You are on page 1of 590

‫السيرة النبوية‬

‫لبن هشام‬
‫السيرة النبوية لبن هشام‬
‫تحقيق طه عبد الرؤوف سعد‬
‫من صفحة ‪86 -11‬‬
‫المجلد الول‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬
‫بقلم المحقق‬
‫ما هو التاريخ ‪ :‬التاريخ هو رصد حركههة النسههان علههى هههذه الرض ‪،‬‬
‫مها‬ ‫وهذه الحركة تسمى "الصههراع" وأنههواع الصههراعات كههثيرة أهمههها وأقههد ُ‬
‫لنسان ‪ ،‬وذلههك منههذ هبههوط‬ ‫"الصراع البشري" أي صراع النسان مع أخيه ا ِ‬
‫ميعًهها‬
‫ج ِ‬
‫من ْهَهها َ‬ ‫َ‬
‫ل اهْب ِطهها ِ‬‫آدم ‪ -‬عليه السهلم ‪ -‬علههى الرض ‪ ،‬قههال تعهالى }َقها َ‬
‫ض عَهد ُّو{ ]طههه ‪ [123 :‬ومنههذ أن هبههط ممثل البشههرية علههى‬ ‫ض هك ُ ْ‬
‫م ل ِب َعْ ه ٍ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫م وحواء عليهما السلم ‪ ،‬ومههع أول صههدام بيههن النسههان وأخيههه‬ ‫الرضى آد ُ‬
‫متمثل في حادثة قتل قابيل لشقيقه هابيل ‪ ،‬وبعدها وإلى الن ‪ ،‬سههجل لنهها‬
‫خ عبر الزمنة الكثيَر مهن ههذه الصهراعات المتزايهدة بيههن البشهر مهع‬ ‫التاري ُ‬
‫اختلف الحوادث وتطور الحداث ‪ ،‬بين أن يكههون صهراعا لحقهاق الحههق أو‬
‫صراعا لثبات باطل‪.‬‬
‫خ هههو الههذاكرة ُ البشههرية‪ ،‬تلههك الههذاكرة ُ الههتي تميههز بههها‬ ‫وبمهها أن التاري ه َ‬
‫ن الوحيد علههى هههذه‬ ‫ن هو الكائ ُ‬ ‫ن على سائرِ المخلوقات ‪ ،‬فإن النسا َ‬ ‫النسا ُ‬
‫عههبره لحاضههره ومسههتقبله ‪،‬‬ ‫الرض ‪ ،‬الذي له تاريخ يحفظههه ويسههتفيد مههن ِ‬
‫ل في حفظ تاريخه ‪.‬‬ ‫ودليل ذلك التطوُر المذه ُ‬
‫ص الممتزج‬ ‫قص ِ‬ ‫ص ال َ‬‫ى يستخدم الذاكرةَ في ق ّ‬ ‫ن البدائ ّ‬
‫فقد كان النسا ُ‬
‫بهالةٍ من الساطير والخرافات ‪ ،‬التي ُتبرز موضوع قصته ‪ ،‬وخاصة عن‬
‫أسلفه ‪ ،‬ثم تطور إلى تدوين هذا القصص وخاصة المفاخر والمجاد‪.‬‬
‫وكلمة تدوين تشمل العديد من الساليب منها النقش والرسم ‪ ،‬وبعدها‬
‫الكتابة بمفهومها العهام ‪ ،‬ولغاتهها المتعهددة‪ ،‬وطرقهها المختلفههة‪ ،‬وأسهاليبها‬
‫المتميزة‪.‬‬
‫وبما أن التاريههخ عبههارة عهن خزانهة الشهعوب والمههم الههتي تحفههظ بهها‬
‫م الجاهليههة لههم‬ ‫ب أيهها َ‬
‫أخبارها وحضارتها عن طريههق التههدوين بههم فههإن العههر َ‬
‫يلتفتوا إلى أهميةِ التاريخ بمفهومهِ الن؛ بخلف بعهض المخلفهات التاريخيهة‬
‫ث‬‫ض أحههدا ٍ‬ ‫ب الههتي حفظههت لنهها بع ه َ‬ ‫ت النسا ِ‬ ‫التي وردت لنا من خلل روايا ِ‬
‫سابين ‪ ،‬وكان هههذا فههي الفههترة الههتي سههبقت‬ ‫وقع ذكُرها في ثنايا حديث الن ّ‬
‫لسههلمي‪ ،‬وإن كههانت قههد تجلههت بصههورة أجمههح فههي مبههدأ‬ ‫مطلههع الفجههر ا ِ‬
‫الدعوة ‪.‬‬
‫ل كانوا يعرفون مميههزات التاري هِخ فههي حفههظ‬ ‫ورغم أن المسلمين الوائ َ‬
‫أمجاِدهم ‪ ،‬إل أنهم انشغلوا بصنِع هههذا المجههد عههن تههدوينه ‪ ،‬وتناسههوا تاريههخ‬
‫جاهليتهم الذي نظروا إليه نظرةَ عار وانحطههاط أخلقههى ودينههى ل يسههتحق‬
‫التدوين كالسلب والنهب ووأد البنات وما إلى ذلك ‪ .‬وإن كههان للعههرب فههي‬
‫الجاهلية مكارم ل ُتنسى كالكرم والشجاعة في محلها‪ ،‬و العفة والفروسية‬
‫‪ .‬أيضا ً كان انشغال الصحابةِ بالجهاد والفتوح عن جمههع الخبههار وكههان ل بههد‬
‫ن‬
‫من أن يقوم بهههذه المهمههة‪ ،‬خاصههة بعههد أن رسههخت القاعههدةُ وبههدأ البنيهها ُ‬
‫لسههلمي ‪ ،‬وانتشههار الههدعوة‪ ،‬ووضههع السههس والقههوانين‬ ‫ى للهيكل ا ِ‬‫الحقيق ّ‬
‫السههماوية‪ ،‬وأصههبح وضههع المسههلمين فههي حالههة تمكنهههم مههن الههترّوي‬
‫وللستقرار‪ ،‬فالتفت إلى هذا فريق من التابعين الذين كانوا يعتمدون في‬

‫‪2‬‬
‫ن‬‫مه ْ‬
‫ن شههاهدوا الغههزوات مههن الصههحابة و َ‬ ‫مه ْ‬‫جمع مههادتهم علههى سههؤال َ‬
‫ب الرسههالةِ ‪ -‬صههلى‬ ‫ث التي وقعت للمسلمين في عهدِ صههاح ِ‬ ‫صاحب الحدا َ‬
‫الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ن‬
‫الشسسكل التقليسسدي للتاريسسخ عنسسد المسسسلمين الوائل ‪ :‬ولكهه ّ‬
‫ط صههوِره ظهههر علههى تلههك الصههورةِ فههي‬ ‫ل التقليديّ للتأريخ في أبس ه ِ‬ ‫الشك َ‬
‫العصر المويّ ‪ ،‬غير أن مؤرخى بنى أمية لم يعنهم من التأريخ إل ما دعتهم‬
‫ن الدولهةِ ‪ :‬مهن ثنهاٍء وإطهراٍء بمهن اشهتهر‬ ‫ب المحافظةِ على أركا ِ‬ ‫إليه أسبا ُ‬
‫ح لههدولتهم ‪،‬‬ ‫ن فيههها صههال ٌ‬‫منهم ‪ ،‬أو تحقيق لرواية نسب من النساب ‪ .‬يكو ُ‬
‫وإن كان الدافع إلى ذلك في أغلب الحيان هو الرغبة في العطاء‪..‬‬
‫ئ إل مهها تنههاثر فههي‬ ‫ومما ُيؤسف له أنه لم يصل إلينا من هذا التاريِخ ش ٌ‬
‫ض كتههب الدب ‪ ،‬نقل عههن الههرواة‪ ،‬وقههد يرجههع ذلههك إلههى أسههباب‬ ‫ن بع ِ‬ ‫بطو ِ‬
‫الضطرابات والفتن في عصر بنى أمية‪.‬‬
‫س قههد‬‫ة آثههار المههويين ‪ ،‬أو لعههل النهها َ‬‫ولعل العباسيين قههد تعمههدوا إزاله َ‬
‫ة لرأي بني العباس ‪.‬‬ ‫هجرت تلك الكتب وأهملتها مجامل ً‬
‫ى في حقيقة أمههره ‪ ،‬لههم يتمهههد لههه السههبيل إل‬ ‫خ السلم ّ‬ ‫على أن التاري َ‬
‫س ‪ ،‬حيههث ظهههرت بههوادر التههآليف فههي التواريههخ العامههة‬ ‫فههي العصههر العبهها ّ‬
‫ب ظههر وفيهه‬ ‫ل كتها ٍ‬ ‫والخاصة ‪ .‬وإن كان الواقعُ يهيب بنا أن نشهيَر إل أن أو َ‬
‫م" وقههد تجلههى ذلههك فههي اسههتخراِج‬ ‫ن الكري ُ‬ ‫ة هههو "القرآ ُ‬ ‫ت تاريخي ه ٌ‬‫لمحا ٌ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ت الله البينا ِ‬
‫ت في آيا ِ‬ ‫ث التي َورد ْ‬ ‫ض الحواد ِ‬ ‫العبرةِ من بع ِ‬
‫مفهوم السيرة ‪:‬‬
‫ف علهى‬ ‫ويراد ُ بسيرة رسول اللههه صهلوات اللهه وسهلمه عليههه ‪ :‬التعهر ُ‬
‫ده من‬ ‫لرهاصات التي مهدت لرسالته ‪ ،‬وما سبق مول ُ‬ ‫حياته ‪ ،‬من ظهور ا ِ‬

‫‪3‬‬
‫ق الههدعوةِ المحمديهة‪ ،‬ومولههده‬ ‫ة علهى طريه ِ‬ ‫سمات ُتلقى أضواًء رحماني ً‬
‫ونشأته حتى مبعَثه ‪.‬‬
‫ف ‪ ،‬ومها لقهى فههي‬ ‫ن الحنيه ِ‬‫س إلى الهدي ِ‬‫وما جاء بعد ذلك من دعوةِ النا ِ‬
‫لسلم ِ من معارض هةٍ ‪ ،‬ومهها جههرى بينههه عليههه الصههلةُ والسههلم‬ ‫ل نشر ا ِ‬ ‫سبي ِ‬
‫و‪.‬بين من عارضوه من صراع بالقول والسيف ‪ ،‬وذكر من استجاب له حتى‬
‫ة اليمان ‪.‬‬ ‫شعل ُ‬‫ة الحقّ وأضاءت ُ‬ ‫علت راي ُ‬
‫عرفت تلك الحههروب بههالغزوات والسههرايا‪ ،‬وإن غلههب عليههها لفههظ‬ ‫وقد ُ‬
‫ل ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬ ‫المغازي " أي الحروب التي اشترك فيها الرسو ُ‬
‫ة‬
‫خ حيهها ِ‬ ‫ن ‪ ،‬حتى شمل معناه تاري َ‬ ‫بالقتال "‪ ،‬ولكن هذا السم تطور مع الزم ِ‬
‫والصههحابة‪ ،‬رضههوان اللههه عليهههم ‪ ،‬ومههن‬ ‫ي صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫النب ّ‬
‫الرجههح أن كلمههة " مغههازي " كههانت تشههير إلههى حيههاة النههبي فههي المدينههة‬
‫المشرفة فقط ‪ ،‬وذلك لن المدينة هى التي شهدت فترة الغزوات والقتال‬
‫بين المسلمين وغيرهم من أهل الشرك ‪ .‬ثم اتسع نطاقُ هذا اللفظ شههمل‬
‫سيرة َ النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬بأكملها ‪.‬‬
‫الدواعي إلى جمع السيرة ‪:‬‬
‫لسلم في جمههع القههرآن الكريههم وتفسههيره ‪ ،‬وجمههع‬ ‫عندما أخذ علماُء ا ِ‬
‫ل اليههات ‪،‬‬ ‫ن نههزو ِ‬
‫الحاديث ووجدوا أنفسهههم فههي حاج هةٍ إلههى تحقيههق أمههاك ِ‬
‫وإيضاح حقائق الحههداث الههتي جههرت ‪ ،‬وكههذلك بالنسههبةِ لجمههع الحههاديث ‪،‬‬
‫ل ‪ -‬صلى الله عليسسه‬ ‫ل الرسو ِ‬ ‫ل وأعما ِ‬‫والتشريع بالحلل والحرام في أقوا ِ‬
‫وسلم ‪ -‬وأيضا ً أقواله في التشريِع والتفسيرِ والمواعظ ‪ ،‬فكههان ل ب ُهد ّ مههن‬
‫ب لههذلك كلههه ‪،‬‬ ‫الرجوِع إلى جمِع السيرةِ النبوية أول ً ‪ ،‬لنههها المنبههت الخص ه ُ‬
‫ن‪.‬‬ ‫والمرجعُ الصادقُ في هذا الشأ ِ‬

‫‪4‬‬
‫القرآن الكريم والسيرة ‪:‬‬
‫ل السههلم ِ‬ ‫ف ‪ ،‬فقههد كههان العههرب قبه َ‬ ‫ل والتخل َ‬ ‫جاء السلم ليمحى الجه َ‬
‫م بنزولههه ‪ .‬هههزةً فهي أعمهاق‬ ‫غارقين في جاهليتهم ‪ ،‬فأحدث القههرآن الكريه ُ‬
‫ً‬
‫ب الم هَر رأسها علههى‬ ‫َ‬
‫جهلهم ‪ ،‬واستمر في هّز سههباتهم وجهلهههم ‪ ،‬حههتى قَله َ‬
‫عقب ‪ ،‬ليضىء نوَر العلم والمعرفة ‪.‬‬
‫ى أمهره ‪:‬‬ ‫ي المه ّ‬‫ي علهى النههب ّ‬‫وكما نعرف جميعا ً أن أول مهها نههزل الهوح ُ‬
‫ْ‬
‫ة‬
‫ق{ ]العلههق‪ [ 1 :‬ويحثههه علههى العلههم والمعرفه ِ‬ ‫خل َه َ‬
‫ذي َ‬ ‫ك ال ّه ِ‬ ‫سم ِ َرب ّ َ‬ ‫}اقَْرأ ِبا ْ‬
‫م{ ]العلق‪ [4:‬إشارة إلى محو الجهههل بنههور العلههم‬ ‫م ِبال ْ َ َ‬ ‫ذي عَل ّ َ‬ ‫بقوله ‪} :‬ال ّ ِ‬
‫قل ِ‬
‫والقراءة والكتابة‪.‬‬
‫يشجع المسلمين علههى محههو‬ ‫لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أميتهم فنجده في غزوة بدر يفدي بعض السرى الههذين يكتبههون أن يعلمههوا‬
‫عشرة من صبيان المدينة الكتابة ‪.‬‬
‫ة النبويههة الشههريفة مصههدرين‬ ‫وكههان القههرآن الكريههم وبجههواره السههن ُ‬
‫أساسيين للتاريههخ السههلمي ‪ ،‬خاصههة مهها اتصههل بالسههيرة النبويههة‪ ،‬وبجههوار‬
‫ص البشههري بصههفة عامههة‪،‬‬ ‫ص ِ‬
‫ق َ‬ ‫السيرة كان القرآن يرصد لنا للعبرةِ بعض ال َ‬
‫أي أن التاريخ القرآنى يعد تاريخا لكل البشر والبشرية‪.‬‬
‫وقد رصد لنا القرآن تاريخ النبي بصههفة خاصههة مههن خلل بعههض اليههات‬
‫القرآنية‪ ،‬وأحيانا ً كان يشتمل على سههورة بأكملهها كسههورة النفهال ‪ .‬تشههير‬
‫إلى سيرة النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وأصحابه ‪.‬‬
‫ومثال ً علههى التأريههخ القرآنههي للسههيرة تلههك اليههات الههتي تحكههي تاريههخ‬
‫ة‬
‫ل بالههدعو ِ‬ ‫الدعوة ‪ .‬فقد أمر الله تعالى نبيه ‪ -‬بعد َ نزول الوحى ‪ -‬المَر الو َ‬
‫م فََأنذِْر{ ]المدثر ‪ [ 2 ، 1‬ثم أمره بعلنية‬ ‫مد ّث ُّر * قُ ْ‬
‫َ‬
‫بقوله تعالى ‪} :‬ي َأي َّها ال ْ ُ‬

‫‪5‬‬
‫ك‬‫ن ات ّب َعَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك اْل َقَْرِبين * َوا ْ‬ ‫شيَرت َ َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬‫ك لِ َ‬ ‫جَنا َ‬‫ض َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫الدعوة بقوله ‪} :‬وَأنذِْر عَ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫عه ْ‬ ‫ض َ‬ ‫مُر وَأعْهرِ ْ‬ ‫مهها ت ُهؤْ َ‬‫صهد َعْ ب ِ َ‬ ‫ن{ ]الشعراء‪َ} [215-214:‬فا ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن{ ]الحجر‪ [94:‬ونجد في سورة " عبس " تصههف لنهها اليههات رد‬ ‫كي َ‬‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬‫ال ُ‬‫ْ‬
‫فعل المشركين تجاه ما يدعو إليه النبي وتجسههد لنهها مهها تعههرض لههه محمههد‬
‫ث النبي وأصحابه على التحلي‬ ‫وأصحابه من الذى وتعنت الكفر‪ .‬واليات تح ّ‬
‫بالصبر‪.‬‬
‫ويستمر القرآن الكريم ِبعرض سيرة النبي ‪ :‬من هجرة المسلمين معه‬
‫ل ووعههدهم بالنصههر علههى المشههركين بقههوله‬ ‫إلى المدينة‪ ،‬والذن لهم بالقتا َ ِ‬
‫م لَ َ‬ ‫ُ‬
‫ديٌر *‬ ‫قه ِ‬ ‫ص هرِهِ ْ‬‫ه عَل َههى ن َ ْ‬ ‫ن الل ّه َ‬‫موا وَإ ِ ّ‬ ‫م ظل ِ ُ‬ ‫قات َُلو َ‬
‫ن ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫ن يُ َ‬
‫ذي َ‬‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫تعالى ‪} :‬أذِ َ‬
‫َ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫ه‪] { ...‬الحج ‪-39 :‬‬ ‫قوُلوا َرب َّنا الل ّ ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫حقّ إ ِّل أ ْ‬ ‫م ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ن دَِيارِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪ [40‬وهنا نجد الية تحمل لنا خلفية تاريخية توضح لنا حال المسلمين ‪.‬‬
‫ثم نزلت اليات ترصد الغزوات ففيه غزوة بدر نزلت سورة " النفال "‬
‫وفيها ُنصح للمسلمين بأل يختلفوا بشأن الغنائم ‪ ،‬وتشرح للمسههلمين كيههف‬
‫تقسم هذه النفال ‪ ،‬وتحههذرهم مههن الخلف عليههها‪ ،‬وأكههثر مههن ذلههك حيههث‬
‫عرضت لنا صورة حية لحال المسلمين والسرى‪.‬‬
‫ً‬
‫ونزلت مواضع من سورة " آل عمران " أيضا لغههزوة بههدر وغههزوة أحههد‬
‫ى أمر الرسول ‪ ،‬وتشد مههن‬ ‫عص َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫حيث خففت على المسلمين ‪ ،‬ووبخت َ‬
‫أمر المناضلين ‪ ،‬وُتوعد الشهداء بأنهم أحياٌء عند رّبهههم ُيرزقههون ‪ ،‬وأن لهههم‬
‫الجنة‪.‬‬
‫وفي غزوة الحزاب تنزل سورة " الحزاب " صههورة كاملههة حيههة لهههذه‬
‫ورت ما دار في فههترة الحصههاِر‪ ،‬وحههال الحههزاب ‪ ،‬وموقههف‬ ‫ص ّ‬ ‫الغزوة حيث َ‬
‫اليهود والمنافقين ‪.‬‬
‫وفي مراحل الغزو الخيرة في آخر حيههاته ‪-‬الشههريفة صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم ‪ ،‬تنزل سورة "براءة"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ح{ ]النصههر‪[1:‬‬ ‫ص هُر الل ّههِ َوال ْ َ‬
‫فت ْه ُ‬ ‫جاَء ن َ ْ‬ ‫وفي سورة " النصر " أيضا ً ‪} :‬إ ِ َ‬
‫ذا َ‬
‫ت السههلمية‬ ‫ل عصر الفتوحا ِ‬ ‫حيث ُبشر المسلمون بالنصر وفتح مكة‪ ،‬وحلو ِ‬
‫المتوالية ‪.‬‬
‫إن ههذا العهرض المبسهط محاولههة للقهاء الضهوء علهى أهميههة القههرآن‬
‫الكريم كمصدرٍ أساسى لتاريخ سيرة الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم ‪-‬‬
‫والمسلمين من الصحابة سواء في مكة أو المدينة‪ ،‬أو المغههازي والمواقههف‬
‫الذي اصطدم فيها المسلمون مع المشركين أو اليهودِ والمنافقين ‪ ،‬وأيضهها ً‬
‫ة‪ ،‬وأرشههدهم للطريههق القههويم ِ وموقههف‬ ‫المواقف التي ُتهم المسلمين خاص ً‬
‫الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬من ذلك وذاك ‪.‬‬
‫أهمية السيرة النبوية لكل البشر ‪:‬‬
‫ت تجعلهها‬ ‫إن سيرة النههبي ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬تمتههاز بصههفا ٍ‬
‫ب في المكان الول بين سههير التاريههخ ‪ ،‬ومههن أهههم تلههك الصههفات أنههها‬ ‫تنص ّ‬
‫ة بكتاب الله العزيههز الههذي‬ ‫سيرة تاريخية بمفهومها العام ؛ ومن كونها موّثق ً‬
‫ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫ة ُيقويههها لههدى‬ ‫وكون سيرة ُ محمد ‪ -‬صلى اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬تاريخيه ً‬
‫مريديها‪ ،‬أن السيرة الخرافية السطورية ل تلقى أيّ اهتمههام لههدى السههامع‬
‫ي ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم ‪ -‬فسههيرةٌ يشهههد لههها‬ ‫أو القارئ ‪ .‬أما سيرةُ النب ّ‬
‫ً‬
‫المحققون والثقات من الرواة‪ ،‬لذلك نجد الناس يهتمون بها اهتمامهها ليههس‬
‫ة ثابتههة‬
‫فيه رعونة أو ضياعٌ لوقت فراغهم ‪ ،‬بل يشههغفون بههها لكونههها حقيق ه ً‬
‫راسخة في وجدان التاريخ ‪.‬‬

‫م من خللها‬
‫ومن أغراض الهتمام بالسيرة النبوية أن يتصور المسل ُ‬

‫‪7‬‬
‫ة السلمية الكاملة المتمثلة في حياةِ النههبي ‪ -‬صههلى اللههه عليههه‬ ‫الحقيق َ‬
‫منههذر‬ ‫‪ -‬لنها سيرةُ أعظم ِ البشههر وأصههلحهم خههاتم ِ النههبيين ‪ ،‬فهههو ُ‬ ‫وسلم‬
‫ت الحميهدة‪ ،‬الهتي‬ ‫ل الصهفا ِ‬ ‫ج منير‪ ،‬وهو أيضا جامع لكه ّ‬ ‫ً‬ ‫ومبشر وداع ‪ -‬وسرا ٌ‬
‫ً‬
‫جعلت سيرته تمتاُز عن غيرههها‪ ،‬وأن تكههون مثل أعلههى للبشههر كافههة‪ ،‬وإلههى‬
‫دى المانة وبّلغ الرسالة الخيههرة الههتي بعثههه اللههه‬ ‫جانب تلك الصفات ‪ ،‬أنه أ ّ‬
‫ل بها إلى العاملين ‪ ،‬فجاء بالشريعةِ التي ل يحتاج الفرد إلههى غيرههها‬ ‫عّز وج ّ‬
‫م‬ ‫لههذلك فههإن سههيرَته ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬عطههرة خالههدة حههتى يههو َ‬
‫القيامة ‪.‬‬
‫ت‬ ‫وإن شخصية محمد ‪ -‬صلى الله عليههه وسههلم ‪ -‬بمهها لههها مههن صههفا ٍ‬
‫م الخلق ‪ ،‬لههذلك تعلههق‬ ‫جامعةٍ وعادات نبيلة عالية فقههد ُبعههث ِليتمههم مكههار َ‬
‫المسلمون بسيرة نبثهم لما فيها من أسوة حسنة ومثل أعلى قال تعههالى ‪:‬‬
‫ُ‬
‫م‬‫ه َوال ْي َهوْ َ‬ ‫جههو الل ّه َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫ن ك َهها َ‬ ‫مه ْ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫س هن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫سوَةٌ َ‬ ‫ل الل ّهِ أ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫م ِفي َر ُ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫}ل َ َ‬
‫ه ك َِثيًرا{ ]الحزاب‪. [21:‬‬ ‫خَر وَذ َك ََر الل ّ َ‬ ‫اْل ِ‬
‫ولن نخوض فهي ذلهك المجهال أكهثر مهن ذلهك لن أهميهة السهيرة لهها‬
‫جوانب عدة تحتاج إلى دراسههة خاصههة واسههعة النطههاق تتناسههب وشخصههية‬
‫ومكانة صاحب السيرة ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫محمد نبي السلم ‪:‬‬
‫منههذر‬ ‫الشاهد ُ على تعاليم اللههه وهههدايته ‪ ،‬ومبشههر الصههالحين بالجنههة‪ ،‬و ُ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ذر المذنبين ‪ ،‬وداعى الضالين عن الحقّ والعد ِ‬ ‫الكافرين الغافلين ‪ ،‬ومح ّ‬
‫نور ومصباح ُيستضاء به في الظلمههات للسههائرين والقلههوب الغافلههة ‪ .‬قههال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عًيا إ َِلههى الّلهه ِ‬
‫ه‬ ‫دا ِ‬‫ذيًرا * وَ َ‬ ‫شًرا وَن َ ِ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫دا وَ ُ‬ ‫شاهِ ً‬ ‫ك َ‬ ‫سل َْنا َ‬‫ي إ ِّنا أْر َ‬ ‫تعالى ‪} :‬ي َأي َّها الن ّب ِ ّ‬
‫مِنيًرا { ]الحزاب ‪ [46-45:‬إن شواهد القرآن الكريههم علههى‬ ‫جا ُ‬ ‫سَرا ً‬ ‫ب ِإ ِذ ْن ِهِ وَ ِ‬
‫الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية ‪ -‬علههى صههاحبها الصههلة والسههلم ‪-‬‬
‫ل واحد ٌ منها أن يشههير إلههى مكان هةِ محمههد ‪ -‬صههلى اللههه عليههه‬ ‫كثيرة ول يغف ُ‬
‫م عَل َههى‬ ‫ض هه ُ ْ‬ ‫ض هل َْنا ب َعْ َ‬ ‫ل فَ ّ‬ ‫سه ُ‬ ‫ك الّر ُ‬ ‫ل يقههول تعههالى ‪} :‬ت ِل ْه َ‬ ‫ن الرس ِ‬ ‫وسلم ‪ -‬بي َ‬
‫ً‬
‫ق النبي إشارة قرآنية كريمة أيضا قال تعالى ‪:‬‬ ‫]البقرة‪ [253:‬ولخل ِ‬ ‫ض{‬
‫َ‬ ‫ب َعْ ٍ‬
‫م{ ]القلم ‪. [4-3:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظي ٍ‬ ‫ق عَ ِ‬ ‫خل ٍ‬ ‫ن *وَإ ِن ّك لَعلى ُ‬ ‫مُنو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫جًرا غي َْر َ‬ ‫ن لك ل ْ‬ ‫}وَإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫مه ْ‬ ‫مة ٍ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َر ْ‬ ‫م قال تعالى ‪} :‬فَب ِ َ‬ ‫ة والكر ُ‬ ‫ب والرأف ُ‬ ‫ة القل ِ‬ ‫ومن خصائله رق ُ‬
‫حوْل ِك{ ]آل عمران ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ب لن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫قل ِ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت فَظا غَِليظ ال َ‬ ‫ّ‬ ‫م وَل َوْ ك ُن ْ َ‬ ‫ت ل َهُ ْ‬ ‫الل ّهِ ل ِن ْ َ‬
‫‪. [159‬‬
‫وقد أشار القرآن الكريم إلى حرص النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم ‪-‬‬
‫على نشر الدعوة‪،‬وخوفه على قومه ‪،‬ورأفته عليهم ورحمته بقوله تعههالى ‪:‬‬
‫م‬ ‫ص عَل َي ْك ُه ْ‬ ‫ريه ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫مهها عَن ِت ّه ْ‬ ‫زيهٌز عَل َي ْههِ َ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫سهك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫مه ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سههو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جههاَءك ُ ْ‬ ‫قهد ْ َ‬ ‫}ل َ َ‬
‫م{ ]التوبة ‪[ 128 :‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف َر ِ‬ ‫ن َرُءو ٌ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫هههذه بعههض اليههات الههتي شهههدت علههى مكههارم أخلق النههبي وفضههله‬
‫وخصائله‪.‬‬
‫وهناك أيضا ً وجه آخر من غير المسلمين وصلته السيرة النبوية فأبهرته‬
‫ة محمهد ‪ -‬صههلى اللهه عليههه وسههلم ‪ -‬فلههم يلتفهت إلههى التعصههب‬ ‫شخصههي ُ‬
‫المذموم بل حايد وقال ما يشعر به في مدح النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم‬
‫‪ -‬ومن هؤلء على سبيل المثههال ‪ " :‬الفههونس لمههارتين " الههذي أشههار إلههى‬
‫عظمة النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم ‪ -‬فههي مقدمههة " تاريههخ تركيهها " ول‬

‫‪8‬‬
‫يسعنى هنها أن أنقهل كهل مها كتهب لكنهى ألقهى الضهوء علهى بعضهها قهال‬
‫لمارتين ‪:‬‬
‫"أبدا ً لم يبههدأ إنسههان بمثههل هههذه الوسههائل الضههعيفة عمل فههوق طاقهةِ‬
‫ً‬
‫سههه‬
‫ة غي هَر نف ِ‬ ‫البشر‪ ،‬لنه لم يجد ْ في تصميم هذا المقصود ول في تنفيذه آل ً‬
‫ف الصحراء"‪.‬‬ ‫ة‪ ،‬ول أنصارا ً غير بضعةٍ من البدويين في كن ِ‬
‫الوحيد ِ‬
‫ً‬
‫دعيا كاذبا ؟ ل نظنه هكذا بعدما درسنا‬ ‫ً‬ ‫م ّ‬
‫داعا ُ‬
‫خ ّ‬
‫" أكان هذا الرجل ‪َ ،‬‬
‫حياته وتاريخه ‪ .‬إن ادعاَء الكذب هو رياء ونفاق بالنسبة إلى المعتقد‬

‫‪9‬‬
‫الصلى‪ ،‬والنفاق ليس فيه قوةُ التأمين وإيحاُء الطمأنينة للغيههر‪ ،‬كمهها ل‬
‫يوجد في قول الزور قوةٌ لحقّ الصداقة "‪.‬‬
‫مش هّرع ‪ ،‬مجاهههد‪ ،‬فاتههح الفكههار‪ ،‬معيههد‬ ‫" فيلسوف ‪ ،‬خطيب ‪ ،‬رسول ‪ُ ،‬‬
‫للمعتقدات المعقولة‪ ،‬ولعبادة ليس فيههها أصههنام ‪ ،‬مؤسههس لعشههرين دولههة‬
‫دنيوية‪ ،‬ودولة واحدة روحانية ‪ -‬هذا ما كان محمد ‪ -‬صلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫‪ -‬مهما كانت المقاييس التي تقاس بها عظمة النسان ‪ ،‬مههن يكههون أعظههم‬
‫منه ؟؟؟ "‬
‫لعل الطاعنين على السلم والمحاربين له مههن أوربهها وغيرههها يقتههدون‬
‫لسلم وقد أفلح ‪ .‬وإن لههم يسههتطع أن‬ ‫ل مفكر من بينهم ‪ ،‬حاول فهم ا ِ‬ ‫برج ٍ‬
‫يعبر التعبير الصحيح الذي ُيختصر في كلمة واحدة " النبوة "‪.‬‬
‫نسخ وطبعات السيرة‬
‫إن النسههخ المخطوطههة مهن السههيرة كهثيرة‪ ،‬يوجهد أغلبههها فهي معظههم‬
‫مكاتب أوربا‪ ،‬وهناك نسخة ناقصة بالمكتبة التيمورية‪ ،‬أما النسههخة الصههلية‬
‫رواية ابن إسحاق فقد كان " كربسيك ‪ " Karabacek‬يظههن أنههه عههثر علههى‬
‫ورقة منههها بيههن مجموعههة الههبردي الخاصههة بالرشههيدوق " رينههر ‪" Rainer‬‬
‫والمحفوظة في مكتبة مدرسة كوبريلى بإسههتانبول " دفههتر ‪ " 1140‬ولكههن‬
‫ظهر أنها نسخة من كتاب ابن هشام ‪ .‬ول يزال كتاب ‪ -‬المغازي باقيا حههتى‬
‫اليههوم فههي بطههون الكتههب مثههل مهها جههاء فههي كتههاب المههاوردي " الحكههام‬
‫السلطانية " وفي الفقرات التي أوردها الطبري في تاريخه ‪.‬‬
‫ف‬
‫ن حههذ ٍ‬‫ى دو َ‬‫ن إسحاق بهيكلها الصههل ّ‬ ‫م من سيرةِ اب ِ‬ ‫وأخيرا ً وَ َ‬
‫صلَنا قس ٌ‬
‫ن هشام ‪ ،‬وتوجد قطعتان من هذا‬ ‫ب كما فعل اب ُ‬‫ل أو تهذي ٍ‬ ‫أو تعدي ٍ‬

‫‪10‬‬
‫س بههن بكيههر‪ ،‬وأيض ها ً توجههد‬
‫ب في مكتبة القرويين مههن روايههة يههون َ‬ ‫الكتا ِ‬
‫قطعههة فههي دمشههق مههن روايههة ابههن سههلمة عههن ابههن إسههحاق ‪ ،‬وهههذه‬
‫المخطوطات اعتمد عليها الستاذ محمد حميد الله في تحقيههق سههيرة ابههن‬
‫إسحاق ‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد أكد ذلك أيضا بحث الستاذ عبد العزيز الدوري عههن السههيرة وابههن‬
‫إسحاق ‪ ،‬فقد قال ‪ " :‬وصلنا أخيرا ً قسم من سههيرة ابههن إسههحاق بصههورتها‬
‫الصلية قبل تهذيب ابن هشام "‪.‬‬
‫وذكههر السههتاذ محمههد حميههد اللههه ‪ :‬أن الصههليين الفاسههي والدمشههقي‬
‫قديمان ‪ :‬والقطعة الولى في فاس ناقصة الول ‪ ،‬وكان الناقص هو الورقة‬
‫الولى فقط وفي آخره ما نصه ‪:‬‬
‫" آخر الجزء الول من كتاب المغازي لبن إسحاق يتلههوه فههي الثههامن ‪-‬‬
‫حيرا الراهب "‪.‬‬
‫إن شاء الله ‪ -‬حديث ب َ ِ‬
‫والقطعة الثانية مختلفة من الول ‪ ،‬ولكهن تبتهدئ بحهديث بحيهرا‪ .‬فههي‬
‫تكمل الولى ‪ .‬وفيها من الصفحة ‪ 39‬إلى ‪ 44‬سماعات بعضها مؤرخة مههن‬
‫سنة ‪ 456‬هه ‪.‬‬
‫وتنتهي القطعة الثانية في حديث المعراج والسراء‪.‬‬
‫أما القطعة الدمشقية فتبتدئ في أثنهاِء قصهة غهزوة بهدر‪ ،‬وتنتههى فهي‬
‫أثناء قصة أحد‪.‬‬

‫مههر إلههى‬
‫وعلى عنوان المخطوطة ‪ " :‬يتلوه غزوة السويق ‪ ،‬غزوة ذي إ ِ َ‬
‫نجد سنة ثلث "‪.‬‬

‫وفي آخر القطعة ‪" :‬كتبه طاهر بن بركات الخشوعي في شهر رمضان‬
‫من سنة أربع وخمسين وأربع مائة "‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ثم هناك ثبت السماع من الخطيب البغدادي " وذلك بمدينة دمشق‬
‫من الجامع ‪ ،‬في العشر الول من ذي الحجة سنة ‪ 454‬هه "‪.‬‬
‫وقد طبعت سيرة ابن هشام عدة مرات ‪:‬‬
‫‪ - 1‬طبعههة جههوتنجن ‪ -‬وهههى أصههحها ‪ -‬بألمانيهها سههنة ‪ 1860‬م ‪ :‬بعنايههة‬
‫وستنفيلد المستشههرق اللمههانى فههي مجلههدين ‪ ،‬مضههبوطة بالشههكل‬
‫اللزم ‪ ،‬وألحقها بجزء ثالث فيه تعاليق وملحظات وفهارس ‪ ،‬وفههي‬
‫خّلكههان وابههن‬‫صدره ترجمة ابهن إسههحاق نقل عههن ابهن ُقتيبههة وابههن ِ‬
‫فههري مههن‬ ‫النجار‪ .‬ونقل عن كتب عيون الثههر لبههن سههيد النههاس اليع ُ‬
‫أهل القرن الثامن للهجرة ‪ :‬مهها قيههل مههن الطعههن فيههه والههرد علههى‬
‫الطعن ‪ .‬وغير ذلك من الفوائد الكثيرة ‪.‬‬
‫طبعت السيرة أيضا ً في بولق في ثلثة أجزاء سنة ‪ 1295‬هه‪.‬‬ ‫‪-2‬و ُ‬
‫طبعت بالمطبعة الخيرية في مصر في ثلثة مجلدات سنة ‪1229‬ههه‬ ‫‪ -3‬و ُ‬
‫‪.‬‬
‫طبعت بليبزج سنة ‪ 1900‬م ‪.‬‬ ‫‪ُ -4‬‬
‫‪ -5‬طبعت على هامش كتاب " الروض النف " بمطبعة الجمالية‬
‫سنة ‪ 1 33 2‬هه ‪ 1 9 1 4/‬م ‪.‬‬
‫دي خير العباد سههنة ‪1333‬‬ ‫‪ -6‬وهناك طبعة على هامش زاد المعاد في هَ ْ‬
‫ههه ‪.‬‬
‫طبعت في شههركة مكتبههة ومطبعههة مصههطفى البههابي الحلههبي وأولده‬ ‫‪ُ -7‬‬
‫طبعتين ‪ :‬الولى سنة ‪ 1 35 5‬هه ‪ 1936/‬م ‪ ،‬والثانية سنة ‪ 1375‬هه‬
‫‪ 1955/‬م ‪ .‬من تحقيق الدكتور مصطفى السقا وزملئه ‪.‬‬
‫‪ -8‬طبعت في مطبعة حجازي للمكتبة التجارية في أربعة أجزاء سنة‬

‫‪12‬‬
‫‪ 1356‬هه ‪ 1937 /‬م ‪ ،‬من تحقيق الستاذ الشيخ محمد محيى الدين عبههد‬
‫الحميد‪.‬‬
‫غير طبعات أخرى كثيرة لن يسع الوقت للحديث عنها‪.‬‬
‫وهاهي طبعتنا الجدِيدة والتي امتازت ‪ -‬بعون الله ‪ -‬وأرجههو منههه تعههالى‬
‫سبقنا إليها‪.‬‬ ‫أل نكون قد ُ‬
‫فهههى فههوق الشههرح الكامههل والتعليقههات المفيههدة جههاءت مقههدما لههها‬
‫بمقدمات مفيدة في دراسة هامة عن السيرة ومؤلفيها وأشهر شارحيها مع‬
‫التحقيقات المهمة والفهارس المستوفاة‪ ،‬فهإن كنهت قههد أحسههنت فبفضههل‬
‫من الله ونعمة‪ ،‬وإن كانت الخرى فبضعفى البشري الذي ل يسلم منه أحد‬
‫‪.‬‬
‫ت َرب ّن َهها َل‬ ‫ما اك ْت َ َ‬
‫سهب َ ْ‬ ‫ت وَعَل َي َْها َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬‫سعََها ل ََها َ‬ ‫سا إ ِّل وُ ْ‬ ‫ف ً‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف الل ّ ُ‬‫}َل ي ُك َل ّ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ه عََلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مل ْت َ ُ‬
‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫صًرا ك َ َ‬‫ل عَل َي َْنا إ ِ ْ‬
‫م ْ‬ ‫خط َأَنا َرب َّنا وََل ت َ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫سيَنا أوْ أ ْ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫خذ َْنا إ ِ ْ‬‫ؤا ِ‬ ‫تُ َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَنا أن ْه َ‬ ‫ح ْ‬‫فْر لَنا َواْر َ‬ ‫ف عَّنا َواغ ِ‬ ‫ة لَنا ب ِهِ َواعْ ُ‬ ‫ما ل طاق َ‬ ‫ملَنا َ‬ ‫ح ّ‬
‫ن قب ْل َِنا َرب َّنا وَل ت ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن { ]البقرة ‪.[286 :‬‬ ‫ري َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫قوْم ِ الكافِ ِ‬ ‫ْ‬
‫صْرَنا عَلى ال َ‬ ‫َ‬ ‫موْلَنا َفان ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرواد من كتاب السيرة‬
‫إن سههيرة النههبي ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬شههغلت الكههثير مههن‬
‫المسلمين والمؤرخين فأول ما اهتم بها فريق من التابعين فقد كانت تعقههد‬
‫مجالس خاصة يتحدثون فيههها عههن مغههازي رسههول اللههه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه‬
‫‪ -‬يسألون العلماء والحفاظ من آبائهم أو ممن سمع منهم عنهم ‪،‬‬ ‫وسلم‬
‫ت كيههف كههانت ؟ ومههن شهههدها ؟ وكههم عههدد‬ ‫مثل عههن غههزوة مههن الغههزوا َ‬
‫المشتركين بها ؟‪ . ..‬فكان يحدثهم العالم بذلت بطريقة علمية دقيقة لرصد‬
‫الوقائع وتمييز الصحيح منها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وهذه الطريقة وهي طريقة السناد‪ ،‬قامت بحفظ الحقائق صحيحة ل‬
‫يدخل عليها تشويه أو افتراء‪ ،‬وربما انفردوا بذلك لعلمهم بأهميةِ سيرة‬
‫ق في‬ ‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فنجدهم تحملوا مسئولية الصد ِ‬
‫جرِح والتعديل ‪.‬‬ ‫الرواية واختبار الصحيح منها‪ ،‬عن طريق ال ُ‬
‫ومن أغراض جمعهم للسيرة أيضا ً محاولههة تفسههير بعههض اليههات الههتي‬
‫أشارت إلى وقائع غزوات النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫ة كههبرى فههي جمهِع‬ ‫ومن ذلك وذاك َوجد جيل التابعين ومن تلهههم أهميه ً‬
‫ل النبي ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫ل وأفعا َ‬‫سيرة النبي فأخذوا يجمعون روايات وأقوا َ‬
‫وسلم ‪ -‬حتى شملت سيرته وحياته ‪.‬‬
‫وأول من روى سيرة النبي جماعة من التابعين هم ‪:‬‬
‫‪ -1‬أبان بن عثمان ‪:‬‬
‫هو أبان ابن الخليفة عثمان ‪ُ ،‬ولد قبل سنة ‪ 20‬هجريههة ل بعههدها‪ ،‬لنههه كههان‬
‫في عام ‪ 36‬من الهجرة قد بلغ من العمر ما مكنه من الشتراك في خروج‬
‫عائشة وطلحة والزبير للطلب بثأر عثمان الذي ] ُتوفي سنة ‪ 35‬هجرية [ ‪.‬‬
‫عّينه الخليفة عبد الملك واليا ً على المدينة عام ‪ 75‬هه‪.‬‬
‫واستمر أبان في وليته عليها سبع سنوات ‪ ،‬حتى عام ‪ 83‬ههه ‪ ،‬وفي أثنههاء‬
‫ة يعهد إليه كل عام بإمارة الحج ‪ .‬ولما لم يههأت إليههه أمههر‬ ‫وليته كان الخليف ُ‬
‫الخليفة في عام ‪ 81‬هه بسبب انشغاله بالحرب ‪ ،‬تطلع والى مكة للتشرف‬
‫لمهارة‪ ،‬لنسههبه وقرابتههه ‪ .‬وقههد‬ ‫بإمارة الحج ‪ ،‬إل أن أبان تمسههك بههأولويته با ِ‬
‫اختلفت الروايات في تاريخ وفاته ‪ ،‬فذكر البخاري أنه ُتوفى في عهد الوليد‬
‫]‪ 96 - 86‬هه[ ‪ ،‬وذكر ابن سعد أن وفاته في أيام يزيههد الثههاني ]‪- 101‬‬
‫‪ 105‬هه[ ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ض الروايات أن وفاَته نهاية عهد يزيد الثاني ]‪ 105‬هه [ ‪.‬‬ ‫تذهب بع ُ‬
‫وكان أبان مهن فقههاء المدينهة‪ ،‬فيهروى أنهه كهان يحفهظ فتهاوى أبيهه ‪،‬‬
‫وبعض الروايات تنفى سماعه الحاديث عن أبيه ‪.‬‬
‫أخذ عنه الحديث أبو الزناد والّزهْرِىّ وابنه عبد الرحمن ‪ ،‬ورغم شهههرته‬
‫في كتب الحاديث ‪ ،‬إل أن ابن إسحاق والواقدي وابههن سههعد لههم يههذكروه ‪.‬‬
‫ن عبد الرحمن ‪ .‬وقد ذكر ابن سعد فههي‬ ‫روى عنه أيضا ً المغازي ‪ :‬المغيرةُ ب ُ‬
‫ل الحديث ‪ ،‬إل مغازي رسول الله ‪ -‬صلى الله‬ ‫ة قلي َ‬
‫ذلك الموضع ‪ " :‬كان ثق ً‬
‫عليه وسلم ‪ -‬أخذها من أبان بههن عثمههان ‪ ،‬فكههان كههثيرا مهها ُتقههرأ عليههه ‪،‬‬
‫ولمرنا بتعلمها"‪.‬‬
‫‪ - 2‬عروة بن الزبير‬
‫وام جههد عههروة أخها ً‬ ‫أحهد ُ الشههراف السههابقين إلهى السهلم ‪ ،‬كههان العه ّ‬
‫لخديجة‪ ،‬وكان َأبوه الزبير من السابقين الولين إلى السههلم ‪ ،‬وأخههوه عبههد‬
‫الله هو قائد أبناء المهاجرين والنصار الذين لم يرضوا خلفههة يزيههد‪ ،‬وحكههم‬
‫عروة بكثير من السنين‬ ‫في مكة من عام ‪ 73 - 64‬هه‪ .‬وعبد الله يكبر أخاه ُ‬
‫‪ ،‬حتى نجده يتلقى خبَر أخيه الصغر عندما رجع عههام ‪ 26‬ههه إلههى المدينههة‪،‬‬
‫ولصغر سنه لم ُيسمح له بالشتراك في معركة الجمل [ سنة ‪ 36‬هه] الهتي‬
‫مات أبوه بها‪.‬‬
‫ّ‬
‫كان عروةُ يجتمع كل ليلةٍ في نظام ٍ ببعض أصدقائه في مسجد المدينة‬
‫ع‬
‫في العوام الخيرة من عهد معاوية ]‪ 60 – 41‬هه[‪ ،‬وأصبح فيما بعد موض َ‬
‫خلكههان روايههة‬ ‫ن ِ‬‫ت يروي لنا اب ُ‬ ‫ثقةِ الخليفةِ عبد الملك ‪ ،‬وعن تلك الجتماعا ِ‬
‫تحكي عن زهده في الههدنيا فقههال ‪ " :‬إن المسههجد الحههرام جمههع بيههن عبههد‬
‫الملك بن مروان ‪ ،‬وعبد الله بن الزبير‪ ،‬وأخويه مصعب‬

‫‪15‬‬
‫وعهروة المهذكور‪ ،‬أيهام تهألفهم بعههد معاويهة بهن أبهى سهفيان ‪ .‬فقهال‬
‫ك‬ ‫من ّههه ‪ .‬فقههال عبههد اللههه بههن الزبيههر ‪ :‬أمنيههتى أن أمل ه َ‬
‫م فلَنت َ‬
‫بعضهههم ‪ :‬هل ه ّ‬
‫ب ‪ :‬أمنيتى أن أملك العراقيههن وأجمههع‬ ‫ة ‪ :‬وقال مصع ُ‬ ‫الحرمين وأنال الخلف َ‬
‫سكْينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة ‪ .‬وقههال عب هد ُ‬ ‫َ‬ ‫بين عقيلتي قَُرْيش ‪ُ :‬‬
‫الملك ابن مروان ‪ :‬أمنيتي أن أملههك الرض كلههها‪ ،‬وأخلههف معاويههة ‪ .‬فقههال‬
‫منيههتى الّزههد ُ فههي الههدنيا‪ ،‬والفههوُز‬
‫ت في شيء مما أنتم فيههه ‪ ،‬أ ْ‬ ‫عروة ‪ :‬لس ُ‬
‫ن ممن ُيروى عنه العلم ‪ .‬قال ‪ :‬فصههرف الههدهر‬ ‫بالجنةِ في الخرة‪ ،‬وأن أكو َ‬
‫من صرفه ‪ ،‬إلى أن بلغ كل واحد منهم إلى أمله ‪ ،‬وكان عبههد الملههك لههذلك‬
‫ة‪ ،‬فلينظههر إلههى عُهْروَةَ‬‫ل الجن ه ِ‬
‫ل من أه ِ‬ ‫سّرهُ أن ينظر إلى رج ٍ‬ ‫يقول ‪ " :‬من َ‬
‫ن الّزبير " ‪.‬‬
‫ب ِ‬
‫ة ورحل إلى مصَر وأقَههام بههها سههبعَ سههنين ‪ ،‬ذكههر‬‫وقد ترك عروةُ المدين َ‬
‫البلذ ُِري عن عروة قوله ‪ " :‬أقمت بمصر سبع سنين ‪ ،‬وتزوجت بها‪ ،‬فرأيت‬
‫حمل عليهههم فههوقَ طههاقتهم ؛ وإنمهها فتحههها عمههرو بصههلح‬ ‫أهَلها مجاهي َ‬
‫د‪ ،‬قد ُ‬
‫وعهد‪ ،‬وشىء مفروض عليهم "‪.‬‬

‫عروة ومهوت ابنهه محمهد‪ ،‬منهها‬ ‫وقد حكت لنا الروايات خبر قطع رجل ُ‬
‫رواية هشام بن عروة قال ‪ " :‬ثم قدم عههروة علههى الوليههد بههن عبههد الملههك‬
‫حين شكت رجله ‪ ،‬فقيهل لهه ‪ :‬اقطعهها‪ .‬قهال ‪ :‬إنهي لكهره أن أقطهع منهي‬
‫طابقًا‪ .‬فارتفعت إلى الركبة‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إنها إن وقعت فههي الركبههة قتلتههك ‪.‬‬
‫قطعت ولم ُيقبض وجهه ‪ .‬وقيل له قبل أن يقطعها ‪ُ :‬نسههقيك دواًء ل تجههد‬ ‫ف ُ‬
‫معه ألمًا‪ ،‬فقال ‪ :‬ما يسعني أن هذا الحائط وقاني أذاها‪. . .‬‬
‫وسقط محمد بن عروة بن الزبير‪ ،‬وأمه بنت الحكم بن أبى العاص بههن‬
‫أمية‪ ،‬من سطح في إصطبل دواب الوليد بن عبد الملك ‪ ،‬فضربته بقوائمها‬
‫عروة ‪ :‬إن كنت تعزيني برجلي‬ ‫حتى قتلته ‪ ،‬فأتى عروة رجل يعزيه فقال ُ‬

‫‪16‬‬
‫فقد احتسبتها‪ .‬فقال ‪ :‬بل أعزيك بمحمد‪ .‬قال ‪:‬وما له ؟ فخّبره بشأنه ‪،‬‬
‫فقال ‪:‬‬
‫أقول شوى‪ ،‬ما لم ُيصبن حميمي‬ ‫ً‬ ‫م أحدثن هالكا‬
‫ت إذا اليا ُ‬
‫‪ #‬وكن ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اللهم ‪ ،‬أخذت عضوا وتركت أعضاء‪ ،‬وأخذت ابن ها وتركههت أبنههاء‪ ،‬فإنههك‬
‫ت لقههد عههافيت ‪ .‬وروايههة أخههرى‬‫إن كنت أخذت لقد أبقيت ‪ ،‬وإن كنت ابتليه َ‬
‫في نفس الموضوع تقول ‪ " :‬إن عيسى بن طلحة جاء إلى عروة بن الزبير‬
‫حين قدم من عند الوليد بن عبد الملك ‪ ،‬وقد ُقطعت رجلههه ‪ ،‬فقههال عههروة‬
‫لبعض بنيه ‪ :‬اكشف عن رجلى ينظر إليها‪ .‬فقال له عيسى‪ :‬إنا لّله وإنا إليههه‬
‫راجعون ‪ ،‬يا أبا عبد الله ‪ ،‬ما أعددناك للصراع ول للسباق ‪ ،‬ولقد أبقى اللههه‬
‫مك ‪ .‬فقال عروةُ ‪ :‬ما عزانى أحد‬ ‫لنا منك ما كنا نحتاج إليه منك ‪ :‬رأيك وعل َ‬
‫عن رجلي مثلك "‪.‬‬
‫وليس لدينا خههبر يقينههي عههن سههنة وفههاة عُههروة ؛ ولكههن تؤكههد روايههات‬
‫الثقات أنه توفي سنة ‪ 94‬هه‪.‬‬
‫وكان عروة أحد فقهاء المدينة السبعة‪ ،‬وكما نعرف أن مقامه بالمدينههة‬
‫تلك القامة مكنته من جمع أخبار عن اليام الولى من السلم ‪ ،‬عرفها من‬
‫أبيه وأمه ومن عائشة أكههثر مههن غيرههها‪ ،‬وكههان ل يقطههع زيارتههها وسههؤالها‪،‬‬
‫وكان يشتهر بمعرفته للحديث ‪.‬‬

‫ونجده بجههوار تدريسههه إلههى تلميههذه ‪ ،‬يههدون المعلومههات عههن حههوادث‬


‫الصدر الول من السلم وقد وصلتنا عن طريق كتب ابن إسحاق والواقدي‬
‫والطبري ‪ .‬وهي عبارةٌ عن رسائل إلههي ‪ ،‬الخليفههة عبههد الملههك كمهها ظههن "‬
‫هنْيهدة‪ ،‬الهذي عهاش فهي كنهف‬ ‫هوروفتس " وبعضها يخاطب بهها ابهن أبهي ُ‬
‫الخليفة الوليد‪ ،‬وما دّونه عروة يعتبر أقدم المدّونات التي حكت لنا‬

‫‪17‬‬
‫ي الخاصة بحياته ‪ ،‬وأيضا ً يرجع أهميتها من كونها أقههدم نههثر‬ ‫حوادث النب ّ‬
‫ّ‬
‫تاريخي عربي ‪ ،‬رغم عدم عثورنا على أي كتاب مؤلف له في المغازي ‪ ،‬إل‬
‫سير‪،‬‬‫أنه كان له فضل كبير في جمع وإخراج أهم الحاديث عن المغازي وال ّ‬
‫ل فههي‬‫وكان عروةُ شغوفا ً بالحديث ‪ ،‬ويخبرنا ابنه هشام ‪ :‬أن عهروة لههم يقه ْ‬
‫محب ّها ً للشههع ِ‬
‫ر‪،‬‬ ‫ول على الحديث وكههان أيض ها ً ُ‬ ‫شىء قط برأيه ‪ ،‬وإنما كان يعَ ّ‬
‫يقول هوروفتس ‪ " :‬إن عروة أدخل أشعار المشركين في الحوادث ‪ ،‬حههتى‬
‫في الحاديث الخاصة بسيرة النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬التي رواههها‬
‫لتلميذه كما فعل ابن إسحاق فيما بعد "‪.‬‬
‫حبيل بن سعد‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫شَر ْ‬
‫شَرحبيل بن سعد‪ ،‬مولى بنى خطمههة المههدنيين ‪ ،‬ويقههال إنههه عههرف‬ ‫هو ُ‬
‫علّيا [ المتوّفى سنة ‪ 40‬هه ]‪ ،‬ويقال إنه مات عام ‪ 123‬هه وقههد نيههف علههى‬
‫المائة‪ ،‬وأخذ الحديث عن زيد بن ثابت ‪ ،‬وأبي هريرة‪ ،‬وأبي سعيد الخدري ‪،‬‬
‫سئل عنههه ‪ " :‬وأح هد ٌ ُيحههدث عههن‬ ‫ولم يقف ابن إسحاق على روايته ‪ ،‬وحين ُ‬
‫شرحبيل ؟! " ورغم ذلك ذكره ابن حبان في الثقات ‪ ،‬ول يروي عنه بجانب‬
‫ابن إسحاق الواقدي ‪ ،‬ونجد ابن سعد يأخذ عنه خبرا عن هجههرة النههبي مههن‬
‫شرحبيل في هذا الخبر أيّ إسناد ‪.‬‬ ‫قباء إلى المدينة‪ ،‬ول يذكر ُ‬
‫منبه‬‫ن ُ‬‫وهب ب ُ‬ ‫‪َ -4‬‬
‫ل فارسههي‪ ،‬مههن إحههدى السههرات الفارسههية‬ ‫كان وهب بن منبه من أص ٍ‬
‫ده اخههبر‬‫ب فههي الجاهليههة‪ ،‬وُيلقههب ج ه ّ‬ ‫التي اسههتقرت فههي جنههوب بلدِ العههر ِ‬
‫بالسوار‪ ،‬ويذكر الواقدى أنه اعتنق السلم سنة ‪ 10‬هه وهذا خطأ لن‬

‫‪18‬‬
‫وهبا ً ُولد بعد الهجرة وليس قبلها‪ ،‬والصح أنه ُولد مسلمًا‪ ،‬وربما يقصههد‬
‫م أبيه لن رهبا ً ُولد عام ‪ 34‬هه‪.‬‬ ‫الواقدىّ إسل َ‬
‫ة زاهدة ً ؟ فيقال " لبث وهب بن منبه عشههرين‬ ‫وكان وهب يعيش عيش ً‬
‫ً‬
‫سنة ولم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا‪ .. .‬ولبث أربعين سههنة لههم يرقههد‬
‫على فراش "‪.‬‬
‫وُيعرف وهب في المصادر بأنه ثقههة‪ ،‬ويقههال إنههه َرَوى عههن ابههن عبههاس‬
‫وجابر وأبي هريرة وغيرهم ؛ ولكن لم يقبل الرواة على الخههذ عنههه إل فههي‬
‫ل الكتههاب ‪،‬‬ ‫ة خاصة بأحاديث أههه ِ‬ ‫النادر‪ ،‬وربما يرجع ذلك لنه كان يعنى عناي ً‬
‫دسههة‪ ،‬عههن طريههق‬ ‫وأنه كان يعرف ما تحويه كتب اليهود والمسههيحيين المق ّ‬
‫ت المعتمههدين فههي‬ ‫صلته باليمنيين من أهل الكتاب وُيعتبر وهههت مههن الثقهها ِ‬
‫قصص النبياء خاصة‪ .‬ولكنه تطرق إلى تاريخ الُعباد‪ ،‬أي الولياء‪.‬‬
‫إن كتابههات وهههب تعتههبر مههدخل ً إلههى سههيرة النههبي حيههث إنههها ترتبههط‬
‫بالرسالت السماوية قبل نبينا محمههد ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬وكههان‬
‫ل التابعين حيث بدأ جيل تابعي التابعين وهو جيههل شههيوخ‬ ‫ب من آخر جي ِ‬ ‫وه ٌ‬
‫ابن إسحاق ‪ ،‬من بينهم عبد الله بن أبي بكر بن محمد‪ ،‬وعاصم بن عمر بن‬
‫قتادة‪ ،‬ومحمد بن مسلم الزهري ‪.‬‬
‫ه ‪ -‬عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن حزم‬
‫هو عبد الله بن أبى بكر بن محمههد‪ُ ،‬ولههد بالمدينههة‪ ،‬كههان أبههوه أبههو بكههر‬
‫ب عهن‬ ‫ن وهه ٍ‬ ‫قهِ ‪ :‬قال اب ُ‬‫قاضيا ً في المدينة من عام ‪ 86‬هه وكان عالما ً بالف ْ‬
‫ر‬
‫كن أحد ٌ بالمدينة عنده من علم ِ القضاِء ما كان عنهد َ أبهي بكه ِ‬ ‫ك ‪ " :‬لم ي َ‬‫مال ٍ‬
‫حْزم ٍ " وكان قد أخذ الفقه عن أبان بههن عثمههان ‪ ،‬وتقلههد وليههة المدينههة‬ ‫ن َ‬ ‫ب ِ‬
‫وتوفي عام ‪ 120‬هه تقريبًا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وقد تنصب ابنه محمد للقضاء في المدينة مثل أبيه ‪.‬‬
‫هكذا نشأ عبد الله بين أسرة رفيَعة المقام والعلم ‪ ،‬ولكنه ل يميل إلههى‬
‫المناصب خاصة وقد كان أبوه حيا‪ .‬وقد ذكر ابههن حجههر عههن مالههك أخههبرنى‬
‫ابن عنزابة قال ‪ :‬قال لي ابن شهاب ‪ :‬من بالمدينة ؟ فقال ابن شهاب ‪ :‬ما‬
‫ثم مثل عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬ولكنه يمنعه أن يرتفع ذكره مكههان أبيههه وهههو‬
‫حى ‪.‬‬
‫وكان عبد الله يأذن لبن إسحاق أن يسههمع مههن عمههرة زوجتههه ‪ ،‬وكههان‬
‫عبد الله ل يفصحلبن إسحاق على بعض المور التي ربمهها قههد تسههيء إلههى‬
‫ة‪ ،‬فلم يذكر له مثل أسماء المدنيين اللذ َْين خالفا أوامههر النههبي‬ ‫بعض الصحاب ِ‬
‫حجر ثمود (‪.‬‬‫أثناء نزول عسكره بجوار الحجر ) ِ‬
‫قال ابن إسحاق في ذلك ‪ " :‬حدثني عبد الله بن أبى بكر أنه قد سههمى‬
‫له العباس الرجلين ‪ ،‬ولكنه استودعه إياهما‪ ،‬فأبى عبد الله أن يسميهما لي‬
‫"‪.‬‬
‫ب السنويّ ‪ ،‬لذلك نجده‬ ‫ويعتبر عبد الله هذا هو أول من استعمل الترتي َ‬
‫يجمع الغزوات مرتبههة حسههب السههنوات ‪ ،‬وقههد اقتبسههها ابههن إسههحاق فههي‬
‫ميههر‪،‬‬ ‫السيرة‪ ،‬وقد نقل عنه أيضا ً الرسههالة الههتي كتبهها النههبي إلهى ملههوك ِ‬
‫ح ْ‬
‫ده اخبر عمرو بن حزم ليأخذها معه إلى أهل‬ ‫ة التي أعطاها النبي ج ّ‬‫والوثيق َ‬
‫نجران ‪ ،‬حيث كان يفقههم في الدين ‪.‬‬
‫وكان عبد الله مثل من سبقه يذكر الشعار بين الحوادث ‪.‬‬
‫وتوفى عبد الله ما بين ‪ 130‬أو ‪ 135‬هه‪ ،‬فقد اختلفههت الروايههات منهههم‬
‫من قال سنة ‪ 130‬هه ‪ ،‬ومنهههم مههن قههال ‪ 135‬ههه ولكنههه تههوفى وهههو ابههن‬
‫سبعين سنة ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ - 6‬عاصم بن عمر بن قتادة‬
‫ه مههن‬ ‫ً‬
‫كان عاصم بن عمر بن قتههادة مههن المدينههة أيض ها‪ ،‬وكههانت أسههرت ُ‬
‫ده قتادةُ أحد ُ النصار الذين حاربوا فهي بههدرٍ مهع‬ ‫ج ّ‬‫السابقين إلى السلم ‪ .‬و َ‬
‫حنين ‪.‬‬‫ل لواِء قبيلته في ُ‬ ‫ً‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وهو أيضا حام ُ‬
‫م عاصم إلههى‬ ‫وكان عاصم من أهل العلم بالمغازي ‪ ،‬ذكر ابن سعد قدو َ‬
‫عمر بههن عبههد العزيههز فقضههى دين َههه ‪ ،‬وأمههره أن‬ ‫دمشق فقال ‪ " :‬وفد على ُ‬
‫س بالمغههازي ومنههاقب الصههحابة ؛‬ ‫يجلس في مسههجد دمشههق فيحههدث النهها َ‬
‫ففعل ‪ ،‬ثم رجع إلى المدينة "‬
‫ت في رواية الحديث ‪ ،‬وقد روى عنه ابن‬ ‫وعاصم بن عمر من بين الثقا ِ‬
‫إسحاق والواقدي ‪ :‬المغازي ‪ ،‬وكان أيضا ً يجمع أخبار شههباب النههبي ‪ -‬صههلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬في مكة ‪.‬‬
‫ن الحههداث ‪ ،‬وكههان‬ ‫ً‬
‫م التصريِح بالسناِد‪ ،‬وأيضا ُيدخل الشههعَر بي ه َ‬ ‫وهو دائ ُ‬
‫ه اللههه حههوالى‬ ‫كثيرا ً ما يحلل تلك الحوادث بالرأي الخاص به ‪ .‬وُتوفي رحم ه ُ‬
‫عام ‪ 119‬هه ‪.‬‬
‫ى = محمد بن مسلم‬ ‫ر ّ‬‫ه ِ‬‫‪ -7‬الّز ْ‬
‫هو محمد ُ بن مسلم بن عبيد الله ‪ ،‬بن عبد الله بههن شهههاب ‪ُ ،‬يكنههى أبهها‬
‫ت في مولده بين سنة ‪ 50‬أو‬ ‫بكر‪ ،‬من بني ُزهرة بمكة‪ ،‬وقد اختلفت الروايا ُ‬
‫‪ 51‬هجرية وقيل سنة ‪ 56‬أو ‪ 57‬أو ‪ 58‬هجري ‪.‬‬
‫ن عبهدِ‬ ‫كان الزهري وثيق الصلة بعبد الملك وكان يفتي في أيام عمَر ب ه ِ‬
‫العزيز في بعض المساِئل الفقهية ‪.‬‬
‫اشتهر الزهريّ بالكرم ‪ ،‬قال عنه قُههرة بههن عبههد الرحمههن ‪ " :‬مهها رأيههت‬
‫ر"‪.‬‬
‫ن عليه منه ‪ ،‬كأنها عنده بمنزلة البعْ ِ‬ ‫م أهو ُ‬‫أحدًا‪ ،‬الديناُر والدره ُ‬

‫‪21‬‬
‫ن خلكههان ‪" :‬‬ ‫وكان الزهري يحضر مجالس هشام بن عبد الملك ذكر اب ُ‬
‫وحضر الزهريّ يوما مجلس هشام بن عبد الملك ‪ ،‬وعنده أبو الزنههاد وعبههد ُ‬
‫الله بن ذكوان ‪ ،‬فقال له هشام ‪ :‬أي شهر كان يخههرج ‪ .‬العطههاء فيههه لهههل‬
‫المدينة ؟ فقال الزهرى ‪ :‬ل أدري ‪ .‬فسأل أبا الزناد‪ ،‬فقال ‪ .:‬في المحههرم ‪.‬‬
‫م ‪ ،.‬فقال ‪ :‬مجلس‬ ‫م للزهريّ ‪ :‬يا أبا بكر‪ ،‬هذا علم استفدته اليو َ‬ ‫فقال هشا ٌ‬
‫م "‪ .‬وقد درس الزهري بالمدينة ثههم‬ ‫أمير المؤمنين أهل أن ُيستفاد منه العل ُ‬
‫سمى " بفقيه القصر العلمههة‬ ‫رحل بهذا العلم إلى عاصمة الخلفة حتى أنه ُ‬
‫" لقترابه من الخليفة‪.‬‬
‫وقد درس بالمدينة أنساب قومه على يد عبيد اللههه بههن ثعلبههة‪ ،‬وبعههدها‬
‫اتصل بسعيد بن المسسّيب ‪ ،‬وكان وقتها هو المستفتي والغالب على علم‬
‫المدينة وله قدٌر كبير عند الناس‪.‬‬
‫ي ‪ " :‬وكنا نجالس ابن المسّيب ل نسأله حتى يههأتي إنسههان‬ ‫وذكر الذهب ّ‬
‫فيسأله ‪ ،‬فيهيجه ذلك ‪ ،‬فيحدث ‪ ،‬أو يبتدئ هو فيحدث "‬

‫ومن شيوخ الزهري كما قيل عن معمر قههال سههمعت الزهههريّ يقههول ‪:‬‬
‫ن المسيب ‪ ،‬وعروَةَ بن الزبير‪ ،‬وأبا‬ ‫ة بحورٍ ‪ :‬سعيد ب َ‬ ‫أدركت من قريش أربع َ‬
‫ه بن عبد الله بن عتبة "‪.‬‬ ‫ن عبد الرحمن‪ ،‬وعبيد َ لل ّ‬‫سلمة ب َ‬
‫م‬
‫يقول عنه عراك بن مالههك ‪ :‬إنههه أعلههم أهههل المدينههة‪ ،‬لنههه جمهعّ عله َ‬
‫ة‪ .‬وسههعيد وعبيههد اللههه ‪ ،‬ولكنههه عههاب عليههه صههلته الوثيقههة بالخلفههاء‬
‫عههرو َ‬
‫المههويين‪ :‬يقههول مكحههول ‪ " :‬أي رجهل الزهههري ‪ ،‬لههول أنههه أفسههد نفسههه‬
‫بصحبةِ الملوك " وكان يفخر لتلميذه بعلمه فيقههول ‪ " :‬مهها نشههر أحههد مههن‬
‫الناس هذا العلم نشرى‪ ،‬ول بذله بذلي "‪.‬‬

‫ول الليههث‪ " :‬مهها رأيههت‬


‫وكان واسع المعرفة حتى اشههتهر‪ ،‬بههها‪ ،‬يقه َ‬
‫عالما ً‬

‫‪22‬‬
‫ط أجمع من ابن شهاب ول أكثر علمهها منههه ‪ ،‬لههو سههمعته يحههدث فههي‬ ‫ق ّ‬
‫دث عن النساب لقلت ‪ :‬ل يعرف‬ ‫الترغيب لقلت ‪ :‬ل يحسن إل هذا‪ ،‬وإن ح ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إل هذا‪ ،‬وإن حدث عن القرآن والسههنة كههان حههديثه نوعها جامع ها "‪ .‬وكههانت‬
‫ذاكرته قوية كثير الحفظ والمثلة على ذلك كثيرة‪ ،‬منها مهها رواه صههالح بههن‬
‫ن ‪ .‬قال‬ ‫ل نكتب السني َ‬‫كيسان ‪ " :‬كنت أطلب العلم أنا والزهريّ فقال ؟ تعا َ‬
‫ي – صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ .‬ثههم قههال ‪ :‬تعههال‬ ‫‪ :‬فكتبنا ما ‪ .‬جاء عن النب ّ‬
‫ت "‪.‬‬‫ضهي ّعْ ُ‬
‫نكتب ما جاء عن الصحابة ‪ .‬قهال ‪ :‬فكتهب ولهم أكتهب ‪ ،‬فأنجهح و ُ‬
‫وكانت مكتبة المويين بدمشق تحمل الكثير من المجلدات التي أوضع فيهها‬
‫ن سعد رواية عن معمههر‬ ‫الزهريّ ما جمعه من العلوم ‪ ،‬وعن ذلك ذكر لنا اب ُ‬
‫تلميذ الزهري قال ‪ " :‬كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهريّ حههتى قتههل الوليههد‪،‬‬
‫فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه ‪ ،‬يقول ‪ -‬معمر ‪ : -‬من علم‬
‫الزهري "‬
‫ولم يصل إلينا كتاب مستقل من مؤلفاته ‪ ،‬ولكههن جمعههت بعههض مههادته‬
‫عن طريق كتب السيرة وتاريخ السلم ‪ ،‬واعتمههد الزهههري فههي ذلههك علههى‬
‫مقتبسات ابن سعد وخاصة في المادة التي تحوي تاريخ حيههاة النههبي صههلى‬
‫الشاملة ‪.‬‬ ‫الله عليه وسلم‬
‫ً‬
‫ووفاة الزهرى فيها خلف أيضا ذكر الذهبي ‪ " :‬قال ضههميرة بههن ربيعههة‬
‫وغيره ‪ :‬مات سنة ثلث وعشرين ) أي ومائة (‪ ،‬وهذا وهم ‪ ،‬وقههال إبراهيههم‬
‫بن سعد وطائفة ‪ :‬سنة أربع وعشرين ‪ .‬وقال الزبير بن بكار وغيههره ‪ :‬سههنة‬
‫أربع ) أي وعشرين ومهائة ( فهي سهابع عشهر رمضهان ‪ .‬وشهذ ابهن يهونس‬
‫الصدفي فقال ‪ :‬في رمضان سنة خمس وعشههرين ومههائة‪ ،‬والصههحيح سههنة‬
‫أربع ‪.‬‬
‫ولقد مات الزهري ولم يمت علمه فقد تتلمذ على علمه ثلثة ألفوا‬

‫‪23‬‬
‫في المغازي ‪ ،‬وُيعههد هههؤلء الثلثههة قاعههدة ً راسههخة فههي تههأليف السههير‪،‬‬
‫مْعمههر بههن راشههد‪ ،‬ومحمههد‬ ‫وجميعهم من الموالى وهم ‪ :‬موسى بن عقبة‪ ،‬و َ‬
‫ابن إسحاق ‪.‬‬
‫وسوف نترجم باختصار لكل من موسى ومعمر هنا ونترك ابن إسههحاق‬
‫في مجال خاص به باعتباره صاحب هذا الكتاب الصلى ‪.‬‬
‫ع ْ‬
‫قبة‬ ‫سى بن ُ‬ ‫مو َ‬‫‪ُ -8‬‬
‫هو موسى بن عقبههة بههن أبههي عيههاش مههولى بنههي الزبيههر بههن العههوام ‪،‬‬
‫وبالخص مولى زوج الزبير أم خالد‪ ،‬كما ذكر ابههن حجههر والههذهبى ‪ .‬وكههانت‬
‫ض‬
‫أسرته من موالي آل الزبيههر‪ .‬ول ُيعههرف لههه تاريههخ ميلد‪ ،‬ولكنههه رأى بعه َ‬
‫ة‪ ،‬قههال فههي ذلههك ‪ " :‬حججههت وابههن عمههر بمكههة‪ ،‬عههام حههج نجههدة‬ ‫الصههحاب ِ‬
‫(‬
‫جح هوروفتس أنههه ُولههد قبههل‬ ‫ي‪ " ( 1‬وكان ذلك عام ‪ 68‬هه ‪ ،‬لذلك ر ّ‬ ‫الحرور ّ‬
‫عام ‪55‬هه‪.‬‬
‫وموسى بن عقبة أحد رواد المغازي والعالمين بههها‪ ،‬قههال مالههك بههن‬
‫أنس ‪ " :‬عليكم بمغازي موسى بن عقبههة فههإنه ثقههة "‪ .‬وكتههاب موسههى لههم‬
‫يصل إلينا ول نعرف شيئا ً عنه ‪ ،‬سوى أنه لم يقتصر على المغازي بههالمعنى‬
‫الخاص ‪ ،‬بل حوى الهجرة أيضًا‪ .‬وكان موسى يروي عن الزهريّ كثيرًا‪ .‬قال‬
‫حكم بن معين ‪ " :‬كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتههب‬
‫"‬
‫ب السيرةِ لما له من صفةِ علم ِ‬ ‫م كت ِ‬
‫وكتاب موسى بن عقبة ُيعد من أه ّ‬
‫التاريخ ‪ .‬قال هورفتس فههي اسههتنتاجاته ‪ " :‬إن كتههاب موسههى كههان يحتههوي‬
‫شة‪ ،‬والمشتركين في بيعتي العقبة‬ ‫على قوائم المهاجرين إلى الحب َ‬

‫)‪(1‬‬
‫أحد قواد الخوارج‬

‫‪24‬‬
‫ل ذلههك ‪ ،‬المحههاربين فههي بههدر ؟ قههوائم مثههل الههتي أعههدها‬ ‫وأهم مههن كه ّ‬
‫ن سعد‪ .‬قال مالك في ذلك ‪ " :‬من كان فههي كتههاب موسههى قههد‬ ‫حبيل اب ُ‬
‫شَر ْ‬ ‫ُ‬
‫شهد بدرا فقد شهدها‪ ،‬ومن لم يكن فيه لم يشهدها"‪.‬‬
‫م الكتابات حتى اقتبس منها ابههن سههعد عههن‬ ‫وكتابات موسى ُتعد ّ من أه ّ‬
‫ً‬
‫طريق الواقدي ‪ ،‬وأخذ عنه أيضا الطبريّ ‪ ،‬واعتنى موسههى بتاريههخ مهها قبههل‬
‫لسلم واتبع طريقة السنين في تأريخ الوقائع ‪.‬‬ ‫ا ِ‬
‫ة خاصة ‪ .‬وُتههوفي‬ ‫لسناد فقد اعتنى به عناي ً‬ ‫ما ِ‬ ‫فه نظا ُ‬ ‫ومن مميزات مؤل ِ‬
‫موسى بن عقبة حوالى سنة ‪ 141‬هه ‪.‬‬
‫‪ - 9‬معمر بن راشد‬
‫حهّران مههن قبيلههة الزد‪ ،‬المولههود فههي‬ ‫هو معمر بههن راشههد مههولى بنههى ُ‬
‫صرة حوالي عام ‪ 96‬س درس في البصرةِ منههذ شههباِبه علههى قتههادة بههن‬ ‫الب َ ْ‬
‫ً‬
‫ل في البلد طلبا للعل هم ِ ‪،‬‬ ‫دعامة ] المتوفى عام ‪114‬هه] ‪ ،‬وكان كثير التجوا ِ‬
‫ة‬
‫ل إلههى البصههر ِ‬ ‫ل اليمن ‪ ،‬فعاش هناك في صههنعاَء‪ ،‬ويرتح ه ُ‬ ‫وقد تزوج من أه ِ‬
‫ض الوقات ‪.‬‬ ‫في بع َ‬
‫جريههج عنههه ‪" :‬‬ ‫ن راشههد مههن علمههاِء الحههديث ‪ ،‬قههال ابههن ُ‬ ‫مْعمر ب ُ‬ ‫وكان َ‬
‫عليكم بهذا الرجل ‪ ،‬فإنه لم يبق أحد من أهل زمانه أعلم منه "‪ .‬روى عنههه‬
‫الواقديّ وعبد ُ الرّزاق بن همام تلميذه الذي نقل عنه ابن سههعد‪ .‬ويههذكر لنهها‬
‫الفهرست عن مصنفاته ‪ " :‬كتاب المغازي "‪.‬‬
‫ةو‬ ‫وُتوفي رحمه الله باليمن عام ‪ 154‬هه ‪ ،‬وقد بلههغ مههن العمههر الثامن ه َ‬
‫الخمسين ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫جيل الواقدي وما بعد ابن إسحاق‬
‫بقى لنا أن نقف عند جيل كهان بمثابهة حلقهة وصههل ‪ ،‬فقهد حفظهوا لنها‬
‫روايات المعلمين الوائل وعاصروا ابن إسحاق ‪ ،‬ومن هذا الجيل أبو معشر‬
‫ن سعد‪ ،‬ول ننكههر هنهها أهميههة‬ ‫عمر الواقديّ ‪ ،‬ومحمد ُ ب ُ‬ ‫سْندي ‪ ،‬ومحمد بن ُ‬ ‫ال ّ‬
‫كل منهم ‪ ،‬ولكننا نترجم هنا باختصههارٍ للواقههديّ باعتبههار أهميههة كتابههاته فههي‬
‫السيرة ‪.‬‬
‫‪ - 10‬الواقدي‬
‫ده كان ُيسمى واقدًا‪،‬‬ ‫ب بالواقدي لن ج ّ‬ ‫ن عمر الواقديّ ُيلق ُ‬ ‫هو محمد ُ ب ُ‬
‫وقد ُلقب أيضا ً السلمى لنه كان من موالي عبد اللههه بههن ب َُري ْههدة مههن بنههى‬
‫أسلم ويكنى أبا عبد الله ‪.‬‬

‫ُولد بالمدينة سنة ‪ 130‬هه كمها قهال تلميهذه ابهن سهعد‪ .‬ودرس وسهمع‬
‫ة‪ .‬وكان له صلة مع العباسيين‬ ‫ث على علماٍء أجلٍء في المدين ِ‬ ‫الواقديّ الحدي َ‬
‫حين ذهب إلى بغداد َ سنة ‪ 180‬هه أيام الخليفة هههارون الرشههيد‪ ،‬وقههد ذكههر‬
‫ابن سعد نماذج لهذه الصلت رواها الواقههديّ ‪ ،‬وقيههل ‪ :‬إن هههارون الرشههيد‬
‫عين الواقديّ قاضههيا ً علههى الجههانب الشههرقى مههن بغههداد‪ ،‬وهههذه الروايههة ل‬
‫نعرف راويها‪ ،‬وخبر آخر يقول ‪ :‬إنه كان قاضيا في عهام ‪ 187‬ههه فهي عههد‬
‫هههارون الرشههيد‪ ،‬وروايههات أخههرى تههذكر أن المههأمون عينههه قاضههي عسههكر‬
‫المهدي ‪.‬‬

‫ل‬ ‫ت أن الواقديّ كان محبا ً للمعرفةِ لذلك نجده ينقه ُ‬


‫ل كه ّ‬ ‫ويروي الفهرس ُ‬
‫ي دينار‪ ،‬وكان له‬ ‫ً‬
‫ب ‪ ،‬وُيحكى عنه أنه اشترى كتابا بألف ْ‬‫ما وقع عليه من الكت ِ‬
‫ً‬
‫مؤلفات كههثيرة ذكرههها صههاحب الفهرسههت وهههى ‪ 28‬كتابها‪ ،‬وكههذلك ذكرههها‬
‫ياقوت تقريبًا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ب‬ ‫ت الواقهديّ تنهاولت الفقهه ‪ ،‬والقهرآن ‪ ،‬والحهديث وأيضها ً كته َ‬ ‫ومؤلفها ُ‬
‫التاريخ ‪.‬‬
‫ويهمنا هنا‪ ،‬أن نشير إلى كتابه " التاريخ والمغههازي والبعههث " وكتههاب "‬
‫التاريخ الكبير "‪ ،‬و" أخبار مكة " أزواج النبي صلى الله عليه وسههلم " و"‬
‫ي صلى اللههه عليههه وسههلم " و" السههقيفة وبيعههة أبههى بكههر " و"‬ ‫وفاة النب ّ‬
‫سيرة أبى بكر ووفاته " و" الردة والدار " و" السيرة "‪ . . .‬الخ ‪.‬‬
‫لسههلمي‬ ‫ث وخاصههة فههي التاريههخ ا ِ‬ ‫ونجد هنا أنه اعتنههى بتفصههيل الحههدا ِ‬
‫وسيرة الصحابة ‪ .‬بخلف الختصاص بالمغازي والسير‪.‬‬
‫ب المؤرخين روايات متناثرة من مؤلفات الواقههدي ‪،‬‬ ‫وقد حفظت لنا كت ُ‬
‫والكلم عن كتب ومؤلفههات الواقههدي قههد يحتههاج إلههى متسههع مهن الفصههول‬
‫والشههرح ‪ .‬ولكههن نرجههع لهههم تلههك الكتههب وهههو كتههاب موضههوعنا " كتههاب‬
‫ل‪ ،‬وقههد نشههر‬ ‫المغازي " وهو الوحيد بيههن كتههب الواقههدي الههذي وصههلنا كههام ًُ‬
‫ّ‬
‫الفريد فون كريمر ‪ Alfred Von Kremer‬الثلث الول منه في " المكتبههة‬
‫الهندية " وكانت مخطوطته غير كاملة‪ ،‬والمخطوطة الكاملههة لهههذا الكتههاب‬
‫في المتحف البريطانى ‪ .‬وقد ذكر لنا الواقديّ في بداية " كتاب المغههازي "‬
‫قائمة بمن أكثر عنهم الرواية‪ ،‬وعددهم خمسههة وعشههرون اسههمًا‪ ،‬جميعهههم‬
‫من أهل المدينة أو سكنوا بها‪.‬‬
‫ل التقدير لبن إسحاق يقههول ‪" :‬‬ ‫نك ّ‬ ‫وكان الواقديّ كما ذكر الطبريّ يك ّ‬
‫ة‬
‫ب وأخبههارهم وأنسههاِبهم ‪ ،‬راويه ً‬ ‫ل العلم بالمغازي وبأيههام ِ العههر ِ‬ ‫وكان من أه ِ‬
‫ل‬ ‫ً‬
‫لشعاِرهم ‪ ،‬وكثيَر الحديث ‪ ،‬غزيَر العلم ِ ‪ ،‬طلبة له ‪ ،‬مقدما في العلم بكهه ّ‬
‫ذلك ثقة"‬
‫ن إسههحاق‬ ‫ّ‬
‫ول يراودنا الشك في أن الواقديّ قههد اقتبههس مههن كتههاب اب ه ِ‬
‫الكثير‪ ،‬وأكثر من أي شخص آخر ورغم ذلك لههم يههذكر اسههمه فههي القائمههة‬
‫التي ذكرها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وكتاب الواقدي " كتاب المغازي " أشمل مهن كتهاب ابهن إسهحاق فهي‬
‫الفترة المدنيهة ويعتهبر ههذا الكتهاب حهديثا ً فقهيها ً وليهس تاريخيهًا‪ ،‬لن ذكهر‬
‫الحديث فيه غالب على الرواية التاريخية ‪.‬‬
‫وذكههر هههوروفتس ‪ :‬والواقههدىّ يمتههاز عمههن سههبقه فههي تحديههد تواريههخ‬
‫خه مجرد َ تكرارٍ لحقائق معروفةٍ من قبل ‪ ،‬إنما ثمههرةُ‬ ‫الحوادث ‪ ،‬وليس تاري ُ‬
‫ة علههى‬ ‫ث مستقل ‪ .‬أضف إلى ذلك أن الواقههديّ دّون ملحظههاِته الخاصه َ‬ ‫بح ٍ‬
‫ث‪.‬‬
‫ل الحادي ِ‬ ‫أصو ِ‬
‫ى في‬ ‫م الحرب ّ‬ ‫وكان ل يعلم كثيرا ً عن فترة ما قبل السلم ‪ ،‬قال إبراهي ُ‬
‫م‬‫ة فلههم يعله ْ‬
‫س بأمرِ السلم ِ ‪ ،‬وأمهها الجاهليه ُ‬
‫م النا ِ‬
‫ذلك ‪ " :‬كان الواقديّ أعل َ‬
‫منها شيئًا"‪.‬‬
‫عاش الواقديّ ‪ 78‬عاما‪ ،‬وُتوفي في خلفة المههأمون بعههد أن عهههد إليههه‬
‫دفههن فههي مقههابر‬ ‫) الواقدي ( في تنفيذ وصيته فههي أواخههر سههنة ‪ 207‬هه ه و ُ‬
‫الخيزران أم هارون الرشيد‪ ،‬وبعده كان تلميذه ابن سعد‪.‬‬

‫* * *‬

‫وإذا نسينا فلن ننسى هذا الَعلم الفرد والنجههم الوقههاد‪ ،‬أسههتاذ شههارحي‬
‫السيرة الذي فذ من سبقوه ‪ ،‬ولم يلحق بههه مههن جههاء بعههده ‪ ،‬أل وهههو عبههد‬
‫الرحمن السهيلي ‪.‬‬
‫‪((1‬‬
‫هْيلي ‪ -‬أحد شراح السيرة‬ ‫س َ‬
‫‪ - 11‬ال ّ‬
‫ن الخطيب ‪ ،‬أبو محمد بن‬ ‫هو أبو القاسم وأبو زيد‪ ،‬عبد ُ الرحمن ب ُ‬

‫)‪ (1‬وقد قمنا بترجمته هذه عرفانا بيده البيضاء التي ل تنكر على سيرة بن هشام‪ ،‬فقد شههرحها فههي أربعههة أجههزاء كههبيرة شههرحا ً‬

‫يفوق الوصف‪ ،‬في كتابه ) الروض النف( انظره من تحقيقنا‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫صهَبغ بهن‬
‫عمهر أحمهد بهن أي الحسهن ‪ ،‬أ ْ‬ ‫عبهد اللهه بهن الخطيهب ‪ ،‬أبهو ُ‬
‫حسين ‪ ،‬ابن سعدون ‪ ،‬بن رضوان ‪ ،‬بن فّتوح وهو الداخل إلى الندلس ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ي نسبته ‪ -‬الخثعمههى‬ ‫ى عل ّ‬ ‫ُ‬
‫حية ‪ :‬هكذا أمل َ‬‫قال الحافظ أبو الخطاب بن دِ ْ‬
‫ى‪،‬‬
‫لمام المشهور‪ .‬وزاد القفطي ‪ :‬في " إنباه الههرواة "‪ .‬الندلس ه ّ‬ ‫سهيلى ا ِ‬
‫ال ّ‬
‫لخباري‪.‬‬ ‫النحويّ اللغوي ا ِ‬
‫وذكره الزركلي فههي العلم قههال ‪ :‬عبههد الرحمههن عبههد اللههه بههن أحمههد‬
‫الخثعمى السهيلى ‪.‬‬
‫والخثعمههى نسههبة إلههى خثعههم بههن أنمههار‪ ،‬وهههى قبيلههة كههبيرة وهههو رأي‬
‫مختلف فيه ‪.‬‬

‫سهَْيل وهي قرية بالقرب من مالقة " مدينة كبيرة‬ ‫والسهيلي نسبة إلى ُ‬
‫سهههيل " لنههه ل ي ُههرى فههي جميههع بلد‬
‫بالندلس " سميت باسههم الكههوكب " ُ‬
‫ل مطل عليها‪.‬‬ ‫الندلس إل من جب ِ‬

‫ومما يعرف عن السهيلى أنه كان مالكى المذهب مثله مثل أغلبية أهل‬
‫المغرب ‪.‬‬
‫مولده ونشأته ‪:‬‬
‫ُولد عبد الرحمن السهيلى كما تشههير المراجههع سههنة ‪508‬ههه الموافقههة‬
‫سهههيل بمراكههش نشههأ السهههيلى يتسههوغ‬ ‫لسنة ‪ 1114‬م ‪ ،‬وفي إحدى قرى ُ‬
‫م واستحسنه ‪ ،‬ونهل منههه الكههثيَر فههي‬‫بالعفاف ويتبلغ بالكفاف ‪ ،‬وطلب العل َ‬
‫ق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شتى مجالِته و ُ‬
‫كف بصُره وعمره سبعة عشَر عاما‪ ،‬ولم يكن ذلههك بعههائ ٍ‬
‫ة‪،‬‬
‫ة عالي ٌ‬
‫فقد زاد في نهله للعلم والمعاِرف ‪ ،‬حتى أصبحت له مكان ٌ‬

‫‪29‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ب العلههم ‪ ،‬فههذاع صههيُته بصههاحب مراكههش‬ ‫س في طله ِ‬ ‫يسعى إليه النا ُ‬
‫ة‬ ‫فطلبه ‪ -‬حوالى سنة ‪ 78‬هه – إليها وأكرمه وأحسن إليه وأقبل بوجِهه غايهه َ‬
‫سنت سيرته فأقَههام بمراكههش نح ه َ‬
‫و‬ ‫ح ُ‬ ‫ة‪ ،‬و َ‬‫ل عليه ‪ ،‬وولة قضاَء الجماع ِ‬ ‫لقبا ِ‬‫ا ِ‬
‫ثلثةِ أعوام ٍ ُيصنف كتبه إل أن ُتوفى بها‪.‬‬
‫هْيلي والعلم ‪:‬‬ ‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫ة‬
‫م باللغه ِ‬ ‫ٌ‬
‫ب ‪ ،‬وحههافظ عههال ٌ‬ ‫ن الد ِ‬
‫وهو مشهههور فههي عههالم ِ النح هوِ وفنههو ِ‬
‫ً‬
‫ة ‪ .‬ونتناول هنهها بعض ها مههن أشههعاره‬ ‫فه ممتع ٌ‬ ‫سير‪ ،‬وأشعاُره كثيرة وتصاني ُ‬ ‫وال ّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫التي تظهر بها بلغته وعلمه في اللغة والدب دليل على شاعرية السهيل ّ‬
‫سهيلي وقال ‪ :‬إنه مهها سههأل اللههه تعههالى " بهههذه‬ ‫قال ابن دحية ‪ :‬أنشدنى ال ّ‬
‫دها " وهههى مههن‬ ‫ة إل أعطاه إياها‪ ،‬وكذلك من اسههتعمل إنشهها َ‬ ‫البيات " حاج ً‬
‫بحر الكامل " ومطلُعها ‪:‬‬
‫ع‬ ‫ّ‬
‫معَد ّ لكل ما ي ُت َوَق ُ‬ ‫ّ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫أن َ‬ ‫ع‬
‫‪ #‬يا من َيرى ما في الضميرِ وَيسمه ُ‬
‫فَزعُ‬ ‫م ْ‬‫شت َكى وال َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬
‫من إليه ال ُ‬ ‫يا َ‬ ‫شداِئد كّلهههههها‬‫جى لل ّ‬ ‫من ي َُر ّ‬ ‫‪ #‬يا َ‬
‫ع‬
‫م ُ‬ ‫دك أج َ‬ ‫ن الخيَر عن َ‬ ‫ن فإ ّ‬ ‫امن ْ‬ ‫ن‬
‫ل كهـ ْ‬ ‫ن رزِقه في قو ِ‬ ‫‪ #‬يا من خزائ ُ‬
‫ب أْقرعُ‬ ‫ت فأي با ٍ‬ ‫فلئن ُردِد ْ ُ‬ ‫ة‬
‫‪ #‬ما لي سوى قرعي لباِبك حيلههه ٌ‬
‫إن كان فضُلك عن فقيرِكَ‬ ‫‪ #‬ومن الذي أدعو وأهتف باسمههـه‬
‫ُيمنهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههع؟!‬
‫ب‬ ‫ل والمواه ُ‬ ‫ل أجذ ُ‬ ‫الفض ُ‬ ‫ط عاصيههها ً‬ ‫دك أن ُتقن َ‬ ‫‪ #‬حاشا لمج ِ‬
‫سههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههعُ‬ ‫أو ْ َ‬
‫ع‬
‫شف ُ‬ ‫خيرِ النام ِ ‪ ،‬ومن به ُيست ْ‬ ‫‪ #‬ثم الصلة على النبي وآلهههـه‬
‫ويقول الصفدي في كتابه " َنكت الهيمان في ُنكت العميان "‪ ،‬ومن شههعره‬
‫" السهيلي " يرثي بلده ‪ ،‬وكان الفرنج قد ضربته وقتلههت رجههاَله ونسههاَءه ‪.‬‬
‫ة‪،‬‬‫وقتلوا أهَله وأقاربه وكان غائبا ً عنهم ‪ ،‬فاستأجر من أركبه داب ً‬

‫‪ ( )1‬هو أبو يعقوب يوسف بن عبد الله الذي تولى إمرة الموحدين في‬
‫المغرب سنة ‪558‬هه‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وأتى به إليه ‪،‬فوقف إزاَءه وقال ‪:‬‬
‫ى كرام !‬ ‫أم أين جيران عل ّ‬ ‫ُ‬ ‫ض والرام‬ ‫‪ #‬يا داُر أين البيهه ُ‬
‫م !‬ ‫حّيا‪ ،‬فلم يرجعْ إليه سل ُ‬ ‫ب المحب من المنازل أنهه‬ ‫‪ #‬را َ‬
‫ل من كان المجيب‬ ‫أم غا َ‬ ‫سينته‬‫دى‪ ،‬فن ِ‬‫ن أم ب َعُد َ الم َ‬
‫س َ‬ ‫خَر ْ‬‫‪#‬أ ْ‬
‫م!‬ ‫مهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها ُ‬ ‫ح َ‬
‫ِ‬
‫م‬
‫ب حرا ُ‬ ‫سلوّ على المح ّ‬ ‫ُ‬ ‫إن ال ّ‬ ‫م‬
‫سُهه ْ‬
‫‪ #‬دمعي شهيدي أنني لم أن َ‬
‫م‬‫كل ُ‬ ‫للحبيب‬ ‫مع َ‬
‫المسا ِ‬ ‫صدى عنهم ولهم يلج‬ ‫‪ #‬لما أجابني ال ّ‬
‫م‬ ‫سجا ُ‬ ‫والدموعُ‬ ‫ب‪،‬‬‫ص ّ‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫مترّنمها بمقا ِ‬‫مها ُ‬‫حما ِ‬‫ت وُْرقَ َ‬ ‫‪ #‬طارح ُ‬
‫م‬ ‫ُتضا ُ‬ ‫ليس‬ ‫م‬
‫واليا ُ‬ ‫ت بك اليههام ضامتك‬ ‫‪ #‬يا داُر ما صنع ْ‬
‫وله أشعار‪ ((1‬كثيرة أخرى‪ ،‬وإن دلت فإنها تدل علههى علههم وفيههر وإحسههاس‬
‫ملة لها مذاُقها الخاص ‪.‬‬ ‫هف وعقلية متأ ّ‬ ‫مر َ‬ ‫ُ‬
‫كتب ومؤلفات السهلي ‪:‬‬
‫السهيلى صاحب كتاب " الروض النف " أشهر كتاب في شههرح سههيرة‬
‫‪ ،-‬وهو كتاب شههامل بمنههاٍح مختلفههة‬ ‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬
‫من اللغة والدب والنحو والخبار التاريخية وأنسههاب وعلههم القههراءات ومههن‬
‫فقه وتفسير وحديث ‪ . ..‬الخ " ويعتبر بحق موسههوعة فههي السههيرة النبويههة‬
‫" ؛ قال الصفدي عنه في ) نكت الهميان في نكت العميان ( ‪ " :‬وهو كتاب‬
‫ف وعشههرين‬ ‫ود فيه ما شاء‪ ،‬وذكر في أّوله أنههه اسههتخرجه مههن ن َي ّه ٍ‬ ‫ج ّ‬‫جليل َ‬
‫ومائة ديوان سوى ما أنتجه من صهدره ونفحهه مهن فكهره ‪ " . ..‬وقهد ألهف‬
‫السهيلى هذا الكتاب قبل رحيله إلى مراكش ‪ ،‬إذ كان بدء إملئه‪.((2‬‬

‫)‪ (1‬إن هذه الشعار السابقة قد تجدها مخالفة لبعض المصادر فارجع إلى ما‬
‫ذكره ابههن العمههاد‪ ،‬والصههفدى " فههي نكههت الهميههان " والمقههري فهي "نفههخ‬
‫الطيب "‪.‬‬
‫)‪ (2‬قال في مقدمة كتابه " إملئى " لنه كان كفيف البصر ‪.‬وإن كان الكثير‬
‫من المبصرين كانوا يملون أيضا لسباب ليس هنا موضع ذكرها ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫شهر المحرم عام ‪569‬هه ‪ ،‬وكان الفراغ منه في‬ ‫"الروض النف" في َ‬
‫جمادى الولى من ذلك العام ‪.‬‬
‫وللسهيلي غير هذا الكتاب كتب كثيرة منها ‪:‬‬
‫ا ‪ -‬التعريف والعلم فيما أبهم في القرآن من السماء والعلم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬نتائج الفكر أو " نتائج النظر "‬
‫‪ - 3‬اليضاح والتبيين لما أبهم من تفسير القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ - 4‬مسألة رؤية الله عز وجل في المنام ‪ ،‬ورؤية النبي ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪-‬‬
‫ور الدجال‪.‬‬‫‪ - 5‬مسألة السر في عَ َ‬
‫‪ - 6‬شرح آية الوصية " من الفرائض "‬
‫جمل ‪ -‬ولم يتم ‪-‬‬ ‫‪ - 7‬شرح ال ُ‬
‫ومسائل غير هههذه كهثيرة مفيههدة لهم يصههرح لنها المههترجمون بأسههمائها‬
‫ولكن يكفينا في معرفة سعة علمه ما بين أيدينا من كتابه " الههروض النههف‬
‫"‪ ) ،‬انظره من تحقيقنا(‬
‫السهيلي وأئمة عمره ‪:‬‬
‫روى السهيلى عن أئمة عصره وكبار رجالت العلم بالندلس منهم أبههو‬
‫بكر محمد بن عبد الله بن العربى‪ ،‬وعن أبى مروان عبد الملههك بههن سههعيد‬
‫ى‪ ،‬وسههمع‬ ‫ي العبدري ‪ ،‬وأبي بكر محمد بن ‪1‬لطاهر الشبِيل ّ‬ ‫بن بونة القرش ّ‬
‫مْعمر‪.‬‬‫أبا عبدِ الله بن َ‬
‫وأخذ القههراءات عههن جماعههة منهههم ‪ :‬أبههو داود سههليمان بههن يحيههى بههن‬
‫سعيد‪ ،‬وبعضها عن أبي علي الفراوي ‪ ،‬وممن أخههذ منههه اللغههة والدب ابههن‬
‫طراوة‪ ،‬وقد ناظره في كتاب سيبويه ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫‪32‬‬
‫وفاته ‪:‬‬
‫ت‬
‫دفن وق َ‬ ‫م الخميس ‪ ،‬و ُ‬ ‫قال ابن خلكان ‪ " :‬وتوفي بحضرةِ مراكش يو َ‬
‫الظهر‪ ،‬وهو يوم السادس والعشههرين مههن شههعبان سههنة إحههدى وثمههانين و‬
‫خمسمائة "‬
‫وأيد ذلك صاحب النجوم الزاهرة ‪.‬‬
‫وقال صاحب الديباج المذهب ‪ " :‬وتوفي بمراكش سنة إحهدى وثمهانين‬
‫وخمسمائة وكان ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬مكفوفًا‪ ،‬وعاش اثنتين وسبعين سنة " وقههد‬
‫ذكره أيضا ً بما سبق ابن العماد الحنبلى صاحب كتههاب " شههذرات الههذهب "‬
‫وهنا نجد إجماعا ً من أصحاب التراجم على سنة وفاته ‪ -‬رحههم اللههه الجميههع‬
‫وأسكنهم فسيح جناته ونفعنا بعلمهم ‪ ،‬وحشرنا في زمرة العلماء العههاملين‬
‫المخلصين الذين ل يطلبههون بعلمهههم ممههاراة السههفهاء‪ ،‬أو مجادلههة الجهلههة‬
‫البلهاء‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ترجمة المؤّلفْين ‪ :‬ابن إسحاق وابن هشام‬
‫لمام ابن إسحاق كاتب السيرة‬ ‫أول ‪ :‬ا ِ‬
‫نسبه ونشأته ‪:‬‬
‫ن خيهار‪ ،‬وقيههل ‪ :‬ابههن يسههار بههن كوتههان‬ ‫ن يسههار به ِ‬ ‫ن إسههحاق به ِ‬ ‫محمد ُ ب ُ‬
‫ً‬
‫المدنى ‪ -‬وقيل كونان ‪ ،‬وأيضا كوثان‪.‬‬
‫ن إسههحاق‬ ‫‪2‬‬
‫ي ‪ :‬إن ابه َ‬ ‫لمههام البخههار ّ‬
‫كنيته ‪ 3،‬فقههال ا ِ‬ ‫واختلف العلماُء في ُ‬
‫ف أورده‬ ‫كنيته ‪ :‬أبو بكر‪ ،‬وقال ابن سعد ‪ :‬يكنى أبا عبههد اللههه ‪ .‬وهههذا الخل ُ‬
‫ي‪ 4‬ولكنه لم يحسم المر ويقف على كنية منهما‪.‬‬ ‫ب البغداد ّ‬ ‫الخطي ُ‬
‫ل مههن سههبقه وعاصههره ‪ ،‬فههي كتابههة‬ ‫فاقت شهرةُ محمد بن إسههحاق كه ّ‬
‫‪ -‬وبهذلك ارتبههط‬ ‫السير والمغازي لرسول الله ‪ -‬صلى اللههه عليههه وسهلم‬
‫ن ‪ ،‬وهههي حيههاة محمههد الرسههول ‪-‬‬ ‫مه باسم أعظم ِ سيرةٍ لعظههم إنسهها ٍ‬ ‫اس ُ‬
‫‪-‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم‬
‫ن إسحاق أحد َ ثلثةِ إخوة‪.‬‬ ‫وكان محمد ُ ب ُ‬

‫البخاري ‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،‬وانظر بإسناده في "تاريخ بغداد جه ‪." 1/216‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن سعد ‪ ":‬الطبقات " و" الفهرست ص ‪. " 93‬‬ ‫‪3‬‬

‫الخطيب البغدادي " تاريخ بغداد ‪. "216/ 1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪34‬‬
‫قال الخطيب البغدادي ‪ :‬وله أخوان هما أبو بكههر وعمههر ابنهها إسههحاق ‪.‬‬
‫ي في كتابه " الكمال في معرفة الرجههال " ‪ :‬أن محمههد ابههن‬ ‫وزاد الجماعيل ّ‬
‫إسحاق أعلهم ‪ ،‬وأن عمر أخاه مههات بعههده بسههنة أو سههنتين ‪ ،‬وكههان أبههوه‬
‫طب بن عبد العُّزى‪.5‬‬ ‫حوَي ْ ِ‬
‫إسحاق قد تزوج من بنت صبيح مولى ُ‬
‫قال ابن سعد‪ " : 6‬إن جده يسار من سبي عين التمر‪"7‬‬
‫وزاد ابن قتيبة ‪ " :‬من سبى عين التمر الذين بعث بهم خالد بن الوليههد‬
‫إلى أبي بكر بالمدينة "‬
‫وانفرد الخطيب البغدادي بقوله ‪ :‬وكان " خيار " لقْيس بههن خَرمههة بههن‬
‫المطلب بن عبد مناف القرشي‪ - 8‬وهنا ذكرخيار أبا يسههار جهد محمهد ابههن‬
‫إسحاق ‪ -‬رواه عن الهيثم بن عدي وأبو الحسن المههدائني ‪ .‬وربمهها هههذا هههو‬
‫الصواب ‪ ،‬وذلك عنهدما أسهلم " كوتهان " سهماه مهوله " خيهارا ً " وبمها أن‬
‫) حرب عين التمر(‪ ،‬قريب البصرة‪ ،‬حدثت سنة ‪ 12‬هه ‪ 633/‬م فههي خلفههة‬
‫أبي بكر الصديق ‪ ،‬ويومها كان خيار شابًا‪ .‬ف ُ‬
‫ولد له ابنههه يسههار والههد مؤلفنهها‬
‫حوالى سنة ‪ 20‬هه إذن فكيف يكون أسر في ذلك الزمان ‪ – .‬وُولد إسحاق‬
‫أبو مؤلفنا حوالى سنة ‪53‬هه ومحمد بن إسحاق مؤلفنا حوالى سنة ‪ 83‬هههه‬
‫ونستنتج هذا كما أشار أوجست فيشر "‪ " August Fischer‬مههن أن جميههع‬
‫الرواة الذين أخذ عنهم ابن إسحاق مباشرة توفرا عههام ‪ 100‬هههه‪ ،‬وأنههه لههم‬
‫ُيذكر بين رواته جماعة من أشهر المحدثين المدنيين الذين توفوا من العههام‬
‫التسعين من الهجرة ‪.‬‬

‫‪ 5‬القسطلني )‪.(4/328‬‬
‫‪ 6‬الطبقات ‪ 7/2‬ص ‪. 62 :‬‬
‫‪7‬بلدة قريبة من النبار غربى الكوفة بالعراق )معجم البلدان( لياقوت‬
‫‪ 8‬ومن ثم فيقال ‪ :‬يسار المطلبي بالولء المدني بالمقام‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وروى الواقدي خههبرا يتفههق مههع هههذا التاريههخ قههال ‪ " :‬كههان محمههد بههن‬
‫إسحاق يجلس قريبا ً من النساء في مؤخر المسجد‪ ،‬فيههروى عنههه أنههه كههان‬
‫يسامر النساء فرفع إلى هشام وهو أمير المدينة وكانت لههه شههعرة حسههنة‬
‫فرقق رأسه ‪ ،‬وضربه أسواطًا‪ ،‬ونهاه عن الجلوس هنالك " وهذه الرواية ل‬
‫تصح لن هشام ولي المدينة من ‪ 82‬هه إلى ‪ 86‬وولد ابن إسحاق في سههنة‬
‫‪ 85‬هه ‪ ،‬إل أن يكون أراد إسماعيل بن هشام الذي ولي المدينههة مههن ‪105‬‬
‫إلى ‪114‬هه وقتها كان ابن إسحاق ما بين العشرين والثلَثين من عمره ‪.‬‬
‫ويذكر الطبري والبلذري أن جده كان مسيحيًا‪.‬‬
‫وينفرد الخطيب البغدادي ويروي ‪ :‬عن عبد الله بن جعفر بن درستويه‬
‫‪ ،‬عن يعقوب بن سفيان قال ‪ :‬ابن إسحاق بن يسار صاحب السههيرة مههولى‬
‫فارسى‪. 9‬‬
‫ويخالف البغدادي في ذلك البكري في ) معجم ما استعجم ‪ .‬مادة عين‬
‫التمر ( فروى ‪ " :‬وبكنيسة عيههن التمههر َوجههد خالههد بههن الوليههد الغلمههة مههن‬
‫العرب الذين كانوا رهنا ً في يههد كسههرى‪ .‬وهههم متفرقههون بالشههام والعههراق‬
‫سابة ‪ . .‬وجد محمد بن إسحاق صاحب المغههازي‬ ‫منهم جد الكلبى العالم الن ّ‬
‫وبسبب تلههك الروايههة يرجههع اعتقههاد بعههض المستشههرقين إلههى أن جههد ابههن‬
‫إسحاق كان نصرانيا ً‪.10‬‬
‫ومهما يكن من المر فإن علم ابن إسحاق للنصرانيات ‪ -‬كما ظهر في‬
‫السيرة ‪ -‬لم يقتبسه عن طريق أجداده بل عن طريق علماء عصره ‪.‬‬

‫‪ 9‬وهذا ل يصح لن جده كان أسيرا ً في يدى كسرى " ملك الفرس "‪.‬‬
‫‪ 10‬وأصبح بعدها من موالي قبيلة عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب‬
‫بن عبد مناف القرشي ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ن أسرةٍ مههن المههوالي ‪ .‬وقههد كههان أبههوه‬ ‫ولقد نشأ محمد بن إسحاق بي َ‬
‫قبله شغوفا ً بجمع الحاديث ‪ ،‬وكثيرا ً ما ي َْروي عنه في كتاباته ‪ ،‬وأيضهها ً كههان‬
‫ى يسههار‪ .‬فل بههد لههذلك أن يكههون‬ ‫مْيه موسى وعبد الرحمن ابن َه ْ‬ ‫ي َْروي عن عَ ّ‬
‫محمد بن إسحاق قد اشتغل منذ حداثته برواية الحههديث مثههل كههثيرين مههن‬
‫أبناء جيله ‪.‬‬
‫ومن هنا فقد اهتم بدراسة الحديث وجمع كثيرا ً من الحاديث فيما بعههد‬
‫بزيارة أشهر العلماء من أمثال عاصم بههن عمههر‪ ،‬وعبههد اللههه بهن أبهي بكههر‪،‬‬
‫والُزهري ‪.‬‬
‫ويذكر الطبري اهتمامه الخاص بجمع الحاديث والمغازي بقوله ‪:‬‬
‫ل الله ‪ -‬صلى ‪ -‬وبأيههام‬ ‫" وكان من أهل العلم بالمغازي ‪ -‬مغازي رسو ِ‬
‫العرب وأخبارهم وأنسابهم ‪ ،‬راوية لشعارهم ‪ ،‬كثير الحديث ‪ ،‬غزيههر الِعلههم‬
‫م محمهدِ بههن‬ ‫دما في العلههم بك ه ّ‬
‫ل ذلههك ثقههة "‪ .‬ووصههل اهتمهها ُ‬ ‫طّلبة له ‪ُ ،‬‬
‫مق ّ‬
‫إسحاق بالرواية إلى حد ّ أنه يذكر قرابة مائة راوٍ من المدينة وحدها‪.‬‬
‫رحلته العلمية ‪:‬‬
‫عندما اصطدم ابن إسحاق بأئمة الحديث أصههحاب الههرأي السههائد فههي‬
‫ك بن أنس كما سههنذكر بع هد ُ ‪ -‬تههرك ابههن‬ ‫ص بمال ِ‬
‫المدينة حينذاك وعلى الخ ّ‬
‫م الثلثيههن مهن عمههره‬ ‫ة وطَنه ورحل إلى مصَر‪ ،‬وكهان قههد أته ّ‬ ‫إسحاق المدين َ‬
‫سنة ‪ 110‬هه ثم عاد إلى المدينههة‪ ،‬وبعههدها رحههل إلههى العههراقَ بعههد انتصههار‬
‫العباسيين سنة ‪ 132‬هه ‪749/‬م ‪.‬‬
‫ولما كان مع العباس بن محمد أميرا ً على الجزيرة ذهههب إليههها سههنة ]‬
‫ل ذكر لسماِع مغازيه عنه في العراقَ ‪.‬‬ ‫‪ 142‬هه ‪ 760 -‬م ] وفيها يرد أو ُ‬

‫‪37‬‬
‫وبعدها أتى أبا جعفر المنصور بالحيرة في الفترة بيههن ] ‪ 142‬ههه ‪760‬‬
‫ل الكوفههة‬‫م ‪ 146 /‬هه – ‪ 763‬م [ ‪ ،‬فكتب إليههه المغهازي ‪ ،‬فسهمع منههه أهه ُ‬
‫ن فعههل ذلههك بههأمر مهن الخليفهةِ فقههد‬
‫بذلك السبب ‪ ،‬ومن المحتمل أن يكو َ‬
‫ف كتابا ً من بدِء الخليقة إلههى يههومهم ‪ ،‬وكههان حريصها ً‬
‫أمره من قبل أن يصن َ‬
‫على أن يدرس ابنه مغازي ابن إسحاق ‪ ،‬وأتى الريّ فسمع منه أهُلها كذلك‬
‫ل المدينههة‪ ،‬وأتههى‬‫‪ ،‬فرواُته من هذه البلدان أكثر ممن روى س عنه مههن أهه ِ‬
‫بغداد فأقام بها حتى لقي رّبه ‪.‬‬
‫أساتذته ‪:‬‬
‫ُولد محمهد بهن إسهحاق فهي المدينهة المنهورة‪ ،‬ومهن الواضهح أنهه بهدأ‬
‫دراسته فيها في وقت مبكر‪ ،‬وعاش فيها هناك مدة ثلثين سنة تقريبًا‪ ،‬جمع‬
‫ب البغهدادي‬ ‫خللها أحاديثه ورواياته عن طريق علمهاء أجلء ذكرههم الخطيه ُ‬
‫ن مالههك ‪ -‬رضههي اللههه عنههه ‪-‬‬
‫س به َ‬‫ن إسههحاق رأى أن ه َ‬
‫بقوله ‪ " :‬إن محمد ب ه َ‬
‫ن‬
‫م بن محمد بن أبى بكر الصديق ‪ ،‬وأبا َ‬ ‫وسعيد بن المسّيب ‪ ،‬وسمع القاس َ‬
‫بن عثمان بن عفان ومحمد بن على بن الحسين بن علي ابن أبي طههالب ‪،‬‬
‫سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬وعب هد َ الرحمههن بههن هُْرمههز العههرج ‪،‬‬ ‫وأبا َ‬
‫ونافعا ً مولى عبد اللههه بههن عمههر‪ ،‬ومحمههد بههن مسههلم بههن شهههاب الزهههري‬
‫وغيرهم " ‪.‬‬
‫وزاد عليهم يوحنا فوك ‪" :‬أنه تعلم أيضا مههن عاصههم بههن قتههادة‪ ،‬وعبههد‬
‫الله بن أبي بكر " المتوفي سنة ‪ 130‬أو ‪ 135‬هه " وأيضا ً تعلم من يزيد بن‬
‫رومان تلميذ ومولى عروة بن الزبير‪.‬‬
‫ن إسحاق بالكثير لموالي بنههى الزبيههر‪ ،‬ولقههارب تلههك السههرة‬ ‫ويدين اب ُ‬
‫مر بن عبد الله ابن أخى عروة‪،‬‬ ‫ي عروة ؛ وعُ َ‬
‫كذلك ‪ ،‬مثل هشام ويحيى ابن َ ْ‬

‫‪38‬‬
‫ومحمدِ بن جعفر ابن أخي عروة‪ ،‬ثم ليحيى بن عباد بن عبههد اللههه ابههن‬
‫أخى عروة الكبير‪.‬‬
‫ودرس التفسير على يد أستاذه في هذا المجال محمد بن أبى محمههد‪،‬‬
‫من الموالي ‪.‬‬
‫وكان ابن إسحاق يلجأ إلى غير المسلمين حين كههان يريههد أخبههارا ً عههن‬
‫ل‬
‫ض أهه ِ‬ ‫الحوادث اليهودية والمسيحية‪ ،‬والفارسية ‪ .‬فيذكر بيههن رواتههه " بعه َ‬
‫ل " أو " أهل التوراةِ " أو " من يسوق الحههاديث‬ ‫العلم من أهل الكتاب الو ِ‬
‫عن العجم " وكان يستعين في ذلك بالمغيرة بههن أبههى زبيههد ‪ -‬وقيههل لبيههد ‪-‬‬
‫الذي روى أقوال وهب بن منبه عن السرائيليات ‪.‬‬
‫ت‬‫مؤلف عربي يعطينهها فقههرا ٍ‬ ‫ل ُ‬‫هبًا‪ ،‬أو ُ‬
‫ويبدو أن ابن إسحاق فيما عدا وَ ْ‬
‫من العهدين ‪ :‬القديم والجديد مترجمة ترجمة حرفية ‪.‬‬
‫ومن كل هؤلء وغيرهم كان الزهريّ أكبَر أساتذةِ ابههن إسههحاق؛ وغالبهها‬
‫ما ُيعبر عن العلقة التي كانت بينهما فههي صههورة السههناد ؛ فيقههول مثل ً ‪" :‬‬
‫ب الزهههريّ " أو‬ ‫ن شههها ٍ‬‫ت اب ه َ‬
‫ن مسههلم الزهههريّ " أو " سههأل ُ‬‫حدثني محمد ُ ب ُ‬
‫يقول ‪ " :‬حدثنى الزهريّ ‪." ...‬‬
‫ومن مظاهر هذه العلقة أيضا ً ‪ :‬بعث ابن إسحاق إلههى الزهههريّ وثيق ه ً‬
‫ة‬
‫رواها له يزيهد بهن أبهي حهبيب " المتهوفى عهام ‪ 128‬ههه " فهي مصهر عهن‬
‫سفارات النبي ‪ -‬صلى ‪ -‬إلى المراء المختلفين ‪ ،‬كي يتحقههق مههن صههحتها‪.‬‬
‫لسههكندرية‪ ،‬وهنههاك‬ ‫ن إسحاق عههام ‪ 115‬ههه علههى ا ِ‬ ‫وكان ذلك عندما وفد اب ُ‬
‫سمع من يزيد بن أبي حبيب الذي يعد أول من أدخل دراسههة الحههديث فههي‬
‫ى‪ ،‬وعبيههد اللههه‬
‫ف ّ‬ ‫مغيرة‪ ،‬وُثمامة بن ُ‬
‫ش َ‬ ‫مصر‪ .‬وسمع أيضا ً من عبيد الله بن ال ُ‬
‫بن أبى جعفر‪ ،‬والقاسم بن ُقزمان ‪ ،‬والسكن ابن أبي كريمة ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ن إسحاقَ رجع من مصَر إلى زيارة المدينههة‪ 11‬وذلههك‬ ‫ومن الرجح أن اب َ‬
‫قبل رحيله إلى العراق ‪ .‬كما رجح " فيههك " ؛ وربمهها كههان فههي إحههدى هههذه‬
‫الزيارات إبراز أستاذه الزهري له للحاضرين في عام ‪ 123‬هه ‪.‬‬
‫تلمذته ومن حدث عنه ‪:‬‬
‫دثين والمؤرخين والمستشههرقين ‪،‬‬ ‫ة بين المح ّ‬‫ن إسحاق شهرة واسع ٌ‬ ‫لب ِ‬
‫ل خلفههها لنهها عههبر التاريههخ وهههي‬ ‫فقد استمد تلك الشهرة مههن أعظههم أعمهها ٍ‬
‫السيرة النبوية العطرة‪ ،‬فقد وصلت إلينا السيرة النبوية الشريفة من خلل‬
‫عدهَ طرق ‪ ،‬منههها ‪ :‬المخطوطههات الههتي عُههثر عليههها مههؤخرا ً منسههوبة لبههن‬
‫لثبات على‬ ‫ة‪ ،‬وُتعد هذه المخطوطات الن بمثابة البرهان وا ِ‬ ‫إسحاق مباشر ً‬
‫ن إسحاق لروايتهههم عنههه السههيرة‪ ،‬وتكمهن قيمههة‬ ‫صحة ما خلفه لنا تلميذ ُ اب ِ‬
‫ً‬
‫هذه القطع المخطوطة من كونها إثباتا لما طرأ على السههيرة مههن تغيههرات‬
‫لضههافات الشههرحية الههتي‬ ‫كلمية أو تقديمية أو تأخيرية‪ ،‬أو تهذيبيههة‪ ،‬وأيض ها ً ا ِ‬
‫قت بسيرة ابن إسحاق على أيدي بعض من تلميذه ‪.‬‬ ‫لح َ‬
‫وفي بداية حديثنا عن تلميذ ابن إسحاق نوضح ‪ ،‬أن الذين طلبوا علمه‬
‫ن بعينههه ‪ ،‬بههل كههانوا منتشههرين بيههن عههدة مههدن هههى‬‫لم ينحصروا في مكهها ٍ‬
‫ة وبغداد ُ والبصرة والري ‪.‬‬ ‫ة المنورة‪ ،‬والكوف ُ‬
‫المدين ُ‬
‫ويعد إبراهيم بن سعد ] ‪184 – 110‬هه[ تلميذه الوحيد في المدينههة ؛‬
‫ى‪..‬‬ ‫قال ابن حجر في " تهذيب التهذيب " ‪ 9/41‬هه ‪ " : " 42‬وقههال البخههار ِ‬
‫قال ‪ ،‬قال لى إبراهيم بن حمزة ‪ :‬كان عند َ إبراهيم بن سعد عن‬

‫‪ 11‬ويوجد احتمال أنه لم يرجع إلى المدينة بل سافر من مصر إلههى العههراق‬
‫وإيران‪ ،‬ومن الصعب أن نعرف إلى أين سافر أول؛ لنه ل يوجد إجماع مههن‬
‫المؤرخين أو الثقات يثبت ذلك ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ف حههديث فههي الحكههام ‪ ،‬سههوى‬ ‫ة عشهَر أله َ‬ ‫ابن إسحاق نحوٌ مههن سههبع َ‬
‫ل المدينة حديثا ً في زماِنه ‪.‬‬
‫المغازي ‪ .‬وإبراهيم بن سعد من أكثرِ أه ِ‬
‫ومن أشهر النسخ المروية عن تلميذ ابن إسحاق ‪ ،‬نسخة زياد بن عبد‬
‫الله البكائى " المتوفى سنة ‪ 183‬هه " التي اعتمد عليها ابن هشام ‪ ،‬والتى‬
‫يرى السخاوي أنها أوثقُ من رواية يونس بن بكير الشيبانى ‪.‬‬
‫دي " ‪ 192 - 115‬هه " ويونس ابن‬ ‫وروى عنه عبد الله بن إدريس الو ّ‬
‫بكير " المتوفى سنة ‪ 199‬هه في الكوفة " الذي اعتمد عليه السهيلي كثيرا ً‬
‫في نقله للسيرة ضمن كتابه " الروض النف " وممههن اسههتفاد مههن نسههخة‬
‫يونس بن بكير الشيباني أيضا ً العلمة ابن الثير في كتابه " أ ْ‬
‫سد الغابة " ‪.‬‬
‫ن سليمان " توفي سنة ‪ 187‬هه " وعبد اللههه‬ ‫ومن تلميذه أيضا ً عبدةُ ب ُ‬
‫ابن ُنمير " ‪ 199 – 115‬هه "‪.‬‬
‫وممن سههمع منههه ببغههداد يحيههى بههن سههعيد بههن أبههان المههوي الكههوفي‬
‫الحافظ ؛ ولقبه الجمل " ‪194 – 114‬هه "‪.‬‬
‫وكان ابن إسحاق أستاذ جرير بن خههازم " ‪ 170 - 85‬ههه " بالبصههرة‪،‬‬
‫وكريم بن أبي عيسى وأيضا ً سههلمة بههن الفضههل " المتههوفى سههنة ‪ 191‬ههه‬
‫بالري " وقد اعتمد الطبري نسخته ‪ ،‬قال الخطيههب البغههدادي ‪ " :‬إن روايههة‬
‫مسلمة بن الفضل لكتاب السيرة لبن إسحاق أفضل من غيرههها "‪ .‬وتتلمههذ‬
‫ة أجلء روى عنه ‪ ،‬منهم ‪ :‬على بن مجاهد‬ ‫على علمه أئم ٌ‬
‫" توفي حوالى سنة ‪ 180‬هه في الري " وإبراهيم بن المختار‪ ،‬وسههعيد‬
‫بن‬

‫‪41‬‬
‫بزيع ‪ ،‬وعثمان بن سههاج ‪ ،‬ومحمهد بهن سهلمة الحرانههي " تههوفى سههنة‬
‫جريههج ‪ ،‬وشههعبة‪ ،‬والحمههادان ‪،‬‬
‫‪ 191‬هه في الري " وسفيان الثههورى‪ ،‬وابههن ُ‬
‫وشريك بن عبد الله النخعى‪ ،‬وسفيان بن عيينة ومن بعدهم ‪.‬‬
‫وأشهر من كل هؤلء في المغازي بالههذات هههو ابههن هشههام الههذي روى‬
‫السيرة النبوية واشتهر بها عن غيره وحتى عن مؤلفها ابن إسحاق ‪.‬‬
‫ويجههب أن نعلههم أن ابههن هشههام رواههها بواسههطة زيههاد بههن عبههد اللههه‬
‫البكائي ‪ .‬وفاقت سعة انتشار ملخص ابن هشام حتى غطههت علههى الكتههاب‬
‫الصلي منذ عهد بعيد‪ .‬فههاليعقوبى مثل " المتههوفي حههوالي سههنة ‪ 300‬ههه "‬
‫يستخدم ما هذبه ابن هشام من السيرهّ ‪ ،‬ولم يذكر ابن إسحاق‬
‫مطاعن على ابن إسحاق والرد عليها‬
‫تعههرض ابههن إسههحاق فههي مسههيرة حيههاته للههوان شههتى مههن السههتياء‬
‫والطعن سواء لعلمه أو سيرته الذاتية ‪ .‬منها ما يشكك في علمههه وإسههناده‬
‫وخاصة بالمغازي ‪ ،‬ومنها ما هى إل عصبية مثل موقف هشام بن عروة منه‬
‫‪ ،‬ومنها من يرجعُ مكمن الغضب فيها ذلك الصراع العلمى مثههل خلفههه مههع‬
‫مالك رضى الله عنه ‪ .‬ومنها أن بعههض الروايههات الههتي ذكههرت هههذا الطعههن‬
‫موثقههة‬‫ليس لها أساس من الصحة كي يقويها ويستند عليها بحرفية عادلة و ُ‬
‫يمكن العتماد عليها‪.‬‬
‫وسوف نعرض لهذا وذاك والرد على تلك المطاعن بالوثائق والقاويههل‬
‫التاريخية‪ ،‬حتى يحكم التاريهخ ويقهول كلمتهه الهتي تعلهو فهوق كه ّ‬
‫ل الوشهايا‬
‫والهواِء ويجلو عن تلك الدعاوى غباَر الزمن ‪.‬‬
‫ى ‪ " :‬كان محمد بن إسحاق ابن‬ ‫ذكان ّ‬ ‫أوَلى هذه الدعاوى ما ذكرها ال ّ‬
‫شا ُ‬
‫يسار يتشيع ‪ ،‬وكان قدريا ً "‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وقال أحمد بهن يهونس ‪ " :‬أصهحاب المغهازي يتشهيعون كهابن إسهحاق‬
‫وأبى معشر‪." . ..‬‬
‫وقهال أيضها ً يهاقوت " فهي معجهم الدبهاء " عهن يحيهى بهن سهعيد بهن‬
‫القطان ‪ ،‬يقول ‪ :‬كان محمد بن إسحاق والحسن بن ضههمرة‪ ،‬وإبراهيههم بهن‬
‫محمد كل هؤلء يتشيعون ويقدمون علّيا على عثمان ‪.‬‬
‫ويرد على ذلك " ابن سيد الناس " في " عيون الثر " بقوله ‪ " :‬أما ما‬
‫ُرمى به ابن إسحاق من التدليس والقدر والتشههيع ‪ ،‬فل يههوجب رد ّ روايتههه ‪،‬‬
‫ح في العدالة وغيههره ‪ ،‬ول‬ ‫ن ‪ .‬أما التدليس فمنه القاد ُ‬
‫ول ُيوقع فيها كبيَر وه ٍ‬
‫س المقيد بالقادح في‬ ‫يحمل ما وقع هاهنا من مطلق التدليس ‪ ،‬على التدلي ِ‬
‫دها‬‫العدالة‪ ،‬وكذلك القدر والتشيع ل يقتضى الرد ّ إل بضميمةٍ أخرى ولم نجهه ْ‬
‫ها هنا "‪.‬‬
‫وهذا أيضا ً متعلق بالفرق بين الحديث والتاريخ ‪ ،‬فالحديث ل يطلب فيه‬
‫قصة مربوطة‪ ،‬بل شهادة كل شاهد للواقعة‪ ،‬وأما التاريههخ فهههو يحتههاج إلههى‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫لخبار عن القصة التاريخية بدون أسانيد غالبا‪ .‬وقههال مكه ّ‬ ‫الحديث بغرض ا ِ‬
‫ضههب بالسههواد فههذكر‬ ‫ن إبراهيم ‪ :‬جلست إلى محمد بن إسههحاق وكههان يخ ُ‬ ‫ب ُ‬
‫أحاديث في الصفةِ فنفرت منها فلم أعد ْ إليه ‪ ،‬وقال مرة ‪ :‬تركت حديثه ‪.‬‬
‫ويرد على ذلك أيضا ً " ابن سيد الناس" بقوله ‪ :‬وليهس فهي ذلهك كهبيُر‬
‫م من السلف في رواية المشكل من ذلههك ومهها ُيحتههاج‬ ‫أمرٍ فقد ترخص قو ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إلى تأويله ‪ ،‬ل سيما إذا تضمن الحديث حكما أو أمرا آخر وقههد تكههون هههذه‬
‫الحاديث من هذا القبيل ‪.‬‬
‫ل بن غسان ‪ :‬حضرت يزيد بن هارون وهو‬
‫ض ِ‬
‫ي عن المف ّ‬
‫وروى الساج ّ‬

‫‪43‬‬
‫يحدث بالبقيع وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون منه حههتى حههدثهم‬
‫ن أعلههم بهه ‪،‬‬
‫ن إسههحاق فأمسهكوا‪ ،‬وقهالوا ‪ :‬ل تحههدثنا عنهه نحه ُ‬ ‫عن محمدِ ب ِ‬
‫فذهب يزيد يحاولهم فلم يقبلوا فأمسك يزيد‪.‬‬
‫ل ذلك الموقف أيضا ً " ابن سيد الناس " بقوله ‪ :‬فليس فيههه ذكههر‬ ‫ويحل ُ‬
‫لمساك ‪ ،‬وإذا لم ُيذكر لم يبق إل أن يحههول الظههن فيههه ‪ ،‬وليههس‬ ‫لمقتضى ا ِ‬
‫جرحا‪ً.‬‬‫ة مقبولة بما قد نظنه ُ‬
‫لنا أن نعارض عدال ً‬
‫وقال أبو موسى محمد بن المثّنى ‪ :‬ما سهمعت يحيهى القطهان يحهدث‬
‫ط‪.‬‬‫عن ابن إسحاق شيئا ً ق ّ‬
‫دا على ذلك ‪ :‬فقد ذكرنهها السههبب فههي ذلههك‬‫قال " ابن سيد الناس " ر ّ‬
‫ن خالهد عهن مالهك عهن هشهام ‪ ،‬فهههو ومهن‬ ‫بب ِ‬ ‫وتكذيبه إياه رواية عن وهي ِ‬
‫لسناد تبع لهشام ‪ ،‬وليس ببعيد من أن يكون ذلك هو المنفر‬ ‫فوقه في هذا ا ِ‬
‫ل المدينةِ عنه في الخبر السابق عن يزيد بن هارون وسههوف نههذكر بعههد‬ ‫له ِ‬
‫قليل ما كان بينه وبين هشام بن عروة ‪.‬‬
‫وعن يعقوب بن شيبة قال ‪ :‬سمعت محمد بن عبد الله بههن نميههر ذكههر‬
‫ن‬‫ابن إسحاق فقال ‪ :‬إذ حدث عمن سههمع منههه مههن المعروفيههن فهههو حس ه ُ‬
‫ة‪.‬‬ ‫ث باطل ه ً‬ ‫ث صدوقٌ وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهههولين أحههادي َ‬ ‫الحدي ِ‬
‫ن سههيد‬ ‫ب الفضل الكبر في الرد على مطاعن ابن إسههحاق " ابه ُ‬ ‫يقول صاح ُ‬
‫قه وتعديُله لتردد المُر في التهمةِ بها بيَنه وبيهه َ‬
‫ن‬ ‫الناس " ‪ :‬فلو لم ُينقل توثي ُ‬
‫ُ‬
‫ل ‪ ،‬فالحمهل فيهها علهى المجههولين‬ ‫من نقلها عنه ‪ ،‬وأما مع التوثيق والتعدي ِ‬
‫المشاُر إليهم ل عليه ‪.‬‬
‫وأما الطعن على العالم بروايته عن المجهولين فغريب وقد حكى ذلك‬
‫عن سفيان الثوري وغيره ‪ ،‬وأكثر ما فيه التفرقة بين بعض حديثه وبعض ‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫فيُرد ّ ما رواه عن المجهولين ‪ ،‬ويقبل ما حمله على المعروفين ‪.‬‬
‫وقيل لناصر السنة أحمد بن حنبل ‪ :‬يا أبا عبههد اللههه ‪،‬إذا تف هّرد – يقصههد‬
‫ث تقبله ؟ قال ‪ :‬ل‪ ،‬والله إني رأيُته يحدث عههن جماعههة‬ ‫ابن إسحاق ‪ -‬بحدي ٍ‬
‫َ‬
‫بالحديث الواحد ول يفصل كلم ذا من كلم ذا‪.‬‬
‫وقد رد ابن سيد الناس على ذلك بقههوله ‪ :‬وقههد تتحههد ألفههاظ الجماعههة‬
‫ظ فقد يتحههد المعنههى‪،‬‬‫صهم ‪ ،‬وعلى تقدير أن ل يتحد اللف ُ‬ ‫وإن تعددت أشخا ُ‬
‫روينا عن واثلة بن السقع قال ‪ :‬إذا حدثتكم على المعنى فحسبكم ‪.‬‬
‫ت أسههمع الحههديث مههن عشههرةٍ ‪،‬‬
‫وروينا عن محمد بن سيرين قال ‪ :‬كن ُ‬
‫اللفظ مختلف والمعنى واحد‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن المديني أن حديثه ليتبين فيه الصدق ‪ ،‬يروى مرة حههدثني‬
‫أبو الزناد‪ ،‬ومرة ذكر أبو الزناد إلى آخره ‪ ،‬وما يصلح لمعارضة هذا الكلم ‪،‬‬
‫علههم اختصههاص سههفيان بمحمههد‬
‫واختصاص ابن المدينى سفيان معلوم كما ُ‬
‫بن إسحاق ‪.‬‬
‫ن إسحاق قول أبي داود سههمعت أحمههد‬ ‫ن التي لصقت باب َ‬‫ومن المطاع َ‬
‫ب النههاس‬
‫ابههن حنبههل ذكههره فقههال ‪ :‬كههان رجل يشههتهى الحههديث فيأخههذ كته َ‬
‫فيضعها في كتبه ‪.‬‬
‫ويستمر " ابن سيد الناس " في الدفاع فيقول ‪ :‬فل يتههم الجههرح بههذلك‬
‫دث بها‪ ،‬ثم ينظر بعد ذلههك‬ ‫حتى نتيقن أنها مسموعة له ‪ ،‬ويثبت أن يكون ح ّ‬
‫ً‬
‫ظ ل تقتضههى السههماع تصههريحا‪ ،‬فحكمههه‬ ‫لخبار؛ فإن كان بألفهها ٍ‬
‫في كيفيةِ ا ِ‬
‫حكم المدّلسههين ‪ ،‬ول يحسههن الكلم معههه إل بعههد النظههر فههي مههدلول تلههك‬
‫سماع ولم يسمع ‪،‬‬ ‫اللفاظ ‪ ،‬إن كان ي َْروي ذلك عنهم مصرحا ً بال ّ‬

‫‪45‬‬
‫فهذا كذب صراح ‪ ،‬واختلق محض ل يحسههن الحمههل عليههه ‪ ،‬إل إذا لههم‬
‫يجد للكلم مخرجا ً غيره ‪.‬‬
‫وقال أبو عبد الله أحمد بههن حنبههل رضههي اللههه عنههه ‪ :‬قههدم محمهد ُ بهن‬
‫إسحق إلى بغداد فكان ل يبالى عمن حكى عن الكلبي وغيره ‪.‬‬
‫ويدافع أيضا ً ابن سههيد النههاس فقههال ‪ :‬فهههو أيض ها ً إشههارة إلههى الطعههن‬
‫ى مهن التضهعيف ‪ ،‬والهراوي عهن‬ ‫ن الكلهب ّ‬ ‫بالرواية عهن الضهعفاء‪ ،‬لمحهل ابه ِ‬
‫ح باسههم الضههعيف ‪ ،‬أو‬ ‫الضعفاء ل يخلو حاُله من أحدِ أمريههن ‪ :‬إمهها أن يصههر َ‬
‫يدّلسه ‪ ،‬فإن صرح به فليس فيه كبير أمر روى شخص ولم يعلم حههاله ‪ ،‬أو‬
‫فه أو‬‫ن عالم ها ً بضههع ِ‬
‫علم وصرح به ليبرأ من العهدة‪ ،‬وإن دّلسه فإما أن يكو َ‬
‫ب ‪ ،‬وإن عالم به وقصد بذلك التدليس‬ ‫ل‪ ،‬فإن لم يعلم فالمُر في ذلك قري ٌ‬
‫جرحة من فاعلها‪ ،‬وكبيرةٌ من مرتكبها‪ ،‬وليههس فهي أخبهار أحمهد عهن‬ ‫فهذه ُ‬
‫ابن اسحاق ما يقتضى روايته عن الضعيف وتدليسه إيههاه مههع العلههم وكههثرة‬
‫الحفظ ‪ ،‬فقد يميز من حديث الكلبى وغيره مما يجري مجراه ما ُيقبل ممهها‬
‫يُرد‪ ،‬فيكتب ما يرضاه ويترك ما ل يرضاه‪.‬‬
‫وقد قال يعَلى بن عبيد ‪ :‬قال لنا سفيان الثوري ‪ :‬اتقوا الكلبي ‪ ،‬فقيههل‬
‫له فإنك تروي عنه فقال أنا أعرف صدقه من كذبه ‪ ،‬ثم غالب ما يروى عن‬
‫الكلبى أنساب وأخبار من أحوال الناس وأيام العرب ‪ ،‬وسيرهم وما يجههري‬
‫مجرى ذلك مما سمح كثير من الناس في حمله عمن ل تحمل عنه الحكام‬
‫لمام أحمد‪ ،‬وممن حكى عنه التسوية‬ ‫حكي عنه الترخص في ذلك ا ِ‬ ‫‪ ،‬وممن ُ‬
‫في ذلك بين الحكام وغيرها يحيى بن معين ‪.‬‬
‫واتهام آخر قيل ‪ :‬إنه لم يكن يحتج به في السنن ‪.‬‬
‫قال ابن سيد الناس في الرد علههى ذلههك ‪ :‬فقههد يكههون لمهها أنههس مههن‬
‫ل علمه من المغازي والسير‪ ،‬طّرد‬ ‫التسامح في غير السنن ‪ ،‬التي هي ج ّ‬

‫‪46‬‬
‫الباب فيه وقاس مروياته من السنن على غيرههها‪ ،‬واط ّههراد البههاب فههي‬
‫ذلك يعارضه تعديل من عدله ‪.‬‬
‫وقال يحيى ‪ :‬إن ابن إسحاق ثقة وليس بحجة ‪.‬‬
‫رد ابن سيد الناس عليه فقال ‪ :‬فيكفينا التوثيق‪.‬‬
‫وما ذكره ياقوت عن الواقههدي ‪ ،‬واللفههظ ليههاقوت ‪ " :‬كههان محمههد بههن‬
‫إسحاق يجلس قريبا ً من النساِء في مؤخرِ المسج ِ‬
‫د‪ .‬فيروى عنههه أنههه كههان‬
‫يسامُر ‪ -‬وعند ابن النديم ‪ :‬يغاز ُ‬
‫ل ‪ -‬النساَء‪ .‬فُرفع إلى هشههام‪ 12‬وهههو أمي هُر‬
‫سه وضربه أسههواطًا‪ ،‬ونهههاه عههن‬‫المدينة ‪ .‬وكانت له شعرة حسنة فرقق رأ َ‬
‫ن الوجه "‪.‬‬‫س هناك ‪ ،‬وكان حس َ‬ ‫الجلو ِ‬
‫ه وعلمه‬‫وهنا سؤال يطرح نفسه ‪ :‬هل رجل مثل ابن إسحاق له شهرت ُ‬
‫يجمع الحديث والسههيرة العطههرة يظهههر بيههن النههاس بمظهههر منههافي لداب‬
‫السلم وتعاليمه ؟! وهل يجهل الرجل قدسية وحرمههة المسههاجد والمههاكن‬
‫المقدسة ؟ !‬
‫ل وهلهةٍ وهههو النفههي ‪ .‬وإذا‬ ‫الجابة على هذا السههؤال يههدركه العقه ُ‬
‫ل لو ِ‬
‫صحت هذه الرواية فربما كان ذلك في شبابه ومجونه ‪ ،‬وإن لم تصح فيهدل‬
‫ذلك على غلط الحديث من المعاصرين له بالطعن عليه بالحجج الضعيفة ‪.‬‬
‫ومما يزيد من ضعف هذه الرواية ما قاله الخطيب البغههدادي عههن ابههن‬
‫أبي حازم ٍ ‪ " :‬كنا ُقعودا ً في المسجد معنا محمد بن إسههحاق " وفههي روايههة‬
‫أخرى عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ‪ :‬قال " كنا فههي مجلههس محمههد‬
‫بن إسحاق نتعلم "‬

‫‪ 12‬يقصد إسماعيل بن هشام ‪ ..‬كما وضحنا سلفا ً ‪ .‬لن هشاما ً مات مبكرا‬
‫عن ذلك ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وأما ما أطبق عليههه بعههض المههؤرخين والمستشههرقين خاصههة‪ ،‬مههن أن‬
‫هناك عداوة بين ابن إسحاق وك ّ‬
‫ل من هشام ِ بن عههروة بههن الزبيههر‪ ،‬ومالههك‬
‫بن أنس ‪ .‬فأول‬
‫ل بد وأن نمحي لفظ " عداوة " لن مدلول هذا اللفظ ل يتفق وقدر علماء‬
‫لسلم العاظم ‪ ،‬وربما كان هناك ما يطلق عليه تنههافس العلمههاء وليسههت‬‫ا ِ‬
‫ً‬
‫العداوة بمفهومها المشين ‪ -‬وكما يحدث دائما مع أبناء المهنة الواحدة ‪.‬‬
‫ونبدأ بإنكار هشام بن عروة بن الزبير رواية ابههن إسههحاق عههن زوجتههه‬
‫وابنة عمه فاطمة بنت المنذر‪ ،‬عن أسماء بنههت أبههى بكههر‪ ،‬فقههد ذكههرت لنهها‬
‫ن قتيبة ‪ " :‬وكان ابن إسهحاق يهروي عهن‬ ‫ل اب ِ‬‫المصادُر عدة روايات منها قو ُ‬
‫عهروة‪ .‬فبلههغ ذلههك‬‫فاطمة بنت المنذر بههن الزبيههر‪ ،‬وهههي امههرأةُ هشهام بهن ُ‬
‫هشاما ً فأنكره ‪ ،‬وقال ‪ :‬أهو كان يدخل على امرأتي ؟ " وتشابهت في ذلك‬
‫جميع الروايات ‪ ،‬منها رواية صاحب الفهرسههت ‪ " :‬مههتى دخههل إليههها ومههتى‬
‫سمع منها ؟ " وفي المعجم " هو كان يدخل على امرأتي ؟ كأنه أنكر ذلههك‬
‫ب يروي عن امرأتههي ؟ مههن أيههن‬ ‫" أما في رواية الخطيب " ألعدوّ لّله الكذا ُ‬
‫رآها ؟ " روى ابن سيد الناس ‪ :‬أن هشاما قال ‪" :‬دخلت بها وهى بنت تسع‬
‫وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عز وجل‪."13‬‬
‫كأن الرواية في ظن هشام ل بد وأن تصحبها الرؤية ‪.‬‬
‫وقد دافع عن ابن إسحاق بعض العلماء منهم أحمد بن حنبل فقههد روي‬
‫م ؟ لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له وهههو‬
‫عنه أنه قال ‪ " :‬وما ينكر هشا ٌ‬
‫لم يعلم "‪.‬‬

‫‪ 13‬وهذه الرؤية غلط انظر " أعلم النساء ‪ " 146 /4 :‬فإن فاطمة بنت‬
‫المنذر ولدت سنة ‪ 48‬هه وهشام ولد سنة ‪ 61‬هه فهي أسن من هشام‬
‫بثلث عشرة سنة ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫وكان ذلك طبيعيها ً فهي روايههة الحهديث ‪ ،‬ومهن ذلهك أمثلهة كههثيرة عهن‬
‫التابعين كالسود وعلقمة سمعا من عائشة ‪ -‬رضى الله عنها ‪ -‬من غيههر أن‬
‫ينظرا إليها‪ ،‬بل سمعا صوَتها‪ .‬وأيضا ً في أيام ابن إسحاق كان ذلك معمههول ً‬
‫به ‪ ،‬مثال ذلك ؟ كان عبد الله بن أبي بكر يههروي عههن امرأتههه فاطمههة ابههن‬
‫عمار‪ ،‬ويدعوها لن تقص على ابن إسحاق خبرًا‪ .‬وكهان ذلهك يتهم مهن وراء‬
‫ن‬‫جبههة أو أن يكههون اب ه ُ‬
‫محههرم ‪ ،‬وهههى مح ّ‬
‫حجههاب أو سههتار‪ ،‬أو كههان معهمهها ُ‬
‫إسحاق قد حمل عنها صغيرًا‪.‬‬
‫وقال يوسف هوروفتس ‪ " :‬ومن المحتمل أن هشاما أيضا ً لم يعههترض‬
‫أي اعتراض على زوجته ‪ ،‬التي كانت أكبر كثيرا ً من زوجها‪ ،‬وأكبر مههن ابههن‬
‫ب من ‪ 30‬أو ‪ 40‬عاما ً‪ ،14‬بل لههم يكههن هشههام عارفها ً‬ ‫إسحاق نفسه بما يقر ُ‬
‫بأية زيارة من ابن إسحاق لبيته أخذ فيها الحاديث عن فاطمة‪ ،‬ولذلك شك‬
‫في صحة أقوال ابن إسحاق "‬
‫ويوجد احتمال آخر أنه قد سألها عههن طريههق أمههه أو أختههه أو زوجتههه ‪.‬‬
‫ح سؤال ً ‪ :‬لمههاذا لههم يسههأل هشههام زوجت َههه عههن صههحةِ ادعههاء ابههن‬
‫وهنا نطر ُ‬
‫إسحاق ؟ وأية فعلة شنعاء قام بها ابن إسحاق ‪ ،‬كل ذلههك لنههه روى حههديثا ً‬
‫نبويا ً عن فاطمة ‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن سيد الناس " محمد بن إسحاق عن فاطمههة بنههت المنههذر‬
‫ي ‪ -‬صلى ‪-‬‬ ‫ت أبى بكر‪ ،‬قالت ‪ :‬سمعت امرأة ً وهى تسأل النب ّ‬ ‫عن أسماَء بن ِ‬
‫ضرة‪ ،‬وأنى أتشبع من زوجى بما لم يعطنيه لغيظها بههذلك‬ ‫فقالت ‪ :‬إن لى ُ‬
‫ي زورٍ "‬ ‫َ‬
‫قال ‪ " :‬المتشبعُ بما لم ي ُعْط كلبس ثوب َ ْ‬
‫وقال أبو الحسن بن القطان ‪ :‬الحديث الذي من أجله وقههع الكلم فههي‬
‫ابن إسحاق من روايته عن فاطمة حتى قال إنه كذاب ‪ ،‬وتبعه في ذلك‬

‫ولدت سنة ‪ 48‬هه فهي أسن منه بنحو ‪ 37‬عاما ً ‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪49‬‬
‫ك ‪ ،‬وتبعه يحيى بن سعيد وتابعوهم من بعدهم تقليدا ً لهم ‪ :‬حههديث‬ ‫مال ٌ‬
‫‪15‬‬
‫" فلتقرصه ولتنضح ولتصل فيه" وقد روينهها مههن حههديثه عنههها غيههر ذلههك ‪.‬‬
‫وذكر الذهبي " عن يعقوب بن شيبة سألت ابن المههدينى عههن ابهن إسههحاق‬
‫قال حديثه عندي صهحيح ‪ . . . ،‬قلهت ‪ :‬فهشهام بهن عهروة قهد تكلهم فيهه ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬الذي قال هشام ليس بحجههة ‪ .‬لعلههه دخههل علههى امرأتههه وهههو غلم ‪،‬‬
‫فسمع منها‪ ،‬إن حديثه ليتبين فيه الصدق "‪.‬‬
‫ورغم ما قاله هشام بن عروة عن ابن إسحاق ‪ ،‬نجد الخير في السههير‬
‫ل عروة بن الزبيههر‪ .‬وهههذا يههدل أول ً علههى أن‬‫يروي عن هشام مرارًا‪ ،‬وعن آ ِ‬
‫ل عداوة‪.‬‬ ‫ئ وفوقَ ك ّ‬ ‫م عند ابن إسحاق كان قبل أيّ ش ٍ‬‫العل َ‬
‫وإنما طعن مالك فيه ‪ -‬وإذا كان ذلك مرة واحدة‪ ،‬ثم عههاد لههه إلههى مهها‬
‫يجب ‪ -‬بين العلمههاء فلن ابههن إسههحاق ‪ -‬وكههان أعلههم مههن بالحجههاز بنسههب‬
‫الناس ‪ -‬يزعم أن مالكا ً من موالى ذي أصبح ‪ ،‬وكهان مالهك يزعهم أنهه مهن‬
‫ك " الموطأ " قههال ابههن‬ ‫فسها‪ .‬فوقع بينهما لذلك مفاوضة‪ ،‬فلما صّنف مال ٌ‬ ‫أن ُ‬
‫إسحاق ‪ " :‬آتونى به فأنهها بيطههاُره ‪ ،‬أي " طههبيب بعللههه "‪ ،‬فُنقههل ذلههك إلههى‬
‫دجاجلة‪ 16‬يروي عن اليهوِد‪ .‬وكان بينهما مهها يكههون‬ ‫جال من ال ّ‬ ‫مالك فقال ‪ :‬د َ ّ‬
‫ن إسههحاق علههى الخههروِج إلهى العههراق ‪ .‬فتصههالحا‬ ‫بين الناس ‪ ،‬حتى عزم اب ُ‬
‫ف ثمرته تلك السنة ‪.‬‬ ‫حينئذ وأعطاه مالك عند َ الوداع خمسين دينارا َ ونص َ‬

‫‪ 15‬هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه "كتاب الحيض باب ‪ ، 9‬وكتاب‬


‫الوضوء باب ‪ ": 63‬وقال ‪ ":‬عن مالك ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن فاطمة‬
‫بنت المنذر ‪ ،‬عن أسماء "‪ .‬ورواه أيضا أبو داود في سنته "كتاب الطهارة‬
‫باب ‪ " 13‬بالسناد السابق مرة و "عن ابن إسحاق ‪ ،‬عن فاطمة ‪ ،‬عن‬
‫أسماء "‪ ،‬مرة أخرى ‪ .‬إذن الخلف ليس في الحديث ‪ ،‬بل في الذي سمع‬
‫منه ابن إسحاق ‪ :‬هل من فاطمة مباشرة ‪ ،‬أو عن طريق هشام أو غيره ؟‬
‫انظر فهارس فتح الباري من تحقيقنا ‪.‬‬
‫‪ 16‬قال الراوي ‪ " :‬وما رأيت أحدا ً جمع الدجال قبله "‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ولم يكن يقدح فيه مالك من أجل الحديث ‪ ،‬إنما كان ينكر عليههه تتبعههه‬
‫ة خيههبر‬‫غزوات النبي ‪ -‬صلى ‪ -‬من أولدِ اليهود الذين أسلموا وحفظههوا قص ه َ‬
‫ة والنضير‪ ،‬إلى غير ذلك من الغرائب من أسلِفهم ‪.‬‬ ‫وقريظ َ‬
‫وما كان ابن إسحاق في تتبعه لذلك إل ليزداد معرفة من غير أن يحتج‬
‫برأيهم ‪.‬‬
‫ويبدو أن هذا كان سببا ً رئيسيًا‪ ،‬في ذلك الخلف الذي ُيعد ّ خلفا ً علميها ً‬
‫ة إذا كههان هههذا العههالم قههد اسههتحدث شههيئا ً‬ ‫يحدث دائما ً بين العلمههاِء‪ .‬خاص ه ً‬
‫جديدًا‪.‬‬
‫فابن إسحاق نهج نهجا ً جديدا ً فهي وضهع السهيرة‪ ،‬خهالف بهها الطريقه َ‬
‫ة‬
‫ة للمحدثين في المدينة‪ ،‬ويوضح ذلك موقف أهههل المدينههة السههلبي‬ ‫التقليدي َ‬
‫من مغازي ابن إسحاق ‪ ،‬الذي لم يروها في المدينة عنه سوى إبراهيم بههن‬
‫ق وإيران ‪.‬‬‫سعد‪ ،‬مع العلم أنها وجدت انتشارا ً واسعا ً في العرا ِ‬
‫‪ . . .‬ومن روايات تلك القصة ما ذكههره الخطيههب البغههدادي ‪ ،‬عههن ابههن‬
‫إدريس " قال ‪ :‬قلت لمالك بن أنس ‪ -‬وذكهر المغهازي ‪ -‬فقلهت ‪ :‬قهال ابهن‬
‫إسههحاق أنهها بيطارههها‪ .‬فقههال ‪ :‬قههال لههك أنهها بيطارههها ؟ نحههن نفينههاه عههن‬
‫المدينة‪،‬يلمح إلى حديث أن المدينة ل يدخلها المسيح الدجال "‪.‬‬
‫ن أبههي ذئب ‪ ،‬وعبههد العزيههز بههن‬ ‫وذكههر أيضهها ً الخطيههب ‪ " :‬وكههان ابهه ُ‬
‫الماجشون ‪ ،‬وابن أبى حازم ‪ ،‬ومحمد ُ بن إسهحاق يتكلمههون فهي مالههك بهن‬
‫أنس ‪ ،‬وكان أشدهم كلما ً محمد بن إسحاق ‪ ،‬وكان يقههول ‪ :‬ائتههونى ببعههض‬
‫كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطاُر كتبه "‪.‬‬
‫ة‪ ،‬فما ذكره ابن سيد‬ ‫خ لهذه القص ِ‬ ‫ب التراجم ِ تواري َ‬ ‫ولم يذكر أصحا ُ‬

‫‪51‬‬
‫الناس من مصالحتهما يدل على أن هذا وقع قبل أن يغادر ابن إسحاق‬
‫المدينة ‪.‬‬
‫وأما رواية الخطيب ‪ ،‬قول مالك ‪ " :‬نحن نفيناه عن المدينة " لههو صههح‬
‫ذلك القول سيدل على أن هذا حدث بعد سفر ابن إسحاق ‪ ،‬أو أنه ربما قد‬
‫كرر ذلك القول ‪.‬‬
‫وعن آثارِ قصة مالك وقصة هشام قال ابههن حجههر ‪ " :‬وكههذبه سههليمان‬
‫التيمى‪ ،‬ويحيى القطان ‪ ،‬ووهيب بن خالد؛ فأما وهيب والقطان فقلههدا فيههه‬
‫ئ تكلههم‬‫هشام بن عروة ومالكًا‪ ،‬وأمهها سههليمان الههتيمى فلههم يتههبين ليّ ش ه ٍ‬
‫فيه ‪ ،‬والظاهر أنه لمر غير الحديث ‪ ،‬لن سههليمان ليههس مههن أهههل الجههرح‬
‫ن‬
‫ما غار له هشام بن عههروة بههن الزبيههر‪ ،‬لن سههليما َ‬ ‫والتعديل " ولكنه غار ل ِ َ‬
‫من أقاِربهم ‪.‬‬
‫‪ ..‬وأما عدا ذلك من الطعن فأمور غير مفسههرة ومعارضههة فههي الكههثر‬
‫من قائلها بما يقتضى التعديل‪.‬‬
‫وممن يصحح حديثه ويحتج به في الحكام أبو عيسى الترمذي ‪ -‬وباقي‬
‫أصحاب الصحاح الستة‪ - 17‬رحمهم الله ‪ -‬وأبو حاتم بن حبان ‪ ،‬ولههم نتكلههف‬
‫الرد عن طعن الطاعنين فيه إل لما عارضه من تعديل العلمههاء لههه وثنههاِئهم‬
‫عليه ‪ ،‬ولول ذلك لكههان اليسههير مهن هههذا الجههرح كافيهها فههي رد أخبههاره ‪ ،‬إذ‬
‫جهلت حاله‬ ‫ف في رد من ُ‬ ‫اليسير من الجرح المفسر منه وغير المفسر كا ٍ‬
‫ل ‪.‬‬‫قبله ‪ ،‬ولم يعدله معد ٌ‬

‫‪ 17‬أصحاب الصحاح الستة على رأي هم ‪ :‬البخاري ‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪،‬‬


‫والترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ .‬كلهم رووا عن ابن إسحاق‪ .‬فقد أخرج له‬
‫مسلم في المبايعات‪ ،‬واستشهد به البخارى في مواضع يسيرة‪ ،‬وروى له‬
‫أبو داود‪ ،‬والترمذى‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه رحم الله الجميع‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫مكانته عند العلماء‪:‬‬
‫ن إسههحاق ث َْبه ٌ‬
‫ت فهي الحههديث عنههد أكهثر العلمههاء ؛ ول ُتجههل‬ ‫محمد ُ به ُ‬
‫سير‪.‬‬ ‫إمامُته في المغازي وال ّ‬
‫‪ -‬قال ابن شهاب الزهري ‪ :‬من أراد المغازي ‪ ،‬فعليه بابن إسحاق ‪.‬‬
‫‪ -‬وذكر البخاري في تاريخه ‪ ،‬وروى عن الشافعي ‪ -‬رضي الله عنه‬
‫أنه قال ‪ :‬من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق ‪.‬‬
‫" يعنهى فهي‬ ‫‪18‬‬
‫ن إسحاق أميهُر المههؤمنين‬ ‫‪ -‬وقال ُ‬
‫شعبة بن الحجاج ‪ :‬اب ُ‬
‫الحديث " ‪.‬‬
‫‪ -‬وذكر الساجي ‪ :‬أن أصههحاب الزهههري كههانوا يلجئون إلههى محمههد بههن‬
‫كوا فيه من حديث الزهري ‪ ،‬ثقة منهم بحفظه ‪.‬‬ ‫إسحاق فيما ش ّ‬
‫‪ -‬روى الخطيب البغدادي ‪ :‬كان ابن إسحاق من أحفظ الناس ‪.‬‬
‫‪ -‬قال على بن المديني ‪ :‬مداُر حديث رسول الله ‪ -‬صلى ‪ -‬على سههتة‪،‬‬
‫فذكرهم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬فصار علم الستة عند اثنى عشر أحدهم ابهن إسههحاق ‪.‬‬
‫هذا لفظ حديث الصبهاني وحديث الشروطي بمعناه ‪ ،‬غير أنه قههال ‪ :‬ثلثههة‬
‫عشر أحدهم ابن إسحاق ‪.‬‬
‫عيينة قال قهال الزهههري ‪ :‬ل يههزال بالمدينههة علهم مها‬
‫‪ -‬قال سفيان بن ُ‬
‫م ؟ قال ‪ :‬لحفظه ‪. . .‬‬ ‫بقى ‪-‬يعني ابن إسحاق ‪ -‬أمير المحدثين ‪ ،‬وقيل له ل ِ َ‬
‫ن بن معروف ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبهها معاويههة‬ ‫وقال ابن أبى خيثمة ‪ :‬حدثنا هارو ُ‬
‫س ‪ ،‬فكان إذا كان عند‬ ‫ظ النا ِ‬
‫يقول كان ابن إسحاق من أحف ِ‬

‫‪ 18‬هو لقب يطلق على نوع من التوثيق لرواة الحديث‪ .‬راجع مقدماتى لفتح‬
‫البارى‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق ‪،‬‬ ‫الرجل خمس ُ‬
‫ى‪.‬‬ ‫ي فإن نسيُتها كنت قد حفظتها عل ّ‬
‫فقال ‪ :‬احفظها عل ّ‬
‫‪ -‬وقال أبو سعيد الجعفي ‪ :‬كان ابن إدريس معجبا ً بههابن إسههحاق كههثير‬
‫الذكر له ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ ‪.‬‬
‫‪ -‬روى الخطيب بإسناد له إلى ابن نفيل ‪ :‬حدثنا عبد الله بن قائد قال ‪:‬‬
‫كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسههه‬
‫في ذلك الفن ‪.‬‬
‫عيينههة أنههه قههال ‪ :‬مها‬
‫ن المنذر عن ابهن ُ‬
‫‪ -‬قال ابن أبي خيثمة ‪ :‬حدثنا اب ُ‬
‫يقول أصحابك في محمد بههن إسههحاق ؟ قههال قلههت ‪ :‬يقولههون إنههه كههذاب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ل تقل ذلك ‪.‬‬
‫سههئل عههن محمهدِ بههن‬‫سههفيان بههن عيينههة ُ‬
‫ت ُ‬ ‫‪ -‬قال ابن المديني ‪ :‬سمع ُ‬
‫إسحاق فقيل له ‪ :‬ولم يرو أهههل المدينههة عنههه ؟ قههال ‪ :‬جالسههته منههذ بضههع‬
‫وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ول يقولون فيه شيئًا‪.‬‬
‫سئل أبو ُزرعة عنه فقال مههن تكلههم فههي محمههد بههن إسههحاق ؟ هههو‬
‫‪-‬و ُ‬
‫صدوق‪.‬‬
‫قال أبو حاتم ‪ُ :‬يكتب حديثه ‪.‬‬
‫م الناس بها يعني ابههن‬
‫سئل ابن شهاب عن المغازي فقال ‪ :‬هذا أعل ُ‬ ‫‪-‬و ُ‬
‫إسحاق‪.‬‬
‫‪ -‬قال أحمد ُ بن ُزهير ‪ :‬سألت يحيى بن معين عنه ‪ ،‬فقال ‪ :‬قال عاصههم‬
‫بن عمر بن قتادة ‪ :‬ل يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬قال ابن عيينة ‪:‬قال أبو بكر الهذلي ‪ :‬سمعت الزهريّ يقول ‪ :‬ل يزال‬
‫ن إسحاق ‪.‬‬ ‫جم ما كان فيهم اب ُ‬
‫بالمدينة علم َ‬
‫ن إسههحاق‬ ‫‪ -‬وقههال سههفيان بههن عيينههة ‪ :‬رأيههت الزهههري أتههاه محم هد ُ ب ه ُ‬
‫فاستبطأه ‪ .‬فقال ‪ :‬أين كنت ؟ فقال لههه محمههد بههن إسههحاق ‪ :‬وهههل يصههل‬
‫إليك أحد مع حاجبك ؟ قال ‪ :‬فدعا حاجبه فقهال لهه ‪ :‬ل تحجبهه إذا جهاء‪. . .‬‬
‫حكى عن يحيى بن معين ‪ ،‬وأحمد بن حنبل ‪ ،‬ويحيى بههن سههعيد القطههان ‪،‬‬ ‫و ُ‬
‫أنهم وّثقوا محمد بن إسحاق واحتجوا بحديثه ‪.‬‬
‫ي ‪ :‬ومحمههد بههن إسههحاق أول مهن جمههع مههن مغهازي‬
‫‪ -‬وقهال المْرُزبههان ّ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى َ‪ -‬وألفها‪.‬‬
‫وقال البخاريّ ‪ :‬ينبغى أن يكون لهه ألهف حهديث ينفهرد بهها ل يشهاركه‬
‫فيها أحد‪.‬‬
‫‪ -‬قال أبو ُزرعة ‪ :‬محمد بن إسحاق قد أجمع الكههبراء مههن أهههل العل هم ِ‬
‫سفيان ‪ ،‬وشعبة‪ ،‬وابههن عيينههة‪ ،‬والحمههادان ‪ ،‬وابههن‬ ‫على الخذِ عنه ‪ ،‬منهم ‪ُ :‬‬
‫المبارك ‪ ،‬وإبراهيم بن سعد‪ ،‬وروى عنه من الكابر‪ :‬يزيهد ُ بههن أبههى حههبيب ‪.‬‬
‫دحة ابن شهاب له ‪.‬‬ ‫وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا ً وخيرًا‪ ،‬مع ِ‬
‫م ْ‬
‫‪ -‬وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى ‪ :‬الناس يشتهون حديثه ‪.‬‬
‫‪ -‬وقال ابن ُنمير ‪ :‬كان ُيرمى بالقدر وكان أبعد َ الناس منه ‪.‬‬
‫ت أحهدا ً يتههم محمهد َ به َ‬
‫ن‬ ‫‪ -‬وقال على بن المديني عن سفيان ‪ :‬ما رأيه ُ‬
‫إسحاق‪.‬‬
‫ي ‪ :‬حههدثنى مصههعب قههال ‪ :‬كههانوا يطعنههون عليههه‬
‫م الحرب ّ‬
‫‪ -‬وقال إبراهي ُ‬
‫بشيء ومن غير جنس الحديث ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ن‬
‫ود محمهد ُ به ُ‬
‫سه ّ‬
‫ود أحد فهي الحهديث ل ُ‬
‫س ّ‬
‫‪ -‬وقال يزيد بن هارون ‪ :‬ولو ُ‬
‫إسحاق ‪.‬‬
‫‪ -‬وروى يحيى بن آدم ‪ :‬حدثنا أبو شهاب ‪ :‬قال لي شعبة بههن الحجههاج ‪:‬‬
‫عليك بالحجاج بن أرطاة وبمحمد بن إسحاق ‪.‬‬
‫علية ‪ :‬قال شعبة ‪ :‬أما محمد بههن إسههحاق وجههابر الجعفههي‬
‫‪ -‬وقال ابن ُ‬
‫فصدوقان ‪.‬‬
‫‪ -‬قال يعقوب بن شيبة ‪ :‬سألت ابن المديني ‪ :‬كيف حديث محمههد ابههن‬
‫إسحاق صحيح ؟ قال ‪ :‬نعم حديثه عندي صحيح ‪ .‬قلت له ‪ :‬فكلم مالك فيه‬
‫؟ قال لم يجالسه ولم يعرفه ‪ . .‬الخ ‪.‬‬
‫‪ -‬وروى ابن أبى خيثمة عن يحيى ‪ :‬ليس به بأس ‪.‬‬
‫‪ -‬قال العجلي ‪ :‬ثقة ‪.‬‬
‫ضل بن غسان عن يحيى بن معين ‪ :‬ث َْبت في الحديث‬ ‫‪ -‬وروى المف ّ‬
‫ة سألت يحيى بن معين عنه ‪ :‬في نفسك شيء‬ ‫ب بن َ‬
‫شْيب َ‬ ‫‪ -‬وقال يعقو ُ‬
‫من صدقه ؟ قال ‪ :‬ل‪ ،‬هو صدوق ‪.‬‬
‫‪ -‬وقال البخاري ‪ :‬رأيت على بن عبد الله " المههديني " يحتههج بحههديثه ‪-‬‬
‫أي ابن إسحاق ‪ -‬وقال لي ‪ :‬نظرت في كتابه فما وجدت عليه إل حههديثين ‪،‬‬
‫ويمكن أن يكونا صحيحين ‪.‬‬
‫‪ -‬قال ابن عدي ‪ " :‬ولو لم يكن لبن إسحاق من الفضل إل أنه صههرف‬
‫ئ ‪ ،‬للشتغال بمغههازي رسههول‬ ‫الملوك عن الشتغال بكتب ل يحصل منها ش ٌ‬
‫ن‬
‫سههبق بههها اب ه ُ‬
‫الله ‪ -‬صلى ‪ ،-‬ومبعثه ‪ ،‬ومبتدأ الخلق ‪ ،‬لكانت هههذه فضههيلة َ‬
‫إسههحاق ‪ ،‬وقههد فتشههت أحههاديثه الكههثيرة فلههم أجههد فيههها مهها ُيقطههع عليههه‬
‫ل‬‫بالضعف ‪ ،‬وربما أخطأ واّتهم في الشىء بعد الشئ كما يخطئ غيُره‪ .‬وج ّ‬
‫من ل يسهو‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫مؤلفاته ‪:‬‬
‫تههذكر المصههادُر أن ابههن إسههحاق كتههب فههي المبتههدأ‪ ،‬وفههي السههيرة‪،‬‬
‫والمغههازي ‪ ،‬وفههي تاريههخ الخلفههاء حههتى أيههام المنصههور ؛ قههال الخطيههب‬
‫البغدادي ‪ " :‬وكان عالمهها بالسههير وبالمغههازي وأيههام النههاس وأخبههار المبتههدأ‬
‫وَقصص النبياء "‪.‬‬
‫ويوضح ذلههك كههثرة مقتبسههات كتابههاته داخههل كتههب التاريههخ والطبقهات‬
‫والسير‪ ،‬وأهمية هذه المقتبسات كههبيرة لمعرفههة منهههاجه التههاريخي ‪ .‬وهههل‬
‫ألف كتابا ً في ثلثة أقسام ‪ -‬المبتدأ ) أو مبتدأ الخلق ( والمبعث ‪ ،‬والمغازي‬
‫‪ -‬أو أنه ألف أكثر من كتاب اعتمدها ابن هشام في تهذيبه للسيرة ‪ ..‬؟‬
‫م بههأنه أل ّههف كتههاَبه فههي ثلثهةِ أقسههام ٍ ‪ :‬المبتههدأ‪،‬‬
‫ومن الصههعب أن نجههز َ‬
‫والمبعث والمغازي ‪.‬‬
‫ن إسههحاق علههى‬ ‫ب البغداديّ بقوله ‪ " :‬دخل محم هد ُ ب ه ُ‬
‫وقد انفرد الخطي ُ‬
‫م‬
‫منههذ خلههق اللههه آد َ‬ ‫ً‬
‫ب فصنف لههه كتاب ها ُ‬
‫المنصورِ وبين يديه ابُنه فقال ‪ :‬اذه ْ‬
‫مك هذا‪ ،‬قال ‪ :‬فذهب فصنف له هذا الكتاب ‪ .‬فقال ‪ :‬لقد طههولته يهها‬ ‫إلى يو ِ‬
‫ابن إسحاق فاختصْره ‪ .‬قال فذهب فاختصره ‪ ،‬فهو هذا الكتههاب المختصههر‪.‬‬
‫ن‬‫وألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين ‪ .‬وقهال ‪ ..‬صهنف محمهد ُ به ُ‬
‫إسحاق هذا الكتاب في القراطيهس ثهم صهّير القراطيهس لسهلمة‪ ،‬يعنهي "‬
‫سلمة بن الفضل "‪ ،‬فكانت تفضل رواية سلمة على رواية غيره لحال تلههك‬
‫القراطيس "‪.‬‬
‫ومن الروايات التي تثبت أن ابن إسههحاق ألههف كتابها ً واحههدا ً فههي ثلثههة‬
‫أقسام ما قاله ابن النديم أيضا ً ‪ " :‬وله من الكتب كتاب الخلفاء‪ ،‬رواه عنه‬

‫‪57‬‬
‫المويّ ‪ .‬وكتاب السههيرة والمبتههدأ والمغههازي‪ .‬ورواه عنههه إبراهيههم بههن‬
‫سعد‪ ،‬و النفيلي‪. " 19‬‬
‫وتوجد روايات تثبت أنه كتاب واحد أيضا ً مثل رواية ابن سعد ذكههر أنههه‬
‫كتاب " المغازي والمبتههدأ " والمقههدس ذكههره " كتههاب المبتههدأ والمغههازي "‬
‫أيضا ً ياقوت ذكره " السير والمغههازي " والمسههعودي " المغههازي والسههير "‬
‫وابن النديم ذكره " السيرة والمبتدأ والمغازي " والمسعودي أيضا ً ذكر هذا‬
‫الكتاب بأنه " المغازي والسير وأخبار المبتدأ "‪ ،‬كههل هههذه الروايههات توضههح‬
‫أنه كتاب واحد‪.‬‬
‫ولكن توجد أيضا ً روايات توضح أنه ألف أكثر مهن كتهاب منههها مها قهاله‬
‫السخاوي ‪ " :‬وأما قصص النبياء ففي المبتدأ لمحمد بن إسحاق ‪ . .‬صاحب‬
‫السيرة النبوية ل وهنا نجههد أنههه فصههل صههراحة بيههن كتههابين وهمهها المبتههدأ‪،‬‬
‫والسيرة ويقول ابن العماد أيضا ً ‪ " :‬ومن كتب ابن إسحاق أخذ عبد الملههك‬
‫بن هشام " ولفظ كتب صريح هنا‪.‬‬
‫عمل فههي‬
‫وأشار المقدسي إلى كتاب المبتدأ بقوله ‪ " :‬وهو أول كتاب ُ‬
‫بدء الخلق "‪.‬‬
‫وذكر ياقوت " له من الكتب ‪ :‬كتاب السير والمغازي ‪ ،‬وكتههاب المبتههدأ‬
‫رواه عنه إبراهيم بن سعد ومحمد بن عبد الله بههن نميههر النفيلههي " ونجههده‬
‫هنا قد فسر لنا أكثر بين الكتابين ‪.‬‬
‫ومما سبق يتبين لنا أن الروايات قد انقسمت ‪ ،‬منها ما يقول إنه ألههف‬
‫كتابا ً واحدا ً في ثلثة أقسام ‪ -‬المبتدأ والسير والمغازي ‪ -‬ومنها ما‬

‫‪ 19‬هو ‪ :‬محمد بن عبد الله بن نمير النفيلي " المتوفى سنة ‪234‬هه" وربما‬
‫أخطأ ابن النديم في كلمة كتاب التي تسبق السيرة والمبتدأ والمغازى‪،‬‬
‫لن كل كتاب على حدة‪ ،‬وإبراهيم ابن سعد والنفيلي قد رويا عنه كتابا ً‬
‫واحدا ً فقط وهو كتاب المبتدأ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫يوضح أنه ألف كتابين أحدهما في المبتههدأ والثههاني فههي المغههازي " أي‬
‫حياة النبي عامة "‬
‫ومما يزيد هذا الخلف أن كتب التاريههخ قههد اقتبسههت‪ 20‬مههن كتههب ابههن‬
‫إسحاق الكثير‪ ،‬فعمل هذا على تمزيق الكيههان الكامههل لكههل كتههاب ‪ ،‬ول ِههدل‬
‫على ذلك أن البكائي ‪ -‬وهو تلميذ ابن إسحاق ‪ -‬قد روى المغههازي والمبتههدأ‬
‫معا‪ .‬وربما فعل ذلك ابن هشام في السيرة حيث إنههه اقتبههس مههن المبتههدأ‬
‫وأضاف إلى المغازي ‪.‬‬
‫ونحن نميل إلى الرأي القائل بأن ابن إسحاق قد ألف كتابين ‪ .‬والدليل‬
‫الخر على ذلك أن أستاذه الزهري وهو الذي نهههج نهجههه ابههن إسههحاق فههي‬
‫تأليف المغازي والسير قد ألف ذلهك فهي كتهب منفصهلة‪ .‬وكمها ذكهرت لنها‬
‫كتب المناقب كتابا ً آخر لكن دون خلف وهو‬
‫" كتاب الخلفاء " وهذا الكتاب المميز كان بروايههة المههوي ‪ ،‬وقههد كههان‬
‫لظهور كتاب المغازي أثره على شهرة هذا الكتاب ‪ ،‬فيبدو أنه قد قلل مههن‬
‫شأنه واطفأ من بريقه ‪.‬‬
‫منهج ابن إسحاق في كتبه ‪:‬‬
‫استعان ابن إسحاق بالزهري " أستاذه " وبوهب بن منبههه ‪ ،‬فههي وضههع‬
‫ج‬
‫الشكل المفصل والقاعدة الساسية للسيرة ؛ حيث نهج ابههن إسههحاق ن َهْ ه َ‬
‫الزهري في ترتيب وتسلسل الحداث الزمنية‪ ،‬وكذلك منهج وهب بن‬

‫‪ 20‬وهذه القتباسات موجودة في تاريخ الطبرى‪ ،‬وتفسير الطبرى‪،‬‬


‫والستعاب لبن عبد البر‪ ،‬وفى فتوح مصر للواقدي‪ ،‬والغاني للصبهاني‪،‬‬
‫ودلئل النبوة لبى نعيم‪ ،‬وفى تهذيب التهذيب لبن حجر‪ ،‬ومرآة الجنان‬
‫لليافعي‪ ،‬والروض النف للسهليي ‪ 000‬الخ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ن إسحاق‬ ‫ون لدى اب ِ‬
‫منبه في كتاب " المبتدأ "‪ ،‬وبين وهب والزهري تك ّ‬
‫ل كتابهِ في " السيرة النبوية "‪.‬‬‫هيك ُ‬
‫ن إسحاق في جمع مههادته فههي المبعههث والمغههازي‬ ‫وقد استعان أيضا ً اب ُ‬
‫والمبتدأ إلى المصادر المدينية كثيرا‪ ،‬وقليههل مههن المصههادر المصههرية‪ ،‬ولههم‬
‫يستعن بالمصادر الشرقية مثل العراق أو إيران ‪.‬‬
‫وقد عارضته مدرسههة المدينههة لنههه خههرج عههن المههألوف فههي دراسههته‬
‫للسيرةِ حيث خالفها ولم يلتزم بأسههلوِبها فههي جمههع مههوادِ السههيرة‪ ،‬فنجههده‬
‫ن حَرج ‪ ،‬وخاصة الجزء الخهاص " بالمبتههدأ‬ ‫ف التجاهات دو َ‬ ‫يقتبس من مختل ِ‬
‫" فكان يستعين بما كتبه الدباء اليهود والمسيحيون من َقصص ‪ ،‬ورجع إلى‬
‫الكتاب المقدس نفسه فهي بعهض الحيهان ‪ ،‬وذلهك بهالجزء الخههاص بتاريههخ‬
‫الرسالت ما قبل السلم ‪.‬‬
‫ض‬ ‫ً‬
‫واسهتعان أيضها بالشهعر والحهديث الشههريف واليهات القرآنيهة لغهر ِ‬
‫توثيق مادته التاريخية‪.‬‬
‫ن هشههام بعههض مهها كتههب ابههن إسههحاق خاصههة فههي أول‬ ‫وقد عارض ابه ُ‬
‫السيرة الذي يعد أضعف ما كتب ابن إسههحاق ‪ ،‬واقتبههس فههي هههذا القسههم‬
‫روايات وهب بن منبه ‪ ،‬وابن عبهاس والسهرائيليات ‪ ،‬فنجههده يهذكر قصهص‬
‫لسهلم ‪ .‬مثهل طسهم وجهديس وأيضها ً قصهة الكهاهنين شهق‬ ‫العهرب قبهل ا ِ‬
‫قَرظي ‪،‬‬ ‫ك ال ُ‬
‫ب بن مال ٍ‬‫وسطيح ‪ ،‬ويذكر روايات تحكي انتشار الوثنية عن كع ِ‬
‫قصص‬ ‫ويتناول تاريخ اليمن في عصر ما قبل السلم ‪ ،‬ويظهر فيها تأثره بال َ‬
‫الشعبي لهل الكتاب ‪ ،‬وأيضا ً نجههده يتههأثر بالقصههص القرآنههي الههذي َيحكههي‬
‫تاريخ المسيحية واليهودية في شبه الجزيرة العربية وخاصة الجنوب ‪ ،‬مثههل‬
‫لشرم الحبشههى‬ ‫قصة ذي ُنواس الملك اليهودي " وأصحاب الفيل " أبرهة ا ً‬
‫في غزوه للكعبة‪ ،‬وقصة سد مأرب ‪ ،‬وذي القرنين ونجده‬

‫‪60‬‬
‫ى والقرآن الكريم والشعر العربي‬ ‫في كل هذا يستعين بالقصص الشعب ّ‬
‫‪ ..‬ويقتبس مههن وهههب قصههة انتشههار المسههيحية بنجههران علههى يههد فيميههون‬
‫الراهب ‪ .‬وعندما ذكر قصة ذي القرنين قال ‪ :‬فحدثني من يسوق الحاديث‬
‫عن العاجم فيما توارثوا من علمه ‪" ...‬‬
‫وكانت طريقته في تأريخ هذه القصص أقرب ما يكون إلى طريقة أيام‬
‫لسرائيليات ‪.‬‬
‫العرب الجاهلية السطورية‪ ،‬وا ِ‬
‫ويذكر الستاذ عبد العزيز الدوري في بحثه القّيم ‪ :‬ومع أن أكثر أخباره‬
‫دون إسههناد إل أنههه يعطههي أسههانيد َ لبعههض روايههاته ‪ .‬ففههي قصههة انتشههار‬
‫النصرانية بنجران مثل يورد رواية عن عبد الله بن أبي بكههر بههن محمههد بههن‬
‫مه عن حفر بئر زمزم يأخذ عن يزيد بن أبي حههبيب‬ ‫عمر بن حزم ‪ .‬وفي كل ِ‬
‫ض السههانيد‪ ،‬وفهي‬ ‫المصري ‪ .‬وفي معلومههاته عهن الحههج والكعبههة يههورد بعه َ‬
‫ي يورد رواية عهن عاصهم بهن عمهر‪ ،‬وفهي‬ ‫كلمه عن إنذار يهود بظهور النب ٍ‬
‫حديثه عن شعائر الحج يورد رواية عن هشام بههن عههروة وفههي كلمههه علههى‬
‫الحمس يورد روايهة هشهام بهن عهروة‪ ،‬كمها َأنهه يحهاول الستشههاد بآيهات‬
‫قرآنية في بعض ما أورده ‪ .‬ولكن بعض أسانيده ضعيفة‪ ،‬كمها أنهه لجهأ إلهى‬
‫الشعر كوسيلة للتوثيق ‪ ،‬على طريقة رواة اليام ‪ ،‬وأكههثر منههه دون تمييههز‪،‬‬
‫فكان ذلك ثغرةً خطيرة في كتاباته ‪ .‬ولقد بدأ اهتمام ابن إسههحاق بالسههناد‬
‫ة مهن‬ ‫خصهب ً‬‫عند وضع قسههم المبعهث ‪ ،‬وذلهك لن بيهن يهديه مهادة ً تاريخيهة ِ‬
‫الحاديث والمصادر والوثائق ‪ ،‬وقد انفرد ببعض الوثائق مثل وثيقة معاهههدة‬
‫النبي ‪ -‬صهلى ‪ -‬مهع القبههائل ‪ ،‬وأيضها ً مجموعهات قههوائم بأسههماء المههؤمنين‬
‫الولين ‪ ،‬وقائمة بالمسههلمين الههذين هههاجروا إلههى الحبشههة الهجههرة الولههى‬
‫ة‬
‫والثانية‪ ،‬وأول من أسلم من النصاِر‪ ،‬وقائمة بالمشتركين في ب َي ْعََتي العقب ِ‬
‫؛ وقائمة بالمهاجرين والنصارِ الذين تلقوهم في المدينة‪ ،‬وقائمة‬

‫‪61‬‬
‫بالمهاجرين والنصار الذين آخى بينهم النبي – صلى الله عليه وسههلم ‪-‬‬
‫وبخلف القوائم كانت أحاديثه أيضا ً ل تتفق مع أسلوب أهل المدينة‪.‬‬
‫يقول الستاذ‪ .‬عبد العزيز الدوري ‪ :‬فحين يذكر بههدء الههوحي يأخههذ عههن‬
‫عروة‪ ،‬ولكنه يذهب إلى إيراد روايات مأخوذة عن بعض أهل العلم ‪ ،‬ونههرى‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫ث ‪ . ،‬وهنهها يبتعههد كههثيرا عههن أسههلوب‬ ‫قصص الشههعبى يتههداخل مههع الحههدي ِ‬ ‫ال َ‬
‫الزهريّ مثل‪،‬وحين يتحدث عن وضع المسلمين عند بدِء الدعوة يرجههع إلههى‬
‫قصص مجالس السمرِ فيقول " وذكر بعههض أهههل العلههم أن رسههول اللههه ‪-‬‬
‫صلى ‪ -‬كان إذا حضرت الصلة خههرج إلههى شههعاب مكههة ‪ . . .‬الههخ " ويههورد‬
‫قصصا ً محلية عن موقف المشركين من الرسههول ‪ ،‬دون إسههناد‪ ،‬ثههم يرجههع‬
‫ويستشهد باليات ‪ ،‬ولعله أراد أن ُيسند ما ذكر بها‪ ،‬وحيههن روى قصههة وف هدِ‬
‫ة بن ربيعة استمع إلى تلوة القرآن بصورة سههرية‪،‬‬ ‫ش الذي فيه أن عتب َ‬
‫قري ٍ‬
‫لسههلم فههي‬ ‫لسناد وبشههكل قصصههى‪ ،‬ومثلههه عههن فشههو ا ِ‬ ‫نجدها خالية من ا ِ‬
‫ض أهههل العلههم " وفههي كلمههه صههدى‬ ‫قريش ونجده يستهله ب " حدثنى بعه ُ‬
‫لسناد‬‫للقرآن والتفسير‪ ،‬وأثر للشعر ول بد لنا أن ‪ ،‬نلحظ أن التأكيد على ا ِ‬
‫لههم يكههن فههي عصههر ابههن إسههحاق كمهها أصههبح فيمهها بعههد‪ ،‬وأن كههثيرا ً مههن‬
‫ة لههدى‬ ‫المعلومههات عههن المغههازي كههانت تنقههل دون إسههناد لنههها معروفهه ٌ‬
‫جماعات أو أسر‪.‬‬
‫أما الجزء الخاص " بالمغازي " ‪ -‬تاريههخ النههبي الحربههي فههي المدينههة ‪-‬‬
‫فقد أبرز ابن إسحاق تمكنه الحقيقى في هذا الجزء‪ ،‬حيههث كههانت القاعههدةُ‬
‫ة في تناوله لمههرض النههبي ‪ -‬صههلى ‪-‬‬ ‫لسناد‪ ،‬وقد راعى الدق َ‬
‫الساسية هنا ا ِ‬
‫ووفههاته ‪ ،‬واسههتعان ابههن إسههحاق بمهها رواه أسههاتذته المههدينيون ‪ ،‬وأهمهههم‬
‫الزهري واضع هيكل السيرة ودراسة المغازي ‪ ،‬وعاصم بن عمر‪ ،‬وعبد الله‬
‫بن أبى بكر‪ ،‬الذي اقتبس منه ابن إسحاق التأريخ بالسههنين ‪ ،‬وأخههذه كههثيرا ً‬
‫عن الزبيريين وأكثر عن يزيد بن رومههان ‪ ،‬وهشههام بههن عههروة‪ ،‬وعههروة بههن‬
‫الزبير‪،‬‬

‫‪62‬‬
‫ولكنه لم يكتف بما جمع من هؤلِء جميعًا‪ ،‬بل كان يجمع أقوال أقههارب‬
‫الرجال والنساء الذين اشتركوا في الوقائع ‪.‬‬
‫ويههذكر هههوروفتس ‪ :‬ويسههتخدم ابههن إسههحاق منهجهها ً محههددا ً لعههرض‬
‫الغزوات الفعلية ج ويقدم ملخصا ً حاويها ً للمحتويههات فههي المقدمه ِ‬
‫ة‪ ،‬ويتبعههه‬
‫ل أوثق أساتيذه ‪ ،‬ثم يكمل هذا الخبر الرئيسههى‬ ‫خبرا ً جماعيا ً مؤلفا ً من أقوا ِ‬
‫بالخبار الفردية التي جمعها من المراجع الخرى ‪.‬‬
‫والقوائم كثيرة في المغههازي أيض ها ً ؛ فهههو يههدون قائم ه ً‬
‫ة بههأولئك الههذين‬
‫حاربوا في بدٍر؛ وأخرى بالقتلى والسرى؛ وثالثة بقتلى أحههد‪،‬وكههذلك قتلههى‬
‫ؤتة‪ ،‬والطائف ‪ . .‬الخ ‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫الخندق ‪ ،‬وخيبر‪ ،‬و ُ‬
‫ويقول الستاذ عبد العزيز الدوري ‪ " :‬إن ابن إسحاق حاول أن يتحفظ‬
‫في رواياته وأخباِره حتى قبههل المبعههث‪ ،‬كههأن يقههول " فيمهها يزعمههون "‪ ،‬أو‬
‫مثل قوله حين يذكر قول ينسب للرسول عن ذي القرنين " فالله أعلههم أي‬
‫ل الله – صلى ‪ -‬أم ل فإن قاله فالحق ما قال " أو‬ ‫ذلك كان أقال ذلك رسو ُ‬
‫كقوله ‪ " :‬وزعم الناس فيما يتحدثون والله أعلم " أو قوله ‪ " :‬فكههان فيمهها‬
‫بلغنا من حديث الحبار والرهبان عن رسول الله ‪ -‬صلى ‪ -‬قوله "‪ ،‬أو مثههل‬
‫ور بن يزيد عن بعض أهل العلم ‪ ،‬ول أحسههبه إل خالههد بههن‬ ‫قوله " وحدثنى ث َ ْ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫معدان الكلعي‪ ،‬أن نفرا من أصحاب رسول الله ‪ . ..‬الخ " ويورد أحيانا مهها‬
‫ُيشعر برأيه ‪ ،‬فهو يذكر قصة الطير البابيل ثم يضيف " حدثني يعقههوب بههن‬
‫حدث أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العههام‬ ‫عتبة أنه ُ‬
‫"‪.‬‬
‫وقد أتقن ابن إسحاق أسلوب القصة في رواية الحههداث وخاصههة فههي‬
‫لسههناد فههي‬
‫لسههناد‪ ،‬ونجههده رغههم اعتمههاده علههى ا ِ‬
‫الفترة المكية حيث قلة ا ِ‬
‫الفترة المدنية حيث كثرة المصادر والوثائق والمعلومات يؤجل الشعار‬

‫‪63‬‬
‫عادة إلى آخر الحدث ‪ ،‬مما يؤكد تأثره بأسلوب القصاص ‪ -‬والله أعلم‬
‫‪.‬‬
‫وفاته ‪:‬‬
‫اختلهف المؤرخههون فههي تحديههد سههنة وفهاة ابههن إسههحاق ‪ ،‬ويههدور ههذا‬
‫الخلف بين سنة ‪ 154 - 150‬هه ‪ .‬فيحدد أقدم المؤرخين وهم " البخههاري‬
‫وابن سعد وابن النديم " سنة ‪ 151‬ههه ‪ ،‬أمهها الروايههات الخههرى فتضههطرب‬
‫ي في تذكرة الحفاظ يورد سنة ‪ 151‬هه ويضعف سنة ‪ 152‬هههه‪.‬‬ ‫فنجد ُ الذهب ّ‬
‫وابن خلكان يذكر سنة ‪ 150‬هه ‪ .‬و ‪ 153‬هه ‪.‬ويرجح سنة ‪ 151‬هه‪ ،‬ويههاقوت‬
‫يذكر سنة ‪ 151‬هه‪ 152 .‬هه ‪.‬‬
‫وروى الطبري ‪ " :‬قال ابن سعد‪ ،‬أخبرني ابن محمد بن إسحاق قههال ‪:‬‬
‫ن فههي مقههابر الخيههزران "‪ ،‬وروى‬
‫مههات أبههى ببغههداد سههنة ‪ 150‬هه ه ‪ .‬ود ُفِ ه َ‬
‫الخطيب البغدادي عن المديني سنة ‪ 152‬هه ‪ ،‬وعن الخليفة بن خياط سههنة‬
‫‪ 153‬هه وتوجد بعض الروايات ترجح سنة ‪ 144‬هه ‪.‬‬
‫ورغم كل هذا الخلف نجدهم يرجحون تلك السنة – " ‪ 151‬هههه ‪768 -‬‬
‫م " لوفاته‬
‫واتفقوا على أن وفاته كانت ببغداد‪ .‬وقال ياقوت في " معجم الدباء "‬
‫دفن بمقابر الخيههزران عنههد قههبر أبههى حنيفههة المههام العظههم صههاحب‬
‫‪ :‬إنه ُ‬
‫المذهب المتبوع ‪ .‬وقبر أبي حنيفة معروف بالعظمية ‪.‬‬
‫وزاد ابن خلكان " ودفن في مقبرة الخيزران بالجانب الشرقى‪ .‬وهههى‬
‫منسوبة إلى الخيزران أم هارون الرشيد‪ ،‬وإنما نسههبت إليههها لنههها مدفونههة‬
‫بها‪ .‬وهذه المقبرة أقدم المقههابر الههتي بالجههانب الشههرقى‪ ،‬مههن دجلههة فههي‬
‫بغداد " ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عههن المسههلمين عامههة وعشههاق كتههابه‬
‫) المغازي ( خاصة خير الجزاء‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬ابن هشام الذي اشتهرت باسمه السيرة‬
‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫‪21‬‬
‫المعهافري‬ ‫مي َههري‬
‫هو‪ :‬أبو محمدٍ عبد ُ الملك بهن هشهام بهن أيههوب الح ْ‬
‫البصري‪.‬‬
‫المعافري‪ 22‬نسبه إلى المعافر بن يعفر‪ ،‬قبيل كههبير ُينسههب إليههه خلههق‬
‫كثير بعضهم باليمن وعامتهم بمصر‪.‬‬
‫وقد اخُتلف فههي نسههبته فقيههل ‪ :‬قحطههاني ‪ ،‬وقيههل ‪ :‬عههدناني ‪ ،‬وقيههل ‪:‬‬
‫ميري من قحطان ‪.‬‬ ‫ح ْ‬‫ذ ُهَِلي‪ ، 23‬ولكن شهرته بالحميرية تجعلنا نرجح أنه ِ‬
‫ولدته ونشأته ‪:‬‬
‫ولد ابن هشام بالبصرة ‪ -‬وتاريههخ ولدتههه مجهههول ‪ -‬وتلقههى العلههم فههي‬
‫نشأته الولى بها ثم نزل مصر‪ .‬ول يذكر الرواةُ عن حياته أنه عاش في‬

‫غيرهما ؛ وربما نزل أكثر من بلههد‪ ،‬دون أن يشههير إليههها الههرواة ج ذلههك‬
‫وال ‪ ،‬يطوف البلد في طلبه وسماعه ‪.‬‬ ‫لن طالب الحديث بطبيعته ج ّ‬
‫منزلته ‪:‬‬
‫سهَْيلى عنه في كتاب الروض النههف ‪ -‬شههرح سههيرة‬ ‫قال أبو القاسم ال ّ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى ‪ : -‬إنه مشهور بحمل العلم ‪ ،‬متقههدم فههي علههم النسههب‬
‫ميههر‬
‫ح ْ‬
‫والنحو‪ ،‬وهو من مصر‪ ،‬وأصله من البصههرة‪ ،‬ولههه كتههاب فههي أنسههاب ِ‬
‫وملوكها‪ ،‬وكتاب في شرح ما وقع في أشعارِ السههيرة مههن الغريههب ‪ .‬وقههال‬
‫ن هشام هههو الههذي جمههع سههيرةَ رسههول اللههه ‪ -‬صههلى ‪ -‬مههن‬‫ابن خلكان ‪ :‬اب ُ‬
‫المغههازي والسههير لبههن إسههحاق ‪ ،‬وهههذبها ولخصههها وشههرحها‪ . . .‬وهههى‬
‫ة بسيرة ابن هشام ‪.‬‬ ‫الموجودة بأيدي الناس المعروف ُ‬
‫ويقول القفطههي صههاحب " إنبههاه الههرواة " عههن ابههن هشههام ‪ " :‬وهههذه‬
‫السيرة التي يرويها عن ابن إسحاق قد ه ّ‬
‫ذب منهها أمههاكن ‪ :‬مههرة بالزيهادة‪،‬‬
‫ومرة بالنقصان ‪ ،‬وصارت ل ُتعرف إل " بسيرة ابن هشام " وللمصريين بها‬
‫غرام وكثرة رواية‪ ،‬وعن المصريين ُنقلت إلى سائر الفاق ‪.‬‬ ‫فرط َ‬
‫من اشتهر بابن هشام من المؤلفين ‪:‬‬
‫‪ 21‬نسبته إلى حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وفى حمير‬
‫بطون وأفخاذ كثيرة‪.‬‬
‫‪ 22‬هو معافر بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن الهميسع بن‬
‫عمرو بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلن بن سبأ‪ .‬وفى معافر بطون‬
‫كثيرة نزح بعضهم إلى مصر " النباه ص ‪."118‬‬
‫‪ 23‬ومنهم من يرد نسبه إلى ذهل‪ ،‬وآخرون يردونه إلى سدوس‪ .‬والذهلي‪،‬‬
‫بضم الذال وسكون الهاء‪ ،‬منسوب إلى ذهل ابن معاوية بن ثور بن مرتع‪،‬‬
‫وهو بطن من كندة ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫قال السيوطي في بغية الوعاة فههي طبقههات اللغههويين والنحههاة ‪ " :‬إن‬
‫الملقبين بابن هشام خلق وجماعة كثيرة‪ ،‬أشهرهم ثمانية‪ ،‬وربما سقط منه‬
‫لقب لنه ذكرهم سبعة فقط هم حسب ترتيبه ‪:‬‬
‫عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري ‪ ،‬أبو محمههد البصههري النحههوي‬
‫مهذب السيرة النبوية لبن إسحاق ‪ .. .‬الخ‬
‫نزيل مصر‪ُ ،‬‬

‫‪66‬‬
‫ن يحيى بن هشام اللخمي النحوي اللغوي السبتي‪ ،‬أبو‬‫وتله محمد ُ ب ُ‬
‫دب بالعربية‪ ،‬وله تآليف مفيدة " وقيل توفي سنة ‪570‬هه "‪.‬‬‫عبد الله أ ّ‬
‫أما الثالث فهو ‪ :‬محمد بن يحيى بن هشههام الخضههراوي ‪ ،‬العلمههة أبههو‬
‫عبد الله النصاري الخزرجي الندلسى ‪ ،‬من أهل الجزيههرة الخضههراء‪ ،‬كههان‬
‫رأسا ً في العربية‪ ،‬أخذها عن ابن خروف وغيهره ‪ ،‬وأخهذها عهن الشهلوبين ‪،‬‬
‫وصنف التآليف المفيدة‪ ،‬وتوفى سنة ‪ 646‬هه ‪.‬‬
‫الرابع هو ‪ :‬الشيخ جمال الدين عبد الله بن يوسف بههن هشهام صهاحب‬
‫المغني وغيره ‪.‬‬
‫خامسهم ‪ :‬محمد بن عبد الله بن يوسههف بههن هشههام ‪ .‬العلمههة محههب‬
‫الدين بن الشيخ جمال الدين النحوي ابن النحوي ‪ ،‬كههان أوحههد عصههره فههي‬
‫تحقيق النحو ويقال فيه ‪ :‬هو أنحى من أبيه تههوفى سههنة ‪ 779‬ههه ‪ .‬سههادس‬
‫المشهورين هو ‪ :‬أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن هشام شهاب الدين‬
‫‪ ،‬النحوي حفيد ُ النحوي ‪ ،‬فاق في العربية وغيرها توفى سنة ‪ 885‬هه ‪.‬‬
‫آخرهم ‪ :‬محمد بن عبد الواحد العجيمي‪ ،‬الشيخ شمس الدين النحههوي‬
‫المتفنن ‪ ،‬سبط الشيخ جمههال الههدين بههن هشههام ‪ ،‬كههان فائق ها ً فههي معرفههة‬
‫لمهام تقهى الههدين‬ ‫العربية‪ ،‬أخذ عن خاله الشيخ محب الهدين ‪ ،‬وعنهه أخههذ ا ِ‬
‫الشمني ‪ ،‬وتوفي سنة ‪ 822‬هه‬
‫كل هههؤلء وغيرهههم ممههن اشههتهر بلقههب ابههن هشههام كههان ابههن هشههام‬
‫صاحب السيرة أشهرهم ‪.‬‬
‫وإنما ذكرناهم لئل يختلط مؤلفنا بأحدهم ‪ ،‬كما يقع في ذلك الكثيرون ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫منهج ابن هشام في تهذيبه سيرة ابن إسحاق‬
‫إن ابن هشههام قههد أوضههح لنهها فههي مقههدمته مهها أحههدثه مههن التغييههرات‬
‫خ أهههل الكتههاب‬ ‫المنهجية في تهذيبه لسيرة ابن إسحاقَ ‪ .‬فنجده يههترك تاري ه َ‬
‫ي‬
‫من آدم إلى إبراهيم ‪ ،‬ولههم يههذكر مههن سههللة إسههماعيل غيههر أجههداد النههب ّ‬
‫ن‬‫المباشرين ‪ ،‬وذلك للختصار‪ .‬ونجده بعهد ذلههك شههرك بعهض مها ذكهره ابه ُ‬
‫اسحاق من الروايات التي ل يرد فيها ذكُر النبي ‪ -‬صههلى ‪ -‬أو الههتي ل يشههير‬
‫ص القرآن بشىء‪ ،‬ول تحتوي على مناسبة أو شههرح أو تأكيههد أي أمههر‬ ‫إليها ن َ ّ‬
‫آخر مرويّ في كتاب ابن إسحاق ‪ . .‬ول يوجد أي مبرر لهذا الحههذف سههوى‬
‫الختصار‪.‬‬
‫‪ ..‬ولم يقف ابن هشام في تهذيب السههيرة علههى سههبب الختصههار بههل‬
‫كانت هناك أسباب أخرى منها كما ذكر في مقدمة كتههابه ‪ . . . " :‬وأشههعارا ً‬
‫لم أر أحدا ً من أهل العلم بالشعر يعرفها‪ " . . .‬وهنا نرجع إلى بحث الستاذ‬
‫عبد العزيز الدورى حيث قارن بيهن سهيرة ابهن هشهام روايهة عهن البكهائي‬
‫ومخطوطة برواية يونس بن بكير‪ 24‬ذكههر ‪ " :‬ليظهههر أن ابههن هشههام حههذف‬
‫كثيرا من السيرة " في المخطوطة مثل قصههائد لبههي طههالب فههي مسههيره‬
‫برسول اللهه ‪ -‬صهلى ‪ -‬إلهى الشهام ‪ .‬وقطعتهان شهعريتان للزبيهر وقصهيدة‬
‫لورقة بن نوفل يستبطئ فيها بعث النههبي ‪ -‬صههلى ‪ -‬وقصههيدتين لورقههة بههن‬
‫وفل ‪ ..‬الخ‬
‫نَ ْ‬
‫أما ما حذفه ابن هشام من الروايات فقد عبر عنه فههي مقههدمته أيض ها ً‬
‫بقوله ‪" :‬وأشياء بعضها يشنع الحديث به وبعض يسوء بعض الناس ذكره ‪. .‬‬
‫" ومثال لذلك حذفه مجموعة من الروايات عن علههم أهههل الكتههاب بظهههور‬
‫النبي‪ ،‬وأن زماَنه قد أطل ‪ ..‬الخ ‪.‬‬

‫‪ 24‬انظر الدراسة التي قدمها لدورة مجمع اللغة العربية المنعقد في رجب‬
‫‪ ، 1385‬فهي دراسة قيمة مفيدة ‪ -‬شكر الله له ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ويعلههق عبههد العزيههز الههدوري علههى هههذا بقههوله ‪ " :‬إن الكههثير مههن‬
‫المعلومات الواردة فيها قصصية أو أسطورية ولعله حههذفها لهههذا السههبب ‪،‬‬
‫ولكن القليل منها يرد بأسانيد أفضل من كثير من الروايات التي أثبتها ابههن‬
‫هشام " مثل ) ص ‪ ( 19‬رواية عن هشام بن عههروة عههن أبيههه عههن عائشههة‬
‫حول طواف القرشيين ‪ ،‬ورواية أخرى ) ص ‪ ( 20‬عن هشام بن عروة عن‬
‫أبيه حول السعي بين الصفا والمروة " وحذف روايات عن ورقة بههن نوفههل‬
‫) ص ‪ ،41 - 40‬ص ‪ ( 46‬كما حذف روايات مختلفة عن الرسول ‪ -‬صلى ‪-‬‬
‫قبل البعث )ص ‪ ،40‬ص ‪ ( 41‬منها رواية عن محمد بن عبد الله بههن قيههس‬
‫خرمة عن الحسن بن محمد بن على بن أبي طالب عن أبيه عن جههده‬ ‫م ْ‬
‫بن َ‬
‫على بن أبههى طههالب قههال ‪ " :‬سههمعت رسههول اللههه ‪ -‬صههلى ‪ -‬يقههول ‪ :‬مهها‬
‫ل الجاهلية يلهون به إل ليلههتين كلتاهمهها عصههمني‬ ‫هممت بشىٍء مما كان أه ُ‬
‫الله عز وجل فيهما " ثم يسرد محههاولتين للهههو الههبريء وهههو التفههرج علههى‬
‫عرس ) ‪ ) ( 8-7‬المخطوطة (‪.‬‬ ‫حفلة ُ‬
‫أيضا كما قلنا فقد حذف ابن هشام حقائق علق بحذفه لها بقوله ‪.. " :‬‬
‫وبعض يسوء بعض الناس ذكره ‪ " . .‬ومثهال علهى ذلههك النهوع مهن الحههذف‬
‫ذكر يوسف هوروفتس‪ 25‬خبرا ً عن أسر العباس في بدر‪ ،‬ذلههك الخههبر الههذي‬
‫تركه ابن هشام خوفا ً من إساءته إلى بعض الناس ‪ .‬وأيضا ً خبر عن سههرقة‬
‫كنز الكعبة ‪.‬‬
‫ويوضح لنا ابن هشام أيضا ً جزءا ً من منهجه فههي تهههذيبه للسههيرة أكههثر‬
‫كائى بروايته ‪ ،‬ومستقصى إن شههاء اللههه‬ ‫بقوله ‪ . . . " :‬وبعض لم يقر لنا الب ّ‬
‫ما سوى ذلك بمبلغ الرواية له والعلم به "‪.‬‬

‫المغازي الولى ومؤلفوها ‪ -‬ترجمة الستاذ حسين نصار ‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪69‬‬
‫نجد هنا أن ابن هشام كان معتمدا ً وملتزما ً برواية البكههائي وحههذف مهها‬
‫عدا ذلك ‪.‬‬
‫وقد ذكر الستاذ ‪ :‬محمد حميد الله منهج ابن هشام في هامش مقدمة‬
‫كتاب ابن إسحاق سببا ً آخر من السههباب الههتي دعههت ابههن هشههام لتهههذيب‬
‫السيرة وهي تكرار بعض أسماء وردت في سيرة ابن إسحاق ‪ .‬فمثل هناك‬
‫أسماء من هاجر إلى الحبشة‪ ،‬ذكرها ابن إسحاق مرتين في بابين مختلفين‬
‫‪ ،‬وحتى في داخل الباب الواحد يذكر السماء أحيانا ً مرتين ‪ .‬ومن منهج ابن‬
‫ذه القرآن الكريههم وتفسههيره أساس ها ً لثبههات‬
‫هشام في شرحه للسيرة اتخا ُ‬
‫صحة الروايات ‪.‬‬
‫شهرة سيرة ابن هشام بين العرب والمستشرقين ‪:‬‬
‫يمكن القول بأن صيت ابن هشام عل منذ فترة مبكرة لتهذيبه للسيرة‬
‫النبوية‪ ،‬ويتجلى ذلك في موقف اليعقوبي الذي " تههوفي حهوالي سههنة ‪300‬‬
‫هه " أي بعد وفاة ابن هشام بحوالى ‪ 87‬سنة فقط نجده قد اعتمد على ما‬
‫هذبه ابن هشام في روايته للسيرة‪.‬‬
‫وهذا الصيت المبكر أدى إلى انتشار سيرة ابن هشام مما قلل الحاجة‬
‫إلى معرفة سيرة ابن إسحاق " وهي الصل "‪.‬‬
‫وتمتههد شهههرة ابههن هشههام إلههى مراكههش فقههد اعتمههد عليههها السهههيلى‬
‫صاحب " الروض النف " في شرحه للسههيرة ولههم يقههف المههر هكههذا فقههد‬
‫تناوله أئمة علماء كهانوا متفرديهن بيهن علمهاء عصهرهم نهذكر منههم أبها ذر‬
‫الخشني الذي شرح ألفاظ سيرة ابن هشام ‪ .‬ولم تقف شهههرة سههيرة ابههن‬
‫هشههام علههى العلمههاء العههرب فقههط فقههد تناولههها كههثير مههن المستشههرقين‬
‫والمسلمين في كل مكان‬

‫‪70‬‬
‫منهم الستاذ غليوم الذي لخص سيرة ابن هشام بالنجليزية‪ ،‬ويبدو أنه‬
‫كان يبحث عما كتبه ابن إسههحاق ‪ ،‬لههذلك نجههده يحههذف ويزيههد عههن طريههق‬
‫ة منههه لتكملههة مهها حههذفه ابههن‬
‫مصادر متعددة مثل الطبري وغيههره ‪ ،‬محاول ه ً‬
‫هشام ‪ .‬وأيضا ً قام الستاذ ‪ :‬شاطاري بترجمة سههيرة ابههن هشههام ونشههرتها‬
‫الجامعة العثمانية في حيدر أباد‪.‬‬
‫وبعدها وإلى الن ظلت باقية يتعاقبها المؤرخون والمحققون بالشرح ‪،‬‬
‫وُيسههتخلص منههها بعههض الحكههام الشههرعية والفقهيههة " فيمهها ُيسههمى بفقههه‬
‫السيرة " ومن هنا نقول إن كثيرا من العلمههاء يههدينون لبههن هشههام بروايههة‬
‫السيرة وتهذيبها وحفظها‪.‬‬
‫وفاته ‪:‬‬
‫اجتمع الرأي في وفاة ابن هشام على المكان وهو الفسههطاط بمصههر‪،‬‬
‫ولكن انقسم الرأي في تاريخ وفاته إلههى فريقيههن ‪ ،‬فريههق قههال سههنة ‪213‬‬
‫هه ‪ .‬وفريق آخر " على رأسهم عبد الرحمن بن أحمد بن يهونس أبههو سهعيد‬
‫صاحب " تاريخ مصر " الذي جعله للغرباء القههادمين علههى مصههر قههال فيههه‬
‫"إن عبد الملك بن هشام تههوفى لثلث عشههرة ليلههة خلههت مههن شهههر ربيههع‬
‫الخر سنة " ‪ 2 1 8‬هه ‪ -‬مايو ‪ 83 4‬م " والله أعلم بالصواب ‪.‬‬
‫آثاره ‪:‬‬
‫ولبن هشام أكثر من مؤلهف فهي أكهثر مهن علهم فمثل بخلف تههذيب‬
‫سيرة ابن إسحاق وشرحها‪ ،‬نجده عالما في النسب وله كتاب فههي أنسههاب‬
‫حمير وملوكها أسماه كتاب " التيجان لمعرفة ملوك الزمههان " وهههو يرويههه‬
‫بسنده عن وهب بن منبه ‪ ،‬وقد طبع في حيدر أباد بالهند سنة ‪ 1347‬هه ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫وله أيضا ً مؤلف في النحو ‪ -‬وبذلك كان يطلههق عليههه النحههوي ‪ -‬ويههذكر‬
‫أيضا ً من تآليفه شرح أخبار الغريب في السيرة ‪.‬‬
‫رحم الله مؤلفنا ابن هشام وأكرمه على جميل صنعه ‪.‬‬
‫كتبه محققه‬
‫طه عبد الرءوف سعد‬

‫‪72‬‬
‫المراجع والمصادر‬
‫هههذه بعههض المراجههع الههتي اعتمههدنا عليههها‪ ،‬فبعههد القههرآن الكريههم‬
‫وتفاسيره ‪ ،‬وكتب السنة المطهرة وشروحها ‪ -‬رجعنا إلى الكتب التية ‪:‬‬
‫‪ -‬العلم ‪ :‬قاموس تراجم لخير الدين الزركلي‬
‫‪ -‬إنباه الرواة‪ :‬القفطي‬
‫‪ -‬أنساب الشراف ‪ :‬البلذري‬
‫‪ -‬إرشاد الريب إلى معرفة الديب المعروف بمعجم الدباء أو طبقههات‬
‫الدباء ‪ :‬ياقوت الحموي‬
‫‪ -‬البداية والنهاية في التاريخ ‪ :‬ابن كثير‬
‫‪ -‬بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ‪ :‬السيوطي‬
‫‪ -‬بغية الملتمس ‪ :‬الضبي‬
‫‪ -‬تاريخ آداب اللغة العربية ‪ :‬جورجي زيدان‬
‫‪ -‬تاريخ الدب العربى ‪ :‬كارل بروكلمان‬
‫‪ -‬تاريخ الرسل والملوك ‪ :‬الطبري‬
‫‪ -‬تاريههخ بغههداد أو مدينههة السههلم ‪ :‬أبههو بكههر أحمههد بههن علههي الخطيههب‬
‫البغدادي ]ت ‪ 463‬هه[‬
‫لنسانية )سلسلة( ‪ :‬المجلد الول العدد العاشر‬
‫‪ -‬تراث ا ِ‬

‫‪73‬‬
‫‪ -‬تذكرة الحفاظ ‪ :‬الحافظ الذهبي‬
‫‪ -‬تهذيب التهذيب ‪ :‬ابن حجر العسقلني‬
‫لسلمية‬‫‪ -‬دائرة المعارف ا ِ‬
‫‪ -‬دائرة المعارف النظامية ‪) :‬ط ( ‪ 1334-1333 ،2‬هه‬
‫‪ -‬الديباج المذهب في أعيان علماء المذهب ‪ :‬ابن فرحون‬
‫‪ -‬تاريخ أبي الفدا ‪ :‬أبو الفدا‬
‫‪ -‬دراسة فههي سههيرة النههبي ‪ -‬صههلى ‪ -‬ومههش لفههها ابههن إسههحاق ‪ :‬عبههد‬
‫العزيز الدوري‬
‫‪ -‬الروض النف ‪ :‬السهيلي ) من تحقيقنا (‬
‫‪ -‬الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة ‪ :‬محمد بن‬
‫جعفر الكتاني‬
‫‪-‬سيرة ابن إسحاق ‪ :‬جمع وتحقيق محمد حميد الله‬
‫‪ -‬شذرات الذهب ‪ :‬ابن العماد‬
‫لسلم ‪ :‬أحمد أمين‬
‫‪ -‬ضحى ا ِ‬
‫‪-‬طبقات الشعراء ‪ :‬ابن سلم‬
‫‪ -‬طبقات المدلسين ‪ :‬ابن حجر )من تحقيقنا(‬
‫‪ -‬طبقات ابن قاضى شهبة ‪ :‬ابن قاضي شهبة‬
‫‪ -‬غاية النهاية في طبقات القراء ‪ :‬لبن الجزري‬
‫‪ -‬الفهرست ‪ :‬ابن النديم‬
‫عيون الثر في فنون المغازي والشمائل والسير ‪ :‬ابن سيد الناس‬ ‫‪0-‬‬
‫العبر في خبر من غبر ‪ :‬الحافظ الذهبي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المعارف ‪ :‬ابن قتيبة‬
‫‪ -‬فتح القريهب فهي سهيرة الحهبيب ‪ :‬فصهح الهدين محمهد بهن إبراهيهم‬
‫المعروف بابن الشهيد‬
‫‪ -‬فتوخ البلدان ‪ :‬البلذري‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬كشف الظنون ‪ :‬حاجي خليفة‬
‫‪ -‬كشف اللثام في شرح سيرة ابن هشام ‪ :‬بدر الدين محمد بن أحمههد‬
‫العيني الحنفي ت ‪ 855‬هه ‪.‬‬
‫‪ -‬الطبقات الكبرى ‪ :‬ابن سعد‬
‫‪ -‬الكمال في معرفة الرجال ‪ :‬الجماعيلي‬
‫مختصر سيرة ابن هشام ‪ :‬للبرهان إبراهيم بن محمد بن المرحل –‬ ‫‪0-‬‬
‫المورد العذب الهني في كلم على سيرة عبد الغني ‪ :‬عبد الكريههم‬ ‫‪-‬‬
‫بن محمد الجماعيلي الحنبلي‬
‫‪ -‬مشاهير علماء المصار ‪ :‬البستي‬
‫‪ -‬ميزان العتدال في تراجم الرجال ‪ :‬الذهبي‬
‫‪ -‬مروج الذهب ‪ :‬المسعودي‬
‫‪ -‬معجم البلدان ‪ :‬ياقوت‬
‫‪ -‬نكت الهميان ‪ :‬الصفدي‬
‫‪-‬نفح الطيب ‪ :‬المقري‬
‫‪ -‬وفيات العيان ‪ :‬ابن خلكان‬
‫الوافي بالوفيات ‪ :‬الصفدي‬ ‫‪0-‬‬
‫صفحة ‪143 -87‬‬
‫السيرة النبوية‬
‫ابن هشام‬

‫الجزء الول‬

‫‪75‬‬
76
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫} وبه نستعين {‬
‫ل رب العالمين ‪ ،‬وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين‬
‫الحمد ّ‬
‫ذكر سرد النسب الزكي‬
‫من محمد صلى الله عليه وآله وسلم‬
‫إلى آدم عليه السلم‬
‫ب سيرة رسول الّلههه ‪-‬‬
‫ن هشام ‪ :‬هذا كتا ُ‬‫قال أبو محمد جمدُ الملك ب ُ‬
‫صلى الّله عليه وآله وسلم ‪ -‬محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ‪ .‬واسم‬
‫ّ ‪26‬‬

‫عبد المطلب ‪َ :‬‬


‫شي َْبة‪ ،27‬بن هاشم ‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫عبد ال ‪ :‬معناه الخاضع الذليل له تعالى ‪ ،‬وقد جاء "أحب السماء إلى ال ما تعبببد‬
‫به " وقد سمى صلى ال عليه وسلم بعبد ال في القرآن ‪ ،‬قال ال تعببالى ‪َ} :‬وَأّن بُه َلّمببا‬
‫عوُه{ ] الجن‪19:‬‬ ‫ل َيْد ُ‬
‫عْبُد ا ِّ‬
‫‪َ] .‬قاَم َ‬
‫‪ 27‬يدعو شيبة الحمد ‪ :‬لكثرة حمد الناس له ‪ :‬أي لنه كان مفزع قريش فببى النببوائب‬
‫ل مبن غيبر مببدافع ول‬ ‫ل وأفعبا ً‬ ‫وملجأهم فى المور ‪،‬فكان شريف قريش وسيدها كما ً‬
‫منازع ‪ .‬وقيل ‪ :‬قيل له شيبة الحمد؛ لنه ولد فى رأسه شببيبة ‪ :‬أي كببان وسببط رأسببه‬
‫أبيض ‪ ،‬أو سمى بذلك تفاؤل بأنه سيبلغ سن الشيب كمببا سببموا بهببرم وكبببير ‪ ،‬وقيببل‬
‫اسمه عامر‪ ،‬وعاش مائة وأربعيببن سببنة ‪ :‬وكببان ممببن حببرم الخمببر علببى نفسببه فببي‬
‫الجاهلية‪ ،‬وكان ُمجاب الدعوة‪ ،‬وكان يقال له الفّياض لجوده ‪ ،‬وُمطعم طيببر السببماء‪،‬‬
‫لنه كان يرفع من مائدته للطير والوحوش فى رؤوس الجبال ‪.‬‬
‫وكان من حلماء قريش وحكمائها‪ ،‬وكان نديمه حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبببد‬
‫مناف والد أبي سفيان ‪ ،‬وكان في جوار عبببد المطلببب يهببودي فببأغلظ ذلببك اليهببودي‬
‫القول على حرب فى سرق من أسواق تهامة‪ ،‬فأغرى عليه حرب من قتله ‪ ،‬فلما علم‬
‫عبد المطلب بذلك ترك منادمة حرب ‪ ،‬ولم يفارقه حتى أخذ منه مائة ناقة دفعها لبن‬
‫جدعان ‪.‬‬ ‫ل بن ُ‬
‫عم اليهودي حفاظا لجواره ‪ ،‬ثم نادم عبد ا ّ‬
‫وقيل له عبد المطلب ‪ ،‬لن عمه المطلب لما جاء به صغيرًا من المدينة أردفه خلفه ‪:‬‬
‫وكان بهيئة رثة ‪ :‬فصار كل من يسأل عنه ويقول من هذا ؟ يقول عبدي أي حياء أن‬
‫يقول ابن أخى‪ ،‬فلما دخل مكة أحسن من حاله وأظهر انه ابن أخيه وصار يقول لمن‬
‫شبْيبة ابببن أخببى هاشببم ‪ ،‬لكببن غلببب عليببه‬ ‫يقول له عبببد المطلببب ‪ :‬ويحكببم إنمببا هببو َ‬
‫الوصف المذكور فقيل له عبد المطلب ‪.‬‬
‫وقيل لنه ترّبى فى حجر عمه المطلببب ‪ ،‬وكببان عببادة العببرب أن تقببول لليببتيم الببذي‬
‫تربى‬
‫فى حجر أحد هو عبده ‪.‬‬
‫وكان عبد المطلب يأمر أولده بترك الظلم والبغي ‪ ،‬ويحثهم علببى مكببارم الخلق ‪،‬‬
‫وينهاهم عن دنيئات المور‪.‬‬
‫وكان يقول ‪ :‬لن يخرج من الدنيا ظلوم حتى ينتقم منه وتصيبه عقوبة‪ ،‬إلى أن هلك‬
‫رجل ظلوم من أهل الشام لم تصبه عقوبة‪ ،‬فقيل لعبد المطلب في ذلك ‪ ،‬ففكر وقال ‪:‬‬
‫ل إن وراء هذه الدار دارًا ُيجزى فيها المحسن بإحسانه ‪ ،‬وُيعاقب المسيء بإساءته‬ ‫وا ّ‬

‫‪77‬‬
‫‪28‬‬
‫عمرو بن عبد‬
‫‪َ :‬‬ ‫واسم هاشم‬

‫‪ :‬أي فالمظلوم شأنه فى الدنيا ذلك ‪ ،‬حتى إذا خرج من الدنيا ولم تصبه العقوببة فهبي‬
‫ُمَعّدة له فى الخرة‪ ،‬ورفض فى آخر عمره عبادة الصنام ‪ .‬وتببؤثر عنببه سببنن جبباء‬
‫القرآن بأكثرها‪ ،‬وجاءت السنة بها ‪ :‬منها الوفاء بالنذر‪ ،‬والمنع مببن نكبباح المحببارم ‪،‬‬
‫وقطع يد السارق ‪ ،‬والنهى عن قتل الموءودة‪ ،‬وتحريم الخمر والزنا‪ ،‬وأن ل يطببوف‬
‫عبيبد ببن الببرص الشباعر‪ ،‬غيببر أن عبيببدا مبات قبلبه‬ ‫بببالبيت عريبان ‪ ،‬وكببان ِلبَدة ُ‬
‫خضببب بالسببواد مببن‬‫بعشرين سنة‪ ،‬قتله المنببذر‪ .‬ويقببال ‪ :‬إن عبببد المطلببب أول مببن َ‬
‫ل أعلم ‪ .‬والمطلب مفتعل من الطلب ‪.‬‬ ‫العرب ‪ ،‬وا ّ‬

‫ويقال ‪ :‬قيل له عبد المطلب لن أباه هاشما لما مر بالمدينببة فببى تجببارته إلببى الشببام‬
‫نزل على عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خراش بن خندف بن عببدي بببن النجببار‬
‫الخزرجى النجاري وكان سيد قومه فأعجبته ابنته سلمى فخطبها إلببى أبيهببا فزوجهببا‬
‫منه واشترط عليه مقامها عنده ‪ ،‬وقيل بل اشترط عليه أن ل تلببد إل عنببده بالمدينببة ‪.‬‬
‫فلما رجع من الشام بنى بها وأخذها معه إلى مكة‪ ،‬فلما خرج في تجببارة أخببذها معببه‬
‫وهي حبلى‪ ،‬فتركها بالمدينة ودخل الشام فمات بغزة ووضببعت سببلمى ولببدها فسببمته‬
‫شيبة فأقام عند أخواله بنى عدي بن النجار سبع سنين ‪ ،‬ثم جاء عمه المطلب بن عبد‬
‫مناف فأخذه خفية عن أمه فذهب به إلببى مكببة‪ .‬فلمببا رآه النبباس ورأوه علببى الراحلببة‬
‫قالوا مببن هببذا معببك ؟ فقببال عبببدي ثببم جباءوا فهنئوه ‪ -‬بببه وجعلببوا يقولببون لببه عبببد‬
‫المطلب لذلك فغلب عليه ‪.‬‬
‫وساد في قريش سيادة عظيمة وذهب بشرفهم ورآستهم ‪ .‬فكان جماع أمرهم عليه‬
‫وكانت إليه السقاية والرفادة بعد المطلب ‪ ،‬وهو الذي جدد حفر زمبزم بعبد مبا كبانت‬
‫مطمومة من عهد جرهم ‪ ،‬وهو أول من طلى الكعبة بذهب فى أبوابها من الغزالببتين‬
‫‪ .‬من ذهب اللتين وجدهما في زمزم مع تلك السياف القلعية‬
‫‪ 28‬أما هاشم فاسمه عمرو‪ ،‬كما ذكر‪ .‬وهو اسبم منقبول مبن أحبد أربعبة أشبياء ‪ :‬مبن‬
‫العمر الذي هو الغمر أو الَعمر الذي هو من عمور السنان ‪ ،‬وقاله القتبي ‪ ،‬أو التمر‬
‫عمريببه أي علببى كميببه أو الَعمببر الببذي هببو‬‫الذي هو طرف الكم ‪ ،‬يقببال سببجد علببى َ‬
‫الُقرط كما قال التنوخي ‪:‬‬
‫عمرو بن هند يسود الناس تعنيتًا ‪#‬‬ ‫وعمرو هند كأن ال صوره‬
‫يقصد بعمرو الولى في البيت السابق ‪ :‬القرط ‪ ،‬وبعمرو الثانية ‪ :‬عمرو بن هند أحببد‬
‫ملوك العرب المستبدين ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪،‬‬ ‫مغيرة بن ُقصي‬
‫‪30‬‬
‫‪ :‬ال ُ‬
‫‪29‬‬
‫مناف ‪ ،‬واسم عبد مناف‬

‫وزاد أبو حنيفة الدينوري فى كتابه " النبات " ‪ -‬وجها خامسبا فقبال فببى العمببر البذي‬
‫عمر أيضًا‪ ،‬قال ‪ :‬يجوز أن يكون أحد الوجوه الببتي بهببا‬ ‫هو اسم لنخل السكر ‪ :‬ويقال َ‬
‫عمرًا وقال ‪ :‬كان ابن أبي ليلى يستاك بعسيب الَعمر‪.‬‬ ‫سمى الرجل َ‬
‫وإنما سمى هاشما لنه أول من هشم الثريد بعد جده إبراهيم ‪ ،‬فببإن إبراهيببم أول مببن‬
‫فعل ذلك ‪ .‬أي ثرد الثريد وأطعمه للمساكين‪ ،‬وفيببه أن أول مببن ثببرد الثريببد وأطعمببه‬
‫بمكة بعد إبراهيم جد هاشم " قصي "‪.‬‬
‫ففي المتاع ‪ :‬وقصى أول من ثرد الثريببد وأطعمبه بمكببة‪ .‬وفيبه أيضبا هاشبم عمبرو‬
‫ي‪.‬‬‫العل‪ ،‬أول من أطعم الثريد بمكة‪ ،‬ويقال ‪ :‬إن أول من فعل ذلك عمرو بن لح ّ‬
‫وقد يقال ‪ :‬ل منافاة لن الولية إضافية ‪ :‬فأوليببة قصببي‪ -‬لكببونه مببن قريببش‪ ،‬وأوليببة‬
‫ي لكونه من خزاعة‪ ،‬وأولية هاشم باعتبار شدة مجاعة حصببلت لقريببش‬ ‫عمرو بن لح ّ‬
‫وإلى ذلك يشير الشاعر بقوله ‪:‬‬
‫وأطعم في المحل عمرو ‪#‬‬ ‫العل فللمسنتين به خصب عام‬
‫وقال أيضًا ‪:‬‬
‫عمرو العل ذو الندى من ل يسابقه ‪#‬‬ ‫مر السحاب ول ريح تجاريه‬
‫جفانه كالجوابي للوفود إذا ‪#‬‬ ‫لبوا بمكة ناداهم مناديه‬
‫ملئت ‪#‬‬ ‫أو أمحلوا أخصبوا منها وقد ُ‬ ‫قوتا لحاضره منهم وباديه‬
‫وقد قيل فيه ‪:‬‬
‫قل للذي طلب السماحة والندى ‪#‬‬ ‫هل مررت بآل عبد مناف‬
‫الرائشون وليس يوجد رائش ‪#‬‬ ‫والقائلون هلّم للضياف‬
‫ل صلى ال عليه وسببلم وأبببا بكببر رضببى‬ ‫وعن بعض الصحابة قال ‪ :‬رأيت رسول ا ّ‬
‫ل تعالى عنه على باب بني شيبة فمر رجل وهو يقول ‪:‬‬ ‫ا ّ‬
‫ول رحله ‪#‬‬ ‫يا أيها الرجل المح ّ‬ ‫أل نزلت بآل عبد الدار‬
‫هبلتك أمك ‪ ،‬لو نزلت برحلهم ‪#‬‬ ‫منعوك من عدم ومن إقتار‬
‫ل عنه فقال ‪ :‬أهكذا قببال‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم إلى أبى بكر رضى ا ّ‬ ‫فالتفت رسول ا ّ‬
‫الشاعر ؟ قال ‪ :‬ل والذي بعثك بالحق ‪ ،‬ولكنه قال ‪:‬‬
‫يا أيها الرجل المحول رحله ‪#‬‬ ‫أل نزلت بآل عبد مناف‬
‫هبلتك أمك لو نزلت برحلهم ‪#‬‬ ‫منعوك من عدم ومن إقراف‬
‫الخالطين غنيهم بفقيرهم ‪#‬‬ ‫حتى يعود فقيرهم كالكافي‬
‫فتبسم رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال ‪ :‬هكذا سمعت الرواة ينشدونه ‪ ،‬كما قببال‬

‫‪79‬‬
‫‪31‬‬
‫كلب‬
‫ابن ِ‬

‫ل‪:‬‬
‫مطرود بن كعب الخز اعي فى تصيدته وقيل الزبعري والد عبد ا ّ‬
‫سِنتون عجا ُ‬
‫ف‬ ‫ورجالُ مكَة ُم ْ‬ ‫شم الثريد لقومه‬‫‪ #‬عمرو الذي َه َ‬
‫سَفُر الشتاء ورحلُة الصياف‬ ‫َ‬ ‫ت إليه الرحلتان كلهما‬ ‫سّن ْ‬
‫‪ُ #‬‬
‫وذلك لنه أول من سن رحلتي الشتاء والصيف ‪ ،‬وكان أكبر ولد أبيه ‪.‬‬
‫وكان هاشم بعد أبيه عبد مناف على السقاية والرفادة‪ ،‬فكان يعمببل الطعببام للحجبباج ‪،‬‬
‫يأكل منه من لم يكن له سعة ول زاد‪ ،‬ويقال لذلك الرفادة ‪.‬‬
‫واتفق أنه أصاب الناس جدب شديد فخرج هاشم إلببى الشببام ‪ ،‬وقيببل بلغببه ذلببك وهببو‬
‫بغزة من الشام ‪ ،‬فاشترى دقيقًا وكعكًا وقدم به مكة في الموسم ‪ ،‬فهشم الخبز والكعك‬
‫ونحر الجزر وجعله ثريدا‪ ،‬وأطعم الناس حتى أشبببعهم؛ فسببمي بببذلك هاشببما‪ .‬وكببان‬
‫يقال له أبو البطحاء وسيد البطحاء‪.‬‬
‫قال بعضهم ‪ :‬لم تزل مائدته منصوبة ل ترفع في السراء والضراء‪ .‬قال ابن الصلح‬
‫‪:‬‬
‫روينا عن المام سهل الصعلوكى أنه قبال فبى قبوله صبلى الب عليبه وسببلم " فضبل‬
‫عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " أراد فضببل ثريببد عمببرو العل‪،‬‬
‫الذي عظم نفعه وقدره ‪ ،‬وعم خيره وبره ‪ ،‬وبقى له ولعقبه ذكره ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وقد ذكر أنه كان إذا هببل هلل ذي الحجببة قببام صبببيحته وأسببند ظهببره إلببى‬
‫الكعبة من تلقاء بابها يخطب ويقول فى خطبته ‪ :‬يا معشر قريش إنكم سادة العببرب ‪،‬‬
‫أحسنها وجوها‪ ،‬وأعظمها أحلمبا أي عقببول‪ ،‬وأوسببط العببرب ‪ :‬أي أشببرفها أنسببابا‪،‬‬
‫وأقرب العرب بالعرب أرحاما‪ .‬يا معشر قريش إنكم جيران بيت ال تعالى‪ ،‬أكرمكببم‬
‫ل تعببالى بببوليته ‪ ،‬وخصببكم بجببواره دون بنببي إسببماعيل ‪ ،‬وإنببه يببأتيكم زوار الب‬ ‫ا ّ‬
‫ل ب أنتببم ‪ ،‬فببأكرموا ضببيفه‬
‫يعظمببون بيتببه فهببم أضببيافه وأحببق مببن أكببرم أضببياف ا ّ‬
‫غْبرا من كل بلد على ضوامر كالقداح ‪ ،‬فببأكرموا ضببيفه‬ ‫شْعثا ُ‬
‫وزواره ‪ ،‬فإنهم يأتون ُ‬
‫وزوار بيته ‪ ،‬فورب هذه البنية لو كان لي مال يحتمل ذلك لكفيتكمببوه ‪ ،‬وأنببا مخببرج‬
‫من طيب مالي وحلله ما لم ُيقطع فيه رحم ‪ ،‬ولم ُيؤخذ بظلم ‪ ،‬ولم يدخل فيه حببرام؛‬
‫فمن شاء منكم أن يفعل مثلى فعل ‪ ،‬وأسببألكم بحرمببة هببذا البببيت أن ل يخببرج رجببل‬
‫ل وتقويتهم إل طيبا؛ لم ُيؤخذ ظلما‪ ،‬ولم ُيقطع فيببه‬ ‫منكم من ماله لكرامة زوار بيت ا ّ‬
‫رحببم ‪ ،‬ولببم ُيؤخببذ غصبببا‪ ،‬فكببانوا يجتهببدون فببي ذلببك ‪ ،‬ويخرجببونه مببن أمببوالهم‬
‫فيضعونه فى دار الندوة ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫بن ل ُؤَ ّ‬ ‫مّرة‪ ،32‬بن َ‬
‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬
‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫كعب‬ ‫ابن ُ‬

‫لكل ما تقدم يقال لهاشم وإخوته عبد شببمس والمطلببب ونوفببل أقببداح النضببار ‪ :‬أي‬
‫الذهب ويقال لهم المجيرون لكرمهم وفخرهم وسيادتهم على سائر العرب ‪.‬‬
‫وحكى ابن جرير عن " هاشم " ‪ :‬أنه كان توأم أخيه عبد شمس وأن هاشببما خببرج‬
‫ورجله أي ] إصبعها [ ملتصقة برأس عبد شمس ‪ ،‬ولم يمكن نزعها إل بسيلن دم ‪،‬‬
‫فما تخلصت حتى سال بينهما دم ‪ ،‬فقال الناس بذلك يكون بين أولدهما حببروب ‪ ،‬أو‬
‫يقولون سيكون بينهما دم ‪ ،‬فكان بين ولديهما أي بين بنبي العبباس ‪ ،‬وبيبن بنبي أميبة‬
‫بن عبد شمس سنة ثلث وثلثين ومائة من الهجرة ‪.‬‬
‫وكان إخوة هاشم ‪ :‬عبد شمس والمطلب ‪ -‬كان أصغر ولد أبيه وأمهببم عاتكببة بنببت‬
‫مرة بن هلل ‪ -‬وأيضًا نوفل من أم أخرى وهى واقدة بنت عمببرو المازنيببة ولهببم أخ‬
‫ليس بمشهور وهو أبو عمرو واسمه عبد‪ ،‬وًاصل اسمه عبد قصي ‪ .‬وكانوا قد سادوا‬
‫قومهم بعد أبيهم وصارت لهم الرياسة وكان يقال لهم المجيرون ‪ ،‬وذلك لنهم أخببذوا‬
‫لقومهم قريش المان من ملببوك القبباليم ليببدخلوا فببي التجببارات إلببى بلدهببم ‪ ،‬فكببان‬
‫هاشم قد أخببذ أمانببا مببن ملببوك الشببام والببروم وغسببان ‪ ،‬وأخببذ لهببم عبببد شببمس مببن‬
‫النجاشي الكبر ملك الحبشة‪ ،‬وأخذ لهم نوفل من الكاسرة‪ ،‬وأخذ لهببم المطلببب أمانببا‬
‫من ملوك حمير‪.‬‬
‫قال بعضهم ‪ :‬ول يعرف بنو أب تباينوا فى محالّ مببوتهم مثلهببم؛ فببإن هاشببم مببات‬
‫بغزة‪ ،‬وعبد شمس مات بمكة‪ ،‬وقبره بأجياد‪ ،‬ونوفل مات ببالعراق ‪ ،‬والمطلبب مبات‬
‫ببرعاء من أرض اليمن ‪.‬‬

‫سمي بببه عبببد منبباة‪ ،‬ثببم نظببر‬


‫‪ 29‬مناف أصل اسمه مناة اسم لصنم عظيم لهم ‪ ،‬وكان ُ‬
‫قصي فرآه يوافق عبد مناة بن كنانة‪ ،‬فحوله ‪ :‬عبد مناف ‪ .‬وكانت أمببه جعلتببه خادمبًا‬
‫لذلك الصنم ‪.‬‬
‫وقيل وهبته له لنه كان أول ولد لقصى على ما قيل ‪ ،‬وعبببد منبباف اسببمه المغيببرة ‪:‬‬
‫وهو منقول من الوصف ‪ ،‬والهاء فيه للمبالغة‪ ،‬أي أنه ُمغير على العببداء‪ ،‬أو مغيببر‬
‫سببابة‪ ،‬لنهببم‬
‫من ‪ :‬أغار الحبل إذا أحكمه ‪ ،‬ودخلتببه الهبباء كمببا دخلببت فببي علمببة ون ّ‬
‫قصدوا الغاية‪ ،‬وأجروه مجرى الطامة والداهيبة ‪ .‬وكبانت الهباء أولبى بهبذا المعنبى؛‬
‫سر ما كببانت فيببه هببذه الهبباء‪ ،‬فل‬
‫لن مخرجها غاية الصوت ومنتهاه ‪ ،‬ومن ثم لم يك ّ‬
‫يقال فبي علمبة‪ ،‬علليبم‪ ،‬وفبي نسبابة ‪ :‬نساسبيب؛ كبي ل يبذهب اللفبظ البدال علبى‬
‫سر السم المصغر كي ل نذهب بنية التصغير وعلمته ‪.‬‬ ‫المبالغة‪ ،‬كما لم يك ّ‬

‫‪81‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬
‫بن فهر‬ ‫ابن غالب‬

‫ويجوز أن تكون الهاء في مغيرة للتأنيث ‪ ،‬ويكون منقول من وصف كتيبببة‪ ،‬أو خيببل‬
‫مغيرة‪ ،‬كما سموا بعسكر‪.‬‬
‫وعبد مناف هذا كان يلقب ‪ :‬قمر البطحاء ‪ -‬لحسنه وجماله ‪ -‬فيما ذكر الطبري ‪.‬‬
‫ويروى عن أبي نعيم قال ‪ :‬قلببت لمالببك ‪ :‬مببا كببان اسببم عبببد المطلببب؛ قببال ‪ :‬شببيبة‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬فهاشم ‪ ،‬قال ‪ :‬عمرو‪ ،‬قلت ‪ :‬فعبد مناف ‪ ،‬قال ‪ :‬ل أدري !! وكان عبببد منبباف‬
‫أخو عبد الدار الذي كان أكبر ولد أبيه وإليه أوصبى بالمناصبب وعببد العبزى وعببد‬
‫حّبى بنت حليل بن حبشى بن سببلول بببن كعببب بببن عمببرو‬ ‫وبرة وتخمر‪ ،‬وأمهم كلهم ُ‬
‫الخزاعى‪ ،‬وأبوها آخر ملوك خزاعة وولة البيت منهم وكلهم أولد قصي ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهببو الجببد الرابببع لعثمببان‬ ‫وعبد مناف الجد الثالث لرسول ا ّ‬
‫ل تعالى عنهما‬ ‫‪.‬بن عفان ‪ ،‬والجد التاسع للمام الشافعي رضى ا ّ‬
‫‪ 30‬وُقصى اسمه زيد‪ ،‬ويدعى مجمعًا أيضًا وهو تصغير قصي أي بعيد‪ ،‬لنه بعد عن‬
‫عشيرته في بلد ُقضاعة‪ ،‬حين احتملته أمه فاطمة مع ربيعة بن حزام ‪ .‬وصغر على‬
‫ُفَعْيل وهو تصغير َفعيل ‪ .‬وقيل له قصي لنه ‪ -‬كما سبق ‪ -‬بعد مع أمببه إلببى الشببام ‪،‬‬
‫لن أمه تزوجت بعد مرت أبيه ‪ ،‬وهو فطيبم ‪ ،‬بشبخص يقبال لبه ربيعبة ببن حبزام ‪.‬‬
‫وقيل حزام بن ربيعة العذري ‪ ،‬فرحل بها إلى الشام ‪ ،‬وكان قصببي ل يعببرف لببه أبببا‬
‫إل زوج أمه المذكور‪ .‬فلمببا كبببر وقببع بينببه وبيببن آل زوج أمببه شببر ‪ ،‬فغضببب ذلببك‬
‫الرجل وعير قصيا بالغربة‪ ،‬وقال له ‪ :‬أل تلحق بقومك وببلدك فإنك لست منا‪.‬‬
‫ل أمببك فشببكا ذلببك إلببى أمببه ‪،‬‬‫وفي لفظ ‪ :‬لما قيل له ذلك ‪ ،‬قال ممن أنا ؟ قيببل لببه سب ْ‬
‫فقالت له ‪ :‬بلدك خير من بلدهم ‪ ،‬وقومك خير من قومهم ‪ ،‬أنببت أكببرم أب بًا منهببم ‪،‬‬
‫أنت ابن كلب بن مرة‪ ،‬وقومك بمكة عنببد البببيت الحببرام تفببد إليببه العببرب فلمببا أراد‬
‫الخروج إلى مكة قالت له أمه ‪ :‬ل تعجل حتى يدخل الشهر الحرام فتخرج مع حجاج‬
‫قضاعة‪ ،‬فإنى أخاف عليك ‪ ،‬فشخص مع الحجاج ‪ ،‬فقدم قصي مكببة علببى قببومه مببع‬
‫حجاج قضاعة‪ ،‬فعرفوا له فضله وشرفه ‪ ،‬فببأكرموه وقببدموه عليهببم ‪ ،‬فسبباد فيهببم ثببم‬
‫حليل الخزاعى وكان أمبر مكبة والببيت إليبه ‪ ،‬وهبو آخبر مبن ولبي أمبر‬ ‫تزوج بنت ُ‬
‫البيت والحكم في من خزاعة‪ ،‬فجاء منها بأولده ‪ ،‬فلما انتشر ولده وكببثر مبباله وعلببم‬
‫حليل ‪ ،‬فرأى قصي ًانه أولى بأمر مكة من خزاعة‪ ،‬لن قريشا أقرب إلى‬ ‫شرفه مات ُ‬
‫إسماعيل من خزاعة‪ ،‬فدعا قريشا وبني كنانة إلى إخببراج خزاعببة مببن مكببة فأجببابوه‬
‫إلى ذلك وانضم له قضاعة‪ ،‬جاء بهم أخو قصي لمه فأزاح قصي يد خزاعببة وولببي‬
‫أمر مكة ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫مد ِْركههة‪ ،41‬واسههم‬ ‫‪40‬‬
‫خَزيمههة ‪ ،‬بههن ُ‬
‫بههن ُ‬ ‫‪39‬‬
‫بن الّنضههر‪ ،38‬بههن ِ‬
‫كنانههة‬ ‫‪37‬‬
‫ابن مالك‬
‫مدركة‪:‬‬

‫حليل جعل أمر البيت لقصي ‪ .‬ول منافاة لجواز أن تكون خزاعة لم تببرض‬ ‫وقيل إن ُ‬
‫حليل من أن يكون أمر البيت لقصي فحاربهم وأخرجهم من مكة ‪.‬‬ ‫بما فعله ُ‬
‫غبشان بعببد أن أوصببى بببذلك لبنتببه زوج قصببي ‪،‬‬ ‫حليل أوصي بذلك لبي ُ‬ ‫وقيل إن ُ‬
‫وقالت له ل قدرة لي على فتح البيت وإغلقه ‪ ،‬وأن قصيا أخذ ذلك منببه بببزق خمبر‪،‬‬
‫غبشان ‪.‬‬
‫فقالت العرب ‪ :‬أخسر صفقة من أبي ُ‬
‫حليل زوج قصي‪ ،‬وأعطاه أثوابا وأبعرة‪ ،‬فكببان‬ ‫وقيل إن أبا غبشان أعطى ذلك لبنت ُ‬
‫أبو غبشان آخر من ملك أمر مكة والبيت من خزاعة ‪.‬‬
‫حليل آخر من ولى أمر الببيت والحكببم بمكبة‪ ،‬لجبواز‬ ‫ول يخالف ذلك ما تقدم من أن ُ‬
‫أن يكون المراد آخر من ولببي ذلببك ‪ ،‬واسببتمر كببذلك إلببى أن مببات ‪ .‬قببال بعضببهم ‪:‬‬
‫غبشان خال لقصى‪ ،‬وكان في عقله شىء‪ ،‬فخدعه قصي فاشترى منه أمببر‬ ‫وكان أبو ُ‬
‫مكة والبيت بأذواد من البل‪ .،‬والجمع بين هذه الروايات من أن قصيا أخذه مببن أبببى‬
‫غبشان بزق خمر‪ ،‬وبين أنه أخذ ذلك بأثواب وأبعرة‪ ،‬وبين أنه أخبذ ذلبك ببأذواد مبن‬ ‫ُ‬
‫البل ممكن ‪ ،‬لجواز أن يكون جمع بين الخمر والثواب والبل فوقع القتصار على‬
‫بعضها من بعض الرواة‪.‬‬
‫ثم جمع قصى قريشا بعد تفرقها فى البلد وجعلها اثنتى عشرة قبيلة‪ ،‬ومن ثم قيل لببه‬
‫مجمع ‪ .‬وإلى ذلك يشير قول الشاعر ‪:‬‬
‫عى مجمعا ‪#‬‬ ‫قصى لعمري كان ُيْد َ‬ ‫ل القبائل فى فهر‬‫به جمع ا ّ‬
‫وصببار قصببى رئيسببا لقريببش علببى الطلق حيببن أزاح يببد خزاعببة عببن البببيت ‪،‬‬
‫وأجلهم عن مكة بعد أن لم يسلموا لقصى في ولية أمر البيت ‪ ،‬ولم يجيزوا ما فعل‬
‫غبشان على ما تقدم ‪ ،‬وذلك بعد أن اقتتلوا آخر أيام منى بعببد أن حببذرتهم‬ ‫حليل وأبو ُ‬‫ُ‬
‫قريببش الظلببم والبغببي ‪ ،‬وذكرتهببم مببا صببارت إليببه جرهببم حيببن ألحببدوا فببى الحببرم‬
‫بالظلم ‪ ،‬فأبت خزاعة‪ ،‬فاقتتلوا قتل شديدا‪ ،‬وكثر القتل والجراح فبى الفريقيبن إل أنبه‬
‫فى خزاعة أكثر‪ ،‬ثم تداعوا للصلح واتفقوا على أن يحكموا بينهم رجل من العببرب ‪،‬‬
‫فحكموا يعمر بن عوف و‪.‬كان رجل شريفا‪ ،‬فقبال لهببم ‪ :‬موعبدكم فنباء الكعببة غببدا‪،‬‬
‫فلما اجتمعوا قام يعمر‪ ،‬فقال ‪ :‬أل إني قد شدخت مببا كببان بينكببم مببن دم تحببت قببدم ّ‬
‫ي‬
‫هاتين ‪ ،‬فل تباعة لحد على أحد في دم ‪ .‬وقيل قضى بأن كل دم أصابته قريببش مببن‬
‫ى بببأنه‬
‫خزاعة موضوع ‪ ،‬وأن ما أصابته خزاعة من قريش فيه الدية‪ ،‬وقضببى لُقص ب ّ‬
‫أولى بولية مكة‪ ،‬فتولها‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪43‬‬
‫مضر‬
‫‪ ،‬بن ُ‬
‫‪42‬‬
‫عامر‪ ،‬بن إْلياس‬

‫وكانت خزاعة قد أزالت يبد جرهبم عبن وليبة الببيت ‪ ،‬فبإن مضباض ببن عمبرو‬
‫الجرهمي الكبر ولى أمر البيت بعد نابت بن إسماعيل عليه الصلة والسببلم ‪ ،‬فببإنه‬
‫كان جببدا لنببابت وغيببره مببن أولد إسببماعيل لمهببم ‪ ،‬واسببتمرت جرهببم ولة البببيت‬
‫والحكام بمكة ل ينازعهم ولد إسماعيل فى ذلك لخئولتهم ‪ ،‬وإعظاما لن يكون بمكببة‬
‫بغي ‪.‬‬
‫ثم إن جرهما بنوا بمكة‪ ،‬وظلموا من يدخلها مببن غيببر أهلهببا‪ ،‬وأكلببوا مببال الكعبببة‬
‫الذي يهدى لها‪ ،‬فأجمعت خزاعة لحربهبم وإخراجهبم مبن مكبة‪ ،‬ففعلبوا ذلبك بعبد أن‬
‫سلط ال تعالى على جرهبم دواب تشبببه النغببف ‪ ،‬فهلببك منهبم ثمبانون كهل فبي ليلبة‬
‫واحدة سوى الشباب ‪ .‬وذهب من بقى إلى اليمببن مببع عمببرو بببن الحببارث الجرهمببي‬
‫آخر من ملك أمر مكة من جرهببم ‪ ،‬وحزنببت جرهببم علببى مببا فبارقوا مببن أمببر مكببة‬
‫وملكها خزنا شديدا وقال عمرو أبياتا منها ‪:‬‬
‫أنيس ولم يسمر بمكة سامر‬ ‫‪ #‬كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا‬

‫نطوف بذاك البيت والخير ظاهر‬ ‫‪ #‬وكنا ولة البيت من بعد نابت‬

‫صروف الليالي والدهور البواتر‬ ‫‪ #‬بلى نحن كنا أهلها فأبادنا‬


‫وصارت خزاعة بعد جرهم ولة البيت والحكام بمكة كما تقدم ‪ .‬وكان كبير خزاعة عمرو بن لحي ‪ ،‬وهو‬

‫ابن بنت عمرو بن الحارث الجرهمي آخر ملوك جرهم المتقدم ذكره ‪ .‬وقد بلغ عمرو بن لحى فى العرب من‬

‫الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ول بعده في الجاهلية‪ .‬وهو أول من أطعم الحج بمكة سدائف البل ولحمانها‬

‫على الثريد‪.‬‬

‫وفي كلم بعضببهم ‪ :‬صببار عمببرو للعببرب ربببا‪ ،‬ل يبتببدع لهببم بدعببة إل اتخببذوها‬
‫شرعة‪ ،‬لنه كان يطعم الناس ويكسوهم في المرسببم ‪ ،‬وربمببا نحببر لهببم فببي الموسببم‬ ‫ِ‬
‫عشرة آلف بدنة وكسا عشرة آلف حلة ‪.‬‬
‫وهو أول من غير دين إبراهيببم ‪ :‬فقببد قببال بعضببهم ‪ :‬تضببافرت نصببوص العلمبباء‬
‫على أن العرب من عهد إبراهيم استمرت على دينه ‪ :‬أي من رفبض عببادة الصبنام‬
‫إلببى زمببن عمببرو ابببن لحببي ‪ ،‬فهببو أول مببن غيببر ديببن إبراهيببم ‪ ،‬وشببرع للعببرب‬
‫حر البحيرة‪.‬‬‫الضللت ‪ ،‬فعبد الصنام ‪ ،‬وسيب السائبة وب ّ‬

‫‪84‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪ ،‬بن أد ّ‬ ‫بن عدنان‬ ‫مَعد‬
‫ابن نزار ‪ ،‬بن َ‬

‫وعمرو أول من وصل الوصيلة‪ ،‬وحمى الحامي ‪ ،‬ونصبب الصبنام حبول الكعببة‬
‫وأتى بُهبل من أرض الجزيرة ونصبه في بطن الكعبة فكببانت العببرب تستقسببم عنببده‬
‫بالزلم ‪.‬‬
‫وأول من أدخل الشرك في التلبية‪ ،‬فإنه كان يلبي بتلبية إبراهيم الخليببل عليببه الصببلة‬
‫والسلم ‪ ،‬وهى " لبيك اللهم لبيببك ‪ ،‬لبيببك ل شببريك لببك لبيببك ‪ ،‬فعنببد ذلببك تمثببل لببه‬
‫الشيطان فى صورة شيخ يلبي معه ‪ ،‬فلما قال عمرو لبيك ل شريك لك ‪ ،‬قال له ذلببك‬
‫الشيخ ‪ " :‬إل شريكا هو لك "‪ ،‬فببأنكر عمببرو ذلببك‪ ،‬فقببال ‪ ،‬فقببال لببه ذلببك الشببيخ ‪" :‬‬
‫تملكه وما ملببك "‪ ،‬وهببذا ل بببأس بببه ‪ ،‬فقببال ذلببك عمببرو‪ ،‬فتبعتببه العببرب ذلببك ‪ :‬أي‬
‫حدونه بالتلبية‪ ،‬ثم يدخلون معه أصنامهم ويجعلون ملكها بيده ‪ ،‬قال تعالى توبيخببا‬ ‫فيو ّ‬
‫ن { ]يوسف‪[106:‬‬ ‫شِرُكو َ‬
‫ل َوُهْم ُم ْ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ‬
‫لهم }َوَما ُيْؤِم ُ‬
‫وهو أول من أحل أيضا أكل الميتة‪ ،‬فإن كل القبائل من ولد إسماعيل لببم تببزل تحببرم‬
‫أكل الميتة حتى جاء عمرو بن لحى فزعم أن ال تعالى ل يرض تحريم أكل الميتببة‪،‬‬
‫ل وتأكلون ما قتلتم ؟‬ ‫قال ‪ :‬كيف ل تأكلون ما قتل ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فببي قبال ‪ " :‬رأيببت جهنببم يحطببم‬ ‫وروى البخاري أن رسول ا ّ‬
‫بعضها بعضًا‪ ،‬ورأيت عمرًا يجر ُقصبه فى النار ‪ ،‬وفى رواية ) أمعبباءه ( أي وهببى‬
‫المراد بالُقصب بضم القاف ‪.‬‬
‫وفى رواية " رأيته يؤذي أهل النار بريح ُقصبه "‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم لكثم بن الجون الخزاعى واسمه عبد العزى وأكثم بالثاء‬
‫المثلثة ‪ :‬وهو في اللغة واسع البطن " يا أكثم رأيت عمرو بن لحببى يجببر قصبببه فببي‬
‫النار‪ ،‬فما رأيت رجل أشبه من رجل منك بببه ول بببك منببه ‪ ،‬فقببال أكثببم ‪ :‬فعسببى أن‬
‫ل ‪ ،‬قال ل‪ ،‬إنك مؤمن وهو كبافر‪ ،‬إنببه أول مببن غيببر ديبن‬ ‫يضرني شبهه يا رسول ا ّ‬
‫إسماعيل فنصب الوثان "‬
‫فإن العرب من عهد إبراهيم عليه الصلة والسلم استمرت على دينه لببم يغيببره أحببد‬
‫إلى عهد عمرو بن لحي ‪ ، .‬ويقال إن عمببرو بببن لحببي هببو الببذي نصببب منبباة علببى‬
‫ساحل البحر مما يلي قديببد‪ ،‬وكببانت الزد يحجببون إليببه ويعظمببونه ‪ ،‬وكببذلك الوس‬
‫والخزرج وغسان ‪.‬‬

‫وكان عمرو يخبر قومه بأن الرب يشتي ‪.‬بالطائف عند اللت ويصيف عنببد العببزى‪،‬‬
‫فكانوا يعظمونهما وكانوا يهدون إلبى الُعبزى كمبا يهبدون إلبى الكعببة ‪ .‬وُقصبى هبو‬

‫‪85‬‬
‫وم‪ ، 48‬بههن نههاحور‪ ،49‬بههن ت َي ْهَرح‪ ، 50‬بههن ي َعْ هُرب ‪ ،‬بههن‬ ‫قه ّ‬
‫م َ‬
‫دد‪ ،‬بههن ُ‬
‫ويقههال أ َ‬
‫جب‪ ، 51‬بن نابت ‪ ،‬بن إسماعيل ‪ ،‬بن إبراهيم ‪ -‬خليل الرحمهن ‪ -‬ابهن‬
‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬
‫ش ُ‬‫يَ ْ‬
‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬
‫تهارح ‪ -‬وههو آزر ‪ -‬بهن نهاحور‪ ،‬بهن سهاروغ ‪ ،‬بهن داعهو‪ ،‬بهن فهالخ ‪ ،‬بهن‬
‫شذ‪ ،58‬بن سام ‪،‬‬ ‫خ َ‬‫عَْيبر‪ ، 56‬بن شالخ‪ ، 57‬بن أْرفَ ْ‬

‫الذي أمر قريشا أن يبنوا بيوتهم داخبل الحبرم حبول الببيت وقببال لهببم إن فعلتبم ذلببك‬
‫هابتكم العرب ولم تستحل قتالكم ‪ ،‬فبنوا حول البيت من جهاته الربع وجعلوا أبببواب‬
‫بيوتهم جهته لكل بطن منهم باب ينسب إليببه ‪ ،‬كببباب بنببي شببيبة‪ ،‬وببباب بنببي سببهم ‪،‬‬
‫وباب بني مخزوم ‪ ،‬وباب بنى جمح ‪ ،‬وتركوا قدر المطاف بببالبيت فبنببى ُقصببي دار‬
‫الندوة وهي أول دار بنيت بمكة‪ ،‬واستمر المر على أنبه ليببس حبول الكعببة إل قبدر‬
‫المطاف ‪ ،‬وليس حوله جدار زمنه صلى ال عليه وسلم وزمن ولية الصديق رضى‬
‫ل تعببالى عنببه اشببترى تلببك‬‫ل عنه ‪ ،‬فلما كان زمن ولية عمر بن الخطاب رضي ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫الدور من أهلها وهدمها وبنى المسجد المحيط بهببا‪ ،‬ثببم لمببا كبان زمببن وليببة عثمبان‬
‫ل تعالى عنه اشترى دورا أخرى وغالى فببي ثمنهببا وهببدمها وزاد فببى سببعة‬ ‫رضى ا ّ‬
‫ل عنهما زاد في المسجد زيادة كثيرة‪ ،‬ثببم إن عبببد‬ ‫المسجد‪ ،‬ثم إن ابن الزبير رضي ا ّ‬
‫الملك ابن مروان رفع جداره وسقفه بالساج وعمره عمارة حسنة ولم يزد فيببه شببيئا‪،‬‬
‫ثم الوليد بن عبد الملك وسع المسجد وحمل إليه أعمدة الرخام ‪ ،‬ثببم زاد فيببه المهببدى‬
‫والد الرشيد مرتين ‪.‬‬
‫وكانت قريش قبل ذلك ‪ :‬أي قبل بناء منازلهم فى الحرم يحترمون الحرم ول يبببيتون‬
‫فيه ليل‪ ،‬وإذا أراد أحدهم قضاء حاجة النسان خرج إلى الحل ‪.‬‬
‫وقد جاء أنه صلى ال عليه وسلم لمببا كببان بمكببة إذا أراد حاجببة النسببان خببرج إلببى‬
‫المغمش وهو على ثلثي فرسخ من مكة‪.‬‬
‫ي ‪ :‬من أكرم لئيما أشركه في لؤمه ‪ .‬ومببن استحسببن قبيحببا نببزل‬ ‫ومما يؤثر عن ُقص ّ‬
‫إلى قبحه ‪ .‬ومن لم تصلحه الكرامة أصلحه الهوان ‪ .‬ومن طلببب فببوق قببدره اسببتحق‬
‫الحرمان‪.‬‬
‫ولما احتضر قال لولده ‪ . :‬اجتنبوا الخمر‪ ،‬فإنها تفسد الذهان ‪.‬‬
‫ي شرف مكة كله ‪ .،‬فكان بيده السقاية والرفادة والحجابببة والنببدوة واللببواء‬ ‫وحاز ُقص ّ‬
‫والقيادة ‪.‬‬
‫ى وعبد مناف أشرفهم ‪ :‬أي لنه شرف في زمان أبيه‬ ‫صّ‬
‫وكان عبد الدار أكبر أولد ُق َ‬
‫ى‪ ،‬وذهب شرفه كل مذهب ‪ ،‬كذلك كان أخوه المطلب ‪ ،‬كان يقال لهما البدران ‪،‬‬ ‫صّ‬‫ُف َ‬
‫ي ولده عبببد الببدار‬‫وكانت قريش تسمى عبد مناف الفياض لكثرة جوده ‪ ،‬فأعطى ُقص ّ‬
‫جميع تلك الوظائف التي هي السقاية والرفادة والحجابة والندوة واللواء والقيادة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫شَلخ‪ ، 61‬بن أخنوخ‪ 62‬وهو إدريس‪ 63‬النهبي‬ ‫متوّ َ‬ ‫‪60‬‬
‫مك ‪ ،‬بن َ‬ ‫بن نوح ‪ ،‬بن ل َ َ‬
‫‪59‬‬

‫خه ّ‬
‫ط‬ ‫– فيما يزعمون – والل ّههه أعلههم ‪ .‬وكهان أول بنههى آدم أعطههى النبههوة‪ ،‬و َ‬
‫مْهليل‪ 65‬بن قَي َْنن‪ ، 66‬بن ياِنش‪ ، 67‬بن‬ ‫‪64‬‬
‫بالقلم ‪ -‬ابن ي َْرد ‪ ،‬بن َ‬

‫‪ 31‬واسمه حكيم ‪ ،‬وقيل عروة‪ ،‬ولقب بكلب لنه كان يحب الصيد وأكثر صيده كببان‬
‫بالكلب ‪ ،‬وهو الجد الثالث لمنة أمه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ففي كلب يجتمع نسببب‬
‫أبيه وأمه ‪.‬‬
‫ولفظ " كلب " ‪ :‬وهو منقول إما من المصببدر الببذى هببو معنببى المكالبببة‪ ،‬وإمببا مببن‬
‫الكلب جمع علب ‪ .‬لنهببم يريببدون الكببثرة‪ .‬وقببد قيببل لبببي الرقيببش العرابببى ‪ :‬لببم‬
‫تسمون أبناؤكم بشر السماء نحببو ‪ :‬كلببب وذئب ‪ ،‬وعبيببدكم بأحسببن السببماء نحببو ‪:‬‬
‫مرزوق ورباح ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنما نسمى أبناءنا لعدائنا‪ ،‬وعبيدنا لنفسنا‪ .‬يريد أن البنبباء‬
‫عدة العداء وسهام في نحورهم ‪ ،‬فاختاروا لهم هذه السماء‪.‬‬
‫‪ 32‬مببرة منقببول مببن وصببف الحنظلببة والعلقمببة‪ ،‬وكببثيرا مببا تسببمى العببرب بحنظلببة‬
‫وعلقمة‪ .‬ويجوز أن تكون الهاء للمبالغة؛ فيكون منقول من وصف الرجبل ببالمرارة‪،‬‬
‫ويقوى هذا قولهم ‪ :‬تميم بن مر وهو من المسمين بالنبببات؛ لن أبببا حنيفببة الببدينوري‬
‫ذكر في كتاب ‪ :‬النبات ‪ :‬أن المرة بقلة تقلع فتؤكل بالخل والزيت ‪ ،‬يشبه ورقها ورق‬
‫الهندباء‪ .‬وأبناء " مرة " ثلثة هم كلب ‪ ،‬وتيم ويقظة أبو مخزوم‪.‬‬
‫ومرة أخو عدي وهصيص ‪.‬‬
‫لب عنببه‬ ‫ومرة هو الجد السادس لي بكببر رضببي الب عنببه ‪ ،‬والمببام مالببك رضببي ا ّ‬
‫ل عليه وسلم في هذا الجد‬ ‫‪.‬يجتمع معه صلى ا ّ‬
‫‪ 33‬وأما كعب فمنقول إما من الكعب الذي هو قطعة من السمن ‪ ،‬أو من كعب القببدم ‪،‬‬
‫وهو أشبه لقولهم ‪ :‬ثبت ثبوت الكعب ‪ .‬وجاء في خبر ابن الزبيببر ‪ :‬أنببه كببان يصببلي‬
‫عند الكعبة يوم ُقتل ‪ ،‬وحجارة المنجنيق تمر بأذنيه ‪ ،‬وهو ل يلتفت كأنه كعب راتببب‬
‫أي ‪ -‬ثابت ‪ -‬وكعبب بببن لببؤى هبذا أول مبن جمبع يببوم العروببة‪ ،‬ولببم تسبم العروببة‬
‫الجمعة إل منذ جاء السلم في قببول بعضببهم ‪ .‬وقيبل ‪ :‬هببو أول مببن سببماه الجمعببة؛‬
‫لجتماع قريش فيه إليه فيخطبهم ‪ ،‬ويذكرهم بمبعث النبي – صلى ال عليه وسلم –‬
‫ويعلمهم أنه من ولده ‪ ،‬ويأمرهم باتباعه واليمان بببه ‪ ،‬ويقببول ‪ :‬سببيأتي لحرمكببم نبببأ‬
‫عظيم ‪ ،‬وسيخرج منه نبي كريم ‪ ،‬وينشد أبياتا آخرها ‪:‬‬
‫فيخبر أخبارًا صدوق خبيُرها‬ ‫‪ #‬على غفلة يأتى النبي محمد‬
‫وينشد أيضًا ‪:‬‬
‫حين العشيرة ُتبغى الحق خذلنا‬ ‫‪ #‬يا ليتني شاهد فحواء دعوته‬

‫‪87‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬
‫صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ ،‬بن آدم‬ ‫شيث‬
‫قال أبو محمد عبسسد الملسسك بسسن هشسسام ‪ :‬حههدثنا زيههاد بههن عبههد الل ّههه‬
‫كائى‪ ،70‬عن محمد بن إسحاق المطلبي‪ ، 71‬بهذا الذي ذكهرت مهن نسهب‬ ‫الب َ ّ‬
‫محمد رسول الّله ‪ -‬صلى الّله عليه وآله وسههلم ‪ -‬إلههى آدم عليههه السههلم ‪،‬‬
‫وما فيه من حديث إدريس وغيره ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحههدثنى خلد بههن قُ هّرة بههن خالههد ال ّ‬
‫سههدومي ‪ ،‬عههن‬
‫ور‪ ،‬عن قَتادة بن ِدعامة‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬ ‫شْيبان ابن ُزهَْير بن شقيق بن ث َ ْ‬
‫َ‬

‫وكان بينه وبين مبعثه صلى ال عليه وسلم خمسمائة سنة وستون سنة ‪ .‬وفى المتاع‬
‫‪ :‬وعشرون سنة‪ ،‬لن الحق أن الخمسمائة والستين إنما هي بين مببوت كعببب والفيببل‬
‫الذي هو مولده صلى ال عليه وسلم كما ذكره أبو ُنَعْيم في الدلئل النبوية‪.‬‬
‫وقيل ٍا ن كعب أول من قببال ) أمببا بعببد ( فكببان بقببول ‪ :‬أمببا بعببد فاسببمعوا وافهمببوا‪،‬‬
‫وتعلموا واعلموا‪ ،‬ليل داج ‪ .‬وفي رواية ‪ :‬ليل ساج ‪ ،‬ونهار صاح ‪ ،‬والرض مهبباد‪،‬‬
‫صببلوا‬
‫والسببماء بنبباء‪ ،‬والجبببال أوتبباد‪ ،‬والنجببوم أعلم ‪ ،‬والولببون كببالخرين ‪ ،‬ف ِ‬
‫أرحامكم واحفظببوا أصببهاركم ‪ ،‬وثمببروا أمببوالكم ‪ ،‬الببدار أمببامكم ‪ ،‬والظببن غيببر مببا‬
‫تقولون ‪.‬‬
‫وقيل له كعب لعلوه وارتفاعه ‪ ،‬لن كببل شببىء عل وارتفبع فهببو كعببب ‪ .‬وهببو الجبد‬
‫ل تعالى عنه‬ ‫‪ .‬الثامن لعمر رضي ا ّ‬
‫‪ 34‬قال ابن النباري ‪ :‬هو تصغير اللى وهو الثور الوحشى وأنشد ‪:‬‬
‫ي والفرقد‬
‫‪ #‬يعتاد أدحية بقين بقفرة ميثاء يسكنها الل ُ‬
‫ولؤي ‪ :‬بالهمزة أكثر من عببدمها ‪ :‬وفببي سبببب تصببغيره خلف قببال أبببو حنيفببة‬
‫الدينوري ‪ :‬اللى هي البقرة‪ ،‬وأنشد في وصف فلة ‪:‬‬
‫‪ #‬كظهر اللى لو يبتغي رّية بها نهارًا لعيت فى بطون الشواجن‬
‫وهو أيضًا تصغير لي ‪ ،‬لن اللى ‪ :‬البطء ‪ ،‬كأنهم يريدون معنى الناة وتببرك‬
‫العجلة‪ ،‬وذلك أنه ُوجد في أشعار بدر مكبرًا على هذا اللفظ في شعر أبي أسببامة‬
‫حيث يقول ‪:‬‬
‫ودونك مالكا يا أم عمرو‬ ‫‪ #‬فدونكم بني لي أخاكم‬
‫حطيئة‪:‬‬
‫مع ما جاء في بيت ال ُ‬
‫وإنما أتاهم بها الحلم والحسب الِعّد‬ ‫‪ #‬أتت آل شماس بن لي‬
‫وقوله أيضا ‪:‬‬
‫‪ #‬فماتت أّم جارة آل لي ‪ .‬ولكن يضمنون لها قراها‬
‫ى من شاء ولء " فاللء ههنا جمع‬ ‫ب إل ّ‬
‫وفي الحديث من قول أبي هريرة ‪ " :‬أح ّ‬
‫اللئي ‪ ،‬وهو الثور‪ ،‬مثل الباقر والجامببل ‪ .‬وتببوهم ابببن قتيبببة أن قببوله لء مثببل‬

‫‪88‬‬
‫إسماعيل بن إبراهيم ‪ -‬خليل الرحمن ‪ -‬ابن تاِرح ‪ -‬وهو آزر ‪ -‬ابن ناحور بههن‬
‫شذ بن‬ ‫أسرغ بن أرغو بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أْرفَ ْ‬
‫خ َ‬

‫لء " مثل ألعاع جمع لي ‪.‬‬ ‫ماء فخطأ الرواية‪: .‬قال إنما هو " آ ْ‬
‫وكعب وعامر وسامة وخزيمة وسعد والحارث وعوف سبعتهم أبنبباء لببؤي أخببى َتيببم‬
‫‪ .‬الدرم‬
‫‪35‬‬ ‫‪ .‬وأبناء غالب هم لؤي وَتْيم الدرم وغالب أخي الحارث ومحارب‬
‫‪ ] 36‬فهر [ ‪ :‬قيل ‪ :‬إنه لقب ‪ ،‬والفهر من الحجارة الطويل ‪ ،‬واسمه قريش‪ ،‬وقيببل بببل‬
‫اسمه فهر‪ ،‬وقريش لقب له ‪ :‬إنما سمي قريشا لنه كان يقرش ‪ :‬أي يفتببش علبى خلببة‬
‫حاجببة المحتبباج فيسببدها بمبباله ‪ ،‬وكببان بنببوه يقرشببون أهببل الموسببم عببن حببوائجهم‬
‫فيرفدونهم ‪ ،‬فسموا بذلك قريشا‪ .‬قال بعضهم ‪ :‬وهو جمبباع قريببش عنببد الكببثر‪ ،‬قببال‬
‫الزبير بن بكار ‪ :‬أجمع النسابون من قريش وغيرهم على أن قريشا إنما تفرقببت عببن‬
‫فهر‪ ،‬وفهر هذا هو الجد السادس لبي عبيدة بن الجراح ‪ .‬ولما جباء حسببان بببن عبببد‬
‫كلل من اليمن في حمير وغيرهبم لخبذ أحجبار الكعببة إلبي اليمبن ليبنبى بهبا بيتبا‪،‬‬
‫ويجعل حببج النبباس إليببه ونببزل بنخلببة‪ ،‬خببرج فهببر إلببى مقبباتلته بعببد أن جمببع قبببائل‬
‫العرب ‪ ،‬فقاتله وأسره ‪ ،‬وانهزمت حمير ومن انضم إليهم واستمر حسان فببى السببر‬
‫ثلث سنين ثم افتدى نفسه بمال كثير‪ ،‬وخرج فمات بين مكة واليمن ‪ ،‬فهابت العببرب‬
‫فهرا وعظموه وعل أمره ‪.‬‬
‫ومما يؤثر عن شر قوله لولده غالب ‪ :‬قليل ما فى يديك أغنى لك من كببثير مببا أخلببق‬
‫وجهك وإن صار إليك ‪.‬‬
‫وأبناء فهر هم غالب والحارث ومحارب ‪ ،‬وفهر أخو الحارث وكلهمببا ابببن مالببك ‪.‬‬
‫وقد روي عن نسابي العرب أنهم قالوا ‪ :‬من جاوز فهرا فليس من قريش وإليه تنسب‬
‫‪ ".‬القبيلة " قريش‬
‫‪37‬‬ ‫‪.‬قيل له ذلك لنه ملك العرب ‪ ،‬وهو أخو الصلت ويخلد‬
‫‪ 38‬ولقب به لنضبارته وحسبنه وجمباله ‪ ،‬واسبمه قيبس ‪ ،‬وهبو جمباع قريبش عنبد‬
‫الفقهاء‪ ،‬فل يقال لحد من أولد من فوقه قرشببي ويقببال لكببل مببن أولده الببذين منهببم‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ " ،‬من قريش ؟ فقببال‬ ‫سئل رسول ا ّ‬ ‫مالك وأولده قرشى‪ ،‬فقد ُ‬
‫مببن ولببد النضبر " أي وعلبى أن جمباع قريببش " فهبر " كمببا تقببدم ‪ ،‬فمالببك وأولده‬
‫والنضر جده وأولده ليسوا من قريش – ولكن ابن كثير فببي البدايببة والنهايببة يرجببح‬
‫أن " النضر " الذي إليه جماع قريش ‪.‬‬
‫‪ .‬وأمه برة بنت أد بن طابخة‬

‫‪89‬‬
‫سام بن نوح بن ل َ ْ‬
‫مك بن مّتوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلئيههل بههن قَههاين‬
‫‪72‬‬
‫ابن أُنوش بن شيث بن آدم – صلى الله عليه وسلم ‪.-‬‬

‫ن مبن قبومه ‪ .‬وقيبل لسبتره علبى قبومه وحفظبه‬ ‫‪ 39‬قيل له كنانة‪ ،‬لنه لم يزل فبى كب ّ‬
‫لسرارهم ‪ ،‬وكان شيخا حسنا عظيم القدر تحج إليببه العببرب لعلمببه وفضببله ‪ .‬وكببان‬
‫ل ب وإلببى البببر والحسببان‬‫يقول ‪ :‬قد آن خروج نبي من مكة يدعى أحمد يببدعو إلببى ا ّ‬
‫ومكارم الخلق ‪ ،‬فاتبعوه تزدادوا شرفا وعزا إلى عزكم ‪ ،‬ول تعتببدوا ‪ -‬أي تك بّذبوا‬
‫‪ -‬ما جاء به فهو الحق‪.‬‬
‫ل ‪ :‬كان كنانة يأنف أن يأكل وحده؛ فإذا لم يجد أحدًا أكل لقمببة‬ ‫قال ابن دحية رحمه ا ّ‬
‫ورمى لقمة إلى صخرة ينصبها بين يديه أنفة من أن يأكل وحده ‪.‬‬
‫ومما يؤثر عنه ‪ :‬رب صورة تخالف المخبرة‪ ،‬قد غرت بجمالها‪ ،‬واختبر قبح فعالها‪،‬‬
‫‪.‬فاحذر الصور واطلب الخبر‬
‫‪40‬‬ ‫وخزيمة والد كنانة‪ ،‬تصغير خزمة‪ ،‬وهى واحدة الخزم ‪ ،‬وهو موجببود فببي أسببماء‬
‫النصار وغيرهم ‪ ،‬وهي المرة الواحدة مببن الخببزم ‪ ،‬وهببو شببد الشببيء وإصببلحه ‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة الدينوري في كتببابه " النبببات " ‪ :‬الخببزم مثببل الببدوم تتخببذ مببن سببيفه‬
‫الحببال ‪ ،‬ويصببنع مبن أسبافله خليببا للنحببل ‪ ،‬ولبه ثمبر ل يبأكله النباس ولكببن تبألفه‬
‫‪.‬الغربان وتستطيبه‬
‫‪41‬‬ ‫والصحيح عند الجمهور أن اسمه ‪ :‬عمبرو‪ ،‬وقيبل لبه مدركبة لنبه أدرك كبل عبز‬
‫ل صلى ال عليه وسببلم ‪ :‬ولعببل المببراد‬ ‫وفخر كان في آبائه ‪ ،‬وكان فيه نور رسول ا ّ‬
‫‪ .‬ظهوره فيه‬
‫‪ 42‬قال فيه ابن النباري إلياس بكسر الهمزة وقيل مفتوحة أيضًا‪ ،‬وقيل همزة وصل ‪،‬‬
‫وجعله موافقا لسم إلياس النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وقال في اشتقاقه أقوال منها‬
‫ل من اللس وهى الخديعة وأنشد ‪:‬‬ ‫‪ :‬أن يكون فعيا ً‬
‫‪ #‬من فهة الجهل واللسة‬
‫ومنها ‪ :‬أن اللس اختلط العقل وأنشدوا ‪:‬‬
‫‪ #‬إنى لضعيف العقل مألوس‬
‫ومنها ‪ :‬أنه إفعال من قولهم رجل أْليس وهو الشجاع الذي ل يفر‪ .‬قال العجاج ‪:‬‬
‫‪ #‬أليس عن حوبائه سخي‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫منهج ابن هشام في عرضه للسيرة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وأنسسا‬
‫ئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بسسن إبراهيسسم‬ ‫‪ -‬إن شاء الّله ‪ -‬مبتد ٌ‬
‫ده ‪،‬‬‫ل الل ّسسه ‪ -‬صسسلى الل ّسسه عليسسه وسسسلم ‪ -‬مسسن ول س ِ‬
‫ولد رسسسو َ‬ ‫من َ‬
‫و َ‬
‫ل ‪ ،‬من إسماعيل إلى رسسسول‬ ‫ل فالو َ‬
‫وأولِدهم لصلبهم ‪ ،‬الو َ‬
‫ك‬‫رض مسسن حسسديثهم ‪ ،‬وتسسار ٌ‬ ‫الّله ‪ -‬صلى الّله عليه وسلم ‪ -‬وما ي َ ْ‬
‫ع ِ‬
‫من ولد إسماعيل على هذه الجهة‪ ،‬للختصسسار‪ ،‬إلسسى‬ ‫ذك َْر غيرهم ِ‬
‫ض‬
‫ك بعس َ‬ ‫ّ‬
‫حديث سيرة رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وتار ٌ‬
‫ن إسحاق في هذا الكتاب ‪ ،‬مما ليس لرسسسول الّلسسه ‪-‬‬ ‫ما ذكره اب ُ‬
‫صلى الّله عليه وسلم ‪ -‬فيه ذكر‪ ،-‬ول نزل فيه من القرآن شئ‬
‫‪ ،‬وليسسس سسسببا ً لشسسىء مسسن هسسذا الكتسساب ‪ ،‬ول تفسسسيرا ً لسسه ‪ ،‬ول‬

‫‪ #‬أليس كالنشوان وهو صاح‬


‫سمي بضد الرجاء‪ ،‬واللم‬ ‫والذي قاله غير ابن النباري أصح وهو أنه " الياس " ‪ُ -‬‬
‫فيه للتعريف ‪ ،‬والهمزة همزة وصل وقاله قاسم بن ثبابت فبي البدلئل ‪ ،‬وأنشبد أبياتبا‬
‫شواهد منها قول قصي ‪:‬‬
‫أّمهتي خندف والياس أبي‬ ‫‪ #‬إنى لدى الحرب رخى اللبب‬
‫وقيل ‪ :‬سمى بذلك ‪ ،‬لن أباه مضر كان قد كبر سنه ولم يولببد لببه ولببد‪ ،‬فولببد لببه هببذا‬
‫الولد فسماه الياس ‪ ،‬وعظم أمره عند العبرب حبتى كبانت تبدعوه بكببير قبومه وسبيد‬
‫عشيرته ‪ ،‬وكانت ل تقض أمرًا دونه ‪.‬‬
‫وهو أول من أهدى البدن إلى البيت ‪ ،‬وأول من ظفر بمقام إبراهيم لما غرق البيت‬
‫في زمن نوح علبه السلم فوضعه فى زاوية البيت كذا مببن حيبباة الحيببوان فليتأمببل ‪،‬‬
‫وجاء فى حديث " ل تسبوا إلياس فإنه كان مؤمنا "‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬وكان في العرب مثل لقمان الحكيم في قومه ‪ .‬ولما مات حزنببت عليببه زوجتببه‬
‫حزنا شديدا‪ ،‬لم يظلها سقف بعد موته حتى ماتت ‪ .‬ومن ثم قيببل ‪ :‬أحببزن مببن‬ ‫خندف ُ‬
‫حمير بن سد بن عدنان ‪ ،‬قاله الطبببري ‪ ،‬وهببو‬ ‫خندف ‪ .‬وقيل وأم الياس الرباب بنت ُ‬
‫‪ .‬خلف ما قاله ابن هشام‬
‫‪43‬‬ ‫وأما مضر فقد قال القتبي ‪ :‬هو من المضيرة‪ ،‬أو‪ .‬مببن اللبببن الماضببر‪ ،‬والمضببيرة‬
‫سمي مضر لبياضه ‪ ،‬والعرب تسببمي البيببض أحمببر‪ ،‬فلببذلك‬ ‫شئ يصنع من اللبن؛ ف ُ‬
‫‪.‬قبل مضر الحمراء‬
‫وقيببل ‪ :‬بببل أوصببى لببه بقبببة حمببراء‪ ،‬وأوصببى لخيببه ربيعببة بفببرس ‪ ،‬فقيببل مضببر‬
‫الحمراء وربيعة الفرس ‪ .‬وقيل ‪ :‬لنه اقتسببم هببو وأخببوه ربيعببة مببال والببدهما أغنببى‬
‫نزارا أخذ مضر الذهب فقيل له مضر الحمراء‪ .‬وجاء في حببديث " ل تسبببوا ربيعببة‬
‫ول مضر فإنهما كانا مؤمنين " وفببي روايببة " ل تسبببوا مضببر فببإنه كببان علببى ملببة‬
‫إبراهيم " وفي حديث غريب " ل تسبوا مضر فإنه كان على دين إسماعيل " ‪.‬‬
‫ومما حفظ عنه ‪ :‬من يزرع شرا يحصد ندامة ‪ .‬وكان مضر من أحسن الناس صوتا‪،‬‬
‫‪ .‬وهو أول من حدا من العرب للبل‬
‫‪44‬‬ ‫بكسر النون وهو من النزر وهو القليل ‪ ،‬وكان أبوه حين ُولد له ونظر إلى النور‬
‫بين عينيه ‪ -‬وهو نور النبوة الذي كان ينتقبل فبي الصبلب إلبى محمبد ‪ -‬صبلى الب‬

‫‪91‬‬
‫شاهدا ً عليه ‪ ،‬لما ذكرت مسسن الختصسسار‪ ،‬وأشسسعارا ً ذكرهسسا لسسم أر‬
‫ع‬
‫شسن ُ ُ‬ ‫أحسسدا ً مسسن أهسسل العلسسم بالشسسعر يعرفهسسا‪ ،‬وأشسسياء بع ُ‬
‫ضسسها ي َ ْ‬
‫كره ‪ ،‬وبعض لم ُيقّر لنسسا‬ ‫ض الناس ِذ ْ‬ ‫الحديث به ‪ ،‬وبعض يسوء بع َ‬
‫ّ‬
‫ص ‪ -‬إن شسساء اللسسه تعسسالى ‪ -‬مسسا سسسوى‬ ‫الب َ ّ‬
‫كائى بروايته ‪ ،‬ومستق ٍ‬
‫ذلك منه بمبلغ الرواية له ‪ ،‬والعلم به ‪.‬‬

‫عليه وسلم ‪ -‬فرح فرحًا شديدًا به ‪ ،‬ونحر وأطعم ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن هذا كله نزر لحبق هبذا‬
‫‪ .‬المولود؛ فسمى نزار لذلك‬
‫‪ 45‬وأما َمَعد فقال ابن النباري ‪ :‬فيه ثلثة أقوال ‪ -‬أحدها ‪ :‬أن يكون مفعل من العببد‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬أن يكون َفَعل من َمَعد فى الرض أي أفسد‪ ،‬كما قال ‪:‬‬
‫ما يحسبان ال إل رقدا‬ ‫‪ #‬وخار بين خربا فمَعدا‬
‫وإن كان ليس في السماء ما هو على وزن فعل بفتح الفبباء إل مبع التضبعيف ‪ ،‬فبإن‬
‫التضببعيف يببدخل فببى الوزان مببا لبببس فيهببا‪ ،‬كمببا قبالوا ‪ :‬شبّمر وُقشببعريرة‪ ،‬ولببول‬
‫التضعيف ما وجد مثل هذا ونحر ذلك ‪ .‬الثالث ‪ :‬أن يكون من المعّدْين وهما موضببع‬
‫عقبي الفارس من الفرس ‪ ،‬وأصله على القولين الخيريببن مببن المعببد بسببكون العيببن‬
‫وهو القرة‪ ،‬ومنه اشتقاق المعدة ‪.‬‬
‫وقيل له معد لنه كان صاحب حببروب وغبارات علببى بنببي إسبرائيل ‪ ،‬ولبم يحبارب‬
‫‪.‬أحدا إل رجع بالنصر والظفر‬
‫‪46‬‬ ‫فعلن من عدنان إذا أنام ‪ .‬ولعدنان أخوان ‪ :‬نبت وعمرو فيما ذكر الطبري ‪ .‬وقببد‬
‫‪ .‬قيل في عدنان ‪ :‬هو ابن مبدعة‪ ،‬وقيل ‪ :‬ابن يحثم قاله القتبي‬
‫‪ .‬ويقال أدد ‪ :‬قال ابن السراج ‪ :‬هو من الود وانصرف‬
‫‪47‬‬

‫‪ 48‬مقّوم بكسر الواو‪ ،‬وأبو أدد‪.‬‬


‫‪.‬ناحور ‪ :‬من النحر‬
‫‪49‬‬

‫‪.‬وتيرح فيعل من الترحة إن كان عربيا‬


‫‪50‬‬

‫‪51‬‬ ‫ويشجب من الشجب ‪ ،‬وإن كان المعببروف أن يقببال ‪ :‬شبجب بكسببر الجيببم يشببجب‬
‫بفتحهببا‪ ،‬ولكببن قببد يقببال فببي المغالبببة ‪ :‬شبباجبته فشببجبته أشببجبه ‪ ،‬بضببم الجيببم مببن‬
‫المضارع ‪ ،‬وفتحها من الماضي؛ كما يقال من العلم ‪ :‬عالمته فعّلمته بفتح اللم أعُلمه‬
‫بضمها‪ .‬وقد ذكرهم أبو العببباس الناشببئ فببى قصببيدته المنظومببة فببى نسببب النبببي –‬
‫‪ .‬صلى ال عليه وسلم – إلى أدم ‪ ،‬كما ذكرها ابن إسحاق‬
‫‪ .‬تفسيره ‪ :‬مطيع ا ّ‬
‫ل‬
‫‪52‬‬

‫‪53‬‬‫معناه ‪ :‬أب راحم ‪ .‬وما بعد إبراهيم أسماء سريانية فسر أكثرها بالعربية ابن هشام‬
‫‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫قيل معناه ‪ :‬يا أعوج ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو اسم صببنم ‪ ،‬وانتصببب علببى إضببمار الفعببل فببى‬
‫التلوة‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو اسم لبيه؛ كان يسمى تارح وازر‪ ،‬وهذا هو الصحيح لمجيئه فببى‬

‫‪92‬‬
‫ة النسب من ولد إسماعيل‬
‫سياق ُ‬
‫عليه السلم‬

‫أولد إسماعيل عليه السلم ‪ :‬قهال ابهن هشهام ‪ :‬حهدثنا زيهاد بهن عبهد الّلهه‬
‫مط ِّلبي قال ‪:‬‬ ‫الب َ ّ‬
‫كائى‪ ،‬عن محمد بن إسحاق ال ُ‬
‫ن إبراهيم‪ - 73‬عليهما السههلم ‪ -‬اثنههي عشههر رجل ‪ :‬نابتهها ‪-‬‬ ‫لب ُ‬‫ولد َ إسماعي ُ‬
‫مهها‪ ،‬وأذر‪،‬‬ ‫معا‪ ،‬وماشههى‪ ،‬ود ّ‬
‫سه َ‬ ‫ذر وأذ ْب ُههل ‪ ،‬ومْنشهها و ِ‬
‫م ْ‬ ‫وكههان أكههبرهم ‪ -‬وقي ْه َ‬

‫‪ .‬الحديث منسوبا إلى آزر‪ ،‬وأمه ‪ :‬نونا‪ ،‬ويقال في اسمها ‪ :‬ليوثى‬


‫‪ .‬وقيل فيه فالغ ومعناها ‪ :‬القسام‬
‫‪55‬‬

‫‪.‬ويقال فيه عابر‬


‫‪56‬‬

‫‪ .‬معناها ‪ :‬الرسول ‪ ،‬أو الوكيل‬


‫‪57‬‬

‫‪ 58‬تفسيره ‪ :‬مصباح مضيء ‪ ،‬وشاذ مخفف بالسريانية ‪ :‬الضببياء ومنببه " حببم شبباذ "‬
‫بالسريانية‪ ،‬وهو رابع الملوك ‪ ،‬بعد " جيومرث " وهو الذي قتله الضببحاك ‪ ،‬واسببمه‬
‫" بيوراسب بن إندراسب " والضحاك مغير من ‪ :‬إزدهاق ‪.‬‬
‫قال أبو تمام الشاعر المشهور ‪:‬‬
‫‪ #‬كأنه الضحاك فى فتكاته بالعالمين وأنت أفريدون‬
‫لن أفريببدون هببو الببذي قتببل الضببحاك ‪ ،‬بعببد أن عبباش ألببف سببنة فببي جببور وعتببو‬
‫وطغيان عظيم؛ وذلك مذكور على التفصيل فى تاريخ الطبري ‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫واسمه عبد الغفار؛ وسمي نوحًا لنوحه على ذنبه وأخبوه ‪ :‬صبابئ ببن لمبك؛ إليبه‬
‫ينسب دين الصابئين ‪ -‬عبدة الكواكب والملئكة‪ ،‬ومن يخرجون من ديببن إلببى ديببن ‪،‬‬
‫ل أعلم‬‫‪ .‬ويزعم الصابئون أنهم على دين نوح عليه السلم ‪ -‬فيما ذكروا وا ّ‬
‫‪60‬‬ ‫ويقال لمك والد نوح عليه السلم ‪ .‬ولمك أول من اتخذ العود للغناء بسبب يطول‬
‫‪.‬ذكره ‪ ،‬واتخذ مصانع الماء‬
‫‪ 61‬وذكره الناشئ فى قصيدته فقال ‪:‬‬
‫‪ #‬ومن قبل لمك لم يزل متوشلخ يذود العدا بالزائدات الشوائب‬
‫‪ .‬فمتوشلخ هنا معناها ‪ :‬مات الرسول ج لن أباه كان رسول وهو خنوخ ‪ .‬أو أخنوخ‬
‫‪62‬‬‫قال ابن إسحاق وغيره ‪ :‬هو إدريس النبي ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬وروى ابن إسحاق عببن‬
‫شهر ابن حوشب عن أبى ذر عن النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أنه قال ‪ " :‬أول من‬
‫كتبب ببالقلم إدريبس " وعنبه ‪ -‬عليبه الصبلة والسبلم ‪ -‬إنبه قبال ‪ " :‬أول مبن كتبب‬
‫بالعربية إسماعيل " وقال أبو عمر ‪ :‬وهذه الرواية أصببح مببن روايببة مببن روى ‪ :‬أن‬
‫أول من تكلم بالعربية إسماعيل ‪ ،‬والخلف كثير في أول من تكلم بالعربية‪ .‬وفى أول‬
‫من أدخل الكتاب العربي أرض الحجاز؛ فقيل ‪ :‬حرب بن أمية ‪ .‬قاله الشعبي – وقيل‬
‫ي ‪ ،‬تعلمببه بببالحيرة‪ ،‬وتعلمببه أهببل الحيببرة‬
‫‪ :‬هو سفيان بن أمية ‪ .‬وقيل ‪ :‬عبد ابن قص ّ‬

‫‪93‬‬
‫همي‬
‫جْر ُ‬
‫عمر ال ُ‬
‫مضاض بن َ‬
‫‪ ،‬وأمهم ‪ :‬بنت ُ‬
‫‪74‬‬
‫ذما‬ ‫وطيما‪ ،‬وي َ ُ‬
‫طورا‪ ،‬ون َِبش‪ ،‬وقَي ْ ُ‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬من أهل النبار‬


‫‪63‬‬‫قيل‪ :‬إنه إلياس ‪ ،‬وإنه ليس بجد لنوح ‪ .‬ول هو فى عمود هذا النسب ‪ .‬قال الشيخ ‪-‬‬
‫لسراء ‪ -‬فإن النبببي ‪ -‬صببلى الب عليببه وسببلم ‪ -‬كلمببا لقببي نبيببا مببن‬ ‫ويستدل بحديث ا ِ‬
‫النبياء الذين لقيهم ليلة السراء‪ ،‬قال ‪ :‬مرحبًا بالنبي الصببالح والخ الصببالح ‪ .‬وقببال‬
‫له آدم ‪ :‬مرحبًا بالنبي الصالح والببن الصبالح ‪ ،‬وكبذلك قبال لبه إبراهيبم ‪ .‬وقبال لبه‬
‫إدريببس ‪ :‬والخ الصببالح ‪ ،‬فلببو كببان فببي عمببود نسبببه ‪ ،‬لقببال لببه كمببا قببال لببه أبببوه‬
‫لخوة‬ ‫‪.‬إبراهيم ‪ ،‬وأبوه آدم ‪ ،‬ولخاطبه بالنبوة‪ ،‬ولم يخاطبه با ِ‬
‫‪64‬‬‫‪ .‬وتفسيره ‪ :‬الضابط‬
‫‪65‬‬‫‪ .‬وقيل مهلئيل ‪ :‬وتفسيره ‪. :‬الممّدح ‪ ،‬وفي زمنه كان بدء عبادة الصنام‬
‫‪66‬‬‫‪ .‬وقيل ‪ :‬ابن قينان ‪ ،‬وتفسيره المستوي‬
‫‪67‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أنوش ‪ ،‬وتفسيره الصببادق ‪ ،‬وهببو بالعربيببة ‪ :‬أنببش؛ وهببو أول مببن غببرس‬
‫‪.‬النخلة‪ "،‬وبوب الكعبة‪ ،‬وبذر الحبة فيما ذكروا‬
‫‪68‬‬‫‪ .‬وهو بالسريانية ‪ :‬شاث ‪ .‬وبالعبرانية ‪ :‬شيث ‪ .‬وتفسيره ‪ :‬عطية ا ّ‬
‫ل‬
‫‪ 69‬وفيه ثلثة أقوال‪ :‬قيل ‪ :‬هو اسم سريانى وقيل ‪ :‬هو أفعل من الْدمة؛ – السمرة –‬
‫خلق من أديم الرض ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أخذ من لفظ الديم؛ وهو ما ظهر من أي شيء ‪ -‬لنه ُ‬
‫وروي ذلك عن ابن عباس ‪ .‬وذكر قاسم بن ثابت في الدلئل عن محمد بن المستنير‪،‬‬
‫وهو ‪ :‬قطرب أنه قال ‪ :‬لو كببان مببن أديببم الرض لكببان علببى وزن فاعببل ‪ ،‬وكببانت‬
‫الهمزة أصلية‪ ،‬فلم يكن يمنعه مببن الصببرف مببانع ‪ ،‬وإنمببا هببو علببى وزن أفعببل مببن‬
‫الدمة ‪ .‬ولذلك جاء غير مصروف ‪.‬‬
‫وهذا القول ليس بشيء؛ لنه ل يمتنع أن يكون من الديم ويكون على وزن أفعل ‪.‬‬
‫تدخل الهمزة الزائدة علففى الهمففزة الصففلية كمففا تففدخل علففى همففزة الدمففة ‪ .‬فففأول‬
‫الدمة همزة أصلية‪ .‬وكذلك أول الديم همزة أصلية‪ ،‬فل يمتنع أن يبنى منها أفعل ‪.‬‬
‫كما يقال ‪ :‬رجففل أعيففن وأرأس مففن العيففن والففرأس ‪ .‬وأسففوق وأعنففق مففن السففاق‬
‫والعنق ‪ .‬مع ما في هذا القول من المخالفة لقول السلف الذين هم أعلم منه لسففانا‪،‬‬
‫وأذكى جنانا‪.‬‬
‫‪70‬‬‫ل البكائي الكوفي وهو محدث مشهور‬ ‫‪.‬هو ‪ :‬أبو محمد زياد بن عبد ا ّ‬
‫‪ 71‬هو ‪ :‬أبو بكببر محمببد بببن إسببحاق بببن يسببار مببن المحببدثين خاصببة فببي المغببازي‬
‫والسير‪ ،‬توفي ببغداد سنة إحدى وخمسين ومائة هجرية ‪ -‬انظر تبباريخه مفصببل هببو‬

‫‪94‬‬
‫جرهم بن قحطههان – وقحطههان أبههو‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬مضاض ‪ ،‬و ُ‬
‫اليمن كلها‪ ،‬وإليه يجتمع نسبها ‪ -‬ابن عامر بن شالخ بن أْرفَ ْ‬
‫خ َ‬
‫شههذ بههن سههام‬
‫بن نوح ‪.‬‬
‫قطن هو ‪ :‬قحطان ابن‬
‫قطن بن شالخ ‪ ،‬وي َ ْ‬
‫هم بن ي َ ْ‬
‫جْر ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ُ :‬‬
‫عَْيبر بن شالخ‪.‬‬
‫عمر إسماعيل وموطن أمه ووفاته ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وكههان‬
‫عمر إسماعيل ‪ -‬فيما يذكرون ‪ -‬مائة سنة وثلثين سههنة‪ ،‬ثههم مههات ‪ -‬رحمههة‬

‫وابن هشام فى مقدمة الكتاب ‪.‬‬


‫‪ 72‬ومما تقدم في ذكر سرد النسب الزكي من محمد صلى الب عليببه وآلببه وسببلم إلببى‬
‫عببدنان ل خلف فيببه بيببن العلمبباء‪ ،‬فجميببع قبببائل عببرب الحجبباز ينتهببون إلببى هببذا‬
‫جبًرا ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫عَلْي بِه َأ ْ‬
‫سَأُلُكْم َ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ل َ‬
‫النسب ‪ ،‬ولهذا قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى ‪ُ } :‬ق ْ‬
‫اْلَمَوّدَة ِفي اْلُقْرَبى{ ]الشورى‪ [23:‬لم يكن بطببن مببن بطببون قريببش إل ولرسببول الب‬
‫صلى نسب يتصل بهم ‪ -‬وذلك أن جميببع قبببائل العببرب العدنانيببة تنتهببي إليببه بالببباء‬
‫وكثير منهم بالمهات أيضًا‪ ،‬كما ذكره محمبد ببن إسبحاق فبي أمهباته وأمهبات آببائه‬
‫وأمهاتهم ‪.‬‬
‫‪ ..‬واضطرب النسابون قبل عدنان وفيما يلي هذا الخلف ‪:‬‬
‫ما بعد عدنان من السماء مضطرب فيه ‪ ،‬فالذي صح عببن رسببول ال ب ‪ -‬صببلى الب‬
‫عليه وسلم – أنه انتسب إلى عدنان لم يتجاوزه ‪ ،‬بل قد روي من طريق ابن عباس ‪،‬‬
‫أنه لما بلغ عدنان قال ‪ " :‬كذب النسابون مرتين أو ثلثا "‪ .‬والصح في هذا الحببديث‬
‫لب عنهببا ‪ :‬مببا وجببدنا أحببدًا يعببرف مببا‬
‫أنه من قول ابن مسعود‪ .‬قالت عائشة رضي ا َ‬
‫وراء عدنان ول قحطان إل تخرصًا أي كذبا‪.‬‬
‫ل عنه " أن النبي ‪ -‬صببلى الب عليببه وسببلم ‪ -‬انتسببب‬
‫وفي عمرو بن العاص رضي ا ّ‬
‫حتى بلغ النفر بن كنانة ثم قال ‪ " :‬فمن قال غير ذلك " أي مما زاد علببى ذلببك " فقببد‬
‫كذب "‪.‬‬
‫ولعل إطلق الكذب علبى مببن زاد علببى كنانبة إلبى عببدنان يخبالف مبا سببق مبن إن‬
‫المجمع عليه إلى عدنان ‪ ،‬إل أن يقال ‪ :‬ل مخالفة‪ ،‬لنه يجببوز أن يكببون عمببرو بببن‬
‫العاص لم يسمع ما زاد على النفر بن كنانة إلى عدنان مع ذكره صلى ال عليه وسلم‬
‫له الذي سمعه غيره ‪.‬‬
‫ل تعالى عنهمببا " أن النبببي صببلى الب عليببه وسببلم كببان إذا‬ ‫وعن ابن عباس رضي ا ّ‬
‫انتسب لم يجاوز معد ابن عدنان بن أّد‪ ،‬ثم يمسك ويقول ‪ " :‬كذب النسابون مرتين أو‬
‫ثلثا "‪ .‬وهذه الجملة الصحيح أنها من قول ابن مسعود والدليل علببى ذلببك مببا جبباء ‪:‬‬
‫عبباٍد‬
‫ن َقْبِلُكبْم َقبْوِم ُنببوحٍ َو َ‬‫ن ِمب ْ‬
‫كان ابن مسعود إذا قرأ قوله تعالى ‪َ} :‬أَلْم َيْأِتُكْم َنَبُأ اّلبِذي َ‬
‫ل{ ]ابراهيم‪ [9:‬قال ‪ :‬كذب النسابون ‪ ،‬يعنببي‬ ‫ل ا ُّ‬ ‫ل َيْعَلُمُهْم ِإ ّ‬
‫ن َبْعِدِهْم َ‬
‫ن ِم ْ‬
‫َوَثُموَد َواّلِذي َ‬
‫ل تعالى علمها عن العباد‬ ‫‪.‬الذين يدعون علم النساب ‪ ،‬ونفى ا ّ‬

‫‪95‬‬
‫‪ -‬رحمههم الّلهه‬ ‫‪76‬‬
‫مهع أمهه ههاجر‬ ‫‪75‬‬
‫جهر‬ ‫الّله وبركهاته عليهه ‪ -‬ودفهن فهي ال ِ‬
‫ح ْ‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬تقههول العههرب ‪ :‬هههاجر وآجههر‪ ،‬فيبههدلون اللههف مههن‬
‫الهاء‪ ،‬كما قالوا ‪ :‬هراق الماء‪ ،‬وأراق الماء‪ ،‬وغيره ‪ .‬وهاجر من أهل مصر‪.‬‬
‫حديث الوصاة بأهل مصر وسببها ‪ :‬قسسال ابسسن هشسسام ‪ :‬حههدثنا‬
‫فَرة‪ 77‬أن رسههول‬ ‫عبدالّله بن وهب عن عبدالّله بن َلهيَعة‪ ،‬عن ُ‬
‫عمر مولى غَ ْ‬
‫الّله ‪ -‬صلى الّله عليه وسلم ‪ -‬قال ‪:‬‬

‫وقد يقال ‪ :‬هذه الرواية تقتضي إما الزيادة على المجمع جمليه ‪ ،‬وإمببا النقببص عنببه ‪:‬‬
‫أي زيادة " أدد " أو نقص " عدنان "‪ ،‬فهي مخالفة لما قبلها‪.‬‬
‫وسبب الختلف فيما بيبن عببدنان وآدم أن قبدماء العببرب لببم يكونببوا أصبحاب كتببب‬
‫يرجعون إليها‪ ،‬وإنما كانوا يرجعون إلى حفظ بعضهم من بعض ‪.‬‬
‫وأصح شئ روي فيما بعد عدنان ‪ ،‬ما ذكره الدولبي أبو بشر‪ ،‬من طريق موسى بن‬
‫ل بن وهب بن زمعة الزمعببي‪ ،‬عببن عمتببه ‪ ،‬عببن أم سببلمة‪ ،‬عببن‬ ‫يعقوب ‪ ،‬عن عبد ا ّ‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬معد بن عدنان ‪ ،‬بببن أدد‪ ،‬بببن زنببد ‪ -‬بببالنون ‪-‬‬
‫بن اليَرى‪ ،‬بن أعراق الثرى "‪ .‬قالت أم سلمة ‪ :‬فزند ‪ :‬هو الهميسببع ‪ ،‬واليببرى ‪ :‬هببو‬
‫نبت ‪ ،‬وأعراق الثرى هو ‪ :‬إسماعيل؛ لنه اببن إبراهيببم ‪ ،‬وإبراهيببم لببم تببأكله النببار‪،‬‬
‫كمببا أن النببار ل تأكببل الببثرى‪ .‬وقببد قببال الببدارقطني ‪ :‬ل نعببرف زنببدًا إل فببى هببذا‬
‫الحديث ‪ ،‬وزند بن الجون وهو أبو دلمة الشاعر‪ .‬وهذا الحديث ليببس بمعببارض لمببا‬
‫تقدم من قبوله ‪ " :‬كبذب النسبابون " ول لقبول عمبر رضبى الب عنبه ‪ ،‬لنبه حبديث‬
‫متأول يحتمل أن يكون قوله ‪ :‬ابن اليرى بن أعراق الثرى‪ ،‬كما قال ‪ " :‬كلكم بنو آدم‬
‫وآدم من تراب "‪ .‬ل يريد أن الهميسع ومن دونه ابن لسماعيل لصلبه ‪ ،‬ول بببد مببن‬
‫هذا التأويل أو غيره ‪ ،‬لن أصحاب الخبار ل يختلفون فى ُبعد المدة مببا بيبن عببدنان‬
‫وإبراهيم ‪ ،‬ويستحيل في العادة أن يكون بينهمببا أربعببة آببباء أو سبببعة كمببا ذكببر ابببن‬
‫إسحاق ‪ ،‬أو عشرة أو عشرون؛ فإن المدة أطول مببن ذلببك كلببه ‪ ،‬وذلببك أن معببد بببن‬
‫‪ .‬عدنان كان فى مدة بختنصر ابن اثنتي عشرة سنة ‪ .‬قاله الطبري‬
‫وقد ذكر الطبري نسب عدنان إلى إسببماعيل مببن وجببوه ذكببر فببي أكثرهببا نحببوًا مببن‬
‫أربعين أبا‪ ،‬ولكن باختلف فى اللفاظ ‪ ،‬لنها نقلبت مببن كتببب عبرانيبة ‪ .‬وذكببر مبن‬
‫وجه قوي في الرواية عن ُنساب العرب أن نسب عدنان يرجع إلى قيذر بن إسماعيل‬
‫‪ ،‬وأن قيذر كان الملك في زمانه ‪ ،‬وأن معنى قيذر ‪ :‬الملك ‪.‬‬
‫] التكلم في النساب بين المجوزين والمانعين [ ‪ :‬وقد ُتكلم فى رفع هذا النسب على‬
‫مذهب من رأى ذلك من العلمبباء‪ ،‬ولببم يكرهببه ‪ ،‬كببابن إسببحاق والطبببري والبخبباري‬
‫وغيرهم من العلماء‪ .‬وأما مالك ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬فقد سئل عببن الرجببل يرفببع نسبببه إلببى‬
‫آدم فكره ذلك ‪ ،‬قيل له ‪ :‬فإلى إسماعل‪ ،‬فأنكر ذلك أيضا؛ وقببال ‪ :‬ومبن يخببره بببه ؟!‬
‫وكره أيضا أن يرفع في نسب النبياء مثببل أن يقببال ‪ :‬إبراهيببم ابببن فلن ابببن فلن ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ومن يخبره به ؟! وقول مالك هببذا نحببو ممببا روي عببن عببروة بببن الزبيببر أنببه‬

‫‪96‬‬
‫" الّله الّله فى أهل الذمةِ ‪ .‬أهل المد ََرة السههوداء‪ ،‬ال ّ‬
‫‪78‬‬
‫‪ ،‬فههإن‬ ‫جعههاد‬
‫حم ال ِ‬
‫سه ْ‬
‫لهم نسبا ً وصهرا ً "‪.‬‬
‫م إسماعيل النبي ‪ -‬صلى الّله عليه‬ ‫فَرة ‪ :‬نسُبهم ‪ :‬أن أ ّ‬ ‫قال عمر مولى غُ ْ‬
‫وسلم ‪ -‬منهم ‪ .‬وصهُرهم أن رسول الّله ‪ -‬صلى الل ّههه عليههه وسههلم ‪ -‬تسهّرر‬
‫فيهم‪.79‬‬
‫قال ابن ل َِهيَعة ‪ :‬أم إسماعيل ‪ :‬هاجر‪ ،‬من " أم العََرب " قريههة كههانت أمههام‬
‫فَرما‪ 80‬من مصر‪.‬‬ ‫ال َ‬

‫لب‬
‫قال ‪ :‬ما وجدنا أحدًا يعرف ما بين عدنان وإسماعيل ‪ .‬وعن ابن عباس ‪ -‬رضببى ا ّ‬
‫عنه ‪ -‬قال ‪ :‬بين عدنان وإسماعيل ثلثون أبا ل يعرفون ‪.‬‬
‫تنبيه ‪ :‬قال القاضي عيباض ‪ -‬فبي كتبابه الشبفاء ‪ -‬وأمبا أحمبد البذي أتبى فبي الكتبب‬
‫ل بحكمتببه أن يسببمى بببه أحببد غيببره ول يببدعى بببه مببدعو‬ ‫وبشرت به النبياء فمنع ا ّ‬
‫قبله ‪ ،‬حتى‬
‫ل يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك ‪ .‬وكذلك محمد لم يسم بببه أحببد مببن العببرب‬
‫ول غيرهم إلى أن شاع قبل وجوده وميلده أن نبيًا يبعببث اسببمه محمببد‪ .‬فسببمي قببوم‬
‫قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكببون أحببدهم هببو " والب أعلببم حيببث يجعببل‬
‫رسببالته " وهببم ‪ :‬محمببد بببن أحيحببة بببن الجلج الوسببى‪ .‬ومحمببد بببن سببلمة‬
‫النصاري ‪ .‬ومحمد بن البراء الكندي ‪ .‬ومحمد بن سفيان بببن مجاشببع ‪ .‬ومحمببد بببن‬
‫حمران الجعفى ‪ .‬ومحمد بن خزاعي السلمى ل سابع لهم ‪.‬‬
‫ويقال إن أول من سمى محمدًا محمد بن سفيان بن مجاشع ‪ .‬واليمن تقببول بببل محمببد‬
‫ل حمى كل من تسمى به أن يّدعى النبببوة أو يببدعيها لببه‬ ‫ابن ليحمد من الزد‪ .‬ثم إن ا ّ‬
‫لب‬‫أحد‪ ،‬أو يظهر عليه سبب يشكك أحدا فى أمره حتى تحققت الشيمتان له ‪ -‬صببلى ا ّ‬
‫‪.‬عليه وسلم ‪ -‬لم ينازع فيهما‬
‫‪73‬‬ ‫وقد كان لبراهيم ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬بنون سببوى إسببحاق وإسببماعيل منهببم سببتة مببن‬
‫قطورا بنت يقطر وهم ‪ :‬مديان وَزمران وسببرج بببالجيم ونقشببان ‪ -‬ومببن ولببد ِنقشببان‬
‫جون‬ ‫حّ‬‫البربر في أحد القوال ‪ -‬وأمهم رغوة ‪ .‬ومنهم ‪ :‬لشق ‪ ،‬وله بنون آخرون من َ‬
‫‪ .‬بنت أهين ‪ ،‬وهم ‪ :‬كيسان وسورج وأميم ولوطان ونافس‪ .‬هؤلء بنو ابراهيم‬
‫‪74‬‬ ‫وقد ذكر ابن إسحاق ‪ :‬أسماء بني إسببماعيل ‪ ،‬ولببم يببذكر بنتببه ‪ ،‬وهببي نسببمة بنببت‬
‫إسماعيل ‪ ،‬وهي امرأة عيصون بن إسببحاق وولببدت لببه الببروم وفببارس ‪ -‬فيمببا ذكببر‬
‫الطبري ‪ -‬وقال ‪ :‬أشك في الشبببان هببل هببي أمهببم ‪ ،‬أم ل ؟ وهببم مببن ولببد عيصببو‪،‬‬
‫ويقال فيه أيضًا ‪ :‬عيصا‪ ،‬وذكر في ولد إسماعيل ‪:‬آطيمببا‪ ،‬وقيببده الببدارقطني ‪ :‬ظميببا‬
‫بظبباء منقوطببة بعببدها ميببم ‪ ،‬كأنهببا تببأنيث أظمببى‪ ،‬والظمببى مقصببور ‪ :‬سببمرة فببي‬
‫الشفتين ‪ .‬وذكر ِدما‪ ،،‬ورأيت للبكري أن دومبة الجنبدل عرفببت بببدوما بببن إسببماعيل‬
‫‪ .‬وكان نزلها‪ ،‬فلعل ِدَما مغّير منه‬
‫‪75‬‬ ‫الحجر ‪ :‬هو حجر الكعبة وهو ما تركته قريش في بنائها من أساس إبراهيم حينمببا‬
‫جرت على الموضع ليعرف أنه من الكعبة‬ ‫‪ .‬ضاقت بهم النفقة وح ّ‬

‫‪97‬‬
‫سّرّية النبى ‪ -‬صلى الّله عليه وسلم ‪ -‬الههتي أهههداها‬ ‫ُ‬
‫‪82‬‬
‫وأم إبراهيم‪ : 81‬مارية‬
‫صنا‪.84‬‬
‫له المقوقس من حفن‪ ، 83‬من كورة أن ِ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني محمد بن مسلم بن عُب َي ْههد الل ّههه بههن شهههاب‬
‫الزهري ‪ :‬أن عبد الرحمن بن عبدالّله بههن كعههب بههن مالههك النصههاري ‪ ،‬ثههم‬
‫سَلمي ‪ ،‬حدثه ‪ :‬أن رسول الل ّههه ‪ -‬صههلى الل ّههه عليههه وسههلم ‪ -‬قههال ‪ " :‬إذا‬ ‫ال ّ‬
‫ً‬
‫صههوا بأهلههها خيههرا فهإن لهههم ِذمههة ورحمهها "‪ .‬فقلههت‬ ‫‪85‬‬
‫فتحتم مصههر ‪ ،‬فاستو ُ‬
‫ّ‬
‫ذكههر رسههول اللههه ‪ -‬صههلى اللههه‬ ‫لمحمد بن مسلم الزهري ‪ :‬ما الرحم الههتي َ‬
‫جر أم إسماعيل منهم ‪.‬‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬لهم ؟ فقال ‪ :‬كانت ها َ‬

‫‪ 76‬وكانت سرية لبراهيم ‪ ،‬وهبتها له سارة ابنة عمه ‪ ،‬وهببي سببارة بنببت ُتوبيببل بببن‬
‫ناحور‪ ،‬وقيل ‪ :‬بنت هاران بن ناحور‪ ،‬وقيل ‪ :‬هاران بنت تارح ‪.‬‬
‫وكانت هاجر قبل ذلك لملك الردن ‪ ،‬واسمه صادوق ‪ -‬فيما ذكر القتبي – دفعها إلى‬
‫صرع مكانه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ادعى ال أن‬ ‫سارة حين أخذها من إبراهيم عجبا منه بجمالها‪ ،‬ف ُ‬
‫يطلقني ‪ .‬الحديث ‪ ،‬وهو مشهور فى الصحاح ‪ ،‬فأرسلها‪ ،‬وأخذ معها هبباجر‪ ،‬وكببانت‬
‫هاجر قبل ذلك الملك ‪ ،‬بنت ملك من ملوك القبط بمصببر ذكببره الطبببري مببن حببديث‬
‫سيف بن عمر وغيره ‪ :‬أن عمرو بن العاص حيبن حاصبر مصبر‪ ،‬قبال لهلهبا ‪ :‬إن‬
‫نبينا عليه السلم قد وعدنا بفتحها‪ ،‬وقد أمرنا أن نستوصى بأهلها خيرًا‪ ،‬فإن لهم نسبًا‬
‫وصهرًا‪ ،‬فقالوا لببه ‪ :‬هببذا نسببب ل يحفببظ حقببه إل نبببي ‪ ،‬والنسببب أن أم إسببماعيل "‬
‫هبباجر " مصببرية ‪ .‬والصببهر ‪ .:‬أن ماريببة سببرية الرسببول أم ابنببه إبراهيببم مصببرية‬
‫‪.‬أيضا‬
‫‪77‬‬ ‫ل عنه‬‫غْفرة ‪ :‬أخت أو بنت بلل رضى ا ّ‬ ‫‪َ .‬‬
‫‪78‬‬ ‫سحم ‪ :‬السبود‪ .‬والجعباد ‪ :‬يقبال فلن جعبد الشبعر إذا كبان فيبه‬ ‫المدرة ‪ :‬البلدة ‪ .‬وال ّ‬
‫‪.‬تكسير‬
‫‪79‬‬ ‫‪ .‬تسرر الرجل ‪ :‬اتخذ أمة لفراشه‬
‫‪ 80‬الفرما ‪ :‬مدينة كانت تنسب إلى صاحبها الببذي بناهببا‪ ،‬وهببو الفرمببا بببن قبلقببوس ‪،‬‬
‫ويقال فيه ‪ :‬اببن قليببس ‪ ،‬ومعنبباه ‪ :‬محبب الغببرس ‪ ،‬ويقببال فيببه ‪ :‬اببن بليببس ‪ .‬ذكبره‬
‫المسعودي ‪ .‬والول قول الطبرى‪ ،‬وهو أخببو السببكندر بببن قليببس اليونبباني ‪ .‬وذكببر‬
‫الطبري أن السكندر حين بنى مدينة السكندرية قببال ‪ :‬أبنببى مدينببة فقيببرة إلببى البب‪،‬‬
‫لبب؛ فسببلط‬ ‫غنية عن الناس ‪ .‬وقال الفرما ‪ :‬أبني مدينة فقيرة إلى الناس ‪ ،‬غنيببة عببن ا ّ‬
‫ال على مدينببة الفرمببا الخببراب سببريعا‪ ،‬فببذهب رسببمها وعفببا أثرهببا‪ ،‬وبقيببت مدينببة‬
‫السكندر إلى الن ‪.‬‬
‫وذكر الطبري أن عمرو بن العاص حين افتتح مصر وقف على آثببار مدينببة الفرمببا‪،‬‬
‫ل أعلم‬ ‫ث بهذا الحديث ‪ ،‬وا ّ‬ ‫حد َ‬ ‫‪ .‬فسأل عنها‪ ،‬ف ُ‬
‫‪81‬‬ ‫ل عليه وسلم‬ ‫ل ‪ -‬صلى ا ّ‬ ‫‪ -.‬هو إبراهيم ابن رسول ا ّ‬
‫‪82‬‬ ‫مارية ومعناها ‪ :‬البقرة الفتية إذا كان اللفظ مخففا‪ ،‬والملسباء إذا كبان اللفبظ مشببددًا‬
‫ل عليه وسلم ‪ -‬المقوقس ‪ ،‬واسمه ‪:‬‬ ‫واسمها مارية بنت شمعون وأهداها إليه ‪-‬صلى ا ّ‬
‫ل عليه وسلم ‪ -‬قد أرسببل إليببه حبباطب بببن‬ ‫ل ‪ -‬صلى ا ّ‬
‫جَريج بن ميناء وكان رسول ا ّ‬ ‫ُ‬

‫‪98‬‬
‫أصل العرب ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬فالعرب كلههها مههن ولههد إسههماعيل‬
‫وقحطان ‪ ،‬وبعض أهل اليمن يقول ‪ :‬قحطان من ولد إسههماعيل ‪ ،‬ويقههول ‪:‬‬
‫إسماعيل أبو العرب كلها‪.‬‬
‫وص بن إَرم بههن سههام بههن نههوح ‪ ،‬وثمههود‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬عاد بن عَ ْ‬
‫جديس ابنا عابر بن إرم بن سام بن نوح ‪ ،‬وط َ ْ‬
‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬
‫ميم بنههو‬ ‫ملق وأ َ‬ ‫ع ْ‬‫سههم و ِ‬ ‫و َ‬
‫ب بههن‬
‫ج َ‬‫شه ُ‬ ‫َ‬
‫ن إسماعيل ‪ :‬ي ْ‬ ‫تب ُ‬ ‫ّ‬
‫ب كلهم ‪ .‬فولد ناب ُ‬ ‫ن نوح ‪ .‬عر ٌ‬ ‫لِوذ بن سام ب ِ‬
‫ب بن يشجب ‪ :‬فولهد َ يعههرب ‪ :‬ت َي ْههرح بههن يعههرب ‪،‬‬ ‫نابت ‪ ،‬فول َد َ يشج ُ‬
‫ب ‪ :‬يعُر َ‬

‫أبي بلتعة وجبرًا مولى أبي ُرْهم الغفاري ‪ ،‬فقارب السلم وأهدى معهما إلى النبي ‪-‬‬
‫ل عليه وسلم ‪ -‬بغلته التي يقال لها ُدْلُدل ‪ ،‬والدلببدل ‪ -‬القنفببذ العظيببم ‪ -‬وأهببدى‬
‫صلى ا ّ‬
‫ل عليببه وسببلم ‪ -‬يشببرب فيهببا‪.‬‬ ‫ل ‪ -‬صلى ا ّ‬‫إليه أيضًا قدحًا من قوارير‪ ،‬فكان رسول ا ّ‬
‫‪ .‬رواه ابن عباس‬
‫‪83‬‬ ‫ل عليه وسببلم ‪-‬‬
‫حفن ‪ :‬وأما حفن التي ذكر أنها قرية أم إبراهيم ابن النبي ‪ -‬صلى ا ّ‬
‫ل عنهمببا ‪ -‬معاويببة‬‫فقرية بالصعيد معروفة وهي التي كلم الحسن بن على ‪ -‬رضى ا ّ‬
‫لب‬ ‫أن يضع الخراج عن أهلها‪ ،‬ففعل معاوية ذلك حفظا لوصية رسول ال ب ‪ -‬صببلى ا ّ‬
‫عَبْيد فى كتاب الموال‬ ‫‪ .‬عليه وسلم ‪ -‬بهم‪ ،‬ورعاية لحرمة الصهر‪ ،‬ذكره أبو ُ‬
‫‪84‬‬ ‫حَرِة‪ ،‬قال أبو حنيفة‬‫سَ‬‫أنصنا ‪ :‬وهي قرية بالصعيد بمصر يقال ‪ :‬إنها كانت مدينة ال ّ‬
‫الدينوري ‪ :‬ول ينبت اللبخ إل بأنصنا‪ ،‬وهببي عببود تنشببر منببه ألببواح للسببفن ‪ ،‬وكببان‬
‫يباع اللوح منها بخمسين دينارًا‪ ،‬أو نحوها‪ ،‬وإذا شببد لببوح منهببا بلببوح ‪ ،‬وطببرح فببى‬
‫‪.‬الماء سنة التأما‪ ،‬وصارا لوحًا واحدًا‬
‫‪85‬‬ ‫وقد سميت بمصر بن النبيط ‪ ،‬ويقال ‪ :‬ابن قبط بن النبيط من ولد ‪ :‬كوش بن كنعان‬
‫‪86‬‬ ‫جديس فأفنى بعضهم بعضًا‪ .‬قتلت طسببم جديسبًا لسببوء‬ ‫سم و َ‬‫طْ‬‫طسم وجديس ‪ :‬فأما َ‬
‫ملكتهم إياهم ‪ ،‬وجورهم فيهما‪ ،‬فأفلت منهم رجل اسمه ‪ :‬رباح بببن مببرة‪ ،‬فاستصببرخ‬
‫بتبع ‪ ،‬وهو حسان بن ُتبان أسعد‪ ،‬وكانت أختببه اليمامببة‪ ،‬واسببمها عنببز متزوجببة فببي‬
‫طسم ‪ ،‬وكان هواها معهم ‪ ،‬فأنذرتهم ‪ ،‬فلم يقبلوا‪ ،‬فصبحتهم جنود تبببع فببأفنوهم قتل‪،‬‬
‫وصلبوا اليمامة الزرقاء بباب جّو‪ ،‬وهي المدينة‪ ،‬فسميت جو باليمامة وذلك فببي أيببام‬
‫ملببوك الطببوائف ‪ ،‬وبقيببت بعببد طسببم ‪ -‬خرابببا ‪ -‬ل يأكببل ثمرهببا إل عببوافي الطيببر‬
‫والسباع ‪ ،‬حتى وقع عليها عبيد بن ثعلبة الحنفى‪ ،‬وكان رائدًا لقببومه فببي البلد‪ ،‬فلمببا‬
‫جر بعصاه على موضع قصبة اليمامة‪ ،‬فسميت ‪:‬‬ ‫أكل الثمر قال ‪ :‬إن هذا لطعام ‪ ،‬وح ّ‬
‫‪.‬حجرًا‪ ،‬وهي منازل حنيفة‬
‫‪ 87‬وأميم بفتح الهمزة وتشديد الميم مكسورة‪ ،‬ول نظيببر لببه فببي الكلم ‪ ،‬والعببرب‬
‫تضطرب في هذه السماء القديمة ‪ .‬قال المعري ‪:‬‬
‫‪ #‬يراه بنو الدهر الخير بحاله كما قد رأته جرهم وأميم‬
‫فجاء به على وزن فعيل ‪ ،‬وهو الكثر‪.‬‬
‫وأميم ‪ -‬فيما ذكروا ‪ -‬أول من سقف البيوت بالخشب المنشور‪ ،‬وكان ملكا‪ ،‬وكببان‬
‫يسمى ‪ :‬آدم ‪ ،‬وهو عند الفُرس ‪ :‬آدم الصببغير‪ ،‬وولببده ‪ :‬وبببار‪ ،‬وهببم أمببة هلكببت فببي‬

‫‪99‬‬
‫وم بهن نهاحور‪ ،‬فولهد مقهوم ‪:‬‬
‫ق ّ‬ ‫ح ‪ :‬ناحوَر بن تيرح ‪ ،‬فول َد َ ناحور ‪ُ :‬‬
‫م َ‬ ‫فولد تير ُ‬
‫دد‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ن بن ا َ‬ ‫ن مقوم ‪ ،‬فولد أدد ُ ‪ :‬عدنا َ‬‫أد َد َ ب َ‬
‫د‪.‬‬
‫ن بن أ ّ‬ ‫ل ‪ :‬عدنا ُ‬ ‫ن هشام ٍ ‪ :‬ويقا ُ‬ ‫قال اب ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فمن عدنان تفرقت القبائل من ولد إسههماعيل بههن‬
‫ك ابههن‬‫إبراهيم ‪ -‬عليهما السلم ‪ -‬فولد عدنان رجلين ‪ :‬معد ّ بن عدنان ‪ ،‬وعَه ّ‬
‫عدنان‪.88‬‬
‫ك فههى دار اليمههن ‪ ،‬وذلههك أن عكهها تههزوج‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬فصارت ع ّ‬
‫في الشعريين ‪ ،‬فأقام فيهم ؛ فصارت الدار واللغة واحدة ‪ .‬والشههعريون ‪:‬‬
‫جب‬ ‫ش ُ‬‫مْيسع بن عمرو بن عريب بن ي َ ْ‬ ‫دد بن زيد بن هَ َ‬ ‫بنو أشعر بن ن َْبت بن أ َ‬
‫‪89‬‬
‫جب بن ي َْعرب بن قحطان ويقال ‪:‬‬ ‫ابن َزْيد بن ك َْهلن بن سبأ بن ي َ ْ‬
‫ش ُ‬

‫الرمل ‪ ،‬هالت الرياح الرمل على فجاجهم ومناهلهم فهلكوا‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫عْنَوة وبارُ‬
‫‪ #‬وكر دهر على وبار فأْهلكت َ‬
‫‪88‬‬‫عدثان بالثاء المثلثة‪ ،‬ول خلف‬ ‫ل ‪ ،‬بن ُ‬
‫ك بن عبد ا ّ‬‫عّ‬‫وبعض أهل اليمن يقول فيه ‪َ :‬‬
‫فى الول أنه بنونين ‪ ،‬كما لم يختلف فى َدوس بن عدثان ‪ ،‬أنه بالثاء‪ ،‬وهى قبيلة من‬
‫الزد أيضا‪ ،‬واسم عك ‪ :‬عامر‪ .‬والديث الذي ذكره هو بالثاء‪ ،‬وقببال الزبيببر ‪ :‬الببذيب‬
‫بالذال والياء‪ ،‬ولعدنان أيضا ابن اسمه ‪ :‬الحارث ‪ ،‬وآخبر يقبال لبه الَمبْذَهب ‪ ،‬ولبذلك‬
‫قيل في المثل ‪ :‬أجمل من المذهب ‪ .‬وقبد ذكبر أيضبا فبى بنيبه الضبحاك ‪ ،‬وقيبل فبي‬
‫الضحاك ‪ :‬إنه ابن معد‪ ،‬ل ابن عدنان ‪ ،‬وقيل إن عدنان الذى تعرف به مدينة عدن ‪،‬‬
‫وكذلك أبين هما ‪ :‬ابنا عدنان ‪ ،‬قاله الطبري ‪ .‬ولعدنان بن أدد أخوان ‪ :‬نبببت بببن أدد‪،‬‬
‫‪ .‬وعمرو بن أدد‪ .‬قاله الطبري أيضا‬
‫‪ 89‬أما قحطان فاسمه ِمهزم ‪ -‬فيما ذكر ابن ماكول ‪ -‬وكانوا أربعة إخوة فيما روى‬
‫حط وفالغ ‪ .‬وقحطان أول من قيل له ‪ :‬أبيببت اللعببن‬ ‫عن ابن منّبه؛ قحطان وقاحط ومق َ‬
‫وأول من قيل له ‪ :‬عم صباحا واختلف فيه ‪ ،‬فقيل ‪ :‬هو ابن عابر بن شببالخ ‪ ،‬وقيببل ‪:‬‬
‫ل أخو هود‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو هود نفسه ‪ ،‬فهو علببى هببذا القببول مببن إرم بببن‬ ‫هو ابن عبد ا ّ‬
‫ن ببن قيبذر ببن‬ ‫سام ‪ ،‬ومن جعل العرب كلها من إسبماعيل قبالوا فيبه ‪ :‬هبو اببن َتْيَمب َ‬
‫إسماعيل ‪ .‬ويقال ‪ ،‬هو ابن الهميسع بن َيمن ‪ ،‬وبيمن سميت به اليمن فى قول ‪ ،‬وقيل‬
‫‪ :‬بل سميت بذلك لنها عن يمين الكعبة ‪ .‬وتفسير الهميسع ‪ :‬الصراع ‪.‬‬
‫نننن ننن نننن ‪ :‬ننن نن ‪ :‬نننن نن ننننن ن ننن ننننن ننن‬
‫نننن نننن نننننن ننن نن ننن نننن نننن ننننن نن ننن‬
‫نننن ‪ .‬ننن ‪ .‬ننن ننن نن ننن نننننن نننننن‪ .‬ننن نننن‬
‫نننن ننن ننن ننن نننن نننننن ننن نن ننننن نننننن‬
‫نن نن نننن ن ننن ‪ :‬ننن ننن نننن ننننن‬
‫ننن‬‫نننننن نن ننن ن‬
‫نننن نن ننن ننن ‪ .‬ننن نننننن نننن ننننن ن نننن ‪:‬‬
‫لب عليبه وسبلم ‪" -‬‬ ‫أن قحطان من ولد إسبماعيل عليبه السبلم بقبول النببي ‪ -‬صبلى ا ّ‬
‫ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا " قال هذا القول لقوم من أسلم بن أفصى‪،‬‬
‫وأسلم أخر خزاعة وهم بنو حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عببامر‪ ،‬وهببم مببن سبببأ بببن‬
‫يشجب بن يعرب بن قحطان ‪ .‬ول حجة في هذا الحديث لهل هذا القول ‪ ،‬لن اليمن‬

‫‪100‬‬
‫دد‬ ‫م ْ‬
‫ذحههج بههن أ َ‬ ‫ن مالك ‪ ،‬ومالههك ‪َ :‬‬ ‫دد‪ .‬ويقال ‪ :‬أشعر ‪ :‬ب ُ‬‫أشعُر ‪ :‬ن َْبت بن أ َ‬
‫‪90‬‬
‫جب ‪.‬‬
‫مْيسع ‪ .‬ويقال ‪ :‬أشعر ‪ :‬بن سبأ بن يش ُ‬ ‫ابن زيد بن هَ َ‬
‫م هْرداس ‪ ،‬أحههد‬ ‫خلف الحمر‪ ،‬وأبو عُب َْيدة‪ ،‬لعباس بن ِ‬ ‫رز َ‬‫ح ِ‬
‫م ْ‬
‫وأنشدنى أبو ُ‬
‫ضر بن‬ ‫م َ‬‫صفة بن قيس بن عَْيلن بن ُ‬ ‫خ َ‬‫رمة بن َ‬ ‫ْ‬
‫عك ِ‬‫سل َْيم بن منصور بن ِ‬ ‫بنى ُ‬
‫نزار بن معد بن عدنان ‪ ،‬يفخر بعك ‪:‬‬

‫رد‬‫مط ْ ِ‬
‫ل َ‬‫بغسان حتى ط ُّردوا ك ّ‬ ‫قبوا‬
‫‪ #‬وعك بن عدنان الذين تل ّ‬
‫شْربا ً‬
‫ِ وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وغسان ‪ :‬ماء بسد مأرب باليمن‪ ،‬كان ِ‬
‫‪92‬‬ ‫‪91‬‬
‫سههموا بههه ‪ .‬ويقههال ‪ :‬غسههان ‪ :‬مههاء‬ ‫وث ‪ ،‬ف ُ‬ ‫سد بههن الغَه ْ‬ ‫لولد مازن بن ال ْ‬
‫سههموا بههه قبههائل‬ ‫فة‪ ،‬والذين شربوا منههه تحزبههوا ف ُ‬ ‫ح َ‬
‫ج ْ‬‫شّلل قريب من ال ُ‬ ‫م َ‬
‫بال ُ‬
‫وث ‪ ،‬بههن ن َب ْههت ‪ ،‬بههن مالههك ‪ ،‬بههن َزي ْههد‪ ،‬ابههن‬
‫من ولد مازن بن السد‪ ،‬بن الغَ ْ‬
‫حطان ‪.‬‬ ‫جب ‪ ،‬بن ي َعُْرب ‪ ،‬بن قَ ْ‬ ‫ش ُ‬‫ك َْهلن ‪ ،‬بن سبأ‪ ،‬بن ي َ ْ‬

‫لببو كببانت مببن إسببماعيل ‪ -‬مببع أن عببدنان كلهببا مببن إسببماعيل بل شببك ‪ -‬لببم يكببن‬
‫لتخصيص هؤلء القوم بالنسبة إلى إسماعيل معنببى؛ لن غيرهببم مببن العببرب أيضببا‬
‫ل أعلم ‪ -‬على أن خزاعة من بني َقمعة‬ ‫أبوهم إسماعيل ‪ ،‬ولكن في الحديث دليل ‪ -‬وا ّ‬
‫أخى مدركة بن إلياس بن مضر‪ ،‬وكذلك قول أبى هريرة ‪ -‬رضى ال ب عنببه ‪ " -‬هببى‬
‫أمكم يا بنى ماء السماء" يعنى ‪ :‬هاجر‪ ،‬يحتمل أن يكون تأول فببى قحطببان مببا تببأوله‬
‫غيره ‪ ،‬ويحتمل أن يكون نسبببهم إلببى ‪ :‬مبباء السببماء علببى زعمهببم ‪ ،‬فببإنهم ينتسبببون‬
‫إليه ‪ ،‬كما ينتسب كثير من قبائل العرب إلى حاضنتهم وإلى راّبهم ‪ ،‬أي ‪ :‬زوج أمهم‬
‫‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫وسبأ اسمه ‪ :‬عبد شمس ‪ -‬كما ذكببر ‪ -‬وكببان أول مببن تببزوج مببن ملببوك العببرب ‪،‬‬
‫سبى فسمي سببأ‪ ،‬ولسبت مبن هببذا الشببتقاق علببى يقيببن؛ لن سبببأ مهمبوز‬ ‫وأول من َ‬
‫‪ ).‬والسبى غير مهموز ) عن الروض النف ‪ .‬للسهيلي ‪ -‬من تحقيقنا‬
‫‪91‬‬‫‪.‬ويقال فيه الزد أيضًا‬
‫‪ 92‬واشتقاق غسان ‪ -‬اسم ذلك الماء ‪ -‬من الغس وهو الضعيف وبعد هذا البيت ‪:‬‬
‫من معشر لهم فى المجد بنيان‬ ‫‪ #‬يا أخت آل فراس إنني رجل‬

‫‪101‬‬
‫ذكُر نسب النصار‬
‫‪93‬‬
‫ى‬
‫والنصههار بنههو الوس والخههزرج ‪ ،‬ابن َه ْ‬ ‫ن بن ثابت النصاري ‪،‬‬ ‫قال حسا ُ‬
‫حارثة‪ ،‬بن ث َْعلبة‪ ،‬بن عمرو ‪ ،‬بن عامر ‪ ،‬بن حارثة‪ ،‬بن امرئ القيس ‪ ،‬بههن‬
‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬

‫سد‪ ،96‬بن الغوث ‪:‬‬ ‫ثعلبة‪ ،‬بن مازن ‪ ،‬بن ال ْ‬


‫‪97‬‬
‫س هد ُ نسههبُتنا والم هُاء غسهها ُ‬
‫ن‬ ‫ال ْ‬ ‫ب‬
‫جه ٌ‬‫مْعش هٌر ن ُ ُ‬ ‫مهها سههأل ْ ِ‬
‫ت فإنهها َ‬ ‫‪#‬إ ّ‬
‫وهذا البيت فى أبيات له ‪.‬‬

‫‪ 93‬الوس والخزرج ‪ :‬والوس ‪ :‬الذئب والعطية أيضبًا‪ ،‬والخببزرج ‪ :‬الريببح الببباردة‪،‬‬


‫ول أحسب الوس في اللغة إل العطية خاصة‪ ،‬وهببي مصببدر أسببته ‪ ،‬وأمببا " أوس "‬
‫الذي هو الذئب فعلم كاسم الرجل ‪ ،‬وهو كقولك ‪ :‬أسامة فى اسم السببد‪ ،‬وليببس أوس‬
‫عبّرف ‪ .‬قببال ‪ :‬كمببا‬ ‫إذا أردت الذئب ‪ ،‬كقولك ‪ :‬ذئب وأسد‪ ،‬ولببو كببان كببذلك يجمببع و ُ‬
‫يفعل لسماء الجناس ‪ ،‬وقيل في النثى؛ أْوسة كما يقال ‪ :‬ذئبة ‪.‬‬
‫وفى الحديث ما يقوي هذا‪ ،‬وهو قوله عليه السلم ‪ " :‬هذا أَوْيس يسألكم مببن أمببوالكم‬
‫" فقالوا ‪ " :‬ل تطيب له أنفسنا بشيء " ولببم يقببل ‪ :‬هببذا الوس فتببأمله ‪ .‬وليببس أوس‬
‫على هذا من المسببمين بالسببباع ‪ ،‬ول منقببول مببن الجنبباس إل مببن العطيببة خاصببة‪.‬‬
‫‪ ) ).‬انظر الروض النف ‪ -‬من تحقيقنا‬
‫‪94‬‬ ‫حلة‬
‫‪.‬وهو ُمَزْيقياء‪ ،‬لنه ‪ -‬فيما ذكروا ‪ -‬كان يمزق كل يوم ُ‬
‫‪95‬‬ ‫وهو ‪ :‬ماء السماء‪ ،‬بن حارثة الغطريف بن امرئ القيببس ‪ ،‬وهببو ‪ :‬الُبْهلببول ‪ ،‬بببن‬
‫سراج ‪ ،‬ابن السد‪ ،‬ويقال لثعلبة أبيه ‪ :‬الصنم ‪ ،‬وكببان يقببال‬ ‫ثعلبة الصنم‪ ،‬ابن مازن ال ّ‬
‫لثعلبة بببن عمببرو جببد الوس والخببزرج ‪ :‬ثعلبببة العَْنقبباء‪ ،‬وكببأنهم ملببوك مببترجون ‪،‬‬
‫ومات حارثة بن ثعلبببة العنقبباء والببد الوس والخببزرج بالمدينببة بعببد ظهببورهم علببى‬
‫الروم بالشام ‪ ،‬ومصالحة غسان لملك الروم ‪ ،‬وبعد مببوت حارثببة كببان مببا كببان مببن‬
‫نكث يهود العهود‪ ،‬حببتى ظهببرت الوس والخببزرج عليهببم بمببن استنصببروا بببه مببن‬
‫جْفنة‬
‫‪ .‬ملوك َ‬
‫‪96‬‬ ‫سببد ‪ :‬الْزد؛ بالسببين والببزاي ‪ ،‬واسببمه ‪ :‬الزدراء بببن الغببوث ‪ .‬قبباله‬
‫ويقال فى ال ْ‬
‫سدى إلى الناس من‬ ‫وثيمة بن موسى بن الفرات ‪ .‬وقال غيره ‪ :‬سمى أسدًا لكثرة ما أ ْ‬
‫اليادي ‪ .‬وُرفع فى النسب إلى كهلن بن سبأ‪ ،‬وكهلن كان ملكًا بعد حميببر‪ ،‬وعبباش‬
‫حْمَيببر‪ ،‬ثببم فببى بنيه بْم وهببم ‪:‬‬
‫– فيما ذكروا ‪ -‬ثلثمائة سنة‪ ،‬ثم تحول الملك إلى أخيه ِ‬
‫‪ .‬وائل ومالك وعمرو وعامر وسعد وعوف‬
‫‪ 97‬وبعد هذا البيت ‪:‬‬
‫سُد نسبُتنا‪ ،‬والماُء غسا ُ‬
‫ن‬ ‫ت فإنا مَعشر أنف ال ْ‬
‫‪ #‬إّما سأل ِ‬
‫من معشر لهم في المجِد ُبنيان‬ ‫س إنني رجل‬
‫ل فرا ٍ‬
‫تآِ‬
‫‪ #‬يا أخ َ‬
‫واشتقاق غسان اسم ذلك الماء من الغس ‪ ،‬وهو الضعيف كما قال ‪:‬‬
‫صنبور فصنبور‬
‫غس المانة ُ‬
‫‪َ #‬‬

‫‪102‬‬
‫فقالت اليمن ‪ ،‬وبعض عك ‪ ،‬وهم الذين بخراسان منهم ‪ :‬عك بن عههدنان‬
‫بن عبدالّله بن السد بن الغوث ‪ .‬ويقال ‪ :‬عُد َْثان بن الديث بن عبههدالله بههن‬
‫وث ‪.‬‬
‫سد بن الن َ ْ‬
‫ال ْ‬
‫ة نفههر‪ : 98‬نههزار بههن معههد‪،‬‬ ‫ن إسحاق ‪ :‬فوَل َد َ معد ّ بن عدنان أربع َ‬ ‫قال اب ُ‬
‫كر معد الذي به ي ُك ْن َههى ‪ -‬فيمهها يزعمههون ‪-‬‬
‫وقضاعة‪ ،‬بن معد‪ ،‬وكان قضاعة ب ِ ْ‬
‫وقُُنص بن معد‪ ،‬وإياد بن معد‪.‬‬
‫مير بن سبأ ‪ -‬وكان اسم سبأ ‪ :‬عبههد شههمس‬ ‫فأما ُقضاعة فتيامنت إلى ِ‬
‫ح ْ‬
‫سَبى فى العرب – ابن يشجب ابن ي َعُْرب‬
‫ى سبأ ؟ لنه أول من َ‬
‫م َ‬ ‫س ّ‬‫‪ -‬وإنما ُ‬
‫بن قحطان ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فقالت اليمن وقضاعة ‪ :‬قضاعة بن مالك‬
‫‪99‬‬
‫هينة بسسن زيسسد ‪،‬‬‫ج َ‬
‫مير‪ .‬وقال عمرو بن مرة الجهنى‪ ،‬و ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫بن ِ‬
‫قضاعة ‪:‬‬‫ود‪ ،‬بن أسلم ‪ ،‬بن الحاف ‪ ،‬بن ُ‬ ‫بن ل َْيث ‪ ،‬بن َ‬
‫س ْ‬
‫ر‬
‫مي َ ِ‬‫ح ْ‬
‫ِ‬ ‫قضاعة بن مالك بن‬ ‫هر‬
‫‪ #‬نحن بنو الشيخ الِهجان الْز َ‬
‫‪100‬‬
‫ر‬
‫مْنب ِ‬
‫ت ال ِ‬‫جرالمنقوش تح َ‬ ‫ح َ‬
‫فى ال َ‬ ‫‪ #‬النسب المعروف غير المن ْ َ‬
‫كهر‬
‫ن إسحاق ‪:‬‬
‫قنص بن معد ونسب النعمان بن المنذر ‪ :‬قال اب ُ‬

‫س بتخفيببف السببين قبباله صبباحب العيببن ‪.‬‬ ‫غب ْ‬‫عس ‪ ،‬ويقببال للهببر إذا ُزجببر ‪ِ :‬‬ ‫ويروى ُ‬
‫والغسيسة من الرطب ‪ :‬التى يبدأها الرطاب من ِقَبل ِمْعلقها‪ ،‬ول تكون إل ضببعيفة‬
‫‪.‬ساقطة‬
‫‪98‬‬ ‫شببم بببن‬
‫جَ‬‫أما نزار فمتفق على أنه ابن معد‪ ،‬وسائر ولد معد فمختلف فيببه ‪ ،‬فمنهببم ُ‬
‫جنادة بن معد‪ ،‬وُقناصة بن معد‪ ،‬وَقَنص بن معببد‪ ،‬وسببنام بببن‬ ‫سْلِهم بن معد‪ ،‬و ُ‬
‫معد‪ ،‬و ِ‬
‫ن ‪ ،‬وهببم الن فببي قضبباعة‪ ،‬وأود‪ ،‬وهببم فببى‬ ‫حْيدا ُ‬
‫معد‪ ،‬وعوف وقد انقرض عقبه ‪ ،‬و َ‬
‫جنيببد وتخببم ‪ ،‬فأمببا قضبباعة فببأكثر‬ ‫حيببدة وحيببادة‪ ،‬و ُ‬ ‫عبيد الّرمبباح ‪ ،‬و َ‬
‫حج ‪ ،‬ومنهم ُ‬ ‫َمْذ ِ‬
‫النسابين يذهبون إلى أن قضاعة هو‪ :‬ابن معد‪ ،‬وهببو مببذهب ابببن هشببام ‪ ،‬وقببد روي‬
‫لب عليببه وسببلم ‪ -‬أنببه سببئل‬ ‫من طريق هشام بن عروة بن عائشة عن النبى ‪ -‬صببلى ا ّ‬
‫عن قضاعة‪ ،‬فقال ‪ :‬هو ابن معد‪ ،‬وكان ِبْكره ‪ .‬قال أبو عمر ‪ :‬وليس دون هشببام بببن‬
‫‪ .‬عروة من يحتج به فى هذا الحديث‬
‫‪99‬‬ ‫وجهينة ‪ :‬هو ابن زيد بن ليث بن سًود ببن أسبُلم ‪ -‬بضببم اللم ‪ -‬ابببن الحبباف ‪ ،‬ببن‬
‫ل ‪ ،‬لمن نحببن ؟ فقبال ‪ :‬أنتببم بنببو مالببك بببن‬ ‫قضاعة‪ ،‬قال عمرو بن مرة ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫ل عليه وسلم – وله عببن‬ ‫ل – صلى ا ّ‬ ‫حْمير‪ .‬وعمرو ابن ُمرة‪ ،‬من أصحاب رسول ا ّ‬ ‫ِ‬
‫ل عليه وسلم – حديثان ‪ .‬أحدهما ‪ :‬في أعلم النبببوة‪ ،‬والخببر ‪:‬‬ ‫رسول ال – صلى ا ّ‬
‫لب بببابه‬
‫" من ولي أمر الناس ‪ ،‬فسّد بابه دون ذوي الحاجببة والخلببة والمسببكنة‪ ،‬سببد ا ّ‬
‫دون حاجته وخلته ومسكنته يوم القيامة " انظبر الببروض النبف بتحقيقنبا جبب ‪ 1‬ص‬
‫‪23.‬‬
‫‪ 100‬الهجان الكريم ‪ .‬الزهر ‪ :‬المشهور ويقال ‪ :‬إن هذا الشعر لفلببح بببن اليعبببوب ‪.‬‬
‫ويقال ‪ :‬إن أول هذا الرجز قوله ‪:‬‬
‫‪ #‬يأ يها الداعي ادعنا وأبشْر وكن قضاعيا ول تنّزرْ‬
‫ر‪#‬‬
‫حمَير نحن بنو الشيخ الهجان الزه ْ‬ ‫شماعة بن مالك بن ِ‬

‫‪103‬‬
‫ساب معد ‪ -‬وكان منهم‬
‫م نُ ّ‬
‫‪ -‬فيما يزع ُ‬
‫‪101‬‬
‫وأما قُُنص بن معد فهلكت بقيتهم‬
‫النعمان بن المنذر ملك الحيرة‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حههدثنى محمههد بههن مسههلم بههن عَُبيههدالّله بههن شهههاب‬
‫هري ‪ :‬أن النعمان بن المنذر كان من ولد قُُنص بن معد‪.‬‬ ‫الّز ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وُيقال ‪ :‬قََنص ‪.‬‬
‫خن َههس ‪ ،‬عههن‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى يعقوب بن عُْتبة بن المغيرة بههن ال ْ‬
‫شيخ من النصار من بنى ُزَرْيق أنه حدثه ‪ :‬أن عمر بن الخطاب ‪-‬‬

‫‪ 101‬وكان ُقُنص بن معد قد انتشر ولده بالحجاز‪ ،‬فوقعت بينهبم وبيببن أبيهبم حببرب ‪،‬‬
‫وتضايقوا فى البلد‪ ،‬وأجدبت لهم الرض ‪ ،‬فساروا نحو سواد العببراق ‪ ،‬وذلببك أيببام‬
‫ملوك الطوائف ‪ ،‬فقاتلهم بعض ملوك الطوائف ‪ ،‬وأجلوهم عببن السببواد‪ ،‬وقتلببوهم إل‬
‫أشلء لحقت بقبائل العرب ‪ ،‬ودخلوا فيهم وانتسبوا إليهم ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫رضى الّله عنه ‪ -‬حين أتي بسههيف النعمههان ‪ ،‬بههن المنههذر‪ ،102‬دعهها ُ‬
‫جب َي ْههر بههن‬
‫جب َي ْههر مههن أنسههب‬ ‫صى ‪ -‬وكان ُ‬ ‫دي بن ن َوَْفل بن عبد مناف بن قُ َ‬ ‫مط ِْعم بن عَ ِ‬
‫ُ‬
‫ب مههن أبههى‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫النس‬ ‫أخذت‬ ‫إنما‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫وكان‬ ‫قاطبة‪،‬‬ ‫وللعرب‬ ‫لقريش‪،‬‬ ‫قريش‬
‫بكر الصههديق رضههى الل ّههه عنههه ‪ ،‬وكههان أبههو بكههر الصههديق أنسههب العههرب ‪-‬‬
‫جب َي ْههر النعمههان بههن المنههذر ؟ فقههال ‪:‬‬ ‫فسلحه إياه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ممن كان ‪ ،‬يا ُ‬
‫د‪.‬‬‫كان من أشلء قُُنص بن مع ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأما سائر العرب فيزعمون أنه كان رجل مههن ل َ ْ‬
‫خههم ‪،‬‬
‫من ولد ربيعة بن نصر ‪ -‬فالّله أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬
‫خم ‪ :‬بن عهدي بهن الحهارث بهن‬ ‫ن هشام ‪ :‬ل َ ْ‬ ‫لخم بن عدي ‪ :‬قال اب ُ‬
‫جب بن زيههد ابههن‬ ‫ش ُ‬‫ريب بن ي َ ْ‬‫سع بن عمرو بن عَ ِ‬ ‫مي ْ َ‬‫مرة بن أدد بن زيد بن هَ َ‬
‫خم ‪ :‬بن عدي بن عمرو بن سبأ‪ .‬ويقال ‪:‬‬ ‫كهلن بن سبأ‪ .‬ويقال ‪ :‬ل َ ْ‬

‫‪ 102‬وكان جبير أنسب الناس ‪-‬‬


‫عمر حيببن افتتحببت المببدائن ‪،‬‬ ‫ي به ُ‬
‫وذكر الطبري أن سيف النعمان بن المنذر إنما أت َ‬
‫غلب عليها فّر إلى إصطخر ‪ -‬بلببد بفببارس‬ ‫وكانت بها خزائن كسرى وذخائره ‪ ،‬فلما ُ‬
‫عدده ‪ ،‬وأخذ له خمسة أسياف لم يببر مثلهببا‪ .‬أحببدها ‪ :‬سببيف‬ ‫‪ -‬فأخذت أمواله ونفائس ُ‬
‫كسرى أبرويز‪ ،‬وسيف كسرى أنو شروان ‪ ،‬وسيف النعمان بببن المنببذر كببان اسببتلبه‬
‫منه ‪ ،‬حين قتله غضبًا عليه ‪ ،‬وألقاه إلببى الفيلببة فخبطتببه بأيببديها‪ ،‬حببتى مببات ‪ .‬وقببال‬
‫الطبري ‪ :‬إنه مات فى سجنه في الطاعون الذي كان فى الفرس ‪ ،‬وسيف خاقان ملك‬
‫صير إلى كسرى أيام غلبته على الروم فى المدة الببتي‬ ‫الترك ‪ ،‬وسيف هرقل ‪ ،‬وكاد ت ّ‬
‫غلبببت الببروم فببي أدنببى الرض ( ]الببروم ‪:‬‬ ‫ل ب تعببالى فببى قببوله ‪ ) :‬ألببم ‪ُ .‬‬
‫ذكرهببا ا ّ‬
‫صّير سيف النعمان إلى كسرى أبرويز‪ ،‬ثم إلببى كسببرى‬ ‫‪[1،2‬الية ‪ .‬فهذا كان سبب َت َ‬
‫ل عنه ‪-‬‬ ‫يزدجرد‪ ،‬ثم إلى عمر ‪ -‬رضى ا ّ‬
‫وزاد الطبري فى حديث جبير حين سأله عمر عن نسب النعمان قال ‪ :‬كانت العببرب‬
‫عجم بن قنص ‪ ،‬إل أن النبباس لبم يببدروا‬‫تقول إنه من أشلء قنص بن معد‪ ،‬وهو ولد ُ‬
‫ما عجم فجعلوا مكانه لخمًا ‪ :‬فقالوا ‪ :‬هو من لخم ‪ ،‬ونسبوا إليه ‪ .‬وأبرويز وهو الذي‬
‫لب‬
‫ل عليه وسلم ‪ -‬فمزق كتابه ‪ ،‬فدعا عليهم النبي ‪ -‬صببلى ا ّ‬‫كتب إليه النبي ‪ -‬صلى ا ّ‬
‫عليه وسلم ‪ -‬أن ُيَمزقوا كل ممزق ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫خم ‪ :‬بن عدي بن عمرو بن سبأ‪ .‬ويقال ‪ :‬ربيعة بن نصر‪ 103‬بن أبههي حارثههة‬ ‫لَ ْ‬
‫بن عمرو بن عامر‪ ،‬وكان تخلف بههاليمن بعههد خههروج عمههرو بههن عههامر مههن‬
‫اليمن ‪.‬‬
‫مرو بن عامر في خروجه من اليمن‬ ‫َ‬
‫ع ْ‬
‫مر َ‬
‫أ ْ‬
‫وقصة سد مأرب‬
‫وكان سبب خروج عمرو بههن عههامر مههن اليمههن ‪ ،‬فيمهها حههدثنى أبههو َزي ْههد‬
‫جَرذا ً يحفر فى سد مأِرب الذين كان يحبههس عليهههم‬ ‫النصاري ‪ ،‬أنه رأى ُ‬
‫الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ‪ ،‬فعلم أنه ل بقههاَء للسههد علههى‬
‫قلة من اليمن ‪ ،‬فكاد قومه ‪ ،‬فأمر أصغر ولده إذا‬ ‫ذلك ‪ ،‬فاعتزم على الن ّ ْ‬
‫أغلظ له ولطمه ‪ ،‬أن يقوم إليه فيلطمه ‪ ،‬ففعل ابنه ما أمره به ‪ ،‬فقههال‬
‫عمرو ‪ :‬ل أقيم ببلد لطههم وجهههي فيههه أصههغُر ولههدي ‪ ،‬وعههرض أمههواَله ‪،‬‬
‫عمههرو‪ ،‬فاشههتروا منههه‬ ‫ة َ‬‫فقال أشراف من إشراف اليمن ‪ :‬اغتنموا غضههب َ‬
‫أمواله ‪ ،‬وانتقل في ولده وولد ولده ‪ .‬وقال الزد ‪ :‬ل نتخلف عههن عمههرو‬
‫بن عامر‪ ،‬فباعوا أمواَلهم ‪ ،‬وخرجوا معه ‪ ،‬فساروا حههتى نزلههوا بلد عههك‬
‫ل‪ ،‬ففههي‬ ‫سههجا ً‬
‫عك ‪ ،‬فكانت حربهم ِ‬ ‫مجتازين يرتادون البلدان ‪ .‬فحاربتهم َ‬
‫ذلك قال عباس بن مرداس‬

‫ساب اليمن ‪ :‬ربيعة بن نصر‬


‫‪ 103‬وبعضهم يقول فيه ‪ :‬نصر بن ربيعة‪ ،‬وهو فى قول ُن ّ‬
‫بن الحارث ‪ ،‬بن نمارة بن لخم ‪.‬‬
‫جببم بببن عمببرو‬
‫عْ‬‫شعوذ بن مالك بببن ُ‬ ‫وقال الزبير في هذا النسب ‪ :‬نصر بن مالك بن َ‬
‫بن نمارة بن لخببم ‪ ،‬ولخببم أخببو جببذام ‪ ،‬وسببمي لخمببا لنببه لخببم أخبباه‪ ،‬أي ‪ :‬لطمببه ‪،‬‬
‫فعضه الخر في يده فجذمها‪ ،‬فسمي جذامًا‪.‬‬
‫وقال قطببرب ‪ :‬اللخببم سببمكة فببي البحببر بهببا سببمى الرجببل لخمببا‪ ،‬وأكببثر المببؤرخين‬
‫يقولون فيه ‪ :‬نصر بن ربيعة‪ ،‬وهو من ولد ربيعة‪ ،‬وأن لخمًا في نسبه تصببحيف مببن‬
‫عجم بن َقنص‪.‬‬‫ُ‬

‫‪106‬‬
‫البيت الذي كتبنا‪ .104‬ثم ارتحلههوا عنهههم ‪ ،‬فتفرقههوا فههى البلههدان ‪ ،‬فنههزل آل‬
‫م ‪ ،‬ونزلههت الوس والخهزرج ‪ :‬يههثرب ‪،‬‬ ‫جفنهة ابهن عمههرو بهن عهامر ‪ :‬الشها َ‬
‫عمههان ‪:‬‬ ‫ة‪ ،‬السههراة‪ ،‬ونزلههت أزد ُ ُ‬ ‫مهّرًا‪ ،‬ونزلههت أزد ُ السههرا َ‬ ‫ونزلههت خزاعههة ‪َ :‬‬
‫ل فهدمه ‪ ،‬ففيههه أنههزل الل ّههه ‪-‬‬ ‫ه تعالى على السد ّ السي َ‬ ‫عمان ‪ .‬ثم أرسل الل ّ‬
‫ق هد ْ ك َهها َ‬
‫ن‬ ‫تبارك وتعالى ‪ -‬على رسوله محمد ‪ -‬صلى الّله عليه وسههلم ‪} : -‬ل َ َ‬
‫م‬ ‫ق َرب ّك ُه ْ‬ ‫ن رِْز ِ‬ ‫ل ك ُل ُههوا ِ‬
‫مه ْ‬ ‫ما ٍ‬
‫شه َ‬‫ن وَ ِ‬‫ميه ٍَ‬‫ن يَ ِ‬
‫ن عَه ْ‬
‫جن ّت َهها ِ‬
‫ة َ‬ ‫م آي َه ٌ‬ ‫سهك َن ِهِ ْ‬
‫م ْ‬‫سهب َإ ٍ فِههي َ‬
‫لِ َ‬
‫ل‬‫سههي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َوا ْ‬
‫م َ‬ ‫سههلَنا عَلي ِْههه ْ‬
‫ضههوا فأْر َ‬ ‫فههوٌر* فأعَْر ُ‬ ‫بغ ُ‬ ‫ة وََر ّ‬ ‫ه ب َلههد َةٌ طي َّبهه ٌ‬ ‫شههكُروا لهه ُ‬
‫ال ْعَرِم ِ{‪].‬سبأ‪[15 :‬‬
‫مة‪ ،‬فيما حدثنى أبو عُب َْيدة ‪.‬‬ ‫رم ‪ :‬السد‪ ،‬واحدته ‪ :‬عَرِ َ‬ ‫والعَ ِ‬
‫ص هْعب ‪ ،‬بههن‬ ‫عكابة‪ ،‬بن َ‬ ‫قال العشى ‪ :‬أعشى بني قيس ‪ ،‬ابن ثعلبة‪ ،‬بن ُ‬
‫سههد‪ ،‬بههن‬ ‫جديلههة‪ ،‬بههن أ َ‬ ‫صههي ‪ ،‬بههن َ‬ ‫على‪ ،‬بن بكر‪ ،‬بن وائل بن هِن ْههب ‪ ،‬بههن أفْ َ‬
‫د‪.‬‬ ‫معَ ّ‬‫ربيعة‪ ،‬بن ِنزار‪ ،‬بن َ‬
‫ي بن جديلة‪ ،‬واسم العشى‬ ‫م ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬أفصى بن د ُعْ ِ‬
‫‪ :‬ميمون بن قَْيس ‪ ،‬بن جندل ‪ ،‬بههن شههراحيل ‪ ،‬بههن عههوف ‪ ،‬بههن سههعد‪ ،‬بههن‬
‫ضب َْيعة‪ ،‬بن قيس ‪ ،‬بن ثعلبة ‪:‬‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫فى عليها العَرِ ْ‬ ‫ب ع ّ‬‫ومأر ُ‬ ‫‪ #‬وفى ذاك للمؤتسى أسههههوة‬
‫م‬
‫ي َرِ ْ‬ ‫لم‬ ‫واُره‬
‫م ّ‬‫َ‬ ‫جاء‬ ‫إذا‬ ‫‪ُ #‬رخام بنته لهم حميههههههر‬
‫م‬‫س ْ‬ ‫سعةٍ ماؤهم إذ قُ ِ‬ ‫َ‬ ‫على‬ ‫‪ #‬فأروى الزروعَ وأعناَبههههها‬
‫م‬ ‫ل فُط ِ ْ‬‫ب طف ٍ‬
‫شْر ِ‬ ‫ن منه على ُ‬ ‫َ‬ ‫درو‬ ‫‪ #‬فصاروا أيادِيَ ما يقهههه ِ‬
‫وهذه البيات فى قصيدة له ‪.‬‬
‫من َّبه ‪ ،‬بن‬
‫ن ُ‬
‫ىب ُ‬ ‫قفي ‪ -‬واسم َثقيف ‪ :‬قَ ِ‬
‫س ّ‬ ‫ن أبي الصلت الث ّ َ‬
‫ةب ُ‬
‫وقال أمي ُ‬

‫‪104‬‬ ‫‪ :‬وهو قوله‬


‫‪#‬‬ ‫ن حتى طردوا كل مطرِد‬
‫ن الذين قّلبوا بغسا َ‬
‫ن عدنا َ‬
‫كبُ‬
‫وع ّ‬

‫‪107‬‬
‫صههفة‪ ،‬بههن قيههس ‪ ،‬بههن‬
‫خ َ‬
‫عكرمههة‪ ،‬بههن َ‬
‫بكر‪ ،‬بن هوازن ‪ ،‬بن منصور‪ ،‬بههن ِ‬
‫د‪ ،‬بن عدنان ‪:‬‬ ‫معَ ّ‬
‫ضر‪ ،‬بن ن َِزار‪ ،‬بن َ‬
‫م َ‬
‫عَْيلن ‪ ،‬بن ُ‬
‫سْيله‬
‫َ‬ ‫ن‬‫دو ِ‬ ‫من‬ ‫ي َْبنون‬ ‫من سبأ الحاضرين مههأرب إذ‬ ‫‪ِ #‬‬
‫‪105‬‬
‫مهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها‬
‫العَرِ َ‬

‫‪ 105‬والعرب تضرب المثل بقولها ‪ :‬تفرقوا أيدي سبًا وأيادي سبًا‪ ،‬نصبًا على الحال ‪،‬‬
‫وإن كان معرفة في الظاهر لن معناه ‪ :‬مثل أيدي سبا والباء ساكنة فيببه فببي موضببع‬
‫جعل اسبما واحبدَا مثبل ‪ :‬معبدي كبرب ‪ ،‬ولبم‬ ‫النصبب ‪ ،‬لنبه صبار بمنزلبة اسبمين ُ‬
‫ى عشرة‪ ،‬لنها متحركة في ثمانية عشر‪.‬‬ ‫يسكنوها في ثماِن َ‬
‫وفي العرم أقوال ‪ :‬قيل ‪ :‬هو الُمسبّناة أي ‪ :‬السببد وهببو قببول قتببادة‪ ،‬وقيببل ‪ :‬هببو اسببم‬
‫جبَرُذ الببذي خببرق السببد‪ ،‬وقيببل ‪ :‬هببو صببفة‬ ‫للوادي ‪ ،‬وهو قول عطاء‪ ،‬وقيل ‪ :‬هببو ال ُ‬
‫للسيل من العرامة‪ ،‬وهو معنى رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ‪.‬‬
‫وقال البخارى ‪ " :‬العرم ‪ :‬ماء أحمر حفر في الرض حتى ارتفعت عنه الجنتان ‪،‬‬
‫فلم يسقهما‪ ،‬حتى يبست ‪ ،‬وليس المبباء الحمببر مببن السببد‪ ،‬ولكنببه كببان عببذابا أرسببل‬
‫عليهم ! انتهى كلم البخاري ‪.‬‬
‫والعبرب تضبيف السبم إلبى وصبفه ‪ ،‬لنهمبا اسبمان ‪ ،‬فتعبرف أحبدهما ببالخر‪.‬‬
‫وحقيقة إضافة المسمى إلى السم الثاني ‪ ،‬أي ‪ :‬صاحب هذا السم ‪ ،‬كمببا تقببول ‪ ،‬ذو‬
‫شَرة‪ ،‬وعمرو بطة‪ .‬وقول العشى ‪:‬‬‫زيد أي ‪ :‬المسمى بزيد‪ ،‬ومنه سعد نا ِ‬
‫‪ #‬ومأرب عّفى عليها العرم‬
‫يقوى أنه السيل ‪ .‬ومأرب بسكون الهمزة ‪ :‬اسم لقصر كان لهم ‪ ،‬وقيببل ‪ :‬هببو اسببم‬
‫حر‪.‬‬‫سْ‬‫لكل ملك كان يلي سبأ‪ ،‬كما أن ُتّبعا اسم لكل من ولى اليمن ‪ ،‬وحضر موت وال ّ‬
‫قاله المسعودي ‪ .‬وكان هذا السد من بناء سبإ بن يشجب بن يعرب ‪ ،‬وكان سباق إليبه‬
‫سبعين واديا‪ ،‬ومات قبل أن يستتمه ‪ .‬فأتمته ملوك حمير بعده ‪.‬‬
‫وقال المسعودي ‪ :‬بناه لقمان بن عاد‪ ،‬وجعله فرسخا‪ ،‬وجعل له ثلثين مثقبا‪.‬‬
‫‪ :‬وقول العشى‬
‫‪ #‬إذا جاء َمَزارُه لم يَرم‬
‫س بَماُء َم بْوًرا{ ]الطببور‪ [9:‬فهببو مفتببوح الميببم ‪،‬‬
‫مببن قببوله تعببالى ‪َ} :‬ي بْوَم َتُمببوُر ال ّ‬
‫وبعضهم يرويه مضموم الميم ‪ ،‬والفتح ‪ :‬أصح ‪ .‬ومنه قولهم ‪ :‬دم مائر أي ‪ :‬سببائل ‪.‬‬
‫وفى الحببديث ‪ " :‬أِمبّر الببدم بمببا شببئت " أي أرسببله ‪ ،‬ورواه أبببو عبيببد أمببر بسببكون‬
‫الْميم ‪ ،‬جعلببه مببن مربببت الضببرع ‪ .‬وقببوله ‪ " :‬لببم يببرم ل‪ ،‬أي ‪ :‬يمسببكه السببد حببتى‬
‫يأخذوا منه ما يحتاجون إليه ‪ .‬وقوله ‪ " :‬فأروى الزروع وأعنابها " أي ‪ :‬أعناب تلك‬

‫‪108‬‬
‫جْعدي ‪ ،‬واسمه ‪ :‬قيههس بههن‬ ‫وهذا البيت فى قصيدة له ‪ ،‬وتروى للنابغة ال َ‬
‫صههعة‪ ،‬بههن‬
‫صعْ َ‬
‫جْعدة‪ ،‬بن كعب ‪ ،‬بن ربيعة‪ ،‬بن عامر‪ ،‬بههن َ‬ ‫عبدالّله ‪ ،‬أحد بنى َ‬
‫وازن ‪.‬‬
‫معاوية‪ ،‬بن بكر‪ ،‬بن هَ َ‬
‫وهو حديث طويل ‪ ،‬منعنى من استقصائه ما ذكرت من الختصار‪.‬‬
‫حديث ربيعة بن نصر ورؤياه وخبر شق‬
‫وسطيح الكاهنين‬
‫ن إسحاق ‪ :‬وكان ربيعة بههن نصههر ملههك اليمههن‬ ‫رؤيا ربيعة ‪ :‬قال اب ُ‬
‫ً‬
‫ضَعاف ملوك التبابعة‪ ،‬فرأى رؤيا هالته ‪ ،‬وفظع بها‪ ،‬فلم ي َد َعْ كاهنا‪ ،‬ول‬ ‫بين أ ْ‬
‫جما من أهل مملكته إل جمعه إليه ‪ ،‬فقال لهم ‪:‬‬ ‫ساحرًا‪ ،‬ول عائفا ‪ ،‬ول من ّ‬
‫ً‪106‬‬

‫خبرونى بها وبتأويلها‪ ،‬قالوا له ‪:‬‬ ‫إنى قد رأيت رؤيا هالتني ‪ ،‬وفَظ ِْعت بها ؛ فأ ْ‬
‫اقصصها علينا نخبْرك بتأويلها‪ ،‬قال ‪ :‬إنى إن أخههبرتكم بههها لههم أطمئن إلههى‬
‫ركم عن تأويلها‪ ،‬فإنه ل يعرف تأويلها إل من عرفها قبل أن أخههبره بههها‪،‬‬ ‫خب ِ‬
‫‪107‬‬
‫سههطيٍح‬
‫فقال له رجل منهم ‪ :‬فههإن كههان الملههك يريههد هههذا فليبعههث إلههى َ‬
‫ق‪ ،‬فإنه ليس أحد أعلم منهما‪ ،‬فهما يخبرانه بما سأل عنه ‪.‬‬ ‫ش ّ‬‫و ِ‬

‫البلد‪ ،‬لن الزروع ل عنب لها‪.‬‬


‫وأنشد لمية بن أبي الصلت ‪:‬‬
‫يبنون من دون سيله العرما‬ ‫‪ #‬من سبأ الحاضرين مأرب إذ‬
‫‪.‬وهذا أبين شاهد على أن العرم هو السد‬
‫‪.‬العائف ‪ :‬من يزجر الطير‬
‫‪106‬‬

‫سمي سطيحًا؛ لنه كان جسما ملقى ل جوارح له ول يقدر علببى الجلببوس ‪ ،‬إل‬ ‫‪ 107‬و ُ‬
‫إذا غضب انتفخ فجلس ‪ .‬ويذكر أن وجهه في صدره ولببم يكببن لببه رأس ول عنببق ‪،‬‬
‫ويذكر عن وهب بن منبببه أنبه قبال ‪ :‬قيبل لسبطيح ‪ :‬أَنببى لببك هبذا العلبم؛ فقبال ‪ :‬لبي‬
‫صاحب من الجن استمع أخبار السماء من طور سيناء حين كلم ال ب تعببالى موسببى ‪-‬‬
‫عليه السلم ‪ -‬فهو يؤدي إلي من ذلك ما يؤديه ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫واسم سطيح ‪ :‬ربيع بن ربيعههة‪ ،‬بههن مسههعود‪ ،‬بههن مههازن ‪ ،‬بههن ذئب ‪ ،‬بههن‬
‫هم ‪ ،‬بن أفَْرك‬ ‫ش ُ‬
‫كر‪ ،‬بن ُر ْ‬ ‫صْعب ‪ ،‬بن ي َ ْ‬
‫عدي ‪ ،‬بن مازن غسان ‪ ،‬وشق ‪ :‬بن َ‬
‫قَبر‪ ،‬بن أنمار‪ ،‬بن نزار‪ .‬وأنمار أبو بجيلة وخثعم ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ابن قَ ْ‬
‫سر‪ ،‬بن عَ ْ‬
‫نسب بجيلة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وقالت اليمن ‪ :‬وبجيلههة بنههو أنمههار‪،‬‬
‫وث ‪ ،‬بن ن َْبت ‪ ،‬بن مالك ‪ ،‬بههن زيههد‪،‬‬
‫حيان ‪ ،‬بن عمرو‪ ،‬بن الغَ ْ‬‫ابن إراش بن ل َ ْ‬
‫وث ‪ .‬ودار‬ ‫حيان ‪ ،‬بن الغَ ْ‬
‫ابن كهلن ‪ ،‬بن سبأ‪ .‬ويقال ‪ :‬إراش بن عمرو‪ ،‬بن ل ْ‬
‫بجيلة وخثعم يمانية ‪.‬‬
‫ق‪،108‬‬
‫شه ّ‬ ‫سههطيح قب ه َ‬
‫ل ِ‬ ‫قال إبن إسحاق ‪ :‬فبعث إليهمهها‪ ،‬فقههدم عليههه َ‬
‫فقال له ‪ :‬إني رأيههت رؤيهها هههالتنى‪ ،‬وفظ ِعْههت بههها‪ ،‬فههأخبْرنى بههها‪ ،‬فإنههك إن‬
‫ت تأويَلها‪.‬‬‫أصبَتها أصب َ‬
‫مة‪ ،‬خرجت من ظ ُُلمههة‪ ،‬فههوقعت بههأرض ت ََهمههة‪،‬‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬
‫ت ُ‬ ‫ل ‪ " .‬رأي َ‬ ‫قال ‪ :‬أفع ُ‬
‫‪109‬‬
‫جمة " ‪.‬‬ ‫م ُ‬
‫ج ْ‬
‫ت ُ‬‫ل ذا ِ‬‫فأكلت منها ك ّ‬

‫ق إنسان؛ له يد واحدة‪ ،‬ورجل واحدة وعين واحدة‪.‬‬ ‫شّ‬ ‫‪ 108‬وسمي بذلك ‪ :‬لنه كان ِ‬
‫وولد سطيح وشق فى اليوم الذي ماتت فيه طريفة الكاهنة‪ ،‬امببرأة عمبرو بببن عببامر‪،‬‬
‫وهى بنت الخير الحميرية‪ ،‬ودعت بسطيح قبل أن تموت؛ فأتيت به ‪ ،‬فتفلت فى فيه ‪،‬‬
‫وأخبرت أنه سيخلفها في علمها وكهانتهببا‪ .‬ودعببت بشببق؛ ففعلببت بببه مثببل مببا فعلببت‬
‫حَفه " ‪ -‬كانت الميقات لحرام أهببل مصببر والشببام‬ ‫جْ‬
‫بسطيح؛ ثم ماتت ‪ ،‬وقبرها " باْل ُ‬
‫‪ .‬قبل أن تهجر‪ ،‬وهى قريبة من رابغ الميقات الحالى‬
‫حمة نار‪ ،‬فهببى تأكببل ‪ ،‬ول‬ ‫صب " ُكل " أصح فى الرواية‪ ،‬وفى المعنى؛ لن ال ُ‬ ‫‪ 109‬ن ْ‬
‫ُتؤكل ‪ ،‬على أد فى رواية الشيخ برفع كل ‪ ،‬ولها وجه ‪ ،‬لكن فى حاشببية الكتبباب كمببا‬
‫قال السهيلي ‪:‬‬
‫أن في نسخة البرقي التي قرأها على ابن هشام ‪ :‬كلّ ذات ‪ ،‬بنصب اللم ‪.‬‬
‫ظْلمببة‪ ،‬وذلببك أن الحممببة قطعببة مببن نببار‪،‬‬ ‫ظُلمببة " أي مببن ُ‬ ‫وقببوله ‪ " :‬خرجببت مببن ُ‬
‫حَمَمببة ‪:‬‬
‫ظُلمة يشبه خببروج عسببكر الحبشببة مببن أرض السببودان ‪ ،‬واْل ُ‬ ‫وخروجها من ُ‬
‫الفحمة‪ ،‬وقد تكون جمرة محرقة‪ ،‬كما في هذا الحديث ‪ ،‬فيكببون لفظهببا مببن الحميببم ‪،‬‬
‫حّمببة‪ ،‬وهببى‬ ‫ومن الحمى أيضبًا لحرارتهببا‪ ،‬وقببد تكببون منطفئة‪ ،‬فيكببون لفظهببا مببن اْل ُ‬
‫ت وجهه إذا سودته ‪ ،‬وكل المعنيين حاصل فى لفظ الحممة هنا‪.‬‬ ‫حّمْم ُ‬
‫السواد‪ ،‬يقال ‪َ :‬‬
‫وقوله ‪ :‬بين روضة وأكمة؛ لنها وقعت بين صنعاء وأحوازها‪.‬‬
‫سميت تهامة ‪.‬‬
‫وقوله ‪ :‬في أرض َتِهَمة أي ‪ :‬منخفضة‪ ،‬ومنه ُ‬
‫جمة‪ ،‬ولم يقل كل ذي جمجمة‪ ،‬وهو من باب قوله‬ ‫جم ُ‬‫ت منها كل ذات ُ‬ ‫وقوله ‪ :‬أكل ْ‬
‫ل ِمْنبُه‬
‫حمَب ْ‬
‫ل ُي ْ‬
‫حْمِلَهببا َ‬
‫ع ُمْثَقَلبٌة ِإَلببى ِ‬
‫ن َتبْد ُ‬
‫خبَرى َوِإ ْ‬ ‫سبببحانه ‪َ} :‬و َ‬
‫ل َتبِزُر َواِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ‬
‫يٌء{ ]فاطر‪[18:‬الية‪ .‬لن القصد إلى النفس والنسمة‪ ،‬فهو أعم ‪ ،‬ويدخل فيه جميع‬ ‫ش ْ‬‫َ‬
‫ذوات الرواح ‪ ،‬ولو جاء بالتذكير‪ ،‬لكان إما خاصا بالنسان ‪ ،‬أو عامًا في كببل شببئ‬
‫لب عليبه وسبلم ‪ " -‬كبل بائلبة تفيبخ "‪ ،‬أي ‪ :‬يكبون‬ ‫حي أو جماد‪ ،‬ومنه قوله ‪ -‬صلى ا ّ‬
‫‪ .‬منها إفاخة‪ ،‬وهي الحدث ‪ .‬وقال النحاس ‪ :‬هو تأنيث الصفة والخلفة‬

‫‪110‬‬
‫دك في تأويلها ؟‬ ‫ح ؛ فما عن َ‬‫ت منها شيئا يا سطي ُ‬ ‫فقال له الملك ‪ :‬ما أخطأ َ‬
‫ضههكم الحبههش‪،‬‬
‫ن أر َ‬‫حن َههش ‪ ،‬ليهِبطه ّ‬
‫حّرت َي ْههن مههن َ‬
‫فقههال ‪ :‬أحلههف بمهها بيههن ال َ‬
‫‪110‬‬
‫جَرش ‪،‬‬ ‫فليملكن ما بين أبَين إلى ُ‬
‫فقال له الملك ‪ :‬وأبيك يا سطيح ‪ ،‬إن هذا لنا لغائظ موجع ‪ ،‬فمتى هو كائن‬
‫‪ ،‬أفى زماني هذا‪ .‬أم بعده ؟‬
‫قال ‪:‬ل‪ ،‬بل بعده بحين ‪ ،‬اكثر من ستين أو سبعين ‪ ،‬يمضين من السنين ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ؟‬
‫قال ‪ :‬ل‪ ،‬بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ‪ ،‬ثم ُيقتلون ويخرجههون منههها‬
‫هاربين ‪.‬‬

‫‪ 110‬وقوله ‪ :‬ليهبطن أرضكم الحبش ‪ ،‬هم بنو حبش بن كوش بن حام بن نوح ‪ ،‬وبببه‬
‫سميت الحبشة‪.‬‬
‫جَرش ‪ ،‬ذكره سيبويه بكسر الهمزة على مثل إصبع ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ :‬ما بين أبين إلى ُ‬
‫وجّوز فيه الفتح ‪ ،‬وكذلك تقيد في هذا الكتاب ‪ ،‬وقال ابن ماكول ‪ :‬هو أبين بن زهير‬
‫سع من حمير‪ ،‬أو من ابن حمير‪ .‬سميت به البلدة‪ ،‬وقد تقدم قول‬‫بن أيمن بن الهمي َ‬
‫‪ .‬الطبري أن أبين وعدن ابنا عدنان ‪ .‬سميت بهما البلدتان وجرش ‪ :‬مدينة باليمن‬

‫‪111‬‬
‫قال ‪ :‬ومن يلي ذلك من قت ِْلهم وإخراجهم ؟‬
‫‪111‬‬
‫‪ ،‬يخرج عليهههم مههن عههدن ‪ ،‬فل يههترك‬ ‫م ذي َيزن‬
‫قال ‪ :‬يليه إَر ُ‬
‫أحدا ً‬
‫منهم باليمن ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أفيدوم ذلك من سلطانه ‪ ،‬أم يقطع ؟‬
‫قال ‪ :‬ل‪ ،‬بل ينقطع ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ومن يقطعه ؟‬
‫ل العلي ‪.‬‬
‫ى‪ ،‬يأتيه الوحى‪ ،‬من قِب َ ِ‬
‫ي زك ّ‬
‫قال ‪ :‬نب ّ‬
‫قال ‪ :‬وممن هذا النبي ؟ قال ‪ :‬رجل من ولد غالب بههن فهْههر بههن‬
‫مالك‬
‫ملك فى قومه إلى آخههر الههدهر‪ .‬قههال ‪ :‬وهههل‬
‫ضر‪ ،‬يكون ال ُ‬
‫ابن الن ّ ْ‬
‫للدهر من‬
‫آخر؟‬
‫مههع فيههه الولههون والخههرون ‪ ،‬يسههعد فيههه‬
‫ج َ‬
‫م يُ ْ‬
‫قههال ‪ :‬نعههم ‪ ،‬يههو ٌ‬
‫المحسنون ‪،‬‬
‫ويشقى فيه المسيئون ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أحق ما تخبرني ؟‬
‫فَلق إذا اّتسق ‪ ،‬إن ما أنبأتههك‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ .‬وال ّ‬
‫شفق والَغسق ‪ ،‬وال َ‬
‫به لحق ‪.‬‬
‫شق ‪،‬فقههال لههه كقههوله لسههطيح ‪،‬وكتمههه مهها قههال‬‫‪ .‬ثم قدم عليه ِ‬
‫سطيح ‪،‬لينظر أيتفقان أم يختلفان ‪.‬‬
‫ممههة‪ ،‬خرجههت مههن ظ ُُلمههة‪ ،‬فههوقعت بيههن‬‫ح ُ‬‫فقال ‪ :‬نعههم ‪ ،‬رأيههت ُ‬
‫َرْوضة‬
‫وأكمة‪ ،‬فأكلت منها كل ذات نسمة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فلما قهال لههه ذلههك ‪ ،‬عههرف أنهمها قههد اتفقهها‪ ،‬وأن قولهمها‬
‫واحد‪.‬‬

‫‪ 111‬ذي يزن ‪ :‬المعروف أن اسمه ‪ :‬سيف بن ذي يبزن ‪ ،‬ولكبن جعلبه "‬


‫إرما " إما لن الرم هو العلببم فمبدحه بببذلك ‪ ،‬وإمبا شبببهه بعباد إرم فبي‬
‫ك ِبَعبباٍد * ِإَرَم َذا ِ‬
‫ت‬ ‫ل َرّبب َ‬ ‫عظم الخلقة‪ ،‬قال‪ .‬ال تعالى ‪َ} :‬أَلْم َتَرى َكْي َ‬
‫ف َفَع َ‬
‫اْلِعَماِد{ ]الفجر‪[6،7:‬‬

‫‪112‬‬
‫إل أن سطيحا ً قال ‪ " :‬وقعههت بههأرض ت ََهمههة‪ ،‬فههأكلت منههها كههل ذات‬
‫جمة"‪.‬‬ ‫م ُ‬
‫ج ْ‬
‫ُ‬
‫ت منههها كه ّ‬
‫ل ذات‬ ‫ن روضههة وأكمههة‪ ،‬فههأكل ْ‬ ‫شههق ‪ " :‬وقعههت بيه َ‬‫وقههال ِ‬
‫نسمة"‪.‬‬
‫فقال له الملك ‪ :‬مها أخطهأت يها شهق منهها شههيئًا‪ ،‬فمها عنههدك فهى‬
‫تأويلها ؟‬
‫ضههكم‬ ‫حّرتيههن مههن إنسههان ‪ ،‬لينزلههن أر َ‬
‫قههال ‪ :‬أحلههف بمهها بيههن ال َ‬
‫كن ما بين أبَيههن‬‫فلة البنان ‪ ،‬وليمل ُ‬
‫‪112‬‬
‫السودان ‪ ،‬فليغلبن على كل ط َ ْ‬
‫جران ‪.‬‬‫إلى ن َ ْ‬
‫شقّ ‪ ،‬إن هذا لنا لغائظ موجع ‪ ،‬فمتى ههو‬‫فقال له الملك ‪ :‬وأبيك يا ِ‬
‫كائن ؟ أفى زمانى‪ ،‬أم بعده ؟‬
‫قال ‪ :‬ل‪ ،‬بل بعده بزمههان ‪ ،‬ثههم يسههتنقذكم منهههم عظيههم ذو شههان ‪،‬‬
‫ويذيقهم أشد الهوان ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬ول‬‫قال ‪ :‬ومههن هههذا العظيههم الشههان ؟ قههال ‪ :‬غلم ‪ ،‬ليههس ب هد َن ِ ّ‬
‫ن‪ ،113‬يخههرج عليهههم مههن بيههت ذي ي َهَزن ‪ ،‬فل يههترك أحههدا ً منهههم‬‫مهد َ ّ‬
‫ُ‬
‫باليمن ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أفيدوم سلطانه أم ينقطع ؟‬
‫سههل يههأتى بههالحق والعههدل ‪ ،‬بيههن أهههل‬
‫مْر َ‬
‫قال ‪ :‬بل ينقطع برسههول ُ‬
‫الدين والفضل ‪ ،‬يكون الملك فى قومه إلى يوم الفصل ‪.‬‬
‫دعى فيه‬‫جَزى فيه الولةُ وي ُ ْ‬‫م تُ ْ‬
‫قال ‪ :‬وما يوم الفصل ؟ قال ‪ :‬يو ٌ‬
‫من السماء بدعوات ‪ ،‬يسمع منها الحياء والموات ‪ ،‬وُيجمع فيه بين‬
‫الناس للميقات ‪ ،‬يكون فيه لمن اتقى الفوُز والخيرات‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫‪ .‬الطفلة ‪ :‬الناعمة الرخصة‪ .‬والبنان الصبع‬


‫‪113‬‬ ‫‪ .‬المدن ‪ :‬الذي جمع الضعف مع الدناءة‪ .‬قاله صاحب العين‬

‫‪113‬‬
‫قال ‪ :‬أحق ما تقول ؟‬
‫خفض ‪ ،‬إن‬ ‫ب السماء والرض ‪ ،‬وما بينهما من َرفٍْع و َ‬ ‫قال ‪ :‬إي ور ّ‬
‫‪114‬‬
‫ما أنبأتك به لحق ‪ ،‬ما فيه أمض ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أمض ‪ .‬يعني شك ّا ً ‪ :‬هذا بلغة حمير‪ .‬وقال أبو‬
‫عمرو‪ :‬أمض أي ‪ :‬باطل ‪ .‬فوقع في نفهس ربيعهة بهن نصهر مها قهال‪،‬‬
‫فجهز بنيه ‪ ،‬وأهل‬

‫‪ " 114‬لحق ما فيه أمض " ‪ :‬أي ‪ :‬ما فيببه شبك ول مسبتراب ‪ ،‬وقببد غّمببر‬
‫لب‬
‫سطيح زمانًا طويل بعد هببذا الحببديث ‪ ،‬حببتى أدرك مولببد النبببي ‪ -‬صببلى ا ّ‬
‫عليببه وسببلم ‪ -‬فببرأى كسببرى أنببو شببروان بببن ُقببباذ بببن فيببروز مببا رأى مببن‬
‫ارتجاس اليوان وخمببود النيببران ‪ ،‬ولببم تكببن خمببدت قبببل ذلببك بببألف عببام ‪،‬‬
‫سقطت من قصره أربع عشرة شرفة‪ ،‬وأخبره الُموَبذان ‪ ،‬ومعنبباه ‪ :‬القاضببى‪،‬‬
‫أو المفتى بلغتهم‬
‫عرابا‪ ،‬فانتشرت في بلدهببم ‪ ،‬وغببارت‬ ‫‪ -‬أنه رأى إبل صعابا‪ ،‬تقود خيل ِ‬
‫بحيرة ساوة؛ فأرسل كسرى عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن ُنَفيلة الغساني‬
‫إلى سطيح ‪ ،‬وكان سطيح من أخوال عبد المسببيح ‪ ،‬ولبذلك أرسبله كسبرى –‬
‫فيما ذكر الطبري – إلى سطيح يستخبره علم ذلك ‪ ،‬ويستعبره رؤيا الموبببذان‬
‫‪ ،‬فقدم عليه وقد ًاشفى على الموت ‪ ،‬فسلم عليببه فلببم يحببر إليببه سببطيح جواببًا‬
‫فأنشأ عبد المسيح يقول ‪:‬‬
‫صم أم ليسمع غطريف اليمن أم فاد فاْزلم به شأو الَعَن ْ‬
‫ن‬ ‫‪#‬أ َ‬
‫سَنن‬
‫خطه أعيت َمن ومن أتاك شيخ الحي من آل َ‬
‫‪ #‬يا فاصل ال ُ‬
‫ن أبيض َفضفاض الرداء والبدن‬
‫جْ‬‫حَ‬
‫‪ #‬وأمه من آل ذئب بن َ‬
‫‪ #‬رسول قيل الُعجم يسري للوسن ل يرهب الرعد‪ ،‬ول ريب الزمن‬
‫عَلْنَدة شزن ترفعني وجنًا وتهوى بى وجن‬
‫‪ #‬تجوب بي الرض َ‬
‫طن تلفه في الريح بوغاء الدمن‬
‫‪ #‬حتى أتى عاري الجآجي والَق َ‬
‫ضَنى ثكن‬
‫ح ْ‬
‫حثحث من ِ‬
‫‪ #‬كأنما ُ‬
‫ثكن ‪ :‬اسم جبل ‪ ،‬فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه ‪ ،‬فقال ‪ :‬عبد المسيح على جمل‬
‫مشيح جاء إلى سطيح ‪ ،‬حين أوفى على الضريح ‪ ،‬بعثك ملك بني ساسان لرتجاس‬
‫اليوان ‪ ،‬وخمود النيران ‪ ،‬ورؤيا الموبذان ‪ ،‬رأى إبل صعابا‪ ،‬تقود خيل عرابا‪ ،‬قد‬
‫قطعت دجلة‪ ،‬وانتشرت فى بلدها‪ .‬يا عبد المسيح ‪ :‬إذا كثرت التلوة‪ ،‬وظهر‬
‫صاحب الهراوة‪ ،‬وخمدت نار فارس ‪ ،‬وغارت بحيرة ساوة‪ ،‬وفاض وادي السماوة‬
‫فليست الشام لسطيح شامًا‪ ،‬يملك منهم ملوك وملكات ‪ ،‬على عدد الشرفات ‪ ،‬وكل ما‬
‫‪ .‬هو آت آت ‪ .‬ثم قضى سطيح مكانه‬

‫‪114‬‬
‫بيته إلى العراق بما يصلهم ‪ ،‬وكتب لخههم إلههى ملههك مههن ملههوك فههارس‬
‫يقال له ‪ :‬سابور بن خّرزاد فأسكنهم الحيرة‪.115‬‬
‫رأي آخر في نسب النعمان بن المنذر ‪ :‬فمن بقية ولد ربيعة ابهن‬
‫ن‬
‫ن به ُ‬ ‫عل ْ ِ‬
‫مهههم ‪ :‬النعمهها ُ‬ ‫نصر ‪ :‬النعمان بن المنذر‪ ،‬فهو في نسب اليمن و ِ‬
‫صر‪ ،‬ذلك الملك ‪.‬‬ ‫دي بن ربيعة بن ن َ ْ‬
‫عمرو بن عَ ِ‬
‫المنذر بن َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬النعمان بن المنذر‪ ،‬بن المنذر‪ ،‬فيما أخههبرنى خلههف‬
‫الحمر‪. 116‬‬

‫‪ 115‬وقول ابن إسحاق في خبر ربيعة بن نصر‪ ،‬فجهز أهله وبنيه إلى الحيرة‪ ،‬وكتب‬
‫خرزاد‪.‬‬
‫لهم إلى ملك يقال له ‪ :‬سابور بن ُ‬
‫وأول من ملك الحيرة من الساسانية ‪ :‬سابور بن أزدشير‪ ،‬وهو الذي خرب الحضر‪.‬‬
‫وكانت ملوك الطوائف متعادين ‪ ،‬يغير بعضهم على بعض ‪ ،‬وقد تحصن كل واحد‬
‫منهم فى حصن ‪ ،‬وتحّوز إلى حيز منهم عرب ‪ .‬ومنهم أشغانيون على دين الفرس ‪،‬‬
‫وأكثرهم ينتسبون إلى الفرس من ذرية دارا بن دارا‪ ،‬وكان الذي فرقهم وشتت‬
‫شملهم ‪ ،‬وأدخل بعضهم بين بعض ‪ -‬لئل يستوثق لهم ُملك ‪ ،‬ول يقوم لهم سلطان ‪-‬‬
‫السكندر بن فيلبس اليونانى‪ ،‬حين ظهر على دارا‪ ،‬واستولى على بلد مملكته ‪،‬‬
‫وتزوج بنته روشنك ‪ .‬بوصية أبيها دارا له بذلك حين وجده مثخنًا فى المعركة‪ ،‬ولم‬
‫يكن السكندر أراد قتله؛ لنه كان أخاه لمه – فيما زعموا – فوضع السكندر‬
‫رأسه على فخذه – فيما ذكروا – وقال يا سيد الناس لم أرد قتلك ‪ ،‬ول رضيته ‪،‬‬
‫فهل لك من حاجة؛ قال ‪ :‬نعم ‪ :‬تزوج ابنتى روشنك ‪ ،‬وتقتل من قتلني ‪ ،‬ثم قضى‬
‫سّموا ‪:‬‬
‫دارا‪ ،‬ففعل ذلك السكندر‪ ،‬وفرق الفرس ‪ ،‬وأدخل بينهم العرب فتحاجزوا‪ ،‬و ُ‬
‫‪ .‬ملوك الطوائف؛ لن كل واحد منهم على طائفة من الرض‬
‫‪ 116‬وربيعة بن نصر ‪ :‬هو أحد ملوك الحيرة‪ ،‬وهم آل المنذر‪ ،‬والمنذر هو ‪ :‬ابن ماء‬
‫السماء‪ ،‬وهي ‪ :‬أمه ‪ ،‬عرف بها‪ ،‬وهي من الّنِمر بن قاسببط ‪ ،‬وابنببه عمببرو ابببن هنببد‬
‫عرف بأمه أيضًا‪ ،‬وهى بنت الحارث آكل المرار جد امرئ القيس الشاعر‪ ،‬ويعببرف‬
‫عمرو بمحّرق لنه حّرق مدينة يقال لها ‪َ :‬مْلَهم ‪ ،‬وهببى عنببد اليمامببة ‪ .‬وقببال المبببرد‬
‫حَرق مائة من بني تميم ‪ ،‬وذكر خبرهم ‪ .‬وولُد نصر بن‬ ‫والُقتبى ‪ :‬سمى محرقًا‪ ،‬لنه َ‬
‫ربيعة هو ‪ :‬عدي ‪ ،‬وكان كاتبببا لجذيمببة البببرش ‪ ،‬وابنببه ‪ :‬عمببرو‪ ،‬وهببو ابببن أخببت‬
‫جذيمة‪ ،‬ويكنى جذيمة ‪ :‬أبا مالك في قول المسعودي ‪ ،‬وهببو منببادم الفرقببدين ‪ ،‬واسببم‬
‫أخت جذيمة ‪ :‬رقاش بنت مالك ‪ ،‬بن فهم ‪ ،‬بن غنم ‪ ،‬بن َدوس ‪ ،‬وهو الذي اختطفته‬
‫الجن ‪ ،‬وفيه جرى المثل ‪ :‬شب عمرو عن الطوق ‪ ،‬وهو قاتببل الزَببباء بنببت عمببرو‪،‬‬
‫واسمها ‪ :‬نائلة في قول الطبري ويعقوب بن السكيت ‪ ،‬وميسون في قول دريد‪.‬‬
‫وأخو عمرو بن هند ‪ :‬النعمان بن المنذر‪ ،‬وهو ابببن مامببة‪ ،‬وكببان ملكببه بعببد عمببرو‪،‬‬
‫وفى‬

‫‪115‬‬
‫ملسسك اليمسسن وغسسزوه‬ ‫استيلء أبي كرب تبان أسعد علسسى ُ‬
‫إلى يثرب‬
‫ملك اليمن كّله إلى‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما هلك ربيعة بن نصر‪ ،‬رجع ُ‬
‫حسان بن ُتبان أسعد‪ 117‬أبى كرب ‪ -‬وُتبان أسعد هو ‪ :‬ت ُّبع الخر‪ ،‬ابن ك َْلكههى‬
‫كَرب بن زيد‪ ،118‬وزيد هو ت ُّبع الول بن عمرو ذي الذعار‪ 119‬ابههن أبرهههة ذي‬
‫المنار‪ 120‬ابن الّرْيش ‪-‬‬

‫ل عليه وسلم ‪ -‬وفي زمن كسرى أنو شروان بن‬


‫ُملك عمرو ُولد رسول ال ‪ -‬صلى ا ّ‬
‫قباذ‪.‬‬
‫وأسقط ابن إسحاق من هذا النسب رجلين ‪ ،‬وهما ‪ :‬النعمان بن امرئ القيس ‪ ،‬وملك‬
‫‪ .‬بعده‬
‫‪117‬‬‫وقوله فى نسب حسان ‪ :‬بن تبان أسعد ‪ :‬هو تبان أسعد‪ .‬اسمان جعل اسمًا واحدًا‪،‬‬
‫وإن شئت أضفت كما تضيف معدي كرب ‪ ،‬وإن شئت جعلت العراب فى السم‬
‫‪ .‬الخر‪ ،‬وتبان من التبانة‪ ،‬وهى ‪ :‬الذكاء والفطنة ‪ .‬يقال ‪ :‬رجل تبن وطبن‬
‫‪118‬‬‫‪.‬وَكْلَكى كرب ‪ :‬اسم مركب أيضًا‪ ،‬كان ُملك كلكى كرب خمسًا وثلثين سنة‬
‫‪119‬‬‫وعمرو ذو الذعار كان على عهد سليمان ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬أو قبله بقليل ‪ ،‬وكان‬
‫أوغر في ديار المغرب ‪ ،‬وسبا أمة وجوهها فى صدورها‪ ،‬فذعر الناس منهم ‪،‬‬
‫لذعار‪ .‬وبعده ملكت بلقيس بنت ُهداهد بن شرحبيل صاحبة سليمان ‪-‬‬ ‫فسمي ‪ :‬ذا ا ً‬
‫‪ .‬عليه السلم‬
‫‪ 120‬وذو المنار بن الصعب ‪ :‬سمي بذلك لنه رفع نيرانا فببي جبببال ليهتببدي بهببا فببي‬
‫إحدى غزواته ‪ .‬ومعنى تبع في لغبة اليمبن ‪ :‬الملبك المتببوع ‪ ،‬وقبال المسبعودي ‪ :‬ل‬
‫يقال للملك ‪:‬‬
‫حر وحضرموت ‪ .‬وأول التبابعة ‪ :‬الحارث الببرائش‪ ،‬وهببو‬ ‫تبع حتى يغلب اليمن والس ْ‬
‫ابن همال بن ذي شدد‪ ،‬وسمي ‪ :‬الرائش‪ ،‬لنه راش الناس بما أوسببعهم مببن العطبباء‪،‬‬
‫وقسم من الغنائم ‪ ،‬وكان أول من غنم ‪ ،‬فيما ذكروا‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪121‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬الرائش ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ابن عدي بن صيفي بن سههبأ الصههغر‪ ،‬بههن ك َعْههب ‪،‬‬
‫عمههرو‪ ،‬بههن قَي ْههس ‪ ،‬بههن معاويههة‪ ،‬بههن‬ ‫سْهل ‪ ،‬بههن َ‬ ‫ظلم ‪ ،‬ابن َزْيد بن َ‬ ‫ك َْهف ال ّ‬
‫ريههب ‪ ،‬بههن‬‫طن ‪ ،‬بن عَ ِ‬‫وث ‪ ،‬بن قَ َ‬ ‫شم ‪ ،‬بن عبد شمس ‪ ،‬بن وائل ‪ ،‬بن الغَ ْ‬ ‫ج َ‬‫ُ‬
‫‪122‬‬
‫مَير بن سههبأ‬ ‫ح ْ‬
‫‪ِ :‬‬ ‫جج‬
‫جج ‪ .‬والعََرن ْ َ‬ ‫سع ‪ ،‬بن العََرن ْ َ‬‫مي ْ َ‬
‫زهير‪ ،‬بن أيمن ‪ ،‬بن الهَ َ‬
‫جب ‪ ،‬بن قحطان ‪.‬‬ ‫ش ُ‬ ‫الكبر بن ي َعُْرب ‪ ،‬بن ي َ ْ‬
‫حطان ‪.‬‬‫جب ‪ :‬بن ي َعُْرب بن قَ ْ‬‫ش ُ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬ي َ ْ‬
‫رب الذي قدم المدينههة‪ ،‬وسههاق‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وُتبان أسعد ‪ :‬أبو ك َ ِ‬
‫حب َْرْين من يهود المدينة إلى اليمن ‪ ،‬وعثر الههبيت الحهرام وكسهاه ‪ ،‬وكهان‬‫ال َ‬
‫ملك ربيعة بن نصر‪.‬‬ ‫ملكه قبل ُ‬‫ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهو الذي ُيقال له ‪:‬‬
‫َ ‪123‬‬
‫ه‬
‫خبل ْ‬ ‫خيُره‬ ‫يسد ّ‬ ‫أن‬ ‫رب‬
‫‪ #‬ليت حظي من أبى كهههـ ِ‬
‫تبان يغضب على أهل المدينة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان قههد جعههل‬
‫مّر بها فى بدأته ‪،‬‬‫طريقه ‪ -‬حين أقبل من المشرق ‪ -‬على المدينة وكان قد َ‬
‫ة‪ ،‬فقدمها‪،‬‬‫قتل ِغيل ً‬‫فلم يهج أهَلها‪ ،‬وخلف بين أظهرهم ابنا ً له ‪ ،‬ف ُ‬

‫‪121‬‬ ‫أو معنى تبع فى لغة اليمن ‪ :‬الملك المتبوع ‪ ،‬وقال المسعودي ‪ :‬ل يقال للملك ‪:‬‬
‫تبع حتى يغلب اليمن والسحر وحضرموت ‪ .‬وأول التبابعة ‪ :‬الحارث الرائش ‪ ،‬وهو‬
‫ابن همال بن ذي شرد‪ ،‬وسمي ‪ :‬الرائش‪ ،‬لنه راش الناس بما أوسعهم من العطاء‪،‬‬
‫‪.‬وقسم من الغنائم ‪ ،‬وكان أول من غنم ‪ ،‬كما ذكر قريبًا‬
‫ج الذي ذكره أنه حمير بن سبببأ‪ ،‬فمعنبباه بالحميريببة ‪ :‬العببتيق ‪ ،‬قبباله ابببن‬
‫جُ‬‫‪ 122‬والَعرن َ‬
‫هشام ‪ .‬وهو‬
‫‪ .‬في عهد زمن تبع الوسط‬
‫‪ 123‬و" خبله " ‪ -‬التي ذكر في البيت –؛ من الخبل وهو الفساد‪ .‬وقد نسب هببذا البببيت‬
‫إلى العشى ولكن البرقي نسبه إلى عجوز من بني سالم ‪ ،‬قالته حيبن جباء مالبك ببن‬
‫العجلن‬
‫بخبر تبع ‪ .‬فدخل سرًا؛ فقال لقومه ‪ :‬قد جاء تبع فقالت العجوز البيت ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪124‬‬
‫ي‬
‫مجمع لخرابها‪ ،‬واستئصال أهلها‪ ،‬وقطع نخلها ‪ ،‬فجمع له هههذا الح ه ّ‬ ‫وهو ُ‬
‫من النصار‪ ،‬ورئيسهم عمرو ابن ط َّلة أخو بني النجار‪ ،‬ثههم أحههد بنههي عمههرو‬
‫بن مبذول ‪ ،‬واسم مبذول ‪ :‬عامر‪ ،‬بن مالك بن النجار‪ .‬واسههم النجههار ‪ :‬تيههم‬
‫الّله بن ثعلبة‪ ،‬بن عمرو‪ ،‬بن الخزرج ‪ ،‬بن حارثة‪ ،‬بن ثعلبة‪ ،‬ابن عمههرو‪ ،‬بههن‬
‫عامر‪.‬‬
‫عمرو ابن طلة وشبه ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬عمرو ابن ط َّلة ‪ :‬عمرو بههن‬
‫ى بنههت‬ ‫معاوية‪ ،‬بن عمرو بن عامر‪ ،‬بن مالك بن النجار‪ ،‬وط َل ّههة ‪ :‬أمههه ‪ :‬وه ه ِ‬
‫ضهب ‪،‬‬ ‫عامر بن ُزَريق ‪ ،‬بن عامر بن ُزَريق ‪ ،‬بن عبد حارثة بن مالك ‪ ،‬بهن غ ْ‬
‫شم ‪ ،‬بن الخزرج ‪.‬‬ ‫ج َ‬‫ابن ُ‬
‫قصة مقاتلة تبان لهل المدينسسة ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وقههد كههان‬
‫رجل من بني عدي بن النجار يقال له ‪ :‬أحمر‪ ،‬عدا على رجال من أصههحاب‬
‫ده‪ 125‬فضههربه‬ ‫جه ّ‬
‫ذق لههه ي َ ُ‬‫ت ُّبع في نزل بهم فقتله ‪ .‬وذلك أنههه وجههده فههى عَه ْ‬
‫ً‬
‫بمنجله فقتلههه ‪ ،‬وقههال ‪ :‬إنمهها التمههر لمههن أبههره‪ ، 126‬فههزاد ذلههك ُتبعها حنقهها‬
‫عم الْنصار أنهم كانوا يقاتلونه بالنهار‪ ،‬ويقرونههه‬ ‫عليهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فاقتتلوا‪ ،‬فتز ُ‬
‫منا لكرام !!‪.‬‬ ‫بالليل ‪ ،‬فيعجبه ذلك منهم ‪ ،‬ويقول ‪ :‬والّله إن قو َ‬
‫حبران من أحبار اليهود‪ ،‬من‬ ‫فبينا ُتبع على ذلك من قتالهم ؛ إذا جاءه َ‬

‫‪ 124‬ذكر القتبي أنه لم يقصد غزوها‪ ،‬وإنما قصد قتل اليهود الذين كببانوا فيهببا‪ ،‬وذلببك‬
‫أن الوس والخزرج كانوا نزلوا معهم ‪ ،‬حين خرجوا من اليمن على شروط وعهببود‬
‫كانت بينهم ‪ ،‬فلم يف لهم بذلك يهود واستضاموهم ‪ ،‬فاستغاثوا بتبع؛ فعند ذلك قدمها‪.‬‬
‫وقد قيل ‪ :‬بل كان هذا الخبر لبي جبيلة الغسانى‪ ،‬وهو الذي استصرخته الوس‬
‫ل أعلم‬‫‪ .‬والخزرج على يهود‪ .‬فا ّ‬
‫جّده ‪:‬‬
‫‪125‬‬ ‫العذق بفتح العين ‪ :‬النخلة‪ ،‬والِعذق بالكسر ‪ :‬الكباسة بما عليها من التمر‪ .‬وَي ُ‬
‫يقطعه‬
‫‪ .‬أبر النخل ‪ :‬لقحه وأصلحه‬
‫‪126‬‬

‫‪118‬‬
‫دل‪ - 127‬بنو الخزرج‬ ‫حام وعمرو ‪ -‬وهو هَ َ‬ ‫بني قَُريظة ‪ -‬وقريظة والنضير والن ّ ّ‬
‫‪129‬‬ ‫‪128‬‬
‫بن اليسع ‪ ،‬بن سعد‪ ،‬بههن لوي ‪،‬‬ ‫سبط‬ ‫ومان ‪ ،‬بن ال ّ‬ ‫بن الصريح بن الت ّ ْ‬
‫عزرى‪ ،‬بن هارون بن عمههران ‪،‬‬ ‫بن خير ‪ ،‬بن النحام ‪ ،‬بن تنحوم ‪ ،‬بن عازر‪ِ ،‬‬
‫بن يصهر‪ ،‬بن قاهث ‪ ،‬بن َلويّ بن يعقوب ‪ -‬وهو إسههرائيل ‪ -‬ابههن إسههحاق ‪-‬‬
‫بن إبراهيم خليل الرحمن ‪ -‬صلى الّله عليهم ‪ -‬عالمان راسخان في العلم ‪،‬‬
‫حين سمعا بما يريد من إهلك المدينههة وأهلههها‪ ،‬فقههال لههه ‪ :‬أيههها الملههك ‪ ،‬ل‬
‫تفعل ‪ ،‬فإنك إن أبيت إل ما تريد حيل بينك وبينها‪ ،‬ولههم نههأمن عليههك عاجه َ‬
‫ل‬
‫جر نههبي يخههرج مههن هههذا‬ ‫العقوبة‪ ،‬فقال لهما ‪ :‬ولم ذلههك ؟ فقههال‪ :‬هههى مههها َ‬
‫الحرم من قريش فى آخر الزمان ‪ ،‬تكون داَره وقراَره ‪ ،‬فتناهى عن ذلك ‪،‬‬
‫ورأى أن لهما علما‪ ،‬وأعجبه ما سمع منهما‪ ،‬فانصرف عن المدينة‪ ،‬واتبعهما‬
‫على دينهما‪ ،‬فقال خالد بن عبد العُّزى بن غَزِّية بن عمرو بن عبد بن عههوف‬
‫بن غُْنم بن مالك بن النجار يفخر بعمرو ابن ط َّلة ‪:‬‬
‫‪130‬‬
‫قضى من لذةٍ وسرهْ‬ ‫أم‬ ‫‪ #‬أصحا أم قد نهى ذ ُ َ‬
‫كههههَرهْ‬

‫‪127‬‬‫َهَدل ‪ :‬بفتح الدال والهاء‪ ،‬كأنه مصدر َهَدل هدل إذا استرخت شفته ‪ ،‬وذكره‬
‫المير بن ماكول عن أبي عبدة النسابة فقال فيه‪َ :‬هْدل بسكون الدال‬
‫‪ .‬التومان ‪ :‬على وزن فعلن ‪ ،‬كأنه من لفظ الّتَوم ‪ ،‬وهو الّدّر أو نحوه‬
‫‪128‬‬

‫ابن السبط ‪ :‬بكسر السين ‪ ،‬وابن تنحوم بفتح التاء وسكون النون والحاء المهمله ‪،‬‬
‫‪129‬‬

‫وهو عبرانى‪ ،‬وكذلك عازر وعزرى بكسر العين من عزرى ‪ .‬وقاهت ‪ ،‬بالتاء‬
‫المنقوطة باثنتين ‪ .‬وهكذا وقع في نسخة الشيخ أبى بحر‪ .‬وفى غيرها بالثاء المثلثة‪،‬‬
‫‪ .‬وكلها عبرانية ‪ .‬وكذلك إسرائيل ‪ ،‬ومعناه بالعربية؛ سَِري ا ّ‬
‫ل‬
‫‪ 130‬الذَكر ‪ :‬جمع ذكرة ‪ .‬كما تقول ‪ُ :‬بكرة وُبَكر‪ ،‬والمستعمل فى هذا المعنبى ذكبرى‬
‫باللف ‪ ،‬وقلما يجمع ُفعَلى على ُفَعل ‪ ،‬وإنما يجمع على فعال ‪ ،‬فإن كان أراد فى هذا‬
‫جمع ذكرى‪ ،‬وشبه ألف التأنيث بهاء التأنيث ‪ ،‬فلببه وجببه ‪ :‬قببد يحملببون الشببيء علببى‬
‫الشىء إذ كان فى معناه ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪131‬‬
‫صَرهْ‬‫ِذكُرك الشباب أو عُ ُ‬ ‫ب ‪ ،‬ومهها‬ ‫ت الشبا َ‬ ‫أم تذكْر َ‬ ‫‪#‬‬
‫‪132‬‬
‫عَبره‬ ‫ِ‬ ‫الفتى‬ ‫آتى‬ ‫مثُلها‬ ‫ة‬
‫عيههههه ٌ‬
‫إنها حرب َربا ِ‬ ‫‪#‬‬
‫دوا ً مع الّزهََرهْ‬
‫‪133‬‬
‫إذ أتت عَ ْ‬ ‫ن أو أسهههدا‬ ‫فاسأل عمرا َ‬ ‫‪#‬‬
‫‪134‬‬
‫سّبغ أبداُنها ذ َفَِرهْ‬‫ُ‬ ‫ب‬‫ِ ٍ‬ ‫كهههههر‬‫فَي ْل َقٌ فيها أبو َ‬ ‫‪#‬‬
‫‪135‬‬
‫أبنى عوف ‪ ،‬أم النجَره ؟‬ ‫ثم قالوا‪ :‬من نؤم بههههها‬ ‫‪#‬‬
‫‪136‬‬
‫ت َِرهْ‬ ‫ن‬
‫وإ ّ‬ ‫قتلى‪،‬‬ ‫فيهم‬ ‫ن لنهههها‬‫بل بني النجار إ ّ‬ ‫‪#‬‬

‫‪131‬‬ ‫صر لغتان ‪ .‬وحرك الصاد بالضم قال ابن جنى ‪ :‬ليس شئ على وزن َفْعل بسكون العين ‪،‬‬
‫عصره‪ ،‬وفي الع ُ‬
‫صَره ‪ ،‬أراد ‪ :‬أو َ‬
‫ع ُ‬
‫أو ُ‬
‫‪ .‬يمتنع فيه ُفُعل‬
‫‪132‬‬‫إنها حرب رباعية‪َ .‬مَثل ‪ ،‬أي ‪ :‬ليست بصغيرة ول جذعة‪ ،‬بل هي فوق ذلك ‪،‬‬
‫ضرب سن الرباعية مثل‪ ،‬كما يقال ‪ :‬حرب عوان؛ لن العوان أقوى من الفتية‬ ‫و ُ‬
‫‪ .‬وأدرب‬
‫‪133‬‬‫عدوًا مع الّزَهَرة ‪ :‬يربد ‪ :‬صبحهم بغلس ‪ :‬أى ظلمة آخر الليل ‪ ،‬قبل مغيب‬
‫‪ .‬الّزَهَرة ‪ :‬وهو نجم معروف شديد اللمعان‬
‫‪134‬‬‫سّبغ ‪ :‬كاملة‪ .‬أبدانها ذفرة‪ ،‬يعني ‪ :‬الدروع ‪ .‬وَذِفرة ‪ :‬من الذفر‪ . .‬وهى سطوع‬
‫الرائحة طيبة كانت أو كريهة‪ ،‬وأما الّدفر‪ ،‬بالدال المهملة‪ ،‬فإنما هو فيما كره من‬
‫الروائح ‪ ،‬ومنه قيل للدنيا ‪ :‬أّم َدْفر‪ ،‬وذكره القالي في المالى بتحريك الفاء‪ ،‬وغلط‬
‫‪ .‬في ذلك ‪ .‬والَذْفُر بالسكون أيضا ‪ :‬الدفع‬
‫‪135‬‬‫جرة ‪ :‬جمع ناجر‪ ،‬والناجر والنجار ‪ :‬بمعنى واحد‪ ،‬وهذا كما قيل المناذرة فى‬ ‫الّن َ‬
‫ل بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج ‪ ،‬وسمي النجار؛‬ ‫بني المنذر والنجار‪ ،‬وهم ‪ :‬تيم ا ّ‬
‫‪ .‬لنه نجر وجه رجل بقدوم فيما ذكر بعض أهل النسب‬
‫‪136‬‬‫ن تره ‪ .‬أظهر إن بعد الواو‪ .‬أراد ‪ :‬أن لها قتلى وترة‪ ،‬والترة ‪ :‬الوتر‪،‬‬ ‫فيهم قتلى وإ ّ‬
‫فأظهر المضمر‪ ،‬وهذا البيت شاهد على أن حروف العطف يضمر بعدها العامل‬
‫المتقدم نحو قولك ‪ :‬إن زيدا وعمرًا في الدار‪ ،‬فالتقدير ‪ :‬إن زيدا‪ ،‬وإن عمرًا فى‬
‫الدار‪ ،‬ودلت الواو على ما أردت ‪ ،‬وإن احتجت إلى الظهار أظهرت كما في هذا‬
‫البيت ‪ ،‬إل أن تكون الواو الجامعة في نحو اختصم زيد وعمرو‪ ،‬فليس َثّم إضمار‬
‫لقيام الواو مقام صيغة التثنية‪ ،‬كأنك قلت ‪ :‬اختصم هذان ‪ ،‬وعلى هذا تقول ‪ :‬طلع‬
‫الشمس والقمر‪ ،‬فتغّلب المذكر‪ ،‬كأنك قلت ‪ :‬طلع هذان النيران ‪ ،‬فإن جعلت الواو‬
‫هي التي تضمر بعدها الفعل ‪ ،‬قلت ‪ :‬طلعت الشمس والقمر‪ ،‬وتقول فى نفي المسألة‬
‫الولى ‪ :‬ما طلع الشمس والقمر‪ ،‬ونفي المسألة الثانية ‪ :‬ما طلعت الشمس ول القمر؛‬
‫ل المضمُر‪ .‬ويتفرع من هذا الصل في النحو مسائل‬ ‫تعيد حرف النفي؛ لينتفي به الفع ُ‬
‫‪.‬كثيرة‪ ،‬ل نطّول بذكرها ‪ -‬انظر الروض النف للسهيلي من تحقيقها‬

‫‪120‬‬
‫‪137‬‬
‫الن ِّثرهْ‬ ‫كالغيبةِ‬ ‫دها‬
‫م ّ‬
‫َ‬ ‫مسايفههههههههههههههههههههة‬ ‫قتهم ُ‬ ‫‪ #‬فتل ّ‬
‫‪138‬‬
‫مَرهْ‬‫عُ ُ‬ ‫مه‬
‫قو َ‬ ‫ه‬
‫الل ُ‬ ‫مّلهههههههههههههههى‬ ‫ن ط َل ّ َ‬
‫ة َ‬ ‫مُرو اب ُ‬‫‪ #‬فيهم عَ ْ‬
‫ن قَد ََرهْ‬ ‫عمرا ً ل يك ْ‬ ‫سْيد سام الملو َ‬
‫‪139‬‬
‫رام َ‬ ‫ك ومهههههههههههههههههن‬ ‫‪َ #‬‬
‫وهذا الحى من النصار يزعمون أنه إنما كان حنق ُتبع على هههذا الحههي مههن‬
‫يهود الذين كانوا بين أظهرهم ‪ ،‬وإنما أراد هلكهههم ‪ ،‬فمنعههوهم منههه ‪ ،‬حههتى‬
‫انصرف عنهم ‪ ،‬ولذلك قال فى شعره ‪:‬‬
‫أْولههى لهههم بعقههاب يههوم‬ ‫س هْبطين حّل يثربهها‬ ‫حنقهها علههى ِ‬ ‫‪َ #‬‬
‫مفسد‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الشعر الذي فيه هذا البيت مصنوع ‪ ،‬فذلك الذي منعنهها‬
‫‪140‬‬
‫من إثباته‬

‫‪ 137‬فتلقتهم مسايفة ‪ :‬بكسر الياء أي كتيبة مسبباِيفة فهببو مببن ببباب حببذف الموصببوف‬
‫استغناء بصفته ‪ .‬ولو فتحت الياء‪ ،‬فقلت ‪ :‬مساَيفة لكان حال من المصدر الببتى تكببون‬
‫أحوال مثل ‪ :‬كلمته مشافهًة‪ ،‬وفي غير هذه النسخة ‪ :‬فتلقتهم مسببابقة بالببباء والقبباف ‪.‬‬
‫واْلغْبَية الّدْفعة من المطر‪.‬‬
‫‪.‬والّنثرة أي ‪ :‬المنثرة‪ ،‬وهي التي ل تمسك ماًء‬
‫‪138‬‬ ‫َمّلى الله ‪ :‬من قولهم ‪ :‬تمليته حينًا‪ ،‬أى عشت معه حينًا وهو مأخوذ من الملوة‬
‫والمَلَوين وفى القاموس ‪ :‬ملك ال حبيبك تملية ‪ :‬متعك به ‪ ،‬تمّلى عمره ‪ :‬استمتع‬
‫‪.‬فيه ‪ ،‬والمل ‪ :‬الصحراء‪ ،‬والملوان ‪ :‬الليل والنهار‬
‫‪139‬‬‫ل يكن َقَدَرْه ‪ :‬دعاء عليه ‪ :‬والهاء عائدة على عمرو‪ .‬أراد ل يكن قدر عليه ‪.‬‬
‫عاء عليه ‪ :‬والهاء عائدة على عمرو‪ .‬أراد ‪ :‬ل يكن قدر عليه ‪ .‬وحذف حرف الجر‬ ‫دَ‬
‫فتعدى الفعل ‪ ،‬فنصب ‪ ،‬ول يجوز حذف الجر فى كل فعل ‪ ،‬وإنما جاز في هذا‪،‬‬
‫حمل على ما هو معناه ‪ ،‬ونظائره كثيرة‬ ‫‪ .‬لنه في معنى ‪ :‬استطاعه ‪ ،‬أو أطاعه ‪ ،‬ف ُ‬
‫‪ 140‬والشعر الذي زعم ابن هشام أنه مصنوع قد ذكره في كتاب التيجان ‪ ،‬وهو قصيد‬
‫مطول أو له ‪:‬‬
‫ت مآقيها بسم السود‬
‫حل ْ‬
‫‪ #‬ما بال عينك ل تنام ‪ ،‬كأنما م ُك ِ‬
‫ل يثربا أولى لهم بعقاب يوم مفسد‬
‫‪ #‬حنقًا على سبطين ح ّ‬

‫‪121‬‬
‫تّبع يذهب إلى مكة ويطوف بالكعبة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫ه‬
‫كة‪ ،‬وهي طريق ُ‬ ‫وكان تبع وقومه أصحاب أوثان يعبدونها‪ ،‬فتوجه إلى م ّ‬
‫مدركههة‬ ‫هذيل بن ُ‬ ‫مج أتاه نفر من ُ‬‫سفان ‪ ،‬وأ َ‬ ‫إلى اليمن ‪ ،‬حتى إذا كان بين عُ ْ‬
‫ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ؛ فقالوا له ‪ :‬أيها الملك أل ندلك علههى‬
‫بيههت مههال دائر‪ ،‬أغفلتههه الملههوك قَْبلههك ‪ ،‬فيههه اللؤلههؤ والزبرجههد واليههاقوت‬
‫والذهب والفضة ؟ قههال ‪ :‬بلههى قههالوا ‪ :‬بيههت بمكههة يعبههده أهلههه ‪ ،‬ويصههلون‬
‫عنده ‪ .‬وإنما أراد الهذليون هلكه بذلك ‪ ،‬لما عرفوا من هلك من أراده من‬
‫الملوك وبَغى عنده ‪ .‬فلما أجمع لما قالوا‪ ،‬أرسل إلههى الحههبرين ‪ ،‬فسههألهما‬
‫كك وهلك جندك ‪ .‬ما نعلم بيت ها ً لل ّههه‬ ‫عن ذلك فقال له ‪ :‬ما أراد القوم إل هل َ‬
‫اتخههذه فههي الرض لنفسههه غيههره ‪ ،‬ولئن فعلههت مهها دعههوك إليههه ‪ ،‬لتهلكههن‬
‫وليهلكن من معك جميعا‪ ،‬قال ‪ :‬فماذا تأمرانني أن أصنع إذا أنا قدمت إليههه‬
‫قال ‪ :‬تصنع عنده مهها يصههنع أهلههه ‪ :‬تطههوف بههه وتعظمههه وتكّرمههه ‪ ،‬وتحلههق‬
‫ذل له ‪ ،‬حتى تخرج من عنده ‪ ،‬قال ‪ :‬فما يمنعكما أنتما مههن‬ ‫رأسك عنده وت ِ‬
‫ّ‬
‫ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬أما والله إنه لبيت أبينا إبراهيههم ‪ ،‬وإنههه لكمهها أخبرنههاك ‪ ،‬ولكههن‬
‫أهله حالوا بيننا وبينه بالوثان التي نصبوها حههوَله ‪ ،‬وبالههدماء الههتى ي ُْهرقههون‬
‫حهما وصههدق‬ ‫ل شرك – أو كما قههال لههه – فعههرف نص ه َ‬ ‫جس أه ُ‬ ‫عنده ‪ ،‬وهم ن َ ِ‬
‫هذيل ‪ ،‬فقطع أيديهم وأرجلهههم ‪ ،‬ثههم مضههى حههتى‬ ‫حديثهما فقرب النفر من ُ‬
‫قدم مكة‪ ،‬فطاف بالبيت ‪ ،‬ونحر عنده ‪ ،‬وحلق رأسه وأقام بمكة سههتة أيههام‬
‫ي‬
‫– فيما يذكرون – ينحر بها للناس ويطعههم أهلههها‪ ،‬ويسههقيهم العسههل ‪ ،‬وأرِ َ‬
‫صف‪ 141‬ثم أرِيَ أن يكسوه‬ ‫خ َ‬ ‫فى المنام أن يكسو البيت ‪ ،‬فكساه ال َ‬

‫صَفة‪ ،‬وهي شيء ُينسج من الخوص والليف ‪ ،‬والخصف‬


‫‪141‬‬ ‫خ َ‬‫ف ‪ :‬جمع ‪َ :‬‬
‫ص َ‬
‫خ َ‬
‫ال َ‬
‫أيضًا الثياب الغليظة‪ .‬والخصف لغة في الخزف فى كتاب العين ‪ ،‬والخصف بضم‬
‫جْوز‪ .‬ويروى أن تبعًا لما كسا البيت المسوح‬
‫الخاء وسكون الصاد هو ‪ :‬ال َ‬
‫والنطاع ‪ .‬انتفض البيت فزال ذلك عنه ‪ ،‬وفعل ذلك حين كساه الخصف ‪ ،‬فلما كساه‬
‫‪ .‬المل والوصائل قبلها‪ .‬وممن ذكر هذا الخبر ‪ :‬قاسم في الدلئل‬

‫‪122‬‬
‫‪142‬‬
‫ن من ذلههك‬ ‫معافَر ‪ ،‬ثم أري أن يكسوه أحس َ‬ ‫ن من ذلك فكساه ال َ‬ ‫أحس َ‬
‫‪143‬‬
‫عمههون ‪ -‬أول مهن كسهها‬ ‫ملء والوصهائل ‪ ،‬فكههان ُتبهع ‪ -‬فيمها يز ُ‬ ‫فكسههاه ال ُ‬
‫البيت‪ ، 144‬وأوصى به ولته من جرهم ‪ ،‬وأمرهم بتطهيره وأل يقربههوه دمهها‪،‬‬
‫ول ميتة‪ ،‬ول مئلت ‪ -‬وهى المحايضه‪ - 145‬وجعههل لههه بابها ً ومفتاحهًا‪ ،‬وقههالت‬
‫ب‪ ، 146‬بن َزبينة‪ ،‬بن جذيمههة‪ ،‬بههن عههوف ‪ ،‬بههن معاويههة‪ ،‬بههن‬ ‫ح ّ‬
‫سب َْيعة بنت ال َ‬
‫ُ‬
‫صفة‪ ،‬بن‬ ‫خ َ‬
‫عكرمة‪ ،‬بن َ‬ ‫بكر‪ ،‬بن هوازن ‪ ،‬بن منصور‪ ،‬بن ِ‬

‫‪142‬‬‫‪.‬المعافر ‪ :‬ثياب يمنية‬


‫‪143‬‬ ‫‪ .‬الملء ‪ :‬جمع ملءة‪ ،‬وهي الملحفة ‪ .‬والوصائل ‪ :‬ثياب موصلة من ثياب اليمن‬
‫‪144‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬أول من كسا الكعبة الديباج ‪ ،‬الحجاج ‪ ،‬وذكر الدارقطنى ‪ :‬أنها‬
‫ُنَتيلة بنت جناب أم العباس بن عبد المطلب ‪ ،‬كانت قد أضّلت العباس صغيرًا‪،‬‬
‫فنذرت ‪ :‬إن وجدته أن تكسو الكعبة الديباج ففعلت ذلك حين وجدته ‪ .‬وقال الزبير‬
‫ل بن الزبير‬ ‫‪.‬النسابة ‪ :‬بل أول من كساها الديباج عبد ا ّ‬
‫‪ 145‬ول تقربوه بمئلت ‪ ،‬وهي المحائض ‪ .‬لم يرد النسبباء الحيضببى؛ لن حائضبًا ل‬
‫يجمع على محائض ‪ ،‬وإنما هي جمع محيضة‪ ،‬وهى خرقة المحيض ‪ ،‬ويقال للخرقة‬
‫أيضا ‪ :‬مئلة‪ ،‬وجمعها ‪ :‬المآلي ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫‪ #‬كأن مصّفحات فى ُذراه وأنواحًا عليهن المآلي‬
‫وهي هنا خرق تمسكهن النواحات بأيديهن ‪ ،‬فكأن المئلت كببل خرقببة دنسببة لحيببض‬
‫كانت‬
‫صرت وضيعت ‪ ،‬وجعلها صاحب العين في‬ ‫ت ‪ :‬إذا ق ّ‬‫أو لغبره ‪ ،‬وزنها ِمْفَعلة من أَلو ُ‬
‫ل أعلم‬
‫‪ .‬باب اللية والِلّية‪ ،‬فلُم الفعل عنده ياء على هذا‪ ،‬وا ّ‬
‫ب بالحاء المهملة ابن زبينة ‪ :‬بالزاي والباء والنون ‪ :‬فعليلة من الزبببن‬ ‫ح ّ‬
‫‪ 146‬بنت ال َ‬
‫" الدفع "‪ ،‬والنسب إليه َزَبانى على غير قياس ‪ .‬ولو سمى به رجل لقيببل فببي النسببب‬
‫ي على غير القيبباس ‪ .‬قببال سببيبويه ‪ :‬الحببب بالحبباء المهملببة ‪ .‬يقببوله أهببل‬‫إليه ‪َ :‬زَبن ّ‬
‫النسب ‪ ،‬وأبو عبيدة بقوله بالجيم ‪ ،‬وإنمببا قببالت بنببت الحببب هببذا الشببعر فببي حببرب‬
‫كانت بين بني السباق بن عبد الدار‪ ،‬وبين بنى علي بببن سببعد بببن تميببم حببتى تفببانوا‪.‬‬
‫ولحقت طائفة من بني السّباق بعك ‪ .‬فهم فيهم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وهو أول َبْغى‪ -‬كبان فبي قريبش ‪ .‬وقبد قيبل ‪ :‬أول بغبي كبان فبي قريبش بغبى‬
‫القايش‪،‬‬
‫وهم بنو أقيش من بني سهم ‪ ،‬بغى بعضهم على بعض ‪ ،‬فلما كثر بغيهم على الناس‬
‫أرسل ال عليهم فأرة َتحمل فتيلة‪ ،‬فأحرقت الدار التي كانت فيها مساكنهم ‪ ،‬فلم يبق‬
‫ل أعلم‬
‫عِقب ‪ -‬وا ّ‬
‫‪ .‬لهم َ‬

‫‪123‬‬
‫قيس ‪ ،‬بن عيلن ‪ ،‬وكانت عند عبد مناف بن كعب ‪ ،‬بن سعد‪ ،‬بن ت َْيم ‪ ،‬بههن‬
‫ؤي ‪ ،‬بن غالب ‪ ،‬بن فِْهر‪ ،‬بههن مالههك ‪ ،‬بههن النضههر‪ ،‬بههن‬ ‫مرة‪ ،‬بن كعب ‪ ،‬بن ل ُ َ‬ ‫ُ‬
‫كنانة‪ ،‬لبن لها منه يقال لههه ‪ :‬خالههد ‪ :‬تعظ ّههم عليههه حرمههة مكههة‪ ،‬تنهههاه عههن‬
‫البغي فيها‪ ،‬وتذكر ت ُّبعا وتذلله له ‪ ،‬وما صنع بها ‪:‬‬
‫ل الصغيَر ول‬ ‫ظلم بمكههههههة‬ ‫ي ‪ :‬لت َ ْ‬ ‫‪ #‬أبن ّ‬
‫الكههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههبيْر‬
‫يغّرْنك‬ ‫ول‬ ‫ى‬ ‫مها بنهههههه‬ ‫ظ محار َ‬ ‫‪ #‬واحف ْ‬
‫الَغهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههروْر‬
‫ف‬‫ة ُيلقَ أطرا َ‬ ‫هك َ‬ ‫ي ‪ :‬من َيظلم بهههههمه‬ ‫‪ #‬أب ُن َ ّ‬
‫الشههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههروْر‬
‫بخدْيه‬ ‫ح‬‫َويل ُ ْ‬ ‫ضرب وجُههههههه‬ ‫ى ‪ :‬يُ ْ‬ ‫‪ #‬أبن َ ّ‬
‫السههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههعيْر‬
‫ت ظالمها‬ ‫فوجد ُ‬ ‫‪ #‬أبنى ‪ :‬قد جربُتهههههههها‬
‫‪147‬‬
‫يبهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههوْر‬
‫صتها‬‫ُبنيت بعْر َ‬ ‫منها‪ ،‬ومهههههههها‬ ‫‪ #‬الّله أ ّ‬
‫قصههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههوْر‬
‫صم تأمن فى‬ ‫والعُ ْ‬ ‫ن طيَرهههههههها‬ ‫‪ #‬والّله آم َ‬
‫‪148‬‬
‫َثهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههبيْر‬
‫فكسا بنيَتها‬ ‫ع‬
‫‪ #‬ولقد غزاها ت ُّبهههههههه ٌ‬
‫‪149‬‬
‫الحههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههبيْر‬
‫فأوفى‬ ‫فيها‬ ‫ه‬
‫كهههههههه ُ‬ ‫مل َ‬ ‫ل ربي ُ‬ ‫‪ #‬وأذ ّ‬
‫بالن ّهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههذوْر‬
‫فا بعير‬ ‫بفناِئها أل َ‬ ‫‪ #‬يمشى إليها حافيههههههها ً‬
‫م المهاري‬ ‫لح َ‬ ‫م أهَلههههههها‬ ‫‪ #‬ويظل ي ُط ْعِ ُ‬
‫‪150‬‬
‫جهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههُزور‬ ‫وال َ‬
‫ض من‬ ‫فى والّرحي َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬يسقيهم العسل المصهههههه‬
‫‪151‬‬
‫الشههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههعير‬
‫فيها‬ ‫يرمون‬ ‫شهههههههه‬ ‫ل أهلك جي ُ‬ ‫‪ #‬والفي ُ‬
‫بالصههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههخوْر‬
‫وفى‬ ‫ك في أقصى البههههلد‬ ‫‪ #‬والمل ْ ُ‬
‫‪152‬‬
‫زيههههههههههههههههههههههههر‬‫خ ِ‬
‫جم وال َ‬ ‫العهههههههههههههههههههههههها ِ‬
‫ة‬
‫م كيف عاقب ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫دثت ‪ ،‬وافهههه‬ ‫ح ّ‬‫‪ #‬فاسمعْ إذا ُ‬
‫المههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههوْر‬

‫‪147‬‬ ‫‪ .‬يبور ‪ :‬يهلك‬


‫‪148‬‬ ‫‪ .‬الُعصم ‪ :‬الوعول تعتصم في الجبال وقوله ‪ :‬ثبير ‪ :‬جبل بمكة‬
‫‪149‬‬ ‫ى من ثياب اليمن‬‫‪ .‬بنيتها ‪ :‬الكعبة وقوله الحبير ‪ :‬نوع موش ّ‬
‫‪150‬‬ ‫‪ .‬المهارى ‪ :‬البل النجيبة‬
‫‪151‬‬ ‫‪.‬الرحيض ‪ :‬المنَقى والمصفى‬
‫‪152‬‬ ‫‪ .‬الخزير ‪ :‬يريد الخزر وهم أمة من العجم‬

‫‪124‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يوقف على قوافيها ل تعرب ‪.‬‬
‫أصل اليهودية باليمن ‪ :‬ثم خرج منها متوجها إلى اليمن بمن معه‬
‫حْبرين حتى إذا دخل اليمن دعا قومه إلى الدخول فيما دخل‬ ‫من جنوده وبال َ‬
‫وا عليه ‪ ،‬حتى يحاكموه إلى النار التى كانت باليمن‪.‬‬‫فيه ‪ ،‬فأب َ ْ‬
‫قرظههى‪،‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثنى أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالههك ال ُ‬
‫قال ‪ :‬سمعت إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الّله يحدث ‪ :‬أن ُتبعا لما‬
‫ً‬
‫مَير بينه وبين ذلك وقههالوا ‪ :‬ل تههدخلها علينهها‪،‬‬
‫ح ْ‬
‫دنا من اليمن ليدخلها حالت ِ‬
‫وقد فارقت ديننا‪ ،‬فدعاهم إلى دينه وقال ‪ " :‬إنه خير مههن ديههن "‪ ،‬فقههالوا ‪:‬‬
‫فحاكمنا إلى النار قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وكانت باليمن ‪ -‬فيما يزعههم أهههل اليمههن ‪ -‬نههار تحكههم بينهههم فيمهها‬
‫يختلفون فيه ‪ ،‬تأكل الظالم ول تضر المظلوم ‪ ،‬فخرج قههومه بأوثههانهم ومهها‬
‫حْبران بمصاحفهما في أعناقهمهها متقلههديها‪،‬‬ ‫يتقّربون به في دينهم ‪ ،‬وخرج ال َ‬
‫حتى قعدوا للنار عند مخرجها الذي تخههرج منههه فخرجههت النههار إليهههم فلمهها‬
‫مرهم‪ 153‬من حضههرهم مههن النههاس ‪،‬‬ ‫أقبلت نحوهم حادوا عنها وهابوها‪ ،‬فذ َ َ‬
‫وأمروهم بالصبر لها فصبروا حتى غشيتهم ‪ ،‬فأكلت الوثان وما قربوا معها‪،‬‬
‫ومن حمل ذلك من رجال حمير‪ ،‬وخرج الحبران بمصاحفهما فههى أعناقهمهها‬
‫ت عنههد ذلههك حميههر علههى دينههه ‪ ،‬فمههن‬ ‫ق ْ‬‫تعرق جباههما لم تضهّرهما‪ ،‬فأصههف َ‬
‫هنالك ‪ ،‬وعن ذلك ‪ ،‬كان أصل اليهودية باليمن ‪.‬‬
‫حْبريههن ‪ ،‬ومههن خههرج مههن‬
‫دث أن ال َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقههد حههدثنى مح ه ّ‬
‫حمير‪ ،‬إنما اتبعوا النار ليردوها‪ ،‬وقالوا ‪ :‬من ردها فهو أولى بالحق ‪ ،‬فدنا‬

‫‪153‬‬ ‫‪.‬ذمرهم ‪ :‬شجعهم وحضهم ليجّدوا‬

‫‪125‬‬
‫مير بأوثانهم ليردوها‪ ،‬فدنت منهم لتههأكلهم ‪ ،‬فحههادوا عنههها‬ ‫ح ْ‬
‫منها رجال من ِ‬
‫ولم يستطيعوا ردها‪ ،‬ودنا منههها الحههبران بعههد ذلههك ‪ ،‬وجعل يتلههوان التههوراة‬
‫‪154‬‬
‫ت‬‫ق ْ‬
‫ف َ‬
‫داها إلى مخرجههها الههذي خرجههت منههه ‪ ،‬فأص ه َ‬ ‫وتنكص عنهما‪ ،‬حتى ر ّ‬
‫ه أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬ ‫عند ذلك حمير على دينهما‪ .‬والل ّ‬
‫هدم البيت المسمى رئام‪ : 155‬قال ابسسن إسسسحاق ‪ :‬وكههان رئام‬
‫بيتا ً لهم يعظمونه ‪ ،‬وينحرون عنده ‪ ،‬وي ُك َّلمون منه ‪ ،‬إذ كانوا على شركهم ‪،‬‬
‫فقههال الحههبران لُتبههع ‪ :‬إنمهها هههو شههيطان يفتنهههم بههذلك فخه ّ‬
‫ل بيننهها وبينههه ‪،‬‬
‫فاستخرجا منه ‪ -‬فيما يزعم أهل اليمن ‪ -‬كلبا أسود فهذبحاه ثهم ههدما ذلهك‬
‫البيت ‪ ،‬فبقاياه اليوم ‪ -‬كما ذكر لي ‪ -‬بها آثار الدماء التي كانت تهراق عليههه‬
‫‪.‬‬
‫ملك حسان بن تبان وقتله على يد أخيه عمرو‬ ‫ُ‬
‫رب ‪ ،‬سار بأهل اليمن ‪ ،‬يريد‬ ‫فلما ملك ابنه حسان بن ُتبان أسعد أبى ك َ ِ‬
‫أن يطههأ بهههم أرض العههرب وأرض العههاجم ‪ ،‬حههتى إذا كههانوا ببعههض أرض‬
‫العراق‬
‫‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬بالبحرين ‪ ،‬فيما ذكر لى بعض أهل العلم ‪-‬‬

‫‪154‬‬ ‫‪ .‬أصفقت ‪ :‬اجتمعت‬


‫‪ 155‬رئام ‪ :‬وهو ِفعال من َرِئمت النثى ولَدها َتْرأمه ِرئما وِرئام بًا ‪ :‬إذا عطفببت عليببه‬
‫ورحمته ‪ .‬فاشتقوا لهذا البيت اسما لموضع الرحمة التي كانوا يلتمسون فى عبببادته ‪،‬‬
‫وال أعلم ‪.‬‬
‫وفي رواية يونس عن ابببن إسببحاق أن رئامببا كببان فيببه شببيطان ‪ ،‬وكببانوا يملئون لببه‬
‫حياضا‬
‫من دماء القربان ‪ ،‬فيخرج فيصيب منها ويكلمهم ‪ ،‬وكانوا يعبدونه ‪ ،‬فلما جاء‬
‫الحبران مع تبع نشرا التوراة عنده ‪ ،‬وجعل يقرآنها؛ فطار ذلك الشيطان حتى وقع‬
‫‪.‬في البحر‬

‫‪126‬‬
‫مير وقبائل اليمهن المسهير معهه ‪ ،‬وأرادوا الرجعهة إلهى بلدههم‬ ‫ح ْ‬
‫كرهت ِ‬
‫وأهلهم ‪ ،‬فكلموا أخا ً له يقال له عمرو‪ ،‬وكان معه فههي جيشههه ‪ ،‬فقههالوا لههه‬
‫ك علينهها‪ ،‬وترج هعْ بنهها إلههى بلدنهها‪ ،‬فأجههابهم ‪،‬‬ ‫اقتههل أخههاك حسههان ‪ ،‬وُنمل ّك ْه َ‬
‫ميري فإنه نهاه عن ذلك فلم يقبل منه ‪.‬‬ ‫ح ْ‬
‫فاجتمعوا على ذلك إل ذا ُرعَْين ال ِ‬
‫فقال ذو رعَْين‪: 156‬‬
‫‪157‬‬
‫ن‬
‫ت قريَرعي ِ‬ ‫سعيد ٌ من يبي ُ‬ ‫‪ #‬أل من يشتري سهرا ً بنهههوم‬
‫ُرعَْين‬ ‫لذي‬ ‫اِلله‬ ‫فمعذرةُ‬ ‫ت ‪ ،‬وخانههت‬ ‫مير غدر ْ‬ ‫ح ْ‬
‫‪ #‬فإما ِ‬
‫عمههرًا‪ ،‬فقههال لههه ‪ :‬ضههع لههي‬ ‫ِ ثم كتبهما فى رقعة‪ ،‬وختم عليها‪ ،‬ثم أتههى بههها َ‬
‫هذاالكتاب عندك ففعل ثم َقتل عمرو أخاه حسان ‪ ،‬ورجههع بمههن معههه إلههى‬
‫مير ‪:‬‬ ‫ح ْ‬
‫اليمن ‪ .‬فقال رجل من ِ‬
‫قتيل ً فى سالف‬ ‫‪ #‬لهِ عينا الذي رأى مثلي حسهههان‬
‫‪158‬‬
‫ب‬‫الحقههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها ِ‬

‫ن ‪ :‬أنف الجبل ‪ ،‬ورعين ‪ :‬جبل باليمن قاله‬


‫‪156‬‬ ‫عُ‬‫عن ‪ ،‬والّر ْ‬
‫عْين تصغير َر ْ‬
‫وذو ُر َ‬
‫‪ .‬صاحب العين ‪ ،‬وإليه ينسب ذو رعين‬
‫‪ 157‬أمن يشتري ‪ ،‬وحسن حذف ألف الستفهام ههنا لتقببدم همببزة أل‪ .‬كمببا حسببن فببي‬
‫قول امرئ القيس ‪:‬‬
‫‪ #‬أحاِر ترى برقا أريك وميضه‬
‫أراد ‪ :‬أترى ‪ .‬وفى البيت حذف تقديره ‪ :‬بل من يبيت قرير عين هو السعيد‪ .‬فحذف‬
‫الخبر لدللة أول الكلم عليه ‪ .‬وفى كتاب ابن دريد ‪ :‬سببعيد أْم يبببيت ‪ ،‬بحببذف مببن ‪،‬‬
‫وهذا‬
‫‪.‬من باب حذف الموصوف ‪ ،‬وإقامة الصفة مقامه ؛لن " من " هنا نكرة موصوفة‬
‫ل وحبذف لم الجبر واللم الخبرى مبع ألبف‬ ‫‪ " 158‬له من رأى مثل حسان " أراد ّ‬
‫الوصل ‪ ،‬وهذا حببذف كببثير‪ .‬ولكنببه جبباز فببي هببذا السببم خاصببة لكببثرة دوره علببى‬
‫اللسنة‪ .‬مثل قول الفراء ‪:‬‬
‫ي كريم‬
‫‪ِ #‬لَهّنك من برق عل ّ‬
‫أراد ‪ :‬وال إنك ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬أراد لنك وأبدل الهمزة هاء‪ .‬وهذا بعيببد‪ ،‬لن اللم‬
‫ل‬
‫تجمع مع إن ‪ ،‬إل أن تؤخر اللم إلى الخبر‪ ،‬لنهما حرفان مؤكدان ‪ ،‬وليس انقلب‬
‫‪.‬الهمزة هاء بمزيل العلة المانعة من اجتماعهما‬

‫‪127‬‬
‫غداةَ قالوا‪ :‬ل ََباب َلبا ِ‬
‫‪159‬‬
‫ب‬ ‫ة الحبهههس‬ ‫‪ #‬قتلته مقاول خشي َ‬
‫علينا‪ ،‬وكّلكم أربابى‬ ‫ب‬‫ر ّ‬ ‫‪ #‬ميُتكم خيُرنا وحّيكههههههم‬
‫ب ‪ :‬ل بههأس ل بههأس بلغههة‬ ‫ب ل َب َهها ِ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقههوله ‪ :‬ل َب َهها ِ‬
‫مير‪.‬‬‫ح ْ‬
‫ِ‬
‫ب‬
‫قسسال ابسسن هشسسام ‪ :‬ويههروى ‪ِ :‬لبهها ِ‬
‫ِلباب ‪.‬‬
‫حميسسر ‪ :‬قسسال ابسسن إسسسحاق ‪ :‬فلمهها نههزل‬
‫هلك عمرو وتفرق ِ‬
‫عمرو‬
‫سلط عليه السهر‪ ،‬فلما جهده ذلههك‬ ‫منع منه النوم ‪ ،‬و ُ‬ ‫ابن ُتبان اليمن ُ‬
‫‪160‬‬
‫حزاة من الكهان والعرافين عما به فقال له قههائل‬ ‫سأل الطباء وال ُ‬
‫منهم ‪ :‬إنه ما قتل رجل قهط أخهاه ‪ ،‬أو ذا َرحمهه بغيها ً علهى مثهل مها‬
‫سلط عليه السهر‪ ،‬فلما قيههل لههه‬ ‫َقتلت أخاك عليه ‪ ،‬إل ذهب نومه ‪ ،‬و ُ‬
‫ذلك جعل يقتل كل من أمره بقتل أخيه حسان من أشههراف اليمههن ‪،‬‬
‫حتى خلص إلى ذي ُرعَْين ‪ ،‬فقال له ذو ُرعَْين ‪ :‬إن لى عنههدك بههراءة‪،‬‬
‫ت إليههك ‪ ،‬فهأخرجه فههإذا‬‫فقال ومهها هههي ؟ قههال ‪ :‬الكتههاب الههذي دفعه ُ‬
‫‪161‬‬
‫مههر‬
‫أ ْ‬ ‫البيتان ‪ ،‬فتركه ‪ ،‬ورأى أنه قههد نصههحه وهلههك عمههرو‪ ،‬فمههرج‬
‫حمير عند ذلك وتفرقوا‪.‬‬

‫‪159‬‬‫المقاول ‪ :‬يريد القيال ‪ ،‬وهم الذين دون التبابعة ‪ .‬واحدهم ‪ :‬قيل وأصله قّيل مثل‬
‫سيد‪ ،‬ثم خفف واستعمل بالياء فى إفراده وجمعه ‪ ،‬وإن كان أصله الواو‪ ،‬لن معناه ‪:‬‬
‫الذي يقول ُيسمع قوله ‪ ،‬ولكنهم كرهوا أن يقولوا ‪ :‬أقوال ‪ ،‬فيلتبس بجمع َقْول ‪ :‬كما‬
‫قالوا ‪ :‬عيد وأعياد‪ ،‬وإن كان من عاد يعود‪ ،‬لكن أماتوا الواو فيه إماتة‪ ،‬كى ل يشبه‬
‫جمع العود‪ ،‬وإذا أرادوا إحياء الواو في جمع قيل ‪ ،‬قالوا ‪َ :‬مقاول كأنه جمع ِمقول ‪،‬‬
‫أو جمع ‪ :‬مقال ومقالة‪ ،‬فلم يبعدوا من معنى القول ‪ ،‬وأمنوا اللبس ‪ ،‬وقد قالوا ‪:‬‬
‫محاسن ومذاكر ل واحد لها من لفظها‪ ،‬وكأنهم ذهبوا أيضًا في مقاول مذهب‬
‫ل أعلم‬‫‪.‬المرازب ‪ ،‬وهم ملوك العجم ‪ ،‬وا ّ‬
‫‪160‬‬‫‪ .‬الحزاة ‪ :‬أي المنجمين‬
‫‪161‬‬‫‪ .‬فمرج أي ‪ :‬اختلط‬

‫‪128‬‬
‫مصادر أجنبية‬ 0-

J Horowitz- The Earliest biographies of the Prophtet and Their -


-Authors . Islamic culture 1927

‫سيرة ابن هشام‬


‫الجزء الول‬
180-144 ‫صفحة‬

129
‫خبر َلخنيعة وذي نواس‬
‫مير لم يكههن مههن بيههوت المملكههة‪ ،‬يقههال‪.‬لههه‪:‬‬
‫ح ْ‬
‫فوثب عليهم رجل من ِ‬
‫شَناتر‪ ،ii‬فقتل خيارهم‪ ،‬وعبث ببيوت أهل المملكههة منهههم‪،‬‬ ‫لَ ْ‬
‫خنيعة‪ i‬ينوف ذو َ‬
‫فقال قائل من حمير لل َ ْ‬
‫خنيعة‪:‬‬
‫ل حميُر‬ ‫وتبني بأيديها لها الذ ّ‬ ‫سراَتها‬
‫قّتل أبَناها وتنفى َ‬
‫‪ #‬تُ َ‬
‫ت من دينها فَهْ َ‬
‫و‬ ‫ضي ّعَ ْ‬
‫وما َ‬ ‫مها‬‫ش حلو ِ‬
‫مر دنياها بطي ِ‬
‫‪ #‬ت ُد َ ّ‬
‫أكثُر‬
‫وإسراِفها تأتي الشروَر‬ ‫مها‬
‫ل ذاك بظل ِ‬ ‫ن قب َ‬
‫‪ #‬كذاك القرو ُ‬
‫سُر‬
‫فتخ َ‬
‫خنيعة امرءا ً فاسقا ً يعمههل عمههل قههوم لههوط‪،‬‬ ‫فسوق لخنيعة‪ :‬وكان ل َ ْ‬
‫م ْ‬
‫ش هَربة لههه قههد‬ ‫فكان يرسل إلى الغلم من أبناء الملوك‪ ،‬فيقههع عليههه فههي َ‬
‫مّلك بعد َ ذلك‪ ،‬ثم ي َط ْل ُههع مههن مشههربته تلههك إلههى حرسههه‬ ‫صنعها لذلك‪ .‬لئل ي ُ َ‬
‫مسواكا‪ ،‬فجعله في فيه‪ ،‬أي‪ :‬فيعلمهم أنه قد‬ ‫ومن حضر من جنده‪ ،‬قد أخذ ِ‬
‫فرغ منه‪ ،‬حتى بعث إلى ُزْرعههة ذي ُنواسه بههن ُتبههان أسههعد أخههي حسههان‪،‬‬
‫‪iii‬‬

‫وكان صبيا صغيرا حين ُقتههل حسههان‪ ،‬ثههم شههب غلمهها جميل وسههيما ذا هيئة‬
‫وعقل‪ ،‬فلما أتاه رسوله‪ ،‬عرف مها يريهد منهه‪ ،‬فأخهذ سهكينا جديهدا ً لطيفهًا‪،‬‬
‫فخبأه بين قدمه ونعله‪ ،‬ثم أتاه‪ ،‬فلما خل معه وثههب إليههه فههواثبه ذو ن ُههواس‪،‬‬
‫وة التي كان ُيشرف منههها‪،‬‬ ‫فوجاه حتى قتله‪ ،‬ثم حّز رأسه‪ ،‬فوضعه في الك ُ ّ‬
‫‪iv‬‬

‫ووضع مسواكه في فيه‪ ،‬ثم خرج على الناس‪ ،‬فقالوا له‪ :‬ذا نواس‬

‫‪130‬‬
‫سههتر ُ‬
‫طبان ذو نههواس‬ ‫حماسهه‪ vi‬ا ْ‬ ‫سهه ْ‬
‫ل نَ ْ‬ ‫طههب أم َيباسهه‪ v‬فقههال‪َ " :‬‬‫أر ْ‬
‫طبان ل باس "‪.‬‬
‫‪vii‬‬ ‫ستر ُ‬
‫ا ْ‬
‫قال ابن هشام‪ :‬هذا كلم حميههر‪ .‬ونحمههاس‪ :‬الههرأس‪ .‬فنظههروا إلههى‬
‫الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع‪ ،‬فخرجوا في إثر ذي نواس حههتى أدركههوه‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬ما ينبغي أن يملكنا غيرك‪ ،‬إذ أرحتنا من هذا الخبيث‪.‬‬
‫ملك ذي نواس‪ :‬فمّلكوه‪ ،‬واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن‪ ،‬فكان‬
‫آخر ملوك حمير‪ ،‬وهو صاحب الخدود‪ ،‬وتسمى‪ :‬يوسف‪ ،‬فأقههام فههي ملكههه‬
‫زمانًا‪.‬‬
‫سبب وجود النصسسرانية بنجسسران‪ :‬وبنجههران بقايهها مههن أهههل ديههن‬
‫عيسى ابن مريم عليه السلم على النجيل‪ .‬أهل فضل واستقامة من أهههل‬
‫دينهم‪ ،‬لهم رأس يقال له‪ :‬عبد الله بن الثامر‪.‬‬
‫وكان موقع أصل ذلك الدين بنجران‪ ،‬وهي بأوسههط أرض العههرب فههي‬
‫ذلك الزمان‪ ،‬وأهلها وسائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونها‪ ،‬وذلك أن‬

‫‪131‬‬
‫رجل من بقايا أهل ذلك الدين يقال لههه‪ :‬فَي ْ ِ‬
‫ميههون‪ ،‬وقههع بيههن أظهرهههم‪،‬‬
‫فحملهم عليه‪ ،‬فدانوا به‪.‬‬
‫ميون‪ :viii‬قال ابن إسحاق‪ :‬حدثني المغيرة بن أبي لبيههد‬ ‫حديث َ‬
‫في ْ ِ‬
‫من َّبه اليماني أنه حدثهم‪ :‬أن موقع ذلك الههدين‬ ‫مولى الخنس‪ ،‬عن وهب بن ُ‬
‫ميههون‪،‬‬ ‫َ‬
‫بنجران كان أن رجل من بقايا أهل دِين عيسى ابن مريم يقال لههه في ْ ِ‬
‫مجهاب الهدعوة‪ ،‬وكهان سهائحا‬ ‫وكان رجل صالحا مجتهدا زاههدا فهي الهدنيا‪ُ ،‬‬
‫ينزل بين القرى‪ ،‬ل يعرف بقرية إل خرج منها إلى قرية ل ُيعرف بها‪ ،‬وكههان‬
‫ل يأكل إل من كسب يديه‪ ،‬وكان بّناء يعمل الطين‪ ،‬وكان يعظم الحد‪ ،‬فههإذا‬
‫كان يوم الحد لم يعمل فيه شيئا‪ .‬وخههرج إلههى فلة مههن الرض يصههلى بههها‬
‫حتى يمسهي‪ .‬قهال‪ :‬وكهان فهي قريههة مهن قهرى الشهام يعمهل عملههه ذلهك‬
‫حب ّا ً لم‬
‫مستخفيا‪ ،‬ففطن لشأنه رجل من أهلها يقال له‪ :‬صالح‪ ،‬فأحبه صالح ُ‬
‫يحبه شيئا ً كان قبله‪ .‬فكان يتبعه حيههث ذههب‪،‬ول يفطهن لههه فَْيميههون‪ ،‬حهتى‬
‫خرج مرة في يوم الحد إلى فلة من الرض ‪ -‬كما كان يصههنع ‪ -‬وقههد أتبعههه‬
‫ميون ل يدري ؛ فجلس صالح منه منظَر العين مسههتخفيا منههه‪ ،‬ل‬ ‫صالح‪ ،‬وفَي ْ ِ‬
‫يحب أن ُيعلم بمكانه‪ ،‬وقام فيميون يصلي فبينما هو يصههلي إذ أقبههل نحههوه‬
‫ميههون دعهها عليههها‬ ‫التنيههن – الحيههة ذات الههرءوس السههبعة‪ – ix‬فلمهها رآههها فَي ْ ِ‬
‫فماتت‪ ،‬ورآها صالح ولم يدر ما أصابها‪ ،‬فخافها عليه‪ ،‬فَِعيل عَ هوَْله فصههرخ‪:‬‬
‫ميون ! التنين قد أقبل‬ ‫يا فَي ْ ِ‬

‫‪132‬‬
‫نحوك‪ ،‬فلم يلتفت إليه‪ ،‬وأقبل على صلته حههتى فههرغ منههها‪ ،‬وأمسههى‪،‬‬
‫عرف صالح أنه قد رأى مكانه‪ ،‬فقههال لههه‪:‬‬ ‫عرف‪ ،‬و َ‬ ‫فانصرف‪ ،‬وعرف أنه قد ُ‬
‫ط حب ّههك وقههد أردت صههحبتك‪،‬‬ ‫ميههون ! تعل ّههم واللههه مهها أحببههت شههيئا ً قه ّ‬ ‫يا فَي ْ ِ‬
‫ت‪ ،‬أمههري كمهها تههرى‪ ،‬فههإن علمههت‬ ‫والكينونة معك حيث كنت‪ ،‬فقال‪ :‬ما شئ ُ‬
‫أنك تقوى عليه فنعم‪ ،‬فلزمه صالح‪ ،‬وقد كاد أهههل القريههة يفطنههون لشههأنه‪،‬‬
‫دعى إلى أحد به ضر لههم‬ ‫وكان إذا فاجأه العبد به الضّر دعا له فشفي‪ ،‬وإذا ُ‬
‫ميههون‪،‬‬ ‫َ‬
‫يأته‪ ،‬وكان لرجل من أهل القريههة ابههن ضههرير‪ ،‬فسههأل عههن شههأن في ْ ِ‬
‫جر‪،‬‬‫فقيل له‪ :‬إنه ل يأتى أحدا ً دعاه‪ ،‬ولكنه رجههل يعمههل للنههاس البنيههان بههال ْ‬
‫فعمد الرجل إلى ابنه ذلك‪ ،‬فوضعه في حجرته‪ ،‬وألقى عليه ثوب ها ً ثههم جههاءه‬
‫فقال له‪ :‬يا فيميون‪ ،‬إنى قد أردت أن أعمل في بيتي عمل‪ ،‬فههانطلق معههي‬
‫إليه حتى تنظر إليه فأشارطك عليه‪ ،‬فانطلق معه حههتى دخههل حجرتههه‪ ،‬ثههم‬
‫قال له‪ :‬ما تريد أن تعمل في بيتك هذا ؟ قال‪ :‬كذا وكذا‪ ،‬ثم انتشط الرج ه ُ‬
‫ل‬
‫ميون‪ ،‬عبد من عباد الله أصابه ما ترى‪،‬‬ ‫ب عن الصبى‪ ،x‬ثم قال له‪ :‬يا فَي ْ ِ‬ ‫الثو َ‬
‫ميون ؛ فقام الصبي ليس به بأس‪.‬‬ ‫فادعُ الله له ؟ فدعا له فَي ْ ِ‬
‫رف‪ ،‬فخرج من القرية‪ ،‬واتبعه صههالح‪ ،‬فبينمهها‬ ‫عرف فيميون أنه قد عُ ِ‬ ‫و َ‬
‫هو يمشي في بعض الشام إذ مر بشجرة عظيمة‪ ،‬فناداه منها رجل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ميون ! قال نعم‪ .‬قال‪ :‬ما زلت أنظرك‪ ،‬وأقول‪ :‬مههتى هههو جههاء ؟ حههتى‬ ‫يا فَي ْ ِ‬
‫ي فههإني ميههت الن‪.‬‬ ‫ح حتى تقوم عل ه ّ‬ ‫سمعت صوتك‪ ،‬فعرفت أنك هو‪ ،‬ل تبر ْ‬
‫قال‪ :‬فمات‪ ،‬وقام عليه حتى واراه‪ ،‬ثههم انصههرف‪ ،‬وتبعههه صههالح‪ ،‬حهتى وطئا‬
‫سهّيارةٌ مههن بعههض العههرب‪،‬‬ ‫دوا عليهما‪ ،‬فاختطفتهمهها َ‬ ‫بعض أرض العرب‪ ،‬فع ُ‬
‫فخرجوا بهما‪ ،‬حتى باعوهما بنجران ‪ ،‬وأهل نجران يومئذ على‬
‫‪xi‬‬

‫‪133‬‬
‫رهم لها عيد فههي كههل سههنة‪،‬‬ ‫ة طويلة بين أظه ِ‬ ‫دين العرب‪ ،‬يعبدون نخل ً‬
‫ى النسههاء‪ ،‬ثههم‬
‫حل ه ّ‬
‫إذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجههدوه‪ ،‬و ُ‬
‫خرجوا إليها‪ ،‬فعكفوا عليها يومًا‪.‬‬
‫ميههون‬‫ل من أشرافهم‪ ،‬وابتاع صالحا ً آخُر‪ ،‬فكههان في ِ‬ ‫ن رج ٌ‬ ‫فابتاع فَي ْ ِ‬
‫ميو َ‬
‫إذا قام من الليل ‪ -‬يتهجد في بيت له أسكنه إياه سيده ‪ -‬يصههلي‪ ،‬استسههرج‬
‫ت نورا ً حتى يصبح من غير مصههباح‪ ،‬فههرأى ذلههك سههيده‪ ،‬فههأعجبه مهها‬ ‫له البي ُ‬
‫يرى منه‪ ،‬فسأله عن دينه فأخبره به‪ ،‬وقال له فيميون‪ :‬إنما أنتم في باطل‪،‬‬
‫إن هذه النخلة ل تضر ول تنفع‪ ،‬ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده‪ ،‬لهلكههها‬
‫وهو الله وحده ل شريك له‪ ،‬قال‪ :‬فقال له سيده‪ :‬فافعههل‪ ،‬فإنههك إن فعلههت‬
‫ميههون‪ ،‬فتطهههر وصههلى‬ ‫دخلنا في دينك‪ ،‬وتركنا ما نحن عليههه‪ .‬قههال فقههام فَي ْ ِ‬
‫فْتههها مههن أصههلها‬
‫‪xii‬‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم دعا الله عليها‪ ،‬فأرسل الله عليههها ريح ها ً فَ َ‬
‫جع َ َ‬
‫فألقتها‪ ،‬فاّتبعه عند ذلك أهل نجران على دينه‪ ،‬فحملهم على الشريعة مههن‬
‫دين عيسى ابن مريم عليه السلم‪ ،‬ثم دخلت عليهم الحههداث الههتي دخلههت‬
‫على أهل دينهم بكل أرض‪ ،‬فمن هنالك كانت النصههرانية بنجههران فههي أرض‬
‫العرب‪.‬‬
‫من َّبه عن أهل نجران‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬فهذا حديث وهب بن ُ‬

‫‪134‬‬
‫خبر عبد الله بن الثامر‬
‫عبد اللسسه بسسن الثسسامر والسسسم العظسسم‪ :‬قسسال ابسسن إسسسحاق‪:‬‬
‫وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي‪ ،‬وحدثني أيضا ً بعض أهل‬
‫نجران عن أهلها‪ :‬أن أهل نجران كانوا أهههل شههرك يعبههدون الوثههان‪ ،‬وكههان‬
‫في قرية من قراها قريبا ً من نجران ‪ -‬ونجران‪ :‬القرية العظمى الههتي إليههها‬
‫جماع أهل تلك البلد ‪ -‬ساحر يعلم غلمان أهل نجههران السههحر‪ ،‬فلمهها نزلههها‬
‫ميون ‪ -‬ولم يسموه لى باسمه الذي سماه به وهب بن منبه‪ ،‬قالوا‪ :‬رجل‬ ‫فَي ْ ِ‬
‫نزلها ‪ -‬ابتنى خيمة بين نجران‪ ،‬وبين تلك القرية الههتي بههها السههاحر‪ ،‬فجعههل‬
‫أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك الساحر‪ ،‬يعلمهم السحر‪ ،‬فبعث إليههه‬
‫الثامُر ابَنه عبد َ الله بن الثامر مع غلمان أهل نجران‪ ،‬فكان إذا مر بصههاحب‬
‫الخيمة أعجبه ما يرى منه من صلته وعبادته‪ ،‬فجعل يجلههس إليههه‪ ،‬ويسههمع‬
‫حد الله وعبده‪ ،‬وجعل يسأله عن شههرائع السههلم حههتى‬ ‫منه حتى أسلم‪ ،‬فو ّ‬
‫مههه ‪ -‬فكتمههه إيههاه‬ ‫إذا فقه فيه‪ ،‬جعل يسأله عن السههم العظههم ‪ -‬وكههان يْعل ُ‬
‫فك عنههه‪ .‬والثههامر‬ ‫وقال له‪ :‬يا ابن أخي ! إنك لن تحمَله‪ ،‬أخشى عليههك ضههع َ‬
‫ن‪،‬‬‫أبو عبد الله ل يظن إل أن ابَنه يختلف إلههى السههاحر كمهها يختلههف الغلمهها ُ‬
‫فه فيه‪ ،‬عمد إلى‬ ‫ضعْ َ‬‫وف َ‬ ‫ن به عنه‪ ،‬وتخ ّ‬
‫ض ّ‬ ‫فلما رأى عبد ُ الله أن صاحَبه قد َ‬
‫ل اسههم‬ ‫دح‪ ،‬لكه ّ‬ ‫ِقداح‪ xiii‬فجمعها‪ ،‬ثم لم ُيبق لّله اسما يعلمههه إل كتبههه فههي قِه ْ‬
‫ً‬
‫دحًا‪ ،‬حههتى‬ ‫دحا ً قِ ْ‬‫دح‪ ،‬حتى إذا أحصاها أوقد لها نارًا‪ ،‬ثم جعل يقذفها فيها قِ ْ‬ ‫قِ ْ‬
‫دح حتى خههرج منههها لههم‬ ‫ق ْ‬‫دحه‪ ،‬فوثب ال ِ‬‫إذا مر بالسم العظم قذف فيها ِبق ْ‬
‫تضره شيئًا‪ ،‬فأخذه ثم أتى صاحبه‪ ،‬فأخبره بأنه قد علم السم الههذي كتمههه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬هو كذا وكذا‪ ،‬قال‪ :‬وكيف علمته ؟ فأخبره بمهها صههنع‪،‬‬
‫ن‬
‫قال‪ :‬أي اب َ‬

‫‪135‬‬
‫ن أن تفع َ‬
‫ل‪.xiv‬‬ ‫سك‪ ،‬وما أظ ّ‬
‫ك على نف ِ‬ ‫أخي ! قد أصبته فأمس ْ‬
‫عبد الله بن الثامر يدعو إلى التوحيد‪ :‬فجعل عبد الله بن الثامر‬
‫حد ُ الله‪ ،‬وتدخل‬ ‫إذا دخل نجران لم يلق أحدا ً به ضر إل قال‪ :‬يا عبد الله‪ ،‬أتو ّ‬
‫في ديني‪ ،‬وأدعو اللههه‪ ،‬فيعافيههك ممهها أنههت فيههه مهن البلء ؟ فيقههول‪ :‬نعههم‪،‬‬
‫ضههر إل‬
‫فى‪ ،‬حتى لم يبق بنجران أحد بههه ُ‬ ‫سلم‪ ،‬ويدعو له في ُ ْ‬
‫ش َ‬ ‫فيوحد الله وي ُ ْ‬
‫ملههك نجهران‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬حتى رفع شههأنه إلهى َ‬ ‫أتاه فاّتبعه على أمره‪ ،‬ودعا له فعوفِ َ‬
‫ي أهههل قريههتي‪ ،‬وخههالفت دينههي وديههن آبههائى‪،‬‬ ‫فدعاه فقال له‪ :‬أفسدت عل ه ّ‬
‫ن بك‪ .‬قال‪ :‬ل تقههدر علههى ذلههك‪ .‬قههال‪ :‬فجعههل ُيرسههل بههه إلههى الجبههل‬ ‫لمثل ّ‬
‫الطويل‪ ،‬فُيطَرح على رأسه‪ ،‬فيقع إلى الرض ليس به بهأس‪ ،‬وجعههل يبعهث‬
‫قى فيها‪،‬‬ ‫به إلى مياه بنجران‪ ،‬بحورٍ ل يقع فيها شئ إل هلك‪ ،‬في ُل ْ َ‬

‫‪136‬‬
‫فيخرج ليس به بأس‪ ،‬فلما غلبه‪ ،‬قال له عبد الله بن الثامر‪ :‬إنك والله‬
‫ت بههه‪ ،‬فإنههك إن فعلههت‬
‫لن تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بمهها آمن ه ُ‬
‫حههد اللههه تعههالى ذلههك الملههك‪ ،‬وشهههد‬
‫ي فقتلتنى‪ ،‬قههال‪ :‬فو ّ‬ ‫سل ّط ْ َ‬
‫ت عل ّ‬ ‫ذلك‪ُ ،‬‬
‫شهادة عبد الله بن الثههامر‪ ،‬ثههم ضههربه بعصهها فههي يههده‪ ،‬فشههجه شههجة غيههر‬
‫كبيرة‪ ،‬فقتله ثم هلك الملك مكانه‪ ،‬واستجمع أهههل نجههران علههى ديههن عبههد‬
‫حكمههه‪،‬‬‫الله بن الثامر‪ ،‬وكان على ما جاء به عيسى ابن مريم من النجيل و ُ‬
‫ثم أصابهم مثل ما أصاب أهل دينهم من الحداث‪ ،‬فمههن هنالههك كههان أصههل‬
‫النصرانية بنجران ‪ -‬والله أعلم بذلك‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وبعض أهل‬
‫قَرظ ّ‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬فهذا حديث محمد بن كعب ال ُ‬
‫نجران عن عبد الله بن الثامر ‪ -‬والله أعلم أي ذلك كان‪.‬‬
‫ذو نواس يسسدعو أهسسل نجسسران إلسسى اليهوديسسة‪ :‬فسههار إليهههم ذو‬
‫نواس بجنوده‪ ،‬فدعاهم إلى اليهودية‪ ،‬وخيرهم بيههن ذلههك والقتههل‪ ،‬فاختههاروا‬
‫القتل‪ ،‬فخد ّ لهم الخدود‪ ،xv‬فحرق من حرق بالنار‪ ،‬وقتل من قتهل بالسههيف‪،‬‬
‫ومّثل بهم‪ ،‬حتى قتل منهم قريبا ً من عشرين ألفًا‪ ،‬ففههي ذي ن ُههواس وجنههده‬
‫تلك أنزل الله تعالى على رسوله سيدنا محمد ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪:‬‬
‫ب اْل ُ ْ‬ ‫}قُت ِ َ َ‬
‫م عَل َههى َ‬
‫مهها‬ ‫م عَل َي َْها قُُعود ٌ‪ .‬وَهُ ْ‬ ‫ت ال ْوَُقودِ‪ .‬إ ِذ ْ هُ ْ‬‫ذا ِ‬ ‫دودِ‪ .‬الّنارِ َ‬
‫خ ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬
‫َ‬
‫ز‬ ‫من ُههوا ب ِههالله ال ْعَ ِ‬
‫زي ه ِ‬ ‫م إ ِّل أ ْ‬
‫ن ي ُؤْ ِ‬ ‫من ْهُ ه ْ‬
‫مههوا ِ‬‫ق ُ‬
‫مهها ن َ َ‬ ‫ن ُ‬
‫ش هُهود ٌ‪ .‬وَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬‫ن ب ِههال ْ ُ‬
‫فعَل ُههو َ‬‫يَ ْ‬
‫ميدِ{‪] .‬البروج‪[8-4:‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫فر المستطيل في‬ ‫ح ْ‬
‫تفسير الخدود‪ :‬قال ابن هشام‪ :‬الخدود‪ :‬ال َ‬
‫الرض‪ ،‬كالخندق والجدول ونحوه‪ ،‬وجمعه‪ :‬أخاديد‪ .‬قال ذو الرمة ‪ -‬واسمه‪:‬‬
‫غَْيلن بن ُ‬
‫عقبة‪ ،‬أحد بنى عَدِيّ بن عبد مناف بن أد بن‬

‫‪137‬‬
‫مضر‪:‬‬‫طابخة بن إلياس بن ُ‬
‫ل أخدود ُ‬ ‫فَلةِ وبي َ‬
‫ن النخ ِ‬ ‫بين ال َ‬ ‫‪ #‬من العراقِي ّةِ اللتي ُيحي ُ‬
‫ل لها‬
‫يعنى‪ :‬جدول‪ .‬وهذا البيت في قصههيدة لههه‪ .‬قههال‪ :‬ويقههال لثههر السههيف‬
‫والسكين في الجلد‪ ،‬وأثر السوط ونحوه‪ :‬أخدود‪ ،‬وجمعه أخاديد‪.‬‬
‫نهاية عبد الله بن الثامر‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬ويقال‪ :‬كههان فيمههن‬
‫قَت َ َ‬
‫ل ذو نواس‪ ،‬عبد َ الله بن الثامر رأسهم وإمامهم‪.‬‬
‫عمههرو‬ ‫قال ابن إسحاق‪ :‬حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بههن َ‬
‫ل نجههران كههان فههي زمههان عمههر بههن‬ ‫حههدث‪ :‬أن رجل مههن أهه ٍ‬ ‫ابن حزم أنه ُ‬
‫رب نجههران لبعههض حههاجته‪،‬‬ ‫خه ِ‬
‫ربههة مههن َ‬ ‫خ ِ‬
‫الخطاب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬حفهَر َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ن منها قاعدا‪ ،‬واضههعا يههده علههى ضههربة‬ ‫فوجدوا عبد َ الله بن الثامر تحت د َفْ ٍ‬
‫ده عنها تنبعث دما‪ ،‬وإذا أرسلت‬ ‫خرت ي َ‬ ‫ممسكا عليها بيده‪ ،‬فإن أ ّ‬ ‫في رأسه‪ُ ،‬‬
‫مها‪ ،‬وفي يده خاتم مكتهوب فيهه‪ ":‬ربهي اللهه "‬ ‫دها عليها‪ ،‬فأمسكت د َ‬ ‫يده ر ّ‬
‫فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب يخبر بأمره فكتب إليهم عم هُر رضههي اللههه‬
‫عنه‪ :‬أن أقروه على حاله وردوا عليه الد ّْفن الذي كان عليه‪ ،‬ففعلوا‪.xvi‬‬

‫‪138‬‬
‫فرار دوس ذي ثعلبان من ذي نواس واستنجاده بقيصر‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬وأفلت منهم رجل من سبأ‪ .‬يقال لههه د َْوسه‪ xvii‬ذو‬
‫ث َْعلبان على فرس له‪ ،‬فسلك الرمل فأعجزهم‪ ،‬فمضههى علههى وجهههه ذلههك‪،‬‬
‫حتى أتى قيصر‪ xviii‬ملك الروم‪ ،‬فاستنصره على ذي نواس وجنوده‪ ،‬وأخههبره‬
‫بما بلغ منههم‪ ،‬فقهال لهه‪ :‬بعهدت بلدك منها‪ ،‬ولكهن سهأكتب لهك إلهى ملهك‬
‫الحبشة فإنه على هههذا الههدين‪ ،‬وهههو أقههرب إلههى بلدك‪ ،‬وكتههب إليههه يههأمره‬
‫بنصره والطلب بثأره‪.‬‬
‫س على النجاشي بكتههاب قيصههر‪،‬‬‫النجاشي ينصر دوسا‪ :‬فقدم دو ٌ‬
‫مر عليهم رجل منهم يقال لهه‪ :‬أريهاط‬
‫فبعث معه سبعين ألفا من الحبشة وأ ّ‬
‫‪ -‬ومعه في جنده أبرهة الشرم ‪ -‬فركههب أريهاط البحهر حهتى نههزل بسهاحل‬
‫اليمن‪ ،‬ومعه د َْوس ذو ث َْعلبان‪.‬‬
‫ميهر‪ ،‬ومهن أطهاعه مهن‬ ‫ح ْ‬
‫نهاية ذي نواس‪ :‬وسار إليه ذو ُنواس في ِ‬
‫قبائل اليمن‪ ،‬فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه‪ ،‬فلمهها رأى ذو نههواس مهها‬
‫نزل به وبقومه‪ ،‬وجه فرسه فهي البحههر‪ ،‬ثههم ضههربه‪ ،‬فههدخل بههه فخهاض بههه‬
‫ره‪ ،xx‬فأدخله فيه‪ ،‬وكان آخر العهههد‬ ‫ضاح البحر‪ ،‬حتى أفضى به إلى غَ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ح َ‬
‫ض ْ‬
‫َ‬
‫‪xix‬‬

‫به‪ .‬ودخل أرياط اليمن‪ ،‬فملكها ‪.‬‬


‫‪xxi‬‬

‫‪139‬‬
‫فقال رجل من أهل اليمن ‪ -‬وهو يذكر ما سههاق إليهههم دوس مههن أمههر‬
‫الحبشة‪.:‬‬
‫‪xxii‬‬
‫‪ " #‬ل ك َد َْوس ول كأعلقَ َر ْ‬
‫حله "‬
‫قسسول ذي جسسدن الحميسسري فسسي هسسذه القصسسة‪ :‬وقههال ذو جههدن‬
‫الحميري‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫ل تهلكي أسفا في إثر من‬ ‫ك ليس يرد ّ الدمعَ ما فاتا‬
‫‪xxiii‬‬
‫‪ #‬هون ِ‬
‫ماَتا‬
‫س أبياَتا؟!‬
‫حين يبني النا ُ‬ ‫ْ‬
‫سل ِ‬‫وبعد َ َ‬ ‫‪ #‬أبعد َ ب َْينون ل عين ول أثههٌر‬
‫بينون وسلحين وغمدان‪ :‬من حصون اليمن الههتي هههدمها أريههاط‪ ،‬ولههم‬
‫يكن في الناس مثُلها‪ .‬وقال ذو جدن أيضًا‪:‬‬

‫‪140‬‬
‫‪xxiv‬‬
‫ك الله ! قد أنزفْ ِ‬
‫ت‬ ‫لحا ِ‬ ‫ك ‪-‬لن تطيقهههي‬ ‫‪ #‬دعينى‪-‬ل أبا ل ِ‬
‫‪xxv‬‬
‫ريقي‬
‫ر‬
‫ُنسقى من الخم ِ‬ ‫وإذ ْ‬ ‫ن إذ انتشينههها‬ ‫ف القيا ِ‬ ‫عز ِ‬ ‫دى َ‬ ‫‪ #‬لَ َ‬
‫‪xxvi‬‬
‫الههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههرحيق‬
‫كني فيها رفيقي‬ ‫ش ُ‬‫لم ي َ ْ‬ ‫إذا‬ ‫ب الخمر ليس على عارا ً‬ ‫شْر ُ‬ ‫‪#‬و ُ‬
‫ّ‬
‫‪xxvii‬‬
‫ق‬
‫ب الشفاَء مع الّنشو ِ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ولو َ‬ ‫ه‬
‫ت ل ينهاه نهههههههها ٍ‬ ‫‪ #‬فإن المو َ‬
‫‪xxviii‬‬
‫جدره َبيض النوق‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫يناط ُ‬ ‫سطهههههههوان‬ ‫هب في أ ْ‬ ‫‪ #‬ول متر ّ‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxix‬‬
‫س ِنيق‬
‫مكا في رأ ِ‬ ‫س ّ‬
‫م َ‬
‫بنوه ُ‬ ‫دثت عنهههههه‬ ‫ح ّ‬
‫مدان الذي ُ‬ ‫‪ #‬وغُ ْ‬
‫‪xxxi‬‬
‫الزليق‬ ‫اللثق‬ ‫ل‬
‫ح ِ‬ ‫الموْ َ‬ ‫حر‬‫جههههههههرون و ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ة‪ ،‬وأسفل ُ‬ ‫م ٍ‬‫من ْهَ َ‬‫‪#‬ب َ‬

‫‪141‬‬
‫مسي ك َت َ ْ‬
‫‪xxxii‬‬
‫ق‬
‫ض الُبرو ِ‬ ‫وما ِ‬ ‫إذا ي ُ ْ‬ ‫ط تلوح فيه‬ ‫سلي ِ‬ ‫‪ #‬مصابيح ال ّ‬
‫‪xxxiii‬‬
‫صر بالعذوق‬ ‫سُر ي َهْ ِ‬ ‫يكاد الب ُ ْ‬ ‫ت إليه‬ ‫رس َ‬ ‫‪ #‬ونخلُته التي غُ ِ‬
‫الحريق‬ ‫ب‬‫له ُ‬ ‫حسَنه‬ ‫وغّير‬ ‫ً‬ ‫دته رمادا‬ ‫ج ّ‬‫‪ #‬فأصبح بعد ِ‬
‫‪ #‬وًاسل َ َ‬
‫‪xxxiv‬‬
‫ضْنك المضيق‬ ‫َ‬ ‫مه‬ ‫ذر قو َ‬ ‫وح ّ‬ ‫سَتكينا‬ ‫م ْ‬ ‫م ذو ُنواس ُ‬
‫قول ربيعة ابن الذئبة الثقفي في هذه القصسسة‪ :‬وقههال عبههد اللههه‬
‫ابن الذئبة‪ xxxv‬الثقفي في ذلك ‪ -‬قال ابسسن هشسسام‪ :‬الذئبههة أمههه‪ ،‬واسههمه‪:‬‬
‫ى‪.‬‬‫س ّ‬‫شم بن قَ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫حط َْيط بن ُ‬ ‫ربيعة ابن عَْبد ياليل بن سالم بن مالك بن ُ‬
‫مع الموت يلحقه والك َِبر‬ ‫مرك ما للفتى من مقههر‬ ‫‪ #‬ل َعَ ْ‬
‫‪xxxvi‬‬
‫ن له من وَزر‬ ‫لعمرك ما إ ْ‬ ‫حهههرة‬ ‫ص ْ‬‫‪ #‬لَعمرك ما للفتى ُ‬
‫‪xxxvii‬‬
‫العََبر‬ ‫صباحا ً بذات‬ ‫أبيدوا‬ ‫ميههههـر‬ ‫ح ْ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬أبعْد َ قبائ َ‬
‫ل ِ‬

‫‪142‬‬
‫ل المطر‬ ‫ل السماء قُب َي ْ ِ‬ ‫كمث ِ‬ ‫حّرابهة‬‫ف و ُ‬ ‫ف ألو ٍ‬ ‫‪ #‬بأل ِ‬
‫‪xxxviii‬‬

‫دفْر‬
‫‪xxxix‬‬
‫وينفون من قاتلوا بال ّ‬ ‫قرَبات‬ ‫حهم الم ْ‬ ‫م صيا ُ‬ ‫ص ّ‬
‫‪ #‬يُ ِ‬
‫ب‬‫ب ت َْيبس منهم رطا ُ‬ ‫ل عديد الترا‬ ‫ى مث ُ‬ ‫سَعال ِ َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫‪xl‬‬
‫الشهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههجْر‬
‫قول عمرو بن معدى كرب الزبيدى في هذه القصة‪ :‬وقههال عمههرو‬
‫مْعدي كرب الّزبي ْههدي‪ xli‬فههي شههيء كههان بينههه وبيههن قيههس بههن مكشههوح‬ ‫بن َ‬
‫مير وعزها‪ ،‬وما زال مههن ملكههها‬ ‫ح ْ‬
‫ي ‪ ،‬فبلغه أنه يتوعده‪ ،‬فقال يذكر ِ‬ ‫‪xlii‬‬
‫المَراد ّ‬
‫عنها‪:‬‬
‫واس‬‫عيشةٍ ‪ -‬أو ذو ن ُ َ‬ ‫‪ -‬بأفضل ِ‬ ‫عدني كأنك ذو رعيههههههن‬ ‫‪ #‬أتو ِ‬
‫في الناس‬ ‫ت‬‫ك ثاب ٍ‬ ‫مل ٍ‬‫و ُ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬وكائن كان قبلك من نعيهههههم ٍ‬
‫راسهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههي‬

‫‪143‬‬
‫عظيم قاهر الجبروت قاسى‬ ‫‪ #‬قديم ٍ عهده من عهد عههاد‬
‫س‬
‫س في أنا ِ‬ ‫ول من أنا ٍ‬ ‫ُيح ّ‬ ‫‪ #‬فأمسى أهُله بادوا‪ ،‬وأمسى‬
‫من َب ّههه‬
‫نسب زيد ومراد‪ :‬قال ابن هشام‪ُ :‬زب َْيد بن سلمة بههن مههازن بههن ُ‬
‫حج‪ .‬ويقال‪ُ :‬زبيد بن منّبه بههن صههعب بههن‬ ‫مذ ْ ِ‬
‫بن صعب بن سعد العشيرة بن َ‬
‫م ْ‬
‫ذحج‪.‬‬ ‫سعد العشيرة‪ ،‬ويقال‪ُ :‬زبيد بن صعب بن سعد‪ .‬ومراد‪ُ :‬يحاِبر بن ُ‬
‫لماذا قسسال عمسسرو بسسن معسسدي كسسرب هسسذا الشسسعر‪ :‬قسسال ابسسن‬
‫عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي الله عنههه ‪-‬‬ ‫هشام‪ :‬وحدثنى أبو عبيدة قال‪ :‬كتب ُ‬
‫إلى سْلمان بن ربيعة الباهلى‪ ،xliii‬وباهلة بن يعصر بههن سههعد بههن قيههس ابههن‬
‫عيلن‪ .‬وهو بأْرمينية يأمره أن يفضل أصحاب الخيل الِعراب علههى أصههحاب‬
‫الخيل المقارف‪ xliv‬في العطاء فعرض الخيل‪ ،‬فمر به فرس عمرو بن معدى‬
‫قرف‪ ،‬فغضههب عمههرو‪ ،‬وقههال‪ :‬هجيههن‬ ‫م ْ‬
‫كرب‪ ،‬فقال له سلمان‪ :‬فرسك هذا ُ‬
‫عرف هجينا ً مثله‪ ،‬فوثب إليه قيس فتوعده‪ ،‬فقال عمرو هذه البيات‪.‬‬
‫تصديق قول شق وسطيح‪ :‬قال ابن هشام‪ :‬فهههذا الههذي عنههى‬
‫كم الحبش‪ ،‬فليمل ُك ُ ّ‬
‫ن ما بين أب َْين إلههى‬ ‫ض ُ‬
‫سطيح الكاهن بقوله‪ " :‬ليهبطن أْر َ‬
‫ج هَرش " والههذي عنههى شههق الكههاهن بقههوله‪ " :‬لينزلههن أرضههكم السههودان‪،‬‬ ‫ُ‬
‫طفلة البنان وليمُلكن ما بين أب َْين إلى نجران "‪.‬‬
‫فليغُلبن على كل َ‬

‫‪144‬‬
‫النزاع على اليمن بين أبرهة وأرياط‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬فأقام أْرَياط بأرض اليمن سنين فههي سههلطانه ذلههك‪،‬‬
‫ثم نازعه في أمر الحبشة بههاليمن أبرهههة الحبشههي‪ ،‬حههتى تفرقههت الحبشههة‬
‫دهما إلههى‬ ‫عليهما‪ ،‬فانحاز إلى كل واحههد منهمهها طائفههة منهههم‪ ،‬ثههم سههار أحه ُ‬
‫ط‪ :‬إنك ل تصههنع بههأن تلقههى‬ ‫ة إلى أريا َ‬ ‫الخر‪ ،‬فلما تقارب الناس أرسل أبره ُ‬
‫ي‪ ،‬وأبرز إليك‪ ،‬فأينا أصاب‬ ‫ً‬
‫الحبشة بعضها ببعض‪ ،‬حتى تفنيها شيئا‪ ،‬فابرز إل ّ‬
‫ت ؛ فخرج إليه أبرهة ‪-‬‬ ‫ده‪ ،‬فأرسل إليه أرياط‪ :‬أنصف َ‬ ‫صاحَبه انصرف إليه جن ُ‬
‫وكان رجل قصيرا ً لحيما‪ ،‬وكان ذا دين النصرانية ‪ -‬وخرج إليه أريههاط وكههان‬
‫رجل جميل عظيما طويل‪ ،‬وفي يده حربة له وخلف أبرهة غلم له‪ ،‬يقال له‪:‬‬
‫ط الحربههة‪ ،‬فضههرب أبرهههة يريههد يههأفوخه‪،‬‬ ‫دة‪ ،xlv‬يمنع ظهره‪ ،‬فرفههع أريهها ُ‬ ‫عَْتو َ‬
‫فوقعت الحربة على جبهة أبرهة‪ ،‬فشرمت حههاجبه وأنفههه وعينههه وشههفته ‪،‬‬
‫‪xlvi‬‬

‫ودة علهى أريهاط مههن خلهف أبرههة‬ ‫سمى‪ :‬أبرهة الشرم‪ ،‬وحمل عَت ْه َ‬ ‫فبذلك ُ‬
‫فقتله‪ ،‬وانصرف جند ُ أريههاط إلههى أبرهههة فههاجتمعت عليههه الحبشههة بههاليمن‪،‬‬
‫ة أريا َ‬
‫ط‪.‬‬ ‫دى‪ xlvii‬أبره ُ‬‫وَوَ َ‬
‫غضب النجاشي على أبرهة‪ :‬فلمهها بلههغ النجاشههي غضههب غضههبا ً‬
‫شديدا ً وقال‪ :‬عدا على أميري فقتله بغيههر أمههري‪ ،‬ثههم حلههف‪ :‬ل يههدع أبرهههة‬
‫سههه ومل جرابها ً مههن تههراب‬ ‫حتى يطأ بلده‪ ،‬ويجههز ناصههيته‪ .‬فحلههق أبرهههة رأ َ‬
‫اليمن‪ ،‬ثم بعث به إلى النجاشي‪ ،‬ثم كتب إليه‪:‬‬
‫رك‪،‬‬
‫دك‪ ،‬فاختلفنا في أم ِ‬ ‫دك‪ ،‬وأنا عب ُ‬ ‫ط عب َ‬‫" أيها الملك‪ ،‬إنما كان أْريا ُ‬

‫‪145‬‬
‫وكل طاعُته لك‪ ،‬إل أنى كنت أقوى علههى أمههر الحبشههة وأضههبط لههها‪،‬‬
‫وأسوس منه‪ ،‬وقد حلقت رأسي كله حين بلغنى قسم الملهك‪ ،‬وبعثهت إليهه‬
‫ي "‪.‬‬
‫مه ف ّ‬
‫بجراب تراب من أرض‪ ،‬ليضعه تحت قدميه‪ ،‬فيبّر قس َ‬
‫فلما انتهى ذلك إلى النجاشي رضي عنه‪ ،‬وكتب إليه‪ :‬أن اثبههت بههأرض‬
‫اليمن حتى يأتيك أمري‪ ،‬فأقام أبرهة باليمن‪.‬‬
‫قل ّي ْ َ‬
‫سهه‬ ‫" القليسسس " أو كنيسسسة أبرهسسة‪ :‬ثههم إن أبرهههة بنههى ال ُ‬
‫‪xlviii‬‬

‫بصنعاء‪ ،‬فبنى كنيسة لم ُير مثُلها في زمانههها بشههىء مههن الرض‪ ،‬ثههم كتههب‬
‫ن مثُلهها لملهك كهان‬ ‫ة لم ي ُب ْ َ‬
‫إلى النجاشي‪ :‬أنى قد بنيت لك أيها الملك كنيس ً‬
‫ف إليههها حههج العههرب‪ ،‬فلمهها تحههدثت العههرب‬ ‫قبلك‪ ،‬ولست بمنتهٍ حتى أصر َ‬
‫قْيم بن‬ ‫بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي‪ ،‬غضب رجل من الّنسأة‪ ،‬أحد بني فُ َ‬
‫مد ِْركة‬ ‫خَزيمة بن ُ‬ ‫عديّ بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن ُ‬
‫بن الياس بن مضر‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫النسأة‪ :‬والنسههأة‪ :‬الههذين كههانوا ينسههئون الشهههور علههى العههرب فههي‬
‫الجاهلية‪ ،‬فيحّلون الشهر من الشهر الحرم‪ ،‬ويحرمههون مكههاَنه الشهههَر مههن‬
‫أشهرِ الحل‪ ،‬ليواطئوا عدةَ ما حّرم الله‪ .‬ويؤخرون ذلك الشهر‪ ،‬ففيههه أنههزل‬
‫ن كَ َ‬
‫فهُروا‬ ‫ل ب ِههِ ال ّه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ضه ّ‬
‫فهرِ ي ُ َ‬‫سيُء زَِياد َةٌ ِفي ال ْك ُ ْ‬ ‫ما الن ّ ِ‬‫الله تبارك وتعالى‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫م الله{ ]التوبة‪[37:‬‬ ‫حّر َ‬ ‫ما َ‬ ‫واط ُِئوا ِ‬
‫عد ّةَ َ‬ ‫ما ل ِي ُ َ‬
‫عا ً‬
‫ه َ‬ ‫مون َ ُ‬
‫حّر ُ‬
‫ما وَي ُ َ‬
‫عا ً‬ ‫حّلون َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫يُ ِ‬
‫قال ابن هشسام‪ :‬ليوافقههوا‪ ،‬والمواطههأة‪ :‬الموافقههة‪ ،‬تقههول العههرب‪:‬‬
‫واطأُتك على هذا المر‪ ،‬أي وافقتك عليه‪ ،‬واليطاء فههي الشههعر‪ :‬الموافقههة‪،‬‬
‫جاج ‪ -‬واسههم‬‫وهو اتفاق القافيتين من لفظ واحد وجنس واحد‪ ،‬نحو قول العَ ّ‬
‫مر بههن‬‫مناة بن تميم ابن ُ‬‫الَعجاج ‪ :‬عبد الله بن ُرؤبة أحد بني سعد بن زيد َ‬
‫‪xlix‬‬

‫أد ّ بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار ‪:-‬‬


‫سل‬
‫جنون المر َ‬ ‫‪ #‬في أْثعبان ال َ‬
‫من ْ َ‬
‫‪l‬‬

‫ثم قال‪:‬‬
‫سل‬
‫‪ #‬مد ّ الخليِج في الخليِج‪ li‬المْر َ‬
‫وهذان البيتان في أرجوزة له‪.‬‬
‫أول من ابتدع النسيء‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬وكههان أول مههن نسههأ‬
‫قلمس‪،lii‬‬
‫ل‪ ،‬وحرمت منها ما حرم ال َ‬ ‫الشهور على العرب‪ ،‬فأحلت منها ما أح ّ‬
‫قْيم بن عدى بن عهامر بهن ثعلبههة بهن الحههارث بهن‬‫ذيفة بن عبد بن فُ َ‬
‫ح َ‬
‫وهو ُ‬
‫خَزيمة‪ ،‬ثم قام بعده على ذلك ابنه عباد‬ ‫مالك بن كنانة بن ُ‬

‫‪147‬‬
‫ابن حذيفة‪ ،‬ثم قام بعد عباد‪ :‬قََلع بن عّباد‪ ،‬ثم قام بعد قَل َههع‪ :‬أميههة بههن‬
‫جَنههادة‬ ‫وف‪ :‬أبو ُثمامههة‪ُ ،‬‬ ‫عوف بن أمية‪ ،‬ثم قام بعد عَ ْ‬ ‫قلع‪ ،‬ثم قام بعد أمية‪َ :‬‬
‫وف‪ ،‬وكان آخرهم‪ ،‬وعليه قام السلم ‪ ،‬وكانت العرب إذا فرغت من‬
‫‪liii‬‬
‫بن‪ .‬عَ ْ‬
‫حجها اجتمعت إليه‪ ،‬فحرم‪ .‬الشهر الحههرم الربعههة‪ :‬رجبهها‪ ،‬وذا القعههدة‪ ،‬وذا‬
‫ل المحرم فأحلوه وحرم مكههانه‬ ‫الحجة‪ ،‬والمحرم‪ .‬فإذا أراد أن يحل شيئا ً أح ّ‬
‫‪liv‬‬
‫در‬
‫صه َ‬
‫ح هُرم‪ .‬فههإذا أرادوا ال ّ‬ ‫صفر فحّرموه ؛ ليواطئوا عد ّةَ الربعة الشهههر ال ُ‬
‫صههفَرْين‪ ،‬الصههفر الول‪،‬‬ ‫قام فيهم فقال‪ " :‬اللهم إني قد أجللت لههك أحههد ال ّ‬
‫ذل‬ ‫مي ْههر بههن قَي ْههس‪ِ ،‬‬
‫جه ْ‬ ‫ونسههأت الخ هَر للعههام المقبل " فقههال فههي ذلههك عُ َ‬
‫‪lv‬‬

‫طعان‪ ،lvi‬أحد ُ بنى فههراس بههن غَن ْههم بههن ثعلبههة بههن بالههك بههن كنانههة‪ ،‬يفخههر‬ ‫ال ّ‬
‫بالّنسأة على العرب‪:‬‬

‫‪148‬‬
‫ما‬
‫ن لهم ك َِرا َ‬
‫‪lvii‬‬
‫س أ ّ‬ ‫م النا ِ‬ ‫كرا ُ‬ ‫مَعد أن قومهههي‬ ‫ت َ‬‫‪ #‬لقد علم ْ‬
‫ك لجاما‬
‫‪lviii‬‬ ‫س لم ن ُعْل ِ ْ‬ ‫وأيّ النا ِ‬ ‫وتهههـر‬
‫س فاتونا ب ِ‬
‫‪ #‬فأيّ النا ِ‬
‫حراما؟‬ ‫ل نجعلها َ‬ ‫ح ّ‬‫شهوَر ال ِ‬ ‫معهههد‬
‫سنا الّناسئين على َ‬ ‫‪ #‬أل ْ‬
‫‪lix‬‬
‫قال ابن هشام‪ :‬أول الشهر الحرم‪ :‬المحّرم‪.‬‬
‫ي‬
‫الكناني يحدث في القليس‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬فخههرج الكنههان ّ‬
‫حتى أتى القل ّْيس فقعد‪ lx‬فيها ‪-‬‬
‫قال ابن هشام‪ :‬يعني أحدث فيها ‪-‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬ثم خرج فلحق بأرضه‪ ،‬فأخبر بذلك أبرهة فقههال‪.:‬‬
‫من صنع هذا ؟ فقيل له‪ :‬صنع هذا رجهل مهن العهرب مهن أههل ههذا الهبيت‬
‫ب إليه بمكة لما سمع قولههك‪" :‬أصههرف إليههها حههج العههرب "‬‫الذي تحج العر ُ‬
‫هل‪.‬‬‫غضب فجاء‪ ،‬فقعد فيها‪ ،‬أي أنها ليست لذلك بأ ْ‬
‫خسسروج أبرهسسة لهسسدم الكعبسسة‪ :‬فغضههب عنههد ذلههك أبرهههة وحلههف‪:‬‬
‫مه‪ ،‬ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجّهزت‪ ،‬ثم سار‬ ‫ن إلى البيت حتى يهد َ‬
‫ليسير ّ‬

‫‪149‬‬
‫وخرج معه بالفيل‪ ،‬وسمعت بذلك العرب فأعظموه وفَ ِ‬
‫ظعوا به‪ ،‬ورأوا‬
‫جهاده حقا عليهم‪ ،‬حين سمعوا بأنه يريد هدم الكعبة‪ ،‬بيت الله الحرام‪.‬‬
‫أشراف اليمن يدافعون عن البيت‪ :‬فخرج إليه رجل من أشراف‬
‫فر‪ ،‬فدعا قههومه‪ ،‬ومههن أجههابه مههن سههائر‬ ‫أهل اليمن وملوكهم يقال له‪ :‬ذو ن َ ْ‬
‫العرب إلى حرب أبرهة‪ ،‬وجهاده عن بيت الله الحرام‪ ،‬وما يريد مههن هههدمه‬
‫وإخرابه‪ ،‬فأجابه إلى ذلك من أجهابه‪ ،‬ثهم عهرض لهه فقهاتله‪ ،‬فَُههزم ذو ن َ ْ‬
‫فهر‬
‫فههر‪:‬‬‫فر‪ ،‬فأتى به أسيرًا‪ ،‬فلما أراد قتله‪ ،‬قال لههه ذو ن َ ْ‬ ‫وأصحابه‪ ،‬وأخذ له ذو ن َ ْ‬
‫أيها الملك‪ ،‬ل تقتلني فإنه عسى أن يكون بقائى معك خيرا ً لهك مهن قتلهى‪،‬‬
‫فتركه من القتل‪ ،‬وحبسه عنده في وثاق‪ ،‬وكان أبرهة رجل حليمًا‪.‬‬
‫خثعم تجاهد أبرهة‪ :‬ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خههرج‬
‫خْثعمههي فههي‬ ‫خث َْعم‪ lxi‬عَهَرض لههه ن ُ َ‬
‫في ْههل بههن حههبيب ال َ‬ ‫له‪ ،‬حتى إذا كان بههأرض َ‬
‫هس ‪ ،‬ومن تبعه من قبائل العرب‪ ،‬فقاتله فهزمههه‬ ‫شْهران وَنا ِ‬ ‫خث َْعم‪َ :‬‬ ‫َقبيل َ ْ‬
‫ي َ‬
‫‪lxii‬‬

‫في ْههل‪ :‬أيههها‬ ‫فْيل أسيرًا‪ ،‬فأتى به‪ ،‬فلمهها هه ّ‬


‫م بقتلههه قههال لههه ن ُ َ‬ ‫أبرهة‪ ،‬وأخذ له ن ُ َ‬
‫الملك‪ ،‬ل تقتلنى فإنى دليلك بأرض العرب‪ ،‬وهاتان يههداي لههك علههى قههبيلى‬
‫شْهران وناهس بالسمع والطاعة‪ ،‬فخلى سبيَله‪.‬‬ ‫خْثعم‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫معَّتههب‬‫وخرج به معه يدّله‪ ،‬حتى إذا مّر بالطائف خرج إليه مسعود بن ُ‬
‫وف بن ثقيف في رجال ثقيف‪.‬‬ ‫عمرو بن‪ .‬سعد بن عَ ْ‬ ‫ابن مالك بن كعب بن َ‬
‫‪lxiii‬‬
‫ن الّنبيت بن منبه بن منصور‬
‫يب ُ‬ ‫قيف‪ :‬قَ ِ‬
‫س ّ‬ ‫نسب ثقيف ‪ :‬واسم ث َ ِ‬

‫‪150‬‬
‫بن نزار بن معد ّ بن عدنان‪.‬‬ ‫ى بن إياد‬
‫عم ّ‬
‫صى بن د ُ ْ‬‫دم بن أفْ َ‬
‫ق ُ‬
‫ابن ي َ ْ‬
‫‪lxiv‬‬

‫صْلت الثقفي‪:lxv‬‬‫قال أمية بن أبى ال ّ‬


‫‪lxvi‬‬
‫م‬
‫أو‪ :‬لو أقاموا فت ُهَْزل الن ّعَ ُ‬ ‫مههم‬ ‫مأ َ‬ ‫‪ #‬قومى إياد لو أنه ْ‬
‫‪lxvii‬‬
‫قلم‬‫ط وال َ‬‫ساروا جميعا ً والق ّ‬ ‫ق إذا‬ ‫ة العرا ِ‬ ‫‪ #‬قوم لهم ساح ُ‬
‫صْلت أيضًا‪:‬‬ ‫وقال أمية بن أبى ال ّ‬
‫خب ّْرك اليقينا‬ ‫وعن نسبي ‪ -‬أ َ‬ ‫سألي عني – ل ُب َي َْني‬ ‫ما ت َ ْ‬
‫‪ #‬فإ ّ‬
‫م القدمينا‬ ‫قد ُ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫لمنصورِ ب ِ‬ ‫ت أبي قسهههههـي‬ ‫َ‬ ‫‪ #‬فإنا للّنبي ِ‬
‫منبههه بههن بكههر بههن هَههوازن بههن‬ ‫ى بههن ُ‬
‫سه ّ‬ ‫قال ابن هشام‪ :‬ثقيههف‪ :‬قَ ِ‬
‫ضر بن نزار بن معد‬ ‫م َ‬ ‫فة بن قَْيس بن عَْيلن بن ُ‬ ‫ص َ‬‫خ َ‬ ‫عكرمة بن َ‬ ‫منصور ابن ِ‬
‫بن عدنان‪ ،‬والبيتان الّولن والخران في قصيدتين لمية‪.‬‬
‫ثقيف تهادن أبرهة‪ :‬قال ابن إسحاق‪ ،‬فقههالوا لههه‪ :‬أيههها الملههك‪،‬‬
‫دك سامعون لك مطيعون‪ ،‬ليس عندنا لك خلف‪ ،‬وليس‬ ‫إنما نحن عبي ُ‬

‫‪151‬‬
‫بيتنا هذا البيت الذي تريد ‪ -‬يعنون اللت ‪ -‬إنما نريد البيت الذي بمكههة‪،‬‬
‫ونحن نبعث معك من يدلك عليه‪ ،‬فتجاوز عنهم‪.‬‬
‫اللت‪ :‬واللت‪ :‬بيت لهم بالطائف كانوا يعظمونه نحو تعظيم الكعبة‪.‬‬
‫قههال ابههن هشههام‪ :‬أنشههدني أبههو عبيههدة النحههوي لضههرار بههن الخطههاب‬
‫ري‪:‬‬‫فهْ ِ‬
‫ال ِ‬
‫سر‬ ‫قَلب الخائ ِ‬
‫ب الخا ِ‬ ‫من ْ َ‬
‫ب ُ‬ ‫وت ثقيف إلى لِتها‬ ‫‪ #‬وفَ ّ‬
‫وهذا البيت في أبيات له‪.‬‬
‫أبو رغال ورجم قبره‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬فبعثوا معههه أبهها رغههال‬
‫يدّله علههى الطريههق إلهى مكههة فخههرج أبرهههة ومعههه أبههو رغهال حههتى أنزلههه‬
‫ب‪ ،‬فهو‬ ‫مس‪ ،lxviii‬فلما أنزله به مات أبو رغال هناك‪ ،‬فرجمت قبَره العر ُ‬ ‫مغَ ّ‬
‫ال ُ‬
‫مس‪.‬‬ ‫القبر الذي يرجم الناس بالمغ ّ‬

‫‪152‬‬
‫مههس‪ ،‬بعههث‬ ‫سود بن مقصود يهاجم مكة‪ :‬فلما نزل أبرهة المغَ ّ‬ ‫ال ْ‬
‫ود بن مقصود على خيل لههه‪ ،‬حههتى انتهههى‬
‫‪lxix‬‬
‫س َ‬
‫رجل من الحبشة يقال له‪ :‬ال ْ‬
‫ل ِتهامة من قريش وغيرهم وأصهاب فيهها مهائتي‬ ‫إلى مكة‪ ،‬فساق إليه أموا َ‬
‫بعير لعبد المطلب بههن هاشههم‪ ،‬وهههو يههومئذ كههبير قريههش وسههيدها‪ ،‬فهمههت‬
‫ذيل ومن كان بذلك الحرم بقتاله‪ ،‬ثم عرفوا أنهم ل طاقههة‬ ‫قريش وكنانة وهُ َ‬
‫لهم به‪ ،‬فتركوا ذلك‪.‬‬
‫حناطة الحميههريّ إلههى مكههة‪،‬‬ ‫رسول أبرهة إلى مكة‪ :‬وبعث أبرهة ُ‬
‫ل عن سيد أهل هذا البلد وشريفها‪ ،‬ثم قل له‪ :‬إن الملك يقههول‬ ‫س ْ‬
‫وقال له‪َ :‬‬
‫لك‪ :‬إني لم آت لحربكم‪ ،‬إنما جئت لهدم هذا البيت‪ ،‬فإن لم تتعرضهوا دونهه‬
‫بحرب‪ ،‬فل حاجة لي بدمائكم‪ ،‬فإن هو لم ي ُرِد ْ حربي فأتني به ؛ فلمهها دخههل‬
‫حناطة مكة‪ ،‬سال عن سيد قريش وشريفها‪ ،‬فقيهل لهه‪ :‬عبهد المطلهب بهن‬ ‫ُ‬
‫هاشم‪ ،‬فجاءه‪ .‬فقال له ما أمره به أبرهة‪ ،‬فقال له عبد المطلب‪ :‬والله مهها‬
‫نريد حربه‪ ،‬وما لنا بههذلك مههن طاقههة‪ ،‬هههذا بيههت اللههه الحههرام وبيههت خليلههه‬
‫إبراهيم – عليه السلم – أو كما قال – فإن يمنعه منههه‪ ،‬فهههو بيتههه وحرمههه‪،‬‬
‫حناطههة‪ :‬فههانطلق‬ ‫وإن يخل بينه وبينه‪ ،‬فوالله ما عندنا د َْفع عنههه‪ .‬فقههال لههه ُ‬
‫معي إليه‪ ،‬فإنه قد أمرني أن آتيه بك‪.‬‬
‫أنيس يشفع لعبد المطلب‪ :‬فههانطلق معههه عبههد المطلههب‪ ،‬ومعههه‬
‫بعض بنيه‪ ،‬حتى أتى العسكر‪ ،‬فسأل عن ذي َنفههر‪ ،‬وكههان لههه صههديقا‪ ،‬حههتى‬
‫فر هههل عنههدك مههن َ‬
‫غنههاء فيمهها‬ ‫دخل عليه وهو في محبسه‪ ،‬فقال له‪ :‬يا ذا ن َ ْ‬
‫غناء رجل أسير بيد َيْ ملك ينتظر أن يقتله‬ ‫فر‪ :‬وما َ‬
‫نزل بنا؟ فقال له ذو ن َ ْ‬

‫‪153‬‬
‫غناء في شيء ممهها نههزل بههك‪ ،‬إل أن أن َْيسهها‬ ‫غدوّا ً أو عشيا ً ؟! ما عندنا َ‬ ‫ُ‬
‫عظههم عليههه حقههك‪،‬‬ ‫سائس الفيل صديق لي‪ ،‬وسأرسل إليه فأوصيه بههك‪ ،‬وأ ْ‬
‫وأسأله أن يستأذن لك على الملك‪ ،‬فتكلمه بما بهدا لهك‪ ،‬ويشهبع لههك عنهده‬
‫فر إلى أن َْيس‪ ،‬فقههال لههه‪:‬‬ ‫بخير إن قدر على ذلك‪ .‬فقال‪ :‬حسبي‪ .‬فبعث ذو ن َ ْ‬
‫سهههل‪،‬‬ ‫عيههر مكههة‪ ،‬يطعههم النههاس بال ّ‬‫إن عبد المطلب سيد قريش‪ ،‬وصاحب ِ‬
‫والوحوش في رءوس الجبال‪ ،‬وقد أصاب له الملك مههائتي بعيههر‪ ،‬فاسههتأذن‬
‫عليه‪ ،‬وانفعه عنده بما استطعت‪ ،‬فقال‪ :‬أفعل‪.‬‬
‫ة‪ ،‬فقهال لهه‪ :‬أيههها الملههك‪ :‬هههذا سههيد قريههش ببابههك‬ ‫فكّلم أن َي ْههس أبرهه َ‬
‫يستأذن عليهك‪ ،‬وههو صهاحب عيهر مكهة‪ ،‬وههو ُيطعهم النهاس فهي السههل‪،‬‬
‫مههك فههي حههاجته‪ ،‬قههال‪:‬‬ ‫ن لههه عليههك فيكل ْ‬
‫والوحوش في رءوس الجبال‪ ،‬فأذ ْ‬
‫فأذن له أبرهة‪.‬‬
‫م‬‫اِلبل لي والبيت له رب يحميه‪ :‬قال‪ :‬وكان عبد المطلب أوس َ‬
‫‪lxx‬‬

‫س وأجملهم وأعظمهم فلما رآه أبرهة أجل ّههه وأعظمههه وأكرمههه عههن أن‬ ‫النا ِ‬
‫ة يجلس معه علههى سههرير ملكههه‪ ،‬فنههزل‬ ‫يجلسه تحَته‪ ،‬وكره أن تراه الحبش ُ‬
‫ة عن سريره‪ ،‬فجلس على بساطه‪ ،‬وأجلسه معه عليه إلههى جنبههه‪ ،‬ثههم‬ ‫أبره ُ‬
‫قال لترجمانه‪ :‬قل له‪ :‬حاجتك ؟ فقال له ذلك الترجمان‪ .‬فقال‪:‬‬

‫‪154‬‬
‫ى الملك مائتى بعير أصابها لي‪ ،‬فلما قههال بههه ذلههك‪،‬‬‫حاجتي أن يرد عل ّ‬
‫ت فيههك‬‫ة لترجمانه‪ :‬قل له‪ :‬قد كنت أعجبتني حين رأيُتك‪ ،‬ثم زهههد ُ‬ ‫قال أبره ُ‬
‫حين كلمتني‪ ،‬أتكلمني في مائتي بعير أصبُتها لك‪ ،‬وتترك بيتا ً هو ديُنك ودي ُ‬
‫ن‬
‫ت لهدمه‪ ،‬ل تكلمني فيه ؟! قال له عبد المطلب‪ :‬إنههي أنهها رب‬ ‫آبائك قد جئ ُ‬
‫البل وإن للبيت رب ّا ً سيمنعه‪ ،‬قال‪ :‬ما كان ليمتنع مني‪ ،‬قال‪ :‬أنت وذاك‪.‬‬
‫ض أهل العلم‬ ‫م بع ُ‬ ‫الوفد المرافق لعبد المطلب‪ :‬وكان ‪ -‬فيما يزع ُ‬
‫ن‬
‫مههر به ُ‬
‫حناطههة‪ ،‬ي َعْ َ‬ ‫‪ -‬قد ذهب مع عبد المطلب إلى أبرهة‪ ،‬حيههن بعههث إليههه ُ‬
‫دئل بن بكر بن مناة بن كنانههة ‪ -‬وهههو يههومئذ سههيد بنههي‬ ‫ُنفاثة بن عدي بن ال ّ‬
‫ويلد بن واثلة الهههذلي ‪ -‬وهههو يههومئذ سههيد هههذيل ‪ -‬فعرضههوا علههى‬ ‫خ َ‬‫بكر ‪ -‬و ُ‬
‫ل تهامة‪ ،‬على أن يرجع عنهم‪ ،‬ول يهدم البيت‪ ،‬فأبى عليهم‪.‬‬ ‫ث أموا ِ‬‫أبرهة ثل َ‬
‫ل التي أصاب‬ ‫ة على عبد المطلب اِلب َ‬ ‫والله أعلم أكان ذلك‪ ،‬أم ل‪ .‬فرد ّ أبره ُ‬
‫له‪.‬‬
‫قريش تستنصر الله على أبرهة‪ :‬فلمهها انصههرفوا عنههه‪ ،‬انصههرف‬
‫عبد المطلب الههى قريههش‪ ،‬فهأخبرهم الخههبر‪ ،‬وأمرهههم بههالخروج مهن مكههة‪،‬‬
‫‪lxxiv‬‬
‫معَهّرة‬
‫شههعاب تخوفهها عليهههم مههن َ‬
‫‪lxxiii‬‬
‫ف الجبههال‪ lxxii‬وال ّ‬ ‫والتحّرز‪ lxxi‬فههي َ‬
‫ش هع َ ِ‬
‫الجيش‪ ،‬ثم قام عبد المطلب‪ ،‬فأخذ بحْلقة باب الكعبة‪ ،‬وقام معه نفههر مههن‬
‫ده‪ ،‬فقههال عبههد المطلههب‬ ‫قريش يدعون الله‪ ،‬ويستنصرونه على أبرهة وجن ه ِ‬
‫وهو آخذ بحلقة باب الكعبة‪:‬‬

‫‪155‬‬
‫‪lxxv‬‬
‫ك‬‫حلل َ ْ‬ ‫فامنعْ‬ ‫رحَله‬ ‫هع ُ‬ ‫م إن العبد َ يمنهههههههه‬ ‫‪ #‬له ُ ّ‬
‫‪lxxvi‬‬ ‫حال َ ْ‬
‫ك‬ ‫م َ‬
‫ِ‬ ‫دوا ً‬
‫غَ ْ‬ ‫حاُلهم‬‫م َ‬
‫و ِ‬ ‫ن صليُبههههههههههم‬ ‫‪ #‬ل ي َغْل ِب َ ّ‬
‫َ ْ ‪lxxvii‬‬ ‫ت تار َ‬
‫لك‬ ‫دا‬
‫بَ َ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫مر‬
‫فأ ْ‬ ‫كهم وِقبههه هلتنا‬ ‫‪ #‬إن كن َ‬
‫قال ابن هشام‪ :‬هذا ما صح له منها‪.‬‬
‫ن إسسسحاق‪ :‬وقههال‬ ‫عكرمة بن عامر يدعو على السود‪ :‬قال اب ُ‬
‫صي‪:‬‬ ‫ن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُ َ‬ ‫كرمة ب ُ‬ ‫ع ْ‬‫ِ‬
‫‪lxxviii‬‬
‫ة فيها التقليد‬ ‫جم َ‬‫الخذ َ اله ْ‬ ‫ن مقصود ْ‬ ‫م أخزِ السوَد َ ب َ‬ ‫‪ #‬له ُ ّ‬
‫ت‬‫أول ُ‬ ‫وهي‬ ‫حِبسها‬ ‫يَ ْ‬ ‫ْ‬
‫حراَء وثبير فالِبيهههد ْ‬‫ن ِ‬ ‫‪ #‬بي َ‬
‫‪lxxix‬‬
‫طريههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههد ْ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫‪lxxx‬‬
‫ب وأنت محمود‬ ‫فْره يا ر ّ‬ ‫خ ِ‬‫أ ْ‬ ‫مها إلى طماط ِم ٍ سههود ْ‬ ‫ض ّ‬‫‪#‬ف َ‬

‫‪156‬‬
‫قال ابن هشام‪ :‬هذا ما صح له منها‪ ،‬والطماطم‪ :‬العلج‪.lxxxi‬‬
‫قال ابسسن إسسسحاق‪ .‬ثههم أرسههل عبههد المطلههب حلقههة بههاب الكعبههة‪،‬‬
‫شَعف الجبال فتحّرزوا فيها ينتظههرون‬ ‫وانطلق هو ومن معه من قريش إلى َ‬
‫ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها‪.‬‬
‫أبرهة يهاجم الكعبة‪ :‬فلما أصبح أبرهة تهّيأ لدخول مكة‪ ،‬وهيأ فيَله‪،‬‬
‫مع لهدم البيت‪ ،‬ثم‬ ‫ج ِ‬ ‫م الفيل محمودا ً ‪ -‬وأبرهة ُ‬
‫م ْ‬ ‫شه ‪ -‬وكان اس ُ‬ ‫وعّبى‪ lxxxii‬جي َ‬
‫‪lxxxiii‬‬
‫فيل بهن حهبيب‬
‫النصراف إلى اليمن‪ .‬فلما وجهوا الفيل إلى مكة‪ ،‬أقبل ن ُ َ‬
‫ك‪ lxxxiv‬محمههود‪ ،‬أو ارجهع‬ ‫حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذه بأذنه‪ ،‬فقال‪ :‬ابههر ْ‬
‫راشدا ً من حيث جئت‪ ،‬فإنك في بلد اللههه الحههرام‪ ،‬ثههم أرسههل أذنههه‪ .‬فههبرك‬
‫صَعد فههي الجبههل‪ ،‬وضههربوا الفيههل‬ ‫فْيل بن حبيب يشتد حتى أ ْ‬ ‫الفيل‪ ،‬وخرج ن ُ َ‬
‫ّ‬
‫ليقههوم فههأبى‪ ،‬فضههربوا فههي رأسههه بههالطب َْرزين ليقههوم فههأبى‪ ،‬فههأدخلوا‬
‫‪lxxxv‬‬

‫مَراّقه‪ lxxxvii‬فبزغوه‪ lxxxviii‬بها ليقوم فأبى‪،‬‬


‫لهم في َ‬
‫‪lxxxvi‬‬
‫جن‬‫محا َ‬

‫‪157‬‬
‫فوجهوه راجعا ً إلى اليمن فقههام يهههرول‪ ،‬ووجهههوه الشههام ففعههل مثههل‬
‫ذلك‪ ،‬ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك‪ ،‬ووجهوه إلى مكة فبرك‪.‬‬
‫عقاب الله لبرهة وجنده‪ :‬فأرسههل اللههه تعههالى عليهههم طيههرا ً مههن‬
‫البحههر أمثههال الخطههاطيف والب ََلسههان‪ :lxxxix‬مهع كههل طههائر منهها ثلثههة أحجههار‬
‫دس ه‪ xc‬ل‬ ‫يحملها‪ :‬حجر في منقاره‪ ،‬وحجران في رجليه‪ ،‬أمثال الحمههص والعَ َ‬
‫تصيب منهم أحدا ً إل هلك‪ - ،‬وليس كلهم أصابت ‪ -‬وخرجوا هاربين يبتههدرون‬
‫حههبيب‪ ،‬ليههدلهم علههى‬ ‫في ْههل بههن َ‬
‫الطريق الههذي منههه جههاءوا‪ ،‬ويسههالون عههن ن ُ َ‬
‫فيل حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته‪:‬‬ ‫الطريق إلى اليمن‪ ،‬فقال ن ُ َ‬
‫ب ليس الغالب‬
‫م المغلو ُ‬
‫والشر ُ‬ ‫ب‬
‫ه الطال ُ‬
‫‪ #‬أين المفّر واِلل ُ‬
‫قال ابن هشام‪ :‬قوله‪ " :‬ليس الغالب " عن غير ابن إسحاق‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬وقال نفيل أيضًا‪:‬‬
‫‪xci‬‬
‫نعمناكم مع اِلصباِح عيَنا‬ ‫ت عنا يا ُرد َي َْنهها‬‫حّيي ِ‬‫‪ #‬أل ُ‬
‫ب ما رأينا‬ ‫ص ِ‬‫مح ّ‬ ‫جْنب ال ُ‬‫لذي َ‬ ‫ت ‪ -‬ول تَرْيه‬ ‫ة لو رأي ِ‬‫‪ُ #‬رد َْين ُ‬
‫‪xcii‬‬
‫ي على ما فات ب َْينا‬ ‫س ْ‬
‫ولم تأ َ‬ ‫ت أمري‬ ‫‪ #‬إذا ً لعذرِتني وحمد ْ ِ‬

‫‪158‬‬
‫علينا‬ ‫قى‬‫ت ُل ْ َ‬ ‫حجارةً‬ ‫ت‬
‫ف ُ‬
‫خ ْ‬
‫و ِ‬ ‫ت طيرا ً‬ ‫دت الله إذ أبصر ُ‬
‫م ْ‬‫ح ِ‬
‫‪َ #‬‬
‫د َي َْنا‬ ‫ن‬
‫حْبشا ِ‬ ‫لل ُ‬ ‫َ‬
‫عَلي‬ ‫كأن‬ ‫فيل‬
‫ل القوم يسأل عن ن ُ َ‬ ‫‪ #‬وك ّ‬

‫مْنهههل‪،‬‬
‫مهْل ِههك علههى كههل َ‬ ‫فخرجوا يتساقطون بكههل طريههق‪ ،‬ويهِلكههون بكه ّ‬
‫ل َ‬
‫وأصيب أبرهة في جسده‪ ،‬وخرجوا به معهم ٍ يسقط أْنملههة أْنملههة‪ :xciii‬كلمهها‬
‫ث‪ xciv‬قيحا ً ودمًا‪ ،‬حههتى قههدموا بههه صههنعاء‬ ‫م ّ‬
‫سقطت أْنملة‪ ،‬آتبعتها منه مده ت َ ُ‬
‫وهههو مثههل فَهْرخ الطههائر‪ ،‬فمهها مههات حههتى انصههدع صههدرهُ عههن قلبههه‪ ،‬فيمهها‬
‫عمون‪.‬‬
‫يز ُ‬
‫دث‪ :‬أن أو َ‬
‫ل مهها‬ ‫حه ّ‬
‫عتبههة أنههه ُ‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬حدثني يعقههوب بههن ُ‬
‫جد َِري بهأرض العهرب ذلهك العهام‪ ،‬وأنههه أول مها ُرؤي بهها‬
‫ة وال ُ‬‫ُرؤيت الحصب ُ‬
‫شر ذلك العام‪.‬‬‫‪xcvi‬‬
‫مرائر الشجر ‪ :‬الحرمل والحنظل والعُ َ‬
‫‪xcv‬‬

‫الله ‪ -‬جل جلله ‪ -‬يذكر حادثة الفيل ويمتن على قريش‪:‬‬


‫قال ابن إسحاق‪ :‬فلما بعث الله تعههالى محمههدا ً ‪ -‬صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم ‪ -‬كان مما ي َعُد ّ الله على قريههش مههن نعمتههه عليهههم وفضههله‪ ،‬مهها رد‬
‫َ‬
‫عنهم من أمر الحبشة لبقاء أمرهم ومدتهم‪ ،‬فقال الله تبارك وتعالى‪ }:‬أل َ ْ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك بأ َ‬
‫ل‬‫سه َ‬ ‫ل‪ .‬وَأْر َ‬ ‫ٍ‬ ‫ض هِلي‬
‫م ِفي ت َ ْ‬ ‫ل ك َي ْد َهُ ْ‬‫جع َ ْ‬ ‫ل‪ .‬أل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ب ال ْ ِ‬
‫في‬ ‫ِ‬ ‫حا‬‫ص َ‬
‫ْ‬ ‫ل َرب ّ َ ِ‬ ‫ف فَعَ َ‬ ‫ت ََرى ك َي ْ َ‬
‫ْ‬ ‫م ط َي ًْرا أ ََباِبي َ‬
‫ل{‬ ‫كو ٍ‬ ‫م هأ ُ‬
‫ف َ‬ ‫صه ٍ‬ ‫م ك َعَ ْ‬‫جعَل َهُ ْ‬‫ل ‪ .‬فَ َ‬ ‫جي ٍ‬ ‫س ّ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جاَرةٍ ِ‬‫ح َ‬ ‫م بِ ِ‬‫ميهِ ْ‬ ‫ل‪ .‬ت َْر ِ‬ ‫عَل َي ْهِ ْ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ص هي ْ ِ‬‫شههَتاِء َوال ّ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫حَلهه َ‬‫م رِ ْ‬ ‫ش‪ِ .‬إيَلفِِههه ْ‬ ‫ف قَُرْيهه ٍ‬ ‫ليَل ِ‬ ‫]الفيههل‪1:‬ههه ‪ [5‬وقههال‪ِ ِ } :‬‬
‫ذا‬‫ب هَ َ‬ ‫دوا َر ّ‬ ‫فَل ْي َعْب ُ ُ‬

‫‪159‬‬
‫َ‬
‫ف{ ]قريههش‪1:‬ه ه ‪[4‬أي‬ ‫خ هوْ ٍ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫من َهُ ْ‬
‫جوٍع َوآ َ‬‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ذي أط ْعَ َ‬
‫مه ُ ْ‬ ‫ت ‪ .‬ال ّ ِ‬
‫ال ْب َي ْ ِ‬
‫لئل يغير شيئا ً من حالهم التي كانوا عليها‪ ،‬لما أراد الله بهههم مههن الخيههر لههو‬
‫قبلوه‪ .‬تفسير مفردات سورتي الفيل وقريش‪ :‬قال ابن‪ ،‬هشام‪:‬‬
‫جيل‪،‬‬ ‫سه ّ‬
‫البابيل الجماعات‪ ،‬ولم تتكلم لها العههرب بواحههد علمنههاه‪ xcvii‬وأمهها ال ّ‬
‫فأخبرني يونس النحوي وأبو عُب َْيدة أنه عند العههرب‪ :‬الشههديد الصههلب‪ ،‬قههال‬
‫جاج‪:‬‬ ‫ُرؤبة بن العَ ّ‬
‫م حجارة من‬ ‫ترميه ُ‬ ‫ل‬‫ب الفي ْ‬ ‫س أصحا َ‬‫سهم ما م ّ‬ ‫‪ #‬وم ّ‬
‫جي ْ‬
‫ل‬ ‫س ّ‬ ‫ِ‬
‫ت طير بهم أبابيل‬
‫ولعب ْ‬
‫وهذه البيات في أرجوزة له‪.‬‬
‫ذكر بعض المفسرين أنهما كلمتان بالفارسية‪ ،‬جعلتهمهها العههرب كلمههة‬
‫ل يعني بالسههنج‪ :‬الحجههر‪ ،‬وبالجههل‪ :‬الطيههن‪ ،‬يعنههى‬ ‫ج ّ‬‫سْنج و ِ‬‫واحدة‪ ،‬وإنما هو َ‬
‫صههف‪ :‬ورق الههزرع الههذي‬ ‫الحجارة من هذين الجنسين‪ :‬الحجر والطين‪ .‬والعَ ْ‬
‫فة‪ .‬قال‪ :‬وأخبرنى أبو عَُبيدة النحوي أنههه يقههال لههه‬ ‫ص َ‬‫صب‪ ،‬وواحدته عَ ْ‬ ‫ق ّ‬
‫لم ي ُ َ‬
‫دة أحد بني ربيعة بن مالك بههن‬ ‫الُعصافة والَعصيفة‪ .‬وأنشدنى لعَل ْ َ‬
‫قمة بن عَب َ َ‬
‫زيد مناة بن تميم‪:‬‬
‫ى الماِء‬
‫دوُرها من أت ِ ّ‬
‫ح ُ‬
‫َ‬ ‫عصيفُتها‬‫ب قد مالت َ‬
‫مذان َ‬
‫‪َ #‬تسقى َ‬
‫م‬ ‫ْ‬
‫مطمو ُ‬
‫‪xcviii‬‬
‫َ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له‪ .‬وقال الراجز‪:‬‬
‫صف مأكول‬
‫ل كع ْ‬ ‫‪ #‬فَ ُ‬
‫صّيروا مث َ‬

‫‪160‬‬
‫قال ابن هشام‪ :‬ولهذا البيت تفسير في النحو‪.xcix‬‬
‫وإيلف قريش‪ :c‬إلفهم الخروج إلى الشام فههي تجههارتهم‪ ،‬وكههانت لهههم‬
‫خْرجة في الصيف‪ .‬أخبرنى أبو زيد النصاري‪:‬‬ ‫خْرجة في الشتاء‪ ،‬و َ‬ ‫خْرجتان‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫أن العرب تقول‪ :‬ألفت الشىء إلفا‪ ،‬وآلفته إيلفهها‪ ،‬معنههى واحههد‪ :‬وأنشههدني‬
‫مة‪:‬‬‫لذي الّر ّ‬
‫حى في‬ ‫ض َ‬
‫شعاعُ ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫حّرة‬
‫ل أدماُء ُ‬ ‫‪ #‬من المؤِْلفات الرم َ‬
‫ح‬
‫ضههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ُ‬
‫لوِنهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها يتو ّ‬
‫خزاعى‪:‬‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له‪ .‬وقال مطرود بن كعب ال ُ‬
‫والظاعنين لرحلةِ اليلف‬ ‫م تغّيرت‬
‫من َْعمين إذا النجو ُ‬
‫‪ #‬ال ُ‬
‫وهذا الههبيت فههي أبيههات لههه‪ ،‬سههأذكرها فههي موضههعها إن شههاء اللههه تعههالى‪.‬‬
‫واليلف أيضًا‪ :‬أن يكون للنسان ألف من البل ؛ أو البقر‪ ،‬أو الغنم‪ ،‬أو غيههر‬
‫خَزيمة‬‫مْيت بن زيد‪ ،‬أحد بنى أسد ابن ُ‬ ‫ذلك‪ .‬يقال‪ :‬آلف فلن إيلفا‪ .‬قال الك ُ َ‬
‫د‪:‬‬
‫مد ِْركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مع ّ‬ ‫بن ُ‬

‫‪161‬‬
‫مْرج ُ‬
‫ل‬
‫‪ci‬‬
‫معيم لنا ال ُ‬ ‫ن هذا ال ُ‬
‫َ‬ ‫‪ #‬بعام ِ يقول له المؤِْلفو‬
‫وهذا البيت في قصيدة له‪ .‬واليلف أيضًا‪ :‬أن يصير القوم ألفا‪ ،‬يقال‪ :‬آلههف‬
‫مْيت بن زيد‪:‬‬ ‫القوم إيلفا‪ .‬قال الك ُ َ‬
‫م ْ‬
‫ؤلفينا‬ ‫ة ُ‬ ‫ضب َ‬
‫َ‬ ‫ن‬‫سعْدِ ب ْ ِ‬
‫بني َ‬ ‫وا‬ ‫مزْيقياء غَ َ‬
‫داةَ لقَ ْ‬ ‫‪ #‬وآل ُ‬
‫ً‬
‫وهذا البيت في قصيدة له‪ .‬واليلف أيضها‪ :‬أن تؤلههف الشههيء إلههى الشههيء‬
‫فيألفه ويلزمه‪ ،‬يقههال‪ :‬الفتههه إيههاه إيلفهها‪ .‬واليلف أيضهًا‪ :‬أن تصهّير مهها دون‬
‫اللف ألفًا‪ ،‬يقال‪ :‬الفته إيلفا‪.‬‬
‫ن إسحاق‪ :‬حدثني عبد اللههه‬ ‫مصير قائد الفيل وسائسه‪ :‬قال اب ُ‬
‫مرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن ُزرارة‪ ،‬عن عائشة ‪-‬‬ ‫ابن أبى بكر‪ ،‬عن عَ ْ‬
‫سههه بمكههة أعمييههن‬
‫رضي الله عنها ‪ -‬قالت‪ " :‬لقههد رأيههت قههائد الفيههل وسائ َ‬
‫مقعَد َْين يستطعمان الناس "‪.‬‬
‫ُ‬
‫ما قيل في قصة الفيل من الشعر‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬فلمهها رد اللههه الحبشههة عههن مكههة‪ ،‬وأصههابهم بمهها‬
‫أصابهم به من النقمة‪ ،‬أعظمت العرب قريشا‪ ،‬وقالوا‪ :‬هم أهل اللههه‪ ،‬قاتههل‬
‫ة عدّوهم‪ ،‬فقالوا في ذلك أشعارا ً يههذكرون فيههها مهها‬ ‫الله عنهم وكفاهم مئون َ‬
‫دهم‪.‬‬
‫ة‪ ،‬وما رد ّ عن قريش من كي ِ‬ ‫صنع الله بالحبش ِ‬
‫عَرى‪ :‬فقال عبدالله بههن الّزب َعْهَرى بههن عههدي‬
‫شعر عبد الله بن الّزب َ ْ‬
‫بن‬

‫‪162‬‬
‫صْيص بن كعهب بهن‬ ‫عمرو بن هُ َ‬ ‫قيس بن عدى بن سعيد‪ cii‬بن سهم بن َ‬
‫ُلؤى بن غالب بن فِْهر‪:‬‬
‫مها‬ ‫م حري ُ‬ ‫ُيرا ُ‬ ‫كانت قديما ل‬ ‫ة إنههههها‬‫ن مك َ‬ ‫كلوا عن بط ِ‬ ‫‪ #‬تن ّ‬
‫مها‬‫إذ ل عزيَز من النام ِ يرو ُ‬ ‫ت‬
‫م ْ‬‫حّر َ‬
‫ي ُ‬ ‫‪ #‬لم تخلق الشْعرى ل ََيال َ‬
‫‪ciii‬‬

‫الجاهلين‬ ‫ي ُن ِْبي‬ ‫ف‬‫ولسو َ‬ ‫ش عنها ما رأى‬ ‫ل أميَر الجي ِ‬ ‫‪ #‬سائ ْ‬


‫مهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها‬ ‫علي ُ‬
‫مها‬ ‫ولم يعش بعد َ الياب سقي ُ‬ ‫ضههم‬ ‫ن ألفا لم ي َُئوبوا أر َ‬ ‫‪ #‬ستو َ‬
‫مها‬ ‫ق العبادِ يقي ُ‬ ‫والله من فو ِ‬ ‫جْرهم قبَلههم‬ ‫‪ #‬كانت بها عاد ٌ و ُ‬
‫ن إسحاق‪ :‬يعني ابن الّزب َعَْرى بقوله‪:‬‬ ‫قال اب ُ‬
‫‪civ‬‬
‫مها‬
‫ب سقي ُ‬‫‪ ........ #‬بعد اليا ِ‬
‫أبرهة‪ ،‬إذ حملوه معهم حين أصابه ما أصابه‪ ،‬حتى مات بصنعاء‪.‬‬
‫س هَلت النصههاري ثههم‬‫س سَلت‪ :‬وقههال أبههو قَي ْههس بههن ال ْ‬
‫شعر ابسسن ال ْ‬
‫سلت‬‫َ‬ ‫ن ال ْ‬
‫يب ُ‬
‫صْيف ّ‬
‫صْيفي قال ابن هشام‪ :‬أبو قيس‪َ :‬‬ ‫ي‪ ،‬واسمه‪َ :‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫خطم ّ‬

‫‪163‬‬
‫مههرة بههن مالههك بههن‬ ‫ج َ‬
‫شم بن وائل بن َزْيد بن قيس بن عامر بههن ُ‬ ‫ابن ُ‬
‫الوس‪:‬‬
‫‪cv‬‬
‫م‬‫ش إذ كلما بعثوه َرَز ْ‬ ‫ِ‬ ‫م فيل الحُبههو‬ ‫صن ِْعه يو َ‬
‫‪ #‬ومن ُ‬
‫م‬ ‫وقد َ‬ ‫َ‬
‫‪cvi‬‬
‫فه فانخَر ْ‬ ‫شّرموا أن َ‬ ‫ت أقراِبههههه‬ ‫‪ #‬محاجُنهم تح َ‬
‫‪cvii‬‬
‫كِلم‬ ‫ُ‬ ‫َقفاه‬ ‫موهُ‬ ‫م ُ‬ ‫ي ّ‬ ‫إذا‬ ‫مْغهههوَل ً‬
‫سوْطه ِ‬‫َ‬ ‫‪ #‬وقد جعلوا َ‬
‫وقد باَء بالظلم ِ من كان ث َ ْ‬
‫م‬ ‫جهههههه‬ ‫‪ #‬فوّلى وأدبَر أدرا َ‬
‫‪cviii‬‬
‫م‬‫قُز ْ‬ ‫ف ال ُ‬
‫ل ل ّ‬ ‫م مث َ‬ ‫فه ُ ُ‬‫فل ّ‬ ‫ل من فوِقهم حاصبهها ً‬ ‫‪ #‬فأرس َ‬
‫‪cix‬‬
‫م‬‫ؤاِج الغَن َ ْ‬ ‫جوا ك َث ُ َ‬ ‫وقد ثأ ُ‬ ‫ض على الصبرِ أحباُرهم‬ ‫ح ّ‬‫‪#‬ت ُ‬
‫قال ابن هشام‪ :‬وهذه البيات فههي قصههيدة لههه‪ .‬والقصههيدة أيضها ً تههروى‬
‫صْلت‪.cx‬‬ ‫لمية بن أبى ال ّ‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬وقال أبو قيس بن السلت‪:‬‬
‫‪cxi‬‬
‫ب‬ ‫ن الخاش ِ‬ ‫ت بي َ‬‫بأركان هذا البي ِ‬ ‫حوا‬
‫س ُ‬ ‫‪ #‬فقوموا فصّلوا رّبكم‪ ،‬وتم ّ‬
‫َ‬
‫ب‬
‫م هادى الكتائ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫داةَ أبى ي َك ْ ُ‬‫غَ َ‬ ‫دق‬‫صههه ّ‬‫م َ‬ ‫م منه بلء ُ‬ ‫‪#‬فعندك ُ‬
‫ت في رءوس‬ ‫على القاذفا ِ‬ ‫ُ‬
‫جله‬ ‫مسى وََر ْ‬ ‫ل تُ ْ‬ ‫‪ #‬كتيبُته بالسه ِ‬
‫‪cxii‬‬
‫ب‬
‫المناق ِ‬

‫‪164‬‬
‫ف‬
‫سا ٍ‬ ‫ن‬
‫بي َ‬ ‫ك‬
‫الملي ِ‬ ‫جنود ُ‬ ‫م‬
‫ده ْ‬‫‪ #‬فلما أتاكم نصُر ذي العرش ر ّ‬
‫‪cxiii‬‬
‫ب‬
‫وحاص ِ‬
‫غيُر‬ ‫مل ْ ِ‬
‫حْبش‬ ‫ِ‬ ‫إلى أهِْله‬ ‫ب‬‫وا سراعا هاربين ولم يههؤ ْ‬ ‫‪ #‬فول ّ ْ‬
‫‪cxiv‬‬
‫ب‬‫عصائ ِ‬
‫قال ابن هشام‪ :‬أنشدني أبو زيد النصاري قوله‪:‬‬
‫ب‬‫س المناق ِ‬ ‫ت في رءو ِ‬ ‫‪ #‬على القاذفا ِ‬
‫وهذه البيات في قصيدة لبى قيس‪ ،‬سأذكرها فههي موضههعها إن شههاء‬
‫كسوم " يعني‪ :‬أبرهة‪ ،‬كان ي ُك َْنى أبا يكسوم‪.‬‬ ‫الله‪ .‬وقوله‪ " :‬غداةَ أبى ي َ ْ‬
‫شعر طالب بن أبي طالب‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬وقههال طههالب‬
‫‪cxv‬‬

‫بن أبى طالب بن عبد المطلب‪:‬‬


‫ملئوا‬
‫م إذ َ‬ ‫وجيش أبي ي َك ْ ُ‬
‫سو َ‬ ‫ب داحس‬‫‪ #‬ألم تعلموا ما كان في حر ِ‬
‫‪cxvi‬‬
‫ال ّ‬
‫شْعبا‬
‫لكم‬ ‫َتمنعون‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫لصبحت ْ‬ ‫‪ #‬فلول دفاعُ الله ل شيَء غيهههُره‬
‫‪cxvii‬‬
‫سَربا‬
‫َ‬
‫قال ابن هشسسام‪ .‬وهههذان البيتههان فههي قصههيدة لههه فههي يههوم بههدر‪،‬‬
‫سأذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫شسسعر أبسسي الصسسلت الثقفسسي‪ :‬قسسال ابسسن إسسسحاق‪ :‬وقههال أبههو‬
‫صْلت ابن أبى ربيعههة الّثقفههي فههي شههأن الفيههل‪ ،‬ويههذكر الحنيفي ّههة ديه َ‬
‫ن‬ ‫ال ّ‬
‫‪cxviii‬‬

‫إبراهيم عليه السلم‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫قال ابن هشام‪ :‬تروى لمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي‪:‬‬
‫ُيماِري فيهن إل الكفوُر‬ ‫ل‬ ‫ت رّبنا َثاقبهههات‬ ‫‪ #‬إن آيا ِ‬
‫مقدوُر‬ ‫حساُبه‬ ‫مستبين‬ ‫ل والنهاَر فكههل‬ ‫‪ #‬خلقَ اللي َ‬
‫‪cxix‬‬
‫عها منشوُر‬ ‫شعا ُ‬ ‫ُ‬ ‫مهاةٍ‬
‫ب َ‬ ‫ب رحيهم‬ ‫‪ #‬ثم يجلو النهاَر ر ّ‬
‫ل يحبو كأنه معقوُر‬ ‫ظ ّ‬ ‫مس‪ ،‬حتى‬ ‫مغ ّ‬ ‫ل بال ُ‬ ‫حِبس الفي ُ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫هر من صخر ك َب ْ َ‬ ‫حْلق َ‬ ‫‪ #‬لزما ً َ‬
‫‪cxx‬‬
‫كب محدور‬ ‫ن كما ُقطه‬ ‫جرا ِ‬ ‫ة ال ِ‬
‫ب‬‫ل ملِويث في الحرو ِ‬ ‫كندةَ أبطها‬ ‫‪ #‬حوله من ملوك ِ‬
‫صههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههقور‬ ‫ُ‬
‫‪cxxi‬‬
‫م ساِقه مكسوُر‬ ‫ُ‬ ‫عظ‬ ‫كلهم‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫جميعه‬ ‫روا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ابذ‬ ‫ثم‬ ‫لفوه‬ ‫ّ‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫‪cxxii‬‬
‫هه إل دين الحنيفةِ بوُر‬ ‫م القيامةِ عند َ الله‬ ‫ن يو َ‬ ‫ل دي ٍ‬ ‫‪#‬ك ّ‬
‫مههام ابههن‬ ‫شعر الفرزدق‪ :‬قال ابن هشام‪ :‬وقال الفرزدق ‪ -‬واسههمه ه ّ‬
‫منههاة‬ ‫حْنظلة بن مالك بن زيههد َ‬ ‫جاشع بن َدارم بن مالك بن َ‬ ‫م َ‬ ‫غالب أحد بنى ُ‬
‫ج ابههن‬ ‫بن تميم ‪ -‬يمدح سليمان بههن عبههد الملههك بههن مههروان ويهجههو الحجهها َ‬
‫ل وجيشه‪:‬‬ ‫يوسف‪ ،‬ويذكر الفي َ‬
‫مْرتق في‬ ‫ُ‬ ‫ِغنى قال‪ :‬إني‬ ‫ج حين طغى به‬ ‫‪ #‬فلما طغى الحجا ُ‬
‫‪cxxiii‬‬
‫السههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههللم‬

‫‪166‬‬
167
‫وقال فيه ابن دريد‪ :‬لخنيعة وقال‪ :‬هو من الّلخع ‪ ،‬وهو استرخاء في الجسم‪.‬‬ ‫‪i‬‬

‫شْنُترة‪.‬‬
‫الشناتر‪ :‬الصابع بلغة حمير‪ ،‬واحدها‪ُ :‬‬ ‫‪ii‬‬

‫‪iii‬‬
‫سببمي ذا‬
‫عببه ‪ ،‬وهببو مببن قببولهم للغلم‪ :‬زرعببك الب ‪ ،‬أي أنبتببك‪ .‬و ُ‬
‫وذو نواس اسمه‪ُ :‬زْر َ‬
‫س ‪ :‬الحركة والضطراب‬ ‫نواس بغديرتين كانتا له َتُنوسان ‪ ،‬أي ضفيرتان من شعر‪ ،‬والّنو ُ‬
‫فيما كان متعلقًا‪.‬‬
‫وجأه‪ :‬ضربه‪.‬‬ ‫‪iv‬‬

‫أرطب أم يباس ‪ ،‬واليباس واليبيس‪ :‬مثل الكبار والكبير‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫فقال لهم‪ :‬سل نحماس ‪ ،‬والنحماس في لغتهم هو الرأس كما ذكر‪ ،‬ووقع في نسببخة أبببي‬ ‫‪vi‬‬

‫بحر التي قيدها علببي أبببو الوليببد الوقشببي‪ :‬نخمبباس بنببون وخبباء منقوطببة‪ ،‬ولعببل هببذا هببو‬
‫الصحيح إذ يحتمل أن يكون النخماس في لغتهم هو‪ :‬الرأس ‪ ،‬ثم صحف وقيده كراع بالتاء‬
‫المنقوطة باثنتين من فوق وبالحاء المهملة‪.‬‬
‫طبان إلى آخر الكلم‪ :‬مشكل يفسره ما ذكره أبو الفرج الصبهاني في الغاني قال‪:‬‬ ‫استر ُ‬ ‫‪vii‬‬

‫كان الغلم إذا خرج من عند لخنيعة‪ ،‬وقد لط به قطعوا مشافر ناقته وذنبها‪ :‬وصاحوا بببه‪:‬‬
‫أرطب أم يباس ‪ ،‬فلما خرج ذو نواس من عنده ‪ ،‬وركب ناقة له يقال لها‪ :‬السببراب؛ قببالوا‪:‬‬
‫ت ذى نواس است رطبببان أم يببباس‬ ‫ذا نواس أرطب أم يباس ‪ ،‬فقال‪ " :‬ستعلم الحراس اس َ‬
‫" فهذا اللفظ مفهوم‪ .‬والذي وقع في الصل هذا معناه ‪ ،‬ولفظه قريب من هذا‪ ،‬ولعله تغييببر‬
‫في اللفظ ‪ -‬وال أعلم ‪.-‬‬
‫قال الطبري فيه‪ :‬قيمئون بالقاف ‪ ،‬وشك فيه ‪ ،‬وقال القتبي فيه‪ :‬رجببل مببن آل جفنببة مببن‬ ‫‪viii‬‬

‫غسان جاءهم من الشام ‪ ،‬فحملهم على دين عيسى ‪ -‬عليببه السبلم ‪ -‬ولبم يسبمه‪ .‬وقبال فيببه‬
‫النقاش اسمه يحمى‪ ،‬وكان أبوه ملكا فتبوفي ‪ ،‬وأراد قببومه أن يملكببوه بعبد أبيبه ‪ ،‬ففببر مبن‬
‫الملك ‪ ،‬ولزم السياحة‪ .‬وقال عنه السهيلى في الروض النببف‪ :‬فيمئون‪ .‬وقببال يحتمببل أنهببم‬
‫سموه‪ :‬يحيى‪ ،‬وهو السم الذي تقدم ذكره ‪ ،‬وما قاله النقاش والقتيبي‪.‬‬
‫الرءوس السبعة‪ :‬أي القرون السبعة‪.‬‬ ‫‪ix‬‬

‫انتشط الثوب‪ :‬أي رفعه بسرعة‪.‬‬ ‫‪x‬‬

‫سميت به ‪ ،‬وهو نجران بن زيد بن يشجب بببن‬


‫ونجران اسم رجل كان أول من نزلها‪ ،‬ف ُ‬ ‫‪xi‬‬

‫يعرب بن قحطان؛ قاله البكري‪.‬‬


‫جعفتها‪ :‬أي اسقطتها وذهبت بها‪.‬‬ ‫‪xii‬‬

‫القداح‪ :‬السهام‪.‬‬ ‫‪xiii‬‬

‫التفاضل بين أسماء ال الحسنى‪ :‬وذكر فيه السم العظببم ‪ ،‬وقببول الراهببب لببه‪ :‬إنببك لببن‬ ‫‪xiv‬‬

‫تطيقه‪ .‬أي‪ :‬لن تطيق شروطه ‪ ،‬والنتهاض بمببا يجببب مببن حقببه ‪ ،‬وقببد قيببل فببي قببول الب‬
‫ب{ ]النمل‪[40:‬إنه أوتى السم العظم الذي إذا ُدعى‬ ‫ن اْلِكَتا ِ‬
‫عْلٌم ِم ْ‬
‫عْنَدُه ِ‬
‫ل اّلِذي ِ‬
‫تعالى‪َ} :‬قا َ‬
‫ال به أجاب ‪ ،‬وهو‪ :‬آصف بن برخيا في قول أكثرهم ‪ ،‬وقبل غير ذلك‪ .‬وأعجب ما قيل فيببه‪ :‬إنببه‬
‫ضبة بن أد بن طابخة قال النقاش ‪ ،‬ول يصح‪.‬‬
‫وهي مسألة اختلف فيها العلماء‪ ،‬فذهبت طائفة إلى ترك التفضيل بين أسماء ال تعالى‪،‬وقالوا‪ :‬ل يجوز أن يكون اسم من أسمائه‬
‫أعظم من السم الخر‪ ،‬ومما احتجوا به‪ :‬أن رسول ال ‪ -‬صلى ‪ -‬لم يكن ليحرم العلم بهذا السم ‪ ،‬وقد علمه من هو‬
‫دونه من ليس‬
‫بنبي ؛ ولم يكن ليدعو حين اجتهد في الدعاء لمتببه أل يجعببل بًاسببهم بينهببم ‪ ،‬وهببو رءوف بهببم ‪،‬‬
‫عَنتُهم إل بالسم العظم ‪ ،‬ليستجاب له فيه ‪ ،‬فلما ُمنع ذلك علمنا أنه ليس اسببم‬ ‫عزيز عليه َ‬
‫من أسماء ال إل وهو كسائر السماء في الحكم والفضيلة‪ ،‬ليستجيب ال إذا دعي‬
‫عوا‬
‫ن َأّيا َما َتبْد ُ‬
‫حَما َ‬
‫عوا الّر ْ‬
‫عوا ال َأْو اْد ُ‬
‫ل اْد ُ‬
‫ببعضها إن شاء‪ ،‬ويمنع إذا شاء‪ ،‬وقال ال سبحانه‪ُ} :‬ق ْ‬
‫سَنى{]السراء‪[110:‬‬ ‫حْ‬‫سَماُء اْل ُ‬
‫لْ‬‫َفَلُه ا َْ‬
‫وظاهر هذا الكلم‪ :‬التسوية بين أسمائه الحسنى‪ .‬وكذلك ذهب هؤلء وغيرهم من العلماء إلبى أنبه‬
‫ليس شئ من كلم ال تعالى أفضل من شئ ‪ ،‬لنه كلم واحد من رب‬
‫واحد‪ ،‬فيستحيل التفاضل فيه‪ .‬انظر هذا الموضوع مفصل من " الببروض النببف " بتحقيقنببا جبب‪1‬‬
‫ص ‪.52 - 47‬‬
‫جَبير بن نفيل قال‪ :‬الذين خدوا الخدود ثلثة‪ُ :‬تبع صبباحب اليمببن ‪،‬‬ ‫روى ابن سنجر عن ُ‬ ‫‪xv‬‬

‫وقسطنطين ابن هلني ‪ -‬وهي أمه ‪ -‬حين صرف النصارى عن التوحيد ودين المسيح إلببى‬
‫عبادة الصليب ‪ ،‬وبختنصر من أهل بابل حين أمر النبباس أن يسببجدوا لببه ‪ ،‬فببامتنع دانيببال‬
‫وأصحابه ‪ ،‬فألقاهم في النار‪ ،‬فكان بردًا وسلمًا عليهم‪.‬‬
‫حَيبباٌء{ ]آل‬
‫ل َأ ْ‬
‫ل الب َأْمَواًتببا َبب ْ‬
‫سبِبي ِ‬
‫ن ُقِتُلوا ِفي َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫سَب ّ‬
‫حَ‬‫ل َت ْ‬
‫يصدق ذلك قوله تعالى‪َ }:‬و َ‬ ‫‪xvi‬‬

‫عمران‪ [ 169 :‬وما ُوجد مببن شببهداء أحببد وغيرهببم علبى هببذه الصببورة لبم يتغيبروا بعبد‬
‫الدهور الطويلة‪،‬كحمزة بن عبد المطلب ‪ -‬رضى ال عنه ‪ -‬فببإنه ُوجببد حيببن حفببر معاويببة‬
‫العين صحيحًا‬
‫لم يتغير وأصابت الفأس أصببعه ‪ ،‬فبدميت‪ :‬وكبذلك أبببو جبابر عبببد الب بببن حببرام ‪ ،‬وعمبرو بببن‬
‫الجموح‪ .‬وطلحة بن عبيد ال ‪ ،‬استخرجته بنته عائشة من قبره حين أمرها في المنام بنقلببه‬
‫فاستخرجته من موضعه بعد ثلثين سنة لم يتغير‪ .‬وقد قال ‪ -‬عليه السلم – " إن ال حببرم‬
‫على الرض أن تأكل أجسبباد النبيبباء "‪ .‬خرجببه سببليمان بببن الشببعث‪ .‬وفببي المسببند هببن‬
‫طريق أنس ‪ -‬رضى ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪ -‬صلى ‪ " -‬النبياء أحياء يصلون فببي‬
‫قبورهم "‪ .‬وفي الصحيح‪ :‬أن رسول ال ‪ -‬صلى ‪ -‬قال‪ " :‬مررت بموسى ‪ -‬عليه السببلم ‪-‬‬
‫وهو يصلى في قبره ‪ -‬وحدثني من ل أشببك فببي قببوله أنببه رأى الكببثير مببن شببهداء حببرب‬
‫فلسطين لم يتغيروا بعد السنين الطويلة‪.‬‬
‫دوس‪ :‬هو ابن تبع الذي قتله أخوه‪.‬‬ ‫‪xvii‬‬

‫قيصر‪ :‬اسم علم لكل من ولي الروم وتفسببيره بلسببانهم‪ :‬البقيببر الببذي بقببر فببي أمببه عنببه ‪،‬‬ ‫‪xviii‬‬

‫وكان أول من تسمى به ُبَقيرًا‪ ،‬فلما ملك وعرف به ‪ ،‬تسمى به كل من ملك بعده‪.‬‬
‫قوله الضحضاح من الماء‪ :‬الذي يظهر قعره‪.‬‬ ‫‪xix‬‬

‫الغمر‪ :‬الماء الكثير‪.‬‬ ‫‪xx‬‬

‫هذا ما ذكره ابن إسحاق ‪ ،‬وهنا رواية أخرى‪ :‬أن ذا نواس أدخل الحبشة صنعاء اليمن ‪،‬‬ ‫‪xxi‬‬

‫حين رأى أنه ل قبببل لبه بهببم ‪ ،‬بعبد أن اسببتنفر جميبع الَمَقباِول ‪ ،‬ليكونببوا معببه يببدًا واحببدة‬
‫عليهم ‪ ،‬فأبوا إل أن يحمي كل واحد منهم حوزته على حدته ‪ ،‬فخببرج إليهببم ومعببه مفاتيببح‬
‫خزائنه وأمواله ‪ ،‬على أن يسالموه ومن معه ‪ ،‬ول يقتلوا أحدًا‪ ،‬فكتبوا إلى النجاشي بذلك ‪،‬‬
‫فأمرهم أن يقبلوا ذلك منهم ‪ ،‬فدخلوا صنعاء ودفع إليهم المفاتيح ‪ ،‬وأمرهببم أن يقبضببوا مببا‬
‫في بلده من خزائن أمواله ‪ ،‬ثم كتب هو إلى كل موضببع مببن أرضببه‪ :‬أن اقتلببوا كببل ثببور‬
‫ل أكثر الحبشة‪ ،‬فلما بلغ ذلك النجاشببي وجببه جيشببا إلببي أبرهببة‪ ،‬وعليهببم أريبباط‬
‫أسرد‪ ،‬فُقت َ‬
‫وأمره أن يقتل ذا نواس ‪ ،‬ويخرب ثلث بلده ‪ ،‬ويقتل ثلببث الرجببال ‪ ،‬ويسبببي ثلببث النسبباء‬
‫والذرية‪ ،‬ففعل ذلك أبرهة‪ .‬واقتحم ذو نواس البحر‪ ،‬فهلك ‪ ،‬وقام بأمره من بعده ذو جدن ‪،‬‬
‫عَلس بن الحارث أخو سبيع بببن الحببارث ‪ ،‬وأن ذا جببدن حببارب الحبشببة بعببد ذي‬ ‫واسمه‪َ :‬‬
‫نواس فكسروا جنده ‪ ،‬وغلبوه على أمره ‪ ،‬ففر إلى البحر كما فعل ذو نواس ‪ ،‬فهلببك فيببه ‪،‬‬
‫واستبد أبرهة بنفسه فبلغ النجاشى‪ ،‬ولم يرسل إليه من جباية اليمن شيئًا‪ ،‬فوجه أرياطًا إلببى‬
‫خلعه‪.‬‬
‫العلق‪ :‬النفا ئس‪.‬‬ ‫‪xxii‬‬

‫ك‪ :‬ترفقى‪ ،‬وقد روى عن ابن اسحاق من غير رواية ابن هشام‪ :‬هونكما لن يرد‪ .‬وهو‬ ‫هون ِ‬ ‫‪xxiii‬‬

‫من باب قول العرب للواحد‪ :‬افعل‪ .‬كما فعل امرؤ القيس‪:‬‬
‫بسقط اللوى بين الدخول فحومل‬ ‫‪ #‬قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل‬
‫أي لن تطيقي صرفي بالعذل عن شأني‪.‬‬ ‫‪xxiv‬‬

‫أي أيبست ريقي في فمي‪ ،‬وقلة الريق من الحصر‪ ،‬وكثرته من قوة النفس وثبات الجأش‪.‬‬ ‫‪xxv‬‬

‫الرحيق‪ :‬الخالص‪.‬‬ ‫‪xxvi‬‬

‫شق كل نشوق يجعل في النف للتببداوي بببه ‪ ،‬مببا‬ ‫أي لو شرب كل دواء يستشَفى به ‪ ،‬وتن ّ‬ ‫‪xxvii‬‬

‫نهى ذلك الموت عنه‬


‫ب ‪ :‬يجوز أن يكببون رفعببه عطفبًا علببى ) نبباه (‪ :‬أي‪ :‬ل يببرد المببوت نبباه ‪ ،‬ول‬
‫ول ُمَتَره ٌ‬ ‫‪xxviii‬‬

‫مترهب‪ .‬أي‪ :‬دعاء مترهب يدعو لك ‪ ،‬ويجوز أن يكون مببترهب رفع بًا‪ ،‬علببى معنببى‪ :‬ول‬
‫ينجو منه مترهب‪.‬‬
‫ن‪ :‬على وزن أفعوال‪ .‬والنون أصلية؛ لن جمعه‪ :‬أساطين ‪ ،‬وليببس فببي الكلم أفبباعين ‪،‬‬
‫طوا ُ‬
‫والسْ ُ‬
‫والسطوان جمع أسطوانة‪ ،‬وهي السارية ويقصد هنا المكان الذى يختلى فيه الراهب‪.‬‬
‫جبُدٍر{ ]الحشببر‪[14:‬هكببذا‬
‫ن َوَراِء ُ‬
‫جدره‪ :‬جمع جدار‪ ،‬وهو مخفف من جدر‪ ،‬وفببي التنزيببل }َأْو ِمب ْ‬‫ُ‬
‫تقيد بضم الجيم ‪ ،‬والجدار أيضا بفتح الجيم‪ :‬الحائط ‪ ،‬ولكن الرواية في الكتاب كما ذكرنا‪.‬‬
‫والنوق‪ :‬الذكر من الرخم وهو ل يبيض ‪ ،‬وهذا أشبببه بببالمعنى؛ لن الببذكر ل يبببيض‪ ،‬فمببن أراد‬
‫بيض النوق ‪ ،‬فقد أراد الُمحال‪.‬‬
‫غمدان‪ :‬هو الحصن الذي كان لهوذة بن علي ملك اليمامة‬
‫ُ‬ ‫‪xxix‬‬

‫مسّمكا‪ :‬مرفعًا‪ .‬من قوله سمك السماء‪ ،‬والنيق‪ :‬أعلى الجبل‪.‬‬ ‫‪xxx‬‬

‫ي ويقال للنجببار أيض بًا‪ :‬نهببامي ‪،‬‬


‫ِبَمْنَهَمة‪ :‬هو موضع الرهبان‪ .‬والراهب يقال له‪ :‬الّتهاِم ّ‬ ‫‪xxxi‬‬

‫فتكون المنهمة أيضًا على هذا موضع نجر‪.‬‬


‫شبي‪:‬‬‫جرون ‪ ،‬وهو النقير من جرن الثبوب‪ :‬إذ لن‪ .‬وروايبة أببي الوليبد الَوق ِ‬ ‫جرون‪ :‬جمع َ‬ ‫وأسفله ُ‬
‫جروب بالباء‪ ،‬وكذلك ذكره الطبري بالباء أيضبًا‪ .‬وفبي حاشبية كتباب الوقشبي‪ :‬الجبروب‪:‬‬
‫جروب‪ :‬جمببع جريببب علببى حببذف اليبباء مببن‬ ‫حجارة سرد‪ .‬فإن صح هذا في اللغة وإل فببال ُ‬
‫جريب ‪ ،‬فقد يجمع السم على حذف الزوائد‪ ،‬كما جمعوا صاحبًا على أصحاب‪.‬‬
‫وحر‪ :‬الخالص من كل شيء‪.‬‬
‫والموحل‪ :‬بفتح الحاء وفسر المرجل ‪ ،‬بالحجارة الُملببس لينببة‪ ،‬والببذي أذب إليببه أن الموجببل ههنببا‬
‫واحد المواجل ‪ ،‬وهى مناهل الماء‪ ،‬وفتحت الجيببم ‪ ،‬لن الصببل‪ :‬مأجببل ‪ ،‬كببذلك قببال أبببو‬
‫عبيد هى‪ :‬المآجل ‪ ،‬وواحدها‪ :‬مأجل‪.‬‬
‫ُ‬
‫واللثق من اللثق هو أن يخلط الماء بالتراب فيكثر منه الزلق ‪ ،‬والزليق الذي يزلق فيه‪.‬‬
‫انظر الروض النف بتحقيقنا جب ‪ 1‬ص ‪.58‬‬
‫السليط‪ :‬الدهن‪.‬‬ ‫‪xxxii‬‬

‫يهصر‪ :‬يميل‪ .‬العذوق‪ :‬جمع عذق بفتح العين وهي النخلة‪.‬‬ ‫‪xxxiii‬‬

‫وأسلم ذو نواس مستكينا‪ .‬أي‪ :‬خاضعا ذليل‪.‬‬ ‫‪xxxiv‬‬

‫واسمه‪ :‬ربيعة بن عبد ياليل‪.‬‬ ‫‪xxxv‬‬

‫صحرة‪ :‬المتسع ‪ ،‬أخذ من لفظ الصحراء‪ .‬والوزر‪ :‬الملجأ‪ ،‬ومنه اشتق الوزير لن الملك‬ ‫ال ّ‬ ‫‪xxxvi‬‬

‫يلجأ إلى رأيه‪ .‬وقد قيل من الوزر ‪ ،‬لنه يحمل عن الملك أثقال‪ ،‬لن الوزر‪ :‬الثقل‪.‬‬
‫عَبر الرجل إذا حزن ‪ ،‬ويقال‪ :‬لمه العبر‪ ،‬كمببا يقببال‪:‬‬ ‫ذات الَعَبر‪ :‬أي ذات الحزن ‪ ،‬يقال‪َ :‬‬ ‫‪xxxvii‬‬

‫لمه الّثكل‪.‬‬
‫حّرابة‪ :‬ذوو الحراب‪ .‬وتوله كمثل السماء أي كسبحاب لسبوداد السبحاب وظلمتبه قبيبل‬ ‫ال ُ‬ ‫‪xxxviii‬‬

‫المطهر‪.‬‬
‫المقربات‪ .‬الخيل العتاق البتي ل تسبرح فبي المراعبي ولكبن تحببس قبرب الببيوت معبدة‬ ‫‪xxxix‬‬

‫للعدو‪ .‬والدفر‪ :‬الرائحة الشديدة‪ ،‬أي ينفون من قاتلوا بريحهم وأنفاسببهم ‪ ،‬وهببذا إفببراط فببي‬
‫وصفهم بالكثرة وقيل غير ذلك‪ .‬انظر الروض النف بتحقيقنا جب ا ص ‪.60‬‬
‫سعلة ويقال‪ :‬بل هي الساحرة من الجن‪.‬‬ ‫ي‪ :‬الجن ‪ ،‬والمفرد ِ‬
‫سعاِل َ‬ ‫‪xl‬‬

‫عمرو بن معدي كرب ‪ -‬رضى الب عنببه ‪ -‬صببحابي ‪ ،‬يكنببى‪ :‬أبببا ثببور ُتضببرب المثببال‬ ‫‪xli‬‬

‫لح ‪ ،‬المعبدي هبو‪ :‬البوجه بلغتهبم ‪،‬‬ ‫بفروسيته وبسالته‪ .‬ومعدي كرب بالحميريبة‪ :‬وجبه الَف ّ‬
‫والكرب هو‪ :‬الفلح‪.‬‬
‫قيس بن مكشوح المرادي ‪ ،‬إنما هو حليف لها‪ ،‬واسم مراد‪ :‬يحابر ببن سببعد للعشببيرة ببن‬ ‫‪xlii‬‬

‫مذحج ‪ ،‬ونسُبه في بجيلة ثم في بني أحمس ‪ ،‬وأبوه مكشوح اسمه‪ :‬هبيرة بن هلل‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫عبد يغوث بن هبيرة بن الحارث بن عمبرو ببن عبامر ببن علبي ببن أسبلم ببن أحمبس ببن‬
‫ضرب بسيف‬ ‫سمي أبوه مكشوحا‪ ،‬لنه ُ‬ ‫الغوث بن أنمار‪ ،‬وأنمار هو‪ :‬والد بجيلة وخثعم ‪ ،‬و ُ‬
‫شحه " وهو ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف "‪ ،‬ويكنى قيس‪ :‬أبا شداد‪،‬وهو قاتببل‬ ‫على َك ْ‬
‫السود العنسي الكذاب هو وَذاَدَويه وفيروز‪ ،‬وكان قيبس بطل شبجاعًا‪ُ - ،‬قتببل مببع علببى ‪-‬‬
‫رضى ال عنه ‪ -‬يوم صفين ‪ ،‬وله في ذلك اليوم مواقف لببم ُيسببمع بمثلهببا‪ ،‬وكببذلك لببه فببي‬
‫حروب الشام مع الروم وقائع ومواقف لم يسمع بمثلها عن أحد بعد خالد بن الوليد‪.‬‬
‫صر‪ ،‬وكذلك هو عند أهل النسب‪ :‬باهلي ‪ ،‬ثبم أحبد بنبي ُقتيببة بببن‬ ‫ونسبه إلى باهلة بن أع َ‬ ‫‪xliii‬‬

‫صببر‬
‫َمنببن ‪ ،‬وباهلببة‪ :‬أمهببم وهببي بنببت صببعب بببن سببعد العشببيرة بببن مذحببج ‪ ،‬وأبببوهم يع ُ‬
‫وهو‪:‬منبه بن سعد بن قيس بن عيلن ‪ ،‬ويقال له‪ :‬أعصر ويعصر‪.‬‬
‫المقارف‪ :‬جمع مقبرف البذى دانبى الهجنبة‪ ،‬وهبو البذي أمبه عربيبة وأببوه ليبس بعرببي‬ ‫‪xliv‬‬

‫فالقراف من جهة الب والهجنة من جهة الم‪ .‬انظر ذلك مفصل في الصببحاح للجببوهري‬
‫مادة قرف‪.‬‬
‫العتودة‪ :‬الشدة في الحرب‪.‬‬ ‫‪xlv‬‬

‫شرم أنفه وشفته أي‪ :‬شقهما‪.‬‬ ‫‪xlvi‬‬

‫وداه‪ :‬تحمل ديته‪.‬‬ ‫‪xlvii‬‬


‫وهي الكنيسة التي أراد أبرهة أن يصرف حج العرب إليها وسميت بهببذا السببم لرتفبباع‬ ‫‪xlviii‬‬

‫بنائها وعلوها‪ ،‬ومنه أخذت القلنببس لنهبا تعلبو الببرأس ‪ ،‬ويقبال‪ :‬تقلنبس الرجبل إذا لببس‬
‫القلنسوة‪ ،‬وقلس طعامًا أي‪ :‬ارتفع من معدته إلى فيه ‪ ،‬وكان أبرهببة قببد اسببتذل أهببل اليمببن‬
‫في بنيان هذه الكنيسبة وجشبمهم أنواعبًا مبن السبخر‪ ،‬وكبان ينقبل إليهبا العبدد مبن الرخبام‬
‫المجزع والحجارة المنقوشة بالذب من قصر بلقيس صاحبة سليمان ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬وكببان‬
‫من موضع الكنيسة على فراسخ وكان فيه بقايا مببن آثببار ُملكهببا‪ ،‬وكببان أراد أن يرفببع فببي‬
‫بنائها حتى َيشُرف منها على عدن ‪ ،‬ونصب فيها صلبانًا من الببذهب والفضببة ومنببابر مببن‬
‫العاج والبنوس‪ .‬وكان حكمه في العامل إذا طلعت عليه الشمس قبل أن يأخذ في عملببه أن‬
‫يقطع يده ‪ ،‬فنام رجل منهم ذات يوم ‪ ،‬حتى طلعت الشمس ‪ ،‬فجاءت معه أمه ‪ ،‬وهي امرأة‬
‫عجوز‪ ،‬فتضرعت إليه تستشفع لبنها‪ ،‬فببأبى إل أن يقطببع يببده ‪ ،‬فقببالت‪ :‬اضببرب بمعولببك‬
‫اليوم ‪ ،‬فاليوم لك ‪ ،‬وغبدًا لغيبرك‪ .‬انظبر قصبة هبذه الكنيسبة مفصبلة فبي البروض النبف‬
‫بتحقيقنا جب ‪ 1‬ص ‪.63‬‬
‫سمي العجاج بقوله‪:‬‬ ‫وكنيته‪ :‬أبو الشعثاء و ُ‬ ‫‪xlix‬‬

‫‪ *#‬حتى يعج عندها من عججا‬


‫الثعبان‪ :‬ما يندفع من الماء من مثعبه ‪ ،‬والمثعببب‪ :‬المجببرى‪ .‬والمنجنببون‪ :‬أداة السببانية ‪-‬‬ ‫‪l‬‬

‫الدلو العظيمة وأداتها ‪ -‬والميم في المنجنون أصلية في قول سيبويه ‪ ،‬وكذلك النببون ‪ ،‬لنببه‬
‫يقال فيه‪ :‬منجنين مثل عرطليل ‪ -‬الضخم ‪ -‬وقد ذكبر سببيبويه أيضببا فبي موضبع آخببر مببن‬
‫حنون بالحاء‪ .‬والمنجنون‪ :‬الدولب التي يستقى عليها‪.‬‬ ‫كتابه أن النون زائدة‪ ،‬وقيل َمْن َ‬
‫مد الخليج‪ :‬الخليج‪ :‬الجبل ‪ ،‬والخليج أيضًا‪ :‬خليج الماء‪.‬‬ ‫‪li‬‬

‫وسمي القلمس لجوده ة إذ أنه من أسماء البحر‪.‬‬ ‫‪lii‬‬

‫وجد السهيلي خبرًا عن إسلم أبي ثمامة فقد حضببر الحببج فبي زمبن عمبر‪ ،‬فببرأى النبباس‬ ‫‪liii‬‬

‫يزدحمون على الحج فنادى‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬إني قببد أجرتببه منكببم فخفقببه عمببر بالببدرة وقبال‪:‬‬
‫ويحك ‪ ،‬إن ال أبطل أمر الجاهلية‪.‬‬
‫الصدر هنا‪ :‬الرجوع من الحج‪.‬‬ ‫‪liv‬‬

‫وذكر أبو على القالي في المالي‪ :‬أن الذي نسأ الشهور منهم‪ُ :‬نَعْيم بببن ثعلبببة‪ ،‬وليببس هببذا‬ ‫‪lv‬‬

‫سُؤُهم للشهر‪ ،‬فكببان علببى ضببربين‪ .‬أحببدهما‪ :‬مببا ذكببر ابببن إسببحاق مببن‬ ‫بمعروف ‪ ،‬وأما َن َ‬
‫تأخير شببهر المحببرم ٍا إلببى صببفر لحباجتهم إلبى شبن الغبارات وطلبب الثببارات‪ .‬والثبباني‪:‬‬
‫تأخيرهم الحج عن وقته تحريًا منهم للسببنة الشمسببية‪ ،‬فكببانوا يببؤخرونه فببي كببل عببام أحببد‬
‫عشر يومًا أو أكثر قليل‪ ،‬حببتى يببدور الببدور إلببى ثلث وثلثيببن سبنة‪ ،‬فيعبود إلبى وقتببه ‪،‬‬
‫ولذلك قال عليه السلم فببي حجببة الببوداع‪ " :‬إن الزمببان قببد اسببتدار كهيئتببه يببوم خلببق الب‬
‫ت والرض " وكانت حجة الوداع في السنة التي عبباد فيهببا الحببج إلببى وقتببه ‪ ،‬ولببم‬ ‫السموا ِ‬
‫ل ال – صلى ال عليه وسلم ‪ -‬مببن المدينببة إلببى مكببة غيببر تلببك الحجببة‪ ،‬وذلببك‬ ‫يحج رسو َ‬
‫لخبراج الكفبار الحببج عببن وقتبه ‪ ،‬ولطبوافهم ببالبيت عبراة ‪ -‬والب أعلبم ‪ -‬إذ كبانت مكبة‬
‫بحكمهم ‪ ،‬حتى فتحها ال على نبيه ‪ -‬صلى ال عليه وسلم‪-‬‬
‫عمير من أطول الناس ‪ ،‬وسمي جذل الطعان لثباته في الحببرب كببأنه جببذل شببجرة‬ ‫وكان ُ‬ ‫‪lvi‬‬

‫سَتراح إليه ‪ ،‬كما تستريح البهيمة الجرببباء إلببى‬ ‫واقف ‪ ،‬وقيل‪ :‬لنه كان ُيسَتشَفى برأيه ‪ ،‬وُي ْ‬
‫الجذل " وهو عود ينصب للُبهم الجرباء لتحتك به "‪.‬‬
‫أي‪ :‬آباًء كرامًا وأخلقًا كرامًا‪.‬‬ ‫‪lvii‬‬
‫أي‪ :‬لم نقدعهم ونكفهم ‪ ،‬كما يقدع الفرس باللجام‪ .‬تقول‪ :‬أعلكت الفرس لجامه‪ :‬إذا رددتببه‬ ‫‪lviii‬‬

‫عن تنزعه ‪ ،‬فمضغ اللجام كالعلك من نشاطه ‪ ،‬فهو مقدوع‪.‬‬


‫وقال غير ابن هشام‪ :‬إن أولها ذو القعدة لن رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسببلم ‪ -‬بببدأ بببه‬ ‫‪lix‬‬

‫حرم ‪ ،‬ومن قال المحرم أولها‪ ،‬احتج بأنه أول السنة‪ .‬وتظهر فائدة هببذا‬ ‫حين ذكر الشهر ال ُ‬
‫الخلف فيمن نذر صيام الشهر الحرم‪ .‬فيقال له على الول‪ :‬ابدأ بالمحرم ‪ ،‬ثم رجب ‪ ،‬ثببم‬
‫ذي القعدة‪ ،‬وذي الحجة‪ .‬وعلى القول الخر‪ :‬يبدأ بذي القعدة حتى يكون آخببر صببيامه فببي‬
‫رجب من العام الثاني‪.‬‬
‫قعد‪ :‬أي أحدث فيها ‪ -‬وهذا شاهد لقول مالك وغيره من الفقهبباء فببي تفسببير القعببود علببى‬ ‫‪lx‬‬

‫المقابر المنهي عنه‪.‬‬


‫عفرس بن خلببف بببن أفتببل بببن أنمببار‪ ،‬لنهببم نزلببوا عنببده ‪،‬‬ ‫خثعم‪ :‬اسم جبل سمي به بنو ِ‬ ‫‪lxi‬‬

‫وقيل‪ :‬إنهم تخثعموا بالدم عند حلف عقدوه بينهم أي تلطخوا‪.‬‬


‫يقال إن خثعم ثلث‪ :‬شهران وناهس وأكلب غير أن أكلب عند أهل النسب هو‪ :‬ابن ربيعة‬ ‫‪lxii‬‬

‫بن نزار‪ ،‬ولكنهم دخلوا في خثعم ‪ ،‬وانتسبوا إليهم‪.‬‬


‫اختلف النسابون في نسب ثقيف فبعضهم ينسبهم إلى إياد‪ ،‬والبعض إلى قيس وقد نسبوهم‬ ‫‪lxiii‬‬

‫إلى ثمود أيضا‪ .‬وفي حديث رواه معمر بن راشد في جامعه‪ " :‬أن أبا رغببال مببن ثمببود "‪.‬‬
‫انظر الروض النف من تحقيقنا جب ا ص ‪.67 ،66‬‬
‫إياد‪ :‬في اللغة التراب الذي يضم إلى الخباء ليقيه من السيل ونحوه ‪ ،‬وهو مأخوذ من اليد‬ ‫‪lxiv‬‬

‫وهي القوة‪ ،‬لن فيه قوة للخباء‪ ،‬وهو بين الّنؤي والخباء‪ ،‬والنؤي يشتق مببن النببائي ‪ ،‬لنببه‬
‫حفير ينأى به المطر‪ ،‬أي يبعد عن الخباء‪.‬‬
‫واسم أبي الصلت‪ :‬ربيعة بن وهب‪.‬‬ ‫‪lxv‬‬

‫المم‪ :‬القريب‪ .‬أو لو أقاموا‪ :‬أي بالحجاز لنهم انتقلوا عنها حين ضبباقت عببن مسببارحهم‬ ‫‪lxvi‬‬

‫فصاروا إلى ريف العراق‪.‬‬


‫القط‪ :‬ما ُقط من الكاغد والرق ‪ -‬الكاغد‪ :‬القرطاس ‪ ،‬والرق‪ :‬جلد رقيببق ُيكتببب فيببه‪ .‬ومببا‬ ‫‪lxvii‬‬

‫قط‪ :‬أي ما قطع – ونحوه؛ وذلك أن الكتابة كانت في تلك البلد التي ساروا إليها وقببد قيببل‬
‫لقريش‪ :‬ممن تعلمتم القط ؟ فقالوا‪ :‬تعلمناه من أهل الحيببرة‪ ،‬وتعلمبه أهببل الحيببرة مبن أهببل‬
‫النبار ‪ -‬وانظر تاريخ الخط العربي ‪ -‬ط مكتبة الكليات الزهرية‪.‬‬
‫المغمس‪ :‬هكذا ألفيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيدة على أبي الوليد القاضي بفتح الميبم‬ ‫‪lxviii‬‬

‫الخرة من المَغمس‪ .‬وذكر البكري في كتاب المعجم ًانه الُمغمس بكسر الميم الخرة‪ ،‬وأنه‬
‫أصح ما قيل فيه ‪ ،‬وذكر أيضا ًانه يرَوى بالفتح ‪ ،‬فعلى رواية الكسر هو‪ :‬مغّمس مفعل من‬
‫غمست ‪ ،‬كببأنه اشببتق مببن الغميببس وهببو الغميببر‪ ،‬وهببو النبببات الخضببر الببذي ينبببت فببي‬
‫الخريف تحت اليابس ‪ ،‬يقال‪ :‬غمس المكان وغمببر إذا نبببت فيببه ذلببك ‪ ،‬وأمببا علببى روايببة‬
‫الفتح ‪ ،‬فكأنه من غمست الشيء‪ .‬إذا غطيته ‪ ،‬وذلك أنببه مكببان مسببتور إمببا بهضبباب وإمببا‬
‫بعضاه ‪ -‬كل شجر له شرك ‪ -‬وإنما قلنا هذا؛ لن رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ " -‬إذا‬
‫كان بمكة‪ ،‬كان إذا أراد حاجة النسان خرج إلى المغمس " ‪ -‬وهببو علببى ثلببث فرسببخ مببن‬
‫مكة‪ ،‬وفي السنن لبي داود أن رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسببلم ‪ " -‬كببان إذا أراد البببراز‬
‫أبعد " ولم يبين مقدار الُبعد‪ .‬وانظر الببروض النببف للسببهيلي مببن تحقيقنببا ‪ -‬أيضببا‪ :‬انظببر‬
‫كتاب النبات لبي حنيفة الدينوري‪.‬‬
‫وهو السود بن مقصود بن الحارث بن منبه بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعببب بببن‬ ‫‪lxix‬‬

‫عَلة على وزن عمر ‪ -‬ابن خالببد بببن مذحببج بعثببه النجاشببى مببع‬ ‫عمرو بن علة‪ .‬ويقال فيه‪ُ :‬‬
‫الفيلة والجيش ‪ ،‬وكانت الفيلة ثلثببة عشببر فيل هلكببت كلهببا إل " محمببود " فيببل النجاشببي‬
‫لمتناعه عن التوجه إلى الكعبة ‪ -‬وال ًاعلم‪.‬‬
‫وروى‪ :‬أوسم الناس وأجمله‪ :‬ذكر سيبويه هذا الكلم محكيا عن العرب ‪ ،‬ووجهببه عنببدهم‬ ‫‪lxx‬‬

‫أنه محمول على المعنى‪ ،‬فكأنك قلت‪ :‬أحسن رجل وأجملببه ‪ ،‬فبًافرد لسببم المضببمر التفاتببا‬
‫إلى هذا المعنى‪ ،‬وهو عندي محمول على الجنس ‪ ،‬كأنه حين ذكر النبباس قببال‪ :‬هببو أجمببل‬
‫هذا الجنس من الخلق ‪ ،‬وإنما عدلنا عن ذلك التقدير الول ‪ ،‬لن في الحديث الصحيح‪:‬‬
‫" خير نساء ركبن البل صوالح نساء قريش‪ :‬أحناه على ولده في صغره ‪ ،‬وأرعاه على زوج في‬
‫ذات يده "‪ .‬ول يستقيم ههنا حمله على الفراد‪ ،‬لن المفرد ههنا امرأة‪ ،‬فلو نظر إلى واحببد‬
‫النساء لقال‪ :‬أحناها على ولده ‪ ،‬فببإذًا التقببدير‪ :‬أحنببى هببذا الجنببس الببذي هببو النسبباء‪ ،‬وهببذا‬
‫الصنف ‪ ،‬ونحو هذا‪ - .‬عن الروض النف من تحقيقنا‪.‬‬
‫التحرز‪ :‬التمنع‪.‬‬ ‫‪lxxi‬‬

‫شعف الجبال‪ :‬رءوسها‪.‬‬ ‫‪lxxii‬‬

‫الشعاب‪ :‬المواضع الخفية بين الجبال‪.‬‬ ‫‪lxxiii‬‬

‫معرة الجيش‪ :‬شدته‪.‬‬ ‫‪lxxiv‬‬

‫لهّم‪ :‬أصلها‪ :‬اللهم‪ .‬والعرب تحذف منها اللببف واللم‪ .‬وكببذلك تقببول فببي‪ :‬والب إنببك‪" :‬‬ ‫‪lxxv‬‬

‫لهنك " وذلببك لكببثرة دوران هببذا السببم علببى اللسببنة‪ .‬بببل قببد قببالوا فيمببا هببو دونببه فببي‬
‫الستعمال‪ " .‬أجنك " أي " من أجل أنبك "‪ .‬والحلل فبي هبذا الببيت‪ :‬الحلبول فبي المكبان‬
‫والحلل مركب من مراكب النساء والحلل أيضا‪ :‬متاع البيت وجائز أن يستعيره ههنا‪.‬‬
‫غدوًا‪ :‬غدا‪ ،‬والمحال‪ :‬القوة والشدة‪.‬‬ ‫‪lxxvi‬‬

‫روى السهيلى بعد هذا البيت بيتًا آخر هو‪:‬‬ ‫‪lxxvii‬‬

‫وعابديه اليوَم آلك‬ ‫ل الصلي ِ‬


‫ب‬ ‫‪ #‬وانصر على آ ِ‬
‫الهجمة‪ :‬هو ما بين التسعين إلى المائة من البل ‪ ،‬والمببائة منهببا‪ُ :‬هَنيببد‪ ،‬والمائتببان‪ِ :‬هنببد‪.‬‬ ‫‪lxxviii‬‬

‫والثلثمائة أمامة‪ .‬وأنشدوا‪:‬‬


‫‪ #‬تبين رويدا ما أمامة من هند‬
‫وكان اشتقاق الهجمة من الهجيمة‪ ،‬وهو الثخين من اللبن ‪ ،‬لنه لما كبثر لبنهبا لكثرتهبا‪ ،‬لبم يمبزج‬
‫شرب صرفا ثخينا‪ ،‬ويقال للقدح الذي يحلب فيه إذا كان كبيرا‪ :‬هجببم‪ .‬والتقليببد‪ :‬أي‬ ‫بماء‪ ،‬و ُ‬
‫أن القلئد في أعناقها‪.‬‬
‫حراء وثبير‪ :‬جبلن بالحجاز‪.‬‬ ‫‪lxxix‬‬

‫خِفْره‪ :‬أي انقض عزمه وعهده فل تؤمنه ‪ ،‬يقببال‪ :‬أخفببرت الرجبل ‪ ،‬إذا نقضبت عهبده ‪،‬‬ ‫أْ‬ ‫‪lxxx‬‬

‫خفره‪ :‬إذا أجرته ‪ ،‬فينبغي أن ل يضبط هذا إل بقطع الهمزة وفتحهببا‪ ،‬لئل يصببير‬ ‫وخفرته أ ْ‬
‫الدعاء عليه دعاء له‪.‬‬
‫طماطم سود‪ :‬يعني العلوج‪ .‬ويقال لكل أعجمي كافر طمطمان ‪ ،‬والعلج‪ :‬جمع علج‪.‬‬ ‫‪lxxxi‬‬

‫يقال‪ :‬عّبى الجيش بغير همزة وعبأ المتاع بالهمزة‪ ،‬وقد حكي عبات الجيش بالهمز وهببو‬ ‫‪lxxxii‬‬

‫قليل‪.‬‬
‫جزء بن عامر بن مالك بن واهب بن جليحبة ببن أكلبب ببن‬ ‫وقيل هو نفيل بن عبد ال بن َ‬ ‫‪lxxxiii‬‬

‫ربيعة بن عفرس بن جلف بن أفتل ‪ ،‬وهو‪ :‬خثعم ‪ ،‬كذلك نسبه البرقي‪ .‬ونفيل من المسببمين‬
‫بالنبات وهو تصغير نفل وهو نبت منبسط على الرض‪ .‬انظر كتبباب النبببات لبببى حنيفببة‬
‫الدينوري‪.‬‬
‫فبرك الفيل‪ :‬فيه نظر؛ لن الفيل ل يبرك ‪ ،‬فيحتمل أن يكون بروكه‪ :‬سقوطه إلى الرض‬ ‫‪lxxxiv‬‬

‫‪ ،‬لما جاءه من أمر ال سبحانه ‪ ،‬ويحتمل أن يكون َفَعل ِفعل البارك الببذي يلببزم موضببعه ‪،‬‬
‫ول يبرح ‪ ،‬فعبر بالبروك عن ذلك ‪ ،‬وقد سمعت من يقول‪ :‬إن في الفيلة صنفًا منهببا يبببرك‬
‫كما يبرك الجمل ‪ ،‬فإن صح وإل فتأويله ما قدمناه‪ .‬عن الروض النف من تحقيقنا‪.‬‬
‫الطبرزين‪ :‬آلة من الحديد‪.‬‬ ‫‪lxxxv‬‬

‫جة‪.‬‬
‫المحاجن‪ :‬جمع محجن ‪ -‬عصا معو ٌ‬ ‫‪lxxxvi‬‬

‫المراق‪ :‬أسفل البطن‪.‬‬ ‫‪lxxxvii‬‬

‫بزغوه‪ً :‬ادموه‪.‬‬ ‫‪lxxxviii‬‬

‫الخطاطيف والبلسان‪ :‬نوعان من الطيور‪ .‬وذكر النقبباش أن الطيببر كببانت أنيابهببا كأنيبباب‬ ‫‪lxxxix‬‬

‫السبع ‪ ،‬وأكفها كأكف الكلب‪.‬‬


‫في الشكل فقط وليس فبي المقبدار إذ ذكبر الببرقي أن اببن عبباس قبال‪ :‬أصبغر الحجبارة‬ ‫‪xc‬‬

‫كرأس النسان ‪ ،‬وكبارها كالبل‪ .‬وهذا الذي ذكره البببرقي ذكببره ابببن إسببحاق فببي روايببة‬
‫يونس عنه ‪ ،‬وكانت قصة الفيل أول محرم من سبنة اثنبتين وثمبانين وثمانمبائة مبن تاريبخ‬
‫ذي القرنين‪ .‬عن الروض النف بتحقيقنا‪ ،‬الجزء الول صحيفة ‪.73‬‬
‫ردينا‪ :‬اسببم امببرأة‪ ،‬كأنهببا سببميت بتصببغير ردنببة وهببي القطعببة مببن الببردن " الحريببر "‬ ‫‪xci‬‬

‫نعمناكم‪ :‬أن نعمنا بكم‪.‬‬


‫فات بمعنى‪ :‬فارق وبان‪ .‬كأنه قال على ما فات فوتًا‪ ،‬أو بان بينًا‪.‬‬ ‫‪xcii‬‬

‫لنملة‪ :‬طرف الصبع ‪ ،‬ولكن قد يعبر بها عن طرف غيببر الصبببع ‪ ،‬أى ينتببثر جسببمه‬ ‫اً‬ ‫‪xciii‬‬

‫قطعة قطعة‪.‬‬
‫َتُمث‪ :‬تُمث ‪ ،‬وَتِمث بالكسر والضم ومعهما ترشح أو تسيل ‪ ،‬يقال‪ :‬فلن يحث كمببا يمببث‬ ‫‪xciv‬‬

‫الزق‪.‬‬
‫مرائر الشجر‪ :‬يقال شجرة مرة‪ ،‬ثم تجمع على مرائر‪.‬‬ ‫‪xcv‬‬

‫شبر تعالبج ببه‬ ‫الُعشر‪ :‬وهو شجر مر يحمل ثمرًا كالتُرج ‪ ،‬وليبس فيبه منتفبع ‪ ،‬ولببن العُ َ‬ ‫‪xcvi‬‬

‫الجلود قبل المدبغة‪.‬‬


‫ذكر ابن هشام أنها ل واحد لها من لفظها‪ :‬وقال غبره‪ :‬واحدها‪ :‬إبالببة‪ ،‬وأبببول‪ :‬وزاد ابببن‬ ‫‪xcvii‬‬

‫عزيز‪ :‬وإبيل‪.‬‬
‫مذانب‪ :‬مسايل ‪ ،‬حدورها‪ :‬ما انحدر منها‪ ،‬ويببروى جببدورها‪ :‬أي الحببواجز الببتي تحبببس‬ ‫‪xcviii‬‬

‫الماء‪ .‬والتي‪ :‬الماء يأتى من بعيد‪ .‬والمطموم‪ :‬الماء المرتفع‪.‬‬


‫تفسيره‪ :‬أن الكاف تكون حببرف جببر‪ ،‬وتكببون اسببمًا بمعنببى‪ :‬مثببل ‪ ،‬وبببذلك أنهببا حببرف‪:‬‬ ‫‪xcix‬‬

‫وقوعها صلة للذي؛ لنك تقول‪ :‬رأيت كزيد‪ ،‬ولو قلت‪ :‬الذي مثل زيببد لببم يحسببن ‪ ،‬ويببدلك‬
‫أنها تكون اسما‪ :‬دخول حرف الجر عليها‪ .‬كقوله‪:‬‬
‫‪ #‬ورحنا بكابن الماء بنفض رأسه‬
‫ودخول الكاف عليها وأنشدوا‪:‬‬
‫‪ #‬وصاليات ككما يؤْثَفين‬
‫يٌء{ ]الشبورى‪ [11:‬فهبي إذًا حبرف ‪ ،‬إذ ل‬ ‫شب ْ‬
‫س َكِمْثِلبِه َ‬
‫وإذا دخلت على ِمثل ‪ ،‬كقوله تعالى‪َ} :‬لْيب َ‬
‫ل مثِله ‪ ،‬وكببذلك هببي حببرف فببي بيببت رؤبببة‪ " :‬مثببل كعصببف " لكنهببا‬ ‫يستقيم أن يقال‪ :‬مث ُ‬
‫مقحمة لتأكيد التشبيه‪.‬‬
‫ت الشىء وآلْفُته فجعلبه مبن اللبف للشبىء‪ ،‬وفيبه تفسبير آخبر أليبق ‪ ،‬لن‬ ‫هو مصدر أِلْف ُ‬ ‫‪c‬‬
‫السفر قطعة من العذاب ‪ ،‬ول تألفه النفس ‪ ،‬إنما تًالف الدعببة والكينونببة مببع الهببل‪..‬انظببر‬
‫ذلك مفصل في الروض النف للسهيلي بتحقيقنا جب ‪ 1‬ص ‪.76‬‬
‫المؤِلفون‪ :‬جمع مؤلف‪ .‬والمؤلف صاحب اللف من البل والُمِعم بالميم‪ :‬مببن العيمببة أى‪:‬‬ ‫‪ci‬‬

‫تجعببل تلببك السببنة صبباحب اللببف مببن البببل يعببام " يشببتاق ويشببتهي " إلببى اللبببن‪.‬‬
‫وترجله‪:‬فيمشي راجل‪ ،‬لعجف الدواب وُهَزالها‪.‬‬
‫سعيد بن سهم‪ .‬وهو خطأ‪ ،‬والصواب‬ ‫نسب ابن إسحاق عبد ال بن الزَبْعرى إلى عدى بن ُ‬ ‫‪cii‬‬

‫سعيد‪ :‬أخو سعد‪ ،‬وهو في نسب عمرو بن العاص بن وائل‪.‬‬ ‫سعد بن سهم ‪ ،‬وإنما ُ‬ ‫‪َ ،‬‬
‫إن كان ابن الٌزَبعرى قال هذا في السلم فهر منتزع مببن قببول النبببي ‪ -‬صببلى الب عليببه‬ ‫‪ciii‬‬

‫وسلم – " إن ال حّرم مكة‪ ،‬ولم يحرمهببا النبباس "‪ .‬وإن كببان ابببن الزَبْعببرى قببال هببذا فببي‬
‫الجاهلية‪ ،‬فإنما أخذه ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬من الكتاب الذي وجدوه في الحجر بالخط المسند ‪ -‬خببط‬
‫حمير ‪ -‬حين بنوا الكعبة‪.‬‬
‫وقوله‪ " :‬ولم يعش بعد الياب سقيمها " هكذا في النسخة المقيدة على أبي الوليببد المقابلببة‬ ‫‪civ‬‬

‫بالصلين اللذين كانا عنده ‪ ،‬وقابلها أبو بحر ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بهما مرتين ‪ ،‬وحسببب بعضببهم‬
‫أنه كسر في البيت ‪ ،‬فزاد من قبل نفسه فقال‪ :‬بل لم يعيش فافسد المعنى‪ ،‬وإنما هبو خبرم ‪-‬‬
‫من مصطلحات علماء العروض ‪ -‬في أول القسم من عجز البيت كما كان في الصببدر مببن‬
‫أول بيت منها عن الروض النف للسهيلي‪.‬‬
‫َرزَم‪ :‬ثبت في مكانه ولزمه ل يبرحه‪.‬‬ ‫‪cv‬‬

‫جببة‪ .‬والقببراب‪ :‬جمببع قببرب‪ .‬الخصببر‪ :‬شببرموا أنفببه‪:‬‬ ‫المحاجن‪ :‬جمع محجن‪ .‬عصا معر ّ‬ ‫‪cvi‬‬

‫شقوه‪.‬‬
‫الِمغول‪ :‬سكين كبير‪ .‬وكلم‪ :‬جرح‪.‬‬ ‫‪cvii‬‬

‫الُقُزم‪ :‬صغار الغنم ‪ ،‬ويقال‪ :‬رذال المال‪.‬‬ ‫‪cviii‬‬

‫ثأج‪ :‬صاح‪ .‬وثؤاج الغنم‪ :‬صوتها‪.‬‬ ‫‪cix‬‬

‫واسمه‪ :‬ربيعة بن وهب بن علج‪.‬‬ ‫‪cx‬‬

‫صلوا‪ :‬ادعوا‪ .‬والخاشب‪ :‬جبال مكة‪.‬‬ ‫‪cxi‬‬

‫القاذفات‪ :‬أعالي الجبال‪ .‬والمناقب‪ :‬الطرق في رءوس الجبال‪.‬‬ ‫‪cxii‬‬

‫ساف‪ :‬الذي غطاه التراب‪ .‬والحاصب‪ :‬الذي أصيب بالحجارة‪.‬‬ ‫‪cxiii‬‬

‫ملحبش‪ :‬أي من الحبش‪ .‬والعصائب‪ :‬الجماعات‪.‬‬ ‫‪cxiv‬‬

‫أكبر أولد أبي طالب وهو أسن من عقيل بعشرة أعوام ‪ ،‬وعقيل أسن مببن جعفببر بعشببرة‬ ‫‪cxv‬‬

‫أعوام وجعفر أسن من على ‪ -‬رضى ال عنه ‪ -‬بعشرة أعوام‪ .‬ولم ُيذكر أنه ًاسلم‪.‬‬
‫داحس‪ :‬الفرس الشهيرة التي كانت حرب داحس والغبراء بسببها‪ .‬والشعب‪ :‬الطريببق فببي‬ ‫‪cxvi‬‬

‫الجبل‪.‬‬
‫ظببباء‪ ،‬ومببن النسباء‬ ‫سرب بفتح السين‪ :‬المال الراعي ‪ ،‬وبالكسببر‪ :‬القطيبع مببن البقبر وال ّ‬ ‫ال َ‬ ‫‪cxvii‬‬

‫أيضا‪.‬‬
‫واسم أبي الصلت‪ :‬ربيعة بن وهب بن علج‪ .‬كما تقدم اذكره‪.‬‬ ‫‪cxviii‬‬

‫المهاة‪ :‬الشمس ‪ ،‬سميت بذلك لصفائها‪ ،‬والمها من الجسام‪ :‬الصافي الذي ُيرى باطُنه من‬ ‫‪cxix‬‬

‫ظاهره‪ .‬والمها‪ :‬البلورة‪ .‬والمهاة‪ :‬الظبية‪ .‬ومن أسماء الشمس‪ :‬الغزالببة إذا ارتفعببت ‪ ،‬فهببذا‬
‫حنبباِذ‪ ،‬وبببراح ‪ ،‬والضببح ‪ ،‬وُذكبباء‪،‬‬ ‫في معنى المهاة‪ .‬ومن أسمائها‪ :‬الُبتيراء ومن أسببمائها‪َ :‬‬
‫شرق ‪ ،‬والسراج‪.‬‬ ‫والجارية‪ ،‬والبيضاء‪ ،‬وُبوح ‪ ،‬ويقال‪ :‬يوح بالياء‪ ،‬وال ّ‬
‫طر‪ :‬رمى على قطببره وهببو الجببانب‪.‬‬ ‫الجران‪ :‬العنق ‪ ،‬يريد ًالقى بجرانه ألي الرض‪ .‬وُق ّ‬ ‫‪cxx‬‬
‫حدر من جبل حتى بلغ الرض‪.‬‬ ‫وَكْبَكب‪ :‬اسم جبل‪ .‬والمحدور‪ :‬الحجر الذى ُ‬
‫ابذعّروا‪ :‬تفرقوا من ُذعر‪ ،‬وهي كلمة منحوتة من أصلين من البذر والذعر‪.‬‬ ‫‪cxxi‬‬

‫الحنيفة‪ :‬المة الحنيفة‪ ،‬أي‪ :‬المسلمة التي على دين إبراهيم الحنيف ‪ -‬صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪cxxii‬‬

‫‪ -‬وذلك أنه حنف عن اليهودية والنصرانية‪ ،‬أي‪ :‬عدل عنهما‪ .‬فسمي حنيفببا‪ .‬أو حنببف عمببا‬
‫كان يعبد آباؤه وقومه‪.‬‬
‫غَنى‪ :‬أي استغناء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪cxxiii‬‬

‫صفحة ‪214 -181‬‬


‫الجزء الول‬
‫سيرة ابن هشام‬
‫عاصم‬ ‫الماِء‬ ‫شيةِ‬ ‫خ ْ‬‫َ‬ ‫من‬ ‫جبل‬ ‫إلى‬ ‫ن نوح ‪ :‬سأرتقى‬ ‫‪ #‬فكان كما قال اب ُ‬
‫المحارم‬ ‫ت‬
‫ذا ِ‬ ‫البيضاِء‬ ‫القبلةِ‬ ‫عن‬ ‫ل ما رمى‬‫‪ #‬رمى الّله في جثماِنه مث َ‬
‫الطَراخم‬ ‫مط َْر ِ‬
‫خمي‬ ‫ُ‬ ‫وكانوا‬ ‫هباًء‪،‬‬
‫َ‬ ‫ل حتى أعادههم‬ ‫‪ #‬جنودا ً تسوق الفي َ‬‫ِ‬
‫العاجم‬ ‫المشركين‬ ‫م‬
‫عظي ُ‬ ‫إليه‬ ‫ت إذ ساق فيَله‬‫ت كنصر البي ِ‬ ‫صْر َ‬
‫‪ #‬نُ ِ‬
‫وهذه البيات في قصيدة له ‪.‬‬
‫شعر ابن قيس الرقيات ‪ :‬قال ابسسن هشسسام ‪ :‬وقههال عب هد ُ الل ّههه بههن قَي ْههس‬
‫ة ‪ -‬وهو الشرم ‪ -‬والفيل ‪:‬‬ ‫الرقّيات ‪ .‬أحد ُ بني عامر بن لؤي بن غالب يذكر أبره َ‬
‫م‬
‫مهزو ُ‬ ‫شه‬ ‫وجي ُ‬ ‫فوّلى‬ ‫هل‬ ‫م الذي جاء بالفيه‬ ‫‪ #‬كاده الشر ُ‬
‫م‬‫مْرجو ُ‬‫َ‬ ‫كأنه‬ ‫حتى‬ ‫ل‬‫هد ِ‬ ‫م الطيَر بالجنههه‬‫ت عليه ُ‬ ‫‪ #‬واسَتهل ّ ْ‬
‫م‬ ‫َفل من الجيوش ذمي ُ‬ ‫َيرجعْ ‪،‬وهو‬ ‫س‬
‫‪ #‬ذاك من ي َغُْزهُ من النههههها ِ‬

‫وهذه البيات في قصيدة له‪.‬‬


‫ن‬
‫ه يكسههوم ب ه ُ‬
‫ة ابن ُه ُ‬ ‫ولدا أبرهة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما هلك أبرهههة‪ ،‬ملههك الحب َ‬
‫شه َ‬
‫مههن فههي الحبشههة أخههوه‬ ‫أبرهة‪ ،‬وبه كان ي ُك َْنى‪ ،‬فلما هلههك يكسههوم بههن أبرهههة‪ ،‬ملههك الي َ‬
‫مسروقُ بن أبرهة ‪.‬‬
‫ملك وهرز على اليمن‬ ‫خروج سيف بن ذي يزن و ُ‬
‫ف بن ذي َيزن‬ ‫سيف يشكو لقيصر‪ :‬فلما طال البلُء على أهل اليمن ‪ ،‬خرج سي ُ‬
‫مّرة‪ ،‬حتى قدم على قيصر ملك الروم ‪ ،‬فشكا إليه ما هم فيه‬ ‫ي وكان ي ُك َْنى بأي ُ‬
‫الحمير ّ‬
‫‪ ،‬وسأله أن يخرجهم عنه ‪َ ،‬ويلَيهم هو‪ ،‬ويبعث إليهم مههن شههاء مههن الههروم ‪ ،‬فيكههون لههه‬
‫كه‪.‬‬ ‫ملك اليمن ‪ ،‬فلم ي ُ ْ‬
‫ش ِ‬
‫ذر‬
‫ن المنه ِ‬‫ن به َ‬ ‫النعمان يتشفع لسيف عند كسرى ‪ :‬فخههرج حهتى أتهى النعمهها َ‬
‫حيرة‪ ،‬وما يليها من أرض العههراق ‪-‬فشههكا إليههه أمههر الحبشههة‪،‬‬ ‫وهو عامل كسرى على ال ِ‬
‫ن ذلههك ‪،‬‬‫م حههتى يكههو َ‬ ‫ّ‬
‫فقال له النعمان ‪ :‬إن لي على كسرى ِوفادةً في كهل عههام ‪ ،‬فههأق ْ‬
‫ففعل ‪ ،‬ثم خرج معه فأدخله على كسرى‪ ،‬وكان كسرى يجلس في إيوان مجِلسه الذي‬
‫جه ‪ ،‬وكان‬
‫فيه تا ُ‬
‫ب فيه الياقوت واللؤلههؤ والزبرجههد‬ ‫مون ‪ُ -‬يضَر ُ‬‫قل العظيم ‪ -‬فيما يزع ُ‬ ‫تاجه مثل ال ْ َ‬
‫قن ْ َ‬
‫بالذهب والفضة‪ ،‬معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاقة فههي مجلسههه ذلههك ‪ ،‬وكههانت‬
‫سههه‬
‫خل رأ َ‬ ‫جه ‪ ،‬إنما ُيسَتر بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ‪ ،‬ثم ُيهد ْ ِ‬ ‫قه ل تحمل تا َ‬ ‫عن ُ‬
‫َ‬
‫ب ‪ ،‬فل يراه رجل لم يره قبل ذلك‬ ‫ُ‬
‫ي مجلسه كشفت عنه الثيا ُ‬ ‫جه ‪ ،‬فإذا استوى ف ٍ‬ ‫في تا ِ‬
‫هيبة له ‪ ،‬فلما دخل عليه سيف بن ذي يزن برك ‪.‬‬
‫‪ ،‬إل برك َ‬
‫عبيههدة ‪ :‬أن سههيفا لمهها‬‫معاونة كسرى لسيف ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬حدثني أبو ُ‬
‫ي مههن هههذا البههاب‬ ‫دخل عليه طأطأ رأسه ‪ ،‬فقههال الملههك ‪ :‬إن هههذا الحمهقُ يههدخل عله ّ‬
‫مههي ‪ ،‬لنههه‬‫الطويل ‪ ،‬ثم يطأطي رأسه ؟! فقيل ذلك لسيف ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنما فعلت هههذا له ّ‬
‫ل شيء ‪.‬‬ ‫يضيقُ عنه ك ّ‬
‫ة‪ .‬فقههال لههه‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قال له ‪ :‬أيها الملك ‪ ،‬غَل َب َْتنا على بلِدنا الغرب ُ‬
‫كسههرى ‪ :‬أي الغربههة ‪ :‬الحبشههة أم السههند ؟ فقههال ‪ :‬بههل الحبشههة‪ ،‬فجئتههك لتنصههرني ‪،‬‬
‫رها‪ ،‬فلههم أكههن لوّرط جيشهها مههن‬ ‫دك مع قلة خي ِ‬ ‫ت بل ُ‬
‫ملك بلدي لك ‪ ،‬قال ‪ :‬ب َعُد َ ْ‬ ‫ويكون ُ‬
‫فارس بأرض العرب ‪ ،‬ل حاجة لي بذلك ‪ ،‬ثم أجازه بعشههرة آلف درهههم واف ‪ ،‬وكسههاه‬
‫كسوةً حسنة‪ ،‬فلما‬
‫قبض ذلك منه سيف خرج ؛ فجعل ينثر ذلههك ال هوَرِقَ للنههاس ‪ ،‬فبلههغ ذلههك الملههك ‪،‬‬
‫س‪،‬‬ ‫فقال ‪ :‬إن لهذا لشانا‪ ،‬ثم بعث إليه ‪ ،‬فقهال ‪ :‬عمهدت إلهى حبهاء الملهك َثنُثهره للنها ِ‬
‫غبههه فيههها ‪-‬‬ ‫ت منها إل ذهههب وفضههة ‪ -‬ير ّ‬ ‫ل أرض التي جئ ُ‬ ‫فقال ‪ :‬وما أصنعُ بهذا ؟ ما جبا ُ‬
‫مَراِزبته‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬ماذا ت ََرْون في أمر هذا الرجل ‪ ،‬وما جاء له ؟ فقههال‬ ‫فجمع كسرى َ‬
‫قائل ‪ :‬أيها الملك ‪ ،‬إن في سجونك رجال قد حبسَتهم للقتههل ‪ ،‬فلههو أنههك بعثتهههم معههه ‪،‬‬
‫ملك ها ً ازد َد ْت ُههه ‪ ،‬فبعههث معههه‬ ‫فإن ي َهِْلكوا كان ذلههك الههذي أردت بهههم ‪ ،‬وإن ظفههروا كههان ُ‬
‫ل‪.‬‬‫ة رج ٍ‬‫كسرى من كان في سجونه ‪ ،‬وكانوا ثمانمائ َ‬
‫ن فيهههم ‪،‬‬ ‫سه ّ‬ ‫رز‪ ،‬وكههان ذا ِ‬ ‫انتصار سيف ‪ :‬واسههتعمل عليهههم رجل يقههال لههه وَهْ ه ِ‬
‫ن سفائن ‪ ،‬فغرقت سفينتان ‪ ،‬ووصل إلى ساحل‬ ‫وأفضلهم حسبا وبيتا‪ ،‬فخرجوا في ثما ِ‬
‫جلى مع‬ ‫رز من استطاع من قومه ‪ ،‬وقال له ‪ :‬رِ ْ‬ ‫ت سفائن‪ ،‬فجمع سيف إلى وَهْ ِ‬ ‫عدن س ّ‬
‫ت ‪ .‬وخرج إليه مسروق‬ ‫رز ‪ :‬أنصف َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جلك حتى نموت جميعا‪ ،‬أو نظفر جميعا‪ .‬قال له وَهْ ِ‬ ‫رِ ْ‬
‫رز ابنا له ؟ ليقاتلهم ‪ ،‬فيختبر‬ ‫بن أبرهة ملك اليمن ‪ ،‬وجمع إليه جنده ‪ ،‬فأرسل إليهم وَهْ ِ‬
‫صههاّفهم ‪،‬‬ ‫م َ‬‫رز ؟ فزاده ذلك حنقا ً عليهم ‪ ،‬فلما توافق الناس على َ‬ ‫ن وَهْ ِ‬ ‫قتل اب ُ‬ ‫قتالهم ‪ ،‬ف ُ‬
‫جه علهى‬ ‫ً‬
‫كهههم ‪ ،‬فقهالوا لهه ‪ :‬أتهرى رجل علهى الفيهل – عاقهدا تها َ‬ ‫رز ‪ :‬أرونهي مل َ‬ ‫قال وَهْ ِ‬
‫كهههم ‪ ،‬فقههال ‪ :‬اتركههوه ‪،‬‬ ‫مل ِ ُ‬
‫رأسه ‪ ،‬بين عينيه ياقوتة حمراء ؟ قال ‪ :‬نعههم ‪ ،‬قههالوا ‪ :‬ذاك َ‬
‫م هو ؟ قالوا ‪ :‬قد تحول على الفرس ‪ ،‬قال ‪ :‬اتركوه‬ ‫قال ‪ :‬فوقفوا طويل‪ ،‬ثم قال ‪ :‬عل َ‬
‫ت‬‫م هو ؟ قالوا ‪ :‬قد تحهول علهى البغلهة ‪ .‬قهال وههرز‪ :‬بنه ُ‬ ‫‪ .‬فوقفوا طويل‪ ،‬ثم قال ‪ :‬عل َ‬
‫كه ‪ ،‬إنى سأرميه ‪ ،‬فإن رأيتم ًاصحاَبه لم يتحركوا‪ ،‬فاثبتوا حتى‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ل وذ ُ ّ‬ ‫الحمار؟! ذ ُ ّ‬
‫م قد استداروا ولثههوا بههه ‪ ،‬فقههد‬ ‫ل ‪ ،‬وإن رأيتم القو َ‬ ‫أوذَِنكم ‪ ،‬فإني قد أخطأت الرج َ‬
‫سه ‪ ،‬وكانت فيمهها يزعمههون ل ُيوترههها غي هُره‬ ‫ت الرجل ‪ ،‬فاحملوا عليهم ‪ .‬ثم وتر قوْ َ‬ ‫أصب ُ‬
‫ة الههتي بيههن عينيههه ‪،‬‬ ‫من شدتها‪ ،‬وأمر بحاجبيه ‪ ،‬فُعصههبا لههه ‪ ،‬ثههم رمههاه ‪ ،‬فصههك الياقوته َ‬
‫كهس عهن دابتهه ‪ ،‬واسهتدارت‬ ‫ة في رأسه حهتى خرجهت مهن قفهاه ‪ ،‬ون ُ ِ‬ ‫شاب ُ‬‫فتغلغلت الن ُ ّ‬
‫هربههوا فههي كههل وج ههٍ ‪،‬‬ ‫قتلوا و َ‬ ‫س ‪ ،‬وانهزموا‪ ،‬ف ُ‬ ‫ت به ‪ ،‬وحملت عليهم الفر ُ‬ ‫ة ولث ْ‬ ‫الحبش ُ‬
‫رز‪ ،‬ليدخل صههنعاء‪ ،‬حههتى إذا أتهى بابههها‪ ،‬قههال ‪ :‬ل تههدخل رايههتي منكسههة أبههدًا‪،‬‬ ‫وأقبل وَهْ ِ‬
‫ب ‪ ،‬فُهدم ‪ ،‬ثم دخلها ناصبا رايته ‪.‬‬ ‫اهدموا البا َ‬
‫شعر سسسيف بسسن ذي يسسزن فسسي هسسذه القصسسة ‪ :‬فقههال سههيف بههن ذي يههزن‬
‫الحميري ‪:‬‬
‫قدالتأما‬ ‫أنهما‬ ‫ن‬
‫ه ِ‬ ‫ملكيهههه‬ ‫س بال ْ َ‬‫ن النا ُ‬ ‫‪ #‬يظ ّ‬
‫فقما‬ ‫قد‬ ‫ب‬‫الخط َ‬ ‫فإن‬ ‫‪ #‬ومن يسمعْ بلمهمهههها‬
‫ما‬‫دَ َ‬ ‫ب‬‫الكثي َ‬ ‫ورّوينا‬ ‫ً‬ ‫قْيل مسروقهههها‬ ‫‪ #‬قتلنا ال َ‬
‫ما‬ ‫س َ‬‫قَ َ‬ ‫سم‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وَهْرَِز ُ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫قْيل قَْيل النهههها‬ ‫‪ #‬وإن ال َ‬
‫والن َّعما‬ ‫ي‬
‫السب ُ‬ ‫ُيفىء‬ ‫شعا ً حتهههى‬
‫شع ْ َ‬
‫م َ‬‫‪ #‬يذوق ُ‬
‫دوسههي‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه البيات في أبيههات لههه ‪ .‬وأنشههدني خلد بههن قُههرة ال ّ‬
‫س ُ‬
‫شى بنى قَْيس بن ثعلبة في قصيدة له ‪ ،‬وغيهُره مههن أهههل العلههم بالشههعر‬ ‫آخَرها بيتا ً لعْ َ‬
‫كرها له ‪.‬‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫ى‬
‫ه الثقف ّ‬ ‫شعر أبي الصلت ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ ،‬وقال أبو الصْلت بن أبي ربيع َ‬
‫‪:‬‬
‫صْلت ‪، .‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وُتروى لمّية ْبن أبي ال ّ‬
‫أحواَل‬ ‫للعداء‬ ‫البحر‬ ‫في‬ ‫م‬
‫َري ّ َ‬ ‫‪ #‬ليطلب الوِْتر أمثا ُ‬
‫ل ابن ذي يزن‬

‫ساَل‬ ‫الذي‬ ‫ض‬‫بع َ‬ ‫ده‬


‫عن َ‬ ‫يجد ْ‬ ‫فلم‬ ‫ه‬
‫صَر لما حان رحلتههه ُ‬ ‫م قَي ْ َ‬ ‫م َ‬
‫ي ّ‬ ‫‪#‬‬
‫س والماَل‬ ‫ُيهين النف َ‬ ‫من السنين‬ ‫ة‬
‫كسرى بعد َ عاشر ٍ‬ ‫ثم انثنى نحوَ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫قالَ‬ ‫ت قِل َْ‬ ‫ري لقد أسرع َ‬ ‫م ِ‬
‫إّنك عَ ْ‬ ‫حتى أتى ببنى الحرارِ يحملهم‬ ‫‪#‬‬
‫س أمثال َ‬ ‫ما إن أرى لهم في النا ِ‬ ‫عصبةٍ خرجوا‬ ‫م من ُ‬ ‫درهُ ُ‬ ‫لل ّهِ َ‬ ‫‪#‬‬
‫ت أشبالَ‬ ‫ُتربب في الغَْيضا ِ‬ ‫أسدا ً‬ ‫ة‪ ،‬غُْلبا ً أسهاورةً‬ ‫مَراِزب ً‬ ‫ِبيضا ً َ‬ ‫‪#‬‬
‫إعجال‬ ‫ي‬‫م ّ‬‫المر ِ‬ ‫ي ُْعجل‬ ‫خر‬ ‫م َ‬ ‫ب َِز ْ‬ ‫ف كأنها غُُبط‬ ‫شد ُ ٍ‬‫َيرمون عن ُ‬ ‫‪#‬‬
‫م في الرض فُّللَ‬ ‫حى شريد ُهُ ُ‬ ‫أض َ‬ ‫سدا ً على سودِ الكلب فقد‬ ‫تأ ْ‬ ‫سل ْ َ‬‫أْر َ‬ ‫‪#‬‬
‫ِ‬
‫حلل َ‬ ‫م ْ‬‫ن دارا منك ِ‬ ‫دا َ‬
‫غم َ‬ ‫ُ‬ ‫في رأس‬ ‫فقا ً‬‫مْرت َ ِ‬‫ج ُ‬ ‫ً‬
‫ب هنيئا عليك التا ُ‬ ‫فاشر ْ‬ ‫‪#‬‬
‫سبال َ‬ ‫ك إ ْ‬ ‫سي ْ َ‬
‫م في ب ُْر َ‬ ‫وأسِبل اليو َ‬ ‫ت نعامُتهم‬ ‫ب هنيئا فقد شال ْ‬ ‫واشر ْ‬ ‫‪#‬‬
‫أبوالَ‬ ‫بعد ُ‬ ‫دا‬
‫فعا َ‬ ‫بماٍء‬ ‫شيبا‬ ‫ن‬ ‫م ل قَْعبان مهههن‬
‫ِ‬ ‫لب ٍ‬ ‫تلك المكار ُ‬ ‫‪#‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها‪ ،‬إل آخرها بيتا ً قوله ‪:‬‬
‫م ل قَْعبا َ‬
‫ن من لبن‬ ‫‪ #‬تلك المكار ُ‬
‫حّبان بن عبد الّله بهن قَْيسه‪ ،‬أحههد بنهى َ‬
‫جْعهدة بهن‬ ‫فإنه للنابغة الجعدي ‪ .‬واسمه ‪ِ :‬‬
‫صعة بن معاوية بن َبكر بن هوازن ‪ ،‬في قصيدة له ‪.‬‬ ‫صعْ َ‬
‫كعب بن ربيعة بن عامر بن َ‬
‫شعر عدي بن زيد ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال عدي بهن زيهد الحيههري ‪ ،‬وكهان‬
‫أحد بنى تميم ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ثم أحد بني امرئ القيس بن َزيد منههاة بههن تميههم ‪،‬‬
‫دي من العباد من أهل الحيرة ‪:‬‬
‫ويقال ‪ :‬ع َ‬
‫مواهُبها‬ ‫ل‬
‫جْز ٍ‬
‫َ‬ ‫ملك‬
‫ُ‬ ‫ولةُ‬ ‫مرها‬‫‪ #‬ما بعد َ صنعاَء كان ي َعْ ُ‬
‫محارُبها‬
‫َ‬ ‫سكا‬
‫م ْ‬
‫ِ‬ ‫دى‬
‫وت َن ْ َ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ن ب ََنى لدى قََزع ال ُ‬
‫مْز‬ ‫‪ #‬رّفعها َ‬
‫م ْ‬

‫غوارُبها‬ ‫ت ُْرَتقى‬ ‫ما‬ ‫هكائدِ‬ ‫ن عَُرى اْله‬ ‫ل دو َ‬ ‫ة بالجبا ِ‬‫محفوف ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫صُبها‬
‫قا ِ‬ ‫ى‬‫بالعش ّ‬ ‫جاوَبها‬ ‫ت الّنهههام ِ إذا‬ ‫س فيها صو ُ‬ ‫يأن ُ‬ ‫‪#‬‬
‫مواكُبها‬ ‫فرساُنها‬ ‫هأحرارِ‬ ‫ب جند َ بني اله‬ ‫ساقت إليه السبا ُ‬ ‫‪#‬‬
‫توالُبها‬ ‫بها‬ ‫سَعى‬ ‫وت َ ْ‬ ‫ف‬
‫حت ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫سقُ باله‬‫ل ُتو َ‬ ‫وفوزت بالبغا ِ‬ ‫‪#‬‬
‫كتائُبها‬ ‫ضّرة‬ ‫خ َ‬‫م ْ‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫هق ِ‬ ‫مهن‬
‫ف ال َ‬ ‫ل من طر ِ‬ ‫حتى رآها الْقوا ُ‬ ‫‪#‬‬
‫هارُبها‬ ‫ن‬
‫فلح ّ‬‫َ‬ ‫يُ ْ‬ ‫ل‬ ‫كسوم‬ ‫ْ‬
‫والي َ ْ‬ ‫يوم ُينادون آل ب َْربهههههر‬ ‫‪#‬‬
‫مراتُبها‬ ‫ثابت‬ ‫ة‬
‫م ٌ‬
‫إ ّ‬ ‫لت‬ ‫وكان يوم باقي الحديههث وزا‬ ‫‪#‬‬
‫عجائبها‬ ‫جم‬‫َ‬ ‫ن‬
‫جو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫فْيج بالزرافةِ واليهها‬ ‫دل ال َ‬‫وب ُ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫مراُزبها‬ ‫بها‬ ‫اطمأّنت‬ ‫قد‬ ‫بعد َ بني ت ُّبع َنخهههههاِورة‬ ‫‪#‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه ا ً‬
‫لبيات في قصيدة له ‪ ،‬وأنشدنى أبو زيههد النصههاري ‪ ،‬ورواه‬
‫ضل الضبي ‪ ،‬قوله ‪:‬‬
‫لي عن المف ّ‬
‫‪ #‬يوم ينادون آل بربر واليكسوم ‪ ..‬الخ ‪.‬‬
‫سطيح بقوله ‪ " :‬يليه إرم ذى يزن ‪ ،‬يخرج عليهم من عدن ‪ ،‬فل‬
‫وهذا الذي عنى َ‬

‫ن‪،‬‬
‫مد َ ْ‬ ‫يترك أحدا ً منهم باليمن "‪ .‬والذي عنى شق بقوله ‪ " :‬غلم ليس ب ِ َ‬
‫دني ول ُ‬

‫ن "‪.‬‬
‫يخرج عليهم من بيت ذي ي ََز ْ‬

‫ذكر ما انتهى إليه أمر ال ُ‬


‫فرس باليمن‬
‫رز والفههرس‬ ‫مدة مكث الحبشسسة بساليمن ‪ :‬قسال ابسسن إسسسحاق ‪ :‬فأقههام وَهْ ه ِ‬
‫ْ‬
‫ملههك‬‫باليمن ‪ ،‬فمن بقية ذلك الجيش من الفرس ‪ :‬البناء الههذين بههاليمن اليههوم ‪ .‬وكههان ُ‬
‫الحبشة باليمن ‪ ،‬فيما بين أن دخلها أرياط إلههى أن قتلههت الفههرس مسههروق بههن أبرهههة‬
‫وأخرجت من الحبشة‪ ،‬اثنههتين وسههبعين سههنة‪ ،‬تههوارث ذلههك منهههم أربعههة ‪ :‬أريههاط ‪ ،‬ثههم‬
‫أبرهة‪ ،‬ثم يكسوم بن أبرهة‪ ،‬ثم مسروق بن أبرهة‪.‬‬
‫مر كسههرى ابنههه‬
‫رز‪ ،‬فأ ّ‬
‫أمراء الفرس باليمن ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬ثم مات وَهْ ِ‬
‫مر‬‫المْرُزبان بن وهرز على اليمن ‪ ،‬ثم مات المْرُزبان ‪ ،‬فأ ّ‬
‫كسرى ابنه التيُنجان بن المرزبان على اليمن ‪ ،‬ثم مات التيُنجان ‪ ،‬فأمر كسرى بن‬

‫مر باذان ‪ ،‬فلم يزل باذان عليها حتى بعث الّله‬


‫التينجان على اليمن ‪ ،‬ثم عزله وأ ّ‬

‫محمدا ً النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫محمد ) صلى الله عليه وسلم ( يتنبأ بموت كسرى ‪ :‬فبلغني عن الزهري‬
‫أنه قال‬
‫‪ " .‬كتب كسرى إلى باذان ‪ :‬أنه بلغنى أن رجل من ُقريش خرج بمكههة‪ ،‬يزعُههم أنههه‬
‫ى برأسه ‪ ،‬فبعث باذان بكتاب كسههرى‬ ‫ه ‪ ،‬فإن تاب ‪ ،‬وإل فابعث إل ّ‬ ‫سْر إليه َفا ْ‬
‫ست َت ِب ْ ُ‬ ‫نبي فَ ِ‬
‫إلي رسول الّله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فكتههب إليههه رسههول الل ّههه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم ‪" :‬إن الّله قد وعدنى أن ُيقتل كسرى في يههوم كههذا مههن شهههر كههذا " فلمهها أتههى‬
‫ل الل ّههه كسههرى‬‫ب توقف لينظر‪ ،‬وقال ‪ :‬إن كان نبيًا‪ ،‬فسيكون ما قههال ‪ ،‬فقت ه َ‬ ‫ن الكتا ُ‬‫باذا َ‬
‫في اليوم الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫ي‪:‬‬‫حق الشيبان ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ُ :‬قتل على يد َيْ ابنه َ‬
‫شي َْرويه ‪ ،‬وقال خالد بن ِ‬
‫الّلحا ُ‬
‫م‬ ‫سم‬ ‫اقت ُ ِ‬ ‫كما‬ ‫ف‬‫بأسيا ٍ‬ ‫سمه بنههههوه‬
‫ق ّ‬
‫‪ #‬وكسرى إذ ت َ َ‬

‫أنى‪ ،‬ولك ّ‬
‫ل حاملةٍ تمام‬ ‫ن له بيوم ٍ‬
‫ت المنو ُ‬ ‫‪ #‬تمخض ِ‬
‫إسلم باذان ‪ :‬قال الزهري ‪ :‬فلما بلغ ذلك بههاذان بعههث بإسههلمه ‪ ،‬وإسههلم مههن‬
‫ل مههن الفههرس‬ ‫فرس إلى رسول الّله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فقالت الرس ُ‬ ‫معه من ال ُ‬
‫لرسول الّله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬إلى من نحن يا رسول اللههه ؟ قههال ‪ " :‬أنتههم منهها‬
‫ّ‬
‫ل البيت "‪.‬‬ ‫وإلينا أه َ‬
‫م قههال رسههول الل ّههه ‪-‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فبلغني عن الزهريّ أنههه قههال ‪ :‬فمههن ث َه ّ‬
‫ن منا أهل البيت "‪.‬‬‫سْلما ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪َ " :‬‬
‫ي زكي ‪ ،‬يأتيه الههوحي مههن‬‫قال ابن هشام ‪ :‬فهو الذي عنى سطيح بقوله ‪ " :‬نب ّ‬
‫سل ‪ ،‬يأتي بالحق والعدل‬ ‫مْر َ‬
‫ي "‪ ،‬والذي عنى شق بقوله ‪ :‬بل ينقطع برسول ُ‬ ‫قبل العل ّ‬
‫صل "‪.‬‬
‫ملك في قومه إلى يوم الف ْ‬ ‫‪ ،‬من أهل الدين والفضل ‪ ،‬يكون ال ُ‬
‫جر بهاليمن ‪-‬‬
‫ح َ‬
‫كتاب الحجر الذي في اليمن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان في َ‬
‫عمون ‪ -‬كتاب بالّزبور ُ‬
‫كتب في الزمان الول ‪:‬‬ ‫فيما يز ُ‬
‫مير الخيار‪ ،‬ولمن ملك ِذمار ؟ للحبشة الشرار‪ ،‬لمههن ملههك‬
‫مار ؟ ِلح ْ‬
‫ملك ذِ َ‬
‫" لمن ُ‬
‫ِذمار ؟ لفارس الحرار‪ ،‬لمن ملك ِذمار ؟ لقريش التجار " ‪.‬‬
‫وِذمار ‪ :‬اليمن أو صنعاء‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪َ :‬‬
‫ذمار ‪ :‬بالفتح ‪ ،‬فيما أخبرني يونس ‪.‬‬
‫العشى يذكر نبوءة شق وسطيح ‪ :‬قال ابن إسسسحاق ‪ :‬وقههال العشههى ‪-‬‬
‫أعشى بني قيس بن ثعلبة في وقوع ما قال سطيح وصاحبه ‪:‬‬
‫ي إذ سجعا‬ ‫حقا ً كما صدقَ الذئب ّ‬ ‫ت أشفاٍر كنظرتها‬
‫ت ذا ُ‬
‫‪ #‬ما نظر ْ‬

‫وكانت العرب تقول لسطيح ‪ :‬الذئبي ؟ لنه سطيح بن ربيعة بن مسعود بن مههازن‬
‫بن ذئب قال ابن هشام ‪ :‬وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫قصة ملك الحضر‬
‫جّناد‪ ،‬أو عن بعههض‬
‫دوسى عن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثنى خلد ُ بن قُّرة بن خالد ال ّ‬
‫س ُ‬
‫طرون ملههك‬
‫سهها ِ‬
‫علماء أهل الكوفة بالنسب ‪ :‬أنه يقال ‪ :‬إن النعمان بن المنذر من ولههد َ‬
‫ضر ‪ :‬حصن عظيم كالمدينة‪ ،‬كان على شهاطئ الفهرات ‪ ،‬وههو الهذي ذكهر‬ ‫ح ْ‬
‫ضر‪ .‬وال َ‬
‫ح ْ‬
‫ال َ‬
‫عدي بن زيد في قوله ‪:‬‬ ‫َ‬
‫جَبى إليه والخابوْر‬‫جلة ي ُ ْ‬ ‫ضر إذ بناه وإذ دِ ْ‬ ‫ح ْ‬
‫‪ #‬وأخو ال َ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪ #‬شاده مرمرا وجلله ك ِلسا فللطي ْرِ في ُ‬
‫ذراه ُوكوْر‬
‫ك عنه فباُبه مهجوْر‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ب المنون فبان ال ْ ُ‬ ‫‪ #‬لم ي َهَْبه ري ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه البيات في قصيدة له ‪.‬‬
‫ي في قوله ‪:‬‬
‫والذي ذكره أبو دواد الياد ّ‬
‫سا ُ‬
‫طرون‬ ‫هر على رب أهله ال ّ‬ ‫حضه‬
‫ت قد تدلى من ال َ‬‫‪ #‬وأرى المو َ‬

‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬ويقال ‪ :‬إنها لخَلف الحمر‪ ،‬ويقال ‪ :‬لحماد الّراوية ‪.‬‬
‫طرون‬ ‫سابور يستولي على الحضر ‪ :‬وكان كسرى سابور ذو الكتاف غزا سهها ِ‬
‫طرون يومهها‪ ،‬فنظههرت إلههى سههابور‪،‬‬‫ضر‪ ،‬فحصره سنتين ‪ ،‬فأشههرفت بنههت سهها ِ‬ ‫ح ْ‬‫ك ال َ‬‫مل َ‬
‫وعليه ثياب ديباج ‪ ،‬وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلههؤ‪ ،‬وكههان‬
‫ضر ؟ فقال ‪ :‬نعههم ‪ .‬فلمهها أمسههى‬‫ح ْ‬‫جميل‪ ،‬فدست إليه ‪ ،‬أتتزوجني إن فتحت لك باب ال َ‬
‫ضر مههن‬ ‫ح ْ‬
‫طرون شرب حتى سكر‪ ،‬وكان ل يبيت إل سكران ‪ ،‬فأخذت مفاتيح باب ال َ‬ ‫سا ِ‬
‫طرون ‪،‬‬ ‫ت رأسه ‪ ،‬فبعثت بها مع موَلى لها ففتهح البهاب ‪ ،‬فههدخل سههابور‪ ،‬فقتهل سهها ِ‬ ‫تح ِ‬
‫ضر وخّربه‪ ،‬و سار بها معه فتزوجها ؟ فبينا هي‬ ‫ح ْ‬
‫واستباح ال َ‬
‫مع ‪ ،‬ففتههش‬ ‫نائمههة علههى فراشههها ليل إذا جعلههت تتملمههل ل تنههام ‪ ،‬فههدعا لههها بش ه ْ‬
‫شها‪ ،‬فوجد عليه ورقة آس ؛ فقال لها سابور ‪ :‬أهذا الذي أسهَرك ؟! قههالت ‪ :‬نعههم ‪،‬‬ ‫فرا َ‬
‫قال ‪ :‬فما كان أبوك يصنع بك ؟ قههالت ‪ :‬كههان يفههرش لههي الههديباج ‪ ،‬ويلبسههني الحريهَر‪،‬‬
‫ي‬
‫ت بههه ؟! أنههت إله ّ‬‫خ ‪ ،‬ويسقيني الخمر‪ ،‬قال‪ :‬أفكان جزاءُ أبيههك مهها صههنع ِ‬ ‫ويطعمني الم ّ‬
‫ب فرس ‪ ،‬ثم ركض الفههرس ‪ ،‬حههتى‬ ‫بذلك أسرعُ ‪ ،‬ثم أمر بها‪ ،‬فُربطت قرون رأسها بذن َ ِ‬
‫قتلها‪ ،‬ففيه يقول أعشى بني َقيس بن ث َْعلبة ‪:‬‬
‫قول أعشى قيس في قصة الحضر ‪:‬‬
‫م‬
‫نع ْ‬ ‫ن‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫خالد ٌ‬ ‫هل‬‫مى‪،‬و َ‬
‫بن ُعْ َ‬ ‫ضر إذ أهُلهههههه‬
‫ح ْ‬
‫‪ #‬ألم تَر لل َ‬
‫دم‬ ‫ق ُ‬
‫ال ُ‬ ‫فيه‬ ‫تضرب‬ ‫حولين‬ ‫دَ‬ ‫‪ #‬أقام به شاهبوُر الجنهههههو‬
‫م‬‫ينتق ْ‬ ‫فلم‬ ‫إليه‬ ‫أناب‬ ‫‪ #‬فلما دعا رّبه دعههههههوة‬
‫وهذه البيات في قصيدة له ‪.‬‬
‫قول عدي بن زيد ‪ :‬وقال عدى بن زيد في ذلك ‪:‬‬
‫مناكبها‬ ‫أيد‬ ‫فوِقه‬ ‫من‬ ‫ضر صابت عليه داهيههة‬ ‫ح ْ‬
‫‪ #‬وال َ‬
‫راقبها‬ ‫أضاع‬ ‫إذ‬ ‫حْينها‬
‫ل َ‬ ‫دههههههها‬
‫‪َ #‬رب ِّية لم ت ُوَقّ وال َ‬

‫شارُبها‬ ‫َيهيم‬ ‫وَهْ ٌ‬


‫ل‬ ‫والخمُر‬ ‫ة‬
‫صْهباَء صافيههههه ً‬ ‫قْته َ‬ ‫‪ #‬إذ غَب َ َ‬
‫خاطُبها‬ ‫س‬
‫الرئي َ‬ ‫أن‬ ‫ن‬
‫تظ ّ‬ ‫ت أهَلها بليلِتههههههها‬ ‫سلم ْ‬ ‫‪ #‬فأ ْ‬
‫سَباِئبها‬
‫َ‬ ‫تجري‬ ‫دماًء‬ ‫ح‬‫هب ْ ُ‬ ‫شر الصه‬‫ج َ‬ ‫س إذ َ‬ ‫حظ الَعرو ِ‬ ‫‪ #‬فكان َ‬
‫مشاجُبها‬ ‫خدِرها‬ ‫في‬ ‫رق‬
‫ح ِ‬ ‫أ ْ‬ ‫ح ‪ ،‬وقد ْ‬ ‫ضر‪ ،‬واستبي َ‬ ‫ح ْ‬‫خّرب ال َ‬ ‫‪#‬و ُ‬
‫وهذه البيات في قصيدة له ‪.‬‬
‫ذكر ولد ِنزار بن معد‬
‫ة بن ِنزار‪،‬‬
‫مضر بن ِنزار‪ ،‬وربيع َ‬
‫ة نفر ‪ُ :‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد ِنزاُر بن معد ثلث َ‬
‫وأنمار بن ِنزار‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وإياد بن نزار‪ .‬قال الحههارث بههن د َْوس اليهادي ‪ ،‬ويهروى لبهي‬
‫دواد اليادي ‪ ،‬واسمه ‪ :‬جارية بن الحجاج ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫معد‬ ‫بن‬ ‫ِنزار‬ ‫بن‬ ‫إياد‬ ‫من‬ ‫جُههههههم‬ ‫‪ #‬وفُُتؤ حسن أو ُ‬
‫وهذا البيت في أبيات له ‪.‬‬
‫عههك‬
‫قة بنههت َ‬ ‫قي ْ َ‬ ‫ك بن عدنان ‪ .‬وأم ربيعة وأنمار ‪ُ :‬‬
‫ش َ‬ ‫ت عَ ّ‬
‫دة بن ُ‬
‫سوْ َ‬ ‫فأم مضر وإياد ‪َ :‬‬
‫مَعة بنت عك بن عدنان ‪.‬‬ ‫ج ْ‬
‫بن عدنان ‪ ،‬ويقال ‪ُ :‬‬
‫خث َْعم وبجيلة‪ ،‬قال‬
‫أولد أنمار ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فأنمار أبو َ‬
‫ى وكان سيد َ َبجيلة‪ ،‬وهو الذي يقول له القائل ‪:‬‬ ‫جل ّ‬‫جرير بن عبدالّله الب َ َ‬
‫!!‬ ‫ه‬
‫القبيل ْ‬ ‫وبئست‬ ‫الفتى‪،‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ #‬لول جرير هلكت َبجيله‬
‫فراِفصة الكلبي إلى القرع بن حابس التميمى ‪:‬‬ ‫وهو ينافر ال ُ‬
‫صههههرعْ أخههههاك ُتصههههرع‬
‫‪ #‬يهههها أقههههرعَ بههههن حههههابس يهههها أقههههرعُ إنههههك إن ت َ ْ‬
‫قال ‪:‬‬
‫صرا أخاكما إن أبى وجد ُْته أباكما‬ ‫ي نزارٍ ان ُ‬
‫‪ #‬اب ْن َ ْ‬
‫م أخ َوال ُ‬
‫كما‬ ‫ب اليو َ‬
‫لن ُيغل َ‬
‫وقد تيامنت ‪ ،‬فلحقت باليمن ‪.‬‬
‫حيان بن عمرو بن‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قالت اليمن ‪ :‬وَبجيلة ‪ :‬أنمار بن إراش بن ل ِ ْ‬
‫حيههان‬
‫وث بن ن َْبت بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ‪ .‬ويقال ‪ :‬إراش بن عمههرو بههن ل ِ ْ‬ ‫الغَ ْ‬
‫ْ‬
‫خثَعم ‪ :‬يمانية ‪.‬‬‫بن الغوث ‪ .‬ودار بجيلة و َ‬
‫ولدا مضر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد مضر بن نزار رجلين ‪ :‬إلياس‬
‫ضر‪ ،‬وعَْيلن بن مضر‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وأمهما جرهمية‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ابن ُ‬
‫مد ِْركة بههن‬‫أولد إلياس ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد إلياس بن مضر ثلثة نفر ‪ُ :‬‬
‫خْندف‪ ،‬امرأة من اليمن ‪.‬‬ ‫مَعة بن إلياس ‪ ،‬وأمهم ‪ِ :‬‬‫إلياس ‪ ،‬وطابخة بن إلياس ‪ ،‬وقَ َ‬
‫خْندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ِ :‬‬
‫مرًا‪ ،‬وزعموا أنهمهها‬ ‫مدركة عامرًا‪ ،‬واسم طابخة عَ ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان اسم ُ‬
‫ت عاديههة علههى‬ ‫ً‬
‫كانا في إبل لهما يرعيانها‪ ،‬فاقتنصا صيدا‪ ،‬فقعدا عليههه يطبخههانه ؟ وعَهد َ ْ‬
‫إبلهما‪ ،‬فقال عامر لعمههرو ‪ :‬أتههدرك البههل ‪ ،‬أم تطبههخ هههذا الصههيد ؟ فقههال عمههرو ‪ :‬بههل‬
‫أطبخ ‪ ،‬فلحق عامر بالبل فجاء بها‪ ،‬فلما راحا على أبيهما حدثاه بشأنهما‪ ،‬فقال لعامر ‪:‬‬
‫مد ِْركة‪ ،‬وقال لعمرو ‪ :‬وأنت طابخة‪.‬‬ ‫أنت ُ‬
‫ي بههن قَ َ‬
‫معههة بههن‬ ‫حه ّ‬ ‫عمرو بن ل ُ َ‬‫مَعة فيزعم ُنساب مضر ‪ :‬أن خزاعة من ولد َ‬ ‫وأما قَ َ‬
‫إلياس ‪.‬‬
‫ي وذكر أصنام العرب‬ ‫حديث عمرو بن لح ّ‬
‫ي يجر قصبه في النار ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبدالّله‬ ‫عمرو بن لح ّ‬
‫ّ‬ ‫ت أن رسههو َ‬
‫ل اللههه ‪ -‬صههلى‬ ‫حدث ُ‬
‫حْزم عن أبيه قال ‪ُ :‬‬‫عمرو بن َ‬ ‫بن أبي بكر بن محمد بن َ‬
‫صبه في النار فسههألته عمههن بينههي‬‫حى يجّر ق ْ‬ ‫ُ‬
‫مرو بن ل َ‬
‫الله عليه وسلم‪ -‬قال ‪ " :‬رأيت عَ ْ‬
‫وبينه من الناس ‪ ،‬فقال ‪ :‬هلكوا "‪.‬‬
‫مههي أن أبهها صههالح‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ .‬وحدثنى محمههد بههن إبراهيههم الحههارث الَتي ِ‬
‫السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة ‪ .‬قال ابن هشهام ‪ :‬واسههم أبهي هريهرة ‪ :‬عبهدالّله بهن‬
‫ت رسههول الّلهه صههلى اللهه‬ ‫عامر‪ ،‬ويقال اسمه ‪ :‬عبد الرحمن بن صخر ‪ -‬يقههول ‪ :‬سهمع ُ‬
‫معهة‬ ‫َ‬
‫ي بن ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫م ‪ ،‬رأيت عمرو بن ل َ‬ ‫خزاعي ‪ " :‬يا أكث ُ‬ ‫ون ال ُ‬ ‫ج ْ‬‫عليه وسلم يقول لكثم بن ال َ‬
‫دف يجر قصبه في النار‪ ،‬فما رأيههت رجل أشههبه برجههل منههك بههه ‪ ،‬ول بههك منههه ‪.‬‬ ‫خن ْ ِ‬
‫ابن ِ‬
‫فقال أكثم ‪ :‬عسى أن يضرني‬
‫ن وهو كافر‪ ،‬إنه كان أول مههن غي ّههر ديههن‬ ‫ل الّله ؟ قال ‪ :‬ل‪ ،‬إنك مؤم ٌ‬ ‫شبهه يا رسو َ‬
‫صههيلة‪ ،‬وحمههى‬ ‫ب السههائبة‪ ،‬ووصههل الوَ ِ‬ ‫حيههرة وسههي َ‬
‫حههر الب ِ‬
‫إسماعيل ‪ ،‬فنصب الوثان ‪ ،‬وب َ َ‬
‫مى "‪.‬‬ ‫حا ِ‬
‫ال َ‬
‫أصل عبادة الصنام في أرض العرب ‪ :‬قال ابسسن هشسسام ‪ :‬حههدثني بعههض‬
‫ى خرج من مكة إلى الشههام فههي بعههض أمههوره ‪ ،‬فلمهها قههدم‬ ‫ح ّ‬
‫عمرو بن ل َ‬
‫أهل العلم أن َ‬
‫مليق بههن َلوذ‬ ‫ع ْ‬
‫ملق ‪ .‬ويقال ‪ِ :‬‬ ‫ع ْ‬
‫ب من أرض البلقاء‪ ،‬وبها يومئذ العماليق ‪ -‬وهم ولد ِ‬ ‫مآ َ‬
‫بن سام بن نوح ‪ -‬رآهم يعبههدون الصههنام ‪ ،‬فقهال لههم ‪ :‬مها هههذه الصهنام الهتي أراكهم‬
‫صههرنا‪،‬‬
‫مطرها فُتمطرنهها‪ ،‬ونست َْنصههرها فتن ُ‬
‫تعبدون ؟ قالوا له ‪ :‬هذه أصههنام نعبههدها فنسهت َ ْ‬
‫فقال لهم ‪ :‬أل تعطوننى منها صنما‪ ،‬فأسير به إلى أرض العههرب ‪ ،‬فيعبههدوه ؟ فههأعطوه‬
‫صنما يقال له ‪ :‬هَُبل ‪ ،‬فقدم به مكة‪ ،‬فنصبه ‪ ،‬وأمر الناس بعبادته وتعظيمه‪.‬‬
‫سبب عبادة الصنام ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ويزعمون أن أول ما كانت عبههادة‬
‫الحجارة في بنى إسماعيل ‪ ،‬أنه كان ل يظعههن مههن مكههة ظههاعن منهههم ‪ ،‬حيههن ضههاقت‬
‫سح في البلد‪ ،‬إل حمههل معههه حجههرا ً مههن حجههارة الحههرم تعظيمهها‬
‫ف َ‬
‫عليهم ‪ ،‬والتمسوا ال ُ‬
‫للحرم ‪ ،‬فحيثما نزلوا وضعوه ‪ ،‬فطافوا به كطوافهم بالكعبة‪ ،‬حتى سلخ ذلههك بهههم إلههى‬
‫خلوف ‪ ،‬ونسههوا مهها‬ ‫أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم ‪ ،‬حتى خلف ال ُ‬
‫كانوا عليه ‪ ،‬واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره ‪ ،‬فعبدوا الوثان ‪ ،‬وصاروا إلى مهها‬
‫كهانت عليهه المهم قبلههم مهن الضهللت ‪ ،‬وفيههم علهى ذلهك بقايها مهن عههد إبراهيهم‬
‫يتمسكون بها ‪ :‬من تعظيم البيت ‪ ،‬والطواف به ‪ ،‬والحج والعمرة والوقوف على عرفههة‬
‫حههج والعمههرة‪ ،‬مههع إدخههالهم فيههه مهها ليههس منههه ‪.‬‬ ‫دن ‪ ،‬والهلل بال َ‬ ‫دي الب ُ ْ‬ ‫والمزدلفة‪ ،‬وهَ ْ‬
‫م لبيك ‪ ،‬لبيك ل شريك لك ‪ ،‬إل شههريك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ة وقريش إذا أهلوا قالوا ‪" :‬لّبيك الله ّ‬ ‫فكانت كنان ُ‬
‫مهم ‪ ،‬ويجعلههون‬ ‫ملك "‪ .‬فيوحدونه بالتلبيههة‪ ،‬ثههم ي ُههدخلون معههه أصههنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫هو لك ‪ ،‬تملكه وما َ‬
‫ن‬ ‫مهها ي ُهؤْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫كها بيده ‪ .‬يقول الله تبارك وتعالى لمحمد – صلى الله عليههه وسههلم ‪} -‬وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ش هرِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قههي إل‬ ‫ن{ ]يوسههف‪ [106:‬أي مهها يوحههدوَننى لمعرفههة ح ّ‬ ‫كو َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م ِباللهِ إ ِل وَهُه ْ‬ ‫أك ْث َُرهُ ْ‬
‫جعلوا معي شريكا ً في خلقي‪.‬‬
‫ص الل ّههه ‪-‬‬ ‫عكفههوا عليههها‪ ،‬قَه ّ‬ ‫م قههد َ‬ ‫أصنام قوم نوح ‪ :‬وقد كانت لقوم نوح أصههنا ٌ‬
‫تبارك وتعالى ‪ -‬خَبرها على رسول الّله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فقال ‪:‬‬
‫س هًرا ‪ .‬وَقَ هد ْ‬ ‫ث وَي َعُههوقَ وَن َ ْ‬ ‫عا وََل ي َغُههو َ‬ ‫وا ً‬‫سه َ‬‫دا وََل ُ‬
‫ن وَ ّ‬‫م وََل ت َذ َُر ّ‬ ‫ن آل ِهَت َك ُ ْ‬ ‫}وََقاُلوا َل ت َذ َُر ّ‬
‫ضّلوا ك َِثيًرا{ ]نوح‪[23،24:‬‬ ‫َ‬
‫أ َ‬
‫القبسسائل العربيسسة وأصسسنامها ‪ :‬فكههان الههذين اتخههذوا تلههك الصههنام مههن ولههد‬
‫دركة بههن‬ ‫م ْ‬‫ن ُ‬‫لب َ‬ ‫موا بأسمائهم حين فارقوا دين إسماعيل ‪ :‬هُذ َي ْ َ‬ ‫إسماعيل وغيرهم ‪ ،‬وس ّ‬
‫سواعا فكان لهم ب ُِرهاط‪ .‬وكلب بن وَب ْههرة مههن قضههاعة اتخههذوا‬ ‫ً‬ ‫ضر‪ ،‬اتخذوا ُ‬ ‫م َ‬ ‫إلياس بن ُ‬
‫وَد ّا ً بدومة الجندل‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال كعب بن مالك النصاري ‪:‬‬
‫شنوفا‬ ‫وال ّ‬ ‫قلئد‬‫ال َ‬ ‫ونسُلبها‬ ‫ت والُعهههههّزى‬ ‫‪ #‬وننسى الّل َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها ‪ -‬إن شاء الّله ‪.‬‬
‫عمران بن الحهاف بهن‬ ‫وان بن ِ‬ ‫حل ْ َ‬
‫ن َوبزةَ بن تغلب بن ُ‬ ‫كلب ب ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬و َ‬
‫قضاعة‪.‬‬
‫مه ْ‬
‫ذحج‬ ‫جهَرش مهن َ‬
‫عباد يغوث ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأنعُههم مههن طي ّههى‪ ،‬وأهههل ُ‬
‫جرش‪.‬‬ ‫اتخذوا يغوث ب ُ‬
‫م ْ‬
‫ذحههج بههن‬ ‫دد بن مالههك ‪ ،‬ومالههك ‪َ :‬‬
‫قال ابن هشام ‪ .‬ويقال ‪ :‬أن َْعم ‪ .‬وطّيئ بن أ َ‬
‫دد‪ ،‬ويقال طّيىء بن أدد بن زيد بن كهلن بن سبأ‪.‬‬ ‫أ َ‬
‫خْيوان بطن همههدان ‪ ،‬اتخههذوا يعههوق بههأرض‬ ‫عباد يعوق ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و َ‬
‫همدان من أرض اليمن ‪.‬‬
‫مداني‪.‬‬‫مط الهَ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وقال مالك بن ن َ َ‬
‫ش‬
‫ري ُ‬
‫يَ ِ‬ ‫ول‬ ‫َيعوقُ‬ ‫ري‬‫يب ِ‬ ‫ول‬ ‫‪َ #‬يريش الّله في الدنيا وي َْبر‬
‫وهذا البيت في أبيات له‪.‬‬
‫سلة بن‬
‫سلة بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوْ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬اسم همدان ‪ :‬أوْ َ‬
‫خيار بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ‪ .‬ويقال ‪ :‬أوسلة بن‬
‫ال ِ‬
‫خيار‪ .‬ويقال ‪ :‬همدان بن أوسلة بن ربيعة بن مالك بههن الخيههار‬ ‫زيد بن أوسلة بن ال ِ‬
‫بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ‪.‬‬
‫ض‬ ‫ميههر‪ ،‬اتخههذوا ن َ ْ ً‬ ‫عباد نسر ‪ :‬قال ابن إسسسحاق ‪ :‬وذو الك َُلِع مههن ِ‬
‫سههرا بههأر ِ‬ ‫ح ْ‬
‫مير‪.‬‬
‫ح ْ‬
‫ِ‬
‫ولن يقسمون له‬ ‫خ ْ‬‫مَياِنس بأرض َ‬ ‫ولن صنم يقال له ‪ :‬عُ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫نل َ‬ ‫عباد عميانس‪ :‬وكا َ‬
‫ميههانس مههن‬ ‫سما ً بينه وبين الّله بزعمهم ‪ ،‬فما دخل في حههق عُ ْ‬ ‫من أنعامهم وحروثهم قَ َ‬
‫حق الّله تعالى الذي سموه لهه تركهوه لهه ‪ ،‬ومها دخهل فهي حهق الّلهه تعهالى مهن حهق‬
‫ولن ‪ ،‬يقههال لهههم ‪ :‬الديههم ‪ ،‬وفيهههم أنههزل الل ّههه ‪-‬‬ ‫خه ْ‬ ‫ميانس ردوه عليه ‪ .‬وهم في مههن َ‬ ‫عُ ْ‬
‫ُ‬ ‫صههيًبا فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫قههالوا‬ ‫ث َوالن ْعَههام ِ ن َ ِ‬ ‫حْر ِ‬‫ن ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ذ ََرأ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫جعَلوا ل ِلهِ ِ‬ ‫تبارك وتعالى ‪ -‬فيما يذكرون ‪ }:‬وَ َ‬
‫و‬ ‫ّ‬
‫ن ل ِل ههِ فَهُ ه َ‬ ‫َ‬
‫ما كا َ‬ ‫ّ‬
‫ل إ ِلى اللهِ وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫م فَل ي َ ِ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫شَركائ ِهِ ْ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫َ‬
‫ما كا َ‬ ‫كائ َِنا فَ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ذا ل ِ ُ‬
‫م وَهَ َ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫ذا ل ِل ّهِ ب َِزعْ ِ‬ ‫هَ َ‬
‫ن{]النعام‪[136:‬‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫حك ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬‫ساَء َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫شَركائ ِهِ ْ‬ ‫ل إ ِلى ُ‬‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫يَ ِ‬
‫ولن بههن‬ ‫خه ْ‬
‫ولن بن عمرو بن الحاف بههن قضههاعة‪ ،‬ويقههال ‪َ :‬‬ ‫خ ْ‬‫قال ابن هشام ‪َ :‬‬
‫ريب بن َزيد بن كهلن بههن سههبأ‪،‬‬ ‫عمرو بن عَ ِ‬ ‫سع بن َ‬ ‫مه ْ َ‬ ‫دد بن َزيد بن ِ‬ ‫مرة بن أ َ‬ ‫عمرو بن ُ‬ ‫َ‬
‫حج ‪.‬‬ ‫مذ ْ ِ‬ ‫عمر بن سعد العشيرة بن َ‬ ‫ولن بن ُ‬ ‫خ ْ‬‫ويقال ‪َ :‬‬
‫خَزيمههة بههن‬ ‫كان ‪ -‬بههن كنانههة بههن ُ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫عباد سعد ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان لبني ِ‬
‫مضر ‪ -‬صنم ‪ ،‬يقال له ‪ :‬سعد ‪ :‬صخرة‬ ‫مد ِْركة بن الياس بن ُ‬ ‫ُ‬
‫ؤبلة ؛ ليقفها عليه ‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫كان بإبل له ُ‬ ‫مل َ‬ ‫فلة من أرضهم طويلة‪ ،‬فأقبل رجل من بنى ِ‬ ‫ب َ‬
‫مْرعي ّههة ل ُتركههب ‪ ،‬وكههان ي ُهْههراق‬ ‫عم – فلما رأته البههل وكههانت َ‬ ‫س بركته – فيما يز ُ‬ ‫التما َ‬
‫مْلكههاني ‪ ،‬فأخههذ حجههرا ً‬ ‫عليه الدماء نفرت منه ‪ ،‬فذهبت في كل وجههه ‪ ،‬وغضههب رّبههها ال ِ‬
‫ي إبلههى ‪ ،‬ثههم خههرج فهي طلبههها حههتى‬ ‫فرت عله ّ‬ ‫فرماه به ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ل بارك الّله فيك ‪ ،‬ن ّ‬
‫جمعها‪ ،‬فلما اجتمعت له قال ‪:‬‬
‫ن من سعدِ‬ ‫فشتتنا سعد‪ ،‬فل نح ُ‬ ‫‪ #‬أتينا إلى سعدٍ ‪ ،‬ليجمعَ شمَلنهها‬
‫شد‬ ‫ُر ْ‬ ‫ول‬ ‫ل َِغي‬ ‫لتدعو‬ ‫الرض‬ ‫من‬ ‫ة‬
‫‪ #‬وهل سعد ُ إل صخرة بت َُنوفهه ٍ‬
‫ممة الد ّْوسى ‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫دوس وصنهم ‪ :‬وكان في دوس صنم لعمرو بن ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬سأذكر حديثه في موضعه ‪ -‬إن شاء الّله ‪.‬‬
‫دثان بن عبد الّله بن زهران بن كعب بن الحههارث بههن كعههب بههن عبههد‬ ‫ن عُ ْ‬ ‫سب ُ‬ ‫ود َوْ ُ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫الّله بن مالك بن نصر بن ال ْ‬
‫سد بن الغوث ‪ .‬ويقال ‪ :‬دوس ابن عبدالله بههن زهههران ب ه ِ‬
‫وث ‪.‬‬ ‫سد بن الغ ْ‬ ‫ال ْ‬
‫عباد هبل ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت قريش قد اتخذت صههنما علههى بئر فههي‬
‫جوف الكعبة يقال له ‪ :‬هَُبل‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬سأذكر حديَثه ‪-‬إن شاء الّله في موضعه ‪.‬‬
‫إساف ونائلة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬واتخذوا إسافا ونائلة‪ ،‬علههى موضههع زمههزم‬
‫ينحرون عندهما‪ ،‬وكان إساف ونائلة رجل وامههرأة مههن جرهههم ‪ -‬هههو ‪ :‬إسههاف بههن ب َغْههي‬
‫جَرْين‪.‬‬‫ة في الكعبة ‪ :‬فمسخهما الّله ح َ‬‫ونائلة بنت ِديك ‪ -‬فوقع إساف على نائل َ‬
‫حديث عائشة عن إساف ونائلة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبهد الّلهه بهن‬
‫مرة بنت عبد الرحمن بن سههعد بههن ُزرإرة‬ ‫حْزم ‪ .‬عن عَ ْ‬‫عمرو بن َ‬
‫أبي بكر بن محمد بن َ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫أنها قالت ‪ :‬سمعت عائشة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬تقول ‪ :‬مها زلنها نسهمع أن إسههافا ونائلههة‬
‫جري ْههن ‪ -‬والل ّههه‬
‫جْرهم ‪ ،‬أحدثا في الكعبة ‪ :‬فمسخهما الّله تعههالى ح َ‬‫كانا رجل وامرأة من ُ‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال أبو طالب ‪:‬‬
‫وناِئل‬ ‫ف‬‫إسا ٍ‬ ‫من‬ ‫ل‬‫السيو ِ‬ ‫ض‬
‫ف َ‬‫م ْ‬ ‫خ ال ْ‬
‫شعرون ِركاَبهم ب ِ ُ‬ ‫‪ #‬وحيث ُيني ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذا البيت في قصيدة له ؛سأذكرها في موضعها –"إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫ل دار فههي‬‫ل كهه ّ‬
‫فعل العرب مع أصنامهم ‪ :‬قال ابسسن إسسسحاق ‪ :‬واتخههذ أههه ُ‬
‫سح به حيهن يركههب ‪ ،‬فكههان ذلههك‬ ‫دارهم صنما يعبدونه ‪ ،‬فإذا أراد الرجل منهم سفرا ً تم ّ‬
‫سح بههه ‪ ،‬فكههان ذلههك أول‬ ‫آخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره ‪ ،‬وإذا قدم من سفره تم ّ‬
‫ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله ‪ ،‬فلما بعث اللههه رسهوله محمهدا ً ‪ -‬صهلى اللههه عليههه‬
‫ب{ ]ص‪:‬‬ ‫ذا ل َ َ‬
‫ن هَ َ‬ ‫ة إ ِل ًَها َوا ِ‬
‫ل اْلل ِهَ َ‬
‫جع َ َ‬ ‫َ‬
‫جهها ٌ‬
‫يٌء عُ َ‬
‫ش ْ‬ ‫دا إ ِ ّ‬
‫ح ً‬ ‫وسلم ‪ -‬بالتوحيد‪ ،‬قالت قريش ‪} :‬أ َ‬
‫‪[5‬‬
‫ت تعظمها‬ ‫طواغيت ‪ ،‬وهي بيو ٌ‬ ‫الطواغيت ‪ :‬وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة َ‬
‫جاب ‪ ،‬وت ُْهدى لها كما ت ُْهدى للكعبة‪ ،‬وتطوف بها كطوافههها‬ ‫ح ّ‬
‫سد ََنة و ُ‬
‫كتعظيم الكعبة‪ ،‬لها َ‬
‫بها‪ ،‬وتنحر عندها‪ ،‬وهي ت َْعرف فضههل الكعبههة عليههها‪ ،‬لنههها كههانت قههد عََرفههت أنههها بيههت‬
‫إبراهيم الخليل ومسجده ‪.‬‬
‫خلههة‪ ،‬وكههان‬
‫عّزى وسدنتها وحجابها ‪ :‬فكانت لقريش وبني كنانههة ‪ :‬العُهّزى بن َ ْ‬ ‫ال ُ‬
‫سلْيم ‪ ،‬حلفاء بني هاشم ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬حلفههاء بنههى‬ ‫َ‬ ‫حجاَبها بنو شيبان من ُ‬ ‫سدن ََتها و ُ‬‫َ‬
‫صفة بن قْيس بن عَْيلن ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫بن‬ ‫عكرمة‬ ‫بن‬ ‫منصور‬ ‫بن‬ ‫يم‬‫َ‬
‫ُ ْ‬‫ل‬‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫يم‬‫َ‬
‫ُ ْ‬‫ل‬‫س‬‫و‬ ‫خاصة‪،‬‬ ‫طالب‬ ‫ي‬
‫أب ِ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال شاعر من العرب ‪:‬‬
‫دم أهداها امرؤ من بني غَْنم‬ ‫من ال ْ‬ ‫قْيرةٍ‬ ‫س بُ َ‬
‫ت أسماُء رأ َ‬‫ح ْ‬
‫‪ #‬لقد أن ْك ِ َ‬
‫سم‬‫ق ْ‬‫سع في ال َ‬ ‫ب الُعزى فو ّ‬ ‫إلى غَب ْغَ ِ‬ ‫دعا ً في عينها إذ ْ يسوُقها‬ ‫‪ #‬رأى قَ َ‬

‫حههر‪،‬‬ ‫وكههذلك كههانوا يصههنعون إذا نحههروا هههديا ً ق ّ‬


‫سههموه فيمههن حضههرهم ‪ .‬والغَب ْغَههب‪ :‬المن َ‬
‫مهراق الدماء‪.‬‬ ‫و ُ‬
‫مههرة‬
‫ويلههد ابههن ُ‬
‫خ َ‬
‫ي واسمه ‪ُ :‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذان البيتان لبي خراش الهذل ّ‬
‫في أبيات له ‪.‬‬
‫ة ‪ :‬الذين يقومون بأمر الكعبة‪ .‬قال ُرؤبة ابن العجاج ‪:‬‬
‫من هم السدنة ‪ :‬والسدن ُ‬
‫ي َْعمرن أمنا ً بالحرام ِ المأمن‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫ت القط ِ‬‫ب المنا ِ‬
‫‪ #‬فل ور ّ‬
‫ن‬
‫سد َ ِ‬
‫م ْ‬
‫ت ال َ‬
‫دي وبي ِ‬
‫س اله ْ‬
‫بمحب ِ‬
‫وهذان البيتان في أرجوزة له ‪ ،‬وسأذكر حديثها – إن شاء الّله تعسسالى‬
‫في موضعه ‪.‬‬
‫ت لثقيههف بالطههائف ‪ ،‬وكههان‬
‫اللت وسدنتها ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكههانت الل ُ‬
‫معَّتب من ثقيف ‪.‬‬
‫سدنَتها وحجابها بنو ُ‬
‫َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وسأذكر حديثها – إن شاء الّله تعالى في موضعه ‪.‬‬
‫منهاة للْوس والخهزرج ‪ ،‬ومهن دان‬ ‫مناة وسدنتها ‪ :‬قهال ابهن إسهحاق ‪ :‬وكهانت ُ‬
‫قد َْيد ‪.‬‬ ‫شل ّ ِ‬
‫لب ُ‬ ‫م َ‬
‫بدينهم من أهل يثرب ‪ ،‬على ساحل البحر من ناحية ال ُ‬
‫مْيت بن زيد أحد بني أسد بن مدركة ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وقال الك ُ َ‬
‫مَتحّرفينا‬
‫ُ‬ ‫ظهوَرها‬ ‫مناةَ‬ ‫ل ل ُتوّلي‬
‫ت قبائ ُ‬
‫‪ #‬وقد آل ْ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫ل الّله ‪-‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬إليها‬ ‫هدم مناة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬فبعث رسو ُ‬
‫أبا سفيان بن حرب فهدمها‪ ،‬ويقال ‪ :‬علي بن أبى طالب ‪.‬‬
‫خَلصههة ل هد َْوس‬
‫ذو الخَلصة وعّباده وهدمه ‪ :‬قال ابن إسسسحاق ‪ :‬وكههان ذو ال ْ َ‬
‫جيلة‪ ،‬ومن كان ببلدهم من العرب بت ََبالة ‪.‬‬ ‫خْثعم وب َ ِ‬
‫و َ‬
‫خُلصة ‪ .‬قال رجل من العرب ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ذو ال ُ‬
‫خك المقبورا‬ ‫خلص الموتورا مثلى وكان شي ُ‬ ‫ت يا ذا ال ُ‬ ‫‪ #‬لو كن َ‬
‫ل الُعداة زوَرا‬
‫ه عن قت ِ‬
‫لم تن َ‬
‫قال ‪ :‬وكان أبوه ُقتل ‪ ،‬فأراد الطلههب بثههأره ‪ ،‬فههأتى ذا الخَلصههة‪ ،‬فاستقسههم عنههده‬
‫بالزلم ‪ .‬فخرج السهم بنهيه عن ذلك ‪ ،‬فقال هذه البيات ‪ .‬ومن الناس من ينحلها امرأ‬
‫ن عبد‬ ‫جر الك ِْندي ‪ ،‬فبعث إليه رسول الّله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬جرَير ب َ‬ ‫ح ْ‬
‫القيس بن ُ‬
‫جلى‪ ،‬فهدمه‪.‬‬‫الّله الب ْ‬
‫فلس وعباده وهدمه ‪:‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكههانت فِْلسهه لطّيههى ومههن يليههها‬
‫سْلمى وأجأ‪.‬‬ ‫ى طيى‪ ،‬يعنى َ‬ ‫بجبل ْ‬
‫ض أهل العلههم أن رسههول الل ّههه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه‬‫قال ابن هشام ‪ :‬فحدثنى بع ُ‬
‫ي بن أبى طالب فهههدمها‪ ،‬فوجههد فيههها سههيفْين ‪ ،‬يقههال لحههدهما ‪:‬‬ ‫وسلم ‪ -‬بعث إليها عل ّ‬
‫ّ‬
‫ذم ‪ .‬فأتى بهما رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم‪ -‬فوهبهمهها‬ ‫خ َ‬
‫م ْ‬‫سوب ‪ ،‬وللخر ‪ :‬ال ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫له ‪ ،‬فهما سيفا علي رضى الّله عنه‪.‬‬
‫رئام ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان لحمَير وأهل اليمن بيت بصنعاء يقال له ‪ِ :‬رئام‬
‫‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قد ذكرت حديثه فيما مضى‪.‬‬
‫ضاء بيتا ً لبنههي ربيعههة بههن‬
‫ُرضاء وعباده وهدمه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت ُر َ‬
‫ست َوِْغر بن ربيعة بن كعب بن سههعد‬ ‫م ْ‬‫كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ‪ .‬ولها يقول ال ُ‬
‫حين هدمها في السلم ‪:‬‬
‫حما‬
‫س َ‬‫أ ْ‬ ‫بقاٍع‬ ‫قفرا ً‬ ‫فتركُتها‬ ‫ضاٍء َ‬
‫شد ّةً‬ ‫ت على ُر َ‬ ‫‪ #‬ولقد َ‬
‫شد َد ْ ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله ‪:‬‬
‫ما‬
‫ح َ‬ ‫فتركُتها قفرا ً بقاٍع أ ْ‬
‫س َ‬
‫عن رجل من بني سعد‪.‬‬
‫مر ثلثمائة سنة وثلثين‬
‫مر المستوغر ‪ :‬ويقال ‪ :‬إن المستوغر عُ ّ‬ ‫ع ْ‬
‫ُ‬
‫ضر كلها عمرًا‪ ،‬وهو الذي يقول ‪:‬‬
‫م َ‬ ‫سنة‪ ،‬وكان أطو َ‬
‫ل ُ‬
‫ت من عدِد السنين مئينا‬
‫عَمْر ُ‬‫وَ‬ ‫ت من الحياِة وطولها‬ ‫‪ #‬ولقد سئم ُ‬
‫ت من عدد الشهوِر سنينا‬ ‫وازدد ُ‬ ‫حَدْتها بعدها مئتان لــي‬
‫‪ #‬مائة َ‬
‫يوم يمّر وليلة تحدونا‬ ‫‪ #‬هل ما بقي إل كما قد فاتنــا‬
‫ي‪.‬‬‫جناب الكلب ّ‬
‫وبعض الناس يروى هذه البيات لُزهير بن َ‬

‫عّباده ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان ذو الك ََعبات لبكر وتغلب ابنههي‬ ‫ذو الكعبات و ُ‬
‫داد‪ ،‬وله يقول أعشى بنى قيس بن َثعلبة ‪:‬‬ ‫سن ْ َ‬
‫وائل وإياد ب ِ ِ‬
‫سْنداد‬
‫َ‬ ‫ت ذي الك ََعبات من‬ ‫والبي ِ‬ ‫ق‬
‫سديرِ وبار ٍ‬‫خوَْرنق وال ّ‬ ‫ن ال َ‬
‫‪ #‬بي َ‬
‫ى ‪ :‬نهشههل بههن دارم بههن مالههك‬ ‫شل ّ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذا البيت للسود بن ي َْعفر النهْ َ‬
‫حرز خلف الحمر ‪:‬‬ ‫م ْ‬
‫بن زيد بن مناة بن تميم ‪ ،‬في قصيدة له ‪ ،‬وأنشدنيه أبو ُ‬
‫سْندادِ‬ ‫ت ذي ال ّ‬
‫شرفات من ِ‬ ‫والبي ِ‬ ‫ق‬
‫سديرِ وبار ٍ‬
‫ق وال ّ‬
‫خوَْرن َ ِ‬
‫‪ #‬أهل ال َ‬

‫مي‬ ‫حا ِ‬‫الَبحيرة والسائبة والوصيلة وال َ‬


‫رأي ابن إسسسحاق فيهسسا ‪ :‬قسسال ابسسن إسسسحاق ‪ :‬فأمهها الَبحيههرة فهههي ‪ :‬بنههت‬
‫سيبت فلم ُيركههب‬‫السائبة‪ ،‬والسائبة ‪ :‬الناقة إذا تابعت بين عشر إناث ليس بينهن ذكر‪ُ ،‬‬
‫قت‬
‫ش ّ‬‫ظهُرها‪ ،‬ولم ُيجّز وبُرها‪ ،‬ولم ُيشرب لبُنها إل ضيف ‪ ،‬فما نتجت بعد ذلك من أنثى ُ‬
‫خّلى سبيُلها مع أمها‪ ،‬فلم ُيركب ظهُرها‪ ،‬ولم ُيجز وبُرها‪ ،‬ولم ُيشرب لبُنههها إل‬ ‫أذُنها‪ ،‬ثم ُ‬
‫ت عش هَر‬ ‫م ْ‬‫صيلة ‪ :‬الشههاة إذا أتههأ َ‬
‫مها‪ ،‬فهي الَبحيرة ُ بنت السائبة‪ ،‬والوَ ِ‬ ‫ضيف ‪ ،‬كما ُفعل بأ ّ‬
‫جعلههت وصههيلة ‪ .‬قههالوا ‪ :‬قههد‬ ‫ث متتابعههات فههي خمسههة أبطههن ‪ ،‬ليههس بينهههن ذكهٌر ‪ُ ،‬‬ ‫إنا ٍ‬
‫َ‬
‫ت ‪ ،‬فكان ما وَلدت بعد ذلك للذكور منهم دون إنههاثهم ‪ ،‬إل أن يمههوت منههها شههىء‪،‬‬ ‫صل ْ‬‫وَ َ‬
‫فيشتركوا في أكله ‪ ،‬ذكوُرهم وإناُثهم ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪ :‬فكان ما ولدت بعد ذلك لذكور بنيهم دون بناتهم ‪.‬‬
‫ن‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والحامي ‪ :‬الفحل إذا ُنتج له عشُر إناث متتابعات ليس بينه ّ‬
‫خّلي في إبله يضرب فيها‪ ،‬ل ينتفع منههه‬
‫ى ظهره فلم ُيركب ‪ ،‬ولم ُيجز وبره ‪ ،‬و ُ‬
‫م َ‬
‫ح ِ‬
‫ذكر‪ُ ،‬‬
‫بغير ذلك ‪.‬‬
‫ابن هشام يخالف ابن إسحاق ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وهذا عند العسسرب علسسى غيسسر‬
‫هسسذا إل الحسسامي ‪ ،‬فسسإنه عنسسدهم علسسى مسسا قسسال ابسسن إسسسحاق ‪ .‬فسسالَبحيرة‬
‫ب‬‫عندهم ‪ :‬الناقة ُتشق أذُنها فل ُيركب ظهُرها‪ ،‬ول ُيجسسز وبُرهسسا‪ ،‬ول َيشسسر ُ‬
‫لب ََنها إل ضيف ‪ ،‬أو ُيتصدق به ‪ ،‬وتهمسسل للهتهسسم ‪ .‬والسسسائبة ‪ :‬السستي ينسسذر‬
‫الرجل أن ُيسيَبها إن برئ من مرضه أو إن أصاب أمرا ً يطلبسسه ‪ .‬فسسإذا كسسان‬
‫ت ل سسسيرة‬ ‫أساب ناقة من إبله ‪ ،‬أو جمل لبسعض آلهتهم ‪ ،‬فسسسابت فرع س ْ‬
‫ابن هشام‬
‫الجزء الول‬

‫صفحة ‪341 -215‬‬


‫أي إلى نهاية الجزء الول‬
‫مها اثنين في كل بطن ‪ ،‬فيجعل صاحبهما للهتههه النههاث‬ ‫ة ‪ :‬التي تلد أ ّ‬ ‫ُينتفع بها‪ .‬والوصيل ُ‬
‫مههها ومعههها ذكهٌر فههي بطههن‪ ،‬فيقولههون ‪ :‬وصههلت أخاههها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫دها أ ّ‬ ‫منها‪ ،‬ولنفسه الذكوَر ‪ :‬فتل ُ‬
‫ُفيسّيب أخوها معها‪ ،‬فل ُينتفع به ‪.‬‬
‫قال ابن هشههام ‪ :‬حدثني بسسه يسسونس بسسن حسسبيب النحسسوي وغيسسره ‪ .‬وروى‬
‫بعض ما لم يرو بعض ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما بعث الله تبارك وتعالى رسوَله محمدا ً ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫ن‬ ‫حهام ٍ وَل َك ِه ّ‬ ‫صههيل َةٍ وََل َ‬ ‫سهائ ِب َةٍ وََل وَ ِ‬ ‫حيهَرةٍ وََل َ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الّله ُ‬ ‫جعَه َ‬ ‫ما َ‬ ‫وسلم ‪ -‬أنزل عليه ‪َ } :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]المائدة‪ [103:‬وأنههزل اللههه‬ ‫قلو َ‬ ‫م ل ي َعْ ِ‬ ‫ب وَأكث َُرهُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن عََلى اللهِ الكذِ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫فت َُرو َ‬ ‫فُروا ي َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ن هَذِهِ اْل َن َْعام ِ َ‬
‫ن‬ ‫جن َهها وَإ ِ ْ‬ ‫م عَل َههى أْزَوا ِ‬ ‫ح هّر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫كورَِنا وَ ُ‬ ‫ة ل ِهذ ُ ُ‬ ‫صه ٌ‬ ‫خال ِ َ‬ ‫طو ِ‬ ‫ما ِفي ب ُ ُ‬ ‫تعالى ‪} :‬وََقاُلوا َ‬
‫م { ]النعام‪.[139:‬‬ ‫م عَِلي ٌ‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬ ‫فهُ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫م وَ ْ‬ ‫زيهِ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫سي َ ْ‬ ‫كاُء َ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ِفيهِ ُ‬ ‫ة فَهُ ْ‬ ‫مي ْت َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ي َك ُ ْ‬
‫مهها‬ ‫حَرا ً‬ ‫ه َ‬ ‫من ْه ُ‬‫م ِ‬ ‫جعَل ْت ُه ْ‬‫ق فَ َ‬ ‫ن رِْز ٍ‬ ‫مه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ل َك ُه ْ‬ ‫ل الل ّه ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬ ‫م َ‬
‫وأنزل الله تعالى ‪ } :‬قُ ْ َ َ‬
‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬
‫ن{ ]يونس‪[59:‬‬ ‫م عََلى الل ّهِ ت َ ْ‬ ‫ل َأالل ّه أ َذن ل َك ُ َ‬ ‫حَلًل قُ ْ‬
‫فت َُرو َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ة أ َزواج من ال ّ ْ‬
‫ل‬ ‫قس ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ز اث ْن َي ْ س ِ‬‫عس ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ن اث ْن َي ْ‬ ‫ضأ ِ‬ ‫مان ِي َ َ ْ َ ٍ ِ ْ‬ ‫وأنزل عليه ‪ } :‬ث َ‬
‫م اْلنث َي َي ْن ن َب ُّئوِنسسي ب ِ ِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علسسم ٍ‬ ‫َِ‬ ‫حا ُ‬ ‫ه أْر َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م الن ْث َي َي ْ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫حّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫أالذّك ََري ْ ِ‬
‫م‬ ‫ح سّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل أال سذّك ََري ْ ِ‬ ‫قس ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ر اث ْن َي ْ ِ‬ ‫قَ ِ‬ ‫ن ال ْب َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َاث ْن َي ْ ِ‬ ‫ن اْل ِب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ن* َ‬ ‫قي َ‬ ‫صاِد ِ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫إِ ْ‬
‫ُ‬ ‫حا ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أَ ْ ْ‬
‫م‬‫نأ ْ‬ ‫م النث َي َي ْ ِ‬ ‫ه أْر َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫شت َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م النث َي َي ْ ِ‬
‫ذا فَم َ‬
‫ل‬ ‫ضه ّ‬ ‫ن افْت َهَرى عَل َههى الل ّههِ ك َهذًِبا ل ِي ُ ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظ ْل َه ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ه ب ِهَ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫صاك ُ ْ‬ ‫داَء إ ِذ ْ وَ ّ‬ ‫شهَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ن{ ]النعام‪[144:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قوْ َ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ه َل ي َهْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫عل ْم ٍ إ ِ ّ‬ ‫س ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫الّنا َ‬
‫البحيرة والوصيلة والحامي لغة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫ب‬ ‫ت ظهوَرها والسي ُ‬ ‫قة والحاميا ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫شَري ٍ‬ ‫ل الوصاِئل في ُ‬ ‫حو ُ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫قِبل أحد بني عامر بن صعصعة ‪:‬‬ ‫م ْ‬ ‫ي بن ُ‬ ‫وقال تميم بن أب ّ‬
‫حر‬‫جمة الب ُ ُ‬
‫ي وسط الهَ ْ‬ ‫دياف ّ‬
‫هَد َْر ال ّ‬ ‫مْرباع َقرَقرة‬
‫‪ #‬فيه من الخرج ال ِ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وجمع بحيرة ‪ :‬بحائر وُبحر‪ .‬وجمع وصيلة ‪ :‬وصائل وُوصههل ‪.‬‬
‫وم ‪.‬‬
‫سّيب ‪ ،‬وجمع حام الكثر ‪ :‬ح ّ‬
‫وجمع سائبة الكثر ‪ :‬سوائب و ُ‬
‫عود إلى النسب‬
‫عمههرو ابههن عههامر‬
‫خزاعة تقول ‪ :‬نحن بنو َ‬
‫نسب خزاعة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫من اليمن ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وتقول خزاعة ‪ :‬نحن بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة ابن عمههرو‬
‫خن ْههدف‬
‫وث ‪ ،‬و ِ‬‫سد بههن الغَ ه ْ‬
‫بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن ال ْ‬
‫أمنا‪ ،‬فيما حدثني أبو عب َْيدة وغيره مههن أهههل العلههم ‪ .‬ويقههال ‪ :‬خزاعههة ‪ :‬بنههو حارثههة بههن‬
‫سميت خزاعة‪ ،‬لنهم تخّزعوا من ولد عمرو بن عامر حين أقبلههوا‬ ‫عمرو بن عامر‪ .‬وإّنما ُ‬
‫وف بههن أيههوب‬ ‫وا بههها‪ .‬قههال عَه ْ‬
‫من اليمن يريدون الشام ‪ ،‬فنزلوا بمّر الظهْههران ‪ ،‬فأقههام ِ‬
‫سواد بن غْنم بن كعب بن سلمة من الخزرج في السلم ‪:‬‬ ‫النصاري أحد بنى عمرو بن َ‬
‫ر‬
‫ة منا في خيول كراك ِ ِ‬ ‫خزاع ُ‬ ‫ُ‬ ‫مّر تخّزعت‬‫ن َ‬
‫‪ #‬فلما هبطنا بط َ‬
‫ت البواِتر‬ ‫قَنا والمْرهفا ِ‬
‫م ال َ‬
‫ص ّ‬
‫بِ ُ‬ ‫ت‬
‫‪ #‬حمت كل وادِ من تهامة واحتم ْ‬
‫وهذان البيتان في قصيدة له ‪.‬‬
‫ن رافع النصاري ‪ ،‬أحهد بنهي حارثهة بهن الحهارث بهن‬ ‫وقال أبو المطّهر إسماعي ُ‬
‫لب ُ‬
‫عمرو بن مالك بن الوس ‪:‬‬ ‫الخزرج بن َ‬
‫ل‬
‫المتحام ِ‬ ‫الكل‬ ‫دار‬ ‫ة‬
‫خزاع ُ‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ة أحمد َ ْ‬ ‫ن مك َ‬
‫‪ #‬فلما هبطنا بط َ‬
‫ل‬‫بين نجدٍ وساح ِ‬ ‫ل حي‬ ‫على ك ّ‬ ‫‪ #‬فحّلت أكاريسا‪ ،‬وشّنت قنابل‬
‫ل‬ ‫الكواه ِ‬ ‫شديدِ‬ ‫ي‬
‫خزاع ّ‬
‫ُ‬ ‫ِبعّز‬ ‫وا‬
‫ة‪،‬واحتب َ ْ‬‫جرهما عن بطن مك َ‬ ‫وا ُ‬
‫ف ْ‬
‫‪ #‬نَ َ‬
‫الله أذكر نفيههها جرهمهها‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه البيات في قصيدة له ‪ -‬وأنا إن شاء‬
‫في موضعه ‪.‬‬
‫مدِركة بههن إليههاس رجليههن ‪:‬‬ ‫أولد مدركة وخزيمة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد ُ‬
‫خَزيمههة بههن‬‫مدركة‪ ،‬وأمهما ‪ :‬امههرأة مههن ُقضههاعة ‪ .‬فولههد ُ‬ ‫ذيل بن ُ‬‫مدركة‪ ،‬وهُ َ‬ ‫خزيمة بن ُ‬‫ُ‬
‫ْ‬
‫خَزيمههة‪ ،‬والهُههون بههن‬
‫دة بههن ُ‬‫س َ‬
‫خَزيمة‪ ،‬وأ َ‬
‫خَزيمة‪ ،‬وأسد بن ُ‬ ‫كنانة بن ُ‬‫مدركة أربعة نفر ‪ِ :‬‬
‫عوانة بنت سعد ابن قيس عَْيلن بن مضر‪.‬‬ ‫خزيمة ‪ .‬فأم كنانة ُ‬ ‫ُ‬
‫ون بن خزيمة ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ال ْهَ ْ‬
‫خزيمة أربعة نفر ‪:‬‬ ‫أولد كنانة وأمهاتهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد كنانة بن ُ‬
‫مْلكان بههن كنانههة‪ .‬فههأم النضههر ‪:‬‬
‫كنانة‪ ،‬و ِ‬
‫النضر بن كنانة‪ ،‬ومالك بن كنانة‪ ،‬وعبد مناة بن ِ‬
‫مر بن أد ّ بن طابخة بن إلياس ابن مضر‪ ،‬وسائر بنيه لمرأة أخرى ‪.‬‬ ‫ب َّرة بنت ُ‬
‫مْلكان ‪ :‬ب َّرة بنت مر‪ ،‬وأم عبد منههاة ‪ :‬هالههة‬‫قال ابن هشام ‪ :‬أم النضر ومالك و ِ‬
‫شنوَءة ‪ :‬عبد الله بن كعب بن عبههد اللههه بههن‬ ‫شنوءة‪ .‬و َ‬
‫طريف من أزد َ‬ ‫ويد بن الغِ ْ‬
‫س َ‬‫بنت ُ‬
‫سموا شنوءة‪ ،‬لشنآن كان بينهم ‪ .‬والشههنآن ‪:‬‬ ‫وث ‪ :‬وإنما ُ‬‫سد بن الغ ْ‬
‫مالك بن نضر بن ال ْ‬
‫البغض ‪.‬‬
‫من يطلق عليه لقب قرشي ‪ :‬قال ابسسن هشسسام ‪ :‬النضههر ‪ :‬قريههش‪ ،‬فمههن‬
‫كان من ولده فهو قرشى‪ ،‬ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي ؛ قال جرير بن عطية‬
‫أحد بنى كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن َزيد مناة ابن تميم يمدح هشام بن عبد‬
‫الملك بن مروان ‪:‬‬
‫رفة الّنجارِ ول عقيم‬
‫ق ِ‬
‫م ْ‬
‫ب ُ‬ ‫ت قريشا ً‬
‫م التي ولد ْ‬
‫‪ #‬فما ال ّ‬
‫وما خال بأكرم من تميم‬ ‫ب من أبيكم‬‫‪ #‬وما قَْرم بأنج ِ‬
‫مر‪ ،‬أخت تميم بن مر‪ ،‬أم النضر‪ .‬وه َ‬
‫ذان البيتان في قصيدة له ‪.‬‬ ‫ت ُ‬‫يعنى ب َّرةَ بن َ‬
‫ميت قريش باسمها ‪ :‬ويقال ِفهر بن مالك ‪ :‬قريش‪ ،‬فمن كههان مههن‬ ‫لماذا س ُ‬
‫سميت قريش قريشها ً‬‫ولده فهو قرشي ‪ ،‬ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي ‪ ،‬وإنما ُ‬
‫جاج ‪:‬‬
‫من التقرش‪ .‬والتقرش ‪ :‬التجارة والكتساب ‪ .‬قال ُرؤبة بن الع ّ‬
‫ل من تساقُ ِ‬
‫ط القروش‬ ‫خ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ش وال َ‬
‫‪ #‬قد كان يغنيهم عن الشّغو ِ‬
‫ش‬
‫م ومحض ليس بالمغشو ِ‬ ‫‪َ #‬‬
‫شح ٌ‬
‫شههغوش‪ .‬والخشههل ‪ :‬رءوس‬ ‫شههغوش ‪ ،‬قمههح يسههمى ‪ :‬ال ّ‬ ‫قال ابن هشسسام ‪ :‬وال ّ‬
‫الخلخيل والسورة ونحوه‪ .‬والقروش ‪ :‬التجارة والكتساب ‪ ،‬يقول ‪ :‬قد كان يغنيهم عن‬
‫هذا شحم ومحض ‪ ،‬والمحض ‪ :‬اللبن الحليب الخالص ‪.‬‬
‫كر ‪ :‬بن بكر بن وائل‬ ‫ش ُ‬ ‫جْلدة اليشكر ّ‬
‫ى‪ ،‬وي ْ‬ ‫وهذه البيات في أرجوزة له ‪ .‬وقال أبو ِ‬
‫‪:‬‬
‫رنا وقديم‬ ‫عم ِ‬‫ث من ُ‬ ‫في حدي ٍ‬ ‫عليَنا‬
‫ب َ‬ ‫‪ #‬إخوة قرشوا الذنو َ‬
‫وهذا البيت في أبيات له ‪.‬‬
‫سههميت قريههش قريش ها ً ‪ :‬لتجمعههها مههن بعههد‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ويقههال ‪ :‬إنمهها ُ‬
‫تفرقها‪.‬‬
‫ويقال للتجمع ‪ :‬التقرش‪.‬‬
‫خلههد‬ ‫ن النضر‪ ،‬وي َ ْ‬ ‫كب َ‬‫أولد النضر وأمهاتهم ‪ :‬فولد النضُر بن كنانة رجلين ‪ :‬مال َ‬
‫دوان بن عمرو بن قيس بن عَْيلن ‪ ،‬ول أدرى أهههى‬ ‫بن النضر‪ ،‬فأم مالك ‪ :‬عاتكة بنت عَ ْ‬
‫خُلد أم ل‪.‬‬‫أم ي َ ْ‬
‫صْلت بن النضههر ‪ -‬فيمهها قههال أبههو عمههرو المههدني ‪ -‬وأمهههم‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وال ّ‬
‫دوان ‪ :‬بن عمهر بهن قيهس بهن عيلن ‪ .‬قهال‬ ‫دواني ‪ ،‬وعَ ْ‬ ‫رب العَ ْ‬ ‫جميعا ‪ :‬بنت سعد بن ظ َ ِ‬
‫عمرو‪ ،‬من خزاعة ‪:‬‬ ‫مَليح بن َ‬‫ك ُث َّير بن عبد الرحمن ‪ -‬وهو ك ُث َّير عزة أحد بني ُ‬
‫ن من بني النضرأزهَرا‬ ‫هجا ٍ‬‫ل ِ‬ ‫لك ّ‬ ‫م ليس إخوتي‬ ‫صْلت أ ْ‬ ‫‪ #‬أليس أبى بال ّ‬
‫صرا‬ ‫ي المخ ّ‬ ‫م ّ‬‫ضَر ِ‬
‫ح ْ‬‫بنا وبهم وال َ‬ ‫دى‬ ‫س َ‬‫ب مختلط ال ّ‬ ‫ص ِ‬
‫ب العَ ْ‬ ‫‪ #‬رأيت ثيا َ‬
‫ب الفوائج أخضَرا‬ ‫أراكا بأذنا ِ‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬فإن لم تكونوا من بني النضر‪ ،‬فاتركوا‬
‫قال ‪ :‬وهذه البيات في قصيدة له ‪.‬‬
‫عمههرو رهههط ك ُث َي ّههر‬ ‫مل َْيح بههن َ‬
‫ت بن النضر من خزاعة ‪ :‬بنو ُ‬ ‫ن إلى الصل ْ ِ‬ ‫والذين ي ُعَْزوْ َ‬
‫عزة‪.‬‬
‫ك بههن النضههر ‪:‬‬ ‫أولد مالك وفهر وأمهاتهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولههد مال ه ُ‬
‫مضاض الجرهمي ‪.‬‬ ‫ت الحارث بن ُ‬ ‫جْندلة بن ُ‬ ‫فِْهر بن مالك ‪ .‬وأمه ‪َ :‬‬
‫مضاض الكبر‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وليس بابن ُ‬
‫ب بههن‬
‫محار َ‬
‫ب بن فهر‪. ،‬و ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد َ فهر بن مالك أربعة نفر ‪ :‬غال َ‬
‫ذيل بن مدركة ‪.‬‬ ‫مهم ‪ :‬ليلى بنت سعد بن هُ َ‬ ‫سد بن فهر‪ ،‬وأ ّ‬
‫فهر‪ ،‬والحارث بن فهر‪ ،‬وأ َ‬
‫جْندلة بنت فهر‪ ،‬وهي أم ي َْربوع بن حنظلة بن مالك بههن َزيههد‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬و َ‬
‫فههى ‪ .‬واسههم‬ ‫ريههر بههن عطيههة ابههن الخط َ‬
‫ج ِ‬
‫مناة بن تميم ‪ .‬وأمها‪ :‬ليلى بنههت سههعد‪ .‬قههال َ‬
‫َ‬
‫مه بن عوف بن ك ُلْيب بن يربوع بن حنظلة ‪: .‬‬ ‫سل َ َ‬ ‫خ َ‬
‫طفى ‪ :‬حذيفة بن بدر بن َ‬ ‫ال َ‬
‫ل‬
‫الجندَ ِ‬ ‫ر‬
‫كخي ِ‬ ‫ة‬
‫جْندل ٍ‬
‫َ‬ ‫ًابناءُ‬ ‫صى‬
‫ح َ‬
‫مى ورائي بال َ‬‫تر َ‬ ‫‪ #‬وإذا َ‬
‫غضب ُ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫ن ِفهر‬
‫بب ُ‬‫أولد غالب وأمهاتهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد غال ُ‬
‫س هْلمى بنههت عمههرو الخزاعههى ‪-‬‬ ‫ن غالب ‪ ،‬وأمهمهها ‪َ :‬‬ ‫مب َ‬ ‫رجلين ‪ :‬لؤيّ بن غالب وتي ْ َ‬
‫وتْيم بن غالب الذين يقال لهم ‪ :‬بنو الد َْرم‪.‬‬
‫عمههرو‬‫س هْلمى بنههت كعههب بههن َ‬ ‫قال ابن هشسسام ‪ :‬وقَي ْههس بههن غههالب ‪ ،‬وأمههه ‪َ :‬‬
‫ي غالب ‪.‬‬ ‫خزاعي ‪ ،‬وهى أم ل ُؤَيّ وت َْيم ابن ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ي وأمهاتهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد ُلؤيّ به ُ‬
‫ن غههالب أربعههة نفههر ‪:‬‬ ‫أولد لؤ ّ‬
‫ى‪ ،‬وعوف بههن لههؤيّ ‪ ،‬فههأم كعههب وعههامر‬ ‫ن لؤ ّ‬‫ةب َ‬ ‫ن لؤيّ ‪ ،‬وسام َ‬ ‫ن لؤيّ ‪ ،‬وعامر ب َ‬ ‫بب َ‬
‫كع َ‬
‫سر‪ ،‬من ُقضاعة‪.‬‬ ‫ج ْ‬ ‫قْين بن َ‬ ‫ت ك َْعب بن ال َ‬ ‫ماوية بن ُ‬‫وسامة ‪َ :‬‬
‫جشههم بههن الحههارث ‪ ،‬فههي‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬والحارث بن ُلؤيّ ‪ ،‬وهههم ‪ُ :‬‬
‫هِّزان من ربيعة ‪ .‬قال جرير ‪:‬‬
‫ن غالب‬ ‫ُ‬ ‫ج َ‬
‫لعلى الروابي من لؤيّ ب ِ‬ ‫وا‬
‫م ْ‬‫شم ٍ لستم ِلهّزان ‪ ،‬فانت َ َ‬ ‫‪ #‬بني ُ‬
‫س مثوىالغرائب‬ ‫شك َْيس بئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ول في‬ ‫ور نساَءكم‬ ‫ض ْ‬
‫ل َ‬ ‫‪ #‬ول ُتنكحوا في آ ِ‬
‫عكابة بن صعب بن علههي بههن بكههر‬ ‫شْيبان بن ثعلبة بن ُ‬ ‫وسعد بن ُلؤيّ ‪ ،‬وهم ُبنانة ‪ :‬في َ‬
‫بن وائل ‪ ،‬من ربيعة ‪.‬‬
‫سْيع الله ‪ ،‬ابن‬
‫شْيع الله ‪ ،‬ويقال ‪َ :‬‬ ‫جسر بن َ‬ ‫قْين بن َ‬
‫وبنانة ‪ :‬حاضنة لهم من بنى ال َ‬
‫عمران بههن الحههاف بههن قضههاعة ‪ .‬ويقههال ‪ :‬بنههت‬ ‫حْلوان بن ِ‬ ‫سد بن وََبرة بن ثعلبة بن ُ‬
‫ال ْ‬
‫حل ْههوان بههن عمههران بههن‬
‫جهْرم بههن َرب ّههان بههن ُ‬
‫مر بن قاسط ‪ ،‬من ربيعة‪ .‬ويقال ‪ :‬بنت َ‬ ‫الن ّ ِ‬
‫الحاف بن قضاعة ‪.‬‬
‫وخزيمة بن لؤيّ بن غالب ‪ ،‬وهم عائذة في َ‬
‫شْيبان بههن ثعلبههة‪ ،‬وعههائذة امههرأة مههن‬
‫خزيمة بن لؤي‪.‬‬‫اليمن وهي أم بني عبيدة بن ُ‬
‫سههر‪ .‬وأم‬
‫ج ْ‬‫قْين ابن َ‬
‫وأم بني لؤيّ كلهم ‪ -‬إل عامر بن لؤيّ ‪ :‬ماوَّية بنت كعب بن ال َ‬
‫شْيبان بن محارب بن فِْهر‪ ،‬ويقال ‪ :‬ليلى بنههت شههيبان بههن‬‫شّية بنت َ‬
‫خ ِ‬
‫عامر بن لؤيّ ‪ :‬م ْ‬
‫محارب بن فهر‪.‬‬
‫ي‬
‫أمر سامة بن لؤ ّ‬
‫هروبه من أخيه وموته ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فأما سامة بن لؤيّ فخرج إلههى‬
‫عمون أن عامر بن لهؤي أخرجهه ‪ ،‬وذلههك أنههه كهان بينهمها شهىء‪،‬‬ ‫مان ‪ ،‬وكان بها‪ .‬ويز ُ‬ ‫عُ َ‬
‫ى‬
‫مة بههن لههؤ ّ‬ ‫عمون أن سا َ‬ ‫مان ‪ .‬فيز ُ‬ ‫ن عامر‪ ،‬فأخافه عامٌر ‪ ،‬فخرج إلى عُ َ‬ ‫ة عي َ‬ ‫ففقأ سام ُ‬
‫رها‪ ،‬فهصرتها حتى‬ ‫بينا هو يسير على ناقته ‪ ،‬إذ وضعت رأسها ترتع ‪ ،‬فأخذت حية بمشف ِ‬
‫ة فقتلته ‪ .‬فقههال سههامة حيههن أحههس بههالموت فيمهها‬ ‫قها ثم نهشت سام َ‬ ‫وقعت الناقة لش ّ‬
‫عمون ‪:‬‬
‫يز ُ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫عَِلقت ساقَ سامةِ العلق ْ‬ ‫ن لؤىّ‬ ‫ةب ِ‬ ‫‪ #‬عين فابكي لسام َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫حلوا به قتيل لناق ْ‬ ‫م ُ‬
‫يو َ‬ ‫ل سامة بن لؤىّ‬ ‫‪ #‬ل َأرى مث َ‬
‫ه‬
‫أن نفسي إليهما مشتاق ْ‬ ‫‪ #‬بّلغا عامرا ً وكعبا ً رسهههول‬
‫ه‬
‫غالبي ‪ ،‬خرجت من غير فاق ْ‬ ‫عمان داري ‪ ،‬فإني‬ ‫ن في ُ‬ ‫‪ #‬إن تك ْ‬
‫ه‬
‫مهَراق ْ‬ ‫حذ ََر المو ِ‬
‫ت لم تكن ُ‬ ‫َ‬ ‫ن لؤىّ‬ ‫ت يا اب َ‬‫س هََرقْ َ‬ ‫ب كأ ٍ‬ ‫‪ُ #‬ر ّ‬
‫ه‬
‫ن رام ذاك بالحتف طاق ْ‬ ‫م ْ‬
‫ما ل ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ن لؤَىّ‬ ‫ف يا اب َ‬‫حتو ِ‬ ‫ت دفعَ ال ُ‬ ‫م َ‬‫‪ُ #‬ر ْ‬

‫ه‬
‫جدةٍ ورشاق ْ‬
‫جد و ِ‬
‫بعد َ ِ‬ ‫ت َردي ّا ً‬
‫سرى ترك ْ َ‬
‫س ال ّ‬
‫خُرو َ‬
‫‪#‬و َ‬
‫ض ولههده أتههى رسههول اللههه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبلغني أن بع ه َ‬
‫وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬فانتسب إلى سامة بن لهؤيّ ‪ ،‬فقهال رسههول اللهه صههلى اللهه‬
‫عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ :‬الشاعر ؟ فقال له بعض أصحابه ‪ :‬كأنك يهها رسههول اللههه‬
‫أردت قوله ‪:‬‬
‫ه‬
‫مْهراق ْ‬ ‫حذ ََر المو ِ‬
‫ت لم تكن ُ‬ ‫َ‬ ‫ت يا ابن لؤىّ‬‫س هََرقْ َ‬
‫ب كأ ٍ‬‫‪ُ #‬ر ّ‬
‫قال ‪ :‬أجل ‪.‬‬
‫ي ونقلته‬ ‫ؤ ّ‬ ‫ُ‬
‫أمر عوف بن ل َ‬
‫سبب انتمائه إلى غطفان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأما عههوف بههن لههؤيّ فههإنه‬
‫غطفان بههن سههعد بههن‬ ‫خرج ‪ -‬فيما يزعمون ‪ -‬في ركب من قريش‪ ،‬حتى إذا كان بأرض َ‬
‫سْعد‪ ،‬وهههو‬‫ة بن َ‬ ‫قيس بن عَْيلن ‪،‬أْبطىء به فانطلق من كان معه من قومه ‪ ،‬فأتاه ثعلب ُ‬
‫ذبيان ‪ -‬ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن َبغيههض بههن َري ْههث بهن غطفهان ‪.‬‬‫أخوه في نسب بني ُ‬
‫وعوف بن سعد بن ُ‬
‫ذبيان ابن بغيض بههن َري ْههث بههن غطفههان ‪ -‬فحبسههه وزوجههه والتههاطه‬
‫وآخاه ‪ ،‬فشاع نسبه في بني ُذبيان ‪ .‬وثعلبة ‪ -‬فيما يزعمون ‪ -‬الههذي يقههول لعههوف حيههن‬
‫أْبطىء به ‪ ،‬فتركه قومه ‪:‬‬
‫ك لك‬ ‫م ول متَر َ‬ ‫تركك القو ُ‬ ‫ن لؤيّ جمَلك‬
‫‪ #‬احبس علي اب َ‬
‫مكانة مرة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير‪ ،‬أو محمد‬
‫عيا ً حي ّا ً‬
‫مد ّ ِ‬
‫صين ‪ ،‬أن عمر بن الخطاب قال ‪ :‬لو كنت ُ‬‫ح َ‬‫بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ُ‬
‫مرة بن عوف ‪ ،‬إنا لنعرف فيهم الشباه مع ما‬ ‫ت بني ُ‬ ‫مْلحقهم بنا‪ ،‬لدعي ُ‬
‫من العرب ‪ ،‬أو ُ‬
‫نعرف من موقع ذلك الرجل حيث وقع ‪ ،‬يعنى ‪ :‬عوف بن لؤي ‪.‬‬
‫مههرة بههن عههوف بههن‬ ‫مرة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فهو في نسب غطفههان ‪ُ :‬‬ ‫نسب ُ‬
‫ذكر لهم هذا النسب ‪ :‬مهها‬ ‫َ‬
‫ذبيان بن َبغيض بن َرْيث بن غَطفان وهم يقولون إذا ُ‬ ‫سعد بن ُ‬
‫ذيمههة بههن‬ ‫ج ِ‬
‫ب النسب إلينا‪ .‬وقال الحههارث بههن ظههالم بههن َ‬ ‫ننكره ‪ ،‬وما نجحده ‪ ،‬وإنه لح ّ‬
‫وف ‪ -‬حيههن هههرب مههن النعمههان بههن‬ ‫مههرة بههن عَه ْ‬ ‫ي َْربوع ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬أحد بنههي ُ‬
‫المنذر‪ ،‬فلحق بقريش ‪:‬‬
‫الّرَقاَبا‬ ‫شْعر‬ ‫ال ّ‬ ‫فزارة‬ ‫ب َ‬ ‫ول‬ ‫ن سعهههدٍ‬ ‫ةب ِ‬
‫‪ #‬فما قومي بثعلب َ‬
‫ضراَبا‬ ‫ال ّ‬ ‫ضَر‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫عّلموا‬ ‫ة‬
‫بمك َ‬ ‫ت – بنو لؤىّ‬ ‫‪ #‬وقومي –إن سأل ِ‬
‫انتساَبا‬ ‫لنا‬ ‫القربين‬ ‫ك‬
‫وتْر ِ‬ ‫ض‬
‫‪ #‬سفهنا باتباع بنى بغيهههههه ٍ‬
‫سَراَبا‬ ‫ال ّ‬ ‫واّتبعَ‬ ‫الماَء‪،‬‬ ‫هراقَ‬ ‫َ‬ ‫ما تههههرّوى‬ ‫ف ل ّ‬ ‫خل ِ ٍ‬‫م ْ‬
‫ة ُ‬‫‪ #‬سفاه َ‬
‫السحاَبا‬ ‫جع ُ‬‫أنت ِ‬ ‫ت‬‫ألفي ُ‬ ‫وما‬ ‫ت فيهم‬ ‫مَرك ‪ -‬كن َ‬ ‫ت ‪-‬ع َ ْ‬‫‪ #‬فلو طوِْوع َ‬
‫ثواَبا‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫يطل ْ‬ ‫ولم‬ ‫بناجيةٍ‬ ‫حلهههههي‬ ‫ة القرشي َر ْ‬ ‫ش َرَواح ُ‬ ‫خ ّ‬‫‪#‬و َ‬

‫قال ابن هشام ‪ ،‬هذا ما أنشدنى أبو عَُبيدة منها‪.‬‬


‫مهّريّ ‪ ،‬ثههم أحههد بنههي سهههم ابهن‬ ‫حمام ال ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال الحصين بن ال ُ‬
‫مرة يرد على الحارث بن ظالم ‪ ،‬وينتمي إلى غطفان ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫غال‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ى‬ ‫لؤ‬ ‫من‬ ‫إليكم‬ ‫ْ‬
‫ئنا‬ ‫بر‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫إليكههههههه‬ ‫ولسنا‬ ‫منا‪،‬‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫لست‬ ‫أل‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫ِ‬ ‫الخاش‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫بي‬ ‫البطحاء‬ ‫تلج‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ب‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫وأنت‬ ‫ز‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الحجا‬ ‫ز‬
‫ّ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫‪ #‬أقمنا على‬
‫صْين على مهها قههال ‪ ،‬وعههرف مهها قههال الحههارث ابههن ظههالم ‪،‬‬ ‫ح َ‬‫يعني ‪ :‬قريشا‪ ،‬ثم ندم ال ُ‬
‫فانتمى إلى قريش ‪ ،‬وأكذب نفسه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ت فيه أنه قول كاذب‬ ‫تبّين ُ‬ ‫ل مضى كنت قلُته‬ ‫ت على قو ٍ‬ ‫م ُ‬
‫‪ #‬ن َدِ ْ‬
‫ب‬
‫كيم ‪،‬ونصف عند َ مجَرى الكواك ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ت لساني كان نصفين منهما‬ ‫‪ #‬فلي َ‬
‫ب‬ ‫الخاش ِ‬ ‫ن‬‫بي َ‬ ‫البطحاِء‬ ‫بمعتِلج‬ ‫ة قبههههههُره‬‫‪ #‬أبونا كناني بمك َ‬
‫حاطب‬ ‫ابن‬ ‫دارِ‬ ‫عند َ‬ ‫وربعُ البطاِح‬ ‫ة‬
‫ت الحرام ِ ِوراث ً‬
‫‪ #‬لنا الّربعُ من بي ِ‬
‫ً‬
‫أي أن بني لؤي كانوا أربعة ‪ :‬كعبا‪ ،‬وعامرا‪ ،‬وسامة‪ ،‬وعوفا‪.‬‬
‫ن الخطاب رضى الله عنه قال‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى من ل أتهم أن عمَر ب َ‬
‫مرة ‪ :‬إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم ‪ ،‬فارجعوا إليه ‪.‬‬
‫لرجال من بني ُ‬
‫أشراف مرة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان القوم أشرافا ً في غط َ‬
‫فان ‪،‬‬
‫رم بن سنان بن أبي حارثة‪ ،‬وخارجة بن سنان بههن‬ ‫هم سادتهم وقادُتهم ‪ .‬منهم ‪ :‬هَ ِ‬
‫حمام ‪ ،‬وهاشم ابن حرملة الذي يقول له‬‫صْين بن ال ُ‬‫ح َ‬‫وف وال ُ‬
‫أبي حارثة‪ ،‬والحارث بن عَ ْ‬
‫القائل ‪:‬‬
‫ه‬‫ن حرمل ْ‬ ‫مب ُ‬ ‫‪ #‬أحيا أباء هاش ُ‬
‫ه‬
‫مل ْ‬‫‪ #‬يوم الهباءات ويوم الي َعْ َ‬
‫ه‬
‫ده مغربل ْ‬ ‫ك عن َ‬‫‪ #‬ترى الملو َ‬
‫ه‬
‫بل ْ‬
‫‪ #‬يقتل ذا الذنب ‪ ،‬ومن ل ذن َ‬
‫فة بههن‬
‫صه َ‬
‫خ َ‬
‫ي‪َ :‬‬
‫ف ّ‬
‫صه ِ‬
‫خ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني أبو عَُبيدة هذه البيات لعههامر ال َ‬
‫قيس بن عَْيلن ‪:‬‬
‫ه‬
‫ن حرمل ْ‬ ‫مب ُ‬ ‫‪ #‬أحيا أباه هاش ُ‬
‫ه‬
‫م الي َْعمل ْ‬‫م الهباءات ويو َ‬ ‫‪ #‬يو َ‬
‫ه‬‫مغربل ْ‬‫ده ُ‬ ‫ك عن َ‬‫‪ #‬ترى الملو َ‬
‫ه !!‬
‫ب ‪ ،‬ومن ل ذنب ل ْ‬ ‫‪ #‬يقت ُ‬
‫ل ذا الذن ِ‬
‫شك ِل َ ْ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬
‫ت ُ‬
‫حه للوالدا ِ‬‫‪ #‬ورم ُ‬
‫ي بيتا جيدا ً‬
‫لف ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني أن هاشما قال لعامر ‪ :‬قُ ْ‬
‫أثْبك عليه ‪ ،‬فقال عامر البيت الول ‪ ،‬فلم يعجههب هاشههمًا‪ ،‬ثههم قههال الثههاني ‪ ،‬فلههم‬
‫يعجبه ‪ ،‬ثم قال الثالث ‪ ،‬فلم يعجبه ‪ ،‬فلما قال الرابع ‪:‬‬
‫ب له !!‬
‫‪ #‬يقتل ذا الذنب ‪ ،‬ومن ل ذن َ‬
‫أعجبه ‪ ،‬فأثابه عليه ‪.‬‬
‫كمْيت بن زيد في قوله ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وذلك الذي أراد ال ُ‬
‫م ْ‬
‫ذنبينا‬ ‫بل ذنب إليه و ُ‬ ‫مفِنى ملوكا ً‬
‫مّرة ال ُ‬
‫‪ #‬وهاشم ُ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وقول عامر ‪ :‬يوم الهباءات ‪ ،‬عن غير أبى عبيدة ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬قوم لهم صيت وذكر فههي غطفههان وقيههس كلههها‪ ،‬فأقههاموا علههى‬
‫سل‪.‬‬
‫نسبهم ‪ ،‬وفيهم كان الب َ ْ‬
‫سل‬ ‫أمر الب َ ْ‬
‫سل ‪ -‬فيما يزعمون ‪ -‬نسيُئهم ثمانية أشهر ُ‬
‫حُرم ‪ ،‬لهم من كل‬ ‫سل ‪ :‬والب َ ْ‬
‫تعريف الب َ ْ‬
‫سنة من بين العرب ‪ ،‬قد عرفت ذلك لهم العرب ل ينكرونه ‪ ،‬ول يدفعونه ‪ ،‬يسيرون به‬
‫إلى أي بلد العرب شاءوا‪ ،‬ل يخافون‬
‫منهم شيئًا‪ ،‬قال زهير بن أبي سلمى‪ ،‬يعني بني مرة ‪.‬‬
‫مَزْينههة بههن أد‬
‫نسب زهير بن أبي سلمى ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬زهير أحد بني ُ‬
‫س هْلمى مههن غطفههان ‪ ،‬ويقههال ‪:‬‬ ‫هير بههن أبههي ا ُ‬ ‫بن طابخة بن الياس بن مضر‪ .‬ويقال ‪ُ :‬ز َ‬
‫حليف في غطفان ‪.‬‬
‫قويا منهم إذا َنخل‬ ‫مَروَْراة منهم وداراتها ل ت ُ ْ‬ ‫قوِ ال ْ‬
‫‪ #‬تأمل ‪ ،‬فإن ت ُ ْ‬
‫سل‬ ‫قويا منهم فإنُهم ب َ ْ‬ ‫فإن ت ُ ْ‬ ‫فُتهم‬
‫‪ #‬بلد بها نادمُتهم وأل ِ ْ‬
‫أي ‪:‬حرام ‪ .‬يقول ‪ :‬ساروا في حرمهم ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذان البيتان في قصيدة له ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال أعشى بني قيس بن ثعلبة ‪:‬‬
‫حل لكم وحليُلها‬
‫وجارُتنا ِ‬ ‫م‬
‫حّر ٌ‬
‫م َ‬
‫سل علينا ُ‬
‫‪ #‬أجارُتكم ب َ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫مهّرة‬
‫ن لؤي ثلثههة نفههر ‪ُ :‬‬ ‫بب ُ‬ ‫أولد كعب وأمهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد كع ُ‬
‫شهْيبان بهن‬‫ة بنهت َ‬ ‫شهي ّ ُ‬
‫ح ِ‬
‫مههم ‪ :‬وَ ْ‬
‫صهْيص بهن كعههب ‪ .‬وأ ّ‬
‫بن كعب ‪ ،‬وعديّ بهن كعهب ‪ ،‬وهُ َ‬
‫محارب بن ِفهر بن مالك بن النضر‪.‬‬
‫م بههن‬
‫ب بن مههرة‪ ،‬وت َي ْه َ‬
‫ن كعب ثلثة نفر ‪ :‬كل َ‬
‫أولد مرة وأمهاتهم ‪ :‬فولد مرةُ ب ُ‬
‫مرة‪ ،‬وََيقظة بن مرة ‪.‬‬
‫سَرير بن ثعلبة بن الحارث بن ِفهههر بههن مالههك بههن كنانههة بههن‬
‫ت ُ‬ ‫هند بن ُ‬
‫فأم كلب ‪ِ :‬‬
‫سد من اليمن ‪ .‬ويقههال ‪ :‬هههى أم‬ ‫خَزيمة ‪ .‬وأم يقظة ‪ :‬البارقية‪ ،‬امرأة من بارق ‪ ،‬من ال ْ‬ ‫ُ‬
‫ت سَرير أم كلب ‪.‬‬ ‫ت َْيم ‪ .‬ويقال ‪ :‬ت َْيم لهند بن ُ‬
‫دي بن حارثة بن عمرو بههن عههامر‬ ‫نسب بارق ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬بارق ‪ :‬بنو عَ ِ‬
‫وث ‪ ،‬وهم فههي َ‬
‫ش هُنوءة ‪.‬‬ ‫سد بن الغَ ْ‬ ‫بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن ال ْ‬
‫قال الك ُ َ‬
‫مْيت بن زيد ‪:‬‬
‫جم يحسبون لها قرونا‬ ‫بِ ُ‬ ‫شنوءة اندرءوا علينا‬‫‪ #‬وأْزد َ‬
‫وما قلنا لبارقَ ‪ :‬أعِْتبونا‬ ‫‪ #‬فما قلنا لبارقَ ‪ :‬قد أسأتم‬
‫سموا ببارق ؟ لنهم تبعوا البرقَ ‪.‬‬‫قال ‪ :‬وهذان البيتان في قصيدة له ‪ :‬وإنما ُ‬
‫ي‬ ‫ن مههرة رجليههن ‪ :‬قُ َ‬
‫صه ّ‬ ‫بب ُ‬‫ولدا كلب وأمهما ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد كل ُ‬
‫جدَرة‪ ،‬من‬ ‫سَيل أحد بني ال َ‬
‫سعد ابن َ‬‫ة بنت َ‬
‫هرةَ بن كلب ‪ .‬وأمهما ‪ :‬فاطم ُ‬‫بن كلب ‪ ،‬وُز ْ‬
‫مة الزد‪ ،‬من اليمن ‪ ،‬حلفاء في بني‬‫جعْث ُ َ‬
‫ُ‬
‫الد ّْيل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة ‪.‬‬
‫جغْثمة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬جعثمههة ال ْ‬
‫سههد‪ ،‬وجعثمههة الْزد‪ ،‬وهههو‬ ‫نسب ُ‬
‫همان بن نصر بن َزهران بههن الحههارث بههن كعههب‬ ‫شر بن صعب د ُ ْ‬ ‫مب َ ّ‬
‫كر بن ُ‬ ‫ش ُ‬‫جعُْثمة بن ي َ ْ‬
‫ُ‬
‫شر‬ ‫جعُْئمة بن يشكر بن ُ‬
‫مب َ ّ‬ ‫وث ‪ .‬ويقال ‪ُ :‬‬‫سد بن الغَ ْ‬ ‫بن عبد الله بن مالك بن نصر بن ال ْ‬
‫وث ‪.‬‬‫سد بن الغَ ْ‬ ‫هران ابن ال ْ‬ ‫صْعب بن نصر بن َز ْ‬ ‫بن َ‬
‫جْعثمة تزوج بنت الحارث بن مضاض‬ ‫جد ََرة ؛ لن عامر بن عمرو بن ُ‬ ‫سموا ال َ‬ ‫وإنما ُ‬
‫ً‬
‫جرهم أصحاب الكعبة ‪ .‬فبنههى للكعبههة جههدارا‪ .‬فسههمي عههامر بههذلك ‪:‬‬ ‫جْرهمي‪ .‬وكانت ُ‬ ‫ال ُ‬
‫جد ََرة لذلك‪.‬‬
‫الجادر‪ .‬فقيل لولده ‪ :‬ال َ‬
‫سَيل يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ولسعد بن َ‬
‫سي َ ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫بن‬ ‫كسعدِ‬ ‫علمناه‬ ‫من‬ ‫‪ #‬ما نرى في الناس شخصا ً واحدا ً‬

‫قْرن نز ْ‬
‫ل‬ ‫وإذا ما واقف ال ِ‬ ‫عسهههههـرةٌ‬ ‫‪ #‬فارسا أضب َ‬
‫ط ‪ ،‬فيه ُ‬
‫ل‬‫ج ْ‬
‫ح َ‬
‫ال َ‬ ‫ي‬
‫القطام ّ‬ ‫الحّر‬ ‫هتدرج‬ ‫ج الخي َ‬
‫ل كما اسه‬ ‫‪ #‬فارسا يستدر ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬قوله ‪ :‬كما استدرج الحر‪ .‬عن بعض أهل العلم بالشعر‪.‬‬
‫عم بنت كلب وأمها وولداها ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬ون ُْعم بنههت كلب ‪ ،‬وهههى‬ ‫ن ْ‬
‫صْيص بهن كعههب ابهن لهؤيّ ‪ ،‬وأمهها ‪ :‬فاطمههة‬ ‫أم سعد وسعيد ابني سهم بن عمرو بن هُ َ‬
‫سَيل ‪.‬‬ ‫بنت سعد بن َ‬
‫ى بههن كلب أربعههة نفههر‬ ‫قصي وأمهم ‪ :‬قال ابن إسسحاق ‪ :‬فول هد ُ ُقص ه ّ‬ ‫أولد ُ‬
‫وامرأتين ‪ :‬عبد َ مناف بن قصي ‪ ،‬وعبد َ الدار بن قصى ‪ ،‬وعبد َ العزى بههن قصههى ‪ ،‬وعبهد َ‬
‫حل َي ْههل بههن‬
‫حب ّههى بنههت ُ‬
‫مر بنت قصى ‪ ،‬وبرة بنت قصى ‪ ،‬وأمهههم ‪ُ :‬‬ ‫خ ُ‬
‫قصى بن قصى ‪ ،‬وت َ ْ‬
‫شّية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي ‪.‬‬ ‫حب َ ِ‬
‫َ‬
‫شّية بن سلول ‪.‬‬‫حب ْ ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ُ :‬‬
‫أولد عبد مناف وأمهاتهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فولد عبد ُ مناف ‪ -‬واسههمه ‪:‬‬
‫م بن عبد مناف ‪،‬‬ ‫المغيرة بن ُقصي ‪ -‬أربع َ‬
‫ة نفر ‪ :‬هاش َ‬
‫مههرة‬
‫مهم ‪ :‬عاتكههة بنههت ُ‬‫وعبد شمس بن عبد مناف ‪ ،‬والمطلب بن عبد مناف ‪ ،‬وأ ّ‬
‫سل َْيم بن منصور بههن ِ‬
‫عكرمههة‪ ،‬وَنوفههل‬ ‫بن هلل بن فالج بن ذ َ ْ‬
‫كوان بن ثعلبة بن ب ُْهثة بن ُ‬
‫عكرمة ‪.‬‬‫بن عبد مناف ‪ ،‬وأمه ‪ :‬واقدة بنت عمرو المازنية‪ .‬مازن ‪ :‬ابن منصور بن ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فبهذا النسب خالفهم عتبة بن غَْزوان بن جههابر بههن وهههب بههن‬
‫عكرمة‪.‬‬
‫سْيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور بن ِ‬ ‫نُ َ‬
‫خَثم ‪ ،‬وأم‬
‫حّية‪ ،‬وَرْيطة‪ ،‬وأم ال ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأبو عمرو‪ ،‬وُتماضر‪ ،‬وقلبة‪ ،‬و َ‬
‫سفيان ‪ :‬بنو عبد مناف ‪.‬‬
‫م أبى عمرو ‪َ :‬رْيطة‪ ،‬امرأة من ثقيف ‪ ،‬وأم سائر النساء ‪ :‬عاتكههة بنههت مههرة‬ ‫فأ ّ‬
‫وزة بههن عمههرو ابههن سههلول بههن‬‫حه ْ‬
‫بن هلل أم هاشم بنعبد منههاف ‪ ،‬وأمههها صههفية بنههت َ‬
‫هواِزن ‪ .‬وأم صفية ‪ :‬بنت عائذ اللههه بههن سههعد العشههيرة‬ ‫صعصعة بن معاوية بن بكر بن َ‬
‫ذحج ‪.‬‬‫م ْ‬
‫بن َ‬
‫أولد هاشم وأمهاتهم ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬فولد هاشم بن عبد مناف أربعههة‬
‫سة نسوة ‪ :‬عبد َ المطلب بن هاشم ‪ ،‬وأسد َ بن‬ ‫نفر‪ ،‬وخم َ‬
‫شههفاء‪ ،‬وخالههدة‪ ،‬وضههعيفة‪،‬‬ ‫ضلة بههن هاشههم ‪ ،‬وال ّ‬ ‫صْيفي بن هاشم ‪ ،‬ون َ ْ‬
‫هاشم ‪ ،‬وأبا َ‬
‫مى بنت عمرو بن زيد بن َلبيههد بهن خههداش‬ ‫سل َ‬
‫حّية ‪ .‬فأم عبد المطلب ورقية ‪َ :‬‬ ‫وُرَقية‪ ،‬و َ‬
‫بن عامر بن غَْنم بن عدي بن النجار‪ .‬واسم النجار ‪ :‬ت َْيم اللههه بههن ثعلبههة بههن عمههرو بههن‬
‫الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر‪.‬‬
‫ميَرة بنت صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بههن النجههار‪ .‬وأم‬ ‫وأمها ‪ :‬عَ ِ‬
‫جاريهة ‪ .‬وأم أسهد ‪ :‬قَْيلههة بنهت عهامر بهن مالهك‬ ‫شههل الن ّ‬ ‫ميرة ‪ :‬سهلمى بنهت عبههد ال ْ‬ ‫عَ ِ‬
‫ضههلة‬
‫حي ّههة ‪ :‬هنههد بنههت عمههرو بههن ثعلبههة الخزرجيههة ‪ .‬وأم ن َ ْ‬
‫الخزاعى‪ .‬وأم أبههي صههيفي وَ َ‬
‫والشفاء ‪ :‬امرأة من قضاعة ‪ .‬وأم خالدة وضعيفة ‪ :‬واقدة بنت أبي عديّ المازنية ‪.‬‬
‫أولد عبد المطلب بن هاشم‬
‫أولد عبد المطلب وأمهاتهم ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬فولههد عب هد ُ المطلههب بههن‬
‫هاشم عشرة َ نفر‪ ،‬وست نسوة ‪ :‬العباس ‪ ،‬وحمزة وعبد الله ‪ ،‬وأبهها طههالب ‪ -‬واسههمه ‪:‬‬
‫ضهرارا‪ ،‬وأبها لهب ‪ -‬واسهمه عبهد‬ ‫جل‪ ،‬والمقههوم‪ ،‬و ِ‬ ‫ح ْ‬
‫عبد منهاف ‪ -‬والزبيههر‪ ،‬والحهارث ‪ ،‬و َ‬
‫مْيمة ‪ ،‬وأْرَوى‪َ ،‬وبّرة ‪.‬‬ ‫العُّزى ‪ -‬وصفية‪ ،‬وأم حكيم البيضاء‪ ،‬وعاتكة‪ ،‬وأ َ‬
‫كليب بن مالك بن عمههرو بههن عههامر بههن‬ ‫جناب بن ُ‬ ‫ة بنت َ‬ ‫م العباس وضرار ‪ :‬ن ُت َْيل ُ‬ ‫فأ ّ‬
‫مههر بههن‬‫حيان ‪ -‬بن سعد بن الخههزرج بههن ت َي ْههم اللت بههن الن ّ ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫زيد مناة بن عامر ‪ -‬وهو ال ّ‬
‫جديلة بن أسد بههن ربيعههة بههن نههزار‪ .‬ويقههال ‪ :‬أفصههى بههن‬ ‫صى بن َ‬ ‫قاسط بن هِْنب بن أفْ َ‬
‫ي بن جديلة ‪.‬‬‫م ّ‬
‫د ُعْ ِ‬
‫جل ‪ -‬وكههان يلقههب بالغَي ْههداق لكههثرة خيههره ‪ ،‬وسههعة مههاله ‪-‬‬ ‫ح ْ‬ ‫وم و َ‬ ‫وأم حمزة والمق ّ‬
‫وصفية ‪ :‬هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤىّ ‪.‬‬
‫ة بنههت‬‫وأم عبدِ الله ‪ ،‬وأبي طههالب ‪ ،‬والزبيههر‪ ،‬وجميههع النسههاء غيههر صههفية ‪ :‬فاطمه ُ‬
‫مرة بن كعب بن ُلؤيّ بن غههالب بههن‬ ‫قظة بن ُ‬ ‫عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن ي َ َ‬ ‫َ‬
‫ضر‪.‬‬ ‫فِْهر بن مالك بن الن ّ ْ‬
‫ي‬
‫مرة بن كعب بن لؤ ّ‬ ‫قظة بن ُ‬‫عمران بن مخزوم بن ي َ َ‬‫وأمها ‪ :‬صخرةُ بنت عَْبد بن ِ‬
‫ضر‪.‬‬
‫بن غالب بن ِفهر بن مالك بن الن ّ ْ‬
‫خمر بنت عبد بن ُقصي بهن كلب بهن مهرة بهن كعههب بهن لههؤيّ بهن‬ ‫وأم صخرة ‪ :‬ت َ ْ‬
‫غالب بن ِفهر بن مالك بن النضر‪.‬‬
‫حْير بن ِرئاب بن حبيب بن‬
‫ج َ‬
‫جْندب بن ُ‬
‫وأم الحارث بن عبد المطلب ‪ :‬سمراء بنت ُ‬
‫واَءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة ‪.‬‬ ‫س َ‬
‫ُ‬
‫شّية ابن سلول بههن‬
‫حب ْ ِ‬
‫وأم أبي لهب ‪ :‬لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن ُ‬
‫كعب بن عمرو الخزاعى ‪.‬‬
‫أم رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وأمهاتها ‪ :‬قسسال‬
‫ابن هشام ‪ :‬فولد عبد ُ الله بن عبد المطلب ‪ :‬رسو َ‬
‫ل اللههه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬سيد ولد آدم ‪ ،‬محمد بن عبد الله ابههن عبههد المطلههب ‪ ،‬صههلوات اللههه‬
‫وسلمه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله ‪.‬‬
‫ي‬
‫مرة ابن كعب بن لؤ ّ‬
‫هرة بن كلب بن ُ‬
‫وأمه ‪ :‬آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن ُز ْ‬
‫بن غالب بن فِْهر بن مالك بن النضر‪.‬‬
‫وأمها ‪ :‬ب َّرة بنت عبد العُّزى بن عثمان بن عبد الدار بن ُقصى بن كلب بن مرة بن‬
‫كعب بن ُلؤيّ بن غالب بن فِْهر بن مالك بن النضر‪ .‬وأم برة ‪ :‬أم حههبيب بنههت أ َ‬
‫سههد بههن‬
‫ص بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بههن مالههك بههن‬ ‫عبد الُعزى بن قُ ّ‬
‫النضر‪.‬‬
‫عدي بههن كعههب بههن لههؤي بههن‬
‫وف بن عَُبيد بن عُوَْيج بن َ‬‫وأم أم حبيب ‪ :‬ب َّرة بنت عَ ْ‬
‫غالب بن فهر بن مالك بن النضر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فرسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم ‪ -‬أشههرف‬
‫ولد آدم حسبًا‪ ،‬وأفضلهم نسبا ً من ِقبل أبيه وأمه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫حديث مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫احتفار زمزم ‪ :‬قال ‪ :‬حدثنا أبو محمسد عبسد الملسك بسن هشسام ‪ :‬قههال ‪:‬‬
‫وكان من حديث رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬ما حدثنا به زيههاد‬
‫كائى‪ ،‬عن محمد بن إسحاق المطلبي ‪ :‬بينمهها عبههد المطلههب بههن هاشههم‬ ‫بن عبد الله الب َ ّ‬
‫سههاف‬ ‫ي قريههش ‪ :‬إ َ‬ ‫جر‪ ،‬إذ أتى ؟ فأمر بحفر زمزم ‪ ،‬وهههي د َفْههن بيههن ص هن َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ح ْ‬‫نائم في ال ِ‬
‫جرهههم دفنتهها حيهن ظعنهوا مهن مكهة‪ ،‬وههي ‪ :‬بئر‬ ‫ونائلة‪ ،‬عنههد منحهر قريهش ‪ .‬وكهانت ُ‬
‫إسماعيل بن إبراهيم – عليهمهها السهلم – الههتي سههقاه اللههه حيههن ظمىههء وهههو صهغير‪،‬‬
‫ده ‪ ،‬فقامت إلى الصفا تدعو الله ‪ ،‬وتستغيثه لسههماعيل ‪،‬‬ ‫فالتمست له أمه ماًء فلم تج ْ‬
‫ل عليههه السهلم ‪ ،‬فهمههز لهه‬‫ثم أتت المروة ففعلت مثل ذلك ‪ .‬وبعث اللهه تعههالى جبريه َ‬
‫ت السههباع فخافتههها عليههه ‪ ،‬فجههاءت‬ ‫ّ‬
‫قبه في الرض ‪ ،‬فظهر الماء‪ ،‬وسمعت أمه أصوا َ‬ ‫ب ِعَ ِ‬
‫سيا ‪ً.‬‬‫ح ْ‬
‫ده عن الماء من تحت خده ويشرب ‪ ،‬فجعلته ِ‬ ‫تشتد نحوه ‪ ،‬فوجدته يفحص بي ِ‬
‫جْرهم ودفن زمزم‬ ‫أمر ُ‬
‫هم ‪،‬‬‫جْر ُ‬ ‫ولة البيت من ولد إسماعيل ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وكان من حديث ُ‬
‫ودفنها زمزم ‪ ،‬وخروجها من مكة‪ ،‬ومن ولي أمر مكة بعدها إلى أن حفر عبد ُ المطلههب‬
‫كائى عن محمد بههن إسههحاق المطلههبي ‪ ،‬قههال ‪:‬‬ ‫زمزم ‪ ،‬ما حدثنا به زياد ُ بن عبد الله الب َ ّ‬
‫ت بعده ابُنه نابت بن إسماعيل ‪ -‬مهها شههاء اللههه‬ ‫ى البي َ‬ ‫لما توفي إسماعيل بن إبراهيم وَل ِ َ‬
‫جْرهمى ‪.‬‬‫عمرو ال َ‬
‫مضاض بن َ‬ ‫أن يلَيه ‪ -‬ثم ولي البيت بعده ‪ُ :‬‬
‫مضاض بن عمرو الجْرهمي ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ِ :‬‬
‫بغي جرهم وقطوراء ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وبنههو إسههماعيل وبنههو نههابت مههع‬
‫جهْرهم‪ ،‬وجرهههم وقَط ُههوراء يههومئذ أهههل مكههة‪،‬‬ ‫ضاض بن عمرو وأخوالهم مههن ُ‬ ‫م َ‬ ‫دهم ‪ُ :‬‬‫ج ّ‬
‫ضاض بههن عمههرو‪،‬‬ ‫م َ‬‫جْرهم ‪ُ :‬‬ ‫ة‪ ،‬وعلى ُ‬ ‫َ‬
‫عم ‪ ،‬وكانا ظعنا من اليمن ‪ ،‬فأقبل سّيار ً‬ ‫وهما ابنا َ‬
‫مْيدع‬ ‫س َ‬
‫وعلى قطوراء ‪ :‬ال ّ‬
‫ملههك يقيههم أمرهههم ‪.‬‬ ‫رجل منهم ‪ .‬وكانوا إذا خرجوا من اليمن لم يخرجوا إل ولهم َ‬
‫مضاض بن عمرو بمههن‬ ‫فلما نزل مكة رأيا بلدا ً ذا ماء وشجر‪ ،‬فأعجبهما فنزل به ‪ .‬فنزل ُ‬
‫مْيدع بقطههوراء‪ ،‬أسههفل مكههة‬ ‫س َ‬‫قعَْيقَعان ‪ ،‬فما حاز‪ .‬ونزل ال ّ‬ ‫معه من جرهم بأعلى مكة ب ُ‬
‫شههر‬‫ميدع يع ّ‬‫سه َ‬
‫شر من دخل مكة من أعلها‪ ،‬وكان ال ّ‬ ‫مضاض يع ّ‬ ‫بأجياد‪ ،‬فما حاز ‪ :‬فكان ُ‬
‫من دخل مكة من أسفلها‪ ،‬وكل في قومه ل يدخل واحههد منهمهها علههى صههاحبه ‪ .‬ثههم إن‬
‫مضاض يومئذ ‪ :‬بنههو‬ ‫ضهم على بعض ‪ ،‬وتنافسوا الملك بها‪ ،‬ومع ُ‬ ‫جرهم وقطوراء بغى بع ُ‬ ‫ُ‬
‫ميدع فصار بعضهم إلى بعض ‪ ،‬فخههرج‬ ‫س َ‬‫إسماعيل وبنو نابت ‪ ،‬وإليه ولية البيت دون ال ّ‬
‫ميدع ‪ ،‬ومههع كههتيبته عههدتها مههن‬ ‫مضاض بن عمرو بن قُعَْيقعان في كتيبته سائرا إلى ال ّ‬
‫س َ‬ ‫ُ‬
‫قعقع بذلك معه ‪ ،‬فيقال ‪ :‬مهها سههمي قَُعيقعههان ‪:‬‬ ‫الرماح والد َّرق والسيوف والجعاب ‪ ،‬وي ُ َ‬
‫سههميدع مههن أجيههاد‪ ،‬ومعههه الخيههل والرجههال ‪ ،‬فيقههال ‪ :‬مهها‬ ‫بقعيقعان إل لذلك ‪ .‬وخرج ال ّ‬
‫وا بفاضههح ‪ ،‬واقتتلههوا‬‫ميدع منههه فههالتق ْ‬ ‫سه َ‬ ‫جياد ‪ :‬إل لخروج الجياد من الخيل مع ال ّ‬ ‫سمي أ ْ‬
‫مْيدع ‪ ،‬وفضحت قطوراء ‪ :‬فيقال‬ ‫س َ‬ ‫قتل ال ّ‬ ‫قتال شديدًا‪ ،‬ف ُ‬
‫عوا إلى الصلح ‪ ،‬فساروا حههتى‬ ‫ما سمي فاضح ‪ :‬فاضحا إل لذاك ‪ .‬ثم إن القوم تدا َ‬
‫ضههاض ‪ .‬فلمهها‬ ‫م َ‬‫شْعبا بأعلى مكة‪ ،‬واصطلحوا به ‪ ،‬وأسلموا المههر إلههى ُ‬ ‫نزلوا المطابخ ‪ِ :‬‬
‫طبخ النهاس وأكلهوا‪ ،‬فيقههال ‪:‬‬ ‫جمع إليه أمر مكة‪ ،‬فصار ملكَها نحر للناس فأطعمهم ‪ ،‬فا ّ‬ ‫ُ‬
‫سميت المطابخ إل لذلك ‪ .‬وبعض أهل العلم يزعم أنها إنمهها سههميت المطابههخ ‪ ،‬لمهها‬ ‫ُ‬ ‫ما‬
‫سههميدع أول‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫هاض‬ ‫ه‬ ‫مض‬
‫ُ‬ ‫بيهن‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫فكان‬ ‫‪.‬‬ ‫منزله‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫وأطعم‬ ‫بها‪،‬‬ ‫نحر‬ ‫تبع‬
‫كان ُ‬
‫ب َْغي كان بمكة فيما يزعمون ‪.‬‬
‫انتشار ولد إسماعيل ‪ :‬ثم نشر الله ولد َ إسماعيل بمكة‪ ،‬وأخوالهم من جرهههم‬
‫ولة البيت والحكام بمكههة‪ ،‬ل ينههازعهم ول هد ُ إسههماعيل فههي ذلههك لخئولتهههم وقرابتهههم ‪،‬‬
‫وإعظاما للحرمة أن يكون بها بغههي أو قتههال ‪ .‬فلمهها ضههاقت مكههة علههى ولههد إسههماعيل‬
‫طئوهم ‪.‬‬
‫انتشروا في البلد‪ ،‬فل يناوئون قوما إل أظهرهم الله عليهم ‪ -‬بدينهم ‪ -‬فو ِ‬
‫بغي جرهم ونفيهم عن مكة‬
‫جْرهما بغوا بمكة‪ ،‬واستحلوا خلل ً‬ ‫بنو بكر وغبشان يطردون جرهما ‪ :‬ثم إن ُ‬
‫دى لههها‪ ،‬فههرقّ‬
‫من الحرمة‪ ،‬فظلموا من دخلها من غير أهلها‪ ،‬وأكلوا مال الكعبة الذي ُيه َ‬
‫خزاعههة ذلههك ‪ ،‬أجمعههوا‬ ‫غبشههان مههن ُ‬ ‫أمرهم ‪ .‬فلما رأت بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة و ُ‬
‫لحربهم وإخراجهم من مكة ؛ فآذنوهم بههالحرب فههاقتتلوا‪ ،‬فغلبتهههم بنههو بكههر وغُْبشههان ‪،‬‬
‫وهم من مكة ‪ .‬وكانت مكة في الجاهلية ل ُتقر فيههها ظلم ها ً ول بغي هًا‪ ،‬ول يبغههى فيههها‬ ‫ف ْ‬
‫فن َ‬
‫سة‪ ،‬ول يريدها ملك يستحل حرمَتها إل هلك مكاَنه‬ ‫أحد ٌ إل أخرجته ‪ ،‬فكانت تسمى ‪ :‬النا ّ‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬إنها ما سميت ببكة إل أنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئا‪ً.‬‬
‫كة اسههم لبطههن مكههة ؛‬ ‫معنى بكة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬أخبرني أبو عبيدة ‪ :‬أن ب ّ‬
‫لنهم يتباكون فيها‪ ،‬أي ‪ :‬يزدحمون ‪ ،‬وأنشدنى ‪:‬‬
‫كه‬ ‫ب ّ‬ ‫يب ّ‬
‫ك‬ ‫حتى‬ ‫خّله‬
‫فَ َ‬ ‫ب أخذُته أ ّ‬
‫كه‬ ‫‪ #‬إذا ال ّ‬
‫شري ُ‬

‫أي ‪ :‬فدعه حتى يبك إبَله ‪ ،‬أي يخليها إلى الماء‪ ،‬فتزدحم عليه ‪ ،‬وهو موضع الههبيت‬
‫مناة بن تميم ‪.‬‬
‫والمسجد‪ ،‬وهذان البيتان لعامان بن كعب بن عمرو بن سعد بن َزيد َ‬
‫مضههاض الجرهمههي بغزالههي‬ ‫عمههرو بههن الحههارث بههن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فخههرج َ‬
‫جرهم إلى اليمن ‪،‬‬ ‫الكعبة وبحجر الركن ‪ ،‬فدفنهما في زمزم وانطلق هو ومن معه من ُ‬
‫عمههرو بههن الحههارث بههن‬ ‫فحزنوا على ما فارقوا من أمر مكة وملكها حزنا شديدا ً فقههال َ‬
‫مضاض الكبر ‪:‬‬ ‫مضاض في ذلك‪ ،‬وليس ب ُ‬ ‫ُ‬
‫المحاجُر‬ ‫منها‬ ‫بالدمِع‬ ‫ت‬‫شرِقَ ْ‬‫َ‬ ‫وقد‬ ‫مبهههادُر‬ ‫كت ُ‬ ‫‪ #‬وقائلةٍ والدمعُ س ْ‬
‫سامُر‬ ‫ة‬
‫بمك َ‬ ‫مر‬
‫س ُ‬ ‫يَ ْ‬ ‫ولم‬ ‫أنيس‬ ‫صفا‬
‫جون إلى ال ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫‪ #‬كأن لم يكن بين ال َ‬
‫طائُر‬ ‫الجناحين‬ ‫بين‬ ‫جلجه‬ ‫َ‬
‫ي ُل ْ‬ ‫ب منى كأنمهههها‬ ‫ت لها والقل ُ‬ ‫‪ #‬فقل ُ‬
‫العواثُر‬ ‫والجدود ُ‬ ‫الليالى‪،‬‬ ‫ف‬‫صرو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬بلى نحن كنا أهلها‪ ،‬فأزالنهههها‬
‫ظاهُر‬ ‫ت‪،‬والخيُر‬ ‫البي ِ‬ ‫بذاك‬ ‫ف‬
‫نطو ُ‬ ‫ت‬‫‪ #‬وكنا ولةَ البيت من بعدِ نابهه ٍ‬
‫المكاث ُِر‬ ‫لدينا‬ ‫َ‬
‫حظى‬ ‫ي ْ‬ ‫فما‬ ‫بعز‪،‬‬ ‫ت‬‫ت من بعد نابه ٍ‬ ‫‪ #‬ونحن ولينا البي َ‬
‫خُر‬ ‫فا ِ‬ ‫م‬‫ثَ ّ‬ ‫غيرنا‬ ‫لحي‬ ‫فليس‬ ‫ملكنههها‬ ‫مب ُ‬ ‫عظ ْ‬ ‫كنا فعّزْزنا فأ ْ‬ ‫مل َ ْ‬
‫‪َ #‬‬
‫الصاهُر‬ ‫ن‬
‫ونح ُ‬ ‫منا‪،‬‬ ‫فأبناؤه‬ ‫ص علمُته‬ ‫‪ #‬ألم ُتنكحوا من خيرِ شخ ٍ‬
‫جُر‬ ‫الت َ‬
‫شا ُ‬ ‫وفيها‬ ‫حا ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫لها‬ ‫فإن‬ ‫ن الدنيا علينا بحاِلهههها‬ ‫‪ #‬فإن ت َْنث ِ‬
‫كذلك ‪ -‬يا َللناس‪ -‬تجري المقادُِر‬ ‫قهههدرةٍ‬ ‫كب ُ‬ ‫‪ #‬فأخرجنا منها الملي ُ‬

‫سهيل وعامُر‬ ‫ُ‬ ‫‪ :‬إذا العرش ل يبعد‬ ‫م‬‫ي ‪ -‬ولم أَنهه ْ‬ ‫‪ #‬أقول إذا نام الخل ّ‬
‫وُيحابُر‬ ‫مَير‬
‫ح ْ‬‫ِ‬ ‫منها‬ ‫قبائ ُ‬
‫ل‬ ‫جها ً ل أحّبهههها‬ ‫دلت منها أوْ ُ‬‫‪ #‬وب ُ ّ‬
‫الغوابُر‬ ‫سنون‬ ‫ال ّ‬ ‫عضتنا‬ ‫بذلك‬ ‫صرنا أحاديثا ً وكنا بغْبطهههةٍ‬ ‫‪#‬و ِ‬
‫ن ‪ ،‬وفيها المشاعُر‬ ‫م ٌ‬‫حرم أ ْ‬ ‫َ‬ ‫بها‬ ‫ن تبكي لبلهدةٍ‬ ‫حت دموعُ العي ِ‬ ‫س ّ‬ ‫‪#‬ف َ‬
‫العصافُر‬ ‫وفيه‬ ‫منا‪،‬‬
‫أ ْ‬ ‫به‬ ‫ّ‬
‫يظل‬ ‫مهه‬‫حما ُ‬ ‫ذى َ‬ ‫‪ #‬وتبكى لبيت ليس ُيؤ َ‬
‫ُتغادُر‬ ‫ت‬
‫فليس ْ‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫ت‬
‫ج ْ‬‫خر َ‬ ‫إذا‬ ‫ة‬
‫م‪-‬أنيسهه ٌ‬ ‫‪ #‬وفي ُوحوش ‪-‬ل ُترا ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ " :‬فأبناؤه منا " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫عمرو بن الحارث أيضا ً يههذكر بكههرا وغُْبشههان وسههاكني‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال َ‬
‫خَلفوا فيها بعدهم ‪:‬‬ ‫مكة الذين َ‬
‫َتسيرونا‬ ‫ت يوم ل‬ ‫صبحوا ذا َ‬ ‫أن ت ُ ْ‬ ‫صَركههم‬‫‪ #‬يا أيها الناس سيروا إن ق ْ‬
‫ضونا‬
‫ضوا ما تق ّ‬ ‫ت ‪ ،‬وقَ ّ‬ ‫ل المما ِ‬ ‫قب َ‬ ‫مِتها‬
‫حثوا المطى‪ ،‬وأرخوا من أز ّ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫تكونونا‬ ‫كنا‬ ‫كما‬ ‫فأنتم‬ ‫دهر‪،‬‬ ‫ً‬
‫‪ #‬كنا أناسا كما كنتم ‪ ،‬فغيرنههها‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬هذا ما يصح له منها‪ ،‬وحدثني بعض أهل العلم‬
‫بالشعر ‪ :‬أن هذه البيات أول شعر قيل فههي العههرب ‪ ،‬وأنههها ُوجههدت مكتوبههة فههي‬
‫جر باليمن‪ ،‬ولم ُيسم لي قائلها‪.‬‬‫ح َ‬‫َ‬
‫استبداد قوم من خزاعة بولية البيت‬
‫ت دون بني بكر ابن عبد‬ ‫ت البي َ‬
‫خزاعة وَل ِي َ ْ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن غُْبشان من ُ‬
‫حلههول‬‫مناة‪ ،‬وكان الذي يليههه منهههم ‪ :‬عمههرو بههن الحههارث الغُْبشههانى ‪ ،‬وقريههش إذ ذاك ُ‬
‫خزاعة الههبيت يتوارثههون‬‫صَرم ‪ ،‬وبيوتات ‪ ،‬متفرقون في قومهم من بنى كنانة‪ ،‬فوليت ُ‬ ‫و ِ‬
‫عمههرو‬
‫سههلول بههن كعههب بههن َ‬ ‫حَبشية بن َ‬ ‫حل َْيل بن َ‬ ‫ذلك كابرا ً عن كابر‪ ،‬حتى كان آخر ُ‬
‫هم ُ‬
‫خزاعى ‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫حْبشية بن سلول ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يقال ُ‬
‫حّبى بنت حليل‬ ‫ى بن كلب ُ‬ ‫تزوج ُ‬
‫قص ّ‬
‫خطههب إلههى‬ ‫صههي بههن كلب َ‬ ‫حّبى ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن قُ ّ‬ ‫ىو ُ‬ ‫قص ّ‬ ‫أولد ُ‬
‫حليل فزوجه ‪ ،‬فولدت له عبد َ الدار‪ ،‬وعبد َ منههاف‬ ‫حّبى‪ ،‬فرغب فيه ُ‬ ‫حْبشية بنته ُ‬ ‫حليل بن ُ‬
‫ُ‬
‫حليل ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صي ‪ ،‬وكثر ماله ‪ ،‬وعظم شرفه هلك ُ‬ ‫ً‬
‫‪ ،‬وعبد العُّزى‪ ،‬وعبدا‪ .‬فلما انتشر ولد قُ ّ‬
‫مساعدة رزاح لقصي في تولي أمر البيت ‪ :‬فرأى قصي أنه أوَْلى بالكعبههة‬
‫ح ولده ‪.‬‬ ‫ة إسماعيل بن إبراهيم وصري ُ‬ ‫خزاعة وبني بكر‪ ،‬وأن ُقريشا قُْرع ُ‬ ‫وبأمر مكة من ُ‬
‫خزاعهة وبنهي بكهر مهن مكهة‪،‬‬ ‫فكلم رجال من قريش‪ ،‬وبنى كنانة‪ ،‬ودعاهم إلهى إخهراج ُ‬
‫ذرة بن سعد بن زيد قد قدم مكة بعدما هلك كلب‬ ‫فأجابوه‪ .‬وكان ربيعة بن حرام من عُ ْ‬
‫ُ‬
‫هرة يومئذ رجل ‪ ،‬وقصي فطيم ‪ ،‬فاحتملها إلى‬ ‫سَيل ‪ ،‬وُز ْ‬
‫‪ ،‬فتزوج فاطمة بنت سعد بن َ‬
‫ً‬
‫بلده ‪ ،‬فحملت ُقصيا معها‪ ،‬وأقام ُزهرة‪ ،‬فولدت لربيعة ِرزاحا‪ .‬فلما بلغ‬
‫ُقصي وصار رجل أتى مكة‪ ،‬فأقام بها‪ ،‬فلما أجابه قومه إلى ما دعاهم إليههه ‪ ،‬كتههب‬
‫إلى أخيه من أمه ‪ِ ،‬رزاح بن ربيعة‪ ،‬يدعوه إلى نصرته ‪ ،‬والقيام معههه ‪ ،‬فخههرج ِرزاح بههن‬
‫جل ُْهمة بن ربيعة‪ ،‬وهم لغير أمه‬ ‫ن بن ربيعة‪ ،‬ومحمود بن ربيعة‪ ،‬و ُ‬ ‫ح ّ‬‫ربيعة‪ ،‬ومعه ‪ :‬إخوته ُ‬
‫صههي ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ج العههرب ‪ ،‬وهههم مجمعههون لنصههرة ق ّ‬ ‫فاطمة‪ ،‬فيمن تبعهم مههن قضههاعة فههي حهها ّ‬
‫ُ‬
‫حْبشية أوصى بذلك قصيا وأمره به حين انتشر له من ابنتههه‬ ‫حَليل بن ُ‬ ‫وخزاعة تزعم أن ُ‬
‫من الولد ما انتشر‪ .‬وقال ‪ :‬أنت أولى بالكعبة‪ ،‬وبالقيام عليها‪ ،‬وبأمر مكههة مههن خزاعههة‪،‬‬
‫ص ما طلب ‪ ،‬ولم نسمع ذلك من غيرهم ‪ ،‬فالله أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬ ‫فعند ذلك طلب قُ ّ‬
‫ما كان يليه الغوث بن مر من اِلجازة للناس بالحج‬
‫وكان الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر يلي الجازة للناس بالحههج‬
‫صوفة‪.‬‬‫من عرفة‪ ،‬وولده من بعده ‪ ،‬وكان يقال له ولولده ‪ُ :‬‬
‫جرهههم ‪ ،‬وكهانت ل تلههد‪،‬‬ ‫مر‪ ،‬لن أمههه كهانت امههرأة مههن ُ‬ ‫ث بن ُ‬ ‫ى ذلك الغو ُ‬ ‫وإنما َول َ‬
‫ً‬
‫دق بهه علهى الكعبهة عبهدا لهها يخهدمها‪ ،‬ويقهوم‬ ‫فنذرت لّله إن هي ولدت رجل ‪ :‬أن ت َ ّ‬
‫صه ّ‬
‫ى‬ ‫ول َ‬‫جرهههم ‪ ،‬فه َ‬
‫عليها‪ ،‬فولدت ‪ ،‬فكان يقوم علههى الكعبههة الههدهر الول مهع أخههواله مهن ُ‬
‫ده مهن بعههده حهتى‬ ‫الجازة بالناس من عرفة؛ لمكهانه الههذي كهان بهه مهن الكعبهة‪ ،‬ووله ُ‬
‫مّر ابن أد ّ لوفاء نذر أمه ‪:‬‬ ‫انقرضوا‪ .‬فقال ُ‬
‫ه‬
‫العلي ّ ْ‬ ‫ة‬
‫بمك َ‬ ‫ة‬
‫ربيط ً‬ ‫ه‬‫ب من َبني ّ ْ‬ ‫تر ّ‬ ‫‪ #‬إني جعل ُ‬
‫ه‬‫البري ّ ْ‬ ‫صالح‬ ‫من‬ ‫لي‬ ‫واجعْله‬ ‫ن لي بها أليهههههههّهه‬ ‫‪ #‬فباِرك ّ‬
‫مّر ‪ -‬فيما زعموا ‪ -‬إذا دفع بالناس قال ‪:‬‬ ‫ث بن ُ‬ ‫وكان الغوْ ُ‬
‫ه‬ ‫ضاعَ ْ‬ ‫قُ َ‬ ‫فعلى‬ ‫إثم‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫ه‬
‫م إني تابع ت ََباعههههههه ْ‬ ‫‪َ #‬لهُ ّ‬
‫صوفة ورمي بالجمار ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني يحيى بن عّباد ابن عبد الله بن‬
‫الزبير عن أبيه قال ‪:‬‬
‫فروا من منى فإذا‬
‫كانت صوفة تدفع بالناس من عرفة‪ ،‬وتجيز بهم إذا ن َ َ‬
‫صوفة يرمى للناس ‪ ،‬ل يرمههون حههتى‬ ‫كان يوم النفر أتوا لرمي الجمار‪ ،‬ورجل من ُ‬
‫جلون يأتونه ‪ ،‬فيقولون له ‪ :‬قم فارم حتى نرمي معك‬ ‫يرمي ‪ .‬فكان ذوو الحاجات المتع ّ‬
‫‪ ،‬فيقول ل والله ‪ ،‬حهتى تميههل الشههمس ‪ ،‬فيظههل ذُوو الحاجههات الههذين يحبههون التعجهلَ‬
‫م فههارم ِ ‪ ،‬فيههأَبى عليهههم ‪،‬‬
‫يرمونه بالحجارة‪ ،‬ويستعجلونه بذلك ‪ ،‬ويقولون له ‪ :‬ويلك ! ق ْ‬
‫حتى إذا مالت الشمس ‪ ،‬قام فرمى ورمى الناس معه ‪.‬‬
‫من ًههى‪ ،‬أخههذت‬‫فههر مههن ِ‬
‫مههي الجمههار‪ ،‬وأرادوا الن ّ ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فإذا فرغوا من ر ْ‬
‫س وقالوا ‪ :‬أجيزي صوفة‪ ،‬فلم يجز أحههد مههن النههاس‬ ‫صوفة بجانبي العقبة‪ ،‬فحبسوا النا َ‬
‫دهم ‪ ،‬فكههانوا‬‫حتى يمروا‪ ،‬فإذا نفرت صوفة ومضت ‪ ،‬على سبيل الناس ‪ ،‬فههانطلقوا بع ه َ‬
‫قْعدد بنو سعد بن زيد مناة بن تميههم ‪،‬‬ ‫كذلك ‪ ،‬حتى انقرضوا‪ ،‬فورثهم ذلك من بعدهم بال ُ‬
‫جَنة‪.‬‬
‫وكانت من بني سعد في آل صفوان بن الحارث بن ش ْ‬
‫عطههارد‬
‫جَنة بن ُ‬
‫ش ْ‬
‫جناب بن ِ‬
‫نسب صفوان بن جناب ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬صفوان بن ُ‬
‫مناة بن تميم ‪.‬‬
‫وف بن كعب بن سعد بن زيد ُ‬
‫بن عَ ْ‬
‫صفوان وبنوه وإجازتهم للناس بالحج ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان صههفوان هههو الههذي‬
‫ده ‪ ،‬حههتى كههان آخرهههم الههذي قههام عليههه‬
‫يجيز للناس بالحج من عرفة ثم بنههوه مههن بعه ِ‬
‫مغراء السعديّ ‪:‬‬ ‫رب بن صفوان ‪ .‬وقال أْوس ابن تميم بن ِ‬ ‫السلم ‪ :‬ك َ ِ‬
‫حتى يقال ‪ :‬أجيزوا آل صفوانا‬ ‫معَّرَفهم‬
‫س ما حجوا ُ‬
‫‪ #‬ل يبرح النا ُ‬
‫مْغراء‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬هذا البيت في قصيدة لوس بن ِ‬
‫دوان من إفاضة المزدلفة‬ ‫ما كانت عليه عَ ْ‬
‫حْرثههان بههن‬ ‫دوانى‪ ،‬واسههمه ُ‬ ‫صبع العَ ْ‬ ‫ذو اِلصبع يذكر هذه الفاضة ‪ :‬وأما قول ذي ال ْ‬
‫سمى ذا الصبع؛ لنه كان له إصبع فقطعها ‪:‬‬ ‫عمرو‪ ،‬وإنما ُ‬ ‫َ‬
‫الرض‬ ‫ة‬
‫حي ّ َ‬
‫َ‬ ‫كانوا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫دوا‬
‫‪ #‬عذيَر الحي من عههههههههـ ْ‬
‫ض‬ ‫ضهم ظلمههههههههههها ً‬
‫بع ِ‬ ‫على‬ ‫ي ُْرِع‬ ‫فلم‬ ‫‪ #‬بَغى بع ُ‬
‫ض‬‫قْر ِ‬ ‫بال َ‬ ‫والموفون‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫‪ #‬ومنهم كانت السهههههههههههادا‬
‫ض‬ ‫فر ِ‬ ‫وال َ‬ ‫سنةِ‬
‫بال ّ‬ ‫س‬
‫‪ #‬ومنهم من يجيُز النههههههههها َ‬
‫ضى‬ ‫ق ِ‬
‫يَ ْ‬ ‫ما‬ ‫ض‬
‫ق ُ‬‫ُين َ‬ ‫فل‬ ‫هضي‬ ‫م يقههههههههه‬‫حك ْ ٌ‬‫‪ #‬ومنهم َ‬
‫أبو سيارة يفيسسض بالنسساس ‪ :‬وهههذه البيههات فههي قصههيدة لههه ‪ -‬فلن اِلفاضههة مههن‬
‫عدوانس ‪ -‬فيما حدثنى زياد بههن عبههد اللههه البك ّههائي عههن محمههد بههن‬ ‫فة كانت في َ‬ ‫مزدل َ‬
‫ال ُ‬
‫إسحاق ‪ -‬يتوارثون ذلك كابرا ً عن كابر‪ ،‬حتى‬
‫مْيلة بههن الع هَزل ‪ ،‬ففيههه يقههول‬
‫كان آخرهم الذي قام عليه السلم أبو سّيارة‪ ،‬عُ َ‬
‫شاعر من العرب ‪:‬‬
‫فزارهْ‬ ‫بني‬ ‫مواليه‬ ‫وعن‬ ‫‪ #‬نحن دفعنا عن أبى سياره‬
‫جاَرهْ‬ ‫يدعو‬ ‫القبلة‬ ‫مستقِبل‬ ‫حمهههارهْ‬
‫‪ #‬حتى إجاز سالما ِ‬
‫قال ‪ :‬وكان أبو سيارة يدفع بالناس على أتان له ‪ ،‬فلذلك يقول ‪ " :‬سالما حماره "‪.‬‬
‫رب بن عمرو بن عياذ بن يشكر‬ ‫أمر عامر بن ظَ ِ‬
‫ابن عدوان‬
‫ابن الظرب حاكم العرب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقوله ‪ " :‬حكم يقضى " يعني عههامر‬
‫رب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان‬ ‫بن ظ َ ِ‬
‫ضَلة في قضاء إل أسندوا ذلههك‬
‫العدواني ‪ .‬وكانت العرب ل يكون بينها نائرة‪ ،‬ول عُ ْ‬
‫ضوا بما قضى فيه ‪ ،‬فاختصم إليه في بعض ما كانوا يختلفون فيه ‪ ،‬في رجل‬ ‫إليه ‪ ،‬ثم َر ُ‬
‫خْنثى‪ ،‬له ما للرجل ‪ ،‬وله ما للمرأة‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أتجعلههه رجل ً أو امههرأة ؟ ولههم يههأتوه بههأمر‬ ‫ُ‬
‫كان أعضل منه ‪ .‬فقال ‪ :‬حتى أنظر في أمركم ‪ ،‬فوالله ما نزل بي مثل هههذه منكههم يهها‬
‫معشر العرب ! فاستأخروا عنه؛ فبات ليلته ساهرا ً يقّلب أمره ‪ ،‬وينظههر فههي شههأنه ‪ ،‬ل‬
‫خْيلة ترعى عليه غنمههه ‪ ،‬وكههان يعاتبههها‬ ‫س َ‬
‫يتوجه له منه وجه وكانت له جارية يقال لها ‪ُ :‬‬
‫خيل ! وإذا أراحت عليه ‪ ،‬قال ‪:‬مسههيت واللههه يهها‬ ‫س َ‬
‫إذا سرحت فيقول ‪ :‬صّبحت والله يا ُ‬
‫خيل ! وذلك أنها كانت تؤخر السرح حتى يسبقها بعض الناس ‪ ،‬وتؤخر الراحههة حههتى‬ ‫س َ‬ ‫ُ‬
‫يسبقها بعض الناس ‪ .‬فلما رأت سهره وقلقه ‪ ،‬وقلههة قههراره علههى فراشههه قههالت ‪ :‬مهها‬
‫لك ‪ ،‬ل أبا لك ! ما عراك في ليلتك هذه ! قال ‪ :‬ويلك ! دعيني ‪ ،‬أمر ليس من شههأنك ‪،‬‬
‫ى مما أنا فيههه بفههرج ‪ ،‬فقههال ‪:‬‬ ‫ثم عادت له بمثل قولها‪ ،‬فقال في نفسه ‪ :‬عسى أن تأت َ‬
‫ي فههي ميههراث خنههثى‪ ،‬أأجعلههه رجل أو امههرأة ؟ فههوالله مهها أدري مهها‬ ‫ك ! اخُتصم إله ّ‬ ‫ح ِ‬‫وي َ‬
‫جه لي فيه وجه ؟ قال ‪ :‬فقالت ‪ :‬سبحان الله ! ل أبا لههك ! أتبههع القضههاَء‬ ‫أصنع ‪ ،‬وما يتو ّ‬
‫ده ‪ ،‬فإن بال من حيث يبول الرجل فههو رجهل ‪ ،‬وإن بهال مهن حيهث تبهول‬ ‫مبا َ‬
‫ل ‪ ،‬أقع ْ‬ ‫ال َ‬
‫جِتها والله ! ثم خرج على‬ ‫صّبحي ‪ ،‬فّر ْ‬‫سي سخيل بعدها أو َ‬ ‫المرأة؛ فهي امرأة‪ .‬قال ‪ :‬م ّ‬
‫الناس حين أصبح ‪ ،‬فقضى بالذي أشارت عليه به‪.‬‬
‫غلب قصي بن كلب على أمر مكة وجمعه أمر قريش ومعونة قضاعة له‬
‫قصي يتغلب على صوفة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما كان ذلك العام ‪ ،‬فعلههت صههوفة‬
‫كما كانت تفعل ‪ ،‬وقد عرفت ذلك لها العرب وهو ِديههن فههي أنفسهههم فههي عهههد جرهههم‬
‫وخزاعة ووليتهم ‪ .‬فأتههاهم قصههي بههن كلب بمههن معههه مههن قههومه مههن قريههش وكنانههة‬
‫وقضاعة عند العقبة‪ ،‬فقال ‪ :‬لنحههن أولههى بهههذا منكههم ‪ ،‬فقهاتلوه ‪ ،‬فاقتتههل النههاس قتههال‬
‫شديدًا‪ ،‬ثم انهزمت صوفة‪ ،‬وغلبهم ُقصى على ما كان بأيديهم من ذلك ‪.‬‬
‫قصي يقاتل خزاعة وبني بكر ‪ :‬وانحازت عند ذلههك خزاعههة وبنههو بكههر عههن قصههى‪،‬‬
‫وعرفوا أنه سيمنعهم كما منع صوفة‪ ،‬وأنه سيحول بينهم وبين الكعبة وأمر مكههة‪ .‬فلمهها‬
‫وا‪ ،‬فههاقتتلوا‬‫ق ْ‬
‫خزاعههة وبنههو بكههر فههالت َ َ‬
‫انحازوا عنه باداهم ‪ ،‬وأجمع لحربهم ‪ ،‬وخرجت لههه ُ‬
‫وا إلى الصلح ‪ ،‬وإلههى‬ ‫قتال شديدًا‪ ،‬حتى كثرت القتلى في الفريقين جميعًا‪ ،‬ثم إنهم تداعَ ْ‬
‫كموا ي َْعمر بن عوف بن كعب بن عههامر بههن ليههث‬ ‫كموا بينهم رجل من العرب؛ فح ّ‬
‫أن يح ّ‬
‫بن بكر بن عبد مناة بن كنانة‪ ،‬فقضى بينهههم بههأن ُقصههيا أولههى بالكعبههة وأمههر مكههة مههن‬
‫شدخه تحت قههدميه ‪،‬‬ ‫خزاعة‪ ،‬وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة وبني بكر ‪ :‬موضوع ي َ ْ‬
‫داة‪ ،‬وأن‬ ‫وأن ما أصابت خزاعة وبنو بكر من قريههش وكنانههة وقضههاعة‪ ،‬ففيههه الديههة مههؤ ّ‬
‫ُيخّلى بين قصي وبين الكعبة ومكة ‪.‬‬
‫دخ من الدماء ووضع منها‪.‬‬ ‫ش َ‬‫ما َ‬
‫داخ ل ِ َ‬
‫سمى يعمر بن عوف يومئذ ‪ :‬الش ّ‬‫ف ُ‬
‫قصي يتولى أمر مكة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فههولى قصههى الههبيت وأمههر مكههة‬
‫وجمع قومه في منازلهم إلى مكة وتملك على قومه وأهل مكة فمّلكوه ‪ ،‬إل أنه قد أقر‬
‫للعرب ما كانوا عليه وذلك أنههه كههان يههراه ِدينها ً فههي نفسههه ل ينبغههي تغييههره ‪ ،‬فههاقر آل‬
‫مرة بن عوف على ما كانوا عليه ‪ ،‬حتى جاء السههلم؛ فهههدم‬ ‫صفوان وعدوان والنسأة و ُ‬
‫ملكا أطههاع لههه بههه قههومه ‪،‬‬ ‫الله به ذلك كله ‪ .‬فكان ُقصي أول بني كعب بن لؤىّ أصاب ُ‬
‫فكانت إليه الحجابة‪ ،‬والسقاية‪ ،‬والّرفادة‪ ،‬والند َْوة‪ ،‬واللواء‪ ،‬فحاز شرف مكة كّله ‪،‬‬
‫وقطع مكة رباعا بين قومه ‪ ،‬فأنزل كل قوم من قريههش منههازلهم مههن مكههة الههتي‬
‫أصبحوا عليها ويزعم الناس أن قريشا هابوا قطع شجر الحرم فههي منههازلهم ‪ ،‬فقطعههها‬
‫معا ً لما جمع من أمرههها‪ ،‬وتيمنههت بههأمره ‪ ،‬فمهها‬ ‫ج ّ‬
‫م َ‬
‫قصى بيده وأعوانه فسمته قريش ‪ُ :‬‬
‫ُتنكح امرأة‪ ،‬ول يتزوج رجل من قريش ‪ ،‬وما يتشاورون في أمر نزل بهم ‪ ،‬ول يعقههدون‬
‫لواًء لحرب قوم من غيرهم إل في داره ‪ ،‬يعقده لهم بعض ولده ‪ ،‬ومهها ت هد ِّرع جاريههة إذا‬
‫طلههق‬‫عه ‪ ،‬ثههم ُين َ‬
‫بلغت أن ت َد ِّرع من قريش إل في داره ‪ ،‬يشق عليها فيها درعها ثم ت َهد ّرِ ُ‬
‫دين‬ ‫بها إلى أهلها‪ .‬فكان أمره في قومه من قريش فههي حيههاته ‪ ،‬ومههن بعههد مههوته ‪ ،‬كاله ّ‬
‫المتبع ل ُيعمل بغيره ‪ .‬واتخذ لنفسه دار الندوة‪ ،‬وجعل بابها إلى مسههجد الكعبههة‪ ،‬ففيههها‬
‫كانت قريش تقضى أموَرها ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وقال الشاعر ‪:‬‬
‫به جمع الله القبائ َ‬
‫ل من فِْهر‬ ‫مجمعا ً‬ ‫عى ُ‬ ‫‪ #‬قُ َ‬
‫صي لعمري كان ُيد َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حههدثنى عبههد الملههك بههن راشههد عههن أبيههه ‪ ،‬قههال ‪ :‬سههمعت‬
‫دث ‪ ،‬أنه سمع رجل‬ ‫حّباب صاحب المقصورة ُيح ّ‬ ‫السائب بن َ‬
‫مع مههن أمههر‬
‫ج َ‬
‫دث عمَر بن الخطاب ‪ -‬وهو خليفة ‪ -‬حديث قصي بن كلب ‪ ،‬وما َ‬ ‫ُيح ّ‬
‫قومه وإخراجه خزاعة وبنى بكر من مكة‪ ،‬ووليته البيت وأمر مكة‪ ،‬فلم يرد ذلههك عليههه‬
‫ولم ُينكره ‪.‬‬
‫شعر رزاح بن ربيعة في هذه القصسسة ‪ :‬قسسال ابسسن إسسسحاق ‪ :‬فلمهها فههرغ‬
‫ي من حربه ‪ ،‬انصرف أخوه رَِزاح بن ربيعة إلى بلده بمهن معههه مهن قهومه ‪ ،‬وقههال‬ ‫ُقص ّ‬
‫ِرزاح في إجابته ُقصيا ‪:‬‬
‫ل ‪ :‬أجيبوا الخليلَ‬ ‫فقال الرسو ُ‬ ‫ما أتى من قصي رسههههههول‬ ‫‪#‬ل ّ‬
‫الثقيل َ‬ ‫ملو َ‬
‫ل‬ ‫ال َ‬ ‫عّنا‬ ‫ونطرح‬ ‫‪ #‬نهضنا إليه نقود ُ الجيههاد َ‬
‫تزول‬ ‫لئل‬ ‫النهاَر؛‬ ‫ونكمي‬ ‫ل حتى الصباح‬ ‫‪ #‬نسير بها اللي َ‬
‫رسولَ‬ ‫صي‬ ‫قُ ّ‬ ‫من‬ ‫بنا‬ ‫جْبن‬
‫يُ ِ‬ ‫قطها‬ ‫كوْرد ال َ‬‫‪ #‬فهن سراعٌ َ‬
‫قبيلَ‬ ‫جمعنا‬ ‫حي‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫ومن‬ ‫‪ #‬جمعنا من السّر من أشمذ َْين‬
‫َرسيَل‬ ‫سْيبا ً‬ ‫َ‬ ‫اللف‬ ‫على‬ ‫تزيد‬ ‫حْلبة ما ليلههههة‬‫ك ُ‬ ‫‪ #‬فيا ل ِ‬
‫سبيَل‬ ‫مستناخ‬ ‫ُ‬ ‫من‬ ‫سهلن‬‫وأ ْ‬ ‫جههر‬ ‫س َ‬‫ن على عَ ْ‬ ‫‪ #‬فلما مرر َ‬
‫حلوَل‬‫ُ‬ ‫حي ّا ً‬
‫َ‬ ‫بالعَْرج‬ ‫وجاوزن‬ ‫ن بالركن من وَِرقان‬ ‫‪ #‬وجاوْز َ‬
‫طويَل‬ ‫ليل ً‬ ‫مّر‬
‫َ‬ ‫من‬ ‫ن‬
‫وعالج َ‬ ‫حْيل ما ذقنه‬ ‫‪ #‬مرْرن على ال َ‬

‫الصهيَل‬ ‫يسترْقن‬ ‫أن‬ ‫إرادةَ‬ ‫‪َ #‬تدنى من الُعوذ أفلَءهها‬


‫قبيَل‬ ‫قبيًل‬ ‫الرجا َ‬
‫ل‬ ‫أبحنا‬ ‫ة‬
‫‪ #‬فلما انتهينا إلى مكهههه َ‬
‫العقوَل‬ ‫سنا‬ ‫خل ْ‬‫َ‬ ‫ب‬‫ا ًوْ ٍ‬ ‫ل‬‫ك ّ‬ ‫وفي‬ ‫ف‬‫م حد ّ السيهههو ِ‬ ‫‪ #‬نعاوُرهم ث َ ّ‬
‫الذليل‬ ‫العزيزِ‬ ‫القويّ‬ ‫خب َْز‬
‫َ‬ ‫رِ‬ ‫ب النسهههو‬ ‫خّبزهم بصل ِ‬ ‫‪ #‬نُ َ‬
‫فجيَل‬ ‫وجيل ً‬ ‫قتلنا‬ ‫وبكرا ً‬ ‫ة في داِرهههها‬ ‫‪ #‬قتلنا خزاع َ‬
‫سهول‬ ‫ُ‬ ‫أرضا ً‬ ‫حّلون‬‫يَ ِ‬ ‫ل‬ ‫كما‬ ‫م من بلدِ المليههههههك‬ ‫‪ #‬نفيناه ُ‬
‫الغليل‬ ‫فْينا‬‫ش َ‬ ‫َ‬ ‫حي‬ ‫كل‬‫ّ‬ ‫ومن‬ ‫‪ #‬فأصبح سبُيهم في الحديهههدِ‬
‫شعر ثعلبة القضاعي في هذه القصة ‪ :‬وقال ثعلبة بههن عبههد اللههه بههن ُ‬
‫ذبيههان بههن‬
‫قضاعي في ذلك من أمر ُقصي حين دعاهم فأجابوه ‪:‬‬ ‫الحارث بن سعد بن هُذ َْيم ال ُ‬
‫ب‬‫جنا ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫أعراف‬ ‫ف‬
‫العرا ِ‬ ‫من‬ ‫ضمرةً َتغالههـى‬ ‫م ْ‬‫ل ُ‬‫‪ #‬جلبنا الخي َ‬
‫ب‬ ‫يبا ِ‬ ‫قاٍع‬ ‫في‬ ‫فْيفاِء‬
‫ال َ‬ ‫من‬ ‫ة‪ ،‬فالتقينههها‬‫‪ #‬إلى غَوَْرىْ ِتهام َ‬
‫ب‬
‫ضرا ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫محاذَرة‬ ‫منازَلهم‬ ‫خّلههه ْ‬
‫وا‬ ‫ة الخنَثى‪ ،‬ف َ‬ ‫‪ #‬فأما صوف ُ‬
‫ب‬ ‫الطرا ِ‬ ‫كالبل‬ ‫السياف‬ ‫إلى‬ ‫‪ #‬وقام بنو علي إذ رأونهههها‬

‫شعر قصي ‪ :‬وقال قصى‪:‬‬


‫ت‬‫َربي ُ‬ ‫وبها‬ ‫‪،‬‬ ‫منزلي‬ ‫ة‬
‫بمك َ‬ ‫‪ #‬أنا ابن العاصمين بني لؤيّ‬
‫ت‬ ‫رضي ُ‬ ‫بها‬ ‫ت‬
‫رضي ُ‬ ‫مْروُتها‬
‫و َ‬ ‫‪ #‬إلى الَبطحاِء قد علت معههد‬
‫ت‬
‫والنبي ُ‬ ‫قَْيذر‪،‬‬ ‫أولد ُ‬ ‫بها‬ ‫ب إن لم تأّثههههل‬
‫ت لغال ٍ‬
‫‪ #‬فلس ُ‬
‫ت‬‫حيي ُ‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫ضْيما ً‬ ‫ف‬
‫‪..‬أخا ُ‬ ‫ت‬
‫فلس ُ‬ ‫ح ناصري ‪ ،‬وبه أسامى‬ ‫‪ِ #‬رزا ٌ‬
‫حن ًّا‪ ،‬فهمهها قههبيل عُهذ َْرة اليههوم ‪.‬‬ ‫فلما استقر ِرزاح بن ربيعة في بلده ‪ ،‬نشره الله ونشر ُ‬
‫ُ‬
‫س هلم‪،‬‬ ‫حوَْتكههة بههن أ ْ‬
‫ومد كان بين رزاح بن ربيعة‪ ،‬حين قدم بلده ‪ ،‬وبين ن َهْههد ابههن زيههد و َ‬
‫ُ‬
‫وا مههن بلد قضههاعة‪،‬‬ ‫جل َه ْ‬
‫وهما بطنان من ُقضاعة شىء‪ ،‬فأخافهم حتى لحقوا باليمن ‪ ،‬وأ ْ‬
‫فهم اليوم بهاليمن ‪ ،‬فقهال ُقصهي بهن كلب ‪ ،‬وكهان يحههب ُقضهاعة ونماءههها واجتماعهها‬
‫ببلدها‪ ،‬لما بينه وبين رزاح ‪ :‬من الرحم ‪ ،‬ولبلئهم عنده إذا أجابوه إذ دعاهم إلى نصرته‬
‫‪ ،‬وكره ما صنع بهم ِرزاح ‪:‬‬
‫اثنتين‬ ‫في‬ ‫حيتك‬ ‫لَ َ‬ ‫قد‬ ‫فإني‬ ‫مْبلغ عنى ِرزاحههها ً‬ ‫‪ #‬أل من ُ‬
‫وبْيني‬ ‫م‬‫بينهُ ُ‬ ‫فرقْ َ‬
‫ت‬ ‫كما‬ ‫‪ #‬لحيُتك في بنى ن َْهد بن زيد‬
‫وني‬ ‫عَن َ ْ‬ ‫قد‬ ‫مساءة‬ ‫بال َ‬ ‫وهم‬‫عَن َ ْ‬ ‫م إن قومهها‬ ‫ن أسل َ‬
‫وتكة ب ُ‬ ‫ح ْ‬
‫‪#‬و َ‬
‫جناب الكلبى ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وتروى هذه البيات لُزهير بن َ‬
‫قصي يفضل عبد الدار على سائر ولده ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫شهُرف‬ ‫فلما كبر قصي ورق عظمه ‪ ،‬وكان عبد الدار ب ِك َْره ‪ ،‬وكان عبههد منههاف قههد َ‬
‫هب ‪ ،‬وعبد العزى‪ .‬وعبههد ‪ -‬قههال قصههى لعبههد الههدار ‪ :‬أمهها‬ ‫في زمان أبيه ‪ ،‬وذهب كل مذ َ‬
‫ي للحقّنك بالقوم ‪ ،‬وإن كانوا قد شرفوا عليك ‪ :‬ل يدخل رجل منهههم الكعبههة‪،‬‬ ‫والله يا ب ُن َ ّ‬
‫حتى تكون أنت تفتحها له ‪ ،‬ول ُيعقد لقريش لواء لحربها إل أنت بيدك ‪ ،‬ول يشرب أحههد‬
‫بمكة إل من سقايتك ‪ ،‬ول يأكل أحد من أهل الموسم طعاما إل من طعامك ‪ ،‬ول تقطع‬
‫ش أمرا ً من أمورها إل في دارك ‪ ،‬فأعطاه داَره داَر الندوة‪ ،‬التى ل ُتقضهي قريهش‬ ‫قري ٌ‬
‫أمرا ً من أمورها إل فيها‪ ،‬وأعطاه الحجابة واللواء والسقاية والرفادة ‪.‬‬
‫خْرجا تخرجه قريش في كهل موسهم مهن أموالهها إلهى‬ ‫الّرفادة ‪ :‬وكانت الّرفادة َ‬
‫ة ول زاد‪ ،‬وذلك أن‬ ‫ُقصي بن كلب ‪ ،‬فيصنع به طعاما للحاج ‪ ،‬فيأكله من لم يكن له سع ٌ‬
‫ُقصيا فرضه على قريش‪ ،‬فقال لهم حين أمرهم به ‪ :‬يهها معشههر قريههش ‪ ،‬إنكههم جيههرا ُ‬
‫ن‬
‫ف الله وزّوار بيتههه ‪ ،‬وهههم أحههق الضههيف‬ ‫ضي ْ ُ‬
‫الله ‪ ،‬وأهل بيته ‪ ،‬وأهل الحرم ‪ ،‬وإن الحاج َ‬
‫دروا عنكم ‪ ،‬فكانوا يخرجههون‬ ‫ص ُ‬
‫بالكرامة‪ ،‬فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج ‪ ،‬حتى ي َ ْ‬
‫خْرجًا‪ ،‬فيههدفعونه إليههه ‪ ،‬فيصههنعه طعامها للنههاس أيههام ِ‬
‫من ًههى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لذلك كل عام من أموالهم َ‬
‫فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام السلم ‪ ،‬ثم جرى في السههلم‬
‫إلى يومك هذا‪ ،‬فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام بمنى للنههاس حههتى ينقضههي‬
‫الحج ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني بهذا من أمر قُ َ‬
‫صي بههن كلب ‪ ،‬ومهها قههال لعبههد الههدار‬
‫فيما دفع إليه مما كان بيده ‪ :‬أبو إسحاق بن يسار‪ ،‬عن الحسن ابن محمد بن علههى بههن‬
‫أبى طالب رضى الله عنهم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعته يقول‬
‫عكرمههة ابههن‬
‫ذلك لرجل من بني عبد الدار يقال له ‪ :‬ن ُب َْيه بن وهههب بههن عههامر بههن ِ‬
‫عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى ‪.‬‬
‫قال الحسن ‪ :‬فجعل إليه ُقصي كل ما كان بيده مههن أمههر قههومه ‪ ،‬وكههان ُقصههي ل‬
‫ف ‪ ،‬ول ُيرد ّ عليه شيء صنعه ‪.‬‬
‫خال َ‬
‫يُ َ‬
‫قصى‬ ‫ذكر ما جرى من اختلف قريش بعد ُ‬
‫وحلف المطيبين‬
‫النزاع بين بني عبد الدار وبني أعمامهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫ثم إن قصي بن كلب هلك ‪ ،‬فأقام أمره في قومه وفي غيرهههم بنههوه مههن بعههده ‪.‬‬
‫فاختطوا مكة رباعا ً ‪ -‬بعد الذي كان قطع لقومه بها فكانوا يقطعونها في قومهم ‪ ،‬وفي‬
‫غيرهم ‪ :‬من حلفائهم ويبيعونها ‪ .‬فأقامت على ذلك قريههش معهههم ليههس بينهههم اختلف‬
‫ول تنازع ‪ ،‬ثم إن بني عبد مناف ابههن قصههى‪ :‬عبههد شههمس وهاشههما والمطلههب ونههوفل‪،‬‬
‫أجمعوا على أن يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار بن ُقصى مما كان قصي جعل إلى عبههد‬
‫الدار‪ ،‬من الحجابة واللواء والسقاية والّرفادة‪ ،‬ورأوا أنهههم أولههى بههذلك منهههم لشههرفهم‬
‫عليهم وفضلهم في قومهم ‪ ،‬فتفرقت عند ذلك قريههش ‪ ،‬فكههانت طائفههة مههع بنههي عبههد‬
‫مناف على رأيهم ي ََرْون أنهم أحق به من بني عبد الدار لمكههانهم فههي قههومهم ‪ ،‬وكههانت‬
‫طائفة مع بني عبد الدار‪ ،‬ي ََرْون أن ل ُينزع منهم ما كان قصي جعل إليهم ‪.‬‬
‫فكان صاحب أمر بنى عبد مناف ‪ :‬عبد شمس بن عبد مناف ‪ ،‬وذلك أنه كان أسن‬
‫بنى عبد مناف ‪.‬‬
‫وكان صاحب أمر بني عبد الدار ‪ :‬عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار‪.‬‬
‫حلفاء بني عبد الدار وحلفاء بني أعمامهم ‪ :‬فكان بنو أسد بن عبد العُّزى‬
‫مرة بن كعب ‪ ،‬وبنههو الحههارث بههن ِفهههر بههن‬ ‫بن قصى وبنو ُزهرة بن كلب ‪ ،‬وبنو ت َْيم بن ُ‬
‫مالك بن النضر‪ ،‬مع بني عبد مناف ‪.‬‬
‫صهْيص ابهن كعههب ‪،‬‬ ‫سْهم بن عمرو بههن هُ َ‬ ‫ظة بن مرة‪ ،‬وبنو َ‬ ‫ق َ‬
‫وكان بنو مخزوم بن ي َ َ‬
‫صْيص بن كعب ‪ ،‬وبنو عههدي بههن كعههب ‪ ،‬مههع بنههي عبههد الههدار‪،‬‬ ‫مح بن عمرو بن هُ َ‬ ‫وبنو ج َ‬
‫وخرجت عامر بن لؤي ومحارب بن ِفهر‪ ،‬فلم يكونوا مع واحد من الفريقين ‪.‬‬
‫سلم بعضهم بعضا ً‬
‫فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن ل يتخاذلوا‪ ،‬ول ي ْ‬
‫ة‪.‬‬ ‫ما ب ّ‬
‫ل بحر صوف ً‬
‫فأخرج بنو عبد منههاف جفنههة مملههوءة طيبهها‪ ،‬فيزعمههون أن بعههض نسههاء بنههي عبههد‬
‫م‬
‫مناف‪ ،‬أخرجتها لهم ‪ ،‬فوضعوها لحلفهم في المسههجد عنههد الكعبههة‪ ،‬ثههم غمههس القههو ُ‬
‫أيدَيهم فيها‪ ،‬فتعاقدوا وتعاهدوا هم وحلفاؤهم ‪ ،‬ثم مسحوا الكعبة بأيههديهم توكيههدا علههى‬
‫موا المطّيبين ‪.‬‬
‫س ّ‬ ‫أنفسهم ف ُ‬
‫وتعاقد بنو عبد الدار‪ ،‬وتعاهدوا هم وحلفاؤهم عند الكعبة حلفها ً مؤكهدا‪ ،‬علهى أن ل‬
‫سموا الحلف‪.‬‬ ‫ضهم بعضًا‪ ،‬ف ُ‬‫يتخاذلوا‪ ،‬ول ُيسلم بع ُ‬
‫ضههها ببعههض‬‫سوند بين القبائل ‪ ،‬ول ُّز بع ُ‬
‫تقسيم القبائل في هذه الحرب ‪ :‬ثم ُ‬
‫ت بنو أسد لبني عبد الدار‪ ،‬وع ُههبيت ُزهههرة لبنههى‬‫عبي ّ َ‬
‫سْهم ‪ ،‬و ُ‬
‫ت بنو عبد مناف لبني َ‬ ‫فُعبي ّ َ‬
‫عبيت بنو الحارث بن ِفهر لبني عدي بههن كعههب ‪.‬‬ ‫عبيت بنو ت َْيم لبني مخزوم ‪ ،‬و ُ‬ ‫مح ‪ ،‬و ُ‬ ‫ج َ‬‫ُ‬
‫فن كل قبيلة من أسند إليها ‪.‬‬ ‫ثم قالوا ‪ :‬ل ِت ُ ْ‬
‫وا إلههى‬‫تصالح القبائل ‪ :‬فبينهها النههاس علههى ذلههك قههد أجمعههوا للحههرب إذ تههداع ْ‬
‫الصلح ‪ ،‬على أن ُيعطوا بني عبد مناف السقاية والّرفههادة‪ ،‬وأن تكههون الحجابههة واللههواء‬
‫والندوة لبنى عبد الدار كمهها كههانت ‪ ،‬ففعلههوا ورضههى كههل واحههد مههن الفريقيههن بههذلك ‪،‬‬
‫س عن الحرب ‪ ،‬وثبت كل قوم مع من حالفوا‪ ،‬فلم يزالوا علههى ذلههك حههتى‬ ‫وتحاجز النا ُ‬
‫جاء الله تعالى بالسلم ‪ ،‬فقال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ده إل شدةً "‪.‬‬ ‫م لم يز ْ‬
‫ف في الجاهلية‪ ،‬فإن السل َ‬ ‫حل ٍ‬‫ما كان من ِ‬
‫فضول‬ ‫حلف ال ُ‬
‫فضول فحدثني زيههاد بههن عبههد اللههه‬ ‫سبب تسميته ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأما حلف ال ُ‬
‫كائى عن محمد بن إسحاق قال ‪ :‬تداعت قبائل من قريش إلى حلف ‪ ،‬فههاجتمعوا لههه‬ ‫الب ّ‬
‫عان بن عمرو بن كعب بن سعد بن ت َْيم بن مههرة بههن كعههب بههن‬ ‫جد ْ َ‬
‫في دار عبد الله بن ُ‬
‫لؤي ‪ ،‬لشرفه وسنه ‪ ،‬فكان‬
‫فهم عنده ‪ :‬بنو هاشم ‪ ،‬وبنو المطلب ‪ ،‬وأسد بن عبد العزى‪ ،‬وُزهرة بن كلب ‪،‬‬ ‫حل ُ‬
‫وت َْيم بن مرة‪ ،‬فتعاقدوا وتعاهدوا علهى أن ل يجههدوا بمكههة مظلومهها مهن أهلهها وغيرهههم‬
‫ه حهتى ت ُههرد ّ عليههه‬ ‫مههن ظ َل َ َ‬
‫مه ُ‬ ‫ممن دخلها من سههائر النههاس إل قههاموا معههه وكههانوا علههى َ‬
‫فضول ‪.‬‬ ‫مظلمته ‪ ،‬فسمت قريش ذلك الحلف ‪ :‬حلف ال ُ‬
‫حديث رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله ‪ -‬فيه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني‬
‫وف‬ ‫فذ الههتيمي أنههه سههمع طلحههة بهن عبههد اللههه بههن عَه ْ‬ ‫محمد ابن زيد بن المهاجر بن قُن ْ ُ‬
‫ت‬‫الّزهرى يقول ‪ :‬قال رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ " :‬لقد شهد ُ‬
‫مر الن َّعم ‪ ،‬ولههو أدعَههى بههه فههي‬‫ح ْ‬
‫حب أن لي به ُ‬ ‫دعان حلفا ً ؟ ما أ ِ‬ ‫ج ْ‬
‫ن ُ‬ ‫في دار عبدِ اللهِ اب ِ‬
‫ت "‪.‬‬‫السلم لجب ُ‬
‫الحسين يهدد الوليسسد بالسسدعوة إلسسى إحيسساء الحلسسف ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬
‫وحدثني يزيد ُ بن عبد الله بن أسامة بن الهادي اللْيثي أن محمد بن إبراهيم بن الحههارث‬
‫الّتيمي حدثه ‪ :‬أنه كان بين الحسين بن على بن أبههي طههالب رضههي اللههه عنهمهها‪ ،‬وبيههن‬
‫مههره عليههها عمههه‬ ‫عتبة بن أبي سفيان ‪ -‬والوليههد يههومئذ أميههر علههى المدينههة‪ ،‬أ ّ‬ ‫الوليد بن ُ‬
‫معاوية بن أبي سفيان ‪ -‬منازعة في مال كان بينهما بذي المْرَوة‪ ،‬فكههان الولي هد ُ تحامههل‬
‫قه ‪ -‬لسلطانه ‪ -‬فقال له الحسين ‪ :‬أحلف بالله لتنصفنى‬ ‫على الحسين في ح ّ‬
‫من حقي ‪ ،‬أو لخذن سيفي ‪ ،‬ثم لقومن في مسجد رسول الله ‪ -‬صلى الله عليههه‬
‫فضول قال ‪ :‬فقهال عبهد اللهه بهن الزبيهر‪،‬‬ ‫ن بحلف ال ُ‬ ‫وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬ثم لدعو ّ‬
‫وهو عند الوليد حين قال الحسين ‪ -‬رضى الله عنه ‪ -‬ما قال ‪ :‬وأنا أحلف بههالله لئن دعهها‬
‫صف من حقه أو نموت جميعا ً قههال ‪ :‬فبلغههت‬ ‫ن سيفي‪ ،‬ثم لقومن معه ‪ ،‬حتى ُين َ‬ ‫به لخذ ّ‬
‫ل ذلك ‪ ،‬وبلغت عبد الرحمن بن عثمان‬ ‫ور بن مخرمة بن نوفل الزهري ‪ ،‬فقال مث َ‬ ‫س َ‬
‫الم ْ‬
‫بن عَُبيد الله التيمي ‪ ،‬فقال مثل ذلك ‪ ،‬فلما بلغ ذلك الوليههد بههن عتبههة أنصههف الحسههين‬
‫ى‪.‬‬ ‫ض َ‬
‫من حقه حتى َر ِ‬
‫خروج بني عبد شمس وبني نوفل مسسن الحلسسف ‪ :‬قسسال ابسسن إسسسحاق ‪:‬‬
‫وحدثني يزيد بن عبد الله بههن أسههامة بهن الههادي الليههثي عههن محمههد ابههن إبراهيههم بههن‬
‫وفل بن عبد منههاف ‪-‬‬ ‫عدي بن ن َ ْ‬ ‫مط ِْعم بن َ‬‫جب َْير بن ُ‬‫الحارث الّتيمي قال ‪ :‬قدم محمد بن ُ‬
‫جب َْير أعلم قريش ‪ -‬فدخل على عبد الملك بن مروان بههن الحكههم حيههن‬ ‫وكان محمد بن ُ‬
‫ُقتل ابن الزبير واجتمع الناس على عبد الملك فلما دخل عليه قال له ‪ :‬يا أبا سعيد‪ ،‬ألم‬
‫نكن نحن وأنتم ‪ ،‬يعني بنى عبد شمس بن عبد مناف وبنهي نوفههل بهن عبههد منهاف فهي‬
‫فضول ؟ قال ‪ :‬أنت أعلم ‪ ،‬قال عبد الملك ‪ :‬لتخبرنى يهها أبهها سههعيد بههالحقّ مههن‬ ‫حلف ال ُ‬
‫ت‪.‬‬‫ذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل والله لقد خرجنا نحن وأنتم منه ‪ ،‬قال ‪ :‬صدقْ َ‬
‫ي الرفههادة‬ ‫هاشم يتسسولى الرفسادة والسسقاية ‪ :‬قسال ابسن إسسحاق ‪ :‬فههول َ‬
‫ّ‬
‫فارا قَلمهها يقيههم‬ ‫والسقاية ‪ :‬هاشم بن عبد مناف ‪ ،‬وذلههك أن عبههد شههمس كههان رجل سه ّ‬
‫موسرا ً فكان ‪ -‬فيما يزعمههون ‪ -‬إذا حضههر الحههج ‪،‬‬ ‫قل ذا ولد‪ ،‬وكان هاشم ُ‬ ‫م ِ‬‫بمكة‪ ،‬وكان ُ‬
‫ن الله ‪ ،‬وأهل بيته ‪ ،‬وإنههه يههأتيكم‬ ‫قام في قريش فقال ‪ " :‬يا معشر قريش ‪ ،‬إنكم جيرا ُ‬
‫ضهْيف اللههه ‪ ،‬وأحههق الضههيف بالكرامههة ‪:‬‬ ‫حجاج بيته ‪ ،‬وهههم َ‬ ‫في هذا الموسم زواُر الله و ُ‬
‫مهم هذه التي ل بد لهم مههن القامههة‬ ‫فه ‪ ،‬فاجمعوا لهم ما تصنعون لهم به طعاما أيا َ‬ ‫ضي ُ‬
‫بها ؛‬
‫خْرجهها ً مههن‬ ‫فإنه – والله – لو كان مالي يسع لذلك ما كلفتكموه " فيخرجون لذلك َ‬
‫دروا منها‪.‬‬ ‫ص ُ‬
‫م ‪ ،‬حتى ي َ ْ‬ ‫أموالهم ‪ ،‬كل امرئ بقدر ما عنده ‪ ،‬فُيصنع به للحجاج طعا ٌ‬
‫ن‬
‫سه ّ‬‫ل مههن َ‬ ‫أفضال هاشم على قسسومه ‪ :‬وكههان هاشههم ‪ -‬فيمهها يزعمههون ‪ -‬أو َ‬
‫الرحلتين لقريش ‪ :‬رحلتى الشتاء والصيف ‪ ،‬وأول من أطعم الثريد للحجاج بمكة‪ ،‬وإنما‬
‫سمي هاشما ً إل بهشمه الخبز بمكة لقومه ‪ ،‬فقههال شههاعر مههن‬ ‫عمرًا‪ ،‬فما ُ‬ ‫كان اسمه ‪َ :‬‬
‫قريش أو من العرب ‪:‬‬
‫عجاف‬ ‫مسنتين‬‫ُ‬ ‫بمكة‬ ‫قوم‬ ‫مه‬
‫مرو الذي هشم الثريد َ لقو ِ‬
‫‪ #‬عَ ْ‬
‫اليلف‬ ‫ة‬
‫ورحل ُ‬ ‫الشتاء‪،‬‬ ‫سفُر‬ ‫سّنت إليه الرحلتان كلهمههههها‬‫‪ُ #‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني بعض أهل العلم بالشعر من أهل الحجاز ‪:‬‬
‫‪ #‬قوم بمكة مسنتين عجاف‬
‫المطلب يلي الرفادة والسقاية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم هلههك هاشههم بههن‬
‫ب بههن‬
‫ى السقاية والّرفادة من بعده المطل ه ُ‬ ‫ً‬
‫عبد مناف بغزة من أرض الشام تاجرا‪ ،‬فول َ‬
‫عبد مناف ‪ ،‬وكان أصغر من عبد شمس وهاشم ‪ ،‬وكان ذا شههرف فههي قههومه وفضههل ‪،‬‬
‫ض ؛ لسماحته وفضله ‪.‬‬ ‫في ْ َ‬
‫وكانت قريش إنما تسميه ‪ :‬ال َ‬
‫دم المدينة‪ ،‬فههتزوج‬ ‫زواج هاشم بن عبد مناف ‪ :‬وكان هاشم بن عبد مناف قَ ِ‬
‫جلح بهن‬‫حْيحهة بهن ال ُ‬‫سْلمى بنت عمرو أحد بني عهدي بهن النجهار‪ ،‬وكهانت قبلههه عنهد أ َ‬ ‫َ‬
‫ريش‪.‬‬
‫ح ِ‬
‫ال َ‬
‫وف بن عمرو بههن‬ ‫ي بن ك ُْلفة بن عَ ْ‬‫حجب ّ‬ ‫ج ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬الحريس بن َ‬
‫حْيحة‪ ،‬وكانت ل تنكح الرجال لشههرفها‬ ‫وف بن مالك بن الْوس ‪ ،‬فولدت له عمرو بن أ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫في قومها‪ ،‬حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها‪ ،‬إذا كرهت رجل فارقته ‪.‬‬
‫سبب تسمية عبد المطلب باسمه ‪ :‬فولدت لهاشم ‪ :‬عبد المطلب ‪ ،‬فسههمته‬
‫وق ذلك ‪ ،‬ثم خرج إليه عمه المطلههب ؛‬ ‫شْيبة‪ ،‬فتركه هاشم عندها حتى كان َوصيفا ً أو فَ ْ‬ ‫َ‬
‫ليقبضه ‪ ،‬فُيلحقه ببلده وقومه فقالت له‬
‫منصرف حههتى أخههرج‬ ‫ت بمرسلته معك ‪ ،‬فقال لها المطلب ‪ :‬إنى غير ُ‬ ‫سْلمى ‪ :‬لس ُ‬
‫َ‬
‫به معي إن ابن أخي قد بلٍغ ‪ ،‬وهو غريب في غير قومه ‪ ،‬ونحن أهههل بيههت شههرف فههي‬
‫قومنا ؛ نلى كثيرا من أمرهم ؛ وقومه وبلده وعشيرته خير له من القامة في غيرهههم ‪،‬‬
‫ن‬
‫شْيبة لعمه المطلب ‪ -‬فيما يزعمههون ‪ -‬لسههت بمفارقههها إل أن تههأذ َ‬ ‫أو كما قال ‪ .‬وقال َ‬
‫مْرِدفههه معههه علههى بعيههره ‪،‬‬
‫لي ‪ ،‬فأذنت له ‪ ،‬ودفعته إليههه ‪ ،‬فههاحتمله ‪ ،‬فههدخل بههه مكههة ُ‬
‫شْيبة‪ :‬عبد المطلب ‪ .‬فقال المطلب ‪:‬‬ ‫سمى َ‬ ‫فقالت قريش ‪ :‬عبد المطلب ابتاعه ‪ ،‬فبها ُ‬
‫ت به من المدينة ‪.‬‬ ‫ويحكم ! إنما هو ابن أخي هاشم ‪ ،‬قَدِ ْ‬
‫م ُ‬
‫دمههان مههن أرض اليمههن ‪ ،‬فقههال رجههل مههن‬ ‫وفاة المطلب ‪ :‬ثم هلك المطلب بَر ْ‬
‫العرب يبكيه ‪:‬‬
‫من ْث َغِ ْ‬
‫ب‬ ‫ن والشراب ال ُ‬‫ج بعد َ المطلب بعد َ الجفا ِ‬
‫‪ #‬قد ظمى الحجي ُ‬
‫ب‬‫ص ْ‬
‫‪ #‬ليت قريشا بعده على ن َ َ‬
‫مطرود يبكي المطلب وبني عبد مناف ‪ :‬وقال مطرود بن كعب الخزاعههى‪،‬‬
‫يبكي المطلب وبني عبد مناف جميعا ً حين أتاه نعى ن َ ْ‬
‫وفل بن عبد منههاف ‪ ،‬وكههان نوفههل‬
‫هلكا ‪:‬‬
‫آخرهم ُ‬
‫ت‬
‫سّيا ِ‬ ‫ق ِ‬
‫ال َ‬ ‫ي‬
‫ليال ّ‬ ‫إحدى‬ ‫ت ليلتهههههى‬ ‫ج ِ‬ ‫يا ليلة هَي ّ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫ت‬‫المنّيا ِ‬ ‫ُرْزِء‬ ‫من‬ ‫ت‬
‫عالج ُ‬ ‫وما أقاسى من هموم ‪ ،‬وما‬ ‫‪#‬‬
‫ت‬ ‫بالّولّيا ِ‬ ‫كرني‬‫ذ ّ‬ ‫ت أخي نوفههههههل ً‬ ‫إنما تذكر ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ت‬ ‫القشيبا ِ‬ ‫صفر‬
‫ال ّ‬ ‫هأردية‬ ‫ذكرني بالْزرِ الحمر والههه‬ ‫‪#‬‬
‫ت‬ ‫لسادا ِ‬ ‫ت‬
‫سادا ٍ‬ ‫أبناُء‬ ‫م سيههههههههههد‬ ‫ة كله ُ‬ ‫أربع ٌ‬ ‫‪#‬‬

‫غَّزا ِ‬
‫ت‬ ‫بين‬ ‫مْيت‬
‫و َ‬ ‫ن‬
‫هما َ‬ ‫مْيت بسْلههههه‬‫دمان و َ‬ ‫مْيت بَر ْ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ت‬‫البنيا ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫شْرق ّ‬ ‫حجوب‬ ‫م ْ‬
‫ه َ‬ ‫ً‬
‫ت أسكن لحدا لدى الههه‬ ‫مي ْ ٌ‬
‫‪#‬و َ‬
‫مْنجاة‬‫ب َ‬ ‫م‬
‫ل َ‬ ‫من‬ ‫لوم ِ‬ ‫ف فهم من‬ ‫م عبد ُ منا ِ‬‫‪ #‬أخلصهُ ُ‬
‫ت‬
‫وأموا ِ‬ ‫أحياٍء‬ ‫خيرِ‬ ‫من‬ ‫ت وأبناَءههههههههههها‬
‫مغيرا ِ‬
‫‪ #‬إن ال ُ‬
‫اسم عبد مناف وترتيب أولده موتا ‪ :‬وكان اسههم عبههد منههاف ‪ :‬المغيههرة‪ ،‬وكههان‬
‫أول بني عبد مناف هُْلكا ‪ :‬هاشم ‪ ،‬بغزة من أرض الشام ‪ ،‬ثههم عبههد شههمس بمكههة‪ ،‬ثههم‬
‫سلمان من ناحية العراق ‪.‬‬ ‫المطلب بَرْدمان من أرض اليمن ‪ ،‬ثم نوفل ب َ‬
‫شعر آخر لمطرود ‪ :‬فقيل لمطرود ‪ -‬فيما يزعمون ‪ -‬لقد قلت فأحسههنت ‪ ،‬ولههو‬
‫ي ‪ ،‬فمكث أيامًا‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫ت كان أحسن ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنظروني ليال َ‬
‫كان أفحل مما قل َ‬
‫جودي ‪ ،‬وأذِري الدمعَ وانهمري‬
‫‪ #‬يا عين ُ‬
‫ت‬
‫مغيرا ِ‬
‫ب ال ُ‬
‫‪ #‬وابكي على السر من كع ِ‬
‫حْنفري بالدمِع واحتفلى‬
‫س َ‬
‫‪ #‬يا عين ‪ ،‬وا ْ‬
‫ت‬
‫ة نفسى في الملما ِ‬
‫‪ #‬وابكي خبيئ َ‬
‫خي ثقة‬
‫ضأ ِ‬ ‫‪ #‬وابكي على ك ّ‬
‫ل فّيا ٍ‬
‫ت‬
‫جزيل ِ‬
‫هاب ال َ‬
‫دسيعة و ّ‬
‫خم ِ ال ّ‬
‫ض ْ‬
‫‪َ #‬‬
‫م ‪ ،‬مختلق‬
‫ة‪ ،‬عالي اله ّ‬
‫ضريب ِ‬
‫ض ال ّ‬
‫‪ #‬مح ُ‬
‫ت‬ ‫جل ْد ُ الّنجيز ِ‬
‫ة‪ ،‬ناٍء بالعظيما ِ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ل‬ ‫ب البديهةِ ل ن ِ ْ‬
‫كس ول وَك ِ ٍ‬ ‫‪ #‬صع ُ‬
‫ت‬
‫‪ #‬ماض العزيمة‪ ،‬متلف الكريما ِ‬
‫‪ #‬صقر توسط من كعب إذا ُنسبوا‬
‫ت‬ ‫‪ُ #‬بحبوحة المجدِ وال ّ‬
‫شم الرفيعا ِ‬
‫م ّ‬
‫طلبا‬ ‫ض ُ‬
‫ض والفيا َ‬
‫‪ #‬ثم اندبي الفي َ‬
‫ت‬
‫ت بجما ِ‬
‫‪ #‬واستخرطي بعد َ فْيضا ٍ‬
‫م مغتربا ً‬
‫دمان عنا اليو َ‬
‫‪ #‬أمسى بَر ْ‬
‫ن أموات‬
‫ف نفسى عليه بي َ‬
‫‪ #‬يا له َ‬
‫ي‬
‫ت باق ً‬
‫ما كن ِ‬ ‫‪ #‬وابكي ‪ -‬لك الوي ُ‬
‫ل‪-‬إ ّ‬
‫ت‬
‫ى الثنّيا ِ‬
‫س بشْرق ّ‬
‫‪ #‬لعبدِ شم ٍ‬
‫سط ب َل ْ َ‬
‫قعَةٍ‬ ‫‪ #‬وهاشم في ضريٍح وَ ْ‬
‫سفي الرياح عليه بين غَّزا ِ‬
‫ت‬ ‫‪ #‬تَ ْ‬
‫ن القوم ِ خالصتى‬
‫وفل كان دو َ‬
‫‪ #‬ون َ ْ‬
‫ة‬
‫وما ِ‬
‫م ْ‬
‫مان في َرمس ب َ‬
‫سل َ‬
‫‪ #‬أمسى ب َ‬
‫عجما ً ول عربا ً‬ ‫‪ #‬لم ألقَ مثَله ُ‬
‫م ُ‬
‫‪ #‬إذا استقّلت بهم أد ُ‬
‫م المطيات‬
‫ة‬ ‫هم منهم مع ّ‬
‫طل ً‬ ‫ت دياُر ُ‬
‫‪ #‬أمس ْ‬
‫سريات‬
‫‪ #‬وقد يكونون َزْينا في ال ّ‬
‫م‬ ‫م الدهُر‪ ،‬أم كل ّ ْ‬
‫ت سيوُفه ُ‬ ‫‪ #‬أفناه ُ‬
‫‪ #‬أم ك ّ‬
‫ل من عاش أزواد ُ المنّيات‬
‫م‬
‫ده ُ‬
‫ضى من القوام بع َ‬
‫ت أْر َ‬
‫‪ #‬أصبح ُ‬
‫ت‬ ‫س َ‬
‫ط الوجوهِ وإلقاَء التحيا ِ‬ ‫‪ #‬بَ ْ‬
‫ت‬ ‫ث ال ّ‬
‫شجّيا ِ‬ ‫‪ #‬يا عين فابكي أبا ال ّ‬
‫شع ْ ِ‬

‫ت‬ ‫سرا ً مث َ‬
‫ل البلّيا ِ‬ ‫ح ّ‬
‫‪#‬ي َْبكيَنه ُ‬
‫م من يمشى على قدم ٍ‬
‫‪ #‬يبكين أكر َ‬
‫‪ #‬ي ُعْوِل َْنه بدموٍع بعد عَْبرات‬
‫‪ #‬يبكين شخصا ً طوي َ‬
‫ل الباع ذا فَ َ‬
‫جر‬
‫‪ #‬آبى الهضيمة‪ ،‬فَّراج الجليل ِ‬
‫ت‬
‫عه‬
‫مَرو الُعل إذ حان مصر ُ‬
‫‪ #‬يبكين عَ ْ‬
‫ت‬
‫سام العشيا ِ‬
‫ة‪ ،‬ب ّ‬
‫سجي ِ‬
‫سمح ال ّ‬
‫‪َ #‬‬
‫ن‬
‫حز ٍ‬
‫ت على َ‬
‫مستكينا ٍ‬
‫‪ #‬يبكينه ُ‬
‫ت‬
‫ول ِ‬
‫ن وع َ ْ‬ ‫‪ #‬يا طو َ‬
‫ل ذلك من حز ٍ‬
‫ن له‬
‫ن الزما ُ‬
‫‪ #‬يبكين لما جله ّ‬
‫ت‬
‫حميا ِ‬
‫ل ال َ‬
‫ضر الخدودِ كأمثا ِ‬
‫خ ْ‬
‫‪ُ #‬‬
‫محتزمات على أوساطهن لما‬
‫‪ُ #‬‬
‫ن احداث المصيبات‬
‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫‪ #‬جّر الزما ُ‬
‫ً‬
‫م من الم ٍ‬
‫‪ #‬أبيت ليلى أراعي النج َ‬
‫جوى ب َُنياتي‬ ‫‪ #‬أبكى‪ ،‬وتبكى معي َ‬
‫ش ْ‬
‫خط ٌَر‬
‫دل ول َ‬
‫ع ْ‬
‫قروم لهم ِ‬
‫‪ #‬ما في ال ُ‬
‫ت‬ ‫‪ #‬ول لمن تركوا َ‬
‫شْرَوى بقيا ِ‬
‫فسهم‬
‫‪ #‬أبناؤهم خيُر أبناٍء ‪ ،‬وأن ُ‬
‫ت‬
‫جْهد الل ِّيا ِ‬
‫س لدى َ‬
‫‪ #‬خيُر النفو ِ‬
‫ن‬
‫مر سابح أرِ ٍ‬
‫‪ #‬كم وهبوا من ط ِ ِ‬
‫ت‬
‫مّرا ِ‬
‫ب في ط ِ َ‬
‫مّرةِ ن َهْ ٍ‬
‫‪ #‬ومن ط ِ ِ‬
‫خل َ َ‬
‫صة‬ ‫م ْ‬
‫ف من الِهنديّ ُ‬
‫‪ #‬ومن سيو ٍ‬
‫ت‬
‫ن الركيا ِ‬ ‫‪ #‬ومن رماح كأ ْ‬
‫شطا ِ‬
‫ضلون بها‬
‫ف ِ‬
‫‪ #‬ومن توابع مما ي ُ ْ‬
‫ت‬ ‫‪ #‬عند المساِئل من ب ْ‬
‫ذل العطّيا ِ‬
‫ت وأحصى الحاسبون معي‬
‫حسن ُ‬
‫‪ #‬فلو َ‬
‫ض أفعاَلهم تلك الهنّيا ِ‬
‫ت‬ ‫‪ #‬لم أق ِ‬
‫ما معشر فخروا‬
‫دلون إ ّ‬
‫‪ #‬هم الم ِ‬
‫ت‬
‫قّيا ِ‬
‫ب نَ ِ‬
‫‪ #‬عند َ الفخارِ بأنسا ٍ‬
‫حّلوا مساكنها‬
‫ت التي َ‬
‫ن البيو ِ‬
‫‪َ #‬زي ْ ُ‬
‫ت‬ ‫حشا ً َ‬
‫خلّيا ِ‬ ‫م وَ ْ‬
‫‪ #‬فأصبحت منه ُ‬
‫ن ل ترقا مدامُعها‬
‫‪ #‬أقول والعي ُ‬
‫ت‬
‫ب الرزّيا ِ‬
‫‪ #‬ل ي ُْبعد الله أصحا َ‬
‫ذلي ‪:‬‬ ‫خَراش الهُ َ‬
‫جر ‪ :‬العطاء‪ .‬قال أبو ِ‬‫ف َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ال َ‬
‫ل‬ ‫بذي فَ َ‬
‫جر تأوى إليه الرام ُ‬ ‫ن معمر‬
‫لب ُ‬ ‫جف أضيافي جمي ُ‬ ‫‪ #‬عَ ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬أبو ال ّ‬
‫شعث الشجيات ‪ :‬هاشم بن عبد مناف ‪.‬‬
‫ي عبههد ُ المطلههب ابههن‬ ‫عبد المطلب يلي السقاية والرفادة ‪ :‬قههال ‪ :‬ثههم وَِلهه َ‬
‫هاشم السقاية والّرفادة بعد عمه المطلب ‪ ،‬فأقامها للناس ‪ ،‬وأقام لقومه ما كان آباؤه‬
‫شُرف في قومه شههرفا ً لههم يبلغْههه أحهد ٌ مههن آبههائه ‪،‬‬ ‫يقيمون قبله لقومهم من أمرهم ‪ ،‬و َ‬
‫مه وعَ ُ‬
‫ظم خطره فيهم ‪.‬‬ ‫وأحبه قو ُ‬
‫ذكر حفر زمزم وما جرى من الخلف فيها‬
‫سبب حفر زمزم ‪ :‬ثم إن عبد المطلب بينما هو نائم في الحجر إذ أتههي ‪ ،‬فههأمر‬
‫بحفر زمزم ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان أول ما ابُتدئ به عبد المطلب من سفرها‪ ،‬كما حههدثني‬
‫يزيد بن أبي حبيب المصري عهن مرثهد بهن عبهد اللهه اليزنهي عهن عبهد اللهه بهن ُزَرْيهر‬
‫ث زمهزم حيهن‬ ‫دث حدي َ‬ ‫قي ‪ :‬أنه سمع علي بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه يح ّ‬ ‫الَغافِ ِ‬
‫أمر عبد المطلب بحفرها‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ت فقال ‪ :‬احفر طيبة ‪ .‬قههال ‪:‬‬ ‫جر إذا أتانى آ ٍ‬‫ح ْ‬
‫قال عبد المطلب ‪ :‬إني لنائم في ال ِ‬
‫قلت ‪ :‬وما طيبة؟ قال ‪ :‬ثم ذهب عني ‪ .‬فلمهها كههان الغههد رجعههت إلههى مضههجعى فنمههت‬
‫فيه ‪ ،‬فجاءنى فقال ‪ :‬احفر ب َّرة‪ .‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬وما ب َّرة ؟ قههال ‪ :‬ثههم ذهههب عنههى‪ ،‬فلمهها‬
‫كان ‪ .‬الغد رجعت إلى مضجعي‬
‫فنمت فيه ‪ ،‬فجاءنى فقال ‪ :‬احفر المضنونة ‪ .‬فقال ‪ :‬فقلت ‪ :‬وما المضنونة ؟ قال‬
‫ي فقههال ‪:‬‬‫‪ :‬ثم ذهب عني ‪ ،‬فلما كان الغد رجعت إلههى مضههجعي ‪ ،‬فنمههت فيههه ‪ ،‬فجههاءن ِ‬
‫م ‪ ،‬تسههقى الحجيههج‬ ‫ف أبههدا ً ول ت ُههذ ّ‬
‫م ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ومهها زمههزم ؟ قههال ل ت َن ْهزِ ُ‬ ‫مَز َ‬
‫احفر َز ْ‬
‫عصم ‪ ،‬عند قرية النمل‪.‬‬ ‫قرة الغراب ال ْ‬ ‫فْرث والدم ‪ ،‬عند ن ُ ْ‬
‫العظم ‪ ،‬وهى بين ال َ‬
‫قريش تنازع عبد المطلب في زمزم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلمهها بيههن لههه‬
‫وله ومعه ابنه الحارث بن عبد‬‫صد ّقَ ‪ ،‬غدا بمعْ َ‬
‫شأنها‪ ،‬ودل على موضعها‪ ،‬وعرف أنه قد ُ‬
‫َ‬
‫المطلب ‪ ،‬ليس له يومئذ ولد غيره فحفر فيها فلما بدا لعبد المطلب الطى ‪ ،‬كّبر‪.‬‬
‫التحاكم في بئر زمزم ‪ :‬فعرفت قريش أنهه قهد أدرك حهاجته ‪ ،‬فقهاموا إليهه ‪،‬‬
‫قا ً فأشركنا معك فيههها‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬يا عبد المطلب ‪ ،‬إنها بئر أبينا إسماعيل ‪ ،‬وإن لنا فيها ح ّ‬
‫ت به دوَنكم ‪ ،‬وأعطيته من بينكم ‪ ،‬فقالوا له‬ ‫خصص ُ‬‫قال ‪ :‬ما أنا بفاعل إن هذا المر قد ُ‬
‫‪ :‬فأنصفنا‪ ،‬فإنا غيُر تاركيك حتى‬
‫مكم إليه ‪ ،‬قالوا‪ :‬كاهنههة‬
‫نخاصمك فيها‪ ،‬قال ‪ :‬فاجملوا بيني وبينكم من شئتم أحاك ْ‬
‫بني سعد بن هُذ َْيم ‪ ،‬قال ‪ .‬نعم قال ‪ :‬وكههانت بأشههراف الشههام ‪ ،‬فركههب عبههد المطلههب‬
‫ومعه نفر من بنى أبيه من بني عبد مناف ‪ ،‬وركب من كل قبيلة من قريش نفر‪ .‬قههال ‪:‬‬
‫والرض إذ ذاك مفاوز‪ .‬قال ‪ :‬فخرجوا حتى إذا كههانوا ببعههض تلههك المفههاوز بيههن الحجههاز‬
‫وا مههن‬ ‫مُئوا حتى أيقنوا بالهلكة‪ ،‬فاستس َ‬
‫ق ْ‬ ‫ي ماء عبد المطلب وأصحابه ‪ ،‬فظ ِ‬ ‫والشام ‪ ،‬فَن ِ َ‬
‫وا عليهم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إّنا بمفازة‪ ،‬ونحههن نخشههى علههى أنفسههنا‬ ‫معهم من قبائل قريش‪ ،‬فأب َ ْ‬
‫وف علههى نفسههه‬ ‫مثل ما أصابكم ‪ ،‬فلما رأى عبههد المطلههب مهها صههنع القههوم ‪ ،‬ومهها يتخ ه ّ‬
‫ى‬
‫وأصحابه ‪ ،‬قال ‪ :‬ما ت ََرْون ؟ قالوا ما رأينا إل تبع لرأيك فمرنا بمهها شههئت ‪ ،‬قههال ‪ :‬فههإن ّ‬
‫أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الن من القوة – فكلما مات رجههل‬
‫ة رجهل واحهد‬ ‫ضي ْعَ ُ‬‫دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه – حتى يكون آخركم رجل واحدا‪ ،‬ف َ‬
‫كب جميعا قههالوا ‪ :‬ن ِعْههم مهها أمههرت بههه فقههام كههل واحههد منهههم فحفههر‬ ‫ضْيعة َر ْ‬ ‫أيسر من َ‬
‫ً‬
‫حفرته ‪ ،‬ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا‪ ،‬ثم إن عبد المطلههب قههال لصههحابه ‪ :‬واللههه‬
‫إن إلقاَءنا بأيدينا هكذا للموت ‪ ،‬ل نضرب في الرض ‪ ،‬ول نبتغى لنفسنا‪ ،‬لعجز فعسههى‬
‫حلوا حتى إذا فرغوا‪ ،‬ومن معهم من قبائل‬ ‫حلوا‪ ،‬فارت َ‬ ‫الله أن يرزقنا ماًء ببعض البلد‪ ،‬ارت ِ‬
‫قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون ‪ ،‬تقههدم عبههد المطلههب إلههى راحلتههه فركبههها فلمهها‬
‫انبعثت به انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب ‪ ،‬فكّبر عبد المطلههب وكب ّههر أصههحابه ‪،‬‬
‫وا حتى ملئوا أسقَيتهم ‪ ،‬ثم دعهها القبههائل مههن‬ ‫ق ْ‬ ‫رب ‪ ،‬وشرب أصحابه ‪ ،‬واست َ َ‬ ‫ثم نزل فش ِ‬
‫م إلى الماء‪ ،‬فقد سقانا اللههه ‪ ،‬فاشههربوا واسههتقوا‪ .‬ثههم قههالوا ‪ :‬قههد –‬ ‫قريش‪ ،‬فقال ‪ :‬هل ُ ّ‬
‫والله – قضى لك علينا يها عبههد المطلههب واللههه ل نخاصهمك فهي زمههزم أبهدًا‪ ،‬إن الههذي‬
‫فلة لهو الذي سقاك زمزم ‪ ،‬فارجع إلى سقايتك راشدًا‪ .‬فرجع‬ ‫سقاك هذا الماء بهذه ال َ‬
‫وا بينه وبينها ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ورجعوا معه ‪ ،‬ولم يصلوا إلى الكاهنة وخل ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فهذا الذي بلغني من حديث على بن أبي طالب رضههى اللههه‬
‫عنه في زمزم ‪ ،‬وقد سمعت من يحدث عن عبد المطلب أنه قيل لههه حيههن أمههر بحفههر‬
‫زمزم ‪:‬‬
‫مب َْر‬
‫ج الله في كل َ‬
‫يسقى حجي َ‬ ‫‪ #‬ثم ادعُ بالماء الّروِيّ غيرِ الك َدِْر‬

‫مر‬
‫ف منه شىء ما عَ َ‬
‫‪ #‬ليس ُيخا ُ‬

‫فخرج عبد المطلب حين قيل له ذلك إلى قريش فقال ‪ :‬تعّلموا أني قد أمههرت أن‬
‫أحفر لكم زمزم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬فهل ب ُّين لك أين هى ؟ قال ‪ :‬ل‪ .‬قالوا‪ :‬فارجع إلى مضههجعك‬
‫الذي رأيت فيه ما رأيت ؟ فإن يك حقا من الله ُيبّين لك ‪ ،‬وإن يكن من الشيطان فلههن‬
‫يعود َ إليك ‪ .‬فرجع عبد المطلب إلى مضجعه ‪ ،‬فنام فيه ‪ ،‬فأتي فقيل له ‪ :‬احفر زمههزم ‪،‬‬
‫ذم ‪ ،‬تسههقي‬ ‫زف أبههدا ً ول ت ُه َ‬
‫م ‪ ،‬وهى تراث من أبيك العظم ‪ ،‬ل تن ِ‬ ‫إنك إن حفرتها لم تند ْ‬
‫قدا ً‬
‫سم ‪ ،‬ينذر فيها ناذر لمنعم ‪ ،‬تكون ميراثا وعَ ْ‬ ‫ق َ‬
‫ج العظم ‪ ،‬مثل نعام جافل لم ي ُ ْ‬ ‫الحجي َ‬
‫ث والدم ‪.‬‬‫فْر ِ‬
‫ض ما قد تعلم ‪ ،‬وهي بين ال َ‬ ‫كم ؟ ليست كبع ِ‬ ‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬
‫علههي فههي حفههر‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬هذا الكلم ‪ ،‬والكلم الذي قبله ‪ ،‬مههن حههديث َ‬
‫ذم " إلى قوله ‪ " :‬عند قرية النمههل " عنههدنا سههجع‬ ‫زمزم من قوله ‪ " :‬ل تنزف أبدا ول ت ُ َ‬
‫وليس شعرًا‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فزعموا أنه حين قيل له ذلك ‪ ،‬قههال ‪ :‬وأيههن هههي ؟ قيههل لههه‬
‫ب غدًا‪ .‬والله أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬
‫عند قرية النمل ‪ ،‬حيث ينقر الغرا ُ‬
‫ه الحارث ‪ ،‬وليههس لههه‬ ‫عبد المطلب يحفر زمزم ‪ :‬فغدا عبد المطلب ومعه ابن ُ‬
‫ب ينقهر عنهدها بيهن الههوثنين ‪:‬إسههاف‬ ‫ة النمههل ووجههد الغهرا َ‬
‫يومئذ ولد غيره ‪ ،‬فوجد قريه َ‬
‫ول وقام ليحفر حيههث أمههر‪،‬‬ ‫معْ َ‬
‫ونائلة‪ ،‬اللذْين كانت قريش تنحر عندهما ذبائحها فجاء بال ِ‬
‫ده ‪ ،‬فقههالوا ‪ :‬واللههه ل نتركههك تحفههر بيههن وث َن َْينهها هههذين‬ ‫جه ّ‬
‫فقامت إليه قريش حين رأوا ِ‬
‫الّلذْين ننحر عندهما‪ ،‬فقال عبد المطلهب لبنهه الحهارث ‪ :‬ذ ُد ْ عنهي حهتى أحفهر‪ ،‬فهوالله‬
‫خّلوا بينه وبين الحفر‪ ،‬وكفوا عنه ‪ ،‬فلم‬ ‫ن لما أمرت به ‪ ،‬فلما عرفوا أنه غيُر نازع َ‬ ‫لمضي ّ‬
‫صههدق فلمهها تمههادى بههه الحفههر‬ ‫رف أنه قد ُ‬ ‫يحفر إل يسيرا‪ .‬حتى بدا له الطي ‪ ،‬فكبر وعَ ِ‬
‫جْرهم فيها حيههن خرجههت مههن‬ ‫دفنت ُ‬ ‫ّ‬
‫وجد فيها غزالْين من ذهب ‪ ،‬وهما الغزالن اللذان َ‬
‫مكة‪ ،‬ووجد فيها أسيافا قَْلعية وأدراعا فقالت له قريش ‪ :‬يا عبد المطلب ‪ ،‬لنا معك في‬
‫ف بينههى وبينكههم ‪ ،‬نضههرب عليههها‬ ‫صه ٍ‬ ‫م إلههى أمههر ن َ َ‬ ‫شْرك وحقّ ‪ ،‬قال ‪ :‬ل‪ ،‬ولكن هَل ُه ّ‬ ‫هذا ِ‬
‫حْين‬ ‫حْين ولكههم قِهد ْ َ‬ ‫حْين ‪ ،‬ولى قِد ْ َ‬‫قداح ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وكيف تصنع ؟ قال ‪ :‬أجعل للكعبة قِد ْ َ‬ ‫بال ِ‬
‫فت‬ ‫ص ْ‬ ‫ّ‬
‫دحاه على شئ كان له ‪ ،‬ومن تخلف قدحاه فل شىء له قالوا ‪ :‬أن َ‬ ‫فمن خرج له قِ ْ‬
‫حْين أبيضههين‬ ‫حْين أسههودين لعبههد المطلههب ‪ ،‬وقِ هد ْ َ‬ ‫َ‬
‫دحين أصفرين للكعبة‪ ،‬وقِ هد ْ َ‬ ‫‪ ،‬فجعل قِ ْ‬
‫هبل ‪ :‬صنم في‬ ‫هبل – و ُ‬ ‫ب القداِح الذي ُيضرب بها عند ُ‬ ‫ح صاح َ‬‫لقريش ‪ ،‬ثم أعطوا القدا َ‬
‫جوف الكعبة‪ ،‬وهو أعظم أصنامهم ‪ ،‬وهو الذي يعنى أبو سفيان بن حرب يوم أحد حيههن‬
‫ل هَُبل أي أظهْر دينههك ‪ -‬وقههام عبههد المطلههب يههدعو اللههه عههز وجههل ‪ ،‬فضههرب‬ ‫قال ‪ :‬أعْ ِ‬
‫صاحب‬
‫صههفران علههى الغزاليههن للكعبههة‪ ،‬وخههرج السههودان فههي‬
‫ح ‪ ،‬فخههرج ال ْ‬
‫القداِح القدا َ‬
‫السياف ‪ ،‬والدراع لعبد المطلب ‪ ،‬وتخلف قدحا قريش‪ .‬فضرب عبد المطلب السياف‬
‫حّليته الكعبة ‪ -‬فيمهها‬
‫بابا ً للكعبة‪ ،‬وضرب في الباب الغزالين من ذهب ‪ ،‬فكان أول ذهب ُ‬
‫يزعمون ‪ -‬ثم إن عبد المطلب أقام سقاية زمزم للحجاج ‪.‬‬
‫ذكر بئار قبائل قريش‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وكانت قريش قبل حفر زمزم قد احتفههرت بئارا بمكههة‪ ،‬فيمهها‬
‫حدثنا زياد بن عبد الله البكائى عن محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وي ‪ :‬حفر عبد شههمس بههن عبههد منههاف الط ّهوِيّ ‪ ،‬وهههى‬‫عبد شمس يحفر الطّ ِ‬
‫البئر التي بأعلى مكة عند البيضاء‪ ،‬دار محمد بن يوسف ‪.‬‬
‫ذر ‪ :‬وحفر هاشم بن عبد مناف ب َ ّ‬
‫ذر‪ ،‬وهى البئر‬ ‫هاشم يحفر ب ّ‬
‫شْعب أبي طالب ‪ ،‬وزعمههوا أنههه قههال‬ ‫خْندمة على فم ِ‬ ‫خ ْ‬
‫طم ال َ‬ ‫ست َن ْ َ‬
‫ذر‪َ ،‬‬ ‫التي عند الم ْ‬
‫حين حفرها‪:‬لجعلّنها بلغا للناس ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وقال الشاعر ‪:‬‬
‫مرا‬‫مْلكوما وب َذ َّر والغَ ْ‬
‫جَرابا ً و َ‬‫ُ‬ ‫ت مكاَنها‬‫‪ #‬سقى الله أمواها ً عرف ُ‬
‫جَلة‪ ،‬وهههي‬‫سه ْ‬‫جَلة والختلف فيمن حفرها ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحفههر َ‬ ‫س ْ‬‫َ‬
‫سهقون عليهها اليهوم ‪ .‬ويزعهم بنهو‬ ‫مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد منهاف الههتي ي َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫بئر ال ُ‬
‫مطِعم ابتاعها من أسد بن هاشههم ‪ ،‬ويزعههم بنههو هاشههم أنههه وهبههها لههه حيههن‬ ‫ْ‬ ‫نوفل أن ال ُ‬
‫ظهرت زمزم ‪ ،‬فاستغنوا بها عن تلك البار‪.‬‬
‫فر لنفسه ‪.‬‬ ‫ح ْ‬
‫أمية بن عبد شمس يحفر الحفر‪ :‬وحفر أمية بن عبد شمس ال َ‬
‫قّية‪ ،‬وهههي بئر بنههي‬
‫س َ‬
‫بنو أسد تحفر سقية ‪ :‬وحفرت بنو أسد بن عبد العزى ‪ُ :‬‬
‫أسد‪.‬‬
‫حَراد‪.‬‬
‫مأ ْ‬
‫حَراد ‪ :‬وحفرت بنو عبد الدار ‪ :‬أ ّ‬ ‫بنو عبد الدار تحفر أم أ ْ‬
‫خل َههف بههن‬
‫س هن ُْبلة‪ ،‬وهههي بئر َ‬
‫مههح ‪ :‬ال ّ‬
‫ج َ‬
‫سنُبلة ‪ :‬وحفههرت بنههو ُ‬
‫بنو جمح تحفر ال ُ‬
‫هب‪.‬‬
‫وَ ْ‬
‫سْهم‪.‬‬
‫مر‪ ،‬وهي بئر بني َ‬
‫مر ‪ :‬وحفرت بنو سهم ‪ :‬الغَ ْ‬
‫بنو سهم تحفر الغ ْ‬
‫فر ‪ :‬وكانت آبار حفائر خارجا من مكة قديمة مههن عهههد‬ ‫أصحاب ُرم وخم والح ْ‬
‫م‪:‬‬‫م‪ ،‬وُر ّ‬
‫مرة‪ ،‬وكبراء قريش الوائل منها يشههربون ‪ ،‬وهههى ُر ّ‬ ‫مرة بن كعب ‪ ،‬وكلب بن ُ‬
‫م‬
‫خ ّ‬‫بئر مرة بن كعب بن لؤيّ ‪ .‬و ُ‬
‫فر‪ .‬قال حذيفة بن غانم أخو بني عدي بن كعب‬ ‫ح ْ‬
‫م ‪ :‬بئر بني كلب بن مرة‪ ،‬وال َ‬ ‫خ ّ‬‫و ُ‬
‫بن لؤيّ ‪:‬‬
‫ح َ‬
‫ذيفة ‪:‬‬ ‫جْهم بن ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وهو أبو أبى َ‬
‫ر‬
‫ف ِ‬
‫ح ْ‬
‫خم أو ال َ‬
‫ول نستقى إل ب َ‬ ‫قبة‬ ‫دما ً غََنينا قبل ذلك ِ‬
‫ح ْ‬ ‫‪ #‬وق ِ ْ‬
‫قههال ابههن هشههام ‪ :‬وهههذا الههبيت فههي قصههيدة لههه ‪ ،‬وسههأذكرها إن شههاء اللههه فههي‬
‫موضعها ‪.‬‬
‫فت زمزم علههى الميههاه‬
‫فضل زمزم على سائر المياه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فع ّ‬
‫ج وانصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحههرام؛‬ ‫سقي عليها الحا ّ‬
‫التي كانت قبلها ي َ ْ‬
‫ولفضلها على ما سواها من المياه؛ ولنها بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلم ‪.‬‬
‫بنو عبد مناف يفتخرون بزمزم ‪ :‬وافتخرت بها بنو عبههد منههاف علههى قريههش‬
‫كّلها‪ ،‬وعلى سائر العرب ‪ ،‬فقال مسافر بن أبى عمرو بن أميهة ابهن عبهد منهاف ‪ ،‬وههو‬
‫سقاية والرفادة‪ ،‬وما أقاموا للنههاس مههن ذلههك ‪،‬‬
‫يفخر على قريش بما ولوا عليهم من ال ّ‬
‫ف بعضههم‬ ‫وبزمزم حين ظهرت لهم ‪ ،‬وإنما كان بنو عبهد منهاف أههل بيهت واحهد‪َ ،‬‬
‫شهَر ُ‬
‫ض فضل ‪:‬‬‫ل بعضهم لبع ٍ‬ ‫ض ُ‬ ‫لبعض َ‬
‫شَرف وف ْ‬
‫دا‬
‫صع ُ َ‬ ‫بنا‬ ‫فَن َ َ‬
‫مى‬ ‫ئنا‬ ‫‪ #‬ورثنا المجد َ من آبهههها‬

‫دا‬
‫الّرف َ‬ ‫الدلفة‬ ‫هحر‬ ‫ج وننهههههههه‬ ‫سق الحجي َ‬ ‫‪ #‬ألم ن َ ْ‬
‫دا‬‫ُرفُ َ‬ ‫ددا‬ ‫ُ‬
‫ش ّ‬ ‫همنايا‬ ‫‪ #‬ونلقى عند َ تصريف الههههههه‬
‫أبدا‬ ‫خالد‬ ‫ذا‬ ‫ومن‬ ‫مَلك‬‫نُ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬فلهههههههههههم‬‫‪ #‬فإن ن َهْل ِ ْ‬
‫دا‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬‫َ‬ ‫من‬ ‫ن‬
‫عي َ‬ ‫ونفقأ‬ ‫‪ #‬وزمزم في أرومِتنههههههههها‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه البيات في قصيدة له ‪.‬‬
‫عدي بن كعب بن لؤي ‪:‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حذيفة بن غانم أخو بني َ‬
‫فْهري‬ ‫وعبد مناف ذلك السيد ال ِ‬ ‫م‬
‫‪ #‬وساقي الحجيج ‪ ،‬ثم للخْبز هاشههه ٌ‬
‫ر‬ ‫ل ذي فَ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ً‬
‫سقايُته فخرا على ك ّ‬ ‫‪ #‬طوى زمزما ً عند َ المقام فأصبح ْ‬
‫ت‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يعنى عبد َ المطلب بن هاشم ‪ .‬وهذان البيتان فههي قصههيدة لحذيفههة‬
‫بن غانم سأذكرها في موضعها ‪ -‬إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫ح ولده‬ ‫ذر عبد المطلب ذب َ‬ ‫ذكر ئ ْ‬
‫عمههون واللههه أعلههم ‪-‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان عبد المطلب بن هاشم ‪ -‬فيما يز ُ‬
‫فر ثههم بلغههوا‬‫عشرةُ ن َ َ‬
‫ى من قريش ما لقي عند حفر زمزم ‪ :‬لئن ُولد له َ‬ ‫قد نذر حين لق َ‬
‫ة‪ ،‬وعههرف‬ ‫ّ‬
‫دهم لله عند الكعبههة‪ .‬فلمهها تههوافي بنههوه عشههر ً‬ ‫ن أح َ‬
‫معه حتى يمنعوه ؛ لينحر ّ‬
‫معهم ‪ .‬ثم أخبرهم بنذره ‪ ،‬ودعاهم إلى الوفاء لّله بههذلك ‪ ،‬فأطههاعوه‬ ‫ج َ‬
‫أنهم سيمنعونه ‪َ ،‬‬
‫دحا ثم يكتب فيه اسمه ثم‬ ‫وقالوا ‪ :‬كيف نصنع ؟ قال ‪ :‬ليأخذ كل رجل منكم قِ ْ‬
‫هبل في جوف الكعبة‪ ،‬وكان هبل علههى‬ ‫وه ‪ ،‬فدخل بهم على ُ‬ ‫ائتوني ‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬ثم أت َ ْ‬
‫دى للكعبة‪.‬‬
‫وف الكعبة‪ ،‬وكانت تلك البئر هي التي ُيجمع فيها ما ي ُهْ َ‬ ‫ج ْ‬
‫بئر في َ‬
‫دح فيه‬
‫دح منها فيه كتاب ‪ .‬قِ ْ‬ ‫قداح هب ُ‬
‫ل السبعة ‪ :‬وكان عند هبل ِقداح سبعة‪ ،‬كل قِ ْ‬
‫قل "‪ ،‬إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ‪ ،‬ضربوا بالقداح السهبعة‪ ،‬فهإن خهرج‬ ‫" العَ ْ‬
‫العقل فعلى من خرج حمله ‪ .‬وقدح فيه ) ن ََعم ( للمر إذ أرادوه ُيضرب به القداح ‪ ،‬فإن‬
‫قداح ‪ ،‬فإن خرج‬ ‫خرج قدح نعم ‪ ،‬عملوا به ‪ .‬وقدح فيه ) ل ( إذا أرادوا أمرا ً ضربوا به ال ِ‬
‫صههق (‪ ،‬وقههدح فيههه‬ ‫مل َ‬
‫دح فيه ) منكم ( وقدح فيه ) ُ‬ ‫ذلك القدح لم يفعلوا ذلك المر‪ ،‬وقِ ْ‬
‫) من غيركم (‪ ،‬وقدح فيه ) المياه (‪ ،‬إذا أرادوا أن يحفروا الماء ضربوا بالقههداح ‪ ،‬وفيههها‬
‫دح ‪ ،‬فحيثما خرج عملوا به ‪.‬‬ ‫ق ْ‬
‫ذلك ال ِ‬
‫شههكوا فهي‬ ‫مْيتهًا‪،‬أو َ‬
‫مْنكحا‪ ،‬أو يدفنوا َ‬
‫وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلما‪ ،‬أو ُينكحوا َ‬
‫نسب أحدهم ‪ ،‬ذهبوا به إلى هَُبل وبمائة درهم وجزور‪ ،‬فأعطوها صاحب القداح الذي‬
‫ضرب بها‪ ،‬ثم قّربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريهدون ‪ ،‬ثهم قهالوا ‪ :‬يها إلهنها ههذا‬ ‫يَ ْ‬
‫قههداح ‪:‬‬
‫فلن ابن فلن قد أردنا به كههذا‪ ،‬فههأخرج الحهقّ فيههه ‪ .‬ثههم يقولههون لصههاحب ال ِ‬
‫اضرب ‪ :‬فإن خرج عليه ‪ ) :‬منكم ( كان منهم وسيطًا‪ ،‬وإن خرج عليه ‪ ) :‬من غيركهم‬
‫صق ( كان على منزلتههه فيهههم ‪ ،‬ل نسههب لههه ‪ ،‬ول‬ ‫مل ْ َ‬‫( كان حليفا‪ ،‬وإن خرج عليه ‪ُ ) :‬‬
‫حلف ‪ ،‬وإن خرج فيه شيء مما سوى هذا مما يعملون بههه ) نعههم ( عملههوا بههه ‪ ،‬وإن‬ ‫ِ‬
‫خرج ‪ ) :‬ل ( أخروه عامه ‪ ،‬وذلك حتى يأتوه به مرة أخرى‪ ،‬ينتهون في أمههورهم إلههى‬
‫قداح ‪.‬‬
‫ذلك مما خرجت به ال ِ‬
‫قههداح ‪:‬‬
‫عبد المطلب يحتكم إلسسى القسسداح ‪ :‬فقههال عب هد ُ المطلههب لصههاحب ال ِ‬
‫ي هؤلء بقداحهم هذه ‪ ،‬وأخبره بنذره الذي نذر‪،‬‬ ‫اضرب على َبن ّ‬
‫دحه الذي فيه اسمه ‪ ،‬وكان عبد اللههه بههن عبههد المطلههب‬ ‫فأعطاه كل رجل منهم قِ ْ‬
‫أصغر بني أبيه‪ ،‬كان هو والزبير وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو ابن عائذ بن عمران بههن‬
‫مرة بن كعب بن ل ُؤَيّ بن غالب بن فِْهر‪.‬‬ ‫ق َ‬
‫ظة بن ُ‬ ‫مخزوم بن ي َ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عائذ بن عمران بن مخزوم ‪.‬‬
‫خروج القسسداح علسسى عبسسد اللسسه ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وكههان عبههد اللههه فيمهها‬
‫يزعمون ‪ :‬أحب ولد عبد المطلب إليه ‪ ،‬فكان عبد المطلب يرى أن السهههم إذا أخطههأه‬
‫وى‪ .‬وهو أبو رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬فلمهها أخههذ‬ ‫فقد أ ْ‬
‫ش َ‬
‫هبل يدعو الله ‪ ،‬ثم ضههرب‬ ‫قداح ‪ -‬القداح ‪ -‬ليضرب بها‪ ،‬قام عبد المطلب عند ُ‬ ‫صاحب ال ِ‬
‫دح على عبد الله ‪.‬‬‫ق ْ‬
‫صاحب القداح ‪ ،‬فخرج ال ِ‬
‫عبد المطلب يحاول ذبح ابنه ومنع قريش له ‪ :‬فأخذه‬
‫سههاف ونائلههة ليههذبحه ‪ ،‬فقههامت‬ ‫فرة ثم أقبل به إلههى إ ِ َ‬ ‫عبد المطلب بيده وأخذ ال ّ‬
‫ش ْ‬
‫إليه قريش من أنديتها‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ماذا تريد يا عبد المطلب ؟ قههال ‪ :‬أذبحههه ‪ ،‬فقههالت لههه‬
‫ل يههأتي‬ ‫قريش وبنوه ‪ :‬والله ل تذبحه أبدًا‪ ،‬حتى ت ُْعذر فيه ‪ .‬لئن فعلت هذا ل يزال الرجهه ُ‬
‫عمههرو‬ ‫بابنه حتى يذبحه ‪ ،‬فما بقاُء الناس على هذا ؟! وقال له المغيرة بن عبد الله بههن َ‬
‫قظة ‪ -‬وكان عبد الله ابن أخت القوم ‪ :‬والله ل تذبحه أبههدًا‪ ،‬حههتى ت ُعْههذر‬ ‫بن مخزوم بن ي َ َ‬
‫فيه ‪ ،‬فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه ‪ .‬وقالت له قريش وبنههوه ‪ :‬ل تفعههل ‪ ،‬وانطل هقْ بههه‬
‫إلى الحجاز فإن به عَّرافة لها تابع ‪ ،‬فسْلها‪ ،‬ثم أنت على رأس أمرك ‪ ،‬إن أمرتك بذبحه‬
‫ذبحته ‪ ،‬وإن أمرتك بأمر لك وله في فرج قبلته ‪.‬‬
‫عّرافة الحجاز ‪ :‬فانطلقوا حتى قدموا المدينة‪ ،‬فوجدوها ‪ -‬فيمهها‬ ‫ما أشارت به َ‬
‫يزعمون ‪ -‬بخيبر‪ .‬فركبوا حتى جاءوها‪ ،‬فسألوها‪ ،‬وقص عليها عبد المطلب خههبره وخههبر‬
‫ابنه ‪ ،‬وما أراد به ونههذَره فيههه ‪ ،‬فقههالت لهههم ‪ :‬ارجعههوا عنههى اليههوم حههتى يههأتيني تههابعي‬
‫فأسأله ‪ .‬فرجعوا من عندها‪ ،‬فلما خرجوا عنها قام عبد المطلب يههدعو اللههه ‪ ،‬ثههم غههدوا‬
‫عليها فقالت لهم ‪ :‬قد جاءني الخبر‪ ،‬كم الدية فيكم ؟ قالوا ‪ :‬عشٌر مهن البهل ‪ ،‬وكهانت‬
‫كذلك ‪ .‬قالت ‪ :‬فارجعوا إلى بلدكم ‪ ،‬ثم قربوا صاحبكم ‪ ،‬وقربوا عشرا ً من البههل ‪ ،‬ثههم‬
‫داح ‪ ،‬فإن خرجت على صاحبكم ‪ ،‬فزيدوا من البل حتى يرضي‬ ‫ق َ‬
‫اضربوا عليها وعليه بال ِ‬
‫ي رّبكم ‪ ،‬ونجا صاحُبكم ‪.‬‬ ‫ت على البل فانحروها عنه ‪ ،‬فقد رض َ‬ ‫ربكم ‪ ،‬وإن خرج ْ‬
‫تنفيذ وصية العرافة ونجساة عبسسد اللسسه ‪ :‬فخرجههوا حههتى قههدموا مكههة‪ ،‬فلمهها‬
‫أجمعوا على ذلك من المر‪ ،‬قام عبد المطلب يدعو الله ‪ ،‬ثم قربههوا عبههد اللههه وعشههرا ً‬
‫دح‬ ‫قه ْ‬ ‫من البل ‪ ،‬وعبد المطلب قائم عند هبل يدعو الله عز وجل !! ثم ضربوا فخههرج ال ِ‬
‫على عبد الله ‪ ،‬فزادوا عشرا ً من البل ‪ ،‬فبلغههت البههل عشههرين ‪ ،‬وقههام عبههد المطلههب‬
‫دح على عبد الله ‪ ،‬فزادوا عشههرا ً مههن البههل ‪،‬‬ ‫ق ْ‬ ‫يدعو الله عز وجل ‪ ،‬ثم ضربوا فخرج ال ِ‬
‫دح علهى عبههد‬ ‫قه ْ‬
‫فبلغت البل ثلثين ‪ ،‬وقام عبد المطلب يدعو الله ثم ضههربوا‪ ،‬فخههرج ال ِ‬
‫الله‪ ،‬فزادوا عشرا ً من اِلبل ‪ ،‬فبلغت البل أربعين ‪ ،‬وقام عبد المطلب يههدعو اللههه‪ ،‬ثههم‬
‫دح على عبد الله ‪ ،‬فزادوا عشرا ً من البل ‪ ،‬فبلغههت البههل خمسههين ‪،‬‬ ‫ق ْ‬‫ضربوا‪ ،‬فخرج ال ِ‬
‫دح على عبد الله ‪ ،‬فههزادوا‬ ‫ق ْ‬‫وقام عبد المطلب يدعو الله عز وجل ‪ ،‬ثم ضربوا فخرج ال ِ‬
‫عشرا ً من البل ‪ ،‬فبلغت البل ستين ‪ ،‬وقام عبد المطلب يدعو الله ثم ضههربوا‪ ،‬فخههرج‬
‫دح على عبد اللههه ‪ ،‬فههزادوا عشههرا ً مههن البههل ‪. ،‬فبلغههت البههل سههبعين ‪ ،‬وقهام عبههد‬ ‫ق ْ‬
‫ال ِ‬
‫ً‬
‫دح على عبد الله ‪ ،‬فزادوا عشرا مههن البههل ‪،‬‬ ‫ق ْ‬‫المطلب يدعو الله ‪ ،‬ثم ضربوا‪ ،‬فخرج ال ِ‬
‫دح‬ ‫قه ْ‬ ‫فبلغت البل ثمانين ‪ ،‬وقام عبد المطلب يدعو الله عز وجل ‪ ،‬ثم ضههربوا فخههرج ال ِ‬
‫على عبد الله ‪ ،‬فزادوا عشرا ً من البل ‪ ،‬فبلغت البل تسعين ‪ ،‬وقام عبد المطلب يدعو‬
‫دح على عبد اللههه ‪ ،‬فههزادوا عشههرا ً مههن البههل ‪ ،‬فبلغههت البههل‬ ‫ق ْ‬‫الله ثم ضربوا‪ ،‬فخرج ال ِ‬
‫دح علههى البههل ‪ ،‬فقههالت‬ ‫قه ْ‬‫مائة‪ ،‬وقام عبد المطلب يههدعو اللههه ‪ ،‬ثههم ضههربوا‪ ،‬فخههرج ال ِ‬
‫قريش ومن حضر ‪ :‬قد انتهى رضا رب ّههك يهها عبههد المطلههب ‪ ،‬فزعمههوا أن عبههد المطلههب‬
‫ث مرات ‪ ،‬فضربوا علهى عبهد اللهه ‪ ،‬وعلهى البهل ‪،‬‬ ‫ب عليها ثل َ‬ ‫قال ‪ :‬ل والله حتى أضر َ‬
‫وقام عبهد المطلهب يهدعو اللهه ‪ ،‬فخهرج القهدح علهى البهل ‪ ،‬ثهم عهادوا الثانيهة‪ ،‬وعبهد‬
‫دح علهى البههل ‪ ،‬ثههم عههادوا الثالثههة‪ ،‬وعبههد‬ ‫ق ْ‬‫المطلب قائم يدعو الله ‪ ،‬فضربوا‪ ،‬فخرج ال ِ‬
‫صد ّ‬ ‫دح على البل ‪ ،‬فُنحرت ‪ ،‬ثم ُتركت ل ي ُ َ‬ ‫ق ْ‬‫المطلب قائم يدعو الله ‪ ،‬فضربوا‪ ،‬فخرج ال ِ‬
‫مَنع ‪.‬‬
‫عنها إنسان ول ي ُ ْ‬
‫سب ُعٌ ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬إنسان ول َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبين أضعاف هذا الحديث رجز لم يصههح عنههدنا عههن أحههد مهن‬
‫أهل العلم بالشعر‪.‬‬
‫ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد المطلب‬
‫عبد الله يرفضها ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم انصرف عبد المطلب آخذا ً بيد عبد‬
‫سد ابن عبد العهزى بههن قصههي بهن‬ ‫الله ‪ ،‬فمر به ‪ -‬فيما يزعمون ‪ -‬على امرأة من بني أ َ‬
‫كلب بن مرة بن كعب بن ل ُؤَيّ بن غالب‬
‫وفل بن أسد بن عبههد الُعهّزى‪ ،‬وهههى عنهد الكعبهة ‪.‬‬
‫ابن ِفهر ‪ :‬وهي أخت ورقة بن ن َ ْ‬
‫فقالت له حين نظرت إلى وجهه ‪ :‬أين تذهب يا عبد الله ؟ قال ‪:‬‬
‫ي الن ‪ .‬قال ‪:‬أنا مع أبي‬
‫عل ّ‬ ‫مع أبي ‪ .‬قالت ‪ :‬لك مث ُ‬
‫ل البل التى ُنحرت عنك ‪ ،‬وقعْ َ‬
‫‪ ،‬ول أستطيع خلفه ‪ ،‬ول فراقه ‪.‬‬
‫عبد الله يتزوج آمنة بنت وهب ‪ :‬فخرج به عبد ُ المطلب حههتى أتههى بههه وهههب‬
‫مرة بن كعب بن ُلؤيّ ابن غههالب بههن فِهْههر ‪ -‬وهههو‬
‫هرة بن ‪.‬كلب بن ُ‬ ‫مناف بن ُز ْ‬
‫بن عبد َ‬
‫يومئذ سيد بنى ُزهرة نسبا ً وشرفا ً –فزوجه ابنته آمنة بنههت وهههب وهههى يههومئذ‪ -‬أفض هلُ‬
‫امرأة في قريش َنسبا ً وموضعًا‪.‬‬
‫أمهات آمنة ‪ :‬وهى لبّرة بنت عبد العُّزى بن عثمان بن عبد الدار بن ُقص ه ّ‬
‫ي بههن‬
‫سههد بههن عبههد‬
‫مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر‪ .‬وب َهّرة لم حههبيب بنههت أ َ‬
‫كلب بن ُ‬
‫العُّزى بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر‪ .‬وأم حبيب ‪ :‬لبرة‬
‫عبيد بن عُوَْيج بن عدي بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن ِفهر‪.‬‬ ‫وف بن ُ‬ ‫بنت عَ ْ‬
‫سبب زهد المرأة المعترضة لعبد الله فيه ‪ :‬فزعموا أنههه دخههل عليههها حيههن‬
‫مِلكها مكانه ‪ ،‬فوقع عليها‪ ،‬فحملت برسول اللههه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه‬‫أ ْ‬
‫وسلم ‪ -‬ثم خرج من عندها‪ ،‬فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬مهها‬
‫ى بالمس ؟ قالت له ‪ :‬فارقك النوُر الذي‬ ‫لك ل تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت عل ّ‬
‫كان معك بالمس ‪ ،‬فليس لي بك اليوم حاجة‪ .‬وقد كههانت تسههمع مههن أخيههها ورقههة بههن‬
‫صر واتبع الكتب ‪ :‬أنه كائن في هذه المة نبي ‪.‬‬‫نوفل ‪ -‬وكان قد تن ّ‬
‫قصة حمسسل آمنسسة برسسسول اللسسه ‪ -‬صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم اللسسه عليسسه‬
‫دث ‪ ،‬أن عبههد‬ ‫حه ّ‬
‫وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني أبي ‪ :‬إسحاقُ بههن يسههار ‪ :‬أنههه ُ‬
‫الله إنما دخل على امرأة ‪ .‬كانت له مع آمنة بنت وهب ‪ ،‬وقد عمل فههي طيههن لههه‪ ،‬وبههه‬
‫آثار من الطين ‪،‬‬
‫فدعاها إلى نفسه ‪ ،‬فأبطأت عليه لما رأت به أثر الطين ‪ ،‬فخرج من عندها فتوضأ‬
‫وغسل ما كان به من ذلك الطين ‪ ،‬ثم خههرج عامههدا إلههى آمنههة‪ ،‬فم هّر بههها‪ ،‬فههدعته إلههى‬
‫نفسها‪ ،‬فأبى عليها‪ ،‬وعمد إلى آمنة‪ ،‬فدخل عليها فأصابها‪ ،‬فحملت بمحمد ‪ -‬صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬ثم مر بههامرأته تلههك ‪ :‬فقههال لههها ‪ :‬هههل لههك ؟ قههالت ‪ :‬ل‪،‬‬
‫ت بها‪.‬‬‫ى‪ ،‬ودخلت على آمنة فذهَب َ ْ‬ ‫غرةٌ بيضاء‪ ،‬فدعوُتك فأبْيت عل ّ‬ ‫ت بى وبين عينيك ُ‬ ‫مرر َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فزعموا أن امرأته تلك كانت ُتحدث ‪ :‬أنه مر بها وبين عينيههه‬
‫غرة مثل غرة الفرس ‪ ،‬قالت ‪ :‬فدعوُته رجاَء أن تكههون تلههك بههي ‪ ،‬فههأبى علههى‪ ،‬ودخههل‬
‫على آمنة‪ ،‬فأصابها‪ ،‬فحملت برسول الله ‪ -‬صلى اللهه عليهه وسهلم اللهه عليهه وسهلم ‪-‬‬
‫ط قههومه نسههبًا‪،‬‬ ‫ل اللههه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬أوسه َ‬
‫فكان رسو ُ‬
‫مه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫ً‬
‫وأعظمهم شرفا من ِقبل أبيه وأ ّ‬
‫ذكر ما قيل لمنة عند حملها برسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم اللسه‬
‫عليه وسلم‬
‫س ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬أن آمنة ابنهة وههب أم‬ ‫رؤيا آمنة ‪ :‬ويزعمون ‪ -‬فيما يتحدث النا ُ‬
‫ث‪:‬‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬كانت ُتحد ّ ُ‬
‫حملت برسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬فقيل‬ ‫أنها أتيت حين َ‬
‫لها ‪ :‬إنك قد حملت بسيد هذه المة‪ ،‬فإذا وقههع إلههى الرض ‪ ،‬فقههولي ‪ :‬أعيههذه بالواحههد‪،‬‬
‫من شّر كل حاسد‪ ،‬ثم سميه ‪ :‬محمدا ً ورأت حين حملت به أنه خرج منها نههور رأت بههه‬
‫صَرى‪ ،‬من أرض الشام ‪.‬‬‫قصور ب ُ ْ‬
‫ث عبد ُ الله بن عبهد المطلهب ‪ ،‬أبهو رسهول اللهه ‪ -‬صهلى‬ ‫وفاة عبد الله ‪ :‬ثم لم يلب ْ‬
‫م رسول الله ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬أن هلك ‪ ،‬وأ ّ‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬حامل به‪.‬‬
‫ولدة رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم‬
‫ابن إسحاق يحدد الميلد ‪ :‬قال حدثنا أبو محمد عبد الملك ابههن هشههام قههال ‪:‬‬
‫كائى عن محمد بن إسحاق قال ‪ُ :‬ولد رسول الله ‪ -‬صلى الله‬ ‫حدثنا زياد بن عبد الله الب ّ‬
‫ة خلت من شهر ربيع الول‬ ‫ي عشرة ليل ً‬
‫عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬يوم الثنين ‪ ،‬لثنت ْ‬
‫م الفيل ‪.‬‬‫‪ ،‬عا َ‬
‫خَرمة عههن أبيههه‬
‫م ْ‬
‫طلب بن عبد الله بن قيس بن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى الم ّ‬
‫خرمة‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫جده قَْيس بن َ‬
‫م ْ‬ ‫عن َ‬
‫ُولدت أنا ورسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬عههام الفيههل ‪:‬‬
‫ن‪.‬‬
‫فنحن ل ِد ََتا ِ‬
‫ح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بههن عههوف ‪ ،‬عههن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني صال ُ‬
‫يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بهن سهعد بهن ُزَرارة النصهاري ‪ .‬قهال ‪ :‬حهدثني مهن‬
‫شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت ‪ ،‬قههال ‪ :‬واللههه إنههى لغلم يفعَههة‪ ،‬ابههن سههبع‬
‫مة‬‫سنين أو ثمان ‪ ،‬أعقل كل ما سمعت ‪ ،‬إذ سمعت يهودي ّا ً يصرخ بأعلى صوته على أط َ َ‬
‫بيْثرب ‪ :‬يا معشَر يهود ! حتى إذا اجتمعوا إليه ‪ ،‬قالوا له ‪ :‬ويلك مهها لههك ؟! قههال ‪ :‬طلههع‬
‫م أحمد الذي ُولد به ‪.‬‬
‫ة َنج ُ‬ ‫الليل ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فسألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬
‫دم رسول الله – صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫ق َ‬
‫م ْ‬
‫ابن كم كان حسان بن ثابت َ‬
‫المدينة ؟ فقال ‪ :‬ابن ستين ‪ ،‬وقدمها رسول الله – صلى الله عليههه وسههلم ‪ -‬وهههو‬
‫ابن ثلث وخمسين سنة‪ ،‬فسمع حسان ما سمع ‪ ،‬وهو ابن سبع سنين ‪.‬‬
‫إعلم جده لولدته وما فعله به ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما وضعته أمه ‪ -‬صههلى‬
‫ده عبد المطلب ‪ :‬أنه قد ُولد لك غلم‬ ‫ج ّ‬
‫الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬أرسلت إلى َ‬
‫حد ّث َْته بما رأت حين حملت به ‪ ،‬وما قيل لها فيههه‬
‫‪ ،‬فأته فانظْر إليه ‪ ،‬فأتاه فنظر إليه ‪ ،‬و َ‬
‫مَيه ‪.‬‬‫‪ ،‬وما أمرت به أن تس ّ‬
‫فيزعمون أن عبد المطلب أخذه ‪ ،‬فدخل به الكعبة فقام يدعو الله ‪ ،‬ويشكر له ما‬
‫أعطاه‪ ،‬ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها‪ ،‬والُتمس لرسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬الّرضعاُء‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬المراضع ‪ .‬وفي كتاب الله تبههارك وتعههالى فههي قصههة موسههى‬
‫ع{ ]القصص‪.[12:‬‬ ‫ض َ‬
‫مَرا ِ‬‫مَنا عَل َي ْهِ ال ْ َ‬
‫حّر ْ‬
‫عليه السلم ‪} :‬وَ َ‬
‫مرضعته حليمة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فاسترضع له امرأة مههن بنههى سههعد بههن‬
‫ذؤْيب ‪.‬‬‫بكر‪ .‬يقال لها ‪ :‬حليمة ابنة أبى ُ‬
‫جَنة بن جابر بن ِرزام بههن‬ ‫ش ْ‬ ‫نسب مرضعته ‪ :‬وأبو ُ‬
‫ذؤْيب ‪ :‬عبد الله بن الحارث بن ِ‬
‫صههفة‬‫خ َ‬
‫عكرمة بههن َ‬ ‫صّية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن ِ‬ ‫ناصرة بن فُ َ‬
‫بن قَْيس بن عَْيلن ‪.‬‬
‫زوج حليمة ونسبه ‪ :‬واسم أبيه الذي أرضعه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليههه‬
‫ملن بن ناصرة بههن فُ َ‬
‫صهّية بههن نصههر بههن‬ ‫وسلم – الحارث ابن عبد العُّزى بن رفاعة بن َ‬
‫سعد ابن بكر بن هوازن‪.‬‬
‫قال ابن هشام ويقال ‪ :‬هلل بن ناصرة ‪.‬‬
‫أولد حليمة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وإخوته من الرضاعة ‪ :‬عبد الله ابن الحارث‬
‫خذامة بنت الحارث ‪ ،‬وهي الشيماء‪ ،‬غلههب ذلههك علههى اسههمها‬ ‫‪ ،‬وأن َْيسة بنت الحارث ‪ ،‬و ِ‬
‫فل ُتعرف في قومها إل به ‪ .‬وهم لحليمة بنت أبهي ذؤيهب ‪ ،‬عبهد اللهه بهن الحهارث ‪ ،‬أم‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليههه وسههلم اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬ويههذكرون أن الشههيماء كههانت‬
‫تحضنه مع أمها إذ ْ كان عندهم‪.‬‬
‫جهْههم مههولى الحههارث بههن حههاطب‬
‫جهْههم بههن أبههي َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحههدثني َ‬
‫جمحى‪ ،‬عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ‪ ،‬أو عمن حدثه عنه قال ‪:‬‬ ‫ال ُ‬
‫سْعدية‪ ،‬أم رسول الله ‪ -‬صلى الله‬ ‫حديث حليمة ‪ :‬كانت حليمة بنت أبي ُ‬
‫ذؤيب ال ّ‬
‫دث ‪ :‬أنها خرجت من بلدها مع زوجههها‪ ،‬وابههن لههها صههغير‬‫عليه وسلم ‪ -‬التي أرضعته‪ُ ،‬تح ّ‬
‫ترضعه في نسوة من بني سهعد بهن بكهر‪ ،‬تلتمهس الرضهعاء‪ ،‬قهالت ‪ :‬وذلهك فهي سهنة‬
‫مراء‪ ،‬معنا شههارف لنهها‪ ،‬واللههه‬‫ق لنا شيئا ً ‪ :‬قالت ‪ :‬فخرجت على أتان لي ق ْ‬ ‫شهباء‪ ،‬لم ُتب ِ‬
‫ض بقطرة‪ ،‬وما‬ ‫ما ت َب ِ ّ‬
‫ننام َليَلنا أجمعَ من صبينا الذي معنا‪ ،‬من بكائه من الجوع ‪ ،‬ما في ثديي ما يغنيههه ‪،‬‬
‫ديه ‪-‬‬‫وما في شارفنا ما يغ ّ‬
‫ذيه ‪ -‬ولكنا كنا نرجو الغَْيث والفرج ‪ ،‬فخرجت على‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬يغ ّ‬
‫ً‬
‫جفا‪ ،‬حتى قههدمنا مكههة‬ ‫ً‬
‫كب ‪ ،‬حتى شقّ ذلك عليهم ضعفا وعَ َ‬ ‫ت بالّر ْ‬
‫م ُ‬‫أتانى تلك ‪ ،‬فلقد أد َ ْ‬
‫عرض عليها رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬ ‫نلتمس الرضعاء‪ ،‬فما منا امرأة إل وقد ُ‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬فتأباه ‪ ،‬إذا قيل لها إنه يتيم ‪ ،‬وذلك ‪ :‬أنا إنما كنا نرجو المعههروف مههن‬
‫أبي الصبي ‪ ،‬فكنا نقول ‪ :‬يتيم ؟! وما‬
‫ده ؟ فكنا نكرهه لذلك ‪ ،‬فما بقيت امههرأة قههدمت معههي إل‬ ‫ج ّ‬
‫عسى أن تصنع أمه و َ‬
‫ت لصاحبى ‪ :‬واللههه إنههى لكههره أن أرجههع‬ ‫أخذت رضيعا غيري ‪ ،‬فلما أجمعنا النطلق قل ُ‬
‫من بين صواحبي ولم آخذ رضيعًا‪ ،‬والله لذهبههن إلههى ذلههك اليههتيم ‪ ،‬فلخههذّته ‪ ،‬قههال ‪ :‬ل‬
‫ت إليه فأخههذُته ‪ ،‬ومهها‬ ‫ة ‪ .‬قالت ‪ :‬فذهب ُ‬ ‫ل لنا فيه برك ً‬ ‫ك أن تفعلي‪ ،‬عسى الله أن يجع َ‬ ‫علي ِ‬
‫ذه إل أنى لم أجد غيَره ‪.‬‬ ‫حملنى على أخ ِ‬
‫ت بههه إلههى رحلههي فلمهها‬ ‫الخير الذي أصاب حليمة ‪ :‬قالت ‪ :‬فلما أخههذُته ‪ ،‬رجعه ُ‬
‫جري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن‪ ،‬فشرب حتى روي ‪ ،‬وشرب معههه‬ ‫ح ْ‬
‫وضعته في ِ‬
‫أخوه حتى روي ‪ ،‬ثم ناما‪ ،‬وما كنا ننام معه قبل ذلك ‪ ،‬وقام زوجى إلههى شههارفنا تلههك ‪،‬‬
‫ت معه حتى انتهينا رِي ّا ً وشبعًا‪ ،‬فبتنا بخير‬ ‫رب ‪ ،‬وشرب ُ‬ ‫ش ِ‬‫فإذا إنها لحافل ‪ ،‬فحلب منها ما َ‬
‫ة‬
‫ت َنسههم ً‬ ‫ة‪ ،‬لقههد أخههذ ِ‬ ‫ّ‬
‫ليلة ‪ .‬قالت ‪ :‬يقول صاحبي حين أصبحنا ‪ :‬تعلمههي واللههه يهها حليمه ُ‬
‫ت أتانى‪ ،‬وحملتهه‬ ‫مباركة‪ ،‬قالت ‪ :‬فقلت ‪ :‬والله إني لرجو ذلك ‪ .‬قالت ‪ :‬ثم خرجنا وركب ُ‬
‫رههم ‪ ،‬حهتى إن‬ ‫م ِ‬‫ح ُ‬
‫ب مها يقهدر عليههها شههىء مهن ُ‬ ‫ت بههالّرك ْ ِ‬‫عليها معهي ‪ ،‬فهوالله لقطعه ْ‬
‫ت ههذه أتان َههك الهتي‬ ‫ك ! أربعي علينهها‪ ،‬أليسه ْ‬ ‫ذؤْيب ‪ ،‬ويح ِ‬ ‫صواحبي ليقلن لي‪ :‬يا ابنة أبى ُ‬
‫ن ‪ :‬والله إن لها لشَأنا‪ً.‬‬ ‫ْ‬
‫ت خرجت عليها ؟ فأقول لهن ‪ :‬بلى والله‪ .‬إنها لهي هي فيقل َ‬ ‫كن ِ‬
‫ب‬‫قالت ‪ :‬ثم قدمنا منازلنا من بلد بنى سعد‪ .‬وما أعلم أرضها ً مههن أرض اللههه أجههد َ‬
‫شهَباعا ل ُّبنهها‪ .‬فنحلههب ونشههرب ‪ .‬ومهها‬ ‫ى حين قدمنا به معنهها ِ‬ ‫منها‪ ،‬فكانت غنمي تروح عل ّ‬
‫ضْرع ‪ .‬حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون‬ ‫يحلب إنسان قطرة لبن ‪ ،‬ول يجدها في َ‬
‫لرعيانهم ‪ :‬ويلكم أسرحوا حيث‬
‫ض بقطههرة لبههن ‪ ،‬وتههروح‬ ‫مهم جياعا ما ت َب ِ ّ‬
‫ذؤيب فتروح أغنا ُ‬‫ح راعي بنت أبي ُ‬ ‫يسر ُ‬
‫شباعا لّبنا‪ ،‬فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصههلُته ؛‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫غنمي ِ‬
‫جفرا‪ً.‬‬
‫ب شبابا ل يشّبه الغلمان ‪ ،‬فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلما َ‬ ‫ش ّ‬‫وكان ي ِ‬
‫رجوع حليمة به إلى مكة أول مسسرة ‪ :‬قههالت ‪ :‬فقههدمنا بههه علههى أمههه ونحههن‬
‫ت لههها ‪ :‬لههو‬
‫مههه ‪ ،‬وقله ُ‬
‫ص شيء على مكثه فينا ؛ لما كنا نرى مههن بركتههه ؛ فكلمنهها أ ّ‬ ‫أحر ُ‬
‫ظ ‪ ،‬فإني أخشى عليه وباء مكة قههالت ‪ :‬فلههم نههزل بههها حههتى‬ ‫ي عندي حتى يغل ُ َ‬ ‫تركت ب ُن َ ّ‬
‫ردته معنا‪.‬‬
‫حديث الملكين اللذين شسقا بطنسه ‪ :‬قههالت ‪ :‬فرجعنهها بههه ‪ ،‬فههوالله إنههه بعههد‬
‫مقدمنا بشهر مع أخيه لفى ب َْهم لنا خلف بيوتنا‪ ،‬إذ أتانا أخوه يشههتد‪ ،‬فقههال لههي ولبيههه ‪:‬‬
‫ذاك أخى القرشى قد أخذه رجلن عليهما ثياب بيض ‪ ،‬فأضجعاه ‪ ،‬فشههقا بطنههه ‪ ،‬فهمهها‬
‫جهُههه ‪ .‬قههالت ‪:‬‬
‫سههوطانه‪ ،‬قههالت ‪ :‬فخرجههت أنهها وأبههوه نحههوه فوجههدناه قائمهها منتقعهها و ْ‬ ‫يَ ُ‬
‫ي ‪ ،‬قال ‪ :‬جاءني رجلن عليهما ثياب بيض‬ ‫فالتزمته والتزمه أبوه ‪ ،‬فقلنا له ‪ :‬ما لك يا ب ُن َ ّ‬
‫خبائنا‪.‬‬
‫قا بطني ‪ ،‬فالتمسا شيئا ل أدري ما هو‪ .‬قالت ‪ :‬فرجعنا إلى ِ‬ ‫‪ ،‬فأضجعانى وش ّ‬
‫حليمة ترد محمدا ً ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬إلى أمه ‪ :‬قههالت ‪ :‬وقههال لههي‬
‫أبوه ‪ :‬يا حليمة‪ ،‬لقد خشيت أن يكون هذا الغلم قد أصيب ‪ ،‬فألحقيه بأهله قبل أن‬
‫مه ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ما أقدمك بههه يهها‬ ‫يظهر ذلك به ‪ ،‬قالت ‪ :‬فاحتملناه ‪ ،‬فقدمنا به على أ ّ‬
‫ت حريصة عليه ‪ ،‬وعلى مكثه عندك ؟ قالت ‪ :‬فقلت ‪ :‬فقد بلغ اللههه بههابني‬ ‫ظ ِئ ُْر‪ ،‬وقد كن ِ‬
‫ت الحداث عليه ‪ ،‬فأديته إليك كما تحبين ‪ .‬قههالت ‪ :‬مهها هههذا‬ ‫ي ‪ ،‬وتخوف ُ‬‫وقضيت الذي عل ّ‬
‫ت عليههه‬ ‫عني حههتى أخبرُتههها‪ .‬قههالت ‪ :‬أفتخههوف ِ‬‫دقيني خبرك ‪ .‬قالت ‪ :‬فلم ت َد َ ْ‬ ‫شأنك ‪ ،‬فأص ُ‬
‫ن ؟ قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالت ‪ :‬كل‪ .‬والله ما للشيطان عليههه مههن سههبيل ‪ ،‬وإن‬ ‫الشيطا َ‬
‫ت به ‪ :‬أنههه‬ ‫ى لشأنا‪ ،‬أفل أخبرك خبره ‪ .‬قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬بلى ‪ .‬قالت ‪ :‬رأيت حين حمل ُ‬ ‫ل ِب ُن َ ّ‬
‫صَرى من أرض الشام ‪ .‬ثم حملت بههه ‪ ،‬فههوالله مهها رأيههت ‪:‬‬ ‫خرج مني نور أضاء قصور ب ُ ْ‬
‫ض‪،‬‬ ‫من حمل ق ّ‬
‫ف ول أيسر منه ‪ ،‬ووقع حيههن ولههدته وإنههه لواضههع يههديه بههالر ِ‬ ‫ط كان أخ ّ‬
‫رافع رأسه إلى السماء‪ .‬دعيه عنك ‪ ،‬وانطلقي راشد ة ‪.‬‬
‫الرسول ُيسأل عن نفسه وإجابته – صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ‪ : -‬قسسال‬
‫ور بن يزيد عن بعض أهل العلم ‪ ،‬ول أحسبه إل عن خالههد بههن‬ ‫ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ث َ ْ‬
‫كلعي ‪ :‬أن نفرا ً من أصحاب رسول الله ‪ -‬صلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه‬ ‫مْعدان ال َ‬
‫َ‬
‫وسلم ‪ -‬قالوا له ‪ :‬يا رسههول اللههه ‪ ،‬أخبرنهها عههن نفسههك ؟ قههال ‪ :‬نعههم ‪ ،‬أنهها دعههوةُ أبههى‬
‫شرى أخي عيسى‪ ،‬ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نهور أضهاء لهها‬ ‫إبراهيم ‪ ،‬وب ُ ْ‬
‫ت في بني سعد بن بكر‪ .‬فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنهها نرعههى‬ ‫ضع ْ ُ‬ ‫سُتر ِ‬ ‫قصوَر الشام‪ ،‬وا ْ‬
‫ست من ذهب مملوءة ثلجا‪ .‬ثههم أخههذاني‬ ‫َ‬
‫ب َْهما لنا ‪ :‬إذ أتاني رجلن عليهما ثياب بيض بط ْ‬
‫قاه‬
‫فشقا بطنى‪ ،‬واستخرجا قلبي ‪ ،‬فش ّ‬
‫ة سوداء فطرحاها‪ .‬ثم غسههل قلههبي وبطنههي بههذلك الثلههج حههتى‬ ‫فاستخرجا منه عَل َ َ‬
‫ق ً‬
‫هما لصاحبه ‪ :‬زنه بعشرة من أمته ‪ ،‬فوزنني بهم فوزنُتهم ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬ ‫أنقياه‪ ،‬ثم قال أحد ُ ُ‬
‫زنه بمائة من أمته ‪ .‬فوزنني بهم فوزنتهم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬زنه بألف من أمته ‪ ،‬فههوزننى بهههم‬
‫فوزنتهم ‪ .‬فقال ‪ :‬دعه عنك ‪ ،‬فوالله لو وزنته بأمته لوزنها‪.‬‬
‫رعيه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬الغنم وافتخاره بقرشسسيته ‪ :‬قسسال ابسسن‬
‫إسحاق ‪ :‬وكان رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم ‪ -‬يقههول ‪ " :‬مهها‬
‫عى الغنم ‪ ،‬قيل ‪ :‬وأنت يا رسول الله ؟ قال ‪ :‬وأنا "‪.‬‬
‫من نبي إل وقد ر َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم‪-‬‬
‫يقول لصحابه ‪:‬‬
‫" أنا أعربكم ‪ ،‬أنا قرشي ‪ ،‬واسُترضعت في بنى سعد بن بكر "‪.‬‬
‫افتقاد حليمة له صلى الله عليسسه وسسسلم ‪ :‬قسسال ابسسن إسسسحاق ‪ :‬وزعههم‬
‫الناس فيما يتحدثون ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬أن أمههه السههعدية لمهها قههدمت بههه مكههة أضهّلها فههي‬
‫مقبلة به نحو أهله ‪ ،‬فالتمسته فلم تجده ‪ ،‬فأتت عبد المطلب ‪ ،‬فقالت له‬ ‫الناس ‪ ،‬وهي ُ‬
‫‪ :‬إني قد قدمت بمحمد هذه الليلة‪ ،‬فلما كنت بأعلى مكة أضّلنى‪ ،‬فهوالله مها أدري أيهن‬
‫هو‪ ،‬فقام عبد المطلب عند الكعبة يدعو الله أن يرده ‪ ،‬فيزعمون أنههه وجههده ورقههة بههن‬
‫نوفل بن أسد‪ ،‬ورجل آخر من قريههش‪ ،‬فأتيهها بههه عبههد المطلههب ‪ ،‬فقههال لههه ‪ :‬هههذا ابنههك‬
‫وجدناه بأعلى مكة‪ ،‬فأخذه عبد المطلههب ‪ ،‬فجعلههه علههى عنقههه ‪ ،‬وهههو يطههوف بالكعبههة‬
‫وذه ويدعو له ‪ ،‬ثم أرسل به إلى أمه آمنة‪.‬‬
‫ي ُعَ ّ‬
‫سبب آخر لرجوع حليمة به صلى الله عليه وسلم إلى مكة ‪ :‬قال ابسسن‬
‫ض أهل العلم ‪ ،‬أن مما هاج أمه السعدية على رده إلى أمه ‪ ،‬مههع‬ ‫إسحاق ‪ :‬وحدثنى بع ُ‬
‫ما ذكرت لمه مما أخبرتها عنه ‪ ،‬أن نفرا ً من الحبشة نصارى رأوه معها حين رجعت به‬
‫بعد فطامه ‪ ،‬فنظروا إليه ‪ ،‬وسألوها عنه وقلبوه ‪ ،‬ثم قههالوا لههها ‪ :‬لنأخههذن هههذا الغلم ‪،‬‬
‫مِلكنا وبلدنا؛ فإن هذا غلم كائن لههه شههأن نحههن نعههرف أمههره ‪ ،‬فزعههم‬
‫فلنذهبن به إلى َ‬
‫الذي حدثنى أنها لم تكد تنفلت به منهم ‪.‬‬
‫وفاة آمنة‬
‫وحال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب بعدها‬
‫وفاة أمه صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسول اللههه ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫ده عبد المطلب بن هاشههم فههي كلءة اللههه وحفظههه ‪،‬‬ ‫مع أمه آمنة بنت وهب ‪ ،‬وج ّ‬
‫ينبته الله نباتا حسنًا‪ ،‬لما يريد به من كرامته ‪ ،‬فلما بلغ رسههول اللههه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه‬
‫ت سنين ‪ُ ،‬توفيت أمه آمنة بنت وهب‪.‬‬ ‫وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬س ّ‬
‫عمر رسول الله صلى الله عليسسه وسسسلم حيسسن وفسساة أمسسه ‪ :‬قسسال ابسسن‬
‫إسحاق ‪ :‬حدثنى عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ‪:‬‬
‫أن أم رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم‪ -‬آمنههة ت ُههوفيت ورسههول‬
‫ت سههنين بههالبواء‪ ،‬بيههن مكههة‪،‬‬ ‫ن سه ّ‬‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم – اب ه ُ‬
‫والمدينة‪ ،‬وكانت قد قدمت به على أخواله ‪ ،‬من بنههي عههدي بههن النجههار ُتزيههره إيههاهم ‪،‬‬
‫فماتت ‪ ،‬وهى راجعة به إلى مكة‪.‬‬
‫جاريههة‪،‬‬ ‫س هْلمى بنههت َ‬
‫عمههرو الن ّ ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أم عبد المطلههب بههن هاشههم ‪َ :‬‬
‫فهذه الخئولة التى ذكرها ابن إسحاق لرسول الله ‪ -‬صلى الله عليههه وسههلم اللههه عليههه‬
‫وسلم ‪ -‬فيهم ‪.‬‬
‫إجلل عبد المطلب له )صلى الله عليه وسسسلم( ‪ :‬قسسال ابسسن إسسسحاق ‪:‬‬
‫وكان رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬مع جده عبد المطلههب بههن‬
‫ل الكعبة‪ ،‬فكههان بنههوه يجلسههون حههول‬ ‫هاشم ‪ ،‬وكان ُيوضعَ لعبد المطلب ِفراش في ظ ّ‬
‫ِفراشه ذلك ‪ ،‬حتى يخرج إليه ‪ ،‬ل يجلس عليههه أحههد مههن بنيههه إجلل ً لههه ‪ ،‬قههال ‪ :‬فكههان‬
‫فههر‪ ،‬حههتى‬
‫ج ْ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬يههأتى‪ ،‬وهههو غلم َ‬
‫يجلس عليه ‪ ،‬فيأخذه أعمامه ‪ ،‬ليؤخروه عنه ‪ ،‬فيقول عبد المطلب ‪ -‬إذا رأى ذلك منهم‬
‫‪ :‬دعوا ابني ‪ ،‬فوالله إن له لشأنا‪ ،‬ثم يجلسه معه على الفههراش ويمسههح ظهههره بيههده ‪،‬‬
‫ويسره ما يراه يصنع ‪.‬‬
‫وفاة عبد المطلب وما ُرثي به من الشعر‬
‫فلما بلغ رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ‪ -‬ثمانى سههنين هلههك‬
‫عبد المطلب بن هاشم ‪ ،‬وذلك بعد الفيل بثمانى سنين ‪.‬‬
‫مْعبد بن عباس ‪ ،‬عن بعههض‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني العباس بن عبد الله بن َ‬
‫أهله ‪ :‬أن عبد المطلب توفي ورسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬ابن ثمانى سنين ‪.‬‬
‫عبد المطلب يطلب من بنساته أن يرثينسسه ‪ :‬قسال ابسسن إسسحاق ‪ :‬حههدثنى‬
‫محمد بن سعيد بن المسيب ‪ :‬أن عبد المطلب لما حضههرته الوفههاة‪ ،‬وعههرف أنههه ميههت‬
‫مْيمهة‪،‬‬‫صههفية‪ ،‬وب َهّرة‪ ،‬وعاتكهة‪ ،‬وأم حكيهم البيضهاء‪ ،‬وأ َ‬
‫ت نسههوة ‪َ :‬‬
‫ن سه ّ‬ ‫جمع بنهاته ‪ ،‬و ُ‬
‫كه ّ‬
‫ى حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت ‪.‬‬ ‫وأْرَوى‪ ،‬فقال لهن ‪ :‬ابكين عل ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ولم أر أحدا ً من أهل العلم بالشعر يعرف هذا الشههعر‪ ،‬إل أنههه‬
‫لما رواه عن محمد بن سعيد بن المسيب ‪ ،‬كتبناه ‪:‬‬
‫رثاء صفية بنت عبد المطلب لبيها ‪ :‬فقالت صفية بنت عبد المطلب تبكههى‬
‫أباها ‪:‬‬
‫صعيدِ‬
‫ال ّ‬ ‫بقارعة‬ ‫ل‬
‫َرج ٍ‬ ‫على‬ ‫ل‬
‫ت نائحةٍ بليهه ٍ‬ ‫ت لصو ِ‬ ‫‪ #‬أِرق ُ‬
‫الفريدِ‬ ‫در‬‫ح ِ‬ ‫كَ ُ‬
‫من ْ َ‬ ‫خذي‬ ‫على‬ ‫م دموعهي‬ ‫‪ #‬ففاضت عند َ ذلك ُ ُ‬
‫العبيدِ‬ ‫على‬ ‫ن‬
‫مبي ُ‬
‫ال ُ‬ ‫الفض ُ‬
‫ل‬ ‫له‬ ‫ل كريم ٍ غيرِ وَغْ ٍ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬على رج ٍ‬

‫جودِ‬ ‫ل‬‫ك ّ‬ ‫ث‬


‫وار ِ‬ ‫الخيرِ‬ ‫ك‬‫أبي ِ‬ ‫ة ذي المعالي‬ ‫‪ #‬على الفّياض َ‬
‫شي ْب َ َ‬
‫سنيد‬ ‫َ‬ ‫ول‬ ‫المقام ِ‬ ‫خت‬ ‫س ْ‬ ‫َ‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ْ‬
‫طن غير ن ِك ٍ‬ ‫ق في الموا ِ‬ ‫‪ #‬صدو ٍ‬
‫حميدِ‬ ‫عشيرته‬ ‫في‬ ‫َ‬
‫مطاٍع‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل الباع ‪ ،‬أْروَِع َ‬
‫ُ‬ ‫م ّ‬ ‫شي ْظ ِ‬ ‫‪ #‬طوي ِ‬
‫حرودِ‬ ‫ال َ‬ ‫الزمن‬ ‫في‬ ‫الناس‬ ‫ث‬‫وغي ِ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬رفيِع البيت أبلج ذي ُفضول‬
‫سودِ‬‫م ُ‬ ‫ْ‬
‫وال َ‬ ‫ود‬‫مس ّ‬ ‫ال ُ‬ ‫على‬ ‫يروقُ‬ ‫صوم ٍ‬ ‫‪#‬ر كريم ِ الجد ّ ليس بذي وُ ُ‬
‫أسودِ‬ ‫ملوِث َةٍ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضاِرمة‬ ‫خ َ‬
‫َ‬ ‫حلم ِ من نفرٍ كههههههههرام‬ ‫‪ #‬عظيم ال ِ‬
‫الخلودِ‬ ‫إلى‬ ‫سبيل‬ ‫ل‬ ‫ولكن‬ ‫خَلد امرؤ لقديم مجههههههههههد‬ ‫‪ #‬فلو َ‬
‫التليدِ‬ ‫ب‬
‫والحس ِ‬ ‫المجدِ‬ ‫ل‬
‫لفض ِ‬ ‫خلدا أخرى الليالههههههههى‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬‫‪ #‬لكان ُ‬
‫رثاء ب َّرة بنت عبد المطلب لبيها ‪ :‬وقالت ب َّرة بنت عبد المطلب تبكى أباها ‪:‬‬
‫والمعتصْر‬ ‫خيم‬ ‫ال ِ‬ ‫ط َّيب‬ ‫على‬ ‫ي جودا بدمهههههههههٍع درر‬ ‫‪ #‬أعَْين ّ‬
‫الخطْر‬ ‫عظيم‬ ‫حّيا‬
‫م َ‬‫ال ُ‬ ‫جميل‬ ‫جد ّ واري الزنادِ‬ ‫‪ #‬على ماجد ال َ‬
‫والمفتخْر‬ ‫والعّز‬ ‫المجد‬ ‫وذي‬ ‫مكُرمات‬ ‫ْ‬ ‫شْيبةِ الحمدِ ذي ال َ‬ ‫‪ #‬على َ‬
‫خْر‬
‫ف َ‬ ‫ال َ‬ ‫م‬‫ج ّ‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫المكاَرم ِ‬ ‫كثيرِ‬ ‫ل في النائبات‬ ‫ص ِ‬ ‫‪ #‬وذي الحلم ِ والف ْ‬

‫القمْر‬ ‫كضوِء‬ ‫ح‬


‫منير‪،‬يلو ُ‬‫ُ‬ ‫مه‬‫ل مجدٍ على قو ِ‬ ‫‪ #‬له فَ ْ‬
‫ض ُ‬
‫القد َْر‬ ‫وَرْيب‬ ‫الليالى‪،‬‬ ‫ف‬
‫بصْر ِ‬ ‫وه‬
‫‪ #‬أتته المنايا‪ ،‬فلم ُتشههههـ ِ‬
‫رثاء عاتكة بنت عبد المطلب لبيهسسا ‪ :‬وقههالت عاتكههة بنههت عبههد المطلههب تبكههى‬
‫أباها ‪:‬‬
‫النيام‬ ‫وم‬‫نَ ْ‬ ‫بعد َ‬ ‫بدمِعكما‬ ‫خههههههل‬‫دا‪ ،‬ول ت َب ْ َ‬‫ي جو َ‬ ‫أعَْين ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ْ‬
‫بالِتدام‬ ‫بكاَءكما‬ ‫وشوبا‬ ‫ُ‬
‫حْنفرا واسكبههههها‬ ‫ي واس َ‬ ‫أعَْين ّ‬ ‫‪#‬‬
‫كهام‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن ِكس‬ ‫غير‬ ‫ل‬
‫ج ٍ‬ ‫َر ُ‬ ‫على‬ ‫جمههها‬ ‫ى‪ ،‬واستخرطا واس ُ‬ ‫أعَْين ّ‬ ‫‪#‬‬
‫الذمام‬ ‫ي‬
‫وف ّ‬ ‫المساعى‪،‬‬ ‫كريم‬ ‫ت‬
‫مر في النائبا ِ‬ ‫فل الغَ ْ‬ ‫ح َ‬‫ج ْ‬
‫على ال َ‬ ‫‪#‬‬
‫مقام‬ ‫ال ُ‬ ‫ث َْبت‬ ‫بعد ُ‬ ‫دق‬ ‫ص َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫وذي‬ ‫شْيبةِ الحمد‪ ،‬واري الزناد‬ ‫على َ‬ ‫‪#‬‬
‫الخصام‬ ‫عند‬ ‫م‬
‫المخاص َ‬ ‫مْرِدي‬
‫و ُ‬ ‫مصامة‬ ‫ص ْ‬ ‫ف لدى الحرب َ‬ ‫وسي ْ ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫ل َُهام‬ ‫صميم‬ ‫ى‬
‫مل ّ‬‫عُد ْ ِ‬ ‫ف‬
‫و ٍ‬ ‫وسهل الخليقة ط َْلق اليدْيهههن‬ ‫‪#‬‬

‫المرام‬ ‫صْعب‬ ‫َ‬ ‫الذؤابةِ‬ ‫رفيع‬ ‫‪ #‬ت َب َّنك في باذخ بيتههههههههه‬


‫رثاء أم حكيم بنت عبد المطلسسب لبيهسسا ‪ :‬وقههالت أم حكيههم البيضههاء بنههت عبههد‬
‫المطلب تبكى أباها ‪:‬‬
‫مك ُْرما ِ‬
‫ت‬ ‫وال َ‬ ‫دى‬‫الن ّ َ‬ ‫ذا‬ ‫كي‬ ‫وب َ ّ‬ ‫ن جودي واستهّلي‬ ‫‪ #‬أل يا عي ُ‬
‫ت‬‫هاطل ِ‬ ‫دموٍع‬ ‫من‬ ‫بدمٍع‬ ‫حك أسعفيني‬ ‫ن وي ْ َ‬ ‫‪ #‬أل يا عي ُ‬
‫ت‬ ‫فرا ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫تّيار‬ ‫الخيَر‬ ‫ك‬‫أبا ِ‬ ‫ب المطايا‬ ‫خيَر من َرك َ‬ ‫كي َ‬ ‫‪ #‬وب َ ّ‬
‫ت‬ ‫الِهبا ِ‬ ‫محمود َ‬ ‫خيم‬‫ال ْ َ‬ ‫م‬
‫كري َ‬ ‫ى‬
‫شْيبة ذا المعال ٍ‬ ‫ل الباع َ‬ ‫‪ #‬طوي َ‬
‫ت‬ ‫حل ِ‬ ‫م ِ‬‫م ْ‬
‫ال ُ‬ ‫السنين‬ ‫في‬ ‫وغَْيثا‬ ‫صول ً للقرابة هِب ْرِِزيهـا‬ ‫‪ #‬وَ ُ‬
‫الناظرات‬ ‫ن‬‫عيو ُ‬ ‫له‬ ‫تروق‬ ‫شتجُر الَعوالهى‬ ‫‪ #‬ول َْيثا ً حين ت َ ْ‬
‫ت‬ ‫بالِهنا ِ‬ ‫أقب َ‬
‫ل‬ ‫الدهُر‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫جهى‬ ‫مَر ّ‬‫ة وال ُ‬ ‫كنان َ‬ ‫ل بني ِ‬ ‫عقي َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ت‬ ‫ضل ِ‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫م‬ ‫ص َ‬
‫خ ْ‬ ‫و َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِبداهيةٍ‬ ‫هيهـج‬ ‫عها إذا ما هاج َ‬ ‫فَز َ‬‫م ْ‬ ‫‪#‬و َ‬
‫ت‬ ‫–الباكيا ِ‬ ‫ت‬‫بقي ِ‬ ‫‪-‬ما‬ ‫وبكي‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫حهههْز ٍ‬ ‫مي ب ُ‬ ‫س ِ‬ ‫‪ #‬فبكيه ول ت َ َ‬‫ّ‬
‫رثاء أميمة بنت عبد المطلب لبيهسسا ‪ :‬وقههالت أميمههة بنههت عبههد المطلههب تبكههي‬
‫أباها ‪:‬‬
‫قدِ‬
‫ف ْ‬
‫‪ #‬أل هلك الراعي العشيرةَ ذو ال َ‬
‫ج ‪ ،‬والمحامى عن المجدِ‬
‫وساقي الحجي َ‬
‫ب بيوَته‬
‫ف الغري َ‬ ‫‪ #‬ومن ي ُ ْ‬
‫ؤلف الضي َ‬
‫س تبخ ُ‬
‫ل بالرعدِ‬ ‫إذا ما سماُء النا ِ‬
‫ت وليدا ً خير ما يكس ُ‬
‫ب الفتى‬ ‫‪ #‬كسب َ‬
‫ة الحمدِ‬ ‫فلم ت َْنفكك تزداد ُ يا َ‬
‫شْيب َ‬
‫‪ #‬أبو الحارث الفياض ‪ ،‬خّلى مكاَنه‬
‫ن ‪ ،‬فك ّ‬
‫ل حى إلى ب ُعْدِ‬ ‫‪ #‬فل تبعد ْ‬
‫موجع‬
‫ت‪-‬و ُ‬
‫‪ #‬فإني لباك ‪ -‬ما بقي ُ‬
‫دي‬ ‫‪ #‬وكان له أهل ً لما كان من وَ ْ‬
‫ج ِ‬
‫ممطرا ً‬
‫ي الناس في القبر ُ‬
‫‪ #‬سقاك ول ّ‬
‫حدِ‬ ‫‪ #‬فسوف أب َ ّ‬
‫كيه ‪ ،‬وإن كان في الل ْ‬
‫‪ #‬فقد كان َزْينا للعشيرةِ كّلها‬
‫مدِ‬
‫ح ْ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ث ما كان ِ‬ ‫‪ #‬وكان حميدا ً حي ُ‬
‫رثاء أروى بنت عبد المطلب لبيها ‪ :‬وقالت أروى بنت عبههد المطلههب تبكههي‬
‫أباها ‪:‬‬
‫الحياُء‬ ‫سجيُته‬ ‫‪،‬‬ ‫مٍح‬
‫س ْ‬
‫َ‬ ‫على‬ ‫حقّ لها البكاُء‬ ‫‪ #‬بكت عيني ‪،‬و ُ‬
‫الَعلُء‬ ‫نيته‬ ‫‪،‬‬ ‫الخيم‬ ‫كريم‬ ‫طحهههههى‬ ‫ل الخليقةِ أب َ‬ ‫سه ِ‬ ‫‪ #‬على َ‬
‫كفاء‬ ‫ِ‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ‫الخير‬ ‫أبيك‬ ‫ة ذي المعالى‬ ‫ض شيب َ‬‫‪ #‬على الفيا ِ‬
‫ضياُء‬ ‫غرَته‬ ‫كأن‬ ‫أغّر‬ ‫ى‬
‫شْيظم ّ‬ ‫ملس ‪َ ،‬‬ ‫ل الباع أ ْ‬ ‫‪ #‬طوي ِ‬
‫والسناءُ‬ ‫م‬
‫المقد ّ ُ‬ ‫المجد ُ‬ ‫له‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫شِح ‪ ،‬أروعَ ذي فضو ٍ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬أقب الك ْ‬
‫خفاُء‬ ‫َ‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ‫المجد‬ ‫قديم‬ ‫رزيّ‬ ‫ي الضي ْم ِ ‪ ،‬أبلج هِْبهههههههههه ِ‬ ‫‪ #‬أب ّ‬
‫ضاءُ‬ ‫ق َ‬ ‫ال َ‬ ‫مس‬ ‫الت ُ ِ‬ ‫إذا‬ ‫صِلها‬‫وفا ِ‬ ‫ك ‪ ،‬وربيِع فِْههههههههههرٍ‬ ‫ل مال ٍ‬ ‫ق ِ‬‫معْ َ‬‫‪#‬و َ‬
‫الدماءُ‬ ‫سكب‬ ‫تن َ‬ ‫حين‬ ‫ً‬ ‫وبأسا‬ ‫ً‬
‫‪ #‬وكان هو الفتى كرما وجههههههودا‬
‫هواءُ‬ ‫أكثرهم‬ ‫ب‬‫قلو َ‬ ‫كأن‬ ‫ت حتههههههههى‬ ‫كماةُ المو َ‬ ‫‪ #‬إذا هاب ال ُ‬
‫‪-‬البهاءُ‬ ‫ت ُْبصره‬ ‫‪-‬حين‬ ‫عليه‬ ‫خشيهههههههب‬ ‫دما ً بذي ُرب َدٍ َ‬‫‪ #‬مضى قُ ُ‬

‫إعجاب عبد المطلب بالرثاء ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فزعم لي محمد بن سعيد‬
‫بن المسّيب أنه أشار برأسه‪ ،‬وقد أصمت ‪ :‬أن هكذا فابكيننى‪.‬‬
‫هب‬
‫حْزن بن أبى وَ ْ‬
‫حْزن ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬المسّيب بن َ‬
‫نسب المسّيب بن َ‬
‫بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ‪.‬‬
‫رثاء حذيفة بن غانم لعبد المطلب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حذيفههة بههن‬
‫غانم أخو بني عدي بن كعب بن لؤيّ يبكي عبد المطلههب ابههن هاشههم بههن عبههد منههاف ‪،‬‬
‫ويذكر فضله ‪ ،‬وفضل ُقصى على قريش‪ ،‬وفضل ولده من بعده عليهم ‪ ،‬وذلك أنه أخههذ‬
‫بغرم أربعههة آلف درهههم بمكههة‪ ،‬فوقههف بههها فمههر بههه أبههو لهههب ‪ :‬عبههد العههزى بههن عبههد‬
‫المطلب ‪ ،‬فافتكه ‪:‬‬
‫ي جودا بالدموع على الصدر‬
‫‪ #‬أعين ّ‬
‫قطر‬
‫سَبل ال َ‬
‫قيُتما َ‬
‫س ِ‬
‫‪ #‬ول تسأما أ ْ‬
‫‪ #‬وجودا بدمع ‪ ،‬واسفحا كل شارق‬
‫وه نائب الدهر‬ ‫‪ #‬بكاء امرئ لم ي ُ ْ‬
‫ش ِ‬
‫ما‪ ،‬واسجما ما بقيتما‬
‫ج ّ‬
‫حا‪ ،‬و ُ‬
‫س ّ‬
‫‪#‬و ُ‬
‫ستر‬
‫‪ #‬على ذي حياء من قريش ‪ ،‬وذي ِ‬
‫جل ْدِ ال ُ‬
‫قوى‪ ،‬ذي حفيظة‬ ‫‪ #‬على رجل َ‬
‫‪ #‬جميل المحّيا غير ن ِ ْ‬
‫كس ول هذ ِْر‬
‫‪ #‬على الماجدِ الُبهلول ذي الباع واللهى‬
‫سر‬
‫حوط وفي العُ ْ‬ ‫‪ #‬ربيع ُلؤيّ في ال ُ‬
‫ق ُ‬
‫مَعد وناعل‬
‫ف من َ‬
‫‪ #‬على خير حا ٍ‬
‫ر‬
‫ح ِ‬
‫خيم والن ْ‬
‫‪ #‬كريم المساعى‪ ،‬طّيب ال ِ‬
‫م أصل وفرعا ً ومعدنا‬
‫‪ #‬وخيره ُ‬
‫مكرمات وبالذكر‬
‫‪ #‬وأحظاهم بال ُ‬
‫م بالمجدِ والحلم ِ والّنهى‬
‫‪ #‬وأوله ُ‬
‫حفات من الغُْبر‬
‫ج ِ‬
‫م ْ‬
‫ضل عند ال ُ‬
‫‪ #‬وبالف ْ‬
‫‪ #‬على شيبةِ الحمدِ الذي كان وجُهه‬
‫‪ #‬يضيُء سواد َ الليل كالقمر البد ِْر‬
‫م‬
‫خبز هاش ٌ‬
‫ج ثم لل ُ‬
‫‪ #‬وساقي الحجي َ‬
‫فْهري‬
‫‪ #‬وعبد مناف ‪ ،‬ذلك السيد ال ِ‬
‫‪ #‬طوى زمزما ً عند المقام ‪ ،‬فأصبح ْ‬
‫ت‬
‫‪ #‬سقايُته فخرا ً على ك ّ‬
‫ل ذي فَ ْ‬
‫خر‬
‫ة‬
‫ن بكُرب ٍ‬ ‫ك عليه ك ّ‬
‫ل عا ٍ‬ ‫‪ #‬ل ِي َب ْ ِ‬
‫ل وذي وَفْ ِ‬
‫ر‬ ‫‪ #‬آل ُقصى من ُ‬
‫مق ّ‬
‫سراة‪ ،‬كهُلهم وشباُبهم‬
‫‪ #‬بنوه َ‬
‫ة الطائر الصقر‬
‫م بيض ُ‬
‫‪ #‬تفّيق عنه ْ‬
‫ة كّلها‬ ‫‪ #‬قُ َ‬
‫صي الذي عادى كنان َ‬
‫ت الله في الُعسر واليسر‬
‫‪ #‬ورابط بي َ‬
‫‪ #‬فإن ت ُ‬
‫ك غالته المنايا وصرُفها‬
‫ر‬
‫ن النقيبةِ والم ِ‬
‫‪ #‬فقد عاش ميمو َ‬
‫‪ #‬وأبقى رجال ً سادةً غيَر عُّز ٍ‬
‫ل‬
‫ر‬
‫م ِ‬
‫س ْ‬ ‫ت ‪ ،‬أمثا َ‬
‫ل الّرد َْينّية ال ّ‬ ‫‪ #‬مصالي َ‬
‫ى حباؤه‬
‫قى إل ّ‬
‫‪ #‬أبو عتبة المل َ‬
‫ن من َنفر غُّر‬
‫ن اللو ِ‬
‫هجا ُ‬
‫‪ #‬أغّر‪ِ ،‬‬
‫دى‬ ‫‪ #‬وحمزةُ مث ُ‬
‫ل البدِر‪ ،‬يهتز للن ّ َ‬
‫ب وال ّ‬
‫ذمام ِ من الغَد ِْر‬ ‫ي الثيا ِ‬
‫‪ #‬نق ّ‬
‫ة‬
‫حفيظ ٍ‬
‫ف ماجذ ذو َ‬
‫‪ #‬وعبد ُ منا ٍ‬
‫ر‬ ‫‪َ #‬وصو ٌ‬
‫ل لذي القربى رحيم بذي الصه ِ‬
‫ل ‪ ،‬ونسُلهم‬
‫‪ #‬كهوُلهم خيُر الكهو ِ‬
‫ك ‪ ،‬ل تبوُر ول تحرى‬
‫ل الملو ِ‬
‫‪ #‬كنس ِ‬
‫م الدهَر ناشئا ً‬
‫‪ #‬متى ما ُتلقي منه ُ‬
‫جري‬
‫جرّيا أوائله ي َ ْ‬
‫ده بإ ْ‬
‫‪ #‬تج ْ‬
‫حاء مجدا ً وعّزةً‬
‫م ملئوا البط َ‬
‫‪ #‬هُ ُ‬
‫ت في سالف العصر‬
‫‪ #‬إذا اسُتبق الخيرا ُ‬
‫عمارة‬
‫‪ #‬وفيهم بناة للُعل و ِ‬
‫م ‪ ،‬جابُر الكسر‬
‫ده ْ‬
‫ج ّ‬
‫‪ #‬وعبد ُ مناف َ‬
‫‪ #‬بإنكاِح عوفي بنَته ليجيَرنا‬
‫‪ #‬من أعدائنا إذ أسلمتنا بنو ِفهر‬
‫دها‬
‫مي البلدِ ونج َ‬
‫‪ #‬فسرنا ِتها ِ‬
‫‪ #‬بأمِنه حتى خاضت العيُر في البحر‬
‫قهم‬
‫س بادٍ فري ُ‬
‫‪ #‬وهم حضروا والنا ُ‬
‫‪ #‬وليس بها إل شيوخ بنى عمرو‬
‫ة‪ ،‬وط َوَْوا بها‬ ‫وها ديارا ً َ‬
‫جم ً‬ ‫‪ #‬بن ْ‬
‫ح الماَء من ث َب َِج البح ِ‬
‫ر‬ ‫‪ #‬بئارا ً ت ُ‬
‫س ّ‬
‫ج منها‪ ،‬وغيُرهم‬
‫ب الحجا ُ‬
‫‪ #‬لكي يشر ُ‬
‫صبح تابعة النحر‬
‫‪ #‬إذا ابتدروها ُ‬
‫م‬ ‫‪ #‬ثلثة أيام تظ ّ‬
‫ل ركابهُ ُ‬
‫ر‬
‫ج ِ‬
‫ح ْ‬
‫ب وال ِ‬
‫ة بين الخاش ِ‬
‫مخيس ً‬
‫‪ُ #‬‬
‫ة‬
‫حقب ً‬ ‫دما غَِنينا قب َ‬
‫ل ذلك ِ‬ ‫‪ #‬وقِ ْ‬
‫ر‬
‫ف ِ‬
‫ح ْ‬
‫م أو ال َ‬
‫خ ّ‬
‫‪ #‬ول نسَتقى إل ب ُ‬
‫قم دوَنه‬
‫ب ُين َ‬
‫‪ #‬وهم يغفرون الذن َ‬
‫ر‬
‫ج ِ‬
‫ل السفاهةِ والهُ ْ‬
‫‪ #‬ويعفون عن قو ِ‬
‫ف الحابيش كّلها‬
‫‪ #‬وهم جمعوا حل َ‬
‫ر‬
‫غواةَ بني بك ِ‬ ‫‪ #‬وهم ن ّ‬
‫كلوا عنا ُ‬
‫ن ‪ ،‬فل تزل‬
‫ج إما أهلك ّ‬
‫‪ #‬فخار َ‬
‫‪ #‬لهم شاكرا ً حتى ُتغّيب في القب ِ‬
‫ر‬
‫ن ُلبنى؛ فإنه‬
‫دى اب ُ‬
‫‪ #‬ول تنس ما أس َ‬
‫ر‬ ‫‪ #‬قد اسدى يدا ً محقوق ً‬
‫ة منك بالشك ِ‬
‫‪ #‬وأنت ابن لبنى من قصى إذا انتموا‬
‫‪ #‬بحيث انتهى قصد الفؤاد من الصدر‬
‫‪ #‬وأنت تناولت الُعل‪ ،‬فجمعتها‬
‫ر‬
‫س ِ‬ ‫محتدٍ للمجدِ ذي ث ََبج َ‬
‫ج ْ‬ ‫‪ #‬إلى َ‬
‫م ب َذ ْل ً ونائل ً‬ ‫ت وف ُ ّ‬
‫ت القو َ‬ ‫‪ #‬سبق َ‬
‫ر‬
‫م ِ‬ ‫ت وليدا ً ك ّ‬
‫ل ذي سؤددٍ غَ ْ‬ ‫سد ْ َ‬
‫‪#‬و ُ‬
‫خزاعة جوهٌر‬
‫سر من ُ‬
‫مك ِ‬
‫‪ #‬وأ ّ‬
‫ر‬
‫خب ْ ِ‬
‫ب يوما ذوو ال ُ‬
‫صل النسا َ‬
‫ح ّ‬
‫‪ #‬إذا َ‬
‫مى‪ ،‬وتنتمى‬
‫‪ #‬إلى سبأ البطال ت ُن ْ َ‬
‫ر‬ ‫ة في ُ‬
‫ذرا الّزه ِ‬ ‫م بها منسوب ً‬
‫‪ #‬فأكر ْ‬
‫ن مالك‬
‫مر منهم ‪ ،‬وعمُرو ب ُ‬ ‫‪ #‬أبو َ‬
‫ش ِ‬
‫ن من قومها وأبو الجبر‬
‫جد َ ٍ‬
‫‪ #‬وذو َ‬
‫ة‬
‫حج ً‬
‫س عشرين ِ‬
‫‪ #‬وأسعد ُ قاد َ النا َ‬
‫ن بالنصر‬‫‪ #‬يؤيد ُ في تلك المواط ِ‬
‫خزاعههة "‪ ،‬يعنههى أبهها لهههب ‪ ،‬أمههه ‪ :‬لبنههى بنههت‬
‫سّر من ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ " :‬أمك ِ‬
‫هاجر الخزاعي ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬بإجريا أوائله " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫رثاء مطرود الخزاعي لعبد المطلب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقههال مطههرود‬
‫بن كعب الخزاعى يبكى عبد المطلب وبنى عبد مناف ‪:‬‬
‫ف‬
‫ل عبد منا ِ‬ ‫ت عن آ ِ‬
‫هل سأل َ‬ ‫ول رحَله‬ ‫ح ّ‬
‫م َ‬‫ل ال ُ‬‫‪ #‬يا أيها الرج ُ‬
‫جْرم ومن إْقرا ِ‬
‫ف‬ ‫مُنوك من ُ‬‫ض ِ‬‫َ‬ ‫ت بداِرهم‬ ‫حلل َ‬ ‫مك ‪ ،‬لو َ‬ ‫كأ ّ‬ ‫‪ #‬هَب َل َت ْ َ‬
‫حتى يعود َ فقيُرهم كالكافي‬ ‫م‬
‫ره ً‬
‫‪ #‬الخالطين غنّيهم بفقي ِ‬
‫ف‬
‫والظاعنين لرحلةِ اِليل ِ‬ ‫‪ #‬المنِعمين إذا النجوم تغّيرت‬
‫جاف‬ ‫س في الّر ّ‬ ‫ب الشم ُ‬ ‫ت حتى تغي َ‬
‫ح تناوح ْ‬‫ن إذا الريا ُ‬ ‫‪ #‬والمطعمي َ‬
‫ف‬
‫ت نطا ِ‬ ‫قد ذا ِ‬ ‫ق مثلك عَ ْ‬‫من فو ِ‬ ‫ل فما جرى‬ ‫فعا ِ‬ ‫ت أبا ال ِ‬‫ما هَل َك ْ َ‬ ‫‪#‬إ ّ‬
‫ف‬
‫مطلب أبي الضيا ِ‬ ‫ّ‬ ‫َوالفيض ُ‬ ‫ده‬
‫‪ #‬إل أبيك أخي المكارم وح َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما هلك عبد المطلب بن هاشم ولي زمزم والسقاية عليها‬
‫بعده العباس بن عبد المطلب ‪ ،‬وهو يومئذ من أحدث إخوته سنا‪ ،‬فلم تزل إليههه ‪ ،‬حههتى‬
‫قام السلم وهي بيده ‪ .‬فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسههلم لههه‬
‫على ما مضى من وليته ‪ ،‬فهي إلى آل العباس ‪ ،‬بولية العباس إياها‪ ،‬إلى اليوم ‪.‬‬
‫كفالة أبي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليهه وسههلم بعهد عبهد المطلهب مهع‬
‫مه أبا طالب ‪ ،‬وذلك‬ ‫صى به ع ّ‬‫عمه أبي طالب ‪ ،‬وكان عبد المطلب ‪ -‬فيما يزعمون ‪ -‬يو ِ‬
‫لن عبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسههلم وأبهها طههالب أخههوان‬
‫ب وأم ‪ .‬أمهما ‪ :‬فاطمة‬ ‫ل ٍ‬
‫عمرو بن عائذ بن عَْبد بن عمران بن مخزوم ‪.‬‬
‫بنت َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عائذ بن عمران بن مخزوم ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان أبو طالب هو الذي يلههي أمههر رسههول اللههه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم الله عليه وسلم بعد جده ‪ ،‬فكان إليه ومعه ‪.‬‬
‫اللهبي العائف ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يحيي بن عّباد بن عبههد اللههه بههن‬
‫ب ‪-‬‬
‫الزبير‪ ،‬أن أباه حدثه ‪ :‬أن رجل من ل ِهْ ٍ‬
‫دم مكههة أتههاه‬ ‫شُنوءة ‪ -‬كان عائفًا‪ ،‬فكان إذا قَ ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ولْهب ‪ :‬من أزد َ‬
‫ف لهم فيهم ‪ .‬قال ‪ :‬فأتى به أبو طالب ‪ ،‬وهو‬ ‫رجال قريش بغلمانهم ينظر إليهم ‪ ،‬ويعتا ُ‬
‫غلم مع من يأتيه ‪ ،‬فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسههلم اللههه عليههه وسههلم ثههم‬
‫صه عليه غّيبه‬ ‫ى به فلما رأى أبو طالب حر َ‬ ‫شغله عنه شئ ‪ ،‬فلما فرغ قال ‪ :‬الغلم ‪ .‬عل ّ‬
‫ن لههه شههأن ‪.‬‬ ‫ً‬
‫م الذي رأيت آنفا‪ ،‬فوالله ليكون ّ‬ ‫ي الغل َ‬‫عنه ‪ ،‬فجعل يقول ‪:‬ويلكم ! ُردوا عل ّ‬
‫قال ‪ :‬فانطلق أبو طالب ‪.‬‬
‫قصة بحيرى‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم يخسرج مسع عمسه إلسى الشسام ‪ :‬قسال ابسن‬
‫كب تاجرا ً إلى الشام ‪ ،‬فلما تهيأ للرحيل ‪ ،‬وأجمع‬‫إسحاق ‪ :‬ثم إن أبا طالب خرج في َر ْ‬
‫ب به رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم ‪ -‬فيمهها يزعمههون ‪-‬‬‫ص ّ‬
‫المسير َ‬
‫فرقّ له ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫والله لخرجن به معى‪ ،‬ول يفارقني ‪ ،‬ول أفارقه أبدًا‪ ،‬أو كما قال ‪ .‬فخرج به معه‪.‬‬
‫صَرى من أرض الشام ‪ ،‬وبها‬ ‫بحيرى يحتفي بتجار قريش ‪ :‬فلما نزل الركب ب ُ ْ‬
‫راهب يقال له ‪َ :‬بحيَرى في صومعة له ‪ ،‬وكان إليه علم أهل النصههرانية‪ ،‬ولههم يههزل فهي‬
‫ط راههب‪ ،‬إليههه يصهير علمههم عهن كتهاب فيهها ‪ -‬فيمها يزعمههون ‪-‬‬ ‫تلك الصومعة منذ قه ّ‬
‫حيرى‪ ،‬وكانوا كثيرا ً ما يمرون بههه قبههل‬ ‫يتوارثونه كابرا ً عن كابر‪ .‬فلما نزلوا ذلك العام بب ِ‬
‫رض لهم ‪ ،‬حتى كهان ذلهك العهام ‪ .‬فلمهها نزلههوا بههه قريبها ً مههن‬ ‫ذلك ‪ ،‬فل يكلمهم ‪ ،‬ول ي َعْ ِ‬
‫صومعته صنع لهم طعاما ً كثيرًا‪ ،‬وذلك ‪ -‬فيما يزعمون ‪ -‬عههن شههىء رآه فههي صههومعته ‪،‬‬
‫يزعمون أنه رأى رسول اللههه ‪ -‬صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬وهههو فههي‬
‫صومعته في الركب حين أقبلوا‪ ،‬وغمامة ت ُظ ِّله من بين القوم ‪ .‬قال ‪ :‬ثم أقبلههوا فنزلههوا‬
‫ن‬
‫صههرت أغصهها ُ‬ ‫ة‪ ،‬وته ّ‬ ‫ل شجرةٍ قريبا ً منه ‪ ،‬فنظر إلى الغمامة حين أظّلت الشجر َ‬ ‫في ظ ّ‬
‫ل‬‫الشجرةِ على رسول الله ‪ -‬صلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬حههتى اسههتظ ّ‬
‫صنع ‪ ،‬ثم أرسههل‬ ‫تحتها‪ ،‬فلما رأى ذلك َبحيرى نزل من صومعته وقد أمر بذلك الطعام ف ُ‬
‫إليهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنى قد صنعت لكم طعاما ً يا معشر قريش ‪ ،‬فأنا أحب أن‬
‫دكم وحّركم ‪ ،‬فقال له رجل منهم ‪ :‬والله يهها‬ ‫تحضروا‪ ،‬كلكم صغيُركم وكبيركم وعب ُ‬
‫َبحيَرى إن لك لشأنا ً اليوم ! ما كنت تصنع هذا بنا‪ ،‬وقد كنا نمههر بههك كههثيرًا‪ ،‬فمهها شههانك‬
‫ت أن‬ ‫ت ‪ ،‬قد كان ما تقول ‪ ،‬ولكنكههم ضههيف ‪ ،‬وقههد أحببه ُ‬ ‫م ؟! قال له َبحيَرى ‪ :‬صدق َ‬
‫اليو َ‬
‫ل اللههه –‬ ‫ً‬
‫مكم ‪ ،‬وأصنعَ لكم طعاما‪ ،‬فتأكلوا منه كلكم ‪ .‬فاجتمعوا إليههه وتخلههف رسههو ُ‬ ‫أكر َ‬
‫ل القوم‬ ‫صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم – من بين القوم ِ ‪ ،‬لحداثة سّنه ‪ ،‬في رحا ِ‬
‫تحت الشجرة‪ ،‬فلما نظر َبحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده ‪ ،‬فقال‬
‫ن أحد ٌ منكم عن طعامي ‪ ،‬قالوا له ‪ :‬يها َبحيهرى‪ ،‬مها تخلهف‬ ‫‪ :‬يا معشر قريش ! ل يتخلف ّ‬
‫سهن ًّا‪ ،‬فتخلهف فهي رحهالهم ‪،‬‬
‫عنك أحد ينبغي له أن يأتَيك إل غلم ‪ ،‬وههو أحهدث القهوم ِ‬
‫فقال ‪ :‬ل تفعلوا‪ ،‬ادعوه ‪ ،‬فليحضْر هذا الطعام معكم ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رجل من قريش مع‬
‫ن عبد الله بن عبهد المطهب عهن‬ ‫القوم ‪ :‬واللت والعزى‪ ،‬إن كان ل َُلؤ ٌ‬
‫م بنا أن يتخلف اب ُ‬
‫طعام من بيننا‪ ،‬ثم قام إليه فاحتضنه ‪ ،‬وأجلسه مع القوم ‪.‬‬
‫بحيرى يتثبت من محمد صلى الله عليسسه وسسسلم‪ :‬فلمهها رآه َبحيههرى‪ ،‬جعههل‬
‫يلحظه لحظا ً شديدًا‪ ،‬وينظر إلى أشياء من جسده ‪ ،‬قد كان يجههدها عنههده مههن صههفته ‪،‬‬
‫م ‪ ،‬أسههالك‬ ‫م من طعامهم وتفرقوا‪ ،‬قههام إليههه بحيههرى‪ ،‬فقههال ‪ :‬يهها غل ُ‬ ‫حتى إذا فرغ القو ُ‬
‫بحق اللت والعزى إل ما أخبرتني عما أسألك عنههه ‪ ،‬وإنمهها قههال لههه َبحيههرى ذلههك؛ لنههه‬
‫سمع قومه يحلفون بهما فزعموا أن رسول الله – صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه‬
‫ت شههيئا ً قههط بغضهههما‪،‬‬‫وسلم – قال ‪ :‬ل تسًالني باللت والعزى شيئًا‪ ،‬فههوالله مهها أبغضه ُ‬
‫فقال له َبحيرى ‪ :‬فبالله إل ما أخبرتني عما أسألك عنه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬سلني عما بدا لك ‪.‬‬
‫فجعل يسأله عن أشياء من حاله ‪ :‬من نومه وهيئته وأموِره ‪ ،‬فجعل رسول الله – صلى‬
‫الله عليه وسلم الله عليه وسلم – يخبره ‪ ،‬فيوافق ذلك ما عند َبحيرى من صههفته ‪ ،‬ثههم‬
‫م النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده ‪.‬‬ ‫خات َ َ‬
‫ه؛ فرأى َ‬
‫نظر إلى ظهر ِ‬
‫جم ‪.‬‬‫ح َ‬
‫م ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وكان مث َ‬
‫ل أثرِ ال ِ‬
‫َبحيرى يوصي أبسا طسالب بمحمسد صسلى اللسه عليسه وسسلم‪ :‬قسال ابسن‬
‫إسحاق ‪ :‬فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب ‪ ،‬فقال له ‪ :‬ما هذا الغلم منك ؟ قال ‪:‬‬
‫ي ‪ .‬قال له َبحيرى ‪ :‬ما هو بابنك ‪ ،‬وما ينبغي لهذا الغلم أن يكون أبههوه حي ّهها‪ ،‬قههال ‪:‬‬
‫ابن ٍ‬
‫حبلهى بهه ‪ ،‬قهال ‪ :‬صهدقت ‪،‬‬ ‫فإنه ابن أخي ‪ ،‬قال ‪ :‬فما فعل أبهوه ؟ قهال ‪ :‬مهات وأمهه ُ‬
‫د‪ ،‬فوالله لئن رأْوه ‪ ،‬وعرفوا منه ما عرفت‬ ‫فارجع بابن أخيك إلى بلده ‪ ،‬واحذر عليه يهو َ‬
‫ل َي َب ُْغنه شّرًا‪ ،‬فإنه كائن لبن أخيك هذا شأن عظيم ‪ ،‬فأسرعْ به إلى بلده ‪.‬‬
‫بعض من أهل الكتاب يريدون بمحمد صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم وسسسلم‬
‫الشر ‪ :‬فخرج به عمه أبو طالب سريعًا‪ ،‬حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام‬
‫دريسا ً ‪ -‬وهم نفر مههن أهههل الكتههاب ‪ -‬قههد‬ ‫فزعموا فيما روى الناس ‪ :‬أن زَرْيرا ً وَتماما ً و َ‬
‫كانوا رأوا من رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬مثل ما رآه بحيرى في ذلك السههفر‬
‫الذي كان فيه مع عمه أبى طالب ‪ ،‬فأرادوه ‪ ،‬فردهههم عنههه َبحيههرى‪ ،‬وذ ّ‬
‫كرهههم اللههه ومهها‬
‫ره وصفته ‪ ،‬وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليههه ‪،‬‬ ‫يجدون في الكتاب من ذك ِ‬
‫ولم يزل بهم ‪ ،‬حتى عرفوا ما قال لهم ‪ ،‬وصدقوه بما قال ‪ ،‬فتركوه وانصرفوا عنه ‪.‬‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم يشب على مكارم الخلق ‪ :‬فشب رسههول‬
‫ظه ويحوطه من أقذار الجاهلية‪،‬‬ ‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬والله تعالى يكلؤه ويحف ُ‬
‫ل قومه مروءة‪ ،‬وأحسهَنهم‬ ‫ما يريد به من كرامته ورسالته ‪ ،‬حتى بلغ أن كان رجل أفض َ‬ ‫لِ َ‬
‫مهههم‬ ‫مهم حسبا‪ ،‬وأحسَنهم جوارًا‪ ،‬وأعظمهم ِ‬
‫حلمهها‪ ،‬وأصههدَقهم حههديثا‪ ،‬وأعظ َ‬ ‫خلقا‪ ،‬وأكر َ‬ ‫ُ‬
‫فحش والخلق التي تدّنس الرجال تنّزها وتكرما‪ ،‬حتى مهها اسههمه‬ ‫ة‪ ،‬وأبعدهم من ال ُ‬‫أمان ً‬
‫ما جمع الله فيه من المورِ الصالحة ‪.‬‬
‫في قومه إل المين ‪ ،‬ل ِ َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسسدث عسسن حفسسظ اللسسه لسسه ‪ :‬وكههان‬
‫دث عما كان الله يحفظه به فههي‬ ‫ذكر لي يح ّ‬ ‫ل الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فيما ُ‬ ‫رسو ُ‬
‫ض مها‬‫ن قريهش ننقهل حجهارةً لبعه ِ‬ ‫صغره وأمر جاهليته ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬لقد رأيُتني في غلما ِ‬
‫يلعههب بههه الغلمههان ‪ ،‬كلنهها قههد تعهّرى‪ ،‬وأخههذ إزاَره ‪ ،‬فجعلههه علههى رقبتههه ‪ ،‬يحمههل عليههه‬
‫ة ثههم قههال ‪:‬‬ ‫ة‪ ،‬فإنى لْقبل معهم كذلك وأدبر‪ ،‬إذ لكمني لكم ما أراه لكم ً‬
‫ة وجيعه ً‬ ‫الحجار َ‬
‫ل الحجههارةَ علههى رقبههتى‬ ‫ى‪ ،‬ثم جعلت أحم ُ‬ ‫شد ّ عليك إزاَرك ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذته وشددته عل ّ‬ ‫ُ‬
‫ى من بين أصحابي ‪.‬‬ ‫وإزاري عل ّ‬
‫جار‬‫ف َ‬
‫حرب ال ِ‬
‫قال ابن هشام ٍ ‪ :‬فلما بلغ رسول الله ‪ -‬صلى الله عليهه وسهلم ‪ -‬أربهعَ ع ْ‬
‫شهرةَ‬
‫مههرو بههن الَعلء‬
‫عبيدة النحوي ‪ ،‬عن أبي عَ ْ‬‫شرةَ سنة ‪ -‬فيما حدثني أبو ُ‬‫سع ْ‬ ‫خم َ‬
‫ة‪ ،‬أو َ‬
‫سن ً‬
‫َ‬
‫كنانة‪ ،‬وبين قْيس عَْيلن ‪.‬‬
‫جار بين قريش ومن معها من ِ‬ ‫ف َ‬‫‪ -‬هاجت حرب ال ِ‬
‫عروةَ الّرحال بن عتبة بن جعفر بن كلب بن ربيعة‬ ‫سببها ‪ :‬وكان الذي هاجها أن ُ‬
‫ذر‪ ،‬فقههال لههه‬
‫من ِ‬‫ة للنعمان بن ال ُ‬ ‫َ‬
‫صعة بن معاوية بن هوازن ‪ ،‬أجار لطيم ً‬ ‫صع ْ َ‬ ‫بن عامر بن َ‬
‫منههاة بههن كنانههة ‪ :‬أتجيرههها علههى‬ ‫ضمرة ابههن بكههر بههن عبههد َ‬ ‫البّراض بن قيس ‪ ،‬أحد بني َ‬
‫حههال ‪ ،‬وخههرج الههبّراض يطلههب‬ ‫كنانة ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وعلى الخلق ‪ ،‬فخرج فيها عههروة الر ّ‬
‫عروة‪ ،‬فوثب عليه البراض ‪ ،‬فقتلههه‬ ‫طلل بالعالية‪ ،‬غفل ُ‬ ‫من ذي ِ‬ ‫غفلته ‪ ،‬حتى إذا كان بت َي ْ َ‬
‫مي ‪ :‬الفجار‪ .‬وقال البراض في ذلك ‪:‬‬ ‫س ّ‬‫في الشهر الحرام ‪ ،‬فلذلك ُ‬
‫ضلوعي‬ ‫ت لها ‪ -‬بني بكر ‪ُ -‬‬ ‫شد َد ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫س قبلي‬ ‫م النا َ‬ ‫‪ #‬وداهيةٍ ُته ّ‬
‫ضروع‬‫ي بال ّ‬ ‫ت الموال َ‬ ‫وأرضع ُ‬ ‫ب‬‫ت بنى كل ٍ‬ ‫ت بها بيو َ‬ ‫‪ #‬هدم ُ‬
‫جذ ِْع الصريع‬ ‫خّر يميد ُ كال ِ‬ ‫فَ َ‬ ‫في‬ ‫لك ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت له بذي طل َ‬ ‫‪ #‬رفع ُ‬
‫ن مالك بن جعفر بن كلب ‪:‬‬ ‫وقال َلبيد ب ُ‬
‫سي‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب لها َ‬
‫وعامَر والخطو ُ‬ ‫ب‬
‫ت ‪ -‬بني كل ٍ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ #‬أبلغْ ‪ -‬إن عََر ْ‬
‫ل‬ ‫ل القتيل بني هل ِ‬ ‫وأخوا َ‬ ‫مْير‬‫ت ‪ -‬بني ن ُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ #‬وبّلغ ‪ -‬إن عَّر ْ‬
‫ل‬‫ن ِذي ط َِل ِ‬ ‫م َ‬‫مقيما ً عند ت َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ل أمسى‬ ‫حا َ‬ ‫‪ #‬بأن الوافد َ الّر ّ‬
‫وهذه البيات في أبيات له فيما ذكر ابن هشام ‪.‬‬
‫ت قريشههًا‪ ،‬فقههال ‪ :‬إن‬ ‫قتال هوازن لقريش ‪ :‬قسسال ابسسن هشسسام ‪ :‬فههأتى آ ٍ‬
‫ة‪ ،‬وهم في الشهر الحرام بعُك َههاظ ‪ ،‬وهَههوازن ل تشههعر‪ ،‬ثههم بلغهههم‬ ‫عرو َ‬
‫البّراض قد قتل ُ‬
‫الخبر فاتبعوهم ‪ ،‬فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم ‪ ،‬فاقتتلوا حههتى جهاء الليههل ‪ ،‬ودخلههوا‬
‫م ‪ ،‬فأمسكت عنهم هوازن ‪،‬ثم التقهوا بعهد ههذا اليهوم أيامها‪ ،‬والقهوم متسهاندون ‪،‬‬ ‫الحر َ‬
‫س منهم ‪.‬‬ ‫ل من قريش وكنانة رئيس منهم ‪ ،‬وعلى كل قبيل من قيس رئي ٌ‬ ‫على كل قبي ٍ‬
‫الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم يشسسهد القتسال وهسو صسسغير ‪ :‬وشهههد‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسههلم ‪ -‬بعههض أيههامهم ‪ ،‬أخرجههه أعمههامه معهههم ‪ ،‬وقههال‬
‫ل علههى أعمههامي ‪ ،‬أي أرد ّ عنهههم ن َب ْه َ‬
‫ل‬ ‫رسول الله ‪ -‬صلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬كنههت أن َب ّه ُ‬
‫عدّوهم ‪ ،‬إذا رموهم بها‪.‬‬
‫سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هسسذه الحسسرب ‪ :‬قسسال ابسسن‬
‫جار‪ ،‬ورسول الله ‪ -‬صلى اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬ابههن عشههرين‬ ‫ف َ‬
‫إسحاق ‪ :‬هاجت حرب ال ِ‬
‫ل هذان‬ ‫م الفجار‪ ،‬بما استح ّ‬ ‫سمى يو َ‬ ‫سنة‪ .‬سبب تسمية هذا اليوم بالفجار ‪ :‬وإنما ُ‬
‫الحيان ‪ :‬كنانة وقَْيس عَْيلن فيه من المحارم بينهم ‪.‬‬
‫قائد قريش وكنانة ‪ :‬وكان قائد قريش وكنانة حرب بن أمية بن‬
‫عبد شمس‪ ،‬وكان الظفر فههي أول النهههار لقيههس علههى كنانههة‪ ،‬حههتى إذا كههان فههي‬
‫وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس‪.‬‬
‫قال ابن هشام‪ :‬وحديث الفجار أطول مما ذكرت‪ ،‬وإنما منعنى مههن استقصههائه‬
‫قطعه حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫تم بعون الله وحسن توفيقه‬


‫الجزء الول‬
‫من كتاب‬
‫السيرة النبوية‬
‫لبن هشام‬
‫ويليه إن شاء الّله‬
‫الجزء الثاني‬
‫وأوله ‪ :‬حديث تزويج‬
‫رسول الّله صلى الله عليه وسلم خديجة‬
‫رضي الله عنها‬
‫سيرة ابن هشام‬
‫الجزء الثاني‬
‫صفحة ‪109 - 1‬‬

‫ل صلى ال عليه وسلم‬


‫حديث تزويج رسول ا ّ‬
‫ل عنها‬‫خديجة رضي ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة‪ ،‬تزوج‬ ‫سنه صلى ال عليه وسلم حين زواجه ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬فلما بلغ رسول ا ّ‬
‫ت خويلد بن أسد ابن عبد الُعّزى بن قصي بن كلب بن ُمرة بن كعب بن ُلَؤي بن غالب ‪ ،‬فيما حدثني غيُر واحد من َأهل‬
‫خديجة بن َ‬
‫عمرو المدني ‪.‬‬
‫العلم عن أبى َ‬
‫خروجه صلى ال عليه وسلم إلى التجارة بمال خديجة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ‪ ،‬ذات شرف‬
‫ومال ‪ ،‬تستأجر الرجال في مالها‪ ،‬وتضاربهم إياه ‪ ،‬بشيء تجعله لهم ‪ ،‬وكانت قريش‬
‫قومًا ِتجارًا‪ ،‬فلما بلغها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ما بلغها‪ :‬من صدق حديثه ‪ ،‬وعظِم أمانته ‪ ،‬وكرم أخلقه ‪ ،‬بعثت إليه‬

‫ل ما كانت ُتعطي غيَره من التجار‪ ،‬مع غلم لها يقال له ‪:‬‬


‫ضَ‬‫ج في مال لها إلى الشام تاجرًا‪ ،‬وتعطيه أف َ‬
‫‪ ،‬فعرضت عليه أن يخر َ‬

‫سرة‪ ،‬فقبله رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم منها وخرج في مالها ذلك ‪ ،‬وخرج معه غلُمها ميسرة‪ ،‬حتى قدم الشام ‪.‬‬
‫َمْي َ‬

‫ل شجرةٍ قريبًا من صومعة راهب من‬ ‫حديثه ‪ -‬صلى ال عليه وسلم مع الراهب ‪ :‬فنزل رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم في ظ ّ‬
‫ت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة ‪ :‬هذا رجل من قريش من‬ ‫ن هذا الرجل الذي نزل تح َ‬ ‫ب إلى ميسرة‪ ،‬فقال له ‪َ :‬م ْ‬
‫طلع الراه ُ‬
‫الرهبان ‪ ،‬فا ّ‬
‫ي ‪.‬‬
‫ط إل نب ّ‬
‫أهل الحرم ‪ ،‬فقال له الراهب ‪ :‬ما نزل تحت هذه الشجرة ق ّ‬
‫ثم باع رسول ال‪ -‬صلى ال عليه وسلم سلعَته التي خرج بها‪ ،‬واشترى ما أراد‬
‫لنه‬
‫ي ‪ ،‬ثم أقبل قافل إلى مكَة‪ ،‬ومعه ميسرُة‪ ،‬فكان ميسرُة ‪ -‬فيما يزعمون ‪ -‬إذا كانت الهاجرة‪ ،‬واشتد الحّر‪ ،‬يَرى ملكين يظ ّ‬ ‫أن يشتر َ‬
‫من الشمس ‪ -‬وهو يسير على بعيره ‪ ،‬فلما قدم مكة على خديجة بمالها‪ ،‬باعت ما جاء به ‪ ،‬فأضعف أو قريبًا‪ .‬وحّدثها ميسرة عن قول‬
‫ل الملكين إياه ‪.‬‬
‫الراهب ‪ ،‬وعما كان يرى من إظل ِ‬

‫ل بها من كرامته ‪،‬‬


‫خديجة ترغب في الزواج منه ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وكانت خديجُة امرأًة حازمًة شريفة لبيبة‪ ،‬مع ما أراد ا ّ‬
‫ن عّم ‪ ،‬إني قد رغبت‬‫فلما أخبرها ميسرة مما أخبرها به ‪ ،‬بعثت إلى رسول ال‪ -‬صلى ال عليه وسلم فقالت له فيما يزعمون ‪ :‬يا اب َ‬
‫سها‪،‬‬
‫ت عليه نف َ‬
‫خلقك ‪ ،‬وصدق حديثك ‪ ،‬ثم عرض ْ‬ ‫ن ُ‬
‫ك في قوِمك وأمانتك ‪ ،‬وحس ِ‬
‫طِت َ‬
‫سَ‬‫فيك لقرابتك و ِ‬

‫ل قوِمها كان حريصًا على ذلك منها لو يقُدُر‬


‫ن شرفًا‪ ،‬وأكثرهن مال‪ُ ،‬ك ّ‬
‫ط نساء قريش نسبًا‪ ،‬وأعظمه ّ‬
‫وكانت خديجُة يومئذ أوس َ‬

‫عليه‪.‬‬
‫صي بن كلب بن ُمّرة بن كعب بن ُلَؤي ابن‬ ‫سد بن عبد الُعّزى بن ق َ‬
‫خَوْيلد بن أ َ‬
‫نسب خديجة رضي ال عنها ‪ :‬وهى خديجة بنت ُ‬
‫غالب بن ِفْهر‪.‬‬
‫جر بن عبد ابن َمِعيص بن عامر بن ُلَؤي بن غالب بن فهر‪.‬‬ ‫حَ‬‫ن الصّم بن رواحة بن َ‬ ‫ت زائدَة ب ِ‬
‫وأمها‪ :‬فاطمُة بن ُ‬
‫عمرو بن َمعيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن ِفْهر‪.‬‬ ‫عمرو بن ُمْنِقذ ابن َ‬‫ت عبد مناف بن الحارث بن َ‬ ‫وأّم فاطمة ‪ :‬هالُة بن ُ‬
‫صْيص ابن كعب بن لؤي بن غالب بن ِفْهر‪.‬‬ ‫عمرو بن ُه َ‬ ‫سْهم بن َ‬‫سْعد بن َ‬
‫سَعْيد بن َ‬
‫ت ُ‬‫وأم هالة ‪ِ :‬قلبُة بن ُ‬
‫ل ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ذكر‬ ‫الرسول ‪ -‬صلى ال عليه وسلم يتزوج من خديجة بعد استشارة أعمامه ‪ :‬فلما قالت ذلك لرسو ِ‬
‫سد فخطبها إليه ‪ ،‬فتزوجها‪.‬‬ ‫خَوْيلد ابن أ َ‬
‫ن عبد المطلب ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬حتى دخل على ُ‬ ‫ذلك لعماِمه ‪ ،‬فخرج معه عمه حمزُة ب ُ‬

‫ل امرأة تزوجها رسول ال –‬ ‫ل ال – صلى ال عليه وسلم عشرين َبْكرة‪ ،‬وكانت أو َ‬ ‫صداق خديجة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وأصدقها رسو ُ‬
‫ج عليها غيَرها حتى ماتت ‪ ،‬رضى ال عنها‪.‬‬ ‫صلى ال عليه وسلم ولم يتزو ْ‬
‫ل ال‪ -‬صلى ال عليه وسلم ولَده ُكّلهم إل إبراهيم ‪:‬‬ ‫ن إسحاق ‪ :‬فولدت لرسو ِ‬ ‫أولده ‪ -‬صلى ال عليه وسلم من خديجة ‪ :‬قال اب ُ‬
‫ب ورقيَة‪ ،‬وأَم كلثوم ‪ ،‬وفاطمَة‪ ،‬عليهم السلم ‪.‬‬ ‫القاسَم ‪ ،‬وبه كان ُيْكَنى ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬والطاهَر والطيب ‪ ،‬وزين َ‬
‫ب ‪ ،‬ثم أّم كلثوم ‪ ،‬ثم فاطمُة‬‫ب ‪ ،‬ثم الطاهُر‪ ،‬وأكبر بناته ‪ :‬رقيُة‪ ،‬ثم زين ُ‬ ‫ترتيب ولدتهم ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬أكبر بنيه ‪ :‬القاسُم ‪ ،‬ثم الطي ُ‬
‫‪.‬‬
‫ن معه‬
‫ن السلَم ‪ ،‬فأسلمن وهاجر َ‬ ‫ن أدرْك َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأما القاسم ‪ ،‬والطيب ‪ ،‬والطاهر فهلكوا في الجاهلية ‪ .‬وأما بناُته ‪ :‬فكّله ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ن وهب عن ابن َلِهيعة‪ ،‬قال ‪ :‬أّم إبراهيم ‪ :‬مارية‬ ‫إبراهيم وأمه ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وأما إبراهيُم فأمه ‪ :‬ماريُة القبطيُة‪ .‬حدثنا عبد ال ب ُ‬
‫صَنا‪.‬‬
‫حْفن من كورة أْن ِ‬‫سرية النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم التي أهداها إليه المقوقس من َ‬

‫سد بن‬‫ن َنْوفل بن أ َ‬


‫ورقة يتنبأ له ‪ -‬صلى ال عليه وسلم بالنبوة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت خديجة بنت خويلد قد‪ .‬ذكرت لورقة ب ِ‬
‫عْلِم الناس ‪ -‬ما ذكر لها غلُمها ميسرة من قول الراهب ‪،‬‬
‫عِلَم من ِ‬
‫ب‪،‬وَ‬ ‫ن عمها‪ ،‬وكان نصرانّيا قد تتبع الكت َ‬ ‫عبد الُعّزى ‪ -‬وكان اب َ‬
‫ت أنه كائ ٌ‬
‫ن‬ ‫وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلنه ‪ ،‬فقال ورقة ‪ :‬لئن كان هذا حقًا يا خديجة‪ ،‬إن محمدًا لنبى هذه المة‪ ،‬وقد عرف ُ‬
‫لهذه المة نبي ُينتظر‪ ،‬هذا زماُنه ‪ ،‬أو كما قال ‪.‬‬
‫شعر لورقة ‪ :‬فجعل ورقة يستبطيء المَر ويقول ‪ :‬حتى متى؟ فقال ورقة في ذلك ‪:‬‬
‫جا‬
‫ث الّنشي َ‬
‫ت في الذكرى َلجوجا ِلَهّم طالما بع َ‬ ‫ت وكن ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫جْ‬
‫‪َ #‬ل ِ‬
‫جا‬
‫فقد طال انتظاري يا خدي َ‬ ‫ف من خديجَة بعَد وصف‬ ‫‪ #‬ووص ٍ‬
‫جا‬
‫خرو َ‬‫حديثك أن أرى منه ُ‬ ‫ن على رجائي‬ ‫‪ #‬ببطنِ الَمّكَتْي ِ‬

‫من الُرهبان أكره أن يعوجا‬ ‫‪ #‬بما خَّبْرتنا من قول قس‬


‫ن له حجيجا‬
‫صُم من يكو ُ‬‫ويخ ِ‬ ‫‪ #‬بأن محمدًا سيسود فينا‬
‫ُيقيُم به البريَة أن تموجا‬ ‫‪ #‬ويظهُر في البلِد ضياُء نوٍر‬

‫جا‬
‫ويلقى من يسالمه ُفلو َ‬ ‫خسارًا‬ ‫‪ #‬فيْلَقى من يحارُبه َ‬
‫جا‬
‫ت أّوَلهم ُولو َ‬ ‫ت فكن ُ‬‫شِهْد ُ‬
‫َ‬ ‫‪ #‬فيا ليتي إذا ما كان َذاكْم‬
‫جا‬
‫جت بمكِتها عجي َ‬ ‫ولو ع ّ‬ ‫ت قري ٌ‬
‫ش‬ ‫‪ُ #‬ولوجا في الذي كره ْ‬
‫جا‬
‫ك لبرو َ‬ ‫سَم َ‬
‫ن َ‬‫بمن يختار َم ْ‬ ‫جى بالذي كِرهوا جميعًا‬ ‫‪ #‬أَر ّ‬
‫جا‬
‫عرو َ‬ ‫ش إن سفلوا ُ‬ ‫إلى ذي العر َ‬ ‫سفالِة غيُر ُكفر‬ ‫‪ #‬وهل أمُر ال ّ‬
‫جا‬
‫ضجي َ‬ ‫ج الكافرون لها َ‬ ‫ضّ‬‫َي ُ‬ ‫ن أموٌر‬ ‫ق تك ْ‬
‫‪ #‬فإن يبقوا َوأب َ‬
‫جا‬
‫حُرو َ‬
‫من القداِر َمْتَلفًة َ‬ ‫سَيْلَقى‬
‫ل فتى َ‬‫ك فك ّ‬ ‫‪ #‬وإن أهل ْ‬

‫ل صلى ال عليه وسلم‬


‫حديث بينان الكعبة وحكم رسول ا ّ‬
‫بين قريش في وضع الحجر‬
‫ل ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم خمسًا وثلثين سنة اجتمعت قريش لبنيان الكعبة‬
‫سبب هذا البنيان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما بلغ رسو ُ‬
‫وكانوا يهّمون‬

‫ضمًا فوق القامة‪ ،‬فأرادوا رفَعها وتسقيَفها‪ ،‬وذلك أن نفرًا سرقوا كنزًا للكعبة‪ ،‬وإنما‬
‫بذلك ‪ ،‬ليسقفوها ويهابون هدَمها‪ ،‬وإنما كانت َر ْ‬
‫كان يكون في بئر في جوف الكعبة‪ ،‬وكان الذي ُوجد عنده الكنز ُدَوْيكًا مولى لبنى ُمَلْيح بن عمرو من خزاعة ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فقطعت قريش يده ‪.‬‬
‫جّدة لرجل من تجار الروم ‪ ،‬فتحطمت ‪ ،‬فأخذوا‬ ‫وتزعم قريش أن الذين سرقوه وضعوه عند ُدَوْيك ‪ ،‬وكان البحر قد رمى بسفينة إلى ُ‬
‫ج من بئر الكعبة‬ ‫حّيٌة تخر ُ‬
‫ض ما ُيصلحها‪ ،‬وكانت َ‬‫خشبها فأعدوه لتسقيفها‪ ،‬وكان بمكة رجل قبطي نجار‪ ،‬فتهيأ لهم في أنفسهم بع ُ‬
‫التي كان ُيطَرح فيها ما ُيهَدى لها كل يوم ‪ ،‬فتتشرق على جدار الكعبة‪ ،‬وكانت مما َيهابون ‪ ،‬وذلك أنه كان ل يدنو منها أحد إل‬
‫ت ‪ ،‬وفتحت فاها‪ ،‬وكانوا يهابونها‪ ،‬فبينا هي ذات يوم تتشرق على جدار الكعبة‪ ،‬كما كانت تصنع ‪ ،‬بعث ال إليها طائرًا‬ ‫ش ْ‬
‫ت َوَك ّ‬
‫حَزأّل ْ‬
‫اْ‬

‫ضى ما أردنا‪ ،‬عندنا عامل رفيق ‪ ،‬وعندنا خشب ‪ ،‬وقد كفانا ال‬ ‫فاختطفها‪ ،‬فذهب بها‪ ،‬فقالت قريش ‪ :‬إنا لنرجو أن يكون ال قد ر َ‬
‫الحيَة ‪.‬‬
‫أبو وهب ‪ -‬خال أبي رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وما حدث له عند بناء الكعبة‪ :‬فلّما أجمعوا أمَرهم في هدمها وبنائها‪ ،‬قام‬
‫عْبد بن عمران بن مخزوم ‪.‬‬ ‫عمرو ابن عائذ بن َ‬ ‫ن َ‬‫أبو وهب ب ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عائذ بن عمران بن مخزوم ‪ ،‬فتناول من الكعبة حجرًا‪ ،‬فوثب من يده ‪ ،‬حتى رجع إلى موضعه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشر‬
‫طّيبًا‪ ،‬ل يدخل فيها َمهر َبِغي ‪ ،‬ول بيع ربا‪ ،‬ول مظلمة أحد من الناس ‪ ،‬والناس ينحلون‬ ‫سِبكم إل َ‬‫قريش ‪ ،‬ل تدخلوا في بنائها من َك ْ‬
‫ن المغيرة بن عبدال بن عمر بن مخزوم ‪.‬‬ ‫هذا الكلم الوليَد ب َ‬
‫حذافة ابن‬‫حّدث عن عبد ال بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد حدثني عبد ال بن أبي نجيح المكي أنه ُ‬
‫سئل عنه ‪،‬‬‫عمرو يطوف بالبيت ‪ ،‬ف ُ‬‫جْعدة بن ُهَبْيرة بن أبى وهب بن َ‬‫صْيص بن كعب بن ُلَؤي أنه رأى ابنا ل َ‬ ‫جَمح بن عمرو بن ُه َ‬ ‫ُ‬
‫جّد هذا‪ ،‬يعنى‪ :‬أبا وهب الذي أخذ حجرًا من الكعبة حين أجمعت‬ ‫جْعدة بن ُهَبْيرة‪ ،‬فقال عبد ال بن صفوان عند ذلك ‪َ :‬‬ ‫فقيل ‪ :‬هذا ابن ل َ‬
‫قريش لهدمها‪ ،‬فوثب من يده ‪ ،‬حتى رجع إلى موضعه ‪ ،‬فقال عند ذلك ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ،‬ل ُتدخلوا في بنائها من كسبكم إل طيبا‬
‫ل تدخلوا فيها مهَر بغى ول بيع ربا‪ ،‬ول مظلمة أحد من الناس ‪.‬‬
‫شعر في أبي وهب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو وهب ‪ :‬خال أبي رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم وكان شريفا‪ ،‬وله يقول شاعر من‬
‫العرب ‪:‬‬
‫داه رحُلها غيَر خائ ِ‬
‫ب‬ ‫ت من ن َ َ‬‫غَد َ ْ‬ ‫مطِيتي‬ ‫ت َ‬‫ب أنخ ُ‬ ‫ولو بأبي ِوه ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫صلت أنساُبها في الذوائ ِ‬ ‫ح ّ‬
‫ى لؤيّ بن غالب إذا ُ‬ ‫ض من فْرعَ ْ‬ ‫بأبي َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫داه فروعَ الطاي ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫س َ‬
‫ط َ‬ ‫تو ّ‬ ‫دى‬ ‫ح للن ّ َ‬
‫ى لخذ الضيم يرتا ُ‬ ‫أب َ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫ل السبائ ِ‬‫ن مث ُ‬‫من الخبزِ يعلوه ّ‬ ‫قد ْرِ يمل جفاَنه‬ ‫عظيم َرمادِ ال ِ‬ ‫‪#‬‬

‫نصيب قبائل قريش في تجزئة الكعبة ‪ :‬ثم إن قريشا ً تجههزأت الكعبههة‪ ،‬فكههان‬
‫شقّ الباب لبنى عبد مناف وُزهرة‪ ،‬وكان ما بين الركن السود والركن اليماني لبنههي‬ ‫ِ‬
‫سهْهم ‪،‬‬‫جمههح و َ‬‫مخزوم ‪ ،‬وقبائل من قريش انضموا إليهم ‪ ،‬وكان ظهههر الكعبههة لبنههى ُ‬
‫صي‬ ‫ُ‬
‫جر لبني عبد الدار بن ق َ‬ ‫ح ْ‬
‫شقّ ال ِ‬
‫صْيص بن كعب بن لؤي ‪ ،‬وكان ِ‬ ‫ي عمرو بن هُ َ‬
‫ابن ْ‬
‫حطيم ‪.‬‬ ‫ؤي وهو ال َ‬ ‫ُ‬
‫دي بن كعب بن ل َ‬ ‫ُ‬
‫‪ ،‬ولبني أسد بن عبد العُّزى بن قصى‪ ،‬ولبني عَ ِ‬
‫الوليد بن المغيرة يبدأ بهدم الكعبة ‪ :‬ثم إن الناس هابوا هدمها وَفِرُقوا منه ‪ .‬فقال الوليُد بن المغيرة ‪ :‬أنا أبدؤكم في هدمها‪ ،‬فأخذ‬
‫ع ‪ -‬قال ابن‬ ‫ل ‪ ،‬ثم قام عليها‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬اللهم لم تَر ْ‬‫الِمْعَو َ‬
‫س تلك الليلة‪ ،‬وقالوا‪ :‬ننظر‪ ،‬فإن أصيب‬ ‫هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬لم نزغ – اللهم إنا ل نريُد إل الخيَر‪ ،‬ثم هدم من ناحية الركنين ‪ ،‬فتربص النا ُ‬
‫ل صنَعنا‪ ،‬فهدمنا !! فأصبح الوليد من ليلته غاديًا على عمله‬ ‫لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت ‪ ،‬وإن لم يصبه شيء‪ ،‬فقد رضى ا ُ‬
‫سنمٍة‬
‫ضر كأ ْ‬
‫خ ْ‬‫س إبراهِيم عليه السلم ‪ ،‬أفضوا إلى حجارةٍ ُ‬ ‫‪ ،‬فهدم وهدم الناس معه ‪ ،‬حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الساس ‪ ،‬أسا ِ‬
‫ضها بعضَا‪.‬‬
‫آخٍذ بع ُ‬
‫ث ‪ :‬أن رجل من قريش‪ ،‬ممن كان‬ ‫امتناع قريش عن هدم الساس وسببه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني بعض من يروي الحدي َ‬
‫سِرها‪ ،‬فانتهوا عن ذلك الساس ‪.‬‬ ‫حجرين منها ليقلَع بها أحَدهما‪ ،‬فلما تحرك الحجُر تنّقضت مكُة بأ ْ‬ ‫يهدمها‪ ،‬أدخل عتلة بين َ‬
‫حدثت أن قريشًا وجدوا في الركن كتابًا بالسريانية‪ ،‬فلم يدروا ما هو‪ ،‬حتى قرأه‬ ‫الكتاب الذي ُوجد في الركن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫س والقمَر‪ ،‬وحففتها بسبعِة‬
‫ت الشم َ‬ ‫ض ‪ ،‬وصور ُ‬ ‫ت والر َ‬ ‫ت السموا ِ‬ ‫ل ذو بكَة‪ ،‬خلقتها يوَم خلق ُ‬‫ل من يهوَد‪ ،‬فإذا هو‪ " :‬أنا ا ّ‬‫لهم رج ٌ‬
‫ل أخشباها‪ُ ،‬مَبارك لهلها في الماِء و اللبن " ‪.‬‬
‫حنفاء‪ ،‬ل تزول حتى يزو َ‬ ‫ك ُ‬‫أمل ٍ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أخشباها‪ :‬جبلها‪.‬‬
‫ل الحرام يأتيها رزُقها من‬‫حدثت أنهم وجدوا في المقام كتابا فيه ‪ " :‬مكُة بيت ا ّ‬ ‫الكتاب الذي وجد في المقام ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫ن أهِلها"‪.‬‬
‫ل ِم ْ‬
‫ل ‪ ،‬ل يحّلها أو ُ‬
‫سب ٍ‬
‫ثلثِة ُ‬
‫ث النبي صلى‬‫سَلْيم أنهم وجدوا حجرًا في الكعبة قبل َمْبع ِ‬‫حجر الكعبة المكتوب عليه العظة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وزعم ليث بن أبي ُ‬
‫ال عليه وسلم بأربعين سنًة ‪ -‬إن كان ما ُذكر حّقا ‪ -‬مكتوبًا فيه ‪" :‬من يزرع خيرًا‪ ،‬يحصد غبطًة‪ ،‬ومن يزرع شّرا‪ ،‬يحصد ندامة‪،‬‬
‫ت ‪ ،‬وُتجَزْون الحسنات ؟! أجل ‪ ،‬كما ل ُيجتنى من الشوك العنب "‪.‬‬ ‫تعملون السيئا ِ‬
‫الختلف بين قريش في وضع الحجر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها‪ ،‬كل قبيلة تجمع‬

‫ن موضَع الركن ‪ ،‬فاختصموا فيه ‪ ،‬كل قبيلة تريد أن ترفَعه إلى موضِعه دون الخرى‪ ،‬حتى‬ ‫حَدٍة ‪ ،‬ثم َبَنْوها‪ ،‬حتى بلغ البنيا ُ‬
‫على ِ‬
‫تحاوروا وتحالفوا؛ وأعّدوا للقتال ‪.‬‬
‫عدي بن كعب بن ُلَؤي على الموت ‪ ،‬وأدخلوا أيديهم في ذلك‬ ‫جْفنة مملوءة دمًا ؛ ثم تعاقدوا هم وبنو َ‬
‫ت بنو عبد الدار َ‬ ‫لعَقة الدم ‪ :‬فقّرب ْ‬
‫ل أو خمسًا‪ ،‬ثم إنهم اجتمعوا في المسجِد‪ ،‬وتشاوروا‬ ‫سّموا‪َ :‬لَعَقَة الدم ‪ ،‬فمكثت قريش على ذلك أربَع ليا ٍ‬
‫جْفنة‪ ،‬ف ُ‬
‫الدم في تلك ال َ‬
‫وتناصفوا ‪.‬‬
‫عامئٍذ أس ّ‬
‫ن‬ ‫عمر بن مخزوم ‪ ،‬وكان َ‬ ‫ض أهل الرواية ‪ :‬إن أبا أمّية بن المغيرة بن عبد ال بن ُ‬ ‫أبو أمية بن المغيرة يجد حل‪ :‬فزعم بع ُ‬
‫ل من يدخل من باب هذا المسجد يقضى بينكم فيه ففعلوا‪.‬‬ ‫قريش كّلها‪ ،‬قال ‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬اجعلوا بينكم ‪ -‬فيما تختلفون فيه ‪ -‬أو َ‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم فلما َرأْوه قالوا ‪ :‬هذا المين ‪،‬‬ ‫ل داخل عليهم رسو ُ‬ ‫الرسول ‪ -‬صلى ال عليه وسلم يضع الحجر‪ :‬فكان أو َ‬
‫ن فوضعه فيه‬ ‫ي ثوبا‪ ،‬فأتى به ‪ ،‬فأخذ الرك َ‬
‫ضينا‪ ،‬هذا محمٌد ‪ ،‬فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبَر قال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪َ :‬هُلّم إل ّ‬ ‫َر ِ‬
‫بيده ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثْوب ‪ ،‬ثم ارفعوه جميعًا‪ ،‬ففعلوا‪ :‬حتى إذا بلغوا به موضعه ‪ ،‬وضعه هو بيده ‪ ،‬ثم بنى عليه‬
‫‪.‬‬

‫ل ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحي‪ :‬المين‪.‬‬ ‫وكانت قريش ُتسّمى رسو َ‬
‫شعر الزبير في الحية التي كانت تمنع قريش من بنيان الكعبة‪ :‬فلما فرغوا من البنيان ‪ ،‬وَبَنْوها على ما أرادوا‪ ،‬قال الزبيُر ابن عبد‬
‫ن الكعبة لها‪:‬‬
‫المطلب ‪ ،‬فيما كان من أمر الحية التي كانت قريش تهاب بنيا َ‬
‫ب‬‫ى لها اضطرا ُ‬ ‫ن وهْ َ‬ ‫إلى الثعبا ِ‬ ‫ت العقاب‬ ‫وب ِ‬
‫ص ّ‬
‫ما ت َ‬ ‫ت لِ َ‬‫جب ْ ُ‬‫عَ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫ن لها ِوثا ُ‬ ‫وأحيانا ً يكو ُ‬ ‫وقد كانت يكون لها كشيش‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫ُتهّيبنا البناَء وقد ُتها ُ‬ ‫س شدت‬ ‫إذا ُقمنا إلى التأسي ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫ب لها انصبا ُ‬ ‫ب ت َت ْل َئ ِ ّ‬‫عقا ُ‬ ‫خشينا الّرجَز جاءت‬ ‫فلما أن َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫ن ليس له حجا ُ‬ ‫لنا البنيا َ‬ ‫متها إليها ثم خلت‬ ‫فض ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫لنا منه القواعد ُ والترا ُ‬ ‫فقمنا حاشدين إلى بناء‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫وينا ثيا ُ‬ ‫س ّ‬‫م َ‬ ‫وليس على ُ‬ ‫س منه‬ ‫غداة َ ن َُرّفع التأسي َ‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫فليس لصِله منهم ذها ُ‬ ‫ك بني لؤى‬ ‫أعّز به الملي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫دمها كل ُ‬ ‫مرة قد تق ّ‬ ‫عدى و ُ‬ ‫ت هناك بنو‬ ‫شد َ ْ‬ ‫ح َ‬
‫وقد َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬ ‫وعند َ اللهِ ُيلَتمس الثوا ُ‬ ‫ك عزا ً‬‫ك بذا َ‬ ‫وأنا الملي ُ‬ ‫فَب َ ّ‬ ‫‪#‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪:‬‬


‫مساِوينا ثياب‬
‫‪#‬وليس على َ‬
‫ى‪،‬‬
‫عشرةَ ِذراعًا‪ ،‬وكانت ُتْكسى الِقباط ّ‬
‫ارتفاع الكعبة وكسوتها‪ :‬وكانت الكعبُة على عهد رسول ال – صلى ال عليه وسلم ثماني َ‬
‫ج بن يوسف‬‫ل من كساها الديباج ‪ :‬الحجا ُ‬
‫ثم ُكسيت البروَد‪ ،‬وأو ُ‬
‫حمس‬
‫حديث ال ُ‬
‫حْمس رأيا رأوه وأداروه‬ ‫حمس ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد كانت قريش ‪ -‬ل أدري أقبل الفيل أم بعده ‪ -‬ابتدعت رأي اْل ُ‬ ‫قريش تبتدع ال ُ‬
‫ل منزلتنا‪ ،‬ول‬‫ل حّقنا‪ ،‬ول مث ُ‬ ‫طان مكة وساكُنها‪ ،‬فليس لحد من العرب مث ُ‬ ‫حرمة‪ ،‬وُولة البيت ‪ ،‬وُق ّ‬‫فقالوا‪ :‬نحن بنو إبراهيم ‪ ،‬وأهل ال ُ‬
‫حرمِتكم ‪،‬‬
‫بب ُ‬
‫ل كما ُتعظمون الحرَم ‪ ،‬فإنكم إن فعلتم ذلك استخّفت العر ُ‬ ‫حّ‬
‫ظموا شيئًا من ال ِ‬‫ف لنا‪ ،‬فل تع ّ‬
‫ل ما تعِر ُ‬
‫ف له العرب مث َ‬ ‫تعر ُ‬
‫ل مثل ما عظموا من الحرم ‪ ،‬فتركوا الوقوف على عرفة‪ ،‬والفاضة منها‪ ،‬وهم يعرفون ويقرون أنها من‬ ‫وقالوا‪ :‬قد عظموا من الح َ‬
‫ل الحرم فليس‬ ‫المشاعر والحج ودين إبراهيم ‪ -‬صلى ال عليه وسلم وَيَرْون لسائر العرب أن يفيضوا منها‪ ،‬إل أنهم قالوا‪ :‬نحن أه ُ‬
‫ج من الحرمة‪ ،‬ول‬ ‫ينبغي لنا أن نخر َ‬

‫حْمس ‪ ،‬والحمس ‪ :‬أهل الحرم ‪ ،‬ثم جعلوا لمن ُولدوا من العرب من ساكن الحل والحرم مثل الذي‬ ‫نعظم غيَرها‪ ،‬كما نعظمها نحن ال ُ‬
‫لهم ‪ ،‬بولدتهم إياهم ‪ ،‬يحل لهم ما يحل لهم ‪ ،‬وَيحُرم عليهم ما َيحُرم عليهم ‪.‬‬
‫خَزاعة قد دخلوا معهم في ذلك ‪.‬‬ ‫حْمس ‪ :‬وكانت ِكنانة و ُ‬ ‫القبائل التي آمنت مع قريش باْل ُ‬
‫صعة ابن معاوية بن بكر بن َهوازن دخلوا معهم في ذلك ‪،‬‬ ‫عَبْيدة النحوي ‪ :‬أن بني عامر بن صع َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني أبو ُ‬
‫وأنشدني لَعْمرو ابن َمْعِد يَكِرب ‪:‬‬
‫ت بعدي الحاِمسا‬‫صْي َ‬‫ث ما نا َ‬ ‫بتثلي ِ‬ ‫شَيارًا جياُدنا‬
‫ت ِ‬
‫س لو َكان ْ‬‫‪#‬أعبا ُ‬
‫صعة‪ .‬وبعباس ‪ :‬عباس بن‬ ‫صْع َ‬‫شَيار‪ :‬الحسان ‪ .‬يعني بالحامس ‪ :‬بني عامر بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬تثليث ‪ :‬موضع من بلدهم ‪ .‬وال ّ‬
‫جَبلة‪:‬‬
‫ي‪ ،‬وكان أغار على بنى ُزَبْيد بتثليث ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة لعمرو‪ .‬وأنشدني لَلِقيط بن ُزرارة الّداَرِمي في يوم َ‬ ‫سَلم ّ‬
‫ِمْرداس ال ّ‬
‫حْمس‬‫حّلُة في الَقْوِم ال ُ‬
‫شُر ال ِ‬
‫المْع َ‬ ‫عْبس‬‫جِذْم إليك إنها بنو َ‬
‫‪#‬أ ْ‬
‫حْنظلة بن مالك بن َزيد مناة‬ ‫جَبلة‪ :‬يوم كان بين بنى َ‬
‫صعة ‪ .‬يوم جبلة‪ :‬ويوُم َ‬ ‫جَبلة حلفاء في بنى عامر بن ص َ‬ ‫عْبس كانوا يوم َ‬ ‫لن بنى َ‬
‫ط بن ُزرارة بن‬‫حْنظلة‪ ،‬وُقتل يومئذ َلِقي ُ‬‫ظَفر فيه لبني عامر بن صعصعة على بني َ‬ ‫صعة‪ ،‬فكان ال ّ‬‫بن تميم ‪ ،‬وبين بنى عامر بن ص َ‬
‫عُدس بن زيد بن عبد ال بن دارم بن مالك بن حنظلة ‪ .‬ففيه‬ ‫عمرو بن عمرو ابن ُ‬ ‫عُدس ‪ ،‬وانهزم َ‬ ‫ب بن ُزرارة بن ُ‬ ‫عُدس ‪ ،‬وأسر حاج ُ‬ ‫ُ‬
‫يقول جرير للفرزدق ‪:‬‬

‫وا‪ :‬يا ل َ َ‬
‫دارِم ِ‬ ‫عمروٍ إذا د َعَ ْ‬
‫ن َ‬
‫عمرو ب َ‬
‫و َ‬ ‫‪ #‬كأنك لم تشهد ْ َلقيطا ً وحاجبا ً‬

‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬


‫ي وهو أبو َكْبشة ‪.‬‬
‫ن بن معاوية الِكْند ّ‬
‫ظفر لحنظلة على بنى عامر‪ ،‬وُقتل يومئٍذ حسا ُ‬
‫جب فكان ال ّ‬ ‫جب ‪ :‬ثم الَتقوا يوَم ذي َن َ‬
‫يوم ذي َن َ‬
‫طفْيل بن مالك بن جعفر بن كلب ‪ ،‬أبو عامر بن الطَفْيل ‪ .‬ففيه يقول الفرزدق ‪:‬‬ ‫صِعق الكلبي وانهزم ال ّ‬ ‫وأسر يزيد بن ال ّ‬

‫ض الهزائم‬
‫جل ركو َ‬ ‫قُْرُزل َر ْ‬ ‫على‬ ‫فيل بن مالك‬ ‫جى ط ُ َ‬‫ن إذ ن ّ‬
‫‪#‬ومنه ّ‬
‫فراخ الجواثم‬‫على أم ال ِ‬ ‫نزيد ُ‬ ‫خوَْيلدٍ‬
‫ن ُ‬
‫ة اب ِ‬‫‪ #‬ونحن ضربنا هام َ‬
‫وهذان البيتان في قصيدة له ‪.‬‬

‫فقال جرير‪:‬‬
‫ل ِمصَقَعا‬
‫ضمِة الخي ِ‬
‫ولقى امرًأ في َ‬ ‫جه‬‫ن كبشَة تا َ‬ ‫ضْبنا لب ِ‬‫خ َ‬‫‪ #‬ونحن َ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫جار‪.‬‬‫ل مما ذكرنا‪ .‬وإنما منعنى من استقصائه ما ذكرت في حديث يوِم الِف َ‬ ‫جب أطو ُ‬ ‫جَبلة‪ ،‬ويوم ذي َن َ‬ ‫وحديث يوم َ‬
‫حْمس أن يأَتِقطوا‬‫حْمس ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم ابتدعوا في ذلك أمورًا لم تكن لهم ‪ ،‬حتى قالوا‪ :‬ل ينبغى لل ُ‬ ‫ما زادته قريش في ال ُ‬
‫حُرمًا‪ ،‬ثم‬‫حرم ‪ ،‬ول يدخلوا بيتا من شعر‪ ،‬ول يستظلوا ‪ -‬إن استظلوا ‪ -‬إل في بيوت الَدم ما كانوا ُ‬ ‫ن وهم ُ‬ ‫سَلُئوا السم َ‬
‫الِقط ‪ ،‬ول َي ْ‬
‫عّمارًا‪ ،‬ول‬ ‫حجاجًا أو ُ‬
‫حرم إذا جاءوا ُ‬ ‫ل إلى ال َ‬
‫حّ‬‫ل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من ال ِ‬ ‫حّ‬
‫رفعوا في ذلك ‪ ،‬فقالوا‪ :‬ل ينبغي لهل ال ِ‬
‫عراةَ ‪.‬‬
‫حْمس ‪ .‬فإن لم يجدوا منها شيئًا طافوا بالبيت ُ‬ ‫ل طوافهِم إل في ثياب ال ُ‬ ‫يطوفون بالبيت إذا َقِدموا أو َ‬
‫حل ‪،‬‬ ‫ى عند الحمس ‪ :‬فإن تكّرمنهم مُتكّرم من رجل أو امرأة‪ ،‬ولم يجدوا ثياب الحمس ؛ فطاف في ثيابه التي جاء بها من ال ِ‬ ‫الّلق َ‬
‫سها هو‪ ،‬ول أحٌد غيُره أبدَا‪.‬‬ ‫غ من طوافه ‪ ،‬ثم لم ينتفْع بها‪ ،‬ولم َيَم ّ‬ ‫ألقاها إذا فر ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫وكانت العرب ُتسمى تلك الثياب ‪ :‬الّلَقى‪ ،‬فحملوا على ذلك العر َ‬
‫حَداهن ثياَبها‬
‫عراًة‪ ،‬أما الرجال فيطوفون عراة‪ ،‬وأما النساء فتضع إ ْ‬
‫فدانت به ‪ ،‬ووقفوا على عرفات ‪ ،‬وأفاضوا منها‪ ،‬وطافوا بالبيت ُ‬
‫كّلها إل درعا ُمَفّرجا عليها‪ ،‬ثم تطوف فيه ‪ ،‬فقالت امرأة من العرب ‪ ،‬وهى كذلك تطوف بالبيت ‪:‬‬

‫حّله‬
‫كله وما بدا منه فل أ ِ‬ ‫ضُه ‪ ،‬أو‬
‫‪ #‬اليوَم َيْبدو َبْع ُ‬
‫ومن طاف منهم في ثيابه التي جاء فيها من الحل ألقاها؛ فلم ينتفع بها هو ول غيره ‪.‬فقال قائل من العرب يذكر شيئا تركه من ثيابه ‪،‬‬
‫فل يقربه – وهو يحبه‪:‬‬
‫م‬
‫حري ُ‬
‫َ‬ ‫الطائفين‬ ‫أيدي‬ ‫بين‬ ‫لقى‬ ‫حَزنا ً ك َّري عليها كأنها‬
‫‪ #‬كفى َ‬

‫يقول ‪ :‬ل تمس ‪.‬‬

‫حْمس ‪ :‬فكانوا تعالى محمدًا – صلى ال عليه وسلم فأنزل عليه حين أحكم له حجه ‪) :،‬ثم أفيضوا من حي ُ‬
‫ث‬ ‫السلم ُيعطل عادات ال ُ‬
‫لفاضة منها‪.‬‬
‫س غفور رحيم ) يعني قريشًا‪ ،‬والناس ‪ :‬العرب ‪ ،‬إلى عرفات ‪ ،‬والوقوف عليها وا ِ‬ ‫أَفاض التا ُ‬
‫السلم يبطل عادات الحمس‪ :‬فكانوا كذلك حتى بعث الب تعببالى محمببدًا صببلى الب‬
‫حْي ُ‬
‫ث‬ ‫ن َ‬
‫ضوا ِم ْ‬
‫عليه وسلم فأنزل عليه حين أحكم له دينه‪ ،‬وشرع له سنن حجه‪ُ { :‬ثّم َأِفي ُ‬
‫حيٌم} ]البقرة‪ [199:‬يعنى قريشًا والناس ‪:‬‬ ‫غُفوٌر َر ِ‬
‫ل َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫سَتْغِفُروا ا َّ‬
‫س َوا ْ‬
‫ض الّنا ُ‬
‫َأَفا َ‬
‫العرب‪ ،‬فرفعهم في سنة الحج إلى عرفات والوقوف عليها والفاضة منها‪.‬‬
‫عراًة‪ ،‬وحّرموا ما جاءوا به من الحل من‬ ‫ل عليه فيما كانوا حّرموا على الناس من طعامهم ولبوسهم عند البيت ‪ ،‬حين طافوا ُ‬ ‫وأنزل ا ّ‬
‫ل اّلِتي‬
‫حّرَم ِزيَنَة ا ِّ‬ ‫ن َ‬
‫ل َم ْ‬‫ن* ُق ْ‬ ‫سِرِفي َ‬
‫ب اْلُم ْ‬‫ح ّ‬ ‫ل ُي ِ‬ ‫سِرُفوا ِإّنُه َ‬
‫ل ُت ْ‬
‫شَرُبوا َو َ‬ ‫جٍد َوُكُلوا َوا ْ‬
‫سِ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫عْنَد ُك ّ‬
‫خُذوا ِزيَنَتُكْم ِ‬‫الطعام ‪َ} :‬يا َبِني آَدَم ُ‬
‫ن{‬ ‫ت ِلَقْوٍم َيْعَلُمو َ‬
‫لَيا ِ‬
‫لا ْ‬ ‫صُ‬ ‫ك ُنَف ّ‬‫صًة َيْوَم اْلِقَياَمِة َكَذِل َ‬
‫خاِل َ‬
‫حَياِة الّدْنَيا َ‬
‫ن آَمُنوا ِفي اْل َ‬‫ي ِلّلِذي َ‬
‫ل ِه َ‬‫ق ُق ْ‬
‫ن الّرْز ِ‬ ‫ت ِم ْ‬
‫طّيَبا ِ‬
‫ج ِلِعَباِدِه َوال ّ‬
‫خَر َ‬
‫َأ ْ‬
‫]العراف‪، [31،32:‬‬
‫ل به رسوَله صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬ ‫حْمس ‪ ،‬وما كانت قريش ابتدعت منه ‪ -‬عن الناس بالسلم ‪ ،‬حين بعث ا ّ‬ ‫ل تعالى أمر ال ُ‬ ‫فوضع ا ّ‬
‫عمرو بن‬ ‫ل بن أبى بكر بن محمد بن َ‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم يخالف الحْمس قبل الرسالة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبدا ّ‬
‫ل‬
‫ت رسول ا ّ‬ ‫طعم ‪ .‬قال ‪ :‬لقد رأي ُ‬ ‫جبير بن ُم ْ‬ ‫طِعم ‪ ،‬عن عمه نافع بن جبير عن أبيه ُ‬ ‫جَبْير بن ُم ْ‬ ‫حْزم ‪ ،‬عن عثمان ابن أبي سليمان بن ُ‬ ‫اَ‬
‫صلى ال عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحي‪ ،‬وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس من بين قومه حتى يدفَع معهم منها توفيقا‬
‫ل له ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم تسليمًا كثيرًا‪.‬‬ ‫من ا ّ‬

‫إخبار الكها ن من العففرب ‪ ،‬والحبففار مففن يهففود والرهبففان مففن النصففارى ببعثتففه‬
‫صلى ال عليه وسلم‬
‫الكهان والحبار والرهبان يتحدثون بمبعثه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت الحبار من يهود‪ ،‬والرهبان من النصارى‪ ،‬والكهان من‬
‫ل مبعثه ‪ ،‬لما تقاربَ من زمانه ‪ .‬أما الحباُر من يهوَد‪ ،‬والرهبان من‬ ‫العرب ‪ ،‬قد تحدثوا بأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم قب َ‬
‫ن من العرب ‪ :‬فأتتهم به‬ ‫النصارى‪ ،‬فعّما وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه ‪ ،‬وما كان من عهد أنبيائهم إليهم فيه ‪ .‬وأما الكها ُ‬
‫ن فيما تسترق من‬ ‫الشياطين من الج ّ‬
‫ض أموِره ‪ ،‬ل تلقى العرب‬ ‫السمع إذ كانت هى ل ُتحجب عن ذلك بالقذف بالنجوم ‪ ،‬وكان الكاهن والكاهنة ل يزال يقع منهما ذكُر بع ِ‬
‫ل تعالى‪ ،‬ووقعت تلك المور التي كانوا يذكرون؛ فعرفوها‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬حتى بعثه ا ّ‬ ‫لذلك فيه با ً‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وحضر مبعُثه ‪،‬‬ ‫شُهب دللًة على مبعثه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فلما تقارب أمُر رسول ا ّ‬ ‫قذف الجن بال ّ‬
‫ن أن ذلك‬ ‫ق السمع فيها فُرموا بالنجوم ‪ ،‬فعرفت الج ّ‬ ‫حجبت الشياطين عن السمع ‪ ،‬وحيل بيَنها وبين المقاعد التي كانت تْقعُد لسترا ِ‬ ‫ُ‬
‫ن إذ‬‫ل في العباد يقول ال تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم حين بعثه ‪ ،‬وهو يقص عليه خبَر الج ّ‬ ‫لمر حدث من أمر ا ّ‬
‫ن َفَقاُلوا ِإّنا‬
‫جّ‬‫ن اْل ِ‬
‫سَتَمَع َنَفٌر ِم ْ‬
‫ي َأّنُه ا ْ‬
‫ي ِإَل ّ‬‫حَ‬
‫ل ُأو ِ‬ ‫عَرفوا‪ ،‬وما أنكروا من ذلك حين َرأْوا ما َرأْوا‪ُ } :‬ق ْ‬ ‫حجبوا عن السمع ‪ ،‬فَعرفوا ما َ‬ ‫ُ‬
‫ل َوَلًدا)‪َ (3‬وَأّنُه َكا َ‬
‫ن‬ ‫حَبًة َو َ‬‫صا ِ‬‫خَذ َ‬ ‫جّد َرّبَنا َما اّت َ‬ ‫حًدا)‪َ (2‬وَأّنُه َتَعاَلى َ‬
‫ك ِبَرّبَنا َأ َ‬
‫شِر َ‬ ‫ن ُن ْ‬
‫شِد َفآَمّنا ِبِه َوَل ْ‬
‫جًبا)‪َ (1‬يْهِدي ِإَلى الّر ْ‬‫عَ‬ ‫سِمْعَنا قُْرآًنا َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ل ِم ْ‬‫جا ٍ‬ ‫ن ِبِر َ‬
‫س َيُعوُذو َ‬ ‫لن ِ‬ ‫ن ا ِْ‬
‫ل ِم ْ‬ ‫جا ٌ‬
‫ن ِر َ‬ ‫ل َكِذًبا)‪َ (5‬وَأّنُه َكا َ‬ ‫عَلى ا ِّ‬
‫ن َ‬ ‫جّ‬‫س َواْل ِ‬ ‫لن ُ‬ ‫ل ا ِْ‬
‫ن َتُقو َ‬ ‫ن َل ْ‬
‫ظَنّنا َأ ْ‬
‫طا)‪َ (4‬وَأّنا َ‬‫طً‬‫شَ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ا ِّ‬
‫سِفيُهَنا َ‬
‫ل َ‬ ‫َيُقو ُ‬
‫جّ‬
‫ن‬ ‫اْل ِ‬
‫ل َنْدِري‬‫صًدا)‪َ (9‬وَأّنا َ‬ ‫شَهاًبا َر َ‬
‫جْد َلُه ِ‬
‫ن َي ِ‬
‫لَ‬‫سَتِمْع ا ْ‬
‫سْمِع َفَمنْ َي ْ‬ ‫عَد ِلل ّ‬
‫َفَزاُدوُهْم َرَهًقا{ ]الجن‪1:‬ـ ‪ [6‬إلى قوله ‪َ } :‬وَأّنا ُكّنا َنْقُعُد ِمْنَها َمَقا ِ‬
‫ت أنها إنما ُمنعت من السمع‬ ‫عرف ْ‬‫ن َ‬ ‫ن القرآ َ‬ ‫شًدا)‪] {(10‬الجن‪ [9،10:‬فلما سمعت الج ّ‬ ‫ض َأْم َأَراَد ِبِهْم َرّبُهْم َر َ‬
‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬‫شّر ُأِريَد ِبَم ْ‬‫َأ َ‬
‫شْبهة‪.‬‬ ‫طع ال ّ‬ ‫جة‪ ،‬وق ْ‬ ‫ل فيه ‪ ،‬لوقوع الح ّ‬ ‫ي بشيء من خبر السماء‪ ،‬فيلتبس على أهل الرض ما جاءهم من ا ّ‬ ‫شكل الوح ُ‬ ‫قبل ذلك ‪ ،‬لئل ُي ْ‬
‫ن َيَدْيِه َيْهِدي ِإَلى‬
‫صّدًقا ِلَما َبْي َ‬
‫سى ُم َ‬‫ن َبْعِد ُمو َ‬
‫ل ِم ْ‬
‫سِمْعَنا ِكَتاًبا ُأْنِز َ‬
‫ن)‪َ (29‬قاُلوا َياَقْوَمَنا ِإّنا َ‬ ‫فآمنوا وصدقوا‪ ،‬ثم ‪َ } :‬وّلْوا ِإَلى َقْوِمِهْم ُمْنِذِري َ‬
‫سَتِقيٍم{ ]الحقاف ‪ 00[29،30‬اليات ‪.‬‬ ‫ق ُم ْ‬‫طِري ٍ‬‫ق َوِإَلى َ‬ ‫حّ‬ ‫اْل َ‬
‫ن َفَزاُدوُهْم َرَهًقا{ ]الجن‪[ 6 :‬أنه كان الرجل من العرب من‬ ‫جّ‬‫ن اْل ِ‬
‫ل ِم ْ‬‫جا ٍ‬‫ن ِبِر َ‬‫س َيُعوُذو َ‬ ‫لن ِ‬ ‫ن ا ِْ‬
‫ل ِم ْ‬
‫جا ٌ‬‫ن ِر َ‬‫ل الجن ‪َ } :‬وَأّنُه َكا َ‬ ‫وكان قو ُ‬
‫ن الليلَة من شّر ما فيه ‪.‬‬ ‫ت فيه ‪ ،‬قال ‪ :‬إنى أعوُذ بعزيِز هذا الوادي من الج ّ‬ ‫ي واٍد من الرض ليبي َ‬ ‫قريش وغيرهم إذا سافر فنزل ف َ‬

‫جاج ‪:‬‬
‫ع ّ‬
‫فه ‪ .‬قال ُرؤبة بن ال َ‬ ‫س َ‬
‫هق ‪ :‬الطغيان وال ّ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬الّر َ‬
‫قا‬‫مَرهّ َ‬
‫سَتبى الهّيامة ال ُ‬
‫‪ #‬إذ ت َ ْ‬

‫جاج يصف حمير وحش‪:‬‬


‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪ .‬والّرهق أيضًا‪ :‬طلبك الشيء حتى تدنَو منه ‪ ،‬أو ل تأخذه ‪ .‬قال ُرُوبة بن الَع ّ‬

‫ق‬
‫ه ْ‬
‫خوف الّر َ‬
‫ن من َ‬
‫شعَرْر َ‬ ‫ن وا ْ‬
‫ق َ‬ ‫ص َ‬
‫صب َ ْ‬
‫‪ #‬بَ ْ‬
‫لثم‬
‫تا ِ‬‫سر الذي أرهقتنى رهقا شديدا؛ أي ‪ :‬حمل ُ‬ ‫لثم أو الُع ْ‬‫تا ِ‬ ‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪ .‬والّرهق أيضًا‪ :‬مصدٌر لقول الرجل ‪َ :‬رِهْق ُ‬
‫طْغَياًنا َوُكْفًرا{ ]الكهف‪ [80 :‬وقوله ‪َ } :‬و َ‬
‫ل‬ ‫ن ُيْرِهَقُهَما ُ‬
‫شيَنا َأ ْ‬
‫خِ‬‫ل تعالى ‪َ } :‬ف َ‬
‫أو الُعسر الذي حملنى حمل شديدا‪ ،‬وفي كتاب ا ّ‬
‫سًرا{ ]الكهف‪[73:‬‬ ‫عْ‬ ‫ن َأْمِري ُ‬
‫ُتْرِهْقِني ِم ْ‬
‫ل العرب‬ ‫حّدث أن أو َ‬ ‫ثقيف أول من َفزعت برمي الجن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الخنس أنه ُ‬
‫لج ‪-‬‬‫عَ‬‫عمرو بن أمية أحد بنى ِ‬ ‫َفِزع للرمى بالنجوم ‪ -‬حين ُرمى بها‪ ،‬هذا الحى من ثقيف ‪ ،‬وأنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له ‪َ :‬‬
‫عمرو‪ ،‬ألم تَر ما حدث في السماِء من القذف بهذه النجوم ‪ .‬قال ‪َ :‬بَلى‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬وكان أدهى العرب وأنكرها رأيًا ‪ -‬فقالوا له ‪ :‬يا َ‬
‫س في‬‫فانظروا‪ ،‬فإن كانت معالم النجوم التي ُيْهَتدى بها في البّر والبحر‪ ،‬وتعَرف بها النواُء من الصيف والشتاء لما ُيصلح النا َ‬
‫ك هذا الخلق الذي فيها‪ ،‬وإن كانت نجومًا غيَرها‪ ،‬وهى ثابتة على حالها‪،‬‬ ‫ي الدنيا‪ ،‬وهل ُ‬ ‫لط ّ‬ ‫معايشهم ‪ ،‬هى التي ُيْرَمى بها‪ ،‬فهو وا ّ‬
‫ل به هذا الخلق ‪ ،‬فما هو؟‬ ‫فهذا لمر أراد ا ّ‬
‫الرسول يسأل النصار عن قولهم في رجم الجن بالشهب وتوضيحه للمر‬
‫ل بن العباس ‪،‬‬ ‫حسين بن علي بن أبى طالب ‪ ،‬عن عبدا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وذكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ‪ ،‬عن على بن ال ُ‬
‫جم الذي ُيْرَمى به قالوا‪ :‬يا نبي‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال لهم ‪ " :‬ماذا كنتم تقولون في هذا الّن ْ‬ ‫لا ّ‬
‫عن نفر من النصار‪ :‬أن رسو َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ليس‬ ‫ك ‪ُ ،‬مّلك َمِلك ‪ُ ،‬ولد مولود‪ ،‬مات مولود‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬ ‫ل كنا نقول حين رأيناها ُيْرَمى بها‪ :‬مات َمِل ٌ‬‫ا ّ‬
‫حهم‬
‫ن َتحَتهم ‪ ،‬فسبح لتسبي ِ‬
‫سِمعه حملة العرش ‪ ،‬فسّبحوا‪ ،‬فسّبح َم ْ‬ ‫ل تبارك وتعالى كان إذا َقضى في خلِقه أمرًا َ‬ ‫ذلك كذلك ‪ ،‬ولكن ا ّ‬
‫سّب َ‬
‫ح‬ ‫ضهم لبعض ‪ِ :‬مّم سبحتم ؟ فيقولون ‪َ :‬‬ ‫ى إلى السماء الدنيا‪ ،‬فيسبحوا‪ ،‬ثم يقول بع ُ‬ ‫ط حتى ينته َ‬ ‫ت ذلك ‪ ،‬فل يزال التسبيح يهب ُ‬ ‫َمن تح َ‬
‫ش ‪ ،‬فُيقال‬‫ن فوَقكم ‪ِ :‬مّم سبحوا؟ فيقولون مثل ذلك ‪ ،‬حتى ينتهوا إلى حملِة العر ِ‬ ‫َمن فوقنا فسبحنا لتسبيحهم ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬أل تسألون َم ْ‬
‫ل في خلقه كذا وكذا‪ ،‬للمِر الذي كان ‪ ،‬فيهبط به الخبُر من سماٍء إلى سماء‬ ‫لهم ‪ِ :‬مّم سبحتم ؟ فيقولون ‪ :‬قضى ا ّ‬
‫ل الرض‬ ‫ن بالسمع ‪ ،‬على توّهم واختلف ‪ ،‬ثم يأتوا به الكهان من أه ِ‬ ‫حتى ينتهى إلى السماِء الدنيا‪ ،‬فيتحدثوا به ‪ ،‬فتسترقه الشياطي ُ‬
‫ل عز وجل حجب الشياطين بهذه‬ ‫فيحدثوهم به ‪ . .‬فيخطئون ويصيبون ‪ ،‬فيتحدث به الكهان فيصيبون بعضًا ويخطئون بعضًا‪ .‬ثم إن ا ّ‬
‫النجوم التي ُيْقَذفون بها‪ ،‬فانقطعت الكهانُة اليوَم فل كهانَة"‪.‬‬
‫حسين بن علي رضى ا ّ‬
‫ل‬ ‫عمرو بن أبي جعفر‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى َلبيبة‪ ،‬عن علي بن ال ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني َ‬
‫عنهم ‪ ،‬بمثل حديث ابن شهاب عنه ‪.‬‬
‫طلة كانت كاهنة في الجاهلية‪،‬‬ ‫سْهم يقال لها الَغْي َ‬
‫ض أهل العلم ‪ :‬أن امرأًة من بنى َ‬ ‫طلة وصاحبها‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بع ُ‬ ‫الغي َ‬
‫حر‪ ،‬فقالت قريش حين بلغها ذلك ‪ :‬ما يريد؟‬ ‫عْقر ون ْ‬
‫فلما جاءها صاحُبها ِفي ليلة من الليالى‪ ،‬فأْنَقض تحتها‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أْدِر ما أْدِر‪ .‬يوم َ‬
‫جنوب ‪ .‬فلما بلغ ذلك قريشا‪ ،‬قالوا‪ :‬ماذا يريد؟‬ ‫صَرع فيه َكْعب ل ُ‬‫شعوب؛ ُت ْ‬ ‫شعوب ‪ ،‬ما ُ‬ ‫ثم جاءها ليلًة أخرى‪ ،‬فأْنَقض تحتها‪ ،‬ثم قال ‪ُ :‬‬
‫شْعب ‪ ،‬فعرفوا أنه الذي كان جاء به إلى صاحبته ‪.‬‬ ‫إن هذا لمر هو كائن ‪ ،‬فانظروا ما هو؟ فما عرفوه حتى كانت وقعة بدر وأحد بال ّ‬
‫نسب الغيطلة‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬الَغْيطلة من بني ُمرة بن عبد ُمناة بن كنانة‪ ،‬إخوة ُمْدلج بن ُمرة وهي أم الغياطل الذين ذكر أبو‬
‫طالب في قوله ‪:‬‬
‫ف َقْيضًا بنا والغياطل‬‫خَل ٍ‬
‫بنى َ‬ ‫‪ #‬لقد سَُفَهت أحلُم قوم تبّدلوا‬

‫ل تعالى ‪.‬‬
‫صْيص ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬سأذكرها في موضعها ‪ -‬إن شاء ا ّ‬ ‫فقيل لولدها‪ :‬وهم من بنى سهم بن عمرو بن ُه َ‬
‫جْنبا بطنًا من اليمن ‪،‬‬
‫ى ‪ :‬أن َ‬
‫شّ‬‫جَر ِ‬
‫جْنب يذكر خبر الرسول صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني على بن نافع ال ُ‬ ‫كاهن َ‬
‫جْنب ‪:‬انظر لنا في أمر هذا‬ ‫كان لهم كاهن في الجاهلية‪ ،‬فلما ُذكر أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم وانتشر في العرب ‪ ،‬قالت له َ‬
‫الرجل ‪ ،‬واجتمعوا له في أسفل‬
‫جبله فنزل عليهم حين طلعت الشمس ‪ ،‬فوقف لهم قائمًا متكئًا على قوس له ‪ ،‬فرفع رأسه إلى السماء طويل‪ ،‬ثم جعل ينزو‪ ،‬ثم قال‬
‫ل أكرم محمدًا واصطفاه ‪ ،‬وطّهر قلَبه وحشاه ‪ ،‬وُمكثه فيكم أيها الناس قليل ‪ ،‬ثم اشتد في جبله راجعا من حيث جاء‪.‬‬ ‫أيها الناس ‪ ،‬إن ا ّ‬
‫سواد بن قارب يحدث عمر بن الخطاب‬
‫عن صاحبه من الجن‬
‫حّدث ‪ :‬أن عمر بن الخطاب ‪ ،‬بينا هو‬ ‫ن بن عفان ‪ ،‬أنه ُ‬ ‫ل بن كعب ‪ ،‬مولى عثما َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهم عن عبدا ّ‬
‫ن الخطاب ‪ ،‬فلما نظر إليه‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬إذ أقبل رجل من العرب داخل المسجد‪ ،‬يريد عمَر ب َ‬ ‫جالس في مسجد رسول ا ّ‬
‫شركه ما فارقه بعُد‪ ،‬ولقد كان كاهنًا في الجاهلية‪ .‬فسّلم عليه الرجل ‪ ،‬ثم جلس ‪،‬‬ ‫ل عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬إن هذا الرجل لعَلى ِ‬ ‫عمر رضي ا ّ‬
‫ت كاهنا في الجاهلية؟ فقال الرجل ‪ :‬سبحان‬ ‫ت ؟ قال ‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين ‪ ،‬قال له ‪ :‬فهل ُكن َ‬ ‫ل عنه ‪ :‬هل أسلم ً‬ ‫فقال له عمر رضي ا ّ‬
‫ت ما‬
‫ت في‪ ،‬واستقبلتني بأمر ما أراك قلَته لحد من رعيتك منذ ولي َ‬ ‫خْل َ‬
‫ل يا أمير المؤمنين ! لقد ِ‬ ‫ا ّ‬
‫ل برسوله‬ ‫ن ‪ ،‬حتى أكرمنا ا ّ‬ ‫شّر من هذا‪ ،‬نعبد الصناَم ‪ ،‬ونعتنق الوثا َ‬ ‫غفرًا‪ ،‬قد كنا في الجاهلية على َ‬ ‫ت ‪ ،‬فقال عمر‪ :‬اللهّم ُ‬ ‫ولي َ‬
‫ت كاهنًا في الجاهلية‪ ،‬قال ‪ :‬فأخبْرنى ما جاءك به صاحُبك ‪ ،‬قال ‪ :‬جاءنى قبل‬ ‫ل يا أمير المؤمنين ‪ ،‬لقد كن ُ‬ ‫لسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وا ّ‬ ‫وبا ِ‬
‫شْيعه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ألم تر إلى الجن وإبلسها‪ ،‬وأياسها من دينها‪ ،‬ولحوقها بالقلص وأحلمها‪.‬‬ ‫لسلم بشهر أو َ‬ ‫اِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬هذا الكلم سجع ‪ ،‬وليس بشعر‪.‬‬
‫ل إنى لعند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش‪ ،‬قد‬ ‫ل بن كعب ‪ :‬فقال عمر بن الخطاب عند ذلك يحدث الناس ‪ :‬وا ّ‬ ‫قال عبدا ّ‬
‫ط أنفذ منه ‪،‬‬
‫ت صوتًا ق ّ‬‫ت من جوف العجل صوتًا ما سمع ُ‬ ‫سم لنا منه ‪ ،‬إذ سمع ُ‬
‫سَمه ليْق ِ‬
‫ل‪ ،‬فنحن ننتظر َق ْ‬
‫ل من العرب عج ً‬ ‫َذبح له رج ٌ‬
‫ل يصيح ‪ ،‬يقول ‪ :‬ل إله إل ال‪.‬‬ ‫شْيعه ‪ ،‬يقول ‪ :‬يا َذريح ‪ ،‬أمٌر نجيح ‪ ،‬رج ٌ‬ ‫لسلم بشهر أو َ‬ ‫وذلك ُقَبْيل ا ِ‬
‫قال بن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬رجل يصيح ‪ ،‬بلسان فصيح يقول‪ :‬ل إله إل‬
‫ض أهل العلم بالشعر‪:‬‬
‫الله ‪ .‬وأنشدنى بع ُ‬
‫بأحلسها‬ ‫العيس‬ ‫وشدها‬ ‫‪ #‬عجبت للجن وإبلسها‬
‫كأنجاسها‬ ‫الجن‬ ‫مؤمنو‬ ‫ما‬ ‫‪ #‬تهوى إلى مكة تبغى الهدى‬
‫قال بن إسحاق‪ :‬فهذا ما بلغنا من الكهان العرب‬
‫إنذار يهود برسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ل ‪ -‬يعرفونه ويكفرون به ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة‪ ،‬عن رجال من قومه ‪ ،‬قالوا‪ :‬إن‬ ‫اليهود ‪ -‬لعنهم ا ّ‬
‫ل شرك أصحاب أوثان ‪ ،‬وكانوا أهل كتاب‬ ‫لسلم ‪ ،‬مع رحمة ال تعالى وُهداه ‪ ،‬لما كنا نسمع من رجال يهود‪ُ ،‬كنا أه َ‬ ‫مما دعانا إلى ا ِ‬
‫‪ ،‬عندهم علم ليس لنا‪ ،‬وكانت ل تزال بيننا وبينهم شرور‪ ،‬فإذا ِنْلنا منهم بعض ما يكرهون ‪ ،‬قالوا لنا‪ :‬إنه تقارب زمان نبى ُيبعث‬
‫الن نقتلكم معه قتل عاد ِوإَرم ‪ ،‬فكنا كثيرًا ما نسمع ذلك منهم ‪.‬‬
‫ل تعالى‪ ،‬وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه ‪ ،‬فآمنا به ‪،‬‬ ‫ل رسوَله صلى ال عليه وسلم أجبناه ‪ ،‬حين دعانا إلى ا ّ‬ ‫فلما بعث ا ّ‬
‫حو َ‬
‫ن‬ ‫سَتْفِت ُ‬
‫ل َي ْ‬
‫ن َقْب ُ‬‫ق ِلَما َمَعُهْم َوَكاُنوا ِم ْ‬‫صّد ٌ‬
‫ل ُم َ‬ ‫عْنِد ا ِّ‬
‫ن ِ‬
‫ب ِم ْ‬
‫جاَءُهْم ِكَتا ٌ‬
‫وكفروا به ‪ ،‬ففينا وفيهم نزل هؤلء اليات من البقرة ‪َ } :‬وَلّما َ‬
‫ن{ ]البقرة‪.[89:‬‬ ‫عَلى اْلَكاِفِري َ‬
‫ل َ‬ ‫عَرُفوا َكَفُروا ِبِه َفَلْعَنُة ا ِّ‬
‫جاَءُهْم َما َ‬‫ن َكَفُروا َفَلّما َ‬ ‫عَلى اّلِذي َ‬ ‫َ‬
‫ن َقْوِمَنا‬
‫ح َبْيَنَنا َوَبْي َ‬
‫ل تعالى ‪َ } :‬رّبَنا اْفَت ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬يستفتحون ‪ :‬يستنصرون ‪ ،‬ويستفتحون أيضًا‪ :‬يتحاكمون ‪ ،‬وفي كتاب ا ّ‬
‫ن{ ]العراف‪[89:‬‬ ‫حي َ‬‫خْيُر اْلَفاِت ِ‬
‫ت َ‬‫ق وََأْن َ‬
‫حّ‬ ‫ِباْل َ‬
‫ح بن إبراهيم بن عبد الرحمن‬ ‫ث اليهودي الذي أنذر بالرسول صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني صال ُ‬ ‫سَلمة يذكر حدي َ‬
‫سَلمة من أصحاب بدر ‪ -‬قال ‪ :‬كان لنا‬ ‫سَلمة بن سلمة بن وقش ‪ -‬وكان َ‬ ‫شهل عن َ‬ ‫عْوف ‪ ،‬عن محمود بن َلبيد أخى بنى عبد ال ْ‬ ‫بن َ‬
‫شهل ‪ ،‬قال ‪ :‬فخرج علينا يومًا من بيته ‪ ،‬حتى وقف على بنى عبد الشهل ‪ -‬قال سلمة ‪ :‬وأنا يومئذ‬ ‫جار من يهود في بنى عبد ال ْ‬
‫ب والميزان والجنَة والنار‪ ،‬قال ‪ :‬فقال‬ ‫ى ُبردة لي‪ ،‬مضطجع فيها بفناء أهلي ‪ -‬فذكر القيامَة والبعث والحسا َ‬ ‫أحدث من فيه سّنا‪ ،‬عل ّ‬
‫ك يا فلن !! أَوترى هذا كائنًا‪ ،‬أن الناس‬ ‫ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان ‪ ،‬ل يَرْون أن بعثًا كائن بعد الموت ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬ويح َ‬
‫ظه من تلك النار‬ ‫ُيْبعثون بعَد موِتهم إلى دار فيها جنة ونار‪ ،‬يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬والذي يحَلف به ‪ ،‬وَلَوّد أن له بح ّ‬
‫أعظَم َتنور في الدار‪ ،‬يحمونه ثم ُيدخلونه إياه فيطينونه عليه ‪ ،‬بأن ينجَو من تلك النار غدًا‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬ويحك يا فلن ! فما آيُة ذلك ؟‬
‫ي ‪ ،‬وأنا من أحدثهم سنًا‪ ،‬فقال‬ ‫قال ‪ :‬نبى مبعوث من نحو هذه البلد ‪ -‬وأشار بيده إلى مكة واليمن ‪ .‬فقالوا‪ :‬ومتى تراه ؟ قال ‪ :‬فنظر إل ّ‬
‫ل محمدًا رسوله صلى ال عليه وسلم وهو‬ ‫ل ما ذهب الليل والنهار حتى بعث ا ّ‬ ‫ستنفْد هذا الغلم عمَره يدرْكه قال سلمة ‪ :‬فوا ّ‬ ‫‪ :‬إن َي ْ‬
‫ت ؟ قال ‪ :‬بلى ولكن‬ ‫ت لنا فيه ما قل َ‬ ‫ت الذي قل َ‬ ‫ى بين أظهرنا‪ ،‬فآمنا به ‪ ،‬وكفر به بغيًا وحسدًا‪ .‬قال ‪ :‬فقلنا له ‪َ .‬وْيحك يا فلنُ !! ألس َ‬ ‫حّ‬ ‫َ‬
‫ليس به ‪.‬‬
‫عمر ابن قتادة‬ ‫ابن الهيبان اليهودي يتسبب في إسلم ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن ُ‬
‫عن شيخ من بنى قريظة قال ‪ :‬قال لي ‪ :‬هل تدري عّم كان‬
‫سْعية وأسد بن عبيد نفر من بنى َهْدل ‪ ،‬إخوة بنى قريظة‪ ،‬كانوا معهم في جاهليتهم ثم كانوا ساداتهم‬ ‫سيد بن َ‬ ‫سْعية وأ ِ‬ ‫إسلم ثعلبة بن َ‬
‫حّ‬
‫ل‬ ‫ل من يهود من أهل الشام ‪ ،‬يقال له ‪ :‬ابن الهَيبان ‪َ ،‬قِدم علينا ُقَبْيل السلم بسنين ‪َ ،‬ف َ‬ ‫في السلم ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل‪ ،‬قال ‪ :‬فإن رج ً‬
‫حط عنا المطر قلنا له ‪ :‬اخرج يا ابن‬ ‫ل منه ‪ ،‬فأقام عندنا فكنا إذا ق َ‬ ‫ل ما رأينا رجل قط ل يصلى الخمس أفض َ‬ ‫ن أظهرنا‪ ،‬ل وا ّ‬ ‫بي َ‬
‫جكم صدقًة‪ ،‬فنقول له ‪ :‬كم ؟ فيقول ‪ :‬صاعا من تمر‪ ،‬أو ُمّدْين من‬ ‫ي مخر ِ‬ ‫ل ‪ ،‬حتى ُتقّدموا بين يَد ْ‬ ‫الهّيبان فاستسق لنا‪ ،‬فيقول ‪ :‬ل وا ّ‬
‫شعير‪ .‬قال ‪ :‬فنخرجها‪،‬‬
‫سَقى‪ ،‬قد فعل ذلك غيَر مرة ول مرتين‬ ‫ل ما يبرح مجلسه ‪ ،‬حتى تمّر السحابُة وُن ْ‬ ‫ل لنا‪ ،‬فوا ّ‬
‫حّرتنا‪ ،‬فيستسقي ا ّ‬ ‫ثم يخرج بنا إلى ظاهر َ‬
‫ض الخمر والخمير‬ ‫عَرف أنه مّيت ‪ ،‬قال ‪ :‬أيا معشر يهود‪ ،‬ما تروَنه أخرجني من أر ِ‬ ‫ول ثلث ‪ .‬قال ‪ :‬ثم حضرته الوفاُة عنَدنا‪ ،‬فلما َ‬
‫ل زمانه ‪ .‬وهذه البلدة‬
‫إلى أرض البؤس والجوع ؟ قال ‪ :‬قلنا‪ :‬إنك أعلم ‪ ،‬قال ‪ :‬فإنى إنما قدمت هذه البلدة أتوّكف خروج نبى قد أظ ّ‬
‫ن إليه يا معشر يهود‪ ،‬فإنه ُيبعث بسفك الدماء‪ ،‬وسبى‬ ‫سَبُق ّ‬
‫ت أرجو أن ُيْبعث ‪ ،‬فأتبعه ‪ ،‬وقد أظلكم زمانه ‪ ،‬فل ُت ْ‬ ‫جُره ‪ ،‬فكن ُ‬
‫ُمها َ‬
‫الذراري والنساء ممن خالفه ‪ ،‬فل يمنعكم ذلك منه‪.‬‬
‫ل إنه للنبى‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وحاصر بنى ُقَرْيظة‪ ،‬قال هؤلء الفتية‪ ،‬وكانوا شبابًا أحداثًا‪ :‬يا بنى قريظة‪ ،‬وا ّ‬ ‫فلما ُبعث رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬إنه لهو بصفته ‪ ،‬فنزلوا وأسلموا‪ ،‬وأحرزوا دماءهم وأموالهم‬ ‫الذي كان عهد إليكم فيه ابن الهّيبان ‪ ،‬قالوا‪ :‬ليس به ‪ ،‬قالوا‪ :‬بلى وا ّ‬
‫وأهليهم ‪.‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فهذا ما بلغنا عن أخبار يهود‪.‬‬
‫ل عنه‬
‫حديث إسلم سلمان رضي ا ّ‬
‫عمر بن َقتادة النصاري ‪،‬‬ ‫ل عنه ‪ -‬يتشّوف إلى النصرانية بعد المجوسية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن ُ‬ ‫سلمان ‪ -‬رضي ا ّ‬
‫ل فارسّيا من أهل إصبهان من أهل‬ ‫ت رج ً‬ ‫سْلمان الفارسي من ِفيه قال ‪ :‬كن ُ‬ ‫ل بن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني َ‬ ‫عن محمود بن َلبيد‪ ،‬عن عبدا ّ‬
‫ل إليه ‪ ،‬لم يزل به حبه إياي حتى حبسنى في بيته كما ُتحبس‬ ‫ب خلق ا ّ‬ ‫ت أح ّ‬‫ى‪ ،‬وكان أبى ِدْهَقان قريته ‪ ،‬وكن ُ‬ ‫جّ‬‫قرية يقال لها‪َ :‬‬
‫ضْيعة عظيمة‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ن النار الذي يوقدها ل يتركها تخبو ساعة‪ .‬قال ‪ :‬وكانت لبى َ‬ ‫طَ‬ ‫الجارية ‪ .‬واجتهدت في المجوسية حتى كنت َق ْ‬
‫طِلْعها ‪ -‬وأمرني فيها‬ ‫ضْيعتي فأذهب إليها‪ ،‬فا ّ‬ ‫شغلت في بنيانى هذا اليوم عن َ‬ ‫شغل في بنيان له يوما‪ ،‬فقال لي ‪ :‬يا ُبنى‪ ،‬إنى قد ُ‬ ‫فُ‬
‫ضْيعتي ‪ ،‬وشغْلتنى عن كل شيء من أمري‬ ‫ي من َ‬ ‫ت أهّم إل ّ‬‫س عني ؟ فإنك إن احتبست عنى كن َ‬ ‫ببعض ما يريد ‪ -‬ثم قال لي ‪ :‬ول تحتب ْ‬
‫ضْيعَته التي بعثني إليها‪ ،‬فمررت بكنيسة من كناش النصارى‪ ،‬فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ‪ ،‬وكنت ل‬ ‫‪ .‬قال ‪ :‬فخرجت أريد َ‬
‫ت أصواَتهم دخلت عليهم ‪ ،‬أنظر ما يصنعون ‪ ،‬فلما رأيتهم ‪ ،‬أعجبتني‬ ‫أدري ما أمر الناس ‪ ،‬لحبس أبي إياي في بيته ‪ ،‬فلما سمع ُ‬
‫غَربت الشمس ‪ ،‬وتركت‬ ‫حُتهم حتى َ‬ ‫ل ما َبِر ْ‬‫ل خير من الدين الذي نحن عليه ‪ ،‬فوا ّ‬ ‫صلتهم ‪ ،‬ورغبت في أمرهم ‪ ،‬وقلت ‪ :‬هذا وا ّ‬
‫ضيعة أبي فلم آتها‪ ،‬ثم قلت لهم ‪ :‬أين أصل هذا الدين ؟ قالوا‪ :‬بالشام ‪ .‬فرجعت إلى أبى‪ ،‬وقد بعث في طلبي ‪ ،‬وشغلته عن عمله كله ‪،‬‬
‫فلما جئته قال ‪ :‬أي بنى أين كنت ؟ أَوَلْم أكن عهد ُ‬
‫ت‬
‫ل ما زلت عندهم‬ ‫ت بأناس يصلون في كنيسة لهم ‪ ،‬فأعجبني ما رأيت من دينهم ‪ ،‬فوا ّ‬ ‫إليك ما عهدت ؟ قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬يا أبت ‪ ،‬مرر ُ‬
‫ل ‪ ،‬إنه لخير من‬ ‫ل وا ّ‬‫غَربت الشمس ‪ ،‬قال ‪ :‬أي بنى‪ ،‬ليس في ذلك الدين خيٌر ‪ ،‬دينك ودين آبائك خير منه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬ك ّ‬ ‫حتى َ‬
‫ى َقيدا ؛ ثم حبسني في بيته ‪.‬‬ ‫ديننا‪ .‬قال ‪ :‬فخافنى‪ ،‬فجعل في رجل ّ‬
‫سلمان يهرب إلى الشام ‪ :‬قال ‪ :‬وبعثت إلى النصارى فقلت لهم ‪ :‬إذا َقِدم عليكم ركب من الشام فأخبرونى بهم ‪ .‬قال ‪ :‬فقدم عليهم‬
‫ت لهم ‪ :‬إذا قضوا حوائجهم ‪ ،‬وأرادوا الرجعَة إلى بلِدهم ‪ ،‬فآِذنونى بهم ‪ :‬قال‬ ‫ركب من الشام تجاٌر من النصارى‪ ،‬فأخبروني بهم فقل ُ‬
‫ى‪ ،‬ثم خرجت معهم ‪ ،‬حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت ‪:‬‬ ‫‪ :‬فلما أرادوا الرجعَة إلى بلدهم ‪ ،‬أخبروني بهم ‪ ،‬فألقيت الحديد من رجل ّ‬
‫ف في الكنيسة ‪.‬‬ ‫سُق ّ‬‫من أفضل أهل هذا الدين علما؟ قالوا‪ :‬ال ْ‬
‫سلمان مع أسقف النصارى السيئ ‪ :‬قال ‪ :‬فجئته ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬إني قد رغبت في هذا الدين ‪ ،‬فأحببت أن أكون معك ‪ ،‬وأخدمك في‬
‫كنيستك ‪ ،‬فأتعلم منك ‪ ،‬وأصلى معك ‪ ،‬قال ‪ :‬ادخل ‪ ،‬فدخلت معه ‪ .‬قال ‪ :‬وكان رجل سوء‪ ،‬يأمرهم بالصدقة‪ ،‬ويرغبهم فيها‪ ،‬فإذا‬
‫جمعوا إليه شيئًا منها اكتنزه لنفسه ‪ ،‬ولم يْعطه المساكين ‪ ،‬حتى جمع سبَع ِقلل من ذهب وَوِرق ‪ .‬قال ‪ :‬فأبغضته ُبغضًا شديدًا‪ ،‬لما‬
‫غبكٍم فيها‪ ،‬فإذا‬ ‫ل سوٍء ‪ ،‬يأمركم بالصدقة‪ ،‬وير ّ‬ ‫رأيته يصنع ‪ ،‬ثم مات ‪ ،‬فاجتمعت إليه النصارى‪ ،‬ليدفنوه ‪ ،‬فقلت لهم ‪ :‬إن هذا كان رج َ‬
‫عْلُمك بذلك ؟ قال ‪ :‬فقلت لهم ‪ :‬أنا أدلكم على كنزه ‪،‬‬ ‫ط المساكين منها شيئا‪ .‬قال ‪ :‬فقالوا لي ‪ :‬وما ِ‬ ‫جئتموه بها‪ ،‬اكتنزها لنفسه ‪ ،‬ولم يع ِ‬
‫قالوا‪ :‬فُدلنا عليه قال ‪ :‬فأريتهم موضَعه ‪ ،‬فاستخرجوا سبَع ِقلل مملوءة ذهبًا وَوِرقًا‪ .‬قال ‪ :‬فلما‬
‫ل ل ندفنه أبدًا‪ .‬قال ‪ :‬فصلبوه ‪ ،‬ورجموه بالحجارة‪ ،‬وجاءوا برجل آخر‪ ،‬فجعلوه مكانه ‪.‬‬ ‫رأوها قالوا‪ :‬وا ّ‬
‫ل منه ‪ ،‬وأزهَد في‬ ‫س ‪ ،‬أرى أنه كان أفض َ‬ ‫ل ل يصلي الخم َ‬ ‫ت رج ً‬ ‫ن ‪ :‬فما رأي ُ‬‫سلمان مع أسقف النصارى الصالح ‪ :‬قال ‪ :‬يقول سلما ُ‬
‫ب ليل ول نهارًا منه ‪ .‬قال ‪ :‬فأحببُته حبا لم أحبه شيئا قبله مثله ‪ .‬قال ‪ :‬فأقمت معه زمانا‪ ،‬ثم‬ ‫ب في الخرة‪ ،‬ول أدأ َ‬ ‫الدنيا‪ ،‬ول أرغ َ‬
‫ل تعالى‪،‬‬ ‫ت له ‪ :‬يا فلن ‪ ،‬إنى قد كنت معك ‪ ،‬وأحببتك حّبا لم أحبه شيئًا قبلك ‪ ،‬وقد حضرك ما ترى من أمر ا ّ‬ ‫حضرته الوفاُة‪ ،‬فقل ُ‬
‫س ‪ ،‬وبّدلوا وتركوا أكثرَ‬ ‫ل ما أعلم اليوم أحدًا على ما كنت عليه ‪ ،‬فقد هلك النا ُ‬ ‫فإلى من ُتوصى بي ؟ وبم تأمرنى ؟ قال ‪ :‬أي بنى‪ ،‬وا ّ‬
‫ت عليه فالحق به ‪.‬‬ ‫صل ‪ ،‬وهو على ما كن ُ‬ ‫ل بالَمْو ِ‬
‫ما كانوا عليه ‪ ،‬إل رج ً‬
‫ت بصاحب الَمْوصل ‪ ،‬فقلت له يا فلن ‪ ،‬إن فلنا أوصانى عند موته أن ألحق‬ ‫غيب لحق ُ‬ ‫سلمان يلحق بأسقف الموصل ‪ :‬فلما مات و ُ‬
‫ث أن مات ‪،‬‬ ‫بك ‪ ،‬وأخبرنى أنك على أمره ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال لي ‪ :‬أقم عندي ‪ ،‬فأقمت عنده ‪ :‬فوجدته خير رجل على أمِر صاحبه ‪ ،‬فلم يلب ْ‬
‫ل ما ترى ‪ ،‬فإلى من‬ ‫فلما حضرته الوفاة‪ ،‬قلت له يا فلن ‪ :‬إن فلنًا أوصى بي إليك ‪ ،‬وأمرنى باللحوق بك ‪ ،‬وقد حضرك من أمر ا ّ‬
‫صيبين ‪ ،‬وهو فلن فالحق به ‪.‬‬ ‫ل ما أعلم رجل على مثل ما كنا عليه ‪ ،‬إل رجل بَن ِ‬ ‫ُتوصى بي ؟ وبم تأمرنى؟ قال ‪ :‬يا بنى‪ ،‬وا ّ‬
‫غيب لحقت بصاحب نصيبين ‪ ،‬فأخبرته خبري ‪ ،‬وما أمرنى به صاحباي ‪ ،‬فقال ‪ :‬أقم‬ ‫سلمان يلحق بأسقف نصيبين ‪ :‬فلما مات و ُ‬
‫حضر‪ ،‬قلت له ‪ :‬يا‬ ‫ل ما لبث أن نزل به الموت ‪ .‬فلما ُ‬ ‫عندي ‪ ،‬فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه ‪ ،‬فأقمت مع خير رجل ‪ ،‬فوا ّ‬
‫فلن ! إن فلنًا‬
‫ى أحٌد على‬ ‫ل ما أعلمه َبق َ‬ ‫كان أوصى بي إلى فلن ‪ ،‬ثم أوصى بى فلن إليك ‪ ،‬فإلى من ُتوصى بى؟ وبم تأمرنى؟ قال ‪ :‬يا بنى‪ ،‬وا ّ‬
‫ل بَعّمورية من أرض الروم ‪ ،‬فإنه على مثل ما نحن عليه ‪ ،‬فإن أحببت فأته ‪ ،‬فإنه على أمرنا‪.‬‬ ‫أمِرنا أمرك أن تأتَيه إل رج ً‬
‫عّموِرية‪ ،‬فأخبرته خبري ‪ ،‬فقال ‪ :‬أقم عندي ‪ ،‬فأقمت عند خير‬ ‫ت بصاحب َ‬ ‫غّيب لحق ُ‬ ‫سلمان يلحق بصاحب عمورية ‪ :‬فلما مات و ُ‬
‫ضر‪ ،‬قلت له ‪:‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ‪ ،‬فلما ُ‬‫غَنْيمة ‪ .‬قال ‪ :‬ثم نزل به أمُر ا ّ‬ ‫ت حتى كان لي بقرات و ُ‬ ‫رجل ‪ ،‬على َهْدي أصحابه وأمِرهم ‪ ،‬قال ‪ :‬واكتسب ُ‬
‫ن ‪ ،‬إنى كنت مع فلن ‪ ،‬فأوصى بى إلى فلن ‪ ،‬ثم أوصى بى فلن إلى فلن ‪ ،‬ثم أوصى بى فلن إليك ‪ ،‬فإلى من ُتوصي بي ؟‬ ‫يا فل ُ‬
‫ل ما أعلمه أصبح اليوم أحد على ِمثل ما كنا عليه من الناس أمرك به أن تأتَيه ‪ ،‬ولكنه قد أظل زما ُ‬
‫ن‬ ‫وبم تأمرني ؟ قال ‪ :‬أي بني ‪ ،‬وا ّ‬
‫حّرَتْين ‪ ،‬بينهما نخل به علمات ل‬ ‫جُره إلى أرض بين َ‬ ‫ى ‪ ،‬وهو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلم ‪ ،‬يخرج بأرض العرب ‪ُ ،‬مَها َ‬ ‫نب ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ق تجلك البلد فافع ْ‬ ‫ت أن تلح َ‬ ‫تخفي‪ ،‬يأكل الهديَة‪ ،‬ول يأكل الصدقَة‪ ،‬وبين كتفيه خاَتُم النبوة‪ ،‬فإن استطع َ‬
‫ت‬
‫ل أن أمكث ‪ ،‬ثم مر بي نفر من َكلب تجار‪ ،‬فقل ُ‬ ‫غّيب ‪ ،‬ومكثت َبَعّموِرية ما شاء ا ّ‬ ‫سلمان يذهب إلى وادي القرى ‪ :‬قال ‪ :‬ثم مات و ُ‬
‫طْيُتُهموها‪ ،‬وحملوني معهم ‪ ،‬حتى إذا‬ ‫غَنْيمتى هذه ‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم فأع َ‬ ‫ب ‪ ،‬وأعطيكم بقراتي هذه و ُ‬ ‫لهم ‪ :‬احملونى إلى أرض العر ِ‬
‫ت أن يكون البلَد الذي َوصف لي‬ ‫ل ‪ ،‬فرجْو ُ‬‫بلغوا وادي القرى ظلمونى‪ ،‬فباعوني من رجل يهودي عبدًا‪ ،‬فكنت عنده ‪ ،‬ورأيت النخ َ‬
‫صاحبى‪ ،‬ولم يحق في نفسى ‪.‬‬
‫ن عم له من بنى ُقَرْيظة من المدينة‪ ،‬فابتاعني منه ‪ ،‬فاحتملني إلى المدينة‪،‬‬ ‫سلمان يذهب إلى المدينة ‪ :‬فبينا أنا عنَده ‪ ،‬إذ قدم عليه اب ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فأقام بمكة ما أقام ‪ ،‬ل أسمع‬ ‫ل ما هو إل أن رأيُتها‪ ،‬فعرفتها بصفِة صاحبى‪ ،‬فأقمت بها‪ ،‬وُبعث رسول ا ّ‬ ‫فوا ّ‬
‫ق ‪ ،‬ثم هاجر إلى المدينة‪.‬‬ ‫له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الر ّ‬
‫ل إنى لفي رأس عْذق لسيدي أعمل له فيه‪ .‬بعض العمل وسيدي‬ ‫سلمان يسمع بهجرة النبي صلى ال عليه وسلم إلى المدينة ‪ :‬فوا ّ‬
‫ل إنهم الن لمجتمعون بقباء على رجل‬ ‫ل بنى َقْيلة‪ ،‬وا ّ‬
‫ن ‪ ،‬قاتل ا ّ‬‫جالس تحتي ‪ ،‬إذ أقبل ابن عم له ‪ ،‬حتى وقف عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا فل ُ‬
‫قدم عليهم من مكة اليوم ‪ ،‬يزعمون أنه نبي ‪.‬‬
‫سلم بن اْلحاف بن ُقضاعة‪ ،‬أم الْوس‬ ‫سْود بن ا ْ‬
‫عْذَرة بن سعد ابن زيد بن ليث بن َ‬ ‫نسب قيلة ‪ :‬قال ابن هشام‪َ :‬قْيلة ‪ :‬بنت كاهل بن ُ‬
‫والخزرج ‪.‬‬
‫قال النعمان بن بشير النصارى يمدح الوس والخزرج ‪:‬‬
‫مخالطةٍ عُْتبا‬
‫ُ‬ ‫عليهم خليط في‬ ‫جد ْ‬‫ل من أولدِ قَْيلة لم ي َ ِ‬ ‫‪ #‬بهالي ُ‬
‫ل آبائهم نحبا‬ ‫ن عليهم ِفع َ‬
‫ي ََروْ َ‬ ‫دى‬ ‫حون للن َ‬ ‫ح أبطال ي َُرا ُ‬
‫‪ #‬مسامي ُ‬
‫وهذان البيتان في قصيدة له ‪.‬‬
‫سْلمان ‪ :‬فلما‬ ‫ل بن عباس ‪ ،‬قال َ‬ ‫عمر بن قتادة النصارى‪ ،‬عن محمود بن َلبيد‪ ،‬عن عبدا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن ُ‬
‫حضاء‪،‬‬ ‫سمعتها أخذنى الُعَرْوراء ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬الُعَرْوراء‪ :‬الرعدة من البرد والنتفاض ‪ ،‬فإن كان مع ذلك عرق فهي الّر َ‬
‫وكلهما ممدود ‪ -‬حتى ظننت أني سأسقط على سيدي ‪ ،‬فنزلت عن النخلة‪ ،‬فجعلت أقول لبن عمه ذلك ‪ :‬ماذا تقول ؟ فغضب‬
‫ل على عملك ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل شئ ‪ ،‬إنما أردت أن أستثبته عما قال ‪.‬‬ ‫سيدي ‪ ،‬فلكمنى لكمة شديدة‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ما لك ولهذا؟ أقب ْ‬
‫سلمان يستوثق من رسالة محمد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ‪ :‬وقد كان عندي شيء قد جمعته ‪ ،‬فلما أمسيت أخذته ‪ ،‬ثم ذهبت به‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وهو بُقَباء‪ ،‬فدخلت عليه ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬إنه قد بلغنى أنك رجل صالح ‪ ،‬ومعك أصحاب لك غرباء‬ ‫إلى رسول ا ّ‬
‫ق به من غيِركم ‪ ،‬قال ‪ :‬فقّربته إليه ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ذوو حاجة‪ ،‬وهذا شيء كان عندي للصدقة‪ ،‬فرأيتكم أح ّ‬
‫ت عنه ‪ ،‬فجمعت شيئا‪ ،‬وتحول رسول‬ ‫لصحابه ‪ :‬كلوا‪ ،‬وأمسك يده ‪ ،‬فلم يأكل ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت في نفسي ‪ :‬هذه واحدة ‪ .‬قال ‪ :‬ثم انصرف ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى المدينة‪ ،‬ثم جئُته به ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬إني قد رأيُتك ل تأكل الصدقة‪ ،‬فهذه هديٌة أكرمُتك بها‪ .‬قال ‪ :‬فأكل رسول‬ ‫ا ّ‬
‫ل صلى ال‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم منها‪ ،‬وأمر أصحابه ‪ ،‬فأكلوا معه ‪ .‬قال فقلت في نفسى‪ :‬هاتان ثنتان ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم جئت رسول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ى شملتان لي ‪ ،‬وهو جالس في أصحابه ‪ ،‬فسلمت عليه ثم‬ ‫عليه وسلم وهو ببقيع الَغْرَقد‪ ،‬قد تبع جنازة رجل من أصحابه ‪ ،‬عل ّ‬
‫عَرف‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم استدبرته ‪َ ،‬‬ ‫استدرت أنظر إلى ظهره ‪ ،‬هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ‪ ،‬فلما رآنى رسول ا ّ‬
‫ت عليه أقبله ‪ ،‬وأبكي ‪ ،‬فقال لي رسول‬ ‫أنى أستثبت في شيء ُوصف لي‪ ،‬فألقى رداءه عن ظهره ‪ .‬فنظرت إلى الخاتم فعَرفته ‪ ،‬فأكبب ُ‬
‫ا ّ‬
‫ل‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬تحول ‪ ،‬فتحولت فجلست بين يديه ‪ ،‬فقصصت عليه حديثى‪ ،‬كما حدثتك يا ابن عباس ‪ ،‬فأعجب رسول ا ّ‬
‫ل‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ق حتى فاته من رسول ا ّ‬ ‫ن الر ّ‬
‫شغل سلما َ‬ ‫ل عليه وعلى آله وسلم أن يسمع ذلك أصحاُبه ‪ .‬ثم َ‬ ‫صلى ال عليه وسلم ا ّ‬
‫وسلم بدر وأحد‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ل ومساعدته صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال سلمان ‪ :‬ثم قال لي رسول ا ّ‬ ‫ك نفسه من الرق بأمر رسول ا ّ‬ ‫سلمان يفت ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫ب يا سلمان ‪ ،‬فكاتبت صاحبى على ثلثمائة نخلة أحييها له بالَفِقير‪ ،‬وأربعين أوقية ‪ .‬فقال رسول ا ّ‬ ‫وسلم ‪ :‬كات ْ‬
‫لصحابه ‪ :‬أعينوا أخاكم ‪ ،‬فأعانوني بالنخل ‪ ،‬الرجل بثلثين َوِدّية‪ ،‬والرجل بعشرين َوِدّية‪ .‬والرجل بخمس عشرة َوِدّية‪ ،‬والرجل‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬اذهب يا سلمان ففقْر‬ ‫بعشر‪ ،‬يعين الرجل بقدر ما عنده ‪ ،‬حتى اجتمعت لي ثلثمائة َوِدّية‪ ،‬فقال لي رسول ا ّ‬
‫لا ّ‬
‫ل‬ ‫لها‪ ،‬فإذا فرغت فأتنى‪ ،‬أكن أنا أضعها بيدي ‪ .‬قال ففّقْرت ‪ ،‬وأعاننى أصحابي ‪ ،‬حتى إذا فرغت جئته فأخبرته ‪ ،‬فخرج رسو ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بيده حتى فرغنا‪ .‬فوالذي‬ ‫ي ‪ ،‬ويضعه رسول ا ّ‬ ‫صلى ال عليه وسلم معى إليها‪ ،‬فجعلنا نقرب إليه الَوِد ّ‬
‫نفس سلمان بيده ‪ ،‬ما ماتت منها َوِدّية واحدة‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن ‪ ،‬فقال‬ ‫ي المال ‪ ،‬فأتى رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬فأديت النخل ‪ ،‬وبقي عل ّ‬
‫‪ :‬ما فعل الفارسي المكاَتب ؟ قال ‪ :‬فُدعيت له ‪ ،‬فقال ‪ :‬خذ هذه ‪ ،‬فأّدها مما عليك يا سلمان ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وأين تقع هذه يا رسول ا ّ‬
‫ل‬
‫ل سيؤدى بها عنك ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذتها‪ ،‬فوَزْنت لهم منها ‪ -‬والذي نفس سلمان بيده ‪ -‬أربعين أوقية‪،‬‬ ‫مما علي ؟ فقال ‪ :‬خْذها‪ ،‬فإن ا ّ‬
‫حّرا‪ ،‬ثم لم يفتني معه‬ ‫ق ُ‬‫ل صلى ال عليه وسلم ال عليه وآله وسلم الخند َ‬ ‫ت مع رسول ا ّ‬ ‫عتق سلمان ‪ .‬فشهد ُ‬ ‫فأوفيتهم حّقهم منها‪ ،‬و ُ‬
‫مشهد‪.‬‬
‫ت ‪ :‬وأين تقع هذه من الذي‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن رجل من عبد القيس عن سلمان ‪ :‬أنه قال ‪ :‬لما قل ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فقلبها على لساِنه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬خذها فأوفهْم منها‪ ،‬فأخذتها‪ ،‬فأوفيُتهم منها‬ ‫ل ؟ أخذها رسول ا ّ‬ ‫ى يا رسول ا ّ‬ ‫عل ّ‬
‫حّقهم كله ‪ ،‬أربعين أوقية ‪.‬‬
‫حديث سلمان مع الرجل الذي بعمورية‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني من ل أتهم عن عمر ابن‬
‫ل صلى ال عليه وسلم حين أخبره خبره ‪ :‬إن صاحب‬ ‫سي ‪ :‬أنه قال لرسول ا ّ‬ ‫ن الفار ّ‬‫حدثت عن سلما َ‬ ‫عبد العزيز بن مروان ‪ ،‬قال ‪ُ :‬‬
‫عمورية قال له ‪ :‬أئت‬
‫غْيضتين ‪ ،‬يخرج في كل سنة من هذه الغيضة إلى هذه الغيضة مستجيزًا‪ ،‬يعترضه‬ ‫ل بين َ‬‫ض الشام ‪ ،‬فإن بها رج ً‬‫كذا وكذا من أر ِ‬
‫ن ‪ :‬فخرجت حتى أتي ُ‬
‫ت‬ ‫شفي‪ ،‬فاسأله عن هذا الدين الذي تبتغي ‪ ،‬فهو يخبرك عنه ‪ ،‬قال سْلما ُ‬ ‫ذوو السقام ‪ ،‬فل يدعو لحد منهم إل ُ‬
‫س قد اجتمعوا بمرضاهم هنالك ‪ ،‬حتى خرج لهم تلك الليلة مستجيزًا من إحدى الغيضتين إلى‬ ‫ث ُوصف لي ‪ ،‬فوجدت النا َ‬ ‫حي ُ‬
‫خُلص إليه حتى دخل الَغْيضَة التي يريد أن‬ ‫ى‪ ،‬وغلبونى عليه ‪ ،‬فلم أ ْ‬‫شِف َ‬
‫الخرى‪ ،‬فغشيه الناس بمرضاهم ‪ ،‬ل يدعو لمريض إل ُ‬
‫حِنيفّية دين إبراهيم ‪ .‬قال ‪ :‬إنك‬
‫ل ‪ ،‬أخبرني عن ال َ‬‫ت ‪ :‬يرحمك ا ّ‬‫ى‪ ،‬فقل ُ‬
‫يدخل ‪ ،‬إل منكبه ‪ .‬قال ‪ :‬فتناولته ‪ .‬فقال ‪ :‬من هذا؟ والتفت إل ّ‬
‫ن نبي ُيبعث بهذا الدين من أهل الحرم ‪َ ،‬فأِتِه فهو يحملك عليه ‪ .‬قال ‪ :‬ثم‬‫س اليوَم ‪ ،‬قد أظّلك زما ُ‬
‫لتسألنى عن شيء ما يسأل عنه النا ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم لسلمان ‪ :‬لئن كنت صدقتني يا سلمان ‪ ،‬لقد لقيت عيسى ابن مريم ‪ . .‬على نبينا‬ ‫دخل ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رسول ا ّ‬
‫وعليه السلم‪.‬‬
‫عَبْيد‬
‫ذكر ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد الُعّزى و ُ‬
‫حَوْيرث‬
‫ابن جحش وعثمان بن ال ُ‬
‫وَزْيد بن عمرو بن ُنَفْيل‬
‫تشككهم في الوثنية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬واجتمعت قريش يوما في عيد لهم عند صنم من أصنامهم كانوا يعظمونه وينحرون له ‪،‬‬
‫جّيا‪ ،‬ثم قال بعضهم لبعض ‪ :‬تصادقوا‪،‬‬ ‫ويعكفون عنده ‪ ،‬وُيديرون به ‪ ،‬وكان ذلك عيدًا لهم في كل سنة يومًا‪ ،‬فخَلص منهم أربعة نفرَن ِ‬
‫سد بن عبد الُعّزى بن ُقصى بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي ‪.‬‬ ‫ضكم على بعض ‪ ،‬قالوا‪ :‬أجل ‪ ،‬وهم ‪َ :‬وَرقُة بن َنْوفل بن أ َ‬ ‫وليكتم بع ُ‬
‫خزيمة‪ ،‬وكانت أمه أميمة بنت عبد‬ ‫غْنم بن دودان بن أسد بن ُ‬ ‫ل بن جحش بن ِرئاب بن َيْعمر بن صْبرة بن ُمرة بن كبير بن َ‬ ‫عَبْيد ا ّ‬
‫وُ‬
‫المطلب ‪ .‬وعثمان بن الحَوْيرث بن أسد بن عبد العزى بن قصى‪ .‬وزيد بن‬
‫ل بن ُقْرط بن ِرياح بن َرزاح ابن عدي بن كعب بن لؤي ‪ .‬فقال بعضهم لبعض ‪ :‬تعّلموا وا ّ‬
‫ل‬ ‫عمرو بن ُنَفْيل بن عبد العزى بن عبدا ّ‬ ‫َ‬
‫ما قومكم على شيء! لقد أخطئوا دين أبيهم إبراهيم ‪ ،‬ما حجر نطيف به ‪ ،‬ل يسمع ول يبصر‪ ،‬ول يضر ول ينفع ؟! يا قوم التمسوا‬
‫ل ما أنتم على شيء ‪ ،‬فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية‪ ،‬دين إبراهيم ‪.‬‬ ‫لنفسكم ‪ ،‬فإنكم وا ّ‬
‫ب من أهلها‪ ،‬حتى علم علما من أهل الكتاب ‪ .‬وأما‬ ‫تنصر ورقة وابن جحش ‪ :‬فأما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية‪ ،‬واتبع الكت َ‬
‫ل بن جحش ‪ ،‬فأقام على ما هو عليه من اللتباس حتى أسلم ‪ ،‬ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة‪ ،‬ومعه امرأته أم حبيبة بنت‬ ‫عَبيد ا ّ‬
‫ُ‬
‫لسلم ‪ ،‬حتى هلك هنالك نصرانيا ‪.‬‬ ‫صر‪ ،‬وفارق ا ِ‬ ‫أبى سفيان مسلمة‪ ،‬فلما قدمها تن ّ‬
‫عَبيد ا ّ‬
‫ل‬ ‫ابن جحش يغري مهاجري الحبشة على التنصر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير‪ ،‬قال ‪ :‬كان ُ‬
‫صأتم ‪،‬‬
‫صأ َ‬‫حنا و َ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم وهم هنالك من أرض الحبشة فيقول ‪ :‬فّق ْ‬ ‫ابن جحش‪ -‬حين تنصر ‪ -‬يمر بأصحاب رسول ا ّ‬
‫أي أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر‪ ،‬ولم ُتبصروا بعد‪ ،‬وذلك أن ولد الكلب ‪ ،‬إذا أراد أن يفتح عينيه لينظر‪ ،‬صأصأ‪ ،‬لينظر‪ .‬وقوله ‪:‬‬
‫فّقح ‪ :‬فتح عينيه‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم يخلف على زوجة ابن جحش بعد وفاته ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وخلف رسول ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫وسلم بعده على امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب ‪.‬‬
‫عْمَرو بن أمية‬ ‫حسين ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث فيها إلى النجاشى َ‬ ‫ن ُ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد بن علي ب َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم أربعمائة دينار‪ .‬فقال محمد بن علي‬ ‫ضْمري ‪ ،‬فخطبها عليه النجاشى ؛ فزوجه إياها‪ ،‬وأصدقها عن رسول ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ :‬ما نرى عبد الملك بن مروان وقف صداق النساء على أربعمائة دينار إل عن ذلك ‪ .‬وكان الذي أملكها النبى صلى ال عليه وسلم‬
‫خالد بن سعيد بن العاص ‪.‬‬
‫صر‪ ،‬وحسنت‬ ‫حَوْيرث وقدومه على قيصر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأما عثمان بن الحَُوْيرث ‪ ،‬فقدم على قيصر ملك الروم فتن ّ‬ ‫تنصر ابن ال ُ‬
‫منزلُته عنَده ‪.‬‬
‫حَوْيرث عند قيصر حديث ‪ ،‬منعني من ذكره ما ذكرت في حديث حرب الفجار‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ولعثمان بن ال ُ‬
‫عمرو بن ُنَفْيل فوقف‪ ،‬فلم يدخل يهودية ول نصرانية‪ ،‬وفارق دين‬ ‫زيد يتوقف عن جميع الديان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأما زيد ابن َ‬
‫قومه ‪ ،‬فاعتزل الوثان والميتة والدم والذبائح التي ُتْذَبح على الوثان ‪.‬‬
‫ب إبراهيم ‪ ،‬وباَدى قومه بعْيب ما هم عليه ‪.‬‬ ‫ونهى عن َقْتل الموءودة‪ ،‬وقال ‪ :‬أعبُد ر ّ‬
‫ت زيَد بن عمرو‬ ‫ل عنهما‪ ،‬قال ‪ :‬لقد رأي ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني هشام بن عروة عن أبيه ‪ ،‬عن أمه أسماء بنت أبى بكر رضي ا ّ‬
‫سِندًا ظهره إلى الكعبة‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬يا معشَر قريش‪ ،‬والذي نفس زيد بن عمرو بيده ‪ :‬ما أصبح منكم أحد على‬ ‫بن ُنَفْيل شيخًا كبيرًا ُم ْ‬
‫ب إليك عبدُتك به ‪ ،‬ولكني ل أعلمه ‪ ،‬ثم يسجد على راحته ‪.‬‬ ‫ي الوجوه أح ّ‬ ‫دين إبراهيم غيري ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬اللهم لو أني أعلم أ ّ‬
‫ل صلى ال‬ ‫حدثت أن ابنه سعيد بن زْيد بن عمرو بن ُنَفْيل وعمر بن الخطاب ‪ ،‬وهو ابن عمه ‪ ،‬قال لرسول ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫عليه وسلم ‪ :‬أتستغفر لزيد بن عمرو؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فإنه ُيْبعث أمًة وحَده ‪.‬‬
‫شعر زيد في فراق الوثنية ‪ :‬وقال زيد بن عمرو بن نفيل في فراق دين قومه وما كان لقى منهم في ذلك‪:‬‬
‫الموُر‬ ‫قسمت‬ ‫تُ ُ‬ ‫إذا‬ ‫ن‬ ‫أِدي ُ‬ ‫ف رب‬ ‫أَرب ّا ً واحدًا‪ ،‬أم أل َ‬ ‫‪#‬‬
‫الصبوُر‬ ‫ْ‬
‫جلد ُ‬‫ال َ‬ ‫ل‬‫يفع ُ‬ ‫كذلك‬ ‫ت والعُّزى جميعا ً‬ ‫ت الل َ‬ ‫عََزل ْ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫أزوُر‬ ‫عمرو‬ ‫بنى‬ ‫ي‬
‫م ْ‬
‫صن َ َ‬
‫َ‬ ‫ول‬ ‫ن ول ابنتْيهها‬‫فل العُّزى أدي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫حلمى يسيُر‬ ‫ِ‬ ‫لنا في الدهر إذ‬ ‫ول هُب َل ً أدين ‪ ،‬وكان رّبا‬ ‫‪#‬‬
‫البصيُر‬ ‫يعرفها‬ ‫اليام‬ ‫وفي‬ ‫جبات‬ ‫معْ َ‬‫عجبت وفي الليالي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫الفجوُر‬ ‫م‬
‫شأَنه ُ‬ ‫كان‬ ‫كثيرا ً‬ ‫ه قد أفنى رجهال ً‬‫‪ #‬بأن الل ّ َ‬
‫الصغير‬ ‫ل‬‫الطف ُ‬ ‫م‬
‫منه ُ‬ ‫فَي َْرب ِ ُ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬وأبقى آخرين ببّر قوم ٍ‬

‫المطيُر‬ ‫ن‬
‫الغص ُ‬ ‫َيترّوح‬ ‫كما‬ ‫ب يوما ً‬ ‫وب َْينا المرُء يعثر ثا َ‬ ‫‪#‬‬
‫الغفوُر‬ ‫ب‬ ‫الر ّ‬ ‫ى‬
‫ذنب َ‬ ‫ليغفَر‬ ‫ن رّبهى‬‫ن أعبد ُ الرحم َ‬ ‫ولك ْ‬ ‫‪#‬‬
‫تبوروا‬ ‫ل‬ ‫تحفظوها‬ ‫ما‬ ‫متى‬ ‫فتقوى الل ّهِ ربكم احفظوها‬ ‫‪#‬‬
‫سعيُر‬ ‫حامية‬ ‫وللكفارِ‬ ‫ن‬‫جنا ٌ‬
‫هم ِ‬ ‫ترى البراَر داَر ُ‬ ‫‪#‬‬
‫الصدوُر‬ ‫به‬ ‫تضيقُ‬ ‫ما‬ ‫يلقوا‬ ‫وخْزي في الحياة وإن يموتوا‬ ‫‪#‬‬

‫وقال زيد بن عمرو بن ُنَفيل أيضا ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬هى لمية ابن أبى الصلت في قصيدة له إل البيتين الولين ‪ ،‬والبيت الخامس ‪،‬‬
‫وآخرها بيتا‪ .‬وعجز البيت الول عن غير ابن إسحاق ‪:‬‬
‫باقَيا‬ ‫الدهَر‬ ‫ينى‬ ‫ل‬ ‫رصينا ً‬ ‫وقول ً‬ ‫مدحتى وثنائيا‬ ‫دي ِ‬ ‫إلى الّله أهْ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫مدانَيا‬‫ُ‬ ‫ن‬‫ول رب يكو ُ‬ ‫فوَقه إل ٌ‬
‫ه‬ ‫ك العلى الذي ليس‬ ‫إلى المل ِ‬ ‫‪#‬‬
‫خافَيا‬ ‫الّله‬ ‫من‬ ‫تخفى‬ ‫ل‬ ‫فإنك‬ ‫دى‬ ‫أل أيها النسان إياك والّر َ‬ ‫‪#‬‬
‫بادَيا‬ ‫ح‬
‫أصب َ‬ ‫شد‬‫الّر ْ‬ ‫َ‬
‫سبيل‬ ‫فإن‬ ‫ل مع الل ّهِ غيَرهُ‬ ‫ك ل تجع ْ‬ ‫وإيا َ‬ ‫‪#‬‬
‫جائَيا‬
‫ور َ‬ ‫ربنا‬ ‫إلهى‬ ‫ت‬
‫وأن َ‬ ‫ن كانت رجاَءهم‬ ‫ك إن الج ّ‬ ‫حَنان َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫ثانَيا‬ ‫ه‬ ‫ّ‬
‫الل ُ‬ ‫غيرك‬ ‫إلها‬ ‫ن‬
‫أدي ُ‬ ‫أَرى‬ ‫م –رّبا فلن‬ ‫ت بك ‪-‬الله ّ‬ ‫رضي ُ‬ ‫‪#‬‬

‫ت إلى موسى رسول ً منادَيا‬ ‫بَعث َ‬ ‫من ورحمةٍ‬ ‫ضل َ‬ ‫وأنت الذي من فَ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫ي كان طاغيا‬ ‫ن الذ ِ‬ ‫ّ‬
‫إلى الله فرعو َ‬ ‫وا‬
‫ذهب وهارون فاد ْعُ َ‬ ‫فقلت له يا ا ْ‬ ‫‪#‬‬
‫َوتد ٍ ‪ ،‬حتى اطمأنت كما هيا‬ ‫ت هذه بل‬‫وي َ‬ ‫س ّ‬
‫ت َ‬ ‫وقول له ‪ :‬آأن ْ َ‬ ‫‪#‬‬
‫مدٍ ‪ ،‬أرفقْ ‪ -‬إذا ً ‪ -‬بك بانَيا‬ ‫عَ َ‬ ‫ت رفعت هذه بل‬ ‫وقول له ‪ :‬آأن ْ َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل هادَيا‬ ‫جّنه اللي ُ‬‫َ‬ ‫ً‬
‫منيرا‪ ،‬إذ ما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سطها‬ ‫ويت وَ ْ‬‫تس ّ‬ ‫وقول ‪ .‬له ‪ :‬آأن ْ َ‬ ‫‪#‬‬
‫فُيصبح ما مست من الرض ضاحيا‬ ‫غدوةً‬ ‫ل الشمس ُ‬ ‫وقول له ‪ :‬من يرس ُ‬ ‫‪#‬‬

‫ل يهتّز رابَيا‬ ‫ح منه البق ُ‬


‫الثَرى فيصب ُ‬ ‫ب في‬ ‫ت الح ّ‬ ‫وقول له ‪ :‬من ُينب ُ‬ ‫‪#‬‬
‫َواعَيا‬ ‫لمن كان‬ ‫ت‬‫وفي ذاك آيا ٌ‬ ‫سه‬
‫وُيخرج منه حّبه في رءو ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ليالَيا‬ ‫ت‬‫ف حو ٍ‬ ‫وقد بات في أضعا ِ‬ ‫جيت يونسا ً‬ ‫ل منك ن ّ‬ ‫وأنت بفض ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫ت ‪ -‬خطائَيا‬ ‫لك ِْثر ‪ -‬إل ما غفر َ‬ ‫وإني ولو سبحت باسمك ربنا‬ ‫‪#‬‬
‫ومالَيا‬ ‫ى‬
‫َبن ّ‬ ‫في‬ ‫وبار ْ‬
‫ك‬ ‫ى‪،‬‬
‫عل ّ‬ ‫سْيبا ً ورحم ً‬
‫ة‬ ‫ب العبادِ ألق َ‬
‫فر ّ‬ ‫‪#‬‬

‫حضَرمي ‪:‬‬ ‫وقال زيد بن عمرو يعاتب امرأته صفية بنت ال َ‬


‫سكون‬ ‫صدف ‪ :‬عمرو بن مالك أحد ال ّ‬ ‫صِدف ‪ ،‬واسم ال ّ‬
‫ل بن عباد أحد ال ّ‬
‫نسب الحضرمي ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬واسم الحضرمى ‪ :‬عبدا ّ‬
‫عدي بن الحارث بن ُمرة بن أدد بن زيد بن مهسع بن عمرو بن‬ ‫عَفير بن َ‬
‫ابن أشرس بن ِكْندى‪ ،‬ويقال ‪ِ :‬كندة بن َثْور بن ُمَرّتع بن ُ‬
‫عريب بن زيد بن كهلن بن سبأ‪ ،‬ويقال ‪ُ :‬مَرّتع بن مالك بن زيد ابن كهلن بن سبأ‪.‬‬
‫زيد يعاتب زوجته لمنعها له عن البحث في الحنيفية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان زيد بن عمرو قد أجمع الخروج من مكة‪ ،‬ليضرب‬
‫في الرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم صلى ال عليه وسلم فكانت صفيُة بنت الحضرمي كلما رأته قد تهيأ للخروج ‪ ،‬وأراده ‪،‬‬
‫آذنت به الخطاب بن ُنَفيل ‪ ،‬وكان‬
‫الخطاب بن ُنَفيل عمه وأخاه لمه ‪ ،‬وكان يعاتبه على فراق دين قومه ‪ ،‬وكان الخطاب قد وّكل صفية به ‪ .‬وقال ‪ :‬إذا رأيتيه قد َهّم‬
‫بأمر فآذنيني به ‪ -‬فقال زيد‪:‬‬
‫صفي ما دابي ودابة‬ ‫‪ #‬ل تحبيني فى الهوان‬
‫مشيع ذلل ركابه‬ ‫‪ #‬إني إذ‪1‬ا خفت الهوان‬
‫وجانب للخرق نابه‬ ‫دعمص أبواب الملوك‬
‫بغير أقران صعابه‬ ‫‪ #‬قطاع أسباب تذل‬
‫العير إذا يوهى إهابه‬ ‫‪ #‬وإنما أخذ الهوان‬
‫بصك جنبيه صلبه‬ ‫ُ‬
‫‪ #‬ويقول ‪ :‬إني ل أذل‬
‫عمي ل يواتني خطابه‬ ‫‪ #‬وأخي ابن أمي ‪ ،‬ثم‬
‫لست أعياني جوابه‬ ‫‪ #‬وإذا يعاتبني بسوء‬
‫عندي مفاتحه وبابه‬ ‫‪#‬ول شاء لقلت ما‬

‫ل زيٍد بن عمرو بن ُنَفيل أن ‪ :‬أن زيدًا كان إذا استقبل الكعبة‬


‫حدثت عن بعض أه ِ‬ ‫قول زيد حين يستقبل الكعبة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫ل المسجد‪ ،‬قال ‪ :‬لبيك حّقا حّقا‪ ،‬تعبدًا ورّقا‪.‬‬ ‫داخ َ‬
‫ل القبلة‪ ،‬وهو قائم‬
‫مستقب َ‬ ‫ت بما عاذ به إبراهيْم‬
‫عذ ُ‬
‫‪ُ #‬‬

‫إذ قال‪:‬‬
‫مهما تجشمنى فإنى جاشم‬ ‫‪ #‬أنفى لك اللهم عان راغم‬
‫ليس مهجر كمن قال‬ ‫‪ #‬البر أبغى ل الخهال‬
‫قال ابن هشام‪ :‬ويقال‪ :‬البر أبقى ل الخال‪ ،‬ليس مهجر كمن قال‪ .‬قال وقوله ‪" :‬‬
‫مستقبل الكعبة" عن بعض أهل العلم‪.‬‬
‫قال بن إسحاق‪ :‬وقال زيد بن عمرو بن نفيل‪:‬‬
‫له الرض تحمل صخرا ً ثقال ً‬ ‫‪ #‬وأسلمت وجهي لمن أسلمهت‬
‫الجبال‬ ‫عليها‬ ‫‪،‬أرسى‬ ‫الماء‬ ‫‪ #‬دحاها فلما رآها استوت على‬
‫زلل‬ ‫عذبا ً‬ ‫تحمل‬ ‫المزن‬ ‫له‬ ‫‪ #‬وأسلمت وجهي لمن أسلمهت‬
‫سجال‬ ‫عليها‬ ‫فصبت‬ ‫‪،‬‬ ‫أطاعت‬ ‫‪ #‬إذا هي سيقت إلي بلهدة‬
‫الخطاب يؤذي زيدا ً ويحاصره ‪ :‬وكههان الخطههاب قههد آذى زيههدًا؛ حههتى أخرجههه إلههى‬
‫كل به الخطاب شبابا ً من شباب ُقريش وسههفهاء‬ ‫ل مكة‪ ،‬وو ّ‬
‫أعلى مكة‪ ،‬فنزل حراء مقاب َ‬
‫من سفهائهم ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬ل تتركوه يدخل مكة‪ ،‬فكان ل يههدخلها إل سههرا ً منهههم ‪ ،‬فههإذا‬
‫ة أن ُيفسد َ عليهم دينهم ‪ ،‬وأن‬ ‫علموا بذلك ‪ ،‬آذنوا به الخطاب ‪ ،‬فأخرجوه ‪ ،‬وآذوه كراهي َ‬
‫ل منه ما اسههتحل‬ ‫يتابعه أحد منهم على فراقه فقال ‪ -‬وهو يعظم حرمته على من استح ّ‬
‫من قومه ‪:‬‬

‫حّلْه‬
‫ط الَم ِ‬
‫وإن بيتى أوس ُ‬ ‫حّلْه‬
‫‪ #‬ل ُهّم إني ُمحِرم ل ِ‬
‫ضّلْه‬
‫صفا ليس بذي َم َ‬
‫‪ #‬عند ال ّ‬
‫صل والجزيرَة‬ ‫ن والحبار‪ ،‬حتى بلغ المو ِ‬ ‫ن إبراهيم عليه السلم ‪ ،‬ويسأل الرهبا َ‬ ‫ب دي َ‬
‫زيد يرحل إلى الشام وموته ‪ :‬ثم خرج يطل ُ‬
‫ل النصرانية فيما يزعمون ‪،‬‬ ‫عْلُم أه ِ‬‫ل الشاَم كّله ‪ ،‬حتى انتهى إلى راهب بمْيَفعة من أرض البلقاء‪ ،‬كان ينتهي إليه ِ‬ ‫كّلها‪ ،‬ثم أقبل فجا َ‬
‫ن نبي يخرج من‬ ‫ل زما ُ‬ ‫فسأله عن الحنيفيِة دين إبراهيم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنك لتطلب ِدينًا ما أنت بواجٍد من يحملك عليه اليوم ‪ ،‬ولكن قد أظ ّ‬
‫شاّم اليهودية‬
‫ن ‪ ،‬هذا زماُنه ‪ ،‬وقد كان َ‬ ‫ق بها‪ ،‬فإنه مبعوث ال َ‬ ‫ت ِمنها‪ُ ،‬يبعث بدين إبراهيم الحنيفية‪ ،‬فالح ْ‬‫بلدك التي خرج َ‬
‫عَدْوا عليه‬
‫ض شيئًا منهما‪ ،‬فخرج سريعًا‪ ،‬حين قال له ذلك الراهب ما قال ‪ ،‬يريد مكَة‪ ،‬حتى إذا توسط بلَد لخم ‪َ ،‬‬ ‫والنصرانية‪ ،‬فلم ير َ‬
‫فقتلوه ‪.‬‬
‫ن أسد يبكيه ‪:‬‬
‫ن نوفل ب ِ‬
‫ورقة يرثي زيدا‪ :‬فقال ورقُة ب ُ‬
‫حاميا‬ ‫النار‬ ‫من‬ ‫تّنورا ً‬ ‫ت‬
‫تجنب ْ َ‬ ‫وإنما‬ ‫ت ‪ ،‬وأنعمت ابن عمرو‪،‬‬
‫‪ #‬رشد َ‬

‫ن الطواغي كما هَيا‬ ‫ك أوثا َ‬ ‫وترك َ‬ ‫‪ #‬بدينك رّبا ليس رب كمثِله‬


‫ك عن توحيدِ رّبك ساهَيا‬ ‫ولم ت ُ‬ ‫ن الذي قد طلبَته‬ ‫‪ #‬وإدراكك الدي َ‬
‫لهيا‬ ‫بالكرامةِ‬ ‫فيها‬ ‫ل‬ ‫ّ‬
‫ُتعل ُ‬ ‫مها‬‫ت في دارٍ كريم ٍ مقا ُ‬ ‫‪ #‬فأصبح َ‬
‫جّبارا ً إلى النارِ هاوَيا‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫من النا ِ‬ ‫ل الل ّهِ فيها‪ ،‬ولم تك ْ‬
‫ن‬ ‫‪ُ #‬تلقي خلي َ‬
‫ض سبعين وادَيا‬ ‫ت الر ِ‬ ‫ولوكان تح َ‬ ‫ن رحمة رّبه‬‫ك النسا َ‬ ‫‪ #‬وقد تدر ُ‬
‫صْلت البيتههان الّولن منههها‪ ،‬وآخرههها بيتها ً فههي‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬يروى لمية بن أبى ال ّ‬
‫قصيدة له ‪ .‬وقوله ‪ " :‬أوثان الطواغى " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من اِلنجيل‬
‫صفة رسول ا ّ‬
‫حّنس الحواري يثبت بعثة الرسول صلى ال عليه وسلم من اِلنجيل ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد كان ‪ -‬فيما بلغنى عما كان َوضعَ‬ ‫ُي َ‬
‫حّنس الحواري‬‫ل صلى ال عليه وسلم مما أثبت ُي َ‬
‫لنجيل لهل النجيل ‪ -‬من صفة رسول ا ّ‬ ‫ل في ا ِ‬
‫عيسى ابن مريم فيما جاءه من ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إليهم أنه قال ‪ :‬من أبغضنى‬ ‫لنجيل عن عهد عيسى ابن مريم عليه السلم في رسول ا ّ‬ ‫لهم ‪ ،‬حين نسخ لهم ا ِ‬
‫طُروا وظنوا‬
‫ب ‪ ،‬ولول أنى صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحٌد قبلي ‪ ،‬ما كانت لهم خطيئة‪ ،‬ولكن من الن َب ِ‬ ‫فقد أبغض الر ّ‬
‫أنهم َيُعّزوننى‪ ،‬وأيضا للرب ‪ ،‬ولكن ل بد من أن تتم الكلمُة التي في الناموس ‪ :‬أنهم أبغضوني مجانا‪ ،‬أي ‪ :‬باطل‪ .‬فلو قد‬

‫ي وأنتم أيضا؛‬
‫ب ‪ ،‬وروح الُقدس هذا الذي من عند الرب خرج ‪ ،‬فهو شهيد عل ّ‬‫ل إليكم من عند الر ّ‬ ‫جاء المْنحمّنا هذا الذي يرسله ا ّ‬
‫لنكم قديما كنتم معي في هذا‪ ،‬قلت لكم ‪ :‬لكيما ل تشكوا‪.‬‬
‫طس ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫حَمّنا بالسريانية ‪ :‬محمد‪ :‬وهو بالرومية‪ :‬البرْقِلي ِ‬
‫والُمْن َ‬
‫ل عليه وعلى آله وسلم تسليما‬
‫مبعث النبي صلى ال عليه وسلم ا ّ‬
‫ليمان به صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال ‪ :‬حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زياد بن عبدا ّ‬
‫ل‬ ‫ل الميثاق على الرسل با ِ‬ ‫أخذ ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫البكائي ‪ -‬عن محمد بن إسحاق المطلبى قال ‪ :‬فلما بلغ محمد رسول ا ّ‬
‫ل نبي بعثه قبَله‬ ‫ق على ك ّ‬ ‫ل تبارك وتعالى قد أخذ الميثا َ‬ ‫ل تعالى رحمًة للعالمين ‪ ،‬وكافًة للناس بشيرًا‪ ،‬وكان ا ّ‬ ‫أربعين سنة بعثه ا ّ‬
‫ل من آمن بهم وصدقهم ‪ ،‬فأدوا من ‪ .‬ذلك‬ ‫ليمان به ‪ ،‬والتصديق له ‪ ،‬والنصر له على من خالفه ‪ ،‬وأخذ عليهم أن يؤّدوا ذلك إلى ك ّ‬ ‫با ِ‬
‫ن َلَما‬
‫ق الّنِبّيي َ‬
‫ل ِميَثا َ‬
‫خَذ ا ُّ‬
‫ل عليه وعلى آله وسلم ‪َ } :‬وِإْذ َأ َ‬ ‫ل تعالى لمحمد صلى ال عليه وسلم ا ّ‬ ‫ق فيه ‪ .‬يقول ا ّ‬ ‫ما كان عليهم من الح ّ‬
‫عَلى َذِلُكْم ِإصِْري{ ]آل عمران‪:‬‬ ‫خْذُتْم َ‬
‫ل َأَأْقَرْرُتْم َوَأ َ‬‫صُرّنُه َقا َ‬
‫ن ِبِه َوَلَتْن ُ‬
‫ق ِلَما َمَعُكْم َلُتْؤِمُن ّ‬‫صّد ٌ‬‫ل ُم َ‬ ‫سو ٌ‬‫جاَءُكْم َر ُ‬
‫حْكَمٍة ُثّم َ‬
‫ب َو ِ‬‫ن ِكَتا ٍ‬‫آَتْيُتُكْم مِ ْ‬
‫ل ميثاق النبيين‬ ‫ن { ]آل عمران‪ [81:‬فأخذ ا ّ‬ ‫شاِهِدي َ‬ ‫شَهُدوا َوَأَنا َمَعُكْم ِمنْ ال ّ‬ ‫ل َفا ْ‬ ‫‪ : [81‬أي ثقل ما حملتكم من عهدي ‪َ }:‬قاُلوا َأْقَرْرَنا َقا َ‬
‫جميعا بالتصديق له ‪ ،‬والنصر له ممن خالفه ‪ ،‬وأدوا ذلك إلى من آمن بهم ‪ ،‬وصدقهم من أهل هذين الكتابين ‪.‬‬
‫عروة بن الزبير‪ ،‬عن عائشة‬ ‫ي عن ُ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فذكر الزهر ّ‬ ‫الرؤيا الصادقة أول ما ُبدئ به رسول ا ّ‬
‫ل كرامته ورحمة العباد به ‪:‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم من النبوة‪ ،‬حين أراد ا ّ‬ ‫ل ما ُبدى به رسول ا ّ‬ ‫ل عنها أنها حدثته ‪ :‬أن أو َ‬ ‫رضى ا ّ‬
‫ل تعالى إليه الخلوة‪،‬‬ ‫ت ‪ :‬وحبب ا ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم رؤيا في نوِمه إل جاءت كفلق الصبح قال ْ‬ ‫لا ّ‬ ‫الرؤيا الصادقُة‪ ،‬ل يرى رسو ُ‬
‫فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلَو وحَده ‪.‬‬
‫سلم الحجر والشجر عليه صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني‬
‫ل بن أبي سفيان بن العلء بن جارية الثقفي ‪ ،‬وكان واعيًة‪ ،‬عن بعض أهل العلم ‪:‬‬ ‫عَبْيد ا ّ‬
‫عبد الملك بن ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫سَر عنه البيو ُ‬ ‫ل بكرامته ‪ ،‬وابتدأه بالنبوة‪ ،‬كان إذا خرج لحاجته أبعَد حتى تح ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم حين أراده ا ّ‬ ‫أن رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بحجر ول شجر‪ ،‬إل قال ‪ :‬السلُم عليك يا رسو َ‬
‫ل‬ ‫شعاب مكة وبطون أوديتها‪ ،‬فل يمر رسول ا ّ‬ ‫وُيفضى إلى ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫ت رسول ا ّ‬ ‫ل ‪ .‬قال ‪ :‬فيلتف ُ‬ ‫ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم كذلك يرى ويسمع ‪ ،‬ما‬ ‫حوَله ‪ ،‬وعن يمينه وشماله وخلفه ‪ ،‬فل يرى إل الشجَر والحجارة‪ ،‬فمكث رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬وهو بحراء في شهر رمضان ‪.‬‬ ‫ث ‪ ،‬ثم جاءه جبريل عليه السلم بما جاءه من كرامة ا ّ‬ ‫ل أن يمك َ‬ ‫شاء ا ّ‬
‫ل بن‬ ‫ت عبَدا ّ‬ ‫نزول جبريل عليه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ‪َ ،‬وْهب بن َكْيسان ‪ ،‬مولى آل الزبير‪ .‬قال ‪ :‬سمع ُ‬
‫عَمْير بن َقتادة الليثي ‪ :‬حدثنا يا عبيد‪ ،‬كيف كان بْدُء ما ابُتدئ به رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬ ‫الزبير وهو يقول لُعَبيد ابن ُ‬
‫ل بن الزبير‪ ،‬ومن عنده من الناس ‪ :‬كان رسول‬ ‫عبيد ‪ -‬وأنا حاضر يحدث عبدا ّ‬ ‫النبوة‪ ،‬حين جاءه جبريل عليه السلم ؟ قال ‪ :‬فقال ُ‬
‫حراء من كل سنة شهرًا‪ ،‬وكان ذلك مما تحّنث به قريش في الجاهلية ‪ .‬والتحنث ‪ :‬التبّرر‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم يجاور في ِ‬ ‫ا ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال أبو طالب ‪:‬‬

‫ل‬
‫ز ِ‬
‫حراءَ ونا ِ‬ ‫لي َْر َ‬
‫قى في ِ‬ ‫ق‬
‫وَرا ٍ‬ ‫ور ومن أرسى ث َِبيرا ً مكاَنه‬
‫‪ #‬وث َ ْ‬

‫جَد َ‬
‫ف‬ ‫حِنيفية فيبدلون الفاء من الثاء‪ ،‬كما قالوا‪َ :‬‬
‫التحنث والتحنف ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬تقول العرب ‪ :‬التحنث والتحنف ‪ ،‬يريدون ال َ‬
‫جاج ‪:‬‬
‫جَدث ‪ .‬يريدون ‪ :‬القبَر‪ .‬قال رؤبُة بن الَع ّ‬
‫وَ‬
‫جداف‬
‫‪ #‬لو كان أحجاري مع ال ْ‬
‫ل في موضعها‪.‬‬ ‫يريد‪ :‬الجداث ‪ :‬وهذا البيت في أرجوزة له ‪ .‬وبيت أبي طالب في قصيدة له سأذكرها إن شاء ا ّ‬
‫قال ابن هشام‪ :‬وحدثني أبو عبيدة أن العرب تقول‪ :‬فم‪ ،‬في موضع‪ :‬ثم‪ ،‬يبدلون الفاء من الثاء‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم يجاور ذلك الشهَر من كل سنة‪،‬‬ ‫عَبيد‪ :‬فكان رسول ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني وهب بن كيسان قال ‪ :‬قال ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم جواَره ‪ ،‬من شهره ذلك ‪ ،‬كان أول ما يبدأ به ‪ -‬إذا انصرف‬ ‫ُيطعم من جاءه من المساكين ‪ ،‬فإذا قضى رسول ا ّ‬
‫ل من ذلك ‪ ،‬ثم يرجع إلى بيته ‪.‬‬ ‫ف بها سبعًا‪ ،‬أو ما شاء ا ّ‬ ‫ل بيَته ‪ ،‬فيطو ُ‬
‫من جواره ‪ -‬الكعبة‪ ،‬قبل أن يدخ َ‬
‫ل تعالى فيها‪ ،‬وذلك الشهُر‪ :‬شهُر‬ ‫ل تعالى به فيه ما أراد من كرامته ‪ ،‬من السنة التي بعثه ا ّ‬ ‫حتى إذا كان الشهُر الذي أراد ا ّ‬
‫ل‬
‫حراء‪ ،‬كما كان يخرج لجواِره ومعه أهُله ‪ ،‬حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه ا ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم إلى ِ‬ ‫رمضان ‪ ،‬خرج رسول ا ّ‬
‫ل تعالى‪.‬‬ ‫ل ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬بأمر ا ّ‬ ‫فيها برسالته ورحم العباَد بها‪ ،‬جاءه جبري ُ‬
‫ط من‬ ‫ل ‪ ،‬وأنا نائم ‪ِ ،‬بَنَم ٍ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬فجاءنى جبري ُ‬ ‫قال رسول ا ّ‬
‫ج فيه كتاب ‪ ،‬فقال ‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ما أقرأ قال فغّتنى‬ ‫ِديبا ٍ‬
‫ت ‪ ،‬ثم أرسلني ‪ ،‬فقال‬ ‫ت أنه المو ُ‬ ‫ت ‪ ،‬ثم أرسلنى؛ فقال ‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال قلت ‪ :‬ما أقرأ؟ قال ‪ :‬فغّتنى به ‪ ،‬حتى ظنن ُ‬ ‫به ‪ ،‬حتى ظننت أنه المو ُ‬
‫ت ‪ ،‬ثم أرسلنى‪ ،‬فقال ‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬ماذا أقرأ؟ ما أقول ذلك‬ ‫ت أنه المو ُ‬ ‫‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ماذا أقرأ؟ قال فغّتني به ‪ ،‬حتى ظنن ُ‬
‫لْكَرُم)‪(3‬‬‫ك ا َْ‬
‫ق)‪ (2‬اْقَرْأ َوَرّب َ‬
‫عَل ٍ‬
‫ن َ‬‫ن ِم ْ‬‫سا َ‬
‫لن َ‬
‫ق ا ِْ‬
‫خَل َ‬
‫ق)‪َ (1‬‬
‫خَل َ‬
‫ك اّلِذي َ‬
‫سِم َرّب َ‬
‫إل افتداًء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بى‪ .‬فقال ‪ } :‬اْقَرْأ ِبا ْ‬
‫ن َما َلْم َيْعَلْم{‪].‬العلق‪1:‬ـ ‪ [5‬قال ‪ :‬فقرأتها‪ ،‬ثم انتهى‪ ،‬فانصرف عنى‪ ،‬وهببت من نومي ‪ ،‬فكأنما كتبت‬ ‫سا َ‬
‫لن َ‬
‫عّلَم ا ِْ‬
‫عّلَم ِباْلَقَلِم)‪َ (4‬‬
‫اّلِذي َ‬
‫ل ‪ ،‬وأنا‬‫لا ّ‬ ‫ط من الجبل سمعت صوتًا من السماِء يقول ‪ :‬يا محمُد أنت رسو ُ‬ ‫ت في وس ٍ‬ ‫ت حتى إذا كن ُ‬ ‫في قلبي كتابا‪ .‬قال ‪ :‬فخرج ُ‬
‫ف قدميه في أفق السماء يقول ‪ :‬يا‬ ‫ل في صورة رجل صا ّ‬ ‫ت رأسى إلى السماء أنظر‪ ،‬فإذا جبري ُ‬ ‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فرفع ُ‬ ‫جبري ُ‬
‫ق السماء‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ف وجهي عنه في آفا ِ‬ ‫ت أصر ُ‬ ‫محمد‪ ،‬أنت رسول ال وأنا جبريل ‪ .‬قال ‪ :‬فوقفت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر‪ ،‬وجعل ُ‬
‫ت خِديجُة ُرسَلَها في طلبي ‪،‬‬ ‫ت واقفا ما أتقدم أمامي ‪ ،‬وما أرجع ورائى حتى َبعَث ْ‬ ‫فل أنظر في ناحية منها إل رأيته كذلك ‪ ،‬فما زل ُ‬
‫فبلغوا أعلى مكَة‪ ،‬ورجعوا إليها‪ ،‬وأنا واقف في مكاني ذلك ‪ ،‬ثم انصرف عني ‪.‬‬
‫ت خديجَة‪،‬‬ ‫ت راجعًا إلى أهلي ‪ ،‬حتى أتي ُ‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم يخبر خديجة رضي ال عنها بنزول جبريل عليه‪ :‬وانصرف ُ‬
‫ل لقد بعثت رسلي في طلبك ‪ ،‬حتى بلغوا مكَة ورجعوا لي ‪ ،‬ثم‬ ‫ت ؟ فوا ّ‬ ‫فجلست إلى فخذها ُمضيفا إليها‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا أبا القاسم ‪ ،‬أين كن َ‬
‫ي هذه المة ‪.‬‬ ‫ت فوالذي نفس خديجة بيده إني لرجو أن تكون نب ّ‬ ‫ت ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أبشْر يا ابن عّم واثُب ْ‬ ‫حدثتها بالذي رأي ُ‬
‫ل عنها تخبر ورقة بن نوفل ‪ :‬ثم قامت فجمعت عليها ثيابها‪ ،‬ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد الُعزى‬ ‫خديجة رضي ا ّ‬
‫صر‪ ،‬وقرأ الكتب ‪ ،‬وسمع من أهل التوراة والنجيل ‪ .‬فأخبرته بما أخبرها به رسول‬ ‫ابن ُقصي ‪ ،‬وهو ابن عمها‪ ،‬وكان ورقة قد تن ّ‬
‫ت صدقتيني يا خديجُة‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم أنه رأى وسمع ‪ .‬فقال ورقُة بن نوفل ‪ :‬قّدوس قدوس ‪ ،‬والذي نفس ورقَة بيده لئن كن ِ‬ ‫ا ّ‬
‫س الكبر‬ ‫لقد جاءه النامو ُ‬
‫ي هذه المة‪ .‬فقولى له ‪ :‬فليثبت ‪ .‬فرجعت خديجة إلى‬ ‫الذي كان يأتي موسى‪ ،‬وإنه لنب ّ‬
‫ة بن ن َوَْفل ‪ .‬فلما قضى رسو ُ‬
‫ل‬ ‫رسول الّله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬فأخبرته بقول ورق َ‬
‫الّله صلى الله عليه وسلم جواَره وانصرف ‪ ،‬صنع كما كان يصنع ‪ :‬بدأ بالكعبة‪ ،‬فطاف‬
‫ت‬‫ة بن نوفل ‪ ،‬وهو يطوف بالكعبة ‪ .‬فقال ‪ :‬يا ابن أخى أخبْرنى بما رأي َ‬ ‫بها‪ .‬فلقيه ورق ُ‬
‫ة ‪ :‬والذي نفسى‬ ‫ّ‬
‫ت ‪ :‬فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬فقال له ورق ُ‬ ‫وسمع َ‬
‫ه‪،‬‬‫ذبن ْ‬ ‫َ‬
‫س الكبُر الذي جاء موسى‪ .‬ولت ُك ّ‬ ‫ى هذه المة‪ ،‬وقد جاءك النامو ُ‬ ‫بيده ‪ ،‬إنك لنب ّ‬
‫ً‬
‫ه نصرا يعلمه ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬‫ت ذلك اليوم لنصر ّ‬ ‫ه ‪ .‬ولئن أنا أدرك ُ‬
‫قاتلن ّ ْ‬ ‫َ‬
‫ه ‪ ،‬ولت ُ َ‬
‫جن ْ‬
‫خَر َ‬‫ه ‪ ،‬ولت ُ ْ‬‫ولُتؤذ َي َن ّ ْ‬
‫ّ‬
‫خه ‪ ،‬ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى‬ ‫سه منه ‪ ،‬فقبل يافو َ‬ ‫ثم أدنى رأ َ‬
‫منزله ‪.‬‬
‫حّدث عن خديجة‬ ‫ل الزبير‪ :‬أنه ُ‬‫ل بن أبي حكيم مولى آ ِ‬‫ل عنها من الوحي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني إسماعي ُ‬ ‫تثّبت خديجة رضي ا ّ‬
‫عم ‪ ،‬أتستطيع‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أي ابن َ‬ ‫ل عنها أنها قالت لرسول ا ّ‬ ‫رضي ا ّ‬
‫ل عليه السلم ‪ ،‬كما كان‬ ‫أن تخبرنى بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالت ‪ :‬فإذا جاءك فأخبرني به ‪ .‬فجاءه جبري ُ‬
‫س على َفخذي‬ ‫ل قد جاءنى ‪ ،‬قالت ‪ :‬قم يا ابن عم فاجل ْ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم لخديجَة‪ :‬يا خديجُة‪ ،‬هذا جبري ُ‬ ‫يصنُع ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬
‫س على فخذي‬ ‫ل ‪ ،‬فاجل ْ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فجلس عليها‪ ،‬قالت ‪ :‬هل تراه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالت ‪ :‬فتحو ْ‬ ‫اليسرى‪ ،‬قال ‪ :‬فقام رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فجلس ‪ ،‬على فخذي اليمنى‪ ،‬فقالت ‪ :‬هل تراه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالت ‪ :‬فتحو ْ‬
‫ل‬ ‫لا ّ‬‫اليمنى‪ ،‬قالت ‪ :‬فتحول رسو ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فجلس في حجرها‪ ،‬قالت ‪ :‬هل تراه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫س على حجري ‪ ،‬قالت ‪ :‬فتحول رسول ا ّ‬ ‫فاجل ْ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم جالس في حجرها‪ ،‬ثم قالت له ‪ :‬هل تراه ؟ قال ‪ :‬ل‪ ،‬قالت يا ابن عم ‪،‬‬ ‫سرت وألقت خماَرها ورسول ا ّ‬ ‫فتح ّ‬
‫ل إنه لملك وما هذا بشيطان ‪.‬‬ ‫أثبت وأبشْر‪ ،‬فوا ّ‬
‫حسين تحدث بهذا الحديث عن‬ ‫ت أمى فاطمة بنت ُ‬ ‫ل بن حسن هذا الحديث ‪ ،‬فقال ‪ :‬قد سمع ُ‬ ‫ت عبَدا ّ‬‫حدث ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بينها وبين درعها‪ ،‬فذهب عنَد ذلك جبريل ‪ ،‬فقالت لرسول ال‬ ‫لا ّ‬‫ت رسو َ‬
‫خديجة‪ ،‬إل أني سمعتها تقول ‪ :‬أدخل ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن هذا لملك ‪ ،‬وما هو بشيطان ‪.‬‬
‫ابتداء تنزيل القرآن‬
‫شهُْر‬
‫ل عز وجل ‪َ } :‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم بالتنزيل في شهر رمضان ‪ ،‬بقول ا ّ‬ ‫متى نزل القرآن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فابُتدئ رسول ا ّ‬
‫ن{ ]البقرة‪ [185:‬وقال ال تعالى ‪ِ } :‬إّنا َأنَزْلَناُه ِفي َلْيَلِة اْلَقْدِر)‬ ‫ن اْلُهَدى َواْلُفْرَقا ِ‬ ‫ت ِم ْ‬‫س َوَبّيَنا ٍ‬
‫ن ُهًدى ِللّنا ِ‬ ‫ل ِفيِه اْلُقْرآ ُ‬
‫ضانَ اّلِذي ُأنِز َ‬ ‫َرَم َ‬
‫لٌم ِه َ‬
‫ي‬ ‫سَ‬ ‫ل َأْمٍر)‪َ (4‬‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫ن َرّبِهْم ِم ْ‬
‫ح ِفيَها ِبِإْذ ِ‬
‫لِئَكُة َوالّرو ُ‬ ‫ل اْلَم َ‬ ‫شْهٍر)‪َ (3‬تَنّز ُ‬ ‫ف َ‬‫ن َأْل ِ‬
‫خْيٌر ِم ْ‬ ‫ك َما َلْيَلُة اْلَقْدِر)‪َ (2‬لْيَلُة اْلَقْدِر َ‬‫‪َ (1‬وَما َأْدَرا َ‬
‫ن{‪].‬الدخان‪1:‬ـ‬ ‫ن)‪ِ(2‬إّنا َأنَزْلَناهُ ِفي َلْيَلٍة ُمَباَرَكٍة ِإّنا ُكّنا ُمنِذِري َ‬ ‫ب اْلُمِبي ِ‬‫ل تعالى‪ } :‬حم)‪َ (1‬واْلِكَتا ِ‬ ‫جِر{‪].‬القدر‪1:‬ـ ‪ [5‬وقال ا ّ‬ ‫طَلِع اْلَف ْ‬
‫حّتى َم ْ‬
‫َ‬
‫لا ّ‬
‫ل‬ ‫ن{‪].‬النفال‪ [41:‬وذلك ُمْلتَقى رسو ِ‬ ‫جْمَعا ِ‬
‫ن َيْوَم اْلَتَقى اْل َ‬‫عْبِدَنا َيْوَم اْلُفْرَقا ِ‬
‫عَلى َ‬ ‫ل َوَما َأنَزْلَنا َ‬‫ن ُكنُتْم آَمْنُتْم ِبا ِّ‬‫‪ [3‬وقال تعالى ‪ } :‬إ ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم والمشركين ببدر‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬التقى هو‬ ‫سين ‪ :‬أن رسول ا ّ‬ ‫حَ‬‫تاريخ وقعة بدر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني أبو جعفر محمد ابن علي بن ُ‬
‫شرَة من رمضان ‪.‬‬ ‫عْ‬ ‫سْبَع َ‬‫والمشركون ببدر يوم الجمعة‪ ،‬صبيحَة َ‬
‫ل ُمصّدق بما جاءه منه ‪ ،‬قد َقبله بَقبوله ‪ ،‬وتحّمل‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم وهو مؤمن با ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم تتاّم الوحي إلى رسول ا ّ‬
‫ضا العباد وسخطهم ‪ ،‬والنبوة أثقال ومؤنة ‪ ،‬ل يحملها‪ ،‬ول يستطيع بها‪ ،‬إل أهل القوة والعزم من الرسل ‪ ،‬بعون‬ ‫منه ما حُّمله على ر َ‬
‫ل سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫س ‪ ،‬وما ُيَرّد عليهم مما جاءوا به عن ا ّ‬ ‫ل تعالى وتوفيقه ‪ ،‬لما َيْلَقْون من النا ِ‬ ‫ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬على ما يلقى من قومه من الخلف والذى ‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم على أمر ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬فمضى رسول ا ّ‬
‫إسلم خديجة بنت خويلد‬
‫ل ‪ ،‬ووازَرْته على أمره ‪ ،‬وكانت أولَ‬ ‫خَوْيلد‪ ،‬وصّدقت بما جاءه من ا ّ‬‫وقوفها بجانبه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وآمنت به خديجة بنت ُ‬
‫ل بذلك عن نبيه صلى ال عليه وسلم ل يسمع شيئًا مما يكرهه من رد عليه‬ ‫ل وبرسوله ‪ ،‬وصّدق بما جاء منه ‪ ،‬فخفف ا ّ‬ ‫من آمن با ّ‬
‫ل عنه بها إذا رجع إليها‪ ،‬تثّبته وتخفف عليه ‪ ،‬وتصّدقه وتهون عليه أمر الناس ‪ ،‬رحمها ا ّ‬
‫ل‬ ‫وتكذيب له ‪ ،‬فيحزنه ذلك ‪ ،‬إل فّرج ا ّ‬
‫تعالى‪.‬‬
‫ل بن جعفر ابن‬
‫ن الزبير‪ ،‬عن عبدا ّ‬ ‫عروةَ ب ِ‬
‫عْروة‪ ،‬عن أبيه ُ‬‫تبشير خديجة ببيت من قصب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني هشام بن ُ‬
‫ب فيه‬‫ب ‪ ،‬ل صخ َ‬‫ص ٍ‬‫شر خديجَة ببيت من َق َ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أمرتُ أن أب ّ‬‫ل عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫أبي طالب رضي ا ّ‬
‫ول نصب"‪.‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬القصب اللؤلؤ المجوف ‪.‬‬


‫ل صلى ال عليه‬ ‫لا ّ‬ ‫جبريل ُيقرئ خديجة السلم من ربها‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني من أثق به ‪ ،‬أن جبريل عليه السلم أتى رسو َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا خديجُة‪ ،‬هذا جبريل يقِرُئك السلَم من ربك ‪،‬‬ ‫وسلم ؛ فقال ‪ :‬أقرئ خديجَة السلم من ربها‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬
‫ل السلُم ‪.‬‬ ‫ل السلُم ‪ ،‬ومنه السلُم ‪ ،‬وعلى جبري َ‬ ‫فقالت خديجة ‪ :‬ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فْترةً من ذلك ‪ ،‬حتى ش ّ‬
‫ق‬ ‫فترة الوحي ونزول سورة الضحى ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم فتر الوحي عن رسول ا ّ‬
‫له ‪ ،‬فقال تعالى ‪} :‬‬ ‫ل بسورة الضحى‪ُ ،‬يقسم له ّربه ‪ ،‬وهو الذي أكرمه بما أكرمه به ‪ ،‬ما وّدعه وما َق َ‬ ‫ذلك عليه فأحزنه ‪ ،‬فجاءه جبري ُ‬
‫ك َوَما َقَلى{ ‪].‬الضحى‪1:‬ـ ‪ [3‬يقول ‪ :‬ما صرمك فتركك ‪ ،‬وما أبغضك منذ أحبك ‪} .‬‬ ‫ك َرّب َ‬
‫عَ‬
‫جى)‪َ (2‬ما َوّد َ‬ ‫سَ‬‫ل ِإَذا َ‬‫حى)‪َ (1‬والّلْي ِ‬ ‫ضَ‬‫َوال ّ‬
‫سْوفَ‬‫جْلت لك من الكرامة في الدنيا‪َ } .‬وَل َ‬ ‫عّ‬ ‫ى‪ ،‬خيٌر لك مما َ‬ ‫لوَلى{‪].‬الضحى‪ [4:‬أي لَما عندي من مرجعك إل ّ‬ ‫ن ا ُْ‬‫ك ِم ْ‬ ‫خْيٌر َل َ‬
‫خَرُة َ‬
‫لِ‬ ‫َوَل ْ‬
‫ل َفَهَدى)‪(7‬‬ ‫ضا ّ‬
‫ك َ‬ ‫جَد َ‬‫ك َيِتيًما َفآَوى)‪َ (6‬وَو َ‬
‫جْد َ‬
‫ضى{ ]الضحى‪ [5:‬من الُفلح في الدنيا‪ ،‬والثواب في الخرة ‪َ } .‬أَلْم َي ِ‬ ‫ك َفَتْر َ‬ ‫ك َرّب َ‬
‫طي َ‬‫ُيْع ِ‬
‫عْيَلته وضللته ‪،‬‬ ‫ل ما ابتدأه به من كرامته في عاجل أمره ‪ ،‬وَمّنه عليه في يتمه و َ‬ ‫غَنى{ ]الضحى‪6:‬ـ ‪ [8‬يعرفه ا ّ‬ ‫ل َفَأ ْ‬‫عاِئ ً‬
‫ك َ‬‫جَد َ‬
‫َوَو َ‬
‫واستنقاذه من ذلك كّله برحمته ‪.‬‬
‫جى ‪ :‬سكن ‪ .‬قال أمية بن أبي الصلت الثقفي ‪:‬‬ ‫سَ‬ ‫تفسير مفردات سورة الضحى ‪ :‬قال ابن هشام ‪َ :‬‬
‫ل بالظلِم البهيِم‬ ‫وسجا اللي ُ‬ ‫‪ #‬إذ أتى َمْوِهنًا وقد نام صحبي‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬ويقال للَعْين إذا سكن طرُفها‪ :‬ساجية‪ ،‬وسجا طرُفها‪.‬‬
‫قال جرير‪:‬‬
‫سواجِ ٍ‬
‫ى‬ ‫ل الستور َ‬ ‫خَل ِ‬
‫ن ِمن َ‬ ‫َيْقُتْل َ‬ ‫حن بأعين‬ ‫‪ #‬ولقد َرَمْيَنك حين ُر ْ‬

‫ن عائلُ‬
‫شتا وُمسَتنبح باِلى الّدِريسْي ِ‬ ‫ضريك إذا َ‬ ‫خَراش الُهذلى‪ # :‬إلى بيته َيأَوي ال ّ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬والعائل ‪ :‬الفقير‪ .‬قال أبو ِ‬
‫وجمعه ‪ :‬عالة وعيل ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬سأذكرها في موضعها‬
‫ل َتُعوُلوا{‪].‬النساء‪[3 :‬‬‫ك َأْدَنى َأ ّ‬
‫ل تعالى ‪َ }:‬ذِل َ‬
‫إن شاء ال‪ :‬والعائل أيضا‪ :‬الذي يعول العيال ‪ .‬والعائل أيضا‪ :‬الخائف ‪ .‬وفي كتاب ا ّ‬
‫وقال أبو طالب ‪:‬‬

‫سه غيُر عائل‬


‫شاهد من نف ِ‬ ‫س َ‬
‫شعيرةً له‬ ‫خ ّ‬
‫ط ل يُ ِ‬
‫قس ٍ‬
‫ن ِ‬
‫‪ #‬بميزا ِ‬

‫ل في موضعها‪ .‬والعائل أيضا الشيء الُمْثِقل المعيى يقول الرجل ‪ :‬قد عالني هذا‬
‫وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها ‪ -‬إن شاء ا ّ‬
‫المر‪ :‬أي أثقلنى وأعياني ‪ .‬قال الفرزدق ‪:‬‬
‫عال َ‬
‫ن َ‬
‫دثا ِ‬
‫ح َ‬
‫إذا ما المُر في ال َ‬ ‫ش‬
‫ح من قري ٍ‬
‫ج َ‬
‫حا ِ‬
‫ج َ‬
‫‪ #‬ترى الغّر ال َ‬

‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬


‫حاشا َفظا على الضعفاء من‬ ‫ل َتْنَهْر{‪]:‬الضحى‪ [9،10:‬أي ل تكن جبارًا ول متكبرًا‪ ،‬ول ف ّ‬
‫ل َف َ‬
‫ساِئ َ‬
‫ل َتْقَهْر)‪َ (9‬وَأّما ال ّ‬ ‫} َفَأّما اْلَيِتيَم َف َ‬
‫ل من نعمته وكرامته‬ ‫ث{]الضحى‪ : [11 :‬أي بما جاءك من ا ّ‬ ‫حّد ْ‬‫ك َف َ‬
‫ل ‪َ } .‬وَأّما ِبِنْعَمِة َرّب َ‬ ‫عباد ا ّ‬
‫ل به عليه وعلى العباِد به من النبوِة‬
‫ل صلى ال عليه وسلم يذكُر ما أنعم ا ّ‬‫ع إليها‪ ،‬فجعل رسول ا ّ‬‫ث ‪ ،‬أي اذكْرها واْد ُ‬ ‫من النبوة فحد ْ‬
‫سّرا إلى من يطمئن إليه من أهله ‪.‬‬
‫ل سبحانه وتعالى على النبى صلى ال عليه وسلم‬
‫ابتد اء ما افترض ا ّ‬
‫من الصلة وأوقاتها‬
‫ل وآله‪ ،‬والسلم عليه وعليهم ورحمة وبركاته ‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ا ّ‬
‫و افُترضت الصلُة عليه فصلى رسول ا ّ‬
‫ل عنها‬‫عْروة بن الزبير‪ ،‬عن عائشة رضى ا ّ‬ ‫سان عن ُ‬‫اُفترضت الصلة ركعتين ثم زيدت ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني صالح بن َكْي َ‬
‫ل تعالى‬
‫ل صلى ال عليه وسلم أول ما افُترضت عليه ‪،‬ركعتين ركعتين ‪ ،‬كل صلة ؛ ثم إن ا ّ‬ ‫قالت ‪ :‬افُترضت الصلة على رسول ا ّ‬
‫ضر أربعًا وأقرها في السفر على َفْرضها الول ركعتين ‪.‬‬
‫أتمها في الح َ‬
‫ض أهل العلم ‪ :‬أن الصلة حين‬ ‫جبريل يعلم الرسول صلى ال عليه وسلم الوضوء والصلة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬آتاه جبريل وهو بأعلى مكة‪ ،‬فهمز له بعقبه في ناحية الوادي ‪ ،‬فانفجرت منه عين؛‬ ‫افُترضت على رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال‬ ‫طهور للصلة‪ ،‬ثم توضأ رسول ا ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ينظر إليه ‪ ،‬لُيِرَيه كيف ال ّ‬ ‫فتوضأ جبريل عليه السلم ‪ ،‬ورسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بصلته ‪ ،‬ثم انصرف جبري ُ‬
‫ل‬ ‫ل فصلى به ‪ ،‬وصلى رسول ا ّ‬ ‫عليه وسلم كما رأى جبريل توضأ‪ .‬ثم قام به جبري ُ‬
‫عليه السلم ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم خديجة‪ ،‬فتوضأ لها ليِرَيها كيف‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم ُيعلم خديجة الوضوء والصلة ‪ :‬فجاء رسول ا ّ‬
‫ل عليه الصلة والسلم ‪ ،‬ثم صلى ال عليه وسلم بها رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل ‪ ،‬فتوضأت كما توضأ لها رسول ا ّ‬ ‫طهوُر للصلة كما أراه جبري ُ‬‫ال ّ‬
‫عليه الصلة والسلم كما صلى ال عليه وسلم به جبريل فصلت بصلته ‪.‬‬
‫سلم مولى بني تميم ‪ ،‬عن نافع بن‬ ‫عتبُة بن ُم ْ‬
‫جبريل يعين للرسول صلى ال عليه وسلم أوقات الصلة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم أتاه‬ ‫جَبْير بن ُمطِعم ‪ ،‬وكان نافع كثير الرواية‪ ،‬عن ابن عباس قال ‪ :‬لما افُترضت الصلة على رسول ا ّ‬ ‫ُ‬
‫جبريل عليه السلم ‪ ،‬فصلى به الظهر حين مالت الشمس ‪ ،‬ثم صلى به العصر حين كان ظّله مثَله ‪ ،‬ثم صلى به المغرب حين غابت‬
‫ق ‪ ،‬ثم صلى به الصبح حين طلع الفجُر‪ ،‬ثم جاءه فصلى به الظهر من غد حين‬ ‫شف ُ‬
‫س ‪ ،‬ثم صلى به الِعشاَء الخرَة حين ذهب ال ّ‬
‫الشم ُ‬
‫س لوقتها بالمس ‪ ،‬ثم صلى به‬ ‫كان ظّله مثَله ‪ ،‬ثم صلى به العصر حين كان ظّله مثليه ‪ ،‬ثم صلى به المغرب حين غابت الشم ُ‬
‫ق ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا محمد‪ ،‬الصلُة فيما بين صلتك‬ ‫ث الليل الول ‪ ،‬ثم صلى به الصبح مسفرًا غيَر ُمشِْر ٍ‬ ‫العشاء الخرة حين ذهب ثل ُ‬
‫اليوم وصلتك بالمس ‪.‬‬
‫ل عنه‬
‫ذكر أن على بن أبي طالب رضي ا ّ‬
‫أول ذكر أسلم‬
‫ل تعالى ‪ :‬على بن أبى‬ ‫ل صلى‪ ،‬وصلى معه وصّدق بما جاءه من ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم كان أول ذكر من الناس آمن برسول ا ّ‬
‫طالب‬
‫ل وسلمه عليه ‪ ،‬وهو يومئذ ابن عشر سنين ‪.‬‬ ‫ابن عبد المطلب بن هاشم ‪ ،‬رضوان ا ّ‬
‫جر‬‫حْ‬ ‫ل عنه ‪ ،‬أنه كان في ِ‬ ‫ل به على علي بن أبي طالب رضى ا ّ‬ ‫ل على علي بنشأته في َكَنف الرسول ‪ :‬وكان مما أنعم ا ّ‬ ‫نعمة ا ّ‬
‫لسلم ‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم قبل ا ِ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫جاج ‪ ،‬قال ‪:‬كان من نعمِة ا ّ‬
‫ل‬ ‫حّ‬‫جْبر بن أبي ال َ‬
‫جيح ‪ ،‬عن ُمجاهد بن َ‬ ‫ل بن أبي َن ِ‬
‫سبب هذه النشأة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبُدا ّ‬
‫ل كثير؛‬ ‫ل له ‪ ،‬وأراده به من الخير‪ ،‬أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة‪ ،‬وكان أبو طالب ذا عيا ٍ‬ ‫ي بن أبى طالب ‪ ،‬ومما صنع ا ّ‬ ‫على عل ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم للعباس عّمه ‪ ،‬وكان من أيسر بنى هاشم ‪ :‬يا عباس ‪ ،‬إن أخاك أبا طالب كثير العيال ‪ ،‬وقد‬ ‫فقال رسول ا ّ‬
‫ل‪ ،‬فنكلهما‬ ‫ل‪ ،‬وتأخذ أنت رج ً‬ ‫ف عنه من عياله ‪ :‬آخذ من بنيه رج ً‬ ‫ق بنا إليه ‪ ،‬فلنخف ْ‬ ‫س ما ترى من هذه الزمة‪ ،‬فانطل ْ‬ ‫أصاب النا َ‬
‫ف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه‬ ‫س ‪ :‬نعم ‪ .‬فانطلقا حتى أتيا أبا طالب ‪ ،‬فقال له ‪ :‬إنا نريد أن نخف َ‬ ‫عنه ؛ فقال العبا ُ‬
‫ل صلى ال‬ ‫ل وطالبًا‪ .‬فأخذ رسول ا ّ‬ ‫ل فاصنعا ما شئتما ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عقي ً‬ ‫عقي ً‬
‫؛ فقال لهما أبو طالب ‪ :‬إذا تركتما لي َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم حتى بعثه ا ّ‬
‫ل‬ ‫عليه وسلم عليا‪ ،‬فضمه إليه ‪ ،‬وأخذ العباس جعفرًا فضمه إليه ‪ ،‬فلم يزل علي مع رسول ا ّ‬
‫تبارك وتعالى‬
‫ل عنه ‪ ،‬وآمن به وصدقه ؛ ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه ‪.‬‬ ‫نبيا‪ ،‬فاّتبعه علي رضى ا ّ‬
‫ى يخرجان إلى الصلة في شعب مكة واكتشاف أبي طالب لهما‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وذكر بعض‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم وعل ّ‬
‫ى بن أبي طالب‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم كان إذا حضرت الصلة خرج إلى شعاب مكة‪ ،‬وخرج معه عل ّ‬ ‫أهل العلم أن رسول ا ّ‬
‫ل أن‬ ‫مستخفيا من أبيه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه ‪ ،‬فيصليان الصلوات فيها‪ ،‬فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء ا ّ‬
‫ن الذي أراك‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يابن أخي ! ما هذا الدي ُ‬ ‫لا ّ‬‫يمكثا‪ .‬ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما ُيصليان ‪ ،‬فقال لرسو ِ‬
‫ل ودين ملئكته ‪ ،‬ودين رسله ‪ ،‬ودين أبينا إبراهيم – أو كما قال صلى ال عليه وسلم – بعثني ال‬ ‫َتدين به ؟ قال ‪ :‬أي عّم ! هذا دين ا ّ‬
‫ق من أجابنى إليه وأعانني عليه ‪ ،‬أو كما‬ ‫ت له النصيحة‪ ،‬ودعوُته إلى الهَدى‪ ،‬وأح ّ‬ ‫ق من بذل ُ‬ ‫به رسول إلى العباد‪ ،‬وأنت أي عم ‪ ،‬أح ّ‬
‫ص إليك بشيء تكرهه‬ ‫خَل ُ‬‫ق دين آبائى وما كانوا عليه ‪ ،‬ولكن وال ل ُي ْ‬ ‫قال ؟ فقال أبو طالب ‪ :‬أي ابن أخي ! إنى ل أستطيع أن أفار َ‬
‫ما َبقيت ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬وصدقُته بما جاء به وصلي ُ‬
‫ت‬ ‫لا ّ‬‫ل وبرسو ِ‬ ‫وذكروا أنه قال لعلى‪ :‬أي بني ! ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ فقال ‪ :‬يا أبت ‪ ،‬آمنت با ّ‬
‫عك إل إلى خير فألزمه ‪.‬‬ ‫ل واتبعته ‪ ،‬فزعموا أنه قال له ‪ :‬أما إنه لم َيْد ُ‬ ‫معه ّ‬
‫إسلم زيد بن حارثة ثانيا‬
‫ل صلى ال‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم أسلم زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب ابن عبد الُعّزى بن امرئ القيس الكلبى‪ ،‬مولى رسول ا ّ‬
‫ل ذكر أسلم ‪ ،‬وصلى بعد علي بن أبي طالب ‪.‬‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬وكان أو َ‬
‫شَراحيل بن كعب ابن عبد الُعّزى بن امرى القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن‬ ‫نسب زيد‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬زيد بن حارثة بن َ‬
‫عْذَرة بن زْيد اللت بن ُرَفْيدة بن َثْور بن كلب بن َوْبرة‪ .‬وكان حكيم بن حزام ابن‬
‫عْوف بن ِكنانة بن بكر بن عوف بن ُ‬‫عبد ُوّد بن َ‬
‫ل صلى‬ ‫خَويلد قدم من الشام برقيق ‪ ،‬فيهم زيد بن حارثة وصيف ‪ .‬فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد وهي يومئذ عند رسول ا ّ‬ ‫ُ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال لها‪ :‬اختاري يا عمة أي هؤلء الغلمان شئت فهو لك ‪ ،‬فاختارت زيدًا فأخذته ‪ ،‬فرآه رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وتبناه ‪ ،‬وذلك قبل أن ُيوحي إليه ‪.‬‬ ‫وسلم عندها‪ ،‬فاستوهبه منها‪ ،‬فوهبته له ‪ ،‬فأعتقه رسول ا ّ‬
‫جَزعًا شديدًا‪ ،‬وبكى عليه حين فقده ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫شعر حارثة أبي زيد عندما فقده ‪ :‬وكان أبوه حارثة قد جزع عليه َ‬
‫جى أم أتى دوَنه الج ْ‬
‫ل‬ ‫حى في ُْر َ‬
‫أ َ‬ ‫م أد ْرِ ما فع ْ‬
‫ل‬ ‫ت على زيدٍ ول ْ‬ ‫‪ #‬بكي ُ‬
‫َ‬
‫ل أم غالك الجب ْ‬
‫ل‬ ‫بعدي السه ُ‬ ‫غال َ‬
‫ك‬ ‫ل أ َ‬ ‫ّ‬
‫‪ #‬فوالله ما أدري وإنى لسائ ٌ‬
‫ل؟‬‫ج ْ‬‫عك لي ب َ َ‬‫فحسبى من الدنيا رجو ُ‬ ‫ة‬
‫شْعري هل لك الدهُر أوب ٌ‬ ‫ت ِ‬
‫‪ #‬ويا لي َ‬

‫ض ذكراه إذا غرُبها أفل‬ ‫وَتعر ُ‬ ‫عها‬‫س عند َ طلو ِ‬‫‪ #‬ت ُذ َك ّْرنيه الشم ُ‬
‫جل ْ‬
‫ل ما حْزني عليه وما وَ َ‬ ‫طو ُ‬ ‫ن ذكَره فيا‬‫ح هَّيج َ‬
‫‪ #‬وإن هَّبت الروا ُ‬
‫م البل‬ ‫ف أوتسأ ُ‬
‫وا َ‬‫م الّتط َ‬
‫ول أسأ ُ‬ ‫ص العيس في الرض جاهدا ً‬ ‫‪ #‬سأعمل ن َ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإن غّره الم ْ‬
‫ل‬ ‫ن‬
‫ل امرئ فا ٍ‬ ‫فك ّ‬ ‫مِنيتى‬‫ى أو تأتي على َ‬ ‫حيات َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫دم عليه وهو عند رسول الّله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال لههه رسههول الل ّههه صههلى‬ ‫ثم قَ ِ‬
‫ت فانطلقْ مع أبيك ‪ ،‬فقال ‪ :‬بههل أقيههم‬ ‫ت فأقم عندي ‪ ،‬وإن شئ َ‬ ‫الله عليه وسلم‪ :‬إن شئ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عندك ‪ .‬فلم يزل عند َ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله فصدقه وأسلم ‪،‬‬
‫م{‪].‬الحزاب‪ [5:‬قال ‪ :‬أنا زيههد‬ ‫م ِلَبائ ِهِ ْ‬ ‫وصلى معه؛ فلما أنزل الّله عز وجل ‪ } :‬اد ْ ُ‬
‫عوهُ ْ‬
‫بن حارثة‪.‬‬
‫إسلم أبي بكر الصديق رضى ال عنه – وشأنه‬
‫عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم‬ ‫عثمان بن َ‬
‫عتيق ‪ ،‬واسم أبي قحافة ُ‬‫نسبه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة‪ ،‬واسمه َ‬
‫ابن ُمّرة بن ُلَؤي بن غالب بن ِفهر‪.‬‬
‫ن وجهه وعتقه ‪.‬‬ ‫حس ِ‬
‫اسمه ولقبه ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬واسم أبي بكر‪ :‬عبدال‪ ،‬وعتيق ‪ :‬لقب ل ُ‬
‫إسلمه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما أسلم أبو بكر رضي ال عنه ‪ :‬أظهر إسلمه ‪ ،‬ودعا إلى ال وإلى رسوله‪.‬‬
‫ب قريش لقريش ‪ ،‬وأعلَم قريش بها‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬وكان أنس َ‬
‫ل مألفًا لقومه ‪ ،‬محببًا سه ً‬
‫لسلم ‪ :‬وكان أبو بكر رج ً‬ ‫إيلف قريش له ودعوته ل ِ‬
‫خلق ومعروف ‪ ،‬وكان رجال قوِمه يأتونه ويألفونه لغير واحد من المر‪ :‬لعلمه‬ ‫وبما كان فيها من خير وشر‪ ،‬وكان رجل تاجرًا‪ ،‬ذا ُ‬
‫لسلم من َوثق به من قومه ‪ ،‬ممن يغشاه ويجلس إليه ‪.‬‬ ‫ل وإلى ا ِ‬‫وتجارته وحسن مجالسته ‪ ،‬فجعل يدعو إلى ا ّ‬
‫ذكر من أسلم من الصحابة بدعوة‬
‫أبي بكر رضى ال عنه‬
‫ن بن عفان ابن أبي العاص بن أمية‬
‫عثمان ‪ :‬قال ‪ :‬فأسلم بدعائه ‪ -‬فيما بلغنى ‪ -‬عثما ُ‬
‫مّرة بن كعب بن لؤي بن غالب ‪.‬‬
‫بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلب بن ُ‬
‫الزبير‪ :‬والزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد الُعّزى بن قصى بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي ‪.‬‬
‫عبد الرحمن بن عوف ‪ :‬وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف ابن عبد بن الحارث بن ُزهرة بن كلب بن ُمرة بن كعب بن لؤي ‪.‬‬
‫سعد بن أبي وقاص ‪ :‬وسعد بن أبي وقاص ‪ ،‬واسم أبي وقاص ‪ :‬مالك بن أَهْيب بن عبد مناف بن ُزهرة بن ُمرة بن كلب بن مرة‬
‫ابن كعب بن لؤي ‪.‬‬
‫ل صلى‬ ‫عمرو بن َكْعب بن سعد بن َتْيم بن ُمّرة بن كعب بن ُلَؤي ‪ ،‬فجاء بهم إلى رسول ا ّ‬ ‫ل بن عثمان بن َ‬ ‫عَبْيدا ّ‬
‫طلحة ‪ :‬وطلحة بن ُ‬
‫ت أحدًا إلى‬
‫ل صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ،‬فيما بلغني ‪ :‬ما دعو ُ‬ ‫ال عليه وسلم حين استجابوا له فأسلموا وصّلوا‪ .‬وكان رسول ا ّ‬
‫عكم عنه حين ذكرُته له ‪ ،‬وما تزدد فيه ‪.‬‬ ‫حافة‪ ،‬ما َ‬ ‫لسلم إل كانت فيه عنده َكْبَوة‪ ،‬ونظر وتردد‪ ،‬إل ما كان من أبى بكر بن أبى ُق َ‬ ‫اِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله ‪ " :‬بدعائه " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫جاج ‪:‬‬‫عَكم ‪ :‬تلبث ‪ .‬قال ُرؤبة بن الَع ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله ‪َ :‬‬
‫عَكْم‬
‫ب بها وما َ‬ ‫ع وثا َ‬
‫‪ #‬وانصا َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بما جاءه من‬ ‫صّلوا وصّدُقوا رسول ا ّ‬ ‫لسلم ف َ‬ ‫س با ِ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فكان هؤلء النفر الثمانية الذين سبقوا النا َ‬
‫ضّبة بن الحارث‬ ‫ل بن الجراح بن هلل بن أهيب بن َ‬ ‫عَبْيدة بن الجراح ‪ ،‬واسمه عامر ابن عبدا ّ‬ ‫ل ‪ .‬إسلم أبي عبيدة ‪ :‬ثم أسلم أبو ُ‬ ‫ا ّ‬
‫بن ِفْهر‪.‬‬
‫عمر بن مخزوم بن َيَقظة بن ُمّرة بن كعب بن‬ ‫ل بن ُ‬ ‫سد بن هلل بن عبدا ّ‬ ‫ل بن عبد ال َ‬ ‫سَلمة‪ ،‬واسمه عبدا ّ‬ ‫إسلم أبي سلمة‪ :‬وأبو َ‬
‫ُلَؤي ‪.‬‬
‫جْنُدب ‪ -‬بن عبدال بن‬
‫سد ‪ -‬وكان أسد ُيْكَنى أبا ُ‬ ‫إسلم الرقم ‪ :‬والرقم بن أبى الرقم ‪ .‬واسم أبى الرقم عبد مناف بن أ َ‬
‫عمر بن مخزوم بن َيَقظة بن ُمّرة بن َكْعب بن ُلَؤي ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫عْمرو بن ُهصَْيص بن كعب بن‬ ‫جَمح بن َ‬‫حَذافة بن ُ‬‫حبيب ابن َوْهب بن ُ‬ ‫ظعون بن َ‬ ‫إسلم عثمان بن مظعون وأخويه ‪ :‬وعثمان بن َم ْ‬
‫ل ابنا مظعون بن حبيب ‪.‬‬ ‫لؤي ‪ .‬وأخواه ُقدامة وعبدا ّ‬
‫ى بن كلب بن ُمرة بن كعب بن ُلَؤي ‪ .‬إسلم سعيد‬ ‫طلب بن عبد مناف بن ُقص َ‬ ‫عَبْيدة بن الحارث بن الم ّ‬ ‫إسلم عبيدة بن الحارث ‪ :‬و ُ‬
‫ل بن ُقرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب بن‬ ‫عمرو بن ُنَفْيل بن عبد الُعّزي بن عبدا ّ‬ ‫بن زيد وامرأته ‪ :‬وسعيد بن زيد بن َ‬
‫عدي بن كعب ابن ُلَؤي ‪ ،‬أخت‬ ‫ل بن ُقْرط بن ِرياح بن َرَزاح بن َ‬ ‫لؤي ؛ وامرأته فاطمة بنت الخطاب بن ُنفيل بن عبد العزى بن عبدا ّ‬
‫عمر بن الخطاب ‪.‬‬
‫خَباب بن‬
‫سماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبى بكر‪ ،‬وهي يومئذ صغيرة و َ‬
‫إسلم أسماء وعائشة ابنتي أبي بكر وخباب بن الرت‪ :‬وأ ْ‬
‫الَرت ‪ ،‬حليف بني ُزْهرة ‪.‬‬
‫ت من بنى تميم ‪ ،‬ويقال ‪ :‬هو من خزاعة ‪.‬‬
‫خّباب بن الَر ّ‬‫قال ابن هشام ‪َ :‬‬

‫ل بن مسعود‬‫عَمْير بن أبى وّقاص ‪ ،‬أخو سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬وعبدا ّ‬ ‫إسلم عَُمير وابن مسعود وابن القاري ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫صاهلة بن كاهل بن الحارث ابن تميم بن سعد بن ُهَذْيل ‪ .‬ومسعود بن الَقاِري ‪ ،‬وهو مسعود بن‬ ‫شْمخ بن مخزوم بن َ‬ ‫ابن الحارث بن َ‬
‫سَبْيع بن الَهْون بن خزيمة من الَقاَرِة ‪.‬‬
‫حّلم بن عائذة بن ُ‬
‫حمالة بن غالب بن ُم َ‬
‫ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد الُعّزى بن ً‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬والقارة ‪ :‬لقب ‪ ،‬ولهم يقال ‪:‬‬

‫‪ #‬قد أنصف القاَرةَ من راماها‬


‫وكانوا قوما ُرماة‪.‬‬
‫عمرو بن عبد شمس بن عبد ُوّد بن نصر ابن‬ ‫سِليط بن َ‬ ‫إسلم سليط وأخيه ‪ ،‬وعياش وامرأته وخنيس وعامر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و َ‬
‫عمر ابن‬ ‫ل بن ُ‬ ‫عّياش بن ربيعة بن المغيرة بن عبدا ّ‬ ‫عمرو و َ‬ ‫سل بن عامر بن ُلَؤي بن غالب بن ِفْهر؛ وأخوه حاطب بن َ‬ ‫حْ‬ ‫مالك بن ِ‬
‫حذافة بن عدي بن سعد بن‬ ‫خَنْيس بن ُ‬
‫ظة بن ُمرة بن كعب بن لؤي ؛ وامرأته أسماء بنت سلمة بن ُمخّربة التميمية ‪ .‬و ُ‬ ‫ن َيَق َ‬
‫مخزوم ب ِ‬
‫عْنز بن وائل ‪ ،‬حليف آل الخطاب بن ُنَفْيل بن عبد الُعّزى ‪.‬‬ ‫صْيص بن كعب بن لؤي ‪ .‬وعامر بن ربيعة‪ ،‬من َ‬ ‫عمرو بن ُه َ‬ ‫سهم بن َ‬
‫عْنز بن وائل أخو بكر بن وائل ‪ ،‬من ربيعة بن نزار‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪َ :‬‬
‫ل ابن‬‫ي جحش ‪ ،‬وجعفر وامرأته ‪ ،‬وحاطب وإخوته ونسائهم ‪ ،‬والسائب ‪ ،‬والمطلب وامرأته ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وعبدا ّ‬ ‫إسلم ابن ْ‬
‫خَزيمة ‪ .‬وأخوه أبو أحمد بن جحش ‪ ،‬حليفا بنى‬ ‫غْنم ابن ُدوَدان بن أسد بن ُ‬ ‫صِبرة بن ُمرة بن كبير بن َ‬ ‫جحش بن ِرئاب بن َيْعَمر بن َ‬
‫خْثعم ‪ .‬وحاطب‬ ‫عَمْيس بن النعمان بن كعب بن مالك بن قحافة‪ ،‬من َ‬ ‫أمية بن عبد شمس ‪ .‬وجعفر بن أبى طالب ؛ وامرأته أسماء بنت ُ‬
‫جّلل‬
‫جَمح بن عمرو بن ُهصْيص بن كعب بن لؤي ‪ ،‬وامرأته فاطمة بنت الُم َ‬ ‫حذافة بن ُ‬‫حبيب بن وهب بن ُ‬ ‫ابن الحارث بن َمْعَمر بن َ‬
‫طاب بن الحارث ‪،‬‬ ‫سل ابن عامر بن ُلَؤي بن غالب بن ِفهر وأخوه خ ّ‬ ‫حْ‬‫ل بن أبي َقْيس بن عبد ُوّد بن َنصر بن مالك بن ِ‬ ‫ابن عبدا ّ‬
‫صْيص بن كعب بن ُلَؤي ‪.‬‬ ‫عْمرو بن ُه َ‬ ‫جَمح بن َ‬ ‫حَذافة بن ُ‬ ‫وامرأته ُفَكْيهة بنت َيسار‪ .‬وَمْعَمر بن الحارث بن حبيب بن وهب ابن ُ‬
‫عْوف بن عبد بن الحارث بن ُزْهرة بن كلب بن‬ ‫طِلب بن أْزَهر بن عبد َ‬ ‫حِبيب بن َوْهب ‪ .‬والم ّ‬ ‫ظعون بن َ‬ ‫والسائب ابن عثمان بن َم ْ‬
‫صْيص بن كعب بن ُلَؤي ‪.‬‬ ‫عْمرو بن ُه َ‬ ‫سْهم بن َ‬‫سعيد ابن َ‬ ‫ضَبْيرة بن َ‬ ‫ُمّرة بن َكْعب بن ُلَؤي ‪ ،‬وامرأته ‪َ :‬رْمَلة بنت أبى عوف بن ُ‬
‫سد‪ ،‬أخو بني كعب بن لؤي ‪.‬‬ ‫ل بن أ َ‬
‫حام ‪ ،‬واسمه ُنَعْيم بن عبدا ّ‬ ‫إسلم نعيم ‪ :‬والّن ّ‬
‫سْيد بن عبد عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي ‪ ،‬وإنما سمى‬ ‫ل بن أ َ‬
‫نسب نعيم ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬هو ُنَعيم بن عبدا ّ‬
‫حَمه في الجنة‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬لقد سمعت َن ْ‬ ‫حام ‪ ،‬لن رسول ا ّ‬ ‫الّن ّ‬
‫سه ‪.‬‬
‫حّ‬‫حمه ‪ :‬صوته أو ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪َ :‬ن ْ‬
‫ل عنه ‪.‬‬‫اسلم عامر بن فهيرة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وعامر بن فهيرة‪ ،‬مولى أبي بكر الصديق رضى ا ّ‬
‫ل عنه منهم ‪.‬‬
‫سَود اشتراه أبو بكر رضى ا ّ‬ ‫سْيد‪ ،‬أ ْ‬‫نسبه ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬عامر بن ُفَهْيرة ُمَوّلد من ُمَوّلدي ال َ‬
‫إسلم خالد بن سيد ونسبه واسلم امرأته ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن‬
‫جْعُثمة بن سعد بن ُمَلْيح بن‬‫سَبْيع بن ُ‬
‫خَلف بن أسعد بن عامر بن َبَياضة بن ُ‬ ‫ُقصى بن ُمّرة بن كعب بن لؤي‪ .‬وامرأته أَمْينة بنت َ‬
‫خزاعة ‪.‬‬ ‫عمرو‪ ،‬من ُ‬ ‫َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ُ :‬هَمْينة بنت خلف ‪.‬‬
‫سل عامر بن‬ ‫حْ‬‫عمرو بن عبد شمس بن عبد ُوّد بن َنصر بن مالك بن ِ‬ ‫إسلم حاطب وأبي حذيفة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحاطب بن َ‬
‫عتبة بن ربيعة بن عبد شمس عبد مناف بن ُقصي بن كلب بن ُمرة‬ ‫شم فيما قال ابن هشام ‪ -‬ابن ُ‬ ‫ُلَؤي بن غالب بن ِفْهر ‪ ،‬واسمه ُمْه ِ‬
‫بن كعب بن ُلَؤي ‪.‬‬
‫إسلم واقد وشيء من خبره‪:‬‬
‫عِرين بن َثْعلبة بن َيْربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ‪ ،‬حليف بنى عدي بن كعب‪.‬‬ ‫ل بن عبد مناف ابن َ‬ ‫وواقد بن عبدا ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬جاءت به باهلة‪ ،‬فباعوه من الخطاب بن ُنَفْيل ‪،‬‬
‫عمرو المدني ‪.‬‬ ‫ل ‪ ،‬فيما قال أبو َ‬
‫لَباِئِهْم{‪].‬الحزاب‪ [5:‬قال ‪ :‬أنا واقد بن عبدا ّ‬ ‫عوُهْم ِ‬‫ل تعالى ‪ } :‬اْد ُ‬
‫فتبناه ‪ ،‬فلما أنزل ا ّ‬
‫غَيَرة بن سعد بن َلْيث بن بكر‬
‫شب بن ِ‬ ‫إسلم بني البكير‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وخالد وعامر وعاقل وإياس َبُنو الُبَكْير بن عبد َياليل بن نا ِ‬
‫بن عبد مناة بن كنانة حلفاء بني عدي بن كعب ‪.‬‬
‫إسلم عمار‪ :‬بن ياسر حليف بنى مخزوم بن يقظة‪.‬‬
‫قال بن هشام‪ :‬عمار بن ياسر عنسى من مذحج‪.‬‬
‫إسلم صهيب‪ :‬قال بن اسحاق‪ :‬صهيب بن سنان أحد النمر بن قاسط حليف بنى تيم بن مرة‪.‬‬
‫نسب صهيب ‪ :‬قال بن هشام ‪ :‬النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار‪ ،‬ويقال ‪ :‬أفصى بن دعمى بن‬
‫جديلة بن أسد؛ ويقال‪ :‬صهيب‪ :‬مولى عبد ال بن جدعان بن عمرو كعب بن سعد بن تيم‪.‬‬
‫ي منهم ‪ .‬وجاء في الحديث‬ ‫ض َمن ذكر أنه من النمر بن قاسط‪ ،‬إنما كان أسيرًا في أرض الروم ‪ ،‬فاشُتِر َ‬ ‫ويقال ‪ :‬إنه رومى ‪ .‬فقال بع ُ‬
‫صَهيب سابق الروم "‪.‬‬‫عن النبى صلى ال عليه وسلم ‪ُ " :‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قوَمه ‪ ،‬وما كان منهم‬
‫مباداة رسول ا ّ‬
‫ل من الرجال والنساء‪ ،‬حتى فشا‬ ‫أمر ال له صلى ال عليه وسلم بمباداة قومه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم دخل الناس في السلم أْرسا ً‬
‫ي الناس‬
‫ع بما جاءه منه ‪،‬وأن يباد َ‬ ‫صد َ‬
‫ل عز وجل أمر رسوَله صلى ال عليه وسلم أن َي ْ‬ ‫ذكُر السلم بمكة‪ ،‬وُتحدث به ‪ .‬ثم إن ا ّ‬
‫ل تعالى بإظهار دينه ثلث‬ ‫بأمره ‪ ،‬وأن يدعَو إليه ‪ ،‬وكان بين ما أخفى رسول ال صلى ال عليه وسلم أمره واستتر به إلى أن أمره ا ّ‬
‫ن{ ]الحجر‪ . [94:‬وقال تعالى ‪} :‬‬ ‫شِرِكي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫عْ‬
‫ض َ‬
‫عِر ْ‬
‫ع ِبَما ُتْؤَمُر َوَأ ْ‬‫صَد ْ‬
‫ل تعالى له ‪َ } :‬فا ْ‬ ‫سنين ‪ -‬فيما بلغنى ‪ -‬من مبعثه ؛ ثم قال ا ّ‬
‫ن{‪].‬الشعراء‪[214،215 :‬‬ ‫ن اْلُمْؤِمِني َ‬
‫ك ِم ْ‬
‫ن اّتَبَع َ‬
‫ك ِلَم ْ‬
‫حَ‬
‫جَنا َ‬
‫ض َ‬ ‫خِف ْ‬
‫ن)‪َ (214‬وا ْ‬ ‫لْقَرِبي َ‬
‫ك ا َْ‬‫شيَرَت َ‬
‫َوَأنِذْر عَ ِ‬
‫ق بين الحق والباطل ‪ .‬قال أبو ُذؤْيب الُهَذلى‪ ،‬واسمه‬ ‫ع ِبَما ُتْؤَمُر{ ]الحجر‪ : [ 94:‬قال ابن هشام ‪ :‬اصدع ‪ :‬اْفُر ْ‬ ‫صَد ْ‬‫معنى } َفا ْ‬
‫حش وفحَلها‪:‬‬ ‫خَوْيلد بن خالد‪ ،‬يصف أتن و ْ‬ ‫ُ‬
‫صُد ُ‬
‫ع‬ ‫ح وَي ْ‬‫ض على الِقدا ِ‬ ‫يفي ُ‬ ‫سر‬
‫ن ِرباَبة وكأنه َي َ‬ ‫‪ #‬وكأنه ّ‬

‫جاج ‪:‬‬‫أي ُيَفّرق على القداح ويبين أنصباَءها‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬وقال ُرؤَبة بن الَع ّ‬
‫ظَلْم‬
‫ن َ‬ ‫ق وَتْنِفي َم ْ‬ ‫ع بالح ّ‬ ‫َتصَد ُ‬ ‫ت الحليُم والميُر المنتقْم‬ ‫‪ #‬أن َ‬
‫وهذان البيتان في أرجوزة له ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫شْعب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان أصحاب رسول ا ّ‬ ‫خروج الرسول صلى ال عليه وسلم بأصحابه للصلة في ال ّ‬
‫ل صلى‬ ‫وسلم إذا صلوا‪ ،‬ذهبوا في الشعاب ‪ ،‬فاستخفوا بصلتهم من قومهم ‪ ،‬فبْيَنا سعد بن أبى وقاص في نفر من أصحاب رسول ا ّ‬
‫شعاب مكة‪ ،‬إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ‪ ،‬فناكروهم ‪ ،‬وعابوا عليهم ما يصنعون‬ ‫شْعب من ِ‬ ‫ال عليه وسلم في ِ‬
‫لسلم ‪.‬‬ ‫ق في ا ِ‬‫جه ‪ ،‬فكان أول دم ُهِري َ‬ ‫حي بعير فش ّ‬ ‫ل من المشركين بَل ْ‬ ‫حتى قاتلوهم ‪ ،‬فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رج ً‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قوَمه بالسلم وصَدع به كما‬ ‫لا ّ‬ ‫عداوة قومه ومساندة أبي طالب له ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما باَدى رسو ُ‬
‫ل ‪ ،‬لم يبعد منه قومه ‪ ،‬ولم يرّدوا عليه ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬حتى ذكر آلهتهم وعابها‪ ،‬فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه ‪ ،‬وأجمعوا‬ ‫أمره ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم عّمه‬ ‫حِدب على رسول ا ّ‬ ‫خُفون ‪ ،‬و َ‬ ‫لسلم ‪ ،‬وهم قليل مسَت ْ‬ ‫ل تعالى منهم با ِ‬ ‫خلَفه وعداوته ‪ ،‬إل من عصم ا ّ‬
‫أبو طالب ‪ ،‬ومنعه وقام دوَنه ‪،‬‬
‫ل صلى‬ ‫ل ‪ ،‬مظهرًا لمِره ‪ ،‬ل يرده عنه شيء ‪ .‬فلما رأت قريش ‪ ،‬أن رسول ا ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم على أمر ا ّ‬ ‫ومضى رسول ا ّ‬
‫حِدب عليه ‪ ،‬وقام دوَنه ‪،‬‬ ‫عيب آلهتهم ‪ ،‬ورأوا أن عمه أبا طالب قد َ‬ ‫ال عليه وسلم ل ُيْعِتبهم من شيء أنكروه عليه ‪ ،‬من فراَقهم و َ‬
‫شْيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن ُقصى بن‬ ‫عتبة و َ‬ ‫فلم يسلمه لهم ‪ ،‬مشى رجال من أشراف قريش إلى أبى طالب ‪ُ ،‬‬
‫كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ‪ .‬وأبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن ُقصي بن كلب بن مرة بن‬
‫كعب بن ُلَؤي بن غالب بن فهر‪.‬‬
‫خر‪.‬‬‫صْ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬واسم أبى سفيان َ‬
‫ختري ‪ ،‬اسمه العاص بن هشام بن الحارث ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب بن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو الَب ْ‬
‫لؤي ‪.‬‬
‫ختري ‪ :‬العاص بن هاشم ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أبو الَب ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والسود بن المطلب بن أسد بن عبد الُعزي ابن قصى بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي ‪ .‬وأبو جهل ‪ -‬واسمه‬
‫عْمرو‪ ،‬وكان يكنى أبا الحكم ‪ -‬بن هشام بن المغيرة بن‬ ‫َ‬
‫ل بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن ُمرة‬ ‫عبدال بن عمر بن مخزوم بن َيَقظة بن ُمرة بن كعب بن لؤي ‪ .‬والوليد بن المغيرة بن عبدا ّ‬
‫عمرو بن ُهصْيص بن كعب بن لؤي ‪ .‬والعاص‬ ‫سْهم بن َ‬ ‫حذيفة بن سعد بن َ‬ ‫ابن كعب بن لؤي ‪ .‬وُنَبْيه وُمَنبه ابنا الحجاج بن عامر بن ُ‬
‫بن وائل ‪.‬‬
‫صْيص بن كعب بن لؤي ‪.‬‬ ‫سْهم ابن عمرو بن ُه َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن َ‬
‫وفد قريش يعاتب أبا طالب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬أو من مشى منهم ‪ .‬فقالوا‪ :‬يا أبا طالب ‪ ،‬إن ابن أخيك قد سب آلهتنا‪ ،‬وعاب ديَننا‪،‬‬
‫ى بيَنَنا وبينه ‪ ،‬فإنك على مثل ما نحن عليه من خلفه ‪،‬فَنْكِفيكه ‪ .‬فقال لهم‬ ‫خّل َ‬
‫وسّفه أحلَمنا‪ ،‬وضّلل آباَءنا؛ فإما أن تكّفه عنا‪ ،‬وإما أن ُت َ‬
‫ل‪ ،‬فانصرفوا عنه‪ .‬الرسول صلى ال عليه وسلم يستمر في دعوته ‪ :‬ومضى رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫أبو طالب قول رفيقا وردهم رّدا جمي ً‬
‫ل ‪ ،‬ويدعو إليه ‪ ،‬ثم شرى المُر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا‪،‬‬ ‫نا ّ‬ ‫صلى ال عليه وسلم على ما هو عليه ُيظهر دي َ‬
‫ضهم بعضأ عليه ‪.‬‬ ‫ض بع ُ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم بيَنها‪ ،‬فتذامروا فيه ‪ ،‬وح ّ‬ ‫وأكثرت قريش ِذكَر رسول ا ّ‬
‫سّنا وشرفًا ومنزلًة‬ ‫شْوا إلى أبي طالب مرًة أخرى‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬يا أبا طالب ‪ ،‬إن لك ِ‬ ‫رجوع الوفد إلى أبي طالب مرًة ثانيًة‪ :‬ثم إنهم َم َ‬
‫شْتم آبائنا‪ ،‬وتسفيه أحلمنا‪ ،‬وعيب آلهتنا‪ ،‬حتى‬ ‫ل ل نصبُر على هذا من َ‬ ‫فينا‪ ،‬وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم َتْنهه عنا‪ ،‬وإنا وا ّ‬
‫تكفه عنا‪ ،‬أو ننازله وإياك في ذلك ‪ ،‬حتى يَهَلك أحد الفريقين ‪ -‬أو كما قالوا له ‪ -‬ثم انصرفوا عنه ‪ ،‬فعظم على أبي طالب فراق قومه‬
‫خذلنه ‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم لهم ول ِ‬ ‫وعداوتهم ‪ ،‬ولم يطب نفسًا بإسلم رسول ا ّ‬
‫خَنس أنه‬ ‫ما دار بين الرسول صلى ال عليه وسلم وأبي طالب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن ال ْ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا ابن أخي ‪ ،‬إن قوَمك قد‬ ‫حّدث ‪ :‬أن قريشًا حين قالوا لبي طالب هذه المقالة‪ ،‬بعث إلى رسول ا ّ‬ ‫ُ‬
‫ى وعلى نفسك ‪ ،‬ول ُتحّمْلنى من المر ما ل أطيق؛ قال ‪ :‬فظن رسول‬ ‫جاءونى ‪ ،‬فقالوا لي كذا وكذا‪ ،‬الذي كانوا قالوا له ‪ ،‬فابق عل ّ‬
‫ضُعف عن نصرته والقيام معه ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫سِلُمه ‪ ،‬وأنه قد َ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه َبَداًء أنه خاذله وُم ْ‬ ‫ا ّ‬
‫س في يمينى‪ ،‬والقمَر في يساري على أن أترك هذا المر حتى ُيظهره ال‪ ،‬أو‬ ‫ل لو وضعوا الشم َ‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا عم ‪ ،‬وا ّ‬
‫ل يابن أخي؛‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فبكى ثم قام؛ فلما ولى ناداه أبو طالب ‪ ،‬فقال ‪ :‬أقب ْ‬ ‫لا ّ‬ ‫أهلك فيه ما تركته ‪ .‬قال ‪ :‬ثم استعبر رسو ُ‬
‫سلمك لشيء أبد ًا ‪.‬‬ ‫للأ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فوا ّ‬‫ب يابن أخي ‪ ،‬فقلْ ما أحبب َ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال ‪ :‬اذه ْ‬ ‫قال ‪ :‬فأقبل عليه رسول ا ّ‬
‫ن رسول‬ ‫قريش تعرض عمارة بن الوليد على أبي طالب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن قريشًا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذل َ‬
‫شْوا إليه بُعمارة بن الوليد بن المغيرة‪ ،‬فقالوا له ‪ -‬فيما‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم وإسلمه ‪ ،‬وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم ‪َ ،‬م َ‬ ‫ا ّ‬
‫صُره ‪ .‬واتخْذه ولدًا فهو لك وأسلْم إلينا‬ ‫عْقُله وَن ْ‬
‫عمارُة بن الوليد‪ ،‬أْنهُد فتى في قريش وأجمُله ‪ ،‬فخذه فلك َ‬ ‫بلغنى ‪ -‬يا أبا طالب ‪ ،‬هذا ُ‬
‫ن آبائك ‪ ،‬وفرق جماعة قومك وسّفه أحلَمهم ‪ ،‬فنقتله ‪ ،‬فإنما هو رجل برجل؛ فقال ‪ :‬وا ّ‬
‫ل‬ ‫ابن أخيك هذا‪ ،‬الذي قد خالف ديَنك ودي َ‬
‫طِعم بن عدي بن‬ ‫ل ما ل يكون أبدًا‪ .‬قال ‪ :‬فقال الُم ْ‬ ‫لبئس ما تسومونني ‪ ،‬أتعطوننى ابنكم أغُذوه لكم ‪ ،‬وأعطيكم ابني تقتلونه ؟! هذا وا ّ‬
‫َنْوفل بن عبد مناف بن ُقصي ‪ :‬وال يا أبا طالب لقد أنصفك قوُمك ‪ ،‬وجهدوا على التخلص مما تكرهه ‪ ،‬فما أراك تريد أن تقبل منهم‬
‫ي ‪ ،‬فاصنع ما بدا لك ‪ ،‬أو كما َقال ‪.‬‬ ‫ت خذلنى ومظاهرة القوم عل ّ‬ ‫ل ما أنصفونى‪ ،‬ولكنك قد أجمع َ‬ ‫شيئًا؛ فقال أبو طالب للمطعم ‪ :‬وا ّ‬
‫ضهم بعضا‪.‬‬ ‫ب ‪ ،‬وتنابذ القوم ‪ ،‬وباَدى بع ُ‬
‫قال ‪ :‬فحقب المر‪ ،‬وحميت الحر ُ‬
‫ي ‪ ،‬ويعم من خذله من بنى عبد مناف ‪،‬‬ ‫عِد ّ‬
‫طِعم بن َ‬ ‫شعر أبي طالب في المطعم ومن خذله ‪ :‬فقال أبو طالب عند ذلك ‪ ،‬يعرض بالم ْ‬
‫ومن عاداه من قبائل قريش ‪ ،‬ويذكر ما سألوه ‪ ،‬وما تباعد من أمرهم ‪:‬‬
‫بكُر‬ ‫حياطِتكم‬ ‫من‬ ‫ح ّ‬
‫ظى‬ ‫ليت‬ ‫مط ِْعم أل‬
‫‪ #‬أل قل لعمرو والوليدِ و ُ‬

‫على الساقَْين من بوِله قطر‬ ‫ش‬


‫حاب كثيٌر ُرغاؤه ي َُر ُ‬ ‫حب ْ َ‬‫خور َ‬ ‫من ال ُ‬ ‫‪#‬‬
‫فْيفاء قيل له وَب ُْر‬ ‫إذا ما عل ال َ‬ ‫ف الوِْردِ ليس بلحهق‬ ‫َتخّلف خال َ‬ ‫‪#‬‬
‫المُر‬ ‫رنا‬ ‫غي ِ‬ ‫إلى‬ ‫قال‬ ‫سئل‬ ‫ُ‬ ‫إذا‬ ‫منا‬‫أرى أخوي َْنا من أبينا وأ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ق صخُر‬ ‫َ‬ ‫بَلى لهما أمر ولكن ت َ َ‬
‫س ذي عَل ٍ‬ ‫ت من رأ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ج َ‬
‫جْر ِ‬‫ُ‬ ‫ما كما‬ ‫ج َ‬
‫جر َ‬ ‫‪#‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫هما نبذانا مثل ماُينب َذ الجمُر‬ ‫وفهل ً‬‫ص خصوصا ً عبد َ شمس ون ْ‬ ‫خ ّ‬ ‫أ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫فُر‬ ‫ص ْ‬ ‫ِ‬ ‫فهما‬ ‫أك ّ‬ ‫منهم‬ ‫أصبحا‬ ‫فقد‬ ‫خوَْيهما‬‫م في أ َ‬ ‫هما أغمَزا القو َ‬ ‫‪#‬‬
‫س له ذِكُرْ‬ ‫س إل أن ي َُر ّ‬ ‫له من النا ِ‬ ‫هما أشركا في المجدِ من ل أبها‬ ‫‪#‬‬
‫النصُر‬ ‫ى‬
‫ب ُغِ َ‬ ‫إذا‬ ‫موًْلى‬‫َ‬ ‫لنا‬ ‫وكانوا‬ ‫م‬
‫وت َْيم ومخزوم وُزهرة منهه ُ‬ ‫‪#‬‬
‫فر‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬ ‫سِلنا‬ ‫نَ ْ‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫م‬
‫منه ُ‬ ‫عداوةٌ ول‬ ‫ك منا َ‬ ‫فوالل ّهِ ل تنف ّ‬ ‫‪#‬‬
‫فُر‬ ‫ج ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫س ما صنع ْ‬ ‫فر بئ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫وكانوا ك َ‬ ‫مهم وعقوُلهم‬ ‫ت أحل ُ‬ ‫فه َ ْ‬
‫س ُ‬‫فقد َ‬ ‫‪#‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬تركنا منها بيتين أقذع فيهما‪.‬‬


‫قريش ُتظهر عداوتها للمسلمين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن قريشا تذامروا‬
‫بيَنهم على من في القبائل من أصحاب رسول الّله صلى الله عليه وسلم الذين‬
‫ل رسوَله صلى ال عليه وسلم‬ ‫ن فيهم من المسلمين يعذبونهم ‪ ،‬ويفتنونهم عن دينهم ‪ ،‬ومنع ا ّ‬ ‫ل قبيلة على َم ْ‬
‫أسلموا معه ‪ ،‬فوثبت ك ّ‬
‫منهم بعّمه أبى طالب ‪ ،‬وقد قام أبو طالب ‪ ،‬حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون في بنى هاشم وبنى المطلب فدعاهم إلى ما هو‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والقيام دوَنه ؛ فاجتمعوا إليه ‪ ،‬وقاموا معه وأجابوه إلى ما دعاهم إليه ‪ ،‬إل ما كان‬ ‫عليه ‪ ،‬من َمْنع رسول ا ّ‬
‫ل الملعون ‪.‬‬
‫من أبى لهب ‪ ،‬عدو ا ّ‬
‫حَدبهم عليه ‪ ،‬جعل يمدحهم ويذكر‬‫شعر أبي طالب في مدح قومه لنصرته ‪ :‬فلما رأى أبو طالب من قومه ما سّره في جهدهم معه ‪ ،‬و َ‬
‫حَدبوا معه على أمره ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فيهم ‪ ،‬ومكاَنه منهم ‪ ،‬ليشد لهم رأيهم ‪ ،‬ولَي ْ‬ ‫ل رسول ا ّ‬‫قديمهم ‪ ،‬ويذكر فض َ‬

‫مها‬‫وصمي ُ‬ ‫سّرها‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫منا ٍ‬ ‫فعبد ُ‬ ‫ت يوما ً قريش لمفخر‬ ‫إذا اجتمع ْ‬ ‫‪#‬‬
‫مها‬ ‫وقدي ُ‬ ‫أشراُفها‬ ‫هاشم ٍ‬ ‫ففي‬ ‫ف عبد منافها‬ ‫صلت أشرا ُ‬ ‫ح ّ‬‫وإن ُ‬ ‫‪#‬‬
‫طفي من سّرها وكريمها‬ ‫المص َ‬ ‫ت يوما ً فإن محمدا ً هو‬ ‫خَر ْ‬ ‫وإن ف َ‬ ‫‪#‬‬
‫مها‬ ‫حلو ُ‬ ‫ت‬
‫وطاش ْ‬ ‫فْر‬‫ت َظ ْ َ‬ ‫فلم‬ ‫علينا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت قريش غثها وسميُنها‬ ‫تداع ْ‬ ‫‪#‬‬
‫مها‬ ‫نقي ُ‬ ‫الخدودِ‬ ‫صعَْر‬ ‫ماث َن َ ْ‬
‫وا‬ ‫إذا‬ ‫ة‬
‫قّر ظلم ً‬ ‫ً‬
‫وكنا قديما ل ن ُ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫مها‬ ‫ب عن أحجاِرها من يرو ُ‬ ‫ونضر ُ‬ ‫ة‬
‫حماها كل يوم ٍ كريهه ٍ‬ ‫ونحمي ِ‬ ‫‪#‬‬
‫مها‬
‫أُرو ُ‬ ‫وت َْنمى‬ ‫دى‬ ‫تن َ‬ ‫بأكناِفنا‬ ‫بنا انتعش الُعود الذَواء وإنمها‬ ‫‪#‬‬

‫الوليد بن المغيرة ‪ :‬كيده للرسول ‪ ،‬وموقفه من القرآن‬


‫سن فيهم ‪ ،‬وقد حضر الموسم فقال لهم ‪ :‬يا معشَر قَريش‪ ،‬إنه قد حضر‬ ‫ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش ‪ ،‬وكان ذا ِ‬
‫هذا الموسم ‪ ،‬وإن وفود العرب ستقَدُم عليكم فيه ‪ ،‬وقد سمعوا بأمِر صاحِبكم هْذا‪ ،‬فأجمعوا فيه رأيًا واحدًا‪ ،‬ول تختلفوا فيكّذب‬
‫ضه بعضًا؛ قالوا‪ :‬فأنت يا أبا عبد شمس ‪ ،‬فقل وأقم لنا رأيًا نقول به ؛ قال ‪ :‬بل أنتم فقولوا أسمع ؛‬
‫ضكم بعضًا‪ ،‬ويرّد قوُلكم بع َ‬
‫بع ُ‬
‫جعه ؛ قالوا‪ :‬فنقول ‪ :‬مجنون ؛ قال ‪:‬‬ ‫سْ‬‫قالوا‪ :‬نقول كاهن؛ قال ‪ :‬ل وال ما هو بكاهن ‪ ،‬لقد رأينا الكهان فما هو َبَزْمَزمة الكاهن ول َ‬
‫خْنقه ‪ ،‬ول تخالجه ‪ ،‬ول وسوسته ؛ قالوا‪ :‬فنقول ‪ :‬شاعر؛ قال ‪ :‬ما هو بشاعر‪،‬‬ ‫ما هو بمجنون ‪ ،‬لقد رأينا الجنون وعرفناه ‪ ،‬فما هو ب َ‬
‫جَزه ‪ ،‬وَهَزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه ‪ ،‬فما هو بالشعرة قالوا‪ :‬فنقول ‪ :‬ساحر؛ قال ‪ :‬ما هو بساحر‪،‬‬ ‫لقد عرفنا الشعر كله ر َ‬
‫ل إن لقوله لحلوًة وإن أصَله لَعْذ ٍ‬
‫ق‬ ‫دهم قالوا؛ فما نقول يا أبا عبد شمس ؛ قال ‪ :‬وا ّ‬ ‫عْق ِ م‬
‫حار وسحَرهم ‪ ،‬فما هو بَنْفِثهم ول َ‬ ‫سّ‬‫لقد رأينا ال ّ‬
‫جناة ‪ -‬قال ابن هشام ‪:‬‬ ‫‪ ،‬وإن فرعه ل َ‬
‫عرف أنه باطل ‪ ،‬وإن أقرب القول فيه لن تقولوا ساحر‪ ،‬جاء بقول هو سحر يفّرق‬ ‫ويقال لغَْدقق ‪ -‬وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إل ُ‬
‫سُبل‬
‫به بين المرِء وابنه ‪ ،‬وبين المرء وأخيه ‪ ،‬وبين المرء وزوجته ‪ ،‬وبين المرء وعشيرته ‪ .‬فتفرقوا عنه بذلك ‪ ،‬فجعلوا يجلسون ب ُ‬
‫ل تعالى في الوليد بن المغيرة في ذلك من‬ ‫الناس حين قدموا الموسم ‪ ،‬ول يمر بهم أحد إل حذروه إياه ‪ ،‬وذكروا لهم أمره ‪ .‬فأنزل ا ّ‬
‫ن َأِزيَد)‪(15‬‬
‫طَمُع َأ ْ‬
‫ت َلُه َتْمِهيًدا)‪ُ (14‬ثّم َي ْ‬
‫شُهوًدا)‪َ (13‬وَمّهْد ُ‬
‫ن ُ‬
‫ل َمْمُدوًدا)‪َ (12‬وَبِني َ‬
‫ت َلُه َما ً‬
‫جَعْل ُ‬
‫حيًدا)‪َ (11‬و َ‬
‫ت َو ِ‬
‫خَلْق ُ‬
‫ن َ‬‫قوله ‪َ }:‬ذْرِني َوَم ْ‬
‫عِنيًدا{ ]المدثر‪11:‬ـ ‪ [[16‬أي خصيما‪.‬‬ ‫لَياِتَنا َ‬
‫ن ِ‬‫ل ِإّنُه َكا َ‬
‫َك ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عنيد‪ :‬معاند مخالف ‪ .‬قال رؤبة بن العجاج ‪:‬‬

‫عّند‬
‫س ال ُ‬
‫‪ #‬ونحن ضّرابون رأ َ‬
‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪.‬‬
‫سَر{‪].‬المدثر‪17 :‬ـ‬
‫س َوَب َ‬
‫عَب َ‬
‫ظَر)‪ُ (21‬ثّم َ‬
‫ف َقّدَر)‪ُ (20‬ثّم َن َ‬
‫ل َكْي َ‬
‫ف َقّدَر)‪ُ (19‬ثّم ُقِت َ‬
‫ل َكْي َ‬
‫صُعوًدا)‪ِ (17‬إّنُه َفّكَر َوَقّدَر)‪َ (18‬فُقِت َ‬
‫سُأْرِهُقُه َ‬
‫} َ‬
‫‪[22‬‬
‫جاج ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬بسر‪ :‬كّره وجهه ‪ .‬قال الَع ّ‬
‫ا‬ ‫سرا ً ِ‬
‫من َْهسا‬ ‫مضّبر الل ّ ْ‬
‫حيين ب َ ْ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫يصف كراهية وجهه ‪ .‬وهذا البيت في أرجوزة له ‪.‬‬
‫شِر{]المدثر‪23:‬ـ ‪[25‬‬ ‫ل اْلَب َ‬
‫ل َقْو ُ‬
‫ن َهَذا ِإ ّ‬
‫حٌر ُيْؤَثُر)‪ِ (24‬إ ْ‬ ‫سْ‬ ‫ل ِ‬‫ن َهَذا ِإ ّ‬
‫ل ِإ ْ‬
‫سَتْكَبَر)‪َ (23‬فَقا َ‬ ‫} ُثّم َأْدَبَر َوا ْ‬
‫ل تعالى وفي‬ ‫ل تعالى في رسوله صلى ال عليه وسلم وفيما جاء به من ا ّ‬ ‫رد القرآن على صحب الوليد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأنزل ا ّ‬
‫ن)‬
‫سِمي َ‬
‫عَلى اْلُمْقَت ِ‬
‫ل تعالى ‪َ } :‬كَما َأْنَزْلَنا َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وفيما جاء به من ا ّ‬ ‫النفر الذين كانوا معه يصّنفون القول في رسول ا ّ‬
‫ن{‪].‬الحجر‪90:‬ـ ‪[93‬‬ ‫عّما َكاُنوا َيْعَمُلو َ‬ ‫ن)‪َ (92‬‬ ‫جَمِعي َ‬
‫سَأَلّنُهْم َأ ْ‬
‫ك َلَن ْ‬
‫ن)‪َ (91‬فَوَرّب َ‬ ‫ضي َ‬‫ع ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫جَعُلوا اْلُقْرآ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ (90‬اّلِذي َ‬
‫ضْوه ‪ :‬فرقوه ‪ .‬قال ُرزبة بن الُعجاج ‪:‬‬ ‫ع ّ‬ ‫ضة‪ ،‬يقول ‪َ :‬‬ ‫ع َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬واحدة الِعضين ‪ِ :‬‬

‫ن الّله بالمع ّ‬
‫ضى‬ ‫‪ #‬وليس دي ُ‬
‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪.‬‬
‫ب من ذلك‬
‫ل صلى ال عليه وسلم لمن لقوا من الناس ‪ ،‬وصدرت العر ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فجعل أولئك النفر يقولون ذلك في رسول ا ّ‬
‫ب كّلها‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ؛ فانتشر ذكُره في بلِد العر ِ‬ ‫الموسم بأمر رسول ا ّ‬
‫شعر أبي طالب في معاداة خصومه ‪ :‬فلما خشى أبو طالب َدْهماَء العرب أن يركبوه مع قومه ‪ ،‬قال قصيدته التي تعّوذ فيها بحرم‬
‫ل صلى ال‬‫لا ّ‬‫سِلم رسو َ‬
‫ف قومه ‪ ،‬وهو على ذلك ُيخبرهم وغيَرهم في ذلك من شعره أنه غير ُم ْ‬ ‫مكة وبمكانه منها‪ ،‬وتودد فيها أشرا َ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ول تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دوَنه ‪،‬فقال ‪:‬‬

‫ل العَُرى والوسائل‬ ‫م وقد قطعوا ك ّ‬ ‫فيه ُ‬ ‫م ل وُد ّ‬


‫ت القهو َ‬
‫ولما رأي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ذى وقد طاوعوا أمَر العدوّ المزايل‬ ‫وال َ‬ ‫وقد صارحونا بالعهداوةِ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫فنا بالنام ِ‬ ‫ً‬
‫ن غْيظا خل َ‬‫َ‬ ‫ضو َ‬ ‫ة ي َعَ ّ‬‫أظ ِن ّ ً‬ ‫وقد حالفوا قوما ً علينها‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫ل‬‫ضب من ُتراث المقاو ِ‬ ‫ض عَ ْ‬ ‫محة وأبي َ‬ ‫س ْ‬ ‫َ‬ ‫ت لهم نفسي بسمراء‬ ‫صبر ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫ت من أثواِبه بالوصائ ِ‬
‫ل‬ ‫وإخوتى وأمسك ُ‬ ‫ت عند َ البيت رهطى‬ ‫وأحصر ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫قضي حلفه كل ناف ِ‬
‫ل‬ ‫ث يَ ْ‬ ‫لدى حي ُ‬ ‫جه‬‫قياما ً معا مستقبلين ِرتا َ‬
‫ً‬ ‫‪#‬‬
‫ف ونائل‬ ‫ل من إسا َ‬ ‫ضى السيو ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫م ْ‬
‫ب ُ‬ ‫ث ُينيبخ الشعرون ركاَبههم‬ ‫وحي ُ‬ ‫‪#‬‬

‫ل‬
‫وباز ِ‬ ‫سديس‬ ‫ال ّ‬ ‫ن‬
‫بي َ‬ ‫خّيسة‬‫م َ‬
‫ُ‬ ‫صراتها‬‫سمة العضادِ أو قَ َ‬ ‫موَ ّ‬
‫ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫ل‬‫ِ‬ ‫كالعثاك‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫معقود‬ ‫قها‬
‫ِ‬ ‫بأعنا‬ ‫ة‬
‫وزين ً‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫والرخا‬ ‫فيها‬ ‫دع‬‫َ ْ‬ ‫و‬‫ال‬ ‫ترى‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬‫بباط ِ‬ ‫ملح‬
‫ُ‬ ‫أو‬ ‫بسوٍء‬ ‫علينا‬ ‫طاعن‬ ‫س من كل‬ ‫ِ‬ ‫النا‬ ‫ب‬‫أعوذ بر ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫ق في الدين ما لم ُنحاو ِ‬ ‫مل ْ ِ‬
‫ح ٍ‬ ‫ومن ُ‬ ‫ومن كاشٍح يسَعى لنا بمعيبة‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫ل‬‫حراَء وناز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ليرقى في‬ ‫ق‬
‫مكاَنه ورا ٍ‬ ‫سى َثبيهرا ً‬ ‫وث َوْرٍ ومن أر َ‬ ‫‪#‬‬
‫ه ليس بغاِفل‬ ‫ي مكة وبالل ّهِ إن الل ّ َ‬ ‫من ف ِ‬ ‫ت‪،‬‬‫ت ‪ ،‬حقّ البي ِ‬ ‫وبالبي ِ‬ ‫‪#‬‬
‫حى والصائل‬
‫ل‬ ‫ض َ‬ ‫إذا اكتنفوه بال ّ‬ ‫سوَد ّ إذ يمسحونه‬ ‫وبالحجرِ الم ْ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫ل‬ ‫ً‬
‫رطبة على قدمْيه حافيا غير ناع ِ‬ ‫م في الصخرِ‬ ‫وموطئ إبراهي َ‬ ‫‪#‬‬
‫سيرة ابن هشام‬
‫الجزء الثانى‬

‫صفحة ‪223 -110‬‬


‫صورٍة وَتماث ِ‬
‫ل‬ ‫وما فيهما من ُ‬ ‫صَفا‬
‫ن المرَوَتْين إلى ال ّ‬ ‫شواط بي َ‬ ‫‪ #‬وأ ْ‬
‫ل ذي َنذٍر ومن كل راجل‬ ‫ومن ك ّ‬ ‫ل راك ٍ‬
‫ب‬ ‫ل من ك ّ‬ ‫تا ِ‬‫ج بي َ‬ ‫‪ #‬ومن ح ّ‬
‫ج القوابلِ‬ ‫شرا ِ‬‫ضى ال ّ‬‫ل إلى مْف َ‬ ‫إل ٌ‬ ‫عمدوا له‬ ‫صى إذا َ‬‫شَعِر الْق َ‬ ‫‪ #‬وبالم ْ‬
‫ُيقيمون باليدي صدوَر الرواح ِ‬
‫ل‬ ‫شّيـــًة‬
‫عِ‬‫ل َ‬
‫ق الجبا ِ‬ ‫‪#‬وَتْوقاِفهم فو َ‬
‫حْرمة ومناز ِ‬
‫ل‬ ‫وهل فوقها من ُ‬ ‫ل من ِمنــى‬ ‫جْمٍع والمناز ِ‬ ‫‪ #‬وليلِة َ‬
‫ن من وقِع واب ِ‬
‫ل‬ ‫سراعا كما يخرج َ‬ ‫ِ‬ ‫جْزَنــه‬
‫جْمٍع إذا ما الُمْقَربات أ َ‬‫‪#‬و َ‬
‫جناد ِ‬
‫ل‬ ‫سها بال َ‬
‫َيُؤّمون قذفًا رأ َ‬ ‫صمدوا لها‬ ‫‪ #‬وبالجمرِة الكبرى إذا َ‬
‫ن وائ ِ‬
‫ل‬ ‫ج بكِر ب ِ‬
‫حجا ُ‬ ‫ُتجيز بهم ُ‬ ‫حصاب عشيــة‬ ‫‪ #‬وِكندَة إذ ُهم بال ِ‬
‫ت الوسائل‬ ‫ورّدا عليه عاطفا ِ‬ ‫عْقَد ما احتلفا لــه‬‫‪ #‬حليفان شّدا َ‬
‫خَد النعاِم الجواف ِ‬
‫ل‬ ‫شْبِرَقه َو ْ‬
‫وِ‬ ‫ح وسرحـه‬ ‫سمَر الرما ِ‬ ‫طِمهم ُ‬‫ح ْ‬‫‪#‬و َ‬

‫ل عاذل‬ ‫ٍ وهل من ُمعيٍذ يتقى ا ّ‬ ‫‪ #‬فهل بعد هذا من َمَعاٍذ لعائــذ‬


‫ك وكاب ِ‬
‫ل‬ ‫ب ُتر ٍ‬ ‫ُتسّد بنا أبوا ُ‬ ‫‪ُ #‬يطاع بنا أمُر العدّو وّد أننــا‬
‫ن إل أمُركِم فى بلب ِ‬
‫ل‬ ‫ظع ُ‬ ‫وَن ْ‬ ‫ل نترك مكــة‬ ‫تا ّ‬‫‪ #‬كذبتْم وبي ِ‬
‫ن دونه ونناضل‬ ‫ولّما نطاع ْ‬ ‫ل ُنْبزي محمـدا‬ ‫تا ّ‬‫‪ #‬كذبتم وبي ِ‬
‫وُنْذَهل عن أبناِئنا والحلئل‬ ‫صّرع حولـَـه‬ ‫‪ #‬ونسلمه حتى ُن َ‬
‫ت ذات الصلصل‬‫ض الّروايا تح َ‬ ‫نهو َ‬ ‫‪ #‬وينهض قوم فى الحديد إليكُم‬
‫حاِم ِ‬
‫ل‬ ‫ب المت َ‬‫ل الْنَك ِ‬ ‫ن فع َ‬
‫طع ِ‬‫من ال ّ‬ ‫عه‬
‫ن يركب َرْد َ‬ ‫ضْغ ِ‬‫‪ #‬وحتى ترى ذا ال ّ‬
‫ن أسياُفنا بالماثل‬ ‫سْ‬ ‫لَتْلَتِب َ‬ ‫جّد مــا أرى‬ ‫ل إن َ‬ ‫‪ #‬وإما لَعْمُر ا ّ‬
‫أخى ثقٍة حامى الحقيقِة باسل‬ ‫سَمْيد ٍ‬
‫ع‬ ‫ى فتى مثل الشهاب َ‬ ‫‪ #‬بَكّف ْ‬
‫جٌة بعَد قابل‬ ‫حّ‬ ‫علينا وتأتى ِ‬ ‫جّرمــا‬ ‫ل ُم َ‬‫‪ #‬شهورًا وأيامًا وحو ً‬
‫يحوط الّذماَر غير َذْرب ُمَواِكل‬ ‫ك قوٍم ‪ ،‬ل أبا لك ‪ ،‬سيدا‬ ‫‪ #‬وما تر ُ‬
‫صمٌة للرامل‬ ‫ع ْ‬ ‫ل اليتامى ِ‬ ‫ثما ُ‬ ‫ض ُيستسَقى الغماُم بوجهـه‬ ‫‪ #‬وأبي ُ‬
‫حمٍة وفواضلِ‬ ‫فهم عنَده فى َر ْ‬ ‫ل هاشــم‬ ‫لف من آ ِ‬ ‫‪ #‬يلوُذ به الُه ّ‬

‫ضنا وجّزآنا لكلِ‬ ‫إلى ُبغ ِ‬ ‫سيد وَبْكُره‬ ‫‪َ #‬لَعْمري لقد أجرى أ َ‬
‫عا أمَر تلك القبائ ِ‬
‫ل‬ ‫ولكن أطا َ‬ ‫ن لم َيْربع علينا وُقنُفذ‬ ‫‪ #‬وعثما ُ‬
‫ولم َيْرُقبا فينا َمقالَة قائل‬ ‫ن عبِد يغوِثهم‬ ‫‪ #‬أطاعا أَبّيا واب َ‬
‫وكل توّلى ُمْعِرضًا لم يجامل‬ ‫سَبْيٍع ونْوف ٍ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬كما قد َلِقينا من ُ‬
‫ع الُمكايل‬ ‫ل لهما صاعًا بصا ِ‬ ‫َنِك ْ‬ ‫ل منهما‬ ‫‪ #‬فإن ُيْلقيا أو ُيمكن ا ّ‬
‫ل شاٍء وجام ِ‬
‫ل‬ ‫ظغنا فى أه ِ‬
‫لي ْ‬ ‫ضنا‬
‫‪ #‬وذاك أبو عمرو أبى غيَر ُبْغ ِ‬
‫ج أبا عمرو بنا ثم خاِتل‬ ‫فنا ِ‬ ‫صَبح‬
‫سى وُم ْ‬ ‫ل َمْم َ‬
‫‪ #‬يناجى بنا فى ك ّ‬
‫َبلى قد نراه جهرًة غيَر حائ ِ‬
‫ل‬ ‫ل ما إن َيُغشنا‬ ‫‪ #‬وُيْؤلى لنا با ّ‬
‫ب فمجاِد ِ‬
‫ل‬ ‫ش ٍ‬‫خُ‬
‫ض بين أ ْ‬ ‫من الر ِ‬ ‫ل َتْلَعٍة‬‫ضنا ك ّ‬‫‪ #‬أضاق عليه بغ ُ‬
‫سْعِيك فينا مْعِرضًا كالمخاِتل‬ ‫ِب َ‬ ‫حَبْوَتنا‬‫ل أبا الوليِد ماذا َ‬ ‫‪ #‬وسائ ْ‬
‫ورحمِته فينا ولست بجاه ِ‬
‫ل‬ ‫ت امرأ ممن ُيعاش برأِيه‬ ‫‪ #‬وكن َ‬
‫غاِو ِ‬
‫ل‬ ‫ض ذي َد َ‬ ‫ب ُمْبِغ ٍ‬‫حسوٍد كذو ٍ‬ ‫ل كاش ٍ‬
‫ح‬ ‫‪ #‬فعتبُة ل تسمْع بنا قو َ‬
‫عظاِم الَمقاِو ِ‬
‫ل‬ ‫ل من ِ‬ ‫كما َمّر َقْي ٌ‬ ‫‪ #‬وَمّر أبو سفيان عنى ُمْعِرضًا‬

‫ت عنكم بغافلِ‬ ‫عم أننى لس ُ‬ ‫ويز ُ‬ ‫جٍد وَبْرِد مياِهه‬‫‪َ #‬يِفر إلى َن ْ‬
‫ت الدواخل‬ ‫شفيق وُيخفى عارما ِ‬ ‫صح أنه‬ ‫ل الُمنا ِ‬‫‪ #‬ويخبُرنا ِفْع َ‬
‫ظم عنَد الموِر الجلئل‬ ‫ول ُمْع ِ‬ ‫خُذْلك فى يوِم نجدٍة‬ ‫طعُم لم أ ْ‬ ‫‪ #‬أِم ْ‬
‫جَدل من الخصوِم الَمساجل‬ ‫أوِلى َ‬ ‫صٍم إذا أتوك أِلـّدًة‬‫خ ْ‬ ‫‪ #‬ول يوَم َ‬
‫ت بوائ ِ‬
‫ل‬ ‫ل فلس ُ‬‫ى أوَك ْ‬
‫وإنى مت ِ‬ ‫طًة‬‫خّ‬ ‫طعُِم إن القوَم ساموك ُ‬ ‫‪ #‬أُم ْ‬
‫ل غيَر آجل‬ ‫عقوبَة شر عاج ً‬ ‫س وَنْوَف ً‬
‫ل‬ ‫ل عنا عبَد شم ٍ‬ ‫‪ #‬جزى ا ّ‬
‫سه غيَر عائل‬ ‫له شاهٌد من نف ِ‬ ‫س شعيرًة‬ ‫خ ّ‬‫ط ل ُي َ‬ ‫سٍ‬ ‫ن ِق ْ‬‫‪ #‬بميزا ِ‬
‫ف َقْيضًا بنا والَغياطل‬‫بنى خل ٍ‬ ‫ت أحلُم قوٍم تبّدلوا‬ ‫‪ #‬لقد سَُفه ْ‬
‫ب الوائل‬ ‫خطو ِ‬ ‫ى فى ال ُ‬
‫صّ‬‫وآل ُق َ‬ ‫‪ #‬ونحنُ الصميُم من ذؤابِة هاشم‬
‫طْمل وخام ِ‬
‫ل‬ ‫ل ِ‬
‫علينا الِعَدا من ك ّ‬ ‫‪ #‬وسهٌم ومخزوم تمالوا وأّلُبوا‬

‫غِ‬
‫ل‬ ‫ل وا ِ‬
‫فل ُتشركوا فى أمِركم ك ّ‬ ‫‪ #‬فعبُد مناف أنتم خيُر قوِمكم‬
‫خطئ للمفاص ِ‬
‫ل‬ ‫وجئتم بأمر ُم ْ‬ ‫جْزتم‬‫عَ‬‫‪ #‬لَعْمري لقد وهنتُم و َ‬
‫ب أقُدٍر وَمراجل‬ ‫حطا ُ‬ ‫آن ِ‬ ‫ب قدٍر وأنتم ال‬ ‫ط َ‬‫ح ْ‬‫‪ #‬وكنتم حديثًا َ‬
‫وخذلُننا وترُكنا في المَعاق ِ‬
‫ل‬ ‫ئ بنى عبد مناف عقوُقنا‬ ‫‪ #‬لَيْهِن ْ‬
‫حًة غيَر باه ِ‬
‫ل‬ ‫وَتحتلبوها ِلْق َ‬ ‫‪ #‬فإن نك قوما َنثِئر ما صنعتُم‬
‫حل‬‫حل ِ‬‫ل صقر ُ‬ ‫نفاهم إلينا ك ّ‬ ‫ي بن غال ٍ‬
‫ب‬ ‫‪ #‬وسائط كانت في ُلؤ ّ‬
‫ن َمعد وَناعل‬ ‫ف ِم ْ‬ ‫ئ الحصىَ وألم حا ٍ‬ ‫ن وط َ‬ ‫شّر َم ْ‬‫‪ #‬ورهط ُنَفيل َ‬
‫شر قصّيا بعَدنا بالتخاذل‬ ‫وَب ّ‬ ‫‪ #‬فأبلْغ ُقصيا أن سُينشر أمُرنا‬
‫إذا ما لجأنا دوَنهم فى الَمداخ ِ‬
‫ل‬ ‫ل ُقصيا عظيمٌة‬ ‫‪ #‬ولو طَرقت لي ً‬
‫سى عنَد النساِء الَمطاِفل‬ ‫لكّنا أ ً‬ ‫ل بيوِتهم‬ ‫ضْربا خل َ‬ ‫صدقوا َ‬ ‫‪ #‬ولو َ‬
‫غّبه غيَر طائل‬‫جْدنا ِ‬ ‫َلَعْمري َو َ‬ ‫ت نعّده‬ ‫ن أخ ٍ‬ ‫ق واب ِ‬ ‫ل صدي ٍ‬ ‫‪ #‬فك ّ‬
‫ن ُمرة ٍ َبراء إلينا من معّقِة خاذ ِ‬
‫ل‬ ‫بب ِ‬ ‫ن رهطًا من كل ِ‬ ‫‪ #‬سوى أ ّ‬

‫غ وجاه ِ‬
‫ل‬ ‫سر عنا كل با ٍ‬ ‫حُ‬‫وَي ْ‬ ‫‪ #‬وَهّنا لهم حتى تبدّد جمُعهم‬
‫ب والَكواهلِ‬ ‫ن الُكدى من غال ٍ‬ ‫ونح ُ‬ ‫ض السقايِة فيهُم‬ ‫‪ #‬وكان لنا حو ُ‬
‫صياِقل‬ ‫ن أيِدي ال ّ‬ ‫ف بي َ‬ ‫ض السيو ِ‬ ‫كِبي ِ‬ ‫‪ #‬شباب من المطّيبين وهاشٍم‬
‫شراَر القبائل‬ ‫ول حالفوا إل ِ‬ ‫ل ول سفكوا دما‬ ‫حً‬‫‪ #‬فما أدركوا َذ ْ‬
‫خراِد ِ‬
‫ل‬ ‫ضَواِري أسوٍد فوق لحٍم َ‬ ‫َ‬ ‫ن فيه كأنهم‬ ‫ب ترى الِفتيا َ‬ ‫‪ #‬بضْر ٍ‬
‫ن عاق ِ‬
‫ل‬ ‫سب ِ‬ ‫عَبْيد قي ِ‬
‫جَمح ُ‬ ‫بنى ُ‬ ‫‪ #‬بنى أَمٍة محبوبٍة ِهْنِدكّيٍة‬
‫ي القواُم عنَد الَبواط ِ‬
‫ل‬ ‫ٍ بهم ُنِع َ‬ ‫‪ #‬ولكننا نسل كراٌم لسادة‬
‫حمائل‬ ‫حسامًا ُمْفَردًا من َ‬ ‫ُزَهير ُ‬ ‫ت القوِم غيَر ُمَكّذ ٍ‬
‫ب‬ ‫ن أخ ِ‬ ‫‪ #‬ونعم اب ُ‬
‫حْومِة المجِد فاضل‬ ‫ل ينَتِمي إلى حسب في َ‬ ‫شّم البهالي ِ‬‫ن ال ّ‬‫شّم مِ َ‬
‫‪#‬أ َ‬
‫ب المواص ِ‬
‫ل‬ ‫ح ّ‬ ‫ب الم ِ‬
‫وإخوِته َدأ َ‬ ‫جدًا بأحمد‬ ‫ت َو ْ‬ ‫‪ #‬لَعْمري لقد ُكلف ُ‬
‫ب الَمشاك ِ‬
‫ل‬ ‫وَزْينًا لمن واله ر ّ‬ ‫ل لهِلها‬ ‫‪ #‬فل زال في الدنيا جما ً‬
‫إذا قاسه الحكاُم عنَد التفاض ِ‬
‫ل‬ ‫ي ُمَؤّم ٍ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬فمن ِمثُله فى الناس أ ّ‬
‫س عنه بغاف ِ‬
‫ل‬ ‫يوالى إلهًا لي َ‬ ‫‪ #‬حليم رشيٌد عادل غيُر طائ ٍ‬
‫ش‬
‫خنا فى المحاف ِ‬
‫ل‬ ‫جّر على أشيا ِ‬ ‫ُت َ‬ ‫سّبٍة‬‫ل لول أن أجىَء ب ُ‬ ‫‪ #‬فوا ّ‬
‫ل التهاز ِ‬
‫ل‬ ‫جّدا غير قو ِ‬ ‫من الدهِر ِ‬ ‫ل حالة‬ ‫‪ #‬لكنا اتبعناه على ك ّ‬
‫ل الباطل‬ ‫لدينا ول ُيْعَنى بقْو ِ‬ ‫‪ #‬لقد علموا أن ابَننا ل ُمكّذ ٌ‬
‫ب‬
‫سْورُة المتطاو ِ‬
‫ل‬ ‫صر عنه َ‬ ‫ُتَق ّ‬ ‫‪ #‬فأصبح فينا أحمد فى أرومٍة‬
‫ت عنه بالّذَرا والَكلِك ِ‬
‫ل‬ ‫ودافع ُ‬ ‫حمْيُته‬ ‫ت بنفسى دوَنه و َ‬ ‫حِدْب ُ‬
‫‪َ #‬‬
‫وأظهَر دينًا حّقه غيُر باط ِ‬
‫ل‬ ‫ب العباِد بنصِره‬ ‫‪ #‬فأيده ر ّ‬
‫إلى الخيِر آباء كراُم المحاص ِ‬
‫ل‬ ‫ل َنماُهُم‬ ‫‪ #‬رجال كرام غيُر مي ٍ‬
‫فل ُبّد يومًا مرًة من َتزاُي ِ‬
‫ل‬ ‫صَقْيبة‬ ‫ك كعب من ُلؤي ُ‬ ‫‪ #‬فإن ت ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬هذا ما صح لي من هذه القصيدة‪ ،‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها‪.‬‬
‫الرسول عليه السلم يستسقي لهل المدينة ويود لو أن أبا طالب حي يرى ذلك ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني من أثق به ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم المنبر فاستسقى‪،‬‬ ‫لا ّ‬‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فشكوا ذلك إليه ‪ ،‬فصعد رسو ُ‬ ‫ل المدينة‪ ،‬فأَتْوا رسول ا ّ‬ ‫أقحط أه ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬اللهم حوالينا ول‬ ‫ل الضواحي يشكون منه الغرق ؛ فقال رسول ا ّ‬ ‫فما لبث أن جاء من المطر ما أتاه أه ُ‬
‫علينا "‪ ،‬فانجاب السحاب عن المدينة فصار‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لسره "‪ ،‬فقال له بعض أصحابه ‪ :‬كأنك يا‬ ‫حواليها كالكليل ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬
‫ل أردت قوله ‪:‬‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫م بوجِهه ثما ُ‬
‫ل اليتامى عصمة للرام ِ‬ ‫قى الغما ُ‬
‫س َ‬
‫ست َ ْ‬
‫ض يُ ْ‬
‫‪ #‬وأبي ُ‬
‫قال ‪ " :‬أجل " ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وقوله " وشبرقة " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫ن َهصيص ‪ ،‬وأبو‬ ‫ذكر السماء التي وردت في قصيدة أبي طالب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬والغياطل ‪ :‬من بنى سهم بن عمرو ب ْ‬
‫عمر بن مخزوم ‪،‬‬ ‫ل بن ُ‬‫ي بن نوفل بن عبد مناف ‪ .‬وُزهير ابن أبي أمية بن المغيرة بن عبدا ّ‬‫عِد ّ‬
‫طِعم بن َ‬‫سفيان ابن حرب بن أمية‪ .‬وُم ْ‬
‫أمه عاتكة بنت عبد المطلب ‪.‬‬
‫عّتاب بن أسيد بن أبي العيص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ‪ .‬وعثمان بن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأسيد‪ ،‬وِبْكره ‪َ :‬‬
‫جْدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم بن مرة ‪ .‬وأبو الوليد عتبة‬ ‫عَمير بن ُ‬‫ل التْيمي ‪ .‬وقنفذ بن ُ‬
‫عبيد ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬أخو طلحة بن ُ‬‫عبيد ا ّ‬
‫ُ‬
‫بن ربيعة ‪ .‬وأبو الخنس بن شريق الثقفى‪ ،‬حليف بنى ُزهرة بن كلب ‪.‬‬
‫علج بن أبى‬ ‫ى‪ ،‬وهو من بنى علج ‪ ،‬وهو ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وإنما سمي الخنس ‪ .‬لنه خنس بالقوم يوم بدر‪ ،‬وإنما اسمه أب ّ‬
‫حارث بن‬ ‫سبيع بن خالد‪ ،‬أخو َبْل َ‬ ‫عْوف بن عقبة ‪ .‬والسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف ابن ُزهرة بن كلب ‪ .‬و ُ‬ ‫سلمة بن َ‬
‫خَوْيلد بن أسد بن عبد الُعّزى بن قصي ‪ ،‬وهو ابن العدوية ‪ .‬وكان من شياطين قريش‪ ،‬وهو الذي قرن بين أبي بكر‬ ‫فهر‪ .‬وَنْوفل ابن ُ‬
‫ل عنهما فى حبل حين أسلما‪ ،‬فبذلك كانا يسميان‬ ‫ل رضى ا ّ‬ ‫عَبْيد ا ّ‬
‫الصديق وطلحة بن ُ‬
‫القرينين ؛ قتله علي بن أبى طالب عليه السلم يوم بدر‪ .‬وأبو عمرو ُقْرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف ‪.‬‬
‫" وقوٌم علينا أظّنة "‪ :‬بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة‪ ،‬فهؤلء الذين عّدد أبو طالب فى شعره من العرب ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فى العرب ‪ ،‬وبلغ البلدان ‪ُ ،‬ذكر بالمدينة‪ ،‬ولم‬ ‫انتشار ذكر الرسول خارج مكة ‪ :‬فلما انتشر أمُر رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم حين ُذكر‪ ،‬وقبل أن ُيذكر من هذا الحى من الوس والخزرج ‪ ،‬وذلك‬ ‫يكن حى من العرب أعلم بأمر رسول ا ّ‬
‫لما كانوا يسمعون من أحبار اليهود‪ ،‬وكانوا لهم حلفاء‪ ،‬ومعهم فى بلِدهم ‪ .‬فلما وقع ذكره بالمدينة‪ ،‬وتحدثوا بما بين قريش فيه من‬
‫سَلت ‪ ،‬أخو بنى واقف ‪:‬‬ ‫الختلف ‪ .‬قال أبو قيس بن ال ْ‬
‫طمة‪ ،‬لن‬ ‫خ ْ‬
‫ن إسحاق أبا قيس هذا هاهنا إلى بني واقف ‪ ،‬ونسبه في حديث الفيل إلى َ‬ ‫نسب ابن السلت ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬نسب اب ُ‬
‫العرب قد تنسب الرجل إلى أخي جده الذي هو أشهر منه ‪.‬‬
‫غفار بن ُمَلْيل ‪ ،‬وُنَعيلة بن ُمَليل‬
‫غفار وهو ِ‬ ‫عَبيدة ‪ :‬أن الحكم بن عمرو الِغفارى من ولد ُنَعْيلة أخي ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثني أبو ُ‬
‫سَلْيم بن منصور‪.‬‬ ‫سَلمى وهو من ولد مازن بن منصور و ُ‬ ‫ضْمرة بن بكر بن عبد مناة‪ ،‬وقد قالوا عتبة بن غزوان ال ّ‬ ‫بن َ‬
‫طمة إخوة من الوس ‪.‬‬ ‫خ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فأبو قيس بن السلت ‪ :‬من بنى وائل ؛ ووائل ‪ ،‬وواقف ‪ ،‬و َ‬
‫شعر ابن السلت في الدفاع عن الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال أبو قيس بن السلت ‪ -‬وكان يحب‬
‫قريشًا‪ ،‬وكان لهم صهرًا‪ ،‬كانت عنده أرنب بنت أسد بن عبد الُعّزى بن ُقصي‪ ،‬وكان يقيم عندهم السنين بامرأته ‪ -‬قصيدة يعظم فيها‬
‫ف عن‬‫الحرمة‪ ،‬وينهى قريشا فيها عن الحرب ‪ ،‬ويأمرهم بالكف بعضهم عن بعض ‪ ،‬ويذكر فضَلهم وأحلَمهم ‪ ،‬ويأمرهم بالك ّ‬
‫ل عندهم ‪ ،‬ودفعه عنهم الفيل وكيده عنهم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ويذّكرهم بلَء ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ن غال ِ‬
‫ب‬ ‫يب َ‬
‫ُمَغلغَلًة عني ُلؤ ّ‬ ‫ت فبّلغـــ ْ‬
‫ن‬ ‫عَرض َ‬ ‫‪ #‬يا راكبًا إما َ‬
‫ك ناص ِ‬
‫ب‬ ‫ن بذل ِ‬ ‫ي محزو ٍ‬ ‫على النأ ِ‬ ‫‪ #‬رسول امرئ قد راعه ذات بينكم‬
‫ض منها حاجتي ومآربى‬ ‫فلم أق ِ‬ ‫‪ #‬وقد كان عندي للهموِم مَعّر ٌ‬
‫س‬
‫ك وحاط ِ‬
‫ب‬ ‫ل من بين ُمْذ ٍ‬ ‫لها أْزَم ٌ‬ ‫جْين كل قبيلـــٍة‬
‫شْر َ‬
‫‪ُ #‬نّبيُتكم َ‬

‫س العقاربِ‬
‫وشّر تباغيكم ود ّ‬ ‫ل من شر صنِعكـم‬ ‫‪ #‬أعيذكم با ّ‬
‫ق صائب‬ ‫ٍ كوخِز الشافى وقُعها ح ّ‬ ‫جَوى سقيمة‬ ‫ق ون ْ‬‫‪ #‬وإظهاِر أخل ٍ‬
‫وإحلل أحرام الظباِء الشواز ِ‬
‫ب‬ ‫ل وهلـــٍة‬ ‫ل أو َ‬
‫‪ #‬فذكْرهْم با ّ‬
‫ب عنكم فى الَمراحبِ‬ ‫ب تذه ْ‬ ‫ذروا الحر َ‬ ‫حْكَمــُه‬ ‫ل يحكُم ُ‬ ‫‪ #‬وقل لهم وا ّ‬
‫ن أو للقار ِ‬
‫ب‬ ‫ل للقصي َ‬ ‫هى الُغو ُ‬ ‫‪ #‬متى تبعثوها تبعثوها ذميمـًة‬
‫سنام وغار ِ‬
‫ب‬ ‫ف من َ‬ ‫سدي َ‬
‫وتبري ال ّ‬ ‫طُع أرحامًا وُتهلك أمــًة‬ ‫‪ُ #‬تق ّ‬
‫ب المحار ِ‬
‫ب‬ ‫ل وأصداًء ثيا َ‬ ‫شلي ً‬
‫َ‬ ‫‪ #‬وتستبدلوا بالتحميِة بعَدهـا‬
‫ن الجناد ِ‬
‫ب‬ ‫غْبرًا سوابغا ً كأن َقِتيَرْيها عيو ُ‬ ‫ك والكافوِر ُ‬ ‫‪ #‬وبالمس ِ‬
‫حْوضًا وخيم الماِء ُمّر المشار ِ‬
‫ب‬ ‫وَ‬ ‫ب ل َتْعَلَقّنُكْم‬‫‪ #‬فإياكُم والحر َ‬

‫ت ‪ ،‬أّم صاحبِ‬ ‫بعاقبٍة إذ َبّيَن ْ‬ ‫‪َ #‬تَزّينَ للقواِم ثم َيَرْوَنها‬


‫حتوف الصوائ ِ‬
‫ب‬ ‫ذوي العّز منكم بال ُ‬ ‫شِوي ضعيفًا وتنتحى‬ ‫‪ #‬تحّرق ل ُت ْ‬
‫ب حاط ِ‬
‫ب‬ ‫ب داحسٍ فتعتبروا أو كان فى حر ِ‬ ‫‪ #‬ألم تعلموا ما كان في حر ِ‬
‫ل العماِد ضيُفه غيُر خاِئب‬ ‫طوي ِ‬ ‫سّوٍد‬
‫ف ُم َ‬ ‫‪ #‬وكم قد أصابت من شري ٍ‬
‫ض كريِم المضار ِ‬
‫ب‬ ‫وذي شيمٍة مح ٍ‬ ‫‪ #‬عظيِم رماِد الناِر ُيحَمُد أمُره‬
‫صبا والجنائ ِ‬
‫ب‬ ‫ح ال ّ‬‫أذاعت به ري ُ‬ ‫ل كأنما‬ ‫‪ #‬وماء ُهريق فى الضل ِ‬
‫ٍ بأياِمها والعلُم علُم التجار ِ‬
‫ب‬ ‫ق عالم‬ ‫‪ُ #‬يخّبركم عنها امرؤ ح ّ‬
‫ل خيُر محاس ِ‬
‫ب‬ ‫حساَبكُم وا ّ‬ ‫ب واذكروا‬ ‫حاِر ِ‬ ‫ب ِمْلُم َ‬
‫‪ #‬فبيعوا الحرا َ‬

‫ب الثواق ِ‬
‫ب‬ ‫عليكم لي رقيبًا غيُر ر ّ‬ ‫ئ فاختار دينا فل َيك ْ‬
‫ن‬ ‫ي امر ٍ‬
‫‪ #‬ول ّ‬
‫لنا غاية قد ُيهَتدى بالذوائ ِ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫‪ #‬أقيموا لنا ِدينًا حنيفًا فأنتم‬
‫ُتَؤّمون ‪ ،‬والحلُم غيُر عواز ِ‬
‫ب‬ ‫س نور وعصمٌة‬ ‫‪ #‬وأنتم لهذا النا ِ‬
‫شّم الران ِ‬
‫ب‬ ‫سّرُة البطحاِء ُ‬‫س ‪ ،‬جوهر لكم ُ‬ ‫صل النا ُ‬ ‫ح ّ‬‫‪ #‬وأنتم ‪ ،‬إذا ما ُ‬
‫ب غيَر أشائ ِ‬
‫ب‬ ‫مهّذبَة النسا ِ‬ ‫‪ #‬تصونون أجسادًا كرامًا عتيقًة‬
‫ب َهْلَكى تهتدي بعصائ ِ‬
‫ب‬ ‫عصائ َ‬ ‫ت نحَو بيوِتكم‬ ‫ب الحاجا ِ‬ ‫‪ #‬ترى طال َ‬
‫ج ِ‬
‫ب‬ ‫ل الجبا ِ‬
‫ل خيُر أه ِ‬ ‫ل حا ٍ‬‫على ك ّ‬ ‫سراَتكم‬‫‪ #‬لقد علم القواُم أن َ‬
‫ط المواك ِ‬
‫ب‬ ‫ق وس َ‬ ‫وأقوُله للح ّ‬ ‫سنة‬‫‪ #‬وأفضُله رأيًا وأعله ُ‬
‫ن الخاش ِ‬
‫ب‬ ‫ت بي َ‬
‫بأركان هذا البي ِ‬ ‫سحوا‬ ‫‪ #‬فقوموا فصلوا رّبكم وتم ّ‬
‫غداَة أبى َيْكسوَم هادي الكتائ ِ‬
‫ب‬ ‫صَدق‬
‫‪ #‬فعندكُم منه بلٌء وم ْ‬
‫س المناقب‬
‫ت في رءو ِ‬ ‫على القاذفا ِ‬ ‫جُله‬
‫ل ُتمسى وَر ْ‬
‫‪ #‬كتيبُته بالسه ِ‬
‫ف وحاص ِ‬
‫ب‬ ‫ك بين سا ٍ‬ ‫جنوُد الملي ِ‬ ‫ش رّدهم‬‫‪ #‬فلما أتاكم نصُر ذي العر ِ‬

‫ش غيِر عصائب‬ ‫حْب ِ‬‫إلى أهِله ِمْل ُ‬ ‫سراعا هاربين ولم َيُؤ ْ‬
‫ب‬ ‫‪َ #‬فَوّلْوا ِ‬
‫ئ غيِر كاذبِ‬ ‫ل امر ٍ‬
‫ُيعاش بها قو ُ‬ ‫ك مواسٌم‬ ‫ك وتهل ْ‬
‫‪ #‬فإن َتْهِلكوا َنْهِل ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني بيته ‪ " ،‬وماء هريق "‪ ،‬وبيته ‪ " :‬فبيعوا الحراب "‪ ،‬وقوله ‪ " :‬ولى امرئ فاختار "‪ ،‬وقوله ‪:‬‬
‫‪ * #‬على القاذفات فى رءوس المناقب *‬
‫أبو زيد النصاري وغيره ‪.‬‬
‫حرب داحس والغبراء‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وأما قوله ‪:‬‬
‫‪ * #‬ألم تعلموا ما كان فى حرب داحس *‬
‫عَبيدة النحوي ‪ :‬أن داحسًا فرس كان لقيس بن ُزَهير‬ ‫فحدثنى أبو ُ‬
‫طفان أجراه مع فرس لحذيفة بن‬ ‫غَ‬‫عْبس بن بغيض بن َرْيث بن َ‬ ‫جذيمة بن َرواحة بن ربيعة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن ِ‬ ‫ابن َ‬
‫طفان ‪ ،‬يقال لها‪ :‬الغبراء‪.‬‬ ‫غَ‬
‫جَؤّية بن ُلوذان بن ثعلبة بن عدي بن َفزارة بن ُذبيان بن َبغيض بن َرْيث بن َ‬ ‫عمرو بن زيد بن ُ‬ ‫بدر بن َ‬
‫فدس حذيفة قوما وأمرهِم أن يضربوا وجه داحس إن رأوه قد جاء سابقًا‪ ،‬فجاء داحس سابقَا فضربوا وجهه ‪ ،‬وجاءت الغبراء‪ .‬فلما‬
‫جَنْيدب‬
‫ل بن بدر فلطم مالكًا‪ .‬ثم إن أبا ال ُ‬
‫حَم ُ‬
‫جاء فارس داحس أخبر قيسًا الخبر‪ ،‬فوثب أخوه مالك بن ُزَهْير فلطم وجه الغبراء‪ ،‬فقام َ‬
‫حَمل بن بدر أخو حذيفة بن بدر‪:‬‬ ‫ل من بنى فزارة مالكًا فقتله ‪ ،‬فقال َ‬ ‫ن حذيفة فقتله ‪ ،‬ثم لقى رج ٌ‬ ‫فب َ‬‫الَعْبسى لقى عو َ‬
‫ق َتْنَدموا‬
‫فإن تطلبوا منا سوى الح ّ‬ ‫‪ #‬قتلنا بعوف مالكًا وهو ثأُرنا‬
‫وهذا البيت فى أبيات له ‪ .‬وقال الربيع بن زياد الَعْبسي ‪:‬‬
‫الطهاِر‬ ‫ب‬
‫عواق َ‬ ‫النساُء‬ ‫ترجو‬ ‫هير‬
‫ك بن ُز َ‬
‫‪ #‬أفبعد َ مقتل مال ِ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫حَملُ‬
‫عْبس ‪.‬وفزارة‪ ،‬فُقتل حذيفُة بن بدر وأخوه َ‬
‫ب بين َ‬
‫فوقعت الحر ُ‬
‫حذيفة‪ ،‬وجزع عليه ‪:‬‬‫جِذيمة يرثى ُ‬ ‫ابن بدر‪ ،‬فقال قيس بن ُزهير بن َ‬
‫صدق‬ ‫وعلى الَهباءةِ فارس ذو َم ْ‬ ‫عى وليس بفار ٍ‬
‫س‬ ‫‪ #‬كم فارس ُيْد َ‬
‫خَلبببببببق‬
‫ل لبببببببم ُت ْ‬
‫‪ #‬فبببببببابكوا حذيفبببببببَة لبببببببن ُتَرّثبببببببوا مثَلبببببببه حبببببببتى تبيبببببببَد قببببببببائ ٌ‬
‫وهذان البيتان في أبيات له ‪ .‬وقال قيس بن ز هير‪:‬‬
‫وخيُم‬ ‫مرتُعه‬ ‫والظلُم‬ ‫بغى‬ ‫ن بدر‬‫لبَ‬‫حَم َ‬
‫‪ #‬على أن الفتى َ‬
‫وهذا البيت فى أبيات له ‪ .‬وقال الحارث بن زهير أخو قيس بن زهير‪:‬‬
‫صُد العوالى‬
‫حذيفَة عنَده ِق َ‬
‫ُ‬ ‫خر‬‫ت على الهباءِة غيَر َف ْ‬ ‫‪ #‬ترك ُ‬
‫وهذا البيت فى أبيات له ‪.‬‬
‫حْنفاء‪ ،‬والول أصح الحديثين ‪ .‬وهو حديث‬ ‫طار وال َ‬ ‫خّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬أرسل قيس داحسًا والغبراء‪ ،‬وأرسل حذيفة ال َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬ ‫طويل ‪ ،‬منعنى من استقصائه قطعه حديث سيرة رسول ا ّ‬
‫حرب حاطب ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وأما قوله ‪ " :‬حرب حاطب "‪ .‬فيعنى حاطب بن الحارث بن قيس بن َهْيشة بن الحارث بن أمية‬
‫عْوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس ‪ ،‬كان قتل يهوديا جارًا للخزرج ‪ ،‬فخرج إليه يزيد بن الحارث‬ ‫ابن معاوية بن مالك بن َ‬
‫حم ‪،‬‬
‫سُ‬‫ابن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن َكْعب بن الخزرج ابن الحارث بن الخزرج ‪ -‬وهو الذي يقال له ‪ :‬ابن ُف ْ‬
‫سر ‪ -‬ليل فى نفر من بنى الحارث ابن الخزرج فقتلوه ‪ ،‬فوقعت الحرب بين الوس‬ ‫جْ‬‫حم أمه ‪ ،‬وهي امرأة من الَقْين بن َ‬ ‫سُ‬
‫وُف ْ‬
‫حْوط بن‬ ‫سَويد بن صامت ابن خالد بن عطية بن َ‬ ‫ظَفر للخزرج على الوس ‪ ،‬وُقتل يومئذ ُ‬ ‫والخزرج فاقتتلوا قتال شديدًا‪ ،‬فكان ال ّ‬
‫عْوف بن الخزرج ‪ .‬فلما‬ ‫ل ‪ ،‬حليف بنى َ‬ ‫حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس ‪ ،‬قتله الُمجّذر بن زياد البلوي ‪ ،‬واسمه عبدا ّ‬
‫جّذر بن زياد‬ ‫كان يوم أحد خرج الم َ‬
‫غّرة من المجذر فقتله بأبيه‬ ‫سَوْيد ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وخرج معه الحارث بن سَوْيد بن صامت ‪ ،‬فوجد الحارث بن ُ‬ ‫مع رسول ا ّ‬
‫ل تعالى‪ .‬ثم كانت بينهم حروب منعنى من ذكرها واستقصاء هذا الحديث ما ذكرت في‬ ‫‪ .‬وسأذكر حديثه في موضعه ‪ -‬إن شاء ا ّ‬
‫حديث حرب داحس ‪ .‬شعر حكيم بن أمية فى نهي قومه عن عداوة الرسول ‪:‬‬
‫سَلمي ‪ ،‬حليف بنى أمية وقد أسلم ‪ُ ،‬يَوّرع قوَمه عما أجمعوا عليه من‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حكيم بن أمية بن حارثة بن الْوَقص ال ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكان فيهم شريفا مطاعا‪:‬‬ ‫عداوة رسول ا ّ‬
‫شِد سامُع‬‫عليه وهل غضبان للر ْ‬ ‫ق قاعــد‬ ‫ل من الح ّ‬ ‫ل قو ً‬‫‪ #‬هل قائ ٌ‬
‫لقصى الموالي والقارب جامُع‬ ‫‪ #‬وهل سّيد ترجو العشيرُة نفَعـه‬
‫ل ونازع‬ ‫وأهجُركم ما دام ُمْد ٍ‬ ‫صَبا‬
‫‪ #‬تبرأت إل وجه من يملك ال ّ‬
‫ق روائع‬ ‫صدي ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫راعنى ِم َ‬ ‫لله ومنطقي ولو‬ ‫سلم وجهي ل ِ‬ ‫‪ #‬وأ ْ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من قومه‬ ‫ذكر ما لقي وسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫سفهاء قريش يأذونه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن قريشا اشتد أمُرهم للشقاء الذي أصابهم فى عداوة رسول ا ّ‬
‫شعر والسحر والكهانة‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم سفهاَءهم ؛ فكّذبوه وآَذْوه ‪ ،‬ورموه بال ّ‬ ‫غَرْوا برسول ا ّ‬‫ومن أسلم معه منهم ‪ ،‬فأ ْ‬
‫عْيب دينهم ‪ ،‬واعتزال أوثانهم‬ ‫ل ل يستخفى به ‪ ،‬مباٍد لهم بما يكرهون من َ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلمِمظهر لمر ا ّ‬ ‫والجنون ‪ ،‬ورسول ا ّ‬
‫‪ ،‬وفراقه إياهم على كفرهم ‪.‬‬
‫أشد ما أوذي به الرسول صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني يحيى بن عروة بن الزبير‪ ،‬عن أبيه عروة بن‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فيما‬ ‫ل بن عمرو بن العاص ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابوا من رسول ا ّ‬ ‫الزبير‪ ،‬عن عبدا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫جر‪ ،‬فذكروا رسول ا ّ‬ ‫حْ‬‫كانوا ُيظهرون من عداوته ؟ قال ‪ :‬حضرُتهم وقد اجتمع أشراُفهم يومًا فى ال ِ‬
‫ب آلهتنا‪ ،‬لقد‬‫عتنا‪ ،‬وس ّ‬ ‫ل ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط ‪ ،‬سّفه أحلَمنا‪ ،‬وشتم آباَءنا‪ ،‬وعاب ديَننا‪ ،‬وفّرق جما َ‬ ‫ما رأينا مث َ‬
‫ن‪،‬‬‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأقبل يمشى حتى استلم الرك َ‬ ‫لا ّ‬ ‫صبرنا منه على أمر عظيم ‪ ،‬أو كما قالوا‪ .‬فبيَنا ُهم فى ذلك إْذ طلٍع رسو ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال ‪ :‬ثم‬ ‫ثم َمّر بهم طائفا بالبيت ‪ ،‬فلما مر بهم غمزوه ببعض القول ‪ .‬قال ‪ :‬فعرفت ذلك في وجه رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ثم مّر الثالثة فغمزوه بمثلها‪ ،‬فوقف‬ ‫ت ذلك فى وجه رسول ا ّ‬ ‫مضى‪ ،‬فلما مّر بهم الثانية غمزوه بمثِلها‪ ،‬فعرف ُ‬
‫ثم قال ‪ :‬أتسمعون يا معشَر ُقريش‪ ،‬أما والذي نفسى بيده ‪ ،‬لقد جئتكم بالّذْبح ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذت القوَم كلمُته حتى ما منهم رجل إل كأنما‬
‫ف يا أبا‬
‫على رأسه طائٌر واقع ‪ ،‬حتى إن أشّدهم فيه وصاة قبل ذلك َليْرَفُؤه بأحسن ما يجد من القول ‪ ،‬حتى إنه ليقول ‪ :‬انصر ْ‬
‫جر وأنا معهم ‪،‬‬ ‫حْ‬‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬حتى إذا كان الغُد اجتمعوا في ال ِ‬ ‫ل‪ .‬قال ‪ :‬فانصرف رسول ا ّ‬ ‫ت جهو ً‬ ‫ل ما كن َ‬‫القاسم ‪ ،‬فوا ّ‬
‫ضهم لبعض ‪ :‬ذكرتم ما بلغ منكم ‪ ،‬وما بلغكم عنه ‪ ،‬حتى إذا باَداكم بما تكرهون تركتموه ‪ .‬فبينما هم فى ذلك طلع عليهم‬ ‫فقال بع ُ‬
‫ل واحد‪ ،‬وأحاطوا به ‪ ،‬يقولون ‪ :‬أنت الذي تقول كذا وكذا؛ لما كان يقول من‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فوثبوا إليه وثبَة رج ٍ‬ ‫لا ّ‬
‫رسو ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬نعم ‪ :‬أنا الذي‬ ‫عْيب آلهتهم ودينهم ‪ ،‬فيقول رسول ا ّ‬ ‫َ‬
‫ل عنه دونه ‪ ،‬وهو يبكي ويقول ‪ :‬أتقتلون‬ ‫جَمع ردائه ‪ .‬قال ‪ :‬فقام ‪ :‬أبو بكر رضى ا ّ‬ ‫ت رجل منهم أخذ بم ْ‬ ‫أقول ذلك ‪ .‬قال ‪ :‬فلقد رأي ُ‬
‫ت قريشا نالوا منه قط ‪.‬‬ ‫ى ال؟ ثم انصرفوا عنه ‪ ،‬فإن ذلك لشّد ما رأي ُ‬ ‫رجل أن يقول رب َ‬
‫سه ؛ مما‬ ‫ق رأ ِ‬
‫ض آل أم كلثوم بنت أبي بكر‪ ،‬أنها قالت ‪ :‬رجع أبو بكر يومئذ وقد صدعوا َفْر َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى بع ُ‬
‫جبذوه بلحيته ‪ ،‬وكان كثير الشعر‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من قريش أنه خرج يوما فلم يلقه أحد من‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثني بعض أهل العلم ‪ :‬أشّد ما لقى رسول ا ّ‬
‫ل تعالى‬‫ل صلى ال عليه وسلم إلى منزله ‪ ،‬فتدثر من شدةِ ما أصابه ‪ ،‬فأنزل ا ّ‬ ‫حر ول عبد‪ ،‬فرجع رسول ا ّ‬ ‫الناس إل كّذبه وآذاه ‪ ،‬ل ُ‬
‫عليه ‪} :‬يا أيها المدّثر‪ُ .‬قم فأنذْر{ ]المدثر‪. [1،2 :‬‬
‫إسلم حمزة رضي الّله عنه‬
‫ل صلى ال عليه وسلم عند‬ ‫سبب إسلمه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني رجل من أسلم ‪ ،‬كان واعيًة ‪ :‬أن أبا جهل مر برسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫لا ّ‬ ‫الصفا‪ ،‬فآذاه وشتمه ‪ ،‬ونال منه بعض ما يكره من الَعْيب لدينه ‪ ،‬والتضعيف لمره ؛ فلم يكلمه رسو ُ‬
‫جْدعان بن عمرو بن كعب بن‬ ‫ل بن ُ‬
‫ومولٌة لعبدا ّ‬
‫سعد بن َتْيم بن مرة في مسكن لها تسمع ذلك ‪ ،‬ثم انصرف عنه فعمد إلى ناٍد من قريش عند الكعبة‪ ،‬فجلس معهم ‪ .‬فلم يلبث‬
‫سه ‪ ،‬راجعًا من َقَنص يرميه ويخرج له ‪ ،‬وكان إذا رجع من َقَنصه لم يصل‬ ‫ل عنه أن أقبل متوشحا قو َ‬ ‫حمزة بن عبد المطلب رضى ا ّ‬
‫ف بالكعبة‪ ،‬وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناٍد من قريش إل وقف وسلم وتحدث معهم ‪ ،‬وكان أعّز فتى فى‬ ‫إلى أهله حتى يطو َ‬
‫عمارة‪ ،‬ولو رأيت ما‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم إلى بيته ‪ ،‬قالت له ‪ :‬يا أبا ُ‬‫قريش‪ ،‬وأشّد شكيمة ‪ .‬فلما مر بالَمْولِة‪ ،‬وقد رجع رسول ا ّ‬
‫لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبى الحكم بن هشام ‪ :‬وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ل به من كرامته ‪ ،‬فخرج يسعى ولم يقف على أحد‪ُ ،‬مِعّدا لبي جهل إذا لقيه أن يوقع به ؛ فلما دخل‬ ‫فاحتمل حمزة الغضب لما أراد ا ّ‬
‫المسجد نظهر إليه جالسًا فى القوم ‪ ،‬فأقبل نحوه ‪ ،‬حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجه شجًة منَكرة‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أتشتمه‬
‫ن استطعت ‪ .‬فقامت رجال من بنى مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل ؛ فقال أبو‬ ‫وأنا على دينه أقول ما يقول ؟ فُرد ذلك على إ ِ‬
‫ل عنه على إسلمه ‪ ،‬وعلى ما تابع عليه رسو َ‬
‫ل‬ ‫ل قد سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا‪ ،‬وتم حمزة رضى ا ّ‬ ‫عمارة‪ ،‬فإني وا ّ‬‫جهل ‪ :‬دعوا أبا ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قد عز وامتنع ‪ ،‬وأن حمزة‬ ‫لا ّ‬
‫ش أن رسو َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من قوله ‪ .‬فلما أسلم حمزة عرفت قري ٌ‬ ‫ا ّ‬
‫سيمنعه ‪ ،‬فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه ‪.‬‬
‫عتبة بن ربيعة يفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫عتبة بن ربيعة‪ ،‬وكان سيدًا‪ ،‬قال يوما‬ ‫ت أن ُ‬‫حدث ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى يزيد بن زياد‪ ،‬عن محمد بن كعب الُقرظي ‪ ،‬قال ‪ُ :‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم جالس فى المسجد وحده ‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬أل أقوم إلى محمد فأكلمه‬ ‫وهو جالس فى نادي قريش‪ ،‬ورسول ا ّ‬
‫ل صلى ال‬ ‫ب رسول ا ّ‬ ‫ضها فنعطيه أيها شاء‪ ،‬ويكف عنا؟ وذلك حين أسلم حمزُة‪ ،‬ورأْوا أصحا َ‬ ‫ل بع َ‬ ‫وأعرض عليه أمورًا لعله يقب ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪،‬‬ ‫عتبة حتى جلس إلى رسول ا ّ‬ ‫عليه وسلم يزيدون ويكُثرون ؛ فقالوا‪ :‬بلى يا أبا الوليد‪ ،‬قم إليه فكلْمه؛ فقام إليه ُ‬
‫ي العشيرة‪ ،‬والمكان فى النسب ‪ ،‬وإنك أتيت قوَمك بأمر عظيم فّرقت‬ ‫طة ف ِ‬
‫سَ‬‫ت من ال ّ‬ ‫فقال ‪ :‬يا ابن أخي ‪ ،‬إنك منا حيث قد علم َ‬
‫ض عليك أمورًا تنظر‬ ‫ت به آلهتهم ودينهم وكّفرت به من مضى من آبائهم ‪ ،‬فاسمع منى أعر ْ‬ ‫عب َ‬‫ت به أحلَمهم و ِ‬ ‫به جماعتهم وسفه َ‬
‫فيها لعلك تقبل منها بعضها‪.‬‬
‫ت به من هذا‬ ‫ت إنما تريد بما جئ َ‬
‫ن أخي ‪ ،‬إن كن َ‬‫ل يا أبا الوليد‪ ،‬أسمع ‪ ،‬قال ‪ :‬يا ب َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ُ :‬ق ْ‬ ‫قال ‪ :‬فقال له رسول ا ّ‬
‫المر مال جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مال‪ ،‬وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا‪ ،‬حتى ل نقطع أمرًا دونك ‪ ،‬وإن كنت‬
‫ب ‪ ،‬وبذلنا فيه أموالنا حتى‬‫سك ‪ ،‬طلبنا لك الط ّ‬‫تريد به ُملكًا ملكناك علينا‪ :‬وإن كان هذا الذي يأتيك َرِئّيا تراه ل تستطيع رّده عن نف ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫نبرَئك منه ‪ ،‬فإنه ربما غلب التابُع على الرجل حتى ُيَداَوى منه أو كما قال له ‪ ،‬حتى إذا فرغ عتبة‪ ،‬ورسول ا ّ‬
‫يستمع منه ‪ ،‬قال ‪ :‬أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬فاسمع مني ؛ قال ‪ :‬أفعل ‪.‬‬
‫شيًرا‬‫ن)‪َ (3‬ب ِ‬
‫عَرِبّيا ِلَقْوٍم َيْعَلُمو َ‬‫ت آَياُتُه ُقْرآًنا َ‬
‫صَل ْ‬‫ب ُف ّ‬
‫حيِم)‪ِ (2‬كَتا ٌ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حَما ِ‬‫ن الّر ْ‬‫ل ِم ْ‬ ‫حيِم حم)‪َ (1‬تنِزي ٌ‬ ‫ن الّر ِ‬‫حَما ِ‬
‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬‫فقال ‪ِ } :‬بِا ْ‬
‫ل صلى ال‬ ‫عوَنا ِإَلْيِه{ ]فصلت‪1 :‬ـ ‪ [5‬ثم مضى رسول ا ّ‬ ‫ن)‪َ (4‬وَقاُلوا ُقُلوُبَنا ِفي َأِكّنٍة ِمّما َتْد ُ‬
‫سَمُعو َ‬
‫ل َي ْ‬
‫ض َأْكَثُرُهْم َفُهْم َ‬‫عَر َ‬ ‫َوَنِذيًرا َفَأ ْ‬
‫ف ظهره معتمدًا عليهما يسمع منه ؛ ثِم انتهى رسول‬ ‫عليه وسلم فيها يقرؤها عليه فلما سمعها منه عتبة أنصت لها‪ ،‬وألقى يديه خل َ‬
‫ت ‪ ،‬فأنت وذاك ‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم إلى السجدة منها‪ ،‬فسجد ثم قال ‪ :‬قد سمعت يا أبا الوليد ما سمع َ‬ ‫ا ّ‬
‫ل لقد جاءكم أبو الوليد بغيِر الوجه الذي ذهب به ‪ .‬فلما‬ ‫رأي عتبة ‪ :‬فقام عتبة إلى أصحابه ‪ ،‬فقال بعضهم لبعض ‪ :‬نحلف با ّ‬
‫ت قول‬ ‫جلس إليهم قالوا‪ :‬ما وراَءك يا أبا الوليد؟ قال ‪ :‬ورائى أنى قد سمع ُ‬
‫ل ما هو بالشعر‪ ،‬ول بالسحر‪ ،‬ول بالكهانة‪ ،‬يا معشر قريش‪ ،‬أطيعونى واجعلوها بي ‪ ،‬وخّلوا بين هذا‬ ‫ط ‪ ،‬وا ّ‬ ‫ل ما سمعت مثَله ق ّ‬ ‫وا ّ‬
‫ت منه نبأ عظيم ‪ ،‬فإن تصْبه العرب فقد ُكفيتموه بغيِركم ‪ ،‬وإن‬ ‫ل ليكونن لقوله الذي سمع ُ‬ ‫الرجل وبين ما هو فيه فاعتِزلوه ‪ ،‬فوا ّ‬
‫ل يا أبا الوليد بلسانه ؛ قال ‪ :‬هذا رأى فيه ‪،‬‬ ‫سَعَد الناس به ؛ قالوا‪ :‬سحرك وا ّ‬ ‫يظهر على العرب فمُلكه ملُككم ‪ ،‬وعّزه عزكم ‪ ،‬وكنتم أ ْ‬
‫فاصنعوا ما بدا لكم ‪.‬‬
‫لسلم جعل يفشو بمكة فى قبائل قريش فى الرجال والنساء ؛ وقريش تحبس من‬ ‫قريش تفتن المسلمين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن ا ِ‬
‫قدرت على حبسه ‪ ،‬وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة‪ ،‬كما حدثني بعض أهل العلم عن سعيد‬
‫ل عنهما قال ‪:‬‬ ‫ل بن عباس رضى ا ّ‬ ‫ابن جبير‪ ،‬وعن عكرمة مولى ابن عباس ‪ ،‬عن عبدا ّ‬
‫سفيان بن حرب ‪،‬‬ ‫شْيبة بن ربيعة‪ ،‬وأبو ُ‬ ‫زعماء قريش تفاوض الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اجتمع عتبُة بن ربيعة‪ ،‬و َ‬
‫طلب بن أسد‪ ،‬وَزَمعة بن السود‪ ،‬والوليد بن‬ ‫خَتري بن هشام ‪ ،‬والسود بن الم ّ‬ ‫ضر بن الحارث ‪ ،‬أخو بني عبد الدار‪ ،‬وأبو الَب ْ‬ ‫والّن ْ‬
‫ل بن أبى أمية‪ ،‬والعاص بن وائل ‪ ،‬وُنَبْيه وُمنّبه ابنا الحجاج السهميان ‪ ،‬وأمية بن خلف ‪ ،‬أو من‬ ‫المغيرة‪ ،‬وأبو جهل بن هشام وعبدا ّ‬
‫اجتمع منهم ‪ .‬قال ‪ :‬اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة‪ ،‬ثم قال بعضهم لبعض ‪ :‬ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى‬
‫ف قوِمك قد اجتمعوا لك ليكلموك ‪ ،‬فأتهْم‪.‬‬ ‫ن أشرا َ‬ ‫ُتعذروا فيه ‪ ،‬فبعثوا إليه ‪ :‬إ ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم سريعا‪ ،‬وهو يظن أن قد بدا لهم فيما كلمهم فيه َبداء‪ ،‬وكان عليهم حريصا يحب رشَدهم‬ ‫فجاءهم رسول ا ّ‬
‫عَنُتهم ‪،‬‬‫‪ ،‬ويعز عليه َ‬
‫ل من العرب أدخل على قومه مثل ما‬ ‫ل ما نعلم رج ً‬ ‫حتى جلس إليهم ؛ فقالوا له ‪ :‬يا محمد‪ ،‬إنا قد بعثنا إليك لنكلمك ‪ ،‬وإنا وا ّ‬
‫عبت الدين ‪ ،‬وشتمت اللهة‪ ،‬وسفهت الحلَم ‪ ،‬وفرقت الجماعَة‪ ،‬فما بقي أمر قبيح إل جئته‬ ‫أدخلت على قومك ‪ ،‬لقد شتمت الباء‪ ،‬و ِ‬
‫فيما بيَننا وبينك – أو كما قالوا له – فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مال جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مال‪ ،‬وإن‬
‫كنت إنما تطلب به الشرف فينا‪ ،‬فنحن نسودك علينا‪ ،‬وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا‪ ،‬وإن َكان هذا الذي يأتيك َرِئّيا تراه قد غلب‬
‫عليك – وكانوا يسمون التابع من الجن َرِئيا – فربما كان ذلك ‪ ،‬بذلنا لك أمواَلنا فى طلب الطب لك حتى نبرئك منه ‪ ،‬أو ُنْعذر فيك ؛‬
‫ت بما جئتكم به أطلب أمواَلكم ‪ ،‬ول الشرف فيكم ‪ ،‬ول المل َ‬
‫ك‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما بي ما تقولون ‪ ،‬ما جئ ُ‬ ‫فقال لهم رسول ا ّ‬
‫ي كتابًا‪ ،‬وأمرنى أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا‪ ،‬فبلغتكم رسالت ربي ‪ ،‬ونصحت لكم ‪،‬‬ ‫ل بعثني إليكم رسول‪ ،‬وأنزل عل ّ‬ ‫عليكم ‪ ،‬ولكن ا ّ‬
‫ل بيني وبينكم ‪ ،‬أو كما قال‬ ‫ل حتى يحكم ا ّ‬ ‫ظكم فى الدنيا والخرة‪ ،‬وإن تردوه علي أصبْر لمر ا ّ‬ ‫فإن تقبلوا مني ما جئتكم به ‪ ،‬فهو ح ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدًا‪ ،‬ول أقل ماًء‪،‬‬
‫ل لنا رّبك الذي بعثك بما بعثك به ‪ ،‬فليسّير عنا هذه الجبال التي قد ضّيقت علينا‪ ،‬وليبسط لنا بلَدنا‪ ،‬وليفجر لنا‬ ‫سْ‬ ‫ول أشد عيشًا منا‪ ،‬ف َ‬
‫ى بن كلب ‪ ،‬فإن كان شيخ‬ ‫صّ‬ ‫فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق ‪ ،‬وليبعث لنا من مضى من آبائنا‪ ،‬وليكن فيمن ُيبعث لنا منهم ‪ُ :‬ق َ‬
‫ل ‪ ،‬وأنه بعثك‬ ‫ق هو أم باطل ‪ ،‬فإن صدقوك وصنعت ما سألناك صدقناك ‪ ،‬وعرفنا به منزلتك من ا ّ‬ ‫صْدق ‪ ،‬فنسألهم عما تقول ‪ :‬أح ّ‬ ‫ِ‬
‫رسول كما تقول ‪.‬‬
‫ل بما بعثني به ‪ ،‬وقد بلغتكم ما أرسلت به‬ ‫ل ‪ ،‬إنما جئتكم من ا ّ‬ ‫ت إليكم من ا ّ‬ ‫ل وسلمه عليه ‪ :‬ما بهذا ُبعث ُ‬ ‫فقال له صلوات ا ّ‬
‫ل بيني وبينكم ‪.‬‬ ‫ل تعالى‪ ،‬حتى يحكم ا ّ‬ ‫ي أصبْر لمر ا ّ‬ ‫ظكم في الدنيا والخرة‪ ،‬وإن تردوه عل ّ‬ ‫إليكم ‪ ،‬فإن تقبلوه فهو ح ّ‬
‫جنانًا‬‫سْله فليجعل لك ِ‬ ‫قالوا‪ :‬فإذا لم تفعل هذا لنا‪ ،‬فخذ لنفسك ‪ ،‬سل رّبك بأن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ‪ ،‬ويراجعنا عنك و َ‬
‫وقصورًا وكنوزًا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغى‪ ،‬فإنك تقوم بالسواق كما نقوم ‪ ،‬وتلتمس المعاش كما نلتمسه ‪ ،‬حتى‬
‫نعرف فضَلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسول كما تزعم ‪.‬‬
‫ل بعثني‬‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما أنا بفاعل ‪ ،‬وما أنا بالذي يسأل رّبه هذا‪ ،‬وما ُبعثت إليكم بهذا‪ ،‬ولكن ا ّ‬ ‫فقال لهمرسول ا ّ‬
‫ل حتى يحكَم ا ّ‬
‫ل‬ ‫ظكم في الدنيا والخرة‪ ،‬وإن تردوه علي أصبْر لمر ا ّ‬ ‫بشيرًا ونذيرًا ‪ -‬أو كما قال ‪ -‬فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو ح ّ‬
‫بينى وبينكم ‪ .‬قالوا‪ :‬فأسقط السماَء علينا ِكسفًا كما زعمت أن رّبك إن شاء فعل ‪ ،‬فإنا ل نؤمن لك إل أن تفعل ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬إن شاء أن يفعَله بكم فعل ‪ .‬قالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬أفما علم ربك أنا سنجلس‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ذلك إلى ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬فقال رسول ا ّ‬
‫معك ونسألك عما سألناك عنه ‪ ،‬ونطلب منك ما نطلب ‪ ،‬فيتقدم فيعلمك ما تراجعنا به ‪ ،‬ويخبرك ما هو صانع فى ذلك بنا‪ ،‬إذ لم نقبل‬
‫ل ل نؤمن بالرحمن أبدًا‪ ،‬فقد أعذرنا إليك‬ ‫منك ما جئتنا به ! إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له ‪ :‬الرحمن ‪ ،‬وإنا وا ّ‬
‫ل ل نتركك وما بلغت منا حتى نهلَكك ‪ ،‬أو تهلكنا‪ .‬وقال قائلهم ‪:‬‬ ‫يا محمد‪ ،‬وإنا و ا ّ‬
‫ل والملئكة قبيل‪.‬‬ ‫ل ‪ .‬وقال قائلهم ‪ :‬لن نؤمن لك حتى تأتينا با ّ‬ ‫نحن نعبد الملئكة‪ ،‬وهى بنات ا ّ‬

‫عمر بن‬‫ل بن ُ‬ ‫ل بن أبي أمية بن المغيرة بن عبدا ّ‬‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قام عنهم ‪ ،‬وقام معه عبدا ّ‬ ‫فلما قالوا ذلك لرسول ا ّ‬
‫مخزوم ‪ -‬وهو ابن عمته ‪ ،‬فهو لعاتكة بنت عبد المطلب ‪ -‬فقال له ‪ :‬يا محمد‪ ،‬عرض عليك قوُمك ما عرضوا فلم تقبْله منهم ‪ ،‬ثم‬
‫ل ‪ ،‬ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به‬ ‫ل كما تقول ‪ ،‬ويصدقوك ويتبعوك فلم تفع ْ‬ ‫سألوك لنفسهم أمورًا ليعرفوا بها منزلتك من ا ّ‬
‫ض ما تخّوفهم به من العذاب ‪ ،‬فلم تفعل ‪ -‬أو كما قال له ‪-‬‬ ‫ل لهم بع َ‬ ‫ل ‪ ،‬فلم تفعل ‪ ،‬ثم سألوك أن تعج َ‬ ‫فضلك عليهم ‪ ،‬ومنزلتك من ا ّ‬
‫سّلما‪ ،‬ثم ترَقى فيه وأنا أنظر إليك حتى تأتيَها‪ ،‬ثم تأتى معك أربعة من الملئكة يشهدون‬ ‫ل ل أومن بك أبدًا حتى تتخذ إلى السماء ُ‬ ‫فوا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وانصرف‬ ‫ل ‪ ،‬لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك ‪ ،‬ثم انصرف عن رسول ا ّ‬ ‫لك أنك كما تقول ‪ ،‬وايم ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى أهله حزينًا آسفًا لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه ‪ ،‬ولما رأى من مباعدتهم إياه ‪.‬‬ ‫لا ّ‬‫رسو ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قال أبو جهل ‪ :‬يا معشر قريش ‪،‬‬ ‫أبو جهل يتوعد الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فلما قام عنهم رسول ا ّ‬
‫ل لجلسن له غدا بحجر ما‬ ‫عْيب ديننا‪ ،‬وشتم آبائنا‪ ،‬وتسفيه أحلِمنا‪ ،‬وشتم آلهتنا‪ ،‬وإنى أعاهد ا ّ‬ ‫ن من َ‬‫إن محمدًا قد أبى إل ما َتَرْو َ‬
‫سِلموني عند ذلك أو امنعوني ‪ ،‬فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف‬ ‫سه ‪ ،‬فأ ْ‬‫ت به رأ َ‬
‫خ ُ‬
‫ضْ‬‫أطيق حمَله ‪ -‬أو كما قال ‪ -‬فإذا سجد في صلته ف َ‬
‫ض لما تريد‪.‬‬
‫ل ل نسلمك لشىء أبدًا‪ ،‬فام ِ‬ ‫ما بدا لهم ‪ .‬قالوا‪ :‬وا ّ‬
‫خَذ حجرا كما وصف ‪ ،‬ثم جلس لرسول‬ ‫فلما أصبح أبو جهل ‪ ،‬أ َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بمكة‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم كما كان يغدو‪ .‬وكان رسول ا ّ‬ ‫لا ّ‬‫ال صلى ال عليه وسلم ينتظره ‪ ،‬وغدا رسو ُ‬
‫ل صلى ال‬ ‫لا ّ‬
‫وقبلته إلى الشام ‪ ،‬فكان إذا صلى صلى بين الركن اليمانى والحجر السود‪ ،‬وجعل الكعبة بينه وبين الشام ‪ ،‬فقام رسو ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫ش فجلسوا فى أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل ‪ ،‬فلما سجد رسول ا ّ‬ ‫عليه وسلم يصّلى وقد غدت قري ٌ‬
‫احتمل أبو جهل الحجَر‪ ،‬ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزمًا منتقعًا لوُنه مرعوبًا قد َيِبست يداه على حجره‪ ،‬حتى قذف الحجرَ‬
‫ت منه‬
‫ت لكم البارحَة‪ ،‬فلما دنو ُ‬ ‫من يده ‪ ،‬وقامت إليه رجال قريش‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬ما لك يا أبا الحكم ؟ قال ‪ :‬قمت إليه لفعل به ما قل ُ‬
‫ط ‪َ ،‬فَهّم بى أن يأكلنى‪.‬‬
‫لق ّ‬‫صَرته ول أنيابه لفح ٍ‬‫ل ما رأيت مثل هامِته ‪ ،‬ول مثل َق َ‬ ‫لبل ‪ ،‬ل وا ّ‬‫ل من ا ِ‬ ‫عرض لي دوَنه فح ٌ‬ ‫َ‬
‫ل عليه السلم لو دنا لخذه ‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬ذلك جبري ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فُذكر لي أن رسول ا ّ‬
‫النضر بن الحارث ينصح قريشًا‪ :‬فلما قال لهم ذلك أبو جهل ‪ ،‬قام الّنضر بن الحارث بن َكَلَدة بن علقمة بن عبد صد بن عبد الدار بن‬
‫ُقصي ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال النضر بن الحارث بن علقمة بن َكَلَدة ابن عبد مناف ‪.‬‬
‫ل قد نزل بكم‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال يا معشر قريش ‪ ،‬إنه وا ّ‬

‫أمٌر ما أتيتم له بحيلة بعُد‪ ،‬قد كان محمد فيكم غلمًا حدثًا أرضاكم فيكم ‪ ،‬وأصدقكم حديثا‪ ،‬وأعظمكم أمانة‪ ،‬حتى إذا رأيتم فى‬
‫ل ما هو بساحر‪ ،‬لقد رأينا السحرةَ ونفثهم وعقدهم ‪ ،‬وقلتم كاهن ‪ ،‬ل وا ّ‬
‫ل‬ ‫ب ‪ ،‬وجاءكم بما جاءكم به ‪ ،‬قلتم ساحر‪ ،‬ل وا ّ‬ ‫غْيه الشي َ‬ ‫صْد َ‬
‫ُ‬
‫ل ما هو بشاعر‪َ ،‬قد رأينا الشعر‪ ،‬وسمعنا أصناَفه‬ ‫جعهم ‪ ،‬وقلتم شاعر‪ ،‬ل وا ّ‬ ‫سْ‬ ‫ما هو بكاهن ‪ ،‬قد رأينا الكهنة وتخاُلجهم وسمعنا َ‬
‫خْنقه ‪ ،‬ول وسوسته ‪ ،‬ول تخليطه ‪ ،‬يا‬ ‫ل ما هو بمجنون ‪ ،‬لقد رأينا الجنون فما هو ب َ‬ ‫كّلها‪َ :‬هَزجه ورجزه ‪ ،‬وقلتم مجنون ‪ ،‬ل وا ّ‬
‫ل لقد نزل بكم أمر عظيم ‪.‬‬ ‫معشر قريش‪ ،‬فانظروا في شأنكم ‪ ،‬فإنه وا ّ‬
‫ل صلى‬ ‫أذى النضر للرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش ‪ ،‬وممن كان يؤذي رسول ا ّ‬
‫ستم واسبنديار‪ ،‬فكان إذا جلس‬ ‫ث ملوك الفرس ‪ ،‬وأحاديث ُر ْ‬ ‫ال عليه وسلم‪ ،‬وينصب له العداوَة‪ ،‬وكان قد قدم الحيرة‪ ،‬وتعلم بها أحادي َ‬
‫ل ‪ ،‬خلفه في مجلسه إذا‬ ‫ن قبَلهم من المم من ِنْقمة ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬وحّذر قوَمه ما أصاب َم ْ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم مجلسًا فذّكر فيه با ّ‬ ‫لا ّ‬ ‫رسو ُ‬
‫ى‪ ،‬فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ‪ ،‬ثم يحدثهم عن ملوك فارس‬ ‫ل يا معشر قريش‪ ،‬أحسن حديثًا منه ‪ ،‬فهلّم إل ّ‬ ‫قام ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أنا وا ّ‬
‫وُرستم واسبنديار‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬بماذا محمد أحسن حديثًا منى؟‪.‬‬
‫ل "‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهو الذي قال فيما بلغنى ‪ " :‬سأنزل مثل ما أنزل ا ّ‬
‫ل عز وجل ‪:‬‬ ‫ل عنهما يقول ‪ ،‬فيما بلغني ‪ :‬نزل فيه ثمان آيات من القران ‪ :‬قول ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان ابن عباس رضي ا ّ‬
‫ن{ ]القلم‪) [15 :‬ا(‪ .‬وكل ما ذكر فيه من الساطير من القرآن ‪.‬‬ ‫لّوِلي َ‬
‫طيُر ا َْ‬
‫سا ِ‬
‫ل َأ َ‬
‫عَلْيِه آَياُتَنا َقا َ‬
‫} ِإَذا ُتْتَلى َ‬
‫قريش تسأل أحبار اليهود في شأنه عليه الصلة والسلم ‪:‬‬
‫سلهم عن محمد‪،‬‬ ‫فلما قال لهم ذلك النضُر بن الحارث بعثوه ‪ ،‬وبعثوا معه عقبة بن أبى ُمَعْيط إلى أحبار يهود بالمدينة‪ ،‬وقالوا لهما‪َ :‬‬
‫ل الكتاب الول ‪ ،‬وعندهم علٌم ليس عنَدنا من علم النبياء‪ ،‬فخرجا حتى َقِدما المدينة‪،‬‬ ‫صفا لهم صفته ‪ ،‬وأخبراهم بقوله ‪ ،‬فإنهم أه ُ‬ ‫و ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ووصفا لهم أمَره ‪ ،‬وأخبراهم ببعض قوله ‪ ،‬وقال لهم ‪ :‬إنكم أهل التوراة‪،‬‬ ‫فسأل أحبار يهود عن رسول ا ّ‬
‫وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا‪.‬‬
‫ن ‪ :‬فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ‪ ،‬وإن لم يفعل فالرجل متقول ‪،‬‬ ‫فقالت لهما أحبار يهود‪ :‬سلوه عن ثلث نأمركم به ّ‬
‫سلوه عن رجل طّواف قد‬ ‫سلوه عن فتية ذهبوا فى الدهر الول ما كان أمُرهم ؟ فإنه قد كان لهم حديث عجب ‪ ،‬و َ‬ ‫فَرْوا فيه رأيكم ‪َ .‬‬
‫ق الرض ومغاربها ما كان نبُؤه ‪ ،‬وسلوه عن الّروح ما هى؟ فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه ‪ ،‬فإنه نبى‪ ،‬وإن لم يفعل ‪ ،‬فهو‬ ‫بلغ مشار َ‬
‫رجل متقول ‪ ،‬فاصنعوا فى أمره ما بدا لكم ‪.‬‬
‫ن الحارث ‪ ،‬وعقبة بن أبي ُمَعْيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن ُقصى حتى قدما‬ ‫فأقبل النضُر ب ُ‬
‫مكة على قريش‪ ،‬فقال‪ :‬يا معشر قريش ‪ ،‬قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد‪ ،‬قد أخبرنا أحباُر يهود أن نسأَله عن أشياء أمرونا‬
‫ل ‪َ ،‬فَرْوا فيه رأيكم ‪.‬‬‫ل متقّو ٌ‬
‫ل فالرج ُ‬
‫بها‪ ،‬فإن أخبركم عنها فهو نبي ‪ ،‬وإن لم يفع ْ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬أخبرنا عن فتية ذهبوا فى الدهر الول قد‬ ‫قريش تسأل والرسول يجيب ‪ :‬فجاءوا رسول ا ّ‬
‫ق الرض ومغارَبها‪ ،‬وأخبْرنا عن الروح ما هى؟ قال ‪ :‬فقال لهم رسول‬ ‫كانت لهم قصة عجب ‪ ،‬وعن رجل كان طّوافًا قد بلغ مشار َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬أخبركم بما سألتم عنه غدًا‪ ،‬ولم يستثن ‪ ،‬فانصرفوا عنه ‪.‬‬ ‫ا ّ‬
‫ل إليه فى ذلك وحيًا‪ ،‬ول يأتيه جبريل ‪ ،‬حتى‬ ‫حدث ا ّ‬ ‫شرَة ليلة ل ُي ْ‬
‫سع َ‬‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فيما يذكرون ‪ -‬خم َ‬ ‫فمكث رسول ا ّ‬
‫شرَة ليلًة‪ ،‬قد أصبحنا منها ل يخبرنا بشىء مما سألناه عنه ‪ ،‬وحتى أحزن‬ ‫سع َ‬ ‫ل مكة‪ ،‬وقالوا‪ :‬وعدنا محمد غدًا‪ ،‬واليوم خم َ‬ ‫أوجف أه ُ‬
‫ل عز وجل بسورة‬ ‫ث الوحي عنه ‪ ،‬وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ‪ .‬ثم جاءه جبريل من ا ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم مك ُ‬ ‫لا ّ‬‫رسو َ‬
‫ل الطواف ‪ ،‬والروح ‪.‬‬ ‫أصحاب الكهف ‪ ،‬فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم ‪ ،‬وخبُر ما سألوه عنه من أمر الفتية‪ ،‬والرج ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قال لجبريل حين جاءه ‪ :‬لقد‬ ‫الرد على قريش فيما سألوه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فذكر لي أن رسول ا ّ‬
‫ك َوَما َكا َ‬
‫ن‬ ‫ن َذِل َ‬‫خْلَفَنا َوَما َبْي َ‬
‫ن َأْيِديَنا َوَما َ‬‫ك َلُه َما َبْي َ‬ ‫ل ِبَأْمِر َرّب َ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ت ظنا؛ فقال له جبريل } َوَما َنَتَنّز ُ‬ ‫سْؤ ُ‬ ‫احتبست عني يا جبريل حتى ُ‬
‫ل اّلِذي‬
‫حْمُد ِّ‬
‫ك َنسِّيا{‪].‬مريم‪ [64:‬فافتتح السورة تبارك وتعالى بحمده وذكر نبوة رسوله ‪ ،‬بما أنكروه عليه من ذلك ‪ ،‬فقال ‪ } :‬اْل َ‬ ‫َرّب َ‬
‫ب{]الكهف‪ [1 :‬يعنى محمدا صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إنك رسول منى ‪ :‬أى تحقيق لما سألوه عنه من‬ ‫عْبِدِه اْلِكَتا َ‬
‫عَلى َ‬ ‫ل َ‬ ‫َأنَز َ‬
‫ن َلُدْنُه{ ]الكهف‪ : [2 :‬أي‬ ‫شِديًدا ِم ْ‬ ‫سا َ‬ ‫جا* قيمًا{]الكهف‪ :[1 :‬أي معتدل‪ ،‬ل اختلف فيه ‪ِ }،‬لُينِذَر َبْأ ً‬ ‫عَو َ‬‫ل َلُه ِ‬‫جَع ْ‬‫نبوتك ‪َ } .‬وَلْم َي ْ‬
‫حا ِ‬
‫ت‬ ‫صاِل َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن َيْعَمُلو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫شَر اْلُمْؤِمِني َ‬‫عاجل عقوبته في الدنيا‪ ،‬وعذابا أليما في الخرة ‪ :‬أي من عند ربك الذي بعث رسول‪َ } .‬وُيَب ّ‬
‫ن ِفيِه َأَبًدا{ ]الكهف‪ [2،3 :‬أي دار الخلد‪ .‬ل يموتون فيها الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم‬ ‫سًنا)‪َ (2‬ماِكِثي َ‬ ‫حَ‬ ‫جًرا َ‬ ‫ن َلُهْم َأ ْ‬
‫َأ ّ‬
‫ل َوَلًدا{ ]الكهف‪ [4 :‬يعني قريشًا في قولهم ‪ :‬إنا نعبد الملئكة وهى‬ ‫خَذ ا ُّ‬
‫ن َقاُلوا اّت َ‬‫‪ ،‬وعملوا بما أمرتهم به من العمال ‪َ } ،‬وُينِذَر اّلِذي َ‬
‫ن َأْفَواِهِهْم { ‪ :‬أي‬ ‫ج ِم ْ‬‫خُر ُ‬‫ت َكِلَمًة َت ْ‬ ‫لَباِئِهْم{ ]الكهف‪ [5 :‬الذين أعظموا فراقهم وعيب دينهم ‪َ } .‬كُبَر ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫عْلٍم َو َ‬
‫ن ِ‬‫ل } َما َلُهْم ِبِه ِم ْ‬ ‫تا ّ‬ ‫بنا ُ‬
‫سًفا{‬
‫ث َأ َ‬
‫حِدي ِ‬ ‫ن َلْم ُيْؤِمُنوا ِبَهَذا اْل َ‬‫عَلى آَثاِرِهْم ِإ ْ‬ ‫ك{ يا محمد} َ‬ ‫سَ‬‫خٌع َنْف َ‬‫ك َبا ِ‬‫ل َكِذًبا)‪َ (5‬فَلَعّل َ‬‫ن ِإ ّ‬‫ن َيُقوُلو َ‬
‫لقولهم ‪ :‬إن الملئكة بنات ال } ِإ ْ‬
‫]الكهف‪[6 :‬‬
‫‪ :‬أي لحزنه عليهم حين فاته ما كان يرجو منهم ‪ ،‬أي ل تفعل ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬باخع نفسك ‪ :‬أي مهلك نفسك فيما حدثني أبو عبيدة ‪ .‬قال ذو الّرّمة ‪:‬‬

‫المَقاِدُر‬ ‫َيَدْيه‬ ‫عن‬ ‫حْتُه‬


‫َن َ‬ ‫لشيٍء‬ ‫سه‬‫جُد نف َ‬ ‫‪ #‬أل أيهذا الباخع الَو ْ‬
‫عَلففى‬
‫جَعْلَنفا َمفا َ‬
‫ت لفه نصفحى ونفسففي ‪ :‬أي جهفدت لفه ‪ِ } .‬إّنفا َ‬ ‫خعة‪ .‬وهذا البيت فى قصيدة له ‪ .‬وتقول العرب ‪:‬قد بخْعف ُ‬ ‫وجمعه ‪ :‬باخعون وَب َ‬
‫ل{‪].‬الكهف‪[7 :‬‬‫عَم ً‬
‫ن َ‬
‫سُ‬
‫ح َ‬
‫ض ِزيَنًة َلَها ِلَنْبُلَوُهْم َأّيُهْم َأ ْ‬
‫اَْلْر ِ‬
‫ل بطاعتى ‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬أي أيهم أتبُع لمري ‪ ،‬وأعم ُ‬
‫ى‪ ،‬فأجزي كل‬ ‫ن وزائل ‪ ،‬وإن المرجع إل ّ‬ ‫جُرًزا{‪]:‬الكهف‪ [8 :‬أي الرض ‪ ،‬وإن ما عليها لفا ٍ‬ ‫صِعيًدا ُ‬
‫عَلْيَها َ‬
‫ن َما َ‬‫عُلو َ‬
‫جا ِ‬
‫} وَِإّنا َل َ‬
‫س ول يحزْنك ما تسمع وترى فيها‪.‬‬ ‫بعمله ‪ ،‬فل تأ َ‬
‫صُعد‪ .‬قال ذو الّرمة يصف ظبيًا صغيرًا‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الصعيد‪ :‬الرض ‪ ،‬وجمعه ‪ُ :‬‬
‫خرطوُم‬
‫س ُ‬‫عظام الرأ ِ‬ ‫حى ترمى الصعيَد به دّبابٌة فى ِ‬ ‫‪ #‬كأنه بالض َ‬
‫جُرز‪:‬‬
‫ق ‪ .‬وال ُ‬
‫ت "‪ ،‬يريد الطر َ‬
‫صَعدا ِ‬
‫وهذا البيت فى قصيدة له ‪ .‬والصعيد‪ :‬الطريق ‪ .‬وقد جاء فى الحديث ‪ ":‬إياكم والقعوَد على ال ّ‬
‫جراز‪ ،‬وهى التي ل يكون فيها مطر‪ ،‬وتكون فيها جدوبة‬ ‫جرز‪ ،‬وسنون أ ْ‬ ‫سنة ُ‬‫جراز‪ .‬ويقال ؛ َ‬ ‫الرض التي ل تنبت شيئًا‪ ،‬وجمعها‪ :‬أ ْ‬
‫ل‪:‬‬‫وُيبس وشدة ‪ .‬قال ذو الرمة يصف إب ً‬
‫جراشُِع‬
‫ع ال َ‬
‫ت إل الضلو ُ‬
‫فما بقي ْ‬ ‫جراز ما فى ُبطونها‬ ‫حُز وال ْ‬ ‫‪ #‬طوى الن ْ‬

‫وهذا البيت فى قصيدة له ‪.‬‬


‫ف َوالّرِقيِم‬‫ب اْلَكْه ِ‬‫حا َ‬ ‫صَ‬‫ن َأ ْ‬ ‫ت َأ ّ‬‫سْب َ‬
‫حِ‬ ‫أهل الكهف ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم استقبل قصَة الخبر فيما سألوه عنه من شأن الفتية‪ ،‬فقال } َأْم َ‬
‫حججي ما هو أعجب من ذلك ‪.‬‬ ‫جًبا{‪]:‬الكهف‪ [9 :‬أي قد كان من آياتى فيما وضعت على العباد من ُ‬ ‫عَ‬ ‫َكاُنوا ِمنْ آَياِتَنا َ‬
‫جاج ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬والرقيم ‪ 0‬الكتاب الذي ُرِقَم فيه بخبِرهم ‪ ،‬وجمُعه ‪ُ :‬رُقم ‪ .‬قال الَع ّ‬
‫ف المَرّقم‬ ‫سَتقر المصح ِ‬ ‫‪ #‬وُم ْ‬
‫وهذا البيت فى أرجوزة له ‪.‬‬
‫شًدا)‪(10‬‬ ‫ن َأْمِرَنا َر َ‬ ‫ئ َلَنا ِم ْ‬
‫حَمًة َوَهّي ْ‬
‫ك َر ْ‬
‫ن َلُدْن َ‬
‫ف َفَقاُلوا َرّبَنا آِتَنا ِم ْ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قال تعالى ‪ِ } :‬إْذ َأَوى اْلِفْتَيُة ِإَلى اْلَكْه ِ‬
‫ضَرْبَنا { ]الكهف‪[10،11 :‬‬ ‫َف َ‬
‫حُ‬
‫ن‬ ‫صى ِلَما َلِبُثوا َأَمًدا{‪].‬الكهف‪ [11،12 :‬ثم قال تعالى‪َ } :‬ن ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫حْزَبْي ِ‬
‫ي اْل ِ‬
‫عَدًدا)‪ُ (11‬ثّم َبَعْثَناُهْم ِلَنْعَلَم َأ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫سِني َ‬
‫ف ِ‬ ‫عَلى آَذاِنِهْم ِفي اْلَكْه ِ‬ ‫َ‬
‫عَلى ُقُلوِبِهْم ِإْذ َقاُموا َفَقاُلوا‬‫طَنا َ‬ ‫ق{‪ :‬أي بصدق الخبر عنهم } ِإّنُهْم ِفْتَيٌة آَمُنوا ِبَرّبِهْم َوِزدَْناُهْم ُهًدى)‪َ (13‬وَرَب ْ‬ ‫حّ‬‫ك َنَبَأُهْم ِباْل َ‬
‫عَلْي َ‬
‫ص َ‬
‫َنُق ّ‬
‫طا{‪]:‬الكهف‪ [13،14 :‬أي لم يشركوا بى كما أشركتم بي ما ليس‬ ‫طً‬ ‫شَ‬ ‫ن ُدوِنِه ِإَلًها َلَقْد ُقْلَنا ِإًذا َ‬
‫عَو ِم ْ‬
‫ن َنْد ُ‬
‫ض َل ْ‬
‫لْر ِ‬ ‫ت َوا َْ‬
‫سَماَوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬‫َرّبَنا َر ّ‬
‫لكم به علم ‪.‬‬
‫شى بنى‬ ‫عَ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬والشطط ‪ :‬الُغلو ومجاوزة الحق ‪ .‬قال أ ْ‬
‫َقْيس بن َثْعلبة ‪:‬‬

‫فت ُ ُ‬
‫ل‬ ‫ت وال ُ‬
‫ب فيه الزي ُ‬
‫ن يذه ُ‬ ‫ّ‬ ‫شط َ ٍ‬
‫‪ #‬ل ي َْنتهون ول ي َن َْهى ذ َِوي َ‬
‫كالطعْ ِ‬ ‫ط‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫ن{‬‫ن َبّي ٍ‬
‫طا ٍ‬
‫سْل َ‬‫عَلْيِهْم ِب ُ‬
‫ن َ‬‫ل َيْأُتو َ‬
‫ن ُدوِنِه آِلَهًة َلْو َ‬
‫خُذوا ِم ْ‬‫لِء َقْوُمَنا اّت َ‬‫} َهُؤ َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬أي بحجة بالغة‪.‬‬
‫حَمِتِه‬
‫ن َر ْ‬‫شْر َلُكْم َرّبُكْم ِم ْ‬
‫ف َين ُ‬‫ل َفْأُووا ِإَلى اْلَكْه ِ‬‫ل ا َّ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫عَتَزْلُتُموُهْم َوَما َيْعُبُدو َ‬‫ل َكِذًبا)‪َ (15‬وِإْذ ا ْ‬ ‫عَلى ا ِّ‬ ‫ن اْفَتَرى َ‬ ‫ظَلُم ِمّم ْ‬
‫ن َأ ْ‬‫} فََم ْ‬
‫ل َوُهْم ِفي‬‫شَما ِ‬‫ت ال ّ‬‫ضُهْم َذا َ‬‫ت َتْقِر ُ‬ ‫غَرَب ْ‬
‫ن َوِإَذا َ‬‫ت اْلَيِمي ِ‬‫ن َكْهِفِهْم َذا َ‬
‫عْ‬‫ت َتَتَزاَوُر َ‬‫طَلَع ْ‬ ‫س ِإَذا َ‬ ‫شْم َ‬‫ن َأْمِرُكْم ِمرَفًقا)‪َ (16‬وَتَرى ال ّ‬ ‫ئ َلُكْم ِم ْ‬‫َوُيَهّي ْ‬
‫جَوٍة ِمْنُه{‪].‬الكهف‪15 :‬ـ ‪[17‬‬ ‫َف ْ‬
‫حر‪.‬‬ ‫جْ‬ ‫ل ‪ ،‬وهو من الزور‪ .‬وقال امرؤ القيس ابن ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪َ :‬تَزاور‪ :‬تمي ُ‬
‫نن‬
‫نننن‬ ‫نن‬
‫نننن‬
‫ننن‬ ‫ننن‬ ‫ننن‬ ‫نن‬
‫ننن‬ ‫ننننن‬
‫‪ #‬نننن نننن نن نننن ن‬

‫وهذا البيت فى قصيدة له ‪ .‬وقال أبو الزحف الكلبى يصف بلدًا‪:‬‬


‫شْنزرُ‬ ‫سه الَع َ‬
‫خْم ُ‬‫ضى المطايا ِ‬ ‫ب الُمنّدى عن َهوانا أزوُر ُيْن ِ‬ ‫جا ُ‬‫‪َ #‬‬
‫ل {]الكهف‪ : [17 :‬تجاوزهم وتتركهم عن شمالها‪ .‬قال ذو الّرمة ‪:‬‬ ‫شَما ِ‬ ‫ت ال ّ‬‫ضُهْم َذا َ‬‫وهذان البيتان في أرجوزة له ‪.‬و} َتْقِر ُ‬
‫ل وعن أيماِنهن الفوار ُ‬
‫س‬ ‫ن َيْقِرضن أْقواز ُمشِرف شما ً‬ ‫ظْع ٍ‬‫‪ #‬إلى ُ‬
‫سعة‪ ،‬وجمعها‪ :‬الِفجاء‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬والفجوة‪ :‬ال ّ‬
‫خّلْوا فجوَة الدار‬ ‫حتى أبيحوا و َ‬ ‫خزاًة وَمْنَقصًة‬‫ت قوَمك َم ْ‬ ‫س َ‬‫‪ #‬ألب ْ‬
‫ل { ]الكهف‪ [17 :‬أ ي في الحجة على من عرف ذلك من أمورهم من أهل الكتاب ممن أمر هؤلء بمسألتك عنهم‬ ‫ت ا ِّ‬‫ن آَيا ِ‬‫ك ِم ْ‬‫ِ} َذِل َ‬
‫ظا َوُهْم ُرُقوٌد‬
‫سُبُهْم َأْيَقا ً‬
‫حَ‬‫شًدا)‪َ (17‬وَت ْ‬
‫جَد َلُه َوِلّيا ُمْر ِ‬
‫ن َت ِ‬
‫ل َفَل ْ‬
‫ضِل ْ‬
‫ن ُي ْ‬
‫ل َفُهَو اْلُمْهَتِدي َوَم ْ‬‫ن َيْهِد ا ُّ‬
‫فى صدق نبوتك بتحقيق الخبر عنهم ‪َ } :‬م ْ‬
‫صيِد{ ]الكهف‪[18 ،17 :‬‬ ‫عْيِه ِباْلَو ِ‬
‫ط ِذَرا َ‬‫سٌ‬ ‫ل َوَكْلُبُهْم َبا ِ‬
‫شَما ِ‬‫ت ال ّ‬
‫ن َوَذا َ‬
‫ت اْلَيِمي ِ‬
‫َوُنَقّلُبُهْم َذا َ‬
‫عَبْيد بن وهب ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الوصيد‪ :‬الباب ‪ .‬قال الَعْبسى‪ ،‬واسمه ُ‬
‫غيُر ُمْنَكِر‬‫ى ومعروفي بها َ‬ ‫عل ّ‬ ‫سّد َؤصيُدها‬ ‫ض َفلة ل ُي َ‬ ‫‪ #‬بأر ٍ‬

‫صَذان ‪.‬‬
‫صد‪ ،‬وأ ْ‬
‫صدان وأ ُ‬
‫صد‪ ،‬وو ْ‬
‫وهذا البيت فى أبيات له ‪ .‬والوصيد ) أيضًا ( الفناء‪ ،‬وجمعه ‪ :‬وصائد‪ ،‬وُو ُ‬
‫عًبا{ ]الكهف‪[18:‬‬
‫ت ِمْنُهْم ُر ْ‬
‫ت ِمْنُهْم ِفَراًرا َوَلُمِلْئ َ‬
‫عَلْيِهْم َلَوّلْي َ‬
‫ت َ‬
‫طَلْع َ‬
‫} لْو ا ّ‬

‫جًدا )‪ (21‬سيقولون{ ]الكهف‪:‬‬ ‫سِ‬‫عَلْيِهْم َم ْ‬


‫ن َ‬ ‫خَذ ّ‬ ‫عَلى َأْمِرِهْم{]الكهف ‪ [21‬أهل السلطان والملك منهم ‪َ} :‬لَنّت ِ‬ ‫غَلُبوا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫إلى قوله ‪َ} :‬قا َ‬
‫ب{‬‫جًما ِباْلَغْي ِ‬‫سُهْم َكْلُبُهْم َر ْ‬
‫ساِد ُ‬‫سٌة َ‬ ‫خْم َ‬‫ن َ‬ ‫لَثٌة َراِبُعُهْم َكْلُبُهْم َوَيُقوُلو َ‬
‫‪ [21،22‬يعني أحبار يهود الذين أمروهم بالمسألة عنهم ‪َ } :‬ث َ‬
‫ظاِهًرا‬ ‫ل ِمَراًء َ‬ ‫ل ُتَماِر ِفيِهْم ِإ ّ‬ ‫ل َف َ‬
‫ل َقِلي ٌ‬
‫عَلُم ِبِعّدِتِهْم َما َيْعَلُمُهْم ِإ ّ‬
‫ل َرّبي َأ ْ‬‫سْبَعٌة َوَثاِمُنُهْم َكْلُبُهْم ُق ْ‬
‫ن َ‬ ‫]الكهف‪ :[َ22 :‬أي ل علم لهم ‪َ } .‬وَيُقوُلو َ‬
‫حًدا{ ]الكهف‪ [22 :‬فإنهم ل علم لهم بهم ‪.‬‬ ‫ت ِفيِهْم ِمْنُهْم َأ َ‬
‫سَتْف ِ‬
‫ل َت ْ‬‫{‪ :‬أي ل تكابرهم ‪َ}،‬و َ‬
‫ن َهَذا‬‫ب ِم ْ‬‫لْقَر َ‬ ‫ن َيْهِدَيِني َرّبي َِ‬ ‫سى َأ ْ‬ ‫عَ‬ ‫ل َ‬ ‫ت َوُق ْ‬ ‫سي َ‬ ‫ك ِإَذا َن ِ‬
‫ل َواْذُكْر َرّب َ‬‫شاَء ا ُّ‬ ‫ن َي َ‬
‫ل َأ ْ‬‫غًدا)‪ِ (23‬إ ّ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َذِل َ‬
‫عٌ‬‫يٍء ِإّني َفا ِ‬‫ش ْ‬‫ن ِل َ‬‫ل َتُقوَل ّ‬
‫} وَ َ‬
‫ل ‪ ،‬واذكر ربك إذا‬ ‫شًدا{]الكهف‪ :[23،24 :‬أي ول تقولن لشيء سألوك عنه كما قلت فى هذا‪ :‬إنى مخبركم غدًا‪ .‬واستثن مشيئة ا ّ‬ ‫َر َ‬
‫ث ِماَئٍة‬‫ل َ‬ ‫نسيت ‪ ،‬وقل عسى أن يهدين ربى لخير مما سألتمونى عنه رشدًا‪ ،‬فإنك ل تدري ما أنا صانع في ذلك ‪َ } .‬وَلِبُثوا ِفي َكْهِفِهْم َث َ‬
‫سًعا{ ]الكهف‪ : [25 :‬أي‬ ‫ن َواْزَداُدوا ِت ْ‬‫سِني َ‬
‫ِ‬

‫حْكِمِه‬
‫ك ِفي ُ‬
‫شِر ُ‬
‫ل ُي ْ‬
‫ي َو َ‬
‫ن َوِل ّ‬‫ن ُدوِنِه ِم ْ‬‫سِمْع َما َلُهْم ِم ْ‬‫صْر ِبِه َوَأ ْ‬
‫ض َأْب ِ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َوا َْ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫غْي ُ‬‫عَلُم ِبَما َلِبُثوا َلُه َ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ل ا ُّ‬ ‫سيقولون ذلك ‪ُ } .‬ق ْ‬
‫حًدا{ ]الكهف‪ [26 :‬أي لم يخف عليه شىء مما سألوك عنه‪.‬‬ ‫َأ َ‬
‫ذو القرنين ‪ :‬وقال فيما سألوه عنه من أمر الرجل الطّواف ‪:‬‬
‫سَبًبا{ ]الكهف‪[83،84 :‬‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن ُك ّ‬‫ض َوآَتْيَناُه ِم ْ‬
‫لْر ِ‬ ‫عَلْيُكْم ِمْنُه ِذْكًرا)‪ِ (83‬إّنا َمّكّنا َلُه ِفي ا َْ‬
‫سَأْتُلو َ‬
‫ل َ‬‫ن ُق ْ‬‫ن ِذي اْلَقْرَنْي ِ‬ ‫عْ‬‫ك َ‬
‫سَأُلوَن َ‬
‫} َوَي ْ‬
‫حتى انتهى إلى آخر قصة خبره ‪.‬‬
‫ت أحٌد غيره ‪ ،‬فُمدت له السباب حتى انتهى من البلد إلى‬ ‫ى القرنين أنه أوتي ما لم يؤ َ‬ ‫خبر ذي القرنين ‪ :‬وكان من خبر ذ ِ‬
‫ب إلى ما ليس وراَءه شئ من الخلق ‪.‬‬ ‫ق والمغر ِ‬ ‫سلط على أهِلها‪ ،‬حتى انتهى من المشر ِ‬ ‫مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬ل يطأ أرضًا إل ُ‬
‫ث عن العاجم فيما‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثنى من يسوق الحادي َ‬

‫ل مصر‪ .‬اسُمه ُمْرُزبان بن َمْرذبة اليونانى‪ ،‬من ولد يونان بن يافث بن نوح ‪.‬‬ ‫ل من أه ِ‬‫توارثوا من علمه ‪ :‬أن ذا القرنين كان رج ً‬
‫لسكندرية فنسبت إليه ‪.‬‬ ‫لسكندر‪ ،‬وهو الذي بنى ا ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬واسمه ا ِ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ي ‪ ،‬وكان رجل قد أدرك ‪ :‬أن رسول ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد حدثني َثْور بن يزيد عن خالد بن َمْعدان الَكلع ّ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ض من تحِتها بالسبا ِ‬ ‫سئل عن ذي القرنين فقال ‪َ :‬مِلك مسح الر َ‬ ‫وسلم ُ‬
‫ل يقول ‪:‬‬ ‫ل عنه رج ً‬ ‫وقال خالد‪ :‬سمع عمُر بن الخطاب رضى ا ّ‬
‫سّمْوا بالنبياء حتى تسميتم بالملئكِة‪.‬‬ ‫ضْيتم أن َت َ‬ ‫غْفرًا‪ ،‬أما َر َ‬
‫يا ذا القرنين ‪ ،‬فقال عمر‪ :‬اللهم ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أم ل؟ فإن كان قاله ‪ ،‬فالحق ما قال ‪.‬‬ ‫ل أعلم أي ذلك كان ‪ ،‬أقال ذلك رسول ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ا ّ‬
‫ن اْلِعْلِم ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫ن َأْمِر َرّبي َوَما ُأوِتيُتْم ِم ْ‬
‫ح ِم ْ‬
‫ل الّرو ُ‬
‫ح ُق ْ‬
‫ن الّرو ِ‬ ‫عْ‬ ‫ك َ‬ ‫سَأُلوَن َ‬‫أمر الروح ‪ :‬وقال تعالى فيما سألوه عنه من الروح ‪َ } :‬وَي ْ‬
‫ل{ ]السراء‪[85 :‬‬ ‫َقِلي ً‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫حدثت عن ابن عباس ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬لما قدم رسول ا ّ‬ ‫ما أوتيتم من العلم إل قليل‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫ل؟ قالوا‪ :‬فإنك تتلو‬ ‫ل{ إيانا تريد‪ ،‬أم قوَمك ؟ قال ‪ُ :‬ك ّ‬ ‫ل َقِلي ً‬‫ن اْلِعْلِم ِإ ّ‬
‫المدينة‪ ،‬قالت أحباُر يهود‪ :‬يا محمُد‪ ،‬أرأيت قولك ‪َ }:‬وَما ُأوِتيُتْم ِم ْ‬
‫فيما جاءك ‪ :‬أنا‬

‫ل قليل ‪ ،‬وعندكم في ذلك ما يكفيكم لو‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنها في علم ا ّ‬ ‫ن كل شىء ‪ .‬فقال رسول ا ّ‬ ‫قد أوتينا التوراَة فيها بيا ُ‬
‫سْبَعُة‬
‫ن َبْعِدِه َ‬
‫حُر َيُمّدُه ِم ْ‬
‫لٌم َواْلَب ْ‬
‫جَرةٍ َأْق َ‬
‫شَ‬‫ن َ‬‫ض ِم ْ‬
‫لْر ِ‬
‫ن َما ِفي ا َْ‬
‫ل تعالى عليه فيما سألوه عنه من ذلك } َوَلْو َأ ّ‬
‫أقمتموه‪ .‬قال ‪ :‬فأنزل ا ّ‬
‫ل قليل ‪.‬‬ ‫حِكيٌم{]الكهف‪ : [27 :‬أي أن التوراة فى هذا من علم ا ّ‬ ‫عِزيٌز َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫ل ِإ ّ‬
‫ت ا ِّ‬‫ت َكِلَما ُ‬‫حٍر َما َنِفَد ْ‬ ‫َأْب ُ‬
‫سهم من تسيير الجبال ‪ ،‬وتقطيع الرض ‪ ،‬وبعث‬ ‫ل تعالى عليه فيما سأله قوُمه لنف ِ‬ ‫تسيير الجبال وبْعث الموتى ‪ :‬قال وأنزل ا ّ‬
‫جِميًعا{]الرعد‪:‬‬ ‫لْمُر َ‬ ‫ل ا َْ‬‫ل ِّ‬ ‫ض َأْو ُكّلَم ِبِه اْلَمْوَتى َب ْ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ت ِبِه ا َْ‬ ‫طَع ْ‬ ‫ل َأْو ُق ّ‬
‫جَبا ُ‬‫ت ِبِه اْل ِ‬‫سّيَر ْ‬ ‫ن ُقْرآًنا ُ‬ ‫من مضى من آبائهم من الموتى‪َ } :‬وَلْو َأ ّ‬
‫‪ :[31‬أي ل أصنع من ذلك إل ما شئت‪.‬‬
‫ي قولهم ‪ :‬خذ لنفسك ‪ ،‬ما سألوه أن يأخذ لنفسه ‪ ،‬أن يجعل له جنانا وقصورًا وكنوزًا‪ ،‬ويبعث معه‬ ‫خذ لنفسك ‪ :‬وأنزل عليه ف ٍ‬
‫ن َمَعُه َنِذيًرا)‬ ‫ك َفَيُكو َ‬ ‫ل ِإَلْيِه َمَل ٌ‬‫ل ُأنِز َ‬‫ق َلْو َ‬
‫سَوا ِ‬ ‫لْ‬ ‫شي ِفي ا َْ‬ ‫طَعاَم َوَيمْ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل َيْأُك ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ل َهَذا الّر ُ‬ ‫ملكا يصدقه بما يقول ‪ ،‬ويرد عنه ‪َ } :‬وَقاُلوا َما ِ‬
‫لْمَثا َ‬
‫ل‬ ‫ك ا َْ‬ ‫ضَرُبوا َل َ‬ ‫ف َ‬ ‫ظْر َكْي َ‬ ‫حوًرا)‪ (8‬ان ُ‬ ‫سُ‬‫ل َم ْ‬‫جً‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ن ِإ ّ‬‫ن َتّتِبُعو َ‬‫ن ِإ ْ‬‫ظاِلُمو َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل ِمْنَها َوَقا َ‬ ‫جّنٌة َيْأُك ُ‬
‫ن َلُه َ‬ ‫‪َ (7‬أْو ُيْلَقى ِإَلْيِه َكنٌز َأْو َتُكو ُ‬
‫ك {]الفرقان‪7 :‬ـ ‪ :[9‬أي من أن تمشي فى السواق وتلتمس‬ ‫ن َذِل َ‬‫خْيًرا ِم ْ‬‫ك َ‬ ‫ل َل َ‬‫جَع َ‬‫شاَء َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك اّلِذي ِإ ْ‬ ‫ل)‪َ (9‬تَباَر َ‬ ‫سِبي ً‬ ‫ن َ‬‫طيُعو َ‬ ‫سَت ِ‬
‫ل َي ْ‬‫ضّلوا فَ َ‬‫َف َ‬
‫صوًرا{ ]الفرقان‪[10 :‬‬ ‫ك ُق ُ‬ ‫ل َل َ‬‫جَع ْ‬
‫لْنَهاُر َوَي ْ‬ ‫حِتَها ا َْ‬‫ن َت ْ‬‫جِري ِم ْ‬ ‫ت َت ْ‬‫جّنا ٍ‬‫المعاش } َ‬
‫ن ِإلّ ِإّنُهْم َلَيْأُكُلو َ‬
‫ن‬ ‫سِلي َ‬‫ن اْلُمْر َ‬‫ك ِم ْ‬‫سْلَنا َقْبَل َ‬
‫لو شئت أن أجعل الدنيا مع رسلي لفعلت ‪ :‬وأنزل عليه فى ذلك من قولهم } َوما َأْر َ‬
‫صيًرا{‪].‬الفرقان‪ [20 :‬أي جعلت بعضكم لبعض‬ ‫ك َب ِ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ن َوَكا َ‬ ‫صِبُرو َ‬ ‫ض ِفْتَنًة َأَت ْ‬ ‫ضُكْم ِلَبْع ٍ‬ ‫جَعْلَنا َبْع َ‬ ‫ق َو َ‬‫سَوا ِ‬ ‫لْ‬‫ن ِفي ا َْ‬ ‫شو َ‬ ‫طَعاَم وََيْم ُ‬‫ال ّ‬
‫ت‪.‬‬‫خالفوا لفعل ُ‬ ‫ت أن أجعل الدنيا مع رسلي فل ُي َ‬ ‫بلء لتصبروا‪ ،‬ولو شئ ُ‬
‫لْر ِ‬
‫ض‬ ‫ن ا َْ‬ ‫جَر َلَنا ِم ْ‬ ‫حّتى َتْف ُ‬‫ك َ‬ ‫ن َل َ‬
‫ن ُنْؤِم َ‬ ‫ل ابن أبي أمية ‪َ } :‬وَقاُلوا َل ْ‬ ‫ل عليه فيما قال عبُدا ّ‬ ‫القرآن يرد على ابن أبي أمية ‪ :‬وأنزل ا ّ‬
‫سَماءِ‬
‫ف َأْو َتْرَقى ِفي ال ّ‬ ‫خُر ٍ‬ ‫ن ُز ْ‬‫ت ِم ْ‬‫ك َبْي ٌ‬‫ن َل َ‬‫ل)‪َ (92‬أْو َيُكو َ‬ ‫لِئَكِة َقِبي ً‬‫ل َواْلَم َ‬ ‫ي ِبا ِّ‬‫سًفا َأْو َتْأِت َ‬
‫عَلْيَنا ِك َ‬
‫ت َ‬ ‫عْم َ‬ ‫سَماَء َكَما َز َ‬ ‫ط ال ّ‬
‫سِق َ‬‫عا)‪ُ(90‬ت ْ‬ ‫َيْنُبو ً‬
‫ل{ ]السراء‪90 :‬ـ ‪[93‬‬ ‫سو ً‬ ‫شًرا َر ُ‬ ‫ل َب َ‬‫ت ِإ ّ‬‫ل ُكن ُ‬ ‫ن َرّبي َه ْ‬ ‫حا َ‬‫سْب َ‬ ‫ل ُ‬ ‫عَلْيَنا ِكَتاًبا َنْقَرُؤه ُق ْ‬‫ل َ‬ ‫حّتى ُتَنّز َ‬‫ك َ‬ ‫ن ِلُرِقّي َ‬
‫ن ُنْؤمِ َ‬‫َوَل ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الينبوع ‪ :‬ما نبع من الماء من الرض وغيرها‪ ،‬وجمعه ينابيع ‪ .‬قال ابن َهْرمة واسمه إبراهيم بن على الِفهري ‪:‬‬
‫ن وَدْمُعك الَيْنبو ُ‬
‫ع‬ ‫ف الشئو ُ‬ ‫ُنِز َ‬ ‫عْبرًة‬‫ت بكل داٍر َ‬ ‫‪ #‬وإذا َهرق َ‬
‫سف ‪ .‬والقبيل‬ ‫سَدر‪ .‬وهى أيضًا ‪ :‬واحدة الِك ْ‬ ‫سْدرة و ِ‬ ‫سفة‪ ،‬مثل ِ‬ ‫طع من العذاب ‪ ،‬وواحدته ‪ِ :‬ك ْ‬ ‫سف ‪ :‬الِق َ‬ ‫وهذا البيت فى قصيدة له ‪ .‬والِك َ‬
‫عَبْيدة لعشى بنى َقْيس بن‬ ‫ل{]الكهف‪ :[55 :‬أي عيانا‪ .‬وأنشدنى أبو ُ‬ ‫ب ُقُب ً‬
‫ى ‪َ }:‬أْو َيْأِتَيُهْم اْلَعَذا ُ‬ ‫‪ :‬يكون مقابلة ومعاينة‪ ،‬وهو كقوله تعال ِ‬
‫َثْعلبة ‪:‬‬

‫سرتها قبيُلها‬
‫حْبَلى ي ّ‬
‫كصرخِة ُ‬ ‫‪ #‬أصالحكم حتى َتبوُءوا بمثِلَها‬

‫يعنى القابلة‪ ،‬لنها تقابلها وَتقبل ولدها‪ .‬وهذا البيت في قصيدة‬


‫ل{ ]النعام‪ [111 :‬فُقبل ‪ :‬جمع‬
‫يٍء ُقُب ً‬
‫ش ْ‬
‫ل َ‬
‫عَلْيِهْم ُك ّ‬
‫شْرَنا َ‬
‫حَ‬‫ل تعالى‪َ } :‬و َ‬ ‫له ‪ .‬ويقال ‪ :‬القبيل جمعه ُقُبل ‪ ،‬وهى الجماعات ‪ ،‬وفى كتاب ا ّ‬
‫سرر‪ :‬جمع سرير‪ ،‬وُقمص ‪ :‬جمع قميص ‪ ،‬والقبيل أيضا‪ :‬فى َمَثل من المثال ‪ ،‬وهو قولهم ‪ :‬ما‬ ‫سبل ‪ :‬جمٍع سبيل ‪ ،‬و ُ‬ ‫قبيل مثل ُ‬
‫ل من دبير‪ :‬أي ل يعرف ما أقبل مما أدبر‪ ،‬قال الُكمْيت بن زيد‪:‬‬ ‫َيعرف قبي ً‬
‫عَرفوا الدبيَر من القبي ِ‬
‫ل‬ ‫فما َ‬ ‫جَهَتْيهم‬
‫‪ #‬تفرَقت الموُر بَو ْ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬ويقال ‪ :‬إنما أريد بهذا القبيل ‪ :‬الَفتل ‪،‬‬
‫لقبال والدبار الذي ذكرت ‪ .‬ويقال ‪َ :‬فْتل‬ ‫فما ُفتل إلى الذراع فهو القبيل ‪ ،‬وما ُفتل إلى أطراف الصابع فهو الدبير‪ ،‬وهو من ا ِ‬
‫ى الركبة فهو القبيل ‪ ،‬وإذا ُفتل إلى الَوِرك فهو الّدبير‪ .‬والقبيل أيضَا‪ :‬قوم الرجل ‪ .‬والّزخرف ‪ :‬الذهب ‪.‬‬ ‫الِمْغَزل ‪ .‬فإذا ُفتل الِمْغزل إل ِ‬
‫والمزخَْرف ‪ :‬المزّين بالذهب ‪ .‬قال العجاج ‪:‬‬
‫خَرفا‬‫رسومه والمذَهب المز ْ‬ ‫حفا‬
‫صَ‬‫ل أمسى تخال الم ْ‬ ‫‪ِ #‬من طل ٍ‬
‫خَرف ‪.‬‬ ‫وهذان البيتان فى أرجوزة له ‪ ،‬ويقال أيضًا لكل ُمَزّين ‪ُ :‬مَز ْ‬
‫نفي القران أن رجل من اليمامة يعلمه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫ل باليمامة‪ ،‬يقال‬ ‫وأنزل فى قولهم ‪ :‬إنا قد بلغنا أنك إنما يعلمك رج ٌ‬
‫حَما ِ‬
‫ن‬ ‫ن ِبالّر ْ‬
‫ك َوُهْم َيْكُفُرو َ‬
‫حْيَنا ِإَلْي َ‬
‫عَلْيِهْم اّلِذي َأْو َ‬
‫ن َقْبِلَها ُأَمٌم ِلَتْتُلَو َ‬
‫ت ِم ْ‬‫خَل ْ‬
‫ك ِفي ُأّمٍة َقْد َ‬
‫سْلَنا َ‬
‫ك َأْر َ‬ ‫ن ‪ ،‬ولن نؤمن به أبدًا‪َ } :‬كَذِل َ‬ ‫له الرحم ُ‬
‫ب{]الرعد‪. [30 :‬‬ ‫ت َوِإَلْيِه َمَتا ِ‬‫عَلْيِه َتَوّكْل ُ‬
‫ل ُهَو َ‬
‫ل ِإَلَه ِإ ّ‬
‫ل ُهَو َرّبي َ‬
‫ُق ْ‬

‫ما نزل في أبي جهل ‪ :‬وأنزل عليه فيما قال أبو جهل بهن هشهام ‪،‬ومها ههم بهه‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫دى)‪(11‬‬ ‫هس َ‬‫عَلى ال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫صّلى)‪ (10‬أَرأي ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫دا إ ِ َ‬‫عب ْ ً‬
‫هى)‪َ (9‬‬ ‫ذي ي َن ْ َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫}أَرأي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫أَ َ‬
‫ه ي َسَرى)‬ ‫ن الل ّس َ‬ ‫م ب ِ سأ ّ‬‫عل َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وّلى)‪ (13‬أل َ ْ‬ ‫وت َ َ‬
‫ب َ‬ ‫ن ك َذّ َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫وى)‪ (12‬أَرأي ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫مَر ِبالت ّ ْ‬ ‫وأ َ‬ ‫ْ‬
‫ع‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ة)‪ (16‬فلي َ سدْ ُ‬ ‫َ‬
‫خاطِئ ٍ‬ ‫ة َ‬ ‫ة كاِذب َ ٍ‬‫َ‬ ‫صي َ ٍ‬‫ة)‪َ (15‬نا ِ‬ ‫صي َ ِ‬ ‫ع ِبالّنا ِ‬ ‫سف َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ه لن َ ْ‬ ‫م ي َن ْت َ ِ‬ ‫َ‬
‫نل ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪ (14‬كل لئ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ب { ]العلسسق‪9:‬س س‬ ‫ر ْ‬ ‫ْ‬
‫واقت َ ِ‬ ‫جد ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫وا ْ‬‫ه َ‬‫ع ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ة)‪ (18‬كل ل ت ُطِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ع الّزَبان ِي َ َ‬ ‫سن َدْ ُ‬ ‫َناِدَيه)‪َ (17‬‬
‫‪[19‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬لنسفعًا‪ :‬لنجذبن ولنأخذن ‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫جِم ُمْهِره أو ساِفع‬
‫من بين ُمْل ِ‬ ‫خ رأيَتهم‬ ‫سِمعوا الصرا َ‬‫‪ #‬قوٌم إذا َ‬
‫والنادي ‪ :‬المجلس الذي يجتمع فيه القوم ويقضون فيه أموَرهم ‪،‬‬
‫ي‪.‬‬
‫ن ِفي َناِديُكْم اْلُمنَكَر{ ]العنكبوت‪ [29 :‬وهو الند ّ‬
‫ل تعالى ‪َ } :‬وَتْأُتو َ‬
‫وفى كتاب ا ّ‬
‫عبيد بن البرص ‪:‬‬ ‫قال َ‬
‫ي وأهل الجوِد والنادي‬ ‫أهل الند ّ‬ ‫سٍد‬
‫ب إليك فإنى من بني أ َ‬ ‫‪ #‬أذه ْ‬
‫ن َنِدّيا{ ]مريم‪ [73 :‬وجمعه ‪ :‬أندية ‪ .‬فليدع‬ ‫سُ‬ ‫حَ‬‫ل تعالى ‪َ } :‬وَأ ْ‬ ‫وفى كتاب ا ّ‬
‫ل اْلَقْرَيَة{ ]يوسف‪ [82 :‬يريد أهل القرية ‪.‬‬ ‫سَأ ْ‬
‫أهل ناديه ‪ .‬كما قال تعالى‪َ } :‬وا ْ‬
‫جْنَدل ‪ ،‬أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم ‪:‬‬ ‫قال سلمة بن َ‬
‫سْير إلى العداِء تأوي ِ‬
‫ب‬ ‫ويوُم َ‬ ‫ت وأنديٍة‬ ‫‪ #‬يومان يوُم مقاما ٍ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وقال الُكَمْيت بن زيد‪:‬‬
‫لفحاِم‬ ‫صمتين با ِ‬ ‫ر ول ُم ْ‬ ‫ي مكاثيـ‬ ‫‪ #‬ل مهاذيَر في الند ّ‬
‫وهذا البيت فى قصيدة له ‪ .‬ويقال النادي ‪ :‬الجلساء‪ .‬الزبانية‪ :‬الغلظ‬
‫الشداد‪ ،‬وهم في هذا الموضع خزنة النار‪ .‬والزبانية أيضًا في الدنيا أعوان الرجل الذين يخدمونه ويعينونه ‪ ،‬والواحد‪ِ :‬زْبِنَية ‪ .‬قال ابن‬
‫الزَبْعَرى فى ذلك ‪:‬‬
‫غْلت عظاٌم حلوُمها‬ ‫غى زبانية ُ‬ ‫ن فى الَو َ‬ ‫‪ #‬مطاعيُم فى الَمْقَرى مطاعي ُ‬
‫ل الهذلى‪ ،‬وهو صخر الغى ‪:‬‬ ‫يقول ‪ :‬شداد‪ .‬وهذا البيت فى أبيات له ‪ .‬وقال صخر بن عبدا ّ‬
‫‪ #‬ومن كبير نفٌر زبانيْه‬
‫وهذا البيت فى أبيات له ‪.‬‬
‫ل‬
‫عَلى ا ِّ‬
‫ل َ‬
‫جِري ِإ ّ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫جٍر َفُهَو َلُكْم ِإ ْ‬‫ن َأ ْ‬ ‫سَأْلُتُكْم ِم ْ‬
‫ل َما َ‬ ‫ل تعالى عليه فيما عرضوا عليه من أموالهم ‪ُ }:‬ق ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأنزل ا ّ‬
‫شِهيٌد{‪].‬سبأ‪[47 :‬‬ ‫يٍء َ‬
‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ّ‬
‫َوُهَو َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بما عرفوا من الحق ‪،‬‬ ‫لا ّ‬ ‫استكبار قريش عن اِليمان بالرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فلما جاء رسو ُ‬
‫وعرفوا صدَقه فيما حّدث ‪ ،‬وموقع نبوِته فيما جاءهم به من علم الغيوب حين سألوه عما سألوه عنه ‪ ،‬حال الحسُد منهم له بيَنهم وبين‬
‫ل وتركوا‬ ‫اّتباعه وتصديقه ‪ :‬فَعَتْوا على ا ّ‬
‫سَمُعوا ِلَهَذا اْلُقْرآنِ َواْلَغْوا ِفيِه{ ]فصلت‪ [26 :‬أي اجعلوه لغوا وباطل‪،‬‬ ‫ل َت ْ‬‫جوا فيما هم عليه من الكفر‪ ،‬فقال قائلهم ‪َ }:‬‬ ‫أمَره عيانًا‪ ،‬ول ّ‬
‫واتخذوه هزوا لعلكم تغلبونه بذلك‪ .‬فإنكم إن ناظرتموه أو خاصمتموه يومًا غلبكم ‪.‬‬
‫ل الذين‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم وما جاء من الحق ‪ :‬يا معشر قريش يزعم محمٌد أنما جنود ا ّ‬ ‫فقال أبو جهل يومًا يهزأ برسول ا ّ‬
‫ل مائة رجل منكم عن رجل منهم ؟ فأنزل‬ ‫يعذبونكم فى النار يحبسونكم فيها تسعَة عشَر‪ ،‬وأنتم أكثر الناس عددًا‪ ،‬وكثرة‪ ،‬أفيعجز ك ّ‬
‫ن َكَفُروا{]المدثر‪ [31 :‬إلى آخر‬ ‫ل ِفْتَنًة ِلّلِذي َ‬
‫عّدَتُهْم ِإ ّ‬
‫جَعْلَنا ِ‬ ‫لِئَكًة َوَما َ‬‫ل َم َ‬ ‫ب الّناِر ِإ ّ‬
‫حا َ‬‫صَ‬‫جَعْلَنا َأ ْ‬‫ل تعالى عليه في ذلك من قوله ‪َ }:‬وَما َ‬ ‫ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بالقرآن وهو يصلى‪ ،‬يتفرقون عنه ‪ ،‬ويأبون‬ ‫القصة‪ ،‬فلما قال ذلك بعضهم لبعض ‪ ،‬جعلوا إذا جهر رسول ا ّ‬
‫ض ما يتُلو من القرآن وهو يصلي ‪،‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم بع َ‬ ‫ل منهم إذا أراد أن يستمع من رسول ا ّ‬ ‫أن يستمعوا له ‪ ،‬فكان الرج ُ‬
‫ل صلى‬ ‫استرق السمَع دوَنهم َفَرقًا منهم ‪ ،‬فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع منه ذهب خشيَة أذاهم فلم يستمْع ‪ ،‬وإن خفض رسول ا ّ‬
‫ل عليه وآله وسلم صوَته فظن الذي يستمع أنهم ل يستمعون شيئًا من قراءته وسمع هو شيئًا دونهم أصاخ له يستمُع‬ ‫ال عليه وسلم ا ّ‬
‫منه ‪.‬‬
‫ل بن عباس رضي‬ ‫عْكِرمة مولى ابن عباس حدثهم أن عبدا ّ‬ ‫عمر بن عثمان ‪ ،‬أن ِ‬ ‫صْين ‪ ،‬مولى ُ‬ ‫ح َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني داود بن ال ُ‬
‫ا ّ‬
‫ل‬
‫ل{ ]السراء‪ [110 :‬من أجل أولئك‬ ‫سِبي ً‬ ‫ك َ‬ ‫ن َذِل َ‬ ‫ت ِبَها َواْبَتِغ َبْي َ‬
‫خاِف ْ‬
‫ل ُت َ‬‫ك َو َ‬ ‫لِت َ‬
‫صَ‬‫جَهْر ِب َ‬
‫ل َت ْ‬ ‫عنهما حدثهم ‪ :‬إنما أنزلت هذه الية ‪َ }:‬و َ‬
‫ت بها فل يسمعها من يحب أن يسمَعها ممن يسترق ذلك دوَنهم لعله يرعوي‬ ‫النفر يقول ‪ :‬ل تجهر بصلتك فيتفرقوا عنك ‪ ،‬ول تخاف ْ‬
‫إلى بعض ما يسمع‬
‫فينتفع به ‪.‬‬
‫أول من جهر بالقرآن‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ن عروة بن الزبير‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى يحيى ب ُ‬
‫ل ما سمع ْ‬
‫ت‬ ‫ب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا‪ :‬وا ّ‬ ‫ل عنه قال ‪ :‬اجتمع يومًا أصحا ُ‬ ‫ل ابن مسعود رضي ا ّ‬ ‫وسلم بمكة عبدا ّ‬
‫ل له‬‫سِمعهموه ؟ فقال عبدال بن مسعود أنا‪ ،‬قالوا‪ :‬إنا نخشاهم عليك ‪ ،‬إنما نريد رج ً‬ ‫ن رجل ُي ْ‬ ‫ط ‪ ،‬فم َ‬ ‫قريش هذا القران يجهر لها به ق ّ‬
‫ل سيمَنُعنى ‪ .‬قال ‪ :‬فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام فى الضحى‪ ،‬وقريش في‬ ‫عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه ؟ قال دعونى فإن ا ّ‬
‫ن{ ]الرحمن‪ [1،2 :‬قال ‪ :‬ثم‬ ‫عّلَم اْلُقْرآ َ‬
‫ن*َ‬
‫حَما ُ‬
‫حيِم{ رافعًا بها صوته }الّر ْ‬
‫ن الّر ِ‬
‫حَما ِ‬
‫ل الّر ْ‬
‫سِم ا ِّ‬
‫أنديتها‪ ،‬حتى قام عنَد المقام ثم قرأ‪ِ }:‬بِا ْ‬
‫ض ما جاء به محمد‪ ،‬فقاموا إليه‬ ‫عْبد؟ قال ‪ :‬ثم قالوا‪ :‬إنه ليتُلو بع َ‬
‫ن أّم َ‬
‫استقبلها يقرؤها‪ .‬قال ‪ :‬فتأملوه فجعلوا يقولون ‪ :‬ما ذا قال اب ُ‬
‫ل أن يبلَغ ‪ .‬ثم انصرف إلى أصحابه وقد أّثروا فى وجهه ‪ ،‬فقالوا‬ ‫جِهه ‪ ،‬وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء ا ّ‬ ‫فجعلوا يضربون فى و ْ‬
‫سُبك ‪ ،‬قد‬‫حْ‬
‫ى منهم الن ‪ ،‬ولئن شئتم لغادينهم بمثلها غدًا؛ قالوا ل‪َ ،‬‬ ‫ن عل ّ‬‫ل أهو َ‬‫خشينا عليك ؛ فقال ‪ :‬ما كان أعداُء ا ّ‬ ‫له ‪ :‬هذا الذي َ‬
‫أسمعَتهم ما يكرهون ‪.‬‬
‫قصة استماع قريش إلى قراءة النبى صلى الله عليه وسلم‬
‫سْفيان بن حرب ‪ ،‬وأبا جهل بن هشام ‪ ،‬والخنس‬ ‫حّدث ‪ :‬أن أبا ُ‬
‫ي أنه ُ‬
‫ب الزهر ّ‬
‫ن مسلِم بن شها ٍ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمُد ب ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهو يصلي من‬ ‫عمرو بن وهب الّثقفي ‪ ،‬حليف بنى ُزْهرة خرجوا ليلًة ليستمعوا من رسول ا ّ‬ ‫شِريق بن َ‬ ‫بن َ‬
‫الليل في‬
‫ل رجل منهم مجلسًا يستمع فيه ‪ ،‬وكل ل يعلم بمكان صاحبه ‪ ،‬فباتوا يستمعون له ‪ ،‬حتى إذا طلع الفجُر تفرقوا فجمعهم‬ ‫بيته ‪ ،‬فأخذ ك ّ‬
‫ض سفهائكم لوقعتم فى نفسه شيئًا‪ ،‬ثم انصرفوا‪ .‬حتى إذا كانت‬ ‫ضهم لبعض ‪ :‬ل تعودوا‪ ،‬فلو رآكم بع ُ‬ ‫ق ‪ ،‬فتلوموا‪ ،‬وقال بع ُ‬‫الطري ُ‬
‫ضهم‬
‫ق ‪ ،‬فقال بع ُ‬
‫ل رجل منهم إلى مجلسه ‪ ،‬فباتوا يستمعون له ‪ ،‬حتى إذا طلع الفجُر تفرقوا‪ ،‬فجمعهم الطري ُ‬ ‫الليلُة الثانية‪ ،‬عاد ك ّ‬
‫سه ‪ ،‬فباتوا يستمعون له ‪ ،‬حتى إذا‬ ‫ل رجل منهم مجل َ‬ ‫ل ما قالوا أول مرة‪ ،‬ثم انصرفوا‪ .‬حتى إذا كانت الليلُة الثالثُة أخذ ك ّ‬ ‫لبعض مث َ‬
‫طلع الفجُر تفرقوا‪ ،‬فجمعهم الطريق ‪ .‬فقال بعضهم لبعض ‪ :‬ل نبرح حتى نتعاهَد أل نعود على ذلك ثم تفرقوا‪.‬‬
‫شِريق أخذ عصاه ‪ ،‬ثم خرج حتى أتى أبا سفيان فى بيته ‪ ،‬فقال ‪ :‬أخبرني‬ ‫س بن َ‬ ‫الخنس يستفهم عما سمعه ‪ :‬فلما أصبح الخن ُ‬
‫ت أشياَء أعرفها وأعرف ما ُيراد بها‪ ،‬وسمعت أشياَء‬ ‫ل لقد سمع ُ‬ ‫يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال ‪ :‬يا أبا ثعلبة وا ّ‬
‫ت به ‪.‬‬ ‫س ‪ :‬وأنا والذي حلف َ‬ ‫ما عرفت معناها ول ما ُيراد بها‪ ،‬قال الخن ُ‬
‫ت من محمد؟ فقال ‪ :‬ماذا‬ ‫سِمْع َ‬‫قال ‪ :‬ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل ‪ ،‬فدخل عليه بيَته ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أبا الحكم ‪ ،‬ما رأيك فيما َ‬
‫سمعت ‪ ،‬تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ‪ ،‬أطعموا فأطعمنا‪ ،‬وحملوا فحملنا‪ ،‬وأعطوا فأعطينا‪ ،‬حتى إذا تحازينا على الّركب ‪،‬‬
‫ن به أبدًا ول نصدقه قال ‪ :‬فقام عنه‬ ‫ل ل نؤم ُ‬ ‫ل هذه ‪ ،‬وا ّ‬ ‫ى من السماء؛ فمتى ندرك مث َ‬ ‫ي يأتيه الوح ُ‬ ‫ي رهان ‪ ،‬قالوا‪ :‬منا نب ّ‬ ‫س ْ‬ ‫وكنا كفر َ‬
‫س وتركه ‪.‬‬ ‫الخن ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إذا تل عليهم‬ ‫تعنت قريش عند سماعهم القرآن وما نزل فيهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسول ا ّ‬
‫عوَنا ِإَلْيِه{ ]فصلت‪ [5 :‬ل نفقه ما تقول }َوِفي آَذاِنَنا َوْقٌر {ل‬ ‫ل ‪ :‬قالوا يهزءون به ‪ُ } :‬قُلوُبَنا ِفي َأِكّنٍة ِمّما َتْد ُ‬ ‫القرآن ‪ ،‬ودعاهم إلى ا ّ‬
‫ن{ ]فصلت‪ [5 :‬بما نحن عليه ‪،‬‬ ‫عاِمُلو َ‬ ‫ل{ بما أنت عليه } ِإّنَنا َ‬ ‫عَم ْ‬‫ب { قد حال بيننا وبينك } َفا ْ‬ ‫جا ٌ‬‫حَ‬ ‫ك ِ‬‫ن َبْيِنَنا َوَبْيِن َ‬‫نسمع ما تقول }َوِم ْ‬
‫جاًبا‬‫حَ‬‫خَرِة ِ‬ ‫لِ‬‫ن ِبا ْ‬‫ل ُيْؤِمُنو َ‬‫ن َ‬
‫ن اّلِذي َ‬ ‫ك َوَبْي َ‬‫جَعْلَنا َبْيَن َ‬‫ن َ‬ ‫ت الُْقْرآ َ‬
‫ل تعالى عليه في ذلك من قولهم ‪َ } :‬وِإَذا َقَرْأ َ‬ ‫إنا ل نفقه عنك شيئًا‪ ،‬فأنزل ا ّ‬
‫عَلى َأْدَباِرِهْم ُنُفوًرا{]السراء‪ : [46 :‬أي كيف‬ ‫حَدُه َوّلْوا َ‬‫ن َو ْ‬ ‫ك ِفي اْلُقْرآ ِ‬ ‫ت َرّب َ‬ ‫سُتوًرا {]السراء‪ .. . [45 :‬إلى قوله ‪َ }:‬وِإَذا َذَكْر َ‬ ‫َم ْ‬
‫ن‬
‫حُ‬ ‫ت على قلوِبهم أكنة هو فى آذانهم وقرًا‪ ،‬وبينك وبينهم حجابا بزعمهم ؛ أي إنى لم أفعل ذلك ‪َ }.‬ن ْ‬ ‫ت جعل َ‬ ‫فهموا توحيَدك رّبك إن كن َ‬
‫حوًرا{]السراء‪ : [47 :‬أي ذلك ما‬ ‫سُ‬ ‫ل َم ْ‬‫جً‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ن ِإ ّ‬‫ن َتّتِبُعو َ‬
‫ن ِإ ْ‬‫ظاِلُمو َ‬ ‫ل ال ّ‬‫جَوى ِإْذ َيُقو ُ‬ ‫ك َوِإْذ ُهْم َن ْ‬
‫ن ِإَلْي َ‬
‫سَتِمُعو َ‬ ‫ن ِبِه ِإْذ َي ْ‬‫سَتِمُعو َ‬
‫عَلُم ِبَما َي ْ‬
‫َأ ْ‬
‫ل{‪]:‬السراء‪ [48 :‬أي أخطئوا‬ ‫سِبي ً‬ ‫ن َ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫سَت ِ‬ ‫ل َي ْ‬‫ضّلوا َف َ‬‫ل َف َ‬ ‫لْمَثا َ‬ ‫ك ا َْ‬
‫ضَرُبوا َل َ‬ ‫ف َ‬ ‫ظْر َكْي َ‬ ‫تواصوا به من ترك ما بعثك به إليهم ‪ } .‬ان ُ‬
‫جِديًدا{‬‫خْلًقا َ‬
‫ن َ‬‫ظاًما َوُرَفاًتا َأِئّنا َلَمْبُعوُثو َ‬ ‫عَ‬ ‫المثل الذي ضربوا لك ‪ ،‬فل يصيبون به ُهًدى‪ ،‬ول يعتدل لهم فيه قول } َوَقاُلوا َأِئَذا ُكّنا ِ‬
‫حِديًدا)‬
‫جاَرًة َأْو َ‬
‫حَ‬ ‫ل ُكوُنوا ِ‬ ‫ت تخبرنا أنا سُنبعث بعد موتنا إذا كنا عظاما ورفاتا‪ ،‬وذلك ما ل يكون ‪ُ } .‬ق ْ‬ ‫]السراء‪ :[49 :‬أي قد جئ َ‬
‫ل مَّرٍة{]السراء‪ :[50،51 :‬أي الذي خلقكم مما‬ ‫طَرُكْم َأّو َ‬ ‫ل اّلِذي َف َ‬ ‫ن ُيِعيُدَنا ُق ْ‬
‫ن َم ْ‬ ‫سَيُقوُلو َ‬
‫صُدوِرُكْم َف َ‬ ‫خْلًقا ِمّما َيْكُبُر ِفي ُ‬ ‫‪َ(50‬أْو َ‬
‫تعرفون ‪ ،‬فليس خلقكم من تراب بأعّز من ذلك عليه ‪.‬‬
‫ل تعالى ‪َ } :‬أْو‬ ‫ل عنهما‪ ،‬قال ‪ :‬سألته عن قول ا ّ‬ ‫ل بن أبي َنجيح ‪ ،‬عن ُمجاهد‪ ،‬عن ابن عباس رضي ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبدا ّ‬
‫ل ؟ فقال ‪ :‬الموت ‪.‬‬ ‫صُدوِرُكْم{ ]السراء‪ [51 :‬ما الذي أراد به ا ّ‬ ‫خْلًقا ِمّما َيْكُبُر ِفي ُ‬ ‫َ‬
‫ذكر عدوان المشركين على المستضعفين‬
‫ممن أسلم بالذى والفتنة‬
‫ل قبيلة على من فيها‬‫عَدْوا على من أسلم ‪ ،‬واتبع رسول ال صلى ال عليه وسلم من أصحابه ‪ ،‬فوثبت ك ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إنهم َ‬
‫من المسلمين ‪ ،‬فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش‪ ،‬وبَرْمضاء مكة إذا اشتد الحّر‪ ،‬من استضعفوا منهم يفتنونهم‬
‫ل منهم ‪.‬‬
‫صُلب لهم ‪ ،‬ويعصمه ا ّ‬
‫عن دينهم ‪ ،‬فمنهم من ُيفَتن من شدِة البلء الذي يصيبه ‪ ،‬ومنهم من َي ْ‬
‫جَمح ‪ُ،‬مَوّلدا من ُمَوّلديهم ‪ ،‬وهو بلل‬
‫ل عنهما‪ ،‬لبعض بنى ُ‬ ‫ما لقيه بلل وتخليص أبي بكر له ‪ :‬وكان بلل ‪ ،‬مولى أبي بكر رضى ا ّ‬
‫حميت‬‫جَمح ُيخرجه إذا َ‬‫حَذافة بن ُ‬ ‫ق السلم طاهَر القلب ‪ ،‬وكان أميُة بن وهب بن ُ‬‫بن رباح ‪ ،‬وكان اسم أمه حمامة‪ ،‬وكان صاد َ‬

‫ت ‪ ،‬أو تكفَر بمحمد‪،‬‬ ‫طحاِء مكة‪ ،‬ثم يأمر بالصخرة العظيمة فُتوضع على صدره ‪ ،‬ثم يقول له ‪ :‬ل تزال هكذا حتى تمو َ‬ ‫الظهيرُة‪ ،‬في َب ْ‬
‫حد‪.‬‬‫حد أ َ‬
‫وتعبد اللت والُعّزى؛ فيقول وهو فى ذلك البلء‪ :‬أ َ‬
‫حد؛‬‫حد أ َ‬
‫ب بذلك ‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬أ َ‬
‫عروة عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ورقة بن نْوفل يمر به وهو ُيَعّذ َ‬ ‫ن إسحاق ‪ :‬وحدثنى هشام بن ُ‬ ‫قال اب ِ‬
‫ل لئن قتلتموه على‬ ‫جَمح ‪ ،‬فيقول ‪:‬أحلف با ّ‬ ‫ل يا بلل ‪ ،‬ثم ُيْقِبل على أمية بن خلف ‪ ،‬ومن يصنع ذلك به من بنى ُ‬ ‫حد وا ّ‬
‫حد أ َ‬
‫فيقول ‪ :‬أ َ‬
‫ل عنه يوما‪ ،‬وهم يصنعون ذلك به ‪ ،‬وكانت دار أبى بكر في‬ ‫حَنانًا‪ ،‬حتى مر به أبو بكر الصديق ابن أبى قحافة رضى ا ّ‬ ‫هذا لتخذّنه َ‬
‫ل في هذا المسكين ؟ حتى متى؟! قال ‪ :‬أنت الذي أفسدَته فأنقْذه مما ترى؛ فقال أبو بكر‪:‬‬ ‫جَمح ‪ ،‬فقال لمية بن خلف ‪ :‬أل تتقي ا ّ‬ ‫بنى ُ‬
‫ت فقال ‪ :‬هو لك ‪ .‬فأعطاه أبو بكر الصديق رضى‬ ‫طيكه به؛ قال ‪ :‬قد قبل ُ‬
‫عِ‬‫أفعل ‪ ،‬عندي غلم أسود أجلد منه وأقوى‪ ،‬على دينك ‪ ،‬أ ْ‬
‫ل عنه غلَمه ذلك ‪ ،‬وأخذه فأعتقه‪.‬‬ ‫ا ّ‬
‫ل سابعهم ‪ :‬عامر بن فهيرة‪ ،‬شهد بدرًا‬ ‫ب ‪ ،‬بل ٌ‬‫ت رقا ٍ‬
‫س ّ‬‫لسلم قبل أن يهاجَر إلى المدينة ِ‬ ‫من أعتقهم أبو بكر‪ :‬ثم أعتق معه على ا ِ‬
‫عَبْيس وِزّنيرة‪ ،‬وأصيب‬ ‫وأحدا‪ ،‬وُقتل يوم بئر معونة شهيدًا؟ وأم ُ‬

‫ت ال ما تضّر اللت والعزى وما تنفعان‬ ‫ت والعّزى؛ فقالت ‪ :‬كَذبوا وبي ِ‬ ‫بصُرها حين أعتقها‪ ،‬فقالت قريش ‪ :‬ما أذهب بصَرها إل الل ُ‬
‫ل بصَرها‪.‬‬
‫‪ ،‬فرد ا ّ‬
‫ل ل أعتقهما‬ ‫وأعتق الَهِديَة وبنَتها‪ ،‬وكانتا لمرأة من بنى عبد الدار‪ ،‬فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها‪ ،‬وهى تقول ‪ :‬وا ّ‬
‫ل ‪ ،‬أنت أفسدتهما فأعتقهما؛ قال ‪ :‬فبكم هما؟ قالت بكذا وكذا؛ قال ‪:‬‬ ‫حّ‬‫ل يا أم فلن؛ فقالت ‪ِ :‬‬ ‫ل عنه ‪ :‬ح ّ‬
‫أبدًا‪ ،‬فقال أبو بكر رضى ا ّ‬
‫وقد أخذتهما وهما حرتان ‪ ،‬أرجعا إليها طحينها‪ ،‬قالتا‪ :‬أو نفُرغ منه يا أبا بكر ثم نرده إليها؛ قال ‪ :‬وذلك إن شئتما‪.‬‬
‫لسلم ‪ ،‬وهو يومئذ مشرك وهو‬ ‫ى من بنى كعب ‪ ،‬وكانت ُمسلمة‪ ،‬وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك ا ِ‬ ‫حّ‬‫ومر بجارية بنى ُمؤّمل ‪َ ،‬‬
‫ل بك ‪ .‬فابتاعها أبو بكر‪ ،‬فأعتقها‪.‬‬
‫ك ‪ ،‬إنى لم أترْكك إل مللة ؛ فتقول ‪ :‬كذلك فعل ا ّ‬ ‫ل قال ‪ :‬إنى أعتذر إلي ِ‬‫يضرُبها‪ ،‬حتى إذا م ّ‬
‫ل بن الزبير‪ ،‬عن‬ ‫عِتيق ‪ ،‬عن عامر بن عبدا ّ‬ ‫أبو قحافة يلوم أبا بكر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى محمُد ابن عبد المطلب بن أبى َ‬
‫جْلدًا يمنعونك‬
‫ل ُ‬
‫ت رجا ً‬‫ت أعتق َ‬
‫ضعافًا فلو أنك إذا ما فعل َ‬
‫بعض أهله ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو قحافة لبي بكر‪ :‬يا ُبَني ‪ ،‬إنى أراك ُتْعِتق رقابًا ِ‬
‫ت ‪ ،‬إنى إنما أريد ما أريد ل‬ ‫ل عنه ‪ :‬يا أب ِ‬ ‫ويقومون دوَنك ؟ فقال أبو بكر رضى ا ّ‬
‫سَنى{‪].‬الليل‪:‬‬
‫حْ‬
‫ق ِباْل ُ‬
‫صّد َ‬‫طى َواّتَقى)‪َ(5‬و َ‬ ‫عَ‬
‫ن َأ ْ‬
‫عز وجل ‪ .‬قال ‪ :‬فُيَتحدث أنه ما نزل هؤلء اليات إل فيه ‪ ،‬وفيما قال له أبوه ‪َ } :‬فَأّما َم ْ‬
‫ضى{‪].‬الليل‪19 :‬ـ ‪[21‬‬ ‫ف َيْر َ‬
‫سْو َ‬
‫عَلى)‪َ(20‬وَل َ‬‫لْ‬ ‫جِه َرّبِه ا َْ‬‫ل اْبِتَغاَء َو ْ‬
‫جَزى)‪ِ(19‬إ ّ‬‫ن ِنْعَمٍة ُت ْ‬
‫عْنَدُه ِم ْ‬
‫حٍد ِ‬
‫لَ‬‫‪ . . [5،6‬إلى قوله تعالى ‪َ } :‬وَما َِ‬
‫ل بيت إسلم ‪ ،‬إذا‬ ‫تعذيب آل ياسر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت بنو مخزوم َيخرجون بعمار بن ياسر‪ ،‬وبأبيه وأمه ‪ ،‬وكانوا أه َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فيقول فيما بلغني ‪ " :‬صبرًا آل ياسر‪ ،‬موعدكم‬ ‫حِميت الظهيرة‪ ،‬يعذبونهم بَرْمضاء مكة‪ ،‬فيمر بهم رسول ا ّ‬ ‫َ‬
‫الجنة "‪ .‬فأما أمه فقتلوها وهى تأَبى إل السلَم ‪.‬‬
‫خزاه وقال ‪:‬‬ ‫ل قد أسلم له شرف وَمَنعة‪ ،‬أّنبه وأ ْ‬ ‫وكان أبو جهل الفاسق الذي ُيْغِري بهم فى رجال من قريش‪ ،‬إذا سمع بالرج ِ‬
‫سَدن تجارَتك ‪،‬‬ ‫ل لُنْك ِ‬
‫ن شرَفك؛ وإن كان تاجرًا قال ‪ :‬وا ّ‬ ‫ن حلَمك ‪ ،‬ولنفّيلن رأيك ‪ ،‬ولنضع ّ‬ ‫سفه ّ‬
‫ن أبيك وهو خيّر منك ‪ ،‬لُن َ‬ ‫ت دي َ‬
‫ترك َ‬
‫ولُنهلكن مالك؛ وإن كان ضعيفا ضربه وأغَرى به ‪.‬‬
‫ل بن عباس ‪ :‬أكان المشركون‬ ‫ت لعبدا ّ‬
‫جَبير‪ ،‬قال ‪ :‬قل ُ‬ ‫جَبير عن سعيد بن ُ‬ ‫فتنة المسلمين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني حكيم بن ُ‬
‫يبلغون‬

‫ل ‪ ،‬إن كانوا لُيضربون أحَدهم‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم من العذاب ما ُيْعَذرون به في ترك دينهم؛ قال ‪ :‬نعم وا ّ‬ ‫من أصحاب رسول ا ّ‬
‫طشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالسًا من شدة الضر الذي نزل به ‪ ،‬حتى يعطَيهم ما سألوه من الفتنة‪ ،‬حتى يقولوا له؛‬ ‫ويجيعونه وُيَع ّ‬
‫ل ؟ فيقول ‪ :‬نعم ‪،‬‬‫ل إلهك من دون ا ّ‬ ‫جْع ُ‬
‫ل ليمر بهم ‪ ،‬فيقولون له ‪ :‬أهذا ال ُ‬ ‫جْع َ‬
‫ل ؟ فيقول نعم ‪ ،‬حتى إن ال ُ‬ ‫ت والُعّزي إلهك من دون ا ّ‬ ‫آلل ُ‬
‫افتداء منهم مما يبلغون من جهده ‪.‬‬
‫حّدث أن رجال من بنى‬ ‫هشام يرفض تسليم الوليد إلى قريش‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني الزبير بن عُّكاشة بن أبي أحمد أنه ُ‬
‫شْوا إلى هشام بن الوليد‪ ،‬حين أسلم أخوه الوليد بن الوليد‪ ،‬وكانوا قد أجمعوا على أن يأخذوا فتية منهم كانوا قد أسلموا‪،‬‬ ‫مخزوم َم َ‬
‫شْوا شّرهم ‪ :‬إنا قد أردنا أن نعاتب هؤلء الفتية على هذا الدين‬ ‫خَ‬
‫سَلمة ابن هشام ‪ ،‬وعياش بن أبى ربيعة ‪ .‬قال ‪ :‬فقالوا له و َ‬ ‫منهم ‪َ :‬‬
‫سه ‪ ،‬وأنشأ يقول ‪:‬‬ ‫الذي أحدثوا‪ ،‬فإنا نأمن بذلك في غيرهم ‪ .‬قال ‪ :‬هذا‪ ،‬فعليكم به ‪ ،‬فعاتبوه وإياكم ونف َ‬
‫حي‬‫فيبقى بيَننا أبدًا تل ِ‬ ‫عَيْيش‬
‫ن أخى ُ‬ ‫‪ #‬أل ل يقتل ّ‬
‫ل لو أصيب‬ ‫ل قال ‪ :‬فقالوا‪ :‬اللهم العْنه ‪ ،‬من ُيَغرر بهذا الخبيث ‪ ،‬فوا ّ‬‫ن أشرَفكم رج ً‬ ‫ل لئن قتلتموه لقتل ّ‬
‫سه ‪ ،‬فأْقسم با ّ‬
‫احذروا على نف ِ‬
‫ل به عنهم ‪.‬‬ ‫ل أشرَفنا رجل‪ .‬قال ‪ :‬فتركوه ونزعوا عنه ‪ .‬قال ‪ :‬وكان ذلك مما دفع ا ّ‬ ‫فى أيدينا لقت َ‬
‫ذكر الهجرة الولى إلى أرض الحبشة‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ما يصيب أصحاَبه‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما رأى رسول ا ّ‬
‫ل ومن عمه أبي طالب ‪ ،‬وأنه ل يقدر أن يمنَعهم مما هم فيه من البلء‪ ،‬قال لهم ‪ :‬لو‬ ‫من البلء‪ ،‬وما هو فيه من العافية‪ ،‬بمكانه من ا ّ‬
‫ل لكم فرجًا مما أنتم ؛ فخرج عند ذلك‬ ‫لا ّ‬
‫ق ‪ ،‬حتى يجع َ‬ ‫ض صد ٍ‬‫ظَلم عنده أحٌد ‪ ،‬وهي أر ُ‬
‫ض الحبشة فإن بها َمَلكا ل ُي ْ‬
‫خرجتم إلى أر ِ‬
‫ل هجرة‬ ‫ل بدينهم ‪ ،‬فكانت أو َ‬
‫ض الحبشة‪ ،‬مخافة الفتنة‪ ،‬وفرارًا إلى ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى أر ِ‬ ‫ب رسول ا ّ‬‫المسلمون من أصحا ِ‬
‫لسلم‬
‫كانت فى ا ِ‬
‫ل من خرج من المسلمين من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلب بن‬ ‫أوائل المهاجرين إلى الحبشة‪ :‬وكان أو َ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ن بن عفان بن أبى العاص ‪.‬بن أمية‪ ،‬معه امرأته رقية بنت رسول ا ّ‬ ‫مرة بن كعب بن ُلَؤي بن غالب بن فهر‪ :‬عثما ُ‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫عمرو‪ ،‬أحد بني‬ ‫سَهْيل بن َ‬
‫سْهلة بنت ُ‬
‫عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس ‪ ،‬معه امرأته ‪َ :‬‬ ‫حَذيفة بن ُ‬ ‫ومن بنى عبد شمس بن عبد مناف ‪ :‬أبو ُ‬
‫خَويلد‬
‫حَذيفة ‪ .‬ومن بني أسد بن عبد الُعزى بن قصي ‪ :‬الزبير بن العوام بن ُ‬ ‫عامر بن ُلَؤي ‪َ ،‬وَلدت له بأرض الحبشة محمَد بن أبي ُ‬
‫عمير بن هاشم ابن عبد مناف بن عبد الدار‪ .‬ومن بنى زهرة بن كلب ‪ :‬عبد‬ ‫صَعب بن ُ‬ ‫بن أسد‪ .‬ومن بني عبد الدار بن قصى‪ُ :‬م ْ‬
‫سَلمة بن عبد السد بن‬‫الرحمن ابن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن ُزهرة ‪ .‬ومن بنى مخزوم بن يقظة بن مرة‪ :‬أبو َ‬
‫هلل بن‬

‫عمر بن مخزوم ‪ .‬ومن بني جَمح بن‬ ‫ل بن ُ‬


‫سَلمة بنت أبى أمية بن المغيرة بن عبدا ّ‬ ‫عمر بن مخزوم ‪ ،‬ومعه امرأته ‪ :‬أم َ‬ ‫ل بن ُ‬
‫عبدا ّ‬
‫حذافة بن جَمح ‪ .‬ومن بنى عدي بن كعب ‪ :‬عامر بن‬ ‫عمرو ابن ُهصْيص بن كعب ‪ :‬عثمان بن مظعون بن حبيب بن َوْهب بن ُ‬
‫ل بن عوف بن‬ ‫حْثمة ابن حذافة بن غانم بن عامر بن عبدا ّ‬
‫عنز بن وائل ‪ -‬معه امرأُته ليلى بنت أبي َ‬ ‫ربيعة‪ ،‬حليف آل الخطاب ‪ ،‬من َ‬
‫سْبرة بن أبى ُرْهم بن عبد الُعزى بن أبى قْيس بن عبد ُود بن نصر‬ ‫عَويج ابن عدي بن كعب‪ .‬ومن بني عامر بن لؤي ‪ :‬أبو َ‬ ‫عبيد بن ُ‬
‫سل بن عامر ويقال‬ ‫حْ‬‫سل بن عامر‪ ،‬ويقال ‪ :‬بل أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ابن عبد ُوّد بن نصر بن مالك بن ِ‬ ‫حْ‬
‫بن مالك ابن ِ‬
‫ضّبة بن‬
‫سَهْيل ابن وهب بن ربيعة بن هلل بن أَهْيب بن َ‬ ‫سَهْيل ابن بيضاء‪ ،‬وهو ُ‬‫‪ :‬هو أول من قدمها‪ .‬ومن بنى الحارث بن فهر‪ُ :‬‬
‫الحارث ‪ ،‬فكان هؤلء العشرة أول من خرج من المسلمين إلى أرض الحبشة‪ ،‬فيما بلغني ‪.‬‬
‫ن بن مظعون ‪ ،‬فيما ذكر لي بعض أهل العلم ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وكان عليهم عثما ُ‬
‫ل عنه ‪ ،‬وتتابع المسلمون حتى اجتمعوا بأرض الحبشة‪ ،‬فكانوا بها‪،‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم خرج جعفُر بن أبى طالب رضى ا ّ‬
‫ل له معه ‪.‬‬
‫منهم من خرج بأهله معه ‪ ،‬ومنهم من خرج بنفسه ل أه َ‬
‫المهاجرون من بني هاشم ‪ :‬ومن بني هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلب بن ُمرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن ِفْهر‪:‬‬
‫خْثعم ‪،‬‬‫عَمْير بن النعمان بن كعب بن مالك بن قحافة بن َ‬‫جعفر ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ‪ ،‬معه امرأُته أسماء بنت ُ‬
‫ل بن جعفر‪ ،‬رجل ‪.‬‬ ‫ولدت له بأرض الحبشة‪ :‬عبَدا ّ‬
‫المهاجرون من بنى أمية ‪ :‬ومن بنى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ‪ :‬عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ‪،‬‬
‫عمرو بن سعيد بن العاص ابن أمية‪ ،‬معه امرأته ‪ :‬فاطمة بنت صفوان بن‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬و َ‬ ‫معه امرأته ‪ :‬رقيُة ابنة رسول ا ّ‬
‫خِدج الكنانى‪ ،‬وأخوه خالد بن سعيد بن العاص ابن أمية‪ ،‬معه امرأته أَمْينة بنت خلف بن أسعد‬ ‫شق بن َرَتبة بن ُم ْ‬‫حّرث بن ِ‬‫أمية بن ُم َ‬
‫جْعُثمة بن سعد بن ُمَلْيح بن عمرو‪ ،‬من خزاعة ‪.‬‬ ‫بن عامر بن بياضة ابن سبيع بن ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ُهَمْينة بنت خلف ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ولدت له بأرض الحبشة سعيد بن خالد‪ ،‬وأَمَة بنت خالد‪ ،‬فتزوج أمَة بعد ذلك الزبيُر بن العوام ‪ ،‬فولدت له عمرو‬
‫ابن الزبير‪ ،‬وخالد بن الزبير‪.‬‬
‫صْبرة بن مرة بن‬
‫حش بن ِرئاب بن َيْعمر بن َ‬ ‫جْ‬
‫ل بن َ‬‫خَزيمة‪ :‬عبدا ّ‬
‫المهاجرون من بنى أسد‪ :‬ومن حلفائهم ‪ ،‬من بنى أسد بن ُ‬
‫حش ‪ ،‬معه امرأته أم حبيبة بنت أبى سفيان بن حرب بن أمية ‪ .‬وقيس بن‬ ‫جْ‬‫ل بن َ‬
‫عَبْيد ا ّ‬
‫غْنم بن ُدودان بن أسد؛ وأخوه ُ‬ ‫كبير ابن َ‬
‫خَزيمة‪ ،‬معه امرأته بركة بنت يسار‪ ،‬مولة أبى سفيان ابن حرب بن أمية؛ ومعيقيب بن أبي فاطمة ‪.‬‬ ‫ل ‪ ،‬رجل من بنى أسد بن ُ‬ ‫عبدا ّ‬
‫وهؤلء آل سعيد بن العاص ‪ ،‬سبعة نفر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ُ :‬مَعْيقيب من دوس ‪.‬‬
‫عتبة بن ربيعة بن عبد‬
‫حذيفة بن ُ‬‫المهاجرون من بني عبد شمس ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى عبد شمس بن عيد مناف أبو ُ‬

‫عتبة بن ربيعة‪ ،‬رجلن ‪.‬‬ ‫ل بن قيس ‪ ،‬حليف آل ُ‬ ‫شمس؛ وأبو موسى الشعري ‪ ،‬واسمه عبدا ّ‬
‫ن نسيب بن مالك بن الحارث‬ ‫غْزوان بن جابر بن وهب ب ِ‬ ‫عتبة ابن َ‬‫ن بنى َنْوفل بن عبد مناف ‪ُ :‬‬ ‫المهاجرون من بني َنْوفل ‪ :‬وم ِ‬
‫عْيلن ‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬رجل ‪.‬‬ ‫صَفة‪ ،‬بن قيس بن َ‬ ‫عكرمة بن خ َ‬ ‫بن مازن بن منصور بن ِ‬
‫سَود بن َنْوفل بن‬
‫خَوْيلد بن أسد‪ ،‬وال ْ‬
‫المهاجرون من بني أسد‪ :‬ومن بني أسد بن عبد الُعّزى بن قصى ‪ :‬الزبير بن العوام بن ُ‬
‫عمر بن أمية بن الحارث بن أسد‪ ،‬أربعة نفر‪.‬‬ ‫سَود بن المطلب بن أسد‪ .‬و ُ‬ ‫خَويلد بن أسد‪ ،‬ويزيد بن َزْمعة بن ال ْ‬
‫ُ‬
‫طَليب بن عَُمْير بن وهب بن أبى كبير بن عبد بن قصى‪ ،‬رجل ‪.‬‬ ‫المهاجرون من بني عبد بن ُقصي ‪ :‬ومن بنى عبد بن ُقصى‪ُ :‬‬
‫عَمْير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد‬ ‫المهاجرون من بني عبد الدار بن قصى ‪ :‬ومن بنى عبد الدار ابن ُقصى ‪ُ :‬مصَعب بن ُ‬
‫جْهم بن َقْيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن‬ ‫عَمْيلة بن السّباق بن عبد الدار‪ ،‬و َ‬‫سَوْيبط بن حرملة بن مالك بن ُ‬‫الدار‪ ،‬و ُ‬
‫جْعثمة بن سعد بن ُمَليح بن‬‫سبيع بن ُ‬‫جذيمة بن أْقيش ابن عامر بن َبَياضة بن ُ‬ ‫سود بن ُ‬‫حْرملة بنت عبد ال ْ‬ ‫عبد الدار‪ ،‬معه امرأته ‪ :‬أم َ‬
‫عمرو‪،‬‬

‫ضر‬
‫عَمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار؛ وِفراس بن الن ْ‬ ‫جْهم ‪ .‬وأبو الّروم بن ُ‬
‫خزيمة بن َ‬ ‫جْهم و ُ‬
‫عمرو بن َ‬ ‫من خزاعة؛ وابناه ‪َ :‬‬
‫بن الحارث بن َكلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار‪ ،‬خمسة نفر‪.‬‬
‫عْوف بن عبد بن الحارث بن ُزهرة وعامر‬ ‫المهاجرون من بني زهرة ‪ :‬ومن بنى ُزهرة بن كلب ‪ :‬عبد الرحمن بن عوف بن عْبد َ‬
‫طلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث ابن‬ ‫بن أبى وّقاص وأبو وّقاص مالك بن أَهْيب بن عبد مناف ابن ُزهرة والم ّ‬
‫ل بن المطلب ‪.‬‬
‫ضَبْيرة بن سعيد بن سعد بن سهم ‪َ ،‬ولدت له بأرض الحبشة ‪ :‬عبَدا ّ‬ ‫ُزْهرة‪ ،‬معه امرأته رملة بنت أبى عوف بن ُ‬
‫صاهلة بن كاهل ابن‬
‫شْمخ بن مخزوم بن َ‬ ‫ل ابن مسعود بن الحارث بن َ‬ ‫المهاجرون من بنى هذيل ‪ :‬ومن حلفائهم من ُهَذيل ‪ :‬عبدا ّ‬
‫عتبة بن مسعود‪.‬‬ ‫الحارث بن تميم بن سعد بن ُهَذيل ‪ :‬وأخوه ‪ُ :‬‬
‫عمرو بن سعد بن ُزَهير‬ ‫عمرو بن ثعلبة ابن مالك بن ربيعة بن ُثمامة بن مطرود بن َ‬ ‫المهاجرون من بهراء‪ :‬ومن بهراء‪ :‬الِمْقداد بن َ‬
‫عمرو بن الحاف ابن‬ ‫شريد بن أبى أْهوز بن أبى فائش بن ُدَريم بن الَقْين بن أهود بن بهراء بن َ‬ ‫بن ُلَؤي بن ثعلبة بن مالك بن ال ّ‬
‫قضاعة ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال هزل بن فاس بن َذر‪ ،‬وَدِهير بن َثْور‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان يقال له المقداد بن السود بن عبد يغوث‬

‫ابن وهب بن عبد مناف بن ُزهرة‪ ،‬وذلك أنه تبناه فى الجاهلية وحالفه ‪ ،‬ستة نفر‪.‬‬
‫عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم ‪ ،‬معه‬ ‫الهاجرون من بنى تيم ‪ :‬ومن بني َتْيم بن مرة ‪ :‬الحارث بن خالد بن صخر بن َ‬
‫جَبَلة بن عامر بن كعب بن سعد بن َتْيم ‪ ،‬ولدت له بأرض الحبشة‪ :‬موسى بن الحارث وعائشة بنت‬ ‫امرأته ‪َ :‬رْيطة بنت الحارث بن َ‬
‫عمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم ‪ ،‬رجلن ‪.‬‬ ‫الحارث ‪ ،‬وزينب بنت الحارث وفاطمة بنت الحارث ‪ .‬و َ‬
‫عمر بن‬ ‫ل بن ُ‬ ‫المهاجرون من في مخزوم ‪ :‬ومن بنى مخزوم بن يقظة بن مرة ‪ :‬أبو سلمة بن عبد السد بن هلل بن عبدا ّ‬
‫ب بنت أبى‬‫ل بن عمر ابن مخزوم ‪ ،‬ولدت له بأرض الحبشة ‪ :‬زين َ‬ ‫سَلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدا ّ‬‫مخزوم ‪ ،‬ومعه امرأته‪ .‬أم َ‬
‫سَوْيد بن َهْرِمى بن مخزوم ‪.‬‬
‫شّماس بن عثمان بن الشِّريد ابن ُ‬ ‫ل ‪ ،‬واسم أم سلمة ‪ :‬هند‪ .‬و َ‬
‫سلمة‪ ،‬واسم أبي سلمة عبدا ّ‬
‫سمى شماسا‪ ،‬لن شماسا من الشمامسة َقِدم مكة في الجاهلية‪،‬‬ ‫شّماس ‪ :‬عثمان ‪ ،‬وإنما ُ‬ ‫خبر الشماس ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬واسم َ‬
‫وكان جميل فعجب الناس من جماله ‪ ،‬فقال عتبة بن ربيعة‪ ،‬وكان خال شماس ‪ :‬أنا آتيكم بشماس أحسن منه ‪ ،‬فجاء بابن أخته عثمان‬
‫بن عثمان ‪ ،‬فسمى شماسا‪ ،‬فيما ذكر ابن شهاب وغيره ‪.‬‬
‫ل بن سفيان ‪ :‬وهشام بن‬ ‫عمر بن مخزوم ‪ ،‬وأخوه عبدا ّ‬ ‫ل بن ُ‬‫سد بن هلل بن عبدا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وَهّبار بن سفيان بن عبد ال َ‬
‫عّياش بن أبى ربيعة‬ ‫عمر بن مخزوم ؛ و َ‬ ‫ل بن ُ‬
‫ل بن مخزوم ‪ .،‬وسلمة بن هشام بن المغيرة بن عبدا ّ‬ ‫أبى حذيفة بن المغيرة بن عبدا ّ‬
‫ل بن عمر بن مخزوم ‪.‬‬ ‫بن المغيرة بن عبدا ّ‬
‫حبشية ابن‬ ‫عْوف بن عامر بن الفضل بن عفيف بن ُكَليب بن َ‬ ‫المهاجرون من حلفاء بني مخزوم؛ ومن حلفائهم ‪ُ ،‬مَعّتب بن َ‬
‫حْبشية ابن سلول ‪ ،‬وهو الذي‬ ‫عْيهامة‪ ،‬ثمانية نفر‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ُ‬ ‫سلول ابن كعب بن عمرو‪ ،‬من خزاعة‪ ،‬وهو الذي يقال له ‪َ :‬‬
‫يقال له معّتب ابن حمراء‪.‬‬
‫حذافة‬ ‫صْيص ابن كعب ‪ :‬عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن ُ‬ ‫عمرو بن ُه َ‬ ‫جمح بن َ‬ ‫جمح ‪ :‬ومن بني ُ‬ ‫المهاجرون من بني ُ‬
‫ل ابن مظعون؛ وحاطب بن الحارث بن َمْعَمر بن حبيب بن‬ ‫جَمح وابنه السائب بن عثمان ‪ :‬وأخواه ُقدامة بن مظعون ‪ ،‬وعبدا ّ‬ ‫بن ُ‬
‫سل بن عامر‪:‬‬ ‫حْ‬‫ل بن أبى قيس بن عبد ُوّد بن نصر بن مالك بن ِ‬ ‫جَمح ‪ ،‬معه امرأته ‪ :‬فاطمُة بنت المجّلل بن عبدا ّ‬ ‫حذافة بن ُ‬ ‫وهب بن ُ‬
‫وابناه ‪ :‬محمد ابن حاطب ‪ ،‬والحارث بن حاطب ‪ ،‬وهما لبنت المجّلل؛ وأخوه حطاب ابن الحارث ‪ ،‬معه امرأته ُفَكيهة بنت يسار؛‬
‫حسنة‪ ،‬وهى‬ ‫جنادة ابن سفيان ‪ ،‬ومعه امرأته َ‬ ‫جَمح ‪ ،‬معه ابناه جابر بن سفيان ‪ ،‬و ُ‬ ‫حذافة بن ُ‬ ‫وسفيان بن معمر بن حبيب ابن وهب بن ُ‬
‫حبيل ابن حسنة‪ ،‬أحد الغوث ‪.‬‬ ‫شَر ْ‬‫أمهما‪ ،‬وأخوهما من أمهما َ‬
‫ل أحد الَغوث بن ُمّر‪ ،‬أخى تميم بن مر‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬شرحبيل بن عبدا ّ‬
‫جَمح ‪ ،‬أحد عشر رجل‪.‬‬ ‫حذافة ابن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن ُ‬
‫صْيص ابن كعب ‪ ،‬خَنْيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم‬ ‫سْهم بن عمرو بن ُه َ‬ ‫المهاجرون من بني سهم ‪ :‬ومن بنى َ‬
‫؛‬
‫عِدي بن سعد بن سهل ‪ ،‬وهشام ابن العاص بن وائل بن سعد بن سهم ‪.‬‬ ‫ل بن الحارث بن َقْيس بن َ‬ ‫وعبدا ّ‬
‫عِدي بن سعد ابن‬ ‫حذافة بن َقْيس بن َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬العاص بن وائل بن هاشم بن سعد بن سهم ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وَقْيس بن ُ‬
‫حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ‪ ،‬والحارث‬ ‫ل بن ُ‬ ‫سهم ‪ ،‬وأبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ‪ ،‬وعبدا ّ‬
‫عِدي ابن‬ ‫ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ‪ ،‬وَمْعَمر بن الحارث بن َقْيس ابن عدي بن سعد بن سهم؛ وِبشر بن الحارث بن َقْيس بن َ‬
‫سعد بن سهم ‪ ،‬وأخ له من أمه من بني تميم ‪ ،‬يقال له ‪ :‬سعيد ابن عمرو‪ ،‬وسعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم؛‬
‫جْزء‪،‬‬ ‫حِمية بن َ‬ ‫حذيفة بن ُمَهشم بن سعد بن سهم ‪ .‬وَم ْ‬ ‫عَمْير ابن ِرئاب بن ُ‬ ‫سائب بن الحارث بن َقْيس بن عدي بن سعد بن سهم ‪ .‬و ُ‬ ‫وال ّ‬
‫حليف لهم ‪ ،‬من بنى زبيد‪ ،‬أربعة عشر رجل‪.‬‬
‫عَبيد‬
‫عْوف بن ُ‬ ‫حْرثان بن َ‬‫ضَلة بن عبد الُعّزى بن ُ‬‫المهاجرون من بني عدي ‪ :‬ومن بنى عدي بن كعب ‪َ :‬مْعمر ابن عبدال بن َن ْ‬
‫ضَلة بن عبد الُعزى بن‬ ‫ي ‪ ،‬وعدي بن َن ْ‬ ‫عِد ّ‬
‫عَويج بن َ‬ ‫عَبيد بن ُ‬ ‫حْرثان بن عوف بن ُ‬ ‫عروة بن عبد الُعّزى بن ُ‬ ‫عَوْيج بن عدي و ُ‬ ‫ابن ُ‬
‫ي ‪ ،‬وعامر ابن ربيعة‪ ،‬حليف لل الخطاب ‪ ،‬من عنز بن وائل ‪،‬‬ ‫عِد ّ‬
‫عَويج بن عدي ‪ ،‬وابنه النعمان بن َ‬ ‫عَبيد بن ُ‬ ‫عْوف بن ُ‬ ‫حْرثان ابن َ‬ ‫ُ‬
‫حْثَمة بن غانم ‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬ ‫معه امرأته ليلى بنت أبي َ‬
‫سْبرة ابن أبى ُرْهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ُود بن نصر‬ ‫المهاجرون من بنى عامر‪ :‬ومن بنى عامر بن لؤي ‪ :‬أبو َ‬
‫سل بن عامر‪ ،‬معه امرأته ‪ :‬أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو‬ ‫حْ‬ ‫بن مالك بن ِ‬
‫خَرمة بن عبد الُعزى بن أبي قيس بن عبد ُود بن نصر‬ ‫ل بن َم ْ‬ ‫سل بن عامر‪ ،‬وعبدا ّ‬ ‫حْ‬‫ابن عبد شمس بن عبد ُود بن نصر بن مالك بن ِ‬
‫عمرو‬ ‫سِليط بن َ‬ ‫سل بن عامر‪ ،‬و َ‬ ‫حْ‬
‫عمرو بن عبد شمس بن عبد ُود بن مالك بن ِ‬ ‫سَهيل بن َ‬‫ل بن ُ‬ ‫سل بن عامر‪ ،‬وعبدا ّ‬ ‫حْ‬ ‫ابن مالك بن ِ‬
‫سْوَدة بنت َزْمَعة بن َقْيس‬ ‫سل بن عامر‪ ،‬وأخوه السكران بن عمرو‪ ،‬معه ‪ :‬امرأته َ‬ ‫حْ‬‫ابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن ِ‬
‫سل بن عامر‪ ،‬ومالك بن َزْمَعة بن َقْيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن‬ ‫حْ‬‫ابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن ِ‬
‫سل بن‬ ‫حْ‬‫سْعدي بن َوْقدان ابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن ِ‬ ‫سل بن عامر‪ ،‬معه ‪ :‬امرأته عمرة بنت ال ّ‬ ‫حْ‬ ‫مالك بن ِ‬
‫سل بن عامر‪ ،‬وسعد بن خولة‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬ثمانية نفر‪.‬‬ ‫حْ‬ ‫س بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن ِ‬ ‫عمرو بن عبد شم ِ‬ ‫عامر‪ ،‬وحاطب بن َ‬
‫خولة من اليمن ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬سعد بن َ‬
‫ل بن‬ ‫عَبْيدة بن الجراح ‪ ،‬وهو عامر بن عبدا ّ‬ ‫المهاجرون من بني الحارث ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى الحارث ابن ِفْهر‪ :‬أبو ُ‬
‫سَهيل ابن بيضاء‪ ،‬وهو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلل بن أَهْيب بن‬ ‫ضّبة بن الحارث بن ِفهر‪ ،‬و ُ‬ ‫الجراح بن هلل بن أَهْيب بن َ‬
‫ضّبة بن الحارث ‪ ،‬ولكن أمه غلبت على نسبه ‪ ،‬فهو ينسب إليها‪ ،‬وهى دعد بنت جحدم ابن أمية من ظرب بن الحارث بن ِفْهر‪،‬‬ ‫َ‬
‫ضّبة بن الحارث ‪ ،‬وعياض بن زهير بن أبي شداد بن‬ ‫سْرح بن ربيعة بن هلل بن أَهيب بن َ‬ ‫وكانت تدعى بيضاء‪ ،‬وعمرو ابن أبي َ‬
‫ربيعة بن هلل بن أهيب بن ضبة بن الحارث ‪ ،‬ويقال ‪ :‬بل ربيعة بن هلل بن مالك بن ضبة‪ ،‬وعمرو بن الحارث بن زهير بن أب ِ‬
‫ي‬
‫ضبة بن الحارث ‪ ،‬وعثمان بن عبد غْنم بن زهير بن أبى شداد بن‬ ‫شداد بن ربيعة بن مالك بن َ‬
‫ظَرب بن الحارث ‪ ،‬والحارث بن‬ ‫ضبة بن الحارث ‪ ،‬وسعد بن عبد قيس ابن َلقيط بن عامر بن أميّه بن َ‬ ‫ربيعة بن هلل بن مالك بن َ‬
‫ظَرب بن الحارث بن فهر‪ .‬ثمانية نفر‪. .‬‬ ‫عبد َقْيس بن َلقيط بن عامر بن أمية بن َ‬
‫عدد مهاجري الحبشة ‪ :‬فكان جميع من لحق بأرض الحبشة‪ ،‬وهاجر إليها من المسلمين ‪ ،‬سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم معهم‬
‫شك فيه ‪.‬‬ ‫صغارًا وولدوا بها‪ ،‬ثلثة وثمانين رجل‪ ،‬إن كان عمار بن ياسر فيهم ‪ ،‬وهو ُي َ‬
‫ل بن الحارث بن قيس بن عدي بن‬ ‫ل بن الحارث في هجرة الحبشة ‪ :‬وكان مما قيل من الشعر فى الحبشة أن عبدا ّ‬ ‫شعر عبدا ّ‬
‫ل ل يخافون على ذلك أحدًا‪ ،‬وقد أحسن النجاش ّ‬
‫ى‬ ‫سعد بن سهم ‪ ،‬حين أمنوا بأرض الحبشة‪ ،‬وحمدوا جوار النجاشي وعبدوا ا ّ‬
‫جواَرهم حين نزلوا به قال ‪:‬‬
‫ل والدي ِ‬
‫ن‬ ‫غا ّ‬ ‫من كان يرجو بل َ‬ ‫ن عني ُمَغْلَغلةًـ‬ ‫‪ #‬يا راكبًا َبّلَغ ْ‬
‫ببطن مكَة مقهوٍر ومفتو ِ‬
‫ن‬ ‫ل مضطهد‬ ‫ئ من عباِد ا ّ‬ ‫ل امر ٍ‬ ‫‪ #‬كّ‬
‫خزاِة والهو ِ‬
‫ن‬ ‫ل والَم ْ‬ ‫ُتنجي من الذ ّ‬ ‫ل واسعـًة‬ ‫‪ #‬أنا وجدنا بلَد ا ّ‬
‫ب غيِر مأمو ِ‬
‫ن‬ ‫ت وعي ٍ‬ ‫المما ِ‬ ‫ي في‬ ‫ٍ‬ ‫خز‬‫ل الحياِة و ِ‬ ‫‪ #‬فل تقيموا على ذ ّ‬
‫ي وعالوا في الموازي ِ‬
‫ن‬ ‫النب ّ‬ ‫قو َ‬
‫ل‬ ‫طرحوا‬ ‫ل وا ّ‬ ‫لا ّ‬‫‪ #‬إنا تبعنا رسو َ‬
‫وعائذًا بك أن يغلوا فيطغونى‬ ‫‪ #‬فاجعل عذاَبك في القوِم الذين َبَغْوا‬
‫ل بن الحارث أيضًا‪ ،‬يذكر نفى قريش إياهم من بلدهم ‪ ،‬ويعاتب بعض قومه فى ذلك ‪:‬‬ ‫وقال عبدا ّ‬
‫ى أناملى‬ ‫ي وتأباه عل ّ‬ ‫عل ّ‬ ‫ك ‪ ،‬قتاَلهم‬ ‫ت َكِبدي ‪ ،‬ل أْكِذَبْن َ‬ ‫‪ #‬أب ْ‬
‫شبوه بباط ِ‬
‫ل‬ ‫على الحق أن ل تأ ِ‬ ‫‪ #‬وكيف قتالي مَعشرًا أّدبوكُم‬
‫حْوا على أمر شديِد البلب ِ‬
‫ل‬ ‫ضَ‬ ‫ضهم فأ ْ‬ ‫حّر أر ِ‬ ‫ن من ُ‬ ‫‪ #‬نفتهْم عباُد الج ّ‬
‫ي بن سعد عن ُتًقى أو تواص ِ‬
‫ل‬ ‫عد ّ‬ ‫عِدي أمانٌة‬ ‫ك كانت فى َ‬ ‫‪ #‬فإن ت ُ‬
‫طِبي بالجعائل ‪.‬‬ ‫بحمِد الذي ل ُي ّ‬ ‫‪ #‬فقد كنت أرجو أن ذلك فيكُم‬
‫ف الرام ِ‬
‫ل‬ ‫ضعا ِ‬ ‫جر مأَوى ال ّ‬ ‫بذي َف َ‬ ‫ل كل خبيئٍة‬ ‫ل شْب َ‬‫شب ً‬‫‪ #‬وُبّدلت ِ‬
‫ل بن الحارث أيضًا‪:‬‬ ‫وقال عبدا ّ‬
‫جُر‬‫حْ‬ ‫ن وال ِ‬
‫جحدت عاد ومدي ُ‬ ‫ل حّقه كما‬ ‫حُد ا َ‬ ‫ش تج َ‬ ‫‪ #‬وتلك قري ٌ‬
‫ض بّر ذو فضاٍء ول بحُر‬ ‫من الر ِ‬ ‫سَعّننــى‬ ‫ق فل َي َ‬ ‫‪ #‬فإن أنا لم أبِر ْ‬
‫س إذ بلغ الّنْقُر‬‫ن ما فى النف ِ‬ ‫أبّي ُ‬ ‫للَه محمـــٌد‬ ‫عبد ا ِ‬‫ض بها َ‬ ‫‪ #‬بأر ٍ‬

‫ل ‪ -‬لبيته الذي قال ‪:‬‬


‫ل بن الحارث ‪ -‬يرحمه ا ّ‬
‫فسمي عبدا ّ‬
‫" الُمْبِر ق " ‪.‬‬
‫جَمح ‪ ،‬وهو ابن عمه وكان يؤذيه في إسلمه ‪ ،‬وكان أمية‬
‫حذافة ابن ُ‬
‫وقال عثمان بن مظعون يعاتب أمية بن خلف بن وهب بن ُ‬
‫شريفا فى قومه في زمان ذلك ‪:‬‬

‫شرمان والبرك اكتع‬ ‫ومن دونه ال ّ‬ ‫ضه‬


‫ن عمرو للذي جاء بغ ُ‬ ‫‪ #‬أَتْيَم ب َ‬
‫ح بيضاءِتقذع‬ ‫وأسكنتنى في صر ِ‬ ‫ن مكَة آمنـًا‬ ‫‪ #‬أأخرجتنى من بط ِ‬
‫ك أجمُع‬ ‫شها ل َ‬
‫ل ري ُ‬
‫وَتْبري نبا ً‬ ‫شهـا‬ ‫ل ل يواتيك ري ُ‬ ‫ش نبا ً‬
‫‪َ #‬تري ُ‬
‫ت َتْفز ُ‬
‫ع‬ ‫ت أقوامًا بهم كن َ‬
‫أهلك َ‬ ‫ت أقواما كرامًا أعــّزًة‬ ‫‪ #‬وحارب َ‬
‫ت تصنُع‬ ‫ش ما كن َ‬ ‫وأسلمك الوبا ُ‬ ‫‪ #‬ستعلم إن نابْتك يومًا ُمِلمـّـٌة‬

‫ح ‪ ،‬كان اسمه َتْيما‪.‬‬


‫وَتْيم بن عمرو‪ ،‬الذي يدعو عثمان ‪ ،‬جم ُ‬

‫إرسال قريش إلى الحبشة في طلب‬


‫المهاجرين إليها‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قد‬ ‫من أرسلتهما قريش في طلب المهاجرين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما رأت قريش أن أصحاب رسول ا ّ‬
‫جْلَدين إلى‬
‫أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة‪ ،‬وأنهم قد أصابوا بها دارًا وَمرارًا‪ ،‬ائتمروا بيَنهم أن يبعثوا فيهم منهم رجلين من قريش َ‬
‫ل بن أبى ربيعة‪،‬‬‫النجاشي ‪ ،‬فيردهم عليهم ‪ ،‬ليفتنوهم في دينهم ‪ ،‬ويخرجوهم من داِرهم ‪ ،‬التي اطمأنوا بها وأمنوا فيها؛ فبعثوا عبَدا ّ‬
‫عمرو بن العاص بن وائل ‪ ،‬وجمعوا لهما هدايا للنجاشي ولبطارقته ‪ ،‬ثم بعثوهما إليه فيهم ‪.‬‬ ‫وَ‬
‫ن جواِرهم‬ ‫شعر أبي طالب للنجاشي ‪ :‬فقال أبو طالب ‪ ،‬حين رأى ذلك من رأيهم وما بعثوهما فيه ‪ ،‬أبياتا للنجاشى يحضه على حس ِ‬
‫والدفع عنهم ‪:‬‬
‫ي جعفٌر وعمرو وأعداُء العدو القار ُ‬
‫ب‬ ‫ف فى النأ ِ‬
‫ت شِْعري كي َ‬‫‪ #‬لي َ‬
‫ى جفـرًا وأصحاَبه أو عاق ذلك شاغ ُ‬
‫ب‬ ‫ل النجاش ّ‬
‫‪ #‬وهل نالت افعا ُ‬

‫شَقى لديك الُمجاِن ُ‬


‫ب‬ ‫كريم فل َي ْ‬ ‫ن ‪ ،‬أنك ماجـٌد‬‫ت اللع َ‬
‫‪ #‬تعّلم أبي َ‬
‫لِز ُ‬
‫ب‬ ‫ب خير كّلها بك َ‬
‫سطــًة واسبا َ‬ ‫ل زادك َب ْ‬‫‪ #‬تعّلِم بأن ا ّ‬
‫ينال العادي نفَعها والقار ُ‬
‫ب‬ ‫ل غزيرٍة‬ ‫سجا ٍ‬‫‪ #‬وأنك فْيض ذو ِ‬
‫ي عن أبى بكر بن‬ ‫حديث أم سلمة عن الرسولين اللذين أرسلتهما قريش للنجاشي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني محمد بن مسلم الزهر ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قالت ‪:‬‬ ‫عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ‪ ،‬عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة زوج رسول ا ّ‬
‫ل تعالى ل ُنْؤَذي ول نسمُع شيئا نكرهه فلما بلغ‬ ‫ى‪ ،‬أِمّنا على ديننا‪ ،‬وعبدنا ا ّ‬‫لما نزلنا أرض الحبشة‪ ،‬جاورنا بها خيَر جار‪ :‬النجاش ّ‬
‫ع مكة‪،‬‬‫ن؛ وأن يهدوا للنجاشى هدايا مما يستظِرف من متا ِ‬ ‫جْلَدي ِ‬
‫ذلك قريشا‪ ،‬ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم َ‬
‫وكان من أعجب ما يأتيه منها الَدم ‪ ،‬فجمعواله أَدمًا كثيرًا‪ ،‬ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إل أهدوا له هدية‪ ،‬ثم بعثوا بذلك عبدا ّ‬
‫ل‬
‫بن أبى ربيعة‪ ،‬وعمرو ابن العاص ‪ ،‬وأمروهما بأمرهم ‪ ،‬وقالوا لهما‪ :‬ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم ‪ ،‬ثم‬
‫قدما إلى النجاشي هداياه ‪ ،‬ثم سله أن يسلمهم إليكما قبل أن يكلمهم ‪.‬‬
‫ق إل دفعا إليه هديته‬ ‫ق من بطارقته بطري ٌ‬ ‫قالت ‪ :‬فخرجا حتى قدما على النجاشي ‪ ،‬ونحن عنَده بخير دار‪ ،‬عند خيِر جاٍر ‪ ،‬فلم يب َ‬
‫قبل‬
‫ن قومهم ‪ ،‬ولم يدخلوا في دينكم ‪،‬‬ ‫سفهاء‪ ،‬فارقوا دي َ‬‫أن يكلما النجاشى‪ ،‬وقال لكل بطريق منهم ‪ :‬إنه قد ضَوى إلى بلد الملك منا غلمان ُ‬
‫وجاءوا بدين مبتَدع ‪ ،‬ل نعرفه نحن ول أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم ‪ ،‬فإذا كلمنا الملك ‪ ،‬فأشيروا عليه‬
‫بأن يسلمهم إلينا ول يكلمهم ‪ ،‬فإن قومهم أعَلى بهم عينًا ‪ ،‬وأعلم بما عابوا عليهم؛ فقالوا لهما‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫ثم إنهما قدما هداياهما إلى النجاشي فقبلها منهما‪ ،‬ثم كلماه فقال‬
‫ن قومهم ‪ ،‬ولم يدخلوا في دينك ‪ ،‬وجاءوا بدين ابتدعوه ‪ ،‬ل‬ ‫له ‪ :‬أيها الملك ‪ ،‬إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء‪ ،‬فارقوا دي َ‬
‫ن ول أنت ‪ ،‬وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم لترّدهم إليهم ‪ ،‬فهم أعلى بهم عينًا‪ ،‬وأعلم بما عابوا‬ ‫نعرفه نح ُ‬
‫ى‪.‬‬‫ل بن أبى ربيعة وعمرو ابن العاص من أن يسمع كلَمهم النجاش ّ‬ ‫عليهم وعاتبوهم فيه ‪ .‬قالت ‪ :‬ولم يكن شيء أبغض إلى عبدا ّ‬
‫صَدقا أيها الملك قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم فأسلْمهم إليهما‪ .‬فليرّداهم إلى بلدهم‬ ‫قالت ‪ :‬فقالت بطارقته حوله ‪َ :‬‬
‫وقومهم ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬إذن ل أسلمهم إليهما‪ ،‬ول يكاد قوم جاوروني ‪ ،‬ونزلوا بلدي ‪ ،‬واختاروني على‬ ‫قالت ‪ :‬فغضب النجاشي ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬لَها ا ّ‬
‫من سواي ‪ ،‬حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم ‪ ،‬فإن كانوا كما يقولن أسلمتهم إليهما‪ ،‬ورددتهم إلى قوِمهم ‪ ،‬وإن كانوا‬
‫على غير ذلك منعتهم منهما‪ ،‬وأحسنت جواَرهم ما جاوروني ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فدعاهم ‪ ،‬فلما جاءهم‬ ‫الحوار الذي دار بين المهاجرين والنجاشي ‪ :‬قالت ‪ :‬ثم أرسل إلى أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل ما علمنا‪ ،‬وما أمرنا به نبينا صلى ال عليه‬ ‫ضهم لبعض ‪ :‬ما تقولون للرجل إذا جئتموه؛ قالوا‪ :‬نقول وا ّ‬ ‫رسوله اجتمعوا‪ ،‬قال بع ُ‬
‫وسلم كائنا في ذلك ما هو كائن ‪.‬‬
‫فلما جاءوا‪ ،‬وقد دعا النجاشي أساقفته ‪ ،‬فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال لهم ‪ :‬ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ‪ ،‬ولم تدخلوا‬
‫في ديني ‪ ،‬ول في دين أحد من هذه الِملل ؟‬
‫ل الميتَة‪ ،‬ونأتي‬
‫قالت ‪ :‬فكان الذي كلمه جعفر بن أبى طالب ‪ ،‬فقال له ‪ :‬أيها الملك ‪ ،‬كنا قوما أهل جاهلية‪ ،‬نعبد الصنام ‪ ،‬ونأك ُ‬
‫ل منا‪ ،‬نعرف نسَبه‬ ‫ل إلينا رسو ً‬ ‫ي منا الضعيف ‪ ،‬فكنا على ذلك ‪ ،‬حتى بعث ا ّ‬ ‫ش‪ ،‬ونقطع الرحام ‪ .‬ونسيء الجوار ويأكل القو ّ‬ ‫الفواح َ‬
‫ن وأمرنا بصدق‬ ‫ل لنوحده ونعبده ‪ ،‬ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارةِ والوثا ِ‬ ‫وصدَقه وأمانته وعفاَفه ‪ ،‬فدعانا إلى ا ّ‬
‫ف عن المحارم والدماء‪ ،‬ونهانا عن الفواحش‪ ،‬وقول الزور‪ ،‬وأكل مال‬ ‫ن الجوار‪ ،‬والك ّ‬ ‫الحديث‪ ،‬وأداء المانة‪ ،‬وصلِة الّرحِم وحس ِ‬
‫ل وحده ‪ ،‬ل نشرك به شيئًا‪ ،‬وأمرنا بالصلة والزكاة والصيام – قالت ‪ :‬فعدد عليه أمور‬ ‫اليتيم ‪ ،‬وقذف المحصنات ‪ ،‬وأمرنا أن نعبد ا ّ‬
‫ل وحَده ‪ ،‬فلم نشرك به شيئًا‪ ،‬وحّرمنا ما حّرم علينا‪ ،‬وأحللنا‬ ‫ل ‪ ،‬فعبدنا ا ّ‬
‫لسلم – فصدقناه وآمنا به ‪ ،‬واتبعناه على ما جاء به من ا ّ‬ ‫اِ‬
‫ل تعالى‪ ،‬وأن نستحل من الخبائث ‪،‬‬ ‫ما أحل لنا‪ ،‬فعدا علينا قوُمنا‪ ،‬فعذبونا‪ ،‬وفتنونا عن ديننا‪ ،‬ليردونا إلى عبادة الوثان من عبادة ا ّ‬
‫فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا‪ ،‬خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ؛ ورغبنا في جواِرك ‪،‬‬
‫ورجونا أن ل ُنظَلم عندك أيها الملك ‪.‬‬
‫ل من شىء؟‬ ‫قالت ‪ :‬فقال له النجاشي ‪ :‬هل معك مما جاء به عن ا ّ‬
‫قالت ‪ :‬فقال له جعفر‪ :‬نعم ؛ فقال له النجاشي‪ :‬فاقرأه على؛ قالت ‪:‬‬
‫ل النجاشي حتى اخضلت لحيته ‪ ،‬وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحَفهم ‪ ،‬حين‬ ‫فقرأ عليه صدرًا من ‪" :‬كهيعص " قالت ‪ :‬فبكى وا ّ‬
‫سمعوا ما تل عليهم ‪.‬‬
‫ل ل أسلمهم إليكما‪ ،‬ول ُيَكادون ‪.‬‬ ‫ثم قال النجاشي‪ :‬إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من ِمشكاٍة واحدة‪ ،‬انطِلَقا‪ ،‬فل وا ّ‬
‫ل لتينه غدا عنهم بما استأصل‬ ‫ي ‪ :‬قالت ‪ :‬فلما خرجا من عنده ‪ ،‬قال عمرو بن العاص ‪ :‬وا ّ‬ ‫رأي المهاجرين في عيسى أمام النجاش ٍ‬
‫ل بن أبي ربيعة وكان أتقى الرجلين فينا ‪ :‬ل تفعل فإن لهم أرحامًا‪ ،‬وإن كانوا قد خالفونا؛ قال ‪:‬‬ ‫خضَراَءهم ‪ .‬قالت ‪ :‬فقال له عبدا ّ‬ ‫به َ‬
‫عْبٌد ‪ .‬قالت ‪ :‬ثم غدا عليه من الغد فقال ‪ :‬أيها الملك ‪ ،‬إنهم يقولون في عيسى ابن‬ ‫ل لخبرّنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم َ‬ ‫وا ّ‬
‫ط ‪ .‬فاجتمع‬‫ل إليهم فسْلهم عما يقولون فيه ‪ .‬قالت ‪ :‬فأرسل إليهم ليسألهم عنه ‪ .‬قالت ‪ :‬ولم ينزل بنا مثلها ق ّ‬ ‫سْ‬
‫ل عظيمًا‪ ،‬فأر ِ‬
‫مريم قو ً‬
‫ل ‪ ،‬وما جاءنا به نبينا كائنا‬ ‫ل ما قال ا ّ‬
‫القوم ‪ ،‬ثم قال بعضهم لبعض ‪ :‬ماذا تقولون في عيسى ابن مريم إذا سألكم عنه ؟ قالوا‪ :‬نقول وا ّ‬
‫في ذلك ما هو كائن ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬فلما دخلوا عليه ‪ ،‬قال لهم ‪ :‬ماذا تقولون في عيسى ابن مريم ؟ قالت ‪ :‬فقال جعفر بن أبي طالب ‪ :‬نقول فيه الذي جاءنا به‬
‫ل ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم‬ ‫نبّينا صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هو عبد ا ّ‬

‫ت هذا العوَد‪.‬‬
‫ل ما عدا عيسى ابن مريم ما قل َ‬
‫عودًا‪ ،‬ثم قال ‪ :‬وا ّ‬‫العذراء البتول قالت ‪ :‬فضرب النجاشى بيده إلى الرض فأخذ منها ُ‬
‫ل ‪ ،‬اذهبوا فأنتم شيوم بأرضى – والشيوم ‪ :‬المنون – من‬ ‫قالت ‪ :‬فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال؛ فقال ‪ :‬وإن نخرتم وا ّ‬
‫ل منكم ‪.‬‬
‫ب أن لي َدبرًا من ذهب ‪ ،‬وأنى آذيت رج ً‬ ‫غِرم ‪ .‬ما أح ّ‬
‫غِرم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬من سبكم َ‬ ‫سّبكم غَِرم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬من سبكم َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال دبري من ذهب ‪ ،‬ويقال ‪ :‬فأنتم سيوم ‪ .‬والدبر بلسان الحبشة ‪ :‬الجبل ‪ -‬ردوا عليهما هداياهما‪ ،‬فل حاجة‬
‫ى فأطيعهم فيه ‪ .‬قالت ‪ :‬فخرجا من‬ ‫ى ملَكي ‪ ،‬فآخذ الّرشوة فيه ‪ ،‬وما أطاع الناس ف ّ‬ ‫شَوة حين رّد عل ّ‬
‫ل من الّر ْ‬‫ل ما أخذ ا ّ‬ ‫لي بها‪ ،‬فوا ّ‬
‫حْين مردودًا عليهما ما جاءا به ‪ ،‬وأقمنا عنده بخير دار‪ ،‬مع خير جار‪.‬‬ ‫عنده َمْقبو َ‬
‫ل إنا لعلى ذلك ‪ ،‬إذا نزل به رجل من الحبشة ينازعه في ملكه ‪ .‬قالت ‪:‬‬ ‫المهاجرون يفرحون بانتصار النجاشي ‪ :‬قالت ‪ :‬فوا ّ‬
‫ط كان أشّد علينا من حزن حزناه عند ذلك ‪ ،‬تخّوفا أن يظهر ذلك الرجل على النجاشي ‪ ،‬فيأتى رجل ل‬ ‫حِزّنا حزنًا ق ّ‬
‫ل ما علمُتنا َ‬ ‫فوا ّ‬
‫ض النيل ‪ ،‬قالت ‪ :‬فقال أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫عر ُ‬ ‫ى‪ ،‬وبينهما َ‬ ‫ي يعرف منه ‪ .‬قالت ‪ :‬وسار إليه النجاش ّ‬ ‫يعرف من حّقنا ما كان النجاش ّ‬
‫ن رجل يخرج حتى يحضَر وقيعَة القوم ثم يأتينا بالخبر؟ قالت ‪ .‬فقال الزبير بن‬ ‫ل عليه وعلى آله وسلم ‪َ :‬م ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم ا ّ‬
‫سّنا‪ .‬قالت ‪ :‬فنفخوا له قربًة فجعلها في صدره ‪ ،‬ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية‬ ‫العوام ‪ .‬أنا‪ .‬قالوا‪ :‬فأنت ‪ .‬وكان من أحدث القوم ِ‬
‫ى بالظهور على عدّوه ‪ ،‬والتمكين له في‬ ‫ل تعالى للنجاش ّ‬
‫النيل التي بها ملتَقى القوم ‪ ،‬ثم انطلق حتى حضرهم ‪ .‬قالت ‪ :‬فدعونا ا ّ‬
‫بلده ‪.‬‬
‫ل إنا لعَلى ذلك متوقعون لما هو كائن ‪ ،‬إذ طلع الزبيُر وهو يسَعى‪ ،‬فلمع بثوبه وهو يقول ‪ :‬أل أبشروا‪ ،‬فقد ظفر‬ ‫قالت ‪ :‬فوا ّ‬
‫ي ‪ ،‬وقد أهلك ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل ما علمتنا َفِرحنا فرحًة قط مثَلها قالت ‪ :‬ورجع النجاش ّ‬‫ل عدّوه ‪ ،‬ومّكن له في بلده ‪ .‬قالت ‪ :‬فوا ّ‬‫ى‪ ،‬وأهلك ا ّ‬‫النجاش ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫عدّوه ‪ ،‬ومكن له في بلده ‪ ،‬واستوثق عليه أمُر الحبشة فكنا عنده في خير َمْنِزل ‪ ،‬حتى َقِدمنا على رسول ا ّ‬
‫وهو بمكة‪.‬‬
‫قصة تملك النجاشي على الحبشة‬
‫قتل أبي النجاشي وتملك عمه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬قال الزهري ‪ .‬فحدثت عروة بن الزبير حديث أبى بكر بن عبد الرحمن ‪،‬‬
‫ى ملكي ‪ ،‬فاخذ الّرشوة‬ ‫شَوة حين رد عل ّ‬ ‫ل مني الّر ْ‬
‫عن أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬هل تدري ما قوله ‪ :‬ما أخذ ا ّ‬
‫ي فأطيع الناس فيه ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل‪ ،‬قال ‪ :‬فإن عائشة أّم المؤمنين حدثتني أن أباه كان ملك قومه ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫فيه ‪ ،‬وما أطاع الناس ف ّ‬
‫له ولد إل النجاشي ‪ ،‬وكان للنجاشى عم ‪ ،‬له من صلبه اثنا عشر رجل‪ ،‬وكانوا أهل بيت مملكة الحبشة‪ ،‬فقالت الحبشُة بينها‪ :‬لو أنا‬
‫قتلنا أبا النجاشي وملكنا أخاه فإنه ل ولد له غير هذا الغلم ‪ ،‬وإن لخيه من صلبه اثني عشر رجل‪ ،‬فتوارثوا ملَكه من بعده ‪ ،‬بقيت‬
‫الحبشُة بعَده دهرًا‪َ ،‬فَغَدْوا على أبي النجاشي فقتلوه ‪ ،‬ومّلكوا أخاه ‪ ،‬فمكثوا على ذلك حينا‪.‬‬
‫الحبشة تبيع النجاشي ‪ :‬ونشأ النجاشى مع عمه ‪ ،‬وكان لبيبا حازما من الرجال ‪ ،‬فغلب على أمر عمه ‪ ،‬ونزل منه بكل منِزلة‪،‬‬
‫ل لقد غلب هذا الفتى على أمر عمه ‪ ،‬وإنا لنتخوف أن يمّلكه علينا‪ ،‬وإن مّلكه علينا ليقتلنا‬ ‫فلما رأت الحبشُة مكاَنه منه قالت بينها‪ :‬وا ّ‬
‫خفناه‬‫شْوا إلى عمه فقالوا‪ :‬إما أن تقتل هذا الفتى‪ ،‬وإما أن تخرجه من بين أظهرنا‪ ،‬فإنا قد ِ‬ ‫أجمعين ‪ ،‬لقد عرف أنا نحن قتلنا أباه ‪ .‬فم َ‬
‫على أنفسنا؛ قال ‪ :‬ويلكم ! قتلت أباه بالمس ‪ ،‬وأقتله اليوم ! بل أخرجه من بلدكم ‪ .‬قالت ‪ :‬فخرجوا به إلى السوق ‪ ،‬فباعوه من‬
‫ى من ذلك اليوم ‪ ،‬هاجت سحابٌة من سحائ ِ‬
‫ب‬ ‫رجل من التجار بست مئة درهم؛ فقذفه في سفينة فانطلق به ‪ ،‬حتى إذا كان العش ّ‬
‫الخريف فخرج عمه يستمطر تحتها‪ ،‬فأصابته صاعقة فقتلته ‪ .‬قالت ‪ :‬ففزعت الحبشة إلى ولده ‪ ،‬فإذا‬
‫هو ُمحّمق ‪ ،‬ليس فى ولده خير‪ ،‬فمرج على الحبشة أمُرهم ‪ .‬تولية النجاشي الملك ‪ :‬فلما ضاق عليهم ما هم فيه من ذلك ‪ ،‬قال‬
‫غدوًة‪ ،‬فإن كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه الن قالت‬ ‫ل أن َمِلَككم الذي ل يقيم أمَركم غيُره للذي بعتم َ‬ ‫بعضهم لبعض ‪َ :‬تعّلموا وا ّ‬
‫‪ :‬فخرجوا في طلبه ‪ ،‬وطلب الرجل الذي باعوه منه حتى أدركوه ‪ ،‬فأخذوه منه؛ ثم جاءوا به فعقدوا عليه التاج ‪ ،‬وأقعدوه على سرير‬
‫الملك ‪ ،‬فمّلكوه ‪.‬‬
‫حديث التاجر الذي اشتراه ‪ :‬فجاءهم التاجر الذي كانوا باعوه منه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إما أن تعطوني مالي ‪ ،‬وإما أن أكلمه فى ذلك ؟ قالوا‪:‬‬
‫ت غلما من قوم‬ ‫ل أكلمه؛ قالوا‪ :‬فدوَنك وإياه ‪ .‬قالت ‪ :‬فجاءه فجلس بين يديه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أيها الملك ‪ ،‬ابتع ُ‬ ‫ل نعطيك شيئا‪ ،‬قال ‪ :‬إذن وا ّ‬
‫ي غلمى وأخذوا دراهمى‪ ،‬حتى إذا سرت بغلمى أدركونى‪ ،‬فأخذوا غلمي ‪ ،‬ومنعونى‬ ‫بالسوق بست مئة درهم ‪ ،‬فأسلموا إل ّ‬
‫طّنه دراهمه ‪ ،‬أو ليضعن غلُمه يَده في يده ‪ ،‬فليذهبن به حيث شاء؛ قالوا‪ :‬بل نعطيه‬ ‫دراهمى ‪ .‬قالت ‪ :‬فقال لهم النجاشي ‪ :‬لُتْع ُ‬
‫ي فأطيع الناس فيه ‪.‬‬ ‫ى ملكي ‪ ،‬فاخذ الّرشوةَ فيه ‪ ،‬وما أطاع الناس ف ّ‬ ‫ل منى ِرشوة حين رّد عل ّ‬ ‫دراهمه قالت ‪ :‬فلذلك يقول ‪ :‬ما أخذ ا ّ‬
‫خبر من صلبته في دينه ‪ ،‬وعدله في حكمه ‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬وكان ذلك أول ما ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قالت ‪ :‬لما مات النجاشى‪ ،‬كان يتحدث أنه ل يزال‬
‫ُيَرى على قبره نور‪.‬‬
‫إسلم النجاشي والصلة عليه وخروج الحبشة عليه‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬اجتمعت الحبشُة فقالوا للنجاشى ‪ :‬إنك قد فارقت ديَننا‪ ،‬وخرجوا عليه ‪.‬‬
‫سفنًا‪ ،‬وقال ‪ :‬اركبوا فيها وكونوا كما أنتم ‪ ،‬فإذا ُهزمت فامضوا حتى تلحقوا بحيث شئتم ‪ ،‬وإن‬ ‫فأرسل إلى جعفر وأصحابه ‪ ،‬فهيأ لهم ُ‬
‫ل ‪ ،‬وأن محمدًا عبده ورسوله ‪ ،‬ويشهد أن عيسى ابن مريم عبُده‬ ‫ظفرت فاثبتوا ثم عمد إلى كتاب فكتب فيه ‪ :‬هو يشهد أن ل إله إل ا ّ‬
‫حه ‪ ،‬وكلمته ألقاها إلى مريم؛ ثم جعله في قبائه عند المنكب اليمن ‪ ،‬وخرج إلى الحبشة‪ ،‬وصّفوا له؛ فقال ‪ :‬يا معشر‬ ‫ورسوُله ورو ُ‬
‫ق الناس بكم ؟ قالوا‪ .‬بلى؛ قال ‪ :‬فكيف رأيتم سيرتي فيكم ؟ قالوا‪ .‬خير سيرة؛ قال ‪ :‬فما لكم ؟ قالوا‪ :‬فارقت ديَننا‪،‬‬
‫الحبشة‪ ،‬ألست أح ّ‬
‫ل ؛ فقال النجاشي‪ ،‬ووضع يده على صدره على‬ ‫وزعمت أن عيسى عبٌد ؛ قال ‪ :‬فما تقولون أنتم في عيسى؟ قالوا‪ :‬نقول هو ابن ا ّ‬
‫قبائه ‪ :‬هو يشهد أن عيسى ابن مريم ‪ ،‬لم يزد على هذا شيئًا‪ ،‬وإنما يعني ما كتب ‪ ،‬فرضوا وانصرفوا‪ .‬فبلغ ذلك النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ؛ فلما مات النجاشي صلى ال عليه وسلم عليه ‪ ،‬واستغفر له ‪.‬‬

‫إسلم عمر بن الخطاب رضى الّله عنه‬


‫ل‬
‫ل بن أبى ربيعة على قريش ‪ ،‬ولم يدركوا ما طلبوا من أصحاب رسول ا ّ‬ ‫ن العاص وعبُدا ّ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما َقدم عمرو ب ُ‬
‫ل ذا شكيمة ل ُيرام ما وراء ظهره ‪،‬‬
‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬وكان رج ً‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وَرّدهما النجاشي بما يكرهون ‪ ،‬وأسلم ُ‬
‫ل بن مسعود يقول ‪ :‬ما كنا نقدر على أن‬‫ل صلى ال عليه وسلم وبحمزة حتى عاّزوا قريشًا‪ ،‬وكان عبدا ّ‬ ‫ب رسول ا ّ‬‫امتنع به أصحا ُ‬
‫ى عند الكعبة‪ ،‬حتى أسلم عمُر‪ ،‬فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة‪ ،‬وصلينا معه ‪ ،‬وإن كان إسلم عمر بعد خروج من‬ ‫نصل َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى الحبشة ‪.‬‬ ‫خرج من أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل بن مسعود‪ :‬إن إسلم عمر كان فتحًا‪ ،‬وإن‬ ‫سعر بن ِكَدام ‪ ،‬عن سعد بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبدا ّ‬‫قال البكائي ‪ :‬قال ‪ :‬حدثني ِم ْ‬
‫هجرته كانت نصرًا‪ ،‬وإن إمارته كانت رحمة‪ ،‬ولقد كنا ما ُنصلي عند الكعبة حتى أسلم عمُر‪ ،‬فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند‬
‫الكعبة‪ ،‬وصلينا معه ‪.‬‬
‫ل بن عباس ابن‬ ‫حثَمة عن إسلم عمر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن الحارث بن عبدا ّ‬ ‫حديث أم عبدال بنت أبي َ‬
‫حْثَمة‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫ل بنت أبى َ‬ ‫ل بن عامر بن ربيعة‪ ،‬عن أّمه أم عبدا ّ‬ ‫أبي ربيعة‪ ،‬عن عبد العزيز بن عبدا ّ‬
‫ى وهو على شركه ‪-‬‬ ‫ض الحبشة‪ ،‬وقد ذهب عامر في بعض حاجاتنا‪ ،‬إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف عل ّ‬ ‫ل إنا لنترحل إلى أر ِ‬‫وا ّ‬
‫ل ‪ ،‬لنخرجن في‬ ‫ل ‪ ،‬قالت ‪ :‬فقلت ‪ :‬نعم وا ّ‬ ‫قالت ‪ :‬وكنا نلقى منه البلء أًذى لنا وشدًة علينا ‪ -‬قالت ‪ :‬فقال ‪ :‬إنه للنطلق يا أم عبدا ّ‬
‫ل ‪ ،‬ورأيت له رقًة لم أكن أراها‪ ،‬ثم انصرف وقد‬ ‫ل مخرجا‪ .‬قالت ‪ :‬فقال ‪ :‬صحبكم ا ّ‬ ‫ل ‪ ،‬آذيتمونا وقهرتمونا‪ ،‬حتى يجعل ا ّ‬ ‫أرض ا ّ‬
‫عمر آنفا ورقته وحزَنه علينا‪.‬‬ ‫ت ُ‬‫ل ‪ ،‬لو رأي َ‬
‫جنا‪ .‬قالت ‪ :‬فجاء عامر بحاجته تلك ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬يا أبا عبدا ّ‬‫أحزنه ‪ -‬فيما أرى ‪ -‬خرو ُ‬
‫ت في إسلمه ؟‬‫قال ‪ :‬أطمع ِ‬
‫قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬فل يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب‪.‬‬
‫لسلم ‪.‬‬‫قالت ‪ :‬يأسًا منه ‪ ،‬لما كان يرى من غلظته وقسوته عن ا ِ‬
‫عمرو‬ ‫سبب إسلم عمر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان إسلم عمر فيما بلغنى أن أخته فاطمة بنت الخطاب وكانت عند سعيد بن َزْيد بن َ‬
‫ل النحام من مكة‪،‬‬ ‫بن ُنَفيل ‪ ،‬وكانت قد أسلمت وأسلم َبْعُلها سعيد بن زيد‪ ،‬وهما مستخفيان بإسلمهما من عمر‪ ،‬وكان ُنَعيم بن عبدا ّ‬
‫ب بن الَرت يختلف إلى‬ ‫خّبا ُ‬
‫عِدي بن كعب قد أسلم ‪ ،‬وكان أيضًا يستخفى بإسلمه َفَرقا من قومه ‪ ،‬وكان َ‬ ‫رجل من قومه ‪ ،‬من بنى َ‬
‫فاطمة‬

‫ل صلى ال عليه وسلم ورهطا من أصحابه قد ُذكروا له‬ ‫بنت الخطاب ُيقرئها القران ‪ ،‬فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول ا ّ‬
‫أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا‪ ،‬وهم قريب من أربعين ما بين رجال ونساء‪ ،‬ومع رسول ال صلى ال عليه وسلم عمه حمزة بن‬
‫ل عنهم ‪ ،‬ممن كان أقام من‬ ‫عبد المطلب ‪ ،‬وأبو بكر بن أبي قحافة الصديق ‪ ،‬وعلى بن أبى طالب ‪ ،‬في رجال من المسلمين رضى ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بمكة‪ ،‬ولم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة ‪.‬‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬فقال له ‪ :‬أين تريد يا عمر؟ فقال ‪ :‬أريد محمدا هذا الصابئ ‪ ،‬والذي ِفّرق أمَر قريش‪ ،‬وسفه أحلمها‪،‬‬ ‫فلقيه ُنَعيم بن عبدا ّ‬
‫ل لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر‪ ،‬أترى بنى عبد مناف تاركيك تمشي على‬ ‫وعاب دينها‪ ،‬وسب آلهتها‪ ،‬فأقتله ؛ فقال له نعيم ‪ :‬وا ّ‬
‫خْتنك وابن عمك سعيد بن زيد بن‬ ‫الرض وقد قتلت محمدًا! أفل ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمَرهم ؟ قال ‪ :‬وأي أهل بيتى؟ قال ‪َ :‬‬
‫ل أسلما‪ ،‬وتابعا محمدًا على دينه ‪ ،‬فعليك بهما‪.‬‬ ‫عمرو‪ ،‬وأختك فاطمة بنت الخطاب ‪ :‬فقد وا ّ‬ ‫َ‬
‫ت معه صحيفة‪ ،‬فيها‪ " :‬طه " ُيقرئهما إياها‪ ،‬فلما سمعوا حس‬ ‫ب بن الَر ّ‬ ‫قال ‪ :‬فرجع عمر عامدًا إلى أخته وختنه ‪ ،‬وعندهما خبا ُ‬
‫خِذها‪ ،‬وقد سمع عمر‬ ‫خّباب في مخدع لهم ‪ ،‬أو في بعض البيت ‪ ،‬وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت َف ِ‬ ‫عمر‪ ،‬تغيب َ‬
‫ل لقد‬
‫ت شيئا‪ ،‬قال ‪ :‬بلى وا ّ‬ ‫خّباب عليهما‪ ،‬فلما دخل قال ‪ :‬ما هذه الَهْيَنَمة التي سمعت ؟ قال له ‪ :‬ما سمع َ‬ ‫حين دنا إلى البيت قراءة َ‬
‫خْتنه سعيد بن زيد‪ ،‬فقامت إليه أخته فاطمة‬ ‫أخبرت أنكما تابعتما محمدًا على دينه ‪ ،‬وبطش ِب َ‬
‫خْتنه ‪ :‬نعم قد أسلمنا وآمنا بال ورسوله ‪ ،‬فاصنع ما‬ ‫جها‪ ،‬فضربها فشجها‪ ،‬فلما فعل ذلك قالت له أخته و َ‬ ‫بنت الخطاب لتكفه عن زو ِ‬
‫بدا لك ‪ .‬فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع ‪ ،‬فارعوى‪ ،‬وقال لخته ‪ :‬أعطينى هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرءون‬
‫آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمد‪ ،‬وكان عمر كاتبا‪ ،‬فلما قال ذلك ‪ ،‬قالت له أخته ‪ :‬إنا نخشاك عليها‪ ،‬قال ‪ :‬ل تخافى‪ ،‬وحلف لها‬
‫بآلهته ليرّدّنها إذا قرأها إليها‪ ،‬فلما قال ذلك ‪ ،‬طمعت في إسلمه ‪ ،‬فقالت له ‪ :‬يا أخى‪ ،‬إنك نجس ‪ ،‬على شركك ‪ ،‬وإنه ل يمسها إل‬
‫الطاهُر‪ ،‬فقام عمر فاغتسل ‪ ،‬فأعطته الصحيفَة‪ ،‬وفيها‪ " :‬طه " فقرأها‪ ،‬فلما قرأ منها صدرًا‪ ،‬قال ‪ :‬ما أحسن هذا الكلم وأكرمه !‬
‫صك بدعوِة نبيه ‪ ،‬فإني سمعته أمس وهو يقول‬ ‫ل قد خ ّ‬‫ل إنى لرجو أن يكون ا ّ‬ ‫فلما سمع ذلك خباب خرج إليه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا عمر‪ ،‬وا ّ‬
‫ل يا عمر‪ .‬فقال له عند ذلك عمر‪ :‬فدلنى يا خّباب علي‬ ‫لا ّ‬‫لسلم بأبى الحكم بن هشام ‪ ،‬أو بعمر بن الخطاب "‪ ،‬فا ّ‬ ‫‪ " :‬اللهم أيد ا ِ‬
‫خّباب ‪ :‬هو في بيت عند الصفا‪ ،‬معه فيه نفر من أصحابه ‪.‬‬ ‫محمد حتى آتَيه فأسلم ‪ ،‬فقال له َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وأصحابه ‪ ،‬فضرب عليهم الباب ‪ ،‬فلما سمعوا صوته قام‬ ‫فأخذ عمر سيفه فتوشحه ‪ ،‬ثم عمد إلى رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫شحا السيف ‪ ،‬فرجع إلى رسول ا ّ‬ ‫ل الباب فرآه متو ّ‬ ‫خَل ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فنظر من َ‬ ‫رجل من أصحاب رسول ا ّ‬
‫ن له ‪ ،‬فإن كان جاء‬ ‫شحًا السيف ‪ ،‬فقال حمزة بن عبد المطلب ‪ :‬فأذ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬هذا عمر بن الخطاب متو ّ‬ ‫ع ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ا ّ‬ ‫وسلم وهو َفِز ٌ‬
‫ن له ‪ ،‬فأذن له الرجل ‪ ،‬ونهض إليه‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ائذ ْ‬ ‫يريد خيرًا بذلناه له ‪ ،‬وإن كان يريد شرًا قتلناه بسيفه ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬
‫جْبذًة شديدة‪ ،‬وقال ‪ :‬ما جاء بك يا‬ ‫جَبذه به َ‬
‫جَزته ‪ ،‬أو بمجمع ردائه ‪ ،‬ثم َ‬ ‫حْ‬‫ل صلى ال عليه وسلم حتى لقيه في الحجرة‪ ،‬فأخذ ُ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل وبرسوله ‪ ،‬وبما جاء‬ ‫ل ‪ ،‬جئتك لومن با ّ‬ ‫ل بك قارعة‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا رسول ا ّ‬ ‫لا ّ‬ ‫ل ما أرى أن تنتهي حتى ُينز َ‬ ‫بن الخطاب ؟ فوا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم أن‬ ‫ل البيت من أصحاب رسول ا ّ‬ ‫عَرف أه ُ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم تكبيرًة َ‬ ‫ل؛ قال ‪ :‬فكّبر رسول ا ّ‬ ‫من عند ا ّ‬
‫عمر قد أسلم ‪.‬‬
‫عّزوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلم حمزة‪ ،‬وعرفوا‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم من مكانهم ‪ ،‬وقد َ‬ ‫ب رسول ا ّ‬ ‫فتفرق أصحا ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وينتصفون بهما من عدّوهم ‪ .‬فهذا حديث الرواة من أهل المدينة عن إسلم عمر بن‬ ‫سَيْمنعان رسول ا ّ‬ ‫أنهما َ‬
‫الخطاب حين أسلم ‪.‬‬

‫جيح المكي عن أصحابه ‪ :‬عطاء‪،‬‬ ‫ل بن أبى َن ِ‬


‫ما رواه عطاء ومجاهد عن إسلم عمر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبدا ّ‬
‫لسلم مباعدًا‪ ،‬وكنت صاحب خمر في‬ ‫ومجاهد‪ ،‬أو عمن روى ذلك ‪ :‬أن إسلم عمر فيما تحدثوا به عنه ‪ ،‬أنه كان يقول ‪ :‬كنت ل ِ‬
‫حْزَوَرة‪ ،‬عند ُدور آل عمر بن عبد بن عمران‬ ‫ل من قريش بال َ‬
‫سر بها‪ ،‬وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجا ٌ‬
‫الجاهلية‪ ،‬أحبها وأ َ‬
‫المخزومى‪ .‬قال ‪ :‬فخرجت ليلة أريد جلسائى أولئك في مجلسهم ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فجئتهم فلم أجد فيه منهم أحدًا فقلت ‪ :‬لو أني جئت فلنا‬
‫الخمار‪ ،‬وكان بمكة يبيع الخمر‪ ،‬لعلى أجد عنده خمرًا فأشرب منها‪ .‬قال ‪ :‬فخرجت فجئته فلم أجده ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬فلو أنى جئت‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قائم يصلي ‪،‬‬ ‫الكعبَة فطفت بها سبعا أو سبعين قال ‪ :‬فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة‪ ،‬فإذا رسول ا ّ‬
‫وكان إذا صلىاستقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام ‪ ،‬وكان مصله بين الركنين ‪ :‬الركن السود‪ ،‬والركن اليماني ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت‬
‫جر‪،‬‬‫حْ‬‫ل ال ِ‬
‫ل لو أنى استمعت لمحمد الليلة حتى أسمَع ما يقول فقلت ‪ :‬لئن دنوت منه أستمع منه لَرّوعّنه؛ فجئت من ِقب ِ‬ ‫حين أتيته ‪ :‬وا ّ‬
‫ستقبَله ‪ ،‬ما‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قائم يصلى يقرأ القرآن ‪ ،‬حتى قمت في قبلته ُم ْ‬ ‫فدخلت تحت ثيابها‪ ،‬فجعلت أمشى ُرَوْيدا ورسول ا ّ‬
‫لسلم فلم أزل قائما في مكاني ذلك ‪ ،‬حتى قضى‬ ‫ق له قلبي فبكيت ودخلني ا ِ‬ ‫بيني وبينه إل ثياب الكعبة ‪ .‬قال ‪ :‬فلما سمعت القرآن ر ّ‬
‫سين ‪ ،‬وكانت طريَقه ‪ ،‬حتى‬ ‫حَ‬‫ل صلى ال عليه وسلم صلته ‪ ،‬ثم انصرف ‪ ،‬وكان إذا انصرف خرج على دار ابن أبى ُ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫عْوف الزهري ‪ ،‬ثم على دار الخنس بن‬ ‫سَعى‪ ،‬ثم يسلك بين دار عباس بن عبد المطلب ‪ ،‬وبين دار ابن أزهر بن عبد َ‬ ‫َيجزع الم ْ‬
‫شِريق ‪ ،‬حتى يدخل بيته ‪ .‬وكان مسكُنه صلى ال عليه وسلم في‬ ‫َ‬
‫ل عنه ‪ :‬فتبعته حتى إذا دخل بين دار عباس ‪ ،‬ودار ابن‬ ‫الدار الّرْقطاء‪ ،‬التي كانت بيدي معاوية بن أبي سفيان ‪ .‬قال عمر رضي ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم أني إنما تبعته لوذيه‬ ‫عَرفنى‪ ،‬فظن رسول ا ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم حسي َ‬ ‫أزهر‪ ،‬أدركُته ‪ ،‬فلما سمع رسول ا ّ‬
‫ل قال ‪ :‬فحمد ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل وبرسوله ‪ ،‬وبما جاء به من عندا ّ‬ ‫فنهمنى ثم قال ‪ :‬ما جاء بك يا بن الخطاب هذه الساعة؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لومن با ّ‬
‫ت عن رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل يا عمر‪ ،‬ثم مسح صدري ‪ ،‬ودعا لي بالثبات ‪ ،‬ثم انصرف ُ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ثم قال ‪ :‬قد هداك ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بيته ‪.‬‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ودخل رسول ا ّ‬
‫ل أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ ،‬وا ّ‬
‫ل بن عمر‪ ،‬عن ابن عمر قال ‪ :‬لما أسلم أبى‪ :‬عمر قال ‪ :‬أي‬ ‫ثبات عمر في إسلمه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني نافع مولى عبدا ّ‬
‫جمحي ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫قريش أنقل للحديث ؟ فقيل له ‪ :‬جميل بن َمْعمر ال ُ‬

‫ل بن عمر‪ :‬فغدوت أتبع أثره ‪ ،‬وأنظر ما يفعل ‪ ،‬وأنا غلم أعقل كل ما رأيت ‪ ،‬حتى جاءه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬أعلمت يا‬ ‫فغدا عليه ‪ .‬قال عبدا ّ‬
‫ل ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر‪ ،‬واتبعت أبي ‪ ،‬حتى إذا قام على‬ ‫جميل أنى قد أسلمت ودخلت في دين محمد؟ قال ‪ :‬فوا ّ‬
‫صبا‪ .‬قال ‪ :‬يقول عمر‬ ‫باب المسجد صرخ بأعلى صوته ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ،‬وهم في أنديتهم حول الكعبة‪ ،‬أل إن عمر بن الخطاب قد َ‬
‫ت أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمدًا عبده ورسوله ‪ .‬وثاروا إليه ‪ ،‬فما برح يقاتلهم ويقاتلونه‬ ‫ت ‪ ،‬وشهد ُ‬ ‫من خلفه ‪َ :‬كَذب ‪ ،‬ولكنى قد أسلم ُ‬
‫ل أن لو قد كنا‬‫حتى قامت الشمس على رءوسهم ‪ .‬قال ‪ :‬وطلح ‪ ،‬فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول ‪ :‬افعلوا ما بدا لكم ‪ ،‬فأحلف با ّ‬
‫حلة حْبرة‪ ،‬وقميص‬ ‫ى ذلك ‪ ،‬إذا أقبل شيخ من قريش ‪ ،‬عليه ُ‬ ‫ثلثمائة رجل لقد تركناها لكم ‪ ،‬أو تركتموها لنا‪ ،‬قال ‪ :‬فبينما هم عل ِ‬
‫ُمَوشى‪ ،‬حتى وقف عليهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما شأنكم ؟ قالوا‪ :‬صبأ عمر؛ فقال ‪ :‬فمه ‪ ،‬رجل اختار لنفسه أمرًا فماذا تريدون ؟ أترون بني عدي‬
‫ل لكأنما كانوا ثوبا ُكشط عنه ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت لبى بعد أن هاجر إلى‬ ‫بن كعب ُيسلمون لكم صاحبكم هكذا! خّلوا عن الرجل ‪ .‬قال ‪ :‬فوا ّ‬
‫المدينة‪ :‬يا أبت ‪ ،‬من الرجل ‪ :‬الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت ‪ ،‬وهم يقاتلونك ؟ فقال ‪ :‬ذاك ‪ ،‬أي ُبني ‪ ،‬العاص بن وائل‬
‫السهمي ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثنى بعض أهل العلم ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬يا أبت ‪ ،‬من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت ‪ ،‬وهم يقاتلونك‬
‫ل خيرًا‪.‬‬‫ل خيرا‪ .‬قال ‪ :‬يا ابني ذلك ‪ ،‬العاص بن وائل ‪ ،‬ل جزاه ا ّ‬ ‫جزاه ا ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى عبُد الرحمن بن الحارث عن بعض آل عمر‪ ،‬أو بعض أهله ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر‪ :‬لما أسلمت تلك الليلة‪،‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم عداوة حتى آتيه فأخبره أني قد أسلمت ؟ قال قلت ‪ :‬أبو جهل – وكان عمر‬ ‫ي أهل مكة أشد لرسول ا ّ‬ ‫تأ ّ‬‫تذكر ُ‬
‫ى أبو جهل ‪ ،‬فقال ‪ :‬مرحبًا وأهل‬ ‫حْنَتمة بنت هشام بن المغيرة – قال ‪ :‬فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه ‪ .‬قال ‪ :‬فخرج إل ّ‬ ‫َل َ‬
‫ل وبرسوله ومحمد‪ ،‬وصّدقت بما جاء به ؟ قال ‪ :‬فضرب الباب في‬ ‫بابن أختى‪ ،‬ما جاء بك ؟ قلت جئت لخبرك أنى قد آمنت با ّ‬
‫ت به ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬وقبح ما جئ َ‬
‫وجهي وقال ‪ :‬قبحك ا ّ‬
‫خبر الصحيفة‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قد نزلوا بلدًا أصابوا‬ ‫ائتمار قريش بالرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما رأت قريش أن أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل صلى‬ ‫عمر قد أسلم ‪ ،‬فكان هو وحمزةُ بن عبد المطلب مع رسول ا ّ‬ ‫ى قد منع من لجأ إليه منهم ‪ ،‬وأن ُ‬ ‫به أمنًا وقرارًا‪ ،‬وأن النجاش ّ‬
‫طلب ‪ ،‬على‬ ‫شو في القبائل ‪ ،‬اجتمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بنى الم ّ‬ ‫ال عليه وسلم وأصحابه ‪ ،‬وجعل السلم يف ُ‬
‫أن ل ُينكحوا إليهم ول ُينكحوهم ‪ ،‬ول يبيعوهم شيئا‪ ،‬ول يبتاعوا منهم ؛ فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة‪ ،‬ثم تعاهدوا وتواثقوا‬
‫عْكرمة بن عامر بن هاشم بن‬ ‫على ذلك ‪ ،‬ثم عّلقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم ‪ ،‬وكان كاتب الصحيفة منصور بن ِ‬
‫عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ‪.‬‬
‫ض أصابعه ‪.‬‬ ‫ل بع ُ‬‫شّ‬‫ل صلى ال عليه وسلم‪َ ،‬ف ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬النضر بن الحارث ‪ .‬فدعا عليه رسول ا ّ‬
‫من انحاز إلى أبي طالب ومن خرج عنه ‪ :‬قال ابن إسحاق ؛ فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي‬
‫شْعبه واجتمعوا إليه ‪ ،‬وخرج من‬ ‫طالب ابن عبد المطلب ‪ ،‬فدخلوا معه في ِ‬
‫بني هاشم أبو لهب ‪ ،‬عبد العزى بن عبد المطلب ‪ ،‬إلى قريش ‪ ،‬فظاهرهم ‪.‬‬
‫عتبة بن‬ ‫ل ‪ :‬أن أبا لهب لقي هنَد بنت ُ‬ ‫ن عبدا ّ‬
‫سْين ب ُ‬
‫حَ‬‫تهكم أبي لهب بالرسول وما نزل فيه من القران ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى ُ‬
‫ت اللت والعزى‪ ،‬وفارقت من فارقهما وظاهر‬ ‫ربيعة‪ ،‬حين فارق قومه ‪ ،‬وظاهر عليهم قريشًا فقال ‪ :‬يا بنت عتبة؛ هل نصر ِ‬
‫ل خيرًا يا أبا عتبة ‪.‬‬‫عليهما؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ :‬فجزاك ا ّ‬
‫حدثت أنه كان يقول في بعض ما يقول ‪ :‬يعدنى محمد أشياًء ل أراها‪ ،‬يزعم أنها كائنة بعَد الموت ‪ ،‬فماذا وضع‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫ت َيَدا َأِبي َلَه ٍ‬
‫ب‬ ‫ل تعالى فيه ‪َ } :‬تّب ْ‬
‫ي بعد ذلك ‪ ،‬ثم ينفخ في يديه ويقول ‪ :‬تّبا لكما ما أرى فيكما شيئًا مما يقول محمد‪ .‬فأنزل ا ّ‬ ‫في يد ّ‬
‫ب {]المسد‪.[1:‬‬ ‫َوَت ّ‬

‫خْدرة الخارجي ‪ :‬أحد بنى هلل بن عامر بن صعصعة ‪:‬‬


‫قال ابن هشام ‪ :‬تبت ‪ :‬خسرت ‪ .‬والتباب ‪ :‬الخسران ‪ .‬قال حبيب بن ُ‬
‫سعاُتهم فى الّتباِر والّتَب ِ‬
‫ب‬ ‫َم ْ‬
‫‪ #‬يا طيب إنا في معشر ذهبت‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫شعر أبي طالب في تظاهر قريش ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما اجتمعت على ذلك قريش‪ ،‬وصنعوا فيه الذي صنعوا‪ ،‬قال أبو‬
‫طالب ‪:‬‬
‫صا من لؤي بني كع ِ‬
‫ب‬ ‫خ ّ‬‫ُلَؤيا و ُ‬ ‫ت بيننا‬
‫عَلى ذا ِ‬‫‪ #‬أل أبلغا عنى َ‬
‫ط في أول الكت ِ‬
‫ب‬ ‫خّ‬ ‫نبيا كموسى ُ‬ ‫‪ #‬ألم تعلموا أنا وجدنا محمـدًا‬
‫ل بالح ّ‬
‫ب‬ ‫‪ #‬وأن عليه في العباِد محبــًة ول خيَر ممن خصه ا ّ‬
‫سْق ِ‬
‫ب‬ ‫ن نحسًا كراغيِة ال ّ‬ ‫َلُكم كائ ٌ‬ ‫‪ #‬وأن الذي ألصقتُم من كتاِبكـم‬
‫ن ذنبًا كذي الذْن ِ‬
‫ب‬ ‫جِ‬
‫ح من لم َي ْ‬ ‫ويصب َ‬ ‫حَفَر الثرى‬
‫ل أن ُي ْ‬
‫‪ #‬أفيقوا أفيقوا قب َ‬
‫أواصَرنا بعَد المودِة والُقر ِ‬
‫ب‬ ‫‪ #‬ول تتبعوا أمَر الُوشاِة وتقطعوا‬
‫ب الحر ِ‬
‫ب‬ ‫جل ُ‬
‫أمّر على من ذاقه َ‬ ‫‪ #‬وتستجلبوا حربًا عوانًا وربما‬

‫ض الزمان ولَكْرب‬ ‫لعّزاَء ِمن ع ّ‬ ‫ت أسلُم أحمـدًا‬ ‫ب البي ِ‬ ‫‪ #‬فلسنا ور ّ‬


‫وأيٍد أتّرت بالُقساسّيِة الشْهب‬ ‫ن منا ومنكم سوالــف‬ ‫‪ #‬ولّما َتِب ْ‬
‫شْر ِ‬
‫ب‬ ‫خَم يعكفن كال ّ‬ ‫طْ‬‫به والنسوَرال ّ‬ ‫سَر الَقَنا‬ ‫ق ترى ِك َ‬ ‫ضْي ٍ‬
‫ك َ‬ ‫‪ #‬بمعَتر ٍ‬
‫ل معركة الحر ِ‬
‫ب‬ ‫وَمْعَمعة البطا ِ‬ ‫جراِتـه‬ ‫حَ‬‫ل في َ‬
‫ل الخي ِ‬ ‫‪ #‬كأن مجا َ‬
‫طعان وبالضر ِ‬
‫ب‬ ‫وأوصى بنيه بال ّ‬ ‫‪ #‬أليس أبونا هاشم شـــّد أزَرُه‬
‫ب من الّنْك ِ‬
‫ب‬ ‫ول نشتكي ما قد ينو ُ‬ ‫ب حتى َتَمّلنـا‬
‫ل الحر َ‬ ‫‪ #‬ولسنا َنَم ّ‬
‫ع ِ‬
‫ب‬ ‫ح الُكماِة من الر ْ‬‫إذا طار أروا ُ‬ ‫ل الحفاِئظ والّنَهــى‬ ‫‪ #‬ولكننا أه ُ‬
‫جِهدوا ل يصل إليهم شىء‪ ،‬إل سّرا مستخفيًا به من أراد صلتهم من قريش‪.‬‬ ‫فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلثا‪ ،‬حتى ُ‬
‫خَوْيلد بن أسد‪ ،‬معه‬‫أبو جهل يحكم الحصار على المسلمين ‪ :‬وقد كان أبو جهل ابن هشام ‪ -‬فيما يذكرون ‪ -‬لقي حكيم بن حزام بن ُ‬
‫شْعب ‪ ،‬فتعلق به وقال ‪:‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومعه في ال ّ‬ ‫غلم يحمل قمحًا يريد به عمته خديجة بنت خَويلد‪ ،‬وهي عند رسول ا ّ‬
‫ح أنت وطعاُمك حتى أفضحك بمكة ‪.‬‬ ‫ل ل تبر ْ‬
‫أتذهب بالطعام إلى بني هاشم ؟ وا ّ‬
‫ختري ‪ :‬طعام‬ ‫ختري بن هشام بن الحارث بن أسد‪ ،‬فقال ‪ :‬ما لك وله ؟ فقال ‪ :‬يحمل الطعام إلى بني هاشم ؟ فقال أبو الَب ْ‬ ‫فجاءه أبو الَب ْ‬
‫ل الرجل؛ فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه ‪ ،‬فأخذ أبو‬ ‫ل سبي َ‬
‫كان لعمته عنده بعثت إليه فيه أفتمنعه أن يأتيها بطعامها؟ خ ّ‬
‫حي‬ ‫ختري َل ْ‬ ‫الب ْ‬

‫ل صلى ال‬ ‫بعير فضربه به فشجه ‪ ،‬ووطئه وطأ شديدا وحمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك ‪ ،‬وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول ا ّ‬
‫ل ونهارًا‪ ،‬سّرا وجهارًا‪ ،‬مناديًا بأمر‬
‫ل صلى ال عليه وسلم على ذلك يدعو قومه لي ً‬
‫لا ّ‬
‫عليه وسلم وأصحابه ‪ ،‬فيشمتوا بهم ‪ ،‬ورسو ُ‬
‫ل ل يتقى فيه أحدًا من الناس ‪.‬‬
‫ا ّ‬
‫ذكر ما لقي رسول الّله صلى الله عليه وسلم‬
‫من قومه من الذى‬
‫ل منها‪ ،‬وقام عّمه وقومه من بنى هاشم‬ ‫ما نزل من القرآن في أبي لهب وامرأته حمالة الحطب ‪ :‬فجعلت ‪ -‬قريش حين منعه ا ّ‬
‫وبني المطلب دوَنه وحالوا بينهم وبين ما أرادوا من البطش به ‪َ ،‬يْهِمزونه ويستهزئون به ويخاصمونه ‪ ،‬وجعل القرآن ينزل في‬
‫ل من الكفار‪ ،‬فكان‬ ‫سمى لنا‪ ،‬ومنهم من نزل فيه القران في عامة من َذكر ا ّ‬ ‫قريش بأحداثهم ‪ ،‬وفيمن نصب لعداوته منهم ‪ ،‬ومنهم من َ‬
‫سمي لنا من قريش ممن نزل فيه القرآن عمه أبو لهب بن عبد المطلب وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية‪ ،‬حمالة الحطب‬ ‫ممن ُ‬
‫ل تعالى حمالة الحطب لنها كانت ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬تحمل الشوك فتطرحه على طريق رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫وإنما سماها ا ّ‬
‫ل تعالى فيهما‪:‬‬ ‫حيث تمر‪ ،‬فأنزل ا ّ‬
‫سٍد‬
‫ن َم َ‬‫ل ِم ْ‬
‫حْب ٌ‬
‫جيِدَها َ‬
‫ب* ِفي ِ‬‫ط ِ‬
‫حَ‬
‫حّماَلَة اْل َ‬
‫ب* َواْمَرَأُتُه َ‬
‫ت َلَه ٍ‬
‫صَلى َناًرا َذا َ‬
‫سَي ْ‬ ‫ب* َ‬‫س َ‬
‫عْنُه َماُلُه َوَما َك َ‬
‫غَنى َ‬‫ب* َما َأ ْ‬
‫ب َوَت ّ‬‫ت َيَدا َأِبي َلَه ٍ‬
‫} َتّب ْ‬
‫{]المسد‪1 :‬ـ ‪.[5‬‬
‫ى َقْيس بن ثعلبة‪:‬‬ ‫شى بن ِ‬ ‫عَ‬ ‫جيد‪ :‬الُعنق ‪ ،‬قال أ ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ال ِ‬
‫ل تِزيُنه الطوا ُ‬
‫ق‬ ‫ٍد أسي ٍ‬ ‫‪ #‬يوَم ُتبدي لنا قتيلُة عن جيـ‬
‫سد‪ :‬شجر ُيَدق كما ُيَدق الكتان فتفتل منه حبال ‪ .‬قال النابغة الّذبياني ‪ ،‬واسمه ِزياد‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وجمعه ‪ :‬أجياد‪ .‬والم َ‬
‫عمرو بن ساوية ‪:‬‬ ‫ابن َ‬
‫ف الَقْعِو بالَمسِد‬
‫له صريف صري َ‬ ‫ض باِزُلها‬‫ح ِ‬‫س الّن ْ‬‫‪ #‬مقذوفٍة بدخي ِ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬وواحدته ‪ :‬مسدة ‪.‬‬
‫أم جميل امرأة أبي لهب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فذكر لي ‪ :‬أن‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو جالس في‬ ‫لا ّ‬‫أم جميل ‪ ،‬حمالة الحطب ‪ ،‬حين سمعت ما نزل فيها‪ ،‬وفي زوجها من القرآن ‪ ،‬أتت رسو َ‬
‫ل صلى ال‬ ‫لا ّ‬ ‫ل ببصِرها عن رسو ِ‬ ‫المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق ‪ ،‬وفي يدها ِفْهر من حجارة‪ ،‬فلما وقفت عليهما أخذ ا ّ‬
‫ل لو‬‫عليه وسلم‪ ،‬فل ترى إل أبا بكر‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا أبا بكر‪ :‬أين صاحُبك ؟ فقد بلغني أنه يهجوني ‪ ،‬وا ّ‬
‫ل إني لشاعرة‪ ،‬ثم قالت ‪:‬‬ ‫ت بهذا الِفْهِر فاه ‪ ،‬أما وا ّ‬ ‫وجدُته لضرب ُ‬
‫صينا وأمَره أَبينا‬ ‫ع َ‬‫‪ُ #‬مَذممًا َ‬
‫‪ #‬وديَنه َقَلْيَنا‬
‫ل ببصِرها عني ‪.‬‬ ‫ل أما تراها رأتك ؟ فقال ‪ :‬ما رأتنى ‪ .‬؟ لقد أخذ ا ّ‬ ‫ثم انصرفت ‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قولها " وديَنه قَلْينا " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ُمذمما‪ ،‬ثم يسبونه ‪ ،‬فكان رسول ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت قريش إنما ُتسمى رسول ا ّ‬
‫ل عنى أذى قريش‪ ،‬يسبون ُمذمما‪ ،‬وأنا محمٌد "‪.‬‬ ‫يقول ‪ " :‬أل تعجبون ِلما صرف ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم َهمزه‬ ‫جَمح ‪ ،‬كان إذا رأى رسول ا ّ‬ ‫إيذاء أمية بن خلف للرسول ‪ :‬وأمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن ُ‬
‫طَمِة)‬
‫حَ‬‫ن ِفي اْل ُ‬
‫ل َلُيْنَبَذ ّ‬‫خَلَدُه)‪َ(3‬ك ّ‬
‫ن َماَلُه َأ ْ‬
‫ب َأ ّ‬
‫س ُ‬‫حَ‬‫عّددَُه)‪َ(2‬ي ْ‬
‫ل َو َ‬ ‫جَمَع َما ً‬ ‫ل ُهَمَزٍة ُلَمَزٍة)‪(1‬اّلِذي َ‬
‫ل ِلُك ّ‬
‫ل تعالى فيه ‪َ } :‬وْي ٌ‬ ‫وَلهمزه ‪ ،‬فأنزل ا ّ‬
‫عَمٍد ُمَمّدَدةٍ{]الهمزة‪1 :‬ـ ‪[9‬‬ ‫صَدٌة)‪ِ(8‬في َ‬ ‫لْفِئَدِة)‪ِ(7‬إّنَها عََلْيِهْم ُمو َ‬ ‫عَلى ا َْ‬
‫طِلُع َ‬‫ل اْلُموَقَدُة)‪(6‬اّلِتي َت ّ‬‫طَمُة)‪َ(5‬ناُر ا ِّ‬
‫حَ‬‫ك َما اْل ُ‬
‫‪َ(4‬وَما َأْدَرا َ‬
‫ل علنية‪ ،‬وُيكسر عينيه‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الُهمزة ‪ :‬الذي يشتم الرج َ‬

‫عليه ‪ ،‬وَيْغِمز به ‪ ،‬قال حسان بن ثابت ‪:‬‬


‫شَوا ِ‬
‫ظ‬ ‫ج كال ّ‬
‫جُ‬
‫بقافيٍة َتأ ّ‬ ‫ل نف ٍ‬
‫س‬ ‫ت لذ ّ‬
‫ضْع َ‬
‫‪ #‬هْمُزُتك فاخُت ِ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬وجمعه ‪ :‬همزات ‪ ،‬والّلَمَزة‪ :‬الذي يعيب‬
‫الناس سّرا وُيْؤذيهم ‪.‬‬
‫قال رؤبة بن العجاج ‪:‬‬
‫ي باطلى ولمزي‬
‫صَر ْ‬‫ع ْ‬‫ل َ‬
‫‪ #‬في ظ ّ‬
‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪ ،‬وجمعه ‪ :‬لمزات ‪.‬‬
‫خّباب بن‬
‫سْهمي ‪ ،‬كان َ‬
‫إيذاء العاص الرسول صلى ال عليه وسلم وما نزل فيه من قرآن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬والعاص بن وائل ال ّ‬
‫ت ‪ ،‬صاح ُ‬
‫ب‬ ‫الَر ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قينًا بمكة يعمل السيوف ‪ ،‬وكان قد باع من العاص ابن وائل سيوفًا عملها له حتى كان له مال ‪،‬‬ ‫رسول ا ّ‬
‫فجاءه يتقاضاه فقال له يا خباب ‪ :‬أليس يزعم محمد صاحبكم هذا الذي أنت على دينه أن في الجنة ما ابتغى أهلها من ذهب ‪ ،‬أو‬
‫فضة‪ ،‬أو ثياب أو خدم ؟‬
‫خباب ‪ ،‬حتى أْرج هعَ إلههى تلههك‬ ‫خباب ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ :‬فأنظرنى إلى يوم القيامةِ يا َ‬ ‫قال َ‬
‫ّ‬
‫قك ‪ ،‬فوالله ل تكون أنت وأصحابك يا خباب آثر عنههد اللههه منههي ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الدار فأقضَيك هناك ح ّ‬
‫َ‬
‫ذي ك َ‬
‫فسَر ِبآَيات ِن َسسا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ول أعظم حظ ّا ً في ذلك ؛ فأنزل اللههه تعههالى فيههه ‪ } :‬أ َ‬
‫ّ‬
‫ت الس ِ‬
‫فَرأي ْ َ‬
‫ع ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ ُ‬
‫ب { ]مريسم‪[77،78 :‬إلسى قسوله‬ ‫غْيس َ‬ ‫دا)‪(77‬أطَّلس َ‬ ‫وَلس ً‬
‫و َ‬‫مساًل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َلوت ََيس ّ‬ ‫و َ‬
‫َ‬
‫دا {‪].‬مريم‪[80 :‬‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫تي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ث‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫}‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬
‫ْ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِ ُ َ َ‬
‫ل يا محمُد‪ ،‬لتترك ّ‬
‫ن‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬فقال له ‪ :‬وا ّ‬
‫لا ّ‬
‫إيذاء أبي جهل الرسول ‪ :‬ولقى أبو جهل بن هشام رسو َ‬
‫ب آلهتنا‪،‬‬
‫س ّ‬

‫عْلٍم{ ]النعام‪[108 :‬‬ ‫عْدًوا ِبَغْيِر ِ‬ ‫ل َ‬ ‫سّبوا ا َّ‬ ‫ل َفَي ُ‬


‫ن ا ِّ‬
‫ن ُدو ِ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬
‫سّبوا اّلِذي َ‬
‫ل َت ُ‬‫ل تعالى فيه ‪َ }:‬و َ‬ ‫ن إلهك الذي تعبد‪ .‬فأنزل ا ّ‬ ‫أو لنسب ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم كف عن سب آلهتهم ‪ ،‬وجعل يدعوهم إلى ال‪.‬‬ ‫فذكر لي أن رسول ا ّ‬
‫إيذاء النضر الرسول ‪ :‬والنضر بن الحارث بن علقمة بن َكلَدة ابن عبد مناف بن عبد الدار بن ُقصي ‪ ،‬كان إذا جلس رسول ا ّ‬
‫ل‬
‫خَلفه في مجلسه إذا قام ‪،‬‬ ‫ل تعالى وتل فيه القرآن وحذر قريشًا ما أصاب المَم الخالية‪َ ،‬‬ ‫صلى ال عليه وسلم مجلسا‪ ،‬فدعا فيه إلى ا ّ‬
‫ل ما محمد بأحسن حديثا مني ‪ ،‬وما أحاديُثه إل أساطير‬ ‫فحدثهم عن ُرستم السنديد‪ ،‬وعن أسفنديار‪ ،‬وملوك فارس ‪ ،‬ثم يقول وا ّ‬
‫ل)‪ُ (5‬قلْ َأنَزَلُه اّلِذي َيْعَلُم‬ ‫صي ً‬ ‫عَلْيِه ُبْكَرةً َوَأ ِ‬ ‫ي ُتْمَلى َ‬ ‫ن اْكَتَتَبَها َفِه َ‬ ‫لّوِلي َ‬
‫طيُر ا َْ‬ ‫سا ِ‬
‫ل فيه ‪َ }:‬وَقاُلوا َأ َ‬ ‫الولين ‪ ،‬اكتتبها كما اكتتبتها‪ .‬فأنزل ا ّ‬
‫ن{‪].‬القلم‪:‬‬ ‫لّوِلي َ‬‫طيُر ا َْ‬‫سا ِ‬
‫ل َأ َ‬
‫عَلْيِه آَياُتَنا َقا َ‬‫حيًما{‪].‬الفرقان‪ [5،6 :‬ونزل فيه ‪ِ }:‬إَذا ُتْتَلى َ‬ ‫غُفوًرا َر ِ‬‫ن َ‬‫ض ِإّنُه َكا َ‬
‫لْر ِ‬ ‫ت َوا َْ‬ ‫سَماَوا ِ‬
‫سّر ِفي ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫ب َأِليٍم{‪].‬الجاثية‪:‬‬ ‫شْرُه ِبَعَذا ٍ‬
‫سَمْعَها َفَب ّ‬ ‫ن َلْم َي ْ‬
‫سَتْكِبًرا َكَأ ْ‬
‫صّر ُم ْ‬ ‫عَلْيِه ُثّم ُي ِ‬‫ل ُتْتَلى َ‬‫ت ا ِّ‬‫سَمُع آَيا ِ‬‫ك َأِثيٍم)‪َ(7‬ي ْ‬
‫ل َأّفا ٍ‬
‫ل ِلُك ّ‬‫‪ [15‬ونزل فيه ‪َ }:‬وْي ٌ‬
‫‪[7،8‬‬
‫ن{]الصافات‪:‬‬ ‫ل َوِإّنُهْم َلَكاِذُبو َ‬ ‫ن* َوَلَد ا ُّ‬ ‫ن ِإْفِكِهْم َلَيُقوُلو َ‬
‫ل ِإّنُهْم ِم ْ‬
‫ل تعالى ‪َ }:‬أ َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الفاك ‪ :‬الكذاب ‪ .‬وفى كتاب ا ّ‬
‫‪[151،152‬‬
‫وقال رؤبة ‪:‬‬
‫ل إْفكا‬ ‫‪ #‬ما لمرئ أّفك قو ً‬

‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪.‬‬


‫ل صلى ال عليه وسلم يومًا ‪ -‬فيما بلغني‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وجلس رسول ا ّ‬
‫ضر بن الحارث حتى جلس معهم في المجلس ‪ ،‬وفى المجلس غيُر واحد من رجال قريش‪،‬‬ ‫مع الوليد بن المغيرة في المسجد‪ ،‬فجاء الن ْ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم حتى أفحمه ثم تل عليه‬ ‫ن الحارث ‪ ،‬فكلمه رسول ا ّ‬ ‫ض له النضُر ب ُ‬ ‫فتكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم فعر َ‬
‫ن)‬
‫خاِلُدو َ‬
‫ل ِفيَها َ‬
‫لِء آِلَهًة َما َوَرُدوَها َوُك ّ‬
‫ن َهُؤ َ‬
‫ن)‪َ(98‬لْو َكا َ‬
‫جَهّنَم َأْنُتْم َلَها َواِرُدو َ‬
‫ب َ‬
‫ص ُ‬
‫ح َ‬
‫ل َ‬‫ن ا ِّ‬
‫ن ُدو ِ‬
‫ن ِم ْ‬
‫وعليهم ‪ِ } :‬إّنُكْم َوَما َتْعُبُدو َ‬
‫ن{ ]النبياء‪98 :‬ـ ‪[100‬‬ ‫سَمُعو َ‬
‫ل َي ْ‬
‫‪َ(99‬لُهْم ِفيَها َزِفيٌر َوُهْم ِفيَها َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬حصب جهنم ‪ :‬كل ما أوقدت به ‪ .‬قال ‪ ،‬أبو ُذؤيب الهذلى‪ ،‬واسمه خَوْيلد بن خالد‪:‬‬
‫لناِر العداِة أن تطيَر شداتها‬ ‫ك ُمحصبًا‬ ‫‪ #‬فأطفئ ول توقد ولت ُ‬
‫وهذا البيت في أبيات له ‪ .‬ويروى " ولتك محضئًا "‪ .‬قال الشاعر‪ :‬حضأت له ناري فأبصر ضوَءها وما كان لول حضأُة الناِر‬
‫يهتدي ابن الزبعرى وما قيل فيه ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬ثم قام رسول‬
‫ل بن الزبعرى ‪ :‬وال ما قام‬ ‫سهمي حتى جلس ‪ ،‬فقال الوليد بن المغيرة لعبدا ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأقبل عبدال بن الزبعرى ال ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل بن‬ ‫النضر بن الحارث لبن عبد المطلب آنفا وما قعد‪ ،‬وقد زعم محمد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم ؛ فقال عبدا ّ‬
‫الزبعرى ‪ :‬أما وال لو وجدته‬

‫ل في جهنم مع من عبده ؟ فنحن نعبد الملئكة‪ ،‬واليهود تعبد عزيرا‪ ،‬والنصارى تعبد‬ ‫صمته ‪ ،‬فسلوا محمدا‪ :‬أكل ما يعبد من دون ا ّ‬ ‫لخ َ‬
‫ل بن الزبعرى‪ ،‬ورأوا أنه قد احتج وخاصم ‪:‬‬ ‫عيسى ابن مريم عليهما السلم فعجب الوليد‪ ،‬ومن كان معه في المجلس من قول عبدا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم "كل من أحب أن ُيعبد من دون‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم من قول ابن الزبعرى ‪ :‬فقال رسول ا ّ‬ ‫فُذكر لرسول ا ّ‬
‫ت َلُهْم ِمّنا‬‫سَبَق ْ‬
‫ن َ‬‫ن اّلِذي َ‬
‫ل تعالى عليه في ذلك ‪ِ }:‬إ ّ‬ ‫ل فهو مع من عبده ‪ ،‬إنهم إنما يعبدون الشياطين ‪ ،‬ومن أمرتهم بعبادته "‪ .‬فأنزل ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ن{ ]النبياء‪ [101،102 :‬أي عيسى ابن مريم ‪،‬‬ ‫خاِلُدو َ‬‫سُهْم َ‬ ‫ت َأنُف ُ‬ ‫شَتَه ْ‬
‫سَها َوُهْم ِفي َما ا ْ‬
‫سي َ‬
‫حِ‬
‫ن َ‬
‫سَمُعو َ‬
‫ن* ل َي ْ‬
‫عْنَها ُمْبَعُدو َ‬
‫ك َ‬ ‫سَنى ُأْوَلِئ َ‬‫حْ‬
‫اْل ُ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ل ‪ ،‬فاتخذهم من يعبدهم من أهل الضللة أربابًا من دون ا ّ‬ ‫عبدوا من الحبار والرهبان الذي مضوا على طاعة ا ّ‬ ‫وعزيزًا‪ ،‬ومن ُ‬
‫سِبُقوَنُه‬
‫ل َي ْ‬
‫ن* َ‬ ‫عَباٌد ُمْكَرُمو َ‬‫ل ِ‬‫حاَنُه َب ْ‬
‫سْب َ‬‫ن َوَلًدا ُ‬ ‫حَما ُ‬
‫خَذ الّر ْ‬ ‫ل ‪َ } :‬وَقاُلوا اّت َ‬ ‫ونزل فيما يذكرون ‪ ،‬أنهم يعبدون الملئكة‪ ،‬وأنها بنات ا ّ‬
‫ن{ ‪.‬‬‫ظاِلِمي َ‬‫جِزي ال ّ‬ ‫جَهّنَم َكَذِلكَ َن ْ‬
‫جِزيِه َ‬
‫ك َن ْ‬ ‫ن ُدوِنِه َفَذِل َ‬‫ل ِمْنُهْم ِإّني ِإَلٌه ِم ْ‬
‫ن َيُق ْ‬
‫ن‪].‬النبياء‪ .[26،27 :‬إلى قوله ‪َ }:‬وَم ْ‬ ‫ل وَُهْم ِبَأْمِرِه َيْعَمُلو َ‬
‫ِباْلَقْو ِ‬
‫]النبياء‪.[29 :‬‬

‫عجب الوليد ومن حضره من حجته وخصومته ‪َ }:‬وَلّما‬ ‫ل‪،‬و َ‬ ‫ونزل فيما ذكروا من أمر عيسى ابن مريم أنه يعبد من دون ا ّ‬
‫ن{]الزخرف‪ :[57 :‬أي يصدون عن أمرك بذلك من قولهم ‪.‬‬ ‫صّدو َ‬‫ك ِمْنُه َي ِ‬‫ل ِإَذا َقْوُم َ‬ ‫ن َمْرَيَم َمَث ً‬‫ب اْب ُ‬
‫ضِر َ‬
‫ُ‬
‫لِئَكًة ِفي‬‫جَعْلَنا ِمْنُكْم َم َ‬
‫شاُء َل َ‬‫ل* َوَلْو َن َ‬ ‫سَراِئي َ‬‫ل ِلَبِني ِإ ْ‬
‫جَعْلَناُه َمَث ً‬‫عَلْيِه َو َ‬
‫عْبٌد َأْنَعْمَنا َ‬
‫ل َ‬
‫ن ُهَو ِإ ّ‬‫ثم ذكر عيسى ابن مريم فقال ‪ِ }:‬إ ْ‬
‫سَتِقيمٌ{‪]:‬الزخرف‪59 :‬ــ ‪ [61‬أي ما وضعت على يديه من‬ ‫ط ُم ْ‬‫صَرا ٌ‬ ‫ن ِبَها َواّتِبُعوِني َهَذا ِ‬ ‫ل َتْمَتُر ّ‬
‫عِة َف َ‬
‫سا َ‬‫ن* َوِإّنُه َلِعْلٌم ِلل ّ‬‫خُلُفو َ‬
‫ض َي ْ‬‫لْر ِ‬‫ا َْ‬
‫سَتِقيٌم{‪.‬‬ ‫ط ُم ْ‬
‫صَرا ٌ‬
‫ن ِبَها َواّتِبُعوِني َهَذا ِ‬ ‫ل َتْمَتُر ّ‬‫اليات من إحياء الموتى‪ ،‬وإبراء السقام ‪ ،‬فكفى به دليل على علم الساعة‪ ،‬يقول ‪َ }:‬ف َ‬
‫شريق بن عمرو بن وهب الثقفى‪ ،‬حليف بني ُزهرة‪ ،‬وكان من أشراف القوم وممن يستمع‬ ‫الخنس وما أنزل فيه ‪ :‬والخنس بن َ‬
‫شاٍء‬
‫ن* َهّماٍز َم ّ‬ ‫ف َمِهي ٍ‬‫ل ٍ‬ ‫حّ‬‫ل َ‬ ‫طْع ُك ّ‬ ‫ل ُت ِ‬‫ل تعالى‪َ }:‬و َ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ويرد عليه ؛ فأنزل ا ّ‬ ‫ب من رسول ا ّ‬ ‫منه ‪ ،‬فكان يصي ُ‬
‫ل ل يعيب أحدًا بنسب ‪ ،‬ولكنه حقق‬ ‫ِبَنِميٍم{‪].‬القلم‪ . . [10،11 :‬إلى قوله تعالى ‪َ }:‬زِنيٍم{ ولم يقل ‪ " :‬زنيم " لعيب في نسبه ‪ ،‬لن ا ّ‬
‫ى في الجاهلية ‪:‬‬ ‫طيم التميم ّ‬ ‫خِ‬ ‫بذلك نعَته لُيعرف ‪ .‬والزنيم ‪:‬العديد للقوم ‪ .‬وقد قال ال َ‬
‫ض الديِم الكار ُ‬
‫ع‬ ‫كما ِزيَد في عر ِ‬ ‫ل زيادًة‬ ‫‪ #‬زنيٌم تداعاه الرجا ً‬

‫الوليد وما أنزل فيه ‪ :‬والوليد بن المغيرة‪ ،‬قال ‪ :‬أيْنزل على محمد وأتَرك وأنا كبير قريش وسيُدها! وُيترك أبو مسعود عمرو‬
‫ن‬
‫ل ِم ْ‬ ‫جٍ‬ ‫عَلى َر ُ‬‫ن َ‬ ‫ل َهَذا اْلُقْرآ ُ‬ ‫ل ُنّز َ‬
‫ل تعالى فيه ‪ ،‬فيما بلغني ‪َ }:‬وَقاُلوا َلْو َ‬ ‫عمير الثقفي سيد ثقيف ‪ ،‬ونحن عظيما القريتين ! فأنزل ا ّ‬ ‫بن ُ‬
‫ن{‪].‬الزخرف‪[32 :‬‬ ‫جَمُعو َ‬‫ظيٍم{‪].‬الزخرف‪ . .[31 :‬إلى قوله تعالى‪ِ }:‬مّما َي ْ‬ ‫عِ‬‫اْلَقْرَيَتْينِ َ‬
‫عقبة بن أبي ُمعيط ‪ ،‬وما أنزل فيهما‪ :‬وأبي‬ ‫أبي بن خلف و ُ‬
‫سنًا ما بينهما‪ .‬فكان عقبة قد جلس إلى رسول‬ ‫حَ‬ ‫جَمح ‪ ،‬وعقبة بن أبى ُمعيط ‪ ،‬وكانا متصافيين ‪َ ،‬‬ ‫حذافة بن ُ‬ ‫ابن خلف بن وهب بن ُ‬
‫ت محمدًا وسمعت منه ! قال ‪ :‬وجهى من‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم وسمع منه ‪ ،‬فبلغ ذلك أَبيا‪ ،‬فأتى عقبة فقال ‪ :‬ألم يبلغنى أنك جالس َ‬ ‫ا ّ‬
‫ت إليه أو سمعت منه ‪ ،‬أو لم تأته فَتْتفل في وجهه ‪ .‬ففعل ذلك عدو ا ّ‬
‫ل‬ ‫وجهك حرام أن أكّلَمك ‪ -‬واستغلظ من اليمين ‪ -‬إن أنت جلس َ‬
‫ل{‪].‬الفرقان‪:‬‬ ‫سِبي ً‬‫ل َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ت َمَع الّر ُ‬ ‫خْذ ُ‬ ‫ل َياَلْيَتِني اّت َ‬‫عَلى َيدَْيِه َيُقو ُ‬
‫ظاِلُم َ‬ ‫ض ال ّ‬‫ل تعالى فيهما‪َ }:‬وَيْوَم َيَع ّ‬ ‫ل فأنزل ا ّ‬ ‫عقبة بن أبي ُمعيط لعنه ا ّ‬
‫ل{‪].‬الفرقان‪[29 :‬‬ ‫خُذو ً‬‫ن َ‬ ‫سا ِ‬‫لن َ‬‫‪ [27‬إلى قوله تعالى ‪ِ }:‬ل ِْ‬
‫ل يبعث هذا بعد ما‬ ‫ت فقال ‪ :‬يا محمد‪ ،‬أنت تزعم أن ا ّ‬ ‫ل قد اْرَف ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم بعظم با ٍ‬ ‫ى بن خلف إلى رسول ا ّ‬ ‫ومشى أَب ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬نعم أنا أقول ذلك ‪،‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬ ‫أَرّم ‪ ،‬ثم فّته بيده ‪ ،‬ثم نفخه في الريح نحَو رسول ا ّ‬
‫ظاَم‬‫ي اْلِع َ‬
‫حِ‬‫ن ُي ْ‬
‫ل َم ْ‬‫خْلَقُه َقا َ‬‫ي َ‬ ‫سَ‬‫ل َوَن ِ‬ ‫ب َلَنا َمَث ً‬
‫ضَر َ‬ ‫ل تعالى فيه ‪َ }:‬و َ‬ ‫ل الناَر‪ .‬فأنزل ا ّ‬ ‫ل وإياك بعدما تكونان هكذا‪ ،‬ثم يدخلك ا ّ‬ ‫يبعثه ا ّ‬
‫ضِر َناًرا َفِإَذا َأْنُتْم ِمْنُه ُتوِقُدون{‬‫خ َ‬ ‫لْ‬ ‫جِر ا َْ‬ ‫شَ‬ ‫ن ال ّ‬‫ل َلُكْم ِم ْ‬‫جَع َ‬
‫عِليٌم* اّلِذي َ‬ ‫ق َ‬ ‫خْل ٍ‬
‫ل َ‬ ‫ل َمّرٍة َوُهَو ِبُك ّ‬
‫شَأَها َأّو َ‬
‫حِييَها اّلِذي َأن َ‬
‫ل ُي ْ‬ ‫ي َرِميٌم* ُق ْ‬‫َوِه َ‬
‫]يس‪78 :‬ـ ‪[80‬‬
‫ن‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهو يطوف بالكعبة ‪ -‬فيما بلغنى ‪ -‬السوُد ب ُ‬ ‫لا ّ‬ ‫سورة ) الكافرون ( وسبب نزولها ‪ :‬واعترض رسو َ‬
‫سد ابن عبد الُعزى‪ ،‬والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف ‪ ،‬والعاص بن وائل السهمي ‪ ،‬وكانوا َذوي أسنان في قوِمهم ‪،‬‬ ‫المطلب بن أ َ‬
‫فقالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬هلّم فلنعبد ما تعبُد‪ ،‬وتعبد ما نعبد‪ ،‬فنشترك نحن وأنت في المر‪ ،‬فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد‪ ،‬كنا قد أخذنا‬
‫عُبُد َما‬
‫ل َأ ْ‬‫ن)‪َ (1‬‬ ‫ل َياَأّيَها اْلَكاِفُرو َ‬‫ل تعالى فيهما‪ُ } :‬ق ْ‬ ‫ظك منه ‪ .‬فأنزل ا ّ‬ ‫ظنا منه ‪ ،‬وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد‪ ،‬كنت قد أخذت بح ّ‬ ‫بح ّ‬
‫ن{ ]الكافرون‪1 :‬ـ ‪[6‬أي‬ ‫ي ِدي ِ‬ ‫عُبُد)‪َ(5‬لُكْم ِديُنُكْم َوِل َ‬ ‫عاِبُدونَ َما َأ ْ‬ ‫ل َأْنُتْم َ‬
‫عَبدّتْم)‪َ(4‬و َ‬ ‫عاِبٌد َما َ‬ ‫ل َأَنا َ‬
‫عُبُد)‪َ(3‬و َ‬ ‫ن َما َأ ْ‬
‫عاِبُدو َ‬ ‫ل َأْنُتْم َ‬
‫ن)‪َ(2‬و َ‬ ‫َتْعُبُدو َ‬
‫ل ‪ ،‬إل أن أعبد ما تعبدون ‪ ،‬فل حاجة لي بذلك منكم لكم دينكم جميعًا‪ ،‬ولى دينى‪.‬‬ ‫إن كنتم ل تعبدون ا ّ‬
‫ل عز وجل شجرَة الزقوم تخويفًا بها لهم قال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ،‬هل‬ ‫أبو جهل وما نزل فيه ‪ :‬وأبو جهل بن هشام ‪ ،‬لما ذكر ا ّ‬
‫تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد؟ قالوا‪ :‬ل ؛ قال ‪:‬‬
‫لِثيِم)‪َ(44‬كاْلُمْه ِ‬
‫ل‬ ‫طَعاُم ا َْ‬
‫جَرةَ الّزّقوِم)‪َ (43‬‬
‫شَ‬
‫ن َ‬
‫ل تعالى فيه ‪ِ }:‬إ ّ‬
‫ل لئن استمكنا منها لنتزقمنها تزقما‪ .‬فأنزل ا ّ‬ ‫جوة يثرب بالّزبد‪ ،‬وا ّ‬ ‫عْ‬ ‫َ‬
‫حِميِم{]الدخان‪43 :‬ـ ‪ :[46‬أي ليس كما يقول‪.‬‬ ‫ي اْل َ‬
‫ن)‪َ(45‬كَغْل ِ‬ ‫طو ِ‬
‫َيْغِلي ِفي اْلُب ُ‬
‫عبيدة ‪.‬‬ ‫تفسير لفظ المهل ‪ :‬قال ابن هشام المهل ‪ :‬كل شىء أذبته ‪ ،‬من نحاس أو رصاص أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬فيما أخبرني أبو ُ‬
‫ل بن مسعود واليا لعمر بن الخطاب على بيت مال الكوفة‪ ،‬وأنه أمر يومًا بفضة‬ ‫وبلغنا عن الحسن البصري أنه قال ‪ :‬كان عبدا ّ‬
‫ن ألوانًا‪ ،‬فقال ‪ :‬هل بالباب من أحد؟ قالوا‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬فأدخلوهم ‪ ،‬فأدخلوا فقال ‪ :‬إن أدنى ما أنتم راءون شبها‬ ‫فأذيبت ‪ ،‬فجعلت َتَلّو ُ‬
‫بالمهل لهذا‪ .‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫صِهُر‬
‫شِوي الوجوَه فهو في بطِنه َ‬ ‫عه ي ْ‬‫ل يجر ُ‬ ‫‪ #‬يسقيه ربى حميَم المه ِ‬
‫ويقال ‪:‬إن المهل ‪ :‬صديد الجسد ‪.‬‬
‫ل بن الزبير السدي ‪:‬‬ ‫وقال عبدا ّ‬
‫ففي الناِر ُيسَقى مهلها وصديدها‬ ‫‪ #‬فمن عاش منهم عاش عبدًا ِوإن يم ْ‬
‫ت‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬

‫ل يا أبت‬‫سلن فُيَكفن فيهما‪ ،‬فقالت عائشة‪ :‬قد أغناك ا ّ‬ ‫حضر أمر بثوبين لبيسين يْغ َ‬ ‫ل عنه لما ُ‬ ‫بلغنا أن أبا بكر الصديق رضي ا ّ‬
‫عنهما‪ ،‬فاشتِري كفنًا‪ ،‬فقال ‪ :‬إنما هي ساعة حتى يصير إلى المهل ‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ن بعَد الّنها ِ‬
‫ل‬ ‫ل المتو َ‬ ‫ثم ع ّ‬ ‫ل َكريها‬ ‫ب بالماِء منه ُمه ً‬ ‫‪ #‬شا َ‬
‫طْغَياًنا َكِبيًرا{ ]السراء‪[60 :‬‬
‫ل ُ‬
‫خّوُفُهْم َفَما َيِزيُدُهْم ِإ ّ‬
‫ن َوُن َ‬
‫جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ‬
‫شَ‬‫ل تعالى فيه ‪َ }:‬وال ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأنزل ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم يكلمه ‪ ،‬وقد طمع في إسلمه‬ ‫ابن أم مكتوم والوليد وسورة عبس ‪ :‬ووقف الوليد بن المغيرة مع رسول ا ّ‬
‫ن ‪ ،‬فشق ذلك منه‬ ‫ن أّم مكتوم العمى‪ ،‬فكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وجعل يستقرئه القرآ َ‬ ‫‪ ،‬فبينا هو في ذلك ‪ ،‬إذ مر به اب ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم حتى أضجره ‪ ،‬وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد‪ ،‬وما طمع فيه من إسلمه ‪ .‬فلما أكثر‬ ‫على رسول ا ّ‬
‫عَمى{‪].‬عبس‪ [1،2 :‬إلى قوله تعالى‪}:‬‬ ‫لْ‬ ‫جاَءهُ ا َْ‬
‫ن َ‬‫س َوَتَوّلى * َأ ْ‬ ‫عَب َ‬ ‫ل تعالى عليه فيه ‪َ }:‬‬ ‫عليه انصرف عنه عابسًا وتركه ‪ .‬فأنزل ا ّ‬
‫طّهَرٍة{ ]عبس‪ [13،14 :‬أي إنما بعثتك بشيرًا ونذيرا‪ ،‬لم أخص بك أحدًا‪ ،‬فل تمنْعه ممن ابتغاه ‪ ،‬ول‬ ‫عٍة ُم َ‬
‫ف ُمَكّرَمٍة* َمْرُفو َ‬
‫صحُ ٍ‬
‫ِفي ُ‬
‫تتصدين به لمن ل يريده ‪.‬‬
‫العائدون من أرض الحبشة‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬الذين خرجوا إلى أرض الحبشة‪ ،‬إسلُم ًاهل مكة‪ ،‬فأقبلوا لما‬ ‫ب رسول ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وبلغ أصحا َ‬
‫ل‪ ،‬فلم يدخل منهم أحد إل بجوار أو‬ ‫بلغهم من ذلك ‪ ،‬حتى إذا َدَنْوا من مكة‪ ،‬بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من إسلم أهل مكة كان باط ً‬
‫مستخفيًا‪.‬‬
‫من عبد شمس ‪ :‬فكان ممن قدم عليه مكَة منهم ‪ ،‬فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة‪ ،‬فشهد معه بدرًا ومن حبس عنه حتى فاته بدر‬
‫وغيره ‪ ،‬ومن مات بمكة منهم من بنى عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي ‪ :‬عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ‪،‬‬
‫سَهْيل ‪.‬‬
‫سهلة بنت ُ‬ ‫عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس ‪ ،‬وامرأته َ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وأبو حذيفة بن ُ‬ ‫معه امرًاته ‪ :‬رقية بنت رسول ا ّ‬
‫ومن حلفائهم ‪ :‬عبدال بن جحش بن رئاب ‪.‬‬
‫غْزوان ‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬من قيس عيلن ‪.‬‬ ‫عتبة بن َ‬ ‫من نوفل ‪ :‬ومن بني نوفل بن عبد مناف ‪ُ :‬‬
‫من أسد‪ :‬ومن بنى أسد بن عبد العزى بن ُقصى ‪ :‬الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد‪.‬‬
‫سَوْيبط بن سعد بن حريملة ‪.‬‬‫عَمير ابن هاشم بن عبد مناف ‪ ،‬و ُ‬ ‫صَعب بن ُ‬ ‫من عبد الدار‪ :‬ومن بنى عبد الدار بن قصي ‪ُ :‬م ْ‬
‫طَليب بن وهب بن عبد‪.‬‬ ‫من عبد‪ :‬ومن بنى عبد بن قصى ‪ُ :‬‬
‫عْوف ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن ُزهرة‪ .‬والمقداد بن‬ ‫من زهرة ‪ :‬ومن بني زهرة بن كلب ‪ :‬عبُد الرحمن بن َ‬
‫ل بن مسعود‪ ،‬حليف لهم ‪.‬‬ ‫عمرو‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬وعبدا ّ‬ ‫َ‬
‫عمرو بن مخزوم ‪ ،‬معه امرأته ‪ :‬أم‬ ‫ل بن َ‬
‫سلمة بن عبد السد ابن هلل بن عبدا ّ‬ ‫من مخزوم ‪ :‬ومن بنى مخزوم بن َيَقظة ‪ :‬أبو َ‬
‫سَويد بن َهْرِمى بن عامر بن مخزوم ‪ .‬وسلمة بن هشام بن‬ ‫شريد بن ُ‬ ‫سلمة بنت أبى أمية بن المغيرة‪ ،‬وشّماس بن عثمان بن ال ّ‬
‫عّياش بن أبي ربيعة ابن المغيرة‪ ،‬هاجر معه إلى المدينة‪ ،‬ولحق به‬ ‫المغيرة‪ ،‬حبسه عمه بمكة‪ ،‬فلم يقدم إل بعد بدر وأحد والخندق ‪ ،‬و َ‬
‫أخواه لمه ‪ :‬أبو جهل ابن هشام ‪ ،‬والحارث بن هشام ‪ ،‬فرجعا به إلى مكة فحبساه بها حتى مضى بدر وأحد والخندق ‪.‬‬
‫ك فيه أكان خرج إلى الحبشة‬ ‫شّ‬ ‫ومن حلفائهم ‪ :‬عمار بن ياسر‪ُ ،‬ي َ‬
‫أم ل؟ وُمَعّتب بن عوف بن عامر من خزاعة ‪.‬‬
‫جَمح ‪ .‬وابنه‬ ‫حذافة بن ُ‬
‫ظعون بن حبيب بن وْهب بن ُ‬ ‫صْيص بن كعب ‪ :‬عثمان ابن َم ْ‬ ‫عمرو بن ُه َ‬ ‫جَمح بن َ‬ ‫من جمح ‪ :‬ومن بنى ُ‬
‫ل بن مظعون ‪.‬‬ ‫السائب ابن عثمان ‪ ،‬وقدامة بن مظعون ‪ ،‬وعبدا ّ‬
‫خَنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي ‪ ،‬وهشام بن العاص بن وائل ‪،‬‬ ‫صْيص بن كعب ‪ُ :‬‬ ‫من سهم ‪ :‬ومن بني سهم بن عمرو بن ُه َ‬
‫حبس بمكة بعد هجرة الرسول صلى ال عليه وسلم إلى المدينة حتى قدم بعد بدر وأحد والخندق ‪.‬‬
‫حْثمة بن حذافة بن غانم ‪.‬‬
‫من عدي ‪ :‬ومن بنى عدي بن كعب ‪ :‬عامر بن ربيعة‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬معه امرأته ‪ :‬ليلى بنت أبي َ‬
‫حبس‬ ‫سَهْيل بن عمرو‪ ،‬وكان ُ‬ ‫ل بن ُ‬‫خرَمة بن عبد الُعزى بن أبى قيس ‪ .‬وعبدا ّ‬ ‫ل بن َم ْ‬‫من عامر‪ :‬ومن بنى عامر بن لؤي ‪ :‬عبدا ّ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة‪ ،‬حتى كان يوم بدر‪ ،‬فانحاز من المشركين إلى رسول ا ّ‬ ‫عن رسول ا ّ‬
‫سهيل بن عمرو‪ ،‬والسكران بن عمرو بن‬ ‫سْبرة بن أبي ُرْهم بن عبد الُعزى‪ ،‬معه امرأته ‪ :‬أم كلثوم بنت ُ‬ ‫وسلم فشهد معه بدرًا‪ ،‬وأبو َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى المدينة‪ ،‬فخلف‬ ‫سْودة بنت َزْمعة ابن قيس ‪ ،‬مات بمكة قبل هجرة رسول ا ّ‬ ‫عبد شمس ‪ ،‬معه امرأته ‪َ :‬‬
‫سْودة بنت َزْمعة ‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم على امرأته َ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ومن حلفائهم ‪ :‬سعد بن خولة ‪.‬‬
‫ل بن الجراح ‪ ،‬وعمرو بن الحارث بن‬ ‫عَبيدة بن الجراح ‪ ،‬وهو عامر بن عبدا ّ‬ ‫من الحارث ‪ :‬ومن بنى الحارث بن ِفهر‪ :‬أبو ُ‬
‫سْرح بن ربيعة بن هلل ‪.‬‬ ‫سَهيل بن بيضاء‪ ،‬وهو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلل ‪ ،‬وعمرو بن أبي َ‬ ‫ُزهير بن أبى شداد‪ ،‬و ُ‬
‫فجميع من قدم عليه مكة من أصحابه من أرض الحبشة ثلثة وثلثون رجل‪.‬‬
‫جمحى‪،‬‬ ‫سمي لنا‪ :‬عثمان بن مظعون بن حبيب ال ُ‬ ‫من دخل مكة بجوار من مهاجري الحبشة ‪ :‬فكان من دخل منهم بجوار‪ ،‬فيمن ُ‬
‫ل بن عمر بن مخزوم ‪ ،‬دخل بجوار من أبى طالب بن‬ ‫دخل بجوار من الوليد بن المغيرة‪ ،‬وأبو سلمة بن عبد السد بن هلل بن عبدا ّ‬
‫عبد المطلب وكان خاله ‪ .‬وأم أبي سلمة ‪ُ :‬بّرة بنت عبد المطلب‪.‬‬
‫ن بن مظعون فإن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن‬ ‫عثمان بن مظعون يرد جوار ‪،‬الوليد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فأما عثما ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من البلء‪،‬‬ ‫عوف حدثني عمن حدثه عن عثمان ‪ ،‬قال ‪ :‬لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول ا ّ‬
‫غُدّوي ورواحى آمنا بجوار رجل من أهل الشرك ‪ ،‬وأصحابي‬ ‫ل إن ُ‬‫وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة‪ ،‬قال ‪ :‬وا ّ‬
‫ي نفسي ‪ .‬فمشى إلى الوليد بن المغيرة‪ ،‬فقال له يا أبا عبد‬ ‫ص كبير ف ِ‬‫ل ما ل يصيبني ‪ ،‬لنق ٌ‬ ‫وأهل دينى يلقون من البلء والذى في ا ّ‬
‫ل‪،‬‬‫ت إليك جواَرك ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا بن أخى لعله آذاك أحد من قومي ؟ قال ‪ :‬ل ولكني أرضى بجوار ا ّ‬ ‫ت ذمُتك ‪ ،‬قد ردد ُ‬ ‫شمس ‪ ،‬وف ْ‬
‫ى جواري علنيًة كما أجرُتك علنية‪ .‬قال ‪ :‬فانطلقا فخرجا حتى أتيا‬ ‫ول أريد أن أستجير بغيره ؟ قال ‪ :‬فانطلق إلى المسجد‪ ،‬فاردد عل ّ‬
‫ى جواري ‪ ،‬قال ‪ :‬صدق ‪ ،‬قد وجدته وفيا كريم الجوار‪ ،‬ولكنى قد أحببت أن ل‬ ‫المسجد‪ ،‬فقال الوليد‪ :‬هذا عثمان قد جاء يرّد عل ّ‬
‫ل ‪ ،‬فقد رددت عليه جواَره ‪ ،‬ثم انصرف عثمان ‪ ،‬ولبيد ابن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلب في مجلس من قريش‬ ‫أستجير بغير ا ّ‬
‫ينشدهم ‪ ،‬فجلس معهم عثمان ‪ ،‬فقال لبيد‪:‬‬
‫ل*‬ ‫ل باط ُ‬
‫‪ * #‬أل كل شيٍء ما خل ا ّ‬
‫قال عثمان ‪ :‬صدقت ‪ .‬قال لبيد‪:‬‬
‫ل"‬‫ل نعيٍم ل محالَة زائ ُ‬‫‪ " #‬وك ّ‬
‫ل ما كان ُيؤَذى جليسكم ‪ ،‬فمتى حدث هذا‬ ‫قال عثمان ‪ :‬كذبت ‪ ،‬نعيم الجنة ل يزول ‪ .‬قال لبيد بن ربيعة ‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬وا ّ‬
‫فيكم ؟ فقال رجل من القوم ‪ :‬إن هذا سفيه في سفهاء معه ‪ ،‬قد فارقوا ديننا‪ ،‬فل تجدن في نفسك من قوله ‪ ،‬فرد عليه عثمان حتى‬
‫ل يابن‬‫ضرها‪ ،‬والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما وا ّ‬ ‫ي أمُرهما‪ ،‬فقام إليه ذلك الرجل فلطم عيَنه فخ ّ‬ ‫شِر َ‬
‫َ‬
‫ل إن عينى الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما‬ ‫أخي كانت عيُنك عما أصابها لغنية‪ ،‬لقد كنت في ذمٍة منيعة ‪ .‬قال ‪ :‬يقول عثمان ‪ :‬بل وا ّ‬
‫ل ‪ ،‬وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس ‪ ،‬فقال‬ ‫أصاب أختها في ا ّ‬

‫له الوليد‪ :‬هلم يابن أخى‪ ،‬إن شئت فعد إلى جوارك ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل‪.‬‬
‫سلمة بن عبدا ّ‬
‫ل‬ ‫ق بن َيسار عن َ‬ ‫سَلمة بن عبد السد‪ ،‬فحدثنى أبى ‪ :‬إسحا ُ‬ ‫أبو سلمة في جوار أبي طالب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأما أبو َ‬
‫بن عمر بن أبى سلمة أنه حدثه ‪ :‬أن أبا سلمة لما استجار بأبي طالب ‪ ،‬مشى إليه رجال من بنى مخزوم ‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أبا طالب ‪ ،‬لقد‬
‫ن أختي لم أمنع‬
‫ن أخيك محمدًا‪ ،‬فما لك ولصاحبنا تمنعه منا؟ قال ‪ :‬إنه استجار بى‪ ،‬وهو ابن أختي ‪ ،‬وإن أنا لم أمنع اب َ‬ ‫ت منا اب َ‬‫منع َ‬
‫ل لقد أكثرتم على هذا الشيخ ‪ ،‬ما تزالون تتواثبون عليه في جواِره من بين قومه ‪،‬‬ ‫ن أخى‪ ،‬فقام أبو لهب فقال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ،‬وا ّ‬ ‫اب َ‬
‫ل ما قام فيه ‪ ،‬حتى يبلغ ما أراد‪ .‬قال ‪ :‬فقالوا‪ :‬بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبَة‪ ،‬وكان لهم وليا‬ ‫ل لتنتهن عنه أو لنقومن معه في ك ّ‬ ‫وا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأبقوا على ذلك ‪ ،‬فطمع فيه أبو طالب حين سمعه يقول ما يقول ‪ ،‬ورجا أن يقوم معه‬ ‫وناصرا على رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪:‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال أبو طالب يحّرض أبا لهب على ُنصرِته ونصرة رسول ا ّ‬ ‫في شأن رسول ا ّ‬
‫عّمــــه لفي روضٍة ما إن ُيساُم الَمظالَما‬ ‫عَتْيبة َ‬
‫‪ #‬وإن امرًأ أبو ُ‬
‫ت سواَدك قائَما‬ ‫أبا ُمْعتب ثب ْ‬ ‫‪ #‬أقول له ‪ ،‬وأين منه نصيحتــي‬
‫سب بها إما َهبطت المواسما‬ ‫ُت َ‬ ‫خطـًة‬ ‫ت ُ‬ ‫ن الدهَر ما عش َ‬ ‫‪ #‬ول تقبل ّ‬
‫ق على العجِز لزما‬ ‫فإنك لم ُتخَل ْ‬ ‫ل العجِز غيَرك منهــُم‬ ‫ل سبي َ‬‫‪ #‬وو ّ‬
‫ف حتى ُيسالما‬
‫س َ‬
‫ب ُيعطى الخ ْ‬ ‫أخا الحر ِ‬ ‫صف وما ترى‬ ‫ب ُن ْ‬‫ب فإن الحر َ‬ ‫‪ #‬وحار ْ‬
‫ولم يخذلوك غانمًا أو ُمغاِرما‬ ‫ك عظيمـًة‬ ‫جُنوا علي َ‬‫‪ #‬وكيف ولم َي ْ‬
‫عقوقا ومأثما‬ ‫ل وَتْيمًا ومخزومًا ُ‬ ‫س وَنْوفـ ً‬ ‫ل عنا عبَد شم ٍ‬ ‫‪ #‬جزى ا ّ‬
‫جماعتنا كيما ينالوا المحاِرما‬ ‫‪ #‬بتفريِقهم من بعِد ُود وألَفـــٍة‬

‫شْعب قائما‬
‫ولما َتَرْوا يومًا لدى ال ّ‬ ‫ل ُنبَزى محمدًا‬
‫تا ّ‬
‫‪ #‬كذبتم وبي ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬نبزى ‪ :‬نسلب ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وبقى منها بيت تركناه ‪.‬‬
‫دخول أبى بكر في جوار ابن الدغنة ثم رده عليه ‪ :‬قال‬
‫ابن إسحاق ‪:‬‬
‫ل عنهما‪ ،‬حين ضاقت‬ ‫عروة عن عائشة رضى ا ّ‬ ‫ل عنه ‪ ،‬كما حدثني محمد بن ُمسلم الزهري عن ُ‬ ‫وقد كان أبو بكر الصديق رضي ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وأصحابه ما رأى‪ ،‬استأذن رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫عليه مكة وأصابه فيها الذى‪ ،‬ورأى من تظاهر قريش على رسول ا ّ‬
‫غّنة‪ ،‬أخو بني‬
‫صلى ال عليه وسلم في الهجرة فأذن له ‪ ،‬فخرج أبو بكر مهاجرًا‪ ،‬حتى إذا سار من مكة يوما أو يومين ‪ ،‬لقيه ابن الّد ُ‬
‫عبد مناة بن كنانة‪ ،‬وهو يومئذ سيد الحابيش‪.‬‬
‫خزيمة بن ُمدركة‪ ،‬وبنو المصطلق من خزاعة ‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والحابيش‪ :‬بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة‪ ،‬والهون بن ُ‬
‫سموا الحابيش للحلف ‪ .‬ويقال ‪ :‬ابن الّدغينة ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬تحالفوا جميعًا‪ ،‬ف ُ‬
‫غنة‪ :‬أين يا أبا بكر؟ قال ‪ :‬أخرجني‬
‫ل عنها قالت ‪ :‬فقال ابن الّد ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني الزهري ‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن عائشة رضى ا ّ‬
‫ب المعدوم ‪،‬‬
‫ل إنك لَتزين العشيرة‪ ،‬وتعين على النوائب ‪ ،‬وتفعل المعروف ‪ ،‬وُتكع ِ‬‫ي ‪ ،‬قال ‪ :‬ولَم ؟ فوا ّ‬
‫قومى وآذونى‪ ،‬وضيقوا عل ّ‬
‫ارجع فأنت في‬

‫ن له أحد‬‫جواري ‪ .‬فرجع معه ‪ ،‬حتى إذا دخل مكة‪ ،‬قام ابن الّدغنة فقال ‪ :‬يا معشر قريش؛ إني قد أجرت ابن أبى قحافة‪ ،‬فل يعرض ّ‬
‫إل ِلخير‪ .‬قالت ‪ :‬فكفوا عنه ‪.‬‬
‫جَمح ‪ ،‬فكان يصلى فيه ‪ ،‬وكان رجل رقيقا؟ إذا قرأ القرآن استبكى‪ .‬قالت ‪:‬‬ ‫قالت ‪ :‬وكان لبى بكر مسجد عند باب داره في بني ُ‬
‫فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء‪ ،‬يعجبون لما يَرْون من هيئته ‪ .‬قالت ‪ :‬فمشى رجال من قريش إلى ابن الّدغّنة‪ ،‬فقالوا‪ :‬يابن‬
‫جيُر هذا الرجل ليؤذَينا! إنه رجل إذا صلى وقرأ ما جاء به محمد يرق ويبكى؛ وكانت له هيئة ونحو؛ فنحن نتخوف‬ ‫الدغنة‪ ،‬إنك ُت ِ‬
‫على صبياننا ونسائنا وضعفتنا أن يفتنهم ؛ فأته فمْره أن يدخل بيته فليصنع فيه ما شاء‪ .‬قالت ‪ :‬فمشى ابن الدغنة إليه؛ فقال له ‪ :‬يا أبا‬
‫بكر؛ إني لم أجْرك لتؤذي قوَمك ؛ إنهم قد كرهوا مكاَنك الذي أنت فيه وتأذوا بذلك منك ‪ ،‬فادخل بيتك ‪ ،‬فاصنع فيه ما أحببت قال ‪:‬‬
‫ى جواري ؛ قال ‪ :‬قد رددته عليك قالت ‪ .‬فقام ابن الّدغّنة‪ ،‬فقال ‪ ،‬يا معشر‬‫ل ؟ قال فاردْد عل ّ‬
‫أَوأرد عليك جواَرك وأرضى بجوار ا ّ‬
‫ي جواري فشأنكم بصاحبكم ‪.‬‬ ‫قريش‪ ،‬إن ابن أبى قحافة قد رّد عل ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنى عبُد الرحمن بن القاسم ‪ ،‬عن أبيه القاسم ابن محمد‪ ،‬قال ‪ :‬لقيه سفيه من سفهاء قريش‪ ،‬وهو عامد إلى‬
‫الكعبة‪ ،‬فحثا على رأسه ترابًا‪ .‬قال ‪ :‬فمّر بأبي بكر الوليد بن المغيرة‪ ،‬أو العاص بن وائل ‪ .‬قال ‪ :‬فقال أبو بكر‪ :‬أل ترى إلى ما يصنع‬
‫ت ذلك بنفسك ‪ .‬قال ‪ :‬وهو يقول ‪ :‬أي رب ‪ ،‬ما أحلمك ! أي رب ‪ ،‬ما أحلمك ! أي رب ‪ ،‬ما أحلمك !‪.‬‬ ‫هذا السفيه ؟ قال ‪ :‬أنت فعل َ‬
‫حديث نقض الصحيفة‬
‫هشام بن عمرو يسعى في نقض الصحيفة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وبنو هاشم وبنو المطلب في منزلهم الذي تعاقدت فيه قريش‬
‫عليهم في الصحيفة التي كتبوها‪ ،‬ثم إنه قام في نقض تلك الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش علي بنى هاشم وبنى المطلب نفٌر من‬
‫سل بن‬ ‫حْ‬‫جَذيمة بن مالك بن ِ‬ ‫حبيب بن نصر بن ُ‬ ‫قريش‪ ،‬ولم ُيبل فيها أحد أحسن من بلء هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن ُ‬
‫ضلة بن هاشم بن عبد مناف لمه ‪ ،‬فكان هشام لبنى هاشم واصل‪ ،‬وكان ذا شرف في‬ ‫ي َن ْ‬‫عامر بن لؤي ‪ ،‬وذلك أنه كان ابن أخ ٍ‬
‫شْعب خلع‬ ‫ل‪ ،‬قد أوقره طعامًا حتى إذا أقبل به فم ال ّ‬ ‫شْعب لي ً‬ ‫قومه ‪ ،‬فكان ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬يأتي بالبعير‪ ،‬وبنو هاشم وبنو المطلب في ال ّ‬
‫شْعب عليهم ثم يأتى به قد أوقره بزًا أو برًا‪ ،‬فيفعل به مثل ذلك ‪.‬‬ ‫خطامه من رأسه ‪ ،‬ثم ضرب على جنبه ‪ ،‬فيدخل ال ّ‬
‫عمر بن مخزوم ‪ .‬وكانت أمه عاتكة بنت عبد‬ ‫ل بن ُ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إنه مشى إلى ُزهير بن أبى أمية بن المغيرة ابن عبدا ّ‬
‫ت ‪ ،‬ل ُيباعون ول ُيبتاع‬ ‫ب ‪ ،‬وَتنكح النساء‪ ،‬وأخواُلك حيث قد علم َ‬ ‫المطلب ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ُزهير‪ ،‬أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثيا َ‬
‫ل أبي الحكم بن هشام ‪ ،‬ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه‬ ‫ل أن لو كانوا أخوا َ‬ ‫منهم ‪ ،‬ول َينكحون ول ُينكح إليهم ؟ أما إني أحلف با ّ‬
‫ضها‬
‫ل لو كان معي رجل آخر لقمت في نق ِ‬ ‫منهم ‪ ،‬ما أجابك إليه أبدا‪ ،‬قال ‪ :‬ويحك يا هشام ! فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد‪ ،‬وا ّ‬
‫ضها‪،‬‬ ‫حتى أنق َ‬
‫قال ‪ :‬قد وجدت رجل قال ‪ :‬فمن هو؟ قال ‪ :‬أنا ‪ ،‬قال له ُزهير‪ :‬أبغنا رجل ثالثا‪.‬‬
‫ت أن يهلك بطنان من بنى عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش‬ ‫طِعم بن عدي ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا ُمطعم أقد رضي َ‬ ‫فذهب إلى الم ْ‬
‫ل لئن أمكنتموهم من هذه لتجدّنهم إليها منكم سراعا‪ ،‬قال ويحك ! فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد‪ ،‬قال ‪ :‬قد وجدت‬ ‫فيه ! أما وا ّ‬
‫ثانيا‪ ،‬قال ‪ :‬من هو؟ قال ‪ :‬أنا‪ ،‬فقال ‪ :‬أبغنا ثالثاَ‪ .‬قال ‪ :‬قد فعلت ‪ ،‬قال ‪ :‬من هو؟ قال ‪ُ :‬زَهير بن أبي أمية‪ ،‬قال أبغنا رابعا‪.‬‬
‫ختري بن هشام ‪ ،‬فقال له نحوًا مما قال للُمطعم ابن عدي ‪ ،‬فقال ‪ :‬وهل من أحد يعين على هذا؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬من‬ ‫فذهب إلى الَب ْ‬
‫هو؟ قال ‪ُ :‬زهير بن أبى أمية‪ ،‬والُمطم بن عدي ‪ ،‬وأنا معك ‪ ،‬قال أبغنا خامسا‪.‬‬
‫فذهب إلى َزْمَعة بن السود بن المطلب بن أسد‪ ،‬فكلمه وذكر له قرابتهم وحّقهم ‪ ،‬فقال له ‪ :‬وهل على هذا المر الذي تدعونى إليه‬
‫من أحد؟ قال ‪ :‬نعم ‪،‬ثم سّمى له القوم ‪.‬‬
‫ل بأعلى مكة‪ ،‬فاجتمعوا هنالك ‪ .‬فأجمعوا أمَرهم وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها‪ ،‬وقال‬ ‫فاّتعدوا خطم الحجون لي ً‬
‫حلة‪ ،‬فطاف بالبيت سبعا‪،‬‬ ‫ل من يتكلم ‪ .‬فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم ‪ ،‬وغدا ُزهير بن أبي أمية عليه ُ‬ ‫ُزهير‪ :‬أنا أبدؤكم ‪ ،‬فأكون أو َ‬
‫شّ‬
‫ق‬ ‫ل ل أقعُد حتى ُت َ‬ ‫ب ‪ ،‬وبنو هاشم هْلَكى ل يباع ول يبتاع منهم ‪ ،‬وا ّ‬ ‫ل مكة‪ ،‬أنأكل الطعام ونلبس الثيا َ‬ ‫ثم أقبل على الناس فقال ‪ :‬يا أه َ‬
‫هذه الصحيفة القاطعة الظالمة ‪.‬‬
‫ل أكذب ‪ ،‬ما رضينا كتابها حي ُ‬
‫ث‬ ‫ل ل ُتشق ‪ ،‬قال َزْمعة بن السود‪ :‬أنت وا ّ‬ ‫ت وا ّ‬‫قال أبو جهل ‪ :‬وكان في ناحية المسجد‪ :‬كذب َ‬
‫ُكتبت ‪ ،‬قال أبو البختري ‪ :‬صدق َزمعة‪ ،‬ل نرضى ما ُكتب فيها‪ ،‬ول نقّر به ‪ ،‬قال المطِعم بن عدي ‪ :‬صدقتما وكذب من قال غير‬
‫شوِور فيه بغير‬ ‫ل ‪َ ،‬ت ُ‬‫ي بلي ٍ‬
‫ضَ‬‫ل منها‪ ،‬ومما ُكتب فيها‪ ،‬قال هشام بن عمرو نحوأ من ذلك ‪ .‬فقال أبو جهل ‪ :‬هذا أمر ُق ِ‬ ‫ذلك ‪ ،‬نبرأ إلى ا ّ‬
‫ضة قد أكلتها‪ ،‬إل " باسمك اللهم"‪.‬‬ ‫طِعم إلى الصحيفة ليشّقها‪ ،‬فوجد الَر َ‬ ‫هذا المكان ‪ .‬وأبو طالب جالس في ناحية المسجد‪ ،‬فقام الم ْ‬
‫شلت يده فيما يزعمون ‪.‬‬ ‫شلت يد من كتب الصحيفة‪ :‬وكان كاتب الصحيفة منصور ابن عكرمة ‪ .‬ف ُ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ض أهل العلم ‪ :‬أن رسول ا ّ‬ ‫إخباره عليه الصلة والسلم بأكل الرضة الصحيفة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وذكر بع ُ‬
‫ل إل أثبتته فيها‪ ،‬ونفت منه‬ ‫ع فيها اسما هو ّ‬ ‫ل قد سلط الرضة على صحيفة قريش‪ ،‬فلم تد ْ‬ ‫وسلم قال لبي طالب ‪:‬يا عم؛ إن ربي ا ّ‬
‫ل ما يدخل عليك أحٌد ‪ ،‬ثم خرج إلى قريش‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬ ‫الظلم والقطيعة والبهتان؛ فقال ‪ :‬أرّبك أخبرك بهذا؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فوا ّ‬
‫معشر قريش ‪ ،‬إن ابن أخى أخبرني بكذا وكذا‪ ،‬فهلّم صحيفتكم ‪ ،‬فإن كان كما قال ابن أخى فانتهوا عن قطيعتنا‪ ،‬وانزلوا عما فيها‪،‬‬
‫وإن يكن كاذبا دفعت إليكم ابن أخى‪ ،‬فقال القوم ‪ :‬رضينا‪ .‬فتعاقدوا على ذلك ‪ .‬ثم نظروا‪ .‬فإذا هي كما‬

‫ل ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فزادهم ذلك شّرا‪ .‬فعند ذلك صنع الرْهط من قريش في نقض الصحيفِة ما صنعوا‪.‬‬
‫قال رسو ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما ُمزقت الصحيفة وبطل ما فيها‪ .‬قال أبو طالب ‪ ،‬فيما كان من أمر أولئك النفر الذين قاموا في نقضها‬
‫يمدحهم ‪:‬‬
‫س أْرَوُد‬
‫ل بالنا ِ‬
‫نأيهم وا ّ‬ ‫على‬ ‫صْنُع ربنا‬
‫حِرّينا ُ‬
‫‪ #‬أل هل أتى َب ْ‬
‫سد‬
‫ل ُمف ِ‬
‫ما لم َيْرضه ا ّ‬ ‫نكّ‬
‫ل‬ ‫وأ ْ‬ ‫‪ #‬فيخبرهم أن الصحيفَة ُمزقت‬
‫صَعد‬
‫سحر آخر الدهر َي ْ‬ ‫ف ِ‬‫ُيل َ‬ ‫ولم‬ ‫‪ #‬تراوحها إفك وسحر مجّمٌع‬
‫فطائرها في رأسها يتردد‬ ‫‪ #‬تداعى لها من ليس فيها بقرقر‬

‫‪ #‬وكانت كفاء رقعة بأثيمــة ليقطع منها ساعد ومقلد‬


‫عد‬‫صهم من خشيِة الشّر َتْر َ‬ ‫فرائ ُ‬ ‫ل المّكتين فيهربوا‬ ‫ن أه ُ‬
‫ظع ُ‬‫‪ #‬وَي ْ‬
‫جُد‬
‫حّرات يقلب أمــَره أيتِهم منهم عند ذاك وُين ِ‬ ‫‪ #‬وُيْتَرك َ‬
‫حُدج سهم وقوس وِمْرهد‬ ‫لها ُ‬ ‫شَبْين كتيبٌة‬
‫خَ‬‫‪ #‬وتصعد بين ال ْ‬
‫فِعزتنا في بطن مكة أتلُد‬ ‫ضار مكة عزه‬ ‫‪ #‬فمن َيَنش من ح ّ‬
‫فلم نْنفكك نزداد خيرًا وُنحمد‬ ‫س فيها قلئـل‬ ‫‪ #‬نشأنا بها والنا ُ‬
‫عد‬
‫إذا جعلت أيدي الُمفيضين تر َ‬ ‫س فضَلهم‬ ‫‪ #‬وُنطعم حتى يترك النا ُ‬
‫شد‬
‫ل يهدي لحزم وُير ِ‬ ‫حجون تتابعوا على م ِ‬ ‫ل رهطًا بال َ‬ ‫‪ #‬جزى ا ّ‬
‫مقاولٌة بل هم أعّز وأمجُد‬ ‫حجون كأنهم‬ ‫طِم ال َ‬
‫خ ْ‬‫‪ُ #‬قعودًا لدى َ‬
‫ع أحرُد‬ ‫ف الدر ِ‬‫ل صقر كأنــه إذا ما مشى في َرْفر ِ‬ ‫‪ #‬أعان عليها ك ّ‬
‫س يتوقُد‬
‫ي قاب ٍ‬ ‫شهاب بَكّف ْ‬‫ِ‬ ‫ب كأنه‬ ‫جّلى الخطو ِ‬ ‫‪ #‬جرى على ُ‬
‫سيم خسفًا وجُهه يترّبُد‬ ‫إذا ِ‬ ‫ي بن غالب‬ ‫‪ #‬من الكرمين من ُلؤ ّ‬
‫سَعد‬ ‫سَقى الَغماُم وُي ْ‬ ‫ج نصف ساِقه على وجِهه ُي ْ‬ ‫ل الّنجاد خار ٌ‬ ‫‪ #‬طوي ُ‬
‫شُد‬
‫حِ‬‫ف وي ْ‬ ‫ض على َمقَرى الضيو ِ‬ ‫ح ّ‬‫َي ُ‬ ‫ن سيــٍد‬‫‪ #‬عظيُم الرماِد سيٌد واب ُ‬
‫طفنا في البلِد وَيْمَهُد‬ ‫إذا نحن ُ‬ ‫‪ #‬ويبني لبناِء العشيرِة صالحـًا‬

‫سيرة ابن هشام‬


‫الجزء الثاني‬

‫صفحة ‪ - 224‬نهاية الجزء الثاني‬

‫ُيحمد ُ‬ ‫ثَ ّ‬
‫م‬ ‫أمره‬ ‫اللواء‬ ‫مبههههـرإ عظيم‬ ‫صلح كل ُ‬ ‫ظ بهذا ال ِ‬ ‫‪ #‬أل َ ّ‬
‫ُرقّد ُ‬ ‫الناس‬ ‫وسائر‬ ‫ل‬
‫مه َ ٍ‬ ‫َ‬ ‫على‬ ‫وا في ليلهم ثم أصبحوا‬ ‫ض ْ‬ ‫وا ما قَ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫‪ #‬قَ َ‬
‫ومحمد ُ‬ ‫بها‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫سر‬‫و ُ‬ ‫ن بيضاء راضيها ً‬ ‫لب َ‬ ‫م َرجعوا سه َ‬ ‫‪#‬ه ُ‬
‫نتودد ُ‬ ‫قبَلها‬ ‫قديما ً‬ ‫وكنا‬ ‫رنهها‬ ‫جل أم ِ‬ ‫م في ُ‬ ‫شرك القوا ُ‬ ‫‪ #‬متى ُ‬
‫نتشدد ُ‬ ‫ول‬ ‫شئنا‬ ‫ما‬ ‫ة وندرك‬ ‫قّر ظلمههههه ً‬ ‫‪ #‬وكنا قديما ل ن ِ‬
‫غد‬ ‫به‬ ‫يجيُء‬ ‫فيما‬ ‫لكم‬ ‫سكههم وهل‬ ‫ي هل لكم في نفو ِ‬ ‫قص ّ‬ ‫‪ #‬فيا ل َ ُ‬
‫أسود ُ‬ ‫تكلمت‬ ‫لو‬ ‫ن‬
‫البيا ُ‬ ‫لديك‬ ‫‪ #‬فإني وإياكم كما قال قائههههل‬
‫ما رثى به حسان المطعم بن عدي وذكره نقضه الصسحيفة ‪ :‬وقههال حسسان‬
‫بن ثابت ‪ :‬يبكى المط ِْعم بن عدي حين مات ‪ ،‬ويذكر قيامه في نقض الصحيفة ‪:‬‬
‫ما‬ ‫بدمٍع وإن أنَزفِْته فاسكبي الد َ‬ ‫ن فابكي سيد َ القوم ِ واسفحي‬ ‫‪ #‬أيا عي ُ‬
‫تكلما‬ ‫ما‬ ‫له‬ ‫ً‬ ‫معروفا‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫مشعرين كلْيهمها‬ ‫م ال ُ‬ ‫كى عظي َ‬ ‫‪ #‬وب ّ‬
‫مط ْعِ َ‬
‫ما‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ده اليو َ‬ ‫س ‪،‬أبقى مج ُ‬ ‫من النا ِ‬
‫‪#‬فلو كان مجد ٌ ُيخلد الدهَر واحهدا ً‬
‫ما‬ ‫حَر َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫مه ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫لي‬ ‫ما‬ ‫دك‬‫ل الّله منهم فأصبحوا عبي َ‬ ‫ت رسو َ‬ ‫‪ #‬أجر َ‬
‫ما‬ ‫جْرهُ َ‬ ‫ُ‬ ‫بقيةِ‬ ‫باقي‬ ‫أو‬ ‫ن‬‫وقحطا ُ‬ ‫رهههها‬‫معَد ّ بأس ِ‬ ‫ت عنه َ‬ ‫سئل ْ‬‫‪ #‬فلو ُ‬
‫مما‬ ‫تذ ّ‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫يوما ً‬ ‫وذمُته‬ ‫فَرةِ جههاره‬ ‫خ ْ‬‫‪ #‬لقالوا هو الموِفي ب ُ‬
‫ما‬‫على مثِله فيهم أعَّز وأعظ َ‬ ‫س المنيرةُ فوَقههم ٍ‬ ‫‪ #‬فما تطلعُ الشم ُ‬
‫أظلما‬ ‫اللي ُ‬
‫ل‬ ‫إذا‬ ‫جار‬ ‫عن‬ ‫م‬
‫ن شيمهههة وأنو َ‬ ‫‪ #‬وآَبى إذا يأبى وأْلي َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله "كليهما " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫ل صلي ال عليه وسلم لما انصرف عن أهل الطائف ‪ ،‬ولم‬ ‫ل منهم "‪ ،‬فإن رسول ا ّ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬وأما قوله ‪ " :‬أجْرت رسول ا ّ‬
‫يجيبوه إلى ما دعاهم إليه ‪ ،‬من تصديقه ونصرته ‪ ،‬صار إلى حراء‪ ،‬ثم بعث إلى الخنس بن شريق ليجيره ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا حليف ‪،‬‬
‫طِعم بن عدي فأجابه إلى‬‫سهيل ابن عمرو‪ ،‬فقال ‪ :‬إن بنى عامر ل تجير على بني كعب ‪ .‬فبعث إلى الم ْ‬
‫والحليف ل يجير‪ .‬فبعث إلى ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم أن أدخل ‪ ،‬فدخل رسول‬ ‫ل بيته ‪ ،‬وخرجوا حتى أتوا المسجد‪ ،‬ثم بعث إلى رسول ا ّ‬
‫ذلك ‪ ،‬ثم تسلح المطعم وأه ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فطاف بالبيت وصلى عنده ‪ ،‬ثم انصرف إلى منزله ‪ .‬فذلك الذي يعني حسان بن ثابت ‪.‬‬ ‫ا ّ‬
‫ن بن ثابت أيضا‪ :‬يمدح هشام بن عمرو‬ ‫حسان يمدح هشام بن عمرو لقيامه في نقض الصحيفة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسا ُ‬
‫لقيامه في الصحيفة ‪:‬‬

‫جواُر هشام‬‫عْقدًا كما أْوَفى ِ‬


‫َ‬ ‫ن بنو أميَة ذمًة من معشر‬
‫‪ #‬هل ُيوفي ّ‬
‫خام‬
‫سَ‬‫حَبّيب ابن ُ‬
‫للحارث بن ُ‬ ‫‪ #‬من معشر ل َيْغِدرون بجاِرهم‬
‫لَم‬
‫أوَفْوا وأّدْوا جاَرهم بس َ‬ ‫ل أجاروا ذمًة‬‫سٍ‬
‫حْ‬
‫‪ #‬وإذا بنو ِ‬
‫سحام ‪.‬‬
‫وكان هشام أحد ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬سخام ‪.‬‬

‫وسي‬
‫إسلم الطفيل بن عمرو الدّ ْ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬على ما يرى من قومه ‪ ،‬يبذل لهم‬ ‫لا ّ‬
‫قريش تحذره من استماعه للرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسو ُ‬
‫ل منهم يحّذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب ‪.‬‬ ‫النصيحة‪ ،‬ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه ‪ .‬وجعلت قريش ‪ ،‬حين منعه ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بها‪ ،‬فمشى إليه رجال من قريش ‪ ،‬وكان‬ ‫عمرو الدوسي يحدث ‪ :‬أنه قدم مكَة ورسول ا ّ‬ ‫طَفْيل بن َ‬
‫وكان ال ّ‬
‫ضل بنا‪ ،‬وقد فّرق‬
‫طفيل رجل شريفًا شاعرًا لبيبًا‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬يا طفيل ‪ ،‬إنك قدمت بلَدنا‪ ،‬وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أع َ‬ ‫ال ّ‬
‫ل وبين أخيه ‪ ،‬وبين الرجل وبين زوجِته ‪ ،‬وإنا‬ ‫ن الرج ِ‬ ‫ن أبيه ‪ ،‬وبي َ‬
‫ل وبي َ‬
‫جماعتنا‪ ،‬وشّتت أمرنا‪ ،‬وإنما قوله كالسحِر يفّرق بين الرج ِ‬
‫ن منه شيئا‪.‬‬
‫نخشى عليك وعلى قوِمك ما قد دخل علينا‪ ،‬فل تكلمّنه ول تسمع ّ‬
‫ت أن ل أسمع منه شيئا ول أكلمه ‪ ،‬حتى حشو ُ‬
‫ت‬ ‫ل ما زالوا بي حتى أجمع ُ‬ ‫استماعه للرسول صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال ‪ :‬فوا ّ‬
‫سفًا َفَرقًا من أن يبلغني شىء من قوله ‪ ،‬وأنا ل أريد أن َأسمَعه ‪ .‬قال ‪ :‬فغدْوت إلى المسجِد‪ ،‬فإذا‬ ‫في أذني حين غدوت إلى المسجد ُكْر ُ‬
‫ض قوِله ‪ .‬قال ‪ :‬فسمعت‬ ‫ل إل أن يسمعني بع َ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم قائٌم يصلى عند الكعبة ‪ .‬قال ‪ :‬فقمت منه قريبًا‪ ،‬فأبى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ن من القبيح ‪ ،‬فما يمنعني أن أسمَع‬ ‫ى الحس ُ‬
‫ل إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى عل ّ‬ ‫ل أمي‪ ،‬وا ّ‬ ‫ت في نفسي ‪ :‬واُثْك َ‬‫سنًا‪ .‬قال ‪ :‬فقل ُ‬
‫كلمًا حَ َ‬
‫من هذا الرجل ما يقول ! فإن كان الذي يأتي به حسنًا قبلته ‪ ،‬وإن كان قبيحًا تركته‪.‬‬

‫ل صلى ال عليه وسلم إلى بيته فاتبعته ‪ ،‬حتى إذا دخل بيته دخلت عليه ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬ ‫إسلم الطفيل ‪ :‬قال ‪ :‬فمكثت حتى انصرف رسول ا ّ‬
‫سف لئل أسمَع قولك ‪،‬‬ ‫سددت أذني بُكْر ُ‬ ‫ل ما َبرحوا يخّوفونني أمَرك حتى َ‬ ‫يا محمد‪ ،‬إن قوَمك قد قالوا لي كذا وكذا‪ ،‬للذي قالوا ؛ فوا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫ى رسول ا ّ‬ ‫ي أمَرك ‪ .‬قال ‪ :‬فعرض عل ّ‬ ‫ل حسنًا‪ ،‬فاعرض عل ّ‬ ‫ل إل أن ُيسمعني قوَلك ‪ ،‬فسمعته قو ً‬ ‫ثم أبي ا ّ‬
‫ق‪،‬‬‫ت وشهدت شهادة الح ّ‬ ‫ل منه ‪ .‬قال ‪ :‬فأسلم ُ‬‫ن منه ‪ ،‬ول أمراً أعد َ‬ ‫ط أحس َ‬‫لق ّ‬ ‫ل ما سمعت قو ً‬ ‫ى القرآن ‪ ،‬فل وا ّ‬ ‫السلَم ‪ ،‬وتل عل ّ‬
‫ل لي آيًة تكون لي عونًا‬ ‫ل أن يجع َ‬‫عا ّ‬ ‫لسلم ‪ ،‬فاد ُ‬ ‫ع في قومي وأنا راجع إليهم ‪ ،‬وداعيهم إلى ا ِ‬ ‫ل ‪ ،‬إني امرؤ مطا ٌ‬ ‫وقلت ‪ :‬يا نبي ا ّ‬
‫ل له آيًة‪.‬‬
‫عليهم فيما أدعوهم إليه فقال ‪ :‬اللهم اجع ْ‬
‫ي مثل‬
‫ت إلى قومي ‪ ،‬حتى إذا كنت ِبَثنّية ُتطلعني على الحاضر وقع نور بين عين ّ‬ ‫آية للطفيل ليصدقه قومه ‪ :‬قال ‪ :‬فخرج ُ‬
‫ت في وجهي لفراقي ديَنهم قال ‪ :‬فتحول فوقع في رأس‬ ‫المصباح ؛ فقلت ‪ :‬اللهم في غير وجهي ‪ ،‬إني أخشى أن يظنوا أنها ُمْثلٌة وقع ْ‬
‫سْوطي كالقنديل المعّلق ‪ ،‬وأنا أهبط إليهم من الّثنيِة‪ ،‬قال ‪ :‬حتى جئُتهم‬ ‫سوطي ‪ .‬قال ‪ :‬فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في َ‬
‫ت فيهم ‪.‬‬ ‫فأصبح ُ‬
‫ت منك ولس َ‬
‫ت‬ ‫ك عنى يا أبت ‪ ،‬فلس ُ‬ ‫طفيل وزوجه ‪ :‬قال ‪ :‬فلما نزلت أتاني أبي ‪ ،‬وكان شيخًا كبيرًا‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إلي َ‬ ‫إسلم والد ال ّ‬
‫ت وَتابعت دين محمد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ‪ :‬أي بني ‪ ،‬فديني ديُنك ؛ قال ‪ :‬فقلت ‪:‬‬ ‫منى قال ‪ :‬ولم يا بنى؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أسلم ُ‬
‫فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ‪ ،‬ثم تعال حتى أعلمك ما علمت ‪ .‬قال ‪ :‬فذهب فاغتسل ‪ ،‬وطهر ثيابه ‪ .‬قال ‪ :‬ثم جاء فعرضت عليه‬
‫السلم ‪ ،‬فأسلم ‪.‬‬
‫ت مني ؟ قالت ‪ :‬لم ؟ بأبي أنت وأمي؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬قد فرق بيني‬ ‫ت منك ولس ِ‬ ‫ت ‪ :‬إليك عنى‪ ،‬فلس ُ‬ ‫قال ‪ :‬ثم أتتني صاحبتي ‪ ،‬فقل ُ‬
‫شَرى ‪ -‬قال ابن‬ ‫حَنا ِذي ال ّ‬
‫ن محمد صلى ال عليه وسلم ؛ قالت ‪ :‬فديني دينك ؛ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فاذهبي إلى ِ‬ ‫ت دي َ‬
‫لسلُم ‪ ،‬وتابع ُ‬ ‫وبيَنك ا ِ‬
‫شَرى ‪ -‬فتطهري منه ‪.‬‬ ‫حَمى ذي ال ّ‬‫هشام ‪ :‬ويقال ‪ِ :‬‬
‫شل من ماء يهبط من جبل ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬وكان ذو الشرى صنمًا لدوس ‪ ،‬وكان الحمى حمى حموه له ‪ ،‬وبه َو َ‬
‫ت فاغتسلت ‪ ،‬ثم‬ ‫صْبية من ذي الشرى شيئًا؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل‪ ،‬أنا ضامن لذلك ‪ ،‬فذهب ْ‬ ‫قال ‪ :‬فقالت ‪ :‬بأبي أنت وأمي‪ ،‬أتخشى على ال ّ‬
‫لسلم ‪ ،‬فأسلمت ‪.‬‬ ‫ت عليها ا ِ‬‫جاءت فعرض ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بمكة فقلت له ‪ :‬يا‬ ‫ى‪ ،‬ثم جئت رسول ا ّ‬ ‫لسلم ‪ ،‬فأبطئوا عل ّ‬ ‫لسلم ‪ :‬ثم دعوت َدْوسًا إلى ا ِ‬ ‫دعاؤه قومه ل ِ‬
‫ل عليهم ؟ فقال ‪ :‬اللهم اهِد دوسًا‪ ،‬ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم ‪ .‬قال ‪ :‬فلم أزل‬ ‫عا ّ‬‫ل ‪ ،‬إنه قد غلبنى على دوس الّزنا‪ ،‬فاد ُ‬ ‫نبى ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى المدينة‪ ،‬ومضى بدر وأحد والخندق ‪ ،‬ثم قدمت‬ ‫لسلم حتى هاجر رسول ا ّ‬ ‫بأرض دوس أدعوهم إلى ا ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بخيبر‪ ،‬حتى نزلت المدينة بسبعين‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم بمن أسلم معي من قومي ‪ ،‬ورسول ا ّ‬ ‫على رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بخيبر‪ ،‬فأسهم لنا مع المسلمين ‪.‬‬ ‫أو ثمانين بيتًا من َدْوس ‪ ،‬ثم لحقنا برسول ا ّ‬
‫ل عليه مكة‪،‬‬‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬حتى إذا فتح ا ّ‬ ‫ثم لم أزل مع رسول ا ّ‬
‫حَممة حتى أحرقه ‪.‬‬ ‫عمرو بن ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ابعثني إلى ذي الكفين ‪ ،‬صنم َ‬ ‫قال ‪ :‬قلت يا رسول ا ّ‬
‫إحراق صنم ذي الكفين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فخرج إليه ‪ ،‬فجعل طفيل يوقد عليه النار ويقول ‪:‬‬
‫ت من عباِدكا ميلُدنا أقدُم من ميلِدكا‬ ‫‪ #‬يا ذا الكفين لس ُ‬
‫ت الناَر في فؤاِدكا‬
‫‪ #‬إني حشو ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فكان معه بالمدينة حتى قبض‬ ‫جهاده معه صلى ال عليه وسلم وموته ‪ :‬قال ‪ :‬ثم رجع إلى رسول ا ّ‬
‫طَلْيحة‪ ،‬ومن أرض نجد‬ ‫ل رسوَله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فلما ارتدت العرب ‪ ،‬خرج مع المسلمين ‪ ،‬فسار معهم حتى فرغوا من ُ‬ ‫ا ّ‬
‫كلها‪ .‬ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة‪ ،‬ومعه ابنه عمرو بن الطفيل ‪ ،‬فرأى رؤيا وهو متوجه إلى اليمامة‪ ،‬فقال لصحابه ‪ :‬إني قد‬
‫جها‪ ،‬وأرى ابنى‬‫ى طائر‪ ،‬وأنه لقيتنى امرأة فأدخلتني في فر ِ‬ ‫حلق ‪ ،‬وأنه خرج من فم ٍ‬ ‫رأيت رؤيا فاعبُروها لي‪ ،‬رأيت أن رأسي ُ‬
‫ل فقد أولتها‪ :‬قالوا‪ :‬ماذا؟ قال ‪ :‬أما حلق رأسي فوضعه ‪ ،‬وأما الطائر‬ ‫حبس عنى؛ قالوا‪ :‬خيرا؛ قال ‪ :‬أما أنا وا ّ‬ ‫يطلبني حثيثا ثم رأيته ُ‬
‫الذي خرج من فمى فروحى‪ ،‬وأما المرأة التي أدخلتني فرجها فالرض ُتحفر لي‪ ،‬فأغيب فيها‪ ،‬وأما طلب ابنى إياي ثم حبسه عنى‪،‬‬
‫ل شهيدا باليمامة‪ ،‬وجرح ابنه جراحة شديدة‪ ،‬ثم استبل منها‪ ،‬ثم قتل عام‬ ‫فإني أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابنى ‪ .‬فُقتل رحمه ا ّ‬
‫اليرموك في زمن عمر رضي ال عنه شهيدا‪.‬‬
‫قصة أعشى بني قيس بن ثعلبة‬
‫سدوسى وغيره من مشايخ بكر بن وائل من أهل‬‫قدومه على الرسول ومدحه ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬حدثني خلد ابن ُقّرة بن خالد ال ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم يريد‬‫عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ‪ ،‬خرج إلى رسول ا ّ‬ ‫العلم ‪ :‬أن أعشى بنى قيس بن ثعلبة بن ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫السلم ‪ ،‬فقال يمدح رسول ا ّ‬
‫دا‬‫مسهّ َ‬ ‫ُ‬ ‫م‬‫السلي ُ‬ ‫بات‬ ‫كما‬ ‫ت‬
‫وب ِ ّ‬ ‫دا‬
‫ة أرم َ‬ ‫ض عيناك ليل َ‬
‫ألم تغتم ْ‬ ‫‪#‬‬
‫مهددا َ‬ ‫ة‬
‫خل َ‬ ‫اليوم‬ ‫َ‬
‫قبل‬ ‫ت‬
‫تناسي َ‬ ‫ق النساِء وإنما‬ ‫وما ذاك من عش ِ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬ ‫فأفس َ‬ ‫عاد‬ ‫كفاى‬ ‫ت‬
‫أصلح ْ‬ ‫إذا‬ ‫ولكن أرى الدهَر الذي هو خائن‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬‫ترد َ‬ ‫كيف‬ ‫الدهُر‬ ‫هذا‬ ‫ّ‬
‫كهول ً وشبانا فقدت وثهههروة فللهِ‬ ‫ُ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬ ‫مر َ‬‫وأ ْ‬ ‫ت‬‫شب ُ‬ ‫حين‬ ‫وكهل ً‬ ‫وليدا ً‬ ‫ل مذ أنا يافع‬ ‫وما زلت أبغي الما َ‬ ‫‪#‬‬
‫خدا‬ ‫صْر َ‬‫ف َ‬ ‫جْير‬
‫الن ّ َ‬ ‫ن‬
‫بي َ‬ ‫ما‬ ‫ة‬
‫مساف َ‬ ‫س المراقي َ‬
‫ل ت ُْغتلهي‬ ‫وأبتذ ُ‬
‫ل الِعي َ‬ ‫‪#‬‬

‫دا‬‫وع َ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬ ‫ب‬‫يثر َ‬ ‫ل‬ ‫أه ِ‬ ‫في‬ ‫لها‬ ‫فإن‬ ‫ت‬
‫ممههه ْ‬ ‫أل أيهذا السائلى أين ي َ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫أصعدا‬ ‫ث‬
‫فى عن العشى به حي ُ‬ ‫ح ِ‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ب سائهه ٍ‬ ‫فإن تسألي عني فيا ُر ّ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬ ‫حر َ‬ ‫أ ْ‬ ‫غيَر‬ ‫ً‬ ‫لينا‬ ‫ً‬ ‫خنافا‬‫ِ‬ ‫يداها‬ ‫ت‬
‫ت برجليها النجاَء وراجعه ْ‬ ‫أجد ّ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬ ‫صي َ‬ ‫أ ْ‬ ‫الظهيرةِ‬ ‫حْرباَء‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫خل ْ َ‬‫ِ‬ ‫إذا‬ ‫جَرفِّيههة‬ ‫جَرت عَ ْ‬ ‫وفيها إذا ما ه ّ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬
‫محم َ‬ ‫ُتلقي‬ ‫حتى‬ ‫فى‬‫ح ً‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫ول‬ ‫ة‬
‫كللهه ٍ‬ ‫ت ل أرثى لها من ُ‬ ‫فآلي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫دى‬ ‫نَ َ‬ ‫فواضِله‬ ‫من‬ ‫قى‬ ‫وت َل ْ َ‬ ‫ن هاشم ُتراحي‬ ‫ب اب َ‬ ‫خي عند َ با ِ‬ ‫متى ما ت َُنا ِ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬ ‫وأْنج َ‬ ‫البلدِ‬ ‫في‬ ‫ري‬ ‫م ِ‬‫ل َعَ ْ‬ ‫كههُره أغار‬ ‫نبّيا يرى ما ل ترْون وذِ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬ ‫غ َ‬ ‫مانَعه‬ ‫اليوم ِ‬ ‫عطاءُ‬ ‫ب وناِئهههل وليس‬ ‫له صدقات ما تغِ ّ‬ ‫‪#‬‬

‫دا‬‫شه َ‬ ‫صى وأ ْ‬ ‫ث أو ْ َ‬ ‫للهِ حي ُ‬ ‫ى ا ِ‬ ‫نب ّ‬ ‫صاة َ محمههدٍ‬ ‫دك لم تسمعْ وَ َ‬ ‫ج ّ‬


‫أ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬‫ت ََزوّ َ‬ ‫َقد‬ ‫من‬ ‫ت‬‫المو ِ‬ ‫بعد َ‬ ‫ت‬
‫ِولقي ْ َ‬ ‫قى‬ ‫ل بزادٍ من الت ّ َ‬ ‫إذا أنت لم ترح ْ‬ ‫‪#‬‬
‫صدا‬ ‫ت الذي كان أْر َ‬ ‫صد ُ للمو ِ‬ ‫فت ُْر ِ‬ ‫ن كمثِلهه‬ ‫ت على أن ل تكو َ‬ ‫ندم َ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬ ‫ص َ‬
‫ف ِ‬ ‫لت ُ ْ‬ ‫ً‬ ‫حديدا‬ ‫ً‬ ‫سهما‬ ‫تأخذ َ ْ‬
‫ن‬ ‫ت ل تقربّنههههها ول‬ ‫فإياك والميَتا ِ‬ ‫‪#‬‬
‫فاعبدا‬ ‫والله‬ ‫ن‬
‫الوثا َ‬ ‫تعبد‬ ‫ول‬ ‫ُ‬
‫صب المنصوب ل تنسكّنه‬ ‫ول الن ّ َ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬
‫تأب َ‬ ‫أو‬ ‫ن‬
‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫فان ْك َ‬ ‫ً‬ ‫حراما‬ ‫سّرهههها عليك‬ ‫حّرةً كان ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫قَرب ْ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬‫المقي ّ َ‬ ‫السير‬ ‫ول‬ ‫لعاقبةٍ‬ ‫قطعَّنهه‬ ‫قْرَبى فل ت َ ْ‬ ‫حم ِ ال ُ‬‫وذا الر ِ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬ ‫فاحم َ‬ ‫ّ‬
‫والله‬ ‫ن‬‫مدِ الشيطا َ‬ ‫ح َ‬ ‫تَ ْ‬ ‫حى ول‬‫ض َ‬
‫ت وال ّ‬ ‫ن العشيا ِ‬ ‫وسّبح عِلى حي ِ‬ ‫‪#‬‬
‫دا‬
‫مخل ِ َ‬ ‫ن الما َ‬
‫ل للمرِء ُ‬ ‫سب َ ّ‬
‫ول تح َ‬ ‫ة‬
‫ضراَر ٍ‬
‫س ذي َ‬
‫ن من بائ ٍ‬
‫سخَر ْ‬
‫‪ #‬ولت ْ‬

‫ض المشركين من قريش ‪،‬‬ ‫نهاية العشى ‪ :‬فلما كان بمكة أو قريبا منها‪ ،‬اعترضه بع ُ‬
‫فسأله عن أمره فأخبره أنه جاء يريد رسول الّله صلى الله عليه وسلم ليسهلم ‪ ،‬فقهال‬
‫له ‪ :‬يا أبا بصير‪ ،‬إنه يحّرم الزنا‪ ،‬فقال العشههى‪ :‬والل ّههه إن ذلههك لمههر مهها لههي فيههه مههن‬
‫أَرب ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا أبا بصير‪ ،‬فإنه يحرم الخمر‪ ،‬فقال العشى‪ :‬أما هذه فههوالّله إن فههي‬
‫سههلم ‪،‬‬
‫النفههس منههها لُعللت ‪ ،‬ولكنههى منصههرف فههأترّوى منههها عههامى هههذا‪ ،‬ثههم آتيههه فأ ْ‬
‫فانصرف فمات في عامه ذلك ‪ ،‬ولم ي َعُد ْ إلى رسول الّله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬
‫أبو جهل ُيذل للرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد كان عدو ال أبو جهل بن هشام مع عداوته لرسول ا ّ‬
‫ل له إذا رآه‪.‬‬
‫وبغضه إياه ‪ ،‬وشدته عليه ‪ُ ،‬يذّله ا ّ‬
‫لراشي‬
‫أبو جهل وا ِ‬
‫ل بن أبي سفيان الثقفى‪ ،‬وكان واعيًة‪ ،‬قال ‪ :‬قدم‬‫مماطلة أبي جهل اِلراشي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبُد الملك بن عبد ا ّ‬
‫رجل من ِإَراش ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال إراشة ‪ -‬بإبل له مكة‪ ،‬فابتاعها منه أبو جهل فمطله بأثمانها‪ .‬فأقبل الراشي حتى وقف على‬
‫ل صلى ال عليه وسلم في ناحية المسجد جالس ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬من رجل يؤدينى على أبي الحكم‬ ‫ناٍد من قريش ‪ ،‬ورسول ا ّ‬
‫بن هشام فإنى‬
‫ل صلى ال‬ ‫رجل غريب ‪ ،‬ابن سبيل ‪ ،‬وقد غلبنى على حقى؟ قال ‪ :‬فقال له أهل ذلك المجلس ‪ :‬أترى ذلك الرجل الجالس – لرسول ا ّ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وهم يهزءون به لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة ‪ -‬اذهب إليه فإنه يؤديك عليه ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا عبد ال إن أبا‬ ‫الرسول ينصف الراشى من أبي جهل ‪ :‬فأقبل الراشي حتى وقف على رسول ا ّ‬
‫الحكم بن هشام قد غلبنى على حق لي ِقَبَله ‪ ،‬وأنا رجل غريب ابن سبيل ‪ ،‬وقد سألت هؤلء القوم عن رجل يؤدينى عليه ‪ ،‬يأخذ لي‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلما‬ ‫ق إليه ‪ ،‬وقام معه رسول ا ّ‬‫ل؛ قال ‪ :‬انطل ْ‬‫حقى منه ‪ ،‬فأشاروا لي إليك ‪ ،‬فخذ لي حقى منه ‪ ،‬يرحمك ا ّ‬
‫رأوه قام معه ‪ .‬قالوا لرجل ممن معهم ‪ :‬اتَبْعه ‪ ،‬فانظر ماذا يصنع ‪.‬‬
‫ى‪ ،‬فخرج‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه ‪ .‬فقال ‪ :‬من هذا؟ قال ‪ :‬محمد‪ ،‬فاخرج إل ّ‬ ‫قال ‪ :‬وخرج رسول ا ّ‬
‫ح حتى أعطَيه الذي له ‪ ،‬قال ‪ :‬فدخل ‪،‬‬ ‫إليه وما في وجهه من رائحة‪ ،‬قد انُتقع لوُنه ‪ ،‬فقال ‪ :‬اعط هذا الرجل حقه؛ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ل تبر ْ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وقال للراشى الحق بشأنك ‪ ،‬فأقبل الراشى حتى وقف على ذلك‬ ‫فخرج إليه قال ‪ :‬ثم انصرف رسول ا ّ‬
‫ل أخذ لي حقي ‪.‬‬‫ل خيرًا‪ ،‬فقد وا ّ‬‫المجلس ‪ ،‬فقال ‪ :‬جزاه ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال ‪ :‬وجاء الرجل الذي بعثوا معه فقالوا‪ :‬ويحك ! ماذا رأيت ؟ قال‬ ‫ما خافه أبو جهل من رسول ا ّ‬
‫عجبًا من العجب‬
‫حه فقال له ‪ :‬أعط هذا حقه فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ل تبرح حتى أخرج إليه حقه ‪.‬‬ ‫ل ما هو إل أن ضرب عليه باَبه ‪ ،‬فخرج إليه وما معه رِو ُ‬ ‫وا ّ‬
‫ط!‬‫ل ما رأينا مثل ما صنعت ق ّ‬ ‫فدخل فخرج إليه بحقه ‪ ،‬فأعطاه إياه ‪ .‬قال ‪ :‬ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء‪ ،‬فقالوا‪ :‬ويلك ! ما لك ؟ وا ّ‬
‫ى بابي ‪ ،‬وسمعت صوته ‪ ،‬فملئت رعبًا‪ ،‬ثم خرجت إليه ‪ ،‬وإن فوق رأسه لفحل من‬ ‫ل ما هو‪ .‬إل أن ضرب عل ّ‬ ‫قال ‪ :‬ويحكم وا ّ‬
‫ل لو أبيت لكلني ‪.‬‬ ‫صرته ‪ ،‬ول أنيابه لفحل قط ‪ ،‬وا ّ‬ ‫البل ‪ ،‬ما رأيت مثل هامته ‪ ،‬ول َق َ‬
‫أمر ركانة المطلسسبي ومصسسارعته النسسبى صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم مسسن‬
‫معجزاته صلى الله عليه وسلم‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬وحههدثني أبههي‪ :‬إسههحاق بههن‬
‫يسار قال‪ :‬كان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد منههاف بههن أشههد‬
‫قريش؛ فخل يوما برسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض شعاب مكههة‪ ،‬فقههال لههه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ياركانة‪ ،‬أل تتقى الله وتقبههل مهها أدعههوك إليههه؟ قههال‪:‬‬
‫إني لو أعلم أن الذي تقول حق ل تبعتك؛ فقال له رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ‪:‬‬
‫أفرأيت إن صرعتك؛ أتعلم أن ما أقول حق؟ قال‪ :‬نعم قال‪ :‬فقم حتى أصارعك‪ .‬قههال ‪:‬‬
‫فقام إليه ركانة يصارعه فلما بطش به رسول الله صلى الله عليه وسلم أضجعه‪ ،‬وهههو‬
‫ل يملك من نفسه شيئًا‪ ،‬ثم قال‪ :‬عد يا محمد ‪ ،‬فعاد فصرعه‪ ،‬فقال – يا محمد والله إن‬
‫هذا للعجب أتصرعنى؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬وأعجب من ذلك‬
‫ل واتبعت أمري ؛ قال ‪ :‬ما هو؟ قال ‪ :‬أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتينى‪ ،‬قال ‪ :‬ادعها‪ ،‬فدعاها‪،‬‬‫إن شئت أن أريكه ‪ ،‬إن اتقيت ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال ‪ :‬فقال لها ارجعى إلى مكانك ‪ .‬قال ‪ :‬فرجعت إلى مكانها‪.‬‬‫فأقبلت حتى وقفت بين يدي رسول ا ّ‬
‫ط ‪ ،‬ثم‬
‫ل ما رأيت أسحر منه َق ّ‬
‫ل الرض ‪ ،‬فوا ّ‬ ‫قال ‪ :‬فذهب ُركانة إلى قومه فقال ‪ :‬يا بنى عبد مناف ‪ ،‬ساحروا بصاحبكم أه َ‬
‫أخبرهم بالذي رأى والذي صنع ‪.‬‬
‫قدوم وفد النصارى من الحبشة‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو بمكة‪ ،‬عشرون رجل أو‬ ‫أبو جهل يحاول ردهم عن السلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قدم على رسول ا ّ‬
‫قريب من ذلك من النصارى حين بلغهم خبره من الحبشة‪ .‬فوجدوه في المسجد‪ ،‬فجلسوا إليه وكلموه وسألوه ‪ ،‬ورجال من قريش في‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى ال‬
‫ل صلى ال عليه وسلم عما أرادوا دعاهم رسول ا ّ‬ ‫أنديتهم حول الكعبة‪ ،‬فلما فرغوا من مسألة رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬وآمنوا به وصدقوه ‪ ،‬وعرفوا منه ما‬ ‫عز وجل وتل عليهم القرآن ‪ .‬فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع ‪ ،‬ثم استجابوا ّ‬
‫ل من‬‫كان يوصف لهم في كتابهم من أمره ‪ ،‬فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش فقالوا لهم ‪ :‬خيبكم ا ّ‬
‫سكم عنَده ‪ ،‬حتى فارقتم ديَنكم‬
‫ركب ! بعثكم َمن وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل ‪ ،‬فلم تطمئن مجال ُ‬
‫وصدقتموه بما قال ‪ ،‬ما نعلم رْكبًا أحمق منكم ‪ .‬أو كما قالوا‪ .‬فقالوا لهم ‪ :‬سلم عليكم ‪ ،‬ل نجاهلكم ‪ ،‬لنا ما نحن عليه ‪ ،‬ولكم ما أنتم‬
‫سنا خيرًا‪.‬‬
‫ل أنف َ‬
‫عليه ‪ ،‬لم نأ ُ‬
‫ما نزل فيهم من القرآن ‪ :‬ويقال ‪ :‬إن النفر من النصارى من أهل نجران ‪ ،‬فالّله‬
‫م‬
‫ن آت َي َْناهُ ْ‬ ‫ذي َ‬‫أعلم أي ذلك كان ‪ .‬فيقال ‪ -‬والّله أعلم ‪ -‬فيهم نزلت هؤلء اليات ‪ } :‬ال ّ ِ‬
‫ن َرب َّنا إ ِّنا‬ ‫م ْ‬‫حق ّ ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫م َقاُلوا آ َ‬
‫مّنا ب ِهِ إ ِن ّ ُ‬ ‫ذا ي ُت َْلى عَل َي ْهِ ْ‬
‫ن)‪(52‬وَإ ِ َ‬
‫مُنو َ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ هُ ْ‬
‫م ب ِهِ ي ُؤْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫مال ُك ُ ْ‬
‫م أعْ َ‬ ‫مال َُنا وَل َك ُ ْ‬ ‫ن{‪].‬القصص‪ . [52،53 :‬إلى قوله ‪ }:‬ل ََنا أعْ َ‬ ‫مي َ‬‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ُّنا ِ‬
‫ن{‪].‬القصص‪[55 :‬‬ ‫جاهِِلي َ‬ ‫م َل ن َب ْت َِغي ال ْ َ‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫سَل ٌ‬ ‫َ‬
‫ي عن هؤلء اليات فيمن أنزلن فقال لي‪ :‬ما أسمع من علمائنا أنهن أنزلن في‬ ‫ن شهاب الزهر ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد سألت اب َ‬
‫ن{‪].‬المائدة‪ . .[82 :‬إلى‬ ‫سَتْكِبُرو َ‬ ‫ل َي ْ‬‫سينَ َوُرْهَباًنا َوَأّنُهْم َ‬ ‫سي ِ‬ ‫ن ِمْنُهْم ِق ّ‬ ‫ك ِبَأ ّ‬‫النجاشي وأصحابه ‪ .‬والية من سورة المائدة من قوله ‪َ }:‬ذِل َ‬
‫ن{‪].‬المائدة‪[83 :‬‬ ‫شاِهِدي َ‬ ‫قوله ‪َ }:‬فاْكُتْبَنا َمَع ال ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إذا جلس في المسجد‪،‬‬ ‫تهكم المشركين بالمستضعفين وما نزل في ذلك ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسول ا ّ‬
‫صَهيب ‪ ،‬وأشباههم‬ ‫خّباب ‪ ،‬وعمار‪ ،‬وأبو َفكيهة يسار مولى صفوان بن أمية بن ُمحّرث ‪ ،‬و ُ‬ ‫فجلس إليه المستضعفون من أصحابه ‪َ :‬‬
‫ل عليهم من بيننا بالهدى‬ ‫نا ّ‬ ‫من المسلمين ‪ ،‬هزئت بهم قريش‪ ،‬وقال بعضهم لبعض ‪ :‬هؤلء أصحابه ‪ ،‬كما ترون ؟ أهؤلء َم ّ‬
‫طُرْد اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫ل َت ْ‬‫ل تعالى فيهم ‪َ }:‬و َ‬ ‫ل به دوننا‪ ،‬فأنزل ا ّ‬ ‫والحق ! لو كان ما جاء به محمد خيرًا ما سبقنا هؤلء إليه ‪ ،‬وما خصهم ا ّ‬
‫ن ِم ْ‬
‫ن‬ ‫طُرَدُهْم َفَتُكو َ‬‫يٍء َفَت ْ‬‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عَلْيِهْم ِم ْ‬‫ك َ‬ ‫ساِب َ‬ ‫حَ‬‫ن ِ‬‫يٍء َوَما ِم ْ‬ ‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫ساِبِهْم ِم ْ‬ ‫حَ‬ ‫ن ِ‬‫ك ِم ْ‬ ‫عَلْي َ‬
‫جَهُه َما َ‬ ‫ن َو ْ‬‫ي ُيِريُدو َ‬ ‫شّ‬ ‫ن َرّبُهْم ِباْلَغَداِة َواْلَع ِ‬ ‫عو َ‬ ‫َيْد ُ‬
‫ك اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫جاَء َ‬ ‫ن)‪َ(53‬وِإَذا َ‬ ‫شاِكِري َ‬ ‫عَلَم ِبال ّ‬
‫ل ِبَأ ْ‬
‫س ا ُّ‬‫ن َبْيِنَنا َأَلْي َ‬
‫عَلْيِهْم ِم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ا ُّ‬‫لِء َم ّ‬ ‫ض ِلَيُقوُلوا َأَهُؤ َ‬‫ضُهْم ِبَبْع ٍ‬‫ك َفَتّنا َبْع َ‬ ‫ن)‪َ(52‬وَكَذِل َ‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ال ّ‬
‫غُفوٌر‬
‫ح َفَأّنُه َ‬
‫صَل َ‬
‫ن َبْعِدِه َوَأ ْ‬‫ب ِم ْ‬ ‫جَهاَلٍة ُثّم َتاَبُثّم َتا َ‬‫سوًءا ِب َ‬ ‫ل ِمْنُكمْ ُ‬ ‫عِم َ‬ ‫ن َ‬ ‫حَمَة َأّنُه َم ْ‬ ‫سِه الّر ْ‬ ‫عَلى َنْف ِ‬
‫ب َرّبُكْم َ‬ ‫عَلْيُكْم َكَت َ‬
‫لٌم َ‬ ‫سَ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ِبآَياِتَنا َفُق ْ‬ ‫ُيْؤِمُنو َ‬
‫حيٌم{‪].‬النعام‪52 :‬ـ ‪[54‬‬ ‫َر ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم – فيما بلغنى – كثيرًا ما يجلس عند‬ ‫ادعاء المشركين أنه يعلمه بشر ورد القرآن عليهم ‪ :‬وكان رسول ا ّ‬
‫ل ما يعلم محمدًا كثيرًا مما يأتى به إل‬ ‫المروة إلى َمْبَيعة غلم نصراني ‪ ،‬يقال له ‪ :‬جبر‪ ،‬عبد لبنى الحضرمي ‪ ،‬فكانوا يقولون ‪ :‬وا ّ‬
‫ن اّلِذي‬ ‫سا ُ‬‫شٌر ِل َ‬‫ن ِإّنَما ُيَعّلُمُه َب َ‬
‫ل تعالى في ذلك من قولهم ‪َ }:‬وَلَقْد َنْعَلُم َأّنُهْم َيُقوُلو َ‬ ‫ضرمى‪ ،‬فأنزل ا ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫جبر النصرانى‪ ،‬غلم بنى ال َ‬
‫ن{‪].‬النحل‪[103 :‬‬ ‫ي ُمِبي ٌ‬ ‫عَرِب ّ‬
‫ن َ‬ ‫سا ٌ‬‫ي َوَهَذا ِل َ‬ ‫جِم ّ‬ ‫عَ‬ ‫حُدونَ ِإَلْيِه َأ ْ‬ ‫ُيْل ِ‬
‫جاج ‪:‬‬ ‫حدون إليه ‪ :‬يميلون إليه ‪ .‬واللحاد‪ :‬الميل عن الحق ‪ .‬قال رؤبة بن الَع ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ُ :‬يل ِ‬
‫مل ْ ِ‬
‫حدِ‬ ‫ك كُ ّ‬
‫ل ُ‬ ‫‪ #‬إذا َتبع الضحا َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يعنى الضحاك الخارجي ‪ ،‬وهذا البيت في أرجوزة له ‪.‬‬

‫سبب نزول سورة الكوثر‬


‫سْهمي ‪ -‬فيما بلغنى ‪ -‬إذا ُذكر رسول الّ‬ ‫نزول سورة الكوثر في العاص بن وائل ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان العاص بن وائل ال ّ‬
‫ل في ذلك ‪ِ} :‬إّنا‬
‫عِقب له لو مات ل نقطع ذكُره واسترحتم منه ‪ ،‬فأنزل ا ّ‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬دعوه فإنما هو رجل أبتر ل َ‬
‫ك اْلَكْوَثَر{ ]الكوثر‪ [1 :‬ما هو خير لك من الدنيا وما فيها والكوثر‪ :‬العظيم ‪.‬‬
‫طْيَنا َ‬
‫عَ‬‫َأ ْ‬
‫معنى الكوثر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬قال َلبيد بن ربيعة الِكلبي ‪:‬‬
‫ت آخر كوثر‬ ‫ع بي ُ‬
‫ب ُفجعنا بيوِمه وعنَد الردا ِ‬
‫ب َمْلحو ٍ‬
‫‪ #‬وصاح ُ‬
‫يقول ‪ :‬عظيم ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬عوف بن الحوص بن جعفر بن كلب ‪ ،‬مات بملحوب ‪ .‬وقوله‬ ‫ب ملحو ٍ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وصاح ُ‬
‫حوص بن جعفر بن كلب ‪ ،‬مات بالّرداع ‪ .‬وكوثر‪ :‬أراد‪ :‬الكثير‪ .‬ولفظه‬ ‫شَريح بن ال ْ‬ ‫‪ " :‬وعند الرداع بيت آخر كوثر "‪ :‬يعنى ُ‬
‫مشتق من لفظ الكثير‪ .‬قال الُكميت بن زيد يمدح هشام بن عبد الملك بن مروان ‪:‬‬
‫ن العقائل كْوثرا‬
‫ن مروان طيب وكان أبوك اب َ‬ ‫‪ #‬وأنت كثير ياب َ‬

‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وقال أمية بن أبي عائذ الُهذلي يصف حمار وحش ‪:‬‬

‫جلل‬
‫ن في كوثر كال ِ‬
‫حْم َ‬
‫حْم َ‬
‫وَ‬ ‫ق إذا ما احتَدْمن‬
‫حقي َ‬
‫‪ُ #‬يحامي ال َ‬
‫يعنى بالكوثر‪ :‬الغبار الكثير‪ ،‬شبهه لكثرته عليه بالجلل ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني جعفر بن عمرو ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬هو جعفر بن عمرو بن أمية الضْمري ‪ -‬عن عبد ال بن مسلم أخى‬
‫ل ‪ :‬ما‬
‫محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ‪ ،‬عن أنس بن مالك قال ‪ " :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقيل له يا رسول ا ّ‬
‫ل ؟ قال ‪ :‬نهر كما بين صنعاء إلى أْيلة‪ ،‬آنيته كعدد نجوم السماء‪ ،‬ترده طيور لها أعناق كأعناق البل ‪ .‬قال ‪:‬‬‫الكوثر الذي أعطاك ا ّ‬
‫ل لناعمة‪ ،‬قال ‪ :‬آكُلها أنعم منها"‪.‬‬
‫يقول عمُر بن الخطاب ‪ :‬إنها يا رسول ا ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد سمعت في هذا الحديث أو غيره أنه قال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من شرب منه ل يظمأ أبدا‪.‬‬

‫مل َ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ك{]النعام‪[8 :‬‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫وَل أن ِ‬
‫ز َ‬
‫ل َ‬ ‫قاُلوا ل َ ْ‬
‫و َ‬
‫نزول } َ‬
‫ضر‬
‫لسلم ‪ ،‬وكلمهم فأبلغ إليهم ‪ ،‬فقال َزَمَعة بن السود‪ ،‬والن ْ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم قوَمه إلى ا ِ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ودعا رسول ا ّ‬
‫جعل معك يا محمد َمَلك يحدث عنك الناس وُيَرى‬ ‫ي بن خلف ‪ ،‬والعاص بن وائل ‪ :‬لو ُ‬ ‫بن الحارث ‪ ،‬والسود ابن عبد َيغوث ‪ ،‬وأب ّ‬
‫جَعْلَناُه‬
‫ن)‪َ(8‬وَلْو َ‬
‫ظُرو َ‬
‫ل ُين َ‬
‫لْمُر ُثّم َ‬
‫ي ا َْ‬
‫ضَ‬‫ك َوَلْو َأنَزْلَنا َمَلًكا َلُق ِ‬‫عَلْيِه َمَل ٌ‬
‫ل َ‬
‫ل ُأنِز َ‬
‫ل تعالى في ذلك من قولهم ‪َ } :‬وَقاُلوا َلْو َ‬ ‫معك ! فأنزل ا ّ‬
‫ن{‪].‬النعام‪[8،9 :‬‬ ‫سو َ‬
‫عَلْيِهْم َما َيْلِب ُ‬
‫سَنا َ‬
‫ل َوَلَلَب ْ‬
‫جً‬‫جعَْلَناُه َر ُ‬
‫َمَلًكا َل َ‬
‫ك{‬ ‫قب ْل ِ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ل ِ‬
‫س ٍ‬
‫ئ ب ُِر ُ‬ ‫ز َ‬‫ه ِ‬‫ست ُ ْ‬
‫قد ْ ا ْ‬‫ول َ َ‬
‫نزول} َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومر الّله صلى الله عليههه وسههلم‪ -‬فيمهها بلغنههى ‪ -‬بالوليههد ابههن‬
‫المغيرة‪ ،‬وأمية بن خلف وبأبي جهل بن هشام ‪ ،‬فهمزوه واستهزءوا به ‪ ،‬فغاظه ذلههك ‪.‬‬
‫ق‬
‫حهها َ‬ ‫ن قَب ْل ِه َ‬
‫ك فَ َ‬ ‫مه ْ‬
‫ل ِ‬ ‫سهت ُهْزِئَ ب ُِر ُ‬
‫سه ٍ‬ ‫فأنزل الّله تعالى عليه في ذلك من أمرهم ‪} :‬وَل َ َ‬
‫قد ْ ا ْ‬
‫ست َهْزُِئون{]النعام‪. [10 :‬‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ‬ ‫م َ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫خُروا ِ‬
‫س ِ‬
‫ن َ‬ ‫ِبال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫لسراء والمعراج‬
‫ذكر ا ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫سري برسول ا ّ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثنا زياد بن عبد ال البكائي ‪ ،‬عن محمد بن إسحاق المطلبي قال ‪ :‬ثم أ ْ‬
‫من المسجد الحرام إلى المسجد القصى‪ ،‬وهو بيت المقدس من إيلياء وقد فشا السلم ‪ ،‬بمكة في قريش‪ ،‬وفي القبائل كلها‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬كان من الحديث فيما بلغني عن َمسراه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‪ ،‬وأبي سعيد الخدري ‪،‬‬
‫وعائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم؛ ومعاوية بن أبي سفيان ‪ ،‬والحسن بن أبي الحسن البصري ‪ ،‬وابن شهاب الزهري ‪ ،‬وقتادة‬
‫وغيرهم من أهل العلم وأم هانئ بنت أبي طالب ‪ ،‬ما اجتمع في هذا الحديث ‪ ،‬كل يحّدث عنه بعض ما ذكر من أمِره حين أسرى به‬
‫عبرة‬‫ل عز وجل في قدرته وسلطانه ‪ ،‬فيه ِ‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكان في مسراه ‪ ،‬وما ذكر عنه بلء وتمحيص ‪ ،‬وأْمر من أمر ا ّ‬
‫ل سبحانه‬
‫لولي اللباب ‪ ،‬وهدى ورحمة وثبات لمن آمن وصدق ‪ ،‬وكان من أمر ا ّ‬

‫وتعالى على يقين ‪ ،‬فأسري به سبحانه وتعالى كيف شاء‪ ،‬ليريه من آياته ما أراد‪ ،‬حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم‬
‫وقدرِته التي َيصنُع بها ما يريد‪.‬‬
‫رواية ابن مسعود عن السراء‪ :‬فكان عبد ال بن مسعود ‪ -‬فيما بلغنى عنه ‪ -‬يقول‪:‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بالبراق ‪ -‬وهى الدابة التي كانت ُتحمل عليها النبياء قبَله ‪ ،‬تضع حافَرها في منتهى طرِفها‬ ‫أتي رسول ا ّ‬
‫ت فيما بين السماِء والرض ‪ ،‬حتى انتهى إلى بيت المقدس ‪ ،‬فوجد فيه إبراهيَم الخليل‬ ‫حمل عليها‪ ،‬ثم خرج به صاحُبه ‪ ،‬يرى اليا ِ‬ ‫‪-‬فُ‬
‫جمعوا له ‪ ،‬فصلى بهم ‪ .‬ثم أتى بثلثة آنية‪ ،‬إناء فيه لبن ‪ ،‬وإناء فيه خمر‪ ،‬وإناء فيه ماء‪.‬‬ ‫وموسى وعيسى في نفر من النبياء قد ُ‬
‫ت علي ‪ :‬إن أخذ الماء غرق وغرقت أمُته ‪ ،‬وإن أخذ‬ ‫عرض ْ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فسمعت قائل يقول حين ُ‬ ‫قال ‪ :‬فقال رسول ا ّ‬
‫ت إناء اللبن ‪ ،‬فشربت منه ‪ ،‬فقال لي جبريل عليه السلم ‪:‬‬ ‫ى وُهديت أمُته ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذ ُ‬‫ت أمُته ‪ ،‬وإن أخذ اللبن ُهِد َ‬‫غو ْ‬ ‫غوي و َ‬‫الخمر َ‬
‫ت وُهِديت أمُتك يا محمد‪.‬‬‫ُهدي َ‬
‫جر‪ ،‬إذ‬ ‫حْ‬‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬بينا أنا نائم في ال ِ‬ ‫حدثت عن الحسن أنه قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫رواية الحسن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫جاءنى جبريل ‪ ،‬فهمزني بقدمه ‪ ،‬فجلست فلم أَر شيئًا فعدت إلى مضجعى‪ ،‬فجاءني الثانيَة فهمزني بقدمه ‪ ،‬فجلست ‪ ،‬فلم أر شيئًا‪،‬‬
‫فعدت إلى مضجعى فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه ‪ ،‬فجلست ‪ ،‬فأخذ بعضدي ‪ ،‬فقمت معه ‪ ،‬فخرج بي إلى باب المسجد فإذا دابة‬
‫أبيض ‪ ،‬بين البغل والحمار‪ ،‬في فخذيه جناحان يحفز بهما رجله ‪ ،‬يضع يده في منتهى طرفه ‪،‬‬
‫فحملني عليه ‪ ،‬ثم خرج معي ل يفوتني ول أفوته ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬لما دنوت منه لركبه‬ ‫حدثت أن رسول ا ّ‬ ‫ت عن قتادة أنه قال ‪ُ :‬‬ ‫حدث ُ‬
‫رواية قتادة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫ل قبل محمد أكرم عليه‬ ‫ل ما ركبك عبد ّ‬ ‫شمس ‪ ،‬فوضع جبريل يده على َمْعرفته ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أل تستحى يا براق مما تصنع ‪ ،‬فوا ّ‬
‫ض عرقا‪ ،‬ثم قّر حتى ركبته ‪.‬‬ ‫منه ‪ .‬قال ‪ :‬فاستحيا حتى ارف ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومضى جبريل عليه السلم معه ‪ ،‬حتى‬ ‫عودة إلى رواية الحسن ‪ :‬قال الحسن في حديثه ‪ :‬فمضى رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فصلى بهم‬ ‫انتهى به إلى بيت المقدس ‪ ،‬فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من النبياء‪ ،‬فأّمهم رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إناء اللبن ‪ ،‬فشرب منه ‪ ،‬وترك إناء‬ ‫‪ ،‬ثم أتي بإناءين ‪ ،‬في أحدهما خمر‪ ،‬وفى الخر لبن ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذ رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫حرمت عليكم الخمر‪ .‬ثم انصرف رسول ا ّ‬ ‫ت أمتك يا محمد‪ ،‬و ُ‬‫الخمر‪ .‬قال ‪ :‬فقال له جبريل ‪ُ :‬هديت للفطرة‪ ،‬وُهدَي ْ‬
‫ل إن العير لتطرد‪ ،‬شهرا من‬
‫لْمر البين ‪ ،‬وا ّ‬
‫لا ِ‬
‫وسلم إلى مكة‪ ،‬فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر‪ .‬فقال أكثر الناس ‪ :‬هذا وا ّ‬
‫مكة إلى الشام مدبرة‪ ،‬وشهرًا مقبلة‪ ،‬أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة‪ ،‬ويرجع إلى مكة؟! قال ‪ :‬فارتد كثير ممن كان أسلم ‪ ،‬وذهب‬
‫الناس إلى أبي بكر‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬هل لك يا أبا بكر في صاحبك ‪ ،‬يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فقال لهم‬

‫ل لئن كان قاله لقد صدق ‪ ،‬فما‬ ‫أبو بكر‪ :‬إنكم تكذبون عليه ؛ فقالوا‪ :‬بلى‪ ،‬ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ؛ فقال أبو بكر‪ :‬وا ّ‬
‫ل إنه ليخبرنى أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ‪ ،‬فهذا أبعد مما‬ ‫يعجبكم من ذلك ! فوا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا نبي ال ‪ .‬أحّدثت هؤلء القوم أنك جئت بيت‬ ‫تعجبون منه ‪ ،‬ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫ل ‪ ،‬فصفه لي ‪ ،‬فإني قد جئته ‪ -‬قال الحسن ‪ :‬فقال رسول ا ّ‬ ‫المقدس هذه الليلة؟ قال ‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬يا نبى ا ّ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم يصفه لبي بكر‪ ،‬ويقول أبو بكر‪ :‬صدقت ‪ ،‬أشهد أنك رسول ا ّ‬ ‫فرفع لي حتى نظرت إليه ‪ -‬فجعل رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم لبي بكر‪ :‬وأنت يا‬ ‫ل ‪ ،‬حتى إذا انتهى‪ ،‬قال رسول ا ّ‬ ‫كلما وصف له منه شيئًا‪ ،‬قال صدقت ‪ ،‬أشهد أنك رسول ا ّ‬
‫ق ؛ فيومئذ سماه الصديق ‪.‬‬ ‫صّدي ُ‬‫أبا بكر ال ّ‬
‫جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي‬
‫شَ‬‫س َوال ّ‬ ‫ل ِفْتَنًة ِللّنا ِ‬‫ك ِإ ّ‬
‫جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْيَنا َ‬
‫ل تعالى فيمن ارتد عن إسلمه لذلك ‪َ } :‬وَما َ‬ ‫قال الحسن ‪ :‬وأنزل ا ّ‬
‫طْغَياًنا َكِبيًرا{‪].‬السراء‪[60 :‬‬
‫ل ُ‬
‫خّوُفُهْم َفَما َيِزيُدُهْم ِإ ّ‬ ‫ن َوُن َ‬‫اْلُقْرآ ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ .‬وما دخل فيه من حديث قتادة ‪.‬‬ ‫فهذا حديث الحسن عن َمسَرى رسول ا ّ‬
‫رواية عائشة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بعض آل أبي بكر‪ :‬أن عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫جَعْلَنا الّرْؤَيا‬
‫ل تبارك وتعالى } َوَما َ‬ ‫السراء رؤيا ‪ :‬فلم ينكر ذلك من قولهما‪ ،‬لقول الحسن ‪ :‬إن هذه الية نزلت في ذلك ‪ ،‬قول ا ّ‬
‫ي ِإّني َأَرى ِفي‬ ‫ل تعالى في الخبر عن إبراهيم عليه السلم إذ قال لبنه ‪َ }:‬يا ُبَن ّ‬ ‫س{]السراء‪ ،[60 :‬ولقول ا ّ‬ ‫ل ِفْتَنًة ِللّنا ِ‬
‫ك ِإ ّ‬‫اّلِتي َأَرْيَنا َ‬
‫ل يأتى النبياء أيقاظا ونياما‪.‬‬ ‫ك{ ]الصافات‪ [102 :‬ثم مضى على ذلك ‪ .‬فعرفت أن الوحي من ا ّ‬ ‫حَ‬ ‫اْلَمَناِم َأّني َأْذَب ُ‬
‫ل أعلم أي ذلك كان‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬يقول ‪ :‬تنام عيناي وقلبي يقظان ‪ .‬وا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬على أي حاليه كان نائما‪ ،‬أو يقظان ‪ ،‬كل ذلك حق وصدق ‪.‬‬ ‫قد جاءه ‪ ،‬وعاين فيه ما عاين ‪ ،‬من أمر ا ّ‬
‫وصفه صلى ال عليه وسلم إبراهيم وموسى وعيسى ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وزعم الزهري عن سعيد بن المسيب أن رسول ا ّ‬
‫ل‬
‫صلى ال عليه وسلم وصف لصحابه إبراهيَم وموسى وعيسى حين رآهم في تلك الليلة‪ ،‬فقال ‪ :‬أما إبراهيُم ‪ ،‬فلم أر رجل أشبه قط‬
‫بصاحبكم ‪ ،‬ول صاحبكم أشبه به منه ؛ وأما موسى فرجل آدم طويل ضرب جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة ؛ وأما عيسى ابن‬
‫مريم ‪ ،‬فرجل أحمر‪ ،‬بين القصير والطويل ‪ ،‬سبط الشعر‪ ،‬كثير خيلن الوجه ‪ ،‬كأنه خرج من ديماس ‪ :‬تخال رأسه يقطر ماء‪،‬‬
‫وليس به ما أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفى ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم فيما ذكر عمر مولى‬ ‫علي يصف الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وكانت صفة رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫غفرة عن إبراهيم بن محمد بن على بن أبي طالب قال ‪ :‬كان علي بن أبي طالب عليه السلم ‪ :‬إذا نعت رسول ا ّ‬
‫وسلم قال ‪ :‬لم يكن بالطويل الممّغط ‪ ،‬ول القصير المترّدد‪ ،‬وكان َرْبعة من القوم ‪ ،‬ولم يكن بالجْعد القطط ول السبط ‪ :‬كان جعدًا‬
‫رجل‪ ،‬ولم يكن بالمطّهم ول المكلثم ‪ .‬وكان أبيض‬
‫مشربا ‪ ،‬أدعج العينين ‪ ،‬أهدب الشفار ‪ ،‬جليل المشاش والكتد ‪ ،‬دقيق المسربة ‪ ،‬أجرد ‪ ،‬شثن الكفين والقدمين ‪ :‬إذا مشى‪ .‬تقلع ‪،‬‬
‫كأنما يمشى في صبب ‪ ،‬وإذا التفت التفت معًا‪ .‬بين كتفيه خاتم النبوة‪ ،‬وهو خاتم النبيين ‪ .‬أجود الناس كفا‪ ،‬وأجرأ الناس صدرًا‪،‬‬
‫وأصدق الناس لهجة‪ ،‬وأوفى الناس ذمة‪ ،‬وألينهم عريكة‪ ،‬وأكرمهم عشرة‪ ،‬من رآه بديهة هابه ‪ ،‬ومن خالطه أحبه ‪ ،‬يقول ناعته ‪ :‬لم‬
‫أر قبله ول بعده مثله ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ل عنها‪ ،‬واسُمها‬ ‫رواية أم هانئ عن السراء‪ :‬قال محمد بن إسحاق ‪ :‬وكان فيما بلغنى عن أم هانئ بنت أبي طالب رضى ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إل وهو في بيتي ‪ :‬نائم‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنها كانت تقول ما أسري برسول ا ّ‬ ‫هند‪ ،‬في مسرى رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم؛ فلما صلى‬ ‫عندي تلك الليلة في بيتي ‪ ،‬فصلى العشاء الخرة‪ ،‬ثم نام ونمنا‪ ،‬فلما كان قبيل الفجر أهّبنا رسول ا ّ‬
‫الصبح وصلينا معه ‪ ،‬قال ‪ :‬يا أم هانئ ‪ ،‬لقد‬
‫صليت معكم العشاء الخرة كما رأيت بهذا الوادي ‪ ،‬ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ‪ ،‬ثم صليت صلة الغداة معكم الن كما‬
‫ل ‪ :‬ل تحدث بهذا للناس‬ ‫ترين ‪ ،‬ثم قام ليخرج ‪ ،‬فأخذت بطرف ردائه ‪ ،‬فتكشف عن بطنه كأنه قبطية مطوية‪ ،‬فقلت له ‪ :‬يا نبى ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم حتى‬ ‫ل لحدثنهموه ‪ .‬قالت ‪ :‬فقلت لجارية لي حبشية‪ :‬ويحك اتبعى رسول ا ّ‬ ‫فيكذبوك ويؤذوك ؛ قال ‪ :‬وا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى الناس أخبرهم ‪ ،‬فعجبوا وقالوا‪ :‬ما آية ذلك يا‬ ‫تسمعى ما يقول للناس ‪ ،‬وما يقولون له ‪ .‬فلما خرج رسول ا ّ‬
‫محمد؟ فإنا لم نسمع بمثل هذا قط ؛ قال آية ذلك إني مررت بعير بنى فلن بوادي كذا وكذا‪ ،‬فأنفرهم حس الدابة‪ ،‬فنّد لهم بعير‪،‬‬
‫فدللتهم عليه ‪ ،‬وأنا متوجه إلى الشام ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بنى فلن ‪ :‬فوجدت القوم نيامًا‪ ،‬ولهم إناء فيه ماء‬
‫قد غطوا عليه بشىء‪ ،‬فكشفت غطاءه وشربت ما فيه ‪ .‬ثم غطيت عليه كما كان ؛ وآية ذلك أن عيرهم الن يصّوب من البيضاء‪ ،‬ثنية‬
‫التنعيم ‪ ،‬يقدمها جمل أورق ‪ ،‬عليه غرارتان ‪ :‬إحداهما سوداء‪ ،‬والخرى برقاء‪ .‬قالت ‪ :‬فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أول من الجمل‬
‫ص كما غطوه ‪ ،‬ولم‬ ‫كما وصف لهم ‪ ،‬وسألوهم عن الناء فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءًا ماًء ثم غطوه ‪ ،‬وأنهم هبوا فوجدوه مغ ّ‬
‫ل ‪ ،‬لقد أنفرنا في الوادي الذي ذكر‪ ،‬ونّد لنا بعير فسمعنا صوت رجل‬ ‫يجدوا فيه ماء‪ .‬وسألوا الخرين وهم بمكة‪ ،‬فقالوا‪ :‬صدق وا ّ‬
‫يدعونا إليه ‪ ،‬حتى أخذناه ‪.‬‬
‫قصة المعراج‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم يصعد إلى السماء الولى ‪ :‬وقال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهم عن أبي سعيد الخدري رضي‬
‫ل صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬لما فرغت مما كان في بيت المقدس ‪ ،‬أتي بالمعراج ‪ ،‬ولم أر شيئا‬
‫ل عنه أنه قال ‪ :‬سمعت رسول ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫حضر؟ فأصعدنى صاحبى فيه ؛ حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء‪ ،‬يقال‬ ‫قط أحسن منه ‪ :‬وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا ُ‬
‫له ‪ :‬باب الحفظة‪ ،‬عليه ملك من الملئكة‪ ،‬يقال له ‪ :‬إسماعيل ‪ ،‬تحت يديه اثنا عشر ألف ملك ‪ ،‬تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر‬
‫ل ُهَو{ ]المدثر‪ [31 :‬فلما‬
‫ك ِإ ّ‬
‫جُنوَد َرّب َ‬‫حّدث بهذا الحديث ‪َ }:‬وَما َيْعَلُم ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم حين َ‬ ‫ألف ملك – قال ‪ :‬يقول رسول ا ّ‬
‫ُدخل بي قال ‪ :‬من هذا يا جبريل ؟ قال ‪ :‬محمد‪ .‬قال ‪ :‬أَوقد ُبعث ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬فدعا لي بخير‪ :‬وقاله ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬تلقتنى‬ ‫صفة مالك خازن النار‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول ا ّ‬
‫الملئكة حين دخلت السماء الدنيا‪ ،‬فلم يلقني ملك إل ضاحكا مستبشرا‪ ،‬يقول‬
‫خيرا ويدعو به حتى لقينى ملك من الملئكة‪ ،‬فقال مثل ما قالوا‪ ،‬ودعا بمثل ما دعوا به ‪ ،‬إل أنه لم يضحك ‪ ،‬ولم أر منه البشر مثل‬
‫ما رأيت من غيره ‪ ،‬فقلت لجبريل ‪ :‬يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملئكة ولم يضحك ‪ ،‬ولم أر منه من البشر مثل‬
‫الذي رأيت من غيره ؟ قال ‪ :‬فقال لي جبريل ‪ :‬أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك ‪ ،‬أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك ‪ ،‬لضحك إليك ‪،‬‬
‫ولكنه ل يضحك ‪ ،‬هذا مالك صاحب النار‪.‬‬
‫ل تعالى بالمكان الذي‬‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فقلت لجبريل ‪ ،‬وهو من ا ّ‬ ‫ل منهما‪ :‬فقال رسول ا ّ‬ ‫من صفات جهنم أعاذنا ا ّ‬
‫ن{‪]:‬التكوير‪ [31 :‬أل تأمره أن يرينى النار؟ فقال ‪ :‬بلى‪ ،‬يا مالك ‪ ،‬أِر محمدًا النار‪ .‬قال ‪ :‬فكشف عنها‬ ‫ع َثّم َأِمي ٍ‬
‫طا ٍ‬
‫ُوصف لكم } ُم َ‬
‫غطاءها‪ ،‬فقال ‪ :‬ففارت وارتفعت ‪ ،‬حتى ظننت لتأخذن ما أرى ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت لجبريل يا جبريل ‪ ،‬مره فليردها إلى مكانها‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ت إلى مكانها الذي خرجت منه ‪ .‬فما شبهت رجوعها إل وقوع الظل ‪ .‬حتى إذا َدخلت من حيث‬ ‫خِبى‪ ،‬فرجع ْ‬ ‫فأمره ‪ ،‬فقال لها‪ :‬ا ْ‬
‫خرجت َرد عليها غطاَءها‪.‬‬
‫عرض الرواح على آدم عليه السلم ‪ :‬قال أبو سعيد الخدري في حديثه ‪ :‬إن رسول‬

‫الّله صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬لما دخلت السماء الدنيا‪ ،‬رأيت بها رجل جالسا‬

‫تعرض عليه أرواح بني آدم ‪ ،‬فيقول لبعضها إذا عرضت عليه خيرا ً وي ُ َ‬
‫سر به ‪،‬‬

‫ف‪،‬‬
‫عرضت عليه ‪ :‬أ ّ‬
‫ويقول ‪ :‬روح طيبة خرجت من جسد طيب ويقول لبعضها إذا ُ‬

‫ويعبس بوجهه ويقول ‪ :‬روح‬

‫خبيثة خرجت من جسد خبيث ‪ .‬قال ‪ :‬قلت من هذا يا جبريل ؟ قال ‪ :‬هذا أبوك آدم ‪ُ ،‬تعرض عليه أرواح ذريته ‪ ،‬فإذا مرت به روح‬
‫المؤمن منهم سر بها وقال ‪ :‬روح طيبة خرجت من جسد طيب ‪ .‬وإذا مرت به روح الكافر منهم أنف منها وكرهها‪ ،‬وساءه ذلك ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬روح خبيثة خرجت من جسد خبيث ‪.‬‬
‫لبل ‪ ،‬في أيديهم قطع من نار كالفهار‪ ،‬يقذفونها في‬ ‫أكلة أموال اليتامى ظلما‪ :‬قال ‪ :‬ثم رأيت رجال لهم مشافر كمشافر ا ِ‬
‫أفواههم ‪ ،‬فتخرج من أدبارهم ‪ .‬فقلت ‪ :‬من هؤلء يا جبريل ؟ قال ‪ :‬هؤلء أكلة أموال اليتامى ظلما‪.‬‬
‫لبل المهيومة حين ُيعرضون‬ ‫أكلة الربا‪ :‬قال ‪ :‬ثم رأيت رجال لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل آل فرعون ‪ ،‬يمرون عليهم كا ِ‬
‫على النار‪ ،‬يطئونهم ل يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬من هؤلء يا جبريل ؟ قال ‪ :‬هؤلء أكلة الربا‪.‬‬
‫الزناة من بني آدم ‪ :‬قال ‪ :‬ثم رأيت رجال بين أيديهم لحم سمين طيب ‪ ،‬إلى جنبه لحم غث منتن ‪ ،‬يأكلون من الغث المنتن ‪،‬‬
‫ل لهم من النساء‪ ،‬ويذهبون إلى ما‬ ‫ويتركون السمين الطيب ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬من هؤلء يا جبريل ؟ قال ‪ :‬هؤلء الذين يتركون ما أحل ا ّ‬
‫ل عليهم منهن ‪.‬‬ ‫حرم ا ّ‬
‫من نسبت ابنا لزوجها من غيره ‪ :‬قال ‪ :‬ثم رأيت نساء معلقات بثديهن ‪ ،‬فقلت ‪ :‬من هؤلء يا جبريل ؟ قال ‪ :‬هؤلء اللتي‬
‫أدخلن على الرجال من ليس من أولدهم ‪.‬‬
‫ل على‬‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬اشتد غضب ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني جعفر بن عمرو‪ ،‬عن القاسم بن محمد أن رسول ا ّ‬
‫امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم ‪ ،‬فأكل حرائبهم ‪ ،‬وطلع على عوراتهم "‬
‫‪ .‬صعوده صلى ال عليه وسلم إلى السموات الخر وما رأى منها ‪ :‬ثم رجع إلى حديث أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم أصعدنى إلى‬
‫السماء الثانية‪ ،‬فإذا فيها ابنا الخالة ‪ :‬عيسى ابن مريم ‪ ،‬ويحيى بن زكريا‪ ،‬قال ‪ :‬ثم أصعدنى إلى السماء الثالثة‪ ،‬فإذا فيها رجل‬
‫صورته كصورة القمر ليلة البدر؛ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬من هذا يا جبريل ؟ قال ‪ :‬هذا أخوك يوسف ابن يعقوب ‪ .‬قال ‪ :‬ثم أصعدنى إلى‬
‫السماء الرابعة‪ ،‬فإذا فيها رجل فسألته ‪:‬‬

‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ورفعناه مكانا عليا " – قال ‪ :‬ثم أصعدنى إلى السماء‬‫من هو؟ قال ‪ :‬هذا إدريس – قال ‪ :‬يقول رسول ا ّ‬
‫الخامسة فإذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية‪ ،‬عظيم العثنون ‪ ،‬لم أر كهل أجمل – منه ‪ ،‬قالت قلت ‪ :‬من هذا يا جبريل ؟ قال ‪ :‬هذا‬
‫المحّبب في قومه هارون ابن عمران ‪ .‬قال ‪ :‬ثم أصعدني إلى السماء السادسة‪ ،‬فإذا فيها رجل آدم طويل أقنى‪ ،‬كأنه من رجال شنوءة‬
‫؛ فقلت له ‪ :‬من هذا يا جبريل ؟ قال ‪ :‬هذا أخوك موسى بن عمران ‪ .‬ثم أصعدني إلى السماء السابعة‪ ،‬فإذا فيها كهل جالس على‬
‫كرسي إلى باب البيت المعمور‪ ،‬يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ‪ ،‬ل يرجعون فيه إلى يوم القيامة ‪ .‬لم أر رجل أشبه بصاحبكم ‪ ،‬ول‬
‫صاحبكم أشبه به منه ؛ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬من هذا يا جبريل ؟ قال ‪ :‬هذا أبوك إبراهيم ‪ .‬قال ‪ :‬ثم دخل بي الجنة‪ ،‬فرأيت فيها جارية لعساء‬
‫ل صلى ال عليه وسلم زيد بن حارثة ‪.‬‬ ‫شر بها رسول ا ّ‬ ‫فسألتها‪ :‬لمن أنت ؟ وقد أعجبتني حين رأيتها؛ فقالت ‪ :‬لزيد بن حارثة‪ ،‬فب ّ‬

‫ل عنه ‪ ،‬عن النبى صلى ال عليه‬ ‫فرض الصلة عليه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن حديث ابن مسعود رضى ا ّ‬
‫وسلم ‪ ،‬فيما بلغنى‪ :‬أن جبريل لم يصعد به إلى سماء من السموات إل قالوا له حين يستأذن في دخولها‪ :‬من هذا يا جبريل ؟ فيقول ‪:‬‬
‫ل من أخ وصاحب ‪ ،‬حتى انتهى به إلى السماء السابعة‪ ،‬ثم انتهى‬ ‫محمد؛ فيقولون ‪ :‬أَوَقْد بعث إليه ؟ فيقول ‪ :‬نعم ؛ فيقولون ‪ :‬حّياه ا ّ‬
‫به إلى ربه ‪ ،‬ففرض عليه خمسين صلة في كل يوم ‪.‬‬
‫ل‬
‫موسى بن عمران عليه السلم يطلب منه عليه الصلة والسلم سؤال ربه التخفيف عن أمته في أمر الصلة ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬فأقبلت راجعا‪ ،‬فلما مررت بموسى بن عمران ‪ ،‬ونعم الصاحب كان لكم ‪ ،‬سألنى‪ :‬كم ُفرض عليك من‬
‫الصلة؟ فقلت ‪ :‬خمسين صلة كل يوم ؛ فقال ‪ :‬إن الصلة ثقيلة‪ ،‬وإن أمتك ضعيفة‪ ،‬فارجع إلى ربك ‪ ،‬فاسأله أن يخفف عنك وعن‬
‫أمتك ‪ .‬فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتى‪ ،‬فوضع عنى عشرا‪ .‬ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك ؛‬
‫فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتى‪ ،‬فوضع عنى عشرًا‪ .‬ثم انصرفت فمررت على موسى‪ ،‬فقال لي مثل ذلك ؟ فرجعت‬
‫فسألت ربى فوضع عني عشرًا‪ .‬ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك ‪ ،‬كلما رجعت إليه ‪ ،‬قال ‪ :‬فارجع ‪ ،‬فاسأل ربك حتى انتهيت إلى أن‬
‫وضع ذلك عنى‪ ،‬إل خمس صلوات في كل يوم وليلة ‪ .‬ثم رجعت إلى موسى‪ ،‬فقال لي مثل ذلك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬قد راجعت ربي وسألته ‪،‬‬
‫حتى استحييت منه ‪ ،‬فما أنا بفاعل ‪.‬‬
‫فمن أداهن منكم إيمانا بهن ‪ ،‬واحتسابا لهن ‪ ،‬كان له أجر خمسين صلة ‪.‬‬
‫المستهزئون بالرسول وكفاية الّله أمرهم‬
‫ل تعالى صابرا محتسبا‪ ،‬مؤديا إلى قومه النصيحة على ما‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم على أمر ا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأقام رسول ا ّ‬
‫يلقى منهم من التكذيب والذى وكان عظماء المستهزئين ‪ ،‬كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير‪ ،‬خمسة نفر من قومهم ‪،‬‬
‫وكانوا ذوي أسنان وشرف في قومهم ‪.‬‬
‫صى بن كلب ‪ :‬السود بن المطلب بن أسد أبو زمعة‪ ،‬وكان رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫أسماء المستهزئين ‪ :‬من بنى أسد بن عبد الُعّزى بن ُق َ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فيما بلغنى ‪ -‬قد دعا عليه لما كان يبلغه من أذاه واستهزائه ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهم أعم بصره ‪ ،‬وأثكله ولده ‪.‬‬
‫ومن بنى زهرة بن كلب ‪ :‬السود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة‪.‬‬
‫ومن بنى مخزوم بن يقظة بن مرة‪ :‬الوليد بن المغيرة بن عبد ال بن عمر بن مخزوم ‪.‬‬
‫ومن بنى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ‪ :‬العاص بن وائل ابن هشام ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ‪.‬‬
‫ومن بنى خزاعة ‪ :‬الحارث ابن الطلطلة بن عمرو بن الحارث ابن عبد عمرو بن ملكان ‪.‬‬
‫عِر ْ‬
‫ض‬ ‫ع ِبَما ُتْؤَمُر َوَأ ْ‬
‫صَد ْ‬
‫ل تعالى عليه ‪َ }:‬فا ْ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم الستهزاء‪ ،‬أنزل ا ّ‬ ‫فلما تمادوا في الشر‪ ،‬وأكثروا برسول ا ّ‬
‫ن{‪].‬الحجر‪94 :‬ـ ‪[96‬‬ ‫ف َيْعَلُمو َ‬
‫سْو َ‬
‫خَر فَ َ‬
‫ل ِإَلًها آ َ‬
‫ن َمَع ا ِّ‬
‫جَعُلو َ‬
‫ن َي ْ‬
‫ن)‪(95‬اّلِذي َ‬‫سَتْهِزِئي َ‬
‫ك اْلُم ْ‬
‫ن)‪ِ(94‬إّنا َكَفْيَنا َ‬
‫شِرِكي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫عْ‬‫َ‬
‫ل بالمستهزئين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني يزيد بن رومان ‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪ ،‬أو غيره من العلماء أن جبريل‬ ‫ما فعل ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى جنبه ‪ ،‬فمر به السود بن‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهم يطوفون بالبيت ‪ ،‬فقام وقام رسول ا ّ‬ ‫أتى رسول ا ّ‬
‫حْبنا‪.‬‬
‫المطلب ‪ ،‬فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمى ‪ .‬ومر به السود بن عبد يغوث ‪ ،‬فأشار إلى بطنه ‪ ،‬فاستسقى بطنه فمات منه َ‬
‫ومر به الوليد بن المغيرة‪ ،‬فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله ‪ ،‬كان أصابه قبل ذلك بسنين ‪ ،‬وهو يجر سبله ‪ ،‬وذلك أنه مر‬
‫برجل من خزاعة وهو يريش َنبل له ‪ ،‬فتعلق سهم من نبله بإزاره ‪ ،‬فخدش في رجله ذلك الخدش ‪ ،‬وليس بشىء‪ ،‬فانتقض به فقتله ‪.‬‬
‫ومر به العاص بن وائل ‪ ،‬فأشار إلى أخمص رجله وخرج على حمار له يريد الطائف ‪ ،‬فربض به على شبارقة‪ ،‬فدخلت في أخمص‬
‫رجله شوكة فقتلته‪ .‬ومر به الحارث ابن الطلطلة‪ ،‬فأشار إلى رأسه فامتخض قيحا‪،‬فقتله ‪.‬‬

‫قصة أبي أزيهر الدوسي‬


‫وصية الوليد أولده ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما حضرت الوليد الوفاة دعا بنيه وكانوا ثلثة ‪ :‬هشام بن الوليد‪ ،‬والوليد بن الوليد‪،‬‬
‫ل إني لعلم أنهم منه‬ ‫وخالد ابن الوليد‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬أي بنى‪ ،‬أوصيكم بثلث ‪ ،‬فل تضيعوا فيهن ‪ :‬دمي في خزاعة فل تطلّنه ‪ ،‬وا ّ‬
‫سّبوا به بعد اليوم ‪ ،‬ورباي في ثقيف ‪ ،‬فل تدعوه حتى تأخذوه ‪ ،‬وعقري عند أبي أزيهر‪ ،‬فل يفوتنكم به ‪.‬‬ ‫براء‪ ،‬ولكنى أخشى أن ُت َ‬
‫وكان أبو أزيهر قد زوجه بنتا‪ ،‬ثم أمسكها عنه ‪ ،‬فلم يدخلها عليه حتى مات ‪ .‬عقل الوليد عند خزاعة ‪ :‬فلما هلك الوليد بن المغيرة‬
‫وثب بنو مخزوم على خزاعة يطلبون منهم عقل الوليد‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنما قتله سهم صاحبكم ‪ -‬وكان لبنى كعب حلف من بني عبد المطلب‬
‫ابن هاشم ‪ -‬فأبت عليهم خزاعة ذلك ‪ ،‬حتى تقاولوا أشعارًا‪ ،‬وغلظ بينهم المر ‪ -‬وكان الذي أصاب الوليد سهمه رجل من بني كعب‬
‫ابن عمرو من خزاعة ‪ -‬فقال عبد ال بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد ال بن عمر بن مخزوم ‪:‬‬
‫ما قيل من الشعار في مقتل الوليد‪:‬‬
‫ه‬
‫الظهَران تعوي ثعالب ُ ْ‬ ‫وأن تتركوا‬ ‫‪ #‬إني زعيم أن تسيروا فتهربوا‬
‫؟‬ ‫أطايبه‬ ‫الراك‬ ‫أي‬ ‫تسألوا‬ ‫وأن‬ ‫‪ #‬وأن تتركوا ماًء بجزعة أطرقا‬
‫نحاربه‬ ‫من‬ ‫صاعدًا‬ ‫يتعالى‬ ‫ول‬ ‫ل دماؤنا‬
‫طّ‬‫‪ #‬فإنا أناس ل ُت َ‬
‫وكانت الظهران والراك منازل بنى كعب ‪ ،‬من خزاعة‪ .‬فأجببابه الجببون ابببن أبببي الجببون ‪ ،‬أخببو‬
‫بني كعب بن عمرو الخزاعي ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫كواكبه‬ ‫تزول‬ ‫يوما‬ ‫تروا‬ ‫ولما‬ ‫ة‬ ‫‪ #‬والّله ل ُنؤَتى الوليد ُ‬
‫ظلم ً‬
‫مشاربه‬ ‫ً‬ ‫قسرا‬ ‫الموت‬ ‫بعد‬ ‫وُتفتح‬ ‫مسمن بعد مسمن‬ ‫‪ #‬وُيصرع منكم ُ‬
‫ونادبه‬ ‫الوليد‬ ‫باكى‬ ‫فكلكم‬ ‫‪ #‬إذا ما أكلتم خبزكم وخزيركم‬

‫سبة فأعطتهم خزاعة بعض العقل وانصرفوا عن بعض ‪ .‬فلما اصطلح القوم قال‬
‫ثم إن الناس ترادوا وعرفوا إنما يخشى القوم ال ّ‬
‫الجون بن أبي الجون ‪:‬‬
‫وقائل‬ ‫للوليد‬ ‫حملنا‬ ‫قد‬ ‫لما‬ ‫‪ #‬وقائلةٍ لما اصطلحنا تعجبههههها‬
‫البلبل‬ ‫كثير‬ ‫يوما‬ ‫تروا‬ ‫‪ #‬ألم ُتقسموا تؤتوا الوليد ظلمهههة ولما‬
‫راحل‬ ‫كل‬ ‫آمنا‬ ‫هواه‬ ‫م‬
‫فأ ّ‬ ‫‪ #‬فنحن خلطنا الحرب بالسلم فاستوت‬

‫ثم لم ينته الجون بن أبي الجون حتى افتخر بقتل الوليد‪ ،‬وذكر أنهم أصابوه ‪ ،‬وكان‬
‫ذلك باطل‪ .‬فلحق بالوليد وبولده وقومه من ذلك‬
‫ما حذر‪ ،‬فقال الجون بن أبي الجون ‪:‬‬
‫كبير‬ ‫قدر‬ ‫منهم‬ ‫بمكة‬ ‫أل زعم المغيرة أن كعبا‬ ‫‪#‬‬
‫والمهير‬ ‫المعلهج‬ ‫يمشي‬ ‫بها‬ ‫فل تفخر مغير أن تراها‬ ‫‪#‬‬
‫ثبير‬ ‫بمثبته‬ ‫أرسي‬ ‫كما‬ ‫بها آباؤنا وبها ُولدنهها‬ ‫‪#‬‬
‫يستثير‬ ‫أو‬ ‫شأَننا‬ ‫م‬
‫ليعل َ‬ ‫وما قال المغيهرةُ ذاك إل‬ ‫‪#‬‬
‫خبير‬ ‫بها‬ ‫أنت‬ ‫دماء‬ ‫نطل‬ ‫م الوليد ي ُط َ ّ‬
‫ل إنهها‬ ‫فإن د َ‬ ‫‪#‬‬
‫بهير‬ ‫ممتلئ‬ ‫هو‬‫و ْ‬ ‫زعافا‬ ‫كساه الفاتك الميمون سهما‬ ‫‪#‬‬
‫بعير‬ ‫وجبته‬ ‫عند‬ ‫كأنه‬ ‫مسلحبها‬ ‫فخر ببطن مكة ُ‬ ‫‪#‬‬
‫خور‬ ‫الوتار‬ ‫جعدة‬ ‫صغار‬ ‫سيكفينى مطال أبي هشام‬ ‫‪#‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬تركنا منها بيتا واحدا أقذع فيه ‪.‬‬
‫قتل أبي أزيهر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم عدا هشام بن الوليد على أبي أزيهر‪ ،‬وهو بسوق ذي المجاز وكانت عند أبي سفيان بن‬
‫حرب عاتكة؛ بنت أبي أزيهر‪ ،‬وكان أبو أزيهر رجل شريفا في قومه – فقتله بعقر الوليد الذي كان عنده ‪ ،‬لوصية أبيه إياه ‪ ،‬وذلك‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى المدينة ومضى بدر‪ ،‬وأصيب به من أصيب من أشراف قريش من المشركين ‪،‬‬ ‫بعد أن هاجر رسول ا ّ‬
‫فخرج يزيد بن أبي سفيان ‪ ،‬فجمع بنى عبد مناف ‪ ،‬وأبو سفيان بذي المجاز‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬أخفر أبو سفيان في صهره ‪ ،‬فهو ثائر به ‪.‬‬
‫فلما سمع أبو سفيان بالذي صنع ابنه يزيد – وكان أبو سفيان رجل حليما منكرًا يحب قومه حبا‬
‫شديدًا ‪ -‬انحط سريعًا إلى مكة‪ ،‬وخشى أن يكون بين قريش حدث في أبي أزيهر‪ ،‬فأتى ابنه وهو في الحديد‪ ،‬في قومه من بني عبد‬
‫ل ! أتريد أن تضرب قريشًا‬ ‫مناف والمطيبين ‪ ،‬فأخذ الرمح من يده ‪ ،‬ثم ضرب به على رأسه ضربة هّده منها‪ ،‬ثم قال له ‪ :‬قبحك ا ّ‬
‫ن بن ثابت يحرض في دم أبي أَزْيهر‪،‬‬ ‫ضهم ببعض في رجل من َدْوس ‪ .‬سنؤتيهم الَعْقل إن قبلوه ‪ ،‬وأطفئ لك المَر‪ .‬فانبعث حسا ُ‬ ‫بع َ‬
‫جِبنه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫خْفَرته وُي ْ‬
‫ويعير أبا سفيان ُ‬
‫دو‬‫مس ما يغ ُ‬ ‫ب بالمغ ّ‬ ‫ن حر ٍ‬ ‫وجار اب ِ‬ ‫ى ذى المجاز كليهما‬ ‫ج ْ‬
‫ضوْ َ‬
‫ل َ‬‫غدا أه ُ‬ ‫‪#‬‬
‫دها هند ُ‬ ‫وما منعت مخزاةَ وال ِ‬ ‫ُ‬
‫ضروط ذماَره‬ ‫ولم يمنع العيُر ال ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ب َعْد ُ‬ ‫ً‬ ‫جددا‬ ‫مثَلها‬ ‫ف‬
‫خل ِ ْ‬
‫وأ ْ‬ ‫ل‬‫فأب ْ ِ‬ ‫ن الوليد ثياَبه‬
‫كساك هشام ب ُ‬ ‫‪#‬‬
‫دو‬ ‫ب وما تع ُ‬ ‫ت رخوا ما ُتخ ّ‬ ‫ً‬ ‫وأصبح َ‬ ‫قضى وطرا ً منه فأصبح ماجدا ً‬ ‫‪#‬‬
‫وَْرد ُ‬ ‫ٌ‬
‫معْت َب ِط‬ ‫ل نعا َ‬ ‫ل َب َ ّ‬ ‫فلو أن أشياخا ً ببدرٍ تشاهدوا‬
‫ُ‬ ‫ل القوم ِ‬ ‫‪#‬‬

‫ل ما ظن ‪.‬‬
‫فلما بلغ أبا سفيان قول حسان قال ‪ :‬يريد حسان أن يضرب بعضنا ببعض في رجل من دوس ‪ ،‬بئس وا ّ‬
‫ن الوليد في ربا الوليد‪ ،‬الذي كان في ثقيف ‪ ،‬لما كان أبوه أوصاه به‬
‫ل صلى ال عليه وسلم خالُد ب ُ‬
‫لا ّ‬
‫ل الطائف كّلم رسو َ‬
‫ولما أسلم أه ُ‬
‫‪.‬‬

‫ل العلم أن هؤلء اليات من‬ ‫ض أه ِ‬‫خالد يطالب بتنفيذ وصية أبيه وما نزل في ذلك من القرآن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فذكر لي بع ُ‬
‫ن ُكنُتْم‬
‫ن الّرَبا ِإ ْ‬
‫ي ِم ْ‬
‫ل َوَذُروا َما َبِق َ‬
‫ن آَمُنوا اّتُقوا ا َّ‬
‫تحريم ما بقي من الربا بأيدي الناس نزلن في ذلك من طلب خالد الربا‪َ }:‬ياَأّيَها اّلِذي َ‬
‫ُمْؤِمِنينَ{ ]البقرة‪ [278 :‬إلى آخر القصة فيها‪.‬‬
‫دوس تحاول الثأر لبي أزيهر‪ :‬ولم يكن في أبي أزيهر ثأر نعلمه ‪ ،‬حتى حجز السلم بين الناس إل أن ضرار بن الخطاب بن‬
‫شط‬
‫غْيلن ‪ -،‬مولة لدوس ‪ ،‬وكانت تم ّ‬
‫ِمْرداس الِفْهري خرج في نفر من قريش إلى أرض َدْوس‪ ،‬فنزلوا على امرأة يقال لها أّم َ‬
‫النساء‪ ،‬وتجّهز العرائس ‪ ،‬فأرادت دوس قتلهم بأبي أزيهر‪ ،‬فقامت دونهم أّم غيلن ونسوة معها‪ ،‬حتى منعتهم ‪ ،‬فقال ضرار بن‬
‫الخطاب في ذلك ‪:‬‬
‫ل فههههن‬ ‫ث عواطههه ُ‬ ‫وتها إذ ههههن ُ‬
‫شهههعْ ٌ‬ ‫م غَْيلن صهههالحا ً ونسههه َ‬ ‫ه عنههها أ ّ‬ ‫‪ #‬جهههزى الّلههه ُ‬
‫ت للثههههههائرين المقاتهههههه ُ‬
‫ل‬ ‫ت بعههههههد َ اقههههههتراِبه وقههههههد بههههههرز ْ‬‫‪ #‬دفعهههههن المههههههو َ‬
‫ج القههههواب ُ‬
‫ل‬ ‫دتههههها ال ّ‬
‫شههههرا ُ‬ ‫‪ #‬دعههههت دعههههوةً دوسهههها ً فسههههالت شههههعاُبها بعههههز وأ ّ‬
‫ل فجههردت‬ ‫ت منههه لههديّ المفاصهه ُ‬ ‫ه خيههرا ً فمهها وََنههى ومهها بههرد ْ‬ ‫عمههرا ً جههزاه الّلهه ُ‬
‫‪#‬و َ‬
‫س بعههههد َ نفسههههى أقاتههههل‬ ‫ت بنصِلهههههههههه وعههههن أيّ نفهههه ٍ‬ ‫‪ #‬سههههيفى ثههههم قمهههه ُ‬
‫م جميههل ‪ ،‬ويقههال أم‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثني أبو عبيدة‪ :‬أن التي قامت دون ضرار أ ّ‬
‫غيلن؛ قال ‪ :‬ويجوز أن تكون أم غيلن قامت مع أم جميل فيمن قام دونه ‪.‬‬
‫فلما قام عمر بن الخطاب أتته أم جميل ‪ ،‬وهي ترى أنه أخوه ‪ .‬فلما انتسبت له عرف القصة فقال ‪ :‬إني لست بأخيه إل في‬
‫السلم ‪،‬‬
‫ضرار لحق عمر بن‬ ‫وهو غاٍز ‪ ،‬وقد عرفت مَنّتك عليه ‪ ،‬فأعطاها على أنها ابنة سبيل ‪ .‬قال الراوي ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وكان ِ‬
‫الخطاب يوم أحد‪ ،‬فجعل يضربه بَعرض الرمح ويقول ‪ :‬انج يا ابن الخطاب ل أقتلك؛ فكان عمر يعرفها له بعد إسلمه ‪.‬‬

‫وفاة أبي طالب وخديجة ‪ ،‬وما عاناه‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدهما‬
‫ل صلى ال عليه وسلم في‬ ‫من كان يؤذي الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان النفر الذين يؤذون رسول ا ّ‬
‫صداء الهذلى؛ وكانوا جيرانه‬ ‫عِدي بن حمراء الثقفى‪ ،‬وابن ال ْ‬ ‫عْقبة بن أبي ُمَعْيط ‪ ،‬و َ‬ ‫حكم بن العاص ابن أمية‪ ،‬و ُ‬ ‫بيته ‪ :‬أبا لهب ‪ ،‬وال َ‬
‫حم الشاة وهو يصلى‪،‬‬ ‫لم يسلم منهم أحد إل الحكم بن أبي العاص ‪ ،‬فكان أحدهم – فيما ذكر لي – يطرح عليه صلى ال عليه وسلم ر ِ‬
‫جرًا يستتر به منهم إذا صلى ال عليه‬ ‫حْ‬‫ل صلى ال عليه وسلم ِ‬ ‫وكان أحدهم يطرحها في ُبْرمته إذا ُنصبت له ‪ ،‬حتى اتخذ رسول ا ّ‬
‫عمر بن عبد ال بن عروة بن الزبير‪ ،‬عن‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم إذا طرحوا عليه ذلك الذى – كما حدثني ُ‬ ‫وسلم‪ ،‬فكان رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم على العود‪ ،‬فيقف به على بابه ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬يا بني عبد مناف ‪ ،‬أي جوار‬ ‫عروةبن الزبير – يخرج به رسول ا ّ‬
‫هذا! ثم يلقيه في الطريق ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن خديجة بنت خويلد وأبا طالب هلكا‬
‫صْدق على السلم ‪ ،‬يشكو‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم المصائب بُهْلك خديجة‪ ،‬وكانت له وزير ِ‬ ‫في عام واحد‪ ،‬فتتابعت على رسول ا ّ‬
‫حْرزًا في أمره ‪ ،‬وَمَنعة وناصرًا على قومه ‪ ،‬وذلك قبل ُمهاجره إلى المدينة بثلث‬ ‫ضدًا و ِ‬
‫ع َ‬
‫إليها؛ وُبهْلك عمه أبي طالب ‪ ،‬وكان له َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من الذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب ‪،‬‬ ‫سنين ‪ .‬فلما هلك أبو طالب ‪ ،‬نالت قريش من رسول ا ّ‬
‫حتى اعترضه سفيٌه من سفهاء قريش‪ ،‬فنثر على رأسه ترابًا ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه عروة بن الزبير‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بيته والتراب على‬ ‫لما نثر ذلك السفيه على رأس رسول صلى ال عليه وسلم ذلك التراب ‪ ،‬دخل رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم يقول لها‪ :‬ل تبكى يا بنية‪،‬‬ ‫رأسه ‪ ،‬فقامت إليه إحدى بناته ‪ ،‬فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ‪ ،‬ورسول ا ّ‬
‫ل مانع أباك ‪ .‬قال ‪ :‬ويقول بين ذلك ‪ :‬ما نالت منى قريش شيئًا أكرهه ‪ ،‬حتى مات أبو طالب ‪.‬‬ ‫فإن ا ّ‬
‫المشركون يطلبون عهدًا بينهم وبين الرسول قبل موت أبي طالب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما اشتكى أبو طالب ‪ ،‬وبلغ قريشًا ِثَقُله‬
‫ضها لبعض ‪ :‬إن حمزة وعمر قد أسلما‪ ،‬وقد فشا أمر محمد في قبائل قريش كّلها‪ ،‬فانطِلقوا بنا إلى أبي طالب ‪،‬‬ ‫‪ ،‬قالت قريش بع ُ‬
‫ل ما نأَمن أن يبتّزونا أمَرنا ‪.‬‬‫طه ِمّنا‪ ،‬وا ّ‬
‫فيأخذ لنا على ابن أخيه ‪ ،‬وليع ِ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني العباس بني عبد ال بن َمْعبد بن عباس‬
‫شْيبة بن ربيعة‪،‬‬ ‫عتبة بن ربيعة‪ ،‬و َ‬ ‫ف قومه ‪ُ :‬‬ ‫عن بعض أهله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬مشوا إلى أبي طالب فكلموه؛ وهم أشرا ُ‬
‫وأبو جهل بن هشام ‪ ،‬وأمية بن خلف ‪ ،‬وأبو سفيان بن حرب ‪ ،‬في رجال من أشرافهم فقالوا‪ :‬يا أبا طالب ‪ ،‬إنك منا حيث قد‬
‫ت الذي بيننا وبين ابن أخيك ‪ ،‬فاْدعه فخذ له منا‪ ،‬وخذ لنا منه ‪ ،‬ليك ّ‬
‫ف‬ ‫ت ‪ ،‬وقد حضرك ما ترى‪ ،‬وتخّوْفنا عليك ‪ ،‬وقد علم َ‬ ‫علم َ‬
‫ف قومك ‪ ،‬قد‬ ‫عنا وديَنَنا‪ ،‬ونَدعه وديَنه؛ فبعث إليه أبو طالب ‪ ،‬فجاءه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ابن أخي ‪ ،‬هؤلء أشرا ُ‬ ‫ف عنه ‪ ،‬وليد َ‬‫عنا‪ ،‬ونك ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬نعم ‪ ،‬كلمة واحدة ُتعطونيها تملكون بها‬ ‫اجتمعوا لك ‪ ،‬ليعطوك ‪ ،‬وليأخذوا منك ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬وتخلعون ما‬ ‫ك ‪ ،‬وعشر كلمات؛ قال ‪ :‬تقولون ‪ :‬ل إله إل ا ّ‬ ‫العرب ‪ ،‬وتدين لكم بها العجم ‪ .‬قال ‪ :‬فقال أبو جهل ‪ :‬نعم وأبي َ‬
‫تعبدون من دونه قال ‪ :‬فصفقوا بأيديهم ‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬أتريد يا محمد أن تجعل اللهَة إلهًا واحدًا‪ ،‬إن أمَرك لَعجب ! قال بعضهم‬
‫ضوا على دين آبائكم ‪ ،‬حتى يحكم ال بينكم وبينه ‪.‬‬ ‫ل ما هذا الرجل بمعطيكم شيئًا مما تريدون ‪ ،‬فانطِلُقوا وام ُ‬ ‫لبعض ‪ :‬إنه وا ّ‬
‫قال ‪ :‬ثم تفرقوا‪.‬‬
‫ل يا ابن أخي ‪ ،‬ما رأيتك سألتهم‬ ‫رجاء الرسول إسلم أبي طالب ‪ :‬فقال أبو طالب لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وا ّ‬
‫ل لك‬
‫ل صلى ال عليه وسلم في إسلمه ‪ ،‬فجعل يقول له ‪ :‬أي عّم ‪ ،‬فأنت فُقْلها أستح ّ‬
‫شططًا‪ ،‬قال ‪ :‬فلما قالها أبو طالب طمع رسول ا ّ‬
‫سّبة عليك‬
‫ل لول مخافة ال ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم عليه ‪ ،‬قال ‪ :‬يا ابن أخى‪ ،‬وا ّ‬ ‫حرص رسول ا ّ‬ ‫بها الشفاعة يوَم القيامة قال ‪ :‬فلما رأى ِ‬
‫جزعًا من الموت لقلتها‪ ،‬ل أقولها إل لسّرك بها‪ .‬قال ‪ :‬فلما تقارب من‬ ‫وعلى بني أبيك من بعدي ‪ ،‬وأن تظن قريش أني إنما قلتها َ‬
‫ل لقد قال أخي‬
‫أبي طالب الموت قال ‪ :‬نظر العباس إليه يحرك شفتيه ‪ ،‬قال ‪ :‬فأصغى إليه بأذِنه ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال يا ابن أخى ‪ ،‬وا ّ‬

‫الكلمة التي أمرته أن يقولها‪ ،‬قال ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لم أسمْع‪.‬‬
‫ل تعالى في الرهط الذين كانوا قد اجتمعوا إليه ‪ ،‬وقال لهم ما‬ ‫ما نزل فيمن طلبوا العهد على الرسول عند أبي طالب ‪ .‬قال ‪ :‬وأنزل ا ّ‬
‫لِلَهَة‬
‫لا ْ‬‫جَع َ‬
‫ق{‪].‬ص‪ [1،2 :‬إلى قوله تعالى ‪َ} :‬أ َ‬ ‫شَقا ٍ‬ ‫عّزٍة َو ِ‬
‫ن َكَفُروا ِفي ِ‬
‫ل اّلِذي َ‬‫ن ِذي الّذْكِر)‪َ(1‬ب ْ‬ ‫قال ‪ ،‬وردوا عليه ما ردوا ‪َ }:‬واْلُقْرآ ِ‬
‫سِمْعَنا ِبَهَذا ِفي اْلِمّلةِ‬
‫يٌء ُيَراُد)‪َ (6‬ما َ‬
‫ش ْ‬
‫ن َهَذا َل َ‬‫عَلى آِلَهِتُكْم ِإ ّ‬‫صِبُروا َ‬‫شوا َوا ْ‬‫ن اْم ُ‬‫ل ِمْنُهْم َأ ْ‬
‫ق اْلَم َُ‬
‫طَل َ‬
‫ب)‪َ(5‬وان َ‬ ‫جا ٌ‬
‫عَ‬‫يٌء ُ‬
‫ش ْ‬
‫ن َهَذا َل َ‬
‫حًدا ِإ ّ‬
‫ِإَلًها َوا ِ‬
‫ق{ ثم هلك أبو طالب ‪.‬‬ ‫لٌ‬ ‫خِت َ‬
‫لا ْ‬‫ن َهَذا ِإ ّ‬‫لَثٍة{ ]المائدة‪ِ} [73 :‬إ ْ‬ ‫ث َث َ‬
‫ل َثاِل ُ‬
‫ن ا َّ‬‫خَرِة { ]ص‪5 :‬ـ ‪ [7‬يعنون النصارى‪ ،‬لقولهم ‪ِ }:‬إ ّ‬ ‫لِ‬‫اْ‬
‫سعى الرسول إلى الطائف وموقف ثقيف منه‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من الذى ما لم تكن تنال منه في حياة عمه‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم إلى الطائف ‪ ،‬يلتمس النصرة من ثقيف ‪ ،‬والمنعة بهم من قومه ‪ ،‬ورجاء أن‬‫أبي طالب ‪ ،‬فخرج رسول ا ّ‬
‫ل عز وجل ‪ ،‬فخرج إليهم وحَده ‪.‬‬
‫يقبلوا منه ما جاءهم به من ا ّ‬

‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني يزيد بن زياد‪ ،‬عن محمد بن كعب‬ ‫الثلثة الذين نزل بهم رسول ا ّ‬
‫عَمد إلى نفر من ثقيف ‪ ،‬هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم ‪،‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم إلى الطائف ‪َ ،‬‬ ‫الُقَرظي ‪ ،‬قال ‪ :‬لما انتهى رسول ا ّ‬
‫عقدة بن‬‫عَمير بن عوف ابن ُ‬ ‫عَمير‪ ،‬وحبيب بن عمرو بن ُ‬ ‫عمرو بن ُ‬‫عَمير‪ ،‬ومسعود بن َ‬ ‫عمرو بن ُ‬ ‫وهم إخوة ثلثة‪ :‬عبد َياِليل بن َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فدعاهم إلى‬ ‫جَمح ‪ ،‬فجلس إليهم رسول ا ّ‬ ‫عْوف بن ثقيف ‪ ،‬وعند أحدهم امرأة من قريش من بنى ُ‬ ‫غَيَرة بن َ‬
‫ِ‬
‫ل ‪ ،‬وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على السلم ‪ ،‬والقيام معه على من خالفه من قومه ‪ ،‬فقال له أحدهم ‪ :‬هو َيْمُرط ثياب الكعبة‬ ‫ا ّ‬
‫ل كما‬‫ل من ا ّ‬
‫ل ل أكلمك أبدا‪ ،‬لئن كنت رسو ً‬ ‫ل أحدًا يرسله غيرك ! وقال الثالث ‪ :‬وا ّ‬
‫إن كان ال أرسلك ‪ ،‬وقال الخر‪ :‬أما وجد ا ّ‬
‫ل صلى ال‬ ‫ل ‪ ،‬ما ينبغى لي أن أكلمك ‪ .‬فقام رسول ا ّ‬‫تقول ‪ ،‬لنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلم ‪ ،‬ولئن كنت تكذب على ا ّ‬
‫ل صلى‬ ‫عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف ‪ ،‬وقد قال لهم –فيما ذكر لي ‪ :-‬إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عنى‪ ،‬وكره رسول ا ّ‬
‫ال عليه وسلم أن يبلغ قومه عنه ‪ ،‬فُيْذئرهم ذلك عليه ‪.‬‬
‫عبيد بن الْبرص ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قال َ‬

‫قْتلى عامر وتعصبوا‬ ‫ذَِئروا ل َ‬ ‫‪ #‬ولقد أتاني عن تميم ٍ أنهم‬


‫فلم يفعلوا‪ ،‬وأغروا به سفهاءهم وعبيَدهم ‪ ،‬يسبونه ويصيحون به ‪ ،‬حتى اجتمع عليففه النففاس ‪ ،‬وألجئوه إلففى‬
‫شْيبة ابن ربيعة‪ ،‬وهما فيه ‪ ،‬ورجع عنه سفهاء ثقيف من كان يتبعه ‪ ،‬فعمد‬
‫حائط لُعتبة بن ربيعة و َ‬

‫ل صلى ال‬ ‫حَبلة من عنب ‪ ،‬فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران إليه ‪ ،‬ويريان ما لقى من سفهاء أهل الطائف ‪ ،‬وقد لقى رسول ا ّ‬ ‫إلى ظل َ‬
‫جَمح ‪ ،‬فقال لها‪ :‬ماذا لقينا من أحمائك ؟‬
‫عليه وسلم‪ -‬فيما ذكر لي ‪ -‬المرأة التي من بني ُ‬
‫ضْع َ‬
‫ف‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم قال – فيما ذكر لي ‪" :-‬اللهم إليك أشكو َ‬ ‫شكواه صلى ال عليه وسلم إليه تعالى ‪ :‬فلما اطمأن رسول ا ّ‬
‫قوتى‪ ،‬وقلة حيلتي ‪ ،‬وهوانى على الناس ‪ ،‬يا أرحم الراحمين ‪ ،‬أنت رب المستضعفين ‪ ،‬وأنت ربى‪ ،‬إلى من َتِكُلنى؟ إلى بعيد‬
‫ي غضب فل أبالي ‪ ،‬ولكن عافيتك هي أوسع لي‪ ،‬أعوذ بنور وجهك الذي‬ ‫جّهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك عل ّ‬ ‫يت َ‬
‫ضى‪ ،‬ول‬ ‫طك ‪ ،‬لك الُعْتَبى حتى تر َ‬ ‫خُ‬
‫سْ‬
‫ى ُ‬‫ت ‪ ،‬وصلح عليه أمُر الدنيا والخرة من أن ُتنزل بي غضبك ‪ ،‬أو يحل عل ّ‬ ‫أشرقت له الظلما ُ‬
‫ل ول قوَة إل بك "‪.‬‬ ‫حو َ‬
‫شْيبة‪،‬‬
‫عتبة و َ‬
‫قصته صلى ال عليه وسلم مع عداس ‪ :‬قال ‪ :‬فلما رآه ابنا ربيعة‪ُ ،‬‬
‫عّداس ‪ ،‬فقال له ‪ :‬خذ ِقطفا من هذا العنب ‪ ،‬فضعه في هذا‬ ‫وما لقى‪ ،‬تحركت له رحمهما‪ ،‬فدعَوا غلما لهما نصرانيا‪ ،‬يقال له َ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ي رسول ا ّ‬ ‫عّداس ‪ ،‬ثم أقبل به حتى وضعه بين يد ْ‬ ‫الطبق ‪ ،‬ثم اذهب به إلى ذلك الرجل ‪ ،‬فقل له يأكل منه ‪ .‬ففعل َ‬
‫عّداس في وجهه ‪ ،‬ثم‬ ‫ل ‪ ،‬ثم أكل ‪ ،‬فنظر َ‬‫ل صلى ال عليه وسلم فيه يده ‪ ،‬قال ‪ :‬باسم ا ّ‬ ‫ل ‪ ،‬فلما وضع رسول ا ّ‬ ‫وسلم‪ ،‬ثم قال له ‪ُ :‬ك ْ‬
‫عّداس ‪ ،‬وما‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ومن أهل أي البلد أنت يا َ‬ ‫ل هذه البلد‪ ،‬فقال له رسول ا ّ‬ ‫ل إن هذا الكلم ما يقوله أه ُ‬ ‫قال ‪ :‬وا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من قرية الرجل الصالح يونس بن َمّتى؛‬ ‫ديُنك ؟ قال ‪ :‬نصرانى‪ ،‬وأنا رجل من أهل ِنيَنوى؛ فقال رسول ا ّ‬
‫عّداس ‪:‬‬
‫فقال له َ‬

‫عّداس على رسول ا ّ‬


‫ل‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ذاك أخى‪ ،‬كان نبيا وأنا نبي ‪ ،‬فأكب َ‬ ‫وما ُيدريك ما يونس بن َمّتى؟ فقال رسول ا ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم يقبل رأسه ويديه و قدميه ‪.‬‬
‫عّداس ! ما لك تقبل‬
‫عداس قال له ‪ :‬ويلك يا َ‬
‫قال ‪ :‬يقول ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه ‪ :‬أما غلُمك فقد أفسده عليك ‪ .‬فلما جاءهما َ‬
‫رأس هذا‪ -‬الرجل ويديه وقدميه ؟ قال ‪ :‬يا سيدي ‪ ،‬ما في الرض شىء خير من هذا‪ ،‬لقد أخبرنى بأمر ما يعلمه إل نبى؛ قال له ‪:‬‬
‫ويحك يا عداس ‪ ،‬ل يصرفنك عن دينك ‪ ،‬فإن ديَنك خير من دينه ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم انصرف من الطائف راجعا إلى مكة‪ ،‬حين يئس من خير ثقيف ‪،‬‬ ‫وفد جن نصيبين ‪ :‬قال ‪ :‬ثم إن رسول ا ّ‬
‫ل تبارك وتعالى‪ ،‬وهم ‪ -‬فيما ُذكر لي ‪ -‬سبعة‬ ‫خلة قام من جوف الليل يصلى‪ ،‬فمر‪ -‬به النفر من الجن الذين ذكرهم ا ّ‬ ‫حتى إذا كان بَن ْ‬
‫نفر من جن أهل نصيبين فاستمعوا له ‪ ،‬فلما فرغ من صلته َوّلْوا إلى قومهم منذرين ‪ ،‬قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا‪ ،‬فقص ا ّ‬
‫ل‬
‫ن{‪].‬الحقاف‪ . [29 :‬إلى قوله‬ ‫ن اْلُقْرآ َ‬
‫سَتِمُعو َ‬‫ن َي ْ‬‫جّ‬‫ن اْل ِ‬‫ك َنَفًرا ِم ْ‬
‫صَرْفَنا ِإَلْي َ‬
‫ل عز وجل ‪َ }:‬وِإْذ َ‬‫خبرهم عليه صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال ا ّ‬
‫ن{‪].‬الجن‪ . [1 :‬إلى‬‫جّ‬‫ن اْل ِ‬
‫سَتَمَع َنَفٌر ِم ْ‬
‫ي َأّنُه ا ْ‬
‫ي ِإَل ّ‬
‫ل ُأوحِ َ‬‫ب َأِليٍم{‪].‬الحقاف‪ [31 :‬وقال تبارك وتعالى‪ُ }:‬ق ْ‬ ‫عَذا ٍ‬
‫ن َ‬
‫جْرُكْم ِم ْ‬
‫تعالى‪َ} :‬وُي ِ‬
‫آخر القصة من خبرهم في هذه السورة ‪.‬‬

‫عرض وسول الّله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل‬
‫ل صلى ال عليه وسلم مكة ‪ :‬وقومه أشّد ما كانوا عليه من خلِفه‬ ‫عرض نفسه في المواسم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قدم رسول ا ّ‬
‫سه في المواسم ‪ ،‬إذا كانت ‪ ،‬على‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم َيْعِرض نف َ‬ ‫ل مستضَعفين ممن آمن به ‪ .‬فكان رسول ا ّ‬ ‫وفراق دينه ‪ ،‬إل قلي ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ن لهم ما بعثه به ا ّ‬‫سل ‪ ،‬ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبي َ‬ ‫ل ‪ ،‬ويخبرهم أنه نبي ُمْر َ‬ ‫قبائل العرب يدعوهم إلى ا ّ‬
‫عَباد الّدَيلى‪ ،‬أو من حدثه أبو الزناد عنه ‪-‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني من أصحابنا‪ ،‬من ل أتهم ‪ ،‬عن زيد بن أسلم عن ربيعة بن ِ‬
‫عَباد‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ربيعة بن ِ‬
‫ل بن عباس ‪ ،‬قال‬ ‫عبيدا ّ‬
‫حسين بن عبد ال بن ُ‬ ‫أبو لهب يفرق الناس من حوله صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم يقف على منازل القبائل‬ ‫عَباد‪ ،‬يحدثه أبي‪ ،‬قال ‪ :‬إني لغلم شاب مع أبي بمنى‪ ،‬ورسول ا ّ‬ ‫سمعت ربيعة ابن ِ‬
‫ل ول تشركوا به شيئًا‪ ،‬وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه‬ ‫ل إليكم ‪ ،‬يأمركم أن تعبدوا ا ّ‬ ‫من العرب ‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا بنى فلن ‪ ،‬إني رسول ا ّ‬
‫ل ما بعثنى به ‪ .‬قال ‪ :‬وخلفه رجل أحول وضيء ‪ ،‬له‬ ‫من هذه النداد‪ ،‬وأن تؤمنوا بي ‪ ،‬وتصدقوا بي ‪ ،‬وتمنعونى‪ ،‬حتى أبين عن ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من قوله وما دعا إليه ‪ ،‬قال ذلك الرجل ‪ :‬يا بنى فلن ‪ ،‬إن هذا‬ ‫غديرتان عليه حلة عدنية ‪ .‬فإذا فرغ رسول ا ّ‬
‫إنما يدعوكم أن تسلخوا اللت والعزى من أعناقكم ‪ ،‬وحلفاءكم من الجن من بنى مالك بن أَقْيش ‪ ،‬إلى ما جاء به من البدعة‬
‫والضللة‪ ،‬فل تطيعوه ‪ ،‬ول تسمعوا منه ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فقلت لبي ‪ :‬يا أبت ‪ ،‬من هذا الذي يتبعه ويرد عليه ما يقول ؟ قال هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب ‪ ،‬أبو لهب ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قال النابغة‪:‬‬
‫شن‬ ‫جليه ِب َ‬
‫فر ْ‬ ‫ُيَقْعِقُع خل َ‬ ‫‪ #‬كأنك من جمال بني أَقْي ٍ‬
‫ش‬
‫عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على كندة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثنا ابن شهاب الزهرى‪ :‬أنه أتى ِكْندة في منازلهم ‪ ،‬وفيهم سيد‬
‫ل عز وجل ‪ ،‬وعرض عليهم نفسه ‪ ،‬فأَبْوا عليه ‪.‬‬ ‫لهم يقال ‪ُ :‬مَلْيح ‪ ،‬فدعاهم إلى ا ّ‬
‫حصين ‪ :‬أنه أتى‬ ‫عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على كلب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد ال بن ُ‬
‫ل وعرض عليهم نفسه ‪ ،‬حتى إنه ليقول لهم ‪ :‬يا بني عبد ال ‪،‬‬ ‫كلبا في منازلهم ‪ ،‬إلى في منهم يقال لهم ‪ :‬بنو عبد ال ‪ ،‬فدعاهم إلى ا ّ‬
‫ل عز وجل قد أحسن اسَم أبيكم ‪ ،‬فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم ‪.‬‬ ‫إن ا ّ‬
‫عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على بني حنيفة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بعض أصحابنا عن عبد ال بن كعب بن‬
‫ل وعرض عليهم نفسه ‪ ،‬فلم يكن أحد من‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم أتى بنى حنيفة في منازلهم ‪ ،‬فدعاهم إلى ا ّ‬ ‫مالك ‪ :‬أن رسول ا ّ‬
‫العرب أقبح عليهم ردا منهم ‪.‬‬
‫عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على بني عامر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني الزهري أنه أتى بني عامر بن صعصعة‪،‬‬
‫حرة بن فراس ‪.‬‬ ‫سه ‪ ،‬فقال رجل منهم ‪ -‬يقال له ‪َ :‬بْي َ‬ ‫ل عز وجل ‪ ،‬وعرض عليهم نف َ‬ ‫فدعاهم إلى ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬لو إني أخذت‬ ‫صْعصعة ‪ :-‬وا ّ‬ ‫شير بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬فراس بن عبد ال بن سلمة الخير بن ُق َ‬
‫ل على من خالفك ‪ ،‬أيكون لنا‬ ‫ت إن نحن بايعناك على أمرك ‪ ،‬ثم أظهرك ا ّ‬ ‫هذا الفتى من قريش ‪ ،‬لكلت به العرب ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أرأي َ‬
‫ل كان المر‬ ‫ل يضعه حيث يشاء‪ .‬قال ‪ :‬فقال له ‪ :‬أَفُتهَدف نحوُرنا للعرب دونك ‪ ،‬فإذا أظهرك ا ّ‬ ‫المر من بعدك ؟ قال ‪ :‬المر إلى ا ّ‬
‫لغيرنا! ل حاجة لنا بأمرك؛ فأبوا عليه ‪.‬‬
‫ن ‪ ،‬حتى ل يقدر أن يوافي معهم المواسم ‪ ،‬فكانوا إذا‬ ‫س رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم ‪ ،‬قد كانت أدركته الس ّ‬ ‫فلما صدر النا ُ‬
‫رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم ‪ ،‬فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم ‪ ،‬فقالوا‪ :‬جاءنا فتى من قريش ‪،‬‬
‫ثم أحد بنى عبد المطلب ‪ ،‬يزعم أنه نبي ‪ ،‬يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه ‪ ،‬ونخرج به إلى بلدنا‪ .‬قال ‪ :‬فوضع الشيخ يديه على‬
‫طلب ‪ ،‬والذي نفس فلن بيده ‪ ،‬ما تقّولها إسماعيلى قط وإنها لحق‬ ‫ف ‪ ،‬هل لُذَناباها من َم ْ‬ ‫رأسه ثم قال ‪ :‬يا بنى عامر‪ ،‬هل لها من َتل ٍ‬
‫‪ ،‬فأين رأيكم كان عنكم ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم على ذلك من أمره ‪،‬‬ ‫عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه في المواسم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فكان رسول ا ّ‬
‫ل من الهدى‬ ‫لسلم ‪ ،‬وَيْعرض عليهم نفسه ‪ ،‬وما جاء به من ا ّ‬ ‫ل وإلى ا ِ‬ ‫كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬وعَرض عليه ما عنده ‪.‬‬ ‫والرحمة‪ ،‬وهو ل يسمع بقادم يقدم مكة من العرب ‪ ،‬له اسم وشرف ‪ ،‬إل تصّدى له ‪ ،‬فدعا إلى ا ّ‬
‫عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على سويد بن صامت ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة النصاري ‪ ،‬ثم‬
‫ظفري عن أشياخ من قومه قالوا‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫عْوف ‪ ،‬مكة حاجًا‬ ‫سويد بن صامت ‪ ،‬أخو بنى عمرو بن َ‬ ‫قدم ُ‬
‫أو معتمرًا‪ ،‬وكان سويد إنما يسميه قومه فيهم ‪ :‬الكامل ‪ ،‬لجلده وشعره وشرفه ونسبه ‪ ،‬وهو الذي يقول ‪:‬‬
‫فري‬
‫يَ ْ‬ ‫ما‬ ‫ساءك‬ ‫بالغيب‬ ‫مقالَته‬ ‫ب من تدعو صديقا ً ولوترى‬
‫‪ #‬أل ُر ّ‬
‫النحرِ‬ ‫ث ُغَْرةِ‬ ‫على‬ ‫مأثوٌر‬ ‫ب‬
‫وبالغي ِ‬ ‫مقالُته كالشهدِ ما كان شاهههدا ً‬ ‫‪#‬‬
‫ر‬
‫الظه ِ‬ ‫ب‬‫عَقَ َ‬ ‫تبتري‬ ‫غش ّ‬ ‫ة‬
‫َيسرك باديه وتحت أديمهههه نميم ُ‬ ‫‪#‬‬
‫شْزرِ‬ ‫ال ّ‬ ‫بالنظرِ‬ ‫والبغضاِء‬ ‫الغ ّ‬
‫ل‬ ‫م من‬ ‫ُتبين لك العينان ما هو كاتهه ٌ‬ ‫‪#‬‬
‫ري‬ ‫ش ولي َب ْ ِ‬ ‫َيري ُ‬ ‫وخيُر الموالى من‬ ‫شِنى بخير طاَلما قد ب ََري َْتنى‬
‫فرِ ْ‬ ‫‪#‬‬

‫سَليم ‪ ،‬ثم أحد بنى زِع ْههب ابههن مالههك علههى مههائة‬
‫وهو الذي يقول ‪ -‬ونافر رجل من بنى ُ‬
‫ناقة‪ ،‬إلى كاهنة من كهان العرب ‪ ،‬فقضت له ‪،‬‬
‫سَليم قال ‪ :‬أبعث إليك به ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سَلمى‪ ،‬ليس معهما غيرها‪ ،‬فلما فرقت بينهما الطريق ‪ ،‬قال ‪ :‬مالى يا أخا بني ُ‬
‫فانصرف عنها هو وال ّ‬
‫سَويد بيده ‪ ،‬ل تفارقنى حتى أوَتى بمالي ‪ ،‬فاّتخذا فضرب به الرض ‪ ،‬ثم أوثقه‬ ‫فمن لي بذلك إذا ُفّتني به ؟ قال ‪ :‬كل‪ ،‬والذي نفس ُ‬
‫سَليم بالذي له ‪ ،‬فقال في ذلك ‪:‬‬‫عمرو بن عوف ‪ ،‬فلم يزل عنده حتى بعثت إليه ُ‬ ‫رباطا‪ ،‬ثم انطلق به إلى دار بني َ‬
‫خت ِ ُ‬
‫ل‬ ‫وت َ ْ‬ ‫ب‬
‫بالغيو ِ‬ ‫ت ُْرِدي‬ ‫ُ‬
‫كنت‬ ‫كمن‬ ‫ب بن مالك‬‫ن زِغْ ِ‬
‫‪ #‬ل تحسبّني ياب َ‬
‫ول‬
‫المتح ّ‬ ‫م‬
‫الحاز َ‬ ‫إن‬ ‫ة كذلك‬
‫عت بعز ٍ‬
‫صرِ ْ‬
‫‪ #‬تحولت قِْرنا إذ ُ‬
‫ده هو أسف ُ‬
‫ل‬ ‫خ ّ‬ ‫ل‬
‫ل حا ٍ‬ ‫على ك ّ‬ ‫ط الشمال فلم يز ْ‬
‫ل‬ ‫ت به إب ْ َ‬
‫‪ #‬ضرب ُ‬

‫في أشعار كثيرة كان يقولها‪.‬‬


‫سَويد‪ :‬فلعل الذي معك مثل الذي‬ ‫ل وإلى السلم ‪ ،‬فقال له ُ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم حين سمع به ‪ ،‬فدعاه إلى ا ّ‬ ‫فتصدى له رسول ا ّ‬
‫ل صلى‬ ‫معي ‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وما الذي معك ؟ قال ‪ :‬مجلة ُلقمان – يعنى حكمة لقمان – فقال له رسول ا ّ‬
‫ل تعالى‬‫ال عليه وسلم ‪ :‬أعرضها علي ‪ ،‬فعرضها عليه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬إن هذا لكلم حسن ‪ ،‬والذي معي أفضل من هذا‪ ،‬قرآن أنزله ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم القرآن ‪ ،‬ودعاه إلى السلم ‪ ،‬فلم َيْبُعد منه ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن هذا لقول‬ ‫ى‪ ،‬هو ُهدى ونور‪ ،‬فتل عليه رسول ا ّ‬ ‫عل ّ‬
‫حسن ‪،‬‬
‫ثم انصرف عنه ‪ ،‬فقدم المدينة على قومه ‪ ،‬فلم يلبث أن قتلته الخزرج ‪ ،‬فإذا كان رجال من قومه ليقولون ‪ :‬إنا لنراه قد ُقتل وهو‬
‫مسلم ‪ .‬وكان قتله قبل يوم ُبعاث ‪.‬‬
‫إسلم إياس بن معاذ وقصة أبي الحيسر‬
‫سر‪،‬‬‫حْي َ‬
‫صْين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بنُمعاذ‪ ،‬عن محمود بن لبيد‪ ،‬قال ‪ :‬لما قدم أبو ال َ‬ ‫ح َ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ال ُ‬
‫حْلف من قريش على قومهم من الخزرج ‪،‬‬ ‫شهل ‪ ،‬فيهم إياس بن معاذ‪ ،‬يلتمسون ال ِ‬ ‫أنس ابن رافع ‪ ،‬مكة ومعه ِفتية من بني عبد ال ْ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأتاهم فجلس إليهم ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬هل لكم في خير مما جئتم له ؟ فقالوا له ‪ :‬وما ذاك ؟ قال ‪:‬‬ ‫سمع بهم رسول ا ّ‬
‫ى الكتاب ‪ .‬قال ‪ :‬ثم ذكر لهم السلم ‪ ،‬وتل‬ ‫ل ول يشركوا به شيئًا‪ ،‬وأنزل عل ّ‬ ‫ل بعثنى إلى العباد‪ ،‬أدعوهم إلى أن يعبدوا ا ّ‬‫أنا رسول ا ّ‬
‫حْيسر‪ ،‬أنس بن‬ ‫ل خيٌر مما جئتم له ‪ .‬قال ‪ :‬فيأخذ أبو ال َ‬‫عليهم القرآن ‪ .‬قال ‪ :‬فقال إياس بن معاذ‪ ،‬وكان غلما حدثا‪ :‬أي قوم ‪ ،‬وهذا وا ّ‬
‫عنا منك فَلَعْمري لقد جئنا لغير هذا‪ .‬قال ‪ :‬فصمت إياس ‪،‬‬ ‫رافع ‪ ،‬حفنة من تراب البطحاء‪ ،‬فضرب بها وجه إياس بن ُمعاذ‪ ،‬وقال ‪َ :‬د ْ‬
‫لوس والخزرج ‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم عنهم ‪ ،‬وانصرفوا إلى المدينة‪ ،‬وكان وقعة ُبعاث بين ا ً‬ ‫وقام رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك ‪ .‬قال محمود بن لبيد‪ :‬فأخبرنى من حضره من قومه عند موته ‪ :‬أنهم لم يزالوا يسمعونه‬
‫يهلل‬
‫ل تعالى ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات‪ ،‬فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما‪ ،‬لقد كان استشعر السلم في ذلك المجلس‪ ،‬حين‬ ‫ا ّ‬
‫سمع من رسول ال صلى ال عليه وسلم ما سمع ‪.‬‬
‫إسلم النصار‬
‫ل عز وجل إظهار دينه ‪ ،‬وإعزاز‬ ‫اجتماعه صلى ال عليه وسلم بوفد من الخزرج عند العقبة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما أراد ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من النصار‬ ‫نبيه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وإنجاز موعده له ‪ ،‬خرج رسول ا ّ‬
‫ل بهم خيرًا‪.‬‬‫فعرض نفسه على قبائل العرب ‪ ،‬كما كان يصنع في كل موسم ‪ .‬فبينما هو عند العقبة لقى رهطا من الخزرج أراد ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم بن عمر بن َقتادة‪ ،‬عن أشياخ من قومه قالوا‪ :‬لما لقيهم رسول ا ّ‬
‫لهم ‪ :‬من أنتم ؟ قالوا نفر من الخزرج ‪ ،‬قال ‪ :‬أمن موالى يهود؟ قالوا‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬أفل‬
‫لسلم ‪ ،‬وتل عليهم القرآن قال ‪ :‬وكان مما‬ ‫ل عز وجل ‪ ،‬وعرض عليهم ا ِ‬ ‫تجلسون أكلمكم ؟ قالوا‪ :‬بَلى‪ ،‬فجلسوا معه ‪ ،‬فدعاهم إلى ا ّ‬
‫ل كتاب وعلم ‪ ،‬وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان ‪،‬‬ ‫ل لهم به في السلم ‪ ،‬أن يهود كانوا معهم في بلدهم ‪ ،‬وكانوا أه َ‬ ‫صنع ا ّ‬
‫ل عاد‬ ‫ن ‪ ،‬قد أظل زماُنه ‪ ،‬نتبعه فنقتلكم معه قت َ‬ ‫ث ال َ‬‫وكانوا قد عزوهم ببلدهم ‪ .‬فكانوا إذا كان بينهم شىء قالوا لهم ‪ :‬إن نبيًا مبعو ٌ‬
‫ل إنه للنبى‬‫ل ‪ ،‬قال بعضهم لبعض ‪ :‬يا قوم ‪َ ،‬تعّلموا وا ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم أولئك النفر‪ ،‬ودعاهم إلى ا ّ‬ ‫وإَرم ‪ .‬فلما كلم رسول ا ّ‬
‫لسلم ‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنا‬ ‫الذي توعدكم به يهود‪ ،‬فل تسبُقنكم إليه ‪ .‬فأجابوه فيما دعاهم إليه ‪ ،‬بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من ا ِ‬
‫ل بك ‪ ،‬فسنقدم عليهم ‪ ،‬فندعوهم إلى أمرك ‪ ،‬ونعرض‬ ‫قد تركنا قوَمنا‪ ،‬ول قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم ‪ ،‬فعسى أن يجمعهم ا ّ‬
‫ل عليك فل رجل أعز منك ‪.‬‬ ‫عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ‪ ،‬فإن يجمعهم ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم راجعين إلى بلدهم ‪ ،‬وقد آمنوا وصدقوا ‪.‬‬ ‫ثم انصرفوا عن رسول ا ّ‬
‫أسماء من التقوا به صلى ال عليه وسلم من الخزرج ‪ :‬قال ابنإسحاق ‪ :‬وهم ‪ -‬فيما ذكر لي ‪ :-‬ستة نفر من الخزرج ‪ ،‬منهم من‬
‫عمرو بن الخزرج بن حارثة بن عمرو بن عامر‪ :‬أسعد بن‬ ‫ل ‪ -‬ثم من بنى مالك بن النجار بن ثعلبة ابن َ‬ ‫بنى النجار ‪ -‬وهو َتْيم ا ّ‬
‫سَواد بن مالك بن‬
‫غْنم بن مالك بن النجار‪ ،‬وهو أبو أمامة ؛ وعوف بن الحارث بن رفاعة بن َ‬ ‫عَبْيد بن ثعلبة بن َ‬
‫عَدس بن ُ‬
‫ُزرارة ابن ُ‬
‫غْنم بن مالك بن النجار‪ ،‬وهو ابن عفراء‪.‬‬ ‫ُ‬
‫غْنم بن مالك بن النجار ‪.‬‬ ‫عَبْيد بن ثعلبة بن َ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬وعفراء بنت ُ‬
‫جشم بن الخزرج ‪ :‬رافع بن مالك بن‬ ‫ن إسحاق ‪ :‬ومن بني ُزَرْيق بن عامر بن ُزَرْيق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن ُ‬ ‫قال اب ِ‬
‫جلن بن عمرو بن عامر بن ُزَرْيق ‪.‬‬ ‫الَع ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال عامر بن الزرق ‪.‬‬
‫غْنم بن كعب‬
‫شم بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بنى سواد بن َ‬ ‫جَ‬‫سِلمة بن سعد بن على بن ساردة بن تزيد بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى َ‬
‫سواد‪.‬‬‫غْنم بن َ‬
‫طبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن َ‬ ‫ابن سلمة ‪ُ :‬ق ْ‬
‫غْنم ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عمرو بن سواد‪ ،‬وليس لسواد ابن يقال له ‪َ :‬‬
‫سلمة ‪ :‬عقبة بن عامر بن نابى بن زيد بن حرام ‪.‬‬‫غْنم بن كعب بن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني حرام بن كعب بن َ‬
‫سَلمة‪ :‬جابر بن عبد ال بن رئاب بن النعممان بن سنان‬
‫غْنم بن كعب بن َ‬ ‫عَبيد عبد ال بن ِرئاب بن عدي بن النعمان بن َ‬ ‫ومن بنى ُ‬
‫عَبيد ‪.‬‬
‫بن ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ودعوهم إلى السلم حتى فشا فيهم ‪ ،‬فلم يبق دار من دور‬ ‫لا ّ‬‫فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسو َ‬
‫النصار إل وفيها ذكر من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫بيعة العقبة الولى‬


‫ل‪ ،‬فلُقوه بالعقبة ‪ :‬قال ‪ :‬وهى العقبة الولى‪ ،‬فبايعوا رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من النصار اثنا عشر رج ً‬
‫صلى ال عليه وسلم على بيعِة النساِء‪ ،‬وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب ‪.‬‬
‫غْنم بن‬‫عَبيد بن ثعلبة بن َ‬‫عَدس بن ُ‬‫رجال البيعة الولى ‪ :‬منهم من بنى النجار‪ ،‬ثم من بني مالك بن النجار‪ :‬أسعد بن ُزرارة بن ُ‬
‫غْنم بن مالك بن النجار‪ ،‬وهما ابنا‬ ‫سواد بن مالك بن َ‬
‫مالك بن النجار‪ ،‬وهو أبو أمامة؛ وعوف ‪ ،‬ومعاذ‪ ،‬ابنا الحارث بن رفاعة بن َ‬
‫جلن بن عمرو بن‬ ‫عفراء‪ .‬ومن بنى ُزَريق بن عامر رافع بن مالك بن الَع ْ‬
‫خِلد بن عامر ابن ُزرْيق ‪.‬‬ ‫خَلدة بن ُم ْ‬
‫عامر بن ُزَرْيق ‪ ،‬وَذْكوان بن عبد قيس بن َ‬
‫قال ابن هشام‪َ :‬ذْكوان ‪ ،‬مهاجري أنصاري ‪.‬‬
‫عبادة بن الصامت بن‬ ‫غْنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ‪ ،‬وهم القوافل ‪ُ :‬‬ ‫عْوف بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بنى َ‬ ‫ومن بنى َ‬
‫عّمارة‪ ،‬من بنى‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫صرم بن َ‬‫خْزمة بن أ ْ‬
‫غْنم ؛ وأبو عبد الرحمن ‪ ،‬وهو يزيد بن ثعلبة بن َ‬ ‫صرم بن ِفْهر بن ثعلبة بن َ‬ ‫قيس بن أ ْ‬
‫ى حليف لهم ‪.‬‬ ‫صْينة‪ ،‬من َبِل ّ‬
‫غ َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وإنما قيل لهم القواقل ‪ ،‬لنهم كانوا إذا استجار بهم الرجل دفعوا له سهما وقالوا له ‪ :‬قوقل به بيثرب حيث شئ َ‬
‫‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬القوقلة ‪ :‬ضرب من المشى‪.‬‬
‫جلن بن زيد بن غْنم بن سالم ‪ :‬العباس بن عبادة بن‬ ‫ن بنى سالم بن عمرو بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بنى الَع ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وم ِ‬
‫جلن ‪.‬‬ ‫ضلة بن مالك بن الَع ْ‬ ‫َن َ‬
‫غْنم بن سلمة‪ :‬عقبة بن‬ ‫شم بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بنى حرام بن كعب بن َ‬ ‫جَ‬
‫سَلمة بن علي بن أسد بن ساِرَدة بن َتِزيد بن ُ‬ ‫ومن بنى َ‬
‫عامر بن نابى بن زيد بن حرام ‪.‬‬
‫غْنم بن سواد‪.‬‬
‫حديدة بن عمرو بن َ‬ ‫غْنم بن كعب بن سلمة ‪ُ :‬قطبة بن عامر بن َ‬ ‫ومن بنى سواد بن َ‬
‫شم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن‬ ‫جَ‬‫عمرو بن عامر ثم من بنى عبد الشهل بن ُ‬ ‫وشهدها من الوس بن حارثة بن ثعلبة بن َ‬
‫مالك بن الوس ‪ :‬أبو الهيثم بن الّتّيهان ‪ ،‬واسمه مالك ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬التيهان ‪ :‬يخفف ويثقل ‪ ،‬كقوله مْيت ومّيت ‪.‬‬
‫عَوْيم بن ساعدة ‪.‬‬ ‫ومن بنى عمرو بن عوف بن مالك بن الوس ‪ُ :‬‬
‫سيلة‬
‫عَ‬‫نص البيعة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن أبي َمْرثد بن عبد ال اليَزنى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن ُ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫عبادة بن الصامت ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت فيمن حضر العقبة الولى‪ ،‬وكنا اثنى عشر رجل‪ ،‬فبايعنا رسول ا ّ‬ ‫الصنابحي ‪ ،‬عن ُ‬
‫ل شيئًا‪ ،‬ول نسرق ‪ ،‬ول نزني ‪ ،‬ول نقتل أولَدنا‪ ،‬ول‬ ‫وسلم على بيعة النساء‪ ،‬وذلك قبل أن ُتفترض الحرب ‪ ،‬على أن ل نشرك با ّ‬
‫نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلتا‪ ،‬ول نعصيه في معروف ‪ .‬فإن وفيتم فلكم الجنة ‪ .‬وإن غشيتم من ذلك شيئًا فأمركم إلى ا ّ‬
‫ل‬
‫عّذب وإن شاء غفر‪.‬‬ ‫عز وجل‪ ،‬إن شاء َ‬
‫خْولني أبي إدريس أن عبادة بن الصامت حدثه أنه قال ‪:‬‬ ‫ل بن عبد ال ال َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وذكر ابن شهاب الزهري عن عائذ ا ّ‬
‫ل شيئًا‪ ،‬ول نسرق ‪ ،‬ول نرى ‪ ،‬ول نقتل أولَدنا‪ ،‬ول‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ليلة العقبة الولى على أن ل نشرك با ّ‬ ‫بايعنا‪ ،‬رسول ا ّ‬
‫نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا‪ ،‬ول نعصيه في معروف ؛ فإن وفيتم فلكم الجنة‪ ،‬وإن غشيتم من ذلك فأخذتم بحّده في‬
‫ل عز وجل إن شاء عذب ‪ ،‬وإن شاء غفر‪.‬‬ ‫الدنيا‪ ،‬فهو كفارة له ‪ ،‬وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة فأمركم إلى ا ّ‬
‫ل صلي ال عليه وسلم معهم‬ ‫إرسال مصعب بن عمير مع وفد العقبة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما انصرف عنه القوم بعث رسول ا ّ‬
‫عمْير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وأمره أن قرئهم القران ‪ ،‬ويعلمهم السلم ‪ ،‬ويفقههم في الدين ‪،‬‬ ‫صَعب بن ُ‬ ‫ُم ْ‬
‫فكان يسمى المقرئ‬
‫بالمدينة مصعب ‪ .‬وكان منَزله على أسعد بن ُزرارة بن عدس ‪،‬أبي أمامة‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم بن عمر بن َقتادة ‪ :‬أنه كان يصلى بهم ‪ ،‬وذلك أن الوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض ‪.‬‬
‫أول جمعة أقيمت بالمدينة‬
‫حَنيف ‪ ،‬عن أبيه أبي أمامة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ‪،‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن ُ‬
‫ن بها صلى على أبي أمامة‪،‬‬
‫ب بن مالك ‪ ،‬حين ذهب بصُره ‪ ،‬فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة‪ ،‬فسمع الذا َ‬‫قال ‪ :‬كنت قائد أبي ‪ :‬كع ِ‬
‫أسعد بن زرارة ‪ .‬قال ‪ :‬فمكث حينا على ذلك ل يسمع الذان للجمعة إل‬

‫ل إن هذا بي لعجز‪ ،‬أل أساله ما له إذا سمع الذان للجمعة صلى على أبي أمامة‬ ‫صلى عليه واستغفر له ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت في نفسي ‪ :‬وا ّ‬
‫أسعد ابن ُزرارة؟ قال ‪ :‬فخرجت به في يوم جمعة كما كنت أخرج ‪ ،‬فلما سمع الذان للجمعة صلى عليه واستغفر له ‪ .‬قال فقلت له ‪:‬‬
‫ت ‪ ،‬ما لك إذا سمعت الذان للجمعة صليت على أبي أمامة؟ فقال ‪ :‬أي ُبَنيّ ‪ ،‬كان أول من جمع بنا بالمدينة في َهزم النبيت ‪ ،‬من‬ ‫يا أب ِ‬
‫خضمات ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وكم أنتم يومئذ؟ قال ‪ :‬أربعون رجل‪.‬‬ ‫حّرة بني َبياضة‪ ،‬يقال له ‪َ :‬نقيع ال َ‬
‫َ‬
‫إسلم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وبني عبد الشهل ‪:‬‬
‫عمرو بن حزم ‪ :‬أن أسعد بن‬ ‫ل بن المغيرة بن ُمَعْيقب ‪ ،‬وعبد ال بن أبي بكر بن محمد بن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبيد ا ّ‬
‫ظَفر‪ ،‬وكان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن‬ ‫صَعب بن عمير يريد به دار بني عبد الشهل ‪ ،‬ودار بني َ‬ ‫ُزرارة خرج بم ْ‬
‫ظَفر‪.‬‬
‫زيد بن عبد الشهل ابن خالة أسعد بن ُزرارة‪ ،‬فدخل به حائطا من حوائط بني َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬واسم ظفر‪ :‬كعب بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الوس ‪ -‬قال‪ :‬على بئر يقال لها‪ :‬بئر َمَرق‬
‫ضْير‪ ،‬يومئذ سيدا قومهما من بنى عبد الشهل ‪،‬‬ ‫ح َ‬‫سْيد بن ُ‬‫فجلسا في الحائط ‪ ،‬واجتمع إليهما رجال ممن أسلم وسعد بن معاذ‪ ،‬وأ َ‬
‫وكلهما مشرك على دين قومه ‪ ،‬فلما سمعا به قال سعد بن معاذ لسيد بن‬
‫ضير‪ :‬ل أبا لك ‪ ،‬انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارْينا ليسفها ضعفاءنا‪ ،‬فازجْرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا‪ ،‬فإنه لول‬ ‫ح َ‬
‫ُ‬
‫أن أسعد ابن زرارة منى حيث قد علمت كفيتك ذلك ‪ ،‬هو ابن خالتي ‪ ،‬ول أجد عليه مقدما‪.‬‬
‫ضير حربته ثم أقبل إليهما؛ فلما رآه أسعد ابن ُزرارة‪ ،‬قال لمصعب بن عمير‪، :‬هذا سيد قومه قد جاءك ‪،‬‬ ‫ح َ‬ ‫قال ‪ :‬فأخذ أسيد بن ُ‬
‫ل فيه؛ قال مصعب ‪ :‬إن يجلس أكلْمه ‪ .‬قال فوقف عليهما ُمتشّتما‪ ،‬فقال ‪ :‬ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاَءنا؟ اعتزلنا إن‬ ‫فاصدق ا ّ‬
‫كانت لكما بأنفسكما حاجة ‪.‬‬
‫فقال له مصعب ‪ :‬أَو تجلس فتسمع ‪ ،‬فإن رضيت أمرًا قبلته ‪ ،‬وإن كرهته ُكف عنك ما تكره ؟‬
‫ل لعرفنا في‬
‫لسلم ‪ ،‬وقرأ عليه القران؛ فقال فيما يذكر عنهما‪ :‬وا ّ‬ ‫صَعب با ِ‬
‫قال ‪ :‬أنصفت ‪ ،‬ثم ركز حربته وجلس إليهما‪ ،‬فكلمه ُم ْ‬
‫وجهه السلَم قبل أن يتكلم في إشراقه وتسّهله ‪ ،‬ثم ‪ .‬قال ‪ :‬ما أحسن هذا الكلم وأجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا‬
‫الدين ؟ قال له ‪ :‬تغتسل فتطّهر وتطهر ثوبيك ‪ ،‬ثم تصلى‪.‬‬

‫فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ‪ ،‬وتشهد شهادة الحق ‪ ،‬ثم قام فركع ركعتين ‪ ،‬ثم قال لهما‪ :‬إن ورائي رجل إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد‬
‫من في قومه وسأرسله إليكما الن ‪ ،‬سعد بن ُمعاذ‪ ،‬ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم؛ فلما نظر إليه‬
‫سْيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم؛ فلما وقف على النادي قال له سعد‪ :‬ما‬ ‫ل لقد جاءكم أ َ‬‫سعد بن معاذ مقبل‪ ،‬قال ‪ :‬أحلف با ّ‬
‫حّدثت أن بنى حارثة قد خرجوا‬ ‫ل ما رأيت بهما بأسا‪ ،‬وقد نهيتهما‪ ،‬فقال‪ :‬نفعل ما أحببت ‪ ،‬وقد ُ‬ ‫فعلت ؟ قال ‪ :‬كلمت الرجلين ‪ ،‬فو ا ّ‬
‫إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ‪ ،‬وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ‪ ،‬ليخفروك ‪.‬‬
‫ل ما أراك أغنيت شيئًا‪ ،‬ثم‬
‫ضبًا مبادرًا‪ ،‬تخّوفا للذي ُذكر له من بنى حارثة‪ ،‬فأخذ الحربة من يده ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬وا ّ‬ ‫قال ‪ :‬فقام سعد مغ َ‬
‫خرج إليهما؛ فلما رآهما سعد مطمئنين ‪ ،‬عرف سعد أن أسيدًا إنما أراد منه أن يسمع منهما‪ ،‬فوقف عليهما متشتما‪ ،‬ثم قال لسعد بن‬
‫ل ‪ ،‬لول ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني ‪ ،‬أتغشانا في دارينا بما نكره – وقد قال أسعد بن‬ ‫زرارة ‪ :‬يا أبا أمامة‪ ،‬أما وا ّ‬
‫ل سيد َمن وراءه من قومه ‪ ،‬إن يتبعك ل يتخلف عنك منهم اثنان ‪ :-‬قال ‪ :‬فقال له‬ ‫صعب ‪ ،‬جاءك وا ّ‬ ‫زرارة لمصعب بن عمير‪ :‬أي ُم ْ‬
‫مصعب ‪ :‬أو تقعد فتسمع ‪ ،‬فإن رضيت أمرًا ورغبت فيه قبلته ‪ ،‬وأن كرهته عزلنا عنك ما تكره ؟ قال سعد‪ :‬أنصفت ‪ .‬ثم ركز‬
‫لشراقه وتسّهله ‪ ،‬ثم‬‫لسلم قبل أن يتكلم ‪ِ ،‬‬ ‫ل في وجهه ا ِ‬ ‫الحربة وجلس ‪ ،‬فعرض عليه السلم ‪ ،‬وقرأ عليه القران ‪ ،‬قال‪ :‬فعرفنا وا ّ‬
‫قال لهما‪ :‬وكيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين قال‪ :‬تغتسل فتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ‪ ،‬ثم تصلى ركعتين ‪.‬‬

‫قال ‪:‬فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ‪ ،‬وشهد شهادة الحق ‪ ،‬ثم ركع ركعتين ‪ ،‬ثم أخذ حربته ‪ ،‬فأقبل عامدًا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن‬
‫حضير‪.‬‬
‫ل لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم؛ فلما وقف عليهم قال ‪ :‬يا‬ ‫قال ‪ :‬فلما رآه قومه مقبل‪ ،‬قالوا‪ :‬نحلف با ّ‬
‫ي حرام حتى‬ ‫بني عبد الشهل ‪ ،‬كيف تعملون أمري فيكم قالوا‪ :‬سيُدنا وأفضُلنا رأيًا ‪ ،‬وأيمُننا نقيبًة قال ‪ :‬فإن كلم رجالكم ونسائكم عل ّ‬
‫ل وبرسوله ‪.‬‬‫تؤمنوا با ّ‬
‫صَعب إلى منزل أسعد بن‬ ‫ل ما أمسى في دار بني عبد الشهل رجل ول امرأة إل مسلمًا ومسلمًة‪ ،‬ورجع أسعد وُم ْ‬ ‫قال‪ :‬فوا ّ‬
‫ُزرارة فأقام عنده يدعو الناس إلى السلم ‪ ،‬حتى لم تبق دار من دور النصار إل وفيها رجال ونساء مسلمون ‪ ،‬إل ما كان من دار‬
‫سَلت ‪،‬‬
‫ل ‪ ،‬وهم من الْوس بن حارثة‪ ،‬وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن ال ْ‬ ‫طمة ووائل وواقف ‪ ،‬وتلك أوس ا ّ‬ ‫خ ْ‬
‫بنى أمية بن زيد‪ ،‬و َ‬
‫لسلم ‪ ،‬فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫وهو صيفي ‪ ،‬وكان شاعرًا لهم وقائدًا يستمعون منه ويطيعونه ‪ ،‬فوقف بهم عن ا ِ‬
‫لسلم ‪ ،‬وما اختلف الناس فيه من أمره ‪:‬‬ ‫صلى ال عليه وسلم إلى المدينة‪ ،‬ومضى بدر وأحد والخندق ‪ ،‬وقال فيما رأى من ا ِ‬
‫ل‬ ‫بال ّ‬
‫ذلو ِ‬ ‫منها‬ ‫ب‬
‫الصع ُ‬ ‫ي ُل َ ّ‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫م ْ‬
‫س أشياخ أل ّ‬
‫ب النا ِ‬
‫‪ #‬أر ّ‬
‫ل‬
‫السبي ِ‬ ‫ف‬‫لمعرو ِ‬ ‫سْرنا‬
‫في ّ‬ ‫س أما إذ ضللنا‬ ‫ب النا ِ‬ ‫‪ #‬أر ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫شكو ِ‬ ‫بذي‬ ‫اليهودِ‬ ‫ن‬‫دي ُ‬ ‫وما‬ ‫‪ #‬فلول رّبنا كنا يهههودا ً‬

‫ل الجلي ِ‬
‫ل‬ ‫ن في جب ِ‬ ‫مع الرهبا ِ‬ ‫‪ #‬ولول رّبنا كنا نصـــارى‬
‫ل جي ِ‬
‫ل‬ ‫حنيفًا ديُننا عن ك ّ‬ ‫خلقنـــــا‬
‫خلقنا إذ ُ‬‫‪ #‬ولكنا ُ‬
‫جلو ِ‬
‫ل‬ ‫ب في ال ُ‬‫ُمكّثفة المناك ِ‬ ‫عنا ٍ‬
‫ت‬ ‫سف ُمْذ ِ‬ ‫‪ #‬نسوق الَهْدي َتر ُ‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدنى قوله ‪ :‬فلول ربنا‪ ،‬وقوله ‪ :‬لول ربنا‪ ،‬وقوله ‪ :‬مكشفة المناكب في الجلول ‪ ،‬رجل من النصار‪ ،‬أو من‬
‫خزاعة ‪.‬‬
‫أمر العقبة الثانية‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة‪ ،‬وخرج من خرج من النصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج‬
‫ل صلى ال عليه وسلم العقبة‪ ،‬من أوسط أيام التشريق ‪ ،‬حين أراد من‬ ‫قومهم من أهل الشرك ‪ ،‬حتى قدموا مكة‪ ،‬فواعدوا رسول ا ّ‬
‫كرامته ؛ والنصِر لنبيه ‪ ،‬وإعزاز السلم وأهله ‪ ،‬وإذلل الشرك وأهله ‪.‬‬
‫سَلمة‪،‬‬
‫البراء بن معرور يصلي إلى الكعبة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني َمْعَبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن الَقْين ‪ ،‬أخو بنى َ‬
‫ل صلى ال‬ ‫أن أخاه عبد ال بن كعب ‪ ،‬وكان من أعلم النصار‪ ،‬حدثه أن أباه كعبا حدثه ‪ ،‬وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول ا ّ‬
‫عليه وسلم بها‪ ،‬قال ‪ :‬خرجنا في حجاج قومنا من المشركين ‪ ،‬وقد صلينا وفِقهنا‪،‬‬

‫ومعنا البراء بن معرور‪ ،‬سيدنا وكبيرنا‪.‬‬


‫ل ما أدري ‪ ،‬أتوافقونني عليه ‪ ،‬أم ل؟ قال ‪:‬‬ ‫فلما وجهنا لسفرنا‪ ،‬وخرجنا من المدينة‪ ،‬قال البراء لنا‪ :‬يا هؤلء‪ ،‬إني قد رأيت رأيا‪ ،‬فوا ّ‬
‫ل ما بلغنا أن نبّينا‬
‫قلنا‪ :‬وما ذاك ؟ قال ‪ :‬قد رأيت أن ل أدع هذه الَبِنّية مني بظهر‪ ،‬يعنى الكعبة‪ ،‬وأن أصلي إليها‪ .‬قال ‪ :‬فقلنا‪ ،‬وا ّ‬
‫ل إليها‪ .‬قال ‪ :‬فقلن! له ‪ :‬لكنا ل نفعل ‪.‬‬ ‫صلى ال عليه وسلم يصلى إل إلى الشام ‪ ،‬وما نريد أن نخالفه ‪ .‬قال؛ فقال ‪ :‬إني لمص ٍ‬
‫قال ‪ :‬فكنا إذا حضرت الصلة صلينا إلى الشام ‪ ،‬وصلى إلى الكعبة‪ ،‬حتى قدمنا مكة ‪ .‬قال ‪ :‬وقد كنا عبنا عليه ما صنع ‪ ،‬وأبى‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬حتى نسأَله عما صنعت في‬ ‫إل القامة على ذلك ‪ .‬فلما قدمنا مكة قال لي‪ :‬يابن أخى‪ ،‬انطلق بنا إلى رسول ا ّ‬
‫ل قد وقع في نفسي منه شيء ‪ ،‬لما رأيت من خلفكم إياي فيه ‪.‬‬ ‫سفري هذا‪ ،‬فإنه وا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكنا ل نعرفه ‪ ،‬ولم نره قبل ذلك فلقينا رجل من أهل مكة‪ ،‬فسألناه عن‬ ‫قال ‪ :‬فخرجنا نسأل عن رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬هل تعرفانه ؟ فقلنا‪ :‬ل؛ قال ‪ :‬فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه ؟ قال ‪ :‬قلنا‪ :‬نعم ‪-‬‬ ‫رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬كنا نعرف العباس ‪ ،‬وكان ل يزال يقدم علينا تاجرًا ‪ -‬قال ‪ :‬فإن دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس ‪ .‬قال ‪ :‬فدخلنا‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم جالس معه ‪ ،‬فسلمنا ثم جلسنا إليه ‪ .‬فقال رسول ا ّ‬ ‫المسجد فإذا العباس جالس ‪ ،‬ورسول ا ّ‬
‫وسلم للعباس ‪ :‬هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬هذا الَبراء بن معرور‪ ،‬سيد قومه ‪ ،‬وهذا كعب بن مالك قال ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬إني خرجت في‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬الشاعر؟ قال نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال له البراء بن معرور‪ :‬يا نبى ا ّ‬ ‫ل ما أنسى قول رسول ا ّ‬ ‫فوا ّ‬
‫لسلم ‪ ،‬فرأيت أن ل ‪.‬‬ ‫لل ِ‬ ‫سفري هذا‪ ،‬وقد هدانى ا ّ‬
‫أجعل هذه الَبنّية مني بظهر‪ ،‬فصليت إليها‪ ،‬وقد خالفني أصحابى في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شىء‪ ،‬فماذا ترى يا رسول‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وصلى معنا إلى الشام ‪.‬‬ ‫ل ؟ قال ‪ :‬كنت على قبلة لو صبرت عليها‪ .‬قال ‪ :‬فرجع البراء إلى قبلة رسول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫قال ‪ :‬وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات ‪ ،‬وليس ذلك كما قالوا‪ ،‬نحن أعلم به منهم ‪.‬‬
‫عْون بن أيوب النصاري ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وقال َ‬
‫ن المشاعِر‬
‫ن بي َ‬
‫على كعبِة الرحم ِ‬ ‫ل الناس ُمقب ً‬
‫ل‬ ‫‪ #‬ومنا المصّلي أو َ‬
‫يعني البراء بن معرور‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫إسلم عبد ال بن عمرو بن حرام ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني َمْعِبد بن كعب ‪ ،‬أن أخاه عبد ال بن كعب حدثه أن أباه كعب بن‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بالعقبة من أوسط أيام التشريق ‪ .‬قال ‪ :‬فلما‬ ‫مالك حدثه ‪ ،‬قال كعب ‪ :‬ثم خرجنا إلى الحج ‪ ،‬وواعدنا رسول ا ّ‬
‫فرغنا من الحج ‪ ،‬وكانت‬

‫عمرو بن حرام أبو جابر‪ ،‬سيد من سادتنا‪ ،‬وشريف من‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم لها‪ ،‬ومعنا عبد ال بن َ‬ ‫الليلة التي واعدنا رسول ا ّ‬
‫أشرافنا‪ ،‬أخذناه معنا وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا‪ ،‬فكلمناه وقلنا له ‪ :‬يا أبا جابر‪ ،‬إنك سيد من سادتنا‪ ،‬وشريف‬
‫ل صلى ال‬ ‫من أشرافنا‪ ،‬وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبًا للنار غدا‪ ،‬ثم دعوناه إلى السلم ‪ ،‬وأخبرناه بميعاد رسول ا ّ‬
‫عليه وسلم إيانا العقبة ‪ .‬قال ‪ :‬فأسلم وشهد معنا العقبة‪ ،‬وكان نقيبًا‪.‬‬
‫ث الليل خرجنا من رحالنا لمعاد رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫امرأتان في البيعة ‪ :‬قال ‪ :‬فنمنا تلك الليلة مع قوِمنا في رحالنا‪ ،‬حتى إذا مضى ُثل ُ‬
‫شْعب عند العقبة‪ ،‬ونحن ثلثة وسبعون رجل‪ ،‬ومعنا امرأتان‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬نتسلل تسلل الَقطا ُمسَتخفين ‪ ،‬حتى اجتمعنا في ال ّ‬
‫عمارة‪ ،‬إحدى نساء بنى مازن بن النجار‪ ،‬وأسماء بنت عمرو بن عدي بن َناِبى‪ ،‬إحدى نساء بنى‬ ‫سْيبة بنت كعب ‪ ،‬أم ُ‬‫من نسائنا‪ُ :‬ن َ‬
‫سَلمة‪ ،‬وهي أم َمنيع ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم حتى جاءنا ومعه عمه العباس‬ ‫شْعب ننتظر رسول ا ّ‬ ‫العباس يستوثق من النصار‪ :‬قال ‪ :‬فاجتمعنا في ال ّ‬
‫ق له ‪ .‬فلما جلس كان أول ُمتكلم العباس بن‬
‫ضَر أمر ابن أخيه ويتوَث َ‬
‫بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه ‪ ،‬إل أنه أحب أن يح ُ‬
‫عبد المطلب فقال ‪ :‬يا معشر الخزرج ‪ -‬قال ‪ :‬وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من النصار‪ :‬الخزرج ‪ ،‬خزرجها وأْوسها ‪ :-‬إن‬
‫محمدًا منا حيث قد علمتم‬

‫وقد منعناه من قومنا‪ ،‬ممن هو على مثل رأينا فيه ‪ ،‬فهو في عز من قومه وَمَنعة في بلده ‪ ،‬وإنه قد أبي إل النحياز إليكم ‪ ،‬واللحوق‬
‫سِلموه‬‫بكم ‪ ،‬فإن كنتم َتَرْون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه ‪ ،‬فأنتم وما تحملتم من ذلك ‪ ،‬وإن كنتم َتَرْون أنكم ُم ْ‬
‫عز وَمَنعة من قومه وبلده ‪ .‬قال ‪ :‬فقلنا له ‪ :‬قد سمعنا ما قلت فتكلْم يا‬‫عْوه ‪ ،‬فإنه في ِ‬ ‫وخاذلوه بعد الخروج به إليكم ‪ ،‬فمن الن فَد َ‬
‫ل ‪ ،‬فخْذ لنفسك ولربك ما أحببت‪.‬‬
‫رسول ا ّ‬
‫ن ‪ ،‬ودعا إلى ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فتل القرا َ‬ ‫لا ّ‬‫عهد الرسول عليه الصلة والسلم على النصار‪ :‬قال ‪ :‬فتكلم رسو ُ‬
‫غب في السلم ‪ ،‬ثم قال ‪:‬أبايعكم على أن تمنعونى مما تمنعون منه نساَءكم وأبناَءكم ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذ الَبراء بن معرور بيده ‪ ،‬ثم‬ ‫ور ّ‬
‫ل أبناُء الحروب ‪ ،‬وأهل الحْلقة‪ ،‬ورثناها‬ ‫ل فنحن وا ّ‬
‫قال ‪ :‬نعم والذي بعثك بالحق لنمَنعّنك مما نمنع منه أُزَرنا فبايْعنا يا رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬إن‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أبو الهيثم بن الّتّيهان ‪ ،‬فقال يا رسول ا ّ‬ ‫ل ‪ -‬والبراء يكلم رسول ا ّ‬ ‫كابرًا عن كابر‪ .‬قال ‪ :‬فاعترض القو َ‬
‫ل أن ترجع إلى قومك وَتَدعنا؟‬ ‫بيننا وبين الرجال حبال‪ ،‬وإّنا قاطعوها ‪ -‬يعنى اليهود ‪ -‬فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ثم قال ‪ :‬بل الدم الدم ‪ ،‬والَهْدم الَهْدم ‪ ،‬أنا منكم وأنتم منى‪ ،‬أحارب من حاربتم ‪ ،‬وأسالم‬ ‫قال ‪ :‬فتبسم رسول ا ّ‬
‫من سالمتم ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬الَهَدم الهَدم ‪ :‬يعنى الحرمة ‪ .‬أي ذمتي ذمتكم ‪ ،‬وحرمتى حرمتكم ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ :‬أخرجوا إليّ منكم اثنى عشر نقيبا‪ ،‬ليكونوا على قوِمهم بما فيهم ‪.‬‬ ‫قال كعب بن مالك ‪ :‬وقد قال رسول ا ّ‬
‫فأخرجوا منهم اثنى عشر نقيبا‪ ،‬تسعة من الخزرج ‪ ،‬وثلثة من الْوس ‪.‬‬
‫أسماء النقباء الثنى عشر‬
‫نقباء الخزرج ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬من الخزرج ‪ -‬فيما حدثنا زياد ابن عبد ال البّكائى‪ ،‬عن محمد بن إسحاق المطلبى ‪ -‬أبو أمامة‬
‫ل بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج ‪ ،‬وسعد بن‬ ‫غْنم بن مالك بن النجار‪ ،‬وهو َتْيم ا ّ‬
‫عَبْيد بن ثعلبة بن َ‬
‫عَدس بن ُ‬
‫أسعد بن ُزرارة بن ُ‬
‫الربيع بن عمرو بن أبي ُزَهْير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ‪ ،‬وعبد ال‬
‫بن َرَواحة بن‬

‫ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ‪ .‬ورافع بن‬
‫شم بن الخزرج ‪ ،‬والَبَراء بن معرور بن‬ ‫جَ‬‫غضب بن ُ‬ ‫جلن بن عمرو بن عامر بن ُزَريق بن عبد حارثة بن مالك بن َ‬ ‫مالك بن الَع ْ‬
‫شم بن‬
‫جَ‬
‫غْنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساِرَدة بن َتِزيد بن ُ‬ ‫صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن َ‬
‫شم بن‬
‫جَ‬‫سَلمة بن سعد بن على بن أسد بن ساردة بن َتزيد بن ُ‬ ‫عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن َ‬ ‫الخزرج؛ وعبد ال بن َ‬
‫عْوف بن الخزرج ‪.‬‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫عْوف بن َ‬‫غْنم بن سالم بن َ‬‫صرم بن ِفْهر بن ثعلبة بن َ‬‫عبادة بن الصامت بن َقْيس بن أ ْ‬ ‫الخزرج ‪ ،‬و ُ‬
‫عْوف بن عمرو بن الخز رج ‪.‬‬ ‫غْنم بن عوف ‪ ،‬أخو سالم بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬هو َ‬
‫حِزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن‬ ‫عبادة بن ُدَلْيم بن حارثة بن أبي َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وسعد بن ُ‬
‫خنيس بن حارثة بن َلْوذان بن عبد ُوّد بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج ‪.‬‬ ‫الخزرج ‪،‬والمنذر بن عمرو بن ُ‬
‫خَنيس ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ابن ُ‬
‫عتيك ابن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الشهل ‪ ،‬وسعد بن‬ ‫سَماك بن َ‬
‫ضير بن ِ‬ ‫ح َ‬‫سْيد بن ُ‬ ‫نقباء الوس ‪ :‬ومن الْوس ‪ :‬أ ُ‬
‫سَلم بن امرئ القيس بن مالك بن الوس ‪ ،‬ورفاعة‬ ‫غْنم بن ال ّ‬
‫حاط بن كعب بن حارثة بن َ‬ ‫خيُثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن الّن ّ‬ ‫َ‬
‫عْوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس ‪.‬‬ ‫بن عبد المنذر بن َزْنَبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن َ‬
‫شعر كعب بن مالك في النقباء ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وأهل العلم يعّدون فيهم أبا الهيثم بن التيهان ‪ ،‬ول يعدون رفاعة‪ ،‬وقال كعب‬
‫ابن مالك يذكرهم ‪ ،‬فيما أنشدني أبو زيد النصاري ‪:‬‬
‫واقعُ‬ ‫ن‬
‫والحي ُ‬ ‫شْعب‬ ‫ال ّ‬ ‫وحال غداة‬ ‫أبلغْ أَبيا أنه فال رأيههههه‬ ‫‪#‬‬
‫ع‬
‫وسام ُ‬ ‫راٍء‬ ‫س‬
‫النا ِ‬ ‫أمرِ‬ ‫بمرصادِ‬ ‫سك إنهه‬ ‫أبي الّله ما مّنتك نف ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ساطعُ‬ ‫الل ّهِ‬ ‫دى‬
‫هُ َ‬ ‫من‬ ‫نور‬ ‫بأحمد َ‬ ‫ن قد بدا لنا‬ ‫وأبلغ أبا سفيان أ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫جامعُ‬ ‫أنت‬ ‫ما‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫مع ْ‬ ‫ج ّ‬
‫و َ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬
‫وأل ْ‬ ‫ده‬
‫ن في حشدِ أمر تري ُ‬ ‫فل ترغب ْ‬ ‫‪#‬‬
‫تبايُعوا‬ ‫حين‬ ‫ُ‬
‫الرهط‬ ‫عليك‬ ‫أباه‬ ‫ض عهوِدنا‬ ‫ودوَنك فاعلم أن نق َ‬ ‫‪#‬‬
‫ع‬
‫وراف ُ‬ ‫عليك‬ ‫يأباه‬ ‫وأسعد ُ‬ ‫عمرو كلهما‬ ‫أباه الَبراء وابن َ‬ ‫‪#‬‬
‫جادعُ‬ ‫ذلك‬ ‫ت‬
‫حاول َ‬ ‫إن‬ ‫فك‬ ‫لن ِ‬ ‫ذر‬ ‫منه ِ‬
‫وسعد أباه الساعديّ و ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ع‬
‫طام ُ‬ ‫ثَ ّ‬
‫م‬ ‫ن‬
‫يطمع ْ‬ ‫ل‬ ‫مه‬‫بمسل ِ‬ ‫ده‬‫ن ربيٍع إن تناولت عه َ‬ ‫وما اب ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ع‬
‫ناق ُ‬ ‫م‬
‫الس ّ‬ ‫دوِنه‬ ‫من‬ ‫حة وإخفاُره‬ ‫ن َروا َ‬ ‫وأيضا ً فل ُيعطيكه اب ُ‬ ‫‪#‬‬
‫يافعُ‬ ‫تحاو ُ‬
‫ل‬ ‫عما‬ ‫بمندوحةٍ‬ ‫ت‬ ‫ي بن صام ٍ‬ ‫وقل ٍ‬
‫ق ْ‬
‫وفاًء به وال َ‬ ‫‪#‬‬
‫خانع‬ ‫العهد‬ ‫من‬ ‫أعطى‬ ‫بما‬ ‫ى بمثلههها وفاء‬ ‫أبو هَْيثم ٍ أيضا وف ّ‬ ‫‪#‬‬
‫نازع‬ ‫الغي‬ ‫أحموقة‬ ‫عن‬ ‫أنت‬ ‫فهل‬ ‫وما ابن حضير إن أردت بمطمع‬ ‫‪#‬‬
‫مانع‬ ‫ملمر‬ ‫حاولت‬ ‫لما‬ ‫ضروح‬ ‫وسعد أخو عمرو بن عوف فإنه‬ ‫‪#‬‬
‫طالع‬ ‫الليل‬ ‫دجى‬ ‫في‬ ‫بنحس‬ ‫أولك نجوم ل يغبك منههههم عليك‬ ‫‪#‬‬
‫فذكر كعب فيهم " أبا الهيثم بن التيهان " ولم يذكر " رفاعة "‪ .‬قسسال ابسسن إسسسحاق ‪:‬‬
‫فحدثني عبد الله بن أبي بكر‪ :‬أن رسول الّله‬
‫صلى ال عليه وسلم قال للنقباء‪ :‬أنتم على قومكم بما فيهم كفلء‪ ،‬ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم ‪ ،‬وأنا كفيل على قومي ‪ -‬يعنى‬
‫المسلمين ‪ -‬قالوا‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫ما قاله العباس بن عبادة للخزرج ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ‪ :‬أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول ا ّ‬
‫ل‬
‫صلى ال عليه وسلم قال العباس بن عبادة بن نضلة النصاري ‪ ،‬أخو بني سالم بن عوف ‪ :‬يا معشر الخزرج ‪ ،‬هل تدرون علم‬
‫تبايعون هذا الرجل ؟ قالوا‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬إنكم تبايعونه على حرب الحمر والسود من الناس ‪ ،‬فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم‬
‫ي الدنيا والخرة‪ ،‬وإن كنتم َتَرْون أنكم وافون له بما دعوتموه‬
‫خز ُ‬‫ل إن فعلتم ِ‬‫مصيبة‪ ،‬وأشرافكم قتل أسلمتموه؛ فمن الن ‪ ،‬فهو وا ّ‬
‫ل خير الدنيا والخرة‪ ،‬قالوا‪ :‬فإنا نأخذه على مصيبة الموال ‪ ،‬وقْتل‬ ‫إليه على َنهَكِة الموال ‪ ،‬وقْتل الشراف ‪ ،‬فخذوه ‪ ،‬فهو وا ّ‬
‫ط يدك ‪ ،‬فبسط يده فبايعوه ‪.‬‬
‫ل إن نحن وّفينا‪ .‬قال ‪ :‬الجنة‪ .‬قالوا‪ :‬أبس ْ‬
‫الشراف ‪ ،‬فما لنا بذلك يا رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم في أعناقهم ‪.‬‬ ‫ل ما قال ذلك العباس إل ليشد العقد لرسول ا ّ‬ ‫عمر بن قتادة فقال ‪ :‬وا ّ‬ ‫وأما عاصم بن ُ‬
‫وأما عبد ال بن أبي بكر فقال ‪ :‬ما قال ذلك العباس إل ليؤخر القوم تلك الليلة‪ ،‬رجاء أن يحضرها عبد ال بن أبي ابن سلول ‪،‬‬
‫ل أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬‫فيكون أقوى لمر القوم ‪ .‬فا ّ‬
‫قال ابن هشام‪ :‬سلول ‪ :‬امرأة من خزاعة‪ . ،‬وهى أم أبي بن مالك ابن الحارث ‪.‬‬
‫أول من ضرب على يد الرسول في بيعة العقبة الثانية‪:‬‬
‫عمون أن أبا أمامة‪ ،‬أسعد بن زرارة‪ ،‬كان أول من ضرب على يده ‪ ،‬وبنو عبد الشهل‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فبنو النجار يز ُ‬
‫يقولون ‪ :‬بل أبو الهيثم بن الّتيهان ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأما معبد بن كعب بن مالك فحدثني في حديثه ‪ ،‬عن أخيه عبد ال بن كعب عن أبيه كعب بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫أول من ضرب على يد رسول ال صلى ال عليه وسلم البراء بن معرور‪ ،‬ثم بايع بعد القوم ‪.‬‬
‫ل صلى ال عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت‬ ‫الشيطان يصرخ بعد بيعة العقبة ‪ :‬فلما بايعنا رسول ا ّ‬
‫صباة معه ‪ ،‬قد اجتمعوا على حربكم ؟ قال ‪ :‬فقال رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫جب ‪ -‬والجباجب المنازل ‪ -‬هل لكم في ُمَذّمم وال ّ‬ ‫جبا ِ‬
‫سمعته قط ‪ :‬يا أهل ال َ‬
‫ل لفرغ ّ‬
‫ن‬ ‫ل أما وا ّ‬
‫ب العقبة‪ ،‬هذا ابن أْزيب – قال ابن هشام ‪ .‬ويقال ابن أَزْيب ‪ -‬أتسمع أي عدو ا ّ‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هذا أْز ُ‬
‫لك ‪.‬‬

‫عبادة‬‫ضوا إلى رحالكم ‪ .‬قال ‪ :‬فقال له العباس بن ُ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ارَف ّ‬ ‫النصار تستعجل الحرب ‪ :‬قال ‪ :‬ثم قال رسول ا ّ‬
‫ى غدًا بأسيافنا؟ قال ‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬لم ُنؤمْر‬ ‫ل من ً‬‫ن على أه ِ‬ ‫ل الذي بعثك بالحق ‪ ،‬إن شئت لنميل ّ‬ ‫بن َنضلة ‪ :‬وا ّ‬
‫بذلك ‪ ،‬ولكن ارجعوا إلى رحالكم ‪ .‬قال ‪ :‬فرجعنا إلي مضاجعنا‪ ،‬فنمنا عليها حتى أصبحنا‪.‬‬
‫جّلة قريش‪ ،‬حتى جاءونا في منازلنا فقالوا‪ :‬يا معشر الخزرج ‪ ،‬إنه قد‬ ‫قريش تجادل النصار‪ :‬قال ‪ :‬فلما أصبحنا غدت علينا ِ‬
‫ل ما من حي من العرب أبغض إلينا‪،‬‬ ‫بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا‪ ،‬وتبايعونه على حربنا‪ ،‬وإنه وا ّ‬
‫ل ما كان من هذا شىء‪ ،‬وما علمناه ‪.‬‬ ‫أن تنشب الحرب بيننا وبيِنهم ‪ ،‬منكم ‪ .‬قال ‪ :‬فانبعث من هناك من مشركى قومنا يحلفون با ّ‬
‫قال ؛ وقد صدقوا‪ ،‬لم يعلموه ‪ .‬قال ‪ :‬وبعضنا ينظر ‪.‬إلى بعض ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم قام القوم ‪ ،‬وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومى‪،‬‬
‫وعليه نعلن له جديدان ‪ .‬قال فقلت له كلمة – كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا ‪ :-‬يا أبا جابر‪ ،‬أما تستطيع أن تتخذ وأنت سيد‬
‫ل لَتْنتَعَلّنُهما‪ .‬قال‬
‫ى‪ ،‬وقال ‪ :‬وا ّ‬
‫ي هذا الفتى من قريش؟ قال فسمعها الحارث ‪ ،‬فخلعهما من رجليه ثم رمى بهما إل ّ‬ ‫من ساداتنا‪ ،‬مثل نعَل ْ‬
‫ل صالح ‪ ،‬لئن صدق الفأل‬ ‫ل وا ّ‬‫ل المفتى‪ ،‬فاردد إليه نعليه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وال ل أرّدهما‪ ،‬قا ٌ‬ ‫ت وا ّ‬‫‪ :‬يقول ‪ :‬أبو جابر‪َ :‬مْه ‪ ،‬أحفظ َ‬
‫لسُلَبّنه ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد ال بن أبي بكر‪ :‬أنهم أتوا عبد ال بن أبي ابن سلول ‪ ،‬فقالوا له مثل ما قال كعب من القول ‪ ،‬فقال‬
‫ى بمثل هذا‪ ،‬وما علمُته كان ‪ ،‬قال ‪ :‬فانصرفوا عنه ‪.‬‬ ‫لهم ‪ :‬إن هذا المر جسيم ‪ ،‬ما كان قومي ليتفوتوا عل ّ‬
‫طس القوُم الخبَر‪ ،‬فوجدوه قد كان ‪ ،‬وخرجوا في طلب القوم ‪،‬‬ ‫ى ‪ ،‬فتن ّ‬‫عبادة‪ :‬قال ‪ :‬ونفر الناس من ِمن ً‬ ‫قريش تأسر سعد بن ُ‬
‫عبادة بأَذاخر‪ ،‬والمنذر بن عمرو‪ ،‬أخا بني ساعدة بن كعب ابن الخزرج ‪ ،‬وكلهما كان نقيبا‪ ،‬فأما المنذر فأعجز‬ ‫فأدركوا سعد بن ُ‬
‫جمته ‪ ،‬وكان ذا‬ ‫سِع رحله ‪ ،‬ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ‪ ،‬ويجذبونه ب ُ‬ ‫القوَم ؛ وأما سعد فأخذوه ‪ ،‬فربطوا يديه إلى عنقه بِن ْ‬
‫شعر كثير‪.‬‬
‫شْعشاع‪ ،‬حلو من الرجال‪.‬‬ ‫ي نفر من قريش‪ ،‬فيهم رجل وضئ أبيض ‪َ ،‬‬ ‫ل إني لفي أيديهم إذ طلع عل ّ‬ ‫خلص سعد‪ :‬قال سعد‪ :‬فوا ّ‬
‫شْعشاع الطويل الحسن ‪ .‬قال رؤبة‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ال ّ‬
‫ع غيِر ُمودن‬
‫شْعشا ٍ‬
‫‪ #‬يمطوه من َ‬
‫يعنى‪ :‬عنق البعير غير قصير‪ ،‬يقول ‪ :‬مودن اليد‪ ،‬أي ناقص اليد‪ .‬قال ‪ :‬فقلت في نفسى ‪ :‬إن يك عند أحد من القوم خيٌر ‪ ،‬فعند‬
‫ل إني لفى‬ ‫ل ما عندهم بعد هذا من خير قال ‪ :‬فوا ّ‬ ‫هذا قال ‪ :‬فلما دنا مني رفع يَده فلكمني لكمًة شديدة قال ‪ :‬فقلت في نفسي ‪ :‬ل وا ّ‬
‫أيديهم يسحبونني إذا أوى لي رجل ممن كان معهم ‪،‬فقال ‪ :‬ويحك ! أما بينك وبين أحد من قريش جوار ول عهد؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬بَلى‪،‬‬
‫عِدي بن َنْوفل بن‬ ‫طِعم بن َ‬‫جبير بن ُم ْ‬
‫ل ‪ ،‬لقد كنت أجير ل ُ‬ ‫وا ّ‬

‫عبد مناف تجارة‪ ،‬وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلدي ‪ ،‬وللحارث بن حرب ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ؛ قال ‪ :‬ويحك !‬
‫فاهتف باسم الرجلين ‪ ،‬واذكر ما بيَنك وبينهما‪ :‬قال ‪ :‬ففعلت ‪ ،‬وخرج ذلك الرجل إليهما‪ ،‬فوجدهما في المسجد عند الكعبة فقال لهما‪:‬‬
‫إن رجل من الخزرج الن ُيضرب بالبطح وَيهتف بكما‪ ،‬ويذكر أن بينه وبينكما جوارًا؛ قال‪ :‬ومن هو؟ قال ‪ :‬سعد بن عبادة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬إن كان ليجير لنا تجاَرنا‪ ،‬ويمنعهم أن ُيظلموا ببلده ‪ .‬قال ‪ :‬فجاء ا فخّلصا سعدًا من أيديهم فانطلق ‪ ،‬وكان الذي لكم‬ ‫صدق وا ّ‬
‫عمرو‪ ،‬أخو بني عامر بن لؤي ‪.‬‬ ‫سعدًا سَُهْيل بن َ‬
‫خَتري بن هشام ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام‪ :‬وكان الرجل الذي أوي إليه ‪ ،‬أبا الَب ْ‬
‫أول ما قيل في الهجرة من الشعر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان أول شعر قيل في الهجرة بيتين ‪ ،‬قالهما ضرار بن الخطاب بن‬
‫مرداس ‪ ،‬أخو بني محارب بن فهر‪:‬‬
‫ت ُمنِذَرا‬‫وكان شفاًء لو تدارك َ‬ ‫عنوًة فأخذته‬
‫ت سعدًا َ‬‫‪ #‬تدارك َ‬
‫حِرّيا أن ُيهان وُيهَدَرا‬
‫وكانت َ‬ ‫حه‬
‫طّلت هناك جرا ُ‬ ‫‪ #‬لو ِنلته ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪:‬‬
‫‪ #‬وكان حقيقا أن ُيهان وُيهَدرا‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأجابه حسان بن ثابت فيهما فقال ‪:‬‬

‫مَرا‬ ‫ض ّ‬ ‫ُ‬ ‫حن‬ ‫القوم ِ أصب ْ‬ ‫مطايا‬


‫َ‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫منذِرٍ‬ ‫ت إلى سعدٍ ول المرء ُ‬ ‫لس َ‬ ‫‪#‬‬
‫سَرا‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫ي َْهوي َ‬ ‫الَبرقاِء‬ ‫ف‬‫شر ِ‬ ‫ب لمّرت قصائد على‬ ‫فلول أبو وهْ ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫صَرا‬ ‫ق ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫ِريطا‬ ‫ُ‬
‫النباط‬ ‫تلَبس‬ ‫سَتهههه وقد‬ ‫ن لما لب ْ‬ ‫خر بالكتا ِ‬ ‫أتف ُ‬ ‫‪#‬‬
‫صَرا‬ ‫قي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫بقريةِ‬ ‫أو‬ ‫سَرى‬ ‫كِ ْ‬ ‫م أنههه بقريةِ‬ ‫ن يحل ُ‬ ‫سنا ِ‬ ‫ُ‬
‫فل ت َك كالوَ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫ّ‬
‫تفكَرا‬ ‫الفؤاد ُ‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫الث ّك ِ‬ ‫عن‬ ‫ل‬‫ول تك كالّثكَلى وكانت بمعْزِ ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫فَرا‬ ‫مح َ‬ ‫ض‬
‫تر َ‬ ‫فلم‬ ‫ذِراعَْيها‬ ‫بحفرِ‬ ‫فها‬ ‫ك كالشاةِ التي كان حت ُ‬ ‫ول ت َ‬ ‫‪#‬‬
‫مرا‬ ‫ض َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬
‫الّنب ِ‬ ‫من‬ ‫سهما ً‬ ‫شه‬‫خ َ‬‫يَ ْ‬ ‫ل نحهَره ولم‬ ‫ول تك كالعاِوي فأقب َ‬ ‫‪#‬‬
‫خي ْب ََرا‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫أه ِ‬ ‫إلى‬ ‫ً‬ ‫تمرا‬ ‫ضٍع‬‫سَتب ِ‬‫كم ْ‬ ‫ونا‬‫دي القصائد َ نح َ‬ ‫فإنا ومن ُيه ِ‬ ‫‪#‬‬

‫قصة صنم عمرو بن ا لجموح‬


‫جُموح بن زيد‬ ‫فلما قدموا المدينة أظهروا السلم بها‪ ،‬وفى قومهم بقايا من شيوخ لهم على دينهم من الشرك ‪ ،‬منهم عمرو بن ال َ‬
‫غْنم بن كعب بن سلمة‪ ،‬وكان ابنه ُمعاذ بن عمرو شهد العقبة‪ ،‬وبايع رسول ال صلى ال عليه وسلم بها‪ ،‬وكان‬ ‫بن حرام بن كعب بن َ‬
‫سلمة‪ ،‬وشريفًا من أشراِفهم ؛ وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب ‪ ،‬يقال له ‪َ :‬مناُة‪ ،‬كما‬
‫جموح سيدًا من سادات بني َ‬‫عمرو بن ال َ‬
‫َ‬
‫كانت الشراف‬

‫جموح ‪ ،‬في فتيان منهم‬ ‫عْمرو بن ال َ‬ ‫سَلمة ‪ :‬معاُذ ابن جبل‪ ،‬وابنه ُمعاذ بن َ‬ ‫ظمه وتطهره ‪ ،‬فلما أسلم فتيان بني َ‬ ‫يصنعون ‪ ،‬تتخذه إلها تع ّ‬
‫عَذُر الناس ‪،‬‬
‫حفر بنى سلمة‪ ،‬وفيها ِ‬ ‫عمرو ذلك فيحملِونه فيطرحونه في بعض ُ‬ ‫ممن أسلم وشهد العقبة كانوا يدلجون بالليل على صنم َ‬
‫ُمَنّكسا على رأسه ‪ ،‬فإذا أصبح عمرو‪ ،‬قال ‪ :‬ويلكم ! من عدا على آلهتنا هذه الليلة؟ قال ‪ :‬ثم يغدو يلتمسه ‪ ،‬حتى إذا وجده غسَله‬
‫عَدوا عليه ‪ ،‬ففعلوا به مثل ذلك ‪ ،‬فيغدو‬ ‫عمرو‪َ ،‬‬ ‫خِزيّنه ‪ .‬فإذا أمسى ونام َ‬‫ل لو أعلم من فعل هذا بك ل ْ‬ ‫وطهره وطيبه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أما وا ّ‬
‫فيجده في مثل ما كان فيه من الذى‪ ،‬فيْغسله ويطهره ويطيبه ‪ ،‬ثم يعدون عليه ‪ ،‬إذ أمسى‪ ،‬فيفعلون به مثل ذلك ‪ .‬فلما أكثروا عليه ‪،‬‬
‫ل ما أعلم من يصنع بك ما ترى‪،‬‬ ‫استخرجه من حيث أْلَقْوه يوما‪ ،‬فغسله وطهره وطيبه ‪ ،‬ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ‪ ،‬ثم قال ‪، :‬إني وا ّ‬
‫عَدوا غليه ‪ ،‬فأخذوا السيف من عنقه ‪ ،‬ثم أخذوا كلبا ميتا‬ ‫فإن كان فيك خير فامتنع ‪ ،‬فهذا السيف معك – فلما أمسى ونام عمرو‪َ ،‬‬
‫جموح فلم يجده في مكانه الذي‬ ‫عمرو بن ال َ‬ ‫عذر الناس ‪ ،‬ثم عدا َ‬ ‫عَذر من ِ‬
‫سَلمة‪ ،‬فيها ِ‬ ‫فقرنوه به بحبل ‪ ،‬ثم أْلَقْوه في بئر من آبار بني َ‬
‫كان به ‪.‬‬
‫إسلم عمرو وما قاله من الشعر‪ :‬فخرج يتبعه حتى وجده في تلك البئر مَنّكسا مقرونا بكلب ميت ‪ ،‬فلما رآه وأبصر شأنه ‪،‬‬
‫ل ما عَرف ‪ ،‬وهو يذكر صنمه ذلك وما‬ ‫ن إسلمه ‪ ،‬فقال حين أسلم وعَرف من ا ّ‬ ‫سَ‬ ‫ل ‪ ،‬وح ُ‬‫وكلمه من أسلم من قومه ‪ ،‬فأسلم برحمة ا ّ‬
‫أبصر من أمره ‪ ،‬ويشكر ال تعالى الذي أنقذه مما كان فيه من الَعَمى والضللة‪:‬‬
‫ط بئر في َقَر ْ‬
‫ن‬ ‫سَ‬‫ت وكلب و ْ‬ ‫أن َ‬ ‫ت إلهًا لم تكـ ْ‬
‫ن‬ ‫ل لو كن َ‬ ‫‪ #‬وا ّ‬
‫سوِء الَغَب ْ‬
‫ن‬ ‫ن ُ‬ ‫عْ‬‫ك َ‬ ‫ن فتشنا َ‬‫ال َ‬ ‫سَتــَدن‬
‫ف لَمْلَقاك إلهًا ُم ْ‬
‫‪#‬أ ّ‬
‫ن الّدي ْ‬
‫ن‬ ‫ق َديا ِ‬
‫ب الرزا ِ‬ ‫الواه ِ‬ ‫ي ذي المئ َ‬
‫ن‬ ‫ل العل ّ‬
‫‪ #‬الحمُد ِ‬
‫ظلمِة قبر ُمْرَته ْ‬
‫ن‬ ‫ن في ُ‬ ‫أكو َ‬ ‫‪ #‬هو الذي أنقذني مـن أن‬
‫ي المرته ْ‬
‫ن‬ ‫‪ #‬بأحمَد المهدي النب ّ‬
‫شروط البيعة في العقبة الخيرة‬
‫طه عليهم في العقبة‬ ‫ل لرسوِله صلى ال عليه وسلم في القتال شروطًا سوى شر ِ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت بيعُة الحرب ‪ ،‬حين أِذن ا ّ‬
‫ل له فيها‪،‬‬
‫ن لرسوله صلى ال عليه وسلم في الحرب ‪ ،‬فلما أذن ا ّ‬‫ل تعالى لم يكن أِذ َ‬
‫الولى‪ ،‬كانت الولى على بيعة النساء وذلك أن ا ّ‬
‫ط على القوم لرّبه ‪ ،‬وجعل‬ ‫حمر والسود‪ ،‬أخذ لنفسه واشتر َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم في العقبة الخيرة على حرب ال ْ‬ ‫وبايعهم رسول ا ّ‬
‫لهم على الوفاء بذلك الجنة‪.‬‬
‫عبادة بن الصامت ‪،‬‬
‫عبادة بن الوليد بن ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني ُ‬

‫ل صلى ال عليه وسلم َبْيعة الحرب ‪ -‬وكان‬ ‫عبادة بن الصامت ‪ ،‬وكان أحد النقباء‪ ،‬قال ‪ :‬بايعنا رسول ا ّ‬‫جّده ُ‬
‫عن أبيه الوليد‪ ،‬عن َ‬
‫شطنا‬‫عسرنا وُيسرنا وُمْن َ‬‫عبادة من الثنى عشر الذين بايعوه في العقبة الولى على بيعة النساء ‪ -‬وعلى السمع والطاعة؛ في ُ‬ ‫ُ‬
‫ل َلْومة لئم ‪.‬‬
‫ق أينما كنا‪ ،‬ل نخاف في ا ّ‬
‫ل بالح ّ‬
‫وُمْكَرهنا‪ ،‬وأْثَرٍة علينا‪ ،‬وأن ل ننازع المَر أهَله ‪ ،‬وأن نقو َ‬
‫أسماء من شهد العقبة الخيرة‬
‫ل صلى ال عليه وسلم بها من الْوس والخزرج‬ ‫عدد من شهدها‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وهذا تسمية من شهد العقبة‪ ،‬وبايع رسول ا ّ‬
‫‪ ،‬وكانوا ثلثة وسبعين رجل وامرأتين ‪.‬‬
‫شم بن الحارث‬ ‫جَ‬‫شهل بن ُ‬‫عمرو بن عامر‪ ،‬ثم من بني عبد ال ْ‬ ‫من الوس بن حارثة ‪ :‬شهدها من الوس بن حارثة بن َثعلبة بن َ‬
‫شَهل ‪ ،‬نقيب لم‬
‫عِتيك بن رافٍع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد ال ْ‬ ‫سَماك بن َ‬ ‫حضْير بن ِ‬ ‫سْيد بن ُ‬
‫بن الخزرج بن عمرو بن الْوس ‪ :‬أ َ‬
‫شهل ‪ ،‬شهد‬‫عوراء بن عبد ال ْ‬ ‫غبة بن َز ُ‬
‫سَلمة بن سلمة بن َوْقش بن ِز ْ‬
‫يشهد بدرا‪ .‬وأبو الَهْيثم بن التيهان ‪ ،‬واسمه مالك ‪ ،‬شهد بدرًا‪ .‬و َ‬
‫عْوراء‪.‬‬
‫بدرًا‪ ،‬ثلثة نفر‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ابن ز َ‬
‫من بني حارثة بن الحارث ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني حارثة بن الحارث بن‬
‫جشم بن‬ ‫عمرو بن مالك بن الْوس ‪ :‬ظ ُهَْير بن رافع بن َ‬
‫عدي بن زيد بن ُ‬ ‫الخزرج بن َ‬
‫همان‬‫دة بن ن َِيار‪ ،‬واسمه هاني بن ِنيار بن عمرو بن عبيد بن كلب بن د ُ ْ‬ ‫حارثة‪ :‬وأبو ب ُْر َ‬
‫بن غَْنم بن ذ ُْبيان بن‬
‫عمرو بن الحاف بن ُقضاعة‪ ،‬حليف لهم‬ ‫ى بن َ‬ ‫ى بن ب َل ِ ّ‬
‫هن ّ‬
‫هل بن َ‬‫مْيم بن كاهل بن ذ ْ‬ ‫هُ َ‬
‫جدعة بن حارثة‪ ،‬بن الحارث؛ بن‬ ‫شهد بدرًا‪ .‬ون ُهَْير بن ‪ .‬الهَْيثم ‪ ،‬من بنى نابي ابن ‪ .‬م ْ‬
‫عمرو بن مالك بن الوس ‪ ،‬ثم من آل السواف بن قيس بن عامر بن نايي‬ ‫الخزرج بن َ‬
‫جدعة‪ .‬بن ‪ ،‬حارثة‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫بن َ‬
‫حاط‬ ‫من بني عمرو بن عوف ‪ - :‬ومن بنى عمرو بن عوف بن مالك بن الوس ‪ :‬سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن الّن ّ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫سَلم بن امرئ القيس بن مالك بن الوس ‪ ،‬نقيب ‪ ،‬شهد بدرًا‪ ،‬فُقتل به مع رسول ا ّ‬ ‫غْنم بن ال ّ‬
‫بن كعب بن حارثة بن َ‬
‫وسلم شهيدًا‪.‬‬
‫سَلم لنه ربما كانت دعوة الرجل في القوم ‪،‬‬ ‫غْنم بن ال ّ‬
‫عمرو بن عوف؛ وهو من بني َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ونسبه ابن إسحاق في بنى َ‬
‫ويكون فيهم فُينسب إليهم ‪.‬‬
‫عْوف بن عمرو‪ ،‬نقيب ‪ ،‬شهد بدرًا‪ .‬وعبد ال‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ورفاعة بن عبد الُمْنِذر بن َزْنَبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن َ‬
‫عْوف بن مالك بن الْوس ‪ -‬شهد! بدرًا‪،‬‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫جَبْير بن النعمان بن أمية ة بن الُبَرك ‪ -‬واسم الُبَرك ‪ :‬امرؤ القيس بن َثْعلبة بن َ‬ ‫بن ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم على‪ .‬الّرَماة؛ ويقال ‪ :‬أمية‪.‬بن الَبْرك ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫وُقتل يوَم أحد شهيدًا أميرًا لرسول ا ّ‬
‫جلن بن حارثة بن ضَبْيعة‪ ،‬حليف لهم من َبِلى‪ ،‬شهد بدرًا وأحدًا والخندق ‪،‬‬ ‫ن بن عدي بن الجد بن ‪.‬الَع ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومْع ُ‬
‫عَوْيم بن ساعدة‪،‬‬ ‫ل عنه ‪ ،‬و ُ‬‫ومشاهد رسول ال صلى ال عليه وسلم كلها‪ُ ،‬قتل يوَم اليمامة شهيدًا في خلفة أبي بكر الصديق رضى ا ّ‬
‫شهد بدرا وأحدا والخندق ‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬
‫فجميع من شهد العقبة من الوس أحد عشر رجل‪.‬‬
‫ل بن‬
‫عمرو بن عامر؛ ثم من بنى النجار‪ ،‬وهو َتْيم ا ّ‬ ‫من الخزرج بن حارثة ‪ :‬وشهدها‪ ،‬من الخزرج بن حارثة بن َثْعلبة بن َ‬
‫غْنم بن مالك بن النجار‪ ،‬شهد‬ ‫عْوف بن َ‬ ‫عمرو بن الخزرج ‪ :‬أبو أيوب ‪ ،‬وهو خالد بن زيد بن كَليب بن َثعلبة بن عبد بن َ‬ ‫ثعلبة بن َ‬
‫بدرا وأحدًا والخندق ‪ ،‬والمشاهد كلها؛ مات بأرض الروم غازيًا في زمن معاوية بن أبي سفيان ‪ .‬وُمعاذ بن الحارث بن رفاعة بن‬
‫عْوف بن الحارث‬ ‫غْنم بن مالك بن النجار‪ ،‬شهد بدرا وأحدًا والخندق ‪ ،‬والمشاهد كلها‪ ،‬وهو ابن عفراء‪ ،‬وأخوه َ‬ ‫سواد بن مالك بن َ‬ ‫َ‬
‫شهد بدرا وقتل به شهيدا‪ ،‬وهو لعفراء‪ .‬وًاخوه ُمعّوذ بن الحارث ‪ ،‬شهد بدرا وُقتل به شهيدا ‪ ،‬وهو الذي َقتل أبا جهل بن هشام بن‬
‫عْمرو بن‬ ‫حْزم بن زيد بن َلوذان بن َ‬ ‫عمارة بن َ‬
‫المغيرة ‪ :‬وهو لعفراء ‪ -‬ويقال ‪ :‬رفاعة بن الحارث بن سواد ‪ -‬فيما قال ابن هشاِم ‪ -‬و ُ‬
‫عبد عوف بن غْنم بن مالك بن النجار‪ :‬شهد بدرا وأحدًا والخندق ‪ ،‬والمشاهد كّلها‪ُ ،‬قتل يوم اليمامة شهيدا في خلفة أي بكر الصديق‬
‫غْنم بن مالك بن النجار‪ ،‬نقيب ‪ ،‬مات قبل بدر ومسجد رسول ال‬ ‫عَبيد بن ثعلبة بن َ‬
‫عَدس بن ُ‬ ‫ل عنه ‪ .‬وأسعد بن زرارة ابن ُ‬ ‫رض ا ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم ُيبنى‪ ،‬وهو أبو أمامة ‪ .‬ستة نفر‪.‬‬
‫عمرو‬ ‫عتيك بن نعمان بن َ‬ ‫من بني عمرو بن مبذول ‪ :‬ومن بنى عمرو بن مبذول ‪ -‬ومبذول ‪ :‬عامر بن مالك بن النجار ‪ :-‬سهل بن َ‬
‫عتيك بن عمرو‪ ،‬شهد بدرا‪ .‬رجل ‪.‬‬ ‫ابن َ‬
‫حَدْيلة ‪ :‬بنت مالك بن زيد َمناة بن‬ ‫حَدْيلة ‪ -‬قال ابن هشام ‪ُ :‬‬
‫من بني عمرو بن مالك ‪ :‬ومن بنى عمرو بن مالك بن النجار‪ ،‬وهم بنو ُ‬
‫شم بن الخزرج‬ ‫جَ‬‫ضب بن ُ‬ ‫غ ْ‬‫حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن َ‬
‫عمرو بن زيد َمناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار‪ ،‬شهد بدرًا‪ ،‬وأبو طلحة‪ ،‬وهو َزيد‬ ‫‪ -‬أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن َ‬
‫عدي بن مالك بن النجار‪ ،‬شهدا بدرا‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫عمرو بن زيد َمناة بن َ‬ ‫بن سهل بن السود بن حرام بن َ‬
‫عمرو بن زيد بن عوف بن‬ ‫صعة ‪َ :‬‬ ‫صعصعة‪ ،‬واسم أبي صع َ‬ ‫من بني مازن بن النجار‪ :‬ومن بنى مازن بن النجار‪ ،‬قيس بن أبي َ‬
‫ساَقة يومئذ‪ .‬وعمرو بن غزية بن‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم جعله على ال ّ‬ ‫غْنم بن مازن ‪ ،‬شهد بدرا‪ ،‬وكان رسول ا ّ‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫َمْبُذول بن َ‬
‫غْنم بن مازن ‪ .‬رجلن ‪ .‬فجميع ‪.‬من شهد العقبة من بنى النجار أحد‪ ،‬عشر رجل‪.‬‬ ‫خْنساء بن مبذول بن عمرو بن َ‬ ‫عمرو بن ثعلبة بن َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء‪ ،‬هذا الذي ذكره ابن إسحاق ‪ ،‬إنما هو غزية بن عمرو بن عطية‬
‫بن خنساء‪.‬‬
‫من بني الحارث بن الخزرج ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بلحارث بن الخزرج ‪ :‬سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي ُزَهْير بن مالك‬
‫بن امرئ القيس بن مالك بن َثْعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث ‪ ،‬نقيب ‪ ،‬شهد بدرا وُقتل يوم أحد شهيدا‪ .‬وخارجة بن زيد بن‬
‫أبي ُزَهْير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث ‪ ،‬شهد بدرًا وُقتل يوم أحد شهيدا‪ .‬وعبد ال‬
‫بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث ‪ ،‬نقيب ‪ ،‬شهد‬
‫ل صلى‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم كلها‪ ،‬إل الفتح وما بعده ‪ ،‬وُقتل يوم مؤتة شهيدًا أميرًا لرسول ا ّ‬ ‫بدرًا وأحدًا والخندق ومشاهد رسول ا ّ‬
‫ال عليه وسلم ‪ .‬وبشير بن سعد بن ثعلبة بن خلس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث أبو النعمان بن بشير‪،‬‬
‫شهد بدرًا‪ .‬وعبد ال بن زيد بن ثعلبة بن عبد ال بن زيد َمناة بن‬
‫لد‬‫خّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم فأمر به ‪ ،‬و َ‬ ‫ي النداَء للصلة‪ ،‬فجاء به إلى رسول ا ّ‬ ‫الحارث بن الخزرج ‪ ،‬شهد بدرا‪ ،‬وهو الذي أِر َ‬
‫سَويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ‪ ،‬شهد بدرا وأحدا والخندق ‪ ،‬وُقتل‬ ‫بن ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فيما‬ ‫طامها فشدخته شدخًا شديدًا‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬ ‫طم من أ َ‬ ‫ت عليه رحى من أ َ‬ ‫ح ْ‬‫طِر َ‬
‫يوم بنى ُقَرْيظة شهيدا‪ُ ،‬‬
‫عْوف بن الحارث بن الخزرج ‪ ،‬وهو‬ ‫جَدارة بن َ‬ ‫سْيرة بن ِ‬ ‫عَ‬
‫سْيرة بن ُ‬
‫عمرو بن ثعلبة بن أ َ‬ ‫عقبة بن َ‬ ‫يذكرون ‪ -‬إن له لجر شهيدين ‪ .‬و ُ‬
‫سنا‪ ،‬مات في أيام معاوية لم يشهد بدرًا‪ ،‬سبعة نفر‪.‬‬ ‫أبو مسعود وكان أحدث من شهد العقبة ِ‬
‫شم بن الخزرج ‪ :‬زياد بن َلِبيد بن‬ ‫جَ‬‫ي بياضة‪ :‬ومن بني َبَياضة بن عامر بن ُزريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن ُ‬ ‫من بن ِ‬
‫عمرو بن وْذَفة بن عبيد بن عامر بن بياضة‪ ،‬شهد بدرا‪.‬‬ ‫عدي بن أمية بن َبَياضة‪ ،‬شهد بدرًا‪ ،‬وفروة بن َ‬ ‫سنان بن عامر بن َ‬ ‫ثعلبة بن ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ودفة ‪.‬‬
‫جلن بن عامر ابن َبَياضة شهد بدرا‪ ،‬ثلثة نفر‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وخالد بن َقْيس بن مالك بن الَع ْ‬
‫شم بن الخزرج ‪ :‬رافع بن مالك بن‬ ‫جَ‬‫ضب بن ُ‬ ‫ي زريق ‪:‬ومن بني ُزَريق بن عامر بن ُزَريق بن عبد حارثة بن مالك بن غ ْ‬ ‫من بن ِ‬
‫العجلن بن‬
‫ل صلى‬ ‫عمرو بن عامر بن ُزرْيق ‪ ،‬نقيب ‪ ،‬وَذكوان بن عبد قيس بن خلدة ابن فخّلد بن عامر بن ُزَريق ِ‪ ،‬وكان خرج إلى رسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من المدينة‪ ،‬فكان يقال له ‪ :‬مهاجري أنصاري ‪ ،‬شهد‬ ‫ال عليه وسلم‪ ،‬وكان معه بمكة وهاجر إلى رسول ا ّ‬
‫خّلد بن عامر بن ُزَريق ‪ ،‬شهد بدرا‪ ،‬والحارث بن قيس بن خالد‬ ‫خلدة ابن م ُ‬ ‫بدرا وُقتل يوم أحد شهيدا‪ .‬وعّباد بن قيس بن عامر بن َ‬
‫خَلد بن عامر بن ُزَرْيق ‪ ،‬وهو أبو خالد شهد بدرا‪ ،‬أربعة نفر‪.‬‬ ‫بن َم ْ‬
‫شم بن الجِزرج ‪ ،‬ثم من بنى عبيد ابن‬ ‫جَ‬‫ساِرَدة بن َتِزيد بن ُ‬
‫من بني سلمة بن سعد‪ :‬ومن بنى سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن َ‬
‫غْنم ‪ ،‬نقيب ‪ ،‬وهو الذي‬ ‫سنان بن عبيد بن عدي بن َ‬ ‫خْنساء بن ِ‬‫سَلمة ‪ :‬الَبراء بن معرور بن صخر بن َ‬ ‫غْنم بن كعب بن َ‬ ‫عدى بن َ‬
‫ل مْقَدِم رسول‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم وشرط له ‪ ،‬واشترط عليه ‪ ،‬ثم ُتوفي قب َ‬ ‫عم بنو سلمة أنه كان أول من ضرب على يد رسول ا ّ‬ ‫تز ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم المدينة‪ .‬وابنه بشر بن الَبراء بن معرور‪ ،‬شهد بدرا وأحدا والخندق ومات بخيبر من أكلة أكلها‪.‬مع رسول‬ ‫ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬حين سِأل بني سَلمة من سيدكم‬ ‫سّم فيها ‪ -‬وهو الذي قال له رسول ا ّ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬من الشاة التي ُ‬ ‫ا ّ‬
‫خل ! سيد بني سَلمة البي ُ‬
‫ض‬ ‫جّد بن َقْيس ‪ ،‬على بخله ‪ ،‬فقال رسول صلى ال عليه وسلم‪ :‬وأي داِء أكبر من الُب ْ‬ ‫يا بني سََلمة؟ فقالِوا‪ :‬ال َ‬
‫سنان ابن عبيد‪ ،‬شهد بدرا‪ِ ،‬وقتل! يوم الخندق شهيدا‪.‬‬ ‫سنان بن صيفى بن صخر بن خنساء بن ِ‬ ‫شر بن الَبراء بن معرور – و ِ‬ ‫جْعُد ِب ْ‬
‫ال َ‬
‫خناس بن‬ ‫سْرح بن ُ‬ ‫حمل يوم الخندق شهيدا‪ .‬وَمْعقل بن المنذر بن َ‬ ‫عَبْيد‪ ،‬شهد بدرا‪ ،‬و ُ‬ ‫خْنساء ابن سنان بن ُ‬ ‫طَفْيل بن النعمان ابن َ‬ ‫وال ّ‬
‫عَيْيد‪ ،‬شهد بدرا‪ ،‬ويزيد بن المنذر‪ ،‬شهد بدرا‪ ،‬ومسعود بن يزيد بن سبيع بن خنساء بن سنان بن عبيد‪ ،‬والضحاك بن حارثة‬ ‫سنان بن ُ‬ ‫ِ‬
‫عَبْيد‪ ،‬شهد‬‫بن زيد بن َثعلبة بن ُ‬
‫عَبيد‪ ،‬شهد بدرا‪.‬‬ ‫سنان بن ُ‬ ‫خْنساء بن ِ‬ ‫خر بن أمية بن َ‬ ‫جبار بن ص ْ‬ ‫عَبْيد‪ ،‬و ُ‬
‫بدرا‪ ،‬ويزيد بن حرام بن سبيع بن خنساء بن سنان بن ُ‬
‫خناس ‪.‬‬ ‫جّبار بن صخر بن أمية بن ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪َ :‬‬
‫عَبْيد‪ ،‬شهد بدرًا‪ .‬أحد عشر رجل‪.‬‬ ‫سنان بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والطفيل بن مالك بن خنساء بن ِ‬
‫سَواد‪ :‬كعب بن مالك بن أبي كعب ابن‬ ‫سَلمةَ‪ ،‬ثم من بني كعب بن َ‬ ‫غْنم بن صب بن َ‬ ‫من بني سواد بن غنم ‪ :‬ومن بني سواد بن َ‬
‫القْين بن كعب ‪،‬رجل ‪. .‬‬
‫ن عمرو بن غْنم ‪ ،‬شهد‬ ‫سَليم بن عمرو بن حديدة ب ِ‬ ‫سَلمة ‪ُ :‬‬‫غْنم بن كعب بن َ‬ ‫ن َ‬‫سَواد ب ِ‬‫غْنم بن َ‬
‫من بني غنم بن سواد‪ :‬ومن بني َ‬
‫غْنم ‪ ،‬وهو أبو المنِذر‪،‬‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫حديدة بن َ‬ ‫حديدة بن عمرو بن غْنم ‪ ،‬شهد بدرا‪ ،‬وأخوه يزيد بن عامر بن َ‬ ‫طبة بن عامر بن َ‬ ‫بدرا‪ ،‬وُق ْ‬
‫غْنم ‪،‬‬
‫عمرو بن َ‬ ‫عّباد بن َ‬
‫سَواد بن َ‬ ‫ى بن َ‬ ‫صْيف ّ‬
‫غْنم ‪ ،‬شهد بدرا‪ ،‬و َ‬‫عمرو بن َ‬ ‫عّباد بن َ‬ ‫سر‪ ،‬واسمه كعب بن عمرو بن َ‬ ‫شهد بدرا‪ ،‬وأبو الَي َ‬
‫خمسة نفر‪.‬‬
‫غْنم ‪.‬‬
‫سَواد‪ ،‬وليس لسواد ابن يقال له ‪َ :‬‬ ‫عّباد بن عمرو بن غنم بن َ‬ ‫سود بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬صيفى بن أ ْ‬
‫غَنَمة بن عدي بن‬ ‫سَلمة ‪ :‬ثعلبة بن َ‬ ‫سَواد بن غْنم بن كعب بن َ‬ ‫عْمرو بن َ‬ ‫ي نابي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى نابى بن َ‬ ‫من بن ِ‬
‫عْبس بن عامر بن عدي بن نابى‪ ،‬شهد بدرا‪ .‬وعبد ال‬ ‫عدي بن َبابي ‪ ،‬و َ‬ ‫غَنَمة بن َ‬ ‫نابى‪ ،‬شهد بدرًا‪ ،‬وُقتل بالخندق شهيدا‪ ،‬وعمرو بن َ‬
‫عِدي بن نابى‪ ،‬خمسة نفر‪.‬‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫بن أنْيس ‪ ،‬حليف لهم من ُقضاعة وخالد بن َ‬
‫سَلمة ‪ :‬عبد ال بن عمرو بن حرام ابن‬ ‫من بني حِرام بن كعب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني حرام ابن كعب بن غْنم بن كعب بن َ‬
‫جموح بن يزيد بن حرام ‪،‬‬ ‫عمرو بن ال َ‬ ‫َثْعلبة بن حرام ‪ ،‬نقيب ‪ ،‬شهد بدرا‪ ،‬وُقتل يوم أحد شهيدا وابنه جابر بن عبد ال ‪ .‬وُمعاذ بن َ‬
‫عَمْير بن الحارث بن‬ ‫جْذع ‪ :‬ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام ‪ -‬شهد بدرًا‪ ،‬وُقتل بالطائف شهيدا‪ .‬و ُ‬ ‫جْذع ‪ -‬وال ِ‬‫شهد بدرا‪ ،‬وثابت بن ال ِ‬
‫ثعلبة بن الحارث بن حرام ‪ ،‬شهد بدرا‪.‬‬
‫عمير بن الحارث بن َلْبَدة بن ثعلبة ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ُ :‬‬
‫عمرو بن أْوس بن‬ ‫جَبل بن َ‬‫ي ‪ .‬وُمعاذ بن َ‬ ‫لمة بن أْوس بن عمرو بن الُفَراِفِر‪ ،‬حليف لهم من َبِل ّ‬ ‫سَ‬‫خِديج بن َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و َ‬
‫سَلمة‪،‬‬ ‫شم بن الخزرج؛ وكان في بنى َ‬ ‫جَ‬‫ساِردة بن َتزيد بن ُ‬ ‫عمرو بن أِدي بن سعد بن على بن أسد‪ ،‬ويقال ‪ :‬أسد بن َ‬ ‫عائذ بن كعب بن َ‬
‫سَلمة‬‫ل عنه ‪ ،‬وإنما ادعته بنو َ‬ ‫شهد بدرا والمشاهد كّلها ومات بِعْمواس ‪ ،‬عام الطاعون بالشام ‪ ،‬في خلفة عمر بن الخطاب رضى ا ّ‬
‫غْنم بن كعب بن سلمة ‪ .‬سبعة نفر‪.‬‬ ‫سنان ابن عبيد بن عدي بن َ‬ ‫خْنساء بن ِ‬‫أنه كان أخا سهل بن محمد بن الجد بن قيس بن صخر بن َ‬
‫قال ابن هشام‪ :‬أوس‪ :‬ابن عباد بن عدى بن كعب بن عمرو بن أذن بن سعد‬
‫عْمرو بن عوف بن‬ ‫عْوف بن َ‬ ‫عْوف بن الخزرج؛ ثم من بني سالم بن َ‬ ‫من بنى عوف بن الخزرج ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى َ‬
‫عْوف ‪ ،‬نقيب شهد بدرا والمشاهد كلها‪.‬‬ ‫غْنم بن سالم بن َ‬‫صَرم بن ِفْهر بن ثعلبة بن َ‬ ‫عبادة بن الصامت بن َقْيس بن أ ْ‬ ‫الخزرج ‪ُ :‬‬
‫عْوف بن عمرو ابن عوف بن الخزرج ‪.‬‬ ‫عْوف ‪ ،‬أخو سالم بن َ‬ ‫غْنم بن َ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬هو َ‬
‫غْنم بن سالم بن عوف وكان ممن خرج إلى‬ ‫ضلة بن مالك بن العجلن بن زيد بن َ‬ ‫عبادة بن َن ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والعباس بن ُ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وهو بمكة‪ ،‬فأقام معه بها‪ ،‬فكان ُيقال له ‪ :‬مهاجري أنصاري ‪ ،‬وُقتل يوم أحد شهيدا‪ ،‬وأبو عبد‬ ‫رسول ا ّ‬
‫عْمرو بن الحارث بن َلْبدة‬ ‫عمارة‪ ،‬حليف لهم من بني غصينة من بلي ‪ .‬و َ‬ ‫عمرو بن ُ‬ ‫خَزمة بن أصرم بن َ‬ ‫الرحمن يزيد بن ثعلبة بن َ‬
‫بن عمرو بن َثعلبة‪ :‬أربعة نفر‪ ،‬وهم الَقَواِقل ‪.‬‬
‫حُبّلى ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬الحبلى‪ :‬سالم بن غنم‬ ‫غْنم بن عوف بن الخزرج ‪ ،‬وهم بنو ال ُ‬ ‫من بني سالم بن غنم ‪ :‬ومن بني سالم بن َ‬
‫غْنم ‪ .‬شهد بدرا؛‬ ‫سمي الحُبّلى لعظم بطنه ‪ : -‬رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم بن َ‬ ‫ابن عوف ‪ ،‬وإنما ُ‬
‫وهو أبو الوليد‪.‬‬
‫جشم بن مالك بن سالم ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬رفاعة بن مالك ‪ ،‬ومالك ‪ :‬ابن الوليد بن عبد ال بن مالك بن ثعلبة بن ُ‬
‫جْعد بن هلل بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف بن ُبْهَثة بن عبد‬ ‫قال ابن إسحق ‪ :‬وعقبة بن وهب بن َكّلدة بن ال َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم مهاجرا من‬ ‫ال بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلن ‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬شهد بدرًا‪ ،‬وكان ممن خرج إلى رسول ا ّ‬
‫المدينة إلى مكة‪ ،‬فكان يقال له ‪ :‬مهاجري أنصاري ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬رجلن ‪.‬‬
‫خَزيمة بن‬ ‫عبادة بن حارثة بن أبي ُ‬ ‫من بني ساعدة بن كعب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ‪ :‬سعد بن ُ‬
‫جشم‬ ‫عمرو بن خنيس بن حارثة بن َلْوذان بن عبد ُوّد بن زيد بن ثعلبة بن ُ‬ ‫ساعدة نقيب ‪ ،‬والُمنذر بن َ‬ ‫طريف بن الخزرج بن َ‬ ‫ثعلبة بن َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو الذي كان يقال له‬ ‫بن الخزرج بن ساعدة‪ .‬نقيب ‪ .‬شهد بدرا وأحدا‪ .‬وُقتل يوم بئر معونة أميرًا لرسول ا ّ‬
‫أعنق ليموت ‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬المنذر بن عمرو بن خنش ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فجميع من شهد العقبة من الوس والخزرج ثلثة وسبعون رجل وامرأتان منهم ‪ ،‬يزعمون أنهما قد بايعتا‪،‬‬
‫ن‪.‬‬‫ن فقد بايعتك ّ‬
‫ن ‪ ،‬فإذا أقررن ‪ ،‬قال ‪ :‬اذهْب َ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم ل يصافح النساَء إنما كان يأخذ عليه ّ‬ ‫وكان رسول ا ّ‬
‫غْنم بن مازن ‪،‬‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫سْيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن َ‬ ‫من بني مازن بن النجار‪ :‬ومن بنى مازن بن النجار‪ُ :‬ن َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وشهدت معها أختها‪ .‬وزوجها زيد بن عاصم بن كعب ‪.‬‬ ‫وهي أم عمارة‪ ،‬كانت شهدت الحرب مع رسول ا ّ‬
‫وابناها‪ :‬حبيب بن زيد‪ ،‬وعبد ال بن زيد‪ ،‬وابنها حبيب الذي أخذه ُمسيلمة الكذاب الحنفي ‪ ،‬صاحب اليمامة‪ ،‬فجعل يقول له ‪ :‬أتشهد‬
‫ل ؟ فيقول ‪ :‬ل أسمع ‪ ،‬فجعل يقطعه عضوًا عضوًا حتى مات في يده‬ ‫ل ؟ فيقول ‪ :‬نعم فيقول ‪ :‬أفتشهد إني رسول ا ّ‬ ‫أن محمدا رسول ا ّ‬
‫ت‬
‫ل صلى ال عليه وسلم آمن به وصلى عليه ‪ ،‬وإذا ذكر له ُمسيلمة قال ‪ :‬ل أسمع ‪ -‬فخرج ْ‬ ‫‪ ،‬ل يزيده على ذلك ‪ ،‬إذا ذكر له رسول ا ّ‬
‫ل مسيلمَة ورجعت وبها اثنا عشر جرحا‪ ،‬من بين طعنة وضربة ‪.‬‬ ‫سها‪ ،‬حتى َقتل ا ّ‬ ‫ب بنف ِ‬
‫إلى اليمامة مع المسلمين ‪ ،‬فباشرت الحر َ‬
‫صعة ‪.‬‬‫صْع َ‬
‫حّبان ‪ ،‬عن عبد ال بن عبد الرحمن بن أبي َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني هذا الحديث عنها محمُد بن يحيى بن ِ‬
‫سَلمة‪.‬‬
‫غْنم بن كعب بن َ‬ ‫عدي بن نابى بن عمرو بن َ‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫من بني سلمة ‪ :‬ومن بنى سلمة‪ :‬أم َمنيع ‪ ،‬واسمها‪ :‬أسماء بنت َ‬

‫بسم الّله الرحمن الرحيم‬


‫نزول المر لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال‬
‫طلبى ‪ :‬وكان‬‫قال ‪ :‬حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زياد ابن عبد ال البكائي ‪ ،‬عن محمد بن إسحاق الم ّ‬
‫ل والصبر على‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم قبل بيعة العقبة لم ُيْؤَذن له في الحرب ولم ُتحلل له الدماء‪ ،‬إنما يؤمر بالدعاء إلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫الذى‪ ،‬والصفح عن الجاهل ‪ ،‬وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من المهاجرين حتى فتنوهم عن دينهم ونفوهم من بلدهم ‪ ،‬فهم‬
‫من بين مفتون في دينه ‪ ،‬ومن بين ُمعّذب في أيديهم ‪ ،‬ومن بين هارب في البلد فرارا منهم ‪ ،‬منهم َمن بأرض الحبشة‪ ،‬ومنهم من‬
‫ل عز وجل ‪ ،‬ورّدوا عليه ما أرادهم به من الكرامة‪ ،‬وكذبوا نبيه صلى ال عليه‬ ‫بالمدينة‪ ،‬وفي كل وجه ‪ ،‬فلما عتت قريش على ا ّ‬
‫ل عز وجل لرسوله صلى ال عليه وسلم في القتال‬ ‫حده وصّدق نبيه ‪ ،‬واعتصم بدينه ‪ ،‬أذن ا ّ‬ ‫وسلم ‪ ،‬وعذبوا وَنَفْوا من عَبَده وو ّ‬
‫والنتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم ‪.‬‬

‫ل آية أنزلت في إذنه له في الحرب ‪ ،‬وإحلله الدماء والقتال ‪ ،‬لمن بنى عليهم ‪ ،‬فيما بلغنى عن عروة بن الزبير وغيره‬ ‫فكانت أو ُ‬
‫ن ِدَياِرِهْم ِبَغْيرِ‬‫جوا ِم ْ‬‫خِر ُ‬
‫ن ُأ ْ‬‫صِرِهْم َلَقِديٌر)‪(39‬اّلِذي َ‬‫عَلى َن ْ‬ ‫ل َ‬‫ن ا َّ‬‫ظِلُموا َوِإ ّ‬
‫ن ِبَأّنُهْم ُ‬
‫ن ُيَقاَتُلو َ‬
‫ن ِلّلِذي َ‬
‫من العلماء‪ ،‬قول ال تبارك وتعالى‪ُ }:‬أِذ َ‬
‫ل َكِثيًرا‬
‫سُم ا ِّ‬
‫جُد ُيْذَكُر ِفيَها ا ْ‬
‫سا ِ‬
‫ت َوَم َ‬
‫صَلَوا ٌ‬
‫صَواِمُع َوِبَيٌع َو َ‬‫ت َ‬ ‫ض َلُهّدَم ْ‬
‫ضُهْمِبَبْع ٍ‬ ‫س َبْع َ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫ل َدْفُع ا ِّ‬ ‫ل َوَلْو َ‬
‫ن َيُقوُلوا َرّبَنا ا ُّ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫ق ِإ ّ‬
‫حّ‬‫َ‬
‫ف َوَنَهْوا‬ ‫لةَ َوآَتْوا الّزَكاَة َوَأَمُروا ِباْلَمْعُرو ِ‬
‫صَ‬‫ض َأَقاُموا ال ّ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن َمّكّناُهْم ِفي ا َْ‬‫ن ِإ ْ‬‫عِزيٌز)‪(40‬اّلِذي َ‬ ‫ي َ‬ ‫ل َلَقِو ّ‬
‫ن ا َّ‬‫صُرُه ِإ ّ‬‫ن َين ُ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ن ا ُّ‬‫صَر ّ‬‫َوَلَين ُ‬
‫ظلموا‪ ،‬ولم يكن لهم ذنب فيما بينهم وبين‬ ‫لُموِر{‪]:‬الحج‪39 :‬ـ ‪ [41‬أي أني إنما أحللت لهم القتال لنهم ُ‬ ‫عاِقَبُة ا ُْ‬
‫ل َ‬ ‫ن اْلُمْنَكِر َو ِّ‬
‫عْ‬ ‫َ‬
‫الناس ‪ ،‬إل أن يعبدوا ال‪ ،‬وأنهم إذا ظهروا أقاموا الصلة‪ ،‬وآتوا الزكاة‪ ،‬وأمروا بالمعروف ‪ ،‬ونهوا عن المنكر‪ ،‬يعني النبي صلى‬
‫ن ِفْتَنة{‪ :‬أي حتى ل يفَتن‬
‫ل َتُكو َ‬
‫حّتى َ‬
‫ل تبارك وتعالى عليه ‪َ} :‬وَقاِتُلوُهْم َ‬ ‫ل عنهِم أجمعين ‪ ،‬ثم أنزل ا ّ‬ ‫ال عليه وسلم وأصحاَبه رضي ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬ل ُيعبد معه غيره ‪.‬‬‫ل{]البقرة‪ :[193 :‬أي حتى ُيعبد ا ّ‬ ‫ن ِّ‬
‫ن الّدي ُ‬
‫مؤمن عن دينه }َوَيُكو َ‬
‫ل تعالى له صلى ال عليه وسلم في الحرب ‪ ،‬وبايعه هذا‬ ‫الذن لمسلمي مكة بالهجرة إلى المدينة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما أذن ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم أصحابه‬ ‫صرة له ولمن اتبعه ‪ ،‬وأوى إليهم من المسلمين ‪ ،‬أمر رسول ا ّ‬ ‫الحي من النصار على السلم والّن ْ‬
‫من المهاجرين من قومه ‪ ،‬ومن معه بمكة من المسلمين ‪ ،‬بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها‪ ،‬واللحوق بإخوانهم من النصار‬
‫ل‪ ،‬وأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بمكة ينتظر أن‬ ‫ل عز وجل قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها‪ ،‬فخرجوا أْرسا ً‬ ‫وقال ‪ :‬إن ا ّ‬
‫يأذن له ّربه في الخروج من مكة‪ ،‬والهجرة إلى المدينة‪.‬‬
‫ذكر المهاجرين إلى المدينة‬
‫ل صلى ال عليه وسلم من المهاجرين من قريش‪،‬‬ ‫ل من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول ا ّ‬ ‫هجرة أبي سلمة وامرأته ‪ :‬فكان أو ُ‬
‫عمر بن مخزوم ‪ ،‬واسمه ‪ :‬عبد ال ‪ ،‬هاجر إلى المدينة قبل َبيعة‬ ‫سد بن هلل بن عبد ال بن ُ‬ ‫سلمة بن عبد ال َ‬ ‫من بني مخزوم ‪ :‬أبو َ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم مكة من أرض الحبشة‪ ،‬فلما آذته قريش ‪ ،‬وبلغة إسلم من أسلم‬ ‫أصحاب العقبة بستة‪ ،‬وكان قدم على رسول ا ّ‬
‫لنصار‪ ،‬خرج إلى المدينة مهاجرا‪.‬‬ ‫من ا ً‬
‫سَلمة عن جدته أم سلمة‪ ،‬زوج النبي صلى‬ ‫عمر بن أبي َ‬ ‫سَلمة بن عبد ال بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني أبي ‪ :‬إسحاق بن يسار‪ ،‬عن َ‬
‫حل لي بعيره ثم حملني عليه ‪ ،‬وحمل معي ابني سلمة بن أبي سلمة‬ ‫ال عليه وسلم‪ ،‬قالت ‪ :‬لما أجمع أبي سلمة الخروج إلى المدينة ر ّ‬
‫ل بني المغيرة بن عبد ال بن عمر بن مخزوم قاموا إليه ‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذه نفسك‬ ‫في حجري ‪ ،‬ثم خرج بي يقود بعيَره ‪ ،‬فلما رأته رجا ُ‬
‫ت صاحبتك هذه ؟ علَم نتركك تسير بها في البلد؟ قالت ‪ :‬فنزعوا خطاَم البعير من يده ‪ ،‬فأخذونى منه قالت ‪:‬‬ ‫غلبَتنا عليها‪ ،‬أرأي َ‬
‫ل ‪ ،‬ل نترك ابننا عندها إذ نزعتموها‬ ‫وغضب عند ذلك بنو عبد السد‪ ،‬رْهط أبي سلمة‪ ،‬فقالوا‪ :‬ل وا ّ‬
‫سَلمة بينهم حتى خلعوا يًده وانطق به بنو عبد السد‪ ،‬وحبسني بنو المغيرة عندهم ‪ ،‬وانطلق زوجي‬ ‫ي َ‬‫من صاحبنا‪ .‬قالت ‪ :‬فتجاذبوا ُبَن ّ‬
‫سَلمة إلى المدينة‪ .‬قالت ‪ :‬ففرق بيني وبين زوجي وبين ابنى‪.‬‬ ‫أبو َ‬
‫طح ‪ ،‬فما أزال‪ ،‬أبكي ‪ ،‬حتى أمسي ‪ :‬سنًة أو قريبا منها حتى مر بي رجل من بنى عمى‪،‬‬ ‫قالت ‪ :‬فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالب َ‬
‫أحد بني المغيرة‪ ،‬فرأى ما بي فرحمني فقال لبني المغيرة ْ‪ .‬أل تخرجون هذه المسكينة‪ ،‬فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها! قالت‪:‬‬
‫فقالوا‬
‫ي عند ذلك ابنى ‪.‬‬‫ت ‪ .‬قالت ‪ :‬ورد بنو عبد السد إل ّ‬ ‫لي ‪ :‬الحقي بزوجك إن شئ ِ‬
‫قالت ‪ :‬فارتحلت بعيري ثم أخذت ابنى فوضعته في حجري ‪ ،‬ثم خرجت أريد زوجى بالمدينة ‪ .‬قالت ‪ :‬وما معي أحد من خلق‬
‫ن بن طلحة بن أبي طلحة‪ ،‬أخا بنى عبد الدار‬ ‫ت حتى أْقُدَم على زوجي ‪ ،‬حتى إذا كنت بالتنعيم َلِقيتُ عثما َ‬ ‫ل ‪ .‬قالت ‪ :‬أتبّلغ بمن َلِقي ُ‬
‫ا ّ‬
‫ل وُبَن ّ‬
‫ى‬ ‫ل ‪ ،‬إل ا ّ‬
‫ك أحد؟ قالت ‪ :‬فقلت ‪ :‬ل وا ّ‬ ‫فقال لي ‪ :‬إلى أين يا بنت أبي أمية؟ قالت ‪ :‬فقلت أريد زوجي بالمدينة‪ .‬قال ‪ :‬أَوما مع ِ‬
‫ل ما صحبت رجل من العرب قط ‪ ،‬أرى أنه‬ ‫هذا‪ .‬قال ‪ :‬وال ما لك من َمْترك ‪ ،‬فأخذ بخطام البعير‪ ،‬فانطلق معي يهوي بي ‪ ،‬فوا ّ‬
‫ط عنه ‪ ،‬ثم قيده في الشجرة‪ ،‬ثم‬ ‫كان أكرم منه‪ ،‬كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ‪ ،‬ثم استأخر عنى؛ حتى إذا نزلت استأخر ببعيري ؟ فح ّ‬
‫ح ‪ ،‬قام إلى بعيري فقدمه فَرحله ثم استأخر عنى‪ ،‬وقال ‪ :‬اركبى‪ ،‬فإذا ركبت‬ ‫تنحى عنى إلى شجرة‪ ،‬فاضطجع تحتها‪ ،‬فإذا دنا الّروا ُ‬
‫عْوف بُقباء‪،‬‬ ‫عْمرو بن َ‬‫واستويت على بعيري أتى فأخذه بخطاِمه فقاده ‪ ،‬حتى ينزل بي حتى أقدمنى المدينة‪ ،‬فلما نظر إلى قرية بنى َ‬
‫ل ‪ ،‬ثم انصرف راجعًا إلى مكة‪.‬‬ ‫جك في هذه القرية ‪ -‬وكان أبو سلمة بها نازل ‪ -‬فادخليها على بركة ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬زو ُ‬
‫ل بيت في السلم أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة‪ ،‬وما رأيت صاحبًا قط كان أكرَم من‬ ‫ل ما أعلم أه َ‬ ‫قال ‪ :‬فكانت تقول ‪ :‬وا ّ‬
‫عثمان ابن طلحة‪.‬‬
‫هجرة عامر بن ربيعة وبني جحش ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم كان أول من قدمها من المهاجرين بعد أبي سلمة ‪ :‬عامر بن ربيعة‪،‬‬
‫عدي بن كعب ‪ .‬ثم عبد ال بن‬ ‫عَبيد بن َ‬‫عْوف بن ُ‬ ‫حْثَمة بن غانم ابن عبد ال بن َ‬ ‫حليف بني عدي بن كعب ‪ ،‬معه امرأته ليلى بنت أبي َ‬
‫خَزيمة‪ ،‬حليف بني أمية بن عبد شمس ‪ ،‬احتمل‬ ‫غْنم بن ُدودان بن أسد بن ُ‬ ‫صبرة بن ُمرة بن كثير بن َ‬ ‫حش بن ِرئاب بن َيْعُمر بن َ‬ ‫جْ‬‫َ‬
‫حش‪ ،‬وهو أبو أحمد ‪ -‬وكان أبو أحمد رجل ضرير البصر‪ ،‬وكان يطوف مكة‪ ،‬أعلها وأسفلها‪ ،‬بغير قائد‪،‬‬ ‫جْ‬ ‫بأهله وبأخيه عبد بن َ‬
‫حش‬ ‫جْ‬ ‫عة بنت أبي سفيان بن حرب ‪ ،‬وكانت أمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم ‪ -‬فُغّلقت دار بنى َ‬ ‫وكان شاعرًا‪ ،‬وكانت عنده الَفْر َ‬

‫عتبة بن ربيعة‪ ،‬والعباس بن عبد المطلب ‪ ،‬وأبو جهل ابن هشام بن المغيرة‪ ،‬وهي دار أبان بن عثمان اليوم التي‬ ‫هجرًة‪ ،‬فمر بها ُ‬
‫ق أبواُبها َيبابًا ليس فيها ساكن ‪ ،‬فلما رآها كذلك تنفس‬
‫عتبة بن ربيعة تخف َ‬
‫بالرْدم ‪ ،‬وهم ُمصِعدون إلى أعلى مكة‪ ،‬فنظر إليها ُ‬
‫صَعداء‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫ال ّ‬
‫ب‬
‫حو ُ‬
‫وال ُ‬ ‫الن ْ‬
‫كباُء‬ ‫سُتدر ُ‬
‫كها‬ ‫يوما ً‬ ‫‪ #‬وكل دار وإن طالت سلمُتها‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذا البيت لبي ُدؤاد اليادي في قصيدة له ‪ .‬والحوب ‪ :‬التوجع ‪.‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ل ابن ُق ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قال عتبة بن ربيعة ‪ :‬أصبحت دار بني جحش خلء من أهلها! فقال أبو جهل ‪ :‬وما تبكي عليه من ُق ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الُقل ‪ :‬قال َلبيد بن ربيعة ‪:‬‬
‫ت من الَعدِد‬
‫قل وإن أكثر ْ‬ ‫‪ #‬كل بنى حرة مصيرهم‬

‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قال ‪ :‬هذا عمل ابن أخى هذا‪ ،‬فرق جماعتنا‪ ،‬وشتت أمَرنا وقطع بيننا‪ .‬فكان منزل أبي سلمة بن عبد السد‪،‬‬
‫وعامر ابني ربيعة‪ ،‬وعبد ال بن جحش‪ ،‬وأخيه أبي أحمد بن جحش‪ ،‬على مبشر بن عبد المنذر بن زنبر بُقباء‪ ،‬في بني عمرو بن‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫غنم بن دوادن أهل إسلم ‪ ،‬قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول ا ّ‬ ‫ل‪ ،‬وكان بنو َ‬ ‫عوف ‪ ،‬ثم قدم المهاجرون أْرسا ً‬
‫شجاع ‪ ،‬وعقبة‪ ،‬ابنا وهب ‪ ،‬و‬ ‫عكاشة بن ِمحصن ‪ ،‬و ُ‬ ‫هجرة رجالهم ونساؤهم ‪ :‬عبد ال ابن جحش ‪ ،‬وأخوه أبو أحمد بن جحش ‪ ،‬و ُ‬
‫حَمّيَرة ‪.‬‬
‫أَربد بن ُ‬
‫حَمْيَرة ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ابن ُ‬
‫هجرة بعض الرجال ونسائهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وُمْنقذ بن ُنباتة‪ ،‬وسعيد بن ُرَقيش‪ ،‬وُمحِرز بن َنضلة‪ ،‬ويزيد بن َُرقيش‪ ،‬وقيس‬
‫عبيد‪ ،‬وتّمام‬‫عمرو بن ِمحصن ‪ ،‬ومالك بن عمرو‪ ،‬وصفوان بن عمرو‪ ،‬وَثْقف بن عمرو‪ ،‬وربيعة بن أكثم ‪ ،‬والزبير بن ُ‬ ‫ابن جابر‪ ،‬و َ‬
‫حش‪.‬‬‫جْ‬ ‫عَبْيدة‪ ،‬ومحمد بن عبد ال بن َ‬ ‫خَبرة بن ُ‬ ‫سْ‬‫عبيدة‪ ،‬و َ‬‫بن ُ‬
‫حصن ‪ ،‬وًام حبيب بنت ُثمامة‪،‬‬ ‫جْنَدل ‪ ،‬وأم قيس بنت ِم ْ‬
‫جَذامة بنت َ‬ ‫حش‪ ،‬و ُ‬ ‫جْ‬‫حبيب بنت َ‬ ‫جحش‪ ،‬وأم َ‬ ‫ومن نسائهم ‪ :‬زينب بنت َ‬
‫حْمنة بنت جحش ‪.‬‬ ‫خَبرة بنت تميم ‪َ ،‬‬ ‫سْ‬ ‫ش‪،‬و َ‬ ‫وآمنة بنت ُرقي َ‬
‫ل تعالى وإلى رسوله صلى ال عليه‬ ‫خَزيمة من قومه إلى ا ّ‬
‫حش بن ِرئاب ‪ ،‬وهو يذكر هجرة بني أسد ابن ُ‬ ‫جْ‬ ‫وقال أبو أحمد بن َ‬
‫وسلم ‪ ،‬وإيعابهم في ذلك حين ُدعوا إلى الهجرة ‪:‬‬
‫ت يميُنها‬
‫ل َبّر ْ‬‫وَمْروتها با ّ‬ ‫ت بين الصفا أّم أحمـد‬ ‫‪ #‬ولو حلف ْ‬
‫غّثا سميُنها‬
‫بمكَة حتى عاد َ‬ ‫ن اللى كنا بها ُثم لم نـز ْ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬لنح ُ‬
‫غْنم وخف قطيُنها‬ ‫ت َ‬ ‫غد ْ‬
‫ن َ‬ ‫ت وما ِإ ْ‬ ‫ن وابتن ْ‬ ‫ن ُدواد َ‬ ‫غْنم ب ُ‬
‫‪ #‬بها خّيمت َ‬
‫ق ديُنها‬ ‫ل بالح ّ‬
‫لا ّ‬ ‫ن رسو ِ‬ ‫ودي ُ‬ ‫ل تغدو بين َمْثنى وواحـٍد‬ ‫‪ #‬إلى ا ّ‬
‫وقال أبو أحمد بن جحش أيضًا‪:‬‬
‫ب وأره ُ‬
‫ب‬ ‫‪ #‬لما رأتنى أّم أحمَد غاديـــًا بذمِة من أخشى بَغْي ٍ‬
‫ن ولتنأ يثر ُ‬
‫ب‬ ‫فيمْم بنا البلدا َ‬ ‫ت ل بّد فاعـل‬ ‫‪ #‬تقول ‪ :‬فإما كن َ‬
‫ن فالعبُد يرك ُ‬
‫ب‬ ‫وما يشاُء الرحم ُ‬ ‫ب اليوَم وجُهنا‬ ‫‪ #‬فقلت لها‪ :‬بل يثر ُ‬
‫ل يومًا وجُهه ل ُيخّي ُ‬
‫ب‬ ‫ل وجهي والرسول ومن ُيقْم إلى ا ّ‬ ‫‪ #‬إلى ا ّ‬
‫وناصحٍة تبكى بدمٍع وتنُد ُ‬
‫ب‬ ‫‪ #‬فكم قد تركنا من حميٍم ُمناصـ ٍ‬
‫ح‬
‫طَل ُ‬
‫ب‬ ‫ب ُت ْ‬
‫ن نرى أن الرغائ َ‬ ‫ونح ُ‬ ‫‪ #‬ترى أن ِوترًا نأينا عن بلِدنـا‬
‫س َمْلح ُ‬
‫ب‬ ‫وللحق لما لح للنا ِ‬ ‫ن دماِئهـم‬ ‫غْنٍم لحْق ِ‬
‫ت بنى َ‬ ‫‪ #‬دعْو ُ‬

‫ع والنجاح فأْوعبوا‬ ‫ق دا ٍ‬
‫إلى الح ّ‬ ‫ل لما دعاهــُم‬ ‫‪ #‬أجابوا بحمِد ا ّ‬
‫جَلبوا‬
‫أعانوا علينا بالسلح وأ ْ‬ ‫‪ #‬وكنا وأصحابًا لنا فارقوا الهَدى‬
‫ق مهدى ‪ ،‬وفوج ُمَعّذ ُ‬
‫ب‬ ‫على الح ّ‬ ‫جْين ‪ :‬أّما منهما فُموّفــق‬ ‫‪َ #‬كَفْو َ‬
‫خيبوا‬ ‫ق إبليس فخابوا و ُ‬ ‫عن الح ّ‬ ‫‪ #‬طَغْوا وتمنْوا كذبة وأزّلهــم‬
‫طّيبوا‬
‫ق منا و ُ‬ ‫فطاب ُولُة الح ّ‬ ‫ي محمـد‬ ‫ل النب ّ‬
‫عنا إلى قو ِ‬ ‫‪َ #‬وِر ْ‬
‫ب بالرحام إذ ل ُنَقّر ُ‬
‫ب‬ ‫ت بأرحام إليهم قريبـــٍة ول قر َ‬ ‫‪ #‬نم ْ‬
‫ي تْرَقبُ‬ ‫صهر َ‬ ‫صْهر بعَد ِ‬ ‫وأيُة ِ‬ ‫ت بعَدنا يأمنّنكـم‬
‫ن أخ ٍ‬ ‫ي اب ِ‬‫‪ #‬فأ ّ‬
‫ق أصو ُ‬
‫ب‬ ‫س ‪ -‬للح ّ‬ ‫وُزيل أمُر النا ِ‬ ‫‪ #‬ستعلُم يومًا أينا ‪ -‬إذ تزايلوا‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله " ولتنأ يثرب "‪ ،‬وقوله " إذ ل نقرب "‪ ،‬عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫جلي ‪:‬‬
‫عْنَد َرّبِهْم{‪].‬سبأ‪ [31 :‬قال أبو النجم الِع ْ‬
‫ن ِ‬
‫ن َمْوُقوُفو َ‬‫ظاِلُمو َ‬
‫ل عز وجل ‪ِ} :‬إْذ ال ّ‬ ‫قال ابن هشام يريد بقوله ‪ " :‬إذ " إذا‪ ،‬كقول ا ّ‬
‫والعُل َ‬ ‫الَعللى‬ ‫في‬ ‫ن‬
‫عد ٍ‬ ‫جّنات‬ ‫‪ #‬ثم جزاه الّله عنا إذ َ‬
‫جَزى‬
‫عمر وقصة عياش وهشام معه‬
‫هجرة ُ‬
‫عّياش بن أبي ربيعة المخزومى‪ ،‬حتى قدما المدينة ‪ .‬فحدثني نافع مولى عبد ال‬ ‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬و َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم خرج ُ‬
‫عّياش بن أبي ربيعة‪،‬‬
‫ت ‪ ،‬لما أردنا الهجرة إلى المدينة‪ ،‬أنا و َ‬
‫بن عمر‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪ ،‬عن أبيه عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬اتَعْد ّ‬
‫وهشام‬

‫حبس فليمض صاحباه ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫سِرف وقلنا‪ :‬أينا لم يصبح عندها فقد ُ‬ ‫ب من أضاة بني غفار‪ ،‬فوق َ‬ ‫ض َ‬ ‫ابن العاص بن وائل السهمي الّتنا ِ‬
‫حبس عنا هشام ‪ ،‬وُفتن فافتتن ‪.‬‬ ‫ضب ‪ ،‬و ُ‬‫فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند الّتنا ِ‬
‫عمرو بن عوف بُقباء‪ ،‬وخرج أبو جهل بن هشام‬ ‫أبو جهل يغرر بعياش بن أبي ربيعة‪ :‬فلما قدمنا المدينة نزلنا في بني َ‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫عّياش بن أبي ربيعة‪ ،‬وكان ابن عمهما وأخاهما لمهما‪ ،‬حتى قدما علينا المدينة ورسول ا ّ‬ ‫والحارث بن هشام إلى َ‬
‫ق لها‪ ،‬فقلت‬‫سها ُمشظ حتى تراك ‪ .،‬ول تستظل من شمس حتى تراك ‪ ،‬فر ّ‬ ‫وسلم بمكة‪ ،‬فكلماه وقال‪ :‬إن أّمك قد نذرت أن ل َيمس رأ َ‬
‫ل لمتشطت ‪ ،‬ولو قد اشتد عليها‬ ‫ل لو قد آذى أّمك القم ُ‬‫ل إن يريدك القوم إل ليفتنوك عن دينك فاحذْرهم ‪ ،‬فوا ّ‬ ‫له ‪ :‬يا عياش ‪ ،‬إنه وا ّ‬
‫ل‪ ،‬فلك‬‫ل إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش ما ً‬‫سَم أمي‪ ،‬ولي هنالك مال فآخذه ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬وا ّ‬ ‫حّر مكة لستظلت ‪ .‬قال ‪ :‬فقال ‪ :‬أبّر َق َ‬
‫نصف مالي ول تذهب معهما‪ .‬قال ‪ :‬فأبى علي إل أن يخرج معهما؛ فلما أبي إل ذلك؛ قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬أما إذ قد فعلت ما فعلت ‪ ،‬فخذ‬
‫ج عليها‪.‬‬
‫ناقتى هذه ‪ ،‬فإنها ناقة نجيبة ذلول ‪ ،‬فالزم ظهَرها‪ ،‬فإن رابك من القوم رْيب ‪ ،‬فان ُ‬
‫ت بعيري هذا‪ ،‬أفل ُتْعِقبنى على‬
‫ل لقد استغلظ ُ‬
‫فخرج عليها معهما‪ ،‬حتى إذا كانوا ببعض الطريق ‪ ،‬قال له أبو جهل ‪ :‬يا بن أخي ‪ ،‬وا ّ‬

‫ناقتك هذه ؟ قال ‪ :‬بَلى ‪ .‬قال ‪ :‬فأناخ ‪ ،‬وأناخا ليتحول عليها‪ ،‬فلما اسَتَوْوا بالرض عَدَوا عليه ‪ ،‬فأوثقاه وربطاه ثم دخل به مكة‪ ،‬وفتناه‬
‫فافُتتن ‪.‬‬
‫عّياش بن أبي ربيعة ‪ :‬أنهما حين دخل به مكة دخل به نهارًا ُموَثقا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أهل مكة‪،‬‬ ‫ض آل َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني به بع ُ‬
‫هكذا فافعلوا بسفهائكم ‪ ،‬كما فعلنا بسفيهنا هذا‪.‬‬
‫كتاب عمر إلى هشام بن العاص ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني نافع ‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪ ،‬عن عمر في حديثه ‪ ،‬قال ‪ :‬فكنا‬
‫ل ‪ ،‬ثم رجعوا إلى الكفر لبلء أصابهم أ قال ‪ :‬وكانوا يقولون‬ ‫ل ول َتْوبة‪ ،‬قوم عرفوا ا ّ‬ ‫عْد ً‬‫صْرفًا ول َ‬ ‫ل بقابل ممن افُتتن َ‬ ‫نقول ‪ :‬ما ا ّ‬
‫عَباِدي‬ ‫ل َيا ِ‬‫ل تعالى فيهم ‪ ،‬وفى قولنا وقولهم لنفسهم ‪ُ } :‬ق ْ‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم المدينة‪ ،‬أنزل ا ّ‬ ‫سهم ‪ .‬فلما َقِدم رسول ا ّ‬ ‫ذلك لنف ِ‬
‫سِلُموا لَُه‬
‫حيُم)‪َ(53‬وَأِنيُبوا ِإَلى َرّبُكْم َوَأ ْ‬ ‫جِميًعا إِّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ل َيْغِفُر الّذُنو َ‬
‫ن ا َّ‬ ‫ل ِإ ّ‬
‫حَمِة ا ِّ‬‫ن َر ْ‬‫طوا ِم ْ‬‫ل َتْقَن ُ‬
‫سِهْم َ‬
‫عَلى َأْنُف ِ‬
‫ن َأسَْرُفوا َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ن{‬‫شُعُرو َ‬ ‫ل َت ْ‬
‫ب َبْغَتةً َوَأْنُتْم َ‬
‫ن َيْأِتَيُكْم الَعَذا ُ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ن َقْب ِ‬
‫ن َرّبُكْم ِم ْ‬
‫ل ِإَلْيُكْم ِم ْ‬
‫ن َما ُأْنِز َ‬
‫سَ‬
‫حَ‬ ‫ن)‪َ(54‬واّتِبُعوا َأ ْ‬ ‫صُرو َ‬ ‫ل ُتْن َ‬‫ب ُثّم َ‬
‫ن َيْأِتَيُكْم اْلَعَذا ُ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ن َقْب ِ‬
‫ِم ْ‬
‫]الزمر‪53 :‬ـ ‪.[55‬‬
‫قال عمر بن الخطاب فكتبتها بيدي في صحيفة‪ ،‬وبعثت بها إلى هشام بن العاص قال ‪ :‬فقال هشام بن العاص ‪ :‬فلما أتتني جعلت‬
‫صّوب ول أفهمها حتى قلت ‪:‬‬ ‫طَوى‪ ،‬أصعد بها فيه وأ ّ‬ ‫أقرؤها بذي ُ‬
‫ل تعالى في قلبي أنها إنما أنزلت فينا‪ ،‬وفيما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا‪ .‬قال ‪ :‬فرجعت إلى بعيري ‪،‬‬‫اللهم َفهْمنيها‪ .‬قال ‪ :‬فألقى ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم وهو بالمدينة‪.‬‬‫فجلست عليه ‪ ،‬فلحقت برسول ا ّ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قال ‪ ،‬وهو‬ ‫أمر الوليد بن الوليد مع عياش وهشام ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬فحدثني من أثق به ‪ :‬أن رسول ا ّ‬
‫ل بهما‪ ،‬فخرج إلى‬ ‫بالمدينة ‪ :‬من لي بَعّياش ابن أبي ربيعة‪ ،‬وهشام بن العاص فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة ‪ :‬أنا لك يا رسول ا ّ‬
‫ل ؟ قالت ‪ :‬أريد هذين المحبوسين – تعنيهما – فتبعها‬ ‫مكة‪ ،‬فقدمها مستخفيًا‪ ،‬فلقي امرأة تحمل طعاما فقال لها‪ :‬أين تريدين يا أمة ا ّ‬
‫ت قيديهما‪ ،‬ثم‬
‫حتى عرف موضعهما‪ ،‬وكانا محبوسين في بيت ل سقف له ؟ فلما أمسى تسور عليهما‪ ،‬ثم أخذ َمْروة فوضعها تح َ‬
‫ضربهما بسيفه فقطعهما‪ ،‬فكان يقال لسيفه ‪ " :‬ذو المْروة " لذلك ‪ ،‬ثم حملهما على بعيره ‪ ،‬وساق بهما‪ ،‬فعثر فَدميت إصُبعه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫َلقي ِ‬
‫ت‬ ‫ما‬ ‫الل ّهِ‬ ‫ل‬
‫سبي ِ‬ ‫وفى‬ ‫ِ‬ ‫ت إل إصبعٌ دميت‬
‫‪ #‬هل أن ِ‬
‫ل صلى ال عليه وسلم المدينة ‪.‬‬
‫ثم قدم بهما على رسول ا ّ‬
‫منازل المهاجرين بالمدينة‬
‫منزل عمر وأخيه وعمرو وعبد ال ابني سراقة وخنيس بن حذافة وبني البكَير‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ونزل عمر بن الخطاب‬
‫حذافة‬
‫خَنيس بن ُ‬
‫حين قدم المدينة ومن لحق به من أهله وقومه ‪ ،‬وأخوه زيد بن الخطاب؛ وعمرو وعبد ال ابنا سراقة بن المعتمر‪ ،‬و ُ‬
‫عمرو‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم بعده – وسعيد بن زيد بن َ‬ ‫حْفصة بنت عمر‪ ،‬فخلف عليها رسول ا ّ‬ ‫سْهمي – وكان صهره على ابنته َ‬ ‫ال ّ‬
‫ي ‪ ،‬حليفان لهم ‪.‬‬
‫خْوِل ّ‬‫ي ؛ ومالك بن أبي َ‬‫خْوِل ّ‬
‫ي بن أبي َ‬
‫خْؤل ّ‬
‫بن ُنَفيل ‪ ،‬وواقد بن عبد ال التميمي ‪ ،‬حليف لهم؛ و َ‬
‫جيم بن صعب ابن على بن بكر بن وائل ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أبو خولى‪ :‬من بني عجل بن ُل َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وبنو الُبكير أربعتهم ‪ :‬إياس بن البكير‪ ،‬وعاقل ابن الُبكير‪ ،‬وعامر بن البكير‪ ،‬وخالد بن البكير‪ ،‬وحلفاؤهم من‬
‫عّياش بن أبي ربيعة معه‬‫عْوف بُقباء‪ ،‬وقد كان منزل َ‬ ‫عمرو ابن َ‬ ‫بني سعد بن ليث ‪ ،‬على رفاعة بن عبد المنذر بن زْنَبر‪ ،‬في بنى َ‬
‫عليه حين قدما المدينة ‪.‬‬
‫خَبْيب بن إساف‬‫صهيب بن سنان على ُ‬ ‫ل ابن عثمان ‪ ،‬و ُ‬‫منزل طلحة وصهيب ‪ :‬ثم تتابع المهاجرون ‪ ،‬فنزل طلحة بن عبيدا ّ‬
‫أخي بلحارث‬

‫ل على أسعد ابن ُزرارة‪ ،‬أخي بني النجار‪.‬‬ ‫عبيدا ّ‬


‫سْنح ‪ ،‬ويقال ‪ :‬بل نزل طلحة بن ُ‬‫ابن الخزرج بال ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وُذكر لي عن أبي عثمان النْهدي أنه قال ‪ :‬بلغني‬
‫ت ‪ ،‬ثم تريد أن تخرج‬‫ت الذي بلغ َ‬‫صعلوكا حقيرا‪ ،‬فكثر ماُلك عندنا‪ ،‬وبلغ َ‬‫صهيبا حين أراد الهجرة قال له كفار قريش ‪ :‬أتيتنا ُ‬ ‫ًان ُ‬
‫صَهْيب ‪ :‬أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي ؟ قالوا‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬فإنى جعلت لكم‬ ‫ل ل يكون ذلك؛ فقال لهم ُ‬ ‫سك ‪ ،‬وا ّ‬ ‫بمالك ونف ِ‬
‫صهيب؛ ربح صهيب ‪.‬‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال ‪ :‬ربح ُ‬ ‫مالي‪ .‬قال ‪ :‬فبلغ ذلك رسول ا ّ‬
‫ن عبد المطلب ‪ ،‬وزيد بن حارثة‪ ،‬وأبو‬ ‫منزل حمزة وزيد وأبي مرثد وابنه وأنسة وأبي كبشة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ونزل حمزُة ب ُ‬
‫صن ‪.‬‬
‫ح ْ‬‫َمْرَثد َكّناز بن ِ‬
‫صْين ‪ -‬وابنه مرثد الغنويان ‪ ،‬حليف حمزة بن عبد المطلب وأَنسة‪ ،‬وأبو َكْبشة‪ ،‬موليا رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ ،‬ابن ُ‬

‫خْيثمة ويقال ‪ :‬بل نزل‬


‫عْوف بُقباء ويقال بل نزلوا على سعد بن َ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬على ُكلثوم بن ِهْدم ‪ ،‬أخي بني عمرو بن َ‬
‫حمزة بن عبد المطلب على أسعد بن ُزرارة‪ ،‬أخي بني النجار‪ .‬كل ذلك يقال ‪.‬‬
‫صْين بن‬ ‫ح َ‬‫طَفيل بن الحارث ‪ ،‬وال ُ‬ ‫منزل عبيدة وأخيه والحصين وغيرهم ‪ :‬ونزل عبيدة بن الحارث ابن المطلب ‪ ،‬وأخوه ال ّ‬
‫عَمير‪ ،‬أخو بنى عبد‬ ‫طَليب بن ُ‬‫حَرْيملة‪ ،‬أخو بنى عبد الدار و ُ‬‫سَوْيبط بن سعد بن ُ‬‫عّباد بن المطلب ‪ ،‬و ُ‬ ‫طح ابن أَثاثة بن َ‬
‫سَ‬‫الحارث ‪ ،‬وِم ْ‬
‫عتبة بن غزوان ‪ ،‬على عبد ال بن سلمة‪ ،‬أخي بلعجلن بقباء‪.‬‬ ‫خّباب ‪ ،‬مولي ُ‬‫بن قصي ‪ ،‬و َ‬
‫حارث بن الخزرج‬ ‫منزل عبد الرحمن بن عوف ‪ :‬ونزل عبد الرحمن بن عوف في رجال من المهاجرين على سعد بن الربيع أخي ِبْل َ‬
‫‪ ،‬في دار ِبْلحارث بن الخزرج ‪.‬‬
‫عْقبة بن‬
‫سْبرة بن أبي ُرْهم بن عبد الُعزى‪ ،‬على ُمْنِذر بن محمد بن ُ‬ ‫منزل الزبير وأبي سبرة‪ :‬ونزل الزبير بن العوام ‪ ،‬وأبو َ‬
‫جلح بالُعصبة‪ ،‬دار بنى جحجبي ‪.‬‬ ‫حْيحة ابن ال ُ‬
‫أَ‬
‫عَمير بن هاشم ‪ ،‬أخو بنى عبد الدار على سعد بن ُمعاذ بن النعمان ‪ ،‬أخى بنى عبد‬ ‫صَعب بن ُ‬ ‫منزل مصعب بن عمير‪ :‬ونزل ُم ْ‬
‫شهل ‪.‬‬‫شهل ‪ ،‬في دار بني عبد ال ْ‬ ‫ال ْ‬
‫عتبة بن ربيعة‪ ،‬وسالم مولي أبي حذيفة ‪.‬‬ ‫منزل ‪.‬أبي حذيفة ‪ :‬ونزل أبو حذيفة بن ُ‬
‫عْمرو بن عوف بن‬ ‫عَبْيد بن زيد بن مالك بن عوف بن َ‬ ‫حَذيفة سائبة لُثَبْيتة ‪.‬بنت َيَعار بن زيد بن ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬سالم مولى أبي ُ‬
‫عْتبة بن ربيعة فتبناه ‪ ،‬فقيل ‪ :‬سالم مولى أبي حذيفة‪ ،‬ويقال ‪ :‬كانت ُثَبْيتة بنت َيعار‬ ‫مالك بن الْوس ‪ ،‬سيبته فانقطع إلى أبي حذيفة بن ُ‬
‫حذيفة بن عتبة فأعتقت سالمًا سائبة ‪ .‬فقيل ‪ :‬سالم لي أبي حذيفة‪.‬‬ ‫تحت أبي ُ‬
‫شهل ‪،‬‬ ‫عّباد بن بشر بن َوْقش أخي بني عبد ال ْ‬ ‫منزل عتبة بن غزوان ‪ :‬قال أبن إسحاق ‪ :‬ونزل عتبة بن غزوان ابن جابر على َ‬
‫في دار عبد الشهل ‪.‬‬
‫منزل عثمان بن عفان ‪ :‬ونزل عثمان بن عفان على أْوس بن ثابت بن المنِذر‪ ،‬أخى حسان بن ثابت في دار بني النجار‪ ،‬فلذلك‬
‫ب عثمان ويبكيه حين ُقتل ‪.‬‬ ‫كان حسان يح ّ‬
‫ل أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬
‫عَزبا‪ ،‬فا ّ‬‫خْيثمة‪ ،‬وذلك أنه كان َ‬‫ب من المهاجرين على سعد بن َ‬ ‫وكان يقال ‪ :‬نزل العزا ُ‬

‫ل ‪ .‬الجزء الثاني ‪ :‬من السيرة النبوية لبن هشام‬


‫تم بعون ا ّ‬
‫ل ‪ -‬الجزء الثالث وأوله ‪ :‬هجرة الرسول صلى ال عليه وسلم‬ ‫ويليه ‪ -‬إن شاء ا ّ‬
‫ل على إتمامه ‪.‬‬
‫أعان ا ّ‬

‫سيرة ابن هشام‬

‫الجزء الرابع‬
‫الجزء ‪3‬‬

‫صفحة ‪125 - 1‬‬

‫هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم‬


‫سبب تأخر أبي بكر وعلي في الهجسسرة ‪ :‬وأقههام رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫ف‬‫ذن لههه فههي الهجههرة‪ ،‬ولههم يتخله ْ‬‫ة بعد َ أصحابه من المهاجرين ينتظر أن ي ُؤْ َ‬ ‫وسلم بمك َ‬
‫حبس أو ُفتن ‪ ،‬إل على بن أبي طالب ‪ ،‬وأبههو بكههر‬ ‫معه بمكة أحد من المهاجرين إل من ُ‬
‫ً‬
‫بن أبي ُقحافة الصديق رضى الله عنهما‪ ،‬وكان أبو بكر كههثيرا مهها يسههتأذن رسههول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم في الهجرة‪ ،‬فيقول له رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬ل‬
‫تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا‪ ،‬فيطمع أبو بكر أن يكوَنه ‪.‬‬
‫قريش تتشاور في أمره عليه السلم ‪ :‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬ولمها رأت قريههش أن‬
‫شيعة وأصحاب من غيرهم بغيرِ بلدهم‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم قد صارت له ِ‬ ‫رسو َ‬
‫ً‬
‫‪ ،‬ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم ‪ ،‬عرفوا أنهم قد نزلههوا دارا‪ ،‬وأصههابوا منهههم‬
‫من ََعة‪ ،‬فحذروا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ‪ ،‬وعرفوا أنهم قههد أجمههع‬ ‫َ‬
‫صي بههن كلب الههتي كههانت قريههش ل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫دار‬ ‫وهي‬ ‫‪-‬‬ ‫الندوة‬ ‫دار‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫فاجتمعوا‬ ‫‪.‬‬ ‫لحربهم‬
‫تقضى أمرا ً إل فيها ‪ -‬يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم حين خافوه ‪.‬‬
‫ن ل أتهم من أصحابنا‪ ،‬عن ابن أبي َنجيههح ‪ ،‬عههن مجاهههد‬ ‫م ْ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني َ‬
‫جبير أبي الحجاج ‪ ،‬وغيره ممن ل أتهم ‪ ،‬عن عبد الله بن عبههاس رضههى اللههه عنهمهها‬ ‫بن ُ‬
‫ر‬
‫قال ‪ :‬لما أجمعوا لذلك ‪ ،‬واّتعدوا أن يههدخلوا فههي دار النههدوة ليتشههاوروا فيههها فههي أمه ِ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬غَد َْوا في اليوم الذي اّتعدوا له ‪ ،‬وكههان ذلههك اليههوم‬
‫يسمى يوم الرحمة‪ ،‬فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل ‪ ،‬عليههه بتلههة ‪ ،‬فوقههف علههى‬
‫باب الدار فلما رأوه واقفا ً على بابها؟ قالوا ‪ :‬من الشهيخ ؟ قهال ‪ :‬شههيخ مهن أههل نجهد‬
‫سمع بالذي اّتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون ‪ ،‬وعسى أن ل ُيعدمكم منه رأيهها ً‬
‫ونصحًا‪ ،‬قالوا ‪ :‬أجل فادخل معهم ‪ ،‬وقد اجتمع فيها أشراف قريش من بني عبد شمس‬
‫شْيبة بن ربيعة‪ ،‬وأبو سفيان بن حرب ‪ ،‬ومن بني نوفل بن عبد مناف‬ ‫‪ :‬عتبة بن ربيعة‪ ،‬و َ‬
‫وفههل ‪ .‬ومههن بنههى عبههد‬ ‫مط ِْعم ‪ ،‬والحارث بههن عههامر بههن ن َ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ :‬ط َُعيمة بن عدي ‪ ،‬و ُ‬
‫جب َْير ب ُ‬
‫صى ‪ :‬النضر بن الحههارث بهن ك ََلهدة ‪ .‬ومهن بنههى أسههد بهن عبههد الُعهّزى ‪ :‬أبههو‬ ‫الدار بن قُ َ‬
‫حهزام ‪ .‬ومهن بنههى‬ ‫مَعة بهن السهود بهن المطلهب ‪ ،‬وحكيهم بهن ِ‬ ‫خت َرِيّ بن هشام ‪ ،‬وَز ْ‬ ‫الب َ ْ‬
‫منب ّههه ابنها الحجههاج ‪ .‬ومههن بنهى‬ ‫سهْهم ‪ :‬ن ُههبيه و ُ‬
‫مخزوم ‪ ،‬أبو جهل بن هشام ‪ .‬ومهن بنههي َ‬
‫مح ‪ :‬أمية بن‬ ‫ج َ‬‫ُ‬
‫خلف ‪ .‬ومن كان معهم وغيرهم ممن ل يعد من قريش ‪.‬‬
‫فقال بعضهم لبعض ‪ :‬إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قههد رأيتههم ‪ ،‬فإنهها واللههه مهها‬
‫نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا‪ ،‬فأجمعوا فيههه رأيهًا‪ .‬قههال ‪ :‬فتشههاوروا‬
‫ثم قال قائل منهم ‪ :‬احبسوه في الحديد‪ ،‬وأغلقوا عليه بابهًا‪ ،‬ثههم تربصههوا بههه مهها أصههاب‬
‫أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله ‪ ،‬زهيههرا ً والنابغههة‪ ،‬ومههن مضههى منهههم ‪ ،‬مههن هههذا‬
‫الموت ‪ ،‬حتى يصيبه ما أصابهم ‪.‬‬
‫فقال الشيخ النجدي ‪ :‬ل والله ‪ ،‬ما هذا لكم برأي ‪ .‬والله لئن حبستموه كمهها تقولههون‬
‫ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه ‪ ،‬فلوشكوا أن يثبوا عليكم‬
‫ركههم ‪ ،‬مهها هههذا لكههم‬ ‫زعوه من أيديكم ‪ ،‬ثم يكههاثروكم بههه ‪ ،‬حههتى يغلبههوكم علههى أم ِ‬ ‫‪ ،‬فُين ِ‬
‫برأي ‪ ،‬فانظروا في غيره ‪ .‬فتشاوروا‪ .‬ثم قال قههائل منهههم ‪ :‬نخرجههه مههن بيههن أظهرنهها‪،‬‬
‫فننفيه من بلدنا‪ ،‬فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ول حيث وقههع ‪ ،‬إذا غههاب عنهها‬
‫وفرغنا منه ‪ ،‬فأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت ‪ ،‬فقال الشيخ النجدى ‪ :‬ل والله ‪ ،‬مهها هههذا‬
‫غلبته على قلوب الرجال بما يأتي‬ ‫ن حديثه ‪ ،‬وحلوةَ منطقه ‪ ،‬و َ‬ ‫حس َ‬ ‫لكم برأي ‪ ،‬ألم ت ََرْوا ُ‬
‫به ‪ ،‬والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العههرب ‪ ،‬فيغلههب عليهههم بههذلك‬
‫من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه ‪ ،‬ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم فههي بلدكههم ‪،‬‬
‫فيأخذ أمَركم من أيديكم ‪ ،‬ثم يفعل بكم ما أراد‪ ،‬دبروا فيه رأيا غيههر هههذا‪ .‬قههال ‪ :‬فقههال‬
‫أبو جهل بن هشام ‪ :‬والله إن لي فيه لرأيا ً ما أراكم ِ وقعتم عليه بعد ُ قالوا ‪ :‬وما هههو يهها‬
‫أبا الحكم ؟ قال أرى أن نأخذ من كل قبيلهة فهتى شهابا جليهدا ً نسهيبا ً وسهيطا ً فينها‪ ،‬ثهم‬
‫ُنعطي كل فتى‬
‫مدوا إليه ‪ ،‬فيضربوه بها ضربة رجل واحد‪ ،‬فيقتلههوه ‪ ،‬فنسههتريح‬ ‫منهم سيفا ً صارما ثم ي َعْ ِ‬
‫ً‬
‫منه ‪ .‬فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعًا‪ ،‬فلم يقدر بنو عبد منههاف علههى‬
‫حرب قومهم جميعًا‪ ،‬فرضوا منا بالعقل ‪ ،‬فعقلناه لهم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فقال الشيخ النجدي ‪ :‬القول مهها قههال الرجههل ‪ ،‬هههذا الههرأي الههذي ل رأي غيههره ‪،‬‬
‫فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له‬
‫ل اللههه‬‫ل عليههه السههلم رسههو َ‬ ‫استخلفه صلى الله عليه وسلم علّيا ‪ :‬فأتى جبريه ُ‬
‫ت تههبيت عليههه ‪،‬‬ ‫شك الذي كن َ‬ ‫ت هذه الليلة على فرا ِ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل ت َب ِ ْ‬
‫مة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام ‪ ،‬فيثبون عليههه ؟‬ ‫قال ‪ :‬فلما كانت عَت ْ َ‬
‫ى بههن أبههي طههالب ‪ :‬نههم‬ ‫فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم ‪ ،‬قال لعله ّ‬
‫خلههص إليههك‬ ‫ُ‬ ‫ضههرمي الخضههر‪ ،‬فنههم فيهه ‪ ،‬فهإنه لهن ي َ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ج ب ِب ُْردي هذا ال َ‬ ‫س ّ‬ ‫على فراشي وت َ َ‬
‫شيء تكرهه منهم ‪ ،‬وكان رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ينههام فههي ب ُهْرِده ذلههك إذا‬
‫نام ‪.‬‬
‫قرظهى قهال ‪ :‬لمها‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني يزيد بن زياد‪ ،‬عهن محمههد بهن كعههب ال ُ‬
‫ً‬
‫اجتمعوا له ‪ ،‬وفيهم أبو جهل بن هشام ‪ ،‬فقال وهم على بابه ‪ :‬إن محمههدا يزعُههم أنكههم‬
‫جعلت‬ ‫إن تابعتموه على أمره ‪ ،‬كنتم ملوك العرب والعجم ‪ ،‬ثم ُبعثتم من بعد موتكم ‪ ،‬ف ُ‬
‫جنان كجنان الردن ‪ ،‬وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذ َْبح ‪ ،‬ثم ُبعثتم من بعهدِ مهوتكم ‪،‬‬ ‫لكم ِ‬
‫جعلت لكم نار ُتحرقههون فيههها‪ .‬قههال ‪ :‬وخههرج عليهههم رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫ثم ُ‬
‫دهم ‪ .‬وأخذ اللههه‬ ‫ت أح ُ‬ ‫ة من ُتراب في يده ‪،‬ثم قال ‪:‬أنا أقول ذلك ‪ ،‬أن َ‬ ‫وسلم ‪ ،‬فأخذ حفن ً‬
‫سهم وهههو يتلههو‬ ‫ب على رؤو ِ‬ ‫تعالى على أبصاِرهم عنه ‪ ،‬فل ي ََروَْنه ‪ ،‬فجعل َينثُر ذلك الترا َ‬
‫ط‬‫صهَرا ٍ‬ ‫ن* عَل َههى ِ‬ ‫سهِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ك لَ ِ‬
‫مه ْ‬ ‫م* إ ِن ّه َ‬‫كي ِ‬ ‫ح ِ‬‫ن ال ْ َ‬
‫قْرآ ِ‬‫هؤلِء اليات من يس ‪{} :‬يس* َوال ْ ُ‬
‫حيم ِ { ]يس‪1 :‬ه ‪[5‬‬ ‫زيزِ الّر ِ‬ ‫ل َ ال ْعَ ِ‬‫زي َ‬ ‫م*َتن ِ‬ ‫قي ٍ‬‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن { ]يس‪ [9:‬حتى فرغ رسول اللههه صههلى اللههه‬ ‫صُرو َ‬ ‫َ‬
‫م ل ي ُب ْ ِ‬ ‫م فَهُ ْ‬‫شي َْناهُ ْ‬ ‫إلى قوله } فَأغْ َ‬
‫ً‬
‫عليه وسلم من هؤلء اليات ‪ ،‬ولم يبق منهم رجل إل قد وضههع علههى رأسههه ترابها‪ ،‬ثههم‬
‫ب ‪ ،‬فأتاهم آت ممن لم يكن معهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما تنتظرون‬ ‫انصرف إلى حيث أراد أن يذه َ‬
‫هاهنا؟ قالوا ‪ :‬محمدا ً ‪ :‬قال ‪ :‬خيبكم الله ! قد والله خرٍج عليكههم محمههد‪ ،‬ثههم مهها تههرك‬
‫ن ما بكههم ؟ قههال ‪:‬‬ ‫سهِ ترابا‪ ،‬وانطلق لحاجته ‪ ،‬أفما ت ََروْ َ‬ ‫منكم رجل ً إل وقد وضع على رأ ِ‬
‫ب ثم جعلوا يتطّلعون فََيرْون عليا ً‬ ‫سه ‪ ،‬فإذا عليه ترا ٌ‬ ‫ده على رأ ِ‬ ‫ل منهم ي َ‬ ‫ل رج ٍ‬ ‫فوضع ك ّ‬
‫جيا ً ب ِب ُْرد رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فيقولون ‪ :‬واللههه إن هههذا‬ ‫س ّ‬ ‫مت َ َ‬
‫على الفراش ُ‬
‫ده ‪ .‬فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام على رضى الله عنه عن‬ ‫لمحمد نائمأ‪ ،‬عليه ب ُْر ُ‬
‫دقنا الذي حدثنا‪.‬‬ ‫الفراش فقالوا ‪ :‬والله لقد كان ص ّ‬
‫ما نزل في تربص المشركين بالنبي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان مما أنزل الله‬
‫فُروا‬‫ن كَ َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مك ُُر ب ِ َ‬‫ن في ذلك اليوم ‪ ،‬وما كانوا أجمعوا له ‪ } :‬وَإ ِذ ْ ي َ ْ‬ ‫عز وجل من القرآ ِ‬
‫ن { ]النفههال‪:‬‬ ‫ري َ‬ ‫مههاك ِ ِ‬ ‫ْ‬
‫خي ْهُر ال َ‬ ‫مكُر اللههه َواللههه َ‬ ‫ُ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫ُ‬
‫مكُرو َ‬ ‫َ‬
‫جوك وَي َ ْ‬ ‫خرِ ُ‬‫ك أ َوْ ي ُ ْ‬ ‫ك أ َوْ ي َ ْ‬
‫قت ُُلو َ‬ ‫ل ِي ُث ْب ُِتو َ‬
‫‪ ،[30‬وقول الله‬

‫َ‬
‫ن‬
‫مه ْ‬ ‫معَك ُه ْ‬
‫م ِ‬ ‫صههوا َفهإ ِّني َ‬ ‫ن* قُه ْ‬
‫ل ت ََرب ّ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫من ُههو ِ‬ ‫ص ب ِهِ َري ْه َ‬‫عٌر ن َت ََرب ّ ُ‬
‫شا ِ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫م يَ ُ‬
‫عز وجل ‪ }:‬أ ْ‬
‫ن { ]الطور‪[30،31 :‬‬ ‫صي َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مت ََرب ّ ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬المنون ‪ :‬الموت ‪ .‬وريب المنههون ‪ :‬مهها يريههب ويعههرض منههها‪ .‬قههال أبههو‬
‫ذؤيب الهذلي‬
‫جزعُ‬‫ب من ي َ ْ‬ ‫معْت ِ ٍ‬‫والدهُر ليس ب ِ ُ‬ ‫ع‬
‫ج ُ‬‫‪ #‬أمن المُنون وَرْيبها تتو ّ‬

‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬


‫ن الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عند ذلك في الهجرة‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأذِ َ‬
‫أبو بكر يطمع في المصاحبة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكههان أبههو بكههر رضههي اللههه عنههه‬
‫رجل ً ذا مال ‪ ،‬فكان حين استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة‪ ،‬فقههال‬
‫ل ‪ ،‬لعل الله يجد لك صاحبًا‪ ،‬قد طمع بأن‬ ‫له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ل تعج ْ‬
‫يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬إنما يعني نفسه ‪ ،‬حين قههال لههه ذلههك ‪ ،‬فابتههاع‬
‫راحلتين ‪ ،‬فاحتبسهما في داِره ‪ ،‬يعلفهما إعدادا ً لذلك ‪.‬‬
‫حديث الهجرة إلى المدينة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني مههن ل أتهههم ‪ ،‬عههن عههروة‬
‫ل اللههه صههلى اللههه‬‫بن الزبير‪ ،‬عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ‪ :‬كان ل ُيخطيء رسههو ُ‬
‫ت أبي بكر أحد َ طرفي النهار‪ ،‬إما بكرة وإما عشية‪ ،‬حتى إذا كان‬ ‫ى بي َ‬‫عليه وسلم أن يأت َ‬
‫اليوم الذي أذن فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة‪ ،‬والخروج من مكههة‬
‫من بين ظهريْ قومه ‪ ،‬أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهههاجرة‪ ،‬فههي سههاعة‬
‫ل اللههه صههلى اللههه عليههه‬‫كان ل يأتى فيها ‪ :‬قالت ‪ :‬فلما رآه أبو بكر‪ ،‬قال ‪ :‬ما جاء رسو ُ‬
‫وسلم هذه الساعة إل لمر حدث ‪ .‬قالت ‪ :‬فلما دخل ‪ ،‬تأخر له أبو بكههر عههن سههريره ‪،‬‬
‫فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وليس عند أبي بكر إل أنهها وأخههتى أسههماُء‬
‫بنت أبي بكر‪،‬‬
‫دك ‪ .‬فقال ‪ :‬يا رسول الله‬ ‫ج عني من عن َ‬ ‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أخر ْ‬
‫‪ ،‬إنما هما ابنتاي ‪ ،‬وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي ! فقال ‪ :‬إن الله قد أذن لى في الخروج‬
‫والهجرة ‪ .‬قالت ‪ :‬فقال أبو بكر ‪ :‬الصحبة يا رسول الله ‪ .‬قال ‪ :‬الصحبة‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا ً يبكى من الفرح ‪ ،‬حههتى رأيههت‬
‫أبا بكر يبكى يومئذ ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا نبى الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا‪.‬‬
‫دئل بن بكههر‪ ،‬وكههانت أمههه امههرأة مههن‬ ‫فاستأجرا عبد الله بن أرقط ‪ -‬رجل من بنى ال ّ‬
‫سْهم بن عمرو‪ ،‬وكان مشركا ‪ -‬يدلهما على الطريق ‪ ،‬فدفعا إليه راحلتيهما‪ ،‬فكانتهها‬ ‫بني َ‬
‫عنده يرعاهما لميعادهما‪.‬‬
‫من علم بأمر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬
‫ولم يعلم فيما بلغنى‪ ،‬بخروج رسول الله صلى الله عليههه وسههلم أحههد‪ ،‬حيههن خههرج ‪ ،‬إل‬
‫علي ابن أبي طالب ‪ ،‬وأبو بكر الصديق ‪ ،‬وآل أبي بكر‪ .‬أما على فإن رسول الله صههلى‬
‫ده بمكههه‪ ،‬حههتى‬ ‫الله عليه وسلم ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬أخبره بخروجه ‪ ،‬وأمههره أن يتخلههف بع ه َ‬
‫ده للنههاس ‪ ،‬وكههان‬ ‫يؤد ّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائعَ ‪ ،‬التي كانت عنه َ‬
‫ده شىء يخشههى عليههه إل وضههعه‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمكة أحد عن َ‬
‫عنده ‪ ،‬لما يعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم‬
‫في الغار ‪ :‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬فلمهها أجمههع رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫الخروج ‪ ،‬أتى أبا بكر بن أبي قحافة‪ ،‬فخرجا من خوخة لبههي بكههر فههي ظهههر بيتههه ‪ ،‬ثههم‬
‫عمدا إلى غار بثور ‪ -‬جبل بأسفل مكة ‪ -‬فدخله ‪ ،‬وأمر أبو بكر ابنههه عبههد اللههه بههن أبههي‬
‫س فيهما نهاَره ‪ ،‬ثم يأتيهما إذا أمسههى بمهها يكههون فههي‬ ‫مع لهما ما يقول النا ُ‬ ‫بكر أن يتس ّ‬
‫ه نهههاَره ‪ ،‬ثههم يريحههها‬ ‫ن ُفهيههرة مههوله أن يرعههى غن َ‬
‫مه ُ‬ ‫ذلك اليوم من الخبر وأمر عامَر ب َ‬
‫عليهما‪ ،‬يأتيهما إذا أمسى في الغاِر‪ .‬وكانت أسماُء بنت أبي بكر تأتيهما مهن الطعهام إذا‬
‫أمست بما يصلحهما‪.‬‬
‫صريّ قال‬ ‫ن أبي الحسن الب َ ْ‬ ‫نب َ‬‫ل العلم ‪ ،‬أن الحس َ‬ ‫ض أه ِ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫ً‬
‫‪ :‬انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليل‪ ،‬فدخل أبو بكر رضههي‬
‫مههس الغههار‪ ،‬لينظههر أفيههه سههبع أو‬ ‫ل رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬فل َ ِ‬ ‫الله عنه قب َ‬
‫سه ِ‬ ‫حية‪ ،‬يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنف ِ‬
‫من قام بشأن الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم فسسي الغسسار ‪ :‬قههال ابههن‬
‫إسحاق ‪ :‬فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلثا ً ومعه أبو بكههر وجعلههت‬
‫ة ناقة‪ ،‬لمن يرده عليهم ‪ .‬وكان عبد الله بن أبي بكههر يكههون‬ ‫قريش فيه حين فقدوه مائ َ‬
‫في قريش نهاَره معهم ‪ ،‬يسمع ما يأتمرون به ‪ ،‬وما يقولون فههي شأن رسسسول اللسسه‬
‫صلى الله عليه وسلم وأبى بكر‪ .‬ثهم يأتيهمها إذا أمسهى فيخبرهمها الخهبر‪ .‬وكهان‬
‫ن أهل مكة‪ ،‬فإذا أمسى‬ ‫عامر بن فُهَْيرة موَلى أبي بكر رضى الله عنه ‪ ،‬يرعى في ُر ْ‬
‫عيا ِ‬
‫دا من عندهما إلههى‬ ‫م أبي بكر‪ .‬فاحتلبا وذبحا‪ ،‬فإذا عبد الله بن أبي بكر غ َ‬ ‫أراح عليهما غن َ‬
‫مكة‪ ،‬اتبع عامُر‬

‫س‬
‫ث ‪ ،‬وسههكن عنهمهها النهها ُ‬ ‫فى عليه ‪ ،‬حتى إذا مضت الثل ُ‬ ‫ن فُهَْيرة أثَره بالغنم حتى ي ُعَ ّ‬
‫اب ُ‬
‫أتاهما صاحُبهما الذي استأجراه ببعيرْيهما وبعير له ‪ ،‬وأتتهما أسماُء بنت أبي بكر رضههى‬
‫ة‪،‬‬ ‫عصههاما ً فلمهها ارتحل ذهبههت لتعلههق ال ّ‬
‫سههفر َ‬ ‫فرتهما‪ ،‬ونسيت أن تجعل لها ِ‬ ‫س ْ‬
‫الله عنها ب ُ‬
‫عصاما‪ ،‬ثم علقتها به ‪.‬‬ ‫عصام ‪ ،‬فتحل ِنطاقها فتجعله ِ‬ ‫فإذا ليس لها ِ‬
‫سبب تسمية أسماء بسذات النطساق ‪ :‬فكههان يقههال لسههماء بنههت أبههي بكههر ‪ :‬ذات‬
‫النطاق ‪ ،‬لذلك ‪ .‬قال ابههن هشههام ‪ :‬وسههمعت غيهَر واحههد مههن أهههل العلههم يقههول ‪ :‬ذات‬
‫النطاقين ‪ ،‬وتفسيره ‪ :‬أنها لما أرادت أن تعلق السفرة شقت نطاقههها بههاثنين ‪ :‬فعلقههت‬
‫ت بالخر‪.‬‬ ‫السفرة بواحد‪ ،‬وانتط َ َ‬
‫ق ْ‬
‫راحلة الرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما قَّرب أبو بكر‪ ،‬رضى الله عنه ‪ ،‬الراحلتين‬
‫ب ‪ ،‬فداك أبههي‬ ‫ضَلهما‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ارك ْ‬ ‫إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قدم له أف َ‬
‫ً‬
‫وأمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنى ل أركب بعيههرا ليههس لههى قههال ‪:‬‬
‫ن الههذي ابتعتههها بههه ؟‬ ‫فهي لك يا رسول الله ‪ ،‬بأبي أنت وأمى‪ ،‬قال ‪ :‬ل‪ ،‬ولكن مهها الثم ه ُ‬
‫قال ‪ :‬كذا وكذا؟ قال ‪ :‬قد أخذُتها به ‪ .‬قههال ‪ :‬هههى لههك يهها رسههول الله ‪ .‬فركبهها وانطلقهها‬
‫مهما فههي‬ ‫فههه ‪ ،‬ليخههد َ‬
‫ديق رضى الله عنه عامَر بههن فهيههرة مههوله خل َ‬ ‫وأردف أبو بكر الص ّ‬
‫الطريق ‪.‬‬

‫ت أبههي بكههر‬ ‫أبو جهل يضرب أسماء ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فَ ُ‬
‫حدثت عن أسههماَء بن ه ِ‬
‫أنها قالت ‪ :‬لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضى الله عنههه ‪ ،‬أتانهها‬
‫نفر من قريش‪ ،‬فيهم أبو جهل بن هشام ‪ ،‬فوقفوا على باب أبي بكر‪ ،‬فخرجت إليهههم ‪،‬‬
‫فقالوا ‪ :‬أين أبوك يا بنت أبي بكر قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬ل أدري والله أين أبي ؟ قالت ‪ :‬فرفههع‬
‫ة طرح منها ُقرطى ‪.‬‬ ‫أبو جهل يده ‪ ،‬وكان فاحشا ً خبيثًا؟ فلطم خدي لطم ً‬
‫ل ‪ ،‬ومببا نببدري‬
‫ث ليا ٍ‬
‫الجني الذي تغنى بمقدمه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قالت ‪ :‬ثم انصرفوا‪ .‬فمكثنا ثل َ‬
‫جُه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة‪ ،‬يتغنى بأبيات‬ ‫ن َو ْ‬
‫أي َ‬
‫غناَء العرب ‪ ،‬وإن الناس ليتبعونه ‪ ،‬يسمعون صوَته ومببا َيَرْوَنببه حببتى خببرج مببن أعلببى‬
‫من شعر ِ‬
‫مكة وهو يقول ‪:‬‬
‫مْعهب َدِ‬
‫ى أم َ‬
‫مت َ ْ‬ ‫ه رفيقين حل ّ َ‬
‫خي ْ َ‬ ‫س خيَر جزائ ِ‬ ‫ب النا ِ‬ ‫‪ #‬جزى الله ر ّ‬
‫حههههها فأفلح من أمسى رفيقَ محمدِ‬ ‫‪ #‬هما نزل بالب َّر ثم ت ََروّ َ‬
‫دها للمؤمنين بمرصههد‬ ‫ومقع ُ‬ ‫ن فتاِتههههم‬ ‫ب مكا ُ‬ ‫ن بنو ك َعْ ٍ‬
‫‪ِ #‬ليهْ ِ‬

‫معْب َدِ بنت كعب ‪ ،‬امرأة‬ ‫نسب أم معبد ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬أم َ‬
‫ي " و " هما نزل بههالبر ثههم تروحهها " عههن‬ ‫مت َ ْ‬ ‫ّ‬
‫من بنى كعب ‪ ،‬من خزاعة وقوله ‪ " ،‬حل خي َ‬
‫غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬قالت أسماء بنت أبي بكههر رضههى اللههه عنهمهها فلمهها سههمعنا قههوله ‪،‬‬
‫جهَههه إلههى المدينههة وكههانوا‬
‫جه رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ‪ ،‬وأن وَ ْ‬ ‫عرفنا حيث وَ ْ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وأبو بكر الصديق رضى الله عنه وعههامُر بههن‬ ‫أربعة ‪ :‬رسو ُ‬
‫ْ‬
‫فُهَْيرة مولى أبي بكر‪ ،‬وعبد الله بن أْرقَط دليلهما‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقههال ‪ :‬عبههد اللههه‬
‫بن أَرْيقط ‪.‬‬
‫موقف آل أبي بكر بعد الهجرة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني يحيى بن عَّباد بههن‬
‫عبد الله بن الزبير أن أباه عَّبادا ً حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر‪ ،‬قالت ‪ :‬لمهها خههرج‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وخرج أبو بكر معه ‪ ،‬احتمل أبو بكر ماله كّله ‪ ،‬ومعه‬
‫جههدي أبههو‬‫خمسة آلف درهم أو ستة آلف ‪ ،‬فههانطلق بههها معههه ‪ .‬قههالت ‪ :‬فههدخل علينهها َ‬
‫قحافة‪ ،‬وقد ذهب بصره ‪ ،‬فقال ‪ :‬والله إني لراه قد فجعكم بماله مع نفسهه ‪ .‬قهالت ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬كل يا أبت ! إنه قد ترك لنا خيرا ً كثيرا‪ .‬قالت ‪ :‬فأخذت أحجارا ً فوضعتها في ك ُوّ ٍ‬
‫ة‬
‫في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها‪ ،‬ثم وضعت عليها ثوبًا‪ ،‬ثم أخذت بيده ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬
‫يا أبت ‪ ،‬ضع يدك على هذا المال ‪ .‬قالت ‪ :‬فوضع يههده عليههه ‪ ،‬فقههال ل بههأس ‪ ،‬إذا كههان‬
‫ترك لكم هذا فقد أحسن ‪ ،‬وفي هذا بلغ لكم ‪ .‬ل والله ما ترك لنهها شههيئا ً ولكنههى أردت‬
‫أن أسكن الشيخ بذلك ‪.‬‬
‫سراقة بن مالك ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني الزهري أن عبد الرحمن بههن مالههك‬
‫شهم ‪ ،‬قهال ‪ :‬لمها خهرج‬ ‫جعْ ُ‬‫سهَراقة بهن مالهك ابهن ُ‬ ‫م حدثه عن أبيه ‪ ،‬عن عمه ُ‬ ‫جعْ ُ‬
‫ش ْ‬ ‫بن ُ‬
‫ة مهاجرا ً إلى‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من مك َ‬
‫ة ناقة لمن رده عليهم ‪ .‬قال ‪ :‬فب َْينا أنا جالس فههي نههادي‬ ‫المدينة‪ ،‬جعلت قريش فيه مائ َ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ت َركبة ثلثة مههروا علهه ّ‬ ‫قومي إذ أقبل رجل منا‪ ،‬حتى وقف علينا‪ ،‬فقال ‪ :‬والله قد رأي ُ‬
‫آنفًا‪ ،‬إني لراهم محمدا ً وأصحابه ‪ ،‬قال ‪ :‬فأومأت إليه بعينههى ‪ :‬أن اسههكت ‪ ،‬ثههم قلههت ‪:‬‬
‫ل‪،‬‬‫إنما هم بنو فلن ‪ ،‬يبتغون ضالة بهم ‪ ،‬قال ‪ :‬لعله ‪ ،‬ثم سههكت ‪ .‬قههال ‪ :‬ثههم مكثههت قلي ً‬
‫قيههد لههى إلههى بطههن الههوادي ‪ ،‬وأمههرت‬ ‫ثم قمت فدخلت بيههتي ‪ ،‬ثههم أمههرت بفرسههى‪ ،‬ف ُ‬
‫بسلحي ‪ ،‬فأخرج لي من د ُُبر حجرتى‪ ،‬ثم أخذت ِقداحي التي أستقسم بها‪ ،‬ثم انطلقت‬
‫‪ ،‬فلبست لمتى ثم أخرجت ِقهداحي فاستقسهمت بهها‪ ،‬فخهرج السههم الههذي أكههره " ل‬
‫يضره "‪ .‬قال ‪ :‬وكنت أرجو أن أرده على قريش ‪ ،‬فآخههذ المههائة الناقههة‪ ،‬قههال ‪ :‬فركبههت‬
‫على أثره ‪ ،‬فبينما فرسي يشتد بي عثر بي ‪ ،‬فسقطت عنه قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬ما هذا؟ قال‬
‫‪ :‬ثم أخرجت قداحى فاستقسمت بها‪ ،‬فخههرج السهههم الههذي أكههره " ل يضههره "‪ ،‬قههال ‪:‬‬
‫فأبيت إل أن أتبعه ‪ ،‬قال ‪ :‬فركبت في أثره فبينا فرسي يشتد بى‪ ،‬عثر بههي ‪ ،‬فسههقطت‬
‫عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬ما هذا؟ قال ‪ :‬ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بههها فخههرج السهههم‬
‫الذي أكره " ل يضره " قال ‪ :‬فأبيت إل أن أتبعه فركبت في أثره ‪ ،‬فلما بدا لههي القههوم‬
‫طت عنههه ثههم انههتزع يههديه مههن‬ ‫ق ْ‬
‫ورأيتهم عثر بي فرسي ‪ ،‬فذهبت يداه في الرض ‪ ،‬وس َ‬
‫منع منههى‪ ،‬وأنههه‬ ‫لعصار‪ .‬قال ‪ :‬فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد ُ‬ ‫الرض ‪ ،‬وتبعهما دخان كا ِ‬
‫ظاهر‪.‬‬
‫مكههم ‪ ،‬فههوالله ل‬ ‫شههم ‪ :‬انظرونههى أكل ْ‬ ‫جعْ ُ‬‫سههراقة بههن ُ‬
‫قال ‪ :‬فناديت القوم ‪ :‬فقلت ‪ :‬أنهها ُ‬
‫أريبكم ول يأتيكم مني شىء تكرهونه ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبى بكر ‪ :‬قل له ‪ :‬وما تبتغى منا؟ قال ‪:‬‬
‫فقال ذلك أبو بكر‪.‬‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬تكتب لى كتابا ً يكون آية بيني وبينك ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬اكتب له يا أبا بكر‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫ن جعشم ‪ :‬قال ‪ :‬فكتب لى كتابا في عَظم ‪ ،‬أو فههي ُرقعههة‪ ،‬أو فههي‬ ‫إسلم سراقة ب ِ‬
‫ت فلم أذكر شههيئا ً‬ ‫كنانتى‪ ،‬ثم رجعت ‪ ،‬فسك ّ‬ ‫َ‬
‫ي ‪ ،‬فأخذته ‪ ،‬فجعلته في ِ‬ ‫خَزفة‪ ،‬ثم ألقاه إل ّ‬
‫حَنين‬‫مما كان حتى إذا كان فتح مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرغ من ُ‬
‫جعَِرانة ‪ .‬قههال ‪ :‬فههدخلت فههي كتيبههة‬ ‫والطائف ‪ ،‬خرجت ومعي الكتاب للقاه ‪ ،‬فلقيته بال ِ‬
‫من خيل النصار‪ .‬قال ‪ :‬فجعلوا يقرعوننى بالرماح ويقولههون ‪ :‬إليههك مههاذا تريههد؟ قههال ‪:‬‬
‫فدنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته ‪ ،‬والله لكههأنى أنظههر إلههى‬
‫مارة ‪ .‬قال ‪ :‬فرفعت يدي بالكتاب ‪ ،‬ثم قلت ‪ :‬يا رسههول اللههه ‪،‬‬ ‫ج ّ‬
‫ساقه في ِغْرزِهِ كأنها ُ‬
‫شم قال ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يههوم‬ ‫جعْ ُ‬
‫سراقة بن ُ‬ ‫هذا كتابك ‪ ،‬أنا ُ‬
‫ً‬
‫ه قال ‪ :‬فدنوت منه ‪ ،‬فأسلمت ‪ .‬ثم تذكرت شيئا اسأل رسول اللههه صههلى‬ ‫وفاء وبر‪ ،‬أد ْن ُ ْ‬
‫لبل تغشى‬ ‫الله عليه وسلم عنه فما أذكره ‪ ،‬إل أني قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬الضالة من ا ِ‬
‫لبلى‪ ،‬هل لي من أجر في أن أسقيها؟ قههال ‪ :‬نعههم ‪ ،‬فههي كههل ذات‬ ‫حياضى‪ ،‬وقد ملتها ِ‬
‫سقت إلههى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫حّرى أجر‪ .‬قال ‪ :‬ثم رجعت إلى قومي ف ُ‬ ‫كبد َ‬‫َ‬
‫وسلم صدقتي ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عبد الرحمن بن الحارث بن مالك بن جعشم ‪.‬‬
‫َ‬
‫طريق الهجرة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما خرج بهما دليلهما عبد الله بن أْرقط ‪ ،‬سههلك‬
‫بهما أسفل مكة‪ ،‬ثههم مضههى بهمهها علههى السههاحل ‪ ،‬حههتى عههارض الطريههق أسههفل مههن‬
‫سفان ‪ ،‬ثم سلك بهما على أسفل‬ ‫عُ ْ‬

‫ديدًا‪ ،‬ثم أجاز بهما من‬ ‫مج ‪ ،‬ثم استجاز بهما‪ ،‬حتى عارض بهما الطريق ‪ ،‬بعد أن أجاز قُ َ‬ ‫أ َ‬
‫خّرار‪ ،‬ثم سلك بهما ث َن ِّية المرة‪ ،‬ثم سلك بهما ل ِ ْ‬
‫قفا‪.‬‬ ‫مكانه ذلك ‪ ،‬فسلك بهما ال َ‬
‫ْ‬
‫ويلد الهُ َ‬
‫ذلي ‪:‬‬ ‫خ َ‬
‫قل بن ُ‬‫مع ْ ِ‬
‫فتا ‪ .‬قال َ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ؟ ل َ ْ‬
‫ة والّنحام ِ‬‫ى بين أْثل َ‬
‫لح ّ‬ ‫فت‬ ‫حِلبا ً من أهل ل َ ْ‬
‫م ْ‬
‫‪ #‬نزيعا ُ‬
‫دلجة محاج ‪ -‬ويقال ‪:‬‬ ‫م ْ‬‫قف ثم استبطن بهما َ‬ ‫َ‬
‫مد ْلجة ل ِ ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم أجاز بهم َ‬
‫جح من ذي‬ ‫مْر ِ‬ ‫محاِج ‪ ،‬ثم تبطن بهما َ‬ ‫جح َ‬‫مْر ِ‬
‫مجاج فيما قال ابن هشام ‪ -‬ثم سلك بهما َ‬ ‫ِ‬
‫ضوين ‪.‬‬ ‫الغَ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬العضوين ‪.‬‬
‫جد ‪ ،‬ثم على‬ ‫جدا َ‬ ‫شر‪ ،‬ثم أخذ بهما على ال َ‬ ‫ثم في ذي ك َ ْ‬

‫جة ت ِعِْهن ‪ :‬ثم على الَعبابيد ‪.‬‬‫مد ْل ِ َ‬


‫من بطن أعداء َ‬ ‫سَلم َ‬‫جرد ثم سلك بهما ذا َ‬ ‫ال ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬الَعبابيب ‪ :‬ويقال ‪ :‬العِْثيانة ‪ .‬يريد ‪ :‬العبابيب ‪.‬‬
‫حة‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫جة‪ ،‬ويقال ‪ :‬القا ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم أجاز بهما الفا ّ‬
‫ض ظهرهههم ‪ ،‬فحمههل رسههول‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ثم هبط بهما العَْرج وقد أبطأ عليهم بع ه ُ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم رجل من أسلم ‪ ،‬يقال له ‪ :‬أوس بن حجر‪ ،‬علههى جمههل لههه ‪-‬‬
‫يقال له ‪ :‬ابن الّرداء ‪ -‬إلى المدينة‪ ،‬وبعث معه غلما ً له ‪ ،‬يقال له ‪ :‬مسعود بههن هُن َْيههدة‪،‬‬
‫كوبة ‪ -‬ويقال ‪ :‬ثنيههة‬ ‫ثم خرج بهما دليلهما من العَْرج فسلك بهما َثنية العائر‪ ،‬عن يمين َر ُ‬
‫الغائر‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ -‬حتى هبط بهما في رِْئم ‪ ،‬ثههم قههدم بهمهها ُقبههاء‪ ،‬علههى بنههى‬
‫عمرو بن عوف ‪ ،‬لثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الول يوم الثنين ‪ ،‬حيههن اشههتد‬ ‫َ‬
‫ضحاء ‪ ،‬وكادت الشمس تعتدل ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫قدومه صلى الله عليه وسلم قباء ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني محمد بن جعفههر‬
‫ابن الزبير‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عُوَْيمر بن ساعدة‪ ،‬قههال ‪ :‬حههدثني‬
‫رجال من قوس من أصحاب رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ‪ ،‬قههالوا‪ :‬لمهها سههمعنا‬
‫بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة‪ ،‬وتوكفنا قدومه ‪ ،‬كنا‬
‫حّرتنا ننتظر رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪،‬‬ ‫نخرج إذا صلينا الصبح ‪ ،‬إلى ظاهر َ‬
‫ً‬
‫فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلل ‪ ،‬فإذا لم نجد ظل دخلنا وذلك في أيام‬
‫م الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬جلسهنا كمها‬ ‫حارة‪ ،‬حتى إذا كان اليو ُ‬
‫كنا نجلس ‪ ،‬حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا‪ ،‬وقدم رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬
‫حين دخلنا البيوت ‪ ،‬فكان أول من رآه رجل مههن اليهههود‪ ،‬قههد رأى مهها كنهها نصههنع ‪ ،‬وأنهها‬
‫ننتظر قدوم رسول الله صلى الله عليههه وسههلم علينهها‪ ،‬فصههرخ بههأعلى صههوته ‪ :‬يهها بنههى‬
‫كم قد جاء قال ‪ :‬فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ‪ ،‬وهههو‬ ‫جد ُ‬‫قَْيلة ‪ ،‬هذا َ‬
‫في ظل نخلة‪ ،‬ومعه أبو بكر رضي الله عنه في مثل سنه وأكثُرنا لهم يكههن رأى رسهول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ‪ ،‬وركبه الناس وما يعرفههونه مههن أبههي بكههر‪ ،‬حههتى‬
‫زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فأظله بردائه ‪ ،‬فعرفناه‬
‫عند ذلك ‪.‬‬
‫منزله صلى الله عليه وسلم السلم بقباء ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فنزل رسول الله‬
‫وف‬ ‫عهه ْ‬
‫عمرو ابن َ‬ ‫دم ‪ ،‬أخي بنى َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ -‬فيما يذكرون ‪ -‬على ك ُْلثوم بن هِ ْ‬
‫خْيثمة ويقول من يههذكر أنههه نههزل علههى‬ ‫ثم أحد بنى عُب َْيد ويقال ‪ :‬بل نزل على سعد بن َ‬
‫دم ‪ :‬إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مههن منههزل كلثههوم‬ ‫كلثوم بن هِ ْ‬ ‫ُ‬
‫خْيثمة ‪ .‬وذلك أنه كان عازبا ً ل أهههل لههه ‪ ،‬وكههان‬ ‫دم جلس الناس في بيت سعد بن َ‬ ‫بن هِ ْ‬
‫منزل‬
‫العزاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين ‪ ،‬فمههن هنالههك‬
‫خْيثمة‪ ،‬وكان يقال لبيت سعد بن خيثمة‪ :‬بيت العههزاب ‪ .‬فههالله‬ ‫يقال نزل على سعد بن َ‬
‫أعلم أي ذلك كان ‪ ،‬كل قد سمعنا‪.‬‬
‫ساف ‪،‬‬ ‫خب َْيب بن إ َ‬‫منزل أبي بكر بقباء ‪ :‬ونزل أبو بكر الصديق رضى الله عنه على ُ‬
‫سْنح ‪ .‬ويقول قائل ‪ :‬كان منزله على خارجة بن زيد بههن‬ ‫أحد بنى الحارث بن الخزرج بال ّ‬
‫أبي ُزهَْير‪ ،‬أخي بنى الحارث ابن الخزرج ‪.‬‬
‫منزل علي بقباء ‪ :‬وأقهام علههى بهن أبهي طههالب عليههه السهلم بمكههة ثلث ليههال‬
‫وأيامها‪ ،‬حتى أدى عن رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم الههودائع الههتي كههانت عنههده‬
‫للناس حتى إذا فرغ منها‪ ،‬لحق برسول الله صلى الله عليه وسهلم ‪ ،‬فنهزل معهه علهى‬
‫دم ‪.‬‬‫كلثوم بن هِ ْ‬
‫من فضائل سهل بن حنيف ‪ :‬فكان على بن أبي طالب ‪ ،‬وإنمهها كههانت إقههامته‬
‫بقباء ليلة أو ليلتين يقول ‪ :‬كانت بقباء امرأة ل زوج لههها‪ ،‬مسههلمة‪ .‬قههال فرأيههت إنسههانا ً‬
‫يأتيها من جوف الليل ‪ ،‬فيضرب عليها بابها‪ ،‬فتخرج إليههه فيعطيههها شههيئا ً معههه فتأخههذه ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فاستربت بشأنه ‪ ،‬فقلت لها ‪ :‬يا أمة الله ‪ ،‬من هههذا الرجههل الههذي يضههرب عليههك‬
‫بابك كل ليلة‪ ،‬فتخرجين إليه فيعطيك شيئا ً ل أدري ما هو‪ ،‬وأنت امرأة‬
‫مسلمة ل زوج لك ؟ قالت ‪ :‬هذا سهل بن حنيف بن واهب ‪ ،‬قد عرف أني امرأة ل أحد‬
‫لى‪ ،‬فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها‪ ،‬ثم جاءني بههها‪ ،‬فقههال ‪ :‬احتطههبى بهههذا‪،‬‬
‫فكان على رضى الله عنه يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف ‪ ،‬حتى هلك عنده بالعراق ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني هذا‪ ،‬من حديث على رضى الله عنه ‪ :‬هند بن سعد بن سهل‬
‫بن حنيف ‪ ،‬رضى الله عنه ‪.‬‬
‫مسجد قباء ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبههاء‪ ،‬فههي‬
‫وف ‪ ،‬يوم الثنين ويوم الثلثاء ويوم الربعههاء ويههوم الخميههس ‪ ،‬وأسههس‬ ‫بنى عمرو بن عَ ْ‬
‫مسجده ‪.‬‬
‫خروج الرسول من قباء وذهابه إلى المدينة ‪ :‬ثم أخرجه الله من بيههن أظهرهههم‬
‫يوم الجمعة وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك ‪ -‬فالله أعلم أي‬
‫ة فههي بنههي سههالم بههن‬ ‫ل اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم الجمعه ُ‬ ‫ت رسو َ‬‫ذلك كان ‪ ،‬فأدرك ْ‬
‫وف ‪،‬فصلها في المسجد الذي في بطن الوادي ‪ ،‬وادي راُنون َههاء‪ ،‬فكههانت أول جمعههة‬ ‫عَ ْ‬
‫صلها بالمدينة‪.‬‬
‫عبههادة بههن‬ ‫عْتبان بن مالك ‪ ،‬وعباس ابههن ُ‬ ‫اعتراض القبائل له لينزل عندها ‪ :‬فأتاه ِ‬
‫َنضلة في رجال من بنى سالم بن عوف ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا‬
‫َ‬
‫من ََعة؟ قههال خلههوا سههبيلها ‪ :‬فإنههها مههأمورة‪،‬‬ ‫دة وال َ‬‫رسول الله ‪ ،‬أقم عندنا في الَعدد والعُ ّ‬
‫ضة‪ ،‬تلقاه زيههاد بههن الوليههد‪،‬‬ ‫وا سبيَلها؛ فانطلقت حتى إذا وازنت دار بني ب ََيا َ‬ ‫لناقته ‪ :‬فخل ّ ْ‬
‫وفروة بن عمرو‪ ،‬في رجال من بنى ب ََياضة فقالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬هلم إلينا‪ ،‬إلى الَعدد‬
‫وا سههبيلها‪ .‬فههانطلقت ‪ ،‬حههتى إذا‬ ‫مَنعة؛ قال ‪ :‬خلوا سبيلها فإنها مأمورة‪ ،‬فخل ّه ْ‬ ‫والُعدة وال َ‬
‫مرت بدار بنى ساعدة‪ ،‬اعترضه سعد بن عبادة‪ ،‬والمنذر بن عمرو‪ ،‬في رجال مههن بنههي‬
‫ساعدة فقالوا ‪ :‬يا رسول اللههه ؟ هلههم إلينهها إلههى العههدد والعُههدة والمَنعههة؟ قههال ‪ :‬خلههوا‬
‫وا سبيلها‪ ،‬فانطلقت ‪ ،‬حتى إذا وازنت دار بنههي الحههارث بههن‬ ‫سبيلها؟ فإنها مأمورة‪ ،‬فخل ّ ْ‬
‫حههة‪ ،‬فههي رجههال‬ ‫الخزرج ‪ ،‬اعترضه سعد ابن الربيع ‪ ،‬وخارجة بن زيد؟ وعبد الله بن َرَوا َ‬
‫مَنعههة‬‫من بني الحارث بن الخزرج فقالوا يا رسول الله ‪ ،‬هُلم إلينا إلى الَعدد والعُههدة وال َ‬
‫وا سههبيلها‪ .‬فههانطلقت حههتى إذا مههرت بههدار بنههى‬ ‫قال ‪ :‬خلوا سبيلها‪ ،‬فإنها مأمورة‪ ،‬فخل ّه ْ‬
‫سْلمى بنت عمرو إحدى نسائهم ‪-‬‬ ‫عدي بن النجار‪ ،‬وهم أخواله دِْنيا ‪ -‬أم عبد المطلب ‪َ ،‬‬
‫سْيرة بن أبي خارجة‪ ،‬في رجال من بنى عدي‬ ‫سِليط ‪ ،‬أ َ‬ ‫سِليط بن قَْيس ‪ ،‬وأبو َ‬ ‫اعترضه َ‬
‫مَنعة قههال ‪:‬‬ ‫بن النجار‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬هلم إلى أخوالك ‪ ،‬إلى الَعدد والُعدة وال َ‬
‫وا سبيلها‪ ،‬فانطلقت ‪.‬‬ ‫خلوا سبيَلها فإنها مأمورة‪ ،‬فخل ّ ْ‬
‫مبرك الناقة ‪ :‬حتى إذا أتت دار بنى مالك بهن النجههار بركههت علههى بهاب مسههجده‬
‫مْرَبد لغلمين يتيمين مههن بنههى النجههار‪ ،‬ثههم مههن بنههى‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وهو يومئذ ِ‬
‫سههَْيل ابنهى عمهرو‪ ،‬فلمها‬ ‫سهْهل و ُ‬ ‫فهراء‪َ ،‬‬ ‫معهاذ بهن عَ ْ‬ ‫حجهر ُ‬ ‫مالك بن النجار‪ ،‬وهمها فهي ِ‬
‫بركت ‪،‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليهها لهم ينهزل ‪ ،‬وثبهت فسهارت غيهَر بعيهد‬
‫ورسول الله صلى الله عليه وسههلم واضههع لههها زمامههها ل يثنيههها بههه ‪ ،‬ثههم التفتههت إلههى‬
‫خلفها‪ ،‬فرجعت إلى مبركها أول مرة‪،‬‬
‫حلت ورَزمت وألقت بجراِنها فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه‬ ‫فبركت فيه ‪ ،‬ثم َتحل ْ َ‬
‫وسلم ‪ ،‬فاحتمل أبو أيوب خالد ُ بن َزْيد رحَله ‪ ،‬فوضعه في بيته ‪ ،‬ونزل عليه رسول الله‬
‫مْرَبد لمن هو؟ فقال لههه معههاذ بههن عفههراء ‪ :‬هههو يهها‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وسأل عن ال ِ‬
‫ذه‬‫ى عمههرو وهمهها يتيمههان لههي ‪ ،‬وسأرضههيهما منههه ‪ ،‬فاتخه ْ‬ ‫رسول الله َلسْهل و ُ‬
‫سهَْيل ابن ْ‬
‫مسجدًا‪.‬‬
‫ن‬
‫بناء مسجد المدينة ‪ :‬قال ‪ :‬فههأمر بههه رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم أن يبه َ‬
‫مسجدًا‪ ،‬ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم علههى أبههي أيههوب حههتى ُبنههى مسههجده‬
‫ومساكنه ‪ ،‬فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرغب المسلمين فههي العمههل‬
‫فيه ‪ ،‬فعمل فيه المهاجرون والنصار ‪ :‬ودأبوا فيه ‪ :‬فقال قائل من المسلمين ‪:‬‬
‫لذاك منا العمل المضل ّ ُ‬
‫ل‬ ‫ي يعمهههه ُ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬لئن قعدنا والنب ّ‬

‫وارتجز المسلمون قوهم يبنونه يقولون ‪:‬‬


‫اللهم ارحم النصار والمهاجره‬ ‫ش إل عيش الخهههره‬ ‫‪ #‬ل عي َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬هذا كلم وليس برجز‪.‬‬
‫قال ابن إسههحاق ‪ :‬فيقههول رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬ل عيههش إل عيههش‬
‫الخرة‪ ،‬اللهم ارحم المهاجرين والنصار‪.‬‬
‫ّ‬
‫مار والفئة الباغية ‪ :‬قال ‪ :‬فدخل عمار بن ياسههر‪ ،‬وقههد أثقلههوه بههاللِبن ‪ ،‬فقههال يهها‬ ‫ع ّ‬
‫ى ما ل يحملههون ‪ .‬قههالت أم سههلمة زوٍج النههبي صههلى‬ ‫رسول الله قتلوني ؟ يحملون عل ّ‬
‫فض وَفَْرته بيده ‪ :‬وكههان‬ ‫الله عليه وسلم ‪ :‬فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ين ُ‬
‫ة الباغية ‪.‬‬
‫مية ليسوا بالذين يقتلونك‪ .‬إنما تقتلك الفئ ُ‬ ‫س َ‬ ‫جْعدا‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬ويح ابن ُ‬ ‫رجل َ‬
‫وارتجز على بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ ‪:‬‬
‫دا‬
‫وقاع َ‬ ‫ً‬ ‫قائما‬ ‫فيه‬ ‫ب‬
‫يدأ ُ‬ ‫‪ #‬ل يستوي من ُيعمُر المساجههههدا‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬سألت غير واحد من أهل العلم بالشعر‪ ،‬عن هذا الرجز‪ ،‬فقالوا ‪ :‬بلغنهها‬
‫أن على بن أبي طالب ارتجز به ‪ ،‬فل ي ُد َْرى ‪ :‬أهو قائله أم غيره ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأخذها عمار بن ياسر‪ ،‬فجعل يرتجز بها‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فلما أكثر‪ ،‬ظن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫كائي ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪ ،‬وقههد سههمى‬ ‫أنه إنما يعّرض به ‪ ،‬فيما حدثنا زياد بن عبد الله الب ّ‬
‫ن إسحاق الرج َ‬
‫ل‪.‬‬ ‫اب ُ‬
‫ن سمية‪ ،‬واللههه إنههي لرانههي‬ ‫ت ما تقول منذ اليوم يا اب َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال قد سمع ُ‬
‫سأعرض هذه العصا لنفك ‪ .‬قال ‪ :‬وفى يده عصا‪ .‬قال ‪ :‬فغضب رسول الله صلى اللههه‬
‫عليه وسلم ثم قال ‪ :‬ما لهم ولعمار‪ ،‬يدعوهم إلى الجنة‪ ،‬ويدعونه إلى النههار‪ ،‬إن عمههارا ً‬
‫ى وأنفي ‪ ،‬فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم ُيستبق فاجتنبوه ‪.‬‬ ‫دة ما بين عين ّ‬‫جل ْ َ‬
‫ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وذكر سفيان بن عيينة عن زكريا‪ ،‬عن الشعبى‪ ،‬قال ‪ :‬إن أول من بنى‬
‫مسجدا ً عمار بن ياسر ‪.‬‬
‫الرسول ينزل في بيت أبي أيوب ‪ :‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬فأقههام رسههول اللههه صههلى‬
‫ه ‪ ،‬ثههم انتقههل إلههى‬ ‫الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب ‪ ،‬حتى ُبنى له مسههجده ومسههاكن ُ ُ‬
‫مساكنه من بيت أبي أيوب رحمة الله عليه و رضوانه ‪.‬‬
‫مْرثد بن عبد‬ ‫ي أيوب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد بن أبي حبيب عن َ‬ ‫من أدب أب ِ‬
‫ي رسول‬ ‫سماعي قال ‪ :‬حدثني أبو أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬لما نزل عل ّ‬ ‫هم ال ّ‬ ‫الله الي ََزني عن أبي ُر ْ‬
‫فل وإنا وأم أيوب فههي الُعلههو‪ ،‬فقلههت‬ ‫س ْ‬‫الله صلى الله عليه وسلم في بيتى‪ ،‬نزل في ال ّ‬
‫له ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬بأبى أنت وأمى‪ ،‬إنههى لكههره وأعظههم أنههأكون فوقههك ‪ ،‬وتكههون تحههتى‪،‬‬
‫فل ‪ .‬فقههال ‪ :‬يهها أبهها أيههوب ‪ ،‬إن‬ ‫س ْ‬
‫و‪ ،‬وننزل نحن فنكون ِفي ال ّ‬ ‫فأظهر أنت فكن في العُل ْ ِ‬
‫فل البيت ‪ .‬قال ‪ :‬فكان رسول اللههه صههلى اللههه‬ ‫س ْ‬
‫أرفق بنا وبمن يغشانا‪ ،‬أن َنكون في ُ‬
‫سفله ‪ ،‬وكنا فوقه في المسكن ‪ ،‬فقد انكسر حب لنا فيه ماء فقمههت‬ ‫عليه وسلم في ُ‬
‫ً‬
‫وف ها أن يقطههر علههى‬ ‫أنا وأم أيوب بقطيفة لنا‪ ،‬ما لنا لحاف غيرها‪ ،‬نكشف بها المههاء‪ ،‬تخ ّ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شىء فيؤذيه ‪.‬‬
‫َ‬
‫قال ‪ :‬وكنا نصنع له العشاء‪ ،‬ثم نبعث إليه ‪ ،‬فإذا رد علينا فضله تيممت أنا وأم أيههوب‬
‫ة‪،‬‬
‫ده ‪ ،‬فأكلنا منه نبتغى بذلك البرك َ‬ ‫موضع ي َ‬
‫ومًا‪ ،‬فرده رسول الله صلى الله عليه‬ ‫حتى بعثنا إليه ليلة بَعشائه وقد جعلنا له بصل ً أو ث َ ْ‬
‫وسلم‪ ،‬ولم أر ليده فيه أثرًا‪.‬‬
‫عشهاَءك ‪ ،‬لهم أر‬ ‫قال ‪ :‬فجئته فزعًا‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول الله بأبى أنهت وأمهي ‪ ،‬رددت َ‬
‫فيه موضعَ يدك ‪ ،‬وكنت إذا رددته علينا‪ ،‬تيممت أنا وأم أيوب موضعَ يدك ‪ ،‬نبتغي بههذلك‬
‫البركة‪ ،‬قال ‪ :‬إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة‪ ،‬وأنا رجل أنههاجى؟ فأمهها أنتههم فكلههوه ‪،‬‬
‫فأكلناه ‪ ،‬ولم نصنع له تلك الشجرة بعد ُ ‪.‬‬
‫تلحق المهاجرين إلى المدينة ‪ :‬قال ابههن إسههحاق ‪ :‬وتلحههق المهههاجرون إلههى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فلم يبق بمكههة منهههم أحههد‪ ،‬إل مفتهون أو محبههوس ‪،‬‬
‫ولم يوعب أهل هجرة مكة بأهليهم وأموالهم إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسههول اللههه‬
‫مههح ‪ ،‬وبنهو جحههش‬ ‫ج َ‬
‫ون ‪ :‬بنو مظعون من بنهي ُ‬ ‫م ْ‬
‫س ّ‬‫م َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم إل أهل دور ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بن ِرئاب ‪ ،‬حلفاء بني أمية‪ ،‬وبنو الب ُكير‪ ،‬من بني سعد بن لي ْههث ‪ ،‬حلفههاء بنههي عههدي بههن‬
‫ة‪ ،‬ليس فيها ساكن ‪.‬‬ ‫غلقت بمكة هجر ً‬ ‫كعب ‪ ،‬فإن دوَرهم ُ‬
‫حههش بههن ِرئاب مههن‬ ‫ج ْ‬‫أبو سفيان يعتدي على دار بني جحش ‪ :‬ولما خرج بنو َ‬
‫دارهم ‪ .‬عدا عليها أبو سفيان بن حرب ‪ ،‬فباعها من عمرو بن علقمة‪ ،‬أخههي بنههى عههامر‬
‫بن لؤى‪ ،‬فلما بلغ بني جحش ما صنع أبو سفيان بدارهم ‪ ،‬ذكر ذلك عبد الله بن جحههش‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال له رسول اللهه صهلى اللهه عليهه وسهلم ‪ :‬أل‬
‫ترضى يا عبد الله أن يعطيك الله بههها دارا ً خيههرا ً منههها فههي الجنههة؟ قههال ‪ :‬بلههى؟ قهال ‪:‬‬
‫فذلك لك ‪.‬‬

‫فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسههلم مكههة‪ ،‬كلمههه أبههو أحمههد فههي داِرهههم ‪،‬‬
‫فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال الناس لبي أحمد ‪ :‬يا أبهها أحمههد‪،‬‬
‫إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن ترجعوا في شههيء مههن أمههوالكم أصههيب‬
‫منكم في الله عز وجل ‪ ،‬فأمسك عن كلم رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‪ ،‬وقههال‬
‫لبى سفيان ‪:‬‬
‫ه‬‫ندام ْ‬ ‫عواقبه‬ ‫أمر‬ ‫ن عهههن‬ ‫سفيا َ‬ ‫‪ #‬أبلغْ أبا ُ‬
‫ه‬
‫الغرام ْ‬ ‫عنك‬ ‫بها‬ ‫تقضي‬ ‫مك بعَتههها‬ ‫نع ّ‬ ‫‪ #‬داَر اب ِ‬
‫ه‬
‫م ْ‬‫سا َ‬
‫ق َ‬
‫ال َ‬ ‫مجتهد‬ ‫س‬
‫النا ِ‬ ‫ب‬‫فكم بالله ر ّ‬ ‫‪ #‬وحلي ُ‬
‫ه‬
‫الحمام ْ‬ ‫ط َوْقَ‬ ‫ط ُوّقَْتها‬ ‫ب بها‬ ‫ب بها‪ ،‬اذه ْ‬ ‫‪ #‬اذه ْ‬

‫من بقي على شركه من أهل المدينة ‪ :‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬فأقههام رسههول اللههه‬
‫دمها شهههَر ربيههع الول ‪ ،‬إلههى صههفر مههن السههنة‬ ‫صلى الله عليههه وسههلم بالمدينههة إذ قَه ِ‬
‫ه ‪ ،‬واسههتجمع لههه إسههلم هههذا الحههي مههن‬‫ده ومسههاكن ُ‬ ‫الداخلة‪ ،‬حتى ُبنى لههه فيههها مسههج ُ‬
‫ْ‬
‫خطمههة‪ ،‬وواقههف ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫النصار‪ ،‬فلم يبق دار من دور النصار إل أسلم أهلها‪ ،‬إل ما كان مههن َ‬
‫ووائل ‪ ،‬وأمية‪ ،‬وتلك أوس الله ‪ ،‬وهم حى من الوس ‪ ،‬فإنهم أقاموا على شركهم ‪.‬‬

‫خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬وكانت أول خطبة خطبها رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ :‬فيما بلغني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ‪ -‬نعوذ بالله أن نقول‬
‫مد الله وأثنى‬
‫على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ‪ -‬أنه قام فيهم ‪ ،‬فح ِ‬
‫عليه بما هو أهله ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫دكم‬‫ن أح ُ‬
‫ق ّ‬
‫صع َ َ‬ ‫دموا لنفسكم ‪ .‬ت َعَّلم ُ‬
‫ن والله لي ُ ْ‬ ‫أما بعد‪ ،‬أيها الناس ‪ ،‬فق ّ‬
‫ن له رّبه وليس لههه َترجمههان ول حههاجب يحجبههه‬ ‫مه ليس لها راٍع ‪ ،‬ثم ليقول ّ‬ ‫ثم ل َي َد َعَ ّ‬
‫ن غن َ‬
‫دونه ‪ :‬ألم يأتك رسولي فبّلغك ‪ ،‬وآتيتك مال ً وأفضههلت عليههك ؟ فمهها قههدمت لنفسههك ؟‬
‫فلينظرن يمينا وشمال ً فل يرى شههيئًا‪ ،‬ثههم لينظههرن قههدامه فل يههرى غيههر جهنههم ‪ .‬فمههن‬
‫شق مههن تمههرة فليفعههل ‪ ،‬ومههن لههم يجههد فبكلمههة‬ ‫استطاع أن يقى وجهه من النار ولو ب ِ ِ‬
‫طيبة‪ ،‬فإن بها ُتجزى الحسههنة عشههر أمثالههها‪ ،‬إلههى سههبع مئة ضههعف ‪ ،‬والسههلم عليكههم‬
‫ورحمة الله وبركاته ‪.‬‬
‫ل الله صههلى اللههه عليههه وسههلم النههاس مههرةً أخههرى‪،‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم خطب رسو ُ‬
‫فقال ‪:‬‬
‫ن الحمد َ لله ‪ ،‬أحمد ُهُ وأستعينه ‪ ،‬نعوذ بالله من شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا‪ ،‬من‬ ‫ّ‬ ‫إ ّ‬
‫ل له ‪ ،‬ومن ُيضههلل فل هههاديَ لههه ‪ ،‬وأشهههد أن ل إلههه إل اللههه وحههده ل‬ ‫ض ّ‬
‫م ِ‬ ‫يهده الله فل ُ‬
‫ث كتاب الله تبارك وتعالى‪ ،‬قد أفلح من زينه الله في قلبههه ‪،‬‬ ‫ن الحدي َ‬‫شريك له إن أحس َ‬
‫ن‬
‫وأدخله في السلم بعد الكفر‪ ،‬واختاره على ما سواه من أحاديث النههاس ‪ ،‬إنههه أحسه ُ‬
‫ه ‪ ،‬أحبوا ما أحب الله ‪ ،‬أحبوا الله من كل قلوبكم ‪ ،‬ول تمّلوا‬ ‫الحديث وأبلغ ُ‬

‫س عنه قلوُبكم ‪ ،‬فإنه من كل ما يخلق الله يختههار ويصههطفى ‪،‬‬ ‫ق ُ‬‫م الله وذِك َْره ‪ ،‬ول ت َ ْ‬‫كل َ‬
‫خيرته من العمال ومصطفاه من العباد‪ ،‬والصالح من الحههديث ‪ ،‬ومههن‬ ‫وقد سماه الله ِ‬
‫كل ما أوتى الناس الحلل والحرام ‪ ،‬فاعبههدوا اللههه ول ُتشههركوا بههه شههيئًا‪ ،‬واتقههوه حههق‬
‫تقاته ‪ ،‬وأصدقوا الله صالح مهها تقولههون بههأفواهكم ‪ ،‬وتحههاّبوا بههروح اللههه بينكههم إن اللههه‬
‫س عهد ُهُ ‪ ،‬والسلم عليكم ‪.‬‬ ‫يغضب أن ي ُن ْك َ َ‬
‫الرسول يوادع اليهود وكتابه بين المسلمين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكتب رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كتابا ً بين المههاجرين والنصهار‪ ،‬وادع فيهه يههود وعاههدهم ‪،‬‬
‫وأقّرهم على دينهم وأموالهم ‪ ،‬وشرط لهم ‪ ،‬واشترط عليهم ‪:‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ ،‬هذا كتاب من محمد الني صلى الله عليه وسلم بين‬
‫المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ‪ ،‬ومههن تبعهههم ‪ ،‬فلحههق بهههم ‪ ،‬وجاهههد معهههم ‪،‬‬
‫إنهم أمة واحدة من دون الناس ‪ ،‬المهاجرون من قريش على رِب ْعَِتهم يتعاقلون بينهههم ‪،‬‬
‫قسههط بيههن المهؤمنين ‪ .‬وبنهو عههوف علهى رِْبعتههم‬ ‫عهانيهم بهالمعروف وال ِ‬ ‫وهم َيفههدون َ‬
‫يتعاقلون معاقِلهم الولى‪ ،‬كل طائفة َتفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المههؤمنين ‪.‬‬ ‫َ‬
‫فههدي عانيههها‬‫وبنو ساعدة على رِب َْعتهم يتعاقلون معههاقَلهم الولههى وكههل طائفههة منهههم ت َ ْ‬
‫بالمعروف والقسههط بيههن المههؤمنين ‪ ،‬وبنههو الحههارث علههى رِْبعتهههم يتعههاقلون معههاقَلهم‬
‫شههم علههى‬‫ج َ‬‫الولى‪ ،‬وكل طائفة َتفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ‪ ،‬وبنههو ُ‬
‫فههدي عانيههها بههالمعروف والقسههط‬ ‫رِْبعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى‪ ،‬وكل طائفة منهم ت َ ْ‬
‫بين المؤمنين ‪ ،‬وبنو النجار على رِب َْعتهم يتعاقلون معاقَلهم الولههى‪ ،‬وكههل طائفههة منهههم‬
‫دي عانيها‬ ‫ف ِ‬
‫تَ ْ‬
‫وف علههى رِب َْعتهههم يتعههاقلون‬ ‫مههرو بههن عَه ْ‬ ‫بالمعروف والقسههط بيههن المههؤمنين ‪ ،‬وبنههو عَ ْ‬
‫فههدي عانيههها بههالمعروف والقسههط بيههن المههؤمنين ‪ ،‬وبنههو‬ ‫معاقَلهم الولى‪ ،‬وكل طائفة ت َ ْ‬
‫فهدى عانيهها بهالمعروف‬ ‫الن ِّبيت على رِْبعتهم يتعهاقلون معهاقَلهم الولهى‪ ،‬وكهل طائفهة ت َ ْ‬
‫والقسط بين المؤمنين ‪ ،‬وبنو الْوس على‬
‫فدي عانيها بالمعروف‬ ‫رِْبعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى ‪ ،‬وكل طائفة منهم ت ْ‬

‫فَرحا ً بينهههم أن ُيعطههوه بههالمعروف‬


‫م ْ‬
‫والقسط بين المؤمنين ‪ ،‬وإن المؤمنين ل يتركون ُ‬
‫في ِفداء أو عقل ‪.‬‬
‫قل بالد ّْين والكثير العيال ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬ ‫فَرح ‪ :‬المث ّ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬الم ْ‬
‫ع‬
‫الودائ ُ‬ ‫حْتك‬ ‫أفَر َ‬ ‫أخرى‬ ‫ل‬‫وتحم ُ‬ ‫ة‬‫‪ #‬إذا أنت لم تبرح تؤدي أمان ً‬
‫ن مولى مؤمن دوَنه وإن المؤمنين المتقين على مههن بغههى منهههم ‪،‬‬ ‫وأن ل يحالف مؤم ٌ‬
‫ظلم ‪ ،‬أو إثم ‪ ،‬أو عدوان ‪ ،‬أو فسهاد بيهن المههؤمنين وإن أيهديهم عليهه‬ ‫أو ابتغى دسيعة ُ‬
‫ل مههؤمن مؤمنها ً فههي كههافر‪ ،‬ول ينصهُر كههافرا ً علههى‬ ‫جميعًا‪ ،‬ولو كان َولد َ أحدهم ‪ ،‬ول َيقت ُ‬
‫مؤمن وإن ذمة الله واحدة ُيجير عليهم أدناهم وإن المؤمنين بعضهم موالي بعههض دون‬
‫الناس ‪ ،‬وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والسههوة‪ ،‬غيههر مظلههومين ول متناصههرين‬
‫ن في قتال في سبيل الله ‪،‬‬ ‫م المؤمنين واحدة ل يسالم مؤمن دون مؤم ٍ‬ ‫سل ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫عليهم وإ ّ‬
‫إل على سواء وعدل بينهم وإن كل غازية غزت معنا ُيعقب بعضها بعض ها ً وإن المههؤمنين‬
‫ُيبيء بعضهم على بعض بما نال دماَءهم في سبيل الله ‪ ،‬وإن المههؤمنين المتقيههن علههى‬
‫دي وأقومه ‪ ،‬وأنه ل يجير مشرك مال ً لقريش ول نفسًا‪ ،‬ول يحههول دونههه علههى‬ ‫أحسن هَ ْ‬
‫ى المقتههول ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مؤمن وإنه من اعتبط مؤمنا قتل عن َبينة فإنه قود بههه إل أن يرضههى ول ه ّ‬
‫وإن المؤمنين عليه كافة‪ ،‬ول يحل لهم إل قيام عليه وإنه ل يحل لمههؤمن أقههر بمهها فههي‬
‫دثا ً ول يههؤويه ‪ ،‬وأنههه مههن نصههره أو‬ ‫ح ِ‬
‫م ْ‬‫هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الخر‪ ،‬أن ينصر ُ‬
‫أواه ‪ ،‬فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة‪ ،‬ول يؤخذ منه صرف‬
‫ول عدل ‪ ،‬وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء ‪ ،‬فإن مههرّده إلههى اللههه عههز وجههل ‪ ،‬وإلههى‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وإن اليهود ينفقون مههع المههؤمنين مهها دامههوا محههاربين ‪،‬‬
‫وف أمههة مههع المههؤمنين لليهههود دينهههم ‪ ،‬وللمسههلمين دينهههم مههواليهم‬ ‫وإن يهود َ بني عَه ْ‬
‫ل بيته ‪ ،‬وإن ليهود بنى النجار‬ ‫سه ‪ ،‬وأه َ‬ ‫ظلم وأِثم ‪ ،‬فإنه ل ُيوِتغ إل نف َ‬ ‫وأنفسهم ‪ ،‬إل من َ‬
‫وف ‪ ،‬وإن ليهههود‬ ‫عه ْ‬ ‫وف ‪ ،‬وإن ليهود بنى الحارث مثل ما ليهود بنههى َ‬ ‫مثل ما ليهود بنى عَ ْ‬
‫وف ‪،‬‬ ‫شم مثل ما ليهههود بنههي عَه ْ‬ ‫ج َ‬‫وف ‪ ،‬وإن ليهود بنى ُ‬ ‫بنى ساعدة مثل ما ليهود بني عَ ْ‬
‫وف ‪ ،‬وإن ليهود بنى ث َْعلبة مثل ما ليهود بنههى‬ ‫وإن ليهود بنى الْوس مثل ما ليهود بنى عَ ْ‬
‫ة بطن من ثعلبههة‬ ‫فن َ‬‫ج ْ‬
‫ظلم وأِثم ‪ ،‬فإنه ل ُيوتغ إل نفسه وأهل بيته ‪ ،‬وإن َ‬ ‫وف ‪ ،‬إل من َ‬ ‫عَ ْ‬
‫وف ‪ ،‬وإن الههبر دون الثم وإن‬ ‫شهطْيبة مثههل مهها ليهههود بنههى عَه ْ‬ ‫َ‬ ‫كأنفسهم ‪ ،‬وإن لبنههى ال ّ‬
‫موالى ثعلبة كأنفسهم ‪ ،‬وإن بطانة يهود كأنفسههم ‪ ،‬وإنهه ل يخهرج منههم أحهد إل بهإذن‬
‫جهْرح ‪ ،‬وإنههه مههن فتههك فبنفسههه‬ ‫محمد صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وإنه ل ينحجههز علههى نههار ُ‬
‫فتك ‪ ،‬وأهل بيته ‪ ،‬إل من ظلم ‪ ،‬وإن الله على أبر هذا وإن على اليهود نفقَتهههم وعلههى‬
‫المسلمين نفقَتهم وإن بينهم النصر على مههن حههارب أهههل هههذه الصههحيفة‪ ،‬وإن بينهههم‬
‫لثم ‪ ،‬وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه وإن النصر للمظلوم وإن‬ ‫النصح والنصيحة‪ ،‬والبر دون ا ِ‬
‫اليهود ينفقون مع المؤمنين مهها دامههوا محههاربين ‪ ،‬وإن يههثرب حههرام جوفههها لهههل هههذه‬
‫حرمههة إل بهإذن أهلهها‪،‬‬ ‫مضار ول أثههم ‪ ،‬وإنههه ل ُتجههار ُ‬ ‫الصحيفة وإن الجار كالنفس غير ُ‬
‫ده‬
‫وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشههتجار ُيخههاف فسههاده ‪ ،‬فههإن مههر ّ‬
‫إلى الله عز وجل ‪،‬‬

‫وإلى محمد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وإن ال على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبّره وإنه‬
‫ل ُتجار قريش ول من نصرها وإن بينهم النصر على من دهم يثرب ‪ ،‬وإذا ُدعوا إلى صلح‬
‫يصالحونه ويلبسونه ‪ ،‬فإنهم يصالحونه ويلبسونه ‪ ،‬وإنهم إذا ُدعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على‬
‫المؤمنين ‪ ،‬إل من حارب في الدين ‪ ،‬على كل أناس حصتهم في جانبهم الذي ِقَبلهم وإن يهود‬
‫الوس ‪ ،‬مواليهم وأنفسهم ‪ ،‬على مثل ما لهل هذه الصحيفة‪ ،‬مع البر المحض من أهل هذه‬
‫الصحيفة ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬مع البر المحسن من أهل هذه الصحيفة ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وإن البر دون الثم ‪ ،‬ل يكسب كاسب إل على نفسه ‪ ،‬وإن الله على‬
‫أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره وإنه ل يحول هذا الكتاب دون ظالم وإثم ‪ ،‬وأنه مههن‬
‫خرج آمن ومن‬
‫َ‬
‫قعد آمن بالمدينة‪ ،‬إل من ظلم أو أِثم ‪ ،‬وان الله جار لمههن ب َهّر واتقههى‪ ،‬ومحمههد رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫المؤاخاة بين المهاجرين والنصار‬


‫قال ابن إسههحاق ‪ :‬وآخههى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم بيههن أصههحابه مههن‬
‫وا في‬ ‫خ ْ‬ ‫ق ْ‬
‫ل ‪ :-‬تآ َ‬ ‫المهاجرين والنصار قال ‪ -‬فيما بلغنا‪ ،‬ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم ي َ ُ‬
‫خوَْين ثم أخذ بيد على بن أبي طالب ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا أخى‪ .‬فكان رسول الله‬ ‫خوَْين أ َ‬
‫الله أ َ‬
‫صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين ‪ ،‬وإمام المتقين ‪ ،‬ورسههول رب العههالمين ‪ ،‬الههذي‬
‫ليس له خطير ول نظير من العباد‪ ،‬وعلي بن أبي طالب رضى الله عنه ‪ ،‬أخوين ‪ ،‬وكان‬
‫حمزة بن عبد المطلب ‪ ،‬أسد الله وأسد رسوله صلى اللههه عليههه وسههلم‪ ،‬وعههم رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وزيد بن حارثة‪ ،‬مولى رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫أخوين ‪ ،‬وإليه أوصى حمزة يوم أحد حيههن حضههره القتههال إن حههدث بههه حههادث المههوت‬
‫وجعفر ابن أبي طالب ذو الجنههاحين ‪ ،‬الطيههار فههي الجنههة‪ ،‬ومعههاذ بههن جبههل ‪ ،‬أخههو بنههي‬
‫سلمة‪ ،‬أخوين ‪.‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬وكان جعفر بن أبي طالب يومئذ غائبا ً بأرض الحبشة ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ‪ ،‬ابن أبههي قحافههة‪ ،‬وخارجههة‬
‫عْتبههان‬ ‫خزرج ‪ ،‬أخوين وعمر بن الخطاب رضى الله عنه ‪ ،‬و ِ‬ ‫حارث بن ال َ‬‫هير‪ ،‬أخو ب َل ْ َ‬ ‫بن ُز َ‬
‫عبيهدة‬ ‫وف بن الخزرج أخوين ‪ ،‬وأبو ُ‬ ‫وف بن عمرو بن عَ ْ‬ ‫بن مالك ‪ ،‬أخو بنى سالم ابن عَ ْ‬
‫معاذ بهن النعمهان ‪ ،‬أخهو‬ ‫ن ُ‬ ‫بن عبد الله بن الجراح ‪ ،‬واسمه عامر بن عبد الله ‪ ،‬وسعد ب ُ‬
‫وف ‪ ،‬وسعد ابن الربيع ‪ ،‬أخو ب َْلحارث بن‬ ‫شَهل ‪ ،‬أخوين ‪ .‬وعبد الرحمن بن عَ ْ‬ ‫بنى عبد ال ْ‬
‫خوَْين ‪ ،‬والزبير بن العوام ‪ ،‬وسلمة ابهن سههلمة بهن وَقْههش ‪ ،‬أخهو بنههى عبهد‬ ‫الخزرج ‪ ،‬أ َ‬
‫الشهل ‪ ،‬أخوين ‪ ،‬ويقال ‪ :‬بل الزبير وعبد الله بن مسعود حليههف بنههى ُزهههرة‪ ،‬أخههوين ‪،‬‬
‫ذر‪ ،‬أخو بنههى النجههار‪ ،‬أخههوين ‪ .‬وطلحههة ابههن‬ ‫وعثمان بن عفان ‪ ،‬وأْوس بن ثابت بن المن ِ‬
‫س هَلمة‪ ،‬أخههوين ‪ .‬وسههعد بههن زيههد بههن عمههرو بههن‬ ‫عُب َْيد الله ‪ ،‬وكعب بن مالك ‪ ،‬أخو بنى َ‬
‫ميههر بههن هاشههم ‪ ،‬وأبههو‬ ‫صَعب بن عُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فْيل ‪ ،‬وأبى بن كعب ‪ ،‬أخو بنى النجار ‪ .‬أخوين ‪ .‬و ُ‬ ‫نُ َ‬
‫عتبة بن ربيعههة‪ ،‬وعَب ّههاد بههن‬ ‫خوْين ‪ .‬وأبو حذيفة بن ُ‬ ‫أيوب خالد بن َزيد‪ ،‬أخو بنى النجار ‪ :‬أ َ‬
‫بشر بن وَْقش‪ ،‬أخو بنى عبد الشهل ‪ ،‬أخوين ‪ .‬وعمار بن ياسر‪ ،‬حليههف بنههى مخههزوم ‪،‬‬
‫وحذيفة بن اليمان ‪ ،‬أخو بنى عبد عَْبس ‪ ،‬حليف بنههى عبههد الشهههل ‪ :‬أخههوين ‪ .‬ويقههال ‪:‬‬
‫ماس ‪ ،‬أخو َبلحارث بن الخزرج خطيههب رسههول اللههه صههلى اللههه‬ ‫ثابت بن قَْيس بن الش ّ‬
‫ذر‬
‫مْنهه ِ‬
‫جنادة الِغفاري ‪ ،‬وال ُ‬ ‫ذر‪ ،‬وهو ب َُرْير بن ُ‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬وعمار بن ياسر‪ ،‬أخوين ‪ .‬وأبو َ‬
‫معِْنق ليموت ‪ ،‬أخو بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ‪ :‬أخوين ‪.‬‬ ‫بن عمرو ال ُ‬

‫جنادة ‪.‬‬‫دب بن ُ‬ ‫جن ْ َ‬


‫قال ابن هشام ‪ :‬وسمعت غير واحد من العلماء يقول ‪ :‬أبو ذّر ‪ُ :‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان حاطب بن أبي ب َل َْتعة‪ ،‬حليف بني أسد ابن عبههد العههزى‪ ،‬وعُهوَْيم‬
‫عههوَْيمر‬ ‫بن ساعدة أخو بنى عمرو بن عوف ‪ ،‬أخوين ‪ ،‬وسْلمان الفارسى‪ ،‬وأبو الدرداء‪ُ ،‬‬
‫بن ثعلبة‪ ،‬أخو‬
‫ب َْلحارث بن الخزرج ‪ ،‬أخوين ‪.‬‬
‫ويمر بن زيد‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عُوَْيمر بن عامر‪ ،‬ويقال ‪ :‬عُ َ‬
‫ذن رسول الله صلى الله‬ ‫مؤ ّ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وبلل ‪ ،‬مولى أبي بكر رضي الله عنهما‪ُ ،‬‬
‫فهَزع ‪،‬‬ ‫خث َْعمههي ‪ ،‬ثههم أحههد ال َ‬‫عليه وسلم ‪ ،‬وأبو ُروَْيحههة‪ ،‬عبههد اللههه بههن عبههد الرحمههن ال َ‬
‫مى لنا‪ ،‬ممن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخهى بيَنهههم‬ ‫س ّ‬
‫أخوين ‪ ،‬فهؤلء من ُ‬
‫من أصحابه ‪.‬‬
‫فلما دّون عمر بن الخطاب الدواوين بالشام ‪ ،‬وكان بلل قد خرج إلههى الشههام ‪ ،‬فأقههام‬
‫بها مجاهدا ً فقال عمر لبلل ‪ :‬إلى من تجعل ديوانك يا بلل ؟ قال ‪ :‬مههع أبههي ُروَْيحههة‪ ،‬ل‬
‫وة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد بينه وبينى‪ ،‬فضههم‬ ‫أفارقه أبدًا‪ ،‬لل ُ‬
‫خ ّ‬
‫إليه ‪ ،‬وضم ديوان الحبشة إلى‬

‫خث َْعم إلى هذا اليوم بالشام‪.‬‬


‫خث َْعم ‪ ،‬لمكان بلل منهم ‪ ،‬فهو في َ‬ ‫َ‬
‫هلك في تلك الشهههر أبههو أمامههة‪ ،‬أسههعد بههن‬ ‫موت أبي أمامة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و َ‬
‫ُزَرارة‪ ،‬والمسجد ُيبنى‪ ،‬أخذته الذبحة أو الشهقة ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبههد اللههه‬
‫عمرو بن حزم ‪ ،‬عن يحيى بن عبد الله بههن عبههد الرحمههن بههن‬ ‫بن أبي بكر بن محمد بن َ‬
‫أسعد ابن ُزرارة ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬بئس الميت أبو أمامة‪،‬‬
‫ليهود ومنافقي العرب يقولون ‪ :‬لو كههان نبيها ً لههم يمههت صههاحبه ‪ ،‬ول أملههك لنفسههي ول‬
‫أصحابى من الله شيئًا‪.‬‬
‫عمههر‬
‫نقابته عليه السلم لبني التجار ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصههم بههن ُ‬
‫بن َقتادة النصاري ‪ :‬أنه لما مات أبو أمامة‪ ،‬أسعد ابن ُزرارة‪ ،‬اجتمعت بنههو النجههار إلههى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو أمامة نقيبهم ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬يا رسول اللههه ‪،‬‬
‫إن هذا قد كان منا حيث قد علمت ‪ ،‬فاجعل منا رجل ً مكانه يقيم من أمرنا ما كان يقيم‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ‪ :‬أنتم أخوالى‪ ،‬وأنا بما فيكم ‪ ،‬وأنا نقيبكههم‬
‫ضههم دون بعهض ‪ .‬فكهان مهن‬ ‫وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخهص بهها بع َ‬
‫دون على قومهم ‪ ،‬أن كان رسول الله صلى الله عليههه وسهلم‬ ‫فضل بنى النجار الذي ي َعُ ّ‬
‫نقيبهم ‪.‬‬

‫خبر الذان‬
‫التفكير في اتخاذ علمة لحلول وقت الصلة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلمهها اطمههأن‬
‫رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم بالمدينههة‪ ،‬واجتمههع إليههه إخههوانه مههن المهههاجرين ‪،‬‬
‫لسلم ‪ ،‬فقامت الصلة‪ ،‬وُفرضت الزكاة والصههيام ‪،‬‬ ‫واجتمع أمر النصار‪ ،‬استحكم أمر ا ِ‬
‫لسلم بين أظهرهم ‪ ،‬وكان هههذا الحههى‬ ‫وقامت الحدود‪ ،‬وُفرض الحلل والحرام ‪ ،‬وتبوأ ا ِ‬
‫من النصار هم الذين تبوءوا الدار واليمان ‪ .‬وقههد كههان رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫م‬
‫وسلم حين قدمها إنما يجتمع النههاس إليههه للصههلة لحيههن مواقيتههها‪ ،‬بغيههر دعههوة‪ ،‬فهه ّ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها أن يجعل بوقا ً كبوق يهود الذين يههدعون‬
‫ت لُيضرب به للمسلمين للصلة ‪.‬‬ ‫ح َ‬‫به ‪ ،‬لصلتهم ‪ ،‬ثم كرهه ثم أمر بالناقوس ‪ ،‬فَن ُ ِ‬
‫رؤيا عبد الله بن زيد الذان ‪ :‬فبينما هم على ذلك إذ رأى عبد ُ الله بن َزي ْههد بههن‬
‫ثعلبة بن عبد َرّبه ‪ ،‬أخو ب َْلحارث بن الخزرج ‪،‬‬

‫ي‬‫ل الله ‪ ،‬إنه طاف به ِ‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا رسو َ‬ ‫النداء‪ ،‬فأتى رسو َ‬
‫ف ‪ :‬مّر بي رجل عليه ثوبان أخضران ‪ ،‬يحمل ناقوسا َ في يههده ‪ ،‬فقلههت‬ ‫هذه الليلة طائ ٌ‬
‫له ‪ :‬يا عبد الله‪ ،‬أتبيع هذا الناقوس ؟ قال ‪ :‬وما تصنع به ؟ قال ‪ :‬قلههت ‪ :‬نههدعو بههه إلههى‬
‫الصلة‪ ،‬قال ‪ :‬أفل أدلك على خير من ذلك ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وما هو؟ قههال ‪ :‬تقههول ‪ :‬اللههه‬
‫اكبُر الله اكبُر‪ ،‬الله اكبُر‪ ،‬الله أكبُر‪ ،‬أشهد ُ أن ل إلهه إل اللهه ‪ ،‬أشههد ُ أن ل إلهه إل اللهه ‪،‬‬
‫ى‬
‫ة‪ ،‬حه ّ‬ ‫ى علهى الصهل ِ‬ ‫حه ّ‬ ‫ل الله ‪ ،‬أشهد أن محمهدا ً رسهو ُ‬
‫ل اللهه ‪َ ،‬‬ ‫أشهد ُ أن محمدا ً رسو ُ‬
‫ى على الفلِح ‪ ،‬الله أكبُر‪ ،‬الله أكبُر‪ ،‬ل إله إل الله ‪.‬‬ ‫ى على الفلِح ‪ ،‬ح ّ‬‫ة‪ ،‬ح ّ‬‫على الصل ِ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬قههال إنههها‬ ‫ً‬
‫أمره بلل بالذان ‪ :‬فلما أخبَر بها رسو َ‬
‫ً‬
‫دى صوتا منك‬ ‫حقّ ‪ ،‬إن شاء الله ‪ ،‬فقم مع بلل فألقها عليه ‪ ،‬فليؤذن بها‪ ،‬فإنه أن ْ َ‬ ‫لرؤيا َ‬
‫ن الخطاب وهههو فههي بيتههه ‪ ،‬فخههرج إلههى رسههول اللههه‬ ‫ذن بها بلل سمعها عمر ب ُ‬ ‫‪ .‬فلما أ ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهو يجر رداَءه ‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬يا نبى الله والذي بعثههك بههالحق ‪،‬‬
‫لقد رأيت مثل الذي رأى‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬فللههه الحمهد ُ علههى‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫رؤيا عمر في الذان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني بهذا الحديث محمد ُ بن إبراهيههم‬
‫بن الحارث ‪ ،‬عن محمد بن عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد َرّبه ‪ ،‬عن أبيه ‪.‬‬
‫مْير الليثى يقههول‬‫جَرْيج ‪ ،‬قال لى عطاء ‪ :‬سمعت عُب َْيد ابن عُ َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وذكر ابن ُ‬
‫‪ :‬ائتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالناقوس للجتماع للصههلة‪ ،‬فبينمهها عمههر‬
‫بن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس ‪ ،‬إذا رأى عمُر بن الخطاب في المنام ‪:‬‬
‫ذنوا للصلة فههذهب عمههر إلههى النههبي صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫ل تجعلوا الناقوس ‪ ،‬بل أ ّ‬
‫ى بذلك ‪ ،‬فما راع عمر إل‬ ‫ي صلى الله عليه وسلم الوح ُ‬ ‫ليخبره بالذي رأى‪ ،‬وقد جاء النب ّ‬
‫ذن ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبره بذلك ‪ :‬قد سبقك بذلك‬ ‫بلل يؤ ّ‬
‫الوحى ‪.‬‬
‫ما كان يدعو به بلل قبل الفجر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد بن جعفههر‬
‫ل‬
‫بن الزبير‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪ ،‬عن امرأة من بنى النجار‪ ،‬قالت ‪ :‬كان بيتي من أطههو ِ‬
‫حر‪ ،‬فيجلس علههى‬ ‫س َ‬ ‫غداة‪ ،‬فيأتي ب َ‬ ‫ل المسجد‪ ،‬فكان بلل يؤذن عليه الفجَر ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫بيت حو َ‬
‫دك وأستعيُنك على قريش‬ ‫ّ‬
‫البيت ينتظر الفجر‪ ،‬فإذا رآه تمطى‪ ،‬ثم قال ‪ :‬اللهم إنى أحم ُ‬
‫ة واحدةً ‪.‬‬ ‫أن يقيموا على دينك ‪ .‬قالت ‪ :‬والله ما علمته كان يتركها ليل ً‬
‫أمر أبي قيس بن أبي أنس‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما اطمأّنت برسول الله صلى الله عليه وسههلم داره ‪ ،‬وأظهههر‬
‫الله بها ديَنه ‪ ،‬وسّره بما جمع إليه من المهاجرين والنصههار مههن أهههل وليتههه قههال أبههو‬
‫ص هْرمة‬ ‫دي بن النجار‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬أبو قيس ‪ِ ،‬‬ ‫صْرمة بن أبي أنس أخو بنى عَ ِ‬ ‫قيس ِ‬
‫دي بن النجار‪.‬‬ ‫صْرمة بن مالك ابن عَدِيّ بن عامر بن غَْنم بن عَ ِ‬ ‫بن أبي أنس بن ِ‬
‫مسههوح ‪ ،‬وفههارق‬ ‫قال ابن إسههحاق ‪ :‬وكههان رجل ً قههد ترهّههب فههي الجاهليههة‪ ،‬ولبههس ال ُ‬
‫م بالنصههرانية‪ ،‬ثههم‬ ‫الوثان ‪ ،‬واغتسل من الجنابة وتطهههر مهن الحههائض مهن النسههاء‪ ،‬وَهَه ّ‬
‫ب ‪ ،‬وقههال ‪:‬‬ ‫جن ُ ٌ‬‫ث ول ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫أمسك عنها ودخل بيتا ً له فاتخذه مسجدا ً ل تدخله عليه فيه طا ِ‬
‫ل اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫رهها‪ ،‬حتى قههدم رسههو ُ‬ ‫ن وك َ ِ‬ ‫ب إبراهيم‪ ،‬حين فارق الوثا َ‬ ‫أعبد ر ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وال بههالحقّ معظم ها للههه‬ ‫ً‬ ‫ه ‪ ،‬وهو شيخ كبير‪ ،‬وكان ق ّ‬ ‫ن إسلم ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ة‪ ،‬فأسلم و َ‬ ‫وسلم المدين َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عز وجل في جاهليته ‪ ،‬يقول أشعارا في ذلك حسانا ‪ -‬وهو الذي يقول ‪:‬‬
‫ُ‬
‫صاتى فافعلوا‬ ‫م من وَ َ‬ ‫أل ما استطعت ُ ْ‬ ‫ل أبو قيس ‪ -‬وأصبح غاديا ً ‪:‬‬ ‫‪ #‬يقو ُ‬
‫ضكم ‪ ،‬والبّر بالله أوّ ُ‬
‫ل‬ ‫وأعرا ِ‬ ‫‪ #‬فأوصيكم بالله والِبر والتقههى‬
‫ُ‬
‫م أهل الرياسةِ فاعدِلوا‬ ‫وإن كنت ُ‬ ‫م‬
‫سد ُن ُّهه ْ‬
‫ح ُ‬ ‫مكم سادوا فل ت َ ْ‬ ‫ن قو ُ‬ ‫‪ #‬وإ ْ‬
‫ُ‬
‫سكم دون العشيرةِ فاجعلوا‬ ‫ف َ‬
‫فأن ُ‬ ‫مكم‬ ‫ت إحدى الدواهي بقو ِ‬ ‫‪ #‬وإن نزل ْ‬
‫ُ‬
‫ت فاحملوا‬ ‫ما ِ‬ ‫ملوكم في المل ّ‬ ‫ُ‬ ‫ح ّ‬‫َ‬ ‫وما‬ ‫م‬
‫هه ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ح فارفِ ُ‬ ‫ب غُْرم فاد ٌ‬ ‫‪ #‬وإن نا َ‬
‫ُ‬
‫ل الخير فيكم فأفضلوا‬ ‫كان فض ُ‬ ‫فهوا وإن‬ ‫ف ُ‬‫م فتع ّ‬
‫مَعرت ُ ُ‬
‫مأ ْ‬ ‫‪ #‬وإن أنت ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪:‬‬
‫م‬
‫‪ #‬وإن ناب أمر فادح فارفدوهُ ُ‬
‫صْرمة أيضا ً ‪:‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال أبو قَْيس ِ‬
‫ل‬
‫هل ِ‬ ‫وكل‬ ‫سه‬‫شم ُ‬ ‫طلعت‬ ‫ل صبههههاٍح‬ ‫‪ #‬سّبحوا الله شرقَ ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫بضل ِ‬ ‫رّبنا‬ ‫قال‬ ‫ما‬ ‫ليس‬ ‫سر والبيان ل َد َي َْنهههههها‬
‫‪ #‬عالم ال ّ‬
‫ل‬‫الجبا ِ‬ ‫ت‬
‫آمنا ِ‬ ‫من‬ ‫‪ #‬وله الطيُر تستريد ُ وتأوي في وكورٍ‬
‫ل‬‫الرما ِ‬ ‫ل‬
‫ظل ِ‬ ‫وفى‬ ‫ف‬
‫حقا ٍ‬‫ش بالفلةِ تراها في ِ‬ ‫‪ #‬وله الوح ُ‬
‫ل‬‫ضا ِ‬
‫عُ َ‬ ‫ت‬‫ذكر َ‬ ‫إذا‬ ‫ن‬
‫دي ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫ت‬‫دت يهود ُ ودانهههههه ْ‬ ‫وله هَوّ َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫واحتفا ِ‬ ‫لرّبهم‬ ‫عيدٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫س النصارى وقامههههوا‬ ‫م َ‬ ‫ش ّ‬‫وله َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫با ِ‬ ‫م‬
‫ناع َ‬ ‫وكان‬ ‫ب ُؤْ ٍ‬
‫س‬ ‫ن‬
‫َرهْ َ‬ ‫س تهههههراه‬ ‫ب الحبي ُ‬ ‫وله الراه ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫طوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫قصيرة‬ ‫صلوها‬ ‫ُ‬ ‫و ِ‬ ‫م ل تقطعوهههها‬ ‫ي ‪ -‬الرحا َ‬ ‫يا ب َن ِ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫الحل ِ‬ ‫غيُر‬ ‫سَتح ّ‬
‫ل‬ ‫يُ ْ‬ ‫ُرّبما‬ ‫ف اليتامهههى‬ ‫ضعا ِ‬ ‫واتقوا الله في ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫السؤا ِ‬ ‫بغيرِ‬ ‫يهتدي‬ ‫عالما ً‬ ‫واعلموا أن لليتيم ِ ولّيههههههها‬ ‫‪#‬‬
‫َواِلي‬ ‫يرعاه‬ ‫اليتيم ِ‬ ‫ما َ‬
‫ل‬ ‫إن‬ ‫ل اليتيم ِ ل تأكلهههههههوه‬ ‫ثم ما َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬‫قا ِ‬‫عُ ّ‬ ‫ذو‬ ‫الّتخوم‬ ‫خْز َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫خزلوهههها‬ ‫م ل تَ ْ‬‫ى ‪ -‬التخو َ‬ ‫يا ب َن ِ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫الليالى‬ ‫مّر‬
‫و َ‬ ‫مك َْرها‬ ‫َ‬ ‫ذروا‬‫واح َ‬ ‫مُنوههههههها‬‫م ل تأ َ‬‫ى اليا َ‬ ‫يا ب َن ِ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫وبالى‬ ‫جديدٍ‬ ‫من‬ ‫ن‬‫كا َ‬ ‫ما‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫خلههه ِ‬ ‫مّرها لنفادِ ال َ‬ ‫واعلموا أن َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫خَنا وأخذِ الحل ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫هوى وت َْر ِ‬ ‫واجمعوا أمَركم على الب ِّر والتقهه‬ ‫‪#‬‬

‫صْرمة أيضا يذكر ما أكرمهم الله تبارك وتعالى‬ ‫وقال أبو قيس ِ‬
‫به من السلم وما خصهم الله به من نزول رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم ‪:‬‬
‫ة يذك ُّر لو ي َْلقى صديقا ً موات َِيا‬ ‫ج ً‬
‫ح ّ‬
‫ِ‬ ‫شرةَ‬ ‫ضع َ ع َ ْ‬ ‫‪ #‬ثوى في قريش ب ِ ْ‬
‫عَيا‬ ‫دا ِ‬ ‫ن ُيؤِوي ولم ي ََر َ‬ ‫م ْ‬
‫فلم يَر َ‬ ‫سه‬ ‫ل المواسم ِ نف َ‬ ‫ض في أه ِ‬ ‫‪ #‬وي َعْرِ ُ‬
‫ضَيا‬
‫را ِ‬ ‫ة‬
‫بطيب َ‬ ‫مسرورا ً‬ ‫ح‬
‫فأصب َ‬ ‫‪ #‬فلما أتانا أظهَر الله ديَنههههه‬
‫بادَيا‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫ً‬ ‫ونا‬
‫عَ ْ‬ ‫له‬ ‫وكان‬ ‫ت به الّنوى‬ ‫‪ #‬وألفى صديقا ً واطمأن ْ‬
‫ب المنادَِيا‬ ‫ى إذ أجا َ‬ ‫وما قال موس ِ‬ ‫ه‬
‫ح لقومه ِ‬ ‫ص لنا ما قال نو ٌ‬ ‫ق ّ‬ ‫‪ #‬يَ ُ‬
‫س َنائ َِيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خ َ‬
‫قريبا ول َيخشى من النا ِ‬ ‫شى من الناس واحدا‬ ‫‪ #‬فأصبح ل ي َ ْ‬
‫سَيا‬‫والّتآ ِ‬ ‫َ‬
‫الوغى‬ ‫عند َ‬ ‫سنا‬ ‫وأنف َ‬ ‫حل ماِلنا‬ ‫ل من ِ‬ ‫‪ #‬بذْلنا له الموا َ‬
‫هادَيا‬ ‫ل‬‫أفض ُ‬ ‫أن الله‬ ‫م‬
‫ونعل ُ‬ ‫‪ #‬ونعلم أن الله ل شىء غَي ُْرهُ‬
‫مصافَيا‬ ‫ب ال ُ‬ ‫جميعا وإن كان الحبي َ‬ ‫ً‬ ‫س كلهم‬‫ّ‬
‫دى من النا ِ‬ ‫‪ #‬نعاِدي الذي عا َ‬
‫مك داعَيا‬ ‫ت لس ِ‬ ‫ت قد اكَثر ُ‬ ‫تبارك َ‬ ‫دعوك في كل ب َي ْعَةٍ ‪:‬‬ ‫‪ #‬أقول إذا أ ْ‬
‫عادَِيا‬ ‫ال َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خوفَ ً‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬أقو ُ‬
‫عَل ّ‬ ‫ت ُظهِْر‬ ‫ل‬ ‫حَنان َْيك‬ ‫َ‬ ‫ة‪:‬‬ ‫م ُ‬ ‫ت أرضا َ‬ ‫ل إذا جاوَْز ُ‬
‫َباقَِيا‬ ‫سك‬ ‫لنف ِ‬ ‫ُتبقى‬ ‫ل‬ ‫وإنك‬ ‫ف كثيرة‬ ‫حُتو َ‬ ‫رضا إن ال ُ‬ ‫ً‬ ‫معْ ِ‬ ‫‪ #‬فطأ ُ‬
‫ل له الله واقَيا‬ ‫إذا هو لم يجع ْ‬ ‫ف يّتقى‬ ‫‪ #‬فوالله ما يدِري الفتى كي َ‬
‫ِريا وأصبح ثاوَيا‬ ‫إذا أصبحت‬ ‫ة رّبها‬ ‫مِعيم ُ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ل النخ ُ‬ ‫ف ُ‬‫ح ِ‬ ‫‪ #‬ول ت َ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬البيت الذي أوله ‪:‬‬
‫ف كثيرة‬ ‫رضا ً إن الحتو َ‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫‪ #‬فطأ ُ‬
‫والبيت الذي يليه ‪:‬‬
‫‪ #‬فوالله ما يدري الفتى كيف يّتقى‬
‫شر‪ ،‬في أبيات له ‪.‬‬ ‫مع ْ َ‬ ‫صَرْيم بن َ‬ ‫لفنون الت ّْغلبى‪ ،‬وهو ُ‬
‫عداوة اليهود‬
‫ت عنهد َ ذلههك أحبههاُر يهههود َ لرسههول‬ ‫قبائلهم وأسماؤهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ونصب ْ‬
‫ة‪ ،‬بغيا ً وحسدا ً وضغنا‪ ،‬لما خص الله تعالى بههه العههرب‬
‫ً‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم العداو َ‬
‫ل من الْوس والخزرج ‪ ،‬ممن كههان عسههى‬ ‫من أخذه رسوله منهم ‪ ،‬وأنضاف إليهم رجا ٌ‬
‫شرك والتكذيب بههالبعث ‪ ،‬إل أن‬ ‫على جاهليته ‪ -‬فكانوا أهل نفاق على دين آبائهم من ال ّ‬
‫جّنهة مهن‬‫مهم عليه ‪ ،‬فظههروا بالسهلم ‪ ،‬واتخهذوه ُ‬ ‫السلم قهرهم بظهوره واجتماع قو ِ‬
‫ي صلى الله عليههه وسههلم‪،‬‬ ‫د‪ ،‬لتكذيبهم النب ّ‬ ‫القتل ونافقوا في السر‪ ،‬وكان هواهم مع يهو َ‬
‫وجحودهم السلم ‪ ،‬وكانت أحبار يهود هم الذين يسألون رسول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم ويتعنتونه ‪ ،‬ويأتونه بالّلبس ‪ ،‬لي َل ِْبسوا الحقّ بالباطههل ‪ ،‬فكههان القههرآن ينههزل فيهههم‬
‫فيما يسألون عنه ‪ ،‬إل قليل ً من المسائل في الحلل والحرام ‪ ،‬كان المسلمون يسألون‬
‫عنها‪.‬‬
‫جهد َيّ بهن‬
‫خطهب ‪ ،‬وأخهواه أبهو ياسهر بهن أخطهب ‪ ،‬و ُ‬ ‫َ‬ ‫ى بهن أ ْ‬ ‫حي َ ّ‬‫]من بني النضير[ ‪ُ :‬‬
‫لم بههن أبههي‬‫قيههق ‪ ،‬وسه ّ‬ ‫ح َ‬
‫شههكم ‪ ،‬وكنانههة بههن الربيههع بههن أبههي ال ُ‬ ‫أخطب ‪ ،‬وسههلم بههن م ْ‬
‫قيق ‪ ،‬وأبو رافع العور ‪ -‬وهو الذي قتله أصحاب رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬ ‫ح َ‬
‫ال ُ‬
‫حههاش ‪ ،‬وكعْههب بههن الشههرف ‪،‬‬ ‫ج ّ‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫حقيق ‪ ،‬و َ‬ ‫بخيبر ‪ -‬والربيع بن الربيع بن أبي ال ُ‬
‫وهو من طيئ ‪ ،‬ثم أحد بنى ن َْبهان ‪ ،‬وأمه من بنى النضير‪ ،‬والحجههاج بههن عمههرو‪ ،‬حليههف‬
‫كعب ابن الشرف ‪ ،‬وك َْرَدم بن قيس ‪ ،‬حليف كعب بن الشرف فهؤلء من بني النضير‪.‬‬
‫صوريا العور ‪ ،‬ولههم يكههن بالحجههاز فههي‬ ‫ون ‪ :‬عبد الله بن ُ‬ ‫فط ْي َ ْ‬ ‫ومن بني ثعلبة بن ال ِ‬
‫خْيريق ‪ ،‬وكان حبرهم ‪ ،‬أسلم ‪.‬‬ ‫م َ‬‫صُلوبا‪ ،‬و ُ‬ ‫زمانه أحد أعلم بالتوراة منه وابن َ‬
‫صهْيت ‪ -‬فيمهها قههال ابههن هشههام ‪-‬‬ ‫ّ‬
‫صيت ‪ -‬ويقال ‪ :‬ابن الل َ‬ ‫ومن بني َقيُنقاع ‪ :‬زيد بن الل ّ ِ‬
‫صْيف ‪.‬‬ ‫سْيحان ‪ ،‬وعَُزْيز ابن أبي عَُزيز‪ ،‬وعبد الله بن َ‬ ‫حَنيف ‪ ،‬ومحمود بن َ‬ ‫ن ُ‬
‫وسعد ب ُ‬
‫ضْيف ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ابن َ‬
‫سهوَْيد بههن الحههارث ‪ ،‬ورفاعههة بههن قيههس ‪ ،‬وفِْنحههاص ‪ ،‬وأ ْ‬
‫شهَيع ‪،‬‬ ‫قال ابن إسههحاق ‪ :‬و ُ‬
‫شأس بههن عههديّ ‪ ،‬وشههأس ابههن قَي ْههس ‪ ،‬وزيههد بههن‬ ‫حرِيّ بن عمرو‪ ،‬و َ‬ ‫وُنعمان بن آضا‪ ،‬وَب َ ْ‬
‫عدي بهن زيهد‪ ،‬ونعمهان بهن أبهي‬ ‫سكين ‪ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫كين بن أبي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫عمرو‪ ،‬و ُ‬ ‫الحارث ‪ ،‬وُنعمان بن َ‬
‫صْيف ‪.‬‬‫حية‪ ،‬ومالك بن َ‬ ‫أوَْفى‪ ،‬أبو أنس ‪ ،‬ومحمود بن د َ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ابن ضيف ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكعب بن راشد‪ ،‬وعاَزر‪ ،‬ورافع بن أبي رافع ‪ ،‬وخالد وأَزار بن أبي‬
‫أَزار‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬آزر بن آزر‪.‬‬
‫حَرْيملة ‪ .‬ورافع‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ورافع بن حارثة‪ ،‬ورافع بن ُ‬
‫سههلم بههن‬
‫وف ‪ ،‬ورفاعة بن زيد بن التههابوت ‪ ،‬وعبههد اللههه ابههن َ‬ ‫ابن خارجة‪ ،‬ومالك بن عَ ْ‬
‫صْين ‪ ،‬فلما أسلم سماه رسول اللههه‬ ‫ح َ‬ ‫حب َْرهم وأعلمهم ‪ ،‬وكان اسمه ال ُ‬ ‫الحارث ‪ ،‬وكان َ‬
‫قاع ‪.‬‬‫صلى الله عليه وسلم عبد َ الله ‪ .‬فهؤلء من بنى قَي ْن ُ َ‬
‫موِِيل ‪ ،‬وكعب بن أسد‪ ،‬وهههو‬ ‫هب ‪ ،‬وعَّزال بن َ‬
‫ش ْ‬ ‫ومن بني قريظة ‪ :‬الزبير بن باطا بن وَ ْ‬
‫جب َههل بههن عمههرو‬
‫شمويل بن زيد‪ ،‬و َ‬ ‫عقد بنى قريظة الذي ُنقض عام الحزاب ‪ ،‬و َ‬ ‫صاحب َ‬
‫حام بن زيد‪ ،‬وقَْردم ابن كعب ‪ ،‬ووهب بن زيد‪ ،‬ونافع بن أبي نافع ‪ ،‬وأبو‬ ‫كينة‪ ،‬والن ّ ّ‬‫س َ‬
‫بن ُ‬
‫حبيب ‪ ،‬ورافع بن‬ ‫وف ‪ ،‬وكْرَدم بن زيد‪ ،‬وأسامة بن َ‬ ‫َ‬ ‫عدي ابن زيد‪ ،‬والحارث بن عَ ْ‬ ‫نافع ‪َ ،‬‬
‫شْير‪ ،‬ووهب بن َيهوذا‪ ،‬فهؤلء من بنى قريظة‪.‬‬ ‫جبل بن أبي ق َ‬ ‫مْيلة‪ ،‬و َ‬
‫ُر َ‬
‫عصم ‪ ،‬وهو الذي أخذ َ رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫َ‬
‫ومن يهود بني ُزريق ‪ :‬لِبيد بن أ ْ‬
‫عن نساِئه‬
‫صوِريا‪.‬‬‫ومن يهودِ بني حارثة ‪ :‬كنانة بن ُ‬
‫وف ‪ :‬قَْردم بن عمرو‪.‬‬ ‫ومن يهود بني عمرو بن عَ ْ‬
‫سلة بن ب َْرهام ‪.‬‬ ‫سل ْ ِ‬
‫ومن يهود بني النجار‪ِ :‬‬
‫فهؤلء أحبار اليهود‪ ،‬أهههل الشههرور والعههداوة لرسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫لسلم الشروَر ليطفئوه ‪ ،‬إل ما كههان مههن‬ ‫مر ا ِ‬
‫صب ل ْ‬ ‫وأصحابه ‪ ،‬وأصحاب المسألة‪ ،‬والن ْ‬
‫خْيريق ‪.‬‬ ‫م َ‬
‫سلم و ُ‬ ‫عبد الله بن َ‬
‫إسلم عبد الله بن س َ‬
‫لم‬
‫ض أهل ههِ عنههه‬‫لم ‪ ،‬كما حدثني بع ه ُ‬ ‫س َ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان من حديث عبد الله بن َ‬
‫ت برسول اللههه صههلى اللههه‬ ‫حْبرا ً عالمًا‪ ،‬قال ‪ :‬لما سمع ُ‬ ‫وعن إسلمه حين أسلم ‪ ،‬وكان َ‬
‫سهّرا لههذلك‬ ‫م ِ‬‫ت ُ‬
‫كف لههه ‪ ،‬فكنه ُ‬‫ت صفَته واسمه وزماَنه الههذي كنهها نتههو ّ‬
‫عليه وسلم عرف ُ‬
‫قباء‪ ،‬في‬ ‫صامتا ً عليه ‪ ،‬حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة‪ ،‬فلما نزل ب ُ‬
‫مرو بن عوف ‪ ،‬أقبل رجل حتى أخهبر بقهدومه ‪ ،‬وأنها فهي رأس نخلهة لهي أعمهل‬ ‫بنى عَ ْ‬
‫فيها‪ ،‬وعمتي خالدة‬
‫ابنة الحارث تحتي جالسة‪ ،‬فلما سمعت الخبر بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ت‬‫ت سههمع َ‬ ‫ت ؟ فقالت لي عمتى‪ ،‬حين سمعت تكبيري ‪ :‬خيبك اللههه ‪ ،‬واللههه لههو كنه َ‬ ‫كب ّْر ُ‬
‫ة‪ ،‬هههو واللههه أخههو موسههى‬ ‫م ُ‬
‫ت ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت لها ‪ :‬أي عَ ّ‬ ‫ً‬
‫بموسى بن عمران قادما ما زد ْ َ‬
‫بن عمران ‪ ،‬وعلى دينه ‪ُ ،‬بعث‬
‫فهس‬ ‫بما ُبعث به ‪ .‬فقهالت ‪ :‬أي ابهن أخهى‪ ،‬أهههو النههي الهذي كنها ُنخههبر أنههه ُيبعهث مهع ن َ ْ‬
‫ت إلههى‬ ‫الساعة ؟ قال ‪ :‬فقلت لههها‪ :‬نعههم ‪ .‬قههال ‪ :‬فقههالت ‪ :‬فههذاك إذًا‪ .‬قههال ‪ :‬ثههم خرجه ُ‬
‫ت ‪ ،‬ثههم رجعههت إلههى أهههل بيههتى‪ ،‬فههأمرتهم‬ ‫رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‪ ،‬فأسههلم ُ‬
‫فأسلموا‪.‬‬
‫تكذيب قومه له ‪ :‬قال ‪ :‬وكتمت إسلمي من يهود‪ ،‬ثم جئت رسههول اللههه صههلى اللههه‬
‫ت ‪ ،‬وإنههي أحههب أن ت ُههدخَلني‬ ‫م ب ُهْه ٌ‬
‫ل الله ‪ ،‬إن يهود قههو ٌ‬‫عليه وسلم‪ ،‬فقلت له ‪ :‬يا رسو َ‬
‫ض بيوِتك ‪ ،‬وتغّيبني عنهم ‪ ،‬ثم تسألهم عنى حتى يخبروك كيف أنهها فيهههم ‪ ،‬قبههل‬ ‫في بع ِ‬
‫أن يعلموا بإسلمي ‪ ،‬فإنهم إن علموا به بهتوني وعابونى ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فأدخلنى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم فههي بعههض بيههوته ‪ ،‬ودخلههوا عليههه ‪،‬‬
‫صهْين بههن سههلم فيكههم ؟ قههالوا ‪ :‬سههيدنا‬ ‫ح َ‬
‫فكلموه وساءلوه ‪ ،‬ثم قال لهم ‪ :‬أي رجل ال ُ‬
‫حْبرنا وعالمنا‪ .‬قال ‪ :‬فلما فرغوا من قولهم خرجت عليهم ‪ ،‬فقلت لهههم ‪:‬‬ ‫وابن سيدنا‪ ،‬و َ‬
‫يا معشَر يهود‪ ،‬اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم‬
‫ً‬
‫به ‪ ،‬فوالله إنكم لتعلمون إنه لرسول الله ‪ ،‬تجدونه مكتوبا عندكم في‬

‫التوراة باسمه وصفته ‪ ،‬فإنى أشهد ُ أنه رسول الله صلى الله عليههه وسههلم وأومههن بههه‬
‫ت ثم واقعوا بى ‪.‬‬ ‫وأصدقه وأعرفه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬كذب َ‬
‫قال ‪ :‬فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبرك يهها رسههول اللههه أنهههم قههوم‬
‫ت إسلمى وإسلم أهههل بيههتي ‪ ،‬وأسههلمت‬ ‫ب ُْهت ‪ ،‬أهل غدر وكذب وفجور! قال ‪ :‬فأظهر ُ‬
‫مها‪.‬‬‫عمتي خالدةُ بنت الحارث ‪ ،‬فحسن إسل ُ‬
‫حب ْههرا ً‬‫خْيريههق ‪ ،‬وكههان َ‬ ‫م َ‬‫من حديث مخيريق ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان من حديث ُ‬
‫عالمًا‪ ،‬وكان رجل ً غنيا ً كثير الموال من النخل ‪ ،‬وكان يعرف رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بصفته ‪ ،‬وما يجد في علمه ‪ ،‬وغلب عليه إلف دينه ‪ ،‬فلم يزل على ذلك حتى إذا‬
‫كان يوم أحد‪ ،‬وكان يوم أحد يوم السبت ‪ ،‬قال ‪ :‬يا معشر يهود‪ ،‬والله إنكم لتعلمون أن‬
‫ت لكههم ‪ ،‬ثههم أخههذ‬ ‫م يوم السبت ‪ ،‬قال ‪ :‬ل سب َ‬ ‫نصَر محمد عليكم لحقّ ‪ .‬قالوا ‪ :‬إن اليو َ‬
‫ن وراَءه‬ ‫مه ْ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم بأحد‪ ،‬وعهد إلى َ‬ ‫حه ‪ ،‬فخرج حتى أتى رسو َ‬ ‫سل َ‬
‫من قومه ‪ :‬إن ُقتلت هذا اليوم ‪ ،‬فأموالى لمحمد صلى الله عليه وسلم يصنع فيههها مهها‬
‫س قاتل حتى ُقتل ‪ .‬فكان رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬ ‫أراه الله ‪ .‬فلما اقتتل النا ُ‬
‫خْيريق خيُر يهود‪ .‬وقبض‬ ‫م َ‬
‫‪ -‬فيما بلغنى ‪ -‬يقول ‪ُ :‬‬
‫ت رسول الله صههلى اللههه عليههه‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أمواَله ‪ ،‬فعامة صدقا ِ‬
‫وسلم بالمدينة منها‪.‬‬
‫حديث صفية بنت حيي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد الله ابن أبي بكر بن محمد‬
‫ب‬ ‫حه ّ‬ ‫صفية بنت حيى بن أخطب أنها قالت ‪ :‬كنههت أ َ‬ ‫حدثت عن َ‬ ‫حْزم قال ‪ُ :‬‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫بن َ‬
‫قهما قط مههع ولههد لهمهها إل أخههذاني دونههه ‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ولد أبي إليه ‪ ،‬وإلى عمى أبي ‪ :‬ياسر‪ ،‬لم أل َ‬
‫عمههرو‬ ‫قالت ‪ :‬فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة‪ ،‬ونزل قَُباء في بنههى َ‬
‫سْين ‪.‬‬ ‫مغَل ّ َ‬
‫حيى بن أخطب ‪ ،‬وعمى أبو ياسر بن أخطب ‪ُ ،‬‬ ‫بن عوف غدا عليه أبي‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫قالت ‪ :‬فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس ‪ .‬قالت ‪ :‬فأَتيا كالْين كسلنين ساقطين‬
‫ي واحههد‬ ‫ت إل ّ‬ ‫ت إليهما كما كنت أصنع ‪ ،‬فوالله ما التف َ‬ ‫ش ْ‬
‫ش ُ‬ ‫يمشيان الهويَنى ‪ .‬قالت ‪ :‬فه ِ‬
‫ى بن‬ ‫حي ّ‬ ‫م ‪ .‬قالت ‪ :‬وسمعت عمى أبا ياسر‪ ،‬وهو يقول لبي ‪ُ ،‬‬ ‫منهما‪ ،‬مع ما بهما من الغَ ّ‬
‫طب ‪ :‬أهو هو؟ قال ‪ :‬نعم والله ‪ :‬قال ‪ :‬أتعرفه وت ُْثبته ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قههال ‪ :‬فمهها فههي‬ ‫خ َ‬
‫أ ْ‬
‫ت‪.‬‬ ‫قي ُ‬‫ه والله ما ب َ ِ‬
‫سك منه ؟ قال ‪ :‬عداوت ُ ُ‬ ‫نف ِ‬
‫المنافقون بالمدينة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان ممن انضاف إلى يهود ممن سمى لنا‬
‫من المنافقين من الوس والخزرج ‪ ،‬والله أعلم ‪ :‬من الوس ‪ ،‬ثم من بنههي عمههرو بههن‬
‫عوف بن مالك بن الوس ‪ ،‬ثم من بنى ل َ ْ‬
‫وذان بن عمرو بن عوف ‪ُ :‬زوَيّ بن الحارث ‪.‬‬
‫سوَْيد بن الصامت وأخوه الحههارث بههن‬
‫جلس بن ُ‬ ‫حبيب بن عمرو بن عوف ‪ُ :‬‬ ‫ومن بني ُ‬
‫جلس الذي قال ‪ -‬وكان ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫سوَْيد‪ .‬و ُ‬
‫ُ‬

‫مر‪ ،‬فَرفع ذلك من قههوله‬ ‫ح ُ‬ ‫شر من ال ُ‬ ‫في غزوة تبوك ‪ -‬لئن كان هذا الرجل صادقا ً لنحن َ‬
‫جلس ‪،‬‬ ‫حجههر ُ‬ ‫ن سعد‪ ،‬أحدهم ‪ ،‬وكان في ِ‬ ‫إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عميُر ب ُ‬
‫ب‬ ‫جلس ‪ ،‬إنههك لحه ّ‬ ‫مْير بن سعد ‪ :‬واللههه يهها ُ‬ ‫جلس على أمه بعد أبيه ‪ ،‬فقال له عُ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫ي أن يصههيبه شههىء يكرهههه ‪ ،‬ولقههد قلههت‬ ‫ى‪ ،‬وأحسنهم عندي يدا‪ ،‬وأعزهم عله ّ‬‫ً‬
‫الناس إل ّ‬
‫لحههداهما أيس هُر‬ ‫ت عليها ليهلكههن دينههى‪ ،‬و ِ‬ ‫صم ّ‬ ‫حّنك ‪ ،‬ولئن َ‬ ‫مقالة لئن رفعُتها عليك لفض َ‬
‫ى من الخرى ‪ .‬ثم مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فههذكر لههه مهها قههال‬ ‫عل ّ‬
‫مْير‪،‬‬ ‫ى عُ َ‬‫جلس بالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لقد كذب عل ّ‬ ‫جلس ‪ ،‬فحلف ُ‬ ‫ُ‬
‫مهها قَههاُلوا‬ ‫ن ب ِههالله َ‬ ‫فههو َ‬ ‫حل ِ ُ‬‫مْير بن سعد‪ .‬فأنزل الله عز وجههل فيههه ‪{ :‬ي َ ْ‬ ‫ت ما قال عُ َ‬ ‫وما قل ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مههوا إ ِّل أ ْ‬ ‫ق ُ‬
‫مهها ن َ َ‬‫م ي َن َههاُلوا وَ َ‬ ‫مهها ل َه ْ‬ ‫مههوا ب ِ َ‬ ‫م وَهَ ّ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫سهَل ِ‬ ‫ف هُروا ب َعْهد َ إ ِ ْ‬ ‫فرِ وَك َ َ‬ ‫ة ال ْك ُ ْ‬ ‫قد ْ َقاُلوا ك َل ِ َ‬
‫م َ‬ ‫وَل َ َ‬
‫َ‬
‫ذاًبا‬ ‫م اللههه عَه َ‬ ‫وا ي ُعَهذ ّب ْهُ ْ‬‫ن ي َت َوَل ّ ْ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫خي ًْرا ل َهُ ْ‬‫ن َ‬ ‫ن ي َُتوُبوا ي َك ُ ْ‬ ‫ضل ِهِ فَإ ِ ْ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫م الله وََر ُ‬ ‫أغَْناهُ ْ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫ر { ]التوبههة‪ . [74 :‬قههال‬ ‫صههي ٍ‬ ‫ي وََل ن َ ِ‬ ‫ن وَل ِه ّ‬‫مه ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫م ِفي الْر ِ‬ ‫ما ل َهُ ْ‬ ‫خَرةِ وَ َ‬ ‫ما ِفي الد ّن َْيا َواْل ِ‬ ‫أِلي ً‬
‫ابن هشام ‪ :‬الليم ‪ :‬الموجع ‪ .‬قال ذو الرمة يصف إبل ً ‪:‬‬
‫م‬
‫ألي ُ‬ ‫ج‬
‫وه ٌ‬ ‫هها‬ ‫وجو َ‬ ‫ك‬‫ص ّ‬ ‫يَ ُ‬ ‫دلت‬ ‫شمْر َ‬ ‫صدورٍ َ‬ ‫‪ #‬وت َْرفعُ من ُ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫لسلم ‪.‬‬ ‫عرف منه الخيُر وا ِ‬ ‫سنت توبُته ‪ ،‬حتى ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فزعموا أنه تاب فح ُ‬
‫س بههن زيههد‪ ،‬أحههد‬ ‫ن ِزياد البلههوي ‪ ،‬وقي ه َ‬ ‫سوَْيد‪ ،‬الذي قتل المجذ َّر ب َ‬ ‫وأخوه الحارث بن ُ‬
‫ً‬
‫ضب َْيعة‪ ،‬يوم أحد‪ .‬خرج مع المسلمين ‪ ،‬وكان منافقا‪ ،‬فلما التقى الناس عدا عليهما‪،‬‬ ‫بني ُ‬
‫فقتلهما ثم لحق بقريش‪.‬‬

‫سوَي ْد َ بن صامت في بعههض الحههروب الههتي‬ ‫ذر بن زياد قتل ُ‬ ‫ن هشام ‪ :‬وكان المج ّ‬ ‫قال اب ُ‬
‫ذر بن‬ ‫ويد غرةَ المج ّ‬ ‫س َ‬
‫كانت بين الوس والخزرج ‪ ،‬فلما كان يوم أحد طلب الحارث بن ُ‬
‫ده ‪ ،‬وسمعت غيَر واحههد مههن أهههل العلههم يقههول ‪ ،‬والههدليل‬ ‫زياد‪ ،‬ليقتله بأبيه ‪ ،‬فقتله وح َ‬
‫علي أنه لم يقتل قيس بن زيد‪ ،‬أن ابن إسحاق لم يذكره في قتلى أحد‪.‬‬
‫ة‪ ،‬فههي غيههر حههرب ‪ ،‬رمههاه‬ ‫فراء ِغيل ه ً‬ ‫ويد َ بن صامت معاذ ُ بن عَ ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪َ :‬قتل ُ‬
‫س َ‬
‫م بعاث ‪.‬‬ ‫بسهم فقتله قبل يو َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ -‬فيمهها يههذكرون ‪ -‬قههد أمههر‬
‫جلس‬ ‫عمر بن الخطاب بقتله إن هو ظفر به ‪ ،‬ففاته ‪ ،‬فكان بمكة‪ ،‬ثم بعههث إلههى أخيههه ُ‬
‫يطلب التوبة‪ ،‬ليرجع إلى قومه ‪ .‬فأنزل الله‬
‫مهها ك َ َ‬
‫ف هُروا ب َعْ هد َ‬ ‫دي الله قَوْ ً‬ ‫ف ي َهْ ِ‬ ‫تبارك وتعالى فيه ‪ -‬فيما بلغنى عن ابن عباس ‪ } : -‬ك َي ْ َ‬
‫م ال ّ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]آل‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫قوْ َ‬ ‫ت َوالله َل ي َهْ ِ‬ ‫م ال ْب َي َّنا ُ‬
‫جاَءهُ ْ‬
‫حقّ وَ َ‬
‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن الّر ُ‬
‫دوا أ ّ‬ ‫م وَ َ‬
‫شهِ ُ‬ ‫مان ِهِ ْ‬
‫ِإي َ‬
‫وف بن عمرو بههن‬ ‫ضب َْيعة بن زيد بن مالك بن عَ ْ‬ ‫عمران‪ [86 :‬إلى آخر القصة ومن بني ُ‬
‫عوف ‪:‬‬
‫جاد بن عثمان بن عامر‪.‬‬ ‫بِ َ‬
‫وف ‪ :‬ن َب َْتل بههن الحههارث ‪ ،‬وهههو الههذي قههال لههه‬ ‫ع ْ‬ ‫مرو بن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫وذان بن َ‬ ‫ومن بني ل َ ْ‬
‫ب أن ينظههر إلههى الشههيطان ‪،‬‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ -‬فيما بلغني ‪ : -‬من أح ه ّ‬
‫فلينظر إلى ن َب َْتل بن الحارث ‪ ،‬وكان رجل ً جسيما ً أذلم ثائر شعر الرأس ‪ ،‬أحمر العينين‬
‫دين ‪ ،‬وكان يأتى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم يتحههدث إليههه فيسههمع‬ ‫فع الخ ّ‬ ‫س َ‬ ‫أ ْ‬
‫دثه شههيئا ً‬ ‫ذن ‪ ،‬من ح ّ‬ ‫منه ‪ ،‬ثم ينقل حديثه إلى المنافقين ‪ ،‬وهو الذي قال ‪ :‬إنما محمد أ ُ‬
‫ُ‬
‫ل‬ ‫ن قُ ه ْ‬ ‫ن هُ هوَ أذ ُ ٌ‬ ‫قول ُههو َ‬ ‫ي وَي َ ُ‬ ‫ن الن ّب ِه ّ‬ ‫ذو َ‬ ‫ن ي ُهؤْ ُ‬‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬‫من ْهُ ْ‬ ‫صدقه ‪ .‬فأنزل الله عز ِوجل فيه ‪} :‬وَ ِ‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫ذو َ‬ ‫ن ي ُهؤْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َوال ّه ِ‬ ‫من ْك ُه ْ‬‫من ُههوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ة ل ِل ّه ِ‬‫مه ٌ‬‫ح َ‬ ‫ن وََر ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مهؤْ ِ‬ ‫ن ل ِل ْ ُ‬
‫م ُ‬ ‫ن ِبالله وَي ُؤْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫م ي ُؤْ ِ‬ ‫خي ْرٍ ل َك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫أذ ُ ُ‬
‫َ‬
‫م)‪] { (61‬التوبة‪.[61 :‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ل الله ل َهُ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫دث ‪ :‬أن جبريههل عليههه السههلم‬ ‫ح ّ‬ ‫ض رجال ب َْلعجلن أنه ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫ر‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم فقال له إنه يجلس إليك رجل أذلههم ‪ ،‬ثههائُر شههع ِ‬ ‫أتى رسو َ‬
‫فر‪ ،‬كبههده أغلههظ مههن كب هدِ‬ ‫صه ْ‬‫دران مههن ُ‬ ‫فع الخدين أحمر العينين ‪ ،‬كأنهما قِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫الرأس ‪ ،‬أ ْ‬
‫ة ن َب َْتل بن الحارث ‪ ،‬فيما‬ ‫الحمار‪ ،‬ينقل حديَثك إلى المنافقين ‪ ،‬فاحذْره ‪ .‬وكانت تلك صف ُ‬
‫يذكرون ‪.‬‬
‫عر‪ ،‬وكان ممن بَنى مسههجد َ الضههرار‪ ،‬وثعلبههة بههن‬ ‫ضَبيعة ‪ :‬أبو حبيبة بن الْز َ‬ ‫ومن بنى ُ‬
‫ن‬ ‫شههير‪ ،‬وهمهها اللههذان عاهههدا اللههه لئن اتانهها مههن فضههله لنصهد ّقَ ّ‬ ‫معَت ّههب بههن قُ َ‬ ‫حاطب ‪ ،‬و ُ‬
‫معَّتب الذي قال يوم أحد‪ :‬لو كان لنا مههن المههر‬ ‫ولنكونن من الصالحين ‪ ،‬إلخ القصة ‪ .‬و ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫سهههُ ْ‬ ‫ف ُ‬‫م أن ْ ُ‬ ‫مت ْهُ ْ‬ ‫ة قَد ْ أهَ ّ‬ ‫ف ٌ‬‫شيء ما ُقتلنا هاهنا‪ .‬فأنزل الله تعالى في ذلك من قوله }وَطائ ِ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م هَر‬ ‫ن ال ْ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫يٍء قُ ه ْ‬ ‫شه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مرِ ِ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م ْ‬‫ل ل ََنا ِ‬ ‫ن هَ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ ي َ ُ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫حق ّ ظ َ ّ‬ ‫ن ِبالله غَي َْر ال ْ َ‬ ‫ي َظ ُّنو َ‬
‫ما قُت ِل َْنهها‬ ‫يٌء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫مرِ َ‬ ‫َ‬
‫ن اْل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ل ََنا ِ‬ ‫كا َ‬‫ن ل َوْ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ك يَ ُ‬‫ن لَ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ما َل ي ُب ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬‫ن ِفي أ َن ْ ُ‬ ‫فو َ‬ ‫خ ُ‬‫ه ل ِل ّهِ ي ُ ْ‬ ‫ك ُل ّ ُ‬
‫هاهَُنا { ]آل عمران‪ [154 :‬إلى آخر القصة ‪ .‬وهو الذي قال يوم الحزاب ‪ :‬كان محمههد‬ ‫َ‬
‫دنا ل يأمن‬ ‫ُ‬ ‫وأح‬ ‫وقيصر‪،‬‬ ‫كسرى‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫كنو‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫نأك‬ ‫أن‬ ‫دنا‬‫يَ ِ ُ‬
‫ع‬

‫ن فِههي‬ ‫ذي َ‬‫ن َوال ّه ِ‬ ‫قو َ‬ ‫من َههافِ ُ‬‫ل ال ْ ُ‬


‫قههو ُ‬ ‫هب إلى الغائط فأنزل الله عز وجل فيههه ‪ } :‬وَإ ِذ ْ ي َ ُ‬ ‫أن يذ َ‬
‫ه إ ِل غ هُروًرا { ]الحههزاب‪ [12 :‬والحههارث ابههن‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫سههول ُ‬
‫مهها وَعَهد ََنا اللههه وََر ُ‬
‫ض َ‬ ‫م هَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫قُل ُههوب ِهِ ْ‬
‫حاطب ‪.‬‬
‫شْير‪ ،‬وث َْعلبة والحارث ابنا حاطب ‪ ،‬وهم مههن بنههى أميههة‬ ‫معَّتب بن قُ َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ُ :‬‬
‫ي من أثههق بههه مههن أهههل العلههم ‪،‬‬ ‫بن زيد من أهل بدر وليسوا من المنافقين فيما ذكر ل ِ‬
‫ة والحارث في بنى أمية بن زيد في أسههماء أهههل بههدر‪ .‬قههال‬ ‫وقد نسب ابن إسحاق ثعلب َ‬
‫ح هَزج ‪ ،‬وهههم ممههن كههان بنههى‬ ‫حَنيههف وب َ ْ‬ ‫حن َْيف ‪ ،‬أخو سهههل بههن ُ‬ ‫ابن إسحاق ‪ :‬وعَّباد بن ُ‬
‫ذام ‪ ،‬وعبد الله بن ن َب َْتل ‪ .‬ومهن بنههي ثعلبهة بهن عمهرو بهن‬ ‫خ َ‬‫مسجد الضَرار‪ ،‬وعمرو بن ِ‬
‫مع ‪ ،‬ابنا جارية ‪ .‬وهم ممن اتخههذ‬ ‫مج ّ‬ ‫طاف ‪ ،‬وابناه ‪ :‬زيد و ُ‬ ‫وف ‪ :‬جارية بن عامر بن العَ ّ‬ ‫عَ ْ‬
‫مسجد َ الضرار‪.‬‬
‫مع غلما حدثا قد جمع من القرآن أكثره ‪ ،‬وكان يصلى بهم فيه ‪ ،‬ثم إنه لما‬ ‫ج ّ‬
‫م َ‬‫وكان ُ‬
‫د‪ ،‬وذهب رجال من بني عمرو ابن عوف ‪ ،‬كانوا يصههلون ببنههي عمههرو بههن‬ ‫أخرب المسج ُ‬
‫مع ليصلى بهم فقال‬ ‫ج ّ‬ ‫م َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫عوف في مسجدهم ‪ ،‬وكان زمان عمر بن الخطاب ‪ ،‬كلم في ُ‬
‫ضرار؟ فقال لعمر ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬والله‬ ‫‪ :‬ل‪ ،‬أو ليس بإمام المنافقين في مسجد ال ّ‬
‫ً‬
‫رهم ‪ ،‬ولكني كنت غلما قارئا للقرآن‪ ،‬وكانوا‬ ‫ً‬ ‫ت بشىٍء من أم ِ‬ ‫الذي ل ِإله إل هو‪ ،‬ما علم ُ‬
‫حسههن مهها ذكههروا‪،‬‬ ‫ن معهم ‪ ،‬فقدمونى أصلى بهههم ‪ ،‬ومهها أرى أمَرهههم ‪ ،‬إل علههى أ ْ‬ ‫ل قرآ َ‬
‫فزعموا أن عمر تركه فصلى بقومه‬
‫ومن بني أمية بن زيد بن مالك ‪َ :‬وديعة بن ثهابت ‪ ،‬وههو ممهن بنهى مسههجد َ الضهرار‪،‬‬
‫َ‬
‫س هأل ْت َهُ ْ‬
‫م‬ ‫ن َ‬ ‫وهو الذي قال ‪ :‬إنما كنا نخوض ونلعب ‪ .‬فههأنزل اللههه تبههارك وتعههالى ‪ } :‬وَل َئ ِ ْ‬
‫خوض ونل ْعب قُ ْ َ‬
‫ن{ ]التوبههة‪[65 :‬‬ ‫سهت َهْزُِئو َ‬ ‫م تَ ْ‬
‫كنت ُ ْ‬‫سول ِهِ ُ‬ ‫ل أِبالله َوآَيات ِهِ وََر ُ‬ ‫ُ ََ َ ُ‬ ‫ما ك ُّنا ن َ ُ‬‫ن إ ِن ّ َ‬ ‫قول ُ ّ‬‫ل َي َ ُ‬
‫إلى آخر القصة ‪.‬‬
‫خذام بن خالد‪ ،‬وهو الههذي أخههرج مسههجد الضههرار مههن داره ‪،‬‬ ‫ومن بني عَُبيد بن مالك ‪ِ :‬‬
‫وبشر ورافع ‪ ،‬ابنا زيد‪.‬‬
‫ومن بني الت ِّبيت ‪ -‬قال ابن هشههام ‪ :‬النهبيت ‪ :‬عمههرو بهن مالههك ابهن الوس ‪ -‬قهال ابهن‬
‫إسحاق ‪ :‬ثم من بنى حارثة بن الحارث بههن الخههزرج بههن عمههرو بههن مالههك بههن الْوس ‪:‬‬
‫ظي ‪ ،‬وهو الذي قال لرسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم حيهن أجههاز فههي‬ ‫مْربع بن قَي ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ل لههك يهها محمههد‪ ،‬إن‬ ‫حه ّ‬ ‫حائطه ورسول الله صلى الله عليه وسلم عامد إلى أحد ‪ :‬ل أ ِ‬
‫كنت نبيا‪ ،‬أن تمر في حائطي ‪ ،‬وأخذ في يده حفنة من تراب ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬والله لههو أعلههم‬
‫أني ل أصيب بهذا التراب غيَرك لرميتك به ‪ ،‬فابتدره القوم ليقتلوه ‪ ،‬فقال رسههول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬دعوه ‪ ،‬فهذا العمى‪ ،‬أعمى القلب ‪ ،‬أعمى البصههيرة ‪ .‬فضههربه‬
‫جه ‪ .‬وأخوه أوس بن قَْيظى وهو الههذي‬ ‫سعد ابن زيد‪ ،‬أخو بنى عبد الشهل بالقوس فش ّ‬
‫ورة‪،‬‬ ‫قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن بيوَتنهها عَه ْ‬
‫ن‬‫ي ب ِعَوَْرةٍ إ ِ ْ‬
‫ما هِ َ‬
‫ن ب ُُيوت ََنا عَوَْرةٌ وَ َ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن إِ ّ‬ ‫فأذ َْنلنا فلنرجعْ إليها‪ .‬فأنزل الله تعالى فيه ‪ }:‬ي َ ُ‬
‫ن إ ِّل فَِراًرا { ]الحزاب‪.[13 :‬‬ ‫دو َ‬‫ري ُ‬
‫يُ ِ‬
‫ورات‬ ‫معْوَّرة للعدو وضائعة وجمعها ‪ :‬عَ ْ‬ ‫ورة أي ُ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬عَ ْ‬
‫قال النابغة الذبيانى ‪:‬‬
‫َول المَر ضائعا‬ ‫ّ‬ ‫حروما‬ ‫م ْ‬
‫َ‬ ‫ول الجاَر‬ ‫قهم ل تلقَ للبيت عَوَْرةً‬ ‫‪ #‬متى ت َل ْ َ‬
‫حْرمته ‪ .‬والعههورة أيض ها ً‬ ‫ورة الرجل ‪ ،‬وهى ُ‬ ‫وهذا البيت في أبيات له ‪ ،‬والعورة أيضا ً ‪ :‬عَ ْ‬
‫سوَْءة‪.‬‬‫ال ّ‬
‫فر ‪ :‬كعب بن الحارث‬ ‫فر‪ ،‬واسم ظ َ َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني ظ َ َ‬

‫سها فههي جههاهليته‬ ‫ابن الخزرج ‪ :‬حاطب بن أمية بن رافع ‪ ،‬وكهان شههيخا ً ‪ .‬جسههيما ً قههد عَ َ‬
‫وكان له ابن من خيار المسلمين ‪ ،‬يقال له يزيههد ابههن حههاطب ‪ ،‬أصههيب يههوم أحههد حههتى‬
‫حمل إلى دار بني ظفر‪.‬‬ ‫أثبتته الجراحات ‪ ،‬ف ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم بن عمر بن َقتادة أنه اجتمع إليه مههن بههها مههن رجههال‬
‫المسلمين ونسائهم وهو بالموت فجعلوا يقولون أبشر يابن حاطب بالجنة‪ ،‬قال ‪ :‬فنجم‬
‫حْرمل ‪ ،‬غررتم والله هذا المسهكين‬ ‫نفاُقه حينئذٍ ‪ ،‬فجعل يقول أبوه ‪:‬أجل جنة والله من َ‬
‫من نفسهِ ‪.‬‬
‫مة‪ ،‬سارق الد ّْرعين ‪ ،‬الذي أنههزل اللههه‬ ‫ُ‬
‫شْير بن أب َْيرق ‪ ،‬وهو أبو طع َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وب ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م‬‫واًنا أِثي ً‬ ‫خ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬‫ب َ‬‫ح ّ‬‫ن الله ل ي ُ ِ‬‫م إِ ّ‬
‫سه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أن ُ‬‫خَتاُنو َ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ذي َ‬‫ن ال ِ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫جادِ ْ‬ ‫تعالى فيه ‪ } :‬وََل ت ُ َ‬
‫{ ]النساء‪ : [107 :‬وقُْزمان ‪ :‬حليف لهم ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ‪ :‬أن رسول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم كان يقول ‪ :‬إنه لمن أهل النار‪ .‬فلما كان يوم أحد قاتههل قتههال ً شههديدا ً حههتى قته َ‬
‫ل‬
‫ظفههر‪ ،‬فقههال لههه‬ ‫حمههل إلههى دار بنههى َ‬ ‫ت‪،‬ف ُ‬ ‫ة نفر من المشركين ‪ ،‬فههأثبتته الجراحهها ُ‬ ‫بضع َ‬
‫ت اليههوم ‪ ،‬وقههد أصههابك مهها تههرى فههي‬ ‫مان ‪ ،‬فقد أبليه َ‬ ‫رجال من المسلمين ‪ :‬أبشر يا قُْز َ‬
‫ت إل حمية عن قومي ‪ ،‬فلما اشتدت به جراحاته‬ ‫الله ‪ .‬قال ‪ :‬بماذا أبشر‪ ،‬فوالله ما قاتل ُ‬
‫سه‪.‬‬ ‫ش يده ‪ ،‬فقتل نف َ‬ ‫كنانِته ‪ ،‬فقطع به رواه َ‬ ‫وآذته أخذ سهما ً من ِ‬
‫شهههل منههافق ول منافقههة ُيعلههم ‪ ،‬إل أن‬ ‫قال ابن إسههحاق ‪ :‬ولههم يكههن فههي بنههى عبههد ال ْ‬
‫هط سعد بن ‪،‬‬ ‫الضحاك بن ثابت ‪ ،‬أحد بنى كعب ‪ ،‬ر ْ‬
‫حب يهود‪ ،‬قال حسان بن ثابت ‪:‬‬ ‫زيد‪ ،‬وقد كان ُيتهم بالنفاق و ُ‬
‫دا‬‫ج َ‬‫م ّ‬ ‫ت على السلم ِ أن تت َ‬ ‫عي ْ‬ ‫أ ْ‬ ‫ك أن عروَقههه‬ ‫مبلغُ الضحا ِ‬ ‫‪ #‬من ُ‬
‫محمدا‬ ‫تحب‬ ‫ول‬ ‫حماِر‪،‬‬ ‫ال ِ‬ ‫كبد َ‬
‫ِ‬ ‫ن الحجازِ وديَنهههم‬ ‫‪ #‬أتحب ي ُْهدا َ‬
‫ودا‬ ‫خ ّ‬ ‫و َ‬ ‫الفضاِء‬ ‫في‬ ‫آل‬ ‫ن‬
‫است ّ‬ ‫ما‬ ‫مري ل يوافق دينَنههها‬ ‫‪ #‬دينا ً لعَ ْ‬
‫شههير‪ ،‬ورافههع‬ ‫معت ّههب بههن قُ َ‬ ‫سوَْيد بن صامت قبل توبته ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬و ُ‬ ‫وكان جلس بن ُ‬
‫ون بالسلم ‪ ،‬فههدعاهم رجههال مههن المسههلمين فههي خصههومة‬ ‫بن زيد‪ ،‬وبشر‪ ،‬وكانوا ي ُد ْعَ ْ‬
‫كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فدعوهم إلى الكهههان ‪ ،‬حكههام أهههل‬
‫ل‬ ‫مهها ُأنهزِ َ‬ ‫من ُههوا ب ِ َ‬ ‫مآ َ‬
‫الجاهلية‪ ،‬فأنزل الله عز رجل فيهم ‪} :‬أ َل َم تر إَلى ال ّذين يزعُمو َ‬
‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫ِ َ َْ ُ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ك يريدو َ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫ه‬
‫ف هُروا ب ِه ِ‬ ‫م هُروا أ ْ‬ ‫ت وَقَ هد ْ أ ِ‬ ‫غو ِ‬ ‫موا إ ِلى الطا ُ‬ ‫حاك َ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن قَب ْل ِ َ ُ ِ ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك وَ َ‬
‫طا َ‬
‫دا { ]النساء‪ [60 :‬إلى آخر القصة ‪.‬‬ ‫ضَلًل ب َِعي ً‬ ‫م َ‬ ‫ضل ّهُ ْ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫شي ْ َ ُ‬ ‫ريد ُ ال ّ‬ ‫وَي ُ ِ‬
‫مهرو بهن قي ْههس ‪،‬‬ ‫عمرو‪ ،‬وعَ ْ‬ ‫ومن الخزرج ‪ ،‬ثم من بنى النجار ‪ :‬رافع بن وَِديعة‪ ،‬وَزْيد بن َ‬
‫سْهل ‪.‬‬ ‫مرو بن َ‬ ‫وَقيس بن عَ ْ‬
‫مة ‪ :‬الجد ّ بن قَْيس ‪ ،‬وهو الههذي يقههول ‪ :‬يهها‬ ‫سل ِ َ‬‫شم بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بني َ‬ ‫ج َ‬ ‫ومن بني ُ‬
‫ن ل ِههي وََل‬ ‫ل ائ ْذ َ ْ‬ ‫قههو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مه ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُه ْ‬ ‫محمد‪ ،‬ائذن لي ول تفتّنى‪ ،‬فأنزل اللههه تعههالى فيهههم } وَ ِ‬
‫َ‬
‫رين { ]التوبههة‪ : [49 :‬إلههى آخههر‬ ‫ة ِبال ْك َههافِ ِ‬ ‫حيط َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫طوا وَإ ِ ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫س َ‬ ‫فت ْن َةِ َ‬ ‫فت ِّني أَل ِفي ال ْ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫القصة‪.‬‬
‫سلول ‪ ،‬وكان رأس المنافقين ‪ ،‬وإليه‬ ‫ن َ‬ ‫ي اب ُ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫وف بن الخزرج ‪ :‬عبد ُ الله ب ُ‬ ‫ومن بني عَ ْ‬
‫ل ‪ ،‬في غههزوة‬ ‫يجتمعون وهو الذي قال ‪ :‬لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن العّز منها الذ ّ‬
‫طلق ‪ .‬وفي قوله ذلك ‪ ،‬نزلت سورة المنافقين بأسرها‪ .‬وفيههه وفههي وديعههة ‪-‬‬ ‫ص َ‬ ‫بنى الم ْ‬
‫داعس وهم من رهط عبههد اللههه‬ ‫سوَْيد‪ ،‬و َ‬ ‫رجل من بني عوف ‪ -‬ومالك بن أبي قَوَْقل ‪ ،‬و ُ‬
‫سلول ‪ .‬فهؤلء‬ ‫سُلول ‪ :‬وعبد الله بن أبي ابن َ‬ ‫ن أبي ابن َ‬ ‫ب ُ‬
‫سون إلى بني النضير حين حاصههرهم رسههول اللههه صههلى‬ ‫مهِ الذين كانوا يد ُ ّ‬ ‫النفر من قو ِ‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬أن اثبتوا‪ ،‬فوالله لئن أخرجتم لنخرجن معكههم ول نطيههع فيكههم أحههدا ً‬
‫َ‬
‫قوا‬ ‫ن ن َههافَ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫م ت َههرى إ ِل َههى ال ّه ِ‬ ‫أبدا ً وإن ُقوتلتم لننصرنكم ‪ ،‬فههأنزل اللههه تعههالى فيهههم ‪} :‬أل َه ْ‬
‫ع‬
‫طيه ُ‬ ‫م وََل ن ُ ِ‬ ‫معَك ُه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جه ّ‬ ‫خُر َ‬ ‫م ل َن َ ْ‬ ‫جت ُه ْ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫ن أُ ْ‬ ‫ب ل َئ ِ ْ‬ ‫ل ال ْك ِت َهها ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬
‫فروا م َ‬
‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫وان ِهِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن لِ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫م لَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن { ]الحشهر‪ [11 :‬ثهم‬ ‫كهاذُِبو َ‬ ‫شههَد ُ إ ِن ُّهه ْ‬ ‫م َواللههه ي َ ْ‬ ‫صَرن ّك ُ ْ‬ ‫م ل َن َن ْ ُ‬ ‫ن ُقوت ِل ْت ُ ْ‬ ‫دا وَإ ِ ْ‬ ‫دا أب َ ً‬ ‫ح ً‬ ‫مأ َ‬ ‫ِفيك ُ ْ‬
‫القصة من السورة حتى انتهى إلى قوله ‪:‬‬
‫َ‬
‫ف اللههه‬ ‫خهها ُ‬ ‫ك إ ِن ّههي أ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ريٌء ِ‬ ‫ل إ ِّني ب َ ِ‬ ‫فَر َقا َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫فْر فَل َ ّ‬ ‫ن اك ْ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫لن َ‬ ‫ل لِ ْ ِ‬ ‫ن إ ِذ ْ َقا َ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫} كَ َ‬
‫ن{ ]الحشر‪[16 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫َر ّ‬
‫وذ بالسلم ‪ ،‬ودخل‬ ‫المنافقون من أحبار اليهود ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان ممن تع ّ‬
‫فيه مع المسلمين وأظهره وهو منافق ‪ ،‬من أحبار يهود‪.‬‬
‫حن َْيف ‪ ،‬وَزي ْههد بههن الّلص هْيت ‪ ،‬ونعمههان بههن أوْفَههى بههن عمههرو‪،‬‬ ‫من بنى قيُنقاع ‪ :‬سعد بن ُ‬
‫صْيت ‪ 0،‬الذي قاتل عمر بههن الخطههاب رضههى اللههه عنههه‬ ‫ّ‬
‫وعثمان بن أوفى ‪ .‬وزيد بن الل َ‬
‫ة رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫بسوق بنى قينقاع ‪ ،‬وهو الذي قال ‪ ،‬حين ضلت ناق ُ‬
‫م محمد أنه يأتيه خبُر السماء وهو ل يدري أين ناقته ! فقال رسول الله صهلى اللهه‬ ‫يزع ُ‬
‫ل اللههه ‪،‬تبههارك وتعههالى‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬وجاءه الخبر بمهها قههال عههدوّ اللههه فههي رحلههه ‪ ،‬ود َ ّ‬
‫م محمهد أنهه يهأتيه خهبر‬ ‫رسوَله صلى الله عليه وسلم على ناقته ‪" :‬إن قائل قال ‪ :‬يزع ُ‬
‫السماء ول يدري أين ناقته ‪ ،‬وإني والله ما أعلههم إل مها عّلمنههى اللهه ‪ ،‬وقههد دّلنهي اللههه‬
‫مههها‪ ،‬فههذهب رجههال مههن‬ ‫شههْعب ‪ ،‬قههد حبسههتها شههجرة بزما ِ‬ ‫عليههها‪ ،‬فهههى فههي هههذا ال ّ‬
‫المسلمين ‪ ،‬فوجدوها حيث قال رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ ،‬وكمهها وصههف ‪.‬‬
‫حَرْيملة‪ ،‬وهو الذي قال له الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فيما بلغنا ‪-‬‬ ‫ورافع ابن ُ‬
‫حين مات ‪ :‬قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين ورفاعة بن َزي ْههد بههن الت ّههابوت ‪،‬‬
‫وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هبت عليه الريح ‪ ،‬وهو قافههل‬
‫صهط ََلق ‪ ،‬فاشههتدت عليههه حههتى أشههفق المسههلمون منههها فقههال لهههم‬ ‫من غزوة بنى الم ْ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ل تخافوا‪ ،‬فإنمها هبههت لمههوت عظيههم مههن عظمهاء‬
‫الكفار‪ .‬فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينههة وجههد رفاعههة بههن زيههد بههن‬
‫صوِريا‪.‬‬ ‫ن ب ِْرهام وكنانة بن ُ‬ ‫سْلسلة ب َ‬ ‫الّتابوت مات ذلك اليوم الذي هَّبت فيه الريح ‪ .‬و ِ‬
‫ضههرون المسههجد‬ ‫طرد المنافقين من المسسسجد ‪ :‬وكههان هههؤلء المنههافقون يح ُ‬
‫ً‬
‫خرون ويسههتهزئون بههدينهم ‪ ،‬فههاجتمع يومها فههي‬ ‫سه َ‬ ‫فيستمعون أحههاديث المسههلمين ‪ ،‬وي َ ْ‬
‫المسجد منهم نههاس ‪ ،‬فرآههم رسهول اللههه صهلى اللههه عليهه وسهلم يتحهدثون بينهههم ‪،‬‬
‫ل اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫ضهم ببعض ‪ ،‬فههأمر بهههم رسههو ُ‬ ‫خافضى أصواتهم ‪َ ،‬قد لصق بع ُ‬
‫َ‬
‫ن كلي ْههب ‪،‬‬‫ُ‬ ‫ن زيههد ب ه ُ‬ ‫ً‬
‫وسلم فاخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا‪ ،‬فقام أبو أيوب ‪ ،‬خالد ُ اب ه ُ‬ ‫ً‬
‫عمر بن قَْيس ‪ ،‬أحد بنى غَْنم بن مالك بن النجار ‪ -‬كان صاحب آلهتهم في الجاهلية‬ ‫إلى ُ‬
‫‪ -‬فأخذ برجله فسحبه ‪ ،‬حتى أخرجه من المسجد‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬أتخرجني يا أبا أيوب من‬
‫مْربد بني ثعلبة‪ ،‬ثم أقبل أبو أيوب أيضها ً إلهى رافهع بهن وَِديعهة‪ ،‬أحهد بنهي النجهار فلّببهه‬
‫بردائه ثم نثره نثرا ً شديدًا‪ ،‬ولطم وجَهه ‪ ،‬ثم أخرجه من المسجد‪ ،‬وأبو أيوب يقول لههه ‪:‬‬
‫جك يا منافق من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫ف لك منافقا ً خبيثا ً ‪ .‬أدرا َ‬ ‫أ ّ‬
‫ت منها‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أي ارجعْ من الطريق التي جئ َ‬
‫ثَ ْ‬
‫م‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫بالظ ّْلم‬ ‫باء‬ ‫جه وقهد‬ ‫‪ #‬فوّلى وأدبَر أدرا َ‬
‫حْزم إلى زيد بن عمرو‪ ،‬وكان رجل ً طويل اللحية‪ ،‬فأخههذ بلحيتههه فقههاده‬ ‫عمارة بن َ‬ ‫وقام ُ‬
‫ه‬
‫مه بهمهها فهي صهدرِ ِ‬ ‫َ‬
‫عمارة َيهد َْيه فلهد َ َ‬ ‫بها قودا عنيفا حتى أخرجه من المسجد‪ ،‬ثم جمع ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شتني‬ ‫خّر منها‪ .‬قال ‪ :‬يقول ‪ :‬خد ْ‬ ‫مة َ‬ ‫ل َد ْ َ‬
‫عمارة قال ‪ :‬أبعدك الله يا منافقُ ‪ ،‬فما أعد ّ الله لك من العذاب أشد ّ مههن ذلههك ‪ ،‬فل‬ ‫يا ُ‬
‫ن مسجد َ رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫تقرب ّ‬
‫قِبل ‪:‬‬ ‫م ْ‬
‫ن ُ‬ ‫ي اب َ‬ ‫ن أب ّ‬ ‫دم ‪ :‬الضرب ببطن الكف ‪ .‬قال َتميم ب ُ‬ ‫ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الل ْ‬
‫ر‬
‫حج ِ‬ ‫بال َ‬ ‫ب‬‫الغَي ْ ِ‬ ‫وراَء‬ ‫الوليدِ‬ ‫م‬
‫لد ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ره‬‫ت أْبهههه ِ‬ ‫جيب تح َ‬ ‫‪ #‬وللفؤادِ و ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الغيب ‪ :‬ما انخفض من الرض ‪ .‬والبهر‪ :‬عرق القلب ‪.‬‬
‫دريا‪ ،‬و أبهوِ محمههد‬ ‫ً‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقام أبههو محمههد ‪ ،‬رجههل مهن بنههى النجههار‪ ،‬كههان به ْ‬
‫صرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بهن مالههك بههن النجهار‪ :‬إلهى‬ ‫مسعود بن أوس بن زيد بن أ ْ‬
‫قَْيس بن عمرو بن سهل ‪ ،‬وكان قيس غلما ً شابًا‪ ،‬وكان ل ُيعلههم فههي المنههافقين شههاب‬
‫خهد َْرة بهن‬ ‫غيره ‪ ،‬فجعل يدفع في قفاه حتى أخرجهه مهن المسهجد‪ .‬وقهام رجهل مهن ب َل ْ ُ‬
‫دري ‪ ،‬يقال له ‪ :‬عبد الله بن الحارث حين أمر رسول الله‬ ‫خ ْ‬ ‫الخزرج ‪ ،‬رهط أبي سعيد ال ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم بإخراج المنافقين من المسجد إلى رجل يقال له ‪ :‬الحههارث بههن‬
‫جمته فسحبه بها سحبا ً عنيفًا‪،‬على ما مر به من‬ ‫مة‪ ،‬فأخذ ب ُ‬ ‫ج ّ‬‫مرو‪ ،‬وكان ذا ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ت يههابن الحههارث‬ ‫ْ‬
‫الرض ‪ ،‬حتى أخرجه من المسههجد‪ .‬قههال يقههول المنههافقُ ‪ :‬لقههد أغلظه َ‬
‫ن مسههجد َ رسههول‬ ‫فقال له ‪ :‬إنك أهل لذلك ‪ ،‬أي عدوّ الله لما أنزل الله فيك ‪ :‬فل تقرب ه ّ‬
‫وف إلهى أخيههه‬ ‫مرو بن عَ ْ‬ ‫جس وقام رجل من بنى عَ ْ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فإنك ن َ ِ‬
‫ً‬
‫ُزوَيّ بن الحارث فأخرجه من المسجد إخراجا عنيفها‪ ،‬وأفّههف منههه ‪ ،‬قههال ‪ :‬غلههب عليههك‬‫ً‬
‫مُرهُ ‪.‬‬ ‫الشيطان وأ ْ‬
‫فهؤلِء من حضر المسجد َ يومئذ مههن المنههافقين ‪ ،‬وأمههر رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم بإخراجهم ‪.‬‬
‫ما نزل في اليهود والمنافقين ‪ :‬ففههي هههؤلء مههن أحبههار يهههود‪ ،‬والمنههافقين مههن‬
‫الوس والخزرج ‪ ،‬نزل صدُر سورةِ البقرة إلى المئة منها ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬والله أعلم ‪.‬‬
‫ه{ ]البقههرة‪ [1،2 :‬أي ل‬ ‫ب ِفيه ِ‬ ‫ب َل َري ْه َ‬ ‫ك ال ْك ِت َهها ُ‬ ‫يقول الله سبحاَنه وبحمده ‪ } :‬الم* ذ َل ِه َ‬
‫شك فيه ‪.‬‬
‫ذلى ‪:‬‬ ‫جؤَية الهُ َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قال ساعدة بن ُ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫م لحي ُ‬ ‫َ‬
‫ب أن قد كان ث ّ‬ ‫َري ْ َ‬ ‫فل‬ ‫صروا بهه‬ ‫ح َ‬‫م قد َ‬ ‫دنا القو َ‬ ‫‪ #‬فقالوا عَهِ ْ‬
‫ً‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬والريب أيضا ‪ :‬الريبة ‪ .‬قال خالد بن‬
‫ُزهير الُهذلي ‪:‬‬
‫‪ #‬كأننى أِريُبة برْيب‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬ومنهم من يرويه ‪:‬‬


‫‪ #‬كأننى أربته برْيب‬
‫ذلي ‪.‬‬ ‫ذؤْيب الهُ َ‬ ‫وهذا البيت في أبيات له ‪ .‬وهو ابن أخى أبي ُ‬
‫دى‪،‬‬ ‫ن{ أي الذين يحذرون من الله عقههوبَته فههي ت َهْرك مهها يعرفههون مههن الهه َ‬ ‫قي َ‬ ‫} ى ل ِل ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬‫صَلةَ وَ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ب وَي ُ ِ‬ ‫ن ِبال ْغَي ْ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن ي ُؤْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ويرجون رحمَته بالتصديق بما جاءهم منه }ال ّ ِ‬
‫ضها‪ ،‬ويؤتون الزكاة احتسابا ً لها }‬ ‫ن{ ]البقرة‪ [3 :‬أي يقيمون الصلةَ بفْر ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫م ُين ِ‬ ‫َرَزقَْناهُ ْ‬
‫ُ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ك { ]البقهرة ‪ ، [4:‬أي يصههدقونك بمها‬ ‫ن قَب ْل ِه َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما أن ْزِ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ما أن ْزِ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن ي ُؤْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫جئت به‬
‫ن قبلهك مههن المرسهلين ‪ ،‬ل يفرقههون بينهههم ‪ ،‬ول‬ ‫مه ْ‬ ‫من اللهه عههز وجهل ‪ ،‬ومها جهاء بههه َ‬
‫ث‬ ‫ن {} ]البقههرة‪ [4 :‬أي بههالبع ِ‬ ‫م ُيوقِن ُههو َ‬ ‫خَرةِ هُ ه ْ‬ ‫يجحدون ما جاءوهم به من ربهم }وَِباْل ِ‬
‫عمون أنهم آمنوا بما كان‬ ‫ن أي هؤلء الذين ي َْز ُ‬ ‫ب والميزا ِ‬ ‫والقيامةِ والجنةِ والنارِ والحسا ِ‬
‫م {}أي على نور مههن ربهههم‬ ‫ن َرب ّهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫ك عََلى هُ ً‬ ‫من قبلك ‪ ،‬وبما جاءك من ربك} أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ن { ]البقههرة‪ [5 :‬أي الههذين أدركههوا مهها‬ ‫حههو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ك هُ ْ‬ ‫واستقامة على ما جاءهم }وَأ ُوْل َئ ِ َ‬
‫وا‬‫ج ْ‬ ‫طلبوا ون َ َ‬
‫فُروا {}أي بما أنزل إليك ‪ ،‬وإن قالوا إنا قد آمنا بما‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫من شّر ما منه هربوا‪} .‬إ ِ ّ‬
‫ن {} ]البقرة‪ ، [6 :‬أي أنهم‬ ‫جاءنا قبلك } سواٌء عَل َيهم أ ََأنذ َرته َ‬
‫مُنو َ‬ ‫م َل ي ُؤْ ِ‬ ‫م ُتنذِْرهُ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ َُ ْ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫كفروا بما عندهم من ذكرك ‪ ،‬وجحدوا ما أخذ عليهم الميثاق لك ‪ ،‬فقد كفروا بما جاءك‬
‫‪ ،‬وبما عندهم مما جاءهم به غيرك ‪ ،‬فكيف يستمعون منك إنذارا ً أو تحذيرًا‪ ،‬وقد كفههروا‬
‫َ‬
‫م‬‫صههارِهِ ْ‬ ‫م وَعَل َههى أب ْ َ‬ ‫معِهِ ْ‬ ‫سه ْ‬ ‫م وَعَل َههى َ‬ ‫م اللههه عَل َههى قُل ُههوب ِهِ ْ‬ ‫خت َه َ‬ ‫بما عنههدهم مههن علمههك ‪َ }.‬‬
‫دى أن يصيبوه أبدا‪ ،‬يعني‬ ‫شاوَةٌ { عن اله َ‬ ‫ِغ َ‬
‫ل مهها كههان‬ ‫بما كذبوك به من الحق الذي جاءك من رّبك حتى يؤمنوا به ‪ ،‬وإن آمنههوا بك ه ّ‬
‫م{]البقرة‪.[7 :‬‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م { بما هم عليه من خلفك }عَ َ‬ ‫قبلك }وَل َهُ ْ‬
‫حبار من يهود‪ ،‬فيما كذبوا به من الحقّ بعد َ معرفته ‪.‬‬ ‫فهذا في ال ْ‬
‫ن { يعنههى المنههافقين‬ ‫مِني َ‬ ‫مهؤْ ِ‬‫م بِ ُ‬ ‫مهها هُه ْ‬ ‫خرِ وَ َ‬ ‫مّنا ِبالله وَِبال ْي َوْم ِ اْل ِ‬ ‫لآ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫}وَ ِ‬
‫ن‬
‫عو َ‬ ‫خ هد َ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫مُنوا وَ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن الله َوال ِ‬ ‫عو َ‬ ‫خادِ ُ‬ ‫من الوس والخزرج ‪ ،‬ومن كان على أمرهم }ي ُ َ‬
‫م‬ ‫ض{ ]البقههرة‪،9:‬ه ‪ [10‬أي شههك } فََزاد َهُه ْ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن)‪ِ(9‬في قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫شعُُرو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫إ ِّل َأن ُ‬
‫م َل ت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫دوا‬ ‫س ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬
‫ذا ِقي َ‬ ‫ن)‪(10‬وَإ ِ َ‬ ‫كاُنوا ي َك ْذُِبو َ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ضا { أي شكا }وَل َهُ ْ‬ ‫مَر ً‬ ‫الله َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ح بيههن‬ ‫ن { ]البقههرة‪ [10،11 :‬أي إنمهها نريههد الصههل َ‬ ‫حو َ‬ ‫ص هل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫حه ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ض َقالوا إ ِن ّ َ‬ ‫ِفي الْر ِ‬
‫الفريقين ‪:‬‬

‫ن َل‬ ‫َ‬
‫ن وَل َك ِه ْ‬ ‫دو َ‬ ‫سه ُ‬ ‫ف ِ‬‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫هه ْ‬ ‫من المههؤمنين وأهههل الكتههاب ‪ ،‬يقههول اللههه تعههالى } أَل إ ِن ّهُه ْ‬
‫م ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫فَهاُء أَل إ ِن ّهُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما آ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫س َقاُلوا أن ُؤْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫ن الّنا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ما آ َ‬ ‫مُنوا ك َ َ‬ ‫مآ ِ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ذا ِقي َ‬ ‫ن)‪(12‬وَإ ِ َ‬ ‫شعُُرو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫وا إ ِل َههى‬ ‫خل َه ْ‬
‫ذا َ‬ ‫من ّهها وَإ ِ َ‬‫من ُههوا قَههاُلوا آ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫قههوا ال ّه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ذا ل َ ُ‬
‫ن)‪(13‬وَإ ِ َ‬ ‫مههو َ‬ ‫ن َل ي َعْل َ ُ‬ ‫فَهاُء وَل َك ِه ْ‬
‫سه َ‬‫م ال ّ‬ ‫هُ ه ْ‬
‫م {} ]البقرة‪12 :‬ه ‪ [14‬من يهود‪،‬‬ ‫طين ِهِ ْ‬
‫شَيا ِ‬ ‫َ‬
‫م {أي إنهها‬ ‫ُ‬
‫معَكهه ْ‬ ‫ُ‬
‫الذين يأمرونهم بالتكذيب بالحق ‪ ،‬وخلف ما جاء به الرسول }َقالوا إ ِّنا َ‬
‫ن {‪:‬‬ ‫ست َهْزُِئو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ُ‬‫ما ن َ ْ‬‫على مثل ما أنتم عليه ‪ }.‬إ ِن ّ َ‬
‫سهت َهْزِئُ ب ِهِه ْ‬
‫م‬ ‫أي إنما نستهزئ بالقوم ‪ ،‬ونلعب بهههم ‪ ،‬يقههول اللههه عههز وجههل ‪ } :‬اللههه ي َ ْ‬
‫ن}]البقرة‪.[15 :‬‬ ‫مُهو َ‬ ‫م ي َعْ َ‬‫م ِفي ط ُغَْيان ِهِ ْ‬ ‫مد ّهُ ْ‬‫وَي َ ُ‬
‫عمة وعامه‪ :‬أي حيههران ‪ ،‬قههال‬ ‫مهون ‪ :‬يحارون تقول العرب ‪ :‬رجل َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ي َعْ َ‬
‫ُرؤبة بن الَعجاج يصف بلدا ً ‪:‬‬
‫هه‬
‫ههه ههههههههه هههه‬
‫ههه ههه‬
‫‪ #‬هه‬
‫مه ‪ :‬فجمعه ‪:‬‬
‫مه ‪ :‬جمع عامه ‪ :‬وأما عَ ِ‬
‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪ .‬فالعُ ّ‬
‫مهاء‪.‬‬ ‫مهة وعَ ْ‬ ‫مهون ‪ .‬والمرأة ‪ :‬عَ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫مهها‬
‫م وَ َ‬
‫جههاَرت ُهُ ْ‬
‫ت تِ َ‬
‫حه ْ‬
‫مهها َرب ِ َ‬ ‫ة ِبال ْهُ َ‬
‫دى}أي الكفههر باليمههان } فَ َ‬ ‫ضَلل َ َ‬ ‫نا ْ‬
‫شت ََرْوا ال ّ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫{أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ن}‪.‬‬‫دي َ‬
‫مهْت َ ِ‬
‫كاُنوا ُ‬ ‫َ‬
‫س هت َوْقَد َ ن َههاًرا‬
‫ذي ا ْ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫م كَ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم ضرب لهم مثل ً فقال تعالى ‪َ {:‬‬
‫مث َل ُهُ ْ‬
‫ن} ]البقههرة‪:‬‬ ‫َ‬
‫صهُرو َ‬‫ت َل ي ُب ْ ِ‬ ‫م ِفهي ظ ُل ُ َ‬
‫مهها ٍ‬ ‫م وَت ََرك َهُه ْ‬
‫ب اللههه ب ِن ُههورِهِ ْ‬ ‫حوْل َ ُ‬
‫ه ذ َهَه َ‬ ‫ما َ‬
‫ت َ‬
‫ضاَء ْ‬
‫ما أ َ‬‫فَل َ ّ‬
‫‪[17‬أي ل ُيبصرون الحقّ ويقولون بههه حههتى ‪ ،‬إذا خرجههوا بههه مههن ظلمهةِ الكفههر أطفئوه‬
‫رهم به ونفاقهم فيه ‪ ،‬فتركهم‬ ‫بكف ِ‬

‫ي‬‫مه ٌ‬ ‫م عُ ْ‬‫م ب ُك ْه ٌ‬ ‫ص ّ‬ ‫دى‪ ،‬ول يستقيمون على حق { ُ‬ ‫الله في ظلمات الكفر فهم ل يبصرون هُ ً‬
‫عمههى عههن الخيههر‪ ،‬ل‬ ‫صم بكم ُ‬ ‫دى‪ُ ،‬‬ ‫ن} ]البقرة‪[18 :‬أي ل يرجعون إلى الهُ َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫م َل ي َْر ِ‬
‫فَهُ ْ‬
‫َ‬
‫ماِء‬‫سه َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مه ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫يرجعون إلى خير‪ ،‬ول يصيبون نجاة ما كانوا على ما هم عليهه {أوْ ك َ َ‬
‫صهي ّ ٍ‬
‫فيه ظ ُل ُمات ورعْد وبرقٌ يجعُلو َ‬
‫ت َواللههه‬ ‫م هوْ ِ‬‫ح هذ ََر ال ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ع ِ‬ ‫وا ِ‬‫ص َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ذان ِهِ ْ‬‫م ِفي آ َ‬ ‫صاب ِعَهُ ْ‬
‫نأ َ‬‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ٌ ََ ٌ ََْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ن}‪].‬البقرة‪[19 :‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ط ِبال ْ َ‬‫حي ٌ‬‫م ِ‬‫ُ‬
‫صّيب ‪ :‬المطهر‪ ،‬وهو من صاب يصوب ‪ ،‬مثل قولهم ‪ :‬السّيد‪ ،‬من‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ال َ‬
‫دة‪ ،‬أحد بنههى‬ ‫ل عَلقمة بن عَب َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ساد َ يسود‪ ،‬والميت ‪ :‬من مات يموت ‪ ،‬وجمعه صياِئب ‪ .‬قا َ‬
‫مناة ابن تميم ‪:‬‬ ‫ربيعة بن مالك بن زيد َ‬
‫ب‬‫دبي ُ‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ره ّ‬ ‫لطي ِ‬ ‫قها‬ ‫صواع ُ‬ ‫م صابت عليهم سحابهة‬ ‫‪ #‬كأنه ُ‬
‫وفيها ‪:‬‬
‫ب‬ ‫ث َتصو ُ‬ ‫ن حي ُ‬ ‫مْز ِ‬ ‫ك َرَوايا ال ُ‬ ‫قت ْ َ‬‫س َ‬ ‫َ‬ ‫مر‬ ‫مغَ ّ‬ ‫دلي بينى وبين ُ‬ ‫‪ #‬فل ت َعْ ِ‬
‫وهذان البيتان في قصيدة له ‪.‬‬
‫ذر مهن القتهل مهن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬أي هم من ظلمة ما هم فيه مهن الكفهر والحه َ‬
‫الذي هم عليه من الخلف والتخوف لكم ‪ ،‬علههى مثههل مهها ُوصههف ‪ .‬مههن الههذي هههو فههي‬
‫زل‬ ‫من ْه ِ‬‫حذ ََر الموت ‪ .‬يقول ‪ :‬والله ُ‬ ‫صْيب ‪ .‬يجعل أصابَعه في أذنيه من الصواعق َ‬ ‫ظلمة ال ّ‬ ‫ُ‬
‫م} أي لشدة‬ ‫خط َ ُ َ‬ ‫كاد ُ ال ْب َْرقُ ي َ ْ‬ ‫قمة ‪ .‬أي هو محيط بالكافرين {ي َ َ‬
‫صاَرهُ ْ‬ ‫ف أب ْ َ‬ ‫ذلك بهم من الن ّ ْ‬
‫موا}أي يعرفههون الحههق‬ ‫شهوا فيهه وإ َ َ‬ ‫َ‬
‫م َقها ُ‬ ‫م عَل َي ِْهه ْ‬ ‫ذا أظ ْل َه َ‬ ‫م َ ْ ِ ِ َِ‬ ‫م َ‬ ‫ضهاَء ل َهُه ْ‬
‫مها أ َ‬‫ضوء الحق {ك ُل ّ َ‬
‫ويتكلمون به ‪ .‬فهم من قولهم به على استقامة فإذا‬

‫َ‬ ‫ارتكسوا منه في الكفر قاموا متحيرين {وَل َوْ َ‬


‫م} أي‬
‫صههارِهِ ْ‬
‫م وَأب ْ َ‬
‫معِهِ ْ‬
‫سهه ْ‬ ‫شاَء الله ل َذ َهَ َ‬
‫ب بِ َ‬
‫ديٌر} ]البقرة‪[20 :‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ن الله عََلى ك ُ ّ‬ ‫لما تركوا من الحق بعد معرفته{إ َ‬
‫م} للفريقين جميعا ً ‪ :‬من‬ ‫َ‬
‫دوا َرب ّك ُ ْ‬ ‫ثم قال ‪َ {:‬ياأي َّها الّنا ُ‬
‫س اعْب ُ ُ‬
‫ن*‬ ‫قههو َ‬
‫م ت َت ّ ُ‬‫م ل َعَل ّك ُه ْ‬
‫ن قَب ْل ِك ُه ْ‬‫مه ْ‬‫ن ِ‬ ‫م َوال ّه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫خل َ َ‬
‫ذي َ‬ ‫حدوا رّبكم {ال ّ ِ‬ ‫الكفار والمنافقين ‪ .‬أي و ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مه ْ‬ ‫ج ب ِههِ ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫مههاًء فَهأ ْ‬ ‫ماِء َ‬ ‫سه َ‬‫ن ال ّ‬
‫مه ْ‬‫ل ِ‬ ‫ماَء ب ِن َههاًء وَأن ْهَز َ‬ ‫سه َ‬‫شا َوال ّ‬ ‫ض فَِرا ً‬ ‫م اْلْر َ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬
‫جع َ َ‬‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن }]البقرة‪[21،22 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬ ‫دا وَأن ْت ُ ْ‬ ‫دا ً‬ ‫جعَُلوا ل ِل ّهِ أن َ‬
‫م فََل ت َ ْ‬ ‫ت رِْزًقا ل َك ُ ْ‬ ‫مَرا ِ‬‫الث ّ َ‬
‫َ‬
‫ل ‪ :‬واحدهم ِند‪ .‬قال لبيد بن ربيعة ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬النداد ُ ‪ :‬المثا ُ‬
‫ل‬‫فَعَ ْ‬ ‫شاء‬ ‫ما‬ ‫الخيُر‬ ‫بيدْيه‬ ‫مد ُ الله فل ن ِد ّ لههههه‬ ‫ح َ‬
‫‪#‬أ ْ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬أي ل ُتشركوا بالله غيَره من النداد التي ل‬
‫ب لكم يرزقكم غيره ‪ ،‬وقد‬ ‫تنفع ول تضر‪ ،‬وأنتم تعلمون أنه ل ر ّ‬
‫م‬
‫كنت ُه ْ‬ ‫علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول من توحيده هو الحق ل شههك ل فيههه ‪{ .‬وَإ ِ ْ‬
‫ن ُ‬
‫ما ن َّزل َْنا عََلى عَب ْدَِنا}أي في شك‬ ‫م ّ‬
‫ب ِ‬
‫ِفي َري ْ ٍ‬
‫ن الله}‪ ،‬أي مههن اسههتطعتم‬ ‫ْ‬
‫دو ِ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬ ‫داَءك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫مث ْل ِهِ َواد ْ ُ‬
‫عوا ُ‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬ ‫مما جاءكم {فَأُتوا ب ِ ُ‬
‫سوَرةٍ ِ‬
‫فعَل ُههوا فَههات ّ ُ‬
‫قوا‬ ‫فعَل ُههوا وَل َه ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫ن ل َه ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ن* فَإ ِ ْ‬ ‫صادِِقي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫من أعوانكم على ما أنتم عليه { ُ‬
‫كنت ُ ْ‬
‫ُ‬
‫ن} ]البقههرة‪ [23،24 :‬أي لمهن كهان‬ ‫ت ل ِل ْك َههافِ ِ‬
‫ري َ‬ ‫عهد ّ ْ‬‫جاَرةُ أ ِ‬ ‫س َوال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫الّناَر ال ِّتي وَُقود ُ َ‬
‫ها الّنا ُ‬
‫على مثل ما أنتم عليه من الكفر‪.‬‬
‫ض الميثاق الههذي أخههذ عليهههم لنههبيه صههلى اللههه عليههه وسههلم إذا‬ ‫ذرهم نق َ‬ ‫غبهم وح ّ‬ ‫ثم ر ّ‬
‫جاءهم وذكر لهم بدء خلقهم حين خلقهم ‪ ،‬وشأن أبيهم آدم عليه‬
‫ل}‬ ‫السلم وأمره ‪ ،‬وكيف صنع به في خههالف عههن طههاعته ‪ ،‬ثههم قههال ‪{ :‬ي َههاب َِني إ ِ ْ‬
‫س هَراِئي َ‬
‫َ‬
‫م} أي بلئى عندكم وعند ابائكم ‪ ،‬لما‬ ‫ت عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫للحبار من يهود {اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬
‫مِتي ال ِّتي أن ْعَ ْ‬
‫م ُ‬
‫كان نجاهم به من‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت في أعناقكم لنبيي أحمد‪ ،‬إذا جاءكم{ أو ِ‬
‫ف‬ ‫دي} الذي أخذ ُ‬
‫فرعون وقومه{ وَأوُْفوا ب ِعَهْ ِ‬
‫م}أنجز لكم ما وعدتكم على تصديقه واتباعه بوضع مهها كههان عليكههم مههن الصههار‬ ‫ب ِعَهْدِك ُ ْ‬
‫ن} أي‬‫كانت من أحداثكم {وَإ ِّيايَ فَههاْرهَُبو ِ‬ ‫والغلل التي كانت في أعناقكم بذنوبكم التي‬
‫النقمههات الههتي قههد عرفتههم مههن المسههخ‬ ‫‪ :‬أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكههم مههن‬
‫ه} وعنههدكم مههن‬ ‫كون ُههوا أ َوّ َ‬
‫ل ك َههافِرٍ ب ِه ِ‬ ‫وََل ت َ ُ‬ ‫معَك ُه ْ‬
‫م‬ ‫صد ًّقا ل ِ َ‬
‫مهها َ‬ ‫م َ‬
‫ت ُ‬
‫َ‬
‫ما أنَزل ْ ُ‬ ‫وغيره ‪َ{ .‬وآ ِ‬
‫مُنوا ب ِ َ‬
‫ق‬ ‫موا ال ْ َ‬
‫حهه ّ‬ ‫حقّ ِبال َْباط ِ ِ‬
‫ل وَت َك ْت ُ ُ‬ ‫سوا ال ْ َ‬
‫ن* وََل ت َل ْب ِ ُ‬ ‫العلم فيه ما ليس عند غيركم {وَإ ِّيايَ َفات ّ ُ‬
‫قو ِ‬
‫ن} ]البقرة‪[41،42:‬‬ ‫َ‬
‫م ت َعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬

‫أي ل تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولى ومما جاء به ‪ ،‬وأنتم‬


‫َ ْ‬
‫ن‬
‫س هوْ َ‬‫س ب ِههال ْب ِّر وََتن َ‬
‫ن الن ّهها َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيههديكم{ أت َهأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأن ُ‬
‫ون‬ ‫ن}]البقرة‪ ،[44:‬أي أتْنه ْ‬ ‫قُلو َ‬
‫ب أفََل ت َعْ ِ‬‫ن ال ْك َِتا َ‬
‫م ت َت ُْلو َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ف َ‬
‫س عن الكفر بما عندكم من النبوة والعهد من التوراة وتتركون أنفسكم ‪ ،‬أي وأنتههم‬ ‫النا َ‬
‫تكفرون بما فيها من عهدي إليكم في تصديق رسولي ‪ ،‬وتنقضون ميثههاقي ‪ ،‬وتجحههدون‬
‫ما تعلمون من كتابي ‪.‬‬
‫دد عليهم أحداثهم ‪ ،‬فذكر لهم العجههل ومهها صههنعوا فيههه ‪ ،‬وتههوبته عليهههم ‪ ،‬وإقههالته‬ ‫ثم ع ّ‬
‫جْههَرةً} ]النسهاء‪ [153 :‬قهال ابهن هشهام ‪ :‬جههرة‪ ،‬أى‬ ‫َ‬
‫إياهم ‪ ،‬ثم قهولهم ‪{ :‬أرَِنها اللهه َ‬
‫ى واسمه قتيبة ‪:‬‬ ‫حمان ّ‬ ‫ظاهرا ً لنا ل شىء يستره عنا‪ .‬قال أبو ال ْ‬
‫خَزر ال َ‬
‫دم‬‫س ُ‬‫ف المياه ال ّ‬ ‫‪ #‬يجهر أجوا َ‬
‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪.‬‬
‫يجهر ‪ :‬يقول ‪ :‬يظهر الماء‪ ،‬ويكشف عنه ما يستره من الرمل وغيره ‪ .‬قال ابن إسحاق‬
‫خذ َ الصاعقة إياهم عند ذلك لغّرتهم ‪ ،‬ثم إحياَءه إيههاهم بعههد مههوتهم وتظليلههه عليهههم‬ ‫‪ :‬وأ ْ‬
‫دا وَُقول ُههوا‬
‫ج ً‬
‫سه ّ‬ ‫ب ُ‬ ‫الغمام ‪ ،‬وإنزاله عليهم المن والسههلوى‪ ،‬وقههوله لهههم ‪َ {:‬واد ْ ُ‬
‫خل ُههوا ال ْب َهها َ‬
‫ط به ذنوَبكم عنكههم ‪ ،‬وتبههديلهم ذلههك مههن‬ ‫ة} ]البقرة‪[58:‬أي قولوا ما أمركم به أح ّ‬ ‫حط ّ ٌ‬‫ِ‬
‫قوله استهزاًء بأمره ‪ ،‬وإقالته إياهم ذلك بعد هُْزئهم ‪.‬‬

‫حلههوا ً‬ ‫حر على شجرهم ‪ ،‬فَي َ ْ‬


‫جَتنههونه ُ‬ ‫س َ‬
‫ن شيء كان يسقط في ال ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الم ّ‬
‫شى بني قَْيس ابن ث َْعلبة ‪:‬‬
‫مثل العسل فيشربونه ويأكلونه ‪ .‬قال أع َ‬
‫جَعا‬ ‫م نَ َ‬ ‫س ط ُْعما ً فيه ُ‬ ‫ما أبصر النا ُ‬ ‫م‬
‫وى مكان َهُ ُ‬ ‫ن والسل ْ َ‬ ‫‪ #‬لو أطِعموا الم ّ‬
‫مانى ‪،‬‬ ‫سه َ‬ ‫سلواة ويقههال ‪ :‬إنههها ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫سلوى ‪ :‬طير واحدتها ‪َ :‬‬ ‫ْ‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬وال ّ‬
‫ذلي ‪:‬‬ ‫سْلوى‪ .‬وقال خالد بن ُزهير الهُ َ‬ ‫ويقال للعسل أيضا ً ‪ :‬ال ّ‬
‫شوُرها‬ ‫وى إذا ما ن َ ُ‬ ‫سل ْ َ‬‫ألذ من ال ّ‬ ‫قا لنتههم‬ ‫مها بالله ح ّ‬ ‫س َ‬
‫‪ #‬وقا َ‬
‫حط عنا ذنوَبنا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حطة ‪ :‬أي ُ‬ ‫ّ‬ ‫وهذا البيت في َقصيدة له و ِ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان من تبديلهم ذلك كما حههدثني صههالح بههن ك َْيسههان عههن صههالح‬
‫مولى الت ّوَْءمة بنت أمية بن خلف ‪ ،‬عن أبي هريرة ومن ل أتهم ‪ ،‬عن ابن عبههاس ‪ ،‬عههن‬
‫جدا ً‬ ‫س ّ‬‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال ‪ :‬دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا منه ُ‬
‫حْنط في شعير‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪ :‬حنطة في شعيرة ‪.‬‬ ‫يزحفون ‪ ،‬وهم يقولون ِ‬
‫ب بعصههاه الحج هَر‪،‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬واستسقاَء موسى لقومهِ ‪ ،‬وأمَره ِإياه أن يضههر َ‬
‫سههْبط‬ ‫ل ِ‬ ‫ُ‬
‫علم كهه ّ‬ ‫سْبط عين يشربون منها‪ ،‬قد َ‬ ‫فانفجرت لهم منه اثنتا عشرة عينا‪ ،‬لكل ِ‬
‫ح هدٍ‬ ‫ص هب َِر عَل َههى ط َعَههام ٍ َوا ِ‬ ‫عيَنه التي منها يشرب ‪ ،‬وقولهم لموسى عليه السلم ‪ {:‬ل َه ْ‬
‫ن نَ ْ‬
‫مَها} ]البقرة‪[60:‬‬ ‫َ‬
‫قل َِها وَقِّثائ َِها وَُفو ِ‬
‫ن بَ ْ‬‫م ْ‬‫ض ِ‬ ‫ت اْلْر ُ‬ ‫ما ت ُن ْب ِ ُ‬
‫م ّ‬‫ج ل ََنا ِ‬
‫خرِ ْ‬ ‫َفاد ْعُ ل ََنا َرب ّ َ‬
‫ك يُ ْ‬

‫صلت الثقفى ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الفوم ‪ :‬الحنطة ‪ .‬قال أمية بن أبي ال ّ‬
‫ُفوم ِ‬ ‫ى‬
‫ق ِ‬ ‫ل في ن ِ ْ‬ ‫كالوَِذي ِ‬ ‫قِط َعٌ‬ ‫شيَزى مثل الجوابي عليها‬ ‫‪ #‬فوقَ ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الوذيل ‪ :‬قطع الفضة‪ ،‬والفوم ‪ :‬القمح ‪ ،‬واحدته ‪ :‬فومة ‪ .‬وهههذا الههبيت‬
‫في قصيدة له ‪.‬‬
‫َ‬ ‫{وعَدسها وبصل ِها َقا َ َ‬
‫ن‬‫ص هًرا فَ هإ ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ْهٌر اهْب ِط ُههوا ِ‬ ‫ذي هُوَ َ‬ ‫ذي هُوَ أد َْنى ِبال ّ ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ست َب ْدُِلو َ‬ ‫ل أت َ ْ‬ ‫َ َ ِ َ ََ َ َ‬
‫م}‪.‬‬ ‫َ‬
‫سأل ْت ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلم يفعلوا‪ ،‬ورْفعه الطور فوَقهم ليأخذوا ما أوتوا‪ ،‬والمسههخ الههذي‬
‫حداثهم ‪ ،‬والبقرة التي أراهم الله عز وجل بها العبرة فههي‬ ‫كان فيهم ‪ ،‬إذ جعلهم قردةً بإ ْ‬
‫القتيل الذي اختلفوا فيه ‪ ،‬حتى بي ّههن اللههه لهههم أمههره ‪ ،‬بعههد الههتردد علههى موسههى عليههه‬
‫السلم في صفة البقرة‪ ،‬وقسوة قلوبهم بعد ذلك حتى كانت كالحجارة أو أشد قسههوة‪،‬‬
‫ج‬ ‫خ هُر ُ‬ ‫ققُ فَي َ ْ‬ ‫شه ّ‬ ‫مهها ي َ ّ‬‫من ْهَهها ل َ َ‬‫ن ِ‬ ‫ه اْل َن َْهاُر وَإ ِ ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جُر ِ‬ ‫ف ّ‬‫ما ي َت َ َ‬ ‫جاَرةِ ل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ثم قال تعالى ‪} :‬وَإ ِ ّ‬
‫شي َةِ الله}أي وإن مههن الحجههارة لليههن مههن قلههوبكم‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ما ي َهْب ِط ِ‬ ‫من َْها ل َ َ‬‫ن ِ‬ ‫ماُء وَإ ِ ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬‫من ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ن}‪.‬‬‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬‫ما الله ب َِغافِ ٍ‬ ‫عما تدعون إليه من الحق }وَ َ‬
‫ؤيسههم منهههم‬ ‫ثههم قههال لمحمههد عليههه الصههلة والسههلم ولمههن معههه مههن المههؤمنين ي ْ‬
‫}أ َفَتط ْمعو َ‬
‫ن‬
‫مه ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ُ‬
‫حّرفههون َ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م اللههه ث ُه ّ‬ ‫ن ك ََل َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ريقٌ ِ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫كا َ‬‫م وَقَد ْ َ‬ ‫مُنوا ل َك ُ ْ‬ ‫ن ي ُؤْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ن كلهههم‬ ‫ن} ]البقرة‪ .[75 :‬وليس قوله " يسمعون التههوراةَ " أ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬‫قُلوهُ وَهُ ْ‬ ‫ما عَ َ‬ ‫ب َعْدِ َ‬
‫قد سمعها‪ ،‬ولكنه فريق منهم ‪ ،‬أي خاصة ‪ .‬قال ابههن إسههحاق ‪ :‬فيمهها بلغنههى عهن بعهض‬
‫أهل العلم ‪ :‬قالوا لموسى ‪:‬‬

‫مههه حيههن يكلمههك ‪ ،‬فطلههب ذلههك‬ ‫يا موسى‪ ،‬قد حيل بيَننا وبين رؤية اللههه ‪ ،‬فأسههمعنا كل َ‬
‫ّ‬
‫موسى عليه السلم من ربه ‪ ،‬فقهال لهه ‪ :‬نعهم مرههم فليطههروا‪ ،‬أو ليطههروا ثيهاَبهم ‪،‬‬
‫م أمرهههم‬ ‫وليصوموا‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬ثم خرج بهههم حههتى أتههى بهههم الطههوَر فلمهها غشههيهم الغمهها ُ‬
‫جدا ً وكلمه ربه ‪ ،‬فسههمعوا كلمههه تبههارك وتعههالى‪ ،‬يههأمرهم وينهههاهم ‪،‬‬ ‫س ّ‬
‫موسى فوقعوا ُ‬
‫حتى عقلوا عنه ما سمعوا‪ ،‬ثم انصههرف بهههم إلهى بنههي إسههرائيل ‪ ،‬فلمهها جههاءهم حهّرف‬
‫فريق منهم ما أمرهم به ‪ ،‬وقالوا‪ ،‬حين قال موسى لبنى إسرائيل ‪ :‬إن الله قههد أمركههم‬
‫بكذا وكذا‪ ،‬قال ذلك الفريق الذي ذكر الله عز وجل ‪ :‬إنما قال كذا وكذا‪ ،‬خلفا ً لما قال‬
‫الله لهم ‪ ،‬فهم الذين عنى الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫مّنا}‪ ،‬أي بصاحبكم رسول الله ‪ ،‬ولكنههه‬ ‫مُنوا َقاُلوا آ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوا ال ّ ِ‬ ‫ذا ل َ ُ‬‫ثم قال تعالى ‪{ :‬وَإ ِ َ‬
‫ض َقاُلوا}‪ :‬ل تحدثوا العرب بهذا‪ ،‬فإنكم قههد كنتههم‬ ‫م إ ِلى ب َعْ ٍ‬
‫ضه ُ ْ َ‬ ‫خَل ب َعْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫إليكم خاصة‪ {،‬وَإ ِ َ‬
‫من ُههوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قههوا ال ّه ِ‬ ‫ذا ل َ ُ‬ ‫تستفتحون به عليهم ‪ ،‬فكان فيهم فأنزل الله عز وجل فيهههم ‪{ :‬وَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫م ِبهه ِ‬ ‫جوك ُ ْ‬ ‫حهها ّ‬ ‫م ل ِي ُ َ‬‫ح الله عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫ما فَت َ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حد ُّثون َهُ ْ‬ ‫ض َقاُلوا أت ُ َ‬ ‫م إ ِلى ب َعْ ٍ‬
‫ضه ُ ْ َ‬ ‫خَل ب َعْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫مّنا وَإ ِ َ‬ ‫َقاُلوا آ َ‬
‫ن} ]البقرة‪ [76 :‬أي تقرون بأنه نبى‪ ،‬وقد عرفتم أنههه قههد أخههذ لهه‬ ‫عند ربك ُ َ‬
‫قُلو َ‬ ‫م أفََل ت َعْ ِ‬ ‫ِ ْ َ َ ّ ْ‬
‫الميثاق عليكم باتباعه ‪ ،‬وهو يخبركم أنه النبي الذي كنا ننتظر ونجد في كتابنا‪ ،‬اجحههدوه‬
‫ول تقروا لهم به ‪ ،‬يقول الله عههز وجههل ‪{ :‬أ َوَل يعل َمههو َ‬
‫مهها‬
‫ن وَ َ‬ ‫سهّرو َ‬ ‫مهها ي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن اللههه ي َعْل َه ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫ي}‪].‬البقرة‪[77،78:‬‬ ‫َ‬ ‫يعل ِنون* ومنه ُ‬
‫مان ِ ّ‬‫ب إ ِّل أ َ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن َل ي َعْل َ ُ‬ ‫مّيو َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ُْ ُ َ َ ِ ُْ ْ‬
‫ي ‪ ،‬إل قههراءة‪ ،‬لن المههى ‪ :‬الههذي يقههرأ ول‬ ‫قال ابن هشام ‪ ،‬عن أبي عُب َْيدة ‪ :‬إل أمان ّ‬
‫عبيههدة‬ ‫يكتب ‪ .‬يقول ‪ :‬ل يعلمون الكتاب ‪ ،‬إل أنهم يقرءونه ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬عههن أبههي ُ‬
‫ويونس ‪ ،‬أنهما تأول ذلك عن العرب في قول الله عز وجل ‪ ،‬حدثني أبو عَُبيدة بذلك ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني يونس بن حبيب النحويّ وأبو عَُبيدة ‪:‬‬
‫أن العرب تقول ‪ :‬تمّنى‪ ،‬في معنى قرأ‪ .‬وفى كتاب الله تبارك وتعالى‪:‬‬
‫ن ِفههي‬ ‫طا ُ‬ ‫شههي ْ َ‬ ‫قههى ال ّ‬ ‫مّنههى أ َل ْ َ‬ ‫ي إ ِّل إ ِ َ‬
‫ذا ت َ َ‬ ‫ل وََل ن َِبهه ّ‬ ‫سههو ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مهه ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن قَب ِْلهه َ‬ ‫مهه ْ‬ ‫سههل َْنا ِ‬
‫َ‬
‫مهها أْر َ‬ ‫{وَ َ‬
‫ه} ]الحج‪ [82 :‬قال ‪ :‬وأنشدنى أبو عُب َْيدة النحوي ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫من ِي ّت ِ ِ‬
‫أ ْ‬
‫المقادِرِ‬ ‫م‬ ‫حما ُ‬ ‫ِ‬ ‫وافى‬ ‫وآخَرهُ‬ ‫ه‬
‫ل ليلهههه ِ‬ ‫ب الله أو َ‬ ‫‪ #‬تمّنى كتا َ‬
‫وأنشدنى أيضا ً ‪:‬‬
‫ل‬‫س ِ‬ ‫ي داود َ الّزبوَر على رِ ْ‬ ‫َتمن ّ َ‬ ‫ل خاليا ً‬ ‫ب الله في اللي ِ‬ ‫‪ #‬تمّنى كتا َ‬
‫ل المالَ‬ ‫وواحدة الماني ‪ :‬أمنّية ‪ .‬والمانى أيضا ً ‪ :‬أن يتمنى الرج ُ‬
‫أو غيَره ‪.‬‬
‫ن}‪ :‬أي ل يعلمون الكتاب‬ ‫م إ ِّل ي َظ ُّنو َ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪{ :‬وَإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫مهها‬‫سهَنا الن ّههاُر إ ِّل أّيا ً‬ ‫م ّ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ول يدرون ما فيههه ‪ ،‬وهههم يجحههدون نبوتههك بههالظن ‪ {.‬وَقَههاُلوا ل َه ْ‬
‫مهها َل‬ ‫َ‬ ‫ل َأات ّ َ‬
‫ن عَل َههى اللههه َ‬ ‫قول ُههو َ‬ ‫م تَ ُ‬
‫ف اللههه عَهْهد َهُ أ ْ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ن يُ ْ‬‫دا فَل َ ْ‬ ‫عن ْد َ الله عَهْ ً‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫دود َةً قُ ْ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن}‪].‬البقرة‪[80 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫ما ادعاه يهود في عذاب الخرة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني‬
‫جب َْير‪ ،‬عن ابن‬ ‫كرمة‪ ،‬أو عن سعيد بن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫مولى لزيد بن ثابت عن ِ‬
‫م رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة‪ ،‬واليهود تقول ‪ :‬إنما مدة‬ ‫ُ‬ ‫عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قَدِ َ‬
‫س في النار بكل ألف‬ ‫ة الف سنة‪ ،‬وإنما ُيعذب الله النا َ‬ ‫الدنيا سبع ُ‬
‫ً‬
‫سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام ِ الخرة‪ ،‬وإنما هي‬ ‫ً‬
‫سَنا الّنههاُر‬ ‫م ّ‬
‫ن تَ َ‬ ‫سبعة أيام ثم ينقطع العذاب ‪ .‬فأنزل الله في ذلك من قولهم ‪ {:‬وََقاُلوا ل َ ْ‬
‫ن عََلههى اللههه‬ ‫َ‬ ‫ل َأات ّ َ‬ ‫َ‬
‫قوُلو َ‬ ‫م تَ ُ‬‫ف الله عَهْد َهُ أ ْ‬ ‫خل ِ َ‬‫ن يُ ْ‬‫دا فَل َ ْ‬
‫عن ْد َ الله عَهْ ً‬ ‫م ِ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫دود َةً قُ ْ‬
‫مع ْ ُ‬
‫ما َ‬‫إ ِّل أّيا ً‬
‫ه}]البقههرة‪ .[80،81 :‬أي مههن‬ ‫ما َل تعل َمون* بَلى من ك َسب س هيئ َ ً َ‬
‫طيئ َت ُه ُ‬
‫خ ِ‬ ‫ت ب ِههِ َ‬ ‫حههاط َ ْ‬ ‫ة وَأ َ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫عمل بمثل أعمالكم ‪ ،‬وكفر بمثل‬
‫م ِفيَهها‬ ‫ما كفرتم به ‪ ،‬يحيط كفره بما له عند الله من حسنة {َفهأ ُول َئ ِ َ َ‬
‫هه ْ‬‫ب الن ّههارِ ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫صه َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ت أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫م ِفيَهها‬ ‫هه ْ‬‫جن ّهةِ ُ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫صه َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صههال ِ َ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫خْلد أبدا ً{ َوال ّ ِ‬ ‫ن}أي ُ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬‫َ‬
‫ن} ]البقرة‪ [82 :‬أي من آمن بما كفرتم به ‪ ،‬وعمههل بمهها تركتههم مههن دينههه فلهههم‬‫دو َ‬
‫خال ِ ُ‬
‫َ‬
‫ً‬
‫الجنة خالدين فيها‪ ،‬يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيههم علههى أهلههه أبههدا‪ ،‬ل انقطههاع‬
‫ل} ‪،‬‬ ‫سههَراِئي َ‬ ‫ميَثاقَ ب َِنههي إ ِ ْ‬ ‫خذ َْنا ِ‬ ‫له ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قال الله عز وجل يؤنبهم ‪ :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫ن‬ ‫كي ِ‬
‫سهها ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫قْرب َههى َوال ْي َت َهها َ‬ ‫سههاًنا وَِذي ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫ن إ ِّل الله وَِبال ْ َ‬
‫وال ِهد َي ْ ِ‬ ‫دو َ‬‫أي ميثاقكم{ َل ت َعْب ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م وَأن ْت ُه ْ‬ ‫من ْك ُه ْ‬ ‫م إ ِّل قَِليًل ِ‬ ‫م ت َهوَل ّي ْت ُ ْ‬ ‫ص هَلةَ َوآت ُههوا الّزك َههاةَ ث ُه ّ‬ ‫مههوا ال ّ‬ ‫س هًنا وَأِقي ُ‬‫ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ُ‬
‫وَُقولههوا ِللن ّهها ِ‬
‫ن‬‫كو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫سهه ِ‬ ‫م َل ت َ ْ‬ ‫ميَثههاقَك ُ ْ‬ ‫خههذ َْنا ِ‬ ‫ن}‪ ،‬أي تركتههم ذلههك كلههه ليههس بههالتنقص {وَإ ِذ ْ أ َ َ‬ ‫ضههو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫ُ‬
‫سههفك‬ ‫م} ]البقرة‪ [84 :‬قال ابههن هشههام ‪ :‬تسههفكون ‪ :‬تص هّبون ‪ .‬تقههول العههرب ‪َ :‬‬ ‫ماَءك ُ ْ‬
‫دِ َ‬
‫مه ‪،‬‬ ‫د َ‬
‫أي صّبه وسفك الزق أي هراقه ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫ل‬‫الحا ِ‬ ‫ت ُْربةِ‬ ‫في‬ ‫ن‬
‫الب ُد ْ ِ‬ ‫دماَء‬ ‫ضناسفكنا‬ ‫ل بأر ِ‬ ‫ح ّ‬
‫ف َ‬‫‪ #‬وكنا إذا ما الضي ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يعنى " بالحال " ‪ :‬الطين الذي يخالطه الرمههل ‪ ،‬وهههو الههذي تقههول لههه‬
‫َ‬
‫ه َل إ ِل َه َ‬
‫ه‬ ‫ت أن ّه ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫ن ‪ {:‬آ َ‬ ‫سهلة‪ .‬وقد جاء في الحديث ‪ :‬أن جبريل لما قال فرعو ُ‬ ‫العرب ‪ :‬ال ّ‬
‫مههأته ‪ ،‬فضههرب بههه‬ ‫ح ْ‬ ‫ل} ]يونس‪ [90 :‬أخذ من حال البحر و َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ت ب ِهِ ب َُنو إ ِ ْ‬
‫من َ ْ‬ ‫إ ِّل ال ّ ِ‬
‫ذي آ َ‬
‫وجه فرعون ‪ .‬والحال ‪ :‬مثل الحمأ"‪.‬‬
‫ن}‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َأن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪{ :‬وََل ت ُ ْ‬
‫دو َ‬ ‫م تَ ْ‬
‫ش هه َ ُ‬ ‫م وَأن ْت ُه ْ‬‫م أقَْرْرت ُه ْ‬ ‫ن دِي َههارِك ُ ْ‬
‫م ث ُه ّ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫سك ُ ْ‬‫ف َ‬ ‫جو َ‬
‫خرِ ُ‬
‫قهها‬ ‫ن فَ ِ‬
‫ري ً‬ ‫جههو َ‬‫خرِ ُ‬‫م وَت ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬‫ن َأن ُ‬
‫قت ُُلو َ‬‫م هَؤَُلء ت َ ْ‬ ‫على أن هذا حق من ميثاقى عليكم ‪{ :‬ث ُ َ‬
‫م أن ْت ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن} ]البقههرة‪ : [85:‬أي أهههل الشههرك ‪:‬‬ ‫م ِباْل ِث ْم ِ َوال ْعُ هد َْوا ِ‬
‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫م تَ َ‬
‫ظاهَُرو َ‬ ‫ن دَِيارِهِ ْ‬
‫م ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ِ‬
‫حتى ُيسفكوا دماَءهم معهم ‪،‬‬
‫م} وقد‬ ‫ويخرجوهم من ديارهم معهم ‪ {.‬وإن يأ ْتوك ُ ُ‬
‫دوهُ ْ‬
‫فا ُ‬
‫ساَرى ت ُ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫َِ ْ َ ُ ْ‬
‫م}‪ :‬في كتابكم‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫حّر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫عرفتم أن ذلك عليكم في دينكم {وَهُوَ ُ‬
‫ض}‪ ،‬أي أتفادونهم‬ ‫خراجه َ‬
‫ن ب ِب َعْ ٍ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ض ال ْك َِتا ِ‬
‫ب وَت َك ْ ُ‬ ‫ن ب ِب َعْ ِ‬‫مُنو َ‬ ‫م أفَت ُؤْ ِ‬ ‫{إ ِ ْ َ ُ ُ ْ‬
‫خ هْزيٌ فِههي‬ ‫م إ ِّل ِ‬ ‫من ْك ُه ْ‬‫ك ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫فع َ ُ‬‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬ ‫جَزاُء َ‬ ‫ما َ‬ ‫مؤمنين بذلك ‪ ،‬وتخرجونهم كفارا ً بذلك {فَ َ‬
‫ُ‬
‫ن* أوْل َئ ِ َ‬ ‫ن إ َِلى أ َ َ‬
‫ك‬ ‫مل ُههو َ‬
‫مهها ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ما الله ب َِغافِ ٍ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫شد ّ ال ْعَ َ‬ ‫دو َ‬ ‫مةِ ي َُر ّ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا وَي َوْ َ‬
‫ن}‪].‬البقههرة‪:‬‬ ‫ص هُرو َ‬ ‫م ُين َ‬ ‫ب وََل هُ ه ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م ال ْعَ َ‬ ‫ف عَن ْهُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ّ‬‫خَرةِ فََل ي ُ َ‬ ‫حَياةَ الد ّن َْيا ِباْل ِ‬ ‫شت ََرْوا ال ْ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫‪ [85،86‬فأنبهم الله عز وجل‬
‫ك دماِئهم ‪ .‬وافترض‬ ‫بذلك من فعلهم ‪ ،‬وقد حّرم عليهم في التوراة سف َ‬
‫عليهم فيها فداء أسراهم ‪.‬‬
‫فهههم ‪،‬‬ ‫فهم ‪ ،‬حلفههاء الخههزرج والنضههير وقريظههة ول َ ّ‬ ‫فكانوا فريقين ‪ ،‬منهم بنههو قَْينقههاع ول َ ّ‬
‫حلفاء الوس ‪ .‬فكانوا إذا كانت بيههن الوس والخههزرج حههرب ‪ ،‬خرجههت بنههو قَْينقههاع مههع‬
‫الخزرج وخرجت النضير وقريظة مع الوس يظاهر كل واحد من الفريقين حلفاءه على‬
‫إخوانه حتى يتسافكوا ‪ .‬دماءهم بينهم ‪ ،‬وبأيديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم‬
‫ة ول نهارًا‪ ،‬ول ب َْعثها ً ول‬ ‫‪ ،‬والوس والخزرج أهل شرك يعبههدون الوثهان ‪ .‬ل يعرفههون جنه ً‬
‫قيامههة‪ ،‬ول كتابهًا‪ ،‬ول حلل ً ول حرامهًا‪ ،‬فهإذا َوضهعت الحههرب أوزاَرهها افتههدوا أسهاراهم‬
‫ض ‪ ،‬يفتههدي بنههو قينقههاع مههن كههان مههن‬ ‫ضهم من بع ٍ‬ ‫تصديقا ً لما في التوراة‪ ،‬وأخذ َ به بع ُ‬
‫أسراهم في أيدي الوس وتفتدي النضير وقرْيظة ما في أيدي الخزرج منهم ‪ .‬وي ُط ِّلون‬
‫ما أصابوا من الههدماء‪ ،‬وقَْتلههى مهن ُقتلههوا منهههم فيمها بينهههم ‪ ،‬مظههاهرة لهههل الشههرك‬
‫َ‬
‫ن‬
‫فهُرو َ‬ ‫ب وَت َك ْ ُ‬ ‫ض ال ْك ِت َهها ِ‬
‫ن ب ِب َعْه ِ‬ ‫عليهم ‪ .‬يقول الله تعالى لهم حين أنبهم بههذلك ‪{ :‬أفَت ُؤْ ِ‬
‫من ُههو َ‬
‫ض}‪ ،‬أي تفاديه بحكم التوراة وتقتله ‪ ،‬وفى حكم التوراة‬
‫ب ِب َعْ ٍ‬
‫ك بالله ‪ ،‬ويعبد الوثههان مههن‬ ‫أن ل تفعل ‪ ،‬تقتله وُتخرجه من داره وُتظاهر عليه من ُيشر ُ‬
‫دونه ‪ ،‬ابتغاء عََرض الدنيا‪ .‬ففى ذلهك مهن فعِلههم مهع الْوس والخهزرج ‪ -‬فيمها بلغنهى ‪-‬‬
‫نزلت هذه القصة ‪.‬‬
‫ن‬ ‫سى اب ْ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ل َوآت َي َْنا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ب َعْدِهِ ِبالّر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫في َْنا ِ‬ ‫ب وَقَ ّ‬ ‫سى ال ْك َِتا َ‬ ‫مو َ‬ ‫قد ْ آت َي َْنا ُ‬ ‫ثم قال تعالى ‪{ :‬وَل َ َ‬
‫ت}أي اليات التي ُوضعت على يديه ‪ ،‬من إحياء الموتى‪ ،‬وخْلقهِ مههن الطيههن‬ ‫م ال ْب َي َّنا ِ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫َ‬
‫كهيئة الطير‪ ،‬ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ‪ ،‬وإبراء السههقام ‪ ،‬والخههبر بكههثير مههن‬ ‫ً‬
‫لنجيل ‪ ،‬الذي أحههدث‬ ‫الغيوب ‪ :‬مما يدخرون في بيوتهم ‪ ،‬وما رد عليهم من التوراة مع ا ِ‬
‫َ‬
‫وى‬ ‫مهها َل ت َهْه َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سههو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جههاَءك ُ ْ‬ ‫مهها َ‬ ‫الله إليه ‪ .‬ثم ذكههر كفَرهههم بههذلك كلههه ‪ ،‬فقههال ‪ {:‬أفَك ُل ّ َ‬
‫ف}‬ ‫ن}‪ ،‬ثم قال تعالى ‪{ :‬وََقاُلوا قُُلوب َُنا غُل ْ ٌ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫قا ت َ ْ‬ ‫ري ً‬ ‫م وَفَ ِ‬ ‫قا ك َذ ّب ْت ُ ْ‬ ‫ري ً‬ ‫ف ِ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ست َك ْب َْرت ُ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫َأن ُ‬
‫م‬ ‫جههاَءهُ ْ‬ ‫مهها َ‬ ‫ن* وَل َ ّ‬ ‫من ُههو َ‬ ‫مهها ي ُؤْ ِ‬ ‫قِليًل َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫فرِهِ ْ‬ ‫م الله ب ِك ُ ْ‬ ‫ل ل َعَن َهُ ْ‬ ‫‪ :‬في أك ِّنة ‪ .‬يقول عز وجل ‪{ :‬ب َ ْ‬
‫مهها‬ ‫فُروا فَل َ ّ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن عََلى ال ّ ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كاُنوا ِ‬ ‫م وَ َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫صد ّقٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْدِ الله ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ك َِتا ٌ‬
‫ن}‪].‬البقرة‪ [89 :‬قال ابن إسههحاق ‪:‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ة الله عََلى ال ْ َ‬ ‫فُروا ب ِهِ فَل َعْن َ ُ‬ ‫ما عََرُفوا ك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫َ‬
‫عمر بن قتادة عن أشياخ‬ ‫حدثني عاصم بن ُ‬
‫ونههاهم ظ َْههرا ً‬ ‫من قومه ‪ ،‬قال ‪ :‬قالوا ‪ :‬فينا والله وفيهم نزلت هذه القصة‪ ،‬كنا قد عَل َْ‬
‫في الجاهلية ونحن أهل الشرك وهم أهل كتاب فكانوا يقولون لنهها ‪ :‬إن نبي ّهها ُيبعههث الن‬
‫ل عادٍ وإَرم ‪ .‬فلمهها بعههث اللههه رسههوَله صههلى اللههه‬ ‫ه ‪ ،‬نقتلكم معه قت َ‬ ‫ل زمان ُ‬ ‫نتبعه قد أظ َ ّ‬
‫ه‬
‫فُروا ب ِه ِ‬ ‫ما عََرُفوا ك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫عليه وسلم من قريش فاتبعناه كفروا به يقول الله ‪{ :‬فَل َ ّ‬
‫َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫فسه َ‬ ‫َ‬ ‫ة الله عََلى ال ْ َ‬ ‫فَل َعْن َ ُ‬
‫ل اللههه ب َغْي ًهها‬ ‫ما أنهَز َ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫شت ََرْوا ب ِهِ أن ُ َ ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن)‪(89‬ب ِئ ْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬
‫ه}أي أن جعلههه فههي غيرهههم {فَب َههاُءوا‬ ‫َ‬
‫عب َههادِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫شههاُء ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضل ِهِ عََلى َ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الله ِ‬ ‫ن ي ُن َّز َ‬ ‫أ ْ‬
‫ن}‪].‬البقرة‪[89،90 :‬‬ ‫مِهي ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ب وَل ِل ْ َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ب عََلى غَ َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ب ِغَ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فباءوا بغضب ‪ :‬أي اعترفوا به واحتملوه ‪ .‬قال‬
‫شى بنى قَْيس بن ث َْعلبة ‪:‬‬ ‫أع ْ َ‬
‫قبيُلها‬ ‫سَرْتها‬ ‫يَ ّ‬ ‫حب َْلى‬ ‫ُ‬ ‫خة ِ‬ ‫كصْر َ‬ ‫مثلها‬ ‫حكم حتى تبوءوا ب ِ‬ ‫‪ #‬أصال ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يسرتها‪ .‬أجلستها للولدة ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فالغضب على الغضب ‪ ،‬لغضبه عليهم فيما كانوا‬
‫ضّيعوا من التوراة‪ ،‬وهى معهم ‪ ،‬وغضب بكفرهم بهذا الني صلى الله عليه وسلم الهذي‬
‫أحدث الله إليهم ‪.‬‬
‫ل إلها دون رّبهم ‪ ،‬يقول الله تعالى لمحمد‬ ‫ً‬ ‫ثم أّنبهم برفع الطور عليهم ‪ ،‬واتخاذهم العج َ‬
‫س‬‫ن الّنا ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ص ً‬ ‫خال ِ َ‬ ‫عن ْد َ الله َ‬ ‫خَرةُ ِ‬ ‫داُر اْل ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪{ :‬قُ ْ‬
‫ن} ‪]،‬البقههرة‪ [94 :‬أي ادعههوا بههالموت علههى أي الفريقيههن‬ ‫صادِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫موْ َ‬ ‫وا ال ْ َ‬ ‫من ّ ْ‬ ‫فَت َ َ‬
‫وا ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ .‬يقول الله جل ثناؤه‬ ‫أكذب عند الله ‪ ،‬فأب َ ْ‬
‫م} ‪ ،‬أي بعلمهههم بمهها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْه ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مهها قَهد ّ َ‬ ‫دا ب ِ َ‬ ‫من ّهوْهُ أب َه ً‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫لنبيه عليه الصلة والسلم ‪ {:‬وَل َه ْ‬
‫عندهم من العلم بك ‪ ،‬والكفر بذلك فيقال لو تمنوه يوم قال ذلهك لههم مها بقهي علهى‬
‫وجه الرض يهودي إل مات ‪ .‬ثم ذكههر رغبتهههم فههي الحيههاة الههدنيا وطههول العمههر‪ ،‬فقههال‬
‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫تعالى {ول َتجدنه َ‬
‫م َلهه ْ‬
‫و‬ ‫حههد ُهُ ْ‬ ‫كوا ي َوَد ّ أ َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة} اليهود {وَ ِ‬ ‫حَيا ٍ‬ ‫س عََلى َ‬ ‫ص الّنا ِ‬ ‫حَر َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ ِ َُّ ْ‬
‫مَر}]البقرة‪ ،[96 :‬أي ما هو بمنجيههه‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫مُر أ َل ْ َ‬
‫ن ي ُعَ ّ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حه ِ ِ‬ ‫حزِ ِ‬ ‫مَز ْ‬ ‫ما هُوَ ب ِ ُ‬ ‫سن َةٍ وَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ي ُعَ ّ‬
‫ل الحيههاة‪ ،‬وأن‬ ‫من العذاب ‪ ،‬وذلك أن المشرك ل يرجو بعثا بعد َ الموت ‪ ،‬فهو يحب طههو َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ضّيع مما عنده من العلههم ‪ .‬ثههم قههال‬ ‫خْزي بما َ‬ ‫اليهوديّ قد عرف ما له في الخرة من ال ِ‬
‫ن الله}]البقرة‪.[97:‬‬ ‫ك ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫ه عََلى قَل ْب ِ َ‬ ‫ه ن َّزل َ ُ‬ ‫ل فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ن عَد ُّوا ل ِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫تعالى ‪ {:‬قُ ْ‬
‫ن عبههد‬ ‫سؤال اليهود الرسول ‪ ،‬وإجابته ‪ :‬قال ابههن إسههحاق ‪ :‬حههدثني عبههد اللههه به ُ‬
‫شَعري ‪ ،‬أن نفرا ً من أحبار يهود‬ ‫شب ال ْ‬ ‫حوْ َ‬
‫شْهر بن َ‬ ‫كى‪ ،‬عن َ‬ ‫م ّ‬ ‫سْين ال َ‬ ‫ح َ‬ ‫الرحمن بن أبي ُ‬
‫د‪ ،‬أخبرنهها عهن أربهٍع نسهألك‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا محمه ُ‬ ‫جاءوا رسو َ‬
‫ت ذلك اتبعناك وصدقناك ‪ ،‬وآمنا بههك ‪ .‬قههال ‪ :‬فقههال لهههم رسههول اللههه‬ ‫ن ‪ ،‬فإن فعل َ‬ ‫عنه ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪:‬عليكم بذلك عهد ُ الله وميثاُقه لئن أنا أخبرُتكم بههذلك لتص هد ّقُن ِّنى‪،‬‬
‫مههه ‪ ،‬وإنمهها‬ ‫دا لكم ‪ .‬قالوا ‪ :‬فأخبرنا كيف يشبه الولد ُ أ ّ‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فاسئلوا عما ب َ َ‬
‫النطفة من الرجل ؟ قال ‪ :‬فقال لهم رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬أنشههدكم‬
‫بالله وبأيامه عند بني إسرائيل ‪ ،‬هههل تعلمههون أن نطفههة الرجههل بيضههاء غليظههة ونطفههة‬
‫المرأة صفراء رقيقة فأيتهما علت صاحبتها كان لها الشبه ! قالوا ‪ :‬اللهم نعم ‪.‬‬
‫مههك ؟ فقههال ‪ :‬أنشههدكم بههالله وبأيههامه عنههد بنههى إسههرائيل هههل‬ ‫خبرنا كيههف نو ُ‬ ‫قالوا‪ :‬فأ ْ‬
‫ت به تنام عينهه وقلبهه يقظهان ؟ فقهالوا ‪ :‬اللههم‬ ‫م الذي تزعمون أنى لس ُ‬ ‫تعلمون أن نو َ‬
‫نعم قال ‪ :‬فكذلك نومى؟ تنام عيني وقلبي يقظان ‪.‬‬
‫ل على نفسه ؟ قال ‪ :‬أنشدكم بههالله وبأيههامه عنههد بنههي‬ ‫قالوا ‪ :‬فأخبرنا عما حّرم إسرائي ُ‬
‫لبههل ولحومهها وأنههه‬ ‫نا ِ‬ ‫ب الطعههام والشههراب إليههه ألبهها ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫إسرائيل هل تعلمون أنه كان أ َ‬
‫ب الطعام والشههراب إليههه شههكرا ً‬ ‫اشتكى شكوى فعافاه الله منها فحّرم على نفسه أح ّ‬
‫لبل وألبانها؟ قالوا ‪ :‬اللهم نعم ‪.‬‬ ‫ما ِ‬ ‫لّله فحرم على نفسه لحو َ‬
‫مهِ عنهد بنههي إسههرائيل ‪ ،‬هههل‬ ‫قالوا ‪ :‬فأخبرنهها عهن الهروح ؟ قهال ‪ :‬أنشهدكم بهالله وبأيها ِ‬
‫ل ‪ ،‬وهو الذي يأتيني ؟ قالوا ‪ :‬اللهم نعم ‪ ،‬ولكنه يهها محمههد لنهها عههدو‪ ،‬وهههو‬ ‫تعلمونه جبري َ‬
‫ملك ‪ ،‬إنما يأتى بالشدة وبسفك الدماء‪،‬‬
‫ل َفههإ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ري َ‬
‫جب ْ ِ‬‫ن عَد ُّوا ل ِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ولول ذلك لتبعناك ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنزل الله عز وجل فيهم ‪{ :‬قُ ْ‬
‫ن}‪ . . .‬إلى قههوله‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫شَرى ل ِل ْ ُ‬ ‫دى وَب ُ ْ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ وَهُ ً‬‫ما ب َي ْ َ‬ ‫صد ًّقا ل ِ َ‬‫م َ‬ ‫ن الله ُ‬ ‫ك ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫ه عََلى قَل ْب ِ َ‬ ‫ن َّزل َ ُ‬
‫عاهَدوا عَهدا نبذ َه فَريهق منههم به ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫جهاَءهُ ْ‬ ‫مهها َ‬ ‫ن* وَل َ ّ‬ ‫من ُههو َ‬ ‫م َل ي ُؤْ ِ‬ ‫ل أك ْث َُرهُه ْ‬ ‫ْ ً ََ ُ ِ ٌ ِ ُْ ْ َ‬ ‫ما َ ُ‬ ‫تعالى ‪ {:‬أوَ ك ُل ّ َ‬
‫عند الله مصدقٌ ل ِما معهم نبذ َ فَريق من ال ّذي ُ‬
‫ب اللههه وََراَء‬ ‫ب ك َِتا َ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ ٌ ِ ْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ ََ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫ن ِ ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سو ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ن} أي السههحر {‬ ‫َ‬
‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬‫ك ُ‬ ‫مل ْ ِ‬‫ن عََلى ُ‬ ‫طي ُ‬‫شَيا ِ‬ ‫ما ت َت ُْلو ال ّ‬ ‫ن* َوات ّب َُعوا َ‬ ‫مو َ‬ ‫م َل ي َعْل َ ُ‬ ‫م ك َأن ّهُ ْ‬ ‫ظ ُُهورِهِ ْ‬
‫حَر}‪].‬البقرة‪100 :‬ه ‪[103‬‬ ‫س ْ‬ ‫س ال ّ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫مو َ‬‫فُروا ي ُعَل ّ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫طي َ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن وَل َك ِ ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬‫فَر ُ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫اليهود ُينكرون نبوة سليمان عليه السلم ورد الله عليهم ‪:‬‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فيما بلغنههى ‪ -‬لمهها فههي‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وذلك أن رسو َ‬
‫ض أحههب ارهههم ‪ :‬أل تعجبههونمن محمههد‪،‬‬ ‫سههلين ‪ ،‬قههال بعه ُ‬ ‫ذكر سليمان بن داود في المْر َ‬
‫يزعم أن سليمان بن داود كان نبّيا‪ ،‬والله ما كان إل ساحرًا‪ .‬فأنزل الله تعالى في ذلههك‬
‫فُروا} أي باتباعهم السحر وعملهههم بههه‬ ‫ن كَ َ‬
‫طي َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شَيا ِ‬ ‫ن وَل َك ِ ّ‬
‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫فَر ُ‬ ‫من قولهم {وَ َ‬
‫ما ك َ َ‬
‫حدٍ}‪ .‬قال ابن إسههحاق‬ ‫هاروت وماروت وما يعل ّمان م َ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬
‫نأ َ‬‫ل َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َُ َ ِ ِ ْ‬ ‫ن ب َِباب ِ َ‬ ‫ل عََلى ال ْ َ َ‬
‫ملك َي ْ ِ‬ ‫{وَ َ‬
‫كرمة‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه كههان ِلقههول ‪ :‬الههذي حههرم‬ ‫ع ْ‬‫‪ :‬وحدثني بعض من ل أتهم عن ِ‬
‫حم ‪ ،‬إل مهها كههان علههى الظ ّهْههر‪ ،‬فههإن‬
‫ل على نفسه زائدتا الك َْبد ‪ ،‬والك ُْليتان والشه ْ‬ ‫إسرائي ُ‬
‫قّرب للقربان ‪ ،‬فتأكله النار‪.‬‬ ‫ذلك كان ي ُ َ‬
‫كتابه صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكتب رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم إلههى يهههود خيههبر‪ ،‬فيمهها حههدثني مههوَلى زيههد بههن ثههابت ‪ ،‬عههن‬
‫محم هدٍ‬‫جبير‪ ،‬عن ابن عباس ‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم ‪ :‬من ُ‬ ‫كرمة أو عن سعيد بن ُ‬ ‫ع ْ‬‫ِ‬
‫ب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬صاح ِ‬
‫دق لما جاء به موسى ‪:‬أل إن الله قههد قههال لكههم يهها معشهَر أهههل‬ ‫موسى وأخيه ‪ ،‬والمص ّ‬
‫ل الله وال ّذين مع ه َ‬
‫داُء عَل َههى‬ ‫شه ّ‬ ‫هأ ِ‬ ‫َ ِ َ َ َ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫مد ٌ َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫دون ذلك في كتابكم ‪ُ { :‬‬
‫م َ‬ ‫ج ُ‬‫التوراة‪ ،‬وإنكم ل َت َ ِ‬
‫م ِفهي‬ ‫ماهُ ْ‬ ‫سهي َ‬ ‫واًنا ِ‬ ‫ضه َ‬
‫ن اللهه وَرِ ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫ضهًل ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫دا ي َب ْت َُغهو َ‬ ‫ج ً‬ ‫سه ّ‬ ‫م ُرك ًّعا ُ‬ ‫م ت ََراهُ ْ‬ ‫ماُء ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫فارِ ُر َ‬ ‫ال ْك ُ ّ‬
‫شط ْأهَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل ك ََزْرٍع أ ْ‬ ‫جي ِ‬ ‫م ِفي اْل ِن ْ ِ‬ ‫مث َل ُهُ ْ‬‫م ِفي الت ّوَْراةِ وَ َ‬ ‫مث َل ُهُ ْ‬
‫ك َ‬ ‫جودِ ذ َل ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أث َرِ ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جوهِهِ ْ‬ ‫وُ ُ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫فاَر وَعَهد َ اللههه ال ه ِ‬ ‫ُ‬
‫م الك ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ب الّزّراعَ ل ِي َِغيظ ب ِهِ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫سوقِهِ ي ُعْ ِ‬ ‫وى عَلى ُ‬ ‫َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫َ‬
‫ست َغْلظ فا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َفآَزَرهُ فا ْ‬
‫َ‬
‫ما}]الفتح‪.[29 :‬‬ ‫َ‬
‫ظي ً‬
‫جًرا عَ ِ‬ ‫فَرةً وَأ ْ‬ ‫مغ ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ت ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫آ َ‬
‫طعههم مههن كههان‬ ‫وإني أنشدكم بالله ‪ ،‬وأنشدكم بما أنزل عليكههم ‪ ،‬وأنشههدكم بالههذي أ ْ‬
‫وى‪ ،‬وأنشدكم بالذي أيبس البحر لبائكم حههتى أنجههاهم‬ ‫قبلكم من أسباطكم المن والسل ْ َ‬
‫من فرعون وعملههه ‪ ،‬إل ّ أخههبرتمونى ‪ :‬هههل تجههدون فيمهها أنههزل اللههه عليكههم أن تؤمنههوا‬
‫ي}‬ ‫ن الغَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫شد ُ ِ‬ ‫ن الّر ْ‬‫بمحمد؟ إن كنتم ل تجدون ذلك في كتابكم فل ك ُْره عليكم ‪ {.‬قَد ْ ت َب َي ّ َ‬
‫]البقرة‪ [256 :‬فأدعوكم إلى الله وإلى نبيه ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬شطؤه ‪ :‬فراخه وواحدته ‪ :‬شطأة ‪ .‬تقول العرب‬
‫ل المهههات ‪.‬‬ ‫خه ‪ .‬وأَزره ‪ :‬عاونه ‪ ،‬فصار الذي قبله مث َ‬ ‫قد أشطأ الزرع ‪ ،‬إذا أخرج فرا َ‬
‫جر الك ِْنديّ ‪:‬‬ ‫ح ْ‬ ‫قال امرؤ القيس بن ُ‬
‫خّيب‬ ‫و ُ‬ ‫غانمين‬ ‫جيوش‬ ‫جّر‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ل َنبُتها‬ ‫ضا َ‬ ‫حنيةٍ قد آزر ال ّ‬ ‫م ْ‬‫‪ #‬بِ َ‬
‫ميد بن مالك الْرَقط ‪ ،‬أحد بنى ربيعة بن مالههك بههن‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وقال ُ‬
‫مناة‪:‬‬ ‫َزْيد َ‬
‫مؤَْزَر النبا ِ‬
‫ت‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫‪َ #‬زْرعا وقضبا ُ‬ ‫ً‬

‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪ ،‬وسوقه ‪ :‬جمع ساق ‪ ،‬لساق الشجرة ‪.‬‬


‫ما نزل في أبي ياسر وأخيه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان ممن نههزل فيههه القههرآن‪ ،‬بخاصههة‬
‫ذكر‬‫من الحبار وكفار يهود‪ ،‬الذي كانوا يسألونه ويتعنتونه لُيلبسوا الحقّ بالباطل ‪ -‬فيما ُ‬
‫ب مهّر‬ ‫خط َه َ‬ ‫ن رئاب ‪ -‬أن أبهها ياسههر بههن أ ْ‬ ‫لي عن عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله ب ِ‬
‫ب َل‬‫ك ال ْك ِت َهها ُ‬‫برسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهو يتلو فاتحههة البقههرة ‪ { :‬الههم* ذ َل ِه َ‬
‫حَيى بن أخطب في رجال من يهود‪ ،‬فقال ‪ :‬ت َعَّلموا‬ ‫ه} ]البقرة‪ [1،2 :‬فأتى أخاه ُ‬
‫ب ِفي ِ‬
‫َري ْ َ‬
‫ب}‪:‬‬ ‫ت محمدا ً يتلو فيما أنزل عليه ‪ { ،‬الم* ذ َل ِ َ‬
‫ك ال ْك َِتا ُ‬ ‫والله ‪ ،‬لقد سمع ُ‬
‫حيى بن أخطب في أولئك النفر مههن يهههود‬ ‫فقالوا ‪ :‬أنت سمعَته ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فمشى ُ‬
‫إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬فقالوا له ‪ :‬يا محمههد‪ ،‬ألههم ي ُههذكر لنهها أنههك تتلههو‬
‫ب}؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ب ََلههى‬ ‫فيما أنزل إليك ‪ { :‬الم* ذ َل ِ َ‬
‫ك ال ْك َِتا ُ‬
‫قالوا ‪ :‬أجاءك به جبريل من عند الله ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا‪ :‬لقد بعث اللههه قبله َ‬
‫ك أنبيههاَء‪،‬‬
‫حِيى بههن أخطههب ‪،‬‬ ‫كل أمته غيرك ‪ ،‬فقال ُ‬ ‫ملك ِهِ ‪ ،‬وما أ ْ‬
‫ما نعلمه بّين لنبى منهم ما مدة ُ‬
‫وأقبل على من معه ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬اللف واحدة‪ ،‬واللم ثلثون ‪ ،‬والميم أربعههون ‪ ،‬فهههذه‬
‫إحدى وسبعون سنة‪ ،‬أفتدخلون في دين إنمهها مههدة ملكههه وأك ْههل أمتههه إحههدى وسههبعون‬
‫سنة؟‬
‫د‪ ،‬هههل مههع هههذا‬ ‫محمه ُ‬ ‫ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬فقههال ‪ :‬يهها ُ‬
‫غيره ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬ماذا؟ قال ‪{ :‬المص}‪].‬العراف‪ [1 :‬قههال ‪ :‬هههذه واللههه أثقههل‬
‫وأطول ‪ ،‬اللف واحدة واللم ثلثون ‪ ،‬والميم أربعههون ‪ ،‬والصههاد تسههعون ‪،‬فهههذه إحههدى‬
‫وستون ومئة سنة ‪ .‬بخ هل مع هذا يا محمد غيره ؟ قال ‪ :‬نعم {اَلر}قال ‪ :‬هذه والله‬
‫أثقل وأطول ‪ ،‬اللههف واحههدة‪ ،‬واللم ثلثههون ‪ ،‬والههراء مئتههان ‪ ،‬فههذه إحهدى وثلثههون‬
‫ومئتان ‪.‬‬
‫ل وأطول ‪ ،‬اللف‬ ‫هل مع هذا غيره يا محمد؟ قال ‪ :‬نعم {المر}‪ .‬قال ‪ :‬هذه والله أثق ُ‬
‫واحدة‪ ،‬واللم ثلثون ‪ ،‬والميههم أربعههون ‪ ،‬والههراء مئتههان ‪ ،‬فهههذه إحههدى وسههبعون ومئتهها‬
‫سنة ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثم قال ‪ :‬لقد لّبس علينا أمُرك يا محمد‪ ،‬حتى ما ندري أقليل أعطيت أم كههثيرا ؟ ثههم‬ ‫ُ‬
‫قاموا عنه ‪ ،‬فقال أبو ياسر لخيه حيى بن أخطب ولمن معه مههن الحبههار ‪ :‬مهها يههدريكم‬
‫جمع هذا كّله لمحمد‪ ،‬إحدى وسبعون ‪ ،‬وإحدى وسههتون ومئة‪ ،‬وإحههدى وثلثههون‬ ‫لعله قد ُ‬
‫ومئتان ‪ ،‬وإحدى وسبعون ومئتان ‪ ،‬فذلك سهبع مئة وأربهع وثلثهون سهنة‪ ،‬فقهالوا ‪ :‬لقهد‬
‫هه ُ‬
‫م‬
‫نأ ّ‬ ‫ت ُ ّ‬ ‫مهها ٌ‬ ‫حك َ َ‬‫م ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ه آي َهها ٌ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫تشابه علينا أمره ‪ .‬فيزعمون أن هؤلء اليات نزلت فيه ‪ِ {:‬‬
‫ت} ]آل عمران‪[7 :‬‬ ‫شاب َِها ٌ‬ ‫مت َ َ‬
‫خُر ُ‬ ‫ب وَأ ُ َ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫ت من ل أتهم من أهل العلم يذكر ‪:‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد سمع ُ‬
‫دموا على رسول الله صلى اللههه‬ ‫إن هؤلء اليات إنما أنزلن في أهل نجران ‪ ،‬حين قَ ِ‬
‫عليه وسلم يسألونه عن عيسى ابن مريم عليه السلم ‪.‬‬
‫حن َْيف ‪ ،‬أنه قد سمع‬ ‫سْهل بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد حدثني محمد ُ بن أبي أمامة بن َ‬
‫‪ :‬أن هؤلء اليات إنما أنزلن في نفر من يهود‪ ،‬ولم يفسر ذلك لى ‪ .‬فالله أعلم أي ذلك‬
‫كان ‪.‬‬
‫لسلم وما نزل في ذلك ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان فيما بلغنههي‬ ‫كفر اليهود با ِ‬
‫جب َْير‪ ،‬عن ابههن عبههاس ‪ :‬أن يهههود َ كههانوا‬ ‫رمة مولى ابن عباس ‪ ،‬أو عن سعيد بن ُ‬ ‫عك ْ ِ‬ ‫عن ِ‬
‫يستفتحون على الْوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه ‪ ،‬فلمهها‬
‫معههاذ بههن‬ ‫ب كفروا به ‪ ،‬وجحدوا مهها كههانوا يقولههون فيههه ‪ .‬فقههال لهههم ُ‬ ‫بعثه الله من العر ِ‬
‫جبل ‪ ،‬وِبشر بن البراء بن‬
‫سِلموا‪ ،‬فقد كنتم تستفتحون علينهها‬ ‫سلمة ‪ :‬يا معشر يهود‪ ،‬اتقوا الله وأ ْ‬ ‫معرور‪ ،‬أخو بنى َ‬
‫س هلم بههن‬ ‫ّ‬ ‫بمحمد ونحن أهل شرك ‪ ،‬وتخبروننا أنه مبعوث ‪ ،‬وتصفونه لنا بصفته ‪ ،‬فقال َ‬
‫ضير‪ :‬ما جاءنا بشههىء نعرفههه ‪ ،‬ومهها هههو بالههذي كنهها نههذكره لكههم ؟‬ ‫كم ‪ ،‬أحد بنى الن ّ ِ‬ ‫ش َ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫معَهُه ْ‬‫مهها َ‬ ‫صهد ّقٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْهدِ اللههه ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫م ك َِتا ٌ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫فأنزل الله في ذلك من قولهم ‪{ :‬وَل َ ّ‬
‫ة الله‬ ‫فُروا ب ِهِ فَل َعْن َ ُ‬ ‫ما عََرُفوا ك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫فُروا فَل َ ّ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن عََلى ال ّ ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬‫ست َ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كاُنوا ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ن} ]البقرة‪.[89 :‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫عََلى ال ْ َ‬
‫صْيف ‪ ،‬حين ُبعث رسول‬ ‫وقال ابن إسحاق ‪ :‬وقال مالك بن ال ّ‬
‫ذكر لهم ما أخذ عليهم له مههن الميثههاق ‪ ،‬ومهها عَهِههد اللههه‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم‪ - ،‬و َ‬
‫إليهم فيه ‪ :‬والله ما عُِهد إلينا في محمد عهد ٌ وما أخذ له علينا من ميثههاق ‪ ،‬فههأنزل اللههه‬
‫ن}‪].‬البقرة‪[ 100 :‬‬ ‫عاهَدوا عَهدا نبذ َه فَريق منهم ب ْ َ‬ ‫َ‬
‫مُنو َ‬ ‫م َل ي ُؤْ ِ‬ ‫ل أك ْث َُرهُ ْ‬ ‫ْ ً ََ ُ ِ ٌ ِ ُْ ْ َ‬ ‫ما َ ُ‬ ‫فيه ‪ { :‬أوَك ُل ّ َ‬
‫فط ُْيونى لرسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ :‬يهها محمهد ُ مهها جئتنهها‬ ‫صُلوبا ال َ‬ ‫وقال أبو َ‬
‫بشىٍء نعرفه ‪ ،‬وما أنزل الله عليك من آية فنتبعك لها‪ .‬فأنزل الله تعالى في ذلههك مههن‬
‫ن}]البقرة‪.[99 :‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫فُر ب َِها إ ِّل ال ْ َ‬ ‫ما ي َك ْ ُ‬‫ت وَ َ‬ ‫ت ب َي َّنا ٍ‬ ‫قد ْ َأنَزل َْنا إ ِل َي ْ َ‬
‫ك آَيا ٍ‬ ‫قوله ‪{ :‬وَل َ َ‬
‫ملة‪ ،‬ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬يا محمد‪،‬‬ ‫حَري ْ ِ‬ ‫وقال رافع بن ُ‬
‫جر لنا أنهارا نتبعْههك ونصههدْقك ‪ ،‬فههأنزل‬ ‫ً‬ ‫ائتنا بكتاب ُتنزله علينا من السماء نقرؤه ‪ ،‬وفَ ّ‬
‫الله تعالى في ذلك من قولهما ‪{ :‬أ َم تريدون أ َن ت َ‬
‫ن‬‫مه ْ‬ ‫سى ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫سئ ِ َ‬
‫ما ُ‬ ‫م كَ َ‬‫سول َك ُ ْ‬ ‫سأُلوا َر ُ‬ ‫ْ ُ ِ ُ َ ْ َ ْ‬
‫ل}‪].‬البقرة‪[108 :‬‬
‫سِبي ِ‬‫واَء ال ّ‬
‫س َ‬
‫ل َ‬‫ض ّ‬ ‫ن فَ َ‬
‫قد ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫فَر ِبا ْ ِ‬
‫لي َ‬ ‫ل ال ْك ُ ْ‬
‫ن ي َت َب َد ّ ْ‬
‫م ْ‬ ‫قَب ْ ُ‬
‫ل وَ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬سواء ‪ :‬وسط السبيل ‪ .‬قال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫حدِ‬ ‫ْ‬
‫مل َ‬‫ال ُ‬ ‫سواِء‬
‫َ‬ ‫في‬ ‫مغَّيب‬‫ال ُ‬ ‫بعد‬ ‫ه‬
‫ح أنصارِ الني ورهطه ِ‬ ‫‪ #‬يا وَي ْ َ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى قال ابن إسههحاق ‪:‬‬
‫حيى بن أخطب وأخوه أبو ياسهر بهن أخطهب مهن أشهد يههودٍ للعهرب حسهدًا‪ ،‬إذ‬ ‫وكان ُ‬
‫صهم الله تعالى برسوله صلى اللههه عليههه وسههلم‪ ،‬وكانهها جاههد َْين فههي َرد ّ النههاس بمهها‬ ‫خ ّ‬ ‫َ‬
‫استطاعا‪ .‬فأنزل الله تعالى فيهما ‪{ :‬ود ك َِثيهر مه َ‬
‫ن ب َعْهدِ‬ ‫مه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ل َهوْ ي َُر ّ‬
‫دون َك ُه ْ‬ ‫ل ال ْك ِت َهها ِ‬ ‫ن أهْه ِ‬ ‫ٌ ِ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫حت ّههى‬ ‫حوا َ‬ ‫ف ُ‬
‫ص َ‬ ‫فوا َوا ْ‬ ‫َ‬
‫حقّ فاعْ ُ‬ ‫ْ‬
‫م ال َ‬ ‫َ‬
‫ن له ُ ْ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫سهِ ْ‬‫ف ِ‬ ‫عن ْدِ َأن ُ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫س ً‬ ‫ح َ‬ ‫فاًرا َ‬ ‫م كُ ّ‬‫مان ِك ُ ْ‬‫ِإي َ‬
‫ديٌر}‪].‬البقرة‪[109 :‬‬ ‫ن الله عََلى ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مرِهِ إ ِ ّ‬ ‫ي الله ب ِأ ْ‬ ‫ي َأت ِ َ‬
‫تنازع اليهود والنصارى عندَ الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ‪ :‬قههال ابههن‬
‫ل نجران من النصارى على رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫دم أه ُ‬ ‫إسحاق ‪ :‬ولما قَ ِ‬
‫أتتهم أحباُر يهود‪ ،‬فتنازعوا عند َ رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ ،‬فقههال رافههع بههن‬
‫لنجيل ‪ ،‬فقال رجل من أهل نجران مههن‬ ‫حَرْيملة ‪ :‬ما أنتم على شىء وكفر بعيسى وبا ِ‬ ‫ُ‬
‫النصارى لليهود ‪ :‬ما أنتم على شىء‪ ،‬وجحد نبههوة َ موسههى وكفههر بههالتوراة‪ ،‬فههأنزل اللههه‬
‫صاَرى‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫يٍء وََقال َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫صاَرى عََلى َ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ ل َي ْ َ‬ ‫تعالى في ذلك من قولهم ‪ {:‬وََقال َ ْ‬
‫م‬‫ل َقهوْل ِهِ ْ‬ ‫مْثه َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مهو َ‬ ‫ن َل ي َعْل َ ُ‬‫ذي َ‬ ‫ل اّله ِ‬ ‫ك َقها َ‬ ‫كهذ َل ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫م ي َت ُْلو َ‬‫يٍء وَهُ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ عََلى َ‬ ‫س ْ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫ن} ]البقرة‪[113 :‬أي كل يتلههو فههي‬ ‫فو َ‬ ‫خت َل ِ ُ‬‫كاُنوا ِفيهِ ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫مةِ ِفي َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫م ي َوْ َ‬‫م ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫حك ُ ُ‬
‫َفالله ي َ ْ‬
‫كتابه تصديقَ ما كفر به ‪ ،‬أي يكفر اليهود ُ بعيسهى‪ ،‬وعنهدهم التهوراة فيهها مها أخهذ اللهه‬
‫لنجيل ما‬ ‫عليهم على لسان موسى عليه السلم بالتصديق بعيسى عليه السلم ‪ ،‬وفى ا ِ‬
‫جاء به عيسى عليه السلم ‪ ،‬من تصديق موسى عليه السلم ‪ ،‬وما جاء به مههن التههوراة‬
‫فر بما في يد صاحبه ‪.‬‬ ‫من عند الله ‪ ،‬وكل يك ْ ُ‬

‫ملة لرسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‪ :‬يهها‬ ‫حَري ْ ِ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال رافع بن ُ‬
‫مه ‪ .‬فأنزل‬ ‫ّ‬
‫د‪ ،‬إن كنت رسول ً من الله كما تقول ‪ ،‬فقل للهِ فليكلمنا حتى نسمعَ كل َ‬ ‫محم ُ‬
‫ْ‬
‫من َهها اللهه أ َوْ ت َأِتيَنها آَيه ٌ‬
‫ة‬ ‫ن َلهوَْل ي ُك َل ّ ُ‬‫مههو َ‬ ‫ن َل ي َعْل َ ُ‬ ‫ل ال ّه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الله تعالى في ذلك من قوله ‪ {:‬وََقها َ‬
‫ن}‪.‬‬ ‫قههوْم ٍ ُيوقُِنههو َ‬ ‫م قَد ْ ب َي ّّنا اْلَيا ِ‬
‫ت لِ َ‬ ‫ت قُُلوب ُهُ ْ‬ ‫شاب َهَ ْ‬‫م تَ َ‬ ‫ل قَوْل ِهِ ْ‬‫مث ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬‫ك َقا َ‬ ‫ك َذ َل ِ َ‬
‫فط ُْيوني لرسول الله صلى الله عليه‬ ‫صوريا العور ال ِ‬ ‫]البقرة‪ [118 :‬وقال عبد الله بن ُ‬
‫د‪ ،‬وقههالت النصههارى مثههل ذلههك ‪.‬‬ ‫دى إل ما نحن عليه ‪ ،‬فاتبعنا يا محمد ت َهْت َ ِ‬ ‫وسلم‪ :‬ما الهُ َ‬
‫صههوريا ومهها قهالت النصههارى ‪ {:‬وََقهاُلوا‬ ‫فأنزل الله تعالى في ذلك من قول عبد الله بن ُ‬
‫مّلههه َ‬ ‫ههههو َ‬
‫ن‬‫مههه ْ‬
‫ن ِ‬ ‫مههها ك َههها َ‬ ‫فههها وَ َ‬ ‫حِني ً‬ ‫م َ‬ ‫هيههه َ‬‫ة إ ِب َْرا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل َبههه ْ‬ ‫دوا ُقههه ْ‬ ‫صهههاَرى ت َهَْتههه ُ‬ ‫دا أوْ ن َ َ‬ ‫ً‬ ‫كون ُهههوا ُ‬ ‫ُ‬
‫شركين} ]البقرة‪ [135 :‬ثم القصة إلى قول الله تعالى‪{ :‬ت ِل ْ َ ُ‬
‫ت ل َهَهها َ‬
‫مهها‬ ‫خل َه ْ‬ ‫ة قَد ْ َ‬ ‫م ٌ‬
‫كأ ّ‬ ‫م ْ ِ ِ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن}‪].‬البقرة‪[141 :‬‬ ‫ك َسبت ول َك ُم ما ك َسبتم وَل ت َ‬
‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫سأُلو َ‬ ‫َ ُْ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ما قالته اليهود عند صرف القبلسة إلسى الكعبسة ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬ولمهها‬
‫ة عشَر شهههرا ً‬ ‫صرفت في رجب على رأس سبع َ‬ ‫رفت القبلة عن الشام إلى الكعبة‪ ،‬و ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ُ‬
‫ل الله صلى اللههه عليههه‬ ‫قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة‪ ،‬أتى رسو َ‬ ‫م ْ‬‫َ‬ ‫من‬
‫شرف ‪ ،‬ورافههع بههن أبههي رافههع ‪،‬‬ ‫عمرو‪ ،‬وكعب بن ال ْ‬ ‫َ‬ ‫بن‬ ‫دم‬ ‫ر‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يس‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫بن‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫رفاع‬ ‫وسلم‬
‫قيههق ‪،‬‬ ‫ح َ‬ ‫والحجاج بن عمرو‪ ،‬حليف كعب بههن الشههرف ‪ ،‬والربيههع بههن الربيههع بههن أبههي ال ُ‬
‫لك عن قبلتك التي كنت عليها‬ ‫حقيق ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا محمد‪ ،‬ما و ّ‬ ‫وكنانة بن الربيع بن أبي ال ُ‬
‫وأنت تزعم‬

‫أنك على ملة إبراهيم ودينه ؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبْعك ونصههدْقك ‪ ،‬وإنمهها‬
‫يريدون بذلك فتنته عن دينه ‪ .‬فأنزل الله تعالى فيهم ‪:‬‬
‫ق‬
‫شهرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ّههِ ال ْ َ‬
‫م ال ِّتي ك َههاُنوا عَل َي ْهَهها قُه ْ‬ ‫ن قِب ْل َت ِهِ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ما وَّلهُ ْ‬‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬‫فَهاُء ِ‬
‫س َ‬‫ل ال ّ‬ ‫قو ُ‬
‫سي َ ُ‬‫{ َ‬
‫سه ً‬ ‫ُ‬
‫كون ُههوا‬ ‫طا ل ِت َ ُ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫مه ً‬
‫مأ ّ‬ ‫جعَل ْن َههاك ُ ْ‬‫ك َ‬ ‫م* وَك َهذ َل ِ َ‬ ‫قي ٍ‬ ‫س هت َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صَرا ٍ‬‫شاُء إ َِلى ِ‬‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬
‫دي َ‬ ‫ب ي َهْ ِ‬‫مغْرِ ُ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ت عَل َي ْهَهها إ ِّل‬ ‫كن ه َ‬ ‫ة ال ّت ِههي ُ‬‫قب ْل َ َ‬
‫جعَل َْنا ال ْ ِ‬‫ما َ‬ ‫دا وَ َ‬‫شِهي ً‬ ‫م َ‬ ‫ل عَل َي ْك ُ ْ‬
‫سو ُ‬ ‫ن الّر ُ‬
‫كو َ‬‫س وَي َ ُ‬ ‫َ‬
‫داَء عَلى الّنا ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ُ‬
‫ت ل َك َِبيههَرةً‬ ‫ن َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫ه} ‪ .‬أي ابتلء واختبار{ وَإ ِ ْ‬ ‫ب عََلى عَ ِ‬
‫قب َي ْ ِ‬ ‫قل ِ ُ‬
‫ن َين َ‬
‫م ْ‬
‫م ّ‬ ‫سو َ‬
‫ل ِ‬ ‫ن ي َت ّب ِعُ الّر ُ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫ل ِن َعْل َ َ‬
‫ع‬
‫ضههي َ‬
‫ن اللههه ل ِي ُ ِ‬ ‫دى الله} أي من الفتههن ‪ :‬أي الههذين ثب ّههت اللههه{ وَ َ‬
‫مهها ك َهها َ‬ ‫ن هَ َ‬
‫ذي َ‬ ‫إ ِّل عََلى ال ّ ِ‬
‫م}‪ ،‬أي إيمهانكم بالقبلههة الولهى‪ ،‬وتصههديقكم نههبيكم ‪ ،‬واتبههاعكم إيههاه إلهى القبلههة‬ ‫مان َك ُ ْ‬‫ِإي َ‬
‫ف‬‫س َلهَرُءو ٌ‬ ‫ن اللههه ِبالّنها ِ‬ ‫الخرة‪ ،‬وطاعتكم نبيكم فيها ‪ :‬أي ليعطينكم أجرهمها جميعها ً{ إ ِ ّ‬
‫م}]البقرة‪.[143 :‬‬ ‫حي ٌ‬
‫َر ِ‬
‫جه َ ه َ‬
‫ك‬ ‫ها فَهوَ ّ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫ضهها َ‬ ‫ك قِب ْل َه ً‬
‫ة ت َْر َ‬ ‫ماِء فَل َن ُوَل ّي َن ّ َ‬
‫س َ‬ ‫جهِ َ‬
‫ك ِفي ال ّ‬ ‫ب وَ ْ‬ ‫ثم قال تعالى ‪ {:‬قَد ْ ن ََرى ت َ َ‬
‫قل ّ َ‬
‫شط َْرهُ}‪].‬البقرة‪[144 :‬‬‫م َ‬‫جوهَك ُ ْ‬‫م فَوَّلوا وُ ُ‬ ‫ما ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫جدِ ال ْ َ‬
‫حَرام ِ وَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫شط َْر ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫عمر بن أحمر الباهلي ‪-‬وباهلة بن ي َْعصههر‬ ‫وه وقصده ‪ .‬قال ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬شطره ‪ :‬نح َ‬
‫بن سعد بن قَْيس بن عيلن ‪-‬يصف ناقة له ‪:‬‬
‫قبا‬
‫ح َ‬
‫قد ُ من إيفادها ال َ‬ ‫ب العَ ْ‬‫قد كاَر َ‬ ‫مٍع وهى عاقدةٌ‬ ‫شط َْر َ‬
‫ج ْ‬ ‫‪ #‬تعدو بنا َ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫ذلي يصف ناقته ‪:‬‬ ‫خوَْيلد الهُ َ‬ ‫وقال قَْيس بن ُ‬
‫حسور‬ ‫م ْ‬
‫َ‬ ‫العَْينين‬ ‫نظُر‬ ‫ْ‬
‫شطَرها‬ ‫فَ َ‬ ‫مرها‬ ‫مخا ِ‬ ‫س بها داٌء ُ‬ ‫‪ #‬إن الّنعو َ‬
‫وهذا البيت في أبيات له ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬والنعوس ‪ :‬ناقته ‪ ،‬وكان بها داء فنظر إليها نظر حسير‪ ،‬مههن قههوله ‪{ :‬‬
‫سيٌر}]الملك‪.[4 :‬‬ ‫ح ِ‬‫وَهُوَ َ‬
‫{وإن ال ّذين ُأوتوا ال ْكتاب ل َيعل َمو َ‬
‫مل ُههو َ‬
‫ن*‬ ‫مها ي َعْ َ‬
‫ل عَ ّ‬
‫مها اللههه ب َِغاِفه ٍ‬
‫م وَ َ‬
‫ن َرب ّهِه ْ‬
‫مه ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫حق ّ ِ‬ ‫ن أن ّ ُ‬
‫َِ َ َْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫َِ ّ‬
‫َ‬ ‫ول َئ ِن أ َتيت ال ّذي ُ‬
‫م‬
‫ضهههُ ْ‬ ‫ما ب َعْ ُ‬ ‫م وَ َ‬‫ت ب َِتاب ٍِع قِب ْل َت َهُ ْ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ما ت َب ُِعوا قِب ْل َت َ َ‬ ‫ل آي َةٍ َ‬ ‫ب ب ِك ُ ّ‬ ‫ن أوُتوا الك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ْ َْ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن العِل هم ِ إ ِن ّهك إ ِ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب ِت َههاب ٍِع قِب ْل َه َ‬
‫مه ْ‬
‫ذا ل ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫جههاَءك ِ‬ ‫مهها َ‬ ‫ن ب َعْهدِ َ‬ ‫مه ْ‬‫م ِ‬ ‫واَءهُ ْ‬ ‫ت أه ْ ه َ‬ ‫ن ات ّب َعْه َ‬ ‫ض وَلئ ِ ْ‬ ‫ة ب َعْه ٍ‬
‫ن}]البقرة‪.[144،145 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫ن}]البقههرة‪:‬‬ ‫ري َ‬‫مت َ ِ‬
‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬‫ك فََل ت َ ُ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حق ّ ِ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬إلى قوله تعالى ‪ { :‬ال ْ َ‬
‫‪[147‬‬
‫سهلمة‪ ،‬ثههم وسههعد بههن‬ ‫َ‬ ‫كتمانهم ما في التوراة ‪ :‬وسأل معاذ بن جبل ‪ ،‬أخههو بنههي َ‬
‫شهل وخارجة بن َزْيد‪ ،‬أخو ب َْلحارث بن الخزرج ‪ ،‬نفههرا مههن أحبههار‬
‫ً‬ ‫معاذ‪ ،‬أخو بنى عبد ال ْ‬
‫يهود عن بعض ما في التوراة‪ ،‬فكتموهم في إياه ‪ ،‬وأبوا أن يخبروهم عنه ‪ .‬فههأنزل اللههه‬
‫َ‬
‫س ِفي‬ ‫ما ب َي ّّناهُ ِللّنا ِ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫ت َوال ْهُ َ‬ ‫ن ال ْب َي َّنا ِ‬‫م ْ‬ ‫ما أنَزل َْنا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َك ْت ُ ُ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫تعالى فيهم ‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن}]البقرة‪[159 :‬‬ ‫عُنو َ‬ ‫م الّل ِ‬ ‫م الله وَي َل ْعَن ُهُ ْ‬ ‫ب أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ك ي َل ْعَن ُهُ ْ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬

‫لسسلم ‪ :‬قههال ‪ :‬ودعهها رسههو ُ‬


‫ل‬ ‫جوابهم النبي عليه السلم حين دعاهم إلى ا ِ‬
‫ذرهم‬ ‫لسلم ورغبهم فيههه ‪ ،‬وحه ّ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم اليهود َ من أهل الكتاب إلى ا ِ‬
‫خارجة‪ ،‬ومالك‬ ‫عذاب الله ونقمته ‪ .‬فقال له رافع بن َ‬
‫وف ‪ :‬بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه اباَءنا‪ ،‬فهم كانوا أعلم وخيرا ً منا‪ .‬فأنزل الله‬ ‫ابن عَ ْ‬
‫ما أ َل ْ َ‬
‫في َْنا‬ ‫ل ن َت ّب ِعُ َ‬ ‫ما َأنَز َ‬
‫ل الله َقاُلوا ب َ ْ‬ ‫م ات ّب ُِعوا َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬‫ذا ِقي َ‬ ‫عز وجل في ذلك من قولهما ‪ {:‬وَإ ِ َ‬
‫ن}‪].‬البقرة‪.[170 :‬‬ ‫شي ًْئا وََل ي َهْت َ ُ‬
‫دو َ‬ ‫ن َ‬ ‫قُلو َ‬ ‫م َل ي َعْ ِ‬ ‫ن آَباؤُهُ ْ‬ ‫عَل َي ْهِ آَباَءَنا أ َوَل َوْ َ‬
‫كا َ‬
‫م بههدر جمههع‬ ‫جمعهم في سوق بني قينقاع ‪ :‬ولما أصاب الله عز وجل قريشا ً ي َوْ َ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم يهود َ في سههوق بنههى قَْينقههاع ‪ ،‬حيههن قههدم المدينههة‪،‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ر ُ‬
‫ً‬
‫موا قبل أن ُيصيبكم الله بمثل ما أصاب به قريشا‪ ،‬فقالوا له‬ ‫سل ِ ُ‬‫فقال ‪ :‬يا معشر يهود‪ ،‬أ ْ‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫ت نفههرا مههن قريههش‪ ،‬كههانوا أغمههارا ل يعرفههون‬ ‫ً‬ ‫سك أنك قتل ه َ‬ ‫‪ :‬يا محمد‪ ،‬ليغرّنك من نف ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫س ‪ ،‬وأنههك لههم ت َلهقَ مثلنهها‪ ،‬فههأنزل اللههه‬ ‫ن النهها ُ‬ ‫القتال ‪،‬إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نح ُ‬
‫م وَب ِئ ْ َ‬
‫س‬ ‫جهَن ّه َ‬ ‫ن إ ِل َههى َ‬ ‫ح َ‬
‫شهُرو َ‬ ‫ن وَت ُ ْ‬‫سهت ُغْل َُبو َ‬‫فهُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّه ِ‬ ‫تعالى في ذلك من قولهم {قُه ْ‬
‫ُ‬ ‫ن ال ْت َ َ‬
‫م‬‫كافَِرةٌ ي ََروْن َهُ ْ‬ ‫خَرى َ‬ ‫ل الله وَأ ْ‬‫سِبي ِ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫قات ِ ُ‬ ‫قَتا فِئ َ ٌ‬
‫ة تُ َ‬ ‫ة ِفي فِئ َت َي ْ ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م آي َ ٌ‬ ‫كا َ‬‫د* قَد ْ َ‬‫مَها ُ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫صههاِر}‪].‬آل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ك ل َعِب ْهَرةً ِلوْل ِههي اْلب ْ َ‬‫ن ِفي ذ َل ِه َ‬ ‫شاُء إ ِ ّ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬ ‫صرِهِ َ‬ ‫ن َوالله ي ُؤَي ّد ُ ب ِن َ ْ‬ ‫ْ‬
‫م َرأيَ العَي ْ ِ‬ ‫مث ْل َي ْهِ ْ‬
‫ِ‬
‫عمران‪.[12،13 :‬‬

‫مدَْراس ‪ :‬قههال ‪ :‬ودخههل رسههول اللههه صههلى‬ ‫دخوله صلى الله عليه وسلم بيت ال ِ‬
‫مد َْراس علهى جماعهة مهن يهههود‪ ،‬فهدعاهم إلهى اللههه فقهال لههه‬ ‫ت ال ِ‬ ‫الله عليه وسلم ب َي ْ َ‬
‫النعمان بن عمرو‪ ،‬والحارث بن زيد ‪ :‬على أيّ دين أنت يا محمد؟‬
‫قال ‪ :‬على ملة إبراهيم ودينه قال ‪ :‬فإن إبراهيم كان يهودي ّهها‪ ،‬فقههال لهمهها رسههول اللههه‬
‫م إلى التوراة‪ ،‬فهي بيننا وبيَنكههم ‪ ،‬فأب َي َهها عليههه ‪ .‬فههأنزل اللههه‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ :‬فهل ُ ّ‬
‫تعالى فيهما ‪{ :‬أ َل َم ترى إَلى ال ّذي ُ‬
‫حك ُ َ‬
‫م‬ ‫ب الله ل ِي َ ْ‬ ‫ن إ َِلى ك َِتا ِ‬ ‫ب ي ُد ْعَوْ َ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬
‫م َْ‬ ‫صيًبا ِ‬ ‫ن أوُتوا ن َ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ََ‬
‫ك بأنهم قَههاُلوا ل َهن تمس هنا النههار إّل أ َ‬
‫مهها‬ ‫يا‬
‫ّ ُ ِ ّ ً‬ ‫ْ َ َ ّ َ‬ ‫ِ ِ ُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ن*‬
‫ريقٌ ِ ْ ُ ْ َ ُ ْ ُ ْ ِ ُ َ‬
‫ضو‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م ي َت َوَّلى فَ ِ‬
‫م ثُ ّ‬
‫ب َي ْن َهُ ْ‬
‫ن}‪].‬آل عمران‪.[23،24 :‬‬ ‫فت َُرو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬‫م ِفي ِدين ِهِ ْ‬ ‫ت وَغَّرهُ ْ‬ ‫دا ٍ‬‫دو َ‬‫مع ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م عليه السلم ‪ :‬وقال أحباُر يهود َ ونصههارى‬ ‫تنازع اليهود والنصارى في إبراهي َ‬
‫نجران حين اجتمعوا عند َ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا فقالت الحبار ‪ :‬ما‬
‫كان إبراهيههم إل يهوديهها وقههالت النصههارى مههن أهههل فههي نجههران ‪ :‬مهها كههان إبراهيههم إل‬
‫ُ‬ ‫صرانيا‪ .‬فأنزل الله عز وجل فيهم ‪َ {:‬يا أ َهْ َ‬
‫ت‬‫ما أن ْزِل َ ْ‬ ‫م وَ َ‬
‫هي َ‬‫ن ِفي إ ِب َْرا ِ‬ ‫جو َ‬ ‫حا ّ‬‫م تُ َ‬
‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫م‪،‬‬ ‫عل ٌ‬ ‫م ب ِهِ ِ‬
‫ما لك ْ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫جت ُ ْ‬
‫ج ْ‬‫حا َ‬ ‫م هَؤُلِء َ‬ ‫هاأن ْت ُ ْ‬ ‫ن* َ‬ ‫قلو َ‬ ‫ن ب َعْدِهِ أفَل ت َعْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ل إ ِل ِ‬ ‫جي ُ‬‫لن ِ‬
‫الت ّوَْراةُ َوا ِ‬
‫َ‬
‫م ي َُهودِّيهها‬ ‫هي ُ‬‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫ن* َ‬ ‫مو َ‬ ‫م َل ت َعْل َ ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫م َوالله ي َعْل َ ُ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫م ب ِهِ ِ‬ ‫س ل َك ُ ْ‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫جو َ‬ ‫حا ّ‬ ‫م تُ َ‬ ‫فَل ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫هي َ‬‫س ب ِهإ ِب َْرا ِ‬ ‫ن أوْلى الّنهها ِ‬ ‫ن* إ ِ ّ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫سل ِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫فا ُ‬ ‫حِني ً‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫صَران ِّيا وَلك ِ ْ‬ ‫وََل ن َ ْ‬
‫ن}‪].‬آل عمران‪65 :‬ه ‪.[68‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ي ال ْ ُ‬ ‫مُنوا َوالله وَل ِ ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي َوال ّ ِ‬ ‫ذا الن ّب ِ ّ‬ ‫ن ات ّب َُعوهُ وَهَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل َل ّ ِ‬
‫شّيا ‪ :‬وقال عبد الله‬ ‫ع ِ‬ ‫وة وكفرهم َ‬ ‫غدْ َ‬ ‫ما نزل في إيمانهم ُ‬
‫ن بمهها أنههزل‬ ‫وا نؤم ُ‬ ‫ضهم لبعض ‪ :‬تعال َ ْ‬ ‫وف ‪ ،‬بع ُ‬ ‫دي بن زيد‪ ،‬والحارث بن عَ ْ‬ ‫صْيف ‪ ،‬وعَ ِ‬ ‫ابن َ‬
‫دوة‪ ،‬ونكفر به عشية‪ ،‬حتى َنلبس عليهم ديَنهههم لعلهههم يصههنعون‬ ‫على محمد وأصحابه غُ َ‬
‫ن‬ ‫سههو َ‬ ‫م ت َل ْب ِ ُ‬
‫ب ل ِه َ‬ ‫ل ال ْك ِت َهها ِ‬ ‫كما نصنع ‪ ،‬ويرجعون عن دينه ‪ .‬فأنزل الله تعالى فيهههم ‪َ{ :‬ياأ َهْه َ‬
‫ة مه َ‬ ‫َ‬
‫من ُههوا‬‫بآ ِ‬ ‫ل ال ْك ِت َهها ِ‬ ‫ن أه ْ ه ِ‬ ‫فه ٌ ِ ْ‬ ‫طائ ِ َ‬‫ت َ‬ ‫ن* وَقَههال َ ْ‬ ‫مههو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬‫حقّ وَأن ْت ُه ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل وَت َك ْت ُ ُ‬ ‫حقّ ِبال َْباط ِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫من ُههوا إ ِّل‬ ‫ُ‬
‫ن* وََل ت ُؤْ ِ‬ ‫جعُههو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫خ هَرهُ ل َعَل ّهُ ه ْ‬ ‫فُروا آ ِ‬ ‫ه الن َّهارِ َواك ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مُنوا وَ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل عََلى ال ّ ِ‬ ‫ذي أن ْزِ َ‬ ‫ِبال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عن ْهد َ‬‫م ِ‬ ‫جوك ُ ْ‬ ‫حهها ّ‬ ‫م أو ْ ي ُ َ‬ ‫مهها أوِتيت ُه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْه َ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫ن ي ُؤَْتى أ َ‬ ‫دى الله أ ْ‬ ‫دى هُ َ‬ ‫ن ال ْهُ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫ن ت َب ِعَ ِدين َك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫لِ َ‬
‫م}‪].‬آل عمران‪71 :‬ه ‪.[73‬‬ ‫سعٌ عَِلي ٌ‬ ‫شاُء َوالله َوا ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬‫ل ب ِي َدِ الله ي ُؤِْتيهِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل إِ ّ‬‫م قُ ْ‬ ‫َرب ّك ُ ْ‬
‫ما نزل في قول أبي رافع أتريد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسسسى ‪:‬‬
‫ي حين اجتمعت الحبار من يهود‪ ،‬والنصارى من أهل نجههران عنههد‬ ‫قرظ ّ‬ ‫وقال أبو رافع ال ُ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ودعاهم إلى السلم ‪ :‬أتريد منا يا محمد أن نعبدك‬
‫كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم ؟ وقال رجل من أهل نجران نصههراني ‪ ،‬يقههال لههه ‪:‬‬
‫الرّيس ‪ ،‬ويروى ‪ :‬الّربّيس ‪ ،‬والرئيس ‪ :‬أو ذاك تريد منا يا محمد وإليههه تههدعونا؟ أو كمهها‬
‫قال ‪.‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬معاذ الله أن أعبد غير اللههه أو آمههر بعبههادة‬
‫غيره ‪ ،‬فما بذلك بعثنى الله ‪ ،‬ول أمرنى أو كما قال ‪.‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫حك ْه َ‬ ‫ب َوال ْ ُ‬ ‫ه اللههه ال ْك ِت َهها َ‬ ‫ن ي ُهؤْت ِي َ ُ‬ ‫ش هرٍ أ ْ‬ ‫ن ل ِب َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهما ‪َ { :‬‬
‫م‬ ‫مهها ك ُن ْت ُه ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫كون ُههوا َرب ّههان ِّيي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن اللههه وَل َك ِه ْ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مه ْ‬ ‫دا ل ِههي ِ‬ ‫عَبا ً‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ل ِللّنا ِ‬ ‫قو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫َوالن ّب ُوّةَ ث ُ ّ‬
‫ن}‪].‬آل‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫سههل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن}‪ . . .‬إلى قوله تعالى ‪{ :‬ب َعْد َ إ ِذ ْ أن ْت ُ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫م ت َد ُْر ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ب وَب ِ َ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت ُعَل ّ ُ‬
‫عمران‪79 :‬ه ‪.[80‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الربانيون ‪ :‬العلماء الفقهاء السادة؟ واحدهم ‪َ :‬رّبانى ‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫أحباِر‬ ‫ى‬
‫وربان ّ‬ ‫م‬
‫الكل ُ‬ ‫منها‬ ‫وس أفَْتنني‬ ‫ق ْ‬ ‫مرتِهنا ً في ال َ‬ ‫ت ُ‬ ‫‪ #‬لو كن ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬القوس ‪ :‬صومعة الراهب ‪ .‬وأفتنني ‪ ،‬لغة تميم ‪ .‬وفتننى‪، ،‬‬
‫لغة قيس ‪.‬‬
‫قال جرير ‪:‬‬
‫س‬
‫قوْ ِ‬ ‫حْين في ال َ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫لستنزلتنى وذا ال ِ‬ ‫ت هند ٌ ولو وقفت‬ ‫صرم ْ‬ ‫ل إذ َ‬ ‫ص َ‬ ‫‪ #‬ل وَ ْ‬
‫أي صومعة الراهب ‪ .‬والرباني ‪ :‬مشتق من الرب ‪ ،‬وهههو السههيد‪ .‬وفههي كتههاب اللههه ‪{:‬‬
‫خمرا}]يوسف‪ [41 :‬أي سيده ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ {:‬وَل يأ ْمرك ُ َ‬
‫ذوا‬ ‫خه ُ‬ ‫ن ت َت ّ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ ُ َ ْ‬ ‫ه َ ْ ً‬ ‫قي َرب ّ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫ن} ]آل عمران‪[80 :‬‬ ‫َ‬ ‫م ِبال ْك ُ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ة والنبيي َ‬
‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫فرِ ب َعْد َ إ ِذ ْ أن ْت ُ ْ‬ ‫مُرك ُ ْ‬ ‫ن أْرَباًبا أي َأ ُ‬ ‫مَلئ ِك َ َ َ ّ ِ ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ما نزل في أخذ الميثاق عليهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم ذكر ما أخذ اللههه عليهههم ‪،‬‬
‫خ هذ َ اللههه‬ ‫ق بتصديقه إذ هو جاءهم ‪ ،‬وإقرارهم ‪ ،‬فقههال ‪ {:‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬ ‫وعلى أنبيائهم من الميثا ِ‬
‫ن‬‫من ُ ّ‬ ‫م لت ُهؤْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫معَكه ْ‬ ‫مهها َ‬ ‫صد ّقٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ُ‬
‫جاَءك ْ‬ ‫م َ‬ ‫مة ٍ ث ُ ّ‬ ‫ْ‬
‫حك َ‬‫ب وَ ِ‬ ‫ن ك َِتا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما آت َي ْت ُك ُ ْ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ميَثاقَ الن ّب ِّيي َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ل َفا ْ‬ ‫َ‬
‫ري قَههالوا أقَْرْرن َهها قَهها َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دوا وَأن َهها‬ ‫ش هه َ ُ‬ ‫صه ِ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫م عَلى ذ َل ِكه ْ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫م وَأ َ‬ ‫ل أأقَْرْرت ُ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫صُرن ّ ُ‬ ‫ب ِهِ وَلت َن ْ ُ‬
‫ن} ]آل عمران‪ [80 :‬إلى آخر القصة ‪.‬‬ ‫دي َ‬ ‫شاهِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫شههأس ابههن قي ْههس ‪،‬‬ ‫سعيهم في الوقيعة بين النصار ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬ومههر َ‬
‫ضْغن على المسلمين ‪ ،‬شديد الحسد لهههم ‪،‬‬ ‫وكان شيخا ً قد عسا ‪ ،‬عظيم الكفر شديد ال ّ‬
‫على نفر من أصحاب رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم مههن الْوس والخههزرج ‪ ،‬فهي‬
‫مجلس قد جمعهم ‪ ،‬يتحدثون فيه ‪ ،‬فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم ‪ ،‬وصلح ذات‬
‫بينهم على السلم ‪ ،‬بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهليههة‪ .‬فقههال ‪ :‬قههد اجتمههع‬
‫مل بنى قَْيلة بهذه البلد‪ ،‬والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار‪.‬‬
‫فأمر فتى شابا ً من يهود كان معهم ‪ ،‬فقال ‪ ، :‬اعمد ْ إليهم ‪ ،‬فههاجلس معهههم ‪ ،‬ثههم اذكههر‬
‫م ُبعاث وما كان قبله ‪ ،‬وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الشعار‬ ‫يو َ‬
‫يوم بعاث ‪ :‬وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الوس والخزرج وكان الظفر فيه يومئذ‬ ‫ً‬
‫س هْيد‬ ‫سههماك الشهههلي ‪ :‬أبههو أ َ‬ ‫ضْير بن ِ‬ ‫ح َ‬ ‫للوس على الخزرج ‪ ،‬وكان على الوس يومئذ ُ‬
‫قتل جميعًا‪.‬‬ ‫حضْير؟ وعلى الخزرج عمرو بن النعمان البياضى ‪ ،‬ف ُ‬ ‫بن ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قال أبو قَْيس بن السلت ‪:‬‬
‫ن‬‫َرصي ُ‬ ‫حزن‬ ‫له‬ ‫فعاودنى‬ ‫ظ‬
‫حفهها ٍ‬ ‫ت بذي ِ‬ ‫جع ْ ُ‬ ‫ن قد فُ ِ‬ ‫‪ #‬على أ ْ‬
‫سنين‬ ‫ب‬‫ض ٌ‬ ‫عَ َ‬ ‫سه ِ‬ ‫برأ ِ‬ ‫ض‬
‫أع َ ّ‬ ‫ً‬ ‫مههههههرا‬ ‫‪ #‬فإما تقتلوه فإن عَ ْ‬
‫وهذان البيتان في قصيدة له ‪ .‬وحديث يوم ُبعاث أطول مما ذكرت ‪ ،‬وإنمهها منعنههي مههن‬
‫استقصائه ما ذكرت من القطع ‪.‬‬

‫شح َ‬
‫ذه ‪.‬‬ ‫سّنه إذا َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬سنين ‪ ،‬مسنون ‪ ،‬من َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ففعل ‪ .‬فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا‪ ،‬حتى تواثب رجلن‬
‫ظى‪ ،‬أحد بني حارثههة بههن الحههارث ‪ ،‬مههن الْوس ‪،‬‬ ‫من الحيين على الّركب ‪ ،‬أْوس بن قَي ْ ِ‬
‫سلمة مههن الخههزرج ‪ ،‬فتقههاول ثههم قههال أحههدهما لصههاحبه ‪ :‬إن‬‫خر‪ ،‬أحد بني َ‬‫ص ْ‬
‫جّبار بن َ‬
‫و َ‬
‫ذعة‪ ،‬فغضب الفريقان جميعًا‪ ،‬وقالوا ‪ :‬قد فعلنا موعدكم الظاهرة‬ ‫ج َ‬‫شئتم رددناها الن َ‬
‫ح ‪ .‬فخرجوا إليها‪.‬‬ ‫ح السل َ‬ ‫‪ -‬والظاهرة ‪ :‬الحرة ‪ -‬السل َ‬
‫ل الله صههلى اللهه عليههه وسههلم فخههرج إليهههم فيمهن معهه مهن أصههحابه‬ ‫فبلغ ذلك رسو َ‬
‫عوى ‪ ،‬الجاهليههة‪،‬‬ ‫المهاجرين حتى جاءهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشر المسلمين ‪ ،‬الله اللههه ‪ ،‬أبههد ْ‬
‫ركم بعهد أن ههداكم اللهه للسهلم ‪ ،‬وأكرمكهم بهه ‪ ،‬وقطهع بهه عنكهم أمهر‬ ‫ن أظه ِ‬ ‫وأنا بي َ‬
‫الجاهلية واستنقذكم به من الكفر‪ ،‬وأّلف به‬
‫من قلوبكم ؟! فعرف القوم أنها ن َْزغة من الشيطان ‪ ،‬وكيد من عدوهم ‪ ،‬فبكوا وعههانق‬
‫ضهم بعضًا‪ ،‬ثم انصرفوا مع رسول ‪،‬الله صلى الله عليههه‬ ‫الرجال من الوس والخزرج بع ُ‬
‫شههأس بههن قيههس ‪ .‬فههأنزل‬ ‫وسلم سامعين مطيعين ‪ ،‬قد أطفأ الله عنهم ك َْيد عدو اللههه َ‬
‫ت اللههه‬ ‫ن ِبآي َهها ِ‬ ‫ف هُرو َ‬‫م ت َك ْ ُ‬ ‫ب ل ِه َ‬‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل َيا أ َهْ َ‬ ‫الله تعالى في شأس بن قيس وما صنع ‪{ :‬قُ ْ‬
‫ن‬‫مه َ‬ ‫نآ َ‬ ‫مه ْ‬ ‫ل اللهه َ‬ ‫سهِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عه ْ‬‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫صه ّ‬‫م تَ ُ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل َيا أ َهْ َ‬ ‫ن* قُ ْ‬ ‫مُلو َ‬ ‫شِهيد ٌ عََلى َ‬
‫ما ت َعْ َ‬ ‫َوالله َ‬
‫ن})]آل عمران‪[98،99 :‬‬ ‫ُ‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬
‫ملو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ما الله ب َِغافِ ٍ‬ ‫داُء وَ َ‬
‫شه َ َ‬ ‫جا وَأن ْت ُ ْ‬ ‫عوَ ً‬‫ت َب ُْغون ََها ِ‬
‫وأنزل الله في أْوس بن قَْيظي وجبار بن صخر ومن كههان معهمهها مههن قومهمهها الههذين‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫من ُههوا إ ِ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫صنعوا ما صنعوا‪ ،‬عما أدخل عليهم شأس من أمر الجاهليههة ‪{ :‬ي َهها أي ّهَهها ال ّه ِ‬
‫قا من ال ّذي ُ‬
‫ن‬ ‫ف هُرو َ‬ ‫ف ت َك ْ ُ‬‫ن* وَك َي ْه َ‬ ‫ري َ‬ ‫م ك َههافِ ِ‬‫مههان ِك ُ ْ‬
‫م ب َعْهد َ ِإي َ‬ ‫دوك ُه ْ‬ ‫ب ي َُر ّ‬‫ن أوُتوا ال ْك ِت َهها َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ري ً ِ ْ‬ ‫طيُعوا فَ ِ‬ ‫تُ ِ‬
‫ط‬ ‫َ‬ ‫م ب ِههالله فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صهَرا ٍ‬ ‫قهد ْ هُهدِيَ إ ِلههى ِ‬ ‫صه ْ‬ ‫ن ي َعْت َ ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫ه وَ َ‬‫سول ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ت الله وَِفيك ْ‬ ‫م آَيا ُ‬ ‫م ت ُت ْلى عَلي ْك ْ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫م*‬
‫قي ٍ‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬

‫ن}‪].‬آل عمههران‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫مو َ‬ ‫سهل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن إ ِّل وَأن ْت ُه ْ‬ ‫مههوت ُ ّ‬‫قههات ِهِ وََل ت َ ُ‬ ‫ح هق ّ ت ُ َ‬ ‫قههوا اللههه َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫‪100‬ه ‪[102‬‬
‫م}]آل عمران‪.[105 :‬‬ ‫ظي ٌ‬‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬ ‫‪ . .‬إلى قوله تعالى ‪{ :‬وَأ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ما نزل في قولهم ‪ :‬ما اتبع محمدا ً إل شرارنا ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ولمهها أسههلم‬
‫سْعية‪ ،‬وأسيد بن سعية‪ ،‬وأسد بن عَُبيههد‪ ،‬ومههن أسههلم مههن‬ ‫ة بن َ‬ ‫عبد ُ الله بن سلم وثعلب ُ‬
‫دقوا ورغبوا في السلم ‪ ،‬ورسخوا فيه ‪ ،‬قالت أحبار يهود‪ ،‬أههل‬ ‫يهود معهم ‪ ،‬فآمنوا وص ّ‬
‫الكفر منهم ‪ :‬ما آمن بمحمد ول اتبعه إل شرارنا‪ ،‬ولو كانوا مههن أخيارنهها مهها تركههوا ديههن‬
‫ل‬ ‫ابائهم وذهبوا إلى غيره ‪ .‬فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم ‪{ :‬ل َيسوا سواًء م َ‬
‫ن أه ْ ِ‬‫ِ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ُ‬
‫ن}]آل عمران‪.[113 :‬‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫س ُ‬‫م يَ ْ‬ ‫ل وَهُ ْ‬ ‫ت الله آَناَء الل ّي ْ ِ‬ ‫ن آَيا ِ‬ ‫ة ي َت ُْلو َ‬ ‫ة َقائ ِ َ‬
‫م ٌ‬ ‫م ٌ‬ ‫بأ ّ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫ذلي ‪،‬‬ ‫ل الهُه َ‬ ‫خه ُ‬ ‫متن َ ّ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬آناء الليل ‪ :‬ساعات الليل ‪ :‬وواحههدها ‪ :‬إن ْههي ‪ .‬قههال ال ُ‬
‫واسمه مالك بن عُوَْيمر‪ ،‬يرثي أثْيلة ابنه ‪:‬‬
‫ل ي َن َْتع ُ‬
‫ل‬ ‫ى قضاه اللي ُ‬ ‫ل إن ْ ٍ‬ ‫في ك ُ ّ‬ ‫ه‬
‫قد ِْح شيمت ُ‬ ‫ف ال ِ‬ ‫مر كعَط ْ ِ‬ ‫حل ْوٌ و ُ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ش‪:‬‬ ‫ح ٍ‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له وقال لبيد بن ربيعة يصف حماَر وَ ْ‬
‫م‬‫ندي ُ‬ ‫الّتجارِ‬ ‫في‬ ‫سقاه‬ ‫وي‬ ‫غَ ِ‬ ‫‪ #‬ي ُط َّرب آناَء النهار كأنههه‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬ويقال ‪ :‬إنى مقصور‪ ،‬فيما أخبرنى يونس‪.‬‬
‫ْ‬
‫ن فِههي‬ ‫عو َ‬ ‫سههارِ ُ‬ ‫من ْك َهرِ وَي ُ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫ن عَه ْ‬ ‫ف وَي َن ْهَوْ َ‬‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫مُرو َ‬ ‫خرِ وَي َأ ُ‬ ‫ن ِبالله َوال ْي َوْم ِ اْل ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫{ ي ُؤْ ِ‬
‫ن}‪].‬آل عمران‪.[114 :‬‬ ‫حي َ‬‫صال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ت وَأ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫هي المسلمين عن مباطنة اليهود ‪ :‬قال ابههن إسههحاق ‪ :‬وكههان‬ ‫ما نزل في ن َ ْ‬
‫ً‬
‫رجال من المسلمين يواصلون رجال من اليهود‪ ،‬لما‬

‫حلف ‪ ،‬فأنزل الله تعالى فيهم ينهاهم عههن مبههاطنتهم ‪َ {:‬ياأ َي ّهَهها‬ ‫كان بينهم من الجوار وال ِ‬
‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ذوا ب ِ َ‬
‫ضههاءُ‬ ‫ت الب َغْ َ‬ ‫م قَ هد ْ ب َهد َ ْ‬‫ما عَن ِت ّ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫خَبال وَ ّ‬‫م َ‬ ‫ُ‬
‫م ل ي َألون َك ْ‬ ‫ُ‬
‫دون ِك ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬
‫ة ِ‬‫طان َ ً‬ ‫خ ُ‬‫مُنوا َل ت َت ّ ِ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫م أوَْلءِ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن* هَههاأن ْت ُ ْ‬ ‫قُلو َ‬ ‫م ت َعْ ِ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬‫ت إِ ْ‬ ‫م اْلَيا ِ‬
‫م أك ْب َُر قَد ْ ب َي ّّنا ل َك ُ ْ‬‫دوُرهُ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫في ُ‬ ‫خ ِ‬
‫ما ت ُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫واهِهِ ْ‬‫ن أف ْ َ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ه} ]آل عمههران‪ ،[118،119 :‬أي تؤمنههون‬ ‫ب ك ُل ّه ِ‬
‫ن ِبال ْك ِت َهها ِ‬
‫من ُههو َ‬ ‫م وَت ُؤْ ِ‬ ‫م وََل ي ُ ِ‬
‫حب ّههون َك ُ ْ‬ ‫حب ّههون َهُ ْ‬
‫تُ ِ‬
‫بكتابكم ‪ ،‬وبما مضى من الكتب قبههل ذلههك وهههم يكفههرون بكتههابكم ‪ ،‬فههأنتم كنتههم أحههق‬
‫ن‬
‫مه ْ‬ ‫م اْل ََنا ِ‬
‫مه َ‬
‫ل ِ‬ ‫ضهوا عَل َي ْ ُ‬
‫كه ْ‬ ‫خَله ْ‬
‫وا عَ ّ‬ ‫مّنها وَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫م َقهاُلوا آ َ‬ ‫قهوك ُ ْ‬ ‫بالبغضاء لهم منهم لكم {وَإ ِ َ‬
‫ذا ل َ ُ‬
‫دوِر} ]آل عمهران‪ [119 :‬إلهى آخهر‬ ‫صه ُ‬‫ت ال ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ِبه َ‬ ‫ن اللهه عَِليه ٌ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫موُتوا ب ِغَي ْظ ِك ُ ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ظ قُ ْ‬ ‫الغَي ْ ِ‬
‫القصة‪.‬‬
‫دخول أبي بكر بيت المدراس ‪ :‬ودخل أبو بكر الصديق بيت المدراس على يهههود‪،‬‬
‫فوجد منهم ناسا ً كثيرا ً قههد اجتمعههوا إلههى رجههل منهههم ‪ ،‬يقههال لههه فِْنحههاص ‪ ،‬وكههان مههن‬
‫شههيع ‪ ،‬فقههال أبههو بكههر‬ ‫حب ْههر مههن أحبههارهم ‪ ،‬يقههال لههه ‪ :‬أ ْ‬ ‫علمائهم وأحبارهم ‪ ،‬ومعه في َ‬
‫م ؟ فوالله إنك لتعلم أن محمههدا ً لرسههول‬ ‫سل ْ‬ ‫لفنحاص ‪ :‬ويحك ! يا فنحاص ! اتق الله وأ ْ‬
‫الله ‪ ،‬قد جاءكم بالحق من عنده ‪ ،‬تجدونه مكتوبا ً عندكم في التوراة والنجيههل ‪ .‬فقههال‬
‫فنحاص لبى بكر‪ :‬والله يا أبا بكر‪ ،‬ما بنا إلى الله من فقر‪،‬وإنه إلينا لفقير‪ ،‬ومهها نتضههرع‬
‫إليه كما يتضههرع إلينهها‪ ،‬وإنها عنهه لغنيهاء‪ ،‬ومها ههو عنها بغنهي ‪ ،‬ولهو كهان عنها غنيها ً مها‬
‫استقرضنا أمواَلنا‪ ،‬كما يزعم صاحُبكم ‪ ،‬ينهاكم عن الربا وي ُْعطيناه ولو كان عنا غني ها ً مهها‬
‫ه فنحاص ضربا ً شههديدًا‪ ،‬وقههال ‪ :‬والههذي‬ ‫ج َ‬ ‫ضب أبو بكر‪ ،‬فضرب و ْ‬ ‫أعطانا الربا قال ‪ :‬فغ ِ‬
‫نفسي بيده ‪ ،‬لول العهههد الههذي بيننهها وبينكههم لضههربت رأسههك ‪ ،‬أيْ عههدوّ اللههه ‪ .‬قههال ‪:‬‬
‫فذهب فِْنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال ‪ :‬يا محمد‪ ،‬انظههر مهها صههنع‬
‫بى صاحبك ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليههه وسههلم لبههي بكههر‪ :‬مهها حملههك علههى مهها‬
‫ت ؟ فقال أبو بكر يا رسول الله ‪ ،‬إن عدو الله قال‬ ‫صنع َ‬
‫ت للههه ممهها قههال ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قول ً عظيما ‪ :‬إنه زعم أن الله فقير وأنهم أغنياء فلما قال ذلك غضب ُ‬ ‫ً‬
‫وضربت وجهه ‪ .‬فجحد ذلك ِفنحاص ‪ ،‬وقال ‪ :‬ما قلت ذلك ‪.‬‬
‫فأنزل الله تعالى فيما قال فنحاص ردا ً عليه وتصديقا ً لبى بكر ‪:‬‬
‫ل ال ّذين َقاُلوا إن الله فَقير ونح ه َ‬ ‫{ل َ َ‬
‫مهها قَههاُلوا وَقَت ْل َهُه ْ‬
‫م‬ ‫ب َ‬ ‫س هن َك ْت ُ ُ‬
‫ن أغْن ِي َههاُء َ‬ ‫ِ ٌ ََ ْ ُ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫معَ الله قَوْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫قد ْ َ‬
‫ق}‪].‬آل عمران‪[181 :‬‬ ‫ري ِ‬ ‫ح ِ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ذوُقوا عَ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫حقّ وَن َ ُ‬ ‫اْل َن ْب َِياَء ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ن‬‫مع ُ ّ‬‫سه َ‬ ‫ونزل في أبي بكر الصديق رضى الله عنه ‪ ،‬وما بلغه في ذلك من الغضههب {وَل َت َ ْ‬
‫قههوا‬ ‫صهب ُِروا وَت َت ّ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ذى ك َِثيهًرا وَإ ِ ْ‬ ‫كوا أ َ ً‬ ‫شهَر ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّه ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫من ال ّذي ُ‬
‫ِ َ‬ ‫ِ ْ‬
‫مورِ}‪].‬آل عمران‪.[186 :‬‬ ‫ُ‬
‫ن عَْزم ِ اْل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫ن ُأوت ُههوا‬ ‫ذي َ‬ ‫ميث َههاقَ ال ّه ِ‬ ‫خهذ َ اللههه ِ‬ ‫ثم قال فيما قال فنحاص والحبار معههه ‪.‬مهن يهههود {وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫مهها‬ ‫س َ‬ ‫مًنا قَِليًل فَب ِئ ْ َ‬ ‫شت ََرْوا ب ِهِ ث َ َ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ذوهُ وََراَء ظ ُُهورِهِ ْ‬ ‫ه فَن َب َ ُ‬ ‫مون َ ُ‬ ‫س وََل ت َك ْت ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ه ِللّنا‬ ‫ب ل َت ُب َي ّن ُن ّ ُ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫فعَل ُههوا فََل‬ ‫حبههو َ‬ ‫َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫مهها ل َه ْ‬‫دوا ب ِ َ‬ ‫مه ُ‬ ‫ح َ‬‫ن يُ ْ‬‫نأ ْ‬ ‫مهها أت َههوا وَي ُ ِ ّ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حههو َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّه ِ‬ ‫سب َ ّ‬‫ح َ‬ ‫ن* َل ت َ ْ‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫م} ]آل عمران‪[187،188 :‬يعنى فنحاص ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ب وَل َهُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فاَزةٍ ِ‬ ‫م َ‬‫م بِ َ‬ ‫سب َن ّهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫تَ ْ‬
‫شَيع وأشباههما من الحبار‪ ،‬الذين يفرحون بمهها يصههيبون مههن الههدنيا علههى مهها زينههوا‬ ‫وأ ْ‬
‫للناس من الضللة‪ ،‬ويحبههونه أن ُيحمههدوا بمهها لههم يفعلههوا أن يقههول النههاس ‪ :‬علمههاء‪،‬‬
‫حهق ‪ ،‬ويحبهون أن يقهول النهاس ‪ :‬قهد‬ ‫ههدى ول َ‬ ‫وليسوا بأهل علم ‪ ،‬لم يحملوهم على ُ‬
‫فعلوا‪.‬‬
‫م ابن قيههس ‪ ،‬حليههف‬ ‫أمر اليهود المؤمنين بالبخل ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان ك َْرد َ ُ‬
‫حيههى‬ ‫عمههرو‪ ،‬و ُ‬ ‫حري بههن َ‬ ‫كعب بن الشرف ‪ ،‬وأسامة بن حبيب ‪ ،‬ونافع بن أبي نافع ‪ ،‬وب َ ْ‬
‫طب ‪ ،‬ورفاعة بن َزْيد بن التابوت ‪ ،‬يأتون رجال ً من النصههار كههانوا يخههالطونهم ‪،‬‬ ‫خ َ‬ ‫بن أ ْ‬
‫ينتصحون لهم ‪،‬‬
‫ب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فيقولون لهم ‪ :‬ل تنفقوا أمههواَلكم فإنهها‬ ‫من أصحا ِ‬
‫م يكون ؟‬ ‫نخشى عليكم الفقر في ذهابها‪ ،‬ول ُتسارعوا في النفقة فإنكم ل تدرون عل َ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫مه ْ‬ ‫م اللههه ِ‬ ‫مهها آت َههاهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل وَي َك ْت ُ ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫س ِبال ْب ُ ْ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ن وَي َأ ُ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ن ي َب ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فأنزل الله فيهم ‪{ :‬ال ّ ِ‬
‫ضل ِِه}‪ ،‬أي من التوراة‪ ،‬التي فيها تصديق ما جاء به محمد صههلى اللههه عليههه وسههلم {‬ ‫فَ ْ‬
‫ن ِبهالله وَلَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫من ُههو َ‬ ‫س وَل ي ُؤْ ِ‬ ‫م رَِئاَء الّنها ِ‬ ‫والهُ ْ‬ ‫مه َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن ُين ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫مِهيًنا َوال ِ‬ ‫ذاًبا ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ري َ‬ ‫وَأعْت َد َْنا ل ِلكافِ ِ‬
‫ما} ]النساء‪37 :‬ه ‪..[39‬‬ ‫م عَِلي ً‬ ‫ن الله ب ِهِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ر} …إلى قوله تعالى{وَ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ِبال ْي َوْم ِ اْل ِ‬
‫ق ‪ :‬قال ابههن إسههحاق ‪ :‬وكههان رفاعههة بههن‬ ‫اليهود – لعنهم الله – يجحدون الح ّ‬
‫ل اللهه صهلى اللهه عليهه وسهلم لهوى‬ ‫زْيد بن التابوت من عظماء يهود‪ ،‬إذا كلهم رسهو َ‬
‫لسههلم وعههابه ‪.‬‬ ‫لساَنه ‪ ،‬وقال ‪ :‬أْرعنا سمَعك يا محمد‪ ،‬حتى نفهمك ‪ ، ،‬ثم طعههن فههي ا ِ‬
‫ض هَلل َ َ‬ ‫فأنزل الله فيه ‪ {:‬أ َل َم تر إَلى ال ّذي ُ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫ري ه ُ‬ ‫ة وَي ُ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ش هت َُرو َ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صيًبا ِ‬ ‫ن أوُتوا ن َ ِ‬ ‫َِ َ‬ ‫ْ َ َ َِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّه ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫صيًرا* ِ‬ ‫فى ِبالله ن َ ِ‬ ‫فى ِبالله وَل ِّيا وَك َ َ‬ ‫م وَك َ َ‬ ‫دائ ِك ُ ْ‬ ‫م ب ِأعْ َ‬ ‫ل* َوالله أعْل َ ُ‬ ‫سِبي َ‬ ‫ضّلوا ال ّ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫عَنا}‪،‬‬ ‫مٍع وََرا ِ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫معْ غَي َْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫صي َْنا َوا ْ‬ ‫معَْنا وَعَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ضعِهِ وَي َ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬ ‫حّرُفو َ‬ ‫دوا ي ُ َ‬ ‫ها ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫م ْ‬ ‫سه َ‬ ‫معَْنا وَأط َعْن َهها َوا ْ‬ ‫سه ِ‬ ‫م َقاُلوا َ‬ ‫ن وَل َوْ أن ّهُ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫م وَط َعًْنا ِفي ال ّ‬ ‫سن َت ِهِ ْ‬ ‫أي راعنا سمعك {ل َّيا ب ِأل ْ ِ‬
‫ن إ ِّل قَِليًل}‪].‬النسههاء‪:‬‬ ‫َ‬
‫من ُههو َ‬ ‫م فََل ي ُؤْ ِ‬ ‫فرِهِ ْ‬ ‫م الله ب ِك ُ ْ‬ ‫ن ل َعَن َهُ ْ‬ ‫م وَل َك ِ ْ‬ ‫م وَأقْوَ َ‬ ‫خي ًْرا ل َهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫َوانظ ُْرَنا ل َ َ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم رؤساَء من أحبارِ يهههود‪ ،‬منهههم ‪ :‬عبههد‬ ‫كلم رسو ُ‬ ‫‪44‬ه ‪ [46‬و َ‬
‫صوريا العور‪ ،‬وكعب بن أسد‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬يا معشر يهود‪ ،‬اتقوا اللههه وأسههلموا‪،‬‬ ‫الله بن ُ‬
‫فوالله إنكم لتعلمون أن الههذي جئتكههم بههه لحههق ‪ ،‬قههالوا ‪ :‬مهها نعههرف ذلههك يهها محمههد ‪:‬‬
‫فجحدوا ما عرفوا‪ ،‬وأصروا على الكفر‬
‫‪ ،‬فأنزل الله تعالى فيهم ‪{ :‬يا أ َيها ال ّذي ُ‬
‫م‬ ‫معَك ُه ْ‬ ‫مهها َ‬ ‫صد ًّقا ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما ن َّزل َْنا ُ‬ ‫مُنوا ب ِ َ‬ ‫بآ ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ َّ‬
‫ها عَل َههى أ َدبارهَهها أ َو نل ْعنه هم ك َمهها ل َعنهها أ َ‬ ‫من قَب َ‬
‫ت‬ ‫ب‬
‫ّ ْ ِ‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ب‬‫ْ َ َ‬ ‫حا‬ ‫ه‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ ََُ ْ َ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ها فَن َُرد ّ َ‬ ‫جو ً‬ ‫س وُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ن َط ْ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ِ ْ ْ ِ‬
‫فُعوًل}‪].‬النساء‪.[47 :‬‬ ‫كا َ‬
‫م ْ‬ ‫مُر الله َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫وَ َ َ‬
‫ن ول أنههف ول فههم ‪ ،‬ول‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬نطمس ‪ :‬نمسحها فنسويها‪،‬فل ُيرى فيها عي ه ٌ‬
‫َ‬
‫م} ]القمر‪ [37 :‬المطموس العيههن ‪:‬‬ ‫سَنا أعْي ُن َهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شيء بما ي َُرى في الوجه ‪ ،‬وكذلك {فَط َ َ‬
‫ب والثر‪ ،‬فل يرى منه شىء ‪ .‬قههال‬ ‫الذي ليس بين جفنيه شق ‪ .‬ويقال ‪ :‬طمست الكتا َ‬
‫صْلت الت ّْغلبى‪ ،‬يصف إبل كلفها ما ذكر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وث ابن هُب َْيرة بن ال ّ‬ ‫الخطل ‪ ،‬واسمه الغَ ْ‬
‫ل‬ ‫يتملم ُ‬ ‫حْرباَءها‬ ‫ِ‬ ‫ترى‬ ‫ن‬‫شطو ٍ‬ ‫وى‬ ‫صه َ‬ ‫ل طامسةِ ال ّ‬ ‫ها ك ّ‬ ‫فنا َ‬ ‫‪ #‬وت ُك ِْلي ُ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪:‬‬
‫وى ‪ :‬العلم الهتي ُيسهتدل بهها علهى‬ ‫صه َ‬ ‫وة ‪ .‬وال ّ‬ ‫صه ّ‬ ‫وى ‪ُ :‬‬ ‫صه َ‬ ‫قال ابهن هشهام ‪ :‬واحهدة ال ّ‬
‫الطرق والماء‪.‬‬
‫سحت فاستوت بالرض ‪ ،‬فليس فيها شىء ناتيء ‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬يقول ‪ُ :‬‬
‫ب مههن قريههش‬ ‫حّزبههوا الحههزا َ‬ ‫حّزب الحزاب ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وكههان الههذين َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫قيق ‪ ،‬أبو رافع ‪ ،‬والربيع‬ ‫ح َ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫أبي‬ ‫ابن‬ ‫‪،‬‬ ‫وسلم‬ ‫‪،‬‬ ‫طب‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫بن‬ ‫حيى‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫قريظة‬ ‫وبني‬ ‫وغطفان‬
‫وح ‪،‬‬ ‫ه‬
‫َ ْ َ‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ها‬ ‫ه‬ ‫فأم‬ ‫‪.‬‬ ‫قيس‬ ‫بن‬ ‫وذة‬ ‫َ ْ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫عامر‪،‬‬ ‫بن‬ ‫وح‬ ‫ح‬
‫َ ْ َ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫مار‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫وأبو‬ ‫قيق‬ ‫ح َ‬ ‫بن الربيع بن أبي ال ُ‬
‫وذة فمن بنى وائل ‪ ،‬وكان سائرهم من بنى النضير‪ .‬فلما قدموا‬ ‫مار‪ ،‬وهَ ْ‬ ‫وأبو عَ ّ‬

‫على قريش قالوا ‪ :‬هؤلء أحبار يهود‪ ،‬وأهل العلم بالكتاب الول ‪ ،‬فسلوهم ‪ ،‬ديُنكم خير‬
‫دى منههه وممههن‬ ‫ن محمد؟ فسألوهم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬بل ديُنكم خير من دينههه ‪ ،‬وأنتههم أهْه َ‬ ‫أم دي ُ‬
‫اتبعه ‪ .‬فأنزل الله تعالى فيهم ‪{ :‬أ َل َم تر إل َههى ال ّهذي ُ‬
‫ن‬
‫من ُههو َ‬ ‫ن ال ْك ِت َهها ِ‬
‫ب ي ُؤْ ِ‬ ‫مه ْ‬
‫صههيًبا ِ‬
‫ن أوت ُههوا ن َ ِ‬
‫ِ َ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫ت} قال ابن هشام ‪ :‬الجبت عند العرب ‪ :‬ما ُ‬
‫عبد من دون اللههه تبههارك‬ ‫ت َوال ّ‬
‫طا ُ‬
‫غو ِ‬ ‫ِبال ْ ِ‬
‫جب ْ ِ‬
‫جبوت وجمههع الطههاغوت‬ ‫جْبت ‪ُ :‬‬ ‫مع ال ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫وتعالى ‪ :‬والطاغوت ‪ :‬كل ما أضل عن الحقّ ‪ .‬و َ‬
‫واغيت ‪.‬‬ ‫طَ َ‬
‫جيههح أنههه قههال ‪ :‬الجبههت ‪ :‬السههحر والطههاغوت ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وبلغنا عههن ابههن أبههي ن َ ِ‬
‫الشيطان ‪.‬‬
‫س هِبيًل} ]النسههاء‪ [51 :‬قههال ابههن‬ ‫َ‬ ‫{وَي َ ُ‬
‫من ُههوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّه ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫فُروا هَؤَُلِء أهْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫قوُلو َ‬
‫َ‬
‫قد ْ آت َي َْنهها‬ ‫ضل ِهِ فَ َ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م الله ِ‬ ‫ما آَتاهُ ْ‬ ‫س عََلى َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫إسحاق ‪ :‬إلى قوله تعالى ‪ {:‬أ ْ‬
‫ما}‪].‬النساء‪[54 :‬‬ ‫ظي ً‬
‫كا عَ ِ‬ ‫مل ْ ً‬ ‫م ُ‬ ‫ة َوآت َي َْناهُ ْ‬ ‫م َ‬‫حك ْ َ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫هي َ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫آ َ‬
‫عدي ابن زيد‪ :‬يا محمد‪ ،‬ما‬ ‫سكْين و َ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال ُ‬ ‫إنكار اليهوِد التنزي َ‬
‫نعلم أن الله أنزل على َبشر من شيء بعد موسى ‪ .‬فههأنزل اللههه تعههالى فههي ذلههك مههن‬
‫َ‬ ‫ك كَ َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫هيه َ‬ ‫حي ْن َهها إ ِل َههى إ ِب َْرا ِ‬ ‫ن ب َعْهدِهِ وَأوْ َ‬ ‫مه ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حي َْنا إ َِلى ُنوٍح َوالن ّب ِّيي ه َ‬ ‫ما أوْ َ‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ َ‬ ‫قولهما ‪{ :‬إّنا أوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َوآت َي َْنا‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ن وَ ُ‬ ‫هاُرو َ‬ ‫س وَ َ‬ ‫ب وَُيون ُ َ‬ ‫سى وَأّيو َ‬ ‫عي َ‬ ‫ط وَ ِ‬ ‫سَبا ِ‬ ‫ب َواْل ْ‬ ‫قو َ‬ ‫حاقَ وَي َعْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫م اللههه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م عَلي ْك وَكلهه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صه ُ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫َ‬
‫سل ل ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ن قب ْل وَُر ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫م عَلي ْك ِ‬ ‫َ‬ ‫صَناهُ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫َ‬
‫سل قد ْ ق َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫داُوود َ َزُبوًرا* وَُر ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫سه ِ‬ ‫ة ب َعْ هد َ الّر ُ‬ ‫جه ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫س عَلههى اللههه ُ‬ ‫ن ِللّنا ِ‬ ‫ن ِلل ي َكو َ‬ ‫منذِِري َ‬ ‫ن وَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫سل ُ‬ ‫ما* ُر ُ‬ ‫سى ت َكِلي ً‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ما} ]النساء‪163 :‬ه ‪[165‬‬ ‫كي ً‬ ‫ح ِ‬ ‫زيًزا َ‬ ‫ن الله عَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫وَ َ‬
‫ما والله‬ ‫ودخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة منهم ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬أ َ‬
‫إنكم لتعلمون أنى رسول من الله إليكم ؟ قالوا ‪ :‬ما نعلمه ‪ ،‬وما نشهههد عليههه ‪ .‬فههأنزل‬
‫ل إل َي َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫كهه ُ‬ ‫مَلئ ِ َ‬ ‫مهههِ َوال ْ َ‬ ‫ه ب ِعِل ْ ِ‬ ‫ك أنَزل َ ُ‬ ‫ما أنَز َ ِ ْ‬ ‫شهَد ُ ب ِ َ‬ ‫ن الله ي َ ْ‬ ‫الله تعالى في ذلك من قولهم ‪ {:‬ل َك ِ ْ‬
‫دا}‪].‬النساء‪[166 :‬‬ ‫شِهي ً‬ ‫فى ِبالله َ‬ ‫ن وَك َ َ‬ ‫دو َ‬ ‫شه َ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫اتفاقهم على طرح الصخرة على رسول الله صلى الله عليه وسسلم ‪:‬‬
‫وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى الّنضير يستعينهم في ِديههة العههامريْين‬
‫ضهم ببعض قالوا ‪ :‬لههن تجههدوا محمههدا ً‬ ‫مري ‪ .‬فلما خل بع ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن أمية ال ّ‬ ‫ل عمرو ب ُ‬ ‫الل ّذ َْين قت َ‬
‫ن رجل يظهر على هذا البيت فيطرح عليهه صهخرة ً فيريحنها منهه ؟‬ ‫م ْ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ب منه ال َ‬ ‫أقر َ‬
‫عمرو بن جحاش بن كعب ‪ :‬أنا فأتى رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم الخههبر‪،‬‬ ‫فقال َ‬
‫َ‬
‫من ُههوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فانصرف عنهم ‪ .‬فأنزل الله تعالى فيه ‪ ،‬وفيما أراد هههو وقههومه ‪{ :‬ي َهها أي ّهَهها ال ّه ِ‬
‫طوا إل َيك ُم أ َيديهم فَك َ ّ َ‬ ‫ة الله عَل َيك ُم إذ ْ هَم قَو َ‬
‫قههوا‬ ‫م َوات ّ ُ‬ ‫م عَن ْك ُ ْ‬ ‫ف أي ْدِي َهُ ْ‬ ‫س ُ ِ ْ ْ ْ َُِ ْ‬ ‫ن ي َب ْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ ْ ٌ‬ ‫ْ ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬
‫ن}‪].‬المائدة‪[11 :‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤْ ِ‬‫ل ال ْ ُ‬‫الله وَعََلى الله فَل ْي َت َوَك ّ ْ‬
‫ن بههن‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسههلم نعمهها ُ‬ ‫دعاؤهم أنهم أحباء الله ‪ :‬وأتى رسو َ‬ ‫ا ّ‬
‫ل الله صلى الله عليه‬ ‫عدي ‪ ،‬فكلموه وكلمهم رسو ُ‬ ‫عمرو‪ ،‬وشأس بن َ‬ ‫حري بن َ‬ ‫أضاء‪ ،‬وب َ ْ‬
‫قمته ‪ ،‬فقالوا‪ ،‬ما ُتخوفنا يا محمد‪ ،‬نحن والله أبنههاءُ‬ ‫ذرهم ن ِ ْ‬ ‫وسلم‪ ،‬ودعاهم إلى الله ‪ ،‬وح ّ‬
‫ن‬ ‫ح ُ‬ ‫صاَرى ن َ ْ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ َوالن ّ َ‬ ‫الله وأحباؤه ‪ ،‬كقول النصارى ‪ .‬فأنزل الله تعالى فيهم ‪{ :‬وََقال َ ْ‬
‫ل فَل ِم يعذ ّبك ُم بذ ُنوبك ُم ب ْ َ‬ ‫أ َب َْناُء الله وَأ َ ِ‬
‫شههاُء‬ ‫ن يَ َ‬ ‫مه ْ‬ ‫خل َهقَ ي َغْفِهُر ل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مه ْ‬ ‫م ّ‬
‫ش هٌر ِ‬ ‫م بَ َ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫َ َُ ُ ْ ِ ُ ِ ْ َ‬ ‫حّباؤُهُ قُ ْ‬
‫صيُر} ]المائدة‪[18 :‬‬ ‫َْ‬
‫م ِ‬ ‫ما وَإ ِل َي ْهِ ال ْ َ‬
‫ما ب َي ْن َهُ َ‬‫ض وَ َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫شاُء وَل ِل ّهِ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫وَي ُعَذ ّ ُ‬
‫ل اللههه‬ ‫إنكارهم نزول كتاب من بعد موسى ‪ :‬قال ابههن إسههحاق ‪ :‬ودعهها رسههو ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم يهود َ إلى السلم ورغبهههم فيههه ‪ ،‬وحههذرهم غيهَر اللههه وعقههوبته ‪،‬‬
‫وا عليه ‪ ،‬وكفروا بما جاءهم به ‪ ،‬فقال لهم معاذ بن‬ ‫فأب َ ْ‬
‫عبادة‪ ،‬وعقبههة بههن وهههب ‪ :‬يهها معشههر يهههود‪ ،‬اتقههوا اللههه ‪ ،‬فههوالله إنكههم‬ ‫جبل وسعد بن ُ‬
‫ل مبعثه وتصفونه لنا بصههفته ؟ فقههال‬ ‫لتعلمون أنه رسول الله ‪ ،‬لقد كنتم تذكرونه لنا قب َ‬
‫حَرْيملة‪ ،‬ووهب بن ي َُهوذا ‪ :‬ما قلنا لكم هذا قط ‪ ،‬وما أنزل الله من كتههاب بع هد َ‬ ‫رافع بن ُ‬
‫ده ‪ .‬فأنزل الله تعالى فههي ذلههك مههن قولهمهها ‪{ :‬ي َهها‬ ‫موسى ول أرسل بشيرا ً ول نذيرا ً بع َ‬
‫َ‬ ‫أ َهْ َ‬
‫ن‬ ‫مه ْ‬ ‫جاَءن َهها ِ‬ ‫ما َ‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫ن تَ ُ‬‫لأ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م عََلى فَت َْرةٍ ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫سول َُنا ي ُب َي ّ ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاَءك ُ ْ‬ ‫ب قَد ْ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ديٌر} ]المائدة‪.[19 :‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ذيٌر َوالله عََلى ك ُ ّ‬ ‫شيٌر وَن َ ِ‬ ‫م بَ ِ‬ ‫جاَءك ُ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ذيرٍ فَ َ‬ ‫شيرٍ وََل ن َ ِ‬ ‫بَ ِ‬
‫ثم قص عليهم خبَر موسى وما لقى منهم ‪ ،‬وانتقاضهم عليه وما ردوا عليه من أمر الله‬
‫ة‪.‬‬ ‫حتى تاهوا في الرض أربعين سنة عقوب ً‬
‫رجوعهم إلى النبي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم فسسي حكسسم الرجسسم ‪ :‬قههال ابههن‬
‫دث‬ ‫مَزْينة‪ ،‬من أهل العلم ‪ ،‬يح ه ّ‬ ‫ن شهاب الزهري أنه سمع رجل ً من ُ‬ ‫إسحاق ‪ :‬وحدثني اب ُ‬
‫دراس ‪،‬‬ ‫مه ْ‬ ‫سعيد َ بن المسّيب ‪ ،‬أن أبا هريرة حدثهم ‪ :‬أن أحبار يهود اجتمعوا في بيههت ال ِ‬
‫ل منهم بعهد إحصهانه‬ ‫ة‪ ،‬وقد زنى رج ٌ‬ ‫حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدين َ‬
‫ل وهههذه المههرأة إلههى محمههد‪،‬‬ ‫بامرأة من يهود َ قد أحصنت ‪ ،‬فقههالوا ‪ :‬ابعثههوا بهههذا الرج ه ِ‬
‫سلوه كيف الحكم فيهما‪ ،‬وولوه الحكم عليهما‪ ،‬فإن عمل فيهما بعملكم من التجبيههة ‪-‬‬ ‫فَ َ‬
‫ود وجوههمها ثهم ُيحملن علهى‬ ‫سه ّ‬‫مطلهى بقهارٍ ‪ ،‬ثهم ت ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫والتجبية ‪ :‬الجلد بحبهل مهن ليهف َ‬
‫مل ِههك ‪،‬‬ ‫ل أدبههار الحمههارين ‪ -‬فههاتبعوه ‪ ،‬فإنمهها هههو َ‬ ‫مههارْين وتجعههل وجوههمهها مههن ِقب ه ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫وصدقوه ‪ :‬وإن هو حكم فيهمهها بههالرجم فههإنه نههبى‪ ،‬فاحههذروه علههى مهها فههي أيههديكم أن‬
‫كموه ‪ ،‬فأتوه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا‬ ‫سلب َ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫محمد هذا رجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قهد أحصهنت ‪ ،‬فهاحكم فيهمها‪ ،‬فقهد ولينهاك‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى‬ ‫الحكم فيهما‪ .‬فمشى رسو ُ‬
‫ى علماَءكم ‪ ،‬فههأخرج لههه‬ ‫أحباَرهم في بيت المد َْراس فقال ‪ :‬يا معشر يهود أخرجوا إل ّ‬
‫ض بنى قَُرْيظة ‪ :‬أنهم قههد أخرجههوا‬ ‫عبد الله بن صوريا‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد حدثني بع ُ‬
‫خط َههب ‪ ،‬ووهههب بههن ي َهُههوذا‪ ،‬فقههالوا ‪ :‬هههؤلء‬ ‫صههوريا‪ ،‬أبهها ياسههر بههن أ ْ‬ ‫إليه يومئذ‪ ،‬مع ابن ُ‬
‫صل أمَرهم ‪ ،‬إلههى أن قهالوا‬ ‫ح ّ‬‫علماؤنا‪ .‬فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬حتى َ‬
‫ي بهالتوراة ‪ .‬قهال ابهن هشهام ‪ :‬مهن قههوله ‪" :‬‬ ‫لعبد الله بن صوريا ‪ :‬ههذا أعلهم مهن بقه َ‬
‫وحدثني بعض بنى قريظة " ‪ -‬إلى " أعلم من بقى بهالتوراة " مهن قهول ابهن إسهحاق ‪،‬‬
‫وما بعده من الحديث الذي قبله فخل به رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ ،‬وكههان‬
‫ظ به رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة‪ ،‬يقههول‬ ‫سنا‪ ،‬فأل َ ّ‬ ‫غلما ً شاب ّا ً من أحدثهم ِ‬
‫ل ‪ ،‬هل تعلم أن الله حكههم‬ ‫مهِ عند بنى إسرائي َ‬ ‫كرك بأيا ِ‬ ‫شدك الله وأذ ّ‬ ‫صوريا‪ ،‬أن ْ ُ‬ ‫له ‪ :‬يابن ُ‬
‫فيمن زَنى بعد إحصانهِ بالرجم في التوراة؟ قال ‪ :‬اللهم نعم ‪ ،‬أما واللهه يها أبها القاسهم‬
‫سل ولكنهم يحسدونك ‪ .‬قال ‪ :‬فخرج رسول الله صلى اللههه‬ ‫مْر َ‬ ‫إنهم ليعرفون أنك لنبى ُ‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فأمر بهما فُرجما عند باب مسجده في بنى غَن ْم ِ بن مالك بن النجههار‪ :‬ثههم‬
‫صوريا‪ ،‬وجحد نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫كفر بعد ذلك ابن ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ك ال ّه ِ‬‫حُزن ْه َ‬ ‫ل َل ي َ ْ‬ ‫سههو ُ‬ ‫قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬فههأنزل اللههه تعههالى فيهههم ‪{ :‬ي َهها أي ّهَهها الّر ُ‬
‫َ‬
‫دوا‬
‫ههها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬‫م وَ ِ‬‫ن قُُلوب ُهُ ْ‬ ‫م ْ‬‫م ت ُؤْ ِ‬ ‫م وَل َ ْ‬ ‫مّنا ب ِأفْ ْ َ‬
‫واهِهِ ْ‬ ‫ن َقاُلوا آ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فرِ ِ‬ ‫ن ِفي ال ْك ُ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫ك }]المائدة‪ [41 :‬أي الذين بعثوا منهم‬ ‫م ي َأُتو َ‬ ‫َ‬
‫نل ْ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬‫قوْم ٍ آ َ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ْ‬
‫ن ل ِلك َذِ ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬‫س ّ‬ ‫َ‬
‫من بعثوا وتخلفوا‪ ،‬وأمروهم‬

‫قوُلو َ‬
‫ن‬ ‫ضعِهِ ي َ ُ‬
‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫ن ب َعْدِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬
‫م ِ‬ ‫به من تحريف الحكم عن مواضعه ‪ ،‬ثم قال ‪{ :‬ي ُ َ‬
‫حّرُفو َ‬
‫م ت ُؤْت َوْهُ} ‪ ،‬أي‬ ‫إ ُ‬
‫ن لَ ْ‬
‫ذوهُ وَإ ِ ْ‬ ‫ذا فَ ُ‬
‫خ ُ‬ ‫م هَ َ‬
‫ن أوِتيت ُ ْ‬
‫ِ ْ‬
‫حذ َُروا} ]المائدة‪ [41 :‬إلى آخر القصة ‪.‬‬ ‫الرجم {َفا ْ‬
‫َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمهد ُ بههن طلحههة بههن يزيههد بههن َركانههة عههن إسههماعيل عههن‬
‫إبراهيم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬أمر رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم برجمهمهها‪،‬‬
‫علْيههها ‪،‬‬
‫حجارة قام إلى صههاحبته فجنههأ َ‬‫س ال ِ‬
‫م ّ‬ ‫فُرجما بباب مسجده ‪ ،‬فلما وجد َ اليهوديّ َ‬
‫ة‪ ،‬حتى ُقتل جميعًا‪.‬‬‫س الحجار ِ‬
‫م ّ‬ ‫يقيها َ‬
‫قال ‪ :‬وكان ذلك مما صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في تحقيق الزنا منهما‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني صالح بن ك َْيسان ‪ ،‬عن نافع مولى عبههد اللههه ابههن ُ‬
‫عمههر عههن‬
‫كموا رسول الله صلى الله عليههه وسههلم فيهمهها‪ ،‬دعههاهم‬ ‫عبد الله بن عمر‪ ،‬قال ‪ :‬لما ح ّ‬
‫حْبر منهم يتلوها‪ ،‬وقد وضع يده على آيههة الرجههم ‪ ،‬قهال ‪ :‬فضههرب عبهد ُ‬ ‫بالتوراة وجلس َ‬
‫حْبر ثم قال ‪ :‬هذه‬ ‫سلم يد ال َ‬
‫الله بن َ‬
‫وها عليك ‪.‬‬ ‫يا نبى الله آية الرجم ‪ ،‬يأبى أن يتل َ‬

‫فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬ويحكم يهها معشههر يهههود مهها دعههاكم ‪ .‬إلههى‬
‫حكم الله وهو بأيديكم ؟ قال ‪ :‬فقالوا ‪ :‬أما والله إنه قد كان فينا ُيعمههل بههه ‪ ،‬حهتى‬ ‫ترك ُ‬
‫زنا رجل منا بعد إحصانه ‪ ،‬من بيوت الملوك وأهل الشرف ‪ ،‬فمنعه الملك من الرجم ‪،‬‬
‫ثم زنا رجل بعده ‪ ،‬فأراد أن يرجمه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ل والله ‪ ،‬حتى ترجم فلنًا‪ ،‬فلما قههالوا لههه‬
‫ذلك اجتمعوا فأصلحوا أمرهم على التجبية‪ ،‬وأمههاتوا ذكههر الرجههم والعمههل بههه ‪ .‬قههال ‪:‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬فأنا أول من أحيا أمَر الله وكتابه وعمههل بههه ‪،‬‬
‫ثم أمر بهما فُرجما عند َ باب مسجده ‪ .‬وقال عبد الله بن عمر‪ :‬فكنت فيمن رجمهما‪.‬‬
‫كرمههة‪ ،‬عههن‬ ‫ص هْين عههن ع ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ظلمهم في الدية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني داود ُ بن ال ُ‬
‫م‬ ‫ابن عباس ‪ :‬أن اليات من المائدة التي قال الله فيها ‪َ{ :‬فاحك ُم بينه َ َ‬
‫ض عَن ْهُ ه ْ‬ ‫م أوْ أعْهرِ ْ‬ ‫ْ ْ ََُْ ْ‬
‫ب‬ ‫حه ّ‬ ‫ن اللهه ي ُ ِ‬ ‫ط إِ ّ‬ ‫سه ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫م ِبال ْ ِ‬ ‫م ب َي ْن َُهه ْ‬‫حك ُ ْ‬ ‫ت َفها ْ‬ ‫م َ‬ ‫حك َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫شي ًْئا وَإ ِ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ضّرو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م فَل َ ْ‬ ‫ض عَن ْهُ ْ‬ ‫ن ت ُعْرِ ْ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ن} ]المائدة‪ [42 :‬إنما نزلت في الديههة بيههن بنههى النضههير وبيهن بنههى ُقريظههة‪،‬‬ ‫طي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ِ‬‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ة كاملههة‪ ،‬وأن بنههى قريظههة‬ ‫وذلك أن قتلى بنى النضير‪ ،‬وكان لهم شههرف ‪ ،‬يههؤدون الدي ه َ‬
‫ف الدية‪ ،‬فتحاكموا في ذلك إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪،‬‬ ‫كانوا يؤدون نص َ‬
‫ل اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم علههى الحهقّ فههي‬ ‫فأنزل الله ذلك فيهم ‪ ،‬فحملهم رسو ُ‬
‫ة سواء‪.‬‬ ‫ذلك ‪ ،‬فجعل الدي َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فالله أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬
‫رغبتهم في فتنة الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وقههال‬
‫شأس بههن قيههس ‪ ،‬بعضهههم لبعهض ‪:‬‬ ‫صوريا‪ ،‬و َ‬ ‫كعب ابن أسد‪ ،‬وابن صلوبا‪ ،‬وعبد الله بن ُ‬
‫وه ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬يا محمههد‪،‬‬ ‫اذهبوا بنا إلى محمد‪ ،‬لعلنا نفتنه عن دينه ‪ ،‬فإنما هو بشر‪ ،‬فأت َ ْ‬
‫إنك قد عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم‬
‫وسادتهم ‪ ،‬وأنا إن اتبعنهاك اتبعتهك يهههود‪ ،‬ولهم يخالفونهها‪ ،‬وأن بيننهها وبيهن بعهض قومنهها‬
‫خصومة‪ ،‬أفنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ‪ ،‬ونؤمن بك ونصدقك ‪ ،‬فأبى ذلك رسههول‬
‫ل اللههه‬ ‫ما َأن هَز َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫م ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫نا ْ‬
‫َ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم عليهم ‪ .‬فأنزل الله فيهم ‪{ :‬وَأ ْ‬
‫ك فَإن تول ّوا َفاعْل َ َ‬ ‫ما َأنَز َ‬ ‫وَل تتبع أ َهْواَءهُم واحذ َرهُ َ‬
‫ما‬ ‫م أن ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ل الله إ ِل َي ْ َ ِ ْ َ َ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ب َعْ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫فت ُِنو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ َ ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َِّ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جاهِل ِي ّه ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫حكه َ‬ ‫ن* أف ُ‬ ‫قو َ‬ ‫سه ُ‬‫فا ِ‬ ‫سل َ‬ ‫ن الن ّهها ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫ن كِثيًرا ِ‬ ‫م وَإ ِ ّ‬ ‫ض ذ ُُنوب ِهِ ْ‬‫م ب ِب َعْ ِ‬ ‫صيب َهُ ْ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ريد ُ الله أ ْ‬ ‫يُ ِ‬
‫ن}]المائدة‪[49،50 :‬‬ ‫يبُغون وم َ‬
‫قوْم ٍ ُيوقُِنو َ‬ ‫ما ل ِ َ‬ ‫حك ْ ً‬ ‫ن الله ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ل اللههه صههلى‬ ‫إنكارهم نبوةَ عيسى عليه السلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأتى رسههو َ‬
‫خطب ‪ ،‬ونههافع بههن أي نههافع وعههازر بههن أبههي‬ ‫الله عليه وسلم نفٌر منهم ‪ :‬أبو ياسر بن أ ْ‬
‫شيع ‪ .‬فسألوه عمن يههؤمن بههه مههن الرسههل ؟‬ ‫عازر‪ ،‬وخالد‪ ،‬وزيد‪ ،‬وإزار بن أبي إزار‪ ،‬وأ ْ‬
‫ن بالله وما أنههزل إلينهها‪ ،‬ومهها أنههزل إلههى‬ ‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬نؤم ُ‬
‫ط ‪ ،‬وما أوتي موسى وعيسى‪ ،‬ومهها أوتههى‬ ‫ب والسبا ِ‬ ‫ل وإسحاقَ ويعقو َ‬ ‫م وإسماعي َ‬ ‫إبراهي َ‬
‫ذكهر عيسهى ابهن‬ ‫ن أحد ٍ منهم ونحن له مسلمون "‪ .‬فلما َ‬ ‫النبيون من رّبهم ‪ ،‬ل نفّرقُ بي َ‬
‫مريم جحدوا نبوته ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬ل نؤمن بعيسى ابن مريم ول بمن آمههن بههه ‪ ،‬فهأنزل اللههه‬
‫مهها‬ ‫مهها ُأن هزِ َ‬
‫ل إ ِل َي ْن َهها وَ َ‬ ‫مّنا ب ِههالله وَ َ‬ ‫نآ َ‬
‫َ‬
‫مّنا إ ِّل أ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ل َتن ِ‬ ‫ب هَ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل َيا أ َهْ َ‬ ‫تعالى فيهم ‪ {:‬قُ ْ‬
‫ن}]المائدة‪[59 :‬‬ ‫ل وأ َ َ‬ ‫أ ُن ْزِ َ‬
‫قو َ‬ ‫س ُ‬‫م َفا ِ‬ ‫ن أك ْث ََرك ُ ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬
‫ادعاؤهم أنهم على الحق ‪ :‬وأتى رسههول اللهه صههلى اللهه عليهه وسههلم رافهعُ بهن‬
‫حَريملههة‪ ،‬فقههالوا ‪ :‬يهها محمههد‪،‬‬ ‫شكم ‪ ،‬ومالك بن الصْيف ‪ ،‬ورافع بن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حارثة‪ ،‬وسلم بن ِ‬
‫ت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ‪ ،‬وتؤمن بما عندنا من التههوراة ‪ ،‬وتشهههد أنههها‬ ‫ألس َ‬
‫من الله حقّ ؟ قال ‪ :‬بلى‪ ،‬ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيههها ممهها أخههذ اللههه عليكههم مههن‬ ‫َ‬
‫ت من إحداِثكم قالوا ‪ :‬فإنا‬ ‫الميثاق فيها‪ ،‬وكتمُتم منها ما أمرتم أن تبينوه للناس ‪ ،‬فَبرئ ْ ُ‬
‫دى والحق ‪ ،‬ول نؤمن بك ‪ ،‬ول نتبعك ‪.‬‬ ‫نأخذ بما في أيدينا‪ ،‬فإنا على اله َ‬
‫ل الكتههاب لسههتم علههى شههيء حههتى تقيمههوا التههوراةَ‬ ‫فأنزل الله تعالى فيهم ‪) :‬قههل يأهه َ‬
‫طغيانا ً‬ ‫ن كثيرا ً منهم ما أنزل إليك من َرّبك ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وما أنزل إليكم من رّبكم ‪ ،‬وليزيد َ ّ‬ ‫لنجي َ‬ ‫وا ِ‬
‫س على القوم ِ الكافرين ( ‪.‬‬ ‫كفرًا‪ ،‬فل تأ َ‬ ‫و ُ‬
‫م‬ ‫حهها ُ‬ ‫ل الله صلى الله عليههه وسههلم الن ّ ّ‬ ‫إشراكهم بالله ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأتى رسو َ‬
‫مرو‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬يا محمد‪ ،‬أما تعلم مع الله إلها ً‬ ‫حري بن عَ ْ‬ ‫ابن زيد‪ ،‬وقَْرَدم بن كعب ‪ ،‬وب َ ْ‬
‫و‪ ،‬بذلك ُبعثت ‪ ،‬وإلههى‬ ‫غيَره ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬الله ل إله إل هُ َ‬
‫ش هِهيد ٌ‬ ‫ل اللههه َ‬ ‫ش هَهاد َةً قُ ه ْ‬ ‫يٍء أ َك ْب َهُر َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل أ َيّ َ‬ ‫ذلك أدعو‪ .‬فأنزل الله فيهم وفى قولهم ‪ {:‬قُ ْ‬
‫َ‬ ‫م ل َت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫قرآ ُ ُ‬ ‫م وَُأو ِ‬
‫مهعَ اللههه‬ ‫ن َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫دو َ‬ ‫ش هه َ ُ‬ ‫ن ب َل َهغَ أئ ِن ّك ُه ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ب ِهِ وَ َ‬ ‫ن ِلنذَِرك ُ ْ‬ ‫ذا ال ْ ُ ْ‬ ‫ي هَ َ‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ب َي ِْني وَب َي ْن َك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ة أُ ْ‬
‫م‬ ‫ن آت َي ْن َههاهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن* ال ّه ِ‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ريٌء ِ‬ ‫حد ٌ وَإ ِن ِّني ب َ ِ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫ما هُوَ إ ِل َ ٌ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫شهَد ُ قُ ْ‬ ‫ل َل أ ْ‬ ‫خَرى قُ ْ‬ ‫آل ِهَ ً‬
‫ن}‪].‬النعههام‪:‬‬ ‫من ُههو َ‬ ‫م َل ي ُؤْ ِ‬ ‫م فَهُ ه ْ‬ ‫سهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫سُروا َأن ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ن أب َْناَءهُ ْ‬
‫ال ْكتاب يعرُفونه ك َما يعرُفو َ‬
‫َ‬ ‫َِ َ َْ ِ َ ُ َ َْ ِ‬
‫‪.[19،20‬‬
‫ويد‬ ‫سه َ‬ ‫ة بن زيههد بههن التههابوت ‪ ،‬و ُ‬ ‫ي الله المؤمنين عن موادتهم ‪ :‬وكان رفاع ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن ْ‬
‫لسلم ونافقا‪ ،‬فكان رجال من المسلمين يوادونهم ‪ .‬فأنزل اللههه‬ ‫بن الحارث قد أظهرا ا ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّه ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫م هُ هُزًوا وَل َعِب ًهها ِ‬ ‫ذوا ِدين َك ُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذوا ال ّ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا َل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫تعالى فيهما ‪َ{ :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن}]المههائدة‪. . .[57 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬‫ن ُ‬ ‫قوا الله إ ِ ْ‬ ‫فاَر أ َوْل َِياَء َوات ّ ُ‬ ‫م َوال ْك ُ ّ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫إلى قوله ‪ {:‬وَإ ِ َ‬
‫ما‬ ‫م بِ َ‬ ‫جوا ب ِهِ َوالله أعْل َ ُ‬ ‫خَر ُ‬ ‫م قَد ْ َ‬ ‫فرِ وَهُ ْ‬ ‫خُلوا ِبال ْك ُ ْ‬ ‫مّنا وَقَد ْ د َ َ‬ ‫م َقاُلوا آ َ‬ ‫جاُءوك ُ ْ‬ ‫ذا َ‬
‫ن}‪].‬المائدة‪[61 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫كاُنوا ي َك ْت ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ويل ابههن َزي ْههد‪،‬‬ ‫م ِ‬ ‫شه ْ‬ ‫ش هْير‪ ،‬و َ‬ ‫جب َههل بههن أبههي قُ َ‬ ‫سؤالهم عن قيام الساعة ‪ :‬وقههال َ‬
‫ة إن‬ ‫م الساع ُ‬ ‫د‪ ،‬أخبرنا‪ ،‬متى تقو ُ‬ ‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا محم ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ها قُ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ساعَةِ أّيا َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫كنت نبيا ً كما تقول ؟ فأنزل الله تعالى فيهما ‪{ :‬ي َ ْ‬
‫م إ ِّل‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ض َل َتهأِتيك ُ ْ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫سه َ‬ ‫ت ِفهي ال ّ‬ ‫قل َه ْ‬ ‫جّليَها ل ِوَقْت َِها إ ِّل هُهوَ ث َ ُ‬ ‫عن ْد َ َرّبي َل ي ُ َ‬ ‫مَها ِ‬ ‫عل ْ ُ‬‫ما ِ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫ن}‪.‬‬ ‫مههو َ‬ ‫س َل ي َعْل َ ُ‬ ‫ن أك ْث َهَر الن ّهها ِ‬
‫عند الله ول َكه َ‬
‫َ ِ ّ‬ ‫مَها ِ ْ َ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬‫ي عَن َْها قُ ْ‬ ‫ف ّ‬ ‫ح ِ‬‫ك َ‬ ‫ك ك َأ َن ّ َ‬ ‫سأ َُلون َ َ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫ب َغْت َ ً‬
‫]العراف‪[187 :‬‬
‫خزاعى ‪:‬‬ ‫دادِي ّةِ ال ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ساها؟ متى مرساها‪ ،‬قال قيس بن ال ُ‬ ‫مْر َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أيان ُ‬
‫لسألها أيان من سار راجعُ ؟‬ ‫سّر بينى وبيَنها‬ ‫فى ال ّ‬ ‫خ َ‬ ‫م ْ‬ ‫تو ُ‬ ‫‪ #‬فجئ ُ‬
‫مي ْههت بههن‬ ‫ُ‬
‫س ‪ .‬وقههال الك َ‬ ‫مهَرا ٍ‬ ‫مرساها ‪ :‬منهاها‪ ،‬وجمعههه ‪َ :‬‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬و ُ‬
‫زيد السدي ‪:‬‬
‫لسلم ِ‬ ‫ا ِ‬ ‫قواعد‬ ‫سى‬ ‫مْر َ‬ ‫و ُ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫ب ما أخطأ النا‬ ‫‪ #‬والمصيبين با َ‬
‫فى عنها ‪ -‬على التقههديم‬ ‫ح ِ‬ ‫سى السفينة حيث تنتهى ‪ .‬و َ‬ ‫مْر َ‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬و ُ‬
‫ى بههم تخهبرهم بمها ل تخهبر بهه غيرههم ‪.‬‬ ‫فه ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫والتأخير ‪ -‬يقهول ‪ :‬يسهألونك عنهها كأنهك َ‬
‫حفِّيها} ]مريههم‪[47 :‬وجمعهه ‪:‬‬ ‫ن ب ِههي َ‬ ‫كها َ‬ ‫ه َ‬ ‫ى ‪ :‬الب َّر المتعهد‪ .‬وفي كتاب اللهه ‪{ :‬إ ِن ّه ُ‬ ‫حفِ ّ‬ ‫وال َ‬
‫أحفياء‪ .‬وقال أعشى بنى قَْيس بن ثعلبة ‪:‬‬
‫صعدا‬ ‫ث أ ْ‬ ‫شى به حي ُ‬ ‫في عن الع َ‬ ‫ح ِ‬‫َ‬ ‫ل‬‫ب سائ ٍ‬ ‫‪ #‬فإن تسألي عني فيا ُر ّ‬
‫مستحفى عههن علههم الشههىء‪،‬المبههالغ فههي‬ ‫ً‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬والحفي أيضا ‪ :‬ال ُ‬
‫طلبه ‪.‬‬
‫ل الله صلى الله‬ ‫عَزْيرا ً ابن الله ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأتى رسو َ‬
‫في ادعاؤهم أن ُ‬
‫حيههة‪،‬‬
‫شكم ‪ ،‬ونعمان بن أبي أوفى أبو أنس ‪ ،‬ومحمود ثم ابن دِ ْ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫عليه وسلم‪ :‬سل ّ ُ‬
‫مب ُ‬
‫صيف ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬كيف‬
‫وشاس بن قيس ‪ ،‬ومالك بن ال ّ‬

‫عزيرا ً ابن الله ؟ فههأنزل اللههه عههز وجههل فههي‬ ‫نتبعك وقد تركت قبَلتنا‪ ،‬وأنت ل تزعم أن ُ‬
‫ك‬ ‫ن اللههه ذ َل ِه َ‬ ‫ح اب ْه ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫صاَرى ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫ن الله وََقال َ ْ‬ ‫ت ال ْي َُهود ُ عَُزي ٌْر اب ْ ُ‬ ‫ذلك في قولهم ‪{ :‬وََقال َ ْ‬
‫ن} ]التوبة‪:‬‬ ‫م الله أ َّنى ي ُؤْفَ ُ‬ ‫َ‬
‫كو َ‬ ‫ل َقات َل َهُ ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن قَوْ َ‬ ‫ضاهُِئو َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫واهِهِ ْ‬ ‫م ب ِأفْ َ‬ ‫قَوْل ُهُ ْ‬
‫ل الذين كفههروا‪،‬‬ ‫‪[30‬إلى آخر القصة ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬يضاهون ‪ :‬أي ُيشاكل قوُلهم قو َ‬
‫دث بحديث فيحدث آخر بمثله ‪ ،‬فهو يضاهيك ‪.‬‬ ‫نحو أن تح ّ‬
‫َ‬
‫طلبهم كتابا من السماء ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأتى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫ً‬
‫حري بن عمرو‪ ،‬وعَُزْيز ابن أبههي عَُزْيههز‪،‬‬ ‫سْيحان ‪ ،‬وُنعمان بن أضاء‪ ،‬وب َ ْ‬ ‫وسلم محمود ُ بن َ‬
‫شكم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أحقّ يا محمد أن هذا الذي جئت به لحق مههن عنههد اللههه ؟‬ ‫م ْ‬‫لم بن ِ‬ ‫س ّ‬ ‫و َ‬
‫فإنا ل نراه متسقا كما تتسق التوراة ‪ .‬فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪:‬‬ ‫ً‬
‫أما والله إنكم لتعرفون أنه مههن عنههد اللههه ‪ .‬تجههدونه مكتوبها ً عنههدكم فههي التههوراة‪ ،‬ولههو‬
‫ن على أن يأتوا بمثله ما جاءوا به فقالوا عند ذلك ‪ ،‬وهههم جميههع ‪:‬‬ ‫س والج ّ‬ ‫لن ُ‬ ‫اجتمعت ا ِ‬
‫قيههق‪ ،‬وأشهْيع ‪،‬‬ ‫ح َ‬‫فنحاص ‪ ،‬وعبد ُ الله بن صوريا‪ ،‬وابن صلوبا‪ ،‬وكنانة بنههالربيع بههن أبههي ال ُ‬
‫كينة ‪ :‬يا محمد‪ ،‬أما يعّلمك هههذا إنههس ول‬ ‫س َ‬ ‫ويل بن زيد‪ ،‬وجبل بن ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫وكعب بن أسد‪ ،‬و َ‬
‫جن ؟ قال ‪ :‬فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬أما والله إنكههم لتعلمههون أنههه‬
‫من عند الله ‪ .‬تجدون ذلك مكتوبا ً عندكم في التوراة؟ فقالوا ‪ :‬يا محمد‪ ،‬فإن الله يصنع‬
‫ل علينا كتابا ً من السماء نقههرؤه‬ ‫لرسوله إذا بعثه ما يشاء ويقدره منه على ما أراد‪ ،‬فأنز ْ‬
‫ن‬‫ل ل َئ ِ ْ‬ ‫ونعرفه ‪ ،‬وإل جئناك بمثل ما تأتي به ‪ .‬فأنزل الله تعالى فيهههم وفيمهها قههالوا ‪ {:‬قُه ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ض هه ُ ْ‬ ‫مث ْل ِههِ وَل َهوْ ك َهها َ‬
‫ن ب َعْ ُ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ن َل ي َأُتو َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫مث ْ ِ‬
‫ن ي َأُتوا ب ِ ِ‬ ‫ن عََلى أ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫لن ُ‬ ‫تاِْ‬ ‫معَ ْ‬ ‫جت َ َ‬
‫ا ْ‬
‫ون ‪ .‬ومنههه قههول العههرب ‪:‬‬ ‫ض ظ َِهيًرا} ]السراء‪ [88 :‬قال ابن هشام ‪ :‬الظهير ‪ :‬العَ ه ْ‬ ‫ل ِب َعْ ٍ‬
‫تظاهروا عليه ‪،‬‬
‫أي تعاونوا عليه ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫ظهيَرا‬ ‫لمام‬ ‫ول ِ‬ ‫ً‬ ‫قواما‬ ‫ت للدين‬ ‫ي أصبح َ‬ ‫ى النب ّ‬ ‫م ّ‬ ‫س ِ‬ ‫‪ #‬يا َ‬
‫ونا وجمعه ظهراء‪. .‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬أي عَ ْ‬
‫سؤالهم له صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين ‪ :‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬وقههال‬
‫مويل بن زيد‪ ،‬لعبههد اللههه بههن‬ ‫ش ْ‬ ‫شيع ‪ ،‬و َ‬ ‫سد‪ ،‬وأبو رافع ‪ ،‬وأ ْ‬ ‫حيى بن أخطب ‪ ،‬وكعب بن أ َ‬ ‫ُ‬
‫ملك ‪ ،‬ثم جاءوا رسههول‬ ‫لم حين أسلم ‪ :‬ما تكون النبوة في العرب ‪ ،‬ولكن ‪ -‬صاحبك َ‬ ‫س ّ‬ ‫َ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذي القرنين فقص عليهههم مهها جههاَءه مههن اللههه‬
‫تعالى فيه ‪ ،‬مما كان قص على قريش وهم كانوا ممن أمههر قريش ها ً أن يسههألوا رسههول‬
‫عقبههة بههن أبههي‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم عنه ‪ ،‬حين بعثوا إليهم الّنضر بن الحههارث ‪،‬و ُ‬
‫معَْيط ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫جبير أنهه قهال ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ابن‬ ‫سعيد‬ ‫عن‬ ‫حدثت‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫إسحاق‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫ذات‬ ‫على‬ ‫تهجمهم‬
‫د‪ ،‬هههذا‬ ‫ط من يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسهلم ‪ ،‬فقهالوا ‪ :‬يها محمه ُ‬ ‫أتى ره ٌ‬
‫خل َقَ الخل ْقَ ‪ ،‬فمن خلق الله ؟ قال ‪ :‬فغضب رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫الله َ‬
‫ّ‬
‫ل عليه السههلم فسههكنه ‪،‬‬ ‫ه ‪ ،‬ثم ساورهم غضبا لربه ‪ .‬قال ‪ :‬فجاءه جبري ُ‬ ‫ً‬ ‫حتى انتقع لون ُ ُ‬
‫ل هُهوَ اللههه‬ ‫ب مهها سههألوه عنههه ‪{ :‬قُه ْ‬ ‫ض عليك يا محمد‪ ،‬وجاءه من الله بجههوا ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ّ‬‫فقال ‪َ :‬‬
‫حهد ٌ} ]الخلص‪1 :‬هه ‪ [4‬قههال ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وا أ َ‬ ‫فه ً‬ ‫ه كُ ُ‬ ‫ن ل َه ُ‬ ‫م ي َك ُه ْ‬‫د* وَل َ ْ‬ ‫م ُيول َ ْ‬ ‫م ي َل ِد ْ وَل َ ْ‬ ‫د* ل َ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ص َ‬ ‫د* الله ال ّ‬ ‫ح ٌ‬ ‫أ َ‬
‫عضهده ‪.‬‬ ‫قهه كيهف ِذراعهه ؟ كيهف َ‬ ‫خل ْ ُ‬‫فلما تلها عليهم قالوا‪ :‬فصف لنا يا محمهد كيهف َ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم أشههد مههن غضههبه ‪،‬الول ‪ ،‬وسههاورهم ‪ ،‬فأتههاه‬ ‫فغضب رسو ُ‬
‫ب‬ ‫ل مرة‪ ،‬وجاءه من الله تعههالى بجههوا ِ‬ ‫ل ما قال له أو َ‬ ‫جبريل عليه السلم ‪ ،‬فقال له مث َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ي َهوْ َ‬‫ضهت ُ ُ‬‫ميًعها قَب ْ َ‬ ‫ج ِ‬‫ض َ‬ ‫حهقّ قَهد ْرِهِ َواْلْر ُ‬ ‫ما قَد َُروا اللههه َ‬ ‫ما سألوه ‪ .‬يقول الله تعالى ‪{ :‬وَ َ‬
‫ن}‪].‬الزمر‪[67 :‬‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫ه وَت ََعاَلى عَ ّ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫حان َ ُ‬
‫سب ْ َ‬‫مين ِهِ ُ‬ ‫مط ْوِّيا ٌ‬
‫ت ب ِي َ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫سماَوا ُ‬ ‫مةِ َوال ّ‬ ‫قَيا َ‬‫ال ْ ِ‬
‫سَلمة بههن عبههد‬ ‫مسلم ‪ ،‬مولى بنى تيم ‪ ،‬عن أبي َ‬ ‫عتبة بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ُ‬
‫الرحمن ‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليههه وسههلم يقههول ‪" :‬‬
‫خْلهقَ ‪ ،‬فمهن خلهق‬ ‫خل َقَ ال َ‬ ‫س أن يتساءلوا بيَنهم حتى يقول قائُلهم ‪ :‬هذا الله َ‬ ‫يوشك النا ُ‬
‫َ‬ ‫الله ؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا ‪{ :‬قُ ْ‬
‫م‬‫د* وَل َه ْ‬ ‫م ُيول َه ْ‬
‫م ي َل ِهد ْ وَل َه ْ‬‫د* ل َ ْ‬ ‫م ُ‬‫ص َ‬
‫د* الله ال ّ‬ ‫ح ٌ‬
‫ل هُوَ الله أ َ‬
‫حد ٌ} ]الخلص‪1 :‬ه ‪ .[4‬ثم ليت ُ‬ ‫َ‬
‫فل الرجل عن يسههاره ثلثهها‪ ،‬وليسههتعذ ْ بههالله‬ ‫وا أ َ‬ ‫ف ً‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه كُ ُ‬ ‫ي َك ُ ْ‬
‫من الشيطان الرجيم "‪.‬‬
‫مْعبههد بههن‬ ‫فَزع إليه ‪ .‬قههالت هنههد بنههت َ‬ ‫مد إليه ‪ ،‬وي ُ ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الصمد ‪ :‬الذي ُيص َ‬
‫ضههلة‪ ،‬عميههها السههديين ‪ ،‬وهمهها اللههذان قتههل‬ ‫عمرو بن مسعود‪ ،‬وخالد بههن ن َ ْ‬ ‫ضلة تبكى َ‬ ‫نَ ْ‬
‫ريين اللذْين بالكوفة عليها ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫النعمان بن المنذر اللخمى‪ ،‬وب ََنى الغَ ِ‬
‫مد ْ‬
‫ص َ‬
‫بعمرو بن مسعود وبالسّيد ال ّ‬ ‫خي َْريْ بنى أسد ْ‬ ‫‪ #‬أل ب َك ََر الناعى ب َ َ‬

‫ذكر نصارى نجران وما أنزل الله فيهم‬


‫دم على رسههول اللههه‬ ‫معنى العاقب والسيد والسقف ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقَ ِ‬
‫ة عشهَر رجل ً مههن‬ ‫صلى الله عليه وسلم وفد ُ نصاَرى َنجران ‪ ،‬ستون راكبًا‪ ،‬فيهههم أربعه َ‬
‫ة نفر إليهم يئول أمُرهم ‪ :‬العاقب ‪ ،‬أميُر القوم‬ ‫ة عشَر منهم ثلث ُ‬ ‫أشرافهم ‪ ،‬وفي الربع َ‬
‫صدرون إل عن رأيه ‪ ،‬واسمه عبههد ُ المسههيح‬ ‫وذو رأيهم ‪ ،‬وصاحب مشورتهم ‪ ،‬والذي ل ي ُ ْ‬
‫حلهههم ومجَتمعهههم ‪ ،‬واسههمه الْيهههم ‪ ،‬وأبههو حارثههة بههن‬ ‫ب َر ْ‬
‫والسيد لهم ‪ ،‬ثمالهم وصاح ُ‬
‫سهههم ‪.‬‬‫مهد َْرا ِ‬
‫حْبرهههم وإمهامهم ‪ ،‬وصهاحب ِ‬ ‫قفهم و َ‬ ‫سه ُ‬
‫علقمة‪ ،‬أحد بني بكر بهن وائل ‪ ،‬أ ْ‬
‫سن علمه في دينهم ‪ ،‬فكههانت‬ ‫ح ُ‬‫شُرف فيهم ‪ ،‬ودرس كتَبهم ‪ ،‬حتى َ‬ ‫وكان أبو حارثة قد َ‬
‫وا له الكنههائس ‪ ،‬وبسههطوا‬ ‫ملوك الروم من النصرانية قد شرفوه ومولوه وأخدموه ‪ ،‬وب َن َ ْ‬
‫عليه الكرامات ‪ ،‬لما يبلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم ‪.‬‬

‫كوز بن علقمة ‪ :‬فلما رجعوا إلى رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‪ .‬مههن‬ ‫إسلم ُ‬
‫جها ً إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‪،‬‬ ‫نجران ‪ ،‬جلس أبو حارثة على بغلة له مو ّ‬
‫كوز بن علقمة ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقههال ‪ :‬كههرز ‪ -‬فعههثرت‬ ‫وإلى جنبه أخ له ‪ ،‬يقال له ‪ُ :‬‬
‫بغلة أبي حارثة‪ ،‬فقال كوز ‪ :‬تعس البعد ‪ :‬يريد رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪:‬‬
‫ت ! فقال ‪:‬‬‫فقال له أبو حارثة ‪ :‬بل وأنت َتعس ْ‬
‫ولم يا أخي ؟ قال ‪ :‬والله إنه للنبي الذي كنا ننتظر‪ ،‬فقال له كوز ‪ :‬ا يمنعك منههه وأنههت‬
‫لفه‬‫خ َ‬
‫وا إل ِ‬ ‫ُ‬ ‫تعلم بذا ؟ قال ‪ :‬ما صنع بنا هؤلء القوم ‪َ ،‬‬
‫مولونا وأكرمونا‪ ،‬وقد أب ْ‬ ‫شّرفونا و َ‬
‫م‬
‫كوز بن علقمة‪ ،‬حههتى أسههل َ‬ ‫ل ما ترى‪ .‬فأضمر عليها منه أخوه ُ‬ ‫ت نزعوا منا ك ّ‬ ‫‪ ،‬فلو فعل ُ‬
‫بعد ذلك ‪.‬‬
‫دث عنه هذا الحديث فيما بلغنى ‪.‬‬ ‫فهو كان ُيح ّ‬
‫رؤساء نجران وإسلم ابن رئيس ‪ :‬قال ابههن هشههام ‪ :‬وبلغنههى أن رؤسههاء نجههران‬
‫ضت الرياسة إلى غيره ‪ ،‬ختههم‬ ‫س منهم فأفْ َ‬ ‫دهم ‪ .‬فكلما مات رئي ٌ‬ ‫كانوا يتوارثون كتبا ً عن َ‬
‫س الههذي‬
‫سرها‪ ،‬فخههرج الرئي ه ُ‬ ‫كتب خاتما ً مع الخواتم التي كانت قبله ولم يك ِ‬ ‫على تلك ال ُ‬
‫كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يمشي فعثر‪ ،‬فقال لههه ابنههه ‪ :‬تعههس البعههد‪،‬‬
‫يريد الني صلى اللههه عليههه وسههلم فقههال لههه أبههوه ‪ :‬ل تفعههل ‪ ،‬فههإنه نههبى‪ ،‬واسههمه فههي‬
‫الوضائع ‪ ،‬يعنى الكتب ‪.‬‬
‫ْ‬
‫مة إل أن شد فكسر الخواتم ‪ ،‬فوجد فيها ذِكَر النبي صلى الله‬ ‫فلما مات لم تكن لبنهِ هِ ّ‬
‫ه وحج ‪ ،‬وهو الذي يقول ‪:‬‬ ‫م ُ‬
‫سن إسل ُ‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬فأسلم فح ُ‬
‫جنيُنها‬ ‫رضا في بطِنها َ‬‫ً‬ ‫مْعت ِ‬‫ُ‬ ‫ً‬
‫ك تعدو قَِلقا َوضيُنها‬ ‫‪ #‬إلي َ‬
‫ن النصارى ديُنها‬ ‫ً‬
‫‪ #‬مخالفا دي َ‬
‫ل هشام بن‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الوضين ‪ :‬الحزام ‪ ،‬حزام الناقة‪ ،‬وقا َ‬
‫ل العراق ‪:‬‬ ‫عروة ‪ :‬وزاد فيه أه ُ‬
‫معترضا ً في بطِنها جنيُنها‬ ‫‪ُ #‬‬
‫فأما أبو عَُبيدة فأنشدناه فيه ‪.‬‬
‫صلتهم إلى جهة المشرق ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد‪.‬‬
‫ابن جعفر بن الزبير‪ ،‬قال ‪ :‬لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينههة‪،‬‬
‫جب َههب وأرديههة‪ ،‬فههي‬ ‫حههبرات ‪ُ ، ،‬‬‫فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر‪ ،‬عليهههم ثيههاب ال ِ‬
‫ي‬
‫ض مههن رآهههم مههن أصههحاب النههب ّ‬ ‫جمال رجال بني الحارث بن كعب ‪ .‬قال ‪ :‬يقول بعه ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم يومئذ ‪ :‬ما رأينا وفدا ً مثَلهم ‪ ،‬وقد حههانت صههلُتهم ‪ ،‬فقههاموا فههي‬
‫مسجد ِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون ‪ :‬فقال رسول الله صلى اللههه عليههه‬
‫وا إلى المشرق ‪.‬‬ ‫عوهم فصل ّ ْ‬ ‫وسلم د َ ُ‬
‫ة ‪ ،‬عشَر‪ ،‬الذين‬ ‫أسماؤهم ومعتقداتهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فكانت تسمية الربع َ‬
‫سههيد وهههو الْيهههم ‪ ،‬وأبههو حارثههة بههن‬ ‫ب وهو عبههد المسههيح وال ّ‬ ‫يئول إليهم أمرهم ‪ :‬العاق ُ‬
‫قمة أخو بنى بكر بن وائل ‪ ،‬وأْوس و الحارث ‪ ،‬وَزي ْههد ‪ ،‬وقي ْههس ‪ ،‬و يزيهد ‪ ،‬و نههبيه ‪ ،‬و‬ ‫عَل ْ َ‬
‫حّنس ‪ ،‬في ستين راكبا ً فكلم رسول الله صلى‬ ‫خوَْيلد ‪ ،‬وعمرو ‪ ،‬وخالد ‪ ،‬وعبد الله ‪ ،‬وي ُ َ‬
‫الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة‪ ،‬والعاقب عبد المسيح ‪ ،‬واليهم السيد وهم‬
‫مههن النصههرانية ‪ -‬علههى ديههن الملههك ‪ ،‬مههع اختلف مههن أمرهههم ‪ ،‬يقولههون ‪ :‬هههو اللههه ‪،‬‬
‫ويقولون ‪ :‬هههو والههد اللههه ‪ .‬ويقولههون ‪ :‬هههو ثههالث ثلثههة وكههذلك قههول النصههرانية فهههم‬
‫يحتجون في قولهم ‪" :‬هههو اللههه " بههأّنه كههان ُيحيههى المههوتى‪ ،‬ويههبرئ السههقام ‪ ،‬ويخههبر‬
‫فخ فيه فيكون طائرًا‪ ،‬وذلههك كل ّههه بههأمر‬ ‫بالغيوب ‪ ،‬ويخلق من الطين كهيئة الطير‪ ،‬ثم ين ِ‬
‫س}]مريم‪.[21 :‬‬ ‫ة ِللّنا ِ‬ ‫ه آي َ ً‬‫جعَل َ ُ‬ ‫الله تبارك وتعالى ‪{ :‬وَل ِن َ ْ‬
‫ويحتجون في قولهم ‪ :‬إنه ولد الله بأنهم يقولون ‪ :‬لم يكن لههه أب ُيعلههم ‪ ،‬وقههد تكلههم‬
‫ث‬‫في المهد‪ ،‬وهذا لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله ‪ .‬ويحتجههون فههي قههولهم ‪ " :‬إنههه ثههال ُ‬
‫ضْينا‪ ،‬فيقولون ‪ :‬لو كان واحههدا ً مهها قههال إل‬ ‫قنا‪ ،‬وقَ َ‬ ‫ثلثة " بقول الله ‪ :‬فَعَْلنا‪ ،‬وأمْرنا‪ ،‬وخل ْ‬
‫ت ولكنه هههو وعيسههى ومريههم ‪ ،‬ففههى كههل ذلههك مههن‬ ‫ت ‪ ،‬وخلق ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وأمر ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وقضي ُ‬ ‫فعل ُ‬
‫حْبران ‪ ،‬قال لهمهها رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫ّ‬
‫قولهم قد نزل القرآن ‪ ..‬فلما كلمه ال َ‬
‫َ‬
‫سهِلما‪ ،‬قههال ‪ :‬بلههى‪ ،‬قههد أسههلمنا‬ ‫سِلما قال ‪ :‬قد أسلمنا قال إنكما لههم ُتسههلما فأ ْ‬ ‫وسلم‪ :‬أ ْ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫لسهلم دعاؤكمها للهه ولهدا‪ ،‬وعبادتكمها الصهليب ‪،‬‬ ‫قبلهك ‪ :‬قهال كهذبتما‪ ،‬يمنعكمها مهن ا ِ‬
‫وأكلكما الخنزير قال ‪ :‬فمن أبوه يا محمد؟ فصمت عنهما رسول الله صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم فلم يجبهما‪.‬‬
‫ما نزل فيهم من القرآن‪ :‬فهأنزل اللههه تعهالى فهي ذلهك مهن قههولهم ‪ ،‬واختلف‬
‫أمرهم كله ‪ ،‬صدر سورة آل عمران ‪ ،‬إلى بضع وثمانين آية منها‪ ،‬قال جل وعز ‪{ :‬الههم*‬
‫م} ]آل عمههران‪ [1،2:‬فافتتههح السههورة بتنزيههه نفسههه عمهها‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫قي ّههو ُ‬ ‫ه إ ِّل هُوَ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫الله َل إ ِل َ َ‬
‫قالوا‪ ،‬وتوحيده إياه بالخلق والمر‪ ،‬ل شريك له فيه ‪ ،‬ردا ً عليهم ما ابتدعوا مههن الكفههر‪،‬‬
‫وجعلوا معه من النداد‪،‬‬
‫واحتجاجا ً بقولهم عليهم في صاحبهم ‪ ،‬ليعرفهم بذلك ضللتهم ‪ :‬فقال ‪ :‬الم* الله َل إ ِل َ َ‬
‫ه‬
‫م}]آل عمران‪ [1،2:‬الحههي الههذي‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫قّيو ُ‬ ‫و} ليس معه غيره شريك في أمره {ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫إ ِّل هُ َ‬
‫صهلب فهي قهولهم ‪ .‬والقيهوم القهائم علهى مكهانه مهن‬ ‫ل يموت ‪ ،‬وقهد مهات عيسهى و ُ‬
‫سلطانه في خلقه ل يزول ‪ ،‬وقد زال عيسى فههي قههولهم عههن مكههانه الههذي كههان بههه ‪،‬‬
‫ق}أي بالصدق فيما اختلفوا فيه ‪،‬‬ ‫ح ّ‬‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬ ‫ل عَل َي ْ َ‬ ‫وذهب عنه إلى غيره ‪{ .‬ن َّز َ‬
‫لنجيل علههى عيسههى‪ ،‬كمهها أنههزل‬ ‫ل} ‪ :‬التوراة على موسى‪ ،‬وا ِ‬ ‫جي َ‬ ‫{وَأ َن َْز َ‬
‫ل الت ّوَْراةَ َواْل ِن ْ ِ‬
‫ن}‪ ،‬أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف‬ ‫فْرَقا َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬‫الكتب على من كان قبله{ وَأ َن َْز َ‬
‫ديد ٌ‬ ‫ب َ‬
‫شه ِ‬ ‫ت اللههه ل َهُه ْ‬
‫م ع َه َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا ِبآَيا ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فيه الحزاب من أمر عيسى وغيره ‪ {، .‬إ ِ ّ‬
‫قام ٍ}‪ ،‬أي أن الله منتقم ممن كفر باياته ‪ ،‬بعد علمه بها‪ ،‬ومعرفته بما‬ ‫زيٌز ُ‬
‫ذو ان ْت ِ َ‬ ‫َوالله عَ ِ‬
‫ماِء} أي قد علم مهها‬ ‫َْ‬ ‫جاء منه فيها‪{ .‬إ ِ ّ‬
‫س َ‬‫ض وََل ِفي ال ّ‬ ‫يٌء ِفي الْر ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫فى عَل َي ْهِ َ‬ ‫ن الله َل ي َ ْ‬
‫خ َ‬
‫ً‬
‫يريدون ‪ ،‬وما يكيدون ‪ ،‬وما يضاهون بقولهم في عيسى‪ ،‬إذ جعلههوه إلهها ورب ّهها‪ ،‬وعنههدهم‬
‫ف‬ ‫م فِههي اْل َْر َ‬
‫حههام ِ ك َي ْه َ‬ ‫ص هوُّرك ُ ْ‬ ‫كفههرا ً بههه ‪{ .‬هُهوَ ال ّه ِ‬
‫ذي ي ُ َ‬ ‫من‪ ،‬علمه غير ذلك ‪ِ ،‬غّرة بالله ‪ ،‬و ُ‬
‫صور في الرحههام ‪ ،‬ل يههدفعون ذلههك ول ينكرونههه كمهها‬ ‫شاُء}‪ ،‬أي قد كان عيسى ممن ُ‬ ‫يَ َ‬
‫صور غيره من ولد ادم ‪ ،‬فكيف يكون إلها ً وقد كان بذلك المنزل ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ه إ ِّل هُهوَ ال ْعَ ِ‬
‫زيهُز‬ ‫ثم قال تعالى إنزاها ً لنفسه ‪ ،‬وتوحيههدا ً لههها ممهها جعلههوا معههه ‪َ {:‬ل إ ِل َه َ‬
‫م}العزيز في انتصههاره ممههن كفههر بههه إذا شههاء‪ ،‬الحكيههم فههي حجتههه وعههذره إلههى‬ ‫كي ُ‬‫ح ِ‬‫ال ْ َ‬
‫عباده ‪.‬‬
‫ك ال ْكتاب منه آيات محك َمات هُ ُ‬ ‫ذي أ َن َْز َ‬
‫ب}‪ ،‬فهن حجة الههرب ‪،‬‬ ‫م ال ْك َِتا ِ‬
‫نأ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َِ َ ِ ْ ُ َ ٌ ُ ْ َ ٌ‬ ‫ل عَل َي ْ َ‬ ‫{هُوَ ال ّ ِ‬
‫عصمة العباد‪ ،‬ود َْفع الخصوم والباطههل ‪ ،‬ليههس لههن تصههريف ول تحريهف عمها وضهعن‬ ‫و ِ‬
‫ن العباد‪ ،‬كمهها ابتلهههم فههي‬ ‫ت}لهن تصريف وتأويل ‪ ،‬ابتلى الله فيه ّ‬ ‫شاب َِها ٌ‬ ‫مت َ َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫عليه {وَأ ُ َ‬
‫صَرفن إلى الباطل ‪ ،‬ول ُيحّرفن عههن الحههق ‪ .‬يقههول عههز وجههل ‪{:‬‬ ‫الحلل والحرام ‪ ،‬أل ي ُ ْ‬
‫ه}‪ ،‬أي مهها‬ ‫َ‬
‫من ْه ُ‬
‫ه ِ‬‫شهاب َ َ‬ ‫مها ت َ َ‬‫ن َ‬ ‫غ} أي ميههل عهن الهههدى{ فَي َت ّب ِعُههو َ‬
‫م َزْيه ٌ‬ ‫ن ِفي قُل ُههوب ِهِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬
‫فَأ ّ‬
‫تصرف منه ‪ ،‬ليصدقوا به‬

‫ة}‪ ،‬أي‬ ‫فت ْن َه ِ‬‫ما ابتدعوا وأحدثوا‪ ،‬لتكون لهم حجة‪ ،‬ولهم علههى مهها قههالوا شههبهة {اب ْت ِغَههاَء ال ْ ِ‬
‫ْ‬
‫كبوا من‬ ‫ه}‪ .‬ذلك على ما َر ِ‬ ‫اللبس{ َواب ْت َِغاَء ت َأِويل ِ ِ‬
‫ْ‬
‫ه}أي الههذي بههه أرادوا‪ ،‬مهها‬ ‫م ت َهأِويل َ ُ‬ ‫ضْينا‪ .‬يقول ‪ {:‬وَ َ‬
‫مهها ي َعْل َه ُ‬ ‫قنا وقَ َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫الضللة في قولهم ‪َ :‬‬
‫عن ْدِ َرب َّنا} فكيههف يختلههف‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫مّنا ب ِهِ ك ُ ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن ِفي ال ْعِل ْم ِ ي َ ُ‬ ‫خو َ‬ ‫س ُ‬‫أرادوا {إ ِّل الله َوالّرا ِ‬
‫وهو قول واحد‪ ،‬من رب واحههد‪ .‬ثههم ردوا تأويههل المتشههابه علههى مهها عرفههوا مههن تأويههل‬
‫المحكمة‬
‫ضههه بعضها‪ً،‬‬ ‫دق بع ُ‬ ‫التي ل تأويل لحد فيها إل تأويل واحد‪ ،‬واتسق بقههولهم الكتههاب ‪ ،‬وصه ّ‬
‫حجة‪ ،‬وظهر به العذر‪ ،‬وزاح به الباطل ‪ ،‬ودمغ به الكفر‪ .‬يقول اللههه تعههالى‬ ‫فنفذت به ال ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب* َرب ّن َهها َل ت ُهزِغْ قُُلوب َن َهها ب َعْ هد َ إ ِذ ْ‬ ‫ما ي َذ ّك ُّر} في مثل هذا{ إ ِّل أوْل ُههوا اْلل ْب َهها ِ‬ ‫في مثل هذا ‪{ :‬وَ َ‬
‫ة إن ه َ َ‬
‫ت‬ ‫ك أن ْه َ‬ ‫مه ً ِ ّ‬ ‫ح َ‬‫ك َر ْ‬ ‫ن ل َهد ُن ْ َ‬
‫مه ْ‬ ‫ب ل َن َهها ِ‬ ‫هَد َي ْت ََنا}‪ .‬أي ل تمل ‪ -‬قلوبنا‪ ،‬وإن ملنا بأحههداثنا‪{ .‬وَهَه ْ‬
‫ة وَأ ُوْل ُههوا‬ ‫مَلئ ِك َه ُ‬ ‫ه إ ِّل هُ هوَ َوال ْ َ‬ ‫ه َل إ ِل َه َ‬
‫َ‬
‫شهِد َ الله أن ّه ُ‬ ‫ب} ]آل عمران‪5 :‬ه ‪ .[ 8‬ثم قال ‪َ {:‬‬ ‫ها ُ‬ ‫ال ْوَ ّ‬
‫زيهُز‬ ‫ه إ ِّل هُهوَ ال ْعَ ِ‬ ‫ط}‪ ،‬أي بالعدل فيمهها يريههد{ َل إ ِل َه َ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ما ِبال ْ ِ‬ ‫ال ْعِل ْم ِ} بخلف ما قالوا{َقائ ِ ً‬
‫م}‪ ،‬أي مهها أنههت عليههه يهها محمههد ‪ :‬التوحيههد للههرب ‪،‬‬ ‫س هَل ُ‬ ‫عن ْد َ الله اْل ِ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م* إ ِ ّ‬ ‫كي ُ‬
‫ح ِ‬‫ال ْ َ‬
‫م} ]آل‬ ‫ف ال ّذي ُ‬
‫م ال ْعِل ْه ُ‬ ‫جههاَءهُ ْ‬ ‫مهها َ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ما ا ْ‬‫والتصديق للرسل ‪{ .‬وَ َ‬
‫عمران‪ [18،19 :‬أي الذي جاءك ‪ ،‬أي في أن الله الواحد الهذي ليهس لهه شهريك {ب َغْي ًهها‬
‫ك}‪ ،‬أي بمهها يهأتون بهه‬ ‫جو َ‬‫حها ّ‬ ‫ب* فَإ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ريعُ ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫س ِ‬ ‫ت الله فَإ ِ ّ‬
‫ن الله َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬
‫فْر ِبآَيا ِ‬ ‫م ْ‬
‫م وَ َ‬
‫ب َي ْن َهُ ْ‬
‫من‬

‫ل قد عرفوا ما فيههها مههن‬ ‫ة باط ٍ‬ ‫شبه ُ‬ ‫مْرنا‪ ،‬فإنما هى ُ‬ ‫قنا وَفعْلنا وأ َ‬ ‫خل َ ْ‬‫الباطل من قولهم ‪َ :‬‬
‫ل ل ِل ّهذي ُ‬ ‫ق ْ َ‬
‫ب‬ ‫ن أوت ُههوا ال ْك َِتها َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ن ات ّب َعَن ِههي وَُقه ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫ه}‪ ،‬أي وحهده {وَ َ‬ ‫جِهي ل ِّله ِ‬ ‫ت وَ ْ‬ ‫م ُ‬‫سل َ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫الحق {فَ ُ‬
‫مهها عَل َْيهه َ‬ ‫واْل ُميين}الذين ل كتاب لهم {أ َأ َسل َمتم فَإ َ‬
‫ك‬ ‫وا فَإ ِن ّ َ‬ ‫ن ت َوَل ّ ْ‬‫دوا وَإ ِ ْ‬ ‫قد ْ اهْت َ َ‬ ‫موا فَ َ‬ ‫سل َ ُ‬
‫نأ ْ‬ ‫ْ ْ ُ ْ ِ ْ‬ ‫َ ّ ّ َ‬
‫صيٌر ِبال ْعَِبادِ} ]آل عمران‪[20 :‬‬ ‫ال ْب ََلغُ َوالله ب َ ِ‬
‫ما نزل من القرآن فيما اتبعه اليهود والنصارى ‪ :‬ثم جمع أهل الكتابين جميعا ً‬
‫ت‬ ‫ن ِبآي َهها ِ‬‫ف هُرو َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫‪ ،‬وذكر ما أحدثوا وما ابتدعوا‪ ،‬من اليهود والنصارى‪ ،‬فقال ‪ {:‬إ ِ ّ‬
‫ْ‬
‫س}]آل عمههران‪:‬‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ِبال ْ ِ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ن ي َأ ُ‬
‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬‫قت ُُلو َ‬ ‫حقّ وَي َ ْ‬ ‫ن ب ِغَي ْرِ َ‬‫ن الن ّب ِّيي َ‬‫قت ُُلو َ‬‫الله وَي َ ْ‬
‫ك} أي رب العبههاد‪ ،‬والملههك الههذي ل‬ ‫مل ْ َ‬
‫ك ت ُؤِْتي ال ْ ُ‬ ‫مل ْ ِ‬‫ك ال ْ ُ‬
‫مال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل الله ّ‬ ‫‪ ،[21‬إلى قوله ‪ {:‬قُ ْ‬
‫شههاُء‬ ‫ن تَ َ‬ ‫مه ْ‬‫شههاُء وَت ُعِهّز َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫مه ْ‬‫م ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫مل ْه َ‬ ‫شاُء وَت َن ْهزِعُ ال ْ ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬
‫ك َ‬ ‫مل ْ َ‬‫يقضى فيهم غيره { ت ُؤِْتي ال ْ ُ‬
‫ديٌر}‪ ،‬أي ل يقهدر‬ ‫يٍء َقه ِ‬‫شه ْ‬‫ل َ‬ ‫ك عََلى ك ُ ّ‬ ‫خي ُْر} ‪ ،‬أي ل إله غيرك{ إ ِن ّ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫شاُء ب ِي َدِ َ‬
‫ن تَ َ‬
‫م ْ‬ ‫وَت ُذِ ّ‬
‫ل َ‬
‫ج‬
‫خرِ ُ‬ ‫ج الن َّهاَر ِفي الل ّي ْ ِ‬
‫ل وَت ُ ْ‬ ‫ل ِفي الن َّهارِ وَُتول ِ ُ‬ ‫على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك {ُتول ِ ُ‬
‫ج الل ّي ْ َ‬
‫ر‬ ‫ن تَ َ‬
‫شهاُء ب ِغَْيه ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫ي} بتلههك القههدرة {وََتهْرُزقُ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حه ّ‬ ‫مه ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مّيه َ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫خهرِ ُ‬ ‫ت وَت ُ ْ‬ ‫مّيه ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬‫ي ِ‬ ‫ح ّ‬‫ال ْ َ‬
‫ب} ]آل عمران‪ [26،27 :‬ل يقدر على ذلههك غيههرك ‪ ،‬ول يصههنعه إل أنههت أي فههإن‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫كنت سلطت عيسى على الشياء التي بها يزعمون أنه إله ‪ ،‬من إحياء الموتى‪ ،‬وإبههراء‬
‫لخبههار عههن الغيههوب ‪ ،‬لجعلههه بههه آيههة للنههاس ‪،‬‬ ‫السقام والخلق للطير من الطيههن ‪ ،‬وا ِ‬
‫وتصديقا ً له في نبوته التي بعثته بها إلههى قههومه ‪ ،‬فههإن مههن سههلطاني وقههدرتى مهها لههم‬
‫ك الملوك بههأمر النبههوة‪ ،‬ووضههعها حيههث شههئت ‪ ،‬وإيلج الليههل فههي النهههار‪،‬‬ ‫أعطه ‪ :‬تملي َ‬
‫والنهار في الليل ‪ ،‬وإخراج الحى من الميههت ‪ ،‬وإخههراج الميههت مههن الحههى‪ ،‬ورزق مههن‬
‫شئت من بر أو فاجر بغير حساب ‪ :‬فكل ذلك لم أسلط عيسى عليه ‪ ،‬ولم أمّلكه إياه‬
‫عبرة وبينة! أن لو كان ذلك‬ ‫‪ ،‬أفلم تكن لهم في ذلك ِ‬
‫كله إليه ‪ ،‬وهو في علمهم يهرب من الملوك ‪ ،‬وينتقل منهم في البلد‪ ،‬من بلد إلى بلد‪.‬‬
‫ذرهم ‪ ،‬ثههم‬ ‫ما نزل من القرآن في وعظ المؤمنين وتحذيرهم ‪ :‬ثم وعظ المههؤمنين وحه ّ‬
‫ن الله} أي إن كان هذا من قولكم حقا‪ُ ،‬حّبا لّله وتعظيما ً لههه {‬ ‫حّبو َ‬ ‫م تُ ِ‬‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قال {قُ ْ‬
‫م‬‫حي ه ٌ‬‫فههوٌر َر ِ‬ ‫م} أي ما مضى من كفركم {َوالله غَ ُ‬ ‫م ذ ُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫م الله وَي َغْ ِ‬ ‫حب ِب ْك ُ ْ‬‫َفات ّب ُِعوِني ي ُ ْ‬
‫وا} ‪ ،‬أي علههى‬ ‫*ق ُ ْ َ‬
‫ل}فأنتم تعرفونه وتجدونه في كتابكم {فَإ ِ ْ‬
‫ن ت َوَل ّ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫طيُعوا الله َوالّر ُ‬ ‫لأ ِ‬
‫ن}‪].‬آل عمران‪[31،32 :‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن الله َل ي ُ ِ‬ ‫كفرهم {فَإ ِ ّ‬
‫ما نزل في خلق عيسى وخبر مريم وزكريا‪ :‬ثم استقبل‬
‫ن اللههه‬ ‫لهم أمَر عيسى عليه السلم ‪ ،‬وكيف كههان فههي بههدء مهها أراد اللههه بههه ‪ ،‬فقههال {إ ِ ّ‬
‫ض‬
‫ن ب َعْه ٍ‬ ‫مه ْ‬
‫ضهَها ِ‬ ‫ة ب َعْ ُ‬‫ن)‪(33‬ذ ُّري ّ ً‬ ‫ن عََلى ال َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫مَرا َ‬
‫ع ْ‬‫ل ِ‬ ‫م َوآ َ‬ ‫هي َ‬‫ل إ ِب َْرا ِ‬‫حا َوآ َ‬ ‫م وَُنو ً‬ ‫فى آد َ َ‬ ‫صط َ َ‬‫ا ْ‬
‫ب‬‫م}‪].‬آل عمران‪ [33،34 :‬ثم ذكههر أمههر امههرأة عمههران ‪ ،‬وقولههها ‪َ{ :‬ر ّ‬ ‫ميعٌ عَِلي ٌ‬ ‫س ِ‬‫َوالله َ‬
‫حّرًرا} ‪ ،‬أي نذرته فجعلته عتيقًا‪ ،‬تعّبده لّله ‪ ،‬ل ينتفههع بههه‬ ‫ما ِفي ب َط ِْني ُ‬
‫م َ‬ ‫ك َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫إ ِّني ن َذ َْر ُ‬
‫ل مني إن َ َ‬ ‫لشيء من الدنيا {فَت َ َ‬
‫ب إ ِن ّههي‬‫ت َر ّ‬‫ضهعَت َْها قَههال َ ْ‬ ‫م* فَل َ ّ‬
‫مهها وَ َ‬ ‫ميعُ ال ْعَِليه ُ‬ ‫سه ِ‬‫ت ال ّ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫قب ّ ْ ِ ّ ِ ّ‬
‫كاْل ُن َْثى}‪ ،‬أي ليس الذكر كههالنثى كمهها‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س الذ ّك َُر َ‬‫ت وَل َي ْ َ‬ ‫ضعَ ْ‬‫ما وَ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ضعْت َُها أن َْثى َوالله أعْل َ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬
‫طا ِ‬‫شهي ْ َ‬
‫ن ال ّ‬‫مه ْ‬ ‫ك وَذ ُّري ّت َهَهها ِ‬ ‫ها ب ِه َ‬ ‫م وَإ ِن ّههي أ ُ ِ‬
‫عي هذ ُ َ‬ ‫مْري َ َ‬
‫مي ْت َُها َ‬ ‫جعلتها محررا ً لك نذيرة{ وَإ ِّني َ‬
‫س ّ‬
‫ن‬‫سه ٍ‬‫ح َ‬‫ل َ‬ ‫قب ّل َهَهها َرب ّهَهها ب ِ َ‬
‫قب ُههو ٍ‬ ‫جيم ِ} ]آل عمران‪ [35،36:‬يقول اللههه تبههارك وتعههالى‪{ :‬فَت َ َ‬ ‫الّر ِ‬
‫فل ََها َزك َرِّيا} ]آل عمران‪ [37 :‬بعد أبيها وأمها‪.‬‬ ‫سًنا وَك َ ّ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬
‫وَأن ْب َت ََها ن ََباًتا َ‬

‫مها‪.‬‬ ‫فلها ‪ :‬ض ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ك ّ‬


‫ّ‬
‫خبر زكريا ومريم عليهما السلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فذكرها باليتم ‪ ،‬ثم قههص‬
‫م ‪ ،‬وقهول‬ ‫خبَرها وخبَر زكريا وما دعا به ‪ ،‬وما أعطاه إذ ْ وهب لهه يحيهى ‪ .‬ثهم ذكههر مريه َ‬
‫ن* ي َهها‬ ‫مي َ‬ ‫سههاِء ال ْعَههال َ ِ‬ ‫ك عَل َههى ن ِ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ك َوا ْ‬ ‫ك وَط َهَّر ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ن الله ا ْ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫مْري َ ُ‬ ‫الملئكة لها ‪َ {:‬يا َ‬
‫ن}‪].‬آل عمران‪ [42،43 :‬يقول الله عههز‬ ‫معَ الّراك ِِعي َ‬ ‫دي َواْرك َِعي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫س ُ‬‫ك َوا ْ‬ ‫م اقْن ُِتي ل َِرب ّ ِ‬ ‫مْري َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫قو َ‬ ‫م}‪ ،‬أي ما كنت معهم {إ ِذ ْ ي ُل ْ ُ‬ ‫ت ل َد َي ْهِ ْ‬
‫ما ك ُن ْ َ‬‫ك وَ َ‬‫حيهِ إ ِل َي ْ َ‬‫ب ُنو ِ‬ ‫ن أن َْباِء ال ْغَي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫وجل ‪{ :‬ذ َل ِ َ‬
‫م}‪.‬‬ ‫ف ُ‬ ‫م ي َك ْ ُ‬ ‫أ َقَْلمه َ‬
‫مْري َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م أي ّهُ ْ‬‫َ ُ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أقلمهم ‪ :‬سهامهم ‪ ،‬يعنى ِقداحهم التي استهموا بههها عليههها‪ ،‬فخههرج‬
‫دح زكريا فضمها‪ ،‬فيما قال الحسن بن أبي الحسن الَبصري ‪.‬‬ ‫قِ ْ‬
‫جَرْيج الراهب ‪ ،‬رجل من بنههى‬ ‫جَريج مريم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬كفلها هاهنا ُ‬ ‫كفالة ُ‬
‫فلهها قبههل ذلههك ‪،‬‬ ‫إسرائيل نجار‪ ،‬خرج السهم عليه بحملها‪ ،‬فحملههها‪ ،‬وكهان زكريهها قههد ك َ َ‬
‫فأصابت بنى إسرائيل أزمة شههديدة‪ ،‬فعجههز زكريهها عههن حملههها‪ ،‬فاسههتهموا عليههها أيهههم‬
‫م إ ِذ ْ‬‫ت ل َهد َي ْهِ ْ‬ ‫مهها ك ُْنهه َ‬ ‫فَلههها‪{ .‬وَ َ‬ ‫جَريههج الراهههب بكفولههها فك َ‬ ‫فُلههها فخههرج السهههم علههى ُ‬ ‫يك ُ‬
‫ى ما كتموا عنه من العلههم‬ ‫ن}‪ ،‬أي ما كنت معهم إذ يختصمون فيها‪ .‬يخبره بخف ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬
‫خت َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫دهم ‪ ،‬لتحقيق نبوته والحجة عليهم بما يأتيهم به بما أخفوا منه ‪.‬‬ ‫عن َ‬
‫ح‬ ‫سههي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫م ُ‬
‫سه ُ‬ ‫ها ْ‬ ‫من ْه ُ‬‫مهةٍ ِ‬ ‫ك ب ِك َل ِ َ‬ ‫ش هُر ِ‬ ‫ن اللههه ي ُب َ ّ‬ ‫م إِ ّ‬
‫مْري َه ُ‬ ‫ة ي َهها َ‬‫مَلئ ِك َه ُ‬‫ت ال ْ َ‬ ‫ثم قال ‪{ :‬إ ِذ ْ َقال َ ْ‬
‫جيهًهها فِههي ال هد ّن َْيا‬ ‫م}‪ ،‬أي هكههذا كههان أمههره ‪ ،‬ل كمهها تقولههون فيههه {وَ ِ‬ ‫مْري َه َ‬
‫ن َ‬ ‫سههى اب ْه ُ‬ ‫عي َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫حي َ‬ ‫صههال ِ ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫مهْ هدِ وَك َهًْل وَ ِ‬
‫مه ْ‬ ‫س ِفي ال ْ َ‬ ‫م الّنا َ‬‫ن* وَي ُك َل ّ ُ‬ ‫قّرِبي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة} أي عند الله {وَ ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫َواْل ِ‬
‫}]آل عمران‪ [45،46 :‬يخبرهم بحالته‬
‫التي يتقلب فيها في عمره ‪ ،‬كتقلب بنى آدم في أعمارهم ‪ ،‬صغارا ً وكبههارًا‪ ،‬إل أن اللههه‬
‫ة لنبوته ‪ ،‬وتعريفا ً للعباد بمواقع‬ ‫خصه بالكلم في مهده آي ً‬
‫مهها‬ ‫خل ُهقُ َ‬ ‫ك اللههه ي َ ْ‬ ‫ل ك َهذ َل ِ ِ‬‫شهٌر قَهها َ‬ ‫سهِني ب َ َ‬
‫س ْ‬
‫م َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن ِلي وَل َد ٌ وَل َ ْ‬ ‫كو ُ‬‫ب أ َّنى ي َ ُ‬‫ت َر ّ‬ ‫قدرته ‪َ {.‬قال َ ْ‬
‫َ‬ ‫شاُء} أي يصنع ما أراد‪ ،‬ويخلق ما يشاء من بشر أو غير بشههر{ إ ِ َ‬
‫مهها‬ ‫مهًرا فَإ ِن ّ َ‬ ‫ضههى أ ْ‬ ‫ذا قَ َ‬ ‫يَ َ‬
‫ن} كما أراد ثم أخبرها بما يريد به ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫كو ُ‬ ‫ن} مما يشاء وكيف شاء‪{ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ه كُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ب َوال ِْحك َْمههَة َوالّتههوَْراَة} الههتي كههانت فيهههم مههن عهههد موسههى قبلههه {‬ ‫ه ال ْك َِتهها َ‬
‫مهه ُ‬‫{وَي ُعَل ّ ُ‬
‫ل}]آل عمران‪ ،[48 :‬كتابا ً آخر أحدثه الله عز وجل إليه لم يكن عندهم إل ذكره‬ ‫جي َ‬‫لن ِ‬ ‫َوا ْ ِ‬
‫أنه كائن مههن النبيههاء بعههده ‪ {،‬ورسههوًل إل َههى بن ِههي إسهراِئي َ َ‬
‫ن‬‫مه ْ‬ ‫م ِبآي َهةٍ ِ‬ ‫جئ ْت ُك ُه ْ‬
‫ل أن ّههي قَهد ْ ِ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ََ ُ‬
‫ن ك َهَي ْئ َ ِ‬
‫ة‬ ‫ّ‬
‫ن الطي ه ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م} أي يحقق بها نبوتى‪ ،‬أنى رسول منه إليكم {أ َن ّههي أ َ ْ‬
‫خل ُهقُ ل َك ُه ْ‬ ‫َرب ّك ُ ْ‬
‫ه‬
‫مهه َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن الله}الذي بعثني إليكم ‪ ،‬وهو ربكم{ وَأْبههرِئُ اْلك ْ َ‬ ‫ن ط َي ًْرا ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫خ ِفيهِ فَي َ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫الط ّي ْرِ فََأن ُ‬
‫ص}‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬الكمه ‪ :‬الذي ُيولد أعمى ‪ .‬قال رؤبة بن العَ ّ‬ ‫َ‬
‫جاج ‪:‬‬ ‫َواْلب َْر َ‬
‫كمه‬ ‫ت فارتد ّ ارتداد ال ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫‪ #‬هَّر ْ‬
‫مه ‪.‬‬ ‫وجمعه ‪ :‬ك ُ ْ‬
‫{‬ ‫ت عليه ‪ .‬وهذا البيت في أرجوزة له‪.‬‬ ‫ت بالسد‪ ،‬وجلب ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬هَّرجت ‪ :‬صح ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ة‬‫ك َلي َه ً‬ ‫ن فِههي ذ َل ِه َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ن ِفي ب ُي ُههوت ِك ُ ْ‬ ‫خُرو َ‬ ‫ما ت َد ّ ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ما ت َأك ُُلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ن الله وَأن َب ّئ ُك ُ ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫موَْتى ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَأ ْ‬
‫ن‬ ‫مه ْ‬ ‫ن َيهد َيّ ِ‬ ‫مهها ب َْيه َ‬ ‫صهد ًّقا ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن* وَ ُ‬ ‫مني َ‬ ‫مهؤْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ُْته ْ‬ ‫م} أنى رسول الله من الله إليكم {إ ِ ْ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫م} ‪ ،‬أي أخبركم‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫حّر َ‬ ‫ذي ُ‬ ‫ض ال ّ ِ‬‫م ب َعْ َ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬‫ح ّ‬ ‫ة} أي لما سبقنى عنها {وَِل ُ ِ‬ ‫الت ّوَْرا ِ‬
‫به أنه كان عليكم حرامها ً فههتركتموه ‪ ،‬ثههم أحلههه لكههم تخفيفها ً عنكههم فتصههيبون ُيسههره‬
‫َ‬
‫ن اللهه َرّبهي‬ ‫طيُعهوِني إ ِ ّ‬ ‫قوا اللهه وَأ ِ‬ ‫م َفهات ّ ُ‬ ‫كه ْ‬‫ن َرب ّ ُ‬ ‫مه ْ‬ ‫م ِبآَيهةٍ ِ‬ ‫كه ْ‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬ ‫وتخرجون من ِتباعهاِته {وَ ِ‬
‫ط‬ ‫صهَرا ٌ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هه َ‬ ‫دوهُ َ‬ ‫م} أي تبريا ً من الذي يقولون فيه ‪ ،‬واحتجاجا ً لربه عليهههم {َفاعْب ُه ُ‬ ‫وََرب ّك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ف هَر}‬ ‫م ال ْك ُ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫سى ِ‬ ‫عي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ما أ َ‬ ‫م}‪ ،‬أي هذا الذي قد حملتكم عليه وجئتكم به{ فَل َ ّ‬ ‫قي ٌ‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫والعدوان عليه ‪َ{ ،‬قا َ‬
‫من ّهها‬
‫صههاُر اللههه آ َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫حه ُ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫وارِي ّههو َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫صههاِري إ ِل َههى اللههه قَهها َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫مه ْ‬
‫ل َ‬
‫ن} ل مهها يقههول‬ ‫َ‬ ‫ِبالله} هذا قولهم الذي أصابوا به الفضل من ربهم {َوا ْ‬
‫مو َ‬ ‫س هل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شهَد ْ ب ِأّنا ُ‬
‫َ‬
‫مههعَ‬ ‫ل َفاك ْت ُب َْنهها َ‬ ‫سههو َ‬ ‫ت َوات ّب َعَْنهها الّر ُ‬ ‫مهها أن َْزْلهه َ‬ ‫مّنهها ب ِ َ‬ ‫جونههك فيههه {َرب َّنهها آ َ‬ ‫هههؤلء الههذين يحا ّ‬
‫ن} أي هكذا كان قولهم وإيمانهم‬ ‫دي َ‬ ‫ال ّ‬
‫شاهِ ِ‬
‫رفع عيسى عليه السلم‪ :‬ثم ذكر سبحانه وتعالى رفَْعه عيسى إليههه حيههن اجتمعههوا‬
‫ن} ‪.‬‬‫ري َ‬ ‫خي ُْر ال ْ َ‬
‫ماك ِ ِ‬ ‫مك ََر الله َوالله َ‬ ‫لقتله ‪ ،‬فقال ‪ {:‬وَ َ‬
‫مك َُروا وَ َ‬
‫صْلبه ‪ ،‬كيف رفعه وطهره منهم ‪ ،‬فقههال ‪{ :‬إ ِذ ْ‬ ‫ثم أخبرهم ورد عليهم فيما أقروا لليهود ب َ‬
‫فُروا} ‪ ،‬إذ هموا منك‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫مط َهُّر َ‬
‫ي وَ ُ‬‫ك إ ِل َ ّ‬ ‫ك وََرافِعُ َ‬‫مت َوَّفي َ‬‫سى إ ِّني ُ‬ ‫عي َ‬ ‫ل الله َيا ِ‬‫َقا َ‬
‫ة} ]آل عمههران‪[55 :‬‬ ‫مه ِ‬ ‫فُروا إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ك فَوْقَ ال ّ ِ‬ ‫ن ات ّب َُعو َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ع ُ‬ ‫بما هموا{ وَ َ‬
‫جا ِ‬
‫ن اْلَيها ِ‬
‫ت َوالهذ ّك ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ك}يها محمهد { ِ‬
‫مه ْ‬ ‫علْيه َ‬‫ك ن َت ُْلهوهُ َ‬‫ثم القصة‪ ،‬حتى انتهى إلى قهوله ‪{ :‬ذ َِله َ‬
‫كيم ِ} ]آل عمران‪ [58 :‬القاطع الفاصل الحق ‪ ،‬الذي ل يخالطه الباطل ‪ ،‬من الخبر‬ ‫ح ِ‬‫ال ْ َ‬
‫ن خبرا ً غيره ‪.‬‬ ‫عن عيسى‪ ،‬وعما اختلفوا فيه من أمره ‪ ،‬فل تقبل ّ‬

‫ن‬ ‫ل ل َه ُ‬
‫ه ك ُه ْ‬ ‫م قَهها َ‬
‫ب ث ُه ّ‬‫ن ت ُهَرا ٍ‬
‫مه ْ‬
‫ه ِ‬ ‫خل َ َ‬
‫ق ُ‬ ‫م َ‬
‫ل آد َ َ‬ ‫عن ْد َ الله{ )فاستمع( {ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫سى ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ل ِ‬‫مث َ َ‬‫ن َ‬ ‫{إ ِ ّ‬
‫ن‬‫مه ْ‬‫ن ِ‬‫ك { ‪ ،‬أي مهها جههاءك مههن الخههبر عههن عيسههى }فََل ت َك ُه ْ‬ ‫ن َرب ّه َ‬ ‫مه ْ‬‫ح هق ّ ِ‬‫ن*ال ْ َ‬ ‫فَي َك ُههو ُ‬
‫خلههق عيسههى مههن‬ ‫ن فيههه ‪ ،‬وإن قههالوا‪ُ :‬‬ ‫ن{أي قد جاءك الحق من ربك فل تمتري َ ّ‬ ‫ري َ‬‫مت َ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫خلقت آدم من تراب ‪ ،‬بتلك القدرة من غير أنثى ول ذكر‪ ،‬فكان كما كههان‬ ‫ذكر فقد َ‬ ‫غير َ‬
‫شْعرا ً وَبشرًا‪ ،‬فليس َخْلق عيسى من غير َذكر بأعجب مههن هههذا‪{.‬‬ ‫عيسى لحما ً ودمًا‪ ،‬و َ‬
‫ن ال ْعِل ْم ِ} أي من بعهدما قصصهت عليهك مهن خهبره‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬‫م ْ‬‫ك ِفيهِ ِ‬ ‫ج َ‬‫حا ّ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫فَ َ‬
‫سهَنا‬ ‫م وَأ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫سههاَءك ُ ْ‬
‫سههاَءَنا وَن ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا ن َهد ْعُ أب َْناَءن َهها وَأب ْن َههاَءك ُ ْ‬
‫م وَن ِ َ‬ ‫ل ت َعَههال َ ْ‬ ‫قه ْ‬ ‫‪،‬وكيههف كههان أمههره ‪{ ،‬فَ ُ‬
‫ن} ]آل عمههران‪59 :‬ه ه ‪ .[61‬قههال ابههن‬ ‫ة الله عََلى ال ْك َههاذِِبي َ‬ ‫ل ل َعْن َ َ‬ ‫ل فَن َ ْ‬
‫جع َ ْ‬ ‫م ن َب ْت َهِ ْ‬
‫م ثُ ّ‬‫سك ُ ْ‬‫ف َ‬‫وَأ َن ْ ُ‬
‫شى بنى قَْيس بن ث َعَْلبة ‪، :‬‬ ‫هشام ‪ :‬قال أبو عُب َْيدة ‪ :‬نبتهل ‪ :‬ندعو باللعنة‪ ،‬قال أعْ َ‬
‫ونبته ُ‬
‫ل‬ ‫ً‬ ‫يوما‬ ‫شّرها‬ ‫من‬ ‫نعوذ ُ‬ ‫حطبا ً‬ ‫ن وقد أك ّل َْتها َ‬ ‫قعُد َ ّ‬ ‫‪#‬لت ْ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬يقول ‪ :‬ندعو باللعنة ‪ .‬وتقول العرب ‪:‬‬

‫َبهل الله فلنًا‪ ،‬أي لعنه ‪ ،‬وعليه ب َْهل ُ‬


‫ة الله‪،‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ب ُْهلة اللههه ‪ ،‬أي لعنههة‬
‫الله ‪ ،‬ونبتهل أيضًا‪ :‬نجتهد‪ ،‬في الدعاء‪.‬‬
‫ص‬
‫صه ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ذا { الهذي جئت بهه مهن الخهبر عهن عيسهى { ل َُههوَ ال ْ َ‬ ‫هه َ‬ ‫ن َ‬ ‫قال ابن إسهحاق ‪{ :‬إ ِ ّ‬
‫ن اللههه‬ ‫وا فَإ ِ ّ‬ ‫ن ت َوَل ّ ْ‬‫م* فَإ ِ ْ‬ ‫كي ُ‬
‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ن الله ل َهُوَ ال ْعَ ِ‬ ‫ن إ ِل َهٍ إ ِّل الله وَإ ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫حقّ {من أمره{ وَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م أّل ن َعْب ُد َ إ ِّل اللههه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫واٍء ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُ ْ‬
‫س َ‬ ‫مة ٍ َ‬‫وا إ َِلى ك َل ِ َ‬‫ب ت ََعال َ ْ‬‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ل َيا أهْ َ‬ ‫ن* قُ ْ‬‫دي َ‬
‫س ِ‬‫ف ِ‬ ‫م ْ‬‫م ِبال ْ ُ‬ ‫عَِلي ٌ‬
‫ُ‬ ‫وا فَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫وََل ن ُ ْ‬
‫دوا‬ ‫ش هه َ ُ‬‫قولههوا ا ْ‬ ‫ن ت َوَل ه ْ‬ ‫ن الله فَهإ ِ ْ‬ ‫دو ِ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬
‫ضا أْرَباًبا ِ‬ ‫خذ َ ب َعْ ُ‬
‫ضَنا ب َعْ ً‬ ‫شي ًْئا وَل ي َت ّ ِ‬
‫ك ب ِهِ َ‬
‫صف ‪ ،‬وقطع عنهم الحجة ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ب ِأّنا مسلمون { ]آل عمران‪62 :‬ه ‪ [64‬فدعاهم إلى الن ّ َ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم الخبُر من اللههه عنههه ‪،‬‬ ‫إباؤهم الملعنة ‪ :‬فلما أتى رسو َ‬
‫ل من القضاء بيَنه وبينهم ‪ ،‬وأمر بما أمر بههه مههن ملعنتهههم إن ردوا ذلههك عليههه ‪،‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫وال َ‬
‫دعاهم إلى ذلك ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬يا أبا القاسم ‪ ،‬دعنا ننظر في أمرنا‪ ،‬ثم نأتيك بما نريههد أن‬
‫نفعل فيما دعوتنا إليه ‪ .‬فانصرفوا‬
‫وا بالعاقب ‪ ،‬وكان ذا رأيهم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا عبد َ المسيح ‪ ،‬مههاذا تههرى؟ فقههال ‪:‬‬ ‫خل َ ْ‬
‫عنه ‪ ،‬ثم َ‬
‫صل مههن‬ ‫ف ْ‬ ‫ً‬
‫والله أيا معشر النصارى لقد عََرفتم أن محمدا لنبى مرسل ‪ ،‬ولقد جاءكم بال َ‬
‫خبرِ صاحِبكم ‪ ،‬ولقد علمتم ما لعن قوم نبي ّا ً قط فبقههى كههبيُرهم ‪ ،‬ول نبههت صههغيرهم ‪،‬‬
‫لقامههة علههى مهها‬ ‫وإنه الستئصال منكم إن فعلتم ‪ ،‬فإن كنتم قد أبيتم إل إْلف ديِنكم ‪ ،‬وا ِ‬
‫وا‬
‫رفوا إلههى بلدكههم ‪ .‬فههأت َ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬ثههم انص ه ِ‬ ‫أنتم عليه من القول في صاحبكم ‪ ،‬فوادعوا الرج َ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا أبا القاسهم ‪ ،‬قهد رأينها أل ُنلعنهك ‪ ،‬وأن‬ ‫رسو َ‬
‫ث معنها رجل مهن أصهحابك ترضهاه لنها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كك على ديِنك ونرجع على ديننها‪ ،‬ولكهن ابعه ْ‬ ‫نتر َ‬
‫يحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها من أمواِلنا‪ ،‬فإنكم عندنا ِرضًا‪.‬‬

‫سيرة ابن هشام‬


‫الجزء ‪3‬‬
‫صفحة ‪273-126‬‬

‫مم م ممم مم مم ممم مممم م ‪ :‬ه هه ههه ه ه ه ههه ه هه هه‬


‫هههه هههه ههه ههه ه ههه ه هه هه ‪ :‬ههه ههه هههه هه ههه ه‬
‫هههه ههههه هههههه ‪ .‬ههه ‪ :‬هههه هه ه هه ه هههه هه هه هه ‪:‬‬
‫هه ههههه ه هههه ه هه هه هه هه هه‬ ‫هه ههههه ههههههه هه هه‬
‫هه هه ه هه هه‬ ‫هه ههه ه ه ه‬ ‫هههه ههه ه هه ه هههه ه ههه هه‬ ‫هههه‬
‫هه ه هه ههه ه ه هههه ه‬ ‫هههه ههه هههه هههه هههه ههههه هه‬
‫هه ه ههههه هههههه هه ههههههه هه ه ه هه هههه ه‬ ‫ههه هههه‬
‫ههه هه ه ه ههه ههه ه ه هههه هه هه ‪:‬‬ ‫ههه هه ه هه ههه هه ه ه‬
‫هه ه ه هههه ههه ه ههههه هه هه ه ه‬ ‫هه هه ههه ه ه ه ههه ههه‬
‫ههه ‪.‬‬ ‫ههه ههه ‪ :‬هههه ههه ههه ههه‬
‫أخبار عن المنافقين‬
‫ي عامر بن صسسيفي ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وقههدم‬ ‫شقاء عبد الله بن أبي وأب ِ‬
‫عمهر بهن َقتهادة ‪-‬‬‫م بهن ُ‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم المدينة ‪ -‬كمها حهدثني عاصه ُ‬ ‫رسو ُ‬
‫حب ْلى‪ ،‬ل يختلف عليه فههي‬ ‫َ‬ ‫وفي ثم أحد بنى ال ُ‬ ‫وسيد أهلها عبد الله بن أبى ابن سلول العَ ْ‬
‫شرفه من قومه اثنان ‪ ،‬لم تجتمع‬
‫م‪-‬‬ ‫ده على رجل من أحد الفريقين ‪ -‬حتى‪ -‬جاء السههل ُ‬ ‫الوس والخزرج قبله ول بع َ‬
‫ره ومعه في الْوس رجل ‪ ،‬هو في قومه من الوس شريف مطاع ‪ ،‬أبو عههامر عبههد‬ ‫غي ِ‬
‫م‬
‫حْنظلههة‪ ،‬الغسههيل يههو َ‬
‫ضب َْيعة بن زيد‪ ،‬وهههو أبههو َ‬‫صْيفى بن النعمان ‪ ،‬أحد بنى ُ‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫َ‬
‫مسوح ‪ ،‬وكان يقههال لههه ‪ :‬الراهههب ‪ .‬فشههقيا‬ ‫حد‪ ،‬وكان قد ترهب في الجاهلية ولبس ال ُ‬ ‫أ ُ‬
‫ضّرهما‪.‬‬
‫بشرفهما و َ‬
‫نفاق ابن أبي ‪ :‬فأما عبد الله بن أبى فكان قومه قد نظموا لههه الخههرز يتوجههوه ثههم‬
‫يملكوه عليهم فجاءهم الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم‬
‫مه عنه إلى اِلسلم ضغن ‪ ،‬ورأى أن رسههول اللههه‬ ‫هم على ذلك ‪ .‬فلما انصرف قو ُ‬ ‫و ُ‬
‫وا إل السههلم دخههل فيههه‬ ‫ملكا‪ .‬فلما رأى قومه قههد أب َه ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم قد استلبه ُ‬
‫ضَغن ‪.‬‬ ‫صرا على نفاق و َ‬ ‫م ِ‬ ‫كارها ً ُ‬
‫كفر أبي عامر بن صيفي ‪ :‬وأما أبو عامر فأبى إل الكفَر والفراقَ لقههومهِ حيههن‬
‫لسههلم‬ ‫ة عشهَر رجل ً مفارقها ً ل ِ‬ ‫اجتمعههوا علههى اِلسههلم ‪ ،‬فخههرج منهههم إلههى مكههة ببضههع َ‬
‫ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم ‪ -‬كمهها‬
‫حدثني محمد ُ بن أبى أمامة عن بعض آل حنظلة بن أبى عامر ‪ : -‬ل تقولههوا ‪ :‬الراهههب ‪،‬‬
‫ولكن قولوا الفاسق ‪.‬‬
‫جزاء ابن صيفي لتعريضه به صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬
‫ة أن أبهها‬‫معَ ‪ ،‬وكههان راوي ه ً‬ ‫س ِ‬ ‫وحدثني جعفر بن عبد الله بن أبى الحكم ‪ ،‬وكان قد أدرك و َ‬
‫عامر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة‪ ،‬قبل أن يخرج إلى مكة‬
‫ت به ؟ فقههال جئت بالحنيفيههة ديههن إبراهيههم ‪ ،‬قههال ‪ :‬فأنهها‬ ‫فقال ‪ :‬ما هذا الدين الذي جئ َ‬
‫ت عليها‪ ،‬قال ‪ ،‬بلى‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫عليها‪ ،‬فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنك لس َ‬
‫ت ‪ ،‬ولكنى جئت بههها بيضههاء‬ ‫إنك أدخلت يا محمد في الحنيفية ما ليس منها‪،‬قال ‪:‬ما فعل ُ‬
‫نقية‪ ،‬قال ‪ :‬الكاذب أماته الله طريدا ً غريبا ً وحيدا ً – يعرض برسول الله صلى الله عليههه‬
‫ت بها كذلك ‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أجههل ‪ ،‬فمههن‬ ‫وسلم ‪ -‬أي أنك جئ َ‬
‫كذب ففعل الله تعالى ذلك به ‪ ،‬فكان هو ذلك عدو الله ‪ ،‬خههرج إلهى مكههة‪ ،‬فلمهها افتتههح‬
‫ة خرج إلههى الطههائف ‪ .‬فلمهها أسههلم أهههل الطههائف‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم مك َ‬ ‫رسو ُ‬
‫لحق بالشام ‪ .‬فمات بها طريدا ً غريبا ً وحيدًا‪.‬‬
‫علثههة بههن‬ ‫الختصام في ميراثه إلى قيصر ‪ :‬وكان قد خرج معههه عَْلقمههة ابههن ُ‬
‫حوص بن جعفر بن كلب ‪ ،‬وكنانة بن‬ ‫عوف بن ال ْ‬
‫عمير الثقفى‪ ،‬فلما مات اختصما فههي ميراثههه إلههى قيصههر‪،‬‬ ‫عبد ياليل بن عمرو بن ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫در أهل المدر‪ ،‬ويرث أهل الوَب ْرِ أه هل الههوبر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫صاحب الروم ‪ .‬فقال قيصر‪ :‬يرث أهل ال ِ‬
‫ن مالههك لبههى عههامر فيمهها‬ ‫ب به ُ‬ ‫در دون علقمة‪ ،‬قال كع ُ‬ ‫ْ‬ ‫فورثه كنانة بن عبد ياليل بالم َ‬
‫صنع ‪:‬‬
‫عمرو‬ ‫عبد َ‬ ‫العشيرةِ‬ ‫في‬ ‫َ‬
‫سعْي ِك‬‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫عمل خبيهههه ٍ‬ ‫‪ #‬معاذ َ الله من َ‬
‫ً‬
‫ت إيمانا بكفرِ‬ ‫دما بع َ‬ ‫ً‬ ‫فَ ِ‬
‫ق ْ‬ ‫ونخ ٌ‬
‫ل‬ ‫ف‬
‫ت لى شههههههر ٌ‬ ‫‪ #‬فإما ُقل َ‬
‫قال ابن هشام ‪:‬ويروى ‪:‬‬
‫ف وما ٌ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬فإما قلت لي شر ٌ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأما عبد الله بن أبي فأقام على شرفه في قومه مههترددا حههتى‬
‫غلبه السلم ‪ ،‬فدخل فيه كارهًا‪.‬‬
‫تعرض ابن أبي له صلى الله عليه وسلم وغضب قومه منه ‪ :‬قههال ابههن‬
‫عروة بن الزبير‪ ،‬عن أسامة بههن زيههد‬ ‫إسحاق ‪ :‬فحدثني محمد بن مسلم الزهري ‪ ،‬عن ُ‬
‫ل اللههه صههلى اللههه‬ ‫ب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬ركب رسو ُ‬ ‫ح ّ‬‫بن حارثة‪ِ ،‬‬
‫ف ‪ ،‬فوقه‬ ‫كو أصابه على حمار عليه إكا ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫عبادة يعوده من َ‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬إلى سعد بن ُ‬
‫خَتطمة بحبل من ليف ‪ ،‬وأردفني رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫م ْ‬
‫كية‪ُ ،‬‬‫قطيفة فَد َ ِ‬
‫مه ‪.‬‬ ‫م أط ُ ِ‬ ‫مَزاح َ‬ ‫خلفه ‪ :‬قال ‪ :‬فمر بعبد الله بن أبى‪ ،‬وهو في ظل ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬مزاحم ‪ :‬اسم الطم ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحوله رجال من قومه ‪ .‬فلما رآه رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫ل‪ ،‬فتل القرآن ودعهها‬ ‫ذمم من أن يجاوزه حتى ينزل ‪ ،‬فنزل فسّلم ثم جلس قلي ً‬ ‫وسلم ت َ َ‬
‫م ل يتكلههم ‪ ،‬حههتى إذا‬ ‫شر وأنههذر قههال ‪ :‬وهههو َزا ّ‬ ‫ذر‪ ،‬وب ّ‬ ‫ّ‬
‫إلى الله عز وجل ‪ ،‬وذكر بالله وح ّ‬
‫فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقالته ‪ ،‬قههال ‪ :‬يها هههذا‪ ،‬إنههه ل أحسههن مههن‬
‫حقا فاجلس في بيتك فمن جاءك له فحدْثه إياه ‪ ،‬ومن لم يأتههك فل‬ ‫حديثك هذا إن كان َ‬
‫ت َغُّته به ‪ ،‬ول تأته في مجلسه بما يكره منه ‪ .‬قال ‪ :‬قال عبد الله بن رواحة فههي رجههال‬
‫شنا به ‪ ،‬وائتنا فههي مجالسههنا ودورنهها وبيوتنهها‪ ،‬فهههو‬ ‫كانوا عنده من المسلمين ‪ :‬بلى‪ ،‬فاغ َ‬
‫ب‬
‫والله ما نح ّ‬
‫ومما أكرمنا الله به وهدانا له ‪ ،‬فقال عبد الله بن أبي حين رأى من‬
‫خلف قومه ما رأى ‪:‬‬
‫ُتصارعُ‬ ‫الذين‬ ‫عك‬‫صر ْ‬‫وي َ ْ‬ ‫ت َذِ ّ‬
‫ل‬ ‫صمك ل تزل‬ ‫خ ْ‬ ‫ن مول َ‬
‫ك َ‬ ‫‪ #‬متى ما يك ْ‬
‫ع‬
‫شه فهو واق ُ‬ ‫جذ ّ يوما ً ري ُ‬ ‫ُ‬ ‫وإن‬ ‫حهه‬
‫‪ #‬وهل ينهض البازي بغيرِ جنا ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬البيت الثانى عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫غضبه صلى الله عليسسه وسسسلم مسسن قولسسة ابسسن أبسسي ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬
‫عروة بن الزبير‪ ،‬عن أسامة‪ ،‬قال ‪ :‬وقام رسول الله صههلى اللههه‬ ‫وحدثني الزهري ‪ ،‬عن ُ‬
‫ى‪،‬‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فدخل على سههعد بههن عبههادة‪ ،‬وفههي وجهههه مهها قههال عههدو اللههه ابههن أبه ّ‬
‫ل الله إني لرى في وجِهك شيئًا‪ ،‬لكأنك سمعت شيئا ً تكرهه ‪ ،‬قههال‬ ‫فقال ‪:‬والله يا رسو َ‬
‫أجل ‪ ،‬ثم أخبره بما قال ابن أبي ‪ :‬فقال سعد ‪:‬‬
‫جه ‪.‬‬‫م له الخرز لنتوّ َ‬ ‫يا رسول الله ! ارفق به ‪ .‬فوالله لقد جاءنا الله بك ‪ ،‬وإنا لن َن ْظ ِ َ‬
‫ملكًا‪.‬‬ ‫سل َب ْت َ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫فوالله إنه ليرى أن قد َ‬

‫ل من أصحاب رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم بعسسد‬ ‫ذكر من اعت ّ‬
‫الهجرة‬
‫مرض أبي بكر وبلل وعهامر بهن فهيههرة ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وحههدثني هشههام بهن‬
‫عروة ابن الزبير عن عائشة رضى اللههه عنههها‪.‬‬ ‫عروة‪ ،‬عن ُ‬ ‫عمر بن عبد الله بن ُ‬ ‫عروة‪ ،‬و ُ‬‫ُ‬
‫ض اللههه‬ ‫دم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة‪ ،‬قدمها وهي أوبههأ أر ِ‬ ‫قالت ‪ :‬لما ق ِ‬
‫م ‪ .‬فصرف الله تعالى ذلك عن نبيه صههلى‬ ‫ق ٌ‬
‫س َ‬‫من الحمى ‪ .‬فأصاب أصحاَبه منها بلٌء و َ‬
‫ُ‬
‫الله عليه وسلم قالت ‪ :‬فكان أبو بكر‪،‬وعامر بن فهَي َْرة‪ ،‬وبلل ‪ ،‬موليا أبي بكر‪ ،‬مع أبههي‬
‫ضهَرب‬ ‫ت عليهم أعههودهم ‪ .‬وذلههك قبههل أن ي ُ ْ‬ ‫بكر في بيت واحد‪ .‬فأصابتهم الحمى‪ ،‬فدخل ُ‬
‫ت من أبي بكر‪ .‬فقلههت‬ ‫عك ‪ .‬فدنو ُ‬ ‫ب ‪ .‬وبهم ما ل يعلمه إل الله من شدة الوَ ْ‬ ‫علينا الحجا ُ‬
‫ت؟‬ ‫له ‪ :‬كيف تجدك يا أب ِ‬
‫فقال ‪:‬‬
‫ه‬
‫ن َعْل ِ ِ‬ ‫ك‬
‫شرا ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫أد َْنى‬ ‫ت‬
‫والمو ُ‬ ‫ه‬
‫صّبح في أهل ِ ِ‬
‫م َ‬‫ل امرىء ُ‬ ‫‪#‬ك ّ‬
‫ت إلههى عههامر بههن فُهَي ْههرة‬ ‫قالت ‪ :‬فقلت ‪ :‬والله ما يدري أبي ما يقول ‪ :‬قالت ‪ :‬ثههم دنههو ُ‬
‫فقلت له كيف تجدك يا عامر؟ فقال ‪:‬‬

‫ه‬
‫وق ِ‬‫ن فَ ْ‬
‫م ْ‬‫ه ِ‬
‫حْتف ُ‬
‫ن َ‬
‫إن الجبا َ‬ ‫ل ذ َوِْقه‬‫ت قب َ‬‫ت المو َ‬‫‪ #‬لقد وجد ُ‬
‫كالث ّوْرِ يحمى جلدهَ بَرْوق ِ‬
‫ه‬‫)‪(1‬‬
‫ل امرىء مجاهد بط َوْقِهِ‬ ‫‪#‬ك ّ‬
‫ت والله‬ ‫بطوقه يريد ‪ :‬بطاقته ‪ .‬فيما قال ابن هشام ‪ :‬قالت ‪ :‬فقل ُ‬
‫َ‬
‫ض هطجع بفنههاء الههبيت‬
‫ما يدري عامر ما يقول ! قالت ‪ :‬وكان بلل إذا تركته الحمى ا ْ‬
‫ثم رفع عقيرَته فقال ‪:‬‬

‫ذخر وجلي ُ‬
‫ل‬ ‫فخ وحولي إ ِ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ليلة‪-‬‬‫شْعري هل أبيت ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫‪ #‬أل لي َ‬
‫ُ‬
‫ن لى شامة وطفيل‬ ‫وهل ي َب ْد ُوَ ْ‬ ‫ة‬ ‫ً‬
‫ن يوما مياهَ مجّنهه ٍ‬ ‫‪ #‬وهل أرِد َ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬شامة وطفيل ‪ :‬جبلن بمكة ‪.‬‬
‫دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بنقل وباء المدينسسة إلسسى مهيعسسة ‪:‬‬
‫ت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سههمعت‬ ‫قالت عائشة رضي الله عنها ‪ :‬فذكر ُ‬
‫قلون من شدة الحمى ‪ .‬قالت ‪ :‬فقال رسول اللههه‬ ‫ذون وما ي َعْ ِ‬ ‫منهم ‪ .‬فقلت ‪ :‬إنهم ليهْ ُ‬
‫حّببههت إلينهها مكههة ‪ ،‬أو أشههد‪.‬‬‫ة كمهها َ‬
‫ب إلينهها المدينه َ‬ ‫حب ّه ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اللهم َ‬
‫فة ‪.‬‬
‫ح َ‬
‫ج ْ‬‫مهَْيعة ‪ :‬ال ُ‬
‫مهْي ََعة"‪ ،‬و َ‬
‫وبارك لنا في مدها وصاعها وانقل وباءها إلى َ‬
‫عمههرو بههن العههاص ‪:‬‬ ‫ن شهاب الزهري ‪ ،‬عن عبد الله بن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وذكر اب ُ‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هو وأصحاُبه‬
‫جهدوا مرضًا‪ .‬وصههرف اللههه تعههالى ذلههك عههن نههبيه‬ ‫مى المدينة‪ .‬حتى َ‬ ‫ح ّ‬
‫ثم أصابتهم ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬حتى كانوا ما يصلون إل وهم قعود‪ .‬قال ‪ :‬فخرج عليهم رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وهم ُيصلون كذلك ‪ .‬فقال لهم ‪ :‬اعلموا أن‬
‫شم المسلمون القيههام علههى‬ ‫صلة القاعد على النصف من صلة القائم ‪ .‬قال ‪ :‬فتج ّ‬
‫س الفضل‬ ‫قم التما َ‬‫س ْ‬
‫ما بهم من الضعف وال ّ‬
‫بدء قتال المشركين ‪ :‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬ثههم إن رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم تهيأ لحربه ‪ .‬قام فيما أمره الله به من جهههاد عَههدّوه ‪ .‬وِقتههال مههن أمههره اللههه بههه‬
‫ممن يليه من المشركين ‪ .‬مشركي العرب ‪ ،‬وذلك بعد أن بعثه الله تعالى بثلث عشرة‬
‫سنة ‪.‬‬

‫تاريخ الهجرة‬
‫كائي‬ ‫بالسناد المتقدم عن عبد الملك بن هشام ‪ .‬قال ‪ :‬حدثنا زياد بن عبد الله الب َ ّ‬
‫دم رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫مطل ِههبى‪ .‬قههال ‪ :‬قَه ِ‬ ‫‪ .‬عن محمد بن إسههحاق ال َ‬
‫م الثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل ‪.‬‬ ‫المدينة يو َ‬
‫ة مضت من شهر ربيع الول ‪ ،‬وهو التاريخ ‪ .‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫لثنتي عشرة ليل ً‬
‫عمره صلى الله عليه وسلم حين الهجرة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ورسههول ‪.‬‬
‫ث وخمسين سههنة ‪ .‬وذلههك بعههد أن بعثههه اللههه‬ ‫ن ثل ٍ‬‫الله صلى الله عليه وسلم يومئذ اب ُ‬
‫ة شههر ربيههع الول ‪ .‬وشههر ربيههع الخههر‪،‬‬ ‫شرة سههنة ‪ .‬فأقههام بهها بقيه َ‬ ‫عز وجل بثلث ع ْ‬
‫جمههاد َي َْين ‪ ،‬ورجبها ً ‪ ،‬وشهعبان ‪ ،‬وشههر رمضههان ‪ ،‬وشهوال ‪ ،‬وذا القعههدة‪ ،‬وذا الحجههة ‪-‬‬ ‫و ُ‬
‫ً‬
‫جة المشركون ‪ -‬والمحرم ‪ ،‬ثم خههرج غازيها فههي صههفر علههى رأس اثنههي‬ ‫ح ّ‬
‫وولى تلك ال َ‬
‫عشر شهرا ً من مقدمه المدينة‪.‬‬
‫دان‬
‫و ّ‬
‫غزوة َ‬
‫وهي أول غزواته عليه الصلة والسلم‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل على المدينة سعد بن عبادة ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حههتى‬
‫مناة بههن كنانههة‪،‬‬ ‫مرة بن بكر بن عبد ُ‬ ‫دان ‪ ،‬وهي غزوة الْبواء‪ ،‬يريد قريشا ً وبنى ض ْ‬ ‫بلغ وَ ّ‬
‫مريّ ‪،‬‬ ‫ضه ْ‬
‫شي بههن عمههرو ال ّ‬‫خ ِ‬
‫م ْ‬ ‫مرة‪ ،‬وكان الذي وادعه منهم عليهم َ‬ ‫ض ْ‬
‫فوادعته فيها بنو َ‬
‫دهم في زمانه ذلك ‪ ،‬ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة‪،‬‬ ‫وكان سي ّ َ‬
‫ة صفر‪ ،‬وصدرا ً من شهر ربيع الول ‪.‬‬ ‫ولم يلقَ كيدا ً فأقام بها بقي َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهى أول غزوة غزاها‪.‬‬

‫عب َْيدة بن الحارث‬ ‫سرية ُ‬


‫وهي أول راية عقدها عليه الصلة والسلم‬
‫أول سهم ُرمي به في السلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وبعث رسههو ُ‬
‫ل اللههه صههلى‬
‫مه ذاك بالمدينههة عُب َي ْههدةَ بههن الحههارث بهن المطلههب ابهن عبههد‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬في مقا ِ‬
‫ً‬
‫مناف بن ُقصى‪ ،‬في ستين أو ثمانين راكبا مههن المهههاجرين ‪ ،‬ليههس فيهههم مههن النصههار‬
‫مّرة‪ ،‬فلقي بها جمعا ً عظيما ً من قريش‬ ‫أحد‪ ،‬فسار حتى بلغ ماًء بالحجاز‪ ،‬بأسفل ثنّية ال ُ‬
‫مههى يههومئذ بسهههم ‪ ،‬فكههان أول‬‫فلم يكن بينهم قتال ‪ ،‬إل أن سعد بن أبى وقههاص قههد ر َ‬
‫سهم ُرمى به في اِلسلم ‪.‬‬
‫من فر من المشركين إلى المسلمين في هذه السرية ‪:‬‬
‫م عههن القههوم ‪ ،‬وللمسههلمين حاميههة ‪ .‬وفههر مههن المشههركين إلههى‬ ‫ثههم انصههرف القههو ُ‬
‫المسلمين المقداد بن عمرو البهرانى‪ ،‬حليف بنى زهههرة‪ ،‬وعتبههة ابههن غههزوان بهن جهابر‬
‫المازنى‪ ،‬حليف بنى نوفههل بهن عبهد منههاف ‪ ،‬وكانها مسهلمين ‪ ،‬ولكنهمها خرجها ليتوصههل‬
‫بالكفار‪ .‬وكان على القوم عكرمة ابن أبى جهل ‪.‬‬
‫عمرو بن العلء‪ ،‬عن أبي عمرو المدنى ‪ :‬أنههه كههان‬‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثني ابن أبى َ‬
‫ؤي بهن غهالب بهن‬ ‫ُ‬
‫معيص بهن عهامر بهن له َ‬ ‫مك َْرز بن حفص بن ال ْ‬
‫خَيف ‪ ،‬أحد بني َ‬ ‫عليهم ِ‬
‫فهر‪.‬‬

‫ق‬
‫شعر أبي بكر في هذه السرية ‪ :‬قال ابههن إسههحاق ‪ :‬فقههال أبههو بكههر الصههدي ُ‬
‫رضى الله عنه ‪ ،‬في غزوة عُب َي ْههدة بههن الحههارث ‪ .‬قههال ابههن هشههام ‪ :‬وأكههثر أهههل العلههم‬
‫بالشعر ينكر هذه القصيدة لبى بكر رضى الله عنه ‪: -‬‬
‫ث‬ ‫ت وأمر في العشيرةِ حاد ِ‬ ‫ْ‬
‫أرِق َ‬ ‫ث‬ ‫سْلمى بالبطاِح ال ّ‬
‫دمائ ِ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ط َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬‫‪#‬أ ِ‬
‫ث‬ ‫عن الكفرِ تذكيٌر ول ب َْعث باع ِ‬ ‫دههها‬ ‫ة ل يص ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ #‬ترى من لؤي ِفرق ً‬
‫ث‬‫عليه وقالوا ‪ :‬لست فينا بماك ِ ِ‬ ‫ذبههوا‬ ‫َ‬
‫‪ #‬رسول أتاهم صادقٌ فتك ّ‬
‫ث‬ ‫اللواه ِ‬ ‫ت‬
‫حرا ِ‬‫ج ِ‬‫الم ْ‬ ‫ريَر‬‫هَ ِ‬ ‫وهَّروا‬ ‫وناهم إلى الحقّ أدبروا‬ ‫‪ #‬إذا ما د َعَ ْ‬
‫ث‬ ‫كار ِ‬ ‫الّتقى شىٌء لهم غيُر‬ ‫ك‬
‫وت َْر ِ‬ ‫ة‬
‫م بقرابهههه ٍ‬ ‫مت َْتنا فيه ُ‬ ‫‪ #‬فكم قد َ‬
‫ث‬ ‫ل الخبائ ِ‬ ‫حل مث ُ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫َ‬
‫وعقوِقهم فما طيبا ُ‬ ‫رهههههم‬‫‪ #‬فإن يرجعوا عن كف ِ‬
‫ث‬ ‫بلب ِ‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫عذاب‬ ‫فليس‬ ‫َ‬
‫‪ #‬وإن يركبوا طغياَنهم وضللههم‬
‫ث‬ ‫الثائ ِ‬ ‫الفروِع‬ ‫في‬ ‫منها‬ ‫العّز‬ ‫لنا‬ ‫‪ #‬ونحن أناس من ذؤابةِ غالههب‬
‫ث‬ ‫سريِح الرثائ ِ‬ ‫دى في ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ج تُ ْ‬ ‫حراجي ُ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫ب الراِقصات عشّيه ً‬ ‫‪ #‬فأوِلى بر ّ‬
‫ث‬ ‫النبائ ِ‬ ‫ذات‬ ‫البئ ْرِ‬ ‫ض‬
‫حيا َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫ي َرِد ْ َ‬ ‫ف‬‫كهه ٍ‬ ‫ل مكة ع ّ‬ ‫‪ #‬كأْدم ظباٍء حو َ‬
‫ث‬ ‫ت قول ً بحان ِ‬ ‫ت إذا آلي ْ ُ‬ ‫ضلِلهم ولس ُ‬ ‫‪ #‬لئن َلم ُيفيقوا عاجل ً مههههن‬

‫ث‬ ‫م أطهاَر النساِء الطوام ِ‬ ‫ُتحّر ُ‬ ‫ق‬‫صهههههد َ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫‪ #‬لت َب ْت َدَِرّنهم غارة ذا ُ‬


‫ث‬
‫ن حار ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ #‬تغادُر قَت َْلى ت َعْ ِ‬
‫ف اب ِ‬ ‫ف الكفاَر رأ َ‬ ‫ولترأ ُ‬ ‫ب الطيُر حولهههم‬ ‫ص ُ‬
‫باحث‬ ‫الشر‬ ‫يبتغي‬ ‫كفورٍ‬ ‫وكل‬ ‫ة‬
‫سهم ٍ لدْيك رسالههههه ً‬ ‫‪ #‬فأبلغْ بنى َ‬
‫ث‬‫ضكم غيُر شاع ِ‬ ‫فإّنى من أعرا ِ‬ ‫عرض على سوِء رأِيكم‬ ‫شَعثوا ِ‬ ‫‪ #‬فإن ت َ ْ‬
‫سْهمي ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ابن الزبعرى يرد على أبي بكر ‪ :‬فأجابه عبد الله بن الزب َْعري ال ّ‬
‫ث‬‫ن دمُعها غيُر لب ِ‬ ‫ت بعي ٍ‬ ‫بكي َ‬ ‫ث‬
‫ع ِ‬ ‫ن رسم ِ دارٍ أقفرت بالَعثا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‪#‬أ ِ‬
‫ث‬‫وحاد ِ‬ ‫ت‬‫سابقا ٍ‬ ‫من‬ ‫عجب‬ ‫له‬ ‫ب اليام ِ والدهُر كله‬ ‫ج ِ‬
‫‪ #‬ومن عَ َ‬
‫ث‬‫ن حار ِ‬ ‫عى في الهياِج اب َ‬ ‫عَُبيدةُ ي ُد ْ َ‬ ‫عرام ٍ يقهوده‬ ‫ش أتانا ذي ُ‬ ‫‪ #‬لجي ٍ‬
‫ث‬ ‫لوار ِ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫كريم ٍ‬ ‫ث‬
‫مورو ٍ‬ ‫ث‬
‫مواري َ‬ ‫ة عُكفهها‬ ‫‪ #‬لنترك أصناما بمك َ‬
‫ث‬ ‫واهِ ِ‬‫ل َ‬‫َ‬ ‫الَعجاِج‬ ‫في‬ ‫ق‬‫عتا ٍ‬‫ِ‬ ‫جْردٍ‬ ‫مرِ ُرد َي ْن َةٍ و ُ‬‫س ْ‬ ‫‪ #‬فلما لقيناهم ب ُ‬
‫ث‬‫العوائ ِ‬ ‫ث‬
‫كالليو ِ‬ ‫ماةٍ‬
‫ك ُ‬ ‫دي‬‫بأي ِ‬ ‫ح فوقَ متوِنها‬ ‫مل َ‬ ‫ض كأن ال ِ‬ ‫‪ #‬وبي ٍ‬
‫ث‬‫ل عاجل غيَر لب ِ‬ ‫ً‬ ‫ذحو َ‬ ‫ونشفى ال ّ‬ ‫ً‬ ‫صعاَر من كان مائل‬ ‫م بها إ ْ‬ ‫‪ #‬نقي ُ‬
‫ث‬‫وأعجبهم أمر لهم ِ أمُر رائ ِ‬ ‫ة‬
‫ف شديدٍ وهْيب ٍ‬ ‫فوا على خو ٍ‬ ‫‪ #‬فك َ ّ‬
‫ث‬
‫سٍء وطام ِ‬ ‫ن ن ْ‬ ‫مى لهم ‪،‬من بي ِ‬ ‫أيا َ‬ ‫ح ِنسوة‬ ‫‪ #‬ولو أنهم لم يفعلوا نا َ‬

‫ث‬‫غيُر باح ِ‬ ‫ل‬ ‫فى بهم أو غاف ٌ‬ ‫ح ِ‬


‫َ‬ ‫م‬‫ت قتَلى يخبُر عنههه ُ‬ ‫غودر ْ‬ ‫‪ #‬وقد ُ‬
‫ث‬
‫فِْهربماك ِ‬ ‫ض‬
‫أعرا ِ‬ ‫عن‬ ‫أنت‬ ‫فما‬ ‫ة‬
‫‪ #‬فأبلغْ أبا بكر لديك رسالهههه ً‬
‫غيَرحانث‬ ‫ة‬ ‫ْ‬
‫حلف ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫حربا‬ ‫ُتجدد‬ ‫ة‬
‫ن غليظهه ٌ‬ ‫ب منى يمي ٌ‬‫ج ْ‬
‫‪ #‬ولما ت َ ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬تركنا منها بيتا واحدا‪ ،‬وأكثر أهل العلههم بالشههعر ينكههر هههذه القصههيدة‬
‫لبن الزبعرى‪.‬‬
‫سعد بن أبي وقاص يذكر رميته في هذه السسسرية ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬
‫وقال سعد بن أبى وقاص في رميته تلك فيما يذكرون ‪:‬‬
‫ن َْبلى‬ ‫بصدورِ‬ ‫صحابتى‬ ‫ت‬
‫حمي ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ل الله أنى‬ ‫‪ #‬أل هل أتى رسو َ‬
‫ل‬
‫سهْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫وبك ّ‬ ‫حُزونة‬‫ُ‬ ‫بك ّ‬
‫ل‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬أذود ُ بها أوائَلهم ذيهههههادا‬
‫قبلى‬ ‫الله‬ ‫ل‬‫رسو َ‬ ‫يا‬ ‫بسهم ٍ‬ ‫عهههههد ُّو‬‫‪ #‬فما ي َعْت َد ّ رام في َ‬
‫دل‬‫وعَ ْ‬ ‫به‬ ‫ت‬
‫أتي َ‬ ‫حق‬ ‫وذو‬ ‫ق‬
‫صههد ْ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫‪ #‬وذلك أن دين َ َ‬
‫ك دي ُ‬
‫ل‬
‫مهْ ِ‬‫َ‬ ‫مقام‬ ‫عند َ‬ ‫الكفاَر‬ ‫به ِ‬ ‫زي‬ ‫ون به وُيجه ِ‬ ‫جى المؤمن ِ‬ ‫‪ #‬ي ُن َ ّ‬
‫ل‬‫جهْ ِ‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ياب َ‬ ‫حك‬‫وَي ْ َ‬ ‫ى‬
‫الح ّ‬ ‫غويّ‬ ‫َ‬ ‫ت فل تعبنههى‬ ‫وي َ‬ ‫‪ #‬فمهل ً قد غ ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لسعد‪.‬‬
‫ة عبيههدة ابههن الحههارث ه ه‬ ‫أول راية في اِلسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فكانت راي ه ُ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم في السلم ‪ ،‬لحد مههن‬ ‫ل راية عقدها رسو ُ‬ ‫فيما بلغنى – أو َ‬
‫المسلمين ‪ .‬وبعض العلماء يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه حين أقبههل‬
‫من غزوة البواء‪ ،‬قبل أن يصل إلى المدينة ‪.‬‬

‫سرية حمزة إلى سيف البحر‬


‫ما فعلته هذه السرية ‪ :‬وبعث في مقههامه ذلههك ‪ ،‬حمههزةَ بههن عبههد المطلههب بههن‬
‫حيص في ثلثيههن راكب ها ً مههن المهههاجرين ‪ ،‬وليههس‬ ‫هاشم ‪ ،‬إلى سيف البحر‪ ،‬من ناحية ال ِ‬
‫فيهم من النصار أحد‪ ،‬فلقي أبا جهل ابن هشام بذلك الساحل في ثلث مئة راكب مهن‬
‫جهدِيّ بههن عمههرو الجهنههي ‪ .‬وكههان موادعها ً للفريقيههن جميعهًا‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫أهل مكة‪ ،‬فحجههز بينهههم َ‬
‫ض القوم عن بعض ‪ ،‬ولم يكن بينهم قتال ‪.‬‬ ‫فانصرف بع ُ‬
‫من قال إن أول راية كانت لحمزة رضي الله عنه ‪ :‬وبعهض النههاس يقهول ‪:‬‬
‫كههانت رايههة حمههزة أول رايههة عقههدها رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم لحههد مههن‬
‫شّبه ذلك على الناس ‪ .‬وقد زعموا‬ ‫ه ‪ ،‬وبعث عُب َْيدة كانا معًا‪ ،‬ف ُ‬ ‫ن ب َعْث َ ُ‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وذلك أ ّ‬
‫ً‬
‫أن حمزة قد قال في ذلك شعرا يذكر فيه أن رايته أول راية عقدها رسهول اللههه صهلى‬
‫الله عليه وسلم فإن كان حمزة قد قال ذلك ‪ ،‬فقد صدق إن شاء الله ‪ ،‬لم يكن يقههول‬
‫إل حقا‪ ،‬فالله أعلم أي ذلك كان ‪ ،‬فأما مهها سههمعنا مههن أهههل العلههم عنههدنا‪ ،‬فعُب َي ْههدة بههن‬
‫عقد له ‪ .‬فقال حمزة في ذلك ‪ ،‬فيما يزعمون ‪:‬‬ ‫الحارث أول من ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذا الشعر لحمزة رضى الله عنه ‪:‬‬
‫ل‬
‫ق ِ‬
‫ل وللعَ ْ‬ ‫ص من رأي الرجا ِ‬ ‫ق ِ‬‫وللن ْ‬ ‫ومى للتحل ّم ِ والجْههههل‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ #‬أل يا ل َ َ‬
‫ل‬
‫وام ٍ ول أهْ ِ‬ ‫س َ‬
‫َ‬ ‫من‬ ‫ت‬
‫حرما ٍ‬ ‫ُ‬ ‫كبينا بالمظالم لم ن َ َ‬
‫طأ لهههم‬ ‫‪ #‬وللرا ِ‬
‫ِ‬
‫ل‬‫وبالعد ِ‬ ‫ف‬‫بالعفا ِ‬ ‫أمر‬ ‫غيُر‬ ‫دنا لههم‬ ‫ل عن َ‬ ‫ْ‬
‫‪ #‬كأنا ت َب َلناهم ول ت َب ْ َ‬

‫ل‬‫الهَْز ِ‬ ‫منزلةِ‬ ‫مث َ‬


‫ل‬ ‫منهم‬ ‫وينزِ ُ‬
‫ل‬ ‫وأمر بإسلم ٍ فل يقبلونهههه‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬‫ة ال َ‬ ‫حّلوا أب َْتغى راح َ‬ ‫َ‬ ‫لهم حيث‬ ‫ة‬
‫ت لغار ٍ‬ ‫رحوا حتى انتدب ْ ُ‬ ‫فما ب َ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ح من قبلي‬ ‫عليه لواء لم يكن ل َ‬ ‫ق‬
‫ل الله أول خافهه ٍ‬ ‫بأمرِ رسو ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫ل الفع ِ‬ ‫ه أفض ُ‬ ‫عزيز فعل ُ ُ‬ ‫كرامةٍ إلهٍ‬ ‫لواء لديه النصُر مهههن ذي‬ ‫‪#‬‬
‫ت َْغلي‬ ‫أصحابهِ‬ ‫ظ‬
‫غي ِ‬ ‫من‬ ‫مراجله‬ ‫ة ساروا حاشدين وكّلنهها‬ ‫شي َ‬
‫عَ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫النبل‬ ‫غََر ِ‬
‫ض‬ ‫دى‬‫م َ‬ ‫قلنا‬‫وع َ ّ‬ ‫مطايا‬ ‫قلهههوا‬ ‫فلما ترادْينا أناخوا فع ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬‫حب ْ ِ‬
‫َ‬ ‫من‬ ‫ة‬
‫الضلل ُ‬ ‫إل‬ ‫لكم‬ ‫وما‬ ‫ل اللهِ نصيُرنها‬ ‫فقلنا لهم ‪ :‬حب ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫جه ِ‬ ‫أبي‬ ‫كيد َ‬ ‫الله‬ ‫ورد ّ‬ ‫ب‬‫فخا َ‬ ‫ل هنالك باغيهها ً‬ ‫فثار أبو جه ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫َفضل‬ ‫واحدةٍ‬ ‫بعد َ‬ ‫مئتان‬ ‫وهم‬ ‫ن إل في ثلثين راكبا ً‬ ‫وما نح ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫وفيئوا إلى اِلسلم ِ والمنهِج السهْ ِ‬ ‫واَتكهم‬ ‫فََيا ل َل ُؤَيّ ل ُتطيعوا غَ َ‬ ‫‪#‬‬
‫والث ّك ْ ِ‬
‫ل‬ ‫بالندامةِ‬ ‫فَتدعوا‬ ‫ب‬
‫عذا ٌ‬ ‫م‬ ‫ب علي ُ‬
‫كه ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫‪ #‬فإنى أخاف أن ي ُ َ‬
‫أبو جهل يرد على حمزة ‪ :‬فأجابه أبو جَهل بن هشام ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫وبالب ُط ِ‬ ‫ف‬‫بالخل ِ‬ ‫وللشاغبين‬ ‫ل‬
‫ب الحفيظةِ والجههههه ِ‬ ‫ت لسبا ِ‬ ‫جب ُ‬
‫‪#‬ع ِ‬
‫ل‬
‫ددالجْز ِ‬ ‫سؤْ َ‬ ‫ب وال ّ‬ ‫عليه ذ َِوي الحسا ِ‬ ‫دنهههههها‬‫‪ #‬وللتاركين ما وجدنا جدو َ‬
‫ل‬ ‫ل ذي عق ِ‬ ‫مضل ً إفك َُهم عق َ‬ ‫وليس ُ‬ ‫ك كي ُيضّلوا عقولنههههها‬
‫َ‬ ‫‪ #‬أتونا بإف ٍ‬
‫ل‬
‫دى الجه ِ‬ ‫م َ‬
‫ف َ‬ ‫مكم إن الخل َ‬ ‫على قو ِ‬ ‫منا ل ُتخالفهههههوا‬ ‫‪ #‬فقلنا لهم ‪ :‬يا قو َ‬
‫ل‬ ‫والّثك ِ‬ ‫بالرزيةِ‬ ‫ك‬‫بوا ٍ‬ ‫ن‬
‫له ّ‬ ‫‪ #‬فإنكم إن تفعلوا ت َد ْعُ ِنسهههههههوةٌ‬
‫ل‬‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬‫وال َ‬ ‫ظ‬ ‫الحفائ ِ‬ ‫أه ُ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫مك ْ‬
‫بنوع ّ‬ ‫جعوا عما فعلتم فإننههههها‬ ‫‪ #‬وإن َتر ِ‬
‫ل‬ ‫رضا ً لذوي الحلم ِ منا وذي العق ِ‬ ‫‪ #‬فقالوا لنا ‪ :‬إنا وجدنا محمهههههدا ً‬
‫ل‬ ‫الفع ِ‬ ‫من‬ ‫الموِربالقبيِح‬ ‫جماعَ‬
‫ِ‬ ‫ف وزّينهههههوا‬ ‫وا إل الخل َ‬ ‫‪ #‬فلما أب ْ‬
‫ل‬ ‫أص ِ‬ ‫بذي‬ ‫ليس‬ ‫ف‬
‫ص ِ‬ ‫كالعَ ْ‬ ‫ن بغارة لتركههههم‬ ‫َ‬
‫ممُتهم بالساحلي ْ ِ‬ ‫‪ #‬تي ّ‬
‫ل‬
‫ف وبالنب ِ‬ ‫َواَزروني بالسيو ِ‬ ‫وقد‬ ‫حبتهههي‬ ‫ص ْ‬
‫جدِيّ عنهم و ُ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬فوّرعني َ‬
‫ل‬ ‫الحب ِ‬ ‫ث‬
‫من َْتك ِ‬ ‫ُ‬ ‫غير‬ ‫قواه‬ ‫أمين‬ ‫ه‬
‫ل علينا واجب ل ُنضيُعههههه ُ‬ ‫‪ #‬ل ّ‬
‫ف بل ت َْبل‬ ‫م للطير الُعكو ِ‬ ‫ملح َ‬ ‫ت منههم‬ ‫ت غادر ُ‬ ‫ن عمرو كن ُ‬ ‫‪ #‬فلول اب ُ‬
‫ل‬
‫القت ِ‬ ‫عن‬ ‫ف‬
‫السيو ِ‬ ‫حد ّ‬‫َ‬ ‫بأيمان َِنا‬ ‫ت‬ ‫قّلصهههههههه ْ‬ ‫لف َ‬ ‫‪ #‬ولكنه آلى بإ ّ‬
‫ل‬
‫دثةِ الصق ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ق الحد ّ ُ‬ ‫ض ِرقا ِ‬ ‫ببي ٍ‬ ‫م‬
‫م أرجعْ عليهههههه ُ‬ ‫‪ #‬فإن ُتبقني اليا ُ‬
‫ُ‬
‫ل‬‫ح ِ‬‫م ْ‬ ‫جدوبة وال َ‬ ‫كرام ِ المساعى في ال ُ‬ ‫ب‬‫ن غالهههه ٍ‬ ‫حماةٍ من لؤَيّ ب ِ‬ ‫‪ #‬بأيدي ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذا الشعر لبي جهل ‪.‬‬
‫غزوة بواط‬
‫من استعمله صلى الله عليههه وسههلم علههى المدينههة ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬ثههم غههزا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الول ير يد قريشًا‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون ‪.‬‬
‫وى ثم رجع إلههى المدينههة ولههم يلههق‬ ‫ض َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حتى بلغ ُبواط‪ ،‬من ناحية َر ْ‬
‫جمادى الولى‪.‬‬ ‫ة شهر ربيع الخر وبعض ُ‬ ‫كيدًا‪ ،‬فلبث بها بقي َ‬
‫غزوة العشيرة‬
‫من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينة‪ :‬ثم غزا قريشا ً فاستعمل‬
‫سلمة بن عبد السد فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫‪ ،‬على المدينة أبا َ‬
‫الطريق الذي سلكه صلى الله عليه وسلم إلى هسسذه الغسسزوة ‪ :‬قههال ابههن‬
‫إسحاق ‪:‬‬
‫قب بنى دينار‪ ،‬ثم على فَْيفاء الخَبار فنزل تحههت شههجرة ببطحههاء ابههن‬ ‫فسلك على ن َ ْ‬
‫م مسههجده صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪،‬‬ ‫َ‬
‫أزهر‪ ،‬يقال لها‪ :‬ذات الساق ‪ ،‬فصلى عنههدها‪ .‬فثه ّ‬
‫ي الب ُْرمههة معلههوم‬ ‫س معه ‪ ،‬فموضههع أثههافِ ّ‬ ‫صنع له عندها طعام ‪ ،‬فأكل منه ‪ ،‬وأكل النا ُ‬ ‫و ُ‬
‫شت ََرب ‪ ،‬ثم ارتحل رسول الله صلى اللههه‬ ‫م ْ‬ ‫ى له من ماء به يقال له ‪ :‬ال ُ‬ ‫ق َ‬‫هنالك ‪ ،‬واست ُ ِ‬
‫شهعبة عبهد اللهه ‪ ،‬وذلههك‬ ‫ة يقهال لهها‪ُ :‬‬ ‫شهعب ً‬ ‫عليه وسلم فترك الخلئقَ بيساره وسهلك ُ‬
‫ض هُبوعة‪،‬‬ ‫ب لليسار حههتى هبههط ي َل ْي َههل ‪ ،‬فنههزل بمجتمعههه ومجتمههع ال ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫اسمها اليوم ‪ ،‬ثم َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ملل ‪ ،‬حههتى لقههي الطري ه َ‬ ‫َ‬ ‫ش َ‬‫ف هْرش ‪ :‬فَ هْر َ‬ ‫ضههبوعة‪ ،‬ثههم سههلك ال َ‬ ‫واسههتقى مههن بئر بال ّ‬
‫شْيرةَ من بطههن ي َن ْب ُههع ‪ .‬فأقههام‬ ‫حْيرات اليمام ‪ ، ،‬ثم اعتدل به الطريق ‪ ،‬حتى نزل العُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ب ُ‬
‫مدِلج وحلفههاَءهم مههن بنههى‬ ‫ى من جماَدى الخرة‪ ،‬وادعَ فيها بنى ُ‬ ‫دى الولى وليال َ‬ ‫بها جما َ‬
‫مرة‪ ،‬ثم رجع إلى المدينة ولم يلقَ كيدا‪ً.‬‬ ‫ض ْ‬‫َ‬
‫وفى تلك الغزوة قال لعلي بن أبي طالب عليه السلم ما قال ‪ .‬تكنيته صههلى اللههه‬
‫خي َْثهم‬‫عليه وسهلم عليها أبها تهراب ‪ :‬قهال ابهن إسهحاق ‪ :‬فحهدثني يزيهد بهن محمهد بهن َ‬
‫خْيثم أبى يزيهد‪ ،‬عهن عمهار بهن‬ ‫قَرظي عن محمد ابن َ‬ ‫المحاربي ‪ ،‬عن محمد بن ك َْعب ال ُ‬
‫ياسر‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أنا وعلى بن أبي طالب رفيقيههن ‪ .‬فههي غههزوة العشههيرة‪ ،‬فلمهها نزلههها‬
‫دلههج يعملههون فههي‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بها رأينا أناس ها ً مههن بنههي ُ‬
‫م ْ‬
‫ى‬
‫عين لهم وفى نخل فقال لي على بن أبى طالب ‪ :‬يا أبا اليقظان ‪ ،‬هل لك في أن تأت َ‬
‫ت قههال ‪ :‬فجئنههاهم ‪ ،‬فنظرنهها‬ ‫هؤلء القوم ‪ ،‬فننظر كيف يعملون قال ‪ :‬قلههت ‪ :‬إن شههئ َ‬
‫صههور مههن‬‫إلى عملهم ساعة‪ ،‬ثم غشينا النوم ‪ .‬فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا فههي ُ‬
‫النخل‪ ،‬وفي د َْقعاء من التراب فنمنا‪ ،‬فوالله مها أهَّبنها إل رسهول اللهه صهلى اللهه عليهه‬
‫وسلم يحركنا برجله ‪ .‬وقد تتربنا من تلك الد ّْقعاء التي نمنا فيههها‪ ،‬فيههومئذ قههال رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم لعلى بن أبى طالب ‪ :‬مالك يا أبا تراب ‪ ،‬لما يرى عليههه مههن‬
‫التراب ‪.‬‬
‫جلين ؟‬‫أشقى رجلين ‪ :‬ثم قال ‪ :‬أل أحدثكما بأشقى الناس َر ُ‬
‫قلنا ‪ :‬بلى يا رسول الله ؟ قال ‪ :‬أحيمر ثمود الذي عقههر الناقههة‪ ،‬والههذي يضههربك يهها‬
‫ل منها هذه ‪ ،‬وأخذ بلحيته ‪.‬‬ ‫ي على هذه ‪ -‬وضع يده على قَْرنه ‪ -‬حتى ي َب ُ ّ‬ ‫عل ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد حدثني بعض أهل العلههم ‪ :‬أن رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم إنما سمي علّيا أبا تراب ‪ :‬أنه كان إذا عََتب على فاطمة في‬
‫مها‪،‬ولم يقل لها شيئا ً تكرهه ‪،‬إل أنههه يأخههذ ترابهها فيضههعه علههى رأسههه‬ ‫شيٍء لم يكل ْ‬
‫ب عههرف أنههه عههاتب‬ ‫قال ‪ :‬فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآى عليه الترا َ‬
‫على فاطمة‪ ،‬فيقول ‪ :‬مالك يا أبا تراب ؟ فالله أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬

‫سرية سعد بن أبي وقاص‬


‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد كان ب َْعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بيهن ذلهك‬
‫من غزوة سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬في ثمانية رهْههط مههن المهههاجرين ‪ ،‬فخههرج حههتى بلههغ‬
‫الخّرار من أرض الحجاز‪ ،‬ثم رجع ولم يلقَ كيدا‪.‬‬
‫ض أهل العلم أن بعث سعد هذا كان بعد حمزة ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ذكر بع ُ‬

‫غزوه سفوان‬
‫وهي غزوة بدر الولى‬
‫قال ابن اسحاق ‪:‬ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين قدم من‬
‫س هْرح‬‫غزوة العشيرة إل ليالى قلئل ل تبلغ العشرحتى أغار كرز بن جابر الفهري علههى َ‬
‫المدينة‪ ،‬فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طَلبه ‪،‬‬
‫واستعمل على المدينة َزْيد بن حارثة‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬
‫فوان ‪ ،‬من ناحية بدر‪ ،‬وفاته ك ُهْرُز ب ه ُ‬
‫ن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حتى بلغ واديًا‪ ،‬يقال له ‪َ :‬‬
‫س ْ‬
‫كه ‪ ،‬وهى غزوة بدر الولى‪ ،‬ثم رجع رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫جابر‪ ،‬فلم يدر ْ‬
‫ماِدي الخرة ورجبا ً وشعبان ‪.‬‬ ‫ج َ‬
‫ة ُ‬
‫إلى المدينة‪ ،‬فأقام بها بقي َ‬
‫سرية عبد الله بن جحش‬

‫ه} ]هههههه‪[217 :‬‬ ‫ههه‬ ‫هههه هه ههههه هههه‬ ‫ههههه ‪{ :‬هههه‬


‫الكتاب الذي حمله من الرسول ‪ :‬وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد َ‬
‫الله بن جحش بن ِرئاب السدي في رجب ‪ ،‬مقفَله من بدر الولى‪ ،‬وبعههث معههه ثمانيههة‬
‫رهط من المهاجرين ‪ ،‬ليس فيهم من النصار أحد‪ ،‬وكتب له كتابا ً وأمره أن ل ينظر فيه‬
‫حتى يسير يومين ثم ينظر فيه ‪ ،‬فيمضى لما أمره به ‪ ،‬ول يستكره من أصحابه أحدًا‪.‬‬
‫ب عبد الله ابن جحش مههن‬ ‫أصحاب ابن جحش في هذه السرية ‪ :‬وكان أصحا ُ‬
‫ذيفة بن عُْتبههة بههن ربيعههة بههن‬‫ح َ‬
‫المهاجرين ‪ .‬ثم من بنى عبد شمس بن عبد مناف ‪ :‬أبو ُ‬
‫ّ‬
‫عبد شمس ومن حلفههائهم ‪ :‬عبههد اللههه ابههن جحههش‪ ،‬وهههو أميههر القههوم ‪ ،‬وعُكاشههة بههن‬
‫حْرثان ‪ ،‬أحد بنى أسد بن خَزيمة‪ ،‬حليف لهم ‪.‬‬‫حصن بن ُ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫عتبة بن غَْزوان بههن جههابر‪ ،‬حليههف لهههم ‪ .‬ومههن بنههى‬ ‫ومن بنى ن َوَْفل بن عبد مناف ‪ُ :‬‬
‫هرة بن كلب ‪ :‬سعد بن أبى وقاص ‪.‬‬ ‫ُز ْ‬
‫ومن بنى عدي بن كعب ‪ :‬عامر بن ربيعة‪ ،‬حليف لهم من عَْنز‬
‫رين بن ثعلبة بن ي َْربوع ‪ ،‬أحد بنههى‬ ‫ابن وائل ‪ ،‬وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عَ ِ‬
‫َ‬
‫كير‪ ،‬أحد بنى سعد ابن لي ْههث ‪ ،‬حليهف لهههم ‪ .‬ومهن بنههى‬ ‫تميم ‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬وخالد بن الب ُ َ‬
‫سهَْيل بن بيضاء‪.‬‬ ‫الحارث بن فهر ‪ُ :‬‬
‫ابن جحش يفتح الكتاب ‪ :‬فلما سارعبد الله بههن جحههش يههومين فتههح الكتههاب ‪،‬‬
‫خلههة‪ ،‬بيههن مكههة‬ ‫فنظر فيه فإذا فيه ‪ :‬إذا نظههرت فههي كتههابي هههذا فههامض حههتى تنههزل ن َ ْ‬
‫صد ْ بها قريشا ً وَتعَلم لنا من أخباِرهم ‪ .‬فلما نظرعبد الله بن جحش فههي‬ ‫والطائف ‪ ،‬فتر ّ‬
‫الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعا وطاعة ثم قال لصحابه ‪ :‬قد أمرنى رسول الله صلى الله عليههه‬
‫صد بهها قريشهًا‪ ،‬حههتى آتيههه منهههم بخههبر‪ ،‬وقههد نههاني أن‬ ‫خلة‪ ،‬أْر ُ‬‫وسلم أن أمضى إلى ن َ ْ‬
‫أستكره أحدا ً منكم ‪ .‬فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلههق ‪ ،‬ومهن كهره‬
‫ض لمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فمضههى ومضههى‬ ‫ذلك فليرجع ؟ فأما أنا فما ٍ‬
‫ف عنه منهم أحد‪.‬‬ ‫ه ‪ ،‬لم يتخل ْ‬ ‫معه أصحاب ُ‬
‫من تخلف عن السرية وسببه ‪ :‬وسلك علههى الحجههاز‪ ،‬حههتى إذا كههان بمعْههدن ‪،‬‬
‫ة بهن غهزوان بعيههرا ً‬ ‫فُرع ‪ ،‬يقال له ‪ :‬بحران ‪ ،‬أضل سعد ُ بهن أبهى وقهاص ‪ ،‬وعتبه ُ‬ ‫فوق ال ُ‬
‫ة أصهحابه‬ ‫لهما‪ ،‬كانا يعتقبانه ‪ .‬فتخلفا عليه في طلبه ‪ ،‬ومضى عبد الله بن جحش وبقيه ُ‬
‫دمًا‪ ،‬وتجارة من تجههارة قريههش ‪،‬‬ ‫عير لقريش تحمل زبيبا ً وأ َ‬ ‫خلة ‪ .‬فمرت به ِ‬ ‫حتى نزل بن َ ْ‬
‫ضَرمى‪.‬‬ ‫ح ْ‬‫فيهما عمرو بن ال َ‬

‫السرية تلتقي بتجارة لقريش‬


‫اسم الحضرمي ونسبه ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬واسم الحضرمي ‪ :‬عبد ُ الله بن عَّباد‪،‬‬
‫سههكون‬ ‫دف ‪ :‬عمرو بن مالههك ‪ ،‬أحههد ال ّ‬ ‫ص ِ‬
‫دف ‪ ،‬واسم ال ّ‬ ‫ص ِ‬‫ويقال ‪ :‬مالك بن عَّباد‪ ،‬أحد ال ّ‬
‫بن أشرس بن ك ِْندة‪ ،‬ويقال ‪ :‬ك ِْندى ‪.‬‬
‫وفههل ابههن عبههد اللههه‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعثمان بن عبد اللههه بههن المغيههرة‪ ،‬وأخههوه ن َ ْ‬
‫المخزوميان ‪ ،‬والحكم بن ك َْيسان ‪ ،‬مولى هشام بن المغيرة‪.‬‬
‫ً‬
‫مجرى المعركة ‪ :‬فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم ‪ ،‬فأشرف لهم‬
‫مهاٌر ‪ ،‬ل بهأس‬ ‫سههه ‪ ،‬فلمهها رأوه أمنهوا‪ ،‬وقهالوا عُ ّ‬ ‫شة بن محصن ‪ ،‬وكان قهد حلهق رأ َ‬ ‫عُ ّ‬
‫كا َ‬
‫عليكم منهم ‪ . .‬وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب ‪ ،‬فقال القوم ‪ :‬واللههه‬
‫لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم ‪ ،‬فليمتنعن منكم به ‪ ،‬ولئن قتلتوهم لتقتلنهم‬
‫سههم عليههم ‪،‬‬ ‫في الشهر الحرام فتردد القوم وهابوا اِلقهدام عليههم ‪ ،‬ثهم شهجعوا أنف َ‬
‫ن عبههد اللههه‬ ‫وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم ‪ ،‬وأخذ ما معهههم ‪ .‬فرمههى واقهد ُ به ُ‬
‫م بههن‬ ‫ن عبد الله‪ ،‬والحك ه َ‬ ‫نب َ‬‫عمرو بن الحضرمى بسهم فقتله ‪ ،‬واستأسر عثما َ‬ ‫التميمى َ‬
‫ل ابههن عبههد اللههه فههأعجزهم ‪ .‬وأقبههل عبهد ُ اللههه بههن جحههش‬ ‫ك َْيسان وأفلت القههو َ‬
‫م نوفه ُ‬
‫وأصحابه بالعير وبالسيرين ‪ ،‬حههتى قههدموا علههى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫المدينة‪.‬‬
‫ض آل عبد الله بن جحش ‪ :‬أن عبد الله قال لصحابه ‪ :‬إن لرسول اللههه‬ ‫وقد ذكر بع ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم مما غنمنا الخمس وذلك قبل أن يفرض الله تعالى الخمس مههن‬
‫سههم سههائرها بيههن‬ ‫خمس العير‪ ،‬وق ّ‬ ‫المغانم ‪ -‬فعزل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ُ‬
‫أصحابه ‪.‬‬
‫إنكار الرسول صلى الله عليه وسلم قتالهم في الشهر الحسسرم ‪ :‬قههال‬
‫ة قههال ‪ :‬مهها‬ ‫ل الله صلى اللههه عليههه وسههلم المدين ه َ‬ ‫ابن إسحاق ‪ :‬فلما قدموا على رسو ِ‬
‫أمرتكم ِ بقتال في الشهر الحرام ‪ .‬فوقف العيهَر والسههيرين ‪ .‬وأبههى أن يأخههذ مههن ذلههك‬
‫ى القههوم ‪ ،‬وظنههوا‬ ‫سقط في أيد ِ‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم ُ‬ ‫شيئا ً فلما قال ذلك رسو ُ‬
‫هلكههوا‪ ،‬وعنفهههم إخههواُنهم مههن المسههلمين فيمهها صههنعوا‪ .‬وقههالت قريههش ‪ :‬قههد‬ ‫أنهم قد َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫م ‪ ،‬وأخههذوا فيههه المههوا َ‬
‫استحل محمد وأصحابه الشهههر الحههرام ‪ ،‬وسههفكوا فيههه الههد َ‬
‫ل فقال من يرد عليهم من المسلمين‪ ،‬ممن كان بمكة ‪ :‬إنما أصههابوا‬ ‫وأسروا فيه الرجا َ‬
‫في شعبان‪.‬‬
‫ل بذلك على رسهول اللهه صهلى اللهه عليهه وسهلم ‪ -‬عمهرو بهن‬ ‫وقالت يهود ‪َ -‬تفاَء ُ‬
‫الحضرمي قتله واقد بههن عبههد اللههه ‪ ،‬عمههرو‪ ،‬عمههرت الحههرب ‪ .‬والحضههرمى ‪ :‬حضههرت‬
‫الحرب ‪ ،‬وواقد بن عبد الله وقدت الحرب ‪ ،‬فجعل الله ذلك عليهم ل لهم ‪.‬‬

‫س فههي ذلههك أنههزل اللههه علههى‬ ‫جحش ‪ :‬فلما أكثر النا ُ‬ ‫القرآن يقر ما فعله ابن‬
‫َ‬
‫ل ِفيهِ كِبيٌر‬ ‫ل قَِتا ٌ‬ ‫ل ِفيهِ قُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حَرام ِ قَِتا ٍ‬ ‫شهْرِ ال َ‬ ‫سألون َك عَ ْ‬ ‫رسوله صلى الله عليه وسلم {ي َ ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه}‬ ‫عن ْهد َ الله ِ‬ ‫ْ‬
‫ه أكب َهُر ِ‬ ‫من ْه ُ‬ ‫ج أهْل ِههِ ِ‬ ‫خ هَرا ُ‬ ‫ح هَرام ِ وَإ ِ ْ‬
‫جدِ ال َ‬ ‫سه ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف هٌر ب ِههِ َوال ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ وَك ُ ْ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫صد ّ عَ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫دوكم عههن سههبيل اللههه مهع‬ ‫ص ّ‬ ‫]البقرة‪ ،[217 :‬أي إن كنتم َقتلتم في الشهر الحرام فقد َ‬
‫ه ‪ ،‬اكبر عنههد اللههه مههن قتههل‬ ‫الكفر به ‪ ،‬وعن المسجد الحرام ‪ ،‬وإخراجكم منه وأنتم أهل ُ ُ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫من قتلتم منهم {وال ْفتن ُ َ‬
‫ل} أي قد كانوا يفتنون المسلم في دينه ‪ ،‬حههتى‬ ‫قت ْ ِ‬ ‫م ْ‬‫ة أك ْب َُر ِ‬ ‫َ ِ َْ‬
‫حت ّههى‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫قههات ِلون َك ُ ْ‬
‫ن يُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك اكبُر عند الله من القتل {وَل ي ََزالو َ‬
‫عوا} ]البقرة‪ :[217 :‬أي ثم هم مقيمون على أخبث ذلك‬ ‫طا ُ‬‫ست َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ن ِدين ِك ُ ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫دوك ُ ْ‬‫ي َُر ّ‬
‫وأعظمه ‪ ،‬غير تائبين ول نازعين ‪ .‬فلما نزل القرآن بهذا مههن المههر‪ ،‬وفههرج اللههه تعههالى‬
‫عن المسلمين‬
‫ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والسيرين ‪،‬‬
‫عثمان بن عبد الله والحكم بن ك َْيسان ‪ ،‬فقال رسههول اللههه‬ ‫وبعثت إليه قريش في فداِء ُ‬
‫م صههاحبانا ‪ -‬يعنههى سههعد ابههن أبههى‬ ‫صلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬ل نفههديكموهما حههتى يقههد َ‬
‫عتبة بن غَْزوان ‪ -‬فإنا نخشاكم عليهما‪ ،‬فإن تقتلوهما‪ ،‬نقتل صاحبيكم ‪ .‬فقههدم‬ ‫وقاص ‪ ،‬و ُ‬
‫َ‬
‫سعد وعتبة فأفداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ‪ .‬فاما الحكم بن كْيسههان‬
‫فأسلم فحسن إسلمه ‪ ،‬وأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسههلم حههتى ُقتههل يههوم‬
‫بئر معونة شهيدًا‪ .‬وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة‪ ،‬فمات بها كافرًا‪.‬‬
‫طمع أمير السرية في الجر وما نزل في ذلك من القرآن ‪ :‬فلمهها تجلههى‬
‫عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه حيههن نههزل القههرآن ‪ ،‬طمعههوا فههي الجههر‪،‬‬
‫طى فيها أجر المجاهههدين ؟ فههأنزل‬ ‫ن لنا غزوة ن ُعْ َ‬ ‫فقالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬أنطمع أن تكو َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ك‬‫ل اللههِ أوْلئ ِ َ‬ ‫سهِبي ِ‬ ‫دوا فِههي َ‬ ‫جاهَه ُ‬ ‫جُروا وَ َ‬ ‫ن هَهها َ‬‫ذي َ‬‫من ُههوا َواله ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬‫الله عز وجل فيها ‪{ :‬إ ِ ّ‬
‫م} ]البقرة‪[218 :‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ة الل ّهِ َوالل ّ ُ‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬‫جو َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫‪ ،‬فوضعهم الله عز وجل من ذلك على أعظم الرجاء‪.‬‬
‫والحديث في هذا عن الزهري ويزيد بن رومان ‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪.‬‬
‫ض آل ‪ ،‬عبههد اللههه بههن‬ ‫إحلل الفيء وقسمه ‪ :‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬وقَههد ذكههر بع ه ُ‬
‫جحش‪ :‬أن الله عز وجل قسم الفيء حيههن أحل ّههه ‪ ،‬فجعههل أربعههة أخمههاس لمههن أفههاَءه‬
‫خمسا ً إلى الله ورسوله ‪ ،‬فوقع على ما كان عبد الله بن جحش صههنع فههي تلههك‬ ‫الله ‪ ،‬و ُ‬
‫العير‪.‬‬
‫أول غنيمة للمسلمين ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وهي أول غنيمة غنمههها المسههلمون ‪.‬‬
‫عمرو بن الحضرمى أول من قتله المسلمون ‪ ،‬وعثمهان ابهن عبهد اللهه ‪ ،‬والحكهم بهن‬ ‫و َ‬
‫كيسان أول من أسر المسلمون ‪.‬‬
‫شعر عبد الله بن جحش في هذه السرية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال أبو بكر‬
‫الصديق رضي الله عنه في غزوة عبد الله بن جحش ‪ ،‬ويقال ‪ :‬بل عبد الله بهن جحهش‬
‫دم‬ ‫ه الشهَر الحرام وسههفكوا فيههه ال ه َ‬ ‫قالها‪ ،‬حين قالت قريش ‪ :‬قد أحل ‪ .‬محمد وأصحاب ُ‬
‫ل ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬هي لعبد الله بن جحش ‪:‬‬ ‫ل ‪ ،‬وأسروا فيه الرجا َ‬ ‫وأخذوا فيه الما َ‬
‫م منه لو ي ََرى الرشد َ راشد ُ‬ ‫وأعظ ُ‬ ‫ن قتل ً في الحرام عظيمههههه ً‬
‫ة‬ ‫دو َ‬‫‪ #‬ت َعُ ّ‬
‫وشاهد ُ‬ ‫راٍء‬ ‫والله‬ ‫به‬ ‫فٌر‬ ‫ُ‬
‫وك ْ‬ ‫دكم عما يقول محمهههههههد ٌ‬ ‫صدو ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ت ساجد ُ‬ ‫ّ‬
‫لئل ُيرى للهِ في البي ِ‬ ‫َ‬
‫جكم من مسجد ِ الله أهلههههه‬ ‫وإخرا ُ‬ ‫‪#‬‬
‫وحاسد ُ‬ ‫باٍغ‬ ‫باِلسلم ِ‬ ‫وأرجف‬ ‫فإنا وإن عَّيرتمونا بقتلهههههههه‬ ‫‪#‬‬
‫ب واقد ُ‬ ‫ة لما أوقَد َ الحر َ‬ ‫َ‬
‫خل َ‬ ‫بن َ ْ‬ ‫حنههها‬ ‫حضَرمى رما َ‬ ‫ن ال َ‬
‫قينا من اب ِ‬ ‫س َ‬
‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫ُ‬ ‫د‬ ‫عان‬ ‫ّ‬ ‫د‬‫الق‬ ‫من‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫ينازعه‬ ‫ُ‬ ‫بيننهههها‬ ‫عثمان‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫واب‬ ‫دما‬ ‫‪#‬‬

‫صرف القبلة إلى الكعبة‬


‫ة عشَر شهههرا ً‬ ‫صرفت القبلة في شعبان على رأس ثماني َ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ويقا ُ‬
‫قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫من َ‬
‫غزوة بدر الكبرى‬
‫ل الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫عير أبي سفيان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن رسو َ‬
‫ل‬ ‫عيههر لقريههش عظيمههة‪ ،‬فيههها أمههوا ٌ‬ ‫مقبل ً مههن الشههام فههي ِ‬ ‫مع بأبى سفيان بن حرب ُ‬ ‫س ِ‬
‫َ‬
‫خَرمههة‬ ‫م ْ‬
‫َ‬ ‫هم‬
‫ه‬ ‫منه‬ ‫‪،‬‬ ‫أربعون‬ ‫أو‬ ‫قريش‬ ‫من‬ ‫ً‬ ‫ل‬ ‫رج‬ ‫ثلثون‬ ‫وفيها‬ ‫‪،‬‬ ‫تجاراتهم‬ ‫من‬ ‫وتجارة‬ ‫لقريش‬
‫وفل بن أهَْيب بن عبد مناف بن ُزهرة‪ ،‬وعمرو بن العاص بن وائل بن هشام ‪.‬‬ ‫بن ن َ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم ‪.‬‬
‫سماعه صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان ونسسدب المسسسلمين للتجسسارة‬
‫التي معه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني محمد بن مسلم الزهههري ‪ ،‬وعاصههم ابههن عمههر‬
‫بن قتادة‪ ،‬وعبد الله بن أبى بكر ويزيد بن رومان عههن عُههروة ابههن الزبيههر وغيرهههم مههن‬
‫علمائنا عن ابن عباس ‪ ،‬كل قد حدثني بعض هذا الحديث فههاجتمع حههديُثهم فيمهها سههقته‬
‫من حديث بدر‪.‬‬
‫ً‬
‫قالوا ‪ :‬لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبى سهفيان مقبل مهن الشهام ‪،‬‬
‫ندب المسلمين إليهم وقال ‪ :‬هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا‬
‫ضهههم ‪ ،‬وذلههك‬ ‫ضهههم وثقههل بع ُ‬ ‫س ‪ ،‬فخههف بع ُ‬ ‫فُلكموها‪ .‬فانتدب النهها ُ‬ ‫إليها لعل الله ي ُن ْ ِ‬
‫قى حربا‪ً.‬‬ ‫أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ي َل َْ‬
‫وكان أبو سفيان حين دنا مههن الحجههاز يتحسس ه الخبههاَر ويسههأل مههن لقههي مههن‬
‫الّركبان تخوفا على أمر الناس ‪ .‬حتى أصاب خبرا من بعض الركبان ‪ : .‬أن محمههدا ً قههد‬
‫مههرو الغفههارى‪،‬‬ ‫ضههم بههن عَ ْ‬ ‫م َ‬‫ض ْ‬
‫استنفر أصحاَبه لك ولعيرك ‪ ،‬فحذر عند ذلك ‪ ،‬فاستاجر َ‬
‫فبعثه إلى مكة‪ ،‬وأمره أن يأتى قريشا ً فيستنفرهم إلى أمواِلهم ‪ ،‬وُيخبرهم أن محمههدا ً‬
‫َ‬
‫قد عرض لها في اصحابة فخرج ضمضم بن عمروسريعا ً الى مكة‪.‬‬
‫رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فههأخبرني مههن ل أتهههم عههن‬
‫عكرمة عن ابن عباس ‪ ،‬ويزيد بن رومان ‪ ،‬عن عروة ابن الزبير‪ ،‬قال ‪ :‬وقد رأت عاتكة‬
‫مضم مكههة بثلث ليههال ‪ ،‬رؤيهها أفزعتههها‪ .‬فبعثههت إلههى‬ ‫ض ْ‬
‫بنت عبد المطلب ‪ ،‬قبل قدوم َ‬
‫أخيها العباس بن عبد المطلب ‪.‬‬
‫ت أن يههدخل علههى‬ ‫ت الليلة رؤيا أفظعتنى‪ ،‬وتخههوفْ ُ‬ ‫فقالت له ‪ :‬يا أخى‪ ،‬والله لقد رأي ُ‬
‫قومك منها شر ومصيبة‪ ،‬فاكتم عنى ما أحدثك به ؟‬
‫ً‬
‫فقهال لهها ‪ :‬ومها رأيهت ؟ قهالت ‪ :‬رأيهت راكبها أقبهل علهى بعيهر لهه ‪ ،‬حهتى وقهف‬
‫در لمصارعكم في ثلث ‪ ،‬فأرى الناس‬ ‫طح ‪ ،‬ثم صرخ بأعلى صوته ‪ :‬أل انفروا يا ل َغُ ُ‬ ‫بالب َ‬
‫اجتمعوا إليه ‪ ،‬ثم دخل المسجد والناس يتبعونه ‪ ،‬فبينما هم حوله مثل به بعيره علههى‬
‫مَثهل بهه بعيهره‬ ‫ظهر الكعبة‪ ،‬صرخ بمثلها ‪ :‬أل أنفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلث ‪ :‬ثم َ‬
‫على رأس‬
‫أبي قُب َْيس ‪ ،‬فصرخ بمثلها ثم أخذ َ صخرةً فأرسلها‪ .‬فأقبلت ت َهْههوي ‪ ،‬حههتى إذا كههانت‬
‫ت من بيوت مكة‪ ،‬ول داٌر إل دخلتها منها فلقة ‪.‬‬ ‫بأسفل الجبل أرفضت ‪ .‬فما بقي بي ٌ‬
‫ت فاكتميها‪ ،‬ول تذكريها لحد‪.‬‬ ‫قال العباس ‪ :‬والله إن هذه لرؤيا‪ ،‬وأن ِ‬
‫عتبة بن‬ ‫ن ُ‬ ‫انتشار حديث الرؤيا في قريش ‪ :‬ثم خرج العباس ‪ ،‬فلقي الوليد َ اب َ‬
‫ربيعة‪ ،‬وكان له صديقا ً ‪ :‬فذكرها له ‪ ،‬واستكتمه إياها‪ .‬فذكرها الوليد لبيههه عتبههة‪ ،‬ففشهها‬
‫الحديث بمكة‪ ،‬حتى تحدثت به قريش في أنديتها‪.‬‬
‫ف بالبيت وأبو جهل بهن هشههام فههي َرهْههط مههن قريههش‬ ‫ت لطو َ‬ ‫قال العباس ‪ :‬فغدو ُ‬
‫قعود يتحدثون برؤيا عاتكة‪ ،‬فلما رآنهي أبهو جههل قهال ‪ :‬يها أبها الفضهل إذا فرغهت مهن‬
‫ت معهم ‪ ،‬فقال لى أبو جهل ‪ :‬يا بنى‬ ‫ت حتى جلس ُ‬ ‫طوافك فأقبل إلينا؟ فلما فرغت أقبل ُ‬
‫عبد المطلب ؟ متى حدثت فيكم هذه النبية؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وما ذاك ؟ قال ‪ :‬تلك الرؤيهها‬
‫التي رأت عاتكة ‪ :‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬وما رأت ؟ قال ‪ :‬يا بنى عبد المطلب ‪ ،‬أما رضههيتم أن‬
‫يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم ‪ ،‬قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال ‪ :‬انفروا في ثلث‬
‫قا ً ما تقول فسههيكون ‪ ،‬وإن تمههض الثلث ولههم‬ ‫كح ّ‬ ‫‪ ،‬فسنتربص بكم هذه الثلث ‪ ،‬فإن ي ُ‬
‫يكن من‬
‫ب أهههل بيههت فههي العههرب ‪ .‬قهال العبههاس ‪:‬‬ ‫ً‬
‫ذلك شىء‪ ،‬نكتب عليكم كتابا أنكم أكههذ ُ‬
‫ً‬
‫فوالله ما كان مني إليه كبير‪ ،‬إل أني جحدت ذلك ‪ ،‬وأنكرت أن تكون رأت شههيئا قههال ‪:‬‬
‫ثم تفرقنا‪.‬‬
‫ت ‪ ،‬لم تبق امرأة من بنى عبد المطلب إل أتتنى‪ ،‬فقالت ‪ :‬أقررتههم لهههذا‬ ‫فلما أمسي ُ‬
‫الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ‪ ،‬ثم قد تناول النسههاَء وأنههت تسههمعُ ‪ ،‬ثههم لههم يكههن‬
‫عندك ِغَير لشىء بما سمعت ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬قد والله فعلههت ‪ ،‬مهها كههان منههي إليههه مههن‬
‫كبير‪ .‬وايم الله لتعرضن له ‪،‬‬
‫لكفين ّك ُّنه ‪.‬‬
‫ت فههي اليههوم‬ ‫ضمضم الغفاري يستنجد قريشا ً لبسسي سسسفيان ‪ :‬قههال فغههدو ُ‬
‫حههب أن أدرك َههه‬ ‫ضب أرى أني قد فههاتنى منههه أمههر أ ِ‬ ‫مغْ َ‬ ‫الثالث من رؤيا عاتكة‪ ،‬وأنا حديد ُ‬
‫منه ‪ .‬قال ‪ :‬فدخلت المسجد فرأيته ‪،‬‬
‫فوالله إنى لمشى نحوه أتعّرضه ‪ ،‬ليعود لبعض ما قال فأقع به ‪ ،‬وكان رجل ً خفيفها‪ً،‬‬
‫د‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫حديد الوجه ‪ ،‬حديد اللسان ‪ ،‬حديد النظر‪ .‬قال ‪ :‬إذ خرج نحو باب المسجد يشت ّ‬
‫ل هذا فََرق مني أن أشاتمه ! قال ‪ :‬وإذا هههو قههد‬ ‫فقلت في نفسي ‪ :‬ما له لعنه الله ‪ ،‬أك ّ‬
‫عمرو الِغفاري ‪ ،‬وهو يصرخ ببطن الههوادى واقفهها‬ ‫مضم بن َ‬ ‫ض ْ‬
‫سمع مالم أسمٍع ‪ :‬صوت َ‬
‫ول رحلههه ‪ ،‬وشههق قميصههه ‪ ،‬وهههو يقههول ‪ :‬يهها معشهَر‬ ‫َ‬ ‫على بعيره ‪ ،‬قد جدع بعيهَره ‪ ،‬وحه ّ‬
‫ة اللطيمة أمواُلكم مع أبى سفيان قد عََرض لها محمد في أصههحابه ‪ ،‬ل‬ ‫ُقريش ‪ ،‬اللطيم َ‬
‫ث‪.‬‬
‫ث الغَوْ َ‬‫أرى أن تد ِْركوها‪ ،‬الغَوْ َ‬
‫قال ‪ :‬فشغلنى عنه وشغله عنى ما جاء من المر‪.‬‬
‫س سراعًا‪ ،‬وقالوا ‪ :‬أيظن محمد وأصحاُبه أن‬ ‫قريش تتجهز للخروج ‪ :‬فتجهز النا ُ‬
‫ن غير ذلك ‪ .‬فكانوا بيههن رجليههن ‪ ،‬إمهها خههارج‬ ‫تكون كعير ابن الحضرمى‪ ،‬كل والله ليعَلم ّ‬
‫ل‪ .‬وأوعبت قريش ‪ ،‬فلما يتخلف من أشراِفها أحد ٌ ‪.‬‬ ‫وإما باعث مكاَنه رج ً‬
‫تخلف أبي لهب عند بدر ‪ :‬إل أن أبا لهب بن عبد المطلب تخلف ‪ ،‬وبعث مكههانه‬
‫العاصى بن هشام بن المغيرة‪ ،‬وكان قد لط لههه بأربعهةِ الف درهههم كههانت لههه عليههه ‪،‬‬
‫أفلس بها‪ ،‬فاستأجره بها على أن يجزئ عنه بعثه ‪ ،‬فخرج عنه ‪ ،‬وتخلف أبو لهب ‪.‬‬
‫أمية بن خلف يحاول التخّلف ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحههدثني عب هد ُ اللههه بههن أبههى‬
‫عقبههة‬ ‫ل‪ ،‬فأتهاه ُ‬ ‫نجيٍح ‪ :‬أن أمية بن خلف كان أجمع القعود‪ ،‬وكان شيخا ً جليل ً جسيما ثقي ً‬
‫معَْيط ‪ ،‬وهو جالس في المسجد بين ظهرانى قومه ‪ ،‬بمجمرة يحملها‪ ،‬فيها نههار‬ ‫بن أبى ُ‬
‫ى‪ ،‬استجمر‪ ،‬فإنما أنههت مههن النسههاء‪:‬‬ ‫مر‪ ،‬حتى وضعها بين يديه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا أبا عل ِ‬ ‫ج َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫قال ‪ :‬قبحك الله وقّبح ما جئت به ؟ قال ‪ :‬ثم تجهز فخرج مع الناس ‪.‬‬
‫ما وقع بين قريش وكنانة من الحرب قبل بدر ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬ولمهها‬
‫فرغوا من جهازهم وأجمعوا المسيَر‪ ،‬ذكروا ما كان بينهم وبين بنى بكر بن عبد مناة بن‬
‫كنانة من الحرب ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إنا نخشى أن يأتونا من خلفنهها‪ ،‬وكههانت الحههرب الههتي كههانت‬
‫ؤى‪ ،‬عن محمد‬ ‫بين قريش وبين بني بكر‪-‬كما حدثني بعض بني عامر بن ل ُ َ‬
‫معيص بن عههامر بههن‬ ‫خَيف ‪ ،‬أحد بني َ‬ ‫ن لحفص بن ال ْ‬ ‫ابن سعيد بن المسيب ‪ -‬في اب ٍ‬
‫حلههة لههه ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ذؤابة‪ ،‬وعليه ُ‬ ‫ضجنان ‪ ،‬وهو غلم حدث في رأسه ُ‬ ‫ة له ب َ‬‫ؤي ‪ ،‬خرج يبتغى ضال ً‬ ‫لُ َ‬
‫مههر بههن‬ ‫وح ‪ ،‬أحد بنههى ي َعْ َ‬ ‫مل َ ّ‬
‫وكان غلما ً وضيئا ً نظيفًا‪ ،‬فمر بعامر بن يزيد بن عامر بن ال ُ‬
‫جنان ‪ ،‬وهههو‬ ‫ضه ْ‬
‫مناة بههن كنانههة‪ ،‬وهههو ب َ‬ ‫عوف ابن كعب بن عامر بن ل َْيث بن بكر بن عبد َ‬
‫ص بههن‬ ‫ن لحفه ِ‬ ‫م ؟ قال ‪ :‬أنا اب ٌ‬ ‫سيد بنى بكر يومئذ‪ ،‬فرآه فأعجبه فقال ‪ :‬من أنت يا غل ُ‬
‫خيف القرشى ‪ .‬فلما ولى الغلم ‪ ،‬قال عامر بن زيد ‪ :‬يا بنى بكر‪ ،‬ما لكم في قريش‬ ‫ال ْ‬
‫من دم ؟ قالوا ‪ :‬بلى والله ‪ ،‬إن لنا فيهم لدماًء قهال ‪ :‬مها كهان رجهل ليقتهل ههذا الغلم‬
‫جله إل كان قد استوفى دمه ‪ .‬قال ‪ :‬فتبعه رجل من بنى بكر‪ ،‬فقتله بدم ٍ كان له فههي‬ ‫بَر ُ‬
‫قريش؟ فتكلمت فيه قريش ‪ ،‬فقال عامر بن يزيد ‪ :‬يهها معشههر قريههش "قههد كههانت لنهها‬
‫دوا علينا ما لنا قِب ََلكم ‪ ،‬ونههؤدى مها لكههم قبلنها‪ ،‬وإن‬ ‫فيكم دماء‪ ،‬فما شئتم ؟ إن شئتم فأ ّ‬
‫شئتم فإنما هى الدماء ‪ :‬رجل برجل ‪ ،‬فتجافوا عما لكم قبلنا‪ ،‬ونتجافى عما لنا قبلكههم ‪،‬‬
‫فهان ذلك الغلم على هذا الحى من قريش‪ ،‬وقالوا ‪ :‬صدق ‪ ،‬رجل برجل ‪ .‬فلهوا عنههه ‪،‬‬
‫فلم يطلبوا به ‪.‬‬
‫فههص بههن الخيههف‬ ‫ح ْ‬
‫قتل مكرز عامر بن الملوح ‪ :‬قال ‪ :‬فبينما أخوه محرز بههن َ‬
‫وح علههى جمههل لههه ‪ ،‬فلمهها راه‬ ‫يسير بمر الظهران ‪ ،‬إذ نظر إلى عامر بن يزيد ابن المل َه ّ‬
‫أقبل إليه حتى أناخ به ‪ ،‬وعامر متوشح سيفه ‪ ،‬فعله مكرز بسيفه حتى قتله ‪ ،‬ثم خاض‬
‫بطنه بسيفه ؟‬
‫ثم أتى به مكة‪ ،‬فعلقه من الليل بأسهتار الكعبهة‪ .‬فلمها أصهبحت قريهش رأوا سهيف‬
‫عامر بن يزيد بن عامر معلقا ً بأستار الكعبة‪ ،‬فعرفوه فقالوا إن هههذا لسهيف عهامر بهن‬
‫يزيد‪ ،‬عدا عليه مكرز بن حفص فقتله ‪ ،‬فكان ذلك من أمرهم ‪.‬‬
‫ن النههاس فتشههاغلوا بههه ‪ ،‬حههتى‬ ‫م بي ه َ‬
‫فبينما هم في ذلك مههن حربهههم ‪ ،‬حجههز السههل ُ‬
‫ن بنى بكر فخافوهم ‪.‬‬ ‫أجمعت قريش المسيَر إلى بدلي ‪ ،‬فذكروا الذي بينهم وبي َ‬
‫ما قاله مكرز شعرا ً في قتله عامر ‪ :‬وقال مكرز بن حفص في قتله عامرا ‪:‬‬
‫ً‬
‫ب‬ ‫ح ِ‬ ‫المل ّ‬ ‫ب‬‫الحبي ِ‬ ‫أشلَء‬ ‫تذكرت‬ ‫ت أنه هُوَ عامههههههههر‬‫‪ #‬لما رأي ُ‬
‫ب‬ ‫مْرك ِ‬ ‫َ‬ ‫فل ت َْرهبيه ‪ ،‬وانظري أيّ‬ ‫‪ #‬وقلت لنفسى ‪ :‬إنه هُوَ عامهههههٌر‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫ي َعْط ِ‬ ‫فرافرِ‬ ‫بال ُ‬ ‫أصْبه‬ ‫ما‬ ‫متى‬ ‫جل ّْله ضربهههههة‬ ‫ت أني إن أ َ‬ ‫‪ #‬وأيقن ُ‬
‫جّرب‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫ل شاكي السلِح‬ ‫على بط ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت كلكلهههى‬ ‫َ‬ ‫ت له جأشى وألقي ُ‬ ‫‪ #‬خفض ُ‬
‫ب‬
‫عصارة هجن من نساء ول أ َ‬ ‫‪ #‬ولم أك لما التف روعى وروعهههه‬
‫إذا ما تناسى ذحله كل عيهب‬ ‫‪ #‬حللت به وتري ولم أنس ذحلههههه‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الفرافر في غير هذا الموضع ‪ :‬الرجل الضبط ‪ ،‬وفى هههذا الموضههع ‪:‬‬
‫السيف ‪ ،‬والعيهب ‪ :‬الذي ل عقل له ‪ ،‬ويقال لتيس الظباء وفحل النعام ‪ :‬العيهب ‪ .‬قال‬
‫الخليل ‪ :‬العيهب ‪ :‬الرجل الضعيف عن إدراك وتره ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد بن رومان ‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪ ،‬قال ‪ :‬لما أجمعت‬
‫قريش المسير ذكرت الذي كان بينها وبين بنههى بكههر‪ ،‬فكههاد ذلههك يثنيهههم ‪ ،‬فتبههدى لهههم‬
‫إبليس في صورة سراقة بن مالك بن‬
‫جعشم المدلجى‪ ،‬وكان من أشراف بنى كنانههة‪ ،‬فقههال لهههم ‪ :‬أنهها لكههم جههار مههن أن‬
‫تأتيكم كنانة من خلفكم بشىء تكرهونه ‪ ،‬فخرجوا سراعًا‪.‬‬
‫خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسهحاق ‪ :‬وخهرج رسهول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم في ليال مضت من شهر رمضههان فههي أصههحابه ‪ -‬قههال ابههن‬
‫هشام ‪ :‬خرج يوم الثنين لثمان ليال خلون من شهر رمضان ‪ -‬واستعمل عمههرو ابههن أم‬
‫مكتوم ‪ -‬ويقال اسمه ‪ :‬عبد الله ابن أم مكتوم أخا بني عههامر بههن ل ُههؤي ‪ ،‬علههى الصههلة‬
‫بالناس ‪ ،‬ثم رد أبا لبابة من الروحاء‪ ،‬واستعمله على المدينة ‪.‬‬
‫اللواء والرايتان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ودفع اللواء إلى مصعب ابن عمير بن هاشم‬
‫بن عبد مناف بن عبد الدار‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وكان أبيض ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان أمام رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم رايتههان سههوداوان‬
‫إحداهما مع على بن أبي طالب ‪ ،‬يقال لها‪ :‬العقاب ‪ ،‬والخرى مع بعض النصار‪.‬‬
‫عدد إبل المسلمين إلى بدر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكههانت إبههل أصههحاب رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سبعين بعيرًا‪ ،‬فاعتقبوها فكان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وعلى بن أبى طالب ‪ ،‬ومرثد بن أبى مرثد الغنوي يعتقبون بعيههرًا‪ ،‬وكههان‬
‫حمزة بن عبد المطلب ‪ ،‬وزيد بن حارثة‪ ،‬وأبو كبشة‪ ،‬وأنسة‪ ،‬موليهها رسههول اللههه صههلى‬
‫الله عليه وسلم يعتقبون بعيرًا‪ ،‬وكان أبو بكر‪،‬‬
‫وعمر وعبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيرًا‪.‬‬
‫ساقة قيس بههن أبههي صعصههعة أخهها بنههى مههازن بههن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وجعل على ال ّ‬
‫النجار‪ .‬وكانت راية النصار مع سعد بن معاذ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬
‫الطريق إلى بدر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فسلك طريقه من المدينة إلى مكههة‪ ،‬علههى‬
‫جْيش ‪.‬‬
‫حليفة‪ ،‬ثم على أولت ال َ‬ ‫قب المدينة‪ ،‬ثم على العقيق ‪ ،‬ثم على ذي ال ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :،‬ذات الجيش ‪.‬‬
‫مَرَري ْههن‬
‫حمام من َ‬ ‫غميس ال َ‬ ‫ملل ‪ ،‬ثم َ‬ ‫َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم مر على ت ُْربان ‪ ،‬ثم على َ‬
‫شهُنوكة‪،‬‬ ‫ج الّرْوحههاء‪ ،‬ثههم علههى َ‬ ‫سيالة‪ ،‬ثم على فَه ّ‬ ‫حْيرات اليمام ‪ ،‬ثم على ال ّ‬ ‫ص َ‬
‫‪ ،‬ثم على ُ‬
‫وهى الطريق المعتدلة‪ ،‬حتى إذا كان بعرق الظبية ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬الظبية ‪ :‬عن غيههر‬
‫ابن إسحاق ‪ -‬لقوا رجل ً من العراب ‪ ،‬فسألوه عههن النههاس فلههم ‪ ،‬يجههدوا عنههده خههبرا ً ‪.‬‬
‫فقال له الناس ‪ :‬سّلم على رسول الله صلى الله عليه وسههلم قههال ‪ :‬أوفيكههم رسههول‬
‫الله ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فسّلم عليه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إن كنت رسول الله فأخبرني عما في بطههن‬
‫سَلمة بن سلمة بن َوقش‪ :‬ل تسأل رسول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫ناقتي هذه ‪ .‬قال له َ‬
‫خلة‪ ،‬فقال‬ ‫س ْ‬‫ى فأنا أخبرك عن ذلك ‪ .‬نزوت عليها‪ ،‬ففى بطنها منك َ‬ ‫وسلم ‪ ،،‬وأقبل عل ّ‬
‫سلمة‬ ‫ت على الرجل ‪ ،‬ثم أعرض عن َ‬ ‫ش َ‬‫ه أفح ْ‬ ‫م ْ‬‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪َ :‬‬
‫جسج وهى بئر الّرْوحاء ثم ارتحل‬ ‫س ْ‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم َ‬ ‫ونزل رسو ُ‬
‫صَرف ‪ ،‬ترك طريق مكة بيسههار‪ ،‬وسههلك ذات اليميههن علههى‬ ‫منها‪ ،‬حتى إذا كان بالمن ْ َ‬
‫حقان ‪ ،‬بين النازيههة‬ ‫ً‬
‫جَزع واديا ‪ ،‬يقال له ُر ْ‬ ‫النازية‪ ،‬يريد بدرًا‪ ،‬فسلك في ناحية منها‪ ،‬حتى َ‬
‫فراء‪ ،‬ثههم علههى المضهيق ‪ ،‬ثهم انصهب منهه ‪ ،‬حهتى إذا كهان قريبها ً مهن‬ ‫ص ْ‬
‫ضيق ال ّ‬ ‫م ِ‬
‫وبين َ‬
‫سَبس‬‫ث بَ ْ‬ ‫الصفراء‪ ،‬بع َ‬
‫غباء الجهنى‪ ،‬حليف بنههى النجههار‪،‬‬ ‫دي بن أبي الّز ْ‬ ‫ف بني ساعدة‪ ،‬وعَ ِ‬ ‫جَهنى حلي َ‬ ‫ابن ال ُ‬
‫إلى بدر يتحسسان له الخبار‪ ،‬عن أبي سفيان ابن حرب وغيره ‪ ،‬ثم ارتحل رسول الله‬
‫جَبليههن ‪،‬‬ ‫صفراء‪ ،‬وهي قرية بين َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وقد قدمها‪ .‬فلما استقبل في ال ّ‬
‫سههلح ‪ ،‬وللخههر ‪ :‬هههذا‬ ‫م ْ‬‫سأل عن جبليهمهها مهها اسههماهما؟ فقههالوا‪ :‬يقههال لحههدهما‪ ،‬هههذا ُ‬
‫حراق ‪ ،‬بطنان من بني ِغفار فكرههمهها‬ ‫زىء‪ ،‬وسأل عن أهلهما فقيل ‪ :‬بنو النار وبنو ُ‬ ‫خ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم والمرور بينهما‪ ،‬وتفاءل بأسمائهما وأسماء أهلهمهها ‪:‬‬ ‫رسو ُ‬
‫فتركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والصفراء بيسار‪ ،‬وسلك ذات اليميههن علههى‬
‫واد يقال له ‪ :‬ذ َفَِران ‪ ،‬فجزع فيه ‪ ،‬ثم نزل ‪.‬‬
‫ً‬
‫ما قاله أبو بكر وعمر والمقداد تشجيعا للجهاد‪ :‬وأتاه الخبر عههن قريههش‬
‫بمسيرهم ليمنعوا عيرهم ‪ ،‬فاستشههار النهاس ‪ ،‬وأخههبرهم عهن قريههش‪ ،‬فقهام أبههو بكههر‬
‫الصديق ‪ ،‬فقال وأحسن ‪ ،‬ثم قام عمر بن الخطاب ‪ ،‬فقال وأحسهن ‪ ،‬ثههم قهام المقهداد‬
‫ض لما أراك الله فنحههن معههك ‪ ،‬واللههه ل نقههول لههك‬ ‫بن عمرو فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ام ِ‬
‫كما قالت‬
‫قات َِل إ ِّنا َ‬
‫هاهَُنا َقا ِ‬ ‫ت وََرب ّ َ‬
‫ك فَ َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪].‬المائدة‪.[24 :‬‬ ‫دو َ‬
‫ع ُ‬ ‫بنو إسرائيل لموسى ‪َ {:‬فاذ ْهَ ْ‬
‫ب أن ْ َ‬
‫ولكن اذهب أنت وربك فقاتل إنا معكما مقاتلون ‪ ،‬فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى‬
‫ب َْرك الغماد لجالدنا معك من دونه ‪ ،‬حتى تبلغه ‪ .‬فقال له رسول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم خيرًا‪ ،‬ودعا له به ‪.‬‬
‫ي أيها‬‫استشارة النصار ‪ :‬ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أشيروا عل ّ‬
‫الناس ‪ .‬وإنما يريد النصار‪ ،‬وذلك أنهم عدد الناس ‪ ،‬وأنهم حين بايعوه بالعقبههة‪ ،‬قههالوا ‪:‬‬
‫مك حتى تصل إلى ديارنا‪ ،‬فإذا وصههلت إلينهها‪ ،‬فههأنت فههي‬ ‫يا رسول الله ‪ ،‬إنا ُبراء من ذما ِ‬
‫ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناَءنا ونساَءنا‪ .‬فكههان رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫وف أل تكون النصار ترى عليها نصره إل ممن دهمه بالمدينة من عدوه ‪ ،‬وأن ليس‬ ‫يتخ ّ‬
‫عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلدهم ‪.‬‬
‫فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قههال لههه سههعد بههن معههاذ ‪ :‬واللههه‬
‫لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال أجل ‪ :‬قال ‪ :‬فقد آمنا بك وصدقناك ‪ ،‬وشهههدنا أن مهها‬
‫دنهها ومواثيقنهها‪ ،‬علههى السههمع والطاعههة‪،‬‬ ‫جئت به هو الحههق ‪ ،‬وأعطينههاك علههى ذلههك عهو َ‬
‫فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك ‪ ،‬فوالذي بعثك بههالحق ‪ ،‬لههو استعرضههت بنهها‬
‫خضته لخضناه معك ‪ ،‬ما تخّلف منا رجل واحد‪ ،‬وما نكره أن تلقى بنا عههدونا‬ ‫هذا البحر ف ُ‬
‫سر‬ ‫صد ُقٌ في اللقاء‪ ،‬لعل الله ُيريك منا ما تقر به عيُنك ‪ ،‬ف ِ‬ ‫صب ٌُر في الحرب ‪ُ ،‬‬‫غدًا‪ ،‬إّنا ل َ ُ‬
‫شطه ذلههك ‪،‬‬ ‫سر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد‪ ،‬ون ّ‬ ‫بنا على بركة الله ‪ .‬ف ُ‬
‫ثم قال ‪ :‬سيروا وأبشروا‪ ،‬فإن الله تعالى قد وعههدنى إحههدى الطههائفتين ‪ ،‬واللههه لكههأنى‬
‫الن أنظر إلى مصارع القوم ‪.‬‬
‫التعرف على أخبار قريش ‪ :‬ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسههلم مههن‬
‫صاِفر‪ ،‬ثم انحط منها إلى بلد‬ ‫ذفران ‪ ،‬فسلك على َثنايا‪ ،‬يقال لها‪ :‬ال َ‬ ‫َ‬

‫حّنان بيمين وهو ك َههثيب عظيههم كالجبههل العظيههم ‪ ،‬ثههم نههزل‬ ‫يقال له ‪ :‬الد ّّبة‪ ،‬وترك ال َ‬
‫قريبا ً من بدر فركب هو ورجل من أصحابه ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الرجل هو أبو بكر الصديق ‪.‬‬
‫شهْيخ مهن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬كما حدثني محمد بن يحيى بن حبان ‪ :‬حتى وقف على َ‬
‫العرب ‪ ،‬فسأله عن قريش‪ ،‬وعن محمد وأصحابه ‪ ،‬وما بلغه عنهههم ؟ فقههال الشههيخ ‪ :‬ل‬
‫أخبركما حتى تخبراني ممن أنتمهها؟ فقههال رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬إذا‬
‫أخبرتنا أخبرناك ‪ .‬قال أذاك بذاك ؟ قال ‪ :‬نعهم قهال الشهيخ ‪ :‬فهإنه بلغنهى أن محمهدا ً‬
‫وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا‪ ،‬فإن كان صدق الذي أخههبرني ‪ ،‬فهههم اليههوم بمكههان كههذا‬
‫وكذا‪ ،‬للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني أن قريشا ً خرجهوا يهوم‬
‫كذا وكذا‪ ،‬فإن كان الذي أخبرني صدقنى فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الههذي فيههه‬
‫قريش‪ .‬فلما فرغ من خبره ‪ ،‬قال ‪ :‬ممههن أنتمهها؟ فقههال رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم ‪ :‬نحن من ماء‪ ،‬ثم انصرف عنه ‪ .‬قال يقول الشيخ ‪ :‬ما من ماء‪ ،‬أمن ماء العراق‬
‫؟‬
‫مري ‪.‬‬
‫ض ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يقال ‪ :‬ذلك الشيخ ‪ :‬سفيان ال ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسههلم إلههى أصههحابه ‪ ،‬فلمهها‬
‫ى بن أبى طالب ‪ ،‬والزبير بن العوام ‪ ،‬وسعد بن أبي وقههاص ‪ ،‬فههي نفههر‬ ‫أمسى بعث عل ّ‬
‫من أصحابه ‪ ،‬إلى ماء بدر‪ ،‬يلتمسون الخبر له عليه ‪ -‬كما حدثني يزيد بن رومههان ‪ ،‬عههن‬
‫ريههض أبههو‬ ‫سَلم ‪ ،‬غلم بنههي الح ّ‬
‫جههاج ‪ ،‬وعَ ِ‬ ‫ة لقريش فيها أ ْ‬
‫عروة بن الزبير ‪ -‬فأصابوا َراوي ً‬
‫يسار‪ ،‬غلم بني العاص بن سعيد‪ ،‬فأتوا بهما فسألوهما‪ ،‬ورسول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم‬
‫م‬‫قائم يصلى‪ ،‬فقال ‪ :‬نحن سههقاة قريههش ‪ ،‬بعثونهها نسههقيهم مههن المههاء فكههره القههو ُ‬
‫خبَرهما‪ ،‬ورجوا أن يكونا لبههي سههفيان ‪ ،‬فضههربوهما‪ .‬فلمهها أذلقوهمهها قههال ‪ :‬نحههن لبههى‬
‫سفيان ‪ ،‬فتركوهما‪ .‬وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد سجدتيه ‪ ،‬ثم سلم ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬إذا صدقاكم ضربتموهما‪ ،‬وإذا كذباكم تركتموهما‪ . ،‬صدقا‪ ،‬والله إنهمهها لقريههش‪،‬‬
‫صههوى ‪-‬‬ ‫ق ْ‬ ‫دوة ال ُ‬‫كثيب الذي تههرى ‪-‬بالعُ ه ْ‬ ‫أخبراني عن قريش ؟ قال ‪ :‬هم والله وراء هذا ال َ‬
‫قل ‪.‬‬ ‫قن ْ َ‬‫والكثيب ‪ :‬العَ َ‬
‫فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬كم القههوم ؟ قههال ‪ :‬كهثير؟ قهال ‪ :‬مهها‬
‫عدتهم ؟ قال ‪ :‬ل ندري ‪ ،‬قال ‪ :‬كم ينحرون كل يوم ؟ قال ‪ :‬يوما ً تسههعًا‪ ،‬ويوم ها ً عشههرًا‪،‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬القوم فيما بين التسع مئة واللههف ‪ .‬ثههم قههال‬
‫ن ربيعههة‪ ،‬وشههيبة بههن ربيعههة‪ ،‬وأبههو‬ ‫لهما ‪ :‬فمن فيهم من أشراف قريش؟ قال ‪ :‬عتبة اب ه ِ‬
‫وفههل ‪،‬‬ ‫ويلد‪ ،‬والحارث بن عامر بن ن َ ْ‬ ‫وفل بن خ َ‬ ‫حزام ‪ ،‬ون ْ‬ ‫حكيم بن ِ‬ ‫خَتري بن هشام ‪ ،‬و َ‬ ‫الب ْ‬
‫مَعهة بهن السههود‪ ،‬وأبهو جههل بهن‬ ‫ضر بن الحارث ‪ ،‬وَز َ‬ ‫وفل ‪ ،‬والن ّ ْ‬ ‫دي ابن ن َ ْ‬ ‫وط ُعَْيمة بن عَ ِ‬
‫عمرو ابن عبههد‬ ‫سَهيل بن عمرو‪ ،‬و َ‬ ‫من َّبه ابنا الحجاج ‪ ،‬و ُ‬ ‫هشام ‪ ،‬وأمية بن خلف ‪ ،‬ون َُبيه ‪ ،‬و ُ‬
‫ود‪ .‬فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذه مكة قههد ألقههت‬
‫إليكم أفلذ كبدها‪.‬‬
‫غباء قد مضيا حتى نزل‬ ‫سَبس بن عمرو‪ ،‬وعدي بن أبي الّز ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان ب َ ْ‬
‫شّنا لهما يسقيان فيه ‪ ،‬ومجدي بن عمرو‬ ‫بدرًا‪ ،‬فأناخا إلى تل قريب من الماء‪ ،‬ثم أخذا َ‬
‫الجهنى على الماء فسمع عدي‬
‫وبسبس جاريتين من جواري الحاضر‪ ،‬وهما َيتلزمان على الماء‪ ،‬والملزومههة تقههول‬
‫لصاحبتها ‪ :‬إنما تأتي العيُر غدا ً أو بعد غدٍ ‪ ،‬فأعمهل لههم ‪ ،‬ثهم أقضهيك الهذي لهك ‪ ،‬قهال‬
‫ت ‪ ،‬ثم خّلص بينهما‪.‬‬ ‫دي ‪ :‬صدق ِ‬ ‫ج ِ‬‫م ْ‬
‫َ‬
‫سبس ‪ ،‬فجلسا على بعيريهما‪ ،‬ثم انطلقا حتى أتيهها رسههول اللههه‬ ‫عدي وب َ ْ‬ ‫وسمع ذلك َ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأخبراه بما سمعا‪.‬‬
‫ذرا‪ً،‬‬ ‫نجاة أبي سفيان بالعير ‪ :‬وأقبل أبو سفيان بن حرب ‪ ،‬حتى تقدم العيههر حهه َ‬
‫ت أحدًا؟ فقال ‪ :‬مهها رأيههت أحههدا ً‬ ‫حتى ورد الماء؟ فقال لمجدي بن عمرو ‪ :‬هل أحسس ْ‬
‫ن لهمهها‪ ،‬ثههم‬ ‫شه ّ‬‫أنكره ‪ ،‬إل أنى قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل ‪ ،‬ثم استقيا فههي َ‬
‫خهما‪ ،‬فأخذ من أبعهارِ بعيريهمها‪ ،‬ففتهه ‪ ،‬فهإذا فيهه النهوى؟‬ ‫منا َ‬‫انطلقا‪ .‬فأتى أبو سفيان ُ‬
‫ً‬
‫فقال ‪ :‬هذه والله علئف يثرب ‪ .‬فرجع إلههى أصههحابه سههريعا‪ ،‬فضههرب وجههه عيههره عههن‬
‫ل بها‪ ،‬فترك بدرا ً بيسار وانطلق حتى أسرع ‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫الطريق ‪ ،‬فسا َ‬
‫حفههة‪،‬‬ ‫ج ْ‬ ‫جهيم عن مصارع قريش ‪ :‬قال ‪ :‬وأقبلههت قريههش‪ ،‬فلمهها نزلههوا ال ُ‬ ‫رؤيا ُ‬
‫خرمة بن عبد المطلههب ابههن عبههد منههاف رؤيهها‪ ،‬فقههال ‪ :‬إنههى‬ ‫م ْ‬ ‫صلت بن َ‬ ‫ْ‬ ‫جَهيم بن ال ّ‬ ‫رأى ُ‬
‫رأيت فيما ّ يرى النائم ‪ ،‬وإنى لبين النائم واليقظان ‪ ،‬إذ نظرت إلى رجل قد أقبههل علههى‬
‫شْيبة بن ربيعة‪ ،‬وأبههو‬ ‫عتبة بن ربيعة‪ ،‬و َ‬ ‫فرس حتى وقف ‪ ،‬ومعه بعير له ؟ ثم قال ‪ُ :‬قتل ُ‬
‫خَلف ‪ ،‬وفلن وفلن ‪ ،‬فعدد رجال ً ممن ُقتل يوم بههدِر‪ ،‬مههن‬ ‫الحكم بن هشام ‪ ،‬وأمية بن َ‬
‫أشراف قريش ‪ ،‬ثم رأيته ضرب في ل َّبة بعيره ‪ ،‬ثم‬
‫ضح ‪ -‬من دمه ‪.‬‬ ‫خبية العسكر إل أصابه ن َ ْ‬ ‫أرسله في العسكر؟ فما بقى خباء من أ ْ‬
‫ت أبا جهل ؟ فقال ‪ :‬وهذا أيضا ً نبى آخر من بني المطلب ‪ ،‬سههيعلم غههدا ً‬ ‫قال ‪ :‬فبلغ ْ‬
‫من المقتول إن نحن التقينا‪.‬‬
‫أبو سفيان يرسل إلى قريش يطلب منهم الرجسسوع ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬
‫حرز عيره ‪ ،‬أرسل إلى قريش ‪ :‬إنكم إنما خرجتههم لَتمنعههوا‬ ‫ولما رأى أبو سفيان أنه قد أ ْ‬
‫عيركم ورجالكم وأموالكم ‪ ،‬فقد‬
‫ً‬
‫نجاها الله ‪ ،‬فارجعوا؟ فقال أبو جهل بههن هشههام ‪ :‬واللههه ل نرجههع حههتى نههرد بههدرا ‪-‬‬
‫وكان بدر موسما ً من مواسم العرب ‪ ،‬يجتمع لهم به سوق كل عام ‪ -‬فنقيم عليههه ثلثهًا‪،‬‬
‫سقي الخمر‪ ،‬وتعزف علينا القيان ‪ ،‬وتسههمع بنهها العههرب‬ ‫جزر‪ ،‬ونطعم الطعام ون ُ ْ‬ ‫فننحر ال ُ‬
‫معنا‪ ،‬فل يزالون يهابوننا أبدا ً بعدها‪ ،‬فامضوا‪.‬‬ ‫ج ْ‬‫وبمسيرنا و َ‬
‫الخنس يرجع ببني زهرة ‪ :‬وقههال الخنههس بههن شههريق بههن عمههرو ابههن وهههب‬
‫جههى اللههه لكههم‬
‫حفههة ‪ :‬يهها بنههى ُزهههرة‪ ،‬قههد ن ّ‬ ‫الثقفي ‪ :‬وكان حليفا ً لبنههى ُزهههرة وهههم بال ُ‬
‫ج ْ‬
‫خرمة بن نوفل ‪ ،‬وإنما نفرتم لتمنعوه وماله ‪ ،‬فاجعلوا‬ ‫خّلص لكم صاحبكم َ‬
‫م ْ‬ ‫أموالكم ‪ ،‬و َ‬
‫ضْيعة‪ ،‬ل ما يقول هذا‪ ،‬يعنههى أبهها‬ ‫جب َْنها وارجعوا‪ ،‬فإنه ل حاجة لكم بأن تخرجوا في َ‬ ‫لي ُ‬
‫مطاعا ً ‪.‬‬
‫جهل ‪ .‬فرجعوا‪ ،‬فلم يشهدها ُزهْرِيّ واحد‪ ،‬أطاعوه وكان فيهم ُ‬
‫دي بن كعب ‪ ،‬لههم‬ ‫ولم يكن بقى من قريش بطن إل وقد َنفر منهم ناس ‪ ،‬إل بنى عَ ِ‬
‫ريق ‪ ،‬فلم يشهد بههدرا ً مههن‬ ‫ش ِ‬‫يخرج منهم رجل واحد‪ ،‬فرجعت بنو زهرة مع الخنس بن َ‬
‫هاتين القبيلتين أحد‪ ،‬ومشى القوم ‪ .‬وكان بين طالب بن أبي طالب ‪ -‬وكان فههي القههوم‬
‫‪ -‬وبين بعض قريش محاورة‪ ،‬فقالوا ‪ :‬والَله لقد عرفنا يا بنى هاشم ‪ ،‬وإن خرجتم‬
‫معنا‪ ،‬أن هواكم لمع محمد‪ :‬فرجع طالب إلى مكة مع من رجع ‪ ، .‬وقال طالب بههن‬
‫أبى طالب ‪:‬‬

‫ب‬‫محار ْ‬
‫عصبةٍ محالف ُ‬
‫في ُ‬ ‫ب‬‫ن طالههههه ْ‬ ‫م إماي َغُْزوَ ّ‬ ‫‪ #‬له ُ ّ‬
‫ب‬
‫فليكن المسلوب غيَر السال ْ‬ ‫ب‬
‫ب من هذه المقانهه ْ‬ ‫قن ٍ‬‫م ْ‬
‫‪ #‬في ِ‬
‫‪ #‬وليكن المغلوب غير الغالب‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله " فليكن المسلوب "‪ ،‬وقوله ‪ " :‬وليكن المغلوب " عههن غيههر‬
‫واحد من الرواة للشعر‪.‬‬
‫قريش تنزل بالعدوة والمسلمون ببدر ‪ :‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬ومضههت قريههش‬
‫قل وبطن الوادي ‪ ،‬وهو ي َل َْيل ‪ ،‬بيههن‬ ‫قن ْ َ‬
‫وى من الوادي ‪ ،‬خلف العَ َ‬ ‫ص َ‬
‫ق ْ‬‫حتى نزلوا بالعُد َْوة ال ُ‬
‫دوة الدنيا مههن بطههن‬ ‫قلب ببدر في العُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫قل الكثيب الذي خلفه قريش‪ ،‬وال ُ‬ ‫قن ْ َ‬
‫بدر وبين العَ َ‬
‫ي َل َْيل إلى المدينة‪.‬‬
‫هسا ً‪ ،‬فأصاب رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬ ‫وبعث الله السماء‪ ،‬وكان الوادي د َ ْ‬
‫ض ‪ ،‬ولم يمنعهم عن السههير‪ ،‬وأصههاب قريش ها ً منههها مههالم‬ ‫وأصحابه منها ما ل َّبد لهم الر َ‬
‫يقدروا على أن يرتحلوا جمعه ‪ .‬فخرج رسول الله صلى الله عليه وسههلم يبههادرهم إلههى‬
‫الماء‪ ،‬حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به ‪.‬‬
‫الحباب يشير عليه صسلى اللسه عليسه وسسلم بمكسان النسزول ‪ :‬قههال ابههن‬
‫حبههاب بههن المنههذر ابههن‬ ‫سههلمة‪ ،‬أنهههم ذكههروا‪ :‬أن ال ُ‬ ‫حدثت عن رجال من بني َ‬ ‫إسحاق ‪ :‬ف ُ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ت هههذا المنههزل ‪ ،‬أمنههزل أنزلكههه اللههه ليههس لنها أن‬ ‫جموح قال ‪ :‬يا رسول اللههه ؟ أرأيه َ‬ ‫ال َ‬
‫ب والمكيدة؟‬ ‫نتقدمه ‪ ،‬ول نتأخر عنه ‪ ،‬أم هو الرأيُ والحر ُ‬
‫قال ‪ :‬بل هو الرأي والحرب والمكيههدة ‪ .‬فقههال ‪ :‬يهها رسههول اللههه ‪ ،‬فههإن هههذا ليههس‬
‫ور مهها وراءه مههن‬ ‫بمنزل ‪ ،‬فانهض بالناس حتى نأتى أدنى ماء من القوم ‪ ،‬فننزله ثم ن ُغَ ه ّ‬
‫ملؤه ماء‪ ،‬ثم نقاتل القوم ‪ ،‬فنشرب ول يشربون ‪ ،‬فقال‬ ‫قُلب ‪ ،‬ثم نبنى عليه حوضا ً فن ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ت بالرأي ‪ .‬فنهض رسول الله صلى اللههه‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لقد أشر َ‬
‫عليه وسلم ومن معه من الناس فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه ‪ ،‬ثم‬
‫قُلب الذي نزل عليههه فملىههء مههاء‪ ،‬ثههم قههذفوا‬ ‫وضا على ال ُ‬ ‫ح ْ‬
‫ورت ‪ ،‬وبنى َ‬ ‫قُلب فغُ ّ‬ ‫أمر بال ُ‬
‫فيه النية ‪.‬‬
‫بناء العريش لرسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬
‫حدث ‪ :‬أن سعد بن معاذ قال ‪ :‬يا نبى اللههه ‪ ،‬أل نبتنههي‬ ‫فحدثني عبد الله بن أبى بكر أنه ُ‬
‫لك عريشا ً تكون فيه ‪ ،‬وُنعد عندك ركائبك ‪ ،‬ثم نلقههى عههدونا فههإن أعزنهها اللههه وأظهرنهها‬
‫على عدونا‪ ،‬كان ذلك ما أحببنا‪ ،‬وإن كانت الخرى‪ ،‬جلست على ركائبك ‪ ،‬فلحقت بمههن‬
‫وراءنا‪ ،‬فقد تخلف عنك أقوام ‪ ،‬يا نبى الله ‪ ،‬ما نحن بأشد لك حّبا منهم ‪ ،‬ولو ظنوا أنك‬
‫تلقى حربا ً ما تخلفوا عنك ‪ ،‬يمنعك الله بهم ‪ ،‬يناصحونك ويجاهدون معك ‪ ،‬فههأثنى عليههه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير‪ ،‬ثم ُبنى لرسول اللههه صههلى اللههه‬
‫ش ‪ ،‬فكان فيه‬ ‫عليه وسلم عري ٌ‬
‫ارتحال قريش ودعاء الرسسسول عليهسسم ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وقههد ارتحلههت‬
‫وب‬ ‫قريش حين أصبحت ‪ ،‬فأقبلت ‪ ،‬فلما رآها رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم َتص ه ّ‬
‫قل ‪ -‬وهو الكثيب الذي جاءوا منه إلى الوادي ‪ -‬قال ‪ :‬اللهههم هههذه قريههش قههد‬ ‫قن ْ َ‬‫من العَ َ‬
‫ذب رسولك ‪ ،‬اللهم فنصَرك الههذي وعههدتنى‪ ،‬اللهههم‬ ‫َ‬ ‫خيلئها وفخرها‪ُ ،‬تحاد ّ ك وتك ّ‬ ‫أقبلت ب ُ‬
‫حْنهم الغداة ‪.‬‬ ‫أ ِ‬
‫ة بهن ربيعههة فهي القههوم‬ ‫وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وقههد رأى عتبه ُ‬
‫على جمل له أحمر‪ :‬إن يكن في أحد من القوم خير فعنههد صههاحب الجمههل الحمههر‪ ،‬إن‬
‫شدوا‪.‬‬ ‫يطيعوه ي َْر ُ‬
‫حضة الِغفاري ‪ ،‬أو أبوه أيمههاء بههن رحضههة الغفههاري ‪،‬‬ ‫خفاف بن أيماء بن َر َ‬ ‫وقد كان ُ‬
‫ً‬
‫بعث إلى قريش‪ ،‬حين مروا به ‪ ،‬ابنا لههه بجههزائره أهههداها لهههم ‪ ،‬وقههال ‪ :‬إن أحببتههم أن‬
‫حم ‪ ،‬قههد قضههيت‬ ‫صل َْتك َر ِ‬‫نمدكم بسلح ورجال فعلنا‪ .‬قال ‪ :‬فأرسلوا إليه مع ابنه ‪ :‬أن و َ‬
‫مري لئن كنا إنما نقاتل الناس فما بنا من ضعف عنهههم ‪ ،‬ولئن كنهها إنمهها‬ ‫الذي عليك فلعَ ْ‬
‫نقاتل الله ‪ ،‬كما يزعم محمد‪ ،‬فما لحد بالله من طاقة ‪.‬‬
‫ض رسول الله صلى الله عليه‬ ‫فلما نزل الناس أقبل نفٌر من قريش حتى وردوا حو َ‬
‫وسلم ‪ ،‬فيهم حكيم بن حزام ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوهم ‪ :‬فمهها‬
‫حكيههم بههن حههزام ‪ ،‬فههإنه لههم ُيقتههل ‪ ،‬ثههم‬ ‫شرب منه رجل يومئذ إل ُقتل ‪ ،‬إل ما كان من َ‬
‫أسلم بعد ذلك ‪ ،‬فحسن إسلمه ‪ .‬فكان إذا جهد في يمينه ‪ ،‬قال ‪ :‬ل والذي نجههانى مههن‬
‫يوم بدر‪.‬‬
‫محاولة قريش الرجوع عن القتال ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني أبي ‪ :‬إسحاق‬
‫بن يسار‪ ،‬وغيره من أهل العلم ‪ ،‬عن أشياخ مههن النصههار‪ ،‬قههالوا‪ :‬لمهها اطمههأن القههوم ‪،‬‬
‫حهُزروا لنها أصههحاب محمههد‪ ،‬قهال ‪ :‬فاسهتجال‬ ‫محهى فقهالوا ‪ :‬ا ْ‬ ‫ج َ‬‫مير بن وههب ال ُ‬ ‫بعثوا عُ َ‬
‫ً‬
‫بفرسههه حههول العسههكر ثههم رجههع إليهههم ‪ ،‬فقههال ‪ :‬ثلث مئة رجههل ‪ ،‬يزيههدون قليل أو‬
‫ينقصون ‪ ،‬ولكن أمهلونى حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد؟ قههال ‪ :‬فضههرب فههي الههوادي‬
‫حتى أبعد‪ ،‬فلم ير شيئًا‪ ،‬فرجع إليهم فقال ‪ :‬ما وجدت شيئَا‪ ،‬ولكن‬
‫ت‬ ‫قد رأيت ‪ ،‬يها معشهر قريهش‪ ،‬الَبليها تحمهل المنايها‪ ،‬نواضهح ي َْثهرب تحمهل المهو َ‬
‫مَنعة ول ملجأ إل سيوفهم ‪ ،‬والله ما أرى أن ُيقتل رجل منهم ‪،‬‬ ‫الناقع ‪ ،‬قوم ليس معهم َ‬
‫حتى َيقتل رجل ً منكم ‪ ،‬فإذا أصابوا منكم أعههدادهم فمهها خيهُر العيههش بعههد ذلههك ؟ فَهَرْو‬
‫رُأيكم‬
‫عتبة بن ربيعههة‪ ،‬فقههال ‪ :‬يهها‬ ‫فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس ‪ ،‬فأتى ُ‬
‫أبا الوليد‪ ،‬إنك كبير قريش وسيدها‪ ،‬والمطاع فيها‪ ،‬هل لك إلههى أن ل تههزال ت ُههذكر فيههها‬
‫بخير إلى آخر الدهر؟ قهال ‪ :‬ومها ذاك يهها حكيههم ؟ قهال ‪ :‬ترجههع بالنهاس ‪ ،‬وتحمههل أمهَر‬
‫ى‬ ‫ي بذلك ‪ ،‬إنما هو حليفي ‪ ،‬فعل ّ‬ ‫ت ‪ ،‬أنت عل ّ‬ ‫عمرو ابن الحضرمى‪ ،‬قال ‪ :‬قد فعل ُ‬ ‫حليفك َ‬
‫عقُله وما أصيب من ماله ‪ ،‬فأت ابن الحنظلية‪.‬‬
‫الحنظلية ونسبها ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬والحنظلية أم أبى جهل ‪ ،‬وهى أسماء بنههت‬
‫شل بن دارم بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بههن تميههم ‪-‬‬ ‫خّربة‪ ،‬أحد بنى ن َهْ ِ‬ ‫م َ‬‫ُ‬
‫عتبههة بههن‬ ‫فإنى ل أخشى أن يشجر أمر الناس غيره ‪ ،‬يعنى أبا جهل بن هشام ‪ .‬ثم قام ُ‬
‫وا محمهدا ً‬ ‫ربيعة خطيبًا‪ ،‬فقهال ‪ :‬يها معشههر قريهش ‪ ،‬إنكهم واللهه مها تصهنعون بهأن تل ْ َ‬
‫قه ْ‬
‫وأصحابه شيئًا‪ ،‬والله لئن أصبتموه ل يهزال الرجهل ينظهر فهي وجهه رجهل يكهره النظهر‬
‫ن خاله ‪ ،‬أو رجل ً من عشيرته ‪ ،‬فارجعوا أو خلوا بين محمد وبين‬ ‫ن عمه واب َ‬ ‫إليه ‪َ ،‬قتل اب َ‬
‫سائر العرب ‪ ،‬فإن أصابوه فذاك الذي أردتم ‪ ،‬وإن كان غير ذلك ألفههاكم ولههم ت َعَّرضههوا‬
‫منه ما تريدون ‪.‬‬
‫ً‬
‫ت أبا جهل ‪ ،‬فوجدته قد ن ََثل دِْرع ها لههه مههن جرابههها‪،‬‬ ‫ت حتى جئ ُ‬ ‫حكيم ‪ :‬فانطلق ُ‬ ‫قال َ‬
‫ت له ‪ :‬يا أبهها الحكههم إن عتبههة أرسههلني إليههك‬ ‫فهو ي َهِْنئها‪ - .‬قال ابن هشام ‪ُ :‬يهيئها ‪ -‬فقل ُ‬
‫حُره حين رأى محمدا ً وأصحابه ‪ ،‬كل واللههه‬ ‫س ْ‬‫بكذا وكذا‪ ،‬للذي قال ‪ ،‬فقال ‪ :‬انتفخ والله َ‬
‫ن محمد‪ ،‬وما بعتبة ما قال ‪ ،‬ولكنههه قههد رأى أن محمهدا ً‬ ‫ل نرجع حتى يحكم الله بيننا وبي َ‬
‫وفكم عليههه ‪ .‬ثههم بعههث إلههى عههامر بههن‬ ‫ج هُزور‪ ،‬وفيهههم ابنههه ‪ ،‬فقههد تخ ه ّ‬ ‫ة َ‬ ‫وأصههحابه أكل ه َ‬
‫ضرمى‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا يريد أن يرجع بالناس ‪ ،‬وقههد رأيههت ثههأرك بعينههك ‪ ،‬فقههم فأنشههد‬ ‫ح ْ‬‫ال َ‬
‫فَرَتك ‪ ،‬ومقتل أخيك ‪.‬‬ ‫خ ْ‬ ‫ُ‬
‫مراه ‪ ،‬فحميت الحرب‬ ‫مراه ‪ .‬واعَ ْ‬ ‫ضرمى فاكتشف ثم صرخ ‪ :‬واعَ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫فقام عامر بن ال َ‬
‫ي‬
‫شّر‪ .‬وأفسههد علههى النههاس الههرأ ُ‬ ‫قب الناس ‪ ،‬واستوسقوا على ما هم عليه من ال ّ‬ ‫ح ِ‬
‫‪،‬و َ‬
‫الذي دعاهم إليه عتبة‪.‬‬
‫فُر اس هِته مههن‬ ‫ص ّ‬
‫م َ‬
‫حُره "‪،‬قال ‪ :‬سيعلم ُ‬ ‫س ْ‬ ‫عتبة قول أبى جهل "انتفخ والله َ‬ ‫فلمابلغ ُ‬
‫حر ‪ :‬الههرئة ومهها حولههها ممهها يعلههق‬ ‫سه ْ‬
‫حُره ‪ ،‬أنهها أم هههو؟ قههال ابههن هشههام ‪ :‬ال ّ‬ ‫سه ْ‬
‫انتفخ َ‬
‫صههب ‪ ،‬ومنههه قههوله ‪ :‬رأيههت‬ ‫ق ْ‬‫بالحلقوم من فوق السرة‪ .‬وما كان تحههت السههرة‪ ،‬فهههو ال ُ‬
‫صَبه في النار ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬حدثني بذلك أبو عبيدة ‪.‬‬ ‫عمرو بن لحى يجر قُ ْ‬ ‫َ‬
‫ة لُيدخلها في رأسه ‪ ،‬فما وجههد فههي الجيههش بيضههة تسههعه مههن‬ ‫عتبة ب َْيض ً‬ ‫ثم التمس ُ‬
‫عظم هامته ‪ .‬فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ُببرد له ‪.‬‬
‫مقتل السود بن عبسد السسد المخزومسي ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وقههد خههرج‬
‫خُلق ‪ ،‬فقههال ‪ :‬أعاهههد اللههه‬ ‫رسا ً سّيئ ال ُ‬ ‫ش ِ‬‫السود بن عبد السد المخزومى‪ ،‬وكان رجل ً َ‬
‫ن دونه ‪ ،‬فلما خرج ‪ ،‬خههرج إليههه حمههزة بههن‬ ‫مّنه ‪ .‬أو لموت َ ّ‬
‫ضهم ‪ ،‬أو لهدِ َ‬ ‫ن من حو ِ‬ ‫لشرب ّ‬
‫وض‬ ‫حه ْ‬
‫مه بنصف سههاقه ‪ ،‬وهههو دون ال َ‬ ‫عبد المطلب ‪ ،‬فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قد َ‬
‫وض حتى اقتحم فيه ‪،‬‬ ‫ح ْ‬‫فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ‪ ،‬ثم حبا إلى ال َ‬
‫يريد أن يبر بيمينه ‪ ،‬وأتبعه حمزةُ فضربه حتى قتله في الحوض ‪.‬‬
‫شْيبة بهن‬ ‫دعاء عتبة إلى المبارزة ‪ :‬قال ‪ :‬ثم خرج بعد ُ عتبة بن ربيعة‪ ،‬بين أخيه َ‬
‫عتبة‪ ،‬حتى إذا َفصل من الصف دعا إلى المبارزة‪ ،‬فخرج إليه ِفتية‬ ‫ربيعة وابنه الوليد بن ُ‬
‫وذ‪ ،‬ابنهها الحههارث ‪ -‬وأمهمهها عفههراء ‪ -‬ورجههل آخههر‪،‬‬ ‫وف ‪ ،‬ومعُه ّ‬ ‫من النصار ثلثة وهم ‪ :‬عَه ْ‬
‫ة فقالوا ‪ :‬من أنتم ؟ فقالوا ‪ :‬رهط من النصار قالوا‪ :‬ما لنا‬ ‫يقال ‪ :‬هو عبد الله بن َرَواح َ‬
‫ج إلينا اكفاَءنا من قومنا؟ فقال رسههول‬ ‫ْ‬ ‫بكم من حاجة‪ ،‬ثم نادى مناديهم ‪ :‬يا محمد‪ ،‬أخر ْ‬
‫ى‪،‬‬
‫عبيدة بن الحارث ‪ ،‬وقم يهها حمههزة‪ ،‬وقههم يهها عله ّ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قم يا ُ‬
‫عبي دة ‪ :‬عبيدة‪ ،‬وقال حمههزة ‪ :‬حمههزة‪،‬‬ ‫فلما قاموا ودنوا منهم ‪ ،‬قالوا‪ :‬من أنتم ؟ قال ُ‬
‫عتبة بههن‬ ‫كفاء كرام ‪ ،‬فبارز عبيدة‪ ،‬وكان أسن القوم ‪ُ ،‬‬ ‫ى قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ي ‪ :‬عل ّ‬ ‫وقال عل ّ‬
‫شْيبة بن ربيعة وبارز على الوليد بن عتبة ‪ .‬فأما حمزة‬ ‫ربيعة وبارز حمزة َ‬

‫فلم يمهل شيبة أن قتله وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله واختلف عبيههدة وعتبههة‬
‫عتبهة فهذ َّففا‬
‫ي بأسهيافهما علهى ُ‬‫بينهما ضربتين ‪ ،‬كلهما أثبت صاحبه ‪ ،‬وك َّر حمهزة وعله ّ‬
‫عليه ‪ ،‬واحتمل صاحبهما فحازاه إلى أصحابه ‪.‬‬
‫عتبة ابن ربيعة قال للفتية‬ ‫عمر بن قتادة ‪ :‬أن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن ُ‬
‫من النصار حين انتسبوا ‪ :‬أكفاء كرام ‪ ،‬إنما نريد قومنا ‪.‬‬
‫ضهم مههن بعههض ‪،‬‬ ‫التقاء الفريقين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم تزاحف الناس ودنا بع ُ‬
‫وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن ل يحملوا حتى يأمَرهم ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالن ّْبل ‪ ،‬ورسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم فههي‬
‫العريش ‪ ،‬معه أبو بكر الصديق‪.‬‬
‫تاريخ وقعة بدر ‪ :‬فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع‬
‫عشرة من شهر رمضان ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬كما حدثني أبو جعفر محمد بن على بن الحسين ‪.‬‬
‫حّبان‬
‫حّبان ابن واسع بن َ‬
‫ضرب الرسول ابن غزية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني َ‬
‫ف أصهحابه يهوم‬
‫دل صفو َ‬ ‫عن أشياخ من قومه ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَ ّ‬
‫سواد بن غَزِّية‪ ،‬حليف بنى عدي بن النجار ‪-‬‬
‫بدر‪ ،‬وفي يده قدح يعدل به القوم ‪ ،‬فمر ب َ‬
‫واد‪ ،‬مثقلة‪ ،‬وسواد في النصار غير هذا‪ ،‬مخفف ‪ -‬وهو‬ ‫س ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يقال ‪َ ،‬‬

‫ل من الصههف ‪ -‬فطعههن فههي‬ ‫سَتنص ِ‬‫م ْ‬‫ست َْنتل من الصف ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫واد فقال ‪ :‬يا رسههول اللههه ‪ ،‬أوجعتنههى وقههد بعثههك اللههه‬ ‫َ ّ‬‫س‬ ‫يا‬ ‫ِ‬ ‫و‬‫است‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫دح‬ ‫ْ‬ ‫بالق‬ ‫بطنه‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم عههن بطنههه ‪،‬‬ ‫دني فكشف رسو ُ‬ ‫بالحق والعدل ‪ ،‬قال ‪ :‬فأق ْ‬
‫سههواد؟ قههال ‪:‬‬ ‫د‪ ،‬قال ‪ :‬فاعتنقه فقّبل بطنه ‪ :‬فقال ‪ :‬ما حملك على هذا يا َ‬ ‫وقال ‪ :‬استق ْ‬
‫دك ‪.‬‬ ‫س جلههدي جله َ‬ ‫يا رسول الله ‪ ،‬حضر ما ترى‪ ،‬فأردت أن يكون آخُر العهد بك أن يمه ّ‬
‫فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير‪ ،‬وقاله له ‪.‬‬
‫دل رسول الله صههلى اللههه‬ ‫الرسول يناشد ربه النصر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم ع ّ‬
‫عليه وسلم الصفوف ورجع إلى العريش فدخله ‪ ،‬ومعه فيه أبههو بكههر الصههديق ‪ ،‬ليههس‬
‫معه فيه غيره ‪ ،‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشهد رّبهه مها وعهده مهن النصهر‪،‬‬
‫ى‬ ‫ويقول فيما يقول ‪ :‬اللهم إن ت َْهلك هذه العصابة اليوم ل ت ُْعبد‪ ،‬وأبو بكر يقههول ‪ :‬يهها نب ِه ِ‬
‫جز لك ما وعدك ‪ .‬وقد خفق رسول الله صلى‬ ‫من ْ ِ‬‫مناشدتك ربك ‪ ،‬فإن الله ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫الله ‪ ،‬بع َ‬
‫ة وهو في العريش ‪ ،‬ثم انتبه فقال ‪ :‬أبشْر يا أبهها بكههر‪ ،‬أتههاك نص هُر‬ ‫فق ً‬ ‫خ ْ‬‫الله عليه وسلم َ‬
‫الله ‪ ،‬هذا جبريل آخذ ٌ‬
‫ع‪.‬‬ ‫ق ُ‬‫بعنان فرس ‪ -‬يقوده ‪ ،‬على ثناياه الن ّ ْ‬
‫مْهجع ‪ ،‬مولى عمر بن‬ ‫مي ِ‬
‫أول شهيد من المسلمين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد ُر ِ‬
‫س هَراقة‪ ،‬أحههد‬ ‫قتل فكان أول قتيل من المسلمين ثم ُرمى حارثة بههن ُ‬ ‫الخطاب بسهم ف ُ‬
‫قتل ‪.‬‬ ‫وض ‪ ،‬بسهم فأصاب نحره ‪ ،‬ف ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫دي بن النجار‪ ،‬وهو يشرب من ال َ‬ ‫بنى عَ ِ‬
‫الرسول يحرض على القتال ‪ :‬قال ‪ :‬ثههم خههرج رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫ل‬‫م رجه ٌ‬ ‫وسلم إلى الناس فحّرضهم ‪ ،‬وقال ‪ :‬والذي نفس محمد بيده ‪ ،‬ل يقههاتلهم اليههو َ‬
‫دبر‪ ،‬إل أدخله الله الجنة ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫مقبل ً غير ُ‬ ‫فُيقتل صابرا ً محتسبًا‪ُ ،‬‬
‫خ ‪ ،‬أفما بينههي‬ ‫خ بَ ْ‬
‫سلمة‪ ،‬وفى يده تمرات يأكلهن ‪ :‬ب َ ْ‬ ‫حمام أخو بني َ‬ ‫مْير بن ال ُ‬ ‫فقال عُ َ‬
‫ل الجنة إل أن يقتلنى هههؤلء‪ ،‬ثههم قههذف التمههرات مههن يههده وأخههذ سههيفه ‪،‬‬ ‫وبين أن أدخ ِ‬
‫م حتى ُقتل ‪.‬‬ ‫فقاتل القو َ‬
‫عمر بن َقتادة ‪ :‬أن عوف ابن الحههارث ‪ ،‬وهههو‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن ُ‬
‫ضحك الرب‬ ‫ابن عفراء قال يا رسول الله ‪ ،‬ما ي ُ ْ‬
‫مسه َيده في العدو حاسرًا‪ .‬فنزع درعا ً كههانت عليههه فقههذفها‪ ،‬ثههم‬ ‫من عبده ؟ قال غَ ْ‬
‫فه فقاتل القوم حتى ُقتل ‪.‬‬ ‫أخذ سي َ‬
‫ما استفتح به أبو جهل ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وحههدثني محمههد ابههن مسههلم بههن‬
‫ذري ‪ ،‬حليف بني ُزهرة‪ ،‬أنه حدثه ‪:‬‬ ‫صعَْير العُ ْ‬
‫شهاب الزهري ‪ ،‬عن عبد الله بن ثعلبة بن ُ‬
‫َ‬
‫ضهم من بعههض ‪ ،‬قههال أبههو جهههل بههن هشههام ‪ :‬اللهههم أقطعنهها‬ ‫س ‪ ،‬ودنا بع ُ‬ ‫لما التقى النا ُ‬
‫حْنه الَغداةَ ‪ .‬فكان هو المستفتح‪.‬‬ ‫للرحم ‪ ،‬وآتانا بما ل ي ُْعرف ‪ ،‬فأ ِ‬
‫الرسول يرمي المشركين بالحصباء ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬في إن رسههول اللههه‬
‫ت‬ ‫صباء فاستقبل قريشا ً بههها‪ ،‬ثههم قههال ‪ :‬شههاه ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من ال َ‬
‫دوا فكانت الهزيمههة‪ ،‬فقت َههل اللههه تعهالى‬ ‫ش ّ‬‫فحهم بها‪ ،‬وأمر أصحابه فقال ‪ُ :‬‬ ‫الوجوهُ ‪ ،‬ثم ن َ َ‬
‫م أيههديهم‬ ‫سر من أسر من أشرافهم ‪ .‬فلمهها وضههع القههو ُ‬ ‫من َقتل من صناديد قريش ‪ ،‬وأ َ‬
‫م علههى‬ ‫يأسرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش ‪ ،‬وسعد بن معههاذ قههائ ٌ‬
‫شح السيف ‪ ،‬في نفههر‬ ‫باب العريش ‪ ،‬الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬متو ّ‬
‫من النصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬يخافون عليه ك َّرة العدو‪ ،‬ورأى‬
‫سْعد بن معاذ الكراهية لمهها‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فيما ذكر لى ‪ -‬في وجه َ‬
‫يصنع الناس ‪ ،‬فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬والله لكأنك يا سعد ُ تكره ما‬
‫يصنع القوم ؟ قال ‪:‬أجل والله يا رسول الله ‪ ،‬كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك‬
‫ب إلي من استبقاء الرجال ‪.‬‬‫‪ .‬فكان اِلثخان في القتل بأهل الشرك أح ّ‬

‫نهي النبي عن قتل البعض وسببه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحههدثني العبههاس بههن‬
‫عبد الله بن معبد‪ ،‬عن بعض أهله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ :‬أن النههبى صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫قال لصحابه يومئذ ‪ :‬إني قد عرفت أن رجال ً من بنى هاشم وغيرهم قد أخرجوا كره هًا‪،‬‬
‫ول حاجة لهم بقتالنا ‪ :‬فمن لقى‬
‫خَتري بن هشام ابن الحارث بن‬ ‫منكم أحدا ً من بنى هاشم فل يقُتله ومن لقي أبا الب َ ْ‬
‫حذيفة ‪ :‬أنقتل آباَءنا وأخواتنهها‬ ‫ستكَرهًا‪ .‬قال ‪ :‬فقال أبو ُ‬ ‫م ْ‬
‫أسد فل يقتله ‪ ،‬فإنه إنما أخرج ُ‬
‫حمنه السيف – قال ابن هشام ‪ :‬ويقههال‬ ‫وعشيرتنا‪ .‬ونترك العباس ؟ والله لئن لقيُته لل ِ‬
‫ل الله صلى الله عليههه وسههلم ‪ ،‬فقههال لعمههر بههن‬ ‫للجمنه السيف ‪ -‬قال ‪ :‬فبلغت رسو َ‬
‫َ‬
‫الخطاب ‪ :‬يا أبا حفص ‪ -‬قال عمر ‪ :‬والله إنه لول يوم كّنانى فيه رسول الله صلى الله‬
‫فههص ‪ -‬أيضههرب وجههه عههم رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫ح ْ‬ ‫عليه وسههلم بههأبي َ‬
‫ه بالسههيف ‪ ،‬فههوالله لقههد‬ ‫بالسيف ؟ فقال عمر ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬دعنى فلضههرب عنق ه ُ‬
‫ت يومئذ‪،‬‬‫نافق فكان أبو حذيفة يقول ‪ :‬ما أنا بامن من تلك الكلمة التي قل ُ‬
‫ول أزال منها خائفا ً إل أن تكفرها عنى الشهادة ‪ .‬فقتل يوم اليمامة شهيدا‪ً.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وإنما نهى رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم عههن قتههل أبههى‬
‫ف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكههة‪ ،‬وكههان‬ ‫خَتري لنه كان أك ّ‬ ‫الب َ ْ‬
‫ل يؤذيه ‪ ،‬ول يبلغه عنه شىء يكرهه ‪ ،‬وكان ممن قام في نقههض الصههحيفة الههتي كتبههت‬
‫ذر بن زياد الب ََلوي ‪ ،‬حليههف النصههار‪،‬‬ ‫ج ّ‬‫ُقريش على بني هاشم وبنى المطلب ‪ .‬فلقيه الم َ‬
‫خههتري ‪ :‬إن رسههول اللههه صههلى اللههه‬ ‫ذر لبي الب َ ْ‬ ‫ج ّ‬
‫وف ‪ ،‬فقال الم َ‬ ‫ثم من بني سالم بن عَ ْ‬
‫عليه وسلم قد نهانا عن قتلك ‪ -‬ومع أبي الَبختري زميل له ‪ ،‬قد خرج معههه مههن مكههة‪،‬‬
‫مَليحة‬ ‫جنادة بن ُ‬ ‫وهو ُ‬
‫خههتري ‪:‬‬ ‫َ‬
‫بنت زهير بن الحارث بن أسد‪ ،‬وجنادة رجل مههن بنههى لي ْههث واسههم أبههى الب َ ْ‬
‫العاص ‪ -‬قال ‪ :‬وزميلي ؟ فقال له المجذر ‪ :‬ل والله ‪ ،‬ما نحن بتاركى زميلههك مهها أمرنهها‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إل بك وحدك ؟ فقال ‪ :‬ل والله ‪ ،‬إذن لموتن أنا وهو‬
‫جميعًا‪ ،‬ل تتحدث عني نساُء مكههة أنههي تركههت زميلههى حرصها ً علههى الحيههاة ‪ .‬فقههال أبههو‬
‫ذر وأبى إل القتال ‪ ،‬يرتجز ‪:‬‬ ‫ختري حين نازله المج ّ‬ ‫الب َ ْ‬
‫هَ‬
‫سبيل ْ‬ ‫َيرى‬ ‫أو‬ ‫ت‬‫يمو َ‬ ‫حتى‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫حرةٍ زميلههههه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م اب ُ‬ ‫سل ِ َ‬‫‪ #‬لن ي ُ ْ‬
‫ذر بن زياد‪ .‬وقال المجذر بن زياد في قتله‬ ‫فاقتتل‪ ،‬فقتله المج ّ‬
‫ختري ‪:‬‬ ‫أبا الب َ ْ‬
‫ب َِلى‬ ‫من‬ ‫ى‬
‫أن ّ‬ ‫ة‬
‫النسب َ‬ ‫فأثِبت‬ ‫ت نسبهههى‬ ‫ت أو نسي َ‬ ‫جهِل ْ َ‬‫‪ #‬إما َ‬
‫ينحِنى‬ ‫حتى‬ ‫ش‬
‫الكب َ‬ ‫والضاربين‬ ‫‪ #‬الطاعنين برماِح الَيزنههههي‬
‫َبنى‬ ‫من‬ ‫بمثِلها‬ ‫شرن‬ ‫بَ ّ‬ ‫أو‬ ‫ختههري‬ ‫شر بُيتم ِ من أبوه الب َ ْ‬ ‫‪#‬ب ّ‬
‫ت َن َْثني‬ ‫حتى‬ ‫صْعدةِ‬ ‫بال ّ‬ ‫ن‬
‫أطع ُ‬ ‫‪ #‬أنا الذي ُيقال أصلي من َبلهى‬
‫ري‬ ‫م ِ‬
‫ال َ‬ ‫كإرزام ِ‬ ‫ت‬
‫للمو ِ‬ ‫م‬
‫أْرزِ ُ‬ ‫شَرفى‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ن بعَ ْ‬ ‫قْر َ‬ ‫ط ال ِ‬ ‫‪ #‬وأعب ِ ِ‬
‫ري‬ ‫ري فَ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ً‬
‫ذرا ي َ ْ‬‫‪ #‬فل ترى مج ّ‬
‫مههري ‪ :‬الناقههة الههتي يسههتنزل‬ ‫مري " عن غير ابن اسههحاق‪ .‬وال َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ " :‬ال َ‬
‫عسر‪.‬‬ ‫لبنها على ُ‬
‫ذر أتى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‪ ،‬فقههال ‪:‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن المج ّ‬
‫ت عليههه أن َيستأسههر فآتيههك بههه ‪ ،‬فههأبى إل أن ُيقههاتلني ‪،‬‬ ‫والذي بعثك بههالحق لقههد جهههد ُ‬
‫ه فقتلُته ‪.‬‬ ‫فقاتلت ُ ُ‬
‫ختري ‪ :‬العاص بن هشام بن الحارث بن أسد‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أبو الب َ ْ‬
‫مقتل أمية بن خلف ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني يحيى بن عبد الله بههن الزبيههر‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثنيه أيضا ً عن عبد الله بن أبى بكر وغيرهما‪ ،‬عههن عبههد‬
‫الرحمن بن عوف قال ‪ :‬كان أمية بن خلف لى صديقا ً بمكة‪ ،‬وكان اسههمي عبههد عمههرو‪،‬‬
‫ت ‪ ،‬عبد َ الرحمن ‪ ،‬ونحن بمكة‪ ،‬فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول‬ ‫ميت ‪ ،‬حين أسلم ُ‬ ‫فتس ّ‬
‫كه أبواك ؟ فأقول ‪ :‬نعم ‪ ،‬فيقول ‪ :‬فههإني لأعههرف‬ ‫‪ :‬يا عبد عمرو‪ ،‬أرغبت عن اسم سما َ‬
‫الرحمن ‪ ،‬فاجعل بينى وبينك شيئا ً أدعوك به ‪ ،‬أما أنت فل تجيبنى باسهمك الول ‪ ،‬وأمها‬
‫أنا فل أدعوك بما ل أعرف ‪ ،‬قال ‪ :‬فكان إذا دعانى ‪ :‬يهها عبههد عمههرو‪ ،‬لههم أجبههه ‪ .‬قههال ‪:‬‬
‫ل ما شئت ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنت عبد اللههه ‪ ،‬قههال ‪ :‬فقلههت ‪ :‬نعههم ‪،‬‬ ‫ى ‪ ،‬اجع ْ‬
‫فقلت له ‪ :‬يا أبا عل ّ‬
‫قال ‪ :‬فكنت إذا مررت به قال ‪ :‬يا عبد اِلله فأجيبه ‪ ،‬فأتحدث معههه حههتى إذا كههان يههوم‬
‫ى ابن أمية‪ ،‬آخذ بيده ومعى أدراع قد اسههتلبتها‪،‬‬ ‫ت به ‪ ،‬وهو واقف مع ابنه ‪ ،‬عل ّ‬ ‫بدر مرر ُ‬
‫فأنا أحملها فلما رآنى قال لى ‪ :‬يا عبد عمرو‪ ،‬فلم أجبه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا عبههد اِللههه ؟ فقلههت‬
‫‪:‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬هل لك في‪ ،‬فأنا خير لك من هذه الدراع التي معك ؟ قههال ‪ :‬قلههت نعههم ‪،‬‬
‫ت الدراع من يدي ‪ ،‬وأخذت‬ ‫ها الله ذا‪ .‬قال ‪ :‬فطرح ُ‬

‫ت كاليوم قط ‪ ،‬أما لكم حاجة في اللبههن ؟ قههال ‪:‬‬ ‫بيده ويد ابنه ‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬ما رأي ُ‬
‫ثم خرجت أمشي بهما‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يريد باللبن ‪ ،‬أن من أسرنى افتديت منه بإبل كثيرة اللبن ‪.‬‬
‫ون ‪ ،‬عن سعد ابن إبراهيم ‪ ،‬عن عبد‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبد الواحد بن أي عَ ْ‬
‫الرحمن بن عوف ‪ ،‬قال ‪ :‬قال لي أمية بن خلف ‪ ،‬وأنا بينه وبين ابنه ‪ ،‬آخذ بأيديهما ‪ :‬يهها‬
‫من الرجل منكم المعّلم بريشة نعامة في صدره ؟ قههال ‪ :‬قلههت ذاك حمههزة‬ ‫عبد اِلله ‪َ ،‬‬
‫بن عبد المطلب ‪ ،‬قال ذاك الذي فعل بنا الفاعيل ‪.‬‬
‫ذب‬ ‫قال عبد الرحمن ‪ :‬فوالله إنى لقودهما إذ رآه بلل معههى ‪ -‬وكههان هههو الههذي يعه ّ‬
‫بلل ً بمكة على ترك اِلسلم ‪ ،‬فُيخرجههه إلههى رمضههاء مكههة إذا حميههت ‪ ،‬فُيضههجعه علههى‬
‫صخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول ‪ :‬ل تزال هكذا أو تفههارق‬ ‫ظهره ثم يأمر بال ّ‬
‫حد ٌ ‪ .‬قال ‪ :‬فلما رآه ‪ ،‬قال رأس الكفر أمية بههن خلههف ‪،‬‬ ‫َ‬
‫حد ٌ أ َ‬‫دين محمد‪ ،‬فيقول بلل ‪ :‬أ َ‬
‫ت إن نجا قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أي بلل ‪ ،‬أبأسيري قههال ‪ :‬ل نجههوت إن نجهها‪ .‬قههال ‪ :‬قلههت‬ ‫ل نجو ُ‬
‫ت إن نجا‪ .‬قال ‪ :‬ثم صهرخ بهأعلى صههوته ‪ .‬يها أنصههاَر‬ ‫أتسمع يابن السوداء‪ ،‬قال ‪ :‬ل نجو ُ‬
‫ة بن خلف ‪ ،‬ل نجوت إن نجا‪ .‬قال ‪ :‬فأحاطوا بنا حتى جعلونهها فههي‬ ‫الله ‪ ،‬رأس الكفر أمي ُ‬
‫جهل ابنهه فوقهع ‪،‬‬ ‫ف ‪ ،‬فضهرب رِ ْ‬ ‫ل السي َ‬ ‫ب عنه ‪ .‬قال ‪ :‬فأخلف رج ٌ‬ ‫سكة وأنا أذ ُ ّ‬ ‫م ْ‬‫مثل ال ُ‬
‫ج بنفسك ول نجاَء بك فههوالله‬ ‫ت ‪ :‬ان ُ‬
‫ت مثلها قط ‪ .‬قال ‪ :‬فقل ْ‬ ‫َ‬ ‫وصاح أمية صيحة ما سمع ُ‬
‫ما أغنى عنك شيئًا‪ .‬قال ‪ :‬فهبروهما‬
‫بأسيافهم حتى فرغوا منهمها‪ ،‬قههال ‪ :‬فكههان عبههد الرحمهن يقههول ‪ :‬يرحههم اللههه بل ً‬
‫ل‪،‬‬
‫جعني بأسيري ‪.‬‬ ‫ذهبت أدراعي وفَ َ‬
‫الملئكة تشهد وقعة بدر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد الله ابن أبي بكر أنه‬
‫ت أنهها وابههن عههم لههى‬ ‫حدث عن ابن عباس قال ‪ :‬حدثني رجل من بنى ِغفار‪ ،‬قال ‪ :‬أقبل ُ‬ ‫ُ‬
‫مشههركان ‪ ،‬ننتظههر الوقعههة علههى مههن‬ ‫حتى أصعدنا في جبل ُيشرف بنا على بدر‪ ،‬ونحن ُ‬
‫تكون الد ّْبرة‪ ،‬فننتهب مع من ينتهب ‪ .‬قال ‪ :‬فبينا نحن في الجبههل إذ دنههت منهها سههحابة‪،‬‬
‫م فأمهها ابهن عمهى‬ ‫حْيهزو ُ‬ ‫حمهة الخيهل ‪ ،‬فسهمعت قهائل ً يقهول ‪ :‬أقه ْ‬
‫دم َ‬ ‫م َ‬
‫ح ْ‬
‫فسمعنا فيهها َ‬
‫دت أهِلك ‪ ،‬ثم تماسكت ‪.‬‬ ‫فانكشف قناعُ قلبه ‪ ،‬فمات مكاَنه ‪ ،‬وأما أنا فك ِ ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬عن بعهض بنهي سهاعدة‪ ،‬عهن أبهي‬
‫ت اليههوم ببههدر‬‫سيد مالك بن ربيعة‪ ،‬وكان شهد بدرًا‪ ،‬قال ‪ ،‬بعد أن ذهب بصُره ‪ :‬لو كن ه ُ‬ ‫أ َ‬
‫ت منه الملئكة‪ ،‬ل أشك فيه ول أتمارى‪.‬‬ ‫شْعب الذي خرج ْ‬ ‫ومعى بصري لريتكم ال ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني أبي ‪ :‬إسحاق بن يسار‪ ،‬عن رجههال مههن بنههى مههازن بههن‬
‫النجار‪ ،‬عن أبي داود المازني ‪ ،‬وكان شهد بدرًا‪ ،‬قهال ‪ :‬إنهى لتبهع رجل ً مهن المشهركين‬
‫ل إليه سيفي ‪ ،‬فعرفت أنه قد قتله غيري ‪.‬‬ ‫سه قبل أن يص َ‬ ‫يوم بدر لضربه ‪ ،‬إذ وقع رأ ُ‬
‫قسم ‪ ،‬مولى عبههد اللههه ابههن الحههارث ‪،‬‬ ‫م ْ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهم عن ِ‬
‫ً‬
‫م بيض ها قههد أرسههلوها‬ ‫سيما الملئكة يوم بدر عمائ َ‬ ‫عن عبد الله بن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬كانت ِ‬
‫حنين عمائم حمرا‪ً.‬‬ ‫على ظهورهم ‪ ،‬ويوم ُ‬
‫ض أهل العلم أن على بههن أبههي طههالب قههال ‪ :‬العمههائم‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫تيجان العرب وكانت سيما الملئكة يوم بدر عمائم بيضا ً وقد أرخوها علههى ظهههورهم ‪،‬‬
‫إل جبريل فإنه كانت عليه عمامة صفراء‪.‬‬
‫سههم ‪ ،‬عههن ابههن عبههاس ‪ ،‬قههال ‪ :‬ولههم‬
‫ق َ‬‫م ْ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهم عن ِ‬
‫عددا َ‬
‫تقاتل الملئكة في يوم سوى بدر من اليام ‪ ،‬وكانوا يكونون فيما سواه من اليام َ‬
‫مددا ً ل َيضربون ‪.‬‬
‫و َ‬
‫مقتل أبي جهل ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأقبل أبو جهههل يههومئذ يرتجههز‪ ،‬وهههو يقاتههل‬
‫ويقول ‪:‬‬
‫ى‬
‫سن ّ‬
‫مْين حديث ِ‬ ‫باز ُ‬
‫ل عا َ‬ ‫ن منى‬ ‫ب الَعوا ُ‬
‫قم الحر ُ‬‫‪ #‬ما ت َن ْ ِ‬
‫ل هذا ولدتنى أمى‬ ‫‪ #‬لمث ِ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم يهوم بهدر ‪:‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وكان شعار أصحاب رسو ِ‬
‫حد ٌ ‪.‬‬
‫حد ٌ أ َ‬
‫أ َ‬
‫عدوه ‪ ،‬أمر بأبى‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من َ‬
‫جهل أن ي ُْلتمس في القتلى ‪.‬‬
‫ع ْ‬
‫كرمة‪،‬‬ ‫ور بن يزيد عن ِ‬‫وكان أول من لقى أبا جهل ‪ ،‬كما حدثني ث َ ْ‬

‫عن ابن عباس ‪ ،‬وعبد الله بن أبي بكر أيضا ً قد حههدثني ذلههك قههال ‪ :‬قههال معههاذ بههن‬
‫حَرجههة ‪ -‬قههال‬ ‫سلمة ‪ :‬سمعت القوم وأبو جهل في مثههل ال َ‬ ‫عمرو بن الجموح ‪ ،‬أخو بني َ‬
‫حَرجة ‪ :‬الشجر الملتف ‪ .‬وفي الحديث عن عمر بن الخطاب ‪ :‬أنههه سههأل‬ ‫ابن هشام ‪ :‬ال َ‬
‫حَرجة؟ فقال ‪ :‬هي شجرة من الشجار ل يوصل إليها – وهم يقولون ‪ :‬أبو‬ ‫أعرابي ّا ً عن ال َ‬
‫وه ‪ ،‬فلمها‬ ‫ت نحه َ‬ ‫مد ْ ُ‬
‫حكم ل ُيخلص إليه ‪ .‬قال ‪ :‬فلما سههمعتها جعلتههه مهن شهأني ‪ ،‬فصه َ‬ ‫ال َ‬
‫مه بنصف ساقه ‪ ،‬فوالله ما شبهتها حيههن‬ ‫أمكننى حملت عليه ‪ ،‬فضربته ضربة أطّنت قد َ‬
‫مْرضخة النوى حين ُيضرب بها‪ .‬قال ‪ :‬وضههربني ابنههه‬ ‫طاحت إل بالنواة تطيح من تحت ِ‬
‫ل عنههه ‪،‬‬ ‫جْنبي ‪ ،‬وأجهضههنى القتهها ُ‬ ‫ْ‬
‫عكرمة على عاتقى‪ ،‬فطرح يدي ‪ ،‬فتعلقت بجلدة من َ‬ ‫ِ‬
‫فلقد قاتلت عامة يومي ‪ ،‬وإني لسحبها خلفى‪ ،‬فلما آذتنههى وضههعت عليههها قههدمى‪ ،‬ثههم‬
‫تمطيت بها عليها حتى طرحتها‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمان عثمان ‪.‬‬
‫ضَربه حتى أثبته ‪ ،‬فتركه وبه رمههق ‪.‬‬ ‫وذ بن عفراء‪ ،‬فَ َ‬ ‫مع َ ّ‬‫عقير‪ُ :‬‬
‫ثم مر بأبي جهل وهو َ‬
‫مَعوذ حتى ُقتل ‪ ،‬فمر عبد الله بن مسههعود بههأبي جهههل ‪ ،‬حيههن أمههر رسههول اللههه‬ ‫وقاتل ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم أن ُيلتمس في القتلى‪ ،‬وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه‬
‫جرح فههي ركبتههه ‪،‬‬ ‫ى عليكم في القتلى ‪ -‬إلى أثر ُ‬ ‫وسلم ‪ -‬فيما بلغنى ‪ -‬انظروا ‪ -‬إن خف ِ‬
‫دعان ‪ ،‬ونحههن غلمههان ‪ ،‬وكنههت‬ ‫جه ْ‬
‫دبة لعبد اللههه بههن ُ‬ ‫فإنى ازدحمت يوما َ أنا وهو على مأ ُ‬
‫ف منه‬ ‫أش ّ‬
‫حشا ً لههم يههزل أثههره بههه ‪.‬‬ ‫ج ْ‬
‫ه فوقع على ركبتيه ‪ ،‬فجحش في إحداهما َ‬ ‫بَيسير‪ ،‬فدفعت ُ ُ‬
‫عنقههه ‪-‬‬ ‫مق فعرفتههه ‪ ،‬فوضههعت رجلههي علههى ُ‬ ‫قال عبد الله بن مسعود ‪ :‬فوجدته بآخر َر َ‬
‫قال ‪ :‬وقد كان ضَبث بن مرة بمكة‪ ،‬فآذانى ولكزنى‪ ،‬ثم قلت له ‪ :‬هههل أخههزاك اللههه يهها‬
‫م؟‬ ‫خبرنى لمن الدائرة اليههو ُ‬ ‫مد ُ من رجل قتلتموه ‪ ،‬أ ْ‬ ‫عدوّ الله ؟ قال ‪ :‬وبماذا أخزانى أعْ َ‬
‫قال ‪ :‬قلت لّله ولرسوله ‪.‬‬
‫زمه ‪ .‬قال ضابىء بن الحارث الب ُْرجمى ‪:‬‬ ‫ث ‪ :‬قبض عليه ول َ ِ‬ ‫ضب َ َ‬
‫قال ابن هشام ‪َ :‬‬
‫باليدِ‬ ‫ث الماءَ‬ ‫ل الضاب ِ‬ ‫من الود ّ مث َ‬ ‫‪ #‬فأصبحت مما كان ب َْينى وبيَنكم‬
‫عاٌر على رجل قتلتموه ‪ ،‬أخبرنى لمن الدائرة اليوم ؟‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬أ َ‬
‫رأس عدو الله بين يدي رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم ‪ :‬قههال ابههن‬
‫إسحاق ‪:‬‬
‫وزعم رجال من بني مخزوم ‪ ،‬أن ابن مسعود كان يقول ‪ :‬قههال لههى ‪ :‬لقههد ارتقيههت‬
‫سه‬‫مرتقى صعبا ً يا ُروَْيعي الغنم قال ‪ :‬ثم احتززت رأ َ‬
‫ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقلت ‪ :‬يهها رسههول اللههه ‪ ،‬هههذا رأس‬
‫عدو الله أبي جهل ؟ قال ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬اللههه الههذي ل إلههه‬
‫ت نعههم ‪ ،‬واللههه‬ ‫غيره – قال ‪ :‬وكانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم – قههال قل ه ُ‬
‫سه بين يدي رسول الله صلى الله عليههه وسههلم فحمههد‬ ‫الذي ل إله غيره ‪ ،‬ثم ألقيت رأ َ‬
‫الله ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم بالمغازي ‪:‬‬
‫أن عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاص ‪ ،‬ومر بهه ‪ :‬إنهى أراك كهأن فهي نفسهك‬
‫شيئًا‪ ،‬أراك تظن أني قتلت أباك ‪ ،‬إنى لو قتلته لم أعتذر إليههك مههن قتلههه ولكنههي قتلههت‬
‫خالي العاص بن هشام بن المغيرة‪ ،‬فأما أبوك فإنى مررت به وهههو يبحههث بحههث الثههور‬
‫بروقه فحدت عنه ‪ ،‬وقصد له ابن عمه على فقتله ‪.‬‬
‫ّ‬
‫صن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقاتل عُكاشة‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫عكاشة بن ِ‬ ‫حديث ُ‬
‫حْرثان السدي حليف بني عبد شمس بن عبد مناف يوم بدر بسيفه‬ ‫صن بن ُ‬ ‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫ابن ِ‬
‫جهذ ْل ً مههن‬ ‫حتى انقطع في يده ‪ ،‬فههأتى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم فأعطههاه ِ‬
‫كاشة‪ ،‬فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬ ‫ل بهذا يا عُ ّ‬ ‫حطب ‪ ،‬فقال ‪ :‬قات ْ‬ ‫َ‬
‫هزه ‪ ،‬فعاد سيفا ً في يده طويل القامة‪ ،‬شديد المْتن ‪ ،‬أبيض الحديههدة‪ ،‬فقاتههل بههه حههتى‬
‫ون ‪ .‬ثم لم يههزل عنههده‬ ‫فتح الله تعالى على المسلمين ‪ ،‬وكان ذلك السيف ُيسمى ‪ :‬العَ ْ‬
‫دة‪ ،‬وهههو‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬حتى ُقتههل فههي ال هّر ّ‬ ‫شهد به المشاهد مع رسو ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫طليحة في ذلك ‪:‬‬ ‫ويلد السدي ‪ ،‬فقال ُ‬ ‫خ َ‬ ‫طليحة ابن ُ‬ ‫عنده ‪ ،‬قتله ُ‬
‫ل‬
‫سلموا برجا ِ‬ ‫أليسوا وأن لم ي ُ ْ‬ ‫‪ #‬فما ظنكم بالقوم ِ إذ تقتلونههههم‬
‫ل‬‫حبا ِ‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ً‬
‫فلن تذهبوا فِْرغا بقت ِ‬ ‫سههههههوة‬ ‫ن ون ِ ْ‬ ‫صب ْ َ‬ ‫‪ #‬فإن تك أذاود ٌ أ ِ‬
‫ل‬‫ل الكماة ن ََزا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِقي َ‬ ‫إنها معاودة‬ ‫ة‬
‫حمالهههههه ِ‬ ‫‪ #‬نصْبت لهم صدَر ال ِ‬
‫ل‬‫جل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ويوما تراها غيَر ذا ِ‬ ‫ً‬ ‫ة‬
‫صونههه ً‬ ‫م ُ‬ ‫ل َ‬ ‫جل ِ‬ ‫‪ #‬فيوما ً تراها في ال ِ‬
‫ل‬
‫حجا ِ‬ ‫عند َ‬ ‫مي‬ ‫الغَن ْ ِ‬ ‫كاشة‬ ‫وع ُ ّ‬ ‫م ثاويههههها ً‬ ‫ن أقر َ‬ ‫ت اب َ‬ ‫ة غادر ُ‬ ‫‪ #‬عشي ّ َ‬
‫ويلد‪.‬وابن أقَْرم ‪ :‬ثابت ابن أْقرم النصاري ‪.‬‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حبال ‪ :‬ابن طليحة بن ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ِ :‬‬
‫كاشة بن محصههن الههذي قههال لرسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعُ ّ‬
‫ً‬
‫وسلم حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يدخل الجنة سبعون ألفا من أمههتى‬
‫على صورة القمر ليلة البدر‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ادع الله أن يجعلنههى منهههم ‪ ،‬قههال ‪:‬‬
‫إنك منهم ‪ ،‬أو اللهم اجعله منهم ‪ ،‬فقام رجل من النصار‪ ،‬فقال ‪ :‬يهها رسههول اللههه ‪ ،‬ادع‬
‫كاشة وبردت الدعوةُ‪.‬‬ ‫الله أن يجعلنى منهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬سبقك بها عُ ّ‬
‫وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فيما بلغنا عن أهله ‪ :‬منا خيُر فارس فههي‬
‫صن ‪ ،‬فقال‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫كاشة بن ِ‬ ‫العرب ‪ ،‬قالوا ومن هو يا رسول الله ؟ قال ‪ :‬عُ ّ‬
‫ضرار بن الْزور السدي ‪ :‬ذاك رجل منهها يهها رسههول اللههه ‪ ،‬قههال ‪ :‬ليههس منكههم‬
‫حْلف قال ابن هشام ‪ :‬ونادى أبو بكر الصديق ابَنه عبد الرحمن ‪ ،‬وهو يومئذ‬ ‫ولكنه منا لل ِ‬
‫ث ؟ فقال عبد الرحمن ‪:‬‬ ‫مع المشركين ‪ ،‬فقال أين مالى يا خبي ُ‬
‫ب‬‫شي ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ضل َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫قت ُ‬
‫ل‬ ‫يَ ْ‬ ‫م‬
‫وصار ٌ‬ ‫ب‬‫شك ّةٍ وي َْعبههههو ْ‬ ‫‪ #‬لم ي َب ْقَ غيُر ِ‬
‫فيما ذكر لي عن عبد العزيز بن محمد الد َّراوَْردي ‪.‬‬
‫طرح المشركين في القليب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد‬
‫عروة بن الزبير عن عائشة‪ ،‬قالت ‪ :‬لما أمر رسول الله صههلى اللههه‬ ‫ابن رومان عن ُ‬
‫قليب طرحوا فيه ‪ ،‬إل ما كان من أمية بن خلف ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عليه وسلم بالقتلى أن ُيطرحوا في ال َ‬
‫فإنه انتفخ في دِْرعه فملها‪ ،‬فذهبوا ليحركوه ‪ ،‬فتزايل لحمه ‪ ،‬فأقروه وألقههوا عليههه مهها‬
‫غيبه من التراب والحجارة‪ .‬فلما ألقاهم في القليب ‪ ،‬وقههف عليهههم رسههول اللههه صههلى‬
‫ق هًا؟ فههإنى قههد‬
‫قليب ‪ .‬هههل وجههدتم مهها وعههدكم ربكههم ح ّ‬ ‫الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يأه َ‬
‫ل ال َ‬
‫قًا‪ .‬قههالت ‪ :‬فقهال لهه أصههحابه ‪ :‬يهها رسههول اللههه‪ .‬أتكلههم قومها ً‬ ‫وجدت ما وعدني ربي ح ّ‬
‫قا‪ً.‬‬
‫دهم رّبهم ح ّ‬‫موَْتى؟ فقال لهم ‪ :‬لقد علموا أن ما وع َ‬ ‫َ‬
‫قالت عائشة ‪ :‬والناس يقولون ‪ :‬لقد سمعوا ما قلت لهم ‪ ،‬وإنمهها قهال لههم رسهول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لقد علموا‪.‬‬
‫ب‬ ‫ميد الطويل ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬سمع أصحا ُ‬ ‫ح َ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ُ‬
‫جوف الليههل‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم من َ‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬رسو َ‬ ‫رسو ِ‬
‫شْيبة بن ربيعة‪،‬‬ ‫ة بن ربيعة‪ ،‬ويا َ‬ ‫قليب ‪ ،‬يا عتب َ‬ ‫َ‬
‫وهو يقول ‪ :‬يأهل ال َ‬

‫قليههب ‪ :‬هههل‬‫دد من كان منهههم فههي ال َ‬ ‫ويا ّامية بن خلف ‪ ،‬ويا أبا جهل بن هشام ‪ ،‬فع ّ‬
‫ت ما وعدني ربى حقًا؟ فقههال المسههلمون ‪ .‬يهها‬ ‫قًا؟ فإنى قد وجد ُ‬ ‫وجدتم ما وعد َ رّبكم ح ّ‬
‫ً‬
‫رسول الله ‪ ،‬أتنادي قوما قد‬
‫ن يجيبونى ‪.‬‬‫فوا؟ قال ‪ :‬ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ‪ ،‬ولكنهم ل يستطيعون أ َ‬ ‫جي ُ‬
‫ض أهل العلم ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسههلم‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫ى كنتههم لنههبيكم ‪ ،‬كههذبتمونى‬ ‫قليههب ‪ ،‬بئس عشههيرةُ النههب ّ‬ ‫قال يوم هذه المقالههة ‪ :‬يأهههل ال َ‬
‫وصدقنى الناس ‪ ،‬وأخرجتمونى وأواني الناس ‪ ،‬وقاتلتموني ونصرنى الناس ‪ ،‬ثم قههال ‪:‬‬
‫قًا؟ للمقالة التي قال ‪.‬‬‫دكم رّبكم ح ّ‬ ‫هل وجدتم ما وع َ‬
‫ن بن ثابت ‪:‬‬‫شعر حسان في ذلك ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسا ُ‬
‫ب‬
‫قشي ِ‬
‫ق ال َ‬ ‫حى في الور ِ‬ ‫ط الوَ ْ‬ ‫خ ّ‬
‫ك َ‬ ‫ب‬ ‫ب بال َ‬
‫كثي ِ‬ ‫ت دياَر َزْين َ‬
‫‪ #‬عرف ُ‬
‫ب‬ ‫سكو ِ‬ ‫منهمر‬ ‫ى‬
‫م ّ‬ ‫س ِ‬
‫الوَ ْ‬ ‫من‬ ‫ن‬
‫جههههوْ ٍ‬ ‫ح وكل َ‬ ‫‪ #‬تداوُلها الريا ُ‬
‫ب‬ ‫الحبي ِ‬ ‫بعد َ ساك ِِنها‬ ‫ً‬ ‫يبابا‬ ‫ت‬‫وأمس ْ‬ ‫خَلقهههههها ً‬ ‫فأمسى رسمها َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫الكئي ِ‬ ‫الصدرِ‬ ‫حرارةِ‬ ‫وُرد ّ‬ ‫ل يههههوم ٍ‬ ‫فدعْ عنك التذك َّر ك ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬ ‫الكذو ِ‬ ‫إخبارِ‬ ‫غيرِ‬ ‫ق‬
‫صد ْ ٍ‬ ‫ب ِ‬ ‫ب فيههههه‬ ‫خّبر بالذي ل عَي ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬ ‫الّنصي ِ‬ ‫من‬ ‫المشركين‬ ‫في‬ ‫لنا‬ ‫غداةَ بهههدر‬ ‫ك َ‬ ‫بما صنع الملي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫الغرو ِ‬ ‫جْنح‬
‫ُ‬ ‫أركاُنة‬ ‫ت‬ ‫بد ْ‬ ‫حههههراٌء‬ ‫معَُهئم ِ‬ ‫ج َ‬
‫غداةَ كأن َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫وشي ِ‬ ‫ن‬‫مردا ٍ‬ ‫ب‬ ‫الغا ِ‬ ‫سد‬ ‫كأ ْ‬ ‫مههههههع‬ ‫ج ْ‬‫م منا ب َ‬ ‫فلَقيناهُ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫الحرو ِ‬ ‫فِح‬ ‫َ‬
‫ل ْ‬ ‫في‬ ‫العداِء‬ ‫على‬ ‫م محمد قهههههد وازروه‬ ‫أما َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬ ‫ُ‬
‫الكعو ِ‬ ‫ظى‬ ‫خا ِ‬ ‫َ‬ ‫مجّرب‬ ‫ل‬‫وك ّ‬ ‫هفهههات‬ ‫مر َ‬ ‫م ُ‬ ‫صوار ُ‬ ‫بأيديهم َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫الصلي ِ‬ ‫ن‬‫الدي ِ‬ ‫في‬ ‫النجارِ‬ ‫بنو‬ ‫ف وازَرْتها‬ ‫س الَغطار ُ‬ ‫بنو الو ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫جبو ِ‬ ‫بال َ‬ ‫تركنا‬ ‫قد‬ ‫ة‬
‫عتب َ‬ ‫و ُ‬ ‫فغادرنا أبا جهل صريعههها ً‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫ُنسبوا حسي ِ‬ ‫إذا‬ ‫ب‬
‫ذوي حس ٍ‬ ‫ة قد تركنا في رجههال‬ ‫شْيب َ‬‫و َ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬ ‫قلي ِ‬
‫ال َ‬ ‫في‬ ‫ب‬‫كباك ِ َ‬ ‫قذفناهم‬ ‫ل الله لمههههها‬ ‫يناديهم رسو ُ‬ ‫‪#‬‬

‫؟‬ ‫ب‬‫قلو ِ‬
‫بال َ‬ ‫يأخد ُ‬ ‫الله‬ ‫وأمُر‬ ‫قههها‬‫ح ّ‬
‫‪ #‬ألم تجدوا كلمي كان َ‬
‫ب‬‫مصي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫رأ ٍ‬ ‫ذا‬ ‫ت‬
‫وكن َ‬ ‫ت‬
‫صدق َ‬ ‫‪ #‬فما نطقوا‪ ،‬ولو نطقوا لقالهوا‪:‬‬
‫قليهب ‪،‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما أمر رسول الله صلى الله عليهه وسهلم أن ُيلقهوا فهي ال َ‬
‫سحب إلى القليب ‪ .‬فنظههر رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫أخذ عتبة بن ربيعة‪ ،‬ف ُ‬
‫عتبة‪ ،‬فإذا هو كئيب قد تغير لههونه ‪ ،‬فقههال ‪ :‬يهها أبهها‬
‫فيما بلغني ‪ -‬في وجه أبي حذيفة بن ُ‬
‫حذيفة‪ ،‬لعلك قد دخلهك مهن شهأن أبيههك شهىء؟ أو كمهها قهال صههلى اللهه عليههه وسههلم‬
‫ت فههي أبههي ول فههي مصههرعه ‪ ،‬ولكنههى كنههت‬ ‫فقال ‪ :‬ل والله يا رسول اللههه ‪ ،‬مهها شههكك ُ‬
‫أعرف من أبي رأيا ً وحلما ً وفضل‪ ،‬فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى اِلسلم ‪ ،‬فلمهها رأيههت‬
‫ما أصابه ‪ ،‬وذكرت ما مات عليه من الكفر‪ ،‬ب َعْد َ الذي كنههت أرجههو لههه ‪ ،‬أحزننههي ذلههك ‪،‬‬
‫فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير‪ ،‬وقال له خيرًا‪.‬‬
‫م}‪ :‬وكههان‬ ‫س هه ِ ْ‬‫ف ِ‬ ‫مي َأن ُ‬ ‫ة ظ َههال ِ ِ‬ ‫مَلئ ِك َه ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن ت َوَّفاهُ ْ‬
‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫الفتية الذين نزل فيهم {إ ِ ّ‬
‫م‬ ‫ن ت َوَفّههاهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن ال ه ِ‬ ‫الفتية الذين ُقتلوا ببدر‪ ،‬فنزل فيهم مههن القههرآن ‪ ،‬فيمهها ذكههر لنهها ‪{ :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫مي َأن ُ‬
‫ن‬‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ض َقالوا أل ْ‬ ‫ن ِفي الْر ِ‬ ‫في َ‬ ‫ضع َ ِ‬‫ست َ ْ‬‫م ْ‬ ‫م َقاُلوا ك ُّنا ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬‫م ُ‬ ‫م َقاُلوا ِفي َ‬ ‫سهِ ْ‬‫ف ِ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫ة َ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬
‫ال ْ َ‬
‫ك ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫صيًرا }]النساء‪[97:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ساَء ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫جهَن ّ ُ‬‫م َ‬ ‫مأَواهُ ْ‬ ‫جُروا ِفيَها فَأوْل َئ ِ َ َ‬ ‫ة فَت َُها ِ‬‫سعَ ً‬ ‫ض الل ّهِ َوا ِ‬ ‫أْر ُ‬
‫مين ‪:‬‬ ‫س ّ‬‫م َ‬ ‫فتية ُ‬
‫من بني أسد بن عبد العههزى بههن قصههي ‪ :‬الحههارث بههن زمعههة بههن السههود بههن عبههد‬
‫المطلب بن أسد‪.‬‬
‫عمههر بههن‬ ‫ومن بنى مخزوم ‪ :‬أبو قيس بههن الفههاكه بههن المغيههرة بههن عبههد اللههه ابههن ُ‬
‫مخزوم ‪ ،‬وأبو قَْيس بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ‪.‬‬
‫مح‬ ‫ج َ‬‫حذافة بن ُ‬ ‫ى بن أمية بن خلف بن وهب بن ُ‬ ‫مح ‪ :‬عل ّ‬ ‫ومن بني ج َ‬
‫حذيفههة ابههن سههعد بههن‬ ‫مَنبه بههن الحجههاج بههن عههامر بههن ُ‬ ‫ومن بني سهم ‪ :‬العاص بن ُ‬
‫سهم ‪.‬‬
‫وذلك أنهم كانوا أسلموا‪ ،‬ورسهول اللهه صههلى اللهه عليهوسهلم بمكههة‪ ،‬فلمها ههاجر‬
‫رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم إلههى المدينههة حبسهههم آبههاؤهم وعشههائرهم بمكههة‬
‫وفتنوهم فافتتنوا‪ ،‬ثم ساروا مع قومهم إلى بدر فأصيبوا به جميعًا‪.‬‬
‫فيء بدر واختلف المسلمين فيه ‪ :‬ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسههلم‬
‫جمهع ‪ ،‬فهاختلف المسهلمون فيهه ‪ ،‬فقهال مهن‬ ‫جمع الناس ‪ ،‬ف ُ‬ ‫أمر بما في العسكر‪ ،‬مما َ‬
‫مههال الههذين كههانوا يقههاتلون العههدو ويطلبههونه ‪ :‬واللههه لههول نحههن مهها‬ ‫جمعههه ‪ :‬هههو لنهها ‪ .‬و َ‬
‫شغْلنا عنكم القوم حتى أصبتم‬ ‫أصبتموه ‪ ،‬لنحن َ‬
‫ة أن‬ ‫ما أصبتم وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاف َ‬
‫ُيخالف إليه العدو ‪ :‬والله ما أنتم بأحق به منا‪ ،‬والله لقد رأينا أن نقتههل العههدو إن منحنهها‬
‫خفنهها‬ ‫الله تعالى أكتافه ‪ ،‬ولقد رأينا أن نأخذ المتاع حين لم يكن دوَنه من يمنعه ‪ ،‬ولكنهها ِ‬
‫على رسول الله صلى الله عليه وسلم ك َّرة العدو‪ ،‬فقمنا دوَنه فما أنتم بأحق به منا‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد الرحمن بن الحارث وغيره من أصحابنا عن سليمان‬
‫جلن فيما قال ابن‬ ‫صد َيّ بن عَ ْ‬ ‫بن موسى عن مكحول ‪ ،‬عن أبي أمامة الباهلي واسمه ُ‬
‫عبادة بن الصامت عن النفال ‪ ،‬فقال ‪ :‬فينهها أصههحاب بههدر نزلههت‬ ‫هشام ‪ -‬قال ‪ :‬سألت ُ‬
‫حين اختلفنها فهي النفهل ‪ ،‬وسهاءت فيهه أخلقنها‪ ،‬فنزعهه اللهه مهن أيهدينا‪ ،‬فجعلهه إلهى‬
‫واء‪ .‬يقهول ‪:‬‬ ‫رسوله ‪ ،‬فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهن المسهلمين عهن َبه َ‬
‫على السواء‪.‬‬
‫ض بنههي سههاعدة‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬قهال ‪ :‬حههدثني بعه ُ‬
‫ت سهيف بنهي عهائط المخزومييهن‬ ‫سيد الساعدي مالك بن ربيعة‪ ،‬قهال ‪ :‬أصهب ُ‬ ‫عن أبي أ َ‬
‫س أن‬ ‫مْرُزبان يوم بدر‪ ،‬فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النهها َ‬ ‫مى ال َ‬ ‫الذين يس ّ‬
‫ت حتى ألقيته في النفل ‪ .‬قال ‪ :‬وكان رسهول اللهه‬ ‫فل ‪ ،‬أقبل ُ‬ ‫يردوا ما في أيديهم من الن ّ ْ‬
‫سئله ‪ ،‬فعرفه الرقم بن أبى الرقم ‪ ،‬فسأله رسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم ل يمنع شيئا ً ُ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فأعطاه إياه ‪.‬‬
‫ُبشرى الفتح ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند َ‬
‫الفتح عبد َ الله بن َرواحة بشيرا ً إلى أهل العالية‪ ،‬بما فتح اللههه عههز وجههل علههى رسههوله‬
‫سافلة ‪ .‬قههال‬ ‫صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين ‪ ،‬وبعث َزيد بن حارثة إلى أهل ال ّ‬
‫ب على ُرقية ابنة رسول الله صههلى اللههه‬ ‫سوّْينا الترا َ‬ ‫أسامة بن زيد ‪ :‬فأتانا الخبر ‪ -‬حين َ‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬التي كانت عند عثمان بن عفان ‪ .‬كان رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬
‫خلفنى عليها مع عثمان ‪ -‬أن زيد بن حارثة قد قدم ‪ .‬قال ‪ :‬فجئته وهو واقف بالمصههلى‬ ‫َ‬
‫قد غشيه الناس ‪ ،‬وهو يقول ‪ُ :‬قتل عتبة بههن ربيعههة‪ ،‬وشهْيبة بهن ربيعههة‪ ،‬وأبههو جههل بهن‬
‫ختري العهاص بهن هشهام ‪ ،‬وأميهة بهن خلهف ‪ ،‬وُنهبيه‬ ‫مَعة بن السود‪ ،‬وأبو الب َ ْ‬ ‫هشام ‪ ،‬وَز ْ‬
‫ت ‪ ،‬أحقّ هذا؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬والله يا بني ‪.‬‬ ‫منبه ابنا الحجاج ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا أب ِ‬ ‫و ُ‬
‫ل اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم قههافل ً إلههى‬ ‫الرجوع إلى المدينة ‪ :‬ثم أقبل رسو ُ‬
‫معَْيهط ‪ ،‬والّنضهر بهن‬ ‫عقبهة بهن أبهي ُ‬ ‫المدينة‪ ،‬ومعه السهارى مهن المشهركين ‪ ،‬وفيههم ُ‬
‫الحارث ‪ ،‬واحتمل رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم معههه النفههل الههذي أصههيب مههن‬
‫وف بن مبذول‬ ‫المشركين ‪ ،‬وجعل على النفل عبد َ الله بن كعب بن عمرو بن عَ ْ‬
‫ابن غَْنم بن مازن بن النجار فقال راجز من المسلمين ‪ -‬قال ‪ ،‬ابن هشههام ‪ :‬يقههال ‪:‬‬
‫غباء‪:‬‬‫إنه عدي بن أبى الّز ْ‬
‫س‬
‫معَّر ُ‬ ‫ُ‬ ‫لها‬ ‫الط ّل ِْح‬ ‫بذي‬ ‫ليس‬ ‫س‬
‫سَبههه ُ‬‫م لها صدوَرها يا ب َ ْ‬ ‫‪ #‬أق ِ ْ‬
‫خّيس‬‫تُ َ‬ ‫ل‬ ‫القوم ِ‬ ‫مطايا‬ ‫إن‬ ‫حَبههس‬ ‫م ْ‬
‫مْير َ‬ ‫ُ‬
‫‪ #‬ول بصحراِء غ َ‬
‫س‬‫خن َ ُ‬‫ال ْ‬ ‫وفّر‬ ‫الله‬ ‫نصر‬ ‫قد‬ ‫مُلها على الطريق أكَيههس‬
‫ْ‬ ‫‪ #‬فح ْ‬
‫تهنئة المسلمين الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتسسح ‪ :‬ثههم أقبههل رسههول‬
‫مضيق الصههفراء نههزل علههى كههثيب بيههن‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ -‬حتى إذا خرج من َ‬
‫سْرحة به فقسم هنالك النفههل الههذي أفههاء‬ ‫المضيق وبين النازية ‪ -‬يقال له ‪ :‬سير ‪ -‬إلى َ‬
‫الله على المسلمين من المشركين على السواء‪ ،‬ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬حتى إذا كان بالروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بما فتح الله عليه ومن معه من‬
‫عمر بههن قتههادة‪ ،‬ويزيههد‬ ‫سَلمة بن سلمة ‪ -‬كما حدثني عاصم بن ُ‬ ‫المسلمين ‪ ،‬فقال لهم َ‬
‫قلههة‪،‬‬‫دن المع ّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫صهلعا كالب ُه ْ‬ ‫بن ُرومان ‪ : -‬ما الذي تهنئوننا به ؟ فههوالله إن لقينهها إل عجههائَز ُ‬
‫فنحرناها‪ ،‬فتبسم ‪.‬رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ثههم قههال ‪ :‬أي ابههن أخههي ‪ ،‬أولئك‬
‫المل قال ابن هشام ‪ :‬المل‪:‬الشراف والرؤساء‪.‬‬
‫مقتل النضر وعقبة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حهتى إذا كهان رسههول اللههه صههلى اللهه‬
‫فراء ُقتل النضر بن الحارث ‪ ،‬قتله على بن أبى طالب ‪ ،‬كمهها أخههبرنى‬ ‫ص ْ‬ ‫عليه وسلم بال ّ‬
‫بعض أهل العلم من أهل مكة ‪.‬‬
‫معَْيط ‪.‬‬ ‫عقبة ابن أبي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم خرج حتى إذا كان بعْرق الظْبية قتل ُ‬
‫ظبية عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬ ‫عْرق ال ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ِ :‬‬

‫جلن ‪.‬‬ ‫عقبة ‪ :‬عبد ُ الله بن سلمة أحد بني العَ ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والذي أسر ُ‬
‫عقبة حين أمر رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم بقتلههه ‪:‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال ُ‬
‫فمن للصبية يا محمد؟ قال ‪ :‬النار‪ .‬فقتله عاصم بن ثابت بن أبي القلح النصاري ‪ ،‬أخو‬
‫عبيده بن محمد بن عمار بن ياسر‪.‬‬ ‫عمرو بن عوف ‪ ،‬كما حدثني أبو ُ‬ ‫بنى َ‬
‫ى بن أبى طالب فيما ذكر لى ابههن شهههاب الزهههري‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال قتله عل ّ‬
‫وغيره من أهل العلم ‪.‬‬
‫ل اللة صلى الله عليه وسلم بذلك الموضع أبو هند‪،‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ولقى رسو َ‬
‫حميههت ‪:‬‬ ‫حْيسا ً‪ ، .‬قال ابن هشههام ‪ :‬ال َ‬
‫حميت مملوء َ‬ ‫عمرو الَبياضى ب َ‬ ‫مولى فَْروة بن َ‬
‫الّزق ‪ ،‬وكان قد تخلف عن بدر‪ ،‬ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى اللههه عليههه‬
‫م رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله‬ ‫جا َ‬ ‫ح ّ‬‫وسلم ‪ ،‬وهو كان َ‬
‫عليه وسلم ‪ :‬إنما هو أبو هند امرؤ من النصار‪.‬‬
‫كحوا إليه ‪ ،‬ففعلوا ‪.‬‬ ‫كحوه ‪ ،‬وأن ِ‬
‫فأن ِ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم مضى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم حههتى قههدم المدينههة‬
‫ل الساَرى بيوم ‪.‬‬ ‫قب َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد ُ الله بن أبى بكر أن يحيى بن‬
‫عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة‪ ،‬قال ‪ :‬قدم بالسارى‬
‫معة زوج النبى صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء‪،‬‬ ‫ودة بنت َز ْ‬
‫س ْ‬‫حين ُقدم بهم ‪ ،‬و َ‬
‫وف ومعوذ ابنى عفراء‪ ،‬وذلك قبل أن ُيضرب عليهن الحجاب ‪.‬‬ ‫فىمناحتهم على عَ ْ‬
‫ودة ‪ :‬والله إنى لعندهم إذ أتينا‪ ،‬فقيل ‪ :‬هؤلء السارى‪ ،‬قد أتى بهم ‪.‬‬ ‫س ْ‬
‫قال ‪ :‬تقول َ‬
‫ل اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم فيههه ‪ ،‬وإذا أبههو يزيههد‬ ‫ت إلى بيتي ‪ ،‬ورسو ُ‬ ‫قالت ‪ :‬فرجع ُ‬
‫عنقه بحبل قالت ‪ :‬فل واللههه مهها‬ ‫سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة‪ ،‬مجموعة يداه إلى ُ‬ ‫ُ‬
‫ملكت نفسى حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلههت ‪ :‬أي أبهها يزيههد ‪ :‬أعطيتههم بأيههديكم ‪ ،‬أل‬
‫متم كرامًا‪ ،‬فوالله ما أنبهني إل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مههن الههبيت ‪ :‬يهها‬ ‫ُ‬
‫ت ‪ :‬يهها رسههول اللههه ‪ ،‬والههذي بعثههك‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫قل‬ ‫‪:‬‬ ‫هالت‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫؟!‬ ‫رضين‬ ‫تح‬
‫ُ ّ‬ ‫ورسوله‬ ‫الله‬ ‫أعلى‬ ‫ودة‪،‬‬ ‫َ ْ‬ ‫س‬
‫ت‬
‫ُ‬ ‫قل‬ ‫ما‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫قل‬ ‫أن‬ ‫عنقه‬ ‫إلى‬ ‫يداه‬ ‫مجموعة‬ ‫يزيد‬ ‫أبا‬ ‫رأيت‬ ‫حين‬ ‫نفسى‬ ‫ملكت‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫بالحق‬
‫اليصاء بالسارى ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ُنبيه بههن وهههب ‪ ،‬أخههو بنههي عبههد‬
‫الدار‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالسارى فرقهم بيههن أصههحابه ‪،‬‬
‫ميههر بههن هاشههم ‪ ،‬أخههو‬ ‫وقال ‪ .‬استوصوا بالسارى خيرًا‪ .‬قههال ‪ :‬وكههان أبههو عزيههز ابههن عُ َ‬
‫صههعب‬ ‫م ْ‬ ‫مّر بههى أخههي ُ‬ ‫عمير لبيه وأمه في السارى ‪ .‬قال ‪ :‬فقال أبو عزيز‪َ :‬‬ ‫صَعب بن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫عمير ورجل من النصار يأسرني ‪ ،‬فقال ‪ :‬شد يديك به ‪ ،‬فإن أمه ذات متاعً ‪ ،‬لعلههها‬ ‫بن ُ‬
‫دموا‬ ‫تفديه منك ‪َ ،‬قال وكنت في َرهط من النصار حين أقبلوا بي من بدر‪ ،‬فكانوا إذا قهه ّ‬
‫غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز‪ ،‬وأكلوا التمر‪ ،‬لوصية رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم إياهم بنا‪ ،‬ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إل نفحني بههها‪ .‬قههال ‪ :‬فأسههتحيى‬
‫ي ما يمسها‪.‬‬ ‫فأردها على أحدهم ‪ ،‬فيردها عل ّ‬
‫بلوغ مصاب قريش في رجالها إلى مكة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وكان أبو عزيههز‬
‫صاحب لواء المشركين ببدر بعد الّنضر بن الحارث ‪،‬‬
‫سر‪ ،‬وهو الذي أسره ‪ ،‬ما قال ‪ ،‬قال له أبو‬ ‫مير لبى الي َ َ‬ ‫صعب بن عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫فلما قال أخوه ُ‬
‫ت أمههه عههن‬ ‫صَعب ‪ :‬إنه أخى دون َههك ‪ .‬فسههأل ْ‬ ‫م ْ‬‫عزيز ‪ :‬يا أخى‪ ،‬هذه َوصاُتك بى‪ ،‬فقال له ُ‬ ‫َ‬
‫دي به ُقرشي ‪ ،‬فقيل لها ‪ - :‬أربعة ألف درهم ‪ ،‬فبعثتههه بأربعههة الف درهههم ‪،‬‬ ‫أغلى ما فُ ِ‬
‫ففدته بها‪.‬‬
‫سمان ابن عبد اللههه‬ ‫حي ْ ُ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان أول من قدم مكة بمصاب قريش ال َ‬
‫شْيبة بن ربيعة‪ ،‬وأبو الحكههم‬ ‫عتبة بن ربيعة‪ ،‬و َ‬ ‫خزاعى‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ما وراءك ؟ قال ‪ُ :‬قتل ُ‬ ‫ال ُ‬
‫خههتري‬ ‫منبه ابنا الحجاج ‪ ،‬وأبو الب َ ْ‬ ‫معة بن السود‪ ،‬وُنبيه و ُ‬ ‫خلف ‪ ،‬وَز ْ‬ ‫بن هشام ‪ ،‬وأمية بن َ‬
‫ف قريههش قههال صههفوان بههن أميههة‪ ،‬وهههو قاعههد فههي‬ ‫بن هشام ‪ ،‬فلما جعل يعدد أشرا َ‬
‫فوان بن أمية؟‬ ‫ص ْ‬
‫جر ‪ :‬والله إن ي َْعقل هذا فاسئلوه عنى فقالوا ‪ :‬ما فعل َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ِ‬
‫جر‪ ،‬وقد والله رأيت أباه وأخاه حين ُقتل‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ً‬
‫قال ‪ :‬ها هو ذاك جالسا في ال ِ‬
‫عكرمة‬ ‫ْ‬ ‫عبيد الله بن عباس ‪ ،‬عن ِ‬ ‫حسين بن عبد الله بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ُ‬
‫ت‬‫مولى ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ :‬كن ه ُ‬
‫غلما ً للعباس بن عبد المطلب ‪ ،‬وكان اِلسلم قد أدخلنا أهههل الههبيت ‪ ،‬فأسههلم العبههاس‬
‫مه ويكههره خلَفههم وكهان يكتهم‬ ‫ت وكهان العبهاس يههاب قهو َ‬ ‫وأسلمت أم الفضل وأسلم ُ‬
‫إسلمه ‪ ،‬وكان ذا مال كثير متفرق في قومه ‪ ،‬وكان أبو لهب قد تخّلف عن بدر‪ ،‬فبعههث‬
‫مكانه العاصى بن هشام بن المغيرة‪ ،‬وكذلك كههانوا صههنعوا‪ ،‬لههم يتخلههف رجههل إل بعههث‬
‫ل‪ ،‬فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريههش‪ ،‬كبتههه اللههه وأخههزاه ‪،‬‬ ‫مكانه رج ً‬
‫عّزا‪.‬‬‫ووجدنا في أنفسنا قوةً و ِ‬
‫حجرة‬ ‫قال ‪ :‬وكنت رجل ً ضعيفأ‪ ،‬وكنت أعمل القداح ‪ ،‬أنحتها في ُ‬
‫م الفضهل جالسهة‪ ،‬وقهد‬ ‫زمزم ‪ ،‬فوالله إنى لجالس فيها أنحهت أقهداحي ‪ ،‬وعنهدي أ ّ‬
‫ُ‬
‫شههر‪ .‬حههتى جلههس علههى طن ُههب‬ ‫سّرنا ما جاءنا من الخبر‪ ،‬إذ أقبل أبو لهب يجههر رجليههه ب ِ َ‬ ‫َ‬
‫الحجرة‪ ،‬فكان ظهره إلى ظهري ‪.‬‬
‫فبينما هو جالس إذ قال الناس ‪ :‬هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ‪ -‬قههال‬
‫ي‪،‬‬ ‫م إل ه ّ‬ ‫ابن هشام ‪ :‬واسم أبى سفيان المغيرة ‪ -‬قد قدم ‪ .‬قال ‪ :‬فقال أبههو لهههب ‪ :‬هل ه ّ‬
‫فعندك لعمري الخبر‪ ،‬قال ‪ :‬فجلس إليه والناس قيام علِيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يابن أخي ‪ ،‬أخبرنى‬
‫م فمنحناهم أكتافنهها يقودوننهها‬ ‫كيف كان أمر الناس ؟ قال ‪ :‬والله ما هو إل أن لقينا القو َ‬
‫كيف شاءوا‪ ،‬ويأسروننا كيف شاءوا‪ ،‬وايم الله مع ذلههك مهها ُلمههت النههاس ‪ ،‬لقينهها رجههال ً‬
‫خْيل ب ُْلق ‪ ،‬بين السماء والرض ‪ ،‬والله ما ُتليق شيئا ً‪ ،‬ول يقوم لها شىء ‪.‬‬ ‫بيضًا‪ ،‬على َ‬
‫قال أبو رافع ‪ :‬فرفعت ط ُُنب الحجرة بيدي ‪ ،‬ثم قلت ‪ :‬تلك والله الملئكههة قههال ‪:‬‬
‫ة شديدة ‪ .‬قال ‪ :‬وثاوْرُته فههاحتملنى فضههرب‬ ‫فرفع أبو لهب يده فضرب بها وجهى ضرب ً‬
‫ً‬
‫ي يضربنى‪ ،‬وكنت رجل ً ضعيفا ‪ .‬فقههامت أم الفضههل إلههى عمههود‬ ‫بي الرض ‪ ،‬ثم برك عل ّ‬
‫كرة‪ ،‬وقالت ‪ :‬استضعفته‬ ‫جة من ْ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫عمد الحجرة‪ ،‬فأخذته فضربته فَلعت في رأسه َ‬ ‫من ُ‬
‫ل حتى رماه اللههه‬ ‫موّليا ذليل‪ ،‬فوالله ما عاش إل سبعَ ليا ٍ‬ ‫ده ؟ فقام ُ‬ ‫أن غاب عنه سي ُ‬
‫دسة فقتلته ‪.‬‬ ‫بالعَ َ‬
‫قريش تنوح على قتلها وشعر السود في رثاء أولده ‪ :‬قال ابن إسحاق‬
‫‪ :‬وحدثني يحيى بن عَّباد بن عبد الله بن الزبير‪ ،‬عن أبيه عَّباد‪ ،‬قال ‪ :‬ناحت قريش على‬
‫متوا بكههم ول تبعثههوا فههي‬ ‫قتلهم ‪ ،‬ثم قههالوا ‪ :‬ل تفعلههوا فيبل ُهغَ محمههدا ً وأصههحاَبه ‪ ،‬فيشه َ‬
‫ستأنوا بهم ل يأرب عليكم محمد وأصحابه في الفداء‪ .‬قال وكان السود‬ ‫أسراكم حتى ت ْ‬
‫عقيهل بهن السهود‪،‬‬ ‫طلب قهد أصهيب لهه ثلثهة مهن ولهده ‪َ ،‬زمعهة بهن السهود‪ ،‬و َ‬ ‫بن الم ّ‬
‫والحارث بن َزمعة‪ ،‬وكان يحب أن يبكي على‬
‫ة من الليل ‪ ،‬فقال لغلم له ‪ ،‬وقد ذهب بصره ‪:‬‬ ‫بنيه ‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ سمع نائح ً‬
‫حب ‪ ،‬هل بكت قريش على قتلههها؟ لعلهى أبكههى علههى أبههي حكيمههة‪،‬‬ ‫ل الن ّ ْ‬‫ح ّ‬‫أنظر هل أ ِ‬
‫يعنى زمعة‪ ،‬فإن جوفى قد احترق قال ‪ :‬فلما رجع إليههه الغلم قههال ‪ :‬إنمهها هههي امههرأة‬
‫تبكى على بعير لها أضلته ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فذاك حين يقول السود ‪:‬‬
‫سهود ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫النوم ِ‬ ‫من‬ ‫ويمنُعها‬ ‫ل لها بعيههههٌر‬ ‫‪ #‬أتبكى أن َيض ّ‬
‫جدود ُ‬ ‫ال ُ‬ ‫ت‬ ‫تقاصر ِ‬ ‫بدرٍ‬ ‫على‬ ‫كر ولكهههن‬ ‫‪ #‬فل تبكي على ب َ ْ‬
‫الوليدِ‬ ‫أبي‬ ‫هط‬ ‫وَر ْ‬ ‫ومخزوم ٍ‬ ‫ص‬
‫هصْيهه ٍ‬ ‫سَراةِ بنى ُ‬ ‫‪ #‬على بدرٍ َ‬
‫السودِ‬ ‫سد َ‬‫أ َ‬ ‫ً‬ ‫حارثا‬ ‫ّ‬
‫وبكى‬ ‫عقيههل‬‫ت على َ‬ ‫كى إن بكي ِ‬ ‫‪ #‬وب َ ّ‬

‫ديدِ‬‫نَ ِ‬ ‫من‬ ‫ة‬


‫حكيم َ‬‫َ‬ ‫لبي‬ ‫وما‬ ‫سمى جميعههههها ً‬ ‫‪ #‬وبكّيهم ول ت َ َ‬
‫سودوا‬ ‫يَ ُ‬ ‫لم‬ ‫بدر‬ ‫م‬‫يو ُ‬ ‫ولول‬ ‫م رجهههههههال‬‫‪ #‬أل قد ساد بعد َهُ ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬هذا إقواء‪ ،‬وهي مشهههورة مههن أشههعارهم ‪ ،‬وهههي عنههدنا إكفههاء‪ .‬وقههد‬
‫أسقطنا من رواية ابن إسحاق ما هو أشهر من هذا ‪.‬‬
‫فداء أسارى قريش وفداء أبي وداعة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان في السارى‬
‫سْهمى‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ‪ :‬إن لههه بمكههة‬ ‫ضب َْيرة ال ّ‬‫أبو َوداعة بن ُ‬
‫ابنا ً ك َّيسا ً تاجرا ً ذا مال ‪ ،‬وكأنكم به قد جاءكم في طلب فداء أبيه ‪ ،‬فلمها قههالت قريههش‬
‫ل تعجلوا بفداء أسراكم ل يأرب عليكم محمد وأصحابه ‪ ،‬قال المطلب بن أبي َوداعههة ‪-‬‬
‫ل‬‫وهو الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ‪ : -‬صههدقتم ‪ ،‬ل تعجلههوا‪ ،‬وانس ه ّ‬
‫من الليل فقدم المدينة‪ ،‬فأخذ أباه بأربعة ألف درهم ‪ ،‬فانطلق به ‪.‬‬
‫مك هَرز‬‫ْ‬ ‫هيل بن عمرو ‪ :‬قال ‪ ،‬ثم بعثت قريش في فداء السارى‪ ،‬فقدم ِ‬ ‫س َ‬‫فداء ُ‬
‫شههم ‪،‬‬ ‫خ ُ‬‫سَهيل بن عمرو‪ ،‬وكان الذي أسره مالك بههن الد ّ ْ‬ ‫خيف في فداء ُ‬ ‫بن حفص بن ال ْ‬
‫أخو بنى سالم بن عوف ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫م‬ ‫الم ْ‬ ‫جميِع‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫ً‬ ‫أسيرا‬ ‫سهْيل فل أبتغهههههي‬ ‫ت ُ‬ ‫‪ #‬أسر ُ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ي ُظل ْ‬ ‫إذا‬ ‫سَهيل‬ ‫ُ‬ ‫فتاها‬ ‫ن الفتههههههى‬ ‫خْندف تعلم أ ّ‬ ‫‪ #‬و ِ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫ت نفسى على ذي العَل ْ‬ ‫وأكره ُ‬ ‫فر حتى انثنهى‬ ‫ش ْ‬‫ت بذي ال ّ‬ ‫‪ #‬ضرب ُ‬
‫فَلى قههال ابههن هشههام ‪ :‬وبعههض أهههل العلههم‬
‫سه ْ‬‫سَهيل رجل ً أعلم من شههفته ال ّ‬
‫وكان ُ‬
‫شم ‪.‬‬ ‫خ ُ‬‫بالشعر ينكر هذا الشعر لمالك ابن الد ّ ْ‬
‫النهي عن التمثيل بالعدو ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحههدثني محمههد بههن عمههرو بههن‬
‫ؤي ‪ ،‬أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله صلى اللههه عليههه‬ ‫عطاء‪ ،‬أخو بنى عامر بن ل ُ َ‬
‫سهل بن عمرو‪ ،‬وي َد َْلع لسانه ‪ ،‬فل يقوم عليك‬ ‫ى َ‬ ‫وسلم ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬دعنى أنزع ثنيت ْ‬
‫خطيبا ً في موطن أبدا ً ‪ :‬قال ‪:‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ل أمّثل به فيمثل الله بى وإن كنت نبيًا‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬وقد بلغنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قههال لعمههر فههي‬
‫مه ‪ - .‬قههال ابههن هشههام ‪ :‬وسههأذكر حههديث‬ ‫هذا الحديث ‪ :‬إنه عسى أن يقوم مقاما ً ل َتذ ّ‬
‫ذلك المقام في موضعه ‪ -‬إن‬
‫شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫ت الههذي‬ ‫مكَرز وانتهى إلى رضاهم ‪ ،‬قالوا ‪ - :‬ها ِ‬ ‫ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما قاولهم فيه ِ‬
‫وا‬ ‫ّ‬
‫خل ه ْ‬‫لنا‪ ،‬قال ‪ :‬اجعلوا رجلى مكان رجله ‪ ،‬وخلوا سههبيله حههتى يبعههث إليكههم بفههدائه ‪ ،‬ف َ‬
‫كرز ‪:‬‬ ‫كرزا ً مكانه عندهم ‪ ،‬فقال ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫سَهيل ‪ ،‬وحبسوا ِ‬ ‫سبيل ُ‬
‫المواليا‬ ‫ل‬ ‫مها‬ ‫ُ‬
‫غر ُ‬ ‫م‬‫الصمي َ‬ ‫ينال‬ ‫سبا َفتهههى‬
‫ن ِ‬ ‫ت بأذوادٍ ِثما ٍ‬
‫‪ #‬فدي ُ‬
‫المخازَِيا‬ ‫خشيت‬ ‫َ‬ ‫ولكنى‬ ‫ى‬
‫عل ّ‬ ‫ل أيسُر من يدي‬ ‫ت يدي والما ُ‬ ‫‪ #‬رهن ْ ُ‬
‫المانيا‬ ‫ُنديَر‬ ‫حتى‬ ‫لبناِئنا‬ ‫ل خيُرنا فاذهبوا بهه‬ ‫سهي ٌ‬ ‫ت‪ُ :‬‬ ‫‪ #‬وقل ُ‬
‫مك َْرز‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكر هذا ل ِ‬
‫أسر عمرو بن أبي سفيان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد الله ابن أبى بكههر‪،‬‬
‫معَْيط ‪ -‬قههال ابههن‬ ‫قال ‪ :‬كان عمرو بن أبي سفيان بن حرب ‪ ،‬وكان لبنت عقبة بن أبي ُ‬
‫مَعيههط بههن أبههى عمههرو ‪-‬‬ ‫هشام ‪ :‬أم عمرو بن أبى سفيان ‪ -‬بنت أبى عمرو‪ ،‬وأخت أبى ُ‬
‫أسيرا ً في ي َد َيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬من أسرى بدر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أسره على بن أبى طالب ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬قال ‪ :‬فقيل لبى‬
‫دي‬ ‫حْنظلههة‪ ،‬وأفْ ه ِ‬ ‫ى دمههى ومههالى؟ قتلههوا َ‬ ‫سفيان ‪ :‬أفد َ ً‬
‫عمرا ابنك ‪ ،‬قال ‪ :‬أيجمع عل ه ّ‬
‫عمرًا! دعوه في أيديهم ُيمسكوه ما بدا لهم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫قال ‪ :‬فبينما هو كذلك ‪،‬محبوس بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسههلم إذ‬
‫وف ثم أحد بنههي معاويههة معتمههرا ً‬ ‫عمرو بن عَ ْ‬ ‫كال ‪ ،‬أخو بنى َ‬ ‫خرج سعد ُ بن النعمان بن أ ّ‬
‫ة له ‪ ،‬وكان شيخا ً مسلما‪ ،‬في غنم له بالّنقيع فخرج مههن هنالههك معتمههرًا‪ ،‬ول‬ ‫مَري ّ ٌ‬‫ومعه ُ‬
‫صنع به ‪ ،‬لم يظن أنه ُيحبس بمكة‪ ،‬إنما جاء معتمرًا‪ .‬وقد كان عَهد َ قريشا ً‬ ‫يخشى الذي ُ‬
‫ِ‬
‫ل ي َْعرضون لحد جاء حاجا ً أو معتمرا ً إل بخير‪ ،‬فعدا عليه أبههو سههفيان ابههن حههرب بمكههة‬
‫مرو‪ ،‬ثم قال أبو سفيان ‪:‬‬ ‫فحبسه بابنه عَ ْ‬
‫سيد َ الك َهْل َ‬ ‫ُتسلموا ال ّ‬ ‫تعاقدتم ل‬ ‫دعههههاَءه‬ ‫ل أجيبوا ُ‬ ‫كا ٍ‬‫نأ ّ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬أرهط اب ِ‬
‫رهم الك َْبل‬ ‫كوا عن أسي ِ‬ ‫ف ّ‬
‫لئن لم ي َ ُ‬ ‫ة‬
‫م أِذلههههههه ٌ‬‫مرو لئا ٌ‬ ‫‪ #‬فإن بنى عَ ْ‬

‫فأجابه ‪8‬حسان بن ثابت فقال ‪:‬‬


‫قْتل‬ ‫ي ُؤْ َ‬
‫سَرال َ‬ ‫أن‬ ‫قب َ‬
‫ل‬ ‫لكثَرفيكم‬ ‫مطلقههها ً‬‫ة ُ‬‫م مك َ‬
‫‪ #‬لو كان سعد يو َ‬
‫فُزالّنبل‬
‫ح ِ‬ ‫ت تَ ْ‬‫ض ْ‬‫ن إذا ما أن ْب ِ َ‬ ‫تح ّ‬ ‫ة‬
‫سام ٍ أو بصفراَء نبع ٍ‬
‫ح َ‬
‫ب ُ‬‫ض ٍ‬
‫‪ #‬بعَ ْ‬
‫ومشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ‪ ،‬فههأخبروه خههبره ‪،‬‬
‫وسألوه أن يعطَيهم عمرو بن أبى سفيان فيفكوا‪ .‬به صاحبهم ‪ ،‬ففعل رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬فبعثوا به إلى أبي سفيان ‪ ،‬فخلى سبيل سعد‪.‬‬
‫قصة زينب بنت الرسول وزوجها أبي العاص ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد كان‬
‫خت ْههن رسههول اللههه‬ ‫في السارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العُهّزى بههن عبههد شههمس ‪َ ،‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وزوج ابنته زينب ‪.‬‬
‫مة‪ ،‬أحد بني حرام ‪.‬‬
‫ص ّ‬
‫خَراش بن ال ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أسرهِ ِ‬
‫ل‪ ،‬وأمانههة‪،‬‬ ‫قال ابن إسههحاق ‪ :‬وكههان أبههو العههاص مههن رجههال مكههة المعههدودين ‪ ،‬مهها ً‬
‫وتجارة‪ ،‬وكان لهالة بنت خوَْيلد‪ ،‬وكانت خديجة خالته ‪ .‬فسألت خديجة رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أن يزوجه ‪ ،‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ل يخالفها‪ ،‬وذلههك‬
‫قبل أن ينزل عليه الوحى‪ ،‬فزّوجه ‪ ،‬وكانت تعده بمنزلة ولدها ‪ :‬فلما أكرم الله رسههوله‬
‫دن أن مهها جههاء بههه‬ ‫شه ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم بنبوته آمنت به خديجة وبناته ‪ ،‬فصد ّْقنه ‪ ،‬و َ‬
‫ن بدينه ‪ ،‬وثبت أبو العاص على شركه ‪.‬‬ ‫الحق ‪ ،‬ودِ ّ‬
‫قريش تشغل الرسول عليه السلم بطلق بناته ‪ :‬وكان رسول الله صههلى‬
‫عتبة بن أبى لهب ُرقية‪ ،‬أو أم كلثوم ‪ .‬فلما‬ ‫الله عليه وسلم قد زوج ُ‬
‫غتههم محمههدا ً مهن همههه ‪،‬‬ ‫بادى قريشا ً بأمر الله تعالى وبالعداوة‪ ،‬قالوا ‪ :‬إنكم قههد فَّر ْ‬
‫ن فمشوا إلى أبي العههاص فقههالوا لههه ‪ :‬فههارق صههاحبتك‬ ‫دوا عليه بنات ِهِ ‪ ،‬فاشغلوه به ّ‬ ‫فر ّ‬
‫ت ‪ ،‬قال ‪ :‬ل والله ‪ ،‬إنى ل أفارق صههاحبتى‪ ،‬ومهها‬ ‫ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئ َ‬
‫أحب أن لى بامرأتى امرأةً من قريش‪ .‬وكان رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم يثنههى‬
‫عتبة بن أبى لهب ‪ ،‬فقالوا لههه ‪ :‬ط َل ّههق‬ ‫صْهره خيرًا‪ ،‬فيما بلغني ‪ ،‬ثم مشوا إلى ُ‬ ‫عليه في ِ‬
‫ت ‪ :‬فقال ‪ ،‬إن زوجتمونى بنههت أبههان‬ ‫بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة من قريش شئ َ‬
‫بن سعيد بن العاص ‪ ،‬أو بنت سعيد بن العاص فارقتها‪ ،‬فزوجوه بنت سعيد بههن العههاص‬
‫ف عليههها‬ ‫خل َه َ‬‫وفارقها‪ ،‬ولم يكن أدخل بها فأخرجها الله من يده كرامة لها‪ ،‬وهوانا ً لههه ‪ ،‬و َ‬
‫ن بن عفان بعده ‪.‬‬ ‫عثما ُ‬
‫تحريم زينب على أبى العاص بن الربيع ‪ :‬وكان رسول الله صلى اللههه عليههه‬
‫وسلم ل ُيحل بمكة ول ُيحرم مغلوبا ً على أمره ‪ ،‬وكان اِلسلم قد فّرق بين زينب بنت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسههلمت وبيههن أبههى العههاص ابههن الربيههع ‪ ،‬إل أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كههان ل يقههدر أن يفههرق بينهمهها‪ ،‬فأقههامت معههه علههى‬
‫إسلمها وهو على شركه ‪ ،‬حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلما صههارت‬
‫قريش إلى بدر‪ ،‬صار فيهم أبو العاص بن الربيع فأصيب في السههاَرى يههوم بههدر‪ ،‬فكههان‬
‫بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫رد المسلمين فدية زينب لبي العاص ‪ :‬قال ابن إسحاق وحدثني يحيى بههن‬
‫ل مكههة فههي‬ ‫عَّباد بن عبد الله بن الزبير‪ ،‬عن أبيه عباد‪ ،‬عن عائشة قههالت لمهها بعههث أه ه ُ‬
‫فداِء أسرائهم ‪ ،‬بعثت زينب بنت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال وبعثههت فيههه‬
‫ة‬
‫بقلد ٍ‬
‫لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبههي العههاص حيههن ب َن َههى عليههها قههالت ‪ :‬فلمهها رآههها‬
‫ة شديدة وقال ‪ :‬إن رأيتههم أن تطلقههوا لههها‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم َرقّ لها ِرق ً‬
‫أسيرها‪ ،‬وتردوا عليها ماَلها‪ ،‬فافعلوا؟ فقالوا ‪ :‬نعم يا رسول الله ‪ .‬فأطلقوه وردوا عليها‬
‫الذي لها‪.‬‬
‫خروج زينب إلى المدينة وما أصابها عند خروجها‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم قد أخههذ عليههه ‪ ،‬أو وعههد رسههول اللههه‬ ‫قال ‪ :‬وكان رسو ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم ذلك ‪ ،‬أن يخلههى سههبيل زينههب ‪ ،‬أو كههان فيمهها شههرط عليههه فههي‬
‫إطلقه ‪ ،‬ولم يظهر ذلك منه ول من رسول الله صلى الله عليه وسلم فُيعلم ما هو‪ ،‬إل‬
‫خلي سبيله ‪ ،‬بعث رسول الله صلى الله عليه وسههلم‬ ‫أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة و ُ‬
‫جج حتى تمر بكما زينههب ‪،‬‬ ‫زيد بن حارثة ورجل ً من النصار مكانه ‪ ،‬فقال ‪ :‬كونا ببطن يأ َ‬
‫شهي ِْعه ‪ ،‬فلمهها قههدم‬ ‫فتصحباها حتى تأتياني بها‪ .‬فخرجا مكاَنهما‪ ،‬وذلك بعد بدر بشهههر أو َ‬
‫جهز‪ .‬قال ابههن إسههحاق ‪ :‬فحههدثني عبههد‬ ‫أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها‪ ،‬فخرجت ت َ ّ‬
‫حدثت عن زينب أنها قالت ‪ :‬بينا أنهها أتجهههز بمكههة للحههوق بههأبي‬ ‫الله بن أبي بكر‪ ،‬قال ‪ُ :‬‬
‫لقيتنى هند بنت عتبة‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا بنت محمد‪ ،‬ألم يبلغنى أنك تريدين اللحوق‬
‫ت ذلههك ‪ ،‬فقههالت ‪ :‬أي ابنههة عمههي ‪ ،‬ل تفعلههى‪ ،‬إن كهانت لههك‬ ‫بأبيك ؟ قالت ‪ :‬ما أرد ُ‬
‫حاجة بمتاع مما يرفق بك فههي سههفرك ‪ ،‬أو بمههال تتبلغيههن بههه إلههى أبيههك ‪ ،‬فههإن عنههدي‬
‫طني منى فإنه ل يدخل بين النساء ما بين الرجال ‪ .‬قههالت ‪ :‬واللههه مهها‬ ‫ض َ‬ ‫حاجتك ‪ ،‬فل ت َ ْ‬
‫خفُتههها‪ ،‬فههأنكرت أن أكههون أريههد ذلههك ‪،‬‬ ‫أراههها قههالت ذلههك إل لتفعههل ‪ ،‬قههالت ‪ :‬ولكنههى ِ‬
‫وتجهزت ‪.‬‬
‫كنانة يرجع بزينب حتى تهدأ الصوات ضسسدها ‪ :‬فلمهها فرغههت بنههت رسههول‬
‫ة بههن الربيهِع أخههو زو جههها‬ ‫كنانه ُ‬
‫موههها ِ‬ ‫ح ُ‬
‫دم لههها َ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم من جهازها قَ ّ‬
‫ودج لهها‪.‬‬ ‫هه ْ‬‫سه وكنانته ‪ ،‬ثم خرج بها نهارا َ يقود بهها‪ ،‬وههى فهي َ‬ ‫بعيرًا‪ ،‬فركبته ‪ ،‬وأخذ قو َ‬
‫وتحدث بذلك رجال من قريش ‪ ،‬فخرجوا في طلبها حههتى أدركوههها بههذي ط ُههوى‪ ،‬فكههان‬
‫فْههري ‪،‬‬ ‫أول من سبق إليها هّبار ابن السود بن المطلب بهن أسهد بهن عبهد العهزى‪ ،‬وال ِ‬
‫فرّوعها هَّبار بالّرمح وهي فههي هودجهها‪ ،‬وكهانت المههرأة حههامل ً ‪ -‬فيمها يزعمههون ‪ -‬فلمهها‬
‫ت ذا بطنها‪ .‬وبرك حموها كنانة‪ ،‬ونثر كنانته ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬واللههه ل يههدنو منههى‬ ‫ت طرح ْ‬ ‫ِريع ْ‬
‫ّ‬
‫رجل إل وضعت فيه سهما‪ ،‬فتكْركر الناس عنه ‪ .‬وأتى أبو سفيان في جلههة مههن قريههش‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫مك فكههف ‪ ،‬فأقبههل أبههو سههفيان حههتى وقههف‬ ‫فقال ‪ :‬أيها الرجل ‪ ،‬كف عنا نبَلك حتى نكل َ‬
‫ت‬‫س علنيههة‪ ،‬وقههد عرفه َ‬ ‫عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنك لم ُتصب ‪ ،‬خر جت بالمرأة على رؤوس النا ِ‬
‫مصيبَتنا ونكبَتنا‪ ،‬وما دخل علينا من محمد فيظن الناس‬
‫إذا خرجت بابنته إليه علنية على رؤوس الناس من بيههن أظهرنهها‪ ،‬أن ذلههك عههن ذ ُ ّ‬
‫ل‬
‫هن ‪ ،‬ولَعمري ما لنا بحبسها عههن‬ ‫ضْعف ووَ ْ‬ ‫أصابنا عن مصيبتنا التي كانت ‪ ،‬وأن ذلك منا َ‬
‫ؤرة‪ ،‬ولكههن ارجههع بههالمرأة‪ ،‬حههتى إذا هههدأت‬ ‫أبيههها مههن حاجههة‪ ،‬ومالنهها فههي ذلههك مههن ث ُه ْ‬
‫سهّرا‪ ،‬وألحقهها بأبيهها قهال ‪ :‬ففعهل ‪.‬‬ ‫سهّلها ِ‬ ‫ت ‪ ،‬وتحدث الناس أن قد رددناهها‪ ،‬ف ُ‬ ‫الصوا ُ‬
‫ت خرج بها ليل ً حتى أسلمها إلى زيهد ابهن حارثهة‬ ‫ي ‪ ،‬حتى إذا هدأت الصوا ُ‬ ‫فأقامت ليال َ‬
‫وصاحبه ‪ ،‬فقدما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫شعر لبي خيثمة في شأن زينب ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬فقههال عبههد اللههه بههن‬
‫خْيثمة‪ ،‬أخو بنى سالم بن عوف في الذي كان من أمر زينب ‪ -‬قههال ابههن‬ ‫رواحة ‪ :‬أو أبو َ‬
‫هشام ‪ :‬هي لبى خيثمة‪:-‬‬
‫مأَثم‬ ‫و َ‬ ‫ق‬
‫عقو ٍ‬ ‫ُ‬ ‫لزيَنب فيهم من‬ ‫س َقههههد َْره‬ ‫‪ #‬أتانى الذي ل يقدُر النا ُ‬
‫من ْ َ‬ ‫ْ‬
‫شم ِ‬ ‫عطُر َ‬ ‫ِ‬ ‫وبيننا‬ ‫ط‬
‫مأقِ ٍ‬ ‫على َ‬ ‫خَز فيها محمهههههد ٌ‬ ‫جها لم ي ُ ْ‬ ‫‪ #‬وإخرا ُ‬
‫مْندم‬ ‫ف و َ‬ ‫م أن ٍ‬ ‫ومن حربنا في َرغْ َ‬ ‫م‬
‫ضه ً‬‫م َ‬‫ض ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ْ‬
‫حل ِ‬‫ن من ِ‬ ‫‪ #‬وأمسى أبوسفيا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫عمرا ً ومولى يمينهههههه‬
‫َ‬
‫محكم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫صلص ِ‬ ‫دال ّ‬
‫جل ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫حل ٍ‬ ‫َ‬ ‫بذي‬ ‫‪ #‬قرّنا ابَنه َ‬
‫ُ‬ ‫ت ل ت َْنف ّ‬
‫سوّم ِ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫لهام ٍ‬ ‫في‬ ‫س‬
‫خمي ٍ‬ ‫َ‬ ‫سراةُ‬
‫ك منا كتائههب‬ ‫ُ‬ ‫م ُ‬
‫‪ #‬فأقس ْ‬
‫ّ‬
‫سم ِ‬ ‫بمي ْ َ‬ ‫ف‬ ‫بخاطمةٍ فوقَ النو ِ‬ ‫‪ #‬نزوعُ قريش الكفرِ حتى ن َعُلهها‬
‫ُنتهِم ِ‬ ‫ل‬‫ج ِ‬ ‫ل والّر ْ‬ ‫ي ُْتهموا بالخي ِ‬
‫ف نجد ٍ ونخلهةٍ وإن‬ ‫‪ #‬ننزلهم أكنا َ‬
‫جْرهم‬ ‫و ُ‬ ‫عادٍ‬ ‫آثاَر‬
‫سرُبنها‬‫ج ِ‬‫وُنلحقهم‬
‫‪ #‬يد الدهرِ حتى ل ي ُعَوّ ُ‬
‫م لم ُيطيعوا محمههدا ً‬
‫ت َن َد ّم ِ‬ ‫حين‬ ‫وأيّ‬ ‫رهم‬‫أم ِ‬ ‫على‬ ‫دم قو ٌ‬ ‫‪ #‬وين َ‬
‫سلم‬ ‫وت ُ ْ‬ ‫ً‬ ‫سجودا‬ ‫ص‬
‫ُتخل ْ‬ ‫لم‬ ‫ت‬
‫قيَته لئهن‬‫أن َ‬‫َ‬
‫ن إما ل ِ‬ ‫‪ #‬فأبلغْ أبا سفيا َ‬
‫ً‬
‫جهنم ِ‬ ‫َ‬ ‫ل قارٍ خالدا في‬ ‫ل‬
‫ج ٍ‬ ‫سْربا ِ‬ ‫و ِ‬
‫ي في الحياةِ معُ ّ‬ ‫‪ #‬فأبشْر بخْز ٍ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪ :‬وسربال نار‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومولى يمين أبى سفيان ‪ ،‬الذي يعنههى ‪ :‬عههامر ابههن الحضههرمي ‪:‬‬
‫ساَرى وكان حلف الحضرمى إلى حرب ابن أمية‪.‬‬ ‫كان في ال َ‬
‫عقبة بههن عبههد الحههارث بههن‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬مولى يمين أبى سفيان ‪ ،‬الذي يعنى ‪ُ :‬‬
‫الحضرمى‪ ،‬فأما عامر بن الحضرمى فقتل يوم بدر‪.‬‬
‫شعر هند وكنانة في هجرة زينب ‪ :‬ولما انصههرف الههذين خرجهوا إلهى زينههب‬
‫لقيتهم هند بنت عتبة فقالت لهم ‪:‬‬
‫ك‬
‫ب أشباهُ النساِء الَعوارِ ِ‬
‫وفي الحر ِ‬ ‫ة‬
‫جفاًء وِغلظ ً‬
‫عياٌر َ‬
‫سلم ِ أ ْ‬
‫‪ #‬أفى ال ّ‬

‫وقال كنانة بن الربيع في أمر زينب ‪ ،‬حين دفعها إلى الرجلين ‪:‬‬
‫محمدِ‬ ‫ت‬
‫ببن ِ‬ ‫إخفاري‬ ‫يريدون‬ ‫ه‬
‫مههه ِ‬
‫ق قو ِ‬ ‫ت لهّبارٍ وأوبا ِ‬
‫عجب ُ‬‫‪َ #‬‬
‫دي بالمهتدِ‬ ‫ً‬
‫ت قبضا ي َ ِ‬ ‫مع َ ْ‬
‫وما استج َ‬ ‫ت عديدهم‬ ‫حِيي ُ‬
‫ت أبالى ما َ‬ ‫‪ #‬ولس ُ‬
‫الرسول يستبيح دم هبار الذي روع ابنته زينب ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬حههدثني‬
‫ج‪،‬‬‫ش ّ‬‫كير بن عبد الله بن ال َ‬ ‫يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن ب ُ َ‬
‫عن سليمان بن يسار‪ ،‬عن أبههي إسههحاق الد ّْوسههي ‪ .‬عههن أبههى هريههرة‪ .‬قههال ‪ :‬بعههث‬
‫س هرِّية أنهها فيههها‪ .‬فقههال لنهها ‪ :‬إن ظفرتههم بهب ّههار بههن‬
‫ل الله صلى الله عليه وسههلم َ‬ ‫رسو ُ‬
‫السود‪ ،‬أو الرجل الخر الذي سبق معه إلى زينب ‪.‬‬
‫ل في حديثه وقال ‪ :‬هو نهافع بههن عبههد‬ ‫ن إسحاق الرج َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وقد سمى اب ُ‬
‫قيس ‪ -‬فحّرقوهما بالنار ‪ :‬قال ‪ ،‬فلما كان الغد ُ بعههث إلينهها‪ .‬فقههال ‪ :‬إنههى كنههت أمرُتكههم‬
‫ذب بالنههارِ إل‬ ‫بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموهما‪ .‬ثم رأيت أنههه ل ينبغههى لحههد أن يع ه ّ‬
‫الله ‪ ،‬فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما‪.‬‬

‫ههههه ههه ههههه هه هههههه‬


‫المسلمون يستولون على مال لبي العاص وقسسدومه لسسسترداده ‪ :‬قههال‬
‫ابن إسحاق ‪ :‬وأقام أبو العاص بمكة‪ ،‬وأقامت زينب عند رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم بالمدينة‪ .‬حين فرق بينهما اِلسلم ‪ .‬حتى إذا كان قَُبيل الفتح ‪ ،‬خههرج أبههو العههاص‬
‫تاجرا ً إلى الشام ‪ ،‬وكان رجل ً مأمونًا‪ ،‬بمال له وأموال لرجال من قريش‪ ،‬أبضعوها معه‬
‫سرِّية لرسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫ل‪ ،‬لقيته َ‬‫‪ ،‬فلما فرغ من تجارته وأقبل قاف ً‬
‫فأصابوا ماله ‪ ،‬وأعجزهم هاربًا‪ ،‬فلما قدمت السهرية بمها أصهابوا مهن مهاله ‪ ،‬أقبهل أبهو‬
‫العاص تحت‬
‫الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‪ ،‬فاسههتجار بههها‪،‬‬
‫ل اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم إلههى‬ ‫فأجارته ‪ ،‬وجاء في طلب مالهِ ‪ ،‬فلما خرج رسههو ُ‬
‫فة‬‫صهه ّ‬
‫ب مههن ُ‬ ‫الصبح ‪ -‬كما حدثني يزيد ُ بن رومان ‪ -‬فكبر وكبر الناس معه ‪ ،‬صرخت زين ُ‬
‫ت أبا العاص ابن الربيع ‪،‬قال ‪ :‬فلما سلم رسول اللههه‬ ‫النساء ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬إنى قد أجر ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم من الصلة أقبل على الناس ‪ ،‬فقال ‪ :‬أيها النههاس ! هههل سههمعتم‬
‫ما سمعت؟ قالوا ‪ :‬نعم ؟ قال ‪ :‬والذي نفس محمد بيههده مهها علمههت بشههيء مههن ذلههك‬
‫ت ‪ ،‬إنه ُيجير على المسههلمين أدنههاهم ‪ .‬ثههم انصههرف رسههول اللههة‬ ‫حتى سمعت ما سمع ُ‬
‫ن‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فدخل على ابنته ‪ ،‬فقال ‪ :‬أي ب َُنية‪ ،‬أكرمههى مثههواه ‪ ،‬ول يخلص ه ّ‬
‫إليك ‪ ،‬فإنك ل تحلين له ‪.‬‬
‫المسلمون يردون على أبي العاص ماله وإسلمه بعد ذلك ‪:‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد الله بن أبي بكر ‪ :‬أن رسول اللهه صهلى اللهه عليهه‬
‫سرية الذين أصابوا مال أبى العاص ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬إن هذا الرجل منهها‬ ‫وسلم بعث إلى ال ّ‬
‫ل‪ ،‬فإن ُتحسنوا وتردوا عليه الذي لههه ‪ ،‬فإنهها ُنحههب ذلههك ‪،‬‬ ‫ث قد علمتم ‪ ،‬أصبتم له ما ً‬ ‫حي ُ‬
‫يُء الله الذي أفاء عليكم ‪ ،‬فأنتم أحقّ به ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا رسول اللههه ‪ ،‬بههل‬ ‫َ‬
‫وإن أبيتم فهو ف ْ‬
‫و‪ ،‬ويأتى الرجل بال ّ‬
‫ش هّنة وبههاِلداوة‪،‬‬ ‫ْ‬
‫نرده عليه ‪ ،‬فردوه عليه ‪ ،‬حتى إن الرجل ليأتى بالد ّل ِ‬
‫شظاظ ‪ ،‬حتى ردوا عليه ماَله بأس ِ‬
‫ره ‪ ،‬ل‬ ‫حتى إن أحدهم ليأتى بال َ‬
‫َ‬
‫ل ذى مال من قريش ماله ‪ ،‬ومههن‬ ‫يفقد منه شيئًا‪ ،‬ثم احتمله إلى مكة‪ ،‬فأدى إلى ك ّ‬
‫كان أبضع معه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬هل بقي لحد منكم عنههدي مههال لههم يأخههذه‬
‫قالوا ‪ :‬ل‪ .‬فجزاك الله خيرًا‪ ،‬فقد وجههدناك وفِي ّها ً كريمهًا‪ ،‬قههال ‪ :‬فأنهها أشهههد ُ أن ل إلههه إل‬
‫وفي أن‬ ‫الله ‪ ،‬وأن محمدا ً عبده ورسوله ‪ ،‬واللههه مها منعنههى مهن السهلم عنهده إل تخه ّ‬
‫ت‪ .‬ثم خرج‬ ‫ل أمواَلكم ‪ ،‬فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلم ُ‬ ‫تظنوا أني أردت أن آك َ‬
‫حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫الرسول يرد زينب إلى أبي العاص ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحههدثني داود ُ بههن‬
‫عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬رد عليه رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫صْين عن ِ‬
‫ح َ‬‫ال ُ‬
‫ت سنين ‪.‬‬ ‫ً‬
‫ث شيئا بعد س ِ‬‫ب على النكاح الول لم ُيحد ْ‬ ‫زين َ‬
‫من أمانة زوج زينب ابنة الرسول ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني أبههو عبيههدة ‪ :‬أن‬
‫دم من الشام ومعه أموال المشركين ‪ ،‬قيل له ‪ :‬هههل لههك أن‬ ‫أبا العاص بن الربيع لما قَ ِ‬
‫ُتسلم وتأخذ هذه الموال ‪ ،‬فإنها أموال المشركين ؟ فقال أبو العاص ‪ :‬بئس ما أبدأ بههه‬
‫إسلمى أن أخون أما نتى ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني عبد الوارث بن سعيد التَنوري ‪ ،‬عن داود‬

‫شعبي ‪ ،‬بنحو من حديث أي عبيدة عن أبى العاص ‪.‬‬ ‫ابن أبي هند‪ ،‬عن عامر ال ّ‬
‫سمى لنا مههن السههارى‬ ‫ن عليه بغير فداء ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فكان ممن ُ‬ ‫م ّ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن عليه بغير فداء‪ ،‬من بني عبد شمس بن عبد مناف ‪ :‬أبو العاص بن الربيههع بههن‬ ‫م ّ‬ ‫ممن ُ‬
‫ن عليه رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بعههد‪-‬أن بعثههت‬ ‫م ّ‬ ‫عبد العُّزى بن عبد شمس َ‬
‫زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسههلم بفههدائه ‪ .‬ومههن بنههى مخههزوم بههن يقظههة ‪:‬‬
‫عمههر بههن مخههزوم ‪ ،‬كههان لبعههض بنههى‬ ‫طب بن الحههارث ابههن عَُبيههدة بههن ُ‬ ‫حن ْ َ‬
‫طلب بن َ‬ ‫الم ّ‬
‫خّلوا سبيله ‪ .‬فلحق بقومه ‪.‬‬ ‫الحارث بن الخزرج ‪ ،‬فُترك في أيديهم حتى َ‬
‫جار‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أسره خالد بن َزْيد‪ ،‬أبو أيوب النصاري ‪ ،‬أخو بنى الن ّ‬
‫عمهر بهن‬ ‫صهْيفى بهن أبههى رفاعهة بهن عابهد بهن عبههد اللههه ابهن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وَ َ‬
‫ن إليهههم‬ ‫ت أحد في فدائه أخذوا عليه ليبعث ه ّ‬ ‫مخزوم ‪ُ ،‬ترك في أيدي أصحابه ‪ ،‬فلما لم يأ ِ‬
‫ف لهم بشىء فقال حسان بن ثابت في ذلك ‪:‬‬ ‫وا سبيله ‪ ،‬فلم ي َ ِ‬ ‫بفدائه ‪ ،‬فخل ّ ْ‬
‫الموارِدِ‬ ‫ض‬
‫ببع ِ‬ ‫أعيا‬ ‫ب‬
‫ثعل ٍ‬ ‫َقفا‬ ‫ة‬
‫ي لُيوفى ذمهه ً‬ ‫صيف ّ‬ ‫‪ #‬وما كان َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذا البيت في أبيات له ‪.‬‬
‫حذافههة بههن‬ ‫عمرو بن عبد الله بن عثمان بن أهَْيب بههن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو عّزة‪َ ،‬‬
‫مح ‪ ،‬كان محتاجا ً ذا بنات ‪ ،‬فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسههول‬ ‫ج َ‬
‫ُ‬
‫ن عليههه‬ ‫ى؟ فمه ّ‬ ‫ن عله ّ‬ ‫ى من مال ‪ ،‬وإنى لذو حاجة‪ ،‬وذو عيال ‪ ،‬فههامن ُ ْ‬ ‫ت مال َ‬ ‫الله لقد عرف َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأخذ عليه أل يظاهر عليه أحدا‪ً.‬‬
‫ما مدح به أبو عزة الرسول عندما أطلقه بغير فداء ‪:‬‬
‫فقال أبو عزة‪.‬في ذلك ‪ ،‬يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذكر فضههله فههي‬
‫قومه ‪:‬‬
‫حميد ُ‬ ‫َ‬ ‫والملي ُ‬
‫ك‬ ‫حقّ‬ ‫بأنك‬ ‫ل محمههدا ً‬ ‫مبلغ عني الرسو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫‪َ #‬‬
‫عليك من الله العظيم ِ شهيد ُ‬ ‫دى‬ ‫‪ #‬وأنت امرؤ تدعوإلى الحقّ والههه َ‬
‫وصعود ُ‬ ‫ة‬
‫سْهل ٌ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫درجا ٌ‬ ‫له‬ ‫مبههههههاءةً‬ ‫ت فينا َ‬ ‫وئ َ‬ ‫ت امرؤ ب ّ‬ ‫‪ #‬وأن َ‬
‫لسعيد ُ‬ ‫سالمته‬ ‫ومن‬ ‫ي‬
‫ق ّ‬ ‫َ‬
‫ش ِ‬ ‫ب‬
‫محهههههههاَر ٌ‬ ‫‪ #‬فإنك من حاربته ل ُ‬
‫حسرةٌ وقعود ُ‬ ‫َ‬ ‫تأّوب ما بى ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ت بدرا وأهلههههههه‬‫ً‬ ‫ذكْر ُ‬ ‫‪ #‬ولكن إذا ُ‬
‫مقدار الفداء للسير ‪ :‬قال ابن هشههام ‪ :‬كههان فههداء المشههركين يههومئذ أربعههة الف‬
‫ن رسول الله صههلى اللههه عليههه‬ ‫درهم للرجل ‪ ،‬إلى ألف درهم ‪ ،‬إل من ل شىء له ‪ ،‬فم ّ‬
‫وسلم عليه ‪.‬‬
‫هب بعد تحريض صفوان له‬ ‫و ْ‬‫عمير بن َ‬ ‫إسلم ُ‬
‫على قتل الرسول‬
‫عروة ابههن الزبيههر قههال ‪:‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد ُ بن جعفر بن الزبير‪ ،‬عن ُ‬
‫مصاب أهههل بههدر مههن قريههش ‪-‬‬ ‫جمحي مع صفوان بن أمية بعد ُ‬ ‫مْير بن وهب ال ُ‬ ‫جلس عُ َ‬
‫شْيطانا مههن شههياطين قريههش‪ ،‬وممههن كههان‬ ‫ً‬ ‫عمير ابن وهب َ‬ ‫جر ‪ -‬بيسير‪ ،‬وكان ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫في ال ِ‬
‫قون منه عناًء وهو بمكههة‪ ،‬وكههان‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ‪ ،‬وي َل ْ َ‬ ‫ُيؤِذي رسو َ‬
‫مْير في أسارى بدر‪.‬‬ ‫ه وهب بن عُ َ‬ ‫ابن ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أسره رفاعة بن رافع أحد بنى ُزَرْيق ‪.‬‬
‫عهروة ابهن الزبيهر‪ ،‬قههال ‪:‬‬ ‫جْعفر بن الّزبير‪ ،‬عن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني محمد بن َ‬
‫ن فههي العيههش بعههدهم خي هٌر ؟‬ ‫مصابهم ‪ ،‬فقال صفوان ‪ :‬واللههه إ ْ‬ ‫قليب و ُ‬ ‫ب ال َ‬ ‫فذكر أصحا َ‬
‫ى ليهس لهه عنهدي قضهاء‪ ،‬وعيها ٌ‬
‫ل‬ ‫ت والله ‪ ،‬أما والله لول د َْيهن عله ّ‬ ‫عمير ‪ :‬صدق َ‬ ‫قال له ُ‬
‫ة بعدي ‪ ،‬لركبت إلى محمد حتى أقتَله ‪ ،‬فإن لى قبلهم علة ‪ :‬ابنههى‬ ‫ضْيع َ‬‫أخشى عليهم ال ّ‬
‫ى ديُنك ‪ ،‬أنا أقضيه عنههك ‪ ،‬وعيال ُههك‬ ‫أسير في أيديهم قال ‪ :‬فاغتنمها صفوان وقال ‪ :‬عل ّ‬
‫ميههر ‪ :‬فههاكتم‬‫سهُعنى شههىٌء ويعجههز عنهههم فقههال لههه عُ َ‬ ‫قوا‪ ،‬ل ي َ َ‬‫مع عيالى أواسيهم ‪.‬ما ب َ ُ‬
‫شأنى وشأنك قال ‪ :‬أفعل ‪.‬‬
‫دم المدينههة فبينهها‬ ‫َ‬
‫م ‪ ،‬ثم انطلههق حههتى ق ه ِ‬ ‫س ّ‬
‫حذ له و ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫عمير بسيفه ‪ ،‬ف ُ‬ ‫قال ‪ :‬ثم أمر ُ‬
‫عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بههدر‪ ،‬ويههذكرون مهها أكرمهههم‬
‫مْير بن وهب حين أنههاخ علههى بههاب‬ ‫الله به ‪ ،‬وما أراهم من عدوهم ‪ ،‬إذ نظر عمر إلى عُ َ‬
‫هب ‪ ،‬واللههه مهها جههاء‬ ‫مْير بن وَ ْ‬
‫ف ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا الكلب عدوّ الله عُ َ‬ ‫المسجد متوشحا ً السي َ‬
‫حَزرنا للقوم يوم بدر‪.‬‬ ‫حّرش بيَننا‪ ،‬و َ‬ ‫إل لشّر ‪ .‬وهو الذي َ‬
‫عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬هههذا عههدو‬ ‫ثم دخل ُ‬
‫ى‪ ،‬قال ‪ :‬فأقبل عمر حتى‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫هب قد جاء متو ّ‬
‫فه ‪ :‬قال ‪ :‬فأدخله عل ّ‬ ‫شحا سي َ‬ ‫ن وَ ْ‬‫مْير ب َ‬‫الله عُ َ‬
‫عنقه فلّببه بها‪ ،‬وقههال لرجههال ممههن كههانوا معههه مههن النصههار ‪:‬‬ ‫مالة سيفه فرط ُ‬ ‫أخذ بح ّ‬
‫ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده ‪ ،‬واحذروا عليه مههن هههذا‬
‫الخبيث ‪ ،‬فإنه غير مأمون ‪ ،‬ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫من دلئل نبوته صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى اللهه عليهه‬
‫عميههر؟ فههدنا‬‫ن يها ُ‬ ‫وسلم ‪ ،‬وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه ‪ ،‬قال ‪ :‬أرسْله يا عمههر‪ ،‬اد ْ ِ‬
‫ثم‬

‫ل الجاهليةِ بيَنهم ‪ ،‬فقال رسول الله صههلى اللهه‬ ‫ة أه ِ‬‫قال ‪ :‬انعموا صباحًا‪ ،‬وكانت تحي َ‬
‫عمير‪ ،‬بالسلم ‪:‬‬ ‫عليه وسلم ‪ :‬فقد أكرمنا الله بتحيةٍ خير من تحيتك يا ُ‬
‫ث عهد‪ .‬قههال ‪ :‬فمهها‬ ‫ت بها لحدي ُ‬ ‫تحية أهل الجنة ‪ .‬فقال ‪ :‬أما والله يا محمد إن كن ُ‬
‫حسههنوا فيهه ‪ ،‬قههال ‪ :‬فمها‬ ‫جاء بك يا عمير؟ قال ‪ :‬جئت لهذا السير الذي في أيهديكم فأ ْ‬
‫ً‬
‫ت عنهها شههيئا؟ قههال ‪:‬‬ ‫ف في عنقك ؟ قال ‪ :‬قّبحها الله من سههيوف ‪ ،‬وهههل أغنه ْ‬ ‫بال السي ُ‬
‫ت إل لذلك ‪.‬‬ ‫ت له ؟ قال ‪ :‬ما جئ ُ‬ ‫أصدْقنى‪ ،‬ما الذي جئ ُ‬
‫ب القليههب مههن‬ ‫جههر‪ ،‬فههذكرتما أصههحا َ‬ ‫ح ْ‬
‫ت أنت وصفوان بن أمية في ال ِ‬ ‫قال ‪ :‬بل قعد َ‬
‫ل محمههدًا‪ ،‬فتحمههل لههك‬ ‫ى وعيال عندي لخرجت حتى أقت ه َ‬ ‫قريش‪ ،‬ثم قلت ‪ ،‬لول دين عل ّ‬
‫مي ْههر ‪:‬‬
‫صفوان بدينك وعيالك ‪ ،‬على أن تقتلنى له ‪ ،‬والله حائل بينك وبين ذلههك ‪ ،‬قههال عُ َ‬
‫ذبك بما كنت تأتينا به من خهبر السههماء‪،‬‬ ‫أشهد أنك رسول الله ‪ ،‬قد كنا يا رسول الله نك ّ‬
‫وما ينزل عليك من الوحى‪ ،‬وهذا أمر لم يحضره إل أنا وصفوان ‪ ،‬فوالله إنى لعلههم مهها‬
‫لسههلم وسههاقني هههذا المسههاق ‪ ،‬ثههم شهههد‬ ‫أتاك به إل الله ‪ ،‬فالحمد لّله الههذي هههدانى ل ِ‬
‫شهادةَ الحقّ ‪ .‬فقال رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬فقهههوا أخههاكم فههي دينههه ‪،‬‬
‫واقرئوه القرآن ‪ ،‬وأطلقوا له أسيره ‪ ،‬ففعلوا‪ .‬عمير يدعو إلى اِلسههلم فههي مكههة ‪ :‬ثههم‬
‫ل الله ‪ ،‬إني كنت جاهدا ً على إطفاء نور الله ‪ ،‬شديد الذى لمن كان على‬ ‫قال ‪ :‬يا رسو َ‬
‫ن لى‪ ،‬فأقدم مكة‪ ،‬فأدعوهم إلى الله تعالى‪ ،‬وإلههى‬ ‫دين الله عز وجل ‪ ،‬وأنا أحب أن تأذ َ‬
‫رسوله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬لعل الله يهديهم ‪ ،‬وإل اذيتهم في دينهم كما كنت أوذي‬
‫أصحابك في دينهم ؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليههه وسههلم فلحههق بمكههة‪ ،‬وكههان‬
‫مْير بن وهب ‪ ،‬يقول ‪ :‬أبشروا بوقعة تأتيكم الن في أيام ‪،‬‬ ‫صفوان بن أمية حين خرج عُ َ‬
‫تنسيكم وقعة بدر‪ ،‬وكان صفوان‬
‫يسأل عنه الركبان ‪ ،‬حتى قدم راكب فأخبره عن إسلمه ‪ ،‬فحلف أن ل يكلمه أبههدًا‪،‬‬
‫ول ينفعه بنفع أبدًا‪.‬‬
‫عمير مكة‪ ،‬أقام بهها يهدعو إلهى السهلم ‪ ،‬ويهؤِذي مهن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما قدم ُ‬
‫ذى شديدًا‪ ،‬فأسلم على يديه ناس كثير‪.‬‬ ‫خالفه أ ً‬
‫من رأى إبليس عندما نكص علسسى عقسسبيه يسسوم بسسدر ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬
‫عمير بن وهب ‪ ،‬أو الحارث بن هشام ‪ ،‬قد ذكر لههى أحههدهما‪ ،‬الههذي رأى إبليههس حيههن‬ ‫و ُ‬
‫ل عههدو اللههه فههذهب ‪ ،‬فههأنزل‬ ‫مث َ َ‬‫سراق ؟ و َ‬ ‫نكص على عقبيه يوم بدر‪ ،‬فقيل ‪ :‬أين ‪ ،‬أي ُ‬
‫طا َ‬
‫س‬‫ن الن ّهها ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬
‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫غال ِ َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫م وََقا َ‬‫مال َهُ ْ‬ ‫ن أعْ َ‬ ‫شي ْ َ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫الله تعالى فيه ‪{ :‬وَإ ِذ ْ َزي ّ َ‬
‫جْعشههم‬ ‫سراقة ابههن مالههك بههن ُ‬ ‫م}‪ .‬فذكر استدراج إبليس إياهم ‪ ،‬وتشبهه ب ُ‬ ‫جاٌر ل َك ُ ْ‬ ‫وَإ ِّني َ‬
‫مناة بن كنانة في الحههرب الههتي كههانت‬ ‫لهم ‪ ،‬حين ذكروا ما بينهم وبين بنى بكر بن عبد َ‬
‫ن } ونظر عدو الله إلههى جنههود اللههه مههن‬ ‫فئ ََتا ِ‬‫ت ال ْ ِ‬ ‫ما ت ََراَء ْ‬ ‫بينهم ‪ .‬يقول الله تعالى ‪{ :‬فَل َ ّ‬
‫ص‬‫الملئكة‪ ،‬قد أيد الله بهم رسوَله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على عدوهم { ن َك َ َ‬
‫َ‬
‫ن}‪ .‬وصدق عدو الله ‪ ،‬رأى مهها لههم‬ ‫ما َل ت ََروْ َ‬ ‫م إ ِّني أَرى َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ريٌء ِ‬ ‫ني ب َ ِ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قب َي ْهِ وََقا َ‬‫عََلى عَ ِ‬
‫ديد ُ ال ْعِ َ‬ ‫َ‬
‫ب} ]النفال‪ [48 :‬فذكر لي أنهههم كههانوا‬ ‫قا ِ‬ ‫ش ِ‬‫ه َ‬‫ه َوالل ّ ُ‬ ‫ف الل ّ َ‬ ‫خا ُ‬ ‫ي ََرْوا‪ ،‬وقال ‪{ :‬إ ِّني أ َ‬
‫ي ََرْونه في كل منزل في صههورة سههراقة ل ينكرونههه ‪ ،‬حههتى إن كههان يههوم بههدر‪ ،‬والتقههى‬
‫الجمعان نكص على عقبيه ‪ ،‬فأوردهم ثم أسلمهم ‪.‬‬
‫عمرو بن تميم‬ ‫سد بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬نكص ‪ :‬رجع ‪ :‬قال أْوس بن حجر‪ ،‬أحد بنى أ ْ‬
‫‪:‬‬
‫مَرم ِ‬ ‫العََر ْ‬ ‫س‬
‫الخمي ِ‬ ‫أنفا َ‬
‫ل‬ ‫ن‬
‫جو َ‬ ‫ت َُز ّ‬ ‫م‬
‫م جئُته ُ‬ ‫‪ #‬نكصُتم على أعقاِبكم يو َ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫شعر حسان بن ثابت يفخر بقومه ويذكر خداع إبليس قريشا ً ‪ :‬قال ابههن‬
‫إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت ‪:‬‬
‫فاُر‬ ‫ُ‬
‫ك ّ‬ ‫ض‬ ‫ُ‬
‫الر ِ‬ ‫وأهل‬ ‫دقوه‬ ‫وص ّ‬ ‫م آوَْوا نبّيههههم‬ ‫‪ #‬قومى الذين هُ ُ‬
‫أنصاُر‬ ‫النصارِ‬ ‫مع‬ ‫للصالحين‬ ‫ف‬
‫سلهه ٌ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ص أقوام ٍ ه ُ‬ ‫‪ #‬إل خصائ َ‬
‫مختاُر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ل‬
‫الص ِ‬ ‫م‬
‫كري ُ‬ ‫أتاهم‬ ‫لما‬ ‫ُ‬
‫سم ِ الله قولهههههم‬ ‫ق ْ‬ ‫ستبشرين ب َ‬ ‫م ْ‬
‫‪ُ #‬‬
‫م والجاُر‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫س ُ‬
‫ق ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫ى ونع َ‬ ‫م النب ّ‬ ‫سعَةٍ نع َ‬ ‫َ‬ ‫ن وفههههى‬ ‫م ٍ‬‫‪ #‬أهل وسهل ففى أ ْ‬
‫ى الداُر‬ ‫ً‬
‫م دارا ه َ‬ ‫من كان جاَره ُ‬ ‫‪ #‬فأنزلوه بدارٍ ل ُيخاف بههههها‬
‫الناُر‬ ‫الجاحدِ‬ ‫م‬ ‫س ُ‬ ‫وقَ ْ‬ ‫مهاجرين‬ ‫قدموا‬ ‫ل إذ‬ ‫موه بها المههههههوا َ‬ ‫س ُ‬‫‪ #‬وقا َ‬
‫ن العلم ِ ما ساروا‬ ‫م لو يعلمون يقي َ‬ ‫ِلحْينه ُ‬ ‫سرنا وساروا إلى َبههههههد ٍْر‬ ‫‪ِ #‬‬

‫غَّزاُر‬ ‫وا َ‬
‫له‬ ‫لمن‬ ‫ث‬
‫الخبي َ‬
‫إن‬ ‫سَلمهههههم‬
‫م بغرورٍ ثم أ ْ‬ ‫‪ #‬د َل ّهُ ُ‬
‫والعاُر‬ ‫خْزى‬‫ال ِ‬ ‫فيه‬ ‫َ‬
‫المواردِ‬
‫شّر‬ ‫دهههم‬‫جار فأور َ‬
‫‪ #‬وقال إني لكم َ‬
‫غاروا‬ ‫فرقة‬ ‫ومنهم‬ ‫ن‬
‫مْنجدي َ‬
‫من‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫سراِتههه ُ‬
‫وا عن َ‬ ‫‪ #‬ثم التقينا فول ّ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني قوَله ‪ " :‬لما أتاهم‬
‫ل مختاُر "‬
‫م الص ِ‬ ‫كري ُ‬
‫أبو زيد النصاري ‪.‬‬
‫عمون من قريش‬ ‫ْ‬
‫المط ِ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان المطعمههون مههن قريههش ‪ ،‬ثههم مههن بنههى هاشههم بههن عبههد‬
‫مناف ‪ :‬العباس بن عبد المطلب بن هاشم ‪.‬‬
‫عتبة بن ربيعة بن عبد شمس‪.‬‬ ‫ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫وفل ‪ ،‬وطعَْيمة ابن عدي بههن‬ ‫وفل بن عبد مناف ‪ :‬الحارث بن عامر بن ن َ ْ‬ ‫ومن بني ن َ ْ‬
‫نوفل ‪ ،‬يعتقبان ذلك ‪.‬‬
‫ختري بن هشام بن الحارث ابهن أسههد‪ .‬وحكيههم‬ ‫ومن في أسد بن عبد العُّزى ‪ :‬أبا الب ْ‬
‫بن حزام بن خويلد بن أسد ‪ :‬يعتقبان ذلك ‪.‬‬
‫ضر بن الحارث بن ك ََلدة بن علقمة بن عبد منههاف‬ ‫ومن بني عبد الدار بن ُقصى ‪ :‬الن ّ ْ‬
‫بن عبد الدار‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬النضر بن الحارث بن عَلقمة بن ك َلدة ابن عبههد منههاف بههن‬
‫عبد الدار‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني مخزوم بن يقظة ‪ :‬أبا جهل بن هشام ابن المغيههرة بههن‬
‫عبد الله بن عمر بن مخزوم ‪.‬‬
‫سهْهم بههن‬
‫مههح ‪ .‬ومههن بنههي َ‬ ‫ج َ‬
‫حذافة بن ُ‬‫هب بن ُ‬ ‫جمح ‪ :‬أمية بن خلف بن وَ ْ‬ ‫ومن بني ُ‬
‫سْهم ‪ ،‬يعتقبان ذلك ‪.‬‬ ‫حذيفة بن سعد بن َ‬ ‫منّبها ً ابني الحجاج بن عامر ابن ُ‬ ‫عمرو‪ :‬ن َُبيها و ُ‬ ‫َ‬
‫صهر بهن مالهك بهن‬ ‫سهيل بن عبد شمي بهن عبهد وُد ّ بهن ن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ومن بني عامر بن لؤي ‪ُ :‬‬
‫سل بن عامر‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ِ‬
‫أسماء خيل المسلمين يوم بدو‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني بعض أهل العلم ‪ :‬أنه كههان مههع المسههلمين يههوم بههدر مههن‬
‫قههداد بههن‬
‫م ْ‬
‫وي ‪ ،‬وكان يقال له ‪ :‬السبل وفرس ال ِ‬ ‫مْرَثد الغَن َ ِ‬
‫مْرَثد بن أبي َ‬
‫الخيل ‪ ،‬فرس َ‬
‫سْبحة وفرس الزبير بههن العههوام ‪،‬‬ ‫مرو الب َْهراني ‪ ،‬وكان يقال له ‪ :‬ب َْعزجة‪ ،‬ويقال له ‪َ :‬‬ ‫عَ ْ‬
‫وكان يقال له ‪ :‬الي َْعسوب ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ومع المشركين مائة فرس ‪.‬‬

‫هههه هههه ههههههه ههه ههههه ههه‬


‫مسسا نسسزل فسسي تقسسسيم الفيسسء بعسسد اختلف المسسسلمين فيسسه ‪ :‬قههال ابههن‬
‫إسحاق ‪ :‬فلما انقضى أمر بدر‪ ،‬أنزل الله عز وجههل فيههه مههن القههرآن النفههال بأسههرها‪،‬‬
‫ل‬ ‫ن اْل َن ْ َ‬
‫فهها ِ‬ ‫سهأ َُلون َ َ‬
‫ك عَه ْ‬ ‫فكان مما نزل منها في اختلفهم في النفل حين اختلفوا فيه ‪ {.‬ي َ ْ‬
‫ه‬‫قوا الل ّ َ‬
‫ل َفات ّ ُ‬ ‫ل ل ِل ّهِ َوالّر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ل اْل َن ْ َ‬
‫فا ُ‬ ‫قُ ْ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن} ]النفههال‪ [1 :‬فكههان‬ ‫مِني َ‬ ‫م هؤْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫كنت ُه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫طيُعوا الل ّ َ‬ ‫م وَأ ِ‬ ‫ت ب َي ْن ِك ُ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫حوا َ‬ ‫صل ِ ُ‬‫وَأ ْ‬
‫سئل عههن النفههال ‪ ،‬قههال ‪ ،‬فينهها معشههر أهههل بههدر‬ ‫عبادة بن الصامت ‪ -‬فيما بلغني ‪ -‬إذا ُ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫نزلت ‪ ،‬حين اختلفنا في النفل يوم بدر‪ ،‬فانتزعه الله من أيدينا حين ساءت فيه أخلقنا‪،‬‬
‫واء ‪ -‬يقههول علههى‬ ‫ده على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقسههمه ‪ .‬بيننهها عههن ب َه َ‬ ‫فر ّ‬
‫السواء ‪ -‬وكان في ذلك تقوى الله وطههاعته ‪ ،‬وطاعههة رسههوله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫وصلح ذات البين ‪.‬‬
‫م ومسههيَرهم‬ ‫ما نزل في خروج المسلمين لملقات قريش ‪ :‬ثههم ذكههر القههو َ‬
‫م أن قريشا ً قد سههاروا إليهههم ‪،‬‬ ‫مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬حين عرف القو ُ‬
‫َ‬
‫ن ب َي ْت ِهكَ‬ ‫مه ْ‬ ‫َ‬
‫جهك َرب ّهك ِ‬ ‫َ‬ ‫خَر َ‬ ‫مهها أ ْ‬ ‫وإنما خرجوا يريدون العير طمعا ً فههي الغنيمههة‪ ،‬فقههال ‪ {:‬ك َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫مهها‬ ‫ن ك َأن ّ َ‬ ‫مهها ت َب َي ّه َ‬ ‫حهقّ ب َعْهد َ َ‬ ‫ك فِههي ال ْ َ‬ ‫جادُِلون َه َ‬ ‫ن* ي ُ َ‬ ‫هو َ‬ ‫ن ل َك َههارِ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مهؤْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مه ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫ري ً‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫حقّ وَإ ِ ّ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ن}‪ :‬أي كراهية للقاء القوم ‪ ،‬وإنكههارا ً لمسههير قريههش‪،‬‬ ‫م َينظ ُُرو َ‬ ‫ت وَهُ ْ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ساُقو َ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ت‬‫ذا ِ‬ ‫ن غَي ْهَر َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫دو َ‬ ‫م وَت َهوَ ّ‬ ‫ن أن ّهَهها لك ُه ْ‬ ‫فت َي ْ ِ‬
‫دى الطههائ ِ َ‬ ‫حه َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫م الله ُ‬ ‫حيههن ذكههروا لهههم {وَإ ِذ ْ ي َعِهد ُك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫مههات ِ ِ‬ ‫حهقّ ب ِك َل ِ َ‬ ‫ح هق ّ ال ْ َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ري هد ُ الل ّه ُ‬ ‫م} ‪ :‬أي الغنيمههة دون الحههرب {وَي ُ ِ‬ ‫ن ل َك ُه ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫شوْك َةِ ت َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ن} ]النفال‪5 :‬ه ‪ : [7‬أي بالوقعة التي أوقع بصناديد قريش وقادتهم‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫داب َِر ال ْ َ‬ ‫قط َعَ َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫م}‪ :‬أي لهدعائهم حيهن نظهروا إلهى كهثرة عهدوهم ‪ ،‬وقلهة‬ ‫كه ْ‬ ‫ن َرب ّ ُ‬ ‫سهت َِغيُثو َ‬ ‫يوم بهدر {إ ِذ ْ ت َ ْ‬
‫َ‬
‫ل الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ودعههائكم{ أن ّههي‬ ‫م} بدعاء رسو ِ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫جا َ‬ ‫ست َ َ‬‫عددهم {َفا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه}‪:‬‬ ‫من ْه ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫من َه ً‬ ‫سأ َ‬ ‫م الن َّعا َ‬ ‫شيك ُ ْ‬ ‫ن} ]النفال‪ {. .[9 :‬إ ِذ ْ ي ُغَ ّ‬ ‫مْردِِفي َ‬ ‫مَلئ ِك َةِ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ب ِأل ْ ٍ‬ ‫مد ّك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫أي أنزلت عليكم المنة‬
‫ماًء } للمطر الههذي أصههابهم تلههك‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫ل عَلي ْك ْ‬‫َ‬ ‫حين نمتم ل تخافون {وَي ُن َّز ُ‬
‫الليلههة‪ ،‬فحبههس المشههركين أن يسههبقوا إلههى المههاء‪ ،‬وخلههى سههبيل المسههلمين إليههه{‬
‫ه‬
‫ت ِبهه ِ‬ ‫م وَي ُث َّبهه َ‬ ‫ط عََلههى قُُلههوب ِك ُ ْ‬ ‫ن وَل ِي َْرِبهه َ‬ ‫طا ِ‬ ‫شههي ْ َ‬ ‫جههَز ال ّ‬ ‫م رِ ْ‬ ‫كهه ْ‬ ‫عن ُ‬ ‫ب َ‬ ‫م ِبهههِ وَُيههذ ْهِ َ‬ ‫كهه ْ‬ ‫ل ِي ُط َهَّر ُ‬
‫م} ]النفال ‪ : [11 :‬أي ليذهب عنكم شك‬ ‫دا َ‬‫اْل َقْ َ‬
‫الشيطان ‪ ،‬لتخويفه إياهم عدوهم واستجلد الرض لهم ‪ ،‬حتى انتهوا‬
‫إلى منزلهم الذي سبقوا إليه عدّوهم ‪.‬‬
‫ما نزل في تبشير المسلمين وتحريضهم على القتل ‪ :‬ثم‬
‫َ‬
‫مُنههوا} ‪ :‬أي ازروا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م فَث َب ُّتوا ال ّ ِ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫مَلئ ِك َةِ أّني َ‬ ‫ك إ َِلى ال ْ َ‬ ‫حي َرب ّ َ‬ ‫قال تعالى ‪{ :‬إ ِذ ْ ُيو ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الذين امنوا { ُ‬
‫ضهرُِبوا‬ ‫ق َوا ْ‬ ‫ض هرُِبوا فَهوْقَ العْن َهها ِ‬ ‫ب َفا ْ‬ ‫فُروا الّرعْه َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫قي َِفي قُلو ِ‬ ‫سأل ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ ّ‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫هو‬ ‫ه‬ ‫س‬‫َ ََ ُ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ق‬
‫ِ ْ‬ ‫ق‬ ‫ها‬ ‫ه‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ُ َ َ ْ ُ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫هو‬ ‫ه‬ ‫س‬
‫َ ََ ُ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫قوا‬ ‫ّ‬ ‫شا‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ِ ُّ ْ‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ن*‬ ‫ل ب ََنا ٍ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫فُروا‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫قي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫نوا‬ ‫م‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ها‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫يا‬ ‫‪{:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫[‬ ‫‪12،13‬‬ ‫]النفال‪:‬‬ ‫ب}‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫ع‬
‫ِ ُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫دي‬ ‫ش‬‫َ‬
‫ِ َ‬ ‫ِ ُ ْ‬ ‫ِ َ َ ُ ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬
‫حي ًّزا إ َِلههى‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫فا ل ِقتال أ َ‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ذ‬ ‫ئ‬‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪{.‬‬ ‫ر}‬ ‫با‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫لو‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫فا‬ ‫ح ً‬
‫ِ َ ٍ ْ ُ َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ َ ِ ْ َ ْ َ ِ ٍ َُُ ُ ِ ُ َ َ ّ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ َ ُ ْ‬ ‫َز ْ‬
‫صههيُر }]النفههال‪ [16 :‬أي تحريض ها ً‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫م وَب ِئ ْ َ‬ ‫جهَن ّه ُ‬ ‫مأَواهُ َ‬ ‫ن الل ّهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ض ٍ‬ ‫قد ْ َباَء ب ِغَ َ‬ ‫فِئ َةٍ فَ َ‬
‫لهم على عدوهم لئل ينكلوا عنهم إذا لقوهم ‪ ،‬وقد وعدهم الله فيهم ما وعدهم ‪.‬‬
‫ما نزل في رميهم بالحصباء ‪ :‬ثم قال تعالى‪ ،‬في رمى رسول‬
‫ت إ ِذ ْ‬ ‫مي ْه َ‬ ‫مهها َر َ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم إياهم بالحصباء من يده ‪ ،‬حين رماهم ‪{ :‬وَ َ‬
‫مى } ‪ :‬أي لم يكن ذلههك برميتههك ‪ ،‬لههول الههذي جعههل اللههه فيههها مههن‬ ‫ه َر َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ت وَل َك ِ ّ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫َر َ‬
‫ه ب َلءً‬‫َ‬ ‫مْنهه ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫مههؤْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ي ال ُ‬ ‫نصرك ‪ ،‬وما ألقى في صدور عدوك منها حين هزمهم الله {وَل ِي ُب ْل ِ َ‬
‫سًنا} ]النفههال‪ : [17 :‬أي ليعههرف المههؤمنين مههن نعمتههه عليهههم فهي إظههارهم علههى‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫عدوهم ‪ ،‬وقلة عددهم ‪ ،‬ليعرفوا بذلك حقه ‪ ،‬ويشكروا بذلك نعمته ‪.‬‬
‫ح}‪ :‬أي لقههول‬ ‫فت ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫م ال َ‬ ‫جاَءك ُ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫حوا فَ َ‬ ‫فت ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬‫ن تَ ْ‬ ‫ما نزل في الستفتاح ‪ :‬ثم قال ‪{ :‬إ ِ ْ‬
‫حنه الغَههداة ‪ .‬والسههتفتاح ‪:‬‬ ‫أبى جهل ‪ :‬اللهم أقطعنهها للرحهم ِ ‪ ،‬وآتانهها بمهها ل ُيعههرف ‪ ،‬فههأ ْ‬
‫النصاف في الدعاء‪.‬‬
‫دوا‬ ‫ن ت َعُههو ُ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫خي ْهٌر ل َك ُه ْ‬ ‫ن َتنت َهُههوا } ‪ :‬أي لقريههش{ فَهُهوَ َ‬ ‫يقول اللههه جههل ثنههاؤه ‪ {:‬وَإ ِ ْ‬
‫شهي ًْئا وَل َه ْ‬
‫و‬ ‫م َ‬ ‫م فِئ َت ُك ُ ْ‬ ‫عنك ُ ْ‬ ‫ي َ‬ ‫ن ت ُغْن ِ َ‬ ‫د} ‪ :‬أي بمثل الوقعة التي أصبناكم بها يوم ‪ ،‬بدر‪{ :‬وَل َ ْ‬ ‫ن َعُ ْ‬
‫َ‬
‫ن}]النفال‪ :[19 :‬أي أن عددكم وكثرتكم فههي أنفسههكم لههن‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫م ع َ ال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ت وَأ ّ‬ ‫ك َث َُر ْ‬
‫ي عنكم شيئًا‪ ،‬وإني مع المؤمنين ‪ ،‬أنصرهم على من خالفهم ‪.‬‬ ‫تغن َ‬
‫َ‬
‫القرآن يحض المسلمين على طاعسسة الرسسسول ‪ :‬ثههم قههال تعههالى ‪َ{ :‬ياأي ّهَهها‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪ .‬ول تخالفوا أمره وأنتههم‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ه وَأن ْت ُ ْ‬ ‫وا عَن ْ ُ‬ ‫ه وََل ت َوَل ّ ْ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫طيُعوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا أ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫م َل‬ ‫معَْنا وَهُ ه ْ‬ ‫سه ِ‬ ‫ن قَههاُلوا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫كال ّه ِ‬‫كون ُههوا َ‬ ‫تسههمعون لقههوله ‪ ،‬وتزعمههون أنكههم منههه ‪{ ،‬وََل ت َ ُ‬
‫شهّر‬ ‫ن َ‬ ‫ن} ‪ :‬أي كالمنافقين الذين يظهرون له الطاعة‪ ،‬وُيسرون له المعصههية {إ ِ ّ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن}‪ :‬أي المنافقين الذين نهيتكههم أن تكونههوا‬ ‫قلو َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ل ي َعْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫م ال ِ‬ ‫ْ‬
‫م الب ُك ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص ّ‬‫عن ْد َ اللهِ ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫الد َّوا ّ‬
‫صم عن الحق ‪ ،‬ل يعقلون ‪ :‬ل يعرفون ما عليهم في ذلههك مههن‬ ‫مثلهم ‪ُ ،‬بكم عن الخير‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م }‪ ،‬أي لنفذ لهههم قههولهم الههذي قههالوا‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫خي ًْرا ل ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِفيهِ ْ‬ ‫م الل ُ‬ ‫النقمة والّتباعة وَل َوْ عَل ِ َ‬
‫ن‬ ‫ضو َ‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫بألسنتهم ‪ ،‬ولكن القلوب خالفت ذلك منهم ‪ ،‬ولو خرجوا معكم { ل َت َوَّلوا وَهُ ْ‬
‫َ‬
‫جيُبوا‬ ‫س هت َ ِ‬ ‫مُنوا ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫})]النفال‪21 :‬ه ‪ [23‬ما وفوا لكم بشيء مما خرجوا عليه {َياأي َّها ال ّ ِ‬
‫م }]النفال‪ : [24 :‬أي للحرب التي‬ ‫حِييك ُ ْ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫م لِ َ‬ ‫عاك ُ ْ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫ل إِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل ِل ّهِ وَِللّر ُ‬

‫أعزكم الله بها بعد الذل ‪ ،‬وقواكم بها بعد الضعف ‪ ،‬ومنعكههم بههها مههن عههدوكم بعههد‬
‫ف ُ‬‫خط ّ َ‬ ‫خههاُفو َ‬ ‫ن ِفي اْل َْر‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫كهه ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ض تَ َ‬‫ِ‬ ‫فو َ‬ ‫ضع َ ُ‬‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫م قَِلي ٌ‬ ‫القهر منهم لكم{ َواذ ْك ُُروا إ ِذ ْ أن ْت ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من ُههوا‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن* َياأي َّها ال ّه ِ‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ت ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫ن الط ّي َّبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫صرِهِ وََرَزقَك ُ ْ‬ ‫م وَأي ّد َك ُ ْ‬
‫م ب ِن َ ْ‬ ‫س َفآَواك ُ ْ‬‫الّنا ُ‬
‫ن}]النفههال‪ [26،27 :‬أى ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سههو َ‬ ‫ّ‬ ‫َل ت َ ُ‬
‫مههو َ‬ ‫م ت َعْل ُ‬ ‫م وَأن ْت ُه ْ‬ ‫مان َههات ِك ْ‬ ‫خون ُههوا أ َ‬ ‫ل وَت َ ُ‬ ‫ه َوالّر ُ‬ ‫خون ُههوا الل ه َ‬
‫تظهروا له من الحق ما يرضى به منكم ‪ ،‬ثم تخالفوه في السر إلههى غيههره ‪ ،‬فههإن ذلههك‬
‫ل لَ ُ‬ ‫َ‬
‫م فُْرَقاًنها‬ ‫كه ْ‬ ‫جَعه ْ‬ ‫ه يَ ْ‬‫قوا الل ّ َ‬‫ن ت َت ّ ُ‬ ‫مُنوا إ ِ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫هلك لماناتكم ‪ ،‬وخيانة لنفسكم ‪َ {.‬ياأي َّها ال ّ ِ‬
‫ظي هم ِ }]النفههال‪ : [29 :‬أي فصهل ً‬ ‫ل ال ْعَ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ذو ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م َوالل ّ ُ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫م وَي َغْ ِ‬ ‫سي َّئات ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫عنك ُ ْ‬ ‫وَي ُك َ ّ‬
‫فْر َ‬
‫بين الحق والباطل ‪ ،‬ليظهر الله به حقكم ‪ ،‬ويطفىء به باطل من خالفكم ‪.‬‬
‫كر رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بنعمتههه‬ ‫تذكير الرسول بنعمة الله عليه ‪ :‬ثم ذ َ ّ‬
‫ه‬‫ه َوالل ّه ُ‬ ‫مك ُهُر الل ّه ُ‬ ‫ن وَي َ ْ‬‫مك ُهُرو َ‬ ‫عليه ‪ ،‬حين مكر به القوم ليقتلوه أو ُيثبتوه أو يخرجههوه{ وَي َ ْ‬
‫ن} ]النفال‪ :[30 :‬أي فمكرت بهم بكيدي المتين حتى خلصتك منهم ‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫ماك ِ ِ‬ ‫خي ُْر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ما نزل في غرة قريش واستفتاحهم على أنفسهم ‪ :‬ثم ذكر ِغرة قريههش‬
‫ك‬ ‫عْنههدِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مهه ْ‬ ‫حق ّ ِ‬ ‫ذا هُوَ ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م إِ ْ‬‫واستفتاحهم على أنفسهم ‪ ،‬إذ قالوا {وَإ ِذ ْ َقاُلوا الل ّهُ ّ‬
‫َ‬
‫ماء} كمهها أمطرتههها علههى قههوم‬ ‫سه َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مه ْ‬ ‫جههاَرةً ِ‬ ‫ح َ‬‫مط ِْر عَل َي ْن َهها ِ‬ ‫} أي ما جاء به محمد {فَأ ْ‬
‫م} ]النفال‪ [27 :‬أي بعض مهها عههذبت بهه المههم قبلنها‪ ،‬وكهانوا‬ ‫َ‬ ‫لوط {أ َوْ ائ ْت َِنا ب ِعَ َ‬
‫ب أِلي ٍ‬ ‫ذا ٍ‬
‫يقولون ‪ :‬إن الله ل يعذبنا ونحن نستغفره ‪ ،‬ولم يعههذب أمههة ونبيههها معههها حههتى يخرجههه‬
‫عنها‪ .‬وذلك من قولهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهههم ‪ ،‬فقههال تعههالى‬
‫لنبيه صلى الله عليه وسلم‪ ،‬يذكر جهالتهم وغرتههم واسهتفتاحهم علهى أنفسههم ‪ ،‬حيهن‬
‫َ‬
‫م‬‫م وَهُه ْ‬ ‫معَهذ ّب َهُ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّه ُ‬ ‫مهها ك َهها َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ت ِفيهِه ْ‬ ‫م وَأن ْه َ‬ ‫ه ل ِي ُعَذ ّب َهُ ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫نعى سوء أعمالهم ‪ {:‬وَ َ‬
‫ن })]النفال‪ [33 :‬أي لقولهم ‪ :‬إنا نستغفر ومحمد بين‬ ‫فُرو َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه } وإن كنههت بيههن أظهرهههم ‪ ،‬وإن كههانوا‬ ‫م الله ُ‬ ‫م أل ي ُعَهذ ّب َهُ ْ‬ ‫ما لهُه ْ‬ ‫أظهرنا‪ ،‬ثم قال {وَ َ‬
‫حهَرام ِ } ‪ :‬أي مههن آمههن بهالله‬ ‫ْ‬
‫جدِ ال َ‬ ‫سه ِ‬‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫عه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫صه ّ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫يستغفرون كما يقولههون {وَهُه ْ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن }الههذين‬ ‫قههو َ‬ ‫ن أوْل ِي َههاؤُهُ إ ِل ال ُ‬
‫مت ّ ُ‬ ‫مهها كههاُنوا أوْل ِي َههاَءهُ إ ِ ْ‬ ‫وعبههده ‪ :‬أي أنههت ومههن أتبعههك ‪ {،‬وَ َ‬
‫م لَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أكث ََرهُه ْ‬ ‫يحرمون حرمتههه ويقيمههون الصههلة عنههده ‪ :‬أي أنههت ومههن امههن بههك {وَلك ِه ّ‬
‫مكههاءً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت } الههتي يزعمههون أنههه يههدفع بههها عنهههم {إ ِل ُ‬ ‫عن ْد َ ال ْب َي ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫صَلت ُهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن* وَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫ة} قال ابن هشام ‪ :‬المكاء ‪ :‬الصفير‪ .‬والتصدية التصفيق ‪ .‬قال عنترة‬ ‫صدِي َ ً‬ ‫وَت َ ْ‬
‫عمرو بن شداد العْبسى ‪:‬‬ ‫ابن َ‬
‫علم ِ‬ ‫ال ْ‬ ‫ق‬‫شد ْ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ه‬
‫فريصت ُ ُ‬ ‫كو‬ ‫َتم ُ‬ ‫جههد ّل ً‬ ‫م َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن قد ترك ُ‬ ‫ب قِْر ٍ‬ ‫‪ #‬ولُر ّ‬
‫يعنى ‪ :‬صوت خروج الدم من الطعنة‪ ،‬كأنه الصفير ‪ :‬وهذا البيت‬
‫ماح بن حكيم الطائي ‪:‬‬ ‫في قصيدة له ‪ .‬وقال الط ّرِ ّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صداة وَر ْ‬ ‫‪ #‬لها ‪-‬كّلما ِريعت ‪َ -‬‬
‫شمام ِ الَبوائ ِ‬ ‫ى‬
‫ن أعلى ابن َ ْ‬ ‫دا ِ‬‫ص َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫كدةَ‬
‫صفاةَ ثم‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬يعنى الْرِوية‪ ،‬يقول ‪ :‬إذا فزعت ‪ .‬قرعت بيدها ال ّ‬
‫ح هْرز وابنهها‬ ‫ضههدان ‪ :‬ال ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صههفاة‪ -‬مثههل التصههفيق ‪ .‬وال ُ‬ ‫ركدت ‪ -‬تسمع صدى قرعها بيدها ال ّ‬
‫شمام جبلن‬
‫قال ‪.‬ابن إسحاق ‪ :‬وذلك ما ل يرضي الله عز وجل ول يحبه ‪،‬‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫مههها كنُتههه ْ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ْ‬
‫ذوُقوا الَعههه َ‬ ‫ول مههها افهههترض عليههههم ‪ ،‬ول مههها أمرههههم بهههه{ َفههه ُ‬
‫ن} ]النفال‪ : [34،35 :‬أي لما أوقع بهم يوم بدر من القتل ‪.‬‬ ‫فُرو َ‬ ‫ت َك ْ ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يحيى بن عَّباد بن عبد الله بن الزبير‪ ،‬عن أبيه عباد‪ ،‬عههن‬
‫َ‬
‫ل }]المزمههل‪ ،[1 :‬وقههول اللههه تعههالى‬ ‫م ُ‬ ‫مّز ّ‬ ‫عائشة قالت ‪ :‬ما كان بين نزول ‪َ {:‬ياأي َّها ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫فيها ‪ {:‬وذ َرِني وال ْمك َذ ّبي ُ‬
‫مهها‬‫مهها* وَط ََعا ً‬ ‫حي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ل َد َي َْنا أنك َههاًل وَ َ‬ ‫م قَِليًل* إ ِ ّ‬ ‫مهّل ْهُ ْ‬ ‫مة ِ و َ َ‬ ‫ن أوِلي الن ّعْ َ‬ ‫َ ُ ِ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ما }]المزمل‪11 :‬ه ‪ [13‬إل يسير‪ ،‬حتى أصاب الله قريشا ً بالوقعة يوم‬ ‫ذابا أ َ‬
‫ً‬ ‫لي‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫صةٍ وَعَ ً‬ ‫ذا غُ ّ‬ ‫َ‬
‫بدر‪.‬‬
‫جاج ‪:‬‬ ‫كل ‪ .‬قال ُرؤبة بن العَ ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬النكال ‪ :‬القيود واحدها ‪ :‬ن ِ ْ‬

‫ل ن ِك ْ ِ‬
‫ل‬ ‫كلى بغى ك ّ‬ ‫‪ #‬يكفيك ن ِ ْ‬
‫وهذا البيت في أرجوزة له ‪.‬‬
‫ما نزل في معاوني أبي سفيان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قال‬
‫قههو َ‬
‫ل الّلهه ِ‬
‫ه‬ ‫سههِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫عهه ْ‬
‫دوا َ‬ ‫صهه ّ‬ ‫م ل ِي َ ُ‬ ‫وال َهُ ْ‬
‫مهه َ‬
‫نأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ف ُ‬‫فههُروا ي ُن ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن اّلهه ِ‬ ‫اللههه عههز وجههل ‪ {:‬إ ِ ّ‬
‫م‬ ‫فهههُروا إ ِل َهههى َ‬
‫جهَن ّههه َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن َوال ّههه ِ‬ ‫م ي ُغْل َب ُهههو َ‬ ‫سهههَرةً ث ُههه ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَل َي ْهِههه ْ‬ ‫م ت َك ُهههو ُ‬ ‫قون ََها ث ُههه ّ‬‫ف ُ‬ ‫فَ َ‬
‫سهههُين ِ‬
‫ن} ]النفال‪ [36 :‬يعنى النفر الذين مشوا إلى أبى سفيان ‪ ،‬وإلى مههن كههان لههه‬ ‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬‫يُ ْ‬
‫قههووهم بههها علههى حههرب رسههول اللههه‬ ‫مال من قريش في تلك التجارة‪ ،‬فسههألوهم أن ي ُ َ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ففعلوا‪.‬‬
‫دوا} لحربههك {‬ ‫ن ي َعُههو ُ‬‫ف وَإ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫س هل َ‬ ‫ما قَد ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫فْر لهُ ْ‬ ‫ن َينت َُهوا ي ُغْ َ‬ ‫فُروا إ ِ ْ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬‫ل ل ِل ّ ِ‬
‫ثم قال{ قُ ْ‬
‫ن }]النفال‪ [38 :‬أي من قتل منهم يوم بدر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ة الوِّلي َ‬ ‫سن ّ ُ‬‫ت ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫م َ‬ ‫قد ْ َ‬
‫ن‬ ‫حت ّههى َل ت َك ُههو َ‬ ‫م َ‬ ‫ما نزل من المر بقتال الكفار ‪ :‬ثههم قههال تعههالى ‪ {:‬وَقَههات ُِلوهُ ْ‬
‫ه ل ِل ّهِ } ‪ :‬أي حتى ل ُيفتن‬ ‫ن ك ُل ّ ُ‬ ‫دي ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كو َ‬ ‫ة وَي َ ُ‬ ‫فِت ْن َ ٌ‬
‫َ‬
‫مؤمن عن دينه ‪ ،‬ويكون التوحيد لله خالصا ليس له فيه شريك ‪ ،‬وُيخلع ما دونه من‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وا }عن أمرك إلى ما هههم عليههه‬ ‫ن ت َوَل ّ ْ‬ ‫صيٌر* وَإ ِ ْ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ي َعْ َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وا فَإ ِ ّ‬ ‫ن انت َهَ ْ‬ ‫النداد {فَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م} الذي أعزكم ونصركم عليهم يوم بدر فههي كههثرة‬ ‫موْلك ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫من كفرهم{ َفاعْل ُ‬
‫صيُر} ]النفال‪.[39،40 :‬‬ ‫م الن ّ ِ‬ ‫موَْلى وَن ِعْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عددهم وقلة عددكم {ن ِعْ َ‬
‫م الفيههء‬ ‫سه َ‬ ‫مقا ِ‬ ‫ما نزل في تقسيم الفيسء وأسسباب النصسسر ‪ :‬ثههم أعلمهههم َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫سه ُ‬ ‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ل ِّلههِ ُ‬ ‫يٍء َفهأ ّ‬ ‫شه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مُته ْ‬ ‫ما غَن ِ ْ‬ ‫موا أن ّ َ‬ ‫وحكمه فيه ‪ ،‬حين أحله لهم ‪ ،‬فقال{ َواعْل َ ُ‬
‫مهها‬ ‫م ب ِههالل ّهِ وَ َ‬ ‫من ْت ُه ْ‬ ‫مآ َ‬ ‫كنت ُه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫س هِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َواب ْه ِ‬ ‫كي ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل وَل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫وَِللّر ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ديٌر} ]النفال‪:‬‬ ‫يٍء ق ِ‬ ‫َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ّ‬
‫ه عَلى كل َ‬ ‫ُ‬ ‫ن َوالل ُ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫قى ال َ‬ ‫م الت َ َ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫فْرقا ِ‬ ‫َ‬ ‫م ال ُ‬ ‫أنَزل َْنا عَلى عَب ْدَِنا ي َوْ َ‬ ‫َ‬
‫‪ [41‬أي يوم فرقت فيه بين الحق والباطل بقدرتى يوم التقى الجمعان منكم ومنهههم {‬
‫م ِبال ْعُد ْوَةِ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫وى} من الوادي‬ ‫ص َ‬ ‫ق ْ‬ ‫م ِبال ْعُد ْوَةِ الد ّن َْيا }من الوادي {وَهُ ْ‬ ‫إ ِذ ْ أن ْت ُ ْ‬
‫َ‬
‫م}‪ :‬أي عيههر أبههي سههفيان الههتي خرجتههم لتأخههذوها‪،‬‬ ‫من ْك ُه ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫سه َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫إلى مكة{ َوالّرك ْ ُ‬
‫ميعَههاِد}‬ ‫م فِههي ال ْ ِ‬ ‫فت ُه ْ‬ ‫خت َل َ ْ‬ ‫م َل ْ‬ ‫واعَههدت ّ ْ‬ ‫وخرجوا ليمنعوها عن غير ميعاد منكم ول منهم {وَل َوْ ت َ َ‬
‫أي ولو كان ذلك عن ميعاد منكههم ومنهههم ثهم بلغكهم كههثرة عهددهم ‪ ،‬وقلههة عهددكم مها‬
‫فُعوًل } أي ليقضي ما أراد بقدرته من إعههزاز‬ ‫قضي الل ّ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫مًرا َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن ل ِي َ ْ ِ َ‬ ‫لقيتموهم {وَل َك ِ ْ‬
‫السلم وأهله وإذلل الكفر وأهله عن غير بلء منكم ففعل ما أراد من ذلك بلطفه ‪ ،‬ثم‬
‫م} ]النفههال‪:‬‬ ‫ميعٌ عَِلي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن ب َي ّن َةٍ وَإ ِ ّ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حَيا َ‬ ‫ن ب َي ّن َةٍ وَي َ ْ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫ن هَل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َ‬ ‫قال{ ل ِي َهْل ِ َ‬
‫‪ [42‬أي ليكفر من كفر بعد الحجة لما رأى من الية والعبرة‪ ،‬ويؤمن من آمن على مثل‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ما نزل في لطفه تعالى به صلى اللسسه عليسسه وسسسلم ‪ :‬ثههم ذكههر لطفههه بههه‬
‫َ‬
‫م‬ ‫شهل ْت ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ك َِثيهًرا ل َ َ‬ ‫ك قَِليًل وَل َهوْ أَراك َهُه ْ‬ ‫مه َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ه فِههي َ‬ ‫م الل ّه ُ‬ ‫ريك َهُه ْ‬ ‫وكيده لههه ‪ ،‬ثههم قههال ‪{ :‬إ ِذ ْ ي ُ ِ‬
‫َ‬
‫دوِر} ]النفههال‪ [43:‬فكههان مهها‬ ‫صه ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ب ِه َ‬ ‫ه عَِلي ٌ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مرِ وَل َك ِ ّ‬ ‫م ِفي اْل ْ‬ ‫وَل َت ََناَزعْت ُ ْ‬
‫أراك من ذلك نعمه مههن نعمههه عليهههم ‪ ،‬شههجعهم بههها علههى عههدوهم ‪ ،‬وكههف بههها عنهههم‬
‫وف عليهم من ضعفهم ‪ ،‬لعلمه بما فيهم ‪ .‬قال ابههن هشههام ‪ :‬تخههوف ‪ :‬مبدلههة مههن‬ ‫ماُتخ ّ‬
‫كلمة ذكرها ابن إسحاق ولم أذكرها‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫م إ ِذ ْ ال ْت َ َ‬
‫مهًرا‬ ‫هأ ْ‬ ‫ي الله ُ‬ ‫ضه َ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ل ِي َ ْ‬ ‫م ِفي أعْي ُن ِهِه ْ‬ ‫قللك ْ‬ ‫م قَِليل وَي ُ َ‬ ‫م ِفي أعْي ُن ِك ْ‬ ‫قي ْت ُ ْ‬ ‫موهُ ْ‬ ‫ريك ُ ُ‬ ‫{وَإ ِذ ْ ي ُ ِ‬
‫فُعوًل} ]النفال‪ [44 :‬أي ليؤلف بينهم على الحههرب للنقمههة ممههن أراد النتقههام‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫منه ‪ ،‬والنعام على من أراد إتمام النعمة عليه من أهل وليته ‪.‬‬
‫وعظ المسلمين وتعليمهم فنون الحسرب ‪ :‬ثههم وعظهههم وفهمهههم وأعلمهههم‬
‫َ‬
‫م‬ ‫قيت ُه ْ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫من ُههوا إ ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫الذي ينبغى لهم أن يسيروا به في حربهم ‪ ،‬فقال تعالى ‪َ{ :‬ياأي َّها ال ّ ِ‬
‫ه} الههذي لههه بههذلتم‬ ‫ة }تقههاتلونهم فههي سههبيل اللههه عههز وجههل{ فَههاث ْب ُُتوا َواذ ْك ُهُروا الل ّه َ‬ ‫فِئ َ ً‬
‫َ‬
‫ه‬‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫طيُعوا الل ّ َ‬ ‫ن* وَأ ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫أنفسكم ِ ‪ ،‬والوفاء له بما أعطيتموه من بيعتكم{ ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫م }أي وتهذهب‬ ‫كه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب ِري ُ‬ ‫شهُلوا } أي ل تختلفهوا فيتفهرق أمركهم {وَت َهذ ْهَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عوا فَت َ ْ‬ ‫وََل ت َن َههاَز ُ‬
‫ن} ]النفال‪[45،46 :‬أي إني معكم إذا فعلتم ذلك‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صب ُِروا إ ِ ّ‬ ‫حدتكم {َوا ْ‬
‫َ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫كوُنوا َ‬ ‫{وََل ت َ ُ‬
‫س}‪ :‬أي ل تكونههوا كههأبي جهههل‬ ‫م ب َطهًرا وَرَِئاَء الن ّهها ِ‬ ‫ن دِي َههارِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬
‫جههزر ونسههقى بههها الخمههر‪،‬‬ ‫وأصحابه ‪ ،‬الذين قالوا ‪ :‬ل نرجع حتى نأتى بدرا ً فننحههر بههه ال ُ‬
‫ة‪ ،‬ول‬ ‫سههمع ً‬ ‫وتعزف علينا فيها القيهان ‪ ،‬وتسهمع العههرب ‪ :‬أي ل يكهون أمركهم ريهاًء‪ ،‬ول ُ‬
‫سبة في نصر دينكم ‪ ،‬ومههوازرة نههبيكم ‪،‬‬ ‫ح ْ‬ ‫التماس ما عند الناس ‪ ،‬وأخلصوا لّله النية وال ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫مههال َهُ ْ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ش هي ْ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن ل َهُ ه ْ‬ ‫ل تعملوا إل لذلك ول تطلبوا غيره ‪ .‬ثم قال تعالى ‪ {:‬وَإ ِذ ْ َزي ّ َ‬
‫م}‬ ‫جاٌر ل َك ُ ْ‬ ‫س وَإ ِّني َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫غال ِ َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫وََقا َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وقد مضى تفسير هذه الية ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم ذكر الله تعالى أهل الكفر‪ ،‬وما يلقون عند مههوتهم ‪ ،‬ووصههفهم‬
‫مهها‬ ‫بصفتهم وأخبر نبيه صلى اللههه عليههه وسههلم عنهههم ‪ ،‬حههتى انتهههى إلههى أن قههال{ فَإ ِ ّ‬
‫كل بهههم‬ ‫ن} ]النفال‪[57 :‬أي فن ّ‬ ‫م ي َذ ّك ُّرو َ‬ ‫م ل َعَل ّهُ ْ‬ ‫فه ُ ْ‬ ‫خل ْ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫شّرد ْ ب ِهِ ْ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫حْر ِ‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬ ‫فن ّهُ ْ‬‫ق َ‬ ‫ت َث ْ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ل ت ُْرهُِبو َ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ط ال َ‬ ‫ن رَِبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن قُوّةٍ وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ست َطعْت ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫دوا لهُ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫من ورائهم لعلهم يعقلون {وَأ ِ‬
‫يءٍ‬‫شه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مه ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬‫ما ُتن ِ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ه ي َعْل ُ‬ ‫ّ‬
‫م الل ُ‬ ‫مون َهُ ْ‬ ‫َ‬
‫م ل ت َعْل ُ‬ ‫َ‬ ‫دون ِهِ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬
‫م َوآ َ‬ ‫ب ِهِ عَد ُوّ الل ّهِ وَعَد ُوّك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن} ]النفال‪ [59 :‬أي ل يضههيع لكههم عنههد اللههه‬ ‫مو َ‬ ‫م َل ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ف إ ِل َي ْك ُ ْ‬‫ل الل ّهِ ي ُوَ ّ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫أجره في الخرة‪،‬‬
‫ح ل َهَهها}‪ :‬أي إن‬ ‫جن َه ْ‬ ‫س هل ْم ِ َفا ْ‬ ‫حههوا ِلل ّ‬ ‫جن َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وعاجل خلفه في الدنيا ثم قههال تعههالى ‪ {:‬وَإ ِ ْ‬
‫ل عَل َههى الل ّههِ }إن اللههه كافيههك {‬ ‫دعوك إلى السلم على السلم فصالحهم عليه {وَت َوَك ّ ْ‬
‫م}‪].‬النفال‪[61 :‬‬ ‫ميعُ ال ْعَِلي ُ‬ ‫س ِ‬‫ه هُوَ ال ّ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫سْلم ‪ .‬الجنوح ‪ :‬الميل ‪ .‬قال َلبيههد بههن‬ ‫سْلم ‪ :‬مالوا إليك لل ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬جنحوا لل ّ‬
‫ربيعة‪:‬‬
‫ل‬
‫الّنصا ِ‬ ‫ب‬‫ق َ‬ ‫نُ َ‬ ‫جَتلى‬ ‫يَ ْ‬ ‫مك ِّبا‬ ‫ُ‬ ‫ح الهاِلكى على ي َد َْيهههه‬ ‫جنو ُ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ى كتاب الله‬ ‫سلم أيضا ‪ :‬الصلح ‪ ،‬وف ِ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫وهذا البيت في قصبيدة له وال ّ‬
‫ن} ]محمد‪ ،[35 :‬ويقرأ ‪" :‬إلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫عز وجل ‪{ :‬فََل ت َهُِنوا وَت َد ْ ُ‬
‫م العْلوْ َ‬ ‫سلم ِ وَأن ْت ُ ْ‬ ‫عوا إ ِلى ال ّ‬
‫سْلمى ‪:‬‬ ‫هير بن أبى ُ‬ ‫سْلم "‪ ،‬وهو ذلك المعنى‪ .‬قال ُز َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫سلم‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ف من القو ِ‬ ‫ل ومعرو ٍ‬ ‫بما ٍ‬ ‫ً‬ ‫م واسعهههها‬ ‫سل َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ #‬وقد قلتما إن ن ُد ِْرك ال ّ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبلغنى عن الحسن بن أبى الحسن الَبصري ‪ ،‬أنههه كههان يقههول ‪{ :‬‬
‫خُلهوا ِفهي‬ ‫َ‬
‫مُنهوا اد ْ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫لسلم ‪ .‬وفى كتاب الله تعالى ‪َ{ :‬ياأي َّها اّله ِ‬ ‫سل ْم ِ } ل ِ‬ ‫حوا ِلل ّ‬ ‫جن َ ُ‬‫ن َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫م} وهههو اِلسههلم ‪ .‬قهال أميههة بههن أبههى‬ ‫ة}‪]،‬البقرة‪ [208:‬ويقههرأ {فِههي ال ّ ْ‬ ‫سل ْم ِ َ‬
‫كافّ ً‬
‫سهل ِ‬ ‫ال ّ‬
‫صْلت‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫دا‬‫ض َ‬‫ل اللهِ وما كانوا له عَ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ُر ْ‬ ‫سل ْم ٍ حين ت ُن ْذُِرهههم‬ ‫‪ #‬فما أناُبوا ل َ‬
‫س هْلم ‪ .‬قههال ط ََرفههة‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وتقول العرب لد َْلو ُتعمل مستطيلة ‪ :‬ال ّ‬
‫بن العبد أحد بنى قَْيس بن ث َْعلبة‪ ،‬يصف ناقة له ‪:‬‬

‫متشددِ‬
‫ُ‬ ‫دالٍج‬ ‫مي‬
‫سل َ‬
‫ب َ‬ ‫تمّر‬ ‫ن كأنمههها‬ ‫ن أفتل ِ‬ ‫مْرفقا ِ‬ ‫‪ #‬لها ِ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه } هو من وراء ذلك‬ ‫سب َك الل ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عوك فَإ ِ ّ‬ ‫خد َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫دوا أ ْ‬ ‫ري ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫{وَإ ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ذي أي ّد َ َ‬ ‫ّ‬
‫م } علهى‬ ‫ن قُلهوب ِهِ ْ‬ ‫ف ب َْيه َ‬ ‫ن* وَأله َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ه} بعد الضعف {وَب ِههال ُ‬ ‫صرِ ِ‬ ‫ك ب ِن َ ْ‬ ‫{هُوَ ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ن قُلههوب ِهِ ْ‬ ‫ت ب َي ْه َ‬ ‫فه َ‬‫مهها أل ْ‬ ‫ميًعا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ما ِفي الْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ق َ‬ ‫ف ْ‬ ‫الهدى الذي بعثك الله به إليهم{ لوْ أن َ‬
‫م}‪].‬النفال‪[62،63 :‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيٌز َ‬ ‫ِ‬ ‫ه عَ‬ ‫م }بدينه الذي جمعهم عليه{ إ ِن ّ ُ‬ ‫ف ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ه أ َل ّ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وَل َك ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫ن* َياأي ّهَهها الن ّب ِه ّ‬ ‫مِني َ‬ ‫مهؤْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مه ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ات ّب َعَه َ‬ ‫مه ْ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫سب ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ي َ‬ ‫ثم قال تعالى ‪َ {:‬ياأي َّها الن ّب ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ي َك ُه ْ‬ ‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫مههائ َت َي ْ ِ‬‫ن ي َغْل ِب ُههوا ِ‬ ‫صههاب ُِرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ش هُرو َ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ي َك ُ ْ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قَتا ِ‬ ‫ن عََلى ال ْ ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ض ال ْ ُ‬ ‫حّر ْ‬ ‫َ‬
‫ن} ]النفال‪ : [64،65 :‬أي ل‬ ‫هو‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫روا‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫فا‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫بوا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ِ ُّ ْ ْ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫م ْ ْ ِ ٌ َْ ُِ‬
‫ل‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ئ‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫يقاتلون على نية ول حق ول معرفة بخير ول بشر‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبد الله بن أي َنجيح عن عطاء بن أبههى َربههاح ‪ ،‬عههن عبههد‬
‫الله بن عباس قال ‪ :‬لما نزلت هذه الية اشههتد علههى المسههلمين ‪ ،‬وأعظمههوا أن ُيقاتههل‬
‫ف الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬‫ن َ‬ ‫ة ألفًا‪ ،‬فخفف الله عنهم ‪ ،‬فنسختها اليه الخرى‪{ ،‬اْل َ‬ ‫عشرون مئتين ‪ ،‬ومئ ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عنك ُم وعَل ِ َ‬
‫م‬ ‫من ْكه ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ي َكه ْ‬ ‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫مهائ َت َي ْ ِ‬ ‫صهاب َِرةٌ ي َغْل ِب ُههوا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ي َك ْ‬ ‫فا فَإ ِ ْ‬ ‫ضعْ ً‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفيك ُ ْ‬ ‫مأ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ َل ْ ٌ‬
‫ن } ]النفال‪ [66 :‬قال ‪ :‬فكانوا‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن اللهِ َوالل ُ‬ ‫ن ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫في ْ ِ‬ ‫ف ي َغْل ُِبوا أل َ‬

‫شطر من عدوهم لم ينبغ لهم أن يفروا منهم ‪ ،‬وإذا كانوا دون ذلك لم يجههب‬ ‫على ال ّ‬
‫عليهم قتالهم ‪ ،‬وجاز لهم أن يتحوزوا عنهم ‪.‬‬
‫ما نزل في المغانم والسارى ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم عاتبه‬
‫الله تعالى في السارى‪ ،‬وأخذ المغانم ‪ ،‬ولم يكن أحد قبله من النبياء يأكههل مغنمهها‬
‫من عدو له ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني محمد أبو جعفر بن على بن الحسين ‪،‬‬
‫جعلت لي الرض‬ ‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ُنصرت بالرعب ‪ ،‬و ُ‬
‫حلههل لنههبى كههان‬ ‫َ‬ ‫م ولههم ت ُ ْ‬ ‫‪ .‬مسجدا ً وطهورًا‪ ،‬وأعطيت جوامعَ الكلم ‪ ،‬وأحلههت لههي الغنههائ ُ‬
‫مهها‬ ‫قبلى‪ ،‬وأعطيت الشفاعة‪ ،‬خمس لم يؤتهن نبي قبلى"‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فقههال ‪َ { :‬‬
‫َْ‬ ‫كون ل َ َ‬ ‫َ‬
‫ض} ‪ ،‬أي‬ ‫ن فِههي الْر ِ‬ ‫خه َ‬ ‫حت ّههى ي ُث ْ ِ‬ ‫سَرى} من عدوه { َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ن يَ ُ َ ُ‬ ‫ي}‪ :‬أي قبلك {أ ْ‬ ‫ن ل ِن َب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ض الد ّن َْيا } ‪ :‬أي المتاع ‪ ،‬الفههداء بأخههذ‬ ‫ن عََر َ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫يثخن عدوه ‪ ،‬حتى ينفيه من الرض {ت ُ ِ‬
‫ة} ‪ :‬أي قتلهم لظهور الدين الذي يريد إظهاره ‪ ،‬والذي تدرك‬ ‫خَر َ‬ ‫ريد ُ اْل ِ‬ ‫ه يُ ِ‬‫الرجال{ َوالل ّ ُ‬
‫َ‬
‫م }‪ :‬أي مههن السههاَرى‬ ‫خ هذ ْت ُ ْ‬‫مهها أ َ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫س هك ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫س هب َقَ ل َ َ‬ ‫ن الل ّههِ َ‬ ‫مه ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫بههه الخههرة {ل َهوَْل ك ِت َهها ٌ‬
‫ذب إل‬ ‫م} ]النفال‪ : [67،68 :‬أي لول أنه سبق مههن أنههى ل أع ه ّ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫والمغانم ‪ {،‬عَ َ‬
‫ّ‬
‫بعد النهي ‪ ،‬ولم يك نهاهم ‪ ،‬لعذبتكم فيما صنعتم ‪ ،‬ثم أحلها له ولهم رحمة‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫ن الله َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ّ‬
‫قوا الل َ‬ ‫حَلًل ط َي ًّبا َوات ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مت ُ ْ‬‫ما غَن ِ ْ‬ ‫م ّ‬‫منه ‪ ،‬وعائدة من الرحمن الرحيم ‪{،‬فَك ُُلوا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫سههَرى إ ِ ْ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫ن ِفي أي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ي قُ ْ‬ ‫م} ]النفال‪ [69 :‬ثم قال ‪َ {:‬ياأي َّها الن ّب ِ ّ‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫غَ ُ‬
‫ه غَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م}‪.‬‬ ‫حي ه ٌ‬ ‫فههوٌر َر ِ‬ ‫م َوالل ه ُ‬ ‫فْر لك ْ‬ ‫م وَي َغْ ِ‬ ‫من ْك ْ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫خي ًْرا ِ‬ ‫م َ‬‫خي ًْرا ي ُؤْت ِك ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِفي قُلوب ِك ْ‬ ‫م الل ُ‬ ‫ي َعْل ْ‬
‫]النفال‪[70 :‬‬
‫الحض على التواصل والتواد والوليسسة بيسسن المسسسلمين ورد المسسواريث‬
‫إلىأهلها ‪ :‬وحض المسلمين على التواصههل ‪ ،‬وجعههل المهههاجرين والنصههار أهههل وليههة‬
‫الدين دون من سواهم ‪ ،‬وجعل الكفار‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فعَُلههوهُ ت َ ُ‬ ‫بعضههههم أوليههاء بعههض‪ ،‬ثهههم قههال{ إ ِّل ت َ ْ‬
‫سهههاد ٌ‬ ‫ض وَفَ َ‬ ‫ة ِفههي الْر ِ‬ ‫ن فِت َْنهه ٌ‬ ‫كهه ْ‬
‫ن‬ ‫ك َِبيٌر} ]النفال‪ [73 :‬أي إل يوال المؤمن من دون الكافر‪ ،‬وإن كان ذا رحم بههه ‪{ :‬ت َك ُه ْ‬
‫ض } أي شبهة فههي الحههق والباطههل ‪ ،‬وظهههور الفسههاد فههي إلرض بتههولي‬ ‫َْ‬
‫ة ِفي الْر ِ‬ ‫فِت ْن َ ٌ‬
‫المؤمن الكافر دون المؤمن ‪.‬‬
‫ثم رد المواريث إلى الرحام ممن أسلم بعد الولية من المهاجرين والنصار دونهههم‬
‫ك‬ ‫م فَأ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫جاهَ ُ‬ ‫جُروا وَ َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن ب َعْد ُ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫إلى الرحام التي بينهم ‪ ،‬فقال ‪َ {:‬وال ّ ِ‬
‫ل‬ ‫ه ب ِك ُه ّ‬ ‫ن الل ّه َ‬ ‫ب الل ّههِ }أي بههالميراث{ إ ِ ّ‬ ‫ض ِفي ك َِتا ِ‬ ‫ضه ُ ْ َ َ‬ ‫م وَأوُْلوا اْل َْر َ‬
‫ُ‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م أوْلى ب ِب َعْ ٍ‬ ‫حام ِ ب َعْ ُ‬ ‫ِ‬
‫م} ]النفال‪.[75 :‬‬ ‫يٍء عَِلي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬

‫هه ههه هههه هه هههههههه‬


‫من شهدها من المهاجرين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وهذه تسههمية مههن شهههد بههدرا ً‬
‫ى المطلههب بههن‬ ‫من المسلمين ‪ ،‬ثم من قريش ‪ ،‬ثم من بنى هاشم بن عبههد منههاف وبن ه ِ‬
‫مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فِْهر بن مالك بههن‬ ‫عبد مناف بن ُقصى بن كلب بن ُ‬
‫كنانة ‪.‬‬
‫ضر بن ِ‬
‫الن ّ ْ‬

‫محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المر سلين ‪ ،‬ابن عبد اللههه‬
‫بن عبد المطلب ابن هاشم ‪ ،‬وحمزة بن عبد المطلههب بههن هاشههم ‪ ،‬أسههد اللههه ‪ ،‬وأسههد‬
‫رسوله ‪ ،‬عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعلى بن أبى طالب بن عبد المطلب‬
‫حبيل بههن كعههب بههن عبههد العُهّزى بههن امههرئ القيههس‬ ‫بن هاشم ‪ ،‬وَزْيد بن حارثة بن شهَر ْ‬
‫الكلبى‪ ،‬أنعم الله عليه ورسوله صلى الله عليه وسلم‬
‫شهراحيل بهن كعهب بهن عبهد الُعهزى بهن امهرئ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬زيد بن حارثة بهن َ‬
‫وف‬ ‫كنانة بن بكههر بههن عَ ه ْ‬
‫وف بن ِ‬ ‫القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد وُد ّ بن عَ ْ‬
‫ور بن كعب بن وَْبرة ‪.‬‬ ‫ذرة بن زيد الله بن ُرفَْيدة ابن ث َ ْ‬
‫بن عُ ْ‬
‫َ‬
‫سة مولى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‪ ،‬وأبههو كْبشههة‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأن َ‬
‫مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫حبشى‪ ،‬وأبو كبشة ‪ :‬فارسي ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أَنسة ‪َ :‬‬
‫ن عمههرو ابههن يربههوع بههن‬ ‫صههن بههن يربههوع به ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫مْرَثد ك َّناز بههن ِ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو َ‬
‫غنى بن ي َْعصر بن سههعد بههن قَي ْههس بههن‬ ‫ن بن غْنم بن َ‬ ‫جل ّ َ‬ ‫خَرشة بن سعد بن طريف بن ِ‬ ‫َ‬
‫عَْيلن ‪.‬‬
‫حصْين ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ك َّناز بن ُ‬
‫عبيههدة‬ ‫حمزة بن عبد المطلب ‪ ،‬و ُ‬ ‫مْرثد بن أبى مرثد‪ ،‬حليفا َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وابنه َ‬
‫صههْين بههن الحههارث‬ ‫ح َ‬ ‫فْيههل بههن الحههارث ‪ ،‬وال ُ‬ ‫بههن الحههارث بههن المطلههب ‪ .‬وأخههواه الط ّ َ‬
‫وف بن أَثاثة بن عَّباد بن المطلب ‪ .‬اثنا عشر رج ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫طح ‪ ،‬واسمه عَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬
‫عثمان بههن عفههان بههن أبههى العههاص بههن‬ ‫ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‪ُ :‬‬
‫أمية بن عبد شمس ‪ ،‬تخلف على امرأته ُرقية بنت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فضرب له رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بسهههمه ‪،‬‬
‫جُرك ‪ ،‬وأبههو حذيفههة بههن ربيعههة بههن عبههد شههمس‬ ‫رى يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ :‬وأ ْ‬ ‫ج ِ‬‫قال ‪ :‬وأ ْ‬
‫شم ‪.‬‬ ‫مهْ َ‬ ‫حذيفة ‪ِ :‬‬ ‫وسالم ‪ ،‬مولى أبي حذيفة‪ : .‬قال ابن هشام ‪ :‬واسم أبي ُ‬
‫عبيد ابن زيههد بههن مالههك‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وسالم ‪ ،‬سائبة لث َُبيتة بنت َيغار بن زيد بن ُ‬
‫عمرو بن عوف بن مالك بن الوس ‪ ،‬سّيبته فانقطع إلى أبي حذيفة فتبناه‬ ‫وف بن َ‬ ‫بن عَ ْ‬
‫ً‬
‫ويقال ‪ :‬كانت ُثبيتة بنت َيعار تحت أبي حذيفة بن عتبة‪ ،‬فأعتقت سالما سههائبة‪ ،‬فقيههل ‪:‬‬
‫سالم مولى أبى حذيفة ‪.‬‬
‫ْ‬
‫صبيحا مولى أبي العههاص بهن اميههة ابهن عبههد شههمس‬ ‫ً‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وزعموا أن ُ‬
‫تجهز للخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ثم مرض ‪ ،‬فحمل علههى بعيههره أبهها‬
‫صبيح بعد ذلك‬ ‫شهد ُ‬ ‫سلمة بن عبد السد بن هلل بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم ثم َ‬ ‫َ‬
‫المشاهد كلها مع رسول صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫خَزيمسسة ‪:‬‬ ‫وشهد بدرا ً من حلفاء بني عبد شمس ‪ ،‬ثم من بني أسسسد بسسن ُ‬
‫دودان بههن‬ ‫مرة ابن كبير بن غَْنم بن ُ‬ ‫صْبرة بن ُ‬ ‫مر بن َ‬ ‫عبد الله بن جحش بن رئاب بن ي َعْ َ‬
‫َ‬
‫حْرثان ابن قيس بن مرة بن كبير بن غن ْههم بههن دودان بههن‬ ‫حصن بن ُ‬ ‫م ْ‬‫كاشة بن ِ‬ ‫أسد‪ ،‬وعُ ّ‬
‫دودان‬ ‫كبير بن غَْنم بههن ُ‬ ‫صب َْيب بن مالك بن َ‬ ‫أسد وشجاع بن وهب بن ربيعة بن أسد بن ُ‬
‫مههرة‬ ‫صْبرة بن ُ‬ ‫مر بن َ‬ ‫زيد بن ُرقَْيش بن ِرئاب ابن ي َعْ َ‬ ‫عقبة بن وهب ‪ ،‬وي ِ‬ ‫بن ًاسد‪ ،‬وأخوه ُ‬
‫حْرثههان بههن قيههس ‪ ،‬أخههو‬ ‫صن بن ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫سنان بن ِ‬ ‫بن كبير بن غْنم بن دودان بن أسد‪ ،‬وأبو ِ‬
‫مرة بههن‬ ‫ضلة بن عبد الله بن ُ‬ ‫رز بن ن َ ْ‬ ‫ح ِ‬‫م ْ‬‫سنان و ُ‬ ‫سنان بن أبى ِ‬ ‫صن ‪ ،‬وابنه ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬
‫كاشة بن ِ‬ ‫عُ ّ‬
‫خَبرة بن‬ ‫س ْ‬ ‫كبير بن غَْنم بن دودان بن أسد‪ ،‬وربيعة بن أكثم بن َ‬
‫غنم بن دودان بن أسد‪.‬‬ ‫عمرو بن لك َْيز بن عامر بن َ‬ ‫َ‬
‫قف بن عمرو‪ ،‬وأخواه ‪:‬‬ ‫دودان بن أسد‪ :‬ث َ ْ‬ ‫غْنم بن ُ‬ ‫ومن حلفاء بني كبير بن َ‬
‫دلج بن عمرو‪.‬‬ ‫م ْ‬‫مالك بن عمرو و ُ‬
‫دلج بن عمرو‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ِ :‬‬
‫سَليم ‪ .‬وأبهو مخشههى حليههف لههم ‪.‬‬ ‫جش‪ ،‬ال بنى ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وهم من بنى ح ْ‬
‫ستة عشر رج ً‬
‫ل‪.‬‬
‫شى ‪ .‬قال ابن إسههحاق ‪:‬‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سوَْيد بن َ‬ ‫شى طائى‪ ،‬واسمه ‪ُ :‬‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أبو َ‬
‫سههيب بههن‬ ‫عتبة بن غَْزوان ابن جابر بن وهب بن ن َ‬ ‫ومن بني نوفل بن عبد مناف ‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫فة بههن قي ْههس بههن عَْيلن ‪،‬‬ ‫صه َ‬ ‫خ َ‬ ‫عكرمههة بههن َ‬ ‫ْ‬ ‫مالك بن الحارث بن مازن بههن منصههور بههن ِ‬
‫عتبة بن غَْزوان ‪ -‬رجلن ‪.‬‬ ‫خّباب ‪ ،‬مولى ُ‬ ‫و َ‬
‫ويلههد بههن‬ ‫خ َ‬ ‫ومن بنى أسد بن عبد العزى بن قصي ‪ :‬الزبيههر بههن العههوام بههن ُ‬
‫سد‪ ،‬وحاطب بن أبى ب َْلتعة‪ ،‬وسعد مولى حاطب ‪ .‬ثلثة نفر‪ .‬قال ابن هشههام ‪ :‬حههاطب‬ ‫أ َ‬
‫عمرو‪ ،‬لخمى‪ ،‬وسعد مولى حاطب ‪ ،‬كلبى ‪ - .‬قال ابن‬ ‫ْ‬
‫بن أبى ب َلتعة‪ ،‬واسم أبى ب َلتعة ‪َ :‬‬ ‫ْ‬
‫مير بن هاشم بن عبد منههاف بههن‬ ‫صَعب بن عُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫إسحاق ‪ :‬ومن بني عبد الدار بن قصي ‪ُ :‬‬
‫سههباق بههن‬ ‫مْيلة بههن ال ّ‬ ‫حَرْيملة بن مالك بن عُ َ‬ ‫ويبط بن سعد بن ُ‬ ‫س َ‬‫صى ‪ ،‬و ُ‬ ‫عبد الدار بن قُ َ‬
‫عبد الدار بن قصى ‪ ،‬ر جلن ‪.‬‬
‫وف بههن عبههد بههن‬ ‫وف بن عبههد عَه ْ‬ ‫ومن بنى زهرة بن كلب ‪ :‬عبد الرحمن بن عَ ْ‬
‫الحارث بن ُزهرة‪ ،‬وسعد بن أبى وقاص ‪ -‬وأبو وقاص‬
‫مير بن أبي وقاص ‪.‬‬ ‫هرة ‪ -‬وأخوه عُ َ‬ ‫مالك بن أهَْيب بن عبد مناف بن ُز ْ‬
‫مرو بن ثعلبة بن مالههك بههن ربيعههة ابههن ثمامههة بههن‬ ‫ومن حلفائهم ‪ :‬المقداد بن عَ ْ‬
‫شريد بن هَ هْزل بههن‬ ‫ور بن ثعلبة ابن مإلك بن ال ّ‬ ‫مطرود بن عمرو بن سعد بن ُزهير بن ث َ ْ‬
‫هود ابن ب َْهراء بن عمرو بن الحاف بن ُقضاعة‪.‬‬ ‫قْين بن أ ْ‬
‫قائش بن د َُرْيم بن ال ّ‬
‫ور‪ .‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬ ‫هير بن ث َ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬هزل بن فاس بن ذر ‪ -‬ود َ ِ‬
‫كاهل بههن الحههارث‬ ‫هلة بن َ‬ ‫صا ِ‬
‫مخ بن مخزوم بن َ‬ ‫ش ْ‬ ‫وعبد الله بن مسعود بن الحارث بن َ‬
‫بن تميم بن سعد بن هُذ َْيل ‪ ،‬ومسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بههن عبههد العُهّزى بههن‬
‫قههاَرة ‪ .‬قههال‬
‫خَزيمههة‪ ،‬مههن ال َ‬ ‫ون بن ُ‬ ‫حّلم بن عائذة بن ُ‬
‫سب َْيع بن الهَ ْ‬ ‫م َ‬‫مالة ابن غالب بن ُ‬ ‫ح َ‬
‫َ‬
‫قاَرة ‪ :‬لقب لهم ‪ .‬ويقال ‪:‬‬ ‫ابن هشام ‪ :‬ال َ‬

‫ها‬‫ما َ‬‫قاَرةَ من َرا َ‬‫ف ال َ‬ ‫ص َ‬ ‫‪ #‬قد أن ْ َ‬


‫وكانوا ُرماة ‪.‬‬
‫سهليم بههن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عمرو بن َنضلة بن غْبشههان بههن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وذو الشمالين بن عبد َ‬
‫خزاعة ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وإنما قيل‬ ‫ملكان بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر‪ ،‬من ُ‬ ‫َ‬
‫خب ّههاب بههن‬‫ميههر‪ .‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬و َ‬ ‫له ‪ :‬ذو الشمالين ‪ ،‬لنههه كههان أعسههر‪ ،‬واسههمه عُ َ‬
‫ت ‪ ،‬ثمانية نفر‪.‬‬ ‫الر ّ‬
‫قهب ‪ ،‬وههم بالكوفهة‪،‬‬ ‫ت ‪ ،‬مهن بنهى تميهم ‪ ،‬ولهه عَ ِ‬ ‫خّبهاب بهن الر ّ‬ ‫قال ابن هشهام ‪َ :‬‬
‫خزاعة ‪.‬‬ ‫خّباب من ُ‬ ‫ويقال ‪ُ :‬‬
‫سلمة عَههتيق بههن‬ ‫َ‬ ‫مرة ‪ :‬أبو َ‬ ‫قظة بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى مخزوم بن ي َ َ‬
‫عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن ت َْيم ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬اسههم أبههى بكههر‪:‬‬
‫حسن وجهه وعتقه ‪.‬‬ ‫عتيق ‪ :‬لقب ‪ ،‬ل ُ‬ ‫عبد الله ‪ ،‬و َ‬
‫مههح ‪،‬‬ ‫ج َ‬‫موَل ّههد مههن مولههدي بنههى ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وبلل ‪ ،‬مههولى أبههى بكههر ‪ -‬وبلل ُ‬
‫قب له ‪ ،‬وعامر بن فهَْيرة ‪.‬‬ ‫اشتراه أبو بكر من أمية بن خلف ‪ ،‬وهو بلل ابن َرباح ‪ ،‬ل عَ ِ‬
‫سد‪ ،‬أسههود‪ ،‬اشههتراه أبههو بكههر‬ ‫مولدي ال ْ‬ ‫موَّلد من ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬عامر بن فَُهيرة‪ُ ،‬‬
‫منهم ‪.‬‬
‫مر بن قاسط ‪.‬‬ ‫سنان ‪ ،‬من الن ّ ِ‬ ‫صهَْيب بن ِ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫جديلة بهن أسههد بهن ربيعههة‬ ‫ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬النمر بن قاسط بن هِْنب بن أفصى بن َ‬
‫بن نزار ويقال ‪ :‬أفصى بههن دعمههى بههن جديلههة بههن أسههد بههن ربيعههة بههن نههزار‪ ،‬ويقههال ‪:‬‬
‫دعان ابن عمرو بن كعب بن سعد بهن ت َْيهم ويقهال ‪ :‬إنهه‬ ‫ج ْ‬ ‫صهيب ‪ ،‬مولى ‪ .‬عبد الله بن ُ‬
‫ً‬
‫رومى ‪ .‬فقال بعض من ذكر أنه مههن النمههر بههن قاسههط ‪ :‬إنمهها كههان أسههيرا فههي الههروم‬
‫ق‬
‫صهههيب سههاب ُ‬ ‫فاشت ُرِيَ منهم ‪ ،‬وجاء في الحديث عن النبى صلى اللههه عليههه وسههلم ‪ُ " :‬‬
‫عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سههعد‬ ‫الروم "‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وطلحة بن ُ‬
‫بن ت َْيم ‪ ،‬كان بالشام ‪ ،‬فقدم بعد أن رجع رسول الله صلى الله عليههه وسههلم مههن بههدر‪،‬‬
‫ري يا رسول الله ؟ قال ‪ :‬وأجرك ‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬ ‫ج ِ‬‫فكلمه ‪ .‬فضرب له بسهمه فقال ‪ :‬وأ ْ‬
‫س هَلمة ابههن عبههد‬ ‫مرة ‪ :‬أبو َ‬ ‫قظة بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى مخزوم بن ي َ َ‬
‫سلمة ‪ :‬عبد الله بن عبد السد بن هلل‬ ‫السد‪ .‬واسم أبى َ‬
‫سوَْيد بن هَْرمى بن عههامر‬ ‫شريد بن ُ‬ ‫ماس بن عثمان بن ال ّ‬ ‫ابن عمر بن مخزوم ‪ ،‬وش ّ‬
‫بن مخزوم ‪.‬‬
‫ً‬
‫شماس ها مههن‬ ‫ً‬
‫سههمى شماس ها‪ ،‬لن َ‬ ‫ماس ‪ :‬عثمان ‪ ،‬وإنما ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬واسم َ‬
‫عتبة‬‫جميل‪ ،‬فعجب ‪ ،‬الناس من جماله ‪ .‬فقال ُ‬ ‫ً‬ ‫دم مكة في الجاهلية‪ ،‬وكان َ‬ ‫مسة قَ ِ‬ ‫شما ِ‬ ‫ال ّ‬
‫بن ربيعة وكان خال شماس ‪ :‬ههها أنهها اتيكههم بشههماس أحسههن منههه ‪ ،‬فههأتى بههابن أختههه‬
‫شماسًا‪ ،‬فيما ذكر ‪ ،‬ابن شهاب الزهري وغيره‬ ‫سمى َ‬ ‫عثمان ف ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والْرقم بن أبى الْرقم ‪ ،‬واسم أبي الْرقم ‪ :‬عبد منهاف بهن أسهد‬
‫جْندب بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ‪ ،‬وعمار بن ياسر‪.‬‬ ‫وكان أسد ُيكنى ‪ :‬أبا ُ‬
‫حج ‪.‬‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬عمار بن ياسر‪ ،‬عَْنسي ‪ ،‬من ِ‬
‫كليههب بههن‬ ‫عفيههف ابههن ُ‬ ‫وف بن عامر بن الفضل بن َ‬ ‫معَّتب بن عَ ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫عى ‪:‬‬ ‫سُلول بههن كعههب بههن عمههرو‪ ،‬حليههف لهههم مههن خزاعههة‪ ،‬وهههو الههذي ي ُهد ْ َ‬ ‫شّية بن َ‬ ‫حب ْ ِ‬
‫ُ‬
‫عَْيهامة ‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬
‫ن ربههاح بههن‬ ‫فْيل بن ‪-‬عبد العُ هّزى ب ه ِ‬ ‫عمر بن الخطاب بن ن ُ َ‬ ‫ومن بنى عدي بن كعب ‪ُ :‬‬
‫جع ‪ ،‬مولى عمر بههن‬ ‫مهْ َ‬ ‫عدي ‪ ،‬وأخوه زيد بن الخطاب ‪ .‬و ِ‬ ‫عبد الله بن قُْرط بن َرَزاح بن َ‬
‫ى‬
‫مه َ‬‫فين يوم بههدر‪ُ ،‬ر ِ‬ ‫الخطاب ‪ ،‬من أهل اليمن ‪ ،‬وكان أول قتيل من المسلمين بين الص ّ‬
‫بسهم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫مْهجع ‪ ،‬من عَك بن عدنان ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ِ :‬‬
‫مر بن أَنس بن أذاة ابن عبد اللههه بههن‬ ‫سَراقة بن المعْت َ ِ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعمرو بن ُ‬
‫سراقة‪ ،‬وواقههد بههن عبههد‬ ‫عدي بن كعب ‪ ،‬وأخوه عبد الله بن ُ‬ ‫قُْرط بن ِرياح بن َرزاح بن َ‬
‫عمر بن‬ ‫الله بن عبد مناف بن ُ‬
‫ولي بههن‬ ‫حن ْظلة بن مالك بن َزيد مناة بن تميم ‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬وخه ْ‬ ‫َ‬ ‫ن ي َْربوع بن َ‬ ‫ثعلبة ب ِ‬
‫ولي ‪ ،‬مههن بنههى‬ ‫خه ْ‬‫ولى‪ ،‬حليفان لهم ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬أبو َ‬ ‫خ ْ‬‫ولى‪ ،‬ومالك بن أبى َ‬ ‫خ ْ‬‫أبي َ‬
‫صْعب‬ ‫جْيم بن َ‬ ‫ُ‬
‫عجل بن ل َ‬
‫ابن علي بن بكر بن وائل ‪.‬‬
‫عْنز ابن وائل ‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعامر بن ربيعة‪ ،‬حليف ال الخطاب ‪ ،‬من ِ‬
‫جديلة بن أسد بن‬ ‫عْنز بن وائل بن قاسط بن هُْنب بن أْفصى ابن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ِ :‬‬
‫مى ابن جديه لة ‪.‬‬ ‫ربيعة بن نزار‪ ،‬ويقال ‪ :‬أْفصى ‪ :‬بن د ُعْ ِ‬
‫كير بن عبد َياِليل بن ناشب بن ِغيَرة‪ ،‬من بنى سههعد‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعامر بن الب ُ َ‬
‫بن لْيت ‪ ،‬وعاقل بن الب ُك َْير وخالد بن الب ُك َْير‪ ،‬وإيهاس بهن الب ُك َْيهر‪ ،‬حلفهاء بنهي عهدي بهن‬
‫ن ريههاح‬ ‫عمرو بن ُنفيل بن عبد العُّزى بن عبد الله بن قِْرط بهه ِ‬ ‫كعب ‪ ،‬وسعيد بن زيد بن َ‬
‫دم رسول الله صلى الله عليه وسلم مههن‬ ‫بن عدي بن كعب ‪ ،‬قدم من الشأم بعد ما قَ ِ‬
‫بدر‪ ،‬فكلمه ‪ ،‬فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسهلم بسههمه ‪ ،‬قهال ‪ :‬وأجهري يها‬
‫ل‪.‬‬‫رسول الله ؟ قال ‪ :‬وأجرك ‪ .‬أربعة عشر رج ً‬
‫صْيص بن كعسسب ‪ :‬عثمههان بههن مظعههون ابههن‬ ‫ه َ‬ ‫عمرو بن ُ‬ ‫مح بن َ‬ ‫ج َ‬‫ومن بني ُ‬
‫مههح ‪ ،‬وابنههه السههائب بههن عثمههان ‪ ،‬وأخههواه ُقدامههة بههن‬ ‫ج َ‬ ‫حذافة بههن ُ‬ ‫هب بن ُ‬ ‫حبيب بن وَ ْ‬
‫مههح ‪،‬‬ ‫ج َ‬‫حذافههة بههن ُ‬ ‫حههبيب ابههن وهْههب بههن ُ‬ ‫مر بن َ‬ ‫مع ْ َ‬‫مظعون ‪ ،‬و َ‬ ‫ْ‬ ‫مظعون ‪ ،‬وعبد الله بن َ‬ ‫َ‬
‫خمسة نفر‪.‬‬
‫ومن بنى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن خنيس بههن حذافههة بههن قيههس بههن‬
‫عدي بن سعد بن سهم ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬من بني عامر بن لؤي ‪ ،‬ثم من بنسسي مالسسك ابسسن حسسسل‬
‫هم بن عبد الُعزى بن أبى قيس بن عبد ُود بن نصر بههن‬ ‫سْبرة بن أبى ُر ْ‬ ‫بن عامر ‪ :‬أبو َ‬
‫خَرمة بن عبد الُعزى بن قْيس بن عبد ُود‪ .‬بن نصر بههن‬ ‫م ْ‬‫سل ‪ ،‬وعبد الله بن َ‬ ‫ح ْ‬ ‫مالك بن ِ‬
‫سَهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وُد ّ بن نصر بههن مالههك بههن‬ ‫مالك ‪ ،‬وعبد الله بن ُ‬
‫ً‬
‫سل ‪ -‬كان خرج مع أبيه سهيل بن عمرو‪ ،‬فلما نزل الناس بدرا فههر إلههى رسههول اللههه‬ ‫ح ْ‬ ‫ِ‬
‫سَهيل بن عمرو‪ ،‬وسعد‬ ‫وف ‪ ،‬مولى ُ‬ ‫مْير بن عَ ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فشهدها معه ‪ -‬وعُ َ‬
‫ولة من اليمن ‪.‬‬ ‫خ ْ‬ ‫ولة‪ ،‬حليف لهم ‪ .‬خمسة نفر‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬سعد بن َ‬ ‫خ ْ‬‫ابن َ‬
‫عبيههدة بههن الجههراح ‪ ،‬وهههو‬ ‫هسسر ‪ :‬أبههو ُ‬ ‫ف ْ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني الحارث بن ِ‬
‫ض هّبة بههن الحههارث ‪ ،‬وعمههرو بههن‬ ‫عامر بن عبد الله بن الجراح بههن هلل بههن أهَي ْههب بههن َ‬
‫ضهّبة بههن الحههارث‬ ‫هير بن أبههى شههداد بههن ربيعههة بههن هلل بههن أهَي ْههب بههن َ‬ ‫الحارث بن ُز َ‬
‫ضّبة بن الحارث وأخههوه صههفوان‬ ‫سهَْيل بن وهب ابن ربيعة بن هلل بن أبي أهَْيب بن َ‬ ‫و ُ‬
‫ض هّبة‬
‫سْرح بن ربيعة بن هلل ابن أهَي ْههب بههن َ‬
‫عمرو بن أبى َ‬
‫هب ‪ ،‬وهما ابنا بيضاء و َ‬
‫بن وَ ْ‬
‫بن الحارث ‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عدد من شهد بدرا من المهاجرين ‪ :‬فجميع من شهههد بههدرا مههن المهههاجرين ‪،‬‬
‫ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره ‪ ،‬ثلثة وثمانون رج ً‬
‫ل‪.‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬كثير من أهل العلم ‪ ،‬غير ابن إسههحاق ‪ ،‬يههذكرون فههي المهههاجرين‬
‫سْرح ‪ ،‬وحاطب بن عمرو‪.‬‬ ‫ببدر‪ ،‬في بني عامر بن لؤي ‪ :‬وهب بن سعد بن أبى َ‬
‫وفي بني الحارث بن فهر ‪ :‬عياض بن زهير‪.‬‬
‫من شهد بدرا ً من النصار ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وشهد بدرا مع رسول الله صلى‬
‫ً‬
‫الله عليه وسلم من المسلمين ‪ ،‬ثم من النصار‪ ،‬ثم من الوس ابن حارثة بن ثعلبة بن‬
‫عمرو بن‬ ‫شم بن الحارث بن الخزرج بن َ‬ ‫ج َ‬ ‫عمرو بن عامر‪ ،‬ثم من بني عبد الشهل ابن ُ‬
‫شههل‬ ‫معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيهد بهن عبههد ال ْ‬ ‫مالك بن الوس ‪ :‬سعد بن ُ‬
‫معاذ بن النعمان ‪ ،‬والحارث بن أْوس بن معههاذ بههن النعمههان ‪ ،‬والحههارث بههن‬ ‫عمرو بن ُ‬ ‫و َ‬
‫أنس بن رافع بن امرئ القيس ‪.‬‬
‫عب َْيد بن كعب بن عبد الشهل ‪ :‬سعد بن زيد بن مالك بن عُب َْيد‪.‬‬ ‫ومن بني ُ‬
‫َ‬
‫س هلمة‬ ‫عورا بن عبد الشهل ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقههال ‪ُ :‬زعُههورا ‪َ -‬‬ ‫ومن بني َز ُ‬
‫س هلمة بههن‬ ‫َ‬ ‫بن سلمة بن وََقش بن ُزغبة‪ ،‬وعَّباد بن ِبشر بن وََقش بن زغبة بن زعورا‪ ،‬و َ‬
‫عهورا‪ ،‬والحهارث بهن خزمهة بهن‬ ‫كن بهن َز ُ‬ ‫سه َ‬ ‫ن وََقش‪ ،‬ورافع بن يزيد بن ك ُْرز بن َ‬ ‫ثابت ب ِ‬
‫وف بن عمرو بن عوف بن الخزرج حليف لهم من‬ ‫ى ابن غَْنم بن سالم بن عَ ْ‬ ‫عدي بن أب ّ‬
‫دعة بن حارثههة بههن‬ ‫ج َ‬‫م ْ‬‫سلمة بن خالد ابن عدي بن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وف بن الخزرج ‪ ،‬ومحمد بن َ‬ ‫بنى عَ ْ‬
‫حريش بههن عههدي‬ ‫سلم بن َ‬ ‫سَلمة بن أ ْ‬ ‫الحارث حليف لهم من بنى حارثة ابن الحارث ‪ ،‬و َ‬
‫دعة بن حارثة بن الحارث ‪ ،‬حليف لهم من بنى حارثة بن الحارث ‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫م ْ‬
‫بن َ‬
‫دي قال ابههن إسههحاق ‪ :‬وأبههو الهَي ْث َههم بههن‬ ‫حَرْيس بن عَ ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أسلم ‪ :‬بن ُ‬
‫عبيد بن الّتيهان ‪.‬‬ ‫الّتيهان ‪ ،‬و ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عتيك بن الّتيهان ‪.‬‬
‫سْهل ‪ .‬خمسة عشر رجل‪ً.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعبد الله بن َ‬
‫سان ‪.‬‬ ‫عورا‪ ،‬ويقال ‪ :‬غَ ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬عبد الله بن سهل ‪ :‬أخو بنى َز ُ‬
‫واد بهن كعهب ‪ ،‬وكعهب ‪ :‬ههو‬ ‫سه َ‬
‫فر‪ ،‬ثهم مهن بنهى َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني ظَ َ‬
‫عمرو ابههن مالههك بههن الْوس ‪ :‬قَت َههادة بههن‬ ‫فر‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ظفر ‪ :‬بن الخزرج بن َ‬ ‫ظَ َ‬
‫واد‪ .‬رجلن ‪ .‬قههال‬ ‫سه َ‬‫واد‪ ،‬وعُب َْيد بن أْوس بههن مالههك بههن َ‬ ‫النعمان بن زيد بن عامر بن س َ‬
‫ة أسرى في يوم بههدر‪.‬‬ ‫قّرن ‪ ،‬لنه قََرن أربع َ‬ ‫م َ‬‫ابن هشام ‪ :‬عُب َْيد بن أْوس الذي يقال له ‪ُ :‬‬
‫عقيل بن أبي طالب يومئذ‪.‬‬ ‫وهو الذي أسر َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني عبد بههن رَِزاح بههن كعههب ‪ :‬نصههر بههن الحههارث بههن عَب ْههد‪،‬‬
‫معَّتب بن عبد‪.‬‬ ‫و ُ‬
‫ي ‪ :‬عبد الله بن طارق ‪ ،‬ثلثة نفر‪.‬‬ ‫ومن حلفائهم‪ ،‬من ب َل ِ ّ‬
‫ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابسسن الوس‬
‫جدعة ابن حارثة ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫شم بن َ‬ ‫ج َ‬‫عدي بن ُ‬ ‫‪ :‬مسعود بن سعد بن عامر بن َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬مسعود بن عبد سعد‪.‬‬
‫جدعههة بههن‬ ‫م ْ‬
‫شههم ابههن َ‬ ‫ج َ‬ ‫جْبر بن عمرو بن زيد بههن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو عَْبس بن َ‬
‫حارثة‪.‬‬
‫ههانىء ابهن نَيهار بهن‬ ‫دة بن ن َِيار‪ ،‬وِاسمه ‪َ :‬‬ ‫ومن حلفائهم ‪ ،‬ثم من بلي ‪ :‬أبو ب ُْر َ‬
‫مْيم بن كاهههل بههن ذ ُهْههل بههن‬ ‫همان بن غْنم بن ذ ُْبيان ابن هُ َ‬ ‫عمرو بن عُب َْيد بن كلب بن د ُ َ‬
‫هني بن َبلى بن عمرو بن الحاف ابن ُقضاعة ‪ - .‬ثلثة نفر‪.‬‬ ‫َ‬
‫وس ‪ ،‬ثههم مههن‬ ‫وف بن مالك بسسن ال ْ‬ ‫ع ْ‬
‫مرو بن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني َ‬
‫وف ‪ :‬عاصم بن ثابت بههن قَي ْههس ‪.‬‬ ‫وف بن عمرو بن عَ ْ‬ ‫ضب َْيعة بن زيد بن مالك بن عَ ْ‬ ‫بنى ُ‬
‫ملْيل بن‬ ‫َ‬ ‫شير بن ُ‬ ‫معَّتب بن قُ َ‬ ‫ضب َْيعة ‪ -‬و ُ‬‫مة بن ُ‬ ‫صمة بن مالك بن أ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫وقيس أبو الْقلح بن ِ‬
‫ضهَبيعة‬ ‫ّ‬
‫ملي ْههل بههن الْزعَههر بههن زيههد بههن العَطههاف بههن ُ‬ ‫َ‬ ‫ضب َْيعة‪ ،‬وأبههو ُ‬ ‫ف ابن ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫زيد بن العَ ّ‬
‫ضب َْيعة ‪.‬‬
‫عر بن زيد بن العطاف بن ُ‬ ‫مْعبد بن الْز َ‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫و َ‬
‫مْعبد‪.‬‬ ‫مير بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬عُ َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وسهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بهن ثعلبهة بهن مجدعهة بهن‬
‫حن َههس بهن عههوف بههن عمههرو بههن‬ ‫حَزج ابهن َ‬ ‫الحارث بن عمرو‪ ،‬وعمرو الذي يقال له ‪ :‬ب َ ْ‬
‫عوف‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬
‫شر بن عبد المنذر بن َزن ْههبر ابههن زيههد بههن‬ ‫مب َ ّ‬‫ومن بنى أمية بن زيد بن مالك ‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫أمية‪ ،‬ورفاعة بن عبد المنذر بن َزْنبر‪ ،‬وسعد بن عُب َْيد بن النعمان بن قْيس بن عمرو بن‬
‫زيد بن امية ‪ .‬وعُوَْيم بن ساعدة‪ ،‬ورافههع ابههن عُْنجههدة ‪ -‬وعُْنجههدة أمههه ‪ ،‬فيمهها قههال ابههن‬
‫حاطب ‪.‬‬ ‫هشام ‪ -‬وعُب َْيد ابن أبي عُب َْيد‪ ،‬وثعلبة بن َ‬
‫وزعموا أن أبا ُلبابة بن عبد المنذر ‪ :‬والحههارث بههن حههاطب خرجهها مههع رسههول اللههه‬
‫مر أبا لبابة على المدينة‪ ،‬فضرب لهما بسهمين مههع‬ ‫صلى الله عليه وسلم فرجعهما‪ ،‬وأ ّ‬
‫أصحاب بدر‪ .‬تسعة نفر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ردهما ‪ :‬من الّرْوحاء‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحاطب بن عمرو بن عُب َْيد بن أمية واسم أبى لبابة ‪َ :‬بشير ‪.‬‬
‫عبيد بن زيد بن مالك ‪ :‬أن َْيس بن قََتادة بن ربيعههة‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني ُ‬
‫عبيد‪.‬‬ ‫بن خالد بن الحارث بن ُ‬
‫ضهب َْيعة‪،‬وثههابت‬ ‫جلن بن ُ‬ ‫مْعن بن عدي بن الجد ّ بن العَ ْ‬ ‫ي ‪َ :‬‬ ‫ومن حلفائهم من ب َل ِ ّ‬
‫سَلمة بن مالك بههن الحههارث بههن‬ ‫جلن ‪ ،‬وعبد الله بن َ‬ ‫بن أقَْرم بن ثعلبة بن عدي بن العَ ْ‬
‫جلن وَرْبعي بههن رافههع بههن‬ ‫جلن ‪ ،‬وزيد بن أسلم ابن ثعلبة بن عدي بن العَ ْ‬ ‫عدي بن العَ ْ‬
‫جلن ‪ ،‬فرده‬ ‫جد بن العَ ْ‬ ‫جد ّ بن العجلن ‪ .‬وخرج عاصم بن عدي بن ال َ‬ ‫زيد بن حارثة ابن ال َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر‪ .‬سبعة نفر‪.‬‬
‫جب َي ْههر بههن النعمههان بههن أميههة بههن‬ ‫ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف ‪ :‬عبد اللههه بههن ُ‬
‫الُبرك ‪ -‬واسم الُبرك ‪ :‬امرؤ القيس بن َثعلبة ‪ -‬وعاصم ابن قيس ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عاصم بن قيس ‪ :‬ابن ثابت بن النعمان بن أمية ابن امرئ القيههس‬
‫بن ثعلبة‪.‬‬
‫ضّياح بن ثابت بن النعمان بههن أميههة بههن امههرئ القيههس بههن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو َ‬
‫حّنة ‪.‬‬‫ثعلبة‪ ،‬وأبو َ‬

‫حب ّههة ‪ .‬ويقههال لمههرئ القيههس ‪:‬‬‫ضّياح ‪ ،‬ويقههال ‪ :‬أبههو َ‬


‫قال ابن هشام ‪ :‬وهو أخو أبى َ‬
‫الُبرك بن ثعلبة ‪.‬‬
‫عمير بن ثابت بن النعمان بن أمية ابن امههرئ القيههس‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وسالم بن ُ‬
‫بن ثعلبة ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ثابت ‪ :‬بن عمرو بن ثعلبة‪.‬‬
‫وات‬‫خ ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والحارث بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس ابن ثعلبة‪ ،‬و َ‬
‫جب َْير بن النعمان ‪ ،‬ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهههم مههع أصههحاب‬ ‫بن ُ‬
‫بدر‪ .‬سبعة نفر‪.‬‬
‫ذر ابههن‬
‫من ْه ِ‬
‫عمسسرو بسسن عسسوف ‪ُ :‬‬ ‫ْ‬
‫جِبى بن كلفة بن عوف بسسن َ‬ ‫ُ‬ ‫ح َ‬
‫ج ْ‬
‫ومن بنى َ‬
‫جِبى ابن كلفة ‪.‬‬‫ح َ‬‫ج ْ‬‫حريش بن َ‬ ‫حة بن الجلح بن ال َ‬ ‫حي ْ َ‬
‫قبة بن أ َ‬‫محمد بن عُ ْ‬
‫جبى ‪.‬‬
‫ح َ‬‫ج ْ‬
‫حريس بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ال َ‬
‫عقيل بن عبد الله بن ث َْعلبة بههن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن حلفائهم من بنى أن َْيف ‪ :‬أبو َ‬
‫شم بن عبد اللههه بههن ت َي ْههم‬‫ج َ‬‫ب َْيحان بن عامر بن الحارث بن مالك بن عامر ابن أنْيف بن ُ‬
‫حههاف بهن‬ ‫ى بهن عمههرو بههن ال َ‬‫ميل بن فََران بههن ب َل ِه ّ‬ ‫مْيلة بن قَ ْ‬
‫س ِ‬ ‫بن إَراش بن عامر بن عُ َ‬
‫سميل بن َفاَران ‪.‬‬‫ُقضاعة ‪ .‬رجلن قال ابن هشام ‪ :‬ويقال َتميم بن إَراشة‪ ،‬وقِ ْ‬
‫سْلم بن امرئ القيس بن مالك بن‬ ‫ى غْنم بن ال ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بن ِ‬
‫وس ‪ :‬سعد بن خْيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب‬ ‫ال ْ‬

‫عرفجههة ومالههك بههن‬ ‫منذر‪،‬بههن ُقدامههة بههن َ‬ ‫حاط بن كعب بن حارثة بن َ‬


‫غتم ‪ ،‬و ُ‬ ‫ابن الن ّ‬
‫ُقدامة بن عَْرفجة ‪.‬‬
‫كعب بن ‪ ،‬حارثة بن غَْنم ‪.‬‬ ‫ن كعب بن النحاط بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬عرفجة ‪ :‬اب ُ‬
‫َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والحارث بن عَْرفجة‪ ،‬وتميم ‪ ،‬مولى بني غْنم ‪ .‬خمسة نفر‪ ،-.‬قال‬
‫ابن هشام ‪ :‬تميم ‪ :‬مولى سعد بن خيثمة‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني معاوية بن مالك بن عوف بسسن عمسسرو ابسسن‬
‫عتيك بهن الحهارث بهن قيهس ‪.‬بهن هَْيشهة بهن الحهارث ابهن أميهة بهن‬ ‫جْبر بن َ‬ ‫عوف ‪َ :‬‬
‫ى‬
‫صر‪ ،‬حليف لهم من ب َل ِ ّ‬ ‫معاوية‪ ،‬ومالك بن ُنميلة‪ ،‬حليف لهم من مزينة‪ ،‬والنعمان ابن عَ َ‬
‫‪ :‬ثلثة نفر‪.‬‬
‫ً‬
‫عدد من شهد بدرا من الوس ‪ :‬فجميع من شهد بهدرا مهن الوس مهع رسهول‬ ‫ً‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ومن ضرب له بسهمه وأجره ‪ ،‬أحد ٌ وستون رجل ً ‪.‬‬
‫من شهد بدرا ً من ال خزرج ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وشهههد بههدرا ً مههع رسههول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم من المسلمين ‪ ،‬ثم من النصار ثم من الخههزرج ابههن حارثههة بههن‬
‫عمرو بن عامر‪ ،‬ثم من بنى الحارث بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بني امرئ القيس بن‬ ‫ثعلبة بن َ‬
‫مالك بن ث َْعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ‪.‬‬

‫هير بن مالك بن امرئ القيس ‪ ،‬وسعد ابن َربيههع بههن عمههرو‬ ‫خارجة بن َزْيد بن أبي ُز َ‬
‫بن أبى ُزهير بن مالك بن امرئ القيس ‪ ،‬وعبههد اللههه ابههن َرَواحههة بههن ثعلبههة بههن امههرئ‬
‫سوَْيد بن ثعلبة بن عمههرو بههن حارثههة بههن‬ ‫لد بن ُ‬‫خ ّ‬
‫القيس بن عمرو بن امرئ القيس ‪ ،‬و َ‬
‫امرئ القيس ‪ .‬أربعة نفر‪.‬‬
‫ومن بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث‬
‫بن الخزرج ‪:‬‬
‫جلس ‪ ،‬وهههو‬ ‫خلس بن زيد ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ُ :‬‬ ‫َبشير بن سعد بن ثعلبة بن ِ‬
‫سماك بن سعد‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫عندنا خطأ ‪ -‬وأخوه ِ‬
‫سههبيع بههن‬‫ومن بني عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بسسن الخسسزرج ‪ُ :‬‬
‫قيس بن عَْيشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي ‪ ،‬وعَّباد بن قيس بن عَْيشة‪ ،‬أخوه ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬قيس ‪ :‬بن عََبسة بن أمية ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعبد الله بن عَْبس ‪ ،‬ثلثة نفر ‪.‬‬
‫ومن بني أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بسسن‬
‫الخزرج ‪ :‬يزيد بن الحارث بن قيس بههن مالههك بههن أحمههر‪ ،‬وهههو الههذي ُيقههال لههه ‪ :‬ابههن‬
‫حم ‪ .‬رجل ‪.‬‬ ‫فُ ْ‬
‫س ُ‬
‫سر‪.‬‬‫ج ْ‬‫قْين بن َ‬‫حم أمه ‪ ،‬وهى امرأة من ال َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬فُ ْ‬
‫س ُ‬
‫جشسسم بسسن الحسسارث بسسن الخسسزرج ‪ ،‬وزيسسد ابسسن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني ُ‬
‫خهد‬‫عمههرو بههن َ‬ ‫عَتبة ابن َ‬‫خب َْيب بن إساف بن ِ‬ ‫الحارث بن الخزرج ‪ ،‬وهما التوأم ‪ُ :‬‬
‫شم ‪ ،‬وعبد الله بن زيد بن ثعلبة‬ ‫ج َ‬
‫يج بن عامر بن ُ‬
‫سههفيان بههن بشههر‪.‬‬ ‫حَرْيث بن زيههد بههن ثعلبههة‪ ،‬زعمههوا‪ ،‬و ُ‬ ‫ابن عبد َرّبه بن زيد‪ ،‬وأخوه ُ‬
‫أربعة نفر‪.‬‬
‫سر بن عمرو بن الحارث بن كعب ابن زيد‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬سفيان بن ن َ ْ‬
‫دارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج ‪ :‬تميم‬ ‫ج َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني ِ‬
‫عمير من بنى حارثة ‪.‬‬ ‫جدارة‪ ،‬وعبد الله بن ُ‬ ‫بن يعار بن قيس بن عدي بن أمية بن ِ‬
‫دارة‪.‬‬‫ج َ‬‫عمير بن عدي بن أمية ابن ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عبد الله بن ُ‬
‫دارة ‪.‬‬‫ج َ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وزيد بن المَزّين بن قيس بن عدي بن أمية ابن ِ‬
‫مريّ ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬زيد بن ال ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعبد الله بن عُْرفطة بن عدي بن أمية بن جدارة‪ ،‬أربعة نفر‪.‬‬
‫درة‪ ،‬بن عوف بن الحارث بن الخزرج ‪ :‬عبد الله بههن‬ ‫خ ْ‬ ‫جر‪ ،‬وهم بنو ُ‬ ‫ومن بنى الب ْ َ‬
‫عمرو بن عباد بن الْبجر‪ ،‬رجل ‪ .‬ومن بني عوف بن الخزرج ‪ ،‬ثم مههن‬ ‫ربيع بن قيس بن َ‬
‫حبلههى ‪ -‬قههال ابههن‬ ‫ن الخزرج وهههو بنههو ال ُ‬ ‫بني عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف ب ِ‬
‫حبلى‪ ،‬لعظم بطنه ‪ :-‬عبد الله‬ ‫سمى ال ُ‬ ‫حبلى ‪ :‬سالم بن غْنم بن عوف ‪ ،‬وإنما ُ‬ ‫هشام ‪ :‬ال ُ‬
‫بن عبد الله بن أبى بن مالك بن الحارث بن عبيد المشهور بابن سههلول ‪ ،‬وإنمهها سههلول‬
‫ولى بن عبد الله بن الحارث بن عبيد‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫خ ْ‬ ‫ي ‪ :‬وأْوس ابن َ‬ ‫امرأة‪ ،‬وهى أم أب ّ‬
‫غن ْسسم ‪ :‬زيههد بههن وديعههة بههن‬ ‫جْزء بن عدي بن مالك بن سالم بن َ‬ ‫ومن بني َ‬
‫دة‪ ،‬حليف لهههم مههن بنههى عبههد اللههه بههن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جْزء‪ ،‬وعقبة بن وهب بن كل َ‬ ‫عمرو بن قَْيس بن َ‬
‫عمر بن زيد ابن عمرو بن ثعلبههة بههن مالههك بههن سههالم بههن غَن ْههم ‪،‬‬ ‫غطفان ‪ ،‬ورفاعة بن ُ‬
‫مههرو‬‫سَلمة بن عامر‪ ،‬حليف لهم من أهل اليمن ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عَ ْ‬ ‫وعامر بن َ‬
‫ي ‪ ،‬من ُقضاعة ‪.‬‬ ‫سَلمة وهو من ب َل ِ ّ‬ ‫ابن َ‬
‫دم ابههن سههالم بههن‬ ‫قه ّ‬‫شْير بههن الم َ‬ ‫معبد بن عَّباد بن قُ َ‬ ‫مْيضة َ‬ ‫ح َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو ُ‬
‫غَْنم ‪.‬‬
‫عبادة بن قَْيس بههن‬ ‫دم ‪ ،‬ويقال ‪ُ :‬‬ ‫شَغر بن المق ّ‬ ‫مْعبد بن عبادة بن قَ ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪َ :‬‬
‫دم ‪. .‬‬‫ق ّ‬
‫الم َ‬
‫َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعامر بن الب ُكْير‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬ستة ‪.‬نفر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عامر بن العُك َْير‪ ، .‬ويقال ‪ :‬عاصم بن الب ُك َْير‪.‬‬
‫خْزرج ‪،‬‬ ‫وف بن عمرو بن ال َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى سالم ِ بن عَ ْ‬
‫ضههلة بههن‬ ‫وفههل بههن عبههد اللههه ابههن ن َ ْ‬ ‫جلن بن زيد بن غْنم بن سالم ‪ :‬ن َ ْ‬ ‫ثم من بني العَ ْ‬
‫مالك بن الَعجلن ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫ومن بني أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف‬
‫وف بن عمرو بههن عههوف بههن‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬هذا غنم بن عوف ‪ ،‬أخو سالم بن عَ ْ‬
‫عبههادة بههن الصههامت‬ ‫الخزرج ‪ ،‬وغنم بن سالم ‪ ،‬الذي قبله على ما قال ابن إسههحاق ‪ُ : -‬‬
‫بن قَْيس بن أصرم ‪ ،‬وأخوه أْوس بن الصامت ‪ ،‬رجلن ‪.‬‬

‫غْنم ‪ :‬النعمان بههن مالههك بههن ثعلبههة بههن‬ ‫فهر بن ثعلبة بن َ‬ ‫عد بن ِ‬
‫ومن بني دَ ْ‬
‫وقل ‪ .‬رجل ‪.‬‬ ‫عد‪ ،‬والنعمان الذي يقال له ‪ .‬قَ ْ‬ ‫دَ ْ‬
‫وذان بن سههالم ‪ -‬قههال ابههن هشههام ‪ :‬ويقههال‬ ‫َ‬
‫ن أمية بن ل ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ومن بني قْريوش بن غْنم ب ِ‬
‫ُ‬
‫قْريوس بن غْنم ‪ -‬ثابت بن هَّزال بن عمرو بن قْريوش ‪ ،‬ر جل ‪.‬‬
‫ضخة‪ ،‬رجل ‪.‬‬ ‫مْر َ‬‫خشم بن َ‬ ‫ضخة بن غَْنم بن سالم ‪ :‬مالك بن الد ّ ْ‬ ‫مْر َ‬
‫ومن بني َ‬
‫ضخة ‪.‬‬‫مْر َ‬‫دخشم ‪ :‬بن مالك بن الدخشم بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬مالك بن ال ّ‬
‫مرو بن غَن ْههم بههن‬
‫وذان بن سالم ‪ :‬ربيع بن إياس ابن عَ ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني ل َ ْ‬
‫وذان ‪ ،‬وأخوه ورقة بن إياس ‪ ،‬وعمرو ابن إياس حليف لهم من أهل اليمههن ‪،‬‬ ‫أمية بن ل َ ْ‬
‫ثلثة نفر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عمرو بن إياس ‪ ،‬أخو ربيعههة وورقههة قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬
‫صينة ‪ :‬أمهم ‪ ،‬وأبههوهم‬ ‫صْينة ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬غُ َ‬ ‫ومن حلفائهم من َبلي ‪ ،‬ثم من بني غُ َ‬
‫مزمة بن عمر بن عمارة بن مالك ابن‬ ‫عمرو بن عمارة ‪ -‬المجذ َّر بن ذياد بن عمرو بن ُز ْ‬
‫شن ُوّ بن قَ ْ‬
‫سر بن ت َْيم بن إَراش بن عامر‬ ‫م ْ‬ ‫غُ َ‬
‫صْينة ابن عمرو بن ب َُتيرة بن َ‬

‫حاف بن ُقضاعة ‪ .‬قههال ابههن‬ ‫عمرو بن ال َ‬ ‫ي بن َ‬ ‫ميل ِبن فََران بن بل ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ميلة بن قِ ْ‬ ‫ابن عُ َ‬
‫ذر عبههد‬ ‫سههميل بههن فَههاَران ‪ .‬واسههم المجه ّ‬ ‫سر بن تميم بن إَراشههة‪ ،‬وقِ ْ‬ ‫هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬قَ ْ‬
‫حههاب بههن َثعلبههة‬ ‫مة‪ ،‬ون َ ّ‬‫مُز َ‬ ‫شخاش بن عمرو بن ُز ْ‬ ‫خ ْ‬
‫عبادة بن ال َ‬ ‫الله ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫صرم بن عمرو بن عمارة ‪.‬‬ ‫حزمة بن أ ْ‬ ‫بن َ‬
‫حاث بن ثعلبة ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ب ّ‬
‫عتبههة بههن‬ ‫حَزمههة بههن أصههرم ‪ .‬وزعمههوا أن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعبد الله بن ثعلبة بن َ‬
‫ً‬
‫ربيعة بن خالد بن معاوية ‪ -‬حليف لهم ‪ -‬من بهراء‪ ،‬قد شهد بدرا‪ ،‬خمسة نفر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬عتبة بن ب َْهز‪ ،‬من بني سليم ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى ساعدة بن كعب بن الخههزرِج ‪ ،‬ثههم مههن بنههى ثعلبههة بههن‬
‫سماك‬ ‫ماك بن خَرشة ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬أبو دجانة ‪ِ :‬‬ ‫س ّ‬‫دجانة‪َ ،‬‬ ‫الخزرج بن ساعدة ‪ :‬أبو ُ‬
‫وذان ابن عبد وُد ّ بن زيد بن ثعلبة ‪.‬‬ ‫خَرشة بن ل َ ْ‬ ‫بن أوس بن َ‬
‫وذان بههن عبههد وُد ّ بههن‬ ‫َ‬
‫خن َْيس بن حارثة بن ل ْ‬ ‫ذر بن عمرو بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والمن ِ‬
‫زيد بن ثعلبة‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫خن ْب َههش ‪ .‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬ومههن‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬المنذر ‪ :‬بن عمرو بن َ‬
‫سههيد‬‫بني الب َدِيّ بن عامر بن عوف بن حارثة ابن عمرو بن الخههزرج بههن سههاعدة ‪ :‬أبههو أ َ‬
‫دي ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫دي ‪ ،‬ومالك بن مسعود وهو إلى الب َ ِ‬ ‫مالك بن ربيعة بن الب َ ِ‬
‫دي ‪ ،‬فيما ذكر لي بعض أهل العلم ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬مالك بن مسعود ‪ :‬بن الب َ ِ‬
‫حهقّ بههن‬ ‫طريف بن الخزرج بن ساعدة ‪ :‬عبد ُ َرب ّههِ بههن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى َ‬
‫أْوس بن َوقش بن ثعلبة بن طريف ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫حمار بن ثعلبة ‪ . .‬قال ابههن هشههام ‪ :‬ويقههال ‪:‬‬ ‫ب بن ِ‬ ‫جهينة ‪ :‬كع ُ‬ ‫ومن حلفائهم ‪ ،‬من ُ‬
‫سههبس ‪ ،‬بنههو‬ ‫مرة وزيههاد وب َ ْ‬ ‫ضه ْ‬
‫شان ‪ .‬قال ابههن إسههحاق ‪ :‬و َ‬ ‫ُ‬
‫ماز‪ ،‬وهو من غب ْ َ‬ ‫ج ّ‬
‫كعب ‪ :‬بن َ‬
‫شر‬ ‫مرة وزياد‪،‬ابن اب ِ ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫عمرو‪ ، . .‬قال ابن هشام ‪َ :‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعبد الله بن عامر‪ ،‬بن ب َِلى ‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬
‫شم بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بنههي سههلمة بههن سههعد بههن علههي بههن أسههد بههن‬ ‫ج َ‬‫ومن بني ُ‬
‫ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعههب بههن‬
‫مة‬ ‫ص ّ‬‫سلمة ‪ :‬خراش بن ال ّ‬
‫ذر بن الجموح بن َزْيد بههن‬ ‫حَباب بن المن ِ‬ ‫جموح بن زيد بن حرام ‪ ،‬وال ُ‬ ‫ابن عمرو بن ال َ‬
‫مة‪،‬‬‫ص ّ‬‫حمام بن الجموح بن زيد ابن حرام وتميم مولى خراش بن ال ّ‬ ‫مير بن ال ُ‬ ‫حرام وعُ َ‬
‫معههوذ‬ ‫جمههوح و ُ‬ ‫وعبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام ‪ ،‬ومُعاذ بن عمرو بههن ال َ‬
‫لد بن عمرو بن الجموح ابن زيهد بهن حهرام‬ ‫خ ّ‬ ‫بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام ‪ ،‬و َ‬
‫عقبة بن عامر بن نابى بن زيد بن حرام ‪ ،‬وحبيب‬ ‫و ُ‬

‫ود‪ ،‬مولى لهم ‪ ،‬وثابت بن ث َْعلبة بن زيد بههن الحههارث بههن حههرام ‪ .‬اثنهها عشههر‬ ‫س َ‬‫ابن أ ْ‬
‫ل‪.‬‬‫رج ً‬
‫جموح بن زيد بن حرام ‪ ،‬إل ما‬ ‫جموح ‪ ،‬فهو ال َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وكل ما كان ها هنا ال َ‬
‫مة بن عمرو‪ ،‬فإنه الجموح ابن حرام ‪.‬‬ ‫ص ّ‬
‫كان من جد ال ّ‬
‫دة بن ثعلبة‪.‬‬ ‫َ‬
‫مير بن الحارث ‪ :‬بن لب ْ َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬عُ َ‬
‫سِلمة‪ ،‬ثم مههن بنههي‬ ‫عدي بن غَْنم بن كعب بن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني عُب َْيد بن َ‬
‫خْنسههاء‪،‬‬‫معْهُرور بههن صههخر بههن مالههك بههن َ‬‫خنساء بن سنان بن عبيد‪ِ :‬بشر بن الب َّراء بن َ‬
‫صهْيفي بههن‬ ‫طفيل بن النعمان بن خنساء‪ ،‬وسههنان بهن َ‬ ‫فْيل بن مالك بن خنساء‪ ،‬وال ّ‬ ‫والط ّ َ‬
‫عتبة بههن عبههد اللههه‬ ‫جد ّ بن قيس بن صخر بن خنساء‪ ،‬و ُ‬ ‫خْنساء‪ ،‬وعبد الله بن ال َ‬ ‫صخر بن َ‬ ‫َ‬
‫مّيهر‪ ،‬وعبهد اللهه‬ ‫ح‬
‫ُ َ‬ ‫بن‬ ‫وخارجة‬ ‫خنساء‪،‬‬ ‫بن‬ ‫أمية‬ ‫بن‬ ‫صخر‬ ‫بن‬ ‫بار‬
‫َ ّ‬‫ج‬ ‫و‬ ‫خنساء‪،‬‬ ‫بن‬ ‫صخر‬ ‫بن‬
‫همان ‪ .‬تسعة نفر‪.‬‬ ‫مّير‪ ،‬حليفان لهم من أشجع ‪ ،‬من بنى د ُ ْ‬ ‫ح َ‬‫بن ُ‬
‫خن َههاس ‪ .‬قههال ابههن إسههحاق ‪:‬‬ ‫خر بن أمية بن ُ‬ ‫ص ْ‬
‫جّبار ‪ :‬بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪َ :‬‬
‫مْعقههل بههن‬ ‫خن َههاس ‪ ،‬و ِ‬ ‫سْرح بههن ُ‬ ‫ذر بن َ‬ ‫عبيد ‪ :‬يزيد بن المن ِ‬ ‫سنان بن ُ‬ ‫خَناس بن ِ‬ ‫ومن بنى ُ‬
‫مة ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫خناس ‪ ،‬وعبد الله بن النعمان بن ب َلد ُ َ‬ ‫المنذر بن سرح بن ُ‬
‫مة ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫مة وب ُلد ُ َ‬ ‫ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ب ُلذ ُ َ‬
‫واد‬‫سه َ‬ ‫دي ‪ ،‬و َ‬ ‫حاك بن حارثة بن زيد بن ث َْعلبة بن عُب َْيد ابن عَه ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وال ّ‬
‫بن ُزَريق بن ثعلبة بن عُب َْيد بن عدي ‪.‬‬
‫واد ‪ :‬بن رِْزن بن زيد بن ثعلبة ‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪َ :‬‬
‫حرام بن ربيعة ابههن عَههدىّ بههن غَن ْههم‬ ‫مْعبد بن قَْيس بن صخر بن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و َ‬
‫خر بن حرام بههن ربيعههة‪،‬‬ ‫صْيفى بن ص ْ‬ ‫َ‬
‫سِلمة ‪ .‬ويقال ‪ :‬معبد بن قْيس ‪ :‬ابن َ‬ ‫بن كعب بن َ‬
‫حههرام بههن‬ ‫خر بههن َ‬ ‫صه ْ‬ ‫َ‬
‫فيما قال ابن هشام ‪ ، .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وعبد ُ الله بن قْيس بههن َ‬
‫عبيد‪ :‬عبد ُ اللههه بههن‬ ‫ربيعة ابن عدي بن غَْنم ‪ .‬سبعة نفر‪ .‬ومن بني النعمان بن سنان بن ُ‬
‫خل َْيدة بن قَْيس بههن‬ ‫عبد مناف ابن النعمان ‪ ،‬وجابر بن عبد الله بن ِرئاب بن النعمان ‪ ،‬و ُ‬
‫واد بههن غَن ْههم ابههن‬ ‫سه َ‬ ‫سنان ‪ ،‬مولى لهم ‪ .‬أربعة نفر‪ .‬ومههن بنههي َ‬ ‫النعمان ‪ .‬والّنعمان بن ِ‬
‫حديدة ابن عمرو بههن غَن ْههم بههن سههواد ‪ -‬قههال ابههن هشههام ‪:‬‬ ‫ك َْعب بن سلمة‪ ،‬ثم من بني َ‬
‫واد ابن يقال له غنم ‪ : -‬أبو المنذر‪ ،‬وهههو يزيههد بهن عهامر ابهن‬ ‫س َ‬‫عمرو بن سواد‪ ،‬ليس ل َ‬
‫سليم بههن‬ ‫َ‬ ‫سَليم بن عمرو بن حديدة وُقطبة بن عامر بن حديدة وعنترة مولى ُ‬ ‫حديدة‪ ،‬و ُ‬ ‫َ‬
‫عمرو‪.‬أربعة نفر‪.‬‬
‫سَليم بن منصور‪،‬ثم مههن بنههي ذ َك ْههوان ‪ .‬قههال ابههن‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬عنترة‪ ،‬من بني ُ‬
‫واد بن غَْنم ‪ :‬عَْبس بن عامر ابن عدي‬ ‫س َ‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫إسحاق ‪ :‬ومن بني عدي بن نابي بن َ‬
‫سر‪ ،‬وهو كعب بن عمرو بن عَّباد بن عمرو بههن غن ْههم‬ ‫ن عدي ‪ ،‬وأبوالي َ َ‬ ‫‪ ،‬وثعلبة بن غََنمة ب ِ‬
‫واد‪ ،‬وعمهرو بهن‬ ‫سه َ‬ ‫قْين بن كعب بهن َ‬ ‫سْهل بن قَْيس بن أبى بن كعب بن ال َ‬ ‫بن سواد‪ ،‬و َ‬
‫معاذ بن جبل بن عمههرو ابههن أْوس‬ ‫ط َْلق ببن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غْنم ‪ ،‬و ُ‬
‫َ‬
‫سههد بهن سههاِردة بهن‬ ‫دئ بن سعد بن على بهن أ َ‬ ‫عدي بن كعب بن عدي بن أ َ‬ ‫بن عائذ بن َ‬
‫شم‬ ‫ج َ‬ ‫َتزيد بن ُ‬
‫عمرو بههن عههامر‪ .‬سههتة نفههر‪ .‬قههال ابههن هشههام ‪:‬‬ ‫ابن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن َ‬
‫أْوس ‪ :‬بن عّباد بن عدي بن كعب بن عمرو ابن أد َيّ بن سعد‪.‬‬
‫واد‪ ،‬وليههس‬ ‫سه َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وإنما َنسب ابههن إسههحاق معههاذ بههن جبههل فههي بنههى َ‬
‫منهم ‪ ،‬لنه فيهم‬
‫معاذ بههن جبههل ‪ ،‬وعبههد اللههه بههن‬ ‫سلمة ‪ُ :‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والذين كسروا آلهة بني َ‬
‫غنمة وهم في بنى سواد بن غَْنم ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومههن بنهي ُزَريهق‬ ‫أنيس وثعلبة بن َ‬
‫بن عامر بن زريق بن عبد‬
‫خل ّههد ابههن عههامر بههن‬ ‫م َ‬‫شم بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بنههي ُ‬ ‫ج َ‬ ‫حارثة بن مالك بن غضب بن ُ‬
‫زريق ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عامر ‪ :‬بهن الْزرق ‪ -‬قَْيهس بهن محصهن بهن خالهد بهن‬
‫مخلد‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬قيس ‪ :‬بههن حصههن ‪ .‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وأبههو خالههد وهههو‬
‫عبههادة‪،‬‬ ‫خل ّههد‪ ،‬وأبههو ُ‬ ‫م َ‬ ‫جَبير بن إياس بن خالههد بههن ُ‬ ‫خّلد‪ ،‬و ُ‬ ‫م َ‬‫الحارث بن قَْيس بن خالد ابن ُ‬
‫مخل ّههد‪،‬‬ ‫خل َههدة‪ ،‬ابههن ُ‬ ‫خّلد‪ ،‬وأخوه عقبة بن عثمان بههن َ‬ ‫م َ‬‫دة بن ُ‬ ‫خل َ َ‬‫وهو سعد بن عثمان بن َ‬
‫خلههد‪ .‬سههبعة‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫خلدة بههن ُ‬ ‫َ‬ ‫خلد ومسعود بن عامر بن َ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫خلدة بن ُ‬ ‫َ‬ ‫كوان بن عبد قيس بن َ‬ ‫وذ َ ْ‬
‫نفر‪.‬‬
‫ومن بني خالد بن عامر بن ُزَريق ‪ :‬عَّباد بن قيس بن عامر بن خالد‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫خلههدة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كه بههن زيههد بههن َ‬ ‫ومن بني خالد بن عامر بن ُزَريق ‪ :‬أسعد بههن يزيههد بههن الفهها ِ‬
‫خَلدة ‪.‬‬ ‫كه بن ِبشر بن الفاكه بن زيد بن َ‬ ‫والفا ِ‬
‫سر بن الفاكه ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ب ُ ْ‬
‫عص بن‬ ‫خَلدة‪ ،‬وأخوه ‪ :‬عائذ بن ما ِ‬ ‫عص بن قَْيس بن َ‬ ‫معاذ بن ما ِ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫خلدة ‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خَلدة‪ ،‬ومسعود بن سعد بن قيس بن َ‬ ‫قيس بن َ‬
‫لد بن‬ ‫خ ّ‬‫ومن بني العجلن بن عمرو بن عامر بن ُزَريق ‪ :‬رفاعة بن العجلن وأخوه َ‬
‫عبيد بن زيد بن عامر ابن الَعجلن ‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬ ‫جلن ‪ ،‬و ُ‬ ‫رافع بن مالك بن العَ ْ‬
‫سههنان بههن عههامر بههن‬ ‫ن لبيد بن ثعلبة بن ِ‬ ‫َ‬
‫ومن بني َبياضة بن عامر بن ُزَريق ‪ :‬زياد ب ِ‬
‫عدي بن أمّية بن َبياضة‪ ،‬وفْروة بن عمرو بن وَْذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬وَد َْفة‪.‬‬
‫جلن بن عامر‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وخالد بن قَْيس بن مالك بن العَ ْ‬
‫جْيلة بن ثعلبة بن خالد بن ث َْعلبة بن عامر بن َبياضة ‪.‬‬ ‫ابن َبياضة وُر َ‬
‫خْيلة ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ُ :‬ر َ‬
‫عطية بن ن ُوَْيرة بن عامر بن عطية بن َبياضة‪ ،‬وخليفة بن عههدي‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و َ‬
‫بن عمرو بن مالك بن عامر بن فُهَْيرة بن بياضة‪ .‬ستة نفر‪ .‬قههال ابههن هشههام ‪ :‬ويقههال ‪:‬‬
‫عَُليفة‪.‬‬
‫حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني َ‬
‫وذان بهن حارثهة ابهن عههدي بهن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫شم بن الخزرج ‪ :‬رافع بن المعَلى بن ل ْ‬ ‫ج َ‬ ‫غضب بن ُ‬
‫زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب رجل ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني النجار‪ ،‬وهو ت َْيم الله بن ثعلبة بن‬
‫عمرو بن الخزرج ‪ ،‬ثم من بني غَْنم بن مالك بن النجار‪ ،‬ثم من بنى ثعلبههة بههن عبههد‬
‫عوف بن غنم ‪ :‬أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب ابن ثعلبة ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫وف بن غَْنم ‪ :‬ثابت بن خالد بن النعمان بههن خنسههاء بههن‬ ‫سْيرة بن عبد عَ ْ‬ ‫ومن بني عُ َ‬
‫شْيرة ‪.‬‬ ‫سْير‪ ،‬وعُ َ‬ ‫عسيرة ‪ .‬رجل ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عُ َ‬
‫ن زيههد بههن‬ ‫حْزم ب ه ِ‬‫عمارة ابن َ‬ ‫وف بن غَْنم ‪ُ :‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني عمرو بن عَ ْ‬
‫سراقة بن كعب بن عبد الُعزى بن غزِّية بن عمرو‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫عمرو‪ ،‬و ُ‬ ‫وذان بن َ‬ ‫لَ ْ‬
‫س هَليم بههن‬ ‫ومن بني عُب َْيد بن ثعلبة بن غَْنم ‪ :‬حارثة بن النعمان بن زيههد بههن عُب َي ْههد‪ ،‬و ُ‬
‫عبيد‪ .‬رجلن ‪ .‬قههال ابههن هشههام ‪ :‬حارثههة‬ ‫قيس بن قَْهد ‪ :‬واسم قَْهد ‪ :‬خالد بن َقيس بن ُ‬
‫فع بن زيد‪.‬‬ ‫بن النعمان ‪ :‬ابن ن َ ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني عائذ بن ثعلبههة بههن غنههم ‪ -‬ويقههال عابههد فيمهها قههال ابههن‬
‫غبههاء‪ ،‬حليههف لهههم مههن‬ ‫دي بههن الّز ْ‬ ‫سهَْيل بن رافع بن أبى عمرو بن عَههائذ‪ ،‬وعَه ِ‬ ‫هشام ‪ُ :-‬‬
‫جَهينة ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫خَزْيمة بن أوس بههن‬ ‫ومن بني زيد بن َثعلبة بن غَْنم ‪ :‬مسعود بن أْوس بن زيد‪ ،‬وأبو ُ‬
‫واد بن زيد‪ .‬ثلنة نفر‪.‬‬ ‫س َ‬‫صَرم بن زيد‪ ،‬ورافع بن الحارث بن َ‬ ‫زيد بن أ ْ‬
‫معاذ‪ ،‬بنو الحارث بن رفاعة بن‬ ‫وذ‪ ،‬و ُ‬ ‫معَ ّ‬ ‫وف ‪ ،‬و ُ‬ ‫واد بن مالك بن غنم ‪ :‬عَ ْ‬ ‫س َ‬‫ومن بني َ‬
‫فراء‪.‬‬ ‫واد‪ ،‬وهم بنو عَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫عبيد بن ث َْعلبة بن غَْنم بههن مالههك ابهن النجههار‪ ،‬ويقههال ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬عفراء بنت ُ‬
‫ِرفاعة ‪ :‬بن الحارث بن سواد‪ .‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬والنعمههان بههن عمههرو بههن ِرفاعههة بههن‬
‫واد‪ ،‬ويقال ‪ :‬ن ُعَْيمان فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫واد‪ ،‬وعبد اللههه ابههن قي ْههس بههن‬ ‫س َ‬ ‫مخلد بن الحارث بن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعامر بن ُ‬
‫جع ‪ ،‬وَوديعههة بهن‬ ‫شه َ‬ ‫صهْيمة‪ ،‬حليهف لهههم مهن أ ْ‬ ‫واد‪ ،‬وعُ َ‬ ‫سه َ‬‫خّلدة بن الحارث بهن َ‬ ‫خالد بن َ‬
‫واد‪ .‬وزعمههوا أن أبهها‬ ‫سه َ‬‫دي بههن َ‬ ‫مرو ابن زيد بن عَ ِ‬ ‫جَهينة‪ ،‬وثابت بن عَ ْ‬ ‫عمرو‪ ،‬حليف من ُ‬ ‫َ‬
‫الحمراء‪ ،‬مولى الحارث‬
‫ً‬
‫ابن عفراء‪ ،‬قد شهد بدرا‪ .‬عشرة نفر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أبو الحمراء‪ ،‬مولى الحارث بن رفاعة ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني عامر بن مالك بن النجههار ‪ -‬وعههامر ‪ :‬مبههذول ‪ -‬ثههم مههن‬
‫عتيههك ‪،‬‬‫عمههرو بهن َ‬ ‫صههن بهن َ‬ ‫ح َ‬‫م ْ‬ ‫مْبذول ‪ :‬ثعلبههة بههن عمههرو ابهن ِ‬ ‫عتيك بن عمرو بن َ‬ ‫بني َ‬
‫مة بههن عمههرو بههن‬ ‫صه ّ‬
‫عتيك ‪ ،‬والحارث بههن ال ّ‬ ‫سْهل بن عتيك بن عمرو بن النعمان ابن َ‬ ‫و َ‬
‫عتيك ‪ ،‬كسر به بالروحاء فضرب له رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بسهههمه ‪ .‬ثلثههة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫نفر‪.‬‬
‫حد َْيلة ‪ -‬ثم من بني قيس بن عبيد بن‬ ‫عمرو بن مالك بن النجار ‪ -‬وهم بنو ُ‬ ‫ومن بني َ‬
‫زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار‪.‬‬
‫ديلة بنت مالك بن زيد الله بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بههن‬ ‫ح َ‬
‫قال ابن هشام ‪ُ :‬‬
‫شم بن الخزرج ‪ ،‬وهي أم معاويههة ابههن عمههرو بههن مالههك بههن النجههار‪ ،‬فبنههو‬ ‫ج َ‬ ‫ضب بن ُ‬ ‫غَ ْ‬
‫معاوية ينتسبون إليها‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬أبي بن كعب بن قَي ْههس ‪ ،‬وأنههس بههن معُههاذ بههن أنههس بههن قيههس‪.‬‬
‫عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ‪-‬‬ ‫رجلن‪ .‬ومن بني َ‬
‫منههاة بههن عمههرو ابههن مالههك بههن‬ ‫مَغالة بنت عوف بن عبد َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وهم بنو َ‬
‫خَزيمة‪ ،‬ويقال ‪ :‬إنها من بني ُزَرْيق ‪ ،‬وهههي أم عههدي بههن عمههرو بههن مالههك بههن‬ ‫كنانة بن ُ‬
‫حرام بن عمرو بن زيههد‬ ‫منذر بن َ‬ ‫س بن ثابت بن ال ُ‬ ‫النجار‪ ،‬فبنو عدي ينسبون إليها ‪ : -‬أوْ ُ‬
‫منههاة بههن‬‫ذر بن حرام بن عمرو بههن زيههد َ‬ ‫ى بن ثابت بن المن ِ‬ ‫عدي ‪ ،‬وأبو شيخ أب ّ‬ ‫مناة بن َ‬ ‫َ‬
‫عدي ‪.‬‬
‫ي بههن ثههابت ‪ ،‬أخههو حسههان بههن ثههابت ‪ .‬قههال ابههن‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أبو شههيخ بههن أب َه ّ‬
‫ى‬
‫عمرو بن زيد بن عد ّ‬ ‫حرام بن َ‬ ‫سْهل بن السود ابن َ‬ ‫إسحاق ‪ :‬وأبو طلحة‪ ،‬وهو زيد بن َ‬
‫‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬
‫ومن بني عدي بن النجار‪ ،‬ثم من بني عدي بن عامر بن غنم ابن النجار ‪ :‬حارثة بههن‬
‫هب بههن‬ ‫عمرو بن ثعلبة بن وَ ْ‬ ‫سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬
‫سليط بن قَْيس بن عمرو بن عتيههك‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫حكيم‬ ‫َ‬ ‫أبو‬ ‫وهو‬ ‫عامر‬ ‫بن‬ ‫عدي‬ ‫بن‬ ‫مالك‬ ‫بن‬ ‫عدي‬
‫سْيرة بن عمرو‪ ،‬وعمرو أبو خارجة بههن‬ ‫سليط ‪ ،‬وهو أ َ‬ ‫ابن مالك بن عدي بن عامر‪ ،‬وأبو َ‬
‫قَْيس بن مالك بن عدي بن عامر‪ ،‬وثابت‬
‫خنساء بن عمرو بن مالك بن عههدي بههن عههامر‪ ،‬وعههامر بههن أميههة ابههن زيههد بههن‬ ‫ابن َ‬
‫رز بن عامر بن مالك بن عههدي بههن عههامر‪،‬‬ ‫ح ِ‬
‫م ْ‬ ‫عدي بن عامر‪ ،‬و ُ‬ ‫حاس بن مالك بن َ‬ ‫س َ‬‫ح ْ‬ ‫ال َ‬
‫واد بن غزِّية بن أهَْيب ‪ ،‬حليف لهم من ب َِلي ‪ .‬ثمانية نفرة‬ ‫َ‬ ‫س َ‬ ‫و َ‬

‫واد‪.‬‬ ‫س ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪َ :‬‬
‫عدي بن النجههار ‪:‬‬ ‫حَرام بن خْندب بن عامر بن غَْنم ابن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني َ‬
‫عوراء ابن حههرام ‪ ،‬وأبههو العْههور بههن الحههارث بههن‬ ‫كن بن قَْيس بن َز ُ‬ ‫س َ‬
‫أبو زيد قَْيس بن َ‬
‫ظالم بن عَْبس بن حرام ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬أبو العور ‪ :‬الحارث بن ظالم ‪.‬‬
‫مْلحان ‪ -‬واسم ملحان ‪ :‬مالهك بهن‬ ‫مْلحان ‪ ،‬وحرام بن ِ‬ ‫سل َْيم بن ِ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫خالد بن زيد بن حرام ‪ .‬أربعة نفر‪.‬‬
‫عمرو ابن غنم بن مههازن‬ ‫مْبذول بن َ‬ ‫وف بن َ‬ ‫ومن بني مازن بن النجار‪ ،‬ثم من بنى عَ ْ‬
‫صْعصعة ‪ :‬عمرو بن زيد بن عوف ‪ -‬وعبد‬ ‫صْعصعة‪ ،‬واسم أبى َ‬ ‫بن النجار ‪َ :‬قيس بن أبي َ‬
‫خَزيمههة ‪ .‬ثلثههة‬‫صْيمة‪ ،‬حليف لهم من بنى أسد بن ُ‬ ‫وف وعُ َ‬ ‫عمرو بن عَ ْ‬ ‫الله بن كعب بن َ‬
‫نفر‪.‬‬
‫مْير ابن عامر بههن مالههك‬ ‫ومن بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن مازن ‪ :‬أبو داود عُ َ‬
‫خْنساء‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫طية بن َ‬ ‫سراقة بن عمرو بن عَ ِ‬ ‫خْنساء‪ ،‬و ُ‬
‫بن َ‬
‫خر بن حبيب بن‬ ‫ص ْ‬‫خلد بن ثعلبة ابن َ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ومن بني ث َعْلبة بن مازن بن النجار‪ :‬قَْيس بن ُ‬
‫الحارث بن ثعلبة ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫ومن بني دينار بن النجار‪ ،‬ثم من بني مسعود بن عبد الشهل ابن حارثههة بههن دينههار‬
‫حاك بهن عبهد عمهرو بهن مسهعود‪،‬‬ ‫بن النجار ‪ :‬الّنعمان بن عبدِ عمرو بن مسعود‪ ،‬والضه ّ‬
‫سَليم بن الحارث بن ثعلبة ابن كعب بن حارثة بن دينار‪ ،‬وهو أخو الضحاك ‪ ،‬والنعمههان‬ ‫و ُ‬
‫سهَْيل بن‬ ‫ابنى عبد عمرو‪ ،‬لمهما‪ ،‬وجابر بن خالد بن عبد الشهل بن حارثة‪ ،‬وسعد ابن ُ‬
‫عبد الشهل ‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬
‫ومن بني َقيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار ‪ :‬كعب بههن زيههد بههن‬
‫جْير‪ ،‬حليف لهم ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫جْير بن أبي ب ُ َ‬‫قيس وب ُ َ‬
‫َ‬
‫جير ‪ :‬من عَْبس بن بغيههض بهن َري ْههث بهن غَطفهان ‪ ،‬ثههم مهن بنههى‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ب ُ َ‬
‫جذيمة بن َرَواحة‪.‬‬ ‫َ‬
‫عدد من شهد بدرا ً من الخزرج ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فجميع من شهد بدرا ً مههن‬
‫الخزرج مئة وسبعون رج ً‬
‫ل‪.‬‬
‫جلن بههن زيههد‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم يذكر في الخزرج ببدر‪ ،‬في بني العَ ْ‬
‫جلن‬ ‫عمرو بن العَ ْ‬ ‫عْتبان بن مالك بن َ‬ ‫بن غنم بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج ‪ِ :‬‬
‫ص هْين بههن وَب َههرة بههن خالههد بههن‬ ‫ح َ‬‫صمة بههن ال ُ‬ ‫ع ْ‬
‫جلن ‪ ،‬و ِ‬ ‫مل َْيل بن وََبرة ابن خالد بن العَ ْ‬ ‫‪،‬و ُ‬
‫جلن ‪.‬‬ ‫العَ ْ‬
‫جشم ابن الخزرج ‪ ،‬وهم فههي‬ ‫غضب بن ُ‬ ‫حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن َ‬ ‫وفى بنى َ‬
‫دي بن زيد بن ث َْعلبة بن مالههك بههن‬ ‫وذان بن حارثة ابن عَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫بني ُزَريق هلل بن المعَلى بن ل ْ‬
‫زيد مناة بن حبيب ‪.‬‬
‫عدد من شهد بدرا من المهاجرين والنصار ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فجميع من‬ ‫ً‬
‫ضههرب لههه‬ ‫شهد بدرا ً من المسلمين ‪ ،‬من المهاجرين والنصار من شهدها منهم ‪ ،‬ومههن ُ‬
‫ل‪ ،‬مههن المهههاجرين ثلثههة وثمههانون رج ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫بسهمه وأجره ‪ ،‬ثلثمائة رجل وأربعة عشر رج ً‬
‫ل‪ ،‬ومن الخزرج مئة وسبعون رج ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫ومن الوس واحد وستون رج ً‬
‫من اسُتشهد من المسلمين يوم بدر‬
‫من المهاجرين ‪ :‬واستشهد من المسلمين يوم بدر‪ ،‬مع رسول الله صلى الله عليههه‬
‫عبيدة بن الحارث بن المطلههب‬ ‫وسلم‪ ،‬من قريش‪ ،‬ثم من بني المطلب بن عبد مناف ‪ُ :‬‬
‫عتبة بن ربيعة‪ ،‬قطع رجله ‪ ،‬فمات بالصفراء رجل ‪.‬‬ ‫‪ ،‬قتله ُ‬
‫عمير بن أبى وقاص بن أهَْيب بن عبد منههاف بههن ُزهههرة‪،‬‬ ‫ومن بني ُزهرة بن كلب ‪ُ :‬‬
‫شمالين بن عبههد عمههرو بههن‬ ‫وهو أخو سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ ،‬وذو ال ّ‬
‫ضلة‪ ،‬حليف لهم من خزاعة ثم من بني غُْبشان ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬
‫ؤي ‪ :‬عاقل بن الب ُكْير‪ .‬حليف لهههم مههن بنههي سههعد بههن‬ ‫ُ‬
‫ومن بني عدي بن كعب بن ل َ‬
‫جع ‪ ،‬مولى عمر بن الخطاب ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫مهْ َ‬
‫مناة بن كنانة‪ ،‬و ِ‬ ‫ليث بن بكر بن عبد َ‬
‫ومن بنى الحارث بن ِفهر ‪ :‬صفوان بن ب َْيضاء رجل ‪ .‬ستة نفر‪.‬‬
‫شههر‬‫مب َ ّ‬‫خْيثمههة‪ ،‬و ُ‬ ‫من النصار ‪ :‬ومن النصار‪ :‬ثم من بنى عمرو بن عوف ‪ :‬سعد بههن َ‬
‫بن عبد المنذر بن َزنبر‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫م‪.‬‬‫ح ْ‬‫سهه ُ‬ ‫ومن بني الحارث بن الخزرج ‪ :‬يزيد بن الحارث ‪ ،‬وهو الذي يقال له ‪ .‬ابن فُ ْ‬
‫رجل ‪.‬‬
‫مي ْههر بههن‬ ‫سلمة‪ ،‬ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ‪ :‬عُ َ‬ ‫ومن بني َ‬
‫حمام ‪ .‬رجل ‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫جشههم ‪ :‬رافههع ابههن المعل ّههى ‪.‬‬ ‫ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بههن ُ‬
‫رجل ‪.‬‬
‫ومن بنى النجار ‪ :‬حارثة بن سراقة بن الحارث ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫مَعوذ‪ ،‬ابنا الحارث ابن رفاعة بن سههواد‪،‬‬ ‫وف و ُ‬ ‫ومن بنى غَْنم بن مالك بن النجار ‪ :‬عَ ْ‬
‫وهما ابنا عفراء‪ .‬رجلن ‪ .‬ثمانية نفر‪.‬‬
‫قتل ببدر من المشركين‬ ‫من ُ‬
‫وقتل من المشركين يوم بدر من ُقريش ‪ ،‬ثم من بني عبد شس ابههن عبههد منههاف ‪:‬‬
‫ظلة بن أبى سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ‪ ،‬قتلههه زيهد ُ بههن حارثههة‪ ،‬مههولى‬ ‫حن ْ َ‬ ‫َ‬
‫حمههزة‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ابههن هشههام ‪ ،‬ويقههال ‪ :‬اشههترك فيههه َ‬
‫ضههرمي ‪ ،‬وعههامر‬ ‫ح ْ‬‫وعلي وزيد‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬والحارث بن ال َ‬
‫ن ابههن‬
‫ث ‪ :‬النعمهها ُ‬‫مار بن ياسر‪ ،‬وقتل الحههار َ‬‫ضرمي حليفان لهم ‪ ،‬قتل عامرا ً ‪ :‬عَ ّ‬
‫ح ْ‬
‫بن ال َ‬
‫عمير‪،‬‬
‫مير بن أبي ُ‬
‫عصر‪ ،‬حليف للوس ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ .‬وعُ َ‬

‫م مولى أبى حذيفة‪ ،‬فيما قال‬ ‫ن أبي عمير ‪ :‬سال ٌ‬ ‫عميَر‪ .‬ب َ‬ ‫وابنه ‪ :‬موليان لهم ‪ .‬قتل ‪ُ .‬‬
‫ابن هشام‬
‫عبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس‪ ،‬قتله الزبيههُر‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و ُ‬
‫بن العوام ‪ ،‬والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية‪ ،‬قتله على بن أبى طالب ‪ .‬وعقبة بن‬
‫مَعيط بن أبي عمرو بن أميههة ببههن عبههد شههمس ‪ ،‬قتلههه عاصههم بههن ثههابت بههن أبههى‬ ‫أبى ُ‬
‫الْقلح ‪ ،‬أخو بنى عمرو بن عوف ‪ ،‬صبرا ‪ً.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬قتله على بن أبي طالب ‪.‬‬
‫عبيدة بن الحارث بن المطلب‬ ‫قال ابن إسحاق ‪.:‬وعتبة بن ربيعة عبد شمس ‪ ،‬قتله ُ‬
‫‪.‬‬
‫ى‪.‬‬‫قال ابن هشام ‪ :‬اشترك فيه هو وحمزة وعل ّ‬
‫شْيبة بن ربيعة بن عبد شمس ‪ ،‬قتله حمزةُ ابن عبد المطلههب ‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و َ‬
‫والوليد بن عتبة بن ربيعة‪ ،‬قتله على بن أبى طالب ‪ ،‬وعامر بن عبد اللههه ‪ ،‬حليههف لهههم‬
‫من بني أنمار بن َبغيض ‪ ،‬قتله على ابن أبى طالب ‪ :‬اثنا عشر رج ً‬
‫ل‪.‬‬
‫وفل ‪ ،‬قتله ‪ -‬فيمهها يههذكرون ‪-‬‬ ‫ومن بني نوفل بن عبد مناف ‪ :‬الحارث بن عامر بن ن َ ْ‬
‫وفل ‪ ،‬قتلههه‬ ‫ن أبي إساف ‪ ،‬أخو بنى الحارث بن الخزرج ‪ ،‬وط ُعَْيمة بن عدي بن ن ْ‬ ‫بب ِ‬ ‫خبي ُ‬ ‫َ‬
‫على بن أبى طالب ‪ ،‬ويقال ‪ :‬حمزة بن عبد المطلب‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫ود بن المطلب بن أسد‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫مَعة بن ال ْ‬ ‫ومن بني أسد بن عبد العُّزى بن قصى ‪َ :‬ز َ‬
‫ذع ‪ ،‬أخو بنى حرام ‪ ،‬فيما قال ابن هشام‪.‬‬ ‫ج ْ‬‫ت بن ال ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قتله ثاب ُ‬
‫ويقال ‪ :‬اشترك فيه حمزةُ وعلي بن أبى طالب وثابت ‪.‬‬
‫معة‪ ،‬قتله عمار بن ياسر ‪ -‬فيما قال ابههن هشههام ‪-‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والحارث بن َز َ‬
‫ى ‪ ،‬اشتركا فيه ‪ -‬فيما قال ابههن هشهام‬ ‫سود بن المطلب ‪ ،‬قتله حمزة وعل ّ‬ ‫وعقيل بن ال ْ‬
‫ن ذيههاد‬‫ذر به ِ‬ ‫جه ّ‬‫خَتري ‪ ،‬وهو العاص بن هشههام بههن الحههارث بههن أسههد‪ ،‬قتلههه الم َ‬ ‫‪ -‬وأبو الب َ ْ‬
‫ختري ‪ :‬العاص بن هاشم ‪.‬‬ ‫وي ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬أبو الب َ ْ‬ ‫الب َل َ ِ‬
‫خزاعههة‪،‬‬ ‫دويههة‪ ،‬عههدي بههن ُ‬ ‫ويلد بن أسد‪ ،‬وهو ابههن العَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ون َوَْفل بن ُ‬
‫عبيد الله‬ ‫ة بن ُ‬ ‫وهو الذي قرن أبا بكر الصديق ‪ ،‬وطلح َ‬
‫حين أسلما في حبل ‪ ،‬فكانا ُيسميان ‪ :‬القرينين لذلك ‪ ،‬وكان من شياطين قريههش ‪-‬‬
‫صههي ‪ :‬النضهُر بههن‬ ‫قتله علي بن أبي طالب ‪ .‬خمسة نفههر‪ .‬ومههن بنههى عبههد الههدار بههن قُ َ‬
‫الحارث بن ك ََلدة بن عَْلقمة بن عبد مناف بن عبد الدار‪ ،‬قتله علي بن أبي طالب صبرا ً‬
‫عند رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بالصههفراء‪ ،‬فيمهها يههذكرون ‪ ،‬قههال ابههن هشههام ‪:‬‬
‫دة بههن عبههد‬ ‫بالثيل ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬النضر بههن الحههارث بههن عَْلقمههة بههن ك َل َه َ‬
‫مير بن هاشههم بههن عبههد منههاف بههن‬ ‫مَليص مولى عُ َ‬ ‫مناف ‪ ، .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وزيد بن ُ‬
‫عبد الدار‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫ن َرباح ‪ ،‬مههولى أبههى بكههر‪ ،‬وزيههد حليههف‬ ‫لب ُ‬ ‫ملْيص بل ُ‬ ‫َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قتل زيد َ بن ُ‬
‫قههداد بههن‬ ‫م ْ‬
‫لبني عبد الدار‪ ،‬من بنى مازن بن مالك بن عمرو ابن تميم ‪ ،‬ويقال ‪ :‬قتلههه ال ِ‬
‫عمرو‪.‬‬
‫عمههرو بههن كعههب بههن‬ ‫مير بن عثمان بن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى ت َْيم بن مرة ‪ :‬عُ َ‬
‫سعد بن ت َْيم‪.‬‬
‫ي بن أبي طالب ‪ .‬ويقال ‪ :‬عبد ُ الرحمن ابن عوف ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قتله عل ّ‬
‫عبيد الله بن عثمهان بهن عمهرو بهن كعهب ‪،‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعثمان بن مالك بن ُ‬
‫سنان ‪ :‬رجلن ‪.‬‬ ‫صهَْيب بن ِ‬ ‫قتله ُ‬
‫عمرو بههن هشههام‬
‫مّرة ‪ :‬أبو جهل بن هشام ‪ -‬واسمه َ‬
‫قظة بن ُ‬‫ومن بنى مخزوم بن ي َ َ‬
‫عمرو بن مخزوم ‪-‬‬ ‫بن المغيرة بن عبد الله بن َ‬

‫ع ْ‬
‫كرمههة يههد معههاذ‬ ‫جمههوح ‪ ،‬فقطهع رجلههه ‪ ،‬وضههرب ابنههه ِ‬ ‫معاذ بن عمرو بههن ال َ‬ ‫ضربه ُ‬
‫ف عليه عب هد ُ‬ ‫مق ‪ .‬ثم ذ َفّ َ‬ ‫وذ بن عفراء حتى أثبته ‪ ،‬ثم تركه وبه َر َ‬ ‫مع َ ّ‬
‫فطرحها‪ ،‬ثم ضربه ُ‬
‫سه ‪ ،‬حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتمههس‬ ‫الله بن مسعود‪ ،‬واحتز رأ َ‬
‫عمر بن مخزوم ‪ ،‬قتله عمر‬ ‫في القتلى ‪ -‬والعاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن ُ‬
‫بن الخطاب ‪ ،‬ويزيد بن عبد الله ‪ ،‬حليف لهم من بنى تميم ‪.‬‬
‫مار بن ياسر‪.‬‬ ‫ً‬
‫شجاعا‪ ،‬قتله ع ّ‬ ‫مرو بن تميم ‪ ،‬وكان ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ثم أحد بنى عَ ْ‬
‫دجانههة السههاعدي ‪-‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو مسافع الشعري ‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬قتله أبههو ُ‬
‫حْرملة بن عمرو‪ ،‬حليف لهم ‪.‬‬ ‫فيما قال ابن هشام ‪ -‬و َ‬
‫ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قتله خارجة بن َزي ْههد بههن أبههى زهيههر‪ ،‬أخههو ب َلحههارث ابههن الخههزرج ‪،‬‬
‫ويقال ‪ :‬بل على بن أبي طالب ‪ -‬فيما قال ابن هشام ‪ -‬وحرملة‪ ،‬من السد‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومسعود بن أبي أمية بن المغيرة‪ ،‬قتله علههي ابههن أبههى طههالب ‪-‬‬
‫فيما قال ابن هشام ‪ -‬وأبو قَْيس بن الوليد بن المغيرة ‪ .‬قال ابن هشههام ‪ :‬قتلههه حمههزة‬
‫بن عبد المطلب ‪.‬‬
‫مغيههرة‪ ،‬قتلههه علههي ابههن أبههي طههالب ‪،‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو قَْيس بن الفاكه بن ال ُ‬
‫ويقال ‪ :‬قتله عمار بن ياسر‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وِرفاعههة بههن أبههى‬
‫ِرفاعة بن عابد بن عبد الله‬

‫عمر بن مخزوم ‪ ،‬قتله سعد بن الربيع ‪ ،‬أخو ب َْلحههارث بههن الخههزرج ‪ ،‬فيمهها قههال‬ ‫ابن ُ‬
‫جلن‬ ‫جهد ّ بههن العَ ْ‬
‫مْعن بههن عههدي بههن ال َ‬
‫ذر بن أبي رفاعة بن عابد قتله َ‬ ‫ابن هشام ‪ :‬والمن ِ‬
‫عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف فيمهها قههال ابههن هشههام ‪،‬‬ ‫حليف بنى ُ‬
‫ذر ابن أبى رفاعة بن عابد‪ ،‬قتله على بن أبى طالب ‪ .،‬فيما قههال ابههن‬ ‫وعبد الله بن المن ِ‬
‫هشام ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬والسائب بن أبى السائب بن عابد بن عبد الله ابن عمههر بههن‬
‫مخزوم ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬السائب بن أبى السائب شريك رسول الله صلى الله عليه وسههلم‬
‫ب‬‫ك السههائ ُ‬ ‫الذي جاء فيه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬نعم الشههري ُ‬
‫ل ُيشارى ول ُيمارى " وكان أسلم فحسن إسلمه ‪ -‬فيما بلغنا ‪ -‬والله أعلم ‪.‬‬
‫عتبة‪ ،‬عهن ابهن عبهاس أن السهائب بهن‬ ‫ن شهاب الزهري عن عبيد الله بن ُ‬ ‫وذكر اب ُ‬
‫عمر بن مخزوم ممههن بههايع رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫أبى السائب بن عبد الله بن ُ‬
‫حنين ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وذكر غيههر‬ ‫جعِّرانة من غنائم ُ‬
‫وسلم من قريش‪ ،‬وأعطاه يوم ال ِ‬
‫ابن إسحاق ‪ :‬أن الذي قتله الزبير ابن العوام‪.‬‬
‫عمر بن مخزوم‬ ‫سد بن هلل بن عبد الله ابن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والسود بن عبد ال َ‬
‫‪ ،‬قتله حمزة بن عبد المطلب ‪ ،‬وحاجب بن السائب ابن عُوَْيمر بههن عمههر بههن عههائذ بههن‬
‫خزوم ‪ -‬قال‬‫م ْ‬
‫عبد بن عمران بن َ‬

‫ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عائذ ‪ :‬بن عمران بن مخزوم ‪ ،‬ويقههال ‪ :‬حههاجز بههن السههائب ‪-‬‬
‫ى بن أبى طالب ‪ .‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وعُهوَْيمر بههن‬ ‫عل ّ‬
‫ب بن السائب ‪َ :‬‬ ‫والذي قتل حاج َ‬
‫ة‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫قوَْقلى مبارز ً‬
‫السائب بن عُوَْيمر‪ ،‬قتله النعمان بن مالك ال َ‬
‫ى‪،‬‬ ‫سفيان ‪ ،‬حليفان لهههم مههن ط ه ّ‬ ‫سفيان ‪ ،‬وجابر بن ُ‬ ‫مرو بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعَ ْ‬
‫دة بن ن َّيار فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫عمرا ً يزيد ُ بن ُرَقيش‪ ،‬وقتل جابرا ‪ :‬أبو ب ُْر َ‬
‫ً‬ ‫قتل َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬سبعة عشر رج ً‬
‫ل‪.‬‬
‫من َّبه ابن الحجاج بن عههامر‬ ‫صْيص بن كعب بن لؤي ‪ُ :‬‬ ‫سْهم بن عمرو بن هُ َ‬ ‫ومن بنى َ‬
‫من َب ّههه‬‫سِلمة‪ ،‬وابنه العههاص بههن ُ‬ ‫سر‪ ، ،‬أخو بني َ‬ ‫حذيفة بن سعد بن سهم ‪ ،‬قتله أبو الي َ َ‬ ‫بن ُ‬
‫بن الحجاج قتله على بن أبي طالب ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ .‬ونب َْيه بن الحجاج بن عههامر‬
‫قتله حمزة ابن عبد المطلب وسعد بن أبى وقاص اشتركا فيه ‪ ،‬فيما قال ابهن هشهام ‪،‬‬
‫دي بن سعد بن سهم ‪.‬‬ ‫وأبو العاص بن قَْيس بن عَ ِ‬
‫سر‪،‬‬ ‫سْهم ‪ ،‬قتله أبو الي َ َ‬ ‫ضب َْيرة بن سعيد بن َ‬ ‫وف بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعاصم بن عَ ْ‬
‫أخو بنى سلمة‪ ،‬فيما قال ابن هشام‪ :‬خمسة نفر‪.‬‬
‫صْيص بن كعب بن لؤي ‪ :‬أمية ابن خلف بن وهب بن‬ ‫جمح بن عمرو بن هُ َ‬ ‫ومن بني ُ‬
‫مح ‪ ،‬قتله رجل من النصار من بنى مازن ‪.‬‬ ‫ج َ‬‫ُ‬
‫خههبيب ابههن إسههاف ‪،‬‬ ‫معاذ بههن عفههراء وخارجههة بههن زيههد و َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬بل قتله ُ‬
‫اشتركوا في قتله ‪.‬‬
‫مههار بههن ياسههر‪ ،‬وأْوس بههن‬ ‫خلف ‪ ،‬قتلههه عَ ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وابنه علي بن أمية بن َ‬
‫مح ‪ ،‬قتله علي بن‬ ‫ج َ‬ ‫مْعير بن لوذان بن سعد بن ُ‬ ‫ِ‬
‫صهْين بهن الحهارث ابهن المطلهب‬ ‫ح َ‬ ‫أبي طالب فيما قال ابن هشام ‪ ،‬ويقال ‪ :‬قتله ال ُ‬
‫ظعون ‪ ،‬اشتركا فيه ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثلثة نفر‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫وعثمان بن َ‬
‫قْيس ‪ ،‬قتلههه علههي‬ ‫حليف لهم من عبد ال َ‬ ‫ومن بني عامر بن لؤي ‪ :‬معاوية بن عامر‪َ .،‬‬
‫صن ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫ح َ‬‫م ْ‬‫كاشة بن ِ‬ ‫بن أبى طالب ويقال ‪ :‬قتله عُ ّ‬
‫مْعبد بن وهب ‪ ،‬حليف لهم من بني ك َْلب بن عوف بن كعب بههن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬و َ‬
‫دجانههة‪ ،‬فيمهها قههال ابههن‬ ‫كير‪ ،‬ويقههال ‪ :‬أبههو ُ‬ ‫عامر بن ل َْيث ‪ ،‬قتل معبدا ً خالد وإياس ابنا الب ُ َ‬
‫هشام ‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫م بدر ‪ :‬قال ابن هشام‪ :‬فجميع من أحصى لنا‬ ‫قتل من المشركين يو َ‬ ‫عدد من ُ‬
‫عبيههدة‪ ،‬عههن أبههي‬ ‫ل‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬حدثني أبو ُ‬ ‫من قَْتلى قريش يوم بدر‪ .‬خمسون رج ً‬
‫ل‪ ،‬والسرى كذلك ‪ ،‬وهو قول ابههن‬ ‫عمرو ‪ :‬أن قتلى بدر من المشركين كانوا سبعين رج ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة قَد ْ‬ ‫صيب َ ٌ‬‫م ِ‬‫م ُ‬‫صاب َت ْك ُ ْ‬‫ما أ َ‬ ‫عباس ‪ ،‬وسعيد ابن المسّيب ‪ ،‬وفى كتاب الله تبارك وتعالى{ أوَل َ ّ‬
‫مث ْل َي ْهَهها }]آل عمههران‪ [165 :‬بقههوله لصههحاب أحههد ‪ -‬وكههان مههن استشهههد منهههم‬ ‫َ‬
‫م ِ‬‫صب ْت ُ ْ‬‫أ َ‬
‫ي مههن اسُتشهههد منكههم يههوم أحههد‪ ،‬سههبعين‬ ‫سبعين رجل ً ‪ -‬يقول ‪ :‬قد أصبتم يوم بدر مثل َ ْ‬
‫قتيل ً وسبعين أسيرًا‪ .‬وأنشدني أبو زيد النصاري لكعب بن مالك ‪:‬‬
‫سوَد ُ‬‫وال ْ‬ ‫منهم‬ ‫عتبة‬ ‫ُ‬ ‫سبعون‪:‬‬ ‫طن منههههم‬ ‫‪ #‬فأقام بالعَط َن المعَ ّ‬
‫ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يعنى قتلي بهدر‪ .‬وهههذا الهبيت فهي قصهيدة لهه فهي حههديث يهوم أحههد‪،‬‬
‫سأذكرها إن شاء الله تعالى في موضعها‪.‬‬
‫ن إسحاق من هؤلء السبعين القتلى ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وممن لم يذكر اب ُ‬
‫من بني عبد شمس بن عبد مناف ‪ :‬وهب بن الحارث ‪ ،‬من بنى أْنمار بههن َبغيههض ‪،‬‬
‫حليف لهم وعامر بن زيد‪ ،‬حليف لهم من اليمن رجلن ‪.‬‬
‫عميههر مههولى‬ ‫ومن بنى أسد بن عبد العُّزى ‪ :‬عقبة بن زيد‪ ،‬حليف لهم من اليمههن ‪ ،‬و ُ‬
‫لهم ‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫سههليط ‪ ،‬حليههف‬ ‫ملْيص ‪ ،‬وعَُبيههد ابههن َ‬ ‫َ‬ ‫ومن بني عبد الدار بن قصي ‪ :‬ن ُب َْيه بن زيد بن ُ‬
‫لهم من قيس ‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫ومن بني تيم بن مرة ‪ :‬مالك بن عبيد الله بن عثمان ‪ ،‬وهو أخو طلحة بن عبيد الله‬
‫سارى‪ ،‬فُعد في القتلى‪ ،‬ويقال ‪ :‬وعمرو بههن عبههد اللههه بههن‬ ‫بن عثمان أسر فمات في ال َ‬
‫جدعان ‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫ذيفة بن المغيرة‪ ،‬قتله سههعد بههن أبههي‬ ‫ح َ‬
‫ذيفة بن أبي ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ومن بني مخزوم بن يقظة ‪ُ :‬‬
‫صههَْيب ابههن سههنان ‪ ،‬وزهيههر بههن أبههى‬‫وقاص وهشام بن أبى حذيفة بن المغيههرة‪ ،‬قتلههه ُ‬
‫سْيد مالك بن ربيعة‪ ،‬والسائب ابن أبى رفاعة ‪ .‬قتله عبد الرحمههن بههن‬ ‫رفاعة‪ ،‬قتله أبو أ َ‬
‫جراحةٍ جرحه‬ ‫عوف ‪ ،‬وعائذ بن السائب بنعويمر‪ ،‬أسر ثم افُتدي فمات في الطريق من ِ‬
‫مْير حليف لهم مههن طي ّههى ‪ ،‬وخيههار‪ ،‬حليههف لهههم مههن‬ ‫إياها حمزةُ ابن عبد المطلب ‪ ،‬وعُ َ‬
‫القارة‪ ،‬سبعة نفر‪.‬‬
‫سْبرة بن مالك ‪ ،‬حليف لهم ‪ .‬رجل ‪ .‬ومن بني سههم بهن‬ ‫جمح بن عمرو‪َ :‬‬ ‫ومن بني ُ‬
‫صههَْيب بههن سههنان ‪ ،‬وعههامر بههن عههوف بههن‬ ‫من َّبه بن الحجههاج ‪ ،‬قتلههه ُ‬ ‫عمرو‪ :‬الحارث بن ُ‬
‫دجانههة‪،‬‬
‫ضبيرة أخو عاصم بن ضبيرة‪ ،‬قتله عبد الله بن صههلمة العجلنههى‪ ،‬ويقههال ‪ :‬أبههو ُ‬ ‫ُ‬
‫رجلن ‪.‬‬
‫ذكرأسرى قريش يوم بدر‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأسر من المشركين من قريش يوم بدر‪ ،‬من بني هاشم بن عبد‬
‫طلب بن هاشم ‪ ،‬ونوفل بههن الحههارث بههن عبههد‬ ‫مناف ‪ :‬عقيل بن أبي طالب بن عبد الم ّ‬
‫طلب بن هاشم ‪.‬‬ ‫الم ّ‬
‫طلب بن عبد مناف ‪ :‬السائب بهن عَُبيهد بهن عبهد يزيهد بهن هاشهم بهن‬ ‫ومن بني الم ّ‬
‫مرو بن عَْلقمة بن المطلب ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫طلب وُنعمان بن ع َ‬ ‫الم ّ‬
‫ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‪ :‬عمرو بن أبى سفيان بن حههرب بههن أميههة بههن‬
‫عبد شمس والحارث بن أبى وجزة بن أبي عمرو ابن أمية بن عبههد شههمس ‪ .‬ويقههال ‪:‬‬
‫ابن أبى َوحرة‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأبو العاص بن الربيع بههن عبههد‬
‫العُّزى بن عبد شمس ‪ ،‬وأبو العاص بن نوفل بن عبد شمس ‪.‬‬
‫عقبههة بههن عبههد‬ ‫شههة بههن أبههي عمههرو وعمههرو بههن الْزرق و ُ‬ ‫ومن حلفائهم ‪ :‬أبههو ِري َ‬
‫ضَرمى‪ ،‬سبعة نفر‪.‬‬ ‫ح ْ‬‫الحارث بن ال َ‬
‫خيار بن عدي بن نوفل وعثمان بن عبههد‬ ‫ومن بني نوفل بن عبد مناف ‪ :‬عدي بن ال ِ‬
‫ور‪ ،‬حليههف‬ ‫شمس ابن أخى غَْزوان بن جابر‪ ،‬حليف لهم من بنى مازن بن منصور وأبو ث َ ْ‬
‫مْير بههن هاشههم ابههن عبههد‬ ‫عزيز بن عُ َ‬
‫لهم ‪ .‬ثلثة نفر‪ .‬ومن بني عبد الدار بن قصي ‪ :‬أبو َ‬
‫مناف بن عبد الدار‪ ،‬والسود بن عامر‪ ،‬حليههف لهههم ‪ .‬ويقولههون؟ نحههن بنههو السههود بههن‬
‫عامر بن عمرو بن الحارث بن السب ّّاق ‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫حب َْيش ابن المطلههب بههن‬ ‫ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي ‪ :‬السائب بن أبي ُ‬
‫حوَْيرث بن عباد بن عثمان بن أسد‪.‬‬ ‫أسد‪ ،‬وال ُ‬
‫عثمان بن أسد‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬هو الحارث بن عائذ بن ُ‬
‫ماخ ‪ ،‬حليف لهم ‪ :‬ثلثة نفر" ومن بنهي مخهزوم بهن‬ ‫ش ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وسالم بن َ‬
‫عمر بن مخزوم ‪ ،‬وأمية بن‬ ‫يقظة بن مرة ‪ :‬خالد بن هشام بن المغيرة ابن عبد الله بن ُ‬
‫ذيفة بن المغيرة‪ ،‬والوليد بن الوليد بن المغيرة‪ ،‬وعثمان بن عبد الله بن المغيههرة‬ ‫أبي ح َ‬
‫بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ‪ ،‬وصيفي بن أبي رفاعة بن عابد بن‬

‫سيرة ابن هشام‬


‫الجزء ‪3‬‬
‫صفحة ‪343 - 274‬‬
‫عبد الله وأبو المنذر بن أبى رفاعة بن عابد بن عبد الله بن عمر بن‬
‫مخزوم ‪ ،‬وأبو عطاء عبد الله بن أبى السائب بن عبد الله بن عمر بن‬
‫مخزوم والمطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم ‪،‬‬
‫ى فارا‬
‫وخالد بن العلم ‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬وهو كان فيما يذكرون أول من ول ّ‬
‫منهزما ‪،‬وهو الذي يقول ‪:‬‬
‫قط ُُر الد ُ‬
‫م‬ ‫منا ي َ ْ‬
‫ولكن على أقدا ِ‬ ‫منا‬‫دمى كلو ُ‬ ‫‪ #‬ولسنا على الدبارِ ت َ ْ‬
‫تسعة نفر‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪ " :‬لسنا على العقاب "‪.‬‬
‫ي‪.‬‬ ‫عقيل ّ‬
‫وخالد بن العلم ‪ ،‬من خزاعة؛ ويقال ‪ُ :‬‬
‫ض هَبيرة‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ‪ :‬أبو َوداعة بن ُ‬
‫سْهم ‪ ،‬كان أِول أسير أفتدي من أسرى بدر افتداه ابنه المطلههب‬ ‫بن سعيد بن سعد بن َ‬
‫حذافهة بهن سهعد بهن سههم ‪ ،‬حنظلهة بهن‬ ‫بن أبي َوداعة؛ وفْروة بن قْيس بن عدي بهن ُ‬
‫قبيصة بن ‪ ،‬حذافة بن سعد بن سهم ‪ ،‬والحجاج بن قيس بن عدي بن سعد بههن سهههم ‪.‬‬
‫أربعة نفر‪.‬‬
‫مح بن عمرو بن هصيص بن كعب ‪ :‬عبد الله بن أبى بن خلف بن وهههب بههن‬ ‫ج َ‬ ‫ومن بني ُ‬
‫مههح ‪،‬‬
‫ج َ‬‫هيههب بههن حذافههة بههن ُ‬ ‫مح ‪ ،‬وأبو عَّزة عمرو بن عبد بن عثمان بههن وُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫حذافة بن ُ‬‫ُ‬
‫والفاكه ‪ ،‬مولى أمية ابن خلف ‪ ،‬ادعاه بعد ذلك َرباح بن المغترف ‪ ،‬وهو يزعم أنه من‬
‫ذيم بن عوف بن‬ ‫ح ْ‬‫ن فهر ‪ -‬ويقال ‪ :‬إن الفاكه ‪ :‬ابن جرول ابن ِ‬ ‫محاِرب ب ِ‬ ‫ماخ بن ُ‬ ‫بنى َ‬
‫ش ّ‬
‫محارب بن ِفهر ‪-‬‬ ‫شماخ بن ُ‬ ‫غضب بن َ‬

‫مح ‪ ،‬وربيعة بن د َّراج بن‬ ‫ج َ‬


‫حذافة بن ُ‬‫خلف بن وهب بن ُ‬ ‫ووهب بن عمير بن وهب بن َ‬
‫هبان بن وهب بن حذافة بن جمح ‪ ،‬خمسة نفر‪.‬‬ ‫العَْنبس بن أ ْ‬
‫سهيل بن عمرو بن عبد شههمس بههن عبهد ُ وُد ّ بههن نصههر بهن‬ ‫ومن بنى عامر بن لؤي ‪ُ :‬‬
‫وف ‪ ،‬وعبد بن‬ ‫شم ‪ ،‬أخو بني سالم بن عَ ْ‬ ‫خ ُ‬
‫سل بن عامر‪ ،‬أسره مالك بن الد ّ ْ‬ ‫ح ْ‬
‫مالك بن ِ‬
‫سل بههن عههامر‪ ،‬وعبههد‬ ‫ح ْ‬
‫معة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن ِ‬ ‫َز َ‬
‫سههل‬‫ح ْ‬‫شنوء بن وَْقدان بن قيس بن عبد شمس بن عبد وُد ّ بن مالههك بههن ِ‬ ‫م ْ‬‫الرحمن بن َ‬
‫بن عامر‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬
‫حدم ‪ .‬رجلن‬ ‫ج ْ‬
‫عتبة بن عمرو بن َ‬ ‫فيل بن أبى قن َْيع ‪ ،‬و ُ‬ ‫ّ‬
‫ومن بني الحارث بن فى ‪ :‬الط َ‬
‫ً‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فجميع من حفظ لنا من السارى ثلثة وأربعون رجل ‪ .‬قال ابن‬
‫هشام ‪ :‬وقع من جملة العدد رجل لم نذكر اسمه ‪.‬‬
‫عتبهة‪،‬‬‫وممن لم يذكر ابن إسحاق من السهارى ‪ :‬مهن بنهى هاشهم بهن عبهد منهاف ‪ُ :‬‬
‫عقيههل بههن عمههرو‪،‬‬ ‫حليف لهم من بنى ِفهر ‪ :‬رجل ‪ .‬ومن بني المطلب بن عبد منههاف ‪َ :‬‬
‫حليف لهم ‪ ،‬وأخوه تميم بن عمرو‪ ،‬وابنه ‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬
‫ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‪ :‬خالد بن أسيد بن أبى الِعيص ‪ ،‬وأبو الَعريض‬
‫َيسار‪ ،‬مولى العاص بن أمية ‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫ومن بني نوفل بن عبد مناف ‪ :‬ن َْبهان ‪ ،‬مولى لهم ‪ .‬رجل‬
‫ومن بني أسد بن عبد العزي ‪ " :‬عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث ‪ .‬رجل ‪، .‬‬
‫قيل ‪ ،‬حليف لهم من اليمن ‪ .‬رجل ‪ .‬ومن في ت َْيم بن‬ ‫ومن بني عبد الدار بن قصي ‪ :‬عَ ِ‬
‫خر بن عامر بن كعب بن سعد بن ت َْيم ‪ ،‬وجابر بن الزبير‪،‬‬ ‫ص ْ‬ ‫عياض بن َ‬ ‫سافع بن ِ‬ ‫م َ‬
‫مرة ‪ُ :‬‬
‫حليف لهم ‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫مح بن عمرو ‪:‬‬ ‫ج َ‬
‫ومن بني مخزوم بن يقظة ‪:‬قيس بن السائب ‪ .‬رجل ‪ .‬ومن بني ُ‬
‫هم بن عبد الله ‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬وحليف لهم ذهب عنى‬ ‫عمرو بن أبى بن خلف ‪ ،‬وأبو ُر ْ‬
‫سطاس ‪ ،‬وأبو رافع ‪ ،‬غلم أمية بن خلف ‪،‬‬ ‫اسمه ‪ ،‬وموليان لمية بن خلف ‪ ،‬أحدهما ن ِ ْ‬
‫سْهم بن عمرو ‪ :‬أسلم ‪ :‬مولى ُنبيه بن الحجاج رجل ‪ ،‬ومن بني‬ ‫ستة نفر‪ .‬ومن بني َ‬
‫عامر بن لؤي ‪ :‬حبيب بن جابر‪ ،‬والسائب بن مالك رجلن ‪.‬‬
‫شفيع ‪ ،‬حليفان لهم من أرض اليمن رجلن ‪.‬‬ ‫ومن بنى الحارث بن فهر‪ :‬شافع و َ‬

‫ما قيل من الشعر في يوم بدر‬


‫ما قاله حمزة بن عبد المطلب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان مما قيل من الشعر فى يوم‬
‫بدر‪ ،‬وتراد به القوم بينهم لما كان فيه ‪ ،‬قول حمزة بن عبد المطلب ‪ ،‬يرحمه الله ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها ونقيضتها‪:‬‬
‫ر‬
‫م ِ‬‫ال ْ‬ ‫مَبينة‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫أسبا ٌ‬ ‫حْين‬ ‫ولل َ‬ ‫ر‬
‫ب الده ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫‪ #‬ألم تَر أمرا ً كان من عَ َ‬
‫ر‬
‫وبالكف ِ‬ ‫ق‬
‫بالعقو ِ‬ ‫ص‬
‫َتوا ٍ‬ ‫فخانوا‬ ‫‪ #‬وما ذاك إل أن قوما ً أفادههههم‬
‫ب َد ِْر‬ ‫من‬ ‫للركيةِ‬ ‫رهونا ً‬ ‫حوا نحوَ بدرٍ بجمِعهم فكانوا‬ ‫‪ #‬عشية را ُ‬
‫قَد ْرِ‬ ‫على‬ ‫فالتقينا‬ ‫إلينا‬ ‫‪ #‬وكنا طلبنا العيَر لم نبِغ غيَرها فساروا‬
‫مر‬ ‫س ْ‬ ‫ال ّ‬ ‫بالمثقفة‬ ‫ن‬‫طع ٍ‬ ‫غير‬ ‫ة لنا‬ ‫مث َْنوّيههه ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ #‬فلما التقينا لم تك ْ‬
‫الثر‬ ‫بّينة‬ ‫ن‬‫اللوا ِ‬ ‫مشّهرة‬ ‫ُ‬ ‫دها‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ض يختلى الها َ‬ ‫ب ببي ٍ‬ ‫‪ #‬وضر ٍ‬
‫ر‬
‫ف ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال َ‬ ‫في‬ ‫م‬
‫ج َ‬ ‫جْر َ‬ ‫تَ َ‬ ‫القتلى‬ ‫في‬ ‫شْيبة‬ ‫ى ثاويههها ً و َ‬ ‫ة الغ ّ‬ ‫عتب َ‬
‫‪ #‬ونحن َتركنا ُ‬
‫ت على عمرو‬ ‫ب النائحا ِ‬ ‫ت جيو ُ‬ ‫ق ْ‬‫ش ّ‬‫حماِتهم ف ُ‬ ‫وى من ُ‬ ‫وى فيمن ث َ َ‬ ‫‪ #‬وعمرو ث َ َ‬
‫ر‬
‫ِفه ِ‬ ‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ب‬ ‫الذوائ َ‬ ‫ن‬
‫تفرعْ َ‬ ‫م‬‫كرا ً‬ ‫ب‬‫ن غال ٍ‬ ‫ب نساٍء من ل ُؤَيّ ب َ‬ ‫‪ #‬جيو ُ‬
‫ر‬
‫النص ِ‬ ‫ضرِ‬‫حت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫غيَر‬ ‫لواًء‬ ‫ّ‬
‫خلوا‬ ‫م قّتلوا فى ضلِلههم و َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ #‬أولئك قو ٌ‬
‫در‬ ‫َ‬
‫ث إلى غ ْ‬ ‫فخاس بهم ‪،‬إن الخبي َ‬ ‫س أهلههههه‬‫َ‬ ‫ل قاد إبلي ُ‬ ‫‪ِ #‬لواُء ضل ٍ‬
‫ر‬
‫صب ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫م من‬ ‫ي اليو َ‬ ‫ت إليكم ما ب َ‬ ‫ب َرِئ ْ ُ‬ ‫ً‬ ‫ن المَر واضحها‬ ‫‪ #‬وقال لهم ‪ ،‬إذ عاي َ‬
‫ر‬
‫س ِ‬ ‫ب الله والله ذو قَ ْ‬ ‫أخاف عقا َ‬ ‫ن وإننههههى‬ ‫‪ #‬فإنى أرى ما ل ت ََروْ َ‬
‫ر‬
‫خب ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫م ذا‬ ‫خُبر القو ُ‬ ‫وكان بما لم ي َ ْ‬ ‫حْين حتى تورطهههههوا‬ ‫دمهم لل َ‬ ‫‪ #‬فق ّ‬
‫ر‬
‫الّزهْ ِ‬ ‫سدمة‬ ‫كالم َ‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬فكانوا َ‬
‫مئي ٍ‬ ‫ث‬ ‫ثل ُ‬ ‫غداةَ البئرِ ألفا وجمُعنهههها‬
‫ر‬
‫الذك ِ‬ ‫ضِح‬ ‫مستوْ َ‬ ‫ُ‬ ‫مقام ثم‬ ‫بهم فى‬ ‫دنههههها‬ ‫‪ #‬وفينا جنود ُ الله حين يم ّ‬
‫تجري‬ ‫م‬
‫مناياه ُ‬ ‫فيه‬ ‫ق‬‫مأز ٍ‬ ‫لدى‬ ‫ت لواِئنهههها‬ ‫ل تح َ‬ ‫‪ #‬فشد بهم جبري ُ‬
‫رد هشام بن المغيرة على ما قاله حمزة ‪ :‬فأجابه الحارث‬
‫ابن هشام بن المغيرة‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ن مني والحرارةِ في الصدِر‬ ‫وللحز ِ‬ ‫ر‬
‫قومي للصبابةِ والهجههه ِ‬ ‫‪ #‬أل يا ل َ‬
‫ك ناظمةٍ يجري‬ ‫سل ِ‬ ‫ِ‬ ‫وى من‬ ‫فريد ُ هَ َ‬ ‫ودا ً كأنههههه‬ ‫ج ْ‬ ‫ي َ‬‫‪ #‬وللدمِع من عين ّ‬
‫بدِر‬ ‫من‬ ‫للّركيةِ‬ ‫مقام ٍ‬ ‫ن‬
‫رهي َ‬ ‫َ‬
‫ل الحلوِ الشمائل إذ ثهوى‬ ‫‪ #‬على البط ِ‬
‫ر‬
‫ق غم ِ‬ ‫ُ‬
‫خل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫دام ٍ كان ذا‬ ‫ومن ذي ن ِ َ‬ ‫ة‬
‫دن يا عمُرو من ذي قرابهه ٍ‬ ‫‪ #‬فل تبعُ ْ‬
‫ر‬
‫ل الده ِ‬ ‫فل بد لليام من د ُوَ ِ‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫‪ #‬فإن يك قوم صادفوا منك د َْولههه ً‬
‫ر‬
‫ل وَعْ ِ‬ ‫سب ُ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫منك ذا‬ ‫هوانا َ‬ ‫ً‬ ‫ُتريهم َ‬ ‫ن الذي مضى‬ ‫صْرف الزما ِ‬ ‫ت في َ‬ ‫‪ #‬فقد كن َ‬
‫ر‬
‫صه ْ ِ‬ ‫قيا في إخاٍء ول‬ ‫ق بُ ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ول اب ِ‬ ‫ت يا عمرو أتركك ثائههرا‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬فإل أ ُ‬
‫ري‬ ‫ل ما قطعوا ظه ِ‬ ‫كرام ٍ عليهم مث َ‬ ‫ل بمعشههر‬ ‫‪ #‬وأقطع ظهرا من رجا ٍ‬ ‫ً‬
‫ر‬
‫ل من فِهْ ِ‬ ‫م في القبائ ِ‬ ‫ن الصمي ُ‬ ‫ونح ُ‬ ‫ة‬
‫معوا من َوشيظههه ٍ‬ ‫‪ #‬أغّرهم ما ج ّ‬

‫خرِ‬
‫ف ْ‬‫ال َ‬ ‫لذي‬ ‫تتركوها‬ ‫ل‬ ‫وآلهةٍ‬ ‫مكم‬ ‫ؤي ذ َّببوا عن حري ِ‬ ‫‪ #‬فيا ل َل ُ َ‬
‫ر‬
‫ست ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ف‬
‫السق ِ‬ ‫ذا‬ ‫ت‬
‫والبي َ‬ ‫أواسيها‬ ‫م‬
‫‪ #‬توارثها آباؤكم وورثتهه ُ‬
‫عُذ ِْر‬ ‫من‬ ‫غالب‬ ‫ل‬‫آ َ‬ ‫ت َْعذروه‬ ‫فل‬ ‫َ‬
‫‪ #‬فما لحليم ٍ قد أراد هلككهم‬
‫ر‬
‫سي وفي الصب ِ‬ ‫ً‬
‫وكونوا جميعا في التأ ّ‬ ‫م وتوازروا‬ ‫دوا لمن عاديت ُ‬ ‫‪ #‬وج ّ‬
‫مرو‬ ‫ولشىَء إن لم تثأروا بذوي عَ ْ‬ ‫‪ #‬لعَلكم أن َتثأروا بأخيكههه ُ‬
‫م‬
‫ر‬
‫الث ِ‬ ‫بينة‬ ‫م‬
‫الها َ‬ ‫ُتطيُر‬ ‫ض‬
‫ومي ٌ‬ ‫ف كأنهها‬ ‫ت فى الك ّ‬ ‫طردا ٍ‬ ‫‪ #‬بم ّ‬
‫خْزِر‬‫ال ُ‬ ‫لعداِئها‬ ‫يوما ً‬ ‫ت‬‫جّرد َ ْ‬‫ُ‬ ‫إذا‬ ‫ب الذّر فوقَ متوِنهها‬ ‫مد ّ‬ ‫‪ #‬كأن َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أبدلنا من هذه القصيدة كلمتين مما روى ابن إسحاق ‪ ،‬وهمهها " الفخههر‬
‫" في آخر البيت ‪ ،‬و " فما لحليم " في أول البيت لنه نال فيهما من النههبي صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم‬
‫شعر لعلي بن أبي طالب في يوم بدر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال على بن أبي طالب‬
‫فى يوم بدر‪:‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ولم أر أحدا ً من أهل العلم بالشعر يعرفها ول نقيضتها‪ ،‬وإنما‬
‫دعان ُقتل يوم بدر‪ ،‬ولم يذكره ابن‬ ‫ج ْ‬ ‫كتبناهما لنه يقال ‪ :‬إن عمرو بن عبد الله بن ُ‬
‫إسحاق في القتلى‪ ،‬وذكره في هذا الشعر ‪:‬‬
‫ل‬‫َفض ِ‬ ‫وذي‬ ‫اقتدارٍ‬ ‫ذي‬ ‫عزيز‬ ‫‪ #‬ألم تر أن الله أبَلى رسوَلهههه بلَء‬
‫قَت ْ ِ‬
‫ل‬ ‫ومن‬ ‫إسارٍ‬ ‫من‬ ‫هوانا ً‬
‫َ‬ ‫ة فلقوا‬ ‫‪ #‬بما أنزل الكفاَر داَر مذلههه ٍ‬
‫ل‬
‫بالعد ِ‬ ‫أرسل‬ ‫الله‬ ‫رسو ُ‬
‫ل‬ ‫ل الله قد عَّز نصُرهُ وكان‬ ‫‪ #‬فأمسى رسو ُ‬

‫ل‬ ‫العق ِ‬ ‫لذِوي‬ ‫ه‬


‫آيات ُ ُ‬ ‫مبينة‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫مْنهههَز ٍ‬‫ن من الله ُ‬ ‫‪ #‬فجاء بفرقا ٍ‬
‫ل‬ ‫الشم ِ‬ ‫مجتمعي‬ ‫الله‬ ‫بحمد ِ‬ ‫وا‬
‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫م بذاك وأيقنههههوا‬ ‫‪ #‬فآمن أقوا ٌ‬
‫ل‬ ‫خب ِ‬ ‫َ‬ ‫خب ْل ً على‬ ‫َ‬ ‫ش‬
‫م ذو العر ِ‬ ‫فزاده ُ‬ ‫‪ #‬وأنكر أقوام فزاغت قلوُبههههم‬
‫ل‬
‫ن الفع ِ‬ ‫ِغضابا فعلهم أحس ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقوما‬ ‫م بدرٍ رسوَلههه‬ ‫‪ #‬وأمكن منهم يو َ‬
‫ل‬‫ق ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫وبال ّ‬ ‫بالجلِء‬ ‫حادثوها‬ ‫وقد‬ ‫عصوا بها‬ ‫خفاف َ‬ ‫ض ِ‬ ‫م بي ٌ‬ ‫‪ #‬بأيديه ُ‬
‫ل‬ ‫م كهْ ِ‬‫َ‬ ‫جدةٍ منه ُ‬ ‫صريعا ومن ذي ن َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ة‬
‫ميه ٍ‬ ‫ح ّ‬‫‪ #‬فكم تركوا من ناشئ ذي َ‬
‫ل‬‫وبالوَب ْ ِ‬ ‫الرشاش‬ ‫ل‬‫سبا ِ‬ ‫بإ ْ‬ ‫تجود‬ ‫م‬
‫ت عليههه ُ‬ ‫ن النائحا ِ‬ ‫ت عيو ُ‬ ‫‪ #‬تبي ُ‬
‫ل‬
‫جهْ ِ‬ ‫َ‬ ‫أبا‬ ‫وتنعى‬ ‫تنعاه‬ ‫ة‬
‫وشيب َ‬ ‫ة الَغي وابَنهه‬ ‫عتب َ‬
‫ح تنعى ُ‬ ‫‪ #‬نوائ َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫الث ّك ِ‬ ‫ة‬
‫مبين َ‬
‫ُ‬ ‫حّرى‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ّ‬
‫سلب َ ً‬ ‫م َ‬ ‫جدعان فيهم ُ‬ ‫ن ُ‬‫جل تنَعى واب ُ‬ ‫‪ #‬وذا الّر ْ‬
‫ل‬ ‫ح ِ‬ ‫ب وفي الم ْ‬ ‫ت في الحرو ِ‬ ‫جدا ٍ‬ ‫ذوي ن َ َ‬ ‫ة‬
‫م فى بئرِ بدر عصاب ٌ‬ ‫وى منه ُ‬ ‫‪ #‬ثَ َ‬
‫ل‬
‫ص ِ‬ ‫ة الو ْ‬ ‫مق ُ‬ ‫مَر ّ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ى أسبا ٌ‬ ‫وللغ ّ‬ ‫ى منهم من دعا فأجابه‬ ‫‪ #‬دعا الغ ّ‬
‫ل‬ ‫شغ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن في أشغ ِ‬ ‫ب والعدوا ِ‬ ‫شغ ِ‬ ‫عن ال ّ‬ ‫ل‬
‫‪ #‬فأضحوا لدى دارِ الجحيم ِ بمعزِ ٍ‬
‫ي رضي الله عنه ‪:‬‬ ‫عل ّ‬
‫شعر الحارث بن هشام يرد به على َ‬
‫فأجابه الحارث بن هشام بن المغيرة‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ل‬ ‫سفاهٍ ذي اعتراض "وذي ب ُط ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫بأمر‬ ‫ت لقوام ٍ تغّنى سفيهُُهم‬ ‫‪ #‬عجب ُ‬
‫ل‬ ‫كرام المساعى من غلم ومن كه ِ‬ ‫‪ #‬تغنى بقتَلى يوم ب َد ْرٍ تتابعوا‬

‫حل‬ ‫م ْ‬‫مطاعيم في ال َ‬ ‫ن في الهيجا َ‬ ‫مطاعي َ‬ ‫ض من ل ُؤَيّ بن غالب‬ ‫ت بي ٍ‬ ‫‪ #‬مصالي َ‬


‫ل‬ ‫ص ِ‬ ‫بقوم ٍ سواهم ناِزحى الدار وال ْ‬ ‫‪ #‬أصيبوا كراما لم َيبيحوا عشيرةً‬ ‫ً‬
‫لكم بدل ً منا فيا لك من فِْعل‪.‬‬ ‫ة‬
‫ن فيكم بطان ً‬ ‫ت غسا ُ‬ ‫‪ #‬كما أصبح ْ‬
‫ل‬ ‫والعق ِ‬ ‫الرأي‬ ‫ذوو‬ ‫فيها‬ ‫جوَركم‬ ‫َيرى‬ ‫عقوقا ً وإثما ً ب َّينا ً وقطيعههه ً‬
‫ة‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ل‬ ‫وخيُر المنايا ما يكون من القت ِ‬ ‫‪ #‬فإن يك قوم قد مضوا لسبيلههم‬
‫ل‬ ‫خب ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫مقيما على‬ ‫ُ‬ ‫خب ْل ً‬
‫َ‬ ‫ن‬‫لكم كائ ٌ‬ ‫قتلوهم فقتُلههم‬ ‫‪ #‬فل تفرحوا أن ت َ ْ‬
‫ل‬‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬ ‫مجتمعى‬ ‫غيُر‬ ‫هواكم‬ ‫َ‬ ‫شتيتا ً‬ ‫حوا بعد َ قتِلههههم‬ ‫‪ #‬فإنكم لن َتبر ُ‬
‫ل‬ ‫جهْ ِ‬ ‫َ‬ ‫أبا‬ ‫فيكم‬ ‫والمدعو‬ ‫ة‬
‫عتب َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه‬
‫دعان الحميدِ فعاله ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ #‬بفقد اب ِ‬
‫جل‬ ‫الّر ْ‬ ‫وذو‬ ‫المعَترين‬ ‫مأَوى‬ ‫ة‬
‫م أمي ُ‬ ‫‪ #‬وشي َْبة فيهم و الوليد وفيههه ُ‬
‫ل‬ ‫والث ّك ِ‬‫ْ‬ ‫بالّرزِّية‬ ‫تدعو‬ ‫ح‬
‫نوائ ُ‬ ‫ك غيَرههم‬ ‫ك ثم ل تب ِ‬ ‫‪ #‬أولئك فاب ْ ِ‬
‫ل‬ ‫ب ذي النخ ِ‬ ‫وسيروا إلى آطام ِ يثر َ‬ ‫ل المكتين تحاشهدوا‬ ‫ّ‬ ‫‪ #‬وقولوا له ِ‬
‫ل‬ ‫ق ِ‬ ‫الص ْ‬ ‫دثة‬
‫مح َ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫اللوا ِ‬ ‫بخالصةِ‬ ‫ب وذ َّببهوا‬ ‫موا آل كع ٍ‬ ‫‪ #‬جميعا ً وحا ُ‬
‫ل‬ ‫النعْ ِ‬ ‫من‬ ‫الواطئين‬ ‫لوطِء‬ ‫صِبحهوا أذ ّ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬وإل فبيتوا خائفين وأ ْ‬
‫ُتقيموا على ت َْبل‬ ‫بكم واثقٌ أن ل‬ ‫م فاعلموا‬ ‫ت يا قو ُ‬ ‫‪ #‬على أنني والل ِ‬
‫ل‬‫والّنب ِ‬ ‫القواطِع‬ ‫والِبيض‬ ‫وللب َْيض‬ ‫قنها‬ ‫ت ولل َ‬ ‫سوى جمِعكم للسابغا ِ‬ ‫‪ِ #‬‬
‫شعر ضرار بن الخطاب في يوم بدر ‪ :‬وقال ضرار بن الخطاب ‪.‬‬
‫ابن مرداس ‪ ،‬أحد بنى محارب بن فهر‪ ،‬في يوم بدر ‪:‬‬
‫عليهم غدا ً والدهُر فيه بصائُر‬ ‫ن دائٌر‬ ‫حي ْ ُ‬
‫س وال َ‬ ‫ت لفخرِ الوْ ِ‬ ‫‪ #‬عجب ُ‬
‫م صابُر ‪.‬‬ ‫أصيبوا ببدرٍ كلهم ث َ ّ‬ ‫‪ #‬وفخر بنى النجار إن كان معشهٌر‬

‫سنغادُر‬ ‫دهم‬
‫بع َ‬ ‫رجال‬ ‫فإنا‬ ‫ت من رجاِلنها‬‫غوِدر ْ‬ ‫‪ #‬فإن تك قَْتلى ُ‬
‫فس ثائُر‬‫شفي الن َ َ‬ ‫س حتى ي َ ْ‬ ‫ج وس َ‬
‫بني الوْ ِ‬ ‫طكم‬ ‫جْرد ُ العناجي ُ‬
‫‪ #‬وتْرِدي بنا ال ُ‬
‫َزوافُِر‬ ‫والدارعين‬ ‫قنا‬
‫بال َ‬ ‫لها‬ ‫ط بنى النجارِ سوف ن َك ُّرهها‬ ‫س َ‬ ‫‪ #‬وو ْ‬
‫ي ناصُر‬ ‫وليس لهم إل المان ّ‬ ‫َ‬
‫ب الطيُر حولهم‬ ‫ص ُ‬ ‫عى ت َعْ ِ‬ ‫صْر َ‬‫‪ #‬فنترك َ‬
‫ن بها ليل عن النوم ِ ساهُر‬ ‫له ّ‬ ‫م من أهل يثرب نسهههوة‬ ‫‪َ #‬وتْبكيه ُ‬
‫مائُر‬
‫– َ‬ ‫ن‬
‫يحارب َ‬ ‫‪-‬ممن‬ ‫م‬
‫دَ ٌ‬ ‫ن‬‫به ّ‬ ‫ل سيوُفنههههها‬ ‫‪ #‬وذلك أنا ل تزا ُ‬
‫دكم وهو ظاهُر‬ ‫ج ّ‬
‫َ‬ ‫بأحمد َ أمسى‬ ‫فروا في يوم ِ بدر فإنمههها‬ ‫‪ #‬فإن ت َظ ْ َ‬
‫حاضُر‬ ‫ت‬
‫والمو ُ‬ ‫اللواِء‬ ‫في‬ ‫يحامون‬ ‫‪ #‬وبالنفرِ الخيارِ هم أوليههههاؤه‬
‫ذاكُر‬ ‫أنت‬ ‫من‬ ‫س َ‬
‫ط‬ ‫و ْ‬ ‫علي‬ ‫وُيدعى‬ ‫م‬‫حمزةُ فيهههههه ُ‬ ‫‪ُ #‬يعد ّ أبو بكر و َ‬
‫ب حاضُر‬ ‫وسعد إذا ما كان في الحر ِ‬ ‫م‬
‫ن منهه ُ‬ ‫ص وعثما ُ‬ ‫‪ #‬وُيدعى أبو حف ٍ‬
‫ُتفاخُر‬ ‫س والنجار حين‬ ‫بنو الو ِ‬ ‫ت فى دياِرههها‬ ‫‪ #‬أولئك ل من ن َّتج ْ‬
‫ب كعب وعامُر‬ ‫عدت النسا ُ‬ ‫ُ‬ ‫إذا‬ ‫ب‬ ‫م من ُلؤيّ بن غالهه ٍ‬ ‫ن أبوه ْ‬ ‫‪ #‬ولك ْ‬
‫الكاثُر‬ ‫الطيبون‬ ‫الِهياِج‬ ‫غداةَ‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫معَْر ٍ‬ ‫ل َ‬‫ل في ك ّ‬ ‫‪ #‬هم الطاعنون الخي َ‬
‫شعر كعب بن مالك يرد على ضرار بن الخطاب ‪ :‬فأجابه‬
‫سلمة‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫كعب بن مالك ‪ ،‬أخو بني َ‬
‫قاهُر‬ ‫ّ‬
‫للهِ‬ ‫ليس‬ ‫أراد‪،‬‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫‪ #‬عجبت لمرِ الله والله قههادر‬
‫س جائُر‬ ‫وا وسبي ُ‬ ‫ً‬
‫ل البغي بالنا ِ‬ ‫بغ َ ْ‬ ‫معشرا‬ ‫ي َ‬ ‫م بدر أن نلقِ َ‬ ‫ضى يو َ‬ ‫‪#‬ق َ‬
‫متكاثُر‬ ‫ُ‬ ‫جمعهم‬ ‫َ‬ ‫س حتى‬ ‫من النا ِ‬ ‫حشدوا واستنفروا من يليهم‬ ‫‪ #‬وقد َ‬
‫وعامُر‬ ‫ً‬ ‫جميعا‬ ‫ب‬
‫كع ٌ‬ ‫بأجمِعها‬ ‫ل غيَرنها‬ ‫‪ #‬وسارت إلينا ل تحاو ُ‬
‫وناصُر‬ ‫عزيز‬ ‫منهم‬ ‫قل‬ ‫مع ْ ِ‬‫َ‬ ‫له‬ ‫َ‬
‫س حوله‬ ‫ل الله والو ُ‬ ‫‪ #‬وفينا رسو ُ‬

‫ثائُر‬ ‫والنقعُ‬ ‫الماذِيّ‬ ‫في‬ ‫ون‬‫مث ّ ْ‬‫معُ بني النجارِ تحت لوائهِ ي ُ َ‬ ‫ج ْ‬‫‪#‬و َ‬
‫صابُر‬ ‫س‬
‫النف ِ‬ ‫مسَتبس ُ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫قيناهم وكل مجاههههد ٌ لصحابهِ‬ ‫‪ #‬فلما ل ِ‬
‫ظاهُر‬ ‫بالحقّ‬ ‫الله‬ ‫َ‬
‫رسول‬ ‫وأن‬ ‫ب غيهَره‬ ‫شِهدنا بأن الله ل َر ّ‬ ‫‪َ #‬‬
‫شاهُر‬ ‫لعَْينيك‬ ‫هيها‬
‫ي ُْز ِ‬ ‫س‬
‫مقايي ُ‬ ‫خفاف كأنها‬ ‫ض ِ‬ ‫‪ #‬وقد عريت بي ٌ‬
‫فاجُر‬ ‫هو‬ ‫من‬ ‫حْين‬ ‫ال َ‬ ‫ُيلقي‬ ‫ددوا وكان‬ ‫‪ #‬بهن أبدنا جمَعهم فتبهه ّ‬
‫عاثُر‬ ‫وهو‬ ‫غادْرَنه‬ ‫قد‬ ‫ة‬
‫وعتب ُ‬ ‫ل صريعا ً لوجه ِ‬
‫ه‬ ‫ب أبو جه ٍ‬ ‫‪ #‬فك ُ ّ‬
‫ش كافُر‬ ‫م إل بذى العر ِ‬ ‫غى وما منه ُ‬ ‫ى غادْرن فى الو َ‬ ‫ة والتيم ّ‬‫‪ #‬وشبيب ُ‬
‫صائُر‬ ‫م‬
‫جهن َ‬ ‫في‬ ‫كفور‬ ‫ل‬‫ى مستقّرها وك ّ‬ ‫وا وقود َ النارِ ف ِ‬ ‫س ْ‬‫م َ‬ ‫‪ #‬فأ ْ‬
‫سجُر‬ ‫والحجارة‬ ‫الحديدِ‬ ‫مُيها بُزب َرِ‬ ‫ح ْ‬
‫ب َ‬ ‫ي قد ش ّ‬ ‫ى عليهم وهْ َ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬ت َلظ ّ‬
‫وا وقالوا ‪ :‬إنما أنت ساحُر‬ ‫فوَل ّ ْ‬ ‫ل الله قد قال أقبلوا‬ ‫‪ #‬وكان رسو ُ‬
‫زاجُر‬ ‫الله‬ ‫مه‬‫ح ّ‬ ‫َ‬ ‫لمر‬ ‫‪ #‬لمر أراد الله أن َيهِلكوا بهه وليس‬
‫شعر عبد الله بن الزبعرى يبكي قتلى بدر ‪ :‬وقال عبد الله‬
‫ابن الزبعري السهمى يبكى قتَلى بدر‪:‬‬
‫سْيد بن عمرو بن‬ ‫شى بن ُزرارة بن النباش ‪ ،‬أحد بني أ َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وتروى للعْ َ‬
‫وفل بن عبد مناف ‪.‬‬ ‫تميم ‪ ،‬حليف بني ن َ ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حليف بني عبد الدار ‪:‬‬
‫كرام ِ‬ ‫الوجوهِ‬ ‫ض‬
‫بي ِ‬ ‫ِفتيةٍ‬ ‫من‬ ‫‪ #‬ماذا على بدر وماذا حوله‬

‫ِفئام‬ ‫من َّبهههها ً‬ ‫‪ #‬تركوا ن ُب َْيها ً خل َ‬


‫صم ِ‬
‫خ ْ‬ ‫َ‬ ‫خيَر‬ ‫ربيعة‬ ‫ى‬‫وابن َ ْ‬ ‫فهم و ُ‬
‫لظلم ِ‬ ‫ا ِ‬ ‫ة‬
‫ليل َ‬ ‫جّلى‬
‫َ‬ ‫كالبدرِ‬ ‫ه‬
‫ض يبُرق وجهُ ُ‬ ‫ث الفيا َ‬ ‫‪ #‬والحار َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أْوصام ِ‬ ‫ذي‬ ‫غيَر‬ ‫تميما‬ ‫ُرمحا‬ ‫مههرةٍ‬ ‫من َّبه ذا ِ‬‫ن ُ‬‫صى ب َ‬ ‫‪ #‬والعا َ‬
‫والعمام ِ‬ ‫ل‬
‫الخوا ِ‬ ‫ومآثر‬ ‫ده‬‫جهههدو ُ‬ ‫مى به أعراقُ ُ‬
‫هو ُ‬ ‫‪ #‬ت َن ْ َ‬
‫هشام ِ‬ ‫ابن‬ ‫الماجدِ‬ ‫س‬
‫الرئي ِ‬ ‫فعلى‬ ‫جوهُ‬ ‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫ك فأعو َ‬ ‫‪ #‬وإذا بكى با ٍ‬
‫ه أبا الوليد ِ وره َ‬
‫بسلم ِ‬ ‫صهم‬ ‫خ ّ‬ ‫و َ‬ ‫‪،‬‬ ‫النام‬ ‫ب‬
‫ر ّ‬ ‫طه‬ ‫لل ُ‬ ‫حّيا ا ِ‬ ‫‪َ #‬‬
‫شعر حسان بن ثابت يرد على ابن الزبعرى ‪ :‬فأجابه حسان ابن ثابت النصاري ‪ ،‬فقال‬
‫‪:‬‬
‫جام ِ‬
‫س ّ‬
‫غروُبها‪َ -‬‬‫ُ‬ ‫ل‬‫–ت ُعَ ّ‬ ‫بد َم ٍ‬ ‫ت‬ ‫ك بكت عيناك ثم تبههادَر ْ‬ ‫اب ْ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫القوام ِ‬ ‫م‬
‫مكارِ َ‬ ‫ذكرت‬ ‫هل‬ ‫َ‬ ‫ت به الذين تتابعههوا‬ ‫ماذا بكي َ‬ ‫‪#‬‬
‫القدام‬ ‫صادقَ‬ ‫ق‬ ‫ً‬
‫الخلئ ِ‬ ‫ح‬
‫م َ‬ ‫س ْ‬‫َ‬ ‫مههةٍ‬
‫ت منا ماجدا ذا هِ ّ‬‫وذكْر َ‬ ‫‪#‬‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫قسا‬ ‫ال‬ ‫على‬ ‫يولي‬
‫ُ‬ ‫من‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫وأب‬ ‫دى‬
‫ي أخا المكارم ِ والن ّ َ‬‫أعنى النب ّ‬ ‫‪#‬‬
‫َ‬
‫كهام ِ‬ ‫غيَر‬ ‫ثَ ّ‬
‫م‬ ‫ح‬‫مد ّ َ‬‫الم َ‬ ‫كان‬ ‫ل ما يدعو لههه‬ ‫‪ #‬فلمثلهِ ولمث ِ‬
‫ً‬
‫شعر لحسان في يوم بدر أيضا ‪ :‬وقال حسان بن ثابت‬
‫النصاري أيضا ً ‪:‬‬
‫بسام ِ‬ ‫ببارِدٍ‬ ‫ضجيعَ‬ ‫ال َ‬ ‫تسقى‬ ‫خريهدة‬ ‫دك فى المنام ِ َ‬ ‫ت فؤا َ‬ ‫‪ #‬ت َب َل َ ْ‬
‫دام ِ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫الذبيح‬ ‫كدم‬ ‫ق‬
‫عات ٍ‬ ‫ك تحلطه بماِء سحابةٍ أو‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬كال ِ‬
‫لقسام ِ‬ ‫ا ِ‬ ‫شيكةِ‬ ‫و َ‬ ‫غيُر‬ ‫َبلهاُء‬ ‫صها متنضههد ٌ‬ ‫ج الحقيبةِ ُبو ُ‬ ‫ف ُ‬
‫‪ #‬نُ ُ‬
‫ُرخام ِ‬ ‫ك‬‫دا ُ‬ ‫م َ‬
‫َ‬ ‫ت‬‫قعد ْ‬ ‫إذا‬ ‫ضل ً‬‫فُ ُ‬ ‫م كأنهههه‬ ‫ج ّ‬
‫نأ َ‬ ‫‪ُ #‬بنيت على قط ٍ‬
‫وام ِ‬‫ن قَ َ‬ ‫حس ِ‬ ‫عبةٍ و ُ‬ ‫خْر َ‬‫َ‬ ‫سم ِ‬‫ج ْ‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫شهها‬ ‫سل أن تجيَء ِفرا َ‬ ‫‪ #‬وتكاد َتك َ‬
‫أحلمي‬ ‫بها‬ ‫ُتوزعني‬ ‫والليل‬ ‫‪ #‬أما النهاُر فل أفتُر ذكَرهههها‬
‫ب في الضريِح عظامي‬ ‫حتى ُتني ّ َ‬ ‫ك ِذكَرهها‬ ‫مت أنساها وأتر ُ‬ ‫‪ #‬أقس ْ‬
‫مى‬ ‫وا ِ‬ ‫لُ ّ‬ ‫الهوى‬ ‫على‬ ‫ت‬ ‫صي ْ ُ‬ ‫عَ َ‬ ‫ولقد‬ ‫ة‬
‫م سفاهههه ً‬ ‫ن لعاذلةٍ َتلو ُ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬يا َ‬
‫اليام‬ ‫ث‬‫حاد ِ‬ ‫من‬ ‫ب‬
‫وتقاُر ٍ‬ ‫َ‬
‫حَرةٍ بعد َ الكهَرى‬ ‫س ْ‬‫ىب ُ‬ ‫ت عل ّ‬ ‫‪َ #‬بكَر ْ‬
‫صرام ِ‬ ‫ال ْ‬ ‫من‬ ‫كر‬
‫لمعت َ ِ‬ ‫عدم‬ ‫مهَره‬ ‫ب عُ ْ‬ ‫ت بأن المرَء يكُر ُ‬ ‫‪َ #‬زعم ْ‬
‫ن هشام ِ‬ ‫ث ب ِ‬ ‫مْنجى الحار ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫فنجو ِ‬ ‫دثَتنههي‬ ‫ة الذي ح ّ‬ ‫ت كاذب َ‬ ‫‪ #‬إن كن ِ‬

‫ولجام ِ‬ ‫طمّرةٍ‬ ‫ِ‬ ‫س‬


‫برأ ِ‬ ‫ونجا‬ ‫ة أن ُيقاتل دوَنهههم‬ ‫‪َ #‬ترك الحب َ‬
‫جام ِ‬ ‫ورِ َ‬ ‫صدٍ‬‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ك‬‫دمو ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫مّر‬ ‫ة‬
‫فهههر ٍ‬ ‫‪ #‬تذر الَعناجيج الجياد َ بق ْ‬
‫مقام ِ‬ ‫ُ‬ ‫بشّر‬ ‫أحبُته‬ ‫وى‬ ‫وث َ َ‬ ‫دت بهه‬ ‫جْين فارم ّ‬ ‫فْر َ‬ ‫ت به ال َ‬ ‫مل ْ‬
‫‪َ #‬‬
‫السلم‬ ‫ذوي‬ ‫به‬ ‫ه‬
‫الل ُ‬ ‫نصر‬ ‫ك‬
‫مْعههر ٍ‬ ‫طه في َ‬ ‫‪ #‬وبنو أبيه وَره ُ‬
‫بضرام ِ‬ ‫سعيُرها‬ ‫ب‬ ‫يُ َ‬
‫ش ّ‬ ‫ب‬
‫حر ٌ‬ ‫َ‬ ‫م ‪ ،‬والله ُينفذ أمهههَره‬ ‫‪ #‬طحنت ْهُ ُ‬
‫مي‬ ‫بحوا ِ‬ ‫سَنه‬‫ود ُ ْ‬ ‫السباِع‬ ‫جَزَر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫جْرُيها لتركنهههه‬ ‫هو َ‬ ‫‪ #‬لول الل ُ‬
‫حامى‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫السن َ‬ ‫لقى‬ ‫َ‬ ‫إذا‬ ‫قر‬ ‫ص ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ن مأسور ُيشد ّ َوثاقههه ُ‬ ‫‪ #‬من بي ِ‬
‫العلم ِ‬ ‫خ‬‫شوام ُ‬ ‫ل‬‫تزو َ‬ ‫حتى‬ ‫ة‬
‫ل ل يستجيب لدعههو ٍ‬ ‫‪ #‬ومجد ّ ٍ‬
‫همام ِ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫َتسوق ك ّ‬ ‫ف‬ ‫ض السيو ِ‬ ‫بي َ‬ ‫ن إذا رأى‬ ‫ل المبيهه ِ‬ ‫‪ #‬بالعارِ والذ ّ‬
‫قدام ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬ ‫مي ْد ٍَع‬
‫س َ‬ ‫َ‬ ‫قصار‬ ‫ال ِ‬ ‫ب‬‫نس ُ‬ ‫ه‬
‫‪ #‬ب ِي َد َيْ أغر إذا انتمى لم ُيخهـزِ ِ‬
‫غمام ِ‬ ‫َ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫ل‬
‫ظل ِ‬ ‫ت‬ ‫تح َ‬ ‫ق‬
‫كالبر ِ‬ ‫ممههت‬ ‫ص ّ‬ ‫ض إذا لقت حديدا ً َ‬ ‫‪ #‬بي ٌ‬
‫شعر للحارث بن هشام يرد على حسان ‪ :‬فأجابه الحارث‬
‫بن هشام ‪ ،‬فيما ذكر ابن هشام ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫مْزب ِدِ‬ ‫قَر ُ‬ ‫مْهري بأش َ‬ ‫وا ُ‬ ‫حب َ ْ‬ ‫حتى َ‬ ‫َ‬
‫ت قتالهههههم ٍ‬ ‫م ما ترك ُ‬ ‫‪ #‬الله أعل ُ‬
‫دى‬ ‫شه ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عدوّيَ َ‬ ‫أقتل ول ي َْنكى َ‬ ‫ل واحههدا‬ ‫‪ #‬وعرفت أنى إن أقات ْ‬
‫سدِ‬ ‫ف ِ‬‫م ْ‬ ‫ب يوم ٍ ُ‬ ‫طمعا ً لهم بعقا ِ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ت عنهم والحبة فيههه ُ‬ ‫‪ #‬فصدد ْ ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬قالها الحارث يعتذر من فراره يوم بدر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬تركنا من قصيدة حسان ثلثة أبيات من آخرها‪ ،‬لنه أقذع فيها‪.‬‬
‫شعر آخر لحسان في يوم بدر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا ً ‪:‬‬
‫الشديدِ‬ ‫ل‬
‫قت ْ ِ‬
‫وال َ‬ ‫السرِ‬ ‫غداةَ‬ ‫َ‬ ‫م بههدر‬
‫ت قريش يو َ‬ ‫‪ #‬لقد علم ْ‬
‫الوليدِ‬ ‫أبي‬ ‫م‬
‫يو َ‬ ‫ب‬‫الحر ِ‬ ‫حماةُ‬ ‫ُ‬ ‫جُر العوالههي‬ ‫ن تَ ْ‬
‫شت َ ِ‬ ‫‪ #‬بأنا حي َ‬
‫الحديدِ‬ ‫مضاعفةِ‬ ‫فى‬ ‫إلينا‬ ‫م سهاَرا‬‫ة يو َ‬
‫ى ربيع َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫‪ #‬قتلنا ابن َ ْ‬
‫كالسودِ‬ ‫تخطُر‬ ‫النجارِ‬ ‫بنو‬ ‫م جالههت‬ ‫‪ #‬وفر بها حكيم يو َ‬
‫بعيدِ‬ ‫من‬ ‫ث‬
‫وير ُ‬‫ح َ‬
‫ال ُ‬ ‫وأسلمها‬ ‫‪ #‬ووّلت عند ذاك جموع ِفهه ٍ‬
‫ر‬
‫الوريدِ‬ ‫ت‬
‫تح َ‬ ‫نافذا ً‬ ‫جهيزا ً‬ ‫م ذل ّ وقتهههههل‬ ‫‪ #‬لقد لقيت ُ‬
‫التليدِ‬ ‫ب‬‫الحس ِ‬ ‫على‬ ‫ْ‬
‫ي َلووا‬ ‫ولم‬ ‫ً‬ ‫وا جميعهها‬ ‫ّ‬
‫ل القوم ِ قد وَل ْ‬ ‫‪ #‬وك ّ‬
‫وقال حسان بن ثابت أيضا‪ً:‬‬
‫ب‬
‫ة الحسا ِ‬ ‫ل عند الهياِج وساع َ‬ ‫ت غير مُعهوّ ِ‬ ‫‪ #‬يا حارِ قد عَوّل ْ َ‬
‫ب‬
‫ة القرا ِ‬ ‫طى الجراِء طويل َ‬ ‫مْر َ‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ح اليدين نجيبه ً‬ ‫سُر َ‬‫‪ #‬إذ تمَتطى ُ‬
‫ذهاب‬ ‫ترجو النجاةَ وليس حين َ‬ ‫ت قتاَلههم‬ ‫‪ #‬والقوم خلفك قد ترك َ‬
‫ب‬‫ص السنةِ ضائعَ السل ِ‬ ‫قَعْ َ‬ ‫مك إذ ثوى‬ ‫ت على ابن أ ّ‬ ‫عطف َ‬ ‫‪ #‬أل ّ َ‬
‫ب‬ ‫مخزيةٍ وسوِء عذا ِ‬ ‫شنارِ ُ‬‫ب َ‬ ‫ك له فأهلك جمَعهه‬ ‫ل الملي ُ‬‫‪ #‬عج َ‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬تركنا منها بيتا ً واحدا ً أقذع فيه ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضًا‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬بل قالها عبد الله بن الحارث السهمي ‪:‬‬
‫ض غيُر ِرعديدِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ستشِعري َ َ‬
‫جلد ُ الّنحيزةِ ما ٍ‬ ‫مههم‬‫ماذِيّ يقد ُ ُ‬ ‫ق ال َ‬‫حل ِ‬ ‫م ْ‬‫‪ُ #‬‬
‫وى وبالجودِ‬ ‫على البريةِ بالتق َ‬ ‫ضلهه‬ ‫ق فَ ّ‬‫ل إله الخل ِ‬ ‫‪ #‬أعنى رسو َ‬
‫مورودِ‬ ‫وماُء بدر زعمتم غيُر َ‬ ‫‪ #‬وقد َزعمتم بأن تحموا ذماَركهم‬
‫صريدِ‬ ‫ربنا َرواًء غير ت َ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫حتى َ‬ ‫دنا ولم نسمع لقوِلكهههم‬ ‫‪ #‬ثم ور ْ‬
‫ل الله ممدودِ‬ ‫مستحكم ٍ من حبا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ل غيرِ منجهذم ِ‬ ‫صمين بحب ٍ‬ ‫مستع ِ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ت ونصر غيُر محدودِ‬ ‫حتى المما َ‬ ‫ل وفينا الحقّ نتبعهه‬ ‫‪ #‬فينا الرسو ُ‬
‫ل الماجيدِ‬ ‫بدٌر أناَر على ك ّ‬ ‫ض شهاب ُيستضاُء به‬ ‫ف وما ٍ‬ ‫‪ #‬وا ٍ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬بيته ‪" :‬مستعصمين بحبل غير منجذم " عن أبي زيد النصاري ‪ .‬قال‬
‫ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا ً ‪:‬‬
‫وُفضوِح‬ ‫وءةٍ‬
‫س ْ‬ ‫بَ َ‬ ‫ب‬‫القلي ِ‬ ‫م‬
‫يو َ‬ ‫سدٍ وآب غَزِّيههم ِ‬ ‫‪ #‬خابت بنو أ َ‬
‫سُبوِح‬
‫َ‬ ‫عن ظهرِ صادقةِ النجاِء‬ ‫َ‬ ‫قَعصا‬ ‫م ْ‬
‫دل ُ‬ ‫‪ #‬منهم ِ أبو العاصى تج ّ‬
‫المذبوِح‬ ‫بمقامهِ‬ ‫وى‬ ‫ثَ َ‬ ‫لما‬ ‫حْينا َ له من كل مانع بسلحه ِ‬
‫ه‬ ‫‪َ #‬‬

‫مسفوِح‬ ‫َ‬ ‫ط‬


‫معْب َ ٍ‬
‫ُ‬ ‫بعاندِ‬ ‫مى‬ ‫ي َد ْ َ‬ ‫ن وَنحُره‬ ‫ة قد ترك ْ َ‬ ‫مع ُ‬‫‪ #‬والمرُء َز ْ‬
‫قبوِح‬
‫ب ُ‬ ‫فه ِ‬ ‫أن ِ‬ ‫ن‬
‫مارِ ُ‬ ‫عر‬ ‫قد‬ ‫فههرا ً‬ ‫معَ ّ‬‫ن ُ‬ ‫سدا ً ُ‬
‫ُ‬ ‫حّر الجبي ِ‬ ‫‪ #‬متو ّ‬
‫وليا بجروِح‬ ‫ً‬ ‫م َ‬ ‫شفا الّرماق‬ ‫ب َ‬ ‫طه‬ ‫س فى بقيةِ َرهْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ن قي ٍ‬ ‫‪ #‬ونجا اب ُ‬
‫ً‬
‫وقال حسان بن ثابت أيضا ‪:‬‬
‫سر‬ ‫إبارُتنا الكفاَر في ساعةِ العُ ْ‬ ‫ل مكةٍ‬ ‫شْعري هل أتى أه َ‬ ‫‪ #‬أل ليت ِ‬
‫فلم ي َْرجعوا إل بقاصمةِ الظهر‬ ‫سراةَ القوم ِ عند مجاِلنا‬ ‫‪ #‬قتلنا َ‬
‫ر‬
‫وللنح ِ‬ ‫لليد َْين‬ ‫كبو‬‫ي ْ‬ ‫ة‬
‫شْيب ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ة قبله‬ ‫عتب َ‬ ‫لو ُ‬ ‫‪ #‬قتلنا أبا جه ٍ‬
‫قْتر‬‫ال َ‬ ‫ثأئرةِ‬ ‫عند َ‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫ُ‬
‫ده وطعمة‬ ‫ة بع َ‬ ‫عتب َ‬‫سوَْيدا ً ثم ُ‬ ‫‪ #‬قتلنا ُ‬
‫مهِ ناِبه الذكرِ‬ ‫ب في قو ِ‬ ‫له حس ٌ‬ ‫مَرّزٍء‬ ‫‪ #‬فكم قد قتلنا من كريم ٍ ُ‬
‫ة القعر‬ ‫حامي َ‬ ‫َ‬ ‫ن نارا ً بعد ُ‬ ‫صل َوْ َ‬
‫وي َ ْ‬ ‫م‬‫ت ي َُنبَنه ْ‬ ‫‪ #‬تركناهم للعاويا ِ‬
‫م التقينا على بدِر‬ ‫عهم يو َ‬ ‫وأشيا ُ‬ ‫ك‬
‫س مال ٍ‬ ‫ت فوار ُ‬ ‫مرك ما حام ْ‬ ‫‪ #‬ل َعَ ْ‬
‫ة يكبههو‬ ‫ش هْيب ُ‬ ‫ة قبلههه و َ‬ ‫عتب َ‬ ‫لو ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدنى أبو زيد النصاري بيته قتلنا أبا جه ٍ‬
‫لليدين وللنحر قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا ً ‪:‬‬
‫عهههههوِج‬ ‫ت ال ْ‬ ‫مهرمهههههن بنههههها ِ‬ ‫ده كنجهههههاِء ُ‬ ‫شههههه ّ‬ ‫م بهههههدر َ‬ ‫جهههههى حكيمههههها ً يهههههو َ‬ ‫‪#‬ن ّ‬
‫خههههههْزَرِج‬ ‫ْ‬
‫ه بكتيبههههههةٍ خضههههههراَء مههههههن ب َل َ‬ ‫جلههههههه ُ‬ ‫ً‬
‫‪ #‬لمهههههها رأى بههههههدرا تسههههههيل ِ‬
‫ق المن ْهَِج‬ ‫قههههههوا أعههههههداَءهم يمشههههههون عههههههائدةَ الطريهههههه ِ‬ ‫كلههههههون إذا ل َ ُ‬ ‫‪ #‬ل َين ُ‬
‫حههههَرِج‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مهلكههههةِ الجبهههها ِ‬ ‫لب َ‬ ‫مْنعههههةٍ بطهههه ٍ‬ ‫م مههههن ماجههههدٍ ذي َ‬ ‫‪ #‬كههههم فيههههه ُ‬
‫مت َههههههوِج‬ ‫ديات ُ‬ ‫ل الهههههه ّ‬ ‫ل أثقهههههها ِ‬ ‫مهههههها ِ‬ ‫ح ّ‬‫فههههههه َ‬ ‫سههههههوّدٍ يعطههههههي الجزيهههههه َ‬
‫ل بك ّ‬ ‫م َ‬ ‫‪#‬و ُ‬
‫جِج‬ ‫سههههل ْ َ‬
‫ض َ‬‫ل أب ْي َهههه َ‬ ‫كمههههاةِ بكهههه ّ‬ ‫ب ال ُ‬‫ضههههْر َ‬
‫غى َ‬ ‫م الههههوَ َ‬‫معههههاوِدٍ يههههو َ‬ ‫ن الن ّههههدِيّ ُ‬
‫‪َ #‬زي ْهههه ِ‬
‫سلجج ‪ ،‬عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله َ‬
‫ً‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان أيضا ‪:‬‬
‫ف‬‫ت الزحههههو ُ‬ ‫كههههثروا وأجمَعهههه ِ‬ ‫ً‬
‫ل اللههههه ‪ -‬قومهههها وإن َ‬ ‫‪ #‬فمهههها نخشههههى ‪ -‬بحههههوْ ِ‬
‫ف‬
‫دهم رب رءو ُ‬ ‫‪ #‬إذا مههههههههها أّلبهههههههههوا جمعههههههههها علينههههههههها كفانههههههههها حههههههههه ّ‬
‫ً‬
‫ف‬ ‫ضههههههْعنا الحتههههههو ُ‬ ‫سههههههراعا ً مهههههها ُتضعْ ِ‬ ‫م بههههههدرٍ بههههههالعواِلى ِ‬ ‫ونا يههههههو َ‬ ‫‪ #‬سههههههم ْ‬
‫كشههههوف‬ ‫ت ُ‬ ‫حهههه ْ‬ ‫ة فههههى النههههاس أن ْك َههههى لمههههن عههههادوا إذا ل َ ِ‬
‫ق َ‬ ‫عصههههب ً‬ ‫‪ #‬فلههههم تههههَر ُ‬
‫ف‬ ‫قلنهههههههههها السههههههههههيو ُ‬ ‫‪ #‬ولكنهههههههههها توك ّْلنهههههههههها وُقلنهههههههههها مآثُرنهههههههههها و َ‬
‫معْ ِ‬
‫ف‬‫م ألهههههههو ُ‬ ‫ة وهُههههههه ُ‬ ‫ن عصهههههههاب ٌ‬ ‫ونا ونحههههههه ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سههههههه َ‬‫هم بهههههههها لمههههههها َ‬ ‫‪ #‬لقينههههههها ُ‬
‫مح ومن أصيب منهم ‪:‬‬ ‫ج َ‬ ‫ً‬
‫وقال حسان بن ثابت أيضا‪ ،‬يهجو بني ُ‬
‫ل‬
‫موَكههههههل بههههههذلي ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫دهم ٍ إن الههههههذلي َ‬ ‫قوةِ جهههههه ّ‬ ‫مههههههح ِلشهههههه ْ‬ ‫ج َ‬‫حههههههت بنههههههو ُ‬ ‫‪ #‬جم َ‬
‫ل‬ ‫ل سهههههبي ِ‬ ‫ً‬
‫سهههههْعيا بكههههه ّ‬ ‫وة وتخهههههاذلوا َ‬ ‫مهههههٍح ببهههههدرٍ عَْنههههه َ‬ ‫‪ُ #‬قتلهههههت بنهههههو ُ‬
‫ج َ‬

‫ل‬ ‫ن كههههه ّ‬
‫ل رسهههههو ِ‬ ‫ب وكهههههذبوا بمحمهههههد ٍ واللهههههه ُيظههههههُر ديههههه َ‬ ‫دوا الكتههههها َ‬‫‪ #‬جحههههه ُ‬
‫ل‬
‫عد َ بهههههن عقيههههه ِ‬‫ة وابن َهههههه والخالهههههد َْين ‪ ،‬وصههههها ِ‬
‫خزيمههههه َ‬
‫ه أبههههها ُ‬
‫‪ #‬لعهههههن اللههههه ُ‬

‫شعر عبيدة بن الحارث في يوم بدر ويذكر قطع رجله ‪:‬‬


‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال عبيدة بن الحارث بن المطلب فى يوم بدر‪ ،‬وفى قطع رجله‬
‫حين أصيب ‪ ،‬في مبارزته هو وحمزة وعلي حين بارزوا عدوهم ‪ -‬قال ابن هشام ‪،‬‬
‫وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لعبيدة ‪:‬‬
‫ب لههههها مههههن كههههان عههههن ذاك نائي َهههها‬ ‫ة وقعههههة ي َُههههه ّ‬ ‫ل مكهههه َ‬ ‫‪ #‬سههههتبل ُغُ عنهههها أههههه َ‬
‫عتبههههة راضههههَيا‬ ‫كههههُر ُ‬‫ده ومهههها كههههان فيههههها ب ِ ْ‬ ‫ة بعهههه َ‬ ‫ة إذ وّلههههى وشههههيب َ‬ ‫‪ #‬بُعتبهههه َ‬
‫ً‬
‫جهههى بهههها عيشههها مهههن اللهههه دانيههها‬ ‫مسهههلم أَر ّ‬ ‫‪ #‬فهههإن تقطعهههوا ِرجلهههى فهههٍانى ُ‬
‫عالَيههها‬ ‫ت مهههع الجنهههةِ الُعليههها لمهههن كهههان َ‬ ‫‪ #‬مهههع الحهههور أمثهههال التماثيههه ُ‬
‫ل أخلصههه ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت الدانَيهههها‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫د‬‫فقهههه‬ ‫حههههتى‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫وعههههالج‬ ‫وه‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫صهههه‬
‫ُ َ‬ ‫ت‬ ‫قهههه‬ ‫ْ‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫تع‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫عيشهههه‬ ‫بههههها‬ ‫ت‬‫‪ #‬وبْعهههه ُ‬
‫سهههاوَِيا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ب مهههن السهههلم ِ غطهههى الم َ‬ ‫مّنههههِ بثهههو ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ن مهههن فضههه ِ‬ ‫‪ #‬فهههأكرمنى الرحمههه ُ‬
‫ى قتهههاُلهم غهههداةَ دعههها الكفهههاَء مهههن كهههان داعَيههها‬ ‫ً‬
‫كروهههها إلههه ّ‬ ‫م ْ‬‫‪ #‬ومههها كهههان َ‬
‫ضهههههْرنا المناديههههها‬ ‫ح َ‬‫لثتنههههها حهههههتى َ‬ ‫ي سهههههواءنا ث َ َ‬ ‫‪ #‬ولهههههم ي َب ْهههههِغ إذ سهههههالوا النهههههب ّ‬
‫قنههها ُنقاتهههل فهههى الرحمهههن مهههن كهههان عاصهههَيا‬ ‫سهههدِ تخطهههُر بال َ‬ ‫م كال ْ‬ ‫قينهههاه ُ‬ ‫‪#‬ل ِ‬
‫منههههها َثلثتنههههها حهههههتى أزيهههههروا المنائيههههها‬ ‫منا مهههههن مقا ِ‬ ‫ت أقهههههدا ُ‬ ‫حههههه ْ‬ ‫‪ #‬فمههههها ب َرِ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬لما أصيبت رجل عبيدة قال ‪ :‬أما والله لو أدرك‬
‫أبو طالب هذا اليوم لعلم أنى أحق منه بما قال حين يقول ‪:‬‬
‫ل‬ ‫ن دون َهههههه وُنناضههههه ِ‬ ‫ع ْ‬‫ت اللهههههه ي ُب ْهههههَزى محمهههههد ولمههههها ُنطههههها ِ‬ ‫‪ #‬كهههههذبتم وبيههههه ِ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬وُنسههههههلمه حههههههتى ُنصههههههّرعَ حههههههوله وَنههههههذ ْهَل عههههههن أبناِئنهههههها والحلئ ِ‬
‫وهذان البيتان فى قصيدة لبي طالب ‪ ،‬وقد ذكرناها فيما مضى‬
‫من هذا الكتاب ‪.‬‬
‫شعر كعب بن مالك في رثاء عبيدة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما هلك عبيدة بن الحارث‬
‫من مصاب رجله يوم بدر‪ ،‬قال كعب بن مالك النصارى يبكيه ‪:‬‬
‫ك حفهههههههها ول تن ْههههههههُزِري‬ ‫مع ِ ِ‬ ‫خلههههههههى بههههههههد َ ْ‬ ‫ن جههههههههودي ول تب َ‬ ‫عيهههههههه ُ‬ ‫‪ #‬أيهههههههها َ‬
‫مشههههههههاهِدِ والعُْنصههههههههرِ‬ ‫ه كريههههههههم ال َ‬ ‫هلكهههههههه ُ‬ ‫دنا ُ‬ ‫ههههههههه ّ‬ ‫‪ #‬علههههههههى سههههههههيدٍ َ‬
‫ر‬
‫سههههه ِ‬ ‫مك ِ‬‫دم شهههههاكى السهههههلِح كريهههههم الّنثههههها طيهههههب ال َ‬ ‫‪ #‬جريهههههء المقههههه ّ‬
‫ر‬
‫مْنكههههههههه ِ‬ ‫ف عرانههههههههها ول ُ‬ ‫عبيهههههههههدة أمسهههههههههى ول نرتجيهههههههههه لُعهههههههههر ٍ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ر‬
‫مبت ِ‬ ‫ة الجيههههههش بههههههال ِ‬ ‫ل حاميهههههه َ‬ ‫‪ #‬وقههههههد كههههههان يحمههههههى غههههههداةَ القتهههههها ِ‬
‫شعر لكعب بن مالك في يوم بدر ‪ :‬وقال كعب بن مالك‬
‫أيضًا‪ ،‬في يوم بدر ‪- :‬‬
‫مها‬ ‫ي داِرها وأخب َُر شىٍء بالمورِ علي ُ‬ ‫ن فى نأ ِ‬ ‫‪ #‬أل هل أتى غسا َ‬
‫مها‬ ‫جهالها وحلي ُ‬ ‫ُ‬ ‫معا ُ‬ ‫معد ّ َ‬ ‫سى عداوة َ‬ ‫‪ #‬بأن قد رمتنا عن قِ ِ‬
‫مها‬ ‫ن إذ أتانا زعي ُ‬ ‫جنا ِ‬ ‫ج غيَره رجاَء ال ِ‬ ‫‪ #‬لنا عبدنا الله لم نْر ُ‬
‫مها‬ ‫ذبتها أُرو ُ‬ ‫قه ّ‬ ‫صد ِ‬ ‫عزة وأعراقُ ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫‪ #‬نبي له في قومهِ إْر ُ‬
‫مها‬ ‫جى كلي ُ‬ ‫سْرنا فالتقينا كأننا أسود ُ ِلقاء ل ُير ّ‬ ‫‪ #‬فساروا و ِ‬
‫مها‬ ‫سوٍْء من ُلؤي عظي ُ‬ ‫مك َّرنا لمْنحر َ‬ ‫م حتى هوى فى َ‬ ‫‪ #‬ضربناهُ ُ‬
‫مها‬‫صمي ُ‬ ‫فها و َ‬ ‫حل ُ‬ ‫ض صوارم ٍ سواٌء علينا ِ‬ ‫‪ #‬فولوا ودسناهم ببي ٍ‬
‫وقال كعب بن مالك أيضا ً ‪:‬‬
‫هو لديكم وانِتخاِء‬ ‫ي ل ُؤَيّ على َز ْ‬ ‫مر أبيكما ياب ْن َ ْ‬ ‫‪ #‬لع َ ْ‬
‫صبروا به عند َ اللقاِء‬ ‫سكم ببدرٍ ول َ‬ ‫ت فوار ُ‬ ‫‪َ #‬لما حام ْ‬
‫ظلماِء عنا والغطاِء‬ ‫جى ال ّ‬ ‫‪ #‬وردناه بنورِ الله يجُلو د ُ َ‬
‫م بالقضاِء‬ ‫مرِ الله أحك َ‬ ‫دمنا بأمر من أ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫ل الله ي َ ْ‬ ‫‪ #‬رسو ُ‬
‫واِء‬ ‫س َ‬ ‫م بال ّ‬ ‫سكم ببدرٍ وما َرجعوا إليك ْ‬ ‫‪ #‬فما ظفرت فوار ُ‬
‫َ‬
‫ب جياد َ الخيل تطلعُ من كداِء‬ ‫ُ‬ ‫ن وارقُ ْ‬ ‫سفيا َ‬ ‫ل أبا ُ‬ ‫‪ #‬فل تعج ْ‬
‫ملِء‬ ‫ب ال َ‬ ‫طي َ‬ ‫ل ‪ ،‬فيا ِ‬ ‫ميكا ٌ‬ ‫س فيها و ِ‬ ‫ح القد ْ ِ‬ ‫‪ #‬بنصرِ الله رو ُ‬
‫شعر طالب في مدحه صلى الله عليه وسلم وبكاء قتلى قريش ‪ :‬وقال طالب‬
‫ابن أبى طالب ‪ ،‬يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ويبكى أصحاب القليب من‬
‫قريش يوم بدر ‪:‬‬
‫ب وما إن ترى ك َعَْبا‬ ‫كبا ً تبكى على كع ٍ‬ ‫س ْ‬ ‫ت دمَعها َ‬ ‫‪ #‬أل إن عَْينى أنفد َ ْ‬
‫م ذا الدهرِ واجترحوا ذ َن َْبا‬ ‫ب تخاذلوا وأْرداهُ ُ‬ ‫كعبا ً في الحرو ِ‬ ‫‪ #‬أل إن َ‬
‫شْعري هل أرى لهما ُقرَبا‬ ‫غدوة فياليت ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫‪ #‬وعامر َتبكى للملما ِ‬
‫صَبا‬ ‫هما غ ْ‬ ‫َ‬ ‫م جار ُ‬ ‫دا ل َِغيةٍ ُتعد ّ ولن ُيستا َ‬ ‫‪ #‬هما أخوايَ لن ي ُعَ ّ‬
‫حْرَبا "‬ ‫س ونوفل ِفدا لكما ل تبعثوا بيَننا َ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫عبد َ شم ٍ‬ ‫‪ #‬فيا أخوينا َ‬
‫ث فيها كّلكم يشتكي النكَباْ‬ ‫‪ #‬ول ُتصبحوا من بعدِ وُد ّ وألفةٍ أحادي َ‬
‫ملئوا ال ّ‬
‫شعَبا‬ ‫َ‬ ‫م إذ َ‬ ‫س وجيش أبى يكسو َ‬ ‫ب داح ٍ‬ ‫‪ #‬ألم تعلموا ما كان في حر ِ‬
‫سرَبا‬ ‫م ل َتمنعون لكم ِ‬ ‫‪ - #‬فلول دفاعُ الله ل شيَء غيرهُ لصبحت ٌ‬
‫ئ الّتربا‬ ‫مينا خيَر من وط ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة سوى أن َ‬ ‫ش عظيم ً‬ ‫جنينا فى قري ٍ‬ ‫‪ #‬فما إن َ‬
‫مَرّزأ كريما نثاه ل َبخيل ً و ل ذ َْربا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ت ُ‬ ‫‪ #‬أخا ثقةٍ في النائبا ِ‬
‫صْرَبا‬ ‫ً‬
‫ؤمون بحرا ل نزورا ول َ‬ ‫ً‬ ‫ن يغشون باَبه ي َ ُ‬ ‫ف به العافو َ‬ ‫‪ #‬يطي ُ‬
‫ج الضربا‬ ‫دقوا الخزر َ‬ ‫ل حتى َتص ُ‬ ‫م ُ‬
‫مل َ‬ ‫ْ‬ ‫ة تَ َ‬ ‫ك نفسى حزين ً‬ ‫‪ #‬فوالله ل تنف ّ‬
‫ضرار بن الخطاب يرثي أبا جهل بعد غزوة بدر ‪ :‬وقال‬
‫ضرار بن الخطاب الفهرى‪ ،‬يرثى أبا جهل ‪:‬‬
‫م‬‫م ُتراقب َنجما ً في سوادٍ من الظ ّل َ ْ‬ ‫ل لم ت َن َ ْ‬ ‫ت اللي َ‬ ‫ن بات ِ‬ ‫‪ #‬أل من ل ِعَي ْ ٍ‬
‫م‬‫ج ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ل الدمع ت َن ْ َ‬ ‫ذى سوى عَْبرةٍ من جائ ِ‬ ‫‪ #‬كأن قذى فيها وليس بها قَ ً‬
‫ق على قَد َ ْ‬
‫م‬ ‫م من يمشي بسا ٍ‬ ‫‪ #‬فبّلغ قريشا ً أن خيَر َندّيها وأكر َ‬
‫م‬‫م المساعي غيُر وَغْدٍ ول َبر ْ‬ ‫صاَء َرهُنها كري ُ‬ ‫خوْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م بدرٍ َرهْ َ‬ ‫وى يو َ‬ ‫‪ #‬ثَ َ‬
‫م‬‫س أبى الحك ْ‬ ‫ك بعد َ الرئي ِ‬ ‫ك عيني بعَْبرةٍ على هال ٍ‬ ‫ف ّ‬ ‫ت ل تن َ‬ ‫‪ #‬فآلي ُ‬
‫م‬ ‫م بدر فلم ي َرِ ْ‬ ‫ب أتته المنايا يو َ‬ ‫جى لؤَيّ بن غال ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪ #‬على هالك أش َ‬
‫خذ َ ْ‬
‫م‬ ‫ن من لحمه بينها ِ‬ ‫مهرِهِ لدى بائ ٍ‬ ‫ي في نحرِ ُ‬ ‫خط ّ ّ‬ ‫سَرال َ‬ ‫‪ #‬ترى ك َ‬
‫م‬
‫ج ْ‬ ‫ل يجرى ببطحاء في أ َ‬ ‫َ‬
‫ن ِبيشةٍ لدى غَل ٍ‬ ‫ن بط َ‬ ‫ث ساك ٌ‬ ‫‪ #‬وما كان لي ٌ‬
‫م‬
‫قماقمةِ الُبه ْ‬ ‫ل في ال َ‬ ‫عى ن ََزا ِ‬ ‫قنا وت ُد ْ َ‬ ‫‪ #‬بأجرأ منه حين تختلف ال َ‬
‫َ‬
‫ل المغيرةِ واصبروا عليه ومن يجزعْ عليه فلم ي ُلم‬ ‫‪ #‬فل تجزعوا آ َ‬
‫م‬ ‫ش من ند َ ْ‬ ‫َ‬
‫ده فى آخر العي ِ‬ ‫ة لكم وما بع َ‬ ‫مكرم ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫دوا فإن المو َ‬ ‫ج ّ‬ ‫‪#‬و ِ‬
‫ك لذى فَهَ ْ‬
‫م‪-‬‬ ‫عّز المقام غير ش ّ‬ ‫ح طيبة لكم و ِ‬ ‫ت إن الري َ‬ ‫‪ #‬وقد قل ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لضرار ‪.‬‬
‫الحارث يرثي أخاه أبا جهل ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال الحارث‬
‫ابن هشام ‪ ،‬يبكى أخاه أبا جهل ‪:‬‬
‫ل‬
‫ف من قتي ِ‬ ‫ف نفسى بَعد عمرو وهل ُيغنى التله ُ‬ ‫‪ #‬أل ياله َ‬
‫ل‬‫محي ِ‬ ‫فر ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫عمرا ً أمام القوم ِ في َ‬ ‫‪ #‬يخبرني المخّبر أن َ‬
‫ل‬‫دم غيُر ِفي ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫ت لما ت َ َ‬ ‫قا ‪.‬وأن َ‬ ‫حسب ذاك ح ّ‬ ‫دما ً كنت أ ْ‬ ‫ق ْ‬‫‪ #‬فَ ِ‬
‫ل‬‫ت في د ََرِج المسي ِ‬ ‫ف َ‬ ‫خل ْ‬ ‫ت حيا ً فقد ُ‬ ‫ت بنعمةٍ ما دم َ‬ ‫‪ #‬وكن ُ‬
‫ل‬
‫هم طوي ِ‬ ‫قد ذو َ‬ ‫ف العَ ْ‬ ‫‪ #‬كأني حين أمسى ل أراه ضعي ُ‬
‫ره كليل‬ ‫ّ‬
‫ف من َنذك ِ‬ ‫ت يوما ً وطْر ٌ‬
‫َ‬ ‫‪ #‬على عمرو إذا أمسي ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها للحارث بن هشام ‪،‬‬
‫وقوله ‪" :‬فى جفر " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫شعر أبي بكر بن السود في رثاء قتلى قريش ‪ :‬قال ابن‬
‫شعوب الليثى‪-،‬وهو شداد‬ ‫ود بن ُ‬ ‫س َ‬ ‫إسحاق ‪ :‬وقال أبو بكر بن ال ْ‬
‫ابن السود ‪:‬‬
‫من سلم ِ‬ ‫م ب َكر وهل لى بعد قومى ِ‬ ‫ْ‬ ‫حّيي بالسلمةِ أ ّ‬ ‫‪#‬ت َ‬
‫ب الكرام ِ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ت وال ّ‬ ‫قْينا ِ‬ ‫ب بدرٍ من ال َ‬ ‫ب قلي ِ‬ ‫قلي ِ‬ ‫‪ #‬فماذا بال َ‬
‫شيَزى ُتكلل بالسنام‬ ‫ّ‬ ‫ب بدرٍ من ال ّ‬ ‫‪ #‬وماذا بالقليب قلي ِ‬
‫ت والن ّعَم ِ المسام‬ ‫وما ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫طويّ بدرٍ من ال َ‬ ‫طويّ َ‬ ‫ك بال ّ‬ ‫‪ #‬وكم ل ِ‬
‫سِع العظام ِ‬ ‫ت والد ّ ُ‬ ‫‪ #‬وكم لك بالط ّوِيّ ط َوِيّ بدرٍ من الغايا ِ‬
‫س الكريمةِ والّندام ِ‬ ‫ى أخى الكا ِ‬ ‫ب الكريم ِ أبي عل ّ‬ ‫‪ #‬وأصحا ِ‬
‫ل وأصحاب الّثنيةِ من َنعام ِ‬ ‫ت أبا عقي ٍ‬ ‫‪ #‬وإنك لو رأي َ‬
‫مرام ِ‬ ‫قب جائلةِ ال َ‬ ‫س ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫‪ #‬إذا لظللت من َوجدٍ عليهم كأ ّ‬
‫هام ِ‬ ‫ف لقاُء أصداٍء وَ َ‬ ‫ف نحيا وكي َ‬ ‫سوْ َ‬ ‫لل َ‬ ‫‪ُ #‬يخبرنا الرسو ُ‬
‫عبيدة النحوي ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني أبو ُ‬
‫حيا وكيف حياةُ أصداٍء وهام ِ‬ ‫سن َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بأ ْ‬ ‫‪ #‬يخّبرنا الرسو ُ‬
‫قال ‪ :‬وكان قد أسلم ثم ارتد‪.‬‬
‫أمية بن أبي الصلت يرثى من أصيب من قريش يوم بدر‪:‬‬
‫صْلت ‪ ،‬يرثى من أصيب من‬ ‫وقال ابن إسحاق ‪ :‬وقال أمية بن أبى ال ّ‬
‫ُقريش يوم بدر ‪:‬‬
‫ح‬
‫ت على الكرام ِ بنى الكرام ِ أولى الممادِ ْ‬ ‫كي ِ‬ ‫‪ #‬أل ب َ ِ‬
‫ح‬
‫ن الجوان ْ‬ ‫ك فى الُغص ِ‬ ‫‪ #‬كبكا الحمام ِ على فرو ِع الي ْ ِ‬
‫ح‬
‫ن مع الروائ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ي َُر ْ‬ ‫مستكينا ٍ‬ ‫حّرى ُ‬ ‫‪ #‬يبكين َ‬
‫ح‬
‫ت من النوائ ْ‬ ‫ت المعول ِ‬ ‫ن الباكيا ِ‬ ‫‪ #‬أمثاله ّ‬
‫ح‬
‫دق كل ماد ْ‬ ‫ن وَيص ُ‬ ‫حْز ٍ‬ ‫ك على ُ‬ ‫م ي َب ْ ِ‬‫كه ْ‬ ‫‪ #‬من ي َب ْ ِ‬
‫ح‬
‫ج ْ‬ ‫جحا ِ‬ ‫مرازبةٍ َ‬ ‫ل من َ‬ ‫ق ِ‬ ‫قن َ‬ ‫‪ #‬ماذا ببدرِ فالعَ َ‬
‫ح‬
‫ش ْ‬ ‫ف الَوا ِ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬فمدافع البْرَقين فالحنان من طَر ِ‬
‫ح‬‫حاوِ ْ‬ ‫مغاويرِ و َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ب ََهالي ٍ‬ ‫ط وشبا ٍ‬ ‫م ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ح‬
‫ل لم ْ‬ ‫ن لك ّ‬ ‫ما أَرى وقد ْ أبا َ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫‪ #‬أل ت ََروْ َ‬
‫ح‬‫ة الباط ْ‬ ‫موحش ُ‬ ‫ي ُ‬ ‫ة فَهْ َ‬ ‫ن مك َ‬ ‫‪ #‬أن قد تغّير بط ُ‬
‫ح‬‫ن واض ْ‬ ‫ى اللو ِ‬ ‫ق لِبطريق َنق ّ‬ ‫‪ #‬من كل ِبطري ٍ‬
‫ق فاتح‬ ‫خر ِ‬ ‫ك وجائب ِلل ِ‬ ‫ص أبواب الملو ِ‬ ‫دعمو ُ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ح‬ ‫ج ْ‬ ‫منا ِ‬ ‫ملوثةِ ال َ‬ ‫جمة ال َ‬ ‫خل ِ‬ ‫سراطمةِ ال َ‬ ‫‪ #‬من ال ّ‬
‫ح‬‫ل صال ْ‬ ‫ن بك ّ‬ ‫‪ #‬القائلين الفاعلين المري َ‬
‫ح‬‫حما ً كالنافِ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫م فوقَ الخبزِ َ‬ ‫مطعمين الشح َ‬ ‫‪ #‬ال ُ‬
‫ح‬‫ض ْ‬ ‫ن كالمنا ِ‬ ‫ن إلى جفا ٍ‬ ‫ن مع الجفا ِ‬ ‫ل الجفا ِ‬ ‫‪ُ #‬نق ُ‬
‫ح‬‫‪ #‬ليست بأصفار لمن ي َْعفو ول َرح َرحارِ ْ‬
‫ح‬
‫سلط ِ ْ‬ ‫سط ال ّ‬ ‫ف والب ُ ُ‬ ‫ف بعد َ الضي ِ‬ ‫ف ثم الضي ِ‬ ‫‪ #‬للضي ِ‬
‫ح‬
‫ن من اللواقِ ْ‬ ‫ن إلى المئي َ‬ ‫ن من المئي َ‬ ‫ب المئي َ‬ ‫‪ #‬وُهُ ُ‬
‫ح‬‫ت عن َبلدِ ْ‬ ‫ل صادرا ٍ‬ ‫مؤب ّ ِ‬ ‫ل لل ُ‬ ‫وق المؤَب ّ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ح‬
‫ن الرواج ْ‬ ‫مزّية وَْز َ‬ ‫مهم فوقَ الكرام ِ َ‬ ‫‪ #‬لكرا ِ‬
‫دي الموائح‬ ‫س في الي ِ‬ ‫قسطا ِ‬ ‫‪ #‬كتثاقُِللرطال بال ِ‬
‫ح‬‫ت الفضائ ْ‬ ‫ة وهم َيحمون عورا ِ‬ ‫م فئ َ‬ ‫ذلته ُ‬ ‫خ َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ح‬
‫‪ #‬الضاربين الّتقدمية بالمهّندةِ الصفائ ْ‬
‫ح‬
‫ق وصائ ْ‬ ‫س ٍ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬ولقد عناني صوُتهم من بين ُ‬
‫ح‬
‫علي أيم منهم وَناك ْ‬ ‫‪ #‬لّله د َّر بني َ‬
‫ح‬‫ل ناب ْ‬ ‫حر ك ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫شْعواَء ت ُ ْ‬ ‫‪ #‬إن لم ُيغيروا غارةً َ‬
‫ح‬
‫وام ْ‬ ‫ت من الط َ‬ ‫ت ‪ ،‬الطامحا ِ‬ ‫مبَعدا ِ‬ ‫قَربات ‪ ،‬ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬بال ُ‬
‫ح‬
‫مكاِلبةٍ كوال ْ‬ ‫سدٍ ُ‬ ‫جْردٍ إلى أ ْ‬ ‫مْردا على ُ‬ ‫ً‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ح‬
‫ي المصافِِح للمصاف ْ‬ ‫ش َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِقرَنه َ‬ ‫ق قِْر ٌ‬ ‫‪ #‬وُيل ِ‬
‫ح‬
‫ن ورام ْ‬ ‫ف ب َْين ذي ب َد َ ٍ‬ ‫ف ثم أل ٍ‬ ‫‪ #‬بُزهاِء أل ٍ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وأنشدنى غير واحد من أهل العلم بالشعر‪ -‬بيته ‪:‬‬
‫ح‬‫شى المصافِح للمصاف ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن قِْرنه َ‬ ‫‪ #‬وُيلق ِقر ٌ‬
‫وأنشدنى أيضا ً ‪:‬‬
‫ح‬‫ن إلى المئين من اللواق ْ‬ ‫ب المئين من المئي َ‬ ‫‪ #‬وُهُ ُ‬
‫وق المؤبل للمؤبل صادرات عن بلدح‬ ‫س ْ‬ ‫‪َ #‬‬
‫شعر أمية في رثاء زمعة وقتلى بني أسد ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫وقال أمية بن أبي الصلت ‪ ،‬يبكي َزمَعة بن السود‪ ،‬وقَْتلى بنى أسد ‪:‬‬
‫ه‬
‫مع ْ‬ ‫ري عََلى َز َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ث ل ت َذ ْ َ‬ ‫ت أبا الحار ِ‬ ‫كى بالمسجل ِ‬ ‫ن بَ ّ‬ ‫‪ #‬عي ُ‬
‫س ليوم ِ الهياِج والد ّفْعَ ْ‬
‫ه‬ ‫سود أسد َ البأ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫لب َ‬ ‫‪ #‬وابكى عقي َ‬
‫ه‬
‫خد َعَ ْ‬ ‫وزاِء ل خاَنة ول َ‬ ‫سدٍ إخوة الج ْ‬ ‫‪ #‬تلك بنو أ َ‬
‫معه‬
‫ق َ‬ ‫سنام ِ وال َ‬ ‫ب وهم ذِْروةُ ال ّ‬ ‫م السرة ُ الوسيطة من كعب ٍ‬ ‫‪ #‬هُ ُ‬
‫ه‬
‫هم ألحقوهم المن َعَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫شعََر الرأ ِ‬ ‫‪ #‬أنبتوا من معاشر َ‬
‫ه‬
‫جعَ ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫دهم عليه ُ‬ ‫س أكبا ُ‬ ‫مهم إذا حضر البأ ُ‬ ‫‪ #‬أمسى بنو ع ّ‬
‫قط ُْر وحالت فل ترى قََزعَ ْ‬
‫ه‬ ‫ط ال َ‬ ‫‪ #‬وهم المطِعمون إذا َقح َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬هذه الرواية لهذا الشعر مختلطة؛ ليست بصحيحة‬
‫ض‪#:‬‬ ‫ض ما لم يروِ بع ٌ‬ ‫حرز خلف الحمر وغيره ‪ ،‬وروى بع ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫البناء‪ ،‬لكن أنشدني أبو ُ‬
‫ه‬
‫معَ ْ‬ ‫خري على َز َ‬ ‫ث ل ت َذ ْ َ‬ ‫ت أبا الحار ِ‬ ‫ن َبكى بالمسبل ِ‬ ‫عَي ْ ُ‬
‫س ليوم ِ الِهياِج والد ّفَعَ ْ‬
‫ه‬ ‫سوَدٍ أسد َ البأ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫لب َ‬ ‫‪ #‬وعقي َ‬
‫ه‬
‫خد َعَ ْ‬ ‫ة ول َ‬ ‫وزاُء‪ ،‬ل خان ٌ‬ ‫ت الج ْ‬ ‫خوَ ِ‬ ‫كهم َ‬ ‫ل هُل ْ ِ‬ ‫‪ #‬فعَلى مث ِ‬
‫ه‬
‫معَ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ب ‪ ،‬وفيهم ك َذِْروةِ ال َ‬ ‫كع ٍ‬ ‫ة من َ‬ ‫م السرةُ الوسيط ُ‬ ‫‪ #‬وه ُ‬
‫ه‬
‫س ‪ ،‬وهم ألحقوهم المن َعَ ْ‬ ‫‪ #‬أْنبُتوا من معاشر شعَر الرأ ِ‬
‫ه‬‫جع َ ْ‬ ‫دهم و ِ‬ ‫س عليهم أكبا ُ‬ ‫مهم إذا حضر البأ ُ‬ ‫‪ #‬فبنو ع ّ‬
‫ه‬‫ن إذا قحط القطُر وحالت فل ترى قََزعَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مو َ‬ ‫مطع ُ‬ ‫‪ #‬وهم ال ُ‬
‫شعر معاوية بن زهير في يوم بدر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال‬
‫عدي‬ ‫هير بن قَْيس بن الحارث بن سعد بن ُ‬
‫ضب َْيعة بن مازن بن َ‬ ‫ة بن ُز َ‬ ‫أبو أسامة‪ ،‬معاوي ُ‬
‫شم بن معاوية حليف بنى مخزوم ‪ -‬قال‬ ‫ج َ‬ ‫بن ُ‬
‫مّر بهُب َْيرة بن أبى وهب وهم منهزمون‬ ‫ابن هشام ‪ :‬وكان مشركا ً وكان َ‬
‫عه وحمله فمضى به ‪،‬‬ ‫يوم بدر‪ ،‬وقد أعيا هُب َْيرة‪ ،‬فقام فألقى عنه در َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه أصح أشعار أهل بدر ‪:‬‬
‫فرِ‬ ‫فوا وقد زالت نعامُتهم لن َ ْ‬ ‫خ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت القو َ‬ ‫‪ #‬ولما أن رأي ُ‬
‫ر‬
‫عت ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذبا ُ‬ ‫عى كأن خياَرهم أ ْ‬ ‫صْر َ‬ ‫ت سراةُ القوم ِ َ‬ ‫‪ #‬وإن ُترك َ ْ‬
‫م بدِر‬ ‫قينا المنايا يو َ‬ ‫حماما ً ول ُ ّ‬ ‫مة وافت ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫‪ #‬وكانت ُ‬
‫ر‬
‫ح ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫ق وأدركونا كأن ُزهاَءهم غَط ََيا ُ‬ ‫صد ّ عن الطري ِ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ن قيس ؟ فقلت ‪ :‬أبو أسامة‪ ،‬غير فَ ْ‬
‫خرِ‬ ‫من اب ُ‬ ‫‪ #‬وقال القائلون ‪َ :‬‬
‫قر‬ ‫ن نسبتى نقرا ً بن ْ‬ ‫ي كيما َتعرفوني أب َي ّ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ج َ‬ ‫‪ #‬أنا ال ُ‬
‫ر‬
‫ن بك ِ‬ ‫ةب ِ‬ ‫‪ #‬فإن تك في الَغلصم ِ من قريش فإني من معاوي َ َ‬
‫خبري‬ ‫ت– ُ‬ ‫ل –إن نبأ َ‬ ‫غشينا وعندك ما ِ‬ ‫‪ #‬فأبلغْ مالكا ً لما ُ‬
‫علم ٍ وقَد ْرِ‬ ‫ت المرَء عنا هُب َْيرة‪ ،‬وهْوَ ذو ِ‬ ‫‪ #‬وأبلغْ إن بلغ َ‬
‫ضقْ بالكّر صدري‬ ‫ت ولم ي َ ِ‬ ‫َ‬
‫دعيت إلى أفَي ْدٍ كَرْر ُ‬ ‫‪ #‬بأنى إذ ُ‬
‫صْهر‬ ‫ف ول ذي َنعمةٍ منهم و ِ‬ ‫مضا ٍ‬ ‫ة ل ي َكّر على ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ #‬عشي َ‬
‫رو‬ ‫م عم ِ‬ ‫ك مالكا يا أ ّ‬ ‫ً‬ ‫ي أخاكم ودون َ ِ‬ ‫َ‬
‫م بني ل ٍ‬ ‫‪ #‬فدونك ُ‬
‫جري‬ ‫مأ ْ‬ ‫ة القوائم ِ أ ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫موَفّ َ‬ ‫شهدي قامت عليه ُ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬فلول َ‬
‫م قِد ِْر‬ ‫‪ #‬د َُفوعٌ للقبورِ بمنكب َْيها كأن بوجهَِها تحمي ُ‬
‫ر‬
‫مغْ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫دى الجمرا ِ‬ ‫بل َ‬ ‫صا ٍ‬ ‫م بالذي قد كان ربي وأن َ‬ ‫‪ #‬فأقس ُ‬
‫ر‬
‫دلت الجلود ُ جلود َ نم ِ‬ ‫حسبى إذا ما تب ّ‬ ‫‪ #‬لسوف تَرْون ما َ‬
‫ري‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫دل عَن َْبس فى الغي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫سدِ ت َْرج ُ‬ ‫ن خادر من أ ْ‬ ‫‪ #‬فما إ ْ‬
‫ر‬
‫ف فما يدنو له أحد بنق ِ‬ ‫كل ٍ‬ ‫‪ #‬فقد أحمى الباءةَ من ُ‬
‫ر‬
‫ج ِ‬ ‫جةٍ وَز ْ‬ ‫جه َ َ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫بك ّ‬ ‫حَلفاُء عنه يواث ُ‬ ‫ل َتعجُز ال ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫‪ #‬بِ َ‬
‫قْرقَرةٍ وهَد ِْر‬ ‫َ‬ ‫ت له ب َ‬ ‫حب َوْ ُ‬ ‫سوَْرةً مني إذا ما َ‬ ‫شك َ‬ ‫َ‬ ‫‪ #‬بأو َ‬
‫ر‬
‫م ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫م َ‬ ‫جحي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ت كأن ظباِته ّ‬ ‫ُ‬ ‫فا ٍ‬ ‫مْرهَ َ‬ ‫ض كالسن ّةِ ُ‬ ‫‪ #‬ببي ٍ‬
‫ت أْزِر‬ ‫ور وصفراء الُبراية ذا َ‬ ‫مجنإ ٍ من جلدِ ث َ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫‪ #‬واكل َ َ‬
‫ر‬
‫شهْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫س نص َ‬ ‫مْير بالمداو ِ‬ ‫وى عليه عُ َ‬ ‫ض كالغديرِ ث َ َ‬ ‫‪ #‬وأبي َ‬
‫رْ‬
‫سب َط ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫شيةِ خادرٍ لي ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫شي ك ِ‬ ‫ل في حمائلهِ وأم ِ‬ ‫‪ #‬أَرفّ ُ‬
‫در‬ ‫ب غَ ْ‬ ‫ت ‪ :‬لعله تقري ُ‬ ‫سعد ٌ هَدِّيا فقل ُ‬ ‫ي الفتى َ‬ ‫‪ #‬يقول ل َ‬
‫م أمري‬ ‫ت اليو َ‬ ‫‪ #‬وقلت أبا عَدِيّ ل ت َطْرهم وذلك ٍان أطعْ َ‬ ‫ُ‬
‫ل ُيقاد ُ مكتوفا ً بضف ِ‬
‫ر‬ ‫م فظ ّ‬ ‫م بفروةَ إذ أتاه ْ‬ ‫‪ #‬كدأِبه ُ‬
‫حرز خلف الحمر ‪:‬‬ ‫م ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وأنشدني أبو ُ‬
‫عهم تياُر بحرِ وقوله ‪:‬‬ ‫سرا َ‬ ‫صد ّ عن الطريق وأدركونا كأن ِ‬ ‫‪ #‬نَ ُ‬
‫جري ‪ -‬عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل عنبس في الغي ِ‬ ‫مد ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال أبو أسامة أيضا ً ‪:‬‬
‫ف‬ ‫ة ي َُثبُتها لطي ُ‬ ‫مغَل َْغل ً‬ ‫مبلٍغ عنى رسول ُ‬ ‫‪ #‬أل من ُ‬
‫ف‬
‫كفو ُ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫ت بجْنبي ْ َ‬ ‫م بدرٍ وقد ب ََرقَ ْ‬ ‫مَردي يو َ‬ ‫م َ‬ ‫‪ #‬ألم تعل ْ‬
‫ف‬
‫ج َنقي ُ‬ ‫حد َ ٌ‬ ‫عى كأن رؤوسهم َ‬ ‫صْر َ‬ ‫سراةُ القوم ِ َ‬ ‫‪ #‬وقد ُتركت َ‬
‫خصيف‬ ‫ة َ‬ ‫ف القوم ِ داهي ٌ‬ ‫ن بدر خل َ‬ ‫ْ‬
‫‪ #‬وقد مالت عليك ببط ِ‬
‫ف‬‫حصي ُ‬ ‫ن الله والمُر ال َ‬ ‫ت عَْزمي وعو ُ‬ ‫جاه من الَغمرا ِ‬ ‫‪ #‬فن ّ‬
‫ف‬ ‫جمعُ أعداٍء ُوقو ُ‬ ‫حدي ودونك َ‬ ‫منقلبى من البواِء و ْ‬ ‫َ‬ ‫‪#‬و ُ‬
‫ف‬
‫زي ُ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫مكلو ٌ‬ ‫ش َ‬ ‫ب كرا َ‬ ‫ُ‬ ‫ن بجن ِ‬ ‫مستكي ٌ‬ ‫ن أرادك ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫تل َ‬ ‫‪ #‬وأن َ‬
‫ف‬
‫مستضي ُ‬ ‫ب داٍع ُ‬ ‫ب من الصحا ِ‬ ‫م كر ٍ‬ ‫‪ #‬وكنت إذا دعاني يو َ‬
‫ف‬‫ل ذلك أو حلي ُ‬ ‫خ فى مث ِ‬ ‫‪ #‬فأسمعنى ولو أحببت نفسى أ ٌ‬
‫ف‬‫مشافُر والنو ُ‬ ‫ح ال َ‬ ‫َ‬
‫مى إذا ك َل َ‬ ‫مى وأْر ِ‬ ‫ف الغُ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫‪ #‬أُرد ّ فأك ِ‬
‫صن َقصي ُ‬
‫ف‬ ‫ت على يديه ينوُء كأنه غُ ْ‬ ‫ن قد ترك ُ‬ ‫‪ #‬وِقر ٍ‬
‫ف‬
‫حفي ُ‬ ‫دها َ‬ ‫سحةٍ لعان ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫حّرى ُ‬ ‫ت له إذا اختلطوا ب َ‬ ‫ف ُ‬ ‫‪ #‬دل ْ‬
‫ف‬‫عزو ُ‬ ‫مداراةٍ َ‬ ‫ل أخو ُ‬ ‫م بدرٍ وقب ُ‬ ‫صنعي يو َ‬ ‫‪ #‬فذلك كان ُ‬
‫ف‬ ‫صري ُ‬ ‫ل لها َ‬ ‫ب ل يزا ُ‬ ‫حر ٍ‬ ‫علمتم و َ‬ ‫‪ #‬أخوكم فى السنين كما َ‬
‫ف‬ ‫س اللفي ُ‬ ‫ل والن َ ُ‬ ‫ن اللي ِ‬ ‫جنا ُ‬ ‫ى َ‬ ‫مقدام لكم ل ي َْزدهين ِ‬ ‫‪#‬و ِ‬
‫ف‬
‫شفي ُ‬ ‫ب ألجأه ال ّ‬ ‫وضا َ إذا ما الكل ْ ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ماَء َ‬ ‫صّرةَ الج ّ‬ ‫‪ #‬أخوض ال ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬تركت قصيدة لبى أسامة على اللم ‪ ،‬ليس فيها‬
‫ذكر بدر إل في أول بيت منها والثاني ‪ ،‬كراهة الكثار‪.‬‬
‫شعر لهند بنت عتبة تبكي أباها يوم بدر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫عتبة بن ربيعة تبكى أباها يوم بدر‪:‬‬ ‫وقالت هند بنت ُ‬
‫ب‬‫ف لم ينقل ْ‬ ‫خن ْدِ َ‬ ‫ب على خيرِ ِ‬ ‫سرِ ْ‬ ‫ى جوادا بدمٍع َ‬ ‫‪ #‬أعين َ ّ‬
‫ب‬‫ه غدوةً بنو هاشم ٍ وبنو المطل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ #‬تداعى له رهط ُ‬
‫ب‬ ‫حد ّ أسياِفهم ي َعُلوَنه بعد ما قد عَط ِ ْ‬ ‫ّ‬ ‫‪ُ #‬يذيقونه َ‬
‫ب‬‫سل ْ‬ ‫ً‬
‫‪َ #‬يجرونه وعفيُر التراب على وجههِ عاريا قد ُ‬
‫ب‬‫ش ْ‬ ‫مرارة كثيَر العُ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫جبل ً راسيا ً جمي َ‬ ‫‪ #‬وكان لنا َ‬
‫ى من خير ما َيحَتسب‬ ‫ما ب َُريُ فلم أعِْنه فأوت ِ َ‬ ‫‪ #‬وأ ّ‬
‫ً‬
‫وقالت هند أيضا ‪:‬‬
‫ه‬
‫ب علينا دهُرنا فيسوءنا ويأَبى فما تأتي بشيءٍ يغالب ُ ْ‬ ‫‪ #‬يري ُ‬
‫ه‬
‫ب ُيراع أمرؤ إن مات أو مات صاحب ُ ْ‬ ‫ن غال ٍ‬ ‫ل من لؤيّ ب ِ‬ ‫‪ #‬أبعد َ قتي ٍ‬
‫ه‬‫ل مواهب ُ ْ‬ ‫مَرّزًءا تروح وتغدو بالجزي ِ‬ ‫ب يوم قد ُرزئت ُ‬ ‫‪ #‬أل ُر ّ‬
‫ه يوما ً فسوف أعاتب ْ‬
‫ه‬ ‫ق ْ‬ ‫مالكا ً فإن أل ْ َ‬ ‫ن عنى َ‬ ‫سفيا َ‬ ‫‪ #‬فأبلغْ أبا ً‬
‫س موًلى يطالب ُ ْ‬
‫ه‬ ‫ل امرىء في النا ِ‬ ‫ب إنه لك ّ‬ ‫‪ #‬فقد كان حرب ُيسعُِر الحر َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقالت هند أيضا ً ‪:‬‬
‫ه‬
‫جال ِي َ ْ‬ ‫ك رِ َ‬ ‫ن َرأى هُْلكا ك َهُل ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬لل ّهِ عَْينا َ‬
‫ه‬
‫ت وباكي ْ‬ ‫ك لى غدا فى النائبا ِ‬ ‫ب با ٍ‬ ‫‪ #‬يا ُر ّ‬
‫ه‬
‫واعي ْ‬ ‫م القليب غداةَ تلك ال َ‬ ‫‪ #‬كما غادروا يو َ‬
‫ه‬
‫ب خاوي ْ‬ ‫ل غيث فى السنين إذا الكواك ُ‬ ‫‪ #‬من ك ّ‬
‫حذارية‬ ‫حقّ َ‬ ‫ت أحذ َُر ما أرى فاليوم َ‬ ‫‪ #‬قد كن ُ‬
‫ه‬
‫مي َ ْ‬‫موا ِ‬ ‫حذ َُر ما أرى فأنا الَغداةَ ُ‬ ‫‪ #‬قد كنت أ ْ‬
‫ه‬
‫معاوي ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ب قائلةٍ غدا يا ويح أ ّ‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬يا ُر ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقالت هند أيضا ً ‪:‬‬
‫كي عُُتبه شيخا ً شديد الّرقبه‬ ‫نب ّ‬ ‫‪ #‬يا عي ُ‬
‫‪ُ #‬يطعم يوم المسغبه يدفع يوم المغَلبه‬
‫سَتلبه‬ ‫م ْ‬ ‫ه ملهوفة ُ‬ ‫حرِب َ ْ‬ ‫‪ #‬إني عليه َ‬
‫ه‬
‫مْنثعب ْ‬ ‫ه بغارةٍ ُ‬ ‫ن يثرب َ ْ‬ ‫‪ #‬لنهبط ّ‬
‫ه‬
‫سلهَب َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ل جوادٍ َ‬ ‫قَربه ك ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫‪ #‬فيها الخيو ُ‬
‫ت مسافر بن‬‫شعر صفية بنت مسافر في رثاء أهل القليب في بدر‪ :‬وقالت صفية بن ُ‬
‫عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ‪ ،‬تبكي أهل القليب الذين أصيبوا يوم‬ ‫أبى َ‬
‫بدر من قريش وتذكر مصاَبهم ‪:‬‬
‫قدِ‬‫س لم ي َ ِ‬ ‫ن الشم ِ‬ ‫حد ّ النهارِ وقَْر ُ‬ ‫ذاها عائُر الرمدِ َ‬ ‫من لعين ‪ -‬قَ َ‬ ‫‪ #‬يا َ‬
‫مدِ‬‫هم إلى أ َ‬ ‫سراةَ الكرمين معا قد أحَرزْتهم منايا ُ‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬أخبرت أن َ‬
‫غداتئ ِذٍ أم على ولدِ‬ ‫ف َ‬ ‫ب ولم َتعط ِ ْ‬ ‫ب الركا ِ‬ ‫‪ #‬وفَّر بالقوم ِ أصحا ُ‬
‫ت فما تبكين من ب ُعُدِ‬ ‫ي ول تنسى قرابَتهم وإن بكي ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫‪ُ #‬قومي َ‬
‫مدِ‬
‫مك منها غيَر ذي عَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ت فأصبح ال ّ‬ ‫ب سماء البيت فانقصف ْ‬ ‫قو َ‬ ‫‪ #‬كانوا س ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني بيتها ‪ :‬كانوا سقوب " بعض أهل العلم‬
‫بالشعر ‪.‬‬
‫ً‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقالت صفية بنت مسافر أيضا ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن للتبكى دمُعها فا ِ‬ ‫ن لعي ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ #‬أل يا َ‬
‫ن‬
‫ث الدا ِ‬ ‫ل الغَي ّ ِ‬ ‫خل َ‬ ‫قى ِ‬ ‫س ِ‬‫ى دالِج ي َ ْ‬ ‫‪ #‬كغَْرب َ ْ‬
‫ن‬‫ف ذو أظافير وأسنا ِ‬ ‫ث غري ٍ‬ ‫‪ #‬وما لي ُ‬
‫ن‬‫ش غَْرثا ِ‬ ‫ن وَّثا ٌ‬ ‫‪ #‬أبو ِ َ‬
‫ب شديد ُ البط ِ‬ ‫شب ْلي ْ ِ‬
‫حّبي إذ توّلى ووجوهُ القوم ألوا ُ‬
‫ن‬ ‫‪#‬ك ِ‬
‫ذكران‬ ‫ض ُ‬ ‫م أبي ُ‬ ‫ف حسام صار ٌ‬ ‫‪ #‬وبالك ّ‬
‫مزبذ آن‬ ‫ن النجلَء منها ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ #‬وأنت الطاع ُ‬
‫ً‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروون قولها ‪ " :‬وما ليث غريف " إلى آخرها‪ ،‬مفصول من البيتين‬
‫اللذين قبله ‪.‬‬
‫رثاء هند بنت أثاثة عباد بن المطلب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫عبيدة بن الحارث‬ ‫وقالت هند بنت أثاثة بن عَّباد بن المطلب ترثى ُ‬
‫ابن المطلب ‪:‬‬
‫ل‬‫ق ِ‬ ‫ب والع ْ‬ ‫ّ‬
‫حلما أصيل ً وافَر الل ّ‬ ‫ً‬ ‫ددا و ِ‬ ‫ً‬ ‫من الصفراُء مجدا وسؤ َ‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬لقد ض ّ‬
‫جذ ْ ِ‬
‫ل‬ ‫ث كال َ‬ ‫شع َ‬ ‫وي ل ْ‬ ‫غربةٍ وأرملةٍ ته ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫‪ #‬عبيدةَ فابكيه لضيا ِ‬
‫ل‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬
‫شتوةٍ إذا احمّر آفاقُ السماِء من ال َ‬ ‫ل َ‬ ‫كيه للقوام ِ فى ك ّ‬ ‫‪ #‬وب ّ‬
‫شبيب ِقدرٍ طالما أْزبدت ت َْغلى‬ ‫ح َزفَْرة وت ْ‬ ‫كيه لليتام ِ والري ُ‬ ‫‪ #‬وب ّ‬
‫ل‬
‫جْز ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ن بالحط َ ِ‬ ‫كيه ّ‬ ‫وؤها فقد كان ي ُذ ْ ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن قد مات َ‬ ‫‪ #‬فإن ُتصبح النيرا ُ‬
‫ل‬
‫س ِ‬ ‫حى لديه على رِ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ستنبٍح أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قَرى و ُ‬ ‫س ال ِ‬ ‫ل أو لملتم ِ‬ ‫ق لي ٍ‬ ‫‪ #‬لطار ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لهند‪.‬‬
‫شعر قتيلة بنت الحارث تبكي أخاها النضر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقالت قَُتيلة بن‬
‫الحارث ‪ ،‬أخت النضر بن الحارث ‪،‬‬
‫تبكيه ‪:‬‬
‫موَفّ ُ‬
‫ق‬ ‫صبِح خامسةٍ وأنت ُ‬ ‫‪ #‬يا راكبا إن الثْيل مظنة من ُ‬ ‫ً‬
‫ق‬
‫خف ُ‬ ‫ب تَ ْ‬ ‫ل بها النجائ ُ‬ ‫ة ما إن تزا ُ‬ ‫مْيتا ً بأن تحي ً‬ ‫‪ #‬أبلغْ بها َ‬
‫ق‬
‫فها وأخرى تخن ُ ُ‬ ‫ة جادت بواك ِ‬ ‫عبرةً مسفوح ً‬ ‫‪ #‬مني إليك و َ‬
‫ق‬
‫ت ل ينط ُ‬ ‫مي ّ ٌ‬ ‫ه أم كيف يسمع َ‬ ‫‪ #‬هل يسمعّني النضُر إن ناديت ُ ُ‬
‫ق‬
‫مْعر ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل فح ٌ‬ ‫مها والفح ُ‬ ‫نِء كريمةٍ فى قو ِ‬ ‫‪ #‬أمحمد يا خيَر ض ْ‬
‫ق‬
‫حن َ ُ‬ ‫ظ الم ْ‬ ‫مغي ُ‬ ‫ن الفتى وهو ال َ‬ ‫م ّ‬ ‫من َْنت وربما َ‬ ‫ضّرك لو َ‬ ‫‪ #‬ما كان َ‬
‫ب‬‫فقُ فالنضُر أقر ُ‬ ‫ن بأعز ما يغلو به ما ُين َ‬ ‫ل فديةٍ فلُينفق ّ‬ ‫‪ #‬أو كنت قاب َ‬
‫ق‬
‫عت ْقٌ ُيعت َ ُ‬ ‫قهم إن كان ِ‬ ‫ة وأح ّ‬ ‫ت قراب ً‬ ‫سْر َ‬ ‫‪ #‬من أ َ‬
‫ق‬
‫م هناك ُتشق ُ‬ ‫ه لّله أرحا ٌ‬ ‫ش ُ‬ ‫ف بنى أبيه ت َُنو ُ‬ ‫ت سيو ُ‬ ‫‪ #‬ظل ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫موث ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫هو عا ٍ‬ ‫سف المقّيد و ُ‬ ‫مت َْعبا َر ْ‬ ‫ً‬ ‫صبرا ُيقاد إلى المنية ُ‬ ‫ً‬ ‫‪َ #‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فيقال ‪ ،‬والله أعلم ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه‬
‫هذا الشعر‪ ،‬قال ‪ :‬لو بلغنى هذا قبل قتله لمننت عليه ‪.‬‬
‫قب‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان فراغ ُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر في عَ ِ‬
‫شهر رمضان أو في شوال ‪.‬‬
‫غزوة بني سليم بالكدر‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم لم يقم بها إل‬ ‫دم رسو ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما قَ ِ‬
‫سلْيم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ل حتى غزا بنفسه ‪ ،‬يريد بنى ُ‬ ‫سبعَ ليا ٍ‬
‫سباعَ بن عُْرُفطة الغفاريّ ‪،‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل على المدينة ِ‬
‫أو ابن أم مكتوم ‪.‬‬
‫در‪ ،‬فأقام‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فبلغ ماًء من مياههم ؛ يقال له ‪ :‬الك ُ ْ‬
‫ة شوال وذا القعدة‪،‬‬‫ل ثم رجع إل المدينة‪ ،‬ولم يلقَ كيدًا‪ ،‬فأقام بها بقي َ‬ ‫ث ليا ٍ‬‫عليه ثل َ‬
‫ل السارى من قريش ‪.‬‬ ‫ج ّ‬
‫وأفدى فى إقامته تلك ُ‬
‫غزوة السويق‬
‫اعتداء أبي سفيان وخروج الرسول خلفه ‪ :‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬
‫كائى‪ ،‬عن محمد بن‬ ‫محمد عبد الملك بن هشام ‪ :‬قال ‪ :‬حدثنا زياد بن عبد الله الب َ ّ‬
‫ى‬ ‫م ّ‬
‫سويق فى ذي الحجة‪ ،‬وول َ‬ ‫طلِبى‪ ،‬قال ثم غزا أبو سفيان بن حرب غزوة ال ّ‬ ‫إسحاق ال ُ‬
‫تلك الحجة المشركون من تلك السنة‪ ،‬فكان أبو سفيان كما حدثنى محمد بن جعفر بن‬
‫مان ومن ل أّتهم ‪ ،‬عن عبد الله بن كعب بن مالك ‪ ،‬وكان من‬ ‫الزبير‪ ،‬ويزيد ابن ُرو َ‬
‫ل قريش من بدر‪ ،‬نذر‬ ‫أعلم النصار‪ ،‬حين رجع إلى مكة‪ ،‬ورجع فَ ّ‬
‫ً‬
‫سه ماًء من جنابة حتى يغزوَ محمدا صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فخرج‬ ‫أن ل ُيمس رأ َ‬

‫دية‪ ،‬حتى نزل بصدر قناة إلى جبل‬ ‫ج ِ‬ ‫في مئتى راكب من ُقريش ليبر يميَنه ‪ ،‬فسلك الن ّ ْ‬
‫يقال له ‪ :‬ث َْيب ‪ ،‬من المدينة على بريد أو نحوه ‪ ،‬ثم خرج من الليل ‪ ،‬حتى أتى بني‬
‫طب ‪ ،‬فضرب عليه بابه ‪ ،‬فأبى أن يفتح له بابه‬ ‫خ َ‬‫ن اْ ْ‬ ‫ىب َ‬‫حي ّ‬ ‫ضير تحت الليل ‪ ،‬فأتى ُ‬ ‫الن ّ ِ‬
‫شكم ‪ ،‬وكان سيد بني النضير فى زمانه ذلك ‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫لم بن ِ‬ ‫س ّ‬ ‫وخافه ‪ ،‬فانصرف عنه إلى َ‬
‫زهم ‪ .‬فاستأذن عليه ‪ ،‬فأذن له ‪ ،‬فقراه وسقاه وبطن له من خبر الناس ‪،‬‬ ‫وصاحب َ‬
‫كن ِ‬
‫ب ليلته حتى أتى أصحابه ‪ .‬فبعث رجال ً من قريش إلى المدينة‪ ،‬فأتوا‬ ‫ثم خرج في عق ِ‬
‫صوار من نخل بها‪ ،‬ووجدوا بها رجل ً من‬ ‫ناحية منها يقال لها ‪ :‬العَُرْيض فحرقوا فى أ ْ‬
‫حْرث لهما‪ ،‬فقتلوهما‪ ،‬ثم انصرفوا راجعين ونذر بهم الناس ‪.‬‬ ‫النصار وحليفا ً له في َ‬
‫فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم ‪ ،‬واستعمل على المدينة َبشير بن‬
‫در‪ ،‬ثم انصرف‬ ‫ذر‪ ،‬وهو أبو لبابة فيما قال ابن هشام ‪ ،‬حتى بلغ َقرَقرة الك ُ ْ‬ ‫عبد المن ِ‬
‫راجعا ً وقد فاته أبو سفيان وأصحابه ‪ ،‬وقد رأوا أزوادا من أزواد القوم قد طرحوها في‬
‫ً‬
‫الحرث يتخففون منها للنجاء‪ ،‬فقال المسلمون ‪ ،‬حين رجع بهم رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أتطمع لنا أن تكون غزوة؟ قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫سميت غزوة السويق ‪،‬‬ ‫سبب تسمية هذه الغزوة باسمها ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وإنما ُ‬
‫فيما حدثنى أبو عَُبيدة ‪ :‬أن أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق ‪ ،‬فهجم‬
‫سميت غزوة السويق ‪.‬‬ ‫المسلمون على سويق كثير ف ُ‬
‫ما قاله أبو سفيان شعرا ً في هذه الغزوة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ - :‬وقال أبو سفيان بن‬
‫شكم ‪:‬‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سلم ب ِ‬ ‫حرب عند منصرفه ‪ ،‬لما صنع به َ‬
‫م ولم أت َل َ ّ‬
‫وم‬ ‫ة واحدا ً لحلف فلم أند ْ‬ ‫ت المدين َ‬ ‫‪ #‬وإنى تخير ُ‬
‫م‬
‫شك َ‬ ‫م ْ‬
‫سلم بن ِ‬ ‫ل مني َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ة على عَ َ‬ ‫مدام ً‬ ‫‪ #‬سقانى فرّواني كميتا ً ُ‬
‫حه ‪ :‬أبشْر بعّز ومغَْنم‬ ‫ت ولم أكن لقْرِ َ‬ ‫‪ #‬ولما تولى الجيش قل ُ‬
‫جْرهُم ِ‬‫شماطيط ُ‬ ‫ح لؤي ل َ‬ ‫سر وإنهم صري ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ل فإن القو َ‬ ‫م ْ‬‫‪ #‬تأ ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫مْعدم ِ‬ ‫خلةِ ُ‬ ‫ب أتى ساعيا من غيرِ َ‬
‫َ‬
‫‪ #‬وما كان إل بعض ليلةِ راك ٍ‬
‫مر‬ ‫غزوة ذي أ َ‬
‫سويق ‪ ،‬أقام ِ بالمدينة بقية‬ ‫فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة ال ّ‬
‫مر‪ ،‬واستعمل‬ ‫طفان ‪ ،‬وهى غزوة ذي أ َ‬ ‫ذي الحجة أو قريبا ً منها‪ ،‬ثم غزا نجدًا‪ ،‬يريد غَ َ‬
‫ن بن عفان ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫على المدينة عثما َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأقام بنجد صفرا كله أو قريبا من ذلك ‪ ،‬ثم رجع إلى المدين ِ‬ ‫ً‬
‫ولم يلقَ كيدًا‪ .‬فلبث بها شهَر ربيع الول كّله ‪ ،‬أو إل قليل ً منه ‪.‬‬
‫فُرع من بحران‬ ‫غزوة ال ُ‬
‫ن أم‬ ‫ً‬
‫ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬يريد قريشا‪ ،‬واستعمل على المدينة اب َ‬
‫مكتوم ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬
‫فُرِع ‪ ،‬فأقام بها شهَر‬ ‫دنا بالحجاز من ناحية ال ُ‬ ‫ً‬ ‫معْ ِ‬
‫حران ‪َ ،‬‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حتى بلغ ب َ ْ‬
‫جمادى الوَلى‪ ،‬ثم رجع إلى المدينة ولم ي َل ْقَ كيدا‪ً.‬‬ ‫ربيع الخر و ُ‬
‫أمر بني َقيُنقاع‬
‫ما قاله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وردهم عليه ‪ :‬قال ‪ :‬وقد كان فيما بين ذلك‬
‫‪ ،‬من غزو رسول الله صلى الله عليه وسههلم أمهُر بنهى قَي ُْنقهاع ‪ .‬كهان مهن حهديث بنههي‬
‫قاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق بنى قَي ْن ُ َ‬
‫قههاع ‪ ،‬ثههم قههال ‪ :‬يهها‬ ‫قَي ْن ُ َ‬
‫سههلموا فههإنكم قههد‬‫معشر يهود‪ ،‬احذ َُروا من الله مثههل مهها نههزل بقريههش مههن النقمههة‪ ،‬وأ ْ‬
‫عََرفتم أني نبي مرسل ‪ ،‬تجدون ذلك في كتاِبكم وعهدِ الله إليكههم ؛ قههالوا ‪ :‬يهها محمههد‪،‬‬
‫مك ؟!‬ ‫إنك ترى أنا قو ُ‬
‫ة‪ ،‬إنا والله لئن‬ ‫ت قوما ل علم لهم بالحرب ‪ ،‬فأصبت منهم فرص ً‬ ‫ً‬ ‫ل ي َغُّرنك أنك لقي َ‬
‫س‪.‬‬
‫ن النا ُ‬ ‫ن أنا نح ُ‬‫حاربناك لتعَلم ّ‬

‫ما نزل فيهم من القرآن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني مولى قال زيد بن ثابت عن‬
‫سعيد بن جبير‪ ،‬أو عن عكرمة عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬ما نزل هؤلء اليات إل فيهم ‪:‬‬
‫ة ِفي‬‫م آي َ ٌ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫د* قَد ْ َ‬
‫كا َ‬ ‫س ال ْ ِ‬
‫مَها ُ‬ ‫م وَب ِئ ْ َ‬ ‫جهَن ّ َ‬‫ن إ َِلى َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬
‫ن وَت ُ ْ‬ ‫ست ُغْل َُبو َ‬‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫)قُ ْ‬
‫قَتا‪] ‬آل عمران‪ :[11،12:‬أي أصحاب بدر من أصحاب رسول الله صلى الله‬ ‫ن ال ْت َ َ‬ ‫فِئ َت َي ْ ِ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وقريش‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ل الله وَأ ُ ْ‬ ‫)فِئ َ ٌ‬
‫ه‬ ‫ن َوالله ي ُؤَي ّد ُ ب ِن َ ْ‬
‫صرِ ِ‬ ‫م َرأيَ العَي ْ ِ‬ ‫مث ْل َي ْهِ ْ‬
‫م ِ‬ ‫كافَِرةٌ ي ََروْن َهُ ْ‬ ‫خَرى َ‬ ‫سِبي ِ‬‫ل ِفي َ‬ ‫قات ِ ُ‬ ‫ة تُ َ‬
‫صاِر‪] ‬آل عمران‪.[12،13 :‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك ل َعِب َْرةً ِلوِْلي اْلب ْ َ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫شاُء إ ِ ّ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫بنو قينقاع أول من نقض عهده صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫ل يهود‬ ‫وحدثنى عاصم بن عمر بن قتادة ‪ :‬أن بنى قينقاع كانوا أو َ‬
‫ن بدر وأحد‪.‬‬ ‫نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وحاربوا فيما بي َ‬
‫سبب حرب المسلمين إياهم ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وذكر عبد الله‬
‫خَرمة‪ ،‬عن أبى عون ‪ ،‬قال ‪ :‬كان من أمر بني قَْينقاع أن‬ ‫م ْ‬‫ور بن َ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫ابن جعفر بن ال ِ‬
‫ب لها‪ ،‬فباعته بسوق بني قَي ُْنقاع ‪ ،‬وجلست إلى صائغ بها‪،‬‬ ‫امرأة من العرب قدمت بجل ٍ‬
‫ف وجهها‪ ،‬فأبت ‪ ،‬فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى‬ ‫فجعلوا يريدونها على كش ِ‬
‫رها‪ ،‬فلما قامت انكشفت سوءُتها‪ ،‬فضحكوا بها‪ ،‬فصاحت ‪ .‬فوثب رجل من‬ ‫ظه ِ‬
‫المسلمين على الصائغ فقتله ‪ ،‬وكان يهوديًا‪ ،‬وشدت اليهود على المسلم فقتلوه ‪،‬‬
‫فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود‪ ،‬فغضب المسلمون ‪،‬‬
‫فوقع الشّر بينهم وبين بنى قَي ُْنقاع ‪.‬‬

‫تدخل ابن أبي في شأنهم معه صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني‬
‫عاصم بن عمر بن قتادة‪ ،‬قال ‪ :‬فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى‬
‫ن سلول ‪ ،‬حين أمكنه منهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬ ‫ن أبى اب ُ‬‫نزلوا على حكمه ‪ ،‬فقام إليه عبد ُ الله ب ُ‬
‫ي ‪ ،‬وكانوا حلفاء الخزرج ‪ .‬قال ‪ :‬فأبطأ عليه رسول الله صلى‬ ‫محمد‪ ،‬أحسن في موال ّ‬
‫ي ‪ ،‬قال ‪ :‬فأعرض عنه ‪ .‬فأدخل َيده‬ ‫وال ّ‬
‫م َ‬
‫ن فى َ‬‫الله عليه وسلم ‪ .‬فقال ‪ :‬يا محمد ُ أحس ْ‬
‫ب دِْرِع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وكان يقال لها ‪:‬‬ ‫جي ْ ِ‬
‫في َ‬
‫فضول ‪.‬‬‫ذات ال ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أرسْلني ‪ ،‬وغضب‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظ ُل َل ً ثم قال ‪ :‬وْيحك ! أرسْلني ؛‬ ‫رسو ُ‬
‫ى‪ ،‬أربعمائةِ حاسر وثلثمائةِ دارٍع قد‬ ‫ن في موال ّ‬ ‫قال ‪ :‬ل والله ل أرسلك حتى ُتحس َ‬
‫غداةٍ واحدة‪ ،‬إنى والله امرؤ أخشى الدوائَر؛‬ ‫صدهم في َ‬ ‫ح ُ‬
‫منعوني من الحمر والسود‪ ،‬ت َ ْ‬
‫قال ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬هم لك ‪.‬‬
‫مدة حصار بني قينقاع ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم على المدينة فى محاصرته إياهم بشير بن عبد المنذر‪،‬‬
‫وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة ‪.‬‬

‫خلع ابن الصامت بني قينقاع وما نزل فيه من القرآن وفي ابن أ َُبي ‪ :‬قال ابن‬
‫وليد بن عبادة بن الصامت‬ ‫عبادة بن ال َ‬ ‫إسحاق ‪ :‬وحدثني أبى‪ :‬إسحاقُ بن يسار‪ ،‬عن ُ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬تشبث بأمرهم عبد ُ الله‬ ‫قال ‪ :‬لما حاربت بنو قينقاع ِرسو َ‬
‫ن سلول وقام دونهم ‪ .‬ومشى عبادةُ بن الصامت إلى رسول الله صلى الله‬ ‫ن أبي اب ُ‬ ‫ب ُ‬
‫ل الذى لهم من عبد الله بن أبي ‪،‬‬ ‫حلفه مث ُ‬ ‫وف ‪ ،‬لهم من ِ‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وكان أحد بني عَ ْ‬
‫فخلعهم إلى رسول صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وتبرأ إلى الله عز وجل ‪ ،‬وإلى رسوله صلى‬
‫فهم ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أتولى الله ورسوله صلى الله‬ ‫الله عليه وسلم من حل ِ‬
‫حلف هؤلء الكفار ووليتهم ‪ .‬قال ‪ :‬ففيه وفى عبد‬ ‫عليه وسلم والمؤمنين ‪ ،‬وأبرأ من ِ‬
‫َ‬
‫صاَرى‬ ‫ذوا ال ْي َُهود َ َوالن ّ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا َل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫الله بن أبى نزلت هذه القصة من المائدة‪َ ‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫دي ال ْ َ‬ ‫أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫م‬ ‫قوْ َ‬ ‫ن الله َل ي َهْ ِ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ه ِ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬
‫ض‪ ‬أي لعبد الله بن أبى وقوله ‪ :‬إنى أخشى‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن* فَت ََرى ال ّ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫فت ِْح أ َْو‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي ِبال ْ َ‬ ‫ن ي َأت ِ َ‬ ‫سى الله أ ْ‬ ‫دائ َِرةٌ فَعَ َ‬ ‫صيب ََنا َ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫شى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن نَ ْ‬‫قوُلو َ‬ ‫ن ِفيِهم ي َ ُ‬ ‫عو َ‬‫سارِ ُ‬ ‫الدوائر ‪‬ي ُ َ‬
‫َ‬
‫مُنوا أهَؤَُلِء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن* وَي َ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫م َنادِ ِ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سّروا ِفي أن ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫حوا عََلى َ‬ ‫صب ِ ُ‬‫عن ْدِهِ فَي ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مرٍ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫ال ّذي َ‬
‫م‪] ‬المائدة‪51 :‬ه ‪ [53‬ثم القصة إلى قوله تعالى ‪ ) :‬إ ِن ّ َ‬
‫ما‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫جهْد َ أي ْ َ‬ ‫موا ِبالله َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أق ْ َ‬ ‫ِ َ‬
‫ن‪.‬‬‫م َراك ُِعو َ‬ ‫كاةَ وَهُ ْ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫صَلةَ وَي ُؤُْتو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ن يُ ِ‬‫ذي َ‬ ‫مُنوا ال ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه َوال ّ ِ‬ ‫سول ُ ُ‬‫م الله وََر ُ‬ ‫وَل ِي ّك ُ ْ‬
‫]المائدة‪ [55 :‬وذكر لتولي عبادة بن الصامت الله ورسوله والذين آمنوا‪ ،‬وتبرئه من‬
‫ب الله‬ ‫حْز َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مُنوا فَإ ِ ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه َوال ّ ِ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ل الله وََر ُ‬ ‫ن ي َت َوَ ّ‬ ‫م ْ‬‫بنى قينقاع وحلفهم ووليتهم ‪ ) :‬وَ َ‬
‫ن‪].‬المائدة‪[56 :‬‬ ‫م ال َْغال ُِبو َ‬ ‫هُ ْ‬
‫قردة‬ ‫سرية زيد بن حارثة إلى ال َ‬
‫زيد بن حارثة يصيب العير ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وسرية زيد‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم فيها‪ ،‬حين أصاب عيَر قريش ‪،‬‬ ‫ابن حارثة التى بعثه رسو ُ‬
‫قردة‪ ،‬ماء من مياه نجد‪ .‬وكان من حديثها ‪ :‬أن‬ ‫وفيها أبو سفيان بن حرب ‪ ،‬على ال َ‬
‫قريشا ً خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكون إلى الشام ‪ ،‬حين كان من وْقعة بدر ما‬
‫كان ‪ ،‬فسلكوا طريقَ العراق ‪ ،‬فخرج منهم تجار‪ ،‬فيهم ‪ :‬أبو سفيان بن حرب ‪ ،‬ومعه‬
‫م تجارتهم ‪ ،‬واستأجروا رجل ً من بنى بكر بن وائل ‪ ،‬يقال له‬ ‫فضة كثيرة‪ ،‬وهم عُظ ْ ُ‬
‫حّيان يدلهم في ذلك على الطريق ‪.‬‬ ‫ُفرات بن َ‬
‫سْهم ‪.‬‬ ‫جل ‪ ،‬حليف لبني َ‬ ‫ع ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ُ :‬فرات بن حيان ‪ ،‬من بنى ِ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم َزيد بن حارثة فلقيهم‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وبعث رسو ُ‬
‫ل ‪ ،‬فقدم بها على رسول‬ ‫على ذلك الماء فأصاب تلك العير وما فيها‪ ،‬وأعجزه الرجا ُ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ما قاله حسان في هذه الغزوة ‪ :‬فقال حسان بن ثابت بعد‬
‫ك الطريق ‪:‬‬‫در الخرة يؤّنب قريشا ً لخذهم تل َ‬ ‫أحد فى غزوة ب ْ‬
‫ض الوار َ‬
‫ك‬ ‫مخا ِ‬‫ت الشام ِ قد حال دوَنها جلد كأفواهِ ال َ‬‫‪ #‬دعوا فََلجا ِ‬
‫ل هاجروا نحوَ ربهم وأنصارهِ حقا وأيدي الملئك‬ ‫‪ #‬بأيدي رجا ٍ‬

‫ي عالٍج فقول لها ليس الطريقُ هنالك‬ ‫ت للغَوْرِ من ف ِ‬ ‫‪ #‬إذا سلك ْ‬


‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه البيات في أبيات لحسان بن ثابت ‪ ،‬نقضها‬
‫عليه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ‪ ،‬وسنذكرها ونقيضتها‬
‫إن شاء الله في موضعها‪.‬‬ ‫‪0-‬‬
‫مقتل كعب بن الشرف ‪.‬‬
‫استنكاره ما فعله المسلمون بقريش في بدر ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان من حديث‬
‫كعب بن الشرف ‪ :‬أنه لما أصيب أصحاب بدر‪ ،‬وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة‪،‬‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم إلى‬ ‫وعبد الله بن رواحة إلى العالية بشيرين ‪ ،‬بعثهما رسو ُ‬
‫من بالمدينة من المسلمين‬ ‫َ‬
‫بفتح الله عز وجل عليه ‪ ،‬وقْتل من قتل من المشركين ‪ ،‬كما حدثني عبد الله بن‬
‫فري ‪ ،‬وعبد الله بن أبي بكر‬ ‫مغيث بن أبى ب ُْردة الظ ّ َ‬‫ال ُ‬
‫ابن محمد بن عمرو بن حزم ‪ ،‬وعاصم بن عمر بن قتادة‪ ،‬وصالح بن أبى أمامة بن‬
‫ض حديثه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬قال‬ ‫سهل ‪ ،‬كل قد حدثنى بع َ‬
‫ئ ‪ ،‬ثم أحد بني ن َْبهان وكانت‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ب بن الشرف ‪ ،‬وكان رجل من طي ّ‬ ‫كع ُ‬
‫ً‬
‫أمه من بنى الّنضير‪ ،‬حين بلغه الخبر ‪ :‬أحقّ هذا؟ أترون محمدا قتل هؤلء الذين‬
‫مي هذان الرجلن ‪ -‬يعنى زيدا ً وعبد َ الله بن رواح َ‬
‫ه‬ ‫ُيس ّ‬
‫‪ -‬فهؤلء أشراف العرب وملوك الناس ‪ ،‬والله لئن كان محمد أصاب‬
‫رها‪.‬‬
‫ض خير من ظه ِ‬ ‫ن الر ِ‬ ‫هؤلء القوم ‪ ،‬لبط ُ‬

‫ما قاله كعب تحريضا ً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬فلما تيقن عدوّ الله‬
‫سْهمي ‪،‬‬ ‫ضب َْيرة ال ّ‬
‫عة بن ُ‬ ‫طلب بن أبي َودا َ‬ ‫الخبَر‪ ،‬خرج حتى قدم مكة‪ ،‬فنزل على الم ّ‬
‫وعنده عاتكة بنت أبي الِعيص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف ‪ ،‬فأنزلته‬
‫وأكرمته ؛ وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وينشد الشعاَر‪،‬‬
‫ب القليب من قريش‪ ،‬الذين أصيبوا ببدر‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ويبكى أصحا َ‬
‫مع ُ‬‫ل وت َد ْ َ‬ ‫ست َهِ ّ‬ ‫ل ‪،‬بدر ت َ ْ‬ ‫ك أهل ِهِ ولمث ِ‬ ‫حى بدرٍ لمهل ِ‬ ‫ت َر َ‬ ‫‪ #‬طحن ْ‬
‫َ‬
‫ضهم ل ت َب َْعدوا إن الملوك ُتصّرعُ‬ ‫ل حيا ِ‬ ‫س حو َ‬ ‫سراةُ النا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫‪ُ #‬قتل ْ‬
‫ضي ّعُ‬‫ن اْبيض ماجدٍ ذي ب َْهجة يأِوي إليه ال ّ‬ ‫‪ #‬كم قد أصيب به م َ‬
‫ع‬
‫ل يسود وي َْرب َ ُ‬ ‫ل أثقا ٍ‬ ‫ما ُ‬ ‫ح ّ‬‫ت َ‬ ‫َ‬
‫ب أخلف ْ‬ ‫ن إذا الكواك ُ‬ ‫َْ‬
‫‪ #‬طلقَ الي َد َي ْ ِ‬
‫ل كعبا يجَزعُ‬ ‫فظ ّ‬ ‫ن ابن الشر ِ‬ ‫طهم إ ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫سّر ب ُ‬ ‫‪ #‬ويقول أقوام أ َ‬
‫صد ّعُ‬ ‫خ بأهِلها وت ُ َ‬ ‫ت تسو ُ‬ ‫ة قُّتلوا ظل ْ‬ ‫ض ساع َ‬ ‫ت الر َ‬ ‫صدقوا فلي َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ع‬
‫سم ُ‬ ‫هشا ً ل ي ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ث بطعِْنه أو عاش أعمى ُ‬ ‫‪ #‬صار الذي أث ََر الحدي َ‬
‫دعوا‬ ‫ج ّ‬ ‫ل أبى الحكيم ِ و ُ‬ ‫مغيرةِ كّلهم خشعوا لقت ِ‬ ‫ت أن بنى ال ُ‬ ‫‪ُ #‬نبئ ُ‬
‫مْهلكين وت ُب ّعُ‬ ‫ه ما نال مثل ال ُ‬ ‫من َب ّ ٌ‬ ‫ده و ُ‬ ‫ة عن َ‬ ‫‪ #‬وابنا ربيع َ‬
‫ت ويجمعُ‬ ‫مهم فى الناس ي َْبني الصالحا ِ‬ ‫هشا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ثب َ‬ ‫ت أن الحار َ‬ ‫‪ُ #‬نبئ ْ ُ‬
‫م الروعُ‬ ‫ب الكري ُ‬ ‫حمى على الحس ِ‬ ‫ب بالجموِع وإنما ي َ ْ‬ ‫‪ #‬ليزوَر يثر َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله " ت ُّبع "‪ " ،‬وأسر بسخطهم "‪ ،‬عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫ما رد به عليه حسان رضي الله عنه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فأجابه حسان بن ثابت‬
‫النصاري ‪ :‬فقال ‪:‬‬

‫دعا ً ل يسمعُ‬ ‫ج ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل بعَْبرةٍ منه وعاش ُ‬ ‫م عُ ّ‬ ‫ب ثُ ّ‬‫كى لك َعْ ٍ‬ ‫‪ #‬أب َ‬


‫ع‬
‫م ُ‬ ‫ن وتد َ‬ ‫ح لها العيو ُ‬ ‫س ّ‬ ‫م َقتَلى ت َ ُ‬ ‫ن بدر منه ُ‬ ‫ت ببط ِ‬ ‫‪ #‬ولقد رأي ُ‬
‫ه َيتبعُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب إلى الكلي ْب َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه الكلي ِ‬ ‫ْ‬ ‫شب ْ َ‬‫ت عبدا راضعا ِ‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬فابكى فقد أبكي َ‬
‫عوا‬ ‫صّر ُ‬ ‫ُ‬
‫ن قوما قات َلوه و ُ‬‫ً‬ ‫ً‬
‫ن مّنا سيدا وأها َ‬ ‫‪ #‬ولقد شفى الرحم ُ‬
‫ل لخوفهِ يتصد ّعُ‬ ‫َ‬
‫ف ي َظ ّ‬ ‫شغَ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫من قلب ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت منه ُ‬ ‫‪ #‬ونجا وأفل َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان ‪ .‬وقوله "أبكى لكعب عن غير‬
‫ابن إسحاق ‪.‬‬
‫ما ردت به امرأة من المسلمين على كعب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقالت امرأة من‬
‫ي ‪ ،‬كانوا حلفاء فى بنى أمية بن زيد‪ ،‬يقال لهم ‪:‬‬ ‫مَريد‪ ،‬بطن من ب َل ِ ّ‬ ‫المسلمين من بني ُ‬
‫الجعادرة‪ُ ،‬تجيب كعبا ‪ -‬قال ابن إسحاق ‪ :‬اسمها ميمونة بنت عبد الله ‪ ،‬وأكثر أهل‬ ‫ً‬
‫العلم بالشعر ينكر هذه البيات لها‪ ،‬وينكر نقيضتها لكعب بن الشرف ‪.‬‬
‫ب‬‫ن يبكي على قَت َْلى وليس بناص ِ‬ ‫ل َتحن ّ ٍ‬ ‫‪ #‬تحّنن هذا العبد ُ ك ّ‬
‫ب‬‫ن غال ِ‬ ‫ن من يبكي لبدر وأهلهِ وعُّلت بمثل َْيها لؤىّ ب ُ‬ ‫ت عي ُ‬ ‫‪ #‬بك ْ‬
‫ب‬‫ضّرجوا بدماِئهم يرى ما بهم من كان بين الخاش ِ‬ ‫ت الذين ُ‬ ‫‪ #‬فلي َ‬
‫ب‬
‫حى والحواج ِ‬ ‫جّرهم فوقَ الل ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن وي ُْبصروا َ‬ ‫قا عن يقي ٍ‬ ‫‪ #‬فيعلم ح ّ‬
‫ما أجابها به كعب بن الشرف ‪ :‬فأجابها كعب بن الشرف ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫ب‬
‫قارِ ِ‬
‫م َ‬
‫ل يأتى منه غيَر ُ‬ ‫سفيها ً لتسلموا عن القو ِ‬ ‫‪ #‬أل فازجروا منكم َ‬
‫ب‬‫دهم غيُر كاذ ِ‬ ‫ت أبكى َبعبرةٍ لقوم ٍ أتانى وُ ّ‬ ‫‪ #‬أتشُتمني أن كن ُ‬
‫ب‬‫دهم بالجباج ِ‬ ‫ت وذاكٌر مآثر قوم ٍ مج ُ‬ ‫ك ما بقي ُ‬ ‫‪ #‬فإني لبا ٍ‬
‫ل عن الشّر فاحتالت وجوه الثعالب‬ ‫مَرْيد بمعزِ ٍ‬ ‫مري لقد كانت ُ‬ ‫‪ #‬ل َعَ ْ‬
‫ى لؤي بن غالب‬ ‫م حي ْ‬ ‫جد ّ أنوُفهم بشت ِ‬
‫مه ُ‬ ‫مَرْيد أن ت ُ َ‬
‫حق ّ ُ‬‫‪#‬ف ُ‬
‫ب‬
‫ن الخاش ِ‬ ‫ت الله بي َ‬ ‫در وفاًء وبي ُ‬ ‫جع ْ َ‬
‫مَرْيد ل َ‬ ‫ت نصيبى من ُ‬ ‫‪ #‬وهب ُ‬
‫ب بن الشرف إلى المدينة‬ ‫تشبيب كعب بنساء المسلمين والخذ في قتله ‪ :‬ثم رجع كع ُ‬
‫فشبب بنساِء المسلمين حتى آذاهم ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬كما‬
‫حدثنى عبد الله بن المغيث بن أبي ُبردة ‪ :‬من لى بابن الشرف ؟ فقال له محمد بن‬
‫شهل ‪ :‬أنا لك به يا رسول الله ‪ ،‬أنا أقتله ‪ ،‬قال ‪ :‬فافعل إن‬ ‫سَلمة‪ ،‬أخو بني عبد ال ْ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫قدرت على ذلك ‪.‬‬
‫سَلمة فمكث ثلثا ً ل يأكل ول يشرب إل‬ ‫م ْ‬‫فرجع محمد بن َ‬
‫ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬لم‬ ‫سه ‪ ،‬ف ُ‬ ‫ما ي ُعِْلق به نف َ‬
‫م والشراب ؟ فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬قلت لك قول ً ل أدري هل أَفي َ‬
‫ن لك‬ ‫تركت الطعا َ‬
‫به أم ل؟ فقال ‪ :‬إنما عليك بالجهد‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنه ل بد لنا من أن نقول ‪:‬‬
‫قال قولوا ما بدا لكم ‪،‬‬
‫سْلكان ابن سلمة بن‬ ‫سلمة‪،‬و ِ‬ ‫م ْ‬
‫ل من ذلك ‪ .‬فاجتمع فى قتله محمد بن َ‬ ‫ح ّ‬‫فأنتم في ِ‬
‫ب بن الشرف من الرضاعة‪،‬‬ ‫شَهل ‪ ،‬وكان أخا كع ِ‬ ‫َوقش‪ ،‬وهو أبو نائلة‪ ،‬أحد ُ بنى عبد ال ْ‬
‫معاذ‪ ،‬أحد بنى‬ ‫وعّباد بن بشر بن وَْقش‪ ،‬أحد بني عبد الشهل ‪ ،‬والحارث بن أْوس بن ُ‬
‫عبد الشهل ‪،‬‬
‫جْبر‪ ،‬أحد بنى حارثة ‪.‬‬ ‫وأبو عَْبس بن َ‬
‫سلمة‪ ،‬أبا نائلة‪،‬‬
‫سلكان ابن َ‬ ‫ْ‬ ‫ب بن الشرف ‪ ،‬قبل أن يأتوه ‪ِ ،‬‬ ‫دموا إلى عدو الله كع ِ‬ ‫ثم ق ّ‬
‫ً‬
‫فجاءه فتحدث معه ساعة‪ ،‬وتناشدوا شعرا‪ ،‬وكان‬
‫أبو نائلة يقول الشعر‪.‬‬
‫ثم قال ‪ :‬ويحك يابن الشرف ! إني قد جئتك لحاجة أريد ذكَرها‬
‫م عني ‪ ،‬قال ‪ :‬أفعل ‪ ،‬قال ‪ :‬كان قدوم هذا الرجل علينا بلًء‬ ‫لك ‪ ،‬فاكت ْ‬
‫وس واحدة‪ ،‬وقلعت عنا‬ ‫من البلء‪ ،‬عادتنا به العرب ‪ ،‬ورمتنا عن قَ ْ‬
‫جِهد‬
‫دنا و ُ‬‫جهِ ْ‬‫س ‪ ،‬وأصبحنا قد ُ‬ ‫جِهدت النف ُ‬ ‫ل‪،‬و ُ‬ ‫السبل حتى ضاع العيا ُ‬
‫عياُلنا‪.‬‬
‫ن سلمة‬ ‫قال كعب ‪ :‬أنا ابن الشرف ‪ ،‬أما والله لقد كنت أخبرك ياب َ‬
‫أن المر سيصير إلى ما أقول ‪ ،‬فقال له سلكان ‪ :‬إنى قد أردت أن‬
‫تبيعنا طعاما ً ونرهنك ونوثق لك ‪ ،‬ونحسن فى ذلك ‪ ،‬فقال أترهنونى‬
‫حنا‪ ،‬إن معى أصحابا ً لي على مثل رأيى‪ ،‬وقد أردت‬ ‫أبناَءكم ؟ قال ‪ :‬لقد أردت أن تفض َ‬
‫أن اتيك بهم فتبيعهم وُتحسن فى ذلك ‪ ،‬ونرهنك‬
‫ح إذا جاءوا‬ ‫سْلكان أن ل ينكر السل َ‬ ‫حْلقة ما فيه وفاء‪ ،‬وأراد ِ‬ ‫في ال َ‬
‫حلقة لوفاء‪.‬‬‫ْ‬ ‫بها‪ ،‬قال ‪ :‬إن فى ال َ‬
‫سْلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره ‪ ،‬وأمرهم أن يأخذوا‬ ‫قال ‪ :‬فرجع ِ‬
‫ح ‪ ،‬ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه ‪ ،‬فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫السل َ‬

‫ب‬
‫ف نرهنك نساَءنا‪ ،‬وأنت أش ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬أترهنوني نساَءكم ؟ قال ‪ :‬كي َ‬
‫عطرهم ‪ ،‬قال ‪ :‬أترهنوني أبناءكم ؟ قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني ث َ ْ‬
‫ور بن‬ ‫أهل يثرب وأ ْ‬
‫رمة‪ ،‬عن ابن‬ ‫عك ْ ِ‬‫يزيد‪ ،‬عن ِ‬
‫عباس ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫جههم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الَغرَقد‪ ،‬ثم و ّ‬ ‫مشى معهم رسو ُ‬
‫انطلقوا على اسم الله ‪ ،‬اللهم أعنهم ‪ ،‬ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى‬
‫صنه ‪ ،‬فهتف به‬ ‫ح ْ‬
‫بيته ‪ ،‬وهو في ليلة مقمرة وأقبلوا حتى انتهوا إلى ِ‬
‫أبو نائلة‪ ،‬وكان حديث عهد بعُْرس ‪ ،‬فوثب فى ملحفِته فأخذت امرأته بناحيتها‪،‬‬
‫حاَرب ‪ ،‬وإن أصحاب الحرب ل ينزلون‬ ‫م َ‬
‫وقالت ‪ :‬إنك امرؤ ُ‬
‫ً‬
‫فى هذه الساعة قال ‪ :‬إنه أبو نائلة‪ ،‬لو وجدنى نائما لما أيقظنى‪ ،‬فقالت ‪ :‬والله إني‬
‫لعرف في صوته الشّر‪ ،‬قال ‪ :‬يقول لها كعب ‪:‬‬
‫عى الفتى لطعنةٍ لجاب ‪.‬‬ ‫‪ #‬لو ي ُد ْ َ‬
‫فنزل فتحدث معهم ساعة‪ ،‬وتحدثوا معه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬هل لك يابن الشرف أن‬
‫شْعب العجوز‪ ،‬فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ؟ قال ‪ :‬إن شئتم ِ ‪ .‬فخرجوا‬ ‫تتماشى إلى ِ‬
‫ده فقال ‪:‬‬ ‫سه ‪ ،‬ثم شم ي َ‬ ‫ود رأ ِ‬
‫وا ساعة‪ ،‬ثم إن أبا نائلة شام يده في ف ْ‬ ‫ش ْ‬‫ون ‪ ،‬فم َ‬ ‫يتما َ‬
‫ش ْ‬
‫ة‬
‫ما رأيت كالليل ِ‬
‫ة‪ ،‬ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ‪ ،‬ثم مشى‬ ‫ط ‪ ،‬ثم مشى ساع ً‬ ‫طيبا ً أعطر ق ّ‬
‫ة‪ ،‬ثم عاد لمثلها‪ ،‬فأخذ بفود رأسه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬اضربوا عدو الله ‪،‬فضربوه ‪،‬‬ ‫ساع ً‬
‫فاختلفت عليه أسيافهم ‪ ،‬فلم ت ُْغن شيئًا‪.‬‬
‫ى ‪ ،‬حين رأيت‬ ‫مغْوَل ً في سيف ٍ‬ ‫سلمة ‪ :‬فذكرت ِ‬ ‫م ْ‬
‫قال محمد بن َ‬
‫ن إل وقد‬ ‫حص ٌ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫أسيافنا ل تغنى شيئا‪ ،‬فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم ي َب ْقَ حولنا ِ‬
‫ت عانَته فوقع عدّو‬ ‫أوقدت عليه نار قال ‪ :‬فوضعته فى ثّنته ثم تحاملت عليه حتى بلغ ُ‬
‫الله ‪ ،‬وقد أصيب الحارث بن أْوس‬
‫ض أسيافنا‪ .‬قال ‪ - :‬فخرجنا حتى‬ ‫جرح فى رأسه أو فى رجله ‪ ،‬أصابه بع ُ‬ ‫ابن معاذ‪ ،‬ف ُ‬
‫حّرة‬‫دنا في َ‬ ‫سن ْ‬‫سلكنا على بنى أمية بن زيد‪ ،‬ثم على بنى قَُريظة‪ ،‬ثم على ُبعاث حتى أ ْ‬
‫العَُرْيض ‪ ،‬وقد أبطأ علينا‬
‫صاحبنا الحارث بن أوس ‪ ،‬ونزفه الدم ‪ ،‬فوقفنا له ساعة‪ ،‬ثم أتانا يتبع آثاَرنا‪.‬‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل ‪ ،‬وهو قائم‬ ‫قال ‪ :‬فاحتملناه فجئنا به رسو َ‬
‫جرح صاحبنا‪،‬‬ ‫ل عدوّ الله ‪ ،‬وتفل على ُ‬ ‫يصلى‪ ،‬فسلمنا عليه فخرج إلينا‪ ،‬فأخبرناه بقت ِ‬
‫فرجع ورجعنا إلى أهِلنا فأصبحنا وقد خافت يهود ُ لوقعِتنا‬
‫بعدوّ الله ‪ ،‬فليس بها يهوديّ إل وهو يخاف على نفسهِ ‪.‬‬
‫ما قاله كعب بن مالك في هذه الحادثة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫فقال كعب بن مالك ‪:‬‬

‫م كعب صريعا ً فَذ ُّلت بعد َ مصرعهِ النضيُر‬ ‫‪ #‬فغودر منه ُ‬


‫شّهرة ذكوُر‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫م وقد عَلْته بأيدينا ُ‬ ‫فين ث َ ّ‬ ‫‪ #‬على الك ّ‬
‫ب َيسيُر‬ ‫ب أخا كع ٍ‬ ‫ً‬
‫س ليل إلى كع ٍ‬ ‫‪ #‬بأمرِ محمدٍ إذ د َ ّ‬
‫سوُر‬‫ج ُ‬ ‫‪ #‬فماكَرهُ فأنزَله بمكر ومحمود أخو ثقةٍ َ‬
‫ْ‬
‫‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬وهذه البيات في قصيدة له في يوم بني النضير‪ ،‬سأذكرها ‪ -‬إن شاء‬
‫الله فى حديث ذلك اليوم ‪.‬‬
‫ما قاله حسان في هذه الحادثة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال‬
‫قْيق ‪:‬‬ ‫ن الشرف وقَْتل سلم بن أبي ال ُ‬
‫ح َ‬ ‫بب ِ‬‫ن ثابت يذكر قَْتل كع ِ‬ ‫نب َ‬ ‫حسا ُ‬
‫ف‬‫ن الشر ِ‬ ‫ن الحقيق وأنت ياب َ‬ ‫ة لقيَتهم ياب َ‬ ‫عصاب ً‬ ‫‪ #‬لل ّهِ د َّر ِ‬
‫ف‬
‫مغْرِ ِ‬‫سدٍ في عرين ُ‬ ‫م مرحا ً كأ ْ‬ ‫ف إليك ُ‬
‫خفا ِ‬ ‫ض ال ِ‬‫سُرون بالبي ِ‬ ‫‪ #‬يَ ْ‬
‫ف‬
‫ذف ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬حتى أتوكم فى مح ّ‬
‫وكم حتفا ببي ٍ‬ ‫ق ْ‬‫ل بلِدكم فس َ‬
‫ف‬‫ح ِ‬‫ج ِ‬ ‫م ْ‬
‫ل أمر ُ‬ ‫ن نبّيهم مستصِغرين لك ّ‬ ‫‪ #‬مستنصرين لنصرِ دي ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وسأذكر قتل سلم بن أبى الحقيق في موضعه‬
‫‪ -‬إن شاء الله ‪.‬‬
‫وقوله ‪ " :‬ذفف " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫أمر محيصة وحويصة ‪:‬‬
‫لوم حويصة محيصة لقتله يهودّيا ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال‬
‫ل يهودٍ فاقتلوه ‪ ،‬فوثب‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬من ظفرتم به من رجا ِ‬
‫حّيصة ابن مسعود‪.‬‬ ‫م َ‬
‫ُ‬
‫حّيصة ويقال ‪ :‬محيصة بن مسعود بن كعب‬ ‫م‬
‫ُ َ‬ ‫‪:‬‬ ‫هشام‬ ‫ابن‬ ‫قال‬
‫دعة بن حارثة بن ‪ .‬الحارث بن الخزرج‬ ‫ج‬
‫َ ْ َ‬‫م‬ ‫بن‬ ‫عدي‬ ‫ابن عامر بن َ‬
‫ل ُ‬
‫شَنينة ‪ -‬رجل‬ ‫سن َْينة؟ قال ابن هشام ‪ :‬ويقا ُ‬ ‫عمرو بن مالك بن الْوس ‪ -‬على ابن ُ‬ ‫ابن َ‬
‫جار يهود‪ ،‬كان يلبسهم‬ ‫من ت ُ ّ‬
‫حّيصة‪،‬‬
‫م َ‬
‫ن من ُ‬ ‫س ّ‬
‫ويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم ‪ ،‬و كان أ َ‬ ‫ح َ‬
‫ويبايعهم فقتله وكان ‪ُ .‬‬
‫حوَّيصة يضربه ‪ ،‬ويقول ‪ :‬أي عدّو‪ .‬الله ‪،‬‬ ‫فلما قتله جعل ُ‬
‫ب شحم ٍ في بطنك من ماله ‪.‬‬ ‫أقتلَته ‪ ،‬أما والله لُر ّ‬
‫حيصة ‪ :‬فقلت ‪ :‬والله لقد أمرنى بقتله ‪ .‬من لو أمرنى بقتلك‬ ‫م َ‬‫قال ُ‬
‫ّ‬
‫حوّيصة قال ‪ :‬آولله ‪ ،‬لو أمرك محمد‬ ‫قك قال فوالله إن كان لول إسلم ُ‬ ‫ت عن َ‬‫لضرب ُ‬
‫بقتلى لقتلتنى؟ قال ‪ : .‬نعم والله لو أمرنى بضرب عنقك ‪ .‬لضربُتها! قال ‪ :‬والله إن‬
‫ِدينا ً بلغ بك هذا لعجب ‪ ،‬فأسلم ُ‬
‫حوَّيصة‬
‫ما قاله محيصة في ذلك شعرا ً ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثنى‬
‫حّيصة ‪ .‬قال محيصة فى‬ ‫م َ‬
‫حيصة‪ ،‬عن أبيها ُ‬ ‫م َ‬‫هذا الحديث مولى لبنى حارثة‪ ،‬عن‪ .‬ابنة ُ‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫ب‬ ‫ض قاض ِ‬‫مى لو أبْرت بقتله لطّبقت ِذفراه بأبي ِ‬ ‫نأ ّ‬‫‪ #‬يلوم اب ُ‬
‫ب‬
‫ه متي ما أصوّْبه فليس بكاذ ِ‬ ‫قل ُ‬
‫ص ْ‬‫ص َ‬ ‫خل ِ َ‬
‫ن الملِح أ ْ‬ ‫حسام ٍ كلوْ ِ‬‫‪ُ #‬‬
‫ب‬‫صرى ومأرِ ِ‬ ‫ً‬
‫‪ #‬وما سرني أنى قتلُتك طائعا وأن لنا ما بين ب ُ ْ‬
‫رواية أخرى في قيل محيصة اليهوديّ ‪ :‬قال ابن هشام ‪:‬‬
‫ل الله‬ ‫ظفر رسو ُ‬ ‫عمرو المدني ‪ ،‬قال ‪ :‬لما َ‬ ‫عبيدة عن أبي َ‬ ‫وجدتني أبو ُ‬
‫ً‬
‫صلى الله عليه وسلم ببني ُقريظة أخذ منهم نحوا من أربعمائة رجل من اليهود‪ ،‬وكانوا‬
‫حلفاَء الوس على الخزرج ‪ ،‬فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ُتضرب‬
‫أعناُقهم ‪. ،‬‬
‫‪ .‬فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ‪ ،‬ويسّرهم ذلك ‪ ،‬فنظر رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬إلى الخزرج ووجوههم مستبشرة ونظر إلى الْوس فلم ير ذلك فيهم ‪،‬‬
‫حْلف الذي بين الْوس ‪ .‬وبين بنى قريظة ولم يكن‬ ‫فظن أن ذلك ‪ .‬لل ِ‬
‫ً‬
‫بقي من بنى قَُريظة إل اثنا عشر رجل‪ ،‬فدفعهم إلى الوس ‪ ،‬فدفع‬
‫ل رجلين من الول رجل ً من بنى قريظة وقال ‪ :‬ليضرب فلن‬ ‫‪ ،‬إلى ك ّ‬
‫‪ .‬وليذّفف فلن ‪.‬فكان ممن دفع إليهم كعب بن يهوذا‪،‬وكان عظيما ً‬
‫حيصة بن مسعود‪ ،‬وإلى أبى ب ُْردة بن‬ ‫م َ‬ ‫فى بني قريظة‪ ،‬فدفعه إلى ُ‬
‫ً‬
‫نيار وأبو ُبردة الذي رخص له رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يذبح جذعا من‬
‫حيصة وليذفف‬ ‫م َ‬‫المعز فى الضحى ‪ -‬وقال ‪ :‬ليضربه ُ‬
‫عليه أبو ب ُْردة‪ ،‬فضربه ضربة لم تقطع ‪ ،‬وذفف أبو ب ُْردة فأجهز عليه ‪.‬‬
‫فقال حويصة‪ ،‬وكان كافرًا‪ ،‬لخيه محيصة ‪ :‬أقتلت كعب بن يهوذا؟‬
‫ب شحم ٍ قد نبت فى بطنك‬ ‫ويصة ‪ :‬أما والله لُر ّ‬ ‫ح َ‬‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال ُ‬
‫محيصة‪ ،‬فقال له محيصة ‪ :‬لقد أمرنى بقتله‬ ‫من ماله ‪ ،‬إنك للئيم يا ُ‬
‫من لو أمرني بقتلك لقتلتك ‪ ،‬فعجب من قوله ثم ذهب عنه متعجبا‪ً.‬‬
‫حيصة‪.‬‬
‫م َ‬
‫فذكروا أنه جعل يتيقظ من الليل ‪ :‬فيعجب من قول أخيه ُ‬
‫ن ‪ .‬ثم أتى النبى صلى الله عليه وسلم فأسلم‬
‫دي ٌ‬
‫حتى أصبح وهو يقول ‪ :‬والله إن هذا ل ِ‬
‫‪،‬‬
‫حيصة فى ذلك أبياتا ً قد كتبناها‪.‬‬ ‫م َ‬
‫فقال ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت إقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بعد قدومه من‬
‫ن وشهَر رمضان ‪ ،‬وغزته قريش‬ ‫نجران ‪ ،‬جمادى الخرة ورجبا ً وشعبا َ‬
‫غزوة أحد فى شوال سنة ثلث ‪.‬‬

‫م بعون الله الجزء الثالث‬‫ت ّ‬


‫من السيرة النبوية‪-‬لبن هشام‬
‫ويليه إن شاء الله ‪ -‬الجزء الرابع‬
‫حد‬
‫وأوله ‪ :‬غزوة أ ُ‬
‫أعان الله على إتمامه‬
‫فهرست سيرة ابن هشام‬
‫الجزء الثالث‬
‫هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫‪5‬‬
‫سبب تأخر أبى بكر وعلى في الهجرة‬
‫‪5‬‬
‫قريش تتشاور في أمره عليه السلم‬

‫‪5‬‬
‫استخلفه صلى الله عليه وسلم علّيا‬
‫‪8‬‬
‫ما نزل فى ترّبص المشركين بالنبي‬
‫‪9‬‬
‫أبو بكر يطمع في المصاحبة‬
‫‪10‬‬
‫حديث الهجرة إلى المدينة‬
‫‪10‬‬
‫من علم بأمر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫‪11‬‬
‫في الغار‬
‫‪12‬‬
‫من قام بشأن الرسول صلى الله عليه وسلم في الغار‬
‫‪12‬‬
‫سبب تسمية أسماء بذات النطاق‬
‫‪13‬‬
‫راحلة الرسول‬
‫‪13‬‬
‫أبو جهل يضرب أسماء‬
‫‪14‬‬
‫الجنى الذي تغنى بمقدمه صلى الله عليه وسلم‬
‫‪14‬‬
‫نسب أم معبد‬
‫‪14‬‬
‫موقف آل أبي بكر بعد الهجرة‬
‫‪15‬‬
‫سراقة بن مالك‬
‫‪15‬‬
‫إسلم سراقة‬
‫‪17‬‬
‫طريق الهجرة‬
‫‪17‬‬
‫قدومه صلى الله عليه وسلم قباء‬
‫‪19‬‬
‫منزله عليه السلم بقباء‬
‫‪20‬‬
‫منزل أبى بكر بقباء‬
‫‪21‬‬
‫منزل على بقباء‬
‫‪21‬‬
‫من فضائل سهل بن حنيف‬
‫‪21‬‬
‫مسجد قباء‬
‫‪22‬‬
‫خروج الرسول من قباء وذهابه إلى المدينة‬
‫‪22‬‬
‫اعتراض القبائل له لينزل عندها‬
‫‪22‬‬
‫مبرك الناقة‬
‫‪23‬‬
‫بناء مسجد المدينة‬
‫‪24‬‬
‫عمار والفئة الباغية‬
‫‪25‬‬
‫الرسول ينزل فى بيت أبى أيوب‬
‫‪26‬‬
‫من أدب أبى أيوب‬
‫‪27‬‬
‫تلحق المهاجرين إلى المدينة‬
‫‪28‬‬
‫أبو سفيان يعتدي على دار بني جحش‬
‫‪28‬‬
‫من بقي على شركه من أهل المدينة‬
‫‪29‬‬
‫خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪30‬‬
‫الرسول يوادع اليهود وكتابه بين المسلمين‬
‫‪31‬‬
‫المؤاخاة بين المهاجرين والنصار‬
‫‪36‬‬
‫موت أبي أمامة‬
‫‪39‬‬
‫نقابته عليه السلم لبنى النجار‬
‫‪39‬‬
‫خبر الذان‬
‫‪40‬‬
‫التفكير في اتخاذ علمة لحلول وقت الصلة‬
‫‪40‬‬
‫رؤيا عبد الله بن زيد الذان‬
‫‪40‬‬
‫أمره بلل ً بالذان‬
‫‪41‬‬
‫رؤيا عمر فى الذان‬
‫‪41‬‬
‫ما كان يدعو به بلل قبل الفجر‬
‫‪42‬‬
‫أمر أبى قيس بن أبى أنس‬
‫‪43‬‬
‫عداوة اليهود‬
‫‪46‬‬
‫قبائلهم وأسماؤهم‬
‫‪46‬‬
‫س َ‬
‫لم‬ ‫إسلم عبد الله بن َ‬
‫‪49‬‬
‫تكذيب قومه له‬
‫‪50‬‬
‫من حديث مخيريق‬
‫‪51‬‬
‫حديث صفية بنت حيى‬
‫‪52‬‬
‫المنافقون بالمدينة‬
‫‪52‬‬
‫المنافقون من أحبار اليهود‬
‫‪60‬‬
‫طرد المنافقين من المسجد‬
‫‪61‬‬
‫ما ادعاه يهود فى عذاب الخرة‬
‫‪63‬‬
‫سؤال اليهود الرسول وإجابته‬
‫‪79‬‬
‫اليهود ينكرون نبوة سليمان عليه السلم ورد الله عليهم‬
‫‪80‬‬
‫كتابه صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر‬
‫‪80‬‬
‫ما نزل فى أبى ياسر وأخيه‬
‫‪82‬‬
‫لسلم وما نزل فى ذلك‬ ‫كفر اليهود با ِ‬
‫‪83‬‬
‫تنازع اليهود والنصارى عند الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫‪85‬‬
‫ما قالته اليهود عند صرف القبلة إلى الكعبة‬
‫‪86‬‬
‫كتمانهم ما فى التوراة‬
‫‪88‬‬
‫لسلم‬ ‫جوابهم النبى عليه السلم حين دعاهم إلى ا ِ‬
‫‪89‬‬
‫جمعهم في سوق بني قينقاع‬
‫‪89‬‬
‫دخوله صلى الله عليه وسلم بيت المد َْراس‬
‫‪90‬‬
‫تنازع اليهود والنصارى في إبراهيم عليه السلم‬
‫‪90‬‬
‫ما نزل في إيمانهم غدوة وكفرهم عشيا‬
‫‪91‬‬
‫ما نزل في قول أبي رافع أتريد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى‬
‫‪91‬‬
‫ما نزل في أخذ الميثاق عليهم‬
‫‪92‬‬
‫سعيهم فى الوقيعة بين النصار‬
‫‪93‬‬
‫يوم بعاث‬
‫‪93‬‬
‫ما نزل فى قولهم ‪ :‬ما اتبع محمدا ً إل شرارنا‬
‫‪95‬‬
‫ما نزل فى َنهى المسلمين عن مباطنة اليهود‬
‫‪95‬‬
‫دخول أبي بكر بيت المدراس‬
‫‪96‬‬
‫أمر اليهود المؤمنين بالبخل‬
‫‪97‬‬
‫اليهود ‪ -‬لعنهم الله ‪ -‬يجحدون الحق‬
‫‪98‬‬
‫حَزب الحزاب‬ ‫من َ‬
‫‪99‬‬
‫إنكار اليهود التنزيل‬
‫‪100‬‬
‫اتفاقهم على طرح الصخرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪101‬‬
‫دعاؤهم أنهم أحباء الله‬ ‫ا ّ‬
‫‪101‬‬
‫إنكارهم نزول كتاب من بعد موسى‬
‫‪101‬‬
‫رجوعهم إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى حكم الرجم‬
‫‪102‬‬
‫ظلمهم في الدية‬
‫‪105‬‬
‫رغبتهم في فتنة الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫‪105‬‬
‫إنكارهم نبوة عيسى عليه السلم‬
‫‪106‬‬
‫ادعاؤهم أنهم على الحق‬
‫‪106‬‬
‫إشراكهم بالله‬
‫‪107‬‬
‫نهى الله المؤمنين عن موادتهم‬
‫‪107‬‬
‫سؤالهم عن قيام الساعة‬
‫‪108‬‬
‫ً‬
‫ادعاؤهم أن عَُزيرا ابن الله‬
‫‪109‬‬
‫ً‬
‫طلبهم كتابا من السماء‬
‫‪110‬‬
‫سؤالهم له صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين‬
‫‪110‬‬
‫تهجمهم على ذات الله جل في عله‬
‫‪110‬‬
‫ذكر نصارى نجران وما نزل الله فيهم‬
‫‪112‬‬
‫معنى العاقب والسيد والسقف‬
‫‪112‬‬
‫إسلم كوز بن علقمة‬
‫‪113‬‬
‫رؤساء نجران وإسلم ابن رئيس‬
‫‪113‬‬
‫صلتهم إلى جهة المشرق‬
‫‪114‬‬
‫أسماؤهم ومعتقداتهم‬
‫‪114‬‬
‫ما نزل فيهم من القرآن‬
‫‪115‬‬
‫ما نزل من القران فيما اتبعه اليهود والنصارى‬
‫‪119‬‬
‫ما نزل من القرآن في وعظ المؤمنين وتحذيرهم‬
‫‪120‬‬
‫خْلق عيسى وخبر مريم وزكريا‬ ‫ما نزل في َ‬
‫‪120‬‬
‫خبر زكريا ومريم عليهما السلم‬
‫‪121‬‬
‫كفالة جريج مريم‬
‫‪121‬‬
‫رفع عيسى عليه السلم‬
‫‪123‬‬
‫إباؤهم الملعنة‬
‫‪125‬‬
‫أبو عبيدة يتولى أمرهم‬
‫‪126‬‬
‫أخبار عن المنافقين‬
‫‪126‬‬
‫شقاء عبد الله بن أبى وأبي عامر بن صيفى‬
‫‪126‬‬
‫نفاق ابن أبى‬
‫‪127‬‬
‫كفر أبى عامر بن صيفى‬
‫‪128‬‬
‫جزاء ابن صيفى لتعريضه به صلى الله عليه وسلم‬
‫‪128‬‬
‫الختصام فى ميراثه إلى قيصر‬
‫‪128‬‬
‫تعّرض ابن أبى له صلى الله عليه وسلم وغضب قومه منه‬
‫‪129‬‬
‫غضبه صلى الله عليه وسلم من قول ابن أبي‬
‫‪131‬‬
‫ذكر من اعتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة‬
‫‪132‬‬
‫مرض أبى بكر وبلل وعامر بن فهيرة‬
‫‪132‬‬
‫دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بنقل وباء المدينة إلى مهيعة‬
‫‪133‬‬
‫بدء قتال المشركين‬
‫‪134‬‬
‫تاريخ الهجرة‬
‫‪135‬‬
‫عمره صلى الله عليه وسلم حين الهجرة‬
‫‪135‬‬
‫دان‬
‫غزوة و ّ‬
‫‪135‬‬
‫عبيدة بن الحارث‬
‫سرية ُ‬
‫‪136‬‬
‫أول سهم ُرمى به فى السلم‬
‫‪136‬‬
‫من فر من المشركين إلى المسلمين فى هذه السرية‬
‫‪136‬‬
‫شعر أبي بكر فى هذه السرية‬
‫‪137‬‬
‫ابن الزبعرى يرد على أبي بكر‬
‫‪138‬‬
‫سعد بن أبي وقاص يذكر رميته فى هذه السرية‬
‫‪139‬‬
‫لسلم‬‫أول راية في ا ِ‬
‫‪139‬‬
‫سرية حمزة إلى سيف البحر‬
‫‪140‬‬
‫ما فعلته هذه السرية‬
‫‪140‬‬
‫من قال إن أول راية كانت لحمزة رضى الله عنه وشعر حمزة فى ذلك‬
‫‪140‬‬
‫أبو جهل يرد على حمزة‬
‫‪141‬‬
‫غزوة بواط‬
‫‪142‬‬
‫من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينة‬
‫‪142‬‬
‫غزوة العشيرة‬
‫‪143‬‬
‫من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينة‬
‫‪143‬‬
‫الطريق الذي سلكه صلى الله عليه وسلم إلى هذه الغزوة‬
‫‪143‬‬
‫تكنيته صلى الله عليه وسلم علّيا أبا تراب‬
‫‪144‬‬
‫أشقى رجلين‬
‫‪144‬‬
‫سرية سد بن أبى وقاص‬
‫‪145‬‬
‫غزوة سفوان‬
‫‪145‬‬
‫سرية عبد الله بن جحش‬
‫‪146‬‬
‫الكتاب الذي حمله من الرسول‬
‫‪146‬‬
‫أصحاب ابن جحش فى هذه السرية‬
‫‪146‬‬
‫ابن جحش يفتح الكتاب‬
‫‪147‬‬
‫من تخلف عن السرية وسببه‬
‫‪147‬‬
‫السرية تلّتقي بّتجارة لقريش‬
‫‪148‬‬
‫اسم الحضرمى ونسبه‬
‫‪148‬‬
‫مجرى المعركة‬
‫‪148‬‬
‫إنكار الرسول قتالهم فى الشهر الحرم‬
‫‪149‬‬
‫القرآن يقر ما فعله ابن جحش‬
‫‪150‬‬
‫طمع أمير السرية في الجر وما نزل فى ذلك من القران‬
‫‪150‬‬
‫إحلل الفيء وقسمه‬
‫‪151‬‬
‫أول غنيمة للمسلمين‬
‫‪151‬‬
‫شعر عبد الله بن جحش فى هذه السرية‬
‫‪151‬‬
‫صرف القبلة إلى الكعبة‬
‫‪152‬‬
‫غزوة بدر الكبرى‬
‫‪152‬‬
‫عير أبي سفيان‬
‫‪152‬‬
‫سماعه صلى الله عليه وسلم بأبى سفيان وندب المسلمين للتجارة التي معه‬
‫‪152‬‬
‫رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب‬
‫‪153‬‬
‫انتشار حديث الرؤيا في قريش‬
‫‪154‬‬
‫ً‬
‫ضمضم الغفاري يستنجد قريشا لبى سفيان‬
‫‪155‬‬
‫قريش تتجهز للخروج‬
‫‪156‬‬
‫تخلف أبى لهب عن بدر‬
‫‪156‬‬
‫أمية بن خلف يحاول التخلف‬
‫‪156‬‬
‫ما وقع بين قريش وكنانة من الحرب قبل بدر‬
‫‪156‬‬
‫قتل مكرز عامر بن الملوح‬
‫‪157‬‬
‫ً‬
‫ما قاله مكرز شعرا في قتله عامر‬
‫‪158‬‬
‫خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪159‬‬
‫اللواء والرايتان‬
‫‪159‬‬
‫عدد إبل المسلمين إلى بدر‬
‫‪159‬‬
‫الطريق إلى بدر‬
‫‪160‬‬
‫ما قاله أبو بكر وعمر والمقداد تشجيعا للجهاد‬
‫‪161‬‬
‫استشارة النصار‬
‫‪162‬‬
‫التعرف على أخبار قريش‬
‫‪162‬‬
‫نجاة أبى سفيان بالعير‬
‫‪165‬‬
‫رؤيا جهيم عن مصارع قريش‬
‫‪165‬‬
‫أبو سفيان يرسل إلى قريش يطلب منهم الرجوع‬
‫‪166‬‬
‫الخنس يرجع ببنى زهرة‬
‫‪166‬‬
‫قريش تنزل بالعدوة والمسلمون يبدر‬
‫‪167‬‬
‫الحباب يشير عليه صلى الله عليه وسلم بمكان النزول‬
‫‪167‬‬
‫بناء العريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪168‬‬
‫ارتحال قريش ودعاء الرسول عليهم‬
‫‪168‬‬
‫محاولة قريش الرجوع عن القتال‬
‫‪169‬‬
‫الحنظلية ونسبها‬
‫‪170‬‬
‫مقتل السود بن عبد السد المخزومى‬
‫‪172‬‬
‫دعاء عتبة إلى المبارزة‬
‫‪172‬‬
‫التقاء الفريقين‬
‫‪173‬‬
‫تاريخ وقعة بدر‬
‫‪173‬‬
‫ضرب الرسول ابن غزية‬
‫‪173‬‬
‫الرسول يناشد ربه النصر‬
‫‪174‬‬
‫أول شهيد من المسلمين‬
‫‪175‬‬
‫الرسول يحرض على القتال‬
‫‪175‬‬
‫ما استفتح به أبو جهل‬
‫‪176‬‬
‫الرسول يرمى المشركين بالحصباء‬
‫‪176‬‬
‫نهى النبى عن قتل البعض وسببه‬
‫‪177‬‬
‫مقتل أمية بن خلف‬
‫‪179‬‬
‫الملئكة تشهد وقعة بدر‬
‫‪181‬‬
‫مقتل أبى جهل‬
‫‪182‬‬
‫رأس عدو الله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪184‬‬
‫حديث عكاشة بن محصن‬
‫‪185‬‬
‫طرح المشركين فى القليب‬
‫‪187‬‬
‫شعر حسان فى ذلك‬
‫‪188‬‬
‫الفتية الذين نزل فيهم " إن الذين توفاهم الملئكة ظالمى أنفسهم "‬
‫‪190‬‬
‫فىء بدر واختلف المسلمين فيه‬
‫‪191‬‬
‫بشرى الفتح‬
‫‪192‬‬
‫الرجوع إلى المدينة‬
‫‪192‬‬
‫تهنئة المسلمين الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتح‬
‫‪193‬‬
‫مقتل النضر وعقبة‬
‫‪193‬‬
‫ليصاء بالساري‬‫ا ِ‬
‫‪195‬‬
‫بلوغ مصاب قريش فى رجالها إلى مكة‬
‫‪196‬‬
‫قريش تنوح على قتلها وشعر السود في رثاء أولده‬
‫‪198‬‬
‫فداء أساري قريش وفداء أبى وداعة‬
‫‪199‬‬
‫سَهيل بن عمرو‬ ‫فداء ُ‬
‫‪199‬‬
‫النهي عن التمثيل بالعدو‬
‫‪200‬‬
‫أسر عمرو بن أبى سفيان‬
‫‪201‬‬
‫قصة زينب بنت الرسول وزوجها أبى العاص‬
‫‪202‬‬
‫قريش تشغل الرسول عليه السلم بطلق بناته‬
‫‪202‬‬
‫تحريم زينب على أبى العاص بن الربيع‬
‫‪203‬‬
‫رد المسلمين فدية زينب لبى العاص‬
‫‪203‬‬
‫خروج زينب إلى المدينة وما أصابها عند خروجها‬
‫‪204‬‬
‫كنانة يرجع زينب حتى تهدأ الصوات ضدها‬
‫‪205‬‬
‫شعر لبى خيثمة فى شأن زينب‬
‫‪206‬‬
‫شعر هند وكنانة فى هجرة زينب‬
‫‪207‬‬
‫الرسول يستبيح دم هبار الذي روع ابنته زينب‬
‫‪208‬‬
‫إسلم أبي العاص بن الربيع‬
‫‪208‬‬
‫المسلمون يستولون على مال لبي العاص وقدومه لسترداده‬
‫‪208‬‬
‫المسلمون يردون لبى العاص ماله ‪ ،‬وإسلمه بعد ذلك‬
‫‪209‬‬
‫الرسول يرد زينب إلى أبى العاص‬
‫‪210‬‬
‫من أمانة زوج زينب ابنة الرسول‬
‫‪210‬‬
‫ن عليه بغير فداء‬‫م ّ‬
‫من ُ‬
‫َ‬
‫‪211‬‬
‫ما مدح به أبو عزة الرسول عندما أطلقه بغير فداء‬
‫‪212‬‬
‫مقدار الفداء للسير‬
‫‪212‬‬
‫عمير بن وهب بعد تحريض صفوان له على قتل الرسول‬ ‫إسلم ُ‬
‫‪212‬‬
‫من دلئل نبوته صلى الله عليه وسلم‬
‫‪213‬‬
‫لسلم فى مكة‬ ‫عمير يدعو إلى ا ِ‬
‫‪214‬‬
‫من رأى إبليس عندما نكص على عقبيه يوم بدر‬
‫‪215‬‬
‫شعر حسان بن ثابت يفخر بقومه ويذكر خداع إبليس قريشا ً‬
‫‪216‬‬
‫المطِعمون من قريش‬
‫‪217‬‬
‫أسماء خيل المسلمين يوم بدر‬
‫‪218‬‬
‫نزول سورة النفال تصف أحداث بدر‬
‫‪218‬‬
‫ما نزل في تقسيم الفىء بعد اختلف المسلمين فيه‬
‫‪218‬‬
‫ما نزل في خروج المسلمين لملقاة قريش‬
‫‪219‬‬
‫ما نزل فى تبشير المسلمين وتحريضهم على القتل‬
‫‪220‬‬
‫ما نزل فى رميهم بالحصباء‬
‫‪221‬‬
‫ما نزل في الستفتاح‬
‫‪222‬‬
‫القران يحض المسلمين على طاعة الرسول‬
‫‪222‬‬
‫تذكير الرسول بنعمة الله عليه‬
‫‪223‬‬
‫ما نزل في غرة قريش واستفتاحهم على أنفسهم‬
‫‪223‬‬
‫ما نزل فى معاوني أبى سفيان‬
‫‪225‬‬
‫ما نزل من المر بقتال الكفار‬
‫‪225‬‬
‫ما نزل فى تقسيم الفىء وأسباب النصر‬
‫‪226‬‬
‫ما نزل فى لطفه تعالى به صلى الله عليه وسلم‬
‫‪227‬‬
‫وعظ المسلمين وتعليمهم فنون الحرب‬
‫‪228‬‬
‫ما نزل في المغانم والساري‬
‫‪231‬‬
‫الحض على التواصل والتواد والولية بين المسلمين ورد المواريث إلى أهلها‬
‫‪232‬‬
‫من حضر بدرا من المسلمين‬
‫‪232‬‬
‫من شهدها من المهاجرين‬
‫‪232‬‬
‫ً‬
‫عدد من شهد بدرا من المهاجرين‬
‫‪240‬‬
‫من شهد بدرا ً من النصار‬
‫‪241‬‬
‫عدد من شهد بدرا ً من الوس‬
‫‪246‬‬
‫ً‬
‫من شهد بدرا من الخزرج‬
‫‪246‬‬
‫ً‬
‫عدد من شهد بدرا من الخزرج‬
‫‪261‬‬
‫ً‬
‫عدد من شهد بدرا من المهاجرين والنصار‬
‫‪261‬‬
‫من استشهد من المسلمين يوم بدر‬
‫‪262‬‬
‫من المهاجرين‬
‫‪262‬‬
‫من النصار‬
‫‪262‬‬
‫من قتل ببدر من المشركين‬
‫‪263‬‬
‫عدد من قتل من المشركين يوم أحد‬
‫‪270‬‬
‫ذكر أسرى قريش يوم بدر‬
‫‪272‬‬
‫ما قيل من الشعر في يوم بدر‬
‫‪277‬‬
‫ما قاله حمزة بن عبد المطحلب‬
‫‪277‬‬
‫رد هشام بن المغيرة على ما قاله حمزة‬
‫‪278‬‬
‫شعر لعلي بن أبى طالب في يوم بدر‬
‫‪279‬‬
‫شعر الحارث بن هشام يرد به على على رضي الله عنه‬
‫‪280‬‬
‫شعر ضرار بن الخطاب في يوم بدر‬
‫‪281‬‬
‫شعر كعب بن مالك يرد على ضرار بن الخطاب‬
‫‪282‬‬
‫شعر عبد الله بن الزبعرى يبكى قتلى بدر‬
‫‪283‬‬
‫شعر حسان بن ثابت يرد على ابن الزبعرى‬
‫‪284‬‬
‫شعر لحسان فى يوم بدر أيضا‬
‫‪285‬‬
‫شعر للحارث بن هشام يرد على حسان‬
‫‪286‬‬
‫شعر آخر لحسان في يوم بدر‬
‫‪287‬‬
‫شعر عبيدة بن الحارث فى يوم بدر ويذكر قطع رجله‬
‫‪291‬‬
‫شعر كعب بن مالك في رثاء عبيدة‬
‫‪292‬‬
‫شعر لكعب بن مالك في يوم بدر‬
‫‪292‬‬
‫شعر طالب في مدحه صلى الله عليه وسلم وبكاء قتلى قريش‬
‫‪293‬‬
‫ضرار بن الخطاب يرثي أبا جهل بعد غزوة بدر‬
‫‪294‬‬
‫الحارث يرثي أخاه أبا جهل‬
‫‪295‬‬
‫شعر أبي بكر بن السود في رثاء قتلى قريش‬
‫‪296‬‬
‫أمية بن أبي الصلت يرثى من أصيب من قريش يوم بدر‬
‫‪297‬‬
‫شعر أمية في رثاء زمعة وقتلى بني أسد‬
‫‪299‬‬
‫شعر معاوية بن زهير في يوم بدر‬
‫‪300‬‬
‫شعر لهند بنت عتبة تبكي أباها يوم بدر‬
‫‪304‬‬
‫شعر صفية بنت مسافر فى رثاء أهل القليب في بدر‬
‫‪306‬‬
‫رثاء هند بنت أثاثة عباد بن المطلب‬
‫‪308‬‬
‫شعر قتيلة بنت الحارث تبكى أخاها النضر‬
‫‪308‬‬
‫غزوة بني سليم بالكدر‬
‫‪309‬‬
‫غزوة السويق‬
‫‪310‬‬
‫اعتداء أبى سفيان وخروج الرسول خلفه‬
‫‪310‬‬
‫سبب تسمية هذه الغزوة باسمها‬
‫‪311‬‬
‫ً‬
‫ما قاله أبو سفيان شعرا فى هذه الغزوة‬
‫‪312‬‬
‫مر‬‫غزوة ذي أ َ‬
‫‪312‬‬
‫فُرع من بحران‬ ‫غزوة ال ُ‬
‫‪313‬‬
‫أمر بنى قينقاع‬
‫‪313‬‬
‫ما قاله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وردهم عليه‬
‫‪313‬‬
‫ن‬
‫ما نزل فيهم من القرآ ّ‬
‫‪314‬‬
‫بنو قينقاع أول من نقض عهده صلى الله عليه وسلم‬
‫‪314‬‬
‫سبب حرب المسلمين إياهم‬
‫‪314‬‬
‫تدخل ابن أبي في شأنهم معه صلى الله عليه وسلم‬
‫‪315‬‬
‫مدة حصار بنى قينقاع‬
‫‪315‬‬
‫خلع ابن الصامت بنى قينقاع وما نزل فيه من القرآن وفى ابن أبى‬
‫‪316‬‬
‫قردة‬
‫سرية زيد بن حارثة إلى ال َ‬
‫‪317‬‬
‫زيد بن حارثة يصيب العير‬
‫‪317‬‬
‫ما قاله حسان فى هذه الغزوة‬
‫‪317‬‬
‫مقتل كعب بن الشرف‬
‫‪318‬‬
‫استنكاره ما فعله المسلمون بقريش في بدر‬
‫‪318‬‬
‫ما قاله كعب تحريضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪319‬‬
‫مارد به عليه حسان رضي الله عنه‬
‫‪319‬‬
‫ما ردت به امرأة من المسلمين على كعب‬
‫‪320‬‬
‫ما أجابها به كعب بن الشرف‬
‫‪320‬‬
‫تشبيب كعب ‪،‬بنساء المسلمين والخذ في قتله‬
‫‪321‬‬
‫ما قاله كعب بن مالك قي هذه الحادثة‬
‫‪324‬‬
‫ما قاله حسان في هذه الحادثة‬
‫‪325‬‬
‫أمر محيصة وحويصة‬
‫‪326‬‬
‫لوم حويصة محيصة لقتله يهوديا‬
‫‪326‬‬
‫ما قاله محيصة فى ذلك شعرا ً‬
‫‪326‬‬
‫رواية أخرى فى قتل محيصة اليهودي‬
‫‪327‬‬
‫تم الجزء الثالث من سيرة ابن هشام‬

‫السيرة النبوية‬
‫ابن هشام‬
‫الجزء الرابع‬
‫صفحة ‪101 - 1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫غزوة أحد‬
‫حّبان وعاصم بن‬ ‫حيى بن ِ‬ ‫ي ومحمد بن َي ْ‬ ‫ن حّدث ابن إسحاق بغزوة أحد‪ :‬وكان من حديث أحد‪ ،‬كما حدثني محمد بن ُمسلم الزهر ّ‬ ‫َم ْ‬
‫عمر بن سعد بن ُمعاذ وغيرهم من علمائنا‪ ،‬كلهم قد حّدث بعض الحديث عن يوم أحد‪،‬‬ ‫صْين بن عبد الرحمن بن ُ‬ ‫ح َ‬‫عمر بن ‪َ.‬قتادة وال ُ‬ ‫ُ‬
‫وقد اجتمع حديُثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد قالوا‪ ،‬أو من قال منهم ‪:‬‬
‫ش أصحاب القليب ‪ ،‬ورجع َفّلهم‬ ‫قريش تجمع المال لحرب النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ :‬لما أصيب يوم بدر من كفار قري َ‬
‫عْكرمة بن أبي جهل ‪ .،‬وصفوان بن أمية في رجال من‬ ‫إلى مكة‪ ،‬ورجع أبو سفيان بن حرب ِبِعيره مشى عبد ال بن أبي ربيعة‪ ،‬و ِ‬
‫قريش ‪ ،‬ممن أصيب اباؤهم وإخوانهم يوم بدر‪ ،‬فكلموا أبا سفيان بن حرب ‪ ،‬ومن ‪ .‬كانت له في تلك العير من قريش تجارة‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫يا معشر قريش‪ ،‬إن محمدا قد وتركم ‪ ،‬وقتل خياَركم ‪ ،‬فأعينونا بهذا المال على حربه ‪ ،‬فعّلنا ندرك منه ثأَرنا بمن أصاب منا‪ ،‬ففعلوا‪.‬‬
‫ن َأْمَواَلُهْم‬
‫ن َكَفُروا ُيْنِفُقو َ‬‫ن اّلِذي َ‬
‫ما نزل فيهم من القرآن ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ففيهم ‪ ،‬كما ذكر لي بعض أهل العلم ‪ ،‬أنزل ال تعالى ‪ِ{ :‬إ ّ‬
‫ن } ]النفال‪[36 :‬‬ ‫شُرو َ‬
‫حَ‬‫جَهّنَم ُي ْ‬
‫ن َكَفُروا ِإَلى َ‬
‫ن َواّلِذي َ‬
‫سَرًة ُثّم ُيْغَلُبو َ‬
‫حْ‬
‫عَلْيِهْم َ‬
‫ن َ‬
‫سُينِفُقوَنَها ُثّم َتُكو ُ‬
‫ل ال َف َ‬‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬
‫عْ‬‫صّدوا َ‬‫ِلَي ُ‬
‫اجتماع قريش للحرب ‪ :‬فاجتمعت قريش لحرب رسول ال صلى ال عليه وسلم ال حين فعل ذلك أبو سفيان بن حرب ‪ ،‬وأصحاب‬
‫ن عليه رسول ال‬ ‫حي قد َم ّ‬ ‫جَم ِ‬
‫عمرو بن عبد ال ال ُ‬ ‫العير بأحابيشها)‪ ،(1‬ومن أطاعها من قبائل كنانة‪ ،‬وأهل ِتهامة وكان أبو عّزة َ‬
‫صلى ال عليه وسلم يوم بدر‪ ،‬وكان فقيرًا ذا عيال وحاجة‪ ،‬وكان في السارى فقال ‪ :‬إنى فقير ذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن‬
‫ن عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬فقال له صفوان بن أمية‪ :‬يا أبا عزة إنك امرؤ شاعر‪ ،‬فأعّنا بلسانك ‪ ،‬فاخرج معنا؛‬ ‫ى ‪ ،‬فم ّ‬‫عل ّ‬
‫ت أن‬ ‫ت أن أغنَيك ‪ ،‬وإن أصب َ‬ ‫ى إن رجع ُ‬ ‫ي فل أريد أن أظاهر عليه ؛ قال ‪ :‬بلى فأعّنا بنفسك ‪ ،‬فلك ال عل ّ‬ ‫ن عل ّ‬ ‫فقال ‪ :‬إن محمدًا قد م ّ‬
‫عسر ويسر‪ ،‬فخرج أبو عزة في ِتهامة‪ ،‬ويدعو بنى كنانة ويقول ‪:‬‬ ‫أجعل بناتك مع بناتى‪ ،‬يصيبهن ما أصابهن من ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫حامْ‬
‫حماٌة وأبوكم َ‬ ‫أنتم ُ‬ ‫‪ #‬أيهًا بني عبد مناَة الــــّرّزام‬
‫ل إسلْم‬
‫ل ُتسلمونى ل يح ّ‬ ‫‪ #‬ل َتعُدونى َنصَركم بعَد العـــام‬
‫جَمح إلى بنى مالك بن كنانة‪ ،‬يرضهم ويدعوهم إلى حرب رسول ال صلى ال‬ ‫حذافة بن ُ‬
‫وخرج ُمساِفع بن عبد مناف بن وهب بن ُ‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫شُد ذا القرَبى وذا الّتَذّمم‬
‫أن ُ‬ ‫‪ #‬يا مال ‪ ،‬مال الحسب المقـَـدِم‬

‫حّرِم‬
‫سط البلِد الَم َ‬
‫فو ْ‬‫حل َ‬‫ال ِ‬ ‫حــم‬
‫حٍم ومن لم َيْر َ‬‫‪ #‬من كان ذا ُر ْ‬
‫‪ #‬عند حطيم الكعبِة المعظِم‬
‫ف الحبشة‪َ ،‬قّلما ُيخطىء بها‪ ،‬فقال له ‪ :‬اخرج مع الناس ‪،‬‬ ‫حشى‪ ،‬يقذف بحربة له َقْذ َ‬ ‫طِعم غلما له حبشيا يقال له ‪َ :‬و ْ‬‫جبير بن ُم ْ‬
‫ودعا ُ‬
‫ي ‪ ،‬فأنت عتيق ‪.‬‬ ‫طَعيمة بن عد ّ‬ ‫فإن أنت قتلت حمزَة عّم محمد بعمى ُ‬
‫خروج قريش ومن معها‪ :‬فخرجت قريش بحّدها وجّدها وحديدها وأحابيشها‪ ،‬ومن تابعها من بني ِكنانة‪ ،‬وأهل ِتهامة وخرجوا معهم‬
‫عكرمة بن أبي جهل بأم‬ ‫عتبة وخرج ِ‬ ‫ظْعن التماس الحفيظة‪ ،‬وأل يفروا‪ .‬فخرج أبو سفيان بن حرب ‪ ،‬وهو قائد الناس ‪ ،‬بهند ابنة ُ‬ ‫بال ّ‬
‫حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة‪ ،‬وخرج الحارث بن هشام بن المغيرة بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة‪ ،‬وخرج صفوان بن‬
‫عَمير الثقفية‪ ،‬وهى أم عبد ال ابن صفوان بن أمية ‪.‬‬ ‫أمية ببرزة بنت مسعود بن عمر بن ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬رقية ‪.‬‬
‫عمرو بن العاص بَرْيطة بنت ُمنّبه بن الحجاج وهي أم عبد ال بن عمرو‪ ،‬وخرج طلحة بن أبي طلحة وأبو‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وخرج َ‬
‫جلس‬ ‫سلفة بنت سعد بن شهيد النصارية وهى أم بني طلحة ‪ُ :‬مسافع وال ُ‬ ‫طلحة عبد ال بن عبد الُعزى بن عثمان بن عبد الدار ب ُ‬
‫خناس بنت مالك بن الُمضّرب إحدى‬ ‫وِكلب ‪ُ ،‬قتلوا يومئذهم وأبوهم ‪ ،‬وخرجت ُ‬

‫عَمير‪ ،‬وهي أم مصعب بن عمير‪ ،‬وخرجت عمرة بنت علقمة إحدى نساء بنى‬ ‫سل مع ابنها أبي عزيز بن ُ‬ ‫حْ‬‫نساء بنى مالك بن ِ‬
‫ف ‪ ،‬وكان‬ ‫ش ِ‬‫سَت ْ‬
‫ف وا ْ‬
‫ش ِ‬‫سمة أ ْ‬‫عتبة كلما مرت بوحشي أو مر بها‪ ،‬قالت ‪َ :‬وْيهًا أبا َد ْ‬ ‫الحارث ابن عبد مناة بن كنانة ‪ .‬وكانت هند بنت ُ‬
‫سْبخة من قناة على شفير الوادي ‪ ،‬مقابل المدينة‪.‬‬ ‫سمة‪ ،‬فأقبلوا حتى نزلوا بعْيَنْين ‪ ،‬بجبل ببطن ال ّ‬ ‫وحشى ُيْكَنى بأبي َد ْ‬
‫رؤيا رسول ال صلى ال عليه وسلم ومشاورته القوم ‪ :‬قال فلما سمع بهم ‪ -‬رسول ال صلى ال عليه وسلم والمسلمون قد نزلوا‬
‫ى قد رأيت وال خيرا‪ ،‬رأيت بقرًا ورأيت في ُذباب سيفي َثْلما‪،‬‬ ‫حيث نزلوا‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم للمسلمين ‪ :‬إن ٍ‬
‫ورأيت أنى أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني بعض أهل العلم ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ :‬رأيت بقرًا لي ُتذبح ؟ قال ‪ :‬فأما البقر فهى ناس من أصحابي ‪ُ .‬يقَتلون ‪ ،‬وأما الّثْلم الذي رأيت في ذباب سيفي ‪ ،‬فهو رجل من‬
‫أهل‬
‫بيتى يقتل ‪.‬‬
‫مطالبة بعض المسلمين للخروج لملقاة الكفار خارج المدينة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا‪،‬‬
‫شّر ُمقام ‪ ،‬وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها‪ ،‬وكان رأي عبد ال بن أبي ابن سلول مع رأي رسول ال صلى ال‬ ‫فإن أقاموا أقاموا ب َ‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬يرى رأيه ‪ .‬في ذلك ‪ ،‬وأل يخرج إليهم ‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكره الخروج ‪ ،‬فقال رجال من المسلمين‬
‫ضُعفنا؟‬
‫جُبّنا عنهم و َ‬ ‫ممن أكرم ال بالشهادة يوم أحد وغيره ‪ ،‬ممن كان فاته بدر‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬اخرج بنا إلى أعدائنا‪ ،‬ل يرون أنا َ‬
‫فقال عبد ال بن أبي ابن سلول ‪ :‬يا رسول ‪ .‬ال ‪ ،‬أقم بالمدينة ل تخرج إليهم ‪ ،‬فوال ما خرجنا منها إلى عدو‬
‫لنا قط إل أصاب منا‪ ،‬ول دخلها علينا إل أصبنا‪ .‬منه ‪ ،‬فدعهم يا رسول ال ‪ ،‬فإن أقاموا أقاموا بشر محبس ‪ ،‬وإن دخلوا قاتلهم‬
‫الرجال في وجههم ‪ ،‬ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا‪.‬‬
‫ب "لقاء القوم ‪ ،‬حتى دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ح ّ‬‫فلم يزل الناس برسول ال صلى ال عليه وسلم الذين كان من أمرهم ُ‬
‫عمرو‪،.‬‬ ‫بيته ‪ ،‬فلبس لمته ‪ ،‬وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلة ‪ .‬وقد مات في ذلك اليوم رجل من النصار يقال له ‪ :‬مالك بن َ‬
‫أحد بني النجار فصلى عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ثم خرج عليهم ‪ ،‬وقد ندم الناس ‪ ،‬وقالوا‪ :‬استكرهنا رسول ال ‪ .‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬ولم يكن لنا ذلك ‪ .‬فلما خرج عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ال استكرهناك ولم يكن ذلك لنا‪،‬‬
‫ل‪،‬‬ ‫ضعها حتى ُيقات َ‬ ‫لَمَته أن ي َ‬ ‫ل ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما ينبغى لنبي إذا لبس َ‬ ‫فإن شئت فاقعْد صلى ال ال عليك ‪ ،‬فقال رسو ُ‬
‫فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم في ألف من أصحابه ‪.‬‬
‫ن أم مكتوم على الصلة بالناس ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل اب َ‬
‫ن سلول بُثلث الناس ‪،‬‬ ‫ن أبي اب ُ‬ ‫ن المدينة وأحد‪ ،‬انخذل عنه عبد ال ب ُ‬ ‫ط بي َ‬
‫شْو ِ‬
‫انخذال المنافقين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حتى إذا كانوا بال ّ‬
‫سنا هاهنا أيها الناس ‪ ،‬فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والّرْيب ‪ ،‬واتبعهم‬ ‫ل أنف َ‬‫وقال ‪ :‬أطاعهم وعصانى ‪ ،‬ما ندري علم نقت ُ‬
‫عمرو بن حرام ‪ ،‬أخو بني سلمة‪ ،‬يقول ‪ :‬يا قوم ‪ ،‬أذّكركم ال أل تخذلوا قوَمكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم ؛ فقالوا‪:‬‬ ‫عبد ال ابن َ‬
‫صْوا عليه وأبوا إل النصراف عنهم ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫لو نعلم ‪ ،‬أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ‪ ،‬ولكنا ل نرى أنه يكون قتال ‪ .‬قال ‪ :‬فلما اسَتْع َ‬
‫أبعدكم ال أعداَء ال فسُيغنى ال عنكم نبّيه ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وذكر غير زياد‪ ،‬عن محمد بن إسحاق عن الزهري ‪ :‬أن النصار يوم أحد‪ ،‬قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا‬
‫رسول ال أل نستعين بحلفائنامن يهود؟فقال ‪:‬لحاجة لنافيهم ما تفاءل به صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال زياد‪ :‬حدثني محمد بن‬
‫ب سي ٍ‬
‫ف‬ ‫ل َ‬
‫حّرة بنى حارثة‪ ،‬فذب فرس بذَنِبه ‪ ،‬فأصاب َك ّ‬ ‫إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬ومضى رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى سلك في َ‬
‫ل ول َيْعتا ُ‬
‫ف‬ ‫ب الفأ َ‬ ‫ل ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكان يح ّ‬ ‫فاستّله ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ِ :‬كلب سيف قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال رسو ُ‬
‫ف سُتسل اليوَم ‪.‬‬ ‫شْم سيَفك ‪ ،‬فإنى أرى السيو َ‬ ‫لصاحب السيف ‪ِ :‬‬
‫ن رجل يخرج بنا على القوم‬ ‫ما فعله مْرَبع المنافق حين سلك المسلمون حائطه ‪ :‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه ‪َ :‬م ْ‬
‫خْيثمة أخو بنى حارثة بن الحارث ‪ :‬أنا يا رسول ال ‪ ،‬فنفذ به في‬ ‫من َكَثب ‪ :‬أي من قرب ‪ ،‬من طريق ل يمر بنا عليهم ؟ فقال أبو َ‬
‫س رسول ال‬ ‫ظي ‪ ،‬وكان رجل منافقًا ضرير البصر‪ ،‬فلما سمع ح ّ‬ ‫حّرة بنى حارثة‪ ،‬وبين أموالهم ‪ ،‬حتى سلك في مال لِمْرَبع بن َقْي ِ‬ ‫َ‬
‫ل ال فإني ل أحل لك أن تدخل‬ ‫ت رسو َ‬ ‫حِثى في وجوههم التراب ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إن كن َ‬ ‫صلى ال عليه وسلم ومن معه من المسلمين ‪ ،‬قام َي ْ‬
‫حائطي ‪ .‬وقد ذكر لي أنه أخذ حفنة من تراب في يده ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬وال لو أعلم أني ل أصيب بها غيَرك يا محمد لضربت بها وجهك ‪.‬‬
‫فابتدره القوم ليقتلوه ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تقتلوه ‪ ،‬فهذا العمى أعمى القلب ‪ ،‬أعمى البصر‪ .‬وقد بدر إليه سعد‬
‫جه ‪.‬‬
‫بن زيد‪ ،‬أخو بنى عبد الشهل ‪ ،‬قبل َنْهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عنه ‪ ،‬فضربه بالقوس في رأسه ‪ ،‬فش ّ‬
‫عْدوة الوادي إلى الجبل ‪ ،‬فجعل‬ ‫شْعب من أحد‪ ،‬في ُ‬ ‫ل ال صلى ال عليه وسلم حتى نزل ال ّ‬ ‫نزول الرسول بأحد‪ :‬قال ‪ :‬ومضى رسو ُ‬
‫ع في زروع كانت‬ ‫سّرحت قريش الظهَر والُكرا َ‬ ‫ن أحد منكم حتى نأمَره بالقتال ‪ .‬وقد َ‬ ‫ظهَره وعسكَره إلى احد‪ ،‬وقال ‪ :‬ل يقاتل ّ‬
‫ع بنى َقْيَلة‬ ‫صْمغة ‪ ،‬من قناة للمسلمين ‪ :‬فقال رجل من النصار حين نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن القتال ‪ .‬أترعى زرو َ‬ ‫بال ّ‬
‫ضاِرب ! وتعّبى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ولّما ُن َ‬
‫عمرو بن عوف ‪ ،‬وهو ُمْعَلم يومئذ بثياب بيض ‪،‬‬ ‫جَبْير‪ ،‬أخا بنى َ‬ ‫للقتال ‪ ،‬وهو في سبعمائة رجل ‪ ،‬وأّمر على الّرماة عبد ال بن ُ‬
‫ن من ِقَبلك ‪.‬‬ ‫خلفنا‪ ،‬إن كانت لنا أو علينا‪ ،‬فاثبت مكاَنك ل ُنؤَتَي ّ‬ ‫ضح الخيل عنا بالَنبل ‪ ،‬ل يأتونا من َ‬ ‫والرماة خمسون رجل‪ ،‬فقال ‪ .‬اْن َ‬
‫وظاهر رسول‬
‫عَمير‪ ،‬أخي بني عبد الدار‪.‬‬ ‫صَعب بن ُ‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم بين درعين ودفع اللواَء إلى ِم ْ‬
‫الرسول يجيز من هم في سن الخامسة عشرة ومن لم يجزهم الرسول ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وأجاز رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫خِديج ‪ ،‬أخا بنى حارثة‪ ،‬وهما ابنا خمس عشرة سنة‪ ،‬وكان قد ردهما‪ ،‬فقيل له ‪ :‬يا‬ ‫جْندب الَفزاري ‪ ،‬ورافع بن َ‬ ‫سُمرة بن ُ‬ ‫يومئذ ! َ‬
‫رسول ال إن‬
‫سُمرة يصرع رافعًا‪ ،‬فأجازه ‪ .‬ورد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫رافعا راٍم ‪ ،‬فأجازه ؛ فلما أجاز رافعا قيل له ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬فإن َ‬
‫أسامة بن زيد‪ ،‬وعبد ال ابن عمر بن الخطاب ‪ ،‬وزيد بن ثابت ‪ ،‬أحد بنى مالك بن النجار‪ ،‬والَبراء بن عازب ‪ ،‬أحد بنى حارثة‪،‬‬
‫ظَهْير‪ ،‬أحد بني حارثة‪ ،‬ثم أجازهم يوم الخندق ‪،‬وهم أبناء خمس عشرة سنة‪.‬‬ ‫سْيد بن ُ‬ ‫حْزم ‪ ،‬أحد بني مالك ابن النجار‪ ،‬وأ َ‬ ‫وعمرو بن َ‬
‫جَنبوها‪ ،‬فجعلوا على ميمنة الخيل خالَد بن الوليد‪،‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وتعبأت قريش‪ ،‬وهم ثلثة الف رجل ‪ ،‬ومعهم مئتا فرس قد َ‬
‫عْكرمة بن أبي جهل ‪.‬‬ ‫وعلى ميسرتها ِ‬
‫جانة وشجاعته ‪ :‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬من يأخذ هذا السيف بحّقه ؟ فقام إليه رجال ‪ ،‬فأمسكه عنهم ‪ ،‬حتى قام‬ ‫أبو ُد ّ‬
‫خَرشة‪ ،‬أخو بنى ساعدة‪ ،‬فقال ‪ :‬وما حّقه يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬أن تشرب به العدو حتى ينحني ‪ ،‬قال ‪ :‬أنا‬ ‫سماك بن َ‬ ‫جانة ِ‬ ‫إليه أبو ُد ّ‬
‫ل شجاعًا يختال عند الحرب ‪ ،‬إذا كانت ‪ ،‬وكان إذا أعلم بعصابة له‬ ‫جانة رج ً‬ ‫اخذه يا رسول ال بحقه ‪ ،‬فأعطاه إياه ‪ .‬وكان أبو ُد ّ‬
‫صب‬ ‫حمراء‪ ،‬فاعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل ‪ ،‬فلما أخذ السيف من يد رسول ال صلى ال عليه وسلم أخرج عصابَته تلك ‪ ،‬فع َ‬
‫بها رأسه ‪ ،‬وجعل يتبختر بين الصفين ‪.‬‬
‫سَلمة‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني جعفر بن عبد ال بن أسلم ‪ ،‬مولى عمر ابن الخطاب ‪ ،‬عن رجل من النصار من بني َ‬
‫ل هذا الموطن ‪.‬‬ ‫جانة يتبختر‪ :‬إنها لِمشية يبغضها ال ‪ ،‬إل في مث ِ‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬حين رأى أبا ُد ّ‬
‫صْيفى بن مالك بن النعمان ‪،‬‬ ‫عمر ابن قتادة ‪ :‬أن أبا عامر‪ ،‬عبد عمرو بن َ‬ ‫أبو عامر الفاسق ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن ُ‬
‫عدًا لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬معه خمسون غلما من الوس ‪،‬‬ ‫ضَبيعة‪ ،‬وقد كان خرج حين خرج إلى مكة ُمبا ِ‬ ‫أحد بنى ُ‬
‫وبعض الناس كان يقول ‪ :‬كانوا خمسة عشر رجل‪ ،‬وكان َيِعد قريشًا أن لو قد لقي قومه لم يختلف عليه منهم رجلن ‪ .‬فلما التقى‬
‫الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الحابيش وعبدان أهل مكة‪ ،‬فنادى‪ :‬يا معشر الوس أنا‬
‫أبو عامر قالوا‪ :‬فل أنعم ال بك عينا يا فاسق ‪ .‬وكان أبو عامر ُيسمى في الجاهلية ‪ :‬الراهب ‪ ،‬فسماه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫خهم بالحجارة ‪.‬‬ ‫ضَ‬
‫الفاسق ‪ -‬فلما سمع رّدهم عليه قال ‪ :‬أصاب قومى بعدي شّر‪ ،‬ثم قاتلهم قتال شديدا‪ ،‬ثم را َ‬
‫أبو سفيان وامرأته يحرضان قريشا‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد قال أبو سفيان لصحاب اللواء من بنى عبد الدار يحرضهم بذلك ‪.‬‬
‫على القتال ‪ :‬يا بني عبد الدار‪ ،‬إنكم قد َوليتم لواَءنا يوَم بدر‪ ،‬فأصابنا ما قد رأيتم ‪ ،‬وإنما ُيْؤَتى الناس من ِقبل راياتهم ‪ ،‬إذا زالت‬
‫خّلوا بيَننا وبينه فَنْكِفيُكموه ‪ ،‬فهّموا به وتواعدوه ‪ ،‬وقالوا‪ :‬نحن ُنسلم إليك لواَءنا‪ ،‬ستعلم غدًا إذا‬ ‫زالوا‪ ،‬فإماأن تْكُفونا لواَءنا‪ ،‬وإما أن ُت َ‬
‫التقينا كيف نصنع ؟! وذلك أراد أبو سفيان‪.‬‬
‫عتبة في النسوة اللتى معها‪،‬‬ ‫ضهم من بعض ‪ ،‬قامت هند بنت ُ‬ ‫تحريض هند ومن معها جيش الكفار‪ :‬فلما التقى الناس ‪ ،‬ودنا بع ُ‬
‫ف الرجال ‪ ،‬ويحرضنهم ‪ ،‬فقالت هند فيماتقول ‪:‬‬ ‫ضربن بها خل َ‬ ‫في ْ‬ ‫وأخذن الدفو َ‬
‫حماةَ الدبار‬
‫َوْيها ُ‬ ‫‪ #‬وْيهًا بني عبِد الــــــدار‬
‫‪#‬ضــربًا بــكل َبتـّـاْر‬
‫وتقو ل ‪:‬‬
‫وَنْفِرش الّنماِر ْ‬
‫ق‬ ‫‪ #‬إن تقِبلوا نعانــــــــ ْ‬
‫ق‬

‫ق غيِر واِم ْ‬
‫ق‬ ‫ِفرا َ‬ ‫‪ #‬أو ُتدبروا ُنفـــــــار ْ‬
‫ق‬
‫ت ‪ ،‬فيما قال ابن هشام‬
‫ت أِم ْ‬
‫شعاُر أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد‪ :‬أِم ْ‬ ‫وكان ِ‬
‫جانّه حتى أمعن في الناس ‪.‬‬
‫ب ‪ ،‬وقاتل أبو ُد ّ‬ ‫حِميت الحر ُ‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فاقتتل الناس حتى َ‬
‫ت رسول ال صلى ال عليه‬ ‫ن العوام قال ‪ :‬وجدت في نفسى حين سأل ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثني غيُر واحد‪ ،‬من أهل العلم ‪ ،‬أن الزبيَر ب َ‬
‫جانة‪ ،‬وقلت ‪ :‬أنا ابن صفية عمته ‪ ،‬ومن قريش ‪ ،‬وقد قمت إليه فسألته إياه قبله ‪ ،‬فأعطاه إياه‬ ‫وسلم السيف فَمَنعنيه وأعطاه أبا ُد ّ‬
‫سه ‪ ،‬فقالت النصار‪ :‬أخرج أبو ُدجانة عصابَة‬ ‫صب بها رأ َ‬
‫وتركنى‪ ،‬وال لنظرن ما يصنع ‪ ،‬فاتبعته ‪ ،‬فأخرج عصابًة له حمراء‪ ،‬فع َ‬
‫الموت ‪ ،‬وهكذا كانت تقول له إذا تعصب بها فخرج وهو يقول ‪:‬‬
‫ح لدى النخي ِ‬
‫ل‬ ‫ن بالسف ِ‬
‫ونح ُ‬ ‫‪ #‬أنا الذي عاهدنى خليلـــــى‬

‫أضرب بسيف ال والرسو ِ‬


‫ل‬ ‫‪ #‬أل أقوم الدهَر في الَكّيــــو ِ‬
‫ل‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى في الُكُبول ‪.‬‬
‫ف عليه ‪ ،‬فجعل كل واحد منهم‬ ‫ل ل َيَدع لنا جريحًا إل َذف َ‬ ‫حدًا إل قتله ‪ ،‬وكان في المشركين رج ٌ‬ ‫ىأَ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فجعل ل َيْلَق ِ‬
‫ضت بسيفه ‪،‬‬ ‫جانة‪ ،‬فاتقاه بَدَرقته ‪ ،‬فَع ّ‬ ‫يدنو من صاحبه ‪ .‬فدعوت ال أن يجمَع بيَنهما‪ ،‬فالَتَقيا‪ ،‬فاختلفا ضربتين ‪ ،‬فضرب المشرك أبا ُد ّ‬
‫ت ‪ :‬ال‬‫ف عنها‪ .‬قال الزبير فقل ُ‬ ‫جانة فقتله ثم رأيته قد حمل السيف على َمْفِرق رأس هند بنت عتبة‪ ،‬ثم عدل السي َ‬ ‫وضربه أبو ُد ّ‬
‫خْمشًا شديدًا‪ ،‬فصِمْدت له ‪ ،‬فلما‬ ‫س َ‬ ‫خمش النا َ‬ ‫خَرشة‪ :‬رأيت إنسانًا ‪َ ،‬ي ْ‬ ‫سَماك بن َ‬ ‫جانة ِ‬ ‫ورسوُله أعلم ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال أبو ُد ّ‬
‫ف رسول ال صلى ال عليه وسلم أن اضرب به امرأة ‪.‬‬ ‫حملت عليه السيف ولول فإذا امرأة‪ ،‬فأكرمت سي َ‬
‫حبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار‪ ،‬وكان أحد النفر‬ ‫شَر ْ‬‫استشهاد حمزة‪ :‬وقاتل حمزة بن عبد المطلب حتى قتل أْرطاة ابن ُ‬
‫طعة البظور ‪-‬‬ ‫ى يابن ُمَق ّ‬
‫سباع بن عبد العزى الُغْبشانى ‪ ،‬وكان ُيكنى بأبي ِنيار‪ ،‬فقال له حمزة‪ :‬هلم إل ّ‬ ‫الذين يحملون اللواء ثم مر به ِ‬
‫شِريق بن عمرو بن وهب الثقفي ‪.‬‬ ‫وكان أمه أم أنمار مولة َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬شريق بن الخنس بن شريق ‪ ،‬وكانت خّتانة بمكة فلما التقيا ضربه حمزة فقتله ‪.‬‬
‫طِعم ‪ :‬وال إني لنظر إلى حمزة َيُهّد الناس بسيفه ما ُيليق به شيئًا‪ ،‬مثل‬ ‫جَبير بن ُم ْ‬ ‫حديث وحشي في قتله حمزة ‪ :‬قال وحشي ‪ ،‬غلم ُ‬
‫طعة البظور‪ ،‬فضربه ضربة‪ ،‬فكأن ما أخطأ‬ ‫ى يابن ُمَق ّ‬ ‫سباع بن عبد العزى‪ ،‬فقال له حمزة ‪ :‬هلم إل ّ‬ ‫الجمل الْوَرق إذ تقدمني إليه ِ‬
‫سه ‪ ،‬وهززت حربتى حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ‪ ،‬فوقعت في ُثّنته حتى خرجت من بين رجليه ‪ ،‬فأقبل نحوي ‪ ،‬فُغِلب‬ ‫رأ َ‬
‫ت فأخذت حربتى‪ ،‬ثم تنحيت إلى العسكر‪ ،‬ولم تكن لي بشىء حاجة غيره ‪.‬‬ ‫فوقع ‪ ،‬وأمهلته حتى إذا مات جئ ُ‬
‫ضل بن عباس بن ربيعة ابن الحارث ‪ ،‬عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبدال بن الَف ْ‬
‫عبيد ال بن عدي بن الخيار أخو بنى نوفل بن عبد مناف ‪ ،‬في زمان معاوية بن أبي سفيان ‪ ،‬فأْدَرْبنا مع‬ ‫الضمري قال ‪ :‬خرجت أنا و ُ‬
‫طِعم ‪ ،‬قد سكنها‪ ،‬وأقام بها ‪ -‬فلما قدمناها‪ ،‬قال لي عبيد ال بن‬ ‫جَبْير بن ُم ْ‬‫حْمص ‪ -‬وكان وحشى‪ ،‬مولى ُ‬ ‫الناس فلما َقَفْلنا مررنا ب ِ‬
‫ي وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف قتله ؟‬ ‫عدى ‪ :‬هل لك في أن نأت َ‬ ‫َ‬
‫حْمص ‪ ،‬فقال لنا رجل ‪ " ،‬ونحن ‪ .‬نسأل عنه ‪ :‬إنكما ستجدانه بفناء داره ‪ ،‬وهو رجل‬ ‫قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬إن شئت ‪ .‬فخرجنا نسأل عنه ب ِ‬
‫ض ما تريدان ْ‪ ،‬وتصيبا عنده ما شئتما من حديث‬ ‫ل عربيًا‪ ،‬وتجدا عنده بع َ‬ ‫غلبت عليه الخمر‪ ،.‬فإن تجداه صاحيًا تجدا رج ً‬ ‫قد َ‬
‫تسألنه عنه ‪ ،‬وإن تجداه وبه بعض ما يكون به ‪ ،‬فانصِرفا عنه ودعاه ‪ ،‬قال ‪ :‬فخرجنا نمشي حتى جئناه ‪ ،‬فإذا هو بفناء داره ‪.‬على‬
‫طنفسة له ‪ ،‬فإذا شيخ كبير مثل الُبغاث ‪، .‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الُبغاث ‪ :‬ضرب من الطير يميل إلى السواد فإذا هو صاح ل بأس به ‪ .‬قال ‪ :‬فلما انتهينا إليه سلمنا عليه ‪ ،‬فرفع‬
‫ن لعدي بن الخيار أنت ؟ قال نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬أما وال ما رأيُتك منذ ناوْلُتك أّمك السعدية التي ‪: ،‬‬ ‫عدي ‪ ،‬فقال ‪ :‬اب ٌ‬ ‫عَبيد ال بن َ‬ ‫رأسه إلى ُ‬
‫طَوى‪ ،‬فإنى ناولُتكها وهي على بعيرها‪ ،‬فأخَذْتك‬ ‫أرضعتك بذي ُ‬
‫ى فعرفُتها‪.‬‬ ‫ت عل ّ‬‫ضْيك فلمعت لي قدماك حين رفعُتك إليها‪ ،‬فوال ما هو إل أن وقف َ‬ ‫بُعْر َ‬
‫ل ال صلى ال عليه‬ ‫ت رسو َ‬ ‫قال ‪ :‬فجلسنا إليه ‪ ،‬فقلنا له ‪ :‬جئنا لتحدثنا عن قتِلك حمزة‪ ،‬كيف قتلَته ؟ فقال ‪ :‬أما إني سأحدثكما كما حدث ُ‬
‫طَعْيمة ابن عدي قد أصيب يوم بدر؛ فلما سارت قريش إلى‬ ‫طِعم ‪ ،‬وكان عمه ُ‬ ‫جَبْير بن ُم ْ‬ ‫وسلم حين سألنى عن ذلك ‪ ،‬كنت غلما ل ُ‬
‫ت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق ‪ ،‬قال ‪ :‬فخرجت جمع الناس ‪ ،‬وكنت رجل حبشيا أقذف بالحربة قذ َ‬
‫ف‬ ‫جبير‪ :‬إن قتل َ‬ ‫أحد قال لي ُ‬
‫عْرض الناس مثل الجمل الْوَرق ‪،‬‬ ‫ى رأيته في ُ‬ ‫صره ‪ ،‬حت ِ‬ ‫الحبشة‪َ ،‬قّلما اخطئ بها شيئًا؛ فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتب ّ‬
‫سباع بن‬ ‫يهد الناس بسيفه َهّدا‪ ،‬ما يقوم له شيء ‪ ،‬فوال إنى لتهيأ له ‪ ،‬أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنَو منى‪ ،‬إذ تقدمني إليه ِ‬
‫طعة البظور‪ .‬قال ‪ :‬فضربه ضربة كأن ما أخطأ رأسه ‪ .‬قال ‪ :‬وهززت‬ ‫ى يا ابن ُمَق ّ‬ ‫عبد العزى؟ فلما رآه حمزة قال له ‪ :‬هلم إل ّ‬
‫ت منها‪ ،‬دفعتها عليه ‪ ،‬فوقعت في ُثّنته ‪ ،‬حتى خرجت من بين رجليه ‪ ،‬وذهب لينوء نحوي ‪ ،‬فُغلب ‪ ،‬وتركته‬ ‫ضي ُ‬‫حربتى‪ ،‬حتى إذا َر ِ‬
‫وإياها حتى مات ‪ ،‬ثم أتيته فأخذت حربتي ‪ ،‬ثم رجعت إلى العسكر‪ ،‬فقعدت فيه ‪ ،‬ولم يكن لي بغيره حاجة‪ ،‬وإنما قتلته لعتق ‪ .‬فلما‬
‫قدمت مكة أعتقت ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة هربت إلى الطائف ؟ فمكثت بها‪ ،‬فلما خرج وفد‬
‫ى المذاهب ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ألحق بالشام ‪ ،‬أو باليمن ‪ ،‬أو ببعض البلد؛ فوال‬ ‫الطائف إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ليسلموا تعّيت عل ّ‬
‫إنى لفي ذلك من همي إذ قال‬
‫لي رجل ‪ :‬ويحك إنه وال ما يقتل أحدًا من الناس دخل في دينه ‪ ،‬وتشهد شهادته ‪.‬‬
‫عه‬‫وحشي يحدث الرسول بقتله حمزة‪ :‬فلما قال لي ذلك ‪ ،‬خرجت حتى َقِدمت على رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينَة‪ ،‬فلم َيُر ْ‬
‫ى؟ قلت ‪ :‬نعم يا رسول ال قال ‪ :‬أقعد فحدثني كيف قتلت حمزة‪،‬‬ ‫إل بي قائمًا على رأسه أتشهد بشهادة الحق ‪ .‬فلما رأنى قال ‪ :‬أوحش ّ‬
‫غيب عنى وجهك ‪ .‬فل أَرَيّنك ‪ .‬قال ‪ :‬فكنت أتنكب رسول ال‬ ‫قال ‪ :‬فحدثته كما حدثتكما‪ ،‬فلما فرغت من حديثى ‪ :‬قال ‪ :‬ويحك ! َ‬
‫صلى ال عليه وسلم حيث كان لئل يرانى ‪ ،‬حتى قبضه ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫وحشي يشارك في قتل مسيلمة الكذاب ‪ :‬فلما خرج المسلمون ‪ ،‬إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم ‪ ،‬وأخذت حربتى‬
‫سْيلمة الكذاب قائما في يده السيف ‪ ،‬وما أعرفه ‪ ،‬فتهيأت له ‪ ،‬وتهيأ له رجل من‬ ‫ت ُم َ‬‫التي قتلت بها حمزة؛ فلما التقى الناس رأي ُ‬
‫ت منها دفعُتها عليه ‪ ،‬فوقعت فيه ‪ ،‬وشد عليه النصاري‬ ‫النصار من الناحية الخرى‪ ،‬كلنا يريده ‪ ،‬فهززت حربتى حتى إذا رضي ُ‬
‫فضربه بالسيف ‪ ،‬فربك أعلم أينا قتله فإن كنت قتلته ‪ :‬فقدقتلت خيَرالناس بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقد قتلت شّر الناس‬
‫‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد ال بن الفضل ‪ ،‬عن سليمان بن يسار‪ ،‬عن عبد ال بن عمر بن الخطاب ‪ ،‬وكان قد شهد اليمامة‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت يومئذ صارخًا يقول ‪ :‬قتله العبُد السود‪.‬‬
‫خلع من الديوان ‪ ،‬فكان عمر بن الخطاب يقول ‪ :‬قد علمت أن ال‬ ‫حد في الخمر حتى ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬فبلغني أن وحشيًا لم يزل ُي َ‬
‫ل حمزة‪.‬‬ ‫تعالى لم يكن لَيَدع قات َ‬
‫عَمْير دون رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى ُقتل ‪ ،‬وكان الذي قتله اب ُ‬
‫ن‬ ‫استشهاد مصعب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقاتل مصعب بن ُ‬
‫عَمْير أعطى‬ ‫ت محمدًا ‪ ،‬فلما ُقتل مصعب بن ُ‬ ‫ى ‪ ،‬وهو يظن أنه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فرجع إلى قريش فقال ‪ :‬قتل ُ‬ ‫َقِمئة الليث ٍ‬
‫ي بن أبي طالب ‪ ،‬وقاتل على بن أبي طالب ورجال من المسلمين ‪.‬‬ ‫ل ال صلى ال عليه وسلم اللواَء عل ّ‬ ‫رسو ُ‬
‫ت راية‬‫عْلقمة المازني‪ ،‬قال ‪ :‬لما اشتد القتال يوم أحد جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم تح َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني ُمسلمة بن َ‬
‫ى ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا‬ ‫النصار؟ وأرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى على بن أبي طالب رضوان ال عليه ‪ :‬أن َقّدم الرايَة ‪ .‬فتقدم عل ّ‬
‫صم‪ ،‬ويقال ‪ :‬أبو الُقصم ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ .‬فناداه أبو سعيد بن أبي طلحة‪ ،‬وهو صاحب لواء‬ ‫أبو الُف َ‬
‫ي فصرعه ‪ ،‬ثم‬ ‫ضْرَبتين فضربه عل ّ‬ ‫صم في البراز من حاجة؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬فبرز بين الصفين ‪ ،‬فاختلفا َ‬ ‫المشركين ‪ :‬أن هل لك يا أبا الُق َ‬
‫ت أن‬ ‫طَفْتنى عنه الّرحم وعرف ُ‬ ‫جِهز عليه ؛ فقال له أصحابه ‪ :‬أفل أجهزت عليه ؟ فقال ‪ :‬إنه استقبلنى بَعْورته ‪ ،‬فَع َ‬ ‫انصرف عنه ولم ُي ْ‬
‫ال عز وجل قد قتله ‪.‬‬
‫صفين ‪ ،‬فنادى‪ :‬أنا قاصم من ُيبارز برازًا‪ ،‬فلم يخرج إليه أحد‪ .‬فقال ‪ :‬يا أصحاب‬ ‫ويقال ‪ :‬إن أبا سعد بن أبي طلحة خرج بين ال ّ‬
‫ي بعضكم ‪ ،‬فخرج إليه علي بن‬ ‫محمد‪ ،‬زعمتم أن قتلكم في الجنة‪ ،‬وأن قتلنا في النار كذبتم واللت ‪ ،‬لو تعلمون ذلك حقا لخرج إل ّ‬
‫ى فقتله ‪.‬‬‫أبي طالب ‪ ،‬فاختلفا ضربتين ‪ ،‬فضربه عل ّ‬
‫شُعره سهمًا‪،‬‬ ‫جلس بن طلحة‪ ،‬كلهما َي ْ‬ ‫خبر عاصم بن ثابت ‪ :‬وقاتل عاصم بن ثابت بن أبي القلح فقتل مسافَع بن طلحة وأخاه ال ُ‬
‫لَفة‪ ،‬فيضع رأسه في حجرها فتقول ‪ :‬يا بنى‪ ،‬من أصابك ‪ ،‬فيقول ‪ :‬سمعت رجل حين رماني وهو يقول ‪ :‬خذها وأنا‬ ‫سَ‬ ‫فيأتي أّمه ُ‬
‫ابن أبي القلح ‪ .‬فنذرت إن أمكنها ال من رأس عاصم أن تشرب فيه الخمر‪ ،‬وكان عاصم قد عاهد ال أن ل يمس مشركا أبدا‪ ،‬ول‬
‫يمسه مشرك ‪ .‬وقال عثمان بن أبي طلحة يومئذ‪ ،‬وهو يحمل لواء المشركين ‪:‬‬
‫صْعَدة أو تنَدّقا‬‫خضبوا ال ّ‬ ‫أن َي ْ‬ ‫حّقــــا‬
‫ل اللواِء َ‬ ‫‪ #‬إن على أه ِ‬
‫فقتله حمزة بن عبد المطلب ‪.‬‬
‫استشهاد حنظلة الذي سمي غسيل الملئكة ‪ :‬والتقى حنظلة ابن أبي عامر الَغسيل وأبو سفيان ‪ ،‬فلما استعله حنظلة بن أبي عامر‬
‫شُعوب ‪ ،‬وقد عل أبا سفيان ‪ ،‬فضربه‬ ‫راه شداد بن السود وهو ابن َ‬
‫سئلت‬‫سله الملئكة‪ ،‬فسألوا أهله ما شأنه ؟ ف ُ‬ ‫شداد فقتله ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن صاحبكم ‪ ،‬يعني حنظلة لُتَغ ّ‬
‫جنب سمع الهاتفة‪.‬‬ ‫صاحبته‪ .‬فقالت ‪ :‬خرج وهو ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬الهائعة ‪ .‬وجاء في الحديث ‪ " :‬خير الناس رجل ُممسك بعنان فرسه ‪ ،‬كلما سمع َهْيعة طار إليها "‪ .‬قال‬
‫طِرّماح ‪ :‬الطويل من الرجال ‪:‬‬ ‫حكيم الطائى‪ ،‬وال ّ‬ ‫طِرّماح ابن َ‬ ‫ال ّ‬
‫خوُر الرجال َتَهّيُع‬ ‫ت ُ‬‫جَعَل ْ‬
‫إذا َ‬ ‫ل مالــــ ٍ‬
‫ك‬ ‫حماِة المجِد من آ ِ‬ ‫‪ #‬أنا ابنُ ُ‬
‫والَهْيعة ‪ :‬الصيحة التي فيها الفزع‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لذلك غسلته الملئكة ‪.‬‬
‫شعر السود وأبي سفيان في قتل حنظلة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال شداد بن السود في قتل حنظلة‪:‬‬
‫ع الشم ِ‬
‫س‬ ‫شعا ِ‬‫ل ُ‬ ‫بطعنٍة مث ِ‬ ‫ن صاحبى وَنْفســــى‬ ‫‪ #‬لحمَي ّ‬
‫شُعوب إياه على حنظلة ‪:‬‬ ‫وقال أبو سفيان بن حرب ‪ ،‬وهو يذكر صبَره في ذلك اليوم ‪ ،‬ومعاونة ابن َ‬
‫شُعو ِ‬
‫ب‬ ‫ن َ‬‫ولم أحِمل النْعماَء لب ِ‬ ‫طمــّرٌة‬ ‫ت ِ‬ ‫جتني ُكَمْي ٌ‬ ‫تنّ‬ ‫‪ #‬ولو شئ ُ‬
‫ت لُغرو ِ‬
‫ب‬ ‫غْدَوٍة حتى َدن ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫لُد ْ‬ ‫ب منهـُم‬ ‫‪ #‬ومازال ُمفِري َمْزجر الكل ِ‬
‫صليب‬ ‫وأْدَفعهم عنى بُرْكن َ‬ ‫عي يا لَغاِلــــــ ٍ‬
‫ب‬ ‫‪ #‬أَقاتلهم وأّد ِ‬
‫عْبرٍة ونحيبِ‬ ‫ولتسأمي من َ‬ ‫عي مقالَة عــــاذل‬ ‫‪ #‬فبّكي ولَتْر ِ‬
‫عْبرة بنصي ِ‬
‫ب‬ ‫ق لهم من َ‬ ‫حّ‬ ‫وُ‬ ‫ك وإخوانًا له قد تتابعــــوا‬ ‫‪ #‬أبا ِ‬
‫جاركل َنجي ِ‬
‫ب‬ ‫ت من الن ّ‬ ‫قتل ُ‬ ‫سّلى الذي قد كان في النفس أننى‬ ‫‪#‬و َ‬
‫وكان لَدى الهيجاِء غيَر هيوبِ‬ ‫صَعبـا‬ ‫‪ #‬ومن هاشٍم َقْرما كريمًا وُم ْ‬
‫ب ذات ُندو ِ‬
‫ب‬ ‫شجًا في القل ِ‬ ‫لكانت َ‬ ‫ى منهــُم‬ ‫ف نفس َ‬ ‫ش ِ‬‫‪ #‬ولوأنني لم أ ْ‬
‫ب وكئي ِ‬
‫ب‬ ‫ط ٍ‬ ‫خَدب من ُمْع ِ‬ ‫بهم َ‬ ‫ب منهُم‬ ‫‪ #‬فآبوا وقد أْوَدى الجلبي ُ‬
‫طٍة بضري ِ‬
‫ب‬ ‫خّ‬ ‫ِكفاًءولفى ُ‬ ‫‪ #‬أصابهُم َمن لم يكن لدماِئهــم‬
‫حسان يرد على أبي سفيان ‪ :‬فأجابه حسان بن ثابت ‪ ،‬فيما‬
‫ذكر ابن هشام فقال ‪:‬‬
‫ت لُزوٍر ُقلَته بُمصي ِ‬
‫ب‬ ‫س َ‬‫ول ْ‬ ‫ل هاشٍم‬ ‫ت القروَم الصيَد من آ ِ‬ ‫‪ #‬ذكْر َ‬
‫سّمْيَته بنجي ِ‬
‫ب‬ ‫نجيبًا وقد َ‬ ‫ت حمزَة منهــُم‬ ‫جب أن أْقصْد َ‬ ‫‪ #‬أتع َ‬
‫ن حبي ِ‬
‫ب‬ ‫ج واب َ‬ ‫شْيبة والحجا َ‬ ‫وَ‬ ‫عتبَة وابَنـــه‬ ‫عمرا و ُ‬ ‫‪ #‬ألم يقتلوا َ‬
‫خضيبِ‬ ‫ب َبّله ب َ‬ ‫عض ٍ‬ ‫بضربِة َ‬ ‫عــه‬
‫‪ #‬غداَة دعا العاص علّيا فرا َ‬
‫رد ابن شعوب على أبي سفيان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال ابن شعوب يذكر يده عند أبي سفيان فيما دفع عنه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ف غيَر ُمجيبِ‬ ‫ت يوم الّنْع ِ‬ ‫للِفي َ‬ ‫شهدي‬ ‫ب وَم ْ‬ ‫ن حر ٍ‬ ‫‪ #‬ولول دفاعى يا ب َ‬
‫ضَراء َكليبِ‬‫ع عليه أو ِ‬ ‫ضبا ٌ‬ ‫‪ #‬ولول َمَكري المهَر بالّنعف قْرقر ْ‬
‫ت‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله " عليه أو ضراء " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫شعر الحارث في الرد على أبي سفيان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال الحارث ابن هشام يجيب أبا سفيان ‪.‬‬
‫شبيبِ‬ ‫ح ذي َمْيَعٍة و َ‬ ‫على ساب ٍ‬ ‫جزيُتهم يومًا ببدٍر كمثِلـــــه‬ ‫‪َ #‬‬
‫ل ُمصاب حبي ِ‬
‫ب‬ ‫ك ولم َتحِف ْ‬‫علي َ‬ ‫ن َبْدٍر أو أقمت نوائحًا‬ ‫حِ‬ ‫صْ‬‫‪ #‬لَدى َ‬
‫ت نخيب‬ ‫ب ما بقي ُ‬ ‫ت بقل ٍ‬‫لْب ُ‬ ‫‪ #‬وإنك لو عاينت ما كان منهــُم‬
‫عَرض به في قوله ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وإنما أجاب الحارث بن هشام أبا سفيان لنه ظن أنه َ‬
‫ب منهُم‬
‫جَر الكل ِ‬ ‫‪ #‬وما زال ُمهري َمْز َ‬
‫لفرار الحارث يوم بدر‪.‬‬
‫سوهم بالسيوف حتى كشفوهم‬ ‫الزبير يذكر سبب الهزيمة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم أنزل ال نصره على المسلمين وصدقهم وعده ‪ ،‬فح ُ‬
‫عن العسكِر‪ ،‬وكانت الهزيمُة ل شك فيها‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يحيى بن عّباد بن عبد ال بن الزبير‪ ،‬عن أبيه عباد‪ ،‬عن عبد ال بن الزبير‪ ،‬عن الزبير‪ ،‬أنه قال ‪ :‬وال لقد‬
‫عتبه وصواحبها مشمرات هوارب ‪ ،‬ما دون أخذهن قليل ول كثير إذ مالت الّرماة إلى العسكر‪ ،‬حين‬ ‫خَدم هند بنت ُ‬ ‫رأيتني أنظر إلى َ‬
‫خلفنا‪ ،‬وصرخ صارخ ‪:‬‬ ‫كشفنا القوَم عنه وخّلْوا ظهوَرنا للخيل ‪ ،‬فاتينا من َ‬
‫ب اللواء حتى ما يدنو منه أحٌد من القوم ‪.‬‬ ‫أل إن محمدًا قد ُقتل ؛ فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحا َ‬
‫ب العقبة‪ ،‬يعني الشيطان‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الصارخ أز ّ‬
‫عْلَقمة‬
‫عْمرة بنت َ‬
‫ض أهل العلم ‪ :‬أن اللواء لم يزل صريعًا حتى أخذته َ‬ ‫حسان يذكر شجاعة صؤاب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫الحارثية‪ ،‬فرفعته لقريش فلثوا به وكان اللواء مع صؤاب ‪ ،‬غلم لبني أبي طلحة‪ ،‬حبشى وكان آخر من أخذه منهم ‪ ،‬فقاتل به حتى‬
‫عزرت ‪ -‬يقول ‪ :‬أعذرت ‪ -‬فقال‬ ‫ُقطعت يداه ‪ ،‬ثم برك عليه ‪ ،‬فأخذ اللواء بصدره وعُنقه حتى ُقتل عليه ‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬اللهم هل أ ْ‬
‫حسان ابن ثابت في ذلك ‪:‬‬
‫صَؤا ِ‬
‫ب‬ ‫لواٌء حين ُرّد إلي ُ‬ ‫شّر فخــــر‬ ‫‪ #‬فخرُتم باللواِء و َ‬
‫عَفَر الترا ِ‬
‫ب‬ ‫وألم من َيطا َ‬ ‫‪ #‬جعلتم فخَركم فيه بعبـــــِد‬
‫َ وما إن ذاك من أمِر الصوا ِ‬
‫ب‬ ‫‪ #‬ظننتم ‪ ،‬والسفيُه له ظنـــون‬
‫حْمَر الِعيا ِ‬
‫ب‬ ‫بمكَة َبْيُعكم ُ‬ ‫‪ #‬بأن جلَدنا يوم التقينـــــا‬

‫خضا ِ‬
‫ب‬ ‫صبان على ِ‬ ‫وما إن ُتع َ‬ ‫عصبت يـــداه‬ ‫‪ #‬أقر الَعْين أن ُ‬
‫شدنيه له خلف الحمر‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬آخرها بيتا يروي لبى خراش الُهذلى‪ ،‬وأن َ‬
‫خضا ِ‬
‫ب‬ ‫وما إن ُتعصبان على ِ‬ ‫عصبت يداهــا‬ ‫ن أن ُ‬‫‪ #‬أقر العي َ‬
‫في أبيات له ‪ ،‬يعنى امرأته ‪ ،‬في غير حديث أحد‪ ،‬وُتروى البيات أيضًا لَمْعِقل بن خويلد الهذلي‪.‬‬
‫شعر حسان في شجاعة عمرة الحارثية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت في شأن عمرة بنت علقمة الحارثية ورفعها اللواء‪:‬‬
‫ت الحواج ِ‬
‫ب‬ ‫ك ُمْعِلما ِ‬‫شْر ٍ‬
‫جداية ِ‬‫ِ‬ ‫سيقت إلينا كأنهـــا‬ ‫ل ِ‬‫ضٌ‬
‫ع َ‬‫‪ #‬إذ َ‬
‫حْزَناهم بالضْرب من كل جان ِ‬
‫ب‬ ‫وُ‬ ‫‪ #‬أقمنا لهم طعنًا ُمبيرًا ُمَنّكـــل‬

‫ق َبْيَع الجلئ ِ‬
‫ب‬ ‫ُيباعون في السوا ِ‬ ‫‪ #‬فلول لواُء الحارثيِة أصبحــوا‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه البيات في أبيات له ‪.‬‬
‫ما أصاب الرسول يوم أحد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وانكشف المسلمون ‪ ،‬فأصاب فيهم العدو وكان يوَم بلٍء وتمحيص ‪ ،‬أكرم ال فيه من‬
‫شّقه ‪ ،‬فأصيبت‬‫ث بالحجارة حتى وقع ل ِ‬
‫أكرم من المسلمين بالشهادة‪ ،‬حتى خلص العدّو إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪َ .‬فُد ّ‬
‫شفُته ‪ ،‬وكان الذي أصابه عتبة بن أبي وقاص‪.‬‬ ‫ج ‪ ،‬في وجهه ‪ ،‬وُكِلَمت َ‬ ‫شّ‬
‫رباعيته و ُ‬
‫حَمْيد الطويل ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني ُ‬
‫شج في وجهه ‪ ،‬فجعل الدم يسيل على وجهه وجعل َيمسح الدم وهو يقول ‪:‬‬ ‫ُكسرت ُرباعيُة النبي صلى ال عليه وسلم يوم أحد‪ ،‬و ُ‬
‫خضبوا وجَه نبيهم ‪ ،‬وهو يدعوهم إلى ربهم ؟! فأنزل ال عز وجل‬ ‫كيف يفلح قوم َ‬
‫ن } ]آل عمران‪[128 :‬‬ ‫ظاِلُمو َ‬
‫عَلْيِهْم َأْو ُيَعّذَبُهْم َفِإّنُهْم َ‬
‫ب َ‬‫يٌء َأْو َيُتو َ‬
‫ش ْ‬‫لْمِر َ‬
‫ن ا َْ‬‫ك ِم ْ‬
‫س َل َ‬
‫في ذلك {َلْي َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وذكر ُرَبْيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخْدري عن أبيه ‪ ،‬عن أبي سعيد الخْدري ‪ :‬أن عتبة بن أبي وقاص رمى‬
‫جه‬‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ‪ ،‬فكسر رباعيته اليمنى السفلى‪ ،‬وجرح شفته السفلي ‪ ،‬وأن عبد ال بن شهاب الزهري ش ّ‬
‫جْبهته ‪ ،‬وأن ابن َقِمئة‬ ‫في َ‬
‫جنته ‪ ،‬ووقع رسول ال صلى ال عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عمل أبو‬ ‫حَلق المغفر في َو ْ‬ ‫حَلقتان من َ‬ ‫جنته فدخلت َ‬ ‫جرح وَ ْ‬
‫عَبْيد‬
‫عامر ليقع فيها المسلمون ‪ ،‬وهم ل يعلمون ؟ فأخذ على بن أبي طالب بيد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ورفعه طلحة بن ُ‬
‫ص مالك ابن سنان ‪ ،‬أبو أبي سعيد الخدري ‪ ،‬الدم عن وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ثم ازدرده‬ ‫ال حتى استوى قائما‪ ،‬وَم ّ‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من مس دمي دمه لم تصبه النار‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وذكر عبد العزيز بن محمد الّدَراوْردي ‪ :‬أن‬
‫عَبْيد ال ‪.‬‬
‫النبى صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الرض فلينظر إلى طلحة بن ُ‬

‫وذكر‪ ،‬يعني عبد العزيز الّدَراَوْردي ‪ ،‬عن إسحاق بن يحيى بن طلحة‪ ،‬عن عيسى بن طلحة‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬عن أبي بكر الصديق ‪ :‬أن‬
‫عَبْيدة ابن الجراح نزع إحدى الحْلقتين من وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فسقطت َثِنَيته ‪ ،‬ثم نزع الخرى‪ ،‬فسقطت َثِنيته‬ ‫أبا ُ‬
‫الخرى‪ ،‬فكان ساقط الّثِنَيّتْين ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت لُعتبة بن أبي وقاص ‪:‬‬
‫ب المشار ِ‬
‫ق‬ ‫وضّرهُم الرحمن ر ّ‬ ‫‪ #‬إذا ال جازى معشرًا بفعاِلهــم‬
‫ت إحدى الصواع ِ‬
‫ق‬ ‫ل المو ِ‬ ‫ولّقاك قْب َ‬ ‫ب بن مالـك‬ ‫عَتْي َ‬
‫‪ #‬فأخزاك ربى يا ُ‬
‫طعت بالبوارق‬ ‫ت فاُه ‪ُ-‬ق ّ‬‫فأدمْي َ‬ ‫ي َتَعّمــــدًا‬
‫ت يمينًا‪-‬للنب ّ‬ ‫‪ #‬بسط َ‬
‫تصير إليه عنَد إحدى البوائقِ‬ ‫ل الــذي‬ ‫ت ال والمنز َ‬ ‫ل ذكر َ‬ ‫‪ #‬فه ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬تركنا منها بيتين أقذع فيهما‪.‬‬
‫من شجاعة أصحاب الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال‬
‫عمرو بن‬ ‫صْين بن عبد الرحمن بن َ‬ ‫ح َ‬‫سه ؟ كما حدثني ال ُ‬ ‫ن رجل يشري لنا نف َ‬ ‫شيه القوُم ‪َ :‬م ْ‬
‫غِ‬‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬حين َ‬
‫عمارة‬ ‫سعد بن معاذ‪ ،‬عن محمود بن عمرو‪ ،‬قال ‪ :‬فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من النصار ‪ -‬وبعض الناس يقول ‪ :‬إنما هو ُ‬
‫ن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رجل ثم رجل‪ُ ،‬يْقَتلون دونه ‪ ،‬حتى كان آخرهم زياد أو عمارة‬ ‫سَكن فقاتلوا دو َ‬ ‫بن يزيد بن ال ّ‬
‫فقاتل حتى أثبتته الجراحة‪ ،‬ثم فاءت فئة من المسلمين ‪ ،‬فأجهضوهم عنه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اْدُنوه مني‪ ،‬فأدنوه‬
‫منه فوسَّده قدَمه ‪ ،‬فمات وخده على قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫سْيبة بنت كعب المازنية يوم أحد‪.‬‬ ‫ما فعلته نسيبة بنت كعب ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وقاتلت أم عمارة‪ُ ،‬ن َ‬
‫فذكر سعيد بن أبي زيد النصاري ‪ :‬أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول ‪ :‬دخلت على أم عمارة‪ ،‬فقلت لها‪ :‬يا خالة‪ ،‬أخبريني‬
‫سقاء فيه ماء‪ ،‬فانتهيت إلى رسول ال صلى ال عليه‬ ‫خبرك ‪ ،‬فقالت ‪ :‬خرجت أول النهار‪ ،‬وأنا أنظر ما يصنع الناس ‪ ،‬ومعي ِ‬
‫ت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقمت أباشر‬ ‫وسلم ‪ ،‬وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين ‪ .‬فلما انهزم المسلمون ‪ ،‬انحز ُ‬
‫ف له غْور‪،‬‬ ‫جرحًا أجو َ‬ ‫ي قالت ‪ :‬فرأيت على عاتقها ُ‬ ‫ح إل ّ‬‫صت الجرا ُ‬ ‫خَل َ‬‫ى َ‬‫ب عنه بالسيف ‪ ،‬وأرمى عن الَقْوس ‪ ،‬حت ِ‬ ‫القتال ‪ ،‬وَأُذ ّ‬
‫س عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقبل يقول ‪ :‬دلونى على‬ ‫فقلت ‪ :‬من أصابك بهذا؟ قالت ‪ :‬ابن َقِمئة أقمأه ال ‪ ،‬لما ولى النا ُ‬
‫محمد‪ ،‬فل‬
‫ت له أنا ومصعب بن عمير‪ ،‬وأناس ممن ثبت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فضربنى هذه الضربة‬ ‫نجوت إن نجا‪ ،‬فاعترض ُ‬
‫ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات ‪ ،‬ولكن عدو ال كان عليه ِدْرعان ‪.‬‬
‫جانة بنفسه ‪ ،‬يقع الَنب ُ‬
‫ل‬ ‫شجاعة أبي دجانة وسعد بن أبي وقاص ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وتّرس دون رسول ال صلى ال عليه وسلم أبو ُد ّ‬
‫ن عليه ‪ ،‬حتى كثر فيه الّنبل ‪ ،‬ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال سعد‪ :‬فلقد‬ ‫في ظهره ‪ ،‬وهو منح ٍ‬
‫ل وهو يقول ‪ :‬ارِم ‪ ،‬فداك أبي وأمى‪ ،‬حتى إنه ليناولنى السهم ما له نصل ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ارم به ‪.‬‬ ‫رأيته يناولنى الّنب َ‬
‫شجاعة قتادة بن النعمان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم ابن عمر بن قتادة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمى عن قوسه‬
‫جَنِته‪.‬‬
‫ن قتادة بن النعمان ‪ ،‬حتى وقعت على َو ْ‬ ‫سَيُتها‪ ،‬فأخذها َقتادة بن النعمان ‪ ،‬فكانت عنده ‪ ،‬وأصيبت يومئذ عي ُ‬ ‫ت ِ‬‫حتى اندق ْ‬
‫حّدهما‪.‬‬ ‫عمر بن َقتادة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ردها بيده ‪ ،‬فكانت أحسن عينيه وأ َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم بن ُ‬
‫ي بن النجار‪ ،‬قال انتهى أنس‬ ‫ما فعله أنس بن النضر‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بنى عد ّ‬
‫ابن النضر‪ ،‬عم أنس بن مالك ‪ ،‬إلى عمر بن الخطاب ‪ ،‬وطلحة بن عبيدال ‪ ،‬في رجال من المهاجرين والنصار‪ ،‬وقد ألقوا بأيديهم ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ما ُيجلسكم ؟ قالوا‪ُ :‬قتل رسول ال صلى ال عليه وسلم ؛ قال ‪ :‬فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه‬
‫سمى أنس بن مالك ‪.‬‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ثم استقبل القوَم فقاتل حتى ُقتل ؛ وبه ُ‬
‫حَمْيد الطويل ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة‪ ،‬فما عرفه إل‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني ُ‬
‫أخُته ‪ ،‬عرفته ِبَبنانه ‪.‬‬
‫ض أهل العلم ‪ ،‬أن عبد الرحمن بن عوف أصيب فوه يومئذ فهتم ‪،‬‬ ‫جراحات عبد الرحمن بن عوف ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬حدثني بع ُ‬
‫ج‪.‬‬ ‫ضها في رجله فَعِر َ‬ ‫جرح عشرين جراحة أو أكثر‪ ،‬أصابه بع ُ‬ ‫وُ‬
‫كعب بن مالك يعرف رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد إشاعة مقتله ‪:‬‬
‫عرف رسول ال صلى ال عليه وسلم بعَد الهزيمة‪ ،‬وقول الناس ‪ُ :‬قتل رسول ال صلى ال عليه‬ ‫ل من َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان أو َ‬
‫ن مالك قال ‪ :‬عرفت عينيه تزهران من تحت الِمْغَفر‪ ،‬فناديت بأعلى صوتى ‪ :‬يا‬ ‫ببُ‬ ‫وسلم ‪ -‬كما ذكر لي ابن شهاب الزهري كع ُ‬
‫ت‪.‬‬‫ي رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أْنصِ ْ‬ ‫معشَر المسلمين ‪ ،‬أبشروا‪ ،‬هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأشار إل ّ‬
‫شْعب ‪ ،‬معه أبو بكر‬ ‫ل ال صلى ال عليه وسلم نهضوا به ‪ ،‬ونهض معهم نحو ال ّ‬ ‫عرف المسلمون رسو َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما َ‬
‫الصديق ‪ ،‬وعمر بن الخطاب ‪ ،‬وعلى بن أبي طالب ‪ ،‬وطلحة بن عبيد ال ‪ ،‬والزبير بن العوام ‪ ،‬رضوان ال عليهم ‪ ،‬والحارث بن‬
‫صّمة‪ ،‬ورهط من المسلمين ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫شْعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول ‪ :‬أي محمُد‪ ،‬ل‬


‫مقتل أبي بن خلف ‪ :‬قال ‪ :‬فلما أسند رسول ال صلى ال عليه وسلم في ال ّ‬
‫ت ‪ ،‬فقال القوم ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أيعطف عليه رجل منا؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬دعوه ؛ ولما دنا‪ ،‬تناول‬
‫ت إن نجو َ‬
‫نجو ُ‬
‫صمة؛ يقول بعض القوم ‪ ،‬فيما ُذكر لي ‪ :‬فلما أخذها رسول ال صلى ال‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الحربة من الحارث ابن ال ّ‬
‫شْعراء‪ :‬ذباب له‬‫شْعراء عن ظهر البعير إذا انتفض بها ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ال ّ‬ ‫عليه وسلم منه انتفض بها انتفاضة تطايرنا بها‪ ،‬تطاير ال ّ‬
‫لدغ ‪ -‬ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬تدأدأ‪ ،‬يقول ‪ :‬تقّلب عن فرسه فجعل يتدحرج ‪.‬‬
‫ما تحقق من وعده صلى ال عليه وسلم أبي بن خلف ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان أبي بن خلف ‪ ،‬كما حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد‬
‫الرحمن ابن عوف ‪ ،‬يلقى رسول ال صلى ال عليه وسلم بمكة‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا محمد إن عندي الَعْوذ‪ ،‬فرسا أعلفه كل يوم َفَرقا من ذرة‪،‬‬
‫أقتلك عليه ؛ فيقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬بل أنا أقتلك إن شاء ال ‪ .‬فلما رجع إلى قريش وقد خدشه في عنقه خدشًا غير‬
‫ن بك من بأس ‪ ،‬قال ‪ :‬إنه قد كان قال لي بمكة ‪ :‬أنا‬ ‫كبير‪ ،‬فاحتقن الدم ‪ ،‬قال ‪ :‬قتلنى وال محمد! قالوا له ‪ :‬ذهب وال فؤادك ! وال إ ْ‬
‫سَرف وهم قافلون به إلى مكة‪.‬‬ ‫أقتلك فوال لو بصق علي لقتلنى ‪ .‬فمات عدو ال ب َ‬
‫ما قاله حسان في مقتل أبي بن خلف ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫فقال حسان بن ثابت في ذلك ‪:‬‬
‫ي يوَم بارزه الرسو ُ‬
‫ل‬ ‫أب ّ‬ ‫ث الضللَة عن أبيــه‬
‫‪ #‬لقد وَِر َ‬

‫جهو ُ‬
‫ل‬ ‫ت به َ‬ ‫وُتوعده وأن َ‬ ‫ظـــٍم‬ ‫ع ْ‬‫ت إليه تحمل ِرّم َ‬ ‫‪ #‬أتي َ‬
‫أميَة إذ يغّوث ‪ :‬يا عقيلُ‬ ‫ت بنو النجاِر منكـــم‬ ‫‪ #‬وقد َقتل ْ‬
‫أبا جهل –لّمهما الُهبو ُ‬
‫ل‬ ‫ب ابنا ربيعَة إذ أطاعـــا‬ ‫‪ #‬وَت ّ‬
‫سرته َفلي ُ‬
‫ل‬ ‫بأسِر القوِم ‪ ،‬أ ْ‬ ‫شغلنـــا‬ ‫ث لما ُ‬‫‪ #‬وأفلت حار ٌ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أسرته ‪ :‬قبيلته ‪ ، .‬وقال حسان بن ثابت أيضًا في ذلك ‪:‬‬
‫ق السعيِر‬ ‫سح ِ‬‫ت في ُ‬ ‫لقد ألقي َ‬ ‫‪ #‬أل َمن ُمْبلٌغ عني أبّيــــا‬
‫وُتقسم أن قدرت مع النذوِر‬ ‫‪ #‬تمّنى بالضللِة من بعيـــٍد‬
‫جع في غروِر‬ ‫ل الكفِر َير ِ‬‫وقو ُ‬ ‫‪ #‬تمّنيك الماني من بعيـــٍد‬
‫ت ليس بذي ُفجوِر‬ ‫ٍ كريِم البي ِ‬ ‫حفــاظ‬ ‫‪ #‬فقد لقتك طعنُة ذي ِ‬
‫ت الموِر‬ ‫طّرا إذا نابت ملّما ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل على الحيـــاِء‬ ‫‪ #‬له فض ٌ‬
‫انتهاء الرسول إلى فم الشعب‪ :‬قال ‪ :‬فلما انتهى رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى فم الشعب خرج على بن أبي طالب ‪ ،‬حتى مل‬
‫ب منه ‪ ،‬وغسل‬‫ب منه ‪ ،‬فوجد له ريحا‪ ،‬فعافه فلم يشر ْ‬‫َدَرَقَته ماًء من الِمْهراس‪ ،‬فجاء به إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ليشر َ‬
‫ب ال على من َدّمى وجَه نبيه ‪.‬‬ ‫سه وهو يقول ‪ :‬اشتد غض ُ‬ ‫عن وجهه الدَم ‪ ،‬وصب على رأ ِ‬
‫سعد بن أبي وقاص يحرص على قتل عتبة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني صالح بن َكْيسان عمن حدثه عن سعد بن أبي وقاص أنه كان‬
‫حْرصي على قتل‬ ‫ت على قتل رجل قط ك ِ‬ ‫ص ُ‬‫يقول ‪ :‬وال ما حَر ْ‬

‫عتبة بن أبي وقاص ‪ ،‬وإن كان ما علمت لسّيئ الخلق ُمْبَغضًا في قومه ‪ ،‬ولقد كفانى منه قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اشتد‬ ‫ُ‬
‫غضب ال على من دمى وجه رسوله ‪.‬‬
‫شْعب معه أولئك النفر من‬ ‫عمر يصعد إلى قريش الجبل ويقاتلهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فبينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بال ّ‬
‫ت عاليٌة من قريش الجبل ‪.‬‬ ‫عَل ْ‬
‫أصحابه ‪ ،‬إذ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬كان على تلك الخيل خالد بن الوليد‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬اللهم إنه ل ينبغى لهم‬
‫أن َيْعُلونا! " فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرينحتى أهبطوهم من الجبل ‪.‬‬
‫معاونة طلحة الرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ونهض رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى صخرة من الجبل لَيْعُلَوها‪ ،‬وقد كان َبّدن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وظاهر بين درعين ‪ ،‬فلما ذهب لينهض صلى ال عليه وسلم لم يستطْع ‪ ،‬فجلس تحَته طلحُة بن‬
‫عّباد بن عبد ال بن الزبير‪،‬‬ ‫عبيدال ‪ ،‬فنهض به ‪ ،‬حتى استوى عليها‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كما حدثني يحيى بن َ‬
‫ب طلحُة " حين‬ ‫ج َ‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن عبد ال بن الزبير‪ ،‬عن الزبير‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ يقول ‪ " :‬أو َ‬
‫عْكِرمة عن ابن عباس ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬ ‫صنع برسول ال صلى ال عليه وسلم ما ‪.‬صنع ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وبلغني عن ِ‬
‫شْعب ‪.‬‬‫وسلم لم يبلغ الّدرجة المبنية في ال ّ‬
‫صلة الرسول صلى ال عليه وسلم قاعدا‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وذكر عمر مولى غُْفرة ‪ :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى ال عليه‬
‫وسلم الظهر يوم أحد قاعدًا من الجراح التي أصابته ‪،‬وصلى المسلمون خلفه قعودًا‪.‬‬
‫مقتل اليمان وابن وقش وابن حاطب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد كان الناس انهزموا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى انتهى‬
‫عَوص ‪.‬‬‫ضهم المنّقى‪ ،‬دون ال ْ‬ ‫بع ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة‪ ،‬عن محمود ابن َلبيد‪ ،‬قال ‪ :‬لما خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى أحد‪،‬‬
‫رفع حسَْيل بن جابر‪ ،‬وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان ‪ ،‬وثابت بن َوْقش في الطام ‪ - ،‬مع النساء والصبيان ‪ ،‬فقال أحدهما‬
‫لصاحبه ‪ ،‬وهما شيخان كبيران ‪ :‬ما أبا لك ‪ ،‬ما تنتظر؟ فوال ل بقى لواحد منا من عمره إل ظمء حمار‪ ،‬إنما نحن هامة اليوم أو‬
‫غدًا‪ ،‬أفل نأخذ أسيافنا‪ ،‬ثم نلحق برسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لعل ال يرزقنا شهادًة مع رسول اللة صلى ال عليه وسلم ؟‬
‫سْيل بن جابر‪ ،‬فاختلفت‬ ‫حَ‬
‫فأخذا ‪ ،‬أسياَفهما ثم خرجا‪ ،‬حتى دخل في الناس ‪ ،‬لم ُيْعَلم بهما‪ ،‬فأما ثابت ابن َوْقش فقتله المشركون ‪ ،‬وأما ُ‬
‫ف المسلمين ‪ ،‬فقتلوه ول يعرفونه ‪ ،‬فقال حذيفة ‪ :‬أبي ‪ ،‬فقالوا‪ :‬وال إن عرفناه وصدقوا‪ .‬قال حذيفة ‪ :‬يغفر ال لكم وهو‬ ‫عليه أسيا ُ‬
‫أرحم الراحمين ‪ ،‬فأراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن َيِدَيه ‪ ،‬فتصدق حذيفُة بديته على المسلمين ؛ فزاده ذلك عند رسول ال‬
‫عى حاطب بن أمية بن‬ ‫صلى ال عليه وسلم خيرًا‪ . .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ‪ :‬أن رجل منهم كان ُيْد َ‬
‫رافع ‪ ،‬وكان له ابن يقال له‬
‫يزيد بن حاطب ‪ ،‬أصابته جراحة يوم أحد‪ ،‬فاتى به إلى دار قومه وهو بالموت ‪ ،‬فاجتمع إليه أهل الدار‪ ،‬فجعل المسلمون يقولون له‬
‫جم يومئذ نفاقه ‪ ،‬فقال ‪ :‬بأي شيء‬ ‫من الرجال والنساء‪ :‬أبشر يابن حاطب بالجنة‪ ،‬قال ‪ :‬وكان حاطب شيخا قد عسا في الجاهلية‪ ،‬فن َ‬
‫حْرمل ؟ غررتم وال هذا الغلم من نفسه ‪.‬‬ ‫تبشرونه ؟ بجنة من َ‬
‫ي ل ُيدرى ممن هو‪ ،‬يقال له ‪:‬‬ ‫مقتل قزمان منافقا‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة‪ ،‬قال ‪ :‬كان فينا رجل أت ّ‬
‫ُقْزمان ‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ،‬إذا ُذكر له ‪ :‬إنه لمن أهل النار‪ ،‬قال ‪ :‬فلما كان يوم أحد قاتل قتال شديدًا‪ .‬فقتل‬
‫ظَفر‪ ،‬قال ‪ :‬فجعل رجال من المسلمين‬ ‫وحده ثمانية أو سبعة من المشركين ‪ ،‬وكان ذا بأس ‪ ،‬فأثبتته الجراحُة ‪ .‬فاحُتمل إلى دار بني َ‬
‫ت إل عن أحساب قومي ‪ ،‬ولول ذلك ما قاتلت قال‬ ‫يقولون له ‪ :‬وال لقد أبليت اليوم يا قزمان ‪ ،‬فابشر‪ ،‬قال ‪ :‬بماذا أبشر؟ فوال إن قاتل ُ‬
‫سه ‪.‬‬‫‪ :‬فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما من كنانته ‪ ،‬فقتل به نف َ‬
‫طيون ‪ ،‬قال ‪ :‬لما كان يوم أحد‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫خْيريق وكان أحد بني ثعلبة بن الِف ْ‬ ‫مقتل مخيريق ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان ممن قتل يوم أحد ُم َ‬
‫عّدته ‪ ،‬وقال‬ ‫يا معشر يهود‪ ،‬وال لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق ‪ ،‬قالوا‪ :‬إن اليوم يوم السبت ‪ ،‬قال ‪ :‬ل سبت لكم ‪ .‬فأخذ سيفه و ُ‬
‫‪ :‬إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما يشاء‪ ،‬ثم غدا إلى رسول ال‬
‫خْيريق ‪ ،‬خيُر يهود "‪.‬‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقاتل معه حتى ُقتل ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فيما بلغنا " ُم َ‬
‫سَوْيد بن صامت منافقا‪ ،‬فخرج يوم أحد مع المسلمين ‪ ،‬فلما التقى‬ ‫ما فعله الحارث بن سويد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان الحارث ابن ُ‬
‫ضَبيعة‪،‬فقتلهما‪،‬ثم لحق بمكة بقريش ‪،‬وكان رسول ال صلى ال‬ ‫الناس ‪ ،‬عدا على المجّذر بن ذياد الَبَلوي ‪ ،‬وقيس بن زيد‪ ،‬أحد بنى ُ‬
‫سَوْيد‬
‫جلس بن ُ‬ ‫عليه وسلم ‪-‬فيما يذكرون ‪-‬قد أمر عمر بن الخطاب بقتله إن هو ظفر به ‪ ،‬ففاته ‪ ،‬فكان بمكة‪ ،‬ثم بعث إلى أخيه ال ُ‬
‫ف َيْهِدي ال َقْوًما َكَفُروا َبْعَد ِإيَماِنِهْم‬ ‫يطلب التوبة‪ ،‬ليرجع إلى قومه ‪ ،‬فأنزل ال تعالى فيه ‪ ،‬فيما بلغني ‪ ،‬عن ابن عباس ‪َ{ :‬كْي َ‬
‫ى اخر القصة ‪.‬‬ ‫ن } ]آل عمران‪[86 :‬إل ُ‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ل َيْهِدي اْلَقْوَم ال ّ‬
‫ت َوال َ‬ ‫جاَءُهْم اْلَبّيَنا ُ‬
‫ق َو َ‬
‫حّ‬‫ل َ‬‫سو َ‬‫ن الّر ُ‬
‫شِهُدوا َأ ّ‬
‫َو َ‬
‫جّذر بن ذياد ولم يقتل قيس بن زيد‪ ،‬والدليل على‬ ‫سَويد َقتل الم َ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثني من أثق به من أهل العلم ‪ :‬أن الحارث ابن ُ‬
‫سَوْيدًا في بعض الحروب التي‬ ‫ذلك ‪ :‬أن ابن إسحاق لم يذكره في َقْتَلى أحد‪ ،‬وإنما قتل المجّذر‪ ،‬لن المجّذر بن ذياد كان قتل أباه ُ‬
‫كانت بين الوس والخزرج ‪ ،‬وقد ذكرنا ذلك فيما مضى من هذا الكتاب فبينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬في نفر من‬
‫ث بن سويد من بعض حوائط المدينة‪ ،‬وعليه ثوبان مضرجان ‪ ،‬فأمر به رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫أصحابه ‪ ،‬إذ خرج الحار ُ‬
‫عثمان بن عفان ‪ ،‬فضرب عنَقه ‪ ،‬ويقال ‪ :‬بعض النصار‪.‬‬
‫ل يوم بعاث ‪.‬‬ ‫سَويد بن الصامت معاُذ بن عفراء غيلة‪ ،‬في غير حرب رماه بسهم فقتله قب َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬قتل ُ‬
‫صْين بن عبد الرحمن ابن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبي سفيان ‪ ،‬مولى ابن أبي أحمد‪،‬‬ ‫ح َ‬ ‫صْيرم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ال ُ‬ ‫أمر أ َ‬
‫عن أبي هريرة قال ‪ :‬كان يقول ‪ :‬حدثونى عن رجل دخل الجنة لم يصل قط ‪ ،‬فإذا لم يعرفه الناس سألوه ‪ :‬من هو؟ فيقول ‪ :‬أصْيرم ‪،‬‬
‫صْيرم ؟ قال ‪ :‬كان يأبى‬ ‫صْين ‪ :‬فقلت لمحمود بن أسد‪ :‬كيف كان شأن ال َ‬ ‫من بنى عبد الشهل ‪ ،‬عمرو بن ثابت بن َوقش ‪ .‬قال الح َ‬
‫لسلم فأسلم ‪ ،‬ثم أخذ سيفه ‪ ،‬فعدا حتى‬ ‫ج رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى أحد بدا له في ا ِ‬ ‫لسلم على قومه ‪ .‬فلما كان يوم خر ِ‬ ‫اِ‬
‫عرض الناس ‪ ،‬فقاتل حتى أثبتته الجراحة ‪ .‬وقال ‪ :‬فبينا رجال من بنى عبد الشهل يلتمسون قتلهم في المعركة إذا هم به ‪،‬‬ ‫دخل في ُ‬
‫عمرو؟‬ ‫فقالوا‪ :‬وال إن هذا للصيرم ‪ ،‬ما جاء به ؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الحديث ‪ ،‬فسألوه ما جاء به ؟ فقالوا‪ :‬ما جاء بك يا َ‬
‫لسلم ‪ ،‬آمنت بال وبرسوله وأسلمت ‪ ،‬ثم أخذت سيفي ‪ ،‬فغدوت مع‬ ‫لسلم ؟ قال ؛ بل رغبة في ا ِ‬ ‫أحدب على قومك أم رغبة في ا ِ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ثم قاتلت حتى أصابنى ما أصابنى‪ ،‬ثم لم يلبث أن مات في أيديهم ‪ .‬فذكروه لرسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال ‪ :‬إنه لمن أهل الجنة ‪.‬‬
‫جُموح كان‬ ‫عمرو بن الجموح ومقتله ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني أبي ‪ :‬إسحاق ابن يسار‪ ،‬عن أشياخ من بنى سلمة ‪ :‬أن عمرو بن ال َ‬
‫سد‪ ،‬يشهدون مع رسول ال صلى ال عليه وسلم المشاهد‪ ،‬فلما كان يوم أحد‬ ‫عرج شديد الَعَرج ‪ ،‬وكان له بنون أربعة مثل ال ْ‬ ‫رجل أ ْ‬
‫ي يريدون أن يحبسونى عن‬ ‫أرادوا حبسه ‪ ،‬وقالوا له ‪ :‬إن ال عز وجل قد عذرك ‪ ،‬فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال ‪ :‬إن بن ّ‬
‫هذا الوجه ‪ ،‬والخروج معك فيه ‪ ،‬فوال إنى لرجو أن أطأ بَعْرجتى هذه في الجنة؛ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أما أنت‬
‫فقد عذرك ال فل جهاَد عليك ‪ ،‬وقال لبنيه ‪ :‬ما عليكم أن‬
‫ل تمنعوه ‪ ،‬لعل ال أن يرزَقه الشهادة فخرج معه فُقتل يوم أحد‪.‬‬
‫هند وتمثيلها بحمزة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ووقعت هند بنت عتبة‪ ،‬كما حدثني صالح بن كيسان ‪ ،‬والنسوة اللتي معها‪ ،‬يمّثلن بالقتَلى من‬
‫خَدمًا وقلئد‪ ،‬وأعطت‬ ‫ف ‪ ،‬حتى اتخذت هند من آذان الرجال وانفهم َ‬ ‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يجدعن الذان والن َ‬
‫طِعم ‪ ،‬وبقرت عن كبد حمزة‪،‬فلكتها فلم تستطع أن ُتسيغها‪،‬فلفظتها‪،‬ثم عل ْ‬
‫ت‬ ‫جَبْير بن ُم ْ‬
‫خدمها ‪ .‬وقلئدها وُقَرطتها وحشّيا‪ ،‬غلم ُ‬
‫على صخرة ة ُمشِرفة‪ ،‬فصرخت بأعلى صوتها فقالت ‪:‬‬
‫سْعِر‬
‫والحرب بعد الحرب ذات ُ‬ ‫‪ #‬نحن جزيناكم بيوم بــــدر‬
‫ول أخي وعمه وَبْكري‬ ‫‪ #‬ما كان عن عتبَة لي من صبـر‬
‫ل صدري‬ ‫ي غلي َ‬ ‫ت وحش ّ‬ ‫شفي َ‬ ‫ت نفسى وقضيت َنــْذري‬ ‫شَفي ُ‬
‫‪َ #‬‬
‫حتى َترّم أعظمي في قبري‬ ‫ي عمـــري‬ ‫شْكر وحشي عل ّ‬ ‫‪#‬فُ‬
‫عّباد بن المطلب ‪ .‬فقالت ‪:‬‬ ‫فأجابتها هند بنت أثاثة بن َ‬
‫ع عظيِم الكفِر‬ ‫ت وّقا ٍ‬ ‫يا بن َ‬ ‫ت في بدٍر وبعَد بـــدر‬ ‫خِزي ِ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ل الّزْهِر‬ ‫طوا ِ‬ ‫مْلهاشمّيين ال ّ‬ ‫صّبحك ال غداَة الفجــــِر‬ ‫‪َ #‬‬
‫ي صقري‬ ‫عل ّ‬
‫حمزُة ليثي و َ‬ ‫حساٍم َيْفـــــري‬‫ع ُ‬‫طا ٍ‬‫ل قَ ّ‬
‫‪ #‬بك ّ‬
‫حِر‬‫ضبا منه ضواحي الن ْ‬ ‫خ ّ‬‫فَ‬ ‫غــْدري‬ ‫شْيب وأبوك َ‬ ‫‪ #‬إذ رام َ‬
‫فشّر نذِر‬ ‫سوء‬ ‫‪ #‬ونْذُرك ال ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬تركنا منها ثلثة أبيات أقذعت فيها‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقالت هنُد بنت عتبة أيضًا ‪:‬‬
‫ت بطَنه عن الكبْد‬ ‫حتى بقر ُ‬ ‫حــْد‬
‫ت من حمزَة نفسى بأ ُ‬ ‫شَفْي ُ‬
‫‪َ #‬‬
‫ن الشديِد المعتِمْد‬ ‫من َلْذعِة الحز ِ‬ ‫جــْد‬‫‪ #‬أْذَهب عني ذاك ما كنت أ ِ‬
‫ْ ُتْقِدم إقدامًا عليكم كالسْد‬ ‫ب َبـِرد‬ ‫شْؤُبو ٍ‬‫ب تعلوكم ب ُ‬ ‫‪ #‬والحر ُ‬
‫حدث ‪ :‬أن عمر ابن الخطاب قال لحسان بن ثابت ‪ :‬يا ابن الُفَريعة ‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني صالح بن َكْيسان أنه ُ‬
‫خَنْيس ‪ :‬ابن حارثة بن َلْوذان ‪ :‬ابن عبد ُوّد بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الفريعة بنت خالد بن ُ‬
‫ت بحمزة؟ قال له حسان ‪ :‬وال إني‬ ‫شَرها قائمة على صخرة َترتجز بنا‪ .‬وتذكر ما صنع ْ‬ ‫ت ما تقول هند‪ ،‬ورأيت أ َ‬ ‫الخزرج ‪ -‬لو سمع َ‬
‫طَمة – فقلت ‪ :‬وال إن هذه لسلح ما هي بسلح العرب ‪ ،‬كأنها إنما تهوي‬ ‫لنظر إلى الحربة تهوي وأنا على رأس فارع – يعنى أ ُ‬
‫ض قولها أْكِفُكموها‪ ،‬قال ‪ :‬فأنشده‬ ‫إلى حمزة ول أدري ‪ ،‬لكن أسمعنى بع َ‬
‫عمر بن الخطاب بعض ما قالت ‪ ،‬فقال حسان بن ثابت ‪:‬‬
‫ت مع الكفِر‬‫شر ْ‬ ‫لؤمًا إذا أ َ‬ ‫ع وكان عادُتهـــا‬ ‫‪ #‬أشَرت َلكا ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذا البيت في أبيات له تركناها‪ ،‬وأبياتاأيضًا له على الدال ‪ :‬وأبياتا أخر على الذال ‪ ،‬لنه أقذع فيها‪ .‬قال ابن‬
‫حليس بن َزّبان ‪ ،‬أخو بنى الحارث‬ ‫إسحاق ‪ :‬ولقد كان ال ُ‬
‫شْدق حمزة بن عبد المطلب بزج الرمح ويقول ُذق ‪:‬‬ ‫ابن عبد مناة‪ ،‬وهو يومئذ سيد الحابيش‪ ،‬قد مر بأبى سفيان ‪ ،‬وهو يضرب في ِ‬
‫حليس ‪ :‬يا بنى كنانة‪ ،‬هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون لحمًا ؟ فقال ‪ :‬ويحك ! اكتمها عنى‪ ،‬فإنها كانت ِزّلة‪.‬‬ ‫عَقق‪ :‬فقال ال ُ‬ ‫ُ‬
‫أبو سفيان يشمت بالمسلمين ‪ :‬ثم إن أبا سفيان بن حرب ‪ ،‬حين أراد النصراف ‪ ،‬أشرف على الجبل ‪ ،‬ثم صرخ بأعلى صوته‬
‫ل ‪ ،‬أي أظهر دينك ؛ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قم يا عمر‬ ‫ل هب ُ‬‫عُ‬ ‫جال يوم بيوم ‪ ،‬ا ْ‬ ‫سَ‬‫ت ِفعال‪ ،‬وإن الحرب ِ‬ ‫فقال ‪ :‬ل أنعْم َ‬
‫ل ‪ ،‬ل سواء ‪ ،‬قتلنا في الجنة‪ ،‬وقتلكم في النار‪ .‬فلما أجاب عمر أبا‬ ‫جّ‬‫فأجبه ‪ ،‬فقل ال أعلى وأ َ‬
‫ي يا عمر‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعمر‪ :‬ائته فانظر ما شأنه ‪ ،‬فجاء‪ ،‬فقال له أبو‬ ‫سفيان ‪ ،‬قال له أبو سفيان ‪ :‬هلم إل ّ‬
‫سفيان ‪ :‬أنشدك ال يا عمر‪ ،‬أقتلنا محمدًا؟ فقال عمر‪ :‬اللهم ل‪ ،‬وإنه ليسمع كلمك الن ‪ ،‬قال ‪ :‬أنت أصدق عندي من ابن َقمئة وأبّر؟‬
‫لقول ابن َقمئة لهم ‪ :‬إنى قد قتلت محمدا‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬واسم ابن قمئة عبد ال ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم نادى أبو سفيان ‪ :‬إنه قد كان في قتلكم ُمثل ؛ وال ما رضيت ‪ ،‬وما سخطت ‪ ،‬وما نهيت ‪ ،‬وما أمرت ‪.‬‬
‫ما توعد به أبو سفيان المسلمين ‪ :‬ولما انصرف أبو سفيان ومن معه ‪ ،‬نادى ‪ :‬إن موعدكم بدر للعام القابل ؛ فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم لرجل من أصحابه ‪ :‬قل ‪ :‬نعم ‪ ،‬هو بيننا وبينكم موعد‪.‬‬
‫علي يخرج في أثر قريش ‪ :‬ثم بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم على ابن أبي طالب ‪ ،‬فقال ‪ :‬اخرج في آثار القوم ‪ ،‬فانظر ماذا‬
‫لبل ‪ ،‬فإنهم يريدون مكة‪ ،‬وإن ركبوا الخيل وساقوا البل ‪ ،‬فإنهم يريدون‬ ‫جّنبوا الخيل ‪ ،‬وامتطوا ا ِ‬ ‫يصنعون وما يريدون فإن كانوا قد َ‬
‫ى ‪ :‬فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ؛‬ ‫ن إليهم فيها‪ ،‬ثم لناجزّنهم ‪ .‬قال عل ّ‬ ‫المدينة‪ ،‬والذي نفسى بيده ‪ ،‬لئن أرادوها لسير ّ‬
‫جهوا إلى مكة‪.‬‬ ‫فجّنبوا الخيل ‪ ،‬وامتطوا البل ‪ ،‬وو ّ‬
‫موت سعد بن الربيع ‪ :‬وفرغ الناس لقتلهم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم كما حدثني محمد بن عبد ال بن عبد الرحمن بن‬
‫أبي صعصعة‬
‫المازني ‪ ،‬أخو بنى النجار‪ :‬من رجل ينظُر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ في الحياء هو أم في الموات ؟ فقال رجل من النصار‪ :‬أنا‬
‫أنظر لك يا رسول ال ما فعل سعد‪ ،‬فنظر فوجده جريحًا في القتلى وبه َرَمق ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت له ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عنى السلم ‪،‬‬ ‫أمرنى أن أنظر‪ ،‬أفي الحياء أنت أم في الموات ؟ قال ‪ :‬أنا في الموات ‪ ،‬فأبلْغ رسو َ‬
‫وقل له ‪ :‬إن سعد بن الربيع يقول لك ‪ :‬جزاك ال عنا‬
‫خُلص‬ ‫خيَر ما جزى نبيًا عن أمته ‪ ،‬وأبلْغ قوَمك عنى السلم وقل لهم ‪ :‬إن سعد بن الربيع يقول لكم ‪ :‬إنه ل عذر لكم عند ال إن َ‬
‫إلى ‪ ،‬نبيكم صلى ال عليه وسلم ومنكم عين تطرف ‪ .‬قال ‪ :‬ثم لم أبرح حتى مات ؛ قال ‪ :‬كل فجئت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فأخبرته خبره ‪ ، .‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني أبو بكر الّزبيري ؛ أن رجل دخل على أبي بكر الصديق ‪ ،‬وبنت لسعد بن الربيع جارية‬
‫صغيرة على صدره يرشفها ويقبلها‪ ،‬فقال له الرجل ‪ :‬من هذه ؟ قال ‪ :‬هذه بنت رجل خير منى‪ ،‬سعد بن الربيع ‪ ،‬وكان من النقباء‬
‫يوم العقبة‪ ،‬وشهد بدرًا‪ ،‬واسُتشهد يوم أحد‪.‬‬
‫الرسول يحزن على حمزة ويتوعد المشركين بالمثلة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فيما بلغني‪ ،‬يلتمس‬
‫حمزة بن‬

‫جدع أنفه وأذناه ‪.‬‬


‫عبد المطلب ‪ ،‬فوجده ببطن الوادي قد ُبقر بطُنه عن َكِبِده ‪ ،‬وُمّثل به ‪ ،‬ف ُ‬
‫سنة من‬
‫ن صفية‪ ،‬ويكون ُ‬ ‫فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال حين رأى ما رأى‪ :‬لول أن تحز َ‬
‫بعدي لتركته ‪ ،‬حتى يكون في بطون السباع ‪ ،‬وحواصل الطير‪ ،‬ولئن أظهرنى ال على قريش في َمْوطن من المواطن لمثل ّ‬
‫ن‬
‫غْيظه على من فعل بعمه ما فعل ‪ ،‬قالوا‪ :‬وال لئن‬‫ن رسول ال صلى ال عليه وسلم و َ‬ ‫بثلثين رجل منهم ‪ .‬فلما رأى المسلمون حز َ‬
‫ن بهم ُمثلة لم ُيمّثلها أحد من العرب ‪.‬‬ ‫أظفرنا ال بهم يوما من الدهر لنمثل ّ‬
‫ى من‬ ‫غيظ إل ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ولما وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم على حمزة قال ‪ :‬لن أصاب بمثلك أبدا! ما وقفت موقفا قط أ ْ‬
‫سماوات السبع ‪ :‬حمزة بن عبد المطلب ‪ ،‬أسد ال ‪،‬‬ ‫هذا! ثم قال ‪ :‬جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل ال ّ‬
‫خوة من الّرضاعة‪ ،‬أرضعتهم مولة لبي‬ ‫ل ال صلى ال عليه وسلم وحمزُة وأبو سلمة بن عبد السد‪ ،‬إ ْ‬ ‫وأسد رسوله ‪ .‬وكان رسو ُ‬
‫لهب ‪.‬‬
‫سلمى‪ ،‬عن محمد بن كعب الُقَرظى‪ ،‬وحدثني‬ ‫ما نزل في النهي عن المثلة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ُبَريدة ابن سفيان بن فروة ال ْ‬
‫من ل أتهم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ :‬أن ال عز وجل أنزل في ذلك ‪ ،‬من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وقول أصحابه ‪َ{ :‬وِإ ْ‬
‫ن‬
‫ضْيقٍ‬
‫ك ِفي َ‬ ‫ل َت ُ‬
‫عَلْيِهْم َو َ‬
‫ن َ‬‫حَز ْ‬‫ل َت ْ‬
‫ل ِبال َو َ‬
‫ك ِإ ّ‬
‫صْبُر َ‬
‫صِبْر َوَما َ‬ ‫ن* َوا ْ‬ ‫صاِبِري َ‬
‫خْيٌر ِلل ّ‬
‫صَبْرُتْم َلُهَو َ‬
‫ن َ‬‫عوِقْبُتْم ِبِه َوَلِئ ْ‬‫ل َما ُ‬‫عاَقْبُتْم فََعاِقُبوا ِبِمْث ِ‬
‫َ‬
‫ن } ]النحل‪ [126،127 :‬فعفا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وصبر ونهى عن المثلة‪.‬‬ ‫ِمّما َيْمُكُرو َ‬
‫جْنُدب ‪ ،‬قال ‪ :‬ما قام رسول ال صلى ال عليه وسلم في مقام‬ ‫سُمرة ابن ُ‬ ‫حَميد الطويل ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬عن َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ُ‬
‫ط ففارقه ‪ ،‬حتى يأمرنا بالصدقة‪ ،‬وينهانا عن الُمْثلة ‪.‬‬ ‫َق ّ‬
‫سم ‪ ،‬مولى عبد ال بن‬ ‫صلته صلى ال عليه وسلم صلة الجنازة على حمزة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهم عن ُمْق ِ‬
‫ى بُبردة ثم صلى ال عليه وسلم عليه ‪ ،‬فكبر سبع‬ ‫جَ‬ ‫سّ‬‫الحارث ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بحمزة فَ ُ‬
‫تكبيرات ‪ ،‬ثم أتى بالقتلى فيوضعون إلى حمزة‪ ،‬فصلى عليهم وعليه معهم ‪ ،‬حتى صلى ال عليه وسلم عليه ِثْنتين وسبعين صلة‬
‫ت عبد المطلب لتنظر إليه ‪ ،‬وكان أخاها لبيها‬ ‫ت فيما بلغني‪ ،‬صفيُة بن ُ‬ ‫حزن صفية على أخيها حمزة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد أقبل ْ‬
‫وأمها‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لبنها الزبير بن العوام ‪ :‬الَقها فأرجْعها‪ ،‬ل ترى ما بأخيها‪ ،‬فقال لها‪ :‬يا أّمه ‪ ،‬إن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يأمرك أن ترجعى‪ ،‬قالت ‪ :‬ولَم ؟ وقد بلغني أن قد ُمّثل بأخى‪ ،‬وذلك في ال ‪ ،‬فما أرضانا بما كان من ذلك ؟‬
‫ل سبيلها‪ ،‬فأتته ‪.‬‬ ‫ن إن شاء ال ‪ .‬فلما جاء الزبير إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبره بذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬خ ّ‬ ‫لحتسبنّ ولصبر ّ‬
‫فنظرت إليه ‪ ،‬فصلت عليه ‪ ،‬واسترجعت ‪ ،‬واستغفرت له ‪ ،‬ثم أمر به رسول ال صلى ال عليه وسلم فُدفن ‪.‬‬
‫عَبْيد ال بن جحش ‪ -‬وكان لميمة بنت عبد المطلب ‪ ،‬حمزةُ خاُله ‪ ،‬وقد كان ُمّثل به كما ُمّثل‬ ‫دفن الشهداء‪ :‬قال ‪ :‬فزعم لي آل ُ‬
‫بحمزة‪ ،‬إل أنه لم ُيْبَقر عن كبده ‪ -‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دفنه مع حمزة في قبره ‪ ،‬ولم أسمع ذلك إل عن أهله ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان قد احَتمل ناس من المسلمين قتلهم إلى المدينة‪ ،‬فدفنوهم بها‪ ،‬ثم نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫صَعْير الُعْذري‬ ‫صِرعوا‪ ، .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد بن مسلم الزهري ‪ ،‬عن عبد ال ابن ثعلبة بن ُ‬ ‫ذلك ‪ ،‬وقال ‪ :‬أدفنوهم حيث ُ‬
‫‪ ،‬حليف بنى ُزهرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لما أشرف على القتلى يوم أحد‪ ،‬قال ‪ " :‬أنا شهيد على هؤلء‪ ،‬إنه ما من‬
‫ك ‪ ،‬انظروا أكثر هؤلء جمعا للقرآن‬ ‫ح ريح مس ٍ‬ ‫ن دٍم والري ُ‬ ‫ن لو ُ‬ ‫حه ‪ ،‬اللو ُ‬ ‫ى جر ُ‬ ‫جرح في ال ‪ ،‬إل وال يبعثه يوم القيامة َيْدِم ٍ‬ ‫جريح ُي ْ‬
‫فاجعلوه أمام أصحابه في القبر " وكانوا يدفنون الثنين والثلثة في القبر الواحد‪ .‬قال ‪ :‬وحدثني عمى موسى بن يسار أنه سمع أبا‬
‫حه ُيْدِمي ‪ ،‬اللو ُ‬
‫ن‬ ‫جر ُ‬ ‫هريرة يقول ‪ :‬قال أبو القاسم صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ما من جريح ُيجرح في ال إل وال يبعثه يوم القيامة و ُ‬
‫لون دم ‪ ،‬والريح ريح مسك "‪.‬‬
‫سَلمة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال يومئذ‪ ،‬حين‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني أبي‪ :‬إسحاق بن يسار‪ ،‬عن أشياخ من بنى َ‬
‫حرام ‪ ،‬فإنهما كانا متصافيين في الدنيا‪ ،‬فاجعلوهما في قبر‬ ‫جموح ‪ ،‬وعبد ال بن عمرو بن َ‬ ‫أمر بدفن القتلى ‪ :‬انظروا إلى عمِرو بن ال َ‬
‫حْمَنة بنت جحش‪ ،‬كما ُذكر لي‪ ،‬فلما‬ ‫واحد‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم راجعًا إلى المدينة‪ ،‬فلقيته َ‬
‫لقيت الناس ُنعى إليها أخوها عبد ال بن جحش ‪ ،‬فاسترجعت واستغفرت له ‪ ،‬ثم نعى لها‬
‫عَمْير‪ ،‬فصاحت وولولت ! فقال رسول ال‬ ‫صَعب بن ُ‬ ‫خاُلها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له ‪ ،‬ثم ُنعي لها زوجها ُم ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫حها على زوجها‪- .‬‬ ‫إن زوج المرأة منها لبمكان ! لما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها‪ ،‬وصيا َ‬
‫شهل‬ ‫بكاء نساء النصار على حمزة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومر رسول ال صلى ال عليه وسلم بدار من دور النصار من بنى عبد ال ْ‬
‫ى له !‬ ‫ظَفر‪ ،‬فسمع ‪ .‬البكاَء والنوائح على قتلهم ‪ ،‬فذرفت عينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فبكى‪ ،‬ثم قال ‪ :‬لكن حمزَة ل بواك َ‬ ‫وَ‬
‫ضير إلى دار بنى عبد الشهل أمر نساءهم أن يتحّزمن ‪ ،‬ثم‬ ‫ح َ‬‫فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد ابن ُ‬
‫يذهبن فيبكين على عّم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫حَنْيف ‪ ،‬عن بعض رجال بنى عبد الشهل ‪ ،‬قال ‪ " :‬لما سمع رسول ال صلى‬ ‫عّباد بن ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني حكيم بن حكيم عن َ‬
‫ال عليه وسلم‬
‫ن بأنفسكن "‪.‬‬ ‫ن ال ‪ ،‬فقد آسْيت ّ‬ ‫بكاَءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ارجعن يرحمك ّ‬
‫عَبْيدة‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لما سمع بكاءهن ‪،‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وُنهى يومئذ عن النوح ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني أبو ُ‬
‫ن‪.‬‬‫ن فلينصرف َ‬ ‫عّتمت لقديمة‪ ،‬مروه ّ‬ ‫قال ‪ :‬رحم ال النصار؟ فإن المواساة منهم ما َ‬
‫عْون ‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد‪ ،‬عن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬قال ‪ :‬مّر‬ ‫المرأة الدينارية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد الواحد بن أبي َ‬
‫جها وأخوها وأبوها مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بأحد‪،‬‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بامرأة من بني دينار‪ ،‬وقد أصيب زو ُ‬
‫فلما ُنعوا لها‪ ،‬قالت ‪ :‬فما فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قالوا‪ :‬خيرًا يا أّم فلن ‪ ،‬هو بحمد ال كما ُتحبين ‪ ،‬قالت ‪ :‬كل مصيبة‬
‫ل ؟ تريد صغيرة ‪.‬‬ ‫بعَدك جََل ٌ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الجلل ‪ :‬يكون من القليل ‪ ،‬ومن الكثير‪ ،‬وهو هاهنا من القليل‪ .‬قال امرؤ القيس في الجلل القليل ‪:‬‬
‫جل ْ‬
‫ل‬ ‫ل شىٍء سواه َ‬ ‫ألك ّ‬ ‫سٍد رّبهـــــم‬ ‫‪ #‬لَقْتل بني أ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أي صغير قليل ‪.‬‬
‫جْرمى‪:‬‬ ‫علة ال َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬والجلل أيضًا العظيم ‪ :‬قال الشاعر‪ ،‬وهو الحارث ابن َو ْ‬
‫ن عظمى‬
‫طوت لْوهن ّ‬
‫سَ‬‫ولئن َ‬ ‫ن جلــل‬
‫ت لعفو ّ‬
‫عَفْو ُ‬
‫‪ #‬ولئن َ‬

‫غسل السيوف ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما انتهى رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى أهله ناول سيَفه ابنته فاطمة‪ ،‬فقال ‪ :‬اغسلى عن‬
‫ى بن أبي طالب سيفه ‪ ،‬فقال ‪ :‬وهذا أيضًا‪ ،‬فاغسلى عنه دمه ‪ ،‬فوال لقد صدقنى‬ ‫هذا دمه يا بنية‪ ،‬فوال لقد صدقنى اليوم ‪ ،‬وناولها عل ّ‬
‫جانة‪.‬‬
‫حَنيف ‪ ،‬وأبو ُد َ‬
‫ت القتال لقد صدق معك سهل بن ُ‬ ‫ت صدق َ‬ ‫اليوم ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لئن كن َ‬
‫ض أهل العلم ‪ ،‬أن ابن أبي‬‫قال ابن هشام ‪ :‬وكان يقال لسيف رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ذو الفقار‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫جْيح قال ‪ :‬نادى مناٍد يوَم أحد‪:‬‬
‫ُن َ‬
‫‪ #‬ل سيف إلذو الفقاِر ‪ ،‬و ل فتى إل عل ّ‬
‫ى‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني بعض أهل العلم ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب ‪ :‬ل يصيب المشركون منا‬
‫ح ال علينا‪.‬‬‫مثَلها حتى يفت َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال ‪.‬‬
‫غزوة حمراء السد‬
‫ندم من تخلف يوم أحد والخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫ن رسول ال صلى ال عليه وسلم في الناس بطلب‬ ‫قال ‪ :‬فلما كان الغُد من يوم الحد لست عشرة ليلة مضت من شوال ‪ ،‬أذن مؤذ ُ‬
‫العدو‪ ،‬فأذن مؤذنه أن ل يخرجن معنا أحد إل أحد حضر يومنا بالمس ‪ .‬فكلمه جابر بن عبد ال بن عمرو بن حرام ؛ فقال ‪ :‬يا‬
‫ى‪ ،‬إنه ل ينبغي لي ول لك أن تترك هؤلء النسوة ل رجل‬ ‫رسول ال ‪ ،‬إن أبي كان خلفنى على أخوات لي سبع ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا ُبن ّ‬
‫ف على أخواتك ؛ فتخلفت عليهن ‪.‬‬ ‫فيهن ‪ ،‬ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم على نفسي ‪ ،‬فتخل ْ‬
‫فأذن له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فخرج معه ‪ .‬وإنما خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم مرهبا للعدو؛ وليبلغهم أنه خرج‬
‫في طلبهم ‪ ،‬ليظنوا به قوة‪ ،‬وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم ‪.‬‬
‫من جرح بأحد يواصلون الجهاد مع الرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عبد ال بن خارجة بن زيد بن ثابت ‪ ،‬عن أبي السائب‬
‫شهل كان شهد أحدًا مع رسول ال‬ ‫مولى عائشة بنت عثمان ‪ :‬أن رجل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬من بنى عبد ال ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬شهدت أحدًا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم أنا وأخ لي‪ ،‬فرجعنا جريحين ‪ ،‬فلما أذن مؤذن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بالخروج في طلب العدو‪ ،‬قلت لخي أو قال لي ‪ :‬أتفوتنا غزوة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ وال‬
‫غلب‬ ‫ما لنا من دابة نركبها‪ ،‬وما منا إل جريح ثقيل ‪ ،‬فخرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكنت أيسر جرحا‪ ،‬فكان إذا ُ‬
‫عْقبًة‪ ،‬حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون ‪.‬‬ ‫حملته عُْقبة‪ ،‬ومشى ُ‬
‫حْمراء‬‫استعمال ابن أم مكتوم على المدينة في هذه الغزوة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى انتهى إلى َ‬
‫سد‪،‬‬‫ال َ‬
‫وهى من المدينة على ثمانية أميال ‪ ،‬واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأقام بها الثنين والثلثاء والربعاء‪ ،‬ثم رجع إلى المدينة‪.‬‬
‫شأن معبد الخزاعى‪ :‬قال ‪ :‬وقد مّر به كما حدثني ‪ :‬عبد ال بن أبي بكر‪َ ،‬مْعِبد بن أبي َمْعِبد الخزاعي ‪ ،‬وكانت خزاعة‪ ،‬مسلُمهم‬
‫صْفَقُتهم معه ‪ ،‬ل يخفون عنه شيئا كان بها‪ ،‬وَمْعبد يومئذ مشرك ‪،‬‬ ‫عْيَبَة ُنصح لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ِ ،‬بِتهامة‪َ ،‬‬ ‫ومشرُكهم َ‬
‫فقال ‪ :‬يا محمد‪ ،‬أما وال لقد عز علينا ما أصابك ‪ ،‬ولوددنا أن ال عافاك فيهم ‪ ،‬ثم خرج ورسول ال صلى ال عليه وسلم بحمراء‬
‫ي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالّرْوحاء‪ ،‬وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه ‪،‬‬ ‫السد‪ ،‬حتى َلق َ‬
‫ن منهم ‪ .‬فلما رأى أبو‬
‫وقالوا‪ :‬أصبنا حد أصحابه وأشرافهم وقادتهم ‪ ،‬ثم نرجع قبل أن نستأصَلهم ‪ ،‬لنُكّرن على بقيتهم ‪ ،‬فلَنْفرغ ّ‬
‫سفيان َمْعبدًا‪ ،‬قال ‪ :‬ما وراءك يا معبد؟ قال ‪ :‬محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثَله قط ‪ ،‬يتحرقون عليكم تحرقا‪ ،‬قد‬
‫ط ؛ قال ‪ :‬ويحك ! ما‬ ‫حَنق عليكم شىء لم أر مثَله ق ّ‬ ‫اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم ‪ ،‬وندموا على ما صنعوا‪ ،‬فيهم من ال َ‬
‫تقول ؟ قال ‪ :‬وال ما أرى أن ترتحل حتى أرى نواصى الخيل ؛ قال ‪ :‬فوال لقد أجمعنا الكّرة عليهم ‪ ،‬لنستأصل بقيتهم ‪ ،‬قال فإنى‬
‫أنهاك عن ذلك قال ‪ :‬وال لقد حملنى ما رأيت على أن قلت فيهم أبياتا من شعر‪ ،‬قال ‪ :‬وما قلت ؟ قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫جْرد البابي ِ‬
‫ل‬ ‫ض بال ُ‬
‫إذ سالت الر ُ‬ ‫‪ #‬كادت ُتَهّد من الصوات راحلتــى‬
‫ل معازي ِ‬
‫ل‬ ‫عنداللقاِءولِمي ٍ‬ ‫سٍد كرام لتنابلــــــٍة‬ ‫‪َ #‬تْردي بأ ْ‬
‫س غيِر مخذو ِ‬
‫ل‬ ‫سَمْوا برئي ٍ‬ ‫لما َ‬ ‫ض مائلــًة‬ ‫ت عدوًا أظن الر َ‬ ‫‪ #‬فظْل ُ‬
‫ت البطحاُء بالجي ِ‬
‫ل‬ ‫ط ِ‬
‫طَم َ‬
‫إذاَتَغ ْ‬ ‫ن حرب من لقائكـُم‬ ‫ت ‪ :‬ويل اب ِ‬ ‫‪ #‬فقل ُ‬
‫ل ذي ِإْربٍة منهْم ومعقو ِ‬
‫ل‬ ‫لك ّ‬ ‫سل ضاحيـــَة‬ ‫ل الَب ْ‬
‫‪ #‬إنى نذيٌر له ِ‬
‫ت بالقي ِ‬
‫ل‬ ‫ف ما أنذر ُ‬ ‫ص ُ‬‫وليس ُيو َ‬ ‫ش تنابلــٍة‬‫‪ #‬من جيش أحمَد ل َوخ ٍ‬
‫فَثنى ذلك أبا سفيان ومن معه ‪.‬‬
‫رسالة أبي سفيان مع الركب بالوعيد‪ :‬ومر به ركب من عبد الَقْيس ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين تريدون ‪ .‬قالوا‪ :‬نريد المدينة ‪ .‬قال ‪ :‬ولم ؟ قالوا‪، :‬‬
‫نريد الِميرة ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل أنتم ُمبلغون عني محمدًا رسالة أرسلكم بها ؟ إليه ‪ ،‬وأحمل لكم هذه غدًا زبيبًا بُعكاظ إذا وافيتموها؟ قالوا نعم‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم ‪ ،‬فمر الركب برسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وهو بحمراء السد‪ ،‬فأخبروه بالذي قال أبو سفيان ‪ ،‬فقال ‪ :‬حسبنا ال ونعم الوكيل ‪.‬‬
‫عَبيدة ‪ :‬أن أبا سفيان بن حرب‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثنا أبو ُ‬
‫انصرف يوم أحد‪ ،‬أراد الرجوع إلى المدينة‪ ،‬ليستأصل بقيَة أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال لهم صفوان بن أمية بن‬
‫ن لهم قتال غيُر الذي كان ‪ ،‬فارجعوا‪ ،‬فرجعوا‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه‬ ‫خشينا أن يكو َ‬
‫حربوا ‪ ،‬وقد َ‬‫خلف ‪ :‬ل تفعلوا‪ ،‬فإن القوم قد َ‬
‫صّبحوا بها لكانوا كأمس‬‫سّوَمت لهم حجارة‪ ،‬لو ُ‬ ‫وسلم‪ ،‬وهو بحمراء السد‪ ،‬حين بلغه أنهم َهّموا بالرجعة ‪ :‬والذي نفسى بيده ‪ ،‬لقد ُ‬
‫الذاهب ‪.‬‬
‫قتل الرسول أبا عزة ومعاوية بن المغيرة‪ :‬قال أبو عبيدة ‪ :‬وأخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم في جهة ذلك ‪ ،‬قبل رجوعه إلى‬
‫المدينة معاوية ابن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ‪ ،‬وهو جد عبد الملك بن مروان ‪ ،‬أبو أمه عائشة بنت معاوية‪ ،‬وأبا‬
‫ن عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أقلني ‪ ،‬فقال رسول ال صلى‬ ‫حى ‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم أسره ببدر‪ ،‬ثم َم ّ‬ ‫جم ِ‬ ‫عزة ال ُ‬
‫ب عنَقه يا زبير‪ .‬فضرب عنقه‪ .‬قال ابن‬ ‫ت محمدًا مرتين ‪ ،‬اضر ْ‬ ‫ضْيك بمكة‪ ،‬بعَدها وتقول ‪ :‬خدع ُ‬ ‫عاِر َ‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬وال ل تمسح َ‬
‫ن ل ُيلدغ من جحر مرتين ‪ .‬اضرب‬ ‫هشام ‪ :‬وبلغني عن سعيد بن المسيب أنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إن المؤم َ‬
‫عنقه يا عاصم بن ثابت " فضرب عنقه ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬إن زيد بن حارثة وعمار بن ياسر قتل معاوية بن المغيرة بعد حمراء السد‪ ،‬كان لجأ إلى عثمان بن عفان‬
‫فاستأمن له رسول ال صلى ال عليه وسلم فأمنه ‪ ،‬على أنه إن ُوجد بعد ثلث ُقتل ‪ ،‬فأقام بعَد ثلث وتوارى فبعثهما النبى صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنكما ستجدانه ‪ .‬بموضع كذا وكذا‪ ،‬فوجداه فقتله ‪.‬‬
‫شأن عبد ال بن أبي بعد غزوة أحد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينة‪ ،‬وكان عبد ال بن أبي ابن‬
‫سلول ‪ ،‬كما حدثني ابن شهاب الزهري ‪ ،‬له مقام يقومه كل جمعة ل ُيْنكر‪ ،‬شرفًا ‪ ،‬له في نفسه وفي قومه ‪ ،‬وكان فيهم شريفا‪ ،‬إذا‬
‫جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب الناس ‪ ،‬قام فقال ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بين أظهركم ‪ ،‬أكرمكم ال وأعزكم به ‪ ،‬فانصروه وعّزروه ‪ ،‬واسمعوا له وأطيعوا‪ ،‬ثم يجلس حتى إذا صنع يوم أحد ما صنع ‪،‬‬
‫ي عدّو ال ‪ ،‬لست لذلك بأهل ‪،‬‬ ‫ورجع بالناس ‪ ،‬قام يفعل ذلك كما كان يفعله ‪ ،‬فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه ‪ ،‬وقالوا‪ :‬اجلس ‪ ،‬أ ْ‬
‫شّدد أمره ‪ .‬فلقيه رجل من‬
‫تا َ‬
‫جرًا أن قم ُ‬
‫ت ‪ ،‬فخرج يتخطى رقاب الناس وهو يقول ‪ :‬وال لكأنما قلت َب ْ‬ ‫ت ما صنع َ‬ ‫وقد صنع َ‬
‫ى رجال من أصحابه يجذبونني ويعنفوننى‪ ،‬لكأنما‬ ‫النصار بباب المسجد‪ ،‬فقال ‪ :‬ما لك ؟ ويلك ! قال ‪ :‬قمت أشّدد أمره ‪ ،‬فوثب عل ّ‬
‫ن قمت أشّدد أمَره ؟ قال ‪ :‬ويلك ! ارجع يستغفر لك رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال ‪ :‬وال ما أبتغى أن يستغفَر لي ‪.‬‬ ‫جرًا أ ْ‬‫قلت َب ْ‬
‫حن به المنافقين ‪ ،‬ممن‬‫تمحيص المؤمنين يوم أحد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬كان يوَم بلء ومصيبة وتمحيص ‪ ،‬اختبر ال به المؤمنين ‪ ،‬وم َ‬
‫ليمان بلسانه ‪ ،‬وهو مستخف بالكفر في قلبه ‪ ،‬ويومًا اكرم ال فيه من أراد كرامَته بالشهادة من أهل وليته ‪.‬‬ ‫كان يظهر ا ِ‬
‫ذكر ما أنزل الله في أحد من القرآن‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫طلبي ‪ ،‬قال ‪ :‬فكان مما‬ ‫قال ‪ :‬حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زياد ابن عبد ال البكائى عن محمد بن إسحاق الم ّ‬
‫أنزل ال تبارك وتعالى في يوم أحد من القرآن ستون آية من آل عمران ‪ ،‬فيها صفة ما كان في يومهم ذلك ومعاتبة من عاتب منهم ‪،‬‬
‫عِليٌم } ‪].‬آل‬
‫سِميٌع َ‬
‫ل َوال َ‬
‫عَد ِلْلِقَتا ِ‬
‫ن َمَقا ِ‬
‫ئ اْلُمْؤِمِني َ‬
‫ك ُتَبّو ُ‬
‫ن َأْهِل َ‬
‫ت ِم ْ‬
‫غَدْو َ‬
‫يقول ال تبارك وتعالى لنبيه صلى ال عليه وسلم {َوِإْذ َ‬
‫عمران‪[121 :‬‬
‫ل ‪ .‬قال الُكَمْيت بن زيد‪:‬‬ ‫ئ المؤمنين ‪ :‬تتخذ لهم مقاعَد ومناز َ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬تبّو ُ‬
‫ت َمضجعا‬ ‫قد تبوأ ُ‬ ‫ت قبَلــــــــه‬
‫‪ #‬ليتنى كن ُ‬
‫وهذا البيت في أبيات له ‪.‬‬
‫شم بن‬
‫جَ‬
‫سَلمة بن ُ‬
‫ل } أي تتخاذل‪ ،‬والطائفتان ‪ :‬بنو َ‬
‫شَ‬‫ن َتْف َ‬
‫ن ِمْنُكْم َأ ْ‬
‫طاِئَفَتا ِ‬ ‫أي سميع بما تقولون ‪ ،‬عليم بما تخفون ‪ِ) .‬إْذ َهّم ْ‬
‫ت َ‬
‫الخزرج ‪ ،‬وبنو حارثة بن الّنبيت من الْوس ‪،‬‬
‫وهما الجناحان يقول ال تعالى ‪َ ) :‬وال َوِلّيُهَما } أي المدافع عنهما‬
‫ما همتا به من فشلهما‪ ،‬وذلك أنه إنما كان ذلك منهما عن ضعف ووهن أصابهما غير شك في دينهما‪ ،‬فتولى دفَع ذلك عنهما برحمته‬
‫وعائدته ‪ ،‬حتى سلمتا من و هونهما وضعفهما‪ ،‬ولحقتا بنبيهما صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫سد من أهل العلم ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت الطائفتان ‪ :‬ما نحب أنا لم نهم بما هممنا به ‪ ،‬لتولى ال إيانا في‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثني رجل من ال ْ‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[122 :‬أي من كان به ضعف ‪ .‬من المؤمنين‬ ‫ل اْلُمْؤِمُنو َ‬‫عَلى ال َفْلَيَتَوّك ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬يقول ال تعالى ‪َ{ :‬و َ‬
‫صَرُكْم ال ِبَبْدٍر َوَأْنُتْم َأِذّلٌة‬ ‫ي ‪ ،‬وليستعن بى‪ ،‬أعنه على أمره ‪ ،‬وأدافع عنه ‪ ،‬حتى أبلغ عنه ‪ ،‬وأقويه على نبيه ‪َ{ :‬وَلَقْد َن َ‬ ‫فليتوكل عل ّ‬
‫ل ِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫ن‬ ‫شكر نعمتى‪ ،‬ولقد نصركم ال ببدر وأنتم أقل عددا وأضعف قوة {ِإْذ َتُقو ُ‬ ‫ن } ‪ :‬أي فاتقونى‪ ،‬فإنه ُ‬ ‫شُكُرو َ‬ ‫َفاّتُقوا ال َلَعّلُكْم َت ْ‬
‫سِة‬‫خْم َ‬‫ن َفْوِرِهْم َهَذا ُيْمِدْدُكْم َرّبُكْم ِب َ‬
‫صِبُروا َوَتّتُقوا َوَيْأُتوُكْم ِم ْ‬
‫ن َت ْ‬
‫ن *َبَلى ِإ ْ‬ ‫لِئَكِة ُمْنَزِلي َ‬ ‫ن اْلَم َ‬
‫ف ِم ْ‬‫ل ٍ‬ ‫لَثِة آ َ‬
‫ن ُيِمّدُكْم َرّبُكْم ِبَث َ‬‫ن َيْكِفَيُكْم َأ ْ‬
‫َأَل ْ‬
‫ن ]آل عمران‪123 :‬ـ ‪ :[125‬أي إن تصبروا لعُدوي ‪ ،‬وتطيعوا أمري ‪ ،‬ويأتوكم من وجِههم هذا‪ ،‬أمدكم‬ ‫سّوِمي َ‬ ‫لِئَكِة ُم َ‬
‫ن اْلَم َ‬ ‫ف ِم ْ‬ ‫ل ٍ‬ ‫آَ‬
‫بخمسة الف من الملئكة مسومين ‪.‬‬
‫عَلموا على أذناب خيلهم ونواصيها بصوف‬ ‫قال ابن هشام ‪ُ :‬مسّومين ‪ُ :‬مَعّلمين ‪ .‬بلغنا عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال ‪ :‬أ ْ‬
‫أبيض ‪.‬‬
‫سما‪ :‬العلمة‪ .‬وفي كتاب ال عز‬ ‫فأما ابن إسحاق فقال ‪ :‬كانت سيماهم يوم بدر عمائم بيضًا‪ .‬وقد ذكرت ذلك في حديث بدر‪ .‬وال ّ‬
‫جوِد } ]الفتح‪ :[29 :‬أي علمتهم ‪.‬‬ ‫سُ‬‫ن َأَثِر ال ّ‬
‫جوِهِهْم ِم ْ‬ ‫سيَماُهْم ِفي ُو ُ‬ ‫وجل ‪ِ { :‬‬
‫سّوَمًة } ]هود‪ [82،83 :‬يقول ‪ :‬معلمة ‪ .‬بلغنا عن الحسن ابن أبي الحسن البصري أنه قال ‪:‬‬ ‫ضوٍد *ُم َ‬
‫ل َمْن ُ‬
‫جي ٍ‬
‫سّ‬‫ن ِ‬
‫جاَرًة ِم ْ‬‫و} )ِ‬
‫حَ‬
‫جاج ‪:‬‬
‫عليها علمة‪ ،‬أنها ليست من حجارة الدنيا‪ ،‬وأنها من حجارة العذاب ‪ .‬قال ُرؤبة بن الَع ّ‬
‫سّوموا‬
‫ول ُتجارينى إذا ما َ‬ ‫سَهُم‬‫ن ُتبَلى في الجياُد ال ّ‬
‫‪ #‬فال َ‬
‫جَذُموا‬
‫ت أبصاُرهم وأ ْ‬‫خص ْ‬ ‫شَ‬‫‪#‬وَ‬
‫جٌر‬
‫شَ‬‫سّوَمِة } ]آل عمران‪ [14 :‬و‪َ ‬‬
‫ل اْلُم َ‬ ‫وهذه البيات في أرجوزة له‪ .‬والمسّومة أيضًا ‪ :‬المرعية‪ ،‬وفي كتاب ال تعالى ‪َ ) } :‬واْل َ‬
‫خْي ِ‬
‫ن } ‪].‬النحل‪ [10 :‬تقول العرب ‪ :‬سّوم خيَله وإبله ‪ ،‬وأسامها‪ :‬إذا رعاها‪ .‬قال الُكَمْيت بن زيد‪:‬‬ ‫سيُمو َ‬
‫ِفيِه ُت ِ‬
‫سَواِم‬
‫ك ال ّ‬
‫وَفْقُد المسيِم ُهْل ُ‬ ‫سجحًا ففقْدنا‬
‫‪ #‬راعيًا كان ُم ْ‬
‫سِلس السياسة ُمحسن إلى الغنم ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ُ :‬مسجحا‪َ :‬‬
‫سميت‬‫حِكيِم } ]آل عمران‪ :[126:‬أي ما َ‬ ‫عْنِد ال اْلَعِزيِز اْل َ‬
‫ن ِ‬ ‫ل ِم ْ‬
‫صُر ِإ ّ‬
‫ن ُقُلوُبُكْم ِبِه َوَما الّن ْ‬
‫طَمِئ ّ‬
‫شَرى َلُكْم َوِلَت ْ‬
‫ل ُب ْ‬ ‫} )وََما َ‬
‫جَعَلُه ال ِإ ّ‬
‫ضعِفكم ‪ ،‬وما النصر إل من عندي ‪ ،‬لسلطانى‬ ‫لكم من سميت من جنود ملئكتى إل ُبشرى لكم ‪ ،‬ولتطمئن قلوبكم به ‪ ،‬لما أعرف من َ‬
‫ن } ]آل‬‫خاِئِبي َ‬
‫ن َكَفُروا َأْو َيْكِبَتُهْم َفَيْنقَِلُبوا َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫طَع طََرًفا ِم ْ‬‫ى‪ ،‬ل إلى أحد من خلقي ‪ .‬ثم قال ‪ِ{ :‬لَيْق َ‬ ‫وقدرتي ‪ ،‬وذلك أن العز والحكم إل ّ‬
‫ي منهم َفل خائبين ‪ ،‬لم‬ ‫عمران‪ :[127 :‬أي ليقطع طرفا من المشركين بقتل ينتقم به منهم ‪ ،‬أو يردهم خائبين ‪ :‬أي ويرجع من َبق َ‬
‫ينالوا شيئًا مما كانوا يأملون ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يكبتهم ‪ :‬يغمهم أشد الغم ‪ ،‬ويمنعهم ما أرادوا‪ .‬قال ذو الرمة ‪:‬‬
‫شجن ل أنس موقفنا في حيرٍة بين مسروٍر ومكبو ِ‬
‫ت‬ ‫س من َ‬ ‫‪ #‬ما أْن َ‬

‫ويكبتهم أيضًا‪ :‬يصرعهم لوجوههم ‪.‬‬


‫عَلْيِهْم َأْو ُيَعّذَبُهْم َفِإّنُهْم‬
‫ب َ‬
‫يٌء َأْو َيُتو َ‬
‫ش ْ‬
‫لْمِر َ‬
‫ن ا َْ‬
‫ك ِم ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قال لمحمد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪َ ) :‬لْي َ‬
‫س َل َ‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[128:‬أي ليس لك من الحكم شىء في عبادي ‪ ،‬إل ما أمرتك به فيهم ‪ ،‬أو أتوب عليهم برحمتى‪ ،‬فإن شئ ُ‬
‫ت‬ ‫ظاِلُمو َ‬
‫َ‬
‫حيٌم } ‪ :‬أي يغفر‬ ‫غُفوٌر َر ِ‬
‫ن } ‪ .‬أي قد استوجبوا ذلك لمعصيتهم إياي {َوال َ‬ ‫ظاِلُمو َ‬‫ت ‪ ،‬أو أعذبهم بذنوبهم فبحقى } )َفِإّنُهْم َ‬ ‫فعل ُ‬
‫الذنب ويرحم العباد‪ ،‬على ما فيهم ‪.‬‬
‫لسلم ‪ ،‬إذ هداكم ال به ما كنتم تأكلون إذ أنتم‬ ‫عَفًة } ‪ ،‬أي ل تأكلوا في ا ِ‬ ‫ضا َ‬‫ضَعاًفا ُم َ‬‫ل َتْأُكُلوا الّرَبا َأ ْ‬
‫ن آَمُنوا َ‬
‫ثم قال ‪َ{ :‬ياَأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن } أي فأطيعوا ال لعلكم تنجون مما حذركم ال من عذابه ‪،‬‬ ‫حو َ‬ ‫على غيره ‪ ،‬مما ل يحل لكم في دينكم {َواّتُقوا ال َلَعّلُكْم ُتْفِل ُ‬
‫طيُعوا‬
‫ن } ‪ ،‬أي التي جعلت دارًا لمن كفر بى ‪ .‬؟ ثم قال ‪َ{ :‬وَأ ِ‬ ‫ت ِلْلَكاِفِري َ‬
‫عّد ْ‬‫وتدركون ما رغبكم ال فيه من ثوابه ‪َ،‬واّتُقوا الّناَر اّلِتي ُأ ِ‬
‫ن } ]آل عمران‪129 :‬ـ ‪ [132‬معاتبة للذين عصوا رسول ال صلى ال عليه وسلم حين أمرهم بما‬ ‫حُمو َ‬
‫ل َلَعّلُكْم ُتْر َ‬
‫سو َ‬‫ال َوالّر ُ‬
‫أمرهم به في ذلك اليوم وفي ‪.‬‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[133 :‬أي‬ ‫ت ِلْلُمّتِقي َ‬
‫عّد ْ‬ ‫ض ُأ ِ‬
‫لْر ُ‬ ‫ت َوا َْ‬‫سَماَوا ُ‬ ‫ضَها ال ّ‬
‫عْر ُ‬ ‫جّنٍة َ‬
‫ن َرّبُكْم َو َ‬‫عوا ِإَلى َمْغِفَرٍة ِم ْ‬‫ساِر ُ‬ ‫غيره ‪ .‬ثم قال ‪َ ) } :‬و َ‬
‫ن}‬
‫سِني َ‬
‫حِ‬‫ب اْلُم ْ‬
‫ح ّ‬
‫س َوال ُي ِ‬‫ن الّنا ِ‬ ‫عْ‬ ‫ن َ‬ ‫ظ َواْلَعاِفي َ‬
‫ن اْلَغْي َ‬ ‫ظِمي َ‬
‫ضّراِء َواْلَكا ِ‬ ‫سّراِء َوال ّ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫ن ُيْنِفُقو َ‬
‫دارًا لمن أطاعنى وأطاع رسولى‪{ .‬اّلِذي َ‬
‫سُهْم َذَكُروا ال‬‫ظَلُموا َأْنُف َ‬
‫شًة َأْو َ‬ ‫حَ‬ ‫ن ِإَذا َفَعُلوا َفا ِ‬‫لحسان ‪ ،‬وأنا أحب من عمل به ‪َ{ ،‬واّلِذي َ‬ ‫]آل عمران‪ :[134 :‬أي وذلك هو ا ِ‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[135 :‬أي إن أتوا فاحشة‪ ،‬أو‬ ‫عَلى َما َفَعُلوا َوُهْم َيْعلَُمو َ‬
‫صّروا َ‬ ‫ل ال َوَلْم ُي ِ‬ ‫ب ِإ ّ‬‫ن َيْغِفُر الّذُنو َ‬
‫سَتْغَفُروا ِلُذُنوِبِهْم َوَم ْ‬
‫َفا ْ‬
‫عَلى َما‬ ‫ظلموا أنفسهم بمعصية ذكروا نهي ال وما حرم عليهم ‪ ،‬فاستغفروه لها‪ ،‬وعرفوا أنه ل يغفر الذنوب إل هو‪َ ) .‬وَلْم ُي ِ‬
‫صّروا َ‬
‫غلْوا به في كفرهم ‪ ،‬وهم يعلمون ما‬ ‫ن } ]آل عمران‪ ::[135 :‬أي لم يقيموا على معصيتى كفعل من أشرك بي فيما َ‬ ‫َفَعُلوا َوُهْم َيْعَلُمو َ‬
‫خاِلِدي َ‬
‫ن‬ ‫لْنَهاُر َ‬ ‫حِتَها ا َْ‬
‫ن َت ْ‬
‫جِري ِم ْ‬
‫حِتَها َت ْ‬
‫ن َت ْ‬
‫جِري ِم ْ‬ ‫جّناتٌ َت ْ‬‫ن َرّبِهْم َو َ‬
‫جَزاُؤُهْم َمْغِفَرٌة ِم ْ‬ ‫ك َ‬‫حرمت عليهم من عبادة غيري ‪ُ ) } .‬أْوَلِئ َ‬
‫ن } ]آل عمران‪ [136 :‬أي ثواب المطيعين ‪.‬‬ ‫جُر اْلَعاِمِلي َ‬
‫ِفيَها َوِنعَْم َأ ْ‬
‫ثم استقبل ذكر المصيبه التي نزلت بهم ‪ ،‬والبلء الذي أصابهم ‪ ،‬والتمحيص لما كان فيهم ‪ ،‬واتخاذه الشهداَء منهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬تعزيًة لهم‬
‫ن}‬ ‫عاِقَبُة اْلُمَكّذِبي َ‬‫ن َ‬‫ف َكا َ‬ ‫ظروا َكْي َ‬
‫ض َفاْن ُ‬
‫لْر ِ‬ ‫سيُروا ِفي ا َْ‬ ‫ن َف ِ‬
‫سَن ٌ‬
‫ن َقْبِلُكْم ُ‬
‫ت ِم ْ‬
‫خَل ْ‬ ‫‪ ،‬وتعريفًا لهم فيما صنعوا‪ ،‬وفيما هو صانع بهم ‪َ{ :‬قْد َ‬
‫]آل عمران‪ [137 :‬أي قد مضت منى وقائع نقمة في أهل التكذيب لرسلى والشرك بي ‪ :‬عاد وثمود وقوم لوط وأصحاب َمْدين ‪،‬‬
‫ت قد مضت منى فيهم ‪ ،‬ولمن هو على مثل ما هم عليه من ذلك منى‪ ،‬فإني أمليت لهم ‪ :‬أي لئل يظنوا أن نقمتى انقطعت‬ ‫فرأوا مَُثل ٍ‬
‫عن عدوكم وعدوي ‪ ،‬للدولة التي أدْلُتهم بها عليكم ‪ ،‬ليبتلَيكم بذلك ‪ ،‬ليعلمكم ما عندكم ‪.‬‬
‫ظٌة } أي نور‬ ‫عَ‬ ‫ن } ‪ :‬أي هذا تفسير للناس إن قبلوا الهدى } َوُهًدى َوَمْو ِ‬ ‫ظٌة ِلْلُمّتِقي َ‬
‫عَ‬‫س َوُهًدى َوَمْو ِ‬
‫ن ِللّنا ِ‬
‫ثم قال تعالى‪َ{ :‬هَذا َبَيا ٌ‬
‫حَزُنوا } أي ل تضعفوا ول تبئسوا‬
‫ل َت ْ‬
‫ل َتِهُنوا َو َ‬ ‫) ِلْلُمّتِقي َ‬
‫ن } ]آل عمران‪[138:‬أي لمن أطاعني وعرف أمري ‪َ } .‬و َ‬ ‫وأدب }‬
‫ن } ]آل عمران‪[139 :‬أي إن كنتم صدقتم نبيي‬ ‫ن ُكْنُتْم ُمْؤِمِني َ‬
‫ن(‪ :‬أي لكم تكون العاقبة والظهور {ِإ ْ‬ ‫عَلْو َ‬
‫لْ‬ ‫على ما أصابكم ‪َ ،‬وَأْنُتْم ا َْ‬
‫ن الّناسِ } ‪ :‬أي نصرفها‬
‫لّياُم ُنَداِوُلَها َبْي َ‬
‫ك ا َْ‬
‫ح ِمْثُلُه } أي جراح مثلها‪َ{ ،‬وِتْل َ‬ ‫س اْلَقْوَم َقْر ٌ‬
‫ح َفَقْد َم ّ‬
‫سُكْم َقْر ٌ‬ ‫سْ‬‫ن َيْم َ‬‫بما جاءكم به عنى ‪ِ { .‬إ ْ‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[140 :‬أي ليميز بين‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ب ال ّ‬
‫ح ّ‬‫ل ُي ِ‬‫شَهَداَء َوال َ‬ ‫خَذ ِمْنُكْم ُ‬
‫ن آَمُنوا َوَيّت ِ‬‫بين الناس للبلء والتمحيص {َوِلَيْعَلَم ال اّلِذي َ‬
‫ن } ‪ :‬أي المنافقين الذين يظهرون الطاعة‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ب ال ّ‬
‫ح ّ‬ ‫ل ُي ِ‬‫المؤمنين والمنافقين ‪ ،‬وليكرم من أكرم من أهل اليمان بالشهادة‪َ{ ، ،‬وال َ‬
‫ن آَمُنوا } ‪ :‬أي‬ ‫ص ال اّلِذي َ‬ ‫ح َ‬ ‫وقلوبهم ُمصّرة على المعصية {َوِلُيَم ّ‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[141 :‬أي‬ ‫ق اْلَكاِفِري َ‬ ‫حَ‬ ‫يختبر الذين امنوا حتى يخلصهم بالبلء الذي نزل بهم ‪ ،‬وكيف صبرهم ‪ ،‬ويقينهم {َوَيْم َ‬
‫يبطل من المنافقين قولهم بألسنتهم‬
‫جّنَة َوَلّما َيْعَلْم ال اّلِذينَ‬‫خُلوا اْل َ‬‫ن َتْد ُ‬
‫سْبُتْم َأ ْ‬
‫حِ‬‫ما ليس في قلوبهم ‪ ،‬حتى يظهر منهم كفرهم الذي يستترون به ‪ .‬ثم قال تعالى‪َ { :‬أْم َ‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[142 :‬أي حسبتم أن تدخلوا الجنة‪ ،‬فتصيبوا من ثوابى الكرامة‪ ،‬ولم أختبركم بالشدة‪،‬‬ ‫صاِبِري َ‬‫جاَهُدوا ِمْنُكْم َوَيْعَلَم ال ّ‬ ‫َ‬
‫ي ولقد كنتم تمنون الشهادة على الذي أنتم‬ ‫ليمان بي ‪ ،‬والصبر على ما أصابكم ف ّ‬ ‫وأبتليكم بالمكاره ‪ ،‬حتى أعلم صدق ذلك منكم با ِ‬
‫عليه من الحق قبل أن تلقوا عدوكم ‪ ،‬يعنى الذين استنهضوا رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى خروجه بهم إلى عدوهم ‪ ،‬لما فاتهم‬
‫ن َتْلَقْوُه } يقول‬ ‫ل َأ ْ‬‫ن َقْب ِ‬
‫ت ِم ْ‬ ‫من حضور اليوم الذي كان قبله ببدر‪ ،‬ورغبة في الشهادة التي فاتتهم بها‪ ،‬فقال ‪َ{ :‬وَلَقْد ُكْنُتْم َتَتَمّنْون اْلَمْو َ‬
‫ن } ]آل عمران‪ [143 :‬أي الموت بالسيوف في أيدي الرجال قد خّلى بينكم وبينهم وأنتم تنظرون إليهم ‪،‬‬ ‫ظُرو َ‬ ‫{َفَقْد َرَأْيُتُموُه َوَأْنُتْم َتْن ُ‬
‫عِقَبْيِه َفَل ْ‬
‫ن‬ ‫عَلى َ‬
‫ب َ‬ ‫ن َيْنَقِل ْ‬
‫عَقاِبُكْم َوَم ْ‬
‫عَلى َأ ْ‬ ‫ل اْنَقَلْبُتْم َ‬
‫ت َأْو ُقِت َ‬
‫ل َأَفِإْين َما َ‬
‫سُ‬‫ن َقْبِلِه الّر ُ‬
‫ت ِم ْ‬‫خَل ْ‬ ‫ل َقْد َ‬
‫سو ٌ‬ ‫ل َر ُ‬‫حّمٌد ِإ ّ‬‫ثم صّدهم عنكم ‪َ } .‬وَما ُم َ‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[144:‬أي لقول الناس ‪ُ :‬قتل محمد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وانهزامهم عند‬ ‫شاِكِري َ‬‫جِزي ال ال ّ‬ ‫سَي ْ‬‫شْيًئا َو َ‬‫ضّر ال َ‬ ‫َي ُ‬
‫ل } رجعتم عن دينكم كفارا كما كنتم ‪ ،‬وتركتم جهاَد عدوكم ‪ ،‬وكتاب ال ‪ .‬وما‬ ‫ت َأْو ُقِت َ‬
‫ذلك ‪ ،‬وانصرافهم عن عدوهم {َأَفِإْين َما َ‬
‫خلف نبيه صلى ال عليه وسلم من دينه معكم وعندكم ‪ ،‬وقد بين‬

‫شْيًئا } ‪ :‬أي ليس‬ ‫ضّر ال َ‬ ‫ن َي ُ‬ ‫عِقَبْيِه } ‪ :‬أي يرجع عن دينه {َفَل ْ‬ ‫عَلى َ‬
‫ب َ‬‫ن َيْنَقِل ْ‬
‫لكم فيما جاءكم به عنى أنه ميت ومفارقكم ‪َ{ ،‬وَم ْ‬
‫ينقص‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[144 :‬أي من أطاعه وعمل بأمره ‪.‬‬ ‫شاِكِري َ‬
‫جِزي ال ال ّ‬
‫سَي ْ‬
‫ذلك عّز ال تعالى ول ملكه ول سلطانه ول قدرته ‪َ { ،‬و َ‬
‫ل}‪:‬‬ ‫جً‬ ‫ن ال ِكَتاًبا ُمَؤ ّ‬
‫ل ِبِإْذ ِ‬
‫ت ِإ ّ‬
‫ن َتُمو َ‬
‫س َأ ْ‬
‫ن ِلَنْف ٍ‬
‫ثم قال ‪َ{ :‬وَما َكا َ‬
‫ن ُيِرْد‬
‫ب الّدْنَيا ُنْؤِتِه ِمْنَها َوَم ْ‬
‫ن ُيِرْد َثَوا َ‬ ‫أي إن لمحمد صلى ال عليه وسلم أجل هو بالغه ‪ ،‬فإذا أذن ال عز وجل في ذلك كان ‪َ{ .‬وَم ْ‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[145 :‬أي من كان منكم يريد الدنيا‪ ،‬ليست له رغبة في الخرة‪ ،‬نؤته‬ ‫شاِكِري َ‬ ‫جِزي ال ّ‬ ‫سَن ْ‬
‫خَرِة ُنْؤِتِه ِمْنَها َو َ‬
‫ب الْ ِ‬
‫َثَوا َ‬
‫عد به مع‬ ‫خَرةِ ُنْؤِتِه ِمْنَها } ما ُو ِ‬ ‫لِ‬‫با ْ‬‫منها ما ُقسم له من رزق ‪ ،‬و ل َيْعُدوه فيها‪ ،‬وليس له في الخرة من حظ {َوَمنْ ُيِرْد َثَوا َ‬
‫ل َمَعهُ‬
‫ي َقاَت َ‬
‫ن َنِب ّ‬ ‫ن } ]آل عمران‪ [145 :‬أي المتقين ثم قال ‪َ ) :‬وَكَأّي ْ‬
‫ن ِم ْ‬ ‫شاِكِري َ‬
‫جِزي ال ّ‬‫سَن ْ‬
‫ماُيجَزى عليه من رزقه في دنياه {َو َ‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[146 :‬أي وكأين من‬ ‫صاِبِري َ‬
‫ب ال ّ‬
‫ح ّ‬
‫سَتَكاُنوا َوال ُي ِ‬
‫ضُعُفوا َوَما ا ْ‬
‫ل ال َوَما َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫صاَبُهْم ِفي َ‬
‫ن كَِثيٌر َفَما َوَهُنوا ِلَما َأ َ‬
‫ِرّبّيو َ‬
‫نبي أصابه القتل ‪ ،‬ومعه ربيون كثير‪ :‬أي جماعة‪ ،‬فما وهنوا لفقد نبيهم ‪ ،‬وما ضعفوا عن عدّوهم ‪ ،‬وما استكانوا لما أصابهم في‬
‫الجهاد عن ال تعالى وعن دينهم ‪ ،‬وذلك الصبر‪ ،‬وال‬

‫عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ‬


‫ن‬ ‫صْرَنا َ‬
‫ت َأْقَداَمَنا َواْن ُ‬
‫سَراَفَنا ِفي َأْمِرَنا َوَثّب ْ‬
‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوِإ ْ‬
‫ن َقاُلوا َرّبَنا ا ْ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ن َقْوَلُهْم ِإ ّ‬
‫يحب الصابرين {َوَما َكا َ‬
‫} ]آل عمران‪ .[147 :‬قال ابن هشام ‪ :‬واحد الربيين ‪َ :‬رّبي ؛ وقولهم ‪ :‬الرباب ‪ ،‬لولد عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس ‪ ،‬ولضبة‪،‬‬
‫لنهم تجمعوا وتحالفوا‪ ،‬من هذا‪ ،‬يريدون الجماعات ‪ .‬وواحدة الرباب ‪ِ :‬رّبة وربابة وهى جماعات قداح أو عصى ونحوها‪،‬‬
‫فشبهوها بها‪ .‬قال أبو ذؤيب الهذلى‪:‬‬
‫صد ُ‬
‫ع‬ ‫ح وَي ْ‬ ‫سٌر َيفيض على القدا ِ‬ ‫َي َ‬ ‫ن ِربابة وكأنـــــه‬
‫‪ #‬وكأنه ّ‬
‫وهذا البيت في أبيات له ‪ .‬وقال أمية بن أبي الصلت ‪:‬‬

‫هه‬
‫هه‬ ‫ههه ههه‬
‫هه‬ ‫ههه ه‬ ‫ه هه‬ ‫ه ههه‬
‫‪ #‬ه هه ه ههههههه ههههه‬
‫هههه ههههه هه ههههه هه ‪.‬‬
‫ف فيها الِقداح ‪.‬‬
‫خْرقة التي ُتل ّ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬والّربابة أيضًا‪ :‬ال ِ‬
‫سٍر‬
‫ح َوُد ُ‬
‫ت َأْلَوا ٍ‬
‫عَلى َذا ِ‬
‫حَمْلَناُه َ‬
‫حَلق ‪ ،‬يقول ال عز وجل {َو َ‬ ‫سر‪ ،‬هي المسامير التي في ال ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬والسَنْور‪ :‬الدروع‪ .‬والّد ُ‬
‫حّمانى ‪ ،‬من تميم ‪:‬‬ ‫} ]القمر‪ .[13 :‬قال الشاعر‪ ،‬وهو أبو الخزر ال ِ‬
‫ف الَقنا المقَّوِم‬
‫سرًا بأطرا ِ‬‫‪َ #‬د ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬أي فقولوا مثل ما قالوا‪ ،‬واعلموا أنما ذلك بذنوب منكم ‪ ،‬واستغفروه كما استغفروه ‪ ،‬وامضوا على دينكم كما‬
‫مضوا على دينهم ‪ ،‬ول ترَتّدوا على أعقابكم راجعين ‪ ،‬واسألوه كما سألوه أن يثّبت أقداَمكم ‪ ،‬واستنصروه على القوم الكافرين ‪ ،‬فكل‬
‫ب الدنيا بالظهور على عدوهم وحسن ثواب الخرة وما‬ ‫هذا من قولهم قد كان ؛ وقد ُقتل نبيهم ‪ ،‬فلم يفعلوا كما فعلتم ‪ ،‬فاتاهم ال ثوا َ‬
‫وعد ال فيها‪ ،‬وال يحب المحسنين ‪.‬‬
‫ن } ]آل عمران ‪ [149 :‬أي عن عدوكم ‪،‬‬ ‫سِري َ‬
‫خا ِ‬
‫عَقاِبُكْم َفَتْنَقِلُبوا َ‬
‫عَلى َأ ْ‬ ‫ن َكَفُروا َيُرّدوُكْم َ‬ ‫طيُعوا اّلِذي َ‬‫ن ُت ِ‬‫ن آَمُنوا ِإ ْ‬‫} ) َياَأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن } ]آل عمران‪ ، [150 :‬فإن كان ما تقولون بألسنتكم صدقا في‬ ‫صِري َ‬‫خْيُر الّنا ِ‬ ‫لُكْم َوُهَو َ‬ ‫ل ال َمْو َ‬ ‫فتذهب دنياكم واخرُتكم { َب ْ‬
‫ب}‬‫ع َ‬‫ن َكَفُروا الّر ْ‬‫ب اّلِذي َ‬‫سُنْلِقي ِفي ُقُلو ِ‬ ‫قلوبكم فاعتصموا به ‪ ،‬ول تستنصروا بغيِره ‪ ،‬ول ترجعوا ‪ :‬على أعقابكم مرتدين عن دينه { َ‬
‫]آل عمران ‪ :[151 :‬أي الذي به كنت أنصركم عليهم بما أشركوا بى ما ‪ .‬لم أجعل لهم من حجة‪ ،‬أي فل تظنوا أن لهم عاقبة نصر‬
‫ول ظهور عليكم ما اعتصمتم بي ‪ ،‬واتبعتم أمري ‪ ،‬للمصيبة التي أصابتكم منهم بذنوب قدمتموها لنفسكم ‪ ،‬خالفتم بها أمري‬
‫لْمِر‬
‫عُتْم ِفي ا َْ‬
‫شْلُتْم َوَتَناَز ْ‬
‫حّتى ِإَذا َف ِ‬ ‫سوَنُهْم ِبِإْذِنِه َ‬‫حّ‬
‫عَدُه ِإْذ َت ُ‬
‫صَدَقُكْم ال َو ْ‬ ‫ى صلى ال عليه وسلم { َوَلَقْد َ‬ ‫للمعصية وعصيتم بها النب ّ‬
‫عْنُكْم َوال ُذو‬‫عَفا َ‬‫عْنُهْم ِلَيْبَتِلَيُكْم َوَلَقْد َ‬
‫صَرَفُكْم َ‬ ‫خَرَة ُثّم َ‬ ‫لِ‬ ‫ن ُيِريُد ا ْ‬ ‫ن ُيِريُد الّدْنَيا َوِمْنُكْم َم ْ‬
‫ن ِمْنُكْم َم ْ‬‫حّبو َ‬
‫ن َبْعِد َما َأَراُكْم َما ُت ِ‬
‫صْيُتْم ِم ْ‬‫ع َ‬‫َو َ‬
‫سونهم بالسيوف ‪ ،‬أي القتل‬ ‫ن } ]آل عمران ‪ [152 :‬أي قد وّفْيت لكم بما وعدتكم من النصِر على عدوكم ‪ ،‬إذ َتح ّ‬ ‫ل عََلى اْلُمْؤِمِني َ‬ ‫ضٍ‬
‫َف ْ‬
‫‪ ،‬بإذنى وتسليطي أيديكم عليهم ‪ ،‬وكّفى أيديهم عنكم ‪.‬‬
‫سست الشيء ‪ :‬أي استأصلته بالسيف وغيره ‪ .‬قال جرير‪:‬‬ ‫حَ‬‫س الستئصال ‪ :‬يقال ‪َ :‬‬ ‫ح ّ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ال َ‬
‫جِم الحصيِد‬
‫ق الناِرفى ال َ‬
‫حري ُ‬ ‫ف كما َتساَمى‬
‫سهم السيو ُ‬
‫‪َ #‬تح ّ‬

‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وقال رؤبة بن العجاج ‪:‬‬


‫سا‬
‫سو َ‬
‫حُ‬
‫شَكْونا سنًة َ‬
‫‪ #‬إذا َ‬
‫سا‬ ‫‪ #‬تأك ُ‬
‫ل بعد َ الخضرِ اليبي َ‬
‫وهذان البيتان في أرجوزة له ‪.‬‬
‫لْمِر } أي اختلفتم في أمري ‪ ،‬أي تركتم أمر نبيكم وما عَهد‬ ‫عُتْم ِفي ا َْ‬‫شْلُتْم } أي تخاذلتم { َوَتَناَز ْ‬ ‫حّتى ِإَذا َف ِ‬‫قال ابن إسحاق ‪َ { :‬‬
‫ن } ‪ :‬أي الفتح ‪ ،‬ل شك فيه ‪ ،‬وهزيمة القوم عن نسائهم وأموالهم ‪ِ { ،‬مْنُكْم‬ ‫حّبو َ‬‫ن َبْعِد َما َأَراُكْم َما ُت ِ‬ ‫صْيُتْم ِم ْ‬
‫ع َ‬ ‫إليكم ‪ ،‬يعنى الرماة { َو َ‬
‫خرََة‬ ‫لِ‬ ‫ن ُيِريُد ا ْ‬
‫ن ُيِريُد الّدْنَيا } ‪ :‬أي الذين أرادوا النهب في الدنيا وترك ما أمروا به من الطاعة التي عليها ثواب الخرة { َوِمْنُكْم َم ْ‬ ‫َم ْ‬
‫حسن ثوابه في‬ ‫} ‪ :‬أي الذين جاهدوا في ال ‪ ،‬ولم يخالفوا إلى ما ُنهوا عنه ‪ ،‬لَعَرض من الدنيا‪ ،‬رغبة فيها‪ ،‬رجاء ما عند ال من ُ‬
‫الخرّه ‪ :‬أي الذين جاهدوا في الدين ولم يخالفوا إلى ما ُنهوا عنه ‪ ،‬لعرض من الدنيا‪ ،‬ليختبركم ‪ ،‬وذلك ببعض ذنوبكم ‪ ،‬ولقد عفا ال‬
‫ن ال على المؤمنين أن عاقب‬ ‫عدت بفضلى عليكم ‪ ،‬وكذلك َم ّ‬ ‫عن عظيم ذلك ‪ ،‬أن ل يهلككم بما أتيتم من معصية نبيكم ‪ ،‬ولكني ُ‬
‫ل ما فيهم من الحق له عليهم ‪ ،‬بما أصابوا من معصيته ‪ ،‬رحمًة‪،‬‬ ‫ببعض الذنوب في عاجل الدنيا أدبًا وموعظة‪ ،‬فإنه غير مستأصل لك ّ‬
‫ليمان ‪.‬‬ ‫وعائدة عليهم ‪ ،‬لما فيهم من ا ِ‬
‫عَلى‬ ‫ن َ‬ ‫ل َتْلُوو َ‬
‫ن َو َ‬‫صِعُدو َ‬‫عون ل يعطفون عليه لدعائه إياهم ‪ ،‬فقال ‪ِ { :‬إْذ ُت ْ‬ ‫ثم أنبهم بالفرار عن نبيهم صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهم ُيْد َ‬
‫صاَبُكْم } ‪ :‬أي كربا بعد كرب ‪ ،‬بقتل من قتل‬ ‫ل َما َأ َ‬
‫عَلى َما َفاَتُكْم َو َ‬ ‫حَزُنوا َ‬ ‫ل َت ْ‬
‫غّما ِبَغّم ِلَكْي َ‬
‫خَراُكْم َفَأَثاَبُكْم َ‬ ‫عوُكْم ِفي ُأ ْ‬
‫ل َيْد ُ‬
‫سو ُ‬
‫حٍد َوالّر ُ‬
‫َأ َ‬
‫من‬

‫إخوانكم ‪ ،‬وعلو عدوكم عليكم ‪ ،‬وبما وقع في أنفسكم من قول من ‪ :‬قال ‪ُ :‬قتل نبيكم ‪ ،‬فكان ذلك مما تتابع عليكم غما بغم ‪ :‬لكيل‬
‫تحزنوا ‪ ،‬على ما فاتكم من ظهوركم على عدوكم ‪ ،‬بعد أن رأيتموه بأعينكم ول ما أصابكم من قتل إخوانكم ‪ ،‬حتى فرجت ذلك‬
‫ب والغّم الذي أصابهم ‪ ،‬أن ال عز‬ ‫ن } ‪ .‬وكان الذي فّرج ال به عنهم ما كانوا ‪ :‬فيه من الكر ِ‬ ‫خِبيٌر ِبَما َتْعَمُلو َ‬ ‫الكرب عنكم ‪َ{ -‬وال َ‬
‫وجل رد عنهم كذبة الشيطان بقتل نبيهم صلى ال عليه وسلم فلما رأوا رسول ال صلى ال عليه وسلم حّيا بين أظهرهم هان عليهم‬
‫ما فاتهم من القوم بعد الظهور عليهم ‪ ،‬والمصيبة التي أصابتهم في إخوانهم ‪ ،‬حين صرف ال القتل عن نبيهم صلى ال عليه‬
‫جاِهِلّيِة‬
‫ن اْل َ‬
‫ظّ‬‫ق َ‬ ‫حّ‬‫غْيَر اْل َ‬‫ن ِبال َ‬ ‫ظّنو َ‬
‫سُهْم َي ُ‬‫طاِئَفٌة َقْد َأَهّمْتُهْم َأْنُف ُ‬
‫طاِئَفًة ِمْنُكْم َو َ‬
‫شى َ‬ ‫سا َيْغ َ‬‫ن َبْعِد اْلَغّم َأَمَنًة ُنَعا ً‬
‫عَلْيُكْم ِم ْ‬
‫ل َ‬ ‫وسلم {ُثّم َأْنَز َ‬
‫يٌء َما ُقِتْلَنا‬ ‫ش ْ‬ ‫لْمِر َ‬
‫ن ا َْ‬
‫ن َلَنا ِم ْ‬
‫ن َلْو َكا َ‬‫ك َيُقوُلو َ‬‫ن َل َ‬ ‫ل ُيْبُدو َ‬ ‫سِهْم َما َ‬ ‫ن ِفي َأْنُف ِ‬
‫خُفو َ‬ ‫ل ُي ْ‬‫لْمَر ُكّلُه ِّ‬ ‫ن ا َْ‬
‫ل ِإ ّ‬‫يٍء ُق ْ‬‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫لْمِر ِم ْ‬‫ن ا َْ‬ ‫ل َلَنا ِم ْ‬‫ن َه ْ‬ ‫َيُقوُلو َ‬
‫ص َما ِفي ُقُلوِبُكْم َوال‬ ‫ح َ‬ ‫صُدوِرُكْم َوِلُيَم ّ‬‫جِعِهْم َوِلَيْبَتِليَ ال َما ِفي ُ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ل ِإَلى َم َ‬ ‫عَلْيِهْم اْلَقْت ُ‬
‫ب َ‬‫ن ُكِت َ‬‫ل َلْو ُكْنُتْم ِفي ُبُيوِتُكْم َلَبَرَز اّلِذي َ‬ ‫َهاُهَنا ُق ْ‬
‫صُدوِر } ]آل عمران‪ [154 :‬فأنزل ال النعاس أمنة منه على أهل اليقين به ‪ ،‬فهم نيام ل يخافون ‪ ،‬وأهل النفاق قد‬ ‫ت ال ّ‬ ‫عِليٌم ِبَذا ِ‬‫َ‬
‫أهمتهم أنفسهم ‪ ،‬يظنون بال غير الحق ظن الجاهلية‪ ،‬تخوف القتل ‪ ،‬وذلك أنهم ل يرجون عاقبة‪ ،‬فذكر ال عز وجل تلومهم‬
‫وحسرَتهم على ما أصابهم ‪ ،‬ثم قال ال سبحانه‬

‫ل َلْو ُكْنُتْم ِفي ُبُيوِتُكْم } لم تحضروا هذا الموطن الذي أظهر ال فيه منكم ما أظهر من سرائركم {‬ ‫لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ُ { :‬ق ْ‬
‫ى به ما في صدورهم {‬ ‫صَرعون فيه ‪ ،‬حتى يبتل َ‬ ‫جِعِهْم } إلى موطن غيره ُي ْ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ل ِإَلى َم َ‬ ‫عَلْيِهْم اْلَقْت ُ‬
‫ب َ‬ ‫ن ُكِت َ‬ ‫َلَبَرَز } لخرج {اّلِذي َ‬
‫صُدوِر } ]آل عمران‪[154 :‬أي ‪ :‬ل يخفى عليه ما في صدورهم مما استخفوا به منكم ‪.‬‬ ‫ت ال ّ‬ ‫عِليٌم ِبَذا ِ‬ ‫ص َما ِفي ُقُلوِبُكْم َوال َ‬ ‫ح َ‬ ‫َوِلُيَم ّ‬
‫عْنَدَنا َما َماُتوا‬‫غّزى َلْو َكاُنوا ِ‬
‫ض َأْو َكاُنوا ُ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ضَرُبوا ِفي ا َْ‬ ‫خَواِنِهْم ِإَذا َ‬ ‫لْ‬ ‫ن َكَفُروا َوَقاُلوا ِ‬ ‫ل َتُكوُنوا َكاّلِذي َ‬ ‫ن آَمُنوا َ‬ ‫ثم قال ‪َ{ :‬ياَأّيَها اّلِذي َ‬
‫صيٌر } ]آل عمران ‪ [156 :‬أي ل تكونوا كالمنافقين‬ ‫ن َب ِ‬ ‫ت َوال ِبَما َتْعَمُلو َ‬ ‫ي َوُيِمي ُ‬ ‫حِ‬ ‫سَرًة ِفي ُقُلوِبِهْم َوال ُي ْ‬ ‫حْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ال َذِل َ‬ ‫جَع َ‬ ‫َوَما ُقِتُلوا ِلَي ْ‬
‫الذي ينهون إخوانهم عن الجهاد في سبيل ال ‪ ،‬والضرب في الرض في طاعة ال عز وجل ‪ ،‬وطاعة رسول ال صلى ال عليه‬
‫سَرًة ِفي ُقُلوِبِهْم } لقلة اليقين بربهم ‪َ{ ،‬وال‬ ‫حْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ال َذِل َ‬ ‫جَع َ‬ ‫وسلم ‪ ،‬ويقولون إذا ماتوا أو ُقتلوا‪ ،‬لو أطاعونا ما ماتوا وما قتلوا {ِلَي ْ‬
‫ل ال َأْو ُمّتْم َلَمْغِفَرٌة‬
‫سِبي ِ‬
‫ن ُقِتْلُتْم ِفي َ‬
‫ت } ‪ ،‬أي يعجل ما يشاء ويؤخر ما يشاء من ذلك من آجالهم بقدرته ‪ .‬قال تعالى‪َ{ :‬وَلِئ ْ‬ ‫ي َوُيِمي ُ‬ ‫حِ‬ ‫ُي ْ‬
‫ن } ]آل عمران‪ ، [157 :‬أي إن الموت لكائن ل بد منه ‪ ،‬فموت في سبيل ال ‪ ،‬أو قتل ‪ ،‬خير لو‬ ‫جَمُعو َ‬ ‫خْيٌر ِمّما َي ْ‬ ‫حَمٌة َ‬ ‫ن ال َوَر ْ‬ ‫ِم ْ‬
‫علموا وأيقنوا مما يجمعون من الدنيا التي لها يتأخرون عن الجهاد‪ ،‬تخوف الموت والقتل لما جمعوا من زهرة الدنيا زهادة في‬
‫ن } ‪ ،‬أي أن إلى ال المرجع ‪ ،‬فل تغرنكم الدنيا‪،‬‬ ‫شُرو َ‬ ‫حَ‬ ‫لَلى ال ُت ْ‬ ‫ي ذلك كان { َِ‬ ‫ن ُمّتْم َأْو ُقِتْلُتْم } ]آل عمران‪ [158 :‬أ ّ‬ ‫الخرة {َوَلِئ ْ‬
‫ول تغتروا بها‪ ،‬وليكن الجهاد وما رغبكم ال فيه من ثوابه اثر عندكم منها‪.‬‬
‫عْنُهْم } ‪،‬‬ ‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ك } ‪ ،‬أي لتركوك {َفا ْ‬ ‫حْوِل َ‬ ‫ن َ‬‫ضوا ِم ْ‬ ‫لْنَف ّ‬ ‫ب َ‬‫ظ اْلَقْل ِ‬‫غِلي َ‬‫ظا َ‬ ‫ت َف ّ‬‫ت َلُهْم َوَلْو ُكْن َ‬ ‫ن ال ِلْن َ‬ ‫حَمٍة ِم ْ‬ ‫ثم قال تبارك وتعالى ‪َ{ :‬فِبَما َر ْ‬
‫ن } ]آل عمران‪ [159 :‬فذكر‬ ‫ب اْلُمَتَوّكِلي َ‬ ‫ح ّ‬‫ن ال ُي ِ‬ ‫عَلى ال ِإ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ت َفَتَوّك ْ‬‫عَزْم َ‬ ‫لْمِر َفِإَذا َ‬ ‫شاِوْرُهْم ِفي ا َْ‬ ‫سَتْغِفْر َلُهْم َو َ‬ ‫أي فتجاوز عنهم {َوا ْ‬
‫لنبيه صلى ال عليه وسلم لينه لهم ‪ ،‬وصبره عليهم ‪ ،‬لضعفهم ‪ ،‬وقلة صبرهم على الغلظة لو كانت منه عليهم في كل ما خالفوا عنه‬
‫سَتْغِفْر َلُهْم‬‫عْنُهْم } ‪ ،‬أي تجاوز عنهم {َوا ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫مما افترض عليهم من طاعة نبيهم صلى ال عليه وسلم ثم قال تبارك وتعالى ‪َ{ :‬فا ْ‬
‫لْمِر } ‪ ،‬أي لُتِريهم أنك تسمع منهم ‪ ،‬وتستعين بهم ‪ ،‬وإن كنت غنيا‬ ‫شاِوْرُهْم ِفي ا َْ‬ ‫} ذنوبهم ‪ ،‬من قارف من أهل اليمان منهم {َو َ‬
‫ت } ‪ ،‬أي على أمر جاءك منى وأمر من دينك في جهاد عدوك ل يصلحك ول‬ ‫عَزْم َ‬ ‫عنهم ‪ ،‬تألفًا لهم بذلك على دينهم {َفِإَذا َ‬
‫عَلى ال } ‪ ،‬أي ارض به من‬ ‫ل َ‬ ‫ف من خالفك ‪ ،‬وموافقِة من وافَقك ‪َ{ ،‬فَتَوّك ْ‬ ‫يصلحهم إل ذلك ‪ ،‬فامض على ما امرت به ‪ ،‬على خل ِ‬
‫ن َبْعِدِه } ‪ :‬أي لئل ‪ .‬تترك‬ ‫صُرُكْم ِم ْ‬ ‫ن َذا اّلِذي َيْن ُ‬ ‫خُذْلُكْم َفَم ْ‬
‫ن َي ْ‬‫ب َلُكْم َوِإ ْ‬
‫غاِل َ‬‫ل َ‬ ‫صْرُكْم ال َف َ‬ ‫ن َيْن ُ‬ ‫ن * ِإ ْ‬ ‫ب اْلُمَتَوّكِلي َ‬‫ح ّ‬‫ن ال ُي ِ‬ ‫العباد‪ِ{ ،‬إ ّ‬
‫ن } ]آل عمران‪ .[160 :‬ثم‬ ‫ل اْلُمْؤِمُنو َ‬‫عَلى ال } ل على الناس ‪َ{ ،‬فْلَيَتَوّك ْ‬ ‫أمري للناس ‪ ،‬وارفض أمر الناس إلى أمري ‪َ{ ،‬و َ‬
‫ن } ]آل عمران‪: [161 :‬‬ ‫ظَلُمو َ‬
‫ل ُي ْ‬
‫ت َوُهْم َ‬
‫سَب ْ‬
‫س َما َك َ‬
‫ل َنفْ ٍ‬
‫ل َيْوَم اْلِقَياَمِة ُثّم ُتَوّفى ُك ّ‬
‫غّ‬
‫ت ِبَما َ‬
‫ل َيْأ ِ‬
‫ن َيْغُل ْ‬
‫ل َوَم ْ‬
‫ن َيُغ ّ‬
‫ي َأ ْ‬
‫ن ِلَنِب ّ‬
‫قال ‪َ{ :‬وَما َكا َ‬
‫أي‬
‫ما كان لنبى أن يكتم الناس ما بعثه ال به إليهم ‪ ،‬عن رهبة من الناس ول رغبة‪ ،‬ومن يفعل ذلك يأت يوم القيامة به ‪ ،‬ثم ُيجزى بكسبه‬
‫ن ال } لرضا‬ ‫ط ِم ْ‬‫خٍ‬ ‫سَ‬ ‫ن ال } على ما أحب الناس أو سخطوا } ) َكَم ْ‬
‫ن َباَء ِب َ‬ ‫ضَوا َ‬
‫ن اّتَبَع ِر ْ‬
‫؛ غير مظلوم ول ُمْعَتٍد عليه {َأَفَم ْ‬
‫الناس أو لسخطهم ‪ .‬يقول ‪ :‬أفمن كان على طاعتى فثوابه الجنة ورضوان من ال كمن باء بسخط من ال واستوجب سخطه {َوَمْأَواُه‬
‫ن } ]آل عمران‪:‬‬ ‫صيٌر ِبَما َيْعَمُلو َ‬
‫عْنَد ال َوال َب ِ‬
‫ت ِ‬
‫جا ٌ‬
‫سَواء المثلن ! فاعرفوا‪ُ{ .‬هْم َدَر َ‬
‫صيُر } ]آل عمران‪ [162 :‬أ َ‬ ‫س اْلَم ِ‬
‫جَهّنُم َوِبْئ َ‬
‫َ‬
‫‪ [163‬لكل درجات مما عملوا في الجنة والنار‪ :‬أي إن ال ل يخفى عليه أهل طاعته من أهل معصيته ‪.‬‬
‫حْكَمَة َوِإنْ‬
‫ب َواْل ِ‬
‫عَلْيِهْم آَياِتِه َوُيَزّكيِهْم َوُيَعّلُمُهْم اْلِكَتا َ‬
‫سِهْم َيْتُلوا َ‬
‫ن َأْنُف ِ‬
‫ل ِم ْ‬
‫سو ً‬‫ث ِفيِهْم َر ُ‬
‫ن ِإْذ َبَع َ‬
‫عَلى اْلُمْؤِمِني َ‬
‫ن ال َ‬ ‫ثم قال ‪َ ) } :‬لَقْد َم ّ‬
‫ليمان ‪ ،‬إذ بعث فيكم رسول من أنفسكم يتلو‬ ‫ن ال عليكم يا أهل ا ِ‬ ‫ن } ]آل عمران‪ :[164 :‬أي لقد َم ّ‬ ‫ل ُمِبي ٍ‬
‫لٍ‬‫ضَ‬ ‫ل َلِفي َ‬ ‫َكاُنوا ِمنْ َقْب ُ‬
‫عليكم آياته فيما أحدثتم ‪ ،‬وفيما عملتم فيعلمكم الخير والشر‪ ،‬لتعرفوا الخيَر فتعملوا به والشر فتتقوه ؛ ويخبركم برضاه عنكم إذا‬
‫أطعتموه فتستكثروا من طاعته ‪ ،‬وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته ‪ ،‬ولتتخلصوا بذلك من نقمته ‪ ،‬وتدركوا بذلك ثواَبه من جنته {‬
‫ن } ‪ :‬أي‬ ‫ل ُمِبي ٍ‬
‫لٍ‬‫ضَ‬ ‫ل َلِفي َ‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫ن َكاُنوا ِم ْ‬‫َوِإ ْ‬

‫ى عن الهَدى‪.‬‬ ‫عْم ٌ‬ ‫صّم عن الخير‪ُ ،‬بْكم عن الحق ‪ُ ،‬‬ ‫عمياء من الجاهلية‪ ،‬أي ل تعرفون حسنة ول تستغفرون من سيئة ُ‬ ‫لفي َ‬
‫عَلى ُك ّ‬
‫ل‬ ‫ن ال َ‬ ‫سُكْم ِإ ّ‬‫عْنِد َأْنُف ِ‬
‫ن ِ‬‫ل ُهَو ِم ْ‬ ‫صْبُتْم ِمْثَلْيَها ُقْلُتْم َأّنى َهَذا ُق ْ‬
‫صيَبٌة َقْد َأ َ‬ ‫صاَبْتُكْم ُم ِ‬ ‫ثم ذكر المصيبة التي أصابتهم ‪ ،‬فقال ‪َ{ :‬أَوَلّما َأ َ‬
‫ل من عدوكم ‪ ،‬في اليوم‬ ‫يٍء َقِديٌر } ]آل عمران‪ :[165 :‬أي إن تك أصابتكم مصيبة في إخوانكم بذنوبكم فقد أصبتم مثليها قب ُ‬ ‫ش ْ‬‫َ‬
‫ل وأسرًا ونسيتم معصيتكم وخلفكم عما أمركم به نبيكم صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنتم أحللتم ذلك بأنفسكم {ِإ ّ‬
‫ن‬ ‫الذي كان قبَله ببدر‪ ،‬قت ً‬
‫ن ال َوِلَيْعَلَم‬ ‫ن َفِبِإْذ ِ‬
‫جْمَعا ِ‬ ‫صاَبُكْم َيْوَم اْلَتَقى اْل َ‬
‫يٍء َقِديٌر } ‪ :‬أي إن ال على ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير {َوَما َأ َ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ّ‬ ‫ال َ‬
‫ن } ]آل عمران‪ [166 :‬أي ما أصابكم حين التقيتم أنتم وعدوكم فبإذنى‪ ،‬كان ذلك حين فعلتم ما فعلتم بعد أن جاءكم‬ ‫اْلُمْؤِمِني َ‬
‫ل َلُهْم َتَعاَلْوا‬
‫ن َناَفُقوا } منكم ‪ :‬أي ليظهر ما فيهم ‪َ{ .‬وِقي َ‬ ‫نصري ‪ ،‬وصدقتكم وعدي ‪ ،‬ليميز بين المؤمنين والمنافقين { َوِلَيْعَلَم اّلِذي َ‬
‫ل ال َأْو اْدَفُعوا } يعنى عبد ال بن أبي وأصحابه الذين رجعوا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم حين سار إلى‬ ‫سِبي ِ‬
‫َقاِتُلوا ِفي َ‬
‫عدوه من المشركين بأحد‪ . ،‬وقولهم ‪ :‬لو نعلم أنكم تقاتلون لسرنا معكم ‪ ،‬ولدفعنا عنكم ؛ ولكنا ل نظن أنه يكون قتال ‪ .‬فأظهر منهم ما‬
‫كانوا يخفون في أنفسهم ‪.‬‬
‫ليمان وليس في‬ ‫س ِفي ُقُلوِبِهْم } ‪ ،‬أي يظهرون لك ا ِ‬ ‫ن ِبَأْفواِهِهْم َما َلْي َ‬ ‫ن َيُقوُلو َ‬
‫ليَما ِ‬ ‫ب ِمْنُهْم ِل ِْ‬
‫يقول ال عز وجل ‪ُ{ :‬هْم ِلْلُكْفِر َيْوَمِئٍذ َأْقَر ُ‬
‫خَواِنِهْم } الذين أصيبوا معكم من عشائرهم‬ ‫لْ‬ ‫ن َقاُلوا ِ‬ ‫ن } ]آل عمران ‪ :[167 :‬أي ما ُيخفون { اّلِذي َ‬ ‫عَلُم ِبَما َيْكُتُمو َ‬
‫قلوبهم {َوال َأ ْ‬
‫ن } ]آل عمران‪ :[168 :‬أي أنه ل بد من الموت ‪،‬‬ ‫صاِدِقي َ‬ ‫ن ُكْنُتْم َ‬ ‫ت ِإ ْ‬‫سُكْم اْلَمْو َ‬‫ن َأْنُف ِ‬
‫عْ‬ ‫ل َفاْدَرُءوا َ‬ ‫عوَنا َما ُقِتُلوا ُق ْ‬‫طا ُ‬‫وقومهم ‪َ{ :‬لْو َأ َ‬
‫فإن استطعتم أن تدفعوه عن أنفسكم فافعلوا‪،‬‬
‫وذلك أنهم إنما نافقوا وتركوا الجهاد في سبيل ال ‪ ،‬حرصا على البقاء في الدنيا‪ .‬وفرارًا من الموت ‪.‬‬
‫ل ال‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن ُقِتُلوا ِفي َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫سَب ّ‬
‫حَ‬ ‫غب المؤمنين في الجهاد‪ ،‬ويهّون عليهم القتل ‪َ) } :‬و َ‬
‫ل َت ْ‬ ‫ثم قال لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ير ّ‬
‫عَلْيِهْم َو َ‬
‫ل‬ ‫ف َ‬ ‫خْو ٌ‬
‫خْلِفِهْم َألّ َ‬
‫ن َ‬ ‫حُقوا ِبِهْم ِم ْ‬‫ن َلْم َيْل َ‬
‫ن ِباّلِذي َ‬
‫شُرو َ‬‫سَتْب ِ‬
‫ضِلِه َوَي ْ‬
‫ن َف ْ‬ ‫ن ِبَما آَتاُهْم ال ِم ْ‬
‫حي َ‬
‫ن ‪َ .‬فِر ِ‬ ‫عْنَد َرّبِهْم ُيْرَزُقو َ‬
‫حَياٌء ِ‬ ‫ل َأ ْ‬‫َأْمَواًتا َب ْ‬
‫ن } ]آل عمران‪ [170 :‬أي‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫ُهْم َي ْ‬
‫ل تظنن الذين قتلوا في سبيل ال أمواتًا‪ :‬أي قد أحييتهم ‪ ،‬فهم عندي ُيرزقون في َرْوح الجنة وفضلها‪ ،‬مسرورين بما آتاهم ال من‬
‫فضله على جهادهم عنه ‪ ،‬ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ‪ :‬أي ويسرون بلحوق من لحقهم من إخوانهم على ما مضوا‬
‫عليه من جهادهم ‪ ،‬ليشركوهم فيما هم فيه من ثواب ال الذي أعطاهم ‪ ،‬قد أذهب ال عنهم الخوف والحَزن ‪ .‬يقول ال تعالى ‪{ :‬‬
‫ن } ]آل عمران‪ [171 :‬لما عاينوا من وفاء الموعود وعظيم‬ ‫جَر اْلُمْؤِمِني َ‬
‫ضيُع َأ ْ‬
‫ل ُي ِ‬
‫ن ال َ‬ ‫ل َوَأ ّ‬‫ضٍ‬‫ن ال َوَف ْ‬ ‫ن ِبِنْعَمٍة ِم ْ‬
‫شُرو َ‬ ‫سَتْب ِ‬
‫َي ْ‬
‫الثواب ‪.‬‬
‫فضل الشهادة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني إسماعيل بن أمية‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫خضر‪ ،‬ترد أنهار الجنة‪ ،‬وتأكل من ثمارها‪ ،‬وتأوي إلى‬ ‫حهم في أجواف طير ُ‬ ‫وسلم ‪ " :‬لما أصيب إخوانكم بأحد‪ ،‬جعل ال أروا َ‬
‫ن َمقيلهم ‪ ،‬قالوا‪ :‬يا ليت إخواَننا يعلمون ما صنع ال‬ ‫حس َ‬‫ب مشربهم ومأكلهم ‪ ،‬و ُ‬ ‫طي َ‬ ‫ل العرش ‪ ،‬فلما وجدوا ِ‬ ‫قناديل من ذهب ‪ ،‬في ظ ّ‬
‫بنا‪ ،‬لئل يزهدوا في الجهاد‪ ،‬ول ينكلوا عن الحرب ‪ ،‬فقال ال تعالى ‪ :‬فأنا أبلغهم عنكم ‪ ،‬فأنزل ال على رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫ن ‪." . .‬‬‫هؤلء اليات ‪ :‬ول تحسَب ّ‬
‫ضْيل ‪ ،‬عن محمود بن َلبيد النصاري عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬ ‫ث بن الُف َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني الحار ُ‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬الشهداء‬
‫ق نهر بباب الجنة‪ ،‬في قبة خضراء‪ ،‬يخرج عليهم رزتهم من الجنة ُبكرًة وعشّيا"‪.‬‬ ‫على بار ٍ‬
‫ل ال‬ ‫سِبي ِ‬‫ن ُقِتُلوا ِفي َ‬‫ن اّلِذي َ‬
‫سَب ّ‬
‫حَ‬‫ل َت ْ‬‫سئل عن هؤلء اليات ‪َ{ :‬و َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهم ‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود أنه ُ‬
‫ن } ]آل عمران‪ [169 :‬فقال ‪ :‬أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل ال‬ ‫عْنَد َرّبِهْم ُيْرَزُقو َ‬
‫حَياٌء ِ‬ ‫َأْمَواًتا َبلْ َأ ْ‬
‫طلع ال‬ ‫ل العرش ‪ ،‬في ّ‬ ‫خضر‪ ،‬ترد في أنهار الجنة‪ ،‬وتأكل من ثمارها‪ ،‬وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظ ّ‬ ‫حهم في أجواف طير ُ‬ ‫أروا َ‬
‫طلعة فيقول ‪ :‬يا عبادي ‪ ،‬ما تشتهون فأزيدكم ؟ قال ‪ :‬فيقولون ‪ :‬رّبنا ل فوق ما أعطيتنا‪ ،‬الجنة نأكل منها حيث‬ ‫عز وجل عليهم ا ّ‬
‫طلعة‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا عبادى‪ ،‬ما تشتهون ‪ ،‬فأزيدكم ؟ فيقولون ‪ :‬ربنا ل فوق ما أعطيتنا‪ ،‬الجنة نأكل‬ ‫طلع ال عليهم ا ّ‬ ‫شئنا! قال ‪ :‬ثم ي ّ‬
‫طلعة‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا عبادي ‪ ،‬ما تشتهون فأزيدكم ؟ فيقولون ‪ :‬ربنا ل فوق ما أعطيتنا الجنة‬ ‫منها حيث شئنا! قال ‪ :‬ثم يطلع عليهم ا ّ‬
‫ل مرةً أخرى ‪.‬‬ ‫حنا في إجساِدنا‪ ،‬ثم ُنَرد إلى الدنيا‪ ،‬فنقاتل فيك ‪ ،‬حتى ُنقت َ‬ ‫ب أن َترّد أروا َ‬ ‫نأكل منها حيث شئنا! إل أنا نح ّ‬
‫ض أصحابنا‪ ،‬عن عبدال بن محمد بن عقيل ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت جابر بن عبد ال يقول ‪ :‬قال رسول ال‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أل أبشرك يا جابر؟ قال قلت ‪ :‬بلى يا نبي ال‪ ،‬قال ‪ :‬إن أباك حيث أصيب بأحد أحياه ال عز وجل ‪ ،‬ثم قال‬
‫ب ‪ ،‬أحب أن تردنى إلى الدنيا فأقاتل فيك ‪ ،‬فأقتل مرة أخرى "‪.‬‬ ‫عمرو أن أفعل بك ؟ قال ‪ :‬أي ر ّ‬ ‫له ‪ :‬ما تحب يا عبد ال ابن َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عمرو بن عبيد‪ ،‬عن ‪.‬الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬والذي نفسى بيده ‪ ،‬ما من‬
‫مؤمن يفارق الدنيا يحب أن يرجَع إليها ساعة من نهار؟ وأن له الدنيا وما فيها إل الشهيد‬
‫فإنه يحب أن ُيرّد إلى الدنيا‪ ،‬فيقاتل في سبيل ال ‪ ،‬فيقتل مرة أخر ى "‬
‫صاَبُهْم اْلَقْر ُ‬
‫ح‬ ‫ن َبْعِد َما َأ َ‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل َوالّر ُ‬ ‫جاُبوا ِّ‬ ‫سَت َ‬‫نا ْ‬ ‫من خرجوا مع الرسول إلىحمراء السد ‪ :‬قال ابن اسحاق ثم قال تعالى {اّلِذي َ‬
‫} أى الجراح وهم المؤمنون الذين ساروا مع رسول ال صلى ال عليه وسلمّ الغد من يوم أحد إلى حمراء السد على ما بهم من ألم‬
‫سُبَنا‬‫حْ‬ ‫شْوُهْم َفَزاَدُهْم ِإيَماًنا َوَقاُلوا َ‬ ‫خَ‬ ‫جَمُعوا َلُكْم َفا ْ‬ ‫ن الّناسَ َقْد َ‬ ‫س ِإ ّ‬‫ل َلُهْم الّنا ُ‬‫ن َقا َ‬
‫ظيٌم ‪ .‬اّلِذي َ‬
‫عِ‬ ‫جٌر َ‬ ‫سُنوا ِمْنُهْم َواّتَقْوا َأ ْ‬‫حَ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫الجراح ‪ِ{ :‬لّلِذي َ‬
‫ل } ]آل عمران‪ [173 ،172 :‬والناس الذين قالوا لهم ما قالوا من عبد القيس الذين قال لهم ابو سفيان مال قال‬ ‫ال َوِنْعَم اْلَوِكي ُ‬
‫ن ال‬ ‫ضَوا َ‬‫سوٌء َواّتَبُعوا ِر ْ‬ ‫سُهْم ُ‬ ‫سْ‬‫ل َلْم َيْم َ‬
‫ضٍ‬ ‫ن ال َوَف ْ‬ ‫قالوا ‪:‬ان ابا سفيان و من معه راجعون اليكم يقول ال عز و جل {َفاْنَقَلُبوا ِبِنْعمٍَة ِم ْ‬
‫ن } أى لولئك الرهط وما القى‬ ‫طا ُ‬‫شْي َ‬
‫ظيٍم } ]آل عمران‪ [174 :‬لما صرف ال عنهم من لقاء عدوهم {ِإّنَما َذِلُكْم ال ّ‬ ‫عِ‬ ‫ل َ‬ ‫ضٍ‬ ‫َوال ُذو َف ْ‬
‫ك اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫حُزْن َ‬ ‫ل َي ْ‬
‫ن } ‪َ .‬و َ‬ ‫ن ُكْنُتْم ُمْؤِمِني َ‬ ‫خاُفوِني ِإ ْ‬ ‫خاُفوُهْم َو َ‬ ‫ل َت َ‬ ‫ف َأْوِلَياَءُه } أى يرهبكم بأوليائه ‪َ{ ،‬ف َ‬ ‫خّو ُ‬ ‫الشيطان على أفواههم {ُي َ‬
‫خَرِة‬‫لِ‬ ‫ظا ِفي ا ْ‬ ‫حّ‬ ‫ل َلُهْم َ‬ ‫جَع َ‬‫ل َي ْ‬
‫شْيًئا ُيِريُد ال َأ ّ‬ ‫ضّروا ال َ‬ ‫ن َي ُ‬ ‫ن ِفي اْلُكْفِر } ]آل عمران‪ :[176 ،175 :‬أي المنافقين {ِإّنُهْم َل ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ساِر ُ‬ ‫ُي َ‬
‫خْيٌر‬‫ن َكَفُروا َأّنَما ُنْمِلي َلُهْم َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫سَب ّ‬
‫حَ‬ ‫ل َي ْ‬‫ب َأِليٌم ‪َ .‬و َ‬‫شْيًئا َوَلُهْم عََذا ٌ‬ ‫ضّروا ال َ‬ ‫ن َي ُ‬ ‫ن َل ْ‬
‫ليَما ِ‬
‫شَتَرْوا اْلُكْفَر ِبا ِْ‬‫نا ْ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫ظيٌم‪ِ .‬إ ّ‬
‫عِ‬ ‫ب َ‬ ‫عَذا ٌ‬
‫َوَلُهْم َ‬
‫طّي ِ‬
‫ب‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ث ِم ْ‬‫خِبي َ‬ ‫حّتى َيِميَز اْل َ‬ ‫عَلْيِه َ‬‫عَلى َما َأْنُتْم َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ال ِلَيَذَر اْلُمْؤِمِني َ‬‫ن ‪َ .‬ما َكا َ‬ ‫ب ُمِهي ٌ‬‫عَذا ٌ‬‫سِهْم ِإّنَما ُنْمِلي َلُهْم ِلَيْزَداُدوا ِإْثًما َوَلُهْم َ‬‫لْنُف ِ‬
‫َِ‬
‫جَتِبي‬ ‫ن ال َي ْ‬ ‫ب } ‪ :‬أي فيما يريد أن يبتليكم به ‪ .‬لتحذروا ما يدخل عليكم فيه {َوَلِك ّ‬ ‫عَلى اْلَغْي ِ‬‫طِلَعُكْم َ‬ ‫ن ال ِلُي ْ‬ ‫} أي المنافقين {َوَما َكا َ‬
‫ظيٌم } ]آل‬ ‫عِ‬ ‫جٌر َ‬ ‫ن ُتْؤِمُنوا َوَتّتُقوا } أي ترجعوا وتتوبوا {َفَلُكْم َأ ْ‬ ‫سِلِه َوِإ ْ‬
‫شاُء } أي يعلمه ذلك {َفآِمُنوا ِبال َوُر ُ‬ ‫ن َي َ‬
‫سِلِه َم ْ‬
‫ن ُر ُ‬ ‫ِم ْ‬
‫عمران ‪.[179-176 :‬‬
‫ذكر من استشهد بأحد‬
‫من المهاجرين‬
‫من بنى هاشم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬واسُتشهد من المسلمين يوم أحد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم من المهاجرين من قريش ‪ ،‬ثم‬
‫طِعم‬
‫جَبْيربن ُم ْ‬
‫حشي ‪،‬غلم ُ‬ ‫من بني هاشم ابن عبد مناف ‪ :‬حمزة بن عبد المطلب بن هاشم ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬قتله َو ْ‬
‫خَزيمة‪.‬‬
‫حش ‪ ،‬حليف لهم من بني أسد بن ُ‬ ‫جْ‬‫من بني أمية‪ :‬ومن بنى أمية بن عبد شمس ‪ :‬عبدال بن َ‬
‫عَمير‪ ،‬قتله ابن َقِمئة الليثي من بني مخزوم ‪ :‬ومن بني مخزوم بن‬ ‫صَعب بن ُ‬ ‫من بني عبد الدار‪ :‬ومن بنى عبد الدار بن ُقصى ‪ُ :‬م ْ‬
‫َيَقظة ‪ :‬شماس بن عثمان ‪ ،‬أربعة نفر‪.‬‬
‫ذكر من استشهد بأحد من النصار‪ :‬ومن النصار‪ ،‬ثم من بني عبد الشهل ‪ :‬عمرو بن معاذ بن النعمان ‪ ،‬والحارث بن أنس بن رافع‬
‫سْكن‪.‬‬
‫سَكن ‪ :‬ابن رافع بن امرىء القيس ‪ ،‬ويقال ‪ :‬ال ّ‬ ‫‪ ،‬وعمارة بن زياد بن السكن ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ال ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وسلمة بن ثابت بن َوْقش‪ ،‬وعمرو بن ثابت ابن َوقش ‪ ،‬رجلن ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد زعم لي عاصم بن عمر بن قتادة ‪ :‬أن أباهما‬
‫سْيل بن جابر‪ ،‬أبو حذيفة وهو‬ ‫حَ‬
‫ثابتا ُقتل يومئذ‪ .‬ورفاعة بن َوْقش‪ .‬و ُ‬
‫حباب بن قيظي ‪.‬‬ ‫اليمان ‪ ،‬أصابه المسلمون في المعركة ول يدرون ‪ ،‬فتصدق حذيفة بديته على من أصابه ‪ ،‬وصيفى بن قيظي ‪ .‬و َ‬
‫عّباد بن سهل ‪ ،‬والحارث بن أْوس بن ُمعاذ‪ .‬اثنا عشر رجل‪.‬‬ ‫وَ‬
‫جشم بن عبد الشهل ‪ ،‬وعبيد بن‬ ‫عوراء بن ُ‬ ‫عِتيك بن عمرو ابن عبد العلم بن َز ُ‬ ‫من راتج ‪ :‬ومن أهل راتج ‪ :‬إياس بن أْوس بن َ‬
‫التيهان‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عتيك بن التيهان ‪.‬‬
‫وحبيب بن يزيد بن َتْيم ‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬
‫من بني ظفر‪ :‬ومن بني ظفر‪ :‬يزيد بن حاطب بن أمية بن رافع رجل ‪.‬‬
‫ضَبْيعة ابن زيد‪ :‬أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد‪ ،‬وحنظلة بن أبي‬ ‫من بنى ضبيعة ‪ :‬ومن بني عمرو بن عوف ‪ ،‬ثم من بنى ُ‬
‫شعوب الليثى رجلن ‪.‬‬ ‫صْيفى بن نعمان بن مالك بن أَمة‪ ،‬وهو غسيل الملئكة‪ ،‬قتله شّداد ابن السود بن َ‬ ‫عامر ابن َ‬
‫ضَبيعة‬
‫ضَبيعة‪ ،‬ومالك ‪ :‬ابن أَمة بن ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قيس ‪ :‬ابن زيد بن ُ‬
‫عبْيد بن زيد‪ :‬أنْيس ابن قتادة رجل ‪.‬‬ ‫من بنى عبيد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى ُ‬
‫حّية‪ ،‬وهو أخو سعد بن خيثمة لمه ‪.‬‬ ‫من بني ثعلبة ‪ :‬ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف ‪ :‬أبو َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أبو حية‪ :‬ابن عمرو بن ثابت ‪.‬‬
‫جبير بن النعمان ‪ ،‬وهو أمير الرماة ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعبد ال بن ُ‬
‫خْيُثمة ‪ .‬رجل ‪.‬‬ ‫خْيُثمة أبو سعد بن َ‬ ‫من بني السلم ‪ :‬ومن بنى السلم بن امرىء القيس بن مالك بن الوس ‪َ :‬‬
‫من بنى العجلن ‪ :‬ومن حلفائهم من بني العجلن ‪ :‬عبد ال بن سلمة‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫سَبْيع بن حاطب ابن الحارث بن َقْيس بن َهْيشة ‪ .‬رجل ‪.‬‬ ‫من بني معاوية ‪ :‬ومن بنى معاوية بن مالك ‪ُ :‬‬
‫شة ‪.‬‬
‫سَوْيبق بن الحارث بن حاطب بن َهْي َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ُ :‬‬
‫غِنى‪ :‬عمرو بن قيس ‪ ،‬وابنه َقْيس بن عمرو‪ .‬قال‬ ‫سَواد بن مالك بن َ‬ ‫من بني النجار‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني النجار‪ :‬ثم من بنى َ‬
‫سَواد‪.‬‬
‫ن زيد َ‬
‫ابن هشام ‪ :‬عمرو بن قيس ‪ :‬اب ُ‬
‫خَلد‪ .‬أربعة نفر‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وثابت بن عمرو بن زيد؛ وعامر بن َم ْ‬
‫طّرف ابن‬ ‫عْلقمة بن عمرو بن َثْقف بن مالك بن َمْبُذول ‪ ،‬وعمرو بن ُم َ‬ ‫من بنى مبذول ‪ :‬ومن بنى مبذول ‪ :‬أبو ُهَبْيرة بن الحارث بن َ‬
‫علقمة بن عمرو‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫من بني عمرو‪ :‬ومن بنى عمرو بن مالك ‪ :‬أْوس بن ثابت بن المنذ ر ‪ :‬رجل ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬أوس بن ثابت ‪ ،‬أخو حسان بن ثابت ‪.‬‬
‫جْنُدب بن عامر ابن‬ ‫ضم بن زيد بن حرام بن ُ‬ ‫ضْم َ‬
‫ضر بن َ‬ ‫من بني عدي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بنى عدي بن النجار‪ :‬أنس بن الّن ْ‬
‫ي بن النجار‪ .‬رجل ‪.‬‬ ‫غْنم بن عد ّ‬
‫َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنس بن النضر‪ ،‬عم أنس بن مالك ‪ :‬خادم رسول ال ‪.‬‬
‫خّلد‪ ،‬وَكْيسان ‪ ،‬عبد لهم ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫من بني مازن ‪ :‬ومن بنى مازن بن النجار‪ :‬قيس بن ُم َ‬
‫عمرو‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫سَلْيم بن الحارث ‪ ،‬ونعمان بن عبد َ‬ ‫من بني دينار‪ :‬ومن بنى دينار بن النجار‪ُ :‬‬
‫من بني الحارث ‪ :‬ومن بني الحارث بن الخزرج ‪ :‬خارجة بن زيد بن أبي ُزَهير‪ ،‬وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير‪ ،‬وُدفنا‬
‫في قبر واحد‪ ،‬وأْوس بن الرقم بن زيد بن َقْيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب ‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬
‫عبيد بن البجر وهو أبو أبي سعيد‬ ‫عبيد بن ثعلبة بن ُ‬ ‫خْدرة‪ :‬مالك بن سنان بن ُ‬ ‫من بني البجر‪ :‬ومن بنى البجر‪ ،‬وهم بنو ُ‬
‫الخدري ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬اسم أبي سعيد الخدري ‪ :‬سنان ؛ ويقال سعد‬
‫سَوْيد بن قيس بن عامر بن عباد ابن البجر؛ وعتبة بن ربيع بن رافع بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة بن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وسعيد بن ُ‬
‫عبيد بن البجر‪،‬ثلثة نفر‬
‫من بني ساعدة ‪ :‬ومن بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج ‪ :‬ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج ‪:‬‬
‫ي ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫ابن ساعدة‪ ،‬وَثْقف بن َفْروة بن الَبِد ّ‬
‫من بني طريف ‪ :‬ومن بنى طريف ‪ ،‬رهط سعد بن عبادة ‪ :‬عبد ال بن عمرو بن وْهب بن ثعلبة بن وْقش بن ثعلبة بن طريف ؛‬
‫جَهينة ‪ .‬رجلن‬ ‫ضْمرة‪ ،‬حليف لهم من بنى ُ‬ ‫و َ‬
‫ى سالم ثم من بنى مالك بن العجلن بن يزيد بن غْنم بن سالم ‪ :‬نْوفل بن‬ ‫عْوف بن الخِزرج ‪ ،‬ثم من بن ِ‬ ‫من بني عوف ‪ :‬ومن بنى َ‬
‫غْنم بن سالم ؛ والمجّذر بن ِذياد‪،‬‬ ‫جلن ‪ ،‬ونعمان ابن مالك بن ثعلبة بن ِفهر بن َ‬ ‫عبد ال وعباس بن عبادة بن َنضلة بن مالك بن الَع ْ‬
‫عبادة بن الحسحاس ِ‪ُ.‬دفن النعمان بن مالك ‪ ،‬والمجّذر‪ ،‬وعُبادة في قبر واحد‪ .‬خمسة نفر‪.‬‬ ‫ي‪،‬وُ‬ ‫حليف لهم من َبل ّ‬
‫حبلى ‪ :‬رفاعة بن عمرو‪ .‬رجل ‪.‬‬ ‫من بني الحبلى ‪ :‬ومن بنى ال ُ‬
‫من بنى سلمة ‪ :‬ومن بنى سلمة‪ ،‬ثم من بنى حرام ‪ :‬عبد ال بن‬
‫جموح بن زيد‬ ‫لد بن عمرو بن ال َ‬ ‫خّ‬
‫جموح بن زيد بن حرام ‪ُ ،‬دفنا في قبر واحد‪ .‬و َ‬ ‫عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام ‪ ،‬وعمرو بن ال َ‬
‫جموح ‪ .‬أربعة نفر‪.‬‬ ‫عمرو بن ال َ‬ ‫ابن حرام ‪ ،‬وأبو أيمن ‪ ،‬مولى َ‬
‫سَليم بن عمرو بن حديدة‪ ،‬وموله عنترة‪ ،‬وسهل بن قيس بن أبي كعب بن الَقْين ‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬ ‫غْنم ‪ُ :‬‬
‫من بني سواد‪ :‬ومن بنى سواد بن َ‬
‫عَبيد بن المَعّلى بن َلْوذان ‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫من بني زريق ‪ :‬ومن بني ُزَرْيق بن عامر‪َ :‬ذْكوان بن عبد قيس ‪ ،‬و ُ‬
‫عبيد بن المعّلى من بني حبيب ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ُ :‬‬
‫ن المهاجرين‬ ‫عدد من استشهد بأحد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فجميع من اسُتشهد من المسلمين مع رسول ال صلى ال عليه وسلم م ِ‬
‫والنصار‪ .‬خمسة وستون رجل‪.‬‬
‫من لم يذكرهم ابن إسحاق ‪ :‬من بني معاوية‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وممن لم يذكر ابن إسحاق من السبعين الشهداء الذين ذكرنا‪ ،‬من الوس‬
‫‪ ،‬ثم من بني معاوية بن مالك ‪ :‬مالك بن ُنَمْيلة‪ ،‬حليف لهم من ُمَزْينة ‪.‬‬
‫شة بن أمية ابن‬ ‫خَر َ‬
‫جشم بن مالك بن الوس ‪ -‬الحارث بن عدي بن َ‬ ‫خطمة‪ :‬عبد ال بن ُ‬ ‫طمة ‪ -‬واسم َ‬ ‫خ ْ‬
‫من بني خطمة ‪ :‬ومن بني َ‬
‫طمة ‪.‬‬‫خ ْ‬‫عامر بن َ‬
‫من الخزرج ‪ :‬ومن الخزرج ‪ ،‬ثم من بنى سواد بن مالك بن مالك ‪ :‬إياس ‪.‬‬
‫عِدي ‪.‬‬ ‫من بني عمرو‪ :‬ومن بني عمرو بن مالك بن النجار‪ :‬إياس بن َ‬
‫عوف ‪ :‬عمرو بن إياس ‪.‬‬ ‫من بني سالم ‪ :‬ومن بنى سالم بن َ‬
‫ذكر من ُقتل من المشركين يوم أحد‬
‫من بني عبد الدار‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وُقتل من المشركين يوم أحد من قريش‪ ،‬ثم من بنى عبد الدار بن قصي من أصحاب اللواء‪:‬‬
‫طلحة بن أبي طلحة‪ ،‬واسم أبي طلحة‪ :‬عبد ال بن عبد الُعّزى بن عثمان بن عبد الدار‪ ،‬قتله على بن أبي طالب ‪ ،‬وأبو سعيد بن أبي‬
‫طلحة‪ ،‬قتله سعد بن أبي وقاص ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬قتله علي بن أبي طالب ‪.‬‬
‫جلس بن طلحة‪ ،‬قتلهما عاصم بن ثابت‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وعثمان بن أبي طلحة‪ ،‬قتله حمزة بن عبد المطلب ‪ ،‬وُمسافع بن طلحة‪ ،‬وال ُ‬
‫ظَفر‪.‬‬
‫طْلحة ‪ .‬والحارث بن طلحة‪ ،‬قتلهما ُقْزمان ‪ ،‬حليف لبني َ‬ ‫بن أبي الْقَلح ‪ .‬وكلب بن َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬قتل كلبا‪ :‬عبد الرحمن بن عوف ‪.‬‬
‫عَمير بن‬
‫حبيل بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار قتله حمزة بن عبد المطلب ‪ ،‬وأبو زيد بن ُ‬ ‫شَر ْ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وأْرطاة بن عبد َ‬
‫صَؤاب غلم له حبشى قتله ُقْزمان ‪.‬‬ ‫هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار‪ ،‬قتله ُقْزمان ‪ ،‬و ُ‬
‫جانة ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬قتله علي بن أبي طالب ‪ ،‬ويقال ‪ :‬سعد ابن أبي وقاص ‪ ،‬ويقال ‪ :‬أبو ُد ّ‬
‫شَرْيح بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار‪ ،‬قتله ُقْزمان ‪ .‬أحد عشر رجل‪.‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬والقاسط بن ُ‬
‫حَمْيد بن ُزَهير بن الحارث بن أسد‪ .‬قتله على بن أبي طالب ‪ ،‬رجل‬ ‫سد بن عبد الُعّزى بن ُقصى‪ :‬عبد ال ابن ُ‬ ‫من بني أسد‪ :‬ومن بني أ َ‬
‫عمرو بن وهب الثقفى‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬قتله على بن‬ ‫خَنس ابن شِريق بن َ‬ ‫ن بني زهرة‪ :‬ومن بني زهرة بن كلب ‪ :‬أبو الحكم بن ال ْ‬ ‫‪.‬م ِ‬
‫سليم بن َمَلكان بن أْفصى ‪-‬حليف لهم من‬ ‫ضلة بن غُْبشان بن ُ‬
‫أبي طالب ‪ ،‬وسباع بن عبد الُعّزى ‪ -‬واسم عبد العزى ‪ :‬عمرو بن َن ْ‬
‫خزاعة‪ ،‬قتلة حمزة بن عبد المطلب ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫من بني مخزوم ‪ :‬ومن بنى مخزوم بن َيَقظة‪ ،‬هشام بن أبي أمية ابن المغيرة‪ ،‬قتله ُقْزمان ‪ :‬والوليد بن العاص بن هشام بن المغيرة‪،‬‬
‫حذيفة بن المغيرة‪ ،‬قتله علي بن أبي طالب ‪ ،‬وخالد بن العلم ‪ ،‬حليف لهم ‪ ،‬قتله ُقْزمان ‪ .‬أربعة نفر‪.‬‬ ‫قتله ُقْزمان ‪ :‬وأبو أمية بن أبي ُ‬
‫جَمح ‪ ،‬وهو أبو عزة‪ ،‬قتله رسول ال‬ ‫حذافة بن ُ‬
‫عَمير بن وهب بن ُ‬ ‫جمح بن عمرو‪ :‬عمرو بن عبد ال ابن ُ‬ ‫من بني جمح ‪ :‬ومن بني ُ‬
‫صبرًا‪ ،‬وأبي بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ‪ ،‬قتله رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫صلى ال عليه وسلم َ‬
‫ضّرب ‪ ،‬قتلهما ُقْزمان ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫شْيبة ابن مالك بن الم َ‬
‫عَبيدة بن جابر‪ ،‬و َ‬
‫من بني عامر‪ :‬ومن بني عامر بن لؤي ‪ُ :‬‬
‫عبيدة بن جابر‪ :‬عبد ال بن مسعود‪.‬‬‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬قتل ُ‬
‫عدد من قتل من المشركين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فجميع من قتل ال تبارك وتعالى يوم أحد من المشركين ‪ ،‬اثنان وعشرون رجل‪.‬‬
‫ذكر ما قيل من الشعر يوم أحد‬
‫شعر هبيرة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان مما قيل من الشعر في يوم أحد‪ ،‬قول ُهَبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران‬
‫بن مخزوم ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬عائذ بن عمران بن مخزوم ‪:‬‬
‫بالُوّد من هنَد إذ تعدو عواديها‬ ‫عميٍد بات يطُرقنــى‬ ‫‪ #‬ما بال هّم َ‬
‫شغلت عنى مواليها‬ ‫ب قد ُ‬‫والحر ُ‬ ‫‪ #‬باتت تعاتبني هنٌد وَتْعُذلنــــى‬
‫ت أخفيها‬ ‫ت وما إن لس ُ‬ ‫ما قد علم ِ‬ ‫خُلقــى‬ ‫ن من ُ‬ ‫ل فل َتْعُذلينى إ ّ‬ ‫‪ #‬مه ً‬
‫ل أعانيها‬ ‫ل عبٍء وأثقا ٍ‬ ‫حّما ُ‬
‫َ‬ ‫ب بما َكِلُفــوا‬ ‫ف لبنى كع ٍ‬ ‫ع ٌ‬‫‪ُ #‬مسا ِ‬
‫ح إذا تجري ُيباريها‬ ‫سبو ٍ‬ ‫ط َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫شَتـِر ٍ‬
‫ف‬ ‫ق ُم ْ‬‫ت سلحى فو َ‬ ‫‪ #‬وقد حمل ُ‬
‫ُمَكّدٌم لحق بالعون َيحميها‬ ‫عْير بَفْدَفـــــَدٍة‬
‫جرى َ‬ ‫‪ #‬كأنه إْذ َ‬
‫سَتْعل َمراقيها‬ ‫شْعراء ُم ْ‬‫ع َ‬ ‫جْذ ِ‬‫كِ‬ ‫ي لــه‬ ‫ح الّنِد ّ‬ ‫ج يرتا ُ‬ ‫ل أعو َ‬ ‫‪ #‬من آ ِ‬
‫خطوب قد ألقيها‬ ‫وماِرنًا ل ُ‬ ‫‪ #‬أعدْدُته وِرقاق الحّد منَتخــــل‬
‫ي فما تبدو مساويها‬ ‫ِنيطت عل ّ‬ ‫ل الّنْهى ُمحكمـٌة‬ ‫‪ #‬هذا وبيضاَء مث َ‬
‫عْرض البلِد علي ماكان ُيزجيها‬ ‫ُ‬ ‫ف ذي يمـ ٍ‬
‫ن‬ ‫ن أطرا ِ‬ ‫سقنا كنانَة م ِ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫قلنا‪ :‬النخيل ‪ ،‬فأّموها ومن فيهـــــا‬ ‫‪ #‬قالت كنانُة‪ :‬أنى تذهبون بنــا؟‬
‫هابت َمَعّد فُقلنا نحن نأتيها‬ ‫س يوَم الجر من أحـٍد‬ ‫ن الفوار ُ‬ ‫‪ #‬نح ُ‬
‫ضّمت قواصيها‬ ‫مما َيَرْون وقد ُ‬ ‫خِذمـًا‬ ‫طعنا صادقًا َ‬ ‫ضرابًا و َ‬ ‫‪ #‬هابوا ِ‬
‫وقام هاُم بني النجار َيْبكيها‬ ‫ض َبـــِرد‬ ‫ت رحنا كأنا عار ٌ‬ ‫‪ُ #‬ثّم َ‬
‫من َقْيض ُرْبٍد نفْته عن أداحيها‬ ‫غى ِفَلــــ ٌ‬
‫ق‬ ‫‪ #‬كأن هاَمهم عنَد الَو َ‬
‫سوافيها‬‫بال تعاوره ِمنها َ‬ ‫صٍ‬
‫ن‬ ‫غ ُ‬ ‫ح في ُ‬ ‫عْته الري ُ‬ ‫‪ #‬أو حنظل َذعذ َ‬
‫شْزرًا في ماقيها‬ ‫ل َ‬‫ن الخي َ‬ ‫ونطع ُ‬ ‫ب لــه‬ ‫حا ل حسا َ‬ ‫سّ‬‫ل َ‬ ‫ل الما َ‬‫‪ #‬قد َنبُذ ُ‬
‫يختص بالّنْقَرى الُمثرين داعيها‬ ‫‪ #‬وليلٍة يصطلى بالفْرث جازُرهــا‬
‫سريها‬ ‫تأ ْ‬ ‫جَماِديٍة قد ِب ّ‬‫جْربًا ُ‬ ‫َ‬ ‫جماَدى ذات أنديـــــٍة‬ ‫‪ #‬وليلٍة من ُ‬
‫سري أفاعيها‬ ‫س ول َت ْ‬ ‫من الَقري ِ‬ ‫ب فيها غيَر واحــــدٍة‬ ‫‪ #‬لينبحُ الكل ُ‬
‫ن أحميها‬ ‫ق ذاكيَة الركا ِ‬ ‫كالبر ِ‬ ‫ضّراِء جاحمــة‬ ‫ت فيها ِلذي ال ّ‬ ‫‪ #‬أوَقْد ُ‬
‫من قبِله كان بالَمْثَنى يغاليها‬ ‫عمرٌو ووالـــــُده‬ ‫‪ #‬أْوَرثنى ذاكُم َ‬
‫سْورة الُعليا مساعيها‬ ‫دنت عن ال ّ‬ ‫‪ #‬كانوا يبارون أنواَء النجوِم فمـــا‬

‫ما أجابه به حسان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فأجابه حسان بن ثابت ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ل فجنُد ال مخزيها‬ ‫إلى الرسو ِ‬ ‫ل من سفاهِتكــٍم‬ ‫‪ #‬سقتْم ِكنانَة جه ً‬
‫ل لقيها‬ ‫فالناُر موعُدها‪ ،‬والقت ُ‬ ‫ت ضاحية‬ ‫ض المو ِ‬ ‫‪ #‬أوردتموها حيا َ‬
‫غّرتكم طواغيها‬ ‫أئّمَة الكفِر َ‬ ‫‪ #‬جمعتموها أحابيشًا بل حســـ ٍ‬
‫ب‬
‫ب ومن ألَقيَنه فيها‬ ‫ل القلي ِ‬
‫أه َ‬ ‫ل ال إذ َقتلــ ْ‬
‫ت‬ ‫خْي ِ‬
‫‪ #‬أل اعتبرتم ب َ‬
‫وجّز ناصيٍة كنامواليها‬ ‫‪ #‬كم من أسيرفككناه بل ثمــــ ٍ‬
‫ن‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدنيها أبو زيد النصاري لكعب بن مالك ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبيت ُهَبيرة بن أبي وهب الذي يقول فيه ‪:‬‬
‫يختص بالّنْقَرى الُمْثرين داعيها‬ ‫طلى بالَفْرث جازُرهــا‬ ‫‪ #‬وليلٍة يص َ‬
‫عمرو ذي الَكْلب الُهْذلي ‪ ،‬في أبيات لها في غير يوم أحد‪.‬‬ ‫جنوب ‪ ،‬أخت َ‬ ‫ويروى ل َ‬
‫شعر كعب بن مالك ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال كعب بن مالك‬
‫يجيب ُهَبيرة بن أبي وهب أيضًا‪:‬‬
‫سْيُره ُمَتْنعنُع‬
‫خْرق َ‬ ‫ض َ‬
‫من الر ِ‬ ‫‪ #‬أل هل أتى غسان عنا وُدوَنهـم‬
‫طع‬‫من الُبعِد َنْقٌع هامٌد متق ّ‬ ‫صحار وأعلٌم كأن ِقتاَمهـــا‬ ‫‪َ #‬‬
‫ع‬
‫ث السنين فُيْمَر ُ‬ ‫غي ُ‬
‫ويخلو به َ‬ ‫ل به الُبْزل العراميس ُرّزحـًا‬ ‫‪ #‬تظ ّ‬
‫ضُع‬‫ن الّتجاِر المَو ّ‬ ‫كما لح َكّتا ُ‬ ‫ح صليُبهــا‬ ‫سَرى يلو ُ‬‫ف الح ْ‬ ‫جَي ُ‬‫‪ #‬به ِ‬
‫ضه يتقّلُع‬‫ض نعاٍم َقْي ُ‬ ‫ًوبي ُ‬ ‫خْلفـــة‬ ‫ن ِ‬‫ن والراُم يمشي َ‬ ‫‪ #‬به الِعي ُ‬
‫س تلمُع‬ ‫مَدّربة فيِها الَقوان ُ‬ ‫ل فخمــــٍة‬ ‫‪ #‬مجالدنا عن ديننا ك ّ‬
‫ى من الماِء ُمْتَر ُ‬
‫ع‬ ‫ت نْه ٌ‬ ‫س ْ‬‫إذا ُلِب َ‬ ‫ن كأنهـا‬ ‫ت في الصوا ِ‬ ‫صُمو ٍ‬ ‫‪ #‬وكل َ‬
‫ب تنفُع‬ ‫س والنباُء بالغي ِ‬ ‫من النا ِ‬ ‫‪ #‬ولكن ببدٍر سائلوا من َلِقيتــــُم‬
‫ل فأقشُعوا‬ ‫جَلوا بلي ٍ‬
‫سوانا لقد أ ْ‬ ‫ف لو كان أهُلها‬ ‫ض الخو ِ‬ ‫‪ #‬وإنا بأر ِ‬
‫ب ويجمع‬ ‫ن حر ٍ‬ ‫جى اب ُ‬‫أعدوا لَما يْز َ‬ ‫ب كان قوُلــه‬ ‫‪ #‬إذا جاء منا راك ٌ‬
‫س أوسُع‬ ‫ن له من سائِر النا ِ‬ ‫فنح ُ‬ ‫س مما َيكيُدنـــا‬ ‫‪ #‬فمهما ُيِهّم النا َ‬
‫طْوا يدًا وتَوّزعوا‬ ‫عَ‬ ‫بريُة قد أ ْ‬ ‫‪ #‬فلو غيُرنا كانت جميعًا تكيدُه الــ‬
‫ظُعوا‬ ‫س إل أن َيهابوا ِوَيْف َ‬ ‫من النا ِ‬ ‫‪ #‬نجالد ل َتْبقي علينا قبيلــــٌة‬
‫ع؟‬
‫ض نْزَر ُ‬ ‫علَم إذا لم نمَنِع الِعْر َ‬ ‫َ‬ ‫ض قال سراُتنـا‬ ‫‪ #‬ولما اْبَتَنْوا بالعر ِ‬
‫ل ل نتظّلُع‬ ‫إذا قال فينا القو َ‬ ‫ل ال َنْتبُع أمــــَره‬
‫‪ #‬وفينا رسو ُ‬
‫ل من جو السماٍء وُيْرفُع‬ ‫ُيَنّز ُ‬ ‫ح من عند رّبــه‬ ‫‪َ #‬تَدّلى عليه الّرو ُ‬
‫إذا ما اشتهى أنا ُنطيع ونسمُع‬ ‫صُرنــــا‬ ‫‪ُ #‬نشاوره فيما نريُد وَق ْ‬

‫ت واطمُعوا‬ ‫ل المنيا ِ‬ ‫ذروا عنكُم َهْو َ‬ ‫ل ال لما َبَدْوا لنــا‬ ‫‪ #‬وقال رسو ُ‬
‫جُع‬ ‫حَيا لديه وُيْر َ‬ ‫إلى َمِلك ُي ْ‬ ‫شِري الحياَة تقربًا‬ ‫‪ #‬وكونوا كمن َي ْ‬
‫ل أجمُع‬ ‫على ال إن المَر ّ‬ ‫‪ #‬ولكن خذوا أسياَفكم وتوكلــوا‬
‫شع‬ ‫ض ل نتخ ّ‬ ‫حّيا علينا البي ُ‬ ‫ضَ‬
‫ُ‬ ‫جهرًة في رحالهـم‬ ‫‪ #‬فسرنا إليهم َ‬
‫إذا ضربوا أقداَمها ل َتوّر ُ‬
‫ع‬ ‫سَنّوُر والَقنــا‬‫‪ #‬بملموَمٍة فيها ال ّ‬
‫ش منهم حاسٌر وُمقّنُع‬ ‫أحابي ُ‬ ‫طه‬
‫سَ‬ ‫ج من البحٍر َو ْ‬ ‫‪ #‬فجئنا إلى مو ٍ‬
‫ن إن َكُثْرنا ِوأْربُع‬ ‫ث مئي ٍ‬ ‫ثل ُ‬ ‫صّيــــة‬‫نن ِ‬ ‫‪ #‬ثلثة آلف ونح ُ‬
‫ض المنايا ونشَْر ُ‬
‫ع‬ ‫حْو َ‬ ‫عهم َ‬ ‫ُنشار ُ‬ ‫‪ُ #‬نغاِورهم تجري المنيُة بيَننـــا‬
‫طُع‬ ‫ى المق ّ‬ ‫وما هو إل الَيْثِرب ّ‬ ‫ى النبِع فينا وفيهــُم‬ ‫‪َ #‬تهاَدى ِقس ّ‬
‫صَنع‬ ‫سّم ساعَة ُت ْ‬ ‫ُيَذّر عليها ال ّ‬ ‫عدّيـــٌة‬‫صا ِ‬‫حرمّية َ‬ ‫‪ #‬ومنجوَفٌة ِ‬
‫ض الِبصاِر َتَقْعَقعُ‬ ‫تمّر بأعرا ِ‬ ‫ل وتــارًة‬ ‫ن الرجا ِ‬ ‫ب بأبدا ِ‬‫‪ #‬تصو ُ‬
‫صبًا في َقّرٍة َيَترّيُع‬ ‫جراُد َ‬ ‫َ‬ ‫‪ #‬وخيلٌ تراها بالفضاِء كأنهــا‬
‫حّمه ال َمْدفُع‬ ‫وليس لمر َ‬ ‫ت بنا الّرحـى‬ ‫‪ #‬فلما تلقينا ودار ْ‬

‫ع‬
‫صّر ُ‬ ‫ب ُم َ‬ ‫ش ٌ‬‫خْ‬‫ع ُ‬ ‫كأنهُم بالقا ِ‬ ‫سَراَتهــٍم‬‫‪ #‬ضربناهم حتى تركنا َ‬
‫حّر ناِر َتلّفُغ‬‫كأن َذكانا َ‬ ‫شّيــة‬ ‫غدوة حتى استفْقنا ع ِ‬ ‫ن ُ‬
‫‪َ #‬لُد ْ‬
‫ح ُمْقَلُع‬ ‫ت ماَءه الري ُ‬ ‫جهاٌم َهراق ْ‬ ‫َ‬ ‫سراعًا ُموجفين كأنهــم‬ ‫‪ #‬وراحوا ِ‬
‫ظّلُع‬
‫أسوُد على لحٍم ببيشة ُ‬ ‫‪ #‬وُرحنا وأخرانا ِبطاء كأننــــا‬
‫فعلنا ولكن ما لدى ال أوسعُ‬ ‫‪ #‬فنلنا ونال القوُم منا وربمــــا‬
‫شيُع‬‫جعلوا كل من الشّر ي ْ‬ ‫وقد ُ‬ ‫‪ #‬ودارت َرحانا واستدارت رحاهُم‬
‫ل من يحمي الزماَر ويمنُع‬ ‫على ك ّ‬ ‫سّبـة‬ ‫ل ُ‬ ‫س ل نرى القت َ‬ ‫‪ #‬ونحن أنا ٌ‬
‫ك عينًا لنا الدهر تدمُع‬ ‫على هال ٍ‬ ‫جلد على َرْيب الحواِدث ل نرى‬ ‫‪ِ #‬‬
‫ب نجز ُ‬
‫ع‬ ‫ت الحر ُ‬ ‫ول نحن مما جّر ِ‬ ‫ب ل نْعَيا بشيٍء نقوُلـه‬ ‫‪#‬بنو الحر ِ‬
‫ن من أظفاِرها نتوجُع‬ ‫ول نح ُ‬ ‫ح ٍ‬
‫ش‬ ‫ن َنظَفْر فلسنا بف ّ‬ ‫بإ ْ‬ ‫‪ #‬بنو الحر ِ‬
‫سفُع‬ ‫ج عنه من يليه وي ْ‬ ‫وَيفُر ُ‬ ‫س حـــّره‬ ‫‪ #‬وكنا شهابا يتقي النا ُ‬
‫ل ُمْتبُع‬ ‫ب من آخِر اللي ِ‬ ‫لكم طل ٌ‬ ‫ت على ابن الزبعَرى وقد سَرى‬ ‫‪ #‬فخْر َ‬
‫خَزى مقامًا وأشنُع‬ ‫نأ ْ‬ ‫س َم ْ‬‫من النا ِ‬ ‫عْليا َمَعّد وغيِرهــا‬ ‫ل عنك في ُ‬ ‫‪ #‬فس ْ‬
‫ضر ُ‬
‫ع‬ ‫ن خّده يوَم الكريهة أ ْ‬ ‫وَم ْ‬ ‫ب مفخرًا‬ ‫ك له الحر ُ‬ ‫‪ #‬ومن هو لم َتْتر ْ‬
‫ف السنِة شّرع‬ ‫عليكم وأطرا ُ‬ ‫شـــّدًة‬ ‫ل ال والنصِر َ‬ ‫‪ #‬شددنا بحو ِ‬
‫عَزالى َمَزاٍد ماؤها يتهّر ُ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫عهـــــا‬ ‫‪ #‬تُكّر الَقنا فيكم كأن فرو َ‬
‫بذْكِر اللواِء َفْهَو في الحمِد أسرع‬ ‫طـــْر‬ ‫ل اللواِء ومن َي ِ‬ ‫عَمْدنا إلى أه ِ‬‫‪َ #‬‬
‫صنُع‬ ‫أبي ال إل أمَره وْهَو أ ْ‬ ‫طْوا يدًا وتخاذلـــوا‬ ‫عَ‬ ‫‪ #‬فخافوا وقد أ َ‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬وكان كعب بن مالك قد قال ‪:‬‬


‫جْذمنا كل فخمةٍ‬
‫‪ُ #‬مجاَلُدنا عن ِ‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أيصلح أن تقول ‪ :‬مجالدنا عن ديننا؟ فقال كعب ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫جاَلدنا عن ديننا‪.‬‬
‫فهو أحسن ؛ فقال كعب ُم َ‬
‫ما قاله ابن الزبعري ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال عبد ال بن الّزْبعَرى‬
‫في يوم أحد ‪:‬‬
‫ق شيئًا قد ُفِع ْ‬
‫ل‬ ‫إنما تنط ُ‬ ‫ت فقـــ ْ‬
‫ل‬ ‫سَمْع َ‬‫نأ ْ‬‫ب البْي ِ‬‫‪ #‬يا غرا َ‬
‫جٌه وَقَب ْ‬
‫ل‬ ‫وِكل ذلك َو ْ‬ ‫‪ #‬إن للخيِر وللشّر َمــــــًدى‬
‫وسواء َقبُر ُمْثر وُمِق ْ‬
‫ل‬ ‫س بيَنهــــم‬ ‫خسا ٌ‬ ‫ت ِ‬ ‫‪ #‬والَعطيا ُ‬
‫ن بك ْ‬
‫ل‬ ‫ت الّدْهِر يلعب َ‬‫وبنا ُ‬ ‫ل عيش ونعيٍم زائــــــ ٌ‬
‫ل‬ ‫‪#‬كّ‬
‫ض الشعر يشفي ذا الُغَل ْ‬
‫ل‬ ‫فقري ُ‬ ‫ن عنى آيــــــًة‬ ‫‪ #‬أبلَغنْ حسا َ‬
‫جْ‬
‫ل‬ ‫ت وِر ِ‬ ‫ف قد أِثّر ْ‬ ‫وأُك ّ‬ ‫جمجمـــٍة‬ ‫‪ #‬كم ترى بالجّر من ُ‬
‫عن ُكماة أهلكوا في الُمْنَتَز ْ‬
‫ل‬ ‫سِرَيــــ ْ‬
‫ت‬ ‫ن ُ‬ ‫سا ٍ‬
‫حَ‬‫ل ِ‬ ‫‪ #‬وسرابي َ‬
‫ل|‬
‫طْ‬‫ماجِد الجّدْين ِمْقداٌم ب َ‬ ‫‪ #‬كم قتلنا من كريٍم سيــــــد‬
‫سْ‬
‫ل‬ ‫ث لَدى وْقِع ال َ‬ ‫غير ُمْلتا ٍ‬ ‫ق النجدِة َقْرٍم بـــــارع‬ ‫‪ #‬صاد ِ‬
‫جْ‬
‫ل‬ ‫حَ‬ ‫ف وهاٍم كال َ‬ ‫بين أْقحا ٍ‬ ‫ن ساكنــــُه؟‬ ‫س َم ْ‬‫ل المهرا َ‬ ‫سِ‬‫‪َ #‬ف َ‬

‫ع الخزرج من وقع السل‬ ‫جَز َ‬‫َ‬ ‫شِهـــدوا‬ ‫‪ #‬ليت أشياخي ببدر َ‬


‫شْ‬
‫ل‬ ‫ل في عبِد ال َ‬ ‫واستحّرالقت ُ‬ ‫‪ #‬حين حّكت بُقباٍء َبْرَكهــــا‬
‫ن يعلو في الجبل‬ ‫ص الحفا ُ‬‫ً َرَق َ‬ ‫‪ #‬ثم خَّفوا عنَد ذاكم ُرّقصـــا‬
‫ل بدٍر فاعتد ْ‬
‫ل‬ ‫وعَدْلنا مي َ‬ ‫ف من أشراِفهــم‬ ‫‪ #‬فقتلنا الضْع َ‬
‫لو كرْرنا لفعلنا الُمْفَتَع ْ‬
‫ل‬ ‫س إل أننـــــا‬ ‫‪ #‬ل ألوم النف َ‬
‫ل تعلوهُم َبعَد َنَهل‬ ‫عَل ً‬
‫َ‬ ‫‪ #‬بسيوفِ الهنِد تعلو هاَمهـــْم‬
‫إجابة حسان له ‪ :‬فأجابه حسان بن ثابت النصاري رضى ال‬
‫عنه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫عَد ْ‬
‫ل‬ ‫ل فيها لو َ‬ ‫كان منا الفض ُ‬ ‫ت يا ابن الّزَبْعَرى وقعــٌة‬ ‫‪ #‬ذهَب ْ‬
‫ب أحيانا ُدَو ْ‬
‫ل‬ ‫وكذاك الحر ُ‬ ‫‪ #‬ولقد نلتْم ونلنا منكــــــُم‬
‫ل بعَد َنَه ْ‬
‫ل‬ ‫عل ً‬‫ث نهِوي َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ف في أكتاِفكـــم‬ ‫‪ #‬نضع السيا َ‬
‫صْ‬
‫ل‬ ‫ن الَع َ‬ ‫ب يأكل َ‬ ‫سلح الّني ِ‬ ‫كُ‬ ‫ستاهكــم‬ ‫‪ُ #‬نخرج الصبع من أ ْ‬
‫سْ‬
‫ل‬ ‫ب أشباه الّر َ‬ ‫شْع ِ‬‫ُهّربًا في ال ّ‬ ‫‪ #‬إذ ُتّولون على أعقاِبكــــٍم‬
‫ح الجب ْ‬
‫ل‬ ‫فأجأناكُم إلى سف ِ‬ ‫‪ #‬إذ شددنا شدًة صادقـــــة‬
‫س ُيَه ْ‬
‫ل‬ ‫من ُيلقوه من النا ِ‬ ‫ق الَمـــــل‬ ‫ل كأْمذا ِ‬‫خناطي َ‬‫‪#‬ب َ‬

‫جْ‬
‫ل‬ ‫ط منه والّر َ‬ ‫وملنا الَفْر َ‬ ‫ب إذ نجَزعـُـه‬ ‫شْع ُ‬
‫‪ #‬ضاق عنا ال ّ‬
‫ل نصرًا فنز ْ‬
‫ل‬ ‫أيدوا جبري َ‬ ‫ل لستُم أمثاَلُهــــــم‬ ‫‪ #‬برجا ٍ‬
‫سْ‬
‫ل‬ ‫ق الّر ُ‬ ‫طاعِة ال وتصدي ِ‬ ‫‪ #‬وعلونا يوَم بدٍر بالّتَقـــــى‬
‫ح رَف ْ‬
‫ل‬ ‫جا ٍ‬
‫حَ‬‫جْ‬‫وقتلنا كل َ‬ ‫س منهــــــُم‬ ‫ل رأ ٍ‬ ‫‪ #‬وقتلنا ك ّ‬
‫ث الُمَث ْ‬
‫ل‬ ‫يوَم بدٍر وأحادي َ‬ ‫عـــــْورة‬ ‫‪ #‬وتركنا في قريش َ‬
‫يوَم بدٍر والتنابيل الُهُبل‬ ‫ل ال حّقا شاهــــــٌد‬ ‫‪ #‬ورسو ُ‬
‫ب الَهَم ْ‬
‫ل‬ ‫ص ِ‬‫خ ْ‬ ‫ل ماُيجمُع في ال ِ‬ ‫مث َ‬ ‫ع جّمعـــوا‬ ‫‪ #‬في قريش من جمو ٍ‬
‫س نز ْ‬
‫ل‬ ‫س إذا البأ ُ‬ ‫ضر النا َ‬ ‫َنح ُ‬ ‫‪ #‬نحن ل أمثاُلكم ُولد استهــــا‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأنشدنى أبو زيد النصاري ‪ " :‬وأحاديث المثل "‬
‫والبيت الذي قبله ‪ .‬وقوله ‪ " :‬في قريش من جموع جمعوا " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫شعر لكعب يبكي به حمزة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال كعب بن مالك يبكي حمزةَ بن عبد المطلب وقْتلى أحد من المسلمين ‪:‬‬
‫جِ‬
‫ج‬‫ت متى َتّذِكْر َتْل َ‬ ‫وكن َ‬ ‫شـــ ٍ‬
‫ج‬ ‫‪ #‬نشجت وهل لك من َمْن َ‬

‫ن العو ِ‬
‫ج‬ ‫ث في الزم ِ‬ ‫أحادي ُ‬ ‫‪َ #‬تَذكَر قوٍم أتاني لهــــــم‬
‫ضِ‬
‫ج‬ ‫ن الُمْن ِ‬‫ق والحز ِ‬ ‫من الشو ِ‬ ‫‪ #‬فقلُبك من ذكِرهم خافــــقٌ‬
‫خَر ِ‬
‫ج‬ ‫ل والَم ْ‬ ‫كراُم الَمَداخ ِ‬ ‫ن النعيــــِم‬ ‫جنا ِ‬
‫‪ #‬وقتلهم في ِ‬
‫ضَوج‬‫ل بذي ال ْ‬ ‫لواِء الرسو ِ‬ ‫ل اللــواِء‬ ‫تظّ‬ ‫‪ #‬بما صبروا تح َ‬
‫س والخزر ِ‬
‫ج‬ ‫جمِيعًا بنو الْو ِ‬ ‫غداَة أجابت بأسيافهــــــا‬ ‫‪َ #‬‬
‫ق ذي النوِر والمنه ِ‬
‫ج‬ ‫على الح ّ‬ ‫ع أحمَد إذ شايعــــوا‬ ‫‪ #‬وأشيا ُ‬
‫ل الُمْرَهج‬
‫طِ‬‫سَ‬
‫ويمضون في الَق ْ‬ ‫‪ #‬فما َبِرحوا يضربون الُكمـــاَة‬
‫حِة المْول ِ‬
‫ج‬ ‫إلى جنٍة َدْو َ‬ ‫‪ #‬كذلك حتى دعاهم َملِيــــ ٌ‬
‫ك‬
‫حَر ِ‬
‫ج‬ ‫على ملِة ال لم َي ْ‬ ‫حّر البــــــلِء‬‫‪ #‬فكلهم مات ُ‬
‫جِ‬
‫ج‬ ‫سْل َ‬
‫بذي َهّبٍة صارٍم َ‬ ‫‪ #‬كحمزَة لما َوفى صادقـــــًا‬
‫عجِ‬‫ل الْد َ‬ ‫ُيبربُر كالجم ِ‬ ‫‪ #‬فلقاه عبُد بني َنْوَفــــــلٍ‬
‫ب الُموَه ِ‬
‫ج‬ ‫ب في الله ِ‬‫تلّه َ‬ ‫جَره حربًة كالشهـــــا ِ‬
‫ب‬ ‫‪ #‬فأْو َ‬
‫حَن ِ‬
‫ج‬ ‫وحنظلُة الخيِر لم ُي ْ‬ ‫ن أوَفى بميثاِقـــــه‬ ‫‪ #‬ونعما ُ‬
‫ل فاخِر الّزْبر ِ‬
‫ج‬ ‫إلى منز ٍ‬ ‫ق حتى غدت ُروحــه‬ ‫‪ #‬عن الح ّ‬

‫ك الُمْرَت َ‬
‫ج‬ ‫من الناِر في الّدَر ِ‬ ‫‪ #‬أولئك ل َمن َثَوى منكــــُم‬
‫ما أجابه به ضرار ‪ :‬فأجابه ضرار بن الخطاب الِفهري ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫عَو ِ‬
‫ج‬ ‫ويبكي من الزمن ال ْ‬ ‫عـــــه‬
‫ع كعب لشيا ِ‬ ‫‪ #‬أيجز ُ‬
‫حَن ِ‬
‫ج‬ ‫َتَرّوح في صادٍر ُم ْ‬ ‫‪ #‬عجيج المذّكى رأى إلَفــــه‬
‫حَد ِ‬
‫ج‬ ‫سرًا ولم ُي ْ‬ ‫ج َق ْ‬
‫جِع ُ‬
‫ُيَع ْ‬ ‫‪ #‬فراح الّروايا وغادْرَنـــــه‬
‫ضج‬ ‫وللنيِء من لحِمه َيْن َ‬ ‫ب ُيَثّنى البكــــا‬‫‪ #‬فقول لكع ٍ‬
‫ل ُمْرَهج‬ ‫سط ٍ‬ ‫ل ذي َق ْ‬ ‫من الخي ِ‬ ‫‪ #‬لمصرع إخواِنه في َمَكــــّر‬
‫سْوَر ِ‬
‫ج‬ ‫عتبة في جمِعنا ال ّ‬ ‫وُ‬ ‫عـــــه‬‫‪ #‬فيا ليت َفْهرًا وأشيا َ‬
‫بقتَلى أصيبت من الخْزر ِ‬
‫ج‬ ‫س بأوتاِرهــــا‬ ‫شُفوا النفو َ‬ ‫‪ #‬في ْ‬
‫ج‬
‫أصيبوا جميعًا بذي الضُو ِ‬ ‫س في َمْعــَر ٍ‬
‫ك‬ ‫‪ #‬وقتَلى من الْو ِ‬
‫خَل ِ‬
‫ج‬ ‫ن ‪ُ ،‬م ْ‬ ‫طِرٍد ‪ ،‬ماِر ٍ‬ ‫بُم ّ‬ ‫ت اللـــواِء‬ ‫‪ #‬ومقتل حمزَة تح َ‬
‫جِ‬
‫ج‬ ‫سْل َ‬
‫بضربِة ِذي َهّبٍة َ‬ ‫ب ثاويـًا‬ ‫صَع ٌ‬‫ث انثَنى ُم ْ‬ ‫‪ #‬وحي ُ‬
‫ب الُموّه ِ‬
‫ج‬ ‫ب كالله ِ‬ ‫َتَلّه ُ‬ ‫حٍد وأسياُفنا فيهـــــــُم‬
‫‪ #‬بأ ُ‬
‫سِد الَبراح فلم تْعَن ِ‬
‫ج‬ ‫كأ ْ‬ ‫‪ #‬غداَة لقيناكم في الحديـــــِد‬

‫سَرجِ‬‫وأجرد ذى َمْيَعٍة ُم ْ‬ ‫حٍة كالعقــــــا ِ‬


‫ب‬ ‫جّل َ‬
‫ل ُم َ‬‫‪ #‬بك ّ‬
‫حَر ِ‬
‫ج‬ ‫س أو ُم ْ‬ ‫ق النف ِ‬ ‫سَوى زاه ِ‬ ‫‪ #‬فدسناهُم َثّم حتى انثَنــــْوا‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لضرار‪ .‬وقول كعب ‪ :‬ذي النور والمنهج عن أبي زيد النصاري ‪.‬‬
‫ما قاله ابن الزبعري يوم أحد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال عبد ال بن الّزَبْعَرى في يوم أحد‪ ،‬يبكى القتلى‪:‬‬
‫ب ُقطو ُ‬
‫ع‬ ‫ل الشبا ِ‬ ‫وقد بان من حب ِ‬ ‫ت من مقلتْيك دمــــو ُ‬
‫ع‬ ‫‪ #‬أل ذَرَف ْ‬
‫جوع‬ ‫ب َف ُ‬‫نَوى الحي دار بالحبي ِ‬ ‫ط بمن تْهَوى المزاُر وَفّرقــت‬ ‫‪ #‬وش ّ‬
‫ع رجو ُ‬
‫ع‬ ‫ف الدمو ِ‬ ‫وإن طال َتْذرا ُ‬ ‫‪ #‬وليس لما وّلى على ذي حــرارٍة‬
‫ث َيشيُع‬ ‫ث قومى والحدي ُ‬ ‫أحادي ُ‬ ‫‪ #‬فذْر ذا ولكن هل أتى أّم مالـــ ٍ‬
‫ك‬
‫ج منهاُمْتَلٌد وَنزيُع‬ ‫عناجي َ‬ ‫َ‬ ‫ل يثـــر ٍ‬
‫ب‬ ‫جردًا إلى أه ِ‬ ‫جَنبنا ُ‬ ‫‪ #‬وُم ْ‬
‫ق َنفو ُ‬
‫ع‬ ‫ضروُر العادي للصدي ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ #‬عشيَة سرنا في ُلهاٍم يقوُدنــــا‬
‫ج الواديْين نقيُع‬ ‫ضْو ِ‬
‫غديٌر ب َ‬ ‫ف كأنهـــا‬ ‫ع ٍ‬ ‫ل َز ْ‬
‫شّد علينا ك ّ‬ ‫‪َ #‬ن ُ‬
‫وعايَنهم أمٌر هناك فظيُع‬ ‫‪ #‬فلما َرأْونا خالطتهم مهابـــــٌة‬
‫ع‬
‫جزو ُ‬ ‫صبور القوِم ثم َ‬ ‫بهم و َ‬ ‫ق ظهُرها‬ ‫ض ينش ّ‬ ‫‪ #‬ووّدوا لو أن الر َ‬
‫ق ترّقى في الباِء سريُع‬ ‫حري ٌ‬ ‫ضهــا‬‫عّريت بيض كأن ومي َ‬ ‫‪ #‬وقد ُ‬
‫سمام للعدّو ذريُع‬ ‫ومنها ِ‬ ‫ل هامـــــٍة‬ ‫‪ #‬بأيماِننا نعلو بها ك ّ‬
‫ن ُوقو ُ‬
‫ع‬ ‫ع وطيٌر يعتفي َ‬ ‫ضبا ٌ‬ ‫ِ‬ ‫س غاصبًة بهـم‬ ‫ن قتَلى الو ِ‬ ‫‪ #‬فغاَدْر َ‬
‫ن َنجيع‬‫بأبداِنهم ِمن وقعه ّ‬ ‫ل َتْلعــٍة‬
‫جْمع بني النجاِر في ك ّ‬ ‫‪#‬و َ‬

‫شرو ُ‬
‫ع‬ ‫ي ُ‬‫سْمَهر ّ‬ ‫عل وال ّ‬‫ن َ‬
‫ولك ْ‬ ‫ن أحمــدًا‬ ‫عُلّو الشْعب غادر َ‬ ‫‪ #‬ولول ُ‬
‫شباة َوقيع‬
‫وفى صدِره ماضى ال ّ‬ ‫ت في الكّر حمزَة ثاويـاً‬ ‫‪ #‬كما غادر ْ‬
‫ن ُوقوع‬‫جْف َ‬
‫على لحِمه طير َي ُ‬ ‫ت لِواِئـــه‬‫‪ #‬ونعمان قد غادْرن تح َ‬
‫ن الّدلِء ُنزو ُ‬
‫ع‬ ‫ل أشطا َ‬‫كما غا َ‬ ‫ح الكماِة ُيِرْدنهــــم‬ ‫حٍد وأرما ُ‬ ‫‪ #‬بأ ْ‬
‫ما أجابه حسان ‪:‬فأجابه حسان بن ثابت ‪،‬فقال ‪:‬‬
‫جميعُ‬ ‫ن َ‬‫َبلِقُع ما من أهله ّ‬ ‫‪ #‬أشاَقك من أّم الوليِد ُربـــو ُ‬
‫ع‬
‫ب ُهمو ُ‬
‫ع‬ ‫ف السحا ِ‬ ‫جا ُ‬‫من الّدْلِو َر ّ‬ ‫ى الرياح وواكـ ٌ‬
‫ف‬ ‫ن صيف ّ‬ ‫‪ #‬عفاُه ّ‬
‫حماِم ُكنوع‬ ‫ِرواِكد أمثال ال َ‬ ‫ق إل موِقُد الَناِر حوَلــه‬ ‫‪ #‬فلم يب َ‬
‫طو ُ‬
‫ع‬ ‫ل َق ُ‬
‫ت الحبا ِ‬‫نًوى لِمتينا ِ‬ ‫ن أهِلهـا‬ ‫ت بي َ‬‫ع ِذْكَر داٍر بّدَد ْ‬‫‪ #‬فَد ْ‬
‫ق سوف َيشيُع‬ ‫سفية فإن الح ّ‬ ‫حٍد َيُعــّده‬
‫ل إن يكن يوم بأ ْ‬ ‫‪ #‬وق ْ‬
‫وكان لهم ذكٌر هناك رفيُع‬ ‫س كّلهم‬ ‫ت فيه بنو الو ِ‬ ‫‪ #‬فقد صابر ْ‬
‫جزو ُ‬
‫ع‬ ‫وما كان منهم في اللقاِء َ‬ ‫‪ #‬وحاَمى بنو النجاِر فيه وصابروا‬
‫لهم ناصٌر من رّبهم وشفيُع‬ ‫ل ال ل يخذلونــه‬ ‫‪ #‬أماَم رسو ِ‬
‫ول يستوي عبٌد وَفى وُمضيع‬ ‫ن برّبكـم‬ ‫سخي َ‬ ‫‪َ #‬وَفْوا إْذ كفرتم يا َ‬
‫صريعُ‬
‫فل بّد أن َيْرَدى لهن َ‬ ‫غى‬‫ش الَو َ‬
‫حِم َ‬
‫ض إذا َ‬‫‪ #‬بأيديهُم بي ٌ‬
‫شرو ُ‬
‫ع‬ ‫ج ُ‬
‫وسعدًا صريعًا والوشي ُ‬ ‫عتبة ثاويًا‬‫ت في النْقع ُ‬
‫‪ #‬كما غادر ْ‬

‫ص نجيُع‬ ‫ل القمي َ‬ ‫أِبّيا وَقد ب ّ‬ ‫ت العجاجة ُمسنــــدًا‬ ‫ت تح َ‬ ‫‪ #‬وقد غادر ْ‬


‫على القوِم مما قد يِثْرن ُنقوع‬ ‫صبـــــ ْ‬
‫ت‬ ‫ف رسول ال حيث تن ّ‬ ‫‪ #‬بك ّ‬
‫ل قوٍم سادٌة وفرو ُ‬
‫ع‬ ‫وفي ك ّ‬ ‫عكــــــم‬ ‫‪ #‬أولئك قوٌم سادٌة من فرو ِ‬
‫ن فظيغ‬ ‫وإن كان أمٌر يا سخي َ‬ ‫ن ُنعّز ال حتى ُيعّزنــــــــا‬ ‫‪ #‬به ّ‬
‫ل وْهَو ُمطيُع‬ ‫ل ثَوى ّ‬ ‫قتي ٌ‬ ‫‪ #‬فل تذكروا قتَلى وحمزة فيهــــــُم‬
‫وأمُر الذي َيْقضى الموَر سريُع‬ ‫‪ #‬فإن جنان الخلِد منزلة لـــــــه‬
‫ضريعُ‬ ‫حميم معًا في جوِفها و َ‬ ‫ل رزِقهــــم‬ ‫ضُ‬‫‪ #‬وقتلُكُم في الناِر أف َ‬
‫شباة‪ ،‬وطير يجفن " عن غير ابن‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرهما لحسان وابن الزَبْعَرى‪ ،‬وقوله ‪ " :‬ماض ال ّ‬
‫إسحاق ‪.‬‬
‫عمرو بن العاصي في يوم احد‪:‬‬ ‫شعر عمرو بن العاصي في أحد‪ :‬وقال ابن إسحاق ‪ :‬وقال َ‬
‫طق‬
‫حبيك المَن ّ‬ ‫ضَوى ال َ‬ ‫ح من َر ْ‬ ‫مع الصب ِ‬ ‫‪ #‬خرجنا من الَفْيَفا عليهٍم كأننــا‬
‫صُد ُ‬
‫ق‬ ‫سْلٍع والمانى َت ْ‬ ‫ب َ‬‫جْن ِ‬‫لدى َ‬ ‫‪ #‬تمنت بنو النجار جهل لقاَءنــا‬
‫ل في الزقِة َتْمُر ُ‬
‫ق‬ ‫كراديس خي ٍ‬ ‫‪ #‬فما راعهم بالشّر إل ُفجـــاءة‬
‫ب محّر ُ‬
‫ق‬ ‫ب اليوَم ضر ٌ‬ ‫ن القبا ِ‬‫ودو َ‬ ‫‪ #‬أرادوا لَكْيما يستبيحوا قباَبنـــا‬
‫حِنقوا‬ ‫إذ رامها قوٌم أبيحوا وأ ْ‬ ‫ل ما ُترى‬ ‫ت قب َ‬ ‫ت ِقبابا أومَن ْ‬ ‫‪ #‬وكان ّ‬
‫شرفيِة َبْرَوق‬ ‫وأيمانهم بالم ْ‬ ‫ن غــدوًة‬ ‫جيي ِ‬‫س الخْزَر ِ‬ ‫‪ #‬كأن رءو َ‬
‫رد كعب بن مالك عليه ‪ :‬فأجابه كعب بن مالك ‪ ،‬فيما ذكر ابن هشام ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫صَد ُ‬
‫ق‬ ‫وعندهُم ِمن علِمنا اليوَم ُم ْ‬ ‫ي داِرهـــا‬ ‫‪ #‬أل أبلغا ِفهرًا على نأ ِ‬
‫ت المنيِة تخِفقُ‬ ‫صَبرنا ورايا ُ‬ ‫َ‬ ‫ن يثـــر ٍ‬
‫ب‬ ‫ح من بط ِ‬ ‫غداَة السف ِ‬‫‪ #‬بأنا َ‬
‫إذا طارت البراُم نسمو وَنْرُت ُ‬
‫ق‬ ‫‪ #‬صبرنا لهم والصبُر منا سجيـــٌة‬
‫سب ُ‬
‫ق‬ ‫ت نجري فَن ْ‬ ‫وِقْدما لَدى الغايا ِ‬ ‫‪ #‬على عادٍة ِتْلُكْم جَرْينا بصبِرنــا‬
‫صّدقُ‬ ‫عف ُم َ‬ ‫ق َ‬‫نبي أَتى بالح ّ‬ ‫ع يقوُدهــــا‬ ‫حْومة ل ُتستطا ُ‬ ‫‪ #‬لنا َ‬
‫ف وهام ُمَفّل ُ‬
‫ق‬ ‫طُع أطرا ٍ‬ ‫ُمَق ّ‬ ‫ن مالـــ ٍ‬
‫ك‬ ‫‪ #‬أل هل أتى أفناَء ِفهِر ب ِ‬
‫شعر ضرار بن الخطاب ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال ضرار بن " الخطاب ‪:‬‬
‫ع والقاع‬ ‫جْز ِ‬ ‫ن ال ِ‬‫ل بي َ‬
‫إذاجالت الخي ُ‬ ‫‪ #‬إنى وجّدك لول ُمْقَدمي فرســـي‬
‫أصواب هام تزاقي أمرها شاعي‬ ‫‪ #‬ما زال منكم بجنب الجزع من أحد‬
‫ق هامته كفْرَوة الراعى‬ ‫أفل ُ‬ ‫ف َمْفِرَتـه‬ ‫س قد أصاب السي ُ‬ ‫‪ #‬وفار ٌ‬
‫ع‬
‫طا ِ‬ ‫ح َق ّ‬ ‫بصارٍم مثل َلْون المل ِ‬ ‫طقــــًا‬‫‪ #‬إني وجّدك ل أنفك ُمنت ِ‬
‫خ إذا ما َثّوب الداعى‬ ‫نحَو الصري ِ‬ ‫ح ُمثابــــرٍة‬ ‫‪ #‬على ِرحالِة ِمْلوا ٍ‬
‫س أْوَرا ِ‬
‫ع‬ ‫ول لئام غداَة البأ ِ‬ ‫شـ ٍ‬
‫ف‬ ‫خور ول ُك ُ‬ ‫ت إلى ُ‬ ‫‪ #‬وما انتمي ُ‬
‫ت ُلّذاع‬ ‫شّم العرانين عنَد المو ِ‬ ‫ُ‬ ‫حقوا‬ ‫ك البيض إذ َل ِ‬ ‫حبي َ‬‫‪ #‬بل ضاربين َ‬
‫عدا ِ‬
‫ع‬ ‫سْعيًاغيَرَد ْ‬ ‫ت َ‬ ‫سَعْون للمو ِ‬ ‫َي ْ‬ ‫خ حمائُلهــــم‬ ‫ل ُمستر ٍ‬ ‫شم بهالي ُ‬‫‪ُ #‬‬

‫وقال ضرار بن الخطاب أيضًا‪:‬‬


‫ض َتأتل ُ‬
‫ق‬ ‫والخزرجيُة فيها البي ُ‬ ‫ب ُمَزّينـــٌة‬ ‫ت من بني كع ٍ‬ ‫‪ #‬لما أت ْ‬
‫سِر تختف ُ‬
‫ق‬ ‫ح الّن ْ‬‫ورايًة كجنا ِ‬ ‫ت ُمَهّنـــــدًة‬ ‫شرفيا ٍ‬ ‫‪ #‬وجّردوا ُم ْ‬
‫ُتنسى لماخلَفها ماُهْزِهَز الَوْرق‬ ‫ت يوم بأياٍم ومعركــــــٌة‬ ‫‪ #‬فقل ُ‬
‫ب الذين لقوا‬ ‫ل وأسل ُ‬ ‫ح القتا ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫ن لهــم‬ ‫ل يوٍم أن تكو َ‬ ‫عّودوا ك ّ‬ ‫‪ #‬قد ُ‬
‫سَتبق‬‫ت أن المجَد ُم ْ‬ ‫منها وأيقن ُ‬ ‫جٍ‬
‫ل‬ ‫ن َو َ‬ ‫ت نفسى على ماكان م ِ‬ ‫‪ #‬خير ُ‬
‫عَل ِ‬
‫ق‬ ‫ك َ‬‫َوبّلُه من نجيٍع عاِن ٍ‬ ‫ت ُمهري حتى خاض غْمرَتهم‬ ‫‪ #‬أكره ُ‬
‫ن والَوَر ِ‬
‫ق‬ ‫ق الطع ِ‬ ‫ق ِرشا ُ‬ ‫خ العرو ِ‬ ‫نف ُ‬ ‫جسيُدهمــا‬ ‫‪ #‬فظل ُمهري وسربال َ‬
‫حَدق‬ ‫ق ما في جوِفه ال َ‬ ‫حتى يفار َ‬ ‫ت أنى مقيم في ديارهــــُم‬ ‫‪ #‬أيقن ُ‬
‫ل المغيرِة فيكم ما به َرَهق‬ ‫مث َ‬ ‫‪ #‬لتجزعوا يا بني مخزوم إن لكـم‬
‫ب حتى ُيْدبَر الشفق‬ ‫تعاوروا الضر َ‬ ‫‪ #‬صبرًا ِفًدى لكم أمى وما َولــَد ْ‬
‫ت‬
‫ما قال عمرو بن العاصي ‪ :‬وقال عمرو بن العاصي ‪:‬‬
‫ف َنْزَوا‬‫ض ِ‬ ‫زو شّرها بالّر ْ‬ ‫ب ينــــــ‬‫ت الحر َ‬ ‫‪ #‬لما رأي ُ‬
‫حَوا‬‫ضراِء َل ْ‬ ‫س بال ّ‬ ‫ـحو النا َ‬ ‫‪ #‬وتناولت شهباُء َتلـــــــ‬
‫ن َلْغَوا‬‫والحياُة تكو ُ‬ ‫ت حــــــق‬ ‫ت أن المو َ‬ ‫‪ #‬أيقن ُ‬
‫ل َرْهَوا‬ ‫عَتٍد َيُبّذ الخي َ‬
‫َ‬ ‫ت أثوابى علـــــــى‬ ‫‪ #‬حّمْل ُ‬
‫عْلَوا‬
‫ف ُ‬
‫طْر َ‬
‫ـداِء يعلو ال ّ‬ ‫ن في البيـــــ‬
‫س إذا ُنِكْب َ‬
‫سِل ٍ‬
‫‪َ #‬‬

‫سيرة ابن هشام‬


‫الجزء الرابع‬
‫من صفحة ‪239 - 102‬‬

‫وا‬
‫َزهْ َ‬ ‫يزداد ُ‬ ‫فه‬
‫عط ِ‬ ‫ل ماؤه مهههههههن‬ ‫‪ #‬وإذا تنّز َ‬
‫وا‬
‫ح َ‬
‫دَ ْ‬ ‫الرامون‬ ‫راعه‬ ‫همةِ‬ ‫‪َ #‬رب ِذٍ كيعفورِ الصريهههههه‬
‫وعَد َْوا‬ ‫إرخاًء‬ ‫ل‬
‫للخي ِ‬ ‫ط‬‫شن ٍِج َنساه ضابهههههههه ٍ‬‫‪َ #‬‬
‫وا‬‫قَط ْ َ‬ ‫يمشون‬ ‫إذ‬ ‫الروِْع‬ ‫م أمي َ‬
‫غههههههههداةَ‬ ‫دى له ْ‬ ‫‪ #‬فف ً‬
‫وا‬ ‫جل ْ َ‬
‫َ‬ ‫الشمس‬ ‫َ‬
‫جلْته‬‫َ‬ ‫إذ‬ ‫ة‬
‫‪ #‬سيرا إلى كبش الكتيبهههههه ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لعمرو‪.‬‬
‫ما رد به كعب بن مالك ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فأجابهما كعب ابن مالك ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ب مقبولُ‬ ‫ق عنَد ذوي اللبا ِ‬ ‫والصد ُ‬ ‫ل أصدقُبه‬ ‫‪ #‬أبلغ قريشًا وخيُر القو ِ‬
‫يكثُرالِقيلُ‬ ‫ففيما‬ ‫اللواِء‬ ‫أه َ‬
‫ل‬ ‫سَراَتكببببُم‬
‫‪ #‬أن قد قتلنا بقتلنا َ‬
‫وجبريل‬ ‫ِميكا ٌ‬
‫ل‬ ‫النصِر‬ ‫مع‬ ‫‪ #‬ويوَم بدرلقيناكم لنا َمدد فيبببه‬
‫ق عنَد ال تفضي ُ‬
‫ل‬ ‫ل في الح ّ‬ ‫والقت ُ‬ ‫ق ِفطرُتنببا‬ ‫ن الح ّ‬
‫‪ #‬إن َتقتلونا فِدي ُ‬
‫تضلي ُ‬
‫ل‬ ‫السلَم‬ ‫خال َ‬
‫ف‬ ‫من‬ ‫فرأ ُ‬
‫ي‬ ‫سَفهبًا‬
‫‪ #‬وإن َتَرْوا أمَرنا في رأيكم َ‬
‫مشغو ُ‬
‫ل‬ ‫اللو ِ‬
‫ن‬ ‫صَدى‬‫أ ْ‬ ‫الحر ِ‬
‫ب‬ ‫أخا‬ ‫إّ‬
‫ن‬ ‫ب واقتعبدوا‬ ‫ح الحر ِ‬ ‫‪ #‬فل َتَمّنوا ِلقا َ‬
‫عابي ُ‬
‫ل‬ ‫خْذم ر َ‬ ‫َ‬ ‫ج الضباع له‬ ‫عْر ُ‬
‫ُ‬ ‫ح لببه‬‫‪ #‬إن لكم عندنا ضربًا َترا ُ‬
‫تنكي ُ‬
‫ل‬ ‫الضغا ِ‬
‫ن‬ ‫لذوي‬ ‫وعندنا‬ ‫ب نمريها وَنْنتجهببا‬ ‫‪ #‬إنا بنو الحر ِ‬
‫منه التراقي وأمُر ال مفعول‬ ‫ن حرب بعد ما بلغ ْ‬
‫ت‬ ‫ج منها اب ُ‬ ‫‪ #‬إن ين ُ‬

‫ومعقولُ‬ ‫لب‬ ‫له‬ ‫يكو ُ‬


‫ن‬ ‫لمن‬ ‫حلمًا وموعظببًة‬ ‫‪ #‬فقد أفادت له ِ‬
‫َتْرعي ُ‬
‫ل‬ ‫البطحاِء‬ ‫بشاِكلِة‬ ‫ضرب‬ ‫ل كاَفحكبْم‬ ‫ن السْي ِ‬ ‫‪ #‬ولوهبطتم ببط ِ‬
‫سرابي ُ‬
‫ل‬ ‫جا‬
‫للهي َ‬ ‫ُيعّدون‬ ‫مما‬ ‫ى لهبم‬ ‫ل النب ّ‬‫صب حو َ‬ ‫ع َ‬ ‫‪ #‬تلقاُكُم ُ‬
‫معازي ُ‬
‫ل‬ ‫جبناُءولِميل‬ ‫لُ‬ ‫خ حمائُلهم‬ ‫سَتر ٍ‬ ‫ن ُم ْ‬‫جْذِم غسا َ‬ ‫‪ #‬من ِ‬
‫المراسي ُ‬
‫ل‬ ‫الْدُم‬ ‫صاعبُة‬ ‫الُم َ‬ ‫تمشى‬ ‫ل كما‬ ‫ت القتا ِ‬
‫عمايا ِ‬ ‫‪ #‬يمشون تحت َ‬
‫َرَذاٍذ من الجوزاِء مشمو ُ‬
‫ل‬ ‫يوُم‬ ‫ل أْلثَقهبا‬ ‫ظّ‬
‫ى أسوِد ال ّ‬ ‫شِ‬ ‫‪ #‬أو مثل َم ْ‬
‫َبهلو ُ‬
‫ل‬ ‫كالسي ِ‬
‫ف‬ ‫َفَلج‬ ‫قياُمها‬ ‫ي محكمببٍة‬ ‫ل سابغٍة كالّنه ِ‬ ‫‪ #‬في ك ّ‬
‫َمفلو ُ‬
‫ل‬ ‫ف عنها وْهَو‬ ‫جُع السي ُ‬ ‫وير ِ‬ ‫ل خاسئبببًة‬ ‫حّد ِقراِم الَنب ِ‬‫‪ #‬ترّد َ‬
‫تأجي ُ‬
‫ل‬ ‫المو ِ‬
‫ت‬ ‫ودفِع‬ ‫وللحياِة‬ ‫سْلٍع عن ظهوِركببُم‬ ‫‪ #‬ولو قذفتم ِب َ‬
‫سلُم عليه وْهَو مطلو ُ‬
‫ل‬ ‫تعفو ال ّ‬ ‫‪ #‬ما زال في القوِم وْتر منكُم أببدا‬
‫ومقتو ُ‬
‫ل‬ ‫مأسور‬ ‫المدينِة‬ ‫طَر‬‫ش ْ‬
‫َ‬ ‫ق َقَنصبًا‬ ‫‪ #‬عبٌد وحّر كريم ُموِث ٌ‬
‫عْزل ول مي ُ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫س ل‬ ‫منا فوار ُ‬ ‫‪ #‬كنا نؤّمل أخراكم –فأعجَلكببم‬
‫جّر محمو ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫حقا بأن الذي قد‬ ‫عِلمبوا‬ ‫‪ #‬إذا جنى فيهم الجانى فقد َ‬
‫ول في الُغْرِم مخذو ُ‬
‫ل‬ ‫ول َملوٌم‬ ‫‪ #‬ما نحن ل نحن من إثم مجاهرًة‬
‫عّدة أصحاب اللواء يوم أحببد‪:‬‬ ‫شعر حسان يذكر عّدة أصحاب اللواء‪ :‬وقال حسان بن ثابت ‪ ،‬يذكر ِ‬
‫قال ابن هشام هذ أحسن ماقيل ‪.‬‬
‫م‬
‫النجو ُ‬ ‫ت َُغوُر‬ ‫إذا‬ ‫وخيال‬ ‫م‬
‫م بالعشاء الهمهههو ُ‬ ‫منع النو َ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬ ‫مكتو ُ‬ ‫داخل‬ ‫فهو‬ ‫قتم‬ ‫س َ‬
‫َ‬ ‫ب أضاف قلَبك منهه‬ ‫من حبي ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬
‫ُ‬ ‫سؤو‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫والعظا‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫البط‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫واه‬ ‫ل المرَء مثلي‬ ‫يا َلقومى هل َيقت ُ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كلو‬ ‫ال‬ ‫تها‬
‫ْ‬ ‫ب‬
‫ََ‬ ‫د‬ ‫لن‬ ‫عليها‬ ‫ذّر‬ ‫ي من ولد الهه‬ ‫ول ّ‬‫ب الح ْ‬ ‫لو ي َدِ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬
‫منظو ُ‬ ‫ولؤلؤٌ‬ ‫جْين‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬ ‫شأنها العطُر والفراش ويعلوها‬ ‫‪#‬‬
‫م‬
‫ب ليس يدو ُ‬ ‫غيَر أن الشبا َ‬ ‫س النهارِ بشهيٍء‬ ‫فْتها شم ُ‬ ‫لم ت َ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬
‫يقو ُ‬ ‫حين‬ ‫ن‬
‫النعما ِ‬ ‫عند َ‬ ‫ن‬
‫ل ِ‬ ‫و‬
‫جه ْ‬ ‫ب جابيةِ ال َ‬ ‫إن خالى خطي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫م|‬ ‫ل سقي ُ‬ ‫كبو ِ‬ ‫ُنعمان في ال ُ‬ ‫م‬
‫يو َ‬ ‫مى‬ ‫سل ْ َ‬‫ب ابن َ‬ ‫وأنا الصقُر عند با ِ‬ ‫‪#‬‬
‫كبُلهم مخطو ُ‬
‫م‬ ‫م راحا و َ‬ ‫يو َ‬ ‫ي‬
‫ي وواقد أطلقا لهههههه ٍ‬ ‫وأب ّ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬ ‫مقسو ُ‬ ‫لها‬ ‫جزٌء‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ك ّ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫ت اليدْين عنهم جميعهها‬ ‫ورهن ْ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬ ‫ب لي عظي ُ‬ ‫ل دار فيها أ ٌ‬ ‫ك ّ‬ ‫م‬
‫ب منههه ُ‬ ‫ت نسبتي الذوائ َ‬ ‫سط َ ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬ ‫ت عليه الخصو ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫صل يوم الت َ‬ ‫مْيحة القائل الفهها‬ ‫س َ‬‫وأبي في ُ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬ ‫مذمو ُ‬ ‫قه‬ ‫صدي ِ‬ ‫في‬ ‫ل‬‫خام ٌ‬ ‫تلك أفعاُلنا‪ ،‬وفعل الزب َْعهههَرى‬ ‫‪#‬‬
‫م‬
‫ل وجهل ‪ -‬غطا عليه النعي ُ‬ ‫ِ‬ ‫م المههها‬ ‫ب حلم ِ أضاعه عد ُ‬ ‫ُر ّ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫الكري‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫الرجا‬ ‫من‬ ‫بى‬ ‫ّ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫إن‬ ‫ت بسبههههى‬ ‫سبَننى فلس َ‬ ‫ل تُ َ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫لئي‬ ‫ب‬‫ٍ‬ ‫غي‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫بظه‬ ‫لحانى‬ ‫أم‬ ‫ن تيهههس‬ ‫ب بالحز ِ‬ ‫ما أبالي أن ّ‬ ‫‪#‬‬

‫م‬
‫صمي ُ‬ ‫َقصي‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫أسرة‬ ‫‪ #‬ولي البأس منكم إذ ْ رحلتهه ْ‬
‫م‬
‫مخزوم‬ ‫قنا‬
‫ال َ‬ ‫من‬ ‫َرعاٍع‬ ‫في‬ ‫ل اللواء وطهارت‬ ‫ة تحم ُ‬ ‫‪ #‬تسع ٌ‬
‫م‬
‫مذمو ُ‬ ‫وكلهم‬ ‫مقام ٍ‬ ‫في‬ ‫‪ #‬وأقاموا حتى أبيحوا جميعها‬
‫م كريم‬ ‫ُيقيموا إن الكري َ‬ ‫أن‬ ‫حفاظهها ً‬ ‫ك وكان ِ‬ ‫‪ #‬بدم ٍ عان ِ ٍ‬
‫م‬‫حطو ُ‬ ‫م ْ‬‫َ‬ ‫نحوِرهم‬ ‫في‬ ‫قنا‬
‫وال َ‬ ‫ً‬ ‫شُعوبا‬ ‫‪ #‬وأقاموا حتى أزيروا َ‬
‫م‬‫الحلو ُ‬ ‫منها‬ ‫ف‬
‫خ ّ‬‫و َ‬ ‫ُيقيموا‬ ‫ن‬
‫أ ْ‬ ‫ً‬ ‫واذا‬‫فّر منا ِلهه َ‬ ‫‪ #‬وقريش ت َ ِ‬
‫م|‬ ‫الّنجو ُ‬ ‫اللواَء‬ ‫يحم ُ‬
‫ل‬ ‫إنما‬ ‫م‬
‫مله العواتقُ منه ْ‬ ‫َ‬ ‫ح ْ‬ ‫‪ #‬لم ت ُط ِقْ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قال حسان هذه القصيدة ‪:‬‬
‫م‬
‫م بالعشاء الهمو ُ‬ ‫‪ #‬منع النو َ‬
‫ليل‪ ،‬فدعا قومه ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬خشيت أن يدركنى أجلى قبل أن أصبح ‪ ،‬فل ت َْرُووها عني‬
‫‪.‬‬
‫علط‬ ‫عبيههدة للحجههاج بههن ِ‬ ‫ما قاله الحجاج بن علط ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬أنشههدنى أبههو ُ‬
‫ى يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طههالب ‪ ،‬ويههذكر قتلههه طلحههة بههن‬ ‫م ّ‬‫سل َ ِ‬
‫ال ّ‬
‫أبي طلحة بن عبد الُعزى بن عثمان بن عبد الدار‪ ،‬صاحب لواء المشركين يوم أحد‪:‬‬
‫خوِل َ‬ ‫م ْ‬‫ال ُ‬ ‫م‬
‫معِ ّ‬‫ال ُ‬ ‫ة‬
‫فاطم َ‬ ‫ن‬
‫اب َ‬ ‫أعنى‬ ‫ة‬
‫حْرمه ٍ‬ ‫ب عن ُ‬ ‫مذ َب ّ ٍ‬‫‪ #‬لل ّهِ أيّ ُ‬
‫جذل َ‬
‫م َ‬
‫ُ‬ ‫للجبين‬ ‫ة‬
‫طليح َ‬ ‫ُ‬ ‫ترك َ ْ‬
‫ت‬ ‫ة‬
‫ل طعنهه ٍ‬ ‫ت يداك له بعاج ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ #‬سب َ‬
‫أخول َ‬ ‫خو َ‬
‫ل‬ ‫بالجّر إذ يهوون أ ْ‬ ‫فَتهههم‬ ‫ل َفك َ‬
‫ش ْ‬ ‫ت َ‬
‫شد ّةَ باس ٍ‬ ‫شد َد ْ َ‬ ‫‪#‬و َ‬
‫حسان يبكي حمزة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت ‪.‬‬
‫يبكي حمزة بن عبد المطلب ومن أصههيب مههن أصههحاب رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم‬
‫يوم أحد ‪:‬‬
‫ح‬
‫النوائ ْ‬ ‫جوَ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬ ‫حي َْرةٍ‬
‫س َ‬
‫ب ُ‬ ‫ن‬‫ى قومي فاند ُِبهههه ْ‬ ‫‪ #‬يا م ّ‬
‫ح‬‫الدوال ْ‬ ‫ت‬ ‫حا ِ‬ ‫مل ّ‬
‫اله ُ‬ ‫هّثقل‬ ‫ْ‬
‫ت الوِقر بالههه‬ ‫‪ #‬كالحامل ِ‬
‫ح‬
‫صحائ ْ‬ ‫ت‬
‫حّرا ٍ‬‫ُ‬ ‫وجوهَ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ت الخامشههههها‬ ‫ول ُ‬ ‫مع ْ ِ‬‫‪ #‬ال ُ‬
‫ح‬
‫بالذبائ ْ‬ ‫ب‬ ‫خض ُ‬ ‫تُ ْ‬ ‫ب‬
‫أنصا ُ‬ ‫عها الههه‬ ‫ل دمو ِ‬ ‫‪ #‬وكأن سي َ‬
‫ح‬
‫المسائ ْ‬ ‫ة‬
‫بادي ً‬ ‫هناك‬ ‫ن‬ ‫ً‬
‫ن أشعارا لُههههه ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ #‬ين ُ‬
‫ح‬
‫روام ْ‬ ‫س‬
‫م ٍ‬ ‫ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ضحى‬
‫بال ّ‬ ‫هل‬ ‫ب خْيههههه‬
‫‪ #‬وكأنها أذنا ُ‬

‫بالبوارح‬ ‫ذع‬ ‫ي ُذ َعْ َ‬ ‫زور‬ ‫شُزور ومجهه‬ ‫م ْ‬‫ن َ‬ ‫من بي ِ‬ ‫‪#‬‬


‫الكوادح‬ ‫ن‬
‫حته ّ‬‫ك َد ّ َ‬ ‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫مسلبههها‬ ‫جوا ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫يبكين َ‬ ‫‪#‬‬
‫قوارح‬‫َ‬ ‫جلب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫له‬ ‫ٌ‬
‫جل‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ولقد أصاب قلوَبههههها‬ ‫‪#‬‬
‫ُنشائح‬ ‫إذ‬ ‫جي‬ ‫ُنر ّ‬ ‫كنا‬ ‫مههن‬ ‫ن َ‬ ‫دثا َ‬ ‫ح ْ‬ ‫صد ال ِ‬ ‫إذ أف ِ‬ ‫‪#‬‬
‫جوارح‬ ‫له‬ ‫م‬
‫أل ّ‬ ‫دهر‬ ‫ب أحدٍ غالههههم‬ ‫أصحا َ‬ ‫‪#‬‬
‫المسالح‬ ‫ُبعث‬ ‫إذا‬ ‫مينا‬ ‫سنا وحهها‬ ‫ن كان فار َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫اللقائح‬ ‫صر‬‫ُ‬ ‫ما‬ ‫َ‬
‫أنساك‬ ‫يا حمُز‪ ،‬ل والله ل‬ ‫‪#‬‬
‫ُتلمح‬ ‫وأرملةٍ‬ ‫ف‬‫ٍ‬ ‫مناخ أيتام وأضيهههها‬ ‫ل ُ‬ ‫‪#‬‬
‫لقح‬ ‫ي‬‫وه ْ َ‬ ‫ب‬‫لحر ٍ‬ ‫ب‬‫حر ٍ‬ ‫ب الدهُر فههي‬ ‫ما ينو ُ‬ ‫ول َ‬ ‫‪#‬‬
‫مصامح‬ ‫ال ُ‬ ‫كنت‬ ‫قد‬ ‫حمُز‬ ‫يا‬ ‫درههههها‬ ‫م ْ‬ ‫ً‬
‫يا فارسا يا ِ‬ ‫‪#‬‬
‫فادح‬ ‫ن‬
‫له ّ‬ ‫ب‬
‫ينو ُ‬ ‫إذا‬ ‫ب‬ ‫ت الخطهههو‬ ‫عَّنا شديدا ِ‬ ‫‪#‬‬
‫المنافح‬ ‫مد َْرهنا‬‫ِ‬ ‫وذاك‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫سد َ الرسهههو‬ ‫كرتني أ َ‬ ‫ذ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫جحاجح‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫شريفون‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫عد‬ ‫ُ‬ ‫عنا وكان ُيعهههههد ّ إذ‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬
‫واض ْ‬ ‫أغّر‬ ‫اليدين‬ ‫ط‬ ‫سب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫يعلو القماقم جهههههرةً‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬
‫آن ْ‬ ‫حمل‬ ‫بال ِ‬ ‫علةٍ‬ ‫ذو‬ ‫ش ول‬ ‫عههه ٌ‬ ‫ل طائش َر ِ‬ ‫‪#‬‬

‫مناِدح‬
‫َ‬ ‫أو‬ ‫ب‬‫سي ْ ٌ‬
‫َ‬ ‫منه‬ ‫را ً‬ ‫ب جههها‬ ‫بحٌر فليس ي ُغِ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬
‫مراج ْ‬ ‫ظ والثقيلون ال ْ َ‬ ‫ائ ِ‬ ‫حفه‬ ‫ب أوِلى ال َ‬ ‫دى شبا ُ‬ ‫أو ْ َ‬ ‫‪#‬‬
‫ناضح‬ ‫ففهن‬ ‫ص ّ‬‫يُ َ‬ ‫ما‬ ‫تي‬ ‫مطعمون إذا المشهها‬ ‫ال ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬ ‫شرائ ْ‬ ‫شطب‬ ‫ُ‬ ‫شحمه‬ ‫من‬ ‫لحم الجلد وفوقهههه‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬‫مكاش ْ‬ ‫ال ُ‬ ‫ن‬‫ضغ ْ ِ‬‫ال ّ‬ ‫ذو‬ ‫مارام‬ ‫م‬
‫ليدافعوا عن جاِرههه ْ‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬
‫المصاب ِ ْ‬ ‫كأنُهم‬ ‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ن ُرِزئنههها‬ ‫ل َْهفي لشبا ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬ ‫سام ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫مة‪،‬‬ ‫ضارِ َ‬ ‫خ َ‬‫َ‬ ‫ِرفة‪،‬‬ ‫غطهها‬ ‫شم ‪ ،‬بطارقة‪َ ،‬‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬ ‫راب ْ‬ ‫الحمد َ‬ ‫ن‬
‫إ ّ‬ ‫ل‬‫أموا ِ‬ ‫مشترون الحمد َ بالهه‬ ‫ال ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬ ‫صائ ْ‬ ‫صاح‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫ً‬ ‫يوما‬ ‫م‬
‫مههه ْ‬ ‫ج ِ‬
‫ن بل ُ‬ ‫مزو َ‬ ‫والجا ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬
‫صال ْ‬ ‫غيرِ‬ ‫ن‬‫زما ٍ‬ ‫من‬ ‫قِرِ‬ ‫من كان يرمي بالنههوا‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬‫ص ْ‬ ‫صحا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫غب ْرٍ‬ ‫في‬ ‫ن‬
‫سم َ‬ ‫ي َْر ِ‬ ‫ل ركاُبهههه‬ ‫ما إن َتزا ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ح‬ ‫ش ْ‬ ‫روا ِ‬ ‫م‬
‫صدوُره ُ‬ ‫ب‬
‫رك ٍ‬ ‫ت َتباَرى وهْوَ في‬ ‫ح ْ‬
‫را َ‬ ‫‪#‬‬

‫سفائح‬
‫ال ّ‬ ‫فوزِ‬ ‫من‬ ‫ليس‬ ‫لي‬ ‫ب له المعههها‬ ‫‪ #‬حتى تئو َ‬
‫ال َ‬
‫كواِفح‬ ‫شذَبه‬ ‫َ‬ ‫كالُعودِ‬ ‫دتنهههى‬ ‫ح ْ‬
‫‪ #‬يا حمُز قد أو َ‬
‫والصفائح‬ ‫المك َوُّر‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫‪ #‬أشكو إليك وفوقك التههّر‬
‫ضاِرح‬ ‫ضْرح‬‫ال ّ‬ ‫أجاد َ‬ ‫إذ‬ ‫قك‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ل ُنلقيه فهههه ْ‬ ‫جن ْد َ ٍ‬
‫‪ #‬من َ‬
‫المماسح‬ ‫وته‬‫س ّ‬ ‫ب‬‫بالّتر ِ‬ ‫‪ #‬في واسٍع يحشونههههه‬
‫َبوارح‬ ‫ح‬‫َبر ٌ‬ ‫ُ‬
‫وقولنا‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬فعزاؤنا أّنا نقهههههو‬
‫ح‬ ‫َ‬
‫جان ِ ْ‬ ‫دثان‬‫ح ْ‬‫ال ِ‬ ‫أوقعَ‬ ‫ها‬ ‫عمه‬‫‪ #‬من كان أمسى وهوَ َ‬
‫النواِفح‬ ‫لهلكانا‬ ‫هاهُ‬ ‫‪ #‬فليأتنا فلتْبك عينهههه‬
‫ح‬‫مماد ْ‬ ‫وال َ‬ ‫السماحةِ‬ ‫ذوي‬ ‫‪ #‬القائلين الفاعليهههههن‬
‫مائح‬ ‫الدهرِ‬ ‫طوا َ‬
‫ل‬ ‫له‬ ‫هه‬ ‫دى يديهه‬ ‫‪ #‬من ل يزا ُ‬
‫ل نَ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان ‪ ،‬وبيته ‪:‬‬
‫المطعمههون إذا المشههاتي " وبيتههه ‪ " :‬الجههامزون بلجمهههم وبيتههه ‪ " :‬مههن كههان يرمههى‬
‫بالنواقر " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫شعر حسان أيضا في بكاء حمزة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا يبكههي‬
‫حمزة بن عبد المطلب ‪:‬‬
‫ل‬
‫الهاط ِ‬ ‫ل‬
‫المسب ِ‬ ‫ب‬‫صوْ ُ‬
‫َ‬ ‫دك‬ ‫بع َ‬ ‫مَهههها‬
‫س ُ‬
‫‪ #‬أتعرف الداَر عفا َر ْ‬
‫ل‬‫حائ ِ‬ ‫في‬ ‫الروحاِء‬ ‫مد ْفَِع‬
‫ف َ‬ ‫ة‬
‫مانهههه ٍ‬‫ن السراديِح فأد ْ َ‬
‫‪ #‬بي َ‬
‫ل‬ ‫مْرجوعة السائ ِ‬ ‫َ‬ ‫لم تدرِ ما‬ ‫ت‬‫ساءلُتها عن ذاك فاستعجمهه ْ‬ ‫‪#‬‬
‫النائل‬ ‫ذي‬ ‫حمزةَ‬ ‫على‬ ‫وابك‬ ‫مههها‬ ‫دعْ عنك دارا ً قد عفا رس ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫ح ِ‬‫شِبم الما ِ‬ ‫غبراُء في ذي ال ّ‬ ‫ت‬
‫صفههه ْ‬ ‫شيَزى إذا أعْ َ‬ ‫مالئ ال ّ‬ ‫ال َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫الذاب ِ‬ ‫خزوص‬ ‫ال ُ‬ ‫ذي‬ ‫في‬ ‫ي َعُْثر‬ ‫ة‬
‫ن لدى ِلبههههد َ ٍ‬ ‫قْر َ‬‫ك ال ِ‬ ‫والتار ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫الباس ِ‬ ‫غابِته‬ ‫في‬ ‫ث‬‫كاللي ِ‬ ‫ت‬ ‫حمههه ْ‬ ‫س الخيل إذ أج َ‬ ‫واللب ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫ن الحقّ بالباط ِ‬ ‫َيمر دو َ‬ ‫لم‬ ‫ض في الذ ّْروةِ من هاشهههم ٍ‬ ‫أبي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫قات ِ‬ ‫من‬ ‫ي‬
‫ش ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫و ْ‬ ‫دا‬
‫ي َ‬ ‫ت‬‫شل ّ ْ‬‫ُ‬ ‫ن أسياِفبههههههم‬ ‫ً‬
‫ل شهيدا بي َ‬ ‫ما َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫العام ِ‬ ‫مارنةِ‬ ‫مطرورة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫أي امرىٍء غادر في ألههه ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫الناص‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫القم‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫نو‬ ‫واسود‬ ‫ض لفقداِنهههههه‬ ‫أظلمت الر ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫ِ‬ ‫الداخ‬ ‫م َ ِ‬
‫ة‬ ‫رم‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫عاليةٍ‬ ‫ة‬
‫جنهههه ٍ‬ ‫صلى عليه الله في َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬‫ناز ِ‬ ‫نابنا‬ ‫أمر‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫في‬ ‫حرزا لنهههها‬ ‫كنا نرى حمزةَ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫الخاذ ِ‬ ‫القاعدِ‬ ‫فقد َ‬ ‫َيكفيك‬ ‫درإ‬ ‫وكان في السلم ِ ذا ُتهههه ْ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬
‫الثاك ِ‬ ‫عبرةَ‬ ‫َ‬ ‫وأذِري‬ ‫دمعا ً‬ ‫ل تفرحى يا هند ُ واستجلبهههي‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫الجائ ِ‬ ‫الّرهج‬ ‫ت‬
‫تح َ‬ ‫ف‬
‫بالسي ِ‬ ‫طههههه‬ ‫ة إذ قَ ّ‬ ‫وابكي على عتب َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫جاه ِ‬ ‫ْ‬
‫قَلُته‬ ‫ت‬
‫عا ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫إذا خّر في مشيخةٍ منكههههه ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬ ‫الفاض ِ‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫حل ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ت‬‫تح َ‬ ‫يمشون‬ ‫ة‬
‫سهههههر ٍ‬ ‫م حمزةُ في أ ْ‬ ‫أرداه ُ‬ ‫‪#‬‬

‫ل‬ ‫م ِ‬ ‫الحا ِ‬ ‫س‬ ‫الفار ِ‬ ‫وزيُر‬ ‫نعم‬ ‫ل وزير لههههههه‬ ‫غداةَ جبري َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ما قاله كعب بن مالههك رثههاًء لحمههزة ‪ :‬وقههال كعههب بههن مالههك يبكههي حمههزة بههن عبههد‬
‫المطلب ‪:‬‬
‫غيد ُ‬ ‫ب ال ْ‬ ‫خ الشبا ُ‬ ‫سل َ‬ ‫ُ‬ ‫ت أن‬ ‫زع َ‬ ‫ج ِ‬‫و َ‬ ‫سّهههد ُ‬ ‫م َ‬ ‫مك فالرقاد ُ ُ‬ ‫ت همو ُ‬ ‫‪ #‬طرق ْ‬
‫جد ُ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وك‬ ‫وصح ُ‬ ‫غوِْرى‬ ‫َ‬ ‫فهواك‬ ‫ة‬
‫مَرّيهه ٌ‬ ‫ض ْ‬ ‫وى َ‬ ‫دك لله َ‬ ‫ت فؤا َ‬ ‫دع ْ‬ ‫‪#‬و َ‬
‫فن َد ُ‬ ‫ب الغوايةِ ت ُ ْ‬ ‫ت في طل ِ‬ ‫قد كن َ‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬فدع التمادي في الَغوايةِ سهادرا‬
‫شد ُ‬ ‫أو تستفيقَ إذا نهاك المْر ِ‬ ‫طائعهها ً‬ ‫هى ِ‬ ‫‪ #‬ولقد أَنى لك أن َتنا َ‬
‫ف منها ت َْرعَد ُ‬ ‫ت الجو ِ‬ ‫ت بنا ُ‬ ‫ظل ْ‬ ‫ههههدةً‬ ‫ت لفقدِ حمزةَ َ‬ ‫‪ #‬ولقد هُدِد ْ ُ‬
‫يتبد ّد ُ‬ ‫رها‬ ‫صخ ِ‬ ‫ي‬
‫س َ‬ ‫را ِ‬ ‫ت‬
‫لرأي ُ‬ ‫حَراُء بمثِلهههه‬ ‫ت ِ‬ ‫‪ #‬ولو أنه ُفجعَ ْ‬
‫سودد ُ‬ ‫وال ّ‬ ‫دى‬ ‫والن ّ َ‬ ‫وة‬
‫النب ّ‬ ‫ث‬‫حي ُ‬ ‫ن في ذوابةِ هاشهههم ٍ‬ ‫م تمك َ‬ ‫‪ #‬قَْر ٌ‬
‫مد‬ ‫َيج ُ‬ ‫يكاد ُ الماُء منها‬ ‫ح‬‫ري ٌ‬ ‫ت‬ ‫جلد َ إذا غههد َ ْ‬ ‫م ال ِ‬ ‫كو َ‬ ‫‪ #‬والعاقُر ال ُ‬
‫صد ُ‬ ‫يتق ّ‬ ‫قنا‬
‫وال َ‬ ‫الكريهةِ‬ ‫م‬
‫يو َ‬ ‫جهههذل ً‬ ‫م َ‬ ‫ى ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ن الك ِ َ‬ ‫قْر َ‬ ‫ك ال ِ‬ ‫‪ #‬والتار ُ‬
‫أْربد ُ‬ ‫ن‬
‫البراث ِ ِ‬ ‫شث ْ ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ِلبدةٍ‬ ‫ذو‬ ‫ل في الحديد ِ كأنهههه‬ ‫‪ #‬وتراه ي َْرفُ ُ‬
‫الموِْرد‬ ‫ذاك‬ ‫ب‬‫فطا َ‬ ‫م‬
‫حما َ‬‫ال ِ‬ ‫وَرِد َ‬ ‫ي محمدٍ وصفّيهههههه‬ ‫م النب ّ‬ ‫‪#‬ع ّ‬
‫سَتشهَد ُ‬ ‫نصروا النبي ومنهم الم ْ‬ ‫معِْلما ً في أسهههر ٍ‬
‫ة‬ ‫ة ُ‬ ‫‪ #‬وأتى المني َ‬
‫َتبرد ُ‬ ‫ل‬ ‫صة ٍ‬‫غ ّ‬ ‫داخ َ‬
‫ل‬ ‫لُتميت‬ ‫ت‬ ‫شهههر ْ‬ ‫ل بذاك هندا ً ب ُ ّ‬ ‫‪ #‬ولقد ْ إخا ُ‬
‫السعد‬ ‫عنها‬ ‫فيه‬ ‫َتغّيب‬ ‫يوما ً‬ ‫مههههها‬ ‫ل قو َ‬ ‫ق ِ‬ ‫قن ْ َ‬
‫حنا بالعَ َ‬ ‫صب ْ‬ ‫‪ #‬مما َ‬

‫ومحمد ُ‬ ‫لواِئنا‬ ‫ت‬


‫تح َ‬ ‫جبري ُ‬
‫ل‬ ‫ههههههم‬ ‫وببئرِ بدر إذ َيرد ّ وجو َ‬ ‫‪#‬‬
‫ْ‬
‫ل من َنشاُء وي َطرد ُ‬ ‫سمين ‪َ :‬يقت ُ‬
‫قِ ْ‬ ‫سَراَتههههم‬
‫ي َ‬ ‫ت لدى النب ّ‬ ‫حتى رأي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫م والسود ُ‬ ‫ة منه ُ‬ ‫سبعون ‪ :‬عتب ُ‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫ن المعطن منهههههه ُ‬ ‫َ‬
‫فأقام بالعَط ِ‬ ‫‪#‬‬
‫مْزب ِد ُ‬ ‫ُ‬ ‫ش‬
‫فوقَ الوريدِ لها رشا ٌ‬ ‫ن المغيرةِ قد ضربنا ضربههة‬ ‫واب ُ‬ ‫‪#‬‬
‫مَهثد ُ‬ ‫ُ‬ ‫المؤمنين‬ ‫بأيدي‬ ‫ب‬‫ض ٌ‬
‫عَ ْ‬ ‫مي َْلههههههه‬‫م َ‬ ‫ي قَوّ َ‬
‫ح ّ‬‫م ِ‬‫ج َ‬‫ة ال ُ‬
‫وأمي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫‪ُ -‬‬
‫شّرد ُ‬ ‫م‬
‫َنعا ٌ‬ ‫فُنهم‬ ‫والخي ُ‬
‫ل ‪َ-‬تث ِ‬ ‫ل المشركين كأنههههههم‬ ‫‪ #‬فأتاك فَ ّ‬
‫خلد ُّ‬
‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫أبدا ً ومن هو في ال ِ‬
‫جنان‬ ‫م ثاويههها ً‬
‫ن من هو في جهن َ‬ ‫‪ #‬شتا َ‬
‫ً‬
‫وقال كعب أيضا يبكي حمزة ‪:‬‬
‫ة‬
‫حمز ِ‬ ‫على‬ ‫النساَء‬ ‫كي‬ ‫وب ّ‬ ‫ة قومي ول ت َْعجههزي‬ ‫‪ #‬صفي ُ‬
‫الِهزةِ‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫أسدِ‬ ‫على‬ ‫‪ #‬ول تسأمي أن تطيلي البكها‬
‫البّزة‬ ‫في‬ ‫الملحم ِ‬ ‫ث‬‫ولي ْ َ‬ ‫منههها‬‫عّزا ً ليتا ِ‬
‫‪ #‬فقد كان ِ‬
‫ة‬
‫والعِّز ِ‬ ‫ش‬
‫العر ِ‬ ‫ذي‬ ‫ن‬
‫ورضوا َ‬ ‫‪ #‬يريد بذاك رضا أحمهههد‬
‫ما قاله كعب في غزوة أحد‪ :‬وقال كعب أيضا ً في أحد‪:‬‬
‫جتديَنا‬
‫يَ ْ‬ ‫من‬ ‫ك‬‫عن ِ‬ ‫تسألى‬ ‫أن‬ ‫مِ‬ ‫مر أبيك الكريههه‬ ‫ك عَ ْ‬‫‪ #‬إن ِ‬
‫اليقيَنا‬ ‫ت‬‫سأل ِ‬ ‫قد‬ ‫من‬ ‫ُيخبْرك‬ ‫ذبههى‬ ‫ْ‬
‫‪ #‬فإن تسألي ثم ل ت ُك َ‬
‫يعترينا‬ ‫لمن‬ ‫ثمال‬ ‫ُ‬
‫كنا‬ ‫مِ‬ ‫ت العظههها‬ ‫ى ذا ِ‬‫‪ #‬بأنا ليال َ‬
‫السنينا‬ ‫ت‬‫أَزما ِ‬ ‫في‬ ‫ضّر‬ ‫ال ّ‬ ‫من‬ ‫تلوذ البجود ُ بأذراِئنهههها‬ ‫‪#‬‬
‫معدمينا‬ ‫ال ُ‬ ‫في‬ ‫ل‬
‫والبذ ِ‬ ‫وبالصبرِ‬ ‫دنا‬‫ج ِ‬‫ل أولى وُ ْ‬ ‫بجد َْوى ُفضو ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫ُبرينا‬ ‫أن‬ ‫لدن‬ ‫نواِزي‬ ‫ممن‬ ‫ب‬‫و ِ‬ ‫جَلمات الحهههر‬ ‫ت لنا َ‬ ‫وأبق ْ‬ ‫‪#‬‬
‫فتينا‬‫ال َ‬ ‫رآها‬ ‫من‬ ‫سبها‬‫َيح َ‬ ‫قُ‬ ‫حقهو‬ ‫ن تهوى إليها ال ُ‬ ‫معاط َ‬ ‫‪#‬‬
‫جونا‬‫وُ ُ‬ ‫حمرا ً‬‫ُ‬ ‫ن‬‫دواج َ‬ ‫حما ً‬ ‫ص ْ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ُتخّيس فيها عتاقُ الجمهها‬ ‫‪#‬‬
‫طحونا‬ ‫َ‬ ‫جول‬ ‫ُ‬ ‫جأواُء‬
‫َ‬ ‫دم‬ ‫ق ُ‬ ‫يَ ْ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ل كموِج الفهرا‬ ‫ج ٍ‬ ‫ود ُّفاع َر ْ‬ ‫‪#‬‬
‫الناظرينا‬ ‫ُتبرقُ‬ ‫ة‬
‫جراج ً‬ ‫َر ْ‬ ‫مِ‬ ‫ن النجهو‬ ‫ل لو ِ‬‫ترى لوَنها مث َ‬ ‫‪#‬‬
‫َيلينا‬ ‫الِعلم ِ ممن‬ ‫ذا‬ ‫عنه‬ ‫ل‬‫س ْ‬ ‫فَ َ‬ ‫ت عن شأِننا جاههل ً‬ ‫فإن كن َ‬ ‫‪#‬‬
‫حجونا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫عضوضا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ضروسا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وانا‬ ‫عَ َ‬ ‫ت‬ ‫ّ‬
‫ل إن قلص ْ‬ ‫بنا كيف نفع ُ‬ ‫‪#‬‬
‫تلينا‬ ‫دروحتى‬ ‫تَ ُ‬ ‫حتى‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫شد ّ عليها الِعصها‬ ‫ألسنا ن َ ُ‬ ‫‪#‬‬

‫الِرينا‬ ‫حامي‬ ‫ل‬


‫التهاوُ ِ‬ ‫شديد ُ‬ ‫ج دائههههم‬ ‫م له َرهَ ٌ‬ ‫ويو ٌ‬ ‫‪#‬‬
‫رفينا‬ ‫مق ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫حُزه‬ ‫قوا ِ‬ ‫ت َْنفي‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫قتههها‬ ‫طويل شديد ُ أوارِ ال ِ‬ ‫‪#‬‬
‫منزِفينا‬ ‫ُ‬ ‫لذ ّةٍ‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫ِثمال‬ ‫ضهههه‬ ‫كماةَ بأعرا ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫َتخا ُ‬ ‫‪#‬‬
‫الظبينا‬ ‫بحد ّ‬ ‫المنايا‬ ‫س‬
‫كئو َ‬ ‫َتعاوَُر أيماُنهم بينُهههههم‬ ‫‪#‬‬
‫معلمينا‬ ‫وال ُ‬ ‫الَعمايةِ‬ ‫وتحت‬ ‫سهههه‬ ‫كنا أولي بأ ِ‬ ‫دنا ك ُ‬ ‫شه ِ ْ‬‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫جفونا‬ ‫ال ُ‬ ‫ن‬
‫م َ‬
‫ج ْ‬ ‫أ ِ‬ ‫قد‬ ‫صرِّية‬ ‫وب ُ ْ‬ ‫ن ِرواء‬ ‫س حسا ٍ‬ ‫س الحسي ِ‬ ‫خْر ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ُنهينا‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫ي َن ْت َهَْين‬ ‫وما‬ ‫حن َْيهههن‬ ‫ن وما ين َ‬ ‫ْ‬
‫فل ِل َ‬ ‫فما ي َن ْ َ‬ ‫‪#‬‬
‫ُ‬
‫سكونا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫هاما‬ ‫بالظ ّ‬
‫ل‬ ‫ن‬
‫جع ْ َ‬ ‫ف ّ‬‫يُ َ‬ ‫ة‬ ‫ُ‬
‫دي الكما ِ‬ ‫ف بأي ِ‬‫ق الخري ِ‬ ‫كبر ِ‬ ‫‪#‬‬
‫َبنينا‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫م‬
‫نعل ُ‬ ‫وسوف‬ ‫ب أباؤنههها‬ ‫وعّلمنا الضر َ‬ ‫‪#‬‬
‫َبقينا‬ ‫ما‬ ‫أحساِبنا‬ ‫ج ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫عن‬ ‫ِد‪،‬‬ ‫ل الّتهـل‬ ‫كماةِ ‪ ،‬وبذ َ‬ ‫جلد َ ال ُ‬ ‫‪#‬‬
‫آخرينا‬ ‫ده‬ ‫بع َ‬ ‫وأورثه‬ ‫ُ‬
‫إذا مّر قْرن كفى نسلهههه‬ ‫‪#‬‬
‫فنينا‬ ‫َبنينا‬ ‫ُنرّبي‬ ‫وبْينا‬ ‫ب وتهلك اباؤنههههها‬ ‫ش ّ‬ ‫نَ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫هجينا‬ ‫َ‬ ‫إل‬ ‫القوم ِ‬ ‫في‬ ‫أنبأك‬ ‫ت بك ابن الزب َعَْرى فلهم‬ ‫سأل ُ‬ ‫‪#‬‬

‫فحينا‬ ‫حينا‬ ‫اللؤم ِ‬ ‫مقيماعلى‬ ‫ُ‬ ‫منديهههات‬‫‪ #‬خبيثا ُتطيف بك ال ُ‬


‫لعينا‬ ‫جلفا‬ ‫ِ‬ ‫الله‬ ‫قاتلك‬ ‫ك‬ ‫ت تهجو رسو َ‬
‫ل المليهه‬ ‫س َ‬‫ج ْ‬
‫‪ #‬تب ّ‬
‫أمينا‬ ‫قّيا‬
‫تَ ِ‬ ‫ب‬‫الثيا ِ‬ ‫ى‬
‫نق ّ‬ ‫خنا ثم ترمي بههههه‬ ‫‪ #‬تقول ال َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬انشدني بيته ‪ " :‬بنا كيف نفعل "‪ ،‬والبيت الههذي يليههه ‪ ،‬والههبيت الثههالث‬
‫منه ‪ ،‬وصدر الرابع منههه ‪ ،‬وقههوله " نشههب وتهلههك أباؤنهها " والههبيت الههذي يليههه ‪ ،‬والههبيت‬
‫الثالث منه ‪ ،‬أبو زيد النصاري ‪ .‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال كعب بن مالك أيضا‪ ،‬فههي يههوم‬
‫أحد‪:‬‬
‫ب‬ ‫قينا وما لقوا من الهر ِ‬ ‫ماذا ل َ ِ‬ ‫غداةَ السفِح من أحدٍ‬ ‫ل قريشا َ‬ ‫‪ #‬سائ ْ‬
‫ب‬‫ول نس ِ‬ ‫ل‬
‫ما إن نراقب من آ ٍ‬ ‫‪ #‬كنا السود َ وكانوا الّنمر إذ زحفوا‬
‫ب‬
‫جد ّ والحس ِ‬ ‫ذماَركريم ال َ‬ ‫حامى ال ّ‬ ‫ل‬
‫سيدٍ بطههه ٍ‬ ‫‪ #‬فكم تركنا بها من َ‬
‫ب‬‫شه ِ‬ ‫له فضل على ال ّ‬ ‫نور مضىء‬ ‫ل شهاب ثم ي َْتبعههه‬ ‫‪ #‬فينا الرسو ُ‬
‫ب‬
‫ج من ت َب َ ِ‬ ‫فمن يجْبه إليه ي َن ْ ُ‬ ‫ل سيرُتهههه‬ ‫قه والعد ُ‬
‫‪ #‬الحقّ منط ُ‬
‫ب‬
‫ف من الرعُ ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ب على َر ْ‬ ‫ن القلو ُ‬ ‫حي َ‬ ‫م‪،‬معتههزم‬ ‫م‪،‬ماضي اله ّ‬ ‫قد ّ ِ‬
‫م َ‬‫‪ #‬نجد ُ ال ُ‬
‫ب‬ ‫كأنه البدُر لم ي ُط ْب َعْ على الكذ ِ‬ ‫ة‬
‫مرنا عن غيرِ معصي ٍ‬ ‫‪ #‬يمضى ويذ ُ‬
‫ب‬‫العر ِ‬ ‫أسعد َ‬ ‫فكنا‬ ‫وه‬
‫وكذب ِ‬ ‫‪ #‬بدا لنا فاتبعناه ُنصدُقههههههه‬
‫ب‬ ‫ل في الطل ِ‬ ‫فنهم لم نأ ُ‬ ‫ونحن نث ْ ِ‬ ‫جلنا فما فاءوا وما َرجعوا‬ ‫‪ #‬جالوا و ُ‬
‫ب‬ ‫ص ِ‬ ‫ك والن ّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ب اللهِ وأهل الشر ِ‬ ‫حز ُ‬ ‫رهمهها‬ ‫ن أم ِ‬ ‫‪ #‬ليسا سواًء وشّتى بي َ‬
‫قههال ابههن هشههام ‪ :‬انشههدنى مههن قههوله ‪ " .‬يمضههى ويههذمرنا " إلههى آخرههها‪ ،‬أبههو زيههد‬
‫النصاري ‪.‬‬
‫شعر ابن رواحة في رثاء حمزة ‪ :‬قال ابهن اسهحاق ‪ :‬وقهال عبهدالله ابهن َرَواحهة يبكهي‬
‫حمزة بن عبد المطلب ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬انشدنيها‬

‫أبو زيد النصاري لكعب بن مالك ‪:‬‬


‫العوي ُ‬
‫ل‬ ‫ول‬ ‫البكاُء‬ ‫ُيغنى‬ ‫وما‬ ‫ت عينى وحقّ لها ُبكاهها‬ ‫‪ #‬ب َك َ ْ‬
‫ل‬ ‫القتي ُ‬ ‫ل‬ ‫الرج ُ‬ ‫كم‬ ‫ذا ُ‬ ‫أحمزةُ‬ ‫غداةَ قالههوا‬ ‫‪ #‬على أسدِ اللهِ َ‬
‫ل‬‫الرسو ُ‬ ‫به‬ ‫أصيب‬ ‫وقد‬ ‫هناك‬ ‫‪ #‬أصيب المسلمون به جميعها‬
‫وصولُ‬ ‫ال َ‬ ‫الب َّر‬ ‫الماجد ُ‬ ‫وأنت‬ ‫ت‬ ‫ههد ّ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ #‬أبا ي َْعلى لك الركا ُ‬
‫ل‬ ‫يزو ُ‬ ‫ل‬ ‫نعيم‬ ‫مخالطها‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫جنها ٍ‬ ‫م رّبك في ِ‬ ‫‪ #‬عليك سل ُ‬
‫ل‬ ‫جمي ُ‬ ‫ن‬
‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫فعاِلكم‬ ‫فكل‬ ‫م الخيارِ صبهرا‬ ‫‪ #‬أل يا هاش َ‬
‫ل‬ ‫يقو ُ‬ ‫إذ‬ ‫ينطقُ‬ ‫الله‬ ‫بأمرِ‬ ‫م‬‫صطِبر كريه ٌ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬‫ل الله ُ‬ ‫‪ #‬رسو ُ‬
‫تدو ُ‬
‫ل‬ ‫ة‬‫دائل ٌ‬ ‫ُ‬
‫اليوم ِ‬ ‫فبعد‬ ‫مبلغ عنى لؤيههها‬ ‫من ُ‬ ‫‪ #‬أل َ‬
‫ل‬ ‫الغلي ُ‬ ‫فى‬ ‫ش َ‬‫يُ ْ‬ ‫بها‬ ‫وقائَعنا‬ ‫‪ِ #‬وقبل اليوم ِ ما عََرفوا وذاقوا‬
‫ل‬ ‫العجي ُ‬ ‫ت‬‫المو ُ‬ ‫م‬
‫أتاك ُ‬ ‫غداةَ‬ ‫َ‬ ‫ب بههدر‬ ‫سيتم ضرَبنا بقلي ِ‬ ‫‪#‬ن ِ‬
‫تجو ُ‬
‫ل‬ ‫حائمة‬ ‫الطيُر‬ ‫عليه‬ ‫ل صريعا‬ ‫داة َثوى أبو جه ٍ‬ ‫‪#‬غ َ‬
‫ل‬‫الصقي ُ‬ ‫ف‬ ‫السي ُ‬ ‫عضه‬ ‫ة‬
‫شْيب ُ‬ ‫و َ‬ ‫ة وابُنه خّرا جميعهها‬ ‫‪ #‬وعتب ُ‬
‫نبي ُ‬
‫ل‬ ‫دن‬ ‫لَ َ‬ ‫مه‬‫حْيزو ِ‬ ‫َ‬ ‫وفى‬ ‫جل َعِّبههها‬ ‫م ْ‬‫ة ُ‬ ‫كنا امي َ‬ ‫متر ُ‬ ‫‪ #‬و َ‬
‫ل‬ ‫فُُلو ُ‬ ‫منها‬ ‫أسياِفنا‬ ‫ففى‬ ‫ة سائ ُِلوهها‬ ‫م بني ربيع َ‬ ‫‪ #‬وها َ‬
‫ل‬ ‫الهَُبو ُ‬ ‫العَب َْرى‬ ‫ه‬
‫الوال ُ‬ ‫ت‬
‫فأن ِ‬ ‫مّله ٍ‬
‫ى‬ ‫‪ #‬أل يا هند ُ فابكي ل ت َ َ‬
‫ل‬ ‫ذلي ُ‬ ‫م‬‫عّزك ُ‬ ‫إن‬ ‫بحمزةَ‬ ‫شماتها‬ ‫‪ #‬أل يا هند ُ ل ُتبدي ِ‬
‫ما قاله كعب بن مالك في أحد‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال‬
‫كعب بن مالك ‪:‬‬
‫ت َِلى‬ ‫لم‬ ‫بما‬ ‫منا‬ ‫خُر‬
‫اتف َ‬ ‫‪ #‬أبلغْ قريشاعلى نأِيهههها‬

‫ل‬
‫ض ِ‬
‫ف ِ‬
‫م ْ‬‫ال ُ‬ ‫ن ِعَم ِ‬ ‫من‬ ‫فواض ُ‬
‫ل‬ ‫م‬‫‪ #‬فخرتم بقتَلى أصابتههه ُ‬
‫ل‬
‫شب ُ ِ‬ ‫ال ْ‬ ‫عن‬ ‫ُتحامى‬ ‫أسودا‬ ‫جنانا وأبقوا لكههم‬ ‫حّلو ِ‬‫‪ #‬ف َ‬
‫كل‬ ‫ي َن ْ ُ‬ ‫لم‬ ‫الحقّ‬ ‫عن‬ ‫نبى‬ ‫سطهها‬‫َ‬ ‫ل عن ديِنها‪ ،‬وَ ْ‬ ‫‪ #‬تقات ُ‬
‫تأَتلى‬ ‫ل‬ ‫العداوةِ‬ ‫ل‬
‫ون َب ْ ِ‬ ‫معَد ّ بُعورِ الكههلم ِ‬‫‪ #‬رمته َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدنى قهوله ‪ " .‬لهم تلهى "‪ ،‬وقههوله " مهن نعههم المفضهل " أبههو زيهد‬
‫النصاري ‪.‬‬
‫ما قاله ضرار بن الخطاب من الشعر في غزوة أحد‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال ضرار بن‬
‫الخطاب في يوم أحد‪:‬‬
‫كأنما جال في أجفاِنها الرمد ُ‬ ‫سهـد ُ‬‫ل عينك قد أزرى بها ال ّ‬ ‫‪ #‬ما با ُ‬
‫ل من دوِنه العداُء والب ُعُد ُ‬ ‫قد حا َ‬ ‫ت تألفهههه‬ ‫ب كن َ‬ ‫ق حبي ٍ‬ ‫ن فرا ِ‬ ‫م ْ‬
‫‪#‬أ ِ‬
‫قد ُ‬ ‫تَ ِ‬ ‫ناُرها‬ ‫ت‬ ‫ّ‬
‫تلظ ْ‬ ‫ب‬
‫الحرو ُ‬ ‫إذ‬ ‫جداَء بههم‬ ‫ب قوم ٍ ل َ‬ ‫‪ #‬أم ذاك من شغْ ِ‬
‫ضد ُ‬ ‫ؤي ويحهم عَ ُ‬ ‫وما لهم من ل ُ َ‬ ‫كبهوا‬‫ي الذي ر ِ‬ ‫‪ #‬ما ينَتهون عن الغَ ّ‬
‫شد ُ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫م‬
‫الرحا ُ‬ ‫م‬
‫ده ُ‬‫تر ّ‬ ‫فما‬ ‫ة‬
‫م بالله قاطبههههه ً‬ ‫‪ #‬وقد نشدناه ُ‬
‫حقد ُ‬ ‫ن وال ِ‬ ‫ت بيَننا الضغا ُ‬ ‫واسَتحصد ْ‬ ‫ة‬
‫وا ال محاربههه ً‬ ‫‪ #‬حتى اذا ما أب ْ‬
‫سَرد ُ‬ ‫حبوكةِ ال ّ‬ ‫ض والم ْ‬ ‫س البي ِ‬ ‫َقوان ُ‬ ‫ش في جوانِبههه‬ ‫‪ #‬سرنا إليهم بجي ٍ‬
‫رها ت ُؤَد ُ‬ ‫دا في سي ِ‬ ‫ح َ‬‫ِ‬ ‫كأنها‬ ‫ة‬
‫ل شاِزب ً‬ ‫ل بالبطا ِ‬ ‫جْرد ُ َترفُ ُ‬‫‪ #‬وال ُ‬
‫حرِد ُ‬ ‫َ‬ ‫هاصٌر‬ ‫ب‬‫ث غا ٍ‬ ‫كأنه لي ُ‬ ‫سهم‬ ‫م صخر ويرأ ُ‬ ‫‪ #‬جيش يقوده ُ‬
‫حد ُ‬ ‫قى ا ُ‬ ‫ملت َ ً‬
‫فكان منا ومنهم ُ‬ ‫ن قوما من منازِِلههم‬ ‫حي ُ‬‫‪ #‬فأبرز ال َ‬

‫الب ََرد ُ‬ ‫صْرد َِح‬ ‫بال ّ‬ ‫صَرد َهُ‬ ‫أ ْ‬ ‫مْعز‬


‫كال َ‬ ‫دلهههة‬ ‫مج ّ‬ ‫م قتلى ُ‬ ‫ت منه ُ‬ ‫‪ #‬فغودر ْ‬
‫صد ُ‬ ‫َقنانا حوله قِ َ‬ ‫مصعب من‬ ‫و ُ‬ ‫سطههم‬ ‫‪ #‬قتَلى كرام بنو النجارِ وَ ْ‬
‫كبد ُ‬ ‫ف وال َ‬ ‫حّز منه الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثك َْلى وقد‬ ‫ف به‬‫قْرم ِ مصروغ ُتطي ُ‬ ‫‪ #‬وحمزةُ ال َ‬
‫جسد ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫ت الَعجاِج وفيه ثعل َ ٌ‬ ‫تح َ‬ ‫ديّتههههه‬ ‫ج ِ‬ ‫‪ #‬كأنه حين يكُبو في َ‬
‫شُرد ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫ب‬‫الهار ُ‬ ‫ُ‬
‫النعام‬ ‫تولى‬ ‫كما‬ ‫ب وقد وّلى صحابُته‬ ‫حواُر نا ٍ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫والكؤُد ُ‬ ‫ُ‬ ‫وصاء‬ ‫العَ ْ‬ ‫جْتهم‬ ‫فن ّ‬ ‫ُرعبا‪،‬‬ ‫مِلئههوا‬ ‫وون قد ُ‬ ‫ْ‬
‫جلحين ول ي َل ُ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫قد َد ُ‬ ‫أثواُبها‬ ‫سالبةٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫من‬ ‫ل لهها‬ ‫‪ #‬تبكي عليه نساٌء ل ُبعو َ‬
‫فد ُ‬ ‫تَ ِ‬ ‫أجساِدهم‬ ‫إلى‬ ‫وللضباِع‬ ‫‪ #‬وقد تركناهم للطيرِ مْلحمههة‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لضرار‪.‬‬
‫عنة بن عبدالله بن عمههرو‬ ‫ما ارتجز به أبو زعنة يوم أحد‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال أبو َز ْ‬
‫شم بن الخزرج يوم أحد‪:‬‬ ‫ج َ‬ ‫عتبة‪ ،‬أخو بني ُ‬ ‫بن ُ‬
‫م‬
‫خزاةُ إل بالل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫لم ُتمن َِع ال َ‬ ‫م‬‫ة يعدو بى الهَُز ْ‬ ‫عن َ‬ ‫‪ #‬أنا أبو َز ْ‬
‫م‬
‫ش ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ذماَر خزرجي من ُ‬ ‫‪ #‬يحمي ال ّ‬
‫ما نسب لعلي رضي الله عنه من الرجز يوم أحد‪ :‬وقال ابن اسههحاق ‪ :‬وقههال علههى بههن‬
‫أبي طالب ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬قالها رجل من المسلمين يوم أحد غير علههي ‪ ،‬فيمهها ذكههر‬
‫ي‪.‬‬ ‫لي بعض أهل العلم بالشعر‪ ،‬ولم أر أحدا منهم يعرفها لعل ّ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫ذِ ّ‬ ‫ذا‬ ‫وبنا‬ ‫وفّيا‬ ‫كان‬ ‫ه‬
‫مهـ ْ‬ ‫ص ّ‬‫ن ال ّ‬ ‫ثب َ‬ ‫م إن الحار َ‬ ‫‪ #‬له ُ ّ‬
‫ه‬
‫م ْ‬
‫دله ّ‬ ‫م ْ‬‫ُ‬ ‫ظلماء‬ ‫كليل‬ ‫ه‬
‫مهمههههه ْ‬ ‫مه ٍ ُ‬ ‫مها َ‬‫ل في َ‬ ‫‪ #‬أْقب َ‬
‫ه‬‫م ْ‬‫ثَ ّ‬ ‫فيما‬ ‫الله‬ ‫رسو َ‬
‫ل‬ ‫يبغى‬ ‫ه‬
‫مههه ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ف ورماٍح َ‬ ‫ن سيو ٍ‬ ‫‪ #‬بي َ‬
‫قال ابن هشام‪ :‬قوله ‪" :‬كليلة " عن غير ابن اسحاق ‪ .‬ما قاله عكرمة يههوم أحههد‪ :‬قههال‬
‫ابن اسحاق ‪ :‬وقال عكرمة بن أبي جهل في يوم أحد‪:‬‬
‫قِبل‬ ‫م ْ‬
‫م ال ُ‬ ‫ولن ي ََرْوه اليو َ‬ ‫هل‬‫ب َ‬ ‫ح ْ‬
‫م يزجُره أْر ِ‬ ‫‪ #‬كّله ْ‬
‫فل‬ ‫ح َ‬‫ج ْ‬
‫ل ُرمحا ورئيسا َ‬ ‫‪ #‬يحم ُ‬
‫ما قاله أعشى بن زرارة يبكي قتلى أحد من بني عبد الهدار‪ :‬وقهال العشهى بهن زرارة‬
‫بن النباش التميمى ‪ -‬قال ابن هشام ثم أحد بني أسد بن عمرو بن تميم ‪ -‬يبكي قتلههى‬
‫بني عبد الدار يوم أحد‪:‬‬
‫ف‬ ‫لُتصَر ُ‬ ‫طلحة‬ ‫أبي‬ ‫بنو‬ ‫ي نأيهههم‬ ‫حي عل ّ‬ ‫من َ‬ ‫ى ِ‬‫حي َ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ف‬ ‫َيعر ُ‬ ‫لهم‬ ‫ق‬‫سا ٍ‬ ‫وك ّ‬
‫ل‬ ‫‪ #‬يمّر ساقيهم عليهم بهههها‬
‫ف‬ ‫صرِ ُ‬ ‫يَ ْ‬ ‫لهم‬ ‫بأب‬ ‫دوِنه‬ ‫من‬ ‫فهم‬ ‫م يشكو ول ضي ُ‬ ‫‪ #‬ل جاره ْ‬
‫ما قال ابن الزبعرى يوم أحد‪ :‬وقال عبدالله بن الزبعرى يوم أحد‪:‬‬
‫ل‬
‫ن قوق ِ‬ ‫وحمزةَ في فرساِنه واب َ‬ ‫ش فاغتبطنا بقتلهـه‬ ‫جح ٍ‬ ‫‪ #‬قتلنا ابن َ‬
‫ل‬‫ج ِ‬
‫نتع ّ‬ ‫ولم‬ ‫عاجوا‬ ‫فليتهم‬ ‫‪ #‬وأفل ََتنا منهم رجال فأسرعهههوا‬
‫ل‬
‫عُّز ِ‬ ‫غيُر‬ ‫وكلنا‬ ‫سراتهم‬ ‫ض سيوُفنههها‬
‫‪ #‬أقاموا لنا حتى َتع ّ‬
‫جلى "‬ ‫من َ‬
‫صبوحا شّره غير ُ‬ ‫َ‬ ‫وا‬
‫ق ْ‬ ‫ْ‬
‫ويل َ‬ ‫م‬ ‫ن القت ُ‬
‫ل فينا وفيهههه ُ‬ ‫‪ #‬وحتى يكو َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وقوله ‪ " :‬وكلنا " وقوله ‪ " :‬ويلقوا صبوحا "‪ :‬عن ‪ .‬غير ابن اسحاق ‪.‬‬
‫ما رثت به صفية أخاها حمزة‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقالت صفية‬
‫بنت عبد المطلب تبكى أخاها حمزة بن عبد المطلب ‪:‬‬
‫ت أبي من أعجٍم وخبيرِ‬ ‫بنا ُ‬ ‫ب أحد مخافببببًة‬ ‫‪ #‬أساِئلة أصحا َ‬
‫ل ال خيُر وزيِر‬ ‫وزيُر رسو ِ‬ ‫‪ #‬فقال الخبيُر أن حمزَة قد َثبببَوى‬
‫إلى جنٍة يحيا بها وسروِر‬ ‫ق ‪ .‬ذو العرش دعبوًة‬ ‫‪ #‬دعاه الُه الح ّ‬
‫لحمزَة يوَم الحشِر خيَر مصيِر‬ ‫جي ونرتجببببي‬ ‫‪ #‬فذلك ما كنا نر ّ‬
‫ضِري ومسيِري‬ ‫ح َ‬‫بكاًء وحزنا مَ ْ‬ ‫صبببا‬‫ت ال ّ‬‫‪ #‬فوال ل أنساك ما هّب ِ‬
‫ل كفوِر‬ ‫يذود عن السلِم ك ّ‬ ‫‪ #‬على أسِد ال الذي كان ِمْدَرهببا‬
‫ضُبٍع َتْعتادنى ونسوِر‬‫لدى أ ْ‬ ‫‪ #‬فيا ليت شْلوي عند ذاك وأعظمي‬
‫خ ونصيِر‬ ‫جزى ال خيرا من أ ٍ‬ ‫ل وقد أعلى الّنِعى عشيرتبى‬ ‫‪ #‬أقو ُ‬
‫ضِري وَمسيِري‬‫ح َ‬
‫حزنا َم ْ‬‫‪ #‬بكاًء و ُ‬
‫ماس بههن‬ ‫شه ّ‬ ‫ما بكت به نعم زوجها شماسهها‪ :‬قههال ابههن اسههحاق ‪ :‬وقههالت نعههم ‪ ،‬امههرأة َ‬
‫عثمان ‪ ،‬تبكي شماسا‪ ،‬وقد أصيب يوم أحد ‪:‬‬
‫ن إباس‬ ‫على كريم ٍ من الفتيا ِ‬ ‫س‬
‫ض غيرإْبسا ِ‬ ‫ن جودي بفي ٍ‬ ‫‪ #‬ياعي ُ‬
‫س‬‫أفرا ِ‬ ‫ب‬
‫َركا ِ‬ ‫ألويةٍ‬ ‫ل‬
‫حما ِ‬‫َ‬ ‫ن نقيبُتهه‬ ‫ب البديهةِ ميمو ٍ‬ ‫‪ #‬صع ِ‬
‫م الكاسى‬ ‫دىالجواد ُ وأودى المطع ُ‬ ‫أو ْ َ‬ ‫جزعا‬ ‫‪ #‬أقول لما أتى الناعي له َ‬
‫س‬ ‫ب شما ِ‬ ‫ل ي ُب ْعِد ُ الله عنا قُْر َ‬ ‫سهه‬‫ت منه مجال ُ‬ ‫ت لما خل َ ْ‬ ‫‪ #‬وقل ُ‬
‫ما قاله أبو الحكم أخو نعم يعزيها‪ :‬فأجابها أخوها‪ ،‬وهو أبو الحكم بن سعيد بن يربههوع ‪،‬‬
‫يعزيها‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫س‬
‫من النا ِ‬ ‫س‬
‫فإنما كان شما ٌ‬ ‫ستر وفى كرم ٍ‬ ‫‪ #‬اقنى حياَءك في ِ‬
‫س‬ ‫م الّروِْع والبا ِ‬ ‫في طاعةِ الله يو َ‬ ‫س إذ حانت منيُتهه‬ ‫‪ #‬ل تقتلى النف َ‬
‫س‬
‫شما ِ‬ ‫س‬
‫كأ ِ‬ ‫من‬ ‫يومئذٍ‬ ‫فذاقَ‬ ‫ري‬ ‫ث الله فاصطب ِ‬ ‫‪ #‬قد كان حمزةُ لي َ‬
‫ما قالته هند بنت عتبة بعد رجوعهها مهن أحهد‪ :‬وقهالت هنهد بنههت عتبهة‪ ،‬حيهن انصهرف‬
‫المشركون عن أحد‪:‬‬
‫ض الذي كان مطلبي‬ ‫وقد فاتنى بع ُ‬ ‫ة‬
‫مه ٌ‬
‫ج ّ‬‫ل َ‬‫ت وفى نفسي بلب ُ‬ ‫‪ #‬رجع ُ‬
‫ب‬ ‫رهم بني هاشم ٍ منهم ومن أهل يثر ِ‬ ‫ش وغي ِ‬ ‫ب بدرٍ من قري ٍ‬ ‫‪ #‬من أصحا ِ‬
‫كماكنت أرجوفى مسيري ومركبى‬ ‫ت شيئا ولم يكن‬ ‫‪ #‬ولكننى قد ِنل ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وانشدني بعض أهل العلم بالشعر قوَلها‪:‬‬
‫ض الذي كان مطلبى‬ ‫‪ #‬وقد فاتنى بع ُ‬
‫وبعضهم ينكرها لهند‪ ،‬والله اعلم ‪.‬‬
‫ذكر يوم الرجيع‬
‫في سنة ثلث‬
‫مقتل خبيب وأصحابه ‪ :‬قال حدثنا ابو محمد عبد الملك بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زياد بن‬
‫عمر بن َقتادة‪،‬‬ ‫عبدالله البكائي عن محمد بن اسحاق المطلبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عاصم بن ُ‬
‫قاّرة ‪.‬‬
‫ضل وال َ‬ ‫م على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد َ أحد رهط من عَ َ‬ ‫قال ‪ :‬قَدِ َ‬
‫خَزيمههة بههن‬ ‫ون بههن ُ‬ ‫ضههل والقههارة ‪ ،‬مههن الهَه ْ‬ ‫نسب عضل والقارة ‪ :‬قال ابههن هشههام ‪ :‬عَ َ‬
‫مد ِْركة‪.‬‬
‫ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬الُهون ‪ ،‬بضم الهاء‪.‬‬
‫النفر من المسلمين الذين ذهبوا لتعليمهم ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬فقالوا‪ :‬يا رسول الله‬
‫‪ ،‬إن فينا اسلما‪ ،‬فابعث معنا نفرا من اصحابك يفقهوننا في الدين ‪ ،‬وُيقرئوننهها القههرآن‪،‬‬
‫ة مههن‬ ‫ل الله صههلى اللههه عليههه وسههلم نفههرا سههت ً‬ ‫ويعلموننا شرائع السلم ‪ .‬فبعث رسو ُ‬
‫اصحابه ‪ ،‬وهم مرثد بن أبي مرثد الَغنويّ ‪ ،‬حليف حمههزة بههن عبههد المطلههب وخالههد بههن‬
‫عدي بن كعب ‪ ،‬وعاصم بن ثهابت بههن أبههي الْقلههح ‪ ،‬أخههو بنههي‬ ‫الُبكير الليثى‪ ،‬حليف بني َ‬
‫ى بن ك ُْلفههة بههن‬ ‫جب ِ ّ‬
‫ح َ‬‫ج ْ‬ ‫خب َْيب بن عدي ‪ ،‬أخو بني َ‬ ‫وف بن مالك بن الْوس ‪ ،‬و ُ‬ ‫عمرو ابن عَ ْ‬ ‫َ‬
‫عمرو بن عوف ‪ ،‬وزيد بن الد ّث ِّنة بن معاوية‬
‫جشههم بههن‬ ‫ضههب ابههن ُ‬ ‫ي َبياضة بن عمرو بن ُزَرْيق بن عبد حارثة بههن مالههك بههن غَ ْ‬ ‫اخو بن ِ‬
‫الخزرج ؛ وعبدالله بهن طهارد ّ حليهف بنهي ظفهر بهن الخهزرج ابهن عمهرو بهن ملك بهن‬
‫الْوس ‪.‬‬
‫مر رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬ ‫غدر عضل والقارة بمن أرسلهم الرسول ‪ :‬وأ ّ‬
‫مْرَثد الغََنوي فخرج مع القوم ‪ .‬حههتى إذا كههانوا علههى الرجيههع ‪،‬‬ ‫مْرث َد َ بن أبي َ‬ ‫على القوم َ‬
‫ذيل‪،‬‬ ‫داة غهدروا بهههم ‪ ،‬فاستصهَرخوا عليهههم هُه َ‬ ‫ماء لُهذيل بناحية الحجاز‪ ،‬على صدور الهَه ْ‬
‫شوهم ؛ فأخههذوا‬ ‫ل بأيديهم السيوف ‪ ،‬قد غَ ُ‬ ‫فلم ي َُرع القوم ‪ِ ،‬وهم في رحالهم ‪ ،‬إل الرجا ُ‬
‫َ‬
‫اسيافهم ليقاتلوهم فقالوا لهم ‪ :‬إنا والله ما نريههد قتلكههم ‪ ،‬ولكنهها نريههد ان ُنصههيب بكههم‬
‫ة ولكم عهد ُ الله وميثاُقه ان ل نقتلكم ‪.‬‬ ‫شيئا من اهل مك َ‬
‫مْرَثد بن أبي مرثد‪ ،‬وخالد بن الُبكير؛ وعاصم ابن ثابت فقالوا‪:‬‬ ‫من قتل منهم ‪ :‬فاما َ‬
‫والله ل نقبل من مشرك عهدا ول عقدا ابدا؛ فقال عاصم بن ثابت ‪:‬‬
‫عَُناب ِ ُ‬
‫ل‬ ‫وتر‬ ‫فيها‬ ‫س‬
‫والقوْ ُ‬ ‫جل ْد ٌ نابهه ُ‬
‫ل‬ ‫عّلتي وانا َ‬ ‫‪ #‬ما ِ‬
‫ل‬‫باط ُ‬ ‫والحياهّ‬ ‫حق‬ ‫ت‬
‫المو ُ‬ ‫ل عن صفحِتها المَعاِبل‬ ‫‪ #‬تز ّ‬
‫آئ ِ ُ‬
‫ل‬ ‫اليه‬ ‫والمرُء‬ ‫بالمرِء‬ ‫ل‬‫ه نهههاز ُ‬ ‫م اِلل ُ‬‫ل ما ح َ‬ ‫‪ #‬وك ّ‬
‫‪ #‬إن لم اقاتْلكم فأمى هاب ِ ُ‬
‫ل‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬هابل ‪ :‬ثاكل ‪.‬‬
‫وقال عاصم بن ثابت أيضا‪:‬‬
‫الموقَدِ‬ ‫الجحيم ِ‬ ‫مث ُ‬
‫ل‬ ‫وضالة‬ ‫قَعههدِ‬ ‫م ْ‬ ‫ش ال ُ‬ ‫ن وري ُ‬ ‫‪ #‬أبو سليما َ‬
‫ور أجَردِ‬ ‫مجنأ من جلدِ ث َ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫‪ #‬إذا النواجي افُترشت لم أْرعدِ‬
‫‪ #‬ومؤمن بما على محمدِ‬
‫وقال عاصم بن ثابت أيضا‪:‬‬
‫ما‬ ‫كرا َ‬ ‫معشرا‬ ‫قومي‬ ‫وكان‬ ‫مهههى‬ ‫ن ومثلى را َ‬ ‫‪ #‬أبو سليما َ‬
‫م حتى ُقتل وُقتل صاحباه ‪.‬‬ ‫وكان عاصم بن ثابت يكنى‪:‬أبا سليمان ‪ .‬ثم قاتل القو َ‬
‫سههلفة‬ ‫سههه ‪ ،‬ليههبيعوه مههن ُ‬ ‫ذيل أخذ رأ َ‬ ‫حماية الدبر عاصما‪ :‬فلما ُقتل عاصم أرادت هُ َ‬
‫ت علههى رأس‬ ‫ذرت حين أصاب أبنيها يوم أحد‪ :‬لئن قَد ََر ْ‬ ‫شهَْيد‪ ،‬وكانت قد ن َ َ‬ ‫بنت سعد بن ُ‬
‫فه الخمر‪ ،‬فمنعه الد ّب ُْر ‪ ،‬فلمهها حههالت بينههه وبينهههم قههالوا‪ :‬دعههوه‬ ‫ح ِ‬
‫ن في قِ ْ‬ ‫عاصم لتشرب ّ‬
‫مسى فتذهب عنه ‪ ،‬فناخذه ‪ .‬فبعث الله الوادي ‪ ،‬فاحتمههل عاصههما‪ ،‬فههذهب بههه ‪ .‬وقههد‬ ‫يُ ْ‬
‫جسهها‬ ‫مشههركا أبههدا‪َ ،‬تن ّ‬ ‫ك ‪ ،‬ول يمههس ُ‬ ‫كان عاصم قد أعطى الله عهدا أن ل يمسه مشههر ٌ‬
‫فكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول ‪ :‬حين بلغه ان الهد ّب َْر منعتههه ‪ :‬يحفههظ اللههه‬
‫العبد َ المؤمن ‪ ،‬كان عاصم نذر أن ل يمسه مشرك ‪ ،‬ول يمس مشركا أبدا فههي حيههاته ‪،‬‬
‫فمنعه الله بعد وفاته ‪ ،‬كما امتنع منه في حياته ‪.‬‬
‫خَبيههب بههن عههدي ‪،‬‬ ‫بيع خبيب وابن الدثنة وقتل عبدالله بن طارق ‪ :‬وأما زيد ابن الد ّث ِّنة و ُ‬
‫وعبدالله بن طارق ‪ ،‬فلنوا ورقوا ورغبوا في الحياة فأعطوا بايههديهم ‪ ،‬فأسههروهم ‪ ،‬ثههم‬
‫ده‬ ‫دالله بههن طههارق ي ه َ‬ ‫خرجوا إلى مكة‪ ،‬ليبيعوهم بها‪ ،‬حتى إذا كانوا بالظ ّْهران ‪ ،‬انتزع عب ُ‬
‫م ‪ ،‬فَرموه بالحجارة حتى قتلوه ‪ ،‬فقبُره‬ ‫فه ‪ ،‬وأستاخر عنه القو ُ‬ ‫من القرآن ‪ ،‬ثم أخذ سي َ‬
‫خبيب بن عدي وزيد بن الد ّث َِنة فقدموا بهما مكة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬رحمه الله ‪ ،‬بالظهران ؛ وأما ُ‬
‫هذيل كانا بمكة ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬فباعوهما من قريش بأسيرين من ُ‬
‫وفههل ‪ ،‬لعقبههة‬ ‫جْير بن أبي إهاب التميمي ‪ ،‬حليف بنههي ن َ ْ‬ ‫ح َ‬
‫خبيبا ُ‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فابتاع ُ‬
‫بن الحارث بن عامر بن نوفل ‪ ،‬وكان أبو إهاب بن عامر لمه فقتله بأبيه ‪.‬‬
‫سهّيد بههن‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬الحارث بن عامر‪ ،‬خال أبي إهاب ‪ ،‬وأبو إهاب ‪ ،‬أحد بنههي أ َ‬
‫داِرم ‪ ،‬من بني تميم‬ ‫دس بن زيد ابن عبدالله بن َ‬ ‫عمرو بن تميم ؛ ويقال ‪ :‬أحد بني عُ َ‬
‫من قوة ايمان ابن الدثنة ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وأما زيد بن الد ّث ِّنة فابتاعه صفوان بههن‬
‫أمية ليقتله بأبيه ‪ ،‬أمية بن خلف ‪ ،‬وبعث به صفوان ابن اميهة مهع مهوًلى لهه ‪ ،‬يقهال لهه‬
‫طاس ‪ ،‬إلى التنعيم ‪ ،‬وأخرجوه من الحرم ليقتلوه واجتمع رهط مههن قريههش‪ ،‬فيهههم‬ ‫س َ‬ ‫نِ ْ‬
‫دك الله يا زيههد‪ ،‬أتحههب‬ ‫ش ُ‬‫ابو سفيان بن حرب ؛ فقال له أبو سفيان حين ُقدم لُيقتل ‪ :‬أن ُ‬
‫قه ‪ ،‬وإنك في أهلك ؟ قال ‪:‬‬ ‫أن محمدا عندنا الن في مكانك نضرب عن َ‬
‫والله ما أحب أن محمدا الن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه ‪ ،‬وإني جههالس‬
‫ب‬‫ب أصههحا ِ‬ ‫ب أحدا كح ّ‬ ‫ت في الناس أحدا يح ّ‬ ‫في أهلى ‪ .‬قال ‪ :‬يقول أبو سفيان ‪ :‬ما رأي ُ‬
‫طاس يرحمه الله ‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫محمدٍ محمدا؛ ثم قتله ن ِ ْ‬
‫حههدث‬ ‫خب َْيب بن عدي ‪ ،‬فحدثني عبدالله بن أبههي َنجيههح ‪ ،‬أنههه ُ‬ ‫دعوة خبيب ومقتله ‪ :‬وأما ُ‬
‫خب َي ْههب عنههدي ‪،‬‬ ‫جْير بن أبي إهاب ‪ ،‬وكانت قد اسلمت ‪ ،‬قالت ‪ :‬كان ُ‬ ‫ح َ‬
‫ة‪ ،‬مولة ُ‬ ‫عن ماوي ّ َ‬
‫قطفهها مههن عنههب ‪ ،‬مثههل رأس‬ ‫ْ‬ ‫ت عليه يوما‪ ،‬وإن في يههده ل ِ‬ ‫ّ‬
‫حبس في بيتي ‪ ،‬فلقد اطلع ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫الرجل يأكل منه ‪ ،‬وما أعلم في أرض الله عنبا ي ُؤْكل ‪.‬‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبدالله بههن أبههي َنجيههح جميعهها‬
‫ي بحديدة أتطهر بها للقتههل ‪ ،‬قههالت ‪:‬‬ ‫ل ‪ :‬ابعثى ال ّ‬ ‫أنها قالت ‪ :‬قال لي حين حضره القت ُ‬
‫ل بها على هذا الرجههل الههبيت ‪ ،‬قههالت ‪:‬‬ ‫فأعطيت غلما من الحى الموسى فقلت ‪ :‬ادخ ْ‬
‫م بها اليه ؟ فقلهت ‪ :‬مهاذا صهنعت ؟ أصهاب واللهه الرجهل‬ ‫فوالله ما هو إل أن وّلى الغل ُ‬
‫ثأَره بقتل هذا الغلم ‪ ،‬فيكون رجل برجل ‪ ،‬فلما ناوله الحديدة أخذها من يده ثم قههال ‪:‬‬
‫مك غدري حين بعثتك بهذه الحديدة إلى‪ ،‬ثم خلى سبيله ‪.‬‬ ‫مرك ‪ ،‬ما خافت أ ّ‬ ‫لع َ ْ‬
‫قال ابن هشام ‪:‬ويقال ‪:‬إن الغلم ابُنها‪ .‬قال ابن اسحاق ‪ :‬قههال عاصههم ‪ :‬ثههم خرجههوا‬
‫دعونى حههتى‬ ‫خب َْيب ‪ ،‬حتى إذا جاءوا به إلى التنعيم ليصلبوه ‪ ،‬قال لهم ‪ :‬إن رأيتم أن َتهه َ‬ ‫ب ُ‬
‫أركع ركعتين فافعلوا‪ ،‬قالوا‪ :‬دونك فاركع ‪ .‬فركع ركعتين أتمهمهها وأحسههنهما‪ ،‬ثههم أقبههل‬
‫ت‬ ‫ولت جزعا من القتههل لسههتكثر ُ‬ ‫على القوم فقال ‪ :‬أما والله لول أن تظنوا أنى إنما ط َ ّ‬
‫عدي‬ ‫خب َْيب بن َ‬ ‫ة‪ .‬قال ‪ :‬فكان ُ‬ ‫من الصل ِ‬
‫ن هاتين الركعتين عند القتل للمسههلمين ‪ .‬قههال ‪ :‬ثههم رفعههوه علههى خشههبةٍ ‪،‬‬ ‫س ّ‬‫اول من َ‬
‫ّ‬
‫ة رسولك ‪ ،‬فبلغه الغَههداةَ مهها ُيص هَنع بنهها‪ ،‬ثههم‬ ‫ّ‬
‫فلما أوثقوه ‪ ،‬قال ‪ :‬اللهم إنا قد بلغنا رسال َ‬
‫ددا ‪ ،‬ول تغادْر منهم أحدا‪ .‬ثم قتلوه رحمه الله ‪.‬‬ ‫صهم عددا‪ ،‬وأقتلهم ب َ‬ ‫ح ِ‬
‫قال ‪ :‬اللهم أ ْ‬
‫فكان معاوية بن أبي سفيان يقول ‪ :‬حضرُته يومئذ فيمن حضره مع أبي سفيان ‪ ،‬فلقههد‬
‫ي‬
‫دعه َ‬ ‫خب َي ْههب ‪ ،‬وكههانوا يقولههون ‪ :‬أن الرجههل إذا ُ‬ ‫ض فََرقا من دعوة ُ‬ ‫رأيته يلقيني إلى الر ِ‬
‫عليه ‪ ،‬فاضطجع لجنبه زالت عنه ‪ .‬قال ابن اسحاق ‪ :‬حدثني يحيى بن عَّباد بن عبههدالله‬
‫بن الزبير‪ ،‬عن أبيه عباد‪ ،‬عن عقبة بن الحارث ‪ ،‬قال سمعته يقول ‪ :‬ما أنا واللههه قتلههت‬
‫خب َْيبا‪ ،‬لنى كنت أصغر من ذلك ‪ ،‬ولكن أبها ميسهرة‪ ،‬أخها بنهي عبهد الهدار‪ ،‬أخهذ الحربهة‬ ‫ُ‬
‫فجعلها في يدي ثم أخذ بيدى وبالحربة‪ ،‬ثم طعنه بها حتى قتله ‪.‬‬
‫ض أصحابنا‪ ،‬قال ‪ :‬كان عمههر بههن الخطههاب رضههى اللههه‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫جمحههى علهى بعهض الشهام ‪ ،‬فكههانت تصهيبه‬ ‫حهذ َْيم ال ُ‬ ‫عنه استعمل سعيد بن عهامر بهن ِ‬
‫ذكر ذلههك لعمربههن الخطههاب ‪ ،‬وقيههل ‪ :‬إن الرجههل‬ ‫شهَية‪ ،‬وهههو بيههن ظ َهْهَري القههوم ‪ ،‬فه ُ‬ ‫غَ ْ‬
‫مةٍ قدمها عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا سعيد‪ ،‬مهها هههذا الههذي يصههيبك ؟‬ ‫مصاب ‪ ،‬فسأله عمر في قَد ْ َ‬
‫ت فيمن حضر خب َْيب بن عدي‬ ‫فقال ‪ .‬والله يا أمير المؤمنين ما بى من بأس ‪ ،‬ولكنى كن ُ‬
‫حين‬
‫غشههي‬ ‫ُقتل ‪ ،‬وسمعت دعوته ‪ ،‬فوالله ما خطرت على قلبي وأنهها فههي مجلههس ‪ ،‬قههط ال ُ‬
‫خب َي ْههب فههي أيههديهم حههتى انقضههت‬ ‫على‪،‬فزادته عندعمرخيرا‪ .‬قههال ابههن هشههام ‪ :‬أقههام ُ‬
‫الشهر الحرم ‪،‬‬
‫ثم قتلوه ‪.‬‬
‫ما نزل في سرية الرجيع من القرآن ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وكان مما نههزل مههن القههرآن‬
‫عكرمة مولى ابههن عبههاس ‪،‬‬ ‫في تلك السرية‪ ،‬كما حدثني مولى لل زيد ابن ثابت ‪ ،‬عن ِ‬
‫جبير عن ابن عباس ‪ .‬قال ‪ :‬قههال ابههن عبههاس ‪ :‬لمهها أصههيبت السههرية‬ ‫أو عن سعيد بن ُ‬
‫مْرث َههد وعاصههم بههالّرجيع ‪ ،‬قههال رجههال مههن المنههافقين ‪ :‬يهها ويههح هههؤلء‬ ‫الههتى كههان فيههها َ‬
‫المقتولين الذي هلكوا ل هم قعدوا في أهليهم ‪ ،‬ول هههم أد ّْوا رسههالة صههاحبهم ! فههأنزل‬
‫الله تعالى في ذلك من قههول المنههافقين ‪ ،‬ومهها أصههاب أولئك النفههر مههن الخيههر بالههذي‬
‫حي َههاةِ ال هد ّن َْيا { (‪ :‬أي‬‫ه فِههي ال ْ َ‬ ‫ك قَ هوْل ُ ُ‬
‫جب ُ َ‬
‫ن ي ُعْ ِ‬
‫م ْ‬
‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬‫م ْ‬ ‫اصابهم ‪ .‬فقال سبحانه ‪) } :‬وَ ِ‬
‫ه‪ ،‬وهههو مخههالف لمهها يقههول‬ ‫ما ِفي قَل ْب ِه ِ‬ ‫شهِد ُ الله عََلى َ‬‫لما يظهر من السلم بلسانه ‪ ،‬وَي ُ ْ‬
‫صام ِ { ( ]البقرة‪ :[204 :‬أي ذو جدال إذا كلمك واجعك ‪.‬‬ ‫خ َ‬ ‫بلسانه ‪) } ،‬وَهُوَ أ َل َد ّ ال ْ ِ‬
‫د‪ ،‬وفههي كتههاب اللههه‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬اللد‪ :‬الذي يشغب ‪ ،‬فتشتد خصومته ‪ ،‬وجمعه ‪ :‬ل ُه ّ‬
‫دا { ]مريم‪ .[97 :‬وقال المهلهل‬ ‫ما ل ُ ّ‬‫عز وجل } وَُتنذَِر ب ِهِ قَوْ ً‬

‫ابن ربيعة التغلبى‪ ،‬واسمه امرؤ القيس ‪ ،‬ويقال ‪ :‬عدي بن ربيعة ‪:‬‬
‫ق‬
‫مْعل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذا‬ ‫ألد ّ‬ ‫وخصيما‬ ‫دا ولينهها‬ ‫ت الحجارِ ح ّ‬ ‫‪ #‬إن تح َ‬
‫ويروى " ذا مغلق " فيما قال ابن هشام ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬وهو اللندد‪.‬‬
‫ماح بن حكيم الطائى يصف الحرباء‪:‬‬ ‫قال الطر ّ‬
‫دد‬ ‫صتم ابّر على الخصوم ِ ألن ْ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬ ‫جذول كأنههه‬ ‫جذ ْم ِ ال ُ‬
‫‪ُ #‬يوفي على ِ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫سهَعى فِههي‬ ‫ذا ت َهوَّلى {‪ :‬أي خههرج مههن عنههدك ‪َ ) } ،‬‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬قال تعالى ‪ }:‬وَإ ِ َ‬
‫ساد َ { ]البقرة‪ [205 :‬أي ل‬ ‫ف َ‬ ‫ْ‬
‫ب ال َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ل َوالله ل ي ُ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ث َوالن ّ ْ‬ ‫حْر َ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫سد َ ِفيَها وَي ُهْل ِ َ‬
‫ف ِ‬ ‫ض ل ِي ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫اْل َْر‬
‫س‬‫م وَل َب ِئ ْ َ‬
‫جهَن ّ ُ‬ ‫ه َ‬‫سب ُ ُ‬ ‫ه ال ْعِّزةُ ِباْل ِث ْم ِ فَ َ‬
‫ح ْ‬ ‫ق الله أ َ َ‬
‫خذ َت ْ ُ‬ ‫ه ات ّ ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ذا ِقي َ‬ ‫يحب عمله ول يرضاه ‪ }.‬وَإ ِ َ‬
‫ف ِبال ْعَِبادِ { ]البقرة‪:‬‬ ‫ضاةِ الله َوالله َرُءو ٌ‬ ‫مْر َ‬
‫ه اب ْت َِغاَء َ‬ ‫س ُ‬‫ف َ‬ ‫ري ن َ ْ‬ ‫ش ِ‬‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫د‪ .‬وَ ِ‬ ‫مَها ُ‬‫ال ْ ِ‬
‫‪ ،206‬ه ‪ .[207‬أي قد شروا أنفسهم من الله بالجهاد وفي سبيله والقيههام بحقههه ‪ ،‬حههتى‬
‫هلكوا على ذلك ‪ ،‬يعني تلك السرية ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬يشري نفسه ‪ :‬يبيع نفسه ‪ ،‬وشروا‪ :‬بههاعوا‪ .‬قههال يزيههد ابههن ربيعههة بههن‬
‫مفّرغ الحميري ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫هام ْ‬ ‫ت‬
‫كن ُ‬ ‫ب ُْرد‬ ‫بعدِ‬ ‫من‬ ‫ت ب ُْردا ليتنههههى‬ ‫شري ُ‬ ‫‪#‬و َ‬

‫شرى أيضا‪ :‬اشترى ‪.‬‬ ‫برد‪ :‬غلم له باعه ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬و َ‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ن عبد ٌ لئيتم شراهما‬ ‫على ابنْيك إ ْ‬ ‫ك‬
‫م مالهه ٍ‬‫‪ #‬فقلت لها ل تجزعي أ ّ‬
‫شعر خبيب قبل صلبه ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وكان مما قيل فههي ذلههك مههن الشههعر‪ ،‬قههول‬
‫عدي ‪ ،‬حين بلغه أن القوم قد اجتمعوا لصلبه ‪:‬‬ ‫خب َْيب بن َ‬
‫ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها له ‪:‬‬
‫مِع‬‫ج َ‬‫م ْ‬
‫َ‬ ‫قبائَلهم واستجمعوا ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ب حولي وأّلبههوا‬‫‪ #‬لقد جمع الحزا ُ‬
‫ع‬
‫ضي ُ‬
‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ق‬
‫ِوثا ٍ‬ ‫ي لنى في‬ ‫عل ّ‬ ‫مبدي العداوةِ جاهههههد‬‫م ُ‬‫‪ #‬وكّله ُ‬
‫ل ممّنع‬ ‫ت من جذٍع طوي ٍ‬ ‫وُقرب ُ‬ ‫‪ #‬وقد جمعوا أبناَءهم ونساَءهههههم‬
‫ب لي عند مصرعى‬ ‫دالحزا ُ‬
‫ص َ‬
‫وما أر َ‬ ‫كربتههي‬ ‫‪ #‬إلى الله اشكو غربتى ثم ُ‬
‫معي‬ ‫س مط َ‬ ‫ضعوا لحمى وقد يا َ‬ ‫فقد ب ّ‬ ‫‪ #‬فذا العرش صبْرني على ما ُيراد بي‬
‫شلو ممّزِع‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬
‫يبارك على أْوصا ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ت اللهِ وإن يشهههها‬‫ك في ذا ِ‬ ‫‪ #‬وذل َ‬
‫وقد هملت عيناي من غير مجزع‬ ‫‪ #‬وقد خيرونى الكفر والموت دونههه‬
‫ولكن حذاري جحم نار ملفع‬ ‫‪ #‬وما بي حذار الموت ‪ ،‬إني لميههت‬
‫ب كان في الله مصرعي‬ ‫على أيّ جن ٍ‬ ‫ت مسلمهههها‬ ‫م ّ‬
‫‪ #‬فوالله ما أرجو إذا ِ‬
‫جعى‬ ‫مْر ِ‬‫َ‬ ‫جَزعا إني إلى الله‬ ‫َ‬ ‫ول‬ ‫شعهههههها‬‫ت بمبدٍ للعدوّ تخ ّ‬
‫‪ #‬فلس ُ‬
‫حسان يرثي خبيبا‪ :‬وقال حسان بن ثابت يبكي خبيبا‪.‬‬
‫ق‬
‫قل ِ ِ‬
‫ؤال َ‬‫اللؤل ِ‬ ‫الصدِرمث َ‬
‫ل‬ ‫سحاعلى‬ ‫ل عينك ل تْرقا مدامُعههها‬ ‫‪ #‬ما با ُ‬

‫ق‬
‫ولن َزِ ِ‬ ‫تلقاه‬ ‫حين‬ ‫ل‬
‫ش ٍ‬‫لف َ ِ‬ ‫علموا‬‫ن قد َ‬ ‫ب فتىالفتيا ِ‬‫خبي ٍ‬
‫على ُ‬ ‫‪#‬‬
‫في الّرفق‬ ‫ة الخلد عند َ الحور‬‫وجن َ‬ ‫ة‬
‫ب جزاك الله طيب ً‬ ‫ب خبي ُ‬ ‫أذه ْ‬ ‫‪#‬‬
‫ق‬
‫في الف ِ‬ ‫حين الملئكة البرار‬ ‫ى لكهم‬‫ماذا تقولون ان قال النب ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ن والّرفَ ِ‬
‫ق‬ ‫البلدا ِ‬ ‫طاغ قد اوعث في‬ ‫ل‬
‫م قتلتم شهيد َ الله في رجه ٍ‬ ‫في َ‬ ‫‪#‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروي ‪ :‬الطرق ‪ .‬وتركنهها مهها بقههى منههها‪ ،‬لنههه أقههذع فيههها‪ .‬قههال ابههن‬
‫اسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا يبكى خبيبا‪:‬‬
‫خب َْيبامع الفتيان لم ِ ي َؤُ ٍ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫وابكى‬ ‫ب‬
‫سك ٍ‬‫جودى بدمٍع منك من َ‬ ‫‪ #‬يا عين ُ‬
‫ب‬‫ش ِ‬
‫مؤت ِ‬‫حضاغير ُ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬ ‫ح السجيةِ‬ ‫م َ‬
‫س ْ‬‫َ‬ ‫صُبه‬‫سط فىالنصارِ من ِ‬ ‫‪ #‬صقرا تو ّ‬
‫ب‬
‫ذع ‪،‬من الخش ِ‬ ‫ج ْ‬
‫إذ قيل ُنص إلى ِ‬ ‫ت عَْبرتها‬ ‫عل ِ‬
‫‪ #‬هاج عينى على ِ‬
‫أبلغ لديك وعيدا ليس بالكذب‬ ‫‪ #‬ياأيها الراكب الغادى لطيته‬
‫مَرى لمحتِلب‬ ‫ب إذ ت ُ ْ‬ ‫صا ُ‬‫محلوُبها ال ّ‬ ‫ت‬
‫ح ْ‬ ‫ق َ‬‫كهي َْبة أن الحرب قد ل َ ِ‬ ‫‪ #‬بني ُ‬
‫ب‬‫ص ٍ‬‫صوْ َ‬
‫معْ َ‬‫ب السنةِ في ُ‬ ‫شه ُ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫مه ْ‬ ‫قد ُ ُ‬‫‪ #‬فيها أسود ُ بني النجارِ ت َ ْ‬
‫ب‬ ‫لَ ِ‬
‫ج ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهههذه القصههيدة مثههل الههتي قبلههها‪ ،‬وبعههض أهههل العلههم بالشههعر‬
‫خبيب لما ذكرت ‪.‬‬ ‫ينكرهما احسان ‪ ،‬وقد تركنا أشياء قالها حسان في أمر ُ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا‪:‬‬
‫أْلوى من القوم ِ صقر خاُله أن ُ‬
‫س‬ ‫ي الدارِ قَْرتم ماجد بطل‬ ‫‪ #‬لو كان ف ِ‬
‫س‬
‫ن والحَر ُ‬ ‫شد ّ عليك السج ُ‬ ‫ولم ي ُ َ‬ ‫سحهها‬ ‫َ‬
‫خبيبا مجلسا ف ِ‬ ‫‪ #‬اذن وجدت ُ‬
‫س‬
‫ت عُد َ ُ‬ ‫ل منهم من َنف ْ‬ ‫من القبائ ِ‬ ‫ة‬‫فههه ٌ‬ ‫ك إلى التنعيم ِ ِزعن َ‬ ‫ق َ‬‫س ْ‬‫‪ #‬ولم ت َ ُ‬
‫س‬
‫محَتب ُ‬ ‫ضْيتم لها في الدارِ ُ‬ ‫وأنت َ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬
‫خله ٍ‬ ‫وك غدرا وهم فيها أولو ُ‬ ‫‪ #‬دل ّ ْ‬
‫وفههل بههن عبههد‬ ‫مط ْعِههم بههن عَههدي بههن ن َ ْ‬ ‫سههلمي ‪ :‬خههال ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنس ‪ :‬الصههم ال ّ‬
‫جي ْههر بههن أبههي اهههاب ‪ .‬ويقههال ‪ :‬العشههى بههن‬ ‫ح َ‬
‫دس " يعنى ُ‬ ‫مناف ‪ .‬وقوله " من نفت عُ َ‬
‫ُزرارة بن النّباش السدي وكان حليفا لبني نوفل بن عبد مناف ‪.‬‬
‫خبيب في قتلههه‬ ‫من اجتمعوا لقتل خبيب ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وكان الذين أجلبوا على ُ‬
‫كرمة بن ابى جهل ‪ ،‬وسعيد‬ ‫ع ْ‬
‫حين قتل من قريش ‪ِ :‬‬
‫ابن عبدالله بن أبي قيس بن عبد ُود‪ ،‬والخنس بن شريق الثقفي ‪ ،‬حليههف بنههي زهههرة‪،‬‬
‫سهلمي ‪ ،‬حليهف بنهي اميهة بهن عبهد‬ ‫حكيم بن أمية بن حارثة بهن الْوقهص ال ّ‬ ‫وعُب َْيدة بن َ‬
‫عتبة‪ ،‬وبنو الحضرمى ‪.‬‬ ‫شمس وأمية بن أبي ُ‬
‫حسان يهجو هذيل لقتلهم خبيبا‪ :‬وقال حسان أيضا يهجو هذيل فيمهها صههنعوا بخههبيب بههن‬
‫عدى‪:‬‬
‫ما‬
‫شراهُ امرؤ قد كان للغدرِ لز َ‬ ‫َ‬ ‫ههم‬ ‫‪ #‬أبلغ بني عمرو بأن أخا ُ‬
‫ما‬‫محار َ‬ ‫وكانا جميعا يركبان ال َ‬ ‫ن لغَّر وجام ٌ‬
‫ع‬ ‫‪ #‬شراه ُزهير ب ُ‬
‫ما‬
‫لَهاذِ َ‬‫َ‬ ‫الرجيِع‬ ‫ف‬‫بأكتا ِ‬ ‫وكنتم‬ ‫‪ #‬أجرُتم فلما أن أجرتم غدرتم‬
‫ما‬ ‫خبيبا كان بالقوم ِ عال َ‬ ‫ُ‬ ‫وليت‬ ‫خب َْيبا لم تخْنه أمانههة‬‫‪ #‬فليت ُ‬
‫خبيبا‪.‬‬‫قال ابن هشام ‪ :‬زهير بن الغر وجامع الهذليان اللذان باعا ُ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت ايضا‪:‬‬
‫ن‬‫حيا ِ‬ ‫ل عن دارِ ل ِ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ت الرجيعَ ف َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ج له‬ ‫مزا َ‬ ‫صرفا ل ِ‬ ‫ن سّرك الغدُر ِ‬ ‫‪#‬ا ْ‬
‫ن‬ ‫مثل ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ب والقرد ُ والنسا ُ‬ ‫فالكل ُ‬ ‫ل الجارِ بيَنههم‬ ‫وا بأك ِ‬ ‫ص ْ‬‫‪ #‬قوم توا َ‬
‫ن‬ ‫ف فيهم وذا شا ِ‬ ‫وكان ذا شر ٍ‬ ‫س يوما قام يخطُبهم‬ ‫‪ #‬لو ينطق التي ْ ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأنشدني أبو زيد النصارى قوله ‪:‬‬
‫ف فيهم وذا شأن‬ ‫وكان ذا شر ٍ‬ ‫س يوما قال يخطُبهم‬ ‫‪ #‬لو ينطق التي ُ‬
‫ذيل‪:‬‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا يهجو هُ َ‬
‫ب‬ ‫ص ِ‬ ‫ت ولم ت ُ ِ‬ ‫بماسال ْ‬ ‫ل‬‫هذي ٌ‬ ‫ت ُ‬ ‫ضل ْ‬ ‫ة‬‫ل الله فاحش ً‬ ‫ذيل رسو َ‬ ‫‪ #‬سالت هُ َ‬
‫ب‬ ‫ة العر ِ‬ ‫سب َ‬
‫ُ‬ ‫حتى الممات وكانوا‬ ‫م ما ليس معط ِي َُهم‬ ‫‪ #‬سألوا رسوَله ُ‬
‫ب‬‫الحر ِ‬ ‫ل‬
‫منزِ ِ‬ ‫عن‬ ‫مكَرمةٍ‬ ‫ل َ‬ ‫يدعو‬ ‫‪ #‬ولن ترى لهذْيل داعيا أبههدا‬
‫ب‬ ‫وأن ُيحلوا حراما كان في الكت ِ‬ ‫م‬ ‫حهُ ُ‬ ‫ش وَي ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف ْ‬
‫ل ال ُ‬ ‫‪ #‬لقد أرادوا خل َ‬
‫ذيل‪:‬‬‫وقال حسان بن ثابت أيضا يهجو هُ َ‬
‫وعاصم ِ‬ ‫ب‬ ‫خبي ٍ‬ ‫ث كانت في ُ‬ ‫أحادي ُ‬ ‫ك‬
‫مد ْرِ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫لب َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت هُ َ‬ ‫رى لقد شان ْ‬ ‫م ِ‬
‫‪ #‬لع َ ْ‬
‫َ‬
‫الجرائم ِ‬ ‫شر‬ ‫جّرامون‬ ‫َ‬ ‫ولحيان‬ ‫حههها‬ ‫وا بقبي ِ‬ ‫صل ْ‬ ‫حيان َ‬ ‫ثل ْ‬ ‫‪ #‬أحادي ُ‬
‫القوادم‬ ‫د ُب ُْر‬ ‫ن‬
‫معا ِ‬ ‫الّز ْ‬ ‫بمنزلةِ‬ ‫مههم‬ ‫مهم في صمي ِ‬ ‫‪ #‬أناس هم من قو ِ‬
‫ومكاَرم ِ‬ ‫عفةٍ‬ ‫ذا‬ ‫أمانُتهم‬ ‫ت‬ ‫م الرجيِع وأسلمه ْ‬ ‫م غدروا يو َ‬ ‫‪#‬ه ُ‬
‫ت المحارم ِ‬ ‫منكرا ِ‬ ‫ُ‬ ‫هذيل ت َوَّقى‬ ‫ُ‬ ‫ل الله غدرا ولم تكن‬ ‫ل رسو ِ‬ ‫‪ #‬رسو َ‬
‫ن الحرائم ِ‬ ‫َتحميه دو َ‬ ‫ل الذي‬ ‫بقت ِ‬ ‫م‬
‫‪ #‬فسوف ي ََرْون النصَر يوما عليه ُ‬
‫م الملحم ِ‬ ‫عظا َ‬ ‫ِ‬ ‫شّهادٍ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ت لح َ‬ ‫حم ْ‬ ‫مهههه‬ ‫ن لح ِ‬ ‫س دو َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ش ّ‬ ‫ل د َْبر ُ‬ ‫‪ #‬أبابي ُ‬
‫لمأتم‬ ‫مقاما‬ ‫َ‬ ‫أو‬ ‫قتَلى‬ ‫مصارعَ‬ ‫صاِبهههه‬ ‫‪ #‬لعل هذيل إن ي ََرْوا بم َ‬
‫ل المواسم ِ‬ ‫ن أه َ‬ ‫ُيواِفى بها الركبا ُ‬ ‫ولههةٍ‬ ‫ص ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ة ذا َ‬ ‫‪ #‬ونوقع فيهم وقع ً‬
‫ن عالم ِ‬ ‫حيا َ‬ ‫حْزم ٍ بل ْ‬ ‫َ‬ ‫رأى رأيَ ذي‬ ‫ل الله أن رسوَلهههه‬ ‫‪ #‬بأمرِ رسو ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ #‬قُب َي َّلة ليس الوفاُء يهمههههم‬
‫يدفعوا كف ظالم ِ‬ ‫ظلموا لم‬ ‫وان‬
‫ن المخارِم ِ‬‫الماِء بي َ‬ ‫ل‬
‫مسي ِ‬‫بمجرى َ‬ ‫حّلوا بالقضاِء رأيَتهم‬ ‫س َ‬ ‫‪ #‬إذا النا ُ‬
‫ي البهائم‬ ‫أمٌر كرأ ِ‬ ‫إذا نابهم‬ ‫م داُر البوارِ ورأيهههم‬ ‫حّله ُ‬ ‫م َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫هذيل‪:‬‬‫وقال حسان بن ثابت يهجو ُ‬
‫بوفاِء‬ ‫درةٍ‬‫غُ ْ‬ ‫َقتيل َ ْ‬
‫ي‬ ‫من‬ ‫لنا‬ ‫حيانا فليست دماؤهم‬ ‫حىالله ل ِ ْ‬ ‫‪#‬ل َ‬
‫صفاء‬ ‫ده وَ َ‬ ‫ِثقةٍ في وُ ّ‬ ‫أخا‬ ‫ة‬
‫حر ٍ‬
‫ن ُ‬ ‫م الرجيع اب َ‬ ‫هموُ قتلوا يو َ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫كفاِء‬ ‫بذي الد ّب ْرِ ما كانوا له ب ِ‬ ‫رهم‬ ‫م الرجيع باس ِ‬ ‫‪ #‬فلو ُقتلوا يو َ‬
‫وجفاِء‬ ‫كفرظاهر‬ ‫ل‬
‫أه ِ‬ ‫دى‬‫ل َ‬ ‫ن بيوِتهم‬ ‫ل حمته الد ّب ُْر بي َ‬ ‫‪ #‬قتي ٌ‬
‫فاِء‬ ‫ب ِل ِ َ‬ ‫وي َْلهم‬ ‫خبيبا‬‫ُ‬ ‫وباعوا‬ ‫م‬‫م منه ُ‬ ‫ن أكر َ‬ ‫ت لحيا ُ‬ ‫‪ #‬فقد قتل ْ‬
‫ي الذكرٍ كل عفاِء‬ ‫ْ‬ ‫رهم ف ِ‬ ‫على ذك ِ‬ ‫ل حاله‬ ‫ن على ك ّ‬ ‫ف للحيا ٍ‬ ‫‪ #‬فأ ّ‬
‫مها بخفاِء‬ ‫خفى لؤ ُ‬ ‫س يَ ْ‬ ‫م َ‬
‫فلم ت ُ ْ‬ ‫ة باللؤم ِ والغدرِ تغتري‬ ‫‪ #‬قُب َي ّل َ ٌ‬
‫شفائي‬ ‫ِ‬ ‫ل القاتليه‬ ‫بلى ان قت َ‬ ‫‪ #‬فلو ُقتلوا لم توف منه دماؤهم‬
‫بإفاِء‬ ‫دي‬‫المغت ِ‬ ‫جهام ِ‬ ‫ال َ‬ ‫كغاِدي‬ ‫ة‬
‫هذيل بغار ٍ‬ ‫ذعر ُ‬ ‫مت أ ْ‬ ‫‪ #‬فإل أ ُ‬
‫فناِء‬ ‫ب َ‬ ‫خَنا‬
‫ال َ‬ ‫ن‬
‫للحيا َ‬ ‫يبيت‬ ‫ل الله والمُر أمُره‬ ‫‪ #‬بأمرِ رسو ِ‬
‫غيَرِدفاِء‬ ‫ن‬
‫ب ِت ْ َ‬ ‫شتاء‬ ‫ِ‬ ‫جداء‬‫ِ‬ ‫‪ُ #‬يصّبح قوما بالرجيِع كانهم‬
‫وقال حسان بن ثابت ايضا يهجو هذيل‪:‬‬
‫ب‬ ‫مشو ُ‬ ‫َ‬ ‫ماُء زمزم أم‬ ‫ف‬
‫أصا ٍ‬ ‫ذيل‬‫‪ #‬فل والله ‪ ،‬ما تدري هُ َ‬

‫‪ -‬نصيب‬ ‫الحجرين والمسَعى‬ ‫‪ -‬من‬ ‫جوا‬


‫ح ّ‬
‫م إذا اعتمروا و َ‬‫‪ #‬ول له ُ‬
‫ب‬
‫والُعيو ُ‬ ‫ن‬‫مب َي ّ ُ‬
‫ال ُ‬ ‫م‬
‫اللؤ ُ‬ ‫به‬ ‫محههل‬ ‫ن الرجيعَ لهم َ‬‫‪ #‬ولك ّ‬
‫ب‬
‫َنبي ُ‬ ‫لها‬ ‫بالحجازِ‬ ‫س‬
‫ُتيو ٌ‬ ‫ت أصهل‬ ‫‪ #‬كأنهم لدى الكّنا ِ‬
‫ب‬
‫الكذو ُ‬ ‫دهم‬
‫عه ُ‬ ‫العهد ُ‬ ‫س‬‫فبئ َ‬ ‫خبيبهها‬ ‫م غروا بذمِتهم ُ‬ ‫‪#‬ه ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬آخرها بيتا عن أبي زيد النصاري ‪.‬‬
‫حسان يرثي خبيبا وأصحابه ‪ :‬قال ابههن اسههحاق ‪ :‬وقههال حسههان ابههن ثههابت يبكههى خبيبهها‬
‫وأصحابه ‪:‬‬
‫وأثيبوا‬ ‫فأكرموا‬ ‫الرجيِع‬ ‫م‬
‫يو َ‬ ‫ه على الذين تتابعوا‬ ‫‪ #‬صلى الل ُ‬
‫وخبيب‬ ‫أمامهم‬ ‫الب ُك َْير‬ ‫وابن‬ ‫مْرَثد وأميرهم‬ ‫‪ #‬رأس السريةِ َ‬
‫ب‬
‫المكتو ُ‬ ‫مه‬
‫حما ُ‬‫ِ‬ ‫ثَ ّ‬
‫م‬ ‫وافاه‬ ‫م‬‫ة منه ُ‬‫ن د َث ْن َ َ‬‫‪ #‬وابن لطارق واب ُ‬
‫ب‬‫سو ُ‬‫ب المعالي انه لك َ ُ‬ ‫س َ‬
‫ك َ‬ ‫‪ #‬والعاصم المقتول عند َ رجيِعهم‬
‫ب‬
‫لنجي ُ‬ ‫إنه‬ ‫ُيجالد َ‬ ‫حتى‬ ‫مقادة َ أن ينالوا ظهَره‬ ‫‪ #‬منع ال َ‬
‫دل إنه لنجيب ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪ :‬حتى يج ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر اهل العلم بالشعر ُينكرها لحسان ‪.‬‬

‫حديث بئر معونة‬


‫في صفر سنة اربع‬
‫ة شههوال وذا القعههدة‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فاقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقي َ‬
‫ل اللهه صهلى اللهه‬ ‫وذا الحجة وولى تلك الحجة المشركون والمحهرم ‪ -‬ثهم بعهث رسهو ُ‬
‫ب بئر معونة في صفر‪ ،‬على رأس أربعة اشهر من أحد‪.‬‬ ‫عليه وسلم أصحا َ‬
‫سبب ارسال بعث بئر معونة ‪ :‬وكان مههن حههديثهم ‪ ،‬كمهها حههدثني أبههي ‪ :‬اسههحاق بههن‬
‫يسار‪ ،‬عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ‪ ،‬وعبههدالله بههن أبههي بكههر بههن‬
‫محمد بن عمرو بن حزم ‪ ،‬وغيره من أهل العلم ‪ ،‬قالوا‪ :‬قدم أبو َبهراء عهامر بهن مالههك‬
‫ملعب السّنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينههة‪ ،‬فعههرض عليههه‬ ‫بن جعفر ُ‬
‫سههلم ولههم ي َب ْعُهد ْ مههن‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسههلم السههلم ‪ ،‬ودعههاه اليههه ‪ ،‬فلههم ي ُ ْ‬ ‫رسو ُ‬
‫جههد‪ ،‬فههدعوهم إلهى‬ ‫د‪ ،‬لو بعثت رجال مهن أصههحابك إلهى أهههل ن َ ْ‬ ‫السلم ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا محم ُ‬
‫أمرك ‪ ،‬رجوت أن يستجيبوا لك ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنى اخشههى‬
‫س إلى أمرك ‪.‬‬ ‫ل نجد‪ ،‬قال أبو َبراء‪ :‬أنا لهم جاٌر ‪ ،‬فابعثهم فليدعوا النا َ‬ ‫عليهم أه َ‬
‫عمههرو‪ ،‬أخهها‬ ‫ذر بههن َ‬ ‫من رجال البعث ‪ :‬فبعث رسول الله صلى الله عليه وسههلم المن ه ِ‬
‫معْن ِقُ ليموت في أربعين رجل من أصحابه ‪ ،‬من خيار المسلمين ‪ ،‬منهم‬ ‫بني ساعدة‪ ،‬ال ُ‬
‫عروة بن أسههماء بههن‬ ‫عدي بن النجار‪ ،‬و ُ‬ ‫ملحان اخو بني َ‬ ‫ْ‬ ‫مة‪ ،‬وحرام بن ِ‬ ‫ص ّ‬
‫‪ :‬الحارث بن ال ّ‬
‫سَلمي ‪ ،‬ونافع ابن ب ُد َْيل بن ورقاء الخزاعى‪ ،‬وعامر بن فُهَْيرة مولى أبي بكههر‬ ‫الصْلت ال ّ‬
‫سمْين من خيار المسلمين ‪ .‬فساروا حتى نزلوا ببئر معونة‪ ،‬وهي‬ ‫م َ‬ ‫الصديق ‪ ،‬في رجال ُ‬
‫حهّرة بنههي‬ ‫سَليم ‪ ،‬كل البلههدين منههها قريههب ‪ ،‬وهههي إلههى َ‬ ‫حّرة بني ُ‬ ‫بين أرض بني عامر و َ‬
‫سَليم أقرب‬ ‫ُ‬
‫مْلحان بكتاب رسول الله صههلى اللههه‬ ‫ِ‬ ‫بن‬ ‫حرام‬ ‫بعثوا‬ ‫نزلوها‬ ‫فلما‬ ‫‪:‬‬ ‫بالبعث‬ ‫عامر‬ ‫غدر‬
‫فيل ‪ ،‬فلما أتاه لم ينظر في كتابه حتى عدا على‬ ‫عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الط َ‬
‫الرجل فقتله ‪ ،‬ثم استصرخ عليهم بني عههامر‪ ،‬فههأبوا أن يجيبههوه إلههى مهها دعههاهم اليههه ‪،‬‬
‫فَر أبا َبراء‪ ،‬وقد عقد لهم عقدا وجوارا‪ ،‬فاستصرخ عليهم قبائل مههن بنههي‬ ‫خ ِ‬
‫وقالوا‪ :‬لن ن ُ ْ‬
‫م‪،‬‬ ‫شههوا القههو َ‬ ‫َ‬
‫عصّية ورِعْههل وَذكههوان ‪ ،‬فأجههابوه إلههى ذلههك ‪ ،‬فخرجههوا حههتى غ ُ‬ ‫سَليم من ُ‬ ‫ُ‬
‫فأحاطوا بهم في رحالهم ‪ ،‬فلما رأوهم أخذوا سيوفهم ‪ ،‬ثم قاتلوهم حتى ُقتلوا من عند‬
‫ب بن زيد‪ ،‬أخا بني دينهار ابهن النجهار‪ ،‬فهإنهم تركهوه وبهه‬ ‫آخرهم ‪ ،‬يرحمهم الله ‪ ،‬ال كع َ‬
‫رمق الموت ‪ ،‬فارُتث من بين القتلى‪ ،‬فعههاش حههتى ُقتههل يههوم الخنههدق شهههيدا‪ ،‬رحمههه‬
‫الله ‪.‬‬
‫مري ‪ ،‬ورجل من النصار‪ ،‬أحههد بنههي عمههرو‬ ‫ض ْ‬
‫سْرح القوم عمرو بن أمية ال ّ‬ ‫وكان في َ‬
‫بن عوف ‪.‬‬
‫جلح ‪.‬‬ ‫حْيحة بن ال ُ‬ ‫عقبة بن أ َ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬هو المنذر بن محمد بن ُ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلالطير تحههوم علههى العسههكر‪ ،‬فقههال‪:‬‬
‫والله إن لهذه الطير لشأنا‪ ،‬فاقبل لينظرا‪ ،‬فههإذا القههوم فههي دمههائهم ‪ ،‬وإذا الخيههل الههتى‬
‫أصابتهم واقفة ‪ .‬فقههال النصههارى لعمههرو بههن اميههة ‪ :‬مهها تههرى؟ قههال ‪ :‬أرى أن ‪ .‬نلحههق‬
‫برسول الله صلى الله عليه وسهلم‪ ،‬فنخهبره الخهبر‪ ،‬فقهال النصهاري ‪ :‬لكنهي مها كنهت‬
‫ت لتخههبرني عنههه الرجهال ‪.‬‬ ‫لرغب بنفسي عن موطن ُقتل فيه المنذر بن عمرو‪ ،‬وما كن ُ‬
‫ثم قاتل القوم حتى ُقتل ‪ ،‬وأخذوا عمرو بن أمية أسير‪ ،.‬فلمهها أخههبرهم أنههه مههن مضههر‪،‬‬
‫أطلقه عامر بن الطفيل ‪ ،‬وجز ناصيته ‪ ،‬وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه ‪.‬‬
‫در‬‫قْرَقرة مههن صهه ْ‬ ‫عمرو بن أمية‪ ،‬حتى إذا كان بال َ‬ ‫ثأر عمرو بن أمية من العامر ‪ :‬فخرج َ‬
‫عمههرو‬ ‫َقناة ‪ ،‬أقبل رجلن من بني عامر‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ثم من بني كلب ‪ ،‬وذكر أبههو َ‬
‫سليم ‪.‬‬ ‫المدني أنهما من بني ُ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬حتى نزل معه في ظل هو فيه ‪ .‬وكان مع العامريين عقد من رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وجوار‪ ،‬لم يعلم به عمرو بن أميههة‪ ،‬وقههد سههالهم حيههن نههزل‪،‬‬
‫ى إذا نامهها‪ ،‬عههدا عليهمهها فقتلهمهها‪ ،‬وهههو‬ ‫ممن أنتما؟ فقال‪ :‬من بني عامر‪ ،‬فامهلهما‪ ،‬حههت ٍ‬
‫ؤرة من بني عامر‪ ،‬فيما اصابوا من أصحاب رسول اللههه صههلى‬ ‫يرى أنه قد أصاب بهما ث ُ ْ‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬فلما قدم عمرو بن أمية على رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪،‬‬
‫فأخبره الخبر؟ قال رسول الله صلى‪ :‬لقد قتلت قتيلين لدِي َّنهما؟‬
‫ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬هذا عمل أبي َبراء‪ ،‬قد كنت لهذا كارههها‬
‫متخوفا‪ .‬فبلغ ذلك أبا براء‪ ،‬فشق عليه أخفار عامر إيههاه ‪ ،‬ومهها أصههاب أصههحاب رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بسببه وجواِره ‪ ،‬وكان فيمن أصيب عامر ابن فُهَْيرة ‪.‬‬
‫في ْههل كههان‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فحدثني هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيههه ‪ :‬أن عههامر ابههن الط ّ َ‬
‫ت السماَء مههن‬ ‫يقول ‪ :‬من رجل منهم لما ُقتل رأيته ُرفع بين السماء والرض ‪ ،‬حتى رأي ُ‬
‫دونه قالوا‪ .‬هو عامر بن فُهَْيرة ‪.‬‬
‫جب ّههار بههن‬ ‫سبب إسلم جبار بن سلمى‪ :‬قال ابههن اسههحاق ‪ :‬وقههد حههدثني بعههض بنههي َ‬
‫مى بن مالك بن جعفر‪ ،‬قال ‪ -‬وكان جبار فيمن حضرها يومئذ مع عههامر ثههم أسههلم ‪-‬‬ ‫سل ْ َ‬
‫َ‬
‫قال فكان يقول ‪ :‬إن مما دعاني إلى السلم أنى طعنت رجل منهم يومئذ بالرمههح بيههن‬
‫ت واللههه !‬ ‫سنان الرمح حين خرج من صدره ‪ ،‬فسمعته يقول ‪ :‬فز ُ‬ ‫كتفيه ‪ ،‬فنظرت إلى ِ‬
‫ل ؟! قال ‪ :‬حتى سألت بعد ذلههك عههن‬ ‫ت الرج َ‬ ‫ت قد قتل ُ‬ ‫فقلت في نفسى ‪ :‬ما فاز! ألس ُ‬
‫مر الله ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ،‬فقالوا‪ :‬للشهادة‪ ،‬فقلت ‪ :‬فاز لعَ ْ‬
‫شعر حسان في تحريض بني براء على عامر بن الطفيل ‪:‬‬
‫فيل ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت يحرض بني براء على عامر ابن الط َ‬
‫ل نجدِ‬ ‫ب أه ِ‬ ‫وأنتم من ‪ .‬ذوائ ِ‬ ‫عكهم‬ ‫م البنين ألم ي َُر ْ‬ ‫‪ #‬بني أ ّ‬
‫كعمدِ‬ ‫خدا‬ ‫وما‬ ‫فَره‬ ‫خ ِ‬‫لي ُ ْ‬ ‫م عامر بأبى َبهههَراٍء‬ ‫‪ #‬تهك ُ‬
‫دثان بعدي‬ ‫ح َ‬‫ت في ال َ‬ ‫فما احدث ْ َ‬ ‫ة ذا المساعهى‬ ‫‪ #‬أل أبلغْ ربيع َ‬
‫سعْدِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ب ُ‬ ‫حك َ ُ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ماجد ٌ‬ ‫وخاُلك‬ ‫ب أبو ب ََراٍء‬ ‫‪ #‬أبوك أبو الحرو ِ‬
‫سر‪ ،‬وأم البنين ‪ :‬بنت عمرو بههن ربيعههة‬ ‫ج ْ‬‫قْين بن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬حكم بن سعد‪ :‬من ال َ‬
‫بن عامر بن صعصعة‪ ،‬وهي أم أبي براء‪.‬‬
‫ة بن عامر بههن مالههك علههى عههامر بههن‬ ‫طعن ربيعة عامرا‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬فحمل ربيع ُ‬
‫فيل ؛ فطعنه بالرمح ‪ ،‬فوقع في فخذه ‪ ،‬فأشواه ‪ ،‬ووقع عههن فرسههه ‪ ،‬فقههال ‪ :‬هههذا‬ ‫الط ّ َ‬
‫ى‬
‫ن به ‪ ،‬وإن أعش فسأرى رأيى فيما أت ِ َ‬ ‫ت فدمى لعمي ‪ ،‬فل ي ُت ْب َعَ ّ‬ ‫عمل أبي َبراء‪ ،‬إن أم ْ‬
‫ي‪.‬‬ ‫إل ّ‬
‫عدي بن‬ ‫ُ‬
‫وقال أنس بن عباس السلمى‪ ،‬وكان خال طَعيمة بن َ‬
‫ديل بن ورقاء الخزاعى ‪:‬‬ ‫نوفل ‪ ،‬وَقتل يومئذ نافعَ بن ب ُ َ‬
‫العاصُر‬ ‫عليه‬ ‫في‬‫س ِ‬
‫تَ ْ‬ ‫بمعت ََرك‬ ‫ن ورقاَء الخزاعى ثاويا‬ ‫‪ #‬تركت اب َ‬
‫ثائُر‬ ‫ذلك‬ ‫عند‬ ‫أنى‬ ‫ت‬ ‫ت أبا الريان لما رايُتهههه وايقن ُ‬ ‫‪ #‬ذكر ُ‬
‫وأبو الريان ‪ :‬ط ُعَْيمة بن عدي ‪.‬‬
‫عبدالله بن رواحة يرثي نافع بن بديل ‪ :‬وقال عبدالله بن َرَواحة يبكى نافع بن ب ُد َْيل بههن‬
‫وَْرقاء‪:‬‬
‫الجهادِ‬ ‫ب‬ ‫ثوا َ‬ ‫المبتغي‬ ‫ة‬
‫رحم َ‬ ‫ل‬
‫ن ب ُد َْيه ٍ‬ ‫‪ #‬رحم الله نافعَ ب َ‬
‫سدادِ‬ ‫ال ّ‬ ‫قو َ‬
‫ل‬ ‫قال‬ ‫م‬
‫القو ُ‬ ‫أكثر‬ ‫‪ #‬صابر صادق وفي إذا ما‬
‫مُعونهة‪ ،‬ويخهص‬ ‫رثاء حسان قتلى بئر معونة ‪ :‬وقهال حسهان بهن ثهابت يرثهى قتلهى بئر َ‬
‫المنذر بن عمرو‪:‬‬
‫ن َْزِر‬ ‫غيَر‬ ‫حا‬ ‫س ّ‬
‫َ‬ ‫ن‬‫العي ِ‬ ‫بدمِع‬ ‫ة فاستهّلههي‬ ‫‪ #‬على قتلى معون َ‬
‫قد ِْر‬ ‫ب َ‬ ‫م‬
‫ولقته ْ‬ ‫مناياهم‬ ‫غداةَ لقوا‬ ‫ل َ‬ ‫ل الرسو ِ‬ ‫‪ #‬على خي ِ‬
‫بغَد ِْر‬ ‫حبلهم‬ ‫عقد ُ‬ ‫ون‬ ‫خ ّ‬‫تُ ُ‬ ‫قدِ قهههوم ٍ‬ ‫‪ #‬أصابهم الفناُء بع ْ‬
‫ر‬
‫بصب ِ‬ ‫منّيته‬
‫َ‬ ‫في‬ ‫وأعنقَ‬ ‫ّ‬
‫‪ #‬فيا لهفي لمنذرِ إذ تولهههى‬
‫سّرعمرو‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ماجدٍ‬ ‫ض‬
‫أبي َ‬ ‫من‬ ‫م‬
‫كه ْ‬‫غداةَ ذا ُ‬ ‫ب َ‬ ‫‪ #‬وكائن قد اصي َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني آخرها بيتا أبو زيد النصاري ‪.‬‬
‫شعر كعب بن مالك في بئر معونة‪ :‬وأنشدني لكعب بن مالك في يوم بئر معونههة‪ ،‬يعي ّههر‬
‫بني جعفر بن كلب ‪:‬‬
‫هوَنا‬ ‫و ُ‬ ‫جزا‬ ‫عَ ْ‬ ‫حرِبهم‬ ‫ة‬
‫مخاف َ‬ ‫َ‬
‫سليم ٍ‬ ‫‪ #‬تركتم جاَركم لبني ُ‬
‫حبلمتيَنا‬ ‫بحبِلها‬ ‫لمد‬ ‫قْيل‬ ‫ل من عُ َ‬ ‫‪ #‬فلو حبلتناو َ‬
‫فونا‬ ‫تَ ُ‬ ‫ل‬ ‫اذ‬ ‫وا‬‫وَفَ ْ‬ ‫ما‬ ‫دما‬‫وق ِ ْ‬ ‫قَرطاء ما أن اسلموه‬ ‫‪ #‬أو ال ُ‬
‫فيل ! مكان " من عقيل "‬ ‫وازن ‪ ،‬فُيروى " من ن ُ َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬القرطاء‪ :‬قبيلة من هَ َ‬
‫فيل قريب ‪.‬‬ ‫وهو الصحيح ‪ :‬لن القرطاء من ن ُ َ‬
‫أمر إجلء بني النضير‬
‫في سنة أربع‬
‫محاولتهم الغدر برسول الله صلى الله عليههه وسههلم‪ :‬قههال ابههن اسههحاق ‪ :‬ثههم خههرج‬
‫ضير يستعينهم في دية ذينك القتيلين مههن‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم إلى بني الن ّ ِ‬ ‫رسو ُ‬
‫مري ‪ ،‬للجوار الههذي كههان رسههول اللههه صههلى‬ ‫ض ْ‬‫عمرو بن امية ال ّ‬ ‫بني عامر‪ ،‬اللذين َقتل َ‬
‫الله عليه وسلم عقد لهما‪ ،‬كما حدثني يزيد بن رومان ‪ ،‬وكان بين بني النضير وبين بني‬
‫عقد وحلف ‪ .‬فلما أتاهم رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم يسههتعينهم فههي ديههة‬ ‫عامر َ‬
‫ت ‪ ،‬ممهها اسههتعنت بنهها‬ ‫ذينك القتيلين ‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم ‪ ،‬يا أبا القاسم ‪ ،‬نعينك علههى مهها أحبب ه َ‬
‫ضهم ببعض ‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنكم‬ ‫عليه ‪ .‬ثم خل بع ُ‬
‫لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه ‪ -‬ورسول الله صلى الله عليه وسههلم إلههى جنههب‬
‫ل يعلو على هذا البيت ‪ ،‬فيلقى عليه صخرة‪ ،‬فيريحنهها‬ ‫ن رج ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫جدار من بيوتهم قاعد ‪ -‬ف َ‬
‫دهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا لذلك ‪ ،‬فصعد ليلقي‬ ‫دب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب ‪ ،‬أح ُ‬ ‫منه فانت َ َ‬
‫عليه صخرة كما قال ‪ ،‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من اصحابه ‪ ،‬فيهههم‬
‫أبو بكر وعمر وعلي ‪ ،‬رضوان الله عليهم ‪.‬‬
‫ل اللههه صههلى‬ ‫علمه صلى الله عليه وسلم بغدرهم واستعداده لحربهم ‪ :‬فههاتى رسههو َ‬
‫الله عليه وسلم الخبُر من السماء بما أراد القههوم ‪ ،‬فقههام وخههرج راجعهها إلههى المدينههة ‪.‬‬
‫ى صلى الله عليه وسلم أصحاُبه ‪ ،‬قاموا في طلبه ‪ ،‬فلقههوا رجل مقبل‬ ‫فلما استلبث النب ّ‬
‫من المدينة‪ ،‬فسألوه عنه ‪ :‬فقههال ‪ :‬رايتههه داخل المدينههة ‪ .‬فاقبههل اصههحاب رسههول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬حتى انتهوا اليه صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬فههأخبرهم الخههبر‪ ،‬بمهها‬
‫كانت اليهود أرادت من الغدر به ‪ ،‬وأمههر رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم بههالتهيؤ‬
‫لحربهم ‪ ،‬والسير إليهم ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وإستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ‪.‬‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬ثم سار بالناس حتى نزل بهم ‪.‬‬
‫تاريخ غزو بين النضير‪ :‬قال ابن هشههام ‪ :‬وذلههك فههي شهههر ربيههع الول ‪ ،‬فحاصههرهم‬
‫ست ليال ‪ ،‬ونزل تحريم الخمر‪.‬‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فتحصنوا منه في الحصون ‪ ،‬فأمر رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم‬
‫بقطع النخيل والتحريق فيها‪ ،‬فنههادوه ‪ :‬أن يهها محمههد‪ ،‬قههد كنههت تنهههى عههن الفسههاد‪،‬‬
‫وتعيبه على من صنعه ‪ ،‬فما بال قطع النخيل وتحريقها‬
‫الرهط الذي شجع بني النضير ثم طلبهم الصلح وهجرتهم ‪:‬‬
‫وف بن الخههزرج ‪ ،‬منهههم عههدو اللههه عبههدالله ابههن أبههي ابههن‬ ‫وقد كان رهط من بني عَ ْ‬
‫عس ‪ ،‬قد بعثوا إلى بنههي النضههير‪ :‬أن‬ ‫سوَْيد ودا ِ‬ ‫سلول ‪ ،‬ووديعة ومالك بن أبي قوقل ‪ ،‬و ُ‬
‫مكم ‪ ،‬إن ُقوتلتم قاتلنا معكم ‪ ،‬وإن أخرجتم خرجنهها معكههم ‪،‬‬ ‫اثبتوا وتمنعوا‪ ،‬فإنا لن ُنسل َ‬
‫فتربصوا ذلك من نصرهم ‪ ،‬فلم يفعلوا‪ ،‬وقذف الله في قلوبهم الرعب ‪ ،‬وسألوا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم ‪ ،‬على أن لهم ما حملت البههل‬
‫من أموالهم إلالحْلقة ‪ ،‬ففعل ‪ .‬فههاحتملوا مهن أمههوالهم مها اسههتقلت بههه البههل ‪ ،‬فكههان‬
‫ف بابه ‪ ،‬فيضعه على ظهر بعيهره فينطلههق بهه فخرجهوا‬ ‫الرجل منهم يهدم بيته عن ِنجا ِ‬
‫إلى خيبر‪ ،‬ومنهم من سار إلى الشام‪.‬‬
‫قْيق ‪،‬‬ ‫ح َ‬‫من هاجر إلى خيبر‪ :‬فكان أشرافهم من سار منهم إلى خيبر‪ :‬سلم بن أبي ال ُ‬
‫ى بن أخطب فلما نزلوها دان بهم أهلها‪.‬‬ ‫حي ّ‬ ‫قيق ‪ ،‬و َ‬ ‫ح َ‬ ‫كنانة بن أبي ال ُ‬ ‫و ِ‬
‫حههدث ‪ :‬أنهههم اسههتقلوا بالنسههاء‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فحدثني عبدالله بن أبي بكههر أنههه ُ‬
‫فهههم ‪ ،‬وإن فيهههم لم عمههرو‬ ‫والموال ‪ ،‬معهم الههدفوف والمزاميههر‪ ،‬والقيههان ي َْعزفههن خل َ‬
‫عروة بن الوَْرد العَْبسى‪ ،‬التي ابتاعوا منه ‪،‬‬ ‫صاحبة ُ‬
‫وكانت إحدى نسهاء بنهي ِغفهار‪ ،‬بزههاء وفخهر مها ُرئى مثلهه مهن حهي مهن النهاس فهي‬
‫زمانهم ‪.‬‬
‫الرسول يقسم أموال بني النضير‪ :‬وخلوا الموال لرسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ث يشاء‪ ،‬فقسههمها رسههول‬ ‫ة‪ ،‬يضعها حي ُ‬ ‫فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاص ً‬
‫حَنيههف‬ ‫ل ابن ُ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم على المهاجرين الولين دون النصار‪ .‬إلأن سه َ‬
‫خَرشة ذكرا فقرا‪ ،‬فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫ماك بن َ‬ ‫س َ‬ ‫دجانة ِ‬ ‫وأبا ُ‬
‫مْير‪ ،‬أبههو‬ ‫ن عُ َ‬ ‫نب ُ‬ ‫من أسلم من بني النضير‪ :‬ولم يسلم من بني النضير إلرجلن ‪ :‬يامي ُ‬
‫جحاش ‪ ،‬وأبو سعد بن وهب ‪ - ،‬أسلما على أموالهما فاحرزاها‪.‬‬ ‫كعب بن عمرو بن ِ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وقد حدثني بعض آل يامين ‪ :‬أن رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫م بههه مههن شههأنى فجعههل يههامين بههن‬ ‫ت من ابن عمك ‪ ،‬وما هَ ّ‬ ‫قال ليامين ‪ :‬ألم تر ما لقي ُ‬
‫جحاش‪ ،‬فقتله فيما يزعمون ‪.‬‬ ‫جْعل على أن يقتل له عمرو بن ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫عمير لرج ٍ‬
‫ما نزل في بني النضير من القرآن ‪ :‬ونزل في بني النضير سورة الحشر بأسرها‪ ،‬يذكر‬
‫فيها ما أصابهم الله به من نقمته ‪ .‬وما سلط عليهم به رسوله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فروا م َ‬ ‫ذي أ َ ْ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬
‫ب ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ج ال ّ ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫وما عمل به فيهم ‪ ،‬فقال تعالى ‪) } :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫م ِلوّ ِ‬ ‫دَِيارِهِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مه ْ‬ ‫م اللههه ِ‬ ‫ن اللههه فَأت َههاهُ ْ‬ ‫مه َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫صههون ُهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ُ‬ ‫مان ِعَت ُهُ ْ‬‫م َ‬‫جوا وَظّنوا أن ّهُ ْ‬ ‫خُر ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ما ظن َن ْت ُ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫ح ْ‬
‫ش‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫مِني َ‬ ‫م هؤْ ِ‬‫دي ال ْ ُ‬ ‫م وَأي ْ ِ‬‫ديهِ ْ‬‫م ب ِأي ْ ِ‬‫ن ب ُُيوت َهُ ْ‬‫خرُِبو َ‬ ‫ب يُ ْ‬ ‫م الّرعْ َ‬ ‫ف ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫سُبوا وَقَذ َ َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ث لَ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صههارِِ‪.‬‬ ‫ف أبوابهم إذ احتملوها } )َفاعْت َب ُِروا َيههاأوِلي اْلب ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫(‪ ،‬وذلك لهدمهم بيوَتهم عن ن ُ ُ‬
‫َ‬
‫م‬‫جَلَء { ]الحشر‪ [2،3 :‬وكان لهم من الله نقمة‪) } ،‬ل َعَذ ّب َهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬‫ب الله عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ن ك َت َ َ‬ ‫وَل َوَْل أ ْ‬
‫ب الّنارِ { ]الحشر‪ [3 :‬مع ذلك‬ ‫ذا ُ‬ ‫م ِفي اْل ِ‬
‫خَرةِ عَ َ‬ ‫ِفي الد ّن َْيا { (‪ :‬أي بالسيف ‪) } ،‬وَل َهُ ْ‬
‫صههول َِها { (‪ .‬واللينههة ‪ :‬مهها خههالف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة عَل َههى أ ُ‬ ‫موهَهها َقائ ِ َ‬
‫مه ً‬ ‫ن ِلين َهةٍ أوْ ت ََرك ْت ُ ُ‬ ‫مه ْ‬
‫م ِ‬ ‫} ) َ‬
‫ما قَط َعْت ُ ْ‬
‫ن الله { ‪ :‬أي فبامر الله ُقطعت ‪ ،‬لم يكن فسادا‪ ،‬ولكههن كههان‬ ‫العجوة من النخل }فَب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫ن{ ]الحشر‪ .[5 :‬قال ابن هشام ‪ :‬اللينة ‪ :‬من اللوان‬ ‫قي َ‬ ‫س ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫خزِيَ ال ْ َ‬ ‫نقمة من الله } وَل ِي ُ ْ‬
‫مة ‪:‬‬ ‫عبيدة ‪ :‬قال ذو الّر ّ‬ ‫‪ ،‬وهى ما لم تكن ب َْرنية‪ ،‬ول عجوة من النخل ‪ ،‬فيما حدثنا أبو ُ‬
‫جُنوُبها‬ ‫ُ‬ ‫وقاَء تهفو‬ ‫س ْ‬ ‫َ‬ ‫على لينةٍ‬ ‫ش طائهر‬ ‫‪ #‬كان قُُتودي فوقها عُ ّ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫َ‬
‫مها‬ ‫م‪ - ‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬يعنههي مههن بنههي النضههير ‪‬فَ َ‬ ‫من ْهُه ْ‬ ‫سول ِهِ ِ‬ ‫ما أَفاَء الله عََلى َر ُ‬ ‫)وَ َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫شاُء َوالله عَلههى ك ه ّ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ه عَلى َ‬ ‫سل ُ‬ ‫سلط ُر ُ‬ ‫ن الله ي ُ َ‬ ‫ب وَلك ِ ّ‬ ‫ل وَل رِكا ٍ‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م عَلي ْهِ ِ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫أو ْ َ‬
‫ديٌر‪] ‬الحشر‪ : [6 :‬أي له خاصة ‪.‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أوجفتم ‪ :‬حركتم وأتعبتم في‪ .‬السير‪ .‬قال تميم بن‬
‫قِبل أحد بني عامر بن صعصعة‪:‬‬ ‫م ْ‬‫أبي بن ُ‬
‫ب أوجفوا‬ ‫ب أحيانا إذا الرك ُ‬ ‫عن الرك ِ‬ ‫صقالها‬ ‫ث ِ‬ ‫‪ #‬مذاويد ُ بالبيض الحدي ِ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬وهو الوجيف ‪ .‬وقال أبو زبيد الطائى‪،‬‬
‫واسمه حرملة بن المنذر‪:‬‬
‫مُرودِ‬ ‫ال َ‬ ‫ب‬‫جد ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫الوجي ِ‬ ‫ل‬‫لطو ِ‬ ‫هدِ‬ ‫سنفات كانهن َقنا الهنهه‬ ‫م ْ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫سهناف ‪ :‬البطهان ‪ .‬والوجيهف ‪ :‬وجيههف‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ، :‬قال ابن هشام ‪ :‬ال ّ‬
‫ضربان ‪.‬‬ ‫القلب والكبد‪ ،‬وهو ال ّ‬
‫فري ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫خطيم الظ َ‬ ‫قال قيس بن ال َ‬
‫ف‬ ‫ج ُ‬ ‫تَ ِ‬ ‫وراِئهم‬ ‫من‬ ‫دنا‬‫أكبا ُ‬ ‫دموا التي علمههوا‬ ‫‪ #‬إنا وإن قَ ّ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫ل ‪ ‬قال ابن اسحاق ‪ :‬ما ُيوجف‬ ‫)ما أ ََفاَء الله عََلى رسول ِه م َ‬
‫سو ِ‬ ‫قَرى فَل ِل ّهِ وَِللّر ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ن أه ْ ِ‬ ‫َ ُ ِ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫قْرب َههى‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل ‪‬وَل ِه ِ‬‫عنههوة فللههه وللرسههو َ‬ ‫عليه المسلمون بالخيل والركاب ‪ ،‬وفتح بالحرب ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي َل ي َك ُههو َ‬
‫م‬ ‫مهها آت َههاك ُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫من ْك ُه ْ‬ ‫ن الغْن ِي َههاِء ِ‬ ‫ة ب َي ْه َ‬ ‫دوله ً‬ ‫ن ُ‬ ‫كه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سهِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َواب ْه ِ‬ ‫كي ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫َوال ْي ََتا َ‬
‫سم آخر فيما أصههيب‬ ‫ه َفان ْت َُهوا ‪] ‬الحشر‪ [7 :‬يقول ‪ :‬هذا قَ ْ‬ ‫م عَن ْ ُ‬ ‫ما ن ََهاك ُ ْ‬ ‫ذوهُ وَ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫بالحرب بين المسلمين ‪ ،‬على ما وضعه الله عليه ‪.‬‬
‫َ‬
‫قوا‪ ‬يعنى عبدالله بن أبي واصههحابه ‪ ،‬ومههن‬ ‫ن َنافَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َترى إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫ثم قال تعالى ‪) :‬أل َ ْ‬
‫فهروا مه َ‬ ‫كان على مثل أمرهم ‪‬ي َ ُ‬
‫ب‪] ‬الحشههر‪:[11 :‬‬ ‫ل ال ْك ِت َهها ِ‬ ‫ن أهْه ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫وان ِهِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن لِ ْ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ذاُقوا وبا َ َ‬
‫ب‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وَل َهُ ْ‬ ‫مرِهِ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ريًبا َ‬ ‫م قَ ِ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫يعنى بني النضير‪ ،‬إلى قوله ‪‬ك َ َ‬
‫م‪] ‬الحشر‪ : [15 :‬يعنى بني قَْينقاع ‪.‬‬ ‫َ‬
‫أِلي ٌ‬
‫ل إ ِّني‬ ‫فَر َقا َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫فْر فَل َ ّ‬ ‫ن اك ْ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫لن َ‬ ‫ل ل ِ ْ َِ‬ ‫ن إ ِذ ْ َقا َ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ثم القصة ‪ . .‬إلى قوله ‪) :‬ك َ َ‬
‫ن ِفيهَهها‬ ‫خال ِهد َي ْ ِ‬ ‫ما فِههي الن ّههارِ َ‬ ‫ما أن ّهُ َ‬ ‫عاقِب َت َهُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ‪ .‬فَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ف الله َر ّ‬ ‫خا ُ‬ ‫ك إ ِّني أ َ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ريٌء ِ‬ ‫بَ ِ‬
‫ن‪] ‬الحشر‪.[17 ،16 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫جَزاُء ال ّ‬ ‫ك َ‬ ‫وَذ َل ِ َ‬
‫ما قاله ابن لقيم العبسي من شعرفى بني النضير‪ :‬وكان‬
‫قْيم الَعبسى‪ ،‬ويقال ‪ :‬قاله قيههس بههن‬ ‫مما قيل في بني النضير من الشعر قول ابن ل ُ َ‬
‫بحر بن طريف ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬قيس بن بحرالشجعى ‪ -‬فقال ‪:‬‬
‫مَزن ّم ِ‬ ‫ي ال ُ‬ ‫حس ّ‬ ‫ل اليهود َ بال َ‬ ‫أح ّ‬ ‫ك‬ ‫ئ غيرِ هال ٍ‬ ‫‪ #‬أهلى فداٌء لمر ٍ‬

‫مم ِ‬ ‫مك َ ّ‬‫غودي بالوَدِىّ ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ض ُ‬‫أهَي ْ ِ‬ ‫دلوا‬ ‫َيقيلون في جمرِ الغضاةِ وب ُ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫َ‬ ‫فان ي ُ‬
‫مَرم ِ‬ ‫وََير ْ‬ ‫صل‬‫ال ّ‬ ‫بين‬ ‫خيله‬ ‫ت ََرْوا‬ ‫ك ظني صادقا بمحمهدٍ‬ ‫‪#‬‬
‫كمجرم ِ‬ ‫صديق‬ ‫حي‬ ‫َ‬ ‫وما‬ ‫عدو‬ ‫ة أنههم‬ ‫م بها عمرو بن ب ُهْث َ َ‬
‫ي َؤُ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫المقوّم ِ‬ ‫الوشيِج‬ ‫ف‬
‫أطرا َ‬ ‫هّزون‬ ‫عليهن أبطال مساعيُر في الوَ َ‬
‫غى‬ ‫‪#‬‬
‫جْرهُم ِ‬ ‫ن عادٍ و ُ‬ ‫ن من أزما ِ‬ ‫ُتووُرِث ْ َ‬ ‫مهّنهههد‬ ‫ق الشفرتين ُ‬ ‫ل رقي ِ‬‫وك ّ‬ ‫‪#‬‬
‫مت َك َّرم ِ‬ ‫دمن ُ‬ ‫دهم في المج ِ‬ ‫فهل بع َ‬ ‫ة‬
‫مبلغ عني قريشا رساله ً‬ ‫فمن ُ‬ ‫‪#‬‬
‫جون وزمزم ِ‬ ‫ح ُ‬
‫دى بين ال َ‬ ‫دالن ّ َ‬
‫تلي ُ‬ ‫ن محمههدا‬ ‫م ّ‬‫بأن أخاكم فأعل ُ‬ ‫‪#‬‬
‫َ‬ ‫سموا من الدنيا إلى ك ّ‬
‫معْظم ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫وت َ ْ‬ ‫م أموُركم‬ ‫س ْ‬‫ج ُ‬ ‫فدينوا له بالحقّ ت َ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫جم ِ‬ ‫مَر ّ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫ول تسألوه أمَر غي ٍ‬ ‫نبي تلقْته من الله رحمهة‬ ‫‪#‬‬
‫مم ِ‬ ‫ب المل ّ‬ ‫لكم يا قريشا والقلي ِ‬ ‫عبرة‬ ‫ري ِ‬ ‫م ِ‬‫فقد كان في بدرٍ ل َعَ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫مكّرم ِ‬ ‫مطيعا للعظيم ِ ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫إليكم‬ ‫غداة َ أتى في الخزَرجيةِ عامدا‬ ‫‪#‬‬
‫رسولمن الرحمن حقا ب َ َ‬
‫معْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ي ُْنكى عدّوه‬ ‫مَعانا بُروح القد ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪#‬‬
‫فلما أناَر الحقّ لم يتل َْعثم‬ ‫ن يتلو كتاَبه‬ ‫ِ‬ ‫الرحم‬ ‫من‬ ‫رسول‬ ‫‪#‬‬
‫حك َم ِ‬ ‫م ْ‬‫ُ‬ ‫ه الله‬ ‫م ُ‬ ‫ح ّ‬
‫َ‬ ‫وأ لمر‬
‫عل ّ‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ٍ‬ ‫موط‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫أرى أمَره يزداد ُ‬ ‫‪#‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬عمرو بن بهثة‪ ،‬من غطفان ‪ .‬وقوله " بالحسي المزنم "‪ ،‬عن غير ابههن‬
‫اسحاق ‪.‬‬
‫ما ينسب من الشعر لعلي في قصة بني النضير‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال علي بن أبههي‬
‫ل كعب بن الشرف ‪.‬‬ ‫طالب ‪ :‬يذكر اجلَء بني النضير‪ ،‬وقَت ْ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قالها رجل من المسلمين غير علههي بههن أبههي طههالب ‪ ،‬فيمهها ذكههر لههي‬
‫ض أهل العلم بالشعر‪ ،‬ولم أر أحدا منهم يعرفها لعلى ‪:‬‬ ‫بع ُ‬
‫ف‬ ‫صدِ ِ‬
‫أ ْ‬ ‫ولم‬ ‫حقا‬ ‫ت‬ ‫وأيقن ُ‬ ‫ف‬‫ل ي َْعهههر ِ‬ ‫ت ومن يعتد ْ‬ ‫عرفْ ُ‬
‫‪َ #‬‬
‫ف‬ ‫لدى الله ذي الرأفةِ الْرا ِ‬ ‫ي مههههن‬ ‫حك َم ِ ال ِ‬
‫م ْ‬ ‫‪ #‬عن الك َل ِم ِ ال ُ‬
‫في‬ ‫فى أحمد َ المصط َ‬ ‫ن أصط َ َ‬ ‫به ّ‬ ‫س في المؤمنيهههن‬ ‫ل ُتدر ُ‬ ‫‪ #‬رسائ ُ‬
‫ف‬
‫والموْقِ ِ‬ ‫المقامةِ‬ ‫عزيَز‬ ‫‪ #‬فأصبح أحمد ُ فينا عزيههههزا‬
‫ف‬ ‫ي َعْن ُ ِ‬ ‫ولم‬ ‫ورا‬‫ج ْ‬‫َ‬ ‫ت‬‫يأ ِ‬ ‫ولم‬ ‫سفاههههههها‬ ‫دوه َ‬ ‫ع ُ‬ ‫مو ِ‬
‫‪ #‬فيأيها ال ُ‬
‫ف‬ ‫خوَ ِ‬ ‫كال ْ‬ ‫الله‬ ‫ن‬
‫م ُ‬ ‫آ ِ‬ ‫وما‬ ‫ِ‬ ‫‪ #‬ألستم تخافون أدنى العههههذاب‬
‫ف‬ ‫الشر ِ‬ ‫أبي‬ ‫ب‬
‫كع ٍ‬ ‫كمصرِع‬ ‫ت أسياِفهههه‬ ‫‪ #‬وأن ُتصرعوا تح َ‬
‫ف‬ ‫جن َ ِ‬ ‫ال ْ‬ ‫ل‬‫كالجم َ‬ ‫ض‬
‫وأعر َ‬ ‫‪ #‬غداةَ رأى الله طغياَنههههههه‬
‫ف‬‫ملط ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ده‬ ‫عب ِ‬ ‫إلى‬ ‫ي‬‫ح ً‬‫بوَ ْ‬ ‫ل في قتِلههههههه‬ ‫‪ #‬فأنزل جبري َ‬
‫هف‬ ‫مْر َ‬ ‫ُ‬ ‫هَب ّةٍ‬ ‫ذى‬ ‫ض‬
‫بأبي َ‬ ‫ل رسول لهههههه‬ ‫س الرسو ُ‬ ‫‪ #‬فد ّ‬
‫ف‬‫ت َذ ْرِ ِ‬ ‫لها‬ ‫كعب‬ ‫ي ُن ْعَ‬ ‫متى‬ ‫ت‬‫ول ٌ‬ ‫مْعهههه ِ‬‫ن له ُ‬ ‫‪ #‬فباتت عيو ٌ‬
‫ف‬ ‫شت َ ِ‬ ‫نَ ْ‬ ‫لم‬ ‫الن ّوِْح‬ ‫من‬ ‫فانا‬ ‫‪ #‬وقلن لحمد َ ذ َْرنا قليههههههل‬

‫ف‬ ‫الن ِ‬ ‫رغم ِ‬ ‫على‬ ‫دحورا‬ ‫ُ‬ ‫م ثم قال أظَعنههوا‬ ‫‪ #‬فخلهُ ُ‬


‫ف‬
‫خر ِ‬ ‫ُز ْ‬ ‫ذوي‬ ‫بدار‬ ‫وكانوا‬ ‫ة‬
‫‪ #‬وأجلى النضيَر إلى غرب ٍ‬
‫ف‬ ‫ج ِ‬ ‫أعْ َ‬ ‫د ََبر‬ ‫ذي‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫على‬ ‫داَفى وهُ ْ‬
‫م‬ ‫ت ُر َ‬ ‫ذرعا ٍ‬ ‫‪ #‬إلى أ ْ‬
‫جابه به سماك اليهودي ‪ :‬فأجابه سماك اليهودي ‪ ،‬فقال‬ ‫ما أ َ‬
‫ف‬‫الشر ِ‬ ‫أبي‬ ‫ب‬
‫كع ٍ‬ ‫ل‬
‫بمقت ِ‬ ‫خروا فهو فخٌر لكههم‬ ‫‪ #‬ان تف َ‬
‫ف‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫يُ ْ‬ ‫ولم‬ ‫غدرا‬ ‫ت‬
‫يأ ِ‬ ‫ولم‬ ‫فهههه‬ ‫‪ #‬غداةَ غدْوتم على حت ِ‬
‫ف‬
‫ص ِ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫ل‬
‫العاد ِ‬ ‫من‬ ‫ُيدين‬ ‫ف الدهوِر‬ ‫صَر َ‬ ‫‪ #‬فعل الليإلى و َ‬
‫ف‬‫قط َ ِ‬ ‫تُ ْ‬ ‫ولم ٍ‬ ‫ل‬
‫النخي ِ‬ ‫قر‬ ‫وع َ ْ‬ ‫ل النضيرِ وأحلِفههها‬ ‫‪ #‬بقت ْ ِ‬
‫ف‬‫مْرهَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫معا‬ ‫حسام ٍ‬ ‫وك ّ‬
‫ل‬ ‫قَنهها‬ ‫ت نأتكم بال َ‬ ‫‪ #‬فإن ل أم ْ‬
‫ف‬‫ي ُت ْل ِ ِ‬ ‫له‬ ‫قِْرنا‬ ‫ي َل ْقَ‬ ‫متى‬ ‫مهههى‬ ‫مي به يحت ِ‬ ‫ف كَ ِ‬ ‫‪ #‬بك ّ‬
‫ف‬ ‫ضع ُ ِ‬ ‫يَ ْ‬ ‫لم‬ ‫م‬
‫القو َ‬ ‫غاَور‬ ‫إذا‬ ‫عهه‬ ‫‪ #‬مع القوم ِ صخر وأشيا ُ‬
‫ف‬ ‫جوَ ِ‬ ‫أ ْ‬ ‫هاصر‬ ‫غابةٍ‬ ‫خى‬ ‫أ ِ‬ ‫مى ِغيَلههه‬ ‫ح َ‬ ‫ث ب ِت َْرٍج َ‬ ‫كلي ٍ‬‫‪َ #‬‬
‫كعب بن مالك يقول شعرا ً في إجلء بني النضير ومقتل كعب بهن الشههرف ‪ :‬قهال ابهن‬
‫اسحاق ‪ :‬وقال كعب بن مالك يذكر اجلء بني النضير وقتل كعب بن الشرف ‪:‬‬
‫َيدوُر‬ ‫ف‬
‫صْر ٍ‬ ‫َ‬ ‫ك الدهر ذو‬ ‫كذا َ‬ ‫حبوُر‬ ‫درِتها ال ُ‬ ‫ت بغ َ ْ‬‫خزِي َ ْ‬ ‫‪ #‬لقد َ‬
‫كبيُر‬ ‫أمر‬ ‫أمُره‬ ‫عزيز‬ ‫‪ #‬وذلك أنهم كفروا بههرب‬
‫النذيُر‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫م‬
‫وجاءه ُ‬ ‫علمها‬ ‫‪ #‬وقد أوتوا معا َفهما و ِ‬
‫تنير‬ ‫مبينة‬ ‫وآيات‬ ‫‪ #‬نذير صادق أدى كتابهها‬
‫جديُر‬‫َ‬ ‫منا‬ ‫كر‬ ‫من َ‬ ‫ب ُ‬ ‫وأنت‬ ‫ق‬
‫مرِ صد ٍ‬ ‫ت بأ ْ‬ ‫‪ #‬فقالوا ما أت ُي ْ َ‬
‫الخبيُر‬ ‫م‬
‫فهِ ُ‬ ‫ال َ‬ ‫به‬ ‫دقني‬ ‫ُيص ّ‬ ‫ت حقها‬ ‫‪ #‬فقال بَلى لقد أدي ُ‬
‫كفوُر|‬ ‫ال َ‬ ‫جز‬‫يُ ْ‬ ‫به‬ ‫يكفْر‬ ‫ومن‬ ‫شهدٍ‬ ‫ل ُر ْ‬ ‫‪ #‬فمن ي َْتبْعه ي ُهْد َ لك ّ‬
‫الّنفوُر‬ ‫الحق‬ ‫عن‬ ‫بهم‬ ‫وحاد َ‬ ‫‪ #‬فلما أشربوا غدرا وكفرا‬
‫يجوُر‬ ‫ل‬ ‫يحكم‬ ‫الله‬ ‫وكان‬ ‫ق‬‫ي صد ٍ‬ ‫ى برأ ِ‬ ‫‪ #‬أرى الله النب ّ‬
‫النصيُر‬ ‫م‬
‫ن ِعْ َ‬ ‫نصيُره‬ ‫وكان‬ ‫‪ #‬فأيده وسّلطه عليهههههم‬
‫النضيُر‬ ‫عه‬ ‫مصر ِ‬ ‫بعد َ‬ ‫ذلت‬ ‫ف ُ‬ ‫م كعب صريعا‬ ‫‪ #‬فُغودَِر منه ُ‬
‫ذكوُر‬ ‫ُ‬ ‫شهَّرةٌ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫بأيدينا‬ ‫م وقد علْتهه‬ ‫َ‬
‫‪ #‬على الكفين ث ّ‬
‫يسيُر‬ ‫ب‬ ‫أخا كع ٍ‬ ‫ب‬‫إلى كع ٍ‬ ‫س ليههل‬ ‫‪ #‬بأمرِ محمدٍ إذ د ّ‬
‫سور‬ ‫ج ُ‬ ‫َ‬ ‫ثقةٍ‬ ‫أخو‬ ‫ومحمود ٌ‬ ‫‪ #‬فماكرهُ فأنزله بمكهههر‬
‫مبيُر‬ ‫ال ُ‬ ‫اجترموا‬ ‫بما‬ ‫م‬‫أباَره ُ‬ ‫‪ #‬فتلك بنو النضيرِ بدارِ سوٍء‬
‫َبصيُر‬ ‫بهم‬ ‫وهْوَ‬ ‫الله‬ ‫ل‬‫رسو ُ‬ ‫هوا‬ ‫ف َر ْ‬ ‫م في الزح ِ‬ ‫‪ #‬غداةَ أاتاه ُ‬
‫وزيُر‬ ‫لهم‬ ‫وهْوَ‬ ‫العداِء‬ ‫على‬ ‫مهوازِروهُ‬ ‫حماةُ ُ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫سا َ‬ ‫‪ #‬وغ ّ‬
‫وزوُر‬ ‫ب‬ ‫كذِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫أمَرهم‬ ‫وحالف‬ ‫سلم ويحكم فصدوا‬ ‫‪ #‬فقال ال ّ‬
‫بعيُر‬ ‫منهم‬ ‫ثلثةٍ‬ ‫لك ّ‬
‫ل‬ ‫م َوبهال‬ ‫ره ُ‬ ‫ب أم ِ‬ ‫‪ #‬فذاقوا ِغ ّ‬
‫ودوُر‬ ‫نخ ٌ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫منه ُ‬ ‫غودَر‬ ‫و ُ‬ ‫قْينقههاٍع‬ ‫وا عامدين ل َ‬ ‫جل َ ْ‬‫‪ #‬وأ ْ‬
‫سماك اليهودي يرد على كعب بن مالك ‪ :‬فأجابه سماك اليهودي ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫قصير‬ ‫ليل‬ ‫غيُره‬ ‫ل‬‫بلي ٍ‬ ‫هم كبيههُر‬ ‫ت وضافنى َ‬ ‫‪ #‬أرِقْ ُ‬
‫خبيُر‬ ‫م‬
‫عل ٌ‬ ‫ِ‬ ‫له‬ ‫م‬ ‫وكله ُ‬ ‫‪ #‬أرى الحباَر ُتنكُره جميعها‬
‫والّزبوُر‬ ‫َتنطقُ‬ ‫التوراةُ‬ ‫به‬ ‫ل علهم ٍ‬ ‫‪ #‬وكانوا الدارسين لك ّ‬
‫ُيجيُر‬ ‫من‬ ‫ن‬
‫يأم ُ‬ ‫كان‬ ‫دما‬‫وق ِ ْ‬ ‫‪ #‬قتلتم سيد َ الحبارِ كعبهها‬
‫فجوُر‬ ‫ال ُ‬ ‫سريرُته‬ ‫ومحمود‬ ‫‪ #‬تدّلى نحوَ محمودٍ أخيههه‬
‫عبيُر‬ ‫مداِرعه‬ ‫َ‬ ‫على‬ ‫يسيل‬ ‫‪ #‬فغادره كأن دما نجيعهها‬
‫النضيُر‬ ‫به‬ ‫ب‬‫أصي َ‬ ‫إذ‬ ‫ت‬‫أصيب ْ‬ ‫م وأبي جميعهها‬ ‫‪ #‬فقد وأبيك ُ ُ‬
‫تدوُر‬ ‫طيٌر‬ ‫حول َُهم‬ ‫ب‬ ‫بكع ٍ‬ ‫ك رجال‬ ‫م لكم نتر ْ‬ ‫سل َ ْ‬‫‪ #‬فإن ن َ ْ‬
‫نكيُر‬ ‫لها‬ ‫ليس‬ ‫ى‬ ‫وَهْ َ‬ ‫ت ُذ َب ّ ُ‬
‫ح‬ ‫م عتائُر يوم ِ عيهههدٍ‬ ‫‪ #‬كأنه ُ‬
‫ذكوُر‬ ‫أكثُرها‬ ‫الحد ّ‬ ‫صوافي‬ ‫ً‬ ‫عظمها‬ ‫ض ل ُتليقُ لهن َ‬ ‫‪ #‬ببي ٍ‬
‫نصيُر‬ ‫لكم‬ ‫ليس‬ ‫ث‬
‫حي ُ‬ ‫حدٍ‬ ‫بأ ْ‬ ‫خر‬ ‫ص ْ‬ ‫س َ‬ ‫م من بأ ِ‬ ‫‪ #‬كما لقيت ُ‬
‫سههليم‬ ‫عباس بن مرداس يمدح رجال بني النضير‪ :‬وقال عبههاس بههن مههرداس أخههو بنههي ُ‬
‫يمتدح رجال بني النضير‪:‬‬
‫مْلعَبا‬ ‫مل ًْهى و َ‬ ‫َ‬ ‫خلل الدارِ‬ ‫ِ‬ ‫رأيت‬ ‫دعوا‬ ‫ل الدارِ لم يتص ّ‬ ‫‪ #‬لو أن اه َ‬
‫مري هل أريك َ‬
‫شطاةِ فَْتيأَبا‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ُرك ْ ِ‬ ‫ن على‬ ‫سلك ْ َ‬ ‫ظعائنا‬ ‫‪ #‬فإنك عَ ْ‬
‫المجّربا‬ ‫م‬‫الحلي َ‬ ‫ن‬
‫ُيصبي َ‬ ‫س‬
‫أوان ُ‬ ‫ة‬
‫من ظباء َتبال ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫‪ #‬عليهن عي ٌ‬
‫كالدنانيرِ مرحَبا‬ ‫له بوجوهٍ‬ ‫‪ #‬إذا جاء باغى الخيرقلن ُفجهاءةً‬
‫دنا أن تؤن َّبا‬ ‫ول أنت تخشى عن َ‬ ‫‪ #‬وأهل فل ممنوعَ خير طلبَتههه‬
‫َ‬
‫خطَبا‬ ‫ن أ ْ‬ ‫حَيى ب ِ‬ ‫ُ‬ ‫موْلى‬ ‫سلم ٍ ول َ‬ ‫َ‬ ‫شك َم ٍ‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ت مولى ب ِ‬ ‫‪ #‬فلتحسبّنى كن ُ‬
‫وف فقال ‪:‬‬ ‫عمرو بن عَ ْ‬ ‫جب َْير‪ ،‬أخو بني َ‬ ‫وات بن ُ‬ ‫خ ّ‬
‫خوات بن جبير يرد عليه ‪ :‬فأجابه َ‬
‫ب وأقَرَبا‬ ‫جوِ لوتبكي أح ّ‬ ‫من ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫كى على قتَلى يهودٍ وقد ترى‬ ‫‪ #‬ت ُب َ ّ‬
‫سهَِبا‬ ‫م ْ‬ ‫جوِ ُ‬ ‫ل من ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫ت ولم ت ُعْوِ ْ‬ ‫بك َي ْ َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫ن أَْرين ٍ‬‫‪ #‬فَهل على قت ْلى ببط ِ‬
‫ب َثعلب َهها‬ ‫ى الحههر ِ‬ ‫دادا وف ه ِ‬ ‫صه ّ‬ ‫ن َ‬ ‫دي ِ‬
‫ددَتههها وفههي ال ه ّ‬ ‫ق ر ّ‬ ‫م دارت فههي صههدي ٍ‬ ‫س هل ْ ُ‬
‫‪ #‬إذا ال ّ‬
‫ما تعِّز و ت َغْل َِبا‬ ‫شَبها كي َ‬ ‫َ‬ ‫لهم‬ ‫ي‬
‫مك تبتغ ٍ‬ ‫در لقو ِ‬‫ت إلى قَ ْ‬ ‫‪ #‬عمد ْ َ‬
‫حه وت َك َذ َّبا‬ ‫لمن كان عَْيبا مد ُ‬ ‫دحا‬ ‫م ّ‬
‫ت تَ ُ‬ ‫ما إن ك َل ِ ْ‬
‫ف َ‬ ‫‪ #‬فانك ل ّ‬
‫مْرحَبا‬ ‫َ‬ ‫م قائل لك‬ ‫ف فيه ْ‬ ‫ْ‬
‫ولم ت ُل ِ‬ ‫ه‬
‫ت أهل لمثل ِ ِ‬ ‫ت بأمر كن َ‬ ‫حل ْ َ‬
‫‪#‬ر َ‬
‫صَبا‬ ‫من ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫وا من العّز المؤث ّ ِ‬
‫ل‬ ‫تبن ّ ْ‬ ‫ك مدحَتهم‬ ‫‪ #‬فَهل إلى قوم ٍ ملو ٍ‬
‫جدَِبا‬ ‫م ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ب العر ِ‬ ‫ف فيهم طال ُ‬ ‫ْ‬
‫ولم ي ُل َ‬ ‫ملوكا وك ُّر ُ‬
‫موا‬ ‫‪ #‬إلى معشر صاروا ُ‬
‫عّزةُ المجدِ ت ُْرت َُبا‬ ‫ِ‬ ‫تراهم وفيهم‬ ‫ة‬
‫ح ٍ‬
‫مد ْ َ‬ ‫حَرى من يهودٍ ب ِ‬ ‫‪ #‬أولئك أ ْ‬
‫عباس بن مرداس يرد على خوات بن جبير‪ :‬فأجابه عباس ابن مرداس السلمي ‪ ،‬فقال‬
‫‪:‬‬
‫لهم ِنعم كانت من الدهرت ُْرت َُبا‬ ‫م‬
‫ح الكاهنْين وفيك ُ‬ ‫ت صري َ‬ ‫‪ #‬هجوْ َ‬
‫موجَبا‬ ‫مك لو أد ّْوا من الحقّ ُ‬ ‫وقو ُ‬ ‫م‬‫ت عليه ُ‬ ‫حَرى لو بكي َ‬ ‫‪ #‬أولئك أ ْ‬
‫وأوفقُ فعل للذي كان أصوَبا‬ ‫مغَّبة‬ ‫‪ #‬من الشكرِ إن الشكَر خير َ‬
‫مَرك َّبا‬ ‫ُ‬ ‫ليبلغَ عّزا كان فيه‬ ‫سه‬ ‫طع رأ َ‬ ‫ت كمن أمسى ُيق ّ‬ ‫‪ #‬فكن َ‬
‫مجدَِبا‬ ‫ت ُ‬ ‫ُ‬
‫كن َ‬ ‫م للجوِع إذ‬ ‫َ‬
‫وقتله ُ‬ ‫َ‬
‫ن واذكْر فعالهم‬ ‫ك بني هارو َ‬ ‫‪ #‬فب َ ّ‬
‫ض عن المكروه منهم ون َك َّبا‬ ‫عر ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ت أذ ْرِ الدمعَ بالدمِع وابكه ْ‬
‫م‬ ‫وا ُ‬ ‫خ ّ‬‫‪#‬أ َ‬
‫من َك َّبا‬ ‫ُ‬ ‫ما قد تقول‬ ‫ت عَ ّ‬ ‫للفي ْ َ‬ ‫م في دياِرهههم‬ ‫‪ #‬فإنك لو لقيَته ْ‬
‫حب َههها‬ ‫ُيقهههال لبهههاِغى الخيهههرِ أهل ومر َ‬ ‫غى‬ ‫سهههراعٌ إلهههى العَْليههها كهههرام لهههدى الهههوَ َ‬ ‫‪ِ #‬‬
‫ما قاله أحد الصحابة في الرد على عبههاس بههن مههرداس ‪ :‬فأجههابه كعههب بههن مالههك ‪ ،‬أو‬
‫عبدالله بن َرواحة فيما قال ابن هشام ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ل شرقا ومغرَِبا‬ ‫ُ‬
‫ت لؤَّيا قب ُ‬ ‫أطار ْ‬ ‫ب بعدما‬ ‫حى الحر ِ‬ ‫ت َر َ‬‫حك ّ ْ‬ ‫‪ #‬لعمري لقد َ‬
‫أغلبا‬ ‫ْ‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫بعد َ‬ ‫ذليل‬ ‫فعاد‬ ‫عّزههههههها‬ ‫ة آل الكاهِن َْين و ِ‬ ‫‪ #‬بقي َ‬
‫خطَبا‬ ‫أ ْ‬ ‫ن‬
‫اب ُ‬ ‫للمنايا‬ ‫ذليل‬ ‫وِقيد َ‬ ‫ة عَْنههههوةً‬ ‫سعي َ‬ ‫ن َ‬‫‪ #‬فطاح سلم واب ُ‬
‫جلبا‬ ‫َ‬ ‫ى حين أ ْ‬ ‫ب يبغى العّز‪ ،‬والذ ّ‬ ‫جل َ َ‬
‫ف يدْيه ما جن َ‬ ‫خل َ‬ ‫ل يبتغههي‬ ‫‪ #‬وأ ْ‬
‫صهههعََبا‬ ‫دىوأ ْ‬ ‫ْ‬
‫س أك َ‬ ‫ه وقهههد كهههان ذا فهههي النههها ِ‬ ‫مههه ُ‬
‫حهههْزن ه ّ‬ ‫ض‪،‬وال َ‬ ‫ل الر ِ‬ ‫ك سهههه ِ‬ ‫‪ #‬كتهههار ِ‬
‫ت َغَي َّبا‬ ‫فيمن‬ ‫ذاك‬ ‫عن‬ ‫غيبا‬ ‫ُ‬ ‫وما‬ ‫صليا بههها‬ ‫ل وقد َ‬ ‫س وعَّزا ٌ‬ ‫شأ ٌ‬ ‫‪#‬و َ‬
‫خّيبا‬ ‫ن و ُ‬ ‫س القوم ِ حا َ‬ ‫وكعب رئي ُ‬ ‫هما‬ ‫ف كل ُ‬ ‫ن عَوْ ٍ‬ ‫مى واب ُ‬ ‫سل َ‬ ‫ْ‬ ‫ف بن َ‬ ‫‪ #‬وعَوْ ُ‬
‫قبا‬ ‫ن الله أعْ َ‬ ‫أو إ ِ‬ ‫ح‬
‫ب فت ٌ‬ ‫عق َ‬ ‫ن أ ْ‬ ‫إ ْ‬ ‫سحقا للنضيرِ ومثلهههها‬ ‫‪ #‬فُبعدا و ُ‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬قال أبو عمرو المدني ‪ :‬ثم غزا رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫بعد بني النضير بني المصطلق ‪ .‬وسأذكر حديثهم إن شاء الله في الموضع الههذي ذكههره‬
‫ابن إسحاق فيه‪.‬‬
‫غزوة ذات الرقاع‬
‫في سنة أربع‬
‫الستعداد للغزوة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم أقام رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫دى‪ ،‬ثم غههزا نجههدا يريههد بنههي‬ ‫ما َ‬
‫ضج َ‬‫ضير شهَر ربيع الخر وبع َ‬ ‫بالمدينة بعد َ غزوة بني الن ّ ِ‬
‫فههان ‪ ،‬واسههتعمل علههى المدينههة أبهها ذ َّر الِغفههاريّ ؛ ويقههال ‪:‬‬
‫غط َ‬‫محاِرب وبنى ثعلبة مههن َ‬
‫عثمان بن عفان ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬حتى نزل َنخل ‪ ،‬وهى غزوةُ ذات الّرقاع ‪.‬‬
‫لماذا سميت بهذا السم ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وإنما قيل لها غزوة ذات الرقههاع ‪ ،‬لنهههم‬
‫رّقعوا فيها راياِتهم ‪ ،‬ويقال ‪ :‬ذات الرقاع ‪ :‬شجرة بذلك الموضع ‪ ،‬يقال لها‪ :‬ذات الرقاع‬
‫‪.‬‬

‫فههان ‪،‬‬ ‫من أسباب صلة الخوف ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬فلقى بها جمعهها عظيمها مهن َ‬
‫غط َ‬
‫ضهههم بعضها ‪ ،‬حههتى صهلى‬‫س بع َ‬
‫فتقارب الناس ‪ ،‬ولم يكن بينهم حرب ‪ ،‬وقد خهاف النها ُ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلة الخوف ثم انصرف بالناس ‪.‬‬
‫كيفية صلة الخوف ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬حدثنا عبد ُ الوارث بن سههعيد التنههوري ‪ -‬وكههان‬
‫ن عُب َْيد‪ :‬عن الحسن بن أبي الحسههن ‪ ،‬عههن جههابر‬ ‫سب ُ‬ ‫ي ُك َْنى‪ :‬أبا عَُبيدة ‪ -‬قال ‪ :‬حدثنا يون ُ‬
‫بن عبدالله في صلة الخوف ‪ ،‬قال ‪ :‬صلى رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم بطائفههة‬
‫ركعتين ثههم سهّلم ‪ ،‬وطائفههة مقبلههون علههى العههدوّ قههال ‪ :‬فجههاءوا فصههلى بهههم ركعههتين‬
‫أخريين ‪ ،‬ثم سّلم ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثنا عبد ُ الوارث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جههابر‪،‬‬
‫فنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفين ‪ ،‬فركع بنا جميعا‪ ،‬ثم سجد رسول‬ ‫ص ّ‬
‫قال ‪َ :‬‬
‫ف الول ‪ ،‬فلمهها رفعههوا سههجد الههذين يلههونهم‬ ‫الله صلى اللههه عليههه وسههلم وسههجد الصه ّ‬
‫مهم ثم ركع النبى‬ ‫بأنفسهم ‪ ،‬ثم تأخر الصف الول ‪ ،‬وتقدم الصف الخر حتى قاموا مقا َ‬
‫صلى الله عليه وسلم بهم جميعا‪ ،‬ثم سجد النبى صلى الله عليه وسلم وسههجد الههذين‬
‫يلونه معه ‪ ،‬فلما رفعوا رءوسهم سجد الخرون بأنفسهم ‪ .‬فركع النبي صلى اللهه عليهه‬
‫وسلم بهم جميعا‪ ،‬وسجد كل واحد منهما بأنفسهم سجدتين ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثنا عبد الوارث بن سعيد التُثوري ‪ ،‬قال حههدثنا أيههوب عهن نهافع ‪،‬‬
‫م وتقوم معه طائفة‪ ،‬وطائفة مما يلههى عههدوهم ‪ ،‬فيركههع‬ ‫عن ابن عمر‪ ،‬قال ‪ :‬يقوم الما ُ‬
‫م ويسجد بهم ‪ ،‬ثم يتأخرون فيكونون مما يلي العدو‪ ،‬ويتقهدم الخهرون فيركهع‬ ‫بهم الما ُ‬
‫ة‪ ،‬ويسجد بهم ‪ ،‬ثم تصلى كل طائفة بأنفسهههم ركعههة‪ ،‬فكههانت لهههم مههع‬ ‫م ركع ً‬ ‫بهم الما ُ‬
‫المام ركعة ركعة‪ ،‬وصلوا بأنفسهم ركعة ركعة‪.‬‬
‫غورث يهم بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وما نزل فيه من قههرآن ‪ :‬قههال ابههن‬
‫ن عَُبيد‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬عن جابر بن عبدالله ‪ :‬أن رجل من بني‬ ‫عمرو ب ِ‬ ‫اسحاق ‪ :‬وحدثني َ‬
‫حههارب ‪ :‬أل اقتههل لكههم محمههدا؟‬ ‫م َ‬
‫طفان و ُ‬ ‫محارب ‪ ،‬يقال له ‪ :‬غوَْرث ‪ ،‬قال لقومه من غَ َ‬ ‫ُ‬
‫قالوا‪ :‬بلى‪،‬وكيف تقتُله ؟ قال ‪ :‬أفتك به ‪ .‬قال ‪ :‬فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليههه‬
‫جههره ‪ ،‬فقههال ‪ :‬يهها‬ ‫ح ْ‬ ‫وسلم وهو جالس وسيف رسول الله صلى الله عليه وسههلم فههي ِ‬
‫محمد‪ ،‬انظُرإلى سيفك هذا؟ قال ‪ :‬نعم – وكان محّلى بفضةٍ ‪ ،‬فيما قههال ابههن هشههام –‬
‫قال ‪ :‬فأخذه فاستّله ‪ ،‬ثم جعههل يهههزه ‪ ،‬وي َهُههم فيكبتههه اللههه ؛ ثههم قههال ‪ :‬يهها محمههد‪ ،‬أمهها‬
‫تخافنى؟ قال ‪ :‬ل‪ ،‬وما أخاف منك ؟ قال ‪ :‬أما تخههافني وفههي يههدي السههيف ؟ قههال ‪ :‬ل‪،‬‬
‫يمنعنى الله منك ‪ ،‬ثم عمد إلى سيف رسول الله صلى الله عليه وسههلم فههرده عليههه ‪.‬‬
‫ة الله عَل َيك ُم إذ ْ هَم قَو َ‬ ‫َ‬
‫طوا‬‫س ُ‬‫ن ي َب ْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ ْ ٌ‬ ‫ْ ْ ِ‬ ‫مُنوا اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬
‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫قال ‪ :‬فأنزل الله ‪َ) :‬ياأي َّها ال ّ ِ‬
‫ن‪] ‬المههائدة‪:‬‬ ‫إل َيك ُم أ َيديهم فَك َ ّ َ‬
‫مؤْ ِ‬
‫من ُههو َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫قوا الله وَعَل َههى اللههه فَل ْي َت َوَك ّه ْ‬ ‫م َوات ّ ُ‬ ‫م عَن ْك ُ ْ‬ ‫ف أي ْدِي َهُ ْ‬ ‫ِ ْ ْ ْ َُِ ْ‬
‫‪.[11‬‬
‫جحههاش ‪،‬‬ ‫مرو بههن ِ‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد ُ بن ُرومأن ‪ ،‬أنها أنما أنزلت في عَ ْ‬
‫م به ‪ ،‬فالله أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬ ‫أخى بني النضير وما هَ ّ‬
‫َ‬
‫قصة جابر وجمله في هذه الغزوة ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وحههدثني وهههب بههن كْيسههان ‪،‬‬
‫ت مع رسول الله صلى الله عليههه وسههلم إلههى غههزوة‬ ‫عن جابر بن عبدالله ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج ُ‬
‫ذات‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم‪،‬‬ ‫الرقاع من نخل ‪ ،‬على جمل لي ضعيف ‪ ،‬فلما قفل رسو ُ‬
‫ت أتخلف ‪ ،‬حتى أدركنى رسول الله صلى الله عليههه‬ ‫ت الرفاقُ تمضى‪ ،‬وجعل ُ‬ ‫قال ‪ :‬جعل ِ‬
‫وسلم‪ ،‬فقال ‪ :‬ما لك يا جابر؟ قال ‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أبطأ بههي جملههى هههذا‪ ،‬قههال‬
‫خه ‪ .‬قال ‪ :‬فأنخته ؛ وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ثهم قهال ‪ :‬أعطنهي ههذه‬ ‫أن ْ‬
‫العصا من يدك ‪ ،‬أو أقطع لي عصا من شجرة‪ ،‬قهال ‪ :‬ففعلهت ‪ .‬قهال ‪ :‬فأخهذها رسهول‬
‫ت ‪ ،‬فخههرج ‪-‬‬ ‫ب ‪ ،‬فركب ه ُ‬ ‫ت ‪ ،‬ثم قههال ‪ :‬ارك ه ْ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم فنخسه بها نخسا ٍ‬
‫ة‪.‬‬ ‫واهق ً‬ ‫م َ‬ ‫واهق ناقته ُ‬ ‫والذي بعثه بالحق ‪ -‬ي ُ َ‬
‫َ‬
‫قال ‪ :‬وتحدثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال لي ‪ :‬اتبيُعني جملك هههذا يهها‬
‫جابر؟‬
‫منيه‬ ‫س ْ‬‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬بل أهَبه لك ‪ ،‬قال ‪ :‬ل‪ ،‬ولكن ب ِْعنيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فَ ُ‬
‫يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قد أخذته بدرهم ؛ قال ‪ :‬قلت ل‪ ،‬إذن ‪ ،‬ت َغِْبننى يا رسول الله!‬
‫قال ‪ :‬فبدرهمين ؛ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل‪ .‬قال فلم يزل يرفع لي رسول الله صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم في ثمنه حتى بلغ الوقية ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬أفقد رضههيت يهها رسههول اللههه ؟ قههال ‪:‬‬
‫نعم ؛ قلت ‪ :‬فهو لك ؟ قال ‪ :‬قد أخذته ‪.‬‬
‫د؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أثّيبا‬ ‫ت بع ُ‬‫قال ‪ :‬ثم قال يا جابر‪ ،‬هل تزوج َ‬
‫ت ‪ :‬ل‪ ،‬بل ثيبا؛ َقال ‪ :‬أفل جارِية تلعُبههها وتلعبههك ! قههال ‪ :‬قلههت ‪ :‬يهها‬ ‫أم بكرا؟ قال ‪ :‬قل َ‬
‫رسول الله ‪ ،‬أن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعا‪ ،‬فنكحت امرأة ً جامعههة‪ ،‬تجمههع‬
‫ص هَرارا أمرنهها‬ ‫ن ‪ ،‬وتقوم عليهن ؛ قال ‪ :‬أصبت إن شاء الله ‪ ،‬أما أنهها لوقههد جئنهها ِ‬ ‫رءوسه ّ‬
‫ت‬‫فض ْ‬ ‫َ‬
‫جزور فُنحرت ‪ ،‬وأقمنا عليها يومنا ذاك ‪ ،‬وسمعت بنا‪ ،‬فن َ‬ ‫ب َ‬
‫نمارقها‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬والله يا رسول الله ما لنا من نمههارق ؛ قههال إنههها سههتكون ‪ ،‬فههإذا‬ ‫َ‬
‫أنت قدمت فاعمل عمل ك َّيسا‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فلما جئنا صرارا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجههزور فُنحههرت ‪ ،‬وأقمنهها‬
‫عليها ذلك اليوم ‪ ،‬فلما أمسى رسول الله صلى اللهه عليههه وسههلم دخهل ودخلنهها قهال ‪:‬‬
‫ث ‪ ،‬وما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قالت ‪ :‬فدوَنك‬ ‫ت المرأةَ الحدي َ‬ ‫فحدث ُ‬
‫‪ ،‬فسمعٌ وطاعة ‪.‬‬
‫ت برأس الجمل ‪ ،‬فأقبلت به حتى أنخُته على باب رسههول اللههه‬ ‫ت أخذ ُ‬ ‫قال ‪ :‬فلما أصبح ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم ؛ قال ‪ :‬ثم جلست في المسجد قريبا منه ؛ قال ‪ :‬وخههرج رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فرأى الجمل ؛ فقال ‪ :‬مها ههذا؛ قهالوا‪ :‬يها رسهول اللهه ههذا‬
‫دعيت له ؟ قال ‪ :‬فقههال يهها بههن أخههي خههذ‬ ‫جمل جاء به جابر؛ قال ‪ :‬فأين جابر؟ قال ‪ :‬ف ُ‬
‫ة ‪ .‬قهال ‪:‬‬ ‫س جملك ‪ ،‬فهو لك ‪ ،‬ودعهها بلل‪ ،‬فقهال لهه ‪ :‬اذهههب بجهابر‪ ،‬فهأعطه أوقيه ً‬ ‫برأ ِ‬
‫مههى عنههدي ‪،‬‬ ‫فذهبت معه فأعطانى أوقية‪ ،‬وزادني شيئا يسيرا‪ .‬قال ‪ :‬فههوالله مهها زال ي َن ْ ِ‬
‫وي َُرى مكانه من بيتنا حتى أصيب أمس فيما أصيب لنا‪،‬‬
‫حّرة ‪.‬‬ ‫يعنى يوم ال َ‬
‫ما أصيب به صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحراسة ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪:‬‬
‫عقيل بن جابر‪ ،‬عن جههابر بههن عبههدالله النصههاري ‪،‬‬ ‫صدقة بن َيسار‪ ،‬عن َ‬ ‫وحدثني عمى‪َ :‬‬
‫قال ‪ :‬خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫في غزوة ذات الرقاع من نخل ‪ ،‬فأصاب رجل امرأةَ رجل من المشركين فلما انصرف‬
‫جها وكان غائبا‪ ،‬فلما أخبر الخبر حلف ل‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قافل‪ ،‬أتى زو ُ‬
‫ريق في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دما فخرج يتبع أث ََر رسههول‬ ‫ينتهى حتى ي ُهَ ِ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزل‪ ،‬فقال ‪ :‬من‬
‫رجل يكلؤنا ليلَتنا هذه ؟ قال ‪ :‬فانتدب رجل من المهاجرين ‪ ،‬ورجل آخههر مههن النصههار‪،‬‬
‫شْعب ‪ .‬قههال ‪ :‬وكههان رسههول اللههه صههلى‬ ‫فقال‪ :‬نحن يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ :‬فكونا بفم ال ّ‬
‫عبههاد‬‫ب من الوادي ‪ ،‬وهما عمار بن ياسههر و َ‬ ‫شع ْ ٍ‬
‫الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا إلى ِ‬
‫بن بشر فيما قال ابن هشام‬
‫شْعب ‪ ،‬قال النصههاري للمهههاجري ‪ :‬أي‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فلما خرج الرجلن إلى فم ال ّ‬
‫الليههل تحههب أن أكفيك َههه ‪ :‬أول َههه أم آخهَره ؟ قههال ‪ :‬بههل اكفنههي أولههه ‪ ،‬قههال ‪ :‬فاضههطجع‬
‫ل‬
‫ص الرج ه ِ‬ ‫ل ‪ ،‬فلمهها رأى شههخ َ‬ ‫المهاجري فنام ‪ ،‬وقام النصاريّ يصلى‪ ،‬قال ‪ :‬وأتى الرج ُ‬
‫ة القوم ‪ .‬قال ‪ :‬فرمى بسهم ‪ ،‬فوضعه فيه ‪ ،‬قال ‪ :‬فنزعه ووضعه ‪ ،‬فثبت‬ ‫عََرف أنه ربيئ ُ‬
‫قائما‪ ،‬قال ‪ :‬ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه ‪ ،‬قال ‪ :‬فنزعه فوضعه ‪ ،‬وثبههت قائمهها‪ ،‬ثههم‬
‫ب صههاحَبه‬ ‫عاد له بالثالث ‪ ،‬فوضعه فيه ‪ ،‬قال ‪ :‬فنزعه فوضعه ‪ ،‬ثم ركع وسجد‪ ،‬ثههم أهَ ه ّ‬
‫ت ‪ ،‬قههال ‪ :‬فههوثب فلمهها رآهمهها الرجههل عههرف أن قههد ن َهذَِرا بههه ‪،‬‬ ‫س فقههد اث ْب َ ّ‬ ‫فقال ‪ :‬اجل ْ‬
‫ن اللههه ! أفل‬ ‫فهرب ‪ .‬قال ‪ :‬ولما رأى المهاجريّ ما بالنصاريّ من الههدماء قههال ‪ :‬سههبحا َ‬
‫ل ما رمهاك ؟ قهال ‪ :‬كنهت فهي سهورة أقرؤهها فلهم أحهب أن أقطَعهها حهتى‬ ‫هببتني أو َ‬‫أ ْ‬
‫ي الرمى ركعت فآذنتههك ‪ ،‬وايههم اللههه ‪ ،‬لههول أن أض هّيع َثغههرا أمرنههى‬ ‫دها‪ ،‬فلما تابع عل ّ‬ ‫ف َ‬ ‫أن ْ ِ‬
‫دها‪.‬‬ ‫ف َ‬‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسى قبل أن أقطعها أو أن ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬أنفذها‪.‬‬
‫دم رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم المدينههة مههن غههزوة‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬ولما قَ ِ‬
‫دى الولى وجماَدى الخرة ورجبا‪.‬‬ ‫جما َ‬ ‫ة ُ‬ ‫الرقاع ‪ ،‬أقام بها بقي َ‬
‫غزوة بدر الخرة‬
‫في شعبان سنة أربع‬
‫خروج الرسول لملقاة أبي سفيان ورجوع أبي سفيان إلى مكة‪ :‬قال ابههن اسههحاق ‪:‬‬
‫ثم خرج في شعبان إلى بدر‪ ،‬لميعاد أبي سفيان ‪ ،‬حتى نزله ‪.‬‬
‫سلول النصاري ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫دالله بن أبي ابن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل على المدينة عب َ‬
‫ل ينتظر أبا سفيان ‪ ،‬وخرج أبو سههفيان فههي‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فأقام عليه ثمانى ليا ٍ‬
‫سههفان ‪،‬‬ ‫ض الناس يقول ‪ :‬قد بلههغ عُ ْ‬ ‫ظهران ‪ ،‬وبع ُ‬ ‫أهل مكة حتى نزل مجنة‪ ،‬من ناحية ال ّ‬
‫ثم بدا له في الرجوع ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬إنه ل يصلحكم إل عام خصيب ترعههون‬
‫فيه الشجر وتشربون‬
‫مكم هذا عام جدب ‪ ،‬وأني راجع ‪ ،‬فارجعوا‪ ،‬فرجع الناس ‪ .‬فسههماهم‬ ‫فيه اللبن ‪ ،‬وإن عا َ‬
‫سويق ‪ ،‬يقولون إنما خرجتم تشربون السويق ‪.‬‬ ‫ل مكة جيش ال ّ‬ ‫أه ُ‬
‫وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم علههى بههدر ينتظههر أبهها سههفيان لميعههاده ‪ ،‬فأتههاه‬
‫دان ‪،‬‬ ‫مرة فهي غههزوة وُ ّ‬ ‫ضه ْ‬‫مري ‪ ،‬وهو الذي كان وادعه على بني َ‬ ‫ض ْ‬
‫ى بن عمرو ال ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫فقال ‪ :‬يا محمد‪ ،‬أجئت للقاء قريش على هذا الماء؟‬
‫ت مع ذلك رددنهها إليههك مهها كههان بيننهها وبينههك ‪ ،‬ثههم‬ ‫مرة‪ ،‬وأن شئ َ‬ ‫ض ْ‬‫قال ‪ :‬نعم يا أخا بني َ‬
‫جالدناك حتى يحكم الله بيَننا وبيَنك ‪ ،‬قال ‪ :‬ل والله يا محمههد‪ ،‬مهها لنهها بههذلك منههك مههن‬
‫حاجة ‪.‬‬
‫ما قاله معبد الخزاعي من الشعر‪ :‬فأقام رسول الله صلى الله عليهه وسهلم ينتظهر أبها‬
‫سفيان فمر به معبد بن أبي معبد الخزاعي ‪ ،‬فقال ‪ ،‬وقد رأى مكان رسول اللههه صههلى‬
‫الله عليه وسلم وناقته تهوي به ‪:‬‬
‫جدِ‬
‫ب كالعَن ْ َ‬ ‫ى محمدِ وعجوةٍ من يثر ٍ‬ ‫ت من ُرفْ َ‬
‫قت َ ْ‬ ‫‪ #‬قد نفر ْ‬
‫دي‬ ‫وع ِ‬ ‫م ْ‬
‫ت ماَء قديدٍ َ‬ ‫َ‬
‫قد جعل ْ‬ ‫َ‬
‫ن أبيها الت ْلدِ‬ ‫‪ #‬تهوي على دي ِ‬
‫حي الغَدِ‬ ‫ض َ‬
‫‪ #‬وماَء ضجنان لها ُ‬
‫ما قاله أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة ‪ :‬وقال عبههدالله بههن‬
‫رواحة في ذلك ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬أنشدنيها أبو زيد النصاري لكعب بن مالك ‪:‬‬
‫صدقا وما كان‬ ‫ِ‬ ‫لميعاِده‬ ‫‪ #‬وعدنا أبا سفيان بدر‪ .‬فلم نجد ْ‬
‫َوافي َههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها‬
‫واليا‬ ‫م َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ت ذميما وافتقد ْ َ‬ ‫لب ْ َ‬ ‫م لو وافَْيتنا فلقي َْتنهههها‬ ‫‪ #‬فأقس ُ‬
‫ل تركناه ثاويا‬ ‫عمرا أبا جه ٍ‬ ‫و َ‬ ‫ة وابنهه‬ ‫ل عتب َ‬ ‫‪ #‬تركنا به أوصا َ‬
‫وأمركم السيئ الذي كان‬ ‫ف لدينكم‬ ‫ل الله أ ّ‬ ‫م رسو َ‬ ‫‪ #‬عصيت ْ‬
‫غاوي َهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها‬
‫ل الله أهلى ومالَيا‬ ‫دى لرسو ِ‬ ‫فِ ً‬ ‫‪ #‬فإنى وإن عنفتموني لقاْئههل‬
‫ل هادَيا‬ ‫شهابا لنا في ظلمةِ للي ِ‬ ‫ره‬‫‪ #‬أطعناه لم ن َْعذْله فينا بغيهه ِ‬
‫شعر حسان في ذلك ‪ :‬وقال حسان بن ثابت في ذلك ‪:‬‬
‫ك‬‫الَوارِ ِ‬ ‫ض‬
‫المخا ِ‬ ‫كأفواهِ‬ ‫جلد‬‫ِ‬ ‫ت الشأم ِ قد حال دوَنها‬ ‫عوا فََلجا ِ‬ ‫‪ #‬دَ ُ‬
‫الملئك‬ ‫وأيدي‬ ‫حقا‬ ‫وأنصاِره‬ ‫ل هاجروا نحوَ رّبهم‬ ‫‪ #‬بأيدي رجا ٍ‬
‫ك‬
‫فقول لها ليس الطريقُ هنال ِ‬ ‫عالٍج‬ ‫ن َ‬ ‫ت للغورِ من بط ِ‬ ‫‪ #‬إذا سلك ْ َ‬
‫ك‬ ‫مبارِ ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ض‬
‫عري ِ‬ ‫جّرارٍ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫بأْرعَ َ‬ ‫س الّنزوِع ثمانيا‬ ‫‪ #‬أقمنا على الَر ّ‬
‫ك‬‫ت الحوار ِ‬ ‫مشرفا ِ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫وُقب طوا ٍ‬ ‫قه‬ ‫ْ‬
‫خل ِ‬ ‫جوُْزه ِنصف َ‬ ‫ت َ‬ ‫ل كُ َ‬
‫مي ْ ٍ‬ ‫‪ #‬بك ّ‬
‫ك‬‫الّروات ْ‬ ‫ي‬
‫مط ِ ّ‬
‫ال َ‬ ‫ف‬
‫أخفا ِ‬ ‫م‬
‫مناس ُ‬ ‫ج العامي ت َذ ِْري أصوُله‬‫‪ #‬ترى العَْرف َ‬
‫ك‬
‫ن هال ِ‬ ‫َره َ‬ ‫ن‬
‫ن يك ْ‬ ‫حّيا َ‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ت ب َ‬ ‫ُفر َ‬ ‫‪ #‬فإن ن َل ْقَ في َتطوَِفنا والتما ِ‬
‫سنا‬

‫ن حالك‬ ‫ي َُزد ْ في سوادٍ لوُنه لو ُ‬ ‫ده‬


‫س بع َ‬
‫قي ْ ِ‬ ‫ن امرىء ال َ‬ ‫سب َ‬ ‫‪ #‬وان ن َل ْقَ قَي ْ َ‬
‫ك‬‫الصعال ِ ِ‬ ‫ل‬
‫الرجا ِ‬ ‫غُّر‬ ‫من‬ ‫فإنك‬ ‫ن عنى رسالهههههة‬ ‫‪ #‬فأبلغ أبا سفيا َ‬
‫أبو سفيان يرد على حسان ‪ :‬فأجابه أبو سفيان بن الحارث‬
‫ابن عبد المطلب فقال ‪:‬‬
‫كذلك‬ ‫خروقَ‬ ‫ال ُ‬ ‫نغتا ُ‬
‫ل‬ ‫دك‬‫ج ّ‬
‫و َ‬ ‫فغههههها‬‫ن أكلةِ ال َ‬ ‫ن إنا ياب َ‬ ‫‪ #‬أحسا ُ‬
‫ك‬‫دارِ ِ‬ ‫م َ‬
‫ُ‬ ‫شذ‬ ‫ت منا ب َ‬ ‫َ‬
‫ولو وأل ْ‬ ‫‪ #‬خرجنا وما تنجو اليعافيُر بيَننهها‬
‫ك‬ ‫وسم ِ المتعار ِ‬ ‫ل الم ْ‬ ‫ن أه ِ‬ ‫م َ‬‫مد َ ّ‬
‫ُ‬ ‫مناٍخ حسبَتههه‬ ‫‪ #‬إذا ما انبعثنا من ُ‬
‫ك‬ ‫ل عند َ المدار ِ‬ ‫خ ِ‬‫وتتركنا في الن ْ‬ ‫س الّنزوِع ُتريدنها‬ ‫ت على الر ّ‬ ‫‪ #‬أقم َ‬
‫ك‬
‫قَنه بالدكادِ ِ‬ ‫ص ْ‬‫ت أل َ‬ ‫فما وَط ِئ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ #‬على الزرِع تمشى خيلَنا وركاُبنها‬
‫ك‬
‫ي الروات ِ‬ ‫مط ِ ّ‬ ‫جْردِ الجيادِ وال َ‬ ‫ب ُ‬ ‫سل ٍْع وفههههارٍع‬ ‫ن َ‬ ‫‪ #‬أقمنا ثلثا بي َ‬
‫ك‬
‫آن ِ‬ ‫أْرطا َ‬
‫ل‬ ‫بالعين‬ ‫ذكم‬ ‫كمأخ ِ‬ ‫جلد َ القوم ِ عند َ قباِبههههم‬ ‫سْبتم ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫‪َ #‬‬
‫سك‬ ‫صم ِ المتما ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫وقو ِ‬ ‫على نح ِ‬ ‫ل لههها‬ ‫ل الجياد َ وق ْ‬ ‫ث الخي َ‬ ‫‪ #‬فل تبع ِ‬
‫ك‬ ‫ن مال ِ‬ ‫س من أبناِء فِهْرِ ب ِ‬ ‫فوار ُ‬ ‫دتم بها وغيُركم كان أهَلهههها‬ ‫سع ِ ْ‬
‫‪َ #‬‬
‫ك‬
‫س ِ‬
‫ت بنا ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ت الدي ِ‬ ‫حُرما ِ‬ ‫ُ‬ ‫ول‬ ‫‪ #‬فإنك ل في هجرةٍ إن ذكرَتهههها‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬بقيت منها أبيههات تركناههها‪ ،‬لقبههح اختلف قوافيههها‪ .‬وأنشههدني أبههو زيههد‬
‫النصاري هذا البيت ‪:‬‬

‫‪ #‬خرجنا وما تنجو اليعافيُر بيننا‬


‫والبيت الذي بعده لحسان بن ثابت في قوله ‪:‬‬
‫‪ #‬دعوا فََلجات الشأم قد حال دوَنها‬
‫‪ #‬فأبلغْ أبا سفيان "‪.‬‬ ‫وأنشدني له فيها بيته ‪:‬‬
‫غزوة دومة الجندل‬
‫في شهر ربيع الول سنة خمس‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة‪ ،‬فأقام من‬
‫دم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها أشهههرا حههتى مضههى ذو الحجههة وولههى تلههك‬ ‫مق َ‬
‫الحجة المشركون وهي سنة أربع ثم غههزا رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم دومههة‬
‫الجندل‬
‫من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينههة ‪ :‬قههال ابههن هشههام ‪ :‬فههي شهههر ربيههع‬
‫سباع بن عُْرُفطة الغِ َ‬
‫فاريّ ‪.‬‬ ‫الول ‪ ،‬واستعمل على المدينة ِ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قب ه َ‬
‫ل أن يصههل اليههها‪ ،‬ولههم‬
‫يلقَ كيدا فأقام بالمدينة بقية سنته ‪.‬‬

‫غزوة الخندق‬
‫في شوال سنة خمس‬
‫حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زياد بن عبدالله البكائى‪ ،‬عن محمد‬
‫بن اسحاق المطلبى‪ ،‬قال ‪ :‬ثم كانت غزوة الخندق في شوال سنة خمس ‪.‬‬
‫عروة بههن الزبيههر‪،‬‬ ‫اليهود تحزب الحزاب ‪ :‬فحدثني يزيد ُ بن ُرومان مولى ال الزبير بن ُ‬
‫قَرظههى‪ ،‬والزهههري ‪،‬‬ ‫ن ل أتهم ‪ ،‬عن عبدالله بن كعب بن مالك ‪ ،‬ومحمد بههن كعههب ال ُ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬
‫رهههم مههن علمائنهها‪ ،‬كلهههم قههد‬ ‫وعاصم بن عمر بن َقتا َ‬
‫دة‪ ،‬وعن عبدالله بن أبي بكر‪ ،‬وغي ِ‬
‫دث به بعض ‪.‬‬ ‫دث ما ل يح ّ‬ ‫اجتمع حديُثه في الحديث عن الخندق ‪ ،‬وبع ُ‬
‫ضهم يح ّ‬
‫قيهق‬ ‫ح َ‬‫سهلم بهن أبهي ال ُ‬ ‫قالوا‪ :‬إنه كان من حديث الخندق أن نفرا مهن اليهههود‪ ،‬منههم ‪َ :‬‬
‫وذة بههن قَْيههس‬ ‫ضرى ‪ ،‬وهَ ْ‬ ‫حقْيق الن ّ َ‬ ‫كنانة بن أبي ال ُ‬ ‫ضري ‪ ،‬و ِ‬ ‫طب الن ّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ى بن أ ْ‬ ‫حي ّ‬ ‫ضري و ُ‬ ‫الن ّ َ‬
‫ضير‪ ،‬ونفر من بني وائل ‪ ،‬وهم الههذين‬ ‫واِئلي ‪ ،‬وأبو عمار الوائلي ‪ ،‬في نفر من بني الن ّ ِ‬ ‫ال َ‬
‫حّزبوا الحزاب على‬ ‫َ‬
‫دموا على قريش مكة‪ ،‬فدعوهم إلههى‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬خرجوا حتى قَ ِ‬
‫حرب رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم وقههالوا‪ :‬انهها سههنكون معكههم عليههه ‪ ،‬حههتى‬
‫ل والعلم‬ ‫ب الو ِ‬ ‫ل الكتا ِ‬ ‫نستأصَله ‪ .‬فقالت لهم قريش‪ :‬يا معشَر يهود‪ ،‬إنكم أه ُ‬
‫بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد‪ ،‬أفديننا خيهٌر أم دين ُههه ؟ قههالو‪ :‬بههل دينكههم خيههر مههن‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫دينه ‪ ،‬وأنتم أولى بالحق منه ‪ .‬فهم الذين أنزل الله تعالى فيهم ‪) }:‬أل َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫دى‬ ‫ف هُروا هَ هؤَُلِء أهْ ه َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ت وَي َ ُ‬ ‫غو ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ن ِبال ْ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ب ي ُؤْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صيًبا ِ‬ ‫أوُتوا ن َ ِ‬
‫صيًرا {‪( 0‬‬ ‫ه نَ ِ‬ ‫جد َ ل َ ُ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫ن الله فَل َ ْ‬ ‫ن ي َل ْعَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م الله وَ َ‬ ‫ن ل َعَن َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫سِبيًل‪ .‬أ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ضهل ِهِ {‪ :‬أي النبهوة‪،‬‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫م الله ِ‬ ‫ما آَتاهُ ْ‬ ‫س عََلى َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫‪ 0‬إلى قوله تعالى ‪ } :‬أ ْ‬
‫ه‬
‫ن ب ِه ِ‬ ‫مه َ‬ ‫نآ َ‬ ‫مه ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُه ْ‬ ‫مهها‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ظي ً‬ ‫مل ْك ًهها عَ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ة َوآت َي َْناهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫هي َ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫قد ْ آت َي َْنا آ َ‬ ‫} )فَ َ‬
‫سِعيًرا { ]النساء ‪.[55-52 :‬‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫فى ب ِ َ‬ ‫ه وَك َ َ‬ ‫صد ّ عَن ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫وَ ِ‬
‫شطوا لما دعوهم اليه ‪ ،‬مهن حهرب رسهول‬ ‫قال ‪ :‬فلما قالوا ذلك لقريش ‪ ،‬سرهم ون َ َ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فاجتمعوا لذلك واّتعدوا له ؛ ثم خرج أولئك النفر من يهود‪،‬‬
‫ب رسول اللهه صهلى اللههه عليهه‬ ‫وهم إلى حر ِ‬ ‫طفان من قَْيس عيلن ‪ ،‬فدعَ ْ‬ ‫حتى جاءوا غَ َ‬
‫وسلم‪ ،‬وأخبروهم أنهم سهيكونون معههم عليهه ‪ ،‬وأن قريشها قهد تهابعوهم علهى ذلهك ‪،‬‬
‫فاجتمعوا معهم فيه ‪.‬‬
‫دها أبو سفيان بن حههرب ‪.‬‬ ‫خروج الحزاب ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬فخرجت قريش ‪ ،‬وقائ ُ‬
‫ذيفة بن بدر‪ ،‬في بني فَههزارة والحههارث‬ ‫ح َ‬ ‫صن بن ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫دها عُي َْينة بن ِ‬ ‫طفان ‪ ،‬وقائ ُ‬ ‫وخرجت غَ َ‬
‫بن عوف بن حارثة‬
‫حمة ابهن عبههدالله‬ ‫سه ْ‬ ‫ريف بن ُ‬ ‫َ‬
‫خْيلة بن ن ُوَْيرة بن ط ِ‬ ‫سعر بن ُر َ‬ ‫م ْ‬ ‫مرة و ِ‬ ‫المري ‪ ،‬في بني ُ‬
‫شجع ‪.‬‬ ‫خلوة بن أشجع بن َرْيث بن غَطفان ‪ ،‬فيمن تابعة من قومه من أ ْ‬ ‫َ‬ ‫بن هلل بن َ‬
‫حفر الخندق ‪ :‬فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ومهها أجمعههوا لههه مههن‬
‫المر‪ ،‬ضرب الخندقَ على المدينة‪ ،‬فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ترغيبهها‬
‫للمسلمين في الجر‪ ،‬وعمل معه المسلمون فيه ‪ ،‬فدأب فيه ودأبوا‪ .‬وأبطأ عن رسههول‬
‫ل مههن المنههافقين ‪،‬‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم وعن المسههلمين فههي عملهههم ذلههك رجهها ٌ‬
‫وجعلوا ي ُوَّرون بالضعيف من العمل ويتسللون إلى أهليههم بغيهرِ علهم ٍ مهن رسهول اللهه‬
‫ن ‪ .‬وجعههل الرجههل مههن المسههلمين إذا نههابته النائبههة‪ ،‬مههن‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ول إذ ٍ‬
‫الحاجة التي ل بد له منها‪ ،‬يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسههلم ويسههتأذنه فههي‬
‫اللحوق بحاجته ‪ ،‬فيأذن له ‪ ،‬فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيههه مههن عملههه ‪ ،‬رغبههة‬
‫في الخير‪ ،‬واحتسابا له ‪.‬‬
‫ما نزل من القرآن في حق العاملين في الخندق مؤمنهم ومنافقهم ‪ :‬فأنزل الله تعههالى‬
‫ه‬‫مع َ ه ُ‬‫ذا ك َههاُنوا َ‬ ‫سههول ِهِ وَإ ِ َ‬ ‫من ُههوا ب ِههالله وََر ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّه ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫في أولئك من المؤمنين ‪ }:‬إ ِن ّ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ِبالله‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن ي ُؤْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ِ‬ ‫ك أوْلئ ِ َ‬ ‫ست َأذُِنون َ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ست َأذُِنوهُ إ ِ ّ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫م ي َذ ْهَُبوا َ‬ ‫مٍع ل َ ْ‬ ‫جا ِ‬ ‫مرٍ َ‬ ‫عََلى أ ْ‬
‫ْ‬ ‫ك لبعض َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ن اللههه‬ ‫م الله إ ِ ّ‬ ‫فْر ل َهُ ْ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫م فَأذ َ ْ‬ ‫شأن ِهِ ْ‬ ‫ست َأذ َُنو َ ِ َ ْ ِ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫سول ِهِ فَإ ِ َ‬ ‫وََر ُ‬
‫م{ ]النور ‪ [62 :‬فنزلت هذه الية فيمن كان من المسلمين من أهل الحسههبة‬ ‫حي ٌ‬‫فوٌر َر ِ‬ ‫غَ ُ‬
‫والرغبة في الخير‪ ،‬والطاعة لّله ولرسوله صلى الله عليه وسلم‪ .‬ثم قال تعههالى‪ ،‬يعنههى‬
‫المنافقين الذين كانوا يتسللون من العمل ‪ ،‬ويذهبون‬
‫عاءِ‬ ‫م ك َهد ُ َ‬‫ل ب َي ْن َك ُه ْ‬ ‫سههو ِ‬ ‫جعَل ُههوا د ُعَههاَء الّر ُ‬ ‫بغير إذن من النبى صلى الله عليههه وسههلم‪َ) :‬ل ت َ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫مههرِ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫خال ِ ُ‬‫ن يُ َ‬
‫ذي َ‬‫حذ َْر ال ّ ِ‬ ‫ذا فَل ْي َ ْ‬ ‫وا ً‬‫م لِ َ‬‫من ْك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫سل ُّلو َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م الله ال ّ ِ‬ ‫ضا قَد ْ ي َعْل َ ُ‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫ضك ُ ْ‬ ‫ب َعْ ِ‬
‫م ‪] ‬النور‪ [63 :‬قال ابههن هشههام ‪ :‬اللههواذ‪ :‬السههتتار‬ ‫َ‬ ‫م عَ َ‬ ‫أ َن تصيبهم فتن ٌ َ‬
‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫صيب َهُ ْ‬ ‫ة أوْ ي ُ ِ‬ ‫ْ ُ ِ َُ ْ ِ َْ‬
‫بالشيء عند الهرب ‪ ،‬قال حسان بن ثابت ‪:‬‬
‫م‬
‫حلههههههو ُ‬ ‫خههههههف منههههههها ال ُ‬ ‫ُيقيمههههههوا و َ‬ ‫واذا أن‬ ‫ش تفههههههر منهههههها ل ِهههههه َ‬ ‫‪ #‬وقريهههههه ٌ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ ،‬قد ذكرتها في أشعار يوم أحد‪.‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ‬قههال ابههن اسههحاق ‪ :‬مههن‬ ‫م عَل َي ْ ِ‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬‫ض قَد ْ ي َعْل َ ُ‬‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬
‫ما ِفي ال ّ‬ ‫ن ل ِل ّهِ َ‬‫)أَل إ ِ ّ‬
‫صدق أو كذب ‪.‬‬
‫م‪] ‬النور‪.[64 :‬‬ ‫يٍء عَِلي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مُلوا َوالله ب ِك ُ ّ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ن إ ِل َي ْهِ فَي ُن َب ّئ ُهُ ْ‬‫جُعو َ‬ ‫) وَي َوْ َ‬
‫م ي ُْر َ‬
‫المسلمون يرتجزون وهم يعملون ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وعمل المسلمون فيه حههتى‬
‫جعَي ْههل ‪ ،‬سههماه ‪ .‬رسههول اللههه‬ ‫أحكموه ‪ ،‬وارتجزوا فيه برجل من المسلمين ‪ ،‬يقههال لههه ُ‬
‫مرا‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ :‬عَ ْ‬
‫ومهههها ظهههههرا‬ ‫وكههههان للبههههائس ي َ ْ‬ ‫عمههههَرا‬ ‫ل َ‬ ‫جعَْيهههه ٍ‬ ‫سههههماه مههههن بعههههد ُ‬ ‫‪َ #‬‬
‫مَرا " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬عمرا‪ ،‬وإذا مروا‬ ‫فإذا مروا‪ :‬ب " عَ ْ‬
‫ب "ظهَرا" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ظهرا ‪.‬‬
‫معجزات ظهرت فهي حفههر الخنههدق ‪ :‬قهال ابهن اسههحاق ‪ :‬وكههان فهي حفههر الخنههدق‬
‫أحاديث بلغتني فيها من الله تعالى عبرة في تصديق‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وتحقيق نبوته ‪ ،‬عاين ذلك المسلمون ‪.‬‬
‫ظهور الكدية والتغلب عليها‪ :‬فكان مما بلغنى أن جابر بن عبدالله كان يحههدث ‪ :‬أنههه‬
‫وها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫شك َ ْ‬ ‫أشتدت عليهم في بعض الخندق ك ُ ْ‬
‫دية ‪ ،‬ف َ‬
‫‪ ،‬فدعا بإناء من ماء‪ ،‬فتفل فيه ‪ ،‬ثم دعا بما شاء الله أن يدعُوَ به ‪ ،‬ثم نضح ذلههك المههاء‬
‫دية‪ ،‬فيقول من حضرها‪ :‬فوالههذي بعثههه بههالحق نبي ّهها لنهههالت حههتى عههادت‬ ‫على تلك الك ُ ْ‬
‫سحاة ‪.‬‬
‫م ْ‬
‫كالكثيب ل ترد فأسا ول ِ‬
‫مينا أنه‬‫ما تحقق من البركة في تمر ابنة بشير‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني سعيد بن ِ‬
‫مرة بنههت‬ ‫ة لَبشير بن سعد‪ ،‬أخت النعمان بن بشير‪ ،‬قالت ‪ :‬دعتنى أمى عَ ْ‬ ‫دث ‪ :‬أن ابن ً‬ ‫ح ّ‬
‫ُ‬
‫َرواحة‪ ،‬فأعطتنى حفنة من تمر في ثوبي ‪ ،‬ثم قالت ‪ :‬أي ب َُنية‪ ،‬اذهبى إلى أبيك وخالههك‬
‫عبدالله ابن َرواحة بغدائهما‪ ،‬قالت ‪ :‬فأخذتها‪ ،‬فانطلقت بها‪ ،‬فمررت برسول الله صههلى‬
‫الله عليه وسلم وأنا ألتمس أبي وخالى‪ ،‬فقال ‪ :‬تعالى يا ب َُنية‪ ،‬مهها هههذا معههك ؟ قههالت ‪:‬‬
‫فقلت ‪ ،‬يا رسول الله ‪ ،‬هذا تمر‪ ،‬بعثتنى بههه أمههى إلههى أبههي‪ ،‬بشههير ابههن سههعد‪ ،‬وخههالى‬
‫ى رسههول اللههه صههلى‬ ‫فه ْ‬ ‫عبدالله بن رواحة يتغذيانه ‪ ،‬قال ‪ :‬هاتيه ‪ ،‬قالت ‪ :‬فصببته في ك ّ‬
‫دحا بالتمر عليه ‪ ،‬فتبدد فههوق‬ ‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فما ملتهما‪ ،‬ثم أمر بثوب فبسط له ثم َ‬
‫الثوب ‪ ،‬ثم قال لنسان عنده ‪ :‬اصرخ في أهل الخنههدق ‪ :‬أن هلههم إلههى الغههداء فههاجتمع‬
‫ل الخنههدق عنههه ‪ ،‬وإنههه‬‫الخندق عليه ‪ ،‬فجعلوا يأكلون منه ‪ ،‬وجعل يزيد‪ ،‬حههتى صههدر أه ه ُ‬
‫ليسقط من أطراف الثوب ‪.‬‬
‫ما تحقق من البركة في دعوة جابر للطعام ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وحههدثني سههعيد بههن‬
‫مينا‪ ،‬عن جابر بن عبدالله ‪ ،‬قال ‪ :‬عملنا مع رسول‬
‫‪174‬‬
‫جهد ّ سههمينة ‪ .‬قههال‬
‫شوَْيهة ‪ ،‬غيههر ِ‬‫الله صلى الله عليه وسلم في الخندق ‪ ،‬فكانت عندي ُ‬
‫فقلت ‪ :‬والله لو صنعناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قهال ‪ :‬فهأمرت امرأتهي ‪،‬‬
‫فطحنت لنا شيئا مهن شهعير‪ ،‬فصهنعت لنها منهه خهبزا‪ ،‬وذبحهت تلهك الشهاة‪ ،‬فشهويناها‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فلما أمسينا وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم النصراف عن الخندق ‪ -‬قال‬
‫‪ :‬وكنا نعمل فيه نهارنا‪ ،‬فإذا أمسينا رجعنا إلى أهالينا ‪ -‬قال ‪ :‬قلههت ‪ :‬يهها رسههول اللههه ‪،‬‬
‫إنى قد صنعت لك شوَْيهة كانت عندنا‪ ،‬وصنعنا معها شيئا من خبز هههذا الشههعير‪ ،‬فههأحب‬
‫أن تنصرف معى إلى منزلي ‪ ،‬وانما أريد أن ينصرف معى رسول الله صلى اللههه عليههه‬
‫وسلم وحده ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فلما أن قلت له ذلك ‪ ،‬قههال ‪ :‬نعههم ‪ ،‬ثههم أمههر صههارخا فصههرخ ‪ :‬أن انصههرفوا مههع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت جابر بن عبدالله ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت إنهها لل ّههه وإنهها‬
‫اليه راجعون ! قال ‪ :‬فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وأقبل الناس معه ‪ ،‬قال‬
‫مى الله ‪ ،‬ثم أكههل ‪ ،‬وتواردهها النهاس ‪ ،‬كلمهها‬ ‫‪ :‬فجلس وأخرجناها اليه ‪ .‬قال ‪ :‬فبّرك وس ّ‬
‫فرغ قوم قاموا وجاء ناس ‪ ،‬حتى صدر أهل الخندق عنها‪.‬‬
‫حههدثت عههن‬ ‫بشرى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بههالفتوح ‪ :‬قههال ابههن اسههحاق ‪ :‬و ُ‬
‫ي صههخرة ‪،‬‬ ‫سلمان الفارسي ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬ضربت في ناحيههة مههن الخنههدق ‪ ،‬فغلظههت عله ّ‬
‫ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب مني ‪ ،‬فلما رآني أضرب ورأى شههدة المكههان‬
‫ول من يدي ‪ ،‬فضرب به ضربة‬ ‫معْ َ‬‫ى‪ ،‬نزل فأخذ ال ِ‬ ‫عل ّ‬
‫لمعت تحت المعول برقة‪ ،‬قال ‪ :‬ثم ضرب به ضربة أخرى‪ ،‬فلمعت تحته برقههة أخههرى ‪.‬‬
‫ة‪ ،‬فلمعت تحَته برقة أخرى ‪ .‬قههال ‪ :‬قلههت بههأبي أنههت وأمههي يهها‬ ‫قال ‪ :‬ثم ضرب به الثالث َ‬
‫ت‬‫ول وأنههت تضههرب ؟ قههال ‪ :‬أوَقَهد ْ رأيه َ‬ ‫معْه َ‬‫رسول الله ! ما هذا الذي رأيت لمع تحت ال ِ‬
‫ن ؟ قال ‪ :‬قلت نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬أما الولى فإن الله فتح علي بها اليمن ‪ ،‬وأمهها‬ ‫ذلك يا سلما ُ‬
‫ى بها الشام والمغهرب ‪ ،‬وأمها الثالثهة فهإن اللهه فتهح علهي بهها‬ ‫الثانية فإن الله فتح عل ّ‬
‫المشرق ‪ " .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول ‪ -‬حين‬
‫ُفتحت هذه المصار في زمان عمر وزمههان عثمهان ومهها بعههده ‪:-‬افتتحههوا مهها بههدا لكههم ‪،‬‬
‫فوالذى نفس أبي هريرة بيده ‪ ،‬ما افتتحتم من مدينههة ول تفتتحونههها إلههى يههوم القيامههة‬
‫ل ذلك ‪.‬‬‫حها قب َ‬‫إلوقد أعطى الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتي َ‬
‫وصول المشركين المدينة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما فههرغ رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫جهُرف‬ ‫مههة‪ ،‬بيههن ال ُ‬‫وسلم من الخندق ‪ ،‬أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع السيال من ُرو َ‬
‫وَزغابة ‪ ،‬في عشرة ألف من أحابيشهم ‪ ،‬ومن‬
‫طفان ومن تبعهم من أهل نجد‪ ،‬حتى نزلوا‬ ‫تبعهم من بني كنانة وأهل ‪ِ .‬تهامة‪ ،‬وأقبلت غَ َ‬
‫مى‪ ،‬إلى جانب أحد‪ .‬وخرج رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم والمسههلمون‬ ‫ذنب َنق َ‬‫ب َ‬
‫سلع في ثلثة ألف من المسلمين ‪ ،‬فضرب هنالك عسكره ‪،‬‬ ‫حتى جعلوا ظهورهم إلى َ‬
‫والخندق بينه وبين القوم ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل على المدينة بن أم مكتوم ‪.‬‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وأمر بالذراري والنساء فجعلوا في الطام‬
‫ى بن أخطههب النضههري ‪،‬‬ ‫حي َ‬‫حيى بن أخطب يحرش كعب بن أسد‪ :‬قال وخرج عدو الله ُ‬
‫عقد بني ُقريظههة وعهههدهم ‪ ،‬وكههان قههد وادع‬ ‫حتى أتى كعب بن أسد القرظي ‪ ،‬صاحب َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه ‪ ،‬وعاقده على ذلك وعاهده ؛ فلما سههمع‬
‫كعب بحيى بن أخطب أغلق دونههه بههاب حصههنه ‪ ،‬فاسههتأذن عليههه ‪ ،‬فههأبى أن يفتههح لههه ‪،‬‬
‫حيى ‪ :‬ويحك يا كعب افتح لي ‪ .‬قال ‪ :‬ويحك يا حيى ‪ ،‬إنك امههرؤ مشههئوم ‪ ،‬وإنههي‬ ‫فناداه ُ‬
‫قد عاهدت محمدا فلست بناقض مهها بينههي وبينههه ‪ ،‬ولههم أر منههه إل وفههاًء وصههدقا؛ قههال‬
‫مك ؛ قههال ‪ :‬مهها أنهها بفاعههل ‪ ،‬قههال ‪ :‬واللههه إن أغلقههت دونههى إل عههن‬ ‫ويحك افتح لي أكل ْ‬
‫ل ‪ ،‬ففتههح لههه ؛ فقههال ‪ :‬ويحههك يهها كعههب ‪،‬‬ ‫فظ الرج ه َ‬ ‫ح َ‬
‫جشيشتك أن آكل معك منها‪ .‬فا ْ‬
‫جئتك بعّز الدهر‬
‫وببحر طام ٍ ‪ ،‬جئتك بقريش علهى قادتهها وسهادتها حههتى أنزلتههم بمجتمهع السههيال مهن‬
‫مههى إلههى جههانب أحههد‪ ،‬قههد‬ ‫ق َ‬
‫طفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهههم بههذنب ن َ ْ‬ ‫مة‪ ،‬وبغَ َ‬‫ُرو َ‬
‫ل محمدا ومن معههه ‪ .‬قههال ‪ :‬فقههال لههه كعههب ‪:‬‬ ‫عاهدونى على أن ل يبرحوا حتى نستأص َ‬
‫عد وُيبرق ‪ ،‬ليههس فيههه شههيء‪،‬‬ ‫جهام قد هََراق ماَءه ‪ ،‬فهو ي َْر ُ‬
‫جئتنى والله بذل الدهر‪ ،‬وب َ‬
‫حيى ‪ :‬فدعنى وما أنا عليه ‪ ،‬فانى لم أَر من محمد إل صدقا ووفههاء‪ .‬فلههم يههزل‬ ‫ويحك يا ُ‬
‫ذروة والغارب حتى سمح له ‪ ،‬على أن أعطههاه عهههدا مههن اللههه‬ ‫حيى بكعب يفتله في ال ّ‬ ‫ُ‬
‫وميثاقا‪ :‬لئن رجعت قريش وغطفان ‪ ،‬ولم يصيبوا محمههدا أن أدخههل معههك فههي حصههنك‬
‫ده ‪ ،‬وبرئ مما كان بينه وبيهن رسهول‬ ‫حتى يصيبني ما أصابك ‪ .‬فنقض كعب بن أسد عه َ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫الرسول عليه الصلة والسلم يستوثق من نقض كعب ميثاقه ‪ :‬فلما انتهى إلهى رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم الخبر وإلى المسههلمين بعههث رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم سعد بن معاذ بن النعمان ‪ ،‬وهو يومئذ سيد الْوس ‪ ،‬وسعد‬
‫ابن عبادة بن د ُل َْيم ‪ ،‬أحد بني ساعدة بن كعههب بههن الخههزرج وهههو يههومئذ سههيد الخههزرج‬
‫جَبيههر‪ ،‬اخههو بنههي‬
‫وات بههن ُ‬
‫خ ّ‬
‫ومعهما‪ .‬عبدالله بن رواحة‪ ،‬أخو بني الحارث بن الخزرج ‪ ،‬و َ‬
‫وف ‪ ،‬فقال ‪ :‬انطلقوا حتى تنظروا‪ ،‬أحق مهها بلغنهها عههن هههؤلء القههوم أم ل؟‬ ‫عمرو بن عَ ْ‬
‫حنوا‬
‫فان كان حقا فال ِ‬

‫فتوا في أعضاد الناس )‪ (2‬وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم‬ ‫حنا أعرفه ‪ ،‬ول ت َ ُ‬ ‫لي ل َ ْ‬
‫وهم ‪ ،‬فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ‪،‬‬ ‫فاجهروا به للناس ‪ .‬قال ‪ :‬فخرجوا حتى أت َ ْ‬
‫مهن رسهول اللههه ؟ ل عهههد‬ ‫فيما نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬وقههالوا‪َ :‬‬
‫دة‬
‫حه ّ‬‫بيننا وبين محمد ول عقد‪ .‬فشاتمهم سههعد ابههن معههاذ وشههاتموه ‪ ،‬وكههان رجل فيههه ِ‬
‫فقال له سعد بن عبادة ‪ :‬د َعْ عنك مشاتمتهم ‪ ،‬فما بيننا وبينهم أرَبى من المشاتمة‪ .‬ثههم‬
‫أقبل سعد وسعد ومن معهما‪ ،‬إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فسههلموا عليههه ‪:‬‬
‫خب َي ْههب وأصههحابه ‪،‬‬
‫ل والقارة‪ ،‬أي كغدر عضل والقارة باصههحاب الرجيههع ‪ُ ،‬‬ ‫عض ٌ‬ ‫ثم قالوا‪َ :‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬الله أكبر‪ ،‬أبشروا يا معشر المسلمين‬
‫ظهور النفاق من المنافقين ‪ :‬قهال وعظهم عنهد ذلهك البلء‪ ،‬واشهتد الخهوف ‪ ،‬وأتهاهم‬
‫كل ظن ‪ ،‬ونجم النفاق مههن‬ ‫عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم ‪ ،‬حتى ظن المؤمنون ُ‬
‫وف ‪ :‬كههان محمههد‬ ‫شْير‪ ،‬أخو بنههي عمههرو بههن عَه ْ‬ ‫معَّتب بن ق َ‬
‫بعض المنافقين ‪ ،‬حتى قال ُ‬
‫يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر‪ ،‬وأحههدنا اليههوم ل يههأمن علههى نفسههه أن يههذهب إلهى‬
‫الغائط ‪.‬‬
‫معَّتههب‬‫لم يكن معتب منافقا‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وأخبرني من أثق به من أهل العلم ‪ :‬أن ُ‬
‫بن قشير لم يكن من المنافقين ‪ ،‬واحتج بأنه كان من أهل بدرقال ابن اسحاق ‪ :‬وحههتى‬
‫ظي ‪ ،‬أحد بني حارثة ابن الحارث ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن بيوَتنا عورة مههن‬ ‫قال أْوس بن قَي ْ ِ‬
‫ن لنا أن نخرج فنرجع إلى دارنا‪ ،‬فإنههها خههارج‬ ‫العدو‪ ،‬وذلك عن مل من رجال قومه ‪ ،‬فأذ ْ‬
‫من المدينة ‪ .‬فأقام رسول الله صلى الله عليههه وسههلم وأقههام عليههه المشههركون بضههعا‬
‫ميا بالَنبل والحصار‪ .‬قال ابههن‬ ‫ة‪ ،‬قريبا من شهر‪ ،‬لم تكن بينهم حرب إل الّر ّ‬ ‫وعشرين ليل ً‬
‫ميا‪.‬‬
‫هشام ‪ :‬ويقال الّر ْ‬
‫محاولة الصلح مع غطفان ‪ :‬فلما اشتد على الناس البلء‪ ،‬بعث رسول اللههه صههلى اللههه‬
‫مسههلم‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ومن ل اتهم ‪ ،‬عههن محمههد بههن ُ‬
‫حذيفة بن بدر‪ ،‬وإلههى الحههارث‬ ‫عيينة بن حصن بن ُ‬ ‫بن عبيدالله بن شهاب الزهري ‪ ،‬إلى ُ‬
‫ث ثمهار المدينههة‬‫مّري ‪ ،‬وهمها قههائدا غطفههان ‪ ،‬فأعطاهمها ثله َ‬ ‫وف بن أبي حارثة ال ُ‬ ‫بن عَ ْ‬
‫على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه ‪ .‬فجرى بينه وبينهمهها الصههلح ‪ ،‬حههتى كتبههوا‬
‫الكتاب ولم تقع الشهادة ول عزيمة الصلح ‪ ،‬إل المراوضة فههي ذلههك فلمهها أراد رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل ‪ ،‬بعث إلى سعد بن معاذ وسعد ابههن عبههادة‪ ،‬فههذكر‬
‫لهما‪ ،‬واستشارهما فيه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا رسول الله أمرا تحبههه فنصههنعه ‪ ،‬أم شههيئا أمههرك‬
‫الله به ‪ ،‬ل بد لنا من العمل به أم شيئا تصنعه لنا؟ قال ‪ :‬بل شىء أصنعه لكم ‪ ،‬واللههه‬
‫ما أصنع ذلك‬
‫وس واحدة‪ ،‬وكالبوكم من كههل جههانب ‪ ،‬فههاردت‬ ‫إل لنني رأيت العرب قد رمتكم عن قَ ْ‬
‫ما‪ ،‬فقال له سعد بن معاذ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬قد كنا‬ ‫ان أكسر عنكم من شوك َِتهم إلى أمر ّ‬
‫نحن وهؤلء القوم على الشرك بالله وعبادة الوثان ‪ ،‬ل نعب هد ُ اللههه ول نعرفههه ‪ ،‬وهههم ل‬
‫يطمعون أن يأكلوا منها ثمرةً إل قًِرى أو بيعهها‪ ،‬أفحيههن أكرمنهها اللههه بالسههلم وهههدنا لههه‬
‫وأعزنا بك وبه ‪ ،‬نعطيهم أمواَلنا! والله ما لنا بهذا من حاجة‪ ،‬والله ل نعطيهم إل السيف‬
‫حتى يحكم الله بيننا وبينهم ‪ ،‬قال رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬فههأنت وذاك ‪.‬‬
‫دوا علينا‪.‬‬‫فتناول سعد بن معاذ الصحيفة‪ ،‬فمحا ما فيها من الكتاب ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ليجه ُ‬
‫من حاول عبور الخندق من المشركين ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬فأقام رسول اللههه صههلى‬
‫الله عليههه وسههلم والمسههلمون وعههدوهم محاصههروهم ‪ ،‬ولههم يكههن بينهههم قتههال ‪ ،‬إل أن‬
‫عبد وُد ّ بن أبي قَْيس ‪ ،‬أخو بني عامر بن ُلؤي ‪.‬‬ ‫عمرو بن َ‬ ‫س من قريش‪ ،‬منهم َ‬ ‫فوار َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬عمرو بن عبد بن أبي قيس ‪.‬‬
‫ضههرار‬ ‫كرمة بن أبي جهل ‪ ،‬وهُب َْير بن أبي وهب المخزوميان ‪ ،‬و ِ‬ ‫ع ْ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬و ِ‬
‫محههارب ابههن فِهْههر‪ ،‬تلّبسههوا للقتههال ‪ ،‬ثههم‬ ‫مهْرداس ‪ ،‬أخههو بنههي ُ‬ ‫بن الخطاب الشاعر ابن ِ‬
‫خرجوا على خيلهم ‪ ،‬حتى مروا بمنازل بني كنانة‪ ،‬فقالوا‪ :‬تهيئوا يا بني كنانههة للحههرب ‪،‬‬
‫فستعلمون من الفرسان‬
‫ق بهم خيلهم ‪ ،‬حتى وقفوا على الخندق ‪ ،‬فلما رأوه قههالوا‪ :‬واللههه‬ ‫ُ‬ ‫اليوم ‪ .‬ثم أقبلوا ت ُعْن ِ ُ‬
‫إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها‪.‬‬
‫سلمان يشير بحفر الخندق ‪ :‬قال ابن هشههام ‪ :‬يقههال ‪ :‬إن سههلمان الفارسههي أشههار بههه‬
‫على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثني بعض أهل العلم ‪ :‬أن المهههاجرين يههوم‬
‫الخندق قالوا‪ :‬سلمان منا‪ ،‬وقالت النصار‪ :‬سلمان منهها‪ ،‬فقههال رسههول اللههه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم ‪ :‬سلمان منا أهل البيت ‪.‬‬
‫علي يقتل عمرو بن عبد ود‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬ثههم تيممههوا مكانهها ضههيقا مههن الخنههدق ‪،‬‬
‫سْلع ‪ ،‬وخرج على‬ ‫سبخة بين الخندق و َ‬ ‫فضربوا خيَلهم فاقتحمت منه ‪ ،‬فجالت بهم في ال ّ‬
‫بن أبي طالب عليه السلم في نفر معه من المسلمين ‪ ،‬حتى أخذوا عليهم الث ّْغرة التى‬
‫عمههرو بههن عبههد وُد ّ قههد قاتههل‬ ‫وهم ‪ ،‬وكان َ‬ ‫اقحموا منها خيَلهم وأقبلت الفرسان ت ُعِْنق نح َ‬
‫معَْلمهها‬
‫ما كههان يههوم الخنههدق خههرج ُ‬ ‫يوم بدر حتى أثبتته الجراحة‪ ،‬فلم يشهد يوم أحد‪ ،‬فل ّ‬
‫لي َُرى مكاُنه ‪ .‬فلما وقف هو وخيُله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫من يبارز؟ فبرز له علي بن أبي طالب فقال له ‪ :‬يا عمرو‪ ،‬إنك قد كنت عاهدت الله أل‬
‫خّلتين إل أخذتها منه ‪ ،‬قال له ‪ :‬أجل ؛ قال له على‪:‬‬ ‫يدعوك رجل من قريش إلى إحدى َ‬
‫فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله ‪ ،‬وإلى السلم ؛ قهال ‪ :‬ل حاجههة لههي بههذلك ؛ قهال ‪:‬‬
‫فإنى أدعوك إلى النزال ؛ فقال له ‪ :‬لم يا بن أخى؟ فوالله ما أحب أن أقتَلك ‪ ،‬قال لههه‬
‫على ‪ :‬لكنى والله أحههب أن أقتلههك ؛ فحمههى عمههرو عنههد ذلههك ‪ ،‬فههاقتحم عههن فرسههه ‪،‬‬
‫فعقره ‪ ،‬وضرب وجهه ‪ ،‬ثم أقبل عَلى علي ‪ ،‬فتنازل وتجاول‪،‬‬
‫ى رضي لّله عنه وخرجت خيلهم منهزمة‪ ،‬حتى اقتحمت من الخندق هاربة ‪.‬‬ ‫فقتله عل ّ‬
‫ما قاله علي رضهوان اللهه عليهه مهن الشهعر فهي قتلهه عمهرو ابهن عبهد ود‪ :‬قهال ابهن‬
‫ي بن أبي طالب رضوان الله عليه في ذلك ‪:‬‬ ‫اسحاق ‪ :‬وقال عل ّ‬
‫بصوابى‬ ‫محمدٍ‬ ‫ب‬
‫ر ّ‬ ‫ت‬‫ونصر ُ‬ ‫سفاهة رأيه‬ ‫صر الحجارةَ من َ‬ ‫‪#‬ن َ‬
‫وروابى‬ ‫ك‬‫دكادِ ٍ‬ ‫ن‬
‫بي َ‬ ‫كالجذِع‬ ‫دل‬
‫صدرت حين تركته متج ّ‬ ‫‪ #‬ف َ‬
‫أثوابي‬ ‫ب َّزنى‬ ‫ّ‬
‫المقطَر‬ ‫ت‬‫كن ُ‬ ‫ت عن أثواِبه ولو أننهي‬ ‫‪ #‬وعفف ُ‬
‫ب‬‫الحزا ِ‬ ‫معشَر‬ ‫يا‬ ‫ونبّيه‬ ‫ل دينههه‬ ‫ن الله خاذ َ‬ ‫سب ُ ّ‬‫‪ #‬ل تح ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم بالشعر يشك فيها لعلي بن أبي طالب ‪.‬‬
‫هجاء حسان عكرمة ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وألقى عكرمة بن أبي جهل رمحه يههومئذ وهههو‬
‫منهزم عن عمرو؛ فقال حسان بن ثابت في ذلك ‪:‬‬
‫تفعل‬ ‫لم‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م‬ ‫ِ‬ ‫لعلك‬ ‫حههههه‬‫‪ #‬فر وألقى لنا رم َ‬
‫ل‬‫معْد َ ِ‬
‫ال َ‬ ‫عن‬ ‫تجور‬ ‫إن‬ ‫ما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ #‬ووليت تعدو كعد ْوِ الظليهم ِ‬
‫فُْر ُ‬
‫عل‬ ‫قفا‬ ‫قفاك‬ ‫كان‬ ‫مستأنسها‬ ‫‪ #‬ولم َتلقَ ظهَرك ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬الفرعل ‪ :‬صغير الضباع وهذه البيات في قصيدهّ له ‪.‬‬
‫شعار المسلمين يوم الخندق ‪ :‬وكان شعار أصحاب رسول الله صلى اللهه عليههه وسههلم‬
‫يوم الخندق وبني قريظة ‪ :‬حم ل ينصرون ‪.‬‬
‫سْهل بههن عبههد‬ ‫استشهاد سعد بن معاذ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني أبو ليلى عبدالله بن َ‬
‫حصههن‬ ‫سْهل النصاري ‪ ،‬أخو بني حارثة ‪ :‬أن عائشة أم المؤمنين كانت في ِ‬ ‫الرحمن بن َ‬
‫بني حارثة يوم الخندق ‪ ،‬وكان من أحرز حصون‪ .‬المدينة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن ؛ فقالت عائشة وذلك قبههل أن ُيضههرب‬
‫عه كّلها‪ ،‬وفى يده‬ ‫قّلصة ‪ ،‬قد خرجت منها ذرا ُ‬ ‫م َ‬
‫علينا الحجاب ‪ :‬فمر سعد وعليه ِدرع له ُ‬
‫حربته يرفل بها ويقول ‪:‬‬
‫ل‬ ‫ج ْ‬
‫ت إذا حان ال َ‬ ‫س بالمو ِ‬ ‫ل بأ َ‬ ‫م ْ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫ت قليل يشهد ُ الهْيجا َ‬ ‫‪ #‬لبث ْ‬
‫خرت ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فقالت له أمه ‪ :‬الحقْ ‪ ،‬أي بني‪ ،‬فقد والله أ ّ‬
‫ت أن ِدرع َ سعد كانت أسبغ مما هي‬ ‫قالت عائشة‪ :‬فقلت لها‪ :‬يا أم سعد ‪ ،‬والله لودد ُ‬
‫قطههع‬ ‫ت عليه حيث أصاب السهم منه ‪ ،‬فُرمى سههعد بههن معههاذ بسهههم ‪ ،‬ف ُ‬ ‫؛ قالت ‪ :‬وخف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حل ‪ ،‬رماه كما حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة‪ ،‬حبان بن قْيس ابههن العَرِقههة ‪،‬‬ ‫منه الك ْ َ‬
‫أحد بني عامر‬
‫ابن لؤي ‪ ،‬فلما أصابه ‪ ،‬قال ‪ :‬خذها منى وأنا ابن العَرِقَههة؛ فقههال لههه سههعد‪ :‬عَهّرق اللههه‬
‫وجهك في النار‪ ،‬اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لههها‪ ،‬فههانه ل قههوم‬
‫أحب الي أن أجاهدهم من قوم أذ َْوا رسوَلك وكههذبوه وأخرجههوه ‪ ،‬اللهههم وإن كنههت قههد‬
‫وضعت الحرب بيننا‬
‫وبينهم فاجعله لي شهادة‪ ،‬ول تمتنى حتى ُتقّر عينى من بني قريظة‪.‬‬
‫قاتل سعد بن معاذ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهم عههن عبههدالله بههن كعههب بههن‬
‫شمى‪ ،‬حليف بني مخزوم ‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫مالك أنه كان يقول ‪ :‬ما أصاب سعدا يومئذ إل أبو أمامة ال ُ‬
‫شعر لقاتل سعد‪ :‬وقد قال ابو أمامة في ذلك شعرا لعكرمة بن أبي جهل ‪:‬‬
‫فداك بآطام ِ المدينةِ خالد ُ‬ ‫ي‬‫ل لههه ٍ‬ ‫م هل لمتنى اذ تقو ُ‬ ‫كر ُ‬ ‫‪ #‬أع ْ‬
‫لها بين أثناِء المراِفق عاند ُ‬ ‫شههة‬ ‫مرِ ّ‬‫ت سعدا ُ‬ ‫ت الذي ألزم ُ‬ ‫‪ #‬ألس ُ‬
‫ط والعذاَرى النواهد ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫عليه ال ّ‬ ‫سَعيد فاعولههت‬ ‫‪ #‬قضي نحَبه منها ُ‬
‫ُيكابد ُ‬ ‫إذ‬ ‫م‬‫منه ُ‬ ‫عبيدةُ جمعا‬ ‫ُ‬ ‫ت عنه وقد دعها‬ ‫‪ #‬وأنت الذي دافعْ َ‬
‫عن القصدِ قاصد ُ‬ ‫ب‬‫مرعو ٌ‬ ‫َ‬ ‫وآخر‬ ‫قه‬
‫هم جائر عن طري ِ‬ ‫‪ #‬على حين ما ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬إن الذي رمى سعدا خفاجة بن عاصم ابن حبان ‪.‬‬
‫حديث حسان في وقعة الخنهدق ‪ :‬قهال ابهن اسهحاق ‪ :‬وحهدثني يحيهى بهن عَّبهاد بهن‬
‫حصههن‬ ‫صفية بنت عبد المطلب في َفاِرع ‪ِ ،‬‬ ‫عبدالله بن الزبير‪ ،‬عن أبيه عَّباد قال ‪ :‬كانت َ‬
‫حسان بن ثابت قالت ‪ :‬وكان حسان بن ثابت معنا فيه ‪ ،‬مههع النسههاء والصههبيان ‪ .‬قههالت‬
‫ت بنو قَُريظة‪ ،‬وقطعت‬ ‫صفية ‪ :‬فمر بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن ‪ ،‬وقد حارب ْ‬
‫ما بينها وبين رسول الله صهلى اللههه عليههه وسهلم وليهس بيننهها وبيَنهههم أحهد يههدفع عنها‪،‬‬
‫ورسول الله صلى الله عليه وسههلم والمسههلمون فههي نحههور عههدوهم ل يسههتطيعون أن‬
‫ينصرفوا عنهم الينا إن أتانا آت‪.‬‬
‫صن ‪ ،‬وإنى والله مهها‬ ‫ح ْ‬‫قالت ‪ :‬فقلت ‪ :‬يا حسان ‪ ،‬إن هذا اليهودي كما ترى ُيطيف بال ِ‬
‫شهغل عنها رسهول اللهه صهلى اللهه‬ ‫ن ورأَءنا من يهود‪ ،‬وقهد ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل على عورِتنا َ‬ ‫آمنه أن ي َد ُ ّ‬
‫عليه وسلم وأصحابه ‪ ،‬فأنزل إليه فأقتْله ؛ قال ‪ :‬يغفههر اللههه لههك يابنههة عبههد المطلههب ‪،‬‬
‫ت ما أنا بصاحب هذا‪ .‬قالت ‪ :‬فلما قههال لههي ذلههك ‪ ،‬ولههم أَر عنههده شههيئا‪،‬‬ ‫والله لقد عرف ِ‬
‫ت عمودا‪ ،‬ثم نزلت من الحصههن إليههه فضههربته بههالعمود حههتى قتلتههه ‪.‬‬ ‫ت ثم أخذ ُ‬ ‫احتجْز ُ‬
‫قالت ‪ :‬فلما فرغت منه ‪ ،‬رجعت إلى الحصن ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا حسان ‪ ،‬انزل اليههه فاسههلْبه ‪،‬‬
‫سهْلبه مهن حاجهة يابنههة عبههد‬ ‫سهْلبه إل أنهه رجهل ‪ ،‬قهال ‪ :‬مها لهي ب َ‬ ‫فإنه لم يمنعنى مهن َ‬
‫المطلب ‪.‬‬
‫خداع ُنعيم المشركين ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وأقام رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫وأصحابه ‪ ،‬فيما وصف الله من الخوف والشدة‪ ،‬لتظاهر عدوهم عليهم ‪ ،‬وإتيانهم إيههاهم‬
‫من فوقهم ومن أسفل منهم‪.‬‬
‫خلوة‬ ‫فد بن هلل بههن َ‬ ‫قال ‪:‬ثم إن ُنعيم بن مسعودبن عامر بن أن َْيف بن ثعلبة بن قُن ْ ُ‬
‫طفان ‪ ،‬أتى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‪ ،‬فقههال ‪ :‬يهها‬ ‫بن أشجع بن َرْيث بن غَ َ‬
‫ت ‪ ،‬وإن قومى لم يعلموا بإسلمى‪ ،‬فمرنى بما شئت ‪.‬‬ ‫رسول الله ‪ ،‬إنى قد أسلم ُ‬
‫ذل عنا إن‬ ‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬انما أنت فينا رجل واحد‪ ،‬فخ ّ‬
‫استطعت ‪ ،‬فإن الحرب خدعة‪.‬‬
‫فخرج ن َُعيم بن مسعود حتى أتى بني قَُريظة‪ ،‬وكان لهم نديما في الجاهليههة‪ ،‬فقههال ‪:‬‬
‫ت ‪ ،‬لسههت‬ ‫صة ما بينى وبينكم ‪ ،‬قههالوا‪ :‬صههدق َ‬ ‫يا بني قريظة‪ ،‬قد عَرفتم ودي إياكم ‪ ،‬وخا ّ‬
‫طفان ليسوا كانتم ‪ ،‬والبلد بلدكم ‪ ،‬فيه أموالكم‬ ‫عندنا بمتهم ؛ فقال لهم ‪ :‬إن قريشا وغَ َ‬
‫ولوا منه إلى غيره ‪ ،‬وإن قريشا وغطفان قد‬ ‫ح ّ‬‫وأبناؤكم ونساؤكم ‪ ،‬ل تقدرون على أن ت َ َ‬
‫جاءوا لحرب محمد وأصهحابه ‪ ،‬وقهد ظهاهرتموهم عليهه ‪ ،‬وبلهدهم وأمهوالهم ونسهاؤهم‬
‫وا‬‫بغيره ‪ ،‬فليسوا كأنتم ‪ ،‬فإن رأوا ن ُهَْزة أصابوها‪ ،‬وإن كان غير ذلك لحقوا ببلدهم وخّلهه ْ‬
‫ة لكم بههه إن خل بكههم ‪ ،‬فل ُتقههاتلوا مههع القههوم حههتى‬ ‫ن الرجل ببلدكم ول طاق َ‬ ‫بيَنكم وبي َ‬
‫تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم ‪ ،‬يكونوا بأيديكم ثقة لكم على أن ُتقاتلوا معهههم محمههدا‬
‫حتى تناجزوه ‪ ،‬فقالوا‪ :‬لقد أشرت بالرأي‬
‫ثم خرج حتى أتى قريشا‪ ،‬فقال لبى سفيان بن حرب ومن معه من رجههال قريههش ‪:‬‬
‫قد عََرفتم ودي لكم وفراقي محمدا‪ ،‬وإنه قد بلغنى‬
‫قا أن أبلغكموه ‪ُ ،‬نصحا لكم فاكتموا عني ‪ ،‬فقههالوا‪ :‬نفعههل ‪ :‬قههال ‪:‬‬ ‫يح ّ‬ ‫أمر قد رأيت عل ّ‬
‫دموا على ما صههنعوا فيمهها بيَنهههم وبيههن محمههد‪ ،‬وقههد أرسههلوا‬ ‫ت َعَّلمو أن معشر يهود قد ن َ ِ‬
‫منا على ما فعلنا‪ ،‬فهل يرضيك أن نأخههذ لههك مههن القبيلههتين مههن قريههش‬ ‫إليه ‪ :‬أنا قد ندِ ْ‬
‫وغطفان رجال من أشرفهم فنعطيكهم ‪،‬فتضرب أعناَقهم ثم نكون معك على من بغههي‬
‫ت إليكم يهود يلتمسون منكههم‬ ‫ن نعم ‪ .‬فإن بعث ْ‬ ‫ل إليهم ‪ :‬أ ْ‬ ‫منهم حتى نستأصَلهم ؟ فارس َ‬
‫رهنا من رجالكم فل تدفعوا إليهم منكم رجل واحدا‪.‬‬
‫ب‬‫طفان ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشر غطفان ‪ ،‬إنكم أصلي وعشيرتى‪ ،‬وأح ّ‬ ‫ثم خرج حتى أتى غَ َ‬
‫ت عنههدنا بمهتههم ؛ قههال ‪ :‬فههاكتموا‬ ‫ت ‪ ،‬ما أن َ‬‫الناس إلى‪ ،‬ول أراكم تتهمونى ؛ قالوا‪ :‬صدق َ‬
‫ذرهم ما حهذرهم‬ ‫عني ؛ قالوا‪ :‬نفعل ‪ ،‬فما أمُرك ؟‪ ،‬ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وح ّ‬
‫‪.‬‬
‫ما أنزل الله بالمشركين ‪ :‬فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس ‪ ،‬وكان مههن‬
‫صنع الله لرسوله صلى اللههه عليههه وسههلم‪ ،‬أن أرسههل أبههو سههفيان ابههن حههرب ورءوس‬ ‫ُ‬
‫عكرمة بن أبي جهل ‪ ،‬في نفر من قريش وغطفههان ‪ ،‬فقههالوا‬ ‫ْ‬ ‫غَطفان إلى بني قريظة ‪ِ :‬‬ ‫َ‬
‫دوا للقتال حههتى ننههاجَز محمههدا‪،‬‬ ‫ف والحافر ‪ ،‬فاغ ُ‬ ‫مقام ‪ ،‬قد هلك الخ ّ‬ ‫لهم ‪ :‬إنا لسنا بدار ُ‬
‫فرغَ مما بيننا وبينه ؛ فارسلوا اليهم ‪ :‬ان اليوم يوم السههبت ‪ ،‬وهههو يههوم ل نفعههل فيههه‬ ‫ون َ ْ‬
‫ف عليكههم ‪ ،‬ولسهنا مهع ذلههك‬ ‫خه َ‬‫ضنا حدثا‪ ،‬فاصهابه مها لههم ي َ ْ‬ ‫شيئا‪ ،‬وقد كان أحدث فيه بع ُ‬
‫ن نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيهدينا ثقهة لنها حهتى‬ ‫بالذي ٍ‬
‫شمروا إلههى‬ ‫ب ‪ ،‬واشتد عليكم القتال أن ت َن ْ َ‬ ‫ضّرستكم الحر ُ‬ ‫نناجَز محمدا‪ ،‬فانا نخشى إن َ‬
‫بلِدكم‬
‫ت إليهههم الرسههل بمهها‬ ‫دنا‪ ،‬ول طاقة لنا بههذلك منههه ‪ .‬فلمهها رجع ه ْ‬ ‫ل في بل ِ‬ ‫وتتركونا‪ ،‬والرج ُ‬
‫َ‬
‫قالت بنو ُقريظة‪ ،‬قالت قريش وغَطفان ‪ :‬والله إن الذين حدثكم ن َُعيم بن مسعود لحهق‬
‫‪ ،‬فارسلوا إلى بني قريظة‪ :‬إنا والله ل ندفع إليكههم رجل واحههدا مههن رجالنهها‪ ،‬فههإن كنتههم‬
‫تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا‪ ،‬فقالت بنو ُقريظة‪ ،‬حين انتهت الرسل إليهههم بهههذا‪ :‬إن‬
‫الذين ذكر لكم ن ُعَْيم بن مسعود لحق ‪ ،‬ما يريههد القههوم إل أن يقههاتلوا‪ ،‬فههإن رأوا فرصههة‬
‫ن الرجل في بلدكم ؛‬ ‫انتهزوها‪ ،‬وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلدهم ‪ .‬وخلوا بينكم وبي َ‬
‫وا‬
‫هنهها فههأب َ ْ‬ ‫فارسلوا إلى قريش وغطفان ‪ :‬إنا والله ل نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا ُر ُ‬
‫ذل الله‬ ‫عليهم ‪ ،‬وخ ّ‬
‫كفههأ‬ ‫ل شههاتيةٍ بههاردةٍ شههديدةِ الههبرِد‪ ،‬فجعلههت ت َ ْ‬ ‫ح فههي ليهها ٍ‬ ‫بيَنهم ‪ ،‬وبعث الله عليهم الريه َ‬
‫قدوَرهم ‪ ،‬وتطرح أبنيَتهم ‪.‬‬
‫استخبار ما حل بالمشركين ‪ :‬قال فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهها‬
‫حذيفة ابن اليمان ‪ ،‬فبعثه اليهم ‪،‬‬ ‫رهم ‪ ،‬وما فّرق الله من جماعتهم ‪ ،‬دعا ُ‬ ‫اختلف من أم ِ‬
‫لينظر ما فعل القوم ليل‪.‬‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فحدثني يزيد ُ بن زياد‪ ،‬عن محمد بن كعب القرظى‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجههل‬
‫من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان ‪ :‬يا أبا عبدالله ‪ ،‬أرايتم رسول الله صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم وصحبتموه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬يابن أخى قال ‪ :‬فكيههف كنتههم تصههنعون ؟ قههال ‪ :‬واللههه‬
‫لقد كنا َنجَهد؛ قال ‪ :‬فقال ‪ :‬والله لو أدركناه مهها تركنههاه يمشههي علههى الرض ولحملنههاه‬
‫على أعناقنا‪ .‬قال ‪ :‬فقال حذيفة ‪ :‬يابن أخى والله لقد رأيُتنا مع رسول اللههه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم بالخندق ‪ ،‬وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هُوِّيا مههن الليههل ‪ ،‬ثههم‬
‫التفت إلينا فقال ‪ :‬من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع ‪ -‬يشرط‬
‫له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة ‪ -‬أسأل الله تعههالى أن يكههون رفيقههي فههي‬
‫الجنة؟ فما قام رجل من القوم ‪ ،‬من شدة الخوف ‪ ،‬وشدة الجوع ‪ ،‬وشدة الههبرد؛ فلمهها‬
‫لم يقم أحد‪ ،‬دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فلم يكن لي ُبد من القيام حيههن‬
‫ح هدِث َ ّ‬
‫ن‬ ‫دعاني ؛ فقال ‪ :‬يا حذيفة اذهب فادخل مع القههوم ‪ ،‬فههأنظر مههاذا يصههنعون ‪ ،‬ول ت ُ ْ‬
‫شيئا حتى تأتيَنا‪ .‬قال ‪ :‬فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل‬
‫در ول نارا ول بناء‪ ،‬فقام أبو سفيان فقال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ،‬لينظر امرؤ‬ ‫‪ ،‬ل ُتقر لهم قِ ْ‬
‫من جليسه ؟ قال حذيفة ‪ :‬فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبى‪ ،‬فقلت ‪ :‬من أنههت ؟‬
‫قال ‪ :‬فلن ابن فلن ‪.‬‬
‫أبو سفيان ينادي بالرحيل ‪ :‬ثم قال أبو سفيان ‪ :‬يهها معشههر قريههش ‪ ،‬إنكههم واللههه مهها‬
‫كراع والخف ‪ ،‬وأخلفْتنا بنو قريظة‪ ،‬وبلغنهها عنهههم الههذي‬ ‫مقام ‪ ،‬لقد هلك ال ُ‬ ‫أصبحتم بدار ُ‬
‫در‪ ،‬ول تقههوم لنهها نههار‪ ،‬ول‬ ‫ن ‪ ،‬مهها تطمئن لنهها قِه ْ‬ ‫نكره ‪ ،‬وَلقينا مههن شههدة الريههح مهها ت َهَروْ َ‬
‫مْرَتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول ‪ ،‬فجلس عليههه ‪،‬‬ ‫يستمسكلنا بناء‪ ،‬فارتجلوا فإنى ُ‬
‫ث ‪ ،‬فههوالله مهها أطلههق عقههاله إل وهههو قههائم ‪ ،‬ولههول عهههد‬ ‫ثم ضربه ‪ ،‬فوثب به على ثل ٍ‬
‫ي "أن ل ُتحههدث شههيئا حههتى تههأتيني"‪ ،‬ثههم شههئت ‪،‬‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إل ه ّ‬
‫لقتلته بسهم ‪.‬‬
‫رجوع حذيفة بالخبر اليقين ‪ :‬قال حذيفة ‪ :‬فرجعت إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه‬
‫ط لبعض نسائه ‪ ،‬مراجل ‪.‬‬ ‫مْر ٍ‬ ‫وسلم وهو قائم يصلي في ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬المراجل ‪ :‬ضرب من وشى اليمن ‪ .‬فلما رآني ادخلني إلى رجليه ‪،‬‬
‫مرط ‪ ،‬ثم ركع‬ ‫ي ط ََرف ال ِ‬ ‫و َ‬
‫طرح عل ّ‬
‫طفههان بمهها فعلههت قريههش ‪،‬‬ ‫ت غَ َ‬ ‫معَ ْ‬ ‫وسجد‪ ،‬وإني لفيه ‪ ،‬فلما سهّلم أخههبرته الخههبر‪ ،‬و َ‬
‫سه ِ‬
‫فانشمروا راجعين إلى بلدهم ‪.‬‬
‫الرجوع من الخندق ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬ولما أصبح رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫انصرف عن الخندق راجعا إلى المدينة والمسلمين ‪ ،‬ووضعوا السلح ‪.‬‬
‫غزوة بني قريظة في سنة خمس‬
‫ل اللههه صههلى اللههه‬ ‫جبريل يأتي بحرب بني قريظة ‪ :‬فلما كانت الظهر‪،‬أَتى جبريل رسههو َ‬
‫سههتبرق ‪ ،‬علههى بغلههة عليههها‬ ‫جههرا بعمامههة مههن ا ْ‬ ‫معْت َ ِ‬‫عليه وسلم‪ ،‬كمهها حههدثني الزهههري ‪ُ ،‬‬
‫ت السههلح يهها رسههو َ‬
‫ل اللههه ؟ قههال ‪:‬‬ ‫حاَلة ‪ ،‬عليها قطيفة من ديباج ‪ ،‬فقال ‪ :‬أوَقَد ْ وضع َ‬
‫رِ َ‬
‫ن إل مههن طلههب‬ ‫ت ال َ‬
‫د‪ ،‬ومهها رجع ه ْ‬
‫ح بع ه ُ‬
‫ت الملئكة السههل َ‬ ‫نعم فقال جبريل ‪ :‬فما وضع ِ‬
‫القوم ‪ ،‬إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني ُقريظههة‪ ،‬فههإنى عامههد إليهههم‬
‫فمزلزل بهم ‪.‬‬
‫مؤذنهها‪ ،‬فههأّذن فههي النههاس ‪ ،‬مههن كههان سههامعا‬ ‫فأمر رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ُ‬
‫ن العصر إّل ببني قريظة ‪.‬‬‫مطيعا‪ ،‬فل يصلي ّ‬
‫واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬

‫دم رسههول اللههه‬ ‫علي يبلغ الرسول ما سمعه من بني قريظة ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وق ه ّ‬
‫س‪.‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب برايتههه إلههى بنههي ُقريظههة‪ ،‬وابتههدرها النهها ُ‬
‫ة قبيحة لرسول لّله‬ ‫فسار علي بن أبي طالب ‪ ،‬حتى إذ دنا من الحصون سمع منها مقال ً‬
‫ل لّله صههلى اللههه عليههه وسههلم بههالطريق ‪،‬‬ ‫ى رسو َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فرجع حتى ل َ ِ‬
‫ق َ‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول لّله ‪ ،‬ل عليك أن ل تدنو من هؤلء الخابث ؛ قال ‪ :‬لم ؟ أظنك سمعت‬
‫ذى؟ قال ‪ :‬نعم يا رسول الله ؛ قال ‪ :‬لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا‪ ،‬فلما‬ ‫منهم لي أ ً‬
‫ة‪ ،‬هههل‬ ‫ن القِههرد َ ِ‬ ‫دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مههن حصههونهم ‪ .‬قههال ‪ :‬يهها إخههوا َ‬
‫ت جهول‬ ‫أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته ؟ قالوا‪ :‬يا أبا لقاسم ‪ ،‬ما كن َ‬
‫حية الكلبي ‪ :‬ومر رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم بنفههر مههن‬ ‫جبريل في صورة دِ ْ‬
‫صوَْرْين قبل أن يصل إلى بني قريظة‪ ،‬فقال ‪ :‬هل مر بكههم احههد؟ قههالوا‪ :‬يهها‬ ‫أصحابه بال ّ‬
‫حالههة‪ ،‬عليههها‬ ‫حية بن خليفة الكلبى ‪ ،‬على بغلههة بيضههاء عليههها رِ َ‬ ‫رسول الله ‪ ،‬قد مر بنا دِ ْ‬
‫قطيفة ديباج ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسههلم‪ :‬ذلههك جبريههل ‪ُ ،‬بعههث إلههى بنههي‬
‫ُقريظة يزلزل بهم حصونهم ‪ ،‬ويقذف الرعب في قلوبهم ‪.‬‬
‫ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني ُقريظة ‪ :‬نههزل علههى بئر مههن آباِرههها‬
‫من ناحية اموالهم يقال لها بئر أنا‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬بئر أنى‪.‬‬
‫ل منهههم مههن‬ ‫تجمع المسلمين للقتال ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وتلحق به الناس ‪ ،‬فأتى رجا ٌ‬
‫بعد العشاء الخرة‪ ،‬ولم يصّلوا العصر‪ ،‬لقول رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬ل‬
‫وا أن‬ ‫ن أحد العصر إل ببني قريظة‪ ،‬فشغلهم ما لم يكن منه بههد فههي حربهههم ‪ ،‬وأب ه ْ‬ ‫يصلي ّ‬
‫يصلوا‪ ،‬لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬حتى تأتوا بني قريظة " فصلوا العصر‬
‫بها‪ ،‬بعد العشاء الخرة‪ ،‬فما عابهم اللههه بهذلك فهي كتهابه ‪ ،‬ول عنفههم به رسهول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ .‬حدثني‬
‫معِْبد بن كعب بن مالك النصاري ‪.‬‬ ‫بهذا الحديث أبي ‪ :‬اسحاقُ بن يسار‪ ،‬عن َ‬
‫حصار بني قريظة‪ :‬قال ‪ :‬وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين‬
‫ليلة‪ ،‬حتى جهدهم الحصار‪ ،‬وقذف الله في قلوبهم الرعب ‪.‬‬
‫حيى بن أخطب دخل مههع بنههي قريظههة فههي حصههنهم ‪ ،‬حيههن رجعههت عنهههم‬ ‫وقد كان ُ‬
‫طفان وفاًء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه ‪.‬‬ ‫قريش وغَ َ‬
‫كعب بن أسد ينصح قومه ‪ :‬فلما أيقنوا بأن رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم غيههر‬
‫منصرف عنهم حتى يناجَزهم ‪ ،‬قال كعب بن أسد لهم ‪ :‬يا معشر يهود‪ ،‬قد نزل بكم من‬
‫المر ما ترون ‪ ،‬وأنى عارض عليكم خلل ثلثا؛ فخذوا أيها شئتم ؛ قالوا‪ :‬وما هي ؟ قهال‬
‫سههل ‪ ،‬وأنههه للههذي تجههدونه‬ ‫مْر َ‬‫‪ :‬نتابع هذا الرجل ونصدقه فوالله لقد تبين لكم أنه لنههبي ُ‬
‫منون على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم ‪ ،‬قالوا‪ :‬ل نفههارق حكههم‬ ‫في كتابكم ‪ ،‬فتأ َ‬
‫م فلنقتههل أبناَءنهها‬ ‫التوراة أبدا‪ ،‬ول نستبدل به غيره ؛ قال ‪ :‬فههإذا أبيتههم علههى هههذه ‪ ،‬فهله ّ‬
‫قل‪،‬‬ ‫ف ‪ ،‬لههم نههترك وراءنهها ث َ َ‬ ‫صِلتين السيو َ‬ ‫م ْ‬‫ونساَءنا‪ ،‬ثم نخرج إلى محمد وأصحابه رجال ُ‬
‫حتى يحكم الله بيننا وبين محمد‪ ،‬فإن ن َهِْلك نهِلك ‪ ،‬ولم نترك وراَءنا نسل نخشى عليه ‪،‬‬
‫ن النسههاَء والبنههاَء قههالوا‪ :‬نقتههل هههؤلء المسههاكين ! فمهها خيههر‬ ‫ري لنجههد ّ‬ ‫م ِ‬
‫وإن نظهر فلعَ ْ‬
‫دهم ؟ قال ‪ :‬فإن أبيتم على هذه ‪ ،‬فإن الليلة ليلة‪ .‬السههبت ‪ ،‬وأنههه عسههى أن‬ ‫العيش بع َ‬
‫ة‪،‬‬
‫ب مههن محمههد وأصههحابه ِغ هَر ً‬ ‫يكون محمد وأصحابه قد آمنونا فيها‪ ،‬فأنزلوا لعلنهها ُنصههي ُ‬
‫سْبتَنا علينا‪ ،‬ونحدث فيه مالم يحدث مههن كههان قبلنهها إل مههن قههد علمههت ‪،‬‬ ‫قالوا‪ُ :‬نفسد َ‬
‫ف عليك من المسخ ! قال ‪ :‬ما بات رجل منكههم منههذ ولههدته أمههه ليلههة‬ ‫خ َ‬ ‫فأصابه ما لم ي َ ْ‬
‫واحدة من الدهر حازما‪.‬‬
‫قصة أبي لبابة في هذه الغزوة ‪ :‬قال ‪ :‬ثم أنهم بعثوا إلى رسول الله صلى اللههه عليههه‬
‫ث إلينا أبا ُلبابة بن عبد المنذر‪ ،‬أخا بني عمرو ابن عههوف وكههانوا حلفههاء‬ ‫وسلم ‪ :‬أن ابع ْ‬
‫الوس ‪ ،‬لنستشيره في أمرنا‪ ،‬فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ؛ فلمهها‬
‫رأْوه قام إليه الرجال ‪ ،‬وجهش إليه النساُء والصههبيان يبكههون فههي وجهههه ‪ ،‬فهَرقّ لهههم ‪،‬‬
‫وقالوا له ‪ :‬يا أبا ُلبابة أترى أن ننزل على حكم محمههد؟ قهال ‪ :‬نعهم ‪ ،‬وأشهار بيهده إلهى‬
‫قه ‪ ،‬إنه الذبح ‪.‬‬ ‫حل ِ‬
‫ت أنهي قهد خنهت اللهه‬ ‫دماي مهن مكانهمها حهتى عرفه ُ‬ ‫قال أبو لبابة‪ :‬فوالله ما زالهت َقه َ‬ ‫ُ‬
‫ورسوَله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ثم أنطلق أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم حههتى ارتبههط‬
‫ى مما‬ ‫ب الله عل ّ‬ ‫ح مكاني هذا حتى يتو َ‬ ‫مده ‪ ،‬وقال ‪ :‬ل أبْر ُ‬ ‫في المسجد إلى عمود من عُ ُ‬
‫َ‬
‫خنت الله ورسوله فيههه‬ ‫ت ؛ وعهد الله ‪ :‬أن ل أطأ بني قريظة أبدا‪ ،‬ول أرى في بلد ُ‬ ‫صنع ُ‬
‫أبدا‪.‬‬
‫ما نزل في أبي لبابة‪ :‬قال ابن هشههام ‪ :‬وأنههزل اللههه تعههالى فههي أبههي لبابههة‪ ،‬فيمهها قههال‬
‫سفيان بن عيينة‪ ،‬عن اسماعيل بن أبي خالد‪ ،‬عن عبههدالله بههن أبههي َقتههادة ‪) :‬ي َهها أ َي ّهَهها‬
‫ن‪] ‬النفال‪.[27 :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬
‫م وَأن ْت ُ ْ‬‫ماَنات ِك ُ ْ‬
‫خوُنوا أ َ‬
‫ل وَت َ ُ‬‫سو َ‬ ‫خوُنوا الله َوالّر ُ‬ ‫مُنوا َل ت َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره ‪ ،‬وكان قد استبطأه‬
‫‪،‬‬
‫ت له ‪ ،‬فأما إذ ْ قد فعل ما فعل ‪ ،‬فما أنا بالههذي أطلقههه‬ ‫قال ‪ :‬أما انه لو جاءني لستغفر ُ‬
‫ب الله عليه ‪.‬‬ ‫من مكانه حتى يتو َ‬
‫س هْيط ‪:‬‬ ‫توبة الله على أبي لبابة ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬فحدثني يزيد ُ بن عبههدالله بههن قُ َ‬
‫حر‪ ،‬وهههو فههي‬ ‫وبة أبي لبابة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مههن الس ه َ‬ ‫إن ت َ ْ‬
‫بيت أم سلمة ‪ .‬فقالت أم سلمة‪ :‬فسههمعت رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم مههن‬
‫سهّنك ‪.‬‬ ‫م تضحك يهها رسههول اللههه ؟ أضههحك اللههه ِ‬ ‫م ّ‬‫السحر وهو يضحك قالت ‪ :‬فقلت ‪ِ :‬‬
‫قال ‪ :‬تيب على أبي لبابة‪ .‬قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬أفل أبشره يهها رسههول اللههه ! قههال ‪ :‬بلههى‪ ،‬إن‬
‫ب‪،‬‬ ‫ب عليهههم الحجهها ُ‬ ‫شههئت ‪ .‬قههال ‪ :‬فقههامت علههى بههاب حجرتههها‪ ،‬وذلههك قبههل أن ُيضههر َ‬
‫فقالت ‪ :‬يا أبا ُلبابة‪ ،‬أبشر فقد تاب الله عليك قالت ‪ :‬فثار الناس إليه ليطلقهوه فقهال ‪:‬‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده ؛ فلمهها مههر‬ ‫ن رسو ُ‬ ‫ل والله حتى يكو َ‬
‫عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا إلى صلة الصبح أطلقه ‪.‬‬
‫ل‬
‫ت ليا ٍ‬ ‫جزع س ّ‬ ‫مرتبطا بال ِ‬ ‫ما نزل في توبة أبي لبابة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬أقام أبو لبابة ُ‬
‫‪ ،‬تأتيه امرأته في كل وقت صلة‪ ،‬فتحله للصلة‪ ،‬ثم يعود فيرتبط بالجذع ‪ ،‬فيما حههدثني‬
‫ن اعْت ََرفُههوا‬ ‫خهُرو َ‬ ‫ض أهل العلم ‪ ،‬والية التي نزلت في توبته قههول اللههه عههز وجههل ‪َ :‬وآ َ‬ ‫بع ُ‬
‫م‪.‬‬ ‫َ‬
‫حيهه ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫ن الله غَ ُ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ب عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ن ي َُتو َ‬ ‫سى الله أ ْ‬ ‫سي ًّئا عَ َ‬‫خَر َ‬ ‫حا َوآ َ‬ ‫مًل َ‬
‫صال ِ ً‬ ‫طوا عَ َ‬ ‫خل َ ُ‬‫م َ‬ ‫ب ِذ ُُنوب ِهِ ْ‬
‫]التوبة‪[102 :‬‬
‫س هْعية‪،‬‬ ‫سههيد بههن َ‬ ‫دل ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬ثم ان ثعلبة بن سعية‪ ،‬وا َ‬ ‫إسلم بعض بني هَ ْ‬
‫دل ‪ ،‬ليسوا من بني ُقريظة ول النضير‪ ،‬نسبهم فوق‬ ‫أسد بن عبيد‪ ،‬وهم نفر من بني ‪ .‬هَ ْ‬
‫ذلك ‪ ،‬هم بنو عم القوم ‪ ،‬أسلموا تلك الليلة الههتي نزلههت فيههها بنههو قريظههة علههى حكههم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫قَرظههى‪ ،‬فمههر بحههرس‬ ‫دى ال ُ‬‫سع ْ َ‬ ‫مرو بن ُ‬ ‫دى‪ :‬وخرج في تلك الليلة عَ ْ‬ ‫سعْ َ‬
‫قصة عمرو بن ُ‬
‫َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وعليه محمد بن مسلمة تلك‬
‫عمههرو بهن سههعدى ‪ -‬وكهان عمههرو قههد أبههي أن‬ ‫الليلة؛ فلما رآه قال ‪ :‬من هذا؟ قال أنهها َ‬
‫يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله صلى الله عليه وسههلم‪ ،‬وقههال ‪ :‬ل أغههدر‬
‫سَلمة حين عرفه ‪ :‬اللهم ل تحرمني إقالة عثرات الكرام‬ ‫م ْ‬‫بمحمد أبدا ‪ -‬فقال محمد بن َ‬
‫ب مسجد رسول الله صلى اللههه عليههه‬ ‫‪ ،‬ثم خّلى سبيله ‪ .‬فخرج على وجهه حتى أتى با َ‬
‫ذكر‬ ‫وسلم بالمدينة تلك الليلة‪ ،‬ثم ذهب فلم ُيدر أين توجه من الرض إلى يومه هههذا‪ ،‬فه ُ‬
‫ض‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم شأنه ؛ فقال ‪ :‬ذاك رجل نجاه اللههه بوفههاِئه ‪ .‬وبعه ُ‬
‫مة فيمن أوثق مههن بنههي قريظههة‪ ،‬حيههن نزلههوا علههى حكههم‬ ‫الناس يزعم أنه كان أوثق برِ ّ‬
‫ملقاة‪ ،‬ول ي ُد َْرى أيههن يههذهب ‪ ،‬فقههال‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فأصبحت رمته ُ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تلك المقالة‪ ،‬والله أعلم أي ذلك كان ‪.‬‬
‫تحكيم سعد في أمر بني قريظة ‪ :‬قال ‪ :‬فلمهها أصههبحوا نزلههوا علههى حك هم ِ رسههول اللههه‬
‫ن‬‫س ‪ ،‬فقههالوا‪ :‬يهها رسههول اللههه ‪ ،‬إنهههم موالينهها دو َ‬ ‫صلى الله عليه وسههلم‪ ،‬فتههواثبت الوْ ُ‬
‫علمههت ‪ -‬وقههد كههان رسههول اللههه‬ ‫الخزرج ‪ ،‬وقد فَعَْلت في موالى إخواننا بالمس ما قد َ‬
‫صلى الله عليه وسلم قَْبل بني قريظة قد حاصر بني قَي ُْنقاع ‪ ،‬وكههانوا حلفههاء الخههزرج ‪،‬‬
‫سُلول ‪ ،‬فوهبهم له ‪ -‬فلما كلمته‬ ‫فنزلوا على حكمه ‪ ،‬فسأله إياهم عبدالله ابن أبي ابن َ‬
‫الوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أل ترضون يهها معش هَر الوس أن يحكههم‬
‫فيهم رجل منكم ؟ قالوا‪ :‬بلى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬فذاك إلى سعد‬
‫بن معاذ‪.‬‬
‫وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل سعد بن معهاذ فهي خيمهة لمهرأة مهن‬
‫حى‪،‬‬ ‫سلم ‪ ،‬يقال لها ُرفَْيدة ‪ ،‬في مسجده ‪ ،‬كانت تداوي الجر َ‬ ‫أ ْ‬
‫ض هْيعة مههن المسههلمين‪ ،‬وكههان رسههول اللههه‬ ‫وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت بههه َ‬
‫صلى الله عليه وسلم قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق ‪ :‬اجعلههوه فههي خيمههة‬
‫ده من قريب ‪ .‬فلما حكمه رسول الله صلى الله عليه وسههلم فههي بنههي‬ ‫ُرفَْيدة حتى أعو َ‬
‫دم وكان رجل جسههيما‬ ‫طئوا له بوسادة من أ َ‬ ‫قريظة‪ ،‬أتاه قومه فحملوه على حمار قد وَ ّ‬
‫مرو‪،‬‬ ‫جميل‪ ،‬ثم أقبلوا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وهم يقولون ‪ :‬يا أبا عَ ْ‬
‫ن في مواليك ‪ ،‬فإن رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم إنمهها ولك ذلههك لتحسههن‬ ‫أحس ْ‬
‫ومههة لئم ‪ .‬فرجههع‬ ‫فيهم ؛ فلما أكثروا عليه قال ‪ :‬لقد أنى لسعد أن ل تأخذه فههي اللههه ل ْ‬
‫ل بنههي قريظههة‪،‬‬ ‫بعض من كان معه من قومه إلى دار بني عبد الشهل ‪ ،‬فنعى لهم رجا َ‬
‫قبل أن يصل إليه سعد‪ ،‬عن كلمته التى سمع منه ‪.‬‬
‫فلما أنتهى سعد ٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ‪ ،‬قههال رسههول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قوموا إلى سّيدكم ‪ -‬فأما المهههاجرون مههن قريههش‪ ،‬فيقولههون ‪:‬‬
‫م بههها‬ ‫إنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم النصاَر؛ وأما النصار‪ :‬فيقولون ‪ :‬قد عَ ّ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫فقاموا إليه ‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أبا عمرو‪ ،‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولك أمههر‬
‫مواليك لتحكم فيهم ‪ .‬فقال سعد بن معاذ‪ :‬عليكم بذلك عهد اللههه وميثههاقه ‪ ،‬أن الحكههم‬
‫ت ؟ قالوا‪ :‬نعم ‪ .‬وعلى من هاهنها؟ فهي الناحيهة الهتي فيهها رسهول اللهه‬ ‫م ُ‬ ‫حك ْ‬ ‫فيهم لما َ‬
‫ً‬
‫رض عن رسول الله صلى الله عليههه وسههلم إجلل لههه ؛‬ ‫مع ْ ِ‬‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وهو ُ‬
‫قت َههل‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ؛ قال سعد‪ :‬فههإنى أحكههم فيهههم أن ت ُ ْ‬
‫سَبى الذراري والنساء‪.‬‬ ‫ل ‪ ،‬وت ْ‬ ‫سم الموا ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫الرجا ُ‬
‫ل ‪ ،‬وت ُ َ‬
‫رضاه عليه الصلة والسلم بحكم سعد‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم بن عمههر بههن‬
‫معاذ‪ ،‬عن علقمة بن وقاص الليثي ‪ ،‬قال‬ ‫قتادة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن ُ‬
‫ق‬ ‫ت فيهم بحكهم ِ اللههه مههن فههو ِ‬ ‫‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد‪":‬لقدحكم َ‬
‫سبعةِ أرقعة" ‪.‬‬
‫ض مهن أثههق بههه مهن‬ ‫علي ينهي المعركة لصالح المسلمين‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬حدثني بعه ُ‬
‫أهل العلم ‪ :‬أن علي بن أبي طالب صاح وهم محاصرو بني قريظة‪ :‬يهها كتيبههة اليمههان ‪،‬‬
‫وتقدم هو والزبير بن العوام ‪ ،‬وقال ‪ :‬والله لذوقن ما ذاق حمههزة أو لفتحههن حصههنهم ‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬ننزل على حكم سعد بن معاذ‪.‬‬
‫حبس بني قريظة ومقتلهم ‪ :‬قال ابههن اسههحاق ‪ :‬ثههم اس هُتنزلوا‪ ،‬فحبسهههم رسههول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم بالمدينة في دار بنت الحارث ‪ ،‬امرأة من بني النجههار‪ ،‬ثههم خههرج‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق المدينة‪ ،‬التي هى سوقها‬
‫اليوم ‪ ،‬فخندق بها خنادق ‪ ،‬ثم بعث اليهم ‪ ،‬فضرب أعناَقهم فههي تلههك الخنههادق ‪ ،‬يخههرج‬
‫حيى بن أخطب ‪ ،‬وكعب بن أسد‪ ،‬رأس القههوم ‪ ،‬وهههم‬ ‫بهم إليه أْرسال‪ ،‬وفيهم عدو الله ُ‬
‫ستمائة أو سبعمائة‪ ،‬والمكثر لهم يقول ‪ :‬كانوا بين الثمانمائة والتسعمائة ‪.‬‬
‫وقد قالوا لكعب بن أسد‪ ،‬وهم يذهب بهم إلى رسههول اللهه صههلى اللهه عليهه وسههلم‬
‫اْرسال‪ :‬يا كعب ‪ ،‬ما تراه يصنع بنا؟ قال ‪ :‬أفي كل موطن ل تعقلون ؟ أل ترون الداعى‬
‫ل ! فلم يزل ذلك الههدأب حههتى‬ ‫زع ‪ ،‬وأنه من ذهب به منكم ل يرجع ؟ هو والله القت ُ‬ ‫ل ي َن ْ ِ‬
‫فرغ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫قاحيههة ‪ -‬قههال‬ ‫حلههة لهه ف ّ‬ ‫حيى بن أخطب عدو الله ‪ ،‬وعليههه ُ‬ ‫مقتل ابن أخطب ‪ :‬وأتي ب ُ‬
‫شي ‪ -‬قد شقها عليه من كل ناحيههة ق هد َْر أنملههة لئل‬ ‫ابن هشام ‪ :‬فقاحية ‪ :‬ضرب من الوَ ْ‬
‫سَلبها‪ ،‬مجموعة يداه إلى عنقه بحبل ‪ ،‬فلمهها نظههر إلهى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫يُ ْ‬
‫ل اللههه ُيخههذل ‪ ،‬ثههم‬ ‫خذ ُ ِ‬
‫وسلم‪ ،‬قال ‪ :‬أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ‪ ،‬ولكنه من ي َ ْ‬
‫أقبل على الناس ‪ ،‬فقال ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬إنه ل بأس بأمر الله ‪ ،‬كتاب وقدر ملحمههة كتبههها‬
‫ضربت عنقه ‪.‬‬ ‫الله على بني اسرائيل ‪ ،‬ثم جلس ف ُ‬
‫شعر جبل في مقتل حيي بن أخطب ‪ :‬فقال جبل بن جوال الثعلبى‪:‬‬
‫ل‬‫ُيخذ ِ‬ ‫ذل الله‬ ‫ولكنه من يخ ُ‬ ‫سه‬‫ب نف َ‬ ‫ن أخط َ‬ ‫مرك ما لم اب ُ‬‫‪ #‬لعَ ْ‬
‫ل‬
‫ق ِ‬
‫مقل ِ‬
‫قل يبغى العّز كل ُ‬ ‫وقل َ‬ ‫س عذَرها‬ ‫‪ #‬لجاهد حتى أبلغَ النف َ‬
‫قتل امراة من نسائهم وسببه ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقد حدثني محمد بن جعفههر بههن‬
‫الزبير‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪ ،‬عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ‪ :‬لم ُيقتل مههن نسههائهم‬
‫دث معى‪ ،‬وتضحك ظهرا وبطنهها‪ ،‬ورسههول‬ ‫ح ّ‬
‫إل امرأة واحدة ‪ .‬قالت ‪ :‬والله إنها لعندي ت َ َ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجاَلها في السوق ‪ ،‬إذ هتف هاتف باسمها‪ :‬أين فلنههة؟‬
‫قالت ‪ :‬أنا والله ‪ .‬قالت ‪ :‬قلت لها‪ :‬ويلك ؛ مالك ؟ قالت ‪ :‬أقتل ‪ :‬قلت ‪ :‬ولم ؟ قههالت ‪:‬‬
‫ضرب عنقها؟ فكانت عائشههة تقههول ‪ :‬فههوالله مهها‬ ‫لحدث أحدثته ؟ قالت ‪ :‬فانطلق بها‪ ،‬ف ُ‬
‫عرفت أنها ُتقتل ‪.‬‬ ‫حكها‪ ،‬وقد َ‬ ‫ض ِ‬‫ب نفسها وكثرة َ‬ ‫طي َ‬ ‫أنسى عجبا منها َ‬
‫ويد فقتلته ‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وهى التى طرحت الرحا على خلد بن ُ‬
‫ماس ‪ ،‬كمهها‬ ‫قصة الزبير بن باطا‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقد كان ثابت بن قيس بن ال ّ‬
‫شه ّ‬
‫قَرظى‪ ،‬وكان يكنى أبا عبد الرحمن‬ ‫ذكر لي ابن شهاب الزهري ‪ ،‬أتى الزبير ابن باطا ال ُ‬
‫ن على ثابت بن قيس بن شماس في الجاهلية‪ ،‬ذكر لههي بعههض ولههد‬ ‫م ّ‬ ‫‪ -‬وكان الزبير قد َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن عليه يوم ب َُعاث ‪ ،‬أخذه فجز ناصيته ‪ ،‬ثم خلى سههبيله ‪ -‬فجههاءه ثههابت‬ ‫الزبير أنه كان م ّ‬
‫وهو شيخ كبير‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ‪ ،‬هل تعرفني ؟‬
‫قال ‪ .‬وهل يجهل مثلى مثَلك ؛ قال ‪ :‬أنى قد أردت أن أجزَيك بيههدك عنههدي ‪ ،‬قههال ‪ :‬إن‬
‫مجزى الكريم ‪.‬‬ ‫م ُ‬‫الكري َ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول الله إنههه قههد‬ ‫ن قيس رسو َ‬ ‫تب ُ‬‫ثم أتى ثاب ُ‬
‫مهه ؟ فقهال رسهول اللهه‬ ‫ت أن أجزَيه بههها‪ ،‬فههب لهي د َ‬ ‫منة‪ ،‬وقد أحبب ُ‬ ‫ى ِ‬ ‫كانت للزبير عل ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬هو لك فأتاه‪ ،‬فقال ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قههد‬
‫مك ‪ ،‬فهو لك ‪ ،‬قال ‪ :‬شيخ كبير ل أهل له ول ولد‪ ،‬فما يصنع بالحياة؟‬ ‫وهب لي د َ‬
‫ل الله صههلى اللههه عليههه وسههلم فقههال ‪ :‬بههأبى أنههت وأمههي يهها‬ ‫ت رسو َ‬ ‫َقال ‪ :‬فأتى ثاب ٌ‬
‫ده ؟ قال ‪ :‬هم لك ‪ :‬قال ‪ :‬فأتاه فقال ‪ :‬قههد وهههب لههي‬ ‫رسول الله ‪ ،‬هب لي امرأته وول َ‬
‫دك ‪ ،‬فهم لههك قههال ‪ :‬أهههل بيههت بالحجههاز ل‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلك وول َ‬
‫مال لهم ‪ ،‬فما بقاؤهم على ذلك ؟‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول اللههه‪ ،‬مههاله ‪ ،‬قههال ‪:‬‬ ‫ت رسو َ‬ ‫فأتى ثاب ٌ‬
‫هو لك ‪ .‬فأتاه ثابت فقال ‪ :‬قد أعطانى رسول الله صلى الله عليه وسههلم مالههك ‪ ،‬فهههو‬
‫صينية يتراءى فيها عَههذاَرى الحههي ‪،‬‬ ‫لك ‪ .‬قال ‪ :‬أى ثابت ‪ ،‬ما فعل الذي كان وجهه مرآة ِ‬
‫ي بههن أخطههب ؟‬ ‫ب بن أسد؟ قال ‪ُ :‬قتل ‪ ،‬قال ‪ :‬فما فعل سيد الحاضههر والبههادي حي ه َ‬ ‫كع ُ‬
‫وأل ؟‬ ‫م ْ‬
‫سه َ‬
‫دمتنا إذا شددنا‪ ،‬وحاميُتنا إذا فررنهها‪ ،‬عَههزال بههن َ‬ ‫ق ّ‬‫م َ‬ ‫قال ‪ُ :‬قتل قال فما فعل ُ‬
‫قال ‪ :‬قتل ‪ :‬قال ‪ :‬فما فعل المجلسان ؟ يعنى بني كعب بههن قريظههة وبنههي عمههرو بههن‬
‫قريظة؛ قال ‪ :‬ذهبوا قتلوا؟ قال ‪ :‬فإنى أسألك يا ثابت بيدي عندك إل ألحقتنى بالقوم ‪،‬‬
‫دلو ناضههح حههتى ألقههى‬ ‫فوالله ما في العيش بعد هؤلِء من خير‪ ،‬فما أنا بصابر لله َفتلة َ‬
‫الحبة‪ ،‬فقدمه ثابت ‪ ،‬فضرب عنقه ‪.‬‬
‫فلما بلغ أبا بكر الصديق قوله " ألقى الحبة "‪ .‬قال ‪ :‬يلقاهم والله في نار جهنههم خالههدا‬
‫فيها مخلدا‪.‬‬
‫سلمى في " قبلة "‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قبلة دلو ناضح ‪ .‬قال زهير بن أبي ُ‬
‫د َفَ َ‬
‫قا‬ ‫قائما‬ ‫يداه‬ ‫العََراقي‬ ‫على‬ ‫ت‬‫ل يتغّنى كلما َقههد ََر ْ‬ ‫‪ #‬وقاب ِ ٍ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى‪ :‬وقابل يتلقى‪ ،‬يعني قابل الدلو يتناول ‪.‬‬
‫أمر عطية القرظي ورفاعة بن سمؤال ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وكان رسول اللههه صههلى‬
‫الله عليه وسلم قد أمر بقتل كل من أنبت منهم ‪.‬‬
‫عميههر‪ ،‬عههن عطيههة‬ ‫شعبة بن الحجاج ‪ ،‬عن عبد الملك بن ُ‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني ُ‬
‫القرظى‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن ُيقتل من بني قريظة‬
‫ت غلما‪ ،‬فوجدوني لم أنبت ‪ ،‬فخلوا سبيلي ‪.‬‬ ‫كل من أنبت منهم وكن ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني أيوب بن عبد الرحمن بن عبدالله بههن أبههي صعصههعة أخههو‬
‫ذر‪ ،‬أخت سليط ابن أخت سليط بن‬ ‫مى بنت قيس ‪ ،‬أم المن ِ‬ ‫سل ْ َ‬‫بني عدي بن النجار‪ :‬أن َ‬
‫ّ‬
‫قيس ‪ -‬وكانت احدى خالت رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قد صلت معه القبلتين ‪،‬‬
‫وبايعته بيعة النساء ‪ -‬سالته‬
‫قرظي ‪ ،‬وكان رجل قد بلههغ ‪ ،‬فلذ بههها‪ ،‬وكههان يعرفهههم قبههل ذلههك ‪،‬‬ ‫ة بن سمؤال ال ُ‬ ‫رفاع َ‬
‫ب لي رفاعة‪ ،‬فإنه قد زعم أنه سيصلي ويأكل‬ ‫فقالت ‪ :‬يا نبى الله ‪ ،‬بأبى أنت وأمي ‪ ،‬هَ ْ‬
‫حيته ‪.‬‬
‫لحم الجمل ؛ قال ‪ :‬فوهبه لها‪ ،‬فاست َ ْ‬
‫تقسيم الفيء ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال‬
‫سهههمان الخيههل‬ ‫بني قريظة ونساَءهم وأبناَءهم على المسلمين ‪ ،‬وأعلم في ذلك اليوم ُ‬
‫خمس ‪ ،‬فكان للفارس ثلثة أسههم ‪ ،‬للفههرس سههمان‬ ‫سهمان الرجال ‪ ،‬وأخرج منها ال ُ‬ ‫و ُ‬
‫م بنههي قريظههة‬ ‫ولفارسه سهم ‪ ،‬وللراجل من ليس له فرس ‪ ،‬سهم ‪ .‬وكانت الخيههل يههو َ‬
‫سهمان ‪ ،‬وأخرج منها الخمس ‪ ،‬فعلههى‬ ‫ستة وثلثين فرسا‪ ،‬وكان أول فيء وقعت فيه ال ّ‬
‫سنتها وما مضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وقعت المقاسههم ‪ ،‬ومضههت‬
‫سنة في المغازي ‪ .‬ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد النصههاري‬ ‫ال ّ‬
‫شهل بسبى من سبايا بني ُقريظة إلى نجد‪ ،‬فابتاع لهم بها خيل وسلحا ‪.‬‬ ‫أخا بني عبد ال ْ‬
‫إسلم ريحانة‪ :‬قال ‪ :‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصههطفى لنفسههه مههن‬
‫خناَفة‪ ،‬إحدى نساء بني عمرو ابههن ُقريظههة‪ ،‬فكههانت عنههد‬ ‫نسائهم َرْيحانة بنت عمرو بن ُ‬
‫ملكههه ‪ ،‬وقههد كههان رسههول‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ُتوفي عنها وهى فههي ِ‬
‫ب ؛ فقههالت ‪:‬‬ ‫ب عليها الحجهها َ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم عرض عليها أن يتزوجها‪ ،‬ويضر َ‬
‫يا رسول الله ‪ ،‬بل تتركنى في ملكك ‪ ،‬فهو أخف على وعليك ‪ ،‬فتركها‪ .‬وقد كانت حيهن‬
‫صت بالسههلم ‪ ،‬وأبههت إل اليهوديههة‪ ،‬فعزلههها رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫سباها قد تع ّ‬
‫رها‪ .‬فبينهها هههو مههع أصههحابه ‪ ،‬إذ سههمع وقههع نعليههن‬ ‫وسلم‪ ،‬ووجد في نفسه لذلك من أم ِ‬
‫فه ؛ فقال ‪:‬‬ ‫خل َ‬
‫سْعية يبشهرني باسهلم َرْيحانهة؟ فجهاءه فقهال ‪ :‬يها رسهول اللهه‪ ،‬قهد‬ ‫إن هذا لثعلبة بن َ‬
‫أسلمت َرْيحانة‪ ،‬فسره ذلك من أمرها"‬
‫ما نزل من القرآن في الخندق وبني قريظة ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وأنزل الله تعههالى فههي‬
‫أمر الخندق ‪ ،‬وأمر بني قريظة من القرآن‪ ،‬القصة في الحزاب ‪ ،‬يذكر فيها ما نزل من‬
‫البلء‪ ،‬ونعمته عليهم ‪ ،‬وكفايته إياهم حين فرج ذلك عنهم ‪ ،‬بعد مقالة من قال من أهههل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س هل َْنا عَل َي ْهِ ه ْ‬
‫م‬ ‫جن ُههود ٌ فَأْر َ‬ ‫جههاَءت ْك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫م إ ِذ ْ َ‬‫ة الله عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫م َ‬‫مُنوا اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫النفاق ‪َ } :‬ياأي َّها ال ّ ِ‬
‫صههيًرا{ ]الحههزاب‪ .[9 :‬والجنههود قريههش‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مل ُههو َ‬‫مهها ت َعْ َ‬
‫ن الله ب ِ َ‬‫كا َ‬‫ها وَ َ‬ ‫م ت ََروْ َ‬‫دا ل َ ْ‬ ‫جُنو ً‬ ‫حا وَ ُ‬ ‫ِري ً‬
‫وغطفان وبنو قريظة‪ ،‬وكانت الجنود التي أرسل الله عليهم مع الريح الملئكههة ‪ .‬يقههول‬
‫َ‬ ‫الله تعالى ‪ }:‬إذ ْ جههاُءوك ُم مهن فَهوقك ُم وم ه َ‬
‫ت‬‫صههاُر وَب َل َغَه ْ‬ ‫ت اْلب ْ َ‬ ‫م وَإ ِذ ْ َزاغَه ْ‬‫من ْك ُه ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫سه َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ ِ ْ َ ِ ْ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫ِ َ‬
‫{ ]الحزاب‪ [10 :‬فالذين جاءوهم من فوقهم بنو‬ ‫ن ْ‬ ‫ّ‬
‫ن ِبالله الظُنو َ‬ ‫ُ‬
‫جَر وَت َظّنو َ‬ ‫حَنا ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫قُلو ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قريظة‪ ،‬والذين جاءوهم من أسفل منهم قريش وغطفان ‪ .‬يقول الله تبارك وتعههالى ‪}:‬‬
‫ي‬
‫ك اب ْت ُل ِ َ‬‫هَُنال ِ َ‬

‫مهها‬ ‫ض َ‬ ‫مهَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن فِههي قُل ُههوب ِهِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن َوال ّه ِ‬ ‫قو َ‬ ‫من َههافِ ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫دا‪ .‬وَإ ِذ ْ ي َ ُ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫ن وَُزل ْزُِلوا زِل َْزاًل َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫معَّتب بن قشير إذ يقههول مهها‬ ‫ه إ ِّل غُُروًرا{ ]الحزاب‪،11 :‬ه ‪ [12‬لقول ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وَعَد ََنا الله وََر ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫من ْهُه ْ‬ ‫ريهقٌ ِ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫سهت َأذِ ُ‬ ‫جُعوا وَي َ ْ‬ ‫م َفهاْر ِ‬ ‫ُ‬
‫م لكه ْ‬ ‫قهها َ‬‫م َ‬‫بل ُ‬ ‫ل ي َث ْرِ َ‬ ‫م َياأهْ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ت طائ ِ َ‬ ‫قال}وَإ ِذ ْ َقال َ ْ‬
‫ن إ ِّل فِهَراًرا { ]الحههزاب‪[13 :‬‬ ‫دو َ‬ ‫ري ه ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ي ب ِعَهوَْرةٍ إ ِ ْ‬ ‫مهها هِه َ‬ ‫ن ب ُُيوت ََنا عَوَْرةٌ وَ َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ي يَ ُ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ن أقْطارِهَهها{‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لقول أوس بن قَْيظي ومن كان على رايه من قومه}وَلوْ د ُ ِ‬
‫مه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت عَلي ْهِه ْ‬ ‫خل ْ‬
‫]الحزاب‪ :[14 :‬أى المدينة‪ .‬قههال ابههن هشههام ‪ :‬القطههار‪ :‬الجههوانب ؟ وواحههدها‪ :‬قطههر‪،‬‬
‫وهي القتار‪ ،‬وواحدها‪ :‬قتر‪.‬‬
‫قال الفرزدق ‪:‬‬
‫ة على القطاِر‬ ‫قعي ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫والخي ُ‬
‫ل‬ ‫ه لهم بههه‬ ‫‪ #‬كم من ِغًنى فتح الل ُ‬
‫ويروى ‪ " :‬على القتار ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له‪.‬‬
‫مهها ت َل َب ّث ُههوا ب ِهَهها إ ِّل‬ ‫ة ‪] ‬الحزاب‪ : [14 :‬أي الرجوع إلى الشرك ‪َ‬لت َوْهَهها وَ َ‬ ‫فت ْن َ َ‬‫سئ ُِلوا ال ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫)ث ُ ّ‬
‫سهُئوًل‪‬‬ ‫م ْ‬ ‫ن عَهْهد ُ اللههه َ‬ ‫ن اْل َد ْب َههاَر وَك َهها َ‬ ‫ل َل ي ُوَل ّههو َ‬ ‫ن قَب ْه ُ‬ ‫مه ْ‬ ‫دوا اللههه ِ‬ ‫عاهَه ُ‬ ‫قد ْ ك َههاُنوا َ‬ ‫سيًرا * وَل َ َ‬ ‫يَ ِ‬
‫]الحزاب‪ [15 ،14 :‬فهم بنو حارثة‪ ،‬وهم الذين هموا أن يفشلوا يوم أحد مع بني سلمة‬
‫حين همتا بالفشل يوم أحد‪ ،‬ثم عاهدوا الله أن ل يعودوا لمثلها أبههدا‪ ،‬فههذكر لهههم الههذين‬
‫ت أ َْو‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن فََرْرت ُ ْ‬ ‫فَراُر إ ْ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫فعَك ُ ْ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫أعطوا من أنفسهم ‪ ،‬ثم قال تعالى ‪ ) :‬قُ ْ‬
‫ذا ال ّذي يعصمك ُم من الله ِ إن أ َراد بك ُهم سههوًءا أوَ‬ ‫ن إ ِّل قَِليًل* قُ ْ‬
‫ْ‬ ‫ِ ْ َ َ ِ ْ ُ‬ ‫ِ َْ ِ ُ ْ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مت ُّعو َ‬ ‫ذا َل ت ُ َ‬ ‫ل وَإ ِ ً‬ ‫قت ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مَعهوِّقي َ‬ ‫م اللهه ال ْ ُ‬ ‫صهيًرا* َقهد ْ ي َعَْله ُ‬ ‫ن الله وَل ِّيها وََل ن َ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة وََل ي َ ِ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫م َر ْ‬ ‫أَراد َ ب ِك ُ ْ‬
‫م ‪]‬الحزاب‪ :[16،18 :‬أي أهل‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫‪207‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ة‬‫ح ً‬ ‫ش ّ‬‫س إ ِّل قَِليًل‪ :‬أي إل دفعا وتعذيرا ‪‬أ ِ‬ ‫ن ال ْب َأ َ‬ ‫م إ ِل َي َْنا وََل ي َأُتو َ‬ ‫م هَل ُ ّ‬ ‫وان ِهِ ْ‬‫خ َ‬ ‫ن لِ ْ‬ ‫قائ ِِلي َ‬ ‫النفاق ‪َ‬وال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ن إ ِل َي ْ َ‬ ‫خو ُ َ‬ ‫م‪ ‬أي للضغن الذي في أنفسهم ‪‬فَإ ِ َ‬
‫م‬ ‫دوُر أعْي ُن ُهُ ه ْ‬ ‫ك تَ ُ‬ ‫م ي َن ْظ ُُرو َ‬ ‫ف َرأي ْت َهُ ْ‬ ‫جاَء ال ْ َ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قوك ُ ْ‬ ‫س هل َ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خ هوْ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ذ َهَ ه َ‬ ‫ت ‪ :‬أي إعظاما له وفرقا منه ‪‬فَإ ِ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شى عَل َي ْهِ ِ‬ ‫ذي ي ُغْ َ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫سههبة ‪،‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ة‪ ،‬ول تحملهههم ِ‬ ‫دادٍ ‪‬؛ أي في القول بما ل تحبون ‪ ،‬لنهم ل يرجون آخر ً‬ ‫ح َ‬ ‫سن َةٍ ِ‬ ‫ب ِأل ْ ِ‬
‫ة من ل يرجو ما بعده ‪.‬‬ ‫فهم يهابون الموت هيب َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬سلقوكم ‪ :‬بالغوا فيكم بالكلم ‪ ،‬فأحرقوكم وآذوكم ‪.‬‬
‫سهلق ‪ .‬قهال أعشهى بنهي قَْيهس بهن‬ ‫م ْ‬ ‫سَلق و ِ‬ ‫م ْ‬‫سلق ‪ ،‬وخطيب ِ‬ ‫تقول العرب ‪ :‬خطيب َ‬
‫ثعلبة ‪:‬‬
‫سلقُ‬ ‫ال ّ‬ ‫ب‬‫والخاط ُ‬ ‫م‬‫فيه ُ‬ ‫ةُ‬ ‫هد‬ ‫ة والنجه‬ ‫‪ #‬فيهم المجد ُ والسماح ُ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫دو َ‬‫م َبا ُ‬‫دوا ل َوْ أن ّهُ ْ‬
‫ب ي َوَ ّ‬‫حَزا ُ‬ ‫ت اْل َ ْ‬‫ن ي َأ ِ‬ ‫م ي َذ ْهَُبوا ‪ ‬قريش وغطفان ‪‬وَإ ِ ْ‬ ‫ب لَ ْ‬ ‫حَزا َ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫سُبو َ‬ ‫ح َ‬ ‫)ي َ ْ‬
‫ما َقات َُلوا إ ِّل قَِليًل‪] ‬الحزاب‪.[20 :‬‬ ‫م وَل َوْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬‫كاُنوا ِفيك ُ ْ‬ ‫ن أن َْبائ ِك ُ ْ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫سأُلو َ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ِفي اْلعَْرا ِ‬
‫ُ‬ ‫ثم اقبل على المؤمنين فقال ‪ ) :‬ل َ َ‬
‫ن‬‫كهها َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ة لِ َ‬ ‫سن َ ٌ‬
‫ح َ‬
‫سوَةٌ َ‬ ‫ل الله أ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫م ِفي َر ُ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬‫كا َ‬‫قد ْ َ‬
‫خَر ‪ :‬أي لئل يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ‪ ،‬ول عن مكان هو به ‪.‬‬ ‫م اْل ِ‬ ‫جو الله َوال ْي َوْ َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫ثم ذكر المؤمنين وصدَقهم وتصديقهم بما وعدهم الله من البلء يختههبرهم بههه ‪ ،‬فقههال ‪:‬‬
‫َ‬
‫سههول ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ص هد َقَ اللههه وََر ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ما وَعَد ََنا الله وََر ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ب َقاُلوا هَ َ‬ ‫حَزا َ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫مُنو َ‬‫مؤْ ِ‬ ‫ما َرأى ال ْ ُ‬ ‫)وَل َ ّ‬
‫ما‪] ‬الحزاب‪[22 :‬‬ ‫سِلي ً‬ ‫ماًنا وَت َ ْ‬ ‫م إ ِّل ِإي َ‬ ‫ما َزاد َهُ ْ‬ ‫وَ َ‬

‫‪ :‬أي صبرا على البلء وتسليما للقضاء‪ ،‬وتصديقا للحق ‪ ،‬ولما كههان اللههه تعههالى وعههدهم‬
‫دوا اللههه‬ ‫عاهَ ُ‬
‫ما َ‬ ‫صد َُقوا َ‬‫ل َ‬ ‫جا ٌ‬
‫ن رِ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫م ْ‬‫ورسوُله صلى الله عليه وسلم ثم قال ‪ِ ) :‬‬
‫ضى ن َْحب َُه‪‬‬‫ن قَ َ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫عَل َي ْهِ فَ ِ‬
‫‪ :‬أى فرغ من عمله ‪ ،‬ورجع إلى ربه ‪ ،‬كمههن اسُتشهههد يههوم بههدر ويههوم أحههدا قههال ابههن‬
‫هشام ‪ :‬قضي نحبه ‪ :‬مات ‪ ،‬والنحب ‪ :‬النفس ‪ ،‬فيما أخبرنى أبو عبيدة‪ ،‬وجمعه ‪ :‬نحوب‬
‫مة ‪:‬‬ ‫‪ .‬قال ذو الّر ّ‬
‫ل هَوْب َُر‬ ‫قى الخي ِ‬ ‫ملت َ‬ ‫ُ‬ ‫قضى نحَبه في‬ ‫عشّية فر الحاِرثيون بعدما‬ ‫‪َ #‬‬
‫وبر‪.‬‬ ‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وهَوَْبر‪ .‬من بني الحههارث بههن كعههب ‪ ،‬أراد‪ :‬يزيههد بههن هَه ْ‬
‫خطفى‪:‬‬ ‫حب أيضا‪ .‬النذر‪ :‬قال جرير بن ال َ‬ ‫والن ْ‬
‫ب‬‫ح ِ‬‫ن على ن َ ْ‬ ‫جَري ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ة جالدنا الملو َ‬
‫َ‬ ‫سطام ٍ‬ ‫ة بِ ْ‬ ‫شي َ‬ ‫عَ ِ‬ ‫ك وخيلنها‬ ‫ف َ‬‫خ َ‬‫‪ #‬بط ِ ْ‬
‫سههطام ‪:‬‬ ‫ذرت أن تقتله فقتلته ‪ ،‬وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وب ِ ْ‬ ‫ذر‪ ،‬كانت ن َ َ‬ ‫يقول ‪ :‬على ن َ ْ‬
‫عبيههدة ‪ :‬أنههه‬ ‫دين ‪ .‬حدثني أبههو ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫بسطام بن َقيس بن مسعود الشْيباني ‪ ،‬وهو ابن ذي ال َ‬
‫فة‪ :‬موضع بطريق البصرة ‪.‬‬ ‫خ َ‬‫كان فارس ربيعة بن نزار‪ .‬وط ِ ْ‬
‫طار‪ ،‬وهو الرهان ‪ .‬قال الفرزدق ‪:‬‬ ‫خ َ‬ ‫والنحب ‪ .‬ال ِ‬
‫ل‬‫وأفض ُ‬ ‫ل‬
‫للجزي ِ‬ ‫أعطى‬ ‫ب‬‫ح ِ‬‫علىالن ْ‬ ‫س أينا‬ ‫ت كلب على النا ِ‬ ‫حب َ ْ‬‫‪ #‬وإذ ن َ َ‬
‫والنحب ‪ :‬البكاء‪ .‬ومنه قولهم ينتحب ‪ .‬والنحب ‪ :‬الحاجة والهمة‪ ،‬تقول ‪ .‬ما لي عنههدهم‬
‫نحب ‪ .‬قال مالك بن ن ُوَْيرة اليربوعى‪:‬‬
‫جر‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬ ‫ن‬
‫الشد ُ ِ‬ ‫من‬ ‫ماتبغي‬ ‫ت‬‫س ُ‬‫تلم ْ‬ ‫دهم غيَر أننى‬ ‫ي نحب عن َ‬ ‫‪ #‬وما ل ِ َ‬

‫سَعة‪ ،‬أحد ُ بني تيم اللت بن ثعلبة بن عُ َ‬


‫كابههة ابههن صههعب بههن علههي بههن‬ ‫وقال َنهار بن ت َوْ ِ‬
‫بكربن وائل ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬هؤلء موالى بني حنيفة ‪:‬‬
‫اللواُء‬ ‫وقع‬ ‫ما‬ ‫بعد َ‬ ‫ك‬‫دَِرا ٌ‬ ‫كض‬ ‫ى َر ْ‬
‫ف الثقف ّ‬‫جى يوس َ‬ ‫‪ #‬ون َ ّ‬
‫ِوقاءُ‬ ‫َ‬
‫خطأةٍ‬ ‫م ْ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ولكل‬ ‫به‬ ‫ْ‬
‫‪ #‬ولو أدركَنه لقضْين نحبهها‬
‫مّر‪.‬‬
‫والنحب أيضا‪ :‬السير الخفيف ال َ‬
‫ن ي َن ْت َظ ُِر‪ : ‬أي ما وعد الله به من نصره ‪ ،‬والشهادة على‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ ) :‬وَ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ديًل‪] ‬الحههزاب‪ :[23 :‬أي مهها‬ ‫ما مضى عليه أصحابه ‪ .‬يقول الله تعالى ‪ ) :‬وَ َ‬
‫ما ب َهد ُّلوا ت َب ْه ِ‬
‫م‬ ‫صد ْقِهِ ْ‬ ‫ن بِ ِ‬
‫صادِِقي َ‬ ‫جزِيَ الله ال ّ‬ ‫كوا وما ترددوا في دينهم ‪ ،‬وما استبدلوا به غيره ‪) .‬ل ِي َ ْ‬ ‫ش ّ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫مهها* وََرد ّ اللههه ال ّه ِ‬ ‫حي ً‬
‫فههوًرا َر ِ‬ ‫ن غَ ُ‬ ‫ن الله ك َهها َ‬ ‫ب عَل َي ْهِ ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫شاَء أوْ ي َُتو َ‬ ‫ن َ‬‫ن إِ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫مَنافِ ِ‬ ‫وَي ُعَذ ّ َ‬
‫ن‬ ‫ل وَك َهها َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫قت َهها َ‬ ‫فى اللههه ال ْ ُ‬
‫مهؤْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫خي ًْرا وَك َ َ‬ ‫طفان‪ ‬ل َ ْ‬
‫م ي ََناُلوا َ‬ ‫م ‪ :‬أي قريشا وغَ َ‬ ‫فُروا ب ِغَي ْظ ِهِ ْ‬ ‫كَ َ‬
‫صههيهِْم‪‬‬ ‫ل ال ّهذين ظ َههاهَروهُم مه َ‬ ‫زيًزا* وَأ َن ْهَز َ‬
‫صَيا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مه ْ‬ ‫ل ‪ :‬اي بنههي قريظههة ‪ِ ‬‬ ‫ن أه ْ ه ِ‬‫ْ ِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫الله قَوِّيا عَ ِ‬
‫والصياصى ‪ :‬الحصون والطام التى كانوا فيها‪.‬‬
‫حاس مهن بنهي اسهد بهن‬ ‫سه َ‬
‫ح ْ‬ ‫حاس ‪ ،‬وبنو ال َ‬ ‫س َ‬‫ح ْ‬ ‫حْيم عَْبد بني ال َ‬ ‫س َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قال ُ‬
‫خَزيمة ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫صَيا‬ ‫صَيا ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫ن‬
‫َيبتدِْر َ‬ ‫تميم ٍ‬ ‫نساُء‬ ‫ن صرعى وأصبحت‬ ‫‪ #‬وأصبحت الثيرا ُ‬

‫وهذا البيت في قصيدة له والصياصى ‪ :‬القرون ‪ .‬قال النابغة الجعدي ‪:‬‬


‫ب‬
‫ض ِ‬ ‫العْ َ‬ ‫صةِ‬‫كصي َ‬ ‫فردا‬ ‫ت‬
‫ه ُ‬ ‫قيه‬‫‪ #‬وسادةَ رهطي حتى ب َ ِ‬
‫ي‬
‫ت سادة َ رهطي ‪ .‬وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬وقال أبو دواد اِلياد ُ‬ ‫يقول ‪ :‬أصاب المو ُ‬
‫‪:‬‬
‫ل وقاِر‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫من الك َ‬ ‫ح‬
‫ض ٌ‬ ‫نَ ْ‬ ‫ههن‬ ‫م الصياصي بأيديه‬ ‫ح َ‬‫س ْ‬‫‪ #‬فذ َعَْرنا ُ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له والصياصي أيضا‪ :‬الشوك الذي للنساجين ‪ ،‬فيما أخههبرنى أبههو‬
‫شم ابن معاوية بن بكر بن هوازن ‪:‬‬ ‫ج َ‬‫شمي ‪ُ ،‬‬ ‫ج َ‬‫مة ال ُ‬‫ص ّ‬
‫عَُبيدة ‪ .‬وأنشدني لدَريد بن ال ّ‬
‫الممددِ‬ ‫النسيِج‬ ‫في‬ ‫صياصي‬ ‫ال ّ‬ ‫كوقِع‬ ‫شه‬‫ح تنو ُ‬ ‫ت إليه والرما ُ‬ ‫‪ #‬نظر ُ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪ .‬والصياصى أيضا‪ :‬التى تكون في أرجههل الديكههة نههاتئة كأنههها‬
‫القرون الصغار‪ ،‬والصياصى أيضا‪ :‬الصول ‪ .‬أخبرنى أبههو عبيههدة أن العههرب تقههول ‪ :‬جهذ ّ‬
‫الله صيصيته ‪ :‬أي أصله ‪.‬‬
‫ْ‬
‫ن فَِريًقها‪‬‬ ‫سهُرو َ‬ ‫ن وَت َأ ِ‬ ‫قت ُُلهو َ‬
‫قها ت َ ْ‬ ‫ب فَ ِ‬
‫ري ً‬ ‫عه َ‬
‫م الّر ْ‬‫ف فِههي قُُلهوب ِهِ ْ‬‫قال ابن اسهحاق ‪) :‬وََقهذ َ َ‬
‫م‬ ‫]الحههزاب‪ :[25،26 :‬أي قتههل الرجههال ‪ ،‬وسههبي الههذراري والنسههاء‪ ،‬وأ َورث َك ُه َ‬
‫ض هه ُ ْ‬ ‫م أْر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ديًرا‬ ‫يٍء قَه ِ‬ ‫شه ْ‬‫ل َ‬ ‫ن اللههه عَل َههى ك ُه ّ‬ ‫م ت َط َُئوهَهها‪ .‬يعنههي خيههبر‪ ‬وَك َهها َ‬‫ضا ل َه ْ‬ ‫م وَأْر ً‬‫وال َهُ ْ‬
‫م َ‬
‫م وَأ ْ‬
‫وَدَِياَرهُ ْ‬
‫‪]‬الحزاب‪.[27 :‬‬
‫إكرام سعد في موته‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬فلما انقضى شأن بني قريظة انفجر بسههعد‬
‫معاذ بن رفاعههة الزَرقههى‪،‬‬ ‫حه ‪ ،‬فمات منه شهيدا‪ .‬قال ابن اسحاق ‪ :‬حدثني ُ‬ ‫بن معاذ جر ُ‬
‫قال ‪ :‬حدثني من شئت من رجال ‪،‬قومي ‪ " :‬أن جبريل عليه السههلم أتههى رسههول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم حين قبض سعد َ بن معاذ مههن جههوف الليههل معتجههرا بعمامههة مههن‬
‫استبرق ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا محمد‪ ،‬من هذا الميت الههذي ُفتحههت لههه أبههواب السههماء‪ ،‬واهههتز لههه‬
‫ش ؟ قال ‪ :‬فقام رسول الله صلى الله عليه وسههلم سههريعا يجههر ثههوَبه إلههى سههعد‪،‬‬ ‫العر ُ‬
‫فوجده قد مات "‪.‬‬

‫عمههرة بنههت عبههد الرحمهن قهالت ‪:‬‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني عبدالله بن أبي بكر‪ ،‬عن َ‬
‫ت امههرأة لههه ‪ ،‬فحههزن‬ ‫ضهْير‪ ،‬فلقيههه مههو ُ‬ ‫ح َ‬‫سْيد بن ُ‬
‫ة من مكة‪ ،‬ومعها أ َ‬ ‫ة قافل ً‬‫ت عائش ُ‬
‫أقبل ْ‬
‫عليها بعض الحزن ‪ ،‬فقالت له عائشة‪ :‬يغفر الله لك يا أبها يحيههى ‪ ،‬أتحههزن علههى امههرأة‬
‫وقد أصبت بابن عمك ‪ ،‬وقد اهتّز له العرش ‪.‬‬
‫صههري ‪ ،‬قههال ‪ :‬كههان سههعد رجل‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهههم عههن الحسههن الب َ ْ‬
‫ة فقال رجال من المنافقين ‪ :‬والله إن كان لباِدنهها‪،‬‬ ‫خف ً‬
‫بادنا‪ ،‬فلما حمله الناس وجدوا له ِ‬
‫ف منه ‪ ،‬فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬فقههال ‪:‬‬ ‫وما حملنا من جنازة أخ ّ‬
‫ة بههروِْح سههعدٍ ‪،‬‬
‫ة غيَركم" ‪ ،‬والذي نفسي بيههده ‪ ،‬لقههد استبشههرت الملئك ه ُ‬ ‫" وإن له حمل ً‬
‫معاذ بههن ِرفاعههة‪ ،‬عههن محمههود بههن عبههد‬ ‫ش "‪ .‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني ُ‬ ‫واهتز له العر ُ‬
‫دفن سهعد ونحهن مهع‬ ‫جمو ح ‪ ،‬عن جابر بن عبدالله ‪ ،‬قال ‪ :‬لما ُ‬ ‫الرحمن بن عمرو بن ال َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬سّبح رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ ،‬فسهّبح‬
‫م سبحت ؟ قال ‪ :‬لقد‬ ‫م ّ‬‫س معه ‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول الله ‪ِ ،‬‬ ‫س معه ؟ ثم كّبر فكّبر النا ُ‬ ‫النا ُ‬
‫تضايق على هذا العبد الصالح قبُره ‪ ،‬حتى فّرجه الله عنه ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ومجاز هذا‬
‫الحديث قول عائشة ‪ " :‬قال رسول‬
‫مة لو كان أحد منها ناجيا لكان سعد بن معاذ "‪.‬‬ ‫ض ّ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم إن للقبرِ ل َ‬
‫ل من النصار‪:‬‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬ولسعد يقول رج ٌ‬
‫رو‬ ‫م ِ‬‫مْعنا به إل لسعدٍ أبي عَ ْ‬ ‫س ِ‬‫َ‬ ‫ك‬
‫ت هال ٍ‬ ‫‪ #‬وما اهتزعرش الله من مو ِ‬
‫وقالت أم سعد‪ ،‬حين احُتمل نعشه وهي تبكيه ‪ -‬قال ابههن هشههام ‪ -‬وهههي ك ُب َْيشههة بنههت‬
‫وف بهن الحهارث‬ ‫عه ْ‬ ‫خد َْرة بن َ‬ ‫جر‪ ،‬وهو ُ‬ ‫رافع بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة بن عبد ابن الب ْ َ‬
‫بن الخزرج ‪:‬‬
‫دا‬
‫ح ّ‬ ‫و َ‬ ‫ة‬
‫صَرام ً‬
‫َ‬ ‫دا‬
‫م سعد ٍ سعههههه َ‬ ‫لأ ّ‬‫‪ #‬وَي ْ ُ‬
‫دا‬‫مع َ ّ‬‫ُ‬ ‫وفارسا‬ ‫جهههههههدا‬‫م ْ‬‫سوددا و َ‬ ‫‪#‬و ُ‬
‫دا‬ ‫ق ّ‬ ‫هاما‬
‫َ‬ ‫قد ّ‬ ‫يَ ُ‬ ‫دا‬
‫سهههههههه ّ‬ ‫م َ‬ ‫سد ّ به َ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ة سعدِ بن معاذ"‪.‬‬ ‫ل نائحة تكذب ‪ ،‬إل نائح ُ‬ ‫يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ك ّ‬
‫م الخنههدق إل‬ ‫الشهداء يوم الخندق ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬ولم ُيستشهد من المسههلمين يههو َ‬
‫ستة نفر‪.‬‬
‫دالله بن‬ ‫من بني عبد الشهل ‪ :‬سعد ُ بن معاذ‪ ،‬وأنس بن أْوس بن ستيك ابن عمرو‪ ،‬وعب ُ‬
‫سْهل ‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬ ‫َ‬
‫فيل بن النعمان ‪ ،‬وثعلبة بن غن َْيمة‬ ‫سَلمة ‪ :‬الط ّ َ‬ ‫َ‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الخزرج‬ ‫بن‬ ‫شم‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫بني‬ ‫ومن‬
‫‪ .‬رجلن‪.‬‬
‫ومن بني النجار‪ ،‬ثم من بني النجار‪ :‬كعب بن زيد‪ ،‬أصابه سهم غَهْرب ‪ ،‬فقتلههه ‪ .‬قههال‬
‫سْهم غَْرب ‪ ،‬بإضافة وغير اضههافة‪ ،‬وهههو الههذي ل يعههرف مههن‬ ‫ب و َ‬ ‫م غر ٍ‬ ‫ابن هشام ‪ :‬سه ُ‬
‫ن رمى به ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫أين جاء ول َ‬
‫قتلى المشركين ‪ :‬وقتل من المشركين ثلثة نفر‪.‬‬ ‫ُ‬
‫سههباق ابهن عبههد الههدار‪،‬‬ ‫منّبه بن عثمان بن عُب َي ْههد بههن ال ّ‬ ‫من بني عبد الدار بن قصى ‪ُ :‬‬
‫أصابه سهم ‪ ،‬فمات منه بمكة ‪.‬‬
‫من َّبه بن عَُبيد بن السباق ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬هو عثمان بن أمية بن ُ‬
‫وفل بههن عبههدالله ابههن المغيههرة‪ ،‬سههألوا‬ ‫قظة‪ :‬ن َ ْ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ومن بني مخزوم بن ي َ َ‬
‫ده ‪ ،‬وكان اقتحم الخندق ‪ ،‬فتوّرط فيه‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعهم جس َ‬
‫قتل ‪ ،‬فغلب المسلمون على جسده فقال رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ :‬ل‬ ‫‪،‬ف ُ‬
‫ة لنا في جسده ول بثمنه ‪ ،‬فخلى بينهم وبينه ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬اعطوا رسول الله‬ ‫ّ‬ ‫حاج َ‬
‫صلى الله عليه وسلم بجسده عشرةَ الف درهم ‪ ،‬فيما بلغني عن الزهري ‪.‬‬
‫سل ‪ :‬عمههرو بههن‬ ‫ح ْ‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬ومن بني عامر بن لؤي ‪ ،‬ثم من بني مالك ابن ِ‬
‫عبد وُد ّ قتله على بن أبي طالب رضوان الله عليه ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني الثقة أنههه‬
‫دث عن ابن شهاب الزهري أنه قال ‪ :‬قتل على بن ابى طالب يومئذ عمههرو بههن عبههد‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫سل ابن عمرو‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫وُد ّ وابنه ِ‬
‫د‪ ،‬ويقال ‪ :‬عمرو بن عَْبد‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال عمرو بن عبد وُ ّ‬
‫الشهداء يوم بنهي قريظههة ‪ :‬قهال ابهن إسههحاق ‪ :‬واسُتشهههد يهوم بنهي قريظهة مهن‬
‫ويد بهن ثعلبههة بههن عمههرو‪،‬‬ ‫سه َ‬‫خلد بهن ُ‬ ‫المسلمين ‪ ،‬ثم من بنههي الحههارث بهن الخههزرج ‪َ :‬‬
‫طرحت عليه رحى ‪ ،‬فشدخته شدخا شديدا‪ ،‬فزعموا أن رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫ُ‬
‫حْرثان ‪ ،‬أخههو بنههي‬ ‫صن بن ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫وسلم قال ‪ :‬إن له لهأجر شهيدين "‪ .‬ومات أبو سنان بن ِ‬
‫دفن فههي‬ ‫خَزيمة‪ ،‬ورسول الله صلى الله عليه وسههلم محاصههر بنههي قريظههة‪ ،‬فه ُ‬ ‫أسد بن ُ‬
‫مقبرة بني قريظة التي يدفنون فيها اليوم ‪ ،‬وإليه دفنوا أمواَتهم في السلم ‪.‬‬
‫ق ‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما‬ ‫ق عن الخند ِ‬ ‫ل الخند ِ‬ ‫ولما انصرف أه ُ‬
‫بلغنى ‪ " :‬لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا‪ ،‬ولكنكم تغزونهههم "‪ .‬فلههم تغزهههم قريههش‬
‫بعد ذلك ‪ ،‬وكان هو الذي يغزوها‪ ،‬حتى فتح الله عليه مكة‪.‬‬
‫ما قيل من الشعر في أمر الخندق وبني قريظة‬
‫مهْرداس ‪ ،‬أخهو بنههي محههارب‬ ‫ما قال ضرار بن الخطاب ‪ :‬قال ضرار بن الخطاب بن ِ‬
‫بن فِْهر‪ ،‬في يوم الخندق ‪:‬‬
‫حوَنا‬ ‫طَ ُ‬ ‫ة‬
‫س ً‬ ‫عََرن ْد َ َ‬ ‫قُ ْ‬
‫دنا‬ ‫وقد‬ ‫ن بنا الظنوَنهها‬ ‫شفقةٍ تظ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫‪#‬و ُ‬
‫للناظريَنا‬ ‫أركانه‬ ‫ت‬
‫َبد ْ‬ ‫حد إذا مههها‬ ‫‪ #‬كان ُزهاَءها أ ُ‬
‫ب الحصيَنا‬ ‫ل والي َل َ َ‬ ‫على البطا ِ‬ ‫ت‬ ‫سبغا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن فيها ُ‬ ‫‪ #‬ترى البدا َ‬
‫الخاطيينا‬ ‫الُغواةَ‬ ‫بها‬ ‫ن َؤُ ّ‬
‫م‬ ‫ت‬ ‫مها ٍ‬‫سوّ َ‬ ‫م َ‬ ‫قداِح ُ‬ ‫جْردا كال ِ‬ ‫‪#‬و ُ‬
‫مصافحوَنا‬ ‫َ‬
‫الخْندقْين‬ ‫ب‬‫ببا ِ‬ ‫م إذا صالوا وصلنههها‬ ‫‪ #‬كأنه ُ‬
‫ديَنا‬‫راش ِ‬ ‫سنا‬‫أل ْ‬ ‫قالوا‬ ‫وقد‬ ‫‪ #‬أناس ل ترى فيهم رشيههدا‬
‫ريَنا‬ ‫كالقاه ِ‬ ‫فوَقهم‬ ‫وكنا‬ ‫ريتههها‬‫م شهرا ك َ ِ‬ ‫جرناه ُ‬ ‫ح َ‬‫‪ #‬فأ ْ‬
‫ججيَنا‬ ‫مد ّ‬ ‫السلِح‬ ‫في‬ ‫عليهم‬ ‫ل يهههوم ٍ‬ ‫حهم ونغدو ك ّ‬ ‫‪ #‬نراو ُ‬
‫شئوَنا‬ ‫وال ّ‬ ‫المفارقَ‬ ‫بها‬ ‫قد ّ‬
‫نَ ُ‬ ‫مرهفهههات‬ ‫م ُ‬ ‫‪ #‬بأيدينا صوار ُ‬
‫مصلتينا‬ ‫ُ‬ ‫دي‬ ‫بأي ْ ِ‬ ‫ت‬‫لح ْ‬ ‫إذا‬ ‫معَّربههههات‬ ‫ن ُ‬ ‫‪ #‬كأن وميضه ّ‬
‫سَتبينا‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫العقائقَ‬ ‫فيها‬ ‫ترى‬ ‫ل‬
‫مْعت بليهههه ٍ‬ ‫عقيقةٍ ل َ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ #‬ومي ُ‬
‫أجمعيَنا‬ ‫عليهم‬ ‫مرنا‬ ‫لد ّ‬ ‫‪ #‬فلول خندق كانوا لديههههههه‬
‫وذينا‬ ‫متع ّ‬ ‫خوِفنا‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫م وكانهههههوا‬ ‫ل دوَنه ُ‬ ‫حا َ‬ ‫‪ #‬ولكن َ‬
‫رهيَنا‬ ‫سعدا‬ ‫أبياِتكم‬ ‫لدى‬ ‫ل فإنا قد تركنههههها‬ ‫‪ #‬فإن نرح ْ‬
‫الحنيَنا‬ ‫ن‬
‫جعْ َ‬ ‫ُير ّ‬ ‫سعدٍ‬ ‫على‬ ‫حههي‬ ‫ت ن َوْ َ‬ ‫م سمع َ‬ ‫‪ #‬إذا جن الظل ُ‬
‫متوازِِرينا‬ ‫م‬‫زرناك ُ‬ ‫كما‬ ‫‪ #‬وسوف نزوركم عما قريهههب‬
‫الَعريَنا‬ ‫ت‬‫م ِ‬‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫قد‬ ‫ب‬
‫الغا ِ‬ ‫سدِ‬‫كأ ْ‬ ‫عهههْزل‬ ‫‪ #‬بجمٍع من كنانة غير ُ‬
‫كعب بن مالك يرد على ضرار‪ :‬فأجابه كعب بن مالك ‪،‬‬
‫أخو بني سلمة‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫صابريَنا‬ ‫رأْتنا‬ ‫ت‬
‫شهد ْ‬ ‫ولو‬ ‫ل ما َلقينهههههها‬ ‫‪ #‬وسائلةٍ ُتسائ ُ‬
‫متو ّ‬
‫كليَنا‬ ‫ُ‬ ‫نابنا‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫دل‬ ‫عههههه ْ‬ ‫صْبرنا ل نرى لل ّهِ َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫أجمعيَنا‬ ‫ة‬
‫البري َ‬ ‫نعلو‬ ‫به‬ ‫دق‬ ‫صههه ْ‬ ‫ي وزيَر ِ‬ ‫‪ #‬وكان لنا النب ّ‬
‫صدينا‬ ‫مْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫بالعداوةِ‬ ‫وكانوا‬ ‫قهههوا‬ ‫مْعشرا ظلموا وعَ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫‪ #‬نقات ُ‬
‫المتسّرعيَنا‬ ‫ج ُ‬
‫ل‬ ‫ي ُعْ ِ‬ ‫ب‬
‫بضر ٍ‬ ‫‪ #‬نعاجلهم إذا نهضوا إلينهههها‬
‫متسربلينا‬ ‫مل‬ ‫ال َ‬ ‫ن‬
‫كُغدِرا ِ‬ ‫ت‬
‫ض سابغههها ٍ‬ ‫‪ #‬ترانا في فضافِ َ‬
‫الشاغبينا‬ ‫مَراح‬ ‫ِ‬ ‫شفى‬ ‫ن ْ‬ ‫بها‬ ‫خفههههاف‬ ‫‪ #‬وفى أْيماِننا بيض ِ‬
‫الَعريَنا‬ ‫حمين‬ ‫يَ ْ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫واب ِكهُ ّ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬ ‫سههههدا‬ ‫ن كان أ ْ‬ ‫‪ #‬بباب الخن ْد َقَي ْ ِ‬
‫ميَنا‬ ‫َ‬
‫معْل ِ‬ ‫ُ‬ ‫شوسا‬ ‫ُ‬ ‫العداِء‬ ‫على‬ ‫َ‬
‫سنا إذا ب َكُروا وراحهههوا‬ ‫‪ #‬فوار ُ‬
‫مخِلصيَنا‬ ‫ق‬‫صد ْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عباد َ‬ ‫ن‬
‫نكو َ‬ ‫‪ #‬لننصر أحمدا والله حتههههى‬
‫متحّزبيَنا‪:‬‬ ‫وا‬‫أت َ ْ‬ ‫وأحزاب‬ ‫ة حين سهههاروا‬ ‫ل مك َ‬ ‫م أه ُ‬ ‫‪ #‬ويعل ُ‬
‫المؤمنيَنا‬ ‫مولى‬‫َ‬ ‫الله‬ ‫وأن‬ ‫‪ #‬بأن الله ليس له شريهههههك‬

‫القادريَنا‬ ‫خيُر‬ ‫الله‬ ‫فإن‬ ‫سفاهههها‬‫فإما تقُتلوا سعدا َ‬ ‫‪#‬‬


‫للصالحينا‬ ‫ة‬
‫مقام ً‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫تكو ُ‬ ‫ت‬
‫ه جنانا طيبههها ٍ‬ ‫سُيدخل ُ‬ ‫‪#‬‬
‫خائبيَنا‬ ‫خزايا‬ ‫ظكم‬‫بغي ِ‬ ‫كما قد ردكم َفل شريههدا‬ ‫‪#‬‬
‫مريَنا‬ ‫دا ِ‬ ‫تكونوا‬ ‫أن‬ ‫وكدتم‬ ‫م خيههرا‬ ‫خزايا لم تنالوا ث َ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫مهيَنا‬‫متك ّ‬ ‫تحَتها ُ‬ ‫فكنتم‬ ‫ت عليكم‬ ‫ف هَب ّ ْ‬ ‫بريٍح عاص ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫شعر عبدالله بن الزبعرى في غزوة الخندق ‪ :‬وقال عبدالله‬
‫ابن الزبعرى السهمي ‪ ،‬يوم الخندق ‪:‬‬
‫ب‬‫الحقا ِ‬ ‫ح‬
‫وَتراو ُ‬ ‫ى‬
‫البل ِ‬ ‫طو ُ‬
‫ل‬ ‫مهها‬ ‫ف رس ِ‬ ‫ي الدياَر محا معارِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ب‬‫الطنا ِ‬ ‫قد‬‫معْ ِ‬
‫و َ‬ ‫كنَيف‬ ‫ال َ‬ ‫إل‬ ‫مهههها‬ ‫ب اليهود ُ رسو َ‬ ‫‪ #‬فكأنما كت َ‬
‫ب‬ ‫أْترا ِ‬ ‫س‬
‫بأوان ٍ‬ ‫نعمةٍ‬ ‫في‬ ‫‪ #‬قفرا كأنك لم تكن تلهو بهههها‬
‫ب‬
‫َببا ِ‬ ‫مقام‬ ‫ال َ‬ ‫خْلق‬ ‫َ‬ ‫محلةٍ‬ ‫و َ‬ ‫ة‬
‫كر ما مضى من عيشه ٍ‬ ‫ك َتذ ّ‬ ‫‪ #‬فاتر ْ‬
‫ب‬ ‫النصا ِ‬ ‫من‬ ‫بأجمِعهم‬ ‫ساروا‬ ‫م‬
‫هههه ُ‬ ‫‪ #‬واذكْر بلَء معاشر واشكْر ُ‬
‫ب‬ ‫جا ِ‬‫جب ْ َ‬‫َ‬ ‫ل‬
‫ف ٍ‬
‫ح َ‬‫ج ْ‬‫َ‬ ‫في ذي غََياط ِ َ‬
‫ل‬ ‫ب‬‫ة عامدين ليثههههر ٍ‬ ‫ب مك َ‬ ‫‪ #‬أنصا ِ‬
‫ب‬ ‫شعا ِ‬ ‫َنشر ظاهر و ِ‬ ‫ل‬‫في ك ّ‬ ‫ة‬
‫هجا معلومهههه ً‬ ‫ن منا ِ‬‫حُزو َ‬ ‫دع ال َ‬ ‫‪ #‬يَ َ‬
‫ب‬ ‫ن لواحقُ القرا ِ‬ ‫ب البطو ِ‬ ‫ُ‬
‫ق ّ‬ ‫جنوبههههة‬ ‫م ْ‬‫ب َ‬‫شواز ٌ‬ ‫‪ #‬فيها الجياد ُ َ‬
‫ب‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫سيدِ بادَر غفلة الّرقا ِ‬ ‫كال ّ‬ ‫ب‬
‫سلَههههه ٍ‬ ‫ْ‬ ‫جَرد َ َ‬‫سل َْهبةٍ وأ ْ‬‫ل َ‬ ‫‪ #‬من ك ُ ّ‬

‫ب‬ ‫الحزا ِ‬ ‫قائد ُ‬ ‫وصخر‬ ‫فيه‬ ‫ة قاصد ٌ بلواِئهههه‬ ‫ش ‪ :‬عُي َْين ُ‬ ‫‪ #‬جي ٌ‬
‫ب‬
‫ل الهّرا ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ث الفقيرِ و َ‬ ‫غَي ْ ُ‬ ‫ن أصبح فيهمههها‬ ‫دري ْ ِ‬ ‫‪ #‬قَْرمان كالب ْ‬
‫ب‬
‫قضا ِ‬ ‫ب‬ ‫جر ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫ت ك ّ‬
‫ل‬ ‫للمو ِ‬ ‫ة وارَتههدْوا‬ ‫‪ #‬حتى إذا وردوا المدين َ‬
‫ب‬ ‫صحا ِ‬ ‫ِ‬ ‫صحاُبه في الحرب خيُر‬ ‫و ِ‬ ‫‪ #‬شهرا وعشرا قاهرين محمهههدا‬
‫ب‬ ‫خّيا ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫مع‬ ‫بها‬ ‫ن‬‫نكو ُ‬ ‫كدنا‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ة قلتهههه ُ‬ ‫‪ #‬نادوا برحِلتهم صبيح َ‬
‫ب‬ ‫وذئا ِ‬ ‫ب‬ ‫سغ ّ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫لطير‬ ‫قت ْلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ #‬لول الخنادقُ غادروا من جمِعهههم‬
‫رد حسان بن ثابت عليه ‪ :‬فأجابه حسان بن ثابت النصاري ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ب‬ ‫بجوا ِ‬ ‫لمحاورٍ‬ ‫متكّلم‬ ‫ب‬‫م دارسةِ المقام ِ َيبهههها ِ‬ ‫س ُ‬‫‪ #‬هل َر ْ‬
‫ب‬ ‫مْربا ِ‬‫ِ‬ ‫مط ِلةٍ‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫ب‬‫هبو ُ‬ ‫و ُ‬ ‫مهههه‬ ‫ب رسو َ‬ ‫م السحا ِ‬ ‫فا رِهَ ُ‬ ‫‪َ #‬قفر عَ َ‬
‫ب‬‫ب الحسا ِ‬ ‫ض الوجوهِ ثواق ُ‬ ‫بي ُ‬ ‫ت بها الحلول يزيُنههههم‬ ‫‪ #‬ولقد رأي ُ‬
‫ب‬ ‫كعا ِ‬ ‫َ‬ ‫ث‬‫الحدي ِ‬ ‫آنسةِ‬ ‫بيضاَء‬ ‫ة‬
‫ل خريههههد ٍ‬ ‫ْ‬
‫‪ #‬فدِع الدياَر وذِكَر ك ّ‬
‫ب‬ ‫ضا ِ‬ ‫ل ِغ َ‬ ‫مْعشر ظلموا الرسو َ‬ ‫َ‬ ‫من َ‬ ‫م إلى اللهِ وما تههرى‬ ‫ك الهمو َ‬ ‫ش ُ‬‫‪ #‬وا ْ‬
‫ب‬ ‫عرا ِ‬ ‫ال ْ‬ ‫وبوادِيَ‬ ‫قرى‬ ‫ال ُ‬ ‫أه َ‬
‫ل‬ ‫ّ‬
‫‪ #‬ساروا بأجمِعهم إليه وألبهههههوا‬
‫ب‬ ‫الحزا ِ‬ ‫جلبةِ‬ ‫َ‬ ‫مطون‬ ‫خ ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ب فيهههه ُ‬ ‫ن حر ٍ‬ ‫ة واب ُ‬ ‫‪ #‬جيش عيين ُ‬
‫ب‬ ‫مغَْنم السل ِ‬ ‫و َ‬ ‫ل‬‫ل الرسو ِ‬ ‫قَت ْ َ‬ ‫وا‬‫جهه ْ‬ ‫ة وارت َ‬ ‫‪ #‬حتى إذا وردوا المدين َ‬
‫ب‬ ‫العقا ِ‬ ‫على‬ ‫م‬‫بغيظهِ ُ‬ ‫دوا‬
‫ُر ّ‬ ‫دهههههم‬ ‫‪ #‬وغَد َْوا علينا قادِرين بأي ِ‬
‫ب‬ ‫الربا ِ‬ ‫سيدِ‬ ‫ربك‬ ‫وجنود‬ ‫فةٍ ُتفرقُ جمَعههههم‬ ‫ص َ‬ ‫معْ ِ‬ ‫‪ #‬بُهبوب ُ‬
‫ب‬
‫ثوا ِ‬ ‫خيَر‬ ‫الجرِ‬ ‫في‬ ‫وأثابهم‬ ‫ه المؤمنين قتاَلهههم‬ ‫‪ #‬فكفى الل ُ‬
‫ب‬ ‫كنا الوها ِ‬ ‫ل نصرِ ملي ِ‬ ‫تنزي ُ‬ ‫‪ #‬من بعد ما قََنطوا ففّرق جمَعهم‬
‫ب‬‫مرتا ِ‬ ‫ُ‬ ‫مكذ ّ ٍ‬
‫ب‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫وأذ ّ‬
‫ل‬ ‫صحاِبهههه‬ ‫ن محمدٍ و ِ‬ ‫‪ #‬وأقّر عي َ‬
‫ب‬ ‫في الكفرِ ليس بطاهرِ الثوا ِ‬ ‫‪ #‬عاتي الفؤادِ موقٍّع ذي ريبهه ٍ‬
‫ة‬
‫ب‬ ‫الحقا ِ‬ ‫هذه‬ ‫آخُر‬ ‫الكفرِ‬ ‫في‬ ‫ده‬
‫‪ #‬عَل ِقَ الشقاُء بقلِبه ففههههؤا ُ‬
‫كعب بن مالك يرد على ابن الزبعرى ‪ :‬وأجابه كعب بن مالك أيضا فقال ‪:‬‬
‫ب‬‫حلةِ رّبنا الوها ِ‬ ‫من خيرِ ن ِ ْ‬ ‫ة‬
‫ب بقيههه ً‬ ‫ث الحرو ِ‬ ‫حد ُ‬ ‫قى لنا َ‬ ‫‪ #‬أب َ‬
‫ب‬ ‫جذوِع غزيرة الحل ِ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ح ّ‬‫ُ‬ ‫معاطنهها‬ ‫ة الذَرى و َ‬ ‫مشرف َ‬ ‫‪ #‬بيضاَء ُ‬
‫ب‬‫م والمنتا ِ‬ ‫ن الع ّ‬ ‫للجارِ واب ِ‬ ‫مها وحفيُلهههها‬ ‫ج ّ‬
‫ذل َ‬ ‫ب ُيب َ‬ ‫‪ #‬كالّلو ِ‬
‫ب‬ ‫مقضا ِ‬ ‫جّزة ال ِ‬ ‫ف الشعيرِ و ِ‬ ‫عَل َ ُ‬ ‫مى بههها‬ ‫ل السراِح ن َ َ‬ ‫‪ #‬ونزائعا مث َ‬
‫ب‬ ‫الرا ِ‬ ‫وسائُر‬ ‫ن‬‫متو ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫جْرد ُ‬‫ُ‬ ‫ضها‬
‫ف نح َ‬ ‫وى منها وأرد َ‬ ‫ش َ‬‫‪ #‬عَرِيَ ال ّ‬

‫ب‬ ‫ح لل َ‬
‫كل ِ‬ ‫َترا ُ‬ ‫ضراءِ‬ ‫ال ّ‬ ‫فع َ‬
‫ل‬ ‫دت‬‫ح إلى الصياِح إذا غهـ َ‬
‫‪ #‬قودا َترا ُ‬
‫ب‬
‫سل ِ‬
‫بال ْ‬ ‫ب‬
‫وتئو ُ‬ ‫دا‬
‫العِ َ‬ ‫ت ُْرِدي‬ ‫ط سائمة الديار وتهههههارةً‬‫‪ #‬وتحو ُ‬
‫ب‬‫ة النجا ِ‬ ‫مبين ُ‬
‫ُ‬ ‫اللقاِء‬ ‫س‬
‫عُب ْ ُ‬ ‫ش مطارة عند َ الوغهى‬ ‫ش الوحو ِ‬ ‫حو ُ‬‫‪ُ #‬‬
‫ب‬ ‫ة القصا ِ‬ ‫خفيف َ‬ ‫َ‬ ‫ضيع‬
‫س الب َ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫دُ ْ‬ ‫دنههها‬ ‫دعةٍ فصارت ب ُ ّ‬ ‫ت على َ‬ ‫علف ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫صيا ِ‬ ‫ِ‬ ‫في الثقاف‬ ‫ت‬ ‫مت َْرصا ٍ‬ ‫وب ِ ُ‬ ‫ة‬ ‫ّ‬
‫شكهه ً‬ ‫عف َ‬ ‫مضا َ‬ ‫ن بالّزغْ ِ‬
‫ف ال ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ي ِغْ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫النسا ِ‬ ‫ماجدِ‬ ‫أروعَ‬ ‫ل‬‫وبك ّ‬ ‫ْ‬
‫ل غُلَبههههها‬ ‫م َنزعَ الصياق ُ‬ ‫صوار ُ‬ ‫‪#‬‬
‫خّباب‬ ‫َ‬ ‫إلى‬ ‫وِقيعُته‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫وُك ِل ْ‬ ‫متقهههاِرب‬ ‫ن ُ‬ ‫ن بمار ٍ‬ ‫ل اليمي َ‬ ‫ص ُ‬
‫ي ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬
‫شها ِ‬ ‫ضوُْء‬
‫َ‬ ‫الظلماِء‬ ‫ّ‬ ‫خي َةِ‬ ‫طُ ْ‬ ‫ي‬
‫ف ِ‬ ‫وأغّر أزرق في القناةِ كأنههههه‬ ‫‪#‬‬
‫ب‬‫شا ِ‬ ‫الن ّ ّ‬ ‫حذ َ‬ ‫قَ َ‬
‫وا ِ‬ ‫حد ّ‬
‫َ‬ ‫وتَرد ّ‬ ‫وكتيبةٍ ي َْنفي القرآن َقتيُرههههها‬ ‫‪#‬‬
‫غاب‬ ‫ة‬
‫ضريم ُ‬ ‫َ‬ ‫مجمعةٍ‬ ‫َ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫في‬ ‫حههههها‬ ‫مة كان رما َ‬ ‫مل َ َ‬
‫مل َ ْ‬
‫جأوى ُ‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫قاب‬ ‫عُ َ‬ ‫يُء‬‫فَ ْ‬ ‫ي‬
‫خط ّ‬ ‫ال َ‬ ‫صعْد َةِ‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ل اللواِء كأنههههه‬ ‫يأوي إلى ظ ّ‬ ‫‪#‬‬

‫ب‬‫عرا ِ‬ ‫ال ْ‬ ‫على‬ ‫بسالُتها‬ ‫ت‬


‫وأب ْ‬ ‫ب وأعيت ت ُّبعا‬ ‫كر ٍ‬ ‫ت أبا َ‬ ‫عي ْ‬‫‪#‬أ ْ‬
‫ب‬ ‫الْثوا ِ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫طي ّ ِ‬ ‫أزهََر‬ ‫ن‬
‫بلسا ِ‬ ‫دى بها‬ ‫من رّبنا ن ُهْ َ‬ ‫ظ ِ‬ ‫‪ #‬ومواع ٍ‬
‫ب‬‫عرضت على الحزا ِ‬ ‫من بعدِ ما ُ‬ ‫ت علينا فاشتهينا ذِك َْرها‬ ‫ض ْ‬‫عر َ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ب‬‫مها ذ َُوو اللبا ِ‬ ‫حَرجا ويفه ُ‬ ‫َ‬ ‫مهم‬‫كماء يراها المجرمون بزع ِ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ِ #‬‬
‫ب‬‫الَغل ِ‬ ‫ب‬ ‫مغال ِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فَل ْي ُغْل َب َ ّ‬
‫ن‬ ‫ب رّبها‬ ‫ة كي تغال َ‬ ‫سخين ُ‬ ‫‪ #‬جاءت َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثني من أثق به ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الملههك بههن يحيههى بههن عب ّههاد بههن‬
‫عبدالله بن الزبير‪ ،‬قال كعب بن مالك ‪:‬‬
‫ب‬
‫الَغل ِ‬ ‫ب‬‫مَغال ِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َفليغْل َب َ ّ‬
‫ن‬ ‫ب رّبها‬ ‫ة كي تغال َ‬ ‫سخين ُ‬ ‫‪ #‬جاءت َ‬
‫ب على قولك هذا‪.‬‬ ‫قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لقد شكرك الله يا كع ُ‬ ‫ُ‬
‫م الخندق ‪:‬‬ ‫ن مالك في يو َ‬
‫بب ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال كع ُ‬
‫ق‬‫حَر ِ‬
‫م ْ‬‫معَةِ الباِء ال ُ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫بعضا ك َ‬ ‫ضه‬ ‫معُ بع ُ‬ ‫ب ُيمعْ ِ‬ ‫سّره ضر ٌ‬ ‫‪ #‬من َ‬

‫ق‬
‫ن جزع الخْند ِ‬ ‫بين المذادِ وبي َ‬ ‫ن سيوُفههههها‬ ‫ماسدةً ُتس ّ‬ ‫ت َ‬ ‫فَْليا ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ق‬
‫شر ِ‬ ‫ب الم ْ‬ ‫سهم لر ّ‬ ‫ت أنف ِ‬ ‫مهجا ِ‬ ‫ب المعِلمين وأسَلموا‬ ‫د َِربوا بضر ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ق‬‫مْرف ِ‬ ‫َ‬ ‫ذا‬ ‫ده‬
‫بعب ْ ِ‬ ‫ن‬
‫وكا َ‬ ‫م‬‫ِبه ُ‬ ‫ه نبّيهههه‬ ‫عصبةٍ نصرالل ُ‬ ‫في ُ‬ ‫‪#‬‬
‫رق‬ ‫المترقْ ِ‬ ‫حه‬‫ري ُ‬ ‫ت‬‫هَب ّ ْ‬ ‫كالن ّْهي‬ ‫ل سابغةٍ َتخط فضوُلههها‬ ‫في ك ّ‬ ‫‪#‬‬
‫موث َ ِ‬
‫ق‬ ‫ُ‬ ‫شك‬ ‫َ‬ ‫ب ذات‬ ‫حد َقُ الجناد ِ‬ ‫َ‬ ‫بيضاَء محكمةٍ كأن قَِتيَرهههها‬ ‫‪#‬‬
‫ق‬ ‫َروْن َ ِ‬ ‫صافي الحديدةِ صارم ٍ ذي‬ ‫مهَّنههههدٍ‬‫حفُزها ِنجاد ُ ُ‬
‫جدلء ي َ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫دق‬ ‫ص َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ل ساعةِ‬ ‫م الِهياِج وك ّ‬ ‫يو َ‬ ‫سنهها‬ ‫ن لبا َ‬ ‫كم مع التقوى تكو ُ‬ ‫ت ِل ْ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ق‬ ‫ْ‬ ‫قُ ُ‬ ‫ف إذا قَ ُ‬ ‫ص ُ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َل َ‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫قها‬
‫ح ُ‬
‫وُنل ِ‬ ‫دما‬ ‫ونا‬
‫صْرن بخط ِ‬ ‫ل السيو َ‬ ‫نَ ِ‬ ‫‪#‬‬

‫ق‬ ‫َ‬ ‫ب َل ْ َ‬
‫ُتخل ِ‬ ‫ف كأنها لم‬ ‫خ ّ‬‫ه أ ُ‬ ‫م ضاحيا هاماُتههها‬ ‫‪ #‬فترى الجماج َ‬
‫ق‬‫شر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ال َ‬ ‫صد ههرأ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫جموعَ ك َ َ‬ ‫تنفي ال ُ‬ ‫مْلمومهههه ٍ‬
‫ة‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫خ َ‬‫قى العدوّ بف ْ‬ ‫‪ #‬نل َ‬
‫ق‬ ‫م َ ّ‬ ‫‪ #‬ون ُعِد ّ للعداِء ك ّ‬
‫أبل ِ‬ ‫القوائم ِ‬ ‫ل‬
‫حجو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫وَْردٍ‬ ‫ص‬
‫قلهههه ٍ‬ ‫ل ُ‬
‫ق‬ ‫ُ ْ‬ ‫عند َ الهياِج أسود ُ ط َ ّ‬
‫ملث ِ‬ ‫ل‬ ‫ن كأن كماَتههههم‬ ‫‪ #‬ت َْرِدي بفرسا ٍ‬
‫ق‬
‫مْزه ِ‬ ‫وشي ِِج ال ُ‬ ‫ت الَعمايةِ بال َ‬ ‫تح َ‬ ‫َ‬
‫حتوفهههم‬ ‫ُ‬
‫صد َقٌ يعاطون الكماةَ ُ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ق‬
‫وف ِ‬ ‫م َ‬ ‫خيُر ُ‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫ب‬ ‫الحر ِ‬ ‫في‬ ‫طها لعههههههدّوه‬ ‫ه برب ِ‬‫‪ #‬أمرالل ُ‬
‫ق‬
‫الن ّّز ِ‬ ‫ل‬‫خيو ُ‬ ‫ت‬‫ف ْ‬ ‫َ‬
‫د َل َ‬ ‫إن‬ ‫للدارِ‬ ‫حّيطهههها‬ ‫ن غيظا للعدوّ و ُ‬ ‫‪ #‬لتكو َ‬
‫ة نلتقي ‪،‬‬ ‫ق الصبرِ ساع َ‬ ‫صد ْ ِ‬‫منه و ِ‬ ‫ة‬
‫‪ #‬وُيعيننا الله العزيُز بقهههههو ٍ‬
‫ق‬‫سب َ ِ‬ ‫نُ ْ‬ ‫لم‬ ‫لكريهةٍ‬ ‫دعا‬ ‫وإذا‬ ‫‪ #‬ونطيعُ أمَر نبّينا ونجيُبههههه‬
‫ت فيها نعِْنق‬ ‫وما ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ومتى ن ََر ال َ‬ ‫‪ #‬ومتى ينادِ إلى الشدائدِ نأِتهههها‬
‫دق‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫حق‬ ‫المرِ‬ ‫مطاعُ‬ ‫فينا‬ ‫ى فإنهههههه‬ ‫ل النب ّ‬ ‫‪ #‬من يّتبعْ قو َ‬
‫ق‬ ‫بمْرفَ ِ‬ ‫ذاك‬ ‫ل‬
‫ني ِ‬ ‫من‬ ‫وُيصيبنا‬ ‫‪ #‬فبذاك َينصرنا وُيظهر عّزنههها‬
‫المّتقى‬ ‫ل‬‫سبي ِ‬ ‫عن‬ ‫وضلوا‬‫ّ‬ ‫كفروا‬ ‫ذبون محمهههههدا‬ ‫‪ #‬إن الذين يك ّ‬
‫قال ابن هشام أنشدنى بيته ‪:‬‬
‫‪ #‬تلكم مع التقوى تكون لباسنا‬
‫وبيته ‪:‬‬
‫‪ #‬من يتبع قو َ‬
‫ل النبى‬
‫أبو زيد‪ .‬وأنشدني ‪:‬‬
‫ق‬
‫س المشرِ ِ‬ ‫‪ #‬تنفي الجموعَ كرأس قُد ْ ِ‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال كعب بن مالك في يوم الخندق ‪:‬‬
‫ُنوادعُ‬ ‫ما‬ ‫ِديَننا‬ ‫وراموا‬ ‫علينا‬ ‫ب حين تأَلبوا‬ ‫م الحزا ُ‬ ‫‪ #‬لقد عَل ِ َ‬
‫ع‬
‫دروا بما هو واق ُ‬ ‫ف لم ي َ ْ‬ ‫خن ْدِ َ‬ ‫ت و ِ‬ ‫ق ْ‬‫ن أصف َ‬
‫ن عَْيل َ‬ ‫سب ِ‬ ‫م من قي ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫‪ #‬أضا ِ‬
‫ن راٍء وسامعُ‬ ‫عن الكفرِ والرحم ُ‬ ‫دهم‬ ‫ذو ُ‬‫ذودوننا عن دينَنا ون َ ُ‬ ‫‪ #‬يَ ُ‬
‫ظهم نصر من الله واسعُ‬ ‫على غَي ْ ِ‬ ‫‪ #‬إذا غاَيظونا في مقام ٍ أعاننا‬
‫ظ الله ضائعُ‬ ‫ف ِ‬ ‫علينا ومن لم يح َ‬ ‫ظ الله فينا وفضُله‬ ‫ف ُ‬ ‫ح ْ‬‫‪ #‬وذلك ِ‬
‫صنائعُ‬ ‫الصانعين‬ ‫فوقَ‬ ‫ولل ّهِ‬ ‫ن الحقّ واختاره لنا‬ ‫‪ #‬هدانا لدي ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه البيات في قصيدة له ‪:‬‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال كعب بن مالك في يوم الخندق ‪:‬‬
‫الصمادِ‬ ‫العَُرْيض إلى‬ ‫ن‬
‫وما بي َ‬ ‫سْلعهها‬ ‫‪ #‬أل أبلغْ قريشا أن َ‬
‫عادِ‬ ‫عهدِ‬ ‫من‬ ‫قَبت‬ ‫ثُ ّ‬ ‫وخوص‬ ‫مدّربات‬ ‫ب ُ‬ ‫ح في الحرو ِ‬ ‫‪ #‬نواض ُ‬
‫الّثمادِ‬ ‫ول‬ ‫جمام ِ‬ ‫بال ِ‬ ‫ت‬‫فليس ْ‬ ‫مّراُر فيهها‬ ‫خُر ال ُ‬‫‪ #‬رواكد ُ يز َ‬
‫حصادِ‬ ‫لل َ‬ ‫قع َ‬ ‫تب ّ‬ ‫إذا‬ ‫ش‬‫ج ّ‬ ‫أ َ‬ ‫ب والب َْردِيّ فيها‬ ‫‪ #‬كان الغا َ‬
‫مرادِ‬ ‫ُ‬ ‫أو‬ ‫س‬‫د َوْ ٍ‬ ‫ض‬
‫لر ِ‬ ‫ل تجارَتنا اشتراَء اله حميرِ‬ ‫‪ #‬ولم َنجع ْ‬
‫جلدِ‬
‫لل ِ‬ ‫م‬‫شطت ْ‬ ‫نَ ِ‬ ‫إن‬ ‫ُنجالد ُ‬ ‫مههها‬ ‫َ‬
‫‪ #‬بلد ٌ لم ت ُث َْر إل لكي ْ َ‬
‫وادِ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫جلَها ِ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫مثلها‬ ‫ت ََر‬ ‫فلم‬ ‫ط فيههها‬ ‫ة النبا ِ‬ ‫سك ّ َ‬ ‫‪ #‬أث َْرنا ِ‬
‫جواد‬ ‫مقَتدر‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫الغايا ِ‬ ‫ل على‬ ‫ُ‬
‫ضر وطو ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ذي ُ‬ ‫صْرنا ك ّ‬ ‫‪#‬ق َ‬
‫سدادِ‬ ‫وال ّ‬ ‫مبّين‬ ‫ال ُ‬ ‫ل‬
‫القو ِ‬ ‫من‬ ‫م‬‫ديكههه ْ‬ ‫‪ #‬أجيبونا إلى ما نجت َ ِ‬

‫الم َ‬
‫ذادِ‬ ‫شطرِ‬ ‫َ‬ ‫إلى‬ ‫منا‬ ‫لكم‬ ‫وإل فاصبروا لجلدِ يههههوم ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫القيادِ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫وك ّ‬ ‫ُنصّبحكم بك ّ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫مطهّم ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫حهههرو ٍ‬ ‫ل أخي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫الجرادِ‬ ‫فراء‬ ‫ص ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫دفي َ‬ ‫َتدف‬ ‫فق حشاههههها‬ ‫خ ِ‬‫مّرةٍ َ‬ ‫ل طِ ِ‬ ‫وك ّ‬ ‫‪#‬‬
‫وهادى‬ ‫خر‬ ‫أ ْ‬ ‫من‬ ‫خلق‬ ‫ْ‬ ‫ال َ‬ ‫ّ‬ ‫وك ّ‬
‫تميم ِ‬ ‫ب ن َْهههههدٍ‬ ‫ص الرا ِ‬ ‫قل ِ‬ ‫م َ‬‫ل ُ‬ ‫‪#‬‬
‫جمادِ‬ ‫ال َ‬ ‫السنةِ‬ ‫في‬ ‫س‬
‫النا ِ‬ ‫ل‬‫خيو ُ‬ ‫ل ل ُتضاعُ إذا أضيعههت‬ ‫خيو ٌ‬ ‫‪#‬‬
‫دى إلى الفزِع المناِدي‬ ‫إذا نا َ‬ ‫ت‬ ‫صغيهههها ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫ن العن ّ َ‬ ‫ُينازعْ َ‬ ‫‪#‬‬
‫الِعبادِ‬ ‫ب‬ ‫ر ّ‬ ‫على‬ ‫توكْلنا‬ ‫دوا‬‫إذا قالت لنا الن ّذ ُُر استعههه ّ‬ ‫‪#‬‬
‫والجهادِ‬ ‫س‬‫قوان ِ ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ب‬
‫ضر ِ‬ ‫سوى‬ ‫قيَنههههها‬ ‫وقلنا لن ُيفّرج ما ل ِ‬ ‫‪#‬‬
‫وبادى‬ ‫قاس‬ ‫من‬ ‫القَْرام ِ‬ ‫من‬ ‫قيَنهههها‬ ‫ة فيمن ل َ ِ‬ ‫عصب ً‬ ‫فلم ت ََر ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ودادِ‬ ‫ال ِ‬ ‫في‬ ‫ن‬
‫وألي َ َ‬ ‫أردناه‬ ‫أشد ّ بسالة منا إذا مهههههها‬ ‫‪#‬‬
‫شدادِ‬ ‫ال ّ‬ ‫ب‬ ‫الَر ِ‬ ‫في‬ ‫ل‬‫جد ْ ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫جياد‬ ‫ِ‬ ‫جنا عليهههها‬ ‫ن أشَر ْ‬ ‫إذا ما نح ُ‬ ‫‪#‬‬
‫الزنادِ‬ ‫ث‬
‫معْت َل ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫غير‬ ‫كريم ٍ‬ ‫قهههر‬‫ص ْ‬ ‫ّ‬
‫سوابِغ كل َ‬ ‫قذفنا في ال ّ‬ ‫‪#‬‬
‫غاِدي‬ ‫الجزِع‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ببط ِ‬ ‫بدا‬ ‫غداةَ‬ ‫س‬‫م كأنه أسد عبهههههو ٌ‬ ‫أش ّ‬ ‫‪#‬‬
‫الّنجادِ‬ ‫خي‬ ‫ستر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫السي ْ ِ‬ ‫صبى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل المذكهههى‬ ‫ة البط ِ‬ ‫شي هام َ‬ ‫ي ُغَ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫الرشاد‬ ‫ل‬‫سب َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫دنا‬ ‫فاه ِ‬ ‫كفك‬ ‫ب َ‬ ‫م إنههههها‬ ‫لن ُظِهر ديَنك الله ّ‬ ‫ْ‬ ‫‪#‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬بيته ‪:‬‬


‫ضر وطول‬ ‫ح ْ‬‫‪ #‬قصرنا كل ذي ُ‬
‫والبيت الذي يتلوه ‪ ،‬والبيت الثالث منه ‪ ،‬والبيت الرابع منه ‪ ،‬وبيته ‪:‬‬
‫‪ #‬أشم كأنه أسد عبوس‬
‫والبيت الذي يتلوه ‪ ،‬عن أبي زيد النصارى ‪.‬‬
‫ما بكى به مسافع عمرو بن عبد ود‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال مسافع بن عبد منههاف‬
‫بن وهب بن حذافة بن جمح ‪ ،‬يبكى عمرو بن عبد ود‪ ،‬ويذكر قتل على بههن أبههي طههالب‬
‫إياه‪:‬‬
‫ْ‬
‫س ي َلَيل‬ ‫جزع المذاد َ وكان فار َ‬ ‫س‬ ‫ن عبدٍ كان أو َ‬
‫ل فار ٍ‬ ‫‪ #‬عمُرو ب ُ‬
‫ل‬‫ي َن ْك ُ َ‬ ‫لم‬ ‫شك ّةٍ‬‫ب ِ‬ ‫القتا َ‬
‫ل‬ ‫يبغي‬ ‫ة‬
‫ق ماجد ذو مهّر ٍ‬ ‫ح الخلئ ِ‬ ‫م ُ‬‫س ْ‬‫‪َ #‬‬
‫جل‬ ‫ي َعْ َ‬ ‫لم‬ ‫م‬
‫فيه ُ‬ ‫عبدٍ‬ ‫ن‬
‫اب َ‬ ‫ان‬ ‫م‬‫وا عنكه ُ‬ ‫م حين وَل ّ ْ‬ ‫علمت ْ‬‫‪ #‬ولقد َ‬
‫بمؤْت َِلي‬ ‫وليس‬ ‫مقاتَله‬ ‫َ‬ ‫يبغي‬ ‫ّ‬
‫‪ #‬حتى تكّنفه الكماةُ وكلههههم ٍ‬
‫ل‬‫مي ِ‬ ‫أ ْ‬ ‫ن َك ْ ٍ‬
‫س‬ ‫غيَر‬ ‫سل ٍْع‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫بجنو ِ‬ ‫ة فارسهها‬ ‫‪ #‬ولقد تكنفت السن ّ ُ‬
‫ل‬
‫سلٍع ليته لم ي َن ْزِ ِ‬ ‫َ‬ ‫بجنوب‬ ‫ب‬
‫ي فارس غال ٍ‬ ‫ل عل ّ‬ ‫ل الّنزا َ‬ ‫س ُ‬ ‫‪ #‬تَ َ‬
‫ل‬
‫ض ِ‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫مث َ‬
‫ل‬ ‫ت‬
‫لقي َ‬ ‫ول‬ ‫فخرا‬ ‫ت بمثِله‬ ‫فْر ُ‬ ‫َ‬
‫ى فما ظ ِ‬ ‫ب عل ّ‬ ‫‪ #‬فاذه ْ‬
‫ل‬‫ح ِ‬‫حل َ‬ ‫ْ‬ ‫ت لم ي َت َ َ‬ ‫م المو ِ‬ ‫حما َ‬ ‫لَقى‬ ‫ب‬‫س من غال ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪ #‬نفسى الفداُء لفار ٍ‬
‫ل‬‫خذ ُ ِ‬‫يَ ْ‬ ‫لم‬ ‫معاشر‬ ‫لثأرِ‬ ‫طلبا‬ ‫ره‬‫ذاد َ بمه ِ‬ ‫‪ #‬أعنى الذي جزعَ الم َ‬
‫ب به مسافع أصحاب عمرو بن عبد ود‪ :‬وقال مسافع أيضا يههؤنب فرسههان عمههرو‬ ‫ما أن َ‬
‫وا عنه وتركوه ‪:‬‬ ‫جل ْ‬‫َ‬ ‫الذين كانوا معه ‪ ،‬فأ ْ‬
‫ت ُن َْعل‬ ‫خْيل‬ ‫و َ‬ ‫له‬ ‫ُتقاد ُ‬ ‫خيل‬ ‫دها‬ ‫ن عبدٍ والجياد ُ يقو ُ‬ ‫‪ #‬عمُرو ب ُ‬
‫أول‬ ‫فيها‬ ‫كان‬ ‫عظيما‬ ‫ُركنا‬ ‫طههه‬ ‫سه وغادَر ره ُ‬ ‫ت فوار ُ‬ ‫‪ #‬أجل َ ْ‬
‫زل‬ ‫عمرا ين ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫م عل ّ‬ ‫مهما تسو ُ‬ ‫ب فقد أبصرُتهه‬ ‫‪ #‬عجبا وإن أعج ْ‬
‫ق ُ‬
‫ل‬ ‫ي َث ْ ُ‬ ‫أمرا‬ ‫ت‬‫المو ِ‬ ‫قب َ‬
‫ل‬ ‫ت‬‫وَلقي ُ‬ ‫ن فقد أصبت بقتِلهههه‬ ‫‪ #‬ل ت َب ْعَد َ ّ‬
‫ُيقتُلوا‬ ‫ة أن‬ ‫ل مخاف ً‬ ‫عند َ القتا ِ‬ ‫ب ولى مدِبههرا‬ ‫ّ‬ ‫‪ #‬وهُب َْيرةُ المسلو ُ‬
‫ل‬‫م العَْز ُ‬ ‫وّلى كما ولى اللئي ُ‬
‫ّ‬ ‫حضرا‬ ‫م ْ‬ ‫س منه ُ‬ ‫‪ #‬وضراُر كان البأ َ‬
‫بالشعر ينكرها له ‪ .‬وقههوله ‪ " :‬وعمههرا ينههزل " عههن‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم‬
‫غير ابن اسحاق ‪.‬‬
‫ما قاله هبيرة في فراره ورثائه عمرو بن عبدود‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال هُب َْيرة بن أبي‬
‫عمرا‪ ،‬ويذكر قتل على إياه ‪.‬‬ ‫وهب يعتذر من فراره ‪ ،‬ويبكي َ‬
‫ل‬
‫ة القت ِ‬ ‫خيف َ‬
‫ِ‬ ‫جْبنا ول‬‫ُ‬ ‫وأصحاَبه‬ ‫ت ظهري محمهدا‬ ‫مري ما ول ّي ْ ُ‬ ‫‪ #‬ل َعَ ْ‬
‫ت ول ن َْبلي‬ ‫لسيفي غََناء إن ضرب ُ‬ ‫‪ #‬ولكنني قّلبت أمري فلم أجههد ْ‬
‫ل‬ ‫شب ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ضرغام ٍ هَِزْبرأبى‬ ‫ت ك ِ‬ ‫صد َْر ُ‬ ‫َ‬ ‫دمهها‬ ‫ق ّ‬ ‫م َ‬
‫ما لم أجد ْ لي ُ‬ ‫‪ #‬وَقفت فل ّ‬
‫دما كان ذلك من فعلي‬ ‫مك َّرا وقِ ْ‬ ‫َ‬ ‫فه عن قِْرِنه حين لم يجد ْ‬ ‫عط ْ َ‬ ‫‪ #‬ثَنى ِ‬
‫ن المد ِْح مثُلك من مثلى‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬‫حقّ ل ُ‬ ‫و ُ‬ ‫ن يا عمُر حّيا وهالكهها‬ ‫‪ #‬فل ت َب ْعَد َ ْ‬
‫ل‬‫ت محمود َ الثنا ماجد َ الص ِ‬ ‫فقد ب ِن ْ َ‬ ‫ن يا عمُرو حّيا وهالكها‬ ‫‪ِ #‬ول ت َب ْعَد َ ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وللفخرِ يوما عند َ قْرقَرةِ الب ُْز ِ‬ ‫قنهها‬ ‫قد َعُ بال َ‬‫ل تُ ْ‬‫ن ِلطَرادِ الخي ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‪#‬ف َ‬
‫وَغل‬ ‫ْ‬ ‫ما‬ ‫غيُر‬ ‫فًَتى‬ ‫قا‬‫ح ّ‬ ‫وفّرجها‬ ‫ن عبدٍ لزارههها‬ ‫‪ #‬هناك لو كان اب ُ‬
‫ل‬ ‫دم كالفح ِ‬ ‫وَقفت على َنجدِ المق ّ‬ ‫ف‬‫ل موقهه ٍ‬ ‫ى ل أرى مث َ‬ ‫‪ #‬فعنك عل ّ‬
‫ت من َزل ّةِ النعل‬ ‫ش َ‬ ‫ع ْ‬
‫ت به ما ِ‬ ‫من ْ َ‬‫أ ِ‬ ‫ت كفاك فخرا بمثِلههه‬ ‫فَر ْ‬ ‫‪ #‬فماظ ِ‬
‫ما قاله هبيرة في رثاء عمرو أيضا ً ‪ :‬وقال هبيرة بن أبي وهب يبكى عمرو بن عبد ود‪،‬‬
‫ويذكر قتل على إياه ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ب‬‫عمرو إذا ناب نائ ُ‬ ‫سها َ‬ ‫فار ُ‬‫ل َ‬ ‫ب‬ ‫ن غال ٍ‬‫ت عُلَيا لؤَيّ ب ِ‬ ‫م ْ‬
‫‪ #‬لقد عَل ِ َ‬
‫طالب‬ ‫بد‬ ‫ل‬ ‫الليث‬ ‫وإن‬ ‫علي‬
‫َ‬ ‫مهه‬‫عمرو إذا ما َيسو ُ‬ ‫سها َ‬ ‫‪ #‬لفار ُ‬
‫ب‬
‫الكتائ ِ ُ‬ ‫عنه‬ ‫خام‬‫َ‬ ‫اذ‬ ‫سها‬ ‫لفار ُ‬ ‫ي وإنههههه‬ ‫شية َيدعوه عل ّ‬ ‫‪ #‬عَ ِ‬
‫ب‬‫هناك المصائ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫ب ل زال ْ‬ ‫بيثرِ َ‬ ‫مرا تركُته‬ ‫ف نفسى إن عَ ْ‬ ‫‪ #‬فيا لهْ َ‬
‫عمرو بن عبد ود‪:‬‬ ‫حسان يفتخربقتل عمرو‪ :‬وقال حسان بن ثابت يفتخر بقتل َ‬
‫قليل‬ ‫حماة‬ ‫وال ُ‬ ‫نحمى‬ ‫ب‬
‫بيثرِ َ‬ ‫قنههها‬ ‫مرو أبحناه بال ّ‬ ‫قيتكم عَ ْ‬ ‫‪ #‬بَ ِ‬
‫ل‬‫نصو ُ‬ ‫حين‬ ‫ب‬‫الحر ِ‬ ‫ُولةُ‬ ‫ونحن‬ ‫مهّنههههدٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫‪ #‬ونحن قتلناكم بك ّ‬
‫تجو ُ‬
‫ل‬ ‫الهالكين‬ ‫في‬ ‫معاشُركم‬ ‫ت‬
‫‪ #‬ونحن قتلناكم ببدر فأصبحه ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان ‪.‬‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا في شأن عمرو ابن عبد ود‪:‬‬
‫ب ي َْثرب ثأَره لم ي ُن ْظ َ ِ‬
‫ر‬ ‫بجنو ِ‬ ‫ن عَب ْد ٍ يبتغي‬ ‫‪ #‬أمسى الفتى عمُرو ب ُ‬
‫صر‬ ‫ق َ‬ ‫دنا لم ت ُ ْ‬ ‫ت جيا َ‬ ‫ولقد وجد ْ َ‬ ‫ت سيوَفنا مشهههورةً‬ ‫‪ #‬فلقد وجد ْ َ‬
‫ر‬
‫س ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ال ُ‬ ‫ب‬
‫ضْر ِ‬ ‫َ‬ ‫غيَر‬ ‫ضربا‬ ‫ضربوك‬ ‫ة‬
‫عصبهه ً‬ ‫غداةَ بدر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫‪ #‬ولقد لقي َ‬
‫من ْك َ ِ‬
‫ر‬ ‫ُ‬ ‫لجسيم ِ أمر‬ ‫أو‬ ‫عمُرو‬ ‫يا‬ ‫ة‬
‫عى ليوم ِ عظيمه ٍ‬ ‫‪ #‬أصبحت لت ُد ْ َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان ‪.‬‬
‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا‪:‬‬
‫ى‬ ‫ْ‬
‫مط ِ ّ‬ ‫ال َ‬ ‫بها‬ ‫ب‬ ‫خ ّ‬
‫تَ ُ‬ ‫ة‬
‫مغَلَغل ً‬ ‫ُ‬ ‫‪ #‬أل ابلغْ أبا هِد ْم ٍ رسههول‬
‫ى‬ ‫وغير في الّرخاِء هو الول ّ‬ ‫ه‬
‫كههْر ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ت ولّيكم في ك ّ‬ ‫‪ #‬أكن ُ‬
‫ي‬
‫الصب ّ‬ ‫ل‬ ‫م َ‬ ‫احت ُ ِ‬ ‫كما‬ ‫له‬ ‫ُرفِْعت‬ ‫‪ #‬ومنكم شاهد ٌ ولقد رآنههى‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وتروى هذه البيات لربيعة بن أمية الديلي ‪ ،‬ويروى فيها آخرها‪:‬‬
‫ى‬
‫الخزرج ّ‬ ‫نفسى‬ ‫شفاَء‬ ‫وكان‬ ‫ى على يديه‬ ‫‪ #‬كب َْبت الخزرج ّ‬
‫شمي ‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫وُتروى أيضا لبى أسامة ال ُ‬
‫ما قاله حسان في بكاء سعد بن معاذ‪ :‬وقال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت في‬
‫حكمه فيهم ‪:‬‬ ‫يوم بني قريظة يبكى سعد بن معاذ ويذكر ُ‬
‫ض على سعدِ‬ ‫حقّ لعيني أن تفي َ‬ ‫و ُ‬ ‫عبرة‬
‫مِع عينى َ‬ ‫جمت من د َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫‪ #‬لقد َ‬
‫ة الوجدِ‬ ‫ن ذواِرى الدمِع دائم ُ‬ ‫عيو ُ‬ ‫ت به‬ ‫جع ْ‬ ‫ك ف ُ‬ ‫وى في معر ٍ‬ ‫‪ #‬قتيل ث َ َ‬
‫الوفدِ‬ ‫م‬
‫أكر ُ‬ ‫دها‬ ‫وف ُ‬ ‫الشهداِء‬ ‫مع‬ ‫ة‬
‫جّنه ٍ‬ ‫ث َ‬ ‫ن وار َ‬ ‫ملةِ الرحم ِ‬ ‫‪ #‬على ِ‬
‫اللحد‬ ‫مظلمة‬ ‫ُ‬ ‫غبراء‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ت‬
‫‪ #‬فإن تك قد ودعَْتنا وتركتنهها وأمسي ْ َ‬
‫والحمدِ‬ ‫المكارم ِ‬ ‫ب‬‫وأثوا ِ‬ ‫كريم ٍ‬ ‫ت بمشهد‬ ‫‪ #‬فأنت الذي يا سعد ُ أب ْ َ‬
‫مدِ‬ ‫قضى الله فيهم ماقضْيت على عَ ْ‬ ‫ة بالذي‬ ‫ى قريظ َ‬ ‫حي ّ ْ‬
‫مك في َ‬ ‫‪ #‬بحك ِ‬
‫ت ماكان من عهدِ‬ ‫ّ‬
‫ف إذ ذ ُكْر َ‬ ‫ولم تع ُ‬ ‫م‬‫مك فيهه ُ‬ ‫َ‬ ‫م الله حك ُ‬ ‫‪ #‬فوافق حك َ‬
‫شَرْوا هذه الدنيا بجناِتها الخلدِ‬ ‫َ‬ ‫رأمضاك في اللى‬ ‫ب الده ِ‬ ‫‪ #‬فإن كان َري ْ ُ‬
‫صدِ‬ ‫ق ْ‬
‫إلى الله يوما للوجاهةِ وال َ‬ ‫دعوا‬ ‫‪ #‬فنعم مصيُر الصادقين إذا ُ‬

‫ما قاله حسان في بكاء سعد بن معاذ وغيره ‪ :‬وقال حسههان ابههن ثههابت أيضهها‪ ،‬يبكههى‬
‫سعد بن معاذ‪ ،‬ورجال من أصحاب رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم مههن الشهههداء‪،‬‬
‫ويذكرهم بما كان فيهم من الخير‪:‬‬
‫وهل مامضى من صالِح العيش راجعُ‬ ‫ع‬
‫م دافهه ُ‬ ‫ح ّ‬‫‪ #‬أل يا َلقومي هل ِلما ُ‬
‫ل مني المدامع‬ ‫شى وانه ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫بنا ُ‬ ‫ت‬‫مضى فتهافت ْ‬ ‫صرا قد َ‬ ‫‪ #‬تذكرت عَ ْ‬
‫ورافعُ‬ ‫فْيل‬ ‫ُ‬
‫ط َ‬ ‫فيها‬ ‫ضى‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫وقتلى‬ ‫ة‬
‫حّبهههه ً‬‫جدٍ ذكرتني أ ِ‬ ‫‪ #‬صبابة و ْ‬
‫ض منهم بلِقع‬ ‫منازلهم فالر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫ش ْ‬‫ح َ‬‫ن وأو َ‬ ‫جنا ِ‬
‫‪ #‬وسعد ٌ فأضحوا في ال ِ‬
‫اللوامعُ‬ ‫ف‬
‫والسيو ُ‬ ‫المنايا‬ ‫ظل ُ‬
‫ل‬ ‫ل وفوَقههههم‬ ‫م بدر للرسو ِ‬ ‫وا يو َ‬ ‫‪ #‬وَفَ ْ‬
‫ل أمر وسامعُ‬ ‫له في ك ّ‬ ‫مطيعٌ‬ ‫ّ‬
‫‪ #‬دعا فأجابوه بحق وكلهههههههم ٍ‬
‫مصارعُ‬ ‫ال َ‬ ‫إل‬ ‫الجا َ‬
‫ل‬ ‫يقطعُ‬ ‫ول‬ ‫وا جماعههههة‬ ‫كلوا حتى ت َوَل ّ ْ‬ ‫‪ #‬فما ن َ‬
‫شافعُ‬ ‫ن‬
‫النبيو َ‬ ‫إل‬ ‫ن‬‫يك ْ‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫ة‬
‫‪ #‬لنهم يرجون منه شفاعههههه ً‬
‫ناقعُ‬ ‫ت‬
‫والمو ُ‬ ‫لل ّهِ‬ ‫إجابُتنا‬ ‫‪ #‬فذلك يا خيَر العباد ِ بلؤنههههها‬
‫تابعُ‬ ‫الله‬ ‫ملةِ‬‫ِ‬ ‫في‬ ‫لوِّلنا‬ ‫فنهههها‬ ‫ك وخل ُ‬ ‫م الولى إلي َ‬ ‫قد َ ُ‬
‫‪ #‬لنا ال َ‬
‫واقعُ‬ ‫بد ّ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫قضاءَ‬ ‫وأن‬ ‫ده‬ ‫ك لل ّهِ وحههههه َ‬ ‫مل َ‬
‫‪ #‬ونعلم أن ال ُ‬
‫ماقاله حسان في يوم بني قريظة ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا في يوم بني قريظة ‪:‬‬
‫من نصيرِ‬ ‫ت لذ ُ ّ‬
‫ل‬ ‫جد َ ْ‬
‫وما و َ‬ ‫ة ما سآههها‬ ‫ت قريظ ُ‬ ‫قي ْ‬‫لقد ل َ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫بني النضيرِ‬ ‫سوى ما قد أصاب‬ ‫م بلٌء كان فيههههه‬ ‫أصابه ُ‬ ‫‪#‬‬
‫المنيرِ‬ ‫كالقمرِ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫م يهوي إليههههم‬ ‫غداة َ أتاه ُ‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫كالصقورِ‬ ‫عليها‬ ‫ن‬
‫بفرسا ٍ‬ ‫دى‬‫جّنبة ت ََعهههها َ‬
‫م ُ‬‫له خيل ُ‬ ‫‪#‬‬
‫كالَغديرِ‬ ‫عليهم‬ ‫م‬
‫دماؤهُ ُ‬ ‫تركناهم وما ظفروا بشههيءٍ‬ ‫‪#‬‬

‫جورِ‬
‫ف ُ‬
‫ال َ‬ ‫ن ذو العَن َدِ‬ ‫ُيدا ُ‬ ‫كذاك‬ ‫عى تحوم الطيُر فيهم‬ ‫صْر َ‬ ‫‪ #‬فهم َ‬
‫نذيري‬ ‫ت‬ ‫قَب ِل َ ْ‬ ‫إن‬ ‫ن‬ ‫الرحم ِ‬ ‫من‬ ‫‪ #‬فأنذِْر مثَلها ُنصحا قريشههها‬
‫وقال حسان بن ثابت في بني قريظة ‪:‬‬
‫ذلي ُ‬
‫ل‬ ‫ذل‬ ‫بحصِنها‬ ‫ح ّ‬
‫ل‬ ‫و َ‬ ‫ة ما سآههها‬ ‫ت قريظ ُ‬ ‫‪ #‬لقد ل َ ِ‬
‫قي َ ْ‬
‫ل‬‫جلي ُ‬ ‫رب‬ ‫إلهكم‬ ‫بأن‬ ‫‪ #‬وسعد كان أنذرهم بنصههٍح‬
‫الرسو ُ‬
‫ل‬ ‫بلِدهم‬ ‫في‬ ‫َفلهم‬ ‫ض العهدِ حتي‬ ‫رحوا بنق ِ‬ ‫‪ #‬فما ب َ ِ‬
‫صلي ُ‬
‫ل‬ ‫وقعَِتهم‬ ‫حّر‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫‪ #‬أحاط بحصِنهم منا صفهوف‬
‫وقال حسان بن ثابت أيضا في يوم بني قريظة‪:‬‬
‫نصيُر‬ ‫ْ‬
‫بب َلدِتهم‬ ‫لهم‬ ‫وليس‬ ‫شٌر نصروا ُقريشا‬ ‫معْ َ‬‫‪ #‬تفاقد َ‬
‫بوُر‬ ‫التوراةِ‬ ‫من‬ ‫مى‬‫عُ ْ‬ ‫وهم‬ ‫ب فضّيعهوه‬ ‫م أوتوا الكتا َ‬ ‫‪ #‬هُ ُ‬
‫النذيُر‬ ‫قال‬ ‫الذي‬ ‫ق‬
‫بتصدي ِ‬ ‫‪ #‬كفرتم بالقرآن وقد أتي ُْتههم‬
‫سَتطيُر‬‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫بالب ُوَْيرةِ‬ ‫حريقٌ‬ ‫ؤي‬ ‫سراةِ بني ُله َ‬ ‫‪ #‬فهان عَلى َ‬
‫أبو سفيان يرد على حسان ‪ :‬فأجابه أبو سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫السعيُر‬ ‫قها‬
‫طرائ ِ ِ‬ ‫في‬ ‫حّرق‬‫و َ‬ ‫م الله ذلك من صنيههٍع‬ ‫‪ #‬أدا َ‬
‫تضيُر‬ ‫ضينا‬ ‫أر ِ‬ ‫أي ّ‬ ‫وتعلم‬ ‫ه‬
‫‪ #‬ستعلم أينا منها بُنهههْز ٍ‬
‫فسيروا‬ ‫لكم‬ ‫م‬
‫مقا َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫لقالوا‬ ‫ل بها ِركابها‬ ‫‪ #‬فلو كان النخي ُ‬

‫وال الثعلههبي أيضهها‪ ،‬وبكههي النضههير‬ ‫جه ّ‬‫جبل بن جوال يرد على حسان ‪ :‬وأجابه جبههل بههن َ‬
‫وُقريظة‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫والنضيُر‬ ‫ة‬
‫قريظ ُ‬ ‫ت‬
‫قي َ ْ‬ ‫لَ ِ‬ ‫ما‬
‫لِ َ‬ ‫معههاذٍ‬ ‫سعْد َ بني ُ‬ ‫سعْد ُ َ‬‫‪ #‬أل يا َ‬
‫صبوُر‬ ‫ال ّ‬ ‫لهوَ‬ ‫ملوا‬ ‫تح ّ‬ ‫غداةَ‬ ‫َ‬ ‫معههاذٍ‬ ‫سعْد َ بني ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كإ ّ‬ ‫مُر َ‬‫‪ #‬لع َ ْ‬
‫َتسيروا‬ ‫ل‬ ‫قيُنقاٍع‬‫ل َ‬ ‫فقال‬ ‫ب‬‫حبهها ٍ‬ ‫ي أبو ُ‬‫‪ #‬فأما الخزَرج ّ‬
‫تدوُر‬ ‫قد‬ ‫والدوائُر‬ ‫سْيدا‬ ‫أ َ‬ ‫ضْيههر‬ ‫ح َ‬ ‫دلت الموالي من ُ‬ ‫‪ #‬وب ُ ّ‬
‫ُبوُر‬ ‫ي‬
‫فهْ َ‬‫َ‬ ‫ب‬
‫أخط َ‬ ‫ن‬‫واب ِ‬ ‫ة‬
‫سْعي َ‬ ‫و َ‬ ‫سهههلم ٍ‬ ‫ت الب ُوَْيرةُ من َ‬ ‫‪ #‬وأقفر ِ‬
‫صخوُر‬ ‫ال ّ‬ ‫بمْيطان‬ ‫ت‬‫قل ْ‬‫َ‬ ‫ثَ ُ‬ ‫كما‬ ‫‪ #‬وقد كانوا ببلدِتهم ِثقهههههال‬
‫د َُثور‬ ‫ول‬ ‫السلِح‬ ‫َرث‬ ‫فل‬ ‫سههههلم‬ ‫حك َم ٍ َ‬‫ك أبو َ‬ ‫ن يهل ْ‬ ‫‪ #‬فإ ْ‬
‫الصقور‬ ‫خضارمة‬ ‫ال َ‬ ‫اللين‬ ‫ّ‬ ‫مع‬ ‫‪ #‬وكل الكاهنين وكان فيههههم‬
‫البدوُر‬ ‫ت َُغيبه‬ ‫ل‬ ‫بمجدٍ‬ ‫جد َ قد َثبُتوا عليههه‬ ‫‪ #‬وجدنا الم ْ‬
‫عور‬ ‫خزاهِ‬ ‫م ْ‬
‫ال َ‬ ‫من‬ ‫م‬‫كأنك ُ‬ ‫س فيههها‬ ‫‪ #‬أقيموا يا سراةَ الوْ ِ‬
‫تفوُر‬ ‫حامية‬ ‫القوم ِ‬ ‫وقِد ُْر‬ ‫‪ #‬تركتم قِد َْركم ل شىَء فيهههها‬
‫حقيق قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما انقضى شأن الخنههدق ‪ ،‬وأمههر بنههي‬ ‫مقتل سلم بن أبي ال ُ‬
‫قريظة‪،‬‬
‫قيق ‪ ،‬وهو أبو رافع فيمن حّزب الحزاب على رسول الله صههلى‬ ‫ح َ‬‫وكان سلم بن أبي ال ُ‬
‫ب بههن الشههرف ‪ ،‬فههي عههداوته‬ ‫الله عليه وسههلم ‪ ،‬وكههانت الْوس قبههل أحههد قتلههت كعه َ‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريضههه عليههه ‪ ،‬اسههتأذنت الخههزرج رسههول اللههه‬
‫قيق ‪ ،‬وهو بخيبر‪ ،‬فأذن لهم ‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫سلم بن أبي ال ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم في قتل َ‬
‫مسلم بن شهاب الّزهري ‪ ،‬عن عبدالله بههن كعههب‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني محمد بن ُ‬
‫بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان مما صنع الله به لرسول الله صلى الله عليههه وسههلم أن هههذين‬
‫الحيين من النصار‪ :‬الْوس والخزرج ‪ ،‬كانا يتصاولن مههع رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫حَلين ‪ ،‬ل تصنع الوس شيئا عن رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫وسلم تصاول الف ْ‬
‫غناء إل قالت الخزرج ‪ :‬والله ل تذهبون بهذه فضل علينهها عنههد رسههول اللههه صههلى اللههه‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫عليه وسلم وفى السلم ‪ .‬قال ‪ :‬فل ينتهون حتى يوقعهوا مثلهها‪ . ،‬وإذا فعلهت الخهزرج‬
‫ل ذلك ‪.‬‬ ‫شيئا قالت الْوس مث َ‬
‫ن الشرف في عداوته لرسول اللههه صههلى اللهه عليههه وسههلم‬ ‫بب َ‬ ‫س كع َ‬ ‫ولما أصاب الوْ ُ‬
‫ن رجههل لرسههول‬ ‫م ْ‬
‫قالت الخزرج ‪ :‬والله ل تذهبون بها فضل علينا أبدا‪ ،‬قال ‪ :‬فتذاكروا‪َ :‬‬
‫قيق ‪ ،‬وهههو‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم في العداوة كابن الشرف ؟ فذكروا ابن أبي الح َ‬
‫بخيبر‪ ،‬فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله ‪ ،‬فأذن لهم ‪.‬‬
‫ه نفههر‪:‬‬ ‫سهَلمة خمسه ُ‬ ‫من خرج لقتل ابن أبي الحقيق ‪ :‬فخرج اليه من الخزرج من بنههي َ‬
‫سنان ‪ ،‬وعبدالله ابن أنيس ‪ ،‬وأبههو َقتههادة‪ ،‬الحههارث بههن‬ ‫عتيك ‪ ،‬ومسعود بن ِ‬ ‫عبدالله بن َ‬
‫مههر عليهههم رسههول اللههه‬ ‫خزاعي بن أسود‪ ،‬حليف لهم من أسههلم ‪ .‬فخرجههوا وأ ّ‬ ‫رِْبعي ‪ ،‬و ُ‬
‫عتيههك ‪ ،‬ونهههاهم عههن أن يقتلههوا وليههدا أو امههرأة‪،‬‬ ‫دالله بههن َ‬ ‫صلى اللههه عليههه وسههلم عبه َ‬
‫قيق ليل‪ ،‬فلم يدعوا بيتا في الههدار إل‬ ‫ح َ‬
‫فخرجوا حتى إذا قدموا خيبر‪ ،‬أتوا دار ابن أبي ال ُ‬
‫عّلية له إليها عجلة قال ‪ :‬فأسندوا فيها‪ ،‬حتى قاموا‬ ‫أغلقوه على أهله ‪ .‬قال ‪ :‬وكان في ِ‬
‫على بابه ‪ ،‬فاستأذنوا عليه ‪ ،‬فخرجت إليهم امرأته ‪ ،‬فقالت ‪ :‬من أنتم ؟ قالوا‪ :‬ناس من‬
‫ميَرة قالت ‪ :‬ذاكم صاحبكم ‪ ،‬فادخلوا عليه ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما دخلنها عليهه ‪،‬‬ ‫العرب نلتمس ال ِ‬
‫أغلقنا علينا وعليها‬
‫ة تحههول بيننهها وبينههه ‪ ،‬قههالت ‪ :‬فصههاحت امرأت ُههه ‪،‬‬ ‫وفا أن تكون دون َههه مجاوله ٌ‬ ‫الحجرة‪ ،‬تخ ّ‬
‫ت بنا‪ ،‬وابتدرناه ‪ ،‬وهو على فراشه بأسيافنا‪ ،‬فوالله ما يدلنا عليه في سواد الليل‬ ‫فنوّهَ ْ‬
‫ملقاة ‪ .‬قال ‪ِ :‬ولما صاحت بنا امرأته ‪ ،‬جعل الرجل منا يرفع عليها‬ ‫إل بياضه كأنه ُقبطية ُ‬
‫ي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكف يده ‪ ،‬ولول ذلههك لفرغنهها‬ ‫سيفه ‪ ،‬ثم يذكر نهْ َ‬
‫دالله بن أنيس بسيفه في بطنههه‬ ‫منها بليل ‪ .‬قال ‪ :‬فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عليه عب ُ‬
‫حتى أنفذه ‪ ،‬وهو يقههول ‪ .‬قَط ِْنهي َقطنهي ‪ .‬أي حسههبى حسههبى ‪ .‬قهال ‪ :‬وخرجنهها‪ ،‬وكهان‬
‫ده وثئا شههديدا ‪-‬‬ ‫عتيك رجل سيىء البصر‪ ،‬قال ‪ :‬فوقع من الدرجة فوِثئت ي ه ُ‬ ‫عبدالله بن َ‬
‫مْنهرا من عيونهم ‪ ،‬فندخل‬ ‫ي به َ‬ ‫ويقال ‪ :‬رجُله ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪ -‬وحملناه حتى نأت َ‬
‫فيه‪ .‬قال ‪ :‬فأوقدوا النيران ‪ ،‬واشتدوا في كل وجه يطلبوننا قال ‪ :‬حتى إذا يئسوا رجعوا‬
‫م بأن عدوّ الله‬ ‫إلى صاحبهم ‪ ،‬فاكتنفوه وهو يقضى بينهم ‪ .‬قال ‪ :‬فقلنا‪ :‬كيف لنا بأن َنعل َ‬
‫قد مات ؟ قال ‪ :‬فقال رجل منا‪ :‬أنا اذهب فانظر لكم فانطلق حتى دخل فههي النههاس ‪.‬‬
‫ل يهود حوله وفي يدها المصباح تنظر في وجهه ‪ ،‬وتحههدثهم‬ ‫قال ‪ :‬فوجدت امرأته ورجا َ‬
‫ت نفسههي وقلههت ‪ :‬أن ّههى ابههن‬ ‫عتيك ‪ ،‬ثههم أكههذب ُ‬ ‫وتقول ‪ :‬أما والله لقد سمعت صوت ابن َ‬
‫عتيك بهذه البلد؟ ثم أقبلت عليه تنظر فههي وجهههه ثههم قههالت ‪ .‬فههاظ وإل ههِ يهههود‪ ،‬فمهها‬ ‫َ‬
‫ت من كلمةٍ كانت ألذ ّ إلى نفسى منههها‪ .‬قههال ‪ :‬ثههم جاءنهها الخههبر فاحتملنهها صههاحبنا‬ ‫سمع ُ‬
‫دمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرنههاه بقتههل عههدو اللههه ‪ ،‬واختلفنهها‬ ‫فق ِ‬
‫عنده في قتله له ‪ ،‬كلنا يدعيه ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ :‬هههاتوا‬
‫أسياَفكم ‪ ،‬قال ‪ :‬فجئناه بها‪ .‬فنظر إليها فقال لسيف‬
‫عبد الله بن انيس ‪ :‬هذا َقتله ‪ ،‬أرى فيه أثَر الطعام ‪.‬‬
‫شعر حسان في قتل كعب بن الشرف وسلم بن أبىالحقيق ‪ :‬قال ابن اسحاق ‪ :‬فقههال‬
‫حسان بن ثابت وهو يذكر قتل كعب بن الشرف وقتل سلم بن أبي الحقيق ‪:‬‬
‫ف ‪.‬‬ ‫ن الشر ِ‬ ‫ت يااب َ‬ ‫ق وأن َ‬ ‫ن الحقي ِ‬ ‫ياب َ‬ ‫‪ #‬لله د َّر عصابة لقيتهههههم‬
‫ف‬
‫ن مغَر ِ‬ ‫عري ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَرحا كأسدٍ في‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ف إليك ُ‬ ‫خفا ِ‬ ‫ض ال ِ‬ ‫‪ #‬يسرون بالبي ِ‬
‫ف‬
‫ذف ِ‬ ‫ض‬
‫ببي ٍ‬ ‫حْتفا‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫قوك ً‬ ‫س ُ‬
‫ف َ‬ ‫ل بلِدكهم‬ ‫‪ #‬حتى أتوكم في مح ّ‬
‫ف‬
‫ح ِ‬ ‫ج ِ‬‫م ْ‬‫أمر ُ‬ ‫لكل‬ ‫مستصِغرين‬ ‫م‬‫ن نبيه ْ‬ ‫‪ #‬مسَتبصرين لنصرِ دي ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله ‪ " :‬ذ ُّفف " عن غير ابن اسحاق ‪.‬‬
‫عمرو بن العاص وخالد بن الوليد‬ ‫إسلم َ‬
‫حبيب ‪.‬عن‬ ‫ذهاب عمرو ومن معه إلى النجاشي ‪ :‬قالبن اسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد بن أبي َ‬
‫راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي ‪ ،‬حههبيب بههن أبههي أوس الثقفههي ‪ ،‬قههال حههدثني‬
‫عمرو بني العاص من فيه قال ‪ :‬لما انصرفنا مع الحزاب عن الخندق جمعت رجال مههن‬
‫قريش ‪ ،‬كانوا يرون رأيي‪ ،‬ويسمعون مني ‪ ،‬فقلت لههم ‪ :‬تعلمهون واللهه إنهى أرى أمهر‬
‫علوا منكههرا‪ ،‬وإنههي قههد رأيههت أمههرا‪ ،‬فمهها تهَرون فيههه ؟ قههالوا‪ :‬ومههاذا‬ ‫محمد يعلو الموَر ُ‬
‫رأيت ؟ قال ‪ :‬رأيت أن نلحق بالنجاشى‬
‫فنكون عنده ‪ ،‬فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي ‪ ،‬فإنا أن نكون تحههت يههديه‬
‫منا فنحههن مههن قههد عرفههوا‪ ،‬فلههن‬ ‫أحب إلينا من أن نكون تحت يديْ محمد‪ ،‬وإن ظهر قو ُ‬
‫ب‬‫يأتَينا منهم إل خير‪ ،‬قالوا‪ :‬إن هذا الرأي ‪ .‬قلت ‪ :‬فاجمعوا لنا ما نهديه لههه ‪ ،‬وكههان أح ه ّ‬
‫م ‪ ،‬فجمعنا له اْدما كثيرا‪ ،‬ثم خرجنا حتى قدمنا عليه ‪.‬‬ ‫ما ُيهدى إليه من أرضنا الد ْ ُ‬
‫طلب عمرو من النجاشي قتل عمرو بن أمية‪ :‬فوالله إنا لعنده إذ جاءه عمرو بههن أميههة‬
‫مري ‪ ،‬وكان رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم قههد بعثههه إليههه فههي شههأن جعفههر‬ ‫ض ْ‬
‫ال ّ‬
‫عمرو بن‬ ‫وأصحابه ‪ .‬قال ‪ :‬فدخل عليه ثم خرج من عنده ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت لصحابى ‪ :‬هذا َ‬
‫مري ‪ ،‬لو قد دخلت على النجاشى وسههألته إيههاه فأعطههانيه ‪ ،‬فضههربت عنقههه ‪،‬‬ ‫ض ْ‬‫أمية ال ّ‬
‫ل محمههد‪ .‬قههال ‪:‬‬ ‫ت رسههو َ‬ ‫فإذا فعلت ذلك رأت قريش أنههي قههد أجههزأت عنههها حيههن َقتله ُ‬
‫ى مههن‬ ‫فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع ‪ ،‬فقههال ‪ :‬مرحبهها بصههديقى‪ ،‬أهههديت إل ه ّ‬
‫بلدك شيئا؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم أيها الملك ‪ ،‬قد أهديت إليك‬
‫دما كثيرا‪ ،‬قال ‪ :‬ثم قربته اليه ‪ ،‬فأعجبه واشتهاه ثم قلههت لههه ‪ :‬أيههها الملههك ‪ ،‬إنههي قههد‬ ‫أ ْ‬
‫رايت رجل خرج من عندك ‪ ،‬وهو رسول رجل عدو لنا‪ ،‬فاعطنيه لقتله ‪ ،‬فإنه قد أصهاب‬
‫ة ظننههت انههه قههد‬ ‫من أشرافنا وخيارنا‪ .‬قال ‪ :‬فغضب ‪ ،‬ثم مد يده فضرب بها انفه ضههرب ً‬
‫كسره ‪ ،‬فلو انشقت لي الرض لدخلت فيها َفرقا منه ثم قلت له ‪ :‬ايها الملههك ‪ ،‬واللههه‬
‫ل يههاتيه‬‫ل رجه ٍ‬‫كه ‪ ،‬قههال ‪ :‬اتسههالني ان اعطيههك رسههو َ‬ ‫ت انك تكره هههذا مهها سههالت ُ َ‬ ‫لو ظنن ُ‬
‫س الكبُر الذي كان ياتى موسى لتقتله ! قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أيههها الملههك ‪ ،‬أكههذلك هههو؟‬ ‫النامو ُ‬
‫ن على من خالفه‬ ‫ظهر ّ‬ ‫قال ‪ :‬ويحك يا عمرو أطعنى واتبْعه ‪ ،‬فانه والله لعلى الحق ‪ ،‬ولي ْ‬
‫ن وجنوِده ‪ ،‬قال ‪ :‬قلههت ‪ :‬فاتبههايعني لههه علههى السههلم ؟‬ ‫‪ ،‬كما ظهر موسى على فرعو َ‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فبسط يده ‪ ،‬فبايعته على السلم ثم خرجت إلى أصحابي وقد حههال رأيههي‬
‫عما كان عليه ‪ ،‬وكتمت أصحابي إسلمى‪.‬‬
‫ت عامدا إلى رسههول اللههه صههلى اللههه‬ ‫عمرو وخالد يجتمعان على السلم ‪ :‬ثم خرج ُ‬
‫مقبههل مههن مكههة‪،‬‬ ‫عليه وسلم لسلم ‪ ،‬فلقيت ‪ ،‬خالد َ بن الوليد‪ ،‬وذلك قبل الفتح ‪ ،‬وهو ُ‬
‫ل لنبى‪ ،‬اذهههب‬ ‫م ‪ ،‬وإن الرج َ‬ ‫س ُ‬ ‫من ْ ِ‬‫فقلت ‪ :‬أين يا أبا سليمان ؟ قال ‪ :‬والله لقد استقام ال َ‬
‫والله فأسهلم ‪ ،‬فحههتى مهتى؟ قهال ‪ :‬قلهت ‪ :‬واللههه مها جئت إل لسههلم ‪ .‬قهال ‪ :‬فقههدمنا‬
‫المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبههايع ‪،‬‬
‫فر لي ما تقدم من ذنبي ‪ ،‬ول‬ ‫ثم دنوت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنى أبايعك على أن ي ُغْ َ‬
‫أذكر ما تأخر؟ قال ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يهها عمههرو‪ ،‬بههايعْ ‪ ،‬فههإن‬
‫السلم‬

‫سيرة ابن هشام‬


‫الجزء الرابع‬
‫صفحة ‪267 - 239‬‬

‫أْدمًا كثيرًا‪ ،‬قال ‪ :‬ثم قربته إليه ‪ ،‬فأعجبه واشتهاه ثم قلت له ‪ :‬أيها الملك ‪ ،‬إني قد رجل عدو لنا‪،‬‬
‫فأعطنيه لقتله ‪ ،‬فإنه قد رأيت رجل خرج من عندك ‪ ،‬وهو رسول أصاب من أشرافنا وخيارنا‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فغضب ‪ ،‬ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربًة ظننت أنه قد كسره ‪ ،‬فلو انشقت لىَ الرض‬
‫ت أنك تكره هذا ما سألُتَكه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫لدخلت فيها َفرقا منه ؛ ثم قلت له ‪ :‬أيها الملك ‪ ،‬وال لو ظنن ُ‬
‫س الكبُر الذي كان يأتى موسى لتقتله ! قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬ ‫ل يأتيه النامو ُ‬
‫ل رج ٍ‬
‫أتسألني أن أعطيك رسو َ‬
‫ظهر ّ‬
‫ن‬ ‫أيها الملك ‪ ،‬أكذلك هو؟ قال ‪ :‬ويحك يا عمرو أطعنى واتبْعه ‪ ،‬فإنه وال لعلى الحق ‪ ،‬ولي ْ‬
‫ن وجنوِده ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فأتبايعني له على السلم ؟‬ ‫على من خالفه ‪ ،‬كما ظهر موسى على فرعو َ‬
‫لسلم ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأى عما كان عليه‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فبسط يده ‪ ،‬فبايعته على ا ِ‬
‫‪ ،‬وكتمت أصحابي إسلمى‪.‬‬
‫ت عامدًا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم لسلم ‪ ،‬فلقيت ‪ ،‬خالَد بن الوليد‪ ،‬وذلك‬ ‫لسلم ‪ :‬ثم خرج ُ‬ ‫عمرو وخالد يجتمعان على ا ِ‬
‫ل لنبى‪ ،‬أذهب وال فأسلم ‪ ،‬فحتى‬ ‫سُم ‪ ،‬وإن الرج َ‬
‫قبل الفتح ‪ ،‬وهو ُمقبل من مكة‪ ،‬فقلت ‪:‬أين يا أبا سليمان ؟ قال ‪ :‬وال لقد استقام الَمْن ِ‬
‫متى؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وال ما جئت إل لسلم ‪ .‬قال ‪ :‬فقدمنا المدينة على رسول ال اصلى ال عليه وسلم‪ ،‬فتقدم خالد بن الوليد فأسلم‬
‫وبايع ‪ ،‬ثم دنوت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إنى أبايعك على أن ُيْغَفر لى ما تقدم من ذنبي ‪ ،‬ول أذكر ما تأخر؟ قال ‪ :‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا عمرو‪ ،‬بايْع ‪ ،‬فإن السلم‬
‫ب ما كان قبلها؛ قال ‪ :‬فبايعته ‪ ،‬ثم ‪.‬انصرفت‬ ‫ج ّ‬‫ب ما كان قبله ‪ ،‬وإن الهجرة َت ُ‬
‫ج ّ‬
‫َي ُ‬
‫حث ما كان قبلها‪.‬‬ ‫ث ما كان قبله ‪ ،‬وإن الهجرة َت ُ‬
‫ح ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬فإن السلم َي ُ‬
‫إسلم عثمان بن طلحة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهم ‪ :‬أن عثمان بن طلحة بن أبى‬
‫طلحة‪ ،‬كان معهما‪ ،‬حين أسلما‪.‬‬
‫ما قاله ابن الزبعرى في إسلم عثمان بن طلحة وخالد‪:‬‬
‫سْهمى‪:‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال ابن الزَبْعرى ال ّ‬
‫ل القوِم عنَد الُمَقب ِ‬
‫ل‬ ‫وُمْلَقى ِنعا ِ‬ ‫حلَفنـا‬‫ن طلحَة ِ‬ ‫نب َ‬‫شُد عثما َ‬ ‫‪ #‬أن ُ‬
‫حل ِ‬
‫ل‬ ‫وما خالٌد من مثِلها بُم َ‬ ‫حْلِفـه‬
‫ل ِ‬‫عقَد الباُء من ك ّ‬ ‫‪ #‬وما َ‬
‫ت ُمؤَثل‬ ‫وما ُيبَتَغى من مجِد بي ٍ‬ ‫ت غيِر بيتك تبتغي‬ ‫ح بي ٍ‬‫‪ #‬أِمفتا َ‬
‫ضِ‬
‫ل‬ ‫ن جاء بالّدَهْيم الُمَع ّ‬ ‫وعثما ُ‬ ‫ن خالدًا بعَد هـــذه‬‫‪ #‬فل تأَمن ْ‬
‫ى تلك الحجَة المشركون ‪.‬‬ ‫حجة‪ ،‬وول َ‬ ‫وكان فتح بني قريظة في ذي الَقعدة وصدر ذي ال ِ‬

‫" بسم الله الرحمن الرحيم "‬


‫حيان‬‫غزوة بني ل ِ ْ‬
‫خروجه صلى ال عليه وسلم إليهم ‪ :‬قال ‪ :‬حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ‪ ،‬قال حدثنا زياد بن عبد ال البكائى عن محمد بن‬
‫جماَدى‬‫ي ربيع ‪ ،‬وخرج في ُ‬ ‫إسحاق المطلبي قال ‪ :‬ثم أقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بالمدينة ذا الحجة والمحرم وصفرًا وشهَر ْ‬
‫عِدى وأصحابه ‪ ،‬وأظهر أنه يريد‬ ‫خَبْيب بن َ‬ ‫ب الّرجيع ‪ُ :‬‬‫الولى على رأس ستة أشهر من فتح ُقريظة‪ ،‬إلى بني لحيان يطلب بأصحا ِ‬
‫غرة‪.‬‬
‫الشام ‪ ،‬ليصيب من القوم ِ‬
‫ن أّم‬
‫استعماله صلى ال عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة ‪ :‬فخرج من المدينة صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬واستعمل على المدينة اب َ‬
‫مكتوم ‪ ،‬فيما قال ابن هشام ‪.‬‬
‫غَراب ‪ ،‬جبل بناحية المدينة على طريقه إلى الشام ‪ ،‬ثم على‬ ‫الطريق التي سلكها صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فسلك على ُ‬
‫جة‬‫خْيرات اليمام ‪ ،‬ثم استقام به الطريق على المح ّ‬ ‫صَ‬
‫صّفق ذات اليسار‪ ،‬فخرج على ِبين ‪ ،‬ثم على ُ‬ ‫َمحيص ‪، ،‬ثم على الَبْتراء‪ ،‬ثم َ‬
‫سفان ؛ إلى بلد يقال‬ ‫عْ‬
‫غَران واٍد بين أَمج و ُ‬‫حيان ‪ ،‬و َ‬
‫غَران ‪ ،‬وهي منازل بني ل ْ‬
‫غذ السير سريعا‪ ،‬حتى نزل على ُ‬ ‫من طريق مكة فأ َ‬
‫غّرتهم ما أراد‪،‬‬‫حِذروا وتمّنعوا في رعوس الجبال فلما نزلها رسول ال صلى ال عليه وسلم وأخطأه من ِ‬ ‫ساَية‪ ،‬فوجدهم قد َ‬‫له ‪َ :‬‬
‫سفان ‪،‬‬
‫عْ‬
‫ل مكة أنا قد جئنا مكة‪ ،‬فخرج في مئتى راكب من أصحابه حتى نزل ُ‬ ‫عسفان لرأى أه ُ‬ ‫قال ‪ :‬لو أنا هبطنا ُ‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم قافل‪.‬‬ ‫ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا ُكراع الَغِميم ‪ ،‬ثم كّر وراح رسو ُ‬
‫دعاء العودة ‪ :‬فكان جابر بن عبد ال يقول ‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول حين وجه راجعا‪ :‬آيبون تائبون إن شاء ال‬
‫ل والما ِ‬
‫ل‬ ‫عثاء السفر وكآبة المنَقلب ‪ ،‬وسوِء المنظر في اله َ‬ ‫لربنا حامدون ‪ ،‬أعوذ بال من َو ْ‬
‫عمر بن َقتادة‪ ،‬وعبد ال بن أبى بكر‪،‬‬ ‫ما قاله كعب بن مالك في غزوة بني لحيان ‪ :‬والحديث في غزوة بني لحيان ؛ عن عاصم بن ُ‬
‫عن عبد ال بن كعب بن مالك ؛ فقال كعب بن مالك في غزوة بني لحيان ‪:‬‬
‫ق‬
‫صههد َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫عصههبا ً فههي داِرهههم ذا َ‬ ‫لَ ُ‬
‫قههوا ُ‬ ‫حيههان كههانوا تنههاظروا‬ ‫‪ #‬لههو أن بنههي ل ِ ْ‬
‫َ‬ ‫طَ ُ‬
‫فَي ْل ِ‬
‫ق‬ ‫جّرةِ‬
‫كالم َ‬ ‫حون‬ ‫م‬‫أما َ‬ ‫عه‬‫ب َروْ ُ‬
‫سْر َ‬ ‫سَرعانا يمل ال ّ‬ ‫قوا َ‬
‫‪#‬ل ُ‬
‫ق‬
‫مت ََنف ِ‬
‫ُ‬ ‫ذي‬ ‫غير‬ ‫حجازٍ‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫شعا َ‬
‫ِ‬ ‫ت‬‫‪ #‬ولكنهم كانوا وبارا ً تتب َّعههه ْ‬

‫غزوة ذي قََرد‬
‫صن بن حذيفة بن بدر الَفزاري ؛‬ ‫ح ْ‬ ‫عيينة بن ِ‬ ‫ل ‪ ،‬حتى أغار ُ‬ ‫ي قلئ َ‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم المديِنَة؛ فلم يقم بها إل ليال َ‬ ‫ثم َقدم رسو ُ‬
‫غفار وامرأةٌ له ‪ ،‬فقتلوا الرج َ‬
‫ل‬ ‫ح لرسول ال صلى ال عليه وسلم بالغابة ‪ .‬وفيها رجل من بني ِ‬ ‫غطفان على ِلقا ٍ‬ ‫في خيل من َ‬
‫واحتملوا المرأَة في الّلقاح ‪.‬‬
‫عمر بن قتادة وعبد ال بن أبى بكر‪ ،‬ومن ل أتهم ‪ ،‬عن‬ ‫شجاعة ابن الكوع في هذه الغزوة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم بن ُ‬
‫ل من َنَذر بهم سلمُة بن عمرو بن الكوع‬ ‫عبد ال بن كعب بن مالك ‪ُ ،‬كل قد حّدث في غزوة ذي َقَرد بعض الحديث ‪ :‬أنه كان أو َ‬
‫سه وَنْبله ‪ ،‬ومعه غلم لطلحة ابن عبد ال معه فرس له يقوده ‪ ،‬حتى إذا عل ثنية الوداع نظر‬ ‫شحا قو َ‬ ‫السلمى ‪ ،‬غدا يريد الغابَة متو ّ‬
‫صَباحاه ‪ ،‬ثم خرج يشتّد في آثار القوم ‪ ،‬وكان مثل السبع حتى لحق بالقوم‬ ‫سْلع ‪ ،‬ثم صرخ ‪ :‬وا َ‬ ‫إلى بعض خيولهم ‪ ،‬فأشرف في ناحية َ‬
‫جهت الخيل نحَوه انطلق هاربا‪ ،‬ثم‬ ‫ضع ‪ ،‬فإذا ُو ّ‬
‫‪ ،‬فجعل يرّدهم بالّنْبل ‪ ،‬ويقول إذا َرمى ‪ :‬خذها وأنا ابن الْكوع ‪ ،‬اليوم يوم الّر ّ‬
‫عارضهم ‪ ،‬فإذا أمكنه الّرْم ُ‬
‫ى‬
‫رمى‪ ،‬ثم قال ‪ :‬خذها وأنا ابن الكوع ‪ ،‬اليوم يوم الرضع ‪ ،‬قال ‪ :‬فيقول قاتلهم ‪ :‬أَوْيكعنا هو أول النهار‪.‬‬
‫ع ‪ ،‬فترامت الخيو ُ‬
‫ل‬ ‫ع الفز َ‬
‫ح ابن الكوع‪ ،‬فصرخ بالمدينة ‪ :‬الفز َ‬ ‫ل ال صلى ال عليه وسلم صيا ُ‬ ‫تسابق الفرسان ‪ :‬قال ‪ :‬وبلغ رسو َ‬
‫إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫عمرو‪ ،‬وهو الذي يقال له‬ ‫البطال يتلحقون ‪ :‬وكان أول من انتهى إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم من الفرسان ‪ :‬الِمْقداد بن َ‬
‫عّباد‬
‫المقداد بن السود‪ ،‬حليف بني ُزهرة‪ ،‬ثم كان أول فارس وقف على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بعد الِمْقداد من النصار‪َ ،‬‬
‫شهل ‪،‬‬ ‫شَهل ‪ ،‬وسعد بن زيد‪ ،‬أحد بني كعب بن عبد ال ْ‬ ‫عوَراء‪ ،‬أحد بني عبد ال ْ‬ ‫بن بشر بن َوقش بن ُزغبة بن َز ُ‬
‫ضلة‪ ،‬أخو‬ ‫حِرز بن َن ْ‬
‫حصن ‪ ،‬أخو بني أسد بن خزيمة‪ ،‬وُم ْ‬ ‫عّكاشة ابن ِم ْ‬‫ظَهْير‪ ،‬أخو بني حارثة بن الحارث ‪ُ ،‬يشك فيه ‪ ،‬و ُ‬ ‫سْيد بن ُ‬
‫وأ َ‬
‫عَبيد بن زيد بن الصامت ؛ أخو بني ُزَرْيق‬ ‫عّياش ‪ ،‬وهو ُ‬ ‫سَلمة‪ ،‬وأبو َ‬ ‫خَزيمة‪ ،‬وأبو قَتادة الحارث بن ِرْبِعي ‪ ،‬أخو بني َ‬ ‫بني أسد بن ُ‬
‫فلما اجتمعوا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم أّمر عليهم سعَد بن زيد‪ ،‬فيما بلغنى‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أخرج في طلب القوم ‪ ،‬حتى ألحقك‬
‫عّياش ‪ :‬يا أبا عياش ‪ ،‬لو أعطيت‬ ‫في الناس ‪ .‬وقد قال رسول ال اصلى ال عليه وسلم‪ ،‬فيما بلغني عن رجال من بني ُزَرْيق ‪ ،‬لبي َ‬
‫س الناس ‪ ،‬ثم ضربت الفرس ‪ .‬فوال ما‬ ‫هذا الفرس رجل‪ ،‬هو أفرس منك فلحق بالقوم ؟ قال أبو عياش ‪ :‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال أنا أفر ُ‬
‫س منك ‪ ،‬أنا أقول ‪ :‬أنا‬ ‫جرى بي خمسين ذراعا حتى طرحني ‪ ،‬فعجبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬لو أعطيَته أفر َ‬
‫ل من بني ُزَريق أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطي فرس أبي عياش معاذ بن ماعص ‪ ،‬أو عائذ بن‬ ‫س الناس ‪ ،‬فزعم رجا ٌ‬ ‫أفر ُ‬
‫ماعص‬

‫ظَهْير‪ ،‬أخا بني حارثة‪،‬‬ ‫سْيد بن ُ‬


‫ابن قيس بن خلدة‪ ،‬وكان ثامنا‪ ،‬وبعض الناس يعد سلمة بن عمرو ابن الكوع أحد الثمانية‪ ،‬ويطرح أ َ‬
‫وال أعلم أي ذلك كان ‪ .‬ولم يكن سلمة يومئذ فارسا‪ ،‬وقد كان أول من لحق ‪ .‬بالقوم على رجليه فخرج الفرسان في طلب القوم حتى‬
‫تلحقوا ‪.‬‬
‫حِرز بن َنضَلة‪.،‬‬ ‫سبق محرز بن نضلة ومقتله ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم ابن عمرو بن قتادة‪ :‬أن أول فارس لحق بالقوم ُم ْ‬
‫سلمة في‬ ‫حرز‪ :‬الخرم ‪ ،‬ويقال له ُقمير ‪ -‬وأن الفزع لما كان ‪ ،‬جال فرس لمحمود بن َم ْ‬ ‫أخو بني أسد بن خزيمة ‪ -‬وكان يقال لم ْ‬
‫جاّما‪ ،‬فقال نساء من نساء بني عبد الشهل ‪ ،‬حين رأين الفرس يجول في‬ ‫صِنيعًا َ‬
‫الحائط ‪ ،‬حين سمع صاهلة الخيل ‪ ،‬وكان فرسا َ‬
‫الحائط بجذع نخل هو مربوط فيه ‪ :‬يا ُقَمْير‪ ،‬هل لك في أن تركب هذا الفرس ؟ فإنه كما ترى‪ ،‬ثم تلحق برسول ال صلى ال عليه‬
‫ل بجمامه ‪ ،‬حتى أدرك القوَم ‪ ،‬فوقف لهم بين‬ ‫طينه إياه ‪ ،‬فخرج عليه ‪ ،‬فلم يلبث أن بّذ الخي َ‬ ‫عَ‬
‫وسلم وبالمسلمين ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأ ْ‬
‫أيديهم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬قفوا يا معشر بني اللكيعة حتى يلحق بكم َمن وراءكم من أدباركم من المهاجرين والنصار‪ .‬قال ‪ :‬وحمل عليه رجل‬
‫س ‪ ،‬فلم يقدر عليه حتى وقف على آِرّيٍة من بني عبد الشهل فلم ُيقتل من المسلمين غيره ‪.‬‬ ‫منهم فقتله ‪ ،‬وجال الفر ُ‬
‫ي ‪ ،‬فيما ذكر غير واحد من‬ ‫جّزز الُمدلج ّ‬
‫مقتل وقاص بن مجزز‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وُقتل يومئذ من المسلمين مع محرز‪ ،‬وّقاص بن ُم َ‬
‫أهل العلم ‪.‬‬
‫أفراس المسلمين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان اسم فرس محمود‪ :‬ذا الّلمة‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وكان اسم فرس سعد بن زيد‪ :‬لحق ‪ ،‬واسم‬
‫عّباد بن‬ ‫حْزَوة‪ ،‬وفرس َ‬ ‫حصن ‪ :‬ذو الّلمة‪ ،‬واسم فرس أبي قتادة ‪َ :‬‬ ‫عّكاشة بن ِم ْ‬
‫فرس المقداد‪ :‬بعزجة‪ ،‬ويقال ‪ :‬سبحة‪ ،‬واسم فرس ُ‬
‫جْلَوة ‪.‬‬
‫عّياش ُ‬‫ظَهْير‪ .‬مسنون ‪ ،‬وفرس أبى َ‬ ‫سْيد بن ُ‬
‫بشر‪ :‬لماع ‪ ،‬وفرس أ َ‬
‫حصن ‪،‬‬ ‫جززًا إنما كان على فرس لعكاشة بن ِم ْ‬ ‫ض من ل أتهم عن عبد ال بن كعب ابن مالك ‪ :‬أن ُم َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني بع ُ‬
‫جناح ‪.‬‬
‫يقال له الجناح ‪ ،‬فُقتل ُمجزز واسُتلبت ال َ‬
‫شاه ُبْرَده ‪،‬‬‫غَ‬‫صن ‪ ،‬و َ‬ ‫ح ْ‬‫عيينة بن ِ‬‫ث بن ِرْبعي ‪ ،‬أخو بني سلمة ‪ :‬حبيب بن ُ‬ ‫قتلى المشركين ‪ :‬ولما تلحقت الخيل َقتل أبو قتادة الحار ُ‬
‫ثم لحق بالناس ‪ .‬وأقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم في المسلمين ‪.‬‬
‫استعماله صلى ال عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فإذا‬
‫جى بُبرد أبى قتادة‪ ،‬فاسترجع‬ ‫سّ‬
‫حبيب مُ َ‬
‫الناس وقالوا ‪ :‬قتل أبو قتادة ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ليس بأبي قتادة ولكنه قتيل لبي قتادة ‪ ،‬وضع عليه برده ‪،‬‬
‫لتعرفوا أنه صاحبه ‪.‬‬
‫وأدرك عكاشة بن محصن أوبارًا وابنه عمرو بن أوبار ‪ ،‬وهما على بعير واحدة ‪ ،‬فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعًا ‪ ،‬واستنقذوا‬
‫بعض اللقاح ‪ ،‬وسار رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى نزل بالجبل من ذي قرد ‪ ،‬وتلحق به الناس فنزل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم به وأقام عليه يومًا وليله ‪ ،‬وقال له سلمة بن عمرو بن الكوع ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬لو سرحتني في مائة رجل ‪،‬لستنقذت بقية‬
‫السرح ‪،‬وأخذت بأعناق القوم ؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم فينا بلغني ‪:‬إنهم الن ليغبقون في غطفان ‪.‬‬
‫تقسيم الفيء بين المسلمين ‪ :‬فقسم رسول ال صلى ال عليه وسلم في أصحابه في كل مائة رجل جزورًا ‪ ،‬وأقاموا عليها ثم رجع‬
‫ل حتى قدم المدينة ‪.‬‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قاف ً‬
‫ل نذر في معصية ‪ :‬وأقبلت امرأة الغفاري على ناقة من إبل رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى قدمت علبه فأخبرته الخبر ‪ ،‬فلما‬
‫فرغت قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إني قد نذرت ل أن أنحرها إن نجاني ال عليها ‪ ،‬قال ‪ :‬فتبسم رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم قال ‪:‬‬
‫بئس ما جزيتها أن حملك ال عليها ونجاك بها ثم تنحرينها !إنه ل نذر في معصية ال ‪ ،‬ول فيما ل تملكين ‪ ،‬إنما هي ناقة من إبلي ‪،‬‬
‫فارجعي إلى أهلك على بركة ال ‪.‬‬
‫والحديث عن امرأة الِغفاري وما قالت ‪ ،‬وما قال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عن أبي الزبير المكى‪ ،‬عن الحسن بن أبي‬
‫الحسن البصري ‪.‬‬
‫ما قاله حسان في غزوة ذي قرد‪ :‬وكان مما قيل من الشعر في يوم ذى قرد قول حسان بن ثابت‬
‫س في الّتْقَواِد‬
‫جنوب سايَة أم ِ‬ ‫بَ‬ ‫ت ومس نسورها‬ ‫‪ #‬لول الذي لق ْ‬
‫حامي الحقيقِة ماجد الجداِد‬ ‫جــ ٍ‬
‫ج‬ ‫ل ُمَد ّ‬
‫نكّ‬‫‪َ #‬لَلقْيَنكم يحمل َ‬
‫س الِمْقداِد‬‫غداَة فوار ِ‬‫سْلٌم َ‬‫ِ‬ ‫سّر أولَد اللقيطِة أننــا‬
‫‪َ #‬ول َ‬
‫ح َبَداِد‬
‫شّكوا بالرما ِ‬
‫جبًا ف ُ‬
‫َل ِ‬ ‫حَفــ ً‬
‫ل‬ ‫جْ‬ ‫‪ #‬كنا ثمانيًة وكانوا َ‬

‫جواِد‬ ‫ل َ‬ ‫نكّ‬ ‫عنا َ‬ ‫وُيَقّدمون ِ‬ ‫‪ #‬كنا من القوم الذين يُلوَنهــم‬


‫طواِد‬
‫ض َمخارِم ال ْ‬ ‫عْر َ‬ ‫ن ُ‬‫يقطْع َ‬ ‫ب الراقصات إلي ِمنى‬ ‫‪ #‬كل ور ّ‬
‫ت والولِد‬ ‫ب بالمَلكا ِ‬ ‫وَنُؤو ُ‬ ‫عَرصاِتكم‬ ‫ل في َ‬ ‫ل الخي َ‬ ‫‪ #‬حتى ُنبي َ‬
‫ن روادي‬ ‫طْف َ‬
‫عَ‬‫ك َ‬ ‫ل ُمْعتر ٍ‬ ‫في ك ّ‬ ‫طِمــرٍة‬ ‫صو ِ‬ ‫ل ُمَقّل ٍ‬
‫‪َ #‬رْهوًا بك ّ‬
‫طراِد‬
‫يوم ُتقاُد به ويوُم ِ‬ ‫ح ُمتوَنهــا‬ ‫‪ #‬أفنى دوابَرها ول َ‬
‫غواِد‬‫ح َ‬ ‫شَعلٌة بري ِ‬ ‫ب ُم ْ‬
‫والحر ُ‬ ‫ن جياَدنا َمْلبوَنـــة‬ ‫‪ #‬فكذاك إ ّ‬
‫ن الحديِد وهاَمَة المرتاِد‬ ‫جَن َ‬
‫ُ‬ ‫ض الحدائِد تجتلى‬ ‫‪ #‬وسيوُفنا بي ُ‬
‫سداد‬‫ن بال ْ‬ ‫ولعّزِة الرحم ِ‬ ‫حراِمـــه‬ ‫للُه عليهُم ل َ‬‫‪ #‬أخَذ ا ِ‬
‫عباِد‬
‫أياَم ذي َقَرٍد ُوجوَه ِ‬ ‫‪ #‬كانوا بداٍر ناعمين فُبدلــوا‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فلما قالها حسان غضب عليه سعد بن زيد‪ ،‬وحلف أن ل يكلمه أبدا‪ ،‬قال ‪ :‬انطلق إلى خيلى وفوارسى فجعلها للمقداد!‬
‫فاعتذر إليه حسان وقال ‪ :‬وال ما ذاك أردت ‪ ،‬ولكن الروي وافق اسم المقداد وقال أبياتا يرضى بها سعدًا‪:‬‬

‫سْعَدا‬
‫أو ذا غناء فعليكم َ‬ ‫‪ #‬إذا أردتم الشّد الجلدا‬
‫ن زيد ل ُيهد َهّدا‬‫‪ #‬سعَد ب َ‬
‫فلم يقبل منه سعد ولم يغن شيئا‪.‬‬
‫وقال حسان بن ثابت في يوم ذي قرد‪:‬‬
‫ف َيهدُم فيها قصوَرا‬ ‫بأن سو َ‬ ‫عَيْيَنُة إذ زارهــا‬‫ن ُ‬‫ظّ‬ ‫‪#‬أ َ‬
‫وقلتم سَنْغَنم أمرًا كبيَرا‬ ‫صّدقَتـه‬
‫ت َ‬ ‫ت ما كن َ‬ ‫‪ #‬فاْكِذْب َ‬
‫سِد فيها زئيَرا‬ ‫ت لل ْ‬‫وآنس َ‬ ‫ت المدينَة إذ زرَتهـا‬ ‫‪َ #‬فِعْف َ‬
‫ط حصيَرا‬ ‫ولم يكشفوا عن ُمِل ّ‬ ‫سراعًا كشّد النعـاِم‬ ‫‪ #‬فوّلْوا ِ‬
‫حبب بذاك إلينا أميَرا‬ ‫أْ‬ ‫ل المليك‬ ‫‪ #‬أمير علينا رسو ُ‬
‫ويتلو كتابًا ُمضيئأ منيَرا‬ ‫ل نصدق ما جـاءه‬ ‫‪ #‬رسو ٌ‬
‫ما قاله كعب في يوم ذي قرد‪ :‬وقال كعب بن مالك في يوم ذي َقَرد للفوارس ‪:‬‬

‫ل لسنا مثَلهم في الفوار ِ‬


‫س‬ ‫على الخي ِ‬ ‫ب أولُد اللقيطة أننــــا‬ ‫س ُ‬‫‪ #‬أتح َ‬
‫ع ِ‬
‫س‬ ‫ح الَمدا ِ‬
‫ول ننثنى عنَد الرما ِ‬ ‫سّبـًة‬
‫ل ُ‬ ‫‪ #‬و إنا أناس ل نرى القت َ‬
‫خ المتشاِو ِ‬
‫س‬ ‫س الْبَل ِ‬ ‫ب رأ َ‬ ‫ف من َقَمِع الّذرا ونضر ُ‬ ‫‪ #‬و إنا َلَنْقري الضي َ‬
‫ع ِ‬
‫س‬ ‫خوَة المتقا ِ‬ ‫سّلى َن ْ‬
‫ب ُي َ‬
‫بضر ٍ‬ ‫خـــْوا‬ ‫‪ #‬نُرّد ُكماَة الُمْعَلمين إذا انت َ‬

‫ن الَغضاِة ُمخالسِ‬ ‫سْرحا ِ‬ ‫كريٍم ك ِ‬ ‫ل فًتى حامى الحقيقة ماجــٍد‬ ‫‪ #‬بك ّ‬


‫ت الَقَواِنس‬‫ض َتُقّد الهاَم تح َ‬ ‫ببي ٍ‬ ‫ن عن أحساِبهم وِتلِدهـم‬ ‫‪ #‬يُذوُذو َ‬
‫ن يوَم الّتماُر ِ‬
‫س‬ ‫لخوا ُ‬ ‫بما فعل ا ِ‬ ‫‪ #‬فساِئلْ بني َبْدٍر إذا ما َلِقيَتهــم‬
‫ول َتكتموا أخباَركم في المجال ِ‬
‫س‬ ‫‪ #‬إذا ما خرجتم فاصُدقوا من َلِقيُتُم‬
‫جرفي الصدِر مالم ُيماِر ِ‬
‫س‬ ‫به َو َ‬ ‫ب خادٍر‬ ‫‪ #‬وقولوا َزَلْلنا عن مخال ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني بيَته ‪ " :‬وإنا لنقري الضيف" أبو زيد‪.‬‬
‫حصن ‪ ،‬وكان عيينة ابن‬
‫شِمى‪ ،‬في يوم ذي َقَرد‪ :‬لُعَيْيَنة بن ِ‬ ‫جَ‬
‫شّداد بن عارض ال ُ‬ ‫شعر شداد الجشمي لعيينة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال َ‬
‫صن ُيكني بأبي مالك ‪:‬‬ ‫ح ْ‬‫ِ‬
‫خيُلك ُمدِبرٌة ُتْقَت ُ‬
‫ل‬ ‫وَ‬ ‫ت أبا مالـــ ٍ‬
‫ك‬ ‫ل كَرْر َ‬ ‫‪ #‬فه ّ‬
‫ت قد َبُعَد الُمْقَف ُ‬
‫ل‬ ‫وَهْيها َ‬ ‫جـر‬ ‫سَ‬ ‫عْ‬ ‫ب إلى َ‬ ‫ليا َ‬‫تا ِ‬‫‪ #‬ذكر َ‬
‫سُ‬
‫ل‬ ‫ح الفضاء إذا ُيْر َ‬ ‫سّ‬‫ِم َ‬ ‫سك ذا َمْيعــٍة‬ ‫ت نف َ‬
‫طّمْن َ‬
‫‪ #‬وَ‬
‫جُ‬
‫ل‬ ‫طرَم الِمْر َ‬‫ضَ‬ ‫ل جاش كما ا ْ‬ ‫ُ‬ ‫ضْته إليك الشمـــا‬ ‫‪ #‬إذا َقّب َ‬
‫ـه ‪ ،‬لم َينظر الخَر الو ُ‬
‫ل‬ ‫للـــ‬
‫عباَد ا ِ‬
‫عَرفتم ِ‬‫‪ #‬فلما َ‬
‫سَهلوا‬
‫طَراَد الُكماِة إذا أ ْ‬
‫ِ‬ ‫عـّودوا‬‫س قد ُ‬ ‫عَرفتم فوار َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ضاحا وإن ُيطَردوا يْنِزلوا‬ ‫ف َ‬ ‫شَقى بهم‬ ‫ل َت ْ‬
‫طَرُدوا الخي َ‬
‫‪ #‬إذا َ‬
‫صْيَق ُ‬
‫ل‬ ‫خَلصها ال ّ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ِم بالبي ِ‬ ‫‪ #‬فيعتصُموا في سواِء الُمقـا‬

‫غزوة بني المصطلق‬


‫في شعبان سنة ست‬
‫خزاعة ‪ ،‬في‬ ‫طَلق من ُ‬‫صَ‬ ‫جمادى الخرة ورجبًا‪ ،‬ثم غزا بني الُم ْ‬ ‫ض ُ‬‫قال ابنُ إسحاق ‪ :‬فأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بالمدينة بع َ‬
‫شعبان سنة قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل على المدينة أبا َذز الِغفاري ‪ ،‬ويقال ‪ُ :‬نَمْيلة بن عبد ال الليثي ‪.‬‬
‫حّبان ‪ ،‬كل قد حدثني بع َ‬
‫ض‬ ‫سببها‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم بن عمر بن َقتادة وعبد ال ابن أبي بكر‪ ،‬ومحمد بن يحيى بن َ‬
‫طلق يجمعون له ‪ ،‬وقائدهم الحارث بن أبى ضرار‪،‬‬ ‫صَ‬
‫طلق ‪ ،‬قالوا‪ :‬بلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم أن بني الم ْ‬ ‫صَ‬
‫حديث بني الم ْ‬
‫جَوْيِرية بنت الحارث ‪ ،‬زوج رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬فلما سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم بهم خرج إليهم ‪ ،‬حتى‬ ‫أبو ُ‬
‫لقَيهم على ماء لهم يقال له ‪ :‬الُمرْيسيع ‪ ،‬من ناحية قَدْيد إلى الساحل ‪ ،‬فتزاحف الناس واقتتلوا‪ ،‬فهزم ال بني المصطلق ‪ ،‬وُقتل من‬
‫ُقتل منهم ‪ ،‬وَنّفل رسول ال صلى ال عليه وسلم أبناَءهم ونساَءهم وأمواَلهم ‪ ،‬فأفاءهم عليه ‪.‬‬
‫صَبابة‪،‬‬
‫عْوف بن عامر بن َلْيث بن بكر‪ ،‬يقال له ‪ :‬هشام بن ُ‬ ‫ل من المسلمين من َكْلب بن َ‬ ‫صبابة خطأ‪ :‬وقد أصيب رج ٌ‬ ‫استشهاد ابن ُ‬
‫عبادة بن الصامت ‪ ،‬وهو يرى أنه من العدو‪ ،‬فقتله خطأ‪.‬‬ ‫أصابه رجل من النصار من رهط ُ‬
‫ما وقع من الفتنة بين المهاجرين والنصار‪ :‬فبْيَنا رسول ال صلى ال عليه وسلم على ذلك الماء‪ ،‬وردت واردة الناس ‪ ،‬ومع عمر‬
‫جهنى‪ ،‬حليف بني‬ ‫سنان بن َوَبر ال ُ‬ ‫جاه و ِ‬
‫جْه َ‬‫سه ‪ ،‬فازدحم َ‬ ‫جاه بن مسعود يقود فر َ‬ ‫جْه َ‬
‫غَفار‪ ،‬يقال له ‪َ :‬‬ ‫بن الخطاب أجير له من بني ِ‬
‫جاه ‪ :‬يا معشر المهاجرين ‪ ،‬فغضب عبُدال‬ ‫جْه َ‬
‫جهنى‪ :‬يا معشر النصار‪ ،‬وصرخ َ‬ ‫عْوف بن الخزرج على الماء‪ ،‬فاقتتل‪ ،‬فصرخ ال ُ‬ ‫َ‬
‫حَدث ‪ ،‬فقال ‪ :‬أَوَقْد فعلوها‪ ،‬قد نافرونا وكاثرونا في بلِدنا‪،‬‬ ‫سلول ‪ ،‬وعنده رهط من قومه فيهم ‪ :‬زيد بن أرقم ‪ ،‬غلم َ‬ ‫ي ابن َ‬ ‫بن أب ّ‬
‫جّ‬
‫ن‬ ‫خِر َ‬‫سّمن كلَبك يأكْلك ‪ ،‬أما وال لئن رجعنا إل المدينة لُي ْ‬ ‫وال ما أعّدنا وجلبيب قريش إل كما قال الول ‪َ :‬‬
‫ل ‪ .‬ثم أقبل على من حضره من قومه ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬هذا ما فعلتم بأنفسكم ‪ ،‬أحللتموهم بلَدكم ‪ ،‬وقاسمتموهم أمواَلكم ‪،‬‬ ‫العّز منها الذ ّ‬
‫أما وال لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم ‪ .‬فسمع ذلك زيد بن أرقم ‪ ،‬فمشى به إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫عّباد بن بشر‬
‫وذلك عند فراغ رسول ال صلى ال عليه وسلم من عدوه ‪ ،‬فأخبره الخبر‪ ،‬وعنده عمر بن الخطاب ‪ ،‬فقال ‪ُ :‬مْر به َ‬
‫عمر إذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه ! ل‪ ،‬ولكن أذن بالرحيل ‪،‬‬ ‫فليقتله ‪ ،‬فقال له رسول ال اصلى ال عليه وسلم‪ :‬فكيف يا ُ‬
‫وذلك في ساعٍة لم يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم يرتحل فيها‪ ،‬فارتحل الناس ‪.‬‬
‫سلول إلى رسول ال اصلى ال عليه وسلم‪ ،‬حين بلغه أن زيد بن أرقم قد بلغه ما سمع‬ ‫ي ‪ :‬وقد مشى عبد ال بن أبى ابن َ‬ ‫نفاق ابن أَب ّ‬
‫ت به ‪ - .‬وكان في قومه شريفًا عظيمًا ‪ ،-‬فقال من حضر رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬ ‫منه ‪ ،‬فحلف بال ‪ :‬ما قال ‪ ،‬ول تكلم ُ‬
‫ي ابن سلول ‪،‬‬ ‫حَدبًا على ابن أَب ّ‬ ‫ل ال ‪ ،‬عسى أن يكون الغلُم قد أْوهم في حديثه ‪ ،‬ولم يحفظ ما قال ‪َ ،‬‬ ‫النصار من أصحابه ‪ :‬يا رسو َ‬
‫وَدْفعَا عنه ‪.‬‬
‫ي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما استقل رسول‬ ‫من أسباب نفاق ابن أب ّ‬
‫ضْير‪ ،‬فحياه بتحية النبوة وسلم عليه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا نبي ال ‪ ،‬وال لقد رحت في ساعة‬ ‫ح َ‬ ‫سْيد بن ُ‬‫ال صلى ال عليه وسلم وسار‪ ،‬لقيه أ َ‬
‫منكرة‪ ،‬ما كنت تروح في مثلها‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أو ما بلغك ما قال صاحبكم ؟ قال ‪ :‬وأي صاحب يا رسول‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنت يا رسول ال‬ ‫ال قال ‪ :‬عبد ال بن أبى‪ ،‬قال ‪ :‬وما قال ؟ قال ‪ .‬زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجن العّز منها الذ ّ‬
‫ق به ‪ ،‬فوال لقد جاءنا ال‬ ‫ل وأنت العزيُز‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬ارف ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وهو وال الذلي ُ‬ ‫وال تخرجه منها إن شئ َ‬
‫بك ‪ ،‬وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ‪ ،‬فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا‪ .‬انشغال الناس عن الفتنة‪ :‬ثم مشى رسول ال صلى ال‬
‫س ‪ ،‬ثم نزل بالناس ‪ ،‬فلم يلبثوا‬ ‫عليه وسلم بالناس يوَمهم ذلك حتى أمسى‪ ،‬وليلتهم حتى أصبح ‪ ،‬وصدَر يومهم ذلك حتى آذتهم الشم ُ‬
‫أن وجدوا مس الرض فوقعوا نياما‪ ،‬وإنما فعل ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالمس ‪،‬‬
‫من حديث عبد ال بن أبي ‪.‬‬
‫موت رفاعة بن زيد وتنبؤ الرسول بموته ‪ :‬ثم راح رسو ُ‬
‫ل‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بالناس ‪ ،‬وسلك الحجاز حتى نزل على ماء بالحجاز فَُوْيق النقيع ‪ ،‬يقال له ‪ :‬بقعاء‪ .‬فلما راح رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم هبت على الناس ريح شديدة آذتهم وتخوفوها‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تخافوها‪ ،‬فإنما هبت‬
‫لموت عظيم من عظماء الكفار‪ .‬فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت ‪ ،‬أحد بني َقْينقاع وكان عظيما من عظماء‬
‫اليهود‪ ،‬وكهفا للمنافقين ‪ ،‬مات في ذلك اليوم ‪.‬‬
‫ل أمره ‪ ،‬فلما نزلت أخذ رسول ال‬ ‫ي ومن كان على مث ِ‬ ‫ما نزل في ابن أبي ‪ :‬ونزلت السورُة التي ذكر ال فيها المنافقين في ابن أب ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم بإذن زيد بن أرقم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬هذا الذي أوفى ال بإذِنه ‪ .‬وبلغ عبد ال بن عبد ال بن أبى الذي كان من أمر أبيه ‪.‬‬
‫موقف عبد ال البن من أبيه ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عاصم‬
‫ل عبد ال بن أبي فيما بلغك‬ ‫ل ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إنه بلغنى أنك تريد قت َ‬ ‫ابن قتادة ‪ :‬أن عبد ال أتى رسو َ‬
‫سه ‪ ،‬فوال لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده منى‪ ،‬وإنى‬ ‫عنه ‪ ،‬فإن كنت ل بد فاعل فمرنى به ‪ ،‬فأنا أحمل إليك رأ َ‬
‫أخشى أن تأمر به غيري‬
‫فيقتله ‪ ،‬فل تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد ال بن أبى يمشى في الناس ‪ ،‬فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر‪ ،‬فأدخل النار؛ فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا ‪.‬‬
‫ث كان قوُمه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعمر بن‬ ‫وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحد َ‬
‫عدت له آنف ‪ ،‬لو أمرتها اليوَم بقتله‬ ‫الخطاب ‪ ،‬حين بلغه ذلك من شأنهم ‪ :‬كيف ترى يا عمر؛ أما وال لو قتلته يوم قلت أقتله ‪ ،‬لْر َ‬
‫ت لمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أعظم بركة من أمري ‪.‬‬ ‫لقتلته ‪ ،‬قال عمر‪ :‬قد وال علم ُ‬
‫صَبابة من مكة مسلما‪ ،‬فيما يظهر‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬جئتك مسلمًا‪،‬‬ ‫مخادعة مقيس بن صبابة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقدم ِمْقَيس بن ُ‬
‫صَبابة‪ ،‬فأقام عند رسول ال صلى ال‬ ‫وجئتك أطلب دية أخى‪ُ ،‬قتل خطأ‪ .‬فأمر له رسول ال صلى ال عليه وسلم بدية أخيه هشام بن ُ‬
‫عليه وسلم غير كثير‪ ،‬ثم عدا‬
‫عل قاتل أخيه فقتله ‪ ،‬ثم خرج إلى مكة مرتدا‪ ،‬فقال في شعر يقوله ‪:‬‬
‫ضّرج ثوبيه دماُء الخادع‬ ‫ُت َ‬ ‫سندا‬‫س أن مات بالقاع ُم ْ‬ ‫‪ #‬شفى النف َ‬
‫حمينى ِوطاء المضاجعِ‬ ‫تِلّم فت ْ‬ ‫ل قتِله‬‫‪ #‬وكانت هموُم النفس من قب ِ‬
‫ل راجِع‬ ‫ن أو َ‬‫وكنت إلى الوثا ِ‬ ‫ت ُثْؤَرتي‬ ‫‪ #‬حللت به ِوْتري وأدرك ُ‬
‫ب فار ِ‬
‫ع‬ ‫سراَة بني النجاِر أربا َ‬ ‫عْقَلــه‬
‫ت به فهرا وحملت َ‬ ‫‪ #‬ثأر ُ‬
‫صبابة أيضا‪:‬‬ ‫وقال ِمقَْيس بن ُ‬
‫ف يعلوه وَيْنصِرُم‬ ‫من ناقِع الجْر ِ‬ ‫شــل‬ ‫‪ #‬جّللته ضربًة بات لها و َ‬
‫ظلموا‬ ‫ن بني بكر إذا ُ‬ ‫ل تأمن ّ‬ ‫سّرتــه‬ ‫ت والموت َتْغشاه أ ِ‬ ‫‪ #‬فقل ُ‬
‫شعار المسلمين ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وكان شعار المسلمين يوم‬
‫ت‪.‬‬ ‫ت أِم ْ‬ ‫بني المصطلق ‪ :‬يا منصور‪ ،‬أِم ْ‬
‫قتلى بني المصطلق ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأصيب من بني المصطلق يومئذ ناس ‪ ،‬وَقتل علي بن أبى طالب منهم رجلين ‪ ،‬مالكًا‬
‫ل من فرسانهم ‪ ،‬يقال له ‪ :‬أحمر‪ ،‬أو أحَْيمر‪.‬‬ ‫وابَنه ‪ ،‬وَقتل عبد الرحمن بن عوف رج ً‬
‫سْبيًا كثيرًا‪ ،‬فشا قسُمه في‬ ‫حديث جورية بنت الحارث رضي ال عنها‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أصاب منهم َ‬
‫ضَرار‪ ،‬زوج رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال‬ ‫جَوْيِرية بنت الحارث بن أبي ِ‬ ‫المسلمين ؟ وكان فيمن أصيب يومئذ من السبايا ُ‬
‫سم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير‪ ،‬عن عروة ابن الزبير‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قالت ‪ :‬لما َق ّ‬
‫سبايا‬
‫شّماس ‪ ،‬أو لبن عم له ‪ ،‬فكاتبته على نفسها‪ ،‬وكانت امرأة‬ ‫جَويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن َقْيس ابن ال ّ‬ ‫بني المصطلق وقعت ُ‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت عائشة‪ :‬فوال ما هو إل أن‬ ‫حة ‪ ،‬ل يراها أحد إل أخذت بنفسه فأتت رسو َ‬ ‫لَ‬‫حلوة ُم ّ‬
‫ت عليه ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪،‬‬ ‫رأيتها على باب حجرتى فكرهتها‪ :‬وعرفت أنه سيرى منها صلى ال عليه وسلم ما رأيت ‪ ،‬فدخل ْ‬
‫ف عليك ‪ ،‬فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن‬ ‫ضرار‪ ،‬سيد قومه وقد أصابنى من البلء‪ ،‬ما لم يخ َ‬ ‫أنا جويرية بنت الحارث بن أبى ِ‬
‫الشماس ‪ ،‬أو لبن عم له ‪ ،‬فكاتبته على نفسى‪ ،‬فجئتك أستعينك على كتابتى‪ ،‬قال ‪ :‬فهل لك في خير من ذلك ؟ قالت ‪ :‬وما هو يا‬
‫رسول ال ؟ قال ‪ :‬أقضي عنك كتابتك وأتزوجك‬
‫ت‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬نعم يا رسول ال ‪ ،‬قال ‪ :‬قد فعل ُ‬
‫قالت ‪ :‬وخرج الخبر إلى الناس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد تزوج جويرية‬
‫ضرار‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬أصهار رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأرسلوا ما بأيديهم قالت ‪ :‬فلقد أعتق بتزويجه‬ ‫ابنة الحارث بن أبي ِ‬
‫إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق ‪ ،‬فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬لما انصرف‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم من غزوة‬ ‫رسو ُ‬
‫بني المصطلق ومعه جويرية بنت الحارث ‪ ،‬وكان بذات الجْيش ‪ ،‬دفع جويرية إلى رجل من النصار وديعة‪ ،‬وأمره بالحتفاظ بها‪،‬‬
‫لبل التي‬ ‫ضرار بفداء ابنته ؛ فلما كان بالعقيق نظر إلى ا ِ‬ ‫وقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينَة‪ ،‬فأقبل أبوها الحارث بن أبى ِ‬
‫شعاب العقيق ‪ ،‬ثم أتى إلى النبى صلى ال عليه وسلم وقال ‪ :‬يا‬ ‫شعب من ِ‬ ‫جاء بها للفداء‪ ،‬فرغب في بعيرين منها‪ ،‬فغيبهما في ِ‬
‫شْعب كذا‬ ‫محمد‪ ،‬أصبتم ابنتي ‪ ،‬وهذا فداؤها‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فأين البعيران اللذان غيبتهما بالعقيق ‪ ،‬في ِ‬
‫طلع على ذلك إل ال ‪ ،‬فأسلم الحارث ‪ ،‬وأسلم معه‬ ‫وكذا؟ فقال الحارث ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬وأنك محمد رسول ال فوال ما ا ّ‬
‫لبل إلى النبى صلى ال عليه وسلم وُدفعت إليه ابنته‬ ‫ابنان له ‪ ،‬وناس من قومه ‪ . ،‬وأرسل إلى البعيرين ‪ ،‬فجاء بهما‪ ،‬فدفع ا ِ‬
‫جويرية‪ ،‬فأسلمت ‪ ،‬وحسن إسلمها؛ فخطبها رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى أبيها‪ ،‬فزوجه إياها‪ ،‬وأصدقها أربعمائة درهم ‪ .‬قال‬
‫ابن اسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد بن ُرومان ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بعث إليهم بعد إسلمهم الوليَد بن عقبة بن أبي ُمَعْيط ‪ ،‬فلما سمعوا به ركبوا إليه ‪ ،‬فلما سمع بهم هابهم فرجع إلى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‬
‫فأخبره أن القوم قد َهّموا بقتله ‪ ،‬ومنعوه ما ِقَبلهم من صدقتهم ‪ ،‬فأكثر المسلمون في ذكر غزوهم ‪ ،‬حتى َهم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بأن يغزوهم فبينا هم على ذلك قدم وفُدهم على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬سمعنا برسولك حين بعثته‬
‫إلينا‪ ،‬فخرجنا إليه لُنْكِرَمه ‪ ،‬ونؤدي إليه ما ِقَبلنا من الصدقة‪ ،‬فانشمر راجعًا‪ .‬فبلغنا أنه زعم لرسول ال صلى ال عليه وسلم أنا‬
‫خرجنا إليه لنقتله‪ ،‬ووال مما جئنا لذلك ‪ ،‬فأنزل ال تعالى‬
‫ن ِفيُكْم‬
‫عَلُموا َأ ّ‬
‫ن* َوا ْ‬
‫عَلى َما َفَعْلُتْم َناِدِمي َ‬‫حوا َ‬ ‫صِب ُ‬
‫جَهاَلٍة َفُت ْ‬‫صيُبوا َقْوًما ِب َ‬
‫ن ُت ِ‬
‫ق ِبَنَبٍإ َفَتَبّيُنوا َأ ْ‬
‫سٌ‬‫جاَءُكْم َفا ِ‬ ‫ن َ‬‫ن آَمُنوا ِإ ْ‬ ‫فيه وفيهم ‪َ }:‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫لْمِر َلَعِنّتم{ْ‪].‬الحجرات‪ . . [6،7 :‬إلى آخر الية ‪.‬‬ ‫ن ا َْ‬‫طيُعُكْم ِفي َكِثيٍر ِم ْ‬ ‫ل ال َلْو ُي ِ‬ ‫سو َ‬‫َر ُ‬
‫وقد أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم من سفره ذلك ‪ ،‬كما حدثني من ل أتهم عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي ال عنها‪،‬‬
‫حتى إذا كان قريبا من المدينة‪ ،‬وكانت معه عائشة في سفره ذلك ‪ ،‬قال فيها أهل الفك ما قالوا‪.‬‬
‫خبر الفك في غزوة بني المصطلق‬
‫عتبة‪،‬‬
‫جَبْير‪ ،‬وعن عروة بن الزبير‪ ،‬وعن عبيدال بن ُ‬ ‫قال ابن اسحاق ‪ :‬حدثنا الزهري ‪ ،‬عن علقمة بن َوقاص ‪ ،‬وعن سعيد ابن ُ‬
‫ض القوم كان أوعى له من بعض ‪ ،‬وقد جمعت لك الذي حدثني القوُم ‪.‬‬ ‫ض هذا الحديث ‪ ،‬وبع ُ‬ ‫قال ‪ :‬كل قد حدثني بع َ‬
‫ن كان يسافر معه من نسائه ‪ :‬قال محمد بن إسحاق ‪ :‬وحدثني يحيى بن عباد بن عبد ال بن الزبير‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة وعبد ال‬ ‫َم ْ‬
‫عْمرة بنت عبد الرحمن ‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬عن نفسها‪ ،‬حين قال فيها أهل الفك ما قالوا‪ ،‬فكل قد دخل في حديثها عن‬ ‫ابن أبي بكر‪ ،‬عن َ‬
‫ضهم ما لم يحّدث صاحُبه ‪ ،‬وكل كان عنها ثقة‪ ،‬فكّلهم حدث عنها ما سمع‬ ‫ث بع ُ‬ ‫هؤلء جميعًا يحد ُ‬
‫قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ‪ ،‬فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ‪ ،‬فلما كانت غزوة‬
‫ن معه ‪ ،‬فخرج بي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬ ‫بني المصطلق أقرع بين نساِئه ‪ ،‬كما كان يصنُع ‪ ،‬فخرج سهمي عليه ّ‬
‫سقوط عقد عائشة وتخلفها للبحث عنه ‪ :‬قالت ‪ :‬وكان النساء‬
‫حلون لي‬ ‫حل لي بعيري جلست في هودجى‪ ،‬ثم يأتي القوُم الذين ُيَر ّ‬ ‫إذ ذاك إنما يأكلن الُعَلق لم يهجهن اللحم فيثقلن ‪ ،‬وكنت إذا ُر ّ‬
‫ويحملونني ‪ ،‬فيأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه ‪ ،‬فيضعونه على ظهر البعير‪ ،‬فيشدونه بحباله ‪ ،‬ثم يأخذون برأس البعير‪ ،‬فينطلقون‬
‫جه قافل‪ ،‬حتى‬
‫به ‪ .‬قالت ‪ :‬فلما فرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم من سفره ذلك ‪ ،‬و ّ‬
‫إذا كان قريبا من المدينة فنزل منزل‪ ،‬فبات به بعض الليل ‪ ،‬ثم أّذن في الناس بالرحيل ‪ ،‬فارتحل الناس ‪ ،‬وخرجت لبعض حاجتي ‪،‬‬
‫وفى عنقى‬

‫جعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقى‪ ،‬فلم أجده ‪ ،‬وقد‬ ‫ل من عنقي ول أدري ‪ ،‬فلما َر َ‬ ‫ت انس ّ‬
‫ظَفار ‪ ،‬فلما فرغ ُ‬‫جْزع َ‬ ‫عقد لي ‪ ،‬فيه َ‬
‫حلون لى‬‫أخذ الناس في الرحيل ‪ ،‬فرجعت إلى مكانى الذي ذهبت إليه ‪ ،‬فالتمسته حتى وجدته ‪ ،‬وجاء القوم خلفى‪ ،‬الذين كان ير ّ‬
‫ج ‪ ،‬وهم يظنون أنى فيه ‪ ،‬ثم أخذوا برأس البعير‪ ،‬فانطلقوا به ‪ ،‬فرجعت إلى العسكر‬ ‫البعير‪ ،‬وقد فرغوا من رحلته ‪ ،‬فأخذوا الهوَد َ‬
‫ع ول مجيب ‪ ،‬قد انطلق الناس ‪.‬‬ ‫وما فيه من َدا ٍ‬
‫صفوان بن المعطل يعثر على عائشة ‪ :‬قالت ‪ :‬فتلففت بجلبابى‪،‬‬
‫سَلمي ‪،‬‬‫طل ال ّ‬
‫ى‪ ،‬قالت ‪ :‬فوال إنى لمضطجعة إذ مر بى صفوان بن الُمَع ّ‬ ‫ثم اضطجعت في مكاني ‪ .‬وعرفت أن لو قد اُفتقدت لُرجع إل ّ‬
‫ى‪ ،‬وقد كان يرانى قبل أن‬ ‫وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ‪ ،‬فلم يبت مع الناس ‪ ،‬فرأى سوادي ‪ ،‬فأقبل حتى وقف عل ّ‬
‫ل وإنا إليه راجعون ‪ ،‬ظعينة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا متلففة في ثيابى‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ب ‪ ،‬فلما رآنى قال ‪ :‬إنا ّ‬‫ضَرب علينا الحجا ُ‬ ‫ُي ْ‬
‫ما خّلفك يرحمك ال ؟ قالت ‪:‬‬
‫ب البعيَر‪ ،‬فقال ‪ :‬اركبى‪ ،‬واستأخر عنى‪ .‬قالت ‪ :‬فركبت ‪ ،‬وأخذ برأس البعير‪ ،‬فانطلق سريعا‪ ،‬يطلب الناس ‪ ،‬فوال‬ ‫فما كّلمته ‪ ،‬ثم قّر َ‬
‫لفك ما قالوا‪ ،‬فارتعج‬ ‫لا ِ‬
‫ت ‪ ،‬ونزل الناس ‪ ،‬فلما أطمأنوا طلع الرجل يقود بي ‪ ،‬فقال أه ُ‬ ‫ما أدركنا الناس ‪ ،‬وما افُتِقدت حتى أصبح ُ‬
‫العسكر‪ ،‬ووال ما أعلم بشيء من ذلك ‪.‬‬
‫مرضها وإعراضه عليه السلم عنها‪ :‬ثم قدمنا المدينة‪ ،‬فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدًة‪ ،‬ول يبلغني من ذلك شيء ‪ ،‬وقد انتهى‬
‫ي ل يذكرون لي منه قليل ول كثيرا‪ ،‬إل أني قد أنكرت من رسول ال صلى‬ ‫الحديث إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وإلى أبَو ّ‬
‫ال عليه وسلم بعض لطفه بى‪ ،‬كنت إذا اشتكيت رحمنى‪ ،‬وَلطف بي ‪ ،‬فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك ؛ فأنكرت ذلك منه ‪ ،‬كان إذا‬
‫ي وعندى أمي تمرضنى‪.‬‬ ‫دخل عل ّ‬
‫غنم بن مالك بن كنانة ‪ -‬قال ‪ :‬كيف تيكم ‪ ،‬ل‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬وهى أم رومان ‪ ،‬واسمها َزْينب بنت عبد ُدهمان ‪ ،‬أحد بني فراس بن َ‬
‫يزيد على ذلك ‪.‬‬
‫ت من‬‫ت ما رأي ُ‬ ‫ت في نفسي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬حين رأي ُ‬ ‫جْد ُ‬
‫انتقالها إلى بيت أبيها لتمريضها‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬قالت ‪ :‬حتى و َ‬
‫ك ‪ .‬قالت ‪ :‬فانتقلت إلى أمي ‪ ،‬ول علم لي بشيء مما كان ‪ ،‬حتى‬ ‫جفائه لى ‪ :‬لو أذنت لى‪ ،‬فانتقلت إلى أمي ‪ ،‬فمّرضتنى؟ قال ‪ :‬ل علي ِ‬
‫نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة‪ ،‬وكنا قومًا عربًا ل نتخذ في بيوتنا هذه الُكُنف التي تتخذها العاجم ‪َ ،‬نعاُفها ونكرهها‪ ،‬إنما‬
‫كنا‬
‫طح بنت أبي ُرْهم‬ ‫سَ‬‫ح المدينة‪ ،‬إنما كانت النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن ‪ .‬فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعى أم ِم ْ‬ ‫سِ‬ ‫نذهب في ُف َ‬
‫بن المطلب بن عبد مناف ‪ ،‬وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب ابن َتْيم ‪ ،‬خالة أبى بكر الصديق رضى ال عنه ‪.‬‬
‫عْوف ‪ ،‬قالت ‪:‬‬ ‫طح ومسطح لقب واسمه َ‬ ‫سَ‬‫س ِم ْ‬
‫طها ؛ فقالت ‪َ :‬تِع َ‬ ‫علمها بما قيل فيها ‪ :‬قالت ‪ :‬فوال إنها لتمشى معي إذ عثرت في ِمْر ِ‬
‫ت أبي بكر؟ قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬وما الخبر؟‬ ‫ل من المهاجرين قد شهد بدرًا‪ ،‬قالت ‪ :‬أو ما بلغك الخبر يا بن َ‬ ‫ت لرج ٍ‬‫قلت ‪ :‬بئس لَعْمر ال ما قل ِ‬
‫فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الفك ‪ ،‬قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬أوقد كان هذا؟ قالت ‪ :‬نعم وال فقد كان ‪ .‬قالت ‪ :‬فوال ما قدرت على أن‬
‫ع كبدى‪ ،‬قالت ‪ :‬وقلت لمى‪ :‬يغفر ال لك ‪ ،‬تحدث النا ُ‬
‫س‬ ‫صَد ُ‬
‫سَي ْ‬
‫ت ‪ ،‬فوال ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء َ‬ ‫أقضي حاجتى‪ ،‬ورجع َ‬
‫ن ‪ ،‬فوال لَقّلما كانت امرأةٌ حسناء‪ ،‬عند رجل يحبها‪،‬‬ ‫بما تحدثوا به ‪ ،‬ول تذكرين لى من ذلك شيئا قالت ‪ :‬أي ُبَنية‪ ،‬خّفض عليك الشأ َ‬
‫ن وَكّثر الناس عليها‪.‬‬
‫لها ضرائر‪ ،‬إل كّثْر َ‬
‫خطبته صلى ال عليه وسلم في هذا الشأن ‪ :‬قالت ‪ :‬وقد قام رسول ال صلى ال عليه وسلم في الناس يخطبهم ول أعلم بذلك ‪ ،‬فحمد‬
‫ت منهم إل خيرًا‪،‬‬ ‫ق ‪ ،‬وال ما علم ُ‬ ‫ال وأثنى عليه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬ما بال رجال ُيؤذونني في أهلى‪ ،‬ويقولون عليهم غيَر الح ّ‬
‫ت منه إل خيرًا‪ ،‬وما يدخل بيتا من بيوتي إل وهو معى‪.‬‬ ‫ويقولون ذلك لرجل وال ما علم ُ‬
‫حْمنة‬
‫سطح ‪ ،‬و َ‬ ‫سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال ِم ْ‬ ‫لفك ‪ :‬قالت ‪ :‬وكان ُكْبر ذلك عند عبد ال ابن أبى ابن َ‬ ‫من أشاع حديث ا ِ‬
‫حش ‪ ،‬وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ولم تكن من نسائه امرأة ُتناصيني في‬ ‫جْ‬‫بنت َ‬
‫حْمنة بنت جحش‪ ،‬فأشاعت من ذلك ما أشاعت ‪،‬‬ ‫المنزلة عنده غيرها‪ ،‬فأما زينب فعصمها ال تعالى بدينها فلم تقل إل خيرًا وأما َ‬
‫ت بذلك ‪.‬‬
‫شِقَي ْ‬
‫ُتضاّدنى لختها‪ ،‬ف َ‬
‫ضْير‪ :‬يا‬‫ح َ‬‫سيد بن ُ‬ ‫ما اقترحه المسلمون بعد خطبته صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فلما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تلك المقالة‪ ،‬قال أ َ‬
‫رسول ال ‪ ،‬إن يكونوا‬
‫سْعد بن‬ ‫من الوس َنكِفكهم ‪ ،‬وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج ‪ ،‬فُمرنا بأمرك ‪ ،‬فوال إنهم لهل أن ُتضرب أعناقهم ؛ قالت ‪ :‬فقام َ‬
‫عرفت‬ ‫ت هذه المقالة إل أنك قد َ‬ ‫ل صالحًا فقال ‪ .‬كذبت لَعْمر ال ‪ ،‬ل نضرب أعناَقهم ‪ ،‬أما وال ما قل َ‬ ‫عبادة‪ ،‬وكان قبل ذلك ُيَرى رج ً‬ ‫ُ‬
‫سيد‪ :‬كذبت لَعمر ال ‪ ،‬ولكنك منافق تجادل من المنافقين ‪ ،‬قالت ‪ :‬وتساور‬ ‫أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ما قلت هذا‪ ،‬فقال أ َ‬
‫ى‪.‬‬‫شرا ونزل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فدخل عل ّ‬ ‫الناس ‪ ،‬حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الوس والخزرج َ‬
‫ن أبى طالب رضوان ال عليه ‪ ،‬وأسامَة بن زيد‪ ،‬فاستشارهما‪ ،‬فأما أسامة فأثنى‬ ‫ىب َ‬‫الرسول يستشير عليا وأسامة ‪ :‬قالت ‪ :‬فدعا عل ّ‬
‫ي خيرًا‪ ،‬وقاله ؛ ثم قال ‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أهلك ول نعلم منهم إل خيرا‪،‬‬ ‫عل ّ‬
‫ل الجاريَة‪ ،‬فإنها‬ ‫سْ‬‫ل ‪ .‬وأما على فإنه قال ‪ :‬يا رسول ال إن النساَء لكثير‪ ،‬وإنك لقادر على أن تستخلف و َ‬ ‫ب والباط ُ‬ ‫وهذا الكذ ُ‬
‫ستصدقك ‪ .‬فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم بريرة ليسألها ؛ قالت ‪ :‬فقام إليها علي بن‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم ؟ قالت ‪ :‬فتقول وال ما أعلم إل خيرًا‪ ،‬وما كنت‬ ‫أبي طالب ‪ ،‬فضربها ضربًا شديدًا‪ ،‬ويقول ‪ :‬اصدقي رسو َ‬
‫أعيب على عائشة شيئًا‪ ،‬إل أني كنت أعجن عجينى‪ ،‬فآمرها أن تحفظه ‪ ،‬فتنام عنه ‪ ،‬فتأتي الشاُة فتأكله ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬وعندي امرأة من‬ ‫ي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وعندي أبوا َ‬ ‫حزن عائشة ونزول القرآن ببراءتها‪ :‬قالت ‪ :‬ثم دخل عل ّ‬
‫النصار‪ ،‬وأنا أبكي ‪ ،‬وهي‬
‫حِمد ال ‪ ،‬وأثنى عليه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا عائشُة‪ ،‬إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس ‪ ،‬فاتقي ال ‪ ،‬وإن كنت قد‬ ‫تبكى معي ‪ ،‬فجلس ‪ ،‬ف َ‬
‫قارفت سوءًا مما يقول الناس فتوبي إلى ال ‪ ،‬فإن ال يقبل التوبَة عن عباده ؛ فوال ما هو إل أن قال لي ذلك ‪ ،‬فقلص دمعى حتى ما‬
‫ي أن ُيجيبا عني رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فلم يتكلما قالت ‪ :‬وايم ال لنا كنت أحقر في نفسي ‪،‬‬ ‫س منه شيئًا‪ ،‬وانتظرت أبو ّ‬ ‫أح ّ‬
‫ل ال صلى ال عليه‬ ‫صّلى به ‪ ،‬ولكني قد كنت أرجو أن يرى رسو ُ‬ ‫وأصغر شأنا من أن ُينزل ال في قرأنًا ُيقرأ به في المساجد‪ ،‬وُي َ‬
‫وسلم في نومه شيئًا يكّذب به ال عني ‪ :‬لما يعلم من براءتى‪ ،‬أو ُيخَبر خبرًا‪ ،‬فأما قرأن ينزل في‪ ،‬فوال لنفسي كانت أحقَر عندي من‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ي يتكلمان ‪ ،‬قالت ‪ :‬قلت لهما‪ :‬أل تجيبان رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ قالت ‪ :‬فقال‪ :‬وال ما ندرى بماذا‬ ‫قالت ‪ :‬فلما لم أر أبو ّ‬
‫نجيبه ‪ ،‬قالت ‪ :‬وال ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على أل أبي بكر في تلك اليام ؛ قالت ‪ :‬فلما أن استعجما علي ‪ ،‬استعبرت‬
‫ت بما يقول الناس ‪ ،‬وال يعلم أني منه بريئة‪ ،‬لقول ّ‬
‫ن‬ ‫ت أبدا وال إني لعلم لئن أقرر ُ‬ ‫فبكيت ؛ ثم قلت ‪ :‬وال ل أتوب إلى ال مما ذكر َ‬
‫ما لم يكن ‪ ،‬ولئن أنا أنكرت ما يقولون ل تصدقونني ‪.‬‬
‫ن{‬ ‫صُفو َ‬
‫عَلى َما َت ِ‬‫ن َ‬‫سَتَعا ُ‬
‫ل َوال اْلُم ْ‬
‫جِمي ٌ‬‫صْبٌر َ‬
‫قالت ‪ :‬ثم التمست اسَم يعقوب فما أذكره ؛ فقلت ‪ :‬ولكن سأقول كما قال أبو يوسف ‪َ } .‬ف َ‬
‫جي بثوبه‬ ‫سّ‬‫شاه من ال ما كان يتغشاه ؛ ف ُ‬ ‫سه حتى تغ ّ‬ ‫]يوسف‪[18 :‬قالت ‪ :‬فوال ما َبرح رسول ال صلى ال عليه وسلم مجل َ‬
‫وُوضعت له وسادة من أدم تحت رأسه ؛ فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت ؛ فوال ما فزعت ول باليت ‪ ،‬قد عرفت أني بريئة‪،‬‬
‫ى عن رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى ظنن ُ‬
‫ت‬ ‫سّر َ‬
‫وأن ال عز وجل غير ظالمي ‪ ،‬وأما أبواي‪ ،‬فوالذى نفس عائشة بيده ‪ ،‬ما ُ‬
‫ى من ال تحقيق ما قال الناس ‪.‬‬ ‫سهما‪َ ،‬فَرقًا من أن يأت َ‬ ‫ن أنف ُ‬
‫لتخرج ّ‬
‫ق عن‬ ‫جَمان في يوم شات ‪ ،‬فجعل يمسح العر َ‬ ‫ل ال ُ‬
‫ي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم؛ فجلس‪ ،‬وإنه ليتحدر منه مث ُ‬ ‫سّر َ‬‫قالت ‪ :‬ثم ُ‬
‫جبينه ‪ ، 0‬ويقول ‪ :‬أبشري يا عائشة؟ فقد أنزل ال براءَتك ‪ ،‬قالت قلت ‪ :‬بحمد ال ‪.‬‬
‫طح بن أثاثة‪ ،‬وحسان بن ثابت ‪ ،‬وحمنة‬ ‫سَ‬‫ثم خرج إلى الناس ‪ ،‬فخطبهم ‪ ،‬وتل عليهم ما أنزل ال عليه من القرآن في ذلك ‪ ،‬ثم أمر بِم ْ‬
‫ضربوا حّدهم ‪.‬‬ ‫بنت جحش ‪ ،‬وكانوا ممن أفصح بالفاحشة‪ ،‬ف ُ‬

‫سيرة ابن هشام‬

‫الجزء الرابع‬

‫‪351 -268‬‬
‫ق بن يسار عن بعض‬ ‫استنتاج أبي أيوب طهر عائشة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني أبي ‪ :‬إسحا ُ‬
‫رجال بني النجار‪ :‬أن أبا أيوب خالد بن زيد‪ ،‬قالت له امرأته أم أيوب ‪ :‬يا أبا أيوب ‪ ،‬أل تسمع ما‬
‫ب ‪ ،‬أكنت يا أّم أيوب فاعلًة؟ قالت ‪ :‬ل وال ما كنت‬
‫يقول الناس في عائشة؟ قال ‪ :‬بلى‪ ،‬وذلك الكذ ُ‬
‫لفعله ‪ ،‬قال ‪ :‬فعائشُة وال خير منك ‪.‬‬
‫ما نزل من القرآن في حديث الفك ‪ :‬قالت ‪ :‬فلما نزل القرآن بذكر من قال من أهل‬
‫لفاحشة ما قال من أهل الفك ‪ ،‬فقال تعالى ‪:‬‬
‫ئ‬ ‫مههرِ ٍ‬ ‫لا ْ‬ ‫كهه ّ‬ ‫م لِ ُ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬ ‫ل هُوَ َ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫شّرا ل َك ُ ْ‬ ‫سُبوهُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م َل ت َ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫صب َ ٌ‬ ‫ك عُ ْ‬ ‫جاُءوا ِباْل ِفْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫} إِ ّ‬
‫م { ]النور‪ [11 :‬وذلك‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫َ‬
‫مل ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ذي ت َوَلى ك ِب َْرهُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ن ال ِث ْم ِ َوال ِ‬ ‫ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫ما اكت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ه الذين قالوا ما قالوا‪.‬‬ ‫حسان بن ثابت ‪ ،‬وأصحاب ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬وذلك عبد الله بن أبي وأصحابه ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬والذي تولى ك ِب َْره عبد الله بن أبههي‪ ،‬وقههد ذكههر ابههن إسههحاق فههي هههذا‬
‫ت‬ ‫مَنها ُ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مُنهو َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ظه ّ‬ ‫موهُ َ‬ ‫معْت ُ ُ‬ ‫سه ِ‬ ‫الحديث قبهل ههذا‪ .‬ثهم‪ .‬قهال تعهالى ‪َ }:‬لهوَْل إ ِذ ْ َ‬
‫خي ًْرا { ]النور‪ :[12 :‬أي فقالوا كما قههال أبههو أيههوب وصههاحبته ‪ ،‬ثههم قههال } إ ِذ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب َِأن ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عْنهد َ اللهه‬ ‫ههوَ ِ‬ ‫ه هَي ًّنا وَ ُ‬ ‫سُبون َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م وَت َ ْ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫م ب ِهِ ِ‬ ‫س ل َك ُ ْ‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫واهِك ُ ْ‬ ‫ن ب ِأفْ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م وَت َ ُ‬‫سن َت ِك ُ ْ‬‫ه ب ِأل ْ ِ‬ ‫قوْن َ ُ‬ ‫ت َل َ ّ‬
‫عظيم { ]النور‪.[15 :‬‬
‫لنفاق على مسطح ورجوعه عن ذلك ‪ :‬فلما نزل هسسذا فسسي‬ ‫أبو بكر يمتنع عن ا ِ‬
‫عائشة‪ ،‬وفيمن قال لها ما قال ‪ ،‬قال أبو بكر ‪ -‬وكان ينفق علسسى مسسسطح‬
‫سطح شسسيئا ً أبسسدًا‪ ،‬ول أنفعسسه بنفسسع‬ ‫م ْ‬ ‫لقرابته وحاجته ‪ :‬والله ل أنفق على ِ‬
‫ولَ‬ ‫أبدا ً بعد الذي قال لعائشة‪ ،‬وأدخل علينا‪ ،‬قالت ‪ :‬فأنزل الله في ذلك} َ‬
‫ُ‬ ‫ض سل من ْك ُسم والس سع َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫كي َ‬ ‫سسسا ِ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫قْرب َسسى َ‬ ‫ول ِسسي ال ْ ُ‬ ‫ؤت ُسسوا أ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ّ َ ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ف ْ ِ ِ‬ ‫ول ُسسوا ال ْ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ي َأت َ ِ‬
‫َ‬ ‫حوا أ ََل ت ُ ِ‬
‫فسَر اللسسه‬ ‫غ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫حب ّسسو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫صس َ‬ ‫ول ْي َ ْ‬ ‫فوا َ‬ ‫ع ُ‬‫ول ْي َ ْ‬ ‫ل الله َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ها ِ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م { ]النسسسسسسسسسور‪[22 :‬‬ ‫ٌ‬ ‫سسسسسسسس‬ ‫س‬ ‫حي‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ٌ َ‬ ‫ر‬ ‫سسسسسسسسو‬ ‫س‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫سسسسسسسسه‬ ‫س‬ ‫والل‬ ‫ْ َ‬ ‫م‬ ‫سسسسسسسس‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫لَ‬
‫تفسير ابن هشام لبعض ألفاظ القرآن ‪ :‬قهال ابهن هشهام ‪ :‬يقهال ‪ :‬ك ِْبهره وك ُْبهره فهي‬
‫الرواية‪ ،‬وأما في القرآن فك ِْبره بالكسر‪.‬‬
‫ل أ ُوُْلوا ال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫كم { ]النور‪ [22 :‬ول يأل أولوا الفضل‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫قال ابن هشام ‪ } :‬وََل ي َأت َ ِ‬
‫جر الك ِْندي ‪:‬‬ ‫ح ْ‬ ‫منكم ‪ -‬قال امرؤ القيس بن ُ‬
‫مؤَْتل‬ ‫ُ‬ ‫نصيح على ت َْعذاله غيُر‬ ‫وى َرد َد ُْته‬ ‫خصم ٍ فيك أل َ‬ ‫ب َ‬ ‫‪ #‬أل ُر ّ‬
‫ل أوُْلهوا ال ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫م {‪ :‬ول يحلهف أولهو‬ ‫كه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ضه ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫وهذا البيت في قصيدة لهه ‪ ،‬وُيقهال} وََل ي َأَته ِ‬
‫الفضل ‪ ،‬وهو قول الحسن بن أبي الحسن البصري ‪ ،‬فيما بلغنا عنه ‪.‬‬
‫م { ]البقههرة‪ [226 :‬وهههو مههن الليههة‪،‬‬ ‫سههائ ِهِ ْ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ن ي ُؤُْلو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وفي كتاب الله تعالى ‪ }:‬ل ِل ّ ِ‬
‫واللية‪ :‬اليمين ‪ .‬قال حسان بن ثابت ‪:‬‬
‫إفنادِ‬ ‫غير‬ ‫ِبر‬ ‫ألّية‬ ‫مني‬ ‫‪ #‬آليت ما في جميع الناس مجتهدا ً‬
‫وهذا البيت في أبيات له ‪ ،‬سأذكرها إن شاء الله في موضعها‪ .‬فمعنى ‪:‬‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ن الله لكهه ْ‬‫َ‬ ‫" أن يؤتوا " في هذا المذهب ‪ :‬أن ل يؤتوا‪ ،‬وفى كتاب الله عز وجل ‪ } :‬ي ُب َي ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قههعَ عَلههى‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ماَء أ ْ‬ ‫سهه َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫سهه ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ضههّلوا} ]النسههاء‪ [176 :‬يريههد‪ :‬أن ل تضههلوا } وَي ُ ْ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ض}]الحج‪ [65 :‬يريد أن ل تقع على الرض ‪ ،‬وقال ابن مفّرغ الحمير ي ‪:‬‬ ‫َْ‬
‫ت يزيَدا‬‫ح ُمغيرًا ول ُدعي ُ‬ ‫ـِ‬ ‫ح الصبـ‬ ‫ضِ‬
‫سَواَم في َو َ‬
‫الْر ِ‬
‫ت ال ّ‬
‫عْر ُ‬
‫‪ #‬لَذ َ‬
‫ن أحيَدا‬‫صْدَنني أ ْ‬
‫والمنايا َيْر ُ‬ ‫ضْيمــًا‬
‫ت َ‬
‫ى مخافَة المو ِ‬ ‫عط َ‬‫‪ #‬يوَم أ ْ‬
‫يريد‪ :‬أن ل أحيد؛ وهذان البيتان في أبيات له ‪.‬‬

‫قال ابن إسحاق ‪ :‬قالت ‪ :‬فقال أبو بكر"‪ :‬بلى والله إني لحب‬
‫سطح نفقته التي كان ُينفق عليه وقال ‪ :‬والله ل أنزعههها‬ ‫م ْ‬‫أن يغفَر الله لي ‪ ،‬فرجع إلى ِ‬
‫منه أبدًا‪.‬‬
‫صفوان يحاول قتل حسان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن صفوان‬
‫طل اعترض حسان بن ثابت بالسيف ‪ ،‬حين بلغه ما كان يقول فيه ‪ ،‬وقههد كههان‬ ‫ابن المع ّ‬
‫مضر‪،‬‬ ‫حسان قال شعرا ً مع ذلك يعّرض بابن المعطل فيه ‪ ،‬وبمن أسلم من العرب من ُ‬
‫فقال ‪:‬‬
‫البلدِ‬ ‫ة‬‫ب َْيض َ‬ ‫أمسى‬ ‫فَرْيعة‬ ‫ال ُ‬ ‫ن‬
‫واب ُ‬ ‫ب قد عَّزوا وقد كثروا‬ ‫‪ #‬أمسى الجلبي ُ‬
‫شبا في ب ُْرثن السدِ‬ ‫ً‬ ‫من ْت َ ِ‬
‫ُ‬ ‫أو كان‬ ‫ت صاحَبههه‬ ‫ن كن َ‬ ‫م ْ‬‫مه َ‬ ‫‪ #‬قد ث َك ِل َ ْ‬
‫تأ ّ‬
‫قَوَدِ‬ ‫ول‬ ‫ي ُعْ َ‬
‫طاها‬ ‫فيه‬ ‫ديةٍ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ذه‬‫خهههه ُ‬
‫دو فآ ُ‬‫قِتيلى الذي أغْ ُ‬ ‫‪ #‬ما ل َ‬
‫بالّزبد‬ ‫الِعبر‬ ‫ويْرمى‬ ‫فَي َغْط َئ ِ ّ‬
‫ل‬ ‫ة‬
‫ح شاميه ً‬ ‫ب الري ُ‬‫ن َته ّ‬‫‪ #‬ما البحُر حي َ‬
‫‪270‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ض الب َرِدِ‬ ‫ظ أْفري كفري العار ِ‬ ‫ملغَي ْ ِ‬‫ِ‬ ‫صرنهى‬ ‫‪ #‬يوما بأغلب مني حين ت ُب ْ ِ‬
‫شدِ‬‫ُينيبوا من الغيات للّر َ‬ ‫حتى‬ ‫مههههم‬ ‫‪ #‬أما ُقريش فإني لن أسال َ‬
‫الصمدِ‬ ‫للواحدِ‬ ‫كلهم‬ ‫ويسجدوا‬ ‫ة‬
‫زله ٍ‬‫معْ ِ‬ ‫ت والعُّزى ب َ‬
‫‪ #‬ويتركوا الل َ‬
‫والوُك ُدِ‬ ‫الله‬ ‫بعهدِ‬ ‫وُيوفوا‬ ‫حق‬ ‫ل لههم‬‫‪ #‬ويشهدوا أن ما قال الرسو ُ‬
‫طل ‪ ،‬فضربه بالسيف ‪ ،‬ثههم قههال ‪ ،‬كمهها حههدثني يعقههوب بههن‬ ‫فاعترضه صفوان بن المع ّ‬
‫عتبة‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ر‬
‫ت بشاع ِ‬ ‫ت لس ُ‬ ‫هوجي ُ‬
‫ُ‬ ‫إذا‬ ‫م‬ ‫غل ٌ‬ ‫ف عني فإنني‬ ‫ب السي ِ‬
‫ذبا َ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬ت َلقّ ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ‪:‬‬
‫ن ثابت بن قيس بن الشماس وثب على صفوان بن المعط ّههل ‪ ،‬حيههن ضههرب حسههان ‪،‬‬ ‫أ ّ‬
‫فجمع يديه إلى عنقه بحبل ‪ ،‬ثم انطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج ‪ ،‬فلقيه عبههد‬
‫الله بن رواحة‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا؟ قال ‪ :‬أما أعجبك ضرب حسان بالسيف ؛ والله مهها أراه‬
‫إل قد قتله ‪ ،‬قال له عبد الله بن رواحة ‪ :‬هل علم رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫بشيء مما صنعت ؟ قال ‪ :‬ل والله ؛ قال ‪ :‬لقد اجترأت ‪ ،‬أطلق الرجههل ‪ ،‬فههأطلقه ‪ ،‬ثههم‬
‫وا رسو َ‬
‫ل‬ ‫أت َ ْ‬

‫‪271‬‬
‫ّ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فذكروا ذلهك لهه ‪ ،‬فهدعا حسهان وصهفوان بهن المعطهل ؛‬
‫فقال‬
‫ابن المعطل ‪ :‬يا رسول الله آذاني وهجانى‪ ،‬فاحتملنى الغضب ‪ ،‬فضربته فقههال رسههول‬
‫ت علههى قههومي أن‬ ‫شهوّهْ َ‬‫الله صلى الله عليههه وسههلم لحسههان ‪ :‬أحسههن يهها حسههان ‪ ،‬أت َ َ‬
‫هداهم الله للسلم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أحسن يا حسان في الههذي أصههابك ‪ ،‬قههال ‪ :‬هههي لههك يهها‬
‫رسول الله ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬أبعد أن هداكم الله للسلم ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني محمد بن إبراهيم ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫حد َْيلههة اليههوم بالمدينههة‪ ،‬وكههانت مههال ً لبههى‬
‫حاء ‪ ،‬وهي قصههر بنههي ُ‬‫أعطاه عوضا منها ِبيَر َ‬
‫طلحة بن سهل تصدق بها على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأعطاها رسول‬
‫ة قبطية‪ ،‬فولدت‬ ‫م ً‬
‫الله صلى الله عليه وسلم حسان في ضربته وأعطاه سيرين ‪ ،‬أ َ‬
‫له عبد الرحمن بن حسان ‪ ،‬قالت ‪ :‬وكانت عائشة تقول ‪ :‬لقد سئل عن ابن المعطههل ‪،‬‬
‫صورًا‪ ،‬ما يأتى النساء‪ ،‬ثم ُقتل بعد ذلك شهيدًا‪.‬‬ ‫ح ُ‬‫فوجدوه رجل َ‬
‫قال حسان بن ثابت ‪ -‬يعتذر من الذي كان قال في شأن عائشة رضي الله عنها‪:‬‬
‫ل‬
‫لحوم ِ الَغواف ِ‬ ‫من‬ ‫غَْرَثى‬ ‫ح‬
‫وتصب ُ‬ ‫ة‬
‫ن بريب ٍ‬
‫ن َرَزان ما ت َُز ّ‬‫حصا ٌ‬
‫‪َ #‬‬

‫‪272‬‬
‫دهم غيُر زائل‬ ‫كرام المساعي مج ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ن غالهه ٍ‬ ‫حي من لؤى ب ِ‬ ‫ة َ‬‫‪ #‬عقيل ُ‬
‫وباطل‬ ‫سوٍء‬‫ُ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬ ‫من‬ ‫وطّهرها‬ ‫مههههها‬ ‫خي َ‬‫ب الله ِ‬ ‫ة قد ط َي ّ َ‬ ‫مه ّ‬
‫ذب ٌ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ى أناملى‬ ‫طي إل ّ‬ ‫سوْ ِ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫فل رفَعت‬ ‫م‬
‫عمت ُ‬
‫ت الذي قد َز َ‬ ‫ت قد قل ُ‬ ‫‪ #‬فإن كن ُ‬
‫ل‬
‫ن المحاف ِ‬ ‫َزي ِ‬ ‫ل الله‬ ‫ل رسو ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫صرتي‬ ‫ت ون ُ ْ‬ ‫حيي ُ‬
‫دى ما َ‬ ‫‪ #‬و كيف ووُ ّ‬
‫ل‬
‫سوَْرةُ المتطاو ِ‬ ‫صُر عنه‬‫تقا َ‬ ‫ّ‬
‫س كلههم‬
‫َ‬ ‫ل على النا ِ‬ ‫‪ #‬له َرَتب عا ٍ‬
‫‪273‬‬
‫ل‬
‫ح ِ‬ ‫بى ما ِ‬ ‫ئ‬
‫ل امر ٍ‬ ‫ولكنه قو ُ‬ ‫ط‬
‫س بلئ ٍ‬ ‫ل لي َ‬ ‫‪ #‬فإن الذي قد قي َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬بيته ‪ " :‬عقيلة حي " والذي بعده ‪ ،‬وبيته ‪ " :‬له رتب عهال " عهن أبهي‬
‫زيد النصاري‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني أبو عب َْيدة ‪ :‬أن امرأة مدحت بنت حسان‬
‫ابن ثابت عند عائشة‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫ل‬‫وتصبح غْرَثى من لحوم ِ الَغواف ِ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ن بريب ٍ‬ ‫ن ما ُتز ّ‬ ‫ن َرزا ٌ‬ ‫حصا ٌ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ن أبوها ‪.‬‬ ‫فقالت عائشة لك ْ‬
‫ضْرب حسان وأصحابه‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال قائل من المسلمين في َ‬
‫في فِْريتهم على عائشة‪:‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬في ضرب حسان وصاحبيه ‪:‬‬
‫ح‬ ‫َ‬
‫سط ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ً‬ ‫هجيرا‬‫َ‬ ‫قالوا‬ ‫إذ‬ ‫ة‬
‫من ُ‬‫ح ْ‬‫و َ‬ ‫ه‬‫ن الذي كان أهَْلهه ُ‬ ‫‪ #‬لقد ذاق حسا ُ‬
‫رحوا‬ ‫ُ‬
‫ش الكريم ِ فات ْ ِ‬ ‫‪ #‬تعاط َ ْ‬
‫ة ذي العر ِ‬ ‫خط َ‬ ‫س ْ‬‫و َ‬ ‫ج نبّيههم‬ ‫ب زو َ‬ ‫جم ِ الغي ِ‬ ‫وا بر ْ‬
‫وُفضحوا‬ ‫موها‬ ‫م ُ‬
‫عُ ّ‬ ‫قى‬
‫تب َ‬ ‫مخازِيَ‬ ‫جّللههوا‬‫ل الله فيها ف ُ‬ ‫‪ #‬وآذ َْوا رسو َ‬
‫ح‬‫ف ُ‬ ‫س َ‬‫مْزن ت َ ْ‬ ‫طر من ذ َُرا ال ُ‬ ‫ب قَ ْ‬ ‫شآبي ُ‬ ‫ت كأنهها‬ ‫صدا ٌ‬‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫صّبت عليهم ُ‬ ‫‪#‬و ُ‬

‫‪274‬‬
‫أمر الحديبية في آخر سنة ست ‪ ،‬وذكههر بيعههة الرضههوان والصههلح بيههن رسههول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم وبين سهيل بن عمرو‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسههلم بالمدينههة شهههر رمضههان ‪،‬‬
‫وشوال‪ ،‬وخرج في ذي القعدة معتمرًا‪ ،‬ل يريد حربا‪.‬‬
‫من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينة ‪ :‬قههال ابههن هشههام ‪ :‬واسههتعمل علههى‬
‫المدينة نميلة بن عبد الله الليثي ‪.‬‬
‫مههن‬‫استنفاره صلى الله عليه وسلم العرب ‪ :‬قال ابن إسههحاق ‪ :‬واسههتنفر العههرب و َ‬
‫حوَله من أهل البوادي من العراب ليخرجوا معه وهو يخشى من قريش الذي صههنعوا‪،‬‬
‫أن يعرضوا له بحرب أن يصدوه عن الههبيت ‪ ،‬فأبطههأ عليههه كههثير مههن العههراب ‪ ،‬وخههرج‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المهاجرين والنصار ومن لحق بههه مههن‬
‫س من حربه ‪ ،‬وليعلم الناس أنه‬ ‫دي ‪ ،‬وأحرم بالعمرة ليأمن النا ُ‬ ‫العرب ‪ ،‬وساق معه اله ْ‬
‫إنما خرج زائرا ً لهذا البيت ومعظما‪.‬‬
‫ّ‬
‫عدد من خرج للعمههرة ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬حههدثني محمههد بههن مسههلم بههن شهههاب‬
‫مهْروان بههن الحكههم أنهمها حههدثاه‬ ‫مخرمة و َ‬ ‫ور بن َ‬‫س َ‬
‫م ْ‬
‫الزهري ‪ ،‬عن عروة بن الزبير عن ِ‬
‫قال‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت ‪،‬‬
‫‪275‬‬
‫دي سبعين بدنة‪ ،‬وكان الناس سبعمائة رجل ‪ ،‬فكانت كل بدنة‬ ‫يريد قتال‪ ،‬وساق معه اله ْ‬
‫عن عشرة نفر‪.‬‬
‫وكان جابر بن عبد الله ‪ ،‬فيما بلغني ‪ ،‬يقول ‪ :‬كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة مائة ‪.‬‬
‫ما قاله عليه السلم عندما علم أن قريشا تريد منعه ‪ :‬قال الزهري ‪ :‬وخههرج رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعههبي ‪ -‬قههال‬
‫ابن هشام ‪ :‬ويقال ُبسر ‪ -‬فقال ‪ :‬يا رسول الله هههذه قريههش ‪ ،‬قههد سههمعت بمسههيرك ‪،‬‬
‫وى يعاهههدون‬ ‫فخرجوا معهم الُعوذ المطافيل ‪ ،‬قد لبسوا جلود النموِر‪ ،‬وقد نزلوا بذي ط ُ َ‬
‫كراع الغميم ‪.‬‬ ‫دموها إلى ُ‬ ‫الله ل تدخلها عليهم أبدا‪ ،‬وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قَ ّ‬
‫قال ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا وْيح قريشا لقههد أكلتهههم الحههرب ‪،‬‬
‫ماذا عليهم‬
‫خّلوا بيني وبين سائر العرب ‪ ،‬فإن هم أصابوني كههان الههذي أرادوا‪ ،‬وإن أظهرنههي‬ ‫لو َ‬
‫الله عليهم دخلوا في السلم وافريههن ‪ ،‬وإن لههم يفعلههوا قههاتلوا وبهههم قههوة‪ ،‬فمهها تظههن‬
‫قريش‪ ،‬فوالله ل أزال أجاهد ُ على الذي بعثني الله به حتى يظه هَره اللههه أو تنفههرد َ هههذه‬
‫ة ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬من رجل يخرج بنا عن طريق غير طريقهم التي هم بها؟‬ ‫سالف ُ‬
‫ال ّ‬
‫تجنبه صلى الله عليه وسلم طريق قريش ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عبد الله بن‬
‫أبي بكر‪:‬‬
‫سَلم قال ‪ :‬أنا يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ :‬فسلك بهم طريق ها ً وعههرا ً أج هَرل ‪،‬‬‫أن رجل من أ ْ‬
‫ب ‪ ،‬فلما خرجوا منه ‪ ،‬وقد شق ذلك على المسلمين‬ ‫شعا ٍ‬ ‫بين ِ‬

‫مْنقطع الوادي ‪ ،‬قال رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫سْهلة عند ُ‬ ‫وا إلى أرض َ‬ ‫ض ْ‬ ‫وأفْ َ‬
‫حط ّههة الههتي‬ ‫ب إليه ‪ ،‬فقالوا ذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬واللههه إنههها ل َل ْ ِ‬ ‫للناس ‪ :‬قولوا نستغفُر الله ونتو ُ‬
‫عرضت على بني إسرائيل ‪ .‬فلم يقولوها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫قال ابن شهاب ‪ :‬فأمر رسول الله صلى الله عليه وسههلم النههاس فقههال ‪ :‬اسههلكوا ذات‬
‫اليمين‬
‫حديبيههة مههن أسههفل‬ ‫مْهبههط ال ُ‬ ‫حمش‪ ،‬في طريق ُتخرجه علههى ث َِنيههة ال ُ‬
‫مهَرار َ‬ ‫ي ال َ‬ ‫َ‬
‫بين ظهَْر ِ‬
‫مكة‪ ،‬قال ‪ :‬فسلك الجيش ذلههك الطريههق ‪ ،‬فلمهها رأت خيههل قريههش قَت َههرةَ الجيههش قههد‬
‫خالفوا عن طريقهم ‪ ،‬رجعوا راكضين إلى قريش ‪ ،‬وخرج رسول الله صههلى اللههه عليههه‬
‫ة‪،‬‬
‫ت الناقه ُ‬ ‫خل ِ‬ ‫وسلم ‪ ،‬حتى إذا سلك في َثنيههة المههرار بركههت نههاقته ‪ ،‬فقههالت النههاس ‪َ :‬‬
‫دعونى‬ ‫س الفيههل عههن مكههة ‪ .‬ل ت َه ْ‬ ‫خلت وما هو لها بخُلق ‪ ،‬ولكههن حبسههها حهاب ُ‬ ‫قال ‪ :‬ما َ‬
‫صلة الرحم إل أعطيتهم إياها‪ .‬ثههم قههال للنههاس ‪:‬‬ ‫طة يسألوننى فيها ِ‬ ‫خ ّ‬‫قريش اليوم إلى ُ‬
‫انزلوا؛ قيل له ‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬ما بالوادي ماء ننزل عليه ‪ ،‬فأخرج سهههما مههن كنههانته ‪،‬‬
‫قُلهب ‪ .‬فغهرزه فهي جهوفه ‪،‬‬ ‫فأعطاه رجل من أصحابه ‪ ،‬فنزل به في قَِليهب مهن تلهك ال ُ‬
‫فجاش بالّرواء حتى ضرب الناس عنه بعَ َ‬
‫طن ‪.‬‬
‫سههلم ‪ :‬أن الههذي نههزل فههي‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني بعض أهل العلم عن رجال مههن أ ْ‬
‫عمير بن ي َْعمر ابههن‬ ‫دب بن ُ‬ ‫جن ْ َ‬‫قليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن ُ‬ ‫ال َ‬
‫دارم بن عمر بن واثلة بن سهم بن مازن بههن أسههلم بههن أْفصههى بههن أبههي حارثههة‪ ،‬وهههو‬
‫دن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫سائق ب ُ ْ‬
‫صى بن حارثة ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أفْ َ‬

‫‪277‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد زعم لي بعض أهل العلم ‪ :‬أن الب ََراء بن عههازب كههان يقههول ‪:‬‬
‫أنا الذي نزلت بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله أعلم أي ذلك كان ‪ .‬وقههد‬
‫ة‪ ،‬قد ظننا أنه هو الذي نزل بالسهم ‪ ،‬فزعمههت‬ ‫ن شعر قالها ناجي ُ‬ ‫ت أسلم أبياتا م ٍ‬ ‫أن َ‬
‫شد ْ‬
‫قليههب َيميههح علههى الناسه ‪،‬‬
‫أسلم أن جارية من النصههار أقبلههت بههدلوها‪ ،‬وناجيههة فههي ال َ‬
‫فقالت ‪:‬‬
‫س يحمدوَنكا‬
‫ت النا َ‬
‫إنى رأي ُ‬ ‫ح د َْلوي ُ‬
‫دوَنكا‬ ‫‪ #‬يأيها المائ ُ‬
‫‪ #‬يثنون خيرًا وُيمجدونكا‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪:‬‬

‫‪ #‬إنى رأيت الناس يمدحونكا‬


‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال ناجية‪ ،‬وهو في القليب َيميح على الناس ‪:‬‬
‫ه‬
‫ناجي ْ‬ ‫واسمي‬ ‫المائح‬ ‫أنا‬ ‫أني‬ ‫ه‬
‫‪ #‬قد علمت جارية يمانيهه ْ‬
‫ه‬
‫العادي ْ‬ ‫صدورِ‬ ‫عند َ‬ ‫طعنُتها‬ ‫ه‬
‫ش واهي ْ‬ ‫ت َرشا ٍ‬ ‫‪ #‬وطعنةٍ ذا ِ‬
‫المفاوضة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش ‪ :‬فقال الزهههري فههي حههديثه ‪:‬‬
‫فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليههه وسههلم أتههاه ب ُهد َْيل بهن وْرقههاء الخزاعهي ‪ ،‬فههي‬
‫خزاعة‪ ،‬فكلموه وسألوه ‪ :‬ما الذي جاء به ؟ فأخبرهم أنه لم يأت يريد حربههًا‪،‬‬ ‫رجال من ُ‬
‫سفيان ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وإنما جاء زائرا للبيت ‪ ،‬ومعظما لحرمته ‪ ،‬ثم قال لهم نحوا مما قال لبشر بن ُ‬ ‫ً‬
‫فرجعوا إلى قريش فقالوا‪ :‬يا‬

‫‪278‬‬
‫معشر قريش‪ ،‬إنكم ت َْعجلون على محمد‪ ،‬إن محمدا لم يأت لقتال ‪.‬‬
‫جّبهوهم وقالوا‪ :‬وإن كههان جههاء ول يريههد قتههال‪،‬‬ ‫إنما جاء زائرا‪ .‬هذا البيت ‪ ،‬فاتهموهم و َ‬
‫ث بذلك عنا العرب ‪.‬‬ ‫فوالله ل يدخلها علينا عَْنوةَ أبدًا‪ ،‬ول َتحد ّ ُ‬
‫مها‬‫خزاعة عَْيبة ُنصح رسول الله صلى اللهه عليههه وسههلم ‪ ،‬مسههل ُ‬ ‫قال الزهري ‪ :‬وكانت ُ‬
‫ً‬
‫كها‪ ،‬ل يخفون عنه شيئا كان بمكة ‪.‬‬ ‫ومشر ُ‬
‫خَيف ‪ ،‬أخا بني عامر‬ ‫مك َْرَز بن حفص بن ال ْ‬ ‫قال ‪ :‬ثم بعثوا إليه ِ‬
‫مقبل قال ‪ :‬هذا رجل غادر‪ ،‬فلمهها‬ ‫ابن ُلؤي ؛ فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ُ‬
‫انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه ‪ ،‬قههال لههه رسههول اللههه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم نحوا ً مما قال لب ُد َْيل وأصحابه ؛ فرجههع إلههى َقريههش فههأخبرهم بمهها قههال لههه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫حل َْيس بن علقمة أو ابن َزّبان ‪ ،‬وكان يومئذ سيد الحابيش ‪ ،‬وهو أحد‬ ‫ثم بعثوا إليه ال ُ‬
‫مناة بن كنانة‪ ،‬فلما رآه رسول الله صلى اللهه عليههه وسههلم قهال ‪:‬‬ ‫بني الحارث بن عبد َ‬
‫إن هذا من قوم يتأَلهون ‪ ،‬فابعثوا الهد ْيَ في وجهه حتى يراه ‪ ،‬فلمهها رأى الههد ْيَ يسههيل‬
‫حله ‪ ،‬رجع‬ ‫م َ‬‫وض الوادي في قلئده ‪ ،‬وقد أكل أوباَره من طول الحبس عن َ‬ ‫عليه من عُ ْ‬
‫إلى قريش ‪ ،‬ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إعظام ها ً لمهها رأى‪ ،‬فقههال‬
‫م لك ‪.‬‬
‫عل َ‬‫ىل ِ‬ ‫لهم ذلك ‪ .‬قال ‪ :‬فقالوا له ‪ :‬اجلس ‪ ،‬فإنما أنت أعراب ّ‬
‫حلْيس غضب‬ ‫َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عبد الله بن أبي بكر‪ :‬أن ال ُ‬

‫‪279‬‬
‫عنههد ذلههك وقههال ‪ :‬يهها معشههر قريههش‪ ،‬واللههه مهها علههى هههذا حالفنههاكم ‪ ،‬ول علههى هههذا‬
‫ن‬‫خّلهه ّ‬
‫حل َْيس بيده ‪ ،‬لت ُ َ‬
‫صد ّ عن بيت الله من جاء معظما له ! والذي نفس ال ُ‬‫عاقدناكم ‪ .‬أي َ‬
‫ه‬
‫م ْ‬‫ن بالحابيش نفرة رجل واحد‪ .‬قال ‪ :‬فقالوا له ‪َ :‬‬ ‫بين محمد وبين ما جاء له ‪ ،‬أو لنفر ّ‬
‫حل َْيس حتى نأخذ لنفسنا ما نرضى به ‪.‬‬ ‫‪ ،‬كُ ّ‬
‫ف عنا يا ُ‬
‫قال الزهري في حديثه ‪ :‬ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عههروة بههن‬
‫مسعود الّثقفى؛ فقال ‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬إني قد رأيت ما يلقى منكم من بعثتموه إلههى‬
‫محمد إذا جاءكم من التعنيف وسوء اللفظ ‪ ،‬وقد عرفتم أنكم والههد وأنههى ولههد – وكههان‬
‫ت بالذي نههابكم فجمعههت مههن أطههاعني مههن‬ ‫سب َْيعة بنت عبد شمس – وقد سمع ُ‬ ‫عروة ل ُ‬
‫ُ‬
‫ت ‪ ،‬ما أنههت عنههدنا بمّتهههم ‪ .‬فخههرج‬ ‫سي ُْتكم بنفسى‪ ،‬قالوا‪ :‬صدق َ‬‫قومى‪ ،‬ثم جئتكم حتى آ َ‬
‫حتى أتى رسول الله صلى الله عليهه وسهلم ‪ ،‬فجلهس بيهن يهديه ثهم قهال ‪ :‬يها محمهد‪،‬‬
‫ضها بهم إنههها قريههش قههد خرجههت‬ ‫ف ّ‬‫ب الناس ‪ ،‬ثم جئت بهم إلى ب َْيضتك لت ُ‬
‫ت أْوشا َ‬ ‫أجمع َ‬
‫معها الُعوذ ُ المطافيل قد لبسوا جلود النمور‪ ،‬يعاهدون الله ل تهدخلها عليهها عَْنهوة أبهدًا‪.‬‬
‫وأيم الله ‪ ،‬لكأني بهؤلء قد انكشفوا عنك غدا ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وأبو بكر الصههديق خلههف رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم قاعههد فقههال ‪:‬‬
‫د؟ قال ‪ :‬هههذا ابههن أبههي‬ ‫ت ‪ .‬أنحن نتكشف عنه ؟ قال ‪ :‬من هذا يا محم ُ‬ ‫امصص ب َظ َْر الل ِ‬
‫قحافة‪ ،‬قال ‪ :‬أما والله لول يد كانت لك عندي لكافأتك بها‪ ،‬ولكن هذه بها‪.‬‬
‫قال ‪:‬ثم جعل يتناول لحية رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم وهههو يكلمههه ‪ .‬قههال ‪:‬‬
‫والمغيرة‬

‫شعبة واقف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديد‪ .‬قال ‪ :‬فجعل‬ ‫ابن ُ‬
‫ة رسول الله صلى الله عليهه وسههلم ويقههول ‪ :‬اكفهف يهدك عهن‬ ‫ده إذ تناول لحي َ‬
‫يقرع ي َ‬
‫وجه رسول الله صلى الله عليه وسههلم قبههل أن ل تصههل إليههك ‪ ،‬قههال ‪ :‬فيقههول عُههروة‪:‬‬
‫ك ! قال ‪ :‬فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال له‬ ‫ظك وأغلظ َ َ‬‫ويحك ‪ ،‬ما أف ّ‬
‫در‪ ،‬وهههل‬ ‫عروة ‪ :‬من هذا يا محمد؟ قال ‪ :‬هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة‪ :‬قال ‪ :‬أي غُ َ‬
‫س‪.‬‬‫ت سوَءَتك إل بالم ِ‬ ‫سل ْ َ‬‫غ َ‬
‫ة‬
‫ل إسههلمه قتههل ثلث ه َ‬ ‫شْعبة قب َ‬
‫ن ُ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬أراد عروةُ بقوِله هذا أن المغيرةَ ب َ‬
‫حّيهان مهن ثقيههف ‪ :‬بنهو مالهك رهههط‬ ‫عشَر رجل ً من بني مالههك ‪ ،‬مهن ثقيهف ‪ ،‬فتهايهج ال َ‬
‫ة‪ ،‬وأصههلح‬ ‫ث عشههرةَ دي ه ً‬‫دى عروةُ المقتوِلين ثل َ‬ ‫المقتولين ‪ ،‬والحلف رهط المغيرة‪ ،‬فَوَ َ‬
‫ذلك المر‪.‬‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم بنحو مما‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬قال الزهريّ ؛ فكلمه رسو ُ‬
‫ت يريد حربًا‪.‬‬ ‫كلم به أصحاَبه وأخبره أنه لم يأ ِ‬
‫فقام من عند ِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى ما يصنع به أصحاُبه ‪،‬‬
‫ل يتوضأ إل ابتدروا َوضههوَءه ‪ ،‬ول يبصههق بصههاقا إل ابتههدروه ‪ .‬ول يسههقط مههن شهعره‬
‫سَرى فههي‬ ‫شيٌء إل أخذوه فرجع إلى قريش‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ،‬إنى قد جئت ك ِ ْ‬
‫مِلكا ً في قههوم قههط‬ ‫ملكه ‪ ،‬وإنى والله ما رأيت َ‬ ‫ى في ُ‬ ‫ملكه والّنجاش ّ‬ ‫ملكه ‪ ،‬وقَْيصر في ُ‬ ‫ُ‬
‫ل محمد في أصحابه ‪ ،‬ولقد رأيت قوما ل ُيسلمونه لشىء أبدا‪ ،‬فَُروا رأيكم ‪.‬‬ ‫مث َ‬
‫الرسول يبعث سفيرا ً إلى أهل مكة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني‬
‫ض أهههل العلههم ‪ :‬أن رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم دعهها خههراش بههن أميههة‬ ‫بع ُ‬
‫ملههه علههى بعيههر لهه يقهال لهه الثعلههب ‪ ،‬ليبلههغ‬ ‫ح َ‬
‫خزاعى ‪ ،‬فبعثههه إلهى قريههش بمكههة‪ ،‬و َ‬ ‫ال ُ‬
‫أشراَفهم عنه ما جاء له ‪ ،‬فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬وأرادوا‬
‫ل الله صلى الله عليههه وسههلم ‪.‬‬ ‫ه ‪ ،‬حتى أتى رسو َ‬ ‫وا سبيل َ‬ ‫قتله ‪ ،‬فمنعته الحابيش ‪ ،‬فخل ّ ْ‬
‫‪281‬‬
‫ما اعتدى به النفر القرشيون على معسكر الرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد حههدثني‬
‫كرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس ‪ :‬أن قريشهها كههانوا بعثههوا‬ ‫ع ْ‬ ‫ض من ل أتهم عن ِ‬ ‫بع ُ‬
‫أربعين رجل منهم أو خمسين رجل‪ ،‬وأمروهم أن ُيطيفوا بعسكر رسول الله صههلى اللههه‬
‫خذًا‪ ،‬فأتى بهم رسههول اللههه صههلى‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬ليصيبوا لهم من أصحابه أحدًا‪ ،‬فأخذوا أ ْ‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فعفا عنهم ‪ ،‬وخّلى سبيلهم ‪ ،‬وقد كانوا رموا في عسكر رسول اللههه‬
‫ل‪.‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم بالحجارةِ والنب َ‬
‫*ملحوظههة‪ :‬يرجههى مراجعههة صههحيح مسههلم ‪1807‬و ‪ ،1808‬ومسههند أحمههد ‪11818‬و‬
‫‪ 16358‬وتفسير ابن كثير لسورة الفتح الية ‪ 24‬للهمية القصوى قصة قتههل ابههن زنيههم‬
‫أحد المسلمين حين اطلع على ثنية مرتفعة من الحديبية‪ .‬تحرير راهب العلم‪.‬‬

‫اعتذار عمر عن بعثته إلى قريش وإرسال عثمان ‪ :‬ثم دعا عمَر بن الخطههاب ليبعثههه‬
‫إلى مكة‪ ،‬فيبّلغ عنه أشراف قريش ما جهاء لههه ‪ ،‬فقههال ‪ :‬يهها رسههول اللههه ‪ ،‬إنههي أخههاف‬
‫قريشا ً على نفسى‪ .‬وليس بمكة من عَدِيّ بن كعب أحههد يمنعنههى‪ ،‬وقههد عرفَههت قريههش‬
‫ن بههن عفههان‬ ‫عداوتي إياها‪ ،‬وغلظتى عليها‪ ،‬ولكني أدلك على رجل أعَّز بها منههى ‪ ،‬عثمهها َ‬
‫ن بههن عفههان ‪ ،‬فبعثههه إلههى أبههي سههفيان‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسههلم عثمهها َ‬ ‫فدعا رسو ُ‬
‫ظمهها‬‫ت لحرب ‪ ،‬وإنه إنما جاء زائرا لهذا البيت ‪ ،‬ومع ّ‬ ‫وأشراف قريش‪ ،‬يخبرهم أنه لم يأ ِ‬
‫لحرمته ‪.‬‬
‫ن بهن‬ ‫إشاعة مقتل عثمان ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فخهرج عثمهان إلهى مكهة‪ ،‬فلقيهه أبها ُ‬
‫سعيد بن العاص حين دخل مكة‪ ،‬أو قبل أن يدخلها‪ ،‬فحمله بين يههديه ‪ ،‬ثههم أجههاره حههتى‬
‫ن حههتى أتههى أبهها سههفيان‬ ‫بّلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فههانطلق عثمهها ُ‬
‫وعظماَء قريش ‪ ،‬فبّلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله بههه ‪ ،‬فقههالوا‬
‫ت ‪ :‬أن‬ ‫لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسههلم إليهههم ‪ :‬إن شههئ َ‬
‫ف فقال ‪ :‬ما كنت لفعل‬ ‫ف بالبيت فط ُ ْ‬ ‫تطو َ‬
‫دها‪ ،‬فبلههغ‬ ‫ف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬واحتبسههته قريههش عنه َ‬ ‫حتى يطو َ‬
‫ن بن عفان قد ُقتل ‪.‬‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثما َ‬
‫بيعة الرضوان‬
‫سبب البيعة ونصها‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬فحدثني عبد الله بن أبي بكر‪ :‬أن رسول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال حين بلغه أن عثمان قد ُقتل ‪ :‬ل نبرح حتى ننهاجز القهوم ‪،‬‬
‫فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة ‪ .‬فكانت بيعة الرضوان تحههت‬
‫الشجرة‪ ،‬فكان الناس يقولون ‪ :‬بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت ‪،‬‬
‫وكان جابر بن عبد الله يقول ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫لم يبايعنا على الموت ‪ ،‬ولكن بايعنا على أن ل نفر‪.‬‬
‫من امتنع عن البيعة ‪ :‬فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النههاس ‪ ،‬ولههم يتخلههف‬
‫جد ّ بن قيس ‪ ،‬أخو بني سلمة‪ ،‬فكان جابر بن عبد‬ ‫عنه أحد من المسلمين حضرها‪ ،‬إل ال َ‬
‫ض هَبأ إليههها‪ ،‬يسههتتر بههها مههن‬ ‫الله يقول ‪ :‬والله لكأني أنظر إليه لصقا بههإبط نههاقته ‪ .‬قههد َ‬
‫ذكر من أمر عثمان باطل ‪.‬‬ ‫الناس ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي ُ‬
‫أول المبايعين ‪ :‬قال ابههن هشههام ‪ :‬فههذكر وكيههع عههن إسههماعيل بههن أبههي خالههد‪ ،‬عههن‬
‫سههنان‬ ‫شْعبى ‪ :‬أن أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ‪ :‬أبو ِ‬ ‫ال ّ‬
‫سدي ‪.‬‬‫ال َ‬
‫مبايعته صلى الله عليه وسلم لعثمان ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني من أثق بهه عمهن‬
‫عمر‪ :‬أن رسول الله صلى اللههه عليههه‬ ‫كة عن ابن أبي ُ‬ ‫مل َي ْ َ‬
‫حدثه بإسناد له ‪ ،‬عن ابن أبي ُ‬
‫وسلم بايع لعثمان ‪ ،‬فضرب بإحدى يديه على الخرى ‪.‬‬
‫سهيل رسول قريش للصلح ‪ :‬أمر الهدنة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬قال الزهري ‪ :‬ثم بعثت‬
‫سهَْيل بن عمرو‪ ،‬أخا بني عامر بن ُلؤي ‪ ،‬إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫قريش ُ‬
‫ً‬
‫‪ ،‬وقالوا له ‪ :‬ائت محمدا فصالحه ‪ ،‬ول يكن‬
‫‪283‬‬
‫ب عنا أنه دخلها علينهها عَن ْههوةً‬ ‫ث العر ُ‬ ‫حد ّ ُ‬
‫مه هذا‪ ،‬فوالله ل ت َ َ‬ ‫في صلحه إل أن يرجع عنا عا َ‬
‫مقبل‪ ،‬قال ‪ :‬قد‬ ‫سَهيل بن عمرو‪ ،‬فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ُ‬ ‫أبدًا‪ .‬فأتاه ُ‬
‫عمرو إلههى رسههول اللههه‬ ‫سهَْيل بن َ‬ ‫ح حين بعثوا هذا الرجل ‪ .‬فلما انتهى ُ‬ ‫م الصل َ‬
‫أراد القو ُ‬
‫ح‪.‬‬‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬تكلم فأطال الكلم ‪ ،‬وتراجعا‪ ،‬ثم جرى بينهما الصل ُ‬
‫ب ‪ ،‬وثههب‬ ‫عمر يستنكر الصلح ويتوب بعد ذلك ‪ :‬فلما التههأم المهُر ولههم يبههق إل الكتهها ُ‬
‫ل اللههه ؟ قههال ‪ :‬بل َههى‪،‬‬ ‫س برسههو ِ‬ ‫عمُر بن الخطاب ‪ ،‬فأتى أبا بكر فقال ‪ :‬يا أبهها بكههر ألي ه َ‬
‫سوا بالمشركين ؟ قال ‪ :‬بَلههى‪ ،‬قههال ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬أولسنا بالمسلمين ؟ قال ‪ :‬بَلى‪ ،‬قال ‪ :‬أولي ُ‬
‫م غَْرَزه ‪ ،‬فإني أشهد أنه رسههول‬ ‫ة في ديننا؟ قال أبو بكر‪ :‬يا عمر‪ ،‬الز ْ‬ ‫فعلم ُنعطي الد ّن ِي ّ َ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫الله ‪ ،‬قال عمر‪ :‬وأنا أشهد أنه رسول الله ‪ ،‬ثم أتى رسو َ‬
‫ت برسول الله ؟ قال ‪ :‬بلى‪ ،‬قههال ‪ :‬أولسههنا بالمسههلمين ؟‬ ‫فقال ‪ :‬يا رسول الله ألس َ‬
‫ة فههي‬‫قال ‪ :‬بَلى‪ ،‬قال ‪ :‬أو ليسوا بالمشركين ؟ قههال ‪ :‬بلههى؛ قههال ‪ :‬فعلم نعطههي الد ّن ِي ّه َ‬
‫ديننا؟ قال ‪ :‬أنا عبد ُ الله ورسوله ‪ ،‬لن أخالف أمَره ‪ ،‬ولن يض هّيعنى! قههال ‪ :‬فكههان عمههر‬
‫ة كلمههى‬ ‫ت يومئذ‪ ،‬مخاف ه َ‬‫ت أتصدق وأصوم وأصلى وأعتق ‪ ،‬من الذي صنع ُ‬ ‫يقول ‪ :‬ما زل ُ‬
‫وت أن يكون خيرًا‪.‬‬ ‫ج ْ‬
‫الذي تكلمت به ‪ ،‬حتى َر َ‬
‫المفاوضة على شروط الصلح ‪ :‬قال ‪ :‬ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ن أبي طالب رضوان الله عليه ‪ ،‬فقال ؛ اكتب ‪ :‬بسم اللههه الرحمههن الرحيههم ‪،‬‬ ‫ىب َ‬
‫عل ّ‬
‫م ‪ ،‬فقال رسول اللههه صههلى‬ ‫سهيل ‪ :‬ل أعرف هذا‪ ،‬ولكن اكتب باسمك الله ّ‬ ‫قال ‪ :‬فقال ُ‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬اكتب باسمك اللهم ‪ ،‬فكتبها‪ ،‬ثم قال ‪ :‬اكتب ‪:‬‬

‫‪284‬‬
‫ت‬‫شهههد ُ‬‫عمرو‪ ،‬قال ‪ :‬فقال سهيل ‪ :‬لو َ‬ ‫ن َ‬‫لب َ‬ ‫سهَي ْ َ‬ ‫هذا! ما صالح عليه محمد ٌ رسو ُ‬
‫ل الله ُ‬
‫م أبيك ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال ‪ :‬رسههول اللههه‬ ‫مك واس َ‬ ‫ك ‪ ،‬ولكن اكتب اس َ‬ ‫ل الله لم أقاتل ْ َ‬
‫أنك رسو ُ‬
‫ن عمههرو‪،‬‬ ‫سهههي َ‬
‫ل به َ‬ ‫ن عبد الله ُ‬ ‫صلى الله عليه وسلم اكتب ‪ :‬هذا ما صالح عليه محمد ُ ب ُ‬
‫ضهههم‬‫ف بع ُ‬‫س ويكه ّ‬ ‫ن النهها ُ‬‫ن فيه ه ّ‬ ‫اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشَر سنين يههأم ُ‬
‫عن بعض ‪ ،-‬على أنه من أتى محمدا ً من قريش بغير إذن وليه رده عليهههم ‪ ،‬ومههن جههاء‬
‫فوفة ‪ ،‬وأنه‬ ‫ة مك ْ ُ‬‫قريشا ً ممن مع محمد لم يردوه عليه ‪ ،‬وإن بيننا عَي ْب َ ً‬
‫عهههده دخهل فيهه ‪ ،‬ومههن‬ ‫عقد ِ محمد و َ‬ ‫ل في َ‬ ‫ب أن يدخ َ‬ ‫ل ‪ ،‬وأنه من أح ّ‬ ‫ل ول إ ْ‬
‫غل َ‬ ‫سل َ‬
‫ل إِ ْ‬
‫دهم دخل فيه‬ ‫عقدِ قريش وعه ِ‬ ‫ب أن يدخل في َ‬ ‫أح ّ‬

‫ة فقههالوا‪:‬‬ ‫خزاع ه ُ‬
‫من دخل في عهد المسلمين ومن دخل في عهد قريههش ‪ :‬فتههواثبت ُ‬
‫عهههدهم ‪،‬‬ ‫عقد قريش و َ‬ ‫نحن في عقد محمد وعهده ‪ ،‬وتواثبت بنو بكر‪ ،‬فقالوا‪ :‬نحن في َ‬
‫م قابههل ‪ ،‬خرجنهها عنههك‬ ‫ل علينا مكة‪ ،‬وأنه إذا كان عا ٌ‬ ‫مك هذا‪ ،‬فل تدخ ْ‬ ‫وأنك ترجع عنا عا َ‬
‫ب‪،‬ل‬ ‫قهُر ِ‬‫فدخلتها بأصحابك ‪ ،‬فأقمت بها ثلثا ً ‪ ،‬معههك سههلح الراكههب ‪ ،‬السههيوف فههي ال ُ‬
‫تدخلها بغيرها‪.‬‬
‫سهَيل ‪ :‬فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب هو‬ ‫جْندل بن ُ‬ ‫أمر أبي َ‬
‫ف في الحديد ‪ ،‬قههد انفلههت‬ ‫س ُ‬‫مرو ي َْر ُ‬‫سَهيل بن عَ ْ‬
‫جْندل بن ُ‬
‫سهيل بن عمرو‪ ،‬إذ جاء أبو َ‬ ‫و ُ‬
‫ب‬‫إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أصحا ُ‬

‫‪286‬‬
‫ن في الفتح ‪ ،‬لُرؤيا رآها رسول‬ ‫ّ‬
‫شكو َ‬‫رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا وهم ل ي َ ُ‬
‫مههل عليههه‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلما رأوا ما َرأْوا من الصههلح والرجههوع ‪ ،‬ومهها تح ّ‬
‫م ‪،‬‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه دخل على الناس من ذلههك أمههر عظيه ٌ‬
‫جهَههه ‪ ،‬وأخههذ بت َل ْههبيبه ‪،‬‬
‫سهيل أبا جندل قام إليه فضرب و ْ‬ ‫حتى كادوا يهلكون ‪ ،‬فلما رأى ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ة بينى وبينههك قبههل أن يأتي َههك هههذا‪ ،‬قههال ‪ :‬صههدق َ‬ ‫جت القضي ُ‬ ‫د‪ ،‬قد ل َ ّ‬
‫ثم قال ‪ :‬يا محم ُ‬
‫ده إلى قريش‪ ،‬وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته ‪ :‬يهها‬ ‫فجعل ينتره بتلبيبه ‪ ،‬ويجره لير ّ‬
‫س إلههى مهها‬ ‫معشَر المسلمين ‪ ،‬أأرد ّ إلى المشركين َيفتنوني في دينى؟ فههزاد ذلههك النهها َ‬
‫ب ‪ ،‬فإن اللهه‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا أبا جندل ‪ ،‬اصبر واحتس ْ‬ ‫بهم ‪ ،‬فقال رسو ُ‬
‫ل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ً ومخرجًا‪ ،‬إنا قد عقههدنا بيننهها وبيههن القههوم‬ ‫جاع ٌ‬
‫در بهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فههوثب عمههر‬ ‫صلحا‪ ،‬وأعطيناهم على ذلك ‪ ،‬وأعطونا عهد َ الله ‪ ،‬وإنا ل ن َغْ ِ‬ ‫ُ‬
‫بن الخطاب مع أبي جندل يمشى إلى جنبه ؛ ويقهول ‪ :‬اصههبْر يها أبها جنهدل ‪ ،‬فإنمها ههم‬
‫م السههيف منههه ‪ .‬قههال ‪ :‬يقههول‬ ‫دنى قههائ َ‬‫م كلب قال ‪ :‬وي ُه ْ‬ ‫دهم د ُ‬‫م أح ِ‬‫المشركون ‪ ،‬وإنما د ُ‬
‫ة‪.‬‬
‫ل بأبيه ‪ ،‬ونفذت القضي ُ‬ ‫ن الرج ُ‬ ‫ب به أباه ‪ ،‬فض ّ‬ ‫وت أن يأخذ َ السيف فيضر َ‬ ‫ج ْ‬
‫عمُر‪ :‬ر َ‬
‫من شهدوا على الصلح ‪ :‬فلما فرغ رسول الله صهلى اللهه عليهه وسهلم مهن الكتهاب‬
‫أشهد على الصلح رجال من المسلمين ورجال من المشركين ‪ :‬أبو بكر الصديق ‪ ،‬وعمر‬
‫سهيل بن عمرو‪ ،‬وسعد بههن أبههي‬ ‫بن الخطاب ‪ ،‬وعبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬وعبد الله ابن ُ‬
‫ى بههن أبههي‬ ‫َ‬ ‫مك َْرز بن َ‬ ‫سَلمة‪ ،‬و ِ‬
‫فص ‪ ،‬وهو يههومئذ مشههرك ‪ ،‬وعله ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ْ‬
‫وقاص ‪ ،‬ومحمود بن َ‬
‫طالب وكتب ‪ ،‬وكان هو كاتب الصحيفة ‪.‬‬
‫لحرام ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫لحلل من ا ِ‬ ‫ا ِ‬
‫حل ‪ ،‬وكان يصلى في الحرم ‪ ،‬فلما فرغ من الصلح‬ ‫مضطربا في ال ِ‬
‫سه ‪ ،‬وكان الذي حلقه ‪ ،‬فيما بلغني‪ ،‬في ذلك‬ ‫ديه فنحره ‪ ،‬ثم جلس فحلق رأ َ‬ ‫قدم إلى هَ ْ‬
‫خزاعى‪ ،‬فلما رأى الناس أن رسول اللههه صهلى اللههه‬ ‫ش بن أمية بن الفضل ال ُ‬ ‫خَرا ُ‬ ‫اليوم ِ‬
‫حِلقون ‪.‬‬ ‫حرون وي َ ْ‬ ‫عليه وسلم قد نحر وحلق تواثبوا ي َن ْ َ‬
‫فضل المحلقين على المقصرين ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عبد الله بههن أبههي نجيههح ‪،‬‬
‫صههر آخههرون ‪ .‬فقههال‬ ‫عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬حلق رجههال يههوم الحديبيههة‪ ،‬وق ّ‬
‫صههرين يهها رسههول‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يرحم الله المحّلقين قالوا‪ :‬والمق ّ‬
‫ل الله ؟ قال ‪ :‬يرحم الله‬ ‫م الله المحّلقين ‪ ،‬قالوا‪ :‬والمقصرين يا رسو َ‬ ‫الله ؟ قال ‪ :‬يرح ُ‬
‫صههرين ‪ ،‬فقههالوا‪ :‬يهها رسههول‬ ‫المحّلقين ‪ ،‬قالوا‪ :‬والمقصرين يا رسول الله ؟ قال ‪ :‬والمق ّ‬
‫الله ‪ :‬فلم ظاهرت الترحيم للمحّلقين دون المقصرين ؟ قال ‪ :‬لم يش ّ‬
‫كوا ‪.‬‬
‫من هداياه صلى الله عليه وسلم ‪ :‬وقال عبد الله بن أبي نجيح ‪ :‬حدثني مجاهد‪ ،‬عن‬
‫جمل ً‬‫ابن عباس‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدي عام الحديبية فههي هههداياه َ‬
‫ظ بذلك المشركين ‪ .‬نزول سورة الفتح وذكههر‬ ‫لبى جهل ‪ ،‬في رأسه ب َُرةٌ من فضة‪ ،‬ي َِغي ُ‬
‫البيعة ‪ :‬قال الزهري في حديثه ‪ :‬ثم انصرف رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم مههن‬
‫ل‪ ،‬حتى إذا كان بين‬ ‫جِهه ذلك قاف ً‬ ‫و ْ‬

‫‪288‬‬
‫ن‬
‫مهه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬‫ما ت َ َ‬
‫ك الله َ‬ ‫فَر ل َ َ‬ ‫مِبيًنا* ل ِي َغْ ِ‬ ‫حا ُ‬ ‫ك فَت ْ ً‬ ‫حَنا ل َ َ‬ ‫مكة والمدينة‪ ،‬نزلت سورة الفتح ‪ :‬إ ِّنا فَت َ ْ‬
‫ما}]الفتح‪1 :‬ه ‪.[2‬‬ ‫قي ً‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫طا ُ‬ ‫صَرا ً‬ ‫ك ِ‬ ‫ك وَي َهْدِي َ َ‬ ‫ه عَل َي ْ َ‬ ‫مت َ ُ‬‫م ن ِعْ َ‬ ‫ما ت َأ َ ّ‬
‫خَر وَي ُت ِ ّ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ذ َن ْب ِ َ‬
‫ثم كانت القصة فيه وفي أصحابه ‪ ،‬حتى انتهى من ذكر البيعة‪،‬‬
‫َ‬
‫ث‬ ‫ن ن َك َه َ‬ ‫م ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن الله ي َد ُ الله فَوْقَ أي ْ ِ‬ ‫ما ي َُباي ُِعو َ‬ ‫ك إ ِن ّ َ‬‫ن ي َُباي ُِعون َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫فقال جل ثناؤه ‪ { :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث عََلى ن َ ْ‬ ‫ما ي َن ْك ُ ُ‬
‫مهها}‪].‬الفتههح‪:‬‬ ‫ظي ً‬
‫ج هًرا عَ ِ‬ ‫سي ُؤِْتيهِ أ ْ‬ ‫ه الله ف َ‬ ‫عاهَد َ عَلي ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أوْفى ب ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سه ِ و َ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫فَإ ِن ّ َ‬
‫‪[10‬‬
‫ذكر من تخلف من العراب ‪ :‬ثم ذكر مهن تخلهف عنههه مهن العههراب ‪ ،‬ثهم قهال ‪ ،‬حيهن‬
‫ش هغَل َت َْنا‬ ‫َ‬
‫ب َ‬ ‫ن اْلعْهَرا ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫فههو َ‬ ‫خل ّ ُ‬‫م َ‬‫ك ال ْ ُ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫سي َ ُ‬
‫استفّزهم للخروج معه فأبطئوا عليه ‪َ { :‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫فههو َ‬ ‫خل ُ‬ ‫م َ‬‫ل ال ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫س هي َ ُ‬ ‫وال َُنا وَأهُْلوَنا} ثم القصة عن خبرهم ‪ ،‬حتى انتهى إلى قههوله ‪َ { :‬‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫أ ْ‬
‫ن ت َت ّب ُِعوَنا‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫م الله قُ ْ‬ ‫ن ي ُب َد ُّلوا ك ََل َ‬ ‫نأ ْ‬
‫ها ذ َرونا نتبعك ُم يريدو َ‬
‫ذو َ ُ َ َ ّ ِ ْ ْ ُ ِ ُ َ‬ ‫خ ُ‬‫م ل ِت َأ ْ ُ‬ ‫مَغان ِ َ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫قت ُ ْ‬‫ذا انط َل َ ْ‬ ‫إِ َ‬
‫ل}‪].‬الفتح‪ . [15 :‬ثم القصة عن خبرهم وما عُههرض عليهههم مههن‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الله ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ك َذ َل ِك ْ‬
‫ُ‬
‫جهاد القوم أولي البأس الشديد‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبد الله بن أبي نجيح ‪ ،‬عن عطاء بن‬
‫‪ .‬أبي َرباح ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬فارس ‪ .‬قال ابن إسحاق‪ :‬وحدثني من ل أتهههم عههن‬
‫الزهري أنه قال ‪ :‬أولوا البأس الشديد‪ :‬حنيفة مع الكذاب ‪.‬‬
‫ن إ ِذ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مهؤْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ي اللههه عَه ْ‬ ‫ضه َ‬ ‫قهد ْ َر ِ‬ ‫رضا الله عههن أهههل الشههجرة ‪ :‬ثههم قههال تعههالى‪ { :‬ل َ َ‬
‫ريب ًهها*‬ ‫حهها ْ قَ ِ‬ ‫م فَت ْ ً‬
‫َ‬
‫م وَأَثاب َهُ ْ‬ ‫ة عَل َي ْهِ ْ‬ ‫كين َ َ‬‫س ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م فَأ َن َْز َ‬ ‫ما ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جَرةِ فَعَل ِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ك تَ ْ‬ ‫ي َُباي ُِعون َ َ‬
‫ْ‬
‫ذون ََها‬ ‫خه ُ‬ ‫م ك َِثي هَرةً ت َأ ُ‬ ‫مغَههان ِ َ‬ ‫م اللههه َ‬ ‫مهها* وَعَهد َك ُ ْ‬ ‫كي ً‬ ‫ح ِ‬ ‫زي هًزا َ‬ ‫ن الله عَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ذون ََها وَ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ك َِثيَرةً ي َأ ُ‬ ‫مَغان ِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫صهَراطاً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫ن وَي َهْهدِي َك ُ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مهؤْ ِ‬ ‫ة ل ِل ُ‬ ‫ن آي َه ً‬ ‫م وَل ِت َك ُههو َ‬ ‫س عَن ْك ُه ْ‬ ‫ف أي ْهدِيَ الن ّهها ِ‬ ‫م هَهذِهِ وَك َه ّ‬ ‫ل لك ُه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫فَعَ ّ‬
‫ن الله عَلى ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫حاط الله ب َِها وَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ديًرا}‪.‬‬ ‫يٍء َقهه ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كا َ‬ ‫قدُِروا عَلي َْها قَد ْ أ َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫خَرى ل ْ‬ ‫ما* وَأ ْ‬ ‫قي ً‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫]الفتح‪18 :‬ه ‪[21‬‬
‫فه‬‫ما نزل في امتناعه صلى الله عليه وسلم عن القتال ‪ :‬ثم ذكر محبسه وك ّ‬
‫إياه عن القتال ‪ ،‬بعد الظفر منه بهم ‪ ،‬يعنى النفر الذين أصاب منهم وكفهههم عنههه ‪ ،‬ثههم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫كه ّ َ‬
‫ن‬ ‫ن ب َْعهدِ أ ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫كه َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ب ِب َطه ِ‬ ‫م عَن ُْهه ْ‬ ‫م وَأْيهدِي َك ُ ْ‬ ‫كه ْ‬ ‫م عَن ْ ُ‬ ‫ف أْيهدِي َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال تعالى ‪ { :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫م‬ ‫صههيًرا }]الفتههح‪ .[24:‬ثههم قههال تعههالى ‪ { :‬هُه ْ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مل ُههو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ن الله ب ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م عَل َي ْهِ ْ‬ ‫فَرك ُ ْ‬ ‫أ َظ ْ َ‬
‫َ‬
‫ه }]الفتح‪[25:‬‬ ‫حل ّ ُ‬‫م ِ‬ ‫ن ي َب ْل ُغَ َ‬ ‫كوًفا أ ْ‬ ‫معْ ُ‬ ‫حَرام ِ َوال ْهَد ْيَ َ‬ ‫جدِ ال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫دوك ُ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫فُروا وَ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬المعكوف ‪ :‬المحبوس ‪ ،‬قال أعشى بني قيس بن ثعلبة‪:‬‬
‫ل‬ ‫غزا ِ‬ ‫َ‬ ‫أم‬ ‫داء‬‫جي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫طفى‬ ‫بعِ ْ‬ ‫هك‬ ‫سلهه‬ ‫كفه ال ّ‬ ‫ط عَ ّ‬ ‫سمو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫‪ #‬وكأ ّ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ن ت َطُئوهُ ه ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مههوهُ ْ‬ ‫م ت َعْل ُ‬ ‫ت له ْ‬ ‫مَنا ٌ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ساٌء ُ‬ ‫ن وَن ِ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫جا ٌ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ { :‬وَل َوْل رِ َ‬
‫َ‬
‫معَّرة بغيههر علههم‬ ‫عل ْم ٍ } المعَّرة‪ :‬الُغرم ‪ ،‬أي أن تصيبوا منهم َ‬ ‫معَّرةٌ ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫صيب َك ُ ْ‬ ‫فَت ُ ِ‬
‫فُتخرجوا ِديَته ‪ ،‬فأما إثم فلم يخشه عليهم ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬بلغني عن مجاهد أنه قال‬
‫سَلمة بن هشام ‪ ،‬وعَّياش بههن أبههي‬ ‫‪ :‬نزلت هذه الية في الوليد بن الوليد بن المغيرة‪ ،‬و َ‬
‫سَهيل ‪ ،‬وأشباههم ‪.‬‬ ‫دل بن ُ‬ ‫جن ْ َ‬ ‫ربيعة‪ ،‬وأبي َ‬
‫ة‬
‫مي ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫فُروا ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم قال تبارك وتعالى‪ { :‬إ ِذ ْ َ‬
‫ى أن ُتكتب بسم الله الرحمن الرحيههم‬ ‫م َ‬ ‫ح ِ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ } يعنى سهيل بن عمرو حين َ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫مي ّ َ‬‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫سههول ِهِ وَعَلههى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه عَلههى َر ُ‬ ‫كين َت َ ُ‬‫سه ِ‬ ‫‪ ،‬وأن محمدا رسول الله ‪ ،‬ثم قال تعالى ‪ { :‬فأن َْزل اللههه َ‬
‫حقّ ب َِها وَأ َهْل ََها } أي التوحيد‪ ،‬شهههادة أن ل إلههه‬ ‫َ‬
‫كاُنوا أ َ‬ ‫وى وَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ة الت ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ك َل ِ َ‬ ‫مه ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن وَأل َْز َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫إل الله ‪ ،‬وأن محمدا ً عبده ورسوله ‪.‬‬

‫ن‬‫م إِ ْ‬ ‫جد َ ال ْ َ‬
‫حهَرا َ‬ ‫سه ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫خل ُ ّ‬
‫حقّ ل َت َهد ْ ُ‬
‫ه الّرؤَْيا ِبال ْ َ‬ ‫سول َ ُ‬‫صد َقَ الله َر ُ‬ ‫قد ْ َ‬‫ثم قال تعالى ‪ { :‬ل َ َ‬
‫موا }‪ .‬أي لرؤيهها‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬
‫ما ل َ ْ‬‫م َ‬ ‫ن فَعَل ِ َ‬‫خاُفو َ‬ ‫ن َل ت َ َ‬‫ري َ‬ ‫ص ِ‬‫ق ّ‬‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م وَ ُ‬ ‫ن ُرُءو َ‬ ‫قي َ‬ ‫حل ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مِني َ‬
‫شاَء الله آ ِ‬ ‫َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رأى‪ ،‬أنه سيدخل مكهة آمنها ل يخهاف ؛ يقهول ‪:‬‬
‫ل‬ ‫جع َ ه َ‬‫محّلقين رءوسكم ‪ ،‬ومقصرين معه ل تخافون ‪ ،‬فعلم من ذلك ما لههم تعلمههوا { فَ َ‬
‫ريًبا }]الفتح‪ [27 :‬صلح الحديبية‪.‬‬ ‫حا قَ ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك فَت ْ ً‬ ‫دو ِ‬
‫ن ُ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م منهه ‪ ،‬إنمها‬ ‫فتح الفتوح‪ :‬يقول الزهري ‪ :‬فما ُفتح في السلم فتح قبَلهه كهان أعظه َ‬
‫س‬
‫ة‪ ،‬وُوضههعت الحههرب ‪ ،‬وآمههن النهها ُ‬ ‫كان القتال حيث التقى الناس ‪ ،‬فلمهها كههانت الهدن ه ُ‬
‫ضهم بعضًا‪ ،‬والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة‪ ،‬فلم يكّلم أحههد بالسههلم ي َْعقههل‬ ‫بع َ‬
‫ل من كان في السلم قبل ذلك أو أكثر‪.‬‬ ‫شيئا إل دخل فيه ‪ ،‬ولقد دخل ت َْينك السنتين مث ُ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬والدليل على قول الزهري أن رسو َ‬
‫م‬ ‫ف وأربعمائة‪ ،‬في قول جابر بن عبد اللههه ‪ ،‬ثههم خههرج عهها َ‬ ‫خرج إلى الحديبية في أل ٍ‬
‫فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلف ‪.‬‬
‫أمر المستضعفين بمكة بعد الصلح‬
‫دم رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫قصة أبي بصير‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما قَه ِ‬
‫حبههس بمكههة‪ ،‬فلمهها قههدم‬ ‫صير عُْتبة بن أسههيد بههن جاريههة‪ ،‬وكههان ممههن ُ‬ ‫المدينة أتاه أبو ب َ ِ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب فيه أْزهَُر بن عبد عوف بن عبد بن الحههارث بههن‬
‫عمرو بن وهب‬ ‫شريق بن َ‬ ‫زهرة‪ ،‬والخَنس بن َ‬
‫الثقفى إلى رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬وبعثهها رجل مهن بنههي عهامر بههن لههؤي ‪،‬‬
‫خَنس‬ ‫دما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب الْزهر وال ْ‬ ‫ق ِ‬
‫ومعه مولى لهم ‪ ،‬ف َ‬
‫صير إنا قد أعطينا هؤلء القوم ما قههد‬ ‫؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا أبا ب َ ِ‬
‫ل لك ولمن معك من المستضعفين‬ ‫ح لنا في ديننا الغدُر‪ ،‬وإن الله جاع ٌ‬ ‫صل ُ ُ‬
‫علمت ‪ ،‬ول ي َ ْ‬
‫دنههى إلههى المشههركين‬ ‫د‪ ،‬أتر ّ‬
‫مههك ؛ قههال ‪ :‬يهها رسههول اله ّ‬ ‫خرجًا‪ ،‬فههانطلقْ إلههى قو ِ‬ ‫فََرجا وم ْ‬
‫يفتنونني في ديني ؟ قال ‪ :‬يا أبا بصير‪ ،‬انطلقْ فإن الله تعالى سيجعل لك ولمههن معههك‬
‫فههة ‪ ،‬جلههس‬ ‫حلي ْ َ‬
‫من المستضعفين فرجا ومخرجا‪ .‬فانطلق معهما‪ ،‬حههتى إذا كههان بههذي ال ُ‬
‫إلى جدار‪ ،‬وجلس معه صاحباه ‪ ،‬فقال أبو َبصير‪ :‬أصارم سيفك هذا يا أخهها بنههي عههامر؟‬
‫ت ‪ .‬قههال ‪ :‬فاسههتله أبههو بصههير‪ ،‬ثههم‬ ‫ظر إليه ؟ قال ‪ :‬انظر‪ ،‬إن شئ َ‬ ‫فقال ‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬أن ُ‬
‫عله به حتى قتَله ‪ ،‬وخرج المولى سريعا حتى أتى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬
‫وهو جالس في المسجد‪ ،‬فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫طالعًا‪ ،‬قال ‪ :‬إن هذا الرجل قد رأى فزعًا؛ فلما انتهى إلى رسول الله صلى اللههه عليههه‬
‫ل صاحُبكم صاحبي ‪ .‬فوالله ما برح حتى طلع أبههو‬ ‫وسلم ‪ ،‬قال وَْيحك ما لك ؟ قال ‪ :‬قَت َ َ‬
‫شحا ً بالسيف حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يهها‬ ‫َبصير متو ّ‬
‫ت بدينى أن‬ ‫د‪ ..‬القوم وقد امتنع ُ‬ ‫ت ذمُتك ‪ ،‬وأدى الله عنك ‪ ،‬أسلمتني بي ِ‬ ‫رسول الله ‪ ،‬وفَ ْ‬
‫ش‬
‫ح ّ‬ ‫م َ‬‫مه ِ َ‬
‫ث بي قال ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬وَْيل ا ّ‬ ‫أفتن فيه ‪ ،‬أو ي ُعْب َ َ‬
‫حرب لو كان معه رجال ‪.‬‬

‫ص ‪ ،‬مهن ناحيهة ذي المهْروة‪ ،‬علهى سهاحل البحهر‪،‬‬ ‫ثم خرج أبو بصير حتى نههزل الِعيه َ‬
‫بطريق قريش الهتي كهانوا يأخهذون عليهها إلهى الشهام ‪ ،‬وبلهغ المسهلمين الهذين كهانوا‬
‫حههش‬ ‫م َ‬
‫مههه َ‬
‫احُتبسوا بمكة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لبههى بصههير‪ " :‬ويههل ا ّ‬
‫حرب لو كان معه رجال " فخرجوا إلى أبي بصير بالعيص ‪ ،‬فههاجتمع إليههه منهههم قريههب‬
‫من سبعين رجل‪ ،‬وكانوا قد ضّيقوا على قريههش ل يظفههرون بأحههد منهههم إل قتلههوه ‪ ،‬ول‬
‫َتمّر بهم عير إل اقتطعوها‪ ،‬حتى كتبت قريش إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫ة لهههم بهههم ‪ .‬فههآواهم رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫م ‪ ،‬فل حاج َ‬ ‫مها إل أواه ْ‬ ‫ل بأرحا ِ‬ ‫تسأ ُ‬
‫دموا عليه المدينة ‪.‬‬ ‫وسلم ‪ ،‬فق ِ‬
‫في ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ .‬أبو بصير ث َ َ‬
‫ق ِ‬
‫سَهيل بن عمرو قَْتل أبي بصير صاحَبهم العامري ‪ ،‬أسهند‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما بلغ ُ‬
‫دى هههذا الرجههل ؟‬ ‫ظهره إلى الكعبة‪ ،‬ثم قال ‪ :‬والله ل أؤخر ظهرى عن الكعبة حتى ي ُههو َ‬
‫دى ‪ .‬فقههال فههي ذلههك‬ ‫فقال أبو سفيان بن حرب ‪ :‬والله إن هذا لهو السفه ‪ ،‬والله ل ي ُههو َ‬
‫موهب بن رياح أبو أنْيس ‪ ،‬حليف بني زهرة ‪:‬‬
‫شَعري ‪.‬‬ ‫شعر موهب بن رياح ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬أبو أنيس أ ْ‬
‫ُرقادِ‬ ‫ي من‬ ‫فأيقظني وما ب َ‬ ‫ل ذ َْرُء قو ٍ‬
‫ل‬ ‫سهي ٍ‬‫‪ #‬أتاني عن ُ‬
‫بعاِدي‬ ‫من‬ ‫َ‬
‫بك‬ ‫فما‬ ‫فعاتْبني‬ ‫ب ُتريد ُ منى‬‫ن الِعتا َ‬ ‫‪ #‬فإن تك ُ ِ‬
‫ُتعاِدي‬ ‫ن‬
‫م ْ‬‫َ‬ ‫أَلهفا ً‬ ‫خزوم‬‫بم ْ‬ ‫‪ #‬أُتوعدنى وعبد مناف حولي‬

‫شدادِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ف الُعودِ في الك َُر ِ‬ ‫ضعي َ‬ ‫دنههي‬ ‫مْز قناتى ل تج ْ‬ ‫ن ت َغْ ِ‬ ‫‪ #‬فإ ْ‬
‫ف بهم أراِدي‬ ‫طئ الضعي ُ‬ ‫إذا وَ ِ‬ ‫ومهى‬ ‫مى الك َْرمين أبا ً بق ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫‪#‬أ َ‬
‫فالَعوادي‬ ‫ن‬
‫الَبواط ِ ُ‬ ‫ث‬
‫حي ُ‬ ‫إلى‬ ‫شك‬ ‫ّ‬
‫م منُعوا الظواهَِر غيَر َ‬ ‫‪ #‬هُ ُ‬
‫ّ‬
‫ن من الطرادِ‬ ‫وي َ‬ ‫ُ‬
‫م قد ط ِ‬ ‫واهِ َ‬
‫س َ‬‫َ‬ ‫ل ن َْهههههدٍ‬ ‫ُ‬
‫مّرةٍ وب ِك ّ‬‫ل طِ ِ‬ ‫‪ #‬بك ُ ّ‬
‫بالعمادِ‬ ‫رفع‬ ‫المجدِ‬ ‫رَِواقُ‬ ‫مَعد‪-‬‬
‫ت َ‬ ‫م ْ‬‫ف ‪-‬قدعَل ِ َ‬ ‫خي ْ ِ‬‫‪ #‬لهم بال َ‬
‫ابن الزبعرى يرد على موهب ‪ :‬فأجابه عبد الله بن الزبعرى؛ فقال ‪:‬‬
‫ُيناِدي‬ ‫فيها‬ ‫ببلدةٍ‬ ‫أجاَز‬
‫سوْءٍ‬
‫هب كحمارِ َ‬ ‫موْ َ‬ ‫سى َ‬ ‫م َ‬
‫‪ #‬وأ ْ‬
‫ُتعاِدي‬ ‫ن‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫سعْي ُ َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ض ّ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫سهَي ْل ً‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ #‬فإن العبد َ مثلك ل ُينههاوي‬
‫البلدِ‬ ‫في‬ ‫المقالةِ‬ ‫عن‬ ‫وعَد ّ‬ ‫سوِء عنه‬ ‫ن قَي ْ ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫‪ #‬فاْقصْر ياب َ‬
‫الّثمادِ‬ ‫من‬ ‫البحوُر‬ ‫فهْيهات‬ ‫ب أبي يزيهدٍ‬ ‫عتا َ‬ ‫‪ #‬ول تذكْر ِ‬
‫أمر المهاجرات بعد الهدنة‬
‫م كلثههوم بنههت‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وهاجرت إلى رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم أ ّ‬
‫عمارة والوليد ابنا عقبههة‪ ،‬حههتى قههدما‬‫معَْيط في تلك المدة‪ ،‬فخرج أخواها ُ‬ ‫عقبة بن أبي ُ‬
‫على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألنه أن يردها عليهما بالعهد الذي بينه وبين‬
‫قريش في الحديبية‪ ،‬فلم يفعل ‪ .‬أبي الله ذلك ‪.‬‬

‫آية المهاجرات ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني الزهريّ ‪ ،‬عن عروة ابههن الزبيههر‪ ،‬قههال ‪:‬‬
‫ت عليه وهو يكتب كتابا إلى ابن أبي هنيدة‪ ،‬صاحب الوليد بههن عبههد الملههك ‪ ،‬وكتههب‬ ‫دخل ّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫جَرا ٍ‬ ‫مهَهها ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫من َهها ُ‬‫مؤْ ِ‬ ‫م ال ُ‬ ‫جههاَءك ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫إليه يسأله عن قول الله تعالى ‪َ { :‬يا أي َّها ال ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫فارِ ل هُه ّ‬ ‫ُ‬
‫ن إ ِلى الك ّ‬ ‫جُعوهُ ّ‬ ‫ت فل ت َْر ِ‬ ‫َ‬ ‫مَنا ٍ‬ ‫مؤْ ِ‬‫ن ُ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ن عَل ِ ْ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫مان ِهِ ّ‬ ‫م ب ِِإي َ‬‫ن الله أعْل َ ُ‬ ‫حُنوهُ ّ‬ ‫مت َ ِ‬‫َفا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ذا آت َي ْت ُ ُ‬ ‫ن إِ َ‬‫حوهُ ّ‬ ‫ن َتنك ِ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ح عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫جَنا َ‬ ‫قوا وََل ُ‬ ‫ف ُ‬‫ما أن َ‬ ‫م َ‬‫ن َوآُتوهُ ْ‬ ‫ن ل َهُ ّ‬ ‫حّلو َ‬ ‫م يَ ِ‬‫م وََل هُ ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬‫ح ّ‬ ‫ِ‬
‫وافِرِ } ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صم ِ الك َ‬ ‫سكوا ب ِعِ َ‬ ‫م ِ‬‫ن وَل ت ُ ْ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫أ ُ‬
‫صمة‪ ،‬وهههي الحبههل والسههبب ‪ .‬قههال أعشههى بنههي‬ ‫ع ْ‬ ‫صم ‪ِ :‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬واحدة العِ َ‬
‫قَْيس بن ثعلبة ‪:‬‬
‫صم‬ ‫ع َ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ح ّ‬ ‫َ‬ ‫ونأخذ ُ من ك ّ‬
‫ل‬ ‫سَرى‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ #‬إلى المرِء قَْيس نطي ُ‬
‫وهذا البيت في قصيدة له ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ما َأن َ‬ ‫{ وا َ‬
‫م‬ ‫م َواللههه عَِليه ٌ‬ ‫م ب َي ْن َك ُه ْ‬ ‫حك ُه ُ‬ ‫م اللههه ي َ ْ‬ ‫حك ْه ُ‬‫م ُ‬ ‫قوا ذ َل ِك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬‫ما أن َ‬ ‫سألوا َ‬ ‫م وَل ْي َ ْ‬ ‫قت ُ ْ‬‫ف ْ‬ ‫سأُلوا َ‬ ‫َ ْ‬
‫م }]الممتحنة‪.[10 :‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ح‬‫َ‬ ‫هال‬
‫ه‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫هان‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫هلم‬ ‫ه‬ ‫وس‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫إن‬ ‫الزبير‪:‬‬ ‫بن‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫عرو‬ ‫إليه‬ ‫فكتب‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬
‫ن وليه ‪ ،‬فلما هاجر النساُء إلههى‬ ‫ِ‬ ‫إذ‬ ‫بغير‬ ‫جاء‬ ‫من‬ ‫عليهم‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ير‬ ‫أن‬ ‫م الحد َْيبية على‬ ‫قريشا ً يو َ‬
‫ن إلى المشركين إذا‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى السلم ‪ ،‬أبي الله أن يْرد َد ْ َ‬
‫لسههلم ‪ ،‬وأمههر بههرد‬ ‫ة فههي ا ِ‬ ‫ن بمحنههة السههلم ‪ ،‬فعرفههوا أنهههن إنمهها جئن رغبه ً‬ ‫حه ّ‬ ‫مت ِ‬ ‫هن ا ْ‬
‫حِبسههوا‬ ‫صدقاتهن إليهم إن احتبسن عنهههم ‪ ،‬إن هههم ردوا علهى المسههلمين صههداقَ مهن ُ‬
‫عنهم من نسائهم ‪ ،‬ذلك‬

‫ل الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم ‪ .‬فأمسك رسو ُ‬
‫ل ‪ ،‬وسأل الذي أمره الله به أن يسأل من صدقات نساء مههن حبسههوا‬ ‫النساء ورد الرجا َ‬
‫ل الذي يردون عليهم ‪ ،‬إن هم فعلوا‪ ،‬ولول الذي حكههم اللههه‬ ‫منهن ‪ ،‬وأن يردوا عليهم مث َ‬
‫ل ‪ ،‬ولههول‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم النساَء كما رد الرجهها َ‬ ‫به من هذا الحكم لرد رسو ُ‬
‫ن‬
‫ة والعهد الذي كان بينه وبين قريش يوم الحديبية لمسك النساء‪ ،‬ولههم يههردد ْ له ه ّ‬ ‫الهدن ُ‬
‫صداقا‪ ،‬وكذلك كان يصنع بمن جاءه من المسلمات قبل العهد‪.‬‬
‫ن‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وسألت الزهري عن هذه الية‪ ،‬وقول الله عز وجههل فيههها‪ { .‬وَإ ِ ْ‬
‫قوا‬ ‫ف ُ‬‫ما َأن َ‬
‫ل َ‬‫مث ْ َ‬
‫م ِ‬
‫جهُ ْ‬
‫َ‬
‫ن ذ َهَب َ ْ‬
‫ت أْزَوا ُ‬ ‫م َفآُتوا ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م إ َِلى ال ْك ُ ّ‬
‫فارِ فََعاقَب ْت ُ ْ‬ ‫جك ُ ْ‬
‫شيٌء م َ‬
‫ن أْزَوا ِ‬ ‫م َ ْ ِ ْ‬ ‫َفات َك ُ ْ‬
‫ن }]الممتحنة‪ [11 :‬فقال ‪ :‬يقول ‪ :‬إن فات أحههدا ً منكههم‬ ‫َ‬
‫مُنو َ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫م ب ِهِ ُ‬
‫ذي أن ْت ُ ْ‬ ‫قوا الله ال ّ ِ‬ ‫َوات ّ ُ‬
‫أهله إلى الكفار‪ ،‬ولم تأتكم امرأة تأخذون بها مثل الذي يأخذون منكم ‪ ،‬فعوضوهم مههن‬
‫َ‬
‫ت‬‫من َهها ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫جههاَءك ُ ْ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫فىء إن أصبتموه ‪ ،‬فلما نزلت هذه الية ‪َ { : :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫وافِرِ } كان ممن طلههق‬ ‫صم ِ ال ْك َ َ‬‫كوا ب ِعِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ت } إلى قول الله عز وجل ‪ { :‬وََل ت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫جَرا ٍ‬‫مَها ِ‬‫ُ‬
‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬طلق امرأته قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة ‪ ،‬فتزوجها بعده معاوية‬
‫جْرَول أم عبيدالله ابن عمههر‬ ‫بن أبي سفيان ‪ ،‬وهما على شركهما بمكة‪ ،‬وأم كلثوم بنت َ‬
‫جْهم بن حذيفة بن غانم ‪ ،‬رجل من قومه ‪ ،‬وهما على شركهما‪.‬‬ ‫الخزاعية‪ ،‬فتزوجها أبو َ‬
‫ض مههن كههان مههع رسههول‬ ‫بشرى فتح مكة‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬حدثنا أبو عبيدة ‪ :‬أن بع ه َ‬
‫ة ‪ :‬ألم تقل يا رسول الله إنههك تههدخل‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم قال له لما قدم المدين َ‬
‫ت لكم من عامى هههذا؟ قههالوا‪ :‬ل قههال ‪ :‬فهههو كمهها قههال لههى‬ ‫مكة آمنا؟ قال ‪ :‬بلى‪ ،‬أفقل ُ‬
‫جبريل عليه السلم ‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫خي َْبر‬
‫ذكر المسير إلى َ‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زياد‬
‫ابن عبد الله البكائى‪ ،‬عن محمد بن إسحاق المطلبي قال ‪ :‬ثم أقام رسول اللههه صههلى‬
‫ض المحههرم ‪ ،‬وولههى تلههك‬ ‫الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من الحديبية ذا الحجة وبع َ‬
‫الحجة المشركون ‪ ،‬ثم خرج في بقية المحرم إلى خيبر‬
‫حامل الراية يوم خيبر‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل على المدينة‬
‫مي َْلة بن عبد الله الّليثى‪ ،‬ودفع الراية إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنههه ‪ ،‬وكههانت‬ ‫نُ َ‬
‫بيضاء‪.‬‬
‫رجز لبن الكوع ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني محمد بن إبراهيم‬
‫دهر السلمى أن أباه حههدثه ‪ :‬أنههه سههمع‬ ‫ى عن أبي الهي َْثم بن نصر بن ُ‬ ‫م ّ‬
‫ابن الحارث التي ِ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر ابن الكههوع ‪ ،‬وهههو‬
‫سَنان ‪ :‬انزل يابن الكههوع ‪ ،‬فخهذ ْ لنهها‬ ‫وع ‪ ،‬وكان اسم الكوع ِ‬ ‫سَلمة بن عمرو بن الك ْ َ‬ ‫عم َ‬
‫هناتك ‪ ،‬قال ‪ :‬فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪:‬‬ ‫من َ‬

‫‪297‬‬
‫ول تصدْقتا ول صلْينا‬ ‫‪ #‬وال لول ال ما اهتدينا‬
‫وإن أرادوا فتنًة أبينا‬ ‫‪ #‬إنا إذا قوم َبَغْوا علينــا‬
‫ت القداَم إن لَقْيَنا‬
‫وثّب ِ‬ ‫ن سكينًة علينـــا‬ ‫‪ #‬فأنِزَل ْ‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يرحُمك ال ‪ ،‬فقال عمر بن الخطاب ‪ :‬وجبت وال يا رسول ال ‪ ،‬لو أمتعتنا به ! فُقتل يوَم خيبر شهيدًا‪ ،‬وكان َقْتُله ‪ ،‬فيما بلغني‪ ،‬أن سيَفه رجع عليه وهو يقاتل ‪،‬‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ن أخيه سلمُة بن عمرو بن الكوع رسو َ‬ ‫حه ‪ ،‬حتى سأل اب ُ‬
‫فَكَلمه َكْلمًا شديدًا‪ ،‬فمات منه ‪ ،‬فكان المسلمون قد شّكوا فيه ‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنما قتله سل ُ‬

‫س ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنههه لشهههيد‪،‬‬ ‫ل النا ِ‬‫عن ذلك ‪ ،‬وأخبره بقو ِ‬
‫وصّلى عليه ‪ ،‬فصلى عليه المسلمون‬
‫ما دعا به صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬حههدثني‬
‫معّتب بههن عمههرو‪:‬‬ ‫ي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي ُ‬ ‫مْروان السلم ّ‬ ‫من ل أتهم ‪ ،‬عن عطاء بن أبي َ‬
‫خْيبر قال لصحابه ‪ ،‬وأنهها فيهههم ‪:‬‬ ‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على َ‬
‫ب الرضههين ومهها أقللههن ‪ ،‬ورب‬ ‫ت ومهها أظللههن ور ّ‬ ‫ب السههموا ِ‬
‫مر ّ‬ ‫قفههوا‪ ،‬ثههم قههال ‪ :‬اللهه ّ‬
‫الشياطين وما أضللن ‪ ،‬ورب الرياح وما أذ َْرْين ‪ ،‬فإنا نسألك خيَر هذه القرية وخير أهلها‬
‫وخير ما فيها‪ ،‬ونعوذ بك من شّرها وشّر أهِلها وشر ما فيها‪ ،‬أقْ ِ‬
‫دموا بسههم اللههه ‪ .‬قههال ‪:‬‬
‫وكان يقولها عليه السلم لكل قرية دخلها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫فرار أهل خيبر من الرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من‬
‫ل أتهم عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غههزا قوم ها ً‬
‫لم ي ُغِْر عليهم حتى ُيصبح ‪ ،‬فإن سمع أذانا ً أمسك ‪ ،‬وإن لم يسمع أذانا ً أغار‪ ،‬فنزلنا خيبر‬
‫ليل‪ ،‬فبات رسول الله صلى الله عليه وسهلم حهتى إذا أصهبح لهم يسهمع أذانها‪ ،‬فركهب‬
‫م رسههول اللههه صههلى اللههه‬ ‫ت خلف أبي طلحة‪ ،‬وإن قدمى لتمس قههد َ‬ ‫وركبنا معه ‪ ،‬فركب ُ‬
‫ل خيبر غادين ‪ ،‬قد خرجوا بمساحيهم ومكههاتلهم ‪ .‬فلمهها رأوا‬ ‫عليه وسلم واستقبلنا عما ُ‬
‫رسول الله ‪ ،‬صلى الله عليه وسلم والجيش‪ ،‬قالوا‪ :‬محمههد والخميس ه معههه ! فههأدبروا‬
‫خربههت خيههبر ‪ ،‬إنهها إذا نزلنهها‬ ‫هُّرابًا‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬الله أكههبر‪َ ،‬‬
‫من ْ َ‬
‫ذرين ‪.‬‬ ‫بساحةِ قوم ٍ فساء صباح ال ُ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثنا هارون عن حميد‪ ،‬عن أنس بمثله ‪.‬‬
‫طريقه صلى الله عليه وسلم إلى خيبر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسول اللههه صههلى‬
‫عصههر‪ ،‬فُبنههى لههه فيههها‬ ‫الله عليه وسلم حين خرج من المدينههة إلههى خيههبر سههلك علههى ِ‬
‫صْهباء‪ ،‬ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه حههتى نههزل‬ ‫مسجد‪ ،‬ثم على ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بوادٍ يقال له الّرجيع ‪ ،‬فنزل بينهم وبين غطفان ‪ ،‬ليحول بينهم وبين أن يمدوا أهل خيبر‪،‬‬
‫وكانوا لهم مظاهرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫غطفان تحاول مساعدة أهل خيبر وإخذال الله لهم ‪ :‬فبلغني‬


‫أن غطفان لما سمعت بمنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر‪ ،‬جمعههوا لههه ‪،‬‬
‫فهههم فهي أمههوالهم‬ ‫معوا خل َ‬ ‫ة سه ِ‬‫قل َه ً‬
‫من ْ َ‬‫ثم خرجوا ليظاهروا يهود َ عليههه ‪ ،‬حهتى إذا سههاروا َ‬
‫م قد خالفوا إليهههم ‪ ،‬فرجعههوا علهى أعقههاِبهم‪ .‬فأقههاموا فههي‬ ‫سا‪ ،‬ظنوا أن القو َ‬ ‫ح ّ‬
‫وأهليهم ِ‬
‫وا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين خيبر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫خل ْ‬ ‫أهليهم وأموالهم ‪ ،‬و َ‬
‫ل يأخههذها مههال ً‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسههلم المههوا َ‬ ‫ى رسو ُ‬ ‫افتتاِح حصون خيبر‪ :‬وتدن ّ ِ‬
‫حصن ناعم ‪ ،‬وعنده ُقتههل محمههود‬ ‫حصنَا‪ .‬فكان أول حصونهم افُتتح ِ‬ ‫حصنا ً ِ‬
‫ل‪ ،‬ويفتتحها ِ‬ ‫ما َ‬
‫قي ْههق ‪،‬‬
‫ح َ‬
‫صههن بنههي أبههي ال ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫مههوص ‪ِ ،‬‬ ‫ق ُ‬‫سَلمة ألقيت عليههه منههه رحهها فقتلتههه ‪ ،‬ثههم ال َ‬ ‫م ْ‬‫بن َ‬
‫ى بهن‬ ‫حَيه ّ‬
‫ت ُ‬‫ة بنه ُ‬
‫ل الله صلى اللهه عليهه وسهلم منههم سهبايا‪ ،‬منههن صهفي ُ‬ ‫وأصاب رسو ُ‬
‫ل‬‫م لها‪ ،‬فاصطفى رسههو ُ‬ ‫ى عَ ّ‬ ‫خ َ‬
‫قيق ‪ ،‬وبنت ْ‬ ‫ح َ‬
‫طب ‪ ،‬وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبي ال ُ‬ ‫أ ْ‬
‫حَية بن خليفة الكلبي قد سأل رسههول‬ ‫ة لنفسه ‪ .‬وكان دِ ْ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم صفي َ‬
‫ى عمههها‪ ،‬وفشههت‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم صههفية فلمهها أصههفاها لنفسههه أعطههاه ابنههت ْ‬
‫السبايا من خيبر في المسلمين ‪.‬‬
‫م الحمههر الهليههة مههن‬ ‫أشياء نهى عنههها الرسههول يههوم خيههبر‪ :‬وأكههل المسههلمون لحههو َ‬
‫حمرها‪ ،‬فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فنهى الناس عن أمور سماها لهم ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فزاري عههن عبههد اللههه بههن‬ ‫مرة ال َ‬ ‫َ ْ‬‫ض‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫فحدثني‬ ‫‪:‬‬ ‫إسحاق‬ ‫ابن‬ ‫قال‬
‫ى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫سليط ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬أتانا نه ُ‬ ‫أبي َ‬
‫لنسية‪ ،‬والقدور تفور بها‪ ،‬فكفأناها على وجوهها‪.‬‬ ‫عن أكل لحوم الحمر ا ِ‬

‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد الله بن أبي َنجيح ‪ ،‬عن مكحول‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاهم يومئذ عن إتيان الحبالى من السههبايا‪ ،‬وعههن‬
‫أكل الحمار الهلي ‪ ،‬وعن أكل كل ذي ناب من السباع ‪ ،‬وعن بيع المغانم حتى ُتقسم ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني س ّ‬
‫لم بن ك ِْرك َِرة‪ ،‬عن عمرو بن دينار‪ ،‬عهن جههابر بههن عبههد‬
‫الله النصاري ‪ ،‬ولم يشهد جابر خيبر‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسههلم حيههن نهههى‬
‫الناس عن أكل لحوم الحمر‪ ،‬أذن لهم في أكل لحوم الخيل ‪.‬‬
‫جيههب ؛ عههن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن أبي مرزوق مولى ت ُ ِ‬
‫حَنش الصْنعانى‪ ،‬قال ‪ :‬غزْونا مع ُروَْيفع بن ثابت‬
‫َ‬
‫‪301‬‬
‫جْربههة‪ ،‬فقههام فينهها خطيبها‪ً،‬‬ ‫النصاري المغرب ‪ ،‬فافتتح قرية من قرى المغرب يقال لهها ِ‬
‫فقال ‪ :‬يأيها الناس ‪ ،‬إنى ل أقول فيكم إل ما سمعت من رسول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم بقوله فينا يوم خيبر‪ ،‬قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ىء يؤمن بالله واليوم الخر أن يسقي ماؤه زرعَ غيههره ‪ ،‬يعنههي إتيههان‬ ‫فقال ل يحل لمر ٍ‬
‫ىء يههؤمن بههالله واليههوم الخههر أن يصههيب امههرأةً مههن‬ ‫الحبالى من السبايا‪ ،‬ول يحل لمر ٍ‬
‫ىء يؤمن بههالله واليههوم الخههر أن يههبيع مغنمها ً حههتى‬ ‫السبي حتى يستبرَئها‪ ،‬ول يحل لمر ٍ‬
‫ب دابة مههن فىههء المسههلمين‬ ‫ُيقسم ‪ ،‬ول يحل لمرىٍء يؤمن بالله واليوم الخر أن يرك َ‬
‫ى يؤمن بالله واليوم الخر أن يلبههس ثوبها ً مههن‬ ‫دها فيه ‪ ،‬ول يحل لمر ٍ‬ ‫حتى إذا أعجفها ر ّ‬
‫فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه ‪.‬‬
‫حههدث عههن عبههادة بههن‬ ‫سهْيط ؛ أنههه ُ‬ ‫ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يزيد بن عبد الله بن ق َ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن أن نههبيع أو نبتههاع‬ ‫الصامت ‪ ،‬قال ‪ :‬نهانا رسو ُ‬
‫تبَر الذهب بالذهب العين ‪ ،‬وتبر الفضة بالوَِرق العين ‪ ،‬وقال ‪ :‬ابتاعوا تبر الذهب بالوَِرق‬
‫العين ‪ ،‬وتبر الفضة بالذهب العين ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم جعل رسول اللههه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم يتد َّنى الحصون والموال ‪.‬‬
‫ض‬
‫افتتاح أعظم الحصون على بني سهم ‪ :‬فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدثه بع ُ‬
‫سلم ‪ :‬أن بني سهم من أسلم أتوا رسول‬ ‫أ ْ‬
‫‪302‬‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا‪ ،‬والله يها رسهول اللهه لقهد جههدنا ومها بأيهديِنا مهن‬
‫شيء ‪ ،‬فلم يجدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم شههيئا ً يعطيهههم إيههاه ‪ ،‬فقههال ‪:‬‬
‫اللهم إنك قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة‪ ،‬وأن ليس بيدي شىء أعطيهههم إيههاه ‪،‬‬
‫فافتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء وأكثرها طعاما وودكا‪ ،‬فغدا النههاس ‪ ،‬ففتههح اللههه‬
‫دكا ً منه ‪.‬‬ ‫معاذ‪ ،‬وما بخيبر حصن كان أكثر طعاما وو َ‬ ‫صْعب بن ُ‬ ‫عز وجل حصن ال ّ‬
‫آخر الحصون فتحا‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما افتتح رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬ ‫ً‬
‫طيههح‬‫ص هَنيهم الوَ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫مههن حصههونهم مهها افتتههح ‪ ،‬وحههاز مههن المههوال مهها حههاز‪ ،‬انتهههوا إلههى ِ‬
‫سللم ‪ ،‬وكان آخر حصون أهل خيبر افتتاحا‪ ،‬فحاصرهم رسول الله صلى اللههه عليههه‬ ‫وال ّ‬
‫وسلم بضع عشرة ليلة‪.‬‬
‫شعار المسلمين يوم خيبر‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وكان شعار أصحاب الرسول صلى الله‬
‫ت‪.‬‬‫م ْ‬
‫تأ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عليه وسلم يوم خيبر‪ :‬يا منصور أ ِ‬
‫مقتل مرحب اليهودي ‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬فحههدثني عبههد اللههه بههن سهههل بههن عبههد‬
‫ب اليهههودي‬ ‫ح ُ‬
‫مْر َ‬‫الرحمن بن سهل ؛ أخو بني حارثة‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج َ‬
‫من حصنهم ‪ ،‬قد جمع سلحه ‪ ،‬يرتجز وهو يقول ‪:‬‬
‫ب‬ ‫جّر ْ‬
‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫طل‬ ‫بَ َ‬ ‫السلِح‬ ‫شاكى‬ ‫ب‬
‫ح ْ‬ ‫مْر َ‬‫ى َ‬‫ت خيبُر أن ٍ‬ ‫‪ #‬قد علم ْ‬
‫ب‬ ‫حز ْ‬‫تَ َ‬ ‫ت‬‫أقبل ْ‬ ‫ث‬‫الليو ُ‬ ‫إذا‬ ‫ب‬‫ضرِ ْ‬‫ن أحيانا ً وحينا أ ْ‬‫‪ #‬أطعُ ُ‬
‫ب‬‫حمايَ للحمى ل ُيقَر ْ‬ ‫‪ #‬إن ِ‬
‫وهو يقول ‪ :‬من يبارز؟ فأجابه كعب بن مالك ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ب‬ ‫ْ‬
‫صل ُ‬ ‫ُ‬ ‫جرىء‬ ‫مى‬ ‫الغُ ّ‬ ‫ج‬
‫مفّر ُ‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ت خيبُر أني كع ُ‬ ‫‪ #‬قد علم ْ‬

‫ب‬‫ض ُ‬
‫عَ ْ‬ ‫ق‬‫كالعقي ِ‬ ‫م‬‫حسا ٌ‬ ‫ب‬ ‫معي‬
‫ب تلتها الحر ُ‬ ‫‪ #‬إذ شبت الحر ُ‬
‫ب‬
‫الن ّهْ ُ‬ ‫يفىءَ‬ ‫أو‬ ‫الجزاَء‬ ‫نعطي‬
‫ب‬‫ل الصع ُ‬ ‫‪ #‬نطؤكم حتى ي َذِ ّ‬
‫ب‬
‫ض ليس فيه عَت ْ ُ‬ ‫ف ما ٍ‬‫‪ #‬بك ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني أبو زيد النصاري ‪:‬‬
‫ب‬‫الحر ُ‬ ‫ب‬‫ش ّ‬‫تُ َ‬ ‫متى‬ ‫وأننى‬ ‫ب‬‫‪ #‬قد علمت خيبُر أني كعهههه ُ‬
‫ب‬
‫ض ُ‬
‫كالعقيق عَ ْ‬ ‫م‬
‫معى حسا ٌ‬ ‫ب‬‫صل ْ ُ‬‫ل جريٌء ُ‬ ‫ض على الهوْ ِ‬ ‫‪ #‬ما ٍ‬
‫ب‬
‫الصع ُ‬ ‫ي َذِ ّ‬
‫ل‬ ‫حتى‬ ‫دككم‬
‫نَ ُ‬ ‫ب‬
‫ض ليس فيه عَْتههه ُ‬ ‫ف ما ٍ‬
‫‪ #‬بك ّ‬
‫مَير‪.‬‬
‫ح ْ‬
‫مْرحب من ِ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬و َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عبد الله بن سهل ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله النصاري قال ‪:‬‬
‫سَلمة ‪ :‬أنا له‬‫م ْ‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬من لهذا؟ قال محمد بن َ‬
‫يا رسول الله ‪ ،‬أنا والله ‪ ،‬الموتور الثائر‪ُ ،‬قتل أخي بالمس ‪ ،‬فقال ‪ :‬فقههم إليههه ‪ ،‬اللهههم‬
‫مرية مههن شههجر‬ ‫دهما من صاحبه ‪ ،‬دخلت بينهما شجرة عُ ْ‬ ‫أعْنه عليه ‪ .‬قال ‪ :‬فلما دنا أح ُ‬
‫شر‪ ،‬فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه ‪ ،‬كلما لذ بها منه اقتطههع صههاحبه بسههيفه مهها‬ ‫العُ َ‬
‫دونه منها‪ ،‬حتى برز كل واحد منها لصاحبه ‪ ،‬وصارت بينهمهها كالرجههل القههائم ‪ ،‬مهها فيههها‬
‫فه‬ ‫درقههة‪ ،‬فوقههع سههي ُ‬ ‫سلمة‪ ،‬فضربه ‪ ،‬فاتقههاه بال ّ‬‫م ْ‬
‫مْرحب على محمد بن َ‬ ‫فََنن ‪ ،‬ثم حمل َ‬
‫فيها‪ ،‬فعضت به فأمسكته ‪ ،‬وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله ‪.‬‬
‫حب أخوه ياسههر‪ ،‬وهههو يقههول ‪:‬‬ ‫مْر َ‬
‫مقتل ياسر اليهودي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم خرج بعد َ‬
‫عروة أن الزبير‬ ‫من يبارز‪ ،‬فزعم هشام بن ُ‬

‫ابن العوام خرج إلى ياسر‪ ،‬فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب ‪ :‬يقتل ابنههي يهها رسههول‬
‫الله ! قال ‪ :‬بل ابنك يقتله إن شاء الله ‪ -‬فخرج الزبير فالتقيا‪ ،‬فقتله الزبير‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني هشام بن عروة ‪ :‬أن الزبير كان إذا قيل له ‪ :‬واللههه إن كههان‬
‫سيفك يومئذ لصارما ً عضبا‪ ،‬قال ‪ :‬والله ما كان صارما‪ ،‬ولكني أكرهته ‪.‬‬
‫ى‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬وحههدثني ب َُري ْههدة بههن سههفيان بههن فههروة‬
‫فتح خيبرعلى يههد عله ّ‬
‫سَلمة بن عمرو بن الكههوع ‪ ،‬قههال ‪َ :‬بعههث رسههول اللههه‬ ‫سَلمى‪ ،‬عن أبيه سفيان ‪ ،‬عن َ‬ ‫ال ْ‬
‫ديق رضي الله عنه برايته ‪ ،‬وكانت بيضههاء‪ ،‬فيمهها قههال‬ ‫صلى الله عليه وسلم أبا بكر الص ّ‬
‫خْيبر‪ ،‬فقاتل ‪ ،‬فرجع ولم يك فتههح ‪ ،‬وقههد جهههد‪ ،‬ثههم بعههث‬ ‫ابن هشام ‪ ،‬إلى بعض حصون َ‬
‫الغد َ عمَر بن الخطاب ‪ ،‬فقاتل ثم رجع ولم يك فتح ‪ ،‬وقد جهد‪ ،‬فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫ُ‬
‫" لعطين الراية غدا رجل ُيحبه الله ورسوله ‪ ،‬يفتح اللههه علههى يههديه ‪ ،‬ليههس بفهّرار"‪.‬‬
‫سَلمة‪ :‬فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ها ً رضههوان اللههه عليههه ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬يقول َ‬
‫وهو أرمد‪ ،‬فتفل في عينه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬خذ هذه الراية‪ ،‬فامض بها حتى يفتههح اللههه عليههك‬
‫"‪.‬‬
‫ة‪ ،‬وإنا لخلفه نتبع أثههره ‪ ،‬حههتى‬ ‫قال ‪ :‬يقول سلمة ‪ :‬فخرج والله بها يأِنح يهرول هرول ً‬
‫حصهن ‪،‬‬ ‫طلع إليه يههودي مهن رأس ال ِ‬ ‫حصن ‪ ،‬فا ّ‬‫ضم من حجارة تحت ال ِ‬ ‫ركز رايته في ر ْ‬
‫فقال ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪:‬‬

‫أنا علي بن أبي طالب ‪ .‬قال ‪ :‬يقول اليهودي ‪ :‬علوتم ‪ ،‬وما أنزل على موسههى‪ ،‬أو كمهها‬
‫قال ‪ .‬قال ‪ :‬فما رجع حتى فتح الله على يديه ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني عبههد اللههه بههن‬
‫الحسن ‪ ،‬عن أبي رافع ‪ ،‬مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬خرجنا مع علي‬
‫بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ‪ ،‬حيههن بعثههه رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫صن خرج إليه أهلههه فقههاتلهم ‪ ،‬فضههربه رجههل مههن يهههود‪ ،‬فطههاح‬ ‫ح ْ‬
‫برايته فلما دنا من ال ِ‬
‫سه من يده ‪ ،‬فتناول على عليه السلم بابا كان عند الحصن فتّرس بههه عههن نفسههه ‪،‬‬ ‫تر ُ‬
‫فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ‪ ،‬ثم ألقاه مههن يههده حيههن فههرغ ‪ ،‬فلقههد‬
‫قلب ذلك الباب ‪ ،‬فما نقلبه ‪.‬‬ ‫جَهد على أن ن َ ْ‬
‫رأيُتني في نفر سبعة معي ‪ :‬أنا ثامنهم ‪ ،‬ن َ ْ‬
‫سفيان السلمي ‪ ،‬عن بعههض‬ ‫حديث أبي اليسر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني ب َُريدة بن ُ‬
‫سر كعب بن عمرو‪ ،‬قال ‪:‬والله إنا لمع رسههول اللههه صههلى‬ ‫سَلمة عن أبي الي َ َ‬ ‫رجال بني َ‬
‫الله عليه وسلم بخيبر ذات عشية‪ ،‬إذ أقبلت غنم لرجل من يهود تريد حصههَنهم ‪ ،‬ونحههن‬
‫محاصروهم ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬من رجل يطعمنا من هذا الغنم‬
‫ل ؛ قال ‪ :‬فخرجت أشههتد مثههل‬ ‫سر‪ :‬فقلت ‪ :‬أنا يا رسول الله ؛ قال ‪ :‬فافع ْ‬ ‫؟ قال أبو الي َ َ‬
‫مولي ها ً قههال ‪ :‬اللهههم أمتعنهها‬
‫ى رسول الله صلى الله عليه وسههلم ُ‬ ‫الظليم ‪ ،‬فلما نظر إل ّ‬
‫ن ‪ ،‬فأخههذت شههات َْين مههن أخراههها‪،‬‬ ‫حصه َ‬ ‫به ‪ .‬قال ‪ :‬فههأدركت الغنههم وقههد دخلههت أولههها ال ِ‬
‫فأحتضنتهما تحت يديّ ‪ ،‬ثم أقبلت بهما أشتد‪ ،‬كأنه ليس معى شيء ‪ ،‬حتى ألقيتهما عند‬
‫سههر مههن آخههر‬‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فذبحوهما فأكلوهمهها‪ ،‬فكههان أبههو الي َ َ‬
‫دث هذا الحديث بكههى‪ ،‬ثههم‬ ‫أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلكًا‪ ،‬فكان إذا ح ّ‬
‫رهم هُْلكًا‪.‬‬ ‫ت من آخ ِ‬‫مري ‪ ،‬حتى كن ُ‬ ‫قال ‪ :‬أمتعوا بى‪ ،‬لعَ ْ‬

‫ل الله صههلى اللههه عليههه‬ ‫قصة صفية رضي الله عنها‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما افتتح رسو ُ‬
‫قيههق ‪ ،‬أتههي رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫ح َ‬
‫قموص ‪ ،‬حصن بني أبههي ال ُ‬ ‫وسلم ال َ‬
‫حيى بن أخطب ‪ ،‬وبأخرى معها‪ ،‬فمر بهما على قتلى من قتلى يهههود؛ فلمهها‬ ‫بصفية بنت ُ‬
‫ب علههى رأسههها؛ فلمهها رآههها‬ ‫رأتهم التي مع صفية صاحت ‪ ،‬وصكت وجههها وحثههت الههترا َ‬
‫رسول الله صلى الله عليههه وسههلم قهال ‪ :‬أعزبههوا عنهى ههذه الشهيطانة‪ ،‬وأمههر بصهفية‬
‫فه ‪ ،‬وألقى عليها رداَءه ؛ فعرف المسلمون أن رسول الله صلى اللههه عليههه‬ ‫ت خل ْ َ‬ ‫فحيز ْ‬
‫وسلم قد اصطفاها لنفسه ‪ .‬فقال رسههول اللهه صهلى اللههه عليههه وسهلم لبلل ‪ ،‬فيمها‬
‫ت منك الرحمة يا بلل ‪ ،‬حين تمر بامرأتين‬ ‫بلغني حين رأى بتلك اليهودية ما رأى‪ :‬أُنزع ْ‬
‫على قتَلى رجالهما؟ وكانت صفية قد رأت في المنام وهى عروس بكنانة بن الربيع ابن‬
‫قْيق ‪ ،‬أن قمرا ً وقع في حجرها‪ ،‬فعرضت روياها على زوجها؛ فقال ‪ :‬ما هههذا إل‬ ‫ح َ‬
‫أبي ال ُ‬
‫ضر عيَنها منها‪ .‬فههأتى بههها رسههول‬ ‫ً‬
‫ن ملك الحجاز محمدا‪ ،‬فلطم وجهها لطمة خ ّ‬ ‫مّني َ‬ ‫أنك ت َ َ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وبها أثر منه ‪ ،‬فسألها مما هو؟ فأخبرته هذا الخبر‪.‬‬
‫ما أخفاه كنانة بن الربيع وعقوبته ‪ :‬وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ن يعههرف‬ ‫بكنانة بن الربيع ‪ ،‬وكان عنده ك َْنز بنههي النضههير‪ ،‬فسههأله عنههه ‪ ،‬فجحههد أن يكههو َ‬
‫ل مهن يهههود‪ ،‬فقهال لرسهول اللهه‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسهلم رجه ٌ‬ ‫مكاَنه ‪ ،‬فأتي رسو َ‬
‫ربة كل غداة؛ فقال رسول الله‬ ‫خ ِ‬‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إني رأيت كنانة يطيف بهذه ال َ‬
‫صلى الله عليه وسلم لكنانة ‪ :‬أرأيت إن وجدناه عنههدك ‪ ،‬أقتلههك ؟ قههال ‪ :‬نعههم ‪ ،‬فههأمر‬
‫ربة فحفرت ‪ ،‬فأخرج منههها بعههض كنزهههم ‪ ،‬ثههم‬ ‫خ ِ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بال َ‬
‫سأله عما بقي ‪ ،‬فأبي أن يؤدَيه ‪ ،‬فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير ابههن‬
‫ذبه حتى تستأصل ما عنده ‪ ،‬فكان الزبير يقدح‬ ‫العوام ‪ ،‬فقال ‪ :‬ع ّ‬
‫‪307‬‬
‫بَزن ْد ٍ في صدره ‪ ،‬حتى أشرف على نفسه ‪ ،‬ثم دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫سَلمة‪ ،‬فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫إلى محمد بن َ‬
‫وطيههح‬ ‫ل خيبر في حصههنيهم ال َ‬ ‫صلح خيبر‪ :‬وحاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أه َ‬
‫والسللم ‪ ،‬حتى إذا أيقنوا بالَهلكة‪ ،‬سألوه أن يسّيرهم وأن يحقن لهم دماَءهم ‪ .‬ففعل ‪.‬‬
‫كتيبههة‬ ‫ل كّلههها‪ :‬ال ّ‬
‫ش هقّ وَنطههاةَ وال َ‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم قد حاز المههوا َ‬ ‫وكان رسو ُ‬
‫وجميع حصونهم ‪ ،‬إل ما كان من ذينك الحصنين ‪.‬‬
‫دك قد صنعوا‬ ‫أهل فدك يطلبون المان ‪ :‬فلما سمع بهم أهل فَ َ‬
‫ما صنعوا‪ ،‬بعثوا إلى رسول اللهه صهلى اللهه عليهه وسهلم يسهألونه أن يسهّيرهم ‪ ،‬وأن‬
‫ل ‪ ،‬ففعل ‪.‬‬ ‫يحقن دماَءهم ‪ ،‬ويخّلوا له الموا َ‬
‫صههة ابههن‬ ‫حي ّ َ‬
‫م َ‬
‫وكان فيمن مشى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم في ذلههك ُ‬
‫مسعود‪ ،‬أخو بني حارثة‪.‬‬
‫مصالحة أهل خيبر‪ :‬فلما نزل أهل خيبر على ذلههك ‪ ،‬سههألوا رسههول اللههه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم أن يعاملهم في الموال على النصف ‪ ،‬وقالوا‪ :‬نحن أعلم بها منكم ‪ ،‬وأعمر‬
‫لها‪ .‬فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علههى النصههف ‪ ،‬علههى أنهها إذا شههئنا أن‬
‫نخرجكههم أخرجنههاكم ‪ ،‬فصههالحه أهههل فههدك علههى مثههل ذلههك ‪ ،‬فكههانت خيههبر فيئا ً بيههن‬
‫جلبههوا‬
‫المسلمين ‪ ،‬وكانت فدك خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬لنهههم لههم ي َ ْ‬
‫عليها بخيل ول ركاب ‪.‬‬
‫ل الله صلى الله عليه وسههلم أهههدت لههه‬ ‫ن رسو ُ‬‫قصة الشاة المسمومة ‪ :‬فلما اطمأ ّ‬
‫صِلية ‪ ،‬وقد‬
‫م ْ‬ ‫ش َ‬
‫كم ‪ ،‬شاةً َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ّ‬
‫لم بن ِ‬ ‫ب بنت الحارث ‪ ،‬امرأة َ‬‫زين ُ‬

‫سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم فقيههل لههها‪:‬‬
‫مت ساَئر الشاة‪ ،‬ثم جههاءت بههها‪ .‬فلمهها وضههعتها‬ ‫س ّ‬
‫الذراع ؛ فأكثرت فيها من السم ‪ ،‬ثم َ‬
‫ة ‪ .‬فلههم‬‫مضههغ ً‬ ‫بين يديْ رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬تنههاول الههذراعَ ‪ ،‬فلك منههها ُ‬
‫سْغها‪ ،‬ومعه بشر بن البراء بن معرور‪ ،‬قد أخذ منها كما أخههذ رسههول اللههه صههلى اللههه‬ ‫يُ ِ‬
‫عليه وسلم َ‪ ،‬فأما بشر فأساغها‪ ،‬وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلفظههها‪ ،‬ثههم‬
‫قال ‪ :‬إن هذا العظم لُيخبرني أنه مسموم ‪ ،‬فاعترفت فقههال ‪ :‬مهها حملههك علههى ذلههك ؟‬
‫ت منههه ‪ ،‬وإن‬ ‫ملكا اسههترح ُ‬ ‫ف عليك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إن كان َ‬ ‫قالت ‪ :‬بلغت من قومى ما لم َيخ َ‬
‫خَبر‪ ،‬قال ‪ :‬فتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬ومههات بشههر‬ ‫كان نبيا ً فسي ُ ْ‬
‫من أكلته التي أكل ‪.‬‬
‫مَروان بن عثمان ابن‬ ‫موته صلى الله عليه وسلم شهيدًا‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني َ‬
‫معَّلى‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم وقههد قههال فههي‬ ‫أبي سعيد بن ال ُ‬
‫م بشههر‪ ،‬إن‬ ‫مرضه الذي ُتوفي فيه ‪ ،‬ودخلت أم بشر بنت البراء بن معرور تعههوده ‪ :‬يهها أ ّ‬
‫ت فيه انقطاع أبهري من الكلة التي أكلت مع أخيك بخيبر قههال ‪ :‬فههإن‬ ‫هذا الوان وجد ُ‬
‫ً‬
‫كان المسلمون ليرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدا‪ ،‬مع ما أكرمههه‬
‫الله به من النبوة ‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫محاصرة وادي القرى‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قَرى‪ ،‬فحاصر أهَله ليالى‪ ،‬ثم انصرف راجعا إلى المدينة‪.‬‬ ‫من خيبر انصرف إلى وادي ال ُ‬
‫ور بن يزيد‪ ،‬عن سههالم ‪ ،‬مههولى‬ ‫ل من الغنيمة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني ث َ ْ‬ ‫جزاء الغا ّ‬
‫مطيع ‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال ‪ :‬فلما انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه‬ ‫عبد الله بن ُ‬
‫وسلم عن خيبر إلى وادي القرى نزلنا بها أصيل مع مغرب الشمس ‪ ،‬ومع رسههول اللههه‬
‫ضِبينى ‪.‬‬
‫صلى الله عليه وسلم غلم له أهداه له رفاعة بن زيد الجذامى‪ ،‬ثم ال ّ‬
‫جذام ‪ ،‬أخو لخم ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫حل رسول الله صلى الله عليههه وسههلم إذ أتههاه سهههم غ هْرب‬ ‫قال ‪ :‬فوالله إنه ليضع َر ْ‬
‫فأصابه فقتله ‪ ،‬فقلنا‪ :‬هنيئا له الجنههة‪ ،‬فقههال رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم كل‪،‬‬
‫والذي نفس محمد بيده ؛ إن شملته الن لتحترق عليه في النههار‪ ،‬كههان غَّلههها مههن فيههء‬
‫المسلمين يوم خيبر‪ ،‬قال ‪ :‬فسمعها رجل مههن أصههحاب رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫قد ّ لههك‬‫شَراكْين لنعلين لي ؛ قال ‪ :‬فقال ‪ :‬ي ُ َ‬ ‫وسلم ‪ ،‬فأتاه فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أصبت ِ‬
‫مثلهما من النار‪.‬‬
‫جراب الشحم الذي أصابه ابن مغفل ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني من ل أتهههم ‪ ،‬عههن‬
‫مَزنى‪ ،‬قال ‪ :‬أصبت من فىء خيبر جراب شههحم ‪ ،‬فههاحتملته علههى‬ ‫فل ال ُ‬
‫مغَ ّ‬ ‫عبد الله بن ُ‬
‫جعههل عليههها‪ ،‬فأخههذ‬ ‫عاتقى إلى رحلي وأصحابي ‪ .‬قال ‪ :‬فلقيني صههاحب المغههانم الههذي ُ‬
‫مه بين المسلمين‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل والله ل أعطيكه ‪ ،‬قال ‪:‬‬‫م هذا نقس ْ‬
‫بناحيته وقال ‪ :‬هل ّ‬
‫فجعل يجاذبني الجراب ‪ .‬قال ‪ :‬فرآنا رسول الله صهلى اللهه عليهه وسهلم ونحهن نصهنع‬
‫ذلك ‪ .‬قال ‪ :‬فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا‪ ،‬ثم قال لصاحب المغههانم‬
‫‪:‬ل‬

‫حلى وأصحابي ‪ ،‬فأكلناه ‪.‬‬ ‫ل بينه وبينه ‪ ،‬قال ‪ :‬فأرسله ‪ ،‬فانطلقت به إلى َر ْ‬ ‫خ ّ‬ ‫أبا لك ‪َ ،‬‬
‫عرس رسول الله صلى الله عليههه‬ ‫حراسة أبي أيوب الرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما أ ْ‬
‫وسلم بصفية‪ ،‬بخيبر أو ببعض الطريق ‪ ،‬وكانت الههتي جملتههها لرسههول اللههه صههلى اللههه‬
‫مْلحان ‪ ،‬أم أنهس ابهن مالهك ‪.‬‬ ‫سل َْيم بنت ِ‬ ‫م ُ‬ ‫رها أ ّ‬
‫شطتها وأصلحت من أم ِ‬ ‫عليه وسلم وم ّ‬
‫ي قبة له ‪ ،‬وبات أبو أيوب خالد بههن زيههد‪،‬‬ ‫فبات بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ف ِ‬
‫شحا سيفه ‪ ،‬يحرس رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم وُيطيههف‬ ‫أخو بني النجار متو ّ‬
‫بالقبة‪ ،‬حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأى مكانه قال ‪ :‬ما لك يهها‬
‫فت عليك من هذه المرأة‪ ،‬وكانت امههرأة قههد قتلههت‬ ‫خ ْ‬
‫أبا أيوب ؟ قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ِ ،‬‬
‫فُتها عليك ‪ .‬فزعمههوا أن رسههول اللههه‬ ‫خ ْ‬‫مها‪ ،‬وكانت حديثة عهد بكفر‪ ،‬ف ِ‬ ‫جها وقو َ‬ ‫أباها وزو َ‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظنى ‪.‬‬
‫بلل يغلبه النوم وهو يرقب الفجر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني الزهههري ‪ ،‬عههن سههعيد‬
‫خي ْههبر‪ ،‬فكههان‬
‫سّيب ‪ ،‬قال ‪ :‬لما انصرف رسول الله صلى الله عليههه وسههلم مههن َ‬ ‫م َ‬ ‫بن ال ُ‬
‫ببعض الطريق قال من آخر الليل ‪ :‬من رجل يحفظ علينا الفجَر لعلنا ننام ؟ قال بلل ‪:‬‬
‫أنا يا رسول الله أحفظه عليك ‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫س فناموا‪ ،‬وقام بلل يصلى‪ ،‬فصههلى‬ ‫فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل النا ُ‬
‫مقههه ‪ ،‬فغلبتههه‬ ‫ى‪ .‬ثم استند إلى بعيره ‪ ،‬واستقبل الفجَر ير ُ‬ ‫ما شاء الله عز وجل أن يصل َ‬
‫س ‪ ،‬وكان رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم‬ ‫س الشم ِ‬ ‫م ّ‬ ‫م إل َ‬
‫عيُنه ‪ ،‬فنام فلم يوقظه ْ‬
‫ل اللههه ‪ ،‬أخههذ بنفسههى‬ ‫ب ‪ ،‬فقال ‪ :‬ماذا صنعت بنا يا بلل ؟ قال ‪ :‬يا رسو َ‬ ‫ل أصحابه هَ ّ‬ ‫أو َ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسههلم بعيههره‬ ‫الذي أخذ بنفسك ؛ قال ‪ :‬صدقت ؛ ثم اقتاد رسو ُ‬
‫ة‪ ،‬فصلى رسول اللههه‬ ‫ً‬
‫غير كثير‪ ،‬ثم أناخ فتوضأ‪ ،‬وتوضأ الناس ‪ ،‬ثم أمر بلل فأقام الصل َ‬
‫صلى الله عليه وسلم بالناس ‪ ،‬فلما سلم أقبل على الناس فقههال " إذ نسههيتم الصههلةَ‬
‫َ‬
‫ري ]طه‪.[14 :‬‬ ‫صَلةَ ل ِذِك ْ ِ‬‫م ال ّ‬ ‫فصلوها إذا ذكرتموها‪ ،‬فإن الله تبارك وتعالى يقول ‪ :‬وَأقِ ْ‬
‫قْيم في فتح خيبر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان رسول‬ ‫شعر ابن ل ُ َ‬
‫قْيم العَْبسى‪ ،‬حين افتتح خيهبر‪،‬‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فيما بلغني‪ ،‬قد أعطى ابن ل ُ َ‬
‫ما بها من دجاجة أو داجن ‪ ،‬وكان فتح خيبر فههي صههفر‪ ،‬فقههال ابههن لقيههم العبسههي فههي‬
‫خيبر‪:‬‬
‫وِفقار‬ ‫مناكب‬ ‫ت‬
‫ذا ِ‬ ‫شهباَء‬ ‫في َْلق‬‫لب َ‬
‫ت َنطاةُ من الرسو ِ‬ ‫مي َ ْ‬‫‪ُ #‬ر ِ‬
‫وِغفار‬ ‫وسطها‬ ‫سلم‬ ‫أ ْ‬ ‫ورجا ُ‬
‫ل‬ ‫شيعههت‬ ‫ل لما ُ‬‫‪ #‬واستيقنت بالذ ّ‬

‫بنهاِر‬ ‫أهُله‬ ‫م‬


‫أظل َ‬ ‫شق ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫غدوةً‬ ‫رو بن ُزرعة ُ‬ ‫ت بني عم ِ‬ ‫ح َ‬ ‫صب ّ ْ‬
‫‪َ #‬‬
‫ج تصيح في السحاِر‬ ‫إل الدجا َ‬ ‫جّرت بأبطحها الذيو ُ‬
‫ل فلم َتهههد َعْ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫ل أو بني النجارِ‬ ‫من عبدِ أشه َ‬ ‫صن شاغل من خيلههههم‬ ‫ح ْ‬
‫ل ِ‬‫‪ #‬ولك ّ‬
‫فوقَ المغافرِ لم ي َُنوا لفراِر‬ ‫م‬‫ههههه ُ‬‫‪ #‬ومهاجرين قد اعَْلموا سيما ُ‬
‫أصفاِر‬ ‫إلى‬ ‫بها‬ ‫ن‬
‫وي ّ‬‫ولي َث ْ ِ‬ ‫ت ليْغلبن محمههههههد‬ ‫‪ #‬ولقد علم ُ‬
‫البصاِر‬ ‫م‬
‫غمائ َ‬‫َ‬ ‫الَعجاِج‬ ‫ت‬ ‫تح َ‬ ‫غهههى‬ ‫م ذلك في الو َ‬ ‫ت يهود يو َ‬ ‫‪ #‬فّر ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فرت ‪ :‬كشفت ‪ ،‬كما تفّر الدابة بالكشف عن أسههنانها؛ يريههد كشههفت‬
‫عن جفون العيون عمائم البصار‪ ،‬يريد النصار‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬وشهد خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء مههن نسههاء‬
‫المسلمين ‪ ،‬أرضخ لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفىء‪ ،‬ولم يضرب لهههن‬
‫بسهم ‪.‬‬
‫سليمان‬‫ما شهده النساء من خيبر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني ُ‬
‫حْيم ‪ ،‬عن أمية بن أبي الصلت ‪ ،‬عن امرأة من بني ِغفار قد‬
‫س َ‬
‫ابن ُ‬

‫‪313‬‬
‫سههوة مههن بنههي ِغفههار‪،‬‬ ‫سماها لي‪ ،‬قالت ‪ :‬أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ن ِ ْ‬
‫ج معك إلى وجهك هذا‪ ،‬وهههو يسههير إلههى خيههبر‪،‬‬ ‫فقلن ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬قد أردنا أن نخر َ‬
‫فنداوي الجرحى‪ ،‬ونعين المسلمين بما استطعنا‪ ،‬فقال ‪ :‬على بركة الله ‪.‬‬
‫دثة‪ ،‬فأردفنى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫ح َ‬ ‫ت جارية َ‬ ‫قالت ‪ :‬فخرجنا معه ‪ ،‬وكن ُ‬
‫حله ‪ .‬قالت ‪ :‬فوالله لنزل رسول الله صلى الله عليههه وسههلم إلههى الصههبح‬ ‫على حقيبة َر ْ‬
‫ضههتها‪ ،‬قههالت ‪:‬‬‫ح ْ‬‫حْيضههة ِ‬ ‫َ‬
‫دم منى‪ ،‬وكههانت أول َ‬ ‫حله ‪ ،‬وإذا بها َ‬ ‫وأناخ ‪ ،‬ونزلت عن حقيبة َر ْ‬
‫فتقبضت إلى الناقة واستحييت ؛ فلما رأى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم مهها بههي‬
‫ت ‪ ،‬قههالت ‪ :‬قلههت ‪ :‬نعههم ‪ ،‬قههال ‪ :‬فأصههلحى مههن‬ ‫سه ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ورأى الدم قال ‪ :‬ما لك ؟ لعلههك ن ُ ِ‬
‫ملحا‪ ،‬ثم اغسلي به ما أصاب الحقيبة مههن‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫نفسك ‪ ،‬ثم خذي إناًء من ماء‪ ،‬فاطرحى فيه ِ‬
‫الدم ثم عودي لمركبك ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر‪ ،‬رضخ لنا من الفىء‪ ،‬وأخذ‬
‫هذه القلدة التي ت ََرْين في عنقى فأعطانيها‪ ،‬وعلقها بيده في عنقي ‪ ،‬فوالله ل تفارقنى‬
‫أبدًا‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬فكانت في عنقها حتى ماتت ‪ ،‬ثم أوصت أن ت ُههدفن معههها‪ ،‬قههالت ‪ :‬وكههانت ل‬
‫مْلحًا‪ ،‬وأوصههت بههه أن يجعههل فههي غسههلها حيههن‬ ‫تطهر من حيضة إل جعلت في طهورها ِ‬
‫ماتت ‪.‬‬
‫شهداء خيبر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وهذه تسمية مههن اسُتشهههد بخيههبر مههن المسههلمين ‪:‬‬
‫من قريش ‪ ،‬ثم من بني أمية بن عبد شمس ‪ ،‬ثهم مهن حلفههائِهم ‪ :‬ربيعهة بهن أك َْثهم بهن‬
‫خبرة بن عمرو بن ُبكير بن عامر ابههن غن ْههم بهن دودان بهن أسههد‪ ،‬وثقيهف بهن عمهرو‪،‬‬ ‫س ْ‬
‫َ‬
‫ورفاعة بن مسروح ‪ .‬ومن بني أسد بن عبد العُهّزى ‪ :‬عبههد اللههه الهُب َي ْههب ‪ ،‬ويقههال ‪ :‬ابههن‬
‫الَهبيب ‪314 ،‬‬
‫َ‬
‫حيم بن ِغي ََرة‪ ،‬من بني سعد بن لْيث ‪ ،‬حليف لبنههي‬ ‫س َ‬ ‫بما قال ابن هشام ‪ ،‬ابن أهَْيب بن ُ‬
‫أسد‪ ،‬وابن أختهم ‪.‬‬
‫م‬
‫سهه ّ‬
‫معُْرور‪ ،‬مات من الشاة التي ُ‬ ‫شر بن الب ََراء بن َ‬ ‫ومن النصار ثم من في سلمة ‪ :‬ب ْ‬
‫ضْيل بن النعمان ‪ .‬رجلن ‪ .‬ومن بني ُزَري هقْ ‪:‬‬ ‫فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفُ َ‬
‫خَلدة بن عامر بن ُزَريق‪ .‬ومههن الْوس ثههم مههن بنههي عبههد‬ ‫مسعود بن سعد بن قَْيس بن َ‬
‫دعههة بههن حارثههة بههن الحههارث ‪،‬‬ ‫ج َ‬‫م ْ‬ ‫دى بههن َ‬ ‫سلمة بن خالد بههن عَه ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شَهل ‪ :‬محمود بن َ‬ ‫ال ْ‬
‫حليف لهم من بني حارثة ‪.‬‬
‫ضّياح بن ثابت بن النعمان بن جمة بن امرىء القيس‬ ‫وف ‪ :‬أبو َ‬ ‫ومن بني عمرو بن عَ ْ‬
‫سهَراقة‪ ،‬وأْوس‬ ‫عروة بن مرة بن ُ‬ ‫وف ‪ ،‬والحارث بن حاطب ‪ ،‬و ُ‬ ‫بن ثعلبة بن عمرو بن عَ ْ‬
‫بن القائد‪ ،‬وأنيف بن حبيب ‪ ،‬ثابت بن أثلة‪ ،‬وطلحة بن يحيى بن مليل بن ضمرة ‪.‬‬
‫ومن بني غفار‪ :‬عمارة بن عقبة‪ ،‬رمي بسهم ‪.‬‬
‫ومن أسلم ‪ :‬عامر بن الكوع ‪ ،‬والسود الراعى‪ ،‬وكان اسمه أسَلم ‪.‬‬
‫خي َْبر‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬السود الراعي من أهل َ‬

‫‪315‬‬
‫ومن اسُتشهد بخيبر فيما ذكر ابن شهاب الزهري ‪ ،‬من بني ُزهرة ‪ :‬مسعود بههن ربيعههة‪،‬‬
‫قاَرةِ ‪.‬‬
‫حليف لهم من ال َ‬
‫َ‬
‫ومن النصار بني عمرو بن عوف ‪ :‬أوس بن قَتادة‪.‬‬
‫حديث السود الراعي في خيبر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان من حديث السود الراعى‪،‬‬
‫صههر لبعههض حصههون‬ ‫محا ِ‬‫فيما بلغني ‪ ،‬أنه أتى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم وهههو ُ‬
‫خْيبر‪ ،‬ومعه غنم له ‪ ،‬كان فيها أجيرا ً لرجل من يهود‪ ،‬فقههال ‪ :‬يهها رسههول اللههه ‪ ،‬أعههر ْ‬
‫ض‬ ‫َ‬
‫قُر‬
‫ح ِ‬
‫ى السلم ‪ ،‬فعرضه عليه ‪ ،‬فأسلم ‪ -‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ل ي َ ْ‬ ‫عل ّ‬
‫دعوه إلى السلم ‪ ،‬ويعرضه عليه ‪ -‬فلما أسههلم قههال ‪ :‬يهها رسههول اللههه ‪ ،‬إنههى‬ ‫ً‬
‫أحدا أن ي َ ْ‬
‫ب فههي‬ ‫كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم ‪ ،‬وهي أمانة عندي ‪ ،‬فكيف أصنع بها؟ قال ‪ :‬اضر ْ‬ ‫ً‬
‫وجوهها‪ ،‬فإنها سترجع إلى َرّبها – أو كما قال ‪.‬‬
‫فنة من الحصى‪ ،‬فرمى بها في وجوهههها‪ ،‬وقهال ‪ :‬ارجعههي إلهى‬ ‫ح ْ‬‫فقال السود‪ ،‬فأخذ َ‬
‫صاحبك ‪ ،‬فوالله ل أصحبك أبههدا ً فخرجههت مجتمعههة‪ ،‬كههأن سههائقا ً يسههوقها حههتى دخلههت‬
‫حصن ‪ ،‬ثم تقدم إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسههلمين ‪ ،‬فأصههابه حجههر فقتل َههه ‪ ،‬ومهها‬ ‫ال ِ‬
‫فههه ‪،‬‬ ‫وضههع خل َ‬ ‫ط ؛ فأتي بههه رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪ ،‬ف ُ‬ ‫صّلى لّله صلةً ق ّ‬
‫مَلة كانت عليه ‪ ،‬فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ومعه نفر‬ ‫ش ْ‬ ‫يب َ‬ ‫ج َ‬ ‫س ّ‬ ‫و ُ‬
‫من أصحابه ‪ ،‬ثم أعرض عنه ‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬لم أعرضت عنه ؟ قال ‪ :‬إن معه‬
‫الن زوجَته من الحور العين ‪.‬‬
‫ما تقوله الحور العين للشهيد‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وأخبرنى عبد الله بن أبي َنجيح أنه‬
‫فضههان‬ ‫ذكر له ‪ :‬أن الشهيد إذا ما أصههيب تههدّلت لههه زوجتههاه مههن الحههور العيههن عليههه ت َن ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ل من قتلك ‪316 .‬‬ ‫التراب عن وجهه ‪ ،‬وتقولن ‪ :‬تّرب الله وجه من تّربك ‪ ،‬وقت َ‬
‫سلمي ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما ُفتحت خيبر‪ ،‬كلههم رسههول‬ ‫علط ال ّ‬ ‫جاج بن ِ‬ ‫حديث الح ّ‬
‫ى‪ ،‬فقههال ‪ :‬يهها رسههول‬ ‫سلمى ثم الب َهْ هزِ ّ‬ ‫َ‬ ‫علط ال ّ‬ ‫جاج بن ِ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬الح ّ‬
‫الله ‪ ،‬إن لى بمكة مال ً ‪ -‬عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة ‪ -‬وكانت عنده ‪ ،‬له منههها‬
‫ن لى يا رسههول اللههه ؛ فههأذن‬ ‫جار أهل مكة‪ ،‬فأذ ْ‬ ‫رض بن الحجاج ‪ ،‬ومال متفرق في ت ُ ّ‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫ل قال ‪ :‬قل ‪.‬‬ ‫له ‪ ،‬قال ‪ :‬إنه ل بد لي يا رسول الله من أن أقو َ‬
‫قال الحجاج ‪ :‬فخرجت حتى إذا قدمت مكة وجدت ب ِث َن ِّية البيضاء‬
‫معون الخبار‪ ،‬ويسألون عن أمر رسول اللهه صهلى اللههه عليههه‬ ‫رجال من ُقريش يتس ّ‬
‫من َعَههة‬ ‫وسلم ‪ ،‬وقد بلغهم أنه قد سار إلى خيبر‪ ،‬وقههد عرفههوا أنههها قريههة الحجههاز‪ ،‬ريفها ً و َ‬
‫علط‬ ‫جاج بن ِ‬ ‫ح ّ‬‫حسسون الخبار‪ ،‬ويسألون الركبان ‪ ،‬فلما رأونى قالوا‪ :‬ال َ‬ ‫ل‪ ،‬فهم يت ّ‬ ‫ورجا ً‬
‫‪ -‬قال ‪ :‬ولم يكونوا علموا بإسلمى ‪ -‬عنده والله الخبر ‪ -‬أخبْرنا يهها أبهها محمههد‪ ،‬فههإنه قههد‬
‫بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر‪ ،‬وهي بلد يهود وريف الحجاز‪.‬‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬قد بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسّركم ‪ ،‬قال ‪ :‬فالتبطوا‬
‫هزم هزيمههة لههم تسههمعوا بمثلههها‬ ‫حجاٍج ؛ قال ‪ :‬قلت ‪ُ :‬‬ ‫ي ناقتي يقولون ‪ :‬إيهِ يا َ‬ ‫بجنب َ ْ‬
‫ّ‬
‫ط ‪ .‬وُقتل أصحابه قتل لم تسمعوا بمثله قط ‪ ،‬وأسر‬ ‫ق ّ‬

‫‪317‬‬
‫محمد أسرا ً وقالوا ل نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه بين أظهرهم بمن كان‬
‫أصاب من رجالهم‪.‬‬
‫قال ‪:‬فقاموا وصاحوا بمكة وقالوا ‪ :‬قههد جههاءكم الخههبر ‪،‬وهههذا محمههد إنمهها تنتظههرون أن‬
‫يقدم به عليكم ‪ ،‬فيقتل بين أظهركم قال ‪ :‬قلت ‪:‬أعينوني على جمع مالي بمكة وعلههى‬
‫غرمائي ‪،‬فإني أريد أن أقدم خيبر ‪ ،‬فأصيب من فل محمههد وأصههحابه قبههل أن يسههبقني‬
‫التجار إلى ما هنالك‪.‬‬
‫قال ابن هشام‪:‬ويقال ‪:‬من فيء محمد ‪.‬‬
‫ث جمههع سههمعت بههه قههال ‪ :‬وجئت‬ ‫ً‬
‫ح ّ‬
‫قال ابن إسههحاق ‪ :‬فقههاموا فجمعههوا لههي مههالي ك هأ َ‬
‫صاحبتي فقلت‪ :‬مالي‪ ،‬وقد كان لي عندها مال موضههوع ‪ ،‬لعلههي ألحههق بخيههبر ‪،‬فأصههيب‬
‫من فرص البيع قبل أن يسبقني التجار ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر ‪،‬وجههاءه عنههي ‪،‬أقبههل حههتى وقههف إلههى‬
‫جاج‪،‬ما هذا الخبر الذي جئت به؟‬ ‫جنبي وأنا في خيمة من خيام التجار ‪ ،‬فقال ‪ :‬ياح ّ‬
‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬وهل عندك حفظ لما وضعت عندك ؟ قال ‪ :‬نعمقلت ‪ :‬فاستأخر عني حتى‬
‫ألقاك على خلء ‪،‬فإني في جمع مالي كما ترى ‪ ،‬فانصرف عني حتى أفرغ ‪.‬‬
‫قال‪ :‬حتى إذا فرغت من جمههع كههل شههيء كههان لههي بمكههة ‪،‬وأجمعههت الخههروج ‪ ،‬لقيههت‬
‫ي حديثي يا أبا الفضل ‪ ،‬فإني أخشى الطلب ثلثا ً ‪ ،‬ثم قل مهها‬ ‫العباس فقلت ‪ :‬احفظ عل ّ‬
‫شئت ‪ ،‬قال ‪ :‬افعل‪.‬‬
‫ً‬
‫قلت ‪ :‬فإني والله تركت ابن أخيك عروسا على بنت ملكهم‪.‬‬

‫يعني صفية بنههت حيههي‪ ،‬ولقههد أفتتههح خيههبر ‪ ،‬وانتثل مها فيهها ‪ ،‬وصههارت لهه ولصههحابه ؛‬
‫جاج ؟ قال ‪ :‬قلت إي والله فاكتم عني ‪ ،‬ولقد أسلمت ومهها جئت إل‬ ‫فقال ‪:‬ما تقول يا ح ّ‬
‫لخذ مالي ‪ ،‬فرقا ً من أن أغلب عليه ‪ ،‬فإذا مضت ثلثا ً فأظهر أمرك ‪ ،‬فهههو واللههه علههى‬
‫ما تحب‪.‬‬
‫قال ‪ :‬حتى إذا كان اليوم الثالث لبث العباس حلة لههه ‪ ،‬وتخّلق وأخههذ عصههاه ‪،‬ثههم خههرج‬
‫حهّر‬
‫حتى أتى الكعبة ‪ ،‬فطاف بها فلمهها رأوه قههالوا‪ :‬يهها أبهها الفضههل ‪،‬هههذا واللههه التجلههد ل َ‬
‫المصيبة ؛ قال ‪ :‬كل ‪ ،‬والله الذي حلفتم به ‪ ،‬لقد افتتح محمد خيبر وُترك عروسهها ً علههى‬
‫بنت ملكهم ‪،‬وأحرز أموالهم وما فيها فأصبحت لههه ولصههحابه ‪،‬قههالوا ‪ :‬مههن جههاءك بهههذا‬
‫الخبر ؟ قال ‪ :‬الذي جهاءكم بمها جهاءكم بهه ‪ ،‬ولقهد دخهل عليكهم مسهلما ً ‪ ،‬فأخهذ مهاله‬
‫فانطلق ليلحق بمحمد وأصحابه فيكون معه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا لعباد اللهه ! انفلههت عههدو اللههه ‪،‬‬
‫أما والله لو علمنا لكان لنا وله شأن ؛قال ‪ :‬ولم ينشبوا أن جاءهم الخبر بذلك‪.‬‬
‫شعر حسان يوم خيبر‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬وكهان ممها قيهل مهن الشهعر يهوم خيهبر قهول‬
‫حسان بن ثابت ‪:‬‬
‫جمعوا من مزارع ونخيل‬ ‫مههها‬
‫‪ #‬بئسما قاتلت خيابر ع ّ‬
‫وأقروا فعل اللئيم الذليل‬ ‫‪ #‬كرهوا الموت فاستبيح حماهم‬
‫موت الهزال غير جميل‬ ‫‪ #‬أمن الموت يهوبوا فإن الموت‬
‫ً‬
‫حسان يعذر أيمن لتخلفه عن خيبر ‪ :‬وقال حسان بن ثابت أيضا ‪،‬وهو يعذر أيمن بن أم‬
‫أيمن بن عبيد كان قد تخلف عن‬
‫وف بن الخزرج ‪ ،‬وكانت أمه أم أيمن مولة رسول الله صلى الله‬ ‫خيبر‪ ،‬وهو من بني عَ ْ‬
‫عليه وسلم وهي أم أسامة بن زيد‪ ،‬فكان أخا أسامة لمه ‪:‬‬
‫س خيبرِ‬ ‫ت ولم تشهد ْ فوار َ‬ ‫جب ُن ْ َ‬
‫َ‬ ‫ن أمهّهه‬ ‫ت ليم َ‬ ‫ن أن قال ْ‬ ‫‪ #‬على حي َ‬
‫ر‬
‫ب المديدِ المخم ِ‬ ‫شْر ُ‬‫ُ‬ ‫أضر به‬ ‫مههههَره‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ولك ّ‬ ‫جب ُ ْ‬ ‫ن لم ي َ ْ‬‫‪ #‬وأيم ُ‬
‫عسرِ‬ ‫ً‬
‫ل فيهم فارسا غير أ ْ‬ ‫لقات َ‬ ‫ره‬ ‫مه ِ‬
‫ن ُ‬‫‪ #‬ولول الذي قد كان من شأ ِ‬
‫سرِ‬ ‫ده غير أي َ‬ ‫وما كان منه عن َ‬ ‫ره‬‫مههههه ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ده ِفع ُ‬ ‫‪ #‬ولكنه قد ص ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني أبو زيد هذه البيات لكعب بن مالك ‪ ،‬وأنشدنى ‪:‬‬
‫صرِ‬‫بمق ّ‬ ‫م‬
‫ذاك ُ‬ ‫لول‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ‫ره‬‫مهههه ِ‬‫ن ُ‬ ‫ده شأ ُ‬ ‫‪ #‬ولكنه قد ص ّ‬
‫دب السلمي ‪:‬‬ ‫جن ْ َ‬
‫شعر ناجية في يوم خيبر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال ناجية بن ُ‬
‫ب‬
‫شَر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫كل‬‫مأ َ‬ ‫إل‬ ‫هُوَ‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫م ي ُْرغَ ُ‬ ‫‪ #‬يا لِعبادِ الله في َ‬
‫ب‬ ‫ج ُ‬ ‫مع ْ ِ‬‫ة فيها نعيم ُ‬ ‫جن ٌ‬
‫‪#‬و َ‬
‫دب السلمى أيضًا‪:‬‬ ‫جن ْ َ‬
‫وقال ناجية بن ُ‬

‫‪325‬‬
‫مك َّري أن ْك َ ِ‬
‫ب‬ ‫ن في َ‬
‫ب قِْر ٍ‬
‫يا ُر ّ‬ ‫ب‬ ‫جن ْد َ ِ‬‫ن ُ‬ ‫‪ #‬أنا لمن أنكرني اب ُ‬
‫سر وث َعْل َ ِ‬
‫ب‬ ‫مغْد َيْ أن ْ ُ‬ ‫ح بِ َ‬‫‪ #‬طا َ‬
‫مك َّري "‪،‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وأنشدني بعض الرواة للشعر قوله ‪ " :‬في َ‬
‫دي "‪.‬‬ ‫و" طاخ بمغْ َ‬
‫شعر كعب بن مالك في يوم خيبر‪ :‬وقال كعب بن مالك‬
‫في يوم خيبر‪ ،‬فيما ذكر ابن هشام ‪ ،‬عن أبي زيد النصاري ‪:‬‬
‫مذ ْوَدِ‬
‫ِ‬ ‫جع‬ ‫الشا ِ‬ ‫عاِري‬ ‫فًتى‬ ‫بك ّ‬
‫ل‬ ‫ه‬
‫ضهه ُ‬ ‫دنا خيبرا ً وُفرو َ‬ ‫ن وََر ْ‬ ‫‪ #‬ونح ُ‬
‫شهَدِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬‫على العداِء في ك ّ‬ ‫جريٍء‬ ‫وى‬ ‫ق َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ت ل واه ِ‬ ‫دى الغايا ِ‬ ‫وادٍ ل َ‬ ‫ج َ‬ ‫‪َ #‬‬
‫ى المهن ّدِ‬ ‫شَرف ّ‬ ‫ل الم ْ‬ ‫بنص ِ‬ ‫ب‬‫ضُرو ٍ‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫شْتهوَ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قد ْرِ في ك ّ‬ ‫‪ #‬عظيم َرمادِ ال ِ‬
‫وزا بأحمدِ‬ ‫ً‬ ‫من الله يرجوها وفَ ْ‬ ‫شهادةً‬ ‫ب َ‬ ‫دحا إن أصا َ‬ ‫ً‬ ‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫‪ #‬يرى القت َ‬
‫وباليدِ‬ ‫ن‬ ‫باللسا ِ‬ ‫عنه‬ ‫ويدفَعُ‬ ‫مي عن ِذمارِ محمههدٍ‬ ‫ح ِ‬‫ذود ُ وي ْ‬ ‫‪ #‬يَ ُ‬
‫محمدِ‬ ‫س‬‫نف ِ‬ ‫ن‬
‫دو َ‬ ‫س‬
‫بنف ٍ‬ ‫يجود ُ‬ ‫ل أمر َيريبهههه‬ ‫‪ #‬وينصُره من ك ّ‬
‫يريد ُ بذاك الفوَز والعّز في غَدِ |‬ ‫ً‬ ‫مخِلصها‬ ‫ب ُ‬ ‫‪ُ #‬يصد ّقُ بالنباِء بالغي ْ ِ‬
‫ق‬
‫ش ّ‬ ‫خْيبر‪ ،‬على ال ّ‬ ‫تقسيم خيبر وأموالها‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكانت المقاسم على أموال َ‬
‫شق ونطاة في سهمان المسلمين ‪،‬‬ ‫ونطاة والكتيبة فكانت ال ّ‬
‫‪321‬‬
‫قْرب َههى‬
‫ي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وسهههم ذوي ال ُ‬ ‫خمس الله ‪ ،‬وسهم النب ّ‬ ‫‪ .‬وكانت الكتيبة ُ‬
‫م رجههال مشههوا‬ ‫ُ‬
‫م أزواِج النبى صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وطعْ َ‬ ‫ُ‬
‫واليتامى والمساكين ‪ ،‬وطعْ َ‬
‫بين رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫صة بن مسعود‪ ،‬أعطاه رسول الله صلى اللههه عليههه‬ ‫حي ّ َ‬
‫م َ‬
‫دك بالصلح ؛ منهم ُ‬ ‫وبين أهل فَ َ‬
‫سههقا مههن تمههر‪ ،‬وُقسههمت خيههبر علههى أهههل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سههقا مههن شههعير‪ ،‬وثلثيههن وَ ْ‬ ‫وسلم ثلثيههن وَ ْ‬
‫عمرو‬ ‫الحديبية‪ ،‬من شهد خيبر‪ ،‬ومن غاب عنها‪ ،‬ولم يغب عنها إل جابُر بن عبد الله ابن َ‬
‫ن حضههرها‪ ،‬وكههان‬ ‫مه ْ‬ ‫س هْهم َ‬
‫سم له رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ك َ‬ ‫ق َ‬
‫حرام ‪ ،‬ف َ‬ ‫بن َ‬
‫مت عليهما خيبر‪ ،‬وكههانت َنطههاةُ‬ ‫س َ‬‫سَري َْرة‪ ،‬ووادي خاص ‪ ،‬وهما اللذان ق ِ‬ ‫وادياها‪ ،‬وادي ال ّ‬
‫شقّ ثمانية عشر سهما ً ‪َ ،‬نطاة من ذلك خمسة أسهم ‪ ،‬والش هقّ ثلثههة عشههر سهههما‪،‬‬ ‫وال ّ‬
‫وقسمت الشق ونطاة على ألف سهم ‪ ،‬وثمانمائة سهم ‪،‬‬
‫ت عليهم خيبُر‬ ‫م ْ‬ ‫عدة الذين قُ ِ‬
‫س َ‬ ‫عدة من قسمت عليهم خيبر‪ :‬وكانت ِ‬
‫من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألههف سهههم وثمانمههائة سهههم ‪ ،‬برجههالهم‬
‫وخيلهم ‪ .‬الرجال أربع عشرة مئة‪ ،‬والخيل مئتهها فههارس ‪ ،‬فكههان لكههل فَههرس سهههمان ‪،‬‬
‫جمههع إليههه مئة رجههل ‪،‬‬ ‫ل راجل سهم ؛ فكان لكل سهههم رأس ُ‬ ‫سْهم ‪ ،‬وكان لك ّ‬ ‫ولفارسه َ‬
‫جمع ‪.‬‬‫سْهما ُ‬
‫فكانت ثمانية عشر َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وفى يوم خيبر عَّرب رسول الله صلى اللههه عليهه وسهلم العََربهي مههن‬
‫جن الهجين ‪.‬‬ ‫الخيل ‪ ،‬وهَ ّ‬

‫تقسيم السهم على أصحابها‪ :‬قههال ابههن إسههحاق ‪ :‬فكههان علههي بههن أبههي طههالب رأسهها‪،‬‬
‫والزبير بن العوام ‪ ،‬وطلحة بن عبيدالله وعمر بن الخطاب ‪ ،‬وعبد الرحمن بههن عههوف ‪،‬‬
‫ضهْير‪ ،‬وسههم الحههارث بهن الخهزرج ‪،‬‬ ‫ح َ‬‫سْيد بن ُ‬ ‫جلن ‪ ،‬وأ َ‬ ‫دي ‪ ،‬أخو بني العَ ْ‬ ‫وعاصم بن عَ ِ‬
‫َ‬
‫س هلمة‪،‬‬‫حههرام مههن بنههي َ‬ ‫وسهم ناعم ‪ ،‬وسهم بني بياضة‪ ،‬وسهم بني عَُبيد‪ ،‬وسهم بنههي َ‬
‫سهام لما اشترى من السهام يوم‬ ‫سّهام ‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وإنما قيل له عُب َْيد ال ّ‬ ‫وعَُبيد ال ّ‬
‫خيبر‪ ،‬وهو عُب َْيد بن أْوس ‪ ،‬أحد بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بههن عمههرو بههن مالههك‬
‫ابن الْوس ‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وسهم سههاعدة‪ ،‬وسهههم ِغفههار وأسههلم ‪ ،‬وسهههم النجههار‪،‬‬
‫وسهم‬
‫حارثة‪ ،‬وسهم أْوس ‪ .‬فكان أول سهم خرج من خيبر بن َط َههاة سهههم الزبيههر بههن العههوام ‪،‬‬
‫سْيد‪ ،‬ثم‬‫سّرْير ‪ ،‬ثم كان الثانى سهم بياضة‪ ،‬ثم كان الثالث سهم أ َ‬ ‫خْزع ‪ ،‬وتابعه ال ُ‬ ‫وهو ال َ‬
‫كان‬
‫الرابع سهم بني الحارث بن الخزرج ‪ ،‬ثم كان الخامس سهههم نههاعم لبنههي عَههوف ‪ -‬ابههن‬
‫سَلمة‪ ،‬فهذه َنطاة ‪ .‬ثم هبطههوا إلههى‬ ‫م ْ‬‫مَزْينة وشركائهم ‪ ،‬وفيه ُقتل محمود بن َ‬ ‫الخزرج و ُ‬
‫جلن ‪ ،‬ومعههه‬ ‫شقّ ‪ ،‬فكان أول سهم خرج منه سهم عاصههم بههن عههدي ‪ ،‬أخههي بنههي العَ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫كان سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثهم سههم عبهد الرحمهن بهن عهوف ‪ ،‬ثههم‬
‫ي بن أبي طالب رضوان الله عليه ‪ ،‬ثم سهم‬ ‫سهم ساعدة ثم سهم النجار‪ ،‬ثم سهم عل ّ‬
‫سَلم ‪ ،‬ثم سهم عمر بن الخطاب ‪،‬‬ ‫فار وأ ْ‬
‫طلحة بن عُب َْيد الله ‪ ،‬ثم سهم ِغ َ‬
‫سَلمة بن عُب َْيدة وبني حرام ‪ ،‬ثم سهههم حارثههة‪ ،‬ثههم سهههم عُب َي ْههد ال ّ‬
‫سهّهام ‪ .‬ثههم‬ ‫ثم سهما َ‬
‫جهَْينة ومن حضر خيبر من سائر العههرب ؛‬ ‫سهم أْوس ‪ ،‬وهو سهم اللفيف ‪ ،‬جمعت إليه ُ‬
‫م رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬الذي كان أصابه في سهم‬ ‫حذ َْوه سه ُ‬ ‫وكان َ‬
‫عاصم بن عدي ‪.‬‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم الك َِتيبة‪ ،‬وهى وادي خاص ه ‪ ،‬بيههن قرابتههه‬ ‫سم رسو ُ‬ ‫ثم قَ َ‬
‫وبين نسائه ‪ ،‬وبين رجال المسلمين ونساء أعطاهم منها‪ ،‬فقسم رسول الله صلى اللههه‬
‫سهق ‪،‬‬ ‫ب منهه مئة و ْ‬ ‫ق ‪ ،‬ولعلهى بهن أبهي طهال ٍ‬ ‫سه ٍ‬ ‫ى وَ ْ‬ ‫عليه وسهلم لفاطمههة ابنت َههه مئته ْ‬
‫وى‪ ،‬ولعائشههة أم المههؤمنين مئتههي‬ ‫سقا مههن ن َه ً‬‫ً‬ ‫سق ‪ ،‬وخمسين وَ ْ‬ ‫ى وَ ْ‬ ‫ولسامة بن زيد مئت ْ‬
‫سق وأربعيههن‬ ‫سق ‪ ،‬ولعقيل بن أبي طالب مئة وَ ْ‬ ‫مئة و ْ‬ ‫ى بكر بن أبي قحافة ِ‬ ‫سق ‪ ،‬ولب ٍ‬ ‫و ْ‬
‫خَرمة‬‫م ْ‬ ‫صلت بن َ‬ ‫ْ‬ ‫سق ولل ّ‬ ‫سقا ‪ .‬ولربيعة بن الحارث مئة وَ ْ‬ ‫ً‬ ‫سقا‪ ،‬ولبني جعفر خمسين و ْ‬ ‫و ْ‬
‫كانههة بههن‬ ‫ً‬
‫سههقا‪ ،‬ولُر َ‬ ‫قههة خمسههين و ْ‬ ‫سقا‪،‬ولبى ن َب ِ َ‬ ‫ً‬ ‫سق ‪ ،‬للصلت منها أربعون و ْ‬ ‫وابنيه مئة و ْ‬
‫خَرمههة‬‫م ْ‬‫خرمة ثلثين وسقًا‪ ،‬ولبههى القاسههم بههن َ‬ ‫م ْ‬‫سقا ً ‪ ،‬ولقيس بن َ‬ ‫عبد يزيد خمسين و ْ‬
‫سههق ‪ ،‬ولبنههى‬ ‫صْين بن الحههارث مئة و ْ‬ ‫ح َ‬‫دة بن الحارث وابنة ال ُ‬ ‫سقا ً ‪ ،‬ولبنات عُب َي ْ َ‬
‫أربعين و ْ‬
‫طح بههن‬ ‫سه َ‬ ‫م ْ‬‫سههقا ً ‪ .‬ول ِ‬‫مخرمههة ثلثيههن و ْ‬ ‫سقا ً ‪ ،‬ولبن أْوس بههن َ‬ ‫عُب َْيد بن عبد يزيد ستين و ْ‬
‫مْيثة أربعين وسقا‪ ،‬ولن ُعَْيم بن هند ثلثين وسههقا‪،‬‬ ‫سقا‪ ،‬ولم ُر َ‬ ‫أثاثة وابن إلياس خمسين و ْ‬
‫جْير بن عبد يزيد ثلثين وسقا‪ ،‬ولم الحكم ثلثين‬ ‫سقا‪ ،‬ولعُ َ‬‫ً‬ ‫حْينة بنت الحارث ثلثين و ْ‬ ‫ولب ُ َ‬
‫سقا‪ً،‬‬ ‫و ْ‬

‫‪324‬‬
‫سقًا‪ ،‬ولعبد الرحمههن بههن‬ ‫سقا ً ‪ ،‬ولبن الْرقم خمسين و ْ‬ ‫جماَنة بنت أبي طالب ثلثين و ْ‬ ‫ول ُ‬
‫سههقا‪،‬‬ ‫سههقا‪ ،‬ولم الزبيههر أربعيههن و ْ‬ ‫مَنة بنت جحههش ثلثيههن و ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ً‬
‫سقا ‪ ،‬ول َ‬‫أبي بكر أربعين و ْ‬
‫سقا ‪ ،‬ولم طههالب أربعيههن‬ ‫ً‬ ‫خن َْيس ثلثين و ْ‬ ‫ضباعة بنت الزبير أربعين وسقا‪ ،‬ولبن أبي ُ‬ ‫ول ُ‬
‫سههقا‪ ،‬ولعبههد اللههه بههن‬ ‫مْيلههة الكلههبى خمسههين وَ ْ‬ ‫ً‬
‫سقا ‪ ،‬ولن ُ َ‬ ‫صرة عشرين و ْ‬ ‫سقا ‪ ،‬ولبي ب َ ْ‬ ‫ً‬ ‫و ْ‬
‫جحههش ثلثيههن‬ ‫سههقا؛ ولم حههبيب بنههت َ‬ ‫سقا‪ ،‬لبنيه منههها أربعيههن و ْ‬ ‫هب وابنتيه تسعين و ْ‬ ‫وَ ْ‬
‫سههقا‪ ،‬ولنسههائه صههلى اللههه عليههه وسههلم سههبع مئة‬ ‫ملكوم بههن عبههدة ثلثيههن و ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫سقا ‪ ،‬ول َ‬ ‫و ْ‬
‫سق ‪.‬‬ ‫و ْ‬
‫سههمه علههى قههدر حههاجتهم ‪،‬‬ ‫وى وغيههر ذلههك ‪ ،‬ق ّ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬قمح وشعير وتمر ون َ ً‬
‫وكانت الحاجة في بني عبد المطلب أكثر‪ ،‬ولهذا أعطاهم أكثر‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ذكر ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫نساءه من قمح خيبر‬
‫قسم لهن مئة وسق وثمانين وسقا‪ ،‬ولفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫سقًا‪ ،‬وللمقداد بن السود خمسة عشر‬ ‫سقا‪ ،‬ولسامة بن زيد أربعين و ْ‬ ‫خمسة وثمانين و ْ‬
‫مْيثة خمسة أُوسق شهد عثمان بن عفان ‪ ،‬وعباس وكتب ‪.‬‬ ‫سقًا‪ ،‬ولم ُر َ‬ ‫و ْ‬
‫وصية الرسول عند موته ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني صالح‬
‫ابن ك َْيسان ‪ ،‬عن ابن شهههاب الّزهْههري ‪ ،‬عههن عبيههدالله بههن عبههد اللههه بههن عُْتبههة ابههن‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم عنههد مههوته إل بثلث ‪ ،‬أوصههى‬ ‫مسعود قال ‪ :‬لم يوص رسو ُ‬
‫سق من خيبر‪ ،‬وللدارّيين بحاد مئة وسق ‪،‬‬ ‫للّرهاوّيين بحاد مئة وَ ْ‬
‫سههق مههن خيههبر‪ ،‬وأوصههى بتنفيههذ ب َعْههث‬ ‫سبائيين ‪ ،‬وللشههعريين بحههاد مئة و ْ‬ ‫من خيبر‪ ،‬ولل ّ‬
‫أسامة بن زيد بن حارثة؛ وأل ُيترك بجزيرة العرب دينان ‪.‬‬
‫خي ْههبر‬ ‫خبر فدك ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما فرغ رسول الله صلى الله عليههه وسههلم مههن َ‬
‫دك ‪ ،‬حين بلغهم مهها أوقههع اللههه تعههالى بأهههل خيههبر‪،‬‬ ‫قذف الله الرعب في قلوب أهل فَ َ‬
‫دك ‪،‬‬ ‫فبعثوا إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم يصههالحونه علههى النصههف مههن فَه َ‬
‫فقدمت عليه رسُلهم بخيبر‪ ،‬أو بالطائف ‪ ،‬أو بعد ما قههدم المدينههة‪ ،‬فقبههل ذلههك منهههم ‪،‬‬
‫ف عليههها بخيههل ول‬ ‫ج ْ‬‫فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة‪ ،‬لنه لم يو َ‬
‫ركاب ‪.‬‬
‫تسمية النفر الداريين‬
‫الذين أوصي لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر‬
‫وهم بنو الدار بن حبيب بن ُنماَرة بن لخم ‪ ،‬الذين ساروا إلى رسول الله صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم من الشام ‪ :‬تميم بن أوس ون ُعَْيم بن أوس أخوه ‪ ،‬ويزيد بن قَْيس ‪ ،‬وعرفههة‬
‫بن مالك ‪ ،‬سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬عبد َ الرحمن ‪ .‬قال ابههن هشههام ‪:‬‬
‫مْروان بن مالك ‪.‬‬ ‫مّران بن مالك ‪ .‬قال ابن هشام ‪َ :‬‬ ‫ويقال ‪ :‬عَّزة بن مالك ‪ :‬وأخوه ُ‬
‫جَبلههة بههن مالههك ‪ ،‬وأبههو هنههد ابههن ب َههر‪ ،‬وأخههوه‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وفاكه بن ُنعمههان ‪ ،‬و َ‬
‫طيب بن َبر ‪ ،‬فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫خرص ابن رواحة على أهل خيبر‪ :‬فكان رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم ‪ ،‬كمهها‬
‫حدثني عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬يبعث إلى أهل خيبر عبد الله بن ‪326‬‬
‫ديت علينهها‪ ،‬قههال ‪:‬‬ ‫رواحة خارصا بين المسلمين ويهود‪ ،‬فيخرص عليهم ‪ ،‬فإذا قههالوا‪ :‬تع ه ّ‬
‫ت والرض ‪.‬‬ ‫إن شئتم فلنا‪ ،‬فتقول يهود‪ :‬بهذا قامت السموا ُ‬
‫وإنما خرص عليهم عبد الله بن رواحة عامها ً واحههدا‪ ،‬ثههم أصههيب بمؤتههة يرحمههه اللههه‪،‬‬
‫ً‬
‫جّبار بن صخر بن أمية بن خنساء‪ ،‬أخو بني سلمة‪ ،‬هو الههذي يخههرص عليهههم بعههد‬ ‫فكان َ‬
‫عبد الله بن رواحة ‪.‬‬
‫ً‬
‫فأقامت يهود على ذلك ‪ ،‬ل يرى بهم المسلمون بأسا في معاملتهم ‪ ،‬حتى عَد َْوا فههي‬
‫عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم علههى عبههد اللههه بههن سهههل ‪ ،‬أخههي بنههي حارثههة‪،‬‬
‫فقتلوه ‪ ،‬فاتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليه ‪.‬‬
‫اليهود يقتلون عبد الله بن سهل ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني الّزهري عن سهل بن‬
‫حْثمهة‪،‬‬‫شير بن يسار‪ ،‬مولى بني حارثهة‪ ،‬عهن سههل بهن أبهي َ‬ ‫مة‪ ،‬وحدثني أيضا ب َ‬ ‫حث ْ ِ‬
‫أبي َ‬
‫قال ‪ :‬أصيب عبد الله بن سهل بخيبر‪ ،‬وكان خرج إليها في أصحاب له يمتار منها تمههرًا‪،‬‬
‫طرح فيها قال ‪ :‬فأخذوه فغيبوه ‪ ،‬ثم َقدموا علههى‬ ‫كسرت عنقه ‪ ،‬ثم ُ‬ ‫فوجد في عين قد ُ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له شأنه ‪ ،‬فتقدم إليه أخوه عبد الرحمن ابن‬
‫محّيصة ابنا مسهعود‪ ،‬وكهان عبههد الرحمهن مهن أحههدثهم‬ ‫حوّيصة و ُ‬
‫سهل ‪ ،‬ومعه ابنا عمه ُ‬
‫سن ًّا‪ ،‬وكان صاحب الدم ‪ ،‬وكان ذا قدم في القوم ‪ ،‬فلمهها تكلههم قبههل ابنههى عمههه ‪ ،‬قههال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬الك ُب َْر الك ُب َْر‬
‫أصل القسامة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ك َّبر ك َّبر ‪ -‬فيما ذكر مالك بن أنس ‪ -‬فسكت‬
‫حّيصة ثم تكلم هو‬
‫م َ‬ ‫حوَّيصة و ُ‬
‫‪ ،‬فتكلم ُ‬

‫ل صاحبهم ؛ فقال رسول الله صلى‬ ‫د‪ ،‬فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قت َ‬ ‫بع ُ‬
‫مون قاتلكم ‪ ،‬ثم تحلفون عليههه خمسههين يمينهها فنسههلمه إليكههم ؟‬ ‫الله عليه وسلم ‪ :‬أتس ّ‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ما كنا لنحلف على مهها ل نعلههم ؛ قههال ‪ :‬أفيحلفههون بههالله خمسههين‬
‫يمينا ما قتلوه ول يعلمون له قاتل ثم يبرءون من دمه ؟ قالوا‪ :‬يا رسههول اللههه ‪ ،‬مهها كنهها‬
‫كفر أعظههم مههن أن يحلفههوا علههى إثههم ‪ .‬قهال ‪ :‬فههوداه‬ ‫لنقبل أيمان يهود‪ ،‬ما فيهم من ال ُ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده مائة ناقة‪.‬‬
‫قال سهل ‪ :‬فوالله ما أنسى ب َك َْرةً منها حمراء ضربتني وأنا أحوزها‪ .‬قال ابن إسحاق‬
‫جْيد بن قَي ْظ ِههي ‪،‬‬ ‫‪ :‬وحدثني محمد ُ بن إبراهيم بن الحارث التيمي ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن ب ُ َ‬
‫ً‬
‫أخي بني حارثة‪ ،‬قال محمد ابن إبراهيم ‪ :‬وايم الله ‪ ،‬ما كههان سهههل بههأكثر علم ها منههه ‪،‬‬
‫م ‪ ،‬مهها‬ ‫ن منه ‪ ،‬إنه قال له ‪ :‬والله ما هكذا كان الشأن ! ولكن سهههل أوْهَ ه َ‬ ‫ولكنه كان أس ّ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬احلفوا على ما ل علم لكم به ‪ ،‬ولكن كتب إلى‬
‫دوه ‪ ،‬فكتبوا إليههه يحلفههون‬ ‫يهود خيبر حين كلمته النصار أنه قد ُوجد قتيل بين أبياتكم ف ُ‬
‫بالله ما قتلوه ‪ ،‬ول يعلمون له قاتل‪ ،‬فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده‬
‫‪.‬‬
‫جيههد‪ ،‬إل‬ ‫ل حديث عبد الرحمههن ابههن ب ُ َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عمرو بن شعيب مث َ‬
‫دوه أو ائذنوا بحرب ‪ .‬فكتبوا يحلفون بالله ما قتلوه ول يعلمون لههه‬ ‫أنه قال في حديثه ‪ُ :‬‬
‫قاتل‪ ،‬فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده ‪.‬‬
‫سبب إجلء عمر يهود خيبر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وسألت ابههن شهههاب الزهههري كيههف‬
‫كان إعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود خيبر نخلهم ‪،‬‬
‫‪328‬‬
‫ت ذلك لهم حتى ُقبض ‪ ،‬أم أعطاهم إياها للضرورة‬ ‫خْرجها‪ ،‬أب َ ّ‬ ‫حين أعطاهم النخل على َ‬
‫من غير ذلك ؟‬
‫خي ْههبر عَن ْهوَةً بعههد‬‫فأخبرنى ابن شهاب ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسههلم افتتههح َ‬
‫القتال ‪ ،‬وكانت خيبر مما أفاء الله عز وجل على رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم ‪،‬‬
‫سمها بين المسههلمين‪ ،‬ونههزل مههن نههزل‬ ‫مسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وقَ َ‬ ‫خ ّ‬
‫ل الله صلى الله عليه وسههلم ‪ ،‬فقههال ‪:‬‬ ‫من أهلها على الجلِء بعد القتال ‪ ،‬فدعاهم رسو ُ‬
‫إن شئتم دفعت إليكهم ههذه المهوال علهى أن تعملوهها‪ ،‬وتكهون ثماُرهها بيَننها وبينكهم ‪،‬‬
‫وأقركم ما أقركم الله ‪ ،‬فقبلوا‪ ،‬فكهانوا يعملونهها‪ .‬وكهان رسهول اللهه صهلى اللهه عليهه‬
‫خْرص ‪ ،‬فلما تهوفى‬ ‫دل عليهم في ال َ‬ ‫وسلم يبعث عبد الله بن َرَواحة‪ ،‬فُيقسم ثمَرها‪ ،‬ويع ِ‬
‫الله نبيه صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أقرها أبو بكر رضى الله تعالى عنه ‪ ،‬بعد رسههول اللههه‬
‫صلى الله عليه وسلم بأيديهم ‪ ،‬على المعاملة التي عههاملهم عليههها رسههول اللههه صههلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬حتى توفى؛ ثم أقرها عمر رضى الله عنه صدرا ً من إمارته ‪.‬‬
‫ثم بلغ عمَر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي قبضه الله‬
‫ت‪،‬‬ ‫فيه ‪ :‬ل يجتمعههن بجزيههرة العههرب دينههان ؛ ففحههص عمههر ذلههك ‪ ،‬حههتى بلغههه الثبه ُ‬
‫فأرسل إلى يهود‪ ،‬فقال ‪ :‬إن الله عز وجل قد أذن في جلئكههم ‪ ،‬قههد بلغنههي أن رسههول‬
‫ن بجزيرة العرب دينان ‪ ،‬فمن كان عنده عهد‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬ل يجتمع ّ‬
‫من رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود فليأتنى به ‪ ،‬أْنفههذه لههه ومههن لههم يكههن‬
‫عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسههلم مههن اليهههود‪ ،‬فليتجهههز للجلء‪ ،‬فههأجلى‬
‫عمر من لم يكن عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ‪.‬‬
‫وسبب آخر‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني نافع ‪ ،‬مولى عبد الله بن عمر‪ ،‬عن عبد اللههه‬
‫ود إلى أموالنا بخيبر نتعاهههدها‪ ،‬فلمهها‬ ‫س َ‬ ‫قداد بن ال ْ‬ ‫م ْ‬
‫بن عمر قال ‪ :‬خرجت أنا والزبير وال ِ‬
‫ي‬
‫دمنا تفرقنا في أموالنا‪ ،‬قال ‪ :‬فعُدِ َ‬ ‫قَ ِ‬
‫ي ‪ ،‬فلمهها أصههبحت‬ ‫قه ّ‬‫مْرفَ َ‬
‫دعت يههدايَ مههن ِ‬ ‫ف ِ‬
‫ت الليل ‪ ،‬وأنا نائم على فراشى‪ ،‬ف ُ‬ ‫ي تح َ‬
‫عل ّ‬
‫ى صههاحباي ‪ ،‬فأتيههانى فسههألنى ‪ :‬مههن صههنع هههذا بههك ؟ فقلههت ‪ :‬ل أدري ؟‬ ‫استصرخ عل ّ‬
‫دما بي على عمر رضى الله عنه فقال ‪ :‬هذا عمل يهههود‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬فأصلحا من يدي ‪ ،‬ثم قَ ِ‬
‫ثم قام في الناس خطيبا فقال ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان‬
‫دعوا‬ ‫دوا على عبد اللههه بههن عمههر َفف ه َ‬ ‫عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا‪ ،‬وقد عَ ُ‬
‫يدْيه ‪ ،‬كما قد بلغكم ‪ ،‬مع عَد ِْوهم على النصاري قبله ‪ ،‬ل نشك أنهم أصحابه ‪ ،‬ليس لنهها‬
‫هناك عدوّ غيُرهم ‪ ،‬فمن كان له مال بخيبر فليلحق به ‪ ،‬فإنى مخرج يهود فأخرجهم ‪.‬‬
‫عمر يقسم وادي القرى‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عبد الله‬
‫مك َْنف ‪ ،‬أخى بني حارثة‪ ،‬قال ‪ :‬لما أخرج عمر يهههود مههن‬ ‫ابن أبي بكر‪ ،‬عن عبد الله بن َ‬
‫خر بن أمية بن خنساء‪ ،‬أخو‬ ‫ص ْ‬‫خيبر ركب في المهاجرين والنصار‪ ،‬وخرج معه جبار ابن َ‬
‫سما خيبر بين‬ ‫سَلمة‪ ،‬وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم ‪ -‬ويزيد بن ثابت ‪ ،‬وهما قَ َ‬ ‫بني َ‬
‫أهلها‪ ،‬على أصل جماعة السهمان ‪ ،‬التي كانت عليها‪.‬‬
‫خط هٌر ‪ ،‬ولعبههد‬ ‫ن عفههان َ‬ ‫ن به ِ‬‫سم عمُر بن الخطاب من وادي القرى‪ ،‬لعثما َ‬ ‫وكان ما قَ َ‬
‫خطهٌر ‪،‬‬‫َ‬ ‫خطهٌر ‪ ،‬ولعههامر بههن أبههي ربيعههة َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سهلمة َ‬ ‫خطر‪ ،‬ولُعمر بن أبي َ‬ ‫َ‬ ‫الرحمن بن عوف َ‬
‫خطر‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬ولسلم ولبنى جعفههر‬ ‫شْيم َ‬ ‫َ‬
‫خطر‪ ،‬ول َ‬ ‫ولعمرو بن سراقة َ‬
‫خطهَران ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫طر‪ ،‬ولمعيقيب خطر‪ ،‬ولعبد الله بههن الْرقَههم خطههر‪ ،‬ولعبههد اللههه وعبيههدالله َ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬
‫خطههر‪ ،‬ولمعتمههر خطههر‪ ،‬ولزيههد بههن ثههابت‬ ‫حش خطر‪ ،‬ولبن الب ُك َْير َ‬ ‫ج ْ‬
‫ولبن عبد الله ابن َ‬
‫ْ‬
‫فراء خطر‪ ،‬ولبى طلحة‬ ‫خطر‪ ،‬ولمعاذ بن عَ ْ‬ ‫َ‬ ‫طر‪ ،‬ولبى بن كعب َ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬
‫‪330‬‬
‫خر خطر‪ ،‬ولجابر بن عبد الله بههن رئاب خطههر‪ ،‬ولمالههك بههن‬ ‫ص ْ‬
‫سن خطر‪ ،‬ولجّبار بن َ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬
‫معههاذ‬ ‫َ‬
‫ضْير خطههر‪ ،‬ولبههن سههعدِ بههن ُ‬
‫ح َ‬
‫خطر‪ ،‬ولبن ُ‬ ‫َ‬ ‫مرو َ‬‫صعة وجابر بن عبد الله بن عَ ْ‬ ‫صع ْ َ‬‫َ‬
‫خطر‪ ،‬ولسلمة بن سلمة خطر‪ ،‬ولعبد الرحمههن بههن ثههابت وأبههى شههريك خطههر‪ ،‬ولبههى‬
‫سلمة خطر‪ ،‬ولعبادة بن طارق خطر‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫عَْبس بن جبر خطر‪ ،‬ولمحمد بن َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ :‬لقتادة‪.‬‬
‫ف خطههر‪ ،‬ولبنهى الحههارث ابهن قَي ْههس نصهف‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ولجبر بن عَِتيهك نصه ُ‬
‫مههة والضههحاك خطههر‪ ،‬فهههذا مهها بلغنهها مههن أمههر خيههبر ووادي القههرى‬ ‫حَز َ‬
‫خطههر‪ ،‬ولبههن َ‬
‫ومقاسمهما‪.‬‬
‫طرا‪ً.‬‬
‫خ َ‬
‫قال ابن هثمام ‪ :‬الخطر‪ :‬النصيب‪ .‬ويقال ‪ :‬أخطر لى فلن َ‬
‫هه هههه هههه ههههه هههههه‬

‫هه هههههه ههههههه هههه هههه‬

‫ههههه هه ههه هههه ههههه هههههه‬

‫ههههه ‪ :‬هههه هههه هه ههه هههه هه‬

‫هههههه هههههههههه ههه‬

‫هههه هههه ههه هههههه‬


‫فهرست الجزء الرابع‬
‫من سيرة ابن هشام‬
‫غزوة أحد‬
‫‪5‬‬
‫حّدث ابن إسحاق بغزوة أحد‬ ‫ن َ‬
‫َم ْ‬
‫‪5‬‬
‫قريش تجمع المال لحرب النبى‬
‫‪5‬‬
‫ما نزل فيهم من القرآن‬
‫‪6‬‬
‫اجتماع قريش للحرب‬
‫‪6‬‬
‫خروج قريش ومن معها‬
‫‪7‬‬
‫رؤيا رسول ال صلى ال عليه وسلم ومشاورته القوم‬
‫‪8‬‬
‫مطالبة بعض المسلمين للخروج لملقاة الكفار خارج المدينة‬
‫‪8‬‬
‫انخذال المنافقين‬
‫‪9‬‬
‫ما تفاءل به صلى ال عليه وسلم‬
‫‪10‬‬
‫ما فعله مربع المنافق حين سلك المسلمون حائطه‬
‫‪11‬‬
‫نزول الرسول بأحد‬
‫‪11‬‬
‫الرسول يجيز من هم في سن الخامسة عشرة‬
‫‪12‬‬
‫جانة وشجاعته‬‫أبو ُد ّ‬
‫‪13‬‬
‫أبو عامر الفاسق‬
‫‪13‬‬
‫أبو سفيان وامرأته يحرضان قريشا‬
‫‪14‬‬
‫تحريض هند ومن معها جيش الكفار‬
‫‪14‬‬
‫استشهاد حمزة‬
‫‪16‬‬
‫حديث وحشي في قتله حمزة‬
‫‪17‬‬
‫وحشي يحدث الرسول بقتله حمزة‬
‫‪20‬‬
‫وحشي يشارك في قتل مسيلمة الكذاب‬
‫‪20‬‬
‫استشهاد مصعب‬
‫‪21‬‬
‫خبر عاصم بن ثابت‬
‫‪22‬‬
‫استشهاد حنظلة الذي سمى غسيل الملئكة‬
‫‪22‬‬
‫شعر السود وأبي سفيان في قتل حنظلة‬
‫‪23‬‬
‫حسان يرد على أبي سفيان‬
‫‪24‬‬
‫رد ابن شعوب على أبي سفيان‬
‫‪24‬‬
‫شعر الحارث في الرد على أبي سفيان‬
‫‪25‬‬
‫الزبير يذكر سبب الهزيمة‬
‫‪25‬‬
‫حسان يذكر شجاعة صؤاب‬
‫‪26‬‬
‫شعر حسان في شجاعة عمرة الحارثية‬
‫‪27‬‬
‫ما أصاب الرسول يوم أحد‬
‫‪28‬‬
‫من شجاعة أصحاب الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫‪300‬‬
‫ما فعلته نسيبة بنت كعب‬
‫‪30‬‬
‫جانة وسعد بن أبي وقاص‬ ‫شجاعة أبي ُد ّ‬
‫‪31‬‬
‫شجاعة قتادة بن النعمان‬
‫‪31‬‬
‫ما فعله أنس بن النضر‬
‫‪31‬‬
‫جراحات عبد الرحمن بن عوف‬
‫‪32‬‬
‫كعب بن مالك يعرف رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد إشاعة مقتله‬
‫‪32‬‬
‫مقتل أبي بن خلف‬
‫‪33‬‬
‫ما تحقق من وعده صلى ال عليه وسلم أبي بن خلف‬
‫‪33‬‬
‫ما قاله حسان في مقتل أبي بن خلف‬
‫‪330‬‬
‫شْعب‬‫انتهاء الرسول إلى ال ّ‬
‫‪34‬‬
‫سعد بن أبي وقاص يحرص على قتل عتبة‬
‫‪34‬‬
‫عمر يصعد إلى قريش الجبل ويقاتلهم‬
‫‪35‬‬
‫معاونة طلحة الرسول‬
‫‪35‬‬
‫صلة الرسول صلى الله عليه وسلم قاعدا‬
‫‪36‬‬
‫مقتل اليمان وابن وقش وابن حاطب‬
‫‪36‬‬
‫مقتل ُقزمان منافقا‬
‫‪37‬‬
‫مقتل مخيريق‬
‫‪37‬‬
‫ما فعله الحارث بن سويد‬
‫‪38‬‬
‫صْيرم‬
‫أمر أ َ‬
‫‪38‬‬
‫عمرو بن الجموح ومقتله‬
‫‪39‬‬
‫هند وتمثيلها بحمزة‬
‫‪40‬‬
‫أبو سفيان يشمت بالمسلمين‬
‫‪42‬‬
‫ما توعد به أبو سفيان المسلمين ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫علي يخرج في أثر قريش‬
‫‪43‬‬
‫موت سعد بن الربيع‬
‫‪43‬‬
‫الرسول يحزن على حمزة ويتوعد المشركين بالمثلة‬
‫‪44‬‬
‫النهي عن المثلة‬
‫‪45‬‬
‫صلته صلى الله عليه وسلم صلة الجنازة على حمزة‬
‫‪46‬‬
‫حزن صفية على أخيها حمزة‬
‫‪47‬‬
‫دفن الشهداء‬
‫‪47‬‬
‫بكاء نساء النصار على حمزة‬
‫‪49‬‬
‫المرأة الدينارية‬
‫‪50‬‬
‫غسل السيوف‬
‫‪51‬‬
‫غزوة حمراء السد‬
‫‪52‬‬
‫ندم من تخلف يوم أحد والخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪52‬‬
‫من جرح بأحد يواصلون الجهاد مع الرسول‬
‫‪52‬‬
‫استعمال ابن أم مكتوم على المدينة في هذه الغزوة‬
‫‪52‬‬
‫شأن معبد الخزاعي‬
‫‪53‬‬
‫رسالة أبي سفيان مع الركب بالوعيد‬
‫‪54‬‬
‫قتل الرسول أبا عزة ومعاوية بن المغيرة‬
‫‪55‬‬
‫شأن عبد الله بن أبي بعد غزوة أحد‬
‫‪56‬‬
‫تمحيص المؤمنين يوم أحد‬
‫‪57‬‬
‫ذكر ما أنزل ال في أحد من القرآن‬
‫‪57‬‬
‫فضل الشهادة‬
‫‪74‬‬
‫من خرجوا مع الرسول إلى حمراء السد‬
‫‪77‬‬
‫ذكر من استشهد بأحد من المهاجرين‬
‫‪78‬‬
‫من بني هاشم‬
‫‪78‬‬
‫من بني أمية‬
‫‪78‬‬
‫من بني عبد الدار‬
‫‪78‬‬
‫من بني مخزوم‬
‫‪78‬‬
‫ذكر من استشهد بأحد من النصار‬
‫‪78‬‬
‫من راتج‬
‫‪79‬‬
‫من بني ظفر‬
‫‪79‬‬

‫من بني ضبيعة‬


‫‪79‬‬
‫من بني عبيد‬
‫‪79‬‬
‫من بني ثعلبة‬
‫‪80‬‬
‫من بني السلم‬
‫‪80‬‬
‫من بني العجلن‬
‫‪80‬‬
‫من بني معاوية‬
‫‪80‬‬
‫من بني النجار‬
‫‪81‬‬
‫من بني مبذول‬
‫‪81‬‬
‫من بني عمرو‬
‫‪81‬‬
‫من بني عدي‬
‫‪81‬‬
‫من بني مازن‬
‫‪81‬‬
‫من بني دينار‬
‫‪81‬‬
‫من بني الحارث‬
‫‪81‬‬
‫من بني البجر‬
‫‪82‬‬
‫من بني ساعدة‬
‫‪82‬‬
‫من بني طريف‬
‫‪82‬‬
‫من بني عوف‬
‫‪82‬‬
‫من بني الحبلى‬
‫‪82‬‬
‫من بني سلمة‬
‫‪83‬‬
‫من بني سواد‬
‫‪83‬‬
‫من بني زريق‬
‫‪83‬‬
‫عدد من استشهد بأحد‬
‫‪83‬‬
‫من لم يذكرهم ابن إسحاق من بني معاوية‬
‫‪83‬‬
‫من بني خطمة‬
‫‪83‬‬
‫من الخزرج‬
‫‪83‬‬
‫من بني عمرو‬
‫‪83‬‬
‫من بني سالم‬
‫‪83‬‬
‫ذكر من قتل من المشركين يوم أحد‬
‫‪84‬‬
‫من بني عبد الدار‬
‫‪84‬‬
‫من بني أسد‬
‫‪85‬‬
‫من بني زهرة‬
‫‪85‬‬
‫من بني مخزوم‬
‫‪85‬‬
‫مح‬‫من بني ج َ‬
‫‪85‬‬
‫من بني عامر‬
‫‪85‬‬
‫عدد من قتل من المشركين‬
‫‪85‬‬
‫ذكر ما قيل من الشعر يوم أحد‬
‫‪86‬‬
‫شعر هبيرة‬
‫‪88‬‬
‫ما أجابه به حسان‬
‫‪88‬‬
‫شعر كعب بن مالك‬
‫‪88‬‬
‫ما قاله ابن الزبعرى‬
‫‪92‬‬
‫إجابة حسان له‬
‫‪93‬‬
‫شعر لكعب يبكي به حمزة أجابه به ضرار‬
‫‪94‬‬
‫ما قاله ابن الزبعري يوم أحد‬
‫‪97‬‬
‫ما أجابه حسان‬
‫‪98‬‬
‫شعر عمرو بن العاصى في أحد‬
‫‪99‬‬
‫رد كعب بن مالك عليه‬
‫‪99‬‬
‫شعر ضرار بن الخطاب‬
‫‪100‬‬
‫ما قاله عمرو بن العاص‬
‫‪101‬‬
‫ما رد به كعب بن مالك‬
‫‪102‬‬
‫شعر حسان يذكر عدة أصحاب اللواء‬
‫‪103‬‬
‫ما قاله الحجاج بن علط‬
‫‪105‬‬
‫حسان يبكى حمزة‬
‫‪106‬‬
‫شعر حسان أيضا في بكاء حمزة‬
‫‪109‬‬
‫ما قاله كعب بن مالك رثاء لحمزة‬
‫‪111‬‬
‫ما قاله كعب في غزوة أحد‬
‫‪112‬‬
‫شعر ابن رواحة في رثاء حمزة‬
‫‪115‬‬
‫ما قاله كعب بن مالك في أحد‬
‫‪116‬‬
‫ما قاله ضرار بن الخطاب من الشعر في غزوة أحد‬
‫‪117‬‬
‫ما ارتجز به أبو زعنة يوم أحد‬
‫‪118‬‬
‫ما نسب لعلي رضى الله عنه من الرجز يوم أحد‬
‫‪119‬‬
‫ما قاله عكرمة يوم أحد‬
‫‪119‬‬
‫ما قاله أعشى بن زرارة يبكى قتلى أحد من بني عبد الدار‬
‫‪119‬‬
‫ما قاله ابن الزبعرى يوم أحد‬
‫‪120‬‬
‫ما رثت به صفية أخاها حمزة‬
‫‪120‬‬
‫ما بكت به نعم زوجها شماسا ً‬
‫‪120‬‬
‫ما قاله أبو الحكم أخو نعم يعزيها‬
‫‪121‬‬
‫ما قالته هند بنت عتبة بعد رجوعها من أحد‬
‫‪121‬‬
‫ذكر يوم الرجيع‬
‫‪122‬‬
‫مقتل خبيب وأصحابه‬
‫‪122‬‬
‫نسب عضل والقارة‬
‫‪122‬‬
‫النفر من المسلمين الذين ذهبوا لتعليمهم‬
‫‪122‬‬
‫غدر عضل والقارة بمن أرسلهم الرسول‬
‫‪123‬‬
‫من قتل منهم‬
‫‪123‬‬
‫حماية الدبر عاصما ً‬
‫‪124‬‬
‫بيع خبيب وابن الدثنة وقتل عبد الله بن طارق‬
‫‪125‬‬
‫من قوة إيمان ابن الدثنة‬
‫‪125‬‬
‫دعوة خبيب ومقتله‬
‫‪126‬‬
‫ما نزل في سرية الرجيع من القرآن‬
‫‪128‬‬
‫شعر خبيب قبل صلبه‬
‫‪130‬‬
‫حسان يرثي خبيبا ً‬
‫‪130‬‬
‫من اجتمعوا لقتل خبيب‬
‫‪132‬‬
‫حسان يهجو هذيل لقتلهم خبيبا ً‬
‫‪133‬‬
‫حسان يرثى خبيبا ً وأصحابه‬
‫‪136‬‬
‫حديث بئر معونة‬
‫‪137‬‬
‫سبب إرسال بعث بئر معونة‬
‫‪137‬‬
‫من رجال البعث‬
‫‪138‬‬
‫غدر عامر بالبعث‬
‫‪138‬‬
‫ثأر عمرو بن أمية من العامريين‬
‫‪139‬‬
‫سبب إسلم جبار بن سلمى‬
‫‪140‬‬
‫شعر حسان في تحريض بني أبي براء على عامر بن الطفيل‬
‫‪140‬‬
‫طعن ربيعة عامرا‬
‫‪141‬‬
‫عبد الله بن رواحة يرثي نافع بن بديل‬
‫‪142‬‬
‫رثاء حسان قتلى بئر معونة‬
‫‪142‬‬
‫شعر كعب بن مالك في بئر معونة‬
‫‪143‬‬
‫أمر إجلء بني النضير‬
‫‪143‬‬
‫محاولتهم الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪143‬‬
‫علمه صلى الله عليه وسلم بغدرهم واستعداده لحربهم‬
‫‪144‬‬
‫تاريخ غزو بني النضير‬
‫‪144‬‬
‫الرهط الذي شجع بني النضير ثم طلبهم الصلح وهجرتهم‬
‫‪145‬‬
‫من هاجر إلى خيبر‬
‫‪145‬‬
‫الرسول يقسم أموال بني النضير‬
‫‪146‬‬
‫من أسلم من بني النضير‬
‫‪146‬‬
‫ما نزل في بني النضير من القرآن‬
‫‪146‬‬
‫ما قاله ابن لقيم العبسي من شعر في بني النضير‬
‫‪149‬‬
‫ما ينسب من الشعر لعلي في قصة بني النضير‬
‫‪151‬‬
‫ما أجابه به سماك اليهودي‬
‫‪152‬‬
‫ً‬
‫كعب بن مالك يقول شعرا في إجلء بني النضير ومقتل كعب بن الشرف‬
‫‪152‬‬
‫سماك اليهودي يرد على كعب بن مالك‬
‫‪153‬‬
‫عباس بن مرداس يمدح رجال بني النضير‬
‫‪154‬‬
‫وات بن جبير يرد عليه‬‫خ ّ‬
‫َ‬
‫‪155‬‬
‫عباس بن مرداس يرد على خوات بن جبير‬
‫‪155‬‬
‫ما قاله أحد الصحابة في الرد على عباس بن مرداس‬
‫‪156‬‬
‫غزوة ذات الرقاع‬
‫‪157‬‬
‫الستعداد للغزوة‬
‫‪157‬‬
‫لماذا سميت بهذا السم‬
‫‪157‬‬
‫من أسباب صلة الخوف‬
‫‪158‬‬
‫كيفية صلة الخوف‬
‫‪158‬‬
‫غورث يهم بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وما نزل فيه من قرآن‬
‫‪159‬‬
‫قصة جابر وجمله في هذه الغزوة‬
‫‪159‬‬
‫ما أصيب به صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحراسة‬
‫‪163‬‬
‫غزوة بدر الخرة‬
‫‪165‬‬
‫خروج الرسول لملقاة أبي سفيان ورجوع أبي سفيان إلى مكة‬
‫‪165‬‬
‫ما قاله معبد الخزاعي من الشعر‬
‫‪166‬‬
‫ما قاله أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة‬
‫‪166‬‬
‫شعر حسان في ذلك‬
‫‪167‬‬
‫أبو سفيان يرد على حسان‬
‫‪168‬‬
‫غزوة دومة الجندل‬
‫‪169‬‬
‫من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينة‬
‫‪169‬‬
‫غزوة الخندق‬
‫‪170‬‬
‫اليهود تحزب الحزاب‬
‫‪170‬‬
‫خروج الحزاب‬
‫‪171‬‬
‫حفر الخندق‬
‫‪172‬‬
‫ما نزل من القرآن في حق العاملين في الخندق مؤمنهم وكافرهم‬
‫‪172‬‬
‫المسلمون يرتجزون وهم يعملون‬
‫‪173‬‬
‫معجزات ظهرت في حفر الخندق‬
‫‪173‬‬
‫ظهور الكدية والتغلب عليها‬
‫‪174‬‬
‫ما تحقق من البركة في تمر ابنة بشير‬
‫‪174‬‬
‫ما تحقق من البركة في دعوة جابر للطعام‬
‫‪174‬‬
‫بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتوح‬
‫‪175‬‬
‫وصول المشركين المدينة‬
‫‪176‬‬
‫حيي بن أخطب يحرض كعب بن أسد‬
‫‪177‬‬
‫الرسول عليه الصلة والسلم يستوثق من نقض كعب ميثاقه‬
‫‪178‬‬
‫ظهور النفاق من المنافقين‬
‫‪179‬‬
‫لم يكن معتب منافقا ً‬
‫‪180‬‬
‫محاولة الصلح مع غطفان‬
‫‪180‬‬
‫من حاول عبور الخندق من المشركين‬
‫‪181‬‬
‫سلمان يشير بحفر الخندق‬
‫‪182‬‬
‫على يقتل عمرو بن عبد ود‬
‫‪182‬‬
‫ما قاله على رضوان الله عليه من الشعر في قتله عمرو بن ود‬
‫‪184‬‬
‫هجاء حسان عكرمة‬
‫‪184‬‬
‫شعار المسلمين يوم الخندق‬
‫‪185‬‬
‫استشهاد سعد بن معاذ‬
‫‪185‬‬
‫قاتل سعد بن معاذ‬
‫‪186‬‬
‫شعر لقاتل سعد‬
‫‪186‬‬
‫حديث حسان في وقعة الخندق‬
‫‪187‬‬
‫خداع نعيم المشركين‬
‫‪188‬‬
‫ما أنزل الله بالمشركين‬
‫‪189‬‬
‫ل بالمشركين‬ ‫استخبار ما ح ّ‬
‫‪190‬‬
‫أبو سفيان ينادي بالرحيل‬
‫‪191‬‬
‫رجوع حذيفة بالخبر اليقين‬
‫‪191‬‬
‫الرجوع من الخندق‬
‫‪192‬‬
‫غزوه بني قريظة‬
‫‪192‬‬
‫جبريل يأتي بحرب بني قريظة‬
‫‪192‬‬
‫علي يبلغ الرسول ما سمعه من بني قريظة‬
‫‪193‬‬
‫حية الكلبى‬ ‫جبريل في صورة دِ ْ‬
‫‪193‬‬
‫تجمع المسلمين للقتال‬
‫‪194‬‬
‫حصار بني قريظة‬
‫‪195‬‬
‫كعب بن أسد ينصح قومه‬
‫‪195‬‬
‫قصة أبي لبابة في هذه الغزوة‬
‫‪196‬‬
‫ما نزل في أبي لبابة‬
‫‪196‬‬
‫توبة الله على أبي لبابة‬
‫‪197‬‬
‫ما نزل في توبة أبي لبابة‬
‫‪197‬‬
‫دل‬‫إسلم بعض من بني هَ ْ‬
‫‪197‬‬
‫دى‬‫سع ْ َ‬
‫قصة عمرو بن ُ‬
‫‪197‬‬
‫تحكيم سعد في أمر بني قريظة‬
‫‪198‬‬
‫رضاه عليه الصلة والسلم بحكم سعد‬
‫‪200‬‬
‫علي ينهي المعركة لصالح المسلمين‬
‫‪200‬‬
‫حبس بني قريظة ومقتلهم‬
‫‪201‬‬
‫مقتل ابن أخطب‬
‫‪201‬‬
‫شعر جبل في مقتل حيى بن أخطب‬
‫‪201‬‬
‫قتل امرأة من نسائهم وسببه‬
‫‪202‬‬
‫قصة الزبير بن باطا‬
‫‪202‬‬
‫أمر عطية القرظي ورفاعة بن سمؤال‬
‫‪204‬‬
‫تقسيم الفيء‬
‫‪205‬‬
‫إسلم ريحانة‬
‫‪205‬‬
‫ما نزل من القرآن في الخندق وبني قريظة‬
‫‪206‬‬
‫إكرام سعد في موته‬
‫‪212‬‬
‫الشهداء يوم الخندق‬
‫‪214‬‬
‫قتلى المشركين‬
‫‪214‬‬
‫الشهداء يوم بني قريظة‬
‫‪215‬‬
‫ما قيل من الشعر في أمر الخندق وبني قريظة‬
‫‪216‬‬
‫ما قاله ضرار بن الخطاب‬
‫‪216‬‬
‫كعب بن مالك يرد على ضرار‬
‫‪217‬‬
‫شعر عبد الله بن الزبعري في غزوة الخندق‬
‫‪218‬‬
‫رد حسان بن ثابت عليه‬
‫‪219‬‬
‫كعب بن مالك يرد على ابن الزبعري‬
‫‪220‬‬
‫ما بكى به مسافع عمرو بن عبد ود‬
‫‪228‬‬
‫ما أنب به مسافع أصحاب عمرو بن عبد ود‬
‫‪228‬‬
‫ما قاله هبيرة في فراره ورثائه عمرو بن عبد ود‬
‫‪229‬‬
‫ما قاله هبيرة في رثاء عمرو أيضا‬
‫‪230‬‬
‫حسان يفتخر بقتل عمرو‬
‫‪230‬‬
‫ما قاله حسان في بكاء سعد بن معاذ‬
‫‪231‬‬
‫ما قاله حسان في بكاء سعد بن معاذ وغيره‬
‫‪232‬‬
‫ما قاله حسان في يوم بني قريظة‬
‫‪232‬‬
‫أبو سفيان يرد على حسان‬
‫‪233‬‬
‫جبل بن جوال يرد على حسان‬
‫‪234‬‬
‫حَقْيق‬
‫مقتل سلم بن أبي ال ُ‬
‫‪234‬‬
‫من خرج لقتل ابن أبي الحقيق‬
‫‪235‬‬
‫شعر حسان في قتل كعب بن الشرف وسلم بن أبي الحقيق‬
‫‪237‬‬
‫إسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد‬
‫‪237‬‬
‫ذهاب عمرو ومن معه إلى النجاشي‬
‫‪237‬‬
‫طلب عمرو من النجاشي قتل عمرو بن أمية‬
‫‪238‬‬
‫عمرو وخالد يجتمعان على السلم‬
‫‪239‬‬
‫إسلم عثمان بن طلحة‬
‫‪240‬‬
‫ما قاله ابن الزبعري في إسلم عثمان بن طلحة وخالد‬
‫‪240‬‬
‫حيان‬‫غزوة بني ل ِ ْ‬
‫‪241‬‬
‫خروجه صلى الله عليه وسلم إليهم‬
‫‪241‬‬
‫استعماله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة‬
‫‪241‬‬
‫الطريق التي سلكها صلى الله عليه وسلم‬
‫‪241‬‬
‫دعاء العودة‬
‫‪242‬‬
‫ما قاله كعب بن مالك في غزوة بني لحيان‬
‫‪242‬‬
‫غزوة ذي قَرد‬
‫‪243‬‬
‫شجاعة ابن الكوع في هذه الغزوة‬
‫‪243‬‬
‫تسابق الفرسان‬
‫‪244‬‬
‫البطال يتلحقون‬
‫‪244‬‬
‫سبق محرز بن نضلة ومقتله‬
‫‪245‬‬
‫مقتل وقاص بن مجزز‬
‫‪245‬‬
‫أفراس المسلمين‬
‫‪246‬‬
‫قتلى المشركين‬
‫‪246‬‬
‫استعماله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة‬
‫‪246‬‬
‫تقسيم الفيء على المسلمين‬
‫‪247‬‬
‫ل نذر في معصية‬
‫‪247‬‬
‫ما قاله حسان في غزوة ذي قرد‬
‫‪248‬‬
‫ما قاله كعب في يوم ذي قرد‬
‫‪250‬‬
‫شعر شداد الجشمي لعيينة‬
‫‪251‬‬
‫غزوة بني المصطلق‬
‫‪252‬‬
‫سببها‬
‫‪252‬‬
‫استشهاد ابن صَبابة خطأ‬
‫‪252‬‬
‫ما وقع من الفتنة بين المهاجرين والنصار‬
‫‪2530‬‬
‫نفاق ابن أبي‬
‫‪254‬‬
‫من أسباب نفاق ابن أبي‬
‫‪254‬‬
‫انشغال الناس عن الفتنة‬
‫‪255‬‬
‫موت رفاعة بن زيد وتنبؤ الرسول بموته‬
‫‪255‬‬
‫ما نزل في ابن أبي‬
‫‪255‬‬
‫موقف عبد الله البن من أبيه‬
‫‪255‬‬
‫مخادعة مقيس بن صبابة‬
‫‪256‬‬
‫شعار المسلمين‬
‫‪257‬‬
‫قتلى بني المصطلق‬
‫‪257‬‬
‫حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها‬
‫‪257‬‬
‫لفك في غزوة بني المصطلق‬ ‫خبر ا ِ‬
‫‪260‬‬
‫ن كان يسافر معه صلى الله عليه وسلم من نسائه‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫‪261‬‬
‫سقوط عقد عائشة وتخلفها للبحث عنه‬
‫‪261‬‬
‫صفوان بن المعطل يعثر على عائشة‬
‫‪262‬‬
‫مرضها وإعراضه عليه السلم عنها‬
‫‪263‬‬
‫انتقالها إلى بيت أبيها لتمريضها‬
‫‪263‬‬
‫علمها بما قيل فيها‬
‫‪264‬‬
‫خطبته صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن‬
‫‪264‬‬
‫من أشاع حديث الفك‬
‫‪265‬‬
‫ما اقترحه المسلمون بعد خطبته صلى الله عليه وسلم‬
‫‪265‬‬
‫الرسول يستشير عليا وأسامة‬
‫‪265‬‬
‫حزن عائشة ونزول القرآن ببراءتها‬
‫‪266‬‬
‫استنتاج أبي أيوب طهر عائشة‬
‫‪268‬‬
‫ما نزل من القرآن في حديث الفك‬
‫‪268‬‬
‫لنفاق على مسطح ورجوعه عن ذلك‬ ‫أبو بكر يمتنع عن ا ِ‬
‫‪268‬‬
‫تفسير ابن هشام لبعض ألفاظ القرآن‬
‫‪269‬‬
‫صفوان يحاول قتل حسان‬
‫‪270‬‬
‫أمر الحديبية وذكر بيعة الرضوان‬
‫‪275‬‬
‫من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينة‬
‫‪275‬‬
‫استنفاره صلى الله عليه وسلم العرب‬
‫‪275‬‬
‫عدد من خرج للعمرة‬
‫‪275‬‬
‫ً‬
‫ما قاله عليه السلم عندما علم أن قريشا تريد منعه‬
‫‪276‬‬
‫تجنبه صلى الله عليه وسلم طريق قريش‬
‫‪276‬‬
‫المفاوضة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش‬
‫‪278‬‬
‫الرسول يبعث سفيرا إلى أهل مكة‬
‫‪281‬‬
‫ما اعتدى به النفر القرشيون على معسكر الرسول‬
‫‪282‬‬
‫اعتذار عمر عن بعثته إلى قريش وإرسال عثمان‬
‫‪282‬‬
‫إشاعة مقتل عثمان‬
‫‪282‬‬
‫بيعة الرضوان‬
‫‪283‬‬
‫سبب البيعة ونصها‬
‫‪283‬‬
‫من امتنع عن البيعة‬
‫‪283‬‬
‫أول المبايعين‬
‫‪283‬‬
‫مبايعته صلى الله عليه وسلم لعثمان‬
‫‪283‬‬
‫سهيل رسول قريش للصلح‬
‫‪283‬‬
‫عمر يستنكر الصلح ويتوب بعد ذلك‬
‫‪284‬‬
‫المفاوضة على شروط الصلح‬
‫‪284‬‬
‫من دخل في عهد المسلمين ومن دخل في عهد قريش‬
‫‪286‬‬
‫أمر أبي جندل بن سهيل‬
‫‪286‬‬
‫من شهدوا على الصلح‬
‫‪287‬‬
‫الحلل من الحرام‬
‫‪287‬‬
‫فضل المحلقين على المقصرين‬
‫‪288‬‬
‫من هداياه صلى الله عليه وسلم‬
‫‪288‬‬
‫نزول سورة الفتح‬
‫‪288‬‬
‫ذكر من تخلف من العراب‬
‫‪289‬‬
‫رضا الله عن أهل الشجرة‬
‫‪289‬‬
‫ما نزل في امتناعه صلى الله عليه وسلم عن القتال‬
‫‪290‬‬
‫فتح الفتوح‬
‫‪291‬‬
‫أمر المستضعفين بمكة‬
‫‪291‬‬
‫قصة أبي بصير‬
‫‪291‬‬
‫شعر موهب بن رياح‬
‫‪293‬‬
‫ابن الزبعري يرد على موهب‬
‫‪294‬‬
‫أمر المهاجرات بعد الهدنة‬
‫‪294‬‬
‫آية المهاجرات‬
‫‪295‬‬
‫بشرى فتح مكة‬
‫‪296‬‬
‫ذكر المسير إلى خيبر‬
‫‪297‬‬
‫حامل الراية يوم خيبر‬
‫‪297‬‬
‫رجز لبن الكوع‬
‫‪297‬‬
‫ما دعا به صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر‬
‫‪298‬‬
‫فرار أهل خيبر من الرسول‬
‫‪299‬‬
‫طريقه صلى الله عليه وسلم إلى خيبر‬
‫‪299‬‬
‫غطفان تحاول مساعدة أهل خيبر وإخذال الله لهم‬
‫‪300‬‬
‫افتتاح حصون خيبر‬
‫‪300‬‬
‫أشياء نهى عنها الرسول يوم خيبر‬
‫‪300‬‬
‫افتتاح أعظم الحصون على بني سهم‬
‫‪302‬‬
‫آخر الحصون فتحا‬
‫‪303‬‬
‫شعار المسلمين يوم خيبر‬
‫‪303‬‬
‫مقتل مرحب اليهودي‬
‫‪303‬‬
‫مقتل ياسر اليهودي‬
‫‪304‬‬
‫فتح خيبر على يد علي‬
‫‪305‬‬
‫حديث أبي اليسر‬
‫‪306‬‬
‫قصة صفية رضى الله عنها‬
‫‪307‬‬
‫ما أخفاه كنانة بن الربيع وعقوبته‬
‫‪307‬‬
‫صلح خيبر‬
‫‪308‬‬
‫أهل فدك يطلبون المان‬
‫‪308‬‬
‫مصالحة أهل خيبر‬
‫‪308‬‬
‫قصة الشاة المسمومة‬
‫‪308‬‬
‫موته صلى الله عليه وسلم شهيدا‬
‫‪309‬‬
‫محاصرة وادي القرى‬
‫‪310‬‬
‫ل من الغنيمة‬‫جزاء الغا ّ‬
‫‪310‬‬
‫جراب الشحم الذي أصابه ابن مغفل‬
‫‪310‬‬
‫حراسة أبي أيوب الرسول‬
‫‪310‬‬
‫بلل يغلبه النوم وهو يرقب الفجر‬
‫‪311‬‬
‫قيم في فتح خيبر‬ ‫ُ‬
‫شعر ابن ل َ‬
‫‪312‬‬
‫ما شهده النساء من خيبر‬
‫‪313‬‬
‫شهداء خيبر‬
‫‪314‬‬
‫حديث السود الراعي في خيبر‬
‫‪316‬‬
‫ما تقوله الحور العين للشهيد‬
‫‪316‬‬
‫علط السلمي‬ ‫حديث الحجاج بن ِ‬
‫‪317‬‬
‫شعر حسان يوم خيبر‬
‫‪319‬‬
‫حسان يعذر أيمن لتخلفه عن خيبر‬
‫‪319‬‬
‫شعر ناجية في يوم خيبر‬
‫‪320‬‬
‫شعر كعب بن مالك في يوم خيبر‬
‫‪321‬‬
‫تقسيم خيبر وأموالها‬
‫‪321‬‬
‫عدة من قسمت عليهم خيبر‬
‫‪322‬‬
‫تقسيم السهم على أصحابها‬
‫‪323‬‬
‫ذكر ما أعطى محمد صلى ال عليه وسلم نساءه من قمح خيبر‬
‫‪325‬‬
‫وصية الرسول عند موته‬
‫‪325‬‬
‫خبر فدك‬
‫‪326‬‬
‫تسمية النفر الداريين‬
‫‪326‬‬
‫خرص ابن رواحة على أهل خيبر‬
‫‪326‬‬
‫اليهود يقتلون عبد ال بن سهل‬
‫‪327‬‬
‫أصل القسامة‬
‫‪327‬‬
‫سبب إجلء عمر يهود خيبر‬
‫‪328‬‬
‫وسبب آخر‬
‫‪329‬‬
‫عمر يقسم وادي القرى‬
‫‪330‬‬
‫السيرة النبوية‬
‫ابن هشام‬
‫الجزء الخامس‬
‫صفحة ‪55 -1‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫قدوم جعفر بن أبي طالب من الحبشة والمهاجرين معه‬
‫شْعبي ‪ :‬أن جعفر‬
‫جَلح ‪ ،‬عن ال ّ‬
‫عيينة عن ال ْ‬
‫فرحه صلى ال عليه وسلم بقدوم مهاجري الحبشة ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وذكر سفيان بن ُ‬
‫بن أبي طالب رضى ال عنه ‪ ،‬قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم يوَم فتح خيبر‪ ،‬فقّبل رسول ال صلى ال عليه وسلم بين‬
‫سّر‪ .‬بفتح خيبر‪ ،‬أم بقدوم جعفر ؟‬
‫عينيه )ا(‪ ،‬والتزمه وقال ‪ :‬ما أدري بأيهما أنا أ َ‬
‫مهاجرو الحبشة الذين قدموا مع عمرو بن أمية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان من أقام بأرض الحبشة من أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ؟‬
‫ضْمري ‪ ،‬فحملهم في سفينتين ‪ ،‬فقدم بهم عليه وهو‬
‫حتى بعث فيهم رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى النجاشي عمرو بن أمية ال ّ‬
‫بخيبر بعد الحديبية ‪.‬‬
‫من بني هاشم بن عبد مناف ‪ :‬جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب ‪ ،‬معه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية ؛ وابنه عبد ال بن‬
‫جعفر‪ ،‬وكانت ولدته بأرض الحبشة ‪ُ .‬قتل جعفر بمؤتة من أرض الشام ‪ ،‬أميرًا لرسول ال صلى ‪ ،‬ال عليه وسلم رجل ‪.‬‬
‫ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‪ :‬خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ‪ ،‬معه امرأته أمينة بنت خلف بن أسعد ‪-‬‬
‫صّفر في‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ‪ُ :‬هَمْينة بنت خلف ‪ -‬وابناه سعيد بن خالد‪ ،‬وأمة بنت خالد‪ ،‬ولدتهما بأرض الحبشة ‪ .‬قتل خالد بمرج ال ّ‬
‫خلفة أبي بكر الصديق بأرض الشام ؛ وأخوه عمرو بن سعيد بن العاص )‪ ،(2‬معه امرأته فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محّرث‬
‫الكناني‪ ،‬هلكت بأرض الحبشة ‪ُ .‬فتل عمرو بأجنادين من أرض الشام في خلفة أبي بكر رض ال عنه ‪ .‬ولعمرو بن سعيد يقول أبوه‬
‫حيحة ‪:‬‬
‫سعيد بن العاص بن أمية أبو ُأ َ‬
‫سّلحا‬
‫ب واشتدت يداه و ُ‬
‫إذا ش ّ‬ ‫شْعري عنك يا عمرو سائل‬ ‫‪ #‬أل ليت ِ‬
‫حا)‪(3‬‬
‫ج َ‬
‫مو َ‬ ‫ً‬
‫تكشف غيظا كان في الصدرِ ُ‬ ‫‪ #‬أتترك أمَر القوم فيه َبلبل‬

‫ظَرْيبة‪ ،‬من ناحية‬


‫ولعمرو وخالد يقول أخوهما أبان بن سعيد بن العاص ‪ ،‬حين أسلما‪ ،‬وكان أبوهم سعيد بن العاص هلك بال ّ‬
‫الطائف ‪ ،‬هلك في مال له بها ‪:‬‬
‫لما يفتري في الدين عمرو وخالد ُ‬ ‫مْيتا بالظ َّرْيبةِ شاهد ٌ‬
‫‪ #‬أل ليت َ‬
‫د)‪(4‬‬
‫ُيعينان من أعداِئنا من ُنكاي ُ‬ ‫‪ #‬أطاعا بنا أمر النساِء فأصبحا‬
‫فأجابه خالد بن سعيد‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ول هُوَ من سوِء المقالة مقصر‬ ‫ضه‬
‫عْر َ‬‫‪ #‬أخي ما أخي ل شاتم أنا ِ‬
‫أل ليت ميتا ً بالظ َّريب َةِ ي ُن ْ َ‬
‫شُر‬ ‫‪ #‬يقو ل إذا اشتدت عليه أموُره‬
‫ل على الدَنى الذي هو أفقر‬ ‫وأقب ْ‬ ‫مْيتا ً قد مشى لسبيله‬
‫‪ #‬فدعْ عنك َ‬
‫عمر بن الخطاب على بيت مال المسلمين وكان إلى آل سعيد بن العاص ؛ وأبو موسى الشعري‬ ‫وُمَعْيقيب بن أي فاطمة‪ ،‬خازن ُ‬
‫عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ‪ .‬أربعة نفر‪.‬‬ ‫عبد ال ابن َقْيس حليف آل ُ‬
‫ومن بني أسد بن عبد الُعزى بن قصي ‪ :‬السود بن َنْوفل بن خَوْيلد ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫حبيل ‪ ،‬معه‬ ‫شَر ْ‬‫جْهم بن َقْيس بن عبد ُ‬
‫ومن بني عبد الدار بن ُقصي ‪َ :‬‬
‫حْرملة بنت عبد السود هلكت بأرض الحبشة‪ ،‬وابناه لها‪،‬‬ ‫جْهم ‪ ،‬وكانت معه امرأته أم َ‬ ‫خَزيمة بن َ‬ ‫جْهم ‪ ،‬و ُ‬
‫ابناه عمرو بن َ‬
‫عتبة بن مسعود‪ ،‬حليف لهم من ‪ُ.‬هَذْيل ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫رجل ‪ .‬ومن بني زهرة بن كلب ‪ :‬عامر بن أبي وقاص ‪ ،‬و ُ‬
‫جَبْيلة‪ ،‬هلكت بأرض‬ ‫خر‪ ،‬وقد كانت معه امرأته َرْيطة بنت الحارث بن ُ‬ ‫صْ‬‫ومن بني َتْيم بن ُمرة بن كعب ‪ :‬الحارث بن خالد بن َ‬
‫الحبشة ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫صيص بن‬ ‫صْيص بن كبب ‪ :‬عثمان بن ربيعة بن أهبان ‪ .‬رجل ‪ .‬ومن بني سْهم بن عمرو بن ُه َ‬ ‫جَمح بن عمرو بن ُه َ‬ ‫ومن بني ُ‬
‫خمس ‪ .‬المسلمين ‪ .‬رجل ومن‬ ‫جْزء‪ ،‬حليف لهم من بني ُزَبْيد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬جعله على ُ‬ ‫حِمّية بن ال َ‬
‫كعب ‪َ :‬م ْ‬
‫عِدي بن كعب بن ُلؤي ‪َ :‬مْعَمر بن عبد‪.‬ال بن َنضَلة‪ - .‬رجل ‪.‬‬ ‫‪.‬بني َ‬
‫عمرو بن عبد شمس ‪ ،‬ومالك بن ربيعة بن َقْيس بن عبد شمس ‪ ،‬معه امرأته‬ ‫ومن بني عامر بن ُلَؤي بن غالب ‪ :‬أبو حاطب بن َ‬
‫سْعِدي بن َوْقدان بن عبد شمس ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫عْفرة بنت ال ّ‬‫َ‬
‫ومن بني الحارث بن فهر بن مالك ‪ :‬الحارث بن عبد َقْيس بن َلِقيط ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫حمل معهم في السفينتين نساء من نساء من هلك هنالك من المسلمين ‪.‬‬ ‫وقد كان ُ‬
‫ضمري في السفينتين ‪،‬‬‫فهؤلء الذين حمل النجاشي مع عمرو بن أمية ال ّ‬
‫فجميع من قدم في السفينتين إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ستَة عشَر رجل‪ .‬باقي مهاجرة الحبشة ‪ :‬وكان ممن هاجر‬
‫إلى أرض الحبشة‪ ،‬ولم يقدم إل بعد بدر‪ ،‬ولم يحمل النجاشي في السفينتين إلى رسول ال صلى ال عليه وسلّم ‪ ،‬ومن قدم بعد ذلك ‪،‬‬
‫عَبْيد ال بن‬
‫ومن هلك بأرض الحبشة‪ ،‬من مهاجرة الحبشة ‪ :‬تنصر عبيد ال بن جحش ‪ :‬من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ‪ُ :‬‬
‫عبيد‬
‫خَزيمة‪ ،‬حليف بني أمية بن عبد شمس ‪ ،‬معه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان ‪ ،‬وابنته حبيبة بنت ُ‬ ‫جحش بن رئاب السدي ‪ ،‬أسد ُ‬ ‫َ‬
‫ى أم حبيبة بنت أبي سفيان ‪ ،‬وكان اسمها َرْملة خرج مع المسلمين مهاجرَا‪ ،‬فلما قدم أرض الحبشة تنصر بها‬ ‫ال ‪ ،‬وبها كانت تكن ِ‬
‫صرانيا‪ ،‬فخلف رسول ال صلى ال عليه وسلم على امرأته من بعده أم حبيبة بنت أبي سفيان بن‬ ‫لسلم ‪ ،‬ومات هنالك َن ْ‬ ‫وفارق ا ِ‬
‫حرب ‪.‬‬
‫عبيد ال بن جحش مع المسلمين مسلمًا‪ ،‬فلما قدم‬ ‫عْروة‪ ،‬قال ‪ :‬خرج ُ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني محمد بن جعفر بن الزبير‪ ،‬عن ُ‬
‫صر‪ ،‬قال ‪ :‬فكان إذا مر بالمسلمين من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فّتحنا وصأصأتم ‪ ،‬أي قد‬ ‫أرض الحبشة تن ّ‬
‫أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر ولم ُتبصروا بعُد‪ .‬وذلك أن ولد الكلب إذا أراد أن يفتح عينيه للنظر صأصأ قبل ذلك فضرب ذلك له‬
‫ولهم مثل ‪ :‬أي أن قد فتحنا أعيننا فأبصرنا‪ ،‬ولم تفتحوا أعينكم فتبصروا‪ ،‬وأنتم تلتمسون ذلك ‪.‬‬
‫خَزيمة‪ ،‬وهو أبو أمية بنت َقْيس التي كانت مع أم حبيبة‪ ،‬وامرأته‬‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقيس بن عبد ال ‪ ،‬رجل من بني أسد بن ُ‬
‫عَبْيد ال بن جحش وأم حبيبة‬ ‫ي )‪ُ (5‬‬
‫ظْئَر ْ‬
‫َبَركة بنت َيسار‪ ،‬مولة أبي سفيان بن حرب ‪ ،‬كانتا ِ‬

‫بنت أبي سفيان ‪ ،‬فخرجا بهما معهما حين هاجرا إلى أرض الحبشة‪ .‬رجلن ‪.‬‬
‫صي ‪ :‬يزيد بن َزَمعة بن السود بن المطلب بن أسد‪ُ ،‬قتل يوم حنين مع رسول ال صلى ال‬ ‫ومن بني أسد بن عبد الُعّزى بن ُق َ‬
‫عمر بن أمية بن الحارث بن أسد‪ ،‬هلك بأرض الحبشة ‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫عليه وسلم شهيدًا‪ ،‬و ُ‬
‫ضر بن الحارث بن‬ ‫عَمْير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار ؛ وِفَراس بن الن ْ‬
‫صي ‪ :‬أبو الروم بن ُ‬ ‫ومن بني عبد الدار بن ُق َ‬
‫عْلقمة بن عبد مناف بن عبد الدار‪ .‬رجلن ‪.‬‬ ‫َكَلدة بن َ‬
‫عْوف بن عبد بن الحارث بن ُزهرة‪ ،‬معه امرأته َرْملة بنت أبي‬ ‫ومن بني ُزهرة بن كلب بن مرة ‪ :‬المطلب بن أْزَهر بن عبد َ‬
‫سْهم ‪ ،‬هلك بأرض الحبشة‪َ ،‬وَلدت له هنالك عبد ال بن عبد المطلب ‪ ،‬فكان يقال ‪ :‬إن كان‬ ‫ضبيرة بن سعيد بن سعد بن َ‬ ‫عْوف بن ُ‬ ‫َ‬
‫لول رجل ورث أباه في السلم ‪ .‬رجل ‪.‬‬
‫ومن بني َتيم بن ُمرة بن َكْعب بن لؤي ‪ :‬عمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم ‪ُ ،‬قتل بالقادسية مع سعد بن أبي‬
‫سفيان بن عبد السد‪ُ ،‬قتل بأجنادين من أرض الشام ‪ ،‬في‬ ‫وقاص ‪ .‬رجل ‪ .‬ومن بني مخزوم بن َيَقظة بن ُمرة بن كعب ‪َ :‬هّبار بن ُ‬
‫خلفة أبي بكر رضى ال عنه ‪ ،‬وأخوه عبد ال بن سفيان ‪ُ ،‬قتل عام اليرموك بالشام ‪ ،‬في خلفة عمر بن الخطاب رضى ال عنه ‪،‬‬
‫حَذيفة بن المغيرة‪ ،‬ثلثة نفر‪.‬‬
‫ك فيه أُقتل َثّم أم ل‪ ،‬وهشام )‪ (6‬بن أبي ُ‬
‫شّ‬
‫ُي َ‬
‫صْيص بن كعب ‪ :‬حاطب بن الحارث‬ ‫جَمح بن عمرو بن ُه َ‬ ‫ومن بني ُ‬

‫جّلل ‪ ،‬هلك حاطب‬ ‫جَمح ‪ ،‬وابناه محمد والحارث ‪ ،‬معه امرأته فاطمة بنت الُم َ‬ ‫ابن َمْعَمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن ُ‬
‫طاب بن الحارث ‪ ،‬معه امرأته ُفَكْيهة بنت َيسار‪،‬‬ ‫هنالك مسلما‪ ،‬فقدمت امرأته وابناه ‪ ،‬وهي أمهما‪ ،‬في إحدى السفينتين ؛ وأخوه ح ّ‬
‫سَنة‪،‬‬
‫حِ‬
‫جنادة وجابر وأمهما َ‬ ‫حبيب ‪ ،‬وابناه ُ‬
‫سفيان بن َمْعَمر بن َ‬
‫َهلك هنالك ُمسلما‪ ،‬فقدمت امرأته ُفَكيهة في إحدى السفينتين ‪ ،‬و ُ‬
‫جنادة وجابر في خلفة عمر بن الخطاب رضى ال عنه ‪ .‬ستة نفر‪.‬‬ ‫سنة ؛ وهلك سفيان وهلك ابناه ُ‬ ‫حِ‬‫حبيل ابن َ‬
‫وأخوهما لمهما شَر ْ‬
‫سْهم الشاعر‪ ،‬هلك‬ ‫سعد)‪ (7‬بن َ‬ ‫عِدي بن َ‬‫عْمرو بن ُهَععْيص بن كعب ‪ :‬عبد ال بن الحارث ابن َقْيس بن َ‬ ‫سْهم بن َ‬‫ومن بني َ‬
‫عِدي بن سعد بن سهم ‪ُ ،‬قتل‬ ‫سْعد بن سهم وأبو َقْيس بن الحارث بن َقْيس بن َ‬ ‫حَذافة بن قيس بن عدي بن َ‬ ‫بأرض الحبشة‪ ،‬وَقْيس بن ُ‬
‫ل ال‬ ‫ل رسو ِ‬‫سْهم )‪ ،(8‬وهو رسو ُ‬ ‫حَذافة بن َقْيس بن سعد بن َ‬‫ل بن ُ‬
‫يوم اليمامة في خلفة أبي بكر الصديق رضى ال عنه ‪ ،‬وعبد ا ّ‬
‫سرى‪ ،‬والحارث بن َقْيس‬ ‫صلى ال عليه وسلم إلى ِك ْ‬

‫عِدي ؛ وأخ له من أمه من بني تميم ‪ ،‬يقال‬ ‫شر بن الحارث بن َقْيس بن َ‬ ‫عِدي ؛ وِب ْ‬
‫ابن عدي ؛ وَمْعَمر بن الحارث بن َقْيس بن َ‬
‫عمر‬‫له سعيد بن عمرو‪ُ ،‬قتل بأجنادين في خلفة أبي بكر رض ال عنه ‪ ،‬وسعيد بن الحارث بن َقْيس ُقتل عام اليرموك في خلفة ُ‬
‫حل )‪(9‬‬ ‫جرح بالطائف مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وُقتل يوم ِف ْ‬ ‫سائب بن الحارث بن َقْيس ‪ُ ،‬‬ ‫بن الخطاب رض ال عنه ؛ وال ّ‬
‫حَذيفة بن ِمْهشم بن سعد بن سهم ‪،‬‬ ‫عَمْير بن ِرئاب بن ُ‬
‫ك فيه ‪ ،‬و ُ‬
‫شّ‬
‫خْيبر‪ُ ،‬ي َ‬
‫في خلفة عمر بن الخطاب رش ال عنه ‪ ،‬ويقال ‪ُ :‬قتل يوم َ‬
‫صرفه من اليمامة‪ ،‬في خلفة أبي بكر رض ال عنه ‪ ،‬أحد عشر رجل‪.‬‬ ‫ُقتل بعين التمر مع خالد بن الوليد‪ُ ،‬مْن َ‬
‫عَوْيج بن عدي بن كعب ‪ ،‬هلك بأرض‬ ‫عَبيد بن ُ‬
‫عْوف بن ُ‬ ‫حْرثان بن َ‬‫عْروة بن عبد الُعّزى بن ُ‬ ‫ومن بني عدي بن كعب بن لؤي ‪ُ :‬‬
‫حْرثان ‪ ،‬هلك بأرض الحبشة ‪ .‬رجلن ‪ .‬الشعر الذي كان سبب عزل عمر للنعمان بن‬ ‫ضلة بن عبد الُعّزى بن ُ‬ ‫عِدي بن َن ْ‬
‫الحبشة ؛ و َ‬
‫ي ‪ ،‬فقدم النعمان مع من قدم من المسلمين من أرض الحبشة‪ ،‬فبقي حتى‬ ‫عِدي ابنه النعمان بن عد ّ‬ ‫عدي عن ميسان ‪ :‬وقد كان مع َ‬
‫صرة‪ ،‬فقال أبياتا من شعر‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫كانت خلفُة عمر بن الخطاب ‪ ،‬فاستعمله على ميسان ‪ ،‬من أرض الب ْ‬

‫م)‪(10‬‬ ‫قى في ُزجاٍج وحن ْت َ ِ‬ ‫س َ‬‫مْيسان ي ُ ْ‬‫بِ َ‬ ‫أل هل أتى الحسناء أن حليَلها‬ ‫‪#‬‬
‫سم ِ )‪(11‬‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ّ‬
‫ة تجثو على كل َ‬ ‫ّ‬
‫ورقاص ٌ‬ ‫ن قريةٍ‬ ‫دهاقي ُ‬
‫اذا شئت غنتني َ‬ ‫‪#‬‬
‫ّ‬
‫مَتثلم‬ ‫سقني بالصغرِ ال ُ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫دمانى فبالكبرِ اسقني‬ ‫ت نَ ْ‬
‫فإن كن َ‬ ‫‪#‬‬
‫ق المتهد ّم ِ )‪(12‬‬ ‫س ِ‬ ‫جوْ َ‬
‫دمنا في ال َ‬ ‫تنا ُ‬ ‫لعل أميَر المؤمنين يسوُءه‬ ‫‪#‬‬
‫ل ‪ ،‬إن ذلك ليسوءني‪ ،‬فمن لقيه فليخبره أنى قد عزلته ‪ ،‬وعزله ‪ .‬فلما قدم عليه اعتذر إليه‬ ‫فلما بلغت أبياته عمر‪ ،‬قال ‪ :‬نعم وا ّ‬
‫ط ‪ ،‬ولكنى كنت امرًءا شاعرًا‪ ،‬وجدت فضل من قول ‪ ،‬فقلت فيما‬ ‫ت شيئا مما بلغك أنى قلته ق ّ‬ ‫ل يا أمير المؤمنين ‪ ،‬ما صنع ُ‬ ‫وقال ‪ :‬وا ّ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ت ما قل َ‬
‫ت ‪ ،‬وقد قل َ‬
‫ل ما بقي ُ‬
‫تقول الشعراء فقال له ‪ .‬عمر ‪ :‬وايم ال ‪ ،‬ل تعمل لي على عم ٍ‬
‫سل بن عامر‪.‬‬ ‫حْ‬
‫صر بن مالك بن ِ‬ ‫عمرو بن عبد شمس بن عبد ُوّد بن َن ْ‬ ‫ي بن غالب بن ِفْهر ‪ :‬سَليط بن َ‬ ‫ومن بني عامر بن ُلَؤ ّ‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم إلى َهْوذة بن على الحنفى باليمامة)‪ .(13‬رجل ‪.‬‬ ‫ل رسو ِ‬‫وهو كان رسو َ‬
‫غْنم بن ُزَهْير بن أبي شداد ؛ وسعد بن عبد قيس بن َلِقيط بن عامر بن أمية بن‬ ‫ومن بني الحارث بن ِفْهر بن مالك ‪ :‬عثمان بن َ‬
‫الحارث بن ِفْهر‪ ،‬وعياض بن ُزَهْير بن أبي شداد‪ .‬ثلثة نفر‪.‬‬
‫فجميع من تخلف عن بدر‪ ،‬ولم َيْقدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة‪ ،‬ومن قدم بعد ذلك ‪ ،‬ومن لم يحمل النجاشي في‬
‫السفينتين ‪ ،‬أربعة وثلثون رجل ‪.‬‬
‫الهالكون منهم ‪ :‬وهذه تسمية من هلك منهم ومن أبنائهم بأرض الحبشة ‪:‬‬
‫جحش بن رئاب حليف بني أمية‪ ،‬مات بها نصرانيًا‪.‬‬ ‫عَبْيد ال بن َ‬‫من بني عبد شمس بن عبد مناف ‪ُ :‬‬
‫صي ‪ :‬عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد ‪.‬‬ ‫ومن بني أسد بن عبد الُعّزى بن ُق َ‬
‫صيص بن كعب ‪ :‬عبد ال بن‬ ‫سْهم بن عمرو بن ُه َ‬ ‫طاب بن الحارث ‪ .‬ومن بني َ‬ ‫حّ‬‫جَمح ‪ :‬حاطب بن الحارث ‪ ،‬وأخوه َ‬ ‫ومن بني ُ‬
‫الحارث بن َقْيس ‪.‬‬
‫ضلة‪ ،‬سبعة نفر‪.‬‬ ‫عْوف ‪ ،‬وعدي بن َن ْ‬ ‫حْرثان بن َ‬‫عروة بن عبد الُعّزى بن ُ‬ ‫عِدي بن كعب بن ُلَؤي ‪ُ :‬‬ ‫ومن بني َ‬

‫ومن أبنائهم ‪ ،‬من بني َتْيم بن مرة ‪ :‬موسى بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر‪ ،‬رجل ‪.‬‬
‫مهاجرات الحبشة ‪ :‬وجميع من هاجر إلى أرض الحبشة من النساء‪ ،‬من قدم منهن ومن هلك هنالك ست عشرة امرأة‪ ،‬سوى‬
‫بناتهن اللتي ُولدن هنالك ‪ ،‬من قدم منهن ومن هلك هنالك ‪ ،‬ومن خرج به معهن حين خرجن ‪:‬‬
‫من قريش ‪ ،‬ثم من بني هاشم ‪ُ :‬رَقية بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫حبيبة بنت أبي سفيان ‪ ،‬مع ابنتها حبيبة‪ ،‬خرجت بها من مكة‪ ،‬ورجعت بها معها‪.‬‬ ‫ومن بني أمية ‪ :‬أم َ‬
‫سَلمة بنت أمية‪ ،‬قدمت معها بزينب ابنتها من أبي سلمة ولدتها هنالك ‪.‬‬ ‫ومن بني مخزوم ‪ :‬أم َ‬
‫جَبْيلة‪ ،‬هلكت بالطريق ‪ ،‬وبنتان لها كانت ولدتهما هنالك ‪ :‬عائشة بنت الحارث ‪،‬‬ ‫ومن بني َتْيم بن مرة ‪َ :‬رْيطة بنت الحارث بن ُ‬
‫وزينب بنت الحارث ‪ ،‬هلكن جميعا‪ ،‬وأخوهن موسى بن الحارث ‪ ،‬من ماء شربوه في الطريق ‪ ،‬وقدمت بنت لها ولدتها هنالك ‪ ،‬فلم‬
‫يبق من ولدها غيُرها‪ ،‬يقال لها فاطمة ‪.‬‬
‫سْهم بن عمرو‪َ :‬رْملة بنت أبي عوف بن ضَبْيرة ‪.‬‬ ‫ومن بني َ‬
‫حْثَمة بن غانم ‪.‬‬
‫ومن بني عدي بن كعب ‪ :‬ليلى بنت أبي َ‬
‫سْعِدي بن‬
‫حّلل ‪ ،‬وعمرة بنت ال ّ‬
‫سَهيل بن عمرو‪ ،‬وابنة الم َ‬ ‫سْهلة بنت ُ‬‫سْوَدة بنت َزمعة بن قيس ‪ ،‬و َ‬‫ي‪َ :‬‬ ‫ومن بني عامر بن ُلَؤ ّ‬
‫سَهيل بن عمرو‪.‬‬ ‫َوْقدان ‪ ،‬وأم كلثوم بنت ُ‬
‫صْفوان بن أمية بن ُمحرث‬ ‫خْثَعمية‪ ،‬وفاطمة بنت َ‬ ‫عَمْيس لن النعمان ال َ‬‫من غرائب العرب ‪ :‬ومن غرائب العرب أسماء بنت ُ‬
‫سنة‪ .‬من ُولد من أبنائهم بالحبشة ‪ :‬وهذه تسمية من ُولد من‬ ‫حِ‬‫حبيل ابن َ‬‫شْر َ‬‫سنة أم َ‬
‫حِ‬
‫الكنانية‪ ،‬وُفكيهة بنت يسار‪ ،‬وبركة بنت يسار‪ ،‬و َ‬
‫أبنائهم بأرض الحبشة‬
‫حذيفة‪ ،‬وسعيد بن خالد بن سعيد‪ ،‬وأخته أَمُة بنت خالد‪.‬‬ ‫من بني عبد شمس ‪ :‬محمد بن أبي ُ‬
‫سَلمة بن السد‪.‬‬‫ومن بني مخزوم ‪ :‬زينب بنت أبي َ‬
‫ومن بني ُزهرة ‪ :‬عبد ال بن عبد المطلب بن أزهر‪.‬‬
‫ومن بني َتْيم ‪ :‬موسى بن الحارث بن خالد‪ ،‬وأخواته عائشة بنت الحارث ‪ ،‬وفاطمة بنت الحارث ‪ ،‬وزينب بنت الحارث ‪.‬‬
‫الرجال منهم خمسة ‪ :‬عبد ال بن جعفر‪ ،‬ومحمد بن أبي حذيفة‪ ،‬وسعيد بن خالد‪،‬وعبدال بن عبد المطلب ‪ ،‬وموسى بن الحارث‬
‫‪.‬‬
‫خر‪.‬‬
‫صْ‬‫سَلمة‪ ،‬وعائشة وزينب وفاطمة‪ ،‬بنات الحارث بن خالد بن َ‬ ‫ومن النساء خمس ‪ :‬أمة بنت خالد‪ ،‬وزينب بنت أبي َ‬
‫عمرة القضاء‬‫ُ‬
‫في ذي القعدة سنة سبع‬
‫جَماَديين ورجباً‬
‫ي ربيع و ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى المدينة من خيبر‪ ،‬أقام بها شهَر ْ‬
‫غْزوه وسراياه صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ثم خرج في ذي القعدة في الشهر‬ ‫ل‪ ،‬يبعث فيما بين ذلك من َ‬‫وشعبان وشهر رمضان وشّوا ً‬
‫الذي صده فيه المشركون معتمرًا عمرة القضاء‪ ،‬مكان عمرته التي صدوه عنها‪.‬‬
‫ضبط الّديلي ‪.‬‬
‫عَوْيف بن ال ْ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬واستعمل على المدينة ُ‬
‫تسميتها بعمرة القصاص ‪ :‬ويقال لها عمرة الِقصاص )‪ ،(14‬لنهم‬

‫ت ‪ ،‬فاقتص رسول ال صلى ال عليه وسلم‬


‫صدوا رسول ال صلى ال عليه وسلم في ذي القعدة في الشهر الحرام من سنة س ِ‬
‫منهم ‪ ،‬فدخل مكة في ذي القعدة‪ ،‬في الشهر الحرام الذي صدوه فيه ‪ ،‬من سنة سبع ‪.‬‬
‫ص { ]البقرة‪. [194:‬‬
‫صا ٌ‬‫ت ِق َ‬
‫حُرَما ُ‬
‫وبلغنا عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬فأنزل ال في ذلك ‪َ } :‬واْل ُ‬
‫صّد معه في عمرته تلك ‪ ،‬وهي سنة سبع ‪ ،‬فلما سمع به أهل مكة خرجوا‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وخرج معه المسلمون ممن كان ُ‬
‫جْهد وشدة‪.‬‬
‫عسرة و َ‬
‫عنه ‪ ،‬وتحدثت قريش بيَنها أن محمدًا وأصحاَبه في ُ‬
‫صّفوا له عند دار الندوة لينظروا إليه وإلى أصحابه فلما دخل‬
‫‪ .‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني من ل أتهم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪َ :‬‬
‫ضَده اليمنى‪ ،‬ثم قال ‪ :‬رحم ال امرءًا أراهم اليوم من‬
‫ع ُ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلَم المسجد اضطبع )‪ (15‬بردائه ‪ . ،‬وأخِرج َ‬
‫ن ‪ ،‬وخرج يهرول )‪(16‬‬ ‫نفسه قوَة‪ ،‬ثم استلم الرك َ‬

‫ن السود‪ ،‬ثم هرول كذلك‬ ‫ت منهم ‪ ،‬واستلم الركن اليماني‪ ،‬مشى حتى يستلم الرك َ‬
‫ويهرول أصحاُبه معه ‪ ،‬حتى إذا واراه البي ُ‬
‫ثلثة أطواف ‪ .‬ومشى سائرها‪ .‬فكان ابن عباس يقول ‪ :‬كان الناس يظنون أنها ليست عليهم ‪ .‬وذلك أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫ي من قريش الذي بلغه عنهم ‪ ،‬حتى إذا حج حجة الوداع فلزمها‪ ،‬فمضت السنة بها‪.‬‬ ‫وسلّم إنما صنعها لهذا الح ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني عبد ال بن أبي بكر ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حين دخل مكة في تلك العمرة دخلها وعبُد‬
‫ال بن رواحة اخذ بخطام )‪ (17‬ناقته يقول ‪:‬‬
‫ل الخيرِ في رسوِله‬ ‫خّلوا فك ّ‬ ‫َ‬ ‫خّلوا بني الكفارِ عن سبيله‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫ف حقّ الله في قبوِله )‪(18‬‬ ‫عر ُ‬
‫أ ْ‬ ‫قيله‬
‫ن ب ِ‬
‫ب إني مؤم ٌ‬ ‫يا ر ّ‬ ‫‪#‬‬
‫كما قتلناكم على تنزيله )‪(19‬‬ ‫نحن قتلناكم على تأويله‬ ‫‪#‬‬
‫ل عن خليله‬‫ل الخلي َ‬
‫وي ُذ ْهِ ُ‬ ‫م عن مقيله‬ ‫ضْربا ً ُيزيل الها َ‬
‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫قال ابن هشام ‪ " :‬نحن قتلناكم على تأويله " إلى آخر البيات ‪ ،‬لعمار ابن ياسر في غير هذا اليوم )‪ (20‬والدليل على ذلك أن ابن‬
‫رواحة إنما أراد‬

‫المشركين ‪ ،‬والمشركون لم يقروا بالتنزيل ‪ ،‬وإنما يقتل على التأويل من أقر بالتنزيل ‪.‬‬
‫ن بن صالح وعبد ال بن أبي َنجيح ‪ ،‬عن عطاء بن أبي َرباح ومجاهد‬ ‫زواج الرسول بميمونة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني أبا ُ‬
‫حَراٌم ‪،‬‬ ‫أبي الحجاج ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث )‪ (21‬في سفره ذلك وهو َ‬
‫س بن عبد المطلب ‪.‬‬ ‫وكان الذي زوجه إياها العبا ُ‬
‫ت العباس فجعلت أّم الفضل أمَرها إلى‬ ‫ت أمَرها إلى أختها أّم الفضل ‪ ،‬وكانت أّم الفضل تح َ‬ ‫جعَل ْ‬‫قال ابن هشام ‪ :‬وكانت َ‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم بمكة‪ ،‬وأصدقها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أربعمائة درهم ‪.‬‬ ‫العباس ‪ ،‬فزوجها رسو َ‬
‫حَوْيطب ابن عبد الُعّزى بن أبي قيس بن عبد ُوّد بن‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بمكة ثلثًا‪ ،‬فأتاه ُ‬
‫سل ‪ ،‬في نفر من قريش ‪ ،‬في اليوم الثالث ‪ ،‬وكانت قريش قد وّكلته بإخراج رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬ ‫حْ‬ ‫نصر بن مالك بن ِ‬
‫ج عنا‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلّم ‪ :‬وما عليكم لو تركتموني فأعرست بي َ‬
‫ن‬ ‫مكة فقالوا له ‪ :‬إنه قد انقضى أجُلك ‪ ،‬فاخر ْ‬
‫ج عنا‪ .‬فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫أظهِركم ‪ ،‬وصنعنا لكم طعامًا فحضرتموه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ل حاجَة لنا في طعامك ‪ ،‬فاخر ْ‬
‫ل الّصلى ال عليه وسلم هنالك ‪ ،‬ثم انصرف رسول‬ ‫سِرف )‪ (22‬فبنى بها رسو ُ‬ ‫وخّلف أبا رافع موله على ميمونة‪ ،‬حتى أتاه بها ب َ‬
‫ال صلى ال عليه وسلّم إلى المدينة في ذي الحجة ‪.‬‬
‫ق ال‬ ‫صَد َ‬‫عَبيدة ‪َ } :‬لَقْد َ‬ ‫ما جاء من القران في عمرة القضية ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬فأنزل ال عز وجل عليه ‪ ،‬فيما حدثني أبو ُ‬
‫ل ِم ْ‬
‫ن‬ ‫جَع َ‬
‫ن َفَعِلَم َما َلْم َتْعَلُموا َف َ‬
‫خاُفو َ‬
‫ل َت َ‬
‫ن َ‬
‫صِري َ‬
‫سُكمْ َوُمَق ّ‬
‫ن ُرُءو َ‬
‫حّلِقي َ‬
‫ن ُم َ‬‫شاَء ال آِمِني َ‬
‫ن َ‬‫حَراَم ِإ ْ‬
‫جَد اْل َ‬
‫سِ‬‫ن اْلَم ْ‬
‫خُل ّ‬
‫ق َلَتْد ُ‬
‫حّ‬‫سوَلُه الّرْؤَيا ِباْل َ‬
‫َر ُ‬
‫حا َقِريًبا{ ]الفتح‪ [27 :‬يعني خيبر‪.‬‬ ‫ك َفْت ً‬
‫ن َذِل َ‬
‫ُدو ِ‬

‫ذكر غزوة مؤتة)‪(23‬‬


‫جمادى الولى سنة ثمان ‪ ،‬ومقتل جعفر وزيد وعبد ال بن رواحة‬
‫في ُ‬
‫جمادى‬
‫ي ربيع ‪ ،‬وبعث في ُ‬ ‫جة ‪ .‬المشركون ‪ ،‬والمحّرم وصفرًا وشهر ْ‬ ‫ى تلك الح ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأقام بها بقية ذي الحجة‪ ،‬وَوِل َ‬
‫الولى بْعَثه إلى الشام الذين أصيبوا بمْؤتة ‪.‬‬
‫أمراء غزوة مؤتة‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬حدثني محمد بن جعفر بن الزبير‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪ ،‬قال ‪ :‬بعث رسول ال صلى ال‬
‫ن ‪ ،‬واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال ‪ :‬إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب‬ ‫جمادى الولى سنة ثما ٍ‬ ‫عليه وسلم بعَثه إلى ُمْؤَتة في ُ‬
‫على الناس ‪ ،‬فإن أصيب جعفر فعبد ال ابن رواحة على الناس ‪.‬‬
‫س أمراَء رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ف ‪ ،‬فلما حضر خروجهم ودع النا ُ‬ ‫فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج ‪ ،‬وهم ثلثُة آل ٍ‬
‫ن رواحة‬ ‫وسّلموا عليهم ‪ .‬فلما ودع عبد ال بن رواحة من ودع من أمراء رسول ال صلى ال عليه وسلم ؛ بكى فقالوا ‪ :‬ما يبكيك ياب َ‬
‫حب الدنيا ول صبابة بكم ‪،‬‬‫ل ما بى ُ‬ ‫؟ فقال ‪ :‬أما وا ّ‬
‫ل َواِرُدَها َكا َ‬
‫ن‬ ‫ن ِمْنُكْم ِإ ّ‬
‫ل ‪ ،‬يذكر فيها النار } َوِإ ْ‬‫ت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ اية من كتاب ال عّز وج ّ‬ ‫ولكني سمع ُ‬
‫ضّيا { ]مريم‪(24)[71 :‬‬ ‫حْتًما َمْق ِ‬
‫ك َ‬
‫عَلى َرّب َ‬
‫َ‬

‫صَدر بعد الُورود ؛ فقال المسلمون ‪ :‬صحبكم ال ودفع عنكم ‪ ،‬وردكم إلينا صالحين ؛ فقال عبد ال بن‬
‫فلست أدري كيف لي بال ّ‬
‫رواحة ‪:‬‬
‫ما قاله عبد ال بن رواحة قبل ذهابه أميرًا إلى مؤتة ‪:‬‬
‫دا)‪(25‬‬
‫ف الّزب َ َ‬ ‫ة ذات فَْرٍغ تقذ ُ‬ ‫وضرب ً‬ ‫ن مغفرةً‬ ‫‪ #‬لكنى أسأل الرحم َ‬
‫َ‬
‫فذ ُ الحشاَء والكِبدا)‪(26‬‬ ‫حْربةٍ ت ُن ْ ِ‬ ‫بَ َ‬ ‫جهَِزةً‬‫م ْ‬
‫ن ُ‬
‫حّرا َ‬
‫ة بيد َيْ َ‬
‫‪ #‬أو طعن ً‬
‫ده الله من غازٍ وقد رشدا )‪(27‬‬ ‫أرش َ‬ ‫دثي‬‫ج َ‬ ‫مّروا على َ‬ ‫ل إذا َ‬‫‪ #‬حتى ُيقا َ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم إن القوم تهيئوا للخروج ‪ ،‬فأتى عبد الله ابن رواحة رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فودعه ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫صُروا‬ ‫ت موسى ونصرا كالذي ن ُ ِ‬ ‫تثبي َ‬ ‫سن‬ ‫ح َ‬‫ت الله ما آتاك من َ‬ ‫‪ #‬فثب ّ َ‬
‫ت البصر‬ ‫م أني ثاب ُ‬
‫ة الله يعل ُ‬ ‫نافل َ‬ ‫‪ #‬إنى تفرست فيك الخير‬
‫قد َُر‬
‫ه منه فقد أْزَرى به ال َ‬ ‫ج َ‬
‫والو ْ‬ ‫ن ُيحَرم نوافَله‬ ‫ل فم ْ‬‫ت الرسو ُ‬ ‫‪ #‬أن َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬أنشدني بعض أهل العلم بالشعر هذه البيات ‪:‬‬
‫ه منه فقد أْزرى به القدُر‬
‫ج َ‬‫والو ْ‬ ‫ل فمن ُيحَرم نوافَله‬‫‪ #‬أنت الرسو ُ‬
‫صُروا‬ ‫ً‬
‫سلين ونصرا كالذي ن ُ ِ‬‫في المر َ‬ ‫سن‬‫ح َ‬
‫‪ #‬فثّبت الله ما آتاك من َ‬
‫ت فيك الذي نظروا‬ ‫ة خالف ْ‬‫فراس ً‬ ‫ت فيك الخيَر نافلة‬ ‫‪ #‬إني تفرس ُ‬
‫يعنى المشركين وهذه البيات في قصيدة له ‪! .‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم خرج القوم ‪ ،‬وخرج رسول ال‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬حتى إذا ودعهم وانصرف عنهم ‪ ،‬قال عبد ال بن‬
‫رواحة ‪:‬‬
‫ل )‪(28‬‬ ‫م َ‬
‫شيٍع وخلي ِ‬ ‫ل خيَر ُ‬
‫في النخ ِ‬ ‫خَلف السل ُ‬
‫م على امرئ ودعُْته‬ ‫‪َ #‬‬
‫تخوف الناس من لقاء هرقل ‪ :‬ثم مضوا حتى نزلوا َمَعان ‪ ،‬في‬
‫جَذام‬
‫س أن هرقل قد نزل مآب ‪ ،‬من أرض البلقاء‪ ،‬في مائة ألف من الروم ‪ ،‬وانضم إليهم من َلخم و ُ‬ ‫أرض الشام ‪ ،‬فبلغ النا َ‬
‫ى ثم أحد إَراشة يقال له ‪ :‬مالك بن َزاِفلة ‪ .‬فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على‬ ‫ى مائة ألف منهم ‪ ،‬عليهم رجل من َبِل ّ‬ ‫والَقْين وَبْهراء وَبِل ّ‬
‫ن ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا ‪ :‬نكتب إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فنخبره بعدد عدونا‪ ،‬فإما أن يمدنا بالرجال ‪ ،‬وإما‬ ‫معا ٍ‬
‫أن يأمرنا بأمره ‪ ،‬فنمضي له ‪.‬‬
‫ل إن التي‬
‫س عبُد ال بن رواحة‪ ،‬وقال ‪ :‬يا قوم ‪ ،‬وا ّ‬ ‫تشجيع ابن رواحة لهم وما قاله في ذلك من الشعر ‪ :‬قال ‪ :‬فشجع النا َ‬
‫تكرهون ‪ ،‬للتي خرجتم تطلبون الشهادَة‪ ،‬وما ُنقاتل الناس بَعدد ول ُقوة ول َكْثَرة‪ ،‬ما نقاتلهم إل بهذا الدين الذي أكرمنا ال به ‪،‬‬
‫ن رواحة ‪ .‬فمضى الناس ؛ فقال عبد‬ ‫ل صدق اب ُ‬ ‫حسَنيين ‪:‬إما ظهوٌر وإما شهادة" قال ‪ :‬فقال الناس ‪َ :‬قْد وا ّ‬ ‫حَدى اْل ُ‬
‫فانطلقوا فإنما هي إ ْ‬
‫ال بن رواحة في محبسهم ذلك ‪:‬‬
‫م )‪(29‬‬ ‫ث ُغَّر من الحشيش لها العُ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫ل من أجإ ٍ وفرع‬ ‫جل َْبنا الخي َ‬
‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫م )‪(30‬‬ ‫ل كأن صفحَته أدي ُ‬ ‫أَز ّ‬ ‫سْبتا‬
‫وان ِ‬ ‫حذ َْوناها من ال ّ‬
‫ص ّ‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫م )‪(31‬‬ ‫جمو ُ‬ ‫ب بعد َ فْترِتها ُ‬ ‫فأعق َ‬ ‫ن‬‫َ ٍ‬‫معا‬ ‫على‬ ‫ليلتين‬ ‫أقامت‬ ‫‪#‬‬
‫م‬
‫سمو ُ‬ ‫رها ال ّ‬ ‫خ ِ‬‫س في منا ِ‬ ‫ف ُ‬‫ت َن َ ّ‬ ‫ومات‬ ‫س ّ‬
‫م َ‬ ‫حنا والجياد ُ ُ‬ ‫فُر ْ‬ ‫‪#‬‬
‫م‬
‫ب ورو ُ‬ ‫عر ٌ‬ ‫وإن كانت بها َ‬ ‫ب لنأتيْنها‬ ‫فل وأبي مآ َ‬ ‫‪#‬‬
‫م )‪(32‬‬ ‫ري ُ‬‫س والغباُر لها ب َ ِ‬ ‫واب َ‬ ‫عَ َ‬ ‫ت‬‫فعّبأنا أعّنتها فجاء ْ‬ ‫‪#‬‬
‫م )‪(33‬‬ ‫سها النجو ُ‬ ‫ت قوان ُ‬ ‫إذا برز ْ‬ ‫ض فيه‬ ‫ب كأن البي َ‬ ‫بذي ل َ َ‬
‫ج ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫م )‪. (34‬‬ ‫ح أو ت َِئي ُ‬ ‫أسنتها فت َن ْك ِ ُ‬ ‫قْتها‬ ‫معيشة ط َل ّ َ‬ ‫فراضية ال َ‬ ‫‪#‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويروى ‪ " :‬جلبنا الخيل من آجام ُقرح "‪ ،‬وقوله ‪ " :‬فعبأنا أعنتها " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬
‫ت يتيماً لعبد ال بن رواحة‬
‫حدث عن زيد بن أرقم ‪ ،‬قال ‪ :‬كن ُ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم مضى الناس فحدثني عبد ال بن أبي بكر أنه ُ‬
‫ل إنه ليسير ليلة إذ سمعته وهو ينشد أبياته هذه ‪:‬‬
‫حله فوا ّ‬
‫في حجره ‪ ،‬فخرج بي في سفره ذلك ُمْرِدفي على حقيبة ر ْ‬
‫حساِء)‪(35‬‬ ‫مسيرة َ أربٍع بعد ال ِ‬ ‫حلي‬ ‫تر ْ‬ ‫مل ْ ِ‬
‫ح َ‬
‫إذا أد ّْيتِني و َ‬ ‫‪#‬‬
‫ول أرجعْ إلى أهلي ورائي )‪(36‬‬ ‫ك ذم‬ ‫خل ِ‬ ‫م و َ‬ ‫فشأُنك انع ٌ‬ ‫‪#‬‬
‫ي الث ّ َ‬
‫واِء‬ ‫م ْ‬
‫شت َهِ َ‬ ‫ض الشام ِ ُ‬ ‫بأر ِ‬ ‫دروني‬ ‫وجاء المسلمون وغا َ‬ ‫‪#‬‬
‫ن منقطعَ الخاِء‬ ‫إلى الرحم ِ‬ ‫ب‬
‫ب قري ٍ‬ ‫وردك كل ذي نس ٍ‬ ‫‪#‬‬
‫ل أسافُلها رَِواء)‪(37‬‬ ‫خ ٍ‬
‫ول ن َ ْ‬ ‫هنالك ل أبالي ط َل ْعَ ب َعْ ٍ‬
‫ل‬ ‫‪#‬‬
‫ن منه بكيت ‪ .‬قال ‪ :‬فخفقني بالّدرة‪ ،‬وقال ‪ :‬ما عليك يا‬
‫فلما سمعته ّ‬
‫حل !‬
‫شْعبتي الر ْ‬
‫ُلَكع )‪ (538‬أن يرزقني ال شهادًة وترجع بين ُ‬
‫قال ‪ :‬ثم قال عبد ال بن رواحة في بعض سفره ذلك وهو يرتجز ‪:‬‬
‫ل )‪(39‬‬
‫ت فانزِ ِ‬
‫دي َ‬ ‫تطاول اللي ُ‬
‫ل هُ ِ‬ ‫‪ #‬يا زيد ُ زيد َ اليعملت الذ ّب ّ ِ‬
‫ل‬
‫ع هرقل ‪ ،‬من الروم‬‫لقاء الروم وحلفاِئهم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فمضى الناس ‪ ،‬حتى إذا كانوا بُتخوم )‪ (1‬الَبْلقاء لقيتهم جمو ُ‬
‫شاِرف ‪ ،‬ثم دنا العدو وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها ُمْؤتة‪ ،‬فالتقى الناس عنَدها‪،‬‬ ‫والعرب ‪ ،‬بقرية من ُقرى الَبْلقاء يقال لها َم َ‬
‫ل من النصار يقال له‬ ‫طبة بن َقتادة‪ ،‬وعلى ميسرتهم رج ً‬ ‫عْذَرة‪ ،‬يقال له ُق ْ‬
‫ل من بني ُ‬ ‫فتعبأ لها المسلمون ‪ ،‬فجعلوا على ميمنتهم رج ً‬
‫عَباية بن مالك ‪.‬‬
‫ُ‬
‫عبادة بن مالك ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال ُ‬
‫س واقتتلوا‪ ،‬فقاتل زيد بن حارثة براية رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫مقتل زيد بن حارثة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم التقى النا ُ‬
‫ح القوَم ‪.‬‬ ‫ط )‪ (40‬في رما ِ‬‫شا َ‬
‫حتى َ‬
‫مقتل جعفر وما قاله من الشعر قبل موته ‪ :‬ثم أخذها جعفُر فقاتل بها‪ ،‬حتى إذا أْلحمه )‪ (41‬القتال اقتحم )‪ (42‬عن فرس له‬
‫لسلم ‪.‬‬‫شقراَء‪ ،‬فعقرها)‪ ،(43‬ثم قاتل القوَم حتى ُقتل ‪ .‬فكان جعفُر أول رجل من المسلمين عقر في ا ِ‬
‫عّباد‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫عّباد بن عبد ال بن الزبير‪ ،‬عن أبيه َ‬ ‫وحدثني يحيى بن َ‬
‫ل لكأني أنظر إلى جعفر‬ ‫حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف ‪ ،‬وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال ‪ :‬وا ّ‬

‫حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل حتى ُقتل وهو يقول ‪:‬‬

‫ة وباردا ً شراُبها‬
‫طَيب ً‬ ‫ة واقتراُبها‬‫‪ #‬يا حّبذا الجن ُ‬
‫كافرة بعيدة أنساُبها‬ ‫م قد دنا عذاُبها‬ ‫‪ #‬والرو ُ‬
‫ضَراُبها‬
‫ي إذا لقيُتها ِ‬ ‫‪ #‬عل ّ‬
‫من شجاعة جعفر ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وحدثني من أثق به من أهل العلم ‪ :‬أن جعَفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فُقطعت ‪،‬‬
‫حْين في الجنة‬
‫جَنا َ‬
‫ضَدْيه حتى قُتل رضى ال عنه ‪ ،‬وهو ابن ثلث وثلثين سنة‪ ،‬فأثابه ال بذلك َ‬ ‫فأخذه بشماله فُقطعت ‪ ،‬فاحتضنه بَع ُ‬
‫صَفين ‪.‬‬
‫ل من الروم ضربه يومئذ ضربًة‪ ،‬فقطعه بن ْ‬ ‫يطير بهما حيث شاء)‪ .(46‬ويقال ‪ :‬إن رج ً‬
‫عّباد بن عبد ال بن الزبير ‪ :‬عن أبيه عباد قال ‪ :‬حدثني أبي‬‫مقتل عبد ال بن رواحة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني يحيى بن َ‬
‫الذي أرضعني‪ ،‬وكان أحد بني ُمرة بن عوف ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما ُقتل جعفر أخذ عبد ال بن َرَواحة الرايَة‪ ،‬ثم تقدم بها‪ ،‬وهو على فرسه ‪،‬‬
‫ض التردد‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫سه ‪ ،‬ويتردد بع َ‬
‫فجعل يستنزل نف َ‬

‫ه‬‫ن أو لتك َْرهِن ّ ْ‬


‫لت َن ْزِل ِ ّ‬ ‫س ل َت َن ْزِل ِّنه ‪،‬‬
‫ت يا نف ُ‬ ‫م ُ‬‫‪ #‬أقس ْ‬
‫ه )‪(1‬‬
‫ن الجن ّ ْ‬
‫ك تكرهي َ‬ ‫ما لي أرا ِ‬ ‫ه‬
‫دوا الّرن ّ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ب النا ُ‬ ‫َ‬
‫جل َ‬ ‫‪ #‬إن أ ْ‬
‫ه )‪(2‬‬
‫شن ّ ْ‬‫ة في َ‬ ‫طف ٌ‬ ‫ت إل ن ُ ْ‬‫هل أن ِ‬ ‫مطمئنه‬ ‫ت ُ‬ ‫ل ما قد كن ِ‬ ‫‪ #‬قد طا َ‬
‫وقال أيضًا ‪:‬‬
‫ت‬
‫صلي ِ‬‫ت قد َ‬ ‫م الموْ ِ‬
‫حما ُ‬
‫هذا ِ‬ ‫قت َِلي تموتى‬
‫س إل ت ُ ْ‬
‫‪ #‬يا نف ُ‬
‫ت‬‫دي ِ‬ ‫َ‬
‫إن تفعلى فعلهما هُ ِ‬ ‫ت‬‫طي ِ‬
‫ت فقد أعْ ِ‬ ‫‪ #‬وما تمّني ِ‬
‫يريد صاحبيه ‪ :‬زيدا)‪ (3‬وجعفرا ؟ ثم نزل ‪ .‬فلما نزل أتاه ابن عم له‬
‫س )‪ (2‬منه َنْهسًة‪ ،‬ثم‬ ‫ت ‪ ،‬فأخذه من يده ثم انتَه َ‬
‫ت في أياِمك هذه ما لقي َ‬ ‫شد بهذا صلَبك ‪ ،‬فإنك قد َلقي َ‬ ‫بَعْرق )ا( من لحم فقال ‪ُ :‬‬
‫ت في الدنيا ؟! ثم ألقاه من يده ‪ ،‬ثم أخذ سيفه فتقدم ‪ ،‬فقاتل حتى ُقتل ‪.‬‬ ‫ي ناحيِة الناس ‪ ،‬فقال وأن َ‬‫طَمة)‪ (3‬ف ِ‬
‫ح ْ‬
‫سمع ال َ‬
‫جلن ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل‬ ‫ن أْقَرم أخو بني الَع ْ‬‫تبُ‬‫حسن تصرفه ‪ :‬ثم أخذ الراية ثاب ُ‬ ‫إمارة خالد و ُ‬
‫منكم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أنت ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أنا بفاعل ‪ .‬فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فلما أخذ الراية دافع القوم ‪ ،‬وخاشى)‪ (4‬بهم ‪ ،‬ثم انحاز‬
‫وانحيز عنه ‪ ،‬حتى انصرف ‪ .‬بالناس ‪ .‬الرسول يتنبأ بما حدث ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ولما أصيب القوم قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فيما بلغني ‪ :‬أخذ الرايَة زيُد بن حارثة فقاتل بها حتى ُقتل شهيدا‪ ،‬ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى ُقتل شهيدًا قال ‪ :‬ثم صمت‬
‫ض ما يكرهون ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى تغيرت وجوه النصار‪ ،‬وظنوا أنه قد كان في عبد ال بن َرَواحة بع ُ‬
‫سرٍر من َذهب ‪،‬‬ ‫ى في الجنة‪ ،‬فيما يرى النائم ‪ ،‬على ُ‬ ‫ثم أخذها عبد ال بن رواحة فقاتل بها حتى ُقتل شهيدًا‪ ،‬ثم قال ‪ :‬لقد ُرفعوا إل ّ‬
‫فرأيت في سرير عبد ال بن رواحة‬
‫ض التردد‪ ،‬ثم مضى ‪.‬‬ ‫عّم هذا ؟ فقيل لي ‪َ :‬مضيا وتردد عبُد ال بع َ‬ ‫ي صاحبيه ‪ ،‬فقلت ‪َ :‬‬ ‫اْزِوَرارًا)‪ (1‬عن سريَر ْ‬
‫حزن الرسول على جعفر ووصيته بآله ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني عبد ال بن أبي بكر‪ ،‬عن أم عيسى الخزاعية‪ ،‬عن أم‬
‫ى رسول ال‬ ‫عَمْيس ‪ ،‬قالت ‪ :‬لما أصيب جعفر وأصحابه دخل عل ّ‬ ‫جعفر بن محمد بن جعفر بن أبي طالب ‪ ،‬عن جدتها أسماء بنت ُ‬
‫صلى ال عليه وسلم وقد َدَبغت أربعين َمّنا ‪ -‬قال ابن هشام ‪ :‬ويروى أربعين منيئة ‪ -‬وعجنت عجيني ‪ ،‬وغسلت بني ودهنتهم‬
‫ونظفتهم قالت ‪ :‬فقال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ائتينى ببنى جعفر؛ قالت ‪ :‬فأتيته بهم ‪ ،‬فتشممهم وذرفت عيناه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا‬
‫ت أصيح ‪،‬‬ ‫رسول ال ‪ ،‬بأبي أنت وأمى‪ ،‬ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شىء ؟ قال ‪ :‬نعم أصيبوا هذا اليوم ‪ .‬قالت ‪ :‬فقم ُ‬
‫ى النساء‪ ،‬وخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى أهله ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل تغفلوا ال جعفر من أن تصنعوا لهم طهاما‪ ،‬فإنهم‬ ‫واجتمعت إل ّ‬
‫شغلوا بأمِر صاحِبهم )‪.(2‬‬ ‫قد ُ‬
‫ى جعفر‬ ‫وحدثني عبد الرحمن بن القاسم بن محمد‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قالت ‪ ،‬لما أتى نع ُ‬
‫عرفنا في وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم الحزن ‪ .‬قالت ‪ :‬فدخل عليه رجل فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن النساء عَثيننا وفَتّننا ؛ قال ‪:‬‬
‫فارجْع إليهن فأسكتهن ‪ .‬قالت ‪ :‬فذهب ثم رجع ‪ ،‬فقال له‬

‫ب ‪ ،‬قالت ‪:‬‬ ‫ث في أفواِههن الترا َ‬‫ن فاح ِ‬‫ف أهَله ‪ -‬قالت ‪ :‬قال ‪ :‬فاذهب فأسكتهن ‪،،‬فإن أَبْي َ‬
‫ضّر التكل ُ‬
‫مثل ذلك ‪ -‬قال ‪ :‬تقول وربما َ‬
‫ت أنه ل يقدُر على‬ ‫عَرف ُ‬
‫سك وما أنت بمطيع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قالت ‪ :‬و َ‬ ‫ت نف َ‬
‫ل ما ترك َ‬ ‫ت في نفس ‪ :‬أبعَدك ال فوا ّ‬ ‫وقل ُ‬
‫ب ‪ .‬شعر قطبة في قتله ابن زافلة في غزوة مؤتة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪:‬‬ ‫حِثى في أفواِههن الترا َ‬ ‫أن ي ْ‬
‫ي ‪ :‬الذي كان على َميمنة المسلمين ‪ ،‬قد حمل على مالك بن زافلة فقتله ‪ ،‬فقال ُقطبة بن َقتادة ‪:‬‬ ‫وقد كان ُقطْبُة بن َقتادة الُعْذِر ّ‬
‫حط َ ْ‬
‫م‬ ‫مٍح مضى فيه ثم ان َ‬ ‫ش بُر ْ‬‫ِ‬ ‫لرا‬
‫ن زافلة‪ ،‬بن ا ِ‬ ‫‪ #‬طعنت اب َ‬
‫م )‪(1‬‬ ‫َ‬
‫سل ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫ُ‬
‫لغ ْ‬ ‫ل كما ما َ‬ ‫فما َ‬ ‫ة‬
‫ضْرب ً‬
‫ده َ‬ ‫جي ِ‬
‫ت على ِ‬ ‫‪ #‬ضرب ُ‬
‫م )‪(2‬‬ ‫سوْقَ الن ّعَ ْ‬‫غداةَ َرُقوقَْين َ‬ ‫مه‬‫سقنا نساَء بني ع ّ‬‫‪ #‬و ُ‬
‫لد بن قرة ويقال ‪ :‬مالك م بن رافلة‪ ..‬ما‬ ‫خّ‬
‫لراش " عن غير ابن إسحاق ‪ .‬والبيت الثالث عن َ‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله ‪ " :‬ابن ا ِ‬
‫قالته كاهنة حدس ‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قد قالت لقومها من‬ ‫حَدس حين سمعت بجيش رسول ال صلى ال عليه وسلم ُمقب ً‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد كانت كاهنٌة من َ‬
‫عْكرًا‪،‬‬
‫شْزرًا)‪ ،(4‬ويقودون الخيل َتْتَرى‪ ،‬وُيهريقون َدمًا َ‬
‫غْنم ‪ :-‬أنذركم ‪َ-‬قْومًا خذرًا)‪ ،(3‬ينظرون َ‬
‫حَدس ‪ -‬وقومها بطن يقال لهم بنو َ‬ ‫َ‬
‫حدس‪ ،‬فلم‬ ‫صُلوا الحرب يومئذ بنو َثْعلبة‪ ،‬بطن من َ‬
‫فأخذوا بقولها ‪ ..،‬واعتزلوا من بين لخم ؛ فلم تزل بعُد أثرى حَدس ‪ :‬وكان الذين َ‬
‫ل بعُد‪ .‬فلما انصرف خالد بالناس أقبل بهم قافل‪.‬‬ ‫يزالوا قلي ً‬

‫الرسول يلتقي بالبطال ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪ ،‬قال ‪ :‬لما دنوا من حول‬
‫ن يشتدون ‪ ،‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم ُمقبل‬ ‫المدينة تلقاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم والمسلمون ‪ .‬قال ‪ :‬ولقيهم الصبيا ُ‬
‫مع القوم على دابة‪ ،‬فقال ‪ :‬خذوا الصبيان فاحملوهم ‪ ،‬وأعطونى ابن جعفر‪ ،‬فاتى بعبد ال فأخذه فحمله بين يديه ‪ .‬قال ‪ :‬وجعل الناس‬
‫ب ‪ ،‬ويقولون ‪ :‬يا ُفرار‪ ،‬فررتم في سبيل ال ! قال ‪ :‬فيقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ليسوا بالُفّرار‪،‬‬ ‫حُثون على الجيش الترا َ‬ ‫َي ْ‬
‫ولكنهم الُكّرار ‪ -‬إن شاء ال تعالى)‪.(1‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحّدثني عبد ال بن أبي بكر‪ ،‬عن عامر بن عبد ال بن الزبير عن بعض آل الحارث بن هشام ‪ :‬وهم أخواله ‪،‬‬
‫سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة ‪ :‬ما لي ل أرى‬ ‫عن أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت أم سلمة لمرأة َ‬
‫ل ما يستطيع أن يخرج ‪ ،‬كلما خرج صاح به‬ ‫سلمة يحضر الصلة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ومع المسلمين ؟ قالت ‪ :‬وا ّ‬
‫الناس يا فرار‪ ،‬فررتم في سبيل ال ‪ ،‬حتى قعد في بيته فما يخرج ‪.‬‬
‫حر ‪:‬‬‫ما قيل من الشعر في غزوة مؤتة ‪ :‬ما قاله ابن المس ّ‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقد قال فيما كان من أمر الناس وأمر خالد ومخاشاته‬
‫حر الَيْعمري ‪ ،‬يعتذر مما صنج يومئذ ا وصنع الناس ‪:‬‬ ‫سَ‬‫بالناس وانصرافه بهم ‪ ،‬قيس بن الم ّ‬
‫ل )‪(1‬‬‫ة قُب ْ ُ‬‫ل قابع ٌ‬ ‫على موقفي والخي ُ‬ ‫ي‬‫من ِ‬ ‫ك نفسي تلو ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫فوالل ّهِ ل تن َ‬ ‫‪#‬‬
‫قت ُ‬
‫ل‬ ‫م له ال َ‬‫ح ّ‬‫ول مانعا ً من كان ُ‬ ‫مستجيرا ً فناِفذا َ‬ ‫ت بها ل ُ‬ ‫وَقف ُ‬ ‫‪#‬‬
‫مث ْ ُ‬
‫ل‬ ‫أل خالد ٌ في القوم ِ ليس له ِ‬ ‫ت نفسي بخالدٍ‬ ‫على أننى آسي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ل الّنبلُ‬‫حوِ جعفر بمؤتة إذ ل ينفعُ الناب َ‬ ‫س من ن َ ْ‬ ‫ي النف ُ‬ ‫وجاشت إل ّ‬ ‫‪#‬‬
‫مهاجرةٌ ل مشركون ول عُْزل )‪(2‬‬ ‫َ‬
‫جَزت َْيهم ك ِلي ِْهما‬ ‫ح ْ‬ ‫م إلينا َ‬ ‫ض ّ‬
‫و َ‬ ‫‪#‬‬
‫فتبّين قيس ما اختلف فيه الناس من ذلك في شعره ‪ ،‬أن القوم حاجزوا وكرهوا الموت ‪ ،‬وحّقق انحياز خالد بمن معه ‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬فأما الزهري فقال فيما بلغنا عنه ‪ :‬أّمر المسلمون عليهم خالد بن الوليد‪ ،‬ففتح ال عليهم ‪ ،‬وكان عليهم حتى‬
‫ب مؤتة من‬
‫قفل إلى النبي صلى ال عليه وسلم حسان بن ثابت يبكى شهداء مؤتة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وكان مما ُبكى به أصحا ُ‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قول حسان ابن ثابت ‪:‬‬
‫سهُِر)‪(3‬‬ ‫م ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م النا ُ‬ ‫م إذا ما ن َوّ َ‬ ‫ب أعسُر وهَ ّ‬ ‫ل بيثر َ‬ ‫تأّوبنى لي ٌ‬ ‫‪#‬‬
‫ب البكاِء التذكُر‬ ‫سفوحا ً وأسبا ُ‬ ‫عبرةَ َ‬ ‫لذكرى حبيب هّيجت لي َ‬ ‫‪#‬‬
‫صب ُِر‬ ‫َ‬
‫وكم من كريم ي ُب ْت َلى ثم ي َ ْ‬ ‫ة‬
‫ب بلي ٌ‬‫ن الحبي ِ‬ ‫قدا َ‬ ‫َبلى إن فُ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫دهم يتأخُر‬ ‫خلفا بع َ‬‫ً‬ ‫ْ‬ ‫بو َ‬ ‫شعو َ‬ ‫َ‬ ‫ت خياَر المؤمنين تواردوا‬ ‫رأي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫جعفُر‬ ‫م ذو الجناحين َ‬ ‫ة منه ُ‬ ‫بمؤت َ‬ ‫َ‬
‫ن الله قتلى تتابعوا‬ ‫فل ُيبعد َ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫خط ُِر‬ ‫ب المنيةِ ت َ ْ‬ ‫جميعا وأسبا ُ‬ ‫ً‬ ‫وزيد ٌ وعبد ُ الله حين تتابعوا‬ ‫‪#‬‬
‫ن النقيبةِ أزهَُر‬ ‫ت ميمو ُ‬ ‫دهم إلى المو ِ‬ ‫وا بالمؤمنين يقو ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫م َ‬ ‫غداةَ َ‬ ‫‪#‬‬
‫سُر‬ ‫ج َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ّ‬
‫م الظلم َ‬ ‫سي َ‬ ‫ى إذا ِ‬ ‫أغّر كضوِء البدرِ من ال هاشم ٍ أل ِ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫كسر‬ ‫مت َ َ‬‫ك فيه َقنا ُ‬ ‫لمعتر ٍ‬ ‫سد ٍ‬ ‫موَ ّ‬ ‫ل غيَر ُ‬ ‫عن حتى ما َ‬ ‫فطا َ‬ ‫‪#‬‬
‫ضُر‬ ‫ق أخ َ‬ ‫ف الحدائ ِ‬ ‫ملت ّ‬ ‫جنان و ُ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫فصار مع المستشِهدين ثواب ُ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫مُر‬ ‫وفاًء وأمرا ً حازما ً حين َيأ ُ‬ ‫وكنا نرى في جعفر من محمد‬ ‫‪#‬‬
‫مفخُر‬ ‫نو َ‬ ‫م عّز ل ي َُزل ْ َ‬ ‫دعائ ُ‬ ‫ل هاشم‬ ‫لسلم من آ ِ‬ ‫فما زال في ا ِ‬ ‫‪#‬‬
‫قهَُر)‪(1‬‬ ‫م إلى ط َوْدٍ َيروقُ وي َ ْ‬
‫ِرضا ٌ‬ ‫س حوَلهم‬ ‫لسلم ِ والنا ُ‬ ‫لا ِ‬‫م جب ُ‬ ‫هُ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ى ومنهم أحمد ُ المتخي ُّر)‪(2‬‬ ‫عل ّ‬ ‫مه‬‫نأ ّ‬ ‫م جعفٌر واب ُ‬‫ل منه ْ‬ ‫بهالي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫صُر‬
‫ث ي ُعْ َ‬ ‫ل وماُء العودِ من حي ُ‬ ‫عقي ٌ‬
‫َ‬ ‫م‬
‫م ومنه ُ‬ ‫س منه ْ‬
‫وحمزةُ والعبا ُ‬ ‫‪#‬‬
‫عماس إذا ما ضاقَ بالناس مصدر)‪(3‬‬ ‫مأِزق َ‬‫ل َ‬ ‫ج الّلَواُء في ك ّ‬
‫فَر ُ‬
‫بهم ت ُ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫ب المطهُّر‬ ‫مه عليهم ‪ ،‬وفيهم ذا الكتا ِ‬ ‫م أولياُء الله انزل حك ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫‪#‬‬

‫شعر كعب بن مالك في غزوة مْؤتة ‪ :‬وقال كعب بن مالك ‪:‬‬


‫ل )‪(1‬‬ ‫ض ُ‬‫ب المخ ّ‬ ‫ف ال ّ‬
‫طبا ُ‬ ‫حا ً وَك َ َ‬
‫س ّ‬
‫َ‬ ‫م ُ‬
‫ل‬ ‫ن ودمع عيِنك ي َهْ ِ‬ ‫نام العيو ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ن وتارة أتململ )‪(2‬‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ور‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫مها‬‫ى همو ُ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫في ليلةٍ وردت عل ّ‬ ‫‪#‬‬
‫ل )‪(3‬‬ ‫موَك ّ ُ‬‫ِ ُ‬ ‫ك‬ ‫سما‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫ش‬
‫ببنا ِ َ ْ ٍ‬
‫ع‬‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت كأننى‬ ‫ن فب ّ‬ ‫حز ٌ‬
‫واعتادني ُ‬ ‫‪#‬‬
‫خ ُ‬
‫ل‬ ‫مد ْ َ‬‫مما تأوَّبني شهاب ُ‬ ‫شى‬ ‫ح َ‬ ‫ن الجوانِح وال َ‬‫وكأنما بي َ‬ ‫‪#‬‬
‫قُلوا‬
‫ة أسندوا لم ي ُن ْ َ‬ ‫يوما ً بمؤت َ َ‬ ‫جدا ً على النفرِ الذين تتابعوا‬ ‫وَ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫سب ِ ُ‬
‫ل )‪(4‬‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ُ‬ ‫م الَغما ُ‬ ‫مه ُ‬‫قى عظا َ‬ ‫س َ‬ ‫وَ َ‬ ‫م من فتية‬ ‫ه عليه ُ‬ ‫لل ُ‬ ‫ّ‬
‫صلى ا ِ‬ ‫‪#‬‬

‫كلوا‬ ‫ة أن ي َن ْ ُ‬ ‫دى ومخاف ً‬ ‫حذ ََر الّر َ‬


‫َ‬ ‫سهم‬ ‫للهِ نفو َ‬
‫ةل ِ‬
‫صبروا بمؤت َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل )‪(1‬‬ ‫مْرف ُ‬ ‫ن الحديد ُ ال ُ‬ ‫فُن ُقٌ عليه ّ‬ ‫م المسلمين كأنهم‬ ‫فمضوا أما َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬‫م الوّ ُ‬ ‫دام أوِلهم فنعْ َ‬ ‫قُ ّ‬ ‫إذ يهتدون بجعفر ولوائه‬ ‫‪#‬‬
‫ل )‪(2‬‬ ‫جد ّ ُ‬ ‫م َ‬‫ف ُ‬‫ث الصفو ِ‬ ‫ث التقى وعْ ُ‬ ‫ف وجعفر حي ُ‬ ‫ت الصفو ُ‬ ‫حتى تفرج ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ت وكادت َتأفِ ُ‬
‫ل )‪(3‬‬ ‫ف ْ‬ ‫س قد ك َ َ‬
‫س َ‬ ‫والشم ُ‬ ‫ده‬‫فتغير القمر المنيُر لفق ِ‬ ‫‪#‬‬
‫قل )‪(4‬‬ ‫ددا ً ما ي ُن ْ َ‬ ‫سؤْ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫فَْرعا ً ا َ‬ ‫م عل بنياُنه من هاشم‬ ‫قَْر ٌ‬ ‫‪#‬‬
‫ل‬‫ب المن َْز ُ‬ ‫م نزل الكتا ُ‬ ‫وعليه ُ‬ ‫ده‬‫ه عبا َ‬ ‫لل ُ‬
‫م بهم عصم ا ِ‬ ‫قو ٌ‬ ‫‪#‬‬
‫جهَلُ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫مهم َ‬ ‫ت أحل َ‬ ‫وتغمد َ ْ‬ ‫ً‬ ‫َفضلوا المعاشَر عزةً وتكّرما‬ ‫‪#‬‬

‫ص ُ‬
‫ل‬ ‫ف ِ‬
‫وي َُرى خطيُبهم بحقّ ي ْ‬ ‫م‬
‫حباهُ ُ‬
‫سفاهِ ُ‬ ‫ن إلى ال ّ‬
‫‪ #‬ل ُيطلقو َ‬
‫ح ُ‬
‫ل‬ ‫م ِ‬‫ن الم ْ‬ ‫دى إذا اعتذر الزما ُ‬ ‫تن َ‬ ‫فهم‬
‫ن أك ّ‬ ‫ض الوجوه ترى بطو َ‬ ‫‪ #‬بي ُ‬
‫ل‬‫س ُ‬ ‫دهم ُنصر النبي المْر َ‬ ‫ج ّ‬
‫وب َ‬ ‫قه‬‫ه لخل ِ‬
‫لل ُ‬
‫ىا ِ‬
‫ض َ‬
‫ديهم ر ِ‬
‫‪ #‬وبه ْ‬
‫حسان يبكي جعفرًا بعد غزوة مؤتة ‪ :‬وقال حسان بن ثابت يبكى جعفر بن أبي طالب رضى ال عنه ‪:‬‬
‫ب النبي على البريةِ ك ُّلها‬ ‫ح ّ‬ ‫ِ‬ ‫ك جعفر‬ ‫ت وعَّز مهْل َ ُ‬ ‫ولقد بكي ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ب وظ ِّلها)‪(1‬‬‫ِ‬ ‫عقا‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫دى‬ ‫َ‬
‫ِ ِ َ‬‫ل‬ ‫د‬ ‫جل‬ ‫لل‬ ‫ن‬
‫َ ْ‬‫م‬ ‫ت لي‬‫ت حين ُنعي َ‬ ‫ت وقل ُ‬ ‫زع ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ولقد َ‬ ‫‪#‬‬
‫ّ‬
‫ل الرماِح وعَلها)‪(2‬‬ ‫ضْربا ً وإنها ِ‬ ‫ل من أغماِدها‬ ‫س ّ‬‫ض حين ت ُ َ‬
‫َ‬ ‫بالبي ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خيرِ البريةِ كلها وأجلها ‪:‬‬ ‫ك جعفر‬ ‫ة المبار ِ‬ ‫ن فاطم َ‬ ‫بعد َ اب ِ‬ ‫‪#‬‬
‫مَتظّلما وأذّلها ‪:‬‬ ‫وأعَّزها ُ‬ ‫محتدا ً‬ ‫َرْزءا ً وأكَرمها جميعا َ‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫‪#‬‬
‫ذبًا‪ ،‬وأنداها يدا‪ ،‬وأقلها ‪(3) :‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫كَ ِ‬ ‫ل‬ ‫ح ٍ‬‫ب غير تن ّ‬ ‫للحقّ حين ينو ُ‬ ‫‪#‬‬
‫دى‪ ،‬وأبّلها ‪(1) :‬‬ ‫ل‪ ،‬وأبذلها ن َ ً‬ ‫فض ً‬ ‫دى‬
‫جت َ َ‬ ‫رها إذا ما ي ُ ْ‬ ‫ُفحشًا‪ ،‬وأكث ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ن احياِء البري ّةِ ك ُّلها‬ ‫م َ‬
‫حي ِ‬ ‫ف غيَر محمدٍ ل مثُله‬ ‫بالُعر ِ‬ ‫‪#‬‬
‫حسان يبكي زيد بن حارثة وعبد ال بن رواحة بعد ُمْؤتة ‪ :‬وقال حسان بن ثابت في يوم مؤتة يبكى زيد بن حارثة وعبد ال بن‬
‫رواحة ‪:‬‬
‫واذكري في الرخاِء أه َ‬
‫ل القبوِر)‪(2‬‬ ‫ك المنزورِ‬
‫ن جودي بدمع ِ‬
‫‪ #‬عَي ْ ِ‬

‫‪ #‬واذكري ُمْؤَتَة وما كان فيها يوم راحوا في وْقعِة التغوير)‪(1‬‬


‫ريك والمأسوِر)‪(2‬‬ ‫ض ِ‬ ‫م مأَوى ال ّ‬ ‫م زيدا ً نعْ َ‬ ‫حين راحوا وغادروا ث َ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫حّبه في الصدوِر‬ ‫س ُ‬ ‫جميعا ً‬ ‫ب خيرِ النام ِ ط ُّرا ً َ‬
‫سي ّد َ النا ِ‬
‫َ‬ ‫ح ّ‬‫ِ‬ ‫‪#‬‬
‫ً‬
‫حزني له معا وسروري‬ ‫ذاك ُ‬ ‫م أحمد ُ الذي ل سواه‬ ‫ُ‬
‫ذاك ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ب المغروِر‬ ‫مَر المكذ َ ِ‬ ‫ليس أ ْ‬ ‫إن زيدا قد كان منا بأمر‬ ‫ً‬ ‫‪#‬‬
‫م غير ن َُزور)‪(3‬‬ ‫ً‬
‫سيدا كان ث َ ّ‬ ‫ى بدمٍع‬ ‫ج ّ‬ ‫ثم جودي للخزَر ِ‬ ‫‪#‬‬
‫سروِر‬
‫ن نبيت غير ُ‬
‫حز ٍ‬
‫فب ُ‬ ‫‪ #‬قد أتانا من قتلهم ما كفانا‬

‫قول أحد الشعراء بعد رجوعه من مْؤتة ‪ :‬وقال شاعر من المسلمين ممن رجع من غزوة مؤتة ‪:‬‬
‫َ‬
‫ر)‪(1‬‬ ‫س أقْب ُ ِ‬
‫م ِ‬ ‫وزيد ٌ وعبد ُ الله في َر ْ‬ ‫ت وجعفٌر‬ ‫جع ُ‬‫‪ #‬كفى حزنا ً أني ر َ‬
‫ر)‪(2‬‬
‫متغَب ّ ِ‬ ‫وى مع ال ُ‬ ‫ت للبل َ‬ ‫خل ّ ْ‬
‫ف ُ‬ ‫و ُ‬ ‫وا لسبيلهم‬
‫ض ْ‬‫م َ‬
‫وا نحَبهم لما َ‬ ‫ض ْ‬‫‪ #‬قَ َ‬
‫ت أحمر)‪(3‬‬ ‫وِْردِ مكروه من المو ِ‬ ‫دمواإلى‬
‫دموا فتق ّ‬ ‫ط قُ ّ‬‫ة ره ٍ‬‫‪ #‬ثلث ُ‬
‫تسمية شهداء مؤتة ‪ :‬وهذه تسمية من استشهد يوم مؤتة ‪:‬‬
‫من قريش ‪ ،‬ثم من بني هاشم ‪ :‬جعفُر بن أبي طالب رضي ال عنه ‪ ،‬وزيُد بن حارثة رضي ال عنه ‪.‬‬
‫سْرح ‪.‬‬
‫سل ‪ :‬وهب بن سعد بن أبي َ‬ ‫حْ‬‫ضلة ‪ .‬ومن بني مالك بن ِ‬ ‫ن كعب ‪ :‬مسعوُد بن السود بن حارثة بن َن ْ‬‫يب ِ‬
‫عِد ّ‬
‫ومن بني َ‬
‫ومن النصار ثم من بني الحارث بن الخزرج ‪ :‬عبد ال بن َرَواحة‪ ،‬وعَّباد بن َقْيس ‪.‬‬
‫غْنم ‪.‬‬
‫عْوف بن َ‬
‫ضلة بن عبد بن َ‬ ‫غْنم بن مالك بن النجار ‪ :‬الحارث بن النعمان بن أساف بن َن ْ‬ ‫ومن بني َ‬

‫خْنساء‪ .‬قال ابن هشام ‪ :‬وممن اسُتشهد يوم مؤتة‪ ،‬فيما ذكر ابن‬ ‫عمرو بن عطية بن َ‬ ‫سراقة بن َ‬‫ومن بني مازن بن النجار‪ُ :‬‬
‫شهاب ‪.‬‬
‫عْوف بن َمْبذول وهما لب وأم‪.‬‬‫من في مازن بن النجار ‪ :‬أبو ُكَليب وجابر‪ ،‬ابنا عمرو بن زيد بن َ‬
‫صى‪.‬‬ ‫عّباد بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أْف َ‬‫عمرو وعامر‪ ،‬ابنا سعد بن الحارث بن َ‬ ‫صى ‪َ :‬‬ ‫ومن بني مالك بن أْف َ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال أبو كلب )ا( وجابر‪ ،‬ابنا عمرو‪.‬‬
‫ذكر السباب الموجبة للسير إلى مكة‪ ،‬وذكر فتح مكة في شهر رمضان سنة ثمان‬
‫جماَدى الخرة ورجبًا ‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم أقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بعَد بعِثه إلى مؤتة ُ‬
‫ما وقع بين بني بكر وخزاعة‪ :‬ثم إن بني بكر بن عبد مناة بن ِكَنانة عدت على خزاعة‪ ،‬وهم على ماٍء لهم بأسفل مكة يقال له ‪:‬‬
‫حلف الحضرمى يومئذ إلى‬ ‫عّباد ‪ -‬و ِ‬
‫ضرمي ‪ ،‬واسمه مالك بن َ‬‫ح ْ‬‫خزاعة أن رجل من بني ال َ‬ ‫ج ما بين بني بكٍر و ُ‬ ‫الَوتير‪ ،‬وكان الذي َها َ‬
‫ن )‪-(2‬‬
‫سود بن َرْز ٍ‬ ‫ال ْ‬
‫خزاعة فقتلوه ‪،‬‬ ‫عَدْوا عليه فقتلوه ‪ ،‬وأخذوا ماَله ‪ ،‬فعدت بنو بكر على رجل من ُ‬ ‫خزاعة‪َ ،‬‬
‫ض ُ‬ ‫خرج تاجرًا‪ ،‬فلما توسط أر َ‬
‫خُر)ا( بني كنانة وأشراُفهم ‪ -‬سلمى وكلثوم وذؤيب ‪ -‬فقتلوهم‬ ‫ن الّديلى ‪ -‬وهم َمْن َ‬
‫ي بني السود بن َرْز ٍ‬ ‫خزاعة ُقبيل السلم عل ّ‬ ‫فعدت ُ‬
‫بعرفة عند أنصاب الحرم ) ‪. ( 2‬‬
‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني رجل من بني الديل ‪ ،‬قال ‪ :‬كان بنو السود بن َرْزن ُيوَدْون في الجاهلية ِديتين ديتين ‪ ،‬وُنوَدي دية‬
‫دية‪ ،‬لفضلهم فينا‪.‬‬
‫حديبية بين رسول‬ ‫حجز بيَنهم السلُم ‪ ،‬وتشاغل الناس به ‪ ،‬فلما كان صلح ال ُ‬ ‫خزاعة على ذلك َ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فبينا بنو بكر و ُ‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وبين قريش ‪،‬كان فيما شرطوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم وشرط لهم ‪ ،‬كما حدثني الزهري ‪ ،‬عن‬
‫عقد رسول ال صلى‬ ‫سور بن مخرمة وَمْروان بن الحكم ‪ ،‬وغيرهم من علماِئنا ‪ :‬أنه من أحب أن يدخل في َ‬ ‫عروة بن الزبير‪ ،‬عن الِم ْ‬
‫عْقد قريش وعهدهم‬ ‫عْقد قريش وعهدهم فليدخل فيه ؛ فدخلت بنو بكر في َ‬ ‫ال عليه وسلم وعهده فليدخل فيه ‪ ،‬ومن أحب أن يدخل في َ‬
‫عْقد رسول ال صلى ال عليه وسلم شذ وعهده ‪.‬‬ ‫خزاعة في َ‬ ‫‪ ،‬ودخلت ُ‬
‫خزاعة‪ ،‬وأرادوا أن يصيبوا منهم ثأرًا بأولئك النفر الذين‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما كانت الهدنة اغتنمها بنو الديل من بني بكر من ُ‬
‫أصابوا منهم ببني السود بن َرْزن ‪ ،‬فخرج َنْوفل بن معاوية الديلي في بني الديل ‪ ،‬وهو يومئذ قائدهم ‪ ،‬وليس كل بني بكر تاَبَعُه‬
‫خزاعة وهم على‬ ‫حتى َبّيت ُ‬

‫ش بالسلح وقاتل معهم من قريش من‬ ‫ت )‪ (1‬بني بكر قري ٌ‬ ‫ل‪ ،‬وتحاوزوا واقتتلوا‪ ،‬وَرَفَد ْ‬
‫الَوتير‪ ،‬ماٍء لهم ‪ ،‬فأصابوا منهم رج ً‬
‫ك‪،‬‬‫ك إله َ‬
‫خزاعة إلى الحرم ‪ ،‬فلما إنتهوا إليه ‪ ،‬قالت بنو بكر ‪ :‬يا َنْوفل ‪ ،‬إنا قد دخلنا الحرم ‪ ،‬إله َ‬ ‫سَتخفيا‪ ،‬حتى حازوا)‪ُ (2‬‬ ‫قاتل بالليل ُم ْ‬
‫سرقون في الحرم ‪ ،‬أفل تصيبون ثأَركم فيه ؟ وقد‬ ‫فقال كلمة عظيمة ‪ :‬ل إلَه له اليوم ‪ ،‬يا بني بكر أصيبوا ثأَركم ‪ ،‬فلعمري إنكم لَت ْ‬
‫ل يقال له ُمنّبه وكان منبه رجل مفئودا)‪ (3‬خرج هو ورجل من قومه يقال له تميم بن أسد‪ ،‬ل‬ ‫أصابوا منهم ليلَة بيتوهم بالَوتير رج ً‬
‫ت )‪ (3‬فؤادي ‪ ،‬وانطلق تميم فأفلت ‪ ،‬وأدركوا‬ ‫ل إنى لميت ‪ ،‬قتلونى أو تركونى ‪ ،‬لقد انَب ّ‬ ‫وقال له منبه ‪ :‬يا تميم ‪ ،‬انج بنفسك فأما أنا فوا ّ‬
‫ُمَنبها فقتلوه ‪ ،‬فلما دخلت خزاعة مكة‪ ،‬لجئوا إلى دار ُبَدْيل بن ورقاء‪ ،‬ودار مولى لهم‬
‫يقال له رافع ؛ فقال تميم بن أسد يعتذر من فراره من منبه ‪ :‬شعر تميم يعتذر من فراره عن منبه ‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ب‬
‫حجا ِ‬ ‫ل وتيرةٍ و ِ‬ ‫ن كُ ّ‬‫شوْ َ‬‫ي َغْ َ‬ ‫ت بني ُنفهاَثة أقبهلوا‬ ‫‪ #‬لما رأي ُ‬
‫)‪(6‬‬
‫ب‬‫خّنا ِ‬
‫ص َ‬ ‫ّ‬ ‫نك ّ‬ ‫خرا ً وَرْزنا ل عَ ِ‬
‫ً‬
‫قل ٍ‬ ‫م َ‬
‫ل ُ‬ ‫جو َ‬ ‫م ي ُْز ُ‬ ‫واهُ ُ‬
‫س َ‬‫ب ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ص ْ‬
‫‪َ #‬‬
‫)‪(7‬‬
‫ب‬
‫حقا ِ‬ ‫ف ال ْ‬‫ما فيما مضى من سال ِ‬ ‫مَتقادِ ً‬‫دنا ُ‬‫حل ً عن َ‬‫ت ذَ ْ‬‫‪ #‬وذكْر ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫ب‬ ‫مهَن ّدٍ قَ ّ‬
‫ضا ِ‬ ‫ت وقعَ ُ‬
‫وَرهِب ْ ُ‬ ‫من ت ِل ْ َ‬
‫قاِئهم‬ ‫ت ِ‬
‫ح المو ِ‬
‫ت ِري َ‬ ‫‪ #‬ون َ َ‬
‫شي ْ ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫ب‬
‫غرا ِ‬ ‫شْلو ُ‬ ‫جرِي َةٍ و ِ‬
‫م ْ‬‫لحما ً ل ِ ُ‬ ‫ن ي َْثقفوه َيتركوا‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬‫تأ ْ‬ ‫وعََرفْ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ت بالمْتن الَعراِء ثياي‬ ‫ح ُ‬ ‫وطر ْ‬ ‫عَثاَرها‬ ‫ف ِ‬‫جل ً ل أخا ُ‬ ‫ت رِ ْ‬‫وم ُ‬ ‫قَ ّ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ب‬‫مُر القرا ِ‬ ‫مش َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ج أق َ ّ‬ ‫عل ْ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫حق ٌ‬ ‫ت ل ينجو نجائي أ ْ‬ ‫ونجوْ ُ‬ ‫‪#‬‬
‫ْ)‪(5‬‬
‫ب‬ ‫قا ِ‬
‫قب ْ َ‬
‫ل مشافهـَر ال َ‬ ‫ب َوْل َ ي َب ُ ّ‬ ‫ت لكان نكيُرها‬ ‫شهِد َ ْ‬‫حى ولو َ‬ ‫ت َل ْ َ‬ ‫‪#‬‬
‫س فاسألي أصحابي‬ ‫من َّبههها ً‬
‫ب نف ٍ‬ ‫طي ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ت ُ‬‫م ما ترك ُ‬ ‫م أعل ُ‬ ‫القو ُ‬ ‫‪#‬‬
‫حل عندنا متقادما " عن أبي عبيدة‪ ،‬وقوله "‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وتروى لحبيب بن عبد ال العلم الُهَذلي‪ .‬وبيته ‪ " :‬وذكرت َذ ْ‬
‫علج أقب مشّمر القراب " عنه أيضا‪ .‬شعر الخزر فيما وقع بين خزاعة وبكر ‪:‬‬ ‫خناب " و" َ‬
‫َ‬
‫خزاعة في تلك الحرب ‪:‬‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال الخزر بن ُلعط الديلي ‪ ،‬فيما كان بين كنانة و ُ‬
‫دنا بني كعب بأفْ َ‬ ‫أل هل أتى قُ ْ‬
‫)‪(6‬‬
‫ل‬
‫ص ِ‬ ‫وق نا ِ‬ ‫وى الحابيش أننا رد َ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫‪#‬‬
‫حِبسا ً غيَر طائل‬ ‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫هم في دارةِ العبدِ رافههع وعند َ ب ُد َي ْ ٍ‬ ‫سنا ُ‬
‫حب َ ْ‬
‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ل‬‫ص ِ‬‫م بالمَنا ِ‬ ‫س منه ُ‬ ‫فْينا النفو َ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬ ‫دما‬‫ضيم ِ بع َ‬
‫ل الخذِ ال َ‬ ‫بدارِ الذلي ِ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ل‬
‫ب بواب ِ‬ ‫شعْ ٍ‬‫ل ِ‬ ‫حنا لهم من ك ّ‬ ‫نف ْ‬ ‫مهم‬ ‫م حتى إذا طال يو ُ‬ ‫حَبسناه ُ‬ ‫َ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ل‬
‫ص ِ‬‫قوا ِ‬ ‫م بال َ‬ ‫أسـود َتباَرى فيه ُ‬ ‫س كأننهها‬
‫ح الّتيو ِ‬ ‫نذّبحهم ذ َْبه َ‬ ‫‪#‬‬
‫ل قاِتل‬ ‫ب أو َ‬ ‫دى النصا ِ‬ ‫وكانوا ل َ‬ ‫رهم‬
‫م ظلمونا واعتدوا في مسي ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫‪#‬‬
‫قفاث َ ْ‬
‫)‪(4‬‬
‫ل‬
‫جواف ِ‬ ‫فان النعام ِ ال َ‬ ‫خ ّ‬
‫ور ُ‬ ‫جْزِع إذ َيطُردونهم‬ ‫كأنهم بال ِ‬ ‫‪#‬‬
‫بديل بن عبد مناة يرّد على الخزر ‪ :‬فأجابه بديل بن عبد مناة ابن سلمة بن عمرو بن الجب ‪ ،‬وكان يقال له ‪ :‬بديل بن أم أصرم‬
‫‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ل‬
‫م غيَر ناف ِ‬ ‫دوهُ ُ‬ ‫سيدا ً ي َن ْ ُ‬‫لهم َ‬ ‫خرون ولم ن َد َعْ‬ ‫تفاقد َ قوم يف َ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ل‬ ‫ً‬
‫وتيَر خائفا غير آئ ِ ِ‬ ‫ُتجيز ال َ‬ ‫م‬
‫خيفةِ القوم ِ اللى تزد َِريهِ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬
‫أ ِ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ل‬‫حَبى لنافى المَعاقِ ِ‬ ‫قل ولي ُ ْ‬ ‫لع َ ْ‬ ‫حباَءنا‬ ‫ل يوم ٍ نحن نحبو ِ‬ ‫وفي ك ّ‬ ‫‪#‬‬
‫م الَعهواِذل‬ ‫ن لوْ َ‬ ‫سِبق َ‬ ‫بأسياِفنا ي َ ْ‬ ‫حنا بالّتلعةِ داَركم‬ ‫ونحن صب َ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ل‬
‫جّر القناب ِ‬ ‫م َ‬‫من َ‬ ‫وى ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ف َر ْ‬ ‫خي ْ ِ‬‫َ‬ ‫ود إلى‬ ‫ض وعَت ْ َ‬ ‫ن ب َي ْ ٍ‬
‫ونحن منعنا بي َ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ل‬‫ح ِ‬ ‫حل ِ‬ ‫جلدٍ ُ‬ ‫ْ‬ ‫جْعناه ب ِ َ‬ ‫س ف َ‬ ‫عُب َي ْ ٌ‬ ‫ً‬ ‫ت ساعيا‬ ‫ف َ‬‫م الَغميم قد تك ّ‬ ‫ويو َ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(6‬‬
‫ل‬‫ن أن لم ُنقات ِ ِ‬ ‫سها َتنزو َ‬ ‫جْعمو ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ضكم‬ ‫م بع ِ‬ ‫ت في بيتها أ ّ‬ ‫مَر ْ‬ ‫ج َ‬‫أإن أ ْ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(7‬‬
‫ل‬ ‫كنا أمَركم في َبلب ِ ِ‬ ‫ولكن ت ََر ْ‬ ‫ت الله ما إن َقتلت ُ ُ‬
‫م‬ ‫كذب ُْتم وبي ِ‬ ‫‪#‬‬
‫خْيف َرضوى " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله " غير نافل "‪ ،‬وقوله " إلى َ‬
‫ما قاله حسان في ذلك ‪ :‬قال ابن هشام ‪ :‬وقال حسان بن ثابت في ذلك ‪:‬‬
‫ب‬‫م غيَر ناق ِ‬ ‫َلهم أحدا ً ي َن ْ ُ‬
‫دوهُ ُ‬ ‫سراِتهم ٍ‬ ‫‪ #‬لحا الله قوما ً لم ن َد َعْ من َ‬
‫فلحا ً عدوّ الحقائ ِ‬
‫ب‬ ‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫متى ُ‬
‫كن َ‬ ‫وفل‬‫ي حمارٍ مات بالمس ن َ ْ‬ ‫صي َ ْ‬
‫خ ْ‬
‫‪ #‬أ ُ‬

‫خزاعة تستنجد بالرسول ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬فلما تظاهرت بنو بكر وُقريش على خزاعة وأصابوا منهم ما أصابوا‪ ،‬ونقضوا‬ ‫ُ‬
‫عْمرو‬
‫عْهده ‪ ،‬خرج َ‬‫عقده و َ‬
‫خزاعة‪ ،‬وكانوا في َ‬
‫ما كان بيَنهم وبين رسول ال صلى ال عليه وسلم من العهد والميثاق بما استحلوا من ُ‬
‫ح مكة‪ ،‬فوقف‬
‫ي كعب ‪ ،‬حتى َقِدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينة‪ ،‬وكان ذلك مما هاج فْت َ‬ ‫خزاعى‪ ،‬ثم أحُد بن ِ‬
‫بن سالم ال ُ‬
‫ظْهراني الناس ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫عليه وهو جالس في المسجد بين َ‬
‫ف أبينا وأبيه الت ْل َ َ‬
‫دا‬ ‫حل َ‬ ‫دا‬
‫ب إني ناشد ٌ محم َ‬ ‫يا ر ّ‬ ‫‪#‬‬
‫دا)‪(1‬‬ ‫سلمنا فلم ننزعْ ي َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫م َ‬ ‫دا‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫قد كنُتم وُلدا وكنا َوال َ‬ ‫‪#‬‬
‫دا)‪(2‬‬ ‫واد ْعُ عباد َ الله يأتوا مد َ َ‬ ‫هداك الله نصرا ً اعت َ‬
‫دا‬ ‫فانصْر َ‬ ‫‪#‬‬
‫دا)‪(3‬‬‫سفا ً وجُهه ترب ّ َ‬ ‫خ ْ‬‫م َ‬‫سي َ‬
‫إن ِ‬ ‫ل الله قد تجّرَدا‬ ‫فيهم رسو ُ‬ ‫‪#‬‬
‫إن ُقريشا أخل ُ‬ ‫َ‬
‫دا)‪(4‬‬
‫ع َ‬
‫فوك الموْ ِ‬ ‫دا‬
‫مْزب ِ َ‬ ‫ق كالبحرِ يجري ُ‬ ‫في فَي ْل ٍ‬ ‫‪#‬‬

‫)‪(1‬‬
‫دا‬
‫ص َ‬ ‫داٍء ُر ّ‬ ‫وجعلوا لي في ك َ َ‬ ‫ضوا ميثاَقك الموَك ّ َ‬
‫دا‬ ‫ق ُ‬ ‫‪ #‬ون َ َ‬
‫دا‬
‫ل عَد َ َ‬ ‫ل وأقَ ّ‬ ‫م أذ َ ّ‬
‫دا وهُ ْ‬
‫أح َ‬ ‫عو‬ ‫َ‬
‫‪ #‬وزعموا أن لست أد ْ ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫دا‬
‫ج َ‬‫س ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وقتلونا ُركعا و ُ‬ ‫دا‬ ‫ج َ‬‫هم ب َّيتونا بالوَِتيرِ هُ ّ‬ ‫‪ُ #‬‬
‫يقول ‪ُ :‬قِتلنا وقد أسلمنا‪.‬‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وُيروى أيضا ‪:‬‬
‫‪ #‬فانصْر هداك الله نصرا ً أيدا‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬وُيروى أيضا ‪:‬‬
‫ت وََلدا‬
‫‪ #‬نحن ولدناك فكن ْ َ‬
‫ت يا عمُرو بن سالم ‪،‬ثم عرض لرسول ال صلى ال عليه‬ ‫لتمال ابن إسحاق ‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ُ :‬نصْر َ‬
‫ل بنصر بني كعب‪.‬‬ ‫عنان )‪ (3‬من السماء‪ ،‬فقال ‪ :‬إن هذه السحابة لتسته ّ‬
‫وسلم َ‬
‫ابن ورقاء يذهب إليه صلى ال عليه وسلم شاكيا ‪ :‬ثم خرج ُبَدْيل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم المدينة‪ ،‬فأخبروه بما أصيب منهم ‪ ،‬وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم ‪ ،‬ثم انصرفوا راجعين إلى مكة وقد قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم للناس ‪ :‬كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد‪ ،‬ويزيد في المدة ‪ .‬ومضى ُبَدْيل بن ورقاء وأصحابه‬
‫حتى َلُقوا‬

‫أبا سفيان بن حرب بُعسفان ‪ ،‬قد بعثته قريش إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ليشد العقد‪ ،‬ويزيد في المدة‪ ،‬وقد رهبوا‬
‫الذين صنعوا‪.‬‬
‫فلما لقى أبو سفيان ُبَدْيل بن ورقاء‪ ،‬قال ‪ :‬من أين أقبلت يا ُبَدْيل ؟ وظن أنه قد أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تسيرت في خزاعة في هذا الساحل ‪ ،‬وفى بطن هذا الوادي ؛ قال ‪ :‬أو ما جئتَ محمدًا ؟ قال ‪ :‬ل ؛ فلما راح ُبَدْيل إلى مكة ؛ قال أبو‬
‫ل لقد‬
‫علف بها الّنَوى‪ ،‬فأتى مبرك راحلته ‪ ،‬فأخذ من بعرها ففّته ‪ ،‬فرأى فيه النوى‪ ،‬فقال ‪ :‬أحلف با ّ‬ ‫سفيان ‪ :‬لئن جاء بديل المدينة لقد َ‬
‫جاء بديل محمدًا‪.‬‬
‫أبو سفيان يحاول الصلح ‪ :‬ثم خرج أبو سفيان حتى َقِدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينة‪ ،‬فدخل على ابنته أم حبيبة‬
‫ت بي عن‬ ‫طَوْته عنه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ُبنّيُة‪ ،‬ما أدري أرغب ِ‬
‫بنت أبي سفيان ؛ فلما ذهب ليجلس على فراش رسول ال صلى ال عليه وسلم َ‬
‫ت به عنى ؟ قالت ‪ :‬بل هو فراش رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس ‪ ،‬ولم أحب أن تجلس‬ ‫هذا الفراش أم رغب ِ‬
‫ل لقد أصابك يا ُبنية بعدي شّر ‪.‬‬
‫على فراش رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬وا ّ‬
‫ثم خرج حتى أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فكلمه ‪ ،‬فلم يرد عليه شيئًا‪ ،‬ثم ذهب إلى أبي بكر‪ ،‬فكلمه أن يكلم له رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أنا بفاعل ‪ ،‬ثم أتى عمَر بن الخطاب فكّلمه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا أشفع لكم إلى رسول ال صلى ال عليه‬
‫ي بن أبي طالب رضوان ال عليه ‪ ،‬وعنده فاطمة بنت‬ ‫ل لو لم أجد إل الّذّر لجاهدتكم به )‪ .(1‬ثم خرج فدخل على عل ّ‬ ‫وسلم ؟! فوا ّ‬
‫ب بين يديها‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ى ‪ ،‬غلم يد ّ‬‫ن بن عل ّ‬
‫سُ‬
‫حَ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ورضي عنها‪ ،‬وعندها َ‬

‫ت خائبا‪ ،‬فاشفْع لي إلى رسول ال ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ت في حاجة‪ ،‬فل أرجعن كما جئ ُ‬ ‫س القوم بى رحما‪ ،‬وإني قد جئ ُ‬ ‫يا علي ‪ ،‬إنك أَم ّ‬
‫عَزَم رسول ال صلى ال عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكّلمه فيه ‪ .‬فالتفت إلى فاطمة فقال ‪ :‬ياْبَنَة‬ ‫ل لقد َ‬‫ويحك يا أبا سفيان ! وا ّ‬
‫ل ما بلغ بني ذلك أن يجيَر بين‬‫محمد‪ ،‬هل لك أن تأمري ُبَنّيك هذا فيجير بين الناس ‪ ،‬فيكون سيَد العرب إلى آخر الدهر ؟ قالت ‪ :‬وا ّ‬
‫ى‪ ،‬فانصحنى‪،‬‬ ‫الناس وما ُيجير أحٌد على رسول ال صلى ال عليه وسلم )ا( قال ‪ :‬يا أبا الحسن ‪ ،‬إنى أرى المور قد اشتدت عل ّ‬
‫ضك ‪ ،‬قال ‪ :‬أو ترى ذلك ُمغنيًا عني شيئًا ؟ قال‬ ‫ق بأر ِ‬
‫جْر بين الناس ‪ ،‬ثم الح ْ‬
‫ل ما أعلم لك شيئا‪ ،‬ولكنك سيد بني كنانة‪ ،‬فقم فأ ِ‬‫قال ‪ :‬وا ّ‬
‫ن الناس ‪ .‬ثم ركب‬ ‫ت بي َ‬
‫ل ‪ ،‬ما أظنه ‪ ،‬ولكني ل أجد لك غير ذلك‪ .‬فقام أبو سفيان في المسجد‪ ،‬فقال ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬إنى أجر ُ‬ ‫‪ :‬ل وا ّ‬
‫ى شيئا‪ ،‬ثم جئت ابن أبي قحافة‪،‬‬ ‫ل ما رّد عل ّ‬
‫بعيَره فانطلق ‪ ،‬فلما قدم على قريش‪ ،‬قالوا ‪ :‬ما وراءك ؟ قال ‪ :‬جئت محمدا فكلمته ‪ ،‬فوا ّ‬
‫ت ابن الخطاب ‪ ،‬فوجدته أْدَنى العدّو‪.‬‬
‫فلم أجد فيه خيرا‪ ،‬ثم جئ ُ‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬أعدى العدو‪.‬‬


‫ل ما أدري هل ُيْغنى ذلك شيئًا أم ل ؟‬‫ي بشيء صنعُته ‪ ،‬فوا ّ‬ ‫ت عليا فوجدته ألين القوم ‪ ،‬وقد أشار عل ّ‬ ‫قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم جئ ُ‬
‫ل إن زاد الرجل‬ ‫قالوا ‪ :‬وبم أمرك ؟ قال أمرني أن أجير بين الناس ‪ ،‬ففعلت ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فهل أجاز ذلك محمد ؟ قال ل‪ ،‬قالوا‪ .‬ويلك ! وا ّ‬
‫ل ‪ ،‬ما وجدت غير ذلك ‪.‬‬ ‫على أن لعب بك فما ُيْغنى عنك ما قلت ‪ :‬قال ‪ :‬ل وا ّ‬
‫جهزوه ‪ ،‬فدخل أبو بكر على ابنته عائشة‬ ‫الستعداد لفتح مكة ‪ :‬وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالجهاز‪ ،‬وأمر أهَله أن ُي َ‬
‫ض جهاز رسول ال صلى ال عليه وسلم ؛ فقال ‪ :‬أي ُبَنية ‪ :‬أأمركم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫رضى ال عنها‪ ،‬وهي تحرك بع َ‬
‫ل ما أدري‪ .‬ثم إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أعلَم‬ ‫أن تجهزوه ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فتجهْز ؟ قال ‪ :‬فأين ترينه يريد ؟ قالت ‪ :‬ل وا ّ‬
‫ن والخباَر عن قريش حتى نبَغتها في بلِدها‪ .‬فتجهز الناس ‪.‬‬ ‫جّد والتهّيؤ‪ ،‬وقال ‪ :‬اللهم خِذ العيو َ‬
‫س أنه سائر إلى مكة ‪ ،‬وأمرهم بال ِ‬
‫النا َ‬
‫حسان يحث الناس على فتح مكة ‪ :‬فقال حسان بن ثابت يحرض الناس ‪ ،‬ويذكر مصاب رجال خزاعة ‪:‬‬
‫حّز رقاُبها‬ ‫مكةٍ رجال بني ك َْعب ت ُ َ‬ ‫عََناني ولم أشهد ْ ببطحاءِ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ن ثياُبها‬ ‫وقتَلى كثيٌر لم ت ُ َ‬
‫ج ّ‬ ‫سّلوا سيوَفهم‬ ‫ي لم ي َ ُ‬ ‫بأيدي رجال ِ‬ ‫‪#‬‬
‫خُزها وعقاُبها‬ ‫ن عمرو و ْ‬ ‫لب َ‬ ‫سَهي َ‬
‫ُ‬ ‫ن ُنصرتي‬ ‫شعري هل تنال ّ‬ ‫ت ِ‬‫أل لي َ‬ ‫‪#‬‬
‫شد ّ عصاُبها فل‬ ‫ب ُ‬ ‫ن الحر ِ‬ ‫فهذا أوا ُ‬ ‫فرِ استهِ‬
‫ش ْ‬ ‫ن من ُ‬ ‫ح ّ‬
‫ن عَوْد ٌ َ‬‫وصفوا ُ‬ ‫‪#‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ل ناُبها‬‫ص َ‬ ‫ً‬
‫صْرفا وأعْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫إذا احُتلب ْ‬ ‫م مجالدٍ‬ ‫نأ ّ‬ ‫تأمننا ياب َ‬ ‫‪#‬‬
‫ت ُيفَتح باُبها‬ ‫ة بالمو ِ‬ ‫لها وْقع ٌ‬ ‫ول تجَزعوا منا فإن سيوَفنا‬ ‫‪#‬‬
‫عكرمة بن أبي جهل ‪.‬‬
‫سّلوا سيوَفهم " يعني قريشا‪ " ،‬وابن أم مجالد " يعنى ِ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬قول حسان ‪ " :‬بأيدي رجال لم َي ُ‬
‫عروة بن الزبير وغيره من علمائنا‪،‬‬ ‫كتاب حاطب يحذر أهل مكة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ .‬وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير‪ ،‬عن ُ‬
‫قالوا ‪ :‬لمما أجمع رسول ال صلى ال عليه وسلم المسير إلى مكة‪ ،‬كتب حاطب بن أبي بلتعة)‪ (1‬كتابا إلى قرش يخبرهم بالذي أجمع‬
‫عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم من المِر في السيِر إليهم ‪ ،‬ثم أعطاه امرأًة‪ ،‬زعم محمُد بن جعفر أنها من ُمَزْينة‪ ،‬وزعم لي‬
‫ل على أن تبّلغه قريشا‪ ،‬فجعلته في رأسها‪ ،‬ثم َفتلت عليه قروَنها‪ ،‬ثم‬ ‫جع ً‬
‫ساَرة‪ ،‬مولة لبعض بني عبد المطلب ‪ ،‬وجعل لها ُ‬ ‫غيره أنها َ‬
‫خرجت به ‪.‬‬
‫ي بن‬ ‫الخبر من السماء بما فعل حاطب ‪ :‬وأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم الخبُر من السماء بما صنع حاطب ‪ ،‬فبعث عل ّ‬
‫ب بن أبي َبْلَتعة بكتاب إلى قريش‪ ،‬يحذرهم‬ ‫أبي طالب ‪ ،‬والزبير بن العوام رضى ال عنهما‪ ،‬فقال ‪ :‬أدركا امرأًة قد كتب معها حاط ٌ‬
‫ما قد أجمعنا له في أمرهم ‪ ،‬فخرجا حتى أدركاها بالخليقة‪ ،‬خليقة بني أبي أحمد‪ ،‬فاستنزلها‪ ،‬فالتمساه في رحلها‪ ،‬فلم يجدا شيئًا‪،‬‬
‫شَفّن ِ‬
‫ك‬ ‫ن لنا هذا الكتاب أو لنك ِ‬
‫جّ‬‫خِر ِ‬
‫ب رسول ال صلى ال عليه وسلم ول ُكِذْبنا‪ ،‬ولُت ْ‬ ‫ل ما ُكِذ َ‬
‫ي بن أبي طالب ‪ :‬إني أحلف با ّ‬
‫فقال لها عل ّ‬
‫‪ ،‬فلما‬

‫سها‪ ،‬فاستخرجت الكتاب منها‪ ،‬فدفعته إليه ‪ ،‬فأَتى به رسول ال صلى‬ ‫ن رأ ِ‬ ‫رأت الجِّد منه ‪ ،‬قالت ‪ :‬أعرض ‪ ،‬فأعرض ‪ ،‬فحلت قرو َ‬
‫ال عليه وسلم ‪ :‬فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم حاطبا‪ ،‬فقال ‪ :‬يا حاطب ‪ ،‬ما حملك على هذا ؟ فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أما والّ‬
‫ل ول عشيرة‪ ،‬وكان لي بين أظهرهم ولد‬ ‫ل ورسوله ‪ ،‬ما غيرت ول بّدلت ولكني كنت اْمَرءًا ليس لي في القوم من أص ٍ‬ ‫إني لمؤمن با ّ‬
‫وأهل ‪ ،‬فصانعتهم عليهم ‪.‬‬
‫فضل أهل بدر ‪ :‬فقال عمر بن الخطاب ‪ ،‬يا رسول ال ‪ ،‬دعنى فلضرب عنقه ‪ ،‬فإن الرجل قد نافق ؟ فقال رسول صلى ال‬
‫طلع إلى أصحاب بدر‪ ،‬فقال ‪ :‬اعملوا ما شئتم ‪ ،‬فقد غفرت لكم ‪.‬‬ ‫عليه وسلم ‪ :‬وما يدريك يا عمر‪ ،‬لعل ال قد ا ّ‬
‫ن ِإَلْيِهْم ِباْلَمَوّدِة { ]الممتحنة‪ .(1) [1 :‬إلى‬ ‫عُدّوُكْم َأْوِلَياَء ُتْلُقو َ‬
‫عُدّوي َو َ‬ ‫خُذوا َ‬ ‫ل َتّت ِ‬
‫ن آَمُنوا َ‬ ‫فأنزل ال تعالى في حاطب ‪َ } :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن ال َكَفْرَنا ِبُكْم َوَبَدا‬
‫ن ُدو ِ‬
‫ن ِم ْ‬
‫ن َمَعُه ِإْذ َقاُلوا ِلَقْوِمِهْم ِإّنا ُبَرآُء ِمْنُكْم َوِمّما َتْعُبُدو َ‬ ‫سَنٌة ِفي ِإْبَراِهيَم َواّلِذي َ‬‫حَ‬ ‫سَوٌة َ‬‫ت َلُكْم ُأ ْ‬
‫قوله ‪َ } :‬قْد َكاَن ْ‬
‫حَدُه { ]الممتحنة‪[4:‬‬ ‫ل َو ْ‬‫حّتى ُتْؤِمُنوا ِبا ِّ‬ ‫ضاُء َأَبًدا َ‬
‫َبْيَنَنا َوَبْيَنُكْم اْلَعَداَوُة َواْلَبْغ َ‬

‫إلى آخر القصة)‪ .(1‬خروج الرسول إلى مكة ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬وحدثني محمد‬
‫عتبة بن مسعود‪ ،‬عن عبد ال بن عباس ‪ ،‬قال ‪ .‬ثم مضى رسول صلى ال‬ ‫ابن مسلم بن شهاب الزهري عن عبيد ال بن عبد ال بن ُ‬
‫ن من رمضان ‪،‬‬ ‫عتبة بن خلف الِغفاري وخرج لعشر مضْي َ‬ ‫صْين بن ُ‬‫ح َ‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬واستخلف على المدينة أبا ُرْهم ‪ُ ،‬كلثوم بن ُ‬
‫سفان وأَمج أفطر‪.‬‬‫عْ‬‫س معه ‪ ،‬حتى إذا كان بالُكَدْيد‪ ،‬بين ُ‬ ‫فصام رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وصام النا ُ‬
‫سّبعت‬
‫تلّمس قريش أخباره عليه السلم ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلف من المسلمين ‪ ،‬ف َ‬
‫عَدٌد وإسلم ‪ ،‬وأوعب مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫سَليم ‪ ،‬وأّلفت ُمَزْينة)‪ ،(2‬وفى كل القبائل َ‬
‫سَليم وبعضهم يقول أّلفت ُ‬
‫ُ‬
‫عّمَيت الخباُر عن‬‫المهاجرون والنصار‪ ،‬فلم يتخلف عنه منهم أحد‪ ،‬فلما نزل رسول ال صلى ال عليه سلم َمّر الظهران ‪ ،‬وقد ُ‬
‫قريش ‪ ،‬فلم يأِتهم خبٌر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ول يدرون ما‬

You might also like