You are on page 1of 22

‫‪www.manhag.

net‬‬

‫الشيخ‪ /‬هاني‬
‫حلمي‬

‫‪1‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫حرّك قلبك‬

‫أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ‪،‬‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫‪ ،‬إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‬
‫ونعوذ بالله من شرور أعمالنا ومن سيئات أعمالنا ‪،‬‬
‫من يهده الله تعالى فل مضل له ومن يضلل فل هادي له ‪،‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله‬
‫ورسوله ‪،‬‬
‫ل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل‬
‫اللهم ص ِ‬
‫إبراهيم إنك حميد مجيد‪،‬‬
‫اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل‬
‫إبراهيم إنك حميد مجيد‪.‬‬
‫وبعد ‪،‬‬
‫فإني أسأل الله تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما ‪،‬‬
‫وأن يجعل التفرق من بعده تفرقا معصوما ‪،‬‬
‫وأل يجعل منا ول بيننا ول حولنا شقيا ول محروما‪،‬‬
‫ربنا اغفر وارحم واعف عما تعلم ‪ ،‬واهدنا وتكرم ‪ ،‬سبحانك العز الكرم‪،‬‬
‫اللهم اجعل عملنا كلها صالحا ولوجهك خالصا‪ ،‬ول تجعل فيه لحد غيرك‬
‫شيئا‪،‬‬
‫اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ‪ ،‬وزدنا علما ينفعنا‪،‬‬
‫ربنا آتنا من لدنك رحمة‪ ،‬وهيأ لنا من أمرنا رشدا‪.‬‬
‫يقول الله تعالى ‪ ":‬نزل به الروح المين ‪ ،‬على قلبك " ]الشعراء ‪،193:‬‬
‫‪،[194‬‬
‫هذا القرآن الكريم المبين ‪ ،‬أنزله الله عزوجل لتتطهر به القلوب ‪ ،‬ولتزكو‬
‫به النفوس‪،‬‬
‫يا إخوة ما هي الية التي تنزل على قلبك لتطهر هذا القلب؟‬
‫ليجل هذا القلب ‪ ،‬ما هي الية التي هي فعل ً بلسم قلبك ؟؟‬
‫كان مالك بن دينار يقول ‪ :‬يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟‬
‫) ماذا فعل فيكم القرآن؟؟( إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع‬
‫الرض ‪،‬فإن الله ينزل الغيث من السماء إلى الرض فيصيب الحش ‪)،‬أي‬

‫‪2‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫المكان الذي فيه قذر‪ ،‬انتبهوا للمعنى‪ ،‬ربنا ينزل المطر على أرض ‪ ،‬هذه‬
‫الرض فيها بعض القاذورات( ‪ ،‬فتكون فيه الحبة‪) ،‬والحبة في الرض ( ‪،‬فل‬
‫يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر‪) ،‬الحبة في الرض والرض فيها بعض‬
‫القاذورات‪ ،‬فينزل المطر والحبة تهتز وتخضر‪ ،‬رغم أن فيها وحولها حاجات‬
‫كثيرة قد تفسدها‪ ،‬هذا هو قلبك وهذا هو القرآن ‪ ،‬فإذا نزل القرآن على‬
‫قلب ‪ ،‬وهذا القلب مليء برواسب الجاهلية‪ ،‬هذا القلب مليء بالدنيا ‪ ،‬هذا‬
‫القلب مليء من أثر الذنوب والمعاصي‪ ،‬أصبح عليه ران ‪ ،‬وتشتكي وتقول ل‬
‫أجد قلبي ‪ ،‬وتشتكي وتقول قسوة قلب ‪ ،‬وتشتكي من آثار الذنوب التي‬
‫على القلب ‪.‬‬
‫فيقول إذا كان المطر ينزل على الحبة فتخضر‪ ،‬القرآن ينزل ل يخرج معاني‬
‫اليمان من قلبك لماذا؟‬
‫"فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟؟ أين صاحب السورة ؟ أين‬
‫صاحب السورتين؟ ماذا عملتم فيهما ؟" ‪.‬‬
‫نحن محتاجون لن نتداوى بهذا البلسم ونحسن التداوي به ‪ ،‬ما هي المشكلة‬
‫؟ كلنا نسمع القرآن ‪ ،‬وقد يكون أغلبنا تمر عليه يعني آيات من القرآن ‪،‬‬
‫سواء يسمعها من إذاعة القرآن أو يسمعها من شريط ‪ ،‬يقرأ في مصحف ‪،‬‬
‫المهم أنه يتعامل مع القرآن ‪ ،‬لكنه لماذا ل يحدث هذا الثر؟‬
‫يا من تشتكي الشهوة ‪ ،‬يا من تشتكي الذنب‪ ،‬تعتاده الفينة بعد الفينة ‪ ،‬يا‬
‫من تشتكي تعسير الحال ‪ ،‬يا من تشتكين من ضعف اليمان ‪ ،‬والله ثم والله‬
‫ليس ثمة علج أنفع من القرآن ‪ ،‬لكن يجب أن يعرف كيف يتداوى ‪ ،‬هذه‬
‫الية لي ‪ ،‬هذه الية تكلمني ‪ ،‬هذه الية يجب أن يجل لها قلبي ويهتز ‪ ،‬ما‬
‫هي البداية ؟؟ إسمع بشكل صحيح ‪.‬‬
‫عير " ِ [الملك ‪،[10:‬‬
‫س ِ‬ ‫َ‬ ‫ما ك ُّنا ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫قاُلوا ل َو ك ُّنا ن َسم َ‬
‫و َ‬
‫ب ال ّ‬
‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫في أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ِ‬
‫و نَ ْ‬
‫عأ ْ‬‫ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫" َ‬
‫لو أنني أسمع بطريقة صحيحة فالموضوع يعالج ‪ ،‬أنظروا ماذا يقول الله ‪:‬‬
‫سُئوًل " ]السراء ‪، [36:‬‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬
‫عن ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ل ُأول َئ ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ؤادَ ك ُ ّ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫وال ْب َ َ‬
‫صَر َ‬ ‫ع َ‬
‫م َ‬
‫س ْ‬
‫ن ال ّ‬
‫" إِ ّ‬
‫بدأ بالسمع ‪ ،‬حاسة السمع هذه لو أنك بدأت تسمع بشكل صحيح ‪،‬‬
‫فاست َمعوا ل َه َ‬
‫ن " [العراف ‪:‬‬
‫مو َ‬
‫ح ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫م ت ُْر َ‬ ‫صُتوا ل َ َ‬
‫وأن ْ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ن َ ْ ِ ُ‬ ‫ئ ال ْ ُ‬
‫قْرآ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫ذا ُ‬
‫ق ِ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫" َ‬
‫‪، [204‬‬
‫أنظروا لم يقل" فاسمعوا له " ل ‪ ،‬تكلف ‪ ،‬إستمع ‪ ،‬يعني أنك جالس هكذا‬
‫تسمع ‪ ،‬فهناك فرق بين السمع والستماع ‪ ،‬أسمع فقط قد يكون سماعا ً‬

‫عوا ل َ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وبعد‬ ‫م ُ‬
‫ست َ ِ‬ ‫عابرا ً هكذا ‪ ،‬إنما استماع بدأ يتكلف بدأ يصغي بأذنه ‪َ ،‬‬
‫فا ْ‬

‫‪3‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫صُتوا "‪ ،‬ماذا يحدث في وقتها ؟‬ ‫ذلك بدأ يدخل في مرحلة التركيز التام " َ‬
‫وأن ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن " تنزل الرحمة تجد نفسك أصبحت في حال آخر‪ ،‬هذا هو‬ ‫مو َ‬
‫ح ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫م ت ُْر َ‬ ‫" لَ َ‬
‫فاست َمعوا ل َه َ‬
‫ن " ‪ ،‬أكيد‬
‫مو َ‬
‫ح ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫م ت ُْر َ‬ ‫صُتوا ل َ َ‬
‫وأن ْ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫الموضوع ببساطة جدا ‪ُ ِ ْ َ " ،‬‬
‫عندما يستمع يؤثر هذا الستماع على قلبك ‪.‬‬
‫تعال لنضرب مجموعة من النماذج لبعض السلف وكيف أّثر سماع القرآن‬
‫فيهم ‪ ،‬كان سماع القرآن من فم النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬يا الله ‪،‬‬
‫اللهم قد حرمناه في الدنيا فل تحرمناه يوم القيامة ‪.‬‬
‫بالله عليك لو جلست هذا اليوم تعد أسماء المشايخ الذين تحب أن تسمع‬
‫لهم كثيرا ‪ ،‬تقول يا الله لو أن الواحد يسمع صوت فلن ويصلي خلفه ل‬
‫يمل أبدا ‪ ،‬وقد يصلي معه بالساعات ‪ ،‬صوته يعجبك ‪ ،‬ويؤثر فيك ‪،‬‬
‫كيف إذا ً لو سمعت صوت النبي كيف سيكون حالك ؟؟ كيف سيتأثر قلبك بها‬
‫هذه ؟‬
‫قرآن ربي ويخرج من فم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬كيف سيكون‬
‫طعمه هذا ؟ ماذا سيفعل هذا في داخلي؟ لذلك أسلم جبير بن مطعم بسماع‬
‫آي من فم النبي محمد ‪ ،‬والحديث في الصحيحين عن جبير قال سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم _وكان كافرا _يقرأ في المغرب ‪ )،‬دخل‬
‫وجد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ‪ ،‬ويصلي في المغرب في سورة‬
‫الطور( ‪) ،‬هو يقول( فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه ‪ ) ،‬هذا‬
‫الصوت أنا لم أسمعه في حياتي قبل هذا ‪ ،‬ما هذا الصوت الجميل جدا ؟‬
‫الصوت الندي( ‪ ،‬ول في بعض ألفاظه ‪) ،‬القرآن خارج ‪ ،‬وأنت الن ستقول‬
‫لي النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده مشاكل في التجويد أو غيره ؟ ل‬
‫طبعا ‪ ،‬خارج من المخرج وخارج ل يوجد أجمل من هذا( ‪ ،‬فيقول ‪ ":‬ما‬
‫سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه ‪ ،‬ول في بعض ألفاظه ‪ ،‬فلما بلغ هذه‬
‫الية‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫شي ٍ َ‬ ‫َ‬
‫واْلْر َ‬
‫ض‬ ‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬
‫قوا ال ّ‬ ‫خل َ ُ‬‫م َ‬ ‫ن‪،‬أ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫خال ِ ُ‬ ‫ه ُ‬
‫م ُ‬‫ءأ ْ‬ ‫ر َ ْ‬ ‫غي ْ ِ‬‫ن َ‬‫م ْ‬
‫قوا ِ‬ ‫خل ِ ُ‬
‫م ُ‬
‫"أ ْ‬
‫خزائ ِن رب َ َ‬ ‫َ‬
‫ن" [الطور ‪،35:‬‬ ‫سي ْطُِرو َ‬ ‫م َ‬‫م ال ْ ُ‬
‫ه ُ‬‫م ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫م َ َ‬ ‫ه ْ‬
‫عن ْدَ ُ‬
‫م ِ‬ ‫ن‪،‬أ ْ‬ ‫َبل َل ُيو ِ‬
‫قُنو َ‬
‫‪ ،[37 ،36‬سمع جبير هذه اليات فقال ‪ :‬كاد قلبي أن يطير" ‪.‬‬
‫إسمعها إذا ً ‪ ،‬هو كيف سمعها ؟؟‬
‫نحن نسمع هذه السور ‪ ،‬هو قلبه كاد أن يطير ‪ ،‬ونحن لماذا ل تطير قلوبنا‬
‫فتح لها قلبه ‪.‬‬ ‫أبدا ؟؟ دخلت ‪ُ ،‬‬
‫م ال ْ َ‬
‫خال ِ ُ‬ ‫شي ٍ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ن " [الطور ‪،[35:‬‬‫قو َ‬ ‫ه ُ‬
‫م ُ‬
‫ءأ ْ‬ ‫ر َ ْ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫قوا ِ‬ ‫م ُ‬
‫"أ ْ‬

‫‪4‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫جئت هكذا ووجدت نفسك خرجت ل تعرف من أين ؟؟ هي هكذا وانتهى ‪ ،‬أم‬
‫أنك خلقت والخلق هذا بقدرة خالق سبحانه ؟؟ أنت مخلوق أم خالق ؟‬
‫مخلوق من الذي خلقك ؟ هو سبحانه وتعالى ‪ ،‬يعني ل ينفع أن نقول أن‬
‫الطبيعة تخلق ‪ ،‬ل ينفع أن تكون قد أتت هكذا ‪ ،‬فبدأ يقول نعم صحيح ‪ ،‬هي‬
‫مخلوق أو خالق ‪ ،‬وأنا لست بخالق ‪ ،‬إذا ً أنا مخلوق ‪،‬‬ ‫إما هكذا وإما هكذا ‪ ،‬إما‬
‫ض َبل َل ُيو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن " [الطور ‪:‬‬
‫قُنو َ‬ ‫واْلْر َ‬
‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬ ‫خل َ ُ‬
‫قوا ال ّ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫من الذي خلقني ؟ " أ ْ‬
‫‪[36‬‬
‫الذي خلقني هو الذي خلق هذا الكون العظيم ‪ ،‬الذي خلق هذه السماوات‬
‫ن " ‪ ،‬أعظم مفتاح لليقين التفكر ‪.‬‬ ‫وهذه الراضين ‪َ " ،‬بل َل ُيو ِ‬
‫قُنو َ‬
‫عندما تجلس تفكر وتتأمل وتتدبر هذا يزيدك يقينا ‪ ،‬لجل هذا قال " َبل َل‬
‫ن"‪،‬‬ ‫قُنو َ‬ ‫ُيو ِ‬
‫خزائ ِن رب َ َ‬ ‫َ‬
‫ن " [الطور ‪، [37:‬‬
‫سي ْطُِرو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ُ‬‫م ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫م َ َ‬
‫ه ْ‬
‫عن ْدَ ُ‬
‫م ِ‬
‫"أ ْ‬
‫ومن الذي يعطيك الرزق ؟ ومن المهيمن على المر ؟ ومن الذي يدبر لك‬
‫أمرك ؟ هذه التساؤلت القرآنية حيرته ‪ ،‬قال كاد قلبي أن يطير‪.‬‬
‫إذن طالما أنه الخالق وهو الرازق وهو مدبر المر تفوض أمرك لغيره‬
‫لماذا ؟؟‬
‫تفكر أن مصلحتك في قانون غيره لماذا ؟؟؟ إذن تكون المسألة هكذا ‪،‬‬
‫فأسلم لها جبير‪.‬‬
‫_عمر مرض لسماع آية ‪ "،‬الثر في تاريخ دمشق" عن جعفر بن زيد أن عمر‬
‫خرج بالمدينة ليل ‪ ،‬ومعه غلم له ومعه عبد الرحمن بن عوف فمّر بدار رجل‬
‫من المسلمين فوافقه وهو قائم يصلي ‪ ،‬فوقف يسمع قراءته ‪ ،‬هكذا‬
‫وال ّ‬
‫طورِ‬ ‫الصحابة عندما ُيقرأ القرآن يقفون ‪ ،‬فوقف يسمع قراءته ‪ ،‬فقرأ " َ‬
‫ع " [الطور ‪،7:‬‬
‫ف ٍ‬
‫دا ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ع‪َ ،‬‬
‫ق ٌ‬ ‫ك لَ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ع َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن َ‬
‫" [الطور ‪ [1:‬حتى بلغ " إ ِ ّ‬
‫ع‬
‫ق ٌ‬ ‫ك لَ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ع َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن َ‬
‫‪ ،[8‬قال عمر قسم ورب الكعبة حق ‪ ،‬قسم حق ‪ ،‬نعم " إ ِ ّ‬
‫ع"‪.‬‬ ‫ف ٍ‬
‫دا ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫" والله سيحصل ‪َ " ،‬‬
‫يا ترى سينالني هذا العذاب أم ل ؟ وما هو صك المان الذي عندي الذي‬
‫يريحني جدا أن ربنا لن يعذبني وأنا قائم على هذه المعاصي ؟؟‬
‫عمر يفكر فيها هكذا ‪ ،‬فقال امض لحاجتك ‪ ،‬فاستند إلى حائط ‪ ) ،‬قال لهم‬
‫امشوا ‪،‬دعونا نترك هذا المكان وهو يتحامل على نفسه( ‪ ،‬فاستند إلى حائط‬
‫‪ ،‬فمكث مليا‪ ،‬فقال له عبد الرحمن امض لحاجتك ‪) ،‬هيا بنا (‪ ،‬فقال‪ :‬ما أنا‬
‫بفاعل الليلة إذ سمعت ما سمعت ‪ ) ،‬ل أستطيع ‪ ،‬ل أستطيع الحركة ‪ ،‬ل‬

‫‪5‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ع " ‪ ،‬قال‬
‫ف ٍ‬
‫دا ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ع‪َ ،‬‬
‫ق ٌ‬ ‫ك لَ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ع َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن َ‬
‫أستطيع بعد أن سمعت( " إ ِ ّ‬
‫فرجع إلى منزله فمرض شهرا ً يعوده الناس ل يدرون ما مرضه ‪.‬‬
‫عمر مرض بسماع آية من القرآن ‪ ،‬هل أحد منا يحصل له مثل هذا الكلم‬
‫أبدا ً ؟؟؟ إنه ل يفتح لها ‪ ،‬ل تفهمها ‪ ،‬ل تعمل عليها السقاط ‪ ،‬تعمل‬
‫إسقاطا خارجيا ‪.‬‬
‫ما هو السقاط الخارجي ؟؟؟‬
‫ع " هذا يوم القيامة ‪ ،‬الله يرحمنا‬
‫ف ٍ‬
‫دا ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ع‪َ ،‬‬
‫ق ٌ‬ ‫ك لَ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ع َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن َ‬
‫" إِ ّ‬
‫ويعيذنا ويحفظنا من هذا الفتن ‪ ،‬لكن ل تقول أنها في هذا الوقت قد تنزل‬
‫علينا صاعقة من السماء ‪ ،‬يا شيخ كفى هذا الكلم ‪ ،‬ماذا صاعقة من‬
‫السماء ؟ ولماذا ؟ ل ل الله سيحفظنا إن شاء الله ‪ ،‬ل تخطر في بالك ‪ ،‬فهي‬
‫لو خطرت في بالك ستبدأ تقول قائمة ذنوبك ‪ ،‬فتفعل هذا المر ‪ ،‬تزيلها من‬
‫رأسك نهائيا ‪.‬‬
‫هذا السقاط علماء النفس يقولون أنه ثلثة أمور ‪ ،‬أنا أريد أن أقول هذه‬
‫النقطة فقط لجل موضوع سماع القرآن هذا وعدم تأثرنا به ‪ ،‬يقولون ثلثة‬
‫أمور يفعلها ‪ ،‬يسمونها خطوط الدفاع النفسية ‪ ،‬أنا جالس أتكلم وأقول لك‬
‫الذنب ‪،‬‬
‫وأثر الذنب وعقوبة الذنب وأصلح نفسك ‪،‬‬
‫فأنت تفعل واحدة من ثلثة ‪:‬‬
‫إما أن تعمل إسقاطا خارجيا هذا أول أمر ‪ ،‬يعمل إسقاطا‬ ‫‪.1‬‬
‫خارجيا يقول لك لست أنا ‪ ،‬حتى لو أن الكلم هو ‪ ،‬كأنه يتكلم عن‬
‫فلن الفلني ‪ ،‬وهو يعرف نفسه ‪ ،‬فيقول لك يا أخي سبحان الله ‪،‬‬
‫يوجد أناس كثيرين يفعلون أمورا ً صعبة جدا ً ‪ ،‬الله يعيذنا من‬
‫المشاكل هذه كلها ‪ ،‬نعم في الخارج لست أنا ‪ ،‬نعم نحن سيئين لم‬
‫أقل ل ‪ ،‬لكن ليس لهذه الدرجة ‪ ،‬حتى يخرجها من رأسه ‪ ،‬حتى ل‬
‫يستجيب لها ‪ ،‬لنه لو استجاب لها فستعمل له صداعا ً في رأسه‪.‬‬
‫ثاني أمر ‪ :‬يشوه الهدف الجيد ‪ ،‬ماذا تعني يشوه الهدف الجيد؟‬ ‫‪.2‬‬
‫عندما تقول له أنه الن يجب أن تصلح نفسك ‪ ،‬لجل الجنة ولجل كذا‬
‫ولجل كذا ‪ ،‬غير مهم الن التضحيات ‪ ،‬وأنك تضحي بشيء من الدنيا‬
‫لجل ‪ ، ...‬فيبدأ يقول لك ‪ ،‬يعني أنت ماذا تريد ؟ أنت تريد في‬
‫النهاية أن توتر حياتي ‪ ،‬أنت تريد أن أفعل كذا وكذا ل تنفع الحياة‬
‫بالشكل هذا بالعكس ‪ ،‬الحياة بهذا الشكل الذي تقول عنه كلها نكد‬

‫‪6‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫وكلها مشاكل ‪ ،‬أنا سأجلس طوال الوقت ليس معي نقود وليس‬
‫معي ل أعرف ماذا ‪ ،‬وأكون تحت ضغوط نفسية ‪ ،‬وقد يحصل لي‬
‫شيء ‪ ،‬قد أبتلى ‪ ،‬الزمن هذا ل ينفع ‪ ،‬فماذا يفعل ؟ يشوه هذا‬
‫الهدف‪ ،‬أنا لو التزمت سأنضبط ‪ ،‬فل ‪ ،‬يشوه الهدف الجيد الذي هو‬
‫اللتزام ‪.‬‬
‫ويفعل الثالثة العكس ‪ :‬يجود الهدف السيئ ‪ ،‬يقول لك لم ل‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عندما أكون هكذا ومستورا ً وحالي جيد لكن بعض المور سأصلحها ‪،‬‬
‫ل هذه المور تفسد عليك حالك ‪ ،‬هذه المعاصي تفعل بك كذا وكذا ‪،‬‬
‫يعني هل كنت أول ول آخر ‪ ،‬يجود هذا حتى ل ينزل الكلم ‪ ،‬حتى ل‬
‫يستجيب له ‪.‬‬
‫هن ثلثة أمور هكذا ‪ ،‬لجل هذا ل ينزل القرآن ‪ ،‬تسمع هذه اليات ‪ ،‬أنا‬
‫كنت أقولها من قبل أنه يمسك ‪،‬‬
‫"يا أيها الذين كفروا" ل ل أعوذ بالله ‪ ،‬ماذا كفروا ؟ هل نحن أيضا ً‬
‫كفرنا ‪ ،‬ل ليست هكذا أبدا ‪.‬‬
‫َ‬
‫ل " [النساء‪[145 :‬‬ ‫ك اْل ْ‬
‫س َ‬
‫ف ِ‬ ‫في الدّْر ِ‬
‫ن ِ‬
‫قي َ‬
‫ف ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مَنا ِ‬ ‫" إِ ّ‬
‫ل ل ليس لهذه الدرجة ‪ ،‬ليس درك أسفل وكلم من هذا ‪ ،‬نحن لسنا‬
‫من هذا ‪.‬‬
‫"يا أيها الذين آمنوا" هل نحن وجه إيمان ؟؟ ل هذا ول هذا ول هذا ‪،‬‬
‫انتهى إذا ً ماذا يكون ؟ قرآن ماذا هذا ؟ ل أنت من المؤمنين ول أنت من‬
‫المنافقين ول أنت من الكافرين ‪ ،‬انتهت المشكلة ‪ ،‬لجل هذا هم‬
‫يسمعون بطريقة ونحن نسمع بطريقة أخرى ‪.‬‬
‫_ذكر ابن رجب الحنبلي في كتاب "التخويف من النار" أن أبا بكر بن‬
‫عياش قال‪ :‬صليت خلف الفضيل ابن عياض صلة المغرب‪ ،‬وإلى جانبي‬
‫علي بن الفضيل ‪) ،‬الفضيل يصلي وابنه خلفه( فقرأ الفضيل‬
‫َ‬
‫ف‬
‫و َ‬ ‫م ك َّل َ‬
‫س ْ‬ ‫عل َ ُ‬
‫مون‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ف تَ ْ‬‫و َ‬ ‫س ْ‬ ‫قاب َِر‪،‬ك َّل َ‬ ‫م َ‬ ‫م ال ْ َ‬‫حّتى ُزْرت ُ ُ‬ ‫كاث ُُر‪َ ،‬‬ ‫م الت ّ َ‬ ‫" أل ْ َ‬
‫هاك ُ ُ‬
‫م "[التكاثر‪،[6-1 :‬‬ ‫حي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫و ّ‬‫ن‪ ،‬ل َت ََر ُ‬
‫قي ِ‬‫م ال ْي َ ِ‬
‫عل ْ َ‬‫ن ِ‬ ‫عل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ن‪ ،‬ك َّل ل َ ْ‬
‫و تَ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫تَ ْ‬
‫م " ‪ ،‬سقط علي مغشيا ً عليه ‪ ،‬وبقي‬ ‫حي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫قال فلما بلغ " ل َت ََر ُ‬
‫و ّ‬
‫ن‬ ‫الفضيل ل يقدر أن يتجاوز الية ‪،‬كلما أراد أن يكمل يعيد ويقول " ل َت ََر ُ‬
‫و ّ‬
‫م " ‪ ،‬ثم صلى بنا صلة‬
‫حي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫م "‪ " ،‬ل َت ََر ُ‬
‫و ّ‬ ‫حي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫م " ‪ " ،‬ل َت ََر ُ‬
‫و ّ‬ ‫حي َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ج ِ‬
‫خائف ‪ ،‬قال ثم رابطت عليا فما أفاق إل في نصف الليل ‪) ،‬بقي مغشيا‬
‫عليه من صلة المغرب إلى نصف الليل( ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫َ‬
‫كاث ُُر‪ "،‬هذه كم مرة سمعناها ؟؟؟ ونحفظها ونعرفها ‪.‬‬ ‫م الت ّ َ‬ ‫" أل ْ َ‬
‫هاك ُ ُ‬
‫َ‬
‫م الت ّ َ‬
‫كاث ُُر " الدنيا والتزيد في الدنيا‪،‬‬ ‫أتت هكذا ‪ ،‬فجلست تقول " أل ْ َ‬
‫هاك ُ ُ‬
‫ويكون عندك المال ‪،‬وتتكاثر في الموال والولد ومتاع الدنيا ‪ ،‬ألهاكم ‪،‬‬
‫إذا ما هو الذي ضيعنا ؟ هذا هو الذي يشغل فكرنا ‪ ،‬هذا هو الذي يضيع‬
‫َ‬
‫م الت ّ َ‬
‫كاث ُُر " ثم " َ‬
‫حّتى‬ ‫حالنا مع الله ‪ ،‬الدنيا التي في القلب ‪ " ،‬أل ْ َ‬
‫هاك ُ ُ‬
‫قاب َِر " تبقى طوال هذه الدنيا هكذا ‪ ،‬نعم قال النبي محمد‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ُزْرت ُ ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم والحديث في البخاري‪ " :‬ل يزال قلب الكبير شابا‬
‫في اثنتين ‪،‬حب الدنيا وطول المل " في اثنتين أي في حب اثنتين ‪،‬‬
‫سيكون عنده سبعون سنة ول يزال يفكر في الحلم في الدنيا ‪،‬أيضا ً‬
‫يزوج الولد ‪ ،‬ويفرح بالحفاد ‪ ،‬ويكون عنده بيت غير البيت ‪ ،‬وووو هي‬
‫َ‬
‫م ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫قاب َِر " وقتها ينقطع أمله حين‬ ‫م الت ّ َ‬
‫كاث ُُر ‪َ ،‬‬
‫حّتى ُزْرت ُ ُ‬ ‫هكذا " أل ْ َ‬
‫هاك ُ ُ‬
‫يلقى الغيب‪.‬‬
‫عل َ ُ‬
‫مون " [‬ ‫ف تَ ْ‬
‫و َ‬ ‫قاب َِر" [التكاثر‪ ،[2 :‬فيقول الله تعالى " ك َّل َ‬
‫س ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫حّتى ُزْرت ُ ُ‬
‫" َ‬
‫التكاثر‪ ،[3:‬سوف تعلم والله سوف تعلم ‪،‬‬
‫ن " [التكاثر‪،[4 :‬‬ ‫عل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ف تَ ْ‬
‫و َ‬ ‫م ك َّل َ‬
‫س ْ‬ ‫" َث ُ ّ‬
‫عل ْ َ‬
‫م‬ ‫ن ِ‬ ‫عل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ة عن هذا المصير ‪" ،‬ك َّل ل َ ْ‬
‫و تَ ْ‬ ‫يا غافل ً عن هذه الحقيقة ‪ ،‬يا غافل ً‬
‫ن "[التكاثر‪[5:‬‬ ‫ال ْي َ ِ‬
‫قي ِ‬
‫‪ ،‬لو أن العلم الذي تتعلمه يا طالب العلم ويا أخ ويا ملتزم ويا من تعرف‬
‫شيئا عن طريق الله ‪ ،‬لو تعلم حقيقة‪ ،‬لكنت رأيت أمام عينيك في كل خطوة‬
‫م" [التكاثر‪،[6 :‬‬ ‫حي َ‬
‫ج ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫و ّ‬ ‫تخطوها جنة ونارا ‪ " ،‬ل َت ََر ُ‬
‫ما‬
‫حت ْ ً‬ ‫عَلى َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن َ‬ ‫ها َ‬
‫كا َ‬ ‫رد ُ َ‬
‫وا ِ‬‫م إ ِّل َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫وإ ِ ْ‬‫وسوف نراها عين اليقين ‪َ " ،‬‬
‫ضّيا " [مريم ‪ ،[71:‬الكل سيرد النار ‪ ،‬يردها من على الصراط ‪ ،‬فمنهم‬ ‫م ْ‬
‫ق ِ‬ ‫َ‬
‫من يكب فيها ويكردس فيها ‪ ،‬ومنهم من يجتازها في لمح البصر ليدخل‬
‫الجنة‪ ،.‬الية هل أحسست بها ؟؟؟ علي بن الفضيل وصل له هذا المعنى‬
‫فخّر مغشيا ً عليه‪.‬‬
‫_وقال حميد الرواسي‪ ،‬والثر في الحلية‪ ،‬كنت عند علي والحسن ابني صالح‬
‫ورجل يقرأ ‪) ،‬أنا أريد منكم من كان معه ورقة وقلم من الخوة والخوات أن‬
‫يكتب هذه اليات حتى إذا مررت عليها في الورد تتذكر أن هناك أناسا كانوا‬
‫يفهمونها بطريقة قد تجعل قلبه يتحرك (‪ ،‬يقول‪ :‬كنت عند علي والحسن‬
‫ع اْل َك ْب َُر " [النبياء‪) ،[103:‬حسنا‬ ‫م ال ْ َ‬
‫فَز ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ابني صالح ورجل يقرأ " َل ي َ ْ‬
‫حُزن ُ ُ‬
‫هذه جيدة ‪ ،‬المؤمنون ل يحزنهم الفزع الكبر (‪ ،‬فالتفت علي إلى الحسن‬

‫‪8‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫وقد اصفر واخضر ‪) ،‬نظروا لبعضهم ‪ ،‬نظروا فإذا بوجوههم تتلون ‪ ،‬اصفر‬
‫واخضر( ‪ ،‬فقال‪ :‬يا حسن إنها أفزاع فوق أفزاع ‪ )،‬رعب يوم الرعب ‪ ،‬هل‬
‫ع اْل َك ْب َُر " ل يوجد بعد‬ ‫م ال ْ َ‬
‫فَز ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫تفهم عندما يصف الله شيئا يقول " َل ي َ ْ‬
‫حُزن ُ ُ‬
‫هذا رعب‪ ،‬ول يوجد بعد هذا فزع ‪ ،‬ول يوجد بعد هذا هول ‪ ،‬ول يوجد بعد هذا‬
‫خوف (‪ ،‬قال له إنها أفزاع فوق أفزاع ‪ ،‬قال ورأيت الحسن أراد أن يصيح ‪،‬‬
‫)عندما قال هاتين الكلمتين كان سيصرخ (‪ ،‬فجمع ثوبه فعض عليه حتى‬
‫ع اْل َك ْب َُر "‪.‬‬ ‫م ال ْ َ‬
‫فَز ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫سكن فسكن عنه وقد ذبل فمه واخضر واصفر ‪َ "،‬ل ي َ ْ‬
‫حُزن ُ ُ‬
‫اللهم نجنا من يوم الفزع الكبر‪ ،‬قلوبهم تستجيب فالية تنزل تفتح القلب ‪.‬‬
‫_وقال عبد الرحمن بن عجلن ‪ :‬بت عند الربيع بن خسيم ذات ليلة فقام‬
‫يصلي فمر بهذه الية‬
‫مُلوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫كال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬‫عل َ ُ‬
‫ج َ‬‫ن نَ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫سي َّئا ِ‬
‫حوا ال ّ‬ ‫جت ََر ُ‬
‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬‫ب ال ّ ِ‬‫س َ‬ ‫ح ِ‬‫م َ‬‫"أ ْ‬
‫ن " [العنكبوت‪ ، [21:‬فمكث‬ ‫مو َ‬ ‫حك ُ ُ‬‫ما ي َ ْ‬‫ساءَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫مات ُ ُ‬
‫م َ‬‫و َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫حَيا ُ‬
‫م ْ‬ ‫واءً َ‬‫س َ‬‫ت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬
‫ال ّ‬
‫ليلته حتى أصبح ما جاوز هذه الية ‪) ،‬قام الليلة كلها بهذه الية( وغلبه بكاء‬
‫شديد ‪) ،‬كل ما أراد أن يقول ويكمل يشعر بهذا المقام (‪.‬‬
‫ألسنا من الذين اجترحوا السيئات ؟‬
‫وماذا قال ؟ "اجترحوا" ولم يقل الذين عملوا السيئات ‪ ،‬الذين فعلوا‬
‫قعت‬ ‫السيئات ‪ ،‬الذين خالفوا ووقعوا في المنكرات ‪ ،‬ل ل‪ ،‬جّرحت نفسك ‪ ،‬و ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫عل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ج َ‬
‫ن نَ ْ‬
‫تأ ْ‬‫سي َّئا ِ‬
‫حوا ال ّ‬
‫جت ََر ُ‬
‫نا ْ‬ ‫ب ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫س َ‬
‫ح ِ‬
‫م َ‬
‫نفسك في جراح المعاصي ‪ "،‬أ ْ‬
‫ت " هل هذا سيكون مثل هذا ؟ ل يمكن أن‬ ‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫كال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫م " ل تريد أن تعاقب على‬
‫ه ْ‬
‫مات ُ ُ‬
‫م َ‬
‫و َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫حَيا ُ‬
‫م ْ‬
‫واءً َ‬
‫س َ‬
‫يكون هذا مثل هذا ‪َ " ،‬‬
‫المعاصي ‪ ،‬ل تريدين أن تعاقبي على الذنوب ؟ تحسبين أن تمر هذه الذنوب‬
‫ه" [النساء‪، [123:‬‬
‫جَز ب ِ ِ‬
‫ءا ي ُ ْ‬
‫سو ً‬ ‫م ْ‬
‫ل ُ‬ ‫ع َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫بل عقاب ؟ " َ‬
‫علينا بالتوبة لننا ل نستطيع أن نتحمل عقوبات المعاصي ‪ " ،‬سواء محياهم‬
‫ومماتهم ساء ما يحكمون "‪.‬‬
‫_ وقال معمر ‪ :‬صلى إلى جنبي سليمان التيمي بعد العشاء الخرة‪ )،‬أنظروا‬
‫إذا ً حتى نتعلم دروسا عملية من السلف ‪ ،‬الرجل صلى صلة العشاء ‪،‬فيقول‪:‬‬
‫فقام أحد من الصالحين اسمه سليمان التيمي( ‪ ،‬فقام يصلي ‪) ،‬قام يصلي‬
‫مل ْ ُ‬
‫ك " [الملك‪[1:‬‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫د ِ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذي ب ِي َ ِ‬ ‫في المسجد النافلة( ‪ ،‬فسمعته يقرأ " ت ََباَر َ‬
‫لماذا يعني؟‬
‫لن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه النسائي وحسنه‬
‫اللباني من حديث عبد الله بن مسعود ‪ ،‬وللحديث حكم الرفع أنه قال "من‬

‫‪9‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عزوجل بها من عذاب القبر"‪.‬‬
‫قال ابن مسعود ‪ :‬وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها‬
‫المانعة‪ ،‬وإنها في كتاب الله عزوجل سورة من قرأ بها في ليلة فقد أكثر‬
‫وأطاب ) فالسلف كانوا يفعلون هكذا ‪ ،‬هذا كلم عملي ‪ ،‬تصلي إذا كنت‬
‫تحفظ تبارك ‪ ،‬وإذا كنت ل تحفظها فمن المصحف وتعتادها ‪ ،‬تصلي العشاء‬
‫وتذهب تصلي بها مباشرة ولو في المسجد في البداية حتى تعتاد على هذا‬
‫الموضوع ‪.‬‬
‫ء‬
‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ك ُ ّ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫و ُ‬‫ك َ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ه ال ْ ُ‬‫د ِ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذي ب ِي َ ِ‬ ‫فسليمان التيمي قام يقرأ " ت ََباَر َ‬
‫ديٌر " [الملك‪ ،[1:‬قال فلما أتى على هذه الية‬ ‫ق ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫عو َ‬ ‫ه ت َدّ ُ‬
‫م بِ ِ‬‫ذي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬
‫ه َ‬‫ل َ‬ ‫قي َ‬ ‫و ِ‬ ‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬‫جوهُ ال ّ ِ‬
‫و ُ‬ ‫سيئ َ ْ‬
‫ت ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫وهُ ُزل ْ َ‬
‫ف ً‬ ‫فل َ ّ‬
‫ما َرأ ْ‬ ‫" َ‬
‫" [الملك‪ [27:‬وقال أنا هل سيسود وجهي‬
‫ه " [آل عمران‪" ، [106:‬‬
‫جو ٌ‬
‫و ُ‬
‫ود ّ ُ‬
‫س َ‬
‫وت َ ْ‬
‫جوهٌ َ‬
‫و ُ‬
‫ض ُ‬
‫م ت َب ْي َ ّ‬
‫و َ‬
‫" يَ ْ‬
‫سيئت وجوه الذين كفروا " ‪ ( ،‬يا ترى عندما سأرى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬يا ترى هل سأكون فرحا ً ومقبل ً عليه ‪ ،‬وهو سيتلقاني بالبشر‬
‫والفرح أم أنه سيقول لي إليك عني قد بدلت بعدي وغيرت (‪،‬‬
‫ن " ) ها هي‬
‫عو َ‬
‫ه ت َدّ ُ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬
‫ذي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قي َ‬
‫ل َ‬ ‫و ِ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا َ‬ ‫جوهُ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫و ُ‬ ‫سيئ َ ْ‬
‫ت ُ‬ ‫" ِ‬
‫الحقيقة ‪،‬ها هي الحقيقة أصبحت أمام عينيك ‪ ،‬يا ترى وقتها سأكون مسود‬
‫الوجه أم فرحا ً ومستبشرا ً برحمة الله علي (‪ ،‬فأخذ سليمان التيمي يرددها‬
‫حتى خف أهل المسجد ‪) ،‬ذهب الناس فانصرفوا( ‪ ،‬قال فخرجت وتركته ‪،‬‬
‫) أسمعه يقرأ الية ويعيدها ويزيد ويرددها ويكررها( ‪ ،‬قال وغدوت لذان‬
‫الفجر‪) ،‬قرب الفجر ذهبت لصلي الفجر (‪ ،‬فنظرت فإذا هو في مقامه ‪،‬‬
‫)واقف في نفس المكان( ‪ ،‬وإذا هو يقول‬
‫َ‬
‫ن كَ َ‬
‫فُروا " ‪ ،‬صلى بها من العشاء إلى‬ ‫جوهُ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫و ُ‬ ‫سيئ َ ْ‬
‫ت ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫وهُ ُزل ْ َ‬
‫ف ً‬ ‫فل َ ّ‬
‫ما َرأ ْ‬ ‫" َ‬
‫الفجر ‪.‬‬
‫كانوا يعرفون كيف يداوون قلوبهم ‪ ،‬عندما استشعر قلبه الية ‪ ،‬وهو قائم‬
‫يقرأ تبارك ‪ ،‬و هناك في تبارك بعض اليات التي قد تكون أشد من هذه ‪،‬‬
‫لكن سبحان الله تقف عند هذه الية ‪ ،‬هذه الية هي التي دخلت ‪ ،‬فلما‬
‫استشعر بها قلبه أخذ يرددها ‪ ،‬و يرددها ‪ ،‬و يرددها‪ ،‬وتفاعل معها ‪ ،‬هذا هو ‪،‬‬
‫يعرف يطبب قلبه بطريقة صحيحة ‪_ ،‬قرأ صفوان بن محّرز المازني هذه‬
‫الية‬
‫َ‬
‫ن " [الشعراء‪ ،[227:‬لم يعمل‬
‫قل ُِبو َ‬ ‫قل َ ٍ‬
‫ب ي َن ْ َ‬ ‫من ْ َ‬
‫ي ُ‬ ‫ن ظَل َ ُ‬
‫موا أ ّ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫سي َ ْ‬
‫و َ‬
‫" َ‬

‫‪10‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ن ظَل َ ُ‬
‫موا " الكفرة طبعا‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫سي َ ْ‬
‫و َ‬
‫السقاط الخارجي وقال لك ‪َ " ،‬‬
‫المشركين ‪ ،‬عبدة الوثان ‪ ،‬الناس التي ليست كذا ‪ ،‬قال وهل منا من لم‬
‫يظلم ؟ وهل منا من لم يظلم نفسه ؟ وهل منا من لم يظلم غيره ؟‬
‫يا من ظلمت زوجتك ‪ ،‬يا من ظلمت جارك ‪ ،‬يا من ظلمت صديقك أو قرينك‬
‫ب ينقلبون ‪.‬‬
‫ي منقل ٍ‬
‫يا من وقعت في أدنى الظلم سيعلم الذين ظلموا أ ّ‬
‫عندما تشعر أنك ظالم لنفسك بارتكاب المعاصي ‪ ،‬الصحابة سمعوا الية ‪:‬‬

‫ن" [‬
‫دو َ‬
‫هت َ ُ‬
‫م ْ‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫ن َ‬
‫م ُ‬
‫َ‬
‫م اْل ْ‬
‫ه ُ‬ ‫م ب ِظُل ْم ٍ ُأول َئ ِ َ‬
‫ك لَ ُ‬ ‫ه ْ‬
‫مان َ ُ‬ ‫م ي َل ْب ِ ُ‬
‫سوا ِإي َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫" ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫النعام‪ [ 82:‬قالوا ‪ :‬و من مّنا لو يظلم نفسه ؟ انظروا هم كيف يفهمون ؟و‬
‫نحن كيف نفهم ؟‬

‫ك‬‫وَلى ل َ َ‬ ‫َ‬
‫_و قرأ عمر ابن ذر هذه الية و هي من اليات التي نحفظه " أ ْ‬
‫وَلى"[القيامة‪ [ 35 ،34:‬ما معنى أولى يا إخوة ؟‬ ‫ك َ َ‬
‫وَلى ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫فأ ْ‬ ‫مأ ْ‬‫وَلى ث ُ ّ‬
‫فأ ْ‬
‫ليست أولى بمعنى أفضل لك أو أحسن لك ‪ ،‬الولى أن تفعل هذا ‪ ،‬ل ل ل ‪.‬‬

‫ويل لك يتوعده بشدة الوعيد ‪ ,‬فأخذ يقول "‬ ‫ويل ‪َ ،‬‬ ‫ويل ً لك بعد َ‬ ‫أولى تعني َ‬
‫وَلى " فقال ‪ :‬يا رب ما هذا الوعيد ؟‬ ‫ك َ َ‬‫وَلى ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ك َ َ‬ ‫َ‬
‫فأ ْ‬ ‫مأ ْ‬‫وَلى ث ُ ّ‬
‫فأ ْ‬ ‫وَلى ل َ َ‬
‫أ ْ‬
‫انظروا يفهون ؟‬

‫وَلى "‬ ‫ك َ َ‬
‫وَلى ل َ َ‬ ‫َ‬
‫فأ ْ‬ ‫فهم يعرفون أنهم الن يكلمون الله ‪ ،‬فالله يقول ‪ ":‬أ ْ‬
‫الويل لك الويل ثم الويل لك ‪ ،‬قال ‪ :‬يا رب ما هذا الوعيد ؟ ما هذا التهديد‬
‫الشديد ؟ يا رب سّلم سّلم ‪ ،‬يا رب سّلم سّلم ‪ ,‬و كان إذا قرأ‬

‫ن" ]الفاتحة‪ ، [4:‬كان يقول ‪ :‬يالك من يوم ‪ ،‬يالك من يوم ٍ‬


‫دي ِ‬
‫وم ِ ال ّ‬
‫ك يَ ْ‬
‫مال ِ ِ‬
‫" َ‬
‫ما أمل ذكرك لقلوب الصادقين ‪ ،‬ذكر يوم الدين مل قلوب الصادقين ‪،‬‬
‫م‬
‫فعندما يتكلمون ‪ :‬ما أعظم هدف في حياتك ؟ الجنة ‪ ،‬تخرج مباشرة ‪ ،‬م َ‬
‫تخاف ؟ من النار ‪ ،‬أل تخاف من الرزق ؟ من زمن الغلء ؟ ل هو أول شيء‬
‫سخ بداخله يوم الدين يوم الحساب ‪.‬‬
‫خطر بباله ما تر ّ‬

‫ها‬ ‫_و قال أبو المليح ‪ :‬قرأ يوما ً ميمون ابن مهران ‪ ":‬وامَتازوا ال ْيو َ‬
‫م أي ّ َ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن " سيكونون مميزين ‪،‬‬ ‫مو َ‬‫ر ُ‬
‫ج ِ‬ ‫ها ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م أي ّ َ‬ ‫مَتاُزوا ال ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫وا ْ‬
‫ن"]يس‪َ " ،[59:‬‬
‫مو َ‬
‫ر ُ‬
‫ج ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫عّلم و ستكون‬
‫معّلمين بعلمات ‪ ،‬يا ترى ست ُ َ‬
‫سيكونون معروفين سيكونون ُ‬
‫ي صنف ‪ ......‬؟؟؟ من المجرمين ؟ أم من الصالحين ؟ سُيقال لك و‬
‫في أ ّ‬
‫قف هنا بجانب أقرانك الذين كانوا مثلك ‪ ،‬الذين كانوا‬
‫أنت في يوم الحشر‪ِ :‬‬

‫‪11‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مو َ‬
‫ر ُ‬
‫ج ِ‬ ‫ها ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م أي ّ َ‬ ‫مَتاُزوا ال ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫وا ْ‬
‫أمثالك من المجرمين ؟ أم من الصادقين ؟ " َ‬
‫د منه قط ‪،‬‬ ‫ب أش ّ‬ ‫ق لها ميمون حتى بكى ثم قال ‪ :‬ما سمع الخلِئق بعت ٍ‬ ‫" فَر ّ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫مو َ‬
‫ر ُ‬
‫ج ِ‬
‫م ْ‬‫ها ال ْ ُ‬
‫م أي ّ َ‬ ‫مَتاُزوا ال ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫هذا عتاب مر جدا ً و عقاب شديد جدا ً " َ‬
‫وا ْ‬

‫جبير يردد هذه الية ِبضعا ً و‬


‫و قال القاسم ابن أبي أيوب‪ :‬سمعت سعيد ابن ُ‬
‫عشرين مرة ‪ ) ،‬أرأيتم تكرار الية مرة ثانية و ثالثة و رابعة ‪ ........‬أشعر بها‬
‫يا قلب إذا ً ‪ ،‬افتح لها يا قلب‪ ،‬اشعري يا نفس ‪.‬‬

‫يقول ‪ :‬سعيد ابن جبير ظل يقرأ آية أكثر من عشرين مرة ما هي ؟؟؟ آخر‬
‫آية نزلت من القرآن ‪ ،‬التي هي‪...‬‬

‫ه‬
‫في ِ‬
‫ن ِ‬
‫عو َ‬
‫ج ُ‬
‫ما ت ُْر َ‬
‫و ً‬ ‫وات ّ ُ‬
‫قوا ي َ ْ‬ ‫ه " مرة أخرى " َ‬ ‫ه إ َِلى الل ّ ِ‬
‫في ِ‬
‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬
‫ما ت ُْر َ‬‫و ً‬
‫قوا ي َ ْ‬ ‫وات ّ ُ‬
‫" َ‬
‫ن" ]البقرة‪ [281:‬يا رب‬ ‫مو َ‬‫م َل ي ُظْل َ ُ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫ت َ‬
‫سب َ ْ‬‫ما ك َ َ‬
‫س َ‬‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬‫فى ك ُ ّ‬ ‫و ّ‬
‫م تُ َ‬ ‫إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه ثُ ّ‬
‫ون علينا هذا اليوم ‪ ،‬يا رب أدخلنا الجنة بغير حساب و ل سابقة عذاب ‪،‬‬
‫ه ّ‬
‫فأخذ يقرأها و يرددها ُيطهر بها قلبه ‪.‬‬

‫_و قال إسماعيل الطوثي ‪ :‬بينما نحن نصلي ذات يوم خلف المام و معنا‬
‫ضيل فقرأ المام ‪:‬‬ ‫علي ابن ال ُ‬
‫ف َ‬

‫ما سّلم المام قلت ‪ :‬يا علي أما‬ ‫ت الطّْر ِ‬


‫ف "]الرحمن‪ [56:‬فل ّ‬ ‫صَرا ُ‬ ‫ن َ‬
‫قا ِ‬ ‫ه ّ‬
‫في ِ‬
‫" ِ‬
‫سمعت ما قرأ المام ؟ ) سمعت سورة الرحمن و ذكر الحور العين سمعت‬
‫ت‬
‫صَرا ُ‬ ‫ن َ‬
‫قا ِ‬ ‫ه ّ‬
‫في ِ‬
‫اليات اليوم ؟ ( قال ‪ :‬ما هي ؟ ) أي آية تقصد ؟ ( قال ‪ِ ":‬‬
‫ف " )ستكون تنظر إليك أنت فقط ل يوجد غيرك‪ ،‬أنت الرجل الول و‬ ‫الطّْر ِ‬
‫الخير في حياتها الحورية(‪ ،‬و‬

‫خَيام ِ" ]الرحمن‪ )[72:‬لك وحدك عاكفة عليك وحدك‬ ‫في ال ْ ِ‬


‫ت ِ‬
‫صوَرا ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ق ُ‬ ‫حوٌر َ‬
‫" ُ‬
‫(‪ ،‬قال ‪ :‬شغلني ما كان قبلها ‪)،‬حور ماذا يا أخي ‪ ،‬دعنا بالتي قبلها( قال ‪:‬‬
‫ي شيء ؟‬
‫وأ ّ‬

‫ن" ]الرحمن‪[35:‬‬ ‫فَل ت َن ْت َ ِ‬


‫صَرا ِ‬ ‫س َ‬
‫حا ٌ‬
‫ون ُ َ‬
‫ر َ‬
‫ن َنا ٍ‬
‫م ْ‬ ‫وا ٌ‬
‫ظ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عل َي ْك ُ َ‬
‫ما ُ‬ ‫س ُ‬
‫ل َ‬ ‫قال ‪ ":‬ي ُْر َ‬

‫) يقول له ‪ :‬أنت تفكر في الحور ؟ فانظر ما ذا يقول الله في التي قبلها "‬
‫ن " أنظر كيف سيكون‬ ‫فَل ت َن ْت َ ِ‬
‫صَرا ِ‬ ‫س َ‬
‫حا ٌ‬
‫ون ُ َ‬
‫ر َ‬
‫ن َنا ٍ‬
‫م ْ‬ ‫وا ٌ‬
‫ظ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عل َي ْك ُ َ‬
‫ما ُ‬ ‫س ُ‬
‫ل َ‬ ‫ي ُْر َ‬
‫العذاب في النار ؟ و من ُيطيق ذلك ؟ غمسة في النار ُتذهب نعيم أنعم أهل‬
‫الرض من أهل النار ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫بعض الناس كانت عندما تسمع القرآن تحدث لها حالة هكذا ‪.‬‬

‫يوجد أناس مذكورين في السلف سمع القرآن فصعق‪ ،‬أغمي عليه و بعضهم‬
‫مات بسبب سماع آية من القرآن‪ ،‬فالعلماء تكلموا في هذا الموضوع و قالوا‬
‫أن الصحابة لم يحدث لهم هذا‪ ،‬فهل من جاء بعد الصحابة أحسن من الصحابة‬
‫؟؟؟ و ما هذا ؟؟؟ فهناك أناس شوهت صورتهم جدا ً ‪ ،‬و قالوا أنهم على غير‬
‫هدي النبي محمد و أنهم متكلفين‪ ،‬و هم بهذه الطريقة مبتدعة لن هذه‬
‫ليست سنة النبي محمد ‪ ،‬النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ القرآن و‬
‫لم يحدث له شيء من هذا‪ ،‬و الصحابة سمعوا القرآن ‪ ،‬أقصاها هو أن سيدنا‬
‫عمر مرض ‪ ،‬و لكن لم ُيغشى عليه و يغمى عليه و مات من سماع آية ‪ ،‬لم‬
‫يحدث‪ ،‬فما هو الموضوع ؟‬

‫شيخ السلم ابن تيمية له في مجموع الفتاوى الجزء الحادي عشر صفحة‬
‫رقم ‪ ، 8‬له كلم جميل جدا ً في هذا المعنى ماذا يقول ؟؟ خلصة المر قال ‪:‬‬
‫لو أن هذه التصرفات كانت مغلوبة على الشخص فهذا ل ُينكر عنه ‪ ،‬فهو‬
‫يفعل شيئا ليس في طاقته‪ ،‬و هذا من ضعفه ل من قوته ‪ ،‬هو أضعف من‬
‫أنه يسمع ‪ ،‬و ل يعني هذا أنه مات بسبب سماع آية أنه أحسن من الصحابة ‪،‬‬
‫و لكنه من ضعفه حدثت له هذه الحالة من الهلع و الخوف الشديد فمات‬
‫ما إن كان الحال غير ذلك فهذا هو المحظور‪ ،‬شخص يتكلف و‬
‫بسببها ‪ ،‬أ ّ‬
‫يعيش و يقول لزم قشعريرة الجسم ويحصل لي ل أدري ماذا ‪ ،‬ويبدأ يهتز‪،‬‬
‫و يحاول أن يصل لهذه المرحلة و يهز نفسه وهكذا ووو‪ ..‬حتى يصل لهذه‬
‫المرحلة ‪ ،‬فهذا على غير هدي النبي محمد ‪ ،‬هذه بدعة و ل ينفع هذا الكلم‪،‬‬
‫و لهذا كان السلف يشددون جدا ً في هذا المر و يقولون أن هذا ليس على‬
‫هدي النبي محمد‪..‬‬

‫_عامر بن عبد الله بن الزبير يقول ‪ :‬جئت أبي ) جاء لعبد الله بن الزبير (‬
‫فقال ‪ :‬أين كنت ؟ قال ‪ :‬كنت عند قوم ما رأيت خيرا ً منهم ‪ )،‬ما شاء الله ل‬
‫قوة إل بالله‪ ،‬دخلت المسجد وجدت أناسا ل يوجد أحسن من هذا( يذكرون‬
‫الله فيرعد أحدهم حتى ُيغشى عليه من خشية الله فقعدت معهم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫م فنحن نذكر الله و‬
‫ل تقعد معهم ‪) ،‬ل تقعد مع هؤلء الناس مرة أخرى‪ ،‬و ل َ‬
‫يحصل لنا كذا نظام الناس أصحاب الحضرات والتي يحدث لها كذا و المكذوب‬
‫و الحالة والموضوع شديد‪ ،‬و الذي رأى النبي و النبي حضر الن ‪ ،‬وهذا‬

‫‪13‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫الكلم( ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل تقعد معهم ‪ )،‬فلم يقتنع عامر لماذا ل أقعد معه ؟( قال ‪:‬‬
‫ي ‪ )،‬لم تدخل في رأسه( فقال ‪ :‬رأيت رسول الله‬
‫فرأى كأنه لم يأخذ ذلك ف ّ‬
‫صلى الله عليه و سلم ‪ )،‬أنا رأيت النبي صلى الله عليه و سلم(‪ ،‬يتلو‬
‫القرآن ‪ ،‬و رأيت أبا بكر و رأيت عمر يتلون القرآن فل يصيبهم هذا ‪،‬‬
‫أفتراهم أخشع لله من أبي بكر و عمر ؟ فرأيت أن ذلك كذلك فتركته ‪ ..‬هذا‬
‫هو ‪ ،‬هذا الحال من الضعف ‪ ،‬ليس من القوة‪...‬‬

‫وعندنا شاهد على هذا المر ‪" ،‬الثر في الحلية" قال أبو وائل ‪ :‬خرجنا مع‬
‫عبد الله بن مسعود ‪ )،‬انتبهوا من هو عبد الله بن مسعود؟ صحابي( ومعه‬
‫الربيع بن خيثم )الذي ذكرنا عنه بعض أحواله( ‪ ،‬فمررنا على حداد ‪ )،‬الربيع‬
‫مع عبد الله بن مسعود يمشون ومروا على حداد( ‪ ،‬فقام عبد الله ينظر إلى‬
‫حديدة في النار ‪) ،‬فأخذوا يحدقون في الحديدة كثيرا ً ‪ ،‬ماذا خطر مباشرة‬
‫على بالهم ؟ أنظر ماذا تفعل النار ‪ ،‬كيف تذيب الحديد ؟ فكيف بهذه النار‬
‫وسوف تكون فيها أبدان وأجساد ودم ولحم ‪ ،‬كيف ستكون ؟( فأخذ عبد الله‬
‫ينظر إلى حديدة في النار‪ ،‬فنظر إليها الربيع فتمايل فسقط ‪) ،‬رآها الربيع‬
‫فأغمي عليها وقتها( ‪،‬فمضى عبد الله ‪) ،‬مشى عبد الله بن مسعود ‪ ،‬الله‬
‫يعني أن عبد الله بن مسعود لم يؤثر فيه هذا الكلم والربيع هو الخشع لله‬
‫من ابن مسعود( ‪ ،‬فيقول فمضى عبد الله بن مسعود حتى أتينا على أتون‬
‫على شاطئ الفرات ‪ )،‬على شاطئ الفرات أناس يشعلون حطبا ونارا( ‪،‬‬
‫د‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫فلما رأى عبد الله النار تلتهب قرأ هذه الية " إ ِ َ‬
‫عي ٍ‬‫ن بَ ِ‬ ‫كا ٍ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫ه ْ‬‫ذا َرأت ْ ُ‬
‫فيًرا" ]الفرقان‪ ،[12:‬تكون النار بعيدة وأول ما تقترب‬ ‫وَز ِ‬ ‫غي ّ ً‬
‫ظا َ‬ ‫عوا ل َ َ‬
‫ها ت َ َ‬ ‫م ُ‬
‫س ِ‬‫َ‬
‫غي ّ ً‬ ‫َ‬
‫ظا‬ ‫ها ت َ َ‬‫عوا ل َ َ‬‫م ُ‬
‫س ِ‬‫د َ‬‫عي ٍ‬ ‫ن بَ ِ‬
‫كا ٍ‬ ‫م َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫من المشهد ‪ ،‬مشهد الصراط " إ ِ َ‬
‫ذا َرأت ْ ُ‬
‫فيًرا " ألسنا نقول يوم الفزع الكبر ؟ صوت يفزع ‪ ،‬صوت النار وهي‬ ‫وَز ِ‬‫َ‬
‫تنادي‬

‫د" ]ق‪ ،[30:‬فلما قرأ عبد الله بن مسعود الية صعق الربيع‪،‬‬
‫زي ٍ‬
‫م ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ْ‬
‫ل ِ‬ ‫" َ‬
‫فاحتملناه فجئنا به إلى أهله ‪ ،‬قال ثم رابطوا إلى المغرب فلم يفق ‪ ،‬فرجع‬
‫عبد الله إلى أهله ‪ ،‬ولم يحصل له كذا ولم يحصل له شيء من هذا الكلم ‪،‬‬
‫لماذا ؟‬

‫هذه قوة الصحابي وهذا ضعف التابعي ‪ ،‬أن الصحابي ‪ ،‬هل يعني أن‬
‫الصحابي ل يشعر ؟ ل ل لكن طريقة تعبيره مختلفة ‪ ،‬الخر يسمع الية فيقع‬

‫‪14‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫مباشرة ‪ ،‬فهذه تدخل وتؤثر وتترك الثر أكثر‪ ،‬ول يظهر هذا الكلم إل في‬
‫الخلوات مع رب العالمين ‪ ،‬كثير حصلت لهم هذه المواقف ‪ ،‬ونحن فهمنا‬
‫الن أن الذي يحصل له شيء من هذا الكلم يكون المر لو كان غالبا عليه إذا‬
‫ل ننكر عليه ‪.‬‬

‫ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة ‪ ،‬قال الحارث بن سعيد ‪ :‬كنا عند مالك‬
‫بن دينار وعندنا قارئ يقرأ‬

‫َ‬
‫زل َْزال َ َ‬
‫ها"]الزلزلة‪ [1:‬فجعل مالك ينتفض ‪ ،‬يشعر أن‬ ‫ت اْلْر ُ‬
‫ض ِ‬ ‫زل َ ِ‬
‫ذا ُزل ْ ِ‬
‫" إِ َ‬
‫الرض ستتزلزل الن ‪ ،‬ولماذا ل تتزلزل ؟‬

‫ونحن مصرون مقيمون على المعاصي ‪ ،‬هو يشعر هكذا ‪ ،‬هو يفهمها هكذا‬
‫َ‬
‫ها"" فأخذ ينتفض ‪ ،‬وأهل المجلس يبكون‬ ‫زل َْزال َ َ‬ ‫ت اْلْر ُ‬
‫ض ِ‬ ‫زل َ ِ‬
‫ذا ُزل ْ ِ‬
‫"" إ ِ َ‬
‫خي ًْرا‬ ‫ل ذَّر ٍ‬
‫ة َ‬ ‫مث ْ َ‬
‫قا َ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ع َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ويصرخون ‪ ،‬حتى إذا انتهى القارئ إلى قوله " َ‬
‫ف َ‬
‫ه "]الزلزلة‪ [8 ،7:‬قالوا أن هذه من‬ ‫ة َ‬
‫شّرا ي ََر ُ‬ ‫ل ذَّر ٍ‬ ‫مث ْ َ‬
‫قا َ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ع َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ي ََرهُ ‪َ ،‬‬
‫أخوف وأرجى آيات القرآن ‪.‬‬

‫يا إخواني ذرة ‪ ،‬مثقال ذرة ‪ ،‬الذي سيفعل شيئا كهذا ‪ ،‬الكلمة ل يعطي لها‬
‫بال‪ ،‬نظر نظرة ل تحسب في زمان الفتن هذا ‪ ،‬تصرف تصرفا نعم لكن ليس‬
‫مثل الناس الذين ينتهكون الحرمات‪ ،‬ذرة ‪ ،‬قال الله ‪ ":‬ومن يعمل مثقال‬
‫ذرة شرا يره" قال فجعل مالك والله يبكي ويشهق ويبكي ويشهق حتى‬
‫غشي عليه فحمل بين القوم صريعا ‪.‬‬

‫وفي صفة الصفوة أيضا قال صالح المّري ‪ :‬قدم علينا ابن السماك مرة ‪،‬‬
‫فقال أرني بعض عجائب عّبادكم ‪) ،‬هذا رجل من الصالحين فنزل على بلد‬
‫فأول ما دخل استقبله بعض الصالحين ‪ ،‬فقال قولوا لنا ما هي أعجب شيء‬
‫عن عبادكم الصالحين (‪ ،‬قال فذهبت به إلى رجل في بعض الحياء في خص‬
‫له ‪ ،‬فاستأذنا عليه فدخلنا ‪ ،‬فإذا رجل يعمل خوصا ‪) ،‬يشتغل في الخوص(‬
‫فقرأت‬

‫ر‬
‫في الّنا ِ‬ ‫ميم ِ ث ُ ّ‬
‫م ِ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن‪ِ ،‬‬
‫حُبو َ‬
‫س َ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫سَل ِ‬
‫س ُ‬ ‫وال ّ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ق ِ‬ ‫في أ َ ْ‬
‫عَنا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫" إ ِِذ اْل َ ْ‬
‫غَل ُ‬
‫ن" ]غافر‪ )[72 ،71:‬هل تتخيل الموقف ؟‬ ‫جُرو َ‬ ‫س َ‬
‫يُ ْ‬

‫م " ‪ ،‬متسلسلين والسلسل في أعناقهم تحيط‬


‫ه ْ‬
‫ق ِ‬ ‫في أ َ ْ‬
‫عَنا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫" إ ِِذ اْل َ ْ‬
‫غَل ُ‬

‫‪15‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ن"‬
‫حُبو َ‬
‫س َ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫سَل ِ‬
‫س ُ‬ ‫وال ّ‬
‫رقابهم ‪ ،‬إذ الغلل في أعناقهم مسلسلين ‪َ " ،‬‬
‫ويشدون هكذا من هذه السلسل ‪ ،‬هذه الغلل التي كانت على رقابهم ‪،‬‬
‫ن " ثم‬‫جُرو َ‬
‫س َ‬
‫ر يُ ْ‬
‫في الّنا ِ‬ ‫ميم ِ ث ُ ّ‬
‫م ِ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ويشدون هكذا ‪ ،‬يزحف إلى النار " ِ‬
‫يوضعون في النار وتغلق عليهم النار ‪ ،‬فالنار سجن ‪ ،‬نسأل الله العافية ‪" ،‬‬
‫ن "( فلما سمع هذا الرجل الخواص الية‬ ‫جُرو َ‬
‫س َ‬
‫ر يُ ْ‬
‫في الّنا ِ‬ ‫ميم ِ ث ُ ّ‬
‫م ِ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ِ‬
‫شهق فإذا هو قد يبس وخّر مغشيا ً عليه ‪.‬‬

‫وقيل لورقاء بن إياس كان سعيد بن جبير يصنع كما يصنع هؤلء الئمة ‪،‬‬
‫)رجل يسأل فيقول له ‪ :‬سعيد بن جبير عندما كان يقرأ القرآن ويصلي فيكم‬
‫‪ ،‬هل كان يفعل مثل هؤلء الناس الذي يطربون ويرددون ؟ الذين يأخذون‬
‫القرآن مثل الغاني هكذا يحسنون الصوت ‪ ،‬نعم " زينوا أصواتكم بالقرآن‬
‫"السلسلة الضعيفة _ لكن شغله الشاغل أن يجمل صوته ويجعله بشكل‬
‫معين لجل أن يستحسن الناس هذا المر (‪ ،‬قال‪ :‬معاذ الله أبدا ً ‪) ،‬لم يكن‬
‫في‬ ‫ل ِ‬ ‫يقرا هكذا أبدا (‪ ،‬إل أنه كان إذا مّر على مثل هذه الية إ ِِذ اْل َ ْ‬
‫غَل ُ‬
‫ن " يمدها شيئا ‪) ،‬عندما يقرأها ‪ ،‬ل تقرأ هذه‬ ‫حُبو َ‬
‫س َ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫سَل ِ‬
‫س ُ‬ ‫وال ّ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ق ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫عَنا ِ‬
‫هكذا ‪ ،‬ول تعدي عليك في الورد فتقول " إذ الغلل في أعناقهم والسلسل‬
‫يسحبون" ل ل ما هذا ؟ إسمع وأسمع قلبك ‪ ،‬وقل لها يا نفس اسمعي " إ ِِذ‬
‫ن ويمد بها صوته ‪ ،‬تمدها هكذا حتى‬
‫حُبو َ‬
‫س َ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫سَل ِ‬
‫س ُ‬ ‫وال ّ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ق ِ‬ ‫في أ َ ْ‬
‫عَنا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫غَل ُ‬
‫تشعر بها كثيرا ‪ ،‬وقلبك يشعر بمعناها كثيرا‪ ،‬هذا هو هدي السلف( ‪.‬‬

‫د " ]إبراهيم‪ [14:‬والله‬ ‫عي ِ‬‫و ِ‬‫ف َ‬ ‫خا َ‬


‫و َ‬
‫مي َ‬ ‫م َ‬
‫قا ِ‬ ‫ف َ‬
‫خا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫وقرأ أحدهم " ذَل ِ َ‬
‫ك لِ َ‬
‫ف‬
‫خا َ‬
‫و َ‬
‫مي َ‬ ‫م َ‬
‫قا ِ‬ ‫ف َ‬
‫خا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ك لِ َ‬‫محتاجون أن نتوب من قلة خوفنا من الله ‪ " ،‬ذَل ِ َ‬
‫د"‪.‬‬
‫عي ِ‬
‫و ِ‬
‫َ‬

‫د‬
‫عي ِ‬
‫و ِ‬
‫ف َ‬
‫خا َ‬
‫و َ‬
‫مي َ‬ ‫م َ‬
‫قا ِ‬ ‫ف َ‬
‫خا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫آآآآه يا الله ‪ ،‬اللهم أمنا يوم الخوف ‪" ،‬ذَل ِ َ‬
‫ك لِ َ‬
‫"]إبراهيم‪ [14:‬فشهق لها عابد شهقة حتى بدر الدم من منخريه ‪ ،‬وخّر‬
‫مغشيا ً عليه ‪.‬‬
‫هذه اليات أسمعها قلبك ‪ ،‬إجعل قلبك يشعر بها لعل قلبك يرق ويلين لذكر‬
‫الله ‪.‬‬
‫ن‪َ ،‬ل ي ُ َ‬
‫فت ُّر‬ ‫دو َ‬
‫خال ِ ُ‬
‫م َ‬
‫هن ّ َ‬
‫ج َ‬
‫ب َ‬ ‫ع َ‬
‫ذا ِ‬ ‫في َ‬
‫ن ِ‬
‫مي َ‬
‫ر ِ‬
‫ج ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫وسمع أحدهم قارئا يتلو " إ ِ ّ‬
‫ن"]الزخرف‪ [75 ،74:‬فتمايل عندما سمع هذه الية ‪،‬‬ ‫سو َ‬‫مب ْل ِ ُ‬
‫ه ُ‬
‫في ِ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬
‫َ‬
‫قالوا والعصاة الذين مثلنا ماذا يسمون ؟ يسمون مجرمين ؟ إذا ً ماذا‬

‫‪16‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ن‬
‫سو َ‬
‫مب ْل ِ ُ‬
‫ه ُ‬
‫في ِ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬ ‫يسمون ؟ قال إذا ً الية تكلمني فتمايل ‪َ " ،‬ل ي ُ َ‬
‫فت ُّر َ‬
‫" أي معذبون مسجونون ‪ ،‬ل يفتر عنهم ‪ ،‬ل يهدأ ‪ ،‬العذاب ل يهدأ ‪ ،‬ل يأتي‬
‫ن‬
‫سو َ‬
‫مب ْل ِ ُ‬
‫ه ُ‬
‫في ِ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬ ‫عليهم لحظة يكون فيها هدنة من العذاب ‪َ "،‬ل ي ُ َ‬
‫فت ُّر َ‬
‫" معذبون ‪ ،‬فكان على شاطئ الفرات فلما سمعها سقط في الماء فمات ‪.‬‬
‫وقال علي بن عبد الله كنا عند يحيى بن سعيد ‪ ،‬فلما خرج من المسجد‬
‫خرجنا معه ‪ ،‬فلما صار بباب داره قام وقمنا معه‪ ،‬فانتهى إلينا رجل يدعى‬
‫الروبي ‪ ،‬فقال يحيى لما رآه ادخلوا فدخلنا ‪ ،‬فقال للروبي اقرأ ‪ ،‬واقرأ‬
‫علي سورة على نحو سورة الدخان أو نحوها ‪ ،‬قال له اقرأ لنا شيئا من‬
‫الحواميم ‪،‬قال فقرأ "حم" الدخان‪ ،‬فلما أخذ في القراءة نظرت إلى يحيى‬
‫بن سعيد‪ ،‬فإذا هو يتغير فلما بلغ‬
‫ن " ]الدخان‪ [40:‬صعق يحيى وغشي عليه‬ ‫َ‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫عي َ‬
‫م ِ‬
‫ج َ‬
‫مأ ْ‬‫ه ْ‬
‫قات ُ ُ‬ ‫ل ِ‬
‫ص ِ‬
‫ف ْ‬ ‫و َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫" إِ ّ‬
‫وارتفع صدره من الرض فتقوس ‪ ،‬ورفع صدره وكان قريبا منه باب فانقلب‬
‫فأصاب الباب ‪) ،‬وقع فضرب في ناحية الباب( ‪ ،‬فغار صدره وسال الدم‬
‫فصرخت النساء ‪ ،‬وخرجنا إلى باب الدار ووقفنا بالباب حتى أفاق بعد كذا‬
‫وكذا ‪ ،‬ثم دخلنا عليه فإذا هو نائم على فراشه ‪ ،‬وإذا هو يقول " إن يوم‬
‫الفصل ميقاتهم أجمعين " انظروا الية ماذا فعلت فيه ؟ حصل له هذا‬
‫وأغشي عليه ‪ ،‬دخل لينام ل يستطيع وأخذ يرددها‪،‬‬
‫ن " الله سيفصل بيننا يوم القيامة ‪ ،‬يا‬ ‫َ‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫عي َ‬
‫م ِ‬
‫ج َ‬
‫مأ ْ‬‫ه ْ‬
‫قات ُ ُ‬ ‫ل ِ‬
‫ص ِ‬
‫ف ْ‬ ‫و َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫" إِ ّ‬
‫ترى في أي فصيل سنكون ؟ قال علي فما زالت به تلك القرحة حتى مات ‪.‬‬
‫وروى ابن أبي الدنيا بإسناد له أن صالحا المري كان يوما في مجلسه يقص‬
‫على الناس ‪ ،‬فقرأ عنده قارئ ‪ ،‬هو يعطي الدرس فقرأ أحدهم قول الله‬
‫ما ِلل ّ‬ ‫تعالى " َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫ر َ‬
‫كاظِ ِ‬ ‫ج ِ‬‫حَنا ِ‬‫دى ال ْ َ‬ ‫ب لَ َ‬
‫قُلو ُ‬ ‫ة إ ِِذ ال ْ ُ‬‫ف ِ‬ ‫ز َ‬ ‫و َ ْ‬
‫م ال ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬‫ذْر ُ‬
‫وأن ْ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ة اْل ْ‬
‫دوُر "]غافر‪:‬‬ ‫ص ُ‬‫في ال ّ‬ ‫خ ِ‬
‫ما ت ُ ْ‬‫و َ‬‫ن َ‬ ‫عي ُ ِ‬ ‫خائ ِن َ َ‬‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ع‪ ،‬ي َ ْ‬‫طا ُ‬‫ع يُ َ‬‫في ٍ‬‫ش ِ‬ ‫وَل َ‬ ‫ميم ٍ َ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫‪. [19 ،18‬‬
‫ى بإطلق البصر‬
‫يا الله ‪ ،‬أنظروا للية ‪ ،‬ومن منا لم تخن عينه ؟ من كان مبتل ً‬
‫‪ ،‬من كان يرى المنكرات والعورات ‪ ،‬من كان يدخل على المواقع ‪ ،‬من كان‬
‫ة " سيكون خائفا " إ ِِذ‬ ‫ز َ‬ ‫و َ ْ‬ ‫يقترف هذه السيئات بعينه " َ‬
‫ف ِ‬ ‫م ال ِ‬ ‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫ذْر ُ‬
‫وأن ْ ِ‬
‫َ‬
‫ر " ‪ ،‬قلبه من شدة الرعب كأنه طار حتى أصبح عند‬ ‫ج ِ‬ ‫دى ال ْ َ‬
‫حَنا ِ‬ ‫ب لَ َ‬
‫قُلو ُ‬
‫ال ْ ُ‬
‫حنجرته ‪ " ،‬إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين" خائفين ‪ " ،‬ما للظالمين من‬
‫حميم ول شفيع يطاع" ‪ ،‬ل أحد سينقذك من هذا إل رحمة رب العالمين ‪.‬‬
‫فلما قرأ القارئ هذه اليات في مجلس صالح المري ‪ ،‬ذكر صالح النار وحال‬

‫‪17‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ى‬
‫العصاة فيها ‪ ،‬وصفة سياقهم إليها وبالغ في ذلك فبكى الناس ‪ ،‬فقام فت ً‬
‫كان حاضرا ً في مجلسه وكان مسرفا ً على نفسه ‪ ،‬فقال يا صالح ‪ :‬أكل هذا‬
‫يوم القيامة ؟ فقال صالح ‪ :‬نعم وما هو أكبر منه ‪ ،‬لقد بلغني أنهم يصرخون‬
‫في النار حتى تنقطع أصواتهم فل يبقى منهم إل كهيئة النين من المريض‬
‫المدنف ‪) ،‬عندما يكون شخصا مريضا ول يستطيع أن يخرج صوته فيئن ‪،‬‬
‫وصوته يكون خارجا بشق النفس (‪ ،‬فصاح الفتى يا لله ‪ ،‬يا الله ‪ ،‬واااغفلتاه‬
‫عن نفسي أيام الحياة ‪ ،‬واأسفاه على تفريطي في طاعتك يا سيداه ‪،‬‬
‫واأسفاه على تضييع عمري في دار الدنيا ‪) ،‬قال يا الله قد ضيعت عمري‬
‫في شهوات الدنيا ‪ ،‬يا شباب المسلمين اسمعوا ‪ ،‬عندما سمع الفتى عن‬
‫هول النار قال ‪ :‬أنا فرطت وضيعت عمري ‪ ،‬يا من تضيع عمرك في الصحبة ‪،‬‬
‫يا من تضيع عمرك في صحبة تغويك وتبعدك عن رب البرية ‪ ،‬يا من لست‬
‫تفهمها إلى الن بشكل صحيح‪َ " " ،‬‬
‫دى‬ ‫ب لَ َ‬‫قُلو ُ‬ ‫ة إ ِِذ ال ْ ُ‬ ‫ز َ‬
‫ف ِ‬ ‫و َ ْ‬
‫م ال ِ‬ ‫م يَ ْ‬‫ه ْ‬
‫ذْر ُ‬
‫وأن ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ة اْل َ ْ‬
‫عي ُ ِ‬ ‫خائ ِن َ َ‬
‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ع‪ ،‬ي َ ْ‬‫طا ُ‬‫ع يُ َ‬
‫في ٍ‬ ‫ش ِ‬‫وَل َ‬ ‫ميم ٍ َ‬‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫مي َ‬ ‫ما ِلل ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫مي َ‬ ‫ر َ‬
‫كاظِ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حَنا ِ‬
‫"]غافر‪[19 ،18:‬‬ ‫دوُر‬
‫ص ُ‬
‫في ال ّ‬
‫خ ِ‬
‫ما ت ُ ْ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫قال فاستقبل هذا الشاب التائب القبلة وعاهد الله على توبة نصوح ‪ ،‬ودعا‬
‫الله أن يتقبل منه فبكى حتى غشي عليه فحمل من مجلس صالح وهو صريع‬
‫‪ ،‬فمكث صالح وأصحابه يعودونه أياما ثم مات فحضره خلق كثير ‪ ،‬فكان صالح‬
‫يذكره في مجلسه كثيرا ً ‪ ،‬ويقول بأبي قتيل القرآن ‪ ،‬وبأبي قتيل المواعظ‬
‫والحزان ‪ ،‬فرآه رجل في منامه بعد موته فقال ‪ :‬ما صنعت ؟ قال عمتني‬
‫بركة مجلس صالح ‪ )،‬هذه هي المجالس يا جماعة ‪ ،‬قد يكون هذا رجاؤنا عند‬
‫الله أن تنزل رحمة بشخص صالح موجود ربما ل يأبه له ‪ ،‬فالرحمة تعمنا كلنا‬
‫بسببه ‪ ،‬أو يختصنا الله عزوجل برحمة من عنده من غير استحقاق لي أحد‬
‫منا( ‪ ،‬قال عمتني بركة مجلس صالح ‪ ،‬فدخلت في سعة رحمة الله ‪ ،‬قال‬
‫ء" ]العراف‪ [156:‬قتيل القرآن ‪.‬‬
‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ع ْ‬
‫س َ‬
‫و ِ‬
‫مِتي َ‬
‫ح َ‬
‫وَر ْ‬
‫الله " َ‬
‫هذه اليات‪ ،‬المفروض أن يكون لنا آية يجل لها القلب ‪ ،‬آية تحرك قلوبنا ‪ ،‬يا‬
‫من ابتليت بحب الدنيا اسمع لهذه القصة ‪:‬‬
‫ذكر ابن رجب في كتاب "لطائف المعارف" أن رجل من أشراف أهل‬
‫البصرة ‪ )،‬رجل غني جدا (‪ ،‬كان منحدرا إليها في سفينة ‪) ،‬جاء إلى البصرة‬
‫في سفينته( ومعه جارية فشرب يوما ‪) ،‬وضع الخمر والجواري والحفلة‬
‫مجهزة على أحسن ما يكون بالنسبة له( ‪ ،‬فشرب يوما وغنته جاريته بعود‬
‫لها ‪) ،‬وهي تغني له( ‪ ،‬وكان معهم في السفينة فقير صالح ‪ ،‬فقال له يا‬

‫‪18‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫فتى تحسن مثل هذا ؟‬
‫)تعال إلى هنا( ‪ ،‬هل تستطيع أن تفعل مثلما تفعل الجارية ؟‬
‫)وأنتم تعرفون نظام الغنياء ‪ ،‬فأي شيء جديد ‪ ،‬أو أي شيء يفعل ‪ ،‬جاء‬
‫بالرجل الفقير ليقول أي شيء( ‪ ،‬قال يا فتى تحسن مثل هذا ؟ قال أحسن‬
‫ما هو أحسن من هذا ‪ ،‬قال كيف ؟ وكان هذا الرجل الفقير حسن الصوت ‪،‬‬
‫فاستفتح فقرأ‬
‫َ‬
‫فِتيًل‪ ،‬أي ْن َ َ‬
‫ما‬ ‫ن َ‬ ‫وَل ت ُظْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫قى َ‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫م ِ‬
‫خي ٌْر ل ِ َ‬
‫خَرةُ َ‬ ‫واْل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ع الدّن َْيا َ‬
‫قِلي ٌ‬ ‫مَتا ُ‬‫ل َ‬ ‫" ُ‬
‫ق ْ‬
‫ة" ]النساء‪،[78 ،77:‬‬ ‫م َ‬
‫شي ّدَ ٍ‬ ‫ج ُ‬ ‫في ب ُُرو ٍ‬ ‫م ِ‬‫و ك ُن ْت ُ ْ‬‫ول َ ْ‬‫ت َ‬‫و ُ‬
‫م ْ‬‫م ال ْ َ‬
‫رك ُك ُ ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫كوُنوا ي ُدْ ِ‬
‫فرمى الرجل ما بين يده من الشراب في الماء وقال أشهد أن هذا أحسن‬
‫مما سمعت ‪ ،‬فهل غير هذا يا فتي ؟ قال نعم ‪ ،‬فقرأ‬
‫فْر إ ِّنا أ َ ْ‬
‫عت َدَْنا‬ ‫فل ْي َك ْ ُ‬
‫شاءَ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فل ْي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫شاءَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ف َ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫و ُ‬
‫ق ِ‬ ‫" َ‬
‫ها " ]الكهف‪،[29:‬‬ ‫سَراِد ُ‬ ‫حا َ‬ ‫َ‬ ‫ِلل ّ‬
‫ق َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬
‫ط بِ ِ‬ ‫ن َناًرا أ َ‬ ‫مي َ‬‫ظال ِ ِ‬
‫فوقعت في قلبه فرمى بالشراب في الماء‪ ،‬وكسر العود وقال يا فتى هل‬
‫ها هنا فرج ؟ هل هناك طريق ؟ هل هناك سبيل ؟ قال نعم‬
‫ن‬ ‫ة الل ّ ِ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬
‫م ْ‬ ‫قن َ ُ‬
‫طوا ِ‬ ‫م َل ت َ ْ‬ ‫ه ْ‬‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫عَلى أ َن ْ ُ‬ ‫فوا َ‬ ‫سَر ُ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ي ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عَباِد َ‬ ‫ل َيا ِ‬ ‫" ُ‬
‫ق ْ‬
‫فوُر " ]الزمر‪،[53:‬‬ ‫غ ُ‬‫و ال ْ َ‬‫ه َ‬‫ه ُ‬ ‫عا إ ِن ّ ُ‬‫مي ً‬
‫ج ِ‬
‫ب َ‬ ‫فُر الذُّنو َ‬ ‫غ ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬
‫فصاح هذا الرجل الغني صيحة عظيمة فنظروا إليه فإذا هو قد مات ‪ ،‬أصابته‬
‫الرحمة في آخر عمره بسماع هذه اليات ‪.‬‬
‫يا إخوتاه أصلحوا قلوبكم بآيات القرآن ‪ ،‬أصلحوا ما بينكم وبين ربكم بآية‬
‫ينفتح لها القلب فيصلح الحال مع الله سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫كالعادة أعطيك النقاط العملية حتى يدخل القرآن قلبك ‪ ،‬أنت ماذا‬
‫تحتاج ؟؟؟‬
‫أول أمر تحتاج أن تعظم القرآن ‪ ،‬يكون القرآن في قلبك أعظم‬ ‫‪.1‬‬
‫شيء ‪.‬‬
‫كان السلف يكرهون أن يصغروا المصحف‪ ،‬فل يقولون مصيحف ‪ ،‬فل‬
‫يقولون مصحف صغير ‪ ،‬ل يقولون هكذا من تعظيمهم ‪ ،‬وكانوا يقولون‬
‫عظموا كتاب الله ‪ ،‬وكان يوسف بن أسباط يقول من قرأ القرآن ثم آثر‬
‫الدنيا قد اتخذ آيات الله هزوا ‪ ،‬أنت تقرأ القرآن والقرآن يقول لك " ُ‬
‫ق ْ‬
‫ل‬
‫ل " وأنت تسعى في متاع الدنيا الكثير ‪ ،‬إذا أنت تستهزئ‬ ‫ع الدّن َْيا َ‬
‫قِلي ٌ‬ ‫مَتا ُ‬
‫َ‬
‫بالقرآن ‪ ،‬يقول ‪ :‬فهو ممن اتخذ آيات الله هزوا ‪ ،‬لذلك إياك أن تعظم شيئا ً‬
‫ح ّ‬
‫قره القرآن‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫حكي عن سفيان بن عيينة أنه قال ‪ :‬من أعطى القرآن حقه فمد عينيه‬
‫غر القرآن فقد خالف القرآن ‪ ،‬ألم تسمع قول الله تعالى‬ ‫إلى شيء مما ص ّ‬
‫ك إَلى ما مت ّعَنا ب َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ة الدّن َْيا ل ِن َ ْ‬
‫فت ِن َ ُ‬ ‫هَرةَ ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬ ‫م َز ْ‬
‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫جا ِ‬ ‫وا ً‬ ‫ه أْز َ‬‫ِ ِ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫عي ْن َي ْ َ ِ‬
‫ن َ‬ ‫وَل ت َ ُ‬
‫مدّ ّ‬ ‫" َ‬
‫قى "]طه‪، [131:‬‬ ‫وأ َب ْ َ‬
‫خي ٌْر َ‬
‫ك َ‬ ‫رْزقُ َرب ّ َ‬
‫و ِ‬
‫ه َ‬
‫في ِ‬‫ِ‬
‫قال سفيان بن عيينة ‪ :‬رزق ربك خير وأبقى‪ ،‬القرآن ‪.‬‬
‫القرآن خير وأبقى هذا هو ‪،‬إنما غير ذلك فستنظر للدنيا وطالما أنك وضعت‬
‫الدنيا في قلبك ‪ ،‬إذا فالقرآن لن يؤثر في القلب ‪ ،‬إذا يجب أن تعظم القرآن‬
‫‪ ،‬شقيق البلخي كان يقول ‪ :‬عملت في القرآن عشرين سنة ‪) ،‬جلست أقرأ‬
‫في القرآن عشرين سنة حتى فهمت ما هي الدنيا ؟ عرفت ما هو‬
‫الموضوع ‪ ،‬هن كلمتين ‪ ،‬هذه هي نهاية موضوع القرآن كله ‪ ،‬فهمت ماذا‬
‫يقول لي هذا القرآن( ‪ ،‬حتى ميزت الدنيا من الخرة ‪ ،‬فأصبته في حرفين ‪)،‬‬
‫خلصة القرآن عندي في آيتين‬
‫وأ َب ْ َ‬
‫قى‬ ‫خي ٌْر َ‬ ‫عن ْدَ الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ما ِ‬
‫و َ‬
‫ها َ‬
‫زين َت ُ َ‬
‫و ِ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫ع ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬ ‫مَتا ُ‬ ‫ء َ‬
‫ف َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ن َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ُ‬
‫ما أوِتيت ُ ْ‬
‫و َ‬
‫(" َ‬
‫" ]القصص‪[60:‬‬
‫فقط ‪ ،‬أي شيء سأحصله من الدنيا وسيكون حظ النفس فيها أنني أريد‬
‫الدنيا ‪ ،‬وبالنهاية أضحك على نفسي وأقول أنا أضع الدنيا في يدي وهي في‬
‫ُ‬
‫ها " أخذت دنيا ‪،‬‬
‫زين َت ُ َ‬
‫و ِ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫ع ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬ ‫مَتا ُ‬ ‫ء َ‬
‫ف َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ن َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ما أوِتيت ُ ْ‬
‫و َ‬
‫َ‬ ‫قلبي ‪ ،‬إذا "‬
‫قى "‬ ‫وأ َب ْ َ‬
‫خي ٌْر َ‬
‫ه َ‬ ‫عن ْدَ الل ّ ِ‬‫ما ِ‬‫و َ‬
‫إنما " َ‬
‫إذا إلى أين أسعى ؟‬
‫إلى أي طريق ؟‬
‫إذا هذا هو ‪ ،‬تعظيم القرآن ‪ ،‬إذا تعتبر هذا القرآن هو كنزك الحقيقي فل‬
‫تفرط فيه ‪.‬‬
‫سيدنا عمر كان قد قدم مرة خراج ‪) ،‬أي أتى النصيب الذي كان يأتي للدولة‬
‫السلمية من العراق (‪ ،‬فخرج الغلم الذي كان يعمل مع سيدنا عمر فأخذ‬
‫يعد البل التي أحضرت‪ ،‬فقال ما شاء الله هذه أكثر من التي قالوا عنها ‪،‬‬
‫جاءت زيادة ‪ ،‬فقرا الفتى‬
‫حوا "]يونس‪ [58:‬قال كفى هذا أمر‬ ‫فل ْي َ ْ‬
‫فَر ُ‬ ‫فب ِذَل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ه َ‬
‫مت ِ ِ‬
‫ح َ‬
‫وب َِر ْ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ل بِ َ‬
‫ف ْ‬ ‫" ُ‬
‫ق ْ‬
‫يفرح النسان ‪ ،‬جاءنا خير كثير سيفيد هذه المة ‪ ،‬سيفيد هؤلء الناس ‪ ،‬قال‬
‫حوا "‬ ‫فل ْي َ ْ‬
‫فَر ُ‬ ‫فب ِذَل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ه َ‬
‫مت ِ ِ‬
‫ح َ‬
‫وب َِر ْ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ل بِ َ‬
‫ف ْ‬ ‫" ُ‬
‫ق ْ‬
‫فقال عمر‪:‬كذبت‪ ،‬ليس هذا هكذا ‪) ،‬هذه الية ليست لهذا الموضع ‪ ،‬أنت‬
‫تفهم هذه الية بشكل خاطئ ‪ ،‬لماذا( ؟‬

‫‪20‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ن"‬
‫عو َ‬
‫م ُ‬
‫ج َ‬
‫ما ي َ ْ‬
‫م ّ‬
‫خي ٌْر ِ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬
‫حوا ُ‬ ‫فل ْي َ ْ‬
‫فَر ُ‬ ‫فب ِذَل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ه َ‬
‫مت ِ ِ‬
‫ح َ‬
‫وب َِر ْ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ل بِ َ‬
‫ف ْ‬ ‫قال" ُ‬
‫ق ْ‬
‫]يونس‪ [58:‬وهذا مما نجمع ‪ ،‬إذا ليس بفضل الله وبرحمته ‪ ،‬إنما بفضل الله‬
‫وبرحمته بالهدى والسنة والقرآن ‪ ،‬القرآن هو الذي تفرح به ‪ ،‬لو دخل‬
‫القرآن يحفظك ويصونك ‪ ،‬فأنا أريد أن أصون قلبك حتى ل تقع في هذه‬
‫الفتن ‪ ،‬إذا المر الول ‪ :‬عظم القرآن ‪.‬‬
‫إسمعه كأنك تسمعه من الله ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كان محمد بن كعب الكرزي يقول ‪":‬من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله" ‪،‬‬
‫كان سالم الخواص يقول ‪":‬كنت أقرأ القرآن ول أجد له حلوة ‪) ،‬خذوا‬
‫هذه الوصفة في الختام( ‪ ،‬فقلت لنفسي إقرأيه كأنك سمعتيه من‬
‫رسول الله ‪) ،‬إقرأ وقل لو أن هذا بصوت النبي كيف فسيكون ؟( فيقول‬
‫فجاءت حلوة قليلة ‪ ،‬فقلت لنفسي إقرأيه كأنك سمعتيه من جبريل ‪،‬‬
‫قال فوجدت لها حلوة أكثر من المرة الولى ‪ ،‬قال فقلت لنفسي‬
‫إقرأيه كأنك سمعتيه حين تكلم الله به‪ ،‬قال فازدادت الحلوة كلها ‪،‬‬
‫فالنس بالله في شيئين ‪ :‬في العلم والقرآن ‪.‬‬
‫يا حبيبي في الله ‪ ،‬هل تريد الجنة ؟ هل تريد الفوز في سباق الجنة ؟‬
‫ن" ]الواقعة‪[10:‬‬ ‫ساب ِ ُ‬
‫قو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ساب ِ ُ‬
‫قو َ‬ ‫وال ّ‬
‫قال كعب الحبار في قول الله " َ‬
‫من الذي سيسبق في سباق الجنة ؟‬
‫قال أهل القرآن إذ هم أهل الله وخاصته ‪.‬‬
‫واجبنا العملي نريد أن نضاعف ورد القرآن ‪ ،‬تقرأ جزء إجعلهم اثنين‬
‫عف وردك ‪ ،‬تقرأ حزب إجعله جزء ‪ ،‬تقرأ ربع إجعله ربعين ‪ ،‬تقرأ‬
‫لله ‪ ،‬ض ّ‬
‫صفحة إجعلها صفحتين ‪ ،‬زد في تلوتك للقرآن ‪ ،‬وتحضر كراستك وتكتب‬
‫آية استوقفتني ‪ ،‬ما هي الية التي دخلت قلبك ؟‬
‫ويكون جميل لو حفظتها وصليت بها في الليل ‪ ،‬وتفعل كل هذا الكلم‬
‫الذي كنا نقوله طوال الدرس ‪ ،‬وتعيد وتكرر الية ‪ ،‬تقولها مئة مرة ‪،‬‬
‫مئتين مرة ‪ ،‬هي ليست بالعدد ولكن بأثرها في قلبك ‪،‬‬
‫والله لو تداويت هكذا بالقرآن لنصلح أمرك ‪.‬‬
‫أسأل الله تعالى أن يطهر لنا قلوبنا ‪،‬‬
‫اللهم طهر لنا قلوبنا ‪،‬‬
‫اللهم طهر لنا قلوبنا ‪،‬‬
‫اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ‪،‬‬
‫اللهم اجعل جنة القرآن متعة في صدورنا ‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫اللهم متعنا بالقرآن كل ساعة ‪،‬‬
‫اللهم اغفر لنا وارحمنا ‪ ،‬اللهم اجعل ما قلنا وما سمعنا حجة لنا ل علينا‬
‫‪،‬‬
‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون‬
‫وسلم على المرسلين‬
‫والحمد لله رب العالمين ‪...‬‬

‫‪22‬‬
‫تم بواسطة فريق العمل بموقع منهج ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬

You might also like