّزاِر) ( 1790و الد ّ َ م ْ خاُر ُ حُر الّز ّ - 112ال ْب َ ْ
َ
ت ال ْك ُب َْرى ِلب ْ ِ
ن قا ُ ة اْلوْل َِياِء ( 5278) 4/198والط ّب َ َ حل ْي َ ُ ي ) ( 4451و ِ قَلن ِ ّس َ جرٍ ال ْعَ ْ ح َ ن َ ظ اب ْ ِ حافِ ِ ل ِل ْ َ
سعْدٍ (1981) 2/197وإتحاف السادة المتقين 10/286و 290و المجمع 9/25ودلئل النبوة َ
7/232والبداية والنهاية 5/253حديث حسن لغيره
مّرة َ ، ن َ ع ، ها
َ د ني ِ سا ذا ال ْك ََلم قَد روي ع َن مرة َ ،ع َن ع َبد الل ّه من غ َير وجه وأ َ قال البزار :وَهَ َ
ْ ُ ُ َ َ ٍ ْ ِ َ ْ ْ ِ ِ ِ ْ ْ ْ ُ ّ ُ ْ ُ ِ َ
َ َ ْ
ن
م ْ
ن َ ما هُوَ ع َ ْ مّرة َ وَإ ِن ّ َ ن ُم ْ َ
معْ هَذا ِ س َ م يَ ْ يل ْ صب ََهان ِ ّ ن ال ْ ن بْ ُم ِ ح َ
ة ،وَع َب ْد ُ الّر ْ قارِب َ ٌ مت َ َ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ُ عَ ْ
مّرة َ . ر يَ غ ه ّ لال د ب ع ن ع ه وا ر دا ح َ أ م َ ل ع َ أ َ
ل و ، ة ر م ن ع أَ ْ
ُ ُ ْ ِ ِ ْ َ ْ َ َ َ ُ ً َ ُ ْ َ َ ْ ُ ّ َ خب َ ُ
ه رَ
ووهم الذهبي فحكم بوضعه لوجود عبد الملك بن عبد الرحمن ففاته أنه قد توبع عند طب
وسعد وغيرهما
87
المبحث الثالث
ب لقاء الله أحب الله لقاءه.
من أح ّ
ض
قب َ ْ م يُ ْ ه لَ ْ ح » إ ِن ّ ُ حي ٌ ص ِ ل وَهْوَ َ قو ُ ى - -يَ ُ ّ ن الن ّب ِ كا َ ت َ ة َقال َ ْ ش َ عائ ِ َ عن َ
ه ع ََلى ْ
س ُ ل ب ِهِ وََرأ ُ ما ن ََز َ خي َّر « .فَل َ ّ م يُ َ جن ّةِ ،ث ُ ّ ن ال ْ َ م َ قعَد َه ُ ِ م ْ حّتى ي ََرى َ ى َ ن َب ِ ّ
َ َ
لم َقا َ ت ثُ ّ ف ال ْب َي ْ ِ ق ِ س ْ صَره ُ إ َِلى َ ص بَ َ خ َ ش َ م أَفاقَ ،فَأ ْ ى ع َل َي ْهِ ،ث ُ ّ ش َ ذى غ ُ ِ خ ِ فَ ِ
َ َ
ث دي ُ ح ِ ه ال ْ َ ت أن ّ ُ خَتاُرَنا .وَع ََرفْ ُ ذا ل َ ي َ ْ ت إِ ً قل ْ ُ م الّرِفيقَ الع َْلى « .فَ ُ » الل ّهُ ّ
م ب َِها » الل ّهُ ّ
م مةٍ ت َك َل ّ َ خَر ك َل ِ َ تآ ِ كان َ ْ ت فَ َ ح َقال َ ْ حي ٌ ص ِ حد ّث َُنا وَهْوَ َ ن يُ َ كا َ ذى َ ال ّ ِ
الّرِفيقَ ال َع َْلى « .113
ل»م َ
قاَء الل ّ ِ
ه ب لِ َ ح ّ نأ َ َ ْ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ ت عَ ِ م ِ صا ِ ن ال ّ ن ع َُباد َة َ ب ْ ِ وع َ ْ
ة أوَ َ
ش ُ ْ عائ ِ َ ت َ قاَءه ُ « َ .قال َ ْ ه لِ َ قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ ن ك َرِه َ ل ِ َ م ْ قاَءه ُ ،وَ َ ه لِ َ ب الل ّ ُ ح ّ أ َ
َ
ذان إِ َ م َ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ ك ،وَل َك ِ ّ ذا َ س َ ل » ل َي ْ َ ت َ .قا َ موْ َ جهِ إ ِّنا ل َن َك َْره ُ ال ْ َ ض أْزَوا ِ ب َعْ ُ
َ َ َ ّ ْ
ما م ّ ب إ ِلي ْهِ ِ ح ّ ىٌء أ َ ش ْ س َ مت ِهِ ،فَلي ْ َ ن اللهِ وَك ََرا َ وا ِ ض َ شَر ب ِرِ ْ ت بُ ّ مو ْ ُ ضَره ُ ال َ ح َ َ
َ ْ ّ َ ّ َ َ
شَر ضَر ب ُ ّ ح ِ ذا ُ ن الكافَِر إ ِ َ قاَءه ُ ،وَإ ِ ّ ه لِ َ ب الل ُ ح ّ قاَء اللهِ وَأ َ ب لِ َ ح ّ ه ،فَأ َ م ُ ما َ أ َ
َ َ
قاَء الل ّ ِ
ه ه ،ك َرِه َ ل ِ َ م ُ ما َ ما أ َ م ّ ىٌء أك َْره َ إ ِل َي ْهِ ِ ش ْ س َ قوب َت ِهِ ،فَل َي ْ َ ب الل ّهِ وَع ُ ُ ذا ِ ب ِعَ َ
قاَءه ُ «. 114 ه لِ َ وَك َرِه َ الل ّ ُ
ه ل:م َ ل اللهِ َ قا َ
قاَء الل ِ ب لِ َ ح ّ نأ َ َ ْ سو ِ ن َر ُ ت ،عَ ْ م ِ صا ِ ن ال ّ ن ع َُباد َة َ ب ْ ِ وع َ ْ
َ
ة إ ِّنا ش ُ عائ ِ َ ت َ قال َ ْ قاَءه ُ فَ َ ه لِ َ قاَء اللهِ ك َرِه َ الل ّ ُ ن ك َرِه َ ل ِ َ م ْ قاَءه ُ ،وَ َ ه لِ َ ب الل ّ ُ ح ّ أ َ
ي : ل َ ،وَل َك ِ ّ
ن ل الن ّب ِ ّ قا َ قاَء اللهِ ؟ فَ َ ك ك ََراه ِي َت َُنا ل ِ َ ذا َ ت ،فَ َ مو ْ َ ن َك َْره ُ ال ْ َ
َ شر بما أ َمام َ
قاَءه ُ ، ه لِ َ ب الل ّ ُ ح ّ قاَء اللهِ ،وَأ َ ب لِ َ ح ّ هأ َ ضَر فَب ُ ّ َ ِ َ َ َ ُ ح ِ ذا ُ ن إِ َ م َ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
َ
قاَء اللهِ ،وَك َرِه َ الل ّ ُ
ه ه ك َرِه َ ل ِ َ م ُ ما َ ما أ َ شَر ب ِ َ ضَر ،فَب ُ ّ ح ِ ذا ُ كافَِر إ ِ َ ن ال ْ َ وَإ ِ ّ
115
ه. قاَء ُ لِ َ
َ
خْير ِفي ل ال ْ َ داَءة ب ِأهْ ِ م ال ْب ُ َ قد ّ َ ما ت َ َ واِئد غ َْير َ ف َ ن ال ْ َ م ْ ديث ِ ح ِ ذا ال ْ َ وَِفي هَ َ
َ َ َ
س جن ْ ِ ن ِ م ْ جاَزاة َ ِ م َ ن ال ْ ُ شّر أك ْث ََر وَِفيهِ أ ّ هل ال ّ نأ ْ كا َ ن َ م وَإ ِ ْ شَرفِهِ ْ كر ل ِ َ الذ ّ ْ
َ
نمِني َ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ ة ِبال ْك ََراهَةِ وَِفيهِ أ ّ حب ّةِ َوال ْك ََراهَ َ م َ ة ِبال ْ َ حب ّ َ م َ ل ال ْ َ ه َقاب َ َ ل فَإ ِن ّ ُ م ِ ال ْعَ َ
خرة وفيه نظ َر فَإن الل ّ َ َ
مل حت َ ِ ن الّرؤ ْي َةِ وَي َ ْ م ْ م ِ قاَء أع َ ّ م ِفي اْل ِ َ ِ َ ِ ِ َ ٌ ِ ّ ن َرب ّهُ ْ ي ََروْ َ
َ
ب الل ّ ِ
ه وا ِ قاَء ث َ َ ديُره ُ ل ِ َ ق ِ ف تَ ْ حذ ْ ٌ قاَء الل ّهِ " َ وله " ل ِ َ ن ِفي قَ ْ كو َ ن يَ ُ ع ََلى ب ُعْد ٍ أ ْ
َ
قَلِء َل ي َك َْرهُ ن ال ْعُ َ م ْ دا ِ ح ً نأ َ قاب ِل ِهِ ِل َ ّ م َ ن بِ ُ ه ال ْب ُعْد ِ ِفيهِ اْل ِت َْيا ُ ج ُ ك وَوَ ْ حو ذ َل ِ َ وَن َ ْ
ن َل ي َل ْ َ َ
قى ةأ ْ شي َ َ خ ْ ه َ ما ي َك َْرهُ ُ ت إ ِن ّ َ موْ َ ن ي َك َْره ُ ال ْ َ م ْ ل َ ل كُ ّ ب الل ّهِ ب َ ْ وا ِ قاَء ث َ َ لِ َ
ما ل ِعَد َم ِ ت وَإ ِ ّ ل ِبالت ّب ََعا ِ شغْ ِ جن ّةِ ِبال ّ ل ال ْ َ خو ِ ن دُ ُ طائ ِهِ ع َ ْ ما ِل ِب ْ َ ب الل ّهِ إ ِ ّ وا َ ثَ َ
َ َ
ت ما ُ ت ع َل َي ْهِ ع ََل َ ذا ظ َهََر ْ ضَر إ ِ َ حت َ ِ م ْ ن ال ْ ُ كافِرِ .وَِفيهِ أ ّ كال ْ َ صًل َ خولَها أ ْ دُ ُ
َ ْ شَر ِبال ْ َ َ
ن س .وَِفيهِ أ ّ ذا ِبالعَ َك ْ ِ خي ْرِ وَك َ َ ه بُ ّ ك د َِليًل ع ََلى أن ّ ُ ن ذ َل ِ َ كا َ سُرورِ َ ال ّ
دم معَ ع َ َ ة َ مك ِن َ ٌ م ْ وت ِلن َّها ُ م ْ مّني ال ْ َ ن تَ َ ي عَ ْ ل ِفي الن ّهْ ِ خ ُ قاِء الل ّهِ َل ت َد ْ ُ ة لِ َ حب ّ َ م َ َ
ل ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ
صو ِ ح ُ ه ِفيَها ب ِ ُ حال ُ ة ل ي َفْت َرِقُ َ صل ً حا ِ ة َ حب ّ ُ م َ ن ت َكون ال َ وت كأ ْ
َ م ْ مّني ال َ تَ َ
َ
حَياة حاَلة ال ْ َ مول ع ََلى َ ح ُ م ْ وت َ م ْ مّني ال ْ َ ن تَ َ ن الن ّْهي ع َ ْ خرِهِ وَأ ّ ت وََل ب ِت َأ ّ مو ْ ِ ال ْ َ
مَعاي ََنة فََل ت َد ْ ُ َ
ي ل هِ َ حت الن ّْهي ب َ ْ خل ت َ ْ ضار َوال ْ ُ حت ِ َ عْند اِل ْ ما ِ مّرة وَأ ّ ست َ ِ م ْ ال ْ ُ
-صحيح البخارى)(4463 113
88
َ
ن صيًل فَ َ
م ْ ف ِ حة ت َ ْ ص ّ حال ال ّ وت ِفي َ م ْ هة ال ْ َ ن ِفي ك ََرا َ حّبة .وَِفيهِ أ ّ ست َ َ م ْ ُ
ما مو ً مذ ْ ُ ن َ َ
خَرةِ كا َ ْ
ن ن َِعيم ِ ال ِ م ْ وت ِ م ْ ْ
ما ب َْعد ال َ حَياةِ ع َلى َ َ ْ
ه ِإيَثاًرا ل ِل َ كرِهَ ُ َ
َ َ
ل
م ِ صًرا ِفي ال ْعَ َ ق ّ م َ ن ُ كو َ ن يَ ُ خذ َةِ ك َأ ْ ؤا َ م َ ي إ َِلى ال ْ ُ َ ضف ِ ن يُ ْ ةأ ْ شي َ َ خ ْ ه َ ن ك َرِهَ ُ م ْ وَ َ
َ َ ُ
ب ج ُ ما ي َ ِ مرِ الل ّهِ ك َ َ م ب ِأ ْ قو َ ت وَي َ ُ ن الت ّب َِعا ِ م ْ ص ِ خل ّ َ ن ي َت َ َ ه ِباْلهْب َةِ ب ِأ ْ ست َعِد ّ ل َ ُ م يَ ْ لَ ْ
َ َ
ذا حّتى إ ِ َ خذ ِ اْل ُهْب َةِ َ ن ي َُباد َِر إ َِلى أ ْ كأ ْ جد َ ذ َل ِ َ ن وَ َ م ْ ن ي َن ْب َِغي ل ِ َ ذوٌر ل َك ِ ْ معْ ُ فَهُوَ َ
قاِء الل ّهِ ت ََعاَلى . ن لِ َ م ْ جو ب َعْد َه ُ ِ ما ي َْر ُ ه لِ َ حب ّ ُ ل يُ ِ ه بَ ْ ت َل ي َك َْرهُ ُ مو ْ ُ ضَره ُ ال ْ َ ح َ َ
َ َ َ
ك قع ذ َل ِ َ ما ي َ َ حَياء وَإ ِن ّ َ ن اْل ْ م ْ حد ٌ ِ ن الّله ت ََعاَلى َل ي ََراه ُ ِفي الد ّن َْيا أ َ وَِفيهِ أ ّ
َ
قاِء الل ّهِ " وَقَد ْ ن لِ َ دو َ ت ُ موْ ُ وله " َوال ْ َ ن قَ ْ م ْ ذا ِ خ ً تأ ْ موْ ِ ن ب َْعد ال ْ َ مِني َ مؤ ْ ِ ل ِل ْ ُ
فى الل ّ َ قدم أ َن الل ّ َ َ
ة وَقَد ْ وََرد َ ت الّرؤ ْي َ ُ ف ْ قاُء ا ِن ْت َ َ ذا ا ِن ْت َ َ ن الّرؤ ْي َةِ فَإ ِ َ م ْ م ِ قاء أع َ ّ تَ َ ّ َ ّ
ُ َ بأ َ
عا ِفي مْرُفو ً ة َ م َ ما َ ديث أِبي أ َ ح ِ ن َ م ْ سل ِم ِ ِ م ْ ح ُ ِ حي ِ ص
َ في ِ ذا َ َ ه نْ م
ِ ح
َ ر َ ص
ْ ِ
116
موُتوا " . ُ َ ُ َ َ َ
حّتى ت َ ُ م َ ن ت ََرْوا َرب ّك ْ مل ْ موا أن ّك ْ ل وَِفيهِ " َواع ْل ُ وي ٍ ثط ِ دي ٍ ح ِ َ
ه
ح ُ س َ م َ ن َ سا ٌ مّنا إ ِن ْ َ كى ِ شت َ َ ذا ا ْ ل الل ّهِ - -إ ِ َ سو ُ ن َر ُ كا َ ت َ ة َقال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
َ َ
فاَء ش َ شاِفى ل َ ِ ت ال ّ ف أن ْ َ ش ِ س َوا ْ ب الّنا ِ س َر ّ ب ال َْبا َ ل » أذ ْه ِ ِ م َقا َ مين ِهِ ث ُ ّ ب ِي َ ِ
ق َ
ل ل الل ّهِ - -وَث َ ُ سو ُ ض َر ُ مرِ َ ما َ ما « .فَل َ ّ ق ً س َ فاًء ل َ ي َُغاد ُِر َ ش َ ك ِ فاؤ ُ َ ش َ إ ِل ّ ِ
ل» م َقا َ دى ث ُ ّ ن يَ ِ م ْ صن َعُ َفان ْت ََزع َ ي َد َه ُ ِ ن يَ ْ كا َ ما َ حو َ َ صن َعَ ب ِهِ ن َ ْ َ
ت ب ِي َد ِهِ ل ْ خذ ْ ُ أَ َ
ذات أ َن ْظ ُُر فَإ ِ َ ت فَذ َهَب ْ ُ ق الع َْلى «َ .قال َ ْ
َ
معَ الّرِفي ِ جعَل ِْنى َ فْر ِلى َوا ْ م اغ ْ ِ الل ّهُ ّ
117
ضى. هُوَ قَد ْ قَ َ
ه
ت ِفي ِ جاَء ْ ه ،وَقَد ْ َ عاء ل َ ُ ن َ ،والد ّ َ ِ مي ريض ِبال ْي َ ِ م ِ سح ال ْ َ م ْ حَباب َ ست ِ ْ ِفيهِ ا ِ ْ
مذ ْ ُ ْ َ ْ
مْعتَها ِفي ك َِتاب الذ ْ َ
ن
م ْ كور هَُنا ِ ذا ال َ كار ،وَهَ َ ج َ حة َ حي َ ص ِ رَِواَيات ك َِثيَرة َ
118
سنَها . َ
ح َ أ ْ
ـــــــــــــــ
89
المبحث الرابع
لمثل هذا فأعدوا
ما جَناَزةٍ فَل َ ّ ل الل ّهِ ِ - -فى ِ سو ِ معَ َر ُ ل :ك ُّنا َ ب َقا َ عازِ ٍ ن َ ن الب ََراِء ب ْ ِ
ْ
عَ ِ
حّتى ب َ ّ
ل كى َ ه فَب َ َ قب َل ْت ُ ُ ست َ ْ ت َفا ْ ست َد َْر ُ قب ْرِ َفا ْ جَثا ع ََلى ال ْ َ قب ْرِ َ ان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ
َ
119
دوا «. ع ّ ذا ال ْي َوْم ِ فَأ ِ ل هَ َ مث ْ ِ واِنى ل ِ ِ خ َ ل »:إ ِ ْ م َقا َ الث َّرى ث ُ ّ
صَر ل الل ّهِ - -إ ِذ ْ ب َ ُ سو ِ معَ َر ُ ن َ ح ُ ما ن َ ْ ل ب َي ْن َ َ ب َقا َ عازِ ٍ ن َ ن الب ََراِء ب ْ ِ
ْ
وع َ ِ
هَ .قا َ
ل فُرون َ ُ ح ِ ل ع ََلى قَب ْرٍ ي َ ْ معَ ع َل َي ْهِ هَؤ ُل َِء «ِ .قي َ جت َ َ ما ْ ل » ع َل َ َ قا َ ماع َةٍ فَ َ ج َ بِ َ
حّتى ان ْت ََهى إ َِلى َ
رعا ً َ س ِ م ْ حاب ِهِ ُ ص َ ن ي َد َىْ أ ْ ل الل ّهِ - -فَب َد ََر ب َي ْ َ سو ُ فزِع َ َر ُ فَ َ
َ
كى صن َعُ فَب َ َ ما ي ْ ن ي َد َي ْهِ لن ْظ َُر َ ِ ن ب َي ْ م ْ ه ِ قب َل ْت ُ ُ ست َ ْ ل َ -فا ْ جَثا ع َل َي ْهِ َ -قا َ قب ْرِ فَ َ ال ْ َ
ذال هَ َ مث ْ ِ واِنى ل ِ ِ خ َ ل » أ َىْ إ ِ ْ ل ع َل َي َْنا َقا َ م أ َقْب َ َ عه ِ ث ُ ّ مو ِ ن دُ ُ م ْ ل الث َّرى ِ حّتى ب َ ّ َ
َ ْ
120
دوا « ع ّ الي َوْم ِ فَأ ِ
د،
دوا( أي لمثل نزول أحدكم قبره فليع ّ )أي إخواني لمثل هذا اليوم فأع ّ
ل الثرى وإذا كان هذا حال وكان واقفا ً على شفير قبر وبكى حتى ب ّ
ذاك الجناب الفخم فكيف حال أمثالنا؟ والعجب كل العجب من غفلة
من لحظاته معدودة وأنفاسه محدودة فمطايا الليل والنهار تسرع إليه
ول يتفكر إلى أن يحمل ويسار به أعظم من سير البريد ول يدري إلى
أي الدارين ينقل فإذا نزل به الموت قلق لخراب ذاته وذهاب لذاته لما
سبق من جناياته وسلف من تفريطاته حيث لم يقدم لحياته وفيه ندب
تذكير الغافل خصوصا ً الخوان ومثلهم القارب لن الغفلة من طبع
البشر وينبغي للمرء أن يتفقد نفسه ومن يحبه بالتذكير ،ولّله در حسان
رضي الّله عنه حيث يقول:
تخير خليل ً من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ج ِفي خَر َ ق ،فَ َ فَرْزد َ ِ مَرأ َة ُ ال ْ َ واُر ا ْ ت الن ّ َ ي :ت ُوُفّي َ ِ م ّ مي ِ سى الت ّ ِ مو َ ل أُبو ُ
َقا َ َ
َ
ن
س ُ ح َ ل ال ْ َ قا َ ن ،فَ َ س ُ ح َ ج ِفيَها ال ْ َ خَر َ صَرةِ ،وَ َ ل ال ْب َ ْ جوه ُ أهْ ِ جَناَزت َِها وُ ُ ِ
ه إ ِل ّ َ َ َ ْ َ ْ
ن ل َ إل َ شَهاد َة َ أ ْ لَ : س َ ،قا َ ذا الي َوْم ِ َيا أَبا فَِرا ٍ دت ل ِهَ َ ما أع ْد َ ْ قَ : فَرْزد َ ِ ل ِل َ
ل: قا َ ها ،فَ َ م ع ََلى قَب ْرِ َ ت َقا َ ما د ُفِن َ ْ ل :فَل َ ّ ة َ ،قا َ سن َ ً ن َ ماِني َ من ْذ ُ ،ث َ َ ه ُ الل ّ ُ
َ م ي َُعافِِني ...أ َ َ أَ َ
قا ضي َ َ قب ْرِ ال ْت َِهاًبا وَأ ْ ن ال ْ َ م َ شد ّ ِ ن لَ ْ قب ْرِ إ ْ ف وََراَء ال ْ َ خا ُ
فَرْزد ََقا سوقُ ال ْ َ واقٌ ي َ ُ س ّ ف وَ َ مةِ َقائ ِد ٌ ...ع َِني ٌ قَيا َ م ال ْ ِ جاَءِني ي َوْ َ ذا َ إ َ
َ َ
121
قل َد َةِ أْزَرَقا ل ال ْ ِ مغُْلو َ شى ...إ َِلى الّنارِ َ م َ ن َ م ْ ن أوْل َد ِ دارم َ م ْ ب ِ خا َ قد ْ َ لَ َ
ت ن ،وَ َ َ ن ؛ َقا َ وع َ َ
ح َ ت تَ ْ كان َ ْ ت أع ْي ُ ٍ وارِ ب ِن ْ ِ جَناَزةِ الن ّ ّ جَنا ِفي ِ خَر ْ لَ : ن أَبا َ ْ
ق
فَرْزد َ ُ ْ
ل ال َ ق ؛ َقا َ ّ
ما ك ُّنا ِفي الط ِ َ
صرِيّ ،فَل ّ ْ ْ ال ْ َ
ري ِ ن الب َ ْ س ُ ح َ ق ،وَِفيَها ال َ
َ ِ فَرْزد َ
ن ؟ َقا َ
ل قوُلو َ ما ي َ ُ ل :وَ َ س ؟ َقا َ ل الّنا ُ قو ُ ما ي َ ُ سِعيد ٍ ! ت َد ِْري َ ن َ :يا أَبا َ س ِ ح َ ل ِل ْ َ
ن: قوُلو َ ل :يَ ُ س َ .قا َ شّر الّنا ِ س وَ َ خي ُْر الّنا ِ جَناَزةِ َ ن ِ :في هَذ ِهِ ال ْ َ قوُلو َ :يَ ُ
س
خي ْرِ الّنا ِ ت بِ َ س ُ ن :لَ ْ س ُ ح َ ل ال ْ َ قا َ س .فَ َ شّر الّنا ِ س ،وَإ ِّني َ خي ُْر الّنا ِ ك َ إ ِن ّ َ
- 119السنن الكبرى للبيهقي )ج / 3ص (6750)(369حسن
- 120مسند أحمد) (19108حسن
- 121مصنف ابن أبي شيبة (36882) (66 / 14) -و فيض القدير ،شرح الجامع الصغير) ( 3020
والكشكول (126 / 1) -
90
صّلى َ
ن ،فَ َ س ُ ح َ م ال ْ َ قد ّ َ ن تَ َ جّبا ِ ما ان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ س .فَل َ ّ شّر الّنا ِ ت بِ َ َول أن ْ َ
ل َ :يا قا َ قب ْرِ ،فَ َ فيرِ ال ْ َ ش ِ ن ع ََلى َ س ُ ح َ م ال ْ َ قب ْرِ ؛ َقا َ ما ان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ ع َل َي َْها ،فَل َ ّ
َ َ َ
مذ ْ ه ُ ه ِإل الل ُ ن ل إ ِل َ َ شَهاد َة ُ أ ّ لَ : جِع َ .قا َ ض َ م ْ ذا ال ْ َ ت ل ِهَ َ ما أع ْد َد ْ َ س! َ أَبا فَِرا ٍ
حى م ت َن َ ّ قيهٍ .ث ُ ّ ن غ َي ْرِ فَ ِ م ْ ها ِ خذ ْ َ نُ : س ُ ح َ ل ال ْ َ قا َ ة .فَ َ سن َ ً ن َ سب ِْعي َ ضٍع وَ َ بِ ْ
خ ّ جاَء ال ْ َ َ جل َ
طى فَرْزد َقُ وَت َ َ س ب ِهِ ،فَ َ ُ حد َقَ الّنا حت ََبى وَأ ْ س َوا ْ َ ن وَ َ ُ سح َ ال ْ َ
ل: قا َ شعًْرا ؛ فَ َ شد َه ُ ِ ن ؛ فَأ َن ْ َ ِ س
ح َ ي ال ْ َ ِ ن ي َد َ ف ب َي ْ َ حّتى وَقَ َ س َ الّنا َ
َ َ ) أَ َ
قا ( ضي َ َ قب ْرِ ال ْت َِهاًبا وَأ ْ ن ال ْ َ م َ شد ّ ِ م ي َُعافِِني ...أ َ ن لَ ْ قب ْرِ إ ِ ْ ف وََراَء ال ْ َ خا ُ
فَرْزد ََقا ( سوقُ ال ْ َ واقٌ ي َ ُ س ّ ف وَ َ مةِ َقائ ِد ٌ ...ع َِني ٌ قَيا َ م ال ْ ِ جاَءِني ي َوْ َ ذا َ ) إِ َ
َ َ
قلد َةِ أْزَرَقا ( مَر ال ْ ِ ح ّ م َ شى ...إ َِلى الّنارِ ُ م َ ن َ م ْ م َ ن أْولد ِ آد َ َ م ْ ب ِ خا َ قد ْ َ ) لَ َ
حرَِقا ( م ْ سا ُ ن ل َِبا ً ل قَط َْرا ٍ سَراِبي َ سْرب ًَل َ ... م َ حيم ِ ُ ج ِ دارِ ال ْ َ ساقُ إ َِلى َ ) يُ َ
122
مّزَقا ( م ...ي َ ُ َ ذا َ ) إِ َ
ديد ِ ت َ َ ص ِ حّر ال ّ ن َ م ْ ن ِ ذوُبو َ ديد َ َرأي ْت َهُ ْ ص ِ شرُِبوا ِفيَها ال ّ
دا ِفي سي ّ ً ن َ كا َ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ وَ َ جاُرود ُ ب ْ ُ م ال ْ َ ل :قَد ِ َ س َقا َ ٍ ن ع َّبا ِ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ وع َ ْ
مرِ َرِفيعَ ال ْ َ َ
م
ظي َ قد ْرِ ،ع َ ِ طاع َ اْل ْ م َ شيَرت ِهِ ُ ، ما ِفي ع َ ِ ظي ً عا ع َ ِ طا ً م َ مهِ ُ ، قَوْ ِ
ن ال ْ ِ ديعَ ال ْ َ خ ال ْ َ َ
ل، فَعا ِ س َ ح َ لَ ، ما ِ ج َ ب ،بَ ِ س ِ ح َ م َ شا ِ بَ ، ظاه َِر اْلد َ ِ خط َرِ َ ، ال ْ َ
ل ض ِ ف ْ دارِ َ ،وال ْ َ طارِ َواْل َقْ َ خ َ ن ذ َِوي اْل َ ْ م ْ س ِ قي ْ ِ ل ِفي وَفْد ِ ع َب ْد ِ ال ْ َ ما ٍ من َعَةٍ وَ َ ذا َ َ
ق، حو ِ س ُ خل َةِ ال ّ م كالن ّ ْ من ْهُ ْ ل ِ ج ٍ ل َر ُ ن ،كُ ّ ها ِ حةِ َوال ْب ُْر َ صا َ ف َ ن َ ،وال ْ َ سا ِ ح َ َواْل ِ ْ
َ
ن ِفي دي َ ج ّ م ِ جَلد ِ ُ ، دوا ل ِل ْ ِ جَياد َ ،وَأع َ ّ جن ُّبوا ال ْ ِ ق قَد ْ َ فِني َ ِ ل ال ْ َ ح ِ ف ْ كال ْ َ ع ََلى َناقَةٍ َ
ميًل ميًل فَ ِ ن ِ قط َُعو َ ميًل ،وَي َ ْ ن ذَ ِ سيُرو َ م ،يَ ِ مرِه ِ ْ ن ِفي أ ْ مي َ حازِ ِ مَ ، سي ْرِه ِ ْ َ
َ َ
خ شاي ِ ِ م َ مهِ َوال ْ َ جاُرود ُ ع ََلى قَوْ ِ ل ال ْ َ ي فَأقْب َ َ جد ِ الن ّب ِ ّ س ِ م ْ عن ْد َ َ خوا ِ حّتى أَنا ُ َ
ْ َ ْ
خي ُْر ب ،وَ َ سي ّد ُ العََرَ ِ مد ٌ الغ َّر َ ، ح ّ م َ ذا ُ م ،هَ َ ل َ :يا قَوْ ُ قا َ مه ِ ،ف َ َ ن ب َِني ع َ ّ م ْ ِ
سُنوا ع َل َي ْ ِ
ه ح ِ ن ي َد َي ْهِ ،فَأ ْ م ب َي ْ َ فت ُ ْ م ع َل َي ْهِ ،وَوَقَ ْ خل ْت ُ ْ ذا د َ َ ب ،فَإ ِ َ مط ّل ِ ِ وَل َد ِ ع َب ْد ِ ال ْ ُ
َ َ
مما ُ ك ال ْهُ َ مل ِ ُ م :أي َّها ال ْ َ معِهِ ْ ج َ قاُلوا ب ِأ ْ م .فَ َ عن ْد َه ُ ال ْك ََل َ م ،وَأ َقِّلوا ِ سَل َ ال ّ
َ َ
ما ل َ ق ْ ت ،فَ ُ مْر َ ذا أ َ جاوَِز إ ِ َ ن نُ َ ت وَل َ ْ ضْر َ ح َ ذا َ م إِ َ ن ن َت َك َل ّ َ م ،لَ ْ غا ُ ضْر َ سد ُ ال ّ َواْل َ
جاُرود ُ ض ال ْ َ ن .فَن َهَ َ ت ،فَإ ِّنا َتاب ُِعو َ شئ ْ َ ما ِ ل َ م ْ ن َ ،واع ْ َ مُعو َ سا ِ ت ،فَإ ِّنا َ شئ ْ َ ِ
ن
جّرو َ مائ ِم ِ ،ي َ ُ ص َ دوا ِبال ّ م ،وَت ََر ّ مائ ِ َ موا ال ْعَ َ ديد ٍ ،قَد ْ د َوّ ُ صن ْ ِ ي ِ م ّ ل كَ ِ ِفي ك ُ ّ
ن اْل ْ َ َ َ
ب مَناقِ َ ن َ ذاك َُرو َ شَعاَر ،وَي َت َ َ دو َ ش ُ م ،ي َت ََنا َ ن أذ َْيال َهُ ْ حُبو َ س َ م وَي َ ْ سَيافَهُ ْ أ ْ
عيا ،إ َ اْل َ ْ
ن
مُروا ،وَإ ِ ْ م ائ ْت َ َ مَرهَ ُ نأ َ ِ ْ ن ِ ّ سك ُُتو َ ويًل ،وََل ي َ ْ ِ ن طَ مو َ خَيارِ َ ،ل ي َت َك َل ّ ُ
زجرهُم ازدجروا ،ك َأ َنه ُ
مث َُلوا ب َي ْ َ
ن حّتى َ ل َ مُهو ٍ ذو ل َب ُؤ َةٍ َ مَها ُ قد ِ ُ ل يَ ْ سد ُ ِغي ٍ مأ ْ ُّ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ
َ ْ َ َ ْ ْ َ
ف
شهَد ِ ،د َل َ م ْ ل ال َ م أهْ ُ صَرهُ ْ جد َ ،وأب ْ َ س ِ م ْ م ال َ قو ْ ُ ل ال َ خ َ ما د َ َ ي فَل ّ ي الن ّب ِ ّ ي َد َ ِ
َ َ َ َ
ل: قو ُ شأ ي َ ُ م أن ْ َ ه ،ثُ ّ م ُ سَل َ ن َ س َ ح َ ه وَأ ْ م ُ سَر ل َِثا َ ح َ ي وَ َ م الن ّب ِ ّ ما َ جاُرود ُ أ َ ال ْ َ
دا َوآًل َفآَل ت فَد ْفَ ً ل قَط َعَ ْ جا ٌ ك رِ َ دى أ َت َت ْ َ ي ال ْهُ َ َيا ن َب ِ ّ
ك ك ََلَل ل ِفي َ ل ال ْك ََل َ خا ُ ح ط ُّرا َل ت َ َ ص َ حا ِ ص َ ك ال ّ حو َ َ ت نَ ْ وَط َوَ ْ
صَنا إ ِْرَقاَل َ
ف ع َن َْها أْرقَل َت َْها َقَِل ُ صُر الط ّْر ُ ق ُ ماَء ي َ ْ ل د َهْ َ كُ ّ
جم ٍ ت َت ََلَل ماةٍ ك َأن ْ ُ ح ِفيَها بك ُ َ م ُ ج َ جَياد ُ ت َ ْ وَط َوَت َْها ال ْ ِ
هاَل َ تبتغي دفْع بأ ْ
م َ ب ذ ِك ُْره ُ ث ُ ّ قل ْ َ ل ال ْ َ ج َ س أوْ َ ٍ س ي َوْم ٍ ع َُبو ِ َ َ َ ََِْ
َ ل الل ّهِ ذ َل ِ َ
ه وَأد َْناه ُ ،وََرفَ َ
ع دا ،وَقَّرب َ ُ دي ً ش ِ حا َ ح فََر ً ك فَرِ َ سو ُ معَ َر ُ س ِ ما َ فَل َ ّ
َ جاُرود ُ ،ل َ َ َ
كم َ قو ْ ِ ك وَب ِ َ خَر ب ِ َ قد ْ ت َأ ّ ل َ " :يا َ ه ،وََقا َ م ُ حَباه ُ وَأك َْر َ ه وَ َ س ُ جل ِ َ م ْ َ
91
َ
ن
م ْ خط َأ َ قد ْ أ َ ْ ل الل ّهِ ،ل َ َ سو َ ل َ :والل ّهِ َيا َر ُ مد ُ َ .قا َ م اْل َ
َ
ل ب ِك ُ ُ طا َ عد ُ ،و َ َ مو ْ ِ ال ْ َ
َ َ َ
ة
حوَب َ ٍ م َ خي ْب َةٍ ،وَأع ْظ َ ُ م الل ّهِ أك ْب َُر َ ك َواي ْ ُ شد َه ُ ،وَت ِل ْ َ م ُر ْ صد ُه ُ ،وَع َد ِ َ ك قَ ْ خط َأ َ أَ ْ
حقّ ،وَن َط َ ْ َ
ت ق ُ ت ِبال ْ َ جئ ْ َ قد ْ ِ ه .لَ َ س ُ ف َ ش نَ ْ ه ،وََل ي َغُ ّ ب أهْل َ ُ َ ،والّرائ ِد ُ َل ي َك ْذ ِ ُ
ت جد ْ ُ قد ْ و َ َ ن وَل ِّيا ،ل َ َ مِني َ مؤ ْ ِ ك ل ِل ْ ُ خَتاَر َ حقّ ن َب ِّيا وا ْ ك ِبال ْ َ ذي ب َعَث َ َ ق َ ،وال ّ ِ صد ْ ِ ِبال ّ
كحي ّةِ ل َ َ ل الت ّ ِ طو ُ ل ،وَ ُ ن ال ْب َُتو ِ ك اب ْ ُ شَر ب ِ َ قد ْ ب َ ّ ل ،وَل َ َ جي ِ ك ِفي اْل ِن ْ ِ ف َ ص َ وَ ْ
ن ،وََل َ َ سل َ َ َ َ َ
مد ّ نُ . قي ٍ ك ب َعْد َ ي َ ِ ش ّ ك ،ل أث ََر َ ب َعْد َ ع َي ْ ٍ ك وَأْر َ م َ ن أك َْر َ م ْ شك ُْر ل ِ َ َوال ّ
ل الل ّهِ َ .قا َ َ َ َ
ل: سو ُ مد ٌ َر ُ ح ّ م َ ك ُ ه ،وَأن ّ َ ه إ ِّل الل ّ ُ ن َل إ ِل َ َ شهَد ُ أ ْ ك ،فَأَنا أ ْ ي َد َ َ
سُروًرا ، م ُ ي ب ِهِ ْ سّر الن ّب ِ ّ سي ّد ٍ ،وَ ُ ل َ مه ِ ك ُ ّ ن قَوْ ِ م ْ ن ِ م َ جاُرود ُ َ ،وآ َ ن ال ْ َ م َ َفآ َ
ن
م ْ س َ قي ْ ِ ماع َةِ وَفْد ِ ع َب ْد ِ ال ْ َ ج َ ل ِفي َ جاُرود ُ ،هَ ْ ل َ " :يا َ حُبوًرا ،وََقا َ ج ُ َواب ْت َهَ َ
َ
مي ن قَوْ ِ ن ب َي ْ ِ م ْ ل الل ّهِ ،وَأَنا ِ سو َ ه َيا َر ُ ل :ك ُل َّنا ن َعْرِفُ ُ سا ؟ َقا َ ف ل َْنا قُ ّ ي َعْرِ ُ
َ َ َ َ
ب، ط ال ْعََر ِ سَبا ِ نأ ْ م ْ طا ِ سب ْ ً س ِ ن قُ ّ كا َ خب ََره ُ َ ب َ فو أث ََره ُ وَأط ْل ُ ُ ت أقْ ُ ك ُن ْ ُ
سن َةٍ ، مائ َةِ َ سب ْعَ ِ مَر َ سن َةٍ ع ُ ّ ح َ شي ْب َةٍ َ ذا َ بَ ، خط َ َ ذا َ حا إ ِ َ صي ً ب ،فَ ِ س ِ ح الن ّ َ حي َ ص ِ َ
ض َ ِ ِ َْ َ ي ب ه ر ّ ف َ ق ت في ِ سى َ ُ ِ ّ ُ َ ٌ ََ َ ّح ت ي ، ر را َ ق ه ر ق ي ل َ و ، ر ُ ِّ ُ َ ٌ دا ه ن ك ت ل َ ، رِ َْ فا َ ق ْ ل ا ر ي َت َ ُ ّ ف ق
َ
ح ع ََلى سّيا َ ح وَي َت ْب َعُ ال ّ سو َ م ُ س ال ْ ُ م ،ي َل ْب َ ُ وا ّ ش َوال ْهَ َ ح ِ س ِبال ْوَ ْ الن َّعام ِ ،وَي َأن َ ُ
ب ضَر ُ دان ِي ّةِ ،ت ُ ْ ح َ قّر ل ِل ّهِ ِبال ْوَ ْ م ِ ن الّرهَْبان ِي ّةِ ُ ، م َ فت ُُر ِ ح َ ،ل ي َ ْ ِ سي م ِ ج ال ْ َ من َْها ِ ِ
ْ َ َ َ َ
سك َرأ َ ل .أد َْر َ دا ُ ه اْلب ْ َ ل ،وَت َت ْب َعُ ُ وا ُ ف ب ِهِ اْلهْ َ َ ش ُ ل ،وَت ُك ْ َ مَثا ُ مت ِهِ اْل ْ حك ْ َ بِ ِ
َ َ
ن ت َعَب ّد َ ِفي م ْ ب وَأع ْب َد ُ َ ن ال ْعََر ِ م َ ه ِ ن ت َأل ّ َ م ْ ل َ ن فَهُوَ أوّ ُ مَعا َ س ْ ن َ وارِّيي َ ح َ ال ْ َ
ظب ،وَوَع َ َ مآ ِ ب َوال ْ َ قل َ ِ من ْ َ سوَء ال ْ ُ حذ َّر ُ ب وَ َ سا ِ ح َ ث َوال ْ ِ ن ِبال ْب َعْ ِ ق َ ب ،وَأ َي ْ َ ق ِ ح َ ال ْ ِ
ظ ،ال ْ َ ن اْل َل ْ َ َ
ب خاط ِ ُ فا ِ س ُ ح َ ت ،ال ْ َ فوْ ِ ل ال ْ َ ل قَب ْ َ م ِ مَر ِبال ْعَ َ ت ،وَأ َ مو ْ ِ ب ِذ ِك ْرِ ال ْ َ
ُ
ب، ج وَع َذ ْ ٍ جا ٍ ب ،وَأ َ س وََرط ْ ٍ ب ،وََياب ِ ٍ ق وَغ َْر ٍ شْر ٍ م بِ َ ظ ،ال َْعال ِ ُ كا َ ق عُ َ سو ِ بِ ُ
َ
َ
ه ل َي َب ْل ُغَ ّ
ن ذي هُوَ ل َ ُ ب ال ّ ِ م ِبالّر َِ س ُ ق ِ ن ي َد َي ْهِ ،ي ُ ْ ب ب َي ْ َ ك َأّني أن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ َ ،وال ْعََر ُ
ل: قو ُ شأ ي َ ُ م أ َن ْ َ ه ,ثُ ّ مل َ ُ ل عَ َ م ٍ عا َ ل َ ن كُ ّ ه ،وَل َي ُوَفّي َ ّ جل َ ُ بأ َ
َ
ال ْك َِتا ُ
ن ن ََهاُر خَلل َهُ ّ ل ِ كاُر وَل ََيا ٍ واه ُ اد ّ َ ج َ ن َ م ْ ب ِ قل ْ ِ ج ل ِل ْ َ ها َ َ
داُر ل ي َوْم ٍ ت ُ َ س ِفي ك ُ ّ م ٌ ش ْ ل وَ َ مُر الل ّي ْ ِ حث َّها قَ َ م يَ ُ جو ٌ وَن ُ ُ
طاُر م َ ن ُ ديد ٌ ِفي ال ْ َ عاد ٌ َ س ال ْعُُيو َ ها ي َط ْ ِ
قي ْ ِ خافِ َ ش ِ ن وَرِ َ م ُ
َ
ضوُْء َ َ
ما ي َُزاُر ب ي َوْ ً م ِفي الت َّرا ِ ضيعٌ كلهُ ْ ّ ُ مط وََر ِ ٌ ش َ م وَأ ْ وَغ ُل ٌ َ
ُ
فاُر ن قِ َ ت فَهُ ّ خل َ ْ خَرى َ خي َْر وَأ ْ ت ال ْ َ حوَ ِ شي ّد َة ٌ َ م َ صوٌر ُ وَقُ ُ
حاُر ذي َل ي َ َ ة الّناظ ِرِ ال ّ ِ س ُ جوْ َ ه َ صُر ع َن ْ ُ ق ّ ما ي ُ َ م ّ وَك َِثيٌر ِ
دى َواع ْت َِباُر سا ل ََها هُ ً فو ً ل ع ََلى الل ّهِ ن ُ ُ ت دَ ّ ذي قَد ْ ذ َك َْر ُ َوال ّ ِ
كا َ َ
ظ ق عُ َ سو ِ ساه ُ ب ِ ُ ت أن ْ َ س ُ جاُرود ُ ،فَل َ ْ ك َيا َ سل ِ َ ي " : ع ََلى رِ ْ ل الن ّب ِ ّ قا َ فَ َ
َ ع ََلى جمل ل َه أ َورقَ ،وهُو يتك َل ّم بك ََلم مونق ،ما أ َظ ُ َ
ه، فظ ُ ُ ح َ ن أّني أ ْ ّ َ َ َ ََ ُ ِ َ ٍ ُ َ ٍ َ َ ٍ ُ َْ
شي ًْئا ؟ ه َ من ْ ُ فظ لَنا ِ َ ُ ح َ ن يَ ْ م ْ صارِ َ ن َوالن ْ َ ْ ري َ ِ جمَها ِ شَر ال ُ ْ معْ َ م َيا َ من ْك ُ ْ ل ِ فَهَ ْ
َ َ
ضًرا حا ِ ت َ ه ،وَك ُن ْ ُ فظ ُ ُ ح َ ل الل ّهِ ،إ ِّني أ ْ سو َ ل َ :يا َر ُ ما ،وََقا َ ب أُبو ب َك ْرٍ َقائ ِ ً فَوَث َ َ
َ
حذ َّر ب ،وَ َ ب وََرهّ َ ب ،وََرغ ّ َ ب فَأط ْن َ َ خط َ َ ن َ حي َ ظ ِ كا ٍ ق عُ َ ِ سو م بِ ُ ك ال ْي َوْ َ ذ َل ِ َ
َ وَأ َن ْذ ََر ،فَ َ
م ذا وَع َي ْت ُ ْ عوا ،فَإ ِ َ مُعوا وَ ُ س َ س،ا ْ خط ْب َت ِهِ " :أي َّها الّنا ُ ل ِفي ُ قا َ
ت، تآ ْ ما هُوَ آ ٍ ل َ ت ،وَك ُ ّ ت َفا ْ ما َ ن َ م ْ ت ،وَ َ ما ْ ش َ عا َ ن َ م ْ ه َ فُعوا إ ِن ّ ُ َفان ْت َ ِ
َ َ ُ َ َ
ع
مي ٌ ج ِ تَ ، وا ْ م َ حَياٌء وَأ ْ ت ،وَأ ْ مَها ْ ت َ ،وآَباٌء وَأ ّ وا ْ ت ،وَأْرَزاقٌ وَأقْ َ مط ٌَر وَن ََبا ْ َ
ض َ ْ َ وَأ ْ َ
ن ِفي الْر َ ِ خب ًَرا ،وَإ ِ ّ ماءِ ل َ س َ ن ِفي ال ّ
َ َ
ت .إِ ّ ت ب َعْد َ آَيا ْ ت َ ،وآَيا ٌ شَتا ْ
ج. وا ْ م َ تأ ْ ذا ُ حاٌر َ ج وَب ِ َ ت رَِتا ْ ذا ُ ض َ ج وَأْر ٌ ت أب َْرا ْ ذا ُ ماٌء َ س َ ج ،وَ َ دا ْ ل َ ل َعِب ًَرا ،ل َي ْ ٌ
92
َ َ َ مال ِ َ
مموا ؟ أ ْ قام ِ فَأَقا ُ م َ ضوا ِبال ْ ُ ن ؟ أَر ُ جُعو َ ن فََل ي َْر ِ س ي َذ ْهَُبو َ ي أَرى الّنا َ َ َ
هّ َ َ َ كوا هَُنا َ ت ُرِ ُ
ن ل ِل ِ ما إ ِ ّ حان ًِثا ِفيهِ وَل آث ِ ً قا ل َ ح ّ ما َ س ً س قَ َ م قُ ّ س َ موا ؟ أقْ َ ك فََنا ُ
َ َ
ه، حين ُ ُ ن ِ حا َ م ع َل َي ْهِ ،ون َب ِّيا قَد ْ َ ذي أن ْت ُ ْ م ال ّ ِ ن ِدين ِك ُ ُ م ْ ب إ ِل َي ْهِ ِ ح ّ ت ََعاَلى ِديًنا هُوَ أ َ
ه ،فَ ُ َ وأ َظ َل ّك ُ َ
ن م ْ ل لِ َ داه ُ ،وَوَي ْ ٌ ن ب ِهِ فَهَ َ م َ نآ َ م ْ طوَبى ل ِ َ م إ ِّبان ُ ُ ه ،وَأد َْرك َك ُ ْ م أَوان ُ ُ ْ َ
ْ ْ ُ ْ َ ْ َ م َقا َ َ
نقُرو ِ خال ِي َةِ َ ،وال ُ مم ِ ال َ ن ال َ م َ فل ة ِ ِ ب الغَ ْ ل :ت َّبا ِلْرَبا ِ صاه ُ ,ث ُ ّ ه وَع َ َ ف ُ خال َ َ
َ َ َ
واد ُ ؟ ض َوال ْعُ ّ ري ُ م ِ ن ال ْ َ داد ُ ؟ وَأي ْ َ ج َ ن اْلَباُء َواْل ْ شَر إ َِياد ٍ ،أي ْ َ معْ َ ضي َةِ َ .يا َ ما ِ ال ْ َ
َ ن ال ْ َ َ
جد َ ؟ وَغ َّرهُ ف وَن َ ّ خَر َ شي ّد َ ؟ وََز ْ ن ب ََنى وَ َ ْ م ن َ َ داد ُ ؟ أي ْ ش َ ة ال ّ عن َ ُ فَرا ِ َ وَأي ْ
عى ،وَقا َ َ َ َ
ل :أَنا َرب ّك ُ ُ
م َ معَ فَأوْ َ ج َ ن ب ََغى وَط ََغى ،وَ َ م ْ ن َ ل َوال ْوَل َد ُ ؟ أي ْ َ ما ُ ال ْ َ
ممن ْك ُ ْ ل ِ ماًل ،وَأ َط ْوَ َ مآ َ من ْك ُ ْ واًل ،وَأب ْعَد َ ِ
َ
م َ مأ ْ
كونوا أ َك ْث َر منك ُ َ
َ ِ ْ ْ م يَ ُ ُ اْلع َْلى أل َ ْ
َ َ
ة، م َبال ِي َ ٌ مه ُ ْ ظا ُ ع َ ك ِ طاوُل ِهِ ،فَت ِل ْ َ م ب ِت َ َ مّزقَهُ ْ م الث َّرى ب ِك َل ْك َل ِهِ ،وَ َ حن َهُ ُ جاًل ؟ ط َ َ آ َ
معُْبود ُ حد ُ ا ل ْ َ وا ِ ه ال ْ َ ل هُوَ الل ّ ُ ة ،ك َّل ،ب َ ْ ب ال َْعاوِي َ ُ مَرت َْها الذ َّئا ُ ة ،عَ َ خال ِي َ ٌ م َ وَب ُُيوت ُهُ ْ
َ َ
ل: قو ُ شأ ي َ ُ م أن ْ َ موُْلود ٍ ,ث ُ ّ والد ٍ وََل َ س بِ َ ،ل َي ْ َ
ُ
صائ ِْر ن ل ََنا ب َ َ قُرو ِ ن ال ْ ُ م َ ن ِ ن اْلوِّلي َ هبي َ ذا ِ ِفي ال ّ
َ
صاد ِْر م َ س ل ََها َ ت ل َي ْ َ مو ْ ِ دا ل ِل ْ َ وارِ ً م َ ت َ ما َرأي ْ ُ لَ ّ
صاِغُر َواْل َ َ َ َ
كاب ِْر ضي اْل َ م ِ ها ي َ ْ حو َ َ ي نَ ْ م َ ت قَوْ ِ وََرأي ْ ُ
غاب ِْر ن َ ن ال َْباِقي َ م َ ي وََل ِ ضي إ ِل َ ّ ما ِ جعُ ال ْ َ َل ي َْر ِ
صاَر ال ْ َ حال َ َ َ أ َي ْ َ
صائ ِْر م َ قوْ ُ َ ث حي ْ ُ ة َ م َ ت أّني َل َ قن ْ ُ
َ َ
ذو لُ ، جب َ ٍ ة َ ه قِط ْعَ ُ صارِ ب َعْد َه ُ ك َأن ّ ُ ن اْلن ْ َ م َ ل ِ ج ٌ م َر ُ قا َ س .فَ َ جل َ َ م َ ل :ثُ ّ َقا َ
فمِني ٌ هُ ، ؤاب َت َ ُ خى ذ ُ َ ه ،وَأ َْر َ مت َ ُ ما َ م عَ َ مةٍ ،قَد ْ د َوّ َ سي َ ج ِ مة ٍ َ مةٍ ،وََقا َ ظي َ مةٍ ع َ ِ ها َ َ
ب ْ قا َ ت ،فَ َ َ َ أ َُنو ٌ
فوَة َ َر ّ ص ْ ن ،وَ َ سِلي َ مْر َ سي ّد َ ال ُ ل َ :يا َ صو ْ ِ ش ال ّ ج ّ حد َقُ أ َ فأ ْ
َ ن ،لَ َ
ما ل " :وَ َ قا َ مْرغ ًَبا .فَ َ ه َ من ْ ُ ت ِ شهِد ْ ُ جًبا ،وَ َ س عَ َ ن قُ ّ م َ ت ِ قد ْ َرأي ْ ُ مي َ ال َْعال َ ِ
َ َ
ب جاه ِل ِي ّةِ أط ْل ُ ُ ت ِفي ال ْ َ ج ُ خَر ْ لَ : قا َ ه " ؟ فَ َ ه ع َن ْ ُ فظ ْت َ ُ ح ِ ه وَ َ من ْ ُ ه ِ ذي َرأي ْت َ ُ ال ّ ِ
َ َ َ
ف، قائ ِ َ ح َ ف َ خب ََره ُ ِفي ن ََتائ ِ َ ب َ فو أث ََره ُ وَأط ْل ُ ُ ت أقْ ُ مّني ك ُن ْ ُ شَرد َ ِ ب َِعيًرا ِلي َ
ل، سِبي ٌ ن َ ج ّ ل ،وََل ل ِغَي ْرِ ال ْ ِ قي ٌ م ِ ب َ س ب َِها ِللّرك ْ ِ عازِع َ ،ل َي ْ َ عاد ِع َ وََز َ ت دَ َ ذا ِ َ
م .وَأد َْرك َِني الل ّي ْ ُ َ َ
ل س ب ِهِ إ ِّل ال ُْبو ُ ظيم ٍ ل َي ْ َ ل ِفي ط َوْد ٍ ع َ ِ مُهو ٍ ل َ موْئ ِ ٍ ذا أَنا ب ِ َ وَإ ِ َ
َ
لت ب ِل َي ْ ٍ في .فَب ِ ّ سي ْ ِ ن إ َِلى غ َي ْرِ َ في ،وََل أْرك َ ُ حت ْ ِ ن ِفيهِ َ م ُ عوًرا َل آ َ مذ ْ ُ
َ
ه َ جت ُ ُ فَوَل ِ ْ
َ َ
حّتى إ ِ َ
ذا ب َ مقُ ال ْغَي ْهَ َ ب ،وَأْر ُ ب ال ْك َوْك َ َ ل ،أْرقُ ُ صو ٌ موْ ُ ل َ ه ب ِل َي ْ ٍ ل ،ك َأن ّ ُ وي ٍ ِ طَ
كاد الصب َ الل ّي ْ ُ
ل: قو ُ ف يَ ُ هات ِ ٌ ف ِبي َ س ،هَت َ َ ف َ ن ي َت َن َ ّ حأ ْ ّ ْ ُ س ،وَ َ َ سعَ َ ل عَ ْ
َ
محَر ْ ه ن َب ِّيا ِفي ال ْ َ ث الل ّ ُ م قَد ْ ب َعَ َ ح ْ ل اْل َ َ َيا أي َّها الّراقِد ُ ِفي الل ّي ْ ِ
َ
ي َوال ْب ُهَ ْ
م ج َ ت الد َّيا ِ جّنا ِ جُلو د ُ ُ م يَ ْ ل ال ْوََفاِء َوال ْك ََر ْ شم ٍ أهْ ِ ها ِ ن َ مَ ْ ِ
َ َ َ َ َ
صا ، ح ً ه فَ ْ تل ُ معْ ُ س ِ صا وَل َ خ ً ش ْ ه َ تل ُ ما َرأي ْ ُ ت طْرِفي فَ َ ل :فَأد َْر ُ َقا َ
ل: ت أُقو ُ َ ْ فَأ َن ْ َ
شأ ُ
َ ف في داجي الظ ّل َ َ َ
مف أل َ ْ ن ط َي ْ ٍ م ْ ك ِ سهًْل ب ِ َ م أهًْل وَ َ ْ َ ِ َيا أي َّها ال َْهات ِ ُ ِ
م؟ عو إ ِل َي ْهِ ي ُغْت َن َ ْ ذي ت َد ْ ُ ذا ال ّ ِ ما َ م َ ن ال ْك َل ِ ْ ح ِ ه ِفي ل َ ْ ك الل ّ ُ دا َ ن هَ َ ب َي ّ ْ
ل :ظ َهََر الّنوُر ،وَب َط َ َ َ
ث ل الّزوُر ،وَب َعَ َ قو ُ ل يَ ُ حةٍ ،وََقائ ِ ٍ حن َ َ ذا أَنا ب ِن َ ْ ل :فَإ ِ َ َقا َ
ج َوال ْ ِ ب اْل ْ َ دا ِ بال ْ ُ
ذافرِ َ ، مغْ َ مرِ َ ،والّتا ِ ح َ جي ِ ب الن ّ ِ ح َ صا ِ حُبورِ َ ، م ً ح ّ م َ ه ُ الل ّ ُ
ة
شَهاد َ ِ ل َ ب قَوْ ِ ح َ صا ِ حوَرِ َ ، ف اْل َ ْ مرِ َ ،والط ّْر ِ ب اْلقْ َ
َ
ج ِ حا ِ جهِ اْل َْزهَرِ َ ،وال ْ َ ال ْوَ ْ
َ َْ َ َ
ل ض أهْ ِ سوَد ِ َوالب ْي َ ِ ث إ َِلى اْل ْ مب ُْعو ُ مد ٌ ا ل ْ َ ح ّ م َ ك ُ ه ،فَذ َل ِ َ ه إ ِّل الل ّ ُ ن َل إ ِل َ َ :أ ْ
ث لَ ْ
م خل ْقَ ع َب َ ْ ق ال ْ َ خل ِ
م يَ ْ ُ ذي ل َ ْ مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ ح ْ ل :ال ْ َ قو ُ شأ َ ي َ ُ م أ َن ْ َ مد َرِ َوال ْوَب َرِ ,ث ُ ّ ال ْ َ
93
َ عيسى واك ْتر ْ َ
ي قَد ْ خي َْر ن َب ِ ّ مد َ َ ح َ ل ِفيَنا أ ْ س َ ث أْر َ َ ََ ن ب َعْد ِ ِ َ م ْ دى ِ س ً حيًنا ُ خل َِنا ِ يُ ْ
ن ال ْب َِعي ِ
ر ت عَ ِ ل :فَذ ُه ِل ْ ُ ث َ .قا َ ح ّ ب وَ َ ه َرك ْ ٌ ج لَ ُ ح ّ ما َ ه َ صّلى ع َل َي ْهِ الل ّ ُ ث َ ب ُعِ ْ
موَْراَء ، ت ال ْ َ ح ،فَت ََرك َ ُ ضا ُ لي َ سعَ ا ْ ِ ح َ ،وات ّ َ صَبا ُ ح ال ّ سُروُر ،وََل َ فِني ال ّ َواك ْت َن َ َ
ه، م ُ طا َ خ َ ت ِ مل َك ْ ُ شقُ الّنوقَ ،فَ َ ست َن ْ ِ ق يَ ْ فِني ِ ذا أ ََنا ِبال ْ َ ل ،فَإ ِ َ جب َ َ ت ال ْ َ خذ ْ ُ وَأ َ َ
ماه َ من ْ ُ ل ِ ب ,وَذ َ ّ ذا ل َغَ َ حّتى إ ِ َ ة َ ساع َ ً ه َ ة وَهََزْزت ُ ُ طاع َ ً ج َ خَر َ ه ،فَ َ م ُ سَنا َ ت َ وَع َل َوْ ُ
هش لَ ُ ذا الّزاد ُ قَد ْ هَ ّ مَزاد َة ُ ،فَإ ِ َ ت ال ْ َ ساد َة ُ ،وَب ََرد َ ِ ت ال ْوِ َ مي َ ِ ح ِ ب ،وَ َ صعُ َ َ
ة ر ط ع ة ر ض ن , ة ر ض خ ة ض و ر في ، ك َ ر ب َ ف ه َ ل ت ن ذ َ أ و ، َ
ك ر ت َ ف ه ت ْ ك ر ت د ؤاَ ف
ُ ال ْ
َ ْ َ ٍ َ ِ َ ٍ َ ِ َ ٍ َ َِ ٍ ِ َ ِْ ُ ُ ََ ُ ََ ُ ُ ُ ِ
َ ن وَ ُ ّ
ث وَب ََرارٍ ، جا ٍ جث ْ َ ح وَ َ جلى وَأَقا ٍ ن وَع َب َي ْث ََرا َ قَرا َ ن وَع ُن ْ ُ ن وَقُْرَبا َ
َ
ذا َ حو ْ َ ت َ ذا ِ َ ،
كوًرا ، ن بُ ُ مْز ُ ها ال ْ ُ طيًرا ،وََباك ََر َ م ِ جوّ ب َِها َ ت ال ْ َ ما قَد ْ َبا َ قائ ِقَ وَن ََهارٍ ,ك َأن ّ َ ش َ وَ َ
َ َ َ
تذا أك َل ْ ُ حّتى إ ِ َ ضّبا َ صيد ُ َ ل ي َْرت َعُ أّبا ،وَأ ِ جعَ َ ها ن َهَْر ،فَ َ جْر ،وَقََراُر َ ش َ خَلل َُها َ فَ ِ
ه، جَلل َ ُ ت ِ ه ،وَع َل َوْ ُ قال َ ُ ع َ ت ِ حل َل ْ ُ لَ , ت وَع َ ْ ل ،وَع َل َل ْ ُ ت وَن َهَ ْ ل وَن َهَل ْ ُ وَأ َك َ ْ
َ
قط َ ُ
ع ح ،وَي َ ْ سب ِقُ الّري ْ كالن ّب ْل َةِ ،ي َ ْ مّر َ ة وَ َ مل َ َ ح ْ م ال ْ َ ه َ ،فاغ ْت َن َ َ جال َ ُ م َ ت َ سعْ ُ وَأوْ َ
مورِقَ ٍ
ة عاد ْ ُ جرِ َ ش َ ن َ م ْ جرٍ ِ ش َ ف ِبي ع ََلى َواد ْ وَ َ شَر َ حّتى أ َ ْ ح َ سي ْ ف ِ ض ال ْ َ ع َْر َ
ذا أناَ ب فُل ْ ُ َ َ
ت فَإ ِ َ َ ل ،فَد َن َوْ ُ ف ٍ ح ّ ها َ ريُر َ ِ ما ب َ صان َُها ك َأن ّ َ ل أغ ْ َ قةٍ ،قَد ْ ت َهَد ّ َ مون ِ َ ُ
ه ُ َ َ ل َ عد َة َ ِفي ظ ِ ّ
ت بِ ِ ك ي َن ْك ُ ن أَرا ٍ م ْ ب ِ ضي ٌ جَرةٍ ,ب ِي َد ِهِ ق ِ ش َ سا ِ ن َ س بْ ِ ق ّ بِ ُ
َ
شعْرٍ ،وَهُوَ : م بِ ِ ض وَهُوَ ي َت ََرن ّ ُ اْلْر َ
ق
خَر ُ م ِ قاَيا ب َّزه ِ ْ ن بَ َ م ْ م ِ ث ع َل َي ْهِ ُ جد َ ٍ حود ِ ِفي َ مل ْ ُ ت َوال ْ َ مو ْ ِ ي ال ْ َ ع َ َيا َنا ِ
ُ
م فَرُِقوا مهِ ْ ن ن َوْ ِ م ْ وا ِ ذا أن ْب ِهُ َ م إِ َ م فَهُ ْ ح ب ِهِ ْ صا ُ ما ي ُ َ م ي َوْ ً ن ل َهُ ْ م فَإ ِ ّ د َع ْهُ ْ
قوا خل ِ ُ ن قَب ْل ِهِ ُ م ْ ما ِ دا ك َ َ دي ً ج ِ قا َ خل ْ ً م َ حال ِهِ ُ ل غ َي ْرِ َ حا ٍ دوا ل ِ َ حّتى ي َُعو ُ َ
ق
خل ُ َ ج ال َ ْ من ْهَ ُ ْ
من َْها ال َ ديد ُ وَ ِ ج ِ من َْها ال َ ْ م ِ م ِفي ث َِياب ِهِ ُ من ْهُ ْ م ع َُراة ٌ وَ ِ من ْهُ ْ ِ
خّراَرةٍ ِ ،في ن َ ذا ب ِعَي ْ ٍ م ،وَإ ِ َ سَل َ ت ع َل َي ْهِ فََرد ّ ال ّ م ُ سل ّ ْ ه فَ َ من ْ ُ ت ِ ل :فَد َن َوْ ُ َقا َ
ن ي َُلو َ َ أ َْر
ن ب ِهِ ، ذا ِ مي ْ ِ ظي َ ن عَ ِ سد َي ْ ِ ن ،وَأ َ ن قَب َْري ْ ِ جد ٍ ب َي ْ َ
ويتمسحان بأ َث ْوابه ،وإ َ َ
س ِ م ْ واَرةٍ ،وَ َ ّ خ ض َ ٍ
خُر ه اْل َ ماِء فَت َب ِعَ ُ ه إ َِلى ال ْ َ حب َ ُ صا ِ سب ِقُ َ ما ي َ ْ حد ُهُ َ ذا أ َ َََ َ ّ َ ِ ِ َ ِ ِ َِ
جعْ ،ث َك ِل َت ْ َ
ك ل :اْر ِ ذي ِفي ي َد ِهِ ،وََقا َ ب ال ّ ِ ضي ِ ق ِ ه ِبال ْ َ ضَرب َ ُ ماَء ،فَ َ ب ال ْ َ وَط َل َ َ
ُ
ما
هَ : ت لَ ُ قل ْ ُ م وََرد َ ب َعْد َه ُ .فَ ُ جعَ ,ث ُ ّ ك .فََر َ ذي وََرد َ قَب ْل َ َ ب ال ّ ِ شَر َ حّتى ي َ ْ ك َ م َ أ ّ
ه ت ََعاَلى ن الل ّ َ دا ِ كاَنا ي َعْب ُ َ ن ِلي َ ِ خوَي ْ ن قَب َْرا أ َ َ ِ ذا ل :هَ َ قا َ ن ؟ فَ َ ِ قب َْرا ن ال ْ َ ذا ِ هَ َ
َ
ت مو ْ ُ ما ال ْ َ شي ًْئا ،فَأد َْرك َهُ َ ن ِبالل ّهِ َ كا ِ شرِ َ ن َ ،ل ي ُ ْ كا ِ م َ ذا ال ْ َ مِعي ِفي هَ َ َ
َ َ ْ َ َ
ما ، م ن َظَر إ ِلي ْهِ َ ما ،ث ُ ّ حقَ ب ِهِ َ حّتى أل َ ما َ ن قَب َْري ْهِ َ ما ،وَهَأَنا ب َي ْ َ قب َْرت ُهُ َ فَ َ
ل: قو ُ ل يَ ُ جعَ َ ما وَ َ ب ع َل َي ْهِ َ موِع َ ،فان ْك َ ّ ت ع َي َْناه ُ ِبالد ّ ُ فَت َغَْرغ ََر ْ
ما َل ت َ ْ َ
ما ن ك ََراك ُ َ ضَيا ِ ق ِ جد ّك ُ َ ما أ َ ما قَد ْ َرقَد ْت ُ َ طال َ َ ي هُّبا َ خِليل َ ّ َ
َ َ
ما واك ُ َ س َ ل ُ خِلي ٍ ن َ م ْ ي ِفيَها ِ مال ِ َ فَرد ٌ وَ َ م ْ ن ُ مَعا َ س ْ م ت ََرَيا أّني ب ِ َ أل َ ْ
َ
ما داك ُ َ ص َ ب َ جي ُ ل الل َّياِلي أوْ ي ُ ِ وا َ حا ط َ َ ت َبارِ ً س ُ ما ل َ ْ م ع ََلى قَب َْري ْك ُ َ قي ٌ م ِ ُ
ما ُ َ َ َ ّ ْ َ ُ ُ ّ ُ
ن ب َكاك َ ذي ي َُرد ّ ع َلى ِذي ع َوْلةٍ إ ِ ْ ما ال ِ حَياةِ وَ َ ما طول ال َ أب َكيك َ
ْ ّ َ َ ن ُ َ
ما قاك ُ َ س َ قاَر َ قي العَ َ س ِ ذي ي َ ْ ن ال ِ عًيا ك َأ ّ دا ِ ن َ جيَبا ِ ل ن َوْم ٍ ل ت ُ ِ طو ِ م َْ أ ِ
َ َ
ما ما قَد ْ أَتاك ُ َ حي ِفي قَب َْري ْك ُ َ غاي َةٍ ب ُِرو ِ ب َ ت أقَْر ُ مو ْ ُ ما َوال ْ َ ك َأن ّك ُ َ
َ
ما داك ُ َ ن فِ َ كو َ ن تَ ُ سي أ ْ ف ِ ت ب ِن َ ْ جد ْ ُ ة لَ ُ س وَِقاي َ ً ف ٍ س ل ِن َ ْ ف ٌ ت نَ ْ جعِل َ ْ فَل َوْ ُ
94
حم الل ّه قُسا ،إني َل َرجو أ َن يبعث َه الل ّ ُ
ة
م ً
هأ ُّ ْ ََْ ُ ْ ُ ِّ ّ ُ ل الل ّهِ َ " : ر ِ َ
سو ُ
ل َر ُقا َ فَ َ
123
حد َه ُ "
وَ ْ
ــــــــــــــــ
ش ) ( 40وقال البيهقي : َ ن ال ْعَ َ ي ) ( 424وفُُنو ُ ل الن ّب ُوّةِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ - 123د ََلئ ِ ُ
قا ِ سِعيد ٍ الن ّ ّ ب ِلِبي َ جائ ِ ِ ق ّ
ن ْ ْ وَقَد ْ ُروِيَ ِ
س َعْد ِ ب ْ ِث َ دي ِ
ح ِن َ م ْ صًرا ِ خت َ َم ْ قط ًِعا ،وَُروِيَ ُ من ْ َ
َ
صرِيّ ُ ، ن الب َ ْ س ِح َ
ن ال َخرٍ ،ع َ ِ جهٍ آ َ ن وَ ْ
َ
م ْ
ن َ ّ
فا د َل ع َلى أ ّ ضِعي ًضَها َ ن ب َعْ ُ َ
ن كا َ جهٍ وَإ ِ ْ ن أو ْ ُ م ْ ث ِ دي ٌ ح ِ َ
ص ،وَأِبي هَُري َْرة َ ،وَإ ِذا ُروِيَ َ ٍ أ َِبي وَّقا
ل ِل ْحديث أ َصًل والل ّ َ
ه أع ْل َ ُ
م ْ َ ُ َ ِ ِ
-المنعة :القوة -الجياد :جمع جواد وهو النجيب من الخيل -المناقب :الصفات ،وأكثر ما
تستعمل في الفضائل وما يحمد من الفعال -العي :العجز عن التعبير اللفظي بما يفيد المعنى
المقصود -حسر :كشف -القلوص :الناقة الشابة القوية -المد :الغاية والزمن -وايم الله :
من الله -الحوبة :الخطيئة -الثر :موضع السير -السبط : أسلوب قسم بالله تعالى وأصلها اي ُ
مة وهي كل ذات سم يقتل ،وأيضا ما يدب من الجماعة أو المة أو القبيلة -الهوام :جمع ها ّ
سح ،وهو كساء غليظ من الشعر -الفتور م ْالحيوان وإن لم يقتل كالحشرات -المسوح :جمع ِ
لموا بذلك لنهم كلما مات واحد منهم أ ُب ْد ِ َ س ّ :الكسل والضعف -البدال :الولياء والعُّباد ُ ،
ضها ،والنكث فيها -طوبى :اسم ق ُ حْنث في اليمين :ن َ ْ بآخر -على رسلك :تمهل ول تعجل -ال ِ
ي ،وقيل :هو التراب الجنة ،وقيل هي شجرة فيها -تبا :هلكا وخسرانا -الثرى :التراب الن ّد ِ ّ
ة س ،و ُ
ذؤاب ُ ِ رأ
ّ ال شعر َ من فور ض ُ شعُر الم ْ ؤاَبة :هي ال ّ ل يصير طينا -الهام :الرأس -الذ ُ َ الذي ِإذا ب ُ ّ
دة وغلظ -شرد :نفر وذهب في الرض ة ،وهي ش ّ جش ٌ ّ وته ُ ص ْ عله ُ -الجش :الذي في َ الشيء أ ْ
لضداد -الطرف :النظر -الكلم : وهرب -عسعس :إذا َأقبل بظلمه وإذا َأدبر ،فهو من ا َ
الكلم المختصر المفيد -المزادة :الوعاء الذي ُيحمل فيه الماء -الروضة :البستان -القضيب :
ل كعناقيد العنب ،واسمه الكباث بفتح الكاف ،وإذا م ٌ ح ْ العود -الراك :هو شجر معروف له َ
ضج يسمى المْرد َ -الفرق :الخوف والفزع -الخلق :القديم البالي -الدنو :القتراب -لذ : نَ ِ
لجأ واحتمى -الثكلى :من فقدت ولدها ،وثكلتك أمك :دعاء بالفقد والمراد به التعجب
95
المبحث الخامس
فيمن يموت وهو يشهد أن ل إله إل الله
96
ضي قا ِ ذا ِفي ك ََلم ال ْ َ م هَ َ قد ّ َ جن ّةِ وَقَد ْ ت َ َ ه ِبال ْ َ م لَ ُ خت ِ َ ب ُ ن ع ُذ ّ َ شيَئة فَإ ِ ْ م ِ ال ْ َ
خت َِلف ِفيهِ .وََالّله أع َْلم . َ سو ً وَغ َْيره َ
127
معَ ب ََيان اِل ْ طا َ مب ْ ُ
وع َ َ
ن
ت ع َب ْد َ اللهِ ب ْ َ معْ ُ س ِ لَ : ي َ ،قا َ حب ُل ِ ّ مَعافِرِيّ ال ْ ُ ن ال ْ َ م ِ ح َ ن أِبي ع َب ْد ِ الّر ْ ْ
جل ً ر ص ّ ل خ ي س ه ّ ل ال ن إ : ه الل ُ
ل سو ر ل َ قا َ : ُ
ل قو ُ ي ، ص عا ْ ل ا ن
ُ َ ُ َ َ ُ َ ِ ّ ِ َ ُ َ ِ َ م ُِ ْ ِ ب رو عَ ْ
ن
سِعي َ ة وَت ِ ْ سعَ ً شُر ع َل َي ْهِ ت ِ ْ مةِ ،فَي َن ْ ُ قَيا َ م ال ْ ِ ق ي َوْ َ ِ خل َئ ِ س ال ْ َ ِ ؤو مِتي ع ََلى ُر ُ نأ ّ م ْ ِ
َ
ذا ؟ ن هَ َ م ْ شي ًْئا ِ ه :أت ُن ْك ُِر َ ل لَ ُ قو ُ م يَ ُ صرِ ،ث ُ ّ مد ّ ال ْب َ َ ل َ ج ّ س ِ ل ِ جل ً ،ك ُ ّ س ِ ِ
ك ع ُذ ْر أوَ ل :أفَل َ َ َ حافِ ُ َ
ٌ ْ قو ُ ب ،فَي َ ُ ل :ل َ َيا َر ّ قو ُ ن ؟ فَي َ ُ ظو َ ك ك َت َب َِتي ال ْ َ م َ أظ َل َ َ
عن ْد ََنا ك ِ ن لَ َ ل :ب ََلى ،إ ِ ّ قو ُ ب ،فَي َ ُ ل :ل َ َيا َر ّ قو ُ ل وَي َ ُ ج ُ ت الّر ُ ة ؟ فَي ُب ْهَ ُ سن َ ٌ ح َ َ
َ َ ه بِ َ
ن لَ شهَد ُ أ ْ ة ِفيَها :أ ْ طاقَ ً ج لَ ُ خرِ ُ م ،فَي ُ ْ ك ال ْي َوْ َ م ع َل َي ْ َ ه ل َ ظ ُل ْ َ ة ،وَإ ِن ّ ُ سن َ ً ح َ َ
َ
ل: قو ُ ك ،فَي َ ُ ضْر وَْزن َ َ ح ُ ل:ا ْ قو ُ ه ،فَي َ ُ سول ُ ُ دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ م ً ح ّ م َ ن ُ ه وَأ ّ ه إ ِل ّ الل ّ ُ إ ِل َ َ
لمَ .قا َ ك ل َ ت ُظ ْل َ ُ ل :إ ِن ّ َ قو ُ ت ؟ فَي َ ُ جل ّ ِ س ِ معَ هَذ ِهِ ال ّ ة َ طاقَ ُ ما هَذ ِهِ ال ْب ِ َ بَ ، َيا َر ّ
ت، جل ّ ُ س ِ ت ال ّ ش َ طا َ فة ٍ ،ف َ َ ة ِفي ك ِ ّ طاقَ ُ فةٍ َ ،وال ْب ِ َ ت ِفي ك ِ ّ جل ّ ُ س ِ ضعُ ال ّ :فَُتو َ
128
يٌء. ش ْ م اللهِ َ س َ لا ْ ق ُ ل :فَل َ ي َث ْ ُ ة َ ،قا َ طاقَ ُ ت ال ْب ِ َ قل َ َ وَث َ ُ
َ
ي
ض َ رو َر ِ م ٍ ن عَ ْ ت ع َب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ معْ ُ س ِ لَ : ي َ ،قا َ حب ُل ِ ّ ن ال ْ ُ م ِ ح َ ن أِبي ع َب ْد ِ الّر ْ وع َ ْ
مِتي ع ََلى ُ
نأ ّ م ْ ل ِ ج ٍ ح ب َِر ُ صا ُ ل الل ّهِ : ي ُ َ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ قو ُ ه ،يَ ُ ه ع َن ْ ُ الل ّ ُ
لج ّ س ِ ل ِ جل ك ُ ّ س ِ ن ِ سُعو َ سعٌ وَت ِ ْ ه تِ ْ شُر ل َ ُ مةِ ،فَي ُن ْ َ قَيا َ م ال ْ ِ ق ي َوْ َ خلئ ِ ِ س ال ْ َ ؤو ِ ُر ُ
َ
ب، ل :ل َ َيا َر ّ قو ُ شي ًْئا ؟ فَي َ ُ ذا َ ن هَ َ م ْ ه :أت ُن ْك ُِر ِ ل لَ ُ قا ُ م يُ َ صرِ ،ث ُ ّ مد ّ ال ْب َ َ َ
َ قو ُ َ ج ُ َ َ َ َ َ قو ُ فَي َ ُ
ب، ل :ل َيا َر ّ ل ،في َ ُ ب الّر ُ ة ؟ في ََها ُ سن َ ٌ ح َ ل :ألك ع ُذ ٌْر ،أوْ َ
ه ج لَ ُ خَر ُ ك ،فَي ُ ْ م ع َل َي ْ َ ه ل َ ظ ُل ْ َ ت ،وَإ ِن ّ ُ سَنا ٍ ح َ عن ْد ََنا َ ك ِ ن لَ َ ل :ب ََلى إ ِ ّ قو ُ فَي َ ُ
َ َ َ
ل: قو ُ ه ،فَي َ ُ سول ُ ُ دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ م ً ح ّ م َ ن ُ ه وَأ ّ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ن ل َ إ ِل َ َ شهَد ُ أ ْ ة ِفيَها أ ْ طاقَ ٌ بِ َ
م، ك ل َ ت ُظ ْل َ ُ ل :إ ِن ّ َ قو ُ ت ؟ فَي َ ُ جل ِ س ِ معَ هَذ ِهِ ال ّ ة َ طاقَ ُ ما هَذ ِهِ ال ْب ِ َ ب َ َيا َر ّ
ت جل ُ س ِ ت ال ّ ش ِ طا َ فةٍ فَ َ ة ِفي ك ِ ّ طاقَ ُ فةٍ َ ،وال ْب ِ َ ت ِفي ك ِ ّ جل ُ س ِ ضعُ ال ّ ل :فَُيو َ َقا َ
129
طاقَ ُ
ة ت ال ْب ِ َ قل َ ِ ،وَث َ ُ
نم ْ ل ِ ج ٌ جاَء َر ُ ل الل ّهِ - -فَ َ سو ِ عن ْد َ َر ُ ل :ك ُّنا ِ رو َقا َ ٍ م ن عَ ْ ِ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ وع َ ْ
َ َ
حب َك ُ ْ
م صا ِ ن َ ل :أَل إ ِ ّ قا َ ج ،فَ َ ِ ديَبا مْزُروَرة ٌ ِبال ّ ن َ جا ٍ سي َ ة ِ جب ّ ُ ل ال َْباد ِي َةِ ع َل َي ْهِ ُ أهْ ِ
ضعَ ك ُ ّ َ س ! َقا َ ضعَ ك ُ ّ
ل ن ( يَ َ ريد ُ ) أ ْ
َ ل ( :يُ ِ ن َفارِ ٍ س اب ْ َ ل َفارِ ٍ ذا ) قَد ْ وَ َ هَ َ
ل الل ّهِ - سو ُ خذ َ َر ُ ل :فَأ َ ن َراٍع ! َقا َ ل َراٍع اب ْ ِ س ( وَي َْرفَعَ ك ُ ّ ن َفارِ ٍ س ) اب ْ ِ َفارِ ٍ
َ َ
م ل " .ثُ ّ ق ُ ن َل ي َعْ ِ م ْ س َ ك ل َِبا َ ل " :أَل أَرى ع َل َي ْ َ جب ّت ِهِ وََقا َ مِع ُ جا ِ م َ - بِ َ
ل ِلب ْن ِهِ :إ ِّني ه ال ْوََفاة ُ َقا َ ضَرت ْ ُ ح َ ما َ حا - -ل َ ّ ي الل ّهِ ُنو ً ن ن َب ِ ّ ل " :إِ ّ َقا َ
ه إ ِّل َ
ك ب َِل إ ِل َ َ مُر َ ن.آ ُ ن اث ْن َي ْ ِ ك عَ ِ ن ،وَأن َْها َ ك ِباث ْن َي ْ َ ِ مُر َ ة:آ ُ صي ّ َ ك ال ْوَ ِ ص ع َل َي ْ َ َقا ّ
ة
ف ٍ ت ِفي ك ِ ّ ضعَ ْ سب ْعَ ل َوْ ) وُ ِ ن ال ّ ضي َ سب ْعَ َواْلَر ِ ت ال ّ ماَوا َ س َ ن ال ّ ه ،فَإ ِ ّ الل ّ ُ
َ
ه ،وََلو أ ّ
ن ه إ َّل الل ّ ُ ن َل إ ِل َ َ ت ب ِهِ ّ ح ْ ج َ فةٍ َ ،ر َ ه ِفي ك ِ ّ ه إ ِّل الل ّ ُ ت َل إ ِل َ َ ضعَ ْ وَوُ ِ
ه إ ِّل َ
ن َل إ ِل َ َ مت ْهُ ّ ص َ ة قَ َ م ً مب ْهَ َ ة ُ ق ً حل ْ َ ن َ سب ْعَ ( ك ُ ّ ن ال ّ ضي َ سب ْعَ َواْلَر ِ ت ال ّ ماَوا ِ س َ ال ّ
خل ْقُ ، يٍء وَب َِها ي ُْرَزقُ ال ْ َ ش ْ ل َ صَلة ُ ك ُ ّ مد ِهِ ،فَإ ِن َّها َ ح ْ ن الل ّهِ وَب ِ َ حا َ سب ْ َ ه وَ ُ الل ّ ُ
شْر ُ
ك ذا ال ّ ل الل ّهِ هَ َ سو َ ت َ :يا َر ُ ل :قُل ْ ُ ك َوال ْك ِب ْرِ " َ .قا َ شْر ِ ن ال ّ ِ ك عَ وَأ َن َْها َ
َ
ما ن ل َهُ َ سن ََتا ِ ح َ ن َ حد َِنا ن َعَْل ِ ن ِل َ َ كو َ ن يَ ُ ما ال ْك ِب ُْر ؟ ال ْك ِب ُْر أ ْ قَد ْ ع ََرفَْناه ُ فَ َ
-شرح النووي على مسلم ) -ج / 1ص (103 127
97
َ
ة حل ّ ٌ حد َِنا ُ ن ِل َ َ كو َ ن يَ ُ ل :هُوَ أ ْ ل َ " :ل " َ .قا َ ن ؟ َقا َ سَنا ِ ح َ ن َ كا ِ شَرا َ ِ
َ َ َ
ل": ة ي َْركب َُها ؟ َقا َ َ داب ّ ٌ حد َِنا َ ن ِل َ ن ي َكو َ ُ ل :هُوَ أ ْ ل " :ل " َ .قا َ سَها ؟ َقا َ ي َل ْب َ ُ
َ َ
ل َ " :ل " . ن إ ِل َي ْهِ ؟ َقا َ سو َ جل ِ ُ ب يَ ْ حا ٌ ص َ حد َِنا أ ْ ن ِل َ َ كو َ ن يَ ُ ل :فَهُوَ أ ْ َل " َ .قا َ
س". ص الّنا ِ م ُ حقّ وَغ َ ْ ه ال ْ َ ف ُ س َ لَ ": ما ال ْك ِب ُْر ؟ َقا َ ل الل ّهِ فَ َ سو َ ل َ :يا َر ُ ِقي َ
َ وفي رواية ع َنه َقا َ َ
ة
س ٌ ة ط ََيال ِ َ جب ّ ٌ ي ع َل َي ْهِ ُ ي - -أع َْراب ِ ّ ل :أَتى الن ّب ِ ّ ِ َ َ ٍ ْ ُ َ ِ
ل الل ّهِ - - َ
سو ُ جعَ َر ُ م َر َ ل :ثُ ّ ه َقا َ حوَه ُ إ ِّل أن ّ ُ ج ،فَذ َك ََر ن َ ْ ديَبا ٍ ة بِ ِ فوفَ ٌ مل ْ ُ َ
قا َ
ل عا اب ْن َي ْهِ فَ َ ه الوََفاة ُ د َ َ ْ ضَرت ْ ُ ح َ ما َ مل ّ َ سل ُ َ حا ع َلي ْهِ ال ّ َ ن ُنو ً ل " :إِ ّ قا َ س فَ َ جل َ َ فَ َ
َ َ
ن أن َْهاك ُ َ
ما ن اث ْن َت َي ْ َِ ما ع َ ِ ن ،وَأن َْهاك ُ َ ما ِباث ْن َت َي ْ ِ مُرك ُ َ ةآ ُ صي ّ َ ما ال ْوَ ِ صٌر ع َل َي ْك ُ َ :إ ِّني َقا ِ
ما ض وَ َ ت َواْلَر َ ماَوا ِ س َ ن ال ّ ه ،فَإ ِ ّ ه إ ِّل الل ّ ُ ما ب َِل إ ِل َ َ مُرك ُ َ ك َوال ْك ِب ْرِ َوآ ُ شْر ِ ن ال ّ عَ ِ
ة
ف ِ ْ
ه ِفي الك ِ ّ ّ
ه إ ِل الل ُ ّ َ
ت ل إ ِل َ َ ضعَ ْ ن وَوُ ِ ميَزا ِ ْ
فة ِ ا ل ِ ت ِفي ك ِ ّ ضعَ ْ ما لوْ وُ ِ َ ب َي ْن َهُ َ
ت َل حل ْ َ َ َ َ اْل ُ ْ
ضعَ ْ ة فَوُ ِ ق ً كان ََتا َ ض َ ت َواْلْر َ ماَوا ِ س َ ن ال ّ ح وَل َوْ أ ّ ج َ ت أْر َ كان َ ْ خَرى َ
فصمتها " .رواه ك ُل ّ َ َ
مت َْها أوْ ل َ َ َ َ ْ َ ه ع َل َي َْها ل َ َ ه إ ِّل الل ّ ُ إ ِل َ َ
130
مد ُ ح َ هأ ْ ُ َ َ ُ ص َ ف َ
ل الل ّهِ " : - - سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ص َقا َ ن الَعا ِ
ْ
رو ب ْ ِ م ِ ن عَ ْ ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ
ّ وَع َ ْ
ع
ض ُ فةٍ ،وَُيو َ ضعُ ِفي ك ِ ّ ل فَُيو َ ج ِ مةِ ،فَي ُؤ َْتى ِبالّر ُ قَيا َ م ال ِ ْ ن ي َوْ َ واِزي ُ م َ ْ
ضعُ ال َ ُتو َ
ث ب ِهِ إ َِلى الّنارِ " . ُ
ن ،فَي ُب ْعَ ُ ميَزا ُ ل ب ِهِ ال ْ ِ ماي َ ُ فةٍ ،فَي َت َ َ ي ع َل َي ْهِ ِفي ك ِ ّ ص َ ح ِ ما أ ْ َ
جُلوا لَ َ ُ ذا أد ْب ََر ب ِهِ إ ِ َ َ َقال " :فإ ِ َ
َ َ
قول :ل ت ُعَ ّ ن يَ ُ م ِ ح َ عن ْد ِ الّر ْ ن ِ م ْ ح ِ صي ُ ح يَ ِ صائ ِ ٌ ذا َ
ع
م َ ضعُ َ ه ،فَُتو َ ه إ ِّل الل ّ ُ طاقَةٍ ِفيَها َ :ل إ ِل َ َ ه ،فَي ُؤ َْتى ب ِب ِ َ ي لَ ُ ق َ ه قَد ْ ب َ ِ جُلوا فَإ ِن ّ ُ ت ُعَ ّ
َ
131
مد ُ ح َ ن " َرَواه ُ أ ْ ميَزا ُ ل ب ِهِ ال ْ ِ مي َ حّتى ي َ ِ فة ٍ َ ل ِفي ك ِ ّ ج ِ الّر ُ
َ َ
ل أُبو ع َب ْد ِ الل ّ ِ
ه ت ،فَأقْب َ َ م ِ صا ِ ن ال ّ حد ّث ََنا ع َُباد َة ُ ب ْ ُ لَ : ريزٍ َ ،قا َ حي ْ ِ م َ ن ُ ن اب ْ ِ وع َ ِ
َ ُ َ َ قب ِل َقا َ ً َ
ه
ج بِ ِ ل ع ُرِ َ ج ٍ ن ي َن ْظَر إ ِلى َر ُ بأ ْ ح ّ نأ َ م ْ لَ : م ْ ما َرآه ُ ُ ي ,فَل ّ ح ّ صَناب ِ ِ ال ّ
ما َرأى فَل ْي َن ْظ ُْر إ َِلى هَ َ َ َ َ
ذا ل ع ََلى َ م ُ جعَ وَهُوَ ي َعْ َ ل الّنارِ فََر َ جن ّةِ وَأهْ ِ ل ال ْ َ إ َِلى أهْ ِ
شهِد َ ن َ م ْ ت الّناُر ع ََلى َ م ِ حّر َ لُ : قو ُ ل الل ّهِ ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ لَ : م َقا َ ,ثُ ّ
ّ 132 َ َ
ه. ل الل ِ سو ُ ه وَأّني َر ُ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ن ل َ إ ِل َ َ أ ْ
ك، ت :ل َب ّي ْ َ ذ" ،قُل ْ ُ مَعا ُ ل الل ّهِ َ":يا ُ سو ُ ل َر ُ لَ :قا َ لَ ،قا َ جب َ ٍ مَعاذ ِ بن َ ن ُ وع َ ْ
َ
133
ة". جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ ه دَ َ ه ِإل الل ّ ُ ل :ل إ ِل َ َ ن َقا َ م ْ ه َ س أن ّ ُ شرِ الّنا َ ل":ب َ ّ َقا َ
ـــــــــــــــ
98
المبحث السادس
الموت على عمل صالح
ت
ما َ ما َ ل ع َب ْد ٍ ع ََلى َ ث كُ ّ ل " :ي ُب ْعَ ُ قو ُ ى - -ي َ ُ ت الن ّب ِ ّ معْ ُ س ِ ل َ جاب ِرٍ َقا َ ن َ عَ ْ
134
ه" . ع َل َي ْ ِ
ل ع َب ْدٍ ث كُ ّ ل :ي ُب ْعَ ُ قو ُ ي يَ ُ ت الن ّب ِ ّ معْ ُ س ِ لَ : ن ع َب ْد ِ اللهِ َ ،قا َ جاب ِرِ ب ْ ِ ن َ وع َ ْ
135
ه. فاقِ ِ مَنافِقُ ع ََلى ن ِ َ مان ِهِ َ ،وال ْ ُ ن ع ََلى ِإي َ م ُ مؤ ْ ِ ت ع َل َي ْهِ ،ال ْ ُ ما َ ما َ ع ََلى َ
ل: قو ُ قد ِيّ ،ي َ ُ مرٍ ال ْعَ َ عا ِ ت أ ََبا َ معْ ُ س ِ يَ : ح ّ م ِ ج َ سلم ٍ ال ْ ُ ن َ مد ُ ب ْ ُ ح ّ م َ
ل ُ وَقا َ
ً
نذي َ ب ال ّ ِ س َ ح ِ م َ ل } :أ ْ ج ّ ل الل ّهِ ع َّز وَ َ ن الث ّوْرِيّ ،وََتل قَوْ َ فَيا َ س ْ ت ُ معْ ُ س ِ َ
واء ُ ّ َ َ ّ َ
س َ ت َ حا ِ صال ِ َملوا ال ّ مُنوا وَع َ ِ نآ َ ذي َ م كال ِ جعَلهُ ْ ت أن ن ّ ْ سي ّئا ِ حوا ال ّ جت ََر ُ ا ْ
ل: م َقا َ ن{ ) (21سورة الجاثية ،ث ُ ّ مو َ حك ُ ُ ما ي َ ْ ساء َ م َ مات ُهُ ْ م َهم وَ َ حَيا ُ م ْ ّ
ي ّ َ َ
ض َ ن ع َب ْد ِ اللهِ َر ِ جاب ِرِ ب ْ ِ ن َ ن ،عَ ْ فَيا َ س ْ ن أِبي ُ ث ،عَ ْ حد ّ ُ ش يُ َ م َ ت الع ْ َ معْ ُ س ِ َ
َ َ ثك ّ ُ َ
ل اللهِ ، قا َ ّ سو َ َ ّ
ت ع َلي ْهِ ما َ ما َ ل ع َب ْد ٍ ع َلى َ ل :ي ُب ْعَ ُ ن َر ُ ما ،أ ّ ه ع َن ْهُ َ الل ُ
136
"
وعن أبي هاني الخولني ،أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وخالد بن
أبي عمران ،يقولن :قال رسول الله " : من مات على خير عمله
137
فأرجو له خيرا ،ومن مات على سيئ عمله فخافوا عليه ول تيأسوا "
قال الشاعر :138
ن ليل هل تعيش إلى الفجر تزود من التقوى فإنك ل تدري…إذا ج ّ
س زينوها لزوجها…وقد أخذت أرواحهم ليلة القدر فكم من عرو ٍ
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم…وقد أدخلت أرواحهم ظلمة القبر
وكم من سليم مات من غير علة…وكم من سقيم عاش حيًنا من الدهر
وكم من فتى يمسي ويصبح لهًيا…وقد نسجت أكفانه وهو ل يدري
وكم ساكن عند الصباح بقصره…وعند المسا قد كان من ساكني القبر
ما…لعلك تحظى بالمثوبة والجر صا واعمل من الخير دائ ً فكن مخل ً
وداوم على تقوى الله فإنها…أمان من الهوال ِفي موقف الحشر
ـــــــــــــــــ
موسوعة الشعر السلمي (1 / 383) -وموسوعة خطب المنبر (4466 / 1) - - 138
99
المبحث السابع
التحذير من سوء الخاتمة
- 139صحيح البخارى ) - ( 2898ذباب :طرف السيف السفل الذى يضرب به -الشاذة :
الخارج عن صف الكفار
- 140شرح النووي على مسلم ) -ج / 1ص (226
100
المبحث الثامن
أسباب حسن الخاتمة
إقامة التوحيد لله جل وعل
َ
ل ِفى سئ ِ َ ذا ُ م إِ َ سل ِ ُ م ْ ل » ال ْ ُ ل الل ّهِ َ - -قا َ سو َ ن َر ُ بأ ّ عازِ ٍ ن َ ن الب ََراِء ب ْ ِ
ْ
عَ ِ
َ َ
ك قَوْل ُ ُ
ه ل الل ّهِ ،فَذ َل ِ َ سو ُ دا َر ُ م ً ح ّ م َ ن ُ ه وَأ ّ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ن ل َ إ ِل َ َ شهَد ُ أ ْ قب ْرِ ي َ ْ ال ْ َ
ة
خَر ِ حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ ت ِفي ال ْ َ ل الّثاب ِ ِ قوْ ِ مُنوا ْ ِبال ْ َ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ ت الل ّ ُ }ي ُث َب ّ ُ
ما ي َ َ ل الل ّ ُ فعَ ُ ه ال ّ ل الل ّ ُ ض ّ
141
شاء{ ) (27سورة إبراهيم ه َ ن وَي َ ْ مي َ ظال ِ ِ وَي ُ ِ
والمسألة في القبر هي السؤال عن الرب والدين والنبي محمد ،
فالسؤال يكون عن هذه المور الثلثة ،فالذي يوفقه الله عز وجل يأتي
بالجواب السديد ،ويأتي بالجواب المنجي ،فيقول :إن الله ربه ،وإن
السلم دينه ،وإن محمدا ً نبيه ،أو يقول :أشهد أن ل إله الله وأشهد
أن محمدا ً رسول الله ،ومن كان بخلف ذلك وأدركه الخذلن ،أو حصل
له العذاب ،فإنه يقول :ها ها ل أدري ،فل يجيب بالجواب الذي ينفعه،
وإنما يأتي بالجواب الذي يضره .والسؤال في القبر هو لظهار عدل
الله عز وجل ،وكون النسان ينّعم بإحسانه وبإيمانه ،ويعذب بمعصيته
وعدم إيمانه ،وليس ذلك ليعلم الله شيئا ً كان غير معلوم له ،بل هو
عالم قد علم أزل ً كل شيء سبحانه وتعالى ،ولكن ليظهر للنسان عدل
الله عز وجل ،وأن النسان يثاب على إحسانه ويعاقب على إساءته،
وأن النسان إنما يؤتى من قبل نفسه .والسؤال في القبر هو مثل
مسألة الميزان ،فإن ذلك يرجع إلى إظهار عدل الله عز وجل ،وأن
النسان ل يبخس في شيء ،فل ينقص من الحسنات ول يزاد من
السيئات ،ول يعاقب بذنب لم يحصل منه ،ويثاب بشيٍء قد حصل منه
142
وبشيٍء لم يحصل منه فضل ً من الله عز وجل
-----------------
التقوى
َ
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قول الله عز وجلَ} :يا أي َّها
َ
ن{ )(102 مو َ سل ِ ُ م ْ ن إ ِل ّ وَأنُتم ّ موت ُ ّ قات ِهِ وَل َ ت َ ُ حقّ ت ُ َ ه َ قوا ْ الل ّ َ مُنوا ْ ات ّ ُ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
ن ُيطاع فل ُيعصى ،وُيذكر فل ينسى ،وأن سورة آل عمران ،قال :أ ْ
143
ُيشكر فل ُيكفر .
قوا ْ مُنوا ْ ات ّ ُ َ
نآ َ ذي َ ل ع َب ْد ُ اللهِ َ} :يا أي َّها ال ّ ِ ل َ :قا َ ل َ ،قا َ حي َ شَرا ِ ن َ مّرة َ ب ْ ِ ن ُ وع َ ْ
َ
ن{ ) (102سورة آل عمران ، مو َ سل ِ ُ م ْ ن إ ِل ّ وَأنُتم ّ موت ُ ّ قات ِهِ وَل َ ت َ ُ حقّ ت ُ َ ه َ الل ّ َ
شك ََر فَل َ َ َ ن يُ َ َ
ن يُ ْ سى ،وَأ ْ ن ي ُذ ْك ََر فَل َ ي ُن ْ َ صى ،وَأ ْ َ طاع َ فَل َ ي ُعْ قات ِهِ أ ْ حقّ ت ُ َ وَ َ
ْ َ َ
شل ال ْعَي ْ َ م ُ ح ت َأ َ حي ٌ ش ِ ح َ حي ٌ ص ِت َ ه وَأن ْ َ ن ت ُؤ ْت ِي َ ُ حب ّهِ أ ْ ل ع ََلى ُ ما ِ فُر وَِإيَتاُء ال ْ َ ي ُك ْ َ
-شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد ) -ج / 27ص (287 142
101
سّر صد َقَةِ ال ّ ل َ ض ِ ف ْ صل َةِ الن َّهارِ ك َ َ ل ع ََلى َ صل َةِ الل ّي ْ ِ ل َ ض ُ قَر ،وَفَ ْ ف ْ ف ال ْ َ خا ُ وَت َ َ
144
ة.صد َقَةِ ال ْعَل َن ِي َ ِ ع ََلى َ
ل فيه جميعُ فعل الطاعات .ومعنى ذكره فل ينسى :ذكر وشكُره يدخ ُ
العبد بقلبه لوامر الله في حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها ،ولنواهيه
في ذلك كله فيجتنبها.
وهذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه ،وأن يستمروا
على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات ،فإن من عاش على
شيء مات عليه ،فمن كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداوما
لتقوى ربه وطاعته ،منيبا إليه على الدوام ،ثبته الله عند موته ورزقه
حسن الخاتمة ،وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود :وهو أن
ُيطاع فل ُيعصى ،وُيذكر فل ينسى ،ويشكر فل يكفر ،وهذه الية بيان لما
يستحقه تعالى من التقوى ،وأما ما يجب على العبد منها ،فكما قال
تعالى } :فاتقوا الله ما استطعتم { وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب
والجوارح كثيرة جدا ،يجمعها فعل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله
145
عنه
َ َ
مث ك َل َ ُ دي ِ ح ِ صد َقَ ال ْ َ نأ ْ خط ْب َت ِهِ :إ ّ ل ِفي ُ قو ُ ن يَ ُ كا َ ه َ ن ع َب ْد ِ اللهِ ،أن ّ ُ وع َ ْ
َ مل ّ ُ َ
ن س َ ح َ م ،وَأ ْ هي َ ة إب َْرا ِ ل ِ مل َ ِ خي َْر ال ْ ِ وى ،وَ َ ق َ ة الت ّ ْ م ُ اللهِ ،وَأوْث َقَ ال ْعَُرى ك َل ِ َ
ث دي ِ ح ِ ف ال ْ َ شَر َ مد ٍ , وَأ َ ْ ح ّ م َ ة ُ سن ّ ُ ن ُ ِ سن َ ن ال ّ س َ ح َ
َ
ن ،وَأ ْ قْرآ ُ ذا ال ْ ُ ص هَ َ ِ ص
ق َ ال ْ َ
َ ُ ُ
ي ن ال ْهَد ْ ِ س َ ح َ حد ََثات َُها ،وَأ ْ م ْ
َ
مورِ ُ شّر ال ُ مَها ،وَ َ مورِ ع ََزائ ِ ُ خي َْر ال ُ
َ
ذ ِك ُْر اللهِ ،وَ َ
ة ب َعْد َ ضل َل َ ُ ضل َل َةِ ال ّ داءِ ،وَأغ َّر ال ّ شه َ َ ل ال ّ ت قَت ْ ُ موْ ِ ف ال ْ َ شَر َ هَد ْيُ ال َن ْب َِياِء ،وَأ ْ
مى مى ع َ َ شّر ال ْعَ َ ما ات ّب ِعَ ،وَ َ دى َ خي َْر ال ْهُ َ فعَ ،وَ َ ما ن َ َ خي َْر ال ْعِل ْم ِ َ دى ،وَ َ ال ْهُ َ
ب. قل ْ ِ ال ْ َ
َ
ما ك َث َُر وَأل َْهى ، م ّ خي ٌْر ِ فى َ ل وَك َ َ ما قَ ّ فَلى ،وَ َ س ْ ن ال ْي َد ِ ال ّ م َ خي ٌْر ِ َوال ْي َد َ ال ْعُل َْيا َ
خير م َ
تموْ ِ ضَرةِ ال ْ َ ح ْ عن ْد َ َ شّر ال ْعَذ ِل َةِ ِ صيَها ،وَ َ ح ِ ماَرةٍ ل َ ت ُ ْ نأ َ جيَها َ ْ ٌ ِ ْ س ت ُن ْ ِ ف ٌ وَن َ ْ
ْ
صل َة َ إ ِل ّ ن ل َ ي َأِتي ال ّ م ْ س َ ن الّنا ِ م َ مة ِ ،و َ ِ قَيا َ ة ي َوْم ِ ال ْ ِ م ُ دا َ مة ِ ن َ َ دا َ شّر الن ّ َ ،وَ َ
َ
ن
سا ُ طاَيا الل ّ َ خ َ م ال ْ َ جًرا ،وَأع ْظ َ َ مَها ِ ه إ ِل ّ ُ ن ل َ ي َذ ْك ُُر الل ّ َ م ْ س َ ن الّنا ِ م َ دبرّيا ،وَ ِ
س ال ْ ِ ْ خي َْر ال ْغَِنى ِغَنى الن ّ ْ ال ْك َ ُ
ة
م ِ حك ْ َ وى ،وََرأ َ ق َ خي َْر الّزاد ِ الت ّ ْ س ،وَ َ ف ِ ب ،وَ َ ذو ُ
ن ال ْك ُ ْ ُ
فرِ ، م َ ب ِ ن َ ،والّري ْ َ قي ُ ب ال ْي َ ِ قل ْ ِ ي ِفي ال ْ َ ق َ ما أل ْ ِ خي َْر َ ة اللهِ ،وَ َ خافَ ُ م َ َ
ن م َ ي ِ َ
م َ ،والكن َْز ك ّ َ ْ جهَن ّ َ مرِ َ ج ْ ن َ م ْ ل ِ ُ
جاه ِل ِي ّةِ َ ،والغُلو َْ ل ال َ ْ م ِ ن عَ َ م ْ ح ِ َوالن ّوْ َ
الّناِر.
حَبائ ِ ُ
ل ساَء َ ماع ُ ال ِث ْم ِ َ ،والن ّ َ ج َ مَر ِ خ ْ ْ
س َ ،وال َ ميُر إب ِْلي َ مَزا ِ شعَْر َ َوال ّ
ب الّرَبا ، س ُ ب كَ ْ س ِ كا ِ م َ شّر ال ْ َ ن ،وَ َ جُنو ِ ن ال ْ ُ م َ ة ِ شعْب َ ٌ ب ُ شَبا َ ن َ ،وال ّ طا ِ شي ْ َ ال ّ
ن
م ْ ي ِ ق ّ ش ِ ظ ب ِغَي ْرِهِ َ ،وال ّ ع َ ن وُ ِ م ْ سِعيد َ َ ل ال ْي َِتيم ِ َ ،وال ّ ما ِ ل َ ل أك ْ ُ مآك ِ ِ شّر ال ْ َ وَ َ
َ ُ ْ
ما ه ،وَإ ِن ّ َ س ُ ف ُ ت ب ِهِ ن َ ْ ما قَن َعَ ْ م َ حد ُك ُ ْ في أ َ ما ي َك ْ ِ مهِ ،وَإ ِن ّ َ نأ ّ ي ِفي ب َط ِ ق َ ش ِ ُ
َ َ َ َ
ه، م ُ وات ِ ُ خ َ ل ب ِهِ َ م ِ ك ال ْعَ َ مل َ َ خرِهِ ،وَأ ْ مُر ِبآ ِ ضِع أْرَبعة أذ ُْرٍع َوال ْ موْ ِ صيُر إ َِلى َ يَ ِ
ب. ري ٌ ت قَ ِ ما هُوَ آ ٍ ل َ ب ،وَك ُ ّ شّر الّرَواَيا رَِواَيا ال ْك َذ ِ ِ وَ َ
- 144مصنف ابن أبي شيبة )ج / 13ص (35695)(297والسنن الكبرى للمام النسائي
الرسالة ) -ج / 7ص (11847)(224صحيح لغيره
- 145تفسير السعدي ) -ج / 1ص (141
102
صي اللهِ ، مَعا ِ ن َ م ْ مه ِ ِ ح ِ ل لَ ْ فٌر ،وَأ َك ْ َ ه كُ ْ سوقٌ وَقَِتال َ ُ ن فُ ُ م ِ مؤ ْ ِ ب ال ْ ُ سَبا َ وَ ِ
َ
فَر فْر ي َغْ ِ ن ي َغْ ِ م ْ ه ،وَ َ ن ي َت َأّلى ع ََلى اللهِ ي ُك َذ ّب ْ ُ ْ م
مه ِ ،و َ َ مة ِ د َ ِ حْر َ مال ِهِ ك َ ُ ة َ م ُ حْر َ وَ ُ
ْ
ن م ْ ه ،وَ َ جْره ُ الل ّ ُ ظ ي َأ ُ م ال ْغَي ْ َ ن ي َك ْظ ِ َ م ْ ه ،وَ َ ه ع َن ْ ُ ف الل ّ ُ ف ي َعْ ُ ن ي َعْ ُ م ْ ه ،وَ َ ه لَ ُ الل ّ ُ
ن لَ م ْ صب ِْر ع َل َي ْهِ ،وَ َ ف ال ْب َل ََء ي َ ْ ن ي َعْرِ َ م ْ ه ،وَ َ ه الل ّ ُ قب ْ ُ صب ِْر ع ََلى الّرَزاَيا ي ُعْ ِ يَ ْ
معَ الل ّ ُ
ه س ّ ة يُ َ معَ َ س ْ ن ي َب ْت َِغ ال ّ م ْ ه ،وَ َ ه الل ّ ُ ضعْ ُ ست َك ْب ِْر ي َ َ ن يَ ْ م ْ ه ي ُن ْك ِْره ُ ،وَ َ ي َعْرِفْ ُ
صن ي َعْ ِ م ْ ه ،وَ َ ص الل ّ َ ن ي َعْ ِ طا َ شي ْ َ ن ي ُط ِعَ ال ّ م ْ جْزه ُ ،وَ َ ن ي َن ْوِ الد ّن َْيا ت ُعْ ِ م ْ ب ِهِ ،وَ َ
الل ّ َ
146
ه.ه ي َعْذ ِب ْ ُ
َ َ
سل الّنا َ خ ُ ما ي ُد ْ ِ ما أك ْث َُر َ ي َ : ل الن ّب ِ ّ سئ ِ َ لُ : ن أِبي هَُري َْرة َ َ ،قا َ وع َ ْ
َ خل ُ ن ال ْ ُ
لخ ُ ما ي ُد ْ ِ ما أك ْث َُر َ ل :فَ َ ق ِقي َ ِ س ُ ح ْ وى اللهِ ،وَ ُ ق َ ل :تَ ْ ة ؟ َقا َ جن ّ َ ال ْ َ
147
ج. فْر ُ م َوال ْ َ ف ُ ن :ال ْ َ جوََفا ِ ل :ال َ ْ س الّناَر ؟ َقا َ الّنا َ
َ َ
ت. ذا ال ْب َي ْ ِ حو َ ه َ َ فَر ن َ ْ س َ ن ال ّ كاَنا ي ُك ْث َِرا ِ ماِء َقال َ َ ن أِبى قََتاد َة َ وَأِبى الد ّهْ َ وع َ ْ
ل الل ّهِ - َ
ل ال ْب َد َوِىّ أ َ ل ال َْباد ِي َةِ فَ َ َ َ
سو ُ دى َر ُ خذ َ ب ِي َ ِ قا َ ن أهْ ِ م ْ ل ِ ج ٍ َقال َ أت َي َْنا ع ََلى َر ُ
ن ت َد َعَ ك لَ ْ ل » إ ِن ّ َ ك وَت ََعاَلى وََقا َ ه ت ََباَر َ ه الل ّ ُ م ُ ما ع َل ّ َ م ّ مِنى ِ ل ي ُعَل ّ ُ جعَ َ -فَ َ
َ
148
ه «. من ْ ُ خْيرا ً ِ ه َ ك الل ّ ُ طا َ ل وَع َّز إ ِل ّ أع ْ َ ج ّ قاَء الل ّهِ َ شْيئا ً ات ّ َ َ
------------------
التوكل على الله
ة إل ّ من ع َين أوَ
ل ل َ ُرقْي َ َ ِ ِ ْ ْ ٍ ْ ن -رضى الله عنهما َ -قا َ صي ْ ٍ ح َ ن ُ ن بْ ِ مَرا َ ع ْ ن ِ عَ ْ
ل الل ّهِ - سو ُ ل َر ُ س َقا َ ن ع َّبا ٍ حد ّث ََنا اب ْ ُ ل َ قا َ جب َي ْرٍ فَ َ ن ُ سِعيد ِ ب ْ ِ ه لِ َ مةٍ .فَذ َك َْرت ُ ُ ح َ ُ
م جعَ َ م ،فَ َ ُ َ » - ع ُرِ َ
معَهُ ُ ن َ مّرو َ ن يَ ُ ى َوالن ّب ِّيا ِ ل الن ّب ِ ّ م ُ ى ال َ ت ع َل ّ ض ْ
َ
ما ت َ م ،قُل ْ ُ ظي ٌ واد ٌ ع َ ِ س َ حّتى ُرفِعَ ِلى َ حد ٌ َ ، هأ َ معَ ُ س َ ى ل َي ْ َ ّ ط َ ،والن ّب ِ الّرهْ ُ
ق .فَإ ِ َ ُ ُ َ هَ َ ُ
ذا ل ان ْظْر إ ِلى الفُ ِ ه ِ .قي َ م ُ سى وَقَوْ ُ مو َ ذا ُ ل هَ َ مِتى هَذ ِهِ ِقي َ
سواد ٌ ي َ ُ ُ
ذا أ ّ
ذا ماِء فَإ ِ َ س َ ق ال ّ ِ ها هَُنا ِفى آَفا ها هَُنا وَ َ ل ِلى ان ْظ ُْر َ م ِقي َ مل الفُقَ ،ث ُ ّ ْ َ َ
ْ َ َ ْ َ ُ مل الفُقَ ِقي َ ُ َ
فا ن أل ً سب ُْعو َ ن هَؤ ُلِء َ م ْ ة ِ جن ّ َ ل ال َ خ ُ مت ُك وَي َد ْ ُ ل هَذ ِهِ أ ّ واد ٌ قَد ْ َ س َ َ
َ
نذي َ ن ال ّ ِ ح ُ م وََقاُلوا ن َ ْ قو ْ ُ ض ال ْ َ م فَأَفا َ ن ل َهُ ْ م ي ُب َي ّ ْ ل وَل َ ْ خ َ م دَ َ ب ،ثُ ّ سا ٍ ح َ ب ِغَي ْرِ ِ
ّ َ َ َ ّ
سل َم ِ دوا ِفى ال ِ ْ ن وُل ِ ُ ذي َ م أوْ أوْل َد َُنا ال ِ ن هُ ْ ح ُ ه ،فَن َ ْ سول ُ مّنا ِباللهِ َ ،وات ّب َعَْنا َر ُ آ َ
ن لَ ذي َ م ال ّ ِ ل هُ ُ قا َ ج فَ َ خَر َ ى - -فَ َ جاه ِل ِي ّةِ .فَب َلغَ الن ّب ِ ّ
َ فَإ ِّنا وُل ِد َْنا ِفى ال ْ َ
قا َ
ل ن « .فَ َ م ي َت َوَك ُّلو َ ن وَع ََلى َرب ّهِ ْ وو َ ن ،وَل َ ي َك ْت َ ُ ن ،وَل َ ي َت َط َي ُّرو َ ست َْرُقو َ يَ ْ
خُر مآ َ م « .فَ َ ل الل ّهِ َقا َ سو َ َ َ كا َ عُ ّ
قا َ ل » :ن َعَ ْ م أَنا َيا َر ُ من ْهُ ْ نأ ِ ٍ ص
ح َ م ْ ن ِ ة بْ ُ ش ُ
149
ة«. ش ُ كا َ ك عُ ّ ق َ سب َ َ لَ » : م أ ََنا َقا َ من ْهُ ْ لأ ِ
قا َ َ فَ َ
َ
ة
جن ّ َ ل ال ْ َ خ ُ ل » :ي َد ْ ُ ل الل ّهِ َ قا َ سو َ ن َر ُ س رضي الله عنهما أ ّ ن ع َّبا ٍ ن ُ اب ْ ِ وع َ ِ
َ
نن،وَل َ ي َت َط َي ُّرو َ ست َْرُقو َ ن ل َ يَ ْ ذي َ م ال ّ ِ ب ،هُ ُ سا ٍ ح َ فا ب ِغَي ْرِ ِ ن أل ْ ً سب ُْعو َ مِتى َ نأ ّ م ْ ِ
150
ن« م ي َت َوَك ّلو َ ُ ،وَع َلى َرب ّهِ ْ َ
-----------------
الستقامة
103
سو َ قا َ فًرا ،فَ َ َ َ ّ
ل ل َ :يا َر ُ س َ ل ،أَراد َ َ جب َ ٍ ن َ مَعاذ َ ب ْ َ ن ُ مَر ،أ ّ ن عُ َ ن ع َب ْ َد ِ اللهِ ب ْ ِ عَ ْ
ل الل ّهِ سو َ ل َ :يا َر ُ شي ًْئا َ ،قا َ ك ب ِهِ َ شرِ ْ ه َول ت ُ ْ ل :اع ْب ُد ِ الل ّ َ صِني َ ،قا َ الل ّهِ ،أوْ ِ
ل الل ّهِ زِد ِْني َ ،قا َ ن َ ،قا َ َ ذا أ َ ْ
ل: سو َ ل َ :يا َر ُ س ْ ح ِ ت فَأ ْ سأ َ َ ل :إِ َ زِد ِْني َ ،قا َ
َ 151
قك" خل ُ َ ن ُ س ْ ح ّ م وَل ْت ُ َ ق ْ ست َ ِ ا ْ
َ
خي َْر ن َ موا أ ّ صوا َواع ْل َ ُ ح ُ ن تُ ْ موا وَل َ ْ قي ُ ست َ ِ ل:ا ْ ي َ قا َ ن الن ّب ِ ّ ن ،عَ ِ ن ث َوَْبا َ وع َ ْ
152
ن" م ٌ مؤ ْ ِ ضوِء إ ِل ّ ُ ظ ع ََلى ال ْوُ ُ حافِ ُ صل َة ُ وَل َ ي ُ َ م ال ّ ِدين ِك ُ ُ
َ ها ا َ
ي ل الن ّب ِ ّ خ َ د ،فَد َ َ س ٍ ن ب َِني أ َ م ْ مَرأة ٌ ِ عن ْد َ َ ْ ن ِ كا َ تَ : ةَ ،قال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
ي ل الن ّب ِ ّ قا َ ل ،فَ َ م الل ّي ْ َ ة ،ل ت ََنا ُ ت :هَذ ِهِ ُفلن َ ُ قال َ ْ ه؟ فَ َ ن هَذ ِ ِ م ْ لَ : قا َ ع َل َي َْها ،فَ َ
ت: مّلواَ ،قال َ ْ حّتى ت َ َ ه َ ل الل ّ ُ م ّ والل ّهِ ل ي َ َ ل ،فَ َ م ِ ن ال ْعَ َ م َ ن ِ قو َ طي ُ ما ت ُ ِ م بِ َ :ع َل َي ْك ُ ْ
كا َ
ن قَ ّ م ع َل َي ْهِ َ ل إ ِل َي ْهِ ال ّ ِ ب ال ْعَ َ وَ َ َ
153
ل. ه،وَإ ِ ْ حب ُ ُ صا ِ داوِ ُ ذي ي ُ َ م ِ ح ّ نأ َ
ل ِلى ِفى ل الل ّهِ قُ ْ سو َ ت َيا َر ُ ل قُل ْ ُ ى َقا َ ف ّ ق ِ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ الث ّ َ ن بْ ِ فَيا َ س ْ ن ُ وع َ ْ
َ َ َ
مق ْ ست َ ِ ت ِبالل ّهِ َفا ْ من ْ ُ لآ َ ل » قُ ْ ك َ ,قا َ دا ب َعْد َ َ ح ً هأ َ ل ع َن ْ ُ سأ ُ سل َم ِ قَوْل ً ل َ أ ْ ال ِ ْ
154
«.
-------------------
المانة
َ
خط َب ََنا ن َب ِي َّنا - -أوْ َقا َ عَ َ
ى - -إ ِل ّ ّ ل الن ّب ِ ما َ ل :قَل ّ َ ك َقا َ مال ِ ٍ ن َ ِ س بْ ِ ن أن َ ْ
155
ه «. ن ل َ ع َهْد َ ل َُ م ل ن دي َ ل و ه َ ل ة ن ما َ أ َ ل ن م ل ن ما إي َ ل »: ه ت بْ ط خ فى َ
ل َقا
َ َ َ ُ َ ِ َ ِ َ ْ ِ َ َ ِ َ ْ ُ َِ ِ ِ
م
صا َ شاَء َ ن َ م ْ هَ ، م ُ صَيا ُ ئ َ ،ول ِ مرِ ٍ صلة ُ ا ْ م َ ل :ل َ ت َغُّرن ّك ُ ْ ن ع ُْرَوة َقا َ وع َ ْ
َ 156 َ َ
ه. ةل ُ مان َ َ ن لَأ َ م ْ ن لِ َ صّلى ،أل ل َ ِدي َ شاَء َ ن َ م ْ وَ َ
َ َ
و
ه وَهُ َ ه ع َن ْ ُ ى الل ّ ُ ض َ ب َر ِ طا ِ خ ّ ن ال ْ َ مَر ب ْ َ معَ ع ُ َ س ِ ه َ ب أن ّ ُ ن أِبى ك ِل َ ٍ ن ع ُب َي ْد ِ ب ْ ِ وع َ ْ
َ
دى نأ ّ م ْ ه َ ه وَل َك ِن ّ ُ ل ط َن ْط َن َت ُ ُ ج ِ ن الّر ُ م َ م ِ جب َك ُ ْ ل :ل َ ي ُعْ ِ قو ُ س يَ ُ ب الّنا َ خط ُ ُ يَ ْ
َ ة وَك َ ّ َ
157
ل. ج ُ س فَهُوَ الّر ُ ض الّنا ِ ن أع َْرا ِ ف عَ ْ مان َ َ ال َ
104
الباب الثالث النسان من مرضه حتى دفته
105
ث الثامن والعشرون ضمة القبر المبح ُ
ث التاسع والعشرون مخاطبة القبر للميت المبح ُ
ث الثلثون الترغيب في الدعاء للميت المبح ُ
ث الواحد والثلثون عذاب القبر ونعيمه المبح ُ
ث الثاني والثلثون من ل يسأل في القبر وما المبح ُ
ينجي من عذاب القبر
ث الثالث والثلثون الترهيب من النياحة على المبح ُ
الميت وغيرها
ث الرابع والثلثون الترهيب من إحداد المرأة المبح ُ
على غير زوجها فوق ثلث
ث الخامس والثلثون النهي عن أكل ما اليتيم المبح ُ
بغير حق
ث السادس والثلثون الترغيب في زيارة القبور المبح ُ
ث السابع والثلثون الترهيب من المرور بقبور المبح ُ
الظالمين
ث الثامن والثلثون أحوال الموتى في قبورهم المبح ُ
ث التاسع والثلثون باب صفة الدفن المبح ُ
ث الربعون الترهيب من الجلوس على القبر المبح ُ
وكسر عظم الميت أو نبشه إل لضرورة
ث الواحد و الربعون النهي عن تجصيص القبر المبح ُ
ورفعه والصلة إليه
ث الثاني والربعون الحث على تعزية المسلم المبح ُ
ث الثالث والربعون الحث على صنع الطعام المبح ُ
لهل الميت
ث الرابع والربعون النهي عن شق الجيوب المبح ُ
ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية
ث الخامس والربعون ما ينفع الميت في قبره المبح ُ
106
الباب الثالث
النسان من مرضه حتى دفته
ث الول المبح ُ
الترغيب في سؤال العفو والعافية
َ ع َن أ َنس بن مال ِ َ
ل الل ّهِ أ ّ
ى سو َ ل َيا َر ُ قا َ ى --فَ َ َ
جاَء إ ِلى الن ّب ِ ّ جل ً َ ن َر ُكأ ّْ َ ِ ْ ِ َ ٍ
مَعاَفاة َ ِفى الد ّن َْيا َوال ِ ْ ْ َ ل َقا َ الد َ َ
خَرةِ «. ة َوال ُ ل َرب ّك الَعافِي َ َ س ْل» َ ض ُعاِء أفْ َ ّ
َ َ َ
ل لَ ُ
ه قا َل فَ َ عاِء أفْ َ
ض ُ ل الل ّهِ أىّ الد ّ َ سو َ ل َيا َر ُ قا َ م أَتاه ُ ِفى ال ْي َوْم ِ الّثاِنى فَ َ ثُ ّ
ك ثُ َ
ذال » فَإ ِ َ كَ .قا َ ل ذ َل ِ َ
مث ْ َه ِ ل لَ ُقا َ ث فَ َ م أَتاه ُ ِفى ال ْي َوْم ِ الّثال ِ ِ ل ذ َل ِ َ ّ مث ْ َِ
َ َ ُ ْ ُ
ت « ..رواه ح َقد ْ أفْل ْ خَرةِ فَ َ طيت ََها ِفى ال ِ ة ِفى الد ّن َْيا وَأع ْ ِ ت الَعافِي َ َطي َأع ْ ِ
158
الترمذي
َ
ر ل ع ََلى ِ
من ْب َ ِ قو ُ ديقَ ي َ ُ ص ّ ت أَبا ب َك ْرٍ ال ّ معْ ُ س ِ ل َ ن َرافٍِع َقا َ ة بْ ِ ن رَِفاع َ َ وع َ ْ
نحي َ كى أ َُبو ب َك ْرٍ ِ ل -فَب َ َ قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ ل الل ّهِ َ - -
س ِ سو ِ َر ُ
ل الل ّهِ - - سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ ل َ م َقا َ ه ثُ ّ سّرىَ ع َن ْ ُ م ُ ل الل ّهِ - -ث ُ ّ سو َ ذ َك ََر َر ُ
ة َوال ْي َ ِ فوَ َوال َْعافِي َ َ ه ال ْعَ ْ َ
ن
قي َ سُلوا ال ْل ّ َ ل» َ م الوّ ِ عا َ ظ َ قي ْ ِ ذا ال ْ َ ل ِ -فى هَ َ قو ُ يَ ُ
159
والولى «رواه أحمد
َ ُ
خَرةِ َ ِفى ال ِ
ن
م ْ ما ِ ل الل ّهِ َ »: - - سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ رضي الله عنه َ ،قا َ وع َ ِ
َ َ َ
مَعاَفاة َ ِفى الد ّن َْيا ك ال ْ ُ سأل ُ َ م إ ِّنى أ ْ ن -الل ّهُ ّ م َ ل ِ ض َ عو ب َِها ال ْعَب ْد ُ أفْ َ د َع ْوَةٍ ي َد ْ ُ
160
ة« أخرجه ابن ماجه خَر ِ َوال ِ
ل فَ َ َ َ
قا َ
ل ج ٌ ى - -وَأَتاه ُ َر ُ معَ الن ّب ِ ّ س ِ ه َ وعن أبي مالك الشجعي عن أبيه أن ّ ُ
فْر ِلى م اغ ْ ِ ل الل ّهُ ّ ل » قُ ِ ل َرّبى َقا َ سأ َ ُ نأ ْ
حي َ
ل ِ َ ف أ َُقو ُ ل الل ّهِ ك َي ْ َ سو َ َيا َر ُ
ن هَؤ ُل َِء َ
م » فَإ ِ ّ ه إ ِل ّ ال ِب َْها َ صاب ِعَ ُ معُ أ َ ج َ عافِِنى َواْرُزقِْنى « .وَي َ ْ مِنى وَ َ ح ْ َواْر َ
161
ك « رواه مسلم خَرت َ َ ك َوآ ِ ك د ُن َْيا َ َ
معُ ل َ ج َ تَ ْ
ة ال ْ َ ت ل َي ْل َ َ َ َ َ
ما قد ْرِ َ ق ُ ن َوافَ ْ ت إِ ْ ل الل ّهِ أَرأي ْ َ سو َ ت َيا َر ُ ة أن َّها َقال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
نى « .رواه ف عَ ّ فوَ َفاع ْ ُ ب ال ْعَ ْ ح ّ فو ّ ت ُ ِ ك عَ ُ م إ ِن ّ َ ن الل ّهُ ّ قوِلي َ ل » :ت َ ُ عو ؟ َقا َ أ َد ْ ُ
162
الترمذي
110
ونعود إلى سنة الّله في ابتلء الذين يؤمنون وتعريضهم للفتنة حتى
يعلم الذين صدقوا منهم ويعلم الكاذبين.
إن اليمان أمانة الّله في الرض ،ل يحملها إل من هم لها أهل وفيهم
على حملها قدرة ،وفي قلوبهم تجرد لها وإخلص .وإل الذين يؤثرونها
على الراحة والدعة ،وعلى المن والسلمة ،وعلى المتاع والغراء.
وإنها لمانة الخلفة في الرض ،وقيادة الناس إلى طريق الّله ،
وتحقيق كلمته في عالم الحياة .فهي أمانة كريمة وهي أمانة ثقيلة ،
وهي من أمر الّله يضطلع بها الناس ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص
يصبر على البتلء.
ومن الفتنة أن يتعرض المؤمن للذى من الباطل وأهله ثم ل يجد
النصير الذي يسانده ويدفع عنه ،ول يملك النصرة لنفسه ول المنعة
ول يجد القوة التي يواجه بها الطغيان .وهذه هي الصورة البارزة للفتنة
،المعهودة في الذهن حين تذكر الفتنة .ولكنها ليست أعنف صور
الفتنة .فهناك فتن كثيرة في صور شتى ،ربما كانت أمر وأدهى.
هناك فتنة الهل والحياء الذين يخشى عليهم أن يصيبهم الذى بسببه ،
وهو ل يملك عنهم دفعا .وقد يهتفون به ليسالم أو ليستسلم وينادونه
باسم الحب والقرابة ،واتقاء الّله في الرحم التي يعرضها للذى أو
الهلك .وقد أشير في هذه السورة إلى لون من هذه الفتنة مع
الوالدين وهو شاق عسير.
وهناك فتنة إقبال الدنيا على المبطلين ،ورؤية الناس لهم ناجحين
مرموقين ،تهتف لهم الدنيا ،وتصفق لهم الجماهير ،وتتحطم في
طريقهم العوائق ،وتصاغ لهم المجاد ،وتصفو لهم الحياة .وهو مهمل
منكر ل يحس به أحد ،ول يحامي عنه أحد ،ول يشعر بقيمة الحق
الذي معه إل القليلون من أمثاله الذين ل يملكون من أمر الحياة شيئا.
وهنالك فتنة الغربة في البيئة والستيحاش بالعقيدة ،حين ينظر
المؤمن فيرى كل ما حوله وكل من حوله غارقا في تيار الضللة وهو
وحده موحش عريب طريد.
وهناك فتنة من نوع آخر قد نراها بارزة في هذه اليام .فتنة أن يجد
المؤمن أمما ودول غارقة في الرذيلة ،وهي مع ذلك راقية في
مجتمعها ،متحضرة في حياتها ،يجد الفرد فيها من الرعاية والحماية
ما يناسب قيمة النسان.
ويجدها غنية قوية ،وهي مشاقة لّله! وهنا لك الفتنة الكبرى .أكبر من
هذا كله وأعنف .فتنة النفس والشهوة .وجاذبية الرض ،وثقلة اللحم
والدم ،والرغبة في المتاع والسلطان ،أو في الدعة والطمئنان.
وصعوبة الستقامة على صراط اليمان والستواء على مرتقاه ،مع
المعوقات والمثبطات في أعماق النفس ،وفي ملبسات الحياة ،وفي
منطق البيئة ،وفي تصورات أهل الزمان! فإذا طال المد ،وابطا نصر
الّله ،كانت الفتنة أشد وأقسى .وكان البتلء أشد وأعنف .ولم يثبت
إل من عصم الّله .وهؤلء هم الذين يحققون في أنفسهم حقيقة
111
اليمان ،ويؤتمنون على تلك المانة الكبرى ،أمانة السماء في
الرض ،وأمانة الّله في ضمير النسان.
وما بالّله -حاشا لّله -أن يعذب المؤمنين بالبتلء ،وأن يؤذيهم
بالفتنة .ولكنه العداد الحقيقي لتحمل المانة.
فهي في حاجة إلى إعداد خاص ل يتم إل بالمعاناة العملية للمشاق وإل
بالستعلء الحقيقي على الشهوات ،وإل بالصبر الحقيقي على اللم ،
وإل بالثقة الحقيقية في نصر الّله أو في ثوابه ،على الرغم من طول
الفتنة وشدة البتلء.
والنفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث ،وتستجيش كامن قواها
المذخورة فتستيقظ وتتجمع .وتطرقها بعنف وشدة فيشتد عودها
ويصلب ويصقل .وكذلك تفعل الشدائد بالجماعات ،فل يبقى صامدا إل
أصلبها عودا وأقواها طبيعة ،وأشدها اتصال بالّله ،وثقة فيما عنده من
الحسنيين :النصر أو الجر ،وهؤلء هم الذين يسّلمون الراية في
النهاية .مؤتمنين عليها بعد الستعداد والختبار.
وإنهم ليتسلمون المانة وهي عزيزة على نفوسهم بما أدوا لها من
غالي الثمن وبما بذلوا لها من الصبر على المحن وبما ذاقوا في سبيلها
من اللم والتضحيات .والذي يبذل من دمه وأعصابه ،ومن راحته
واطمئنانه ،ومن رغائبه ولذاته .ثم يصبر على الذى والحرمان يشعر
ول شك بقيمة المانة التي بذل فيها ما بذل فل يسلمها رخيصة بعد كل
هذه التضحيات واللم.
فأما انتصار اليمان والحق في النهاية فأمر تكفل به وعد الّله .وما
يشك مؤمن في وعد الّله .فإن أبطأ فلحكمة مقدرة ،فيها الخير
لليمان وأهله .وليس أحد بأغير على الحق وأهله من الّله .وحسب
المؤمنين الذين تصيبهم الفتنة ،ويقع عليهم البلء ،أن يكونوا هم
المختارين من الّله ،ليكونوا أمناء على حق الّله .وأن يشهد الّله لهم
بأن في دينهم صلبة فهو يختارهم للبتلء :جاء في الصحيح » :أشد
الناس بلء النبياء ،ثم الصالحون ،ثم المثل فالمثل ،يبتلى الرجل
166
على حسب دينه ،فإن كان في دينه صلبة زيد له في البلء« "..
ــــــــــــــــ
112
ث الثاني
المبح ُ
النهي عن تمني الموت لضر نزل به
عَ َ
ن
من ّي َ ّى » :- -ل َ ي َت َ َ ل الن ّب ِ ّ ك -رضى الله عنه َ -قا َ مال ِ ٍ
ن َ ِ س بْ ِ ن أن َ ْ
م ه ّ ل ال » ل: ُ ق يْ لَ ف ً لع فاَ د ب َ ل ن َ
كا ن إَ ف ، ه بصاَ أ ر ض ن م ت و م ْ ل ا م ُ َ
ُ ّ َ ِ ِ ُ ّ َ ِ ْ َ َ ُ َ ْ َ ِ ْ ُ ّ ح ُ ُ كد أ َ
ت ال ْوََفاة ُ َ َ
خي ًْرا ِلى « كان َ ِذا َ خي ًْرا ِلى ،وَت َوَفِّنى إ ِ َ ت ال ْ َ
حَياة ُ َ ما َ
كان َ ِ حي ِِنى َ أ ْ
167
أخرجه الشيخان
َ
سو ُ
ل ل َر ُ من َْها وََقا َ
ث ِ حاِدي َ ل الل ّهِ - -فَذ َك ََر أ َ سو ِ ن َر ُ
وعن أبي هَُري َْرة َ ع َ ْ
ْ َ َ
ه
ه إ ِن ّ ُ
ن ي َأت ِي َ ُلأ ْ ن قَب ْ ِم ْ ت وَل َ ي َد ْع ُ ب ِهِ ِ مو ْ َ م ال ْ َ
حد ُك ُ ُ مّنى أ َ الل ّهِ »: - -ل َ ي َت َ َ
َ
زيد ُ ال ْ ُ
ُ 168
خي ًْرا « مُره ُ إ ِل ّ َ ن عُ ْ م َ مؤ ْ ِ ه ل َ يَ ِ
ه ،وَإ ِن ّ ُ مل ُ قط َعَ ع َ َ م ان ْ َ حد ُك ُ ُ
تأ َما َ إِ َ
ذا َ
169
أخرجه مسلم
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :قال رسول الله »: ل َ
ن يَ ُ َ مط ْل َِع َ
طو َ
ل سَعاد َةِ أ ْ ن ال ّ م َ ن ِ ديد ٌ 170وَإ ِ ّ ش ِ ل ال ْ َ ن هَوْ َ ت ،فَإ ِ ّ موْ َ وا ال ْ َ من ّ ُ تَ َ
171
ة « أخرجه أحمد في مسنده ه ال َِناب َ َ ّ
ه الل ُ مُر العَب ْد ِ وَي َْرُزقَ ُ ْ عُ ْ
َ ُ
لسو ِ م َر ُ س عَ ّ م وَع َّبا ٌ ل ع َل َي ْهِ ْ خ َ ل الل ّهِ د َ َ سو َ ن َر ُ ل،أ ّ ض ِ ف ْ م ال ْ َ نأ ّ وع َ ْ
ل الل ّهِ َ » : يا سو ُ ه َر ُ ل لَ ُ قا َ ت ،فَ َ مو ْ َ س ال ْ َ مّنى ع َّبا ٌ كي ،فَت َ َ شت َ ِ الل ّهِ ي َ ْ
ساًنا ح َ خْر ت َْزد َد ْ إ ِ ْ ن ت ُؤ َ ّ سًنا ،فَإ ِ ْ ح ِ م ْ ت ُ ن ك ُن ْ َ ك إِ ْ ت ،فَإ ِن ّ َ موْ َ ن ال ْ َ م ّ م ،ل َ ت َت َ َ عَ ّ
ن
م ْ ب ِ ست َعْت َ ْ خْر فَت ُ ْ ن ت ُؤ َ ّ سيًئا فَإ ِ ْ م ِ ت ُ ن ك ُن ْ َ ك ،وَإ ِ ْ خي ٌْر ل َ َ ك َ سان ِ َ ح َ إ َِلى إ ِ ْ
ن ال ْ َ ك َ ،فل ت َت َ َ خي ٌْر ل َ َ ساَءت ِ َ
172
ت « أخرجه الحاكم في المستدرك مو ْ َ م ّ ك َ إِ َ
مّنى ل » :ل َ ي َت َ َ ل الل ّهِ َ - -قا َ سو ِ ن َر ُ وعن أبي هريرة رضي الله عنه ع َ ْ
َ ْ َ َ
ن قَد ْ وَث ِ َ
ق كو َ ن يَ ُ ه ،إ ِل ّ أ ْ ن ي َأت ِي َ ُ لأ ْ ن قَب ْ ِ م ْ عو ب ِهِ ِ ت وَل َ ي َد ْ ُ موْ َ م ال ْ َ حد ُك ُ ُ أ َ
َ
ن
م َ مؤ ْ ِ زيد ُ ال ْ ُ ه ل َ يَ ِ ه ،وَإ ِن ّ ُ مل ُ ُ ه عَ َ قط َعَ ع َن ْ ُ م ان ْ َ حد ُك ُ ْ تأ َ ما َ ن َ ه إِ ْ ه ،فَإ ِن ّ ُ مل ِ ِ ب ِعَ َ
173
يرا « أخرجه أحمد في مسنده
خ ْ ً مُره ُ إ ِل ّ َ عُ ُ
قت ُلِني ، ُ جيَء فَي َ ْ َ سأ ْ َ ل َ :قا َ ن ع َب ِي ْد َة َ َ ،قا َ
ن يَ ِ ها أ ْ قا َ ش َ ح َب َ ُ ما ي ُ ْ يَ : ل ع َل ِ ّ وع َ ْ
َ
ني .أخرجه عبد مّم ِ حه ُ ْ م وَأرِ ْ من ْهُ ْ حِني ِ موِني ،فَأرِ ْ سئ ِ ُ م وَ َ مت ُهُ ْ سئ ِ ْ م إ ِّني قَد ْ َ الل ّهُ ّ
174
الرزاق
خ ّ ن ال ْ َ َ
ب
طا ِ مُر ب ْ ُ صد ََر ع ُ َ ما َ ل لَ ّقو ُ ه يَ ُمعَ ُس ِ ه َ ب أن ّ ُ سي ّ ِم َن ال ْ ُسِعي َد ِ ب ْ ِ
ن َ وع َ ْ
ح ع َل َي َْها رِ َ م ط ََر َ ة ب َط ْ َ َ َ
داَءهُ حاَء ث ُ ّ م ًم ك َوْ َ م ك َوّ َ ح ثُ ّ خ ِبالب ْط ِ مًنى أَنا َ ن ِ م ِْ
ت
ف ْضعُ َسّنى وَ َ ت ِ م ك َب َِر ْل الل ّهُ ّ قا َماِء فَ َ س َمد ّ ي َد َي ْهِ إ َِلى ال ّ م َ قى ث ُ ّ ست َل ْ َ
َوا ْ
ــــــــــــــ
لقد وردت آيات عديدة تحث على الصبر ،وتبين أجر الصابرين ،قال
َ
ل
وا ِ م َ ن اْل ْ م َ ص ِ ق ٍَ جوِع وَن َ ْ ف َوال ْ ُ خو ْ ِ ن ال ْ َ م َ يٍء ِ ش ْ م بِ َ تعالى } :وَل َن َب ْل ُوَن ّك ُ ْ
ة
صيب َ ٌ م ِ م ُ صاب َت ْهُ ْ ذا أ َ ن إِ َ ذي َ ن ) (155ال ّ ِ ري َ ِ صاب ِ
شرِ ال ّ ت وَب َ ّ مَرا ِ س َوالث ّ َ ِ َواْل َن ْ ُ
ف
م
ن َرب ّهِ ْ م ْ ت ِ وا ٌ صل َ َ م َ ك ع َل َي ْهِ ْ ن )ُ (156أول َئ ِ َ جُعو َ َقاُلوا إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ َرا ِ
ن )] (157البقرة{[157-155/ دو َ مهْت َ ُ م ال ْ ُ ك هُ ُ ة وَُأول َئ ِ َ م ٌ ح َ وََر ْ
َ
ن
م ْ شيٍء ( ِ ل ) بِ َ قلي ٍ م بِ َ خت َب ُِرهُ ْ م وَي َ ْ سي َب ُْلوهُ ْ ه َ ن ب ِأن ّ ُ مني َ مؤ ْ ِ ه ت ََعاَلى ال ُ خب ُِر الل ُ يُ ْ
ب َ جوِع ،وَب ِذ َ َ
حا ِ ص َ ض ال ْ ت ب َعْ ِ مو ِ ل ،وَب ِ َ ما ِ ض ال َ ب ب َعْ ِ ها ِ ف وال ُ خو ْ ِ ال َ
صب ََر ع ََلى قَ َ َ َ
ضاِء ن َ م ْ مَزارِِع . . .فَ َ ل ال َ ص ِغل َ ِ ق ِ ب ،وَب ِن َ ْ حَبا ِ ب َوال ْ َوالَقارِ ِ
َ َ
ه. قاب َ ُ ع َ ل ب ِهِ ِ ح ّ جأ َ ط وَل َ ّ ن قَن َ َ م ْ ه ،وَ َ مهِ أَثاب َ ُ حك ْ ِ اللهِ وَ ُ
َ ّ
خي َْر ن ال َ ن ب ِأ ّ مُنو َ ن ي ُؤ ْ ِ ذي َ م ال ِ شَرى فَهُ ُ ه ِبالب ُ ْ م الل ُ صه ُ ُ خ ّ ن َ ذي َ ن ال ِ صاب ُِرو َ ما ال ّ أ ّ
م :إ ِّنا قول ِهِ ْ كوا ب ِ َ س ُ م ّ صب َُروا ،وَت َ َ ة َ صيب َ ٌ م ِ م ُ ت ب ِهِ ْ ذا ن ََزل َ ْ ن اللهِ ،وَإ ِ َ م َ شّر ِ َوال ّ
َ
ه
ن ِإلي ِ جُعو َ م َرا ِ ه ،وَإ ِن ّهُ ْ مل ْك ُ ُ عبيد ُ اللهِ وَ ُ ن ،أيْ إ ِن ُّهم َ جُعو َ للهِ وَإ ِّنا ِإليهِ َرا ِ
خَرةِ . دارِ ال ِ ِفي ال ّ
مت ِهِ ، َ ه ع ََلى هَ ُ ْ ل َ ج ّ
ح َ م ِفي َر ْ خب ُِر ب َأن ّهُ ْ ن ،وَي ُ ْ ري َ ِ صاب ِ ؤلِء ال ّ شأ ن ُ ُ ه َ ُيثِني الل ُ
َ َ َ
مم هُ ُ صيب َةِ ،وَأن ّهُ ْ م ِ ل ال ُ عن ْد َ ن ُُزو ِ م ِ ها ِفي ب َْرد ِ قُُلوب ِهِ ْ ن أث ََر َ دو َ ج ُ م يَ ِ وَأن ّهُ ْ
َ
موا سل َ ُ ست َ ْ ما ْ ب ،وَأن ّهُ ُ صوا ِ حقّ وال ّ خي ْرِ ،وَِإلى ال َ ق ال َ ن ِإلى طري ِ
َ دو َ مهْت َ ُ ال ُ
م. جَزع ُ ع ََليهِ ْ حوِذ ِ ال َ ست َ ْ م يَ ْ ضاِء اللهِ فَل َ ْ ق َ لِ َ
" فالناس جميعا مبتلون فى هذه الحياة ـ سواء أكانوا أفرادا أو جماعات
أو أمما ـ بشىء من الخوف والجوع ـ يختلف قلة وكثرة ـ وبنقص فى
الموال والنفس والثمرات ..فليس أحد فى هذه الدنيا بمأمن أبدا من
أن تنزل به هذه النوازل ،متفرقة أو مجتمعة ..
قل المصيبة ،ويولد منها مصائب ، ّ والجزع فى هذه المواطن هو الذي يث ّ
فيضاعف معها البلء ،ويعظم اللم ،ويطبق اليأس ،ويغلق كل باب
للمل والرجاء!.
أما الذي يلقى أحداث الحياة ومصائبها بالصبر ،ويواجهها بالتسليم
والرضا ،عن يقين وإيمان بأن ما وقع إنما هو بقضاء الّله وقدره ـ فإن
ده بمعين عظيم ون عليه من وقع المصائب وإن عظمت ،ويم ّ ذلك يه ّ
من الصبر والحتمال ،ويفتح له بابا واسعا من المل والرجاء فيما هو
ة قاُلوا َ
صيب َ ٌ م ِ م ُ ن ِإذا أصاب َت ْهُ ْ ذي َ ن ال ّ ِ ري َ صاب ِ ِ شرِ ال ّ خير عند الّله وأبقى » :وَب َ ّ
ن « فحين يذكر المؤمن أنه ـ ذاتا ومال وأهل جُعو َ إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ را ِ
وولدا ـ ملك لّله ،ل يملك مثقال ذرة مما فى ملك الّله ،وأن مصائر
دها جميعا إليه ـ حين يذكر المؤمن هذا ل المور كلها إلى الّله ،ومر ّ
يأسى على فائت ،ول يحزن على مفقود ،وتلك هى أولى بشريات
م
المؤمنين فى هذه الدنيا ،ل ينزل الحزن ساحتهم ،ول يرهق اله ّ
115
م
ك هُ ُ ة وَُأولئ ِ َ
م ٌ
ح َ م وََر ْ ن َرب ّهِ ْم ْ ت ِصَلوا ٌ
م َ ك ع َل َي ْهِ ْ والكرب قلوبهم ُ » :أولئ ِ َ
ال ْ ُ
180
ن «". دو َ مهْت َ ُ
" فل بد من تربية النفوس بالبلء ،ومن امتحان التصميم على معركة
الحق بالمخاوف والشدائد ،وبالجوع ونقص الموال والنفس
والثمرات ..ل بد من هذا البلء ليؤدي المؤمنون تكاليف العقيدة ،كي
تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف .والعقائد
الرخيصة التي ل يؤدي أصحابها تكاليفها ل يعز عليهم التخلي عنها عند
الصدمة الولى .فالتكاليف هنا هي الثمن النفسي الذي الذي تعز به
العقيدة في نفوس أهلها قبل أن تعز في نفوس الخرين .وكلما تألموا
في سبيلها ،وكلما بذلوا من أجلها ..كانت أعز عليهم وكانوا أضن بها.
كذلك لن يدرك الخرون قيمتها إل حين يرون ابتلء أهلها بها وصبرهم
على بلئها ..إنهم عندئذ سيقولون في أنفسهم :لو لم يكن ما عند
هؤلء من العقيدة خيرا مما يبتلون به وأكبر ما قبلوا هذا البلء ،ول
صبروا عليه ..وعندئذ ينقلب المعارضون للعقيدة باحثين عنها ،مقدرين
لها ،مندفعين إليها ..وعندئذ يجيء نصر الّله والفتح ويدخل الناس في
دين الّله أفواجا ..
ول بد من البلء كذلك ليصلب عود أصحاب العقيدة ويقوى .فالشدائد
تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة وتفتح في القلب منافذ
ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إل تحت مطارق الشدائد.
والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إل في جو
المحنة التي تزيل الغبش عن العيون ،والران عن القلوب.
وأهم من هذا كله ،أو القاعدة لهذا كله ..اللتجاء إلى الّله وحده حين
تهتز السناد كلها ،وتتوارى الوهام وهي شتى ،ويخلو القلب إلى الّله
وحده .ل يجد سندا إل سنده .وفي هذه اللحظة فقط تنجلي
الغشاوات ،وتتفتح البصيرة ،وينجلي الفق على مد البصر ..ل شيء
إل الّله ..ل قوة إل قوته ..ل حول إل حوله ..ل إرادة إل إرادته ..ل
ملجأ إل إليه ..وعندئذ تلتقي الروح بالحقيقة الواحدة التي يقوم عليها
تصور صحيح ..
ر
ش ِ والنص القرآني هنا يصل بالنفس إلى هذه النقطة على الفق »:وَب َ ّ
َ
ن« جُعو َ ة قاُلوا :إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ را ِ
صيب َ ٌم ِ م ُ ن ِإذا أصاب َت ْهُ ْذي َن ال ّ ِري َ
صاب ِ ِ ال ّ
ّ
..إنا لله ..كلنا ..كل ما فينا ..كل كياننا وذاتيتنا ..لله ..وإليه المرجع ّ
والمآب في كل أمر وفي كل مصير ..التسليم ..التسليم المطلق ..
تسليم اللتجاء الخير المنبثق من اللتقاء وجها لوجه بالحقيقة
الوحيدة ،وبالتصور الصحيح.
هؤلء هم الصابرون ..الذين يبلغهم الرسول الكريم بالبشرى من
المنعم الجليل ..
116
وهؤلء هم الذين يعلن المنعم الجليل مكانهم عنده جزاء الصبر
م
ك هُ ُ ة ،وَُأولئ ِ َ م ٌ ح َ م وََر ْ ن َرب ّهِ ْ م ْ ت ِ صَلوا ٌ م َ ك ع َل َي ْهِ ْ الجميل ُ»:أولئ ِ َ
ن« ..صلوات من ربهم ..يرفعهم بها إلى المشاركة في نصيب دو َ مهْت َ ُ ال ْ ُ
نبيه الذي يصلي عليه هو وملئكته سبحانه ..وهو مقام كريم ..
ورحمة ..وشهادة من الّله بأنهم هم المهتدون ..وكل أمر من هذه هائل
عظيم ..
وبعد ..فل بد من وقفة أمام هذه الخاتمة في تلك التعبئة للصف
السلمي .التعبئة في مواجهة المشقة والجهد ،والستشهاد والقتل ،
والجوع والخوف ،ونقص الموال والنفس والثمرات .والتعبئة في هذه
المعركة الطويلة الشاقة العظيمة التكاليف.
إن الّله يضع هذا كله في كفة .ويضع في الكفة الخرى أمرا واحدا ..
صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ..إنه ل يعدهم هنا
نصرا ،ول يعدهم هنا تمكينا ،ول يعدهم هنا مغانم ،ول يعدهم هنا شيئا
إل صلوات الّله ورحمته وشهادته ..لقد كان الّله يعد هذه الجماعة لمر
أكبر من ذواتها وأكبر من حياتها.
فكان من ثم يجردها من كل غاية ،ومن كل هدف ومن كل رغبة من
الرغبات البشرية -حتى الرغبة في انتصار العقيدة -كان يجردها من
كل شائبة تشوب التجرد المطلق له ولطاعته ولدعوته ..كان عليهم أن
يمضوا في طريقهم ل يتطلعون إلى شيء إل رضى الّله وصلواته
ورحمته وشهادته لهم بأنهم مهتدون ..هذا هو الهدف ،وهذه هي الغاية
،وهذه هي الثمرة الحلوة التي تهفو إليها قلوبهم وحدها ..فأما ما
يكتبه الّله لهم بعد ذلك من النصر والتمكين فليس لهم ،إنما هو لدعوة
الّله التي يحملونها.
إن لهم في صلوات الّله ورحمته وشهادته جزاء .جزاء على التضحية
بالموال والنفس والثمرات .وجزاء على الخوف والجوع والشدة.
وجزاء على القتل والشهادة ..إن الكفة ترجح بهذا العطاء فهو أثقل
في الميزان من كل عطاء .أرجح من النصر وأرجح من التمكين وأرجح
من شفاء غيظ الصدور ..
هذه هي التربية التي أخذ الّله بها الصف المسلم ليعده ذلك العداد
العجيب ،وهذا هو المنهج اللهي في التربية لمن يريد استخلصهم
181
لنفسه ودعوته ودينه من بين البشر أجمعين".
وقال تعالى } :أ َم حسبت َ
نذي َ ه ال ّ ِما ي َعْل َم ِ الل ّ ُ ة وَل َ ّ جن ّ َخُلوا ال ْ َ ن ت َد ْ ُ مأ ْ ْ َ ِ ُْ ْ
لن قَب ْ ِم ْ ت ِ مو ْ َ ن ال ْ َمن ّوْ َ م تَ َ قد ْ ك ُن ْت ُ ْ ن ) (142وَل َ َ ري َ صا َب ِ ِ
م ال ّ م وَي َعْل َ َ من ْك ُ ْ دوا ِ جاهَ ُ َ
ن )] (143آل عمران{[143 ،142/ ُ َ قوْه ُ فَ َ ْ َ
م ت َن ْظُرو َ موه ُ وَأن ْت ُ ْ قد ْ َرأي ْت ُ ُ ن ت َل َ أ ْ
ة قَب َ َ َ
صك ُ ْ
م ح َ م ّه ت ََعاَلى وَي ُ َ م الل ُ خت َب َِرك ُ ُن يَ ْ لأ ْ جن ّ َ ْ ن ال َ خُلو َ م ت َد ْ ُ سُبوا أن ّك ُ ْ ح َ وَل َ ت َ ْ
ب للهِ ، جي ُ ست َ ِ
ن يَ ْ م ْ م ،وَي ََرى َ مان ِك ُ ْ
ص َد ْقَ إي َ جَهاد ِ ل ِي ََرى ِ دائ ِد ِ َوال ِ ش َ ِفي ال ّ
ب. م َ َ ً َ
حُرو ِ كارِهِ ال ُ صب ُِر ع َلى َ دائ ِهِ ،وَي َ ْ ل أع ْ َ ص ِفي طاع َت ِهِ ،وَقَِتا ِ خل ِ ُ وَي ُ ْ
117
دوا شه َ ُ م يَ ْ ن لَ ْ ذي َ ن ال ّ ِ مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ُ م َ حد ٍ ِ شهِد َ وَقْعَةِ أ ُ ن َ م ْ ه ت ََعاَلى َ ب الل ُ خاط ِ ُ يُ َ
م
م َيو ٌ ن ل َهُ ْ كو َ ل اللهِ ل ِي َ ُ سو ِ معَ َر ُ ل َ قَتا ِ وقا ً ل ِل ْ ِ ش ْ ن َ حّرُقو َ كاُنوا ي َت َ َ درا ً ،وَ َ بَ ْ
قات ُِلوا َ
حد ٍ ل ِي ُ َ ج إَلى أ ُ خُرو ِ ل ِ في ال ُ سو ِ حوا ع ََلى الّر ُ ك َي َوْم ِ ب َد ْرٍ ،وَقَد ْ أل َ ّ
لسِبي ِ ت ِفي َ مو ْ َ ن ال َ من ّوْ َ م ت َت َ َقد ْ ك ُن ْت ُ ْ ؤلِء :ل َ َ ل ت ََعاَلى ل ِهَ ُ قو ُ ن .وَي َ ُ كي َ شرِ ِ م ْ ال ُ
َ
ما ك ُن ْت ُ ْ
م ن َ م ت ََروْ َ معَْرك َةِ ،فََها أن ْت ُ ْ ن ال َ دا ِ مي ْ َ م ِفي َ قو ْ َ ن ت ُل َُقوا ال َ لأ ْ اللهِ قَب ْ َ
ن
حَزُنو َ م تَ ْ ما َبال ُك ُ ْ م؟ وَ َ ت ِفيك ُ ْ مو ْ ُ ما وَقَعَ ال َ عن ْد َ َ م ِ شت ُ ْ م د َه ِ ْ ما َبال ُك ُ ْ ن فَ َ من ّوْ َ ت َت َ َ
ما ك ُن ْت ُ ْ
182
ن؟ من ّوْ َ ن وَت َت َ َ حّبو َ م تُ ِ قاِء َ ن لِ َ ن عَ ْ فو َ ضعُ ُوَت َ ْ
" إن بلء المؤمنين وجهادهم ،هو الذي يكشف عن إيمانهم ،ويعطى
قا ،وأنهم أدوا حقّ هذا الدليل العملي لهم وللّناس ،أّنهم مؤمنون ح ّ
اليمان ،بلء وجهادا.
نري َ صاب ِ ِ م ال ّ م وَي َعْل َ َ من ْك ُ ْ دوا ِ ن جاهَ ُ ذي َ ه ال ّ ِ ما ي َعْل َم ِ الل ّ ُ وفى قوله تعالى » :وَل َ ّ
« ل يتعلق علم الّله بجهادهم وصبرهم .فعلم الّله واقع على ما كان
منهم وما سيكون قبل أن يكون ،ولكن المراد بالعلم هنا ،علم المعلوم
فى حال وقوعه ،أي علمه على الصفة التي وقع عليها ..وهذا وإن كان
واقعا فى علم الّله ،إل أنه علم غيب لما سيقع ،والمراد بالعلم هنا
علم الشهادة لما وقع.
والذي تضمنته هذه اليات الكريمة ،تعقيبا على هذا الحدث ـ هو عزاء
ى وللمؤمنين ..ففى قوله تعالى » : وتعالى للنب ّ جميل من الّله سبحانه
َ
ى
ن « نفحة من الله ،تنزل على النب ّ
ّ م اْل َع ْل َوْ َ حَزُنوا وَأن ْت ُ ُ َول ت َهُِنوا َول ت َ ْ
ون عليهم كل مصاب ،ويجلو عن صدورهم وعلى المؤمنين معه ،بما يه ّ
حَزُنوا « م وحزن! وهل مع قول العزيز الرحيم َ » :ول ت َهُِنوا َول ت َ ْ كل ه ّ
يكون ما يوهن ويضعف ،أو يبقى ما يسوء ويحزن ؟
وسبحانك ربى! ما أوسع رحمتك ،وما أعظم فضلك ،وما أكثر بّرك
بالمؤمنين ،ورعايتك للمجاهدين!! تبتليهم فى أموالهم وأنفسهم ،
لتضاعف لهم الجر ،وتعظم لهم المثوبة ،ثم تعود بفضلك ورحمتك
فتعافيهم مما ابتليتهم به ،وتمل قلوبهم سكينة ورضى ومسرة ،بما
َ
م اْل َع ْل َوْ َ
ن تسوق إليهم من رحمات وبشريات! وفى قوله تعالى » :وَأن ْت ُ ُ
« حكم من لدن حكيم عليم ،حكم به للمؤمنين أن يكونوا دائما فى
المنزلة العليا فى هذه الحياة ..لهم العزة والغلب على أعدائهم أبدا ،
سِبيًل ن َ مِني َ مؤ ْ ِ ن ع ََلى ال ْ ُ ري َ ه ل ِْلكافِ ِ ل الل ّ ُ جعَ َ ن يَ ْ مصداقا لقوله تعالى » :وَل َ ْ
ن « تثبيت مِني َ مؤ ْ ِ م ُ ن ك ُن ْت ُ ْ « ) : 141النساء( وفى قوله تعالى » :إ ِ ْ
للمؤمنين على اليمان ..
قه من الصبر وأنهم إذا ثبتوا على إيمانهم ،وأعطوا هذا اليمان ح ّ
والتقوى ،فإنهم لن يهنوا ولن يحزنوا أبدا ،وأنهم العلون أبدا ..
ك ه وَت ِل ْ َ مث ْل ُ ُ ح ِ م قَْر ٌ قو ْ َ س ال ْ َ م ّ قد ْ َ ح فَ َ م قَْر ٌ سك ُ ْ س ْ م َ ن يَ ْ وقوله تعالى » :إ ِ ْ
َ
س « هو عزاء آخر للمؤمنين لما أصيبوا به فى ن الّنا ِ م ُنداوُِلها ب َي ْ َ اْلّيا ُ
أنفسهم ،ولما أصيبوا به فى أهليهم ..وأنهم إن يكونوا قد أصيبوا اليوم
118
بما يؤلم ويوجع ،فقد أصابوا هم أعداءهم بما يؤلم ويوجع! ثم ليعلم
المؤمنون من هذا أن طريقهم فى مسيرتهم مع السلم ليست كلها
يوما واحدا كيوم بدر ،بل إنهم سيغلبون ويغلبون ،ويقتلون ويقتلون ،
ويصيبون ويصابون ..وهكذا الدنيا ..وتلك سّنة الحياة فيها ..ل تدوم
على وجه واحد ،بل هى وجوه متقلبة متغيرة! تقبل وتدبر ،وتضحك
وتبكى ..
وذلك هو الذي يعطى الحياة حيوية ،وهو الذي يغرى الناس بالسعي
والعمل ،لينتقلوا من حال إلى حال ،ومن وضع إلى وضع ..ولو أخذ
الناس بوضع ثابت مستقر ـ ولو كان ذلك فى أحسن حال ،وأمكن وضع
ـ لماتت فى أنفسهم نوازع التطلعات إلى المستقبل ،ولخمدت فيهم
جذوة الحماس للكفاح والنضال.
شَهداَء « بيان م ُ من ْك ُ ْ
خذ َ ِ مُنوا وَي َت ّ ِ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ م الل ّ ُ وقوله تعالى » :وَل ِي َعْل َ َ
لحكمة الّله من هذا البتلء ..ففى هذا البتلء ،وتحت وطأة القتال ،
ينكشف إيمان المؤمنين ،ويعرف ما عندهم من صدق وبلء ..فيكتب
لهم ما كان فى علم الّله ،وما وقع منهم ،وهو أنهم مؤمنون
شَهداَء « إشارة إلى أن م ُ من ْك ُ ْ خذ َ ِ مجاهدون! وفى قوله تعالى » :وَي َت ّ ِ
ى فى أحد ـ كانوا جميعا على درجة جماعة المؤمنين الذين كانوا مع النب ّ
ن أنزلهم درجة فى هذا اليمان كان مؤهل لن عالية من اليمان ،وأ ّ
شَهداَء م ُ من ْك ُ ْ خذ َ ِ يكون فى عداد الشهداء ،ولهذا جاء قوله تعالى » :وَي َت ّ ِ
م الل ّ ُ
ه « خطابا لهم جميعا ،وكان نسق النظم أن يجىء هكذا » :وَل ِي َعْل َ َ
ن هذا يعزل بعض المجاهدين شَهداَء « ،ولك ّ م ُ من ْك ُ ْخذ َ ِ مُنوا وَي َت ّ ِ نآ َ
ذي َ ال ّ ِ
عن أن يكونوا فى المؤمنين ،الصالحين لن يتخذ الّله منهم شهداء ..
خذ َ « إشارة كريمة إلى هذا المقام الكريم وفى قوله تعالى » :وَي َت ّ ِ
الذي يرتفع إليه الشهداء ،وأنهم خيار المؤمنين ،والمصطفين منهم ،
ولهذا اتخذهم الّله شهداء ..إذ التخاذ أخذ عن اختبار واختيار ..وفى
ن « تحريض للمسلمين على قتال مي َ ظال ِ ِ ب ال ّ ح ّ ه ل يُ ِ قوله تعالى َ » :والل ّ ُ
المشركين ،واحتمال المكروه فى سبيل إضعافهم أو القضاء عليهم ،
لنهم ظالمون لنفسهم ،بصرفها عن الهدى إلى الضلل ،وظالمون
للنسانية إذ هم قوى شريرة عاملة على طمس معالم الهدى وصد ّ
ن « ومن ل يحّبه الّله فهو مي َ ظال ِ ِب ال ّ ح ّ ه ل يُ ِ الناس عن الخير َ » ..والل ّ ُ
عدو لّله ،يجب على أولياء الّله أن يعادوه ،ويخّلصوه من الذي فى
يديه ،يرمى به نفسه ،ويصيب به الناس.
ن « أي من ري َ حقَ اْلكافِ ِ م َ مُنوا وَي َ ْ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ ص الل ّ ُ ح َ م ّوقوله تعالى » :وَل ِي ُ َ
حص اللهّ تمام حكمة هذا البتلء فيما بين المؤمنين والكافرين أن يم ّ
المؤمنين بهذا البتلء ،وينقيهم من دخائل الضعف والوهن ،بملقاة
الشدائد والصبر عليها ،كما أن فى هذا البتلء إضعافا لشوكة الكافرين
وتوهينا لقوى البغي والعدوان ،المتربصة باليمان وبالمؤمنين.
وقوله تعالى » :أ َم حسبت َ
نذي َ ه ال ّ ِ ما ي َعْل َم ِ الل ّ ُ ة وَل َ ّ جن ّ َخُلوا ال ْ َ ن ت َد ْ ُ مأ ْ ْ َ ِ ُْ ْ
ن « بيان آخر للحكمة من هذا البتلء الذي ري َ صاب ِ ِ م ال ّ م وَي َعْل َ َ من ْك ُ ْ
دوا ِجاهَ ُ
119
ابتلى الّله به المؤمنين ،فى قتال الكافرين ،وهو أن هذا البتلء هو
الذي يكشف عن إيمان المؤمنين ،وصبرهم على المكروه ،واحتمالهم
الذى فى سبيل الّله ،وذلك هو الذي يميز الخبيث من الطيب ،ويجعل
ل مكانه عند الّله ..فالجنة للمجاهدين الصابرين ..والنار للمشركين لك ّ
المعاندين.
ن ت َل ْ َ َ
قد ْقوْه ُ فَ َ لأ ْ ن قَب ْ ِ م ْ
ت ِ موْ َن ال ْ َ
من ّوْ َ
م تَ َقد ْ ك ُن ْت ُ ْ وقوله تعالى » :وَل َ َ
َ َ
ن «. م ت َن ْظ ُُرو َ موه ُ وَأن ْت ُ ْ َرأي ْت ُ ُ
ول هو عتاب رقيق للمؤمنين الذين شهدوا القتال فى أحد ،ثم تح ّ
بعضهم عن موقف الموت ،إلى حيث السلمة وجمع الغنائم ،بعد أن
لحت بوارق النصر للمؤمنين :كما أن كثيرا منهم ترك القتال بعد أن
بانت الهزيمة فى جانب المسلمين ..فلقد كان كثير من المسلمين
الذين شهدوا أحدا ،ولم يكونوا قد شهدوا بدرا ـ كانوا يأسفون على أن
ظهم من الجهاد فى معركة بدر ،وتعرضهم للستشهاد فى فاتهم ح ّ
سبيل الّله ..فخرجوا إلى أحد على نية الستشهاد ..فلما كان من
هؤلء وهؤلء ،ما كان فى أحد ،من إقبال على الغنائم ،أو فرار من
المعركة ـ كان هذا العتاب الرقيق من الّله سبحانه وتعالى لهم ،
كرهم بأنهم قالوا ولم يفعلوا ،وهذا موقف ل يرضاه الّله لهم ،إذ ليذ ّ
قتا ً َ
ن ك َب َُر َ
م ْ فعَُلو َ ن ما ل ت َ ْ قوُلو َ م تَ ُ
مُنوا ل ِ َنآ َ يقول سبحانه » :يا أي َّها ال ّ ِ
ذي َ
َ
ن « ) 2ـ : 3الصف( وفى قوله تعالى : فعَُلو َ قوُلوا ما ل ت َ ْ ن تَ ُ عن ْد َ الل ّهِ أ ْ ِ
ن« ُ َ َ » فَ َ
م ت َن ْظُرو َ موه ُ وَأن ْت ُ ْ قد ْ َرأي ْت ُ ُ
تأسيف وتنديم ،لولئك الذين فاتهم الستشهاد فى » أحد « وأنهم قد
ضنوا بأنفسهم عن هذا المقام الكريم ،حتى لقد اكتفوا بأن يروا الموت
183
فى غيرهم وهم ينظرون إليه من بعيد!"
" إن صيغة السؤال الستنكارية يقصد بها إلى التنبيه بشدة إلى خطأ
هذا التصور :تصور أنه يكفي النسان أن يقولها كلمة باللسان :
أسلمت وأنا على استعداد للموت .فيبلغ بهذه الكلمة أن يؤدي تكاليف
اليمان ،وأن ينتهي إلى الجنة والرضوان! إنما هي التجربة الواقعية ،
والمتحان العملي .وإنما هو الجهاد وملقاة البلء ،ثم الصبر على
تكاليف الجهاد ،وعلى معاناة البلء.
دوان جاهَ ُ ذي َ ه ال ّ ِ ما ي َعْل َم ِ الل ّ ُوفي النص القرآني لفتة ذات مغزى » :وَل َ ّ
ن« .. ري َ صاب ِ ِم ال ّ م« » ..وَي َعْل َ َ من ْك ُ ْ ِ
فل يكفي أن يجاهد المؤمنون .إنما هو الصبر على تكاليف هذه الدعوة
أيضا .التكاليف المستمرة المتنوعة التي ل تقف عند الجهاد في
الميدان .فربما كان الجهاد في الميدان أخف تكاليف هذه الدعوة التي
يطلب لها الصبر ،ويختبر بها اليمان .إنما هنالك المعاناة اليومية التي
ل تنتهي :معاناة الستقامة على أفق اليمان .والستقرار على
مقتضياته في الشعور والسلوك ،والصبر في أثناء ذلك على الضعف
120
النساني :في النفس وفي الغير ،ممن يتعامل معهم المؤمن في
حياته اليومية .والصبر على الفترات التي يستعلي فيها الباطل وينتفش
ويبدو كالمنتصر! والصبر على طول الطريق وبعد الشقة وكثرة
العقبات .والصبر على وسوسة الراحة وهفوة النفس لها في زحمة
الجهد والكرب والنضال .والصبر على أشياء كثيرة ليس الجهاد في
الميدان إل واحدا منها ،في الطريق المحفوف بالمكاره .طريق الجنة
ي وبكلمات اللسان! التي ل تنال بالمان ّ
َ َ ن ت َل ْ َ َ
م
موه ُ وَأن ْت ُ ْ ه .فَ َ
قد ْ َرأي ْت ُ ُ قو ْ ُ لأ ْ ن قَب ْ ِ
م ْت ِ ن ال ْ َ
مو ْ َ من ّوْ َ
م تَ َ »وَل َ َ
قد ْ ك ُن ْت ُ ْ
ن« ..وهكذا يقفهم السياق وجها لوجه مرة أخرى أمام الموت ت َن ْظ ُُرو َ
الذي واجهوه في المعركة ،وقد كانوا من قبل يتمنون لقاءه .ليوازنوا
في حسهم بين وزن الكلمة يقولها اللسان ،ووزن الحقيقة يواجهها في
العيان .فيعلمهم بهذا أن يحسبوا حسابا لكل كلمة تطلقها ألسنتهم ،
ويزنوا حقيقة رصيدها الواقعي في نفوسهم ،على ضوء ما واجهوه من
حقيقتها حين واجهتهم! وبذلك يقدرون قيمة الكلمة ،وقيمة المنية ،
وقيمة الوعد ،في ضوء الواقع الثقيل! ثم يعلمهم أن ليست الكلمات
الطائرة ،والماني المرفرفة هي التي تبلغهم الجنة ،إنما هو تحقيق
الكلمة ،وتجسيم المنية ،والجهاد الحقيقي ،والصبر على المعاناة.
حتى يعلم الّله منهم ذلك كله واقعا كائنا في دنيا الناس!
ولقد كان الّله -سبحانه -قادرا على أن يمنح النصر لنبيه ولدعوته
ولدينه ولمنهجه منذ اللحظة الولى ،وبل كد من المؤمنين ول عناء.
وكان قادرا أن ينزل الملئكة تقاتل معهم -أو بدونهم -وتدمر على
المشركين ،كما دمرت على عاد وثمود وقوم لوط ..
ولكن المسألة ليست هي النصر ..إنما هي تربية الجماعة المسلمة ،
التي تعد لتتسلم قيادة البشرية ..البشرية بكل ضعفها ونقصها وبكل
شهواتها ونزواتها وبكل جاهليتها وانحرافها ..وقيادتها قيادة راشدة
تقتضي استعدادا عاليا من القادة .وأول ما تقتضيه صلبة في الخلق ،
وثبات على الحق ،وصبر على المعاناة ،ومعرفة بمواطن الضعف
ومواطن القوة في النفس البشرية ،وخبرة بمواطن الزلل ودواعي
النحراف ،ووسائل العلج ..
ثم صبر على الرخاء كالصبر على الشدة .وصبر على الشدة بعد
الرخاء .وطعمها يومئذ لذع مرير! ..
وهذه التربية هي التي يأخذ الّله بها الجماعة المسلمة حين يأذن
بتسليمها مقاليد القيادة ،ليعدها بهذه التربية للدور العظيم الهائل
الشاق ،الذي ينوطه بها في هذه الرض .وقد شاء -سبحانه -أن يجعل
هذا الدور من نصيب »النسان« الذي استخلفه في هذا الملك العريض!
وقدر الّله في إعداد الجماعة المسلمة للقيادة يمضي في طريقه ،
بشتى السباب والوسائل ،وشتى الملبسات والوقائع ..يمضي أحيانا
عن طريق النصر الحاسم للجماعة المسلمة ،فتستبشر ،وترتفع ثقتها
بنفسها -في ظل العون اللهي -وتجرب لذة النصر ،وتصبر على
121
نشوته ،وتجرب مقدرتها على مغالبة البطر والزهو والخيلء ،وعلى
التزام التواضع والشكر لّله ..ويمضي أحيانا عن طريق الهزيمة
والكرب والشدة .فتلجأ إلى الّله ،وتعرف حقيقة قوتها الذاتية ،
وضعفها حين تنحرف أدنى انحراف عن منهج الّله .وتجرب مرارة
الهزيمة وتستعلي مع ذلك على الباطل ،بما عندها من الحق المجرد
وتعرف مواضع نقصها وضعفها ،ومداخل شهواتها ،ومزالق أقدامها
فتحاول أن تصلح من هذا كله في الجولة القادمة ..وتخرج من النصر
ومن الهزيمة بالزاد والرصيد ..ويمضي قدر الّله وفق سنته ل يتخلف
ول يحيد ..
وقد كان هذا كله طرفا من رصيد معركة أحد الذي يحشده السياق
القرآني للجماعة المسلمة -على نحو ما نرى في هذه اليات -وهو
184
رصيد مدخر لكل جماعة مسلمة ولكل جيل من أجيال المسلمين".
قوا ربك ُم ل ِل ّذي َ
سُنوا ِفي ح َ نأ ْ ِ َ َ ّ ْ مُنوا ات ّ ُ نآ َ ذي َ عَباد ِ ال ّ ِ ل َيا ِ وقال تعالى } :قُ ْ
َ َ
ر
هم ب ِغَي ْ ِ جَر ُ نأ ْ صاب ُِرو َ ما ي ُوَّفى ال ّ ة إ ِن ّ َ سعَ ٌ ض الل ّهِ َوا ِ ة وَأْر ُ سن َ ٌح َ هَذ ِهِ الد ّن َْيا َ
ب{ ) (10سورة الزمر سا ٍ ح َ ِ
ْ َ ن ي َعِ َ َ َ
وىق َ م ب ِت َ ْ مَرهُ ْ ن ي َأ ُ ن ،وَب ِأ ْ مني َ مؤ ْ ِ ظ ال ُ م ب ِأ ْ ري َ ه الك َ ِ سول َ ُ ه ت ََعاَلى َر ُ مُر الل ُ ي َأ ُ
َ َ َ
م
من ْهُ ُ ن ِ س َ ح َ نأ ْ م ْ ه َ م أن ّ ُ ن ي َذ ْك َُر ل َهُ ْ طاع َت ِهِ ،وَب ِأ ْ ت ع ََلى َ اللهِ ت ََعاَلى َ ،والث ََبا ِ
َ
نمِني َ مؤ ْ ِ ل ل ِل ْ ُ قو َ ن يَ ُ خَرةِ ،وَأ ْ ن ِفي الد ّن َْيا وال ِ س ُ ح َ جَزاُء ال َ ه ال َ ل فَل َ ُ م َ العَ َ
َ
ة
سعَ ٌ ض اللهِ َوا ِ ن أْر َ دين َةِ :إ ِ ّ م ِ ة إ َِلى ال َ مك ّ َ ن َ م ْ جَرةِ ِ م ِفي الهِ ْ غبا ً إ ِّياهُ ْ مَر ّ ُ
َ
م ِفيهِ ،فَعَليِهم ذي هُ ْ َ
م ِفي الب َلد ِ ال ِ م ب ِعَِباد َةِ َرب ّهِ ْ قَيا َ طيُعوا ال ِ ست َ ِ م يَ ْ َ
ذا ل ْ فَإ ِ َ
ة العَِباد َةِ ،وَِإن الله ُيوّفي حّري َ ُ خَر ت َت َوَفُّر ِفيهِ ُ نآ َ كا ٍ م َ جَرة ُ إ َِلى َ الهِ ْ
َ
شاَء ما َ ضل ِهِ َ ن فَ ْ م ْ م ِ زيد ُهُ ْ م ،وَي َ ِ مال ِهِ ْ ب أع ْ َ وا َ ن ع ََلى الب ْت ِل َِء ،ث َ َ ري َ صاب ِ ِ ال ّ
185
ب. سا ٍ ح َ ب ِغَي ِرِ ِ
" فهو نداء من رب كريم إلى عباده الذين آمنوا به ،واستجابوا
لرسوله ،بعد أن سمعوا آيات رّبهم ،وعرفوا مواقع الحق منها ..وفى
هذا النداء الكريم يستدعيهم ربهم إليه بالتقوى التي تقربهم منه ،
وتدنبهم من رحمته وإحسانه ..
فاليمان هو أول خطوة إلى الله ..والوقوف عند هذه الخطوة تقصير ّ
باليمان وتعطيل لمعطياته التي كان جديرا بالمؤمن أن يحصل عليها
بإيمانه ..والعمل بهذا اليمان ،والغرس فى مغارسه هو الذي يحقق
للمؤمن الوصول إلى الّله ،وإلى مواقع رحمته ورضوانه ..وفى هذا
م
م َرب ّهُ ْ ديهِ ْ ت ي َهْ ِ صاِلحا ِ مُلوا ال ّ مُنوا وَع َ ِ نآ َ ذي َ ن ال ّ ِ يقول سبحانه » :إ ِ ّ
ت الن ِّعيم ِ « ) : 9يونس( .. جّنا ِ م اْلْنهاُر ِفي َ َ
حت ِهِ ُ ن تَ ْ م ْري ِ ج ِ م تَ ْ ب ِِإيمان ِهِ ْ
فاليمان مصباح يضىء للمؤمن الطريق إلى ربه ..والعمل الصالح هو
دة ل به شعلته متق ّ الزيت الذي يمد ّ هذا المصباح بالوقود الذي تظ ّ
ة«ـ سن َ ٌ مضيئة أبدا ..وقوله تعالى » :ل ِل ّذي َ
ح َ سُنوا ِفي هذ ِهِ الد ّْنيا َ ح َ نأ ْ ِ َ
إشارة إلى أن العمال ،الحسنة ،تعطى ثمرة حسنة معجلة فى هذه
-فى ظلل القرآن ـ موافقا للمطبوع (483 / 1) - 184
122
الدنيا إلى ما تعطيه من حسنات كثيرة فى الخرة ..فالعمل الحسن هو
حسن فى ذاته ،ل يجىء منه إل ما هو حسن ..وهذا من شأنه أن
يضمن للمحسنين حياة طيبة معه فى الدنيا ـ مع صرف النظر ـ عما
يكون له من آثار طيبة فيما وراء هذه الدنيا ..وبهذا.
الحساب يرى المحسنون أنهم غير مغبونين فى تعاملهم بالحسان فى
دنياهم ،وأنهم ـ وبصرف النظر عن الحياة الخرى ،وبمعزل عنها ـ
ينالون بإحسانهم حياة طيبة ،ويجدونها فى راحة الضمير ،وصفاء
صلون من متاع مادى ،وشهوات عاجلة النفس ،وإن لم يجدوها فيما يح ّ
ل تلبث أن تخمد ،فل يجد المرء لها أثرا ..
وفى إفراد كلمة » حسنة « وتنكيرها ،إشارة إلى أن ما يجزى به
المحسنون بإحسانهم فى الدنيا ،هو قليل قليل بالضافة إلى ما يجزون
به فى الخرة ..
َ
ة « ـ إشارة إلى أن المؤمن قد ل ض الل ّهِ وا ِ
سعَ ٌ وقوله تعالى » :وَأْر ُ
يجد فى مكان ما سبيل إلى العمل ،وإلى الغرس فى مغارس الحسان
،حيث تكون الرض التي يعيش فيها أرضا خبيثة ،ل تمسك ماء ،ول
تنبث نباتا ..وهنا ينبغى على المؤمن أن يتحول عن هذه الرض ،إلى
غيرها ،مما هو طيب صالح.
فأرض الّله واسعة ،وكما أن فيها الخبيث النكد ،ففيها الطيب
الكريم ..
وفى هذا ،دعوة للمؤمنين الذين كانوا يعيشون فى مكة قبل الهجرة ،
محاصرين من المشركين ،ل يستطيعون أن يعطوا إيمانهم حقه ،ول
أن يفجروا ينابيع الخير منه ـ فى هذا دعوة لهم أن يتحولوا عن هذا
الموقع من الرض إلى أرض أخرى ،حيث تطيب فيها مغارسهم ،
وحيث يرفعون مصابيح الهدى التي بين أيديهم ،فتمل الدنيا من حولهم
هدى ونورا ..وقد كان ،فهاجر المؤمنون إلى المدينة ،وفى هذا
المكان الطيب من الرض سطح نور السلم ،ودخل الناس فى دين
الّله أفواجا ..
ب « ـ دعوة وقوله تعالى » :إنما يوّفى الصابرو َ
حسا ٍ م ب ِغَي ْرِ ِ
جَرهُ ْ
نأ ْ ّ ُِ َ ِّ ُ َ
للمؤمنين إلى الصبر ،الذي هو ملك كل أمر يراد منه الخير الكثير
الدائم الذي ل ينقطع ..
إن كل ثمرة إنما تكون قيمتها بقدر ما يبذل فيها من جهد ،وما يحتمل
فى سبيلها من عناء ومعاناة ..ومن طلب ثمرة بل عمل ،فقد طلب
ب « ـ إشارة إلى أن حسا ٍ رّيا من سراب! وفى قوله تعالى » :ب ِغَي ْرِ ِ
جزاء الصبر جزاء عظيم ،وأن ميزان العمل الذي يجىء فى أعقاب
الصبر يرجح جميع العمال كلها ،حيث ينال الصابر جزاء صبره ،ما
186
يشاء من فضل وإحسان ،بل حساب! "
123
"والتقوى هي تلك الحساسية في القلب ،والتطلع إلى الّله في حذر
وخشية ،وفي رجاء وطمع ،ومراقبة غضبه ورضاه في توفز وإرهاف ..
إنها تلك الصورة الوضيئة المشرقة ،التي رسمتها الية السابقة لذلك
الصنف الخاشع القانت من عباد الّله.
ة« ..وما أجزل الجزاء! حسنة في سن َ ٌ »ل ِل ّذي َ
ح َسُنوا ِفي هذ ِهِ الد ّْنيا َ ح َ نأ ْ ِ َ
الدنيا القصيرة اليام الهزيلة المقام .تقابلها حسنة في الخرة دار البقاء
والدوام.
ولكنه فضل الّله على هذا النسان .الذي يعرف منه ضعفه وعجزه
وضآلة جهده .فيكرمه ويرعاه!
َ
ة«.فل يقعد بكم حب الرض ،وإلف المكان ، سعَ ٌ ض الل ّهِ وا ِ »وَأْر ُ
وأواصر النسب والقربى والصحبة في دار عن الهجرة منها ،إذا ضاقت
بكم في دينكم ،وأعجزكم فيها الحسان .فإن اللتصاق بالرض في
هذه الحالة مدخل من مداخل الشيطان ولون من اتخاذ النداد لّله في
قلب النسان.
وهي لفتة قرآنية لطيفة إلى مداخل الشرك الخفية في القلب
البشري ،في معرض الحديث عن توحيد الّله وتقواه ،تنبئ عن مصدر
هذا القرآن .فما يعالج القلب البشري هذا العلج إل خالقه البصير به ،
العليم بخفاياه.
والّله خالق الناس يعلم أن الهجرة من الرض عسيرة على النفس ،
وأن التجرد من تلك الوشائج أمر شاق ،وأن ترك مألوف الحياة
ووسائل الرزق واستقبال الحياة في أرض جديدة تكليف صعب على
بني النسان :ومن ثم يشير في هذا الموضع إلى الصبر وجزائه
ر المطلق عند الّله بل حساب » :إنما يوّفى الصابرو َ
م ب ِغَي ْ ِجَرهُ ْ نأ ْ ّ ُِ َ ِّ ُ َ
ب« ..فيأخذ قلوبهم بهذه اللمسة في موضعها المناسب ،ويعالج حسا ٍ ِ
ما يشق على تلك القلوب الضعيفة العلج الشافي ،وينسم عليها في
موقف الشدة نسمة القرب والرحمة .ويفتح لها أبواب العوض عن
الوطن والرض والهل واللف عطاء من عنده بغير حساب ..فسبحان
العليم بهذه القلوب ،الخبير بمداخلها ومساربها ،المطلع فيها على
187
خفي الدبيب".
وغير ذلك من اليات كثير .
وأما في السنة فقد وردت أحاديث كثيرة منها:
شط ُْر ل الل ّهِ » - -الط ُّهوُر َ سو ُ ل َقا َ شعَرِىّ َقا َ ك ال َ ْ عَ َ
ل َر ُ مال ِ ٍ ن أِبى َ ْ
اليمان وال ْحمد ل ِل ّه تمل ُ ال ْميزان .وسبحان الل ّه وال ْحمد ل ِل ّه تملن -أوَ
ْ ِ َ َ ْ ُ ِ َ ْ ِ ِ َ َ َ ُ ْ َ َ ِ َ ِ َ َ ْ ُ ِ َ ْ
َ تَ ُ
صب ُْرن َوال ّ ها ٌ ة ب ُْر َ صل َة ُ ُنوٌر َوال ّ
صد َقَ ُ ض َوال ّ ت ََوالْر ِ وا ِ م َس َ ن ال ّ ما ب َي ْ َ مل َ - ْ
قَها معْت ِ ُ ه فَ ُ س ُف َ دو فََبائ ِعٌ ن َ ْ
س ي َغْ ُ
ل الّنا ِ ك كُ ّ ك أوْ ع َل َي ْ َ ة لَ َ ج ٌ ح ّن ُقْرآ ُ ضَياٌء َوال ْ ُ ِ
188
قَها « رواه مسلم موب ِ ُ َ
أوْ ُ
124
الطهور :التطهير والنظافة ،تمل أي بالثواب ،نور :لنها تمنع عن
المعاصي ،برهان :حجة على ايمان صاحبه ،ضياء :ل يزال صاحبه
مستضيئا ً مهتديا ً مستمرا ً على الصواب .معتقها :مبعدها عن النار،
موبقها :مهلكها.
سأُلوا َ َ َ وع َ َ
صارِ َ ن الن ْ َ م َ سا ِ ن َنا ً خد ْرِىّ -رضى الله عنه -أ ّ سِعيد ٍ ال ْ ُ ن أِبى َ ْ
َ َ ُ َ َ َ ّ
عن ْد َهُ ما ِ فد َ َ حّتى ن َ ِ مَ ، سألوه ُ فَأع ْطاهُ ْ م َ م ،ثُ ّ ل اللهِ - -فَأع ْطاهُ ْ سو َ َر ُ
َ
ف
ف ْ ست َعْ ِ ن يَ ْ م ْ م ،وَ َ خَره ُ ع َن ْك ُ ْ ن أد ّ ِ خي ْرٍ فَل َ ْ ن َ م ْ دى ِ عن ْ ِ ن ِ كو ُ ما ي َ ُ لَ .» : قا َ فَ َ
ما ه ،وَ َ صب ّْره ُ الل ّ ُ صب ّْر ي ُ َ ن ي َت َ َ م ْ ه .،وَ َ ن ي ُغْن ِهِ الل ّ ُ ِ ست َغْ ن يَ ْ م ْ ه ،وَ َ ه الل ّ ُ ف ُ ي ُعِ ّ
189 َ َ َ ُ
صب ْرِ « رواه البخاري ومسلم ن ال ّ م َ سعَ ِ خي ًْرا وَأوْ َ حد ٌ ع َطاًء َ ىأ َ أع ْط ِ َ
يتصبر :يتكلف تحمل الصبر والمكاره ،يعينه الله ويساعده.
َ َ
مَرهُ نأ ْ ن إِ ّ م ِ مؤ ْ ِ مرِ ال ْ ُ جًبا ل ْ ل الل ّهِ » - -ع َ َ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ب َقا َ صهَي ْ ٍ ن ُ وع َ ْ
َ َ
خي ًْرا ن َ كا َ شك ََر فَ َ سّراُء َ ه َ صاب َت ْ ُ نأ َ ن ،إِ ْ ِ ممؤ ْ ِ حد ٍ إ ِل ّ ل ِل ْ ُ كل َ ذا َ س َ خي ٌْر وَل َي ْ َ ه َ ك ُل ّ ُ
ل َه ،وإ َ
خي ًْرا ل َ ُ صب ََر فَ َ
190
ه « رواه مسلم ن َ كا َ ضّراُء َ ه َ صاب َت ْ ُ نأ َ ُ َِ ْ
فعلى المريض أن يرضى بقضاء الله ،ويصبر على قدره ،ويحسن الظن
بربه ،ذلك خير له
ت قو ُ ُ سَرة َ َقا َ وع َن أ َِبى َ ْ
معْ ُ س ِ ل َ داِء ت َ ُ م الد ّْر َ تأ ّ معْ ُ س ِ ل َ مي ْ َ ن َ زيد َ ب ْ ِ س يَ ِ حلب َ ٍ ِ
َ
ه ي ُك َّنيهِ قَب ْلَها قو ُ سم ِ - -ي َ ُ ْ َ قو ُ َ
معْت ُ ُ س ِ ما َ ل َ قا ِ ت أَبا ال َ معْ ُ س ِ ل َ داِء ي َ ُ أَبا الد ّْر َ
ن ب َعْد ِ َ
ك م ْ ث ِ ع ٌ سى إ ِّنى َبا ِ عي َ ل َيا ِ قو ُ ل يَ ُ ج ّ ه ع َّز وَ َ ن الل ّ َ ل »:إ ِ ّ قو ُ ها ي َ ُ وَل َ ب َعْد َ َ
شك َروا وإ َ ةإ َ ُ
نهو َ ما ي َك َْر ُ م َ صاب َهُ ْ نأ َ َِ ْ ه وَ َ ُ دوا الل ّ َ م ُ ح ِ ن َ حّبو َ ما ي ُ ِ م َ صاب َهُ ْ نأ َ م ً ِ ْ أ ّ
م وَل َ حل ْ َ م وَل َ ِ ذا ل َهُ ْ ف هَ َ ب ك َي ْ َ ل َيا َر ّ مَ .قا َ عل ْ َ م وَل َ ِ حل ْ َ صب َُروا وَل َ ِ سُبوا وَ َ حت َ َ ا ْ
ُ
191
مى « رواه أحمد في مسنده عل ْ ِ مى وَ ِ حل ْ ِ ن ِ م ْ م ِ طيهِ ْ ل أع ْ ِ م َقا َ عل ْ َ ِ
احتسبوا :سلموها لله تعالى طلبا ً لوجه الله وثوابه ،صبروا :تحملوا
اللم .ل حلم ول علم :ليس عندهم خلقا الحلم والعلم .ولكن يمنحهم
الله تعالى ذلك بمنه وكرمه
ل مث َ ِ ن كَ َ م ِ مؤ ْ ِ ل ال ْ ُ مث َ ُ ل الل ّهِ َ »: - - سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ وع َ ِ
قمَنافِ ِ ل ال ْ ُ مث َ ُ ه ال ْب َل َُء وَ َ صيب ُ ُ ن يُ ِ م ُ مؤ ْ ِ ل ال ْ ُ ه وَل َ ي ََزا ُ ميل ُ ُ ح تُ ِ ل الّري ُ الّزْرِع ل َ ت ََزا ُ
192
صد َ «رواه مسلم والترمذي ح ِ ست َ ْ حّتى ت َ ْ جَرةِ ال َْرزِ ل َ ت َهْت َّز َ ش َ ل َ مث َ ِ كَ َ
َ َ سو َ ّ َ
شد ّ سأ َ ل اللهِ أىّ الّنا ِ ت َيا َر ُ ل قُل ْ ُ ن أِبيهِ َقا َ سعْد ٍ ع َ ْ ن َ ب بْ ِ صعَ ِ م ْ ن ُ وع َ ْ
ل ع ََلى َ ل فَي ُب ْت ََلى الّر ُ َ َ َ ب َل ًَء ؟ َقا َ
ه
ب ِدين ِ ِ س ِ ح َ ج ُ مث َ ُ ل َفال ْ مث َ ُ م ال ْ ل » :الن ْب َِياُء ث ُ ّ
ب س ِ ح َ ى ع ََلى َ ة َ اب ْت ُل ِ َ ن ِفى ِدين ِهِ رِقّ ٌ كا َ ن َ شت َد ّ ب َل َؤ ُه ُ وَإ ِ ْ صل ًْبا ا ْ ه ُ ن ِدين ُ ُ كا َ ن َ فَإ ِ ْ
ما ع َل َي ْ ِ
ه ض َ شى ع َلى الْر ِ
َ م ِ ه يَ ْ حّتى ي َت ُْرك َ ُ ح ال ْب َل َُء ِبال ْعَب ْد ِ َ ما ي َب َْر ُ ِدين ِهِ فَ َ
- 201برقم ) (2996وأحمد) (20209والمقصود أنه كان يعمل صالحا ً قبل مرضه ومنعه المرض
من ممارسته.
12839) 3/258 - 202و (14063وشرح السنة 5/241والمجمع 2/304وهو صحيح لغيره.
- 203البيهقي ( 6786 ) 3/375والحاكم (1290) 1/348وهو حديث صحيح ،يستأنف يبتدئ.
4/255 - 204برقم ) (2912و) (2985والفتح 10/104وهو حديث صحيح.
- 205برقم ) (2437و المجمع (3800)2/302والمطالب العالية ) (1881وإسناده حسن.
- 206برقم ) (12282وأبو يعلى ) (2311والضياء 4/316والحسان ) (2930وهو حديث
صحيح مشهور مروي عن أنس والعرياض وعائشة بنت قداحة وأبي هريرة وابن عباس وزيد بن
أرقم وبريدة وابن عمر ...الكريمتان :العينان.
- 207برقم )(3612
127
َ وعن عبد الل ّه َقا َ َ
نم َ كى ن َب ِّيا ِ ح ِ ل الل ّهِ - -ي َ ْ سو ِ ل ك َأّنى أن ْظ ُُر إ َِلى َر ُ ِ َ ْ َْ ِ
ب اغ ْ ِ
فْر لَ » :ر ّ قو ُجهِهِ وَي َ ُن وَ ْ م عَ ْ ح الد ّ َ س ُم َ ه وَهُوَ ي َ ْ م ُه قَوْ ُ ضَرب َ ُ ال َن ْب َِياِء َ
م ل َ ي َعْل َ ُ مى فَإ ِن ّهُ ْ
208
ن « أخرجه الشيخان مو َ قو ْ ِلِ َ
َ
ن
مَر ،ع َ ْ ن عُ َ ل :اب ْ ُ ن هُوَ ؟ َقا َ م ْتَ : ي ، قُل ْ ُ ب الن ّب ِ ّ حا ِ ص َ نأ ْ م ْ خ ِ شي ْ ٍ ن َ وع َ ْ
صب ُِر ع ََلى س ،وَي َ ْ ط الّنا َ خال ِ ُذي ي ُ َ م ال ّ ِسل ِ ُم ْ ل »:ال ْ ُ ل الل ّهِ َ ، قا َ سو ِ َر ُ
َ َ ُ ّ َ أَ َ
م « أخرجه البغوي في ذاهُ ْ صب ُِر ع َلى أ َ م َ ،ول ي َ ْ خال ِطهُ ْ ذي ل ي ُ َ ن ال ِ م َل ِ ض ُ م أفْ َ ذاهُ ْ
209
شرح السنة
ن )(155 ري َ صاب ِ ِ شرِ ال ّ قلت :ويكفي الصابرين قول الله تعالى } :وَب َ ّ
ال ّذين إ َ َ
ن )] (156البقرة/ جُعو َ ة َقاُلوا إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ َرا ِ صيب َ ٌ م ِ م ُ صاب َت ْهُ ْذا أ َ ِ َ ِ
. {[156-155
سّرهم من شر -أيها النبي -الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم وي َ ُ وب ّ
حسن العاقبة في الدنيا والخرة.من صفة هؤلء الصابرين أنهم إذا
أصابهم شيء يكرهونه قالوا :إّنا عبيد مملوكون لله ،مدّبرون بأمره
وتصريفه ،يفعل بنا ما يشاء ،وإنا إليه راجعون بالموت ،ثم بالبعث
للحساب والجزاء.أولئك الصابرون لهم ثناء من ربهم ورحمة عظيمة
210
منه سبحانه ،وأولئك هم المهتدون إلى الرشاد.
َ
ر
صب ْ ِ ست َِعيُنوا ْ ِبال ّ مُنوا ْ ا ْ نآ َ ذي َ ويكفيهم قول الله تعالى كذلك َ} :يا أي َّها ال ّ ِ
ن{ ) (153سورة البقرة ري َ صاب ِ ِ معَ ال ّ ه َ ن الل ّ َ صل َةِ إ ِ ّ َوال ّ
َ
م،مةِ ِدين ِهِ ْ ن ب ِهِ ع ََلى إ َِقا َ ست َِعي َُنو َما ي َ ْ خي َْر َ ن َ ه ت ََعاَلى ل ِعَِباد ِهِ أ ّ ن الل ُ ي ُب َي ّ ُ
حّلي حَياةِ هُوَ الت ّ َ ب ال َ صائ ِ ِ م َ ن َ م ْ م ِ شقّ ع ََليهِ ْ ما ي َ ُ سائ ِرِ َ ه ،وَع ََلى َ َوالد َّفاع َ ع َن ْ ُ
َ
مت َِها صل َةِ وَإ َِقا َ داِء ال ّ كارِهِ ،وَأ َ م َل ال َ ما ِس ع ََلى احت ِ َ ف ِ ن الن ّ ْ طي ُ صب ْرِ ،وَت َوْ ِ ِبال ّ
َ
صل َة ُ أ َ ل الَباط ِن َةِ ع ََلى الن ّ ْ َ َ
شد ّ س َ ،وال ّ ف ِ ما ِ شد ّ الع ْ َ صب ْرِ أ َ مت َِهاَ.فال ّ حقّ إ َِقا َ َ
َ
بجي ٌ م ِ ن ،وَ ُ ري َ صاب ِ ِصُر ال ّ ه َنا ِ نَ،والل ُ ظاه َِرةِ ع ََلى الب َد َ ِ ل ال ّ ما ِ الع ْ َ
211
م. عائ ِهِ ْ ل ِد ُ َ
صبر هو عدة " إن اليمان بل عمل زرع بل ماء ..ل يزهر ول يثمر .وال ّ
المؤمنين ،وزادهم العتيد فى الطريق الشاق الذي يصحبون به
اليمان ،ليصل بهم إلى التقوى ،فبالصبر يغلب النسان شهواته ،
ويقهر أهواءه ،ويحتمل تكاليف الشريعة ،ويؤديها على الوجه الكمل
َ
نري َ صاب ِ ِ معَ ال ّ ه َ ن الل ّ َ صلةِ إ ِ ّ صب ْرِ َوال ّ ست َِعيُنوا ِبال ّ مُنوا ا ْ نآ َ ذي َ لها »..يا أي َّها ال ّ ِ
صدق ..الصدق فى القول صبر ملك أمره ال ّ « ) : 52البقرة( وال ّ
والعمل ..والصدق مع النفس ،ومع الناس ،ومع الّله ـ فإذا لم يكن
صبر بلدة ،وموانا ،وموقفا سلبيا من الحياة .ولكن إذا واجه ذلك كان ال ّ
النسان الحياة ومعه الصبر وجد فى كل موقف شاق طريقين :طريق
الكذب والهروب ،وطريق الصدق والثبات ..وهنا تظهر فضيلة الصبر ،
مُنوا نآ َ ذي َسرٍ ) (2إ ِّل ال ّ ِ خ ْ في ُ ن لَ ِ ن اْل ِْنسا َ صرِ ) (1إ ِ ّ ويتجلى أثره » ..ال ْعَ ْ
)البخاري برقم )3477و (6929ومسلم برقم ) (1792واللفظ له - 208
128
صب ْرِ ) .« (3والولء لّله ،
وا ِبال ّ
ص ْ وا ِبال ْ َ
حقّ وََتوا َ ص ْ
ت وََتوا َ مُلوا ال ّ
صاِلحا ِ وَع َ ِ
والنفاق فى سبيله ،وقيام الليل واستقبال السحار بالتوبة
والستغفار ..كل هذه مواقف يمتحن فيها إيمان المؤمنين ،وصبرهم ،
واستمساكهم بالحق الذي أمر الّله به.
فبهذه المجاهدات ـ مع اليمان ـ يبلغ النسان منازل المتقين ،وينال
212
رضوان الّله ،وينعم بجنات النعيم".
" يتكرر ذكر الصبر في القرآن كثيرا ذلك أن الّله سبحانه يعلم ضخامة
الجهد الذي تقتضيه الستقامة على الطريق بين شتى النوازع والدوافع
والذي يقتضيه القيام على دعوة الّله في الرض بين شتى الصراعات
والعقبات والذي يتطلب أن تبقى النفس مشدودة العصاب ،مجندة
القوى ،يقظة للمداخل والمخارج ..
ول بد من الصبر في هذا كله ..ل بد من الصبر على الطاعات ،والصبر
عن المعاصي ،والصبر على جهاد المشاقين لّله ،والصبر على الكيد
بشتى صنوفه ،والصبر على بطء النصر ،والصبر على بعد الشقة ،
والصبر على انتفاش الباطل ،والصبر على قلة الناصر ،والصبر على
طول الطريق الشائك ،والصبر على التواء النفوس ،وضلل القلوب ،
وثقلة العناد ،ومضاضة العراض ..
وحين يطول المد ،ويشق الجهد ،قد يضعف الصبر ،أو ينفد ،إذا لم
يكن هناك زاد ومدد .ومن ثم يقرن الصلة إلى الصبر فهي المعين الذي
ل ينضب ،والزاد الذي ل ينفد .المعين الذي يجدد الطاقة ،والزاد الذي
يزود القلب فيمتد حبل الصبر ول ينقطع .ثم يضيف إلى الصبر ،الرضى
والبشاشة ،والطمأنينة ،والثقة ،واليقين.
إنه ل بد للنسان الفاني الضعيف المحدود أن يتصل بالقوة الكبرى ،
يستمد منها العون حين يتجاوز الجهد قواه المحدودة .حينما تواجهه
قوى الشر الباطنة والظاهرة .حينما يثقل عليه جهد الستقامة على
الطريق بين دفع الشهوات وإغراء المطامع ،وحينما تثقل عليه مجاهدة
الطغيان والفساد وهي عنيفة .حينما يطول به الطريق وتبعد به الشقة
في عمره المحدود ،ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئا وقد أوشك المغيب ،
ولم ينل شيئا وشمس العمر تميل للغروب .حينما يجد الشر نافشا
والخير ضاويا ،ول شعاع في الفق ول معلم في الطريق
هنا تبدو قيمة الصلة ..إنها الصلة المباشرة بين النسان الفاني والقوة
الباقية .إنها الموعد المختار للتقاء القطرة المنعزلة بالنبع الذي ل
يغيض .إنها مفتاح الكنز الذي يغني ويقني ويفيض .إنها النطلقة من
حدود الواقع الرضي الصغير إلى مجال الواقع الكوني الكبير .إنها
الروح والندى والظلل في الهاجرة ،إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب
المكدود ..ومن هنا كان رسول الّله - -إذا كان في الشدة قال :
129
»أرحنا بها يا بلل« ..ويكثر من الصلة إذا حزبه أمر ليكثر من اللقاء
بالّله.
إن هذا المنهج السلمي منهج عبادة .والعبادة فيه ذات أسرار .ومن
أسرارها أنها زاد الطريق .وأنها مدد الروح .وأنها جلء القلب .وأنه
حيثما كان تكليف كانت العبادة هي مفتاح القلب لتذوق هذا التكليف
في حلوة وبشاشة ويسر ..إن الّله سبحانه حينما انتدب محمدا - -
ل إ ِّل قَِليًل. ل قُم ِ الل ّي ْ َ َ
م ُ للدور الكبير الشاق الثقيل ،قال له »:يا أي َّها ال ْ ُ
مّز ّ
َ ه أ َوِ ان ْ ُ
قي سن ُل ْ ِ
ن ت َْرِتيًل ..إ ِّنا َ قْرآ َ ل ال ْ ُ ه قَِليًل .أوْ زِد ْ ع َل َي ْهِ وََرت ّ ِ
من ْ ُ
ص ِ
ق ْ ف ُص َ
نِ ْ
قيل« ..فكان العداد للقول الثقيل ،والتكليف الشاق ، ً ً
ك قَوْل ث َ ِ ع َل َي ْ َ
والدور العظيم هو قيام الليل وترتيل القرآن ..إنها العبادة التي تفتح
القلب ،وتوثق الصلة ،وتيسر المر ،وتشرق بالنور ،وتفيض بالعزاء
والسلوى والراحة والطمئنان.ومن ثم يوجه الّله المؤمنين هنا وهم
على أبواب المشقات العظام ..إلى الصبر وإلى الصلة ..
ن« ..معهم ، ري َ صاب ِ ِ
معَ ال ّ ه َ ن الل ّ َ ثم يجيء التعقيب بعد هذا التوجيه » :إ ِ ّ
يؤيدهم ،ويثبتهم ،ويقويهم ،ويؤنسهم ،ول يدعهم يقطعون الطريق
وحدهم ،ول يتركهم لطاقتهم المحدودة ،وقوتهم الضعيفة ،إنما يمدهم
حين ينفد زادهم ،ويجدد عزيمتهم حين تطول بهم الطريق ..
َ
مُنوا« .. نآ َ ذي َ وهو يناديهم في أول الية ذلك النداء الحبيب » :يا أي َّها ال ّ ِ
ن الل ّ َ
213
ن«" . ري َ صاب ِ ِ معَ ال ّ ه َ ويختم النداء بذلك التشجيع العجيب »:إ ِ ّ
ــــــــــــــ
130
ث الرابع
المبح ُ
فضل طول الحياة في طاعة الله تعالى
َ َ ع َن ع َبد الرحمن بن أ َبى بك ْرة َ ع َ َ
ل الل ّهِ أ ّ
ى سو َ
َ
ل َيا َر ُ جل ً َقا َ ن َر ُ ن أِبيهِ أ ّ ْ ْ ْ ِ ّ ْ َ ِ ْ ِ ِ َ َ
ُ ن َ
شّر س َ ل فَأىّ الّنا ِ ه «َ .قا َ مل ُ ن عَ َ س َ ح ُ مُره ُ وَ َ ل عُ ُ طا َ م ْ ل» َ خي ٌْر َقا َ س َ الّنا ِ
مل ُ ُ طا َ ن َ َقا َ
214
ه « أخرجه أحمد ساَء ع َ َ مُره ُ وَ َ ل عُ ُ م ْ ل» َ
َ ُ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ
م «. خي ْرِك ُ ْ م بِ َ ل الل ّهِ »: - -أل َ أن َب ّئ ُك ُ ْ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ وع َ ِ
َ َ َ
مسن ُك ُ ْ ح َ مارا ً وَأ ْ م أع ْ َ م أط ْوَل ُك ُ ْ خَياُرك ُ ْ ل» ِ هَ .قا َ ل الل ّ ِ سو َ م َيا َر ُ َقاُلوا ن َعَ ْ
َ
مال ً « أخرجه أحمد في مسنده
215
أع ْ َ
َ َقا َ َ
ةف َ ص َ ه ال ّ فت ُ ُ ص َ ت ِ كان َ ْ ن َ م ْ جد َْنا َ ث ،فَوَ َ دي َ ح ِ ذا ال ْ َ مل َْنا هَ َ فرٍ :فَت َأ ّ جعْ َ ل أُبو َ
خيرا م َ َ َ
بحا ِ ص َ نأ ْ ن اْلن ْب َِياِء ،وََل َ ْ ً ِ ْ م َ خي ًْرا ِ ك َ ن ب ِذ َل ِ َ كو ُ ه َل ي َ ُ كوَرة َ ِفيهِ أن ّ ُ مذ ْ ُ ال ْ َ
قوْل ِهِ َ :ل م بِ َ من ْهُ ْ م ِ واهُ ْ س َ ن ِ م ْ ه ع ََلى َ م الل ّ ُ ضل َهُ ُ ن فَ ّ ذي َ ل الل ّهِ ال ّ ِ سو ِ َر ُ
َ ُ َ
ن م َ ة ِ ج ً م د ََر َ ك أع ْظ َ ُ ل أول َئ ِ َ ح وََقات َ َ ِ فت ْ ل ال ْ َ ن قَب ْ ِ م ْ فقَ ِ ن أن ْ َ م ْ م َ من ْك ُ ْ وي ِ ست َ ِ يَ ْ
َ َ
ما م ّ ث ِ دي ِ ح ِ ذا ال ْ َ ما ِفي هَ َ ن َ كأ ّ قل َْنا ب ِذ َل ِ َ ن ب َعْد ُ وََقات َُلوا فَعَ َ م ْ قوا ِ ف ُ ن أن ْ َ ذي َ ال ّ ِ
ُ ل ع َل َي ْهِ َ
ما أِريد َ ب ِهِ : ظاه ُِره ُ ،وَإ ِن ّ َ ما ي َد ُ ّ م ي َُرد ْ ب ِهِ َ ظاه ِرِهِ ،ل َ ْ س بِ َ م ب ِهِ الّنا َ عَ ّ
ذا ك َِثيًرا ، ل هَ َ فعَ ُ ب تَ ْ ه َ ،وال ْعََر ُ ض ُ مَراد ُ ب َعْ ُ ما ال ْ ُ ك َ م ب ِذ َل ِ َ س ؟ فَعَ ّ خي ْرِ الّنا ِ ن َ م ْ ِ
ة
ص ِ ل ِفي قِ ّ ج ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ّ ُ ك َقا َ ل ذ َل ِ َ مث ْ ِ ل بِ ِ ج ّ ب الل ّهِ ع َّز وَ َ جاَء ك َِتا ُ وَقَد ْ َ
ُ ُ
ن
ما ُ سل َي ْ َ ي ُ ما أوت ِ َ م ّ ت ِ م ت ُؤ ْ َ يٍء ،وَل َ ْ ْ شل َ ن كُ ّ ْ م
ت ِ ن :وَأوت ِي َ ْ ما َ سل َي ْ َ حب َةِ ُ صا ِ َ
ما َ ل َ مُر ك ّ ُ ج ّ ُ َ ً َ
مرِ َرب َّها ،وَإ ِن ّ َ يٍء ب ِأ ْ ش ْ ح :ت ُد َ ّ في الّري ِ ل ِ ه ع َّز وَ َ شي ْئا وَقوْل ُ
َ َ
ك قَوْل ُ ُ
ه ل ذ َل ِ َ مث ْ ُ شَياِء ،فَ ِ ل اْل ْ شَياِء َ ،ل ع ََلى ك ُ ّ ن اْل ْ م َ ص ِ خا ّ ك ع ََلى َ ن ذ َل ِ َ كا َ َ
م، ن ذ َك ََره ُ َ ،ل ع ََلى ك ُل ّهِ ْ م ْ ض َ ه َهُوَ َ ع َلى ب َعْ ِ
َ ما َقال َ ُ ث َ دي ِ ح ِ ذا ال ْ َ ِ في هَ َ
س، ِ خي ْرِ الّنا ن َ م ْ معَْنى ِ : س ،بِ َ ِ ل الّنا ض ُ س ،أوْ أفْ َ ِ خي ُْر الّنا هَ : ن قَوْل ُ ُ كو ُ فَي َ ُ
َ أ َو م َ
ذا ال َْبا ِ ل الل ّهِ ِ في هَ َ س وَقَد ْ ُروِيَ ع َ ْ ن أفْ َ
216
ضا ب أي ْ ً سو ِ ن َر ُ ل الّنا ِ ض ِ ْ ِ ْ
َ َ
ى - - وا الن ّب ِ ّ ة أت َ ُ ن ب َِنى ع ُذ َْرة َ ث َل َث َ ً م ْ فرا ً ِ ن نَ َ داد ٍ أ ّ ش ّ ن َ ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ
ّ
و َع َ ِ
ة أ ََنا. ح ُ ل ط َل ْ َ م «َ .قا َ فِنيهِ ْ ن ي َك ْ ِ م ْ ى َ » - - ل الن ّب ِ ّ قا َ ل -فَ َ موا َ -قا َ سل َ ُ فَأ ْ
َ ى - -ب َْعثا ً فَ َ
م حد ُهُ ْ ج ِفيهِ أ َ خَر َ ث الن ّب ِ ّ ة فَب َعَ َ ح َ عن ْد َ ط َل ْ َ كاُنوا ِ ل فَ َ َقا َ
م ل -ثُ ّ شهِد َ َ -قا َ ست ُ ْ خُر َفا ْ ج ِفيهِ آ َ خَر َ ث ب َْعثا ً فَ َ م ب َعَ َ ل -ثُ ّ شهِد َ َ -قا َ ست ُ ْ َفا ْ
َ
كاُنوا ن َ ذي َ ة ال ّ ِ ت هَؤ ُل َِء الث ّل َث َ َ ة فََرأي ْ ُ ح ُ ل ط َل ْ َ شهِ َقا َ ث ع ََلى فَِرا ِ ت الّثال ِ ُ ما َ َ
ذى ّ َ َ َ ْ َ َ ْ
ت ال ِ م وََرأي ْ ُ مه ُ ْ ما َ شه ِ أ َ ت ع َلى فَِرا ِ مي ّ َ ت ال َ جن ّةِ فَرأي ْ ُ دى ِفى ال َ عن ْ ِ ِ
خلِنى َ ل -فَد َ َ م َ -قا َ َ َ ست ُ ْ ّ َ ً َ ست ُ ْ
خَرهُ ْ مآ ِ شهِد َ أوّلهُ ْ ذى ا ْ ت ال ِ خيرا ي َِليهِ وََرأي ْ ُ شهِد َ أ ِ ا ْ
َ
لقا َ ل -فَ َ ه َ -قا َ ك لَ ُ ت ذ َل ِ َ ى - -فَذ َك َْر ُ ت الن ّب ِ ّ ل -فَأت َي ْ ُ ك َ -قا َ ن ذ َل ِ َ م ْ ِ
5/40 - 214و 20953) 47و 20983و 21020و 21021و 21031و 21041و (21045
والترمذي ) (2331و)2499و (2500والحاكم (1256)1/336وهو حديث صحيح.
- 215أحمد 2/235و 7413 ) 403و (9473والبيهقي (6765) 3/371وابن حبان )(2465
موارد والحسان ) (3043والصحيحة ) (1298والمستدرك ) (1255عن جابر وهو حديث
صحيح.
- 216مشكل الثار للطحاوي ) -ج / 11ص ( 4529) (354حسن
131
َ َ َ
ن
م ْعن ْد َ الل ّهِ ِ ل ِ ض َ حد ٌ أفْ َسأ َ ك ل َي ْ َ ن ذ َل ِ َ م ْ ت ِ ما أن ْك َْر َ ل الل ّهِ » - -وَ َ سو ُ َر ُ
217
ليل ِهِ « أخرجه أحمد في مسنده حهِ وَت َك ِْبيرِهِ وَت َهْ ِ سِبي ِ سل َم ِ ل ِت َ ْ مُر ِفى ال ِ ْ ن ي ُعَ ّ مؤ ْ ِ
م ٍ ُ
وقد دلت هذه الحاديث على فضل طول العمر مع حسن العمل ،لن
من شأن المرء الزدياد والترقي من مقام إلى مقام ،حتى ينتهي إلى
مقام القرب.
ْ ْ َ ْ ّ ل ال ّ
ر
ج ِ ل ِللّتا ِ ما ِ س ال َ ت ك ََرأ ِ عا ِ سا َ
ْ
ت َوال ّ ن الوَْقا ِ ه :إِ ّ ه الل ُ م ُح َ ي َر ِ طيب ِ ّ
َ
َقا َ
ح ن الّرب ْ ُ كا َمال ِهِ ك َِثيًرا َ س َ ن َرأ ُ كا َما َ ح ِفيهِ وَك ُل ّ َ ما ي َْرب َ ُ جَر ِفي َ ن ي َت ّ ِ فَي َن ْب َِغي أ ْ
َ َ َ
ن
م ْح ،وَ َ قد ْ َفاَز وَأفْل َ َ ه فَ َ مل ُ ُ ن عَ َ س َ ح ُ ن َ مرِهِ ب ِأ ْ ن عُ ُ م ْ فعَ ِ ن ا ِن ْت َ َ
م ْ أك ْث ََر ،فَ َ
ْ َ
مال ِهِ ل َ ْ
218
مِبيًنا ا ِن ْت ََهى . سَراًنا ُ خ ْ سَر ُ خ ِ ح وَ َ م ي َْرب َ ْ س َ ضاع َ َرأ َ أ َ
ـــــــــــــــ
- 219في السلم باب 24برقم ) (2202وابن ماجة برقم ) (3651وصحيح ابن حبان )3026و
(3029والموطأ ) (1722وأبو داود )- (3893
- 220المنتقى -شرح الموطأ ) -ج / 4ص ( 1479) (359
133
ك وترا.فَإ َ م أَ ِ
كمال ِ ٍ
ن َ
س بْ َ
ن أن َ َ
ِ ّ عد ْ ذ َل ِ َ ِ ْ ً ك ،ثُ ّم اْرفَعْ ي َد َ َذا ث ُ ّ
جِعي هَ َ ن وَ َم ْ ِ
ه ب ِذ َل ِ َ َ
221
ك .رواه الترمذي ل اللهِ َ
حد ّث َ ُ سو َ ن َر ُحد ّث َِني ،أ ّ
َ
قال المناوي رحمه الله) :إذا اشتكيت( أي مرضت )فضع يدك حيث
تشتكي( على الموضع الذي يؤلمك ولعل حكمة الوضع أنه كبسط اليد
للسؤال )ثم قل( ندبا ً )بسم الله( ظاهره أنه ل يزيد الرحمن الرحيم
ويحتمل أن المراد البسملة بكمالها )أعوذ( أي أعتصم بحضور قلب
وجمع همة .قال الزمخشري :والعياذ واللياذ من واد واحد )بعزة الله
وقدرته من شر ما أجد( زاد في رواية لبن ماجه وأحاذر )من وجعي
هذا( أي مرضي وألمي هذا تأكيد لطلب زوال اللم ،وأخر التعوذ
لقتضاء المقام ذلك )ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك( أي الوضع والتسمية
والستعاذة بهذه الكلمات )وترًا( أي ثلثا ً كما بينه في رواية مسلم وفي
حديث آخر سبعا ً كما يأتي إن شاء الله تعالى وفي أخرى التسمية ثلثا ً
والستعاذة سبعا ً يعني فإن ذلك يزيل اللم أو يخففه بشرط قوة اليقين
وصدق النية ويظهر أنه إذا كان المريض نحو طفل أن يأتي به من
يعوذه ويقول من شر ما يجد هذا ويحاذر وإطلق اليد يتناول اليسرى
فتحصل السنة بوضعها لكن الظاهر من عدة أحاديث تعين اليمنى
للتيمن أي إل لعذر .فإن قلت لم عبر بالوضع دون اللم؟ قلت :إشارة
إلى ندب الذكر المذكور وإن لم يكن المرض شديدا ً إذ اللم كما قال
الراغب :الوجع الشديد فلو عبر به اقتضى أن الندب مقيد بما إذا اشتد
الوجع وأنه بدون الشدة غير مشروع وهذا الحديث من الطب
222
الروحاني
ــــــــــــــ
134
ث السادس المبح ُ
الترغيب في عيادة المرضى
سل ِم ِ م ْ حقّ ال ْ ُ ل» َ قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ ل َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ وع َ ْ
س وَي َُعود ُه ُ إ ِ َ
ذا ذا ع َط َ َ ه إِ َ مت ُ ُ
ش ّ ه وَي ُ َ قي َ ُ ذا ل َ ِ م ع َل َي ْهِ إ ِ َ سل ّ ُ س يُ َ م ٌ خ ْ سل ِم ِ َ م ْ ع ََلى ال ْ ُ
224
عاه ُ « ذا د َ َ ه إِ َ جيب ُ ُ ت وَي ُ ِ ما َ ذا َ ه إِ َ جَناَزت َ ُ شهُد ُ َ ض وَي َ ْ مرِ َ َ
ّ ّ ل َقا َ ن أِبى هَُري َْرة َ َقا َ َ
لقو ُ ل يَ ُ ج ّ ه ع َّز وَ َ ن الل َ ل اللهِ » : - -إ ِ ّ سو ُ ل َر ُ وع َ ِ
َ
كعود ُ َ فأ ُ ب ك َي ْ َ ل َيا َر ّ م ت َعُد ِْنىَ .قا َ ت فَل َ ْ ض ُ مرِ ْ م َ ن آد َ َ مةِ َيا اب ْ َ قَيا َ م ال ْ ِ ي َوْ َ
َ َ َ َ
مام ت َعُد ْه ُ أ َ ض فَل َ ْ مرِ َ دى فُل ًَنا َ ن ع َب ْ ِ تأ ّ م َ ما ع َل ِ ْ لأ َ نَ .قا َ مي َ ب ال َْعال َ ِ ت َر ّ وَأن ْ َ
مِنى. م ت ُط ْعِ ْ ك فَل َ ْ مت ُ َ ست َط ْعَ ْ ما ْ ن آد َ َ عن ْد َه ُ َيا اب ْ َ جد ْت َِنى ِ ه ل َوَ َ ك ل َوْ ع ُد ْت َ ُ ت أ َن ّ َ م َ ع َل ِ ْ
َ َ َ ُ
ه
ت أن ّ ُ م َ ما ع َل ِ ْ لأ َ نَ .قا َ مي َ ب ال َْعال َ ِ ت َر ّ ك وَأن ْ َ م َ ف أط ْعِ ُ ب وَك َي ْ َ ل َيا َر ّ َقا َ
َ َ َ
ت
جد ْ َ ه ل َوَ َ مت َ ُ ك ل َوْ أط ْعَ ْ ت أن ّ َ م َ ما ع َل ِ ْ هأ َ م ُ م ت ُط ْعِ ْ ن فَل َ ْ دى فُل َ ٌ ك ع َب ْ ِ م َ ست َط ْعَ َ ا ْ
قي َ َ ب ك َي ْ َ قِنىَ .قا َ َ قي ْت ُ َ ذ َل ِ َ
ك س ِ فأ ْ ل َيا َر ّ س ِ م تَ ْ ك فَل ْ س َ ست َ ْ ما ْ ن آد َ َ دى َيا اب ْ َ عن ْ ِ ك ِ
َ َ
ك لَ ْ
و ما إ ِن ّ َ قه ِ أ َ س ِ م تَ ْ ن فَل َ ْ دى فُل َ ٌ ك ع َب ْ ِ قا َ س َ ست َ ْ لا ْ ن َقا َ مي َ ب ال َْعال َ ِ ت َر ّ وَأن ْ َ
225
دى « .رواه مسلم عن ْ ِ ك ِ ت ذ َل ِ َ جد ْ َ ه وَ َ قي ْت َ ُ س َ َ
حانه َ ْ َ َ ْ قال النووي رحمه الله َ :قا َ
سب ْ َ مَرض إ ِلي ْهِ ُ ف ال َ ضا َ ما أ َ ماء :إ ِن ّ َ ل العُل َ
معَْنى ه َ .قاُلوا :وَ َ ريًبا ل َ ُ ق ِ فا ل ِل ْعَب ْد ِ وَت َ ْ ري ً ش ِ مَراد ال ْعَْبد ت َ ْ وَت ََعاَلى َ ،وال ْ ُ
وله ت ََعاَلى َ
ل ع َل َي ْهِ قَ ْ مِتي ،وَي َد ُ ّ واِبي وَك ََرا َ دت ث َ َ ج ْ عْنده ( أيْ وَ َ دتِني ِ ج ْ ) وَ َ
دت َ َ َ دت ذ َل ِ َ َ ْ َ َ ْ
ج ْ قْيته لوَ َ س َ دي ،لوْ أ ْ عن ْ ِ ك ِ ج ْ مته لوَ َ ديث " :لوْ أطعَ ْ ح ِ مام ال َ ِفي ت َ َ
وابه .وََالّله أع َْلم. َ َ ذ َل ِ َ
دي " أيْ ث َ َ عن ْ ِ ك ِ
وع َ َ
ضى مْر َ دوا ال ْ َ عو ُ ل الل ّهِ ُ » :- - سو ُ ل َر ُ ل َقا َ خد ْرِىّ َقا َ سِعيد ٍ ال ْ ُ ن أِبى َ ْ
226
رة َ « رواه أحمد خ َ م ال ِ ُ
جَنائ َِز ت ُذ َكُرك ُ ّ ْ
َوات ّب ُِعوا ال َ
س من وعن أبي سعيد الخدري ،أنه سمع النبي يقول » :خم ٌ
ة، ن عاد َ مريضًا ،وشهد َ جناز ً م ْ ةَ : ل الجن ِ ه من أه ِ ه الل ُ ن في يوم ٍ كتب ُ عمله ّ
227
ة « .رواه ابن حبان في صحيحه ة ،وأعتقَ رقب ً ح إلى الجمع ِ م يومًا ،ورا َ وصا َ
َ
م لَ ْ
م سل ِ َ م ْ خاه ُ ال ْ ُ عاد َ أ َ ذا َ م إِ َ سل ِ َ م ْ ن ال ْ ُ ل »:إ ِ ّ ى َ - -قا َ ّ ن الن ّب ِ ِ ن عَ ن ث َوَْبا َ وع َ ْ
228
جعَ « رواه مسلم حّتى ي َْر ِ جن ّةِ َ ْ
خْرفَةِ ال َ ل ِفى ُ ي ََز ْ
ل ان ْط َل ِقْ ب َِنا دى َقا َ َ ن أِبيهِ َقا َ َ ن أِبى َفا ِ َ
ى ب ِي َ ِ خذ َ ع َل ِ ّ لأ َ ة عَ ْ خت َ َ ن ث ُوَي ْرٍ هُوَ اب ْ ُ وع َ ْ
َ
مسل َ ُ ى ع َل َي ْهِ ال ّ ل ع َل ِ ّ قا َ سى فَ َ مو َ عن ْد َه ُ أَبا ُ جد َْنا ِ ه .فَوَ َ ن ن َُعود ُ ُ س ِ ح َ إ َِلى ال ْ َ
- 223البخاري (1240) 2/90ومسلم )(2162
- 224أحمد ) (11257صحيح
- 225في البر باب (2569) 13
3/32 - 226و 11481) 48و (11756وعب) (6763وش) (10841وهو صحيح.
(2826) 4/191 - 227والمجمع (3027) 2/166والصحيحة ) (1023وهو صحيح.
- 228برقم ) (2568وأحمد 5/279و 23070)283و (23107والترمذي ). (983الخرفة :أى
اجتناء ثمر الجنة
135
دا .فَ َ ل ل َ بَ ْ م َزائ ًِرا فَ َ َ َ أَ َ
ت
معْ ُ س ِى َ ل ع َل ِ ّ قا َ عائ ِ ًل َ قا َ سى أ ْ مو َ ت َيا أَبا ُ جئ ْ َدا ِ عائ ِ ً
صّلى ما غ ُد ْوَة ً إ ِل ّ َ سل ِ ً م ْ سل ِم ٍ ي َُعود ُ ُ م ْ ن ُ م ْما ِ لَ »: قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ َر ُ
َ ّ َ ْ َ
ه
صلى ع َلي ْ ِ ة إ ِل ّ َ شي ّ ً عاد َه ُ ع َ ِن َ ى وَإ ِ ْ َ س
م ِ حّتى ي ُ ْ ك َ مل ٍ ف َ ن أل َ سب ُْعو َ ع َل َي ْهِ َ
229
جن ّةِ « رواه الترمذي ف ِفى ال ْ َ ري ٌ خ ِه َ ن لَ ُ كا َ ح وَ َ صب ِ َ
حّتى ي ُ ْ ك َ مل َ ٍ ف َ ن أ َل ْ َ سب ُْعو َ َ
ريضا ً ل َ ْ
م م ِ
عاد َ َ ن َ م ْ ل الل ّهِ َ » : سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َقا َ جاب ِرِ ب ْ ِ ن َ وع َ ْ
ها « رواه س ِفي َ م َ س اغ ْت َ َ جل َ َ ذا َ س فَإ ِ َ جل ِ َ حّتى ي َ ْ مة ِ َ
ح َ ض ِفى الّر ْ خو ُ ل يَ ُ ي ََز ْ
230
أحمد
ت ع ََلى خل ْ َ ذا د َ َ ى » : - -إِ َ ّ ل ِلى الن ّب ِ ل َقا َ ب َقا َ طا ِ خ ّ ن ال ْ َ مَر ب ْ ِ ن عُ َ وع َ ِ
َ
مل َئ ِك َةِ « رواه ابن ماجه عاِء ال ْ َ عاَءه ُ ك َد ُ َ ك فَإ ِ ّ ن ي َد ْع ُوَ ل َ َ ض فَ ُ
231
ن دُ َ مْره ُ أ ْ ري ٍ م ِ َ
َ
شاه ُ إ ِلى م َ م ْ ن َ جن ّةِ فَإ ِ ّ ْ
ل ِفي خرفة ال َ م ي ََز ْ هل ْ َ ُ
ي :قَوْل ُ ن العََرب ِ ّ ْ ل ا ِب ْ ُ َقا َ
سب ًَبا إ َِلى ن َي ْ ِ
ل طا َ خ ّ ن ال ْ ُ كا َ خط ْوَةٍ َ ل ُ ب ع ََلى ك ُ ّ وا ِ ن الث ّ َ م َ ن ِ كا َ ما َ ض لَ ّ ِ ري م ِ ال ْ َ
َ
جاٌز ا ِن ْت ََهى م َ سب َب َِها َ ه بِ َ قيم ِ ،ع َب َّر ب َِها ع َن َْها ِلن ّ ُ م ِ ت ِفي الن ِّعيم ِ ال ْ ُ جا ِ الد َّر َ
َ
جل ُ ُ
ه ضْر أ َ ح ُ م يَ ْ ضا ل َ ْ ري ً ِ م
عاد َ َ ن َ م ْ لَ »: ى َ - -قا َ ن الن َ ّب ِ ّ س عَ ِ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ وع َ ِ
كفي َ َ ن يَ ْ َ ْ ْ ْ ّ سأ ُ َ قا َ فَ َ
ش ِ ظيم ِ أ ْ ش العَ ِ 232العَْر ِ ب م َر ّ ظي َ ه العَ ِ ل الل َ مَرارٍ أ ْ سب ْعَ ِ عن ْد َه ُ َ ل ِ
ض « أخرجه أبو داود ِ مَر ك ال ْ َ ن ذ َل ِ َ م ْ ه ِ عاَفاه ُ الل ّ ُ إ ِل ّ َ
َ َ َ ل أَ ْ َ َ
ماسِعيد ٍ وَأِبى هَُري َْرة َ أن ّهُ َ شهَد ُ ع ََلى أِبى َ سل ِم ٍ َقا َ م ْ ن الغ َّر أِبى ُ وع َ ِ
َ
صد ّقَ ُ
ه ه أك ْب َُرَ . ه َوالل ّ ُ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ل ل َ إ ِل َ َ ن َقا َ م ْ لَ »: ى َ - -قا َ ّ دا ع ََلى الن ّب ِ شه ِ َ َ
َ َ َ
لقو ُ ل يَ ُ هَ .قا َ حد َ ُ ه وَ ْ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ل ل َ إ ِل َ َ ذا َقا َ ه إ ِل ّ أَنا وَأَنا أك ْب َُر.وَإ ِ َ ل ل َ إ ِل َ َ قا َ ه فَ َ َرب ّ ُ
َ َ
ه.ك لَ ُ ري َ ش ِ حد َه ُ ل َ َ ه وَ ْ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ل ل َ إ ِل َ َ ذا َقا َ دى .وَإ ِ َ ح ِ ه إ ِل ّ أَنا وَأَنا وَ ْ ه ل َ إ ِل َ َ الل ّ ُ
َ
ه لَ ُ
ه ه إ ِل ّ الل ّ ُ ل ل َ إ ِل َ َ ذا َقا َ ك ِلى .وَإ ِ َ ري َ ِ ش دى ل َ َ ح ِ ه إ ِل ّ أَنا وَ ْ ه ل َ إ ِل َ َ ل الل ّ ُ َقا َ
ذا َقا َ
ل د .وَإ ِ َ م ُح ْ ى ال ْ َ َ ك وَل ِ مل ْ ُ ى ال ْ ُ َ ه إ ِل ّ أ ََنا ل ِ ه ل َ إ ِل َ َ ل الل ّ ُ دَ .قا َ م ُ ح ْ ه ال ْ َ ك وَل َ ُ مل ْ ُ ال ْ ُ
َ
لحو ْ َ ه إ ِل ّ أَنا وَل َ َ ه ل َ إ ِل َ َ ل الل ّ ُ هَ .قا َ ل وَل َ قُوّة َ إ ِل ّ ِبالل ّ ِ حو ْ َ ه وَل َ َ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ل َ إ ِل َ َ
138
َ ُ كان إ َ َ َ
ه
ي بِ ِ ضا أوْ أت ِ َ ري ً م ِ
ذا أَتى َ ي ِ َ ََ ن الن ّب ِ ّ ه ع َن َْها أ ّ ي الل ّ ُ ض َ ة َر ِ ش َعائ ِ َ ن َ وَع َ ْ
ْ َ
فاَء إ ِل ّ
ش َشاِفي ل َ ِ ت ال ّ ف أن ْ َ ش ِ س،ا ْ ب الّنا ِ241 س َر ّ ب ال ْب َأ َ إ ِل َي ْهِ َقال أذ ْه ِ ِ
ماق ً فاًء ل َ ي َُغاد ُِر َ
س َ ش َكِ ، فاؤ ُ َ ش َِ
ْ
ة
شد ّ ِ ف لِ ِ ه ،وَت َعَّر ٌ س لَ ُض ت َأِني ٌ ري ِ م ِ ضِع ال ْي َد ِ ع ََلى ال ْ َ ل ِ :في وَ ْ طا ٍ ن بَ ّ وََقال اب ْ ُ
ما َرَقاه ُ ب ِي َد ِ ِ
ه ه ،وَُرب ّ َ من ْ ُ
ه ِدو ل َ ُ ما ي َب ْ ُ ب َ س ِح َ ه ِبال َْعافِي َةِ ع ََلى َ ضهِ ،ل ِي َد ْع ُوَ ل َ ُ مَر ِ َ
242 ْ
فعُ ب ِهِ العَِليل َ َ َ
ما ي َن ْت َ ِ
مه ِ ب ِ َح ع َلى أل ِ س َم َ وَ َ
ــــــــــــــ
139
ث السابع
المبح ُ
الترغيب في الوصية والعدل فيها
َ
سل ِم ٍ ل َ ُ
ه م ْ ئ ُ مرِ ٍ حقّ ا ْ ما َ لَ » : ل الل ّهِ َ قا َ سو َ معَ َر ُ س ِ ه َ ن عبد الله أن ّ ُ عَ ْ
ل ع َب ْد ُ ة « َ .قا َ مك ُْتوب َ ٌ عن ْد َه ُ َ ه ِ صي ّت ُ ُ ل إ ِل ّ وَوَ ِ ث ل ََيا ٍ ت ث َل َ َ صى ِفيهِ ي َِبي ُ ىٌء ُيو ِ ش ْ َ
ك إ ِل ّ ل ذ َل ِ َ ل الل ّهِ َ قا َ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ من ْذ ُ َ ة ُ ى ل َي ْل َ ٌ ّ
ت ع َل َ مّر ْ ما َ مَر َ ن عُ َ الل ّهِ ب ْ ُ
243
تى رواه البخاري ومسلم صي ّ ِ دى وَ ِ عن ْ ِ وَ ِ
والمراد الحزم والحتياط لنه قد يفجؤه الموت ،وهي غير واجبة،
والواجب الخروج من الحقوق الواجبة للغير.
ج َ
ل ل الل ّهِ َ - -قا َ سو َ َ
ن الّر ُ ل » :إ ِ ّ ن َر ُ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أ ّ
نضاّرا ِ ت فَي ُ َ مو ْ ُ ما ال ْ َ ضُرهُ َ ح ُ م يَ ْ ة ثُ ّ سن َ ً ن َ سّتي َ طاع َةِ الل ّهِ ِ مْرأ َة َ ب ِ َ ل َوال ْ َ م ُ ل َي َعْ َ
َ َ َ
ها هَُنا ) ن َ م ْ ى أُبو هَُري َْرة َ ِ ل وَقََرأ ع َل ّ ما الّناُر «َ .قا َ ب ل َهُ َ ج ُ صي ّةِ » فَت َ ِ ِفى ال ْوَ ِ
ك ال ْ َ حّتى ب َل َغَ )ذ َل ِ َ َ
فوُْز ضاّر( َ م َ ن غ َي َْر ُ 244ب َِها أوْ د َي ْ ٍ صى صي ّةٍ ُيو َ ن ب َعْد ِ وَ ِ م ْ ِ
م ( رواه أبو داود ظي ُ ال ْعَ ِ
المضارة في الوصية :إعطائها لغير مستحقيها أو تكون في معصية .
َ
ي
ضاّرةِ أ ْ م َ ن ال ْ ُ م ْ صي ّةِ ( ِ ن ِفي ال ْوَ ِ ضاّرا ِ وفي تحفة الحوذي ) :فَي ُ َ
ث ،أ َْو َ
ن الث ّل ُ ِ م ْ ي ب ِأك ْث ََر ِ جن َب ِ ّ صي ّةِ ل ِْل َ ْ ب ال ْوَ ِ سب َ ِ ث بِ َ وارِ ِ ضَرَر إ َِلى ال ْ َ ن ال ّ صَل ِ ي ُ َوَ ّ
ه
مال ِ ِ ن َ م ْ خُر ِ ثآ َ ث َوارِ ٌ ي َل ُيوَر ُ ن ال ْوََرث َةِ ك َ ْ م ْ حد ٍ ِ وا ِ مال ِهِ ل ِ َ ميعَ َ ج ِ ب َ ن ي َهَ َ ب ِأ ْ
ل ك .وََقا َ مل َ ِ ن ال ْ َ حك ْم ِ الل ّهِ ت ََعاَلى ،ذ َك ََره ُ ا ِب ْ ُ ن ُ مك ُْروه ٌ وَفَِراٌر ع َ ْ ذا َ شي ًْئا فَهَ َ َ
َ َ َ َ
صى ما أوْ َ ضاِء َ م َ ي ب ِعَد َم ِ إ ِ ْ ص َ صي ّةِ أوْ ُيو ِ ل ال ْوَ ِ ي ل ِغَي ْرِ أهْ ِ ص َ ن ُيو ِ م :ك َأ ْ ضه ُ ْ ب َعْ ُ
َ َ
ما الّناُر ( ب ل َهُ َ ج ُ صي ّةِ ) فَي َ ِ ض ال ْوَ ِ ض ب َعْ َ ق َ صي ّت ِهِ أوْ ي َن ْ ُ ن وَ ِ م ْ م ِ ن ن َد ِ َ قا ب ِأ ْ ح ّ ب ِهِ َ
ة ول َكنهما تحت ال ْمشيئ َة ) ث ُم قَرأ َ ن ال ْعُ ُ َ
ّ َ َ ِ ِ قوب َ َ َ ِ ّ ُ َ َ ْ َ قا ِ ح ّ ست َ ِ معَْنى ي َ ْ ت َ .وال ْ َ أيْ فَت َث ْب ُ ُ
ي أ َُبو هَُري َْرةَ ب أيْ قََرأ ع َل َ ّ
َ َ
ش ٍ حوْ َ ن َ شهُْر ب ْ ُ ه َ ديد ِ ال َْياِء َ ،قائ ِل ُ ُ ش ِ ي ( ب ِت َ ْ ع َل َ ّ
ة
م ِ س َ ن قِ ْ م ْ م ِ قد ّ َ ما ت َ َ مت َعَل ّقٌ ب ِ َ صي ّةٍ { ( ُ ن ب َعْد ِ وَ ِ م ْ دا ) } ِ ضا ً دا َواع ْت ِ َ شَها ً ست ِ ْ اِ ْ
َ
لجُهو ِ م ْ ن { ( ب ِب َِناِء ال ْ َ صى ب َِها أوْ د َي ْ ٍ ث ) } ُيو َ واِري ِ م َ ال ْ َ
ل م ِ ل ب ِعَ َ م ُ ل ل َي َعْ َ ج َ ن الّر ُ ل الل ّهِ » :- -إ ِ ّ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ وع َ ْ
َ َ
شّر ه بِ َ م لَ ُ خت َ ُ صي ّت ِهِ فَي ُ ْ ف ِفى وَ ِ حا َ صى َ ذا أوْ َ ة فَإ ِ َ سن َ ً ن َ سب ِْعي َ خي ْرِ َ ل ال ْ َ أهْ ِ
ل بعم َ
ة
سن َ ً ن َ سب ِْعي َ شّر َ ل ال ّ ل أهْ ِ م ُ َِ َ ِ ل ل َي َعْ َ ج َ ن الّر ُ ل الّناَر وَإ ِ ّ خ ُ مل ِهِ فَي َد ْ ُ عَ َ
َ
ل أُبو هَُري َْرةَ ة «َ .قا َ جن ّ َ ل ال ْ َ خ ُ مل ِهِ فَي َد ْ ُ خي ْرِ ع َ َ ه بِ َ م لَ ُ خت َ ُ صي ّت ِهِ فَي ُ ْ ل ِفى وَ ِ فَي َعْد ِ ُ
تجّنا ٍ ه َ خل ْ ُ ه ي ُد ْ ِ سول َ ُ ه وََر ُ ن ي ُط ِِع الل ّ َ م ْ دود ُ الل ّهِ وَ َ ح ُ ك ُ م )ت ِل ْ َ شئ ْت ُ ْ ن ِ َواقَْرُءوا إ ِ ْ
ن
م ْ م ) (13وَ َ ظي ُ فوُْز ال ْعَ ِ ك ال ْ َ ن ِفيَها وَذ َل ِ َ دي َ خال ِ ِ حت َِها اْل َن َْهاُر َ ن تَ ْ م ْ ري ِ ج ِ تَ ْ
نمِهي ٌ ب ُ ذا ٌ ه عَ َ دا ِفيَها وَل َ ُ خال ِ ً ه َناًرا َ خل ْ ُ دود َه ُ ي ُد ْ ِ ح ُ ه وَي َت َعَد ّ ُ سول َ ُ ه وََر ُ ص الل ّ َ ي َعْ ِ
245
)] (14النساء [15-13/أخرجه ابن ماجه
خاف :حار وظلم سواء أكان حاكما ً أو غير حاكم ،فهو خائف قال تعالى:
قوا م فَل ْي َت ّ ُ خاُفوا ْ ع َل َي ْهِ ْ ضَعاًفا َ ة ِ م ذ ُّري ّ ً فه ِ ْ خل ْ ِ ن َ م ْ كوا ْ ِ ن ل َوْ ت ََر ُ ذي َ ش ال ّ ِ خ َ } وَل ْي َ ْ
دا { ) (9سورة النساء دي ً س ِ قوُلوا ْ قَوْل ً َ ه وَل ْي َ ُ الل ّ َ
-البخاري ( 2738)4/2ومسلم في الوصية ج 1و (1627) 4ومالك)(1458 243
140
َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ
ل الل ّهِ أ ّ
ى سو َ ل َيا َر ُ قا َ ى فَ َ
َ ّ ل إ َِلى الن ّب ِ ج ٌ جاَء َر ُ ل َ وع َ ْ
َ َ َ َ َ َ
ححي ٌ ص ِ ت َ صد ّقَ وَأن ْ َ ن تَ َ هأ ْ ك ل َت ُن َب ّأن ّ ُ ما وَأِبي َ ل »:أ َ قا َ جرًا؟ فَ َ مأ ْ صد َقَةِ أع ْظ َ ُ ال ّ
ْ
تم قُل ْ َ قو َ حل ْ ُ ت ال ْ ُ ذا ب َل َغَ ِ حّتى إ ِ َ ل َ مه ِ ْ قاَء وَل َ ت ُ ْ ل ال ْب َ َ م ُ قَر وَت َأ ُ ف ْ شى ال ْ َ خ َ ح تَ ْ حي ٌ ش ِ َ
246
ن « رواه البخاري ومسلم فل َ ٍ ن لِ ُ كا َ ذا وَقَد ْ َ ن كَ َ فل َ ٍ ذا وَل ِ ُ ن كَ َ فل َ ٍ لِ ُ
الروح الحلقوم :أي بلغت الروح موضع خروجها ،ففي هذا الوقت انتهى
العمل وخرج المال من يد المورث إلى الورثة ،فل تنفع الصدقة كما ل
تنفع المثوبة.
َ َ
وع ، خل ن َ ْ جْنس َوال ْب ُ ْ ح ِ ش ّ ن ال ّ خل ،وَك َأ ّ ن ال ْب ُ ْ م َ م ِ ح أع َ ّ ش ّ ي :ال ّ طاب ِ ّ خ ّ ل ال ْ َ َقا َ
ُ َ َ
ما ف الّلِزم وَ َ ص ِ كال ْوَ ْ م َ عا ّ ح َ ش ّ مور َ ،وال ّ خل ِفي أفَْراد اْل ُ قال ال ْب ُ ْ ما ي ُ َ وَأك َْثر َ
َ
حال غاِلب ِفي َ ح َ ش ّ ن ال ّ ديث أ ّ ح ِ معَْنى ال ْ َ ل :فَ َ ن قَِبل الط ّْبع َقا َ م ْ هُوَ ِ
َ َ
جرِهِ ، ظم ِل َ ْ صد َقَ ِفي ن ِّيته وَأع ْ َ نأ ْ كا َ صد ّقَ َ ح ِفيَها وَت َ َ ش ّ ذا َ حة ،فَإ ِ َ ص ّ ال ّ
َ َ
مال صير ال ْ َ م ِ حَياة وََرأى َ ن ال ْ َ م ْ س ِ وت َوآي َ َ م ْ ف ع ََلى ال ْ َ شَر َ نأ ْ م ْ ف َ خَل ِ بِ ِ
جاء ح َر َ ش ّ حة َ ،وال ّ ص ّ حاَلة ال ّ سب َةِ إ َِلى َ صة ِبالن ّ ْ حين َئ ِذ ٍ َنا ْقِ َ صد ََقته ِ ن َ ل ِغَي ْرِهِ فَإ ِ ّ
َ
مع ب ِهِ . ميم أيْ ت َط ْ َ م ال ْ ِ ض ّ مل ال ْغَِنى ( .ب ِ َ قر ) .وَت َأ ُ ف ْ وف ال ْ َ خ ْ قاء وَ َ ال ْب َ َ
قوم حل ْ ُ ت ب ُُلوغ ال ْ ُ مَراد َقاَرب َ ْ ت الّروح َ ،وال ْ ُ قوم ( :ب َل َغَ ْ حل ْ ُ ت ال ْ ُ معَْنى ) ب َل َغَ ْ وَ َ
صّرَفاته ن تَ َ م ْ يء ِ ش ْ صد ََقته وََل َ صّيته وََل َ ح وَ ِ ص ّ م تَ ِ ة لَ ْ ق ً قي َ ح ِ ه َ إ ِذ ْ ل َوْ ب َل َغَت ْ ُ
َ
ن( فَل ٍ ن لِ ُ كا َ ذا أَل وَقَد ْ َ ن كَ َ فَل ٍ ذا وَل ِ ُ ن كَ َ فَل ٍ وله ) :ل ِ ُ قَهاء .وَقَ ْ ف َ ق ال ْ ُ فا ِ ِبات ّ َ
ضاء ق َ سب َقَ ال ْ َ مَراد ب ِهِ َ ل غ َْيره :ال ْ ُ واِرث ،وََقا َ مَراد ب ِهِ ال ْ َ ي :ال ْ ُ طاب ِ ّ خ ّ ل ال ْ َ َقا َ
َ َ
صّرفه ن تَ َ ج عَ ْ خَر َ ه قَد ْ َ معَْنى أن ّ ُ كون ال ْ َ ن يَ ُ مل أ ْ حت َ ِ ه ،وَي َ ْ صى ل َ ُ مو َ ب ِهِ ل ِل ْ ُ
صّيته ك َِبير ه ِفي وَ ِ س لَ ُ صّرف فَل َي ْ َ ن الت ّ َ م ْ شاَء ِ ما َ قَلله ب ِ َ ست ِ ْ مل ْك ِهِ َوا ْ مال ِ وَك َ َ
حيح. 247 ش ِ حيح ال ّ ص ِ صد ََقة ال ّ سب َةِ إ َِلى َ واب ِبالن ّ ْ ثَ َ
فة من مال ِه فَل َقيت أباَ خى ب ِ َ َ َ َ ى َقا َ ة ال ّ َ
ِ ُ َ طائ ِ َ ٍ ِ ْ َ ِ ىأ ِ صى إ ِل ّ ل أوْ َ طائ ِ ّ حِبيب َ َ ن أِبى َ وع َ ِ
َ صى إ ِل َى ب ِ َ َ َ
ه
ضعَ ُ ن ت ََرى ِلى وَ ْ مال ِهِ فَأي ْ َ ن َ م ْ فة ٍ ِ طائ ِ َ ّ خى أوْ َ نأ ِ ت إِ ّ قل ْ ُ داِء فَ ُ الد ّْر َ
َ َ َ َ
ما أَنا فَل َ ْ
و لأ ّ قا َ ل الل ّهِ فَ َ سِبي ِ ن ِفى َ دي َ جاه ِ ِ م َ ن أوِ ال ْ ُ كي ِ سا ِ م َ قَراِء أوِ ال ْ َ ف َ ِفى ال ْ ُ
مث َ ُ
ل لَ » : قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ ن َ دي َ جاه ِ ِ م َ ل ِبال ْ ُ م أ َع ْد ِ ْ ت لَ ْ ك ُن ْ ُ
249
« .رواه الترمذي
248
شب ِعَ ذا َ دى إ ِ َ ذى ي ُهْ ِ ل ال ّ ِ مث َ ِ ت كَ َ مو ْ ِ عن ْد َ ال ْ َ ذى ي ُعْت ِقُ ِ ال ّ ِ
ُ َ َ َ َ
م سـاوِ ب ِِهـ ْ مأ َ ن ( أيْ َلـ ْ دي َ هـ ِ جا ِ م َ ل ِبال ْ ُ عـد ِ ْ مأ ْ ما أَنـا فََلـوْ ك ُْنـت َلـ ْ ه):أ ّ قَوْل ُ ُ
ص إ ِّل ِ م ُأو ص ـًيا ل َـ ْ مو ِ معَْنى ل َوْ ك ُْنت أَنا ُ
َ
م َ .وال ْ َ ن وَغ َي َْرهُ ْ كي َ سا ِ م َ قَراَء أوْ ال ْ َ
َ ف َ ال ْ ُ
َ
ي
ت(أ ْ م ـو ْ ِ عن ْـد َ ال ْ َ ص ـد ّقُ ) ِ ذي ي ُعْت ِقُ ( وَفِــي رَِواي َـةٍ ي َت َ َ ل ال ّ ِ مث َ ُ ن) َ دي َ جاه ِ ِ م َ ل ِل ْ ُ
ق
مـوْت ِهِ ي ُعْت ِـ ُ عن ْـد َ َ صـد ّقُ ِ ذي ي َت َ َ ل ال ّـ ِ مث َـ ُ كاةِ َ : شـ َ م ْ ضــارِهِ .وَفِــي ال ْ ِ حت ِ َ عن ْد َ ا ِ ْ ِ
داِء ن َـوْعُ ذا اْل ِهْ ـ َ ي :فِــي هَ ـ َ طيب ِـ ّ ل ال ّ ش ـب ِعَ ( قَــا َ ذا َ دي إ ِ َ ذي ي ُهْ ـ ِ ل ال ّـ ِ مث َـ ِ ) كَ َ
َ َ
ن ة ِل َ ّ صــ ٌ ة َناقِ َ مْرت َب َ ٌ ه َ مَراد َ أن ّ ُ ن ال ْ ُ دى إ ِل َي ْهِ ا ِن ْت ََهى َ.واْل َظ ْهَُر أ ّ مهْ َ ف ِبال ْ ُ فا ٍ خ َ ست ِ ْ اِ ْ
َ َ
ة
جاع َـ ِ م َ عن ْـد َ ال ْ َ خاوَة َ ِ سـ َ ن ال ّ مــا أ ّ ل ،كَ َ ض ُ حةِ أفْ َ ص ّ ل ال ّ حا َ صد ّقَ َواْل ِع َْتاقَ َ الت ّ َ
ه ال ْ َ َ
ل َقال َ ُ م ُ أك ْ َ
250
قاِري .
-البخاري 2/137و 1419) 4/5و (2748ومسلم في الزكاة ج 92و (1032)93واللفظ 246
له
شرح النووي على مسلم ) -ج / 3ص (482 - 247
في الوصية باب (2868)3والفتح 5/374والحسان ) (3403وهو حديث حسن - 249
141
وع َ َ
عن ْد َ ذى ي ُعْت ِقُ ِ ل ال ّ ِ مث َ ُل الل ّهِ َ » : - - سو ُ ل َر ُ ل َقا َ داِء َقا َ ن أِبى الد ّْر َ ْ
251
دى إ ِذا شب ِعَ « رواه أبو داود َ َ ذى ي ُهْ ِ ل ال ِّ مث ِ َ َ
تك َ مو ْ ِ ال ْ َ
َ
عن ْــد ي ِ مـا ه ِـ َ صـد ََقة إ ِن ّ َ ضــل ال ّ ن أفْ َ شـب ِعَ (ِ :ل َ ّ ذا َ وفـي عــون المعبـود ) :إ ِ َ
خَرت ِـهِ ع َل َــى د ُن ْي َــاهُ مؤ ْث ًِرا ِل ِ كون ُ مال فَي َ ُ حْرص ع ََلى ال ْ َ مع ِفي الد ّن َْيا َوال ْ ِ الط ّ َ
ضَرهُ ح َ حّتى َ ك َ خَر فِْعل ذ َل ِ َ ذا أ َ ّ صة فَإ ِ َ خل َ َ م ْ سِليم وَن ِّية ُ ن قَْلب َ ه عَ ْ صاد ًِرا فِعْل ُ ُ َ
ه َ
سـهِ فِــي وَقْــت ل ي َن ْت َفِــع ب ِـ ِ ف ِ ما ل ِن َ ْ دي ً ق ِدون الوََرَثة وَت َ ْ ْ سِتيَثاًرا ُ ن اِ ْ كا َ وت َ م ْ ال ْ َ
هح ُح َ صـ ّ ديث َ ح ِ دير َ :وال ْ َ مَناوِيّ ِفي فَْتح ال ْ َ
ق ِ ل ال ْ ُ ظه َ.قا َ ح ّ قص َ ِفي د ُن َْياه ُ فَي َن ْ ُ
َ
ه ا ِب ْــن ح ُ ح َصـ ّ ســن ،وَ َ ح َ سـَناده َ جر :إ ِ ْ ح َ ل ا ِْبن َ ي .وََقا َ كم وَأقَّره ُ الذ ّهَب ِ ّ حا ِ ال ْ َ
عن ْــد دق ِ صـ ّذي ي َت َ َ مث َــل ال ّـ ِ ل" َ قا َ صد ََقة ،فَ َ ي ب ِزَِياد َةِ ال ّ ق ّ حّبان ،وََرَواه ُ ال ْب َي ْهَ ِ ِ
َ َ
ه جـ ُخَر َ من ْـذ ِرِيّ :وَأ ْ ل ال ْ ُ شـب ِعَ " ا ِن ْت َهَــى .قَــا َ ذا َ دي إ ِ َ ذي ي ُهْـ ِ وته أوْ ي ُعِْتق ك َا َل ّ ِ م ْ َ
حيح َ ِ ص سن ح
ّْ ِ ِ ّ َ َي ذ م ر ت ال َ
ل قاَ و ي ئ سا
ّْ ِ ِ ّ َ ّ َ ِ ّ َ ن وال ي ذ م ر ت ال
ــــــــــــــــ
قال العلماء :الموت ليس بعدم محض ،ول فناء صرف ،وإنما هو
انقطاع تعلق الروح بالبدن ،ومفارقة وحيلولة بينهما ،وتبدل حال
وانتقال من دار لدار.
َ
من آد َ َ ما اب ْ ُ ن ي َك َْرهُهُ َ ل » :اث ْن ََتا ِ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ ن ل َِبيد ٍ أ ّ مود ِ ب ْ ِ ح ُ م ْ ن َ عَ ْ
ل ما ِ ة ال ْ َ ل وَقِل ّ ُ ما ِ ة ال ْ َ فت ْن َةِ وَي َك َْره ُ قِل ّ َ ن ال ْ ِ م َ ن ِ ِ 252 ممؤ ْ ِ خي ٌْر ل ِل ْ ُ ت َ موْ ُ ت َوال ْ َ مو ْ ُ ال ْ َ
ب« .أخرجه أحمد سا ِ ح َ ل ل ِل ْ ِ أ َقُ ّ
ل الل ّهِ - - كان يحد ُ َ َ َ وع َ َ
سو َ ن َر ُ ثأ ّ ه َ َ ُ َ ّ صارِىّ أن ّ ُ ى الن ْ َ ن رِب ْعِ ّ ن أِبى قََتاد َة َ ب ْ ِ ِ
ل سو َ ه « َ .قالوا َيا َر ُ ُ من ْ ُ ح ِ ست ََرا ٌ م ْ ح ،وَ ُ ري ٌ ست َ ِ م ْ ل ُ »: قا َ جَناَزةٍ فَ َ مّر ع َلي ْهِ ب ِ ِ َ ُ
نم ْ ح ِ ري ُ ست َ ِ ن يَ ْ م ُ مؤ ِ ْ ْ
ه قال » :العَب ْد ُ ال ُ ْ َ َ من ْ ُ ح ِ ست ََرا ُ م ْ ْ
ح َوال ُ ري ُ ست َ َ ِ م ْ ْ
ما ال ُ اللهِ َ ّ
ه العَِباد ُ ْ من ْ ُ ح ِ ري ُ ست َ ِ جُر ي َ ْ فا ِ ْ
مةِ اللهِ َ ،والعَب ْد ُ ال َ ْ ّ ح َ ها إ ِلى َر ْ َ ذا َ ب الد ّن َْيا وَأ َ ص ِ نَ َ
253
ب « أخرجه الشيخان جُر َوالد َّوا ّ ش َ َوال ْب ِل َد ُ َوال ّ
َ
لمل ك ُ ّ حت َ ِ صة وَي َ ْ خا ّ ي َ ق ّ ن الت ّ ِ ِ مؤ ْ ِ
م ريد ِبال ْ ُ ِ ن يُ مل أ ْ حت َ ِ ل ا ِْبن الّتين .ي َ ْ َقا َ
خ َ َ ريد ب ِهِ ال ْ َ َ من َ .وال ْ َ
ه
ل ِفي ِ ن ي َد ْ ُ مل أ ْ حت َ ِ كافَِر وَي َ ْ ِ ن يُ مل أ ْ حت َ ِ جر ي َ ْ فا ِ مؤ ْ ِ ُ
رَ ْ ْ ْ َ ْ
من ْك ِ ن ال ُ م َ ما ي َأِتي ب ِهِ ِ ة العَِباد ِ فَل ِ َ ح ُ ست َِرا َ ما ا ِ ْ داوُد ِيّ :أ ّ ل ال ّ صي .وََقا َ الَعا ِ
ْ َ َ
ه
ما ي َأِتي ب ِ ِ م ّ حة ال ْب َِلد ِ ست َِرا َ موا َوا ْ كوه ُ أث ِ ُ ن ت ََر ُ م وَإ ِ ْ ذاهُ ْ ن أن ْك َُروا ع َل َي ْهِ آ َ فَإ ِ ْ
ث
حْر ِ ك ال ْ َ ضي هََل َ قت َ ِ ب فَي َ ْ جد ْ ُ ل ب ِهِ ال ْ َ ص ُ ُ ح
ما ي َ ْ م ّ ك ِ ن ذ َل ِ َ صي فَإ ِ ّ مَعا ِ ن ال ْ َ م َ ِ
َ ْ َ َ َ
ه
م ب ِت َْرك ِهِ ِلن ّ ُ ذاه ُ َل ي َأث َ ُ هأ َ ن َنال َ ُ م ْ ن َ مهِ ب ِأ ّ ل ك ََل ِ ي أوّ َ ج ّ ب ال َْبا ِ ق َ ل .وَت َعَ ّ س ِ َوالن ّ ْ
َ َ َ َ
مَراد كون ال ْ ُ ن يَ ُ مل أ ْ حت َ ِ ذى وَي َ ْ ه ب ِهِ أ ً جهٍ َل ي ََنال ُ ُ كر ب ِوَ ْ قل ْب ِهِ أوْ ي ُن ْ ِ كر ب ِ َ ن ي ُن ْ ِ ب َعْد َ أ ْ
قع ع َل َي َْها ح ُ َْ ن ظ ُل ْ ِ
ما ي َ َ ه لِ َ من ْ ُ ض ِ ة الْر ِ مهِ وََرا َ م ْ م ِ قع ل َهُ ْ ما ي َ َ ه لِ َ من ْ ُ حةِ ال ْعَِباد ِ ِ ب َِرا َ
ما َل م ّ ب ِ حة الد َّوا ّ جهِهِ وََرا َ صْرفِهِ ِفي غ َي ْرِ وَ ْ قَها وَ َ ح ّ ن َ م ْ من ْعَِها ِ صب َِها وَ َ ن غَ ْ م ْ ِ
َ
ه أع ْل َ ُ ن إ ِت َْعاب َِها وََالل ّ ُ
254
م . م ْ جوُز ِ يَ ُ
ن م ِ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ ج ُ س ْ ل » :الد ّن َْيا ِ ى َ - -قا َ ّ ن الن ّب ِ رو ع َ ْ م ٍ ن عَ ْ ِ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ وع َ ْ
ذا َفاَرقَ الد ّن َْيا َفاَرقَ ال ّ ه فَإ ِ َ
255
ة « أخرجه أحمد سن َ َ ن َوال ّ ج َ س ْ سن َت ُ ُ وَ َ
ت ل ََها ِ ى َ - -قا َ وع َ َ
عن ْد َ مو ُ س تَ ُ ف ٍ ن نَ ْ م ْ ما ِ ل» َ ّ ن الن ّب ِ ِ ك عَ مال ِ ٍ ن َ ِ س بْ ِ ن أن َ ْ
ّ
ما ِفيَها إ ِل ال ّ َ َ َ َ َ الل ّهِ َ
شِهيد ُ ن لَها الد ّن َْيا وَ َ جعُ إ ِلى الد ّن َْيا وَل أ ّ ها أن َّها ت َْر ِ سّر َ خي ٌْر ي َ ُ
َ
هاد َةِ « أخرجه ش َ ل ال ّ ض ِ ن فَ ْ م ْ ما ي ََرى ِ ل ِفى الد ّن َْيا ل ِ َ قت َ َ جعَ فَي ُ ْ ن ي َْر ِ مّنى أ ْ ه ي َت َ َ فَإ ِن ّ ُ
256
مسلم
144
وهكذا يتكشف أن البتلء من الّله نعمة ل تصيب إل من يريد له الّله بــه
الخير .فإذا أصابت أولياءه ،فإنما تصيبهم لخيــر يريــده الل ّــه لهــم -ولــو
وقع البتلء مترتبا على تصرفات هؤلء الولياء -فهناك الحكمة المغيبــة
والتدبير اللطيـف ،وفضـل الّلـه علـى أوليـائه المـؤمنين.وهكـذا تسـتقر
القلوب ،وتطمئن النفــوس ،وتســتقر الحقــائق الصــيلة البســيطة فــي
258
التصور السلمي الواضح المستقيم.
ت ن :ال ْ َ
م ـو ْ ُ مك ُْروهَــا ِ ذا ال ْ َ حب ّـ َه":ي َــا َ ل ع َب ْد ُ الل ّ ِ لَ :قا َ رَ ،قا َ حب ْتَ َ ٍ
س بن َ ن قَي ْ َ ِ وع َ ْ
َ ُ ن ال ْغَِنى َوال ْ َ
ن ن ك َــا َ ت ،إ ِ ْ مــا اب ْت ُِليـ ُ ما أَباِلي ب ِأي ّهِ َ قَر وَ َ ف ْ م الل ّهِ أل إ ِ ّ قُر ،وَأي ْ ُ ف َْوال ْ َ
259
ر" .أخرجه الطبراني صب ْ ِ ن ِفيهِ ِلل ّ قُر إ ِ ّ ف ْ ن ال ْ َ كا َ ن َ ف ،وَإ ِ ْ ن ِفيهِ ل َل ْعَط ْ ِ ال ْغَِنى إ ِ ّ
ول شك أن المؤمن الصادق يحب الموت ،لن فيه لقاء الله تعالى وهــو
أغلى أمنية عنده ،ولنه يتخلص من عذاب الدنيا وهمومها وغمومها التي
ل تنقطع ،ومن أسباب ضياع المسلمين اليــوم هــو حــب الــدنيا وكراهيــة
ل الّلــ ِ
ه سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ن َقا َ ن ث َوَْبا َ الموت ،كما ورد هذا في حديث صحيح ع َ ْ
عى ال َك َل َ ُ ك ال ُم َ
ص ـعَت َِها «. ة إ َِلى قَ ْ دا َ ما ت َ َ م كَ َ عى ع َل َي ْك ُ ْ دا َن تَ َ مأ ْ َ ُ ش ُ ُ » - -يو ِ
َ
م غ َُثاٌء مئ ِذ ٍ ك َِثيٌر وَل َك ِن ّك ُ ْ م ي َوْ َ ل أن ْت ُ ْ ل » :ب َ ْ مئ ِذ ٍ َقا َ ن ي َوْ َ ح ُ ن قِل ّةٍ ن َ ْ م ْ ل وَ ِ ل َقائ ِ ٌ قا َ فَ َ
ن ق ـذ ِفَ ّ م وَل َي َ ْ من ْك ُـ ْ
ة ِ مَهاب َـ َ م ال ْ َ دورِ ع َـد ُوّك ُ ُ صـ ُ ن ُ م ْ ه ِ ن الل ّ ُ ل وَل َي َن ْزِع َ ّ سي ْ ِ ك َغَُثاِء ال ّ
ل» ن قَــا َ مــا ال ْـوَهَ ُ ل الل ّهِ وَ َ سو َ ل َيا َر ُ ل َقائ ِ ٌ قا َ ن « .فَ َ م ال ْوَهَ َ ه ِفى قُُلوب ِك ُ ُ الل ّ ُ
ة ال ْ َ ب الد ّن َْيا وَك ََراه ِي َ ُ
260
ت «. مو ْ ِ ح ّ ُ
ـــــــــــــ
ــــــــــــــــ
ت«
ذا ِ ل الل ّهِ » - -أ َك ْث ُِروا ذ ِك َْر َ
هاذ ِم ِ الل ّ ّ سو ُ
ل َر ُ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ
ل َقا َ عَ ْ
267
أخرجه الترمذي
َ
م
ن هَد َ َ م ْمل َةِ ِ مه ْ َمعَْنى َقاط ِعَِها أوْ ِبال ْ ُ مة ب ِ َ ج َ معْ َ ل ال ْ ُ ذا ِ هاذم :هازم :قاطعِ .بال ّ
َ َ َ م الل ّ ّ
ن ذ ِك َْره ُ ي ُْزه ِد ُ ِفيَها أوْ ِلن ّ ُ
ه ما ِل ّ ت إِ ّ ذا ِ هاد ِ ُ ت وَهُوَ َ موْ ُ مَراد ال ْ َ ال ْب َِناَء َوال ْ ُ
َ
شي ًْئا وََالّله ت ََعاَلى أع ْل َ ُ
م ذائ ِذ ِ الد ّن َْيا َ ن لَ َم ْقي ِ ما ي ُب ْ ِ جاَء َ ذا َ إِ َ
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال » :أكثروا ذكَر هاذم ِ
ه عليه ،ول في سع ُ ت ،فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إل و ّ اللذا ِ
268
ه عليهِ « أخرجه البزار سعةٍ إل ضّيق ُ
َ
ن
م َل ِ ج ٌ جاَءه ُ َر ُ ل الل ّهِ - -فَ َ سو ِ معَ َر ُ ت َ ل :ك ُن ْ ُ ه َقا َ مَر أن ّ ُ ن عُ َ ن اب ْ ِ وع َ ِ
َ
نمِني َ مؤ ْ ِل الل ّهِ أىّ ال ْ ُ سو َ ل َ :يا َر ُ م َقا َ ى - -ثُ ّ ّ م ع ََلى الن ّب ِ سل ّ َ صارِ فَ َ َ ال َن ْ
ل فَأ َى ال ْمؤ ْمِني َ خل ُ ً َ َ
ل»: س َقا َ ن أك ْي َ ُ ّ ُ ِ َ قا «َ .قا َ م ُ سن ُهُ ْ ح َل»:أ ْ ل َقا َ ض ُ أفْ َ
دا ُأول َئ ِ َ َ َ َ
س « .أخرجه ك الك َْيا ُ دا ً
ست ِعْ َ
ما ب َعْد َه ُ ا ْ م لِ َ سن ُهُ ْ ح َ ت ذ ِك ًْرا وَأ ْ مو ْ ِ م ل ِل ْ َ أك ْث َُرهُ ْ
269
ابن ماجه
شداد ب َ
ه
س ُ ف َ ن نَ ْ دا َ ن َ م ْ س َ ل » ال ْك َي ّ ُ ى َ - -قا َ ّ ن الن ّب ِ ِ س عَ ٍ ن أوْ ن َ ّ ِ ْ ِ وع َ ْ
ّ
مّنى ع َلى اللهِ «. َ َ ْ ْ م َ
ها وَت َ َ وا َه هَ َ س ُف َ ن أت ْب َعَ ن َ ْ م ْجُز َ ت َوالَعا ِ مو ْ ِ ما ب َعْد َ ال َ ل لِ َ وَع َ ِ
قو ُ
ل ه « .ي َ ُ س ُف َ ن نَ ْ دا َ ن َ م ْ معَْنى قَوْل ِهِ َ »: ل وَ َ نَ .قا َ س ٌ ح َ ث َ دي ٌ ح ِ ذا َ ل هَ َ َقا َ
َ
مَر
ن عُ َ ة .وَي ُْرَوى ع َ ْ م ِ قَيا َ م ال ْ ِ ب ي َوْ َ س َ حا َ ن يُ َ لأ ْ ه ِفى الد ّن َْيا قَب ْ َ س ُف َ ب نَ ْ س َ حا َ َ
ْ َ َ ّ ْ
ض سُبوا وَت ََزي ُّنوا ل ِلعَْر ِ حا َ ن تُ َ لأ ْ م قَب ْ َ سك ُ ْ ف َ سُبوا أن ْ ُ حا ِ لَ : ب َقا َ خطا ِ ن ال َ بْ ِ
َ
ه ِفى س ُ ف َ ب نَ ْ س َ حا َ ن َ م ْ مةِ ع ََلى َ قَيا َم ال ْ ِ ب ي َوْ َ سا ُ ح َ ف ال ْ ِ خ ّ ما ي َ ِ الك ْب َرِ وَإ ِن ّ َ
حّتى
قّيا َ ل تَ ِ ج ُ ن الّر ُ كو ُ ل :271ل َ ي َ ُ ن َقا َ مهَْرا َ ن ِ ِ ن بْ مو ِ مي ْ ُ ن َ الد ّن َْيا .وَي ُْرَوى ع َ ْ
270
شريك َه حتى ينظ ُر م َ ه أَ َ
نن أي ْ َ ل َ ِ ُ َ ّ َْ َ ِ ْ ج ِ سب َةِ الّر ُ حا َ م َ ن ُ م ْ شد ّ ِ س ُ ف َ ب نَ ْ س َ حا ِ يُ َ
مك ْ َ م ْ مط ْعَ ُ
272
ه ..أخرجه الترمذي سب ُ ُ ه وَ َ شَرب ُ ُ ه وَ َ م ُ َ
- 267برقم ) (2477والنسائي (1835) 4/4وابن ماجه ) ( 4399والحاكم (7909) 4/321
وابن حبان ) (2559موارد وهو حديث صحيح
- 268المجمع (18205) 10/308والموال لبن زنجويه ) (740والزهد هق) (560وصحيح
الترغيب ) ( 3334والحسان ) (3055وهو حديث صحيح لغيره .
- 269برقم ) (4400والحاكم (8623) 4/540وطس ) (4827وهب)7764و (10154
والشاميين) (1529والحلية 1/313وهو حديث حسن .الكيس :العقل والفطنة ،الكياس :من
الكياسة وهي تمكن النفوس من استنباط ما هو أنفع
َ َ َ
سُبوا وَزُِنوا حا َ
ن تُ َ َ َ
م قب ْل أ ْ ُ
سك ْ ف َسُبوا أن ْ ُ خط ْب َت ِهِ :حا ِ ل ِفي ُه َقا َب ،أن ّ ُ خ ّ
طا ِ ن ال ْ َ
مَر َب ْ ِ
ن عُ َ
-عَ ْ
270
ثنا إبراهيم بن بكر بن عمرو قال :سمعت أبى يحدث عن ثور وغالب به التحاف 428 /8
فتأمل يا رعاك الله واحذر التسرع فى تضعيف الحاديث.
- 273تحفة الحوذي ) -ج / 6ص (251
- 274برقم ) (5808المجمع (18206) 10/309وقال رواه الطبراني وإسناده حسن.
149
ث الحادي عشر المبح ُ
تحسين الظن بالله والخوف منه
وقال المناوي في فيض القدير ) :قال الّله تعالى أنا عند ظن عبدي بي
إن ظن( بي )خيرا ً فله( مقتضى ظنه )وإن ظن( بي )شرًا( أي أني
أفعل به شرا ً )فله( ما ظنه فالمعاملة تدور مع الظن فإذا أحسن ظنه
بربه وفى له بما أمل وظن والتطير سوء الظن بالّله وهروب عن
- 275برقم ) (2877وأحمد 1/325و 330و 14489)3/293و 14855و 14909و 14954و
(14588وأبو داود ) (3115وهـ )(4306
- 276الترمذي ) (999وابن ماجه ) (4402ون) (10834والمجمع 2/296و 322والفتح
11/301وك) (2394والصحيحة ) (1051وهو حديث صحيح لغيره.
- 277برقم ) (2494موارد والحسان ) (642وهب) (794وتاريخ البخاري 8/12والحلية 6/98
والمجمع (18200) 10/308والصحيحة ) (742وهو حديث صحيح.
(9314) 2/315 - 278والحسان ) (641والمجمع (3888) 2/319وصحيح الجامع )(4315
وهو حديث صحيح لغيره.
150
قضائه فالعقوبة إليه سريعة والمقت له كائن ،أل ترى إلى العصابة التي
فرت من الطاعون كيف أماتهم؟ قال الحكيم الترمذي :الظن ما تردد
في الصدر وإنما يحدث من الوهم والظن هاجسة النفس وللنفس
إحساس بالشياء فإذا عرض أمر دبر لها الحس شأن المر العارض فما
خرج لها من التدبير فهو هواجس النفس فالمؤمن نور التوحيد في قلبه
فإذا هجست نفسه لعارض أضاء النور فاستقرت النفس فاطمن القلب
فحسن ظنه لن ذلك النور يريه من علئم التوحيد وشواهده ما تسكن
النفس إليه وتعلمه أن الّله كافيه وحسبه في كل أموره وأنه كريم
رحيم عطوف به فهذا حسن الظن بالّله وأما إذا غلب شره النفس
وشهواتها فيفور دخان شهواتها كدخان الحريق فيظلم القلب وتغلب
الظلمة على الضوء فتحيى النفس بهواجسها وأفكارها وتضطرب
ويتزعزع القلب عن مستقره وتفقد الطمأنينة وتعمى عين الفؤاد لكثرة
الظلمة والدخان فذلك سوء الظن بالّله فإذا أراد الّله بعبد خيرا ً أعطاه
حسن الظن بأن يزيده نورا ً يقذفه في قلبه ليقشع ظلمة الصدر
كسحاب ينقشع عن ضوء القمر ومن لم يمنح ذلك فصدره مظلم لما
أتت به النفس من داخل شهواتها والعبد ملوم على تقوية الشهوات من
واها ،ككانون :كلما ألقيت فيه حطبا ً استعمالها فإذا استعملها فقد ق ّ
ازداد لظما ً ودخانًا..
نل الل ّهِ » - -إ ِ ْ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ جب َ ٍ ن َ مَعاذ ُ ب ْ ُ ل ُ ل َقا َ ش َقا َ ٍ ن أ َِبى ع َّيا وع َ ِ
َ ْ َ
ما
مة ِ و َ َ م ال ْ ِ
قَيا َ ن ي َوْ َ مِني َ مؤ ْ ِل ل ِل ْ ُج ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ّ ُ قو ُ ما ي َ ُ ل َ ما أوّ ُ م َ م أن ْب َأت ُك ُ ْشئ ْت ُ ْ ِ
لج ّ ه ع َّز وَ َ ّ
ن الل َ ل » إِ ّ هَ .قا َ ّ
ل الل ِ سو َ م َيا َر ُ ْ
ه « .قُلَنا ن َعَ ْ َ
نل ُ ُ
قولو َ ما ي َ ُ ل َ أ َوّ ُ
ل ل ِل ْمؤ ْمِنين هَ ْ َ
م
ل لِ َ قو ُ م َيا َرب َّنا .فَي َ ُ ن ن َعَ ْ قوُلو َ قاِئى فَي َ ُ م لِ َ حب َب ْت ُ ْلأ ْ ُ ِ َ قو ُ يَ ُ
تى « .أخرجه فَر ِ مغْ ِ م َ ت ل َك ُ ْجب َ ْل قَد ْ وَ َ قو ُ ك .فَي َ ُ فَرت َ َ مغْ ِ ك وَ َ فو َ َجوَْنا ع َ ْ ن َر َ قوُلو َ فَي َ ُ
279
أحمد
152
ث الثاني عشر
المبح ُ
نذير الموت
ل » :أ َع ْذ َر الل ّه إَلى امرئ أ َ ّ َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ ع َ
جل َ ُ
ه خَر أ َ ْ ِ ٍ ُ ِ َ ى – -فَ َ
قا َ ّ ن الن ّب ِ ِ عَ ْ
حّتى ب َل ّغَ ُ
282
ة « أخرجه البخاري سن َ ً ن َ سّتي َ ه ِ َ
قال ابن بطال رحمه الله :أى أعذر إليه غاية العذار ،الذى ل إعذار
بعده ،لن الستين قريب من معترك العباد ،وهو سن النابة والخشوع
والستسلم لله تعالى وترقب المنية ولقاء الله تعالى فهذا إعذار بعد
فا من الله لعباده حين نقلهم من حالة إعذار فى عمر ابن آدم ،لط ً
الجهل إلى حالة العلم ،وأعذر إليهم مرة بعد أخرى ،ولم يعاقبهم إل بعد
ب
الحجج اللئحة المبكتة لهم ،وإن كانوا قد فطرهم الله تعالى على ح ّ
الدنيا وطول المل ،فلم يتركهم مهملين دون إعذار لهم وتنبيه ،وأكبر
283
العذار إلى بنى آدم بعثه الرسل إليهم
مد ّ في عمريومعنى الحديث :أنه لم يبق له اعتذار ،كأن يقول :لو ُ
لفعلت ما أمرت به ،وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه
منها بالعمر الذي حصل له ،فل ينبغي له حينئذ إل الستغفار والطاعة،
والقبال على الخرة بالكلية ،ونسبة العذار إلى الله مجازية ،والمعنى
أن الله تعالى لم يترك للعبد سببا ً في العتذار يصلح لن يتمسك به ...
284
ـــــــــــــ
ة اْل َوْل َِياِء ) 3/291( 4243والفيض القدير ) (3844وهو بلسان الحال ل المقال.
حل ْي َ ُ
ِ - 285
153
ث الثالث عشر
المبح ُ
علمة خاتمة الخير وسوئها
إن آخر ساعة في حياة النسان هي الملخص لما كانت عليه حياته كلها،
ما على طاعة الله عز وجل بدا ذلك عليه في آخر حياته فمن كان مقي ً
حا وتهليل ً وعبادة وشهادة. ذكًرا وتسبي ً
ق
صاد ِ ُ م ،وَهُوَ ال ّ سل ّ َ ه ع َل َي ْهِ وَ َ صّلى الل ّ ُ ل اللهِ َ سو ُ حد ّث ََنا َر ُ لَ : ن ع َب ْد ِ اللهِ َقا َ عَ ْ
َ ُ ْ خل ْ ُ َ
ن
كو ُ م يَ ُ ما ،ث ُ ّ ن ي َوْ ً مهِ أْرب َِعي َ نأ ّ ه ِفي ب َط ِ ق ُ معُ َ ج َ م يُ ْ حد َك ُ ْ نأ َ ق " :إ ِ ّ دو ُ ص ُ م ْ ال ْ َ
خف ُ ك فَي َن ْ ُ مل َ ُ ث إ ِل َي ْهِ ال ْ َ م ي ُب ْعَ ُ ك ،ث ُ ّ ل ذ َل ِ َ مث ْ َ ة ِ ضغَ ً م ْ ن ُ كو ُ م يَ ُ ك ،ث ُ ّ ل ذ َل ِ َ مث ْ َ ة ِ ق ً ع َل َ َ
َ َ َ
مي هُوَ أ ْ ق ّ ش ِ ه ،وَ َ جل ِ ِ ه ،وَأ َ مل ِ ِ ب رِْزقِهِ وَع َ َ مُر ب ِأْرب ٍَع ب ِك َت ْ ِ م ي ُؤ ْ َ ح ،ث ُ ّ ِفيهِ الّرو َ
َ َ
ماحّتى َ ل الّنارِ َ ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ م ُ م ل َي َعْ َ حد َك ُ ْ نأ َ ه ،إ ِ ّ ه غ َي ُْر ُ ذي َل إ ِل َ َ وال ّ ِ سِعيد ٌ فَ َ َ
ل َ َ َ ْ َ َ ّ ُ
ل أهْ ِ م ِ ه ب ِعَ َ مل ُ خت َ ُ ب في ُ ْ سب ِقُ ع َلي ْهِ الك َِتا ُ ه ،وَب َي ْن ََها إ ِل ذ َِراع ٌ في َ ْ ن ب َي ْن َ ُ ي َكو ُ
ْ َ َ َ ُ
ه
ن ب َي ْن َ ُ كو ُ ما ي َ ُ حّتى َ جن ّةِ َ ل ال َ ل أهْ ِ م ِ ل ب ِعَ َ م ُ م لي َعْ َ حد َك ُ ْ نأ َ خلَها ،وَإ ِ ّ جن ّةِ فَي َد ْ ُ ال ْ َ
خل َُها ختم ل َه بعم َ
ل الّنارِ فَي َد ْ ُ ل أهْ ِ ب فَي ُ ْ َ ُ ُ ِ َ َ ِ سب ِقُ ع َل َي ْهِ ال ْك َِتا ُ وَب َي ْن ََها إ ِّل ذ َِراع ٌ فَي َ ْ
287
"رواه الشيخان
في هذا الحديث الشريف بشارة وتخويف ،بشارة لمن تاب وأصلح
عمله قبل الموت بأنه إذا ختم له بعمل أهل الجنة كان من أهلها،
ل ويعمل بعمل أهل النار خشية أن وتخويف للمؤمن الطائع من أن يز ّ
يحضره أجله وهو على هذه الحالة فيدخلها والعياذ بالله.
والناس في خاتمتهم على أقسام:
حا فلما قرب أجله ازداد -1أشرفها من كان في حياته مؤمًنا صال ً
دا في العبادة ،فمات على أكمل أحواله ،وعلى رأس هؤلء رسول اجتها ً
م ت َُغاد ِْر ل الل ّهِ ل َ ْ سو ِ ساُء َر ُ معَ ن ِ َ جت َ َ ت:ا ْ ة َ ،قال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ الله ، فعَ ْ
َ منهن ا َ
شي َةِ أِبيَها م ْ ن ِ م ْ شي َت ََها ِ م ْ ئ ِ خط ِ ُ ما ت ُ ْ شي َ م ِ ة تَ ْ م ُ ت َفاط ِ َ جاَء ْ مَرأة ٌ فَ َ ِ ُْ ّ ْ
َ َ
ه
مال ِ ِ ش َ ن ِ مين ِهِ أوْ ع َ ْ ن يَ ِ ها ،ع َ ْ حًبا َيا ب ِن ِْتي " ،فَأقْعَد َ َ مْر َ لَ ": قا َ فَ َ
لسو ُ ك َر ُ ص ِ خ ّ قل َْنا ل ََها َ : ت ،فَ ُ حك َ ْ ض ِ ها فَ َ ساّر َ م َ ت ،ثُ ّ يٍء فَب َك َ ْ ش ْ ها ب ِ َ ساّر َ فَ َ
ت ل ََها : ل الل ّهِ قُل ْ ُ سو ُ م َر ُ ما َقا َ ن ،فَل َ ّ كي َ سّر وَت َب ْ ِ ن ب َي ْن ََنا ل ِ ِ م ْ الل ّهِ ِ
ل الل ّهِ سو ِ ي ع ََلى َر ُ َ ش ت ِل ُفْ ِ ما ك ُن ْ ُ تَ : ك َ ،قال َ ْ ساّر ِ ما َ ريِني ب ِ َ ِ خب ِ أَ ْ
ل الل ّه ، قُل ْت ل َها :أ َ َ
ن
م َ ك ِ ما ِلي ع َل َي ْ ِ ك بِ َ سأل ُ ِ ْ ُ َ ِ سو ُ ي َر ُ ما ت ُوُفّ َ سّره ُ ،فَل َ ّ َ
ْ َ َ َ َ
ن
قال ِلي " :إ ِ ّ َ َ
ساّرِني ،ف َ مَ ، ن فن َعَ ْ َ ما ال َ ت:أ ّ قال ْ َ
خب َْرِتيِني ،ف َ ما أ ْ حقّ ل َ ال ْ َ
ضِني ال َْعا َ
م عاَر َ ه َ مّرة ً ،وَإ ِن ّ ُ سن َةٍ َ ل َ ن ِفي ك ُ ّ قْرآ َ ضِني ال ْ ُ عارِ ُ ن يُ َ كا َ ل َ ري َ جب ْ ِ ِ
ّ َ ّ َ َ َ
ري فَن ِعْ َ
م صب ِ ِ ه َ ،وا ْ قي الل َ جِلي َ ،فات ّ ِ بأ ْ عن ْد َ اقْت َِرا ِ ن ،وَل أَرى ذ َل ِك إ ِل ِ مّرت َي ْ ِ َ
ن ت َكوِني ُ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ
نأ ْ ضي ْ َ ما ت َْر َ قال " :أ َ ساّرِني ف َ م َ ت،ث ّ ك " ،فب َكي ْ ُ ف أَنا ل ِ سل ُ ال ّ
ُ ْ َ ْ
حك َ ُ مةِ " ،فَ َ ن " أوْ َقا َ مؤ ْ ِ
288
ت " ض ِ ساِء هَذ ِهِ ال ّ ل " :نِ َ مِني َ ساِء ال ُ سي ّد َة َ ن ِ َ َ
ن َ موْلى غ ُ ْ َ َ َ َ
فٍع أ ّ فَرة َ َ ،واب ْن ِهِ ن ُوَي ْ ِ مَر َ ن أِبيهِ ، ،وَع ُ َ م ،عَ ْ سل َ نأ ْ ن َزي ْد ِ ب ْ ِ وع َ ْ
َ َ
نما أظ ُ ّ ت ُرؤ َْيا ،وَ َ خط ْب َت ِهِ َ " :رأي ْ ُ ل ِفي ُ قا َ ب فَ َ خط َ َ ه َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ مَر َر ِ عُ َ
- 287شعب اليمان ( 184) (361 / 1) -وصحيح البخارى -المكنز (3208) -وصحيح مسلم-
المكنز (6893) -
ي ) ( 17659صحيح ،واصله في الصحيحين ِ
َ ّنراَ بّ طلل
ِ م ال ْك َ ِ ُ
ر بي ج ُ - 288ال ْ ُ
مع ْ َ
154
قَرِني ث ََل َ ك إّل ع َن اقْت ِراب أ َجِلي ،رأ َيت ك َأ َن دي ً َ
ث مَر ن ََزا فَن َ َ ح َ كا أ ْ ّ ِ َ ْ ُ َ ِ َ
َ ِ ذا َ ِ َ
ت: قال َ ْ ما ،فَ َ ه ع َن ْهُ َ ي الل ّ ُ ض َ س َر ِ م َي ْ ٍ ت عُ َ ماَء ب ِن ْ َ س َ تأ ْ ست َعْب َْر ُ ت َ ،فا ْ قَرا ٍ نَ َ
م إ َِلى َ ُ َ
مُرك ُ ْ ي فَأ ْ ص َ ن أو ِ لأ ْ ك قَب ْ َ ن أهْل ِ ْ مَراِء ،فَإ ِ ْ ح ْ ن هَذ ِهِ ال ْ َ ِ م
ك ع َب ْد ٌ ِ قت ُل ُ َ يَ ْ
َ
ن أِبي ي بْ ُ ض :ع َل ِ ّ م َرا ٍ ل الل ّهِ وَهُوَ ع َن ْهُ ْ سو ُ ت َر ُ ما َ ن َ ذي َ ست ّةِ ال ّ ِ هَؤ َُلِء ال ّ
ن ع ُب َي ْد ِ الل ّهِ ، ة ب ْ َُ ح ُ وام ِ ،وَط َل ْ َ ن ال ْعَ ّ ن َ ،والّزب َي ُْر ب ْ ُ فا َ ن عَ ّ ن بْ ُ ما ُ ب ،وَع ُث ْ َ طال ِ ٍ َ
289
سأع ْهَد ْ " ش فَ َ ع ْ ن أَ ِ ك ،وَإ ِ ْ مال ِ ٍ ن َ سعْد ُ ب ْ ُ ف ،وَ َ ن ع َوْ ٍ ن بْ ُ م ِ ح َ وَع َب ْد ُ الّر ْ
قا فلما قرب أجله أسلم وتاب -2من كان في حياته كافًرا أو فاس ً
واستقام وحسن عمله ،فمات على ذلك ،كالرجل الذي قتل مائة نفس
َ ثم تاب ،فع َ
ن قَب ْل َك ُ ْ
م م ْ م ّ ن ِ كا َ لَ " : ل اللهِ َ قا َ سو َ ن َر ُ د ،أ ّ سِعي ٍ ن أِبي َ َ ْ
ل ع ََلى ض فَد ُ ّ َ ن أع ْل َم أهْ ِ ْ َ َ َ
ل الْر ِ ِ ل عَ ْ سأ َ سا ،فَ َ ف ً ن نَ ْ سِعي َ ة وَت ِ ْ سعَ ً ل تِ ْ ل قَت َ َ ج ٌ َر ُ
َ
ن ت َوْب َةٍ ؟ م ْ ه ِ ل لَ ُ سا ،فَهَ ْ ف ً ن نَ ْ سِعي َ ة وَت ِ ْ سعَ ً ل تِ ْ ه قَت َ َ ل " :إ ِن ّ ُ قا َ ب " فَأَتاه ُ فَ َ َراه ِ ٍ
َ ن أع ْل َم أهْ ِ ْ َ َ َ
ض ،فَد ُ ّ
ل ل الْر ِ ِ ل عَ ْ سأ َ م َ ة ،ث ُ ّ مائ َ َ ل ب ِهِ ال ْ ِ م َ ه فَك َ ّ قت َل َ ُ لَ :ل ،فَ َ قا َ " فَ َ
َ
ن ت َوْب َةٍ ؟ " م ْ ه ِ ل لَ ُ س فَهَ ْ ف ٍ ة نَ ْ مائ َ َ ل ِ ل " :قَت َ َ قا َ عال ِم ٍ فَأَتاه ُ فَ َ ل َ ج ٍ ع ََلى َر ُ
ذا وَك َ َ ض كَ َ َ
ة ،ان ْط َل ِقْ إ َِلى أْر
ذا فَإ ِ ّ
ن ِ ن الت ّوْب َ ِ ه وَب َي ْ َ ل ب َي ْن َ ُ حو ُ ن يَ ُ م ْ م ،وَ َ ل :ن َعَ ْ قا َ فَ َ
َ َ
ضك فَإ ِن َّها أْر ُ ض َ جعْ إ َِلى أْر ِ م وََل ت َْر ِ معَهُ ْ ه ت ََعاَلى َفاع ْب ُد ْ َ ن الل َ دو َ سا ي َعْب ُ ُ ب َِها َنا ً
َ َ
ه
ت ِفي ِ م ْ ص َ خت َ َ تَ ،فا ْ مو ْ ُ ق فَأَتاه ُ ال ْ َ ري ِ ف الط ّ ِ ص َ ذا أَتى ن ِ ْ حّتى إ ِ َ سوٍءَ ،فان ْط َل َقَ َ ُ
قب ِلً م ْ جاَء َتائ ًِبا ُ ةَ : م ِ ح َ ة الّر ْ ملئ ِك َُ َ ت َ قال ْ َ ب ،فَ َ ذا ِ ة العَ َ ْ َ
ملئ ِك ُ َ مةِ وَ َ ح َ ة الّر ْ َ
ملئ ِك ُ َ َ
خي ًْرا قَطّ، ل َ م ْ م ي َعْ َ هل ْ َ ب :إ ِن ّ ُ ذا ِ ة العَ َ ْ َ
ملئ ِك ُ َ ت َ ل ،وَقال ْ َ َ ج ّ إ ِلى اللهِ ع َّز وَ َ َ
َ
ن
ما ب َي ْ َ سوا َ لِ :قي ُ قا َ م ،فَ َ جعَُلوه ُ ب َي ْن َهُ ْ ي فَ َ م ّ صوَرةِ آد َ ِ ك ِفي ُ مل َ ٌ م َ فَأَتاهُ ْ
دوه ُ أ َد َْنى إ َِلى ج ُ سوا فَوَ َ قا ُ ه ،فَ َ ن أد َْنى فَهُوَ ل َ ُ
كا َ
ما َ َ ن ،فَإ َِلى أي ّهِ َ
َ
ِ ضي ْ اْل َْر َ
َ اْل َْر
ن: س ُ ح َ ل ال ْ َ قا َ ة :فَ َ ل قََتاد َ ُ مةِ " َقا َ ح َ ة الّر ْ مَلئ ِك َ ُ ه َ ضت ُ ُ قب َ ْ د ،فَ َ ض ال ِّتي أَرا َ ِ
َ
ذ ُك َِر ل ََنا أن ّ ُ
290
ه" رواه البخاري ومسلم. صد ْرِ ِ ه َناَء ب ِ َ
قا قا فازداد قبل حلول أجله فس ً من كان في حياته كافًرا أو فاس ً َ -3
وكفًرا ،فمات على أسوأ أحواله.
حا ثم فسق والعياذ بالله من كان في حياته مؤمًنا ثم كفر أو صال ً َ -4
تعالى ،فمات على ذلك ،فهذا أعظمهم حسرة وندامة ،وهذه التي خافها
ي من هذه الصالحون .قال سفيان الثوري رحمه الله" :الذنوب أهون عل ّ
ـ وأشار إلى تبنة كانت في يده ـ وإنما أخاف من سوء الخاتمة ،قال
صد ّ ل ِفيهِ ك َِبيٌر وَ َ ل قَِتا ٌ ل ِفيهِ قُ ْ حَرام ِ قَِتا ٍ شهْرِ ال ْ َ ن ال ّ ِ ك عَ سأ َُلون َ َ تعالى} :ي َ ْ
َ َ
عند َ الل ّهِ ه أك ْب َُر ِ من ْ ُ ج أهْل ِهِ ِ خَرا ُ حَرام ِ وَإ ِ ْ جد ِ ا ل ْ َ س ِ م ْ فٌر ب ِهِ َوال ْ َ ل الل ّهِ وَك ُ ْ سِبي ِ عن َ َ
ُ ُ ْ َ ْ
نم إِ ِ عن ِدين ِك ُ ْ م َ دوك ُ ْ ى ي َُر ّ حت ّ َ م َ قات ِلون َك ُ ْ ن يُ َ ل وَل َ ي ََزالو َ قت ْ ِ ن ال َ م َ ة أك ْب َُر ِ فت ْن َ ُ َوال ِ
ة ) ( 1400صحيح شب ّ َ ن َ دين َةِ ِلب ْ ِ م ِ خ ال ْ َ
َ- 289تاِري ُ
- 290شعب اليمان ( 6664) (284 / 9) -وصحيح البخارى -المكنز ( 3470) -وصحيح مسلم-
المكنز ( 7184) -
صيهِ وَت َك َّره َ ع َل َي َْها ْ ُ ل أَ ُ
مَعا ِ ْ َ ن َ ع َ د َ ع با
َ َ ت ِ هِ ب ُ د راُ َ م ل ا نَ كو َ ي ن
ْ م
حت ََ صد ْرِهِ " ي ُ ْ " َناَء ب ِ َ
َ ْ َ ّ ْ
دانخ َب ب َِها الذُنوب َ ،وال ْ ّ صا َ ضع الِتي أ َ وا ِ م َفاَرقة الّتاِئب ال َ َ م َ حَباب ُ ست ِ ْ َ
ماء ِ :في هَذا ا ِ ْ ل ال ْعُل َ
َ َقا َ
ْ َ َ َ َ َ َ
خْيرهل ال َ حَبة أ ْ ص ْ م َ ُ دل ب ِهِ ْ ست َب ْ ِن يَ ْ م ،وَأ ْ حاله ْ موا ع َلى َ دا ُ ما َ م َ قاطَعته ْ م َ ك وَ ُ ه ع َلى ذ َل ِ َ نل ُ دي َع ِ سا ِ م َ ال ْ ُ
ك ت َوَْبته . كد ب ِذ َل ِ َ م ،وَت َت َأ ّ حب َت ِهِ ْ ص ْ فع ب ِ ُ م ،وَي َن ْت َ ِ دي ب ِهِ ْ قت َ ِ ن يَ ْ م ْ ن وَ َ عي َ ن ال ْوَرِ ِ دي َ مت َعَب ّ ِ ماء َوال ْ ُ صَلح َوال ْعُل َ َ َوال ّ
َ
مول ع َلى ح م ذاَ ه َ ف ، ك َ ل َ ذ ب م ينه ب ه ُ
لو ع ج ذي ّ ل ا لك َ م ْ ل ا كم ْ ح و ، ن ي ت ي ر َ ق ْ ل ا ين ب ما َ
كة ئ لَ م ْ ل ا ياس ق ما َ
َ ُ ْ َ ِ ْ ِ ْ َ ُ َ َ ِ َ ُ َ ْ َ ِْ َ َ ْ َ َ ِ َ َ ِ وَأ ّ
َ َ َ
م،مّر ب ِهِ ْ ن يَ ُ م ْ م ّ جًل ِ موا َر ُ حك ّ ُ ن يُ َ م ِفيهِ أ ْ خت َِلفه ْ م َ ،وا ْ مره ع َل َي ْهِ ْ شت َِباه أ ْ عْند ا ِ ْ م ِ مَرهُ ْ ن الّله ت ََعاَلى أ َ أ ّ
ك .شرح النووي على مسلم (143 / 9) - م ب ِذ َل ِ َ حك َ َ جل ،فَ َ صوَرة َر ُ مَلك ِفي ُ مّر ال ْ َ فَ َ
155
تحب ِط َ ْ ك َ كافٌِر فَأ ُوْل َئ ِ َ ت وَهُوَ َ م ْ عن ِدين ِهِ فَي َ ُ م َ منك ُ ْ من ي َْرت َد ِد ْ ِ عوا ْ وَ َ طا ُ ست َ َ ا ْ
َ خَرةِ وَأوْل َئ ِ َ ُ َ
ن{ ) دو َ خال ِ ُ م ِفيَها َ ب الّنارِ هُ ْ حا ُ ص َ كأ ْ م ِفي الد ّن َْيا َوال ِ مال ُهُ ْ أع ْ َ
(217سورة البقرة.
صا ولكن في الحديث بشارة بإذن الله لمن عمل بعمل أهل الجنة مخل ً
إذا بدا للناس وإذا خل بنفسه؛ لن النبي بين أن الذين يختم لهم
بالسوء وكانوا يعملون عمل أهل الجنة إنما كانوا يعملون به فيما يبدو
ل الل ّهِ - سو َ َ
ن َر ُ عد ِىّ -رضى الله عنه أ ّ سا ِ سعْد ٍ ال ّ ن َ ل بْ ِ سه ْ ِ ن َ للناس ،فعَ ْ
ل الل ّهِ - -إ َِلى سو ُ ل َر ُ ما َ ما َ ن َفاقْت َت َُلوا ،فَل َ ّ كو َ شرِ ُ م ْ قى هُوَ َوال ْ ُ - ال ْت َ َ
ل الل ّهِ - َ
سو ِ ب َر ُ حا ِ ص َ م ،وَِفى أ ْ سك َرِه ِ ْ ن إ َِلى ع َ ْ خُرو َ ل ال َ ما َ سك َرِهِ ،وَ َ عَ ْ
ما ل َ قا َ فه ِ ،ف َ َ سي ْ ِ ضرِب َُها ب ِ َ شاذ ّة ً وَل َ َفاذ ّة ً إ ِل ّ ات ّب َعََها ي َ ْ م َ ل ل َ ي َد َع ُ ل َهُ ْ ج ٌ َ - ر ُ
َ أ َجزأ َ منا ال ْيوم أ َحد ك َما أ َ َ
ه
ما إ ِن ّ ُ ل الل ّهِ » - -أ َ سو ُ ل َر ُ قا َ ن .فَ َ جَزأ فُل َ ٌ َ ْ َ َ ٌ َ ْ ْ َ ِ ّ
ه ل فَ َ ه َ .قا َ َ ْ ج ٌ قا َ ل الّنارِ « .فَ َ م َ
معَ ُ ج َ خَر َ حب ُ ُ صا ِ قوْم ِ أَنا َ ن ال َ م َ ل ِ ل َر ُ ن أهْ ِ ِ ْ
َ َ
حا جْر ً ل ُ ج ُ ح الّر ُ جرِ َ ل فَ ُ ه َقا َ معَ ُ سَرع َ َ سَرع َ أ ْ ذا أ ْ ه ،وَإ ِ َ معَ ُ ف َ ف وَقَ َ ما وَقَ َ ك ُل ّ َ
َ
نه ب َي ْ َ ض وَذ َُباب َ ُ فهِ ِبالْر ِ سي ْ ِ ل َ ص َ ضعَ ن َ ْ ت ،فَوَ َ مو ْ َ ل ال ْ َ ج َ ست َعْ َ دا َ ،فا ْ دي ً ش ِ َ
لسو ِ ل إ َِلى َر ُ ج ُ ج الّر ُ خَر َ ه ،فَ َ س ُ ف َ ل نَ ْ قت َ َ فه ِ ،ف َ َ سي ْ ِ ل ع ََلى َ م َ حا َ م تَ َ ث َد ْي َي ْهِ ،ث ُ ّ
ل ك « َ .قا َ ذا َ ما َ ل الل ّهِ َ .قا َ سو ُ شهَد ُ أن ّ َ َ لأ ْ َ قا َ الل ّهِ - -فَ َ
ل » وَ َ ك َر ُ
َ فا أ َنه م َ
تقل ْ ُ ك .فَ ُ س ذ َل ِ َ م الّنا ُ ل الّنارِ ،فَأع ْظ َ َ ن أهْ ِ ت آن ِ ً ّ ُ ِ ْ ذى ذ َك َْر َ ل ال ّ ِ ج ُ الّر ُ
َ
ج َ
ل ست َعْ َ دا َ ،فا ْ دي ً ش ِ حا َ جْر ً ح ُ جرِ َ م ُ ت ِفى ط َل َب ِهِ ،ث ُ ّ ج ُ خَر ْ م ب ِهِ .فَ َ أَنا ل َك ُ ْ
َ
لم َ حا َ م تَ َ ن ث َد ْي َي ْهِ ،ث ُ ّ ه ب َي ْ َ ض وَذ َُباب َ ُ فهِ ِفى الْر ِ سي ْ ِ ل َ ص َ ضعَ ن َ ْ ت ،فَوَ َ مو ْ َ ال ْ َ
لج َ ن الّر ُ ك » إِ ّ عن ْد َ ذ َل ِ َ ل الل ّهِ ِ - - سو ُ ل َر ُ قا َ ه .فَ َ س ُ ف َ ل نَ ْ قت َ َ ع َل َي ْهِ ،فَ َ
ل أ َهْل ال ْجنة فيما يبدو ِللناس ،وهْو م َ
ن
ل الّنارِ ،وَإ ِ ّ ن أهْ ِ ّ ِ َ َ ِ ْ َ ّ ِ ِ َ َْ ُ ِ م َ ل عَ َ م ُ ل َي َعْ َ
ل أ َهْل النار فيما يبدو ِللناس ،وهْو م َ
جن ّةِ « ل ال ْ َ ن أهْ ِ ّ ِ َ َ ِ ْ ِ ّ ِ ِ َ َْ ُ م َ ل عَ َ م ُ ل ل َي َعْ َ ج َ الّر ُ
.291
ما يغضب إن حسن الخاتمة أن يوفق العبد قبل موته للبعد ع ّ
ربه سبحانه ،والتوبة من الذنوب والمعاصي ،والقبال على
الطاعات وأعمال الخير ،ثم يكون موته بعد ذلك على هذه
الحال الحسنة.
َ فع َ
ذا أَراد َ الل ّ ُ
ه ل الل ّهِ » : - -إ ِ َ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ س رضي الله عنه َقا َ ن أن َ ٍ َ ْ
ل »: ه؟ َقا َ ل الل ّ ِ سو َ ه َيا َر ُ مل ُ ُ ست َعْ ِ ف يَ ْ ل ك َي ْ َ قي َ ه « .فَ ِ مل َ ُ ست َعْ َ خي ًْرا ا ْ ب ِعَب ْد ٍ َ
ل ال ْ َ ح قَب ْ َ ي ُوَفّ ُ
292
ت « .أخرجه الترمذي موْ ِ صال ِ ٍ ل َ م ٍ ه ل ِعَ َ ق ُ
َ َ َ
جُبوا ن َل ت ُعْ َ مأ ْ ل َ " :ل ع َل َي ْك ُ ْ ل الل ّهِ َ - -قا َ سو َ ن َر ُ سأ ّ ن أن َ ٍ وفي رواية ع َ ْ
ل زمانا من ع ُمره أوَ َ
ُ ِ ِ ْ م ُ َ َ ً ِ ْ ل ي َعْ َ م َ ن ال َْعا ِ ه ،فَإ ِ ّ م لَ ُ خت َ ُ ذا ي ُ ْ ما َ حّتى ت َن ْظ ُُروا ب ِ َ حد ٍ َ ب ِأ َ
م َ
ل ل ل ِي َعْ َ حو ّ ُ م ي َت َ َ ة ،ثُ ّ جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ ت ع َل َي ْهِ ل َد َ َ ما َ ح ل َوْ َ صال ِ ٍ ل َ م ٍ ن د َهْرِهِ ب ِعَ َ م ْ ة ِ ب ُْرهَ ً
ه َ
ت ع َلي ْ ِ ما َ ئ لوْ َ َ سي ّ ٍ ل َ م ٍ ن د َهْرِهِ ب ِعَ َ م ْ ة ِ ل الب ُْرهَ َ ْ م ُ ن العَب ْد َ لي َعْ ََ ْ سي ًّئا ،وَإ ِ ّ مًل َ عَ َ
َ
ك ه -ت ََباَر َ ذا أَراد َ الل ّ ُ حا ،وَإ ِ َ صال ِ ً مًل َ ل عَ َ م ُ ل فَي َعْ َ حو ّ ُ م ي َت َ َ ل الّناَر ،ث ُ ّ خ َ دَ َ
- 291صحيح البخارى -المكنز ( 2898) -وصحيح مسلم -المكنز (320) -
ذباب :طرف السيف السفل الذى يضرب به -الشاذة :الخارج عن صف الكفار
- 292برقم ) (2143و) (2292وأحمد 12362) 4/135و 17680و (22592من طرق والحاد
والمثاني ) (2382والحاكم (2257) 1/340وهو حديث صحيح مشهور.
156
ف ل الل ّهِ ،وَك َي ْ َ سو َ موْت ِهِ " َ ،قاُلوا َ :يا َر ُ ل َ ه قَب ْ َ مل َ ُ ست َعْ َ خي ًْرا ا ْ وَت ََعاَلى -ب ِعَب ْد ٍ َ
َ
293
مد ُ ح َ ه ع َل َي ْهِ " َ .رَواه ُ أ ْ ض ُ قب ِ ُ م يَ ْ ح ثُ ّ ٍ صال ِ ل َ م ٍ ه ل ِعَ َ ق ُ ل " :ي ُوَفّ ُ ه ؟ َقا َ مل ُ ُ ست َعْ ِ يَ ْ
َ َ
ن
هأ ّ حد ّث َ ُ ى َ معِ ّ ج َ مَر ال ْ ُ ن عُ َ في ْرٍ أ ّ ن نُ َ جب َي ُْر ب ْ ُ حد ّث ََنا ُ ن َ دا َ معْ َ ن َ خال ِد ِ ب ْ ِ ن َ وع َ ْ
َ
موْت ِهِ «. ل َ ه قَب ْ َ مل َ ُ ست َعْ َ خْيرا ً ا ْ ه ب ِعَب ْد ٍ َ ذا أَراد َ الل ّ ُ ل » إِ َ ل الل ّهِ َ - -قا َ سو َ َر ُ
ل إ َِلى َ
ج ّ ه ع َّز وَ َ ديهِ الل ّ ُ ل » ي َهْ ِ ه َقا َ مل َ ُ ست َعْ َ ما ا ْ قوْم ِ َ ن ال ْ َ م َ ل ِ ج ٌ ه َر ُ سأل َ ُ فَ َ
294
ك « .رواه أحمد والبزار ه ع ََلى ذ َل ِ َ ض ُ قب ِ ُ م يَ ْ موْت ِهِ ث ُ ّ ل َ ح قَب ْ َ صال ِ ِ ل ال ّ م ِ ال ْعَ َ
ل الل ّه " : -إ َ َ
خي ًْرا ه ب ِعَب ْد ٍ َ ذا أَراد َ الل ّ ُ ِ ِ سو ُ ل َر ُ ت َ :قا َ ة َقال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ وَع َ ْ
ل
م ٍ ه ل ِعَ َ ق ُ ل " :ي ُوَفّ ُ ه ؟ َقا َ سل َ ُ ف غَ َ ل الل ّهِ ،وَك َي ْ َ سو َ ل َ :يا َر ُ ه " ِ ،قي َ سل َ ُ غَ َ
295
ه ع َلي ْهِ " رواه الطبراني في الوسط
ض ُ َ قب ِ ُ موْت ِهِ فَي َ ْ ل َ ح قَب ْ َ
َ صال ِ ٍ َ
ذا أَراد َ ل " :إِ َ قو ُ ل اللهِ ي َ ُ ّ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ لَ : ق َقا َ ْ
م ِ ح ِ ن ال َ رو ب ْ ِ م ِ ن عَ ْ وع َ ْ
ه ع َّز ه ؟ " َقاُلوا :الل ّ ُ سل ُ ُ ما ع َ َ ن َ ل ت َد ُْرو َ ه وَهَ ْ سل َ ُ خي ًْرا ع َ َ ل ب ِعَب ْد ٍ َ ج ّ ه ع َّز وَ َ الل ّ ُ
ل ورسول ُ َ
ي
ن ي َد َ ْ حا ب َي ْ َ صال ِ ً مًل َ ه عَ َ ل لَ ُ ج ّ ه ع َّز وَ َ ح الل ّ ُ فت َ ُ ل " :يَ ْ م َقا َ ه أع ْل َ ُ ج ّ ََ ُ ُ وَ َ
296
ه" َ َ
حوْل ُ ن َ م ْ ه أوْ َ جيَران ُ ُ ه ِ ضى ع َن ْ ُ حّتى ي َْر َ موْت ِهِ َ َ
بجد َْنا العََر َ ْ ما هُوَ فَوَ َ ل اللهِ َ ّ سو ِ ل َر ُ معَْنى قَوْ ِ ل الطحاوي :فَطلب َْنا َ َ َ َقا َ
يه ال ِّتي ه ِ َ سْرع َت َ ُ ه ُ شب ّ ُ ب فَ َ ضط َِرا ٌ ن ِفيهِ ا ْ دو َ ري ُ ل يُ ِ س ٌ ح ِفيهِ ع َ َ م ٌ ذا ُر ْ ل هَ َ قو ُ تَ ُ
ن يَ ُ َ
نكو َ لأ ْ م َ حت ُ ِ ن غ َي ْرِهِ َفا ْ م ْ ح وَ ِ م َِ ن الّر ْ م َ واه ُ ِ س َ ما ِ ب َ ضط َِرا ِ ه ِبا ْ ضط َِراب ُ ُ ا ْ
َ َ
ما مي ْل ِهِ إ ِّياه ُ إ َِلى َ ن أَراد َ ب ِ َ كو َ ن يَ ُ هأ ْ سل َ ُ خي ًْرا ع َ َ ه ب ِعَب ْد ٍ َ ذا أَراد َ الل ّ ُ ه إِ َ قَوْل ُ ُ
َ
ه َوالل ّ َ
ه جن ّت َ ُ خال ِهِ إ ِّياه ُ َ سب ًَبا ِل ِد ْ َ ك َ ن ذ َل ِ َ كو َ حّتى ي َ ُ حة ِ َ صال ِ َ ل ال ّ ما ِ ن اْلع ْ َ م َ ب ِ ح ّ يُ ِ
ه الت ّوِْفيقَ " ُ َ ج ّ
سأل ُ ل نَ ْ ع َّز وَ َ
دا، دها أب ً قى َبع َ قد سِعد سعادة ً ل َيش َ ن الخاتمةِ ف َ حس ِ فمن وّفقه الله ل ُ
سَر قد خ ِ م َله بسوِء خاتمةٍ ف َ خت ِ َ من ُ ق ،و َ ك الّتوفي ِ ب عليه بعد ذل َ كر َ ول َ َ
في دنياه وأخَراه. ُ
ما مة ،ك َ خات َ ق لل َ ن َتع ُ
سواب ِ ِ ل الصالحةِ ال ّ ما ِ عناي َُتهم بالع َ ظم ِ صالحو َ َوال ّ
ل، سنون العما َ ة ،فُيح ِ سن َ ِ ح َ خاتمةِ ال َ ق لل َ ب الّتوِفي ِ ن في ط َل َ ِ دو َ أّنهم يجت َهِ ُ
ما سِهم ،ك َ ن بأنف ِ ن بالله َتعالى ،وُيسيُئون الظ ّ ن الّرجاَء والظ ّ سنو َ ويح ِ
ُ
ل الل ّهِ أوْل َئ ِ َ
ك سِبي ِ دوا ِفي َ جاهَ ُ جُروا وَ َ ها َ ن َ ذي َ مُنوا َوال ّ ِ نآ َ ذي َ ن ال ّ ِ ل ت ََعالى :إ ِ ّ َقا َ
م ]البقرة.[218 : حي ٌ فوٌر ّر ِ ه غَ ُ ة الل ّهِ َوالل ّ ُ م َ ح َ ن َر ْ جو َ ي َْر ُ
حاِبه َ
هديَ أص َ ل اللهِ واّتبعَ َ سن ّةِ َرسو ِ مل ب ِ ُ ه في ن ِي ِّته وع َ ِ دق الل َ ص َ من َ وَ َ
ب ر ،وأن يجعَ َ َ َ
ه عواق َ ل الل ُ خي ٍ م له ب َ ة الله َتعالى أن يخت َ سن ّ ُ جَرت ُ قد َ ف َ
مل ً ]الكهف: َ َ
ن عَ َ س َ ح َ نأ ْ م ْ جَر َ ضيعُ أ ْ ل ت ََعالى :إ ِّنا ل َ ن ُ ِ رَ ،قا َ خي ٍ أموِره إلى َ
ما ف ظ ُل ْ ً خا ُ ن فَل َ ي َ َ م ٌ مؤ ْ ِ ت وَهُوَ ُ حا ِ صال ِ َ ن ال ّ م َ ل ِ م ْ من ي َعْ َ ،[30وقال ت ََعالى :وَ َ
مان َك ُ ْ
م ضيعَ ِإي َ ه ل ِي ُ ِ ن الل ّ ُ كا َ ما َ ل ت ََعالى :وَ َ ما ]طه ،[112 :وََقا َ ض ً وَل َ هَ ْ
]البقرة.[143 :
- 293مسند أحمد ) (12214صحيح
- 294برقم ) (17680والحاد ) (2384وأبو يعلى ) (3654والشاميين) (1121ومعرفة الصحابة
) (4369والضياء ) (1978والمجمع 11929)7/214و (11930وهو حديث صحيح
- 295برقم ) ( 4812والمجمع (11933)7/215وبنحوه عند أحمد 4/200والحاكم ) 1/340
(1258ومشكل الثار ) (2202وصحيح الترغيب ) (3358وابن حبان ) (822موارد وهو
حديث صحيح.
حاوِيّ ) (2202صحيحل اْلَثارِ ِللط ّ َ
شك ِ ُ
م ْ
ُ - 296
157
َ
ص لله تعالى؛ ة والخل َ ُ صالح ُ ة ال ّ ن الخاتمةِ الّني ُ حس ِ ق إلى ُ ب الّتوِفي ِ وَأسَبا ُ
ل. ل المقبولةِ عند َ الله عز وج ّ ط العما ِ شر ُ ص ُ ة والخل َ صالح َ ة ال ّ ن الني َ ل ّ
َ َ
حد ٌ ه َوا ِ م إ ِل َ ٌ ما إ ِل َهُك ُ ْ ي أن ّ َ حى إ ِل َ ّ م ُيو َ مث ْل ُك ُ ْ شٌر ّ ما أَنا ب َ َ ل إ ِن ّ َ قال تعالى } :قُ ْ
ه
ك ب ِعَِباد َةِ َرب ّ ِ شرِ ْ حا وََل ي ُ ْ صال ِ ً مًل َ ل عَ َ م ْ قاء َرب ّهِ فَل ْي َعْ َ جو ل ِ َ ن ي َْر ُ كا َ من َ فَ َ
دا{ ) (110سورة الكهف . َ
ح ً أ َ
ولحسن الخاتمة علمات ،كل واحدة منها كافية بإذن الله
في الستبشار بحسن الخاتمة من غير جزم بذلك :297
لل َ :قا َ ل َ ،قا َ جب َ ٍ ن َ مَعاذ ِ ب ْ ِ ن ُ -1النطق بالشهادة عند الموت ،فعَ ْ
ة " رواه جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ ه دَ َ ه إ ِل ّ الل ّ ُ مهِ ل َ إ ِل َ َ كل ِ خُر َ نآ ِ كا َ ن َ م ْ ل الل ّهِ َ : سو ُ َر ُ
298
الحاكم .
ت يَ ،قا َ َ
ضَر ُ ح َ لَ : ة الّرازِ ّ ق أِبي ُزْرع َ َ ساوِيّ َوَّرا ِ ي ال ّ ن ع َل ِ ّ فرِ ب ْ ِ جعْ َ وعن أبي َ
من ْذ ُِر مَ ،وال ْ ُ سل ِ ٍ م ْ ن ُ مد ُ ب ْ ُ ح ّ م َ م ،وَ ُ حات ِ ٍ عن ْد َه ُ أُبو َ ق ،وَ ِ سوْ ِ ة وَهُوَ ِفي ال ّ أ ََبا ُزْرع َ َ
نم ْ وا ِ حي َ ْ ست َ ْ نَ ،وا ْ قي ِ ث الت ّل ْ ِ دي َ ح ِ ماِء ،فَذ َك َُروا َ ن ال ْعُل َ َ م َ ة ِ ماع َ ٌ ج َ ن ،وَ َ ذا َ شا َ ن َ بْ ُ
َ َ أ َِبي ُزْرع َ َ
ل أُبو ع َب ْدِ قا َ ث ،فَ َ دي َ ح ِ وا ن َذ ْك ُُر ال ْ َ قاُلوا :ت ََعال َ ْ حيد َ فَ َ قُنوه ُ الت ّوْ ِ ن ي ُل َ ّ ةأ ْ
ميدِ ح ِ ن ع َب ْد ِ ال ْ َ م ،ع َ ْ ٍ ص
عا ِ خل َد ٍ أ َُبو َ م ْ ن َ ك بْ ُ حا ُ ض ّ م :نا ال ّ سل ِ ٍ م ْ ن ُ مد ُ ب ْ ُ ح ّ م َ اللهِ ُ
َ
م :نا حات ِ ٍ ل أُبو َ قا َ جاوِْز ،فَ َ م يُ َ ن وَل َ ْ ن اب ْ ُ ل اب ْ ُ قو ُ ل يَ ُ جعَ َ ح ،وَ َ صال ِ ٍ ن َ ر ،ع َ ْ ف ٍ جعْ َ ن َ بْ ِ
َ
جاوِْز، م يُ َ ت ،وَل َ ْ سك َ َ فرٍ وَ َ جعْ َ ن َ ِ ميد ِ ب ْ ح ِ ن ع َب ْد ِ ال ْ َ م ،ع َ ْ ص ٍ عا ِ ل :نا أُبو َ داٌرَ ،قا َ ب ُن ْ َ
َ َ
م،
ص ٍ عا ِ داٌر ،نا أُبو َ ق :نا ب ُن ْ َ سو ْ ِ ة وَهُوَ ِفي ال ّ ل أُبو ُزْرع َ َ قا َ سك َُتوا ،فَ َ ن َ َوال َْباُقو َ
فر ،ع َن اب َ
مّرةَ ن ُ ن ك َِثيرِ ب ْ ِ ب ،ع َ ْ ري ٍ ن أِبي ع َ ِ ِ ْ ِ جعْ َ ٍ ن َ ميد ِ ب ْ ُ ح ِ نا ع َب ْد ُ ال ْ َ
ه ع َل َي ْ ِ
ه صّلى الل ّ ُ ل اللهِ َ سو ُ ل َر ُ لَ :قا َ لَ ،قا َ جب َ ٍ ن َ ِ مَعاذ ِ ب ْ ن ُ ي ،ع َ ْ م ّ ضَر ِ ح ْ ال ْ َ
ي أ َُبو ُزْرع َ َ
ة ة " وَت ُوُفّ َ جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ ه دَ َ ه إ ِّل الل ُ مهِ َل إ ِل َ َ خَر ك ََل ِ نآ ِ كا َ ن َ م ْ مَ " : سل ّ َ وَ َ
299
ه" ه الل ُ م ُ ح َ َر ِ
َ َ
ل الل ّ ِ
ه سو َ ن َر ُ ن أِبيهِ أ ّ ن ب َُري ْد َة َ ع َ ْ ِ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ -2أن يرشح جبينه ،فعَ ْ
300
ن «.. جِبي ِ ق ال ْ َ ن ب ِعََر ِ م ِ مؤ ْ ِ ت ال ْ ُ موْ ُ ل» َ -صلى الله عليه وسلمَ -قا َ
ق
ن ع ََر ُ م ِ مؤ ْ ِ ت ال ْ ُ مو ْ ُ هَ ": ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ل ع َب ْد ُ الل ّهِ َر ِ ة َ ،قا َ م َ ق َ ن ع َل ْ َ وع َ ْ
عن ْد َ جاَزى ب َِها ِ طاَياه ُ ي ُ َ خ َ ن َ م ْ طاَيا ِ خ َ قى ع َل َي ْهِ َ ن ت َب ْ َ م َ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ ن ،إِ ّ جِبي ال ْ َ
ِ
ه " .301 جِبين ُ ُ ك َ ن ذ َل ِ َ م ْ ت ،فَي َعَْرقُ ِ مو ْ ِ ال ْ َ
ن ّ
ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ -3أن يموت يوم الجمعة أو ليلتها وهو مسلم فعَ ْ
302م ٍ سل ِ م ْ ن ُ م ْ ما ِ ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلمَ » - سو ُ ل َر ُ ل َقا َ رو َقا َ م ٍ عَ ْ
ة ال ْ َ َ
قب ْرِ «.. ه فِت ْن َ َ معَةِ إ ِل ّ وََقاه ُ الل ّ ُ ج ُ ة ال ْ ُ معَةِ ،أوْ ل َي ْل َ َ ج ُ م ال ْ ُ ت ي َوْ َ مو ُ يَ ُ
- 297انظر موسوعة خطب المنبر -الصدار الثاني - (4146 / 1) -حسن الخاتمة والتحذير من
سوئها
الرقاق والخلق والداب
- 298المستدرك للحاكم ) (1299صحيح
دة ، ديث وَغ َْيره ك َل ِ َ
مَتا ال ّ
شَها َ ح ِذا ال ْ َل َل إ َِله إ ِّل الّله ِفي هَ َقو ْ ِمَراد ب ِ َ فْتح َ :وال ْ ُ حاِفظ ِفي ال ْ َ ل ال ْ َ وََقا َ
َ
جَرى ع َلى قب َ َ ّ ّ َ َ
ول ل إ ِله إ ِل الله ل َ مِنير :قَ ْ ْ
ل الّزْين ْبن ال ُ سالة َ .قا َ َ كر الّر َ كال ت َْرك ذ ِ ْ ش َرد إ ِ ْ فََل ي َ ِ
عا ا ِن ْت ََهى .عون المعبود (100 / 7) - شْر ً ن َ طق ِبال ّ الن ّ ْ
شَهاد َت َي ْ ِ
- 299شعب اليمان ( 8800) (440 / 11) -
- 300سنن النسائي -المكنز (1839) -صحيح
ي ) ( 821صحيح َ
قلن ِ ّ جرٍ ال ْعَ ْ
س َ ح َن َ ة ل ِل ْ َب ال َْعال ِي َ ُ م َ - 301ال ْ َ
ظ اب ْ ِ
حافِ ِ طال ِ ُ
158
دا في سبيل الله أو وهو مرابط في سبيل الله -4أن يموت شهي ً
أو يموت بإحدى الميتات التي صاحبها في درجة الشهيد ،وهي المطعون
والمبطون والغريق وصاحب الهدم والحريق والموت بذات الجنب
والمرأة يقتلها ولدها أي :تموت وهي حامل أو بسبب الوضع.
ل مَراب ِ ً ل الل ّهِ َ ، قا َ سو َ فعن أ َبي أ ُمام َ َ
سِبي ِ طا ِفي َ ت ُ ما َ ن َ م ْ لَ : ن َر ُ ة،أ ّ َ َ َ ْ ِ
ْ ّ َ
الل ّهِ أ ّ
303
ر". قب ْ ِ ن فِت ْن َةِ ال َ م ْ ه ِ ه الل ُ من َ ُ
مَراب ِ ً َ
لسِبي ِ طا ِفي َ ت ُ ما َ ن َ م ْ لَ : قو ُ ي يَ ُ معَ الن ّب ِ ّ س ِ ه َ ن ،أن ّ ُ ما َ سل ْ َ ن َ وع َ ْ
َ ُ
304
ة. م ِ قَيا َ جُره ُ إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ هأ ْ ما ل َ ُ قب ْرِ ،وَن َ َ ب ال ْ َ ذا َ ن عَ َ م َ اللهِ أو ِ
ُ
ل الل ّهِ : أل أ ْ َ
نم ْ م ِ جال ِك ُ ْ م ب ِرِ َ خب ُِرك ُ ْ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ س َ ،قا َ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ َوع َ ِ
شِهيد ُ ِفي جن ّةِ َ ،وال ّ ديقُ ِفي ال ْ َ ص ّ جن ّةِ َ ،وال ّ ي ِفي ال ْ َ جن ّةِ ؟ الن ّب ِ ّ ل ال ْ َ أهْ ِ
َ
صرِ ل م ْ حي َةِ ال ْ ِ خاه ُ ِفي َنا ِ ل ي َُزوُر أ َ ج ُ جن ّةِ َ ،والّر ُ موُْلود ُ ِفي ال ْ َ جن ّةِ َ ،وال ْ َ ال ْ َ
دود ُ ،ال ْوَُلود ُ ، ل ،ون ِساؤ ُك ُم م َ
جن ّةِ ال ْوَ ُ ل ال ْ َ ن أهْ ِ ْ ِ ْ َ َ ج ّ ي َُزوُره ُ ِإل ل ِل ّهِ ع َّز وَ َ
ها ِفي ي َدِ ضعَ ي َد َ َ حّتى ت َ َ ت َ جاَء ْ ب َ ض َ ذا غ َ ِ جَها ،ال ِّتي إ ِ َ ال ْعَُئود ُ ع ََلى َزوْ ِ
َ
ذوقُ غ َ ْ ل:لأ ُ قو ُ
305
ضى". حّتى ت َْر َ ضا َ م ً جَها ،وَت َ ُ َزوْ ِ
ُ َ َ
م ِفي جال ِك ُ ْ م ب ِرِ َ خب ُِرك ُ ْ ل :أل أ ْ ي َ ، قا َ ن الن ّب ِ ّ ك ،عَ ِ مال ِ ٍ ن َ س بْ ِ ن أن َ ِ وع َ ْ
ق
دي ُ ص ّ جن ّةِ َ ،وال ّ ي ِفي ال ْ َ ل :الن ّب ِ ّ قا َ ل اللهِ ،فَ َ سو َ جن ّةِ ؟ َقاُلوا :ب ََلى َيا َر ُ ال ْ َ
ل ي َُزوُر ج ُ جن ّةِ َ ،والّر ُ موُْلود ُ ِفي ال ْ َ جن ّةِ َ ،وال ْ َ شِهيد ُ ِفي ال ْ َ جن ّةِ َ ،وال ّ ِفي ال ْ َ
ل َ :أل جن ّةِ َ ،قا َ ل ِفي ال ْ َ ج ّ صرِ ل ي َُزوُره ُ إ ِّلل ِل ّهِ ع َّز وَ َ م ْ حي َةِ ال ْ ِ خاه ُ ِفي َنا ِ أَ َ
خبرك ُم بن ِسائ ِك ُم م َ ُ
ل :كُ ّ
ل ل اللهِ َ ،قا َ سو َ جن ّةِ ؟ َقاُلوا :ب ََلى َيا َر ُ ل ال ْ َ ن أهْ ِ ْ ِ ْ أ ْ ُِ ْ ِ َ
َ َ َ ُ
ت: جَها َ ،قال َ ْ ب ،أيْ َزوْ ُ ض َ سيَء إ ِل َي َْها أوْ غ َ ِ ت أوْ أ ِ ضب َ ْ ذا غ َ ِ دود ٌ ،إ ِ َ وَُلود ٌ وَ ُ
306
ضى" حّتى ت َْر َ ض َ م ٍ ل ب ِغُ ْ ح ُ ك ل أ َك ْت َ ِ دي ِفي ي َد ِ َ هَذ ِهِ ي َ ِ
ن ِفي ال ْ َ َ
جن ّةِ ؟ ، م ْ ل الل ّهِ َ ، سو َ ل َ :يا َر ُ ل ِ :قي َ ريٍع َ ،قا َ س ِ سوَد ِ بن َ ن ال ْ وع َ ِ
307
ة". جن ّ ِ موُْلود ُ ِفي ال ْ َ جن ّةِ َ ،وال ْ َ شِهيد ُ ِفي ال ْ َ جن ّةِ َ ،وال ّ ي ِفي ال ْ َ ل :الن ّب ِ ّ َقا َ
َ ُ َ
جاب َِر ن َ مهِ ،أ ّ ن ع َب ْد ِ اللهِ أُبو أ ّ جد ّ ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ ث ،وَهُوَ َ حارِ ِ ن ال ْ َ ك بْ ِ ن ع َِتي ِ وع َ ْ
َ َ
جد َه ُ قَد ْ ت ،فَوَ َ ن َثاب ِ ٍ جاَء ي َُعود ُ ع َب ْد َ اللهِ ب ْ َ ي َ ن الن ّب ِ ّ خب ََره ُ ؛أ ّ كأ ْ ن ع َِتي ٍ بْ َ
ل: ل اللهِ ، وََقا َ سو ُ جعَ َر ُ ست َْر َ ه َ ،فا ْ جب ْ ُ م يُ ِ ح ب ِهِ ،فَل َ ْ صا َ ب ع َل َي ْهِ ،فَ َ غ ُل ِ َ
َ قَد ْ غ ُل ِب َْنا ع َل َي ْ َ
ك ن ع َِتي ٍ ل اب ْ ُ جعَ َ ن ،فَ َ ساُء وَب َك َي ْ َ ن الن ّ َ ح َ ص ْ ك أَبا الّرِبيِع ،فَ ِ
ة. ن َباك ِي َ ٌ ب ،فَل َ ت َب ْك ِي َ ّ ج َ ذا وَ َ ن ،فَإ ِ َ ل اللهِ : د َع ْهُ ّ سو ُ ل َر ُ قا َ ن ،فَ َ سك ّت ُهُ ّ يُ َ
ن
ه :إِ ْ ت اب ْن َت ُ ُ ت َ .قال َ ِ مو ْ ُ ل :ال ْ َ ل اللهِ ؟ َقا َ سو َ ب َيا َر ُ جو ُ ما ال ْوُ ُ َقاُلوا :وَ َ
َ
ه
ل الل ِ سو ُ ل َر ُ ك َ ،قا َ جَهاَز َ ت ِ ضي ْ َ ت قَ َ دا ،قَد ْ ك ُن ْ َ شِهي ً ن َ كو َ ن تَ ُ جو أ ْ ت ل َْر ُ ك ُن ْ ُ
َ َ
ما جَره ُ ع َل َي ْهِ ع ََلى قَد ْرِ ن ِي ّت ِهِ ،وَ َ ل ،قَد ْ أوْقَعَ أ ْ ج ّ ه ،ع َّز وَ َ ن الل َ : فَإ ِ ّ
سو ُ
ل ل َر ُ ل َ ،قا َ ج ّ ل اللهِ ،ع َّز وَ َ سِبي ِ ل ِفي َ قت ْ ُ شَهاد َة َ ؟ َقاُلوا :ال ْ َ ن ال ّ دو َ ت َعُ ّ
- 302سنن الترمذى -المكنز ( 1095) -ومسند أحمد )عالم الكتب( -6582(612 / 2) -إ ِث َْبا ُ
ت
ي ) (138-135صحيح لغيره قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ
ق ّ ب ال َ عَ َ
ذا ِ
- 303الفوائد لتمام (1678)(401 / 2) - 414صحيح
- 304صحيح ابن حبان (4625) (485 / 10) -صحيح
- 305الفوائد لتمام (1311) (204 / 2) - 414صحيح
- 306المعجم الصغير للطبراني (118) (89 / 1) -والصحيحة ) ( 287وصحيح الجامع )
( 2604صحيح لغيره
- 307المعجم الكبير للطبراني (836) (358 / 1) -صحيح
159
ل: ج ّ ل اللهِ ،ع َّز وَ َ سِبي ِ ل ِفي َ قت ْ ِ وى ال ْ َ س َ سب ْعٌ ِ شَهاد َة ُ َ اللهِ : ال ّ
ح ُ ْ ريقُ َ شِهيد ٌ َ ،وال ْغَ ِ ن َ مب ْ ُ شِهيد ٌ َ ،وال ْ َ ن َ مط ُْعو ُ ال ْ َ
ب الهَد َ َم ِ صا ِ شِهيد ٌ ،وَ َ طو ُ
مْرأةُ شِهيد ٌ َ ،وال ْ َ ق َ حَر ِ ب ال ْ َ ح ُ صا ِ شِهيد ٌ ،وَ َ ب َ جن ْ ِ ت ال ْ َ ذا ِ ب َ ح ُ صا ِ شِهيد ٌ ،وَ َ َ
308
ة". شِهيد َ ٌ مٍع َ ج ْ ت بِ ُ مو ُ تَ ُ
مب ْ ُ َ َ
ن، طو ُ ة :ال ْ َ س ٌ م َ خ ْ شِهيد ُ َ ل :ال ّ ل اللهِ َ قا َ سو َ ن َر ُ ن أِبي هَُري َْرة َ ،أ ّ وع َ ْ
309
د. شِهي ُ ب ال ْهَد ْم ِ َ ،وال ّ ح ُ صا ِ ن َ ،وال ْغَرِقُ ،وَ َ مط ُْعو ُ َوال ْ َ
ر
جاب ِ ٍ ن َ -5أن يختم له بعمل صالح كصيام يوم أو صدقة أو ذكر ،فعَ ْ
يٍء ،ب َعَث َ ُ
ه ش ْ ت ع ََلى َ ما َ ن َ م ْ ل الل ّهِ َ : سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ه َ ،قا َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ َر ِ
310
ه ع َل َي ْهِ " رواه الحاكم. الل ّ ُ
َ
م ه ي َهُ ّ ة فََرأي ْت ُ ُ مَزي ْن َ َ ل الل ّهِ ِ في ُ سو ِ ت ع ََلى َر ُ خل ْ ُ ل :دَ َ ة َ ,قا َ ف َ حذ َي ْ َ ن ُ وع َ ْ
ما ل الل ّهِ َ سو َ ت َ :يا َر ُ قل ْ ُ س فَ ُ ن َالن َّعا َ ِ م َ مت َد ّ ب ِهِ ي َعِْني ِ عن ْد َه ُ ي َ ْ ي ِ قُعود ِ وَع َل ِ ّ ِبال ْ ُ
َ
ي
ل " :ع َل ِ ّ ك ؟ َقا َ من ْ َ ك ِفي ل َي ْل َت ِهِ هَذ ِهِ أفََل أد ُْنو ِ سهَّر َ أَرى ع َل ِّيا إ ِّل قَد ْ َ
ه ب ِإ ِطَعام ِ
ْ م لَ ُ خت ِ َ ن ُ م ْ لَ ": قو ُ ه يَ ُ معْت ُ ُ س ِ سان َد َه ُ فَ َ ه فَ َ من ْ ُ ك " .فَد ََنا ِ أ َوَْلى ب ِذ َل ِ َ
سًبا حت َ ِ م ْ صوْم ِ ي َوْم ٍ ُ ه بِ َ م لَ ُ خت ِ َ ن ُ م ْ ةَ , جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ سًبا ع ََلى الل ّهِ د َ َ حت َ ِ م ْ ن ُ كي ٍ س ِ م ْ ِ
سًبا ع ََلى الل ّ ِ
ه حت َ ِ م ْ ه ُ ه إ ِّل الل ّ ُ ل َل إ ِل َ َ قو ْ ِ ه بِ َ م لَ ُ خت ِ َ ن ُ م ْ ةَ , جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ ع ََلى الل ّهِ د َ َ
311
ة" جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ دَ َ
َ َ
ل الل ّ ِ
ه سو ُ ل َر ُ قا َ ه فَ َ صت ْ ُ حل َت ِهِ فَأقْعَ َ ن َرا ِ جل ً وَقَعَ ع َ ْ ن َر ُ سأ ّ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ وع َ ِ
جا خارِ ً ن َ ن ِفى ث َوْب َي ْ ِ ف ُ سد ْرٍ وَي ُك َ ّ ماٍء وَ ِ سُلوه ُ ب ِ َ -صلى الله عليه وسلم » -اغ ْ ِ
مل َب ًّيا «.312 ْ
مة ِ ُ قَيا َ م ال ْ ِ ث ي َوْ َ ه ي ُب ْعَ ُ ه فَإ ِن ّ ُ جه ُ ُ ه وَوَ ْ س ُ َرأ ُ
سو َ َ ن ث َعْل َب َ َ ب َقا َ
ل ن َر ُ صعَي ْرٍ ،أ ّ ن ُ ة بْ ِ حد ّث َِني ع َب ْد ُ اللهِ ب ْ ُ لَ : شَها ٍ ن ِ ن اب ْ ِ وع َ ِ
ه
ل الل ِ سِبي ِ م ِفي َ م ك َل ْ ٌ س ي ُك ْل َ ُ ه ل َي ْ َ م ،فَإ ِن ّ ُ حه ِ ْ جَرا ِ م بِ ِ مُلوهُ ْ ل َ :ز ّ اللهِ َ قا َ
ْ
ك ،ثُ ّ
م س ِ م ْ ح ال ْ ِ ه ِري َ ح ُ ن الد ّم ِ وَِري ُ ه ل َوْ َ مةِ ل َوْن ُ ُ قَيا َ م ال ْ ِ ل ِإل ي َأِتي ي َوْ َ ج ّ ع َّز وَ َ
َ
م ع َل َي ْهِ ْ
م م َقا َ مةِ ،ث ُ ّ قَيا َ م ال ْ ِ ؤلءِ ي َوْ َ شِهيد ُ ع ََلى هَ ُ ل اللهِ : أَنا ال ّ سو ُ ل َر ُ قَا َ َ
َ َ
ت، وا ِ م َ صّلي ع ََلى ال ْ ما ي ُ َ م كَ َ ل ع َل َي ْهِ ْ ص ّ َ م يُ م وَل َ ْ سل ْهُ ْ م ي ُغَ ّ م ،وَل َ ْ مَر ب ِد َفْن ِهِ ْ وَأ َ
جل َ كان يأ ْ
ة
حد َ ٍ فَرةٍ َوا ِ ح ْ ن ِفي ُ َ ِ ْ ي ْ رّ ال ن
ِ ْ ف َ د ِ ب رُ مُ م ،وَ َ َ َ م ِفي غ َي ْرِ ث َِياب ِهِ ْ فن ْهُ ْ م ي ُك َ ّ وَل َ ْ
َ َ َ
و
ذي هُ َ شاُروا إ َِلى ال ّ ِ ذا أ َ ن ؟ فَإ ِ َ قْرآ ِ ذا ل ِل ْ ُ خ ً ن أك ْث ََر أ ْ كا َ ؤلِء َ ل :أيّ هَ ُ قو ُ ،وَي َ ُ
313
حب ِهِ " صا ِ ل َ حد ِ قَب ْ َ ه ِفي الل ّ ْ م ُ ن قَد ّ َ قْرآ ِ ذا ل ِل ْ ُ خ ً أ َك ْث َُر أ ْ
َ
وع َ َ
ة- م ُ ت َفاط ِ َ قال َ ْ شاه ُ ،فَ َ ل ي َت َغَ ّ جعَ َ ىَ - - ّ ل الن ّب ِ ق َ ما ث َ ُ ل لَ ّ س َقا َ ٍ ن أن َ ْ
م و ي ْ ل ا د ع ب ب ر َ ك ك بي ل ل َها » ل َيس ع ََلى أ َ َ قا َ َ ف . ه با ع َل َيها السل َم -واك َرب أ َ
َ ِ ِ ْ ٌ َْ َ َ ْ ِ ْ َ َ
َ
َ ْ َ َ ُ
َ
ّ ُ َْ
س ْ ت َقال ْ َ « .فَل َّ
فْرد َوْ ِ ة ال ِ جن ّ ُ ن َ م ْ عاه ُ َ ،يا أب ََتاه ْ َ ب َرّبا د َ َ جا َ ت َيا أب ََتاه ْ ،أ َ ما َ
َ
ما َ
ْ
ة -ع َل َي َْها م ُ ت َفاط ِ َ ن َقال َ ْ ما د ُفِ َ ل ن َن َْعاه ْ .فَل َ ّ ري َ جب ْ ِ مأَواه ُ َ ،يا أب ََتاه ْ إ َِلى ِ َ
دا ن َل ْ َ
قى ه ال ْوََفاة ُ " :غ َ ً
ضَرت ْ ُح َ
ن َ حي َل ِل ب َِل ٌزَ :قا َِ زي
ِ ع َب ْد ِ ال ْعَ ن
سِعيد ُ ب ْ ُ ل َ وَقا َ
قو ُ ه َ :واوَي َْله ُ َقا َ لا َ ه َ ،قا َ اْل َ ِ
ل: ل :يَ ُ مَرأت ُ ُقو ُ ْ ل :تَ ُ حْزب َ ُوَ ِ دام ً ح ّ م َ ةُ ، حب ّ َ
317
حاه ُ " َوافَْر َ
ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلم- سو ُ ك َقا َ َ
ث َر ُ ل ب َعَ َ مال ِ ٍ ن َ س بْ ِ ن أن َ ِ وع َ ْ
َ َ
حد ٌ تأ َ ما ِفى ال ْب َي ْ ِ جاَء وَ َ ن فَ َ فَيا َ س ْ عيُر أِبى ُ ت ِ صن َعَ ْ ما َ ة ع َي ًْنا ي َن ْظ ُُر َ س َ سي ْ َ بُ َ
َ ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلمَ -قا َ
ست َث َْنى ما ا ْ ل ل َ أد ِْرى َ سو ِ رى وَغ َي ُْر َر ُ غ َي ْ ِ
ل الل ّهِ -صلى الله عليه سو ُ ج َر ُ خَر َ ل فَ َ ث َقا َ دي َ ح ِ ه ال ْ َ حد ّث َ ُ ل فَ َ سائ ِهِ َقا َ ض نِ َ ب َعْ َ
معََنا ب َ ضًرا فَل ْي َْرك َ ْ حا ِ ن ظ َهُْره ُ َ كا َ ن َ م ْ ة فَ َ ن ل ََنا ط َل ِب َ ً ل » إِ ّ قا َ م فَ َ وسلم -فَت َك َل ّ َ
ْ
ل » ل َ إ ِل ّ قا َ دين َةِ فَ َ م ِ م ِفى ع ُل ْوِ ال ْ َ ه ِفى ظ ُهَْران ِهِ ْ ست َأذ ُِنون َ ُ ل يَ ْ جا ٌ ل رِ َ جعَ َ « .فَ َ
َ
حّتى ه َ حاب ُ ُ ص َ ل الل ّهِ --وَأ ْ سو ُ ضًرا «َ .فان ْط َل َقَ َر ُ حا ِ ن ظ َهُْره ُ َ كا َ ن َ م ْ َ
ل اللهِ -صلى ّ سو ُ ل َر ُ قا َ ن فَ َ شرِكو َ ُ م ْ ْ
جاَء ال ُ ن إ ِلى ب َد ْرٍ وَ َ َ كي َ شرِ ِ م ْ ْ
قوا ال ُ سب َ ُ َ
َ َ
حّتى أ ُ م إ َِلى َ َ
ه
دون َ ُ ن أَنا ُ كو َ ىٍء َ ش ْ من ْك ُ ْ حد ٌ ِ نأ َ م ّ قد ّ َ الله عليه وسلم » -ل َ ي ُ َ
موا ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلمُ » -قو ُ سو ُ ل َر ُ قا َ ن فَ َ كو َ شرِ ُ م ْ « .فَد ََنا ال ْ ُ
ن ال ْ ُ قو ُ ض «َ .قا َ َ إ َِلى َ
مام ِ ح َ مي ُْر ب ْ ُ ل عُ َ
َ
ل يَ ُ ت َوالْر ُ وا ُ م َ س َ ضَها ال ّ جن ّةٍ ع َْر ُ
َ
م «. ل » ن َعَ ْ ض َقا َ ت َوالْر ُ وا ُ م َ س َ ضَها ال ّ ة ع َْر ُ جن ّ ٌ ل الل ّهِ َ سو َ صارِىّ َيا َر ُ الن ْ َ
خ «. خ بَ ٍ ك بَ ٍ ك ع ََلى قَوْل ِ َ مل ُ َ ح ِ ما ي َ ْ ل الل ّهِ َ » -- سو ُ ل َر ُ قا َ خ .فَ َ ٍ خ بَ ٍ ل بَ َقا َ
كل » فَإ ِن ّ َ ن أ َهْل َِهاَ .قا َ م ْ ن ِ كو َ ن أَ ُ َ
جاَءة َ أ ْ ل الل ّهِ إ ِل ّ َر َ سو َ ل ل َ َوالل ّهِ َيا َر ُ َقا َ
ل ل َئ ِن أناَ م َقا َ ْ
ل ي َأك ُ ُ َ َ
ْ َ ن ثُ ّ من ْهُ ّ ل ِ جعَ َ ن قَْرن ِهِ فَ َ م ْ ت ِ مَرا ٍ ج تَ َ خَر َ ن أهْل َِها « .فَأ ْ م ْ ِ
161
ن
كا َ ما َ مى ب ِ َ ل -فََر َ ة َ -قا َ ويل َ ٌ حَياة ٌ ط َ ِ مَراِتى هَذ ِهِ إ ِن َّها ل َ َ ل تَ َ حّتى آك ُ َ ت َ حِيي ُ َ
318
ل". حّتى قُت ِ َ م َ م َقات َلهُ ْ َ ر .ث ُ ّ م ِ ن الت ّ ْ م َ ه ِ معَ ُ َ
ل :ان ْظُروا ُ ت َقا َ ْ َ َ َ ّ
مو ْ ُ ضَره ُ ال َ ح َ ن َ ما أ ْ ه ت ََعالى ل ّ ه الل ُ م ُ ح َ مَعاذ ٍ َر ِ ن ُ وع َ ْ
ُ َ ُ َ
ل: قي َ ي فَ ِ حَنا ،فَأت ِ َ صب َ ْ ل :ان ْظ ُُروا أ ْ ح َ ،قا َ صب ِ ْ م تُ ْ ل :لَ ْ قي َ ي فَ ِ حَنا ؟ فَأت ِ َ صب َ ْ أ ْ
عوذ ُ ل :أَ ُ ت َ ،قا َ ح َ صب َ ْ ه :قَد ْ أ ْ
َ
ل لَ ُ قي َ ك ،فَ ِ ض ذ َل ِ َ ي ِفي ب َعْ ِ حّتى أت ِ َ
ُ
ح َ صب ِ ْ م تُ ْ لَ ْ
مغَي ًّبا حًبا َزائ ًِرا ُ مْر َ تَ ، موْ ِ حًبا ِبال ْ َ مْر َ حَها إ َِلى الّنارِ َ ، صَبا ُ َ ن ل َي ْل َةٍ ْ ِبالل ّهِ ِ
م
ك ،فَأ َنا ال ْيو َ ت أَ َ
ك، جو َ م أْر ُ َ ْ َ َ خافُ َ م إ ِّني قَد ْ ك ُن ْ ُ جاَء ع ََلى َفاقَةٍ ،الل ّهُ ّ حِبيًبا َ ، َ
ي َ ْ ب الد ّن َْيا وَطو َ ُ ُ ُ َ َ َ َ ُ ّ
قاِء ِفيَها ل ِكْر ِ ل الب َ َ ح ّ نأ ِ م أك ْ م أّني ل ْ ت ت َعْل ُ ن كن ْ َ م إِ ْ اللهُ ّ
ت عا ِ سا َ كاب َد َةِ ال ّ م َ جرِ وَ ُ وا ِ مأ ِ ال ْهَ َ ن ل ِظ َ َ جرِ ،وَل َك ِ ْ ش َ س ال ّ ِ اْل َن َْهارِ وََل ل ِغَْر
319
ق الذ ّك ْرِ " عن ْد َ ِ َ ماِء ِبالّرك َ ِ مةِ ال ْعُل َ َ
ح َل ِ ب ِ ح َ مَزا َ وَ ُ
نن ،فَظ َ ّ ه طعْن َت َي ْ ِ
مَر ،ط َعَن َ ُ َ ن أُبو ل ُؤ ْل ُؤ َة َ ع ُ َ ما ط َعَ َ ل :لَ ّ مَر َقا َ ن عُ َ ن َاب ْ ِ وع َ ِ
ه، حب ّ ُ ن يُ ِ كا َ س وَ َ ن ع َّبا ٍ عا اب ْ َ ه ،فَد َ َ م ُ س َل ي َعْل َ ُ ِ ه ذ َن ًْبا ِفي الّنا ن لَ ُ مُر أ ّ عُ َ
َ َ
ن
كا َ س َ ن الّنا ِ م َ مَل ٍ ِ ن َ م عَ ْ ن ت َعْل َ َ بأ ْ ح ّ ه:أ َ ل لَ ُ قا َ ه ،فَ َ من ْ ُ معُ ِ ست َ ِ وي ُد ِْنيهِ ،وي َ ْ
ن، كو َ م ي َب ْ ُ س إ ِّل وَهُ ْ ن الّنا ِ م َ مَل ٍ ِ مّر ب ِ َ ل َل ي َ ُ جعَ َ س ،فَ َ ن ع َّبا ٍ ج اب ْ ُ خَر َ ذا ؟ فَ َ هَ َ
َ َ
نمي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ مَل ٍ ِ ت ع ََلى َ ما أت َي ْ ُ نَ : مِني َ مؤ ْ ِ ميَر ال ْ ُ ل َ :يا أ ِ قا َ جعَ إ ِل َي ْهِ ،فَ َ فََر َ
ن قَت َل َِني ؟ َ َ
م ْ لَ : قا َ م .فَ َ م أبكاَر أوَْلد ِه ِ ْ دوا ال ْي َوْ َ ق ُ ما فَ َ ن ،ك َأن ّ َ كو َ م ي َب ْ ُ إ ِّل وَهُ ْ
َ
س: ٍ ن ع َّبا ل اب ْ ُ ة َ .قا َ شعْب َ َ ن ُ ِ مِغيَرةِ ب ْ ي ع َب ْد ُ ال ْ ُ س ّ جو ِ م ُ ل :أُبو ل ُؤ ْل ُؤ َة َ ال ْ َ َقا َ
َ َ
حد ٍ لأ َ قو ْ ِ م ي َب ْت َل ِِني ب ِ َ ذي ل َ ْ مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ ح ْ ل " :ال ْ َ قا َ جهِهِ .فَ َ شَر ِفي وَ ْ ت ال ْب ِ ْ فََرأي ْ ُ
جل ُِبوا إ ِل َي َْنا قول َ :ل إل َه إّل الل ّه ،أ َما إني ك ُنت قَد نهيتك ُ َ
ن تَ ْ مأ ْ ْ ََ ُْ ْ ْ ُ َ ِّ ُ ِ َ ِ جِني ب ِ َ ْ ِ حا ّ يُ َ
واِني " َ .قاُلوا : م َقا َ َ م َ ْ ُ
خ َ عوا ِلي إ ِ ْ ل :اد ْ ُ موِني .ث ُ ّ صيت ُ ُ دا ،فَعَ َ ح ً جأ َ ن العُلو ِ ِ
نن بْ ُ م ِ ح َ ة َ ،والّزب َي ُْر ،وَع َب ْد ُ الّر ْ ح ُ ي ،وَط َل ْ َ ن ،وَع َل ِ ّ ما ُ ل " :ع ُث ْ َ ن ؟ َقا َ م ْ وَ َ
ْ َ َ
ه ِفي س ُ ضعَ َرأ َ م وَ َ م ،ثُ ّ ل إ ِل َي ْهِ ْ س َ ص " .فَأْر َ ن أِبي وَّقا ٍ سعْد ُ ب ْ ُ ف ،وَ َ ع َوْ ٍ
ت م ،ن َظ َْر ُ ل :ن َعَ ْ قا َ ضُروا .فَ َ ح َ ت :هَؤ َُلِء قَد ْ َ جاُءوا ،قُل ْ ُ ما َ ري ،فَل َ ّ ج ِ ح ْ َ
م ،وََل َ َ
س ،وََقاد َت َهُ ْ س الّنا ِ ة ُرُءو َ ست ّ ُ م أي َّها ال ّ جد ْت ُك ُ ْ ن ،فَوَ َ مي َ سل ِ ِ م ْ مرِ ال ْ ُ ِفي أ ْ
َ َ
ن ن ي َك ُ َِ س ،وَإ ِ ْ مُر الّنا ِ مأ ْ قي ُ ست َ ِ م يَ ْ مت ُ ْ ق ْ ست َ َ ما ا ْ م َ مُر إ ِّل ِفيك ُ ْ ذا اْل ْ ن هَ َ كو ُ يَ ُ
ه ت أن ّ ُ ق ظ َن َن ْ ُ قا ِ ش َ ف َ ،وال ّ خت َِل ِ ت ذ ِك َْر اِل ْ معْ ُ س ِ ما َ م ،فَل َ ّ ن ِفيك ُ ْ ف ي َك ُ ْ خت َِل ٌ ا ْ
َ َ
م سوا ب َي ْن َهُ ْ م ُ م ،فَهَ َ ف الد ّ َ م ن ََز َ ه ،ثُ ّ شي ًْئا إ ِّل َرأي ْت ُ ُ ل َ ما َقا َ ل َ ه قَ ّ ن ِ ،لن ّ ُ كائ ِ ٌ َ
قل ْت :إ َ َ
ي ب َعْد ُ ، ح ّ ن َ مِني َ مؤ ْ ِ ميَر ال ْ ُ نأ ِ ِ ّ م ،فَ ُ ُ من ْهُ ْ جًل ِ ن ي َُباي ُِعوا َر ُ تأ ْ شي ُ خ ِ حّتى َ َ
ملوِني ، ُ قا َ خرِ .فَ َ ْ َ َ ُ ُ َ
ح ِ ل:ا ْ ما إ ِلى ال َ حد ُهُ َ ن ي َن ْظُر أ َ فَتا ِ خِلي َ ن َ وَل ي َكو ُ
ن م ْ لَ : ب َ .قا َ صهَي ْ ٌ س ُ ِ صّلي ِبالّنا شاوُِروا ث ََلًثا .وَي ُ َ ل :تَ َ قا َ مل َْناه ُ ،فَ َ ح َ فَ َ
َ َ
سَراةَ صاَر ،و َ ن َواْلن ْ َ ري َ ج ِ مَها ِ شاوُِروا ال ْ ُ لَ : قا َ ن ؟ فَ َ مِني َ مؤ ْ ِ ميَر ال ْ ُ شاوُِر َيا أ ِ نُ َ
ب ،فَ َ ن ،فَ َ ن ل َب َ ن اْل ْ َ
ض
ج ب ََيا ُ خَر َ شرِ َ ٍ م ْ شْرب َةٍ ِ عا ب ِ َ م دَ َ جَناد ِ .ث ُ ّ م َ ن هَُنا ِ م ْ َ
ي الد ّن َْيا َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ّ
ن لِ َ ن لوْ أ ّ قال :ال َ ت،ف َ مو ْ ُ ه ال َ ف أن ّ ُ ن ،فعُرِ َ حي ْ ِ جْر َ ن ال ُ م َ ن ِ اللب َ ِ
َ َ ّ ْ َ ْ ْ
ت ن َرأي ْ ُ كو ُ نأ ُ مد ُ ل ِلهِ إ ِ ْ ح ْ ك َوال َ ذا َ ما َ مطلِع ،وَ َ ل ال َ ن هَوْ ِ م ْ ت ب َِها ِ ك ُل َّها لفْت َد َي ْ ُ َ
َ
سخي ًْرا ،أل َي ْ َ ه َ ك الل ّ ُ جَزا َ ك ،فَ َ ت ذ َل ِ َ ن قُل ْ َ س َ :وإ ْ ن ع َّبا ٍَ ل اب ْ ُ قا َ خي ًْرا .فَ َ إ ِّل َ
نخاُفو َ ن إ ِذ ْ ي َ َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن َوال ْ ُ دي َ ك ال ّ ه بِ َ ن ي ُعِّز الل ّ ُ ل الل ّهِ أ ْ سو ُ عا َر ُ قَد ْ " د َ َ
َ
ل سو ُ م وََر ُ سَل ُ ك اْل ِ ْ عّزا ،وَظ َهََر ب ِ َ ك ِ م َ سَل ُ نإ ْ كا َ ت َ م َ سل َ ْ ما أ ْ ة " ،فَل َ ّ مك ّ َ بِ َ
-صحيح مسلم -المكنز -( 5024) -العين :الجاسوس 318
162
َ
م م لَ ْ حا ،ث ُ ّ ك فَت ْ ً جَرت ُ َ ت هِ ْ كان َ ْ دين َةِ ،فَ َ م ِ ت إ َِلى ال ْ َ جْر َ ها َ ه ،وَ َ حاب ُ ُ ص َ الل ّهِ وَأ ْ
ذا ن ي َوْم ِ ك َ َ م ْ ن ِ كي َ شرِ ِ م ْ ل ال ْ ُ ن قَِتا ِ م ْ ل الل ّهِ ِ سو ُ شهِد َه ُ َر ُ شهَد ٍ َ م ْ ن َ ب عَ ْ ت َغِ ْ
ة
ف َ خِلي َ ت ال ْ َ واَزْر َ ض ،فَ َ ٍ ك َرا ل الل ّهِ وَهُوَ ع َن ْ َ سو ُ ض َر ُ م قُب ِ َ ذا ،ث ُ ّ وَي َوْم ِ ك َ َ
حّتى ل َ ن أ َقْب َ َ م ْ ن أد ْب ََر ب ِ َ
بعده ع ََلى منهاج رسول الل ّه ، فَضربت م َ
َ َ ْ ِ َ ْ ِ ِ َْ ِ َ ُ ِ َْ َ ُ
ة وَهُوَ ع َن ْ َ ْ َ َ َ َ ْ
ك ف ُ خِلي َ ض ال َ م قُب ِ َ ها ،ث ُ ّ عا أوْ كْر ً سلم ِ طوْ ً س ِفي ال ِ ْ ل الّنا ُ خ َ دَ َ
َ
كجَبى ب ِ َ صاَر ،وَ َ م َ ك اْل ْ ه بِ َ صَر الل ّ ُ م ّ سَ ، ي الّنا ُ ما وُل ّ َ خي ْرِ َ ت بِ َ م وُّلي َ ض ،ثُ ّ َرا َ ٍ
َ ك ع ََلى ك ُ ّ َ
نم ْ ت ِ ل ب َي ْ ٍ ل أهْ ِ ه بِ َ ل الل ّ ُ خ َ ك ال ْعَد ُوّ ،وَأد ْ َ فى ب ِ َ ل ،وَن َ َ وا َ م َ اْل ْ
م لَ َ َ
شَهاد َةِ ، ك ِبال ّ خت َ َ م َ م ،ثُ ّ م ِفي أْرَزاقِهِ ْ سعِهِ ْ م ،وت َوَ ّ م ِفي ِدين ِهِ ْ سعِهِ ْ ت َوَ ّ
َ
شهَد ُ ِلي َيا ل :أت َ ْ م َقا َ ه .ثُ ّ ن ت َغُّرون َ ُ م ْ ن اْلمغروَر َ ل َ :والل ّهِ إ ِ ّ قا َ ك .فَ َ فَهَِنيًئا ل َ َ
مد ُ ، ح ْ ك ال ْ َ م لَ َ ل :الل ّهُ ّ قا َ م .فَ َ ل :ن َعَ ْ قا َ مة ِ ؟ ف َ َ قَيا َ م ال ْ ِ عن ْد َ الل ّهِ ي َوْ َ ع َب ْد َ الل ّهِ ِ
ذي ع ََلى دي ِباْل َْر َ
خ ِ ن فَ ِ م ْ ه ِ ضعْت ُ ُ مَر فَوَ َ ن عُ َ ض َيا ع َب ْد َ الل ّهِ اب ْ َ ِ خ ّ صقْ َ أل ْ ِ
دي ْ َ قا َ َ
حّتى وَقَ َ
ع خد ّه ُ َ ه وَ َ حي َت َ ُ ك لِ ْ ض ،فَت ََر َ بالْر ِ خ ّ ِ صقْ َ ل :أل ْ ِ ساِقي .فَ َ َ
ه لَ َ ُ َ
م قُب ِ َ
ض ك .ثُ ّ فرِ الل ّ ُ م ي َغْ ِ ن لَ ْ مُر إ ِ ْ ك َيا ع ُ َ م َ لأ ّ ك وَوَي ْ َ ل :وَي ْل َ َ قا َ ض ،فَ َ ِبالْر ِ
ْ
َ
مل َ :ل آِتيك ُ ْ قا َ مَر ،فَ َ ن عُ َ ِ سُلوا إ َِلى ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ ض أْر َ ما قُب ِ َ ه .فَل َ ّ ه الل ّ ُ م ُ ح َ َر ِ
َ َ
ة
سَرا ِ صارِ ،و َ ن َواْلن ْ َ ري َ ج ِ مَها ِ شاوََرةِ ال ْ ُ م َ ن ُ م ْ م ب ِهِ ِ مَرك ُ ْ ما أ َ فعَُلوا َ م تَ ْ ن لَ ْ إِ ْ
َ
ه
موْت ِ ِ عن ْد َ َ مَر ِ ل عُ َ ه فِعْ ُ ن ،وَذ ُك َِر ل َ ُ س ُ ح َ ل ال ْ َ جَناد ِ َقا َ ن اْل ْ م َ هاهَُنا ِ ن َ م ْ َ
ق
مَنافِ ُ ْ
ة َ ،وال ُ ق ً ف َ ش َ ساًنا وَ َ ح َ معَ إ ِ ْ ج َ ن َ م ُ مؤ ْ ِ ذا ال ُ ْ ل :هَك َ َ قا َ ن َرب ّهِ ،فَ َ م ْ ه ِ شي َت ُ ُ خ ْ و َ
داد َ دا اْز َ ي ع َب ْ ً ق َ ما ب َ ِ ضى وََل ِفي َ م َ ما َ ت ِفي َ جد ْ ُ ما وَ َ معَ إساءة ً وَِغّرة ً َ ،والل ّهِ َ ج َ َ
ما ضى ،وََل ِفي َ م َ ما َ ت ِفي َ جد ْ ُ ه ،وََل وَ َ من ْ ُ ة ِ ق ً ف َ ش َ ة وَ َ خافَ ً م َ داد َ َ ساًنا إ ِّل اْز َ ح َ إِ ْ
320
ة" داد َ ِغّر ٍ داد َ إساءة ً إ ِّل اْز َ دا اْز َ ي ع َب ْ ً ق َ بَ ِ
ل: زَ ،قا َ ن ع َب ْد ِ العَزِي ْ ِ مُر ب ُ ضَر ع ُ َ حت ُ ِ ما ا ْ ل :ل َ ّ نَ ،قا َ سا ٍ ح ّ ن َ ن ع ُب َي ْد ِ ب ِ وع َ ْ
حبا ً مْر َ لَ : قوْ ُ معُوْه ُ ي َ ُ س ِ ب ،فَ َ ة ع ََلى الَبا ِ م ُ ة وََفاط ِ َ م ُ سل َ َ م ْ قعَد َ َ جوا ع َّني.فَ َ خُر ُ ا ْ
خَرةُ داُر ال ِ ك ال ّ ل} :ت ِل ْ َ م تَ َ ن ،ث ُ ّ جا ّ س وَل َ َ جوْهِ إ ِن ْ ٍ ت ب ِوُ ُ س ْ ه ،ل َي ْ َ جو ْ ِ ب ِهَذ ِهِ الوُ ُ
َ
ضة :قَد ْ قُب ِ َ م َ فاط ِ َ ة لِ َ م ُ سل َ َ م ْ ل َ قا َ ت .فَ َ صو ْ ُ م هَد َأ ال ّ ة ،ث ُ ّ جعَل َُها {...الي َ َ نَ ْ
321
ك" حب ُ ِ صا ِ َ
مِع َ َ َ ُ ُ َ َ ك َ ،قا َ َ
س َ م تَ ْ نل ْ ن وَلي ْلت َي ْ ِ مي ْ ِ م ب ِي َوْ َ خب ُِرك ْ ل " :أل أ ْ مال ِ ٍ ن َ س بْ ِ ن أن َ ِ وع َ ْ
َ
ما ضى الل ّهِ وَإ ِ ّ ما ب ِرِ َ ن الل ّهِ إ ِ ّ م َ شيُر ِ ك ال ْب َ ِ جيئ ُ َ ل ي َوْم ٍ ي َ ِ ما ؟ أوّ ُ مث ْل ِهِ َ خَلئ ِقُ ب ِ ِ ال ْ َ
ْ
ما ك وَإ ِ ّ مين ِ َ ما ب ِي َ ِ ك إِ ّ خذ ُ ِفيهِ ك َِتاب َ َ ي الل ّهِ ي َأ ُ ن ي َد َ ِ ف ِفيهِ ب َي ْ َ ق ُ م تَ ِ خط ِهِ ،وَي َوْ ٌ س َ بِ َ
مث ْل ََها ،وَل َي ْل َ ٌ
ة ة قَب ْل ََها ِ ت ل َي ْل َ ً م ي َب ِ ْ ت ِفي قَب ْرِهِ وَل َ ْ مي ّ ُ ت ال ْ َ ة ي َِبي ُ ك ،وَل َي ْل َ ٌ مال ِ َ ش َ بِ ِ
322
ة" ها ل َي ْل َ ٌ س ب َعْد َ َ مةِ ل َي ْ َ قَيا َ م ال ْ ِ حت َُها ي َوْ ُ صِبي َ َ
ت: قل ُ ْ ه ،فَ ُ ت فِي ْ ِ ما َ ذي َ ّ
ضه ِ ا ل ِ مَر ِ ي ِفي َ شافِعِ ّ ت ع َلى ال ّ َ خل ُ ْ ي :د َ َ مَزن ِ ّ ل ال ُ وَقا َ
ت؟ َ ه! ك َي ْ َ َ
ح َ صب َ ْ فأ ْ َيا أَبا ع َب ْد ِ الل ِ
ل :أ َ ْ
سوِء فاِرقًا ،وَل ِ ُ م َ واِني ُ َ خل ،وَل ِ ْ ح ً ن الد ّن َْيا َرا ِ َ م ت ِ ح ُ صب َ ْ ْ ه ،وََقا َ س ُ فََرفَعَ َرأ َ
جن ّةٍ فَأ ُهَن ّي َْها، صي ُْر إ َِلى َ حي ت َ ِ ما أ َد ِْري ُروْ ِ مل َِقيًا ،وَع ََلى اللهِ َواِردًاَ ، مِلي ُ عَ َ
َ َ ُ َ
ل: قو ْ ُ شأ ي َ ُ كى وَأن ْ َ م بَ َ أوْ إ َِلى َنارٍ فَأع َّزي َْها ،ث ُ ّ
ما سل ّ َ ك ُ فو ِ َ ن عَ ْ جاِئي د ُوْ َ ت َر َ جعَل ْ ُ ذاه ِِبي * َ م َ ت َ ضاقَ ْ سا قَل ِْبي وَ َ ما قَ َ وَل َ ّ
َ
ي ) ( 590حسن ط ِللط ّب ََران ِ ّ س ُ م اْلوْ َج ُ -ال ْ ُ
مع ْ َ 320
َ
داوُد َ ) ( 366صحيح موقوف
ي ) ( 10295والّزهْد ُ أِبي َ ق ّ ن ل ِل ْب َي ْهَ ِما ِ باِْ
لي َ شعَ ُ ُ - 322
163
فو َ َ
ما ك أع ْظ َ َ ن عَ ْ ُ كا َ ك َرّبي َ فو ِ َ ه * ب ِعَ ْ ما قََرن ْت ُ ُ مِني ذ َن ِْبي فَل َ ّ ت ََعاظ َ َ
ماة وَت َك َّر َ من ّ ً فو ِ جوْد ُ وَت َعْ ُ ل * تَ ُ م ت ََز ْ ب لَ ْ ن الذ ّن ْ ِ فو ٍ ع َ ِ ذا ع َ ْ ت َ ما زِل ْ َ فَ َ
ما جهَن ّ َ مي َ جر ِ سي ب ِ ِ ف ِ ت نَ ْ خل َ ْ س * وَل َوْ د َ َ ٍ ت ِبآي ِ س ُ مّني فَل َ ْ م ِ ق ْ ن ت َن ْت َ ِ فَإ ِ ْ
َ
ما ك آد َ َ في ّ َ ص ِ وى َ ف وَقَد ْ أغ َ عاب ِد ٌ * فَك َي ْ َ س َ وى ب ِإ ِب ْل ِي ْ َ م ي ُغْ َ ك لَ ْ َولول َ َ
َ َ َ
ف قَد َْره ُ * وَأعل َ ُ ي لِتي الذ ّن ْ َ
323
ما ح َ فو ت ََر ّ ه ي َعْ ُ ن الل َ مأ ّ ب أع ْرِ ُ وَإ ِن ّ ْ
خرة ،وأفض ُ
ل دنَيا وال ِ ر في ال ّ خي ٍ ل َ بك ّ سب َ ُ ت َ حا ُ صال َ ل ال ّ ما ُ فالع َ
َ َ َ
فخو ِ كل وال َ ن والتو ّ ما ِ كالي َ صو َ ب كالخل ِ قلو ِ ل ال ُ ما ُ مها أع َ ل وأعظ َ ُ ما ِ الع َ
ض ما ُيبِغض الله وَتعّلق ب الله وُبغ ِ ح ّ ما ي ِ ب َ ح ّ جاِء والّرغب َةِ والّرهبةِ وَ ُ والّر َ
ن
ل ت ََعالى :وَإ ِ ْ ما َقا َ ضّر ك َ َ ل ُ ل َنفٍع ودفِع ك ّ ب كُ ّ جل ِ ده في َ ب باللهِ َوح َ قل ِ ال َ
خي ْرٍ فَهُوَ ع ََلى ك بِ َ س َ س ْ م َ ن يَ ْ ه إ ِل ّ هُوَ وَإ ِ ْ ف لَ ُ ش َ كا ِ ضّر َفل َ ه بِ ُ ك الل ّ ُ س َ س ْ م َ يَ ْ
ديٌر ]النعام.[17 : يٍء قَ ِ ش ْ ل َ كُ ّ
ب ،فعن ع َل ْ َ ة َتابع ٌ َ َ
صن وَّقا ٍ ة بْ ِ م َ ق َ قُلو ِ ل ال ُ ة لعما ِ صالح ُ ِ ح ال ّ جوارِ ِ ل ال َ ما ُ وَأع َ
ر
من ْب َ ِ ب -رضى الله عنه -ع ََلى ال ْ ِ طا ِ خ ّ ن ال ْ َ مَر ب ْ َ ت عُ َ معْ ُ س ِ ى قالَ : اللي ْث ِ ّ
ّ
ما ما ُ َ قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ َقا َ
ت ،وَإ ِن ّ َ ل ِبالن ّّيا ِ ما الع ْ َ ل » إ ِن ّ َ ت َر ُ معْ ُ س ِ ل َ
لى دنيا يصيبها أ َو إَلى امرأةَ ه إِ َ ن َ ل ِك ُ ّ
ْ َ ٍ َُْ ُ ِ َُ ْ ِ جَرت ُ ُ ت هِ ْ كان َ ْ م ْ وى ،فَ َ ما ن َ َ ئ َ مرِ ٍ لا ْ
324
جَر إ ِل َي ْهِ « .. ها َ ما َ ه إ َِلى َ جَرت ُ ُ حَها فَهِ ْ ي َن ْك ِ ُ
خرة، دنَيا وال ِ ل شّر في ال ّ ب ل ِك ُ ّ سب َ ٌ شّريَرة َ سّيئة ال ّ ل ال ّ ما ُ والع َ
َ َ
عن فو َ م وَي َعْ ُ ديك ُ ْ ت أي ْ ِ سب َ ْ ما ك َ َ صيب َةٍ فَب ِ َ م ِ من ّ كم ّ صاب َ ُ ما أ َ ل ت ََعالى :وَ َ كما َقا َ
ما حرِ ب ِ َ ساد ُ ِفي الب َّر َوال ْب َ ْ ل ت ََعالى :ظ َهََر الفَ َ شوَرى ،[30 :وَقا َ ك َِثيرٍ ]ال ّ
َ
ن ]الروم: جُعو َ م ي َْر ِ مُلوا ل َعَل ّهُ ْ ذي ع َ ِ ض ال ّ ِ قُهم ب َعْ َ ذي َ س ل ِي ُ ِ دي الّنا ِ ت أي ْ ِ سب َ ْ كَ َ
.[41
ت، ميِع الوقا ِ ت في ج ِ ما ِ ي عن المحّر َ منهِ ّ ت وَ َ طاعا ِ موٌر بال ّ مأ ُ َوالَعبد ُ َ
ن َ َ
ولكّنه ي َت َأ ّ
م َ خرِ ساعةٍ ِ خرِ الُعمر وفي آ ِ ح في آ ِ صال ِ ل ال ّ م ِ كد المُر بالعَ َ
َ
ب في آخرِ العمرِ وفي آخر ساعةٍ من ذنو ِ ن ال ّ ِ ي عَ كد الّنه ُ جل ،وي َت َأ ّ ال َ
. 325
م". ل ِبال ْ َ ما ُ َ ي َ ، قا َ َ عائ ِ َ
واِتي ِ خ َ ما الع ْ َ ل :إ ِن ّ َ ن الن ّب ِ ّ ة:أ ّ ش َ ن َ جل؛ فعَ ْ ال َ
جل ره وفي آخرِ ساعةٍ من ال َ ح في آخر عم ِ صال ِ ل ال ّ م ِ قه الله للعَ َ من وفّ َ ف َ
مل ة أجِله بعَ َ خَتم ساع َ َ ذله الله فَ َ من خ َ ن الخاتمة ،و َ حس َ قد كَتب الله له ُ ف َ
سوٍء والعياذ ُ بالله. م له بخاتمةِ ُ خت ِ َ ب فقد ُ ضب الر ّ ب ُيغ ِ ذن ٍ شّر و َ
لقا َ ة ،ف َ سن ِ ل الخاتمةِ الح َ ص ع ََلى َني ِ حر ِ مَرَنا بال ِ ه ت ََعالى وأ َ وََقد حث َّنا الل ُ
َ َ
ن إ ِل ّ وَأنُتم موت ُ ّ قات ِهِ وَل َ ت َ ُ حقّ ت ُ َ ه َ قوا الل ّ َ مُنوا ات ّ ُ نآ َ ذي َ ت ََعالىَ :يا أي َّها ال ّ ِ
ن ]آل عمران.[102 : مو َ سل ِ ُ م ْ ّ
قين وَرجاُء ة الِعباد ِ المت ّ ِ م ُ ن وه ِ ّ حي َ صال ِ ة ال ّ غاي َ ُ مة ِ َ خات َ ن ال َ حس ِ يل ُ سع ُ وال ّ
ن
ي إِ ّ ب َيا ب َن ِ ّ قو ُ م ب َِنيهِ وَي َعْ ُ هي ُ صى ب َِها إ ِب َْرا ِ ل تعالى :وَوَ ّ ن ،قا َ في َ البرارِ الخائ ِ
َ
ن ]البقرة،[132 : مو َ سل ِ ُ م ْ ن إ ِل ّ وَأنُتم ّ موت ُ ّ ن فَل َ ت َ ُ دي َ م ال ّ فى ل َك ُ ُ صط َ َ ها ْ الل ّ َ
فْر ل ََنا ذ ُُنوب ََنا وَك َ ّ َ ُ
فْر ع َّنا بَ :رب َّنا َفاغ ْ ِ ف أولي اللَبا ِ ل ت ََعالى في َوص ِ وََقا َ
- 323تاريخ السلم للمام الذهبي -موافقة للمطبوع (340 / 14) -وسير أعلم النبلء )
ه. سَناد ُه ُ َثاب ِ ٌ
ت ع َن ْ ُ (10/76وقال :إ ِ ْ
- 324صحيح البخارى -المكنز ( 1) -
- 325صحيح ابن حبان (340) (52 / 2) -صحيح
164
ن: ن الّتائ ِِبي َ ل ت ََعالى ع َ ِ معَ ال َب َْرارِ ]آل عمران ،[193 :وََقا َ سي َّئات َِنا وَت َوَفَّنا َ َ
ّ َ َ
نن ]العراف ،[126 :عن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ مي َ سل ِ ِ م ْ صب ًْرا وَت َوَفَّنا ُ َرب َّنا أفْرِغ ْ ع َلي َْنا َ
ل» قو ُ ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلم -ي َ ُ سو َ َ ن ال َْعا
معَ َر ُ س ِ ه َ ص أن ّ ُ ِ رو ب ْ ِ م ِ عَ ْ
َ
حد ٍ ب َوا ِ قل ْ ٍ ن كَ َ م ِ ح َ صاب ِِع الّر ْ نأ َ م ْ ن ِ صب َعَي ْ ِ ن إِ ْ م ك ُل َّها ب َي ْ َ ب ب َِنى آد َ َ ن قُُلو َ إِ ّ
ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلم» - سو ُ ل َر ُ م َقا َ شاُء « .ث ُ ّ ث يَ َ حي ْ ُ ه َ صّرفُ ُ يُ َ
326
ك « .رواه مسلم طاع َت ِ َ ف قُُلوب ََنا ع ََلى َ صّر ْ ب َ قُلو ِ ف ال ْ ُ صّر َ م َ م ُ الل ّهُ ّ
َ
ت صلوا ِ عَلى ال ّ ة َ فظ َ ُ حا َ ة الم َ سن َ ِ ح َ ة ال َ خاتم ِ ب ال َ من أسبا ِ و ِ
ل الل ّهِ - - سو َ َ ة ،فعن أ َبى بك ْر بن أ َبى موسى ع َ َ
ن َر ُ ن أِبيهِ أ ّ ْ ُ َ َ ْ ِ َ ِ ْ ِ ِ ع ً ما َ ج َ
دان الفجُر والَعصر، ة « .والبر َ 327
جن ّ َ ل ال َ ْ خ َ ن دَ َ ْ ّ َقا َ
صلى الب َْرد َي ْ ِ ن َ م ْ ل» َ
ب أولى. من با ِ غيرهما ِ ل على أنه يحاَفظ عَلى َ دلي ٌ وصلة ُ المرِء لهما َ
ح ،قال َ
لصل ُ ن وا ِ ما ُ ة الي َ خاتم ِ ن ال َ حس ِ قل ُ في َِ ب الّتو ِ من أسبا ِ و ِ َ
حَزُنون ]النعام: م يَ ْ م وَل َ هُ ْ ف ع َلي ْهِ ْ َ خوْ ٌ ح فَل َ َ صل َ َ ن وَأ ْ م َ نآ َ م ْ الله ت ََعالى :فَ َ
.[48
سّر وى الله في ال ّ ن الخاتمة تق َ توفيق الله لحس ِ ب َ من أسَبا ِِ و ِ َ
ه عز دوام ِ ع َلى ذلكَ ،قا َ َ َ َ
ل الل ُ ب نهِيه وال ّ ره واجِتنا ِ ل أم ِ علن بامِتثا ِ وال َ
َ
ض وَل َ وا ِفي الْر ِ ن ع ُل ُ ً دو َ ري ُ ن ل َ يُ ِ ذي َ جعَل َُها ل ِل ّ ِ خَرة ُ ن َ ْ داُر ال ِ ك ال ّ ل :ت ِل ْ َ وج ّ
ن ]القصص.[83 : قي َ مت ّ ِ ة ل ِل ْ ُ دا َوال َْعاقِب َ ُ سا ً فَ َ
َ
عظائ ِم ِ رو َ ب الكبائ ِ ِ ة اجت َِنا ُ م ِ خات َ ن ال َ حس ِ قل ُ في ِ ب الّتو ِ من أسَبا ِ و ِ
عنك ُ ْ
م فْر َ ه ن ُك َ ّ ن ع َن ْ ُ ما ت ُن ْهَوْ َ جت َن ُِبوا ك ََبائ َِر َ لِ :إن ت َ ْ ب ،قال عز وج ّ ذنو ِ ال ّ
ما ]النساء.[31 : ري ً خل ً ك َ ِ مد ْ َ كم ّ خل ْ ُ م وَن ُد ْ ِ سي َّئات ِك ُ ْ َ
ي ُ َ
ي الّنب ّ هد ِ م َ مة لزو ُ ن الخات َ ق لحس ِ في ِ ب الّتو ِ من أسَبا ِ و ِ
ن لُهم َرضي الله عنهم ر والّتابعي َ ِ صا ن والن َ ري َ ِ ج ها ِ ق الم َ ري ِ ع طَ وات َّبا ُ َ
ُ ِ
ة ن س
ِ ْ َ ٌ َ َ َ ٌ ح ة و س أ ه ّ ل ال ل َ ُ ِ سو ر في ْ ِ م ُ ك َ ل ن َ كاَ ْ د َ ق َ ل عالى: ُ ََ ت ه الل قال ن، ٍ بإحسا
له كِثيًرا ]الحزاب ،[21 :وََقا َ َ ّ
خَر وَذ َكَر الل َ َ م ال ِ ه َوالي َوْ َ ْ جو الل َ ّ ن ي َْر ُ كا َ من َ لّ َ
هم ن ات ّب َُعو ُ صارِ َوال ّ ِ َ ن ال َوُّلو َ
ذي َ ن َوالن َ ري َ ج َِ مَها ِ ن ال ُ م َ ن ِ قو َ ساب ِ ُ ت ََعالىَ :وال ّ
حت ََها ري ت َ ْ ج ِ ت تَ ْ جّنا ٍ م َ ه وَأع َد ّ ل َهُ ْ ضوا ع َن ْ ُ م وََر ُ ه ع َن ْهُ ْ ي الل ّ ُ ض َ ن ّر ِ سا ٍ ح َ ب ِإ ِ ْ
ال َن َْهاُر ]التوبة.[100 :
س ُ َ
عن ظلم ِ الّنا ِ مة الُبعدُ َ خات َ ن ال َ ق لحس ِ في ِ ب الّتو ِ من أسَبا ِ و ِ
ن ع َب ْدِ ض ،ع َ ْ عر ٍ ل أو ِ س أو ما ٍ ن عليهم في نف ٍ ي والُعدوا ِ م الَبغ ِ عدَ ُ و َ
ن
م ْ م َ سل ِ ُ م ْ ل » ال ْ ُ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ رو -رضى الله عنهما -ع َ ِ م ٍ ن عَ ْ اللهِ ب ْ ِ
ّ
ه
ه ع َن ْ ُ ما ن ََهى الل ّ ُ جَر َ ن هَ َ م ْ جُر َ مَها ِ سان ِهِ وَي َد ِهِ َ ،وال ْ ُ ن لِ َ م ْ ن ِ مو َ سل ِ ُ م ْ م ال ْ ُ سل ِ َ َ
328
. «
ل الل ّهِ - - سو ُ ل َر ُ ل َقا َ س -رضى الله عنهما َ -قا َ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ وع َ ِ
َ ْ
ب ،فَإ ِ َ
ذا ل ك َِتا ٍ ما أهْ َ ست َأِتى قَوْ ً ك َ ن » إ ِن ّ َ م ِ ه إ َِلى ال ْي َ َ ن ب َعَث َ ُ حي َ ل ِ جب َ ٍ ن َ مَعاذ ِ ب ْ ِ لِ ُ
َ ّ َ َ َ َ
لسو ُ دا َر ُ م ً ح ّ م َ ن ُ ه وَأ ّ ه إ ِل ّ الل ُ ن ل َ إ ِل َ دوا أ ْ شهَ ُ ن يَ ْ م إ ِلى أ ْ م َفاد ْع ُهُ ْ جئ ْت َهُ ْ ِ
- 326صحيح مسلم -المكنز ( 6921) -
- 327صحيح البخارى -المكنز ( 574) -وصحيح مسلم -المكنز -(1470) -البردان :الفجر
والعصر
- 328صحيح البخارى -المكنز ( 10) -
165
خبرهُ َ َ م أَ َ
مض ع َل َي ْهِ ْ َ ه قَد ْ فََر ن الل ّ َ مأ ّ ك ،فَأ ْ ِ ْ ْ ك ب ِذ َل ِ َ عوا ل َ َ طا ُ ن هُ ْ الل ّهِ ،فَإ ِ ْ
َ عوا ل َ َ مأ َ َ
م
خب ِْرهُ ْ ك فَأ ْ ك ب ِذ َل ِ َ طا ُ ن هُ ْ ل ي َوْم ٍ وَل َي ْل َةٍ ،فَإ ِ ْ ت ِفى ك ُ ّ وا ٍ صل َ َ س َ م َ خ ْ َ
م فَت َُرد ّ ع ََلى فُ َ َ َ
م، قَرائ ِهِ ْ ن أغ ْن َِيائ ِهِ ْ م ْ خذ ُ ِ ة ت ُؤ ْ َ صد َقَ ً م َ ض ع َل َي ْهِ ْ ه قَد ْ فََر َ ن الل ّ َ أ ّ
ك وك َرائ ِ َ عوا ل َ َ م أَ َ
ق د َع ْوَةَ ِ م َ ،وات ّ وال ِهِ ْ م َ مأ ْ ك فَإ ِّيا َ َ َ َ ك ب ِذ َل ِ َ طا ُ ن هُ ْ فَإ ِ ْ
329
ب « .رواه البخاريّ جا ٌ ح َ ن الل ّهِ ِ ه وَب َي ْ َ س ب َي ْن َ ُ ه ل َي ْ َ مظ ُْلوم ِ ،فَإ ِن ّ ُ ال ْ َ
َ َ ل الل ّهِ َ قا َ َ وع َ َ
ن
جد َُر أ ْ ب هُوَ أ ْ ن ذ َن ْ ٍ م ْ ما ِ لَ ": سو َ ن َر ُ ن أِبي ب َك َْرة َ :أ ّ ْ
ة
ِ َ ِ ر خ ل ْ ا في ه َ ل
َّْ َ َ َ َ ّ ِ ُ ُ ِ ر خ د ي ما ع م يا ن د ال في ه ب
ُ ََ ُ ِ َ ِ ِ ِ ِح صا ل ه ت ب قو ُ ع لى َ عاُ ََ ت ه ّ ل ال ل ج َ ي ُعَ ّ
330
حم ِ ". طيعَةِ الّر ِ ي ،وَقَ ِ ِ ن ال ْب َغْ م َ ِ
َ َ َ
ن
جد َُر أ ْ بأ ْ ن ذ َن ْ ٍ م ْ ما ِ ل الل ّهِ َ " : سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ن أِبي ب َك َْرة َ َ ،قا َ وع َ ْ
ة
خَر ِ ه ِفي اْل ِ خُر ل َ ُ ما ي َد ّ ِ معَ َ ة ِفي الد ّن َْيا َ ، قوب َ َ حب ِهِ ال ْعُ ُ صا ِ ه ت ََعاَلى ل ِ َ ل الل ّ ُ ج َ ي ُعَ ّ
ي وَقَ ِ ل ال ْب َغْ ِ مث ْ ُ
331
حم ِ " طيعَةِ الّر ِ ِ
ق، ن إلى الخل ِ ة الحسا ُ خاتم ِ ن ال َ ق لحس َ ِ في ِ ب الّتو ِ من أسَبا ِ و ِ
مة فَل َهُ ْ علن ِي َ ً سّرا وَ َ ل َوالن َّهارِ ِ وال َُهم ِباّللي ْ ِ م َ نأ ْ قو َ ف ُ ن ُين ِ ذي َ قال الله ت ََعالى :ال ّ ِ
َ
ن ]البقرة.[274 : حَزُنو َ م يَ ْ م وَل َ هُ ْ ف ع َل َي ْهِ ْ خوْ ٌ م وَل َ َ عند َ َرب ّهِ ْ م ِ جُرهُ ْ أ ْ
ن
حس ِ ب للّتوفيق ل ُ سب ٌ معَ السل َم ِ َ س َ ة الّنف ِ ح ُ ما َ خاِء وس َ س َ ة ال ّ ف ُ ص َ و ِ
ُ َ
ع
صَنائ ِ ُ ل الل ّهِ َ " : - - سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ة َقا َ م َ ما َ ن أِبي أ َ ة ،ع َ ْ م ِ الخات َ
ب، ب الّر ّ ض َ ئ غَ َ ف ُ سّر ت ُط ْ ِ ة ال ّ صد َقَ ُ سوِء ،وَ َ صارِع َ ال ّ م َ قي َ ف تَ ِ معُْرو ِ ال ْ َ
ي ِفي ال ْك َِبي ِ مرِ " َ .رَواه ُ الط ّب ََران ِ ّ زيد ُ ِفي ال ْعُ ُ صل َ ُ
332
ر. حم ِ ت َ ِ ة الّر ِ وَ ِ
ضَرَرها كِبير َ
ن َ ع ،فإ ّ ن الب ِدَ ِ م َ ة ِ في ُ عا ِ مة ال َ ن الخات َ حس ِ ب ُ من أسبا ِ و ِ
ض
ق ُ ن وتن ُ دي َ دم ال ّ ب وته ِ سد ُ القلو َ خطيٌر ،والِبدع ُ هي التي تف ِ دها َ وَفسا َ
ل فَأوْل َئ ِ َ ُ
ع
م َ ك َ سو َ ه َوالّر ُ من ي ُط ِِع الل ّ َ ة ،قال ت ََعالى :وَ َ عروة ً عرو ً م ُ السل َ
َ
نحي َ صال ِ ِ داِء َوال ّ شه َ َ ن َوال ّ قي َ دي ِ ص ّ ن َوال ّ ن الن ّب ِّيي َ م َ ه ع َل َي ِْهم ّ م الل ّ ُ ن أن ْعَ َ ذي َ ال ّ ِ
نم َ ن ِ مبّرؤو َ م ع ََليهم ُ هؤلِء المنعَ ُ قا ]النساء ،[69 :وَ َ ك َرِفي ً ن أ ُوْل َئ ِ َ س َ ح ُ وَ َ
دع ك ُّلها. الب َ
ه
س ،قال الل ُ دعاءُ بذَِلك للّنف ِ مة ال ّ ن الخات َ
َ حس ِ ب ُ من أسَبا ِ و ِ
نن عَ ْ ست َك ْب ُِرو َ ن يَ ْ ذي َ ن ال ّ ِ م إِ ّ ب ل َك ُ ْ ج ْ ست َ ِ عوِني أ ْ م اد ْ ُ ل َرب ّك ُ ُ ت ََعالى :وََقا َ
ي الل ّ ُ
ه ض َ ة َر ِ ش َ عائ ِ َ ن َ ن ]غافر ،[60 :وع َ ْ ري َ خ ِ دا ِ م َ جهَن ّ َ ن َ خُلو َ سي َد ْ ُ عَباد َِتي َ ِ
عاُء ن قَد َرٍ َ ،والد ّ َ م ْ حذ ٌَر ِ ل الل ّهِ : ل َ ي ُغِْني َ سو ُ ل َر ُ ت َ :قا َ ع َن َْها َ ،قال َ ْ
- 329صحيح البخارى -المكنز - ( 1496) -الكرائم :جمع كريمة وهى خيار المال وأفضله
ي) (5237صحيح حاوِ ّ ل اْلَثارِ ِللط ّ َ شك ِ ُ م ْ ُ - 330
َ َ َقا َ َ
سَرعُ حم ِ أ ْ طيعَةِ الّر ِ ة ع ََلى قَ ِ قوب َ ُ ي َ ،وال ْعُ ُ ِ ة ع ََلى ال ْب َغْ قوب َ ُ ن ال ْعُ ُ كو ُ ل :أفَت َ ُ ل َقائ ِ ٌ قا َ فرٍ :فَ َ جع ْ َ ل أُبو َ
كان جوابنا ل َه في ذ َل ِ َ َ
ما َ ِفي هَذ َي ْ ِ
ن ن َ ك:أ ّ فَر ب ِهِ ؟ فَ َ َ َ َ ُ َ ُ ِ ن كَ َ م ْ ل لِ َ ج ّ فرِ ِبالل ّهِ ع َّز وَ َ قوب َةِ ع ََلى ال ْك ُ ْ ن ال ْعُ ُ م َ ِ
عن ْد َ
يٌء أشد ّ َِ سش ْ َ َ
قائ ِل ،وَلي ْ َ ُ ْ
ن هَذا ال َ َ َ
ما ظ ّ م ي َُرد ْ ب ِهِ َ بل ْ َ ْ
ما ِفي هَذا الَبا ِ َ ن ذكْرَناهُ َ َ َ َ ّ َ ْ
قوبة ع َل َيه ،إّل أ َ ة أَ ن اللذي ْ ِ ديثي ْ ِ ح ِ ال َ
ك، ه ذ َل ِ َ من ُْ ن ِ كا َ ن َ َ ْم ة
ُ َ ب ْ و ّ ت ال كَ ِ ر ْ د ُ ت ن
ْ ِ ِ ْ ِ َ ُ ُ ع ْ ل ا ن َ م
ِ ّ د ش َ َ َ ب قو ُ ُ ع لَ ِ َو ، ر ْ ف ُ ك ْ ل ا ن
َ م
ِ لى َ عا َ َ ت ِ ه الل ّ
ُ
ةطيعَ ُ ي ،وَقَ ِ ه ال ْب َغْ ُ من ْ ُ
ن ِ كا َ ن َ م ْ ة َ قوب َ ُ ب عُ ُ ذا ال َْبا ِ ما ِفي هَ َ ن ذ َك َْرَناهُ َ ن الل ّذ َي ْ ِ ديث َي ْ ِ ح ِ ما ِفي ال ْ َ ما أِريد َ ب ِ َ وَإ ِن ّ َ
َ
ة ع َلى قوب َ ً ك عُ ُ ن ذ َل ِ َ م ه ب د ع و ت ما ن كاَ و ، َ
ك لَ ذ ب ها ن م ج ر خ ي م َ ل تي ّ ل ا ة ع ري ش ّ ال ل ه حم من أ َ
َ ْ ِ ِ ِ َ ّ َ ُُ َ َ ِ َ ِ ْ ِ ْ ُ ْ َ ْ ِ ِ َ ِ ِ ْ الّر ِ ْ
ِ ِ
ُ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ ّ َ ّ
ن
م ْ فرِ ،فأغلظ ِ ة ع َلى الك ْ قوب َ ُ ما العُ ُ صلت َِها .وَأ ّ ه ت ََعالى ب ِ ِ مَره ُ الل ُ حم ِ الِتي أ َ طيعَةِ الّر ِ ب َغْي ِهِ ،وَقَ ِ
ق. ك ،وَِبالل ّهِ الت ّوِْفي ُ ذ َل ِ َ
د) ( 4319صحيح َ
داوُ َ ن أِبي َ سن َ ُ ُ - 331
- 332المعجم الكبير للطبراني ( 7939 )(300 / 7) -حسن
166
عاُء قاه ُ الد ّ َ ل فَي َت َل َ ّ ن ال َْبلءَ ل َي َن ْزِ ُ ل ،وَإ ِ ّ م ي َن ْزِ ْ ما ل َ ْ م ّ ل ،وَ ِ ما ن ََز َ م ّ فعُ ِ ي َن ْ َ
ة".333 م ِقَيا َ ن إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ جا ِ فَي َعْت َل ِ َ
ن أِبي َ
ب ،فعَ ْ جا ٌ مست َ َ ن الخاتمةِ ُ حس ِ دعاء المسل ِم ِ لخيهِ المسل ِم ِ ب ُ و ُ
َ
خيهِ ب ِظ َهْ ِ
ر عو ل ِ سل ِم ٍ ي َد ْ ُ م ْ ن ُ م ْ ما ِ ل اللهِ َ : سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ داِء َ ،قا َ الد ّْر َ
ل " .334 مث ْ ٍ ك بِ ِ ل ،وَل َ َ مث ْ ٍ ك بِ ِ ك :وَل َ َ مل َ ُ ل ال ْ َ ب إ ِل ّ َ ،قا َ ال ْغَي ْ ِ
قنا الله إلى ذ َِلك، ن الخاتمةِ ليوفّ َ فلنسعى إلى تحصي َ
حس ِ ب ُ ل أسبا ِ ِ ِ
َ
مى ة العظ َ صيب ُ ة هي الم ِ ة السّيئ َ خاتم َ ن ال َ ب سوِء الخاتمة؛ فإ ّ ولنحذر أسبا َ
خسران المبين والعياذ ُ بالله، جِبر وال ُ كسُر اّلذي ل ين َ ة الكبرى وال َ داهي َ ُ وال ّ
نف ،ع َ ِ خو ِ مةِ أشد ّ ال َ من سوِء الخات َ ن ِ ف الصالح يخافو َ سل َ ُ ن ال ّ قد كا َ ف َ
َ َ َ
ف خا ُ م يَ َ مد ٍ ،ك ُل ّهُ ْ ح ّ م َ ب ُ حا ِ ص َ نأ ْ م ْ ن ِ ت ث ََلِثي َ ل " :أد َْرك ْ ُ ة َ ،قا َ مل َي ْك َ َ ن أِبي ُ اب ْ ِ
َ َ
ل"" كاِئي َ مي َ ل وَ ِ ري َ جب ْ ِ ن ِ ما ِ ل :أَنا ع ََلى ِإي َ قو ُ حد ٌ ي َ ُ مأ َ من ْهُ ْ س ِ فاقَ ،ل َي ْ َ الن ّ َ
ق سواب ِ ِ ن ال ّ قه م َ ن الّثوريّ َيشت َد ّ قل ُ ن رجب" :وكان سفيا ُ ،وقال اب ُ
335
شقّيا، م الكتاب َ ن في أ ّ ف أن أكو َ ل :أخا ُ كي ويقو ُ م ،فكان يب ِ خوات ِ وال َ
ُ
336
ت" مو ِ ن عند َ ال َ ب اليما َ ف أن أسل َ َ كي ويقول :أخا ُ وَيب ِ
ق" ،وقد ساب ِ ُ ب ال ّ كتا ُ ن ما أبكاها ال ِ كى الُعيو َ ض السَلف" :ما أب َ وقال َبع ُ
خواِتيم يقولون :بماذا ُيخَتم لَنا؟ وقلوب ة بال َ ق ٌ ب البرارِ معل ّ َ ن ُقلو َ قيل" :إ ّ
نماِلك ب ُ ة بالسوابق يقولون :ماذا سَبق لنا؟" ،وكان َ المقّربين معّلق ٌ
ن الجنة ساك َ ت َ علم َ ب ،قد َ ل ليِله ويقول" :يا َر ّ دينار رحمه الله يقوم طو َ
337
ك؟" . مال ِ ٌ ل َ والنار ،ففي أيّ منز ٍ
ض
ما الخاتمة السيئة فهي أن تكون وفاة النسان وهو معر ٌ أ ّ
م على ما يسخطه سبحانه ،مضيعٌ لما أوجبه ل وعل ،مقي ٌ عن ربه ج ّ
ب أن تلك نهاية بئيسة ،طالما خافها المتقون ،وتضرعوا الله عليه ،ول ري َ
إلى ربهم سبحانه أن يجنبهم إياها.
ض وارِتكاب منها تر ُ َ
ك الفرائ ِ ةِ ، مة كثير ٌ ء الخات َ ب سو ِ وأسبا ُ
ب ربما غل ََبت ع ََلى ن الذنو َ ماعات ،فإ ّ مع والج َ ج َ ك ال ُ المحّرمات وَتر ُ
صّر على م ِ ت وهو ُ مو ُ ن واسَتوَلت عَلى َقلِبه بحّبها ،فََيأتي ال َ النسا ِ
ف
ضع ٍ ت وهو في حالةِ َ ن عند المو ِ ة ،فيسَتولي عليهِ الشيطا ُ المعصي ِ
سوِء ه ،فُيخَتم له ب ِ ُ فه وغ َلب ع َلى حال ِ ِ َ َ طق بما أل ِ َ حيرة ،فين ِ شة ٍ و َ ده َ و َ
خاتمةٍ والعياذ ُ بالله.
ع التي لم َيشَرعها الّرسو ُ
ل ة الب ِدَ ُ ء الخاتم ِ ب سو ِ من أسبا ِ و ِ
َ
ن أِبى م من ال َ َ َ عة ُ ،فالِبد َ
ر ،ع َ ْ كبائ ِ حبها ،وهي أعظ ُ صا ِ م وشّر ع َلى َ شؤ ٌ
ل » أ ََنا قو ُ ى - -يَ ُ ت الن ّب ِ ّ معْ ُ س ِ ل َ قو ُ سعْد ٍ ي َ ُ ن َ ل بْ َ سهْ َ ت َ معْ ُ س ِ ل َ حازِم ٍ َقا َ َ
شرب منه ل َم يظ ْمأ ْ ْ َ ُ ُ
ن َ ِ َ ِ ْ ُ ْ َ َ م ْ ه ،وَ َ من ْ ُ ب ِ شرِ َ ن وََرد َه ُ َ م ْ ضَ ، حو ْ ِ م ع َلى ال َ فََرطك ْ
َ َ َ َ َ
م« ل ب َي ِْنى وَب َي ْن َهُ ْ حا ُ م يُ َ م وَي َعْرُِفوِنى ،ث ُ ّ م أع ْرِفُهُ ْ وا ٌ ى أقْ َ دا ،لي َرِد ُ ع َل ّ ب َعْد َه ُ أب َ ً
- 333المستدرك للحاكم) (1813صحيح
- 334صحيح ابن حبان (989) (269 / 3) -صحيح
- 335السن ّ ُ َ
ل ) (1086صحيحخّل ِ
ن ال ْ َ
ة ِلِبي ب َك ْرِ ب ْ ِ ّ
- 336جامع العلوم والحكم )ص .(57
- 337أخرجه أحمد في الزهد )ص ،(321وانظر :صفة الصفوة ) ،(3/285وجامع العلوم والحكم
)ص .(57
167
ذا فَ َ َ ُ ن أ َِبى ع َّيا َ.قا َ َ
قا َ
ل م هَ َ حد ّث ُهُ ْ ش وَأَنا أ َ ٍ ن بْ ُ ما ُ معَِنى الن ّعْ َ س ِ حازِم ٍ فَ َ ل أُبو َ
سِعيد ٍ ال ْ ُ َ ل وَأ ََنا أ َ ْ
ى
خد ْرِ ّ شهَد ُ ع ََلى أِبى َ م َ .قا َ ت ن َعَ ْ قل ْ ُ سهْل ً فَ ُ ت َ معْ َ س ِ ذا َ هَك َ َ
ك ما ب َد ُّلوا ب َعْد َ َ ك ل َ ت َد ِْرى َ ل إ ِن ّ َ قا ُ مّنى .فَي ُ َ م ِ ل » إ ِن ّهُ ْ زيد ُ ِفيهِ َقا َ ه يَ ِ معْت ُ ُ س ِ لَ َ
دى «.338 ل ب َعْ ِ ن ب َد ّ َ م ْ قا ل ِ َ ح ً س ْ قا ُ ح ً س ْ ل ُ فَأ َُقو ُ
هم في ة ُ
ن علي ِ عدوا ُ س وال ُ م الّنا ِ ظل ُ ء الخاتم ِ ب سو ِ من أسَبا ِ و ِ
ك بالله شر ِ س بنوٍع من أنواع ال ّ ل أو الِعرض ،و ُ
م النف ِ ظل ُ ِ ما ِ الد ّم ِ أو ال َ
ن ]النعام.[21 : مو َ ظال ِ ُ ح ال ّ فل ِ ُ ه ل َ يُ ْ ت ََعالى ،قال الله تعالى :إ ِن ّ ُ
م نفِع ل المعروف ،وعد َ ُ ة الّزهدُ في بذ ِ ء الخاتم ِ من أسباب سو ِ و ِ
ه ت ََعالى: ب الخيَر ،قال الل ُ
ْ عاِء فَلم َيطل ُ ِ المسِلمين ،والّزهد ُ في الد ّ َ
ن
ن عَ ِ منك َرِ وَي َن ْهَوْ َ ن ِبال ْ ُ مُرو َ ض ي َأ ُ ن ب َعْ ٍ م ْ ضُهم ّ ت ب َعْ ُ قا ُ مَنافِ َ ن َوال ْ ُ قو َ مَنافِ ُ ال ْ ُ
َ
لسي َُهم ]التوبة ،[67 :وََقا َ ه فَن َ ِ سوا الل ّ َ م نَ ُ ن أي ْد ِي َهُ ْ ضو َ قب ِ ُ ف وَي َ ْ معُْرو ِ ال َ
َ َ ُ َ
مال َهُ ْ
م ه أع ْ َ ط الل ّ ُ حب َ َ مُنوا فَأ ْ م ي ُؤ ْ ِ ك لَ ْ خي ْرِ أوْل َئ ِ َ ة ع ََلى ال َ ح ً ش ّ ت ََعالى :أ ِ
]الحزاب.[19 :
هواتها ش َ دنيا و َ ن إلى ال ّ ة الّركو ُ ء الخاتم ِ من أسَباب سو ِ و ِ
ة، خَر ِ م محب ِّتها على محّبة ال ِ خَرة ،وتقدي ُ م المبالةِ بال ِ عد ُ فها ،و َ وُزخُر ِ
َ
مأّنوا حَياةِ الد ّن َْيا َواط ْ َ ضوا ِبال ْ َ قاَءَنا وََر ُ ن لِ َ جو َ ن ل ي َْر ُ ذي َ ن ال ّ ِ ه ت ََعالى :إ ِ ّ ل الل ُ قا َ
ْ ن أوْل َئ ِ َ ُ
نسُبو َ كاُنوا ي َك ْ ِ ما َ م الّناُر ب ِ َ مأَواهُ ْ ك َ غافُِلو َ ن آَيات َِنا َ م عَ ْ ن هُ ْ ذي َ ب َِها َوال ّ ِ
]يونس.[8 ،7 :
َ َ
د
س ِ ح َ ر وال َ كب ِ ن ال ِ م َ ب ِ قُلو ِ ض ال ُ ة أمَرا ُ م ِ خات َ ء ال َ سو ِ ب ُ من أسَبا ِ و ِ
ة
خَيان ِ ش واحتقارِ المسلمين والَغدرِ وال ِ ب والغِ ّ ل والُعج ِ د والغِ ّ حق ِ وال ِ
ل ه ت ََعالى ،قا َ ب ما يبِغض الل ُ ح ّ ب الله و ُ ض ما يح ّ داع وُبغ ِ خ َ مكرِ وال ِ وال َ
َ
ن أَتى م ْ ن إ ِل ّ َ ل َول ب َُنو َ ما ٌ م ل ي َن ْفَعُ َ ن ي َوْ َ م ي ُب ْعَُثو َ خزِِني ي َوْ َ ه ت ََعالىَ :ول ت ُ ْ الل ُ
سِليم ٍ ]الشعراء.[89-87 : ب َ قل ْ ٍ ه بِ َ الل ّ َ
حام ِ، ة الر َ دين وقطيع ُ قوقُ الوال َ ع ُ ة ُ ء الخاتم ِ سو ِ ب ُ من أسبا ِ و ِ
قط ُّعوا َ َ
ض وَت ُ َ دوا َِفي الْر ِ س ُ ف ِ ن تُ ْ مأ ْ ن ت َوَل ّي ْت ُ ْ م إِ ْ سي ْت ُ ْ ل عَ َ ه ت ََعالى :فَهَ ْ قال الل ُ
َ َ ُ َ
مد: م ]مح ّ صاَرهُ ْ مى أب ْ َ م وَأع ْ َ مهُ ْ ص ّ ه فَأ َ م الل ّ ُ ن ل َعَن َهُ ْ ذي َ ك ال ّ ِ م أوْل َئ ِ َ مك ُ ْ حا َ أْر َ
خبره أ َ َ َ َ
ن أَباهُ مط ْعِم ٍ أ ْ َ َ ُ ّ ن ُ جب َي ْرِ ب ْ ِ ن ُ مد َ ب ْ َ ح ّ م َ ن ُ ن الّزهْرِىّ أ ّ ،[23ع َ ِ ،22
ةجن ّ َ ْ خ ُ ل » ل َ ي َد ْ ُ ل اللهِ -صلى الله عليه وسلمَ -قا َ ّ سو َ َ أَ ْ
ل ال َ ن َر ُ خب ََره ُ أ ّ
حم ٍ «.339 َقاط ِعُ َر ِ
َ ى -صلى الله عليه وسلمَ -قا َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ ع َ
ف ثُ ّ
م م أن ْ ُ ل » َرِغ َ ّ ن الن ّب ِ ِ وع َ ْ
َ ن أد َْر َ َ ل اللهِ َقا َ ّ سو َ ف «ِ .قي َ َ َ
ه
ك أب َوَي ْ ِ م ْ ل» َ ن َيا َر ُ م ْ ل َ م أن ْ ُ م َرِغ َ ف ثُ ّ م أن ْ ُ َرِغ َ
َ َ
340
ة «. جن ّ َ ل ال ْ َ خ ِ م ي َد ْ ُ ما فَل َ ْ ما أوْ ك ِل َي ْهِ َ حد َهُ َ عن ْد َ ال ْك ِب َرِ أ َ ِ
شرع ة لل ّ ف ُ ة المخال ِ َ ة الظالم ُ صي ّ ُ ء الخاتمة الو ِ ب سو ِ من أسبا ِ و ِ
هّ سو َ َ َ َ
ل الل ِ ن َر ُ هأ ّ حد ّث َ ُ ن أَبا هَُري َْرة َ َ بأ ّ ش ٍ حوْ َ ن َ شهْرِ ب ْ ِ ن َ ف .ع َ ْ الحني ِ
َ َ
طاع َةِ الل ّ ِ
ه مْرأة َ ب ِ َ ل أوِ ال ْ َ م ُ ل ل َي َعْ َ ج َ ن الّر ُ ل »:إ ِ ّ -صلى الله عليه وسلمَ -قا َ
- 338صحيح البخارى -المكنز 7050) -و (7051وصحيح مسلم -المكنز - (6109) -الفرط :
المتقدم والمراد الشفيع
- 339صحيح مسلم -المكنز ( 6685) -
- 340صحيح مسلم -المكنز ( 6674) -
168
ما الّناُر ب ل َهُ َ ج ُ صي ّةِ فَت َ ِ ن ِفى ال ْوَ ِ ضاّرا ِ ت فَي ُ َ موْ ُ ما ال ْ َ ضُرهُ َ ح ُ م يَ ْ ة ثُ ّ سن َ ً ن َ سّتي َ ِ
ُ َ ّ ُ َ َ َ
ه ِفي أوْل َد ِك ْ
م م الل ُ صيك ُ ها هَُنا }ُيو ِ ن َ م ْ ى أُبو هَُري َْرة َ ِ م قََرأ ع َ ُل ّ ل ثُ ّ « .وََقا َ
ك وَِإن ما ت ََر َ ن ث ُل َُثا َ ن فَل َهُ ّ ساء فَوْقَ اث ْن َت َي ْ ِ ن نِ َ ن فَِإن ك ُ ّ ِ ظ النث َي َي ْ ح ّ ل َ مث ْ ُ ِللذ ّك َرِ ِ
ك ِإن ما ت ََر َ م ّ س ِ سد ُ ُ ما ال ّ من ْهُ َ حد ٍ ّ ل َوا ِ ف وَل َب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ ص ُ حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ ت َوا ِ كان َ ْ َ
ُ َ
ن لَ ُ
ه كا َ ث فَِإن َ مهِ الث ّل ُ ُ واه ُ فَل ّ ه أب َ َ ه وَل َد ٌ وَوَرِث َ ُ كن ل ّ ُ م يَ ُ ه وَل َد ٌ فَِإن ل ّ ْ ن لَ ُ كا َ َ
َ َ ُ
م لَ م وَأبناؤ ُك ُ ْ ن آَبآؤ ُك ُ ْ صي ب َِها أوْ د َي ْ ٍ صي ّةٍ ُيو ِ من ب َعْد ِ وَ ِ س ِ سد ُ ُ مهِ ال ّ خوَة ٌ فَل ّ إِ ْ
َ َ
ما{ كي ً ح ِ ن ع َِليما َ كا َ ه َ ن الل ّ َ ن الل ّهِ إ ِ ّ م َ ة ّ ض ً ري َ فعا ً فَ ِ م نَ ْ ب ل َك ُ ْ م أقَْر ُ ن أي ّهُ ْ ت َد ُْرو َ
341
) (11سورة النساء
ومن أسباب سوء الخاتمة أن يصّر العبدُ على المعاصي
ن النسان إذا ألف شيًئا مدة حياته وأحبه وتعلق به ويألفها ،فإ ّ
فالغالب أنه يموت عليه ،قال ابن كثير رحمه الله" :إن الذنوب
والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت" ،ويقول ابن القيم
رحمه الله" :وسوء الخاتمة ل تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه،
مإنما تكون لمن له فساد في العقيدة أو إصراٌر على الكبيرة أو إقدا ٌ
ب ذلك عليه حتى ينزل عليه الموت قبل التوبة، على العظائم ،فربما غل َ
342
فيأخذه قبل إصلح الطوية ويصطدم قبل النابة والعياذ بالله.
ب ال ِّتي َل ل الل ّهِ " : إ ِّيايَ َوالذ ُّنو َ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ك َقا َ مال ِ ٍ ن َ ف بْ ِ ن ع َوْ ِ عَ ْ
َ َ
ن أك َ َ
ل م ْ ل الّرَبا فَ َ مةِ َ ،وآك ِ ُ قَيا َ م ال ْ ِ شي ًْئا أَتى ب ِهِ ي َوْ َ ل َ ن غَ ّ م ْ ل فَ َ فُر :ال ْغُُلو ُ ت ُغْ َ
ْ َ
ن الّرَبا ل ن ي َأك ُُلو ُ ذي َ م قََرأ " :ال ّ ِ ط " ثُ ّ خب ّ ُ جُنوًنا ي َت َ َ م ْ مةِ َ قَيا َ م ال ْ ِ ث ي َوْ َ الّرَبا ب ُعِ َ
س"]البقرة آية م ّ ن ال ْ َ م َ ن ِ طا ُ شي ْ َ ه ال ّ خب ّط ُ ُ ذي ي َت َ َ م ال ّ ِ قو ُ ما ي َ ُ ن ِإل ك َ َ مو َ قو ُ يَ ُ
343
"[275
ل ل َقا َ رو َقا َ ّ َ ن ُ
م ٍ ن عَ ْ جد ّهِ ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ ن َ ن أِبيهِ ع َ ْ ب عَ ْ شعَي ْ ٍ رو ب ْ ِ م ِ ن عَ ْ وع َ ْ
ة
م ِ قَيا َ م ال ْ ِ ن ي َوْ َ مت َك َب ُّرو َ شُر ال ْ ُ ح َ ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلم »: -ي ُ ْ سو ُ َر ُ
َ
ساُقو َ
ن صَغارِ ،ي ُ َ ن ال ّ م َ ىٍء ِ ْ ل َ
ش م كُ ّ س ،ي َعُْلوهُ ْ ِ صوَرِ الّنا ل الذ ّّر ِفى ُ مَثا َ أ ْ
َ
ة
طين َ ِ ن ِ م ْ ن ِ قوْ َ س َ م َناُر الن َْيارِ ،ي ُ ْ س ت َعُْلوهُ ْ ه ُبول َ ُ ل لَ ُ قا ُ ن ِفى الّنارِ ي ُ َ ج ٍ س ْ إ َِلى ِ
344
ل الّنارِ «. َ ال ْ َ
صاَرةِ أهْ ِ ل عُ َ خَبا ِ
صوَِر سا ِفي ُ مةِ َنا ً قَيا َ م ال ْ ِ ه ي َوْ َ ث الل ّ ُ ل :ي َب ْعَ ُ ي َ ، قا َ ن الن ّب ِ ّ جاب ِرٍ ،ع َ ِ ن َ وع َ ْ
م ،فَي ُ َ َ َ
صوَرِ الذ ّّر ؟ ؤلِء ِفي ُ ما هَ ُ لَ : قا ُ مه ِ ْ دا ِ س ب ِأقْ َ م الّنا ُ الذ ّّر ،ي َطؤ ُهُ ُ
مت َك َب ُّرو َ ؤلِء ال ْ ُ ل :هَ ُ قا ُ فَي ُ َ
345
ن ِفي الد ّن َْيا".
ن شا ّ سيُر َ َ ن ع َد ِيّ ال ْك ِن ْد ِيّ َقا َ
م َ ذا ِ ما ي َ ِ داِء ي َوْ ً ل :ب َي َْنا أُبو الد ّْر َ ن ع َد ِيّ ب ْ ِ وع َ ْ
نم ي َك ُ ْ هل ْ َ ن ،إ ِن ّ ُ ذا ِ ل َ :يا هَ َ قا َ ش ،فَ َ ْ شا َ ن َ جل َ ِ َ
ش إ ِذ ْ ل ِ ال ْ َ
جي ْ ِ ن ال َ م َ ن ِ ذا ِ ه َر ُ قي َ ُ جي ْ ِ
- 341السنن الكبرى للبيهقي -المكنز (12961) (271 / 6) -وسنن الترمذى -المكنز (2263) -
حسن
- 342موسوعة خطب المنبر -الصدار الثاني - (4386 / 1) -قاتل العفة وموسوعة خطب
المنبر -الصدار الثاني - (4649 / 1) -حسن الخاتمة وسوؤها وموسوعة خطب المنبر -
الصدار الثاني - (5082 / 1) -النهاية
ي )( 14048فيه ضعف م ال ْك َِبيُر ِللط ّب ََران ِ ّ
ج ُ - 343ال ْ ُ
مع ْ َ
- 344مسند الحميدي -المكنز (626) -ومسند أحمد )عالم الكتب( 6677(631 / 2) -حسن
الخبال :عصارة أهل النار -الذر :جمع الذرة وهو النمل الحمر الصغير -النيار :يحتمل أن
يكون معناه النيران
- 345كشف الستار (3429)(155 / 4) -ضعيف
169
َ َ َ ُ
ت م َ ،قال َ :أن ْ َ حد ُك ُ ْ مْر أ َ م ،فَل ْي َت َأ ّ مُروا ع َل َي ْهِ ْ ن إ ِل ّ أ ّ كا ِ م َ ذا ال ْ َ ل هَ َ مث ْ ِ ة ِفي ِ ث َل َث َ ٌ
ن قو ُ ل اللهِ ي َ ُ سو َ َ ل :بَ ْ داِء َ ،قا َ َ
م ْ ما ِ لَ : ت َر ُ معْ ُ س ِ ما َ ، ل أن ْت ُ َ َيا أَبا الد ّْر َ
َ
ه ،أوْ غ َل ّ ُ ه ع َد ْل ُ ُ ه فَك ّ ُ مغُْلول َ َ ي الل ّ َ َواِلي ث َل َث َةٍ إ ِل ّ ل َ ِ
346
ه". جوُر ُ ه َ مين ُ ُ ة يَ ِ ه َ ق َ
صم ٍ ع ََلى َ وع َ َ
عا ِ ن َ شَر ب ْ َ ل بِ ْ م َ ست َعْ َ ها ْ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ مَر َر ِ ن عُ َ ل،أ ّ ن أِبي َوائ ِ ٍ ْ
َ َ ه فَ َ ّ َ ّ
ما لَنا ل":أ َ قا َ ه ع َن ْ ُ ي الل ُ ض َ مُر َر ِ ه عُ َ قي َ ُ شٌر فَل ِ ف بِ ْ خل َ ن فَت َ َ وازِ َ ت هَ َ صد ََقا ِ َ
ل: قو ُ ل اللهِ ي َ ُ ّ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ ل :ب َلى وَلك ِّني َ َ َ قا َ ة؟ف َ َ معٌ وَطاع َ ٌ َ س ْ ع َلي ْك َ َ َ
ُ ُ
ف حّتى ُيوقَ َ مة ِ َ قَيا َ م ال ْ ِ ي ب ِهِ ي َوْ َ ن أت ِ َ مي َ سل ِ ِ م ْ مورِ ال ْ ُ نأ ُ م ْ شي ًْئا ِ ن وَِلي َ م ْ " َ
ه
خَرقَ ب ِ ِ سيًئا ان ْ َ م ِ ن ُ كا َ ن َ جا وَإ ِ ْ سًنا ن َ َ ح ِ م ْ ن ُ كا َ ن َ م ،فَإ ِ ْ جهَن ّ َ سرِ َ ج ْ ع ََلى َ
ه
ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ مُر َر ِ ج عُ َ خَر َ ل :فَ َ فا " َ .قا َ ري ً ِ خن َ سب ِْعي َ وى ِفيهِ َ سُر فَهَ َ ج ْ ال ْ ِ
ك ك َِئيًبا ماِلي أ ََرا َ لَ ": قا َ ه فَ َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ه أُبو ذ َّر َر ِ
ك َِئيبا حزينا فَل َقي َ
ِ َ ُ ً َ ِ ً
ت بِ ْ َ ُ َ َ زيًنا ؟ َقا َ
صم ٍ عا ِ
َ
ن َ شَر ب ْ َ معْ ُ س ِ زيًنا وَ َ ح ِ ن كِئيًبا َ ن أكو َ من َعُِني أ ْ ما ي َ ْ لَ : ح ِ َ
دا ح ً ن وَِلي أ َ م ْ لَ ": قو ُ ل الل ّهِ ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ لَ : قو ُ ه يَ ُ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ َر ِ
ُ
نكا َ ن َ م فَإ ِ ْ جهَن ّ َ سرِ َ ج ْ ف ع ََلى َ حّتى ُيوقَ َ مة ِ َ قَيا َ م ال ْ ِ ي ب ِهِ ي َوْ َ س أت ِ َ ن الّنا ِ م َ ِ
فا ري ً خ ِ ن َ سب ِْعي َ وى ِفيهِ َ سُر فَهَ َ ج ْ ْ
خَرقَ ب ِهِ ال ِ سيًئا ان ْ َ م ِ ن ُ ن كا َ َ جا وَإ ِ ْ سًنا ن َ َ ح ِ م ْ ُ
ل اللهِ قا َ َ ّ َ ّ َ " .قا َ َ
ل: سو ِ ن َر ُ م ْ ه ِ معْت َ ُ س ِ ما َ ه:أ َ ه ع َن ْ ُ ي الل ُ ض َ ل أُبو ذ َّر َر ِ
ن َ قو ُ ل الل ّهِ ي َ ُ سو َ َ ل:أ ْ َ َل َ .قا َ
م َ دا ِ ح ً ن وَِلي أ َ م ْ لَ ": ت َر ُ معْ ُ س ِ شهَد ُ أّني َ
ُ
ن كا َ ن َ م فَإ ِ ْ جهَن ّ َ سرِ َ ج ْ ف ب ِهِ ع ََلى ِ حّتى ُيوقَ َ مة ِ َ قَيا َ م ال ْ ِ ي ب ِهِ ي َوْ َ س أت ِ َ الّنا ِ
فا ري ً خ َِ ن َ سب ِْعي َ وى ِفيهِ َ سُر فَهَ َ ج ْ خَرقَ ب ِهِ ال ْ ِ سيًئا ان ْ َ م ِ ن ُ كا َ ن َ جا وَإ ِ ْ سًنا ن َ َ ح ِ م ْ ُ
َ َ
ع
ج َ ما قَد ْ أوْ َ ل :ك ِل َي ْهِ َ ك ؟ َقا َ جعَ قَل ْب َ َ ن أوْ َ ديث َي ْ ِ ح ِ ة " فَأيّ ال ْ َ م ٌ مظ ْل ِ َ واد ٌ ُ س َ ي َ وَه ِ َ
َ َ ْ
هف ُ ه أن ْ َ ت الل ّ ُ سل َ َ ن َ م ْ ل أُبو ذ َّر َ قو ُ ل :يَ ُ ما ِفيَها ؟ َقا َ ها ب ِ َ خذ ُ َ ن ي َأ ُ م ْ قَل ِْبي فَ َ
ن َل ي َعْد ِ ُ َ خد ّه ُ ِباْل َْر وَأ َل َْزقَ َ
ل م ْ ن وَل ّي ْت َُها َ سى إ ِ ْ خي ًْرا وَع َ َ م إ ِّل َ ما إ ِّنا َل ن َعْل َ ُ ضأ َ ِ َ
347
مَها " ن إ ِث ْ ِ م ْ جو َ ِ ن َل ي َن ْ ُ ِفيَها أ ْ
خ ّ ن ال ْ َ َ عاصم ،ع َ َ
ي ض َ ب َر ِ طا ِ مُر ب ْ ُ ث إ ِل َي ْهِ ع ُ َ ه ب َعَ َ ن أِبيهِ ،أن ّ ُ ْ ن َ ِ ٍ شرِ ب ْ ِ ن بِ ْ وع َ ْ
َ َ
ل: قا َ ه ،فَ َ ل لَ ُ م َ ن ي َعْ َ صد َقَةِ ،فَأَبى أ ْ ض ال ّ ِ ه ع ََلى ب َعْ مل َ ُ ست َعْ ِ ه ل ِي َ ْ ه ع َن ْ ُ الل ّ ُ
ُ
واِلي ي ِبال ْ َ مةِ أت ِ َ قَيا َ م ال ْ ِ ن ي َوْ ُ كا َ ذا َ ل " :إِ َ
ْ
قو ُ ل الل ّهِ ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ َ
لك ّ
ل ُ ة ي َُزو ُ ض ً فا َ ض ان ْت ِ َ ف ُ ه ت ََعالى فَي َن ْت َ ِ َ مُر الل ُ ّ م ،فَي َأ ُ جهَن ّ َ سرِ َ ج ْ ف ع َلى ِ َ قذ َ ُ فَي ُ ْ
َ ْ
م ماك ِن َِها ،ث ُ ّ جعُ إ َِلى أ َ م فَت َْر ِ ظا َ ه ت ََعاَلى ال ْعِ َ مُر الل ّ ُ م ي َأ ُ كان ِهِ ،ث ُ ّ م َ ن َ ع َظ ْ َم ٍ ع َ ْ
ن مت ِهِ ،وَإ ِ ْ ح َ ن َر ْ م ْ ن ِ طاه ُ ك ِ ْ َ خذ َ ب ِي َد ِهِ وَأ َع ْ َ طيًعا أ َ َ ن ل ِل ّهِ ُ ن َ ه فَإ ِ ْ سأل ُ ُ
فلي ْ ِ م ِ كا َ يَ ْ
فا " ري ً خ ِ ن َ سب ِْعي َ داَر َ ق َ م ْ م ِ جهَن ّ َ وى ِفي َ سَر ،فَهَ َ ج ْ خَرقَ ب ِهِ ال ْ ِ صًيا َ عا ِ ن ل ِل ّهِ َ كا َ َ
م، معْ ؟ َقا َ ل ع ُمر :سمعت من رسول الل ّه ما ل َ َ قا َ .فَ َ
ل :ن َعَ ْ س َ مأ ْ ْ َ ِ َ ِ ْ َ ِ ْ َ ُ ِ َ ُ
ن ِ :إي ما ُ سل ْ َ ل َ قا َ فارِيّ ،فَ َ ي ،وَأ َُبو ذ َّر ال ْغِ َ س ّ فارِ ِ ن ال ْ َ ما ُ سل ْ َ ك َ ن هَُنا َ كا َ فَ َ
ب ن َنارٍ ت َل ْت َهِ ُ ْ مفا ِفي َواد ٍ ِ ري ً ِ خ
ن َ َ سب ِْعي معَ ال ّ ب ،وَ َ ِ طا خ ّ ن ال ْ َ َ مُر ب ْ َوالل ّهِ َيا ع ُ َ
ْ
ها خذ ُ َ ن ي َأ ُ م ْ نَ ، جُعو َ جب ْهَت ِهِ :إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ َرا ِ ل ب ِي َد ِهِ ع ََلى َ قا َ ال ْت َِهاًبا .فَ َ
َ ل سل ْمان :من سل َت الل ّ َ
ب" خد ّه ُ ِبالت َّرا ِ صقَ َ ه ،وَأل ْ َ ه أن ْفَ ُ ُ َ ْ َ َ قا َ َ َ ُ ما ِفيَها ؟ فَ َ بِ َ
َ
ت الل ّ ُ
ه سل َ َ ن َ م ْ معَْنى قَوْل ِهِ َ " : ن َ كو َ ن يَ ُ جوُز أ ْ ه :يَ ُ ه الل ّ ُ م ُ ح َ خ َر ِ شي ْ ُ ل ال ّ َقا َ
خل ْ ُ َ َ خل ْ َ َ أ َن ْ َ
ه
ق ُ شوّه َ َ جهِهِ ُ ن وَ ْ م ْ ه ِ ف ُ ن ن ُزِع َ أن ْ َ م ْ ن َ ه ؛ ِل ّ ق ُ شوّه َ َ ه ،وَ َ ح ُ ه " أيْ :قَب ّ َ ف ُ
َ َ
ض" خد ّه ُ اْلْر َ صقَ َ معَْنى " :أل ْ َ ب .وَ َ ها ُ ح َواْل ِذ ْ َ س ُ م ْ ت ال ْ َ سل ْ ِ معَْنى ال ّ ن َ ؛ ِل َ ّ
-صحيح ابن حبان (4525) (384 / 10) -صحيح 346
170
كون آ ِ َ َ أ َي :أ َذ َل ّه ،وأ َقْ َ
ن
كو ُ ل يَ ُ ِ حا ك ال ْ َ ك ،وَإ َِلى ت ِل ْ َ مرِهِ ذ َل ِ َ خُر أ ْ مأه ُ ،أيْ :ي َ ُ ُ ُ َ َ ْ
ُ َ َ َ ْ قد ْ َقا َ حَها ،فَ َ
ل الذ ّّر ي َطأهُ ُ
م مَثا َ نأ ْ مت َكب ُّرو َ شُر ال ُ ح َ ي " :ي ُ ْ ل الن َّب ِ ّ ن قُب ْ ِ م ْ ِ
َ ْ َ
تك وَأن ْ َ عن ْد َ َ ها ِ خذ ُ َ ن َ :ل ي َأ ُ ما َ سل ْ َ ل َ معَْنى قَوْ ِ ن َ م " .فَك َأ ّ مه ِ ْ دا ِ س ب ِأقْ َ الّنا ُ
عَبادِ ط ع ََلى ِ سل ّ ِ ب ِفيَها ط َل ًَبا ل ِل ْعُل ُوّ ،وَإ َِراد َة َ الّرفْعَةِ َوالت ّ َ ن ي َْرغ َ ُ م ْ ي إ ِّل َ ح ّ َ
َ ن كذ َل ِ َ َ َ َ ْ ُ َ ّ
ة
عاقِب َ ُ ت َ ك كان َ ْ ن كا َ م ْ دا ،وَ َ سا ً ض وَفَ َ وا ِفي الْر ِ عاد َ ع ُل ّ نأ َ م ْ اللهِ ،وَ َ
َ َ
هما أوْع َد َ الل ّ ُ مةِ إ َِلى َ قَيا َ حال ِهِ ِفي ال ْ ِ خَرةِ َ ،وان ْت َِهاُء َ مرِهِ ِفي اْل ِ أ ْ
شرو َ
شوّهُ ل الذ ّّر " ،وَي ُ َ مَثا َ نأ ْ ح َ ُ َ ن ن َب ِي ّهِ " :ي ُ ْ سا ِ ن ع ََلى ل ِ َ ري َ ست َك ْب ِ ِ م ْ ال ْ ُ
ضُروَرةٍ إ ِل َي َْها َ
ن غ َي ْرِ َ م ْ ما ِفيَها ِ معَ َ قب َل َُها َ ه َل ي َ ْ م ؛ ِلن ّ ُ دوَرهُ ْ ص ُ ح ُ قب ّ ُ م وَي ُ َ قهُ ْ خل ْ َ َ
ساد ِ ِفي ال ْب َِلد ِ َ ،والت َّرفِّع ع ََلى ض َ ،وال ْ َ َ
طال ًِبا ل ِل ْعُل ُوّ ِفي اْلْر ن َ
ف َ ِ كا َ ن َ م ْ إ ِّل َ
َ فاِء الراشدي َ خل َ َ ن ال ْ ُ َ َ
حّتى أَتاهُ حد ٌ َ نأ َ ّ ِ ِ َ م َ ب ِفيَها ِ م ي َْرغ َ ْ ه لَ ْ ال ْعَِباد ِ ،أَل ي ََرى أن ّ ُ
فوا ،وحتى ل َم يجد منه بدا ،فَإ َ
ن ي َد ْفَعَُها كا َ ه َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ن أَبا ب َك ْرٍ َر ِ ِ ّ ْ َ ِ ْ ِ ْ ُ ُ ّ َ َ ّ عَ ْ ً
ه
ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ مُر َر ِ ة ،وَع ُ َ فت ْن َ َ ف ال ْ ِ خا َ دا ،وَ َ ه بُ ّ من ْ ُ جد ْ ِ م يَ ِ حّتى ل َ ْ سه ِ َ ، ف ِ ن نَ ْ عَ ْ
َ
ت ع َل َي ْهِ أهْ ُ َ خل َ َ
ي َباي َُعوهُ شوَرى ،وَع َل ِ ّ ل ال ّ معَ ْ جت َ َ نا ْ ما ُ ه أُبو ب َك ْرٍ ،وَع ُث ْ َ ف ُ ست َ ْ ا ْ
348
ة" م ً ت ع َْز َ جاَء ْ حّتى َ مت َن ِعُ َ عا ،وَهُوَ ي َ ْ ط َوْ ً
وقد حكى المام ابن القيم والحافظ الذهبي رحمهما الله حكايات كثيرة
عن أقوام عجزوا عن قول" :ل إله إل الله" عند موتهم ،واستبدلوها بما
349
كانوا متعلقين به في الدنيا من حرام أو مباح.
ن كا َ ن َ سا ٍ ن إن ْ َ جاَء ع َ ْ ما َ ك َ شاهَ َ قوْل ِهِ َ ه بِ َ خُتوم ِ ل َ ُ م ْ ذا ال ْ َ ن هَ َ ما ذ ُك َِر ع َ ْ ظيُر َ وَن َ ِ
ه
قن ُ ُ ن ي ُل َ ّ م ْ ل لِ َ قا َ شَهاد َة َ فَ َ ن ال ّ ق َ ضَر ل ُ ّ حت ُ ِ ما ا ُ ْ مرِ ،فَل َ ّ خ ْ ة ال ْ َ شَرب َ َ س َ جال ِ ُ يُ َ
350
م"ظي ِ ي ال ْعَ ِ ل وََل قُوّة َ إّل ب َِالل ّهِ ال ْعَل ِ ّ حوْ َ ت فََل َ ما َ م َ قِني ث ُ ّ س ِ ب َوا ْ شَر ْ ا ْ
ل: ساؤ ُه ُ َ .قا َ جل َ َ ه ُ ل لَ ُ مث ّ َ ت إ ِّل ُ مو ُ ت يَ ُ مي ّ ٍ ن َ م ْ ما ِ لَ ": جاه ِد ٍ َقا َ م َ ن ُ وع َ ْ
ه َ .قا َ ه إ ِّل الل ّ ُ ل َل إ ِل َ َ ه :قُ ْ ل لَ ُ قي َ ل ،فَ ِ ج ٌ َفا ْ
351
ل :شاهك " ضَر َر ُ حت ُ ِ
ورجل كان يشرب الخمر ،قال :اشرب واسقني ،ثم مات .ورجل كان
كا في التجارة جعل يقول :هذه رخيصة وهذا مشتري جيد ،ثم منهم ً
مات .ومن الصالحين من مات وهو ساجد أو وهو يتلو القرآن أو يذكر
الله تعالى،وذلك لن الشيطان يحشد للنسان كل همته وقوته لضلله
في هذه اللحظة ،والنسان يكون في أضعف أحواله ،قال تعالى} :ي ُث َب ّ ُ
ت
ل الل ّ ُ
ه ض ّ خَرةِ وَي ُ ِ حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ ت ِفي ال ْ َ ل الّثاب ِ ِ قو ْ ِ مُنوا ْ ِبال ْ َ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ الل ّ ُ
شاء{ ) (27سورة إبراهيم ما ي َ َ ه َ ل الل ّ ُ فعَ ُ ن وَي َ ْ مي َ ظال ِ ِ ال ّ
سه حسن خاتمته فهي أن تبشَره وأما العلمة التي يعلم بها الميت نف ُ
ن
ملئكة الرحمة برضوان الله تعالى ،فيفرح ويستبشر ،قال تعالى} :إ ِ ّ
خاُفوا وََل ة أ َّل ت َ َ مَلئ ِك َ ُ م ال ْ َ ل ع َل َي ْهِ ُ موا ت َت َن َّز ُ قا ُ ست َ َ ما ْ ه ثُ ّ ن َقاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ ذي َ ال ّ ِ
جن ّةِ ال ِّتي ُ َ
ن{ ) (30سورة فصلت دو َ م ُتوع َ ُ كنت ُ ْ شُروا ِبال ْ َ حَزُنوا وَأب ْ ِ تَ ْ
مَعاِني اْل َ ْ
خَيارِ ل ِل ْك ََلَباذ ِيّ )( 217 مى ب ِ َ
س ّ
م َوائ ِد ِ ال ْ ُف َحُر ال ْ َ - 348ب َ ْ
- 349انظر موسوعة خطب المنبر -الصدار الثاني - (4146 / 1) -حسن الخاتمة والتحذير من
سوئها
الرقاق والخلق والداب
- 350الزواجر عن اقتراف الكبائر (251 / 3) -والكبائر للذهبي(32 / 1) -
ن أ َِبي الد ّن َْيا ) ( 238فيه لين ن ِلب ْ ِ ري َ ض ِحت َ َ م ْ - 351ال ْ ُ
171
ن أ َِبى ئ عَ ْ هان ِ ٍ ن َ ح بْ ِ شَري ْ ِ ن ُ وهذه العلمة هي التي في صحيح مسلم ع َ ْ
َ
قاَء ب لِ َ ح ّ نأ َ ْ ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلمَ » -
م سو ُ ل َر ُ ل َقا َ هَُري َْرة َ َقا َ
َ َ
ت ل فَأت َي ْ ُ قاَءه ُ «َ .قا َ ه لِ َ قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ ن ك َرِه َ ل ِ َ م ْ قاَءه ُ وَ َ ه لِ َ ب الل ّ ُ ح ّ الل ّهِ أ َ
َ ُ
ل الل ّ ِ
ه سو ِ ن َر ُ ت أَبا هَُري َْرة َ ي َذ ْك ُُر ع َ ْ معْ ُ س ِ ن َ مِني َ مؤ ْ ِ م ال ْ ُ ت َيا أ ّ قل ْ ُ ة فَ ُ ش َ عائ ِ َ َ
ن ت إِ ّ قال ْ َ قد ْ هَلكَنا .فَ َ ْ َ ك فَ َ َ
ن كذ َل ِ َ ن كا َ َ ديًثا إ ِ ْ ح ِ -صلى الله عليه وسلمَ -
ك َقا َ
ل ذا َ ما َ ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلم -وَ َ سو ِ ل َر ُ قوْ ِ ك بِ َ ن هَل َ َ م ْ ك َ ال َْهال ِ َ
َ ل الل ّه -صلى الله عليه وسلم » -م َ
ب الل ّ ُ
ه ح ّ قاَء الل ّهِ أ َ ب لِ َ ح ّ نأ َ َ ْ ِ سو ُ ل َر ُ َقا َ
َ
حد ٌ إ ِل ّ وَهُوَ ي َك َْرهُ مّنا أ َ س ِ قاَءه ُ « .وَل َي ْ َ ه لِ َ قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ ن ك َرِه َ ل ِ َ م ْ قاَءه ُ وَ َ لِ َ
ل الل ّهِ -صلى الله عليه وسلم -وَل َي ْ َ
س سو ُ ه َر ُ ت قَد ْ َقال َ ُ قال َ ْ ت .فَ َ مو ْ َ ال ْ َ
جل ْد ُ شعَّر ال ْ ِ صد ُْر َواقْ َ ج ال ّ شَر َ ح ْ صُر وَ َ ص ال ْب َ َ خ َ ش َ ذا َ ن إِ َ ب إ ِل َي ْهِ وَل َك ِ ْ ذى ت َذ ْهَ ُ ِبال ّ ِ
َ َ َ
ن
م ْ قاَءه ُ وَ َ ه لِ َ ب الل ّ ُ ح ّ قاَء الل ّهِ أ َ ب لِ َ ح ّ نأ َ م ْ ك َ صاب ِعُ فَعِن ْد َ ذ َل ِ َ ت ال َ ج ِ شن ّ َ وَت َ َ
قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ ك َرِه َ ل ِ َ
352
ه." . قاَء ُ ه لِ َ
ل»م َ
قاَء الل ّ ِ
ه ب لِ َ ح ّ نأ َ َ ْ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ ت عَ ِ م ِ صا ِ ن ال ّ ن ع َُباد َة َ ب ْ ِ وع َ ْ
ة أوَ َ
ش ُ ْ عائ ِ َ ت َ قاَءه ُ « َ .قال َ ْ ه لِ َ قاَء الل ّهِ ك َرِه َ الل ّ ُ ن ك َرِه َ ل ِ َ م ْ قاَءه ُ ،وَ َ ه لِ َ ب الل ّ ُ ح ّ أ َ
َ
ذا ن إِ َ م َ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ ك ،وَل َك ِ ّ ذا َ س َ ل » ل َي ْ َ ت َ .قا َ موْ َ جهِ إ ِّنا ل َن َك َْره ُ ال ْ َ ض أْزَوا ِ ب َعْ ُ
َ
ما م ّ ب إ ِل َي ْهِ ِ ح ّ ىٌء أ َ ش ْ س َ مت ِهِ ،فَل َي ْ َ ن الل ّهِ وَك ََرا َ وا ِ ض َ شَر ب ِرِ ْ ت بُ ّ مو ْ ُ ضَره ُ ال ْ َ ح َ َ
ن ال ْ َ َ َ َ
شَر ضَر ب ُ ّ ح ِ ذا ُ كافَِر إ ِ َ قاَءه ُ ،وَإ ِ ّ ه لِ َ ب الل ّ ُ ح ّ قاَء الل ّهِ وَأ َ ب لِ َ ح ّ ه ،فَأ َ م ُ ما َ أ َ
َ َ
قاَء الل ّ ِ
ه ه ،ك َرِه َ ل ِ َ م ُ ما َ ما أ َ م ّ ىٌء أك َْره َ إ ِل َي ْهِ ِ ش ْ س َ قوب َت ِهِ ،فَل َي ْ َ ب الل ّهِ وَع ُ ُ ذا ِ ب ِعَ َ
وَك َرِه َ الل ّ ُ
353
قاَءه ُ « . ه لِ َ
هل التبسم عند الموت من علمات حسن الخاتمة ؟
صا صحيحا ً صريحا ً بأن التبسم عند الموت من علمات حسن ل نعلم ن ّ
ن
كا َ ذا َ ن إِ َ م َ مؤ ْ ِ ن ال ْعَب ْد َ ال ْ ُ الخاتمة ،ولكن هذا يفهم من عدة نصوص)) ،إ ِ ّ
ماِء س َ ن ال ّ م َ ة ِ مل َئ ِك َ ٌ ل إ ِل َي ْهِ َ خَرةِ ،ن ََز َ ن ال ِ م َ ل ِ ن َالد ّن َْيا وَإ ِقَْبا ٍ م َ طاٍع ِ ق َ ِفي ان ْ ِ
َ
جن ّةِ ، ن ال ْ َ فا ِ ن أك ْ َ م ْ ن ِ ف ٌ م كَ َ معَهُ ْ سَ ، م ُ ش ْ م ال ّ جوهَهُ ُ ن وُ ُ جوهِ ،ك َأ ّ ض ال ْوُ ُ ِبي ُ
مل َ ُ
ك جيُء َ م يَ ِ صرِ ،ث ُ ّ مد ّ ال ْب َ َ ه َ من ْ ُسوا ِ جل ِ ُ حّتى ي َ ْ جن ّةِ َ ، ط ال ْ َ حُنو ِ ن َ م ْ ط ِ حُنو ٌ وَ َ
َ ْ
س
ف ُ ل :أي ّت َُها الن ّ ْ قو ُ سهِ ،فَي َ ُ عن ْد َ َرأ ِ س ِ جل ِ َ حّتى ي َ ْ مَ ، سل َ ُ ت ،ع َل َي ْهِ ال ّ مو ْ ِ ال ْ َ
ن (( رواه أحمد عن البراء وا ٍ ض َن اللهِ وَرِ ْ م َ فَرةٍ ِ مغْ ِ جي إ َِلى َ خُر ِ ة،ا ْ الط ّي ّب َ ُ
354
رضي الله عنه.
نل على هذا أيضا ً ما رواه أحمد ع َ ْ فقد يبتسم المحتضُر لذلك ،ومما يد ّ
َ
ن ع ُب َي ْد ِ الل ّ ِ
ه ة بْ َ ح َ ه ط َل ْ َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ب َر ِ طا ِ خ ّ ن ال ْ َ مُر ب ْ ُ ل َ :رأى ع ُ َ مرٍ َقا َ عا ِ َ
َ
ل الل ّهِ سو ِ ن َر ُ م ْ ت ِ معْ ُ س ِ ل :إ ِّني َ قا َ ن ؟ فَ َ ك َيا أَبا فُل َ ٍ ما ل َ َ لَ : قا َ قيل ً ,فَ َ ثَ ِ
- 352صحيح مسلم -المكنز ( 7002) -
َ َ َ ّ َ
قَبل ت َوَْبته وَل غ َْير َ
ها حالةٍ ل ت ُ ْ عْند الن ّْزع ِفي َ كون ِ ي الِتي ت َ ُ معْت َب ََرة ه ِ َ هة ال ْ ُ ن ال ْك ََرا َ ديث :أ ّ ح ِ معَْنى ال ْ َ َ
َ ُ
دةسَعا َهل ال ّ ك ،فَأ ْ ن ذ َل ِ َ ه عَ ْ شف ل َ ُ ه ،وَي ُك ْ َ عد ّ ل َ ُ ما أ ِ صاِئر إ ِل َي ْهِ ،وَ َ ما هُوَ َ سان ب ِ َ ل إ ِن ْ َ شر ك ُ ّ حين َئ ِذ ٍ ي ُب َ ّ ،فَ ِ
َ ما أ ُ ِ
زل ل َهُ ْ
م ج ِ م ،أيْ :فَي ُ ْ قاَءهُ ْ ب الّله ل ِ َ ح ّ م ،وَي ُ ِ عد ّ ل َهُ ْ قُلوا إ َِلى َ قاء الّله ،ل ِي َن ْت َ ِ وت وَل ِ َ م ْ ن ال ْ َ حّبو َ يُ ِ
َ ُ َ
ْ
ن إ ِلي ْهِ ،وَي َكَره قلو َ ما ي َن ْت َ ِ سوء َ ن ُ م ْ موا ِ ما ع َل ِ ُ قاَءه ُ ل ِ َ ن لِ َ هو َ ْ
قاَوة ي َكَر ُ هل الش َّ مة ،وَأ ْ ال ْعَطاء َوالكَرا َ
َ ْ َ
معَْنى ك ََرا َ َ َ الّله ل ِ َ
حانه سب ْ َ هته ُ ذا َ م ،وَهَ َ ك ب ِهِ ْ ريد ذ َل ِ َ مته ،وَل ي ُ ِ مته وَك ََرا َ ح َن َر ْ م عَ ْ م ،أيْ ي ُب ِْعدهُ ْ قاَءهُ ْ
َ َ
حّبه ن ُ ك ،وََل أ ّ م ذ َل ِ َ هته ْ م ك ََرا َ قاَءهُ ْ هة الّله ت ََعاَلى ل ِ َ سَبب ك ََرا َ ن َ ديث أ ّ ح ِ معَْنى ال ْ َ س َ م .وَل َي ْ َ قاَءهُ ْ لِ َ
م .شرح النووي على مسلم (47 / 9) - ُ ْ هَ ل فة َ ص
ِ َ و ُ ه لْ َ ب ، َ
ك ِ ل َ ذ م
ْ به
ّ ح ُ ن
ِ َ ري خ
َ ل ْ ا قاء لِ َ
-صحيح البخارى -المكنز ( 6507) -وصحيح مسلم -المكنز ( 6998) - 353
د{ ) حي ُ ه تَ ِ من ْ ُ ت ِ كن َ ما ُ ك َ حقّ ذ َل ِ َ ت ِبال ْ َ مو ْ ِ سك َْرة ُ ال ْ َ ت َ جاء ْ قال تعالى } :وَ َ
مرته بالحق الذي ل مرد ّ له ول (19سورة ق ،وجاءت شدة الموت وغ َ ْ
مناص ،ذلك ما كنت منه -أيها النسان -تهرب وتروغ .وقال تعالى:
ح إ ِل َي ْ ِ
ه م ُيو َ ي وَل َ ْ ي إ ِل َ ّ ح َ ل أ ُوْ ِ ن افْت ََرى ع ََلى الل ّهِ ك َذ ًِبا أ َوْ َقا َ ِ مم ّ م ِ ن أظ ْل َ ُ
} وم َ
َ َ ْ
ن ِفي ّ َ ّ ما أَنز َ َ مث ْ َ سأنزِ ُ ُ من َقا َ َ
مو َ ه وَلوْ ت ََرى إ ِذ ِ الظال ِ ُ ل الل ُ ل َ ل ِ ل َ يٌء وَ َ ش ْ
َ َ َ
نجَزوْ َ م تُ ْ م ال ْي َوْ َ سك ُ ُ ف َ جوا ْ أن ُ خرِ ُ مأ ْ ديهِ ْ طوا ْ أي ْ ِ س ُ ة َبا ِ ملئ ِك َ ُ ت َوال ْ َ مو ْ ِ ت ال ْ َ مَرا ِ غَ َ
ه
ن آَيات ِ ِ م عَ ْ كنت ُ ْ حقّ وَ ُ ن ع ََلى الل ّهِ غ َي َْر ال ْ َ قوُلو َ م تَ ُ كنت ُ ْ ما ُ ن بِ َ ب ال ُْهو ِ ذا َ عَ َ
ن{ ) (93سورة النعام ست َك ْب ُِرو َ تَ ْ
من اختلق على الله تعالى قول كذًبا ،فادعى أنه لم ما م ّ من أشد ّ ظل ّ و َ
ح إليه يبعث رسول من البشر ،أو ادعى كذًبا أن الله أوحى إليه ولم ُيو ِ
دعى أنه قادر على أن ي ُْنزل مثل ما أنزل الله من القرآن؟ ولو شيًئا ،أو ا ّ
أنك أبصرت -أيها الرسول -هؤلء المتجاوزين الحد ّ وهم في أهوال
الموت لرأيت أمًرا هائل والملئكة الذين يقبضون أرواحهم باسطو
أيديهم بالعذاب قائلين لهم :أخرجوا أنفسكم ،اليوم تهانون غاية الهانة،
كما كنتم تكذبون على الله ،وتستكبرون عن اتباع آياته والنقياد لرسله.
م{ ) (83سورة الواقعة قو َ حل ْ ُ ت ال ْ ُ ذا ب َل َغَ ِ وقال تعالى } :فَل َوَْل إ ِ َ
فهل تستطيعون إذا بلغت نفس أحدكم الحلقوم عند النزع ،وأنتم حضور
تنظرون إليه ،أن تمسكوا روحه في جسده؟ لن تستطيعوا ذلك ،ونحن
أقرب إليه منكم بملئكتنا ،ولكنكم ل ترونهم.
ق{ ) (27سورة ن َرا ٍ م ْ ل َ ي )(26وَِقي َ ت الت َّراقِ َ ذا ب َل َغَ ْ وقال تعالى } :ك َّل إ ِ َ
القيامة التراقي :أعلى الصدر
قا إذا وصلت الروح إلى أعالي الصدر ،وقال بعض الحاضرين لبعض: ح ّ
ن الذي نزل شفيه مما هو فيه؟ وأيقن المحتضر أ ّ من راق ي َْرقيه وي َ ْ هل ِ
به هو فراق الدنيا؛ لمعاينته ملئكة الموت ،واتصلت شدة آخر الدنيا
بشدة أول الخرة ،إلى الله تعالى مساق العباد يوم القيامة :إما إلى
الجنة وإما إلى النار.
َ َ مل َي ْك َ َ َ َ
نوا َ رو ذ َك ْ َ م ٍ ن أَبا ع َ ْ ةأ ّ ن أِبى ُ خب ََرِنى اب ْ ُ لأ ْ سِعيد ٍ َقا َ ن َ مَر ب ْ ِ ن عُ َ عَ ْ
ن قو ُ ة -رضى الله عنها َ - عائ ِ َ َ َ عائ ِ َ َ
م ْ ن ِ ل :إِ ّ ت تَ ُ كان َ ْ ش َ ن َ خب ََره ُ أ ّ ةأ ْ ش َ موْلى َ َ
ّ َ َ ّ
ن مى ،وَب َي ْ َ ى ِفى ب َي ِْتى وَِفى ي َوْ ِ ل اللهِ - -ت ُوُفّ َ سو َ ن َر ُ
َ
ىأ ّ ن ِعَم ِ اللهِ ع َل ّ
ى خ َ َ ن الل ّ َ
ل ع َل ّ موْت ِهِ ،د َ َ عن ْد َ َ قهِ ِ قى وَِري ِ ن ِري ِ معَ ب َي ْ َ ج َ ه َ رى ،وَأ ّ ح ِ رى وَن َ ْ ح ِ س ْ َ
ه ي َن ْظُرُ َ ّ َ وا ُ
ل اللهِ - -فََرأي ْت ُ ُ سو َ سن ِد َة ٌ َر ُ م ْ ك وَأَنا ُ س َ ن وَب ِي َد ِهِ ال ّ م ِ ح َ ع َب ْد ُ الّر ْ
َ ْ َ خذ ُه ُ ل َ َ َ
م، ن ن َعَ ْ سه ِ أ ْ شاَر ب َِرأ ِ ك فَأ َ تآ ُ قل ْ ُ ك فَ ُ وا َ س َ ب ال ّ ح ّ ه يُ ِ ت أن ّ ُ إ ِل َي ْهِ ،وَع ََرفْ ُ
َ ْ َ ُ
ه، م ،فَل َي ّن ْت ُ ُ ن ن َعَ ْ سه ِ أ ْ شاَر ب َِرأ ِ ك فَأ َ ه لَ َ ت أل َي ّن ُ ُ شت َد ّ ع َل َي ْهِ وَقُل ْ ُ ه َفا ْ فَت ََناوَل ْت ُ ُ
ش ّ َ
ن ي َد َي ْهِ َرك ْوَة ٌ -أوْ ع ُل ْب َ ٌ
ل ي َد َي ْهِ ِفى خ ُ ل ي ُد ْ ِ جعَ َ ماٌء ،فَ َ مُر ِ -فيَها َ ك عُ َ ة يَ ُ وَب َي ْ َ
ت«. سك ََرا ٍ ت َ موْ ِ ن ل ِل ْ َ ه ،إِ ّ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ل » ل َ إ ِل َ َ قو ُ ه يَ ُ جه َ ُ ما وَ ْ ح ب ِهِ َ س ُ م َ ماِء فَي َ ْ ال ْ َ
175
تمال َ ْ ض وَ َ حّتى قُب ِ َ ق ال َع َْلى « َ . ل » ِفى الّرِفي ِ قو ُ ل يَ ُ جعَ َ ب ي َد َه ُ فَ َ ص َ م نَ َ ثُ ّ
364
ي َد ُه ُ .أخرجه البخاري
ل ذلك إل بألم ٍ عظيم ٍ جدا ً ، ة الروح للجسد ،ول يحص ُ ت :هو مفارق ُ المو ُ
ب: دنيا ،قال عمر ِلكع ٍ م اللم التي ُتصيب العبد في ال ّ وهو أعظ ُ
ة
ل شجرةٍ كثير ِ أخبرني عن الموت ،قال يا أميَر المؤمنين ،هو مث ُ
صل إل ورجل شديد ف ِ م ْعرقٌ ول َ ن آدم ،فليس منه ِ شوك في جوف اب ِ ال ّ
الذراعين ،فهو يعالجها يْنزعها ،فبكى عمر.
ن العاص سأله ابُنه عن صفة الموت ،فقال :والله ولما احتضر عمرو ب ُ
كن شو ٍ غص َ م إبرة ،وكأن ُ س من س ّ ف ُ ي في تخت ،ولكأّني أتن ّ ن جنب ّ لكأ ّ
جّر به من قدمي إلى هامتي . يُ َ
دك ؟ فقال :أجدني أجتذب اجتذابا ً ، ُ
وقيل لرجل عند َ الموت :كيف تج ُ
ب ى يلتهِ ُ ن جوفي تّنور محم ّ ن الخناجَر مختلفة في جوفي ،وكأ ّ وكأ ّ
توقدا ً .
ة على ن السماوات منطبق ٌ ك ؟ قال :أجدني كأ ّ جد ُ َ وقيل لخر :كيف ت َ ِ
ج من ثقب إبرة . ي ،وأجد نفسي كأّنها تخر ُ الرض عل ّ
شد ّةِ ،والله تعالى قد حتمه على عباده كّلهم ، فلما كان الموت بهذه ال ّ
ددا ً مى تر ّ ولبد ّ لهم منه ،وهو تعالى يكره ُ أذى المؤمن ومساءته ،س ّ
ما النبياُء عليهم السلم ،فل ُيقبضون حّتى ُيخّيروا في حقّ المؤمن ،فأ ّ
. 365
ذاقِن َِتى ،فَل َ حاقِن َِتى وَ َ ن َ ه ل َب َي ْ َ ى - -وَإ ِن ّ ُ ت الن ّب ِ ّ ما َ ت َ ة َقال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
َ َ
366
ى -أخرجه البخاري دا ب َعْد َ الن ّب ِ ّ حد ٍ أ ب َ ً ت لَ َ مو ْ ِ شد ّة َ ال ْ َ أك َْره ُ ِ
وع َن ع َبد الل ّه بن بريدة َ ع َن َ
تمو ُ ن يَ ُ م ُ مؤ ْ ِ ل » ال ْ ُ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ 367أِبيهِ ع َ ِ ْ ِ ْ ِ َُ ْ َ ْ ْ ِ
ن « أخرجه الترمذي جِبي ِ ق ال ْ َ ب ِعََر ِ
ت. موْ ِ عن ْد َ ال ْ َ خي ْرِ ِ ة ال ْ َ ل هُوَ ع ََل َ
م ُ ت ،وَِقي َ مو ْ ِ شد ّةِ ال ْ َ ن ِ عَباَرة ٌ ع َ ْ ل هُوَ ِ ِقي َ
نم ْ ه ِ جِبين ُ ُ ث ي َعَْرقُ َ حي ْ ُ ن بِ َ م ِ مؤ ْ ِ ت ع ََلى ال ْ ُ مو ْ ُ شت َد ّ ال ْ َ ك :ي َعِْني ي َ ْ مل َ ِ ن ال ْ َ ل ا ِب ْ ُ َقا َ
َ
ه
جت ُ ُ زيد َ د ََر َ ص ذ ُُنوب ِهِ أوْ ل ِت َ ِ حي ِ م ِ شد ّةِ ل ِت َ ْ ال ّ
قو ُ
ل ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ ل َ قو ُ ت ع َب ْد َ الل ّهِ ي َ ُ معْ ُ س ِ ل َ ة َقا َ م َ ق َ ن ع َل ْ َ وع َ ِ
ت ال ْ ِ ُ
مارِ «ِ .قي َ
ل ح َ موْ ِ موًْتا ك َ َ ب َ ح ّ حا وَل َ أ ِ ش ً ج َر ْ خُر ُ ن تَ ْ ِ مؤ ْ ِ
م س ال ْ ُ ف َ ن نَ ْ » إِ ّ
َ ت ال ْ َ
368
جأةِ « .أخرجه الترمذي ف ْ مو ْ ُ ل» َ مارِ َقا َ ح َ ت ال ْ ِ موْ ُ ما َ وَ َ
ل ،فَإ ِن ّ ُ
ه سَراِئي َ ن ب َِني إ ِ ْ حد ُّثوا ع َ ْ ل اللهِ : ت َ َ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ جاب ِرٍ َ ،قا َ ن َ وع َ ْ
ت َ ث َ ،قا َ َ َ َ َ
م، من ْهُ ْ ة ِ ف ٌ طائ ِ َ ج ْ خَر َ لَ : حد ّ ُ شأ ي ُ َ م أن ْ َ ب ،ثُ ّ جي ُ عا ِ م ال َ ت ِفيهِ ُ كان َ ْ
قاُلوا :ل َوْ َ ّ َ
ه ،ع َّز ن ،فَد َع َوَْنا الل َ صلي َْنا َرك ْعَت َي ْ ِ م ،فَ َ قاب ِرِه ِ ْ م َن َ م ْ قب ََرة ً ِ م ْ وا َ فَأت َ ْ
- 364برقم ) 4449و (6510و الفتح و 6/16و 8/133
- 365جامع العلوم والحكم ) -ج / 38ص (32
- 366برقم ) 4446و 4449و 4450و 4451و 5217و (6510الحاقنة :المنخفضة بين
الترقوتين من الحلق ،الذاقنة :الذقن
- 367برقم ) (982و) (998ونص (1840) 4/6وابن ماجه ) (1519وأحمد 5/357و ) 360
23666و (23749والمجمع 2/325والحاكم (1333) 1/361وهو حديث صحيح.
- 368الترمذي ) (996وعب ) (6773وش) (12011وطب) (9872وطس) (6064وهب)
(9855والمجمع 2/325و 326وهو حديث حسن .الرشح :العرق
176
فعَُلوا ، َ
ل :فَ َ ت َ ،قا َ موْ ِ ن ال ْ َ ِ خب ُِرَنا ع َت ،يُ ْوا ِ م َ ض ال ْ ج ل ََنا ب َعْ َ خرِ ُ ل ،يُ ْ ج ّ وَ َ
َ ْ
جود ِ ،
س ُن ع َي ْن َي ْهِ أث َُر ال ّن قَب ْرٍ ،ب َي ْ َ م ْ سه ِ ِ ل ب َِرأ ِ ج ٌ ك إ ِذ ْ ط َل َعَ َر ُ م ك َذ َل ِ َ فَب َي َْنا هُ ْ
واللهِ ،ل َ َ َ
سن َةٍ ،فَ َ
ما مئ َةِ َ من ْذ ُ ِ
ت ُ م ّ قد ْ ِ ي ؟ فَ َ م إ ِل َ ّ ما أَرد ْت ُ ْ ل َ :يا هَؤ ُل َِء َ ، قا َ فَ َ
َ
ن ي ُِعيد َِني ك َ َ
ما هأ ْ عوا الل َ ن َ ،فاد ْ ُ ن ال َ كا َ حّتى َ ت َ مو ْ ِ حَراَرة ُ ال ْ َ ت ع َّني َ سك َن َ ْ َ
ك ُن ْ ُ
369
ت .أخرجه عبد بن حميد
قال القرطبي :لتشديد الموت على النبياء فائزتان :إحداهما تكميل
فضائلهم ورفع درجاتهم ،وليس ذلك نقصا ً ول عتابًا ،بل هو كما جاء أن
أشد الناس بلء النبياء ثم المثل فالمثل ،والثانية :أن يعرف الخلق
مقدار ألم الموت وأنه باطن ،وقد يطلع النسان على بعض الموتى ،فل
يرى عليه حركة ول قلقًا ،ويرى سهولة خروج روحه ،فيظن سهولة أمر
الموت ،ول يعرف ما الميت فيه ،فلما ذكر النبياء الصادقون في خبرهم
شدة ألمه مع كرامتهم على الله تعالى ،قطع الخلق بشدة الموت الذي
ً 370
يقاسيه الميت مطلقا.
ــــــــــــــ
- 376برقم ) (3758وابن ماجه ) (3794وابن حبان ) (2325موارد و ن عمل ) 30و 31و (32
وهو حديث صحيح.
1/273 - 377و (2519) 274والنسائي 1/281والبزار ) (88والصحيحة ) (1632وهو صحيح.
- 378أحمد ( 17600 ) 4/125وبز) (3478وابن ماجه ) (1522وطب) (7022وطس )
(1027وهو حديث صحيح.
- 379فيض القدير )(564
179
ث السادس عشر المبح ُ
ما جاء في ملك الموت وأعوانه
م إ َِلى َرب ّك ُ ْ
م م ثُ ّ ل ب ِك ُ ْ ذي وُك ّ َ ت ال ّ ِ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ كم ّ ل ي َت َوَّفا ُ قال الله تعالى } :قُ ْ
ن{ ) (11سورة السجدة جُعو َ ت ُْر َ
كل قل -أيها الرسول -لهؤلء المشركين :يتوفاكم ملك الموت الذي وُ ّ
بكم ،فيقبض أرواحكم إذا انتهت آجالكم ،ولن تتأخروا لحظة واحدة ،ثم
دون إلى ربكم ،فيجازيكم على جميع أعمالكم :إن خيًرا فخير وإن ُتر ّ
شًرا فشر.
ذاى إِ َ حت ّ َ ة َ فظ َ ً ح َ كم َ ل ع َل َي ْ ُ س ُ عَباد ِهِ وَي ُْر ِ قاه ُِر فَوْقَ ِ وقال تعالى } :وَهُوَ ال ْ َ
فّر ُ َ
ن{ ) (61سورة النعام طو َ م ل َ يُ َ سل َُنا وَهُ ْ ه ُر ُ ت ت َوَفّت ْ ُ مو ْ ُ م ال ْ َ حد َك ُ ُ جاء أ َ َ
والله تعالى هو القاهر فوق عباده ،فوقية مطلقة من كل وجه ،تليق
بجلله سبحانه وتعالى .كل شيء خاضع لجلله وعظمته ،ويرسل على
حصونها ،حتى إذا نزل الموت عباده ملئكة ،يحفظون أعمالهم وي ُ ْ
ُ
ك الموت وأعوانه ،وهم ل يضيعون ما أمروا به. مل ُ حه َ بأحدهم قبض رو َ
َ ن َ ،قا َ ُ م ل َ يُ َ ُ
ن
وا ُ ل :أع ْ َ فّرطو َ سلَنا وَهُ ْ ه ُر ُ س ِفي قَوْل ِهِ :ت َوَفّت ْ ُ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ وع َ ِ
مل َئ ِك َةِ .أخرجه ابن أبي شيبه ن ال ْ َ ك ال ْ َ مل َ ِ
380
م ْ ت ِ موْ ِ َ
ى ِفيهِ غ َي َْرةٌ َ ل اللهِ َ - -قا َ ّ سو َ َ َ
َ داوُد ُ َالن ّب ِ ّ ن َ ل » كا َ
َ
ن َر ُ
ُ
ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ وع َ ِ
حّتى حد ٌ َ ل ع ََلى أهْل ِهِ أ َ خ ْ م ي َد ْ ُ ب فَل َ ْ وا ُ ت الب ْ َ ق ِ ج أغ ْل ِ َ خَر َ ذا َ ن إِ َ كا َ ديد َة ٌ وَ َ ش ِ َ
ه ت َط ّل ِعُ إ َِلى َ َ
مَرأت ُ ُ تا ْ داُر فَأقْب َل ْ ِ ت ال ّ ق ِ ت ي َوْم ٍ وَغ ُل ّ َ ذا َ ج َ خَر َ ل -فَ َ جعَ َ -قا َ ي َْر ِ
َ
لخ َ ن دَ َ ن أي ْ َ م ْ ت ِ ن ِفى ال ْب َي ْ ِ م ْ ت لِ َ قال َ ْ دارِ فَ َ ط ال ّ س َ م وَ َ ل َقائ ِ ٌ ج ٌ ذا َر ُ دارِ فَإ ِ َ ال ّ
ذا داوُد ُ فَإ ِ َ جاَء َ د .فَ َ داوُ َ ن بِ َ ح ّ ض ُ فت َ َ ة َوالل ّهِ ل َت ُ ْ ق ٌ مغْل َ َ داُر ُ داَر َوال ّ ل ال ّ ج ُ ذا الّر ُ هَ َ
َ َ َ
بها ُ ذى ل َ أ َ ل أَنا ال ّ ِ ت َقا َ ن أن ْ َ م ْ داوُد ُ َ ه َ ل لَ ُ قا َ دارِ فَ َ ط ال ّ س َ م وَ َ ل َقائ ِ ٌ ج ُ الّر ُ
حبا ً َ
مْر َ ت فَ َ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ ت َوالل ّهِ َ داوُد ُ أن ْ َ ل َ قا َ ىٌء فَ َ ْ ش مّنى َ مت َن ِعُ ِ ك وَل َ ي َ ْ مُلو َ ال ْ ُ
كانه حيث قُبضت روحه حتى فَرغ َ من َ ْ َ
ه
شأن ِ ِ ْ ِ َ م َ َ ُ َ ْ ُ ِ َ ْ ُ ُ ُ َ ّ داوُد ُ َ ل َ م َ ه .فََر َ مرِ الل ّ ِ ب ِأ ْ
َ َ
تد .فَأظ َل ّ ْ داوُ َ ن ِللط ّي ْرِ أظ ِّلى ع ََلى َ ما ُ سل َي ْ َ ل ُ قا َ س فَ َ م ُ ش ْ ت ع َل َي ْهِ ال ّ طلعَ ْ وَ َ
جَناحا ً َ َ
ضى َ ن اقْب ِ ِ ما ُ سل َي ْ َ ل ل ََها ُ قا َ ض فَ َ م الْر ُ ت ع َل َي ْهِ ُ م ْ حّتى أظ ْل َ َ ع َل َي ْهِ الط ّي ُْر َ
ت الط ّي ُْر جناحا ً «َ .قا َ َ
ف فَعَل َ ِ ل الل ّهِ - -ك َي ْ َ سو ُ ريَنا َر ُ ل أُبو هَُري َْرة َ ي ُ ِ َ َ
مئ ِذ ٍ ال ْ َ ت ع َل َي ْهِ ي َوْ َ ل الل ّهِ ي َد َه ُ - -وَغ َل َب َ ْ سو ُ وَقَب َ َ
381
ة أخرجه أحمد حي ّ ُ ضَر ِ م ْ ض َر ُ
وقال الكلبي :يقبض ملك الموت الروح من الجسد ،ثم يسلمها إلى
ملئكة الرحمة إن كان مؤمنا ً ،وإلى ملئكة العذاب إن كان كافرا ً ،و
382
هذا المعنى منصوص في حديث البراء
أما ملك الموت فواحد كما هو ظاهر حديث الصحيحين أن موسى عليه
السلم جاءه ملك الموت فقال أجب ربك ،وكما دل عليه قوله تعالى:
(34776) 13/372 - 380وتفسير ابن أبي حاتم ) (7420-7418و الطبري 39 /7والدر 3/16
من طرق تقويه.
(9672)2/419 - 381والمجمع 8/206و (13796) 207والبداية 2/17و التحاف 10/264
ي :البيض من كل شيء وفيه انقطاع .المضرح ّ
- 382راجع تذكرة القرطبي ص 76الشاملة 2
180
م }السجدة {11 :غير أن له ل ب ِك ُ ْ ذي وُك ّ َ ت ال ّ ِ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ م َ ل ي َت َوَّفاك ُ ْ قُ ْ
ن }النعام.{61: طو َ فّر ُ م َل ي ُ َ سل َُنا وَهُ ْ ه ُر ُ أعوانا .قال الله تعالى :ت َوَفّت ْ ُ
م }النعام .{37 :روى المام سل َُنا ي َت َوَفّوْن َهُ ْ م ُر ُ جاَءت ْهُ ْ ذا َ حّتى إ ِ َ وقالَ :
مل ع َل َي ْك ُ ْ س ُ عَباد ِهِ وَي ُْر ِ قاه ُِر فَوْقَ ِ ه :وَهُوَ ال ْ َ ن قََتاد َة َ ،قَوْل ُ ُ الطبري ع َ ْ
فّر ُ م َل ي ُ َ َ
ل: قو ُ ن يَ ُ طو َ سل َُنا وَهُ ْ ه ُر ُ ت ت َوَفّت ْ ُ مو ْ ُ م ال ْ َ حد َك ُ ُ جاَء أ َ ذا َ حّتى إ ِ َ ة َ فظ َ ً ح َ َ
ت ّ جل ك ،إ ِ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ
ذا ُتوفي َ ملك وَرِْزقك وَأ َ ن ع َلي ْك ع َ َ فظو َ ح َ م يَ ْ ن آد َ َ ة َيا اب ْ َ فظ ٌ ح َ " َ
م َل َ
سل َُنا وَهُ ْ ه ُر ُ ت ت َوَفّت ْ ُ مو ْ ُ م ال ْ َ حد َك ُ ُ جاَء أ َ ذا َ حّتى إ ِ َ ك َ ت إ َِلى َرب ّ َ ض َ ك قُب ِ ْ ذ َل ِ َ
ب ب َي ْن ََها ، ق َ ل ي ُعَ ّ س ٍ م ب ُِر ُ فظ ُك ُ ْ ح َ م يَ ْ ن َرب ّك ُ ْ ل ت ََعاَلى ذ ِك ُْره ُ :إ ِ ّ قو ُ ن ،يَ ُ طو َ فّر ُ يُ َ
َ َ
ت مو ْ ُ م ال ْ َ ضُرك ُ ُ ح ِ ن يَ ْ م إ َِلى أ ْ مال ِك ُ ْ ظ أع ْ َ ف ِ ح ْ م ،وَب ِ ِ فظ ِك ُ ْ ح ْ م بِ ِ م إ ِل َي ْك ُ ْ سل ُهُ ْ ي ُْر ِ
َ َ َ
ن موَك ُّلو َ مَلك َُنا ال ْ ُ م ت َوَّفاه ُ أ ْ حد َك ُ ْ كأ َ جاَء ذ َل ِ َ ذا َ مُر الل ّهِ ،فَإ ِ َ مأ ْ ل ب ِك ُ ْ وَي َن ْزِ ُ
ه
ضي ُّعون َ ُ ك فَي ُ َ ن ِفي ذ َل ِ َ طو َ فّر ُ م َل ي ُ َ ن ب ِهِ وَهُ ْ سُلو َ مْر َ سل َُنا ال ْ ُ ح وَُر ُ ِ ض اْل َْرَوا قب ْ ِ بِ َ
َ َ
ل: ف ِقي َ ت ،فَك َي ْ َ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ ح َ ض اْلْرَوا َ قب ِ ُ ذي ي َ ْ س ال ّ ِ ل :أوَل َي ْ َ ل َقائ ِ ٌ ن َقا َ فَإ ِ ْ
َ
ل ي َت َوَّفاك ُ ْ
م ل :قُ ْ س قَد ْ َقا َ حد ٌ ؟ أوَل َي ْ َ ة وَهُوَ َوا ِ مل َ ٌ ج ْ ل ُ س ُ سل َُنا َ ،والّر ُ ه ُر ُ ت َوَفّت ْ ُ
َ
ه ت ََعاَلى أ َ َ
ن عا َ ن الل ّ ُ كو َ ن يَ ُ جائ ٌِز أ ْ لَ : م ؟ ِقي َ ل ب ِك ُ ْ ذي وُك ّ َ ت ال ّ ِ موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ َ
ُ َ ْ َ َ َ ّ َ َ ْ َ َ
ن
ت ،في َكو ُ مو ْ ِ ك ال َ مل ِ مرِ َ ن ذ َل ِك ب ِأ ْ عن ْد ِهِ ،في َت َوَلوْ َ ن ِ م ْ ن ِ وا ٍ ت ب ِأع ْ َ موْ ِ ملك ال َ َ
َ
كمل َ ِ ت إ َِلى َ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ِ ن َ وا ِ ل َ أع ْ َ ن فِعْ ِ م ْ ك ِ ن ذ َل ِ َ كا َ ن َ ضاًفا ،وَإ ِ ْ م َ ) الت ّوَّفي ( ُ
ن م ْ ل َ ف قَت ْ ُ ضا ُ ما ي ُ َ مرِهِ ،ك َ َ ك ب ِأ ْ ن ذ َل ِ َ ْ ما فَعَُلوا ِ
م م َ ن فِعْل ُهُ ْ كا َ ت ،إ ِذ ْ َ مو ْ ِ ال ْ َ
َ
ن، طا ِ سل ْ َ ن إ َِلى ال ّ ِ طاسل ْ َ مرِ ال ّ دوه ُ ب ِأ ْ جل َ ُ ن َ ْ مجل ْد ِ َ ن وَ َ ِ طا سل ْ َ ن ال ّ وا ُ َ ل أ َع ْ قَت َ َ
َ
ل ذ َل ِ َ
ك ه ب ِي َد ِهِ .وَقَد ْ ت َأوّ َ سهِ وََل وَل ِي َ ُ ف ِ ك ب ِن َ ْ شَر ذ َل ِ َ ن َبا َ طا ُ سل ْ َ ن ال ّ م ي َك ُ ِ ن لَ ْ وَإ ِ ْ
ل " اهـ. 383 ْ َ ك َذ َل ِ َ
ل الت ّأِوي ِ ن أهْ ِ م ْ ة ِ ماع َ ٌ ج َ ك َ
أما كيف بقبض ملك الموت عددا من الرواح في وقت واحد ،فقد جاء
في القرآن الكريم والسنة ما يدل على أن لملك الموت أعوانا ً من
ه
عَباد ِ ِ قاه ُِر فَوْقَ ِ الملئكة ،ففي القرآن ورد قوله سبحانه :وَهُوَ ال ْ َ
َ
مل سل َُنا وَهُ ْ ه ُر ُ ت ت َوَفّت ْ ُ مو ْ ُ م ال ْ َ حد َك ُ ُ جاَء أ َ ذا َ حّتى إ ِ َ ة َ فظ َ ً ح َ م َ ل ع َل َي ْك ُ ْ س ُ وَي ُْر ِ
ن ]النعام.[61: طو َ فّر ُ يُ َ
َ
ت { أي: مو ْ ُ م ال ْ َ حد َك ُ ُ جاَء أ َ ذا َ حّتى إ ِ َ قال ابن كثير في تفسيره :قولهَ } :
سل َُنا { أي :ملئكة موكلون ه ُر ُ ]إذا[ ) (4احتضر وحان أجله } ت َوَفّت ْ ُ
بذلك.قال ابن عباس وغير واحد :لملك الموت أعوان من الملئكة،
يخرجون الروح من الجسد ،فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى
ل قو ْ ِ مُنوا ِبال ْ َ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ ت الل ّ ُ الحلقوم وسيأتي عند قوله تعالى } :ي ُث َب ّ ُ
خَرةِ { ]إبراهيم ،[27 :الحاديث حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ ت ِفي ال ْ َ الّثاب ِ ِ
المتعلقة بذلك ،الشاهدة لهذا المروي عن ابن عباس وغيره
384
بالصحة..
ت ْ ي َ قا َ َ
مي ّ َ ن ال َ ل " :إِ ّ ن الن ّب ِ ّ ن أِبي هَُري َْرة َ ع َ ِ ويشهد لهذا ما روي ع َ ْ
َ ح َقاُلوا :ا ْ مَلئ ِك َ ُ
س
ف ُ جي أي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ صال ِ ُ ل ال ّ ج ُ ن الّر ُ كا َ ذا َ ة فَإ ِ َ ضُره ُ ال ْ َ ح ُ تَ ْ
َ
نحا ٍ ح وََري ْ َ ري ب َِروْ ٍ ش ِ ميد َة ً وَأب ْ ِ ح ِ جي َ خُر ِ سد ِ ،ا ْ ج َ ت ِفي ال ْ َ كان َ ْ ة َ مئ ِن ّ ُ مط ْ َ ال ْ ُ
حّتى ج ب َِها َ ج فَي َعُْر َ خُر َ حّتى ت َ ْ ك َ ه ذ َل ِ َ ل لَ ُ قا ُ ل يُ َ ما ي ََزا ُ ن ،فَ َ ضَبا َ ب غ َي ْرِ غ َ ْ وََر ّ
ن ِللط ّب َرِ ّ
ي) ( 12146 سيرِ ال ْ ُ
قْرآ ِ ف ِ معُ ال ْب ََيا ِ
ن ِفي ت َ ْ جا ِ
َ - 383
181
ن
ن بْ ُ ل :فَُل ُ قا ُ ذا ؟ فَي ُ َ ن هَ َ م ْ لَ : قا ُ ح ل ََها فَي ُ َ فت َ َ ست َ ْ ماِء فَي ُ ْ ي ب َِها إ َِلى ال ّ
س َ ي َن ْت َهِ َ
خِلي ب ،اد ْ ُ سد ِ الط ّي ّ ِ ج َ ت ِفي ال ْ َ كان َ ْ س الط ّي ّب َةِ َ ف ِ حًبا ِبالن ّ ْ مْر َ لَ : قا ُ ن ،فَي ُ َ فَُل ٍ
ل ل ََها ذ َل ِ َ ن ،فََل ي ََزا ُ َ
ك قا ُ ل يُ َ ضَبا َ ب غ َي ْرِ غ َ ْ ن وََر ّ حا ٍ ح وََري ْ َ ٍ ري ب َِروْ ِ شميد َة ً وَأب ْ ِ ح ِ َ
َ َ
ن
كا َ ذا َ ل :وَإ ِ َ ة َقا َ ساب ِعَ َ ماَء ال ّ س َ ه أَراد َ ال ّ ماِء ،أظ ُن ّ ُ س َ ي ب َِها إ َِلى ال ّ حّتى ي َن ْت َهِ َ َ
ْ َ خِبيث َ ُ ْ َ سوُء َقالوا :ا ُْ ج ُ
سد ِج َ ت ِفي ال َ ة كان َ ْ س ال َ ف ُ جي أي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ ل ال ّ الّر ُ
ج ،فََل ي ََزا ُ َ َ ال ْ َ
ل شك ْل ِهِ أْزَوا ٌ ن َ م ْ خَر ِ ق َوآ َ سا ٍ ميم ٍ وَغ َ ّ ح ِ ري ب ِ َ ش ِ ة وَأب ْ ِ م ً مي َ ث ذَ ِ خِبي ِ
ذا ؟ ن هَ َ م ْ لَ : قا ُ ماِء ،فَي ُ َ س َ ج فَي َن ْت َِهي ب َِها إ َِلى ال ّ خُر َ حّتى ت َ ْ ك َ ه ذ َل ِ َ ل لَ ُ قا ُ يُ َ
ت ِفي كان َ ْ خِبيث َةِ َ س ال ْ َ ف َِ حًبا ِبالن ّ ْ مْر َ ل َ :ل َ قا ُ ن ،فَي ُ َ ن فَُل ٍ ن بْ ُ ل :فَُل ُ قا ُ فَي ُ َ
س ُ
ل ماِء ،فَت ُْر َ س َب ال ّ وا ُ ك أب ْ َ ح لَ ِ فت َ ُ ه َل ت ُ ْ ة فَإ ِن ّ ُ م ً مي َ جِعي ذ َ ِ ث ،اْر ِ خِبي ِ سد ِ ا ل ْ َ ج َ ال ْ َ
صيُر إ َِلى ال ْ َ َْ َ
ض ثُ ّ
385
ر...". قب ْ ِ م تَ ِ إ ِلى الْر ِ
ـــــــــــــ
- 385إثبات عذاب القبر للبيهقي ( 35) (45 / 1) -صحيح و انظر فتاوى الشبكة السلمية رقم
الفتوى ) ( 20657
-الحميم :الماء الحار -الغساق :بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل النار
وغسالتهم ،وقيل الزمهرير
182
ث السابع عشر
المبح ُ
من يحضر الميت من الملئكة
عن ابن مسعود وابن عباس ،ومسروق ،وسعيد بن جبير ،وأبو صالح،
ت غ َْرًقا { الملئكة ،يعنون حين تنزع عا ِ سديَ } :والّنازِ َ وأبو الضحى ،وال ّ
أرواح بني آدم ،فمنهم من تأخذ روحه بُعنف فَُتغرق في نزعها ،و]منهم[
حّلته من نشاط ،وهو قوله: من تأخذ روحه بسهولة وكأنما َ
386
طا { قاله ابن عباس. ش ً ت نَ ْ طا ِ ش َ } َوالّنا ِ
دان َِها صعِ َ ن يُ ْ كا ِ مل َ َ ها َ قا َ ن ت َل َ ّ ِ مؤ ْ ِ
م ح ال ْ ُ ت ُرو ُ ج ْ خَر َ ذا َ ل » إِ َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ وع َ ِ
َ
لل أهْ ُ قو ُ ل » وَي َ ُ كَ .قا َ س َ م ْ حَها وَذ َك ََر ال ْ ِ ب ِري ِ طي ِ ن ِ م ْ ماد ٌ فَذ َك ََر ِ ح ّ ل َ َقا َ 387
«
ك وَع ََلى َ ه ع َل َي ْ ِ َ
سد ٍ ج َ صّلى الل ّ ُ ض َ ل الْر ِ ن قِب َ ِ م ْ ت ِ جاَء ْ ة َ ح ط َي ّب َ ٌ ماِء ُرو ٌ س َ ال ّ
قوا ب ِهِ إ َِلى ل ان ْط َل ِ ُ قو ُ م يَ ُ ل ثُ ّ ج ّ ه .فَي ُن ْط َل َقُ ب ِهِ إ َِلى َرب ّهِ ع َّز وَ َ رين َ ُ م ِ ت ت َعْ ُ ك ُن ْ ِ
نم ْ ماد ٌ وَذ َك ََر ِ ح ّ ل َ ه َ -قا َ ح ُ ت ُرو ُ ج ْ خَر َ ذا َ كافَِر إ ِ َ ن ال ْ َ ل » وَإ ِ ّ ل «َ .قا َ ج ِ خرِ ال َ َ آ ِ
ض. َ خِبيث َ ٌ ل أهْ ُ َ قو ُ ن َت ْن َِها وَذ َك ََر ل َعًْنا -وَي َ ُ
ل الْر ِ ن قِب َ ِ م ْ ت ِ جاَء ْ ة َ ح َ
خر ال َجل «َ .قا َ َ
ماِء ُرو ٌ س َ ل ال ّ
ل الل ّهِ سو ُ ل أُبو هَُري َْرة َ فََرد ّ َر ُ َ ِ قوا ب ِهِ إ َِلى آ ِ ِ ل ان ْط َل ِ ُ قا ُ ل فَي ُ َ َقا َ
َ
388
ذا .أخرجه مسلم فهِ هَك َ َ ت ع َل َي ْهِ ع ََلى أن ْ ِ كان َ ْ ة َ َ - -ري ْط َ ً
َ
من ْت ََهى سد َْرة ال ْ ُ من إ َِلى ِ مؤ ْ ِ ح ال ْ ُ ِ قوا ب ُِرو ل :ا ِن ْط َل ِ ُ مَراد ِباْلوّ ِ ضي :ال ْ ُ قا ِ ل ال ْ َ َقا َ
َ
من ْت ََهى اْل َ كاِفر إ َِلى ِ ح ال ْ َ مَراد ِبالّثاِني ا ِن ْط َل ِ ُ
جل ، ي ُ جين ،فَهِ َ س ّ ِ قوا ب ُِرو َ ،وال ْ ُ
َ َ
جل الد ّن َْيا .وآخر الجل :سجن في ضاء أ َ ق َ مَراد إ َِلى ا ِن ْ ِ ن ال ْ ُ مل أ ّ حت َ َ وَي ُ ْ
جهنم .
َ ن أ َِبي هَُري َْرة َ ،ع َ
مل َئ ِك َ ُ
ة ه َ ض أت َت ْ ُ َ ذا قُب ِ ن إِ َ َ ممؤ ْ ِ ن ال ْ ُ ي : إِ ّ ّ ن الن ّب ِ ِ وع َ ْ
َ
ب ج ك َأط ْي َ ِ خُر ُ ح اللهِ ،فَت َ ْ
ْ جي إ ِلى َروْ ِ
َ خُر ِ ل:ا ْ قو ُ ضاَء ،فَت َ ُ ريَرةٍ ب َي ْ َ ح ِ مة ِ ب ِ َ ح َ الّر ْ
ب ن ب ِهِ َبا َ حّتى ي َأُتو َ هَ ، مون َ ُ ش ّ ضا ي َ ُ م ب َعْ ً ضهُ ْ ه ب َعْ ُ م ل ِي َُناوِل ُ ُ حّتى إ ِن ّهُ ْ ك َ س ٍ م ْ ح ِ ِري ِ
ض ؟ وَل َ َ ة ال ِّتي َ ح الط ّي ّب َ ُ قوُلو َ ماِء ،فَي َ ُ
ن الْر ِ م َ ت ِ جاَء ْ
َ ْ
ما هَذ ِهِ الّري ُ نَ : س َ ال ّ
ْ
من فَل َهُ ْ مِني َ مؤ ْ ِ ح ال ْ ُ ن ب ِهِ أْرَوا َ حّتى ي َأُتو َ كَ ، ل ذ َل ِ َ مث ْ َ ماًء إ ِل ّ َقاُلوا ِ س َ ن َ ي َأُتو َ
شد فَرحا به م َ َ
ن؟ ل فُل َ ٌ ما فَعَ َ نَ : قوُلو َ م ،فَي َ ُ ب ب َِغائ ِب ِهِ ْ ل ال َْغائ ِ ِ ن أهْ ِ أ َ ّ َ ً ِ ِ ِ ْ
ل :قَد ْ قو ُ م الد ّن َْيا ،فَي َ ُ ن ِفي غ َ ّ كا َ ه َ ح ،فَإ ِن ّ ُ ري َ ِ ست َ حّتى ي َ ْ عوه ُ َ ن :دَ ُ قوُلو َ فَي َ ُ
ما ال ْ َ َ ُ َ َ
كافُِر مهِ ال َْهاوِي َةِ ،وَأ ّ ب ب ِهِ إ َِلى أ ّ ن :ذ ُه ِ َ قوُلو َ م ؟ فَي َ ُ مات َك ُ ْ ما أ َ ت،أ َ ما َ َ
ْ
ب اللهِ ، ض ِ جي إ َِلى غ َ ِ خُر ِ ن:ا ْ قوُلو َ ح ،فَي َ ُ س ٍ م ْ ب بِ ُ ذا ِ ة ال ْعَ َ مل َئ ِك َ ُ ه َ فَي َأِتي ُ
َ َ
ض .أخرجه ابن حبان في صحيحه ب الْر ِ ب ب ِهِ إ َِلى َبا ِ فةٍ فَت َذ ْهَ ُ جي َ ح ِ ن ِري ِ ج ك َأن ْت َ ِ خُر ُ فَت َ ْ
389
ة فَإ ِ َ
ذا ضُره ُ ال ْ َ
مل َئ ِك َ ُ ح ُ ت تَ ْمي ّ ُل » :ال ْ َ ى َ - -قا َ ّ ن الن ّب ِ
ِ ن أ َِبى هَُري َْرة َ ع َ وع َ ْ
َ
سد ِ
ج َ ت ِفى ال ْ َ كان َ ْة َ س الط ّي ّب َ ُ ف ُ جى أي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِحا َقاُلوا :ا ْ صال ِ ً
ل َ ج ُ ن الّر ُ َ
كا َ
َ
ن فَل َ ي ََزا ُ
ل ضَبا َ ب غ َي ْرِ غ َ ْ ن وََر ّ حا ٍ ح وََري ْ َرى ب َِروْ ٍ ش ِميد َة ً وَأب ْ ِ ح ِ جى َ خُر ِبا ْ الط ّي ّ ِ
- 386تفسير ابن كثير 8/334و 8/312وهو صحيح ومثله ل يقال بالرأي
من ْك ٌَر وَن َ ِ
كيٌر - 387أي ُ
- 388برقم ) (2872في الجنة موقوفًا ،ومثله ل يقال بالرأي.
- 389صحيح ابن حبان ) -ج / 7ص (3014)(285وعذاب القبر برقم ) (45وأحمد 2/364
وصحيح الترغيب ) (3559ون ) (11926والحاكم 1/352وهو حديث صحيح .المسح :قطعة
جثة الميت إذا أن َْتن
فة ُ :
جي َ
من الصوف الغليظ ،ال ِ
183
نم ْ لَ : قا ُ ح ل ََها فَي ُ َ فت َ ُ ماِء فَي ُ ْ س َ ج ب َِها إ َِلى ال ّ م ي ُعَْر ُ ج ثُ ّ خُر َ حّتى ت َ ْ ك َ ل ل ََها ذ َل ِ َ قا ُ يُ َ
سد ِ ج َ ت ِفى ال ْ َ كان َ ْ س الط ّي ّب َةِ َ ف ِ حًبا ِبالن ّ ْ مْر َ لَ : قا ُ ن .فَي ُ َ ن :فُل َ ٌ قوُلو َ ذا فَي َ ُ هَ َ
َ
ن .فَل َ ي ََزا ُ
ل ضَبا َ ب غ َي ْرِ غ َ ْ ن وََر ّ حا ٍ ح وََري ْ َ ٍ رى ب َِروْ ش ِ ميد َة ً وَأب ْ ِ ح ِ خِلى َ ب اد ْ ُ الط ّي ّ ِ
ج ّ ماِء ال ِّتى ِفيَها الل ّ ُ حّتى ي ُن ْت ََهى ب َِها إ َِلى ال ّ ل ل ََها ذ َل ِ َ قا ُ
390
ل ه ع َّز وَ َ س َ ك َ يُ َ
ت ِفى ة َ خِبيث َ ُ س ال ْ َ َ سوُء َقا َ ج ُ ذا َ ،وَإ ِ َ
كان َ ْ ف ُ جى أي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ لا ْ ل ال ّ ن الّر ُ كا َ
َ سد ِ ا ل ْ َ
شك ْل ِ ِ
ه ن َ م ْ خَر ِ قَ .وآ َ سا ٍ ميم ٍ وَغ َ ّ ح ِ رى ب ِ َ ش ِ ة وَأب ْ ِ م ً مي َ جى ذ َ ِ خُر ِ ثا ْ خِبي ِ ج َ ال ْ َ
َ
ماِء فَل َ س َ ج ب َِها إ َِلى ال ّ م ي ُعَْر ُ ج ثُ ّ خُر َ حّتى ت َ ْ ك َ ل ل ََها ذ َل ِ َ قا ُ ل يُ َ ج391 .فَل َ ي ََزا ُ أْزَوا ٌ
ف َِس حًبا ِبالن ّ ْ مْر َ ل :لَ َ قا ُ ن .فَي ُ َ ل :فُل َ ٌ قا ُ ذا فَي ُ َ ن هَ َ م ْ لَ : قا ُ ح ل ََها فَي ُ َ فت َ ُ يُ ْ
ب وا ُ ك أب ْ َ ح لَ ِ فت َ ُ ة فَإ ِن َّها ل َ ت ُ ْ م ً مي َ جِعى ذ َ ِ ث اْر ِ خِبي ِ سد ِ ا ل ْ َ ج َ ت ِفى ال ْ َ كان َ ْ خِبيث َةِ َ ال ْ َ
392
قب ْرِ «.رواه ابن ماجه صيُر إ َِلى ال ْ َ م تَ ِ ماِء ث ُ ّ س َ ن ال ّ م َ ل ب َِها ِ س ُ ماِء فَي ُْر َ س َ ال ّ
مَلئ ِك َ ُ َ
نكا َ ذا َ ة فَإ ِ َ ضُره ُ ال ْ َ ح ُ ت تَ ْ مي ّ َ ن ال ْ َ ل " :إِ ّ ي َقا َ ن الن ّب ِ ّ ن أِبي هَُري َْرة َ ع َ ِ وع َ ْ
َ
سد ِ ، ج َ ت ِفي ال ْ َ كان َ ْ ة َ مئ ِن ّ ُ مط ْ َ س ال ْ ُ ف ُ جي أي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ ح َقاُلوا :ا ْ صال ِ ُ ل ال ّ ج ُ الّر ُ
َ
لقا ُ ل يُ َ ما ي ََزا ُ ن ،فَ َ ضَبا َ ب غ َي ْرِ غ َ ْ ن وََر ّ حا ٍ ح وََري ْ َ ري ب َِروْ ٍ ش ِ ميد َة ً وَأب ْ ِ ح ِ جي َ خُر ِ ا ْ
ح ل ََها فت َ َ ست َ ْ ماِء فَي ُ ْ س َ ي ب َِها إ َِلى ال ّ حّتى ي َن ْت َهِ َ ج ب َِها َ ج فَي َعُْر َ خُر َ حّتى ت َ ْ ك َ ه ذ َل ِ َ لَ ُ
س
ف ِ حًبا ِبالن ّ ْ مْر َ لَ : قا ُ ن ،فَي ُ َ ن فَُل ٍ ن بْ ُ ل :فَُل ُ قا ُ ذا ؟ فَي ُ َ ن هَ َ م ْ لَ : قا ُ فَي ُ َ
َ
ن حا ٍ ح وََري ْ َ ري ب َِروْ ٍ ش ِ ميد َة ً وَأب ْ ِ ح ِ خِلي َ ب ،اد ْ ُ سد ِ الط ّي ّ ِ ج َ ت ِفي ال ْ َ كان َ ْ الط ّي ّب َةِ َ
ماِء ، س َ ي ب َِها إ َِلى ال ّ حّتى ي َن ْت َهِ َ ك َ ل ل ََها ذ َل ِ َ قا ُ ل يُ َ ن ،فََل ي ََزا ُ ضَبا َ ب غ َي ْرِ غ َ ْ وََر ّ
سوُء َقاُلوا :ا ْ َ َ
جي خُر ِ ل ال ّ ج ُ ن الّر ُ كا َ ذا َ ل :وَإ ِ َ ة َقا َ ساب ِعَ َ ماَء ال ّ س َ ه أَراد َ ال ّ أظ ُن ّ ُ
خبيث ذ َميم ً َ أ َي ّت َُها الن ّ ْ
ميم ٍ ح ِ ري ب ِ َ ش ِ ة وَأب ْ ِ سد ِ ا ل ْ َ ِ ِ ِ َ ج َ ت ِفي ال ْ َ كان َ ْ ة َ خِبيث َ ُ س ال ْ َ ف ُ
َ
ج خُر َ حّتى ت َ ْ ك َ ه ذ َل ِ َ ل لَ ُ قا ُ ل يُ َ ج ،فََل ي ََزا ُ شك ْل ِهِ أْزَوا ٌ ن َ م ْ خَر ِ ق َوآ َ سا ٍ وَغ َ ّ
ن، ن فَُل ٍ ن بْ ُ ل :فَُل ُ قا ُ ذا ؟ فَي ُ َ ن هَ َ م ْ لَ : قا ُ ماِء ،فَي ُ َ س َ فَي َن ْت َِهي ب َِها إ َِلى ال ّ
جِعي ث ،اْر ِ خِبي ِ سد ِ ا ل ْ َ ج َ ت ِفي ال ْ َ كان َ ْ خِبيث َةِ َ س ال ْ َ ف َِ حًبا ِبالن ّ ْ مْر َ ل َ :ل َ قا ُ فَي ُ َ
صيُر إ َِلى َ ْ س ُ َ ح لَ ِ ه َل ت ُ ْ
م تَ ِ ض ثُ ّ ل إ ِلى الْر ِ ماِء ،فَت ُْر َ س َ ب ال ّ وا ُ ك أب ْ َ فت َ ُ ة فَإ ِن ّ ُ م ً مي َ ذَ ِ
393
ر". ِ قب ْ ال ْ َ
شِهيدِ ن د َم ِ ال ّ م ْ قط ُُر ِ ل قَط َْرةٍ ت َ ْ ن أ َوّ َ ل :إِ ّ رو َ ،قا َ م ٍ ن عَ ْ ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ
ّ وع َ ْ
ه إ ِل َي ْهِ َ َ ث الل ّ ُ فُر ل َ ُ
ن
م َ ن ِ حا ٍ ن ب َِري ْ َ ملك َي ْ ِ م ي َب ْعَ ُ ن ذ َن ْب ِهِ ،ث ُ ّ م ْ
َ
م ِ قد ّ َ ما ت َ َ ه ب َِها َ ي ُغْ َ
ن الل ّهِ ، حا َ سب ْ َ نُ : قوُلو َ ة ،يَ ُ ملئ ِك َ ٌ ماِء َ س َ جاِء ال ّ ريط َةٍ ،وَع ََلى أْر َ جن ّةِ وَب ِ ِ ال ْ َ
ة ط َي ْب َ ٌ ح ط َي ّب َ ٌ َ
ب ِإل فُت ِ َ
ح مّر ب َِبا ٍ ة َ ،فل ي َ ُ م ٌ س َ ة ،نَ َ ض ِري ٌ ن الْر ِ م َ م ِ جاَء ال ْي َوْ ُ قَد ْ َ
جد ُ ل َ ُ
ه س ُ ن ،فَي َ ْ م َ ح َ حّتى ي ُؤ َْتى ب ِهِ الّر ْ ه َ شي ّعَ ُ صّلى ع َل َي ْهِ ،وَ َ ك ِإل َ مل َ ٍ ه َ ،ول ب ِ َ لَ ُ
- 390أي يظهر ويلقي حكمه 1هـ السندي على ابن ماجه ،2/566وهذا من أحاديث الصفات
التي يجب اليمان بها ،ول نتعرض لها بتأويل أو تحريف ،والله تعالى منزه عن المكان والحيز ...
راجع الفتح الرباني شرح مسند أحمد 73 – 7/72
وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ) -ج / 5ص : (341ادخلي أي في السموات
العلى أو في عبادي أي محل أرواحهم حميدة أي محمودة أو حامدة وأبشري بروح وريحان
ورب غير غضبان فل تزال أي هي يقال لها ذلك أي ما ذكر من المر بالدخول والبشارة
بالصعود من سماء إلى سماء حتى تنتهي أي تصل إلى السماء التي فيها الله أي أمره وحكمه
أي ظهور ملكه وهو العرش وقال الطيبي أي رحمته بمعنى الجنة وتبعه ابن حجر
- 391أشياء سيئة جدا ً من هذا القبيل يعاقبون بها نفسه 7/73
- 392برقم ) (4403وأحمد 2/344و 345والطبري 8/129والبيهقي في عذاب القبر )(44
والنسائي ) 11378و (11925وتهذيب الثار ) (176وهو حديث صحيح.
- 393إثبات عذاب القبر للبيهقي ( 35) (45 / 1) -صحيح
184
داِء ، شهَ َ مُر ب ِهِ إ َِلى ال ّ م ي ُؤ ْ َ ة ب َعْد َه ُ ،ث ُ ّ ملئ ِك َ ُ جد ُ ا ل ْ َ س ُ ملئ ِك َةِ ،وَت َ ْ ل ال ْ َ قَب ْ َ
لن كُ ّ ت ،ي ُل ْغََثا ِ حو ٍ عن ْد َ ث َوْرٍ وَ ُ ريرٍ ِ ح ِ ن َ م ْ ب ِ ضرٍ ،وَث َِيا ٍ خ ِ ض َ م ِفي رَِيا ٍ جد ُهُ ْ فَي َ ِ
َ َ
ذا جن ّةِ ،فَإ ِ َ ت ِفي أن َْهارِ ال ْ َ حو ُ ل ال ْ ُ مث ْل ََها ،فَي َظ َ ّ س ِ ِ مم ي ُل ْغََثا ِبال ْ ة ،لَ ْ ي َوْم ٍ ل َغْث َ ً
َ َ
دوا ِفي ج ُ مهِ ،فَوَ َ ح ِ ن لَ ْ م ْ م ،فَأك َُلوا ِ كاه ُ ل َهُ ْ قْرن ِهِ ،فَذ َ ّ سى وَك ََزه ُ الث ّوُْر ب ِ َ م َ أ ْ
ل رائ ِحة م َ
جن ّةِ ، شا ِفي ال ْ َ ث الث ّوُْر َنافِ ً جن ّةِ ،وَي َل ْب َ ُ ن أن َْهارِ ال ْ َ ْ م كُ ّ َ َ ٍ ِ مهِ ط َعِ ُ ح ِ لَ ْ
َ فَإ َ َ
نم ْ م ،فَأك َُلوا ِ كاه ُ ل َهُ ْ ت فَوَك ََزه ُ ب ِذ َن َب ِهِ ،فَذ َ ّ حو ُ م ال ْ ُ دا ع َل َي ْهِ ،ث ُ ّ ح غَ ً صب َ َ ذا أ ْ ِ
نَْ ُ َ رو ُ ظ ن ي َ ف ، ة ن ج
َ َ ٍ ِ ْ ِ َ ِ َ ّ ِ ْ ل ا ر ما ث ن م ة ر م َ ث ل ّ ُ ك م ْ َ ع َ ط ه
ْ ِ ِ م ح َ ل في ِ دوا َ َ ُ ج و َ ف ، لَ ْ ِ ِ
ه م ح
َ
ذا ت ُوُّفي ة ،وَإ ِ َ ساع َ ُ م ال ّ قو َ ن تَ ُ هأ ْ ن الل ّ َ عو َ شّيا ،ي َد ْ ُ م ب ُك َْرة ً وَع َ ِ مَنازِل ِهِ ْ إ َِلى َ
جن ّةِ ، ن ال ْ َ م َ خْرقَةٍ ِ جن ّةِ ،وَ ِ ن ال ْ َ م َ ن ِ حا ٍ ن ب َِري ْ َ ِ مل َك َي ْ ه إ ِل َي ْهِ َ ث الل ّ ُ ن ب َعَ َ م ُ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
حٍ ة إ َِلى َروْ س الط ّي ّب َ ُ ف َ ُ جي أ َي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ ل:ا ْ قا ُ ه ،وَي ُ َ س ُ ف ُ ض ِفيَها ن َ ْ قب َ ُ تُ ْ
َ
حد ُ ها أ َ جد َ َ حة ٍ و َ َ ب َرائ ِ َ ج ك َأط ْي َ ِ خُر ُ ن ،فَت َ ْ ضَبا َ ك غ َي ُْر غ َ ْ ك ع َل َي ْ ِ ن ،وََرب ّ ِ حا َ ٍ وََري ْ َ
َ
ن الل ّهِ ،قَد ْ حا َ سب ْ َ نُ : قوُلو َ ة ،يَ ُ ملئ ِك َ ٌ ماِء َ س َ جاِء ال ّ فهِ ،وَع ََلى أْر َ ط ب ِأن ْ ِ قَ ّ
ح ط َي ْب َ ٌ َ
ب ِإل فُت ِ َ
ح مّر ب َِبا ٍ ة َ ،فل ت َ ُ م ٌ ري َ ة كَ ِ م ُ س َ ة ،وَن َ َ ض ِري ٌ ن الْر ِ م َ م ِ جاَء ال ْي َوْ ُ َ
جد ُ س ُ ن ،فَت َ ْ م َ ح َ حّتى ي ُؤ َْتى ب ِهِ الّر ْ ه َ شي ّعَ ُ صلى ع َلي َْها وَ َ َ ّ ك ِإل َ مل ٍ َ ل ََها َ ،ول ب ِ َ
ه
ب ب ِهَذ ِ ِ ل :اذ ْهَ ْ قا ُ ل ،فَي ُ َ كاِئي ُ مي َ عى ِ م ي ُد ْ َ م ،ثُ ّ جد ُ ب َعْد َهُ ْ س ُ ه ،وَي َ ْ ة قَب ْل َ ُ ملئ ِك َ ُ ال ْ َ
َ َ معَ أ َن ْ ُ
مة ِ ، قَيا َ م ال ْ ِ م ي َوْ َ ك ع َن ْهُ ْ سأل َ َ حّتى أ ْ ن َ مِني َ مؤ ْ ِ س ال ْ ُ ف ِ جعَل َْها َ س َ ،فا ْ ف ِ الن ّ ْ
ه ،وَي ُن ْب َذ ُ ض ُ ن ع َْر ُ سب ِْعي َ ه وَ َ طول ُ ُ ن ُ سب ِْعي َ سعُ ع َل َي ْهِ َ مُر ب ِهِ إ َِلى قَب ْرِهِ ،فَي ُوَ ّ وَي ُؤ ْ َ
ي
س َ ن ،كُ ِ قْرآ ِ ن ال ْ ُ م َ يٌء ِ ش ْ ه َ معَ ُ ن َ كا َ ن َ ريرٍ ،فَإ ِ ْ ح ِ ست َُر ب ِ َ ن ،وَي ُ ْ حا ٌ ه ِفيهِ َري ْ َ لَ ُ
ل مث َ ِ ه كَ َ مث َل ُ ُ س ،فَ َ م ِ ش ْ ل ال ّ مث ْ َ ه ُنوٌر ِ ل لَ ُ جعِ َ يٌء ُ ش ْ ه َ معَ ُ ن َ م ي َك ُ ْ ن لَ ْ ُنوُره ُ ،وَإ ِ ْ
َ َ
هث الل ّ ُ ي ب َعَ َ ذا ت ُوُفّ َ كافَِر إ ِ َ ن ال ْ َ ب أهْل ِهِ ع َل َي ْهِ ،وَإ ِ ّ ح ّ ه ِإل أ َ س ل ُيوقِظ ُ ُ ِ ال ْعَُرو
ن، ش ٍ خ ِ ل َ ن كُ ّ م ْ ن ِ ش ُ خ َ ن ،وَأ َ ْ ل ن َت ْ ٍ ن كُ ّ م ْ ن ِ جاد ٍ أن ْت َ ُ
َ
ن بِ َ م ْ خْرقَةٍ ِ ن بِ ِ ِ مل َك َي ْ إ ِل َي ْهِ َ
ك، س ِ ف ِ ت ل ِن َ ْ م ِ ما قَد ّ ْ س َ ة َ ،وَل َب ِئ ْ َ خِبيث َ ُ س ال ْ َ ف ُ جي أ َي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ ل:ا ْ قا ُ فَي ُ َ
حد ٌ ق َ ّ َ َ
مُر ب ِهِ ِفي قَب ْرِهِ ، م ي ُؤ ْ َ فهِ ،ث ُ ّ ط ب ِأن ْ ِ ها أ َ جد َ َ حة ٍ و َ َ ن َرائ ِ َ ِ ج ك َأن ْت َ خُر ُ فَت َ ْ
َ َ َ
ت ،ك َأن َّها أع َْنا ُ
ق حّيا ٌ ل ع َل َي ْهِ َ س ُ م ي ُْر َ ه ،ثُ ّ ضلع ُ ُ فأ ْ خت َل ِ َ حّتى ت َ ْ ضي ّقُ ع َل َي ْهِ َ فَي ُ َ
ْ
ن لَ ُ
ه مُعو َ س َ ي ل يَ ْ م ٌ م عُ ْ م ب ُك ْ ٌ ص ّ ة ُ ملئ ِك َ ٌ ه َ ض لَ ُ قي ّ ُ ه ،وَي ُ َ م ُ ح َ ل لَ ْ ت ي َأك ُ ُ خ ِ ال ْب ُ ْ
َ
ن ه ،ب ِأ ْ ن الل ّ َ عو َ ضَرُبوا ،ي َد ْ ُ ذا َ ن إِ َ مّلو َ موه ُ َ ،ول ي َ ُ ح ُ ه فَي َْر َ صوًْتا َ ،ول ي ََروْن َ ُ َ
394
نارِ « أخرجه عبد الرزاق ص إ ِلى ال ّ َ خل َ ُ حّتى ي َ ْ م ذ َل ِك ع َلي ْهِ َ َ َ دي َ يُ ِ
شَرى ,فَإ ِ َ حّتى ي ََرى الب ُ ْ ْ ْ ل :ل َ يُ ْ ن أِبي هَُري َْرة َ َ ،قا َ َ
ذا ن َ م ُ مؤ ْ ِ ض ال ُ قب َ ُ وع َ ْ
ع
م ُ س َ ي تَ ْ صِغيَرة ٌ ،وَل َ ك َِبيَرة ٌ إ ِل ّ ه ِ َ ة َ داب ّ ٌ دارِ َ س ِفي ال ّ دى ,فَل َي ْ َ ض َنا َ قُب ِ َ
َ
ذا ن فَإ ِ َ مي َ ح ِ حم ِ الّرا ِ جُلوا ب ِهِ إَلى أْر َ س ت َعَ ّ ن َوال ِن ْ َ ج ّ ن :ال ْ ِ ِ قل َي ْ ه إ ِل ّ الث ّ َ صوْت َ ُ َ
ه َ خ َ ُ ن ,فَإ ِ َ م ُ َ َ َ ريرِهِ َ ،قا َ َ
حد ِ ِ ل ِفي ل ْ ذا أد ْ ِ شو َ ما ت َ ْ ما أب ْطأ َ لَ : س ِ ضعَ ع َلى َ وُ ِ
َ ُ ُ
ح ٍ ْ ن َرو ْ مئ قَب ُْره ُ ِ مل ِ َ ه ,وَ ُ ه لَ ُ ما أع َد ّ الل ّ ُ جن ّةِ وَ َ ن ال ْ َ ْ م
قعَد َه ُ ِ م ْ أقْعِد َ فَأرِيَ َ
ْ
ن م ي َأ ِ ل :لَ ْ قا َ ل :فَي ُ َ مِني َ ،قا َ ب ,قَد ّ ْ ل َ :يا َر ّ قو ُ ل :فَي َ ُ ك َ ،قا َ س ٍ م ْ ن وَ ِ حا ٍ وََري ْ َ
َ ْ َ ْ َ َ َ
ل أُبو ن َ ،قا َ ريَر العَي ْ ِ م قَ ِ ن نَ ْ ن ,وَلك ِ ْ قو َ ح ُ ما ي َل َ تل ّ وا ٍ خ َ خوَة ً وَأ َ ن لك إ ْ َلك ,إ ّ
م ،وَل َ فََتاةٌ ع ٌ م َنا ِ ع ٌ طا ِ ب َ شا ّ م َ م َنائ ِ ٌ ما َنا َ سي ب ِي َد ِهِ َ , ف ِ ذي ن َ ْ هَُري َْرة َ :فَوَا َل ّ ِ
- 394برقم ) ( 6703و المجمع (3932) 2/328وقال :ورجاله ثقات ،قلت :وفيه لين ،
ومثله ل يقال بالرأي
185
ه إَلى ْ َ َ
س ُ حّتى ي َْرفَعَ َرأ َ مت ِهِ َ ن ن َوْ َ م ْ حَلى ِ صَر ،وَل َ أ ْ ة ب ِأقْ َ م ً ِفي الد ّن َْيا ن َوْ َ
395
مةِ « .أخرجه ابن أبي شيبه قَيا َ م ال ْ ِ شَرى ي َوْ َ ال ْب ُ ْ
َ
قلت :قد ورد في القرآن الكريم أصل البشرى ،قال تعالى } :أَل إ ِ ّ
ن
كاُنوا مُنوا وَ َ نآ َ
ذي َ
ن ) (62ال ّ ِ َ حَزُنو َ م يَ ْ م وََل هُ ْ ف ع َل َي ْهِ ْ خو ْ ٌ أ َوْل َِياَء الل ّهِ َل َ
ت
ما ِ ل ل ِك َل ِ َ دي َ خَرةِ َل ت َب ْ ِ حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي اْل َ ِ شَرى ِفي ال ْ َ م ال ْب ُ ْ ن ) (63ل َهُ ُ قو َ ي َت ّ ُ
م )] (64يونس [64-62/سورة يونس ظي ُ فوُْز ال ْعَ ِ ك هُوَ ال ْ َ الل ّهِ ذ َل ِ َ
صوا العَِباد َةَ خل َ ُ قوا وَأ َ ْ مُنوا َوات ّ َ نآ َ ذي َ م ال ِ ن أوْل َِياَءه ُ ،وَهُ ُ
خبر الله تعاَلى أ َ َ
ّ ُ ََ يُ ْ ِ ُ
َ
لوا ِ ن أهْ َ م ْ ه ِ قب ُِلون َ ُ ست َ ْ ما ي َ ْ م ّ م ِ ف ع ََليهِ ْ خوْ ٌ ل ع َل َي ْهِ ،ل َ َ حد َه ُ َ ،والت ّوَك ُ َ ه وَ ْ لَ ُ
م ِفي الد ّن َْيا . فوه ُ وََراَءهُ ْ خل ّ ُ ما َ ن ع ََلى َ حَزُنو َ خَرةِ ،وَل َ ي َ ْ ال ِ
َ َ
مل َئ ِك َت ِ ِ
ه مُنوا ِباللهِ ،وَ َ نآ َ ذي َ م ال ِ معَّرفا ً ) أوْل َِياَء اللهِ ( :ب ِأن ّهُ ُ ل ت ََعاَلى ُ قو ُ وَي َ ُ
ُ سل ِهِ ،وَ َ
ه ِفي م ،وَي َُراقُِبون َ ُ مورِه ِ ْ ميِع أ ُ ج ِ ه ِفي َ ن الل َ قو َ كاُنوا ي َت ّ ُ وَك ُت ُب ِهِ وَُر ُ
م. ه َرب ّهُ ْ ضي الل َ ما ي ُْر ِ ن إ ِل ّ ب ِ َ مو َ قو ُ م ،فَل َ ي َ ُ م وَع َل َن ِي ّت ِهِ ْ سّره ِ ْ ِ
ر
صَ ِ حَياةِ الد ّْنيا ِبالن ّ ْ شَرى ِفي ال َ م الب ُ ْ ن ،ل َهُ ُ قو َ مت ّ ُ ن ال ُ مُنو َ مؤ ْ ِ وَهَؤ ُل َِء ال ُ
َ خل َ ِ َوالعِّزةِ ،وَب ِإ ِل َْها ِ
موا ما أَقا ُ ض َ ف ِفي الْر ِ ست ِ ْ خي َْر ،وَِبال ْ حقّ َوال َ مِهم ال َ
َ
ل اللهِ : سو ُ ل َر ُ ه ) وََقا َ مت َ ُ حقّ ،وَأع َْلوا ك َل ِ َ ه ال َ صُروا ِدين َ ُ شْرع َ اللهِ ،وَن َ َ َ
َ
ها العَب ْد ُ ،أوْ ت َُرى ة ي ََرا َ ح ُ صال ِ َ ي الّرؤ َْيا ال ّ حَياةِ الد ّن َْيا ه ِ َ شَرى ِفي ال َ ن الب ُ ْ " إِ ّ
َ
ة " ( ) َرَواه ُ أُبو هَُري َْرة َ عن َرسول الله . ( جن ّ ُ خَرةِ ال َ ي ِفي ال ِ ه ،وَه ِ َ لَ ُ
ت اللهِ ( ،وَل َ ي ُغَي ُّر وَل َ ما ِ ل ل ِك َل ِ َ دي َ ل ) ل َ ت َب ْ ِ ن اللهِ ل َ ي ُب َد ّ ُ م َ ذا وَع ْد ٌ ِ وَهَ َ
ن داَري ْ ِ سَعاد َةِ ال ّ شَرى ب ِ َ ة .وَهَذ ِهِ الب ُ ْ حال َ َ م َ ن لَ َ كائ ِ ٌ ت َ قّرٌر َثاب ِ ٌ م َ ل ُ ف ،بَ ْ خل َ ُ يُ ْ
م
ظي ُ فوُْز العَ ِ ي ال َ هِ َ
م ل ع َل َي ْهِ ُ موا ت َت َن َّز ُ قا ُ ست َ َ ما ْ ه ثُ ّ ن َقاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ ذي َ ن ال ّ ِ وقال تعالى } :إ ِ ّ
جن ّةِ ال ِّتي ُ َ ة أ َّل ت َ َ
ن )(30 دو َ م ُتوع َ ُ كنت ُ ْ شُروا ِبال ْ َ حَزُنوا وَأب ْ ِ خاُفوا وََل ت َ ْ مَلئ ِك َ ُ ال ْ َ
َ
شت َِهي ما ت َ ْ م ِفيَها َ خَرةِ وَل َك ُ ْ حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي اْل ِ م ِفي ال ْ َ ن أوْل َِياؤ ُك ُ ْ ح ُ نَ ْ
ن{ ) (31سورة فصلت عو َ ما ت َد ّ ُ م ِفيَها َ م وَل َك ُ ْ سك ُ ْ ف ُ َأن ُ
ن ما ِ لي َ ه العَِباد َة َ ،وَث َب َُتوا ع ََلى ا ِ صوا ل َ ُ خل َ ُ مُنوا ِباللهِ ،وَأ َ ْ نآ َ ذي َ ن ال ِ إِ ّ
ه وَت ََعاَلى حان َ ُ سب ْ َ عن ْد ِ اللهِ ُ ن ِ م ْ م ِ ة ع َل َي ْهِ ْ مل َئ ِك َ ُ ل ال َ موا ( ت َت َن َّز ُ قا ُ ست َ َ )ا ْ
َ
ن
م ْ ن ع َل َي ْهِ ِ مو َ قد ِ ُ ما ي َ ْ م ّ م ِ ف ع َل َي ْهِ ْ خوْ ٌ م لَ َ دون ََها ،وَب ِأن ّهُ ْ ري ُ شَرى الِتي ي ُ ِ ِبالب ُ ْ
ّ َ َ
جل وََزوْ ٍ ما ٍ ن َ م ْ فوه ُ ِفي الد ّن َْيا ِ خل ُ ما َ ن ع َلى َ حَزُنو َ م يَ ْ خَرةِ ،وَل َ هُ ْ مرِ ال ِ أ ْ
َ
ة
سن َ ِ ه ب َِها ع ََلى أل ْ ِ م الل ُ جن ّةِ الِتي وَع َد َهُ ْ ل ال َ خو ِ م ب ِد ُ ُ شُرون َهُ ْ وَوَل َد ٍ ،وَي َب َ ّ
ت ،وَِفي مو ْ ِ عن ْد َ ال َ نِ : واط ِ َ م َ ن ِفي ث َل َث َةِ َ كو ُ شَرى ت َ ُ ن الب ُ ْ ل إِ ّ سل ِهِ ) .وَِقي َ ُر ُ
شورِ ( . ث والن ّ ُ ن الب َعْ ِ حي َ قب ْرِ ،وَ ِ ال َ
َ
م ِفي ن ك ُّنا أوْل َِياَءك ُ ْ ح ُ م :نَ ْ شُرون َهُ ْ م ي ُب َ ّ ن ،وَهُ ْ مِني َ مؤ ْ ِ ة ل ِل ْ ُ مل َئ ِك َ ُ ل ال َ قو ُ وَت َ ُ
ه
ما ِفي ِ م إ َِلى َ شد ُك ُ ْ حقّ ،وَن ُْر ِ م ال َ مك ُ ْ م ،وَن ُل ْهِ ُ طاك ُ ْ خ َ سد ّد ُ ُ حَياة َ الد ّن َْيا ن ُ َ ال ِ
عن ْد َ م ِ من ُك ُ ْ خَرةِ ،ن ُؤ ْ ّ م ِفي ال ِ معَك ُ ْ ن َ كو ُ ك نَ ُ خي ُْر وَِرضا اللهِ ت ََعالى وَك َذ ِل ِ َ َ ال َ
ث م الب َعْ ِ صورِ ،وَي َوْ َ خةِ ِفي ال ّ ف َ عن ْد َ الن ّ ْ قب ْرِ ،وَ ِ شةِ ال َ ح َ ن وَ ْ م ْ ت ِ مو ْ ِ ال َ
شت َِهي ما ت َ ْ ن ِفيَها َ دو َ ج ُ م َوا ِ خل ْد ِ ،وَإ ِن ّك ُ ْ ت ال ُ جّنا ِ م إ َِلى َ صل ُك ُ ْ شورِ ،وَُنو ِ والن ّ ُ
ن. ن وَت َطلُبو َ ُ ْ منو َ ما ت َت َ َ م ِفيَها َ َ
ت والن ِّعيم ِ ،وَلك ُ ْ ذا ِ مل ّ َ ن ال َ م َ م ِ سك ُ ْ ف ُ أ َن ْ ُ
186
عة ،حدثنا عبد السلم بن مطهر، وقال ابن أبي حاتم :حدثنا أبو ُزْر َ
حدثنا جعفر بن سليمان :سمعت ثابتا قرأ سورة "حم السجدة" حتى
ة{ ملئ ِك َ ُم ال ْ َ
ل ع َل َي ْهِ ُ
موا ت ََتنز ُقا ُ
ست َ َ
ما ْ ه ثُ ّن َقاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ ذي َ ن ال ّ ِ
بلغ } :إ ِ ّ
فوقف فقال :بلغنا أن العبد المؤمن حين يبعثه الله من قبره ،يتلقاه
الملكان اللذان كانا معه في الدنيا ،فيقولن له :ل تخف ول تحزن،
َ
ن { قال :فيؤمن الله خوفه ،ويقر دو َ م ُتوع َ ُ جن ّةِ ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ شُروا ِبال ْ َ } وَأب ْ ِ
عينه فما عظيمة يخشى الناس يوم القيامة إل هي للمؤمن قرة عين،
لما هداه الله ،ولما كان يعمل له في الدنيا.
وقال زيد بن أسلم :يبشرونه عند موته ،وفي قبره ،وحين يبعث .رواه
ابن أبي حاتم.
وهذا القول يجمع القوال كلها ،وهو حسن جدا ،وهو الواقع.
وقوله } :نح َ
خَرةِ { أي :تقول حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ م ِفي ال ْ َ ن أوْل َِياؤ ُك ُ ْ َ ْ ُ
الملئكة للمؤمنين عند الحتضار :نحن كنا أولياءكم ،أي :قرناءكم في
الحياة الدنيا ،نسددكم ونوفقكم ،ونحفظكم بأمر الله ،وكذلك نكون
معكم في الخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور ،وعند النفخة في
الصور ،ونؤمنكم يوم البعث والنشور ،ونجاوز بكم الصراط المستقيم،
م { أي :في سك ُ ْ ف ُشت َِهي أ َن ْ ُ
ما ت َ ْم ِفيَها َ ونوصلكم إلى جنات النعيم } .وَل َك ُ ْ
الجنة من جميع ما تختارون مما تشتهيه النفوس ،وتقر به العيون،
ن { أي :مهما طلبتم وجدتم ،وحضر بين أيديكم، عو َ ما ت َد ّ ُ م ِفيَها َ } وَل َك ُ ْ
حيم ٍ { أي :ضيافة وعطاء وإنعاما من فورٍ َر ِ ن غَ ُ م ْ أي كما اخترتم }،نزل ِ
غفور لذنوبكم ،رحيم بكم رءوف ،حيث غفر ،وستر ،ورحم ،ولطف..
396
ــــــــــــــ
187
ث الثامن عشر
المبح ُ
الحث على التوبة قبل فوات الوان
جَهال َةٍ ث ُ ّ
م سوََء ب ِ َ ن ال ّ مُلو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ع ََلى الل ّهِ ل ِل ّ ِ ما الت ّوْب َ ُ قال تعالى } :إ ِن ّ َ
كيما ً ) ُ
ح ِ ه ع َِليما ً َ ن الل ّ ُ كا َ م وَ َ ه ع َل َي ْهِ ْ ب الل ّ ُ ك ي َُتو ُ ب فَأوْل َئ ِ َ ري ٍ من قَ ِ ن ِ ي َُتوُبو َ
َ
م
حد َهُ ُ ضَر أ َ ح َ ذا َ حّتى إ ِ َ ت َ سي َّئا ِ ن ال ّ مُلو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ل ِل ّ ِ ت الت ّوْب َ ُ س ِ (17وَل َي ْ َ
فار ُأول َئ ِ َ َ
ك أع ْت َد َْنا ل َهُ ْ
م م كُ ّ ٌ ن وَهُ ْ موُتو َ ن يَ ُ ذي َ ن وََل ال ّ ِ ت اْل َ َ ل إ ِّني ت ُب ْ ُ ت َقا َ مو ْ ُ ال ْ َ
ما ) {(18سورة النساء َ عَ َ
ذاًبا أِلي ً
إن التوبة التي يقبلها الّله ،والتي تفضل فكتب على نفسه قبولها هي
التي تصدر من النفس ،فتدل على أن هذه النفس قد أنشئت نشأة
أخرى .قد هزها الندم من العماق ،ورجها رجا شديدا حتى استفاقت
فثابت وأنابت ،وهي في فسحة من العمر ،وبحبوحة من المل ،
واستجدت رغبة حقيقية في التطهر ،ونية حقيقية في سلوك طريق
نم ي َُتوُبو َ جهال َةٍ ث ُ ّ سوَء ب ِ َ ن ال ّ مُلو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ع ََلى الل ّهِ ل ِل ّ ِ ما الت ّوْب َ ُ جديد »..إ ِن ّ َ
كيمًا« ..والذين ُ
ح ِ ه ع َِليما ً َ ن الل ّ ُ مَ .وكا َ ه ع َل َي ْهِ ْ ب الل ّ ُ ك ي َُتو ُ ب فَأولئ ِ َ ري ٍ ن قَ ِ م ْ ِ
يعملون السوء بجهالة هم الذين يرتكبون الذنوب ..وهناك ما يشبه
الجماع على أن الجهالة هنا معناها الضللة عن الهدى -طال أمدها أم
قصر -ما دامت ل تستمر حتى تبلغ الروح الحلقوم ..والذين يتوبون
من قريب :هم الذين يثوبون إلى الّله قبل أن يتبين لهم الموت ،
ويدخلوا في سكراته ،ويحسوا أنهم على عتباته .فهذه التوبة حينئذ هي
توبة الندم ،والنخلع من الخطيئة ،والنية على العمل الصالح والتكفير.
بك ي َُتو ُ وهي إذن نشأة جديدة للنفس ،ويقظة جديدة للضمير » ..فَُأولئ ِ َ
كيمًا« ..يتصرف عن علم وعن ح ِ ه ع َِليما ً َ ن الل ّ ُ م« َ» ..وكا َ ه ع َل َي ْهِ ْ الل ّ ُ
حكمة .ويمنح عباده الضعاف فرصة العودة إلى الصف الطاهر ،ول
يطردهم أبدا وراء السوار ،وهم راغبون رغبة حقيقية في الحمى المن
والكنف الرحيم.
إن الّله -سبحانه -ل يطارد عباده الضعاف ،ول يطردهم متى تابوا
إليه وأنابوا .وهو -سبحانه -غني عنهم ،وما تنفعه توبتهم ،ولكن
تنفعهم هم أنفسهم ،وتصلح حياتهم وحياة المجتمع الذي يعيشون فيه.
ومن ثم يفسح لهم في العودة إلى الصف تائبين متطهرين.
ْ َ
تمو ْ ُ م ال َ حد َهُ ُ ضَر أ َ ح َ حّتى ِإذا َ ت َ سّيئا ِ ن ال ّ مُلو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ل ِل ّ ِ ت الت ّوْب َ ُ س ِ »وَل َي ْ َ
ن«. ت اْل َ ل :إ ِّني ت ُب ْ ُ قا َ
فهذه التوبة هي توبة المضطر ،لجت به الغواية ،وأحاطت به الخطيئة.
توبة الذي يتوب لنه لم يعد لديه متسع لرتكاب الذنوب ،ول فسحة
لمقارفة الخطيئة .وهذه ل يقبلها الّله ،لنها ل تنشئ صلحا في القلب
ول صلحا في الحياة ،ول تدل على تبدل في الطبع ول تغير في
التجاه.
والتوبة إنما تقبل لنها الباب المفتوح الذي يلجه الشاردون إلى الحمى
المن ،فيستردون أنفسهم من تيه الضلل ،وتستردهم البشرية من
188
القطيع الضال تحت راية الشيطان ،ليعملوا عمل صالحا -إن قدر الّله
لهم امتداد العمر بعد المتاب -أو ليعلنوا -على القل -انتصار الهداية
على الغواية .إن كان الجل المحدود ينتظرهم ،من حيث ل يشعرون
أنه لهم بالوصيد ..
فاٌر« ..وهؤلء قد قطعوا كل ما بينهم وبين م كُ ّ ن وَهُ ْ موُتو َ ن يَ ُ ذي َ »وََل ال ّ ِ
التوبة من وشيجة ،وضيعوا كل ما بينهم وبين المغفرة من فرصة ..
عذابا ً أ َِليمًا«.أعتدناه :أي أعددناه وهيأناه ..فهو م َ دنا ل َهُ ْ
»ُأولئ ِ َ َ
ك أع ْت َ ْ
حاضر في النتظار ل يحتاج إلى إعداد أو إحضار! وهكذا يشتد المنهج
الرباني في العقوبة ،ولكنه في الوقت ذاته يفتح الباب على مصراعيه
للتوبة .فيتم التوازن في هذا المنهج الرباني الفريد ،وينشئ آثاره في
397
الحياة كما ل يملك منهج آخر أن يفعل في القديم والجديد ..
توبة الله على عباده نوعان :توفيق منه للتوبة ،وقبول لها بعد وجودها
من العبد ،فأخبر هنا -أن التوبة المستحقة على الله حق أحقه على
جَهال َةٍ { نفسه ،كرما منه وجودا ،لمن عمل السوء أي :المعاصي } ب ِ َ
أي :جهالة منه بعاقبتها وإيجابها لسخط الله وعقابه ،وجهل منه بنظر
الله ومراقبته له ،وجهل منه بما تئول إليه من نقص اليمان أو إعدامه،
فكل عاص لله ،فهو جاهل بهذا العتبار وإن كان عالما بالتحريم .بل
ن
م ْ ن ِ م ي َُتوُبو َ العلم بالتحريم شرط لكونها معصية معاقبا عليها } ث ُ ّ
ب { يحتمل أن يكون المعنى :ثم يتوبون قبل معاينة الموت ،فإن ري ٍ قَ ِ
الله يقبل توبة العبد إذا تاب قبل معاينة الموت والعذاب قطعا .وأما بعد
حضور الموت فل ُيقبل من العاصين توبة ول من الكفار رجوع ،كما قال
َ تعالى عن فرعون } :حتى إ َ َ
ذيه ِإل ال ّ ِ ه ل إ ِل َ َ ت أن ّ ُ من ْ ُ لآ َ ه ال ْغََرقُ َقا َ ذا أد َْرك َ ُ َ ّ ِ
ُ ْ َ َ
مّناسَنا َقالوا آ َ ما َرأْوا ب َأ َ ل { الية .وقال تعالى } :فَل ّ سَراِئي َ ت ب ِهِ ب َُنو إ ِ ْ من َ ْ آ َ
م لَ ّ
ما مان ُهُ ْ م ِإي َ فعُهُ ْ ك ي َن ْ َ م يَ ُ ن * فَل َ ْ كي َ شرِ ِ م ْ ما ك ُّنا ب ِهِ ُ فْرَنا ب ِ َ حد َه ُ وَك َ َ ِبالل ّهِ وَ ْ
ْ َ
عَباد ِهِ { . ت ِفي ِ خل َ ْ ة الل ّهِ ال ِّتي قَد ْ َ سن ّ َ سَنا ُ َرأْوا ب َأ َ
ت { أي :المعاصي سي َّئا ِ ن ال ّ مُلو َ ن ي َعْ َ ذي َ ة ل ِل ّ ِ ت الت ّوْب َ ُ س ِ وقال هنا } :وَل َي ْ َ
َ
ن َول ت ال َ ل إ ِّني ت ُب ْ ُ ت َقا َ مو ْ ُ م ال ْ َحد َهُ ُ ضَر أ َ ح َ ذا َ حّتى إ ِ َ فيما دون الكفرَ } .
َ َ َ َ ُ
ما{ وذلك أن التوبة ذاًبا أِلي ً م عَ َ ك أع ْت َد َْنا لهُ ْ فاٌر أولئ ِ َ م كُ ّ ن وَهُ ْ موُتو َ ن يَ ُ ذي َ ال ّ ِ
في هذه الحال توبة اضطرار ل تنفع صاحبها ،إنما تنفع توبة الختيار.
ب { أي :قريب من فعلهم ري ٍ ن قَ ِ م ْ ويحتمل ) (1أن يكون معنى قولهِ } :
للذنب الموجب للتوبة ،فيكون المعنى :أن من بادر إلى القلع من حين
صدور الذنب وأناب إلى الله وندم عليه فإن الله يتوب عليه ،بخلف من
ة
ت راسخ ً استمر على ذنوبه وأصر على عيوبه ،حتى صارت فيه صفا ٍ
فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة.
والغالب أنه ل يوفق للتوبة ول ييسر لسبابها ،كالذي يعمل السوء على
علم تام ويقين وتهاون بنظر الله إليه ،فإنه سد على نفسه باب
الرحمة.
189
نعم قد يوفق الله عبده المصر على الذنوب عن عمد ويقين لتوبة
تامة ]التي[ يمحو بها ما سلف من سيئاته وما تقدم من جناياته ،ولكن
ن
كا َالرحمة والتوفيق للول أقرب ،ولهذا ختم الية الولى بقوله } :وَ َ
ما { . كي ًح ِ ما َ ه ع َِلي ً الل ّ ُ
من علمه أنه يعلم صادق التوبة وكاذبها فيجازي كل منهما بحسب ما ف ِ
يستحق بحكمته ،ومن حكمته أن يوفق من اقتضت حكمته ورحمته
م توفيقه .والله قه للتوبة ،ويخذل من اقتضت حكمته وعدله عد َ توفي َ
398
أعلم.
حّتى ِإذا ت َ سّيئا ِ ن ال ّ مُلو َ ن ي َعْ َ
ذي َة ل ِل ّ ِت الت ّوْب َ ُ س ِ وفى قوله تعالى » :وَل َي ْ َ
َ
فاٌر « م كُ ّن وَهُ ْ موُتو َ ن يَ ُ ن وََل ال ّ ِ
ذي َ ت اْل َ ل إ ِّني ت ُب ْ ُ ت قا َ م ال ْ َ
مو ْ ُ حد َهُ ُ ضَر أ َ ح َ َ
فون بمحارم الله ،فيهجمون عليها فى غير ّ رد ّ وردع لولئك الذين يستخ ّ
تحرج ول تأثم ،ويبيتون معها ،ويصبحون عليها ،دون أن يكون لهم مع
أنفسهم حساب أو مراجعة ..وهكذا يقطعون العمر ،فى صحبة
الفواحش ،ظاهرها وباطنها ،حتى إذا بلغوا آخر الشوط من الحياة ،
ل عليهم الموت ،فزعوا وكربوا ،وألقوا بهذا الزاد الخبيث من وأط ّ
أيديهم ،وقالوا :تبنا إلى الّله ،وندمنا على ما فعلنا من ركوب هذه
المنكرات!
إنها توبة لم تجىء من قلب مطمئن ،وعقل مدرك ،يحاسب ويراجع ،
ويأخذ ويدع ،ولكنها توبة اليائس الذي ل يجد أمامه طريقا غير هذا
الطريق ..إنه لم يثب وهو فى خيرة من أمره ..فيمسك المنكر أو
يدعه ،ويقيم على المعصية أو يهجرها ..وإنما هو إذ يتوب فى ساعة
الموت ،أشبه بالمكره على تلك التوبة ،إذ ل وجه أمامه للنجاة غير
ده الّله هذا الوجه ..وقد فعلها فرعون من قبل حين أدركه الغرق ،فر ّ
ه ال ْغََرقُ قا َ َ
ل حّتى ِإذا أد َْرك َ ُ سبحانه ،ولم يقبل منه صرفا ول عدل َ » :
َ َ
ن آْل َ
ن مي َ سل ِ ِم ْ ن ال ْ ُ م َ ل وَأَنا ِ سراِئي َ ت ب ِهِ ب َُنوا إ ِ ْ من َ ْ
ذي آ َ ه إ ِّل ال ّ ِ ه ل ِإل َ ت أن ّ ُ من ْ ُ آ َ
ن « ) 90ـ : 91يونس(. دي َ س ِ ف ِ م ْن ال ْ ُ م َ ت ِ ل وَك ُن ْ َ ت قَب ْ ُ صي ْ َ وَقَد ْ ع َ َ
إن إيمان فرعون هنا لم يكن عن اختيار بين اليمان والكفر ..بل كان ل
بد ّ له من أن يؤمن حتى ينجو من الغرق ،إن الكفر بالّله هو الذي
أورده هذا المورد ،وإن اليمان بالّله الذي كفر به من قبل هو الذي
در!! ده عن هذا المورد ويدفعه عنه ..هكذا فكر وق ّ ير ّ
وشبيه بهؤلء الذين ل يرجعون إلى الله ،ول يذكرونه إل عند حشرجة ّ
الموت ،أولئك اّلذين يغرقون أنفسهم فى الثام مادامت تواتيهم
دت فى وجوههم منافذ الظروف ،وتسعفهم الحوال ،حتى إذا س ّ
ففوا وتابوا .. الطريق إلى مقارفة الثم ،بسبب أو بأكثر من سبب ،تع ّ
وتلك توبة العاجز المقهور ،ورجعة المهزوم المغلوب على أمره .ل
يخالطها شىء من الندم ،ول يقوم عليها سلطان من إرادة ومغالبة ..
399
إنها توبة غير مقبولة.
-تفسير السعدي ) -ج / 1ص (171 398
190
لقب َ ُ ه يَ ْ ن الل ّ َ ل » إِ ّ ى َ - -قا َ 400ب ِ ّ ن الن ّ مَر رضي الله عنهما ع َ ِ ن عُ َ ن اب ْ ِ عَ ِ
ر « أخرجه الترمذي م ي ُغَْرِغ ْ ما ل َ ْ ة ال ْعَب ْد ِ َ ت َوْب َ َ
ل َ َ ي َ ،قا َ َ ْ
سو ِ ب َر ُ حا ِ ص َ نأ ْ م ْ ة ِ معَ أْرب َعَ ٌ جت َ َ ل:ا ْ مان ِ ّ ن الب َي ْل َ ن بْ ِ مَِ ح َ ن ع َب ْد ِ الّر ْ وع َ ْ
قب َ ُ
ل ه يَ ْ ن الل ّ َ ل " :إِ ّ قو ُ ل الل ّهِ ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ مَ : حد ُهُ ْ لأ َ قا َ الل ّهِ ، فَ َ
ت ب ِي َوْم ٍ " فَ َ ة ال ْعبد قَب َ َ
ن
م ْ ذا ِ ت هَ َ معْ َ س ِ ت َ ل الّثاِني :آن ْ َ قا َ مو َ ن يَ ُ لأ ْ ت َوْب َ َ َ ْ ِ ْ
ل: قو ُ ل اللهِ ي َ ُ ّ سو َ َ م َ .قا َ ل الل ّهِ ؟ َقا َ
ت َر ُ معْ ُ س ِ ل :وَأَنا َ ل :ن َعَ ْ سو ِ َر ُ
َ ة ال ْعَب ْد ِ قَب ْ َ
ث: ل الّثال ِ ُ قا َ ف ي َوْم ٍ " فَ َ ص ِ ت ب ِن ِ ْ مو َ ن يَ ُ لأ ْ ل ت َوْب َ َ قب َ ُه يَ ْ ن الل ّ َ " إِ ّ
ت َ م َ .قا َ ل الل ّهِ ؟ َقا َ ت هَ َ
معْ ُ س ِ ل :وَأَنا َ ل :ن َعَ ْ سو ِ ن َر ُ م ْ ذا ِ معْ َ س ِ ت َ آن ْ َ
ة َ ة العَب ْد ِ قَب ْ َ ْ قب َ ُ ّ قو ُ ل اللهِ ي َ ُ ّ سو َ
حو َ ٍ ض ْ ت بِ َ مو َ ن يَ ُ لأ ْ ل ت َوْب َ َ ه يَ ْ ن الل َ ل " :إِ ّ َر ُ
ل :نعم .وأناَ
َ َ ل الل ّهِ ؟ َقا َ َ َ ْ سو ِ ن َر ُ م ْ ذا ِ ت هَ َ معْ َ س ِت َ ل الّراب ِعُ :آن ْ َ " َقا َ
م ي ُغَْرِغْر ما ل َ ْ ة ال ْعَب ْد ِ َ ل ت َوْب َ َ ه ي َقْب َ ُ ن الل ّ َ ل " :إِ ّ قو ُ ل الل ّهِ ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ َ
401
سهِ " أخرجه أحمد ف ِ ب ِن َ َ
ل» قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ ة بن سل ْمان أ َن أ َبا ذ َر حدث َه َ وع َ ُ
ن َر ُ مأ ّ م َ ْ ِ َ َ َ ّ َ ّ َ ّ ُ ْ سا َ نأ َ ْ
ب «َ .قالوا َياُ ْ َ َ قب َ ُ ّ
جا ُ ح َ قِع ال ِ م يَ َ ما ل ْ فُر ل ِعَب ْد ِهِ َ - ة ع َب ْد ِهِ -أوْ ي َغْ ِ ل ت َوْب َ َ ه يَ ْ ن الل َ إِ ّ
َ ما وُُقوع ُ ال ْ ِ
ة «. شرِك َ ٌ م ْ ى ُ س وَه ِ َ ف ُ ت الن ّ ْ مو َ ن تَ ُ ل»أ ْ ب َقا َ جا ِ ح َ ل الل ّهِ وَ َ سو َ َر ُ
402
أخرجه أحمد
ن
م ْ قَهاِء ؛ ل َِن َّها ِ ف َ ق ال ْ ُ فا ِ فوْرِ ِبات ّ َ عا ع ََلى ال ْ َ شْر ً ة َ جب َ ٌ صي َةِ َوا ِ معْ ِ ن ال ْ َ م َ ة ِ فالت ّوْب َ ُ
َ ُ
ن َ،قال الل ّ ُ
ه كي َ سال ِ ِ مَناِزل ال ّ ن ،وَأّول َ دي ِ عد ِ ال ّ وا ِ مةِ وَقَ َ مهِ ّ سل َم ِ ال ْ ُ صول ال ِْ ْ أ ُ
َ
ن{ حو َ فل ِ ُ م تُ ْ ن ل َعَل ّك ُ ْ مُنو َ مؤ ْ ِ ميًعا أي َّها ال ْ ُ ج ِ ت ََعاَلى } :وَُتوُبوا إ َِلى الل ّهِ َ
) سورة النور . ( 31 /
ة: وب َ ِ ت الت ّ ْ ق ُ و ْ َ
ْ َ َ ْ َ
حَياةِ غ َي َْر مل ً ِفي ال َ ن ظل آ ِ حَيات ِهِ ،فَإ ِ ْ خرِ َ ة إ ِلى آ ِ ب الت ّوْب َ َ مذ ْن ِ ُ خَر ال ُ ذا أ ّ إِ َ
قُبول َ ٌ حال َ َ َ
عن ْد َ ة ِ م ْ ه َ ة فَت َوْب َت ُ ُ م َ ه لَ َ ت ي ُد ْرِك ُ ُ مو ْ َ ن ال ْ َ م قَط ًْعا أ ّ ث ل َ ي َعْل َ ُ حي ْ ُ س بِ َ َيائ ِ ٍ
ذي قوْل ِهِ ت ََعاَلى } :وَهُوَ ال ّ ِ ت لِ َ مو ْ ِ ن ال ْ َ م َ ريًبا ِ ن قَ ِ كا َ ن َ قَهاِء ،وَإ ِ ْ ف َ مُهورِ ال ْ ُ ج ْ ُ
ن{ )(25 فعَلو َ ُ ما ت َ ْ م َ َ
ت وَي َعْل ُ سي َّئا ِ ن ال ّ قب َ ُ
فو ع َ ِ عَباد ِهِ وَي َعْ ُ ن ِ ة عَ ْ ل الت ّوْب َ َ يَ ْ
ما ل َ ْ ة ال ْعَب ْد ِ َ ن الل ّ َ قوْل ِهِ : إ ِ ّ
403
. م ي ُغَْرِغْر قَبل ت َوْب َ َ ه يَ ْ الشورى ،وَل ِ َ َ سورة
ْ ن ِفي َ َ ْ ْ
شاهَد َة ُ د َل َِئل م َ س) ُ حالةِ الي َأ ِ كا َ حَياةِ وَ َ ن ال ْ َ م َ مل ِ ن قَط َعَ ال َ وَإ ِ ْ
فوا ِفيهِ : َ
خت َل ُ ت ( َفا ْ مو ْ ِ ال ْ َ
عن ْد َ حَناب ِل َةِ ،وََرأ ْيٌ ِ عن ْد َ ال ْ َ ه ِ ج ٌ في ّةِ :وَوَ ْ حن َ ِض ال ْ َ َ ِ ول ب َعْ ة -وَهُوَ قَ ْ مال ِك ِي ّ ُ َقال ال ْ َ
ذي س ال ّ ِ ة الَيائ ِ ِ
قَبل ت َوْب َ ُ ْ ه ل َ تُ ْ عَرةِ :إ ِن ّ ُ شا ِ ب ال ْ َ مذ ْهَ ِ ب إ َِلى َ س َ شافِعِي ّةِ ،وَن ُ ِ ال ّ
ن
ذي َ ة ل ِل ّ ِ ت الت ّوْب َ ُ س ِ وله ت ََعاَلى } :وَل َي ْ َ ت ،ب ِد َِليل قَ ْ موْ ِ شاه ِد ُ د َل َِئل ال ْ َ يُ َ
َ
ن وَل َ ت ال َ ل إ ِّني ت ُب ْ ُ ت َقا َ مو ْ ُ م ال ْ َ حد َهُ ُ ضَر أ َ ح َ ذا َ حّتى إ ِ َ ت َ سي َّئا ِ ن ال ّ مُلو َ ي َعْ َ
- 408ابن عابدين ، 31 / 1و ، 296 ، 290 / 3والحطاب ، 282 / 6وجواهر الكليل ، 279 / 2
والقليوبي ، 177 / 4والمغني ، 298 / 6وكشاف القناع . 178 ، 177 / 6
- 409الباطنية هم القائلون بأن للقرآن باطنا وظاهرا ،والباطن هو المراد منه دون ظاهره .
) قليوبي . ( 177 / 4
- 410المراجع السابقة .
- 411المغني ، 127 ، 126 / 8وكشاف القناع . 177 / 6
- 412صحيح البخارى) (25ومسلم ) (133متواتر
- 413ابن عابدين ، 286 / 3والحطاب ، 282 / 6وأسنى المطالب ، 122 / 4والجمل على
شرح المنهج . 126 / 5
193
ر: ح ِ سا ِ ة ال ّ وب َ ُ ج -تَ ْ
َ
قت َد ُِر ب َِها ع ََلى أفَْعا ٍ
ل سان ِي ّةٍ ي َ ْ ف َ مل َك َةٍ ن َ ْ صول َ ح ُ ه ُ من ْ ُ فاد ُ ِ ست َ َ م يُ ْ عل ْ ٌ حُر ِ
َ
س ْ ال ّ
في ّةٍ . خ ِ ب َ ٍ سَبا ريب َةٍ ب ِأ ْ ِ غَ
س ال ْب َ َ َ
ةشرِي ّ ُ فو ُ قت َد ُِر الن ّ ُ ت تَ ْ دا ٍ دا َ ست ِعْ َ في ّةِ ا ْ م ب ِك َي ْ ِ عل ْ ٌ ه ِ ن ب ِأن ّ ُ دو ٍ خل ْ ُ ن َ ه اب ْ ُ وَع َّرفَ ُ
ْ
ن. معَي ّ ٍ صرِ ب ِغَي ْرِ ُ عال َم ِ ال ْعََنا ِ ت ِفي َ ب َِها ع ََلى الت ّأِثيَرا ِ
َ
ما قوْل ِهِ ت ََعاَلى َ} :وات ّب َُعوا ْ َ م لِ َ حَرا ٌ ه َ م ُ ه وَت َعَل ّ َ م ُ ن ت َعِْلي َ قَهاُء ع ََلى أ ّ ف َ فقَ ال ْ ُ َوات ّ َ
ن
طي َ شْيا ِ ن ال ّ ن وَل َك ِ ّ ما ُ سل َي ْ َ فَر ُ ما ك َ َ ن وَ َ ما َ سل َي ْ َ ك ُ مل ْ ِ ن ع ََلى ُ طي ُ شَيا ِ ت َت ُْلوا ْ ال ّ
ل ع ََلى ال ْ َ َ ُ
تهاُرو َ ل َ ن ب َِباب ِ َ ملك َي ْ ِ ما أنزِ َ حَر وَ َ س ْ س ال ّ ن الّنا َ مو َ فُروا ْ ي ُعَل ّ ُ كَ َ
ة فَل َ ت َك ْ ُ وماروت وما يعل ّمان م َ
فْر ن فِت ْن َ ٌ ح ُ ما ن َ ْ قول َ إ ِن ّ َ حّتى ي َ ُ حد ٍ َ نأ َ َ َ ُ َ َ َ َُ َ ِ ِ ْ
ن
م ْ ن ب ِهِ ِ ضآّري َ هم ب ِ َ ما ُ جه ِ و َ َ مْرِء وََزوْ ِ ن ال ْ َ ن ب ِهِ ب َي ْ َ فّرُقو َ ما ي ُ َ ما َ من ْهُ َ ن ِ مو َ فَي َت َعَل ّ ُ
َ
ن
م ِ موا ْ ل َ َ قد ْ ع َل ِ ُ م وَل َ َ فعُهُ ْ م وَل َ َين َ ضّرهُ ْ ما ي َ ُ ن َ مو َ ن الل ّهِ وَي َت َعَل ّ ُ حد ٍ إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْ ِ أ َ
كاُنوا ْ م ل َوْ َ سه ُ ْ ف َ شَروْا ْ ب ِهِ َأن ُ ما َ س َ ق وَل َب ِئ ْ َ خل َ ٍ ن َ م ْ خَرةِ ِ ه ِفي ال ِ ما ل َ ُ شت ََراه ُ َ ا ْ
َ م ع ََلى ت َعِْلي ِ
ي ن الن ّب ِ ّ مهِ ؛ وَل ِ ّ مه ُ ْ ن{ ) (102سورة البقرة ،فَذ َ ّ مو َ ي َعْل َ ُ
َ
هل نأ ْ خل ًَفا ب َي ْ َ م ِفيهِ ِ ة ل َ ن َعْل َ ُ م َ دا َ ن قُ َ ت َ .قال اب ْ ُ قا ِ موب ِ َ سب ِْع ال ْ ُ ن ال ّ م َ ع َد ّه ُ ِ
ال ْعِل ْم ِ .
َ
ب، ست ََتا ُ ه وَل َ ي ُ ْ ب قَت ْل ُ ُ ج ُ حرِ فَي َ ِ سا ِ ة ال ّ قَبل ت َوْب َ ُ ه ل َ تُ ْ ة ب ِأن ّ ُ في ّ ُ حن َ ِ ح ال ْ َ صّر َ وَقَد ْ َ
َ مط ْل َ ً
م قَت ْل ِهِ ؛ ل ِ ّ
ن قا ع َد َ ُ فرِهِ ُ ن ع َد َم ِ ك ُ ْ م ْ م ِ ساد ِ وَل َ ي َل َْز ُ ف َ سعْي ِهِ ِبال ْ َ ك لِ َ وَذ َل ِ َ
قَتل د َفًْعا فرٍ ي ُ ْ مك َ ّ ضَرُره ُ وَل َوْ ب ِغَي ْرِ ُ ت َ ذا ث َب َ َ ساد ِ ،فَإ ِ َ ف َ سعْي ِهِ ِبال ْ َ ب َ سب َ ِ ه بِ َ قَت ْل َ ُ
حَناب ِل َةِ . ب ال ْ َ مذ ْهَ ُ ذا َ ق .وَهَ َ ري ِ طاِع الط ّ ِ ق وَقَ ّ خّنا ِ كال ْ َ شّرهِ َ لِ َ
قد َ واٌء اع ْت َ َ س َ مهِ وَفِعْل ِهِ َ فُر ب ِت َعَل ّ ِ قْتل وَي َك ْ ُ حَناب ِل َةِ ال ْ َ عن ْد َ ال ْ َ حرِ ِ سا ِ حد ّ ال ّ وَ َ
ه َ
حت َ ُ ه أوْ إ َِبا َ م ُ ري َ ح ِ تَ ْ
َ َ ُ
ه ل َ ي َك ْ ُ دل ع ََلى أن ّ ُ
414
. فُر ما ي َ ُ مد َ َ ح َ نأ ْ خَرى ع َ ْ وَِفي رَِواي َةٍ أ ْ
َ
ب ن ي َُتو َ قَتل إ ِل ّ أ ْ جاه ًِرا ب ِهِ ي ُ ْ م َ ن ُ كا َ ن َ فرِهِ فَإ ِ ْ م ب ِك ُ ْ حك ِ َ ذا ُ ة :إِ َ مال ِك ِي ّ ُ وََقال ال ْ َ
ه . 415 قَبل ت َوْب َت ُ ُ ق ل َ تُ ْ دي ِ كالّزن ْ ِ فيهِ فَهُوَ َ خ ِ ن يُ ْ كا َ ن َ ه ،وَإ ِ ْ قَبل ت َوْب َت ُ ُ فَت ُ ْ
ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َقال : 416ب ْ ِ ب جن ْد ُ ِ ث ُ دي ُ ح ِ حرِ َ سا ِ َوالد ِّليل ع ََلى ع َد َم ِ قَُبول ت َوْب َةِ ال ّ
حد ّ دا َوال ْ َ ح ّ ماه ُ َ س ّ ف ،فَ َ سي ْ ِ ة ِبال ّ ضْرب َ ٌ حرِ َ سا ِ حد ّ ال ّ سول الل ّهِ َ : َقال َر ُ
ه ع َن َْها ي الل ّ ُ ض َ ة َر ِ ش َ عائ ِ َ ن َ ما ُروِيَ ع َ ْ ط ِبالت ّوْب َةِ .وَل ِ َ ق ُ س ُ سب َب ِهِ ل َ ي َ ْ ت َ ب َعْد َ ث ُُبو ِ
َ َ َ
هل نَ - وافُِرو َ مت َ َ م ُ ي - وَهُ ْ ب الن ّب ِ ّ حا َ ص َ تأ ْ سأل ْ حَرة َ َ سا ِ ن ال ّ ت :إِ ّ َقال َ ْ
ريقَ ل ََنا إ َِلى إ ِ ْ َ ل َها من توبة ؟ فَما أ َفْتا َ َ
خل َ ِ ه ل َ طَ ِ
417
صهِ ِفي ،وَل ِن ّ ُ حد ٌ ها أ َ َ َ َ ِ ْ َ َْ ٍ
َ
سل َم ِ َوالت ّوْب َ ِ
ة ن إ ِظ َْهاُر ال ِْ ْ كو ُ جهَُر ب ِهِ ،فَي َ ُ حَر وَل َ ي َ ْ س ْ مُر ال ّ ض ِ ه يُ ْ ت َوْب َت ِهِ ل ِن ّ ُ
ة.418 سد َ ِ ف َ م ْ ك ال ْ َ قائ ِهِ ع ََلى ت ِل ْ َ معَ ب َ َ قْتل َ ن ال ْ َ م َ خوًْفا ِ َ
ـــــــــــــــ
195
ث التاسع عشر
المبح ُ
الترغيب في كلمات يقولهن من مات له ميت
عاء ن الد ّ َ م َ حين َئ ِذ ٍ ِ خْير ِ ول ال ْ َ دب إ َِلى قَ ْ قال النووي رحمه الله ِ :فيهِ الن ّ ْ
ضور ح ُ حوه ،وَِفيهِ ُ ه وَن َ ْ فيف ع َن ْ ُ خ ِ طف ب ِهِ َوالت ّ ْ ه وَط ََلب الل ّ ْ فار ل َ ُ ست ِغْ َ َواِل ْ
ْ مَلئ ِ َ
م. مينه ْ حين َئ ِذ ٍ وَت َأ ِ كة ِ ال ْ َ
خبرِنى ع ُمر بن ك َِثير ب َ وع َن سعد بن سِعيد َقا َ َ
نت اب ْ َ معْ ُ س ِ ل َ ح َقا َ ن أفْل َ َ ِ ْ ِ َ ُ ْ ُ لأ ْ ََ ْ َ ْ ِ ْ ِ َ ٍ
ُ ة يحد ُ َ
سو َ
ل ت َر ُ معْ ُ س ِ ل َ قو ُ ى - -تَ ُ ج الن ّب ِ ّ ة َزوْ َ م َ سل َ َ م َ معَ أ ّ س ِ ه َ ث أن ّ ُ فين َ َ ُ َ ّ س ِ َ
ل إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْ ِ
ه قو ُ ة فَي َ ُ صيب َ ٌ م ِ ه ُ صيب ُ ُ ن ع َب ْد ٍ ت ُ ِ م ْ ما ِ ل» َ قو ُ الل ّهِ - -ي َ ُ
َ صيب َِتى وَأ َ ْ راجعون الل ّه ْ
جَره ُ الل ّ ُ
ه من َْها إ ِل ّ أ َ خي ًْرا ِ ف ِلى َ خل ِ ْ م ِ جْرِنى ِفى ُ مأ ُ ُ ّ َ ِ ُ َ
ْ َ َ َ َ َ َ َ
ت ة قُل ُ م َ سل َ ى أُبو َ ما ت ُوُفّ َ ت فَل ّ من َْها «َ .قال ْ خي ًْرا ِ ه َ فل ُ خل َ صيب َت ِهِ وَأ ْ م ِ ِفى ُ
ل الل ّهِ - َ كَ َ
سو َ ه َر ُ من ْ ُ خي ًْرا ِ ه ِلى َ ف الل ّ ُ خل َ َ ل الل ّهِ - -فَأ ْ سو ُ مَرِنى َر ُ ما أ َ َ
423
.-رواه مسلم
ُ َ
لب ل ِك ُ ّ ل ك ََلم ِ ال ْعََر ِ ص ّ ضوع ٌ ِفي أ َ موْ ُ ظ َ ف ُ ذا الل ّ ْ ة هَ َ صيب َ ٌ م ِ ه ُ صاب َت ْ ُ نأ َ م ْ ه َ قَوْل ُ ُ
َ
ل ِبالّرَزاَيا ما ِ ست ِعْ َ ف اِل ْ ص ِفي ع ُْر ِ خت َ ّ م ْ ه ُ خي ٌْر وَل َك ِن ّ ُ شّر أوْ َ ه َ ن َنال َ ُ م ْ َ
َ َ ّ ّ َ َ ه فَ َ ُ َ ْ
م ي ُرِد ْ نل ْ جُعو َ ه إّنا ل ِلهِ وَإ ِّنا إ ِلي ْهِ َرا ِ مَره ُ الل ُ ما أ َ لك َ قا َ مكارِهِ وَقَوْل ُ َوال َ
َ َ
ه َوالث َّناِء ن َقال َ ُ م ْ شيرِ َ ن ب ِت َب ْ ِ قْرآ ُ ما وََرد َ ال ْ ُ ه إن ّ َ ل ؛ ِلن ّ ُ قو ْ ِ ذا ال ْ َ مرِ ب ِهَ َ ظ اْل ْ ف َ لَ ْ
ة َقاُلوا إّنا َ
صيب َ ٌ م ِ م ُ صاب َت ْهُ ْ ذا أ َ ن إِ َ ذي َ ن ال ّ ِ ري َ ِ صاب ِ شْر ال ّ ه ت ََعاَلى وَب َ ّ ل الل ّ ُ ع َل َي ْهِ َقا َ
كة وَُأول َئ ِ َ م ٌ ح َ م وََر ْ ن َرب ّهِ ْ م ْ ت ِ وا ٌ صل َ َ م َ ك ع َل َي ْهِ ْ ن ُأول َئ ِ َ جُعو َ ل ِل ّهِ ،وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ َرا ِ
خبر ع َ َ شيَر إ َِلى غ َي ْرِ ال ْ ُ هُم ال ْمهتدون ،ويحتم ُ َ
ر
م ِ نأ ْ ْ ن فَي ُ ْ ِ َ قْرآ ِ ن يُ ِ لأ ْ ُ َْ ُ َ َُ ْ َ َ ْ
َ ُ ّ َ ك وَل ِذ َل ِ َ ال َْباِري لَنا ب ِذ َل ِ َ َ
قب ِْني صيب َِتي وَأع ْ ِ م ِ جْرِني ِفي ُ م اؤ ْ ُ قوْل ِهِ اللهُ ّ ه بِ َ صل ُ ك وَ َ
ك يريد ،وَالل ّه أ َع ْل َ َ
ن الل ّ َ
ه مأ ّ ُ ل ذ َل ِ َ ُ ِ ُ َ ُ مث ْ َ ه ب ِهِ ِ ل الل ّ ُ ل إ ِّل فَعَ َ م َقا َ من َْها ث ُ ّ خي ًْرا ِ َ
َ
ريد ُ من َْها ي ُ ِ ه ِ قب ُ ُ صيب َت ِهِ وَي ُعْ ِ م ِ جرِ ع ََلى ُ ن اْل ْ ه ب َي ْ َ معُ ل َ ُ ج َ عاَءه ُ وَي َ ْ ب دُ َ جي ُ ست َ ِ يَ ْ
َ َ
ه
صاب َ ُ ما أ َ م ّ خي ًْرا ِ ك َ ب ذ َل ِ َ ق ِ طيه ب ِعَ ِ م ي ُعْ ِ ه أع ْل َ ُ َوالل ّ ُ
ن أ َِبي م ْ خي ٌْر ِ ن َ م ْ ت وَ َ م قُل ْ ُ ه ،ثُ ّ ة قُل ْت ُ ُ م َ سل َ َ ي أُبو َ
َ
ما ت ُوُفّ َ ة فَل َ ّ م َ سل َ َ م َ تأ ّ
ُ
َقال َ ْ
كانت تعل َم من فَض َ
ه
خي ْرِ ِ ة وَِدين ِهِ وَ َ م َ سل َ َ ل أِبي َ ْ ِ ما َ َ ْ َ ْ ُ ِ ْ ك لِ َ ة وَذ َل ِ َ م َ سل َ َ َ
ل اللهِ ّ سو َ َ ُ ُ َ َ ت ل ِذ َل ِ َ
ن َر ُ نأ ّ ن ت َظ ّ م ت َك ْ ه وَل ْ من ْ ُ خي ْرٍ ِ ض بِ َ ن ت ُعَوّ َ كأ ْ ست َب ْعَد َ ْ َوا ْ
َ
خي ٌْر ل الل ّهِ وَهُوَ َ سو َ ه َر ُ قب ََها الل ّ ُ ه فَأع ْ َ قل ْ ُ م تَ ُ ك لَ ْ ت ذ َل ِ َ جَها وَل َوْ ظ َن ّ ْ ي َت ََزوّ ُ
م َ
سل َ َ
424
ة. م َ ن أِبي َ ِ ْ
- 422برقم ) (919وأبو داود ) (3115والترمذي ) (993ونص) (1836وابن ماجة )(1514
وأحمد (27367)6/291أعقب :بدل وعوض
- 423برقم ) (918وأحمد ) ( 16784و )6/309و (27480ومالك )(564
- 424المنتقى -شرح الموطأ ) -ج / 2ص ( 498)(59
196
َ سى ال َ ْ وع َ َ
ت وَل َد ُ ما َ ذا َ ل » إِ َ ل الل ّهِ َ - -قا َ سو َ ن َر ُ شعَرِىّ أ ّ مو َ ن أِبى ُ ْ
م
ضت ُ ْ قول قب َ ْ َ ُ َ
م .في َ ُ ن ن َعَ ْ قولو َ ُ َ
دى .في َ ُ م وَلد َ ع َب ْ ِ َ ضت ُ ْ َ
ملئ ِكت ِهِ قب َ ْ َ َ ه لِ َ ال ْعَب ْد ِ قال الل ُ
ّ َ َ
مد َ َ
ك ح ِ ن َ قوُلو َ دى فَي َ ُ ل ع َب ْ ِ ذا َقا َ ما َ ل َ قو ُ م .فَي َ ُ ن ن َعَ ْ قوُلو َ ه425 .؟ فَي َ ُ ؤاد ِ ِ مَرة َ فُ َ ثَ َ
تموه ُ ب َي ْ َ س ّجن ّةِ وَ َ دى ب َي ًْتا ِفى ال ْ َ ه اب ُْنوا ل ِعَب ْ ِ ل الل ّ ُ قو ُ ع ، .فَي َ ُ 426
ج َ ست َْر َ َوا ْ
427
مد ِ « .رواه الترمذي ح ْ ال ْ َ
م ( ع ََلى ت َ ْ َ َ
ر
دي َ ِ ق ِ ضت ُ ْ وان ِهِ ) قَب َ ْ ت وَأع ْ َ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ِ مَلئ ِك َت ِهِ ( أيْ َ ه لِ َ ل الل ّ ُ ) َقا َ
َ
ي
ؤاد ِهِ ( أ ْ مَرة َ فُ َ م ثَ َ ضت ُ ْ ل قَب َ ْ قو ُ ه ) فَي َ ُ ح ُ دي ( أيْ ُرو َ فَهام ِ ) وَل َد َ ع َب ْ ِ ست ِ ْ اِل ْ
ل ال ْ َ َ وال ِد َ ال ْعَ ُ َ
صاد َ ف ّ سأ ُ ف يَ ْ طو َ ن ال ْ َ ما أ ّ مةِ ك َ َ ح َ ل الّر ْ
َ ما ِ ل َثان ًِيا إ ِظ َْهاًرا ل ِك َ َ قو ُ يَ ُ
مَرة َ فُ َ َ ْ َ َ
ه
ؤاد ِ ِ مى الوَلد َ ث َ َ س ّ ل َ ضاه ُ .وَِقي َ مرِهِ وَرِ َ ه ب ِأ ْ معَ أن ّ ُ دي َ دت وَل ِ ص ْ ل فَ َ هَ ْ
ل :إ ِّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا َ َ َ
جعَ ( أيْ َقا َ ست َْر َ جَرةِ ) َوا ْ ش َ مَرةِ ِلل ّ كالث ّ َ ب َ ة اْل ِ ج ُ ه ن َِتي َ ِلن ّ ُ
َ
ذي مد ِ ا ل ّ ِ ح ْ ت إ َِلى ال ْ َ ف ال ْب َي ْ َ ضا َ مد ِ ( أ َ ح ْ ت ال ْ َ موه ُ ب َي ْ َ س ّ ن ) وَ َ جُعو َ إ ِل َي ْهِ َرا ِ
ه ال ْ َ َ
مد ِ َ ،قال َ ُ ك ال ْ َ جَزاُء ذ َل ِ َ عن ْد َ ال ْ ُ َقال َ ُ
428
قاِري ح ْ ه َ صيب َةِ ِلن ّ ُ م ِ ه ِ
ــــــــــــــ
ن )(25 ت وَع ُُيو ٍ جّنا ٍ ن َ م ْ كوا ِ م ت ََر ُ قال تعالى عن فرعون وقومه } :ك َ ْ
َ ن ) (27ك َذ َل ِ َ مة ٍ َ
ك وَأوَْرث َْنا َ
ها كاُنوا ِفيَها َفاك ِِهي َ ريم ٍ ) (26وَن َعْ َ قام ٍ ك َ ِ م َ
وَُزُروٍع وَ َ
َ ما آ َ َ
ن) ري َ من ْظ َ ِ كاُنوا ُ ما َ ض وَ َ ماُء َواْلْر ُ س َ م ال ّ ت ع َل َي ْهِ ُ ما ب َك َ ْ ن ) (28فَ َ ري َ خ ِ قَوْ ً
] { (29الدخان[29-25/
َ ه قَب ْ َ كم ت ََر َ َ
ضَرةٍ ، ن نَ ِ ساِتي َ ن بَ َ م ْ م ِ ضه ِ ْ م ِفي أْر ِ مهل ِك ِهِ ْ ل َ م ُ ن وَقَوْ ُ ك فِْرع َوْ َ
ضَرةٍ ، ن ُزُروٍع َنا ِ م ْ كوا ِ م ت ََر ُ جاِريةٍ َوأن َْهارٍ .وَك َ ْ ن ماٍء َ دائ ِقَ غ َّناَء ،وَع ُُيو ِ ح َ وَ َ
ن ط َي ّب َةٍ . ساك ِ َ م َ وَ َ
َ ْ
حّبوا . ما أ َ ن َ سو َ ؤوا ،وَي َل ْب َ ُ شا ُ ما َ ن َ ن ِفيهِ فَي َأك ُُلو َ فك ُّهو َ كاُنوا ي َت َ َ ش َرِغيد ٍ َ وَ َع َي ْ ٍ
ن ي ُك َذ ُّبو َ
ن ذي َ ه ِبال ِ ل الل ُ فعَ ُ ذا ي َ ْ حد َةٍ َ ،وهك َ َ حةٍ َوا ِ صِبي َ ه ت ََعالى ِفي َ م الل ُ فَأهْل َك َهُ ُ
فون ع َن َأمره فإنه يبيدهُم ويور ُ َ
وما ً آخري َ
ن م قَ ْ ضه ُ ْ ث أْر َ ِ ِ ِّ ُ ُِ ُ ْ َ ُ ِ ْ خال ِ ُ َ ه ،وَي ُ َ سل َ ُ ُر ُ
ة ول ِدينا ً . م ِفي شيٍء َقراب ً من ْهُ ْ سوا ِ ل َي ْ ُ
عباد ِ اللهِ ،إ ِذ ْ َلم على ِ ن ع ََلى اللهِ ،وَ َ ن هؤلِء الط َّغاة ُ العَُتاة ُ هَي ِّني َ كا َ وَقَد ْ َ
عَباد ِ اللهِ في معَ ِ خيرٍ َ ل َ م ُ سماء ،وَل َ ع َ َ ح ي َُرفَعُ ِإلى ال ّ صال ِ ٌ ل َ م ٌ م عَ َ ن ل َهُ ْ ي َك ُ ْ
مهَُلوا ض ُيذكُر لهم َ ،فلم تب ِ ا َ
سماُء َ ،ولم ي ُ ْ ض ول ال ّ هم الر ُ قد ِ ِ ف ْ كل َ ِ لر
437
طاِء. ن إ ِب ْ َ دو َ ب ُ ذا َ م العَ َ ه ل َهُ ُ ل الل ُ ج َ ل ِت َوْب َةٍ ،وَإ ِّنما ع َ ّ
أى :أن هؤلء المغرقين ،الذين كانوا ملء السمع والبصر ،وكانوا
يذلون غيرهم ،وكانوا يملكون الجنات والعيون ...هؤلء الطغاة ،لم
يحزن لهلكهم أحد من أهل السموات أو أهل الرض ،ولم يؤخر
عذابهم لوقت آخر في الدنيا أو في الخرة ،بل نزل بهم الغرق والدمار
بدون تأخير أو تسويف
فالمقصود من الية الكريمة بيان هوان منزلة هؤلء المغرقين ،وتفاهة
شأنهم ،وعدم أسف أحد على غرقهم ،لنهم كانوا ممقوتين من كل
عاقل ..
قال صاحب الكشاف ما ملخصه :كان العرب إذا مات فيهم رجل
خطير قالوا في تعظيم مهلكه :بكت عليه السماء والرض وبكته
الريح ،وأظلمت له الشمس ..
438
قال جرير في رثاء عمر بن العزيز :
مرا ت اللهِ واع ْت َ َ ج بي َ ح ّ من َ خي َْر َ ن َلنا ...يا َ مني َ مؤ ْ ِن ََعى الّنعاة أميَر ال ُ
َ
مرا ن اللهِ يا ع ُ َ ت ِفيه بإ ِذ ْ ِ م ُ ت له ...وقُ ْ صط َْبر ُ ظيما ً فا ْ مرا ً ع َ ِ تأ ْ مل ْ َ ح ّ ُ
مرا ق َ ل وال َ م اللي ِ جو َ َ كي عليك ،ن ُ ُ فةٍ ...ت ُب ْ ِ س َ ت بكا ِ س ْ ة لي َ س طال ِعَ ٌ م ُ ش ْ ال ّ
439
وقالت ليلى بنت طريف الخارجية ،ترثى أخاها الوليد :
أل َ قاتل الله الجثا حي ُ َ
فف غيَر ع َُيو ِ معُْروِ ِ ى كان لل َ ت َ ...فت ً مَر ْ ض َ ثأ ْ ُ ُ َ
437
-أيسر التفاسير لسعد حومد (4322 / 1) -
200
ف
في ِخ ِ س على أ َ ْ
عدائ ِهِ ب َ ...ول َي ْ َ عدا جواد ِ إذا َ ف على ظ َهْرِ ال َ في ٌ خ ِ
َ
ف َ َ ً َ
جَر الخاُبورِ مال َ أيا َ
ري ِنط ِ ن على اب ِ حَز ْ م تَ ْ موِرقا ...كأّنك ل ْ ك ُ ش َ
فسُيو ِ من َقنا ً و ُ ل إل ّ ِ من الّتقى ...ول الما َ ب الّزاد َ إل ّ ِ
ح ّ
ى ل يُ ِ فت ً
وذلك على سبيل التمثيل والتخييل ،مبالغة في وجوب الجزع والبكاء
عليه ..
وفي الية تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده ،فيقال فيه
:بكت عليه السماء والرض .يعنى فما بكى عليهم أهل السماء والرض
،بل كانوا بهلكهم مسرورين . ..
َ
ض ..أى : سماُء َواْلْر ُ م ال ّ ت ع َل َي ْهِ ُ وقال المام أبن كثير :قوله َ :فما ب َك َ ْ
لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكى على فقدهم
،ول لهم بقاع في أرض عبدوا الّله فيها ففقدتهم فلهذا استحقوا أن ل
440
ينظروا ول يؤخروا ..
م السمآء والرض { أي: ت ع َل َي ْهِ ُ ما ب َك َ ْ لمام ابن كثير :قوله } :فَ َ وقال ا ِ
لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على
فقدهم ،ول لهم في الرض بقاع عبدوا الله فيها فقدتهم؛ فلهذا
استحقوا أل ينظروا ول يؤخروا لكفرهم وإجرامهم ،وعتوهم وعنادهم.
441
201
ن جرم هؤلء المجرمين قد بلغ من الشناعة حدا بحيث ل أولهما :أ ّ
يسعه عذاب الخرة ،فكان عذابهم فى الدنيا ،وفى الخرة جميعا ..
جل لهم العذاب ،كما وثانيهما :أن هؤلء المشركين من قريش ،لن يع ّ
جل لقوم فرعون ،بل إنهم منظرون إلى يوم القيامة ..وفى هذا ع ّ
رحمة من الّله بهم ،وإكرام لرسول الّله ـ ـ من ربه فى قومه ..
فإن هذا النتظار بهم ،سيفسح لهم مجال لصلح ما فسد منهم ،
واللحاق بإخوانهم الذين سبقوهم إلى اليمان ..وقد كان ..فدخل
هؤلء المشركون فى دين الّله ،وكانوا جندا من جنود الّله ،للجهاد فى
443
سبيل الّله ،وإعلء رأية دين الّله ..
ع َن سِعيد بن جبير َقا َ َ
ل َيا قا َ جل فَ َ ما َر ُ ي الّله ع َن ْهُ َ ض َ ل :أَتى ا ِْبن ع َّباس َر ِ ُ َْ ْ ْ َ
َ ْ َ َ ّ َ َ َ
ما ض وَ َ ماُء َوالْر ُ س َ م ال ّ ت ع َلي ْهِ ُ َ
ما ب َك ْ ول الله ت ََعالى "فَ َ أَبا ال ْعَّباس أَرأْيت قَ ْ
َ
ي الّله ض َ ل َر ِ حد ؟ َقا َ ماء َواْل َْرض ع ََلى أ َ س َ كي ال ّ ل ت َب ْ ِ ن " فَهَ ْ ري َ ِ من ْظ َ كاُنوا ُ َ
َ
زل ه ي َن ْ ِ من ْ ُ ماء ِ س َ ه َباب ِفي ال ّ خَلِئق إ ِّل وَل َ ُ ن ال ْ َ َ م
حد ِ سأ َ ه ل َي ْ َ م إ ِن ّ ُ ه :ن َعَ ْ ع َن ْ ُ
ُ
ذي ماء ال ّ ِ س َ ن ال ّ م َ من فَأغ ْل ِقَ َبابه ِ مؤ ْ ِت ال ْ ُ ما َ ذا َ مله ،فَإ ِ َ صَعد ع َ َ رِْزقه وَِفيهِ ي َ ْ
قد َهُذا فَ َ كى ع َل َي ْهِ ،وَإ ِ َ قد َه ُ ب َ َ ف َ ه رِْزقه فَ َ من ْ ُ زل ِ مله وَي َن ْ ِ صَعد ِفيهِ ع َ َ ن يَ ْ كا َ َ
تل ِفيَها ب َك َ ْ ج ّ كر الّله ع َّز وَ َ صّلي ِفيَها وَي َذ ْ ُ ن يُ َ كا َ ن اْل َْرض ال ِّتي َ م َ صّله ُ ِ م َ ُ
ُ َ َ ْ َ ُ َ َ
ن
م ي َك ْ حة وَل ْ صال ِ َ م ِفي الْرض آَثاٌر َ ن لهُ ْ م ت َك ْ ون ل ْ وم فِْرع َ ْ ن قَ ْ ه ،وَإ ِ ّع َلي ْ ِ
ماء َواْلْرض". َ
س َ م ال ّ ك ع َل َي ْهِ ْ م ت َب ْ ِ خْير ،فَل َ ْ م َ من ْهُ ْ ل ِ ج ّ صَعد إ َِلى الّله ع َّز وَ َ يَ ْ
444
أخرجه الطبري
ض اْلي َ َ َ
ل": ة َقا َ ماُء َواْلْر ُ س َ م ال ّ ت ع َل َي ْهِ ُ ما ب َك َ ْ ه :فَ َ س ،قَوْل َ ُ ن ع َّبا ٍ ن َاب ْ ِ وع َ ِ
صّلي ِفي ِ َ
ه ن يُ َ كا َ ما َ كى ع َل َي ْهِ َ ت إ ِّل ب َ َ مو ُ ن يَ ُ م ٌ مؤ ْ ِ ض ُ س ع َلى الْر ِ
ْ ه ل َي ْ َ َ ك أن ّ ُ ذ َل ِ َ
ن
كا َذي َ ضعُ ال ّ ِ موْ ِ ماِء ال ْ َ س َ ن ال ّ م َ كى ع َل َي ْهِ ِ قد ُه ُ ،وَإ ِّل ب َ َ ف ِ ن يَ ْ حي َ جد ِ ِ سا ِ م َ ن ال ْ َ م َ ِ
َ َ َ ُ َ َ َ
ماُء س َ م ال ّ ت ع َلي ْهِ ُ ما ب َك ْ صي َت ِهِ :فَ َ معْ ِ ل َ ه ِلهْ ِ ه ،فَذ َل ِك قَوْل ُ م ُ ه كل ُ من ْ ُ ي ُْرفَعُ ِ
ن ع ََلى أوْل َِياِء الل ّهِ " َ َ َ
من ْظ َ ِ ما َ َواْلْر ُ
445
ما ي َب ْك َِيا ِ ن " ِلن ّهُ َ ري َ كاُنوا ُ ض وَ َ
مسل َ ن ال ْ ن شريح بن عبيد الحضرمي ،قال :قال رسول الله ": إ ّ وع َ ِ
ن ِفي م ٌ مؤ ْ ِ ت ُ من ،ما ما َ مؤ ْ ِ على ال ُ ة َ ريبا ،أل ل غ ُْرب َ َ سي َُعود ُ غ َ ِ ريبا وَ َ دأ غ َ ِ بَ َ
ض" ،ثم قرأ سماُء والْر ُ ت ع َل َي ْهِ ال ّ كيهِ إل ب َك َ ْ وا ِ ه ِفيَها ب َ َ ت ع َن ْ ُ غاب َ ْ غ ُْرب َةٍ َ
ض ( ،ثم قال":إن ُّهما ل ماُء َوالْر ُ س َ م ال ّ ت ع َل َي ْهِ ُ ما ب َك َ ْ رسول الله ) فَ َ
446
ن على الكافر" .أخرجه الطبري كيا ِ ي َب ْ ِ
َ
ن
م ِ مؤ ْ ِ كي ع ََلى ال ْ ُ ض ت َب ْ ِ ل :الْر ُ س رضي الله عنهماَ ،قا َ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ َوع َ ِ
447
حا « أخرجه ابن أبي شيبة صَبا ً ن َ أْرب َِعي َ
ض ل َت َب ْ ِ َ
ل، ج ٍ ن َر ُ م ْ كي ِ ن اْلْر َ وعن محمد بن كعب القرظي قال " :إ ِ ّ
طاع َةِ الل ّ ِ
ه ها ب ِ َ ل ع ََلى ظ َهْرِ َ م ُ ن ي َعْ َ كا َ ن َ م ْ كي ع ََلى َ ل ،ت َب ْ ِ ج ٍ كي ع ََلى َر ُ وَت َب ْ ِ
َ
صي َةِ اللهِ ت ََعالى " ، ّ معْ ِ ها ب ِ َ َ
ل ع َلى ظهْرِ َ َ م ُ ن ي َعْ َ كا َ ن َ م ْ م َ كي ِ ل ،وَت َب ْ ِ ج ّ ع َّز وَ َ
التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع (200 / 13) - - 443
22/36و 25/75وابن كثير 7/254و 255من طرق تقوي بعضها. - 444
22/35و 25/75وهو حديث صحيح مرسل وله شواهد تقويه. - 446
202
َ َ
أخرجه ابن المبارك ن من ْظ َ ِ
ري َ ما َ
كاُنوا ُ ماءُ َواْلْر ُ
ض وَ َ س َ ت ع َل َي ْهِ ُ
م ال ّ ما ب َك َ ْ
م قََرأ :فَ َ
ثُ ّ
448
في الزهد
ــــــــــــــــــــ
م ع َل َي ْ ِ
ه مي ًّتا فَك َت َ َ ل َ س َ ن غَ ّ م ْ ل الل ّهِ َ »: سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ن أ َِبي َرافٍِع َ ،قا َ عَ ْ
َ
قست َب َْر ِ س ،وَإ ِ ْ َِ سن ْد ُ ن ال ّ م َ ه ِ ساه ُ الل ّ ُ مي ًّتا ك َ َ ن َ ف ََ ن كَ ّ م ْ مّرة ً ،وَ َ ن َ ه أْرب َِعي َ فَر ل َ ُ غُ ِ
َ ُ
سك َ ٍ
ن م ْ جرِ َ جرِ ك َأ ْ ن ال ْ م َ ه ِ جرِيَ ل َ ُ ه ِفيهِ أ ْ جن ّ ُ ت قَب ًْرا فَأ َ مي ّ ٍ فَر ل ِ َ ح َ ن َ م ْ جن ّةِ ،وَ َ ال ْ َ
ُ
450
مةِ « رواه الحاكم قَيا َ ه إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ سك ِن َ ُ أ ْ
والمقصود من الكتمان عدم ذكر ما يمكن أن يلحظه الغاسل من
اسوداد الوجه مثل ونتن الرائحة ،ونحو ذلك مما يوحي بأن المرء ليس
من أهل الخير.
قال النووي :فيه أنه يسن إذا رأى الغاسل ما يعجبه أن يذكره وإذا رأى
ما يكره ل يحدث به قال :وهكذا أطلقه أصحابنا لكن قال صاحب
البيان :لو كان الميت مبتدعا ً معلنا ً ببدعته فينبغي ذكر ما يكره منه
زجرا ً للناس عن البدعة.
قُبوَر ت َذ َك ّْر ب َِها ل الل ّهِ ُ " : زرِ ال ْ ُ سو ُ ل ِلي َر ُ ل َ :قا َ ن أ َِبي ذ َّر َ ،قا َ وع َ ْ
ل ع َلىَ ص ّ ة ،وَ َ ة ب َِليغَ ٌ عظ ٌ َ موْ ِ سد ِهِ َ ج َ ة َ ج َ َ
مَعال َ ن ُ موَْتى فَإ ِ ّ ْ
ل ال َ س ِ خَرة َ َ ،واغ ْ ِ اْل ِ
ل ذ َل ِ َ َ
ر
خي ْ ٍ ل َ ض كُ ّ ل الل ّهِ ي َت َعَّر ُ ن ِفي ظ ِ ّ زي َ ح ِ ن ال ْ َ ك ،فَإ ِ ّ حزِن َ َ ن يُ ْ كأ ْ جَنائ ِزِ ل َعَ ّ ال ْ َ
451
" رواه الحاكم
ة
صي ّ ٍ ك ب ِوَ ِ صي َ مو ِ ل اللهِ " : إ ِّني ُ ّ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ن أ َِبي ذ َّر َ ،قا َ وع َ ْ
ك ب َِها ُ :زرِ ال ْقُُبوَر وَت َذ َك ّْر ب َِها اْل ِ َ
خَرة َ " . فعَ َ ن ي َن ْ َ هأ ْ ل الل ّ َ فظ َْها ،وَل َعَ ّ ح َ َفا ْ
َ
لس ِ حَياًنا وََل ت ُك ْث ِْر َ ،واغ ْ ِ ل ِ " :بالن َّهارِ أ ْ ل ؟ َقا َ ل الل ّهِ ِ ،بالل ّي ْ ِ سو ُ ت َ :يا َر ُ قُل ْ ُ
لجَنائ ِزِ ل َعَ ّ ل ع ََلى ال ْ َ ص ّ ة ،وَ َ ة ب َِليغَ ٌ عظ َ ٌ خاوًِيا ِ سد ٍ َ ج َ ة َ ج َ مَعال َ َ ن ُ موَْتى ؛ فَإ ِ ّ ال ْ َ
ذ َل ِ َ َ
س
جال ِ ِ خي ْرٍ ،وَ َ ل َ ض كُ ّ ل الل ّهِ ،وَي ُعَوّ ُ ن ِفي ظ ِ ّ زي َ ح ِ ن ال ْ َ ك ،فَإ ِ ّ حزِن َ َ ن يُ ْ كأ ْ
كضًعا ل َِرب ّ َ وا ُ ب ال ْب ََلِء ت َ َ ح ِ صا ِ معَ َ ل َ م ،وَك ُ ْ قيت َهُ ْ ذا ل َ ِ م إِ َ م ع َل َي ْهِ ْ سل ّ ْ ن وَ َ كي َ سا ِ م َ ال ْ َ
ن َل َ
ب َوال ْك ِب َْر أ ْ ج َ ل ال ْعُ ْ ب ل َعَ ّ ن الث َّيا ِ م َ ضي ّقَ ِ ن ال ّ ش َ خ ِ س ال ْ َ ِ ماًنا ب ِهِ َ ،وال ْب َ وَِإي َ
َ
كن ك َذ َل ِ َ م َ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ ك ،فَإ ِ ّ حَياًنا ل ِعَِباد َةِ َرب ّ َ نأ ْ ساغ ٌ ،وَت ََزي ّ ْ م َ ك َ ما ِفي َ ن ل َهُ َ كو َ يَ ُ
خل َقَ الل ّ ُ شي ًْئا ِ ب َ ما ،وََل ت ُعَذ ّ ْ فا وَت َك َّر ً فعَ ُ
452
ه ِبالّنارِ " ما َ م ّ ف ً ل ت َعَ ّ يَ ْ
)زر القبور تذكر بها الخرة( لن النسان إذا شاهد القبور تذكر الموت
وما بعده وفيه عظة واعتبار وكان ربيع بن خيثم إذا وجد غفلة يخرج إلى
القبور ويبكي ويقول :كنا وكنتم ثم يحيي الليل كله عندهم فإذا أصبح
كأنه نشر من قبره قال السبكي :وهذا المعنى ثابت في جميع القبور
ودللة القبور على ذلك متساوية كما أن المساجد غير الثلثة متساوية
)واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على
الجنائز لعل ذلك يحزنك فإن الحزين في ظل الّله( أي في ظل عرشه
)يوم القيامة( يوم ل ظل إل ظله )يتعرض لكل خير( قال الغزالي :فيه
206
َ
ة؛ سن ّ ٌ جَناَزةِ ُ جال ل ِل ْ ِ شِييعَ الّر َ ن تَ ْ قَهاِء إ َِلى أ ّ ف َ مُهوُر ال ْ ُ ج ْ ب ُ قلت :ذ َهَ َ
َ
ة
عَياد َ ِ جَنائ ِزِ ،وَ ِ ل اللهِ ِ بات َّباِع ال ْ َ سو ُ مَرَنا َر ُ ب:أ َ عازِ ٍ ن َ ث الب ََراِء ب ْ ِ
دي ِ ْ ح ِ لِ َ
مظ ُْلوم ِ ، صَرةِ ال ْ َ سم ِ ،وَن ُ ْ ق ِ م ْ س ،وَإ ِب َْرارِ ال ْ ُ ت الَعاط ِ ِ
مي ِ ْ ش ِ ضى ،وَت َ ْ مْر َ ال ْ َ
عي" صحيح ابن حبان ) (3040صحيح . دا ِ جاب َةِ ال ّ سل َم ِ ،وَإ ِ َ شاِء ال ّ وَإ ِفْ َ َ
ْ
نم َ مِنيرِ ِ ن ال ْ ُ ن بْ ُ ماِع ،وََقال الّزي ْ ُ ج َ ب ل ِل ِْ ْ جو ِ ب ل َ ل ِل ْوُ ُ مُر هَُنا ِللن ّد ْ ِ َوال ْ
فاي َةِ . ت ع ََلى ال ْك ِ َ جَبا ِ وا ِ ن ال ْ َ م َ جَناَزةِ ِ ن ات َّباع َ ال ْ ِ مال ِك ِي ّةِ :إ ِ ّ ال ْ َ
ة ات َّباعُ في ّ ُ حن َ ِ ة َ ،قال ال ْ َ سن ّ ٌ جَنائ ِزِ ُ ي :ات َّباع ُ ال ْ َ حن ْب َل ِ ّ عي ال ْ َ مْر ِ خ َ شي ْ ُ وََقال ال ّ
َ َ
شُهورٍ ، م ْ ح َ صل َ ٍ وارٍ وَقََراب َةٍ ،أوْ َ َ ج َ ن لِ ِ كا َ ذا َ واِفل إ ِ َ ن الن ّ َ م َ ضل ِ ج ََنائ ِزِ أفْ َ ال ْ َ
ق
حا ُ س َ ي وَإ ِ ْ ع ّ فَها ،وَب ِهِ َقال ال ْوَْزا ِ خل ْ َ ي َ ش ُ م ْ جَناَزةِ ال ْ َ شي ِّع ال ْ ِ م َ ضل ل ِ ُ َوال ْفْ َ
نم ْ معََها َ س َ ة وَل َ ت ُت ْب َعُ ل َي ْ َ مت ُْبوع َ ٌ جَناَزة ُ َ ث ال ْ ِ دي ِ ح ِ مذ ِيّ " ل ِ َ كاه ُ الت ّْر ِ ح َ ما َ ع ََلى َ
461
مَها" قد ّ َ تَ َ
َ َ َ
ن ت ََباع َد َ ع َن َْها ) ن إِ ْ ن ،وَل َك ِ ْ س ُ ح َ مَها أ ْ ما َ يأ َ ش ُ م ْ ساٌء َفال ْ َ فَها ن ِ َ خل ْ َ ن َ كو َ ن يَ ُ إ ِل ّ أ ْ
َ حد َه ُ أ َوْ ت َ َ
حد ٌ ( معََها أ َ س َ م ل َي ْ َ فه ُ ْ خل ْ َ ها َ
ْ
كو َ كل ،وَت ََر ُ م ال ْ ُ قد ّ َ شًيا وَ ْ ما ِ ث ي ُعَد ّ َ حي ْ ُ بِ َ
َ َ َ
يش ُ م ْ س ب ِهِ َ ،وال ْ َ فَها فَل َ ب َأ َ َ خل ْ َ ب َ كو ُ ما الّر ُ مَها ك ُرِه َ ،وَأ ّ ما َ بأ َ أوْ َرك ِ َ
َ َ
ك ن ِفيهِ ت َْر َ ف ال ْوَْلى ،ل َِ ّ خل َ ُ ها ِ سارِ َ مين َِها أوْ ي َ َ ن يَ ِ ي عَ ْ ش ُ م ْ ضل َ ،وال ْ َ أفْ َ
يش ُ م ْ ة :ال ْ َ حَناب ِل َ ُ ة َوال ْ َ شافِعِي ّ ُ ة َوال ّ مال ِك ِي ّ ُ ب وَهُوَ ات َّباع َُها .وََقال ال ْ َ دو ِ من ْ ُ ال ْ َ
َ َ َ َ
كاُنوا مَر َ سول الل ّهِ وَأَبا ب َك ْرٍ َوَع ُ َ ن َر ُ ما ُروِيَ أ ّ ضل ،ل ِ َ جَناَزةِ أفْ َ م ال ْ ِ ما َ أ َ
ْ شو َ
ن وَقَد ْ مَري ْ ِ حاب َةِ ك ِل َ ال ْ ص َ ن ال ّ ِ جَناَزةِ )صحيح( .وَُروِيَ ع َ م ال ْ ِ ما َ نأ َ م ُ َ يَ ْ
َ
ضل ف ْ مَها ك َ َ ما َ شي أ َ م ِ ذي ي َ ْ فَها ع ََلى ال ّ ِ خل ْ َ شي َ ما ِ ضل ال ْ َ ن فَ ْ ي :إِ ّ َقال ع َل ِ ّ
ضل ف ْ ك ِفي ال ْ َ كل ذ َل ِ َ فذ ّ .وََقال الث ّوْرِيّ ُ : صل َةِ ال ْ َ ماع َةِ ع ََلى َ ج َ صل َةِ ال ْ َ َ
واٌء . س َ َ
َ َ
في جَناَزةِ ،فَ ِ ن ِفي ال ْ ِ ج َ خُر ْ ن يَ ْ في ّةِ أ ْ حن َ ِ عن ْد َ ال ْ َ ن ِ ساُء فَل َ ي َن ْب َِغي ل َهُ ّ ما الن ّ َ وَأ ّ
صَلةُ قوْل ِهِ ع َل َي ْهِ ال ّ ن :لِ َ دي َ عاب ِ ِ ن َ ما َ ،قال ْاب ْ ُ ري ً ِ حن تَ ْ جهُ ّْ خُرو ُ الد ّّر ي ُك َْره ُ ُ
ُ
م ثأ ّ دي ِ ح ِ ت ) .فيه ضعف( وَل ِ َ جوَرا ٍ مأ ُ ت غ َي َْر َ مأُزوَرا ٍ ن َ جعْ َ م :اْر ِ سَل ُ َوال ّ
م ع َل َي َْنا ) .متفق عليه( وَِلحديث م ي ُعَْز ْ جَنائ ِزِ ،وَل َ ْ ن ات َّباِع ال ْ َ ة :ن ُِهيَنا ع َ ِ ع َط ِي ّ َ
ما فََرغ َْنا ، ما ،فَل َ ّ ل اللهِ ي َوْ ً سو ِ معَ َر ُ ل :قَب َْرَنا َ رو َ ،قا َ م ٍ ن عَ ْ ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ
ط س َ ه ،وَت َوَ ّ ذى َباب َ ُ حا َ ما َ ه ،فَل َ ّ معَ ُ صَرفَْنا َ ل اللهِ َ ، وان ْ َ سو ُ ف َر ُ صَر َ ان ْ َ
َ ة ،فَ َ َ َ َ ّ
ل لَها قا َ م ُ ي َفاط ِ َ ذا ه ِ َ ت إِ َ ما د َن َ ْ قب ِلةٍ ،فَل ّ م ْ مَرأةٍ ُ ن ِبا ْ ح ُ ذا ن َ ْ ريقَ ،إ ِ َ الط ِ
َ َ
لسو َ ت َيا َر ُ ت :أت َي ْ ُ ك ؟ َقال َ ْ ن ب َي ْت ِ ِ م ْ ة ِ م ُ ك َيا َفاط ِ َ ج ِ خَر َ ما أ ْ ل اللهِ َ : سو ُ َر ُ
َ
ك ل اللهِ : ل َعَل ّ ِ سو ُ ل ل ََها َر ُ قا َ م ،فَ َ مي ّت َهُ ْ ت ،فَعَّزي َْنا َ ذا ال ْب َي ْ ِ ل هَ َ اللهِ أهْ َ
ما ت َذ ْك ُُر ك ت َذ ْك ُُر ِفيَها َ معْت ُ َ س ِ مَعاذ َ اللهِ ،وَقَد ْ َ تُ : دى ؟ َقال َ ْ م ال ْك ُ َ معَهُ ُ ت َ ب َل َغْ ِ
ها جد َ َ َ َ
ك. ك أُبو أِبي ِ حّتى ي ََرا َ َ ّ ة َ جن ّ َ ت ال ْ َ ما َرأي ْ ِ دى َ م ال ْك ُ َ معَهُ ُ ت َ ل :ل َوْ ب َل َغْ ِ َقا َ
ل :ال ْ ُ َ
462
قُبوُر. قا َ دى ،فَ َ ن ال ْك ُ َ ة عَ ِ ت َرِبيعَ َ سأل ْ ُ فَ َ
- 461سنن أبى داود ) (3186ضعيف
- 462صحيح ابن حبان ) -ج / 7ص (3177)(450وأحمد 107 - 106 / 10ط دار المعارف .
وقال أحمد شاكر :إسناده حسن
ْ َ ْ َ ْ َ َ َقا َ َ
ةجن ّ َ
ت ال َ ما َرأي ْ ِ ريد ُ َ ة يُ ِ جن ّ َت ال َ ما َرأي ْ ِ دى َ ُ
م الك َ معَهُ ُ
ت َ ة :لوْ ب َلغْ ِ م َفاط ِ َ ه لِ َ حات ِم ٍ :قَوْل ُ ُ ل أُبو َ
ي قَب ْ َ
ل ت الن ّهْ َ م ِة ع َل ِ َم َ ن َفاط ِ َ ه ،لَ ّ ل اللهِ ع َن ْ ُ سو ُما ن ََهى َر ُ ب َ م ي َْرت َك ِ ْن لَ ْم ْخل َُها َ ة ال ِّتي ي َد ْ ُ ال َْعال ِي َ َ
َ
ة
عال ِي َ ًصل ً ل َ َ نأ ْ جّنا ِ ن ال ْ ِ م َة ِ جن ّ ً ل َ خ ُك ل َ ي َد ْ ُ شرِ ُ م ْحد َة ٌ َ ،وال ْ ُة َوا ِ ت ك َِثيَرة ٌ ل َ ُ
جن ّ ٌ جّنا ٌ ي َ ة هِ َ ك َ ،وال ْ َ
جن ّ ُ ذ َل ِ َ
ما.ما ب َي ْن َهُ َة وَل َ َ َ
سافِل ً وَل َ َ
207
َ َ َ
مك ُْروه ٌ ،وَل َي ْ َ
س ه َ حاب َِنا أن ّ ُ ص َ بأ ْ مذ ْهَ ُ قال الن ّوَوِيّ َ : شافِعِي ّةِ فَ َ عن ْد َ ال ّ ما ِ وَأ ّ
َ ُ
ي
ه ن َهْ َ ي ن ََهى ع َن ْ ُ ن الن ّب ِ ّ م ع َل َي َْنا أ ّ م ي ُعَْز ْ ة وَل َ ْ م ع َط ِي ّ َ ول أ ّ سَر قَ ْ حَرام ٍ ،وَفَ ّ بِ َ
ريم ٍ . ح ِ مةٍ وَت َ ْ زي َ ي عَ ِ زيهٍ ،ل َ ن َهْ َ ك َ ََراه ِي َةِ ت َن ْ ِ
ن( س ّ جال ّةٍ ) ك َِبيَرة ُ ال ّ مت َ َ ج ُ خُرو ُ جاَز ُ صِغيرِ َ : ح ال ّ شْر ِ في ال ّ ة فَ ِ مال ِك ِي ّ ُ ما ال ْ َ وَأ ّ
ه
صيب َت ُ ُ م ِ ت ُ م ْ ن ع َظ ُ َ م ْ جَناَزةِ َ شى فِت ْن َت َُها ،ل ِ ِ خ َ ة ل َ تُ ْ شاب ّ ٌ ذا َ قا ،وَك َ َ مط ْل َ ً جَناَزةٍ ُ لِ ِ
َ ُ َ ُ َ
شى خ َ ن تُ ْ م ْ ما َ ت،أ ّ خ ٍ خ ،وَأ ْ ت ،وَأ ٍ ن ،وَب ِن ْ ٍ ج َ ،واب ْ ٍ م ،وََزوْ ٍ ب ،وَأ ّ ع َل َي َْها ،ك َأ ٍ
قا . مط ْل َ ً جَها ُ خُرو ُ م ُ حُر ُ فِت ْن َت َُها فَي َ ْ
َ َ
نِ ي عَ ّ كان ِشوْ َ كى ال ّ ح َ مَرأة ٌ وَ َ جَناَزة َ ا ْ ن ت َت ْب َعَ ال ْ ِ ة :ك ُرِه َ أ ْ حَناب ِل َ ُ وََقال ال ْ َ
ذا أ ُمن من تضييع حق الزوج والتبرج وما ين َ ُ َ
ن
م َ شأ ِ ه َقال :إ ِ َ ِ َ ِ ْ َ ْ ِ ِ َ ّ ّ ْ ِ َ ّ َ ّ ِ َ َ َ ْ ي أن ّ ُ قْرط ُب ِ ّ ال ْ ُ
ي :هَ َ
ذا كان ِ ّ شو ْ َ قال ال ّ َ
م َ ن ،ثُ ّ ن ل َهُ ّ ن ال ِْذ ْ ِ م َ مان ِعَ ِ ك فَل َ َ حوِ ذ َل ِ َ ح وَن َ ْ ِ صَيا
ال ّ
ضة ِ . مت ََعارِ َ ث ال ْ ُ حاِدي ِ ن ال ْ َ مِع ب َي ْ َ ج ْ ماد ُه ُ ِفي ال ْ َ ذي ي َن ْب َِغي اع ْت ِ َ م هُوَ ال ّ ِ ال ْك َل َ ُ
كان مع ال ْجنازة نائ ِح ٌ َ
ن لَ ْ
م ت ،فَإ ِ ْ جَر ْ ة ُز ِ ح ٌصائ ِ َ ة أوْ َ ذا َ َ َ َ ِ َ َ ِ َ َ ة :وَإ ِ َ في ّ ُ حن َ ِ َقال ال ْ َ
َ ْ
ة
ه ل ِب ِد ْع َ ٍ ة فَل َ ي َت ُْرك ُ ُ سن ّ ٌ جَناَزةِ ُ ن ات َّباع َ ال ْ ِ معََها ؛ ل َِ ّ ي َ ش َ م ِ ن يَ ْ س ب ِأ ْ جْر فَل َ ب َأ َ ت َن َْز ِ
َ
م(. ما ت َقَد ّ َ جَناَزةِ ك َ َ م ال ْ ِ ما َ شي أ َ م ِ ن يَ ْ ن غ َي ْرِهِ ) ل َك ِ ْ م ْ ِ
َ
ح، خ ،وَن َوْ ٍ صَرا ٍ حو َ ُ من ْك َرٍ ،ن َ ْ معَ ُ شي ّعُ َ م َن ي َت ْب َعََها ال ْ ُ مأ ْ حُر َ ةَ : حَناب ِل َ ُ وََقال ال ْ َ
ه .463 قاد َِر إ َِزال َت ُ ُ م ال ْ َ ن إ َِزال َت ِهِ ،وَي َل َْز ُ جٌز ع َ ْ عا ِ وَهُوَ َ
ــــــــــــــــ
- 463ابن عابدين ، 624 ، 304 ، 208 / 1وشرح مسلم 188/ 1و 504و الشرح الصغير طبعة
دار المعارف ، 566 / 1وغاية المنتهى ، 246 / 1ونيل الوطار 95 / 4والهندية ، 159 / 1
والفتح 125 / 3والغاية 240 / 1
208
ث الرابع والعشرون
المبح ُ
الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة
ُ
ن
م َ ة ِ م ٌ صّلى ع َل َي ْهِ أ ّ ت يُ َ مي ّ ٍ ن َ م ْ ما ِ لَ »: ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ ة عَ ِ ش َ عائ ِ َ ن َ عَ ْ
ه إ ِل ّ ُ ن لَ ُ م يَ ْ ة ك ُل ّهُ ْ مائ َ ً ن ي َب ْل ُُغو َ ال ْ ُ
464
فيهِ «.رواه مسلم فُعوا ِ ش ّ فُعو َ ش َ ن ِ مي َ سل ِ ِ م ْ
َ َ
ن ذ َل ِ َ
ك سأُلوا ع َ ْ ن َ سائ ِِلي َ جوَِبة ل ِ َ تأ ْ ج ْ خَر َ حاِديث َ ل هَذ ِهِ اْل َ َ ضي ِ :قي َ قا ِ ل ال ْ َ َقا َ
َ ذا ك ََلم ال ْ َ ب كُ ّ َ
ن
مل أ ْ حت َ ِ ضي ،وَي َ ْ قا ِ ؤاله .هَ َ س َ ن ُ ْ م عَ من ْهُ ْ حد ِ ل َوا ِ جا َ ،فَأ َ
َ َ يَ ُ
عة فا َ ش َ ل َ قُبو ِ م بِ َ خب ََر ب ِهِ ،ث ُ ّ ماَئة فَأ ْ عة ِ فا َ ش َ ل َ قُبو ِ خب ََر ب ِ َ ي أ ْ كون الن ّب ِ ّ
َ َ َ َ
نضا أ ْ مل أي ْ ً حت َ ِ خب ََر ب ِهِ ،وَي َ ْ م ،فَأ ْ دده ْ ل عَ َ ن قَ ّ فوف وَإ ِ ْ ص ُ م ث ََلَثة ُ ن ،ثُ ّ أْرب َِعي َ
ن فََل ي َل َْزم ِ ُ
نم َ صول ِّيي َ هير اْل ُ ما ِ ج َ ج ب ِهِ َ حت َ ّ دد ،وََل ي َ ْ فُهوم ع َ َ م ْذا َ قال :هَ َ يُ َ
ذا ِفي ك ،وَك َ َ دون ذ َل ِ َ ما ُ مْنع قَُبول َ ماَئة َ عة ِ فا َ ش َ ن قَُبول َ خَبار ع َ ْ اْل ِ ْ
صل ح ُ مول ب َِها وَي َ ْ معْ ُ حاِديث َ ل اْل َ َ حين َئ ِذ ٍ ك ُ ّ فوف ،وَ ِ ص ُ م َعَ ث ََلَثة ُ ن َ اْلْرب َِعي َ
َ
َ عة بأقَ ّ َ
ن ث ََلَثة ُ ل اْل ْ ال ّ
465
ن. فوف وَأْرب َِعي َ ص ُ م ْ ن ِ ِ مَري ْ فا َ ِ ش َ
َ َ
ل َيا قا َ ن فَ َ فا َ س َ قد َي ْد ٍ أوْ ب ِعُ ْ ه بِ ُ ن لَ ُ ت اب ْ ٌ ما َ ه َ س أن ّ ُ ن ع َّبا ٍ
ّ
ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ وع َ ِ
مُعوا جت َ َ س قَد ِ ا ْ ذا َنا ٌ ت فَإ ِ َ ج ُ خَر ْ ل فَ َ سَ .قا َ ِ ن الّنا م َ ه ِ معَ ل َ ُ جت َ َ ما ا ْ ب ان ْظ ُْر َ ك َُري ْ ُ
َ
ت معْ ُ س ِ جوه ُ فَإ ِّنى َ خرِ ُ ل أَ ْ مَ .قا َ ل ن َعَ ْ ن َقا َ م أْرب َُعو َ
ل هُ َ
ْ قو ُ ل تَ ُ قا َ ه فَ َ خب َْرت ُ ُ ه فَأ ْ لَ ُ
ه
جَناَزت ِ ِ م ع ََلى َ قو ُ ت فَي َ ُ مو ُ سل ِم ٍ ي َ ُ م ْ ل ُ ج ٍ ن َر ُ م ْ ما ِ ل» َ قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ َر ُ
َ
م الل ّ ُ شي ًْئا إ ِل ّ َ ن ِبالل ّهِ َ شرِ ُ جل ً ل َ ي ُ ْ
466
فيهِ « رواه مسلم ه ِ فعَهُ ُ ش ّ كو َ ن َر ُ أْرب َُعو َ
)إل شفعهم الّله فيه( أي قبل شفاعتهم في حقه وفي خبر آخر ثلثة
صفوف ول تعارض إما لنها أخبار جرت على وفق سؤال السائلين أو
لن أقل العداد متأخر ومن عادة الّله الزيادة في فضله الموعود وأما
قول النووي مفهوم العدد غير حجة فرد بأن ذكر العدد حينئذ يصير
ً 467
عبثا.
ت مو ُ سل ِم ٍ ي َ ُ م ْ ن ُ م ْ ما ِ ل الل ّهِ َ » - - سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ن هُب َي َْرة َ َقا َ ك بْ ِ مال ِ ِ ن َ وع َ ْ
َ
مال ِ ٌ
ك ن َ كا َ ل فَ َ ب «َ .قا َ ج َ ن إ ِل ّ أوْ َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ف ِ فو ٍ ص ُ ة ُ صّلى ع َل َي ْهِ ث َل َث َ ُ فَي ُ َ
َ َ
468
ث .رواه أبو داود دي ِ ح ِ ف ل ِل ْ َ فو ٍ ص ُ ة ُ م ث َل َث َ َ جّزأهُ ْ جَناَزةِ َ ل ال ْ َ ل أهْ َ ق ّ ست َ َ ذا ا ْ إِ َ
قال في تحفة الحوذي :وفي هذه الحاديث استحباب تكثير جماعة
الجنازة ،ويطلب بلوغهم إلى هذا العدد الذي يكون من موجبات الفوز،
وقد قيد ذلك بأمرين:
الول :أن يكونوا شافعين فيه أي مخلصين له الدعاء سائلين له
المغفرة.
الثاني :أن يكونوا مسلمين ليس فيهم من يشرك بالله شيئاً.
- 464في الجنائز ج (947) 58ونص 2003) 4/75و (2005وأحمد 14156) 3/266و (24856
أمة ،جماعة
- 465شرح النووي على مسلم ) -ج / 3ص (366
- 466في الجنائز برقم ) (948وطس ) (9146والبيهقي (5829)3/381
- 467فيض القدير) ،ج / 12ص (279
- 468برقم ) (3168ومشكل الثار ) (228والترمذي ) (1028وابن ماجه ) (1490وهو حديث
حسن.
209
ى - - ة أ َنها ل َما توفّى سعد بن أ َبى وّقاص أ َرس َ َ عائ ِ َ
ج الن ّب ِ ّ ل أْزَوا ُ ٍ ْ َ َ ش َ َّ ّ ُ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ ِ ن َ وع َ ْ
َ
ف ب ِهِ ع ََلى فعَُلوا فَوُقِ َ ن ع َل َي ْهِ فَ َ صّلي َ جد ِ فَي ُ َ س ِ م ْ جَناَزت ِهِ ِفى ال ْ َ مّروا ب ِ َ ن يَ ُ أ ْ
عد ِ قا ِ م َ ن إ َِلى ال ْ َ كا َ ذى َ جَنائ ِزِ ال ّ ِ ب ال ْ َ ن َبا ِ م ْ ج ب ِهِ ِ خرِ َ ن ع َل َي ْهِ أ ُ ْ صّلي َ ن يُ َ جرِه ِ ّ ح َ ُ
ْ ْ َ ُ َ َ َ
د. ج َ س ِ م ْ ل ب َِها ال َ خ ُ جَنائ ُِز ي ُد ْ َ ت ال َ ما كان َ ِ عاُبوا ذ َل ِك وََقالوا َ س َ ن الّنا َ نأ ّ فَب َلغَهُ ّ
َ َ
م ل َهُ ْ
م عل ْ َ ما ل َ ِ ن ي َِعيُبوا َ س إ َِلى أ ْ سَرع َ الّنا َ ما أ ْ ت َ قال َ ْ ة فَ َ ش َ عائ ِ َ ك َ فَب َل َغَ ذ َل ِ َ
ل الل ّهِ َ
سو ُ صّلى َر ُ ما َ جد ِ و َ َ س ِ م ْ جَناَزةٍ ِفى ال ْ َ مّر ب ِ َ ن يُ َ عاُبوا ع َل َي َْنا أ ْ هَ . بِ ِ
ف ال ْ َ ضاَء إ ِل ّ ِفى َ ع ََلى ُ
469
د .أخرجه مسلم ج ِ س ِ م ْ جوْ ِ ن ب َي ْ َ ِ ل اب ْ سهَي ْ ِ
صَلة ع ََلى َ
واز ال ّ ج َ ن ِفي َ ري َ ي َواْل َك ْث َ ِ شافِعِ ّ ديث د َِليل ِلل ّ ح ِ ذا ال ْ َ وَِفي هَ َ
ل ا ِْبن ع َْبد ال ْب َّر : حاق َ ،قا َ س َ مد وَإ ِ ْ ح َ ل ب ِهِ أ ْ ن َقا َ م ْ م ّ جد ،وَ ِ س ِ م ْ مّيت ِفي ال ْ َ ال ْ َ
ي، مال ِك ِ ّ حِبيب ال ْ َ ل ا ِْبن َ ماِلك ،وَب ِهِ َقا َ ن َ موَط ّإ ِ ع َ ْ ن ِفي ال ْ ُ مد َن ِّيو َ وََرَواه ُ ال ْ َ
َ َ
ح ص ّ ه َ :ل ت َ ِ شُهور ع َن ْ ُ م ْ ماِلك ع ََلى ال ْ َ فة وَ َ حِني َ ل ا ِْبن أِبي ذ ِْئب وَأُبو َ وََقا َ
صّلى ع ََلى َ
ن َ م ْ داوُد َ ) َ سَنن أِبي َ ث ِفي ُ دي ِ ح ِ جد ب ِ َ س ِ م ْ صَلة ع َل َي ْهِ ِفي ال ْ َ ال ّ
ديث ح ِ مُهور َ ج ْ ي َوال ْ ُ ّ شافِعِ ه ( وَد َِليل ال ّ يء ل َ ُ ْ ش جد فََل َ س ِ م ْ جَناَزة ِفي ال ْ َ ِ
جوِب َةٍ :منها ضعفه َ َ َ
داوُد َ ب ِأ ْ سَنن أِبي َ ديث ُ ح ِ ن َ جاُبوا ع َ ْ ضاء ،وَأ َ سهَْيل ْبن ب َي ْ َ ُ
أو معارضته لما هو أقوى منه أو تأويله ..انظر كلم النووي رحمه
470
الله
نما ُروِيَ ع َ ْ ل َ شك ِ ِ م ْ ن ُ ب ب ََيا ِ قال الطحاوي في شرح مشكل الثار َ :با ُ
ن
م َ ة ِ ماع َ ٌ ج َ موَْتى َ ن ال ْ َ م َ ت ع َل َي ْهِ ِ صل ّ ْ ن َ م ْ م ِفي َ سَل ُ ل اللهِ ع َل َي ْهِ ال ّ سو ِ َر ُ
َ
داُرهُ ق َ م ْ م ع َد َد ٌ ذ ُك َِر ِ ن ل َهُ ْ كا َ ذا َ ن ِفيهِ إ َ فُعو َ ش َ م يَ ْ ه أن ّهُ ْ فُعوا ل َ ُ ش َ ن فَ َ مي َ سل ِ ِ م ْ ال ْ ُ
ه ِفي ذ َل ِ َ
ك ما ُروِيَ ع َن ْ ُ ِفي َ
َ
مسَل ُ ي ع َل َي ْهِ ال ّ ج الن ّب ِ ّ ة َزوْ َ ش َ عائ ِ َ ن َ ة،أ ّ ش َ عائ ِ َ ضيِع َ زيد َ َر ِ ن يَ ِ َعن ع َب ْد ِ َ اللهِ ب ْ ِ
صّلي ت فَي ُ َ مو ُ سل ِم ٍ ي َ ُ م ْ ل ُ ج ٍ ن َر ُ م ْ ما ِ لَ " : ل اللهِ َ قا َ سو َ ن َر ُ هأ ّ خب ََرت ْ ُ أ ْ
ه إّل ُ َ ُ
فُعوا ش ّ فُعوا ل َ ُ ش َ ة فَي َ ْ مائ َ ً كوُنوا ِ ن يَ ُ نأ ْ ن ي َب ْل ُُغو َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ة ِ م ٌ ع َل َي ْهِ أ ّ
ِفيهِ "
َ
ن
م َ حد ٌ ِ تأ َ مو ُ لَ " :ل ي َ ُ م َقا َ سَل ُ ي ع َل َي ْهِ ال ّ ن الن ّب ِ ّ ة ،ع َ ِ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
َ ُ
مائ َ ً
ة كوُنوا ِ ن يَ ُ نأ ْ ن ي َب ْل ُُغو َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ة ِ م ٌ ي ع َل َي ْهِ أ ّ صل ّ َ ن فَت ُ َ مي َ سل ِ ِ م ْ ال ْ ُ
فُعوا ِفيهِ " ش ّ ه إّل ُ فُعوا ل َ ُ ش َ فَي َ ْ
َ
تمو ُ سل ِم ٍ ي َ ُ م ْ ن ُ م ْ ما ِ لَ " : م َقا َ سَل ُ ل اللهِ ع َل َي ْهِ ال ّ سو َ ن َر ُ ةأ ّ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
ة إّل ُ َ ُ
فُعوا ِفيهِ " ش ّ مائ َ ً كوُنوا ِ ن يَ ُ نأ ْ س ي َب ْل ُُغو َ ن الّنا ِ م َ ة ِ م ٌ صّلي ع َل َي ْهِ أ ّ فَي ُ َ
َ
مائ َ ٌ
ة صّلى ع َل َي ْهِ ِ ن َ م ْ لَ " : م َقا َ سَل ُ ي ع َل َي ْهِ ال ّ ن الن ّب ِ ّ ن أِبي هَُري َْرة َ ,ع َ ِ وع َ ْ
ه" فَر ل َ ُ ن غُ ِ مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ِ
ة
ماع َ ِ ج َ م ِفي ع َد َد ِ ال ْ َ سَل ُ ل اللهِ ع َل َي ْهِ ال ّ سو ِ ن َر ُ س عَ ْ ن ع َّبا ٍ وَقَد ْ َرَوى اب ْ ُ
معَْنى ذا ال ْ َ ن ِفي هَ َ فِعي َ ش ّ م َ ال ْ ُ
ب :ان ْظ ُْر َ َ
ل ل ِك َُري ْ ٍ قا َ ن فَ َ فا َ س َ قد َي ْد ٍ أوْ ب ِعُ ْ ه بِ ُ ن لَ ُ ت اب ْ ٌ ما َ ه َ س ،أن ّ ُ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ فعَ ِ
ل: مُعوا َقا َ جت َ َ س قَد ِ ا ْ ذا َنا ٌ ت فَإ ِ َ ج ُ خَر ْ ل :فَ َ س َقا َ ن الّنا ِ م َ ه ِ معَ ل َ ُ جت َ َ ما ا ْ َ
سل ِم ٍ م ْ ل ُ ج ٍ ن َر ُ م ْ ما ِ لَ " : قو ُ ل اللهِ ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ جوه ُ فَإ ِّني َ خرِ ُ أَ ْ
شي ًْئا إّل َ جًل َل ي ُ ْ َ
م
فعَهُ ُ ش ّ ن ِباللهِ َ كو َ شرِ ُ ن َر ُ جَناَزت ِهِ أْرب َُعو َ م ع ََلى ِ قو ُ ت فَي َ ُ مو ُ يَ ُ
-برقم ) (973وبرقم) (2297المكنز وأبو داود ) (3192والترمذي )(1050 469
210
الله فيه " ووجدنا ع َ َ
ما َروَي َْناه ُ ِفي وافِقُ َ ما ي ُ َ ل اللهِ َ سو ِ ن َر ُ س عَ ْ ن أن َ َ ٍ ْ َ َ َ َْ ُ ِ ِ
ف
خال ِ ُ م وَي ُ َ سل ُ َ ل اللهِ ع َلي ْهِ ال ّ َ سو ِ ن َر ُ ة وَأِبي هَُري َْرة َ ع َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ ب عَ ْ ذا ال َْبا ِ هَ َ
مسل ّ َ ه ع َل َي ْهِ وَ َ صّلى الل ّ ُ ل اللهِ َ سو ِ ن َر ُ س عَ ْ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ ما َروَي َْناه ُ ِفيهِ ع َ ِ َ
صّلي ع َل َي ْ ِ
ه ت يُ َ مي ّ ٍ ن َ م ْ ما ِ لَ " : م َقا َ سَل ُ ي ع َل َي ْهِ ال ّ ن الن ّب ِ ّ ة ،ع َ ِ ش َ عائ ِ َ ن َ فعَ ْ
ن إّل ُ َ
فُعوا ِفيهِ " ش ّ فُعو َ ش َ ة يَ ْ مائ َ ً كوُنوا ِ ن يَ ُ نأ ْ ن ي َب ْل ُُغو َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ة ِ ماع َ ٌ ج َ َ
َ َ ْ َ ّ َقا َ
ن
س عَ ِ حد ّث َِني ب ِهِ أن َ ٌ لَ : قا َ بف َ حا ِ حب ْ َ ن ال َ ب بْ َ شعَي ْ َ ت ب ِهِ ُ حد ّث ْ ُ م :ف َ سل ٌ ل َ
م ". سَل ُ ي ع َل َي ْهِ ال ّ الن ّب ِ ّ
واب ََنا ت .فَ َ خت َِل ُ جاَء هَ َ َ ل َقائ ِ ٌ قا َ فَ َ
ج َ ن َ كا َ ف ِفي هَذ ِهِ الّرَواَيا ِ ذا اِل ْ ن َ ن أي ْ َ م ْ لِ :
َ َ
نمِني َ مؤ ْ ِ جاد َ ل ِعَِباد ِهِ ال ْ ُ ه َ ن الل ُ كو َ ن يَ ُ لأ ْ م ُ حت َ ِ ه يَ ْ ق اللهِ أن ّ ُ ك ب ِت َوِْفي ِ ن ذ َل ِ َ عَ ْ
نفَرا ِ ه ِبال ْغُ ْ جاد َ ل َ ُ م َ ه ,ثُ ّ م لَ ُ فاع َت ِهِ ْ ش َ م بِ َ من ْهُ ْ ة ِ مائ َ ٌ صّلى ع َل َي ْهِ ِ ن َ م ْ ن لِ َ فَرا ِ ِبال ْغُ ْ
ه ما َ س ب ِذ َل ِ َ م فَ َ َ بِ َ
من ْ ُ ن ِ كا َ خُر َ ك هُوَ آ ِ ن ع َّبا ٍ خب َُر اب ْ ِ ن َ كا َ من ْهُ ْ ن ِ فاع َةِ أْرب َِعي َ ش َ
نمِني َ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ م َ صّلى ع َل َي ْهِ ِ م َ ن ل ِل ْ ُ فَرا ِ سب َب ِهِ ِبال ْغُ ْ جاد َ ب ِ َ ما َ م ّ ل ِ ج ّ ع َّز وَ َ
م قا َ ك فَ َ ن ل ِذ َل ِ َ َ عائ ِ َ م وَ َ بِ َ
ل :وَل ِ َ مي ْ ِ قد ّ َ مت َ َ ة وَأِبي هَُري َْرة َ ُ ش َ خب َُر َ ن َ كا َ فاع َت ِهِ ْ ش َ
َ َ
ة وَأِبي ش َ عائ ِ َ ث َ دي َ ح ِ ن َ ه ع ََلى أ ّ مل ْ ُ ح ِ م تَ ْ ت وَل َ ْ ما ذ َك َْر َ ك ع ََلى َ ت ذ َل ِ َ مل ْ َ ح َ َ
َ
واب ََنا ل َ ُ
ه ج َ ن َ كا َ م .فَ َ قد ّ ُ مت َ َ س هُوَ ال ْ ُ ٍ ن ع َّبا ِ ث اب ْ دي َ ح ِ ن وَ َ خَرا ِ مت َأ ّ ما ال ْ ُ هَُري َْرة َ هُ َ
َ َ
نفَرا ٍ جود َ ب ِغُ ْ ن يَ ُ فت ِهِ أ ْ ص َ ن ِ م ْ س ِ ه ل َي ْ َ ن الل َ ق اللهِ وَع َوْن ِهِ أ ّ ك ب ِت َوِْفي ِ ن ذ َل ِ َ عَ ْ
َ
جود َ ن يَ ُ جوُز أ ْ معَْنى وَقَد ْ ي َ ُ ك ال ْ َ ن ب ِذ َل ِ َ ِ فَرا ن ال ْغُ ْ جعَ ع َ ِ م ي َْر ِ معًْنى ,ث ُ ّ بِ َ
َ َ
ه
سرِ ِ معَْنى وَب ِأي ْ َ ك ال ْ َ ن ذ َل ِ َ م ْ ل ِ ن ب ِأقَ ّ فَرا ِ جود َ ِبال ْغُ ْ م يَ ُ معًْنى ,ث ُ ّ ن بِ َ فَرا ِ ِبال ْغُ ْ
ه
من ْ ُ جاَء ِ ذي َ ه ال ّ ِ ج ُ ما ذ َك َْرَنا ال ْوَ ْ ن بِ َ م فََبا َ ك ع َل َي ْهِ ْ جاد َ ب ِذ َل ِ َ ن َ ذي َ قه ِ ا ل ّ ِ خل ْ ِ ع ََلى َ
َ
سأل ُ ُ ن ِفي اْلَثارِ ال ِّتي َروَي َْنا َ خت َِل ُ ْ
471
ه الت ّوِْفيقَ " ه نَ ْ ها َوالل َ ف العَد َد َي ْ ِ ا ْ
ـــــــــــــ
211
ث الخامس والعشرون المبح ُ
الترغيب في السراع بالجنازة وتعجيل الدفن
ل :قَب ُْر عن ْد َ قَب ْرٍ فَ َ خد ْرِيّ َ ،قا َ سِعيد ٍ ال ْ ُ عَ َ
قا َ جَناَزةٍ ِ ي بِ ِ مّر الن ّب ِ ّ لَ : ن أِبي َ ْ
ل اللهِ : ّ سو ُ ل َر ُ قا َ ل اللهِ ،فَ َ ّ سو َ ي َيا َر ُ ش ّ حب َ ِ ْ
ن ال َ قالوا ُ :فل ٌ ُ ذا ؟ فَ َ ن هَ َ م ْ َ
من َْها ّ َ َ ّ ّ َ َ ّ ّ َ َ
مائ ِهِ إ ِلى ت ُْرب َت ِهِ الِتي ِ س َ ضه ِ و َ َ ن أْر ِ م ْ سيقَ ِ ه ِ ه إ ِل الل ُ ه ل إ ِل َ ه إ ِل الل ُ ل إ ِل َ
475
خل ِقَ « رواه الحاكم ُ
وقال القرطبي :قال علماؤنا رحمة الله عليهم :فائدة هذا الباب تنبيه
العبد على التيقظ للموت والستعداد له بحسن الطاعة والخروج عن
المظلمة ،وقضاء الدين ،وإتيان الوصية بماله أو عليه في الحضر ،
فضل ً عن أوان الخروج عن وطنه إلى سفر ،فإنه ل يدري أين كتبت
منيته من بقاع الرض .
وأنشد بعضهم :
مشيناها خطى كتبت علينا و من كتبت عليه خطى مشاها
وأرزاق لنا متفرقات فمن لم تأته منا أتاها
476
ومن كتبت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها
فُر قَب ًْرا فَ َ داِء َقا َ وع َ َ
ما لَ ": قا َ ح ِ ن نَ ْ ح ُ ي وَن َ ْ مّر ب َِنا الن ّب ِ ّ لَ : ن أِبي الد ّْر َ َ ْ
ه َ َ َ ْ فُر قب ًْرا ل ِهَ َ َ ْ َ
من ِي ّت ُ ُ ت ب ِهِ َ جاَء ْ قال َ " : سوَد ِ ،ف َ ذا ال ْ ح ِ قلَنا :ن َ ْ ن؟"،ف ُ صن َُعو َ تَ ْ
ْ َ ُ َ إ َِلى ت ُْرب َت ِهِ " َ ،قا َ
م ب ِهَ َ
ذا حد ّث ْت ُك ُ ْ م َ كوفَةِ ل ِ َ ل ال ُ ن َيا أهْ َ ة :ت َد ُْرو َ م َ سا َ ل أُبو أ َ
ال ْحديث ؟ ِل َ َ
ل الل ّهِ َ . -رَواهُ سو ِ ن ت ُْرب َةِ َر ُ م ْ قا ِ خل ِ َ مَر ُ ن أَبا ب َك ْرٍ وَع ُ َ ّ َ ِ ِ
َ ْ الط ّب ََران ِ ّ
477
ط
س ِ ي ِفي الوْ َ
ه ل ِعَب ْدٍ ضى الل ّ ُ ذا قَ َ ل الل ّهِ » - -إ ِ َ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ س َقا َ ٍ م
كا ِ ن عُ َ ِ مط َرِ ب ْ ن َ وع َ ْ
َ َ َ
ن أِبى ع َّزة َ َقا َ
ل ة « .وفي رواية ع َ ْ ج ً حا َ ه إ ِل َي َْها َ ل لَ ُ جعَ َ ض َ ٍ ت ب ِأْر مو َ ن يَ ُ أ ْ
َ َ
ل لَ ُ
ه جعَ َ ض َ ت ب ِأْر ٍ مو َ ن يَ ُ ه ل ِعَب ْد ٍ أ ْ ضى الل ّ ُ ذا قَ َ ل الل ّهِ » - -إ ِ َ سو ُ ل َر ُ َقا َ
َ
478
ة « أخرجهما الترمذي ج ً حا َ ل ب َِها َ ة أوْ َقا َ ج ً حا َ إ ِل َي َْها َ
ذا ل » :إِ َ ى َ - -قا َ ّ ن الن ّب ِ ِ سُعود ٍ رضي الله عنه ع َ م ْ ن َ ِ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ وع َ ْ
َ َ َ ْ َ َ َ َ َ
ه
ض ُ صى أث َرِهِ قَب َ َ ذا ب َلغَ أقْ َ ة فَإ ِ َ ج ُ حا َ ه إ ِلي َْها ال َ ض أوْث َب َت ْ ُ م ب ِأْر َ ٍ حد ِك ُ ْ لأ َ ج ُ نأ َ كا َ َ
نى « .أخرجه ست َوْد َع ْت َ ِ ما ا ْ ذا َ ب هَ َ مةِ َ :ر ّ قَيا َ م ال ْ ِ ض ي َوْ َ ل الْر ُ قو ُ ه فَت َ ُ حان َ ُ سب ْ َ ه ُ الل ّ ُ
479
ابن ماجة
در الله موته بأرض في وقت معين ل بد له من الوجود بذلك إن من ق ّ
المكان ساعة موته ول ينفعه حذر من ذلك ول فرار ول تحصن ول خبرة
دكتور ول غير ذلك.ومن المعلوم أن من المغيبات التي ل يعلمها إل الله
(1356) 1/367 - 475وهب ) (9542والمجمع (4226) 3/42وفضائل الصحابة ) (504وهو
حديث حس.،
- 476التذكرة في أحوال الموتى وأمور الخرة ) -ج / 1ص (103
- 477برقم ) (5283والمجمع ) (4227وفيه ضعف
- 478برقم )2297و (2299وحم ) (22629وك ) (127وطب) (18160وهب) (9541وبز)
(1889والمقاصد ) (71وهو حديث صحيح.
- 479هـ) (4404وك 1/42و 122) 367و (124وطب) (10249وهب) (9540وصححه
ووافقه الذهبي وهو كما قال
213
ة
ساع َ ِم ال ّ عل ْ ُ
عن ْد َه ُ ِ
ه ِ ن الل ّ َ
مكان موت العباد.فقد قال الله تعالى :إ ِ ّ
ما ب غَ ً
دا وَ َ س ُذا ت َك ْ ِما َ
س َ ف ٌ ما ت َد ِْري ن َ ْ ما ِفي اْل َْر َ
حام ِ وَ َ م َث وَي َعْل َ ُل ال ْغَي ْ َ وَي ُن َّز ُ
ت }لقمان{34 : َ َ
مو ُ
ض تَ ُس ب ِأيّ أْر ٍ ف ٌ ت َد ِْري ن َ ْ
ولكنه ل يلزم من وجود النسان بذلك المكان موته إن لم يكن حان
أجله ،وأما إذا حان الجل فل بد من حضور النسان في نفس المكان
480
حتى يموت فيه.
ــــــــــــــــ
- 480فتاوى الشبكة السلمية معدلة -(4857 / 9) -رقم الفتوى 65828إذا أراد الله قبض عبد
بأرض جعل له إليها حاجة
214
ث السابع والعشرون
المبح ُ
ما يقال عند الدفن
ل ِلي أ َِبيَ":يا لَ :قا َ هَ ،قا َ عن ع َبد الرحمن بن ال ْعلِء بن الل ّجلج ،ع َ َ
ن أِبي ِ ْ ْ ِ َ ْ ِ َ ّ ْ َ ِ َ ِ
هّ
سم ِ الل ِ ل :ب ِ ْ دي ،فَ ُ
ق ْ ح ِ َ
ضعْت َِني ِفي ل ْ ذا وَ َ حد ِْني ،فَإ ِ َ ت فَأل ْ ِ
م ّذا أَنا ُ ي ،إ ِ َ بن ّ
ْ ْ
سي عن ْد َ َرأ ِ م اقَْرأ ِ سّنا ،ث ُ ّ ي الث َّرى ِ ن ع َل َ ّ
س ّ م ِ ل الل ّ ِ
ه ،ث ُ ّ مل ّةِ َر ُ
سو ِ وَع ََلى ِ
ك" أخرجه ل ذ َل ِ َقو ُ ل الل ّهِ ي َ ُ سو َ ت َر ُ
معْ ُ
س ِ مت َِها ،فَإ ِّني َ خات ِ َة ،وَ َ حةِ ال ْب َ َ
قَر ِ فات ِ َ
بِ َ
481
الطبراني
م ِفي موَْتاك ُ ْ م َ ضعْت ُ ْ ذا وَ َ ل اللهِ : إ َ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ مَر َ ،قا َ ن عُ َ ن اب ْ ِ وع َ ِ
ل اللهِ ).صحيح( سو ِ سن ّةِ َر ُ سم ِ اللهِ وَع ََلى ُ قوُلوا :ب ِ ْ م فَ ُ قُُبورِه ِ ْ
قب ْرِ ، ت ِفي ال ْ َ مي ّ َ ضعَ ال ْ َ ذا وَ َ ل اللهِ إ َ سو ُ ن َر ُ كا َ لَ : مَر َ ،قا َ ن عُ َ ن اب ْ ِ وع َ ِ
ه ).صحيح لغيره ( ل الل ِ سو ِ سن ّةِ َر ُ سم ِ اللهِ وَِباللهِ وَع ََلى ُ ل :بِ ْ َقا َ
ه إل َْيك ل ال ْميت قَبره ,الل ّه َ خ َ ذا أ َد ْ َ لإ َ قو ُ ه َ َ
م ُ سل ِ ْ مأ ْ ُ ّ َ ّ َ ْ ِ ِ ن يَ ُ كا َ مَر ،أن ّ ُ ن عُ َ وع َ ْ
َ
ه ).فيه انقطاع( فْر ل َ ُ م َفاغ ْ ِ ظي َ ب ال ْعَ ِ شيَرة َ َوالذ ّن ْ َ ل َوال ْعَ ِ ل َوالهْ َ ما َ ال ْ َ
َ ت ِفي ال ْ َ
ن قب ْرِ أ ْ مي ّ َ ضُعوا ال ْ َ ذا وَ َ نإ َ حّبو َ ست َ ِ كاُنوا ي َ ْ لَ : ة َ ،قا َ م َ خي ْث َ َ ن َ وع َ ْ
َ ّ ّ َ
جْرهُ مأ ِ ل اللهِ ,اللهُ ّ سو ِ ملةِ َر ُ ل اللهِ وَع َلى ِ سِبي ِ سم ِ اللهِ وَِفي َ قوُلوا :ب ِ ْ يَ ُ
ن).صحيح مقطوع( طا ِ شي ْ َ شّر ال ّ ن َ م ْ ب الّنارِ ,وَ ِ ذا ِ قب ْرِ ,وَع َ َ ب ال ْ َ ذا ِ ن عَ َ م ْ ِ
َ
م اْفس ْ
ح ل اللهِ ,الل ّهُ ّ سِبي ِ سم ِ اللهِ وَِفي َ ل :بِ ْ قو ُ ن يَ ُ كا َ ه َ جاه ِد ٍ ،أن ّ ُ م َ ن ُ وع َ ْ
َ ْ َ َ
ض غ َي ُْر ه َرا ٍ ت ع َن ْ ُ ه ب ِن َب ِي ّهِ , وَأن ْ َ ق ُ ح ْ ه ِفيهِ ,وَأل ِ ه ِفي قَب ْرِهِ ,وَن َوّْر ل ُ لَ ُ
ن ).فيه ضعف( ضَبا َ غَ ْ
سم ِ ل :بِ ْ ق ْ قب ْرِ فَ ُ ت ِفي ال ْ َ مي ّ َ ضعَ ال ْ َ ذا وَ ِ ل:إ َ ي َ ،قا َ م ّ م الت ّي ْ ِ هي َ ن إب َْرا ِ وع َ ْ
ل اللهِ ).صحيح مقطوع( سو ِ سن ّةِ َر ُ َ
اللهِ ,وَإ ِلى اللهِ ,وَع َلى ُ َ
سم ِ اللهِ , ل :بِ ْ ق ْ قب ْرِ فَ ُ ت ِفي ال ْ َ مي ّ َ ضْعت ال ْ َ ذا وَ َ ل:إ َ م َ ،قا َ هي َ ن إب َْرا ِ وع َ ْ
ل اللهِ ).صحيح مقطوع( سو ِ مل ّةِ َر ُ وَع ََلى ِ
جا ِ َ َ وع َ َ
جن ْب َي ْهِ , ن َ ض عَ ْ ف الْر َ ل :اللهم َ قا َ ه ،فَ َ ن اب ًْنا ل َ ُ ه د َفَ َ س ،أن ّ ُ ٍ ن أن َ ْ
ْ َ ْ َ
ه ).صحيح( دارِ ِ ن َ م ْ خي ًْرا ِ داًرا َ دارِهِ َ ه بِ َ حهِ ,وَأب ْد ِل ُ ماِء ل ُِرو ِ س َ ب ال َ وا َ ح أب ْ َ َوافْت َ ْ
ت ِفي ال ْ َ َ
قب ْرِ فَل َ مي ّ ُ ضعَ ال ْ َ ذا وُ ِ ل:إ َ ن أِبيهِ َ ،قا َ ب ،عَ ْ سي ّ ِ م َ ن ال ْ ُ ن العَل َِء ب ْ ِ
ْ
وع َ ِ
ل اللهِ , سو ِ سن ّةِ َر ُ ل اللهِ وَع َلى ُ َ سِبي ِ ل ِفي َ ن قُ ْ َ
سم ِ اللهِ ,وَلك ِ ْ ل بِ ْ ق ْ تَ ُ
م ث َب ّت ْ ُ
ه ن ,الل ّهُ ّ كي َ شرِ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ن ِ كا َ ما َ ما وَ َ سل ِ ً م ْ فا ُ حِني ً م َ هي َ مل ّةِ إب َْرا ِ وَع ََلى ِ
م لَ ن ِفيهِ ,الل ّهُ ّ كا َ ما َ م ّ خي ْرٍ ِ ه ِفي َ جعَل ْ ُ ما ْ خَرةِ الل ّهُ ّ ت ِفي ال ِ ل الّثاب ِ ِ قو ْ ِ ِبال ْ َ
َ
بح ِ صا ِ ة ِفي َ ت هَذ ِهِ الي َ ُ ل :وَن ََزل َ ْ فت ِّنا ب َعْد َه ُ َ ،قا َ جَره ُ ،وَل َ ت َ ْ مَنا أ ْ حرِ ْ تَ ْ
حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ت ِفي ال ْ َ ل الّثاب ِ ِ قو ْ ِ مُنوا ِبال ْ َ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ ت الل ّ ُ قب ْرِ } :ي ُث َب ّ ُ ال ْ َ
ة{ ).صحيح مقطوع( خَر ِ ال ِ
217
جُهول َ .قاَله أ َُبو م ْ ذا َ سول الله . « - -وَإ ِد ِْريس هَ َ معت من َر ُ س ِ َ
حاِتم. .. َ
عن َراشد بن سعد, صور ِفي »سَننه« َ من ْ ُ ما َرَواه ُ سعيد بن َ من َْهاَ : وَ ِ
مّيت َقبره مْيرَ ,قاُلواِ» :إذا سوي ع ََلى ال ْ َ وضمرة بن حبيبَ ,وحكم بن ع ُ َ
عْند َقبرهَ :يا فَلن, َ
ميت ِ قال لل ْ َ كاُنوا يستحبون أن ي ُ َ ه؛ َ عن ُصرف الّناس َ َوان ْ َ
َ ّ َ َ َ ّ َ َ
مّرات -قلَ :رّبي الله, قل :ل إ ِله إ ِل الله ,أشهد أن ل إ ِله إ ِل الله -ث َلث َ
ديث أبي ح ِهد ل َ وا ِ ش َ صرف(" .فَهَذ ِهِ َ م ين ْ َ مد )ث ّ ح ّ م َ سَلم ,ونبيي ُ وديني اْل ِ ْ
ُ
كور. مذ ْ ُ مة ال ْ َ ما َ أ َ
س بالقائم, سَناده ل َي ْ َ ديث إ ِ ْ ح ِ ذا ال َ صلح :هَ َ دين بن ال ّ ي ال ّ ق ّ شْيخ ت َ ِ ل:ال ّ َقا َ
ديما . شام ب ِهِ قَ ِ َولكنه )يعتضد( بشواهد وبعمل أهل ال ّ
ضِعيفا ن َ كا َ ديث وَِإن َ ح ِ ذا ال َ ذب« " :هَ َ مه َ ّ ل:الن ّوَوِيّ ِفي »شرح ال ْ ُ وََقا َ
حة ِفي سام َ م َ غيرهم ع ََلى ال ْ ُ محدثين وَ َ ماء ال ْ ُ هَ ,وقد اّتفق ع ُل َ َ فيستأنس ب ِ ِ
َ
ما َوقد اعتضد بشواهدَ ,ولم سي َ ضاِئل َوالت ّْرِغيب والترهيبَ ,ل ِ ف َ حاِديث ال ْ َ أ َ
دى ب ِهِ وَإ َِلى اْلن ". قت َ َ ذا ِفي زمن من ي ُ ْ مل ب ِهَ َ شام ع ََلى ال ْعَ َ يزل أهل ال ّ
حن َْبل :-فَهَ َ
ذا ل:اْل َث َْرم :قلت لبي عبد الله -ي َعِْني :اْبن َ كن َقا َ قلت :ل َ ِ
مّيت ! يقف الرجل َويقولَ:يا فَلن اْبن فَُلَنة, ذي تصنعونه ِإذا دفن ال ْ َ ال ّ ِ
ما َرأ َْيت أحدا فعل لَ : قا َ دة َأن َل إ َِله إ ِّل الله .فَ َ شَها َ ه؛ َ ما َفاَرقت ع َل َي ْ ِ اذكر َ
َ
ن
كا َ ل:ذ َِلك وَ َ قا َ سان فَ َ جاَء إ ِن ْ َ مغيَرةَ ) , ت أُبو ال ْ ُ ما َ حين َ شام ِ ذا إ ِّل أهل ال ّ هَ َ
َ َ َ
شَياخهم أنهم عن أ ْ مْرَيمَ , عن أبي بكر بن أبي َ متنه َ مغيَرة( يْرَوى َ أُبو ال ْ ُ
ديث أبي ح ِ شير بذلك إ َِلى َ ن اْبن ع َّياش يروي ب ِهِ .ي ُ ِ كا َ ه,وَ َ فعَُلون َ ُ كاُنوا ي َ ْ َ
مة السالف ". ُ
ما َ أ َ
قلت :فإن له شواهد كثيرة ،منها ثبوت سؤال الملكين كما في
الصحيحين ،ومنها أنه يسمع قرع نعالهم ،ومنها حديث :استغفروا
لخيكم وسلوا له التثبيت ،فإنه الن يسأل ،د ) (4221وهق 4/56
حسن ومنها حديث :لقنوا موتاكم ل إله إل الله ،صحيح ،وهو يشمل
المحتضر والميت .فهذا التلقين ليس فيه جديد ،لن مفرداته ثابتة
بنصوص صحيحة ،والمنكر فيه ابن فلنة ،والمشهور أن النسان ينسب
َ
من ي َوْ َ م ت ُد ْع َوْ َ ل الل ّهِ » - -إ ِن ّك ُ ْ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ داِء َقا َ لبيه لحديث أِبى الد ّْر َ
َ َ َ َ
م «أخرجه أبو داود ماَءك ُ ْ س َ سُنوا أ ْ ح ِ م فَأ ْ ماِء آَبائ ِك ُ ْ س َ م وَأ ْ مائ ِك ُ ْ س َ مةِ ب ِأ ْ قَيا َ ال ْ ِ
ى- - ن الن ّب ِ ّ مَر -رضى الله عنهما -ع َ ِ ن عُ َ وفيه انقطاع ،ولحديث اب ْ ِ
ن ن فُل َ ٍ ن بْ ِ ل هَذ ِهِ غ َد َْرة ُ فُل َ ِ قا ُ مةِ ،ي ُ َ قَيا َ م ال ْ ِ واٌء ي َوْ َ ه لِ َ ل » ال َْغاد ُِر ي ُْرفَعُ ل َ ُ َقا َ
« أخرجه البخاري )(6177
وقال أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي :ينبغي أن يرشد الميت في
قبره حيث يوضع فيه إلى جواب السؤال ،و يذكر بذلك فيقال له :قل
الله ربي .و السلم ديني .ومحمد رسولي فإنه عن ذلك يسأل .كما
جاءت به الخبار على ما يأتي إن شاء الله .وقد جرى العمل عندنا
بقرطبة كذلك .فيقال :قل هو محمد رسول الله وذلك عند هيل
من ِفي َ
مٍع ّ س ِ م ْ ت بِ ُ ما أن َ التراب و ل يعارض هذا بقوله تعالى } :وَ َ
218
ع
م ُ س ِ موَْتى وََل ت ُ ْ معُ ال ْ َ س ِ ك َل ت ُ ْ قُبوِر{ ) (22سورة فاطر .و قوله } :إ ِن ّ َ ال ْ ُ
ن{ ) (80سورة النمل ،لن النبي قد ري َ مد ْب ِ ِ وا ُ ذا وَل ّ ْ عاء إ ِ َ م الد ّ َ ص ّ ال ّ
نادى أهل القليب وأسمعهم وقال :ما أنتم بأسمع .ولكنهم ل
يستطيعون جوابا ً ،وقد قال في الميت :إنه ليسمع قرع نعالهم .وأن
هذا يكون في حال دون حال و وقت دون وقت. 487
ت :هذا التلقين ليس فيه جديدًا ,لن مفرداته ثابتة بنصوص صحيحة, قل ُ
والمنكر فيه عندي هو لفظة يا ابن فلنة ,لن الثابت بالنصوص الشرعية
ب هذا التلقين كثير من السلف النسبة للب ل الم .ولهذا استح ّ
والخلف.
ما ما زعمه الشيخ ناصر الدين اللباني -رحمه الله -في الضعيفة ) وأ ّ
(599من رده للحديث واعتباره منكرا ً وذلك بسبب عدم إطلعه على
بقية أسانيده وشواهده حيث قال " :وجملة القول :أن الحديث منكر
عندي إن لم يكن موضوعا ً .ونقل عن الصنعاني في سبل السلم:
"ويتحصل من كلم أئمة التحقيق أنه حديث ضعيف والعمل به بدعة ,ول
يغتّر بكثرة من يفعله" .
ل: أقو ُ
م مردودٌ من الثنين ،فمن هم الذين أنكروا الحديث هذا كل ٌ
من السلف ؟! ومن قال من السلف بأن العمل بهذا الحديث
بدعة ؟!
مع أن ابن القيم رحمه الله قد ذكر في كتاب الروح أن العمل قد جرى
على هذا الحديث في أمصار المسلمين فأيهما أولى بالتباع ؟!
َ
نماُء ع ََلى أ ّ فقَ ال ْعُل َ َ قال المام النووي رحمه في شرح المهذب ":وَقَد ْ ات ّ َ
َ
لما ِ ل اْلع ْ َ ضائ ِ ِ ح ب ِهِ ِفي فَ َ م ُ سا َ ف ي ُت َ َ موُْقو َ ف َوال ْ َ ضِعي َ ل َوال ّ س َ مْر َ ث ال ْ ُ دي َ ح ِ ال ْ َ
من َْها" .488 ذا ِ ضاه ُ وَهَ َ قت َ َ م ْ ل بِ ُ م ُ وَي ُعْ َ
ص ،وَهُوَ ِفي مَرو ب ْ َ ْ مهْرِيّ َ ،قا َ ة ال ْ َ
ن الَعا ِ ضْرَنا ع َ ْ ح َ لَ : س َ ما َ ش َ ن ِ ن اب ْ ِ وع َ ِ
ه
ل اب ْن ُ ُ جعَ َ دارِ ،فَ َ ج َ ه إ َِلى ال ْ ِ جه َ ُ ل وَ ْ حو ّ َ ويًل ،وَ َ ِ كي ط َ ت ،ي َب َ ِ موْ ِ سَياقَةِ ال ْ َ ِ
سو ُ
ل شَر َ ما ب َ ّ َ ل الل ّهِ ب ِك َ َ سو ُ شَر َ ما ب َ ّ َ َ قو ُ
ك َر ُ ذا ؟ أ َ ك َر ُ ل َ :يا أب ََتاه ُ ،أ َ يَ ُ
َ َ َ اللهِ ب ِك َ َ ّ
ن
شَهاد َة ُ أ ْ ما ن ُعِد ّ َ ل َ ض َ ن أفْ َ ل :إِ ّ قا َ جهِهِ ،فَ َ ل ب ِوَ ْ ل :فَأقْب َ َ ذا ؟ َقا َ
َ َ
ث، ق ث ََل ٍ ٍ ت ع ََلى أط َْبا ل الل ّهِ ،إ ِّني قَد ْ ك ُن ْ ُ سو ُ دا َر ُ م ً ح ّ م َ ن ُ ه ،وَأ ّ ه إ ِّل الل ّ ُ َل إ ِل َ َ
شد بغْضا ل ِرسول الل ّه مني ،وَل أ َحب إل َ َ َ َ َ لَ َ
ن
يأ ْ َ ّ ِ ّ َ ِ ّ ِ حد ٌ أ َ ّ ُ ً َ ُ ِ ما أ َ قد ْ َرأي ْت ُِني وَ َ
ن
م ْ ت ِ ل ل َك ُن ْ ُ حا ِ ك ال ْ َ ت ع ََلى ت ِل ْ َ م ّ ه ،فَل َوْ ُ قت َل ْت ُ ُ ه ،فَ َ من ْ ُ ت ِ مك َن ْ ُ ست َ ْ ن قَد ِ ا ْ كو َ أَ ُ
َ َ
ت: قل ْ ُ ي ، فَ ُ ت الن ّب ِ ّ م ِفي قَل ِْبي أت َي ْ ُ سَل َ ه اْل ِ ْ ل الل ّ ُ جعَ َ ما َ ل الّنارِ ،فَل َ ّ أهْ ِ
ما لَ ": دي َ ،قا َ ت يَ ِ ض ُ قب َ ْ ل :فَ َ ه َ ،قا َ مين َ ُ ط يَ ِ س َ ك ،فَب َ َ ك فَْل َُباي ِعْ َ مين َ َ ط يَ ِ س ْ اب ْ ُ
شت َرِطُ شت َرِط َ ،قا َ َ َ َ َ ْ لَ َ
ل " :تَ ْ نأ ْ تأ ْ ت :أَرد ْ ُ ل :قُل ُ مُرو ؟ " َقا َ ك َيا ع َ ْ
َ َ َ
مام َ م ي َهْد ِ ُ سَل َ ن اْل ِ ْ تأ ّ م َ ما ع َل ِ ْ ل":أ َ فَر ِلي َ ،قا َ ن ي ُغْ َ ت:أ ْ ذا ؟ " قُل ْ ُ ما َ بِ َ
َ َ
ن
كا َ ما َ م َ ج ي َهْد ِ ُ ح ّ ن ال ْ َ ن قَب ْل ََها ؟ وَأ ّ كا َ ما َ م َ جَرة َ ت َهْد ِ ُ ن ال ْهِ ْ ه ؟ وَأ ّ ن قَب ْل َ ُ كا َ َ
َ َ كا َ
ل ِفي ع َي ِْني ج ّ ل الل ّهِ ، وََل أ َ سو ِ ن َر ُ م ْ ي ِ ب إ ِل َ ّ ح ّ حد ٌ أ َ نأ َ ما َ َ ه ؟ " وَ َ قَب ْل َ ُ
-التذكرة في أحوال الموتى وأمور الخرة ) -ج / 1ص (133 487
219
ه منه ،وما ك ُنت أ ُطيق أ َن أ َمَل َ ع َيني منه إجَلًل ل َه ،ول َو سئ ِل ْت أ َ َ
ف ُ
ص َ
نأ ِ ُ َ ْ ُ ُ ْ َْ ّ ِ ْ ُ ِ ْ ِ ُ ْ ْ ْ ُ ِ ْ ُ َ َ
ل ْ ْ
ت ع َلى ت ِل َ َ َ ُ َ َ ُ َ َ َ ما أ َط َ ْ
حا ِ ك ال َ م ّه ،وَلوْ ُ من ْ ُ ي ِ مل ع َي ْن َ ّ نأ ْ م أك ْ ت ؛ ِلّني ل ْ ق ُ َ
َ َ ْ َ َ َ
حاِلي ما َ ما أد ِْري َ شَياَء َ م وَِليَنا أ ْ جن ّةِ ،ث ُ ّ ل ال َ ن أهْ ِ م ْ ن ِ ُ
ن أكو َ تأ ْ جوْ ُ ل ََر َ
ة ،وََل َناٌر ،فَإ ِ َ فيها ،فَإ َ َ
شّنواموِني فَ ُ ذا د َفَن ْت ُ ُ ح ٌ حب ِْني َنائ ِ َ ص َ ت فََل ت َ ْ م ّذا أَنا ُ ِ ِ َ
َ ع َل َ
م
س ُ ق َجُزوٌر وَي ُ ْ حُر َ ري قَد َْر َ
ما ت ُن ْ َ ِ ل قَب ْ حوْ َ موا َ م أِقي ُ شّنا ،ث ُ ّ ب َ ي الت َّرا َ ّ
س َ ل َحمها ،حتى أ َستأ ْن ِس بك ُم ،وأ َنظ ُر ما َ ُ
بي " .أخرجه مسلم ل َر ّ جعُ ب ِهِ ُر ُ ذا أَرا ِ َ ْ َ َ َ ِ ْ ْ َ َ ّ ْ ُ َ
489
ُ ُ وع َ َ
ل
سو ِ ت َر ُ م ك ُل ُْثوم ٍ ب ِن ْ ُ تأ ّ ضعَ ْ ما وُ ِ ل :لَ ّ ة رضي الله عنه َقا َ م َ ما َ ن أِبى أ َ ْ
م وَِفيَها قَناك ُ ْ خل َْ من َْها َ ل اللهِ ِ ) »: -- ّ سو ُ ل َر ُ قب ْرِ َقا َ الل ّهِ ِ --فى ال َ
ْ
مل ّةِ ل الل ّهِ وَع ََلى ِ سِبي ِ سم ِ الل ّهِ وَِفى َ خَرى( ب ِ ْ م َتاَرة ً أ ُ ْ جك ُ ْ خرِ ُ من َْها ن ُ ْ م وَ ِ ن ُِعيد ُك ُ ْ
بجُبو َ م ال ْ َ ح إ ِل َي ْهِ ُ فقَ ي َط َْر ُ ها ط َ ِ حد َ َ ما ب ََنى ع َل َي َْها ل َ ْ ل الل ّهِ « .فَل َ ّ سو ِ َر ُ
َ
ىٍء وَل َك ِن ّ ُ
ه ش ْ س بِ َ ذا ل َي ْ َ ن هَ َ ما إ ِ ّ لأ َ م َقا َ ن ثُ ّ خل َ َ ّ
ل490اللب ِ ِ دوا ِ س ّ ل ُ »: قو ُ وَي َ ُ
ى« ح ّ س ال ْ َ ف َ ب نَ ْ ي ُط َي ّ ُ
ماجَناَزةٍ فَل َ ّ مَر ِفى ِ ن عُ َ ت ع َب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ ضْر ُ ح َ لَ : ب َقا َ سي ّ ِ م َ ن ال ْ ُ سِعيد ِ ب ْ ِ ن َ وع َ ْ
ل الل ّهِ سو ِ مل ّةِ َر ُ ل الل ّهِ وَع ََلى ِ سِبي ِ سم ِ الل ّهِ وَِفى َ ل :بِ ْ حد ِ َقا َ ضعََها ِفى الل ّ ْ وَ َ
َ َ
نم َ ها ِ جْر َ مأ ِ ل :الل ّهُ ّ حد ِ َقا َ ن ع ََلى الل ّ ْ ّ
سوِي َةِ اللب ِ ِ خذ َ ِفى ت َ ْ ما أ َ --فَل َ ّ
ب ع َل َي َْها وى ال ْك َِثي َ س ّ ما َ ب الّنارِ فَل َ ّ ذا ِ ن عَ َ م ْ قب ْرِ وَ ِ ب ال ْ َ ذا ِ ن عَ َ م ْ ن وَ ِ طا ِ شي ْ َ ال ّ
َ
حَها صعّد ْ ب ُِرو ِ جث ّت َِها وَ َ ن ُ ض عَ ْ ف الْر َ جا ِ م َ ل :الل ّهُ ّ م َقا َ قب ْرِ ث ُ ّ ب ال ْ َ جان ِ َ م َ َقا َ
ل الل ّهِ - َ
سو ِ ن َر ُ م ْ ه ِ معْت َ ُ س ِ ىءٌ َ ش ْ مَر :أ َ ن عُ َ ت ل ِب ْ ِ قل ْ ُ واًنا فَ ُ ض َ ك رِ ْ من ْ َ قَها ِ وَل َ ّ
همعْت ُ ُ س ِ ل َ ل بَ ْ قو ْ ِ قاد ٌِر ع ََلى ال ْ َ ذا ل َ َ
ل :إ ِّنى إ ِ ً ك؟ َقا َ ن َرأ ْي ِ َ م ْ ه ِ ىٌء قُل ْت َ ُ ش ْ م َ َ
-أ ْ
491
ل الل ّهِ -- سو ِ ن َر ُ م ْ ِ
وظاهر هذه الحاديث والثار تدل على استحباب تلقين الميت المكلف
بعد الدفن ،وبه أخذ الشافعية والحنابلة.
وهذا التلقين فيه تذكير للميت ،وتذكير للحي كذلك ،لنه قد جاء
بالنصوص الصحيحة الصريحة أن الميت سيسأل عن هذه المور،
492
فيحافظ عليها الحي قبل موته.
تمي ّ ِ ْ
ن ال َ ْ َ
قي ِ فوا ِفي ت َل ِ خت َل ُ وفي الموسوعة الفقهية الكويتية ":ا ْ
َ
ن
م َ ي ِ ي َوالّزي ْل َْعِ ّ شافِعِ ّ ب ال ّ حا ِ ص َ ضأ ْ ة وَب َعْ ْ ُ مال ِك ِي ّ ُ ب ال ْ َ ت ,فَذ َهَ َ مو ْ ِ ب َعْد َ ال ْ َ
َ
ه, مُروا ب ِ ِ م ي َأ ُ ه ,وَل َ ْ صوا ِفي ِ خ ُ ه ,فََر ّ س بِ ِ ن ل َ ب َأ َ قي َ ذا الت ّل ْ ِ ن هَ َ في ّةِ إ َِلى أ ّ حن َ ِ ال ْ َ
قل ه ,وَقَد ْ ن ُ ِ ه إ ِل ّ الل ّ ُ م ل َ إ ِل َ َ موَْتاك ُ ْ قُنوا َ م :ل َ ّ سَل ُ صَلة ُ َوال ّ ظاه ِرِ قَوْل ِهِ ع َل َي ْهِ ال ّ لِ َ
223
َ َ إَلى قَبر أ ُمه فَ َ َ
نم ْ صاب ََنا ِ ر،فَأ َ قاب ِ ِ م َ ل ال ْ َ واب ََها ِلهْ ِ ل ثَ َ جعَ َ سوَرة َ يس،وَ َ قَرأ ُ ْ ِ ّ ِ
حوَ ذ َل ِ َ َ َ ِروح ذ َل ِ َ َ
ك " )) قوي(( فَر لَنا أوْ ن َْ ك،أوْ غ ُ ِ َ ْ ِ
عد"))حديث سوَرة َ الّر ْ ْ ُ َ َ
ت ُ مي ّ ِ عن ْد َ ال َ قَرأ ِ ن يَ ْ ه كا َ د،أن ّ ُ ن َزي ْ ٍ 496ب ْ ِ جاب ِرِ ن َ وع َ ْ
حسن((
ن
م ْ غوا ِ ذا فََر ُ طاوِيّ :إ ِ َ ح َ وجاء في الموسوعة الفقهية َ" :قال الط ّ ْ
جُزوٌر حُر َ ما ي ُن ْ َ قد ْرِ َ عن ْد َ قَب ْرِهِ ب ِ َ ث( ِ مك ْ ُ س ) ال ْ ُ جُلو ُ ب ال ْ ُ ح ّ ست َ َ ت يُ ْ مي ّ ِ ن ال ْ َ ِ د َفْ
َ ْ
ذا ه َقال :إ ِ َ ص أن ّ ُ ن الَعا ِ رو ب ْ ِ م ِ ن عَ ْ م عَ ْ سل ِ ٌ م ْ قد ْ َرَوى ُ ه )،فَ َ م ُ ح ُ م لَ ْ س ُ ق َ وَي ُ ْ
َ شّنوا ع َل َ
حُر ما ت ُن ْ َ ري قَد َْر َ ول قَب ُ ْ ِ ح ْ موا َ م أِقي ُ شّنا،ث ُ ّ ب َ ي الت َّرا َ ّ موِني فَ ُ د َفَن ْت ُ ُ
َ ْ َ
سل َرّبي جعُ ب ِهِ ُر ُ ذا أَرا ِ ما َ م،وَأن ْظ َُر َ س ب ِك ُ ْ ست َأن ِ َ حّتى أ ْ مَها َ ح ُ م لَ ْ س ُ ق َ جُزوٌر وَي ُ ْ َ
ن َقا َ
ل فا َ ن عَ ّ ن بْ ِ ما َ ن ع ُث ْ َ قد ْ ُروِيَ ع َ ْ ت .فَ َ مي ّ ِ ن ل ِل ْ َ عو َ ن وَي َد ْ ُ قْرآ َ ن ال ْ ُ ( ي َت ُْلو َ
فُروا ست َغْ ِ ل »:ا ْ قا َ ف ع َل َي ْهِ فَ َ ت وَقَ َ مي ّ ِ ن ال ْ َ ن د َفْ ِ م ْ ذا فََرغ َ ِ ى --إ ِ َ ن الن ّب ِ ّ كا َ َ
َ
ل «. سأ ُ ن يُ ْ ه ال َ ت فَإ ِن ّ ُ ه الت ّث ِْبي َ سُلوا ل َ ُ م وَ َ خيك ُ ْ لَ ِ
ة قبر بعد الدفْ َ ْ ن يَ ْ َ َ َ وَ َ
سوَر ِ ن أّول ُ قَرأ ع َلى ال َ ْ ِ َ ْ َ ّ ِ بأ ْ ح ّ ست َ ِ مَر ي َ ْ ن عُ َ ن اب ْ ُ كا َ
497(1
مت ََها. خات ِ َ قَرةِ وَ َ ال ْب َ َ
ر: قب ْ ِ وال ْ َ ر َ ض ِ حت َ َ م ْ عَلى ال ْ ُ ن َ قْرآ ِ ة ال ْ ُ قَراءَ ِ م ِ حك ُ
عن ْد َ سوَرةِ يس ِ ب قَِراَءةِ ُ ة إ َِلى ن َد ْ ِ حَناب ِل َ ُ ة َوال ْ َ شافِعِي ّ ُ ة َوال ّ في ّ ُ حن َ ِ ب ال ْ َ "ذهَ َ
َ
ن م ْ م « .أيْ َ موَْتاك ُ ْ ي » : اقَْرُءوا )يس( ع ََلى َ ول الن ّب ِ ّ ق ْ ر،ل ِ َ ض ِ حت َ َ م ْ ال ْ ُ
ت . مو ْ ِ ت ال ْ َ ما ُ قد ّ َ م َ ضَره ُ ُ ح َ َ
َ ْ َ ْ َ َ
سن أن َ ٍ ما ُروِيَ ع َ ْ قب ْرِ ،ل ِ َ ن ع َلى ال َ قْرآ ِ ب قَِراَءةِ ال ُ حَبا ِ ست ِ ْ ما ذ َهَُبوا إ ِلى ا ْ ك َ
َ
ن لَ ُ
ه كا َ م وَ َ ه ع َن ْهُ ْ ف الل ّ ُ ف َ خ ّ سوَرة َ يس َ قَرأ ُ قاب َِر فَ َ م َ خل ال ْ َ ن دَ َ م ْ عا َ : مْرُفو ً َ
صى إ ِ َ
ذا َ َ 498
ه أوْ َ مَر أن ّ ُ ن عُ َ ن اب ْ ِ ح عَ ِ ص ّ ما َ ،وَل ِ َ تسَنا ٌ ح َ ن ِفيَها َ ن د ُفِ َ م ْ ب ِعَد َد ِ َ
مت َِها . حةِ ال ْب َ َ َ دف َ
خات ِ َ قَرةِ وَ َ فات ِ َ عن ْد َه ُ ب ِ َ قَرأ ِ ن يُ ْ نأ ْ ُ ِ َ
499
قب ْرِ ضرِ وَع ََلى ال ْ َ حت َ َ م ْ عن ْد َ ال ْ ُ ن ِ قْرآ ِ ة إ َِلى ك ََراهَةِ قَِراَءةِ ال ْ ُ مال ِك ِي ّ ُ ب ال ْ َ وَذ َهَ َ
بر،فَذ َهَ َ قب ْ ِ ن ع ََلى ال ْ َ قْرآ ِ قَهاُء ِفي قَِراَءةِ ال ْ ُ ف َ ف ال ْ ُ خت َل َ َ وفيها أيضا ً " :ا ْ
ن ع ََلى ال ْ َ ه ل َ ت ُك َْره ُ قَِراَءة ُ ال ْ ُ َ
ر
قب ْ ِ قْرآ ِ ة إَلى أن ّ ُ حَناب ِل َ ُ ة َوال ْ َ شافِعِي ّ ُ ة َوال ّ في ّ ُ حن َ ِ ال ْ َ
قَرأ َ ِفيَها قاب َِر فَ َ م َ خل ال ْ َ ن دَ َ م ْ عا َقال َ : مْرُفو ً س َ ما َرَوى أن َ ٌ
َ
ب،ل ِ َ ح ّ ست َ َ َبل ت ُ ْ
َ
ه
مَر أن ّ ُ ن عُ َ ن اب ْ ِ ح عَ ِ ص ّ ت،وَ َ سَنا ٌ ح َ م َ ه ب ِعَد َد ِه ِ ْ ن لَ ُ كا َ ذ،وَ َ مئ ِ ٍ م ي َوْ َ ف ع َن ْهُ ْ ف َ خ ّ يس َ
مت َِها . حةِ ال ْب َ َ َ َ صى إ َ َ
خات ِ َ قَرةِ وَ َ فات ِ َ عن ْد َه ُ ب ِ َ قَرأ ِ ن يُ ْ نأ ْ ذا د ُفِ َ أوْ َ
ي ال ْك ََراهَ َ
ة سوقِ ّ ح الد ّ ُ ج َ ن َر ّ ن .ل َك ِ ْ قْرآ ِ ن ال ْ ُ م َ شي ًْئا ِ قَرأ ُ َ ة :يَ ْ شافِعِي ّ ُ َقال ال ّ
َ َ
سوَرةَ ن قََرأ ُ م ْ ه َ ف أن ّ ُ سل َ ِ ن ال ّ ما وََرد َ ع َ ِ م ّ ي :وَ ِ قل ُْيوب ِ ّ قا،وَقال ال ْ َ مط ْل َ ً ُ
- 500الموسوعة الفقهية الكويتية (256 / 32) -وحاشية ابن عابدين على الدر المختار / 1
،607 ،605وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،423 / 1والقليوبي وعميرة على شرح
المحلي ،351 / 1وكشاف القناع . 147 / 2
- 501فتاوى الشبكة السلمية معدلة - (4731 / 4) -رقم الفتوى 24738مدى معرفة الموات
بزائريهم وفتاوى الشبكة السلمية معدلة - (1163 / 10) -رقم الفتوى 71344ما يكتب في
الوصية
- 502أنوار البروق في أنواع الفروق (105 / 6) -والفروق مع هوامشه (345 / 3) -وتهذيب
الفروق والقواعد السنية فى السرار الفقهية (343 / 3) -
225
ت :فثبت بهذه الدلة والقوال الناصعة أن الراجح الجوازقل ُ
وليس العكس،كما قال الشيخ ناصر رحمه الله ومن وافقه
503
من المعاصرين !!.
ـــــــــــــــــ
- 503انظر الموسوعة الفقهية الكويتية ) -ج / 32ص (255وحاشية ابن عابدين على الدر
المختار ،607 ،605 / 1وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،423 / 1والقليوبي وعميرة
على شرح المحلي ،351 / 1وكشاف القناع 147 / 2وفتاوى الشبكة السلمية )ج / 4ص
(4734وانظر الفتوى رقم ، 24019 :والفتوى رقم ، 15281 :والفتوى رقم .8268 :و تهذيب
الفروق والقواعد السنية فى السرار الفقهية ) -ج / 3ص (343وأنوار البروق في أنواع
الفروق ) -ج / 6ص (105
وانظر للتفاصيل كتابي ) الدفاع عن كتاب رياض الصالحين( باب تعجيل قضاء الد ّْين عن
الميت والمبادرة إلى تجهيزه إل أن يموت فجأة فيترك حتى ُيتيقن موته ( 944 ) -23
226
ث الثامن والعشرون
المبح ُ
ضمة القبر
جيا ً كا َ
حد ٌ َنا ِ نأ َ ة وَل َوْ َ َ ضغْط َ ً قب ْرِ َ ن ل ِل ْ َ ل » إِ ّ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ ة عَ ِ ش َ عائ ِ َ ن َ عَ ْ
504
عاذ ٍ « أخرجه أحمد م َ ن ُ سعْد ُ ب ْ ُ من َْها َ جا ِ من َْها ن َ َ ِ
والمعنى أن الله سبحانه وتعالى قدر ضمة القبر على كل ميت ،ولو
كان أحد ناجيا ً منها لفضله عند ربه وقربه منه لكان سعد بن معاذ رضي
الله عنه من الناجين من ذلك .وقال النبي هذا القول عند موت
سعد رضي الله عنه لمكانته في السلم ،ولبلئه في سبيل الله ونصرة
رسول الله ،بل قال فيه أيضا ً "اهتز العرش لموت سعد بن
معاذ" رواه البخاري و مسلم وغيرهما عن جابر رضي الله عنه .وهناك
أحاديث كثيرة في فضل هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وأرضاه
ب ذا ِ ن عَ َ م ْ ت ِ س ْ ة ل َي ْ َ م ُ ض ّ ت :هَذ ِهِ ال ّ وقال المام الذهبي رحمه الله " :قُل ْ ُ
َ َ
قد ِ وَل َد ِ ِ
ه م فَ ْ جد ُ أ ل َ َ ما ي َ ِ ن ،ك َ َ م ُ مؤ ْ ِ جد ُه ُ ال ُ مٌر ي َ ِ ل هُوَ أ ْ يٍء ،ب َ ْ ش ْ قب ْرِ ِفي َ ال َ
َ َ ه ،وَأل َم ِ ُ َ َ
ه ،وَألم ِ س ِ ف ِ ج نَ ْ خُروْ َِ ض ِ مَر ِ ن أل َم ِ َ ْ م
جد ُ ِ ما ي َ ِ مهِ ِفي الد ّن َْيا ،وَك َ َ مي ْ ِ ح ِ وَ َ
َ َ َ
ن
م ْ مه ِ ِ ه ،وَأل َم ِ قَِيا ِ كاِء أهْل ِهِ ع َل َي ْ ِ ه ،وَأل َم ِ ت َأث ّرِهِ ب ِب ُ َ حان ِ ِ مت ِ َ ؤال ِهِ ِفي قَب ْرِهِ َوا ْ س َ ُ
َ َ
ك ،فَهَذ ِ ِ
ه حوِ ذ َل ِ َ ه ،وَأل َم ِ الوُُروْد ِ ع ََلى الّناِر ،وَن َ ْ ف وَهَوْل ِ ِ موْقِ ِ ه ،وَأل َم ِ ال َ قَب ْرِ ِ
ب ن عَ َ ر ،وَل َ ِ ن عَ َ ف ك ُل َّها قَد ْ ت ََنا ُ َ
ذا ِ م ْ ِ قب ْ ب ال َ ذا ِ م ْ ي ِ ما ه ِ َ د ،وَ َ ل العَب ْ َ جي ْ ُ الَرا ِ
ط ،ول َكن العبد التقي يرفُق الله به في بعض ذ َل ِ َ َ
ه ،وَل َ ك أوْ ك ُل ّ ِ َْ َ ِ ُ ِ ِ ِ جهَّنم قَ ّ َ ِ ّ َ ْ َ ّ ِ ّ َ ْ ُ َ
ة{، سَر ِ ح ْ م ال َ هم ي َوْ َ ه -ت ََعاَلى} :-وَأن ْذ ِْر ُ ل الل ُ هَ.قا َ قاِء َرب ّ ِ ن لِ َ ن د ُوْ َ م ِ مؤ ْ ِ ة ل ِل ْ ُ ح َ َرا َ
َ
ر{. ج ِ حَنا ِ دى ال َ ب لَ َ قل ُوْ ُ ة ،إ ِذ ِ ال ُ م الزِفَ ِ م ي َوْ َ ل} :وَأن ْذ ِْرهُ ْ وََقا َ
َ
سعْد ٌ ت ،فَ َ معَ هَذ ِهِ الهَّزا ِ ي ،وَ َ ف ّ خ ِ ف ال َ فوَ َوالل ّط ْ َ ه -ت ََعاَلى -العَ ْ ل الل َ سأ ُ فَن َ ْ
ه.- ه ع َن ْ ُ ي الل ُ ض َ داِء َ-ر ِ شه َ َ ن أ َْرفَِع ال ّ م ْ ه ِ
َ
ة ،وَأن ّ ُ جن ّ ِ ل ال َ ن أهْ ِ
ممن نعل َم أ َنه م َ
ِ َّ ْ َ ْ ُ ّ ُ ِ ْ
َ َ ُ َ
م، ع ،وَل أل ٌ َ ن ،وَل َروْ ٌ َ ِ داَري ْ ل ِفي ال ّ ه هَوْ ٌ فائ َِز ل ي ََنال ُ َ ن ال َ نأ ّ ذا ت َظ ُ ّ ك َيا هَ َ ك َأن ّ َ
505
د". ح ُ َ ل َرب ّ َ س ْ وَل َ َ
سعْ ٍ مَرةِ َ شَرَنا ِفي ُز ْ ن يَ ْ ة ،وَأ ْ ك الَعافِي َ َ فَ ، خو ْ ٌ
ذا ل » :هَ َ ل الل ّهِ َ - -قا َ سو ِ ن َر ُ مَر رضي الله عنهما ع َ ْ ن عُ َ ن اب ْ ِ وع َ ِ
ن أل ْ ً َ َ
فا سب ُْعو َ شهِد َه ُ َ ماِء وَ َ س َ ب ال ّ وا ُ ه أب ْ َ ت لَ ُ ح ْ ش وَفُت ِ َ ه ال ْعَْر ُ ك لَ ُ حّر َ ذى ت َ َ ال ّ ِ
506
ه « .أخرجه النسائي ج ع َن ْ ُ م فُّر َ ة ثُ ّ م ً ض ّ م َ ض ّ قد ْ ُ مل َئ ِك َةِ ل َ َ ن ال ْ َ م َ ِ
صاِلح وََل َ طة ال ْ َ ضغْ َ َ
طاِلح ،غ َْير قْبر َ ن َ م ْ جو ِ سعْد ِيّ َ :ل ي َن ْ ُ سم ال ّ قا ِ ل أُبو ال ْ َ َقا َ
ضْغط ل ِل ْ َ سِلم َوال ْ َ َ
ه
صول هَذ ِ ِ ح ُ كافِرِ وَ ُ كاِفر ِفيَها د ََوام ال ّ م ْ فْرق ب َْين ال ْ ُ ن ال ْ َ أ ّ
َ
ل: هَ ،قا َ ساح ل َ ُ ف َ م ي َُعود إ َِلى اِلن ْ ِ ن ِفي أّول ن ُُزوله إ َِلى قَْبره ث ُ ّ م ِ مؤ ْ ِ حاَلة ل ِل ْ ُ ال ْ َ
مّيت. سد ال ْ َ ج َ جان ِب َي ْهِ ع ََلى َ قاء َ قْبر ا ِل ْت ِ َ ط ال ْ َ ضغْ ِ مَراد ب ِ َ َوال ْ ُ
قْبر ذاب ال ْ َ ه عَ َ كون ل َ ُ طيع َل ي َ ُ م ِ من ال ْ ُ مؤ ْ ِ حر ال ْك ََلم :ال ْ ُ ي ِفي ب َ ْ ف ّ س ِ ل الن ّ َ وََقا َ
مةِ الّله َ طة ال ْ َ ضغْ َ
م ب ِن ِعْ َ ه ت َن َعّ َ ما أن ّ ُ وفه ل ِ َ خ ْ ك وَ َ ول ذ َل ِ َ جد هَ ْ قْبر فَي َ ِ ه َ كون ل َ ُ وَي َ ُ
25015) 6/55 - 504و (25400والمجمع (4255) 3/46وهب) (425الصحيحة ) (1695وله
شاهد عن جابر عند أحمد 3/360و 377وعن ابن عباس عبد ابن سعد 3/430وهو حديث
صحيح مشهور.
- 505سير أعلم النبلء )(1/290
- 506نص 4/100و ( 2067) 101ون ) (2193وطب) (5195وطس ) (1774وابن سعد
3/430والبيهقي في عذاب القبر ) (122وهو حديث صحيح.
227
َ
نكا َ لَ : ي َقا َ م ّ مد الت ّي ْ ِ ح ّ م َ ن ُ مة ،وََرَوى ا ِْبن أِبي الد ّن َْيا ع َ ْ كر الن ّعْ َ ش ُ م يَ ْ وَل َ ْ
قوا فََغاُبوا ع َن َْها ال ْغَي َْبة خل ِ ُ من َْها ُ ُ َ َ مة ال ْ َ
م وَ ِ مه ْ صلَها أن َّها أ ّ ما أ ْ قْبر إ ِن ّ َ ض ّ ن َ قال :إ ِ ّ يُ َ
ب ع َن َْها وََلد َ َ
مها ث ُ ّ غا َ دة َ وال ِ َ مة ال ْ َ ض ّ م َ مت ْهُ ْ ض ّ ها َ ما ُرد ّ إ ِل َي َْها أوَْلد َ ويَلة ،فَل َ ّ ِ الط ّ
ْ
صًيا عا ِ ن َ كا َ ن َ م ْ ه ب َِرأفَةٍ وَرِْفق ،وَ َ مت ْ ُ ض ّ طيًعا َ م ِ ن ل ِل ّهِ ُ كا َ ن َ م ْ م ع َل َي َْها ،فَ َ قَد ِ َ
من َْها ع َل َي ْهِ ل َِرب َّها. 507 طا ِ خ ً س َ ف َ ه ب ِعُن ْ ٍ مت ْ ُ ض ّ َ
ل سو ُ قا َ َ َ َ ّ َ َ
ل َر ُ ن،ف َ صب ِّيا د ُفِ َ ن َ ما ،أ ّ ه ت ََعالى ع َن ْهُ َ ي الل ُ ض َ ب َر ِ ن أِبي أّيو َ وع َ ِ
َ َ َ
ت هَ َ قب ْرِ لفْل َ َ مة ِ ا ل ْ َ الل ّهِ : ل َوْ أفْل َ َ
508
ي « .رواه الطبراني صب ِ ّ ذا ال ّ ض ّ ن َ م ْ حد ٌ ِ تأ َ
َ وع َ َ
ت ل الل ّهِ " : ل َوْ أفْل َ َ سو ُ ل َر ُ قا َ ي فَ َ صب ِ ّ ت َ ما َ لَ : ك َقا َ مال ِ ٍ ن َ ِ س بْ ِ ن أن َ ْ
509
ي" ت هَ َ َ ْ َ ْ َ
صب ِ ّ ذا ال ّ قب ْرِ أفل َ مةِ ال َ ض ّ ن َ م ْ حد ٌ ِ أ َ
َ وع َن أ َنس بن مال ِ َ
ل " :لَ ْ
و قا َ صب َي ّةٍ فَ َ ي أوْ َ صب ِ ّ صّلى ع ََلى َ ي َ ن الن ّب ِ ّ كأ ّ ْ َ ِ ْ ِ َ ٍ
510
ي" جا هَ َ َ ْ َ
صب ِ ّ ذا ال ّ قب ْرِ لن َ َ مة ِ ا ل َ ض ّ ن َ م ْ حد ٌ ِ جا أ َ نَ َ
والل ّهِ إ ِّني َ َ م ال ْ َ
س فَ َ ِ فو أث ََر الّنا ق أقْ ُ ِ خن ْد َ ت ي َوْ َ ج ُ خَر ْ تَ : ة َ ،قال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
َ ض َفال ْت َ َ َ
س اْلْر َ
ت وَِئيد َ اْلْر َ
سعْدِ ذا أَنا ب ِ َ ت فَإ ِ َ ف ّ ِ ح ّ ض ي َعِْني ِ ِ معْ ُ س ِ شي إ ِذ ْ َ م ِ َل ْ
ثب َ ن أَ ِ َْ
شهِد َ س قَد ْ َ ن أوْ ٍ حارِ ُ ْ ُ خيهِ ال ْ َ ه اب ْ ُ معَ ُ ض وَ َ ت إ ِلى الْر ِ
س ُ َ جل َ ْ مَعاذ ٍ فَ َ ن ُ بْ ِ
ه، جن ّ ُ م َ ل ِ م ُ ح ِ رو ي َ ْ ٍ م
ن عَ ْ مد ُ ب ْ ُ ح ّ م َ ك ُ حد ّث ََنا ب ِذ َل ِ َ ل الل ّهِ َ ، سو ِ معَ َر ُ ب َد ًْرا َ
َ َ َ
سن أع ْظم ِ الّنا ِ م ْ ن ِ كا َ ت :وَ َ من َْها َقال َ ْ ه ِ ج أط َْرافُ ُ خَر َ سعْد ٍ د ِْرع ٌ قَد ْ َ وَع ََلى َ
َ َ َ َ
جُز مّر ِبي وَهُوَ ي َْرت َ ِ ت :فَ َ ف ع ََلى أط َْرافِهِ َقال َ ْ خو ّ ُ ت :فَأَنا أت َ َ وَأط ْوَل ِهِم ِ َ .قال َ ْ
ل: قو ُ وَي َ ُ
َ َ
ل ج ْ ن اْل َ حا َ ذا َ ت إِ َ مو ْ َ ن ال ْ َ س َ ح َ ما أ ْ ل َ م ْ ح َ جا َ ك ال ْهَي ْ َ ث قَِليًل ي ُد ْرِ ُ ل َب ّ ْ
نمُر ب ْ ُ م عُ َ ن وَِفيهِ ْ مو َ سل ِ ُ م ْ ة ِفيَها ال ْ ُ ق ً دي َ ح ِ ت َ م ُ ح ْ جاوََزِني اقْت َ َ ما َ ت :فَل َ ّ َقال َ ْ
خافي َ ل ع ُمر :إنك ل َجريئ َ ٌ َ
ت: ك ب ََلٌء ؟ َقال َ ْ ن ي ُد ْرِك َ ِ نأ ْ َ ما ت َ َ ِ ةأ َ ِ َ ُ ِّ ِ َ قا َ ب فَ َ طا ِ خ ّ ال ْ َ
َ ض ل َت َن ْ َ حّتى ود ِد ْت ل َو أ َ ّ َ
ف
ش َ ل ِفيَها فَك َ َ خ ُ شقّ فَأد ْ ُ ن اْلْر َ ُ ْ َ مِني َ ل ي َُلو ُ ما َزا َ فَ َ
ك قَد ْ ل :إ ِن ّ َ قا َ ن ع ُب َي ْد ِ الل ّهِ فَ َ ة بْ ُ ح ُ ذا هُوَ ط َل ْ َ جهِهِ فَإ ِ َ ن وَ ْ ة عَ ْ سب ْغَ َ ل ال ّ ج ُ الّر ُ
َ َ َ َ
ن
سعْد ُ ب ْ ُ مي َ ت :فَُر ِ ن إ ِّل إ َِلى الل ّهِ َ ،قال َ ْ ن وَأي ْ َ فَراُر ؟ وَأي ْ َ ن ال ْ ِ ت أي ْ َ أك ْث َْر َ
خذ ْ َ َ ن ال ْعَرِقَةِ فَ َ
ن ها وَأَنا اب ْ ُ لُ : قا َ ه اب ْ ُ ل لَ ُ قا ُ ل يُ َ ج ٌ ماه ُ َر ُ مئذ ٍ َر َ مَعاذ ٍ ي َوْ َ ُ
مئ ِذ ٍ ، ُ ْ َ جهَك ِفي الّنارِ فَ ُ َ ّ قا َ العَرِقَةِ ،فَ َ ْ
ه ي َوْ َ حل ُ قط ِعَ أك َ ه وَ ْ سعْد ٌ :ع َّرقَ الل ُ ل َ
َ َ
ض
ل ي َن ْب ِ ُ ن ي ََزا َ حد ٍ إ ِّل ل َ ْ نأ َ م ْ قط َعُ ِ ه َل ي ُ ْ موا أن ّ ُ رو :وََزع َ ُ م ٍ ن عَ ْ مد ُ ب ْ ُ ح ّ م َ ل ُ َقا َ
قّر حّتى ت َ َ مت ِْني َ م َل ت ُ ِ ل :الل ّهُ ّ قو ُ سعْد ٌ ي َ ُ ل َ جعَ َ ل :وَ َ ت َ ،قا َ مو َ حّتى ي َ ُ ما َ دَ ً
كاُنوا جاه ِل ِي ّةِ وَ َ وال ِي َهِ ِفي ال ْ َ م َ فاَءه ُ وَ َ حل َ َ كاُنوا ُ ة وَ َ ن ب َِني قَُري ْظ َ َ م ْ ع َي ِْني ِ
مفُروا ب ِغَي ْظ ِهِ ْ ن كَ َ ذي َ ه ال ّ ِ ل الل ّهِ وََرد ّ الل ّ ُ سو ِ ن ع ََلى َر ُ كي َ شرِ ِ م ْ ظاهَُروا ال ْ ُ َ
سعْد ٍ ِفي ة ع ََلى َ ب قُب ّ ً ضَر َ ل الل ّهِ فَ َ سو ُ جعَ َر ُ ة فََر َ خي ًْرا اْلي َ َ م ي ََناُلوا َ لَ ْ
ل: قا َ ل فَ َ ري ُ جب ْ ِ جاَءه ُ ِ ه فَ َ ح ُ سَل َ ضعَ ِ ح وَوَ َ سَل َ ن ال ّ مو َ سل ِ ُ م ْ ضعَ ال ْ ُ جد ِ فَوَ َ س ِ م ْ ال ْ َ
ك ول َم تضع ال ْمَلئ ِك َ ُ َ
م قات ِل ْهُ ْ ج فَ َ خُر ْ م ب َعْد ُ ا ْ حت َهُ ْ سل ِ َ ةأ ْ َ ح َْ َ ْ َ َ ِ سَل َ ت ِ ضعْ َ مد ُ و َ َ ح ّ م َ َيا ُ
َ َ ّ َ
جخَر َ ج وَ َ خَر َ م َ سَها ث ُ ّ مت ِهِ ي َعِْني الد ّْرع َ فَلب ِ َ ل اللهِ ب ِل َ سو ُ مَر َر ُ فَأ َ
ي ) ( 98ضعيف َ ّق
ِ ه ْ يَ بْ لِ ل ِ ر ْ بَ ق ال بِ ذاَ َ ع ت ُ با
َ ْ ث إِ - 512
230
ث التاسع والعشرونالمبح ُ
مخاطبة القبر للميت
َ َ عَ َ
مسا ك َأن ّهُ ْ صل ّه ُ ,فََرأى َنا ً م َ ل اللهِ ُ سو ُ ل َر ُ خ َ ل :د َ َ سِعيد ٍ َ ,قا َ ن أِبي َ ْ
ُ َ َ ّ ْ ْ َ َ ُ َ
ما م عَ ّ شغَلك ْ تل َ ذا ِ هاذ ِم ِ الل ّ م ذ ِكَر َ م لوْ أكث َْرت ُ ْ ما إ ِن ّك ْ ل:أ َ ن َ ,قا َ شُرو َ ي َك ْت َ ِ
ت ع ََلى ال ْ َ ْ َ َ
ر
قب ْ ِ م ي َأ ِ ه لَ ْ ت ,فَإ ِن ّ ُ مو ْ ِ ت ,ال ْ َ ذا ِ هاذ ِم ِ الل ّ ّ ن ذ ِك ْرِ َ م ْ أَرى ,فَأك ْث ُِروا ِ
َ َ قو ُ َ
ت حد َةِ ,وَأَنا ب َي ْ ُ ت ال ْوَ ْ ت ال ْغُْرب َةِ ,وَأَنا ب َي ْ ُ ل :أَنا ب َي ْ ُ م ِفيهِ ،فَي َ ُ م إ ِل ّ ت َك َل ّ َ ي َوْ ٌ
ه ال ْ َ َ
حًبامْر َ قب ُْر َ : ل لَ ُ ن َ ,قا َ م ُ مؤ ْ ِ ن ال ْعَب ْد ُ ال ْ ُ ذا د ُفِ َ دود ِ ,فَإ ِ َ ت ال ّ ب ,وَأَنا ب َي ْ ُ الت َّرا ِ
َ َ َ
مك ال ْي َوْ َ ي ,فَإ ِذ ْ وُّليت ُ َ ري إ ِل َ ّ شي ع ََلى ظ َهْ ِ م ِ ن يَ ْ م ْ ب َ ح ّ تل َ ن ك ُن ْ َ ما إ ِ ْ وَأهْل ً ,أ َ
ح لَ ُ
ه فت َ ُ صَرهِ ,وَي ُ ْ مد ّ ب َ َ ه َ سعُ ل َ ُ ل :فَي َت ّ ِ ك َ ,قا َ صِنيِعي ب ِ َ ست ََرى َ ي ,فَ َ ت إ ِل َ ّ صْر َ وَ ِ
ه ال ْ َ َ
قب ُْر :ل َ ل لَ ُ كافُِر َ ,قا َ جُر ,أوِ ال ْ َ فا ِ ن ال ْعَب ْد ُ ال ْ َ ذا د ُفِ َ جن ّةِ ,وَإ ِ َ ب إ َِلى ال ْ َ َبا ٌ
َ َ َ
ي ,فَإ ِذ ْ ري إ ِل َ ّ شي ع ََلى ظ َهْ ِ م ِ ن يَ ْ م ْض َ ت لب ْغَ َ ن ك ُن ْ َ ما إ ِ ْ حًبا وَل َ أهْل ً ,أ َ مْر َ َ
حّتى م ع َلي ْهِ َ َ ْ
ل :فَي َلت َئ ِ ُ ك َ ,قا َ صِنيِعي ب ِ َ ست ََرى َ ي ,فَ َ َ
ت إ ِل ّ صْر َ م وَ ِ ك الي َوْ َ ْ وُليت ُ َ ّ
َ َ
صاب ِعِهِ , ل اللهِ ب ِأ َ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ه َ ,قا َ ضل َع ُ ُ فأ ْ خت َل ِ َ ي ع َل َي ْهِ ،وَت َ ْ ق َ ت َل ْت َ ِ
َ
ن ت ِّنيًنا ,ل َ ْ
و سب ِْعي َ ه َ ه لَ ُ ض الل ُ قي ّ ُ ل :وَي ُ َ ض َ ,قا َ ٍ ف ب َعْ جوْ ِ ضَها ِفي َ ل ب َعْ َ خ َ فَأد ْ َ
ت الد ّن َْيا ,فَي َن ْهَ ْ َ َ َ
ه
شن َ ُ قي َ ِ ما ب َ ِ شي ًْئا َ ت َ ما أن ْب َت َ ْ ضَ ، خ ِفي الْر ِ ف َ من َْها ن َ َ دا ِ ح ً ن َوا ِ أ ّ
ل اللهِ : سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ بَ .قا َ سا ِ ح َ ضى ب ِهِ إ َِلى ال ْ ِ ف َ حّتى ي ُ ْ هَ , شن َ ُ خد ِ ْ وَي َ ْ
َ
ر .أخرجه الترمذي فرِ الّنا ِ ح َ ن ُ م ْ فَرة ٌ ِ ح ْ جن ّةِ ,أوْ ُ ض ال ْ َ ن رَِيا ِ م ْ ة ِ ض ٌ قب ُْر َروْ َ ما ال ْ َ إ ِن ّ َ
515
وفي فيض القدير)) (1598أما إنكم( قال ابن مالك في شرح الكافية:
يجوز كسر إن بعد أما مقصودا ً بها معنى أل الستفتاحية وإن قصد بها
معنى حقا ً فتحت انتهى والمعنى أيها الناس الذين جلستم عند مصلنا
تكشرون أي تضحكون )لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى(
من الكشر وهو ظهور السنان للضحك )الموت( بجره عطف بيان
ورفعه خبر مبتدأ محذوف ونصبه بتقدير أعني )فأكثروا ذكر هاذم
اللذات( الموت )فإنه لم يأت على القبر يوم إل تكلم فيه( أي حقيقة
والذي خلق الكلم في لسان النسان قادر على أن يخلقه في الجماد
ول يلوم من ذلك سماعنا له ويحتمل أن المراد أن يقول ذلك بلسان
الحال )فيقول أنا بيت الغربة( فالذي يسكنني غريب )وأنا بيت الوحدة(
فمن حل بي وحيد )وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود( فمن سكنني أكله
التراب والدود ،ومن ثم قال حكيم :اجعل قبرك خزانتك احشها من كل
عمل صالح ما أمكنك ليؤنسك )فإذا دفن العبد المؤمن( أي المطيع لّله
تعالى كما يدل عليه ذكره الفاجر والكافر في مقابلته )قال له القبر
ل( أي لقيت رحبا ً وأهل ً )أما( بالتخفيف )إن كنت لحب من
مرحبا ً وأه ً
يمشي على ظهري إلى( لما أنك مطيع لربي وربك )فإذا وليتك اليوم
ـــــــــــــــــ
234
ث الثلثونالمبح ُ
الترغيب في الدعاء للميت
) (1يسأله الملكان من ربك وما دينك وما هو دستورك ومن هو رسولك ؟
- 517في الجنائز برقم ) (3223والحاكم (1372) 1/370وبز)(445وشرح السنة 5/418وهو
حديث صحيح.
- 518برقم ) (3235ونص) (1945والترمذي وأحمد 2/498و 7763) 528و 10274وو
(11123وهو حديث صحيح.
- 519سنن النسائى ) (1945صحيح
235
م ع َل َي ْهِ َ ة ،وهَ َ َ ل » هَ َ َ
شّرا ذا أث ْن َي ْت ُ ْ جن ّ ُ َ ه ال ْ َ ت لَ ُ جب َ ْ خي ًْرا فَوَ َ م ع َل َي ْهِ َ ذا أث ْن َي ْت ُ ْ َقا َ
داُء الل ّهِ ِفى ال َْر َ
م ُ ت لَ ُ فَوَ َ
520
ض « .رواه البخاري ومسلم ِ شهَ َ ه الّناُر ،أن ْت ُ ْ جب َ ْ
َ
ن الث َّناَء ثأ ّ دي ِ ح ِ معَْنى ال ْ َ مَ : ضهُ ْ ل ب َعْ ُ ل الن ّوَوِيّ َ :قا َ وفي نيل الوطار َ:قا َ
ن م ْ واقِِع فَهُوَ ِ قا ل ِل ْ َ طاب ِ ً م َ ك ُ ن ذ َل ِ َ كا َ ل وَ َ ض ِ ف ْ ل ال ْ َ ن أ َث َْنى ع َل َي ْهِ أهْ ُ
َ
م ْ خي ْرِ ل ِ َ ِبال ْ َ
ه. س ُ ذا ع َك ْ ُ ق فََل ،وَك َ َ ٍ طاب ِ م َ ن غ َي َْر ُ كا َ ن َ جن ّةِ .فَإ ِ ْ ل ال ْ َ ِ أ َهْ
َ حي َ
س الث َّناَء ه ت ََعاَلى الّنا َ م الل ّ ُ ت فَأل ْهَ َ ما َ ن َ مهِ وَإ ِ ْ مو ِ ه ع ََلى ع ُ ُ ح أن ّ ُ ص ِ ُ ل َ :وال ّ َقا َ
َ كان دِليًل ع ََلى أ َنه م َ
ضي قت َ ِ ه تَ ْ ت أفَْعال ُ ُ كان َ ْ واٌء َ س َ جن ّةِ َ ل ال ْ َ ن أهْ ِ ّ ُ ِ ْ خي ْرٍ َ َ َ ع َل َي ْهِ ب ِ َ
ك أ َم َل ،فَإ ّ َ
ه
ل بِ ِ ست َد َ ّ م يُ ْ ذا اْل ِل َْها ُ شيئ َةِ ،وَهَ َ م ِ ت ال ْ َ ح َ ة تَ ْ خل َ ٌ دا ِ ل َ ما َ ن اْلع ْ َ ِ ذ َل ِ َ ْ
ذا ت َظ ْهَُر َفائ ِد َة ُ الث َّناِء ان ْت ََهى . ع ََلى ت َعِْيين َِها وَب ِهَ َ
َ ب ال ْ َ حافِ ُ
شّر ب ال ّ جان ِ ِ ما ِفي َ ح .وَأ ّ ض ٌ خي ْرِ َوا ِ جان ِ ِ ذا ِفي َ ظ :وَهَ َ ل ال ْ َ َقا َ
َ
شّرهُ ب َ ن غ َل َ َ م ْ حقّ َ ك ِفي َ قعُ ذ َل ِ َ ما ي َ َ ن إن ّ َ ك ،ل َك ِ ْ ه ك َذ َل ِ َ ث أن ّ ُ حاِدي ِ ظاه ُِر اْل َ َ فَ َ
ن ل ِل ّهِ ع َّز َ
قد ّم ِ } إ ّ مت َ َ س ال ْ ُ ث أن َ ٍ دي ِ ح ِ ن َ م ْ خي ْرِهِ ،وَقَد ْ وَقَعَ ِفي رَِواي َةٍ ِ ع ََلى َ
ن ال ْ َ َ
ر
خي ْ ِ م ْ مْرِء ِ ما ِفي ال ْ َ م بِ َ سن َةِ ب َِني آد َ َ ة ت َن ْط ِقُ ع ََلى أل ْ ِ مَلئ ِك َ ً ل َ ج ّ وَ َ
521
شّر { . َوال ّ
َ َ َ
ة
ه أْرب َعَ ٌ شهَد ُ ل َ ُ ت فَي َ ْ مو ُ سل ِم ٍ ي َ ُ م ْ ن ُ م ْ ما ِ ل» َ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ سأ ّ ن َأن َ ٍ وع َ ْ
ت لَ ُ
ه فْر ُ م ِفيهِ وَغ َ َ مك ُ ْ عل ْ َ ت ِ ل قَد ْ قَب ِل ْ ُ ن إ ِل ّ َقا َ َ
جيَران ِهِ الد ْن َي ْ َ ن ِ م ْ ت ِ ل أب َْيا ٍ أ َهْ ُ
ما ل َ ت َعْل َ ُ
522
ن « .رواه أحمد مو َ َ
والصحابة ل يثنون إل على رجل صالح ظاهر الصلح ،ل على رجل
فاسق !
ل الل ّهِ - -إ ِ َ َ َ
ذا سو ُ ن َر ُ كا َ ل َ ن أِبيهِ َقا َ ن أِبى قََتاد َة َ ع َ ْ ِ وعن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ
َ
ىَ 523ن أ ُث ْن ِ صّلى ع َل َي َْها وَإ ِ ْ م فَ َ خي ٌْر َقا َ ى ع َل َي َْها َ ن أث ْن ِ ْ َ
ل ع َنها فَإ ُ
ِ ْ سأ َ ْ َ جَناَزةٍ َ ى لِ َ ع َ دُ ِ
َ َ َ َ
ها .رواه أحمد ل ع َلي ْ َ ص ّ م يُ َ م ب َِها « .وَل ْ شأن ُك ُ ْ ل لهْل َِها » َ ك َقا َ ع َلي َْها غ َي ُْر ذ َل ِ َ
َقا َ َ
ن ذ َل ِ َ
ك كا َ هَ ، فَنا ن َعَت َ ُ ص ْ ن وَ َ م ْ فى ع ََلى َ صط َ َ م ْ ك ال ْ ُ حات ِم ٍ :ت َْر ُ ل أُبو َ
َ ُ ْ
صل َةَ ن ال ّ ل ،لَأ ّ فعْ ِ ك ال ْ ِ ل ذ َل ِ َ مث ْ َ مت ِهِ ،ك َي ْل َ ي َْرت َك ُِبوا ِ ه ِل ّ من ْ ُ ب ِ صد َ الت ّأِدي ِ قَ ْ
ل ع َل َي ْهِ . َ َ
ص ّ م يُ َ ن لَ ْ م ْ ما أَتى َ ل َ مث ْ َ ن أَتى ِ م ْ جائ َِزةٍ ع ََلى َ غ َي ُْر َ
موَْتاك ُ ْ
م ن َ س َ حا ِ م َ ل الل ّهِ » - -اذ ْك ُُروا َ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ مَر َقا َ ن عُ َ ن اب ْ ِ وع َ ِ
524
م « .رواه أبو داود والترمذي وابن حبان ساِويهِ ْ م َ ن َ فوا ع َ ْ وَك ُ ّ
سّبوا ى » - -ل َ تَ ُ ّ ل الن ّب ِ ت َقا َ ة -رضى الله عنها َ -قال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ عَ ِ و
َ َ
ما قَد ّ ُ وا إ َِلى َ م قَد ْ أفْ َ ت فَإ ِن ّهُ ْ
526 525
موا « أخرجه البخاري ض ْ وا َ م َ ال ْ
- 520البخاري في الجنائز باب (1367)86ومسلم )(949
- 521نيل الوطار ) -ج / 6ص (196فما بعد
- 522والحسان ) (3090وأحمد 2/408و 9523)3/242و (13889والفتح ح)(1279
والحاكم (1398) 1/378وهب) (9244وهو حديث صحيح ،
- 523برقم ) (23220وك ) (1348والطيالسي) (623والحسان ) (3122وهو حديث صحيح.
- 524أبو داود ) (4902وت) (1035وك ) (1421وطب)13423و 470و 845و (850وهق )
(7440والحسان ) (3084والداب له ) (282والمقاصد الحسنة ) (84وهو حديث حسن
لغيره.
- 525انتهوا إلى نتيجة أعمالهم.
2/129 - 526و 1393)8/132و (6516ونص (1948) 4/53وت) (2210وش)(11986
وحم)18701و 18702و (26212وطب )7126و (17389والبيهقي (7438) 4/75و الحاكم
(1419)1/385والحسان ) 3085و (3086وهو صحيح مشهور .
236
قوْل ِهِ :ل َ قهِ ل ِ َس ِ ف ْ معْل ًِنا ب ِ ِ
ن ُ م ي َك ُ ْ سل ِم ٍ ل َ ْ م ْ ت ُ مي ّ ٍ ب َ س ّ م َ حُر ُ ماُء ي َ ْ َقال ال ْعُل َ َ َ
َ َ ْ
مسل ِ ُ
م ْ كافُِر َ ،وال ْ ُ ما ال ْ َ موا ،وَأ ّ ما قَد ّ ُ وا إ َِلى َ ض ْ م قَد ْ أفْ َ ت فَإ ِن ّهُ ْ وا َ م َ
سّبوا ال ْ تَ ُ
ص ِفيهِ . ِ صو ض الن ّ ُ ِ ف ل ِت ََعاُر سل َ ِ ف ِلل ّ خ َل َ ٌ فيهِ ِ قه ِ ،ف َ ِ س ِ
ف ْ ن بِ ِ معْل ِ ُ ال ْ ُ
كا َ ْ
ن أغ ْل َ ُ
ب ن َ َ جَرى ال ِْغيب َةِ ،فَإ ِ ْ م ْ ري َ ج ِت يَ ْ وا ِ م َ ب ال ْ س ّ لَ : طا ٍن بَ ّ َقال اب ْ ُ
َ
ن
كا َ ن َ مُنوع ٌ ،وَإ ِ ْ م ْ ه َ ب لَ ُ ة َفال ِغ ْت َِيا ُ فل ْت َ ُه ال ْ َمن ْ ُن ِ كو ُ خي َْر وَقَد ْ ت َ ُ مْرِء ال ْ َ وال ال ْ َ ح َ أ ْ
ك ال ْ َ ه ،وَك َذ َل ِ َ ة لَ ُ معْل ًِنا فَل َ ِغيب َ َ َفا ِ
527
ت. مي ّ ُ قا ُ س ً
ـــــــــــــــ
- 527الموسوعة الفقهية الكويتية ) -ج / 24ص (143والفتاوى الحديثية ص 110ط الميمنية ،
والذكار ص ، 141نيل الوطار 123 / 4ط مصطفى الحلبي .
237
ث الواحد والثلثون
المبح ُ
عذاب القبر ونعيمه
َ
ب ذا َ ت عَ َ ت ع َل َي َْها ،فَذ َك ََر ْ خل َ ْ ة دَ َ ن ي َُهود ِي ّ ً ة -رضى الله عنها -أ ّ ش َ عائ ِ َ ن َ عَ ْ
َ َ
لسو َ ة َر ُ ش ُ عائ ِ َ ت َ سأل َ ْ قب ْرِ .فَ َ ب ال ْ َ ذا ِ ن عَ َ م ْ ه ِ ك الل ّ ُ عاذ َ ِ ت ل ََها أ َ قال َ ْ قب ْرِ ،فَ َ ال ْ َ
ة-ش ُ عائ ِ َ ت َ قب ْرِ « َ .قال َ ْ ب ال ْ َ ذا ُ م عَ َ ل » ن َعَ ْ قا َ قب ْرِ فَ َ ب ال ْ َ ذا ِ ن عَ َ الل ّهِ - -ع َ ْ
َ
صل َة ً إ ِل ّ ت َعَوّذ َ صّلى َ ل الل ّهِ - -ب َعْد ُ َ سو َ ت َر ُ ما َرأي ْ ُ رضى الله عنها -فَ َ
528
قب ْرِ .رواه البخاري ب ال ْ َ ذا ِ ن عَ َ م ْ ِ
هب مذ ْ َ قْبر وَفِت َْنته ،وَهُوَ َ ذاب ال ْ َ قال النووي رحمه الله ِ :فيهِ إ ِث َْبات ع َ َ
حقّ . هل ال ْ َ أَ ْ
سَناد ٍ ع ََلى َ َ
مد ب ِإ ِ ْ ح َ ما َرَواه ُ أ ْ ه َ من ْ ُ صَرح ِ وفي فتح الباري لبن حجر :وَأ ْ
َ ُ
نشة " أ ّ عائ ِ َ ن َ موِيّ ع َ ْ سِعيد اْل َ مرو ْبن َ سِعيد ْبن ع َ ْ ن َ خارِيّ ع َ ْ شْرط ال ْب ُ َ َ
معُْروف إ ِّل ن ال ْ َ م ْ شي ًْئا ِ شة إ ِل َي َْها َ عائ ِ َ صَنع َ دمَها ،فََل ت َ ْ خ ُ ت تَ ْ كان َ ْ ي َُهود ِّية َ
سول قْلت َيا َر ُ ت :فَ ُ قْبر َ .قال َ ْ ذاب ال ْ َ ت ل ََها ال ْي َُهود ِّية :وََقاك الّله ع َ َ َقال َ ْ
مة . قَيا َ وم ال ْ ِ دون ي َ ْ ذاب ُ ت ي َُهود َ ،ل ع َ َ ل :ك َذ َب َ ْ ذاب ؟ َقا َ قب ْرِ ع َ َ ل ل ِل ْ َ الّله هَ ْ
َ
صف الن َّهار وم ن ِ ْ ذات ي َ ْ ج َ خَر َ كث ،فَ َ م ُ ن يَ ْ شاَء الّله أ ْ ما َ ك َ ث ب َْعد ذ َل ِ َ مك َ َ م َ ثُ ّ
ذاب ال ْ َ َ َ
قْبر ، ن عَ َ م ْ ذوا ب َِالل ّهِ ِ ست َِعي ُ وته :أي َّها الّناس ا ِ ْ ص ْ وَهُوَ ي َُناِدي ب ِأع َْلى َ
ذاب ال ْ َ َ
قْبر حك ْم ِ ع َ َ م بِ ُ ما ع َل ِ َ ه إ ِن ّ َ ذا ك ُّله أن ّ ُ حقّ " وَِفي هَ َ قْبر َ ذاب ال ْ َ ن عَ َ فَإ ِ ّ
َ
سوف ِفي صَلة ال ْك ُ ُ م َتاِريخ َ قد ّ َ ما ت َ َ مر ك َ َ خر اْل ْ دين َةِ ِفي آ ِ م ِ إ ِذ ْ هُوَ ِبال ْ َ
وله ت ََعاَلى ل ذ َل َ َ
ي قَ ْ مك ّّية وَه ِ َ مة َ مت َقَد ّ َ ن اْلَية ال ْ ُ ك ب ِأ ّ شك ِ َ ِ ست ُ ْ ضعه .وَقَد ْ ا ِ ْ موْ ِ َ
ُ
وله ي قَ ْ مة وَه ِ َ قد ّ َ مت َ َ خَرى ال ْ ُ ك اْلَية اْل ْ مُنوا ( وَك َذ َل ِ َ نآ َ ذي َ ) ي ُث َّبت الّله ال ّ ِ
ذاب ال ْ َ َ
قْبر ن عَ َ واب أ ّ ج َ شّيا ( َوال ْ َ ن ع َل َي َْها غ ُد ُّوا وَع َ ِ ضو َ ت ََعاَلى ) الّنار ي َعْرِ ُ
ُ
ن، ما ِ لي َ صف ِبا ْ ِ م ي َت ّ ِ ن لَ ْ م ْ حقّ َ ن َ م ْ فُهوم ِ م ْ ق ال ْ َ ري ِ ن اْلوَلى ب ِط َ ِ م َ خذ ِ ما ي ُؤ ْ َ إ ِن ّ َ
ن ا ِل ْت َ َ ُ
ق ِفي اْل ْ من ْ ُ
ن
م ْ م َ حقَ ب ِهِ ْ ون وَإ ِ ِ حقّ آل فِْرع َ ْ خَرى ِفي َ طو ِ ك ِبال ْ َ وَك َذ َل ِ َ
َ
ذاب ما هُوَ وُُقوع ع َ َ ي إ ِن ّ َ ذي أن ْك ََره ُ الن ّب ِ ّ فار ،فَا َل ّ ِ ن ال ْك ُ ّ م َ م ِ كمه ْ ح ْ ه ُ ن لَ ُ كا َ َ
شاء الّله َ قبر ع ََلى ال ْموحدين ،ث ُ ُ
ن يَ َ م ْ قع ع ََلى َ ك قَد ْ ي َ َ ن ذ َل ِ َ م أ ّ م أع ْل ِ َ ّ ُ َ ّ ِ َ ال ْ َ ْ
ُ
دا ، شا ً مت ِهِ وَإ ِْر َ ما ِل ّ ه ت َعِْلي ً من ْ ُ ذة ِ ست َِعا َ ه وََبال َغَ ِفي اِل ْ من ْ ُ حذ َّر ِ م ب ِهِ وَ َ جَز َ م فَ َ من ْهُ ْ ِ
قْبر ْ
ذاب ال َ ن عَ َ َ َ َ َ َ ّ َفان ْت َ َ
مد ِ الله ت ََعالى .وَِفيهِ د َللة ع َلى أ ّ ح ْ فى الت َّعاُرض ب ِ َ
ُ
مة ص ب ِهَذ ِهِ اْل ّ خا ّ س بِ َ ل َي ْ َ
م، ن ِفي قُُبورِه ِ ْ موَْتى ل َي ُعَذ ُّبو َ ن ال ْ َ ل:إ ِ ّ ي َ ، قا َ ن الن ّب ِ ّ ِ ه ،ع َ ن ع َب ْد ِ الل ّ ِ وع َ ْ
َ
م ل َت َ ْ ن ال ْب ََهائ ِ َ
529
م « .رواه الطبراني في الكبير وات َهُ ْ ص َ معُ أ ْ س َ حّتى إ ِ ّ َ
وفي فيض القدير ) ( 2132):إن الموتى ليعذبون( أي من يستحق
العذاب منهم )في قبورهم( فيه شمول للكفار ولعصاة المؤمنين )حتى
إن البهائم( جمع بهيمة والمراد بها هنا ما يشمل الطير )لتسمع
أصواتهم( وخصوا بذلك دوننا لن لهم قوة يثبتون بها عند سماعه بخلف
النس وصياح الميت بالقبر عقوبة معروفة وقد وقعت في المم
- 528البخاري 1049 ) 2/123و 1055و 1372و (6366ومسلم ) (903ومالك ) (450ونص
(1487)3/56وأحمد 25000)6/174و 26161و (26761
- 529برقم ) ( 10307المجمع (4291) 3/56وتاريخ أصفهان (704)1/198و إسناده حسن.
238
السالفة وقد تظاهرت الدلئل من الكتاب والسنة على ثبوت عذاب
القبر وأجمع عليه أهل السنة وصح أن النبي سمعه بل سمعه آحاد
من الناس قال الدماميني رجمه الّله :وقد كثرت الحاديث فيه حتى
قال غير واحد إنها متواترة ل يصح عليها التواطؤ وإن لم يصح مثلها لم
يصح شيء من أمر الدين وليس في آية }ل يذوقون فيها الموت إل
الموتة الولى{ ما يعارضه لنه أخبر بحياة الشهداء قبل القيامة وليست
مرادة بقوله }ل يذوقون فيها{ الية فكذا حياة القبور قبل الحشر
وأشكل ما في القصة أنه إذا ثبتت حياتهم لزم ثبوت موتهم بعد هذه
الحياة ليجتمع الناس كلهم في الموت وينافيه قوله }ل يذوقون فيها{
الية .وجوابه أن معنى قوله }ل يذوقون فيها الموت{ أي ألم الموت
فيكون الموت الذي يعقب الحياة الخروية بعد الموت الول ل يذاق
ألمه) -.طب عن ابن مسعود( قال الهيثمي سنده حسن وقال المنذري
إسناده صحيح.
حّتى كى َ ف ع ََلى قَب ْرٍ ب َ َ ذا وَقَ َ ن إِ َ ما ُ ن ع ُث ْ َ كا َ ل َ ن َقا َ ما َ موَْلى ع ُث ْ َ ئ َ هان ِ ً وعن َ
نل إِ ّ قا َ ذا فَ َ ن هَ َ م ْ كى ِ كى وَت َب ْ ِ ة َوالّناُر فَل َ ت َب ْ ِ جن ّ ُ ه ت ُذ ْك َُر ال ْ َ ل لَ ُ قي َ ه فَ ِ حي َت َ ُ ل لِ ْ ي َب ُ ّ
َ ن ال ْ َ ل الل ّهِ َ - -قا َ
ما ه فَ َ من ْ ُ جا ِ ن نَ َ خَرةِ فَإ ِ ْ ل ال ِ مَنازِ ِ ل َ قب َْر أوّ ُ ل » إِ ّ سو َ َر ُ
َ َ
ل سو ُ ل َر ُ ل وََقا َ ه «َ .قا َ من ْ ُ شد ّ ِ ما ب َعْد َه ُ أ َ ه فَ َ من ْ ُ ج ِ م ي َن ْ ُ ن لَ ْ ه وَإ ِ ْ من ْ ُ سُر ِ ب َعْد َه ُ أي ْ َ
َ َ
530
ه « رواه الترمذي من ْ ُ قب ُْر أفْظ َعُ ِ ط إ ِل ّ َوال ْ َ من ْظ ًَرا قَ ّ ت َ ما َرأي ْ ُ الل ّهِ َ » - -
ل َ ن ال ْ َ َ ن هَ َ
ج ِ نأ ْ م ْ قب ْرِ ي َعِْني ِ م َ ذا ( أيْ ِ م ْ كي ِ وفي تحفة الحوذي ) :وَت َب ْ ِ
مل َ ِ
ة ج ْ ن ُ م ْ ن ِ كا َ ن َ ه وَإ ِ ْ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ن َر ِ ما ُ كي ع ُث ْ َ ن ي َب ْ ِ كا َ ما َ ل إ ِن ّ َ خوْفِهِ ؟ ِقي َ َ
َ َ
م
جن ّةِ ع َد َ ُ شيرِ ِبال ْ َ ن الت ّب ْ ِ م َ م ِ ه َل ي َل َْز ُ ل أن ّ ُ ما ُ حت ِ َ ما اِل ْ جن ّةِ ،أ ّ م ِبال ْ َ شُهود ِ ل َهُ ْ م ْ ال ْ َ
َ مط ْل َ ً
نكو َ ن يَ ُ لأ ْ ما ِ حت ِ َ معَ ا ِ ْ قا َ ب الّنارِ ُ ذا ِ م عَ َ ل وََل ع َد َ ُ قب ْرِ ،ب َ ْ ب ال ْ َ ذا ِ عَ َ
سى ال ْب ِ َ َ َ
حين َئ ِذٍ شاَرة َ ِ ن ي َن ْ َ نأ ْ مك ِ ُ مب ْهَم ٍ ،وَي ُ ْ معُْلوم ٍ أوْ ُ قي ْد ٍ َ دا ب ِ َ قي ّ ً م َشيُر ُ الت ّب ْ ِ
ضغْط َةِ ال ْ َ َ ف َ شد ّةِ ال ْ َ
لما ي َد ُ ّ قب ْرِ ك َ َ ن َ م ْ خوًْفا ِ ن َ كو َ ن يَ ُ نأ ْ مك ِ ُ ظاع َةِ ،وَي ُ ْ لِ ِ
َ ْ
سِعيد ٍ إ ِل الن ْب َِياُء ّ ه كُ ّ ُ َ َ َ ّ
ل َ من ْ ُ ص ِ خل ْ م يَ ْ هل ْ ه ع َلى أن ّ ُ ه ع َن ْ ُ ي الل ُ ض َ سعْد ٍ َر ِ ث َ دي ُ ح ِ َ
قاِري ْ
ذ َكَره ُ ال َ َ
ل الل ّهِ َ - -قا َ
ل سو َ َ ّ
ن َر ُ مَر -رضى الله عنهما -أ ّ ن عُ َ ن َع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ وع َ ْ
ن
م ْ ن ِ كا َ ن َ ى ،إِ ْ ّ داةِ َوال ْعَ ِ
ش قعَد ُه ُ ِبال ْغَ َ م ْ ض ع َل َي ْهِ َ ت ع ُرِ َ ما َ ذا َ م إِ َ حد َك ُ ْ نأ َ » إِ ّ
َ َ ن َ ْ َ ْ َ
ل الّنارِ ، ن أهْ ِ م ْ ل الّنارِ فَ ِ ن أهْ ِ م ْ ن ِ كا َ جن ّةِ ،وَإ ِ ْ ل ال َ ن أهْ ِ م ْ جن ّةِ فَ ِ ل ال َ أهْ ِ
531
مةِ «.أخرجه البخاري و المسلم قَيا َ م ال ْ ِ ه ي َوْ َ ك الل ّ ُ حّتى ي َب ْعَث َ َ ك َ قعَد ُ َ م ْ ذا َ ل هَ َ قا ُ فَي ُ َ
ق ْ ذا ال ْعَْرض ع ََلى الّروح فَ َ َ
جوز ط ،وَي َ ُ كون هَ َ ن يَ ُ جوز أ ْ ي :يَ ُ قْرط ُب ِ ّ ل ال ْ ُ وََقا َ
َ
ي
ش ّ داةِ َوال ْعَ ِ مَراد ِبال ْغَ َ ل َ :وال ْ ُ دن َ .قا َ ن ال ْب َ َ م ْ جْزء ِ معَ ُ كون ع َل َي ْهِ َ ن يَ ُ أ ْ
ق
ح ّ ذا ِفي َ ل :وَهَ َ ساء َ .قا َ م َ م وََل َ عْنده ْ صَباح ِ َ موَْتى َل ما وَإ ِّل َفال ْ َ وَْقته َ
َ َ
ضا ، قه أي ْ ً ح ّ مل ِفي َ حت َ ِ م ْ خّلط فَ ُ م َ من ال ْ ُ مؤ ْ ِ ما ال ْ ُ ضح ،فَأ ّ كاِفر َوا ِ من َوال ْ َ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
َ َ َ
حَياء مأ ْ داء ِلن ّهُ ْ شهَ َ صوص ب ِغَي ْرِ ال ّ خ ُ م ْ م هُوَ َ مَلة ،ث ُ ّ ج ْ جّنة ِفي ال ْ ُ خل ال ْ َ ه ي َد ْ ُ ِلن ّ ُ
- 530برقم ) (2478وأحمد ( 463) 1/63وهـ ) (4408وهق ) (7315وهب ) (426وإثبات
عذاب القبر )27و (196وهو حديث حسن صحيح
- 531البخاري 1379)2/124و 3240و (6515ومسلم ) (2866ومالك ) (570وأحمد
(6068)2/113
239
دة ال ْعَْرض ِفي َ َ
ن َفائ ِ َ قال :إ ِ ّ ن يُ َ مل أ ْ حت َ ِ جّنة .وَي َ ْ سَرح ِفي ال ْ َ م تَ ْ وَأْرَواحه ْ
َ َ
ه
ن ِفي ِ ها ،فَإ ِ ّ ساد ِ َ ج َ قت َرَِنة ب ِأ ْ م ْ جّنة ُ ها ِفي ال ْ َ قَرارِ َ ست ِ ْ م ِبا ْ شير أْرَواحه ْ م ت َب ْ ِ قه ْ ح ّ َ
ي ِفيهِ الن ْ ما ه ِ َ دا ع َلى َ َ قَد ًْرا َزائ ِ ً
َ
حدَهُ ؟ و ْ نَ َ و ل ِل ْب َدَ ِ حأ ْ ِ والّرو ن َ ت ل ِل ْب َدَ ِ و ُ م ْ هل ال ْ َ َ
ت ْ ْ َ َ ْ َ َ
موْ ِ ح ب َعْد َ ال َ ن الْرَوا َ ماع َةِ ع َلى أ ّ ج َ سن ّةِ َوال َ هل ال ّ ماِء أ ْ مُهوُر ع ُل َ ج ْ ص ُ نَ ّ
َ
حَياِء : ب َأِليم ٍ َقال ِفي ال ِْ ْ ذا ٍ ما ِفي ع َ َ قيم ٍ وَإ ِ ّ م ِ ما ِفي ن َِعيم ٍ ُ ة غ َي ُْر َفان ِي َةٍ إ ِ ّ َباقِي َ ٌ
َ ْ ْ
معَْناهُ ت َ موْ َ ن ال ْ َ خَباُر أ ّ ت َوال ْ ه ط ُُرقُ ال ِع ْت َِبارِ وَت َن ْط ِقُ ب ِهِ الَيا ُ شهَد ُ ل َ ُ ذي ت َ ْ ال ّ ِ
َ
ما ة وَإ ِ ّ معَذ ّب َ ٌ ما ُ سد ِ إ ِ ّ ج َ فاَرقَةِ ال ْ َ م َ ة ب َعْد َ ُ ح َباقِي َ ٌ ن الّرو َ ط وَأ ّ ق ْ ل فَ َ حا ٍ ت َغَي ُّر َ
قَهاِء ال ْ ِ َ
جاِز ح َ ماع َةِ وَفُ َ ج َ سن ّةِ َوال ْ َ هل ال ّ ول أ ْ ذا قَ ْ ة َ .قال الّزب َي ْد ِيّ :وَهَ َ م ٌ من َعّ َ ُ
َْ فات ِي ّةِ . ص َ مي ال ّ مت َك َل ّ ِ ق وَ ُ َوال ْعَِرا ِ
َ
خَباُر ت َوال ْ دل ع َل َي ْهِ ال َْيا ُ ذي ت َ ُ قوْل ِهِ َ :وال ّ ِ ك بِ َ ة ذ َل ِ َ م َ دا َ ن قُ َ مد ُ ب ْ ُ ح َ نأ ْ وَقَد ْ ب َي ّ َ
َ َ
ح قَد ْ ن الّرو َ ة فَإ ِ ّ م ً من َعّ َ ة أوْ ُ معَذ ّب َ ً ما ُ ة إِ ّ ت َباقِي َ ً مو ْ ِ ن ب َعْد َ ال ْ َ كو ُ ح تَ ُ ن الّرو َ أ ّ
واع ال ْ فسها بأ َنواع ال ْحزن وال ْغم وتتنعم بأ َ ت َت َأ َل ّ
ن غ َي ْ ِ
ر م ْ سُرورِ ِ ح َوال ّ ِ ر َ َ ف ِ َ ْ ن ِ ُ ّ َ َ َ َ ّ َ َ ِ ْ ُ ِ َ ْ ِ َْ َ ِ ْ َ نِ ب م ُ
معََها ب َعْد َ َ قى َ ْ ب َ ي ها َ س ِ ْ ف َ ن ب
َ ّ ِ ِ ح رو لل ِ ف
ٌ ص
َ َ ْ و و ُ ه ما َ كل ُ َ ف ِ ء ضا َ ْ ع ق ل ََها ِبال ٍ
ت َعَل ّ
سد ِ إ َِلى ج َ ت ال ْ َ موْ ِ طل ب ِ َ ضاِء ي َت َعَ ّ سط َةِ ال ْع ْ َ وا ِ ما ل ََها ب ِ َ كل َ سد ِ و َ ُ ج َ فاَرقَةِ ال ْ َ م َ ُ
َ
سد ِ . ج َ ح إ َِلى ال ْ َ ن ت َُعاد َ الّرو ُ أ ْ
َ
ن
سب َ ّ ح َ قوْل ِهِ ت ََعاَلى } :وَل َ ت َ ْ ت بِ َ مو ْ ِ م ِبال ْ َ ح ل َ ت َن ْعَد ِ ُ ن الّرو َ ج ع ََلى أ ّ حت َ ّ َوا ْ
َ َ
ن { )سورة م ي ُْرَزُقو َ عن ْد َ َرب ّهِ ْ حَياٌء ِ واًتا َبل أ ْ م َ سِبيل الل ّهِ أ ْ ن قُت ُِلوا ِفي َ ذي َ ال ّ ِ
هجَعل الل ّ ُ م ِفيهِ َ : سَل ُ صَلة ُ َوال ّ ث َقال ع َل َي َْها ال ّ حي ْ ُ آل عمران َ ( 169 /
ْ ْ َ َ َ
ها وَت َأِوي مارِ َ ن ثِ َ م ْ كل ِ جن ّةِ ت َأ ُ ضرٍ ت َرِد ُ أن َْهاَر ال ْ َ خ ْ ف ط َي ْرٍ ُ وا ِ ج َ م ِفي أ ْ حه ُ ْ أْرَوا َ
مَر ن عُ َ ن اب ْ ِ ما وََرد َ ع َ ِ ش )صحيح( وَب ِ َ ِ ظل ال ْعَْر ب ِفي ِ ن ذ َهَ ٍ م ْ إ َِلى قََناِديل ِ
رضي الل ّه ع َنهما َقال َقال رسول الل ّه : إ َ
ضت ع ُرِ َ ما َ ذا َ م إِ َ حد َك ُ ْ نأ َ ِ ّ ِ َ ُ ُ ُْ َ َ ِ َ
ْ َ ْ َ ْ ْ
ة
جن ّ ِ هل ال َ نأ ْ م ْ جن ّةِ فَ ِ هل ال َ نأ ْ م ْ ن ِ ن كا َ َ ي إِ ْ ش ّ داةِ َوالعَ ِ قعَد ُه ُ ِبالغَ َ م ْ ع َل َي ْهِ َ
ك حّتى ي َب ْعَث َ َ ك َ قعَد ُ َ م ْ ذا َ قال َ :هَ َ هل الّنارِ ي ُ َ ن أَ ْ م ْ هل الّنارِ فَ ِ ن أَ ْ م ْ ن ِ كا َ ن َ وَإ ِ ْ
ْ دل ذ َل ِ َ َ م ال ْ ِ
ذا َب َِها ب َعْد َ ح وَع َ َ ك ع َ َلى ن َِعيم ِ الْرَوا ِ مة ِ ،ف َ َ قَيا َ ه إ ِل َي ْهِ ي َوْ َ الل ّ ُ
ْ َ
قط َعَ ح ل َن ْ َ ت الْرَوا ُ مات َ ِ ها وَل َوْ َ ساد ِ َ ج َ ه ِفي أ ْ جعََها الل ّ ُ ن ي ُْر ِ فاَرقَةِ إ َِلى أ ْ م َ ال ْ ُ
ب. ذا ُ م َوال ْعَ َ ع َن َْها الن ِّعي ُ
ْ ْ َ
ن ت الب َد َ ِ مو ْ ِ حَيات َِها ب َعْد َ َ ح وَ َ حال الّرو ِ حا ل ِ َ ضي ً ي ت َوْ ِ م الغََزال ِ ّ ما ُ وَقَد ْ أوَْرد َ ال ِْ َ
ق ْ
ط حال َُها فَ َ ت َ مو ْ ِ دل ِبال ْ َ ت َبل ي َت َب َ ّ مو ُ ة وَل َ ت َ ُ فَنى ال ْب َت ّ َ ح ل َ تَ ْ قال :هَذ ِهِ الّرو ُ فَ َ
ة
ض ٌ ما َروْ َ قَها إ ِ ّ ح ّ قب ُْر ِفي َ لَ ،وال ْ َ من ْزِ ٍ ل إ َِلى َ من ْزِ ٍ ن َ م ْ قل ِ من ْزِل َُها فَت َن ْت َ ِ دل َ وَي َت َب َ ّ
ْ َ َ َ ْ
ن معَ الب َد َ ِ ن لَها َ م ي َك ُ ْ ذا ل ْ ن ،إ ِ ً فرِ الّنيَرا ِ ح َ ن ُ م ْ فَرة ٌ ِ ح ْ جن ّةِ أوْ ُ ض ال َ ن رَِيا ِ م ْ ِ
ةَ ْ َ ْ َ
سط ِ وا ِ معْرِفَةِ ب ِهِ ب ِ َ صَها أَواِئل ال َ ن َواقْت َِنا ِ مال َِها الب َد َ َ ست ِعْ َ وى ا ْ س َ ة ِ ع َلقَ ٌ
ب مْرك َ ِ ن ال ْل َةِ َوال ْ َ شب َك َت َُها وَب ُط ْل َ ُ مْرك َب َُها وَ َ ن آل َت َُها وَ َ س َفال ْب َد َ ُ وا ّ ح َ شب َك َةِ ال ْ َ َ
صائ ِد ِ . ن ال ّ ب ب ُطل َ َ ْ ج ُ شب َك َةِ ل َ ُيو ِ َوال ّ
َ َ
س وَقَد ْ ف ٌ سد ِ ل ِن َّها ن َ ْ ج َ ت ال ْ َ مو ْ ِ ت بِ َ مو ُ فَنى وَت َ ُ ح تَ ْ ن الّرو َ ة إ َِلى أ ّ ف ٌ طائ ِ َ ت َ وَذ َهَب َ ْ
ذات { َ.قال الّزب َي ْد ِ َيّ :وَقَد ْ َقال ب ِهَ َ موْ ِ ة ال ْ َ ق ُ ذا َئ ِ َ س َ ٍ كل ن َ ْ
ف َقال ت ََعاَلى ُ } :
ْ ْ ُ
نب بْ ِ ن وَهْ ِ م ع َب ْد ُ الع َْلى ب ْ ُ من ْهُ ْ ما ِ دي ً س قَ ِ قَهاِء الن ْد َل ِ ن فُ َ م ْ ة ِ
َ
ماع َ ٌ ج َ ول َ ْ ال ْ َ
ق
ين ال ْعََرب ِ ّ ي َواب ْ ِ سهَي ْل ِ ّ كال ّ م َ ريهِ ْ خ ِ مت َأ ّ ن ُ م ْ ة وَ ِ ل َُباب َ َ
240
فاَرقَت َُها َ ن ال ْ َ
م َ س هُوَ ُ فو ِ ت الن ّ ُ مو ْ ُ قال َ : ن يُ َ بأ ْ وا ُ ص َ قي ّم ِ َ" :وال ّ وََقال اب ْ ُ
ُ
ت موْ ِ ة ال ْ َ ق ُ ذائ ِ َ ي َ قد ُْر فَهِ َ ذا ال ْ َ موْت َِها هَ َ ن أِريد َ ب ِ َ من َْها فَإ ِ ْ جَها ِ خُرو ُ ها وَ ُ ساد ِ َ ج َ ل َِ ْ
َ وإ ُ
ذا ت ب ِهَ َ مو ُ ي ل َ تَ ُ ضا فَهِ َ ح ً م ْ ما َ صيُر ع َد َ ً حل وَت َ ِ م ِ ض َ م وَت َ ْ ن أِريد َ ب ِأن َّها ت َعْد َ ُ َِ ْ
َ
532
ب" ذا ٍ قَها ِفي ن َِعيم ٍ أوْ ِفي ع َ َ خل ْ ِ ة ب َعْد َ َ ي َباقِي َ ٌ ال ِع ْت َِبارِ َبل ه ِ َ
ط ع ََلى سل ّ ُ ل الل ّهِ » : - -ي ُ َ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ خد ْرِىّ َقا َ سِعيد ٍ ال ْ ُ وعن أبي َ
َ َ ْ ً ال ْ َ
ن ة فَلوْ أ ّ ساع َ ُ م ال ّ قو َ حّتى ت َ ُ ه َ ن ت ِّنينا ت َلد َغ ُ ُ سُعو َ ة وَت ِ ْ سعَ ٌ كافِرِ ِفى قَب ْرِهِ ت ِ ْ
خ ِ ً َ َ
533
ضرا « .رواه أحمد ت َ ما أن ْب َت َ ْ ض َ خ ِفى الْر ِ ف َ من َْها ن َ َ ت ِّنينا ً ِ
وع َ َ
في ن ِفي قَب ْرِهِ ل َ ِ م َ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ ل " :إِ ّ ل الل ّهِ َ قا َ سو ِ ن َر ُ ن أِبي هَُري َْرة َ ،ع َ ْ ْ
ةَ
مرِ لي ْل َ َ ق َ كال َ ْ ه َ َ
عا ،وَي ُن َوُّر ل ُ ن ذ َِرا ً سب ُْعو َ ه قَب ُْره ُ َ بل َُ ح ُ ضَراَء ،وَي ُْر َ خ ْ ضة ٍ َ َروْ َ
ُ َ
مشُره ُ ي َوْ َ ح ُ كا وَن َ ْ ضن ْ ً ة َ ش ً مِعي َ ه َ ن لَ ُ ة :فَإ ِ ّ ت هَذ ِهِ اْلي َ ُ ما أن ْزِل َ ْ ن ِفي َ ال ْب َد ْرِ أت َد ُْرو َ
َ َ
سول ُ ُ
ه ه وََر ُ ة ؟ " َقاُلوا :الل ّ ُ ضن ْك َ ُ ة ال ّ ش ُ مِعي َ ما ال ْ َ ن َ مى أت َد ُْرو َ مةِ أع ْ َ قَيا َ ال ْ ِ
سل ّ َ َ
ط ه يُ َ سي ب ِي َد ِهِ ،إ ِن ّ ُ ف ِ ذي ن َ ْ كافِرِ ِفي قَب ْرِهِ َ ،وال ّ ِ ب ال ْ َ ذا ُ ل " :عَ َ م َقا َ أع ْل َ ُ
َ
ة
حي ّ ٍ ل َ ة ،ل ِك ُ ّ حي ّ ً ن َ سب ُْعو َ ن؟ َ ما الت ّّني ُ ن َ ن ت ِّنيًنا ،أت َد ُْرو َ سُعو َ ة وَت ِ ْ سعَ ٌ ع َل َي ْهِ ت ِ ْ
مةِ " رواه ابن حبان في صحيحه قَيا َ ه إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ شون َ ُ خد ِ ُ ه ،وَي َ ْ سُعون َ ُ س ي ِل ْ َ سب ْعُ ُرُءو ٍ َ
ن إِ َ ْ ن أِبي هَُري َْرة َ َقا َ َ
ضَرهُ ح َ ضَر َ حت ُ ِ ذا ا ْ م َ مؤ ْ ِ ن ال ُ ل " :إِ ّ وفي رواية ع َ ْ
لقو ُ ماِء ،فَت َ ُ س َ ن ب ِهِ إ َِلى ال ّ دا ِ صعَ َ ريَرةٍ ،فَي َ ْ ِ ح
ه ِفي َ ح ُ ن ُرو َ ضا ِ قب ِ َ ن يَ ْ كا ِ مل َ َ َ
َ َ
ن اْلْر ح ط َي ّب َ ٌ مَلئ ِك َ ُ
شْر ل :أب ْ ِ قا ُ ن ب ِهِ ،فَي ُ َ دا ِ صعَ َ ض ،فَي َ ْ ِ م َ ت ِ جاَء ْ ة َ ة ُرو ٌ ال ْ َ
ن
ن ،وَإ ِ ْ ِ جل َي ْ خرِ اْل َ َ دوه ُ إ َِلى آ ِ ل ُ :ر ّ قا ُ م يُ َ ن ،ثُ ّ ضَبا َ ب غ َي ْرِ غ َ ْ ن وََر ّ حا ٍ ح وََري ْ َ ب َِروْ ٍ
ْ
خذ ُ ماِء ،فَت َأ ُ س َ ن ب ِهِ إ َِلى ال ّ دا ِ صعَ َ م يَ ْ ح ،ثُ ّ س ّ م َ ه ِفي ِ ح ُ ن ُرو َ ضا ِ قب ِ َ كافًِرا ي َ ْ ن َ كا َ َ
ن اْل َْر َ
ه
ن بِ ِ دا ِ صعَ َ ض فَي َ ْ ِ م َ ت ِ جاَء ْ ة َ خِبيث َ ٌ ح َ ن ِ :ري ٌ قوُلو َ فَها وَي َ ُ ة ع ََلى أن ْ ِ مَلئ ِك َ ُ ال ْ َ
خر اْل َجل أوَ َ
َ ِ ِ دوه ُ إ َِلى آ ِ ِ ل ُ :ر ّ قا ُ م يُ َ وان ِهِ ،ث ُ ّ ب الل ّهِ وَهَ َ ذا ِ شْر ب ِعَ َ ل :أب ْ ِ قا ُ فَي ُ َ
ن " أخرجه البيهقي في عذاب القبر ِ جل َي ْ اْل َ َ
مَلئ ِك َ ُ
ة ضُره ُ ال ْ َ ح ُ ت تَ ْ مي ّ َ ن ال ْ َ ل " :إِ ّ ي َقا َ ن الن ّب ِ ّ ِ ن أ َِبي هَُري َْرة َ ع َ وفي رواية ع َ ْ
َ
ت ِفي كان َ ْ ة َ مئ ِن ّ ُ مط ْ َ س ال ْ ُ ف ُ جي أي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ ح َقاُلوا :ا ْ صال ِ ُ ل ال ّ ج ُ ن الّر ُ كا َ ذا َ فَإ ِ َ
َ
ما ن ،فَ َ ضَبا َ ب غ َي ْرِ غ َ ْ ن وََر ّ حا ٍ ح وََري ْ َ ري ب َِروْ ٍ ش ِ ميد َة ً وَأب ْ ِ ح ِ جي َ خُر ِ سد ِ ،ا ْ ج َ ال ْ َ
ماِء س َ ي ب َِها إ َِلى ال ّ حّتى ي َن ْت َهِ َ ج ب َِها َ ج فَي َعُْر َ خُر َ حّتى ت َ ْ ك َ ه ذ َل ِ َ ل لَ ُ قا ُ ل يُ َ ي ََزا ُ
حًبا مْر َ لَ : قا ُ ن ،فَي ُ َ ن فَُل ٍ ن بْ ُ ل :فَُل ُ قا ُ ذا ؟ فَي ُ َ ن هَ َ م ْ لَ : قا ُ ح ل ََها فَي ُ َ فت َ َ ست َ ْ فَي ُ ْ
َ
حري ب َِروْ ٍ ش ِ ميد َة ً وَأب ْ ِ ح ِ خِلي َ ب ،اد ْ ُ سد ِ الط ّي ّ ِ ج َ ت ِفي ال ْ َ كان َ ْ س الط ّي ّب َةِ َ ف ِ ِبالن ّ ْ
ي ب َِها إ َِلى حّتى ي َن ْت َهِ َ ك َ ل ل ََها ذ َل ِ َ قا ُ ل يُ َ ن ،فََل ي ََزا ُ ضَبا َ ب غ َي ْرِ غ َ ْ ن وََر ّ حا ٍ وََري ْ َ
َ َ
سوُء ل ال ّ ج ُ ن الّر ُ كا َ ذا َ ل :وَإ ِ َ ة َقا َ ساب ِعَ َ ماَء ال ّ س َ ه أَراد َ ال ّ ماِء ،أظ ُن ّ ُ س َ ال ّ
سد ِ ا ل ْ َ َ
ة
م ً مي َ ث ذَ ِ خِبي ِ ج َ ت ِفي ال ْ َ كان َ ْ ة َ خِبيث َ ُ س ال ْ َ ف ُ جي أي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ َقاُلوا :ا ْ
َ َ
ه ذ َل ِ َ
ك ل لَ ُ قا ُ ل يُ َ ج ،فََل ي ََزا ُ شك ْل ِهِ أْزَوا ٌ ن َ م ْ خَر ِ ق َوآ َ سا ٍ ميم ٍ وَغ َ ّ ح ِ ري ب ِ َ ش ِ وَأب ْ ِ
- 532انظر الموسوعة الفقهية الكويتية ) -ج / 39ص (249فما بعدها والروح لبن القيم ص
، 50والفتاوى الحديثية لبن حجر الهيتمي ص ، 121وإحياء علوم الدين 421 / 4و ، 422
ومجموع فتاوى ابن تيمية ، 296 ، 292 / 4ولوامع النوار البهية للسفاريني ، 25 / 2وأسنى
المطالب ، 297 / 1وفتح الباري ، 233 / 3ومغني المحتاج 329 / 1والربعين في أصول
الدين للغزالي ص 276وإتحاف السادة المتقين 379-376 / 10و الروح ص 50و مختصر
منهاج القاصدين ص . 500 ، 499
(11642) 3/38 - 533وابن أبي شيبة (34181) 13/175ومي ) (2871والمجمع 3/55
والحسان ) (3186وهو حديث حسن.
241
ن
ن بْ ُ ل :فَُل ُ قا ُ ذا ؟ فَي ُ َ ن هَ َ م ْ لَ : قا ُ ماِء ،فَي ُ َ س َ ج فَي َن ْت َِهي ب َِها إ َِلى ال ّ خُر َ حّتى ت َ ْ َ
ث، خِبي ِ ْ
سد ِ ا ل َ ج َ ْ
ت ِفي ال َ خِبيث َةِ كان َ ْ َ س ال َ ْ َ قا ُ ن ،فَي ُ َ فُل ٍ َ
َ ف َِ حًبا ِبالن ّ ْ مْر َ ل:ل َ
م ض ثُ ّ ْ س ُ َ ماِء ،فَت ُْر َ ح لَ ِ ه َل ت ُ ْ ة فَإ ِن ّ ُ جِعي ذ َ ِ
ل إ ِلى الْر ِ س َ ب ال ّ وا ُ ك أب ْ َ فت َ ُ م ً مي َ اْر ِ
534
يق ّ قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ ب ال َ ذا ِ ت عَ َ قب ْرِ " إ ِث َْبا ُ صيُر إ َِلى ال ْ َ تَ ِ
ن ال ْ ُ َ
لقا َ قُبورِ فَ َ ل الل ّهِ - -ذ َك ََر فَّتا َ سو َ ن َر ُ رو أ ّ م ٍ ن عَ ْ ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ
ّ وع َ ْ
َ
م ل الل ّهِ » - -ن َعَ ْ سو ُ ل َر ُ قا َ ل الل ّهِ فَ َ سو َ قول َُنا َيا َر ُ مُر أت َُرد ّ إ ِل َي َْنا ع ُ ُ عُ َ
535
جُر " أخرجه أحمد ح َ ْ
فيهِ ال َ مُر ب ِ ِ ل عُ َ قا َ م « .فَ َ م الي َوْ َ ْ ك َهَي ْئ َت ِك ُ ُ
ُ
ة ِفي قُُبورِ َ
ها م ُ ل الل ّهِ " : ت ُب ْت ََلى هَذ ِهِ اْل ّ سو ُ ل َر ُ ت َ :قا َ ة َقال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
َ َ
ت الل ّ ُ
ه ل } :ي ُث َب ّ ُ ة َقا َ ف ٌ ضِعي َ مَرأة ٌ َ ف وَأَنا ا ْ ل الل ّهِ ،ك َي ْ َ سو َ ت َ :يا َر ُ " قُل ْ ُ
ل الل ّ ُ
ه ض ّ خَرةِ وَي ُ ِ حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي ال ِ ت ِفي ال ْ َ ل الّثاب ِ ِ قو ْ ِ مُنوا ْ ِبال ْ َ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
ما ي َ َ ل الل ّ ُ فعَ ُ ال ّ
536
شاء{ ) (27سورة إبراهيم رواه ابن العرابي ه َ ن وَي َ ْ مي َ ظال ِ ِ
يثبت الله :يديمهم عليه فيحفظون قواهم وينطقون بالشهادتين في
الحياة ثابتين على اليمان ،عاملين بآداب السلم
ل الل ّهِ - - سو َ وع َن أ َنس بن مال ِك -رضى الله عنه -أ َنه حدث َه َ
ن َر ُ مأ ّ ّ ُ َ ّ ُ ْ ْ َ ِ ْ ِ َ ٍ
َ َ ّ ن ال ْعَب ْد َ إ ِ َ
ع
م ُ س َ ه لي َ ْ ه ،وَإ ِن ّ ُ حاب ُ ُ ص َ هأ ْ ضعَ ِفى قَب ْرِهِ ،وَت َوَلى ع َن ْ ُ ذا وُ ِ ل » إِ ّ َقا َ
مل َ َ َ
ل
ج ِ ل ِفى الّر ُ قو ُ ت تَ ُ ما ك ُن ْ َ ن َ قول َ ِ دان ِهِ فَي َ ُ قعِ َ ن فَي ُ ْ كا ِ م ،أَتاه ُ َ قَْرع َ ن َِعال ِهِ ْ
َ ل أَ ْ َ
لقا ُ ه .فَي ُ َ سول ُ ُ ه ع َب ْد ُ الل ّهِ وََر ُ شهَد ُ أن ّ ُ قو ُ ن فَي َ ُ م ُ مؤ ْ ِ ما ال ْ ُ مد ٍ . - -فَأ ّ ح ّ م َ لِ ُ
َ
جن ّةِ ، ن ال ْ َ م َ دا ِ قعَ ً م ْ ه ب ِهِ َ ك الل ّ ُ ن الّنارِ ،قَد ْ أب ْد َل َ َ م َ ك ِ قعَد ِ َ م ْ ه ان ْظ ُْر إ َِلى َ لَ ُ
جعَ إ َِلى َ
م َر َ ح ِفى قَب ْرِهِ .ث ُ ّ س ُ ف َ ه يُ ْ ل قََتاد َة ُ وَذ ُك َِر ل ََنا أن ّ ُ ميًعا « َ .قا َ ج ِ ما َ فَي ََراهُ َ
َ َ
ل ِفى قو ُ ت تَ ُ ما ك ُن ْ َ ه َ ل لَ ُ قا ُ كافُِر فَي ُ َ مَنافِقُ َوال ْ َ ما ال ْ ُ ل » وَأ ّ س َقا َ ث أن َ ٍ دي ِ ح ِ َ
َ َ
ل ل َ د ََري ْ َ
ت قا ُ س .فَي ُ َ ل الّنا ُ قو ُ ما ي َ ُ ل َ ت أُقو ُ ل ل َ أد ِْرى ،ك ُن ْ ُ قو ُ ل فَي َ ُ ج ِ ذا الّر ُ هَ َ
معَُها س َ ة يَ ْ ح ً صي ْ َ ح َ صي ُ ة ،فَي َ ِ ضْرب َ ً ديد ٍ َ ح ِ ن َ م ْ طارِقَ ِ م َ ب بِ َ ضَر ُ ت .وَي ُ ْ وَل َ ت َل َي ْ َ
537
ن « رواه البخاري ومسلم
ن ي َِليهِ ،غ َي َْر الث ّ َ َ
قلي ْ ِ م ْ َ
الثقلن :هما النس والجن.
حد وَِفي مَلك َوا ِ ؤال َ س َ ديث ُ ح ِ ذا ال ْ َ جاَء ِفي هَ َ ي ِفي الت ّذ ْك َِرة َ : قْرط ُب ِ ّ ل ال ْ ُ َقا َ
معَْنى حيح ال ْ َ ص ِ ك َ ل ذ َل ِ َ ل كُ ّ ك بَ ْ ن وََل ت ََعاُرض ِفي ذ َل ِ َ مل َك َي ْ ِ
ؤال َ َ س َ غ َْيره ُ
َ ْ
ميًعا ِفي ج ِ سأَلن ِهِ َ ميًعا وَي َ ْ ج ِ خص ي َأت َِيان ِهِ َ ش ْ ب َ خاص فَُر ّ ش َ سب َةِ إ َِلى اْل ْ ِبالن ّ ْ
َ
فت َْنة ِفي ول َوال ْ ِ ؤال أهْ َ س َ ن ال ّ كو َ ه ل ِي َ ُ صَراف الّناس ع َن ْ ُ عْند ا ِن ْ ِ حد ِ حال َوا ِ َ
َ َ
سّيئ ن َ م ْ ح ِ جت ََر َ ن اْلَثام َوا ْ م َ ف ِ ما ا ِقْت ََر َ ب َ س ِ ح َ ك بِ َ ظم ،وَذ َل ِ َ شد ّ وَأع ْ َ قه أ َ ح ّ َ
َ ْ ْ َ ْ
ما حده َ خر ي َأِتيه أ َ ه َ ،وآ َ صَراف الّناس ع َن ْ ُ خر ي َأت َِيان ِهِ قَْبل ا ِن ْ ِ مال َ ،وآ َ الع ْ َ
َ َ
مال صاِلح اْلع ْ َ ن َ م ْ ه ِ مل َ ُ ما ع َ ِ ؤال ل ِ َ س َ ف ِفي ال ّ خ ّ كأ َ كون ذ َل ِ َ فَراد فَي َ ُ ع ََلى اِلن ْ ِ
صُعود. مْرَقاة ال ّ ذا ِفي ِ ،كَ َ
- 534ابن حبان برقم ) (3187وأبو يعلى برقم ) (6506وصحيح الترغيب ) (3552وهو حديث
ي) 22و (23صحيح قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ
ق ّ ب ال َ
ذا ِ حسن و إ ِث َْبا ُ
ت عَ َ
جُر
ح َ ْ
فيهِ ال َ
- 535برقم ) (6762والمجمع ) (4262وصحيح الترغيب ) (3553وهو حديث حسن ،ب ِ ِ
أي يلقم الفتان الحجر ،كأنه أفحم وأرتج عليه.
- 536في معجمه ) (82و المجمع 3/53وصحيح الترغيب ) (3554وهو صحيح لغيره
- 537البخاري ( 1374 ) 2/123ومسلم ) (2870نص 4/96و 2061) 97و 2062و (2063
وأبو داود )3233و (4754
242
ى الل ّهِ - -د َ َ وع َ َ
جاِر خل ً ل ِب َِنى الن ّ ّ ل نَ ْ خ َ ن ن َب ِ َّ ل :إِ ّ ك َقا َ مال ِ ٍ ن َ س بْ ِ ن أن َ ِ ْ
ُ
قُبورِ « .قالوا َ :يا َ ْ
ب هَذ ِهِ ال ُ حا ُ ص َ نأ ْ م ْ قال َ » : َ َ
فزِع َ ف َ َ
صوًْتا ف َ معَ َ س ِ فَ َ
بذا ِ ن عَ َ م ْذوا ِبالل ّهِ ِ ل » :ت َعَوّ ُ قا َ ة .فَ َ جاه ِل ِي ّ ِ ماُتوا ِفى ال ْ َ س َ ل الل ّهِ َنا ٌ سو َ َر ُ
نل » :إِ ّ ل الل ّهِ َقا َ سو َ ك َيا َر ُ ذا َ م َ م ّ ل «َ .قاُلوا :وَ ِ جا ِ ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ م ْ الّنارِ وَ ِ
َ
ن الل ّ ُ
ه ت ت َعْب ُد ُ فَإ ِ ِ ما ك ُن ْ َ هَ : ل لَ ُ قو ُ ك فَي َ ُ مل َ ٌ ضعَ ِفى قَب ْرِهِ أَتاه ُ َ ذا وُ ِ ن إِ َ م َ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
َ
ل
ج ِ ذا الّر ُ ل ِفى هَ َ قو ُ ت تَ ُ ما ك ُن ْ َ هَ : ل لَ ُ قا ُ ه .فَي ُ َ ت أع ْب ُد ُ الل ّ َ ل :ك ُن ْ ُ داه ُ َقا َ هَ َ
َ
ها فَي ُن ْط َل َقُ ب ِ ِ
ه ىٍء غ َي َْر َ ش ْ ن َ ل عَ ْ سأ ُ ما ي ُ ْ ه فَ َ سول ُ ُ ل :هُوَ ع َب ْد ُ الل ّهِ وََر ُ قو ُ فَي َ ُ
ك ِفى الّنارِ وَل َك ِ ّ
ن ن لَ َ كا َ ك َ ذا ب َي ْت ُ َ ه :هَ َ ل لَ ُ قا ُ ه ِفى الّنارِ فَي ُ َ
َ
ن لَ ُ كا َت َ إ َِلى ب َي ْ ٍ
حّتى عوِنى َ ل :دَ ُ قو ُ جن ّةِ فَي َ ُ ك ب ِهِ ب َي ًْتا ِفى ال ْ َ ك فَأب ْد َل َ َ م َ ح َ ك 538وََر ِ م َ ص َ ه ع َ َُ الل ّ َ
َ َ شَر أ َهِْلى .فَي ُ َ َ
ق 539إ ِ َ
ذا مَنافِ ُ كافُِر -أوِ ال ْ ُ ما ال ْ َ ن .وَأ ّ سك ُ ْ ه:ا ْ ل لَ ُ قا ُ ب فَأب َ ّ أذ ْهَ َ
َ
ل :لَ قو ُ ت ت َعْب ُد ُ فَي َ ُ ما ك ُن ْ َ هَ : ل لَ ُ قو ُ ك فَي َن ْت َهُِره ُ 540فَي َ ُ مل َ ٌ ضعَ ِفى قَب ْرِهِ أَتاه ُ َ وُ ِ
ذال ِفى هَ َ قو ُ ت تَ ُما ك ُن ْ َ ه :فَ َ ل لَ ُ قا ُ ت .فَي ُ َ ت وَل َ ت َل َي ْ َ ه :ل َ د ََري ْ َ ل لَ ُ قا ُ أ َد ِْرى .فَي ُ َ
ديدٍ ح ِ ن َ م ْ ق ِ مط َْرا ٍ ه بِ ِ ضرِب ُ ُ س .فَي َ ْ ل الّنا ُ قو ُ ما ي َ ُ ل َ ت أ َُقو ُ ل :ك ُن ْ ُ قو ُ ل فَي َ ُ ج ِ الّر ُ
خل ْقُ غ َي َْر الث ّ َ َ معَُها ال ْ َ ُ
ن « أخرجه أبو داود وأحمد قلي ْ ِ س َة يَ ْ ح ً صي ْ َ ح َ صي ُ ن أذ ُن َي ْهِ فَي َ ِ ب َي ْ َ
541
ت قال َ ْ ت ع ََلى َباِبى فَ َ م ْ ست َط ْعَ َ ة َفا ْ ت ي َُهود ِي ّ ٌ جاَء ْ ت َ ة َقال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ َوع َ ِ
َ
رَ .قال َ ْ ب ال ْ َ ن فِت ْن َةِ ع َ َ م الل ّ ُ عاذ َك ُ ُ أط ْعِ ُ
542
ت قب ْ ِ ذا ِ م ْل وَ ِ جا ِ ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ م ْ ه ِ موِنى أ َ
فَل َم أ َز ْ َ
ل الل ّهِ َ
ما سو َ ت َيا َر ُ قل ْ ُ ل الل ّهِ - -فَ ُ سو ُ جاَء َر ُ حّتى َ سَها َ حب ِ ُ لأ ْ ْ َ
ّ َ ْ ْ
ة
ن فِت ْن َ ِ م ْ ه ِ م الل ُ عاذ َك ُ ُ لأ َ قو ُ ت تَ ُ ل « .قُل ُ قو ُ ما ت َ ُ ل » وَ َ ة َقا َ ل هَذ ِهِ الي َُهود ِي ّ ُ قو ُ تَ ُ
ل الل ّهِ - - سو ُ م َر ُ قا َ ة فَ َ ش ُ عائ ِ َ ت َ رَ .قال َ ْ قب ْ ِ ب ال ْ َ ذا ِ ن فِت ْن َةِ ع َ َ م ْ ل وَ ِ جا ِ الد ّ ّ
قب ْرِ ث ُ ّ
م ب ال ْ َ ذا ُِ ن فِت ْن َةِ ع َ َ م ْ ل وَ ِ جا ِ ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ م ْ ست َِعيذ ُ ِبالل ّهِ ِ دا ي َ ْ م ّ فََرفَعَ ي َد َي ْهِ َ
ُ َ
موهُ حذ ُّرك ُ ُ سأ َ ه وَ َ مت َ ُحذ َّر أ ّ ى إ ِل ّ قَد ْ َ ّ ن ن َب ِ ْ م ي َك ُ ه لَ ْ ل فَإ ِن ّ ُ ِ جاة الد ّ ّ ما فِت ْن َ ُ ل»أ ّ َقا َ
َ تحذيرا ً ل َم يحذ ّره نبى أ ُمته إن َ
بمك ُْتو ٌ س ب ِأع ْوََر َ ل ل َي ْ َ ج ّ ه ع َّز وَ َ ه أع ْوَُر َوالل ّ ُ
َ
ْ ُ َ ْ ُ َِ ّ ّ َ ُ ِّ ُ َ ْ ِ
ن وَع َّنى فت َُنو َ قب ْرِ فَِبى ت ُ ْ ة ال َ ْ ما فِت ْن َ ُ ن .فَأ ّ مؤ ْ ِ ُ
قَرؤ ُه ُ ك ّ َ
ُ م ٍ ل ُ ن ع َي ْن َي ْهِ كافٌِر ،ي َ ْ
َ ب َي ْ َ
س ِفى قَب ْرِهِ غ َي َْر فَزٍِع وَل َ جل ِ َ حأ ْ صال ِ ُ ل ال ّ ج ُ ن الّر ُ كا َ ذا َ ن فَإ ِ َ سأُلو َ تُ ْ
م ك ُن ْ َ َ
ما هَ َ قا ُ م .فَي ُ َ سل َ ِ قو ُ ت فَي َ ُ قا ُ ف ثُ ّ م ْ
543
ذا ل َ ل ِفى ال ِ ْ ه ِفي َ لل ُ م يُ َ شُعو ٍ َ
ت ْ
جاَءَنا ِبالب َي َّنا ِ ل اللهِ َ - - ّ سو ُ مد ٌ َر ُ ح ّ م َ ل ُ قو ُ م فَي َ ُ ن ِفيك ُ ْ كا َ ذى َ ّ
ل ال ِ ج ُ الّر ُ
ل الّنارِ فَي َن ْظ ُُر إ ِل َي َْها ة قِب َ َ ج ٌ ه فُْر َ ج لَ ُ فَر ُ ه .فَي ُ ْ صد ّقَْنا ُ ل فَ َ ج ّ عن ْد ِ الل ّهِ ع َّز وَ َ ن ِ م ْ ِ
جفَر ُ م يُ ْ ل .ث ُ ّ ج ّ ه ع َّز وَ َ ك الل ّ ُ ما وََقا َ ه ان ْظ ُْر إ َِلى َ ل لَ ُ قا ُ ضَها ب َْعضا ً فَي ُ َ م ب َعْ ُ حط ِ ُ يَ ْ
قعَد ُ َ
ك م ْذا َ ه هَ َ لل َُ قا ُ ما ِفيَها فَي ُ َ جن ّةِ فَي َن ْظُر إ ِلى َزهَْرت َِها وَ َ َ ُ ْ
ة إ ِلى ال َ َ ج ٌ ه فُْر َ لَ ُ
- 538أي ثبتك على الحق وأنطقك بالحكمة ،اللهم ثبتنا على الحق.
- 539المذبذب غير ثابت اليمان ،كثير العصيان .وهذه رواية البخاري وأحمد
- 540فيزجره.
- 541برقم ) (4753و النسائي ) (2059وأحمد )12605و (13753وإثبات عذاب القبر )(14
وهو صحيح.
- 542الدجال :رجل يهودي يدعي اللوهية في آخر الزمن ،ويحدث فتنة شديدة في العالم
السلمي ،فيتبعه كثير من الناس ويعصم الله المؤمنين الصادقين من رجسه ،ثم يحاصر
المهدي في فلسطين ،وأخيرا ً ينزل عيسى بن مريم عليه السلم من السماء فيقتله هو وأتباعه
في فلسطين عند مدينة اللد ،وهذا من علمات الساعة الكبرى التي ورد الخبر اليقين بها ...
راجع جامع الصول 362 -10/327وكتابي علمات الساعة الكبرى )مخطوط(.
- 543المشغوف :الفزع الذي يذهب القلب.
243
ذاه .وَإ ِ َ شاَء الل ّ ُ ن َ ث إِ ْ ت وَع َل َي ْهِ ت ُب ْعَ ُ م ّ ت وَع َل َي ْهِ ِ ن ك ُن ْ َ قي ِ ل ع ََلى ال ْي َ ِ قا ُ من َْها .وَي ُ َ ِ
ُ َ شُعوفا فَي ُ َ ً ً ُ َ
ت م كن ْ َ ه ِفي َ لل ُ قا ُ م ْ زعا َ س ِفى قَب ْرِهِ فَ ِ جل ِ َ سوُْء أ ْ ل ال ّ ج ُ
َ
ن الّر ُ كا َ
ت معْ ُ س ِ ل َ قو ُ م فَي َ ُ ن ِفيك ُ ْ كا َ ذى َ ل ال ّ ِ ج ُ ذا الّر ُ ما هَ َ ل َ قا ُ ل ل َ أد ِْرى .فَي ُ َ قو ُ فَي َ ُ
جن ّةِ فَي َن ْظ ُُر ل ال ْ َ ة قِب َ َ ج ٌ ه فُْر َ ج لَ ُ فَر ُ ما َقاُلوا.فَت ُ ْ ت كَ َ قل ْ ُ ن قَوْل ً فَ ُ قوُلو َ س يَ ُ الّنا َ
ك.ث ُ ّ
م ل ع َن ْ َ ج ّ ه ع َّز وَ َ ف الل ّ ُ صَر َ ما َ ه ان ْظ ُْر إ َِلى َ ل لَ ُ قا ُ ما ِفيَها فَي ُ َ إ َِلى َزهَْرت َِها وَ َ
ذا ه هَ َ ل لَ ُ قا ُ ضَها ب َْعضا ً وَي ُ َ م ب َعْ ُ حط ِ ُ ل الّنارِ فَي َن ْظ ُُر إ ِل َي َْها ي َ ْ ة قِب َ َ ج ٌ ه فُْر َ ج لَ ُ فَر ُ يُ ْ
م ه .ث ُ ّ شاَء الل ّ ُ ن َ ث إِ ْ ت وَع َل َي ْهِ ت ُب ْعَ ُ م ّ ك وَع َل َي ْهِ ِ ش ّ ت ع ََلى ال ّ من َْها ك ُن ْ َ ك ِ قعَد ُ َ م ْ َ
544
ب « .رواه أحمد ي ُعَذ ّ ُ
ن
م َ ل ِ ج ٍ جَناَزةِ َر ُ ى ِ - -فى َ ب َقا َ ْ
معَ الن ّب ِ ّ جَنا َ خَر ْ ل َ عازِ ٍ ن َ ن الب ََراِء ب ْ ِ وع َ ِ
ل الل ّهِ - - سو ُ س َر ُ جل َ َ حد ْ ،545فَ َ ما ي ُل ْ َ قب ْرِ وَل َ ّ صارِ َفان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ َ ال َن ْ
َ
ت ب ِهِ ِفى عود ٌ ي َن ْك ُ ُ سَنا الط ّي َْر ،546وَِفى ي َد ِهِ ُ ن ع ََلى ُرُءو ِ ه ك َأ ّ حوْل َ ُ سَنا َ جل َ ْ وَ َ
قبر « .مرتين أوَ ْ َ
َ ّ َْ ِ ْ ب ال ْ َ ْ ِ ذا ِ ن عَ َ م ْ ذوا ِبالل ّهِ ِ ست َِعي ُ ل»ا ْ قا َ ه فَ َ س ُ ض فََرفَعَ َرأ َ الْر ِ
ل ن الد ّن َْيا وَإ ِقَْبا ٍ م ََ طاٍع ِ ق َ ن ِفى ان ْ ِ كا َ ذا َ ن إِ َ م َ مؤ ْ ِ ن ال ْعَب ْد َ ال ْ ُ ل » إِ ّ م َقا َ لثا ً ث ُ ّ ثَ َ
م جوهَهُ ُ ن وُ ُ جوهِ ك َأ ّ ض ال ْوُ ُ ماِء ِبي ُ س َ ن ال ّ م َ ة ِ مل َئ ِك َ ٌ ل إ ِل َي ْهِ َ خَرةِ ن ََز َ ن ال ِ م َ ِ
َ
حّتى جن ّةِ َ ط ال ْ َ حُنو ِ ن َ م ْ ط ِ حُنو ٌ جن ّةِ وَ َ ن ال ْ َ فا ِ ن أك ْ َ م ْ ن ِ ف ٌ م كَ َ معَهُ ْ س َ م ُ ش ْ ال ّ
سجل ِ َ حّتى ي َ ْ م َ سل َ ُ ت ع َل َي ْهِ ال ّ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ جىُء َ م يَ ِ صرِ ث ُ ّ مد ّ ال ْب َ َ ه َ من ْ ُ سوا ِ جل ِ ُ يَ ْ
َ ْ
ن الل ّ ِ
ه م َ فَرةٍ ِ مغْ ِ جى إ َِلى َ خُر ِ ةا ْ س الط ّي ّب َ ُ ف ُ ل أي ّت َُها الن ّ ْ قو ُ سهِ فَي َ ُ عن ْد َ َرأ ِ ِ
قاِء س َ ن ِفى ال ّ م ْ قط َْرة ُ ِ ل ال ْ َ سي ُ ما ت َ ِ ل كَ َ سي ُ ج تَ ِ خُر ُ ل -فَت َ ْ ن َ -قا َ وا ٍ ض َ وَرِ ْ
ْ َ َ َ ْ
ها ذو َ خ ُ حّتى ي َأ ُ ن َ ٍ ة ع َي ْ ها ِفى ي َد ِهِ طْرفَ َ عو َ م ي َد َ ُ ها ل ْ خذ َ َ ذا أ َ ها فَإ ِ َ خذ ُ َ فَي َأ ُ
َ
ة
ح ِ ف َ ب نَ ْ من َْها ك َأط ْي َ ِ ج ِ خُر ُ ط وَي َ ْ حُنو ِ ك ال ْ َ ن وَِفى ذ َل ِ َ ِ ك ال ْك َ َ
ف ها ِفى ذ َل ِ َ جعَُلو َ فَي َ ْ
َ ت ع ََلى وَ ْ
ن -ي َعِْنى مّرو َ ن ب َِها فَل َ ي َ ُ دو َ صعَ ُ ل -فَي َ ْ ض َ -قا َ جهِ الْر ِ جد َ ْ ك وُ ِ س ٍ م ْ ِ
ن فُل َ ُ
ن قولو َ ُ ب فَي َ ُ ح الطي ّ ُ ّ ذا الّرو ُ ما هَ َ مل َئ ِك َةِ إ ِل ّ َقالوا َ ُ ن ال َ ْ م َ مل ٍ ِ ب َِها -ع َلى َ َ
مائ ِهِ ال ِّتى َ َ َ
حّتى ي َن ْت َُهوا ب َِها ه ب َِها ِفى الد ّن َْيا َ مون َ ُ س ّ كاُنوا ي ُ َ س َ نأ ْ س ِ ح َ ن ب ِأ ْ ن فُل َ ٍ بْ ُ
ماٍء س َ ل َ ن كُ ّ م ْ ه ِ شي ّعُ ُ م فَي ُ َ ح ل َهُ ْ فت َ ُ ه فَي ُ ْ ن لَ ُ حو َ فت ِ ُ ست َ ْ ماِء الد ّن َْيا فَي َ ْ س َ إ َِلى ال ّ
ة
ساب ِعَ ِ ماِء ال ّ س َ حّتى ي ُن ْت ََهى ب ِهِ إ َِلى ال ّ ماِء ال ِّتى ت َِليَها َ س َ ها إ َِلى ال ّ قّرُبو َ م َ ُ
ض َ َ َ ّ ْ ج ّ ّ قو ُ فَي َ ُ
دوه ُ إ ِلى الْر ِ عي ُ ن وَأ ِ
ُ
علّيي َ دى ِفى ِ
ُ
ب ع َب ْ ِ ل اكت ُُبوا ك َِتا َ
ُ
ه ع َّز وَ َ ل الل ُ
ل- خَرى َ -قا َ م َتاَرة ً أ ْ جه ُ ْ خرِ ُ من َْها أ ْ م وَ ِ عيد ُهُ ْ م وَِفيَها أ ِ قت ُهُ ْ خل َ ْ من َْها َ فَإ ِّنى ِ
ْ
كن َرب ّ َ م ْ ه َ ن لَ ُ قول َ َ سان ِهِ فَي َ ُ جل ِ َ ن فَي ُ ْ كا ِ مل َ َ سد ِهِ فَي َأِتيهِ َ ج َ ه ِفى َ ح ُ فَت َُعاد ُ ُرو ُ
ن لَ ُ
ه قول َ ِ م .فَي َ ُ سل َ ُ ى ال ِ ْ ل ِدين ِ َ قو ُ ك فَي َ ُ ما ِدين ُ َ ه َ ن لَ ُ قول َ ِ ه .فَي َ ُ ى الل ّ ُ ل َرب ّ َ قو ُ فَي َ ُ
ما ه وَ َ ن لَ ُ قول َ ِ ل الل ّهِ .فَي َ ُ سو ُ ل هُوَ َر ُ قو ُ م فَي َ ُ ث ِفيك ُ ْ ذى ب ُعِ َ ل ال ّ ِ ج ُ ذا الّر ُ ما هَ َ َ
ّ ْ م َ ْ
مَناد ٍ ِفى ت .فَي َُناِدى ُ صد ّقْ ُ ت ب ِهِ وَ َ من ْ ُ ب اللهِ َفآ َ ت ك َِتا َ ل قََرأ ُ قو ُ ك فَي َ ُ عل ُ ِ
َ َ َ
حوا جن ّةِ َوافْت َ ُ ن ال ْ َ م َ سوه ُ ِ جن ّةِ وَأل ْب ِ ُ ن ال ْ َ م َ شوه ُ ِ دى فَأفْرِ ُ صد َقَ ع َب ْ ِ ن َ ماِء أ ْ س َ ال ّ
ْ
ه ِفى قَب ْرِ ِ
ه ح لَ ُ س ُ ف َ طيب َِها وَي ُ ْ حَها وَ ِ ن َروْ ِ م ْ ل -فَي َأِتيهِ ِ جن ّةِ َ -قا َ ه َبابا ً إ َِلى ال ْ َ لَ ُ
ْ
ح
ِ ب الّري ب ط َي ّ ُ ن الث َّيا ِ س ُ ح َ جه ِ َ ن ال ْوَ ْ س ُ ح َ ل َ ج ٌ ل -وَي َأِتيهِ َر ُ صرِهِ َ -قا َ مد ّ ب َ َ َ
ت َ َ قو ُ ت ُتوع َد ُ فَي َ ُ ُ ّ َ سّرك هَ َ َ ّ َ قو ُ فَي َ ُ
ن أن ْ َ م ْ ه َ لل ُ ذى كن ْ َ مك ا ل ِ ذا ي َوْ ُ ذى ي َ ُ شْر ِبال ِ ل أب ْ ِ
6/136 - 544و (25831) 140ومشكل الثار ) (4523والمجمع ) (4365والسنة لعبد الله )
(1322وصحيح الترغيب ) (3557وإسناده صحيح.
- 545أي إلى الن لم يدفن.
- 546في هدوء وسكون كأنا نطرق لصيد الطير.
244
َ مل ُ َ قو ُ َ جىُء ِبال ْ َ
ب أقِم ِ ل َر ّ قو ُ ح .فَي َ ُ صال ِ ُ ك ال ّ ل أَنا ع َ َ خي ْرِ فَي َ ُ ه يَ ِ ج ُ ك ال ْوَ ْ جه ُ َ فَوَ ْ
ن ال ْعَب ْد َ ال ْ َ َ َ
ن ِفى كا َ ذا َ كافَِر إ ِ َ ل وَإ ِ ّ ماِلىَ .قا َ جعَ إ َِلى أهِْلى وَ َ حّتى أْر ِ ة َ ساع َ َ ال ّ
سود ُ ة ُ مل َئ ِك َ ٌ ماِء َ س َ ن ال ّ م َ ل إ ِل َي ْهِ ِ خَرةِ ن ََز َ ن ال ِ م َ ل ِ ن الد ّن َْيا وَإ ِقَْبا ٍ م َ طاٍع ِ ق َ ان ْ ِ
ت مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ جىُء َ م يَ ِ صرِ ث ُ ّ مد ّ ال ْب َ َ ه َ من ْ ُ ن ِ سو َ جل ِ ُ ح فَي َ ْ سو ُ م ُ م ال ْ ُ معَهُ ُ جوهِ َ ال ْوُ ُ
َ ْ
ط خ ٍ س َ جى إ َِلى َ خُر ِ ةا ْ خِبيث َ ُ س ال ْ َ ف ُ ل أي ّت َُها الن ّ ْ قو ُ سهِ فَي َ ُ عن ْد َ َرأ ِ س ِ جل ِ َ حّتى ي َ ْ َ
فود ُ س ّ ما ي ُن ْت ََزع ُ ال ّ َ
سد ِهِ في َن ْت َزِع َُها ك َ َ ج َ فّرقُ ِفى َ ل -فت ُ َ َ ب -قا َ َ ض ٍ ن اللهِ وَغ َ َ ّ م َ ِ
َ ْ
ن ة ع َي ْ ٍ ها ِفى ي َد ِهِ ط َْرفَ َ عو َ م ي َد َ ُ ها ل َ ْ خذ َ َ ذا أ َ ها فَإ ِ َ خذ ُ َ ل فَي َأ ُ مب ُْلو ِ ف ال ْ َ صو ِ ن ال ّ م َ ِ
ت ع َلى َ َ َ ْ ها ِفى ت ِل َ ْ ُ
جد َ ْ فة ٍ و ُ ِ جي َ ح ِ ن ِري ِ من َْها كأن ْت َ ِ ج ِ خُر ُ ح وَي َ ْ سو ِ م ُ ك ال ُ جعَلو َ حّتى ي َ ْ َ
مل َئ ِك َةِ إ ِل ّ َقاُلوا َ
ن ال ْ َ م َ مل ٍ ِ ن ب َِها ع ََلى َ مّرو َ ن ب َِها فَل َ ي َ ُ دو َ صعَ ُ ض فَي َ ْ جهِ الْر ِ وَ ْ
مائ ِهِ ال ِّتى َ َ َ
ن كا َ س َ حأ ْ ن ب ِأقْب َ ِ ن فُل َ ٍ ن بْ ُ ن فُل َ ُ قوُلو َ ث فَي َ ُ خِبي ُ ح ال ْ َ ذا الّرو ُ ما هَ َ َ
ه فَل َ حل ُ َ فت َ ُ ست َ ْ ماِء الد ّن َْيا فَي ُ ْ س َ حّتى ي ُن ْت ََهى ب ِهِ إ ِلى ال ّ َ مى ب َِها ِفى الد ّن َْيا َ س ّ يُ َ
َ َ
ماِء وَل َ س َ ب ال ّ وا ُ م أب ْ َ ح ل َهُ ْ فت ّ ُ ل الل ّهِ ) - -ل َ ت ُ َ سو ُ م قََرأ َر ُ ه « .ث ُ ّ ح لَ ُ فت َ ُ يُ ْ
لج ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ّ ُ قو ُ ط( » فَي َ ُ خَيا ِ م ال ْ ِ س ّ ل ِفى َ م ُ ج َ ج ال ْ َ حّتى ي َل ِ َ ة َ جن ّ َ ن ال ْ َ خُلو َ ي َد ْ ُ
َ
م ه ط َْرحا ً « .ث ُ ّ ح ُ ح ُرو ُ فَلى فَت ُط َْر ُ س ْ ض ال ّ ن ِفىَ الْر ِ جي ٍ س ّ ه ِفى ِ اك ْت ُُبوا ك َِتاب َ ُ
َ َ
وى الط ّي ُْر أوْ ت َهْ ِ ْ
ه ف ُ خط َ ُ ماِء فَت َ ْ س َ ن ال ّ َ م خّر ِ ما َ ك ِبالل ّهِ فَك َأن ّ َ شرِ ْ ن يُ ْ ْ قََرأ )وَ َ
م
ن كا ِ مل َ َ سد ِهِ وَي َأِتيهِ َ ج َ ه ِفى َ ح ُ ق( » فَت َُعاد ُ ُرو ُ ٍ حي س ِ ن َ كا ٍ م َ ح ِفى َ ب ِهِ الّري ُ
َ
ما ه َ ن لَ ُ قول َ ِ هاه ْ ل َ أد ِْرى.فَي َ ُ هاه ْ َ ل َ قو ُ ك فَي َ ُ ن َرب ّ َ م ْ ه َ ن لَ ُ قول َ ِ سان ِهِ فَي َ ُ جل ِ َ فَي ُ ْ
َ
ث ِفيك ُ ْ
م ذى ب ُعِ َ ل ال ّ ِ ج ُ ذا الّر ُ ما هَ َ ه َ ن لَ ُ قول َ ِ هاه ْ ل َ أد ِْرى .فَي َ ُ هاه ْ َ ل َ قو ُ ك فَي َ ُ ِدين ُ َ
َ َ
شوا ل َ ُ
ه ب َفافْرِ ُ ن ك َذ َ َ ماِء أ ْ س َ ن ال ّ م َ مَناد ٍ ِ هاه ْ ل َ أد ِْرى .فَي َُناِدى ُ هاه ْ َ ل َ قو ُ فَي َ ُ
ْ
ق
ضي ّ ُ مَها وَي ُ َ مو ِ س ُ ها وَ َ حّر َ ن َ م ْ ه َبابا ً إ َِلى الّنارِ فَي َأِتيهِ ِ حوا ل َ ُ ن الّنارِ َوافْت َ ُ م َ ِ
ْ ْ َ َ
ب ح الث َّيا ِ جهِ قَِبي ُ ح الو َ ْ ل قَِبي ُ ج ٌ ه وَي َأِتيهِ َر ُ ضل َع ُ ُ ف ِفيهِ أ ْ خت َل ِ َ حّتى ت َ ْ ع َلي ْهِ قَب ُْره ُ َ
َ
د. ت ُتوع َ ُ ذى ك ُن ْ َ ك ال ّ ِ م َ ذا ي َوْ ُ ك هَ َ سوُء َ ذى ي َ ُ شْر ِبال ّ ِ ل أب ْ ِ قو ُ ح فَي َ ُ ن الّري ِ من ْت ِ ُ ُ
ك ال ْ َ مل ُ َ َ َ
ث خِبي ُ ل أَنا ع َ َ قو ُ شّر فَي َ ُ جىُء ِبال ّ ه يَ ِ ج ُ ك ال ْوَ ْ جه ُ َ ت فَوَ ْ ن أن ْ َ م ْ ل َ قو ُ فَي َ ُ
ة « أخرجه أحمد في مسنده ساع َ َ قم ِ ال ّ ب ل َ تُ ِ ل َر ّ قو ُ فَي َ ُ
ل اللهِ ِ في سو ِ معَ َر ُ جَنا َ خَر ْ لَ : ب َقا َ عازِ ٍ ن َ ْ
ن الب َ ََراِء ب ْ ِ وفي رواية ع َ ِ
ه
ل الل ِ سو ُ س َر ُ جل َ َ حد ْ ف َ َ ما ي ُل ْ َ قب ْرِ وَل َ ّ صارِ َفان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْ َ ن الن ْ َ َ م َ ل ِ ج ٍ جَناَزةِ َر ُ ِ
ت :وُقّ ٌ
ع ن َثاب ِ ٍ مُرو ب ْ ُ ل عَ ْ سَنا الطي ُْر َ ،قا َ ّ ما ع َلى ُرُءو ِ َ ه كأن ّ َ َ حوْل ُ َ سَنا َ جل ْ َ وَ َ
َ
ضف ُ خ ِ ماِء وَي َ ْ س َ صَره ُ وَي َن ْظ ُُر إ َِلى ال ّ ل ي َْرفَعُ ب َ َ جعَ َ ة ،فَ َ وان َ َ ه أُبو ع َ َ قل ْ ُ م يَ ُ وَل َ ْ
قب ْرِ َقال ََها ب ال ْ َ ذا ِ ن عَ َ م ْ عوذ ُ ِبالل ّهِ ِ ل :أَ ُ م َقا َ ض ثُ ّ صَره ُ وَي َن ْظُر إ ِلى الْر ِ
َ ُ َ بَ َ
طاٍع ق َ خَرةِ َوان ْ ِ ن ال ِ م َ ل ِ ن ِفي قُب ُ ٍ كا َ ذا َ ن إِ َ م َ مؤ ْ ِ ن ال ْعَب ْد َ ال ْ ُ ل :إِ ّ م َقا َ مَراًرا ث ُ ّ ِ
َ ْ
سف ُ جي أي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ ل:ا ْ قو ُ سهِ فَي َ ُ عن ْد َ َرأ ِ س ِ جل َ َ ك فَ َ مل َ ٌ جاَءه ُ َ ن الد ّن َْيا َ م َ ِ
لسي ُ ما ي َ ِ ل كَ َ سي ُ ه وَت َ ِ س ُ ف ُ ج نَ ْ خُر ُ ن فَت َ ْ وا ٍ ض َ ن اللهِ وَرِ ْ م َ فَرةٍ ِ مغْ ِ ة إ َِلى َ مئ ِن ّ ُ مط ْ َ ال ْ ُ
َ
ن
م ت ََروْ َ ن ك ُن ْت ُ ْ ة :وَإ ِ ْ وان َ َ قل ْهِ أُبو َع َ َ م يَ ُ ديث ِهِ وَل َ ْ ح ِ مٌرو ِفي َ ل عَ ْ قاِء َقا َ س َ قَط ُْر ال ّ
سم ُ ش ْ م ال ّ جوهَهُ ُ ن وُ ُ جوهِ ك َأ ّ ض ال ْوُ ُ جن ّةِ ِبي ُ ن ال ْ َ م َ ة ِ مل َئ ِك َ ٌ ل َ ك وَت َن ْزِ ُ غ َي َْر ذ َل ِ َ
مد ّ ه َ من ْ ُ ن ِ سو َ جل ِ ُ حُنوط َِها فَي َ ْ ن َ م ْ ط ِ حُنو ٌ جن ّةِ وَ َ ن ال ْ َ فا ِ ن أ َك ْ َ م ْ ن ِ فا ٌ م أ َك ْ َ معَهُ ْ َ
ه ع َّز ك قَوْل ُ ُ ن فَذ َل ِ َ ها ِفي ي َد ِهِ طْرفَ َ َ َ مل ُ َ ْ ذا قَب َ َ صرِ فَإ ِ َ ْ
َ ة ع َي ْ ٍ عو َ م ي َد َ ُ كل ْ ضَها ال َ الب َ َ
ح ب ِري ٍ ه ك َأط ْي َ ِ س ُ ف ُ ج نَ ْ خُر ُ ل :فَت َ ْ ن{ َقا َ طو َ فّر ُ
ْ
م ل َ يُ َ سل َُنا وَهُ ْ ه ُر ُ ل }ت َوَفّت ْ ُ ج ّ وَ َ
َ ن ع ََلى ُ
ض إ ِل ّ ماِء َوالْر ِ س َ ن ال ّ جن ْد ٍ ب َي ْ َ ة فَل َ ي َأُتو َ مل َئ ِك َ ُ ج ب ِهِ ال ْ َ ت فَت َعُْر ُ جد َ ْ وُ ِ
245
ل :فُل َن ،بأ َحس َ
ه
حّتى ي َن ْت َُهوا ب ِ ِ مائ ِهِ َ س َ نأ ْ ٌ ِ ْ َ ِ قا ُ ح ؟ فَي ُ َ ذا الّرو ُ ما هَ َ َقاُلوا َ :
حّتى ها َ قّرُبو َ م َ ماٍء ُ س َ ل َ ن كُ ّ م ْ ه ِ شي ّعُ ُ ه وَي ُ َ ح لَ ُ فت َ ُ ماِء الد ّن َْيا فَي ُ ْ س َ ب َ إ َِلى َبا ِ
ما ن }وَ َ عل ّّيي َ ه ِفي ِ ل :اك ْت ُُبوا ك َِتاب َ ُ قو ُ ساب ِعَةِ فَي َ ُ ماِء ال ّ س َ ي ُن ْت ََهى ب َِها إ َِلى ال ّ
ه ِفي ب ك َِتاب ُ ُ ن{ فَي ُك ْت َ ُ قّرُبو َ م َ شهَد ُه ُ ال ْ ُ م يَ ْ مْرُقو ٌ ب َ ن ك َِتا ٌ عل ُّيو َ ما ِ ك َ أ َد َْرا َ
خل َ ْ ل :ردوه إَلى ال َرض فَإني وع َدته َ
م وَِفيَها قت ُهُ ْ من َْها َ م أّني ِ َ ُُْ ْ ْ ِ ِّ ِ قا ُ ُ ّ ُ م يُ َ ن ثُ ّ عل ّّيي َ ِ
َ َ ُ
ه ِفي ح ُ ض وَت َُعاد ُ ُرو ُ خَرى فَي َُرد ّ إ ِلى الْر ِ م َتاَرة ً أ ْ جه ُ ْ خرِ ُ من َْها ن ُ ْ م وَ ِ
ْ
ن ُِعيد ُهُ ْ
ن
م ْ نَ : قول َ ِ سان ِهِ فَي َ ُ جل ِ َ دا ال ِن ْت َِهارِ فَي َن ْت َهَِران ِهِ وَي ُ ْ دي َ ش ِ ن َ كا ِ مل َ َ سد ِهِ فَي َأِتيهِ َ ج َ َ
قو ُ
ل ما ت َ ُ ن :فَ َ قول َ ِ م فَي َ ُ سل َ ُ ي ال ِ ْ ه وَِدين ِ َ ي الل ُّ ل َ :رب ّ َ قو ُ ك ؟ فَي َ ُ ما ِدين ُ َ ك ؟ وَ َ َرب ّ َ
مان وَ َ قول َ ِ ل اللهِ فَي َ ُ سو ُ ل :هُوَ َر ُ قو ُ م ؟ فَي َ ُ ث ِفيك ُ ْ ذي ب ُعِ َ ل ال ّ ِ ج ِ ذا الّر ُ ِفي هَ َ
ل :وَذ َل ِ َ
ك ه َقا َ صد ّقْت ُ ُ ت ب ِهِ وَ َ من ْ ُ ن َرب َّنا َفآ َ م ْ ت ِ جاَءَنا ِبال ْب َي َّنا ِ لَ : قو ُ ك ؟ فَي َ ُ ي ُد ِْري َ
حَياةِ الد ّن َْيا ت ِفي ال ْ َ ل الّثاب ِ ِ قوْ ِ مُنوا ِبال ْ َ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ ت الل ّ ُ ل } :ي ُث َب ّ ُ ج ّ ه ع َّز وَ َ قَوْل ُ ُ
َ
دي صد َقَ ع َب ْ ِ ن قَد ْ َ ماِء أ ْ س َ ن ال ّ م َ مَناد ٍ ِ ل :وَي َُناِدي ُ ة{ َقا َ خَر ِ وَِفي ال ِ
َ
َ َ
ة
جن ّ ِ ن ال ْ َ م َ س ِ من َْها فَي َل ْب ِ ُ ه ِ من ْزِل َ ُ من َْها وَأُروه ُ َ شوه ُ ِ جن ّةِ وَأفْرِ ُ ن ال ْ َ م َ سوه ُ ِ فَأل ْب ِ ُ
ه ِفي مل ُ ُ ه عَ َ ل لَ ُ مث ّ ُ صرِهِ وَي ُ َ مد ّ ب َ َ ه َ ح لَ ُ س ُ ف َ من َْها وَي ُ ْ ه ِ من ْزِل َ ُ من َْها وَي ََرى َ ش ِ فَر ُ وَي ُ ْ
َ
ما شْر ب ِ َ ل :أب ْ ِ قو ُ ب فَي َ ُ ن الث َّيا ِ س ِ ح َ ح َ ب الّري ِ جهِ ط َي ّ ِ ن ال ْوَ ْ س ِ ح َ ل َ ج ٍ صوَرةِ َر ُ ُ
م قي م م عي ن ها في ت نا ج و ه الل ن وا ض ر ب ر ش ب َ أ ، كَ َ ل ّ
ل ج و ز ع ه ّ ل ال َ
ِ َ َ ّ ٍ ِ َ َِ ٌ ُ ِ ٌ ْ ِ ْ ِ ِ ْ َ ِ ُ ّ َ َ َ أ ّد َ ع
جاَء ِبال ْ َ خير م َ
ر
خي ْ ِ ذي َ ه ال ّ ِ ج ُ ك ال ْوَ ْ جه ُ َ ت ؟ فَوَ ْ ن أن ْ َ ه بِ َ ْ ٍ َ ْ ك الل ّ ُ شَر َ ل :بَ ّ قو ُ فَي َ ُ
مل ُ َ َ َ
ك ت ُتوع َد ُ أَنا ع َ َ ذي ك ُن ْ َ مُر ال ّ ِ ت ُتوع َد ُ َوال ْ ذي ك ُن ْ َ ك ال ّ ِ م َ ذا ي َوْ ُ ل :هَ َ قو ُ فَي َ ُ
ن طيًئا ع َ ْ طاع َةِ اللهِ ب َ ِ ريًعا ِفي َ س ِ ت َ ك إ ِل ّ ك ُن ْ َ مت ُ َ ما ع َل ِ ْ والل ّهِ َ ح ،فَ َ صال ِ ُ ال ّ
جعَ إ َِلى َ َ
ي أْر ِ ة كَ ْ ساع َ َ ب أقِم ِ ال ّ ل َ :يا َر ّ قو ُ خي ًْرا فَي َ ُ ه َ ك الل ّ ُ جَزا َ صي َةِ اللهِ فَ َ معْ ِ َ
ماِلي . َ
أهِْلي وَ َ
ن الد ّن َْيا م َ طاٍع ِ ق َ خَرةِ َوان ْ ِ ن ال ِ م َ ل ِ ن ِفي قُب ُ ٍ كا َ جًرا فَ َ ن َفا ِ كا َ ن َ ل :وَإ ِ ْ َقا َ
س ال ْ َ َ ْ
ةخِبيث َ ُ ف ُ جي أي ّت َُها الن ّ ْ خُر ِ ل:ا ْ قا ُ سه ِ ف َ َ عن ْد َ َرأ ِ س ِ جل َ َ ك فَ َ مل َ ٌ جاَءه ُ َ َ
َ
ح
سو ٌ م ُ م ُ معَهُ ْ جوهِ َ سود ُ ال ْوُ ُ ة ُ مل َئ ِك َ ٌ ل َ ضب ِهِ فَت َن ْزِ ُ ط اللهِ وَغ َ َ خ ِ س َ ري ب ِ َ ش ِ أب ْ ِ
ل :فَت َغَْر ُ
ق ن َقا َ ة ع َي ْ ٍ ها ِفي ي َد ِهِ ط َْرفَ َ عو َ م ي َد َ ُ موا فَل َ ْ ك َقا ُ مل َ ُ ضَها ال ْ َ ذا قَب َ َ فَإ ِ َ
فود ِ ال ْك َِبي ِ
ر س ّ كال ّ
َ
ب َ ص َ َ معََها ال ْعُُروقَ َوال ْعَ قط َعُ َ جَها ي َ ْ خرِ ُ ست َ ْ سد ِهِ فَي َ ْ ج َ ِفي َ
ح ن ِري ٍ ج ك َأن ْت َ ِ خُر ُ ك فَت َ ْ مل َ ِ ن ال ْ َ م َ خذ ُ ِ ل فَت ُؤ ْ َ مب ُْلو ِ ف ال ْ َ صو ِ ب ِفي ال ّ شعَ ِ ال ّ
ُ َ َ
ذا ما هَ َ ض إ ِل ّ َقالوا َ : ماِء َوا َلْر ِ س َ ن ال ّ ما ب َي ْ َ جن ْد ٍ ِفي َ مّر ع َلى ُ ت فَل َ ت َ ُ جد َ ْ وُ ِ
حّتى ي َن ْت َُهوا إ َِلى َ
مائ ِهِ َ س َ سوَإ ِ أ ْ ن ب ِأ ْ ذا فُل َ ٌ ن :هَ َ قوُلو َ ث ؟ فَي َ ُ خِبي ُ ح ال ْ َ الّرو ُ
َ َ َ
م أّني ض إ ِّني وَع َد ْت ُهُ ْ دوه ُ إ ِلى ال ُْر ِ ل ُ :ر ّ قو ُ ه ،فَي َ ُ ح لَ ُ فت َ ُ ماِء الد ّن َْيا فَل َ ت ُ ْ س َ َ
ه
مى ب ِ ِ ل :فَي ُْر َ خَرى َقا َ م َتاَرة ً أ ْ جه ُ ْ خرِ ُ من َْها ن ُ ْ م وَ ِ م وَِفيَها ن ُِعيد ُهُ ْ قت ُهُ ْ خل ْ َ من َْها َ ِ
َ َ ّ ْ َ
ن م َ خّر ِ ما َ شرِك ِباللهِ فَكأن ّ َ ن يُ ْ م ْ ة }وَ َ ل :فَت َل هَذ ِهِ الي َ َ ماِء َقا َ س َ ن ال ّ م َ ِ
ن مل َ َ ْ َ َ ة َقا َ
كا ِ ه وَي َأِتيهِ َ ح ُ ض وَت َُعاد ُ ِفيهِ ُرو ُ ل :وَي َُعاد ُ إ ِلى الْر ِ ماِء{ الي َ َ س َ ال ّ
ك؟ ما ِدين ُ َ ك ؟ وَ َ ن َرب ّ َ م ْ ن َ قول َ ِ سان ِهِ فَي َ ُ جل ِ َ دا ال ِن ْت َِهارِ فَي َن ْت َهَِران ِهِ وَي ُ ْ دي َ ش ِ َ
َ
م؟ ث ِفيك ُ ْ ذي ب ُعِ َ ل ال ّ ِ ج ِ ذا الّر ُ ل ِفي هَ َ قو ُ ما ت َ ُ ن :فَ َ قول َ ِ ل :ل َ أد ِْري فَي َ ُ قو ُ فَي َ ُ
َ
ل: ك َقا َ ذا َ ن َ قوُلو َ س يَ ُ ت الّنا َ معْ ُ س ِ ل :ل َ أد ِْري َ قو ُ مهِ فَي َ ُ س ِ دي ل ِ ْ فَل َ ي َهْت َ ِ
ختل ِ َ َ
ل لَ ُ
ه مث ّ ُ ه وَي ُ َ ضل َع ُ ُ فأ ْ حّتى ت َ ْ َ ضي ّقُ ع َل َي ْهِ قَب ُْره ُ َ ت فَي ُ َ ل :ل َ د ََري ْ َ قا َ فَي ُ َ
ل: قو ُ ب فَي َ ُ ح الث َّيا ِ ح قَِبي ِ ن الّري َِ من ْت ِ ِ جه ِ ُ ح ال ْوَ ْ ل قَِبي ِ ج ٍ صوَرةِ َر ُ ه ِفي ُ مل ُ ُ عَ َ
َ
ذي ه ال ّ ِ ج ُ ك ال ْوَ ْ جه ُ َ ت فَوَ ْ ن أن ْ َ م ْ لَ : قو ُ خط ِهِ فَي َ ُ س َ ن اللهِ وَ َ م َ ب ِ ذا ٍ شْر ب ِعَ َ أب ْ ِ
246
قو ُ َ
طيًئا ت بَ ِ ك إ ِل ّ ك ُن ْ َ مت ُ َ ما ع َل ِ ْ ث َوالل ّهِ َ خِبي ُ ك ال ْ َ مل ُ َ ل :أَنا ع َ َ شّر ؟ فَي َ ُ جاَء ِبال ّ َ
ن صي َةِ اللهِ َقا َ َ َ
َ عَ ِ َ
ديث ِهِ ح ِ مٌرو ِفي َ ل عَ ْ معْ ِ ريًعا إ ِلى َ س ِ ن طاع َةِ اللهِ َ عَ ْ
م م أب ْك َ ُ ص ّ كأ َ مل َ ٌ ه َ ض لَ ُ قي ّ ُ ي : فَي ُ َ ن الن ّب ِ ّ ِ ن ال ْب ََراِء ع َ ِ ن عَ ذا َ ن َزا َ ل عَ ْ من َْها ِ ال ْ ِ
ه ب َِها ضرِب ُ ُ ما ،فَي َ ْ مي ً ل َ :ر ِ صاَر ت َُراًبا ،أ َوْ َقا َ ل َ جب َ ٌ ب ب َِها َ ضرِ َ ة ل َوْ ُ مْرَزب َ ٌ ه ِ معَ ُ َ
ة
ضْرب َ ً ه َ ضرِب ُ ُ ح فَي َ ْ م ت َُعاد ُ ِفيهِ الّرو ُ ن ثُ ّ َ خل َئ ِقُ إ ِل ّ الث ّ َ ْ
قلي ْ ِ معَُها ال َ س َ ة يَ ْ ضْرب َ ً َ
547
خَرى.مسند الطيالسي . أُ ْ
الحنوط :ما يخلط من الطيب بأكفان الموتى ،السفود :حديدة ذات
شعب معقفة.
َ ن أ َِبي هَُري َْرة َ ،ع َ
مل َئ ِك َ ُ
ة ه َ ض أت َت ْ ُ َ ذا قُب ِ ن إِ َ َ مؤ ْ ِ
م ن ال ْ ُ ي : إِ ّ ّ ن الن ّب ِ ِ وع َ ْ
َ
ب ج ك َأط ْي َ ِ خُر ُ ح اللهِ ،فَت َ ْ
ْ جي إ ِلى َروْ ِ
َ خُر ِ ل:ا ْ قو ُ ضاَء ،فَت َ ُ ريَرةٍ ب َي ْ َ ح ِ مةِ ب ِ َ ح َ الّر ْ
ب ن ب ِهِ َبا َ حّتى ي َأُتو َ هَ ، مون َ ُ ش ّ ضا ي َ ُ م ب َعْ ً ضه ُ ْ ه ب َعْ ُ م ل ِي َُناوِل ُ ُ حّتى إ ِن ّهُ ْ ك َ س ٍ م ْ ح ِ ِري ِ
ض ؟ وَل َ َ ة ال ِّتي َ ح الط ّي ّب َ ُ قوُلو َ ماِء ،فَي َ ُ
ن الْر ِ م َ ت ِ جاَء ْ
َ ْ
ما هَذ ِهِ الّري ُ نَ : س َ ال ّ
ْ
من فَل َهُ ْ مِني َ مؤ ْ ِ ح ال ْ ُ ن ب ِهِ أْرَوا َ حّتى ي َأُتو َ كَ ، ل ذ َل ِ َ مث ْ َ ماًء إ ِل ّ َقاُلوا ِ س َ ن َ ي َأُتو َ
شد فَرحا به م َ َ
ن؟ ل فُل َ ٌ ما فَعَ َ نَ : قوُلو َ م ،فَي َ ُ ب ب َِغائ ِب ِهِ ْ ل ال َْغائ ِ ِ ن أهْ ِ أ َ ّ َ ً ِ ِ ِ ْ
ل :قَد ْ قو ُ م الد ّن َْيا ،فَي َ ُ ن ِفي غ َ ّ كا َ ه َ ح ،فَإ ِن ّ ُ ري َ ِ ست َ حّتى ي َ ْ عوه ُ َ ن :دَ ُ قوُلو َ فَي َ ُ
ما ال ْ َ َ ُ مات ،أ َ َ
كافُِر مهِ ال َْهاوِي َةِ ،وَأ ّ ب ب ِهِ إ َِلى أ ّ ن :ذ ُه ِ َ قوُلو َ م ؟ فَي َ ُ مات َك ُ ْ ما أ َ َ َ َ
َ ُ ْ َ ْ
ب اللهِ ، ض ِ جي إ ِلى غ َ ِ خُر ِ ن:ا ْ قولو َ ح ،فَي َ ُ ٍ س م ْ ب بِ ُ ذا ِ ة العَ َ مل َئ ِك ُ ه َ فَي َأِتي ُ
َ َ
ب ب ِهِ إ َِلى َبا ِ فةٍ فَت َذ ْهَ ُ ج ك َأن ْت َ ِ فَت َ ْ
548
- ض .رواه ابن حبان في صحيحه ب الْر ِ جي َ ح ِ ن ِري ِ خُر ُ
جثة الميت إذا أن َْتن فة ُ : جي َ المسح :قطعة من الصوف الغليظ ،ال ِ
ت -أ َوْ َقا َ
ل مي ّ ُ ذا قُب َِر ال ْ َ ل الل ّهِ » - -إ ِ َ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ ِ وع َ
َ َ َ َ
كيُر خُر الن ّ ِ من ْك َُر َوال َ ما ال ْ ُ حد ِه ِ َ ل لَ َ قا ُ ن يُ َ ن أْزَرَقا ِ دا ِ سو َ َ نأ ْ كا ِ مل َ َ م أَتاه ُ َ حد ُك ُ ْ أ َ
ل هُوَ ع َب ْد ُ الل ّ ِ
ه قو ُ ن يَ ُ كا َ ما َ ل َ قو ُ ل فَي َ ُ ج ِ ذا الّر ُ ل ِفى هَ َ قو ُ ت تَ ُ ما ك ُن ْ َ ن َ قول َ ِ فَي َ ُ
َ َ َ
ن قَد ْ قول َ ِ ه .فَي َ ُ سول ُ ُ دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ م ً ح ّ م َ ن ُ ه وَأ ّ ه إ ِل ّ الل ّ ُ ن ل َ إ ِل َ َ شهَد ُ أ ْ هأ ْ سول ُ ُ وََر ُ
َ
نسب ِْعي َ عا ِفى َ ن ذ َِرا ً سب ُْعو َ ه ِفى قَب ْرِهِ َ ح لَ ُ س ُ ف َ م يُ ْ ذا .ث ُ ّ ل هَ َ قو ُ ك تَ ُ م أن ّ َ ك ُّنا ن َعْل َ ُ
ُ
نقول َ ِ م فَي َ ُ خب ُِرهُ ْ جعُ إ َِلى أ َهِْلى فَأ ْ ل أْر ِ
قو ُ َ م .فَي َ ُ ه نَ ْ ل لَ ُ قا ُ م يُ َ ه ِفيهِ ث ُ ّ م ي ُن َوُّر ل َ ُ ثُ ّ
َ َ
ن
م ْ ه ِ ه الل ّ ُ حّتى ي َب ْعَث َ ُ هَ . ب أهْل ِهِ إ ِل َي ْ ِ ح ّ ه إ ِل ّ أ َ ذى ل َ ُيوقِظ ُ ُ س ال ّ ِ مةِ العَُرو ِ
ْ م ك َن َوْ َ نَ ْ
ه لَ مث ْل َ ُ ت ِ قل ْ ُ ن فَ ُ قوُلو َ س يَ ُ ت الّنا َ معْ ُ س ِ ل َ قا َقا َ مَنافِ ً ن ُ كا َ ن َ ك .وَإ ِ ْ جعِهِ ذ َل ِ َ ض َ م ْ َ
ه. َ ْ َ قا ُ َ
ل ذ َل ِك .في ُ َ َ قو ُ َ َ َ ُ َ َ أ َد ِْرى.في َ ُ َ
مى ع َلي ْ ِ ض الت َئ ِ ِ ل ل ِلْر ِ م أن ّك ت َ ُ ن قد ْ كّنا ن َعْل ُ قول ِ
َ
ه الل ّ ُ
ه حّتى ي َب ْعَث َ ُ معَذ ًّبا َ ل ِفيَها ُ ه فَل َ ي ََزا ُ ضل َع ُ ُ ف ِفيَها أ ْ خت َل ِ ُ ه .فَت َ ْ م ع َل َي ْ ِ فَت َل ْت َئ ِ ُ
549
ك « رواه الترمذي جعِهِ ذ َل ِ َ ض َ م ْ ن َ م ْ ِ
248
ة
م ِ قَيا َ م ال ْ ِ شُره ُ ي َوْ َ ح ُ كا وَن َ ْ ضن ْ ً ة َ ش ً مِعي َ ه َ ن لَ ُ ه } :فَإ ِ ّ ل الل ّ ُ ة 550ال ِّتي َقا َ ضن ْك َ ُ ال ّ
552 551
مى{ ]طه[ َ
رواه ابن حبان في صحيحه أع ْ َ
ى - -ع ََلى ّ مّر الن ّب ِ س -رضى الله عنهما َ - ٍ ن ع َّبا ل اب ْ ُ س َقا َ ٍ طاوُ وع َن َ
ِ
َ َ م َقا َ َ َ ن فَ َ
ما ل -ب َلى أ ّ ن كِبيرٍ -ث ُ ّ م ْ ن ِ ما ي ُعَذ َّبا ِ
َ َ
ن ،وَ َ ما لي ُعَذ َّبا ِ ل » إ ِن ّهُ َ قا َ َقَب َْري ْ ِ
ه
ن ب َوْل ِ ِ م ْ ست َت ُِر ِ ن ل َ يَ ْ كا َ ما فَ َ حد ُهُ َ ما أ َ وَأ ّ
553
ة
م ِ مي َسَعى ِبالن ّ ِ ن يَ ْ كا َ ما فَ َ حد ُهُ َ أ َ
م غ ََرَز ك ُ ّ ْ َ
ن ثُ ّ سَره ُ ِباث ْن َت َي ْ ِ دا َرطًبا فَك َ َ خذ َ ُ ل ثُ ّ « َ .قا َ 554
ما من ْهُ َ حد ٍ ِ ل َوا ِ عو ً مأ َ
ما ل َ ْ ل » ل َعَل ّ ُ م َقا َ ع ََلى قَب ْرٍ ،ث ُ ّ
555
سا « رواه البخاري ومسلم م ي َي ْب َ َ ما َ ف ع َن ْهُ َ ف ُ خ ّ ه يُ َ
اختلف العلماء في حكم وضع الريحان والجريد وغيرهما
على القبر وهل يتنفع الميت بها ؟ أم ل؟
فبعضهم قال :يستحب ذلك لن النبي فعل ذلك ،ولعل هناك علقة
بين الخضرة وتخفيف عذاب القبر.
وقال آخرون :هذه خصوصية للنبي ودعاء منه إذ ل علقة بين
الخضرار ورفع العذاب ،ولو ساغ ذلك لمرهم بزرع شجر دائم الخضرة
فهو أفضل من المقطوع وفي الريحان إسراف وتبذير ،ول خلف بينهم
556
على أن التصدق عن الموتى أفضل وأحسن.
ن ب ال ْ َ َ
ل الل ّهِ » - -أك ْث َُر ع َ َ سو ُ ل َقا َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ
م َ قب ْرِ ِ ذا ِ ل َر ُ وع َ ِ
ال ْب َوْ ِ
557
ل « .رواه ابن ماجه
مَرْرَنا ع ََلى ل اللهِ ، فَ َ سو ِ معَ َر ُ شي َ م ِ ل :ك ُّنا ن َ ْ ن أ َِبي هَُري َْرة َ َ ،قا َ وع َ ْ
م قَ ِ حّتى َرع َد َ ك ُ ّ َ ه ،فَ َ م ،فَ ُ ن ،فَ َ
صه ِ ، مي ِ
َ
ه ي َت َغَي ُّر َ ل لوْن ُ ُ جعَ َ معَ ُ مَنا َ ق ْ قا َ قَب َْري ْ ِ
كذا َ ما َ معُ ؟ قُل َْنا :وَ َ س َ ما أ ْ ن َ مُعو َ س َ ما ت َ ْ لَ : ي اللهِ ؟ َقا َ ك َيا ن َب ِ ّ ما ل َ َ قل َْنا َ : فَ ُ
دا ِفي دي ً ش ِ ذاًبا َ ما ع َ َ ن ِفي قُُبورِه ِ َ ن ي ُعَذ َّبا ِ جل َ ِ ن َر ُ ذا ِ ل :هَ َ ي اللهِ ؟ َقا َ َيا ن َب ِ ّ
َ لَ : ْ
ست َن ْزِهُ ما ل َ ي َ ْ حد ُهُ َ نأ َ كا َ ي اللهِ ؟ َقا َ ك َيا ن َب ِ ّ م ذ َل ِ َ م ّ ن ،قُلَنا ِ : ب هَي ّ ٍ ذ َن ْ ٍ
ة
م ِ مي َ م ِبالن ّ ِ شي ب َي ْن َهُ ْ م ِ سان ِهِ ،وَي َ ْ س ب ِل ِ َ خُر ي ُؤ ِْذي الّنا َ ن ال َ كا َ ل ،وَ َ ن ال ْب َوْ ِ م َ ِ
ة .قُل َْنا :وَهَ ْ
ل حد َ ً ل قَب ْرٍ َوا ِ ل ِفي ك ُ ّ جعَ َ ل ،فَ َ خ ِ جَرائ ِد ِ الن ّ ْ ن َ م ْ ن ِ ريد َت َي ْ ِ ج ِ عا ب ِ َ فَد َ َ
ن. ْ ل اللهِ ؟ َقا َ سو َ ما ذ َل ِ َ
ما َرطب َت َي ْ ِ دا َ ما َ ما َ ف ع َن ْهُ َ ف ُ خ ّ م ،يُ َ ل :ن َعَ ْ
558
ك َيا َر ُ فعُهُ َ ي َن ْ َ
رواه ابن حبان في صحيحه
- 550الضيقة الشديدة
م القيامة على
م * ي َوْ َ ح ُ
شُرهُ ْ - 551الظاهر أن المراد فاقد البصر كما في قوله تعالى }:ن َ ْ
ما {] السراء [ 97 :
ص ّ مًيا وَب ُك ْ ً
ما وَ ُ م عُ ْ
جوه ِهِ ْ
وُ ُ
- 552صحيح ابن حبان ) -ج / 7ص (3113)(380والحسان ) (3178وإثبات عذاب القبر )54
و (119والعتقاد للبيهقي ) (157وهناد ) (332وهو حديث صحيح.
- 553السعي بالفساد بين الناس ،وليقاع التدابر بين المسلمين وإيجاد التخاصم والشقاق ،بنقل
الحديث على وجه السعاية والدس والكيد.
- 554يقضي حاجته على الطريق ،وتظهر عورته للناس.
- 555البخاري 1/65و 2/119و 124و 216) 8/20و 218و 1361و 1378و 6052و 6055
( ومسلم ).(292
- 556راجع فتاوى الشبكة السلمية )12861و 20611و ( 24505
- 557برقم ) (375وش ) (1306وك ) (653والتلخيص الحبير ) (136نص) (1353وحم )
(25056وهو صحيح
- 558الحسان برقم ) (825و صحيح ابن حبان ) -ج / 3ص (824)(106وصحيح الترغيب )
163و (2823وهو حديث صحيح
249
وع َ َ
ل: قا َ جَناَزة ً ،فَ َ ل الل ّهِ ِ سو ِ معَ َر ُ شهِد َْنا َ لَ : خد ْرِيّ َقا َ سِعيد ٍ ال ْ ُ ن أِبي َ ْ
ن ْ ها ،فَإ ِ َ ة ت ُب ْت َلى ِفي قُُبورِ َ َ ُ ْ َ
ن د ُفِ َ سا ُ ذا ال ِن ْ َ
َ
م َ ن هَذ ِهِ ال ّ س ،إِ ّ " َيا أي َّها الّنا ُ
مط َْراقٌ ،فَأقْعَد َه ُ فَ َ مل َ ٌ فرقَ ع َن َ
مالَ : قا َ ك ِفي ي َد ِهِ ِ جاَءه ُ َ ه َ حاب ُ ُ ص َ هأ ْ ْ ُ فَت َ َ ّ
َ َ
ه إ ِّل الل ّ ُ
ه ن َل إ ِل َ َ شهَد ُ أ ْ ل:أ ْ مًنا َقا َ مؤ ْ ِ ن ُ كا َ ن َ ل ؟ فَإ ِ ْ ج ِ ذا الّر ُ ل ِفي هَ َ قو ُ تَ ُ
ب إ َِلى َ
ه َبا ٌ ج لَ ُ فَر ُ م يُ ْ ت ،ثُ ّ صد َقْ َ َ ه: ل لَ ُ قو ُ ه فَي َ ُ سول ُ ُ دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ م ً ح ّ م َ ن ُ وَأ ّ
ت ب ِهِ فَهَ َ َ ت ب َِرب ّ َ ك ل َوْ ك َ َ من ْزِل ُ َ ذا َ
ذا من ْ َ ما إ ِذ ْ آ َ ك ،فَأ ّ فْر َ ن َ كا َ ل :هَ َ قو ُ الّنارِ ،فَي َ ُ
َ
ه: ل لَ ُ قو ُ ض إ ِل َي ْهِ فَي َ ُ ن ي َن ْهَ َ ريد ُ أ ْ جن ّةِ ،فَي ُ ِ ب إ َِلى ال ْ َ ه َبا ٌ ح لَ ُ فت َ ُ ك ،فَي ُ ْ من ْزِل ُ َ َ
َ َ َ َ َ ُ
ماهَ : لل ُ قو ُ قا ي َ ُ مَنافِ ً ن كافًِرا أوْ ُ ن كا َ ه ِفي قَب ْرِهِ ،وَإ ِ ْ حل ُ س ُ ف َ ن وَي ُ ْ سك ْ ا ْ
َ
شي ًْئا ن َ قوُلو َ س يَ ُ ت الّنا َ معْ ُ س ِ ل َ :ل أد ِْري َ ، قو ُ ل ؟ فَي َ ُ ج ِ ذا الّر ُ ل ِفي هَ َ قو ُ تَ ُ
ب إ َِلى ه َبا ٌ ح لَ ُ فت َ ُ م يُ ْ ت ،ثُ ّ دي َ ت وََل هُ ِ ت وََل ت َل َي ْ َ ل َ :ل د ََري ْ َ قو ُ ت ،فَي َ ُ قل ْ ُ فَ ُ
َ
ن الل ّ َ
ه ت ب ِهِ فَإ ِ ّ فْر َ ما إ ِذ ْ ك َ َ ك ،فَأ ّ ت ب َِرب ّ َ من ْ َ ك ل َوْ آ َ ذا ل َ َ ه :هَ َ ل لَ ُ قا ُ جن ّةِ ،فَي ُ َ ال ْ َ
مط َْرا ِ
ق ه ِبال ْ ِ معُ ُ ق َم يَ ْ ب إ َِلى الّنارِ ،ث ُ ّ ه َبا ٌ ح لَ ُ فت َ ُ ذا ،وَي ُ ْ ك ب ِهِ هَ َ ل أ َب ْد َل َ َ ج ّ ع َّز وَ َ
ل الل ّ ِ
ه سو َ قوْم ِ َ :يا َر ُ ض ال ْ َ ل ب َعْ ُ قا َ ن " فَ َ قلي ْ ِ
ن غ َي َْر الث ّ َ َ خل ْقُ الل ّهِ ك ُل ّهُ ّ معَُها َ س َ يَ ْ
َ
سو ُ
ل ل َر ُ قا َ ك فَ َ عن ْد َ ذ َل ِ َ ل ِ هي َ ة إ ِّل ِ مط َْرقَ ٌ ك ِفي ي َد ِهِ ِ مل َ ٌ م ع َل َي ْهِ َ قو ُ حد ٌ ي َ ُ ما أ َ َ ،
ر
قب ْ ِ ب ال َ ذا ِ ت عَ َ ت " إ ِث َْبا ُ ل الّثاب ِ ِ قوْ ِ مُنوا ِبال ْ َ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ ت الل ّ ُ الل ّهِ :ي ُث َب ّ ُ
559
ي
ق ّ ل ِل ْب َي ْهَ ِ
ه
ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ب َر ِ طا َ خ ّ ن ال ْ َ ِ مَر ب ْ ت ع ََلى ع ُ َ خل ْ ُ ل :دَ َ س َقا َ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ وع َ ِ
َ َ َ
فَر ن كَ َ حي َ ت ِ م َ سل َ ْ ن،أ ْ مِني َ مؤ ْ ِ ميَر ال ْ ُ جن ّةِ َيا أ ِ شْر ِبال ْ َ ت " :أب ْ ِ قل ْ ُ ن فَ ُ ن ط ُعِ َ حي َ ِ
ل الل ّ ِ
ه سو ُ ض َر ُ س وَقُب ِ َ ه الّنا ُ خذ َل َ ُ ن َ حي َ ل الل ّهِ ِ سو ِ معَ َر ُ ت َ جاهَد ْ َ س وَ َ الّنا ُ
دا ، شِهي ً ت َ ن ،وَقُت ِل َ ْ ك اث َْنا ِ خَلفَت ِ َ ف ِفي ِ خت َل ِ ْ م يَ ْ ض ،وَل َ ْ ٍ ك َرا وَهُوَ ع َن ْ َ
َ َ
نه غ َي ُْره ُ ،ل َوْ أ ّ ذي َل إ ِل َ َ ل َ :والل ّهِ ال ّ ِ قا َ ت ع َل َي ْهِ ،فَ َ ي ،فَأع َد ْ ُ عد ْ ع َل َ ّ ل :أَ ِ قا َ فَ َ
مط ّل َِع " َْ
ل ال ْ ُ ن هَوْ ِ م ْ ت ب ِهِ ِ ضاَء َلفْت َد َي ْ ُ فَراَء وَب َي ْ َ ص ْ ن َ م ْ ض ِ ما ع َلى الْر ِ
َ ِلي َ
560
ي
ض َ ن َر ِ فا َ ن عَ ّ ن بْ ُ ما ُ ن ع ُث ْ َ كا َ لَ : ن َقا َ فا َ ن عَ ّ ن بْ ِ ما َ موَْلى ع ُث ْ َ ئ َ هان ِ ٍ ن َ وع َ ْ
ة
جن ّ ُ ه :ت ُذ ْك َُر ال ْ َ ل لَ ُقا ُ ه ،فَي ُ َ حي َت َ ُ ل لِ ْ حّتى ي َب ُ ّ كى َ ف ع ََلى قَب ْرٍ ب َ َ ذا وَقَ َ ه إِ َ ه ع َن ْ ُ الل ّ ُ
ل الل ّهِ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ لَ : قا َ ل :فَ َ ذا ؟ َقا َ ن هَ َ م ْ كي ِ كي وَت َب ْ ِ َوالّناُر فََل ت َب ْ ِ
َ ل اْل ِ قب َْر أ َوّ ُ ن ال ْ َ
ه، من ْ ُ سُر ِ ما ب َعْد َه ُ أي ْ َ ه فَ َ من ْ ُجا ِ ن نَ َ م ْ خَرةِ فَ َ مَنازِ ِ ل َ ل " :إِ ّ قو ُ يَ ُ
ّ ل :فَ َ ه " َقا َ َ َ
ه
ه ع َن ْ ُ ي الل ُ ض َ ن َر ِ ما ُ ل ع ُث ْ َ قا َ من ْ ُ شد ّ ِ ما ب َعْد َه ُ أ َ ه فَ َ من ْ ُ ج ِ م ي َن ْ ُ نل ْ م ْ وَ َ
َ َ
561
ه" من ْ ُ قب ُْر أفْظ َعُ ِ ط إ ِّل َوال ْ َ من ْظ ًَرا قَ ّ ت َ ما َرأي ْ ُ َ :
حّتى قب ْرِ َ ب ال ْ َ ذا ِ ك ِفي ع َ َ ش ّ ما زِل َْنا ن َ ُ لَ ": ه َقا َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ي َر ِ ن ع َل ِ ّ وع َ ْ
ْ ْ َ
كاث ُُر َ م الت ّ َ ت ألَهاك ُ ُ ن ََزل َ ْ
562
قاب َِر " م َم ال َ حّتى ُزْرت ُ ُ
ل":إ َ
س ِفي قَب ْرِ ِ
ه جل َ ُ م ل ِي ُ ْ حد َك ُ ْ نأ َ ِ ّ ه َقا َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ سُعود ٍ َر ِ م ْ ن َ ن اب ْ ِ وع َ ِ
َ َ
حّيا ل :أَنا ع َب ْد ُ الل ّهِ َ مًنا َقا َ مؤ ْ ِ ن ُ كا َ ن َ ت ؟ فَإ ِ ْ ما أن ْ َ هَ : ل لَ ُ قا ُ سا ،فَي ُ َ جَل ً إِ ْ
ح ه ،فَي ُ ْ ُ َ َ
ه وَأ ْ ّ ّ َ َ َ َ
مي ًّتا أ ْ
س ُ ف َ سول ُ دا ع َب ْد ُه ُ وََر ُ م ً ح ّ م َ ن ُ شهَد ُ أ ّ ه إ ِل الل ُ ن ل إ ِل َ شهَد ُ أ ْ وَ َ
سوَةٌ ل ع َل َي ْهِ ك ِ ْ جن ّةِ وَي ُن َّز ُ ن ال ْ َ م َه ِ كان َ ُم َ ه فَي ََرى َ شاَء الل ّ ُ ما َ ه ِفي قَب ْرِهِ َ لَ ُ
ي) ( 20حسنق ّ قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ
ب ال َ ذا ِ ت عَ َ -إ ِث َْبا ُ 559
ي ) ( 195صحيحق ّ ْ
قب ْرِ ل ِلب َي ْهَ ِ ب ال َ ذا ِ ت عَ َ -إ ِث َْبا ُ 560
ي ) (196حسن ق ّ ْ
قب ْرِ ل ِلب َي ْهَ ِ ب ال َ َ
ت ع َذا ِ -إ ِث َْبا ُ 561
ي ) (197حسن ق ّ ْ
قب ْرِ ل ِلب َي ْهَ ِ ب ال َ ذا ِ ت عَ َ إ ِث َْبا ُ 562
250
ل َ :ل أ َد ِْري ، قو ُ ت ؟ فَي َ ُ ما أن ْ َ
َ
هَ : ل لَ ُ قا ُ كافُِر فَي ُ َ ما ال ْ َ َ
جن ّةِ ،وَأ ّ ن ال ْ َ م َ سَها ِ ي َل ْب َ ُ
ف أ َضَلع ُه أوَ
ْ ْ ُ ْ خت َل ِ َ حّتى ت َ ْ ضي ّقُ ع َل َي ْهِ قَب ُْره ُ َ لثا ً ،فَي ُ َ تث ََ ه َ :ل د ََري ْ َ ل لَ ُ قا ُ فَي ُ َ
َ
ه، ه وَي َأك ُل ْن َ ُ شن َ ُ ب قَب ْرِهِ ي َن ْهَ ْ وان ِ ِ ج َ ن َ م ْ ت ِ حّيا ٌ ل ع َل َي ْهِ َ س ُ ه وَي ُْر َ ضَلع ُ ُ سأ ْ ما ّ ت َت َ َ
563
ديد ٍ " ح ِ ن َ م ْ ن َنارٍ ِ م ْ مٍع ِ ق َ م ْ معَ ب َ َ ح قُ ِ صا َ جَزع َ فَ َ ذا َ فَإ ِ َ
َ َ
ن
م َ حا ِ ب ِري ً ي أط ْي َ ُ ن وَه ِ َ م ِ مؤ ْ ِ س ال ْ ُ ف ُ ج نَ ْ خُر ُ ل " :تَ ْ سى َقا َ مو َ ن أِبي ُ وع َ ْ
ندو َ ة ُ مَلئ ِك َ ُ م ال ْ َ قاهُ ُ ن ي َت َوَفّوْن ََها فَت َل َ ّ ذي َ ة ال ّ ِ مَلئ ِك َ ُ صعَد ُ ب َِها ال ْ َ ل :فَت َ ْ ك َقا َ س ِ م ْ ال ْ ِ
ن ،وَي َذ ْك ُُرون َ ُ
ه ن :فَُل ٌ قوُلو َ م ؟ فَي َ ُ معَك ُ ْ ذا َ ن هَ َ م ْ نَ : قوُلو َ ماِء ،فَي َ ُ س َ ال ّ
َ
هح لَ ُ فت َ ُ ل :فَت ُ ْ م َقا َ معَك ُ ْ ن َ م ْ حّيا َ ه وَ َ م الل ّ ُ حّياك ُ ُ نَ : قوُلو َ مل ِهِ فَي َ ُ ن عَ َ ِ س ح َ ب ِأ ْ
ْ َ
نها ٌ ه ب ُْر َ جه ُ ُ ب ت ََعاَلى وَوَ ْ ل :فَي َأِتي الّر ّ ه َقا َ جه ُ ُ شرِقُ وَ ْ ماِء فَي ُ ْ س َ ب ال ّ وا ُ أب ْ َ
َ َ
فة ِ ، جي َ ن ال ْ ِ م َ ن ِ ي أن ْت َ ُ ه وَه ِ َ س ُ ف ُ ج نَ ْ خُر ُ خُر فَت َ ْ ما اْل َ ل :وَأ ّ س َقا َ م ِ ش ْ ل ال ّ مث ْ ُ ِ
ماِء ، س َ ن ال ّ دو َ ة ُ َ
ملئ ِك ٌ َ م َ قاهُ ْ َ
ن ي َت َوَفّوْن ََها فَت َل ّ ذي َ ة ال ِ ّ ملئ ِك ُ َ َ ْ
صعَد ُ ب َِها ال َ فَت َ ْ
َ
ه
مل ِ ِ سوَإ ِ ع َ َ ه ب ِأ ْ ن ،وَي َذ ْك ُُرون َ ُ ن :فَُل ٌ قوُلو َ م ؟ فَي َ ُ معَك ُ ْ ذا َ ن هَ َ م ْ نَ : قوُلو َ فَي َ ُ
شيًئا ،فَ َ َ َ
سى مو َ قَرأ أُبو ُ ه َ ْ ه الل ّ ُ م ُ ما ظ َل ْ َ دوه ُ ،فَ َ دوه ُ ُر ّ ن ُ :ر ّ قوُلو َ ل :فَي َ ُ َقا َ
564
ط" خَيا ِ م ال ْ ِ س ّ ل ِفي َ م ُ ج َ ج ال ْ َ حّتى ي َل ِ َ ة َ جن ّ َ ن ال ْ َ خُلو َ ه َل ي َد ْ ُ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ َر ِ
َ
ل إ َِلى أِبي ج ٌ جاَء َر ُ لَ : ة َقا َ م َ سل َ َ ن َ مي ُْر ب ْ ُ حد ّث َِني ع ُ َ طاٍء َ ، ن ي َعَْلى ب ْن ع َ َ
ِ وع َ ْ
َ
ك قَد ْ داِء ،إ ِن ّ َ ل َ :يا أَبا الد ّْر َ قا َ ض ،فَ َ ري ٌ م ِ ه ،وَهُوَ َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ داِء َر ِ الد ّْر َ
َ َ أَ
ك ب ِهِ ه ب ِهِ وَأذ ْك ُُر َ فعُِني الل ّ ُ مرٍ ي َن ْ َ مْرِني ب ِأ ْ ق الد ّن َْيا ،فَ ُ ِ ح فَِرا ِ جَنا ت ع ََلى َ ح َ صب َ ْ ْ
نكا َ ن َ ك إِ ْ مال ِ َ كاة َ َ صَلة َ وَأ َد ّ َز َ ّ مَعاَفاةٍ فَأ َقِم ِ ال مة ٍ ُ نأ ّ
ك بي ُ
ل " :إ ِن ّ َ َ ْ َ قا َ ،فَ َ
ل ع ََلى َ حش ،ث ُ َ ب ال ْ َ لَ َ
ج ُ عاد َ الّر ُ شْر ،فَأ َ م أب ْ ِ ّ وا ِ َ ف َ جت َن ِ ِ ن َوا ْ ضا َ م َ م َر َ ص ْ ك ،وَ ُ
َ َ
ما ل َ ق ْ م اع ْ ِ س ثُ ّ جل ِ ْ داِء :ا ْ ل أُبو الد ّْر َ قا َ ه ،فَ َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ داِء َر ِ أِبي الد ّْر َ
َْ ك ،أ َي َ أ َُقو ُ
ن ِفي ض ذ َِراع َي ْ ِ ض إ ِّل ع َْر َ ن الْر ِ م َ ك ِ س لَ َ ن ي َوْم ٍ ل َي ْ َ م ْ ت ِ ن أن ْ َ ْ َ ل لَ َ
ك، ن فَِراقَ َ حّبو َ كاُنوا َل ي ُ ِ ن َ ذي َ ك ال ّ ِ ك أ َهْل ُ َ ل بِ َ ل أ َْرب َعَةِ أ َذ ُْرٍع ؟ أ َقْب َ َ طو ِ ُ
م أك ْث َُروا ع َل َي ْ َ َ َ
مب ،ثُ ّ ك الت َّرا َ ن ،ثُ ّ ك ال ْب ُن َْيا َ قُنوا ع َل َي ْ َ ك فَأت ْ َ وان ُ َ خ َ ك وَإ ِ ْ ساؤ ُ َ جل ُ َ وَ ُ
من ْك ٌَر َ َ َ مل َ َ جاَء َ كو َ ت ََر ُ
ما ُ ماؤ ُهُ َ س َ ن،أ ْ دا ِ جعْ َ ن َ ن أْزَرَقا ِ دا ِ سو َ َ نأ ْ كا َِ ك َ م َ ك ،ثُ ّ
َ
َ َ َ
ذا ما َ م َ ت؟أ ْ ذا ك ُن ْ َ ما َ م ع ََلى َ ت؟أ ْ ما أن ْ َ ك َ سأَل َ م َ ك ثُ ّ سا َ جل َ َ كيٌر ،فَأ ْ وَن َ ِ
س َقاُلوا َ
ت الّنا َ معْ ُ س ِ ما أد ِْري َ ، ت َ :والل ّهِ َ ن قُل ْ َ ل ؟ فَإ ِ ْ ج ِ ذا الّر ُ ل ِفي هَ َ قو ُ تَ ُ
مد ٌ ح ّ م َ تُ : ن قُل ْ َ ت ،فَإ ِ ْ وي َ ت وَهَ ِ قد ْ َوالل ّهِ َرِدي َ س ،فَ َ ل الّنا ِ ت قَوْ َ قل ْ ُ قَوًْل فَ ُ
تجو ْ َ قد ْ َوالل ّهِ ن َ َ ه ،فَ َ معَ ُ جاَء َ ما َ ت ب ِهِ وَب ِ َ من ْ ُ ه َفآ َ ل ع َل َي ْهِ ك َِتاب َ ُ ل الل ّهِ أ َن َْز َ سو ُ َر ُ
ن م َ ما ت ََرى ِ معَ َ ن الل ّهِ ت ََعاَلى َ م َ ت ِ ك إ ِّل ب ِت َث ِْبي ٍ طيعَ ذ َل ِ َ ست َ ِ ن تَ ْ ت ،وَل َ ْ دي َ وَهُ ِ
565
ف" وي ِ خ ِ شد ّةِ َوالت ّ ْ ال ّ
ُ ّ م َقا َ َ ّ َ َ
عيذ ُهُ م إ ِّني أ ِ ل " :اللهُ ّ س ثُ ّ فو ٍ من ْ ُ صلى ع َلى َ ه َ ن أِبي هَُري َْرة َ ،أن ّ ُ وع َ ْ
566
قب ْرِ " ب ال ْ َ ذا ِ ن عَ َ م ْ ِ
) ( 200حسن ي ق ّ ل ِل ْب َي ْهَ ِ قب ْرِ ال َ ب ذا ِ عَ َ ت إ ِث َْبا ُ - 565
251
ط ع َل َي ْهِ ِفي قَب ْرِ ِ
ه سل ّ ُ كافَِر ي ُ َ ن ال ْ َ ت " :إِ ّ ه ع َن َْها َقال َ ْ ي الل ّ ُ ضْ َ ة َر ِ ش َ عائ ِ َ وعن َ
ْ ْ َ
م فَي َأك ُ ُ
ل ح ُسى الل ّ ْ م ي ُك ْ َ جل ِهِ ث ُ ّ سهِ إ َِلى رِ ْ ن َرأ ِ م ْ ه ِم ُ ح َ ل لَ ْ جاع ٌ أقَْرع ُ ،فَي َأك ُ ُ ش َ ُ
مك ٌْر ل َ َ ْ
567
ك" ذا َ سهِ ،فَهَ َ جل ِهِ إ َِلى َرأ ِ ن رِ ْ م ْ ِ
نعيم القبر وعذابه يكون للروح والبدن جميعا ،فتنعم الروح أو تعذب
متصلة بالبدن فيكون النعيم والعذاب عليهما جميعا ،كما أنه قد تنعم
الروح أو تعذب أحيانا منفصلة عن البدن ،فيكون النعيم أو العذاب
للروح منفردا عن البدن .وقد دلت على هذا النصوص وعليه اتفق أهل
السنة والجماعة ،خلفا لمن زعم أن عذاب القبر ونعيمه يكون للروح
فقط على كل حال ول يتعلق بالبدن .
وقد دلت هذه الحاديث على وقوع النعيم أو العذاب في القبر على
الروح والجسد جميعا ففي قول النبي » : إن العبد إذا وضع في
القبر « دللة ظاهرة على هذا إذ لفظ )العبد( مسمى للروح والجسد
جميعا ،وكذلك تصريحه بإعادة الروح إلى الجسد عند السؤال كما في
حديث البراء بن عازب هذا مع ما جاء في الحديثين من اللفاظ التي
هي من صفات الجسد كقوله » :يسمع قرع نعالهم « )فيقعدانه( » ،
ويضرب بمطارق من حديد «» فيصيح صيحة « ،فإن هذا كله يفيد أن
ما يحصل في القبر من النعيم أو العذاب متعلق بالروح والجسد
جميعهما
هذا مع أنه قد جاء في بعض النصوص ما يفيد أن النعيم أو العذاب قد
يقع على الروح منفردة في بعض الحوال على ما جاء في حديث عبد
الله بن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله » : لما
أصيب إخوانكم يعني يوم أحد -جعل الله أرواحهم في أجواف طير
خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في
ظل العرش «أخرجه أحمد والحاكم وهو صحيح .
فتلخص من هذا أن النعيم والعذاب يقع على الروح والجسد جميعا في
القبر وقد تنفرد الروح بهذا أحيانا .قال بعض الئمة المحققين في
السنة في تقرير هذه المسألة ) :والعذاب والنعيم على النفس والبدن
جميعا باتفاق أهل السنة والجماعة ،تنعم النفس وتعذب منفردة عن
البدن ،وتعذب متصلة بالبدن والبدن متصل بها ،فيكون النعيم والعذاب
عليهما في هذه الحال مجتمعتين كما يكون للروح منفردة عن البدن( .
س الل ّ ُ سَلم ِ ابن تيمية - :قَد ّ َ خ اْل ِ ْ شي ْ ُل َ سئ ِ َ
568
ن صرِ -ع َ ْ م ْ ه وَهُوَ ب ِ ِ ح ُه ُرو َ و ُ
ن أوْ ع ََلى الن ّ ْ َ
ن
دو َس؛ ُ ف ِ س َوال ْب َد َ ِف َِ ل هُوَ ع ََلى الن ّ ْ قب ْرِ " .هَ ْ ب ال ْ َ ذا ِ " عَ َ
ح إَلى ت الّرو ُ عاد َ ِ ن َ مي ًّتا ؟ وَإ ِ ْ م َ حّيا أ ْ ب ِفي قَب ْرِهِ َ ت ي ُعَذ ّ ُ مي ّ ُ ن ؟ َوال ْ َ ال ْب َد َ ِ
كن ذ َل ِ َ كو ُ ب َوالن ِّعيم ِ ؟ أ َوْ ي َ ُ ذا ِ ن ِفي ال ْعَ َ كا ِشاَر َ ل ي َت َ َ م ت َعُد ْ فَهَ ْ م لَ ْ
َ
سد ِ أ ْ ج َ ال ْ َ
ن اْل َ َ
خرِ ؟ دو َ ما ُ حد ِه ِ َ ع ََلى أ َ
َ
ن. مي َ واه ُ آ ِ مث ْ َه وَ َ قل َب َ ُ
من ْ َس ُ فْرد َوْ ِ ة ال ْ ِ جن ّ َ
ل َ جعَ َ ه وَ َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ب َر ِ جا َ فَأ َ
ميًعا ج ِ ن َ س َوال ْب َد َ ِ ف ِ م ع ََلى الن ّ ْ ب َوالن ِّعي ُ ذا ُ ل ال ْعَ َ ن :بَ ْ مي َ ب ال َْعال َ ِ مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ ح ْ ال ْ َ
ي ) (202صحيح موقوف قب ْرِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ
ق ّ ب ال َ
ذا ِ -إ ِث َْبا ُ
ت عَ َ 567
252
فا َ
ن ن ال ْب َد َ ِ فرِد َة ً ع َ ِ من ْ َ ب ُ س وَت ُعَذ ّ ُ ف ُ م الن ّ ْ ماع َةِ ت َن ْعَ ُ ج َ سن ّةِ َوال ْ َ ل ال ّ ق أهْ ِ ِبات ّ َ ِ
ما ب ع َل َي ْهِ َ ذا ُ م َوال ْعَ َ ن الن ِّعي ُ كو ُ ل ب َِها فَي َ ُ ص ٌ مت ّ ِ ن ُ ن َوال ْب َد َ ُ ة ِبال ْب َد َ ِ صل َ ً مت ّ ِ ب ُ وَت ُعَذ ّ ُ
ن .وَهَ ْ
ل ن ال ْب َد َ ِ فرِد َة ً ع َ ْ من ْ َ ح ُ ن ِللّرو ِ كو ُ ما ي َ ُ ن كَ َ مِعي َ جت َ َ م ْ ل ُ حا ِ ِفي هَذ ِهِ ال ْ َ
ن شُهوَرا ِ م ْ ن َ ذا ِفيهِ قَوَْل ِ ح ؟ هَ َ
َ ن الّرو ِ دو ِ ن بِ ُ م ل ِل ْب َد َ ِ ب َوالن ِّعي ُ ذا ُ ن ال ْعَ َ كو ُ يَ ُ
َ َ
ن
م ْ ت ِ س ْ شاذ ّة ٌ ل َي ْ َ ل َ وا ٌ سأل َةِ أقْ َ م ْ سن ّةِ َوال ْك ََلم ِ ،وَِفي ال ْ َ ث َوال ّ دي ِ ح ِ ل ال ْ َ ِلهْ ِ
ب َل م َوال ْعَ َ أ َقْوا َ
ذا َ ن الن ِّعي َ ل:إ ّ قو ُ ن يَ ُ م ْ ل َ ث ؛ قَوْ ُ دي ِ ح ِ سن ّةِ َوال ْ َ ل ال ّ ل أهْ ِ َ ِ
قول ُُ َ َ ْ كون إّل ع ََلى الروح ؛ وأ َ
ه" ذا ت َ ُ ب .وَهَ َ َُّ ُ َ َُ ُ ّ ذ ع ي ل و م ع ن ي ل ن
َ ّ َ َ َ د ب ل ا ن ِ ّ يَ ُ ُ
ن. مي َ سل ِ ِ م ْ ماِع ال ْ ُ ج َ فاٌر ب ِإ ِ ْ ن ؛ وَهَؤ َُلِء ك ُ ّ دا ِ مَعاد ِ اْل َب ْ َ ن لِ َ من ْك ُِرو َ ة " ال ْ ُ ف ُ س َ فَل ِ ال ْ َ
َ
ن: قوُلو َ ن يَ ُ ذي َ م :ال ّ ِ معْت َزِل َةِ وَغ َي ْرِه ِ ْ ن ال ْ ُ م َ ل ال ْك ََلم ِ " ِ ن " أهْ ِ م ْ ه ك َِثيٌر ِ قول ُ ُ وَي َ ُ
ن
م ْ ل َ قُبورِ .وَقَوْ ُ ن ال ْ ُ م َ قَيام ِ ِ عن ْد َ ال ْ ِ ن ِ كو ُ ما ي َ ُ خ وَإ ِن ّ َ ك ِفي الب َْرَز ِ
ْ ن ذ َل ِ َ كو ُ َل ي َ ُ
حَياة ُ وَهَ َ
ذا ي ال ْ َ ح هِ َ ما الّرو ُ ب وَإ ِن ّ َ م وََل ت ُعَذ ّ ُ ها َل ت ُن َعّ ُ فَرد ِ َ م ْ ح بِ ُ ن الّرو َ ل:إ ّ قو ُ يَ ُ
َ َ َ
ن س ِ ح َ ب أِبي ال ْ َ حا ِ ص َ معْت َزِل َةِ وَأ ْ ن ال ْ ُ م َ ل ال ْك ََلم ِ ِ ن أهْ ِ م ْ ف ِ وائ ِ ُ ه طَ َ قول ُ ُ يَ ُ
َ َ كال ْ َ اْل ْ َ
قى ب َعْد َ ح ت َب ْ َ ن الّرو َ نأ ّ م ؛ وَي ُن ْك ُِرو َ ضي أِبي ب َك ْرٍ وَغ َي ْرِه ِ ْ قا ِ شعَرِيّ َ
َ ُ
مَعاِلي الجويني سَتاذ ُ أُبو ال ْ َ ه اْل ْ ف ُ خال َ َ ل؛ َ ل َباط ِ ٌ ذا قَوْ ٌ ن .وَهَ َ ق ال ْب َد َ ِ فَِرا ِ
َ ُ
حن الّرو َ مة ِ أ ّ ف اْل ّ سل َ ِ ق َ فا ِ سن ّةِ َوات ّ َ ب َوال ّ ت ِفي ال ْك َِتا ِ ل قَد ْ ث َب َ َ وَغ َي ُْره ُ ؛ ب َ ْ
قى بعد فراق ال ْبدن وأ َنها منعم ٌ َ
ة " اللهيون ف ُ س َ فَل ِ ة َ " .وال ْ َ معَذ ّب َ ٌ ة أوْ ُ َْ َ ِ َ ِ َ َ ِ َ َّ ُ َّ َ ت َب ْ َ
َ
مَعاد ِ اْلب ْ َ ن وَهَؤ َُلِء ي ُ ِ َ
مَعاد َ اْلب ْ َ
ن؛ دا ِ ن بِ َ قّرو َ دا ِ ن َ ن ي ُن ْك ُِرو َ ذا ل َك ِ ْ ن ب ِهَ َ قوُلو َ يَ ُ
ن ؛ وَك َِل ال ْ َ َ ن اْلب ْ َ َ مَعاد َ اْلْرَوا َ
نقوْلي ْ ِ دا ِ دو ِ ذاب ََها ب ِ ُ مَها وَع َ َ ح وَن َِعي َ ِ ن َ ن ي ُن ْك ُِرو َ
ٌ ل َك ِ ْ
فة أ َبعد ع َن أ َقْوا َ
ن كا َ ن َ سَلم ِ وَإ ِ ْ ل اْل ِ ْ ل أهْ ِ َ ِ ْ س َ ِ َْ ُ فَل ِ ل ال ْ َ ن قَوْ َ ل ل َك ِ ّ ضَل ٌ خط َأ وَ َ َ
َ َ
ه
ن أن ّ ُ ن ي َظ ُ ّ م ْ ل َ م ،ب َ ْ سل ِ
دين اْل ِ ْ َ
ك بِ ِ ِ س ٌ م ّ مت َ َ ه ُ قد ُ أن ّ ُ ن ي َعْت َ ِ م ْ م ع َل َي ْهِ َ قه ُ ْ وافِ ُ قَد ْ ي ُ َ
ق َوال ْك ََلم ِ . م َ
قي ِ ح ِ ف َوالت ّ ْ صو ّ ِ معْرِفَةِ َوالت ّ َ ل ال ْ َ ن أهْ ِ ِ ْ
م وََل س ِفيهِ ن َِعي ٌ خ ل َي ْ َ ن ال ْب َْرَز َ لإ ّ قو ُ ن يَ ُ م ْ ل َ شاذ ّ .قَوْ ُ ث :ال ّ ل الّثال ِ ُ قو ْ ُ َوال ْ َ
ن م ْ ك َ ل ذ َل ِ َ قو ُ ما ي َ ُ ة ال ْك ُب َْرى ك َ َ م ُ قَيا َ م ال ْ ِ قو َ حّتى ت َ ُ ك َ ن ذ َل ِ َ كو ُ ل َل ي َ ُ ب بَ ْ ذا ٌ عَ َ
ه ب َِناًء ع ََلى م ُ قب ْرِ وَن َِعي َ ب ال ْ َ ذا َ ن عَ َ ن ي ُن ْك ُِرو َ ذي َ م ال ّ ِ حوِه ِ ْ معْت َزِل َةِ وَن َ ْ ن ال ْ ُ م َ ه ِ قول ُ ُ يَ ُ
َ َ
ع
مي ُ ج ِ ب .فَ َ م وََل ي ُعَذ ّ ُ ن َل ي ُن َعّ ُ ن ال ْب َد َ َ ن وَأ ّ ق ال ْب َد َ ِ ِ قى ب َعْد َ فَِرا ح َل ت َب ْ َ ن الّرو َ أ ّ
َ َ
مفةِ ؛ ِلن ّهُ ْ س َ فَل ِ ن ال ْ َ م ْ خي ٌْر ِ م َ خ ل َك ِن ّهُ ْ مرِ الب َْرَز ِ
ْ ل ِفي أ ْ ضَل ٌ ن َ فت َي ْ ِ طائ ِ َ هَؤ َُلِء ال ّ
مةِ ال ْك ُب َْرى. قَيا َ ن ِبال ْ ِ قّرو َ يُ ِ
ُ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ
ة
م ِ ف ال ّ سل ِ ب" َ مذ ْهَ َ ن َ مأ ّ ة فَلي ُعْل ْ ة الَباط ِل َ ل الث ّلث َ َ وا َ ذا ع ََرْفت هَذ ِهِ القْ َ فَإ ِ َ
َ َ َ َ
ص ُ
ل ح ُ ك يَ ْ ن ذ َل ِ َ ب وَأ ّ ذا ٍ ن ِفي ن َِعيم ٍ أوْ ع َ َ كو ُ ت يَ ُ ما َ ذا َ تإ َ مي ّ َ ن ال ْ َ مت َِها " أ ّ وَأئ ِ ّ
ة وَأ َن َّها معَذ ّب َ ً ة أوْ ُ
فارقَة ال ْبدن منعم ً َ
م َ َ ِ َ َ ِ ُ َّ َ قى ب َعْد َ ُ ح ت َب ْ َ ن الّرو َ
َ
حهِ وَل ِب َد َن ِهِ وَأ ّ ل ُِرو ِ
ذا َ ْ َ َ ْ
م ن ي َوْ ُ كا َ مإ َ ب .ثُ ّ ذا ُ م َوالعَ َ معََها الن ِّعي ُ ه َ لل ُ ص ُ ح ُ حَياًنا فَي َ ْ نأ ْ ل ِبالب َد َ ِ ص ُ ت َت ّ ِ
َ َ ُ
ب م ل َِر ّ ن قُُبورِه ِ ْ م ْ موا ِ ها وََقا ُ ساد ِ َ ج َ ح إَلى أ ْ ت اْلْرَوا ُ عيد َ ِ مةِ ال ْك ُب َْرى أ ِ قَيا َ ال ْ ِ
صاَرى ن َوال ْي َُهود ِ َوالن ّ َ مي َ سل ِ ِ م ْ عن ْد َ ال ْ ُ فقٌ ع َل َي ْهِ ِ مت ّ َ ن ُ دا ِ مَعاد ُ اْل َب ْ َ ن .وَ َ مي َ ال َْعال َ ِ
سن ّةِ . ث َوال ّ دي ِ ح ِ ماِء ال ْ َ عن ْد َ ع ُل َ َ فقٌ ع َل َي ْهِ ِ مت ّ َ ه ُ ذا ك ُل ّ ُ وَهَ َ
ك َ َ َ
ة
ف ٌ طائ ِ َ ت ذ َل ِ َ ب ؟ أث ْب َ َ ذا ٌ ع َ و َ ْ مأ عي ٌ ح نَ ِ ِ ن الّرو دو َ ن ُ ِ ن ل ِل ْب َدَ كو ُ ل يَ ُ ه ْ و َ َ
ث عَ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ
ب
ذا ِ حاِدي ُ ما أ َ ما ذ َكْرَناه ُ فأ ّ ن َ ما ي ُب َي ّ ُ ن ن َذ ْكُر َ ح ُ م .وَن َ ْ م وَأن ْكَره ُ أكثُرهُ ْ من ْهُ ْ ِ
َ َ ْ
ي ، وذكر بعض ن الن ّب ِ ّ وات َِرة ٌ ع َ ِ مت َ َ كيرٍ فَك َِثيَرة ٌ ُ من ْك َرٍ وَن َ ِ ة ُ سأل ُ م ْ قب ْرِ وَ َ ال َ
ح
صّر َ قد ْ َ الحاديث النفة الذكر ....وقال بعد حديث البراء الطويل :فَ َ
َ ضَل ِ َ
ن ن ِفي أ ّ ذا ب َي ّ ٌ عهِ وَهَ َ فأ ْ خت َِل ِ سد ِ وَِبا ْ ج َ ح إَلى ال ْ َ عاد َةِ الّرو ِ ث ب ِإ ِ َ دي ُ ح ِ ال ْ َ
253
ث ال ْب ََراءِ ِفي دي ِ ح ِ ل َ مث ْ ُ ن .وَقَد ْ ُروِيَ ِ معَي ْ ِ جت َ ِ م ْ ن ُ ح ََوال ْب َد َ ِ ب ع َلى الّرو ِ
َ ذا َ ال ْعَ َ
َ سأل َةِ َوالن ِّعيم ِ َوال ْعَ َ
ه ِفي ديث ُ ُ ح ِ ب َرَواه ُ أُبو هَُري َْرة َ وَ َ ذا ِ م ْ ح َوال ْ َ ض الّرو ِ قَب ْ ِ
َ َ
ح ن الّرو َ من َْها :أ ّ مِ : ن ال ْعِل ْ ُ م ْ واع ٌ ِ ث أن ْ َ دي ِ ح ِ ذا ال ْ َ في هَ َ ه .فَ ِ سن َد ِ وَغ َي ْرِ ِ م ْ ال ْ ُ
َ
ل صعَد ُ وَت َن ْزِ ُ ْ ن ؛ وَأن َّها ت َ مي َ مت َك َل ّ ِ ل ال ْ ُ ضّل ِ خَلًفا ل ِ ُ ن؛ ِ فاَرقَةِ ال ْب َد َ ِ م َ قى ب َعْد َ ُ ت َب ْ َ
ل فَينعم أوَ َ َ َ
سأ ُ ُ َ ّ ْ ُ ْ ت يُ ْ مي ّ َ ن ال ْ َ ن وَأ ّ فةِ ؛ وَأن َّها ت َُعاد ُ إَلى ال ْب َد َ ِ س َ فَل ِ ل ال ْ َ ِ ضّل خَلًفا ل ِ ُ ِ
َ َ َ َ
ه
ئ ي َأِتي ِ سي ّ َ ح أوْ ال ّ صال ِ َ ه ال ّ مل َ ُ ن عَ َ ل وَِفيهِ أ ّ ؤا ِ س َ ل ال ّ ه أهْ ُ ل ع َن ْ ُ سأ َ ما َ ب كَ َ ي ُعَذ ّ ُ
َ
حة ٍ . سن َةٍ أوْ قَِبي َ ح َ صوَرةٍ َ ِفي ُ
ضَل ِ َ خت َِل ُ
عهِ وَغ َي ُْر فأ ْ ث ِفيهِ ا ْ دي ُ ح ِ ذا ال ْ َ وقال تعليقا على حديث آخر :وَهَ َ
ك مما يبي َ
ب. ه ي ُعَذ ّ ُ س ُ ف َ ن نَ ْ ن ال ْب َد َ َ نأ ّ ذ َل ِ َ ِ ّ ُ َ ّ ُ
َ قد ْ أ َ ْ
ذي ِفي ن ال ّ ِ معَ ال ْب َد َ ِ م َ ح ت ُن َعّ ُ ن الّرو َ صأ ّ صو ُ ت هَذ ِهِ الن ّ ُ خب ََر ْ ثم قال " :فَ َ
ذا حقّ .وَهَ َ ما َ ها وَك َِلهُ َ حد َ َ جن ّةِ وَ ْ م ِفي ال ْ َ ما ت ُن َعّ ُ ه -وَإ ِن ّ َ شاَء الل ّ ُ ذا َ قب ْرِ -إ َ ال ْ َ
مام ّ صائ ِهِ ِ ق َ ست ِ ْ نا ْ ت عَ ْ ذا ال ْوَقْ ُ ضيقُ هَ َ ما ي َ ِ ث َواْلَثارِ َ حاِدي ِ ن اْل َ َ م ْ ب ِفيهِ ِ ال َْبا ُ
يبي َ
ما ك -كَ َ ه ذ َل ِ َ شاَء الل ّ ُ ذا َ ب-إ َ م وَت ُعَذ ّ ُ قُبورِ ت ُن َعّ ُ ن ال ِّتي ِفي ال ْ ُ دا َ ن اْل َب ْ َ نأ ّ َُّ ُ
َ ْ َ ْ َ
مَر ذا أ َ ة .وَل ِهَ َ معَذ ّب َ ٌ ة وَ ُ م ٌ من َعّ َ ن وَ ُ فاَرقَةِ الب َد َ ِ م َ ة ب َعْد َ ُ ح َباقِي َ ٌ ن الْرَوا َ شاُء وَأ ّ يَ َ
َ
ن
كا َ ه َ ن } أن ّ ُ سن َ ِ ح َوال ّ ِ حي ص ِ ت ِفي ال ّ ما ث َب َ َ موَْتى ك َ َ سَلم ِ ع ََلى ال ْ َ ي ِ بال ّ الن ّب ِ ّ
َ َ َ
ن م َ ل الد َّيارِ ِ
ْ م ع ََلى أهْ ِ سل َ ُ قوُلوا :ال ّ ن يَ ُ قُبوَر أ ْ ذا َزاُروا ال ْ ُ هإ َ حاب َ ُ ص َ مأ ْ ي ُعَل ّ ُ
ن وَإ ِّنا ري َ خ ِ ست َأ ِ م ْ مّنا َوال ْ ُ ن ِ مي َ قد ِ ِ ست َ ْ م ْ ه ال ْ ُ م الل ّ ُ ح ُ ن وَي َْر َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن َوال ْ ُ مِني َ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
حّتى ك َ س ذ َل ِ َ ن الّنا ِ م َ ف ل ِك َِثيرِ ِ ش َ ن «.وَقَد ِ ان ْك َ َ قو َ ح ُ م ل َل َ ِ ه ب ِك ُ ْ شاَء الل ّ ُ ن َ إِ ْ
َ
ن ِفي م ي ُعَذ ُّبو َ م ب ِعُُيون ِهِ ْ م وََرأوْهُ ْ ن ِفي قُُبورِه ِ ْ معَذ ِّبي َ ت ال ْ ُ صو ْ َ مُعوا َ س ِ َ
َ ُ َ َ َ َ َ
ما ع َلى دائ ِ ً ن َ ن ي َكو َ ب ذ َل ِك أ ْ ج ُ ن ل يَ ِ معُْروفَةٍ ،وَلك ِ ْ م ِفي آَثارٍ كِثيَرةٍ َ قُُبورِه ِ ْ
َ
ل .وَِفي حا ٍ ن َ دو َ ل ُ حا ٍ ن ِفي َ كو َ ن يَ ُ جوُز أ ْ ل يَ ُ ت ؛ بَ ْ ل وَقْ ٍ ن ِفي ك ُ ّ ال ْب َد َ ِ
ك قَت َْلى ب َد ْرٍ ث َل ًَثا ل الل ّهِ - -ت ََر َ سو َ حيحين ع َن أ َنس بن مال ِ َ
ن َر ُ كأ ّ ْ َ ِ ْ ِ َ ٍ صَ ِ َ ْ ِ ال ّ
ُ َ
ن
ة بْ َ مي ّ َ شام ٍ َيا أ َ ن هِ َ ل بْ َ جه ْ ِ ل » َيا أَبا َ قا َ م فَ َ داهُ ْ م فََنا َ م ع َل َي ْهِ ْ قا َ م فَ َ م أَتاهُ ْ ثُ ّ
َ
مما وَع َد َ َرب ّك ُ ْ م َ جد ْت ُ ْ س قَد ْ وَ َ ة أل َي ْ َ ن َرِبيعَ َ ة بْ َ شي ْب َ َ ة َيا َ ن َرِبيعَ َ ة بْ َ ف َيا ع ُت ْب َ َ خل َ ٍ َ
ى - - ل الن ّب ِ ّ مُر قَوْ َ معَ ع ُ َ س ِ قا « .فَ َ ح ّ ما وَع َد َِنى َرّبى َ ت َ جد ْ ُ قا فَإ ِّنى قَد ْ وَ َ ح ّ َ
ّ فوا َقا َ َ َ ّ
ذى ل » َوال ِ جي ّ ُ جيُبوا وَقَد ْ َ مُعوا وَأّنى ي ُ ِ س َ ف يَ ْ ل اللهِ كي ْ َ سو َ ل َيا َر ُ قا َ فَ َ
َ َ َ َ
جيُبوا ن يُ ِ نأ ْ قد ُِرو َ م ل َ يَ ْ م وَل َك ِن ّهُ ْ من ْهُ ْ ل ِ ما أُقو ُ معَ ل ِ َ س َ م ب ِأ ْ ما أن ْت ُ ْ سى ب ِي َد ِهِ َ ف ِ نَ ْ
َ ْ ُ َ
جاه ُ ِفي خَر َ ب ب َد ٍْر.وَقَد ْ أ ْ قوا ِفى قَِلي ِ حُبوا فَأل ُ س ِ م فَ ُ مَر ب ِهِ ْ مأ َ « .ث ُ ّ
ي ع ََلى ف الن ّب ِ ّ ل :وَقَ َ ما َ ،قا َ ه ع َن ْهُ َ ي الل ّ ُ ض َ مَر َر ِ ن عُ َ ن اب ْ ِ ن عَ ِ حي ْ ِ حي َ ص ِ ال ّ
ن
م ال َ ل " :إ ِن ّهُ ُ م َقا َ قا " ث ُ ّ ح ّ م َ ما وَع َد َ َرب ّك ُ ْ م َ جد ْت ُ ْ ل وَ َ ل " :هَ ْ قا َ ب ب َد ْرٍ فَ َ قَِلي ِ
َ
ي ": ل الن ّب ِ ّ ما َقا َ ت :إ ِن ّ َ قال َ ْ ة ،فَ َ ش َ ل " ،فَذ ُك َِر ل َِعائ ِ َ ما أُقو ُ ن َ مُعو َ س َ يَ ْ
َ َ َ
ك لَ ت إ ِن ّ َ م قََرأ ْ حقّ " ث ُ ّ م هُوَ ال َ ل ل َهُ ْ ت أُقو ُ ذي ك ُن ْ ُ ن ال ّ ِ نأ ّ مو َ ن ل َي َعْل َ ُ م ال َ إ ِن ّهُ ُ
َ
ة. ت الي َ َ حّتى قََرأ ْ موَْتى َ معُ ال َ س ِ تُ ْ
َ وَأ َهْ ُ
ن س َواب ْ ُ ما َرَواه ُ أن َ ٌ حة ِ َ ص ّ قوا ع ََلى ِ ف ُ سن ّةِ :ات ّ َ ث َوال ّ دي ِ ح ِ ل ال ْعِل ْم ِ ِبال ْ َ
ة وَأ َُبو ح َ ن أِبي ط َل ْ َ
ك عَ َ
ْ سا َرَوى ذ َل ِ َ ن أن َ ً
شهدا بدرا فَإ َ
ِ ّ م يَ ْ َ َ َ ْ ً كاَنا ل َ ْ ن َ مَر وَإ ِ ْ عُ َ
َ َ
ن أِبى س عَ ْ ن أن َ ٍ حه ِ ع َ ْ حي ِ ص ِ ما َرَوى البخاري ِفي َ شهِد َ ب َد ًْرا .ك َ َ ة َ ح َ ط َل ْ َ
َ َ ط َل ْح َ َ
صَناِديدِ ن َ م ْ جل ً ِ ن َر ُ ري َ ش ِ ع ْ م ب َد ْرٍ ب ِأْرب َعَةٍ وَ ِ مَر ي َوْ َ ى الل ّهِ - -أ َ ّ ن ن َب ِ ةأ ّ َ
َ ث ،وَ َ ْ َ َ
ذا ظهََر ن إِ َ كا َ خب ِ ٍ م ْ ث ُ خِبي ٍ واِء ب َد ْرٍ َ ن أط َ م ْ قذ ُِفوا ِفى طوِىّ ِ ش فَ ُ قَُري ْ ٍ
254
َ َ
مَر ث،أ َ م الّثال ِ َ ن ب ِب َد ْرٍ ال ْي َوْ َ كا َ ما َ ل ،فَل َ ّ ث ل ََيا ٍ صةِ ث َل َ َ م ِبال ْعَْر َ ع ََلى قَوْم ٍ أَقا َ
شى واتبع َ
ما ن َُرى ه وََقاُلوا َ حاب ُ ُ ص َ هأ ْ َ ََّ ُ م َ م َ حل َُها ،ث ُ ّ شد ّ ع َل َي َْها َر ْ حل َت ِهِ فَ ُ ب َِرا ِ
م
ل ي َُناِديهِ ْ جعَ َ ى ،فَ َ فةِ الّرك ِ ّ ش َ م ع ََلى َ حّتى َقا َ جت ِهِ َ ، حا َ ض َ ي َن َْطل ِقُ إ ِل ّ ل ِب َ َعْ ِ
َ
ن، ن فُل َ ٍ ن بْ َ ن ،وََيا فُل َ ُ ن فُل َ ٍ ن بْ َ م » َيا فُل َ ُ ماِء آَبائ ِهِ ْ س َ م وَأ ْ مائ ِهِ ْ س َ ب ِأ ْ
َ َ َ
قا ، ح ّ ما وَع َد ََنا َرب َّنا َ جد َْنا َ ه فَإ ِّنا قَد ْ وَ َ سول َ ُ ه وََر ُ م الل ّ َ م أط َعْت ُ ُ م أن ّك ُ ْ سّرك ُ ْ أي َ ُ
ما ل الل ّهِ َ ، سو َ مُر َيا َر ُ ل عُ َ قا َ ل فَ َ قا « َ .قا َ ح ّ م َ ما وَع َد َ َرب ّك ُ ْ م َ جد ْت ُ ْ ل وَ َ فَهَ ْ
َ تك َل ّم م َ
س
ف ُ ذى ن َ ْ ل الل ّهِ َ » - -وال ّ ِ سو ُ ل َر ُ قا َ ح ل ََها فَ َ ساد ٍ ل َ أْرَوا َ ج َ نأ ْ ُ ُ ِ ْ
َ َ َ َ
م الل ّ ُ
ه حَياهُ ُ ل قََتاد َة ُ أ ْ م « َ .قا َ من ْهُ ْ ل ِ ما أُقو ُ معَ ل ِ َ س َ م ب ِأ ْ ما أن ْت ُ ْ مد ٍ ب ِي َد ِهِ َ ، ح ّ م َ ُ
َ َ
ما سَرة ً وَن َد َ ً ح ْ ة وَ َ م ً قي َ صِغيًرا وَن َ ِ خا وَت َ ْ ه ت َوِْبي ً م قَوْل ُ معَهُ ْ س َ حّتى أ ْ َ
َ مَثا َ َ َ َ َ َ َ َ
ن
ح عَ ْ حي ُ ص ِ ص ال ّ ل ذ َل ِك َ .والن ّ ّ تأ ْ ما ت َأوّل ْ
َ
هك َ ما ذ َكَرت ْ ُ
ْ
ت ِفي َ ة ت َأوّل ْ ش ُ عائ ِ َ وَ َ
َ
س ِفي حاب ِهِ وَغ َي ْرِهِ وَل َي ْ َ ص َ نأ ْ م ْ ل ِ ن ت َأوّ َ م ْ ل َ م ع ََلى ت َأِوي ِ قد ّ ٌ م َ ي ُ الن ّب ِ ّ
َ
ه
ما أَراد َ ب ِ ِ موَْتى { إن ّ َ معُ ال ْ َ س ِ ك َل ت ُ ْ ه } :إن ّ َ ن قَوْل َ ُ ك فَإ ِ ّ في ذ َل ِ َ ما ي َن ْ ِ ن َ قْرآ ِ ال ْ ُ
فاُر فارِ َوال ْك ُ ّ ب ل ِل ْك ُ ّ ضرِ َ ل ُ مث َ ٌ ذا َ ن هَ َ ه فَإ ِ ّ حب َ ُ صا ِ فعُ َ ذي ي َن ْ َ معَْتاد َ ال ّ ِ ماع َ ال ْ ُ س َ ال ّ
ل ت ََعاَلى : ما َقا َ قهِ َوات َّباٍع ك َ َ ف ْ ل بِ ِ ماع َ قَُبو ٍ س َ معُ َ س َ ن َل ت َ ْ ت ل َك ِ ْ صو ْ َ معُ ال ّ س َ تَ ْ
مص ّ داء ُ عاء وَن ِ َ معُ إ ِل ّ د ُ َ س َ ما ل َ ي َ ْ ذي ي َن ْعِقُ ب ِ َ ل ال ّ ِ مث َ ِ فُروا ْ ك َ َ ن كَ َ ذي َ ل ال ّ ِ مث َ ُ }وَ َ
ن
ذي َ موَْتى ال ّ ِ ذا ال ْ َ ن { ) (171سورة البقرة .فَهَك َ َ قُلو َ م ل َ ي َعْ ِ ي فَهُ ْ م ٌ م عُ ْ ب ُك ْ ٌ
َ َ
واعَ معَْتاد ِ أن ْ َ ماِع ال ْ ُ س َ ميعُ ال ّ ج ِ م َ فى ع َن ْهُ ْ ن ي ُن ْ َ بأ ْ ج ُ ل َل ي َ ِ مث َ َ م ال ْ َ ب ل َهُ ْ ضَر َ َ
ماعُ س َ م ال ّ فى ع َن ْهُ ْ ل قَد ْ ان ْت َ َ فارِ ؛ ب َ ْ ن الك ّ ُ ْ ف ذ َل ِ َ َ َ
عَ ِ َ
ك م ي ُن ْ َ ما ل ْ ماِع ك َ س َ ال ّ
ت ِفي م .وَقَد ْ ث َب َ َ فى ع َن ْهُ ْ خُر فََل ي ُن ْ َ ماع ٌ آ َ س َ ما َ ن ب ِهِ وَأ ّ فُعو َ ذي ي َن ْت َ ِ معَْتاد ُ ال ّ ِ ال ْ ُ
َ
ن فَهَ َ
ذا ري َ مد ْب ِ ِ وا ُ ذا وَل ّ ْ مإ َ فقَ ن َِعال ِهِ ْ خ ْ معُ َ س َ ت يَ ْ مي ّ َ ن ال ْ َ ما أ ّ ن وَغ َي ْرِه ِ َ حي ْ ِ حي َ ص ِ ال ّ
ت ِفي مي ّ َ ن ال ْ َ ل:إ ّ ن َقا َ م ْ ماِء َ ن ال ْعُل َ َ م ْ ك ؟ .وَ ِ ف ي َد ْفَعُ ذ َل ِ َ ذا فَك َي ْ َ وافِقٌ ل ِهَ َ م َ ُ
نقْرآ ِ ن ال ُْ م َ ت ب ِهِ ِ ّ
ست َد َل ْ ة َ .وا ْ ش ُ عائ ِ َ ت َ ما َقال ْ َ مي ًّتا ك َ َ م َ دا َ ما َ معُ َ س َ قَب ْرِهِ ل ي َ ْ َ
َ وأ َما إ َ َ
نه .وَإ ِ ْ ه لَ ُ م الل ّ ُ حَياهُ ْ ل قتادة :أ ْ ما َقا َ معُ ك َ َ س َ ه يَ ْ ه فَإ ِن ّ ُ حَياه ُ الل ّ ُ ذا أ ْ َ ّ
ن وَلَ ج ّ ة َوال ِْ َ
ملئ ِك َ َ ْ
ن ل ن ََرى ال َ َ ح ُ ما ن َ ْ َ
ن ب َِها ك َ مُعو َ س َ حَياة ُ ل ي َ ْ َ ك ال َ ْ ت ت ِل َ ْ كان َ ْ َ
ب ما ِفي قَل ْ ِ ن َ سا ُ م اْل ِن ْ َ ما َل ي َعْل َ ُ مهِ وَك َ َ مَنا ِ ت ِفي َ مي ّ ُ س ب ِهِ ال ْ َ ح ّ ما ي ُ ِ م َ ن َعْل َ ُ
كم َ
ه". 569 ه ع َل َي ْ ِ ه الل ّ ُ ن أط ْل َعَ ُ م ذ َل ِ َ َ ْ ن قَد ْ ي َعْل َ ُ كا َ ن َ خرِ وَإ ِ ْ اْل َ
ـــــــــــــــ
255
ث الثاني والثلثون
المبح ُ
من ل يسأل في القبر وما ينجي من عذاب القبر
َ ع َن رجل م َ
ل ما َبا ُ ل الل ّهِ َ سو َ ل َيا َر ُ جل ً َقا َ ن َر ُ ى - -أ ّ ب الن ّب ِ ّ حا ِ ص َ نأ ْ ْ َ ُ ٍ ِ ْ
ف سُيو ِ فى ب َِبارِقَةِ ال ّ ل » كَ َ شِهيد َ َقا َ م إ ِل ّ ال ّ ن ِفى قُُبورِه ِ ْ فت َُنو َ ن يُ ْ مِني َ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
ْ
570
ة « .أخرجه النسائي سهِ فِت ْن َ ً ع ََلى َرأ ِ
قال المناوي في فيض القدير) ( 6248) :كفى ببارقة السيوف( أي
بلمعانها قال الراغب :البارقة لمعان السيف )على رأسه( يعني الشهيد
)فتنة( فل يفتن في قبره ول يسأل إذ لو كان فيه نفاق لفّر عند التقاء
الجمعين فلما ربط نفسه لّله في سبيله ظهر صدق ما في ضميره
وظاهره اختصاص ذلك بشهيد المعركة لكن أخبار الرباط تؤذن بالتعميم
.
>تنبيه< قال القرطبي :إذا كان الشهيد ل يفتن فالصديق أجل قدرا ً
وأعظم أجرا ً فهو أحرى أن ل يفتن لنه المقدم في التنزيل على
الشهداء }أولئك الذين أنعم الّله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء{ وقد جاء في المرابط الذي هو أقل رتبة من الشهيد أنه ل
يفتن فكيف بمن هو أعلى منه وهو الشهيد.
ط ي َوْم ٍ وَل َي ْل َ ٍ
ة ل » رَِبا ُ قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ ل َ ن َقا َ ما َ سل ْ َ ن َ وع َ ِ
مل ُ ُ
ه ن ي َعْ َ كا َ ذى َ ه ال ّ ِ مل ُ ُ
جَرى ع َل َي ْهِ ع َ َ ت َ ما َ ن َ مهِ وَإ ِ ْ شهْرٍ وَقَِيا ِ صَيام ِ َ ن ِ م ْ خي ٌْر ِ َ
ن ال ْ َ َ ُ
جرِىَ ع َل َي ْهِ رِْزقُ ُ
571
ن « .أخرجه مسلم فّتا َ م َه وَأ ِ وَأ ْ
وته م ْ مله ب َْعد َ جَرَيان ع َ َ ط ،وَ َ مَراب ِ ِ ظاه َِرة ل ِل ْ ُ ضيَلة َ قال النووي :هَذ ِهِ فَ ِ
َ صة ب ِهِ َ ،ل ي ُ َ
حد. ه ِفيَها أ َ شاِرك ُ خت َ ّ م ْ ضيَلة ُ فَ ِ
طا ِفى مَراب ِ ً ل الل ّهِ َ - -قا َ َ
ت ُ ما َ ن َ م ْ ل» َ سو ِ ن َر ُ ن أِبى هَُري َْرة َ ع َ ْ وع َ ِ
َ َ َ
جَرى ع َل َي ْ ِ
ه ل وَأ ْ م ُن ي َعْ َ كا َذى َ ح ال ّ ِ صال ِ ِ مل ِهِ ال ّ جَر ع َ َ جَرى ع َل َي ْهِ أ ْ ل الل ّهِ أ ْ سِبي ِ َ
ن ال ْ َ َ
ع «.أخرجه ابن فَز ِ م َ مًنا ِ مة ِ آ ِ قَيا َم ال ْ ِ ه ي َوْ َ ه الل ّ ُ ن وَب َعَث َ ُ فّتا ِ ن ال ْ َ م َ ن ِ م َ ه وَأ ِ رِْزقَ ُ
572
ماجه
جعَْنا ت َل َ ّ ُ وع َ َ
قاَنا ما َر َ جَناَزت ِهِ فَل َ ّج بِ ِ خرِ َ ح فَأ ْ صال ِ ٌل َ ج ٌت َر ُ ما َ ل َ حاقَ َقا َ س َ ن أِبى إ ِ ْ ْ
قال َ َ
ةف َ حب َ ٌص ْ ه ُ َ
تل ُ َ َ
ما قد ْ كان َ ْ َ
صَرد ٍ وَك ِلهُ َ ن ُ ن بْ ُ ما ُ سلي ْ ََ ة وَ ُ َ ُ
ن ع ُْرفط َ خال ِد ُ ب ْ ُ َ
َ َ ْ ه َ َ
شوا ع َلي ْهِ خ ُ م َ ن وَأن ّهُ ْ ن ب ِهِ ب َط ٌ كا َ ح فَذ َك َُروا أن ّ ُ صال ِ ِ ل ال ّ ج ِ ذا الّر ُ موَنا ب ِهَ َ قت ُ ُ سب َ َْ
ّ َ َ َ َ
ل اللهِ - سو َ ت َر ُ معْ َ س ِ ما َ لأ َ قا َ حب ِهِ فَ َ صا ِما إ ِلى َ حد ُهُ َ ل -فَن َظَر أ َ حّر َ -قا َ ال ْ َ
فى قَب ْرِهِ « أخرجه ابن أحمد م ي ُعَذ ّ ْه لَ ْ ه ب َط ْن ُ ُ ن قَت َل َ ُ قو ُ - يَ ُ
573
ب ِ م ْ ل» َ
المراد به الستسقاء ،وقيل :السهال ،وقيل غير ذلك.
258
شام ع َ َ
ه
ن أِبي ِ ن هِ َ ٍ ْ والمستجير بالله تعالى يوقى عذاب القبر وفتنته ،فعَ ْ
ة
ن فِت ْن َ ِ م ْ ك ِ عوذ ُ ب ِ َ م إ ِّنى أ َ ُ ن ي َت َعَوّذ ُ » الل ّهُ ّ كا َ ىَ - - ّ ن الن ّب ِ خال َت ِهِ أ ّ
َ ن َ عَ ْ
ب ن عَ َ عوذ ُ ب ِ َ َ ْ عوذ ُ ب ِ َ َ ن عَ َ
ذا ِ م ْ ك ِ قب ْرِ ،وَأ ُ ن فِت ْن َةِ ال َ م ْ ك ِ ب الّنارِ ،وَأ ُ ذا ِ م ْ الّنارِ وَ ِ
عوذ ُ ب ِ َ
ك َ
قرِ ،وَأ ُ ف ْ ن فِت ْن َةِ ال ْ َ عوذ ُ ب ِ َ َ
ن فِت ْن َةِ ال ْغَِنى ،وَأ ُ عوذ ُ ب ِ َ َ ال ْ َ
م ْ ك ِ م ْ ك ِ قب ْرِ ،وَأ ُ
ل « .582 جا ِ ح الد ّ ّ سي ِ م ِ ن فِت ْن َةِ ال ْ َ م ْ ِ
م
ل :اللهُ ّ ّ قو ُ ل اللهِ ي َ ُ ّ سو ُ ن َر ُ كا َ تَ : َ
ه ع َن َْها َ ،قال ْ ّ
ي الل ُ ض َ ة َر ِ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
قب ْرِ ، ن فِت ْن َةِ ال ْ َ عوذ ُ ب ِ َ َ ن فِت ْن َةِ الّنارِ ،وَع َ َ عوذ ُ ب ِ َ َ
م ْ ك ِ ب الّنارِ ،وَأ ُ ذا ِ م ْ ك ِ إ ِّني أ ُ
شّر فِت ْن َةِ ال ْ َ َ
قرِ ، ف ْ ن َ م ْ شّر فِت ْن َةِ ال ْغَِنى ،وَ ِ ن َ م ْ ك ِ عوذ ُ ب ِ َ قب ْرِ ،وَأ ُ ب ال ْ َ ذا ِ وَع َ َ
ماِء طاَيايَ ب ِ َ خ َ ل َ س ْ م اغ ْ ِ ل ،الل ّهُ ّ جا ِ ح الد ّ ّ ِ سي م ِ شّر فِت ْن َةِ ال ْ َ ن َ م ْ ك ِ عوذ ُ ب ِ َ وَأ َ ُ
َ خ َ ج َوال ْب ََرد ِ ،وَن َ ّ ْ
س، ن الد ّن َ ِ م َ ض ِ ب الب ْي َ َ ت الث ّوْ َ قي ْ َ ما ن َ ّ طاَيايَ ك َ َ ن َ م ْ قِني ِ الث ّل ِ
ب ،الل ّهُ ّ
م مغْرِ ِ ق َوال ْ َ شرِ ِ م ْ ن ال ْ َ ت ب َي ْ َ ما َباع َد ْ َ طاَيايَ ك َ َ خ َ ن َ عد ْ ب َي ِْني وَب َي ْ َ وََبا ِ
ْ َ
مأث َم ِ َ ،وال ْ َ ل َ ،وال ْهَِرم ِ َ ،وال ْ َ ن ال ْك َ َ عوذ ُ ب ِ َ
583
مغَْرم ِ " س ِ م َ ك ِ إ ِّني أ ُ
َ َ
ل: قا َ ل فَ َ ج ٍ صّلى ع ََلى َر ُ َ ي ، أن ّ ُ
ه ّ ن الن ّب ِ ِ قِع ،ع َ س َ ن ال ْ ِ ة بْ ن َواث ِل َ َ وع َ ْ
َ
ة
ن فِت ْن َ ِ م ْ عذ ْه ُ ِ ك فَأ ِ وارِ َ ج َ ل ِ حب ْ ِ ك ،وَ َ مت ِ َ ن ِفي ذ ِ ّ ن فُل َ ٍ ن بْ َ ن فُل َ َ م إِ ّ الل ّهُ ّ
َ َ
هم ُ ح ْ ه َواْر َ فْر ل َ ُ م َفاغ ْ ِ حقّ ،الل ّهُ ّ ل ال ْوََفاِء َوال ْ َ ت أهْ ُ ب الّنارِ ،أن ْ َ ذا ِ قب ْرِ ،وَع َ َ ال ْ َ
584
م. ت ال ْغَ ُ إن َ َ
حي ُ فوُر الّر ِ ك أن ْ َ ِّ
َ
ن
م إِ ّ ب ل َك ُ ْ ج ْ ست َ ِ عوِني أ ْ م اد ْ ُ ل َرب ّك ُ ُ والدليل أيضا ً قول الله تعالى } :وََقا َ
ن{ ) (60سورة ري َ خ ِ دا ِ م َ جهَن ّ َ ن َ خُلو َ سي َد ْ ُ عَباد َِتي َ ن ِ ن عَ ْ ست َك ْب ُِرو َ ن يَ ْ ذي َ ال ّ ِ
غافر
َ َ
عو سل ِم ٍ ي َد ْ ُ م ْ ن ُ م ْ ما ِ لَ : ي َ قا َ ن الن ّب ِ ّ ه،أ ّ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ سِعيد ٍ َر ِ ن أِبي َ وع َ ْ
حم إ ِل ّ أع ْ َ َ ْ
ما ث :إِ ّ دى َثل ٍ ح َ طاه ُ إ ِ ْ ٍ ة َر ِ طيعَ ُ م َ ،ول قَ ِ مأث َ ٌ س ِفيَها َ ه ب ِد َع ْوَةٍ ل َي ْ َ الل ّ َ
خَر ل َ ُ
ه مث ْل ََها ،أ َوْ ي َد ّ ِ سوِء ِ ن ال ّ م َ ه ِ ف ع َن ْ ُ صرِ َ ه ،أوْ ي َ ْ
َ
ه د َع ْوَت َ ُ ب لَ ُ جي َ ست َ ِ ن يَ ْ أ ْ
َ
585
ه أ َك ْث َُر " ل :الل ّ ُ ذا ن ُك ْث ُِر َ ،قا َ ل الل ّهِ ،إ ِ ً سو َ مث ْل ََها َ ،قاُلوا َ :يا َر ُ جرِ ِ ن ال َ ْ م َ ِ
ل الل ّهِ - - سو َ َ َ
ن َر ُ مأ ّ حد ّث َهُ ْ ت َ م ِ صا ِ ن ال ّ ن ع َُباد َة َ ب ْ َ في ْرٍ أ ّ ن نُ َ جب َي ْرِ ب ْ ِ ن ُ وع َ ْ
ها أوَ ّ ّ َ َ
ه إ ِّيا َ ْ ه ب ِد َع ْوَةٍ إ ِل ّ آَتاه ُ الل ُ عو الل َ م ي َد ْ ُ سل ِ ٌ م ْ ض ُ ما ع َلى الْر ِ ل» َ َقا َ
َ ْ
لقا َ حم ٍ « .فَ َ طيعَةِ َر ِ مأث َم ٍ أوْ قَ ِ م ي َد ْع ُ ب ِ َ ما ل َ ْ مث ْل ََها َ سوِء ِ ن ال ّ م َ ه ِ ف ع َن ْ ُ صَر َ َ
586
ه أكثُر «. َ ْ َ ّ َ َ ْ ً ْ ٌ
قوْم ِ إ ِذا ن ُكث َِر .قال » الل ُ ن ال َ م َ جل ِ َر ُ
ــــــــــــــ
259
ث الثالث والثلثون
المبح ُ
الترهيب من النياحة على الميت وغيرها
ل» ى َ - -قا َ ّ ن الن ّب ِِ ن أ َِبيهِ -رضى الله عنهما -ع َ مَر ع َ ْن عُ َ ن اب ْ ِ عَ ِ
َ
ن
ن أِبى ب ُْرد َة َ ع َ ْ ح ع َل َي ْهِ « وفي رواية ع َ ْ ما ِني َ ب ِفى قَب ْرِهِ ب ِ َ ت ي ُعَذ ّ ُ مي ّ ُ ال ْ َ
ُ أ َِبيهِ َقا َ
قو ُ
ل ب يَ ُصهَي ْ ٌل ُ جعَ َ مُر -رضى الله عنه َ - ب عُ َ صي َ ما أ ِ ل :لَ ّ
َ َ َواأ َ َ
بت ل َي ُعَذ ّ ُ ن ال ْ َ
مي ّ َ ل » إِ ّ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ
تأ ّ م َ ما ع َل ِ ْ مُر أ َ ل عُ َ قا َ خاه ُ .فَ َ
587
ى « رواه البخاري ومسلم ح ّكاِء ال ْ َ ب ِب ُ َ
اختلف أهل العلم في معناه ،فقال بعضهم :هو منسوخ ،إذ ل تزر وازرة
وزر أخرى .وقال آخرون :ليس منسوخا ً وحملوه على ما إذا أوصاهم
بذلك.وقال آخرون :معناه يتألم من فعلهم لن البكاء ل يرد القدر.
اختلف أهل العلم في معناه ،فقال بعضهم :هو منسوخ ،إذ ل تزر وازرة
وزر أخرى .وقال آخرون :ليس منسوخا ً وحملوه على ما إذا أوصاهم
بذلك.وقال آخرون :معناه يتألم من فعلهم لن البكاء ل يرد القدر.
وقال ابن بطال رحمه الله في شرح البخاري :
اختلف أهل العلم فى معنى قوله » : - -يعذب الميت ببكاء أهله
عليه « ،فقالت طائفة :معناه أن يوصى بذلك الميت ،فيعذب حينئذ
بفعل نفسه ل بفعل غيره ،وإليه ذهب البخارى فى قوله :إذا كان النوح
من سنته ،يعنى أن يوصى بذلك ،وهو قول أهل الظاهر ،وأنكروا قول
عائشة ،وأخذوا بحديث عمر ،وابن عمر ،والمغيرة أن الميت يعذب بما
نيح.
وقال آخرون :معناه أن يمدح الميت فى ذلك البكاء بما كان يمدح به
أهل الجاهلية من الفتكات والغارات والقدرة على الظلم ،وغير ذلك
من الفعال التى هى عند الله ذنوب ،فهم يبكون لفقدها ويمدحونه بها،
وهو يعذب من أجلها.
وقال آخرون :معناه أن الميت ليعذب ويحزن ببكاء أهله عليه ،ويسوؤه
ة حين ذكر رسول الله - - إتيان ما يكره ربه ،واحتجوا بحديث قَي ْل َ َ
ما ،فقاتل ت ثم قلت :والله يا رسول الله ،لقد ولدته حرا ً أنها قالت :بكي ُ
معك يوم الربذة ،ثم ذهب يمترى لى من خيبر فأصابته حمى فمات.
فقال » : - -لو لم تكونى مسكينة لجررناك اليوم على وجهك،
ة فى الدنيا معروًفا ،حتى إذا أُتغلب إحداكن على أن تصاحب صويحب َ
حال بينه وبينه من هو أولى به ،استرجع ،فقال :رب أثبنى بما أمضيت،
وأعنى على ما أبقيت ،والذى نفس محمد بيده ،إن إحداكن لتبكى
فتستعين إليه صويحبة ،فيا عباد الله ،ل تعذبوا أمواتكم « .
قال الطبرى :والدليل على أن بكاء الحى على الميت تعذيب من الحى
له ،ل تعذيب من الله ما رواه عوف عن جلس بن عمرو ،عن أبى
261
ي ، عن الن ّب ِ ّ ن أ َِبيهِ َ ، شعَرِيّ ،ع َ ْ سى ال َ ْ مو َ ن أِبي ُ
وع َن موسى ب َ
ْ ِ ْ ُ َ
مان َِعاهُ داه ُ َوا َ ض َ ت َ :واع َ ُ ذا َقال ْ َ ي ،فَإ ِ َ ح ّ ْ
ب ب ِب ُكاِء ال َ َ ت لي ُعَذ ّ ُ َ مي ّ َ ن ال َ ْ ل »:إ ِ ّ َقا َ
َ َ َ َ
ت، سيَها أن ْ َ كا ِ ت،أ َ ها أن ْ َ صُر َ ل أَنا ِ قي َ ت ،فَ ِ مي ّ ُ ذا ال ْ َ حب ّ َ سَياه ُ َ كا ِ صَراه ُ َوا َ َواَنا ِ
َ أَ َ
ل َ :ول ج ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ّ ُ ن الل ّهِ َ ،قا َ حا َ سب ْ َ تُ : قل ْ ُ ل :فَ ُ ت ؟ َقا َ ها أن ْ َ ضد ُ َ عا ِ
ن ك ،عَ َ حد ّث ُ َ ل :ويح َ ُ قا َ خَرى ،فَ َ ت َزُِر َوازَِرة ٌ وِْزَر أ ُ ْ
سى ،ع َ ْ مو َ ن أِبي ُ ْ ك،أ َ َْ َ
َ
ت ع ََلى أ َِبي ما ك َذ َب ْ ُ والل ّهِ َ ب فَ َ ذا ؟ فَأي َّنا ك َذ َ َ ل هَ َ قو ُ ل الل ّهِ ، وَت َ ُ سو ِ َر ُ
سو ِ ّ َ
ل اللهِ « رواه الحاكم سى ع ََلى َر ُ ما ك َذ َ َ
589
مو َ ب أُبو ُ سى ،وَ َ مو َ ُ
ن م َ ة ِ ل اللهِ َ »: ثلث َ ٌ ّ سو ُ ل َر ُ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ :قا َ
ة َ ،والط ّعْ ُ شقّ ال ْ َ فرِ ِبالّلهَ : ال ْك ُ ْ
590
ب « رواه الحاكم س ِ ن ِفي الن ّ َ ح ُ بَ ،والن َّيا َ جي ْ ِ
من الكفر :أي من أفعال أهل الكفر باللهت شق الجيب :تمزيق
الثوب غضبا ً وسخطًا.
َ وع َ َ
حةٍ وَل َ ة ع ََلى َنائ ِ َ مل َئ ِك َ ُ صّلى ال ْ َ ل » ل َ تُ َ ى َ - -قا َ ّ ن الن ّب ِ ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ ْ
ع ََلى ُ
591
مرِن ّةٍ « رواه احمد في مسنده -مرنة :مولولة.
ةم َ ك ال َ ْ وع َ َ
ر
م ِ نأ ْ ح ُ ِ ْ ل الل ّهِ » - -الن َّيا َ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ شعَرِىّ َقا َ مال ِ ٍ ن أِبى َ ْ
ن ن قط َِرا ٍ َ م ْ ه لَها ث َِياًبا ِ َ ّ
ب قطعَ الل ُ َ َ م ت َت ُ ْ ت وَل ْ َ مات َ ْ ة إ ِذا َ َ ح َ ن الّنائ ِ َ جاه ِل ِي ّةِ وَإ ِ ّ ال ْ َ
ن ل َهَ ِ
592
نارِ « .أخرجه ابن ماجه ب ال ّ م ْ عا ِ وَد ِْر ً
َ ُ
ب
ري ٌ ت غَ ِ ة قُل ْ ُ م َ سل َ َ ت أُبو َ ما َ ما َ ة لَ ّ م َ سل َ َ م َ تأ ّ ل َقال َ ْ مي ْرٍ َقا َ ن عُ َ ن َع ُب َي ْد ِ ب ْ ِ وع َ ْ
ْ َ
كاِء ع َل َي ْ ِ
ه ت ل ِل ْب ُ َ ت قَد ْ ت َهَي ّأ ُ ه .فَك ُن ْ ُ ث ع َن ْ ُ حد ّ ُ كاًء ي ُت َ َ ه بُ َ ض غ ُْرب َةٍ لب ْك ِي َن ّ ُ فى أْر ِ وَ ِ
ل الل ّهِ - َ َ َ
سو ُ قب َل ََها َر ُ ست َ ْ سعِد َِنى َفا ْ ن تُ ْ ريد ُ أ ْ ِ صِعيد ِ ت ُ ن ال ّ م َ مَرأة ٌ ِ تا ْ إ ِذ ْ أقْب َل َ ِ
نمّرت َي ْ ِ ه «َ . من ْ ُ ه ِ ه الل ّ ُ ج ُ خَر َ ن ب َي ًْتا أ َ ْ طا َ شي ْ َ خِلى ال ّ ن ت ُد ْ ِ نأ ْ
ل » أ َتريدي َ
ُ ِ ِ َ -وََقا َ
َ
كاِء فَل َ ْ ن ال ْب ُ َ فَك َ َ
593
ك « .رواه مسلم م أب ْ ِ ت عَ ِ ف ُ ف ْ
حارِث َ َ
ة ن َ ل اب ْ ِ ى - -قَت ْ ُ ّ جاَء الن ّب ِ ما َ ت لَ ّ ة -رضى الله عنها َ -قال َ ْ ش َ عائ ِ َ و َ
َ َ
ر
صائ ِ ِ ن َ م ْ ن ،وَأَنا أن ْظ ُُر ِ حْز ُ ف ِفيهِ ال ْ ُ س ي ُعَْر ُ جل َ َ ة َ ح َ ن َرَوا َ فرٍ َواب ْ ِ جعْ َ وَ َ
فرٍ ،وَذ َك ََر ل ،فَ َ َ
جعْ َ ساَء َ ن نِ َ ل إِ ّ قا َ ج ٌ ث -فَأَتاه ُ َر ُ شقّ المبح ُ ثَ - المبح ُ
َ َ َ
قا َ
ل ه فَ َ م ي ُط ِعْن َ ُ ة ،لَ ْ م أَتاه ُ الّثان ِي َ َ ب ثُ ّ ن ،فَذ َهَ َ ن ي َن َْهاهُ ّ مَره ُ أ ْ ن ،فَأ َ ّ كاَءهُ بُ َ
َ َ
ل» ه َقا َ ت أن ّ ُ م ْ ل الل ّهِ فََزع َ َ سو َ ل َوالل ّهِ غ َل َب ْن ََنا َيا َر ُ ة َقا َ ن .فَأَتاه ُ الّثال ِث َ َ ان ْهَهُ ّ
َ ف َ َ ّ َ ْ َ
ما
ل َ فعَ ْ م تَ ْ ك،ل ْ ه أن ْ َ م الل ُ ت أْرغ َ َ قل ُ ب « .فَ ُ ن الت َّرا َ واه ِهِ ّ ث ِفى أفْ َ ح ُ َفا ْ
ن ال ْعََنا ِ َ
ء أخرجه م َ ل الل ّهِ ِ - - سو َ ك َر ُ م ت َت ُْر ْ ل الل ّهِ - -وَل َ ْ سو ُ ك َر ُ مَر َ أ َ
ث أي :ارم ح ُ البخاري َ -594فا ْ
أي ليس على طريقنا الكاملة من لطم الخدود وبقوة وسخط ومزق
ما
جاه ِل ِي ّةِ َمَراد ُ ِبال ْ َ ملبسه ونادى بألفاظ الندبة والستغاثة الجاهليةَ ..وال ْ ُ
سَلم فت َْرة قَْبل اْل ِ ْ ن ِفي ال ْ َ كا َ َ
ن ال ْ َ وع َن أ َبى أ ُمام َ َ
شاقّ َ
ة جهََها َوال ّ ة وَ ْ ش َم َ خا ِ ل الل ّهِ - -ل َعَ َ سو َ ن َر ُ ةأ ّ َ َ ْ ِ
جهَها ( شة وَ ْ م َ خا ِ ْ
وله ) ال َ _قَ ْ
596
ر« رواه ابن ماجه ل َوالث ُّبو ِ ْ
ة ِبالوَي ْ ِ عي َ َ
دا ِ جي ْب ََها َوال ّ َ
َ
ما
مْرأة ل ِ َ صيص ال ْ َ خ ِ صَر وَت َ ْ ن َباب ن َ َ م ْ جل ْ َ
دة ِ شَر َ ذا قَ َ جهه إ ِ َ ش وَ ْ م َ خ َ
ن َ م ْ ِ
ُ ْ
كر َوالن َْثى. مل الذ ّ َ شة فَي َ ْ م َ ْ ْ َ
ش َ خا ِفس ال َ مَراد الن ّ ْ ن ال ُ مل أ ّ حت َ ِم وَي َ ْقد ّ َتَ َ
ــــــــــــ
ث حاِدي َ ه هَذ ِهِ ال َ َ خب ََرت ْ ُ ة أ َن َّها أ َ ْ م َ سل َ َ ب اب ْن َةِ أِبى َ
َ
ن َزي ْن َ َ ن َنافٍِع ع َ ْ مي ْد ِ ب ْ ِ ح َ ن ُ عَ ْ
ُ
ى
َ ن ت ُوُفّ حي َ ىِ - - ّ ج الن ّب ِ ِ ة َزوْ حِبيب َ َ م َ ت ع ََلى أ ّ خل ْ ُ ب دَ َ ت َزي ْن َ ُ ة َقال َ ْ الث ّل َث َ َ
خُلوقٌ أوَ ُ َ أ َُبو َ
ْ فَرة ٌ َ ص ْ ب ِفيهِ ُ طي ٍ ة بِ ِ حِبيب َ َ م َ تأ ّ ب ،فَد َع َ ْ حْر ٍ ن َ ن بْ ُ فَيا َ س ْ ها أُبو ُ
ما ِلى ت َوالل ّهِ َ م َقال َ ْ ضي َْها ،ث ُ ّ ت ب َِعارِ َ س ْ م ّ م َ ة ،ثُ ّ جارِي َ ً ه َ من ْ ُ ت ِ غ َي ُْره ُ فَد َهَن َ ْ
ل » ل َ يَ ِ ل الل ّهِ - -ي َ ُ َ ِبال ّ
لح ّ قو ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ جةٍ ،غ َي َْر أّنى َ حا َ ن َ م ْ ب ِ طي ِ
لمرأ َة تؤ ْمن بالل ّه وال ْيوم ال ِ َ
ل ،إ ِل ّ ث ل ََيا ٍ ت فَوْقَ ث َل َ ِ مي ّ ٍ حد ّ ع ََلى َ ن تُ ِ خرِ أ ْ ِ ْ َ ٍ ُ ِ َ ُ ِ َِ َ َ ْ ِ
را « رواه البخاري ومسلم ش ً شهُرٍ وَع َ ْ ةأ ْ ج أْرب َعَ َ ٍ ع ََلى َزوْ
ث حاِدي ِ ه ب ِهَذ ِهِ ال َ َ خب ََرت ْ ُ ة أ َن َّها أ َ ْ م َ سل َ َ ت أِبى َ
َ
ب ب ِن ْ ِ ن َزي ْن َ َ وعند أبي داود ع َ ْ
َ َ ُ
ن
فَيا َ س ْ ها أُبو ُ ى أُبو َ ن ت ُوُفّ َ حي َ ة ِ حِبيب َ َ م َ ت ع ََلى أ ّ خل ْ ُ ب دَ َ ت َزي ْن َ ُ الث ّل َث َةِ َقال َ ْ
َ
ت س ْ م ّ م َ ة ثُ ّ جارِي َ ً ه َ من ْ ُ ت ِ خُلوقٌ أوْ غ َي ُْره ُ فَد َهَن َ ْ فَرة ٌ َ ص ْ ب ِفيهِ ُ طي ٍ ت بِ ِ فَد َع َ ْ
َ ما ِلى ِبال ّ
تمعْ ُ س ِ جةٍ غ َي َْر أّنى َ حا َ ن َ م ْ ب ِ طي ِ ت َوالل ّهِ َ م َقال َ ْ ضي َْها ث ُ ّ ب َِعارِ َ
َ ن ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ ال ِ َ ح ّ ل » ل َ يَ ِ قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ
نخرِ أ ْ م ُ مَرأةٍ ت ُؤ ْ ِ ل لِ ْ َر ُ
َ َ
شًرا «. شهُرٍ وَع َ ْ ةأ ْ ج أْرب َعَ َ ٍ ل إ ِل ّ ع ََلى َزوْ ث ل ََيا ٍ ت فَوْقَ ث َل َ ِ مي ّ ٍ حد ّ ع ََلى َ تُ ِ
َ َ ْ َ
تها فَد َع َ ْ خو َ ىأ ُ ن ت ُوُفّ َ حي َ ش ِ ح ٍ ج ْ ت َ ب ب ِن ْ ِ ت ع َلى َزي ْن َ َ خل ُ ب وَد َ َ ت َزي ْن َ ُ َقال ْ
َ ما ِلى ِبال ّ
جةٍ غ َي َْر أّنى حا َ ن َ م ْ ب ِ طي ِ ت َوالل ّهِ َ م َقال َ ْ ه ثُ ّ من ْ ُ ت ِ س ْ م ّ ب فَ َ طي ٍ بِ ِ
َ
ن
م ُ مَرأةٍ ت ُؤ ْ ِ ل لِ ْ ح ّ من ْب َرِ » ل َ ي َ ِ ل وَهُوَ ع ََلى ال ْ ِ قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ ت َر ُ معْ ُ س ِ َ
ة ج أْرب َعَ َ َ َ ّ َ َ َ َ َ َ ْ ّ
ل إ ِل ع َلى َزوْ ٍ ث لَيا ٍ ت فوْقَ ثل ِ
ُ ُ
مي ّ ٍ حد ّ ع َلى َ ن تُ ِ خرِ أ ْ ِباللهِ َوالي َوْم ِ ال ِ
ت جاَء ِ ل َ قو ُ ة تَ ُ م َ سل َ َ م َ مى أ ّ تأ ّ معْ ُ س ِ ب وَ َ ت َزي ْن َ ُ شًرا «َ .قال َْ شهُرٍ وَع َ ْ أَ ْ
ا َ
ى ع َن َْها ن اب ْن َِتى ت ُوُفّ َ ل الل ّهِ إ ِ ّ سو َ ت َيا َر ُ قال َ ْ ل الل ّهِ - -فَ َ سو ِ مَرأة ٌ إ َِلى َر ُ ْ
ل الل ّهِ » - -ل َ «. حل َُها فَ َ َ
سو ُ ل َر ُ قا َ ت ع َي ْن ََها أفَن َك ْ ُ شت َك َ ْ جَها وَقَد ِ ا ْ َزوْ ُ
ما ل الل ّهِ » - -إ ِن ّ َ سو ُ ل َر ُ م َقا َ ل » ل َ « .ث ُ ّ قو ُ ك يَ ُ ل ذ َل ِ َ ن أ َوْ ث َل ًَثا ك ُ ّ مّرت َي ْ َ ِ َ
ْ ْ َ
ة
مى ِبالب َعَْر ِ جاه ِل ِي ّةِ ت َْر ِ ن ِفى ال َ داك ُ ّ ح َ ت إِ ْ كان َ ْ شٌر وَقَد ْ َ شهُرٍ وَع َ ْ ةأ ْ ى أْرب َعَ ُ هِ َ
مى ِبال ْب َعَْرةِ ع ََلى ْ
ما ت َْر ِ ب وَ َ ت ل َِزي ْن َ َ قل ْ ُ مي ْد ٌ فَ ُ ح َ ل ُ ل «َ .قا َ حو ْ ِ س ال ْ َ ِ ع ََلى َرأ
ت خل َ ْ جَها د َ َ ى ع َن َْها َزوْ ُ ذا ت ُوُفّ َ مْرأ َة ُ إ ِ َ ت ال ْ َ كان َ ِ ب َ ت َزي ْن َ ُ قال َ ْ ل فَ َ حو ْ ِ س ال ْ َ َرأ ِ
ْ
ة ثُ ّ
م سن َ ٌ مّر ب َِها َ حّتى ت َ ُ شي ًْئا َ طيًبا وَل َ َ س ِ م ّ م تَ َ شّر ث َِياب َِها وَل َ ْ ت َ س ْ شا وَل َب ِ َ ف ً ح ْ ِ
َ َ
ىٍء إ ِل ّ ش ْ ض بِ َ فت َ ّ ما ت َ ْ قل ّ َ ض ب ِهِ فَ َ فت َ ّ طائ ِرٍ فَت َ ْ شاةٍ أوْ َ مارٍ أوْ َ ح َ داب ّةٍ ِ ت ُؤ َْتى ب ِ َ
ن م ْ ت ِ شاَء ْ ما َ جعُ ب َعْد ُ َ م ت َُرا ِ مى ب َِها ث ُ ّ طى ب َعَْرة ً فَت َْر ِ ج فَت ُعْ َ خُر ُ م تَ ْ ت ثُ ّ ما َ َ
ْ َ َ
597
صِغيٌر. ت َ ش ب َي ْ ٌ ف ُ ح ْ داوُد َ ال ِ ل أُبو َ هَ .قا َ ب أوْ غ َي ْرِ ِ طي ٍ ِ
الخلوق :طيب مركب من الزعفران وغيره من أنواع الطيب تغلب
عليه الحمرة والصفرة
العارضان :جانبا الوجه وصفحتا الخدين ،أي ل يجوز لها أن تحزن
عليه وتلبس ثياب الحزن ،وتترك الزينة أكثر من ثلثة أيام ،إل إذا كان
- 597البخاري 2/99و 7/76و 1280) 79و 1281و 5334و 5339و ( 5345ومسلم في
الطلق باب 9ح) 58و 59و 62و 63و 1486) 65و (1487وأبو داود ) (2301وهوحديث
مشهور.
264
المتوفى زوجها فتحد أربعة أشهر وعشرة أيام ،ما لم تكن حام ً
ل ،فإذا
كانت حامل ً فعدتها تنتهي بوضع الحمل كما هو رأي جمهور الفقهاء.
الحداد وهو ترك الزينة بأنواعها طوال مدة العدة ،ولكنه غير واجب
على كل معتدة.
فالمعتدة من طلق رجعي ل إحداد عليها بالتفاق ،لن زوجيتها قائمة
بل يستحب لها التزين لنه قد يكون طريقا ً إلى تجديد رغبة زوجها فيها
فيراجعها.
أما المعتدة من وفاة فيجب عليها الحداد باتفاق الفقهاء ومنهم
الحنفية فيجب عليها ترك التزين بملبس جرى العرف الناس بأنه من
ملبس الزينة ،ول تقييد فيه بلون خاص لن العرف يختلف فيه من
زمن لخر ومن بلد لغيره ،وترك الحلي بكافة أشكاله ،والطيب
والدهان والكحل والحناء ،ول تكتحل إل لضرورة ،فإن كان يكفي في
دفعها الكتحال ليل ً اقتصرت عليه وإل وقفت عند ما يدفعها ،ول فرق
في ذلك بين الزوجة الكبيرة والصغيرة والحامل وغير حامل ،أما
ضرورات الحياة من الستحمام والتنظيف وتسريح الشعر فليست
ممنوعة منها.
وإنما وجب عليها ذلك لما ورد من الحاديث :منها ما رواه أبو داود
بسنده أن رسول الله قال" :ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الخر
أن تحد على ميت فوق ثلث ليال إل على زوج أربعة وعشرا" ،ولن
في ترك الزينة قطعا ً لطماع الراغبين فيها حيث ل زوج يحميها ويمنع
ي حافظ عنها هؤلء ،ولن الزواج نعمة عظيمة وقد فاتت بوفاة زوج وف ّ
عليها إلى آخر لحظة في حياته ،وفوات النعم ووفاء الزوج يقتضيها
ترك التزين إظهارا ً للسف على ما فات ومقابلة الوفاء بالوفاء ،وفوق
ذلك فهو أدب جميل تقره الفطرة السليمة ويحمده الناس.
والحداد :ل يخلو من حق للشارع فيه حيث أمر به ليحفظ المعتدة من
طمع الطامعين ،ولذلك قرر الفقهاء أنه ل يستطيع أحد إسقاطه ،فلو
أوصاها زوجها قبل وفاته بعدم الحداد لم يكن لها تركه.
أما المعتدة من طلق بائن:
فذهب الحنفية إلى أن عليها الحداد ،لن من مقاصده إظهار الحزن
والسى على فوات نعمة الزواج الذي كان يصونها ويكفيها مؤونة
الحياة فأشبهت معتدة الوفاة.
وذهب جمهور الفقهاء -المالكية والشافعية والحنابلة -إلى أنه ل إحداد
ي بعهده لخر عليها ،لنه وجب في حالة الوفاة أسفا ً لفراق زوج وف ّ
لحظة من حياته ،فأقل ما تكافئه به هو إظهار الحزن والسف على
فراقه ،أما المطلق فقد أساء إليها وحرمها من نعمة الزواج فكيف
598
نلزمها بالحزن عليه؟
- 598انظر :
http://www.islampedia.com/MIE2/ahkam/AHKAM15.html
/http://www.baitona.net/forum/baitona2/bait5084-21
265
ــــــــــــــ
http://r-khair.890m.com/fkhislami/a7kam15.php
266
ث الخامس والثلثون المبح ُ
النهي عن أكل ما اليتيم بغير حق
-انظر تفسير ابن كثير عند تفسير الية ) (220من سورة البقرة 601
268
ث السادس والثلثونالمبح ُ
الترغيب في زيارة القبور
حوْل َ ُ
ه ن َ ْ مكى َ كى وَأ َب ْ َ مهِ فَب َ َ ُ
ى - -قَب َْر أ ّ ّ ل َزاَر الن ّب ِ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ عَ ْ
ْ َ َ ْ
ه ِفى ست َأذ َن ْت ُ ُ ن ِلىَ ،وا ْ م ي ُؤ ْذ َ ْ فَر ل ََها فَل َ ْ ست َغْ ِ نأ ْ ت َرّبى ِفى أ ْ ست َأذ َن ْ ُ ل»ا ْ قا َ فَ َ
ُ َ َ
قُبوَر فَإ ِن َّها ت ُذ َك ُّر ال ْ َ ن ِلى فَُزوُروا ال ْ ُ ها فَأذ ِ َ ن أُزوَر قَب َْر َ
602
ت «.رواه مسلم موْ َ أ ْ
فيه دليل على جواز البكاء على الميت ول حرج في ذلك بشرط أل
يكون فيه نواح أو ما شابه ذلك ،وليس ذلك من سخط الله ،ول ينافي
القدر ،وهو عاطفة بشرية فطرية في النفس النسانية تحدث عندما
يفقد النسان من يحب .
وسبب عدم الذن بالستغفار لها ،لنها من أهل الفترة لقوله تعالى:
ل{ ) (15سورة السراء ،أي ماتت سو ً ث َر ُ حّتى ن َب ْعَ َ ن َ معَذ ِّبي َ ما ك ُّنا ُ } وَ َ
قبل الرسالة.
َ كى إ ِل َ ْ َ
خ ( ك َأن ّ ُ
ه كى وَأب ْ َ وله ) فَب َ َ وفي حاشية السندي على ابن ماجة :قَ ْ
هر ع ََلى ه ال ّ َ خذ َ الترجمة من ال ْمنع ع َن اِلست ِغْ َ َ أَ َ
ظا ِ جّرد أن ّ ُ م َ ن ُ م ْ فار أوْ ِ ْ ِ َ ْ ّْ َ َ ِ َ
كى إ ِذ ْ َل ي َل َْزم كى وَأ َب ْ َ وله فَب َ َ ن قَ ْ م ْ جاه ِل ِّية َل ِ ها ِفي وَْقت ال ْ َ جود َ ضى وَ ُ قت َ َ م ْ ُ
ذاب أوْ ال ْك ُ ْ َ ل ال ْعَ َ
كن م ِ ل يُ ْ فر ب َ ْ ح ّ م َ ضور ِفي ذ ُّلك ال ْ َ ح ُ عْند ال ْ ُ كاء ِ ن ال ْب ُ َ م َ ِ
َ
م ث َلَثة َ ْ َ َ َ ْ
ن له ُ ْ وال ِد َي ْ ِ جاةِ ال َ قول ب ِن َ َ ن يَ ُ م ْ ن َ ضا لك ِ ْ سلم أي ْ ً جاة َوال ِ ْ معَ الن ّ َ ققه َ ح ّ تَ َ
َ
ن لَ ْ
م م ْ ذاب ع ََلى َ وة وََل ع َ َ ما الد ّع ْ َ ما ب َل َغَت ْهُ َ ما َ سَلك أن ّهُ َ م ْ ك َ سالك ِفي ذ َل ِ َ م َ ُ
ل{ )(15 سو ً ث َر ُ حّتى ن َب ْعَ َ ن َ معَذ ِّبي َ ما ك ُّنا ُ قوْل ِهِ ت ََعاَلى } وَ َ وة ل ِ َ ه الد ّع ْ َ ت َب ُْلغ ُ
ْ
ديث: ح ِ قول ِفي ت َأِويل ال ْ َ سَلك ي َ ُ م ْ ذا ال ْ َ ك هَ َ سل َ َ ن َ م ْ ل َ سورة السراء ،فَل َعَ ّ
قل ذ ُّلك ك ِفي أ ََوان الت ّك ِْليف وََل ي ُعْ َ ور الذ ّْنب وَذ َل ِ َ ص ّ فار فَْرع ت َ َ ست ِغْ َ ن اِل ْ إِ ّ
َ
شرِعَ ما ُ ه َ كن أن ّ ُ م ِ م فَي ُ ْ فار ل َهُ ْ ست ِغْ َ جة إ َِلى اِل ْ حا َ وة فََل َ ه الد ّع ْ َ م ت َب ُْلغ ُ ن لَ ْ م ْ ِفي َ
َ َ
قول ن يَ ُ م ْ ما َ ن ،وَأ ّ جي َ كاُنوا َنا ِ ن َ م وَإ ِ ْ وة َل ل ِغَي ْرِه ِ ْ ل الد ّع ْ َ فار إ ِّل ِلهْ ِ ست ِغْ َ اِل ْ
َ ُ َ
ن قَْبل كا َ ه َ ديث ع ََلى أن ّ ُ ح ِ ذا ال ْ َ مل هَ َ ح ِ مَنا ب ِهِ فَي َ ْ ه َ فآ َ حي َِيا ل َ ُ ما أ ْ ب ِأن ّهُ َ
جة إ َِلى الت ّأ ِْويل حا َ ما قَط ًْعا فََل َ فار ل َهُ َ ست ِغْ َ من ِْع اِل ْ قول ب ِ َ ن يَ ُ م ْ ما َ
َ
خَبار ،وَأ ّ اْل ِ ْ
ساِلك. م َ ميع ال ْ َ ج ِ ديث ع ََلى َ ح ِ جه ال ْ َ ح وَ ْ ض َ َفات ّ َ
جة فيه . قلت :حديث إحيائهما ل يصح من وجه ،فل ح ّ
وع َ َ
ن
م عَ ْ ل الل ّهِ » - -إ ِّنى ن َهَي ْت ُك ُ ْ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ خد ْرِىّ َقا َ سِعيد ٍ ال ْ ُ ن أِبى َ ْ
شَرُبوا وَل َ ن الن ِّبيذ ِ َفا ْ ع م ُ ك ت
ِ ّ ِ َ ِ َْ ً َََ ُْ ْ َ ي ه ن و ة ر ب ع ها في ن إ َ ف هاُ ِ ُ ُ َرو زو َ ف ر بو ُ ق ْ ل ا زَِياَر ِ
ة
ِ
603
ى فَك ُلوا « .رواه أحمد
ُ
ح ّ ضا ِ ن ال َ َ م عَ ِ كرا ً وَن َهَي ْت ُك ُ ْ س ِ م ْ ل ُ ح ّ أُ ِ
ل الل ّهِ َ - -قا َ َ
ة
ن زَِياَر ِ م عَ ْ ت ن َهَي ْت ُك ُ ْ ل » ك ُن ْ ُ سو َ ن َر ُ سُعود ٍ أ ّ م ْ ن َ ن اب ْ ِ عَ ِ
604
رة َ «.رواه ابن ماجه خ َ قُبوَر فَإ ِن َّها ت َُزهّد ُ ِفى الد ّن َْيا وَت ُذ َك ُّر ال ِ قُبورِ فَُزوُروا ال ْ ُ ال ْ ُ
َ
ب
حا ِص َل الل ّهِ - -ل ْ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ مَر -رضى الله عنهما َ -قا َ ن عُ َ ن اب ْ ِ عَ ِ
َ َ
ن
ن،أ ْ كي َكوُنوا َبا ِ ن تَ ُ ن إ ِل ّ أ ْ معَذ ِّبي َ خُلوا ع ََلى هَؤ ُل َِء ال ْ ُ جرِ » ل َ ت َد ْ ُ ح ْ ال ْ ِ
َ
م «. صاب َهُ ْ ما أ َ ل َ مث ْ ُ م ِ صيب َك ُ ْ يُ ِ
ل الل ّهِ » - - سو ُ ل َقا َ مَر َقا َ َ
ل َر ُ ن عُ َ ن اب ْ َ سال ِم ٍ أ ّ ن َ وفي رواية أخرى ع َ ْ
َ َ َ
نن،أ ْ كي َكوُنوا َبا ِ ن تَ ُ م إ ِل ّ أ ْ سه ُ ْف َ موا أن ْ ُ ن ظ َل َ ُ ذي َ ن ال ّ ِ ساك ِ َ م َ خُلوا َ ل َ ت َد ْ ُ
َ مث ْ ُ صيب َك ُ ْ
611
م « .رواه البخاري ومسلم صاب َهُ ْ ما أ َ ل َ م ِ يُ ِ
مساكن ثمود :هم قبيلة أرسل الله إليها سيدنا صالح عليه السلم
فكذبوه فأهلكهم الله تعالى بذنوبهم.
َ َ
م ،أي :خشية أن يقع بكم العذاب ،وفيه صاب َهُ ْ ما أ َ ل َ مث ْ ُ م ِ صيب َك ُ ْ ن يُ ِ أ ْ
الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين ومواضع العذاب.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله " :قوله :إل أن تكونوا باكين ليس
المراد القتصار في ذلك على ابتداء الدخول بل دائما ً عند كل جزء من
الدخول ،وأما الستقرار فالكيفية المذكورة مطلوبة فيه بالولوية...
ووجه هذه الخشية أن البكاء يبعثه على التفكر والعتبار ،فكأنه أمرهم
بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك
بالكفر مع تمكينه لهم في الرض وإمهالهم مدة طويلة ،ثم إيقاع نقمة
بهم وشدة عذابه ،وهو سبحانه مقلب القلوب فل يأمن المؤمن أن
تكون عاقبته إلى مثل ذلك.والتفكر وأيضا ً في مقابلة أولئك نعمة الله
بالكفر وإهمالهم إعمال عقولهم فيما يوجب اليمان به والطاعة له،
فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب البكاء اعتبارا ً بأحوالهم فقد
شابههم في الهمال ،ودل على قساوة قلبه وعدم خشوعه ،فل يأمن
612
أن يجره ذلك إلى العمل مثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم .انتهى
إن رسول الله يعلمنا الحيطة من مصاحبة الظالمين وعدم الذهاب
إلى أماكنهم ،أو المرور منها ،فكيف بمن يصاحبهم وكيف بمن يكون
ما
م الّناُر وَ َ سك ُ ُ م ّ موا ْ فَت َ َ ن ظ َل َ ُ ذي َمنهم ؟ قال تعالى } :وَل َ ت َْرك َُنوا ْ إ َِلى ال ّ ِ
كم من دون الل ّه م َ
ن { ) (113سورة هود . صُرو َ م ل َ ُتن َ ن أوْل َِياء ث ُ ّ ِ ِ ْ ُ ِ لَ ُ ّ
ـــــــــــــ
- 611البخاري 1/118و 6/9و 433) 101و 3380و 3381و 4419و 4420و 4702و
( 6994ومسلم ) (2980وعبد الرزاق )1623و (1624وطب ) (13478والبيهقي )2/451
(4542وغيرهم.
- 612فتح الباري لبن حجر ) -ج / 2ص (157
272
ث الثامن والثلثون
المبح ُ
أحوال الموتى في قبورهم
َ
ه ِإل الل ّ ُ
ه ل ل إ ِل َ َ س ع ََلى أهْ ِ ل الل ّهِ : ل َي ْ َ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ مَر َ ،قا َ ن عُ َ ن اب ْ ِ عَ ِ
قب ْرِ « عن ْد َ ال ْ َ ت َ ،ول ِ موْ ِ عن ْد َ ال ْ َ ة ِ ش ٌ ح َ وَ ْ
َ
لس ع ََلى أهْ ِ : ل َي ْ َ َ
ل الل ّهِ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ مَر َ ،قا َ ن عُ َ ن اب ْ ِ وفي رواية ع َ ِ
َ َ
لم ،وَك َأّني أن ْظ ُُر إ َِلى أهْ ِ شرِه ِ ْ من ْ َ م َ ،ول َ ة ِفي قُُبورِه ِ ْ ش ٌ ح َ ه وَ ْ ه ِإل الل ّ ُ ل إ ِل َ َ
مد ُ ل ِل ّ ِ
ه ح ْن :ال ْ َ قوُلو َ م ،وَي َ ُ سه ِ ْ ن ُرُءو ِ ب عَ ْ ن الت َّرا َ ضو َ ف ُ م ي َن ْ ُ ه وَهُ ْ ه ِإل الل ّ ُ ل إ ِل َ َ
َ
613
ن « أخرجه الطبراني حَز َ ب ع َّنا ال ْ َ ذي أذ ْهَ َ ال ّ ِ
أي أن من قال ل إله إل الله بإخلص ،وعمل بموجبها من طاعة لله
ولرسوله ومعصية للشيطان ،فهؤلء ل وحشة عليهم ،أما مجرد
614
التلفظ بها دون فهم معناها والعمل بموجبه فل ينفعه ذلك.
َ وع َ َ
حَياٌء ِفي ل الل ّهِ " : - -اْل َن ْب َِياُء أ ْ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ك َقا َ مال ِ ٍ ن َ ِ س بْ ِ ن أن َ َ ْ
615
أخرجه أبو يعلى " ن
َ لو ّ قُُبو ِ ِ ْ ُ َ
ص ي م ه ر
وهذه الحياة البرزخية تختلف عن الحياة في الدنيا ،ول يعلم حقيقتهــا إل
الله تعالى ،وليس من إشكال في القول بحيــاة النبيــاء والشــهداء ،وأن
النبي تبلغه صلتنا وسلمنا ،وأن الرض ل تأكل أجساد النبياء ،فكــل
ذلك قد ثبــت بالســنة الصــحيحة ،يجــب التســليم بــه دون الســؤال عــن
الكيفية فالله أعلم بها.
َ
خَباَءه ُ ع ََلــى قَْبــ ٍ
ر ى ِ - - ب الن ّ ُب ِ ّ حا ِ ص َ ضأ ْ ب ب َعْ ُ ضَر َ ل َ س َقا َ
َ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ وع َ ِ
ه
ذى ب ِي َـد ِ ِ ك ال ّـ ِ ســوَرة َ ت َب َــاَر َ قـَرأ ُ ن يَ ْ ســا ٌ ذا ِفيـهِ إ ِن ْ َ ه قَب ٌْر فَإ ِ َ ب أن ّ ُ س ُ ح ِ وَهُوَ ل َ ي َ ْ
َ
ت ض ـَرب ْ ُ ل الل ّـهِ إ ِن ّــى َ ســو َ ل ي َــا َر ُ قا َ ى - -فَ َ ّ مَها فَأَتى الن ّب ِ خت َ َ حّتى َ ك َ مل ْ ُ ال ْ ُ
ُ َ َ َ
ك سوَرة َ ت ََباَر َ قَرأ ُ ن يَ ْ سا ٌ ذا ِفيهِ إ ِن ْ َ ه قَب ٌْر فَإ ِ َ ب أن ّ ُ س ُ ح ِ خَباِئى ع ََلى قَب ْرٍ وَأَنا ل َ أ ْ ِ
ة جي َـ ُ من ْ ِ ى ال ْ ُ ة ه ِـ َ مان ِعَـ ُ ى ال ْ َل اللـهِ » 616ه ِـ َ
سو ُ ّ ل َر ُ قا َ مَها .فَ َ خت َ َ حّتى َ ك َ مل ْ ُ ال ْ ُ
قب ْرِ « .أخرجه الترمذي ب ال ْ َ ذا ِ ن عَ َ م ْ جيهِ ِ ت ُن ْ ِ
َ
ة
جن ّـ ِ ت فََرأي ْت ُن ِــى فِــى ال ْ َ مـ ُ ل الل ّـهِ » - -ن ِ ْ سو ُ ل َر ُ ت َقا َ ة َقال َ ْ ش َ عائ ِ َ ن َ وع َ ْ
ذا قَــالوا هَ ـ َ ُ ْ ُ
قــَرأ فَ ُ
ن ة ب ْـ ُ حارِث َـ ُ ذا َ ن هَ ـ َ مـ ْ ت َ قلــ ُ ئ يَ ْ ت قَــارِ ٍ ص ـو ْ َ ت َ معْ ُ سـ ِ فَ َ
- 617وفي الستيعاب :حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن
النجار النصاري يكنى أبا عبد الله شهد بدرا ً وأحد والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
وكان من فضلء الصحابة....
- 618أحمد (25926) 6/152والحاكم (7247) 4/151ون) (8176والحسان ) (7141وهب )
(7606وخلق أفعال العباد ) (246وهو حديث صحيح.
- 619برقم ) (164ومسلم مختصرا برقم ) (2805وابن ماجه ) (1474والنسائي 4/33
والخطيب 4/160و 6/80والعقيلي (581) 2/55وعب ) (6209وهب) (8965والصحيحة )
(1425وابن عدي 5/1760وتاريخ أصفهان 2/346وهو حديث صحيح لغيره.
(19695) 4/359 - 620ومعرفة الصحابة ) (6566والمجمع (116) 1/42وتنزيه الشريعة
2/361وهو حسن لغيره.
274
َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ
طيُر ِفىفًرا 621ي َ ِ
جعْ َ ل الل ّهِ َ » - -رأي ْ ُ
ت َ سو ُل َر ُل َقا َ وع َ ْ
معَ ال ْ َ
مل َئ ِك َةِ «.أخرجه الترمذي ال ْ َ
622
جن ّةِ َ
قال المناوي رحمه الله في فيض القدير) ( 4383):رأيت جعفر بن أبي
طالب( هو ابن عم النبي الذي استشهد بمؤتة )ملكًا( أي على
صورة ملك من الملئكة )يطير في الجنة مع الملئكة بجناحين( سميا
جناحين لن الطائر يجنحهما عند الطيران أي يميلهما عنده ومنه }وإن
وضه جنحوا للسلم{ وهذا قاله لولده لما جاء الخبر بقتله وفي رواية ع ّ
الّله جناحين عن قطع يديه وذلك أنه أخذ اللواء بيمينه فقطعت فأخذه
بشماله فقطعت فاحتضنه فقتل .قال القاضي :لما بذل نفسه في
سبيل الّله وحارب أعداءه حتى قطعت يداه ورجله أعطاه الّله أجنحة
روحانية يطير بها مع الملئكة ولعله رآه في المنام أو في بعض
مكاشفاته اهـ .وقال السهيلي :ليسا كجناحي الطائر لن الصورة
الدمية أشرف بل قوة روحانية وقد عبر القرآن عن العضو بالجناح
توسعا ً }واضمم يدك إلى جناحك{ واعترض بأنه ل مانع من الحمل
على الظاهر إل من جهة المعهود ]ص [9وهو قياس الغائب على
الشاهد وهو ضعيف) .تتمة( قال في الصابة :كان أبو هريرة يقول :إن
جعفر أفضل الناس بعد رسول الّله ،ورد عنه بسند صحيح .اهـ
فالحياة التي أثبتتها هذه الحاديث للموتى إنما هي حياة برزخية ،ليست
من حياة الدنيا في شيء ،ويجب اليمان بها دون ضرب المثال لها ،أو
محاولة تكييفها وتشبيهها بما هو معروف عندنا في الدنيا. 623
ــــــــــــــ
- 621وهو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه الصحابي الجليل وهو الذي استشهد بغزوة مؤتة
وكان أحد قوادها الثلث انظر العلم وسير أعلم النبلء.
- 622برقم ) (4130وطب)1449و (2609والحسان ) (7172ومعرفة الصحابة )(1341
والمجمع) (15496والحاكم 3/209والصحيحة ) (1226من طرق وهو حديث صحيح.
- 623راجع السلسلة الصحيحة 191 -2/190
275
ث التاسع والثلثون
المبح ُ
باب صفة الدفن
شقّ ل ِغَي ْرَِنا حد ُ ل ََنا َوال ّ ل الل ّهِ » - -الل ّ ْ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ س َقا َ ن ع َّباٍ 624 ن اب ْ ِ عَ ِ
«.أخرجه أبو داود
ن َ ح ال ّ وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود َ ) :وال ّ
شين أ ْ فت ْ ِشقّ ( :ب ِ َ
قبر ويبِني حافّتاه بل َب َ َ
مامّيت ب َْينه َ ضع ال ْ َ ن أوْ غ َْيره وَُيو َ َ ُ َ ُ ِ ِ ٍ سط أْرض ال ْ َ ْ َ َ ْ فر وَ َ ح ِ يَ ْ
صّيات صو ِ خ ُ ن ُ م ْ حد ِ قة َفالل ّ ْ ساب ِ َمم ال ّ ن اْل َ م ْ قف ع َل َي ْهِ ) ل ِغَي ْرَِنا ( ِ : س َوَي ُ ْ
َ ُ
شقّ . ن ال ّ س ِفيهِ ن َْهي ع َ ْ حد ،وَل َي ْ َ ضل ِّية الل ّ ْ مة .وَِفيهِ د َِليل ع ََلى أفْ َ هَذ ِهِ اْل ّ
ل ع ََلى َ
ذا ي َد ُ ّ م ،وَهَ َ شقّ ل َهُ ْ حد آَثر ل ََنا َوال ّ ن الل ّ ْ معَْناه ُ .أ ّ ضي َ : قا ِ ل ال ْ َ َقا َ
شق َل ال ْمنع منه ل َكن مح ّ َ خت ِيار الل ّحد ،فَإن َ
ضل ِّية ل أفْ َ َ ْ ِ ْ ُ ِ ّ َ َ ن ال ّ ّ م ْ ه أوَْلى ِ ِّ ُ ْ اِ ْ َ
َ صل َْبة وَإ ِّل َفال ّ َ
ة ،وَِفيهِ ت َن ِْبيه مي ّ َل ا ِْبن ت َي ْ ِ ضل َ .قا َ شقّ أفْ َ حد ِفي اْلْرض ال ّ الل ّ ْ
ل ال ْك َِتاب ِفي ك ُ ّ َ خال َ َ
م
شَعاره ْ ما هُوَ ِ ل َ فتَنا ِلهْ ِ م َ ع ََلى ُ
مت ي َوْ َ حا ُ جَرا َ ل الل ّهِ - -ال ْ ِ سو ِ ى إ َِلى َر ُ شك ِ َ ل ُ مرٍ َقا َ عا ِ ن َ شام ِ ب ْ ِ ن هِ َ عَ ْ
ن َوالث ّل َث َ َ َ َ ُ
ة ِفى قَب ْ ٍ
ر نوا َواد ْفُِنوا ال ِث ْن َي ْ ِ س ُح ِ سُعوا وَأ ْ فُروا وَأوْ ِ ح ِ ل»ا ْ قا َ حد ٍ ف َ َ أ ُ
ن أخرجه
ن ي َد َىْ َر ُ َ
جلي ْ ِ م ب َي ْ َ قد ّ َت أ َِبى فَ ُ ما َ م قُْرآًنا « .فَ َ
َ
موا أك ْث ََرهُ ْ حد ٍ وَقَد ّ ُ َوا ِ
625
الترمذي
َ َ َ
ن، ت ِفي الد ّفْ ِ مي ّ ِ سُنوا إ َِلى ال ْ َ ح ِ سُنوا ( أيْ أ ْ ح ِ وفي تحفة الحوذي ) :وَأ ْ
جعَُلوا ال ْ َ َ ه ِفي اْل َْز َ
سًنا ح َ قب َْر َ مظ ْهَرِ أيْ ا ِ ْ ب ت َب ًَعا ل ِل ْ َ ن ال ْعََر ِ ل َزي ْ ُ هارِ .وََقا َ َقال َ ُ
ما . ذاةِ وَغ َي ْرِه ِ َ ق َ ب َوال ْ َ ن الت َّرا ِ م ْ قي َت ِهِ ِ ضا وَت َن ْ ِ فا ً خ َ عا َوان ْ ِ فا ً سوِي َةِ قَعْرِهِ ا ِْرت ِ َ ب ِت َ ْ
ق َ ل ِفي ال ْ َ قوا َ ،قا َ َ َ
م َ س :أع ْ َ مو ِ قا ُ م ُ ي :وَأع ْ ِ سائ ِ ّ داوُد َ ِفي رَِواي َةِ الن ّ َ وََزاد َ أُبو َ
قب ْرِ .وَقَد ْ ق ال ْ َ ما ِ عي ّةِ إ ِع ْ َ شُرو ِ م ْ ل ع ََلى َ ة ،وَِفيهِ د َِلي ٌ ق ً مي َجعَل ََها ع َ ِ ال ْب ِئ َْر َ
ن ع َب ْدِ مُر ب ْ ُ ل عُ َ ة .وََقا َ م ً ي َ :قا َ شافِعِ ّ ل ال ّ قا َ ق ،فَ َ ِ ما حد ّ اْل ِع ْ َ ف ِفي َ خت ُل ِ َ اُ ْ
ن أ َِبي ج ا ِب ْ ُ خَر َ ماقِهِ .وَأ َ ْ حد ّ ِل ِع ْ َ ك َ :ل َ مال ِ ٌ ل َ سّرةِ .وََقا َ زيزِ :إ َِلى ال ّ ال ْعَ ِ
قب َْر إ َِلى قوا ال ْ َ َ َ خ ّ ن ال ْ َ
م ُ ل :أع ْ ِ ه َقا َ ب أن ّ ُ طا ِ مَر ب ْ ِ ن عُ َ من ْذ ِرِ ع َ ْ ن ال ْ ُ ة َواب ْ ُ شي ْب َ َ َ
ل
ه ِفي الن ّي ْ ِ سط َةٍ َقال َ ُ مةٍ وَب َ ْ قَد ْرِ َقا َ
َ َ
توا ِ م َ ن اْل ْ م َ ب أيْ ِ ص ِ ة ( ِبالن ّ ْ ن َوالث َّلث َ َ ) َواد ْفُِنوا اِلث ْن َي ْ ِ
ذا ن إِ َ حد ٍ وَل َك ِ ْ ماع َةٍ ِفي قَب ْرٍ َوا ِ ج َ ن َ مِع ب َي ْ َ ج ْ واُز ال ْ َ ج َ حد ٍ ( ِفيهِ َ ) ِفي قَب ْرٍ َوا ِ
واقِعَةِ ل هَذ ِهِ ال ْ َ مث ْ ِ ما ِفي ِ ة كَ َ ج ٌ حا َ ك َ ت إ َِلى ذ َل ِ َ د َع َ ْ
ب إ َِلى ال ْك َعْب َةِ ، َ َ َ
ن أقَْر َ كو َ حد ِ ل ِي َ ُ دارِ الل ّ ْ ج َ م قُْرآًنا ( أيْ إ َِلى ِ موا أك ْث ََرهُ ْ ) وَقَد ّ ُ
مي ًّتا" حّيا وَ َ مًل َ ما وَع َ َ عل ْ ً معَظ ّم ِ ِ ظيم ِ ال ْ ُ شاد ٌ إ َِلى ت َعْ ِ وَِفيهِ إ ِْر َ
َ َ َ
لسو َ ن َر ُ ة،أ ّ حب َ ٌ ص ْ ه ُ ت لَ ُ كان َ ْ ه وَ َ حد ّث َ ُ ه َ ن أِبيهِ ،أن ّ ُ مي ْرٍ ،ع َ ْ ن عُ َ ن ع ُب َي ْد ِ ب ْ ِ وع َ ْ
َ َ
م
قي ُ ن يُ ِ م ْ ن َ صّلو َ م َ ن أوْل َِياَء الل ّهِ ال ْ ُ داِع :أل إ ِ ّ جةِ ال ْوَ َ ح ّ ل ِفي َ الل ّهِ َ ، قا َ
هم ُ صو ْ َ ب َ س ُ حت َ ِ ن ،وَي َ ْ ضا َ م َ م َر َ صو ُ ت ع َل َي ْهِ ،وَي َ ُ س ال ِّتي ك ُت ِب َ ْ م ِ خ ْ ت ال ْ َ وا ِ صل َ َ ال ّ
ب ال ْك ََبائ َِر ال ِّتي َ
جت َن ِ ُ سب َُها ،وَي َ ْ حت َ ِ مال ِهِ ي َ ْ كاة َ َ طي َز َ حقّ ،وَي ُعْ ِ ه ع َل َي ْهِ َ ي ََرى أن ّ ُ
- 624برقم ) ( 32210والترمذي ) (1063ونص) (2021وهـ) (1621وحم) (16676وعب )
(6386وطب ) (2280-2269من طرق وهو حديث صحيح لغيره
- 625برقم ) ( 1817وأبو داود ) (3217ونص )2023و 2027و (2028وهـ ) (1627وحم )
(16688وغيرهم وهو صحيح
276
ما ال ْك ََبائ ُِر ؟ َ
ل الل ّهِ َ ، سو َ ل َ :يا َر ُ قا َ ه ،فَ َ سأل َ ُ جل َ ن َر ُ م إِ ّ ه ع َن َْها ث ُ ّ ن ََهى الل ّ ُ
حقّ ،وَفَِراٌر ن ب ِغَي ْرِ َ م ٍ مؤ ْ ِ س ُف ِ ل نَ ْ ك ِبالل ّهِ ،وَقَت ْ ُ شْر ُ سعٌ :ال ّ ل :هُوَ ت ِ ْ قا َ فَ َ
َ َ
ق
قو ُ صن َةِ ،وَع ُ ُح َ م ْ ف ال ْ ُ ل الّرَبا ،وَقَذ ْ ُ ل ال ْي َِتيم ِ ،وَأك ْ ُ ما ِ ل َ ف ،وَأك ْ ُ ح ِ م الّز ْ ي َوْ َ
َ َ
مواًتا ،ث ُ ّ م َ
حَياًء وَأ ْ مأ ْ حَرام ِ قِب ْل َت ِك ُ ْ ت ال ْ َ ل ال ْب َي ْ ِ حل ُ ست ِ ْ
ن َ ،وا ْ مي ْ ِسل ِ َ
م ْ ن ال ْ ُ وال ِد َي ْ ِال ْ َ
صلة َ ،وَي ُؤ ِْتي م ال ّ قي ُ ؤلِء ال ْك ََبائ َِر ،وَي ُ ِ ل هَ ُ م ْ م ي َعْ َ ل لَ ْ ج ٌ ت َر ُ مو ُ ل :ل َ يَ ُ َقا َ
َ كاة َ إ ِل ّ َ الّز َ
ب« أخرجه الحاكم ن ذ َهَ ٍ م ْصاِريعُ ِ م َواب َُها َ دارٍ أب ْ َ ي ِ في َ معَ الن ّب ِ ّ ن َ كا َ
626
عَ َ
ل
سو ِن َر ُ ي ،عَ ْض ّحد ّث َِني ال ْب ََيا ِلَ : ن َ ،قا َ موَْلى ال ْغِ َ
فارِّيي َ حازِم ٍ َ ن أِبي َْ
ّ ْ ْ َ
ن
حي َ ه ِضُعون َ ُن يَ َ
ذي َ
ل ال ِ ق ِ َ َ
ت ِفي قب ْرِهِ فلي َ ُ مي ّ ُضعَ ال َذا وُ ِ ل :إِ َ َ
ه قا َ الل ّهِ أن ّ ُ
ل اللهِ أخرجه الحاكم
سو ِ ّ مل ّةِ َر ُ سم ِ الل ّهِ وَِبالل ّهِ ،وَع ََلى ِ حد ِ ِ :با ْضعُ ِفي الل ّ ُْيو َ
627
278
سّيد ل ال ّ مْرَقاة َ .قا َ ذا ِفي ال ْ ِ فاُوت ك َ َ هب الت ّ َ وى وَي َذ ْ َ س ّ حّتى ي ُ َ حا َ سط ّ ً م َ ُ
مَراء ْ ْ ْ ْ ُ َ َ َ ْ
ح ْ صة ال َ حاء العَْر َ ي ِفيَها ب َط َ ق َ معَْناه ُ أل ِ قال َ ن يُ َ دين َ :والوْلى أ ْ مال ال ّ ج َ َ
ن َ َ َ ْ َ َ
ن أِبيهِ أ ّ مد ع َ ْ ح ّ م َ فر ْبن ُ جعْ َ ريق َ نط ِ م ْ جاد ِ ج أُبو ب َكر الن ّ ّ خَر َ ا ِن ْت ََهى .وَأ ْ
َ َ
صة ن ال ْعَْر َ م ْ مر ِ ح َ نأ ْ طي ٍ ن بِ ِ شب ًْرا وَط ُي ّ َ ن اْلْرض ِ م ْ ي ُ رفِعَ قَْبره ِ الن ّب ِ ّ
ا ِن ْت ََهى .
ُ
جَناَزت ِهِ فَد ُفِ َ
ن ج بِ َ خرِ َ نأ ْ مظ ُْعو ٍ ن َ ن بْ ُ ما ُ ت ع ُث ْ َ ما َ ما َ ل لَ ّ ب َقا َ مط ّل ِ ِ ن ال ْ ُ وع َ ِ
م إ ِل َي َْها ْ َ َ
قا َ ه فَ َ مل َ ُ ح ْ ست َط ِعْ َ م يَ ْ جرٍ فَل َ ْ ح َ ه بِ َ ن ي َأت ِي َ ُ جل ً أ ْ ى َ - -ر ُ مَر الن ّب ِ ّ أ َ
ذى ل ال ّ ِ ب َقا َ مط ّل ِ ُ ل ال ْ ُ ل ك َِثيٌر َقا َ ن ذ َِراع َي ْهِ َ -قا َ سَر ع َ ْ ح َ ل الل ّهِ - -وَ َ سو ُ َر ُ
ى ُ َ َ َ َ ل الل ّهِ َ - -قا َ خب ُِرِنى ذ َل ِ َ
ض ذ َِراع َ ْ ل -كأّنى أن ْظُر إ ِلى ب ََيا ْ ِ سو ِ ن َر ُ ك عَ ْ يُ ْ
لسهِ وََقا َ عن ْد َ َرأ ِ ضعََها ِ مل ََها فَوَ َ ح َ م َ ما ث ُ ّ سَر ع َن ْهُ َ ح َ ن َ حي َ ل الل ّهِ ِ - - سو ِ َر ُ
َ َ َ َ
ن إ ِل َي ْهِ َ م ب َِها قَب َْر أ ِ » أت َعَل ّ ُ
633
لى «.أخرجه أبو داود ن أهْ ِ م ْ ت ِ ما َ ن َ م ْ خى وَأد ْفِ ُ
ه :634 عل َي ْ ِ ة َ وال ْك َِتاب َ ُ ر َ قب ْ ِ م ال ْ َ عِلي ُ تَ ْ
ة إَلى حَناب ِل َ ُ ة َوال ْ َ مال ِك ِي ّ ُ ة َوال ْ َ في ّ ُ حن َ ِ ب ال ْ َ قب ْرِ ،فَذ َهَ َ قَهاُء ِفي ت َعِْليم ِ ال ْ َ ف َ ف ال ْ ُ خت َل َ َ ا ْ
َ َ َ
ت ما َ ما َ ه لَ ّ ما ُروِيَ " أن ّ ُ ما ،ل ِ َ حوِه ِ َ شب َةٍ أوْ ن َ ْ خ َ جرٍ أوْ َ ح َ قب ْرِ ب ِ َ وازِ ت َعِْليم ِ ال ْ َ ج َ َ
ْ َ َ ُ
ه
ن ي َأت ِي َ ُ جل ً أ ْ ي َ ر ُ مَر الن ّب ِ ّ ن فَأ َ جَناَزت ِهِ ،فَد ُفِ َ ج بِ ِ خرِ َ نأ ْ مظ ُْعو ٍ ن َ ن بْ ُ ما ُ ع ُث ْ َ
ه
ن ذ َِراع َي ْ ِ سَر ع َ ْ ح َ سول الل ّهِ وَ َ م إل َي َْها َر ُ قا َ ه ،فَ َ مل َ ُ ح ْ ست َط ِعْ َ م يَ ْ جرٍ فَل َ ْ ح َ بِ َ
َ َ َ ْ
نم ْ ن إل َي ْهِ َ خي ،وَأد ْفِ ُ م ب َِها قَب َْر أ ِ سهِ ،وََقال :أت َعَل ّ ُ عن ْد َ َرأ ِ ضعََها ِ مل ََها فَوَ َ ح َ فَ َ
635
ن أ َهِْلي" م ْ ت ِ ما َ َ
عند رأ ْسه حجر أوَ َ ْ َ َ ب ال ّ
ضعَ ِ ْ َ َ ِ ِ َ َ ٌ ْ ن ُيو َ قب ْرِ ب ِأ ْ م ال َ ب ت َعِْلي ُ ه ي ُن ْد َ ُ ة إلى أن ّ ُ شافِعِي ّ ُ وَذ َهَ َ
َ 636
ه
جلي ْ ِ عن ْد َ رِ ْ ذا ِ ماوَْرد ِيّ :وَك َ َ ما َ ،قال ال ْ َ حوُهُ َ ة وَن َ ْ شب َ ٌ خ َ َ
َ
ة
مال ِك ِي ّ ُ ب ال ْ َ قب ْرِ ،فَذ َهَ َ ضا ِفي ال ْك َِتاب َةِ ع ََلى ال ْ َ قَهاُء أي ْ ً ف َ ف ال ْ ُ خت َل َ َ َوا ْ
ر
جاب ِ ٍ قا لحديث َ مط ْل َ ً قب ْرِ ُ ة إَلى ك ََراهَةِ ال ْك َِتاب َةِ ع ََلى ال ْ َ حَناب ِل َ ُ ة َوال ْ َ شافِعِي ّ ُ َوال ّ
َ َ َ
ن ي ُب َْنى قعَد َ ع َل َي ْهِ وَأ ْ ن يُ ْ قب ُْر وَأ ْ ص ال ْ َ ص َ ج ّ ن يُ َ ل الل ّهِ - -أ ْ سو ُ ل ن ََهى َر ُ َقا َ
637
ه. ع َل َي ْ ِ
َ
ن ما ُ سل َي ْ َ ل ُ ن ي ُب َْنى ع َل َي ْهِ ،وََقا َ ل اللهِ أ ْ سو ُ ل :ن ََهى َر ُ جاب ِرٍ َ ،قا َ ث َ دي ِ ح ِ ول ِ َ
َ
638
ه. ب ع َل َي ْ ِ ن ي ُك ْت َ َ جاب ِرٍ وَأ ْ ن َ سى ،ع َ ْ مو َ ن ُ بْ ُ
م. حُر َ ي ب َِها َ ن ُبوه ِ َ ة :وَإ ِ ْ مال ِك ِي ّ ُ َقال ال ْ َ
دي إَلى حرم ُ َ
ه ي ُؤ َ ّ ة ل ِن ّ ُ مك ُْروه ٌ وَل َوْ قُْرآًنا ،وَي َن ْب َِغي ال ْ ُ ْ َ ش َ ق ُ وََقال الد ّْرِديُر :الن ّ ْ
مت َِهان ِهِ . ا ْ
ْ َ
ج
حِتي َ نا ْ س ِبال ْك َِتاب َةِ إ ِ ه ل َ ب َأ َ شافِعِي ّةِ إَلى أن ّ ُ ن ال ّ م َ ي ِ سب ْ َك ِ ّ ة َوال ّ في ّ ُ حن َ ِ ب ال ْ َ وَذ َهَ َ
ْ إل َي َْها َ
ن. مت َهَ َ ب الث َُر وَل َ ي ُ ْ حّتى ل َ ي َذ ْهَ َ
- 639حاشية ابن عابدين ،602 - 601 / 1وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،425 / 1
وحاشية القليوبي وعميرة على المحلي ،350 / 1وروضة الطالبين ،136 / 2وكشاف القناع 2
. 140 /
- 640برقم) (1618وفيه ضعف
- 641برقم ) ( 1478وطس ) (6325والتلخيص ) (793صحيح مرسل
- 642الموسوعة الفقهية الكويتية ) -ج / 32ص (249
- 643أخرجه ابن ماجه ) ، ( 495 / 1وضعف إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة ) / 1
( 274
- 644أخرجه البزار ) ،كشف الستار ، ( 397 / 1وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ) 45 / 3
" : ( 4249رجاله موثقون إل أن شيخ البزار محمد بن عبد الله لم أعرفه "
- 645أخرجه الهيثمي ) ( 411 / 3معضل ً .
- 646حاشية ابن عابدين على الدر المختار ،601 / 1وحاشية القليوبي وعميرة على المحلى
،351 / 1وروضة الطالبين ،136 / 2وكشاف القناع . 138 / 2
280
خَتارِ - م ْة ِ -في ال ْ ُ في ّ ُ
حن َ ِب ال ْ َ قب ْرِ ،فَذ َهَ َ ن ال ْ َ ْ
قَهاُء ِفي ت َطِيي ِ ف َ ف ال ْ ُ خت َل َ َ َوا ْ
َ ن ال ْ َ ْ
ه لَي أن ّ ُ شافِعِ ّ ن ال ّ مذ ِيّ ع َ ِ قل الت ّْر ِ قب ْرِ ،وَن َ َ وازِ ت َطِيي ِ ج َ ة إَلى َ حَناب ِل َ ُ َوال ْ َ
. ن يي س ِبالت ّط ْ بأ ْ
َ ِ ِ َ َ
ب .وَد َِليل ال ْ َ ْ
ول وازِ قَ ْ ج َ حا ِ ص َهيُر ال ْ ما ِج َ ك َ م ي َذ ْك ُْر ذ َل ِ َ َقال الن ّوَوِيّ :وَل َ ْ
حةٍ طو َ مب ْ ُ
حب َي ْهِ " َ صا ِ ي وَقَب ْرِ َ ف قَب ْرِ الن ّب ِ ّ ص ِ مد ٍ ِفي وَ ْ ح ّ م َ ن ُ ال ْ َ
سم ِ ب ْ ِ قا ِ
مَراِء" ح ْصة ِ ا ل ْ َ حاِء ال ْعَْر َ ب ِب َط ْ َ
شافِعِي ّةِ إَلى ك ََراهَ ِ
ة ن ال ّ م َ ي ِ ن َوال ْغََزال ِ ّ مي ْ ِ حَر َ م ال ْ َ ما ُ ة وَإ ِ َ مال ِك ِي ّ ُ ب ال ْ َ وَذ َهَ َ
َ
ق، ن فَوْ ٍ م ْ م ِفي ت َط ِْيين ِهِ ِ عَباَرات ِهِ ْ ي :أك ْث َُر ِ سوقِ ّ قب ْرِ َ.قال الد ّ ُ ن ال ْ َ ِ ت َط ِْيي
ه َ شي ِ َ
ظاه ًِرا وََباط ًِنا.647 مل ت َط ِْيين َ ُ ش َه يَ ْ خه ِ أ ن ّ ُ ن َ ْ شرٍ ع َ ْ عا ِ ن َ قل اب ْ ُ وَن َ َ
ــــــــــــــ
- 647حاشية ابن عابدين ،601 / 1وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،424 / 1وحاشية
القليوبي ،350 / 1وروضة الطالبين ،136 / 2وكشاف القناع . 138 / 2
281
ث الربعونالمبح ُ
الترهيب من الجلوس على القبر وكسر عظم الميت أو
نبشه إل لضرورة
َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ
م ع ََلى حد ُك ُ ْ سأ َ جل ِ َ ن يَ ْ ل الل ّهِ » - -ل َ ْ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ عَ ْ
َ
س ع ََلى قَب ْ ٍ
ر جل ِ َ ن يَ ْ نأ ْ م ْ ه ِ خي ٌْر ل َ ُجل ْد ِهِ َ
ص إ َِلى ِ خل ُ َ ه فَت َ ْ حرِقَ ث َِياب َ ُ مَرةٍ فَت ُ ْج َْ
648
« .رواه مسلم
كشاف القناع ، 146 - 145 / 2والمغني لبن قدامة . 552 / 2 - 671
285
ث الواحد و الربعون
المبح ُ
النهي عن تجصيص القبر ورفعه والصلة إليه
286
ق ع َل َي ْ ِ
ه ف ِ خب َرِ ال ْ ُ
مت ّ َ في ال ْ َ جد ِ ع ََلى ال ْ ُ
قُبورِ ،فَ ِ سا ِ م َ ن ب َِناِء ال ْ َ
ي عَ ْوَقَد ْ وََرد َ الن ّهْ ُ
َ
ه ال ْي َهُــود َن الل ّـ ُ ت ِفي ـهِ :ل َعَـ َ
مــا َ
ذي َ ضـهِ ال ّـ ِ
مَر ِ ســول قَــال فِــي َ ن الّر ُ أ ّ
َ
ذوا قُُبوَر أن ْب َِيائ ِهِ ْ خ ُ
680
د"ج َ سا ِم َ م َ صاَرى ،ات ّ َ َوالن ّ َ
ــــــــــــــ
صاًبا فَل َ ُ
ه م َن ع َّزى ُ م ْل» َ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ عنه ع َ ِ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ رضي الله عَ ْ
681 َ مث ْ ُ
جرِهِ « .رواه الترمذي لأ ْ ِ
لذا تســتحب التعزيــة لنهــا نــوع مـن المواســاة وفيهــا موعظــة وعــبرة،
وتسلية لهل الميت عن مصابهم.
ه َقا َ َ
ن ي ُعَّزى م ٍ مؤ ْ ِن ُ م ْما ِ لَ » : ى - -أن ّ ُ ن الن ّب ِ ّحْزم ٍ ع َ ِ ن َ رو ب ْ ِم ِوعن ع َ ْ
مةِ «. قَيا َم ال ْ ِ مةِ ي َوْ َل ال ْك ََرا َ
حل َ ِ
ن ُ
م ْ ه ِ حان َ ُسب ْ َه ُ ساه ُ الل ّ ُصيب َةٍ ،إ ِل ّ ك َ َم ِ خاه ُ ب ِ ُ أَ َ
682
أخرجه ابن ماجة
معَْنــى ج ال ْ َ خ َُر ُ ساه ُ وَل َ ي َ ْ ب وََوا َ صا َ م َ صب َّر ال ْ ُ ذا َ صد َُر ع َّزى :إ ِ َ م ْ ةَ : ة ل ُغَ ً الت ّعْزِي َ ُ
ْ معَْنى َالل ّغَ ـوِيّ وَقَــال ال ّ
ر
ص ـب ْ ِ م ـُر ِبال ّ ي ال ْ ي :ه ِـ َ ش ـْرِبين ِ ّ ن ال ْ َ ِ ي عَ ح ّ صط ِل َ ِ ال ِ ْ
ت مي ّـ ِ ْ ْ ْ َ َوال ْ َ
عاُء ل ِل َ ن ال ـوِْزرِ َ ،وال ـد ّ َ مـ َ ذيُر ِ حـ ِج ـرِ َ ،والت ّ ْ مــل ع َلي ْـهِ ب ِوَع ْ ـد ِ ال ْ ح ْ
جب ْرِ ال ْ ُ فَرةِ ،وَل ِل ْ ُ ِبال ْ َ
683
ة
صيب َ ِ م ِ ب بِ َ صا ِ م َ مغْ ِ
َْ ي: ف ّ م الت ّك ِْلي ِ حك ْ ُ ال ْ ُ
صل َ ن ال ْ ُ خل َ َ لَ ِ
ة َ .وال ْ صيب َ ٌ م ِ ه ُ صاب َت ْ ُ نأ َ م ْ ب الت ّعْزِي َةِ ل ِ َ حَبا ِ ست ِ ْ قَهاِء ِفي ا ْ ف َ ف ب َي ْ َ
َ
جرِهِ . مْثل أ ْ ه ِ صاًبا فَل َ ُ م َ ن ع َّزى ُ م ْ خب َُر َ : عي ّت َِها َ : شُرو ِ م ْ ِفي َ
َ
ة
م ِ حَلل ال ْك ََرا َ ن ُ م ْ ه ِ ساه ُ الل ّ ُ صيب َةٍ إ ِل ّ ك َ َ م ِ خاه ُ ب ِ ُ ن ي ُعَّزي أ َ م ٍ مؤ ْ ِ ن ُ م ْ ما ِ خب َرِ َ : وَ َ
مةِ . قَيا َ م ال ْ ِ ي َوْ َ
ن: كو ُ ن تَ ُ م ْ ول ِ َ ة َ زي َ ِ ع ِ ة الت ّ ْ في ّ ُ ك َي ْ ِ
ي ص ـب ِ ّ م ،إ ِل ّ ال ّ م وَإ ِن َــاث ُهُ ْ م ،ذ ُك ُــوُرهُ ْ صَغاُرهُ ْ م وَ ِ صيب َةِ ،ك َِباُرهُ ْ م ِ هل ال ْ ُ ي ُعَّزى أ َ ْ
مهَــا ، حارِ ُ م َ ســاُء وَ َ ساِء ،فَل َ ي ُعَّزيهَــا إ ِل ّ الن ّ َ ن الن ّ َ م َ ة ِ شاب ّ ُ قل َ ،وال ّ ذي ل َ ي َعْ ِ ال ّ ِ
ةب الت ّعْزِي َـ ُ ح ّ س ـت َ َ من ْي َةِ :ت ُ ْ ح ال ْ ُ ِ شْر ن َ ن عَ ْ دي َ عاب ِ ِ ن َ قل اب ْ ُ فت ْن َةِ .وَن َ َ ن ال ْ ِ م َ خوًْفا ِ َ
ة ل ِهْــل َ ب ت َعْزِي َـ ٌ ن .وَقَــال الـد ّْرِديُر :وَن ُـد ِ َ ســاِء الل ّت ِــي ل َ ي ُ ْ
فت ِـ ّ جال َوالن ّ َ ِللّر َ
684
ة
فت ْن َ ِ ة ال ْ ِ شي ّ َ خ ِ م ْ ت إ ِل ّ َ مي ّ ِ ال ْ َ
ة: زي َ ِ ع ِ مدّةُ الت ّ ْ ُ
ست َد َّلوا ل ِـذ َل ِ َ َ َ
ن ك ب ِـإ ِذ ْ ِ ة أّيام ٍ َ .وا ْ مد ّة َ الت ّعْزِي َةِ ث َل َث َ ُ ن ُ قَهاِء :ع ََلى أ ّ ف َ مُهوُر ال ْ ُ ج ْ ُ
َ قوْل ِهِ : ل َ ي َ ِ ْ
ن م ُ مـَرأةٍ ُتـؤ ْ ِ حـل ل ِ ْ قط ،ب ِ َ ث فَ َ داد ِ ِفي الث ّل َ ِ ح َ شارِِع ِفي ال ِْ ْ ال ّ
َ َ َ ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ ال ْ ِ
ة ج :أْرب َعَـ َ ث ،إ ِل ّ ع َلــى َزوْ ٍ ت فَـوْقَ ث َل َ ٍ مي ّ ٍ حد ّ ع ََلى َ ن تَ ُ خرِ أ ْ
ب ن قَل ْـ ِ كو ُ سـ ُ من ْهَــا ُ صــود َ ِ ق ُ م ْ ن ال ْ َ ها ؛ ل َِ ّ ش ـًرا ،685وَت ُك ْـَره ُ ب َعْ ـد َ َ ش ـهُرٍ وَع َ ْ أَ ْ
ن ِبالت ّعْزِي َةِ ،إ ِل ّ حْز ُ ه ال ْ ُ جد ّد ُ ل َ ُ ه ب َعْد َ الث ّل َث َةِ ،فَل َ ي ُ َ كون ُ ُ س ُ ب ُ ب َ ،وال َْغال ِ ُ صا ِ م َ ال ْ ُ
ـــــــــــــــ
ر
ف ٍ
جعْ َ ل َ صن َُعوا ل ِ ل الل ّهِ » - -ا ْ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ فرٍ َقا َ جعْ َ ن َ ِ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ب ْ عَ ْ
َ َ
شغَل َهُ ْ مٌر َ ه قَد ْ أَتاهُ ْ ما فَإ ِن ّ ُ ط ََعا ً
693
م «.أخرجه أبو داود مأ ْ
جب ًْرا م وَ َ ة ل َهُ ْ عان َ ًم إِ َ ث ب ِهِ إ ِل َي ْهِ ْ ت ،ي ُب ْعَ ُ مي ّ ِ هل ال ْ َ داد ُ ط ََعام ٍ ل َِ ْ ب إ ِع ْ َ ح ّ ست َ َ يُ ْ
َ ْ
ح طَعام ٍ صل َ ِ ن إِ ْ م عَ ْ ن ي َأِتي إ ِل َي ْهِ ْ م ْ م وَب ِ َ صيب َت ِهِ ْ م ِ شغُِلوا ب ِ ُ م ُ م ،فَإ ِن ّهُ ْ قُلوب ِهِ ْ لِ ُ
م. سه ِ ْ ف ِ ل َِن ْ ُ
وقَد روي ع َن ع َبد الل ّه بن جع َ َ
سول الل ّ ِ
ه فرٍ َقال َر ُ جعْ َ ي َ جاَء ن َعْ ُ ما َ ه لَ ّ فرٍ أن ّ ُ ِ ْ ِ َ ْ ْ ْ ِ َ ْ ُ ِ َ
ُ َ َ َ َ
م. شغَلهُ ْ ما ي َ ْ م َ جاَءهُ ْ ه قد ْ َ ما .فإ ِن ّ ُ فرٍ طَعا ً جعْ َ هل َ صن َُعوا ل ِ ْ :ا ْ
مُعوا ع ََلى َ
جت َ َ كوُنوا قَد ِ ا ْ م ،أل ّ ي َ ُ م ط ََعا ٌ صن َعُ ل َهُ ْ ن يُ ْ م ْ ة ِفي َ مال ِك ِي ّ ُ ط ال ْ َ شت ََر َ ) َوا ْ
َ َ
م
م ،ل ِن ّهُ ْ سال ط ََعام ٍ ل َهُ ْ م إ ِْر َ حُر َ ت ،وَإ ِل ّ َ ما ِ حّر َ م َ ن ال ْ ُ م َ ها ِ حةٍ أوْ غ َي ْرِ َ ن َِيا َ
َ َ
ن ِفي كو ُ ك يَ ُ ن ذ َل ِ َ س ،لِ ّ ت ِللّنا ِ مي ّ ِ هل ال ْ َ مأ ْ قَهاُء إ ِط َْعا َ ف َ صاة ٌ ،وَك َرِه َ ال ْ ُ عُ َ
694
شُرورِ . . سُرورِ ل َ ِفي ال ّ ال ّ
قال الجزيري رحمه الله في الفقه على المذاهب الربعة " :ومن البدع
المكروهة ما يفعل الن من ذبح الذبائح عند خروج الميت ،من البيت،
أو عند القبر ،وإعداد الطعام لمن يجتمع للتعزيه :وتقديمه لهم كما
يفعل ذلك في الفراح ومحافل السرور وإذا كان في الورثة قاصر عن
درجة البلوغ ،حرم إعداد الطعام وتقديمه ،روى المام أحمد ،وابن
ماجة عن جرير بن عبد الّله قال" :كنا نعد الجتماع إلى أهل الميت
وصنعهم الطعام من النياحة" .أما إعداد الجيران والصدقاء طعاما ً لهل
الميت وبعثه لهم ،فذلك مندوب ،لقوله " :اصنعوا لل جعفر طعامًا،
فقد جاءهم ما يشغلهم" ،ويلح عليهم في الكل ،لن الحزن قد يمنعهم
منه..695
ت
مي ّ ِل ال ْ َ ماع َ إ َِلى أهْ ِ جت ِ َل :ك ُّنا ن َعُد ّ ال ِ ْ ى َقا َ ّ جل ِن ع َب ْد ِ الل ّهِ ال ْب َ َ ريرِ ب ْ ِ ج ِ ن َ وع َ ْ
696
حةِ أخرجه أحمد ن الن َّيا َ م َ ة الط َّعام ِ ب َعْد َ د َفْن ِهِ ِ صِنيعَ َ وَ َ
قلت :نهى كثير من العلماء المعاصرين عن الجتماع في اليوم الثالث
من دفن الميت أو بعده وختم القرآن وصنع طعام لهم.
وأرى أن قراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت جائزة إن شاء الله ول حرج
فيها ،إذا خلت من المنكرات
ـــــــــــــ
ن م ْ مّنا َ س ِ ى » - -ل َي ْ َ ّ ل الن ّب ِ ل َقا َ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ -رضى الله عنه َ -قا َ عَ ْ
697
جاه ِل ِي ّةِ « أخرجه البخاري وى ال ْ َ عا ب ِد َع ْ َ ب ،وَد َ َ جُيو َ شقّ ال ْ ُ دود َ ،وَ َ خ ُ م ال ْ ُ ل َط َ َ
مّنا ( س ِ وله ) :ل َي ْ َ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري :قَ ْ
دين ، ن ال ّ خَراجه ع َ ْ مَراد ب ِهِ إ ِ ْ س ال ْ ُ قتَنا ،وَل َي ْ َ ري َ سن ّت ََتا وَط َ ِ هل ُ ن أَ ْ م ْ أيْ ِ
َ
مْثل ن ال ْوُُقوع ِفي ِ دع ع َ ْ مَبال ََغة ِفي الّر ْ فظ ال ْ ُ ذا الل ّ ْ دة ِإيَراده ب ِهَ َ ن َفائ ِ َ وَل َك ِ ْ
َ
ي
مّني ،أ ْ ست ِ مْنك وَل َ ْ ست ِ مَعات ََبته :ل َ ْ عْند ُ جل ل ِوَل َد ِهِ ِ قول الّر ُ ما ي َ ُ ك كَ َ ذ َل ِ َ
خصه :الت ّأ ِْويل اْل َّول مل َ ّ ما ُ مِنير َ ل الّزْين ْبن ال ْ ُ قِتي .وََقا َ ري َ ِ ت ع ََلى ط َ ما أن ْ َ
َ
َ
صان كلم َ َ جود ِيّ ،وَهَ َ َ ْ ُ َ ْ
ذا ي ُ َ مر وُ ُ نأ ْ ما وََرد َ ع َ ْ خَبر إ ِن ّ َ ن ي َكون ال َ زم أ ْ ست َل ِ يَ ْ
َ َ َ
واِقع ِفي ذ َل ِ َ
ك
ْ ن ال ْ َ مَراد أ ّ قال :ال ْ ُ ن يُ َ مل ع َل َي ْهِ َ .واْلوَْلى أ ْ ح ْ ن ال ْ َ شاِرع ع َ ْ ال ّ
ه فََل ي َ ْ َ يَ ُ
سّنة ت َأِديًبا ماع َةِ ال ّ ج َ خت َِلط ب ِ َ جر وَي ُعَْرض ع َن ْ ُ ن ي ُهْ َ ض ِل ْ كون قَد ْ ت َعَّر َ
َ
ن م ْ ذا أوَْلى ِ سَلم ،فَهَ َ حَها اْل ِ ْ جاه ِل ِّية ال ِّتي قَب ّ َ حاله ال ْ َ حابه َ ص َ ست ِ ْ ه ع ََلى ا ِ ْ لَ ُ
ي
حك ِ َ جود .وَ ُ موْ ُ فْعل ال ْ َ در َزاِئد ع ََلى ال ْ ِ ه قَ ْ من ْ ُ فاد ِ ست َ َ ما َل ي ُ ْ مل ع ََلى َ ح ْ ال ْ َ
َ ْ َ
سك م َ ن يُ ْ قول :ي َن ْب َِغي أ ْ وض ِفي ت َأِويله وَي َ ُ خ ْ ن ي َك َْره ال ْ َ كا َ ه َ فَيان أن ّ ُ س ْ ن ُ عَ ْ
َ َ
معَْنى ل :ال ْ َ جر .وَِقي َ فوس وَأب َْلغ ِفي الّز ْ ن أوَْقع ِفي الن ّ ُ كو َ ك ل ِي َ ُ ن ذ َل ِ َ عَ ْ
َ َ س ع ََلى ِدينَنا ال ْ َ
ن
كا َن َ دين وَإ ِ ْ ن فُُروع ال ّ م ْ ن فَْرع ِ م ْ ج ِ خَر َ ه َ مل ،أيْ أن ّ ُ كا ِ ل َي ْ َ
َ مع َ
سره ُ الت ّب َّري ف ّ في ي ُ َ ذا الن ّ ْ ن هَ َ ي .وَي َظ َْهر ِلي أ ّ كاه ُ ا ِْبن ال ْعََرب ِ ّ ح َ صله َ ، هأ ْ َ َ ُ
َ
ي " ه الن ّب ِ ّ من ْ ُ ل " ب َرِئَ ِ ث َقا َ حي ْ ُ سى ب َْعد َباب َ مو َ ديث أِبي ُ ح ِ اْلِتي ِفي َ
َ َ َ
ه ِفي خل ُ ن َل ي ُد ْ ِ ه ت َوَع ّد َه ُ ب ِأ ْ يء ،وَك َأن ّ ُ ش ْ ن ال ّ م ْ صال ِ ف َ صل ال ْب ََراَءة اِلن ْ ِ وَأ ْ
َ َ
ما ذ ُك َِر وَْقت عل َ ن َفا ِ م ْ ريء أيْ ِ وله أَنا ب َ ِ مهَّلب :قَ ْ ل ال ْ ُ مث ًَل .وََقا َ عته َ فا َ ش َ َ
طة ت ُعَْرف س َ ما َوا ِ سَلم .قُْلت :ب َْينه َ ن اْل ِ ْ ه عَ ْ في َ ُ م ي ُرِد ْ ن َ ْ فْعل ،وَل َ ْ ك ال ْ ِ ذ َل ِ َ
جْيب شقّ ال ْ َ ن َ م ْ ما ذ ُك َِر ِ ريم َ ح ِ ل ع ََلى ت َ ْ ذا ي َد ُ ّ م أ َّول ال ْك ََلم ،وَهَ َ قد ّ َ ما ت َ َ م ّ ِ
ضا ِبال ْ َ َ
ضاِء ، ق َ دم الّر َ ن عَ َ م ْ ك ِ ه ذ َل ِ َ من ّ ُ ض َ ما ت َ ْ ك َ سَبب ِفي ذ َل ِ َ ن ال ّ وَغ َْيره .وَك َأ ّ
َ
ما مث ًَل ب ِ َ خط َ س ّ ريم ِ أوْ الت ّ َ ح ِ معَ ال ْعِْلم ِبالت ّ ْ ل َ حَل ِ ست ِ ْ ريح ِباِل ْ ص ِ ن وَقَعَ الت ّ ْ فَإ ِ ْ
دين . ن ال ّ م ْ خَراج ِ في ع ََلى اْل ِ ْ مل الن ّ ْ ح ْ ن َ م ْ ماِنع ِ وَقَعَ فََل َ
ى ع ََلى ُ وع َن ع َبد الرحمن بن يزيد وأ َبى بردة َ ب َ
م َ سى َقال َ أغ ْ ِ مو َ ن أِبى ُ َ ْ ْ ِ ّ َْ َ ِ ْ ِ َ ِ َ َ ُ َ ِ ُ ْ َ ْ ِ
َ
لم أَفاقَ َقا َ ةَ .قال ث ُ ّ َ ح ب َِرن ّ ٍ صي ُ م ع َب ْد ِ الل ّهِ ت َ ِ هأ ّ مَرأت ُ ُ تا ْ سى وَأقْب َل َ ِ مو َ أِبى ُ
َ ل الل ّهِ َ - -قا َ َ َ
ن
م ْ م ّ رىٌء ِ ل » أَنا ب َ ِ سو َ ن َر ُ حد ّث َُها -أ ّ ن يُ َ كا َ مى -وَ َ م ت َعْل َ ِ أل َ ْ
698
رقَ «.أخرجه مسلم خ َ سل َقَ وَ َ حل َقَ وَ َ َ
ُ
سل َ َ
ق صاد ِ وَ َ صول ِبال ّ ت ِفي اْل ُ قة وَقَعَ ْ صال ِ َ قال النووي رحمه الله :ال ّ
صَلق . سل َقَ وَ َ صْلق وَ َ سْلق َوال ّ ن ال ّ ما ل ُغََتا ِ ن وَهُ َ حا ِ حي َ ص ِ ما َ ن وَهُ َ سي ِ ِبال ّ
قة : حال ِ َ صيَبة َ .وال ْ َ م ِ عْند ال ْ ُ وتَها ِ ص ْ ي ال ِّتي ت َْرَفع َ قة :وَه ِ َ سال ِ َ قة وَ َ صال ِ َ ي َ وَه ِ َ
عْند وبَها ِ شقّ ث َ ْ شاّقة :ال ِّتي ت َ ُ صيَبة َ ،وال ّ م ِ عْند ال ْ ُ ها ِ شْعر َ حِلق َ ي ال ِّتي ت َ ْ هِ َ
- 697برقم ) 1294و 1297و 1298و ( 3519ومسلم ) (103والترمذي ) (1015وابن ماجة
)(1651
- 698برقم ) (104وابن ماجة )(1653
292
عَياض ضي ِ قا ِ كى ال ْ َح َ معُْروف .وَ َ هر ال ْ َظا ِشُهور ال ّ م ْ ذا هُوَ ال ْ َ صيَبة .هَ َ م ِ ال ْ ُ
َ َ
جهِ ، ب ال ْوَ ْ
ضْر ُصل ْقُ َ ل :ال ّ ه َقا َ ي ،أن ّ ُ ن ا ِْبن اْلع َْراب ِ ّ عَ ْ
َ َ َ
ن
م ْ
ن ِ جب ْ َ ست َوْ ِما ي َ ْن ،أوْ َ ن فِْعله ّ م ْ حل َقَ ( أيْ ِ ن َ م ْ م ّ ريٌء ِ وله ) :أ َ َنا ب َ ِ قَ ْ
َ
ل.صا ُ ف َ صل ال ْب ََراَءةِ اِلن ْ ِ ن ب ََيان ِهِ .وَأ ْ م ْ
مِني ِ ما ل َزِ َ دة َ ن ع ُهْ َم ْ قوَبة ،أوْ ِ ال ْعُ ُ
َ
عل هَذ ِهِ ن َفا ِ م ْ هره وَهُوَ ال ْب ََراَءة ُ ِ ظا ِ ن ي َُراد ب ِهِ َ جوز أ ْ ضي وَي َ ُ قا ِ ذا ك ََلم ال ْ َ هَ َ
مور ،وََل ي ُ َ ُ
حذ ْ ٌ اْل ُ
699
ف . در ِفيهِ َ ق ّ
ــــــــــــــ
293
ث الخامس والربعون
المبح ُ
ما ينفع الميت في قبره
ماخلَء :إ ِ ّ ة أَ ِ
ن َثلث َ ُ سا ٍل إ ِن ْ َ ل الل ّهِ : ل ِك ُ ّ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ س َ ،قا َ ٍ
عَ َ
ن أن َ ْ
ُ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ
ما
ه ،وَإ ِ ّ مال ُ س لك وَذ َل ِك َ ت فَلي ْ َ سك َ م َ ما أ ْ ت فَلك ،وَ َ ق َ ف ْما أن ْ َ ل َ قو ُ ل فَي َ ُ خِلي ٌ َ
َ َ
كذا َ ت فَ َ جعْ ُك وََر َ ك ت ََرك ْت ُ َ مل ِ ِب ال ْ َ ت َبا َ ذا أت َي ْ َ ك ،فَإ ِ َ معَ َ ل :أَنا َ قو ُ ل ،فَي َ ُ خِلي ٌ َ
َ َ
ثحي ْ ُ ت ،وَ َ خل ْ َ ث دَ َ حي ْ ُك َ معَ َ ل :أَنا َ قو ُ ل ،فَي َ ُ خِلي ٌ ما َ ه ،وَإ ِ ّ م ُش ُ ح َ ه وَ َ أهْل ُ ُ
ي « أخرجه الحاكم ن الّثلث َةِ ع َل َ ّ ت ل َهْوَ َ ن ك ُن ْ َ ل :إِ ْ قو ُ ه ،فَي َ ُ مل ُ ُ ك عَ َذا َ ت فَ َ ج َ خَر ْ َ
700
َ
ة، ت ث َل َث َ ٌ مي ّ َ ه »: - -ي َت ْب َعُ ال ْ َ ل الل ّ ُ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ك َقا َ مال ِ ٍ ن َ س بْ َ وعن أن َ َ
َ حد ،يتبع َ
جعُ أهْل ُ ُ
ه ه ،فَي َْر ِ مل ُ ُه وَع َ َ مال ُ ُ ه وَ َ ه أهْل ُ ُ ه َوا ِ ٌ َ ْ َ ُ ُ معَ ُ قى َ ن وَي َب ْ َ جعُ اث َْنا ِ فَي َْر ِ
مل ُ ُ مال ُ ُ
701
ه « أخرجه البخاري ومسلم قى ع َ َ ه ،وَي َب ْ َ وَ َ
َ
همال ُ ُ ه وَ َ ه أهْل ُ ُ وله ) ي َت ْب َعُ ُ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح :قَ ْ
مَراد ُ ط َوال ْ ُ ق ْ ه فَ َ مل ُ ُ ه إ ِّل ع َ َ ت َل ي َت ْب َعُ ُ مي ّ ٍ ب َ قع ِفي اْل َغ َْلب وَُر ّ ذا ي َ َ ه ( هَ َ مل ُ ُ وَع َ َ
َ
بعاد َة ُ ال ْعََر ِ ت ب ِهِ َ جَر ْ ما َ قت ِهِ وَد ََواب ّهِ ع ََلى َ ن أهْل ِهِ وَُرفْ َ م ْ ه ِ جَناَزت َ ُ ن ي َت ْب َعُ ِ م ْ َ
م لَ َ ْ َ َ َ ْ َ وَإ ِ َ
نأ ْ موا ب َعْد َ الد ّف ِ واٌء أقا ُ س َ جُعوا َ ، ن ع َلي ْهِ َر َ حْز ِ مُر ال ُ ضى أ ْ ق َ ذا ا ِن ْ َ
قب َْر ه ال ْ َ خ ُ َ
معَ ُ ل َ ه ي َد ْ ُ مل ِهِ أن ّ ُ قاِء ع َ َ معَْنى ب َ َ وَ َ
َ وع َ َ
قط َ َ
ع ن ان ْ َ سا ُ ت ال ِن ْ َ ما َ ذا َ ل » إِ َ ل الل ّهِ َ - -قا َ سو َ ن َر ُ ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ ْ
َ َ ْ َ ُ
ح
صال ِ ٍ فعُ ب ِهِ أوْ وَلد ٍ َ علم ٍ ي ُن ْت َ َ جارِي َةٍ أوْ ِ صد َقَةٍ َ ن َ م ْ ن ث َل َث َةٍ إ ِل ّ ِ م ْ ه إ ِل ّ ِ مل ُ ه عَ َ ع َن ْ ُ
عو ل َ ُ
702
ه « .أخرجه مسلم ي َد ْ ُ
َ
مّيت مل ال ْ َ ن عَ َ ديث أ ّ ح ِ معَْنى ال ْ َ ماء َ : ل ال ْعُل َ َ قال النووي رحمه الله َ :قا َ
شَياء الث َّلَثة ؛ ه ،إ ِّل ِفي هَذ ِهِ اْل َ ْ واب ل َ ُ ج َ دد ال ْ َ ج ّ طع ت َ َ ق ِ موْت ِهِ ،وَي َن ْ َ طع ب ِ َ ق ِ ي َن ْ َ
نم ْ ه ِ ف ُ خل ّ َ ذي َ ك ال ْعِْلم ال ّ ِ سبه ،وَك َذ َل ِ َ ن كَ ْ م ْ ن ال ْوََلد ِ سَببَها ؛ فَإ ِ ّ ن َ كا َ ل ِك َوْن ِهِ َ
ي ال ْوَْقف . َ
جارَِية ،وَه ِ َ صد ََقة ال ْ َ ك ال ّ صِنيف ،وَك َذ َل ِ َ ت َعِْليم أوْ ت َ ْ
َ
وال ح َ خت َِلف أ ْ سب َقَ ب ََيان ا ِ ْ صاِلح ،وَقَد ْ َ جاِء وََلد َ ضيَلة الّزَواج ل َِر َ وَِفيهِ فَ ِ
صل َ ك ِفي ك َِتاب الن ّ َ حَنا ذ َل ِ َ َ
حة ِ أ ْ ص ّ كاح .وَِفيهِ د َِليل ل ِ ِ ض ْ الّناس ِفيهِ ،وَأوْ َ
ست ِك َْثار ث ع ََلى اِل ْ ح ّ ضيَلة ال ْعِْلم َ ،وال ْ َ وابه ،وَب ََيان فَ ِ ظيم ث َ َ ال ْوَْقف ،وَع َ ِ
َ َ
نه ي َن ْب َِغي أ ْ ضاح ،وَأن ّ ُ لي َ صِنيف َوا ْ ِ ه َ .والت ّْرِغيب ِفي ت َوِْريثه ِبالت ّعِْليم ِ َوالت ّ ْ
َ
من ْ ُ ِ
وابه إ َِلى َ
فع َفاْلن ْ َ َ
ن ال ْعُُلوم اْلن ْ َ
صل ث َ َ عاء ي َ ِ ن الد ّ َ فع .وَِفيهِ أ ّ م ْ خَتار ِ يَ ْ
ما ضاء الد ّْين ك َ َ ك قَ َ ما ،وَك َذ َل ِ َ مع ع َل َي ْهِ َ ج َ م ْ ما ُ صد ََقة ،وَهُ َ ك ال ّ مّيت ،وَك َذ َل ِ َ ال ْ َ
سب َقَ . َ
خل ِفي دا ِ قيهِ ،وَهَ َ عْند ال ّ ْ َ ْ َ
ذا َ وافِ ِ م َ ي وَ ُ شافِعِ ّ مّيت ِ ن ال َ زي ع َ ْ ج ِ ج في َ ْ ح ّ ما ال َ وَأ ّ
ن َباب م ْ صى ب ِهِ وَهُوَ ِ عا وَ ّ ن ت َط َوّ ً كا َ ن َ جًبا ،وَإ ِ ْ جا َوا ِ ح ّ ن َ كا َ ن َ ضاء الد ّْين إ ِ ْ قَ َ
صد ِْر ل الل ّهِ ِ - -فى َ سو ِ عن ْد َ َر ُ ل ك ُّنا ِ ن أ َِبيهِ َقا َ ريرٍ ع َ ْ ِ ج
ن َ ِ من ْذ ِرِ ب ْ ن ال ْ ُ وع َ ِ
َ
دى قل ّ ِ مت َ َ مارِ أوِ ال ْعََباِء ُ جَتاِبى الن ّ َ م ْ فاة ٌ ع َُراة ٌ ُ ح َ م ُ جاَءه ُ قَوْ ٌ ل فَ َ الن َّهارِ َقا َ
ل الل ّهِ - سو ِ ه َر ُ ج ُ معَّر وَ ْ ضَر فَت َ َ م َ ن ُ م ْ م ِ ل ك ُل ّهُ ْ ضَر ب َ ْ م َ ن ُ م ْ م ِ مت ُهُ ْ عا ّ ف َ سُيو ِ ال ّ
َ َ َ ن ال ْ َ َ
من وَأَقا َ مَر ب ِل َل ً فَأذ ّ َ ج فَأ َ خَر َ م َ ل ثُ ّ خ َ فاقَةِ فَد َ َ م َ م ِ ما َرأى ب ِهِ ْ - لِ َ
خل َ َ َ
نم ْ م ِ قك ُ ْ ذى َ م ال ّ ِ قوا َرب ّك ُ ُ س ات ّ ُ ل » )َيا أي َّها الّنا ُ قا َ ب فَ َ خط َ َ م َ صّلى ث ُ ّ فَ َ
ة ال ِّتى ِفى م َرِقيًبا ( َوالي َ َ ن ع َل َي ْك ُ ْ كا َ ه َ ن الل ّ َ خرِ الي َةِ )إ ِ ّ ة( إ َِلى آ ِ حد َ ٍ س َوا ِ ف ٍ نَ ْ
ل ج ٌ صد ّقَ َر ُ ه( ت َ َ قوا الل َ ّ ت ل ِغَد ٍ َوات ّ ُ م ْ ما قَد ّ َ س َ ف ٌ ه وَلت َن ْظْر ن َ ْ ُ ْ ّ
قوا الل َ شرِ )ات ّ ُ ح ْ ال ْ َ
لحّتى َقا َ مرِهِ َ - صاِع ت َ ْ ن َ م ْ صاِع ب ُّرهِ ِ ن َ م ْ ن ث َوْب ِهِ ِ م ْ مه ِ ِ ن د ِْرهَ ِ م ْ ن ِديَنارِهِ ِ م ْ ِ
جُز ت كَ ّ صّرةٍ َ َ ج ٌ ل فَ َ مَرةٍ «َ .قا َ -وَل َوْ ب ِ ِ
ه ت َعْ ِ ف ُ كاد َ ْ صارِ ب ِ ُ ن الن ْ َ م َ ل ِ جاَء َر ُ شقّ ت َ ْ
م ْ َ َ
ن طَعام ٍ ن ِ مي ْ ِ ت ك َوْ َ حّتى َرأي ْ ُ س َ م ت ََتاب َعَ الّنا ُ ل -ثُ ّ ت َ -قا َ جَز ْ ل قَد ْ ع َ َ ع َن َْها ب َ ْ
َ ل الل ّهِ - -ي َت َهَل ّ ُ َ
لسو ُ ل َر ُ قا َ ة فَ َ مذ ْهَب َ ٌ ه ُ ل ك َأن ّ ُ سو ِ ه َر ُ ج َ ت وَ ْ حّتى َرأي ْ ُ ب َ وَث َِيا ٍ
ة فَل َه أ َجر َ َ
ن
م ْ جُر َ ها وَأ ْ ُ ْ ُ سن َ ً ح َ ة َ سن ّ ً سل َم ِ ُ ن ِفى ال ِ ْ س ّ ن َ م ْ الل ّهِ َ » - -
ُ َ
ن ِفى س ّ ن َ م ْ ىٌء وَ َ ش ْ م َ جورِه ِ ْ نأ ُ م ْ ص ِ ق َ ن ي َن ْ ُ ن غ َي ْرِ أ ْ م ْ ل ب َِها ب َعْد َه ُ ِ م َ عَ ِ
ن مؤ ْ ِ
م َ حقُ ال ْ ُ ما ي َل ْ َم ّن ِ ل الل ّهِ » - -إ ِ ّ سو ُ ل َر ُ ل َقا َ ن أ َِبى هَُري َْرة َ َقا َ وع َ ِ
حا ت ََرك َ ُ
ه صال ِ ًدا َ شَره ُ وَوَل َ ً ه وَن َ َ م ُما ع َل ّ َ
عل ْ ً
موْت ِهِ ِسَنات ِهِ ب َعْد َ َ
ح َمل ِهِ وَ َ
ن عَ َ م ْ ِ
فا ورث َه أ َو مسجدا بناه أ َو بيتا لبن السبيل بناه أ َو نهرا أ َجراه أوَ
ْ َ ُ ْ ّ ِ ِ ََ ُ ْ َْ ً ح ًَ َ ّ ُ ْ َ ْ ِ ً َ َ ُ ْ َ ْ ً ِ ْ ِ ص َم ْ وَ ُ
موْت ِهِ « .أخرجه ن ب َعْد ِ َ م ْ ه ِ ق ُ حَيات ِهِ ي َل ْ َ
ح ُ حت ِهِ وَ َ
ص ّ مال ِهِ ِفى ِ ن َ م ْ جَها ِ خَر َ
ةأ ْ صد َقَ ًَ
707
ابن ماجه
299
فَه َ َ
كــافٌِر ب َْعــد َ ك َ ل ذ َل ِ َ مث ْ ِ حد ُ ِ جا ِ وات َِرةِ وَ َ مت َ َ ن ال ْ ُ سن َ ِ ن َوال ّ قْرآ ِ ن ال ْ ُ م َ ه ِ مَثال ُ ُ ذا وَأ ْ َ
ما ِفي مث ْ ُ َ ْ ة ِفي هَ َ َ ْ َ ْ
ل َ ب كِثيَرة ٌ ِ ذاَ الَبا ِ ح ُ حي َ ص ِ ث ال ّ حاِدي ُ جةِ ع َلي ْهِ َ .وال َ ح ّ قَِيام ِ ال ُ
َ َ
سـعْد َ ن َ س ؛أ ّ ٍ ن ع َب ّــا ُ ل أن ْب َأَنا اب ْـ قو ُ س يَ ُ ٍ ن ع َّبا ِ موَْلى اب ْ ة َ م َ عك ْرِ َ ن ِ ح عَ ْ حا ِ ص َ ال ّ
ب ،فَأَتى َ ه وَهْوَ َ ُ َ
غائ ِ ٌ م ُ تأ ّ عد َة َ ت ُوُفّي َ ْ سا ِ خا ب َِنى َ ن ع َُباد َة َ رضى الله عنهم أ َ بْ َ
َ ُ
ل ب ع َن ْهَــا ،فَهَـ ْ غـائ ِ ٌ ت وَأَنـا َ مـى ُتـوُفّي َ ْ نأ ّ ل الّلـهِ إ ِ ّ سو َ ل َيا َر ُ قا َ ى فَ َ الن ّب ِ ّ
َ شهِد ُ َ ُ
ل فَإ ِّنى أ ْ م َقا َ ت ب ِهِ ع َن َْها َقا َ
طى حائ ِ ِ ن َ كأ ّ ل ن َعَ ْ صد ّقْ ُ ن تَ َ ىٌء إ ِ ْ ش ْ فعَُها َ ي َن ْ َ
720
ة ع َل َي َْها. صد َقَ ٌ ف َ خَرا َ م ْ ال ْ ِ
ى - جل ً َقا َ َ عائ ِ َ
ّ ل ِللن ّب ِ ن َر ُ ة -رضى الله عنها -أ ّ ش َ ن َ ن عَ ْ حي ْ ِ حي َ ص ِ وَِفي ال ّ
َ َ ّ َ ُ َ :-إ ُ
جـٌر ل لَهـا أ ْ ت ،فََهـ ْ صـد ّقَ ْ ت تَ َ م ْ سَها ،وَأظن َّها لوْ ت َك َل َ ف ُ ت نَ ْ مى افْت ُل ِت َ ْ نأ ّ ِ ّ
721
م« ل » :ن َعَ ْ ت ع َن َْها ؟ َقا َ صد ّقْ ُ ن تَ َ إِ ْ
َ جل ً َقا َ َ َ
ت ما َ ن أِبى َ ى - -إ ِ ّ ّ ل ِللن ّب ِ ن َر ُ ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ سل ِم ٍ ع َ ْ م ْ ح ُ حي ِ ص ِ وَِفي َ
َ َ
ه َقا َ ل ي ُك َ ّ ص فَهَ ْ مال ً وَل َ ْ وَت ََر َ
722
م « .. ل » ن َعَ ْ صد ّقَ ع َن ْ ُ ن أت َ َ هأ ْ فُر ع َن ْ ُ ِ م ُيو ك َ
َ شعيب ع َ َ
ل ن َـذ ََر فِــى ن َوائ ِ ٍ ص ب ْـ َ ن ال ْعَــا َ ج ـد ّهِ أ ّ ن َ ن أِبيهِ ع َ ْ ْ ن ُ َ ْ ٍ مرو ب ْ ِ وعن ع َ ْ
م بْ َ ْ َ َ
ن ســي َ م ِ خ ْ ه َ ص ـت َ ُ ح ّ ح ـَر ِ ص نَ َ ن الَعا ِ شا َ ن هِ َ ة ب َد َن َةٍ وَأ ّ مائ َ َ حَر ِ ن ي َن ْ َ جاه ِل ِي ّةِ أ ْ ال ْ َ
ن أ َقَّر كا َ ك فَل َوْ َ ما أ َُبو َ ل»أ ّ
َ قا َ ك فَ َ ن ذ َل ِ َ ى - -ع َ ْ ّ ل الن ّب ِ سأ َ َ مرا ً َ ن عَ ْ ة وَأ ّ
بدن ً َ
َ ََ
ك« . 723 ه ذ َل ِ َ فعَ ُ ه نَ َ ت ع َن ْ ُ صد ّقْ َ ت وَت َ َ م َ ص ْ حيد ِ فَ ُ ِبالت ّوْ ِ
ه ّ ســو َ قا َ ي فَ َ سأ َ َ ً َ
ل اللــ ِ ل َ :يا َر ُ ل الن ّب ِ ّ جل َ ن َر ُ ن الدارقطني :أ ّ سن َ ِ وَِفي ُ
َ َ
مــا ؟ موْت ِهِ َ ف ب ِــال ْب ِّر ب َعْ ـد َ َ مــا .فَك َي ْـ َ حَيات ِهِ َ ل َ حــا َ ما َ ن وَك ُْنت أب َّرهُ َ ِ ن ِلي أب َوَي ْ إ ّ
َ َ
م صــو َ ن تَ ُ ص ـَلِتك وَأ ْ معَ َ ما َ ي ل َهُ َ صل ّ َ ن تُ َ ن ب َعْد ِ ال ْب ِّر أ ْ م ْ ن ِ ي }إ ّ ل الن ّب ِ ّ قا َ فَ َ
َ
م فِــي س ـل ِ ٌ م ْ صد َقَِتك { .وَقَـد ْ ذ َك َـَر ُ معَ َ ما َ صد ّقَ ل َهُ َ ن تَ َ مك وَأ ْ صَيا ِ معَ ِ ما َ ل َهُ َ
أ َول كتابه ع َ َ
ك: مَباَر ِ ن ال ْ ُ ِ ل :قُْلت ل ِعَب ْد ِ الل ّهِ ب ْ حاقَ الطالقاني َقا َ س َ ن أِبي إ ْ ْ ّ ِ َِ ِ ِ
َ َ
يص ـل ّ َ ن تُ َ ن ال ْب ِـّر ب َعْـد َ ال ْب ِـّر أ ْ جــاَء } إ ّ ذي َ ث ال ّـ ِ دي ُ حـ ِ ن ال ْ َ ِ مـ ح َ َيا أَبا ع َب ْـد ِ الّر ْ
ل ع َب ْـد ُ الل ّـهِ :ي َــا أ َب َــا مك ؟ { قَــا َ ص ـَيا ِ معَ ِ ما َ م ل َهُ َ صو َ صَلِتك وَت َ ُ معَ َ ِلب َوَْيك َ
َ
ل: ش قَــا َ خ ـَرا ٍ ن ِ ب ب ْـ ِ شَها ِ ث ِ دي ِ ح ِ ن َ م ْ ذا ِ ه :هَ َ ذا ؟ قُْلت ل َ ُ ن هَ َ م ْ حاقَ ع َ ّ س َ إ ْ
ن؟ مـ ْ ة عَ ّ قـ ٌ ل :ثِ َ قــا َ ن ِدين َــارٍ .فَ َ ج َ ب ْـ ِ جــا ِ ح ّ ن ال ْ َ ل ع َـ ْ ن ؟ قَــا َ م ْ ة قُْلت :ع َ ّ ق ٌ ثِ َ
ن ج وَب َْيـ َ ْ ل اللهِ قَــا َ ّ قُلت :ع َ ْ ْ
جـا ِ ح ّ ن ال َ ن ب َْيـ َ حاقَ إ ّ سـ َ ل َ :يـا أَبـا إ ْ
َ
سو ِ ن َر ُ
صـد َقَ ِ
ة س ِفي ال ّ ن ل َي ْ َ ي وَل َك ِ ْ مط ِ ّ قط َعُ ِفيَها أع َْناقُ ال ْ َ فاوَِز ت ُ ْ م َ ل الل ّهِ َ سو ِ َر ُ
ذا ال ْ َ َ
ث دي َ حـ ِ ن ه َـ َ ك َفـإ ِ ّ مب َــاَر ِ ن ال ْ ُ كـَره ُ ع َْبـد ُ الّلـهِ ْبـ ُ مـا ذ َ َ مـُر ك َ َ ف َ ،واْل ْ خت َِل ٌ ا ْ
ل . 724
س ٌ مْر َ ُ
ْ َ َ ْ َ صـ ُ صـد َقَ َ َ َ َ ْ
ت دا ُ ت وَكـذ َل ِك العِب َــا َ مي ّـ ِ ل إلــى ال َ ة تَ ِ ن ال ّ قــوا ع َلــى أ ّ ف ُ ة ات ّ َ م ُ َوالئ ِ ّ
صَيا َم ِ صَلةِ َوال ّ كال ّ ت ال ْب َد َن ِي ّةِ َ : دا ِ عوا ِفي ال ْعَِبا َ ما ت ََناَز ُ ق .وَإ ِن ّ َ كالعِت ْ ِ
ةْ َ : مال ِي ّ ُ ال ْ َ
ن ة -رضــى اللــه عنهــا -أ ّ شـ َ عائ ِ َ ن َ ن عَ ْ حي ْ ِ حي َ ص ِ في ال ّ ذا فَ ِ معَ هَ َ قَراَءةِ وَ َ َوال ْ ِ
ه «. 725 ه وَل ِي ّ ُ م ع َن ْ ُ صا َ م َ صَيا ٌ ت وَع َل َي ْهِ ِ ما َ ن َ م ْ ل» َ ل الل ّهِ َ - -قا َ سو َ َر ُ
صحيح البخارى)( 2756 - 720
صحيح البخارى) - ( 1388افتلتت :ماتت فجأة وأخذت نفسها فلتة - 721
صحيح مسلم)(4306 - 722
مسند أحمد) (6875حسن - 723
صحيح مسلم ) -( 34المفازة :الصحراء البعيدة عن العمار والماء تفاؤل من الفوز بالنجاة - 724
منها
- 725صحيح البخارى) (1952وصحيح مسلم )( 2748
300
مــَرأ َةٌ تا ْ جاَء ِ ل َ س -رضى الله عنهما َ -قا َ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ ن عَ ِ حي ْ ِ حي َ ص ِ وَِفي ال ّ
ل الل ّه إ ُ
م صــوْ ُ ت وَع َل َي َْهــا َ مات َ ْ مى َ نأ ّ ِ ِ ّ سو َ ت َيا َر ُ قال َ ْ ل الل ّهِ - -فَ َ سو ِ إ َِلى َر ُ
َ َ
َ ُ َ َ
ن ض ـي ِْتيهِ أك َــا َ ق َ ن فَ َ ك د َي ْـ ٌ مـ ِ ن ع َل َــى أ ّ كا َ ت ل َوْ َ ل » أَرأي ْ ِ م ع َن َْها َقا َ صو ُ ن َذ ْرٍ أفَأ ُ
ل » فَصومى ع َ ُ
ك «.726 م ِ نأ ّ ْ ُ ِ مَ .قا َ ت ن َعَ ْ ك ع َن َْها «َ .قال َ ْ دى ذ َل ِ ِ ي ُؤ َ ّ
َ
ي ، مـَرأة ٌ إ ِل َــى الن ّب ِـ ّ تا ْ جــاَء ِ لَ : سَ ،قـا َ ن ع َّبـا ٍ ن اْبـ ِ ح ع َـ ِ حي ِ صـ ِ وَِفـي ال ّ
َ َ َ َ ُ
و
ت لـ ْ ل :أَرأي ْـ ِ قا َ ن ،فَ َ ِ مت ََتاب ِعَي ْ ن ُ ِ شهَْري ْ م َ صو ْ ُ ت وَع َلي َْها َ مات َ ْ خِتي َ نأ ْ ت :إ ِ ّ قال َ ْ فَ َ
َ َ
ق . 727
ح ّ ن الل ّهِ أ َ ل :فَد َي ْ ُ مَ ،قا َ ت :ن َعَ ْ ه؟ َقال َ ْ ضي ِ ق ِ ت تَ ْ ن ،أك ُن ْ ِ ن ع َل َي َْها د َي ْ ٌ كا َ َ
ن أ َِبيهِ -رضـى اللـه عنـه - ن ب َُري ْد َة َ ع َ ْ ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ
ّ سل ِم ٍ ع َ ْ م ْ ح ُ حي ِ ص ِ وَِفي َ
َ َ َ
ت إ ِن ّــى قــال َ ْ مـَرأة ٌ فَ َ ها ْ ل الل ّـهِ - -إ ِذ ْ أت َت ْـ ُ ســو ِ عن ْـد َ َر ُ س ِ جــال ِ ٌ ل ب َي َْنا أن َــا َ َقا َ
َ ُ
ك ج ـُر ِ بأ ْ جـ َ ل » وَ َ قــا َ ل -فَ َ ت -قَــا َ مــات َ ْ جارِي َـةٍ وَإ ِن ّهَــا َ مى ب ِ َ ت ع ََلى أ ّ صد ّقْ ُ تَ َ
ر
شــهْ ٍ م َ صــوْ ُ ََ ن ع َل َي َْها كا َ ه َ ل الل ّهِ إ ِن ّ ُ سو َ ت َيا َر ُ ث «َ .قال َ ْ ميَرا ُ ك ال ْ ِ ها ع َل َي ْ ِ وََرد ّ َ
َ ج قَ ـ ّ َ َ
ج ع َن ْهَــا حـ ّ ط أفَأ ُ ح ّ م تَ ُ ت إ ِن َّها ل َ ْ مى ع َن َْها «َ.قال َ ْ صو ِ ل» ُ م ع َن َْها َقا َ صو ُ أفَأ ُ
جى ع َن َْها «.728 ح ّ ل» ُ َقا َ
َ َ َ
ه ما ن َذ ََر وَأن ّ ُ ت َ مي ّ ِ ن ال ْ َ م عَ ْ صا ُ ه يُ َ ة ِفي أن ّ ُ ح ٌ ري َ ص ِ ة َ ح ُ حي َ ص ِ ث ال ّ حاِدي ُ .فَهَذ ِهِ اْل َ
َ
ه
ف ه َ ـذ ِ ِ خــال ِ ْ م يُ َ ك وَل َـ ْ عوا فِــي ذ َل ِـ َ ة ت َن َــاَز ُ مـ ُ ن َ .واْلئ ِ ّ ضاِء ال ـد ّي ْ ِ ق َ ك بِ َ ه ذ َل ِ َ شب ّ َ ُ
ه ،وََقــد ْ م ت َب ْل ُْغــ ُ ن لَ ْ م ْ فَها َ خال َ َ ما َ ه وَإ ِن ّ َ ن ب َل َغَت ْ ُ م ْ ة َ ح َ ري َ ص ِ ال ّ ة
ح َ حي َ ص ِ ّ ث ال حاِدي َ اْل َ َ
َ
ه. فعَ ُ سل ِم ِ ن َ َ م ْ ن ال ْ ُ موا ع َ ِ صا ُ ذا َ مإ َ رو ب ِأن ّهُ ْ م ٍ ث عَ ْ دي ُ ح ِ م َ قد ّ َ تَ َ
خت َِل ٌ س ِفي ـهِ إّل ا ْ َ
شــاذ ّ .وَفِــي ف َ م ل َي ْـ َ مت ِهِ ْ عن ْـد َ ع َــا ّ زي ِ جـ ِ ج فَي ُ ْ حـ ّ مــا ال ْ َ وَأ ّ
ة جهَي ْن َـ َ َ َ
ن ُ مـ ْ م ـَرأة ً ِ نا ْ س -رضــى اللــه عنهمــا -أ ّ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ ن عَ ِ حي ْ ِ حي َ ص ِ ال ّ
َ قال َت إ ُ
حت ّــى ج َ حـ ّ م تَ ُ ج ،فَل َ ْ ح ّ ن تَ ُ تأ ْ مى ن َذ ََر ْ نأ ّ ى - -فَ َ ْ ِ ّ ّ ت إ َِلى الن ّب ِ جاَء ْ َ
ُ َ َ َ َ َ ج ع َن َْها َقا َ َ َ
ك مـ ِ ن ع َلــى أ ّ ت ل ـوْ كــا َ جى ع َن َْها ،أَرأي ْـ ِ ح ّ مُ . ل » ن َعَ ْ ح ّ ت أفَأ ُ مات َ ْ َ
729
حقّ ِبالوَفاِء « . َ ْ َ ّ َ ّ ْ َ ُ َ
هأ َ ه ،فالل ُ ضوا الل َ ة اق ُ ضي َ ً ت قا ِ ن أكن ْ ِ د َي ْ ٌ
ل جــ ٌ َ س -رضى الله عنهما َ -قا َ ْ
ل أَتى َر ُ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ خارِيّ ع َ ِ وَِفي رَِواي َةِ الب ُ َ
َ ن أُ ْ
ى- ل الن ّب ِ ّ قا َ ت .فَ َ مات َ ْ ج وَإ ِن َّها َ ح ّ ن تَ ُ تأ ْ خِتى ن َذ ََر ْ ه إِ ّ ل لَ ُ قا َ ى - -فَ َ الن ّب ِ ّ
كان ع َل َيها دي َ
هض الل ّ َ ل » َفاقْ ِ م َ .قا َ ل ن َعَ ْ ه « َ .قا َ ضي َ ُ ت َقا ِ ن أك ُن ْ َ َْ َْ ٌ » - ل َوْ َ َ
حقّ ِبال ْ َ َ
ضاِء « .730 ق َ ،فَهْوَ أ َ
وفي سنن أبي داود ع َن بريدة َ أ َن ا َ َ
ت قــال َ ْ ل الل ّـهِ - -فَ َ ســو َ ت َر ُ مَرأة ً أت َ ْ ّ ْ ْ َُ ْ َ َ ِ
ك ال ْوَِلي ـد َ َ ت ت ِل ْ َ ُ
ل» ة .قَــا َ ت وَت ََرك َ ْ مات َ ْ مى ب ِوَِليد َةٍ وَإ ِن َّها َ ت ع ََلى أ ّ صد ّقْ ُ ت تَ َ ك ُن ْ ُ
ت وَع َل َي ْهَــا َ
مــات َ ْ ت وَإ ِن َّها َ ث «َ .قال َ ْ ميَرا ِ ك ِفى ال ْ ِ ت إ ِل َي ْ ِ جعَ ْ ك وََر َ جُر ِ بأ ْ ج َ قَد ْ وَ َ
م ع َن ْهَــا قَــا َ َ َ َ َ
م «. ل » ن َعَـ ْ صــو َ نأ ُ ضــى -ع َن ْهَــا أ ْ ق ِ جزِئُ -أوْ ي َ ْ شهْرٍ أفَي ُ ْ م َ صوْ ُ َ
ج ع َن َْها قَــا َ َ َ َ َ َ َ
م ل » ن َعَـ ْ ح ّ نأ ُ ضى -ع َن َْها أ ْ ق ِ جزِئُ -أوْ ي َ ْ ج أفَي ُ ْ ح ّ م تَ ُ ت وَإ ِن َّها ل ْ َقال ْ
«.731
301
حيحة " :أ َن َ
ج حــ ّ ت وَب ِ َ مي ّ ِ ن ال ْ َ ِ ض عَ ِ فْر ج ال ْ َ ح ّ مَر ب ِ َ هأ َ ّ ُ ص ِ َ ِ ّ ث ال حاِدي ِ في هَذ ِهِ اْل َ َ فَ ِ
َ ْ َ َ
خا نأ ً كو ُ دا وََتاَرة ً ي َ ُ ن وَل َ ً كو ُ موَر َتاَرة ً ي َ ُ مأ ُ ن ال ْ َ صَيام ِ .وَأ ّ مَر ِبال ّ ما أ َ الن ّذ ْرِ " .ك َ َ
ن م ْ ضاؤ ُه ُ ِ ح قَ َ ص ّ ن يَ ِ ت َ ،والد ّي ْ ُ مي ّ ِ ن ع ََلى ال ْ َ كو ُ ن يَ ُ ِ ك ِبالد ّي ْ ي ذ َل ِ َ ه الن ّب ِ ّ شب ّ َ وَ َ
ح ـد ٍ َل ي َ ْ َ َ َ َ
ك ص ذ َل ِـ َ خت َـ ّ لأ َ ن ك ُـ ّ م ْ ك ِ ل ذ َل ِ َ فعَ َ ن يَ ْ جوُز أ ْ ه يَ ُ ل ع ََلى أن ّ ُ حد ٍ فَد َ ّ لأ َ كُ ّ
حا بهِ ِفي اْل َ
ة
س ـن ّ ِ ب َوال ّ ت ِبال ْك ِت َــا ِ ذي ث َب َـ َ ذا ال ّ ِ خ .فَهَ َ ِ صّر ً ِ م َ جاَء ُ ما َ ِبال ْوَل َد ِ .ك َ َ
َ ل مبين ،فَعل ِ َ
س ه } :وَأن ل ّي ْـ َ ك َل ي َُناِفي قَ ـوْل َ ُ ن ذ َل ِ َ مأ ّ ُ َ ص ٌ ُ َّ ٌ ف ّ م َ م ُ عل ْ ٌ ماِع ِ ج َ َواْل ِ ْ
ت مــا َ ذا َ ســَعى{ ) (39ســورة النجــم ،ول حــديث » إ ِ َ مــا َ ن إ ِّل َ ســا ِ لن َ لِ ْ ِ
عل ْم ٍ ي ُن ْت َ َ َ
ع
فـ ُ جارِي َةٍ أوْ ِ صد َقَةٍ َ ن َ م ْ ن ث َل َث َةٍ إ ِل ّ ِ م ْ ه إ ِل ّ ِ مل ُ ُ ه عَ َ قط َعَ ع َن ْ ُ ن ان ْ َ سا ُ ال ِن ْ َ
َ
حقّ وَهَ َ ل هَ َ ه « .بَ ْ عو ل َ ُ ب ِهِ أوْ وَل َد ٍ َ
732
حقّ . ذا َ ذا َ ح ي َد ْ ُ صال ِ ٍ َ
ص ـد َقَ ٍ
ة ن َ مـ ْ ن ث َل َث َـةٍ إ ِل ّ ِ مـ ْ ه إ ِل ّ ِ مل ُ ُ ه عَ َ قط َعَ ع َن ْ ُ ل } :ان ْ َ ه َقا َ ث فَإ ِن ّ ُ دي ُ ح ِ ما ال ْ َ أ ّ
َ جارِي َةٍ أ َوْ ِ
ه ه { فَـذ ِك ُْر ال ْوَل َـد ِ وَد ُع َــاؤ ُه ُ ل َـ ُ عو ل َ ُ ح ي َد ْ ُ ٍ صال ِ فعُ ب ِهِ أوْ وَل َد ٍ َ عل ْم ٍ ي ُن ْت َ َ َ
َ َ
مــا ه وَ َ مــال ُ ُ ه َ مــا أغ ْن َــى ع َن ْـ ُ لَ }: مــا قَــا َ سـب ِهِ ك َ َ ن كَ ْ مـ ْ ن ال ْوَل َـد َ ِ ن ؛ ِل ّ صي ْ ِ خا ّ َ
ي ل الن ّب ِـ ّ مــا قَــا َ ه وَل َـد ُه ُ ،وَك َ َ ب{ ) (2ســورة المســد ،قَــاُلوا :إن ّـ ُ سـ َ كَ َ
َ
ه. { . 733
سب ِ ِ ن كَ ْ م ْ ن وَل َد َه ُ ِ سب ِهِ ،وَإ ِ ّ ن كَ ْ م ْ ل ِ ج ُ ل الّر ُ ما أك َ َ ب َ } أط ْي َ ُ
خَل ِ ْ َ
خ ف ال ِ سب ِهِ ب ِ ِ ن كَ ْ م ْ ه ِ مل ُ ُ ن عَ َ كا َ جود ِ ال ْوَل َد ِ َ ي ِفي وُ ُ ع َ سا ِ ن هُوَ ال ّ كا َ ما َ فَل َ ّ
َ
ن ب ل َك ِـ ْ جــان ِ ِ عاِء اْل َ َ ل ب ِد ُ َ م بَ ْ عائ ِهِ ْ ضا ب ِد ُ َ فعُ أي ْ ً ه ي َن ْت َ ِ م .فَإ ِن ّ ُ حوِه ِ ْ ب وَن َ ْ م َواْل ِ
َ
َوال ْعَ ّ
ن مــ ْ ه إّل ِ مُلــ ُ طــعَ ع َ َ ق َ ل } :ان ْ َ ي َ قــا َ مِلــهِ َ .والن ِّبــ ّ ن عَ َ مــ ْ ك ِ س ذ َِلــ َ ل َْيــ َ
ن ه وَل َـد ُه ُ ك َــا َ ذا د َع َــا ل َـ ُ ل غ َي ْرِهِ .فَـإ ِ َ م ِ فعْ ب ِعَ َ م ي َن ْت َ ِ ه لَ ْ ل :إن ّ ُ ق ْ م يَ ُ ث { . .لَ ْ ث ََل ٍ
ه مل ِـهِ ل َك ِن ّـ ُ ن عَ َ م ْ ن ِ م ي َك ُ ْ ه غ َي ُْره ُ ل َ ْ عا ل َ ُ ذا د َ َ قط ِعْ وَإ ِ َ م ي َن ْ َ ذي ل َ ْ مل ِهِ ال ّ ِ ن عَ َ م ْ ذا ِ هَ َ
فعُ ب ِهِ . ي َن ْت َ ِ
َ ما اْلي َ ُ َ
شـْرِع ص بِ َ خت َـ ّ ل :إن ّهَــا ت َ ْ مــا ِقيـ َ مت َعَد ّد َة ٌ .ك َ َ ة ُ جوِب َ ٌ س ع َن َْها أ ْ ة فَِللّنا ِ وَأ ّ
ل ل :إن ّهَــا ت َن َــا ُ ة وَِقي ـ َ خ ٌ سو َ من ْ ُ ل :إن َّها َ ة وَِقي َ ص ٌ صو َ خ ُ م ْ ل :إن َّها َ ن قَب ْل ََنا وَِقي َ م ْ َ
ج حَتا ُ ب ِفيهِ ،وَل ي َ َْ سب ّ َ ذي ت َ َ ّ
سعْي ِهِ ال ِ ن َ م ْ ن ِ ما ُ لي َ ْ
سب ًَبا َ ،وا ِ شَرة ً وَ َ مَبا َ ي ُ سعْ َ ال ّ
ه ص َ ،فـإ ِن ّ ُ صـو ِ ة الن ّ ُ قي ّـ َ ف بَ ِ خــال ِ ُ حقّ َل ي ُ َ ظاه ُِر اْلي َةِ َ ل َ ك بَ ْ ن ذ َل ِ َ م ْ يٍء ِ ش ْ إَلى َ
ه س ـعْي َ ُ حقّ َ س ـت َ ِ مــا ي َ ْ ه إن ّ َ حقّ فَإ ِن ّ ُ ذا َ سَعى{ وَهَ َ ما َ ن إّل َ سا ِ س ل ِْل ِن ْ َ ل }:ل َي ْ َ َقا َ
َ
ه سب َ ُ ما اك ْت َ َ ب َ س ِ كا ِ م َ ن ال ْ َ م َ ك ِ مل ِ ُ ما ي َ ْ ه إن ّ َ ما أن ّ ُ ه .كَ َ ق ُ ح ّ ست َ ِ ه وَي َ ْ مل ِك ُ ُ ذي ي َ ْ فَهُوَ ال ّ ِ
َ
ع
مَنــ ُ ذا َل ي َ ْ هــ َ ن َ ه ل َك ِ ْ ك ال ْغَي ْرِ َل ل َ ُ ك ل ِذ َل ِ َ مل ْ ٌ حقّ وَ ِ ي غ َي ْرِهِ فَهُوَ َ سعْ ُ ما َ هُوَ .وَأ ّ
صــّلى ع ََلــى َ
ن َ م ْ ب غ َي ْرِهِ .فَ َ س ِ ل ب ِك َ ْ ج ُ فعُ الّر ُ ما ي َن ْت َ ِ ي غ َي ْرِهِ ك َ َ سعْ ِ فعَ ب ِ َ ن ي َن ْت َ ِ أ ْ
ت مي ّـ ُ ه َوال ْ َ ص ـَلت ُ ُ ذي هُ ـوَ َ سعْي ِهِ ال ّـ ِ صّلي ع ََلى َ م َ ب ال ْ ُ ط فَي َُثا ُ ه ِقيَرا ٌ جَناَزةٍ فَل َ ُ ِ
ص ـلى ّ َ َ َ َ َ ْ َ َ
ت في ُ َ مــو ُ سل ِم ٍ ي َ ُ م ْ ن ُ م ْ ما ِ ما قال َ » : ي ع َلي ْهِ ك َ ح ّ صلةِ ال َ م بِ َ ح ُ ضا ي ُْر َ أي ْ ً
َ
ن إ ِل ّ أوْ َ ن ال ْ ُ ع َل َي ْهِ ث َل َث َ ُ
734
ب« ج َ مي َ سل ِ ِ م ْ م َ ف ِ فو ٍ ص ُ ة ُ
ك م ذ َل ِـ َ حـ ُ ه وَي َْر َ ذي هُ ـوَ ل َـ ُ س ـعْي ِهِ ال ّـ ِ ي ع َل َــى َ ع َ سا ِ ذا ال ّ ب هَ َ ه ت ََعاَلى ي ُِثي ُ فََالل ّ ُ
ه جهِ ع َن ْ ُ ح ّ ه وَ َ مهِ ع َن ْ ُ صَيا ِ ه وَ ِ صد َقَت ِهِ ع َن ْ ُ ه وَ َ عائ ِهِ ل َ ُ ي ل ِد ُ َ ح ّ ذا ال ْ َ ي هَ َ سعْ ِ ت بِ َ مي ّ َ ال ْ َ
داُء ، ه الــد ّْر َ حَتــ ُ ت تَ ْ كان َ ْ ن ع َب ْد ِ اللهِ وَ َ ن بْ ِ وا َ ف َ ص ْ عن َ ح َ حي ِ ص ِ ت ِفي ال ّ .وَقَد ْ ث َب َ َ
َ ُ َ
ج حـ ّ ري ـد ُ ال ْ َ ه :تُ ِ ت ل َـ ُ قــال َ ْ داَء ،فَ َ جد ْ أب َــا ال ـد ّْر َ م يَ ِ داِء وَل َ ْ م الد ّْر َ جد َ أ ّ ها فَوَ َ فَأَتا َ
ن ي ك َــا َ ن الن ّب ِـ ّ خي ْـرٍ فَـإ ِ ّ ه ل َن َــا ب ِ َ ت :فَــاد ْع ُ الل ّـ َ م ،قَــال َ ْ ل :ن َعَـ ْ م ؟ َقا َ ال َْعا َ
-صحيح مسلم)( 4310 732
302
مل َـ ٌ ْ ة لَ ِ
ك س ـه ِ َ عن ْـد َ َرأ ِ ب ِ خيـهِ ب ِظ َهْـرِ ال ْغَي ْـ ِ جاب َ ٌ ست َ َ م ْ مْرِء ُ ن د َع ْوَة َ ال ْ َ ل:إ ّ قو ُ يَ ُ
جت خَر ْ م َ مث ْل ِهِ ،ث ُ ّ ن ،وََلك ب ِ ِ مي َ ل:آ ِ خي ْرٍ َقا َ ه بِ َ عا ل َ ُ ما د َ َ عائ ِهِ ك ُل ّ َ ن ع ََلى د ُ َ م ُ ي ُؤ َ ّ
َ
َ 735
ل ذ َل ِك. . مث ْ ِ ي بِ ِ ن الن ّب ِ ّ حد ّث َِني ،ع َ َ ِ داِء فَ َ ت أَبا الد ّْر َ قي ُ ق فَل َ ِ سو ِ إ َِلى ال ّ
محـ ُ ذا وَي َْر َ ه ه َـ َ ب الل ّـ ُ خـاه ُ ي ُِثيـ ُ نأ َ م ُ مـؤ ْ ِ فـعُ ِبـهِ ال ْ ُ ذي ي َن ْ َ ي اّلـ ِ سعْ ِ ن ال ّ م َ ذا ِ فَهَ َ
َ َ
ن مـ ْ ن ِ م ب ِـهِ ي َك ُــو ُ حـ ُ ي أوْ ي ُْر َ حـ ّ ت أوْ ال ْ َ مي ّ ُ فعُ ب ِهِ ال ْ َ ما ي َن ْت َ ِ ل َ س كُ ّ ذا .. ،وَل َي ْ َ هَ َ
َ
م ذي ل َ ْ ي فَا َل ّ ِ سعْ ٍ م ب َِل َ معَ آَبائ ِهِ ْ ة َ جن ّ َ ن ال ْ َ خُلو َ ن ي َد ْ ُ مِني َ مؤ ْ ِ ل ال ْ ُ فا ُ ل أط ْ َ ه ،ب َ ْ سعْي ِ ِ َ
َ
ب ع َل َــى غ َي ْـ ِ
ر وا َ ن الث ّـ َ ســا ُ ب اْل ِن ْ َ
ُ
فاٍع ؛ ل ِئ َّل ي َط ْل ُ َ ل ان ْت ِ َ ن كُ ّ م ْ ص ِ خ ّ جْز إّل ب ِهِ أ َ يَ ُ
مـا ه َ س َلـ ُ ن ل َْيـ َ ه ل َك ِ ْ مت ُ ُ ن غ َي ْرِهِ فَت َب َْرأ ذ ِ ّ ن عَ ْ سا ُ ن ي ُوَّفيهِ اْل ِن ْ َ ِ كالد ّي ْ مل ِهِ وَهُوَ َ عَ َ
َ َ
ه أع ْل َ ُ ه وََالل ّ ُ موَّفي ل َ ُ ن هُوَ ال ْ ُ ن يَ ُ ن وَي َن ْب َِغي ل َ ُ وَّفى ب ِهِ الد ّي ْ َ
736
م .اهـ كو َ هأ ْ
ن : م ِ ؤ ِ م ْ ن ل ِل ْ ُ مِني َ ؤ ِ م ْ عاءُ ال ْ ُ دُ َ
نم ْ ما ِ ل» َ ى َ - -قا َ ن الن ّب ِ ّ ة عَ ِ ش َ عائ ِ َ ن َ ه ،فَعَ ْ جَناَزت ِ ِ م ع ََلى ِ صَلت ِهِ ْ ل َ مث ْ ُ ِ
َ ّ ُ ْ ُ َ ّ
ه إ ِل ّ نل ُ فُعو َ ش َ م يَ ْ ة ك ُلهُ ْ مائ َ ً ن ِ ن ي َب ْلُغو َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ُ م َ ة ِ م ٌ صلى ع َلي ْهِ أ ّ ت يُ َ مي ّ ٍ َ
. 737
فُعوا ِفيهِ « ش ّ ُ
َ َ
ل َيا قا َ ن فَ َ فا َ س َ ه ب ِقُد َي ْد ٍ أوْ ب ِعُ ْ ن لَ ُ ت اب ْ ٌ ما َ ه َ س أن ّ ُ ن ع َّبا ٍ ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ
ّ وَع َ ْ
مُعوا جت َ َ س قَد ِ ا ْ ذا َنا ٌ ت فَإ ِ َ ج ُ خَر ْ ل فَ َ سَ .قا َ ِ ن الّنا م َ ه ِ معَ ل َ ُ جت َ َ ما ا ْ ب ان ْظ ُْر َ ك َُري ْ ُ
َ
تمعْ ُ س ِ جوه ُ فَإ ِّنى َ خرِ ُ ل أَ ْ مَ .قا َ ل ن َعَ ْ ن َقا َ م أْرب َُعو َ
ل هُ َ
ْ قو ُ ل تَ ُ قا َ ه فَ َ خب َْرت ُ ُ ه فَأ ْ لَ ُ
ه
جَناَزت ِ ِ م ع ََلى َ قو ُ ت فَي َ ُ مو ُ سل ِم ٍ ي َ ُ م ْ ل ُ ج ٍ ن َر ُ م ْ ما ِ ل» َ قو ُ ل الل ّهِ - -ي َ ُ سو َ َر ُ
َ
م الل ّ ُ شي ًْئا إ ِل ّ َ ن ِبالل ّهِ َ شرِ ُ جل ً ل َ ي ُ ْ
738
ه ِفيهِ « . . فعَهُ ُ ش ّ كو َ ن َر ُ أْرب َُعو َ
َ
نم ِ مؤ ْ ِ فَرة ُ ع ََلى ال ْ ُ مغْ ِ ل ال ْ َ م َ ح َ ن تُ ْ جوُز أ ْ ت .فََل ي َ ُ موْ ِ ه ب َعْد َ ال ْ َ عاٌء ل َ ُ ذا د ُ َ وَهَ َ
فوٌر مغْ ُ ك َ ن ذ َل ِ َ حد َه ُ ؛ فَإ ِ ّ صَغائ ُِر وَ ْ ه ال ّ ت ع َن ْ ُ فَر ْ ب ال ْك ََبائ َِر وَك ُ ّ جت َن َ َ ذي ا ْ ي ال ّ ِ ق ّ الت ّ ِ
َ َ
ت مي ّ ِ فَرةِ ل ِل ْ َ مغْ ِ ب ال ْ َ سَبا ِ نأ ْ م ْ عاَء ِ ذا الد ّ َ ن هَ َ مأ ّ ن .فَعُل ِ َ عي َ مت ََنازِ ِ عن ْد َ ال ْ ُ ه ِ لَ ُ
عاَء ن الد ّ َ ن قَد َرٍ وَل َك ِ ّ م ْ حذ ٌَر ِ فعَ َ ن ي َن ْ َ ل الل ّهِ » - -ل َ ْ سو ِ ن َر ُ مَعاذ ٍ ع َ ْ ن ُ ،فعَ ْ
739
عَباد َ اللهِ «ّ عاِء ِ م ِبالد ّ َ ل فَعَلي ْك ُ ْ َ م ي َن ْزِ ْ ما ل ْ َ م ّ ل وَ ِ ما ن ََز َ م ّ فعُ ِ ي َن ْ َ
الفتاوى الكبري لبن تيمية (366 / 3) -ومجموع الفتاوى لبن تيمية (313 / 24) - - 736
303
خاتمـــة
مَلئ ِك َ ُ
ة م ال ْ َ ل ع َل َي ْهِ ُموا ت َت َن َّز ُ قا ُ ست َ َ ما ْ ه ثُ ّ ن َقاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ ذي َ ن ال ّ ِ قال تعالى} :إ ِ ّ
َ أ َّل ت َ َ
نح ُ ن ) (30ن َ ْ دو َ م ُتوع َ ُ جن ّةِ ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ شُروا ِبال ْ َ حَزُنوا وَأب ْ ِ خاُفوا وََل ت َ ْ
سك ُ ْ
م ف ُ شت َِهي أ َن ْ ُ ما ت َ ْ م ِفيَها َ خَرةِ وَل َك ُ ْ حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي اْل َ ِ م ِفي ال ْ َ أوْل َِياؤ ُك ُ ْ
َ
حيم ٍ )] {(32فصلت-30/ فورٍ َر ِ ن غَ ُ م ْ ن ) (31ن ُُزًل ِ عو َ ما ت َد ّ ُ م ِفيَها َ وَل َك ُ ْ
[33
هكذا تتنزل ملئكة الرحمة بالبشرى على الذين آمنوا بالله ،ثم
استقاموا على هذا اليمان حتى الموت
تتنزل عليهم عند موتهم فتقول لهم بأمر الله:
ل تخافوا مما أنتم قادمون عليه في القبر ،وعند البعث والحشر ،ول
تحزنوا على ما خلفتم من أمر الدنيا من مال وولد وأهل ،فإنا نخلفكم
فيه.
وأبشروا بأن الله قد رضي عنكم ،وكتب لكم الجنة.
ت للمؤمن مستقبله الزاهر السعيد ، من ْ وهذه البشرى عند الموت أ ّ
ده ،وك ّ
ل ة بأمر الله تعالى في أهلهِ ومالهِ وول ِ ت له الحفظ والرعاي َ من ْ وأ ّ
ما خّلفه.
ن ؟! فهل بقي شيء تتوق إليه نفس إنسا ٍ
ن لي م َ ة ،أو أيّ سلطةٍ أرضيةٍ تستطيع أن تؤ ّ وهل توجد أيّ شركةٍ عالمي ٍ
ت على المدى اللنهائي أو على أي مدى؟! ل ما بعد المو ِ إنسان مستقب َ
ت على أهله ن لمي ٍ م َ وهل توجد أيّ شركةٍ أو أيّ سلطةٍ تستطيعُ أن تؤ ّ
ً
ه؟ وأن يكون هذا التأمين على مدى بعيد ٍ جدا ؟ ... وأولده وأموال ِ
الجواب:
ده ،وكفى بالله وكيل ً وحفيظًا. ه وح َ ل يستطيع ذلك ول يقدر عليه إل الل ُ
ن بالستقامةِ الدائمةِ على الطريق ،الذي رسمه الله فعليك أيها النسا ُ
ك والبتعاد َ عنه لكي ن ،وإيا َ ة الرحمن بالجنة والرضوا ِ ك ملئك ُ ك ،لتبشر َ ل َ
ل تخسَر سعادة َ