You are on page 1of 15

‫ران على قلوبهم‬

‫الشيخ هاني حلمي‬

‫أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان‬

‫‪1‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬

‫الرجيم‬

‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‬


‫ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪,‬‬
‫‪j‬‬
‫ضل له‪ ،‬ومن ُيضلل فل هادي له‪،‬‬
‫م ِ‬
‫من يهده الله تعالى فل ُ‬
‫و أشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله‪,‬‬
‫اللهم ص ّ‬
‫ل على محمد ٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك‬
‫حميد مجيد‪,‬‬
‫اللهم بارك على محمد ٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك‬
‫حميد مجيد‪.‬‬
‫قات ِه وَل ت َموت ُن إّل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن { ]آل‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ق تُ َ ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫} َيا أي ّ َ‬
‫عمران ‪[102/‬‬
‫َ‬
‫ث‬
‫وب َ ّ‬‫ها َ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫ها َز ْ‬ ‫من ْ َ‬‫ق ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬‫ٍ‬ ‫ف‬‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫} َيا أي ّ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫واْل َْر َ‬ ‫ه َ‬‫ن بِ ِ‬ ‫ساءَُلو َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫ساءً َ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫جاًل ك َِثيًرا َ‬ ‫ر َ‬‫ما ِ‬ ‫ه َ‬
‫من ْ ُ‬
‫ِ‬
‫قيًبا { ]النساء ‪[1/‬‬ ‫م َر ِ‬ ‫ُ‬
‫علي ْك ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫مال َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ع َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫دا )‪ (70‬ي ُ ْ‬ ‫دي ً‬
‫س ِ‬ ‫وًل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫و ُ‬‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬
‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫} َيا أي ّ َ‬
‫ما { ]الحزاب ‪70/‬‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫وًزا َ‬ ‫ف ْ‬ ‫فاَز َ‬ ‫قد ْ َ‬‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل ّ َ‬ ‫ن ي ُطِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬ ‫م ذُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬
‫َ‬
‫‪[ 71 :‬‬

‫أما بعد‬
‫‪1‬‬ ‫فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ‪ ,,‬و خير الهدى هدى محمد ٍ‬

‫‪2‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫وشر المور محدثاتها ‪ ,,‬و كل محدثة بدعة ‪ ,,‬وكل بدعة ضلله ‪,,‬‬
‫و كل ضللة في النار‬
‫ل شك أن من أكثر شكاوى الناس في طريقهم إلى الله تعالى ما قد يجدونه من‬
‫وحشة بينهم وبين الله تعالى ‪,,‬‬
‫يقول الشاكي ‪:‬‬
‫إنني ُأؤدي الصلة ‪ ,,‬و أفعل كذا وكذا من أمور البر ‪ ,,‬لكن أشعر أن بيني وبين الله‬
‫حجاب ‪ ,,‬بيني وبين الله مسافة ‪ ,,‬ل أذوق طعم اليمان على الوجه المطلوب ‪,,‬‬
‫لمــاذا ؟؟ مع أني أقوم بأداء تلك الطاعات لكن ل أجد أثرها في قلبي ‪ ,,‬لماذا بيني‬
‫وبين الله حجاب ؟؟ لماذا تلك المسافة بين قلبي وبين ربي ؟؟؟؟؟؟‬
‫قطاع ‪ ,,‬فإن استطاع‬ ‫حجب و ُ‬
‫وابن القيم يقول ‪ :‬بين القلب وبين الله مسافة عليها ُ‬
‫العبد أن يتجاوز تلك العوائق والعقبات و أزاح تلك المور من طريق قلبه إلى ربه ‪...‬‬
‫استشعر القلب ‪ ,,‬ووجد للعمل أثر في قلبه ‪ ,,‬ووجد أثر شكر ربه في قلبه ‪,,‬‬
‫إنها قضية كسب السيئات ‪ ,,‬قضية الران على القلوب ‪,,‬‬
‫ن{‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬
‫سُبو َ‬ ‫ما َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫عَلى ُ ُ‬ ‫الله سبحانه وتعالى يقول ‪ } :‬ك َّل ب َ ْ‬
‫قلوب ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ل َرا َ‬
‫]المطففين‪[14/‬‬
‫أل تستوقفكم هذه الكلمة؟! هل كان يكسب سيئة؟! هل كانت تجارته الرابحة أن يفوز‬
‫بسيئة ؟؟؟!!!‬
‫ن{‬ ‫} ي َك ْ ِ‬
‫سُبو َ‬
‫حرمات‬
‫إنه جاهد‪ ,,‬إنه حتى يستطيع أن يعمل السيئة تجاوز حدود الله تعالى‪ ,,‬وأنتهك ُ‬
‫حتى اكتسب هذه السيئة فكانت العقوبة‬
‫غشاوة‪ ,‬الحجاب على القلب بينه وبين ربه‪,‬‬
‫الران‪ ,‬ال ِ‬
‫ن‬
‫جوُبو َ‬
‫ح ُ‬ ‫ذ لَ َ‬
‫م ْ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫ن َرب ّ ِ‬
‫ع ْ‬
‫م َ‬ ‫ن )‪ (14‬ك َّل إ ِن ّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬
‫سُبو َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫قلوب ِ ِ‬
‫عَلى ُ ُ‬
‫ن َ‬ ‫}ك َّل ب َ ْ‬
‫ل َرا َ‬
‫حيم ِ )‪] {(16‬المطففين‪[ 16 : 14 /‬‬ ‫ج ِ‬‫صاُلو ال ْ َ‬‫م لَ َ‬‫ه ْ‬ ‫)‪ (15‬ث ُ ّ‬
‫م إ ِن ّ ُ‬
‫ذكرت فيه اليات وصف دقيق لما حدث له‬ ‫مفتتح السورة إلى هذا الموضع الذي ُ‬
‫في ُ‬
‫حتى وصل إلى مرحلة الحجاب ‪......‬‬
‫تعالوا نتأملها لننظر في السباب حتى نعرف العلج وكيف نخرج من هذا المأزق وتلك‬
‫المشكلة بيننا وبين الله تعالى ‪:‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫ن )‪َ (2‬‬
‫فو َ‬ ‫و ُ‬‫ست َ ْ‬‫س يَ ْ‬ ‫ذا اك َْتاُلوا َ َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ن )‪ (1‬ال ّ ِ‬ ‫مط َ ّ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫وي ْ ٌ‬
‫على الّنا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫في َ‬‫ف ِ‬ ‫} َ‬ ‫قال الله‬
‫َ‬
‫ظيم ٍ )‪(5‬‬ ‫ع‬ ‫م‬‫و‬ ‫ي‬
‫ِ َ ْ ٍ َ ِ‬ ‫ل‬ ‫(‬‫‪4‬‬ ‫)‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ثو‬ ‫عو‬ ‫ب‬‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ّ ُ ْ َ ْ ُ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ظ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫(‬‫‪3‬‬ ‫)‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫رو‬ ‫س‬
‫ِ ُ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫وَز ُ ُ ْ ُ‬
‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫نو‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫مأ ْ‬ ‫كاُلو ُ‬
‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫ن )‪] { (6‬المطففين ‪[6 : 1/‬‬ ‫َ‬ ‫مي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫عا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫ِ‬
‫ُ َ ّ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫نا‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫و‬‫ي‬

‫‪3‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫ن {‪ ,,‬والويل كما يقول أهل التفسير ‪ :‬واٍد في جهنم‪ ,‬أو هو‬
‫في َ‬ ‫مط َ ّ‬
‫ف ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬
‫وي ْ ٌ‬
‫قال } َ‬
‫صديد أهل النار والعياذ بالله‬
‫قص في الوزن _ لحظوا المعني _‬‫ن { هذا الذي إذا وزن فإنه ُين ِ‬
‫في َ‬ ‫مطَ ّ‬
‫ف ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬
‫وي ْ ٌ‬
‫} َ‬
‫قص في الوزن‪,‬‬ ‫ُين ِ‬
‫وهكذا أنت‪ ,‬إذا كان المطلوب منك أن ُتثقل الميزان ‪ ,,‬فإذا بك ُتخسر الميزان‪ُ ,‬تقل‬
‫في الميزان ‪ ,‬وهكذا سيكون المئال يوم القيامة حين ُتوزن أنت وُيوزن عملك ‪,,‬‬
‫وُيوزن ثواب عملك ‪ ,,‬فكل ذلك سُيوزن ‪ ,,‬سُتوزن أنت ‪.......‬‬
‫أل تعرفون قصة عبد الله بن مسعود ‪ ,,‬عندما عل شجرة فأخذ الصحابة يتهكمون شيء‬
‫ما أو يسخرون من حموشة ساقيه _ من دقة ساقيه _ وكان بن مسعود أسود وكان‬
‫نحيفا شديد النحافة‬
‫فقال لهم النبي ‪ :1‬مم تضحكون ؟ قالوا ‪ :‬من دقة ساقيه ‪.‬‬
‫فقال ‪ " :1‬والذي نفسي بيده ل هي أثقل في الميزان من أحد " السلسلة الصحيحة )‬
‫‪(6/253‬‬
‫إذا هو سُيوزن ‪ ,,‬إذا أنت سُتوزن‬
‫والحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ‪1‬قال ‪ ":‬إنه ليأتي الرجل العظيم‬
‫السمين يوم القيامة ل يزن عند الله جناح بعوضة " صححه الشيخ اللباني‬
‫فليست القصة أنه كان سمينا ً عظيما‪ ,,‬وكان كذا وكذا في الدنيا ‪ ,,‬سُيوزن ‪ ,,‬ما في‬
‫داخلك من إيمان كم يساوي ؟؟؟‬
‫فسُتوزن أنت ‪ ,,‬و سُيوزن ثوابك ‪.........‬‬
‫وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي ‪1‬قال ‪ " :‬يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن‬
‫من يزن هذا ؟ ‪ ,,‬فيقول‬‫فيه السماوات والرض لوسعت " فتقول الملئكة ‪ :‬يا رب ل َ‬
‫من شئت من خلقي ‪ ,,‬فيقولون ‪ :‬سبحانك ما عبدناك حق عبادتك"‬ ‫الله ‪ :‬ل َ‬
‫رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم‬
‫مد البصر‬
‫فيؤتي بكفة الميزان هذه و يؤتي بأعمالك سجلت أعمال كل سجل ُ‬
‫لربما ظننا أن صحيفة العمال ستكون كتابا ً ُتمسكه أنت بيمينك هكذا ‪ ,,‬ل بل أنه ُ‬
‫مد‬
‫البصر ‪ ,,‬كتابك بهذه السعة‬
‫وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أن رسول الله ‪1‬قال ‪ " :‬إن الله‬
‫يستخلص رجل من أمتي على رؤوس الخلئق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين‬
‫سجل كل سجل مثل مد البصر ثم‬
‫يقول الله ‪ :‬أتنكر من هذا شيئا ؟؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟؟‬
‫فيقول‪ :‬ل يا رب‬
‫فيقول الله ‪ :‬أفلك عذر؟‬
‫فقال ‪ :‬ل يا رب‬

‫‪4‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫فيقول الله تعالى ‪ :‬بلى إن لك عندنا حسنة فإنه ل ظلم عليك اليوم‬
‫فتخرج بطاقة فيها أشهد أن ل إله إل الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‬
‫فيقول الله ‪ :‬احضر وزنك‬
‫فيقول ‪ :‬يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلت ؟؟‬
‫فقال تعالى ‪ :‬فإنك ل تظلم‬
‫فتوضع السجلت في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلت وثقلت البطاقة فل‬
‫يثقل مع اسم الله شيء‬
‫رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن ماجه وابن حبان في صحيحة والحاكم‬
‫والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم‬
‫فهكذا توزن أنت و يوزن عملك‪ ،‬و توزن صحيفتك‪ .‬فاستشعر أنك واقف بين كفتي‬
‫الميزان‪.‬‬
‫الن عملك اليوم‪ ،‬اليوم يوم الجمعة ماذا صنعت فيه؟ أتيت لصلة الجمعة تؤديها و‬
‫أنصت و صنعت كذا و كذا من الخيرات‪ ،‬توضع في كفة الحسنات‪.‬‬
‫و صنعت كذا و كذا من السيئات‪ ،‬فتوضع‪.‬‬
‫و تأخذ الكفتين في الترجح‪ .‬هذه ترجح مرة‪ ،‬و هذه ترجح مرة‪.‬‬
‫بعض أهل العلم قال‪ :‬إن مشهد السعي يذكر بمشهد الميزان‪.‬‬
‫لنه سيكون العبد هكذا‪ ،‬يجري على كفة حسناته‪ ،‬و يدعو الله أن ترجح‪ ،‬ثم إذا بسيئاته‬
‫توزن في المقابل فيجري‪ ،‬تجاه كفة سيئاته يدعو الله عز و جل أل ترجح‪ ،‬و يظل هكذا‬
‫يسعى بين الكفتين‪.‬‬
‫فماذا ُ‬
‫طففت؟ ماذا لو لم تكن مستوفاة؟ ماذا لو رجحت كفة السيئات حينئذ؟‬
‫كان سلمان الفارسي يقول‪ ":‬الصلة مكيال‪ ،‬فمن أوفى ُأوفي له‪ ،‬و من طفف‪،‬‬
‫ُ‬
‫طفف به‪ .‬ألم تسمعوا ما قال الله في شأن المطففين"‪.‬‬
‫هذه كانت البداية‪ ،‬طففت عملك‪ ،‬أنقصت عملك‪ ،‬أتيت ربك بحسنات قليلة‪ ،‬لم تكن‬
‫لتشفع لك أمام السيئات‪ ،‬فلم تستطع أن تكفر تلك السيئات بهذه الحسنات القليلة‪.‬‬
‫و هذه كانت البداية‪ ،‬أن رضي بالخسران‪.‬‬
‫ها‬
‫رضيت أن يأتي اليوم و الذي يليه و أنت ل تتقدم‪ ،‬و الله سبحانه و تعالى يقول‪ } :‬إ ِن ّ َ‬
‫و ي َت َأ َ ّ‬
‫خَر{ ]المدثر‪[37:35 /‬‬ ‫َ‬
‫مأ ْ‬ ‫م َأن ي َت َ َ‬
‫قدّ َ‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫من َ‬
‫شاء ِ‬ ‫ر لِ َ‬ ‫ذيًرا ل ّل ْب َ َ‬
‫ش ِ‬ ‫دى ال ْك ُب َ ِ‬
‫ر نَ ِ‬ ‫َل ِ ْ‬
‫ح َ‬
‫فل ترضى بالتأخر‪ ،‬إيمانك يزيد بالطاعة‪ ،‬و ينقص و يطفف بالمعصية‪ .‬أما إذا كنت‬
‫تستدرك أمرك في الحال‪ ،‬ما كانت هذه السيئة لتقف على القلب‪ ،‬فيصل المر إلى‬
‫الران‪ ،‬كان الحل أن ل ترضى بالخسران و ل ترضى بالتطفيف‪.‬‬
‫ن { ]المطففين‪.[2 /‬‬ ‫و ُ‬
‫فو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫س يَ ْ‬ ‫ذا اك َْتاُلوا ْ َ َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫المر الثاني‪ :‬قوله تعالى‪ } :‬ال ّ ِ‬
‫على الّنا ِ‬ ‫ذي َ‬
‫م‪] {...‬آل عمران ‪.[154‬‬ ‫ه ْ‬
‫س ُ‬ ‫م َأن ُ‬
‫ف ُ‬ ‫ه ْ‬
‫مت ْ ُ‬ ‫قد ْ أ َ َ‬
‫ه ّ‬ ‫يأخذ حقه‪ ،‬تهمه نفسه‪َ } ،‬‬

‫‪5‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫س‬ ‫ذا اك َْتاُلوا ْ َ َ‬
‫ن إِ َ‬ ‫و ل يهتم بأمر الناس‪ ،‬و ل يهتم إذا خدع الناس‪ } : ،‬ال ّ ِ‬
‫على الّنا ِ‬ ‫ذي َ‬
‫َ‬
‫ن { ]المطففين‪.[2:3 /‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خ ِ‬
‫م يُ ْ‬
‫ه ْ‬
‫وَزُنو ُ‬
‫م أو ّ‬ ‫كاُلو ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ذا َ‬
‫وإ ِ َ‬
‫ن ‪ -‬آخذ حقي‪َ -‬‬ ‫و ُ‬
‫فو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫و حين يصنع نفس المر يطفف و يخدع و يخون‪.‬‬
‫كانت هذه الخطوة الثانية‪ ،‬بعد أن رضي بالخسران‪ ،‬اهتم بنفسه و خدع الناس‪.‬‬
‫فلربما تراه حسن الظاهر‪ ،‬و هو في الباطن سيء الطوية‪.‬‬
‫خبيث من داخله‪ ،‬يصنع ذنوب الخلوات‪ ،‬ذنوب السر‪ ،‬خائن يخون الناس في العلن و في‬
‫السر‪ ،‬و يخون ربه كذلك حين يرتكب تلك الثام‪.‬‬
‫فلما خان الناس و لما خان الله‪ ،‬كانت العقوبة ل محالة‪ ،‬فوصل إلى مرحلة الران‪.‬‬
‫خسرون َأل يظُن أ ُول َئ ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫كاُلو ُ‬‫ذا َ‬
‫عوُثو َ‬
‫ن‬ ‫مب ْ ُ‬
‫هم ّ‬‫ك أن ّ ُ‬ ‫ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م يُ ْ ِ ُ‬ ‫ه ْ‬
‫وَزُنو ُ‬
‫م أو ّ‬‫ه ْ‬ ‫وإ ِ َ‬‫قال الله تعالى‪َ } :‬‬
‫ن { ]المطففين‪[6:3 /‬‬ ‫عال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫س ل َِر ّ‬
‫م الّنا ُ‬‫قو ُ‬‫م يَ ُ‬‫و َ‬
‫ظيم ٍ ي َ ْ‬
‫ع ِ‬
‫وم ٍ َ‬
‫ل ِي َ ْ‬
‫شغل بدنياه‬ ‫كانت هذه الخطوة الثالثة‪ ،‬نسي الخرة‪ ،‬نسي الموقف أمام رب العالمين‪ُ ،‬‬
‫عن دينه‪ ،‬نسي أنه سيقف أمام رب العالمين‪ ،‬و يوم الحساب ما أصعبه‪.‬‬
‫م‬
‫و َ‬
‫يخبر النبي ‪ ،1‬و الحديث في المسند بإسناد صحيح‪ ،‬في معنى قول الله تعالى‪ } :‬ي َ ْ‬
‫ن { ]المطففين ‪ [6/‬قال‪ ":‬يقوم أحدهم نصف يوم في يوم‬ ‫عال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫س ل َِر ّ‬
‫م الّنا ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫قو ُ‬
‫كان مقداره عندك ربك‪ ،‬خمسين ألف سنة"‪.‬‬
‫هذا موقف الحشر‪ ،‬إل أن المؤمن يشعر كأنه بين العصر و المغرب‪ ،‬كأن الشمس‬
‫تغرب‪ ،‬و قد تدللت للغروب‪ ،‬و ينتهي المر بالنسبة له‪ ،‬و رجل يقف في الحشر‬
‫خمسين ألف سنة‪َ } ،‬أل يظُن أ ُول َئ ِ َ َ‬
‫ظيم ٍ )‪] {(5‬المطففين‪/‬‬
‫ع ِ‬
‫وم ٍ َ‬ ‫عوُثو َ‬
‫ن )‪ (4‬ل ِي َ ْ‬ ‫مب ْ ُ‬
‫هم ّ‬
‫ك أن ّ ُ‬ ‫ّ ْ‬ ‫َ‬
‫‪[5:4‬‬
‫فسره النبي ‪ ،1‬في حديث آخر‪ ،‬حديث في الصحيحين‪ ،‬بأنه يقف حتى ير ُ‬
‫شح ‪ -‬أي من‬
‫شدة العرق‪ -‬يرشح إلى أنصافه"‪.‬‬
‫و هناك في موقف الحشر من يلجمه العرق إلجاما‪ ،‬و من يصل العرق إلى نصفه‪ ،‬و‬
‫منهم من يصل العرق إلى ترقوته‪ ،‬و منهم من يلجمه العرق إلجاما‪ ،‬و تكون الشمس‬
‫مقدار ميل‪.‬‬
‫قالوا الميل الكحل الذي في العين‪.‬‬
‫أنظر ما بين الكحل و ما بين الكحل من مسافة‪ ،‬هكذا تكون الشمس يوم القيامة‪.‬‬
‫حين نسي صاحبنا اليوم العظيم‪ ،‬حين يقف بين يدي رب العالمين و لم يعطي لهذا‬
‫اليوم حسابه‪ ،‬تكالب على الدنيا و صارت الدنيا هي همه‪.‬‬
‫و أينا لم ُيصب بذلك؟ و أينا لم تصل هموم الدنيا مبلغها في عقله وقلبه؟ من منا غير‬
‫مشغول بذلك؟‬
‫لما نسي صاحبنا آخرته و نسي موقف الحساب‪ ،‬كانت تلك العقوبة فوصل إلى الران‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫أل يظن أولئك‪ ،‬أل يشعر أولئك؟‬
‫لقد ارتاب‪ ،‬وصل به المر أنه صار مرتابا في أمر الخرة‪ .‬تسأله هل هناك جنة و نار؟‬
‫يقول نعم‪.‬‬
‫فلماذا تكذب أعمالك و أحوالك ذلك؟ هذا طريق الجنة أم طريق النار؟‬
‫يقول‪ :‬سوف يأتي الوقت الذي أتوب فيه‪ .‬و ُيسوف‪.‬‬
‫أو يقول‪ :‬ل تشدد علي الناس كلهم كذلك‪.‬‬
‫صار كأنه شاك و مرتاب في شأن الجنة و النار‪.‬‬
‫لنه لم يصل إلى اليقين‪ ،‬لو وصل إلى اليقين لعمل لذلك اليوم حسابه‪.‬‬
‫فكانت الخطوة الثالثة‪ :‬نسيان القيامة‪ ،‬بل الرتياب والشك فيها أصل‪.‬‬
‫قال‪ ،‬كل ليس هذا صوابا‪ ،‬ليس هذا الذي يصنعه المطفف الذي يصنع من خداع‪ ،‬نسيانه‬
‫هذا لمر الخرة‪ ،‬ليس صوابا‪ ،‬كل‪.‬‬

‫و هي كلمة فيها ردع و زجر‪ .‬إذا رأيت كل في القرآن فأعلم أن الملك يزجرك‪ } ،‬ك َل ّ‬
‫م { ]المطففين‪.[9:7/‬‬ ‫مْر ُ‬
‫قو ٌ‬ ‫ب ّ‬
‫ن ك َِتا ٌ‬
‫جي ٌ‬
‫س ّ‬
‫ما ِ‬ ‫ما أ َدَْرا َ‬
‫ك َ‬ ‫و َ‬
‫ن َ‬
‫جي ٍ‬
‫س ّ‬ ‫ر لَ ِ‬
‫في ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫ف ّ‬ ‫ن ك َِتا َ‬
‫إِ ّ‬

‫لحظوا‪ ،‬لم يقل "إن الفجار لفي سجين" لو قال كذلك لفهمنا أن هذا الرجل في نار‬
‫جهنم بسبب ما اقترف من سيئات‪.‬‬
‫و لحظوا لم يقل "إن كتاب الكفار"‪ ،‬قال الفجار‪.‬‬
‫د أثيم كما‬
‫معت ٍ‬
‫و هذه التي ترتعد لها الفرائس‪..‬لم يقل كافر به ‪ ..‬قال فاجر‪ ،‬فاسق‪ُ ،‬‬
‫عا ‪ ..‬لم يراقب ربه ففجر ‪..‬‬
‫سيأتي ‪ ..‬تجاوز الحدود‪ ،‬لم ُيراعي لله نظًرا ول سم ً‬
‫ن { ] المطففين‪.. [7/‬‬ ‫جي ٍ‬
‫س ّ‬
‫في ِ‬ ‫ر لَ ِ‬
‫جا ِ‬ ‫ب ال ُ‬
‫ف ّ‬ ‫يقول } ك َّل إ ِ ّ‬
‫ن ك َِتا َ‬
‫مفسرون قالوا فيها أقوال ً كثيرة ‪ ..‬قالوا واٍد في جهنم ‪ ..‬قالوا مكان‬ ‫كلمة سجين ‪ ..‬ال ُ‬
‫في سابع أرض ‪ ..‬وقالوا وقالوا ‪..‬‬
‫لكن انظروا إلى الكلمة ‪ ..‬سجيــــــن من السجن ‪ ..‬فيها مبالغة ‪ ..‬فهي على وزن‬
‫فعيـل ‪..‬‬
‫مبالغة في السجن ‪ ..‬وهذا هو مربط الفرس‪.‬‬
‫ماذا صنع في الخطوة الرابعة؟ سجن نفسه في أسر الشهوة‪ ،‬فكان مآل أمره إلى‬
‫سجن في النار أو في الجحيم أو في أسفل سافلين ‪..‬‬
‫طر ذلك في كتاب ووضع الكتاب في‬
‫س ِ‬‫عوقب من جنس عمله و ُ‬
‫ل يهم ‪ ..‬المهم إنه ُ‬
‫هذا السجين ‪..‬‬

‫‪7‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫م )‪] {(9‬المطففين‪[9:8/‬‬ ‫مْر ُ‬
‫قو ٌ‬ ‫ب َ‬
‫ن )‪ (8‬ك َِتا ٌ‬
‫جي ٌ‬
‫س ّ‬
‫ما ِ‬ ‫ما أ َدَْرا َ‬
‫ك َ‬ ‫و َ‬
‫لنه بعد ذلك قال } َ‬
‫ب مرقوم معلوم ‪ ..‬ماذا صنعت من سيئات حتى آل بك المر إلى‬
‫سجين هذا كتا ٌ‬
‫السجن؟؟‬
‫هكذا ُيخبر النبي ‪1‬أن في النار سجوًنا ‪ ..‬كفى بها سجًنا ‪ ..‬ل‪ ،‬فيها سجون أشد ‪..‬‬
‫يقول "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من‬
‫كل مكان فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار النيار يسقون من‬
‫عصارة أهل النار طينة الخبال" ]رواه الترمذي وحسنه اللباني[‬
‫نار النيار فيه ‪ ..‬عصارة أهل النار تنبع منه ‪..‬‬
‫ماذا صنع صاحبنا حتى يكون له هذا المر؟؟‬
‫أسر نفسه في المعصية ‪..‬‬
‫ما َ‬
‫كاُنوا‬ ‫هم ّ‬ ‫عَلى ُ ُ‬ ‫انظروا ‪ ..‬قلنا أن الله سبحانه وتعالى قال } ك َّل ب َ ْ‬
‫قلوب ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ل َرا َ‬
‫ن { ] المطففين‪[14/‬‬ ‫ي َك ْ ِ‬
‫سُبو َ‬
‫انظروا ماذا كان من شأن المعصية ‪..‬‬
‫ة ‪ -‬انظر إلى السجن ‪ ..‬انظر‬ ‫سي ّئ َ ً‬‫ب َ‬ ‫س َ‬‫من ك َ َ‬ ‫يقول الله تعالى في سورة البقرة } ب ََلى َ‬
‫َ‬ ‫وَلـئ ِ َ‬ ‫خطيـئ َت ُه َ ُ‬ ‫إلى الحاطة ‪َ -‬‬
‫ن {‬ ‫دو َ‬
‫خال ِ ُ‬
‫ها َ‬
‫في َ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬
‫ر ُ‬
‫ب الّنا ِ‬ ‫حا ُ‬
‫ص َ‬‫كأ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه َ ِ‬ ‫حاطَ ْ‬
‫ت بِ ِ‬ ‫وأ َ‬
‫َ‬
‫] البقرة‪[81/‬‬
‫ضا‪ ،‬أن نقول أننا نعمل ذنوب ل نعرف كيف نتخلص منها؟‬
‫أليس بعض شكوانا أي ً‬
‫يقول والله يا شيخ‪ ،‬أريد أن أتوب ‪ ..‬والله أريد لكني مأسور ‪ ..‬محبوس ‪..‬‬
‫متبرجة ‪ ..‬هذا الذي يجلس طيلة الليل‬
‫مدخن ل يعرف كيف يتخلص منها ‪ ..‬هذه ال ُ‬
‫هذا ال ُ‬
‫والنهار أمام الدش والتلفاز ويرى ما حرم ويقول اعتدت على ذلك ‪ ..‬أريد أن أتخلص‬
‫لكن كيف؟؟‬
‫دا لمعصيته ‪..‬‬
‫دا لشهوته ‪ ..‬عب ً‬
‫صار مسجوًنا ‪ ..‬عب ً‬
‫سجن يوم القيامة في سجين ‪..‬‬
‫فلما سجن نفسه في أسر الشهوة ُ‬
‫ن )‪] {(10‬المطففين‪/‬‬ ‫ذ ل ِل ْ ُ‬
‫مك َذِّبي َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬ ‫وي ْ ٌ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫م )‪َ (9‬‬ ‫مْر ُ‬
‫قو ٌ‬ ‫ب َ‬
‫ن )‪ (8‬ك َِتا ٌ‬
‫جي ٌ‬
‫س ّ‬
‫ما ِ‬ ‫ما أ َدَْرا َ‬
‫ك َ‬ ‫و َ‬
‫} َ‬
‫‪[10:8‬‬
‫هذه الخطوة الخامسة‪ :‬التكذيب ‪..‬‬
‫ن { ]المطففين‪[11/‬‬
‫دي ِ‬
‫وم ِ ال ّ‬ ‫ن ي ُك َذُّبو َ‬
‫ن ب ِي َ ْ‬ ‫} ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ذب؟‬ ‫ومن الذي ُيك ِ‬
‫د أ َِثيم ٍ { ] المطففين‪[12/‬‬
‫عت َ ٍ‬
‫م ْ‬ ‫ه إ ِّل ك ُ ّ‬
‫ل ُ‬ ‫ما ي ُك َذّ ُ‬
‫ب بِ ِ‬ ‫و َ‬
‫} َ‬

‫‪8‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫كان في البداية خاسر ‪..‬‬
‫مخاِدع ‪..‬‬
‫كان بعد ذلك ُ‬
‫مرتــاب ‪..‬‬
‫كان بعد ذلك ُ‬
‫مكذب ‪ ..‬ليس هناك من مثل ذلك ‪..‬‬
‫مكذًبا ‪ُ ..‬‬
‫كان مسجوًنا ثم صار ُ‬
‫يعني يقول ل ُتشدد علينا ‪ ..‬ليس المر كذلك ‪ ..‬الله رحيم غفور سوف ُيدخلنا الجنة ‪..‬‬
‫لماذا تقول مثل هذه المور؟‬
‫ذب ‪..‬‬
‫مك ِ‬
‫مكذب ‪ ..‬كأنه ُ‬
‫صار بأحواله ُ‬
‫ذب بيوم الدين ‪..‬‬
‫ُيك ِ‬
‫كان في البداية شك‪ ،‬فصار إلى الكفر والتكذيب والعياذ بالله ‪..‬‬
‫وهكذا شأن المعصية يا عباد الله ‪ ..‬قالوا "المعاصي بريد الكفر"‬
‫ُيذنب الرجل الذنب ثم بعد ذلك ل يتوب ‪ ..‬في البداية يقول استغفر الله ‪ ..‬ليتني لم‬
‫أصنع هذا ‪ ..‬ما كان لي أن أصنع هذا ‪..‬‬
‫ثم مازال به الشيطان ُيهون له‪ ،‬ويقول يا أخي هذه معصية كُثر في الناس من يصنعها‬
‫ل ُتشدد على نفسك ‪..‬‬
‫فيتمادى به في التهوين‪ ،‬ثم بعد ذلك يبدأ به في الصغيرة إلى أن يصل إلى تهوينها‬
‫فتصيركبيرة ويقول لك‪ :‬إذا اجتنبت الكبائر فل عليك ‪...‬‬
‫"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا‬
‫اجتنبت الكبائر" ]رواه مسلم[‬
‫فيهون من أمر الصغيرة‪ ،‬حتى يوقعه في الكبيرة ‪ ..‬فيقع في الكبائر ‪..‬‬
‫دها ‪..‬‬
‫فما زال به حتى يهونها ‪ ..‬حتى يستمرئها ‪ ..‬يعتا ُ‬
‫فإذا اعتادها وقلت له‪ :‬هذه كبيرة‪ ،‬هذا ذنب عظيم‪ ،‬هذا كذا هذا كذا ‪..‬‬
‫فيقول‪ :‬هذا الذنب في هذا الزمان ليس بذنب ‪ ..‬يعني هذه الذنوب كُثرت فليست هذه‬
‫ذنوب ‪..‬‬
‫يصل شيًئا ما إلى جحودها‪ ،‬لنه ل يتصور مع كثرة فعل الناس لها أنها ستكون بهذا‬
‫ظم والك َِبر ‪..‬‬
‫ع ِ‬
‫ال ِ‬
‫أل يقول بعض الناس‪ ،‬عندما تقول له أن فلًنا زنى؟ ‪ ..‬عادي ‪..‬‬
‫أي شيءُ عادي؟؟ ‪ ..‬هذه أكبر الكبائر ‪..‬‬
‫يا شيخ صار شيًئا عادًيا ‪..‬‬

‫‪9‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫هكذا‪ ،‬صار به هكذا هكذا هكذا إلى أن وصل إلى التكذيب ‪ ..‬فلم يعد يجحد مثل هذه‬
‫المعاصي‪ ،‬فيقع في الكفر ‪..‬‬
‫ن )‪] { (11‬المطففين‪[11:10/‬‬
‫دي ِ‬
‫وم ِ ال ّ‬ ‫ن ي ُك َذُّبو َ‬
‫ن ب ِي َ ْ‬ ‫ن )‪ (10‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ذ ل ّل ْ ُ‬
‫مك َذِّبي َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬ ‫وي ْ ٌ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫} َ‬
‫بأحوالهم ‪..‬‬
‫ليس معنى الية فقط‪ ،‬أني إذا سألتك‪ :‬هناك يوم القيامة؟ ‪ ..‬تقول نعم ‪..‬‬
‫هناك جنة ونار؟ ‪ ..‬تقول نعم ‪..‬‬
‫ثم إذا أنت تقول ذلك بلسانك وأعمالك تشهد عليك بألف ‪ ..‬تقول نعم باللسان‪،‬‬
‫وعملك يقول ألف ل ‪..‬‬
‫عد ذلك تكذيًبا بقلبك؟‬
‫أل ي ُ‬
‫ن { ] المطففين‪[11/‬‬
‫دي ِ‬
‫وم ِ ال ّ‬ ‫ن ي ُك َذُّبو َ‬
‫ن ب ِي َ ْ‬ ‫} ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫صدق مقالي ‪ ..‬قال من الذي كذب؟‬ ‫وحتى تعرفوا ِ‬
‫د أ َِثيم ٍ { ] المطففين‪[12/‬‬
‫عت َ ٍ‬
‫م ْ‬ ‫ه إ ِّل ك ُ ّ‬
‫ل ُ‬ ‫ما ي ُك َذّ ُ‬
‫ب بِ ِ‬ ‫و َ‬
‫} َ‬
‫د‪ ،‬ماذا صنع؟‬
‫معت ٍ‬
‫لم يقل وما يكذب به إل كافر رجيم ‪ ..‬بل ُ‬
‫تعدى الخطوط الحمراء ‪ ..‬تعدى حدود الله ‪ ..‬صار يصنع كذا وكذا من الموبقات ول‬
‫ُيبالي ‪..‬‬
‫مباِلغ في الثم والعصيان ‪..‬‬ ‫مكثر ‪ُ ..‬‬ ‫د أثيـــــــم ‪ُ ..‬‬ ‫معت ٍ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫قا َ َ‬ ‫د أ َِثيم ٍ )‪ (12‬إ ِ َ‬
‫ن)‬ ‫طيُر اْل ّ‬
‫وِلي َ‬ ‫سا ِ‬
‫لأ َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه آَيات َُنا َ‬ ‫ذا ت ُت َْلى َ‬ ‫عت َ ٍ‬
‫م ْ‬ ‫ه إ ِّل ك ُ ّ‬
‫ل ُ‬ ‫ما ي ُك َذّ ُ‬
‫ب بِ ِ‬ ‫و َ‬
‫} َ‬
‫‪ ] { (13‬المطففين‪[13:12/‬‬
‫إذا أرسل الله له الية والنذير ‪ ..‬أمامه رجل من أصحابه ‪ ..‬من أقاربه ‪ ..‬يموت ‪ ..‬نذيــر‬
‫يأتي المسجد‪ ،‬فيسمع كلم الله ‪ ..‬نذيــر ‪..‬‬
‫ُينصح في الله ‪ ...‬نذيـــر ‪..‬‬
‫دب الشيب في رأسه ‪ ..‬نذيـــر ‪..‬‬
‫ي ُ‬
‫إذا أتته هذه الُنذر قال أساطير الولين ‪ ..‬ما هذه الخرافات؟ ما هذه الخزعبلت التي‬
‫تقولونها؟ ‪ ..‬المر أهون من ذلك ‪ ..‬المر أيسر من ذلك ‪ ..‬أساطير الولين ‪..‬‬
‫فيستهزئ‪..‬‬
‫ن { ] البقرة‪[15/‬‬
‫هو َ‬
‫م ُ‬
‫ع َ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬ ‫في طُ ْ‬
‫غَيان ِ ِ‬ ‫م ِ‬
‫ه ْ‬
‫مدّ ُ‬
‫وي َ ُ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫ز ُ‬
‫ئ بِ ِ‬ ‫ه ِ‬
‫ست َ ْ‬ ‫} الل ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬
‫ل يبصرون ‪ ..‬مترددون ‪ ..‬عمى قلبه قبل أن تعمى عينه ‪..‬‬
‫فوصلنا بعد الخطوة الخامسة من التكذيب إلى الستهزاء في الخطوة السادسة ‪..‬‬

‫‪10‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫فآل المر إلى ‪..‬‬
‫ن { ] المطففين‪[14/‬‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬
‫سُبو َ‬ ‫ما َ‬
‫هم ّ‬ ‫عَلى ُ ُ‬ ‫} ك َّل ب َ ْ‬
‫قلوب ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ل َرا َ‬
‫نسأل الله تعالى العفو والعافية ‪..‬نسأل الله تعالى العفو والعافية ‪ ..‬نسأل الله تعالى‬
‫أن ُيطهر لنا قلوبنا ‪..‬‬
‫حجب وكيفية العلج في الخطبة‬
‫ثم يكون من بعد هذا الحجاب ‪ ..‬وسنقف عند هذه ال ُ‬
‫الثانية ‪..‬‬
‫أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم‪،،‬‬
‫ما على عباده الذين اصطفى لسيما عبده المصطفى‬ ‫الحمد لله وكفى‪ ،‬وصلة وسل ً‬
‫ف ‪..‬‬
‫مستكملين الشر َ‬
‫وآله ال ُ‬
‫ثم أما بعد‪،،‬‬
‫جب كذلك يوم القيامة‬
‫ح ِ‬
‫جب القلب في الدنيا‪ُ ،‬‬ ‫ح ِ‬
‫جب القلب ‪ ..‬فلما ُ‬
‫ح ِ‬
‫وصل إلى الران و ُ‬
‫‪..‬‬
‫جب كما يقول أهل العلم كثيرة ‪..‬‬
‫ح ِ‬
‫وال ُ‬
‫أولها كما يقول ابن القيم في المدارج‪ :‬حجــــاب الجهل ‪..‬‬
‫لم يعرف ربه ‪ ..‬لم يتعرف على الله بهيبته وعظمته وجلله وبجماله وعفوه وفضله‬
‫وكرمه وانعامه ‪ ..‬لم يعرفه ‪..‬‬
‫فلما لم يعرفه‪ ،‬وصل إلى هذه المرحلة الســــوء فران القلب‪.‬‬
‫هذا أول حجاب وفي المقابل العلج‪ :‬تعّرف على ربك ‪..‬‬
‫كيف يا شيخ يتعرف؟؟‬
‫عّرف قلبك بربك ‪ ..‬اقطع هذه العوائق والعلئق حتى يصفو للقلب الحال مع الله ‪..‬‬
‫كيف؟؟‬
‫يقول النبى ‪1‬والحديث فى المسند بإسناد صحيح "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت فى‬
‫قلبه نكتة سوداء" انظروا "فإذا هو نزع واستغفر وتاب" أول شيء نزع ابتعد عن كل‬
‫معصية وأسبابها‪ ،‬هؤلء الصحاب كانوا يدلونك على المعاصي اهجرهم فسيكونون‬
‫عليك وبال ً يوم القيامة‪ ،‬هذه سبل المعاصي اقطعها "انزع" ارفع نفسك‪ ،‬ابعد تباعد‬
‫عن هذه المعاصى "نزع"‪.‬‬
‫أول شيء يبتعد عن باب المعاصى ثم يستغفر طوي ً‬
‫ل‪ ،‬نعم يأخذ فترة طويلة فى‬
‫الستغفار لتهيئة القلب حتى يصفو القلب‪ ،‬لذلك قال النبى ‪" 1‬فإذا هو نزع واستغفر‬
‫صقـل قلبه" جلى قلبه‪ ،‬كأن الشيء بالضبط هكذا كان‬ ‫وتاب صـقـ َ‬
‫ل قلبه" ما معنى " َ‬
‫صقـل ‪ ...‬جلى وصفى‬ ‫ملوثا ً ثم أنت أخذت فى إزالة هذا الصدأ فأخذت فى إزالته حتى َ‬
‫فصارت مرآه القلب مجلوة فصارت ترى ربها‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫هنا يرى القلب الله‪ ،‬يستشعر القلب قرب الله منه فيعرفه فالله أقرب إلينا من حبل‬
‫ب{‬‫ري ٌ‬ ‫فإ ِّني َ‬
‫ق ِ‬ ‫عّني َ‬
‫عَباِدي َ‬ ‫سأ َل َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫الوريد ونحن أقرب إليه من حبل الوريد‪َ } ،‬‬
‫] البقرة‪ ،[186/‬متى تشعر بقربه؟؟؟ إذا جلى القلب‪...‬‬
‫وكيف يجلو القلب؟ تنزع ابعد عن المعاصى‪ ،‬استغفر كثيرًا‪ ،‬تب إلى ربك ليل نهار‪،‬‬
‫فر الل ّه َ‬ ‫َ‬
‫ة " ]سنن ابن ماجه[‪ ،‬لحظوا‬ ‫مّر ٍ‬ ‫مائ َ َ‬
‫ة َ‬ ‫في ال ْي َ ْ‬
‫وم ِ ِ‬ ‫ب إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫وأُتو ُ‬
‫َ َ‬ ‫غ ِ ُ‬ ‫قال ‪"1‬إ ِّني َل ْ‬
‫ست َ ْ‬
‫فى الحديث دائما ً نقف عند هذا المعنى ونقول أن النبى ‪1‬كان يقول استغفر الله ‪...‬‬
‫استغفر الله‪ ...‬استغفر الله مائة مرة‪ ،‬ل‪ ...‬قال استغفر الله وأتوب ‪ ،‬يستغفر أين‬
‫التوبة؟؟؟ يرجع إلى الله مائة مرة‪ ،‬يعنى مائة مرة فى اليوم يجدد التوبة‪ ،‬مائة مرة‬
‫ي!!!‬‫فى اليوم يجدد التوبة؟؟؟ يصنع بعض الشياء من العمال ثم يقول يا رب تب عل ّ‬
‫أسأل الله العافية‬
‫النبي ل يصنع معاصي‬
‫النبي معصوم عن المعاصي‬
‫مائة مرة يرجع إلى الله‪ ،‬ليست فقط مائة مرة يعنى مائة استغفار باللسان‪....‬‬
‫فنجدد التوبة فهذا أول حجاب‪ ،‬حجاب الجهل بالله‬
‫ويتبعه حجاب الشرك‬
‫وهذا حاله فى الخلص؛ الشرك‪ ....‬يشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا‪ ،‬والشرك الذى‬
‫أعنيه ليس هو أن تعبد الوثن أن تسجد للشمس والقمر أو تعبد غير الله تعالى على‬
‫ملة غير ملة السلم‪ ،‬ليس هذا الشرك الذى أعنى به خطاب للمسلمين‪ ،‬إنما الشرك‬
‫الداهية الشرك الصغر والشرك الكبر فى أمور ل ندريها مثل أن نخاف غير الله أكثر‬
‫دادا ً‬ ‫خذُ من دون الل ّ َ‬
‫ه أن َ‬
‫ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ي َت ّ ِ‬
‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫و ِ‬
‫من الله‪ ،‬وأن نحب غير الله أكثر من الله‪َ } ،‬‬
‫ه { ] البقرة‪ ،[165/‬هذا شرك‪ ...‬كيف أتخلص منه؟؟؟ بالخلص‪....‬‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫م كَ ُ‬
‫ح ّ‬ ‫ه ْ‬
‫حّبون َ ُ‬
‫يُ ِ‬
‫بأن يصير الله المقدم عندى‪ ،‬الول الذى ليس قبله شيء‪ ،‬من فى قلبك الول؟؟؟‬
‫نفسك؟ زوجك؟ عملك؟ أولدك؟ من الذى إذا استيقظت من نومك تفكرت في ما‬
‫تصنع له؟ وإذا نمت‪ ،‬نمت على همه؟ من؟؟؟ نفسك أم ربك؟‬
‫أن يكون الله الول الذى ليس قبله ول بعده‪.‬‬
‫ثم يأتى الحجاب الثالث حجاب البدعة‬
‫يأتى الشيطان ‪ -‬أنت رجل مخلص تريد الله لكن هذا ليس كافى لصلح أحوالك ‪-‬‬
‫فيجعلك تنحرف عن سبيل المؤمنين سبيل محمد ‪1‬وأصحابه‪ ،‬وهذا يكون بشدة التعلق‬
‫أيضا ً بسيرة الحبيب محمد ‪ ،1‬فإذا أنت تعرفت على سنته وطريقته وصرت تتأسى به‬
‫حذو القذة بالقذة‪ ،‬مثال ً بمثال‪ ،‬مثل ً بمثل‪ ،‬تخلصت من تلك المخالفة ومن هذا الحجاب‬
‫فتعرف على سّنة نبيك محمد ‪1‬حتى ل تحجب عن ربك‪.‬‬
‫الحجاب الرابع حجاب الكبيرة‬

‫‪12‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫والكبائر نوعين وهنا الخطر‬

‫‪ -1‬كبائر باطنة‬
‫‪ -2‬وكبائر ظاهرة‬
‫يعنى يا عباد الله بالله عليكم الكبر أن يكون الشخص متكبر متغطرس أشد أم الزنا؟؟‬
‫الزنا!!!‬
‫يعنى قيل لك أن شخص متكبر بعض الشيء ورجل يزنى‪ ،‬أكيد الكبر أدنى‪ ،‬والله الكبر‬
‫قل ْب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫أشد‪ ....‬والله الكبر أشد‪ ،‬النبى ‪1‬يقول حديث صحيح "َل ي َدْ ُ‬
‫د‬
‫عب ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ما ِ‬ ‫ر" ]صحيح مسلم[‪ ،‬ويقول فى شأن الزانى والسارق " َ‬ ‫ن ك ِب ْ ٍ‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬ ‫ل ذَّر ٍ‬ ‫قا ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫وإ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫س‬
‫َ َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫إ‬
‫َ ِ‬‫و‬ ‫نى‬ ‫َ‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫و‬
‫ُ َ ِ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫ج‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫م‬
‫ُ ّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ه‬
‫ِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬
‫سَرقَ " ]صحيح مسلم[‪ ،‬يعنى وتاب فإنه يوفق للجنة‪ ،‬فصار الكبر والكبائر‬ ‫ن َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫َزَنى َ‬
‫الباطنة التى ل نعطى لها بال أعظم والله من هذه الكبائر الظاهرة‪ ،‬فما بالك والزنا‬ ‫ً‬
‫مَر‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫وَل ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ن ي َْزِني َ‬ ‫حي َ‬ ‫والسرقة ينزع منه اليمان‪َ" ،‬ل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫ن "]صحيح مسلم[‪،‬‬ ‫م ٌ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫رقُ َ‬‫س ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫رقُ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫رقُ ال ّ‬ ‫س ِ‬ ‫وَل ي َ ْ‬‫ن َ‬‫م ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ها َ‬ ‫شَرب ُ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ِ‬
‫الزنا أكبر الكبائر كما تعرفون فما شأن الكبر والعـجب وتلك الكبائر الباطنة‪...‬‬
‫طهر داخلك وطهر قلبك يا عبد الله فهذا هو الحجاب‪ ،‬من أجل ذلك أنت تتفقد أعمالك‬
‫فتقول والله يا شيخ ل أزنى ول أسرق ول أغش ول أخون الناس لكن ربما يكون فى‬
‫قلبك شيء من هذه الكبائر الباطنة فحجب القلب عن الله لذلك‪ ،‬هذا الحجاب الرابع؛‬
‫حجاب الكبيرة الباطنة‬
‫الحجاب الخامس حجاب الكبائر الظاهرة مثل الربا‪ ،‬أكل الربا‪ ،‬أكل الحرام‪ ،‬وما أكثر‬
‫أكل الحرام فى زماننا هذا‪ ،‬أل ترون الناس يرابون ويضعون أموالهم فى بنوك الربا‬
‫وفى أعمال ل يحبها الله ول يرضاها ويقولون ماذا نصنع؟ الزمان صعب وهكذا أخبر‬
‫النبى ‪1‬أن من علمات الساعة أن يتكسب الرجل المال ول يدرى أمن حلل هو أم‬
‫َ‬ ‫خذَ ال ْما َ َ‬
‫ما أ َ َ‬ ‫ْ‬
‫م"‬
‫حَرا ٍ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫لأ ْ‬‫حَل ٍ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫لأ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن َل ي َُباِلي ال ْ َ‬
‫مْرءُ ب ِ َ‬ ‫ما ٌ‬
‫س َز َ‬ ‫ن َ َ‬
‫على الّنا ِ‬ ‫حرام‪ " ،‬ل َي َأت ِي َ ّ‬
‫]صحيح البخارى[‪،،،‬‬
‫هذه كبــــــــــــــــــائــر‪......‬‬
‫تحول بينك وبين الله تعالى الحجاب السابع حجاب الصغائر‬
‫ن‬
‫دها شيئا والنبى ‪1‬يقول "إ ِ ّ‬ ‫اللمم‪ ،‬نظر نظرة‪ ،‬قال كلمة‪ ،‬خطى خطوة‪ ،‬هذه ل نع ّ‬
‫ْ‬
‫ر" ]مسند‬ ‫في الّنا ِ‬ ‫ً‬
‫ريفا ِ‬
‫خ ِ‬
‫ن َ‬
‫عي َ‬‫سب ْ ِ‬
‫ها َ‬
‫وي ب ِ َ‬‫ه ِ‬ ‫سا ي َ ْ‬ ‫ة َل ي ََرى ب ِ َ‬
‫ها ب َأ ً‬ ‫م ِ‬‫م ِبال ْك َل ِ َ‬
‫ل ل َي َت َك َل ّ ُ‬
‫ج َ‬
‫الّر ُ‬
‫ب " ]مسند أحمد[‪ ،‬فما استصغرته ليس‬ ‫نو‬
‫ُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫را‬ ‫ّ‬
‫ق‬ ‫ح‬
‫ْ َ ُ َ َ ِ‬‫م‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫يا‬
‫ِّ‬ ‫إ‬ ‫"‬ ‫إياكم‪...‬‬ ‫ويقول‬ ‫أحمد[‪،‬‬
‫المر مما أذنبت وإنما من أذنبت فى حقه‪ ،‬هذا هو المر فليست العبرة هى صغر‬
‫الذنب إنما العبرة برب عظيم مطلع عليك وأنت تصنع الذنب‪ ،‬فهذا الحجاب السابع‬
‫حجاب الصغيرة‪.‬‬
‫ثم يكون حجاب الغفلة‬

‫‪13‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫ثم يكون حجاب التوسع فى المباحات‬
‫ثم حجاب حجاب أهل العادات والتقاليد والعراف‬
‫ثم آخر الحجب الحجاب العاشر هو أن ل يـطلب مقصوده يتذبذب‪ ،‬يـقال له الجنة هكذا‬
‫ة ويسرة ويبتعد يمينا ً وشمال ً ول يقصد ربه فُيحجب عن‬ ‫يا عبد الله فإذا به ينظر يمن ً‬
‫عن‬‫م َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬
‫ِ ُ ْ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫(‬‫‪14‬‬ ‫)‬ ‫ن‬ ‫بو‬‫س‬ ‫ْ‬
‫َ ِ ُ َ‬ ‫ك‬‫ي‬ ‫نوا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ما‬
‫ّ‬ ‫هم‬ ‫ب‬‫لو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫لى‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ل َ َ‬
‫را‬ ‫ربه‪ ،‬فيكون المئال } ك َّل ب َ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫حيم ِ )‪ ] { (16‬المطففين‪.[16:14/‬‬ ‫ج ِ‬ ‫ْ‬
‫صالوا ال َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مل َ‬ ‫ه ْ‬‫م إ ِن ّ ُ‬‫ن )‪ (15‬ث ُ ّ‬ ‫جوُبو َ‬
‫ح ُ‬ ‫ذ لّ َ‬
‫م ْ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫ّرب ّ ِ‬
‫خطبتنا هذه أعطتنا أمورا ً وبرنامجا ً عمليا ً لتصحيح الحال مع الله أساسه العلم بالله‪،‬‬
‫تجديد التوبة مع الله‪ ،‬كثرة الستغفار‪ ،‬تب لربك فى اليوم مائة مرة كلما أذنبت الذنب‬
‫عقبه باستغفار وتوبة‪ ,‬قالت لنا عليك بالتباع خلف النبى محمد حتى ل تـحجب‪ ،‬قالت‬
‫لنا إياك والكبيرة العظيمة‪ ،‬إياك وكبائر الباطن وكبائر الظاهر‪ ،‬ل تحقر ذنبا ً وجدد حالك‬
‫مع ربك فل تغفل عنه ول تبتعد عنه فإن أصلحت ما بينك وبين الله أصلح الله حالك‬
‫وأصلح الله مآلك فستكون لك الجائزة عكس هؤلء فإن كان هؤلء صالوا الجحيم‬
‫َ‬
‫ن { ] المطففين‪[18/‬‬ ‫عل ّّيي َ‬ ‫ر لَ ِ‬
‫في ِ‬ ‫ب اْلب َْرا ِ‬ ‫فيكون حالك } ك َّل إ ِ ّ‬
‫ن ك َِتا َ‬

‫نسأل الله تعالى أن يجعل كتابنا فى عليين‪،‬‬


‫نسأل الله تعالى أن يجعل كتابنا فى عليين‪،‬‬
‫اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم‬
‫الكافرين‬
‫اللهم ل تدع لنا ذنبا ً إل غفرته ول مريضا ً إل شفيته ول حاجة من حوائج‬
‫الدنيا إل قضيتها ويسرتها يا رب العالمين‬
‫اللهم طهر لنا قلوبنا‬
‫اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب‬
‫اللهم نقنا من خطايانا كما يـنقى الثوب البيض من الدنس‬
‫اللهم اغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والب ََرد‬
‫اللهم أعنا ول تعن علينا‬
‫اللهم انصرنا ول تنصر علينا‬
‫اللهم أمكر لنا ول تمكر علينا‬

‫‪14‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬
‫ران على قلوبهم‬
‫الشيخ هاني حلمي‬
‫اللهم انصرنا على من بغى علينا‬
‫ربنا اجعلنا لك ذكارين‪ ,‬لك شكارين‪ ,‬لك مطواعين‪ ,‬إليك أواهين منيبين‬
‫ربنا تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وأجب دعوتنا وثبت حجتنا وأسلل سخائم‬
‫قلوبنا ‪ ...‬وأسلل سخائم قلوبنا‪ ...‬وأسلل سخائم قلوبنا‪...‬‬
‫اللهم إنا نسألك الثبات فى المر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات‬
‫رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك قلبا ً سليما ولسانا ً صادقا ونسألك شكر‬
‫نعمتك وحسن عبادتك ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم‬
‫ونستغفرك لما تعلم إنك يا ربنا علم الغيوب‪.‬‬
‫ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا‬
‫ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الخرة حسنة وقنا عذاب النار‬
‫وص ّ‬
‫ل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫فضيلة الشيخ‬

‫هانـــــي حلمــــي‬

‫‪15‬‬ ‫تم العمل بواسطة فريق موقع منهج السلمى ‪ www.manhag.net‬ل تنسونا من صالح دعائكم‬

You might also like