Professional Documents
Culture Documents
لبن هشام
السيرة النبوية لبن هشام
تحقيق طه عبد الرؤوف سعد
من صفحة 86 -11
المجلد الول
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
بقلم المحقق
ما هو التاريخ :التاريخ هو رصد حركههة النسههان علههى هههذه الرض ،
مها وهذه الحركة تسمى "الصههراع" وأنههواع الصههراعات كههثيرة أهمههها وأقههد ُ
لنسان ،وذلههك منههذ هبههوط "الصراع البشري" أي صراع النسان مع أخيه ا ِ
ميعًهها
ج ِ
من ْهَهها َ َ
ل اهْب ِطهها ِآدم -عليه السهلم -علههى الرض ،قههال تعهالى }َقها َ
ض عَهد ُّو{ ]طههه [123 :ومنههذ أن هبههط ممثل البشههرية علههى ض هك ُ ْ
م ل ِب َعْ ه ٍ ب َعْ ُ
م وحواء عليهما السلم ،ومههع أول صههدام بيههن النسههان وأخيههه الرضى آد ُ
متمثل في حادثة قتل قابيل لشقيقه هابيل ،وبعدها وإلى الن ،سههجل لنهها
خ عبر الزمنة الكثيَر مهن ههذه الصهراعات المتزايهدة بيههن البشهر مهع التاري ُ
اختلف الحوادث وتطور الحداث ،بين أن يكههون صهراعا لحقهاق الحههق أو
صراعا لثبات باطل.
خ هههو الههذاكرة ُ البشههرية ،تلههك الههذاكرة ُ الههتي تميههز بههها وبمهها أن التاري ه َ
ن الوحيد علههى هههذه ن هو الكائ ُ ن على سائرِ المخلوقات ،فإن النسا َ النسا ُ
عههبره لحاضههره ومسههتقبله ، الرض ،الذي له تاريخ يحفظههه ويسههتفيد مههن ِ
ل في حفظ تاريخه . ودليل ذلك التطوُر المذه ُ
ص الممتزج قص ِ ص ال َى يستخدم الذاكرةَ في ق ّ ن البدائ ّ
فقد كان النسا ُ
بهالةٍ من الساطير والخرافات ،التي ُتبرز موضوع قصته ،وخاصة عن
أسلفه ،ثم تطور إلى تدوين هذا القصص وخاصة المفاخر والمجاد.
وكلمة تدوين تشمل العديد من الساليب منها النقش والرسم ،وبعدها
الكتابة بمفهومها العهام ،ولغاتهها المتعهددة ،وطرقهها المختلفههة ،وأسهاليبها
المتميزة.
وبما أن التاريههخ عبههارة عهن خزانهة الشهعوب والمههم الههتي تحفههظ بهها
م الجاهليههة لههم ب أيهها َ
أخبارها وحضارتها عن طريههق التههدوين بههم فههإن العههر َ
يلتفتوا إلى أهميةِ التاريخ بمفهومهِ الن؛ بخلف بعهض المخلفهات التاريخيهة
ثض أحههدا ٍ ب الههتي حفظههت لنهها بع ه َ ت النسا ِ التي وردت لنا من خلل روايا ِ
سابين ،وكان هههذا فههي الفههترة الههتي سههبقت وقع ذكُرها في ثنايا حديث الن ّ
لسههلمي ،وإن كههانت قههد تجلههت بصههورة أجمههح فههي مبههدأ مطلههع الفجههر ا ِ
الدعوة .
ل كانوا يعرفون مميههزات التاري هِخ فههي حفههظ ورغم أن المسلمين الوائ َ
أمجاِدهم ،إل أنهم انشغلوا بصنِع هههذا المجههد عههن تههدوينه ،وتناسههوا تاريههخ
جاهليتهم الذي نظروا إليه نظرةَ عار وانحطههاط أخلقههى ودينههى ل يسههتحق
التدوين كالسلب والنهب ووأد البنات وما إلى ذلك .وإن كههان للعههرب فههي
الجاهلية مكارم ل ُتنسى كالكرم والشجاعة في محلها ،و العفة والفروسية
.أيضا ً كان انشغال الصحابةِ بالجهاد والفتوح عن جمههع الخبههار وكههان ل بههد
ن
من أن يقوم بهههذه المهمههة ،خاصههة بعههد أن رسههخت القاعههدةُ وبههدأ البنيهها ُ
لسههلمي ،وانتشههار الههدعوة ،ووضههع السههس والقههوانين ى للهيكل ا ِالحقيق ّ
السههماوية ،وأصههبح وضههع المسههلمين فههي حالههة تمكنهههم مههن الههترّوي
وللستقرار ،فالتفت إلى هذا فريق من التابعين الذين كانوا يعتمدون في
2
نمه ْ
ن شههاهدوا الغههزوات مههن الصههحابة و َ مه ْجمع مههادتهم علههى سههؤال َ
ب الرسههالةِ -صههلى ث التي وقعت للمسلمين في عهدِ صههاح ِ صاحب الحدا َ
الله عليه وسلم.
ن
الشسسكل التقليسسدي للتاريسسخ عنسسد المسسسلمين الوائل :ولكهه ّ
ط صههوِره ظهههر علههى تلههك الصههورةِ فههي ل التقليديّ للتأريخ في أبس ه ِ الشك َ
العصر المويّ ،غير أن مؤرخى بنى أمية لم يعنهم من التأريخ إل ما دعتهم
ن الدولهةِ :مهن ثنهاٍء وإطهراٍء بمهن اشهتهر ب المحافظةِ على أركا ِ إليه أسبا ُ
ح لههدولتهم ، ن فيههها صههال ٌمنهم ،أو تحقيق لرواية نسب من النساب .يكو ُ
وإن كان الدافع إلى ذلك في أغلب الحيان هو الرغبة في العطاء..
ئ إل مهها تنههاثر فههي ومما ُيؤسف له أنه لم يصل إلينا من هذا التاريِخ ش ٌ
ض كتههب الدب ،نقل عههن الههرواة ،وقههد يرجههع ذلههك إلههى أسههباب ن بع ِ بطو ِ
الضطرابات والفتن في عصر بنى أمية.
س قههدة آثههار المههويين ،أو لعههل النهها َولعل العباسيين قههد تعمههدوا إزاله َ
ة لرأي بني العباس . هجرت تلك الكتب وأهملتها مجامل ً
ى في حقيقة أمههره ،لههم يتمهههد لههه السههبيل إل خ السلم ّ على أن التاري َ
س ،حيههث ظهههرت بههوادر التههآليف فههي التواريههخ العامههة فههي العصههر العبهها ّ
ب ظههر وفيهه ل كتها ٍ والخاصة .وإن كان الواقعُ يهيب بنا أن نشهيَر إل أن أو َ
م" وقههد تجلههى ذلههك فههي اسههتخراِج ن الكري ُ ة هههو "القرآ ُ ت تاريخي ه ٌلمحا ٌ
ت. ت الله البينا ِ
ت في آيا ِ ث التي َورد ْ ض الحواد ِ العبرةِ من بع ِ
مفهوم السيرة :
ف علهى ويراد ُ بسيرة رسول اللههه صهلوات اللهه وسهلمه عليههه :التعهر ُ
ده من لرهاصات التي مهدت لرسالته ،وما سبق مول ُ حياته ،من ظهور ا ِ
3
ق الههدعوةِ المحمديهة ،ومولههده ة علهى طريه ِ سمات ُتلقى أضواًء رحماني ً
ونشأته حتى مبعَثه .
ف ،ومها لقهى فههي ن الحنيه ِس إلى الهدي ِوما جاء بعد ذلك من دعوةِ النا ِ
لسلم ِ من معارض هةٍ ،ومهها جههرى بينههه عليههه الصههلةُ والسههلم ل نشر ا ِ سبي ِ
و.بين من عارضوه من صراع بالقول والسيف ،وذكر من استجاب له حتى
ة اليمان . شعل ُة الحقّ وأضاءت ُ علت راي ُ
عرفت تلك الحههروب بههالغزوات والسههرايا ،وإن غلههب عليههها لفههظ وقد ُ
ل -صلى الله عليه وسلم - المغازي " أي الحروب التي اشترك فيها الرسو ُ
ة
خ حيهها ِ ن ،حتى شمل معناه تاري َ بالقتال " ،ولكن هذا السم تطور مع الزم ِ
والصههحابة ،رضههوان اللههه عليهههم ،ومههن ي صههلى اللههه عليههه وسههلم النب ّ
الرجههح أن كلمههة " مغههازي " كههانت تشههير إلههى حيههاة النههبي فههي المدينههة
المشرفة فقط ،وذلك لن المدينة هى التي شهدت فترة الغزوات والقتال
بين المسلمين وغيرهم من أهل الشرك .ثم اتسع نطاقُ هذا اللفظ شههمل
سيرة َ النبي -صلى الله عليه وسلم -بأكملها .
الدواعي إلى جمع السيرة :
لسلم في جمههع القههرآن الكريههم وتفسههيره ،وجمههع عندما أخذ علماُء ا ِ
ل اليههات ، ن نههزو ِ
الحاديث ووجدوا أنفسهههم فههي حاج هةٍ إلههى تحقيههق أمههاك ِ
وإيضاح حقائق الحههداث الههتي جههرت ،وكههذلك بالنسههبةِ لجمههع الحههاديث ،
ل -صلى الله عليسسه ل الرسو ِ ل وأعما ِوالتشريع بالحلل والحرام في أقوا ِ
وسلم -وأيضا ً أقواله في التشريِع والتفسيرِ والمواعظ ،فكههان ل ب ُهد ّ مههن
ب لههذلك كلههه ، الرجوِع إلى جمِع السيرةِ النبوية أول ً ،لنههها المنبههت الخص ه ُ
ن. والمرجعُ الصادقُ في هذا الشأ ِ
4
القرآن الكريم والسيرة :
ل السههلم ِ ف ،فقههد كههان العههرب قبه َ ل والتخل َ جاء السلم ليمحى الجه َ
م بنزولههه .هههزةً فهي أعمهاق غارقين في جاهليتهم ،فأحدث القههرآن الكريه ُ
ً
ب الم هَر رأسها علههى َ
جهلهم ،واستمر في هّز سههباتهم وجهلهههم ،حههتى قَله َ
عقب ،ليضىء نوَر العلم والمعرفة .
ى أمهره : ي المه ّي علهى النههب ّوكما نعرف جميعا ً أن أول مهها نههزل الهوح ُ
ْ
ة
ق{ ]العلههق [ 1 :ويحثههه علههى العلههم والمعرفه ِ خل َه َ
ذي َ ك ال ّه ِ سم ِ َرب ّ َ }اقَْرأ ِبا ْ
م{ ]العلق [4:إشارة إلى محو الجهههل بنههور العلههم م ِبال ْ َ َ ذي عَل ّ َ بقوله } :ال ّ ِ
قل ِ
والقراءة والكتابة.
يشجع المسلمين علههى محههو لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم
أميتهم فنجده في غزوة بدر يفدي بعض السرى الههذين يكتبههون أن يعلمههوا
عشرة من صبيان المدينة الكتابة .
ة النبويههة الشههريفة مصههدرين وكههان القههرآن الكريههم وبجههواره السههن ُ
أساسيين للتاريههخ السههلمي ،خاصههة مهها اتصههل بالسههيرة النبويههة ،وبجههوار
ص البشههري بصههفة عامههة، ص ِ
ق َ السيرة كان القرآن يرصد لنا للعبرةِ بعض ال َ
أي أن التاريخ القرآنى يعد تاريخا لكل البشر والبشرية.
وقد رصد لنا القرآن تاريخ النبي بصههفة خاصههة مههن خلل بعههض اليههات
القرآنية ،وأحيانا ً كان يشتمل على سههورة بأكملهها كسههورة النفهال .تشههير
إلى سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم -وأصحابه .
ومثال ً علههى التأريههخ القرآنههي للسههيرة تلههك اليههات الههتي تحكههي تاريههخ
ة
ل بالههدعو ِ الدعوة .فقد أمر الله تعالى نبيه -بعد َ نزول الوحى -المَر الو َ
م فََأنذِْر{ ]المدثر [ 2 ، 1ثم أمره بعلنية مد ّث ُّر * قُ ْ
َ
بقوله تعالى } :ي َأي َّها ال ْ ُ
5
كن ات ّب َعَ َ ح َ ك اْل َقَْرِبين * َوا ْ شيَرت َ َ َ
م ْك لِ َ جَنا َض َ ف ْ خ ِ الدعوة بقوله } :وَأنذِْر عَ ِ
َ
ن
عه ْ ض َ مُر وَأعْهرِ ْ مهها ت ُهؤْ َصهد َعْ ب ِ َ ن{ ]الشعراءَ} [215-214:فا ْ مِني َ مؤْ ِن ال ْ ُ
م ْ ِ
ن{ ]الحجر [94:ونجد في سورة " عبس " تصههف لنهها اليههات رد كي َشرِ ِ م ْال ُْ
فعل المشركين تجاه ما يدعو إليه النبي وتجسههد لنهها مهها تعههرض لههه محمههد
ث النبي وأصحابه على التحلي وأصحابه من الذى وتعنت الكفر .واليات تح ّ
بالصبر.
ويستمر القرآن الكريم ِبعرض سيرة النبي :من هجرة المسلمين معه
ل ووعههدهم بالنصههر علههى المشههركين بقههوله إلى المدينة ،والذن لهم بالقتا َ ِ
م لَ َ ُ
ديٌر * قه ِ ص هرِهِ ْه عَل َههى ن َ ْ ن الل ّه َموا وَإ ِ ّ م ظل ِ ُ قات َُلو َ
ن ب ِأن ّهُ ْ ن يُ َ
ذي َن ل ِل ّ ِ
تعالى } :أذِ َ
َ ن أُ ْ
ه] { ...الحج -39 : قوُلوا َرب َّنا الل ّ ُ ن يَ ُ حقّ إ ِّل أ ْ م ب ِغَي ْرِ َ
ن دَِيارِهِ ْ م ْ جوا ِ خرِ ُ ذي َ ال ّ ِ
[40وهنا نجد الية تحمل لنا خلفية تاريخية توضح لنا حال المسلمين .
ثم نزلت اليات ترصد الغزوات ففيه غزوة بدر نزلت سورة " النفال "
وفيها ُنصح للمسلمين بأل يختلفوا بشأن الغنائم ،وتشرح للمسههلمين كيههف
تقسم هذه النفال ،وتحههذرهم مههن الخلف عليههها ،وأكههثر مههن ذلههك حيههث
عرضت لنا صورة حية لحال المسلمين والسرى.
ً
ونزلت مواضع من سورة " آل عمران " أيضا لغههزوة بههدر وغههزوة أحههد
ى أمر الرسول ،وتشد مههن عص َ ن َ م ْحيث خففت على المسلمين ،ووبخت َ
أمر المناضلين ،وُتوعد الشهداء بأنهم أحياٌء عند رّبهههم ُيرزقههون ،وأن لهههم
الجنة.
وفي غزوة الحزاب تنزل سورة " الحزاب " صههورة كاملههة حيههة لهههذه
ورت ما دار في فههترة الحصههاِر ،وحههال الحههزاب ،وموقههف ص ّ الغزوة حيث َ
اليهود والمنافقين .
وفي مراحل الغزو الخيرة في آخر حيههاته -الشههريفة صههلى اللههه عليههه
وسلم ،تنزل سورة "براءة".
6
ح{ ]النصههر[1: ص هُر الل ّههِ َوال ْ َ
فت ْه ُ جاَء ن َ ْ وفي سورة " النصر " أيضا ً } :إ ِ َ
ذا َ
ت السههلمية ل عصر الفتوحا ِ حيث ُبشر المسلمون بالنصر وفتح مكة ،وحلو ِ
المتوالية .
إن ههذا العهرض المبسهط محاولههة للقهاء الضهوء علهى أهميههة القههرآن
الكريم كمصدرٍ أساسى لتاريخ سيرة الرسول -صلى الله عليه وسههلم -
والمسلمين من الصحابة سواء في مكة أو المدينة ،أو المغههازي والمواقههف
الذي اصطدم فيها المسلمون مع المشركين أو اليهودِ والمنافقين ،وأيضهها ً
ة ،وأرشههدهم للطريههق القههويم ِ وموقههف المواقف التي ُتهم المسلمين خاص ً
الرسول -صلى الله عليه وسلم -من ذلك وذاك .
أهمية السيرة النبوية لكل البشر :
ت تجعلهها إن سيرة النههبي -صههلى اللههه عليههه وسههلم -تمتههاز بصههفا ٍ
ب في المكان الول بين سههير التاريههخ ،ومههن أهههم تلههك الصههفات أنههها تنص ّ
ة بكتاب الله العزيههز الههذي سيرة تاريخية بمفهومها العام ؛ ومن كونها موّثق ً
ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
ة ُيقويههها لههدى وكون سيرة ُ محمد -صلى اللههه عليههه وسههلم -تاريخيه ً
مريديها ،أن السيرة الخرافية السطورية ل تلقى أيّ اهتمههام لههدى السههامع
ي -صلى الله عليه وسههلم -فسههيرةٌ يشهههد لههها أو القارئ .أما سيرةُ النب ّ
ً
المحققون والثقات من الرواة ،لذلك نجد الناس يهتمون بها اهتمامهها ليههس
ة ثابتههة
فيه رعونة أو ضياعٌ لوقت فراغهم ،بل يشههغفون بههها لكونههها حقيق ه ً
راسخة في وجدان التاريخ .
م من خللها
ومن أغراض الهتمام بالسيرة النبوية أن يتصور المسل ُ
7
ة السلمية الكاملة المتمثلة في حياةِ النههبي -صههلى اللههه عليههه الحقيق َ
منههذر -لنها سيرةُ أعظم ِ البشههر وأصههلحهم خههاتم ِ النههبيين ،فهههو ُ وسلم
ت الحميهدة ،الهتي ل الصهفا ِ ج منير ،وهو أيضا جامع لكه ّ ً ومبشر وداع -وسرا ٌ
ً
جعلت سيرته تمتاُز عن غيرههها ،وأن تكههون مثل أعلههى للبشههر كافههة ،وإلههى
دى المانة وبّلغ الرسالة الخيههرة الههتي بعثههه اللههه جانب تلك الصفات ،أنه أ ّ
ل بها إلى العاملين ،فجاء بالشريعةِ التي ل يحتاج الفرد إلههى غيرههها عّز وج ّ
م لههذلك فههإن سههيرَته -صههلى اللههه عليههه وسههلم -عطههرة خالههدة حههتى يههو َ
القيامة .
ت وإن شخصية محمد -صلى الله عليههه وسههلم -بمهها لههها مههن صههفا ٍ
م الخلق ،لههذلك تعلههق جامعةٍ وعادات نبيلة عالية فقههد ُبعههث ِليتمههم مكههار َ
المسلمون بسيرة نبثهم لما فيها من أسوة حسنة ومثل أعلى قال تعههالى :
ُ
مه َوال ْي َهوْ َ جههو الل ّه َ ن ي َْر ُ ن ك َهها َ مه ْ ة لِ َ س هن َ ٌ ح َ سوَةٌ َ ل الل ّهِ أ ْ سو ِ م ِفي َر ُ ن ل َك ُ ْ كا َ قد ْ َ }ل َ َ
ه ك َِثيًرا{ ]الحزاب. [21: خَر وَذ َك ََر الل ّ َ اْل ِ
ولن نخوض فهي ذلهك المجهال أكهثر مهن ذلهك لن أهميهة السهيرة لهها
جوانب عدة تحتاج إلى دراسههة خاصههة واسههعة النطههاق تتناسههب وشخصههية
ومكانة صاحب السيرة -صلى الله عليه وسلم -
محمد نبي السلم :
منههذر الشاهد ُ على تعاليم اللههه وهههدايته ،ومبشههر الصههالحين بالجنههة ،و ُ
ل، ذر المذنبين ،وداعى الضالين عن الحقّ والعد ِ الكافرين الغافلين ،ومح ّ
نور ومصباح ُيستضاء به في الظلمههات للسههائرين والقلههوب الغافلههة .قههال
َ َ
عًيا إ َِلههى الّلهه ِ
ه دا ِذيًرا * وَ َ شًرا وَن َ ِ مب َ ّ دا وَ ُ شاهِ ً ك َ سل َْنا َي إ ِّنا أْر َ تعالى } :ي َأي َّها الن ّب ِ ّ
مِنيًرا { ]الحزاب [46-45:إن شواهد القرآن الكريههم علههى جا ُ سَرا ً ب ِإ ِذ ْن ِهِ وَ ِ
الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية -علههى صههاحبها الصههلة والسههلم -
ل واحد ٌ منها أن يشههير إلههى مكان هةِ محمههد -صههلى اللههه عليههه كثيرة ول يغف ُ
م عَل َههى ض هه ُ ْ ض هل َْنا ب َعْ َ ل فَ ّ سه ُ ك الّر ُ ل يقههول تعههالى } :ت ِل ْه َ ن الرس ِ وسلم -بي َ
ً
ق النبي إشارة قرآنية كريمة أيضا قال تعالى : ]البقرة [253:ولخل ِ ض{
َ ب َعْ ٍ
م{ ]القلم . [4-3: ُ َ َ َ َ َ َ
ظي ٍ ق عَ ِ خل ٍ ن *وَإ ِن ّك لَعلى ُ مُنو ٍ م ْ جًرا غي َْر َ ن لك ل ْ }وَإ ِ ّ
ن مه ْ مة ٍ ِ ح َ ما َر ْ م قال تعالى } :فَب ِ َ ة والكر ُ ب والرأف ُ ة القل ِ ومن خصائله رق ُ
حوْل ِك{ ]آل عمران : َ ن َ م ْ ضوا ِ ف ّ ب لن ْ َ َ قل ِْ ْ َ
ت فَظا غَِليظ ال َ ّ م وَل َوْ ك ُن ْ َ ت ل َهُ ْ الل ّهِ ل ِن ْ َ
. [159
وقد أشار القرآن الكريم إلى حرص النبي -صلى الله عليه وسههلم -
على نشر الدعوة،وخوفه على قومه ،ورأفته عليهم ورحمته بقوله تعههالى :
م ص عَل َي ْك ُه ْ ريه ٌ ح ِ م َ مهها عَن ِت ّه ْ زيهٌز عَل َي ْههِ َ م عَ ِ سهك ُ ْ ف ِ ن َأن ُ مه ْ ل ِ سههو ٌ م َر ُ جههاَءك ُ ْ قهد ْ َ }ل َ َ
م{ ]التوبة [ 128 : حي ٌ ف َر ِ ن َرُءو ٌ مِني َ مؤْ ِ ِبال ْ ُ
هههذه بعههض اليههات الههتي شهههدت علههى مكههارم أخلق النههبي وفضههله
وخصائله.
وهناك أيضا ً وجه آخر من غير المسلمين وصلته السيرة النبوية فأبهرته
ة محمهد -صههلى اللهه عليههه وسههلم -فلههم يلتفهت إلههى التعصههب شخصههي ُ
المذموم بل حايد وقال ما يشعر به في مدح النبي -صلى الله عليه وسههلم
-ومن هؤلء على سبيل المثههال " :الفههونس لمههارتين " الههذي أشههار إلههى
عظمة النبي -صلى الله عليه وسههلم -فههي مقدمههة " تاريههخ تركيهها " ول
8
يسعنى هنها أن أنقهل كهل مها كتهب لكنهى ألقهى الضهوء علهى بعضهها قهال
لمارتين :
"أبدا ً لم يبههدأ إنسههان بمثههل هههذه الوسههائل الضههعيفة عمل فههوق طاقهةِ
ً
سههه
ة غي هَر نف ِ البشر ،لنه لم يجد ْ في تصميم هذا المقصود ول في تنفيذه آل ً
ف الصحراء". ة ،ول أنصارا ً غير بضعةٍ من البدويين في كن ِ
الوحيد ِ
ً
دعيا كاذبا ؟ ل نظنه هكذا بعدما درسنا ً م ّ
داعا ُ
خ ّ
" أكان هذا الرجل َ ،
حياته وتاريخه .إن ادعاَء الكذب هو رياء ونفاق بالنسبة إلى المعتقد
9
الصلى ،والنفاق ليس فيه قوةُ التأمين وإيحاُء الطمأنينة للغيههر ،كمهها ل
يوجد في قول الزور قوةٌ لحقّ الصداقة ".
مش هّرع ،مجاهههد ،فاتههح الفكههار ،معيههد " فيلسوف ،خطيب ،رسول ُ ،
للمعتقدات المعقولة ،ولعبادة ليس فيههها أصههنام ،مؤسههس لعشههرين دولههة
دنيوية ،ودولة واحدة روحانية -هذا ما كان محمد -صلى اللههه عليههه وسههلم
-مهما كانت المقاييس التي تقاس بها عظمة النسان ،مههن يكههون أعظههم
منه ؟؟؟ "
لعل الطاعنين على السلم والمحاربين له مههن أوربهها وغيرههها يقتههدون
لسلم وقد أفلح .وإن لههم يسههتطع أن ل مفكر من بينهم ،حاول فهم ا ِ برج ٍ
يعبر التعبير الصحيح الذي ُيختصر في كلمة واحدة " النبوة ".
نسخ وطبعات السيرة
إن النسههخ المخطوطههة مهن السههيرة كهثيرة ،يوجهد أغلبههها فهي معظههم
مكاتب أوربا ،وهناك نسخة ناقصة بالمكتبة التيمورية ،أما النسههخة الصههلية
رواية ابن إسحاق فقد كان " كربسيك " Karabacekيظههن أنههه عههثر علههى
ورقة منههها بيههن مجموعههة الههبردي الخاصههة بالرشههيدوق " رينههر " Rainer
والمحفوظة في مكتبة مدرسة كوبريلى بإسههتانبول " دفههتر " 1140ولكههن
ظهر أنها نسخة من كتاب ابن هشام .ول يزال كتاب -المغازي باقيا حههتى
اليههوم فههي بطههون الكتههب مثههل مهها جههاء فههي كتههاب المههاوردي " الحكههام
السلطانية " وفي الفقرات التي أوردها الطبري في تاريخه .
ف
ن حههذ ٍى دو َن إسحاق بهيكلها الصههل ّ م من سيرةِ اب ِ وأخيرا ً وَ َ
صلَنا قس ٌ
ن هشام ،وتوجد قطعتان من هذا ب كما فعل اب ُل أو تهذي ٍ أو تعدي ٍ
10
س بههن بكيههر ،وأيض ها ً توجههد
ب في مكتبة القرويين مههن روايههة يههون َ الكتا ِ
قطعههة فههي دمشههق مههن روايههة ابههن سههلمة عههن ابههن إسههحاق ،وهههذه
المخطوطات اعتمد عليها الستاذ محمد حميد الله في تحقيههق سههيرة ابههن
إسحاق .
ً
وقد أكد ذلك أيضا بحث الستاذ عبد العزيز الدوري عههن السههيرة وابههن
إسحاق ،فقد قال " :وصلنا أخيرا ً قسم من سههيرة ابههن إسههحاق بصههورتها
الصلية قبل تهذيب ابن هشام ".
وذكههر السههتاذ محمههد حميههد اللههه :أن الصههليين الفاسههي والدمشههقي
قديمان :والقطعة الولى في فاس ناقصة الول ،وكان الناقص هو الورقة
الولى فقط وفي آخره ما نصه :
" آخر الجزء الول من كتاب المغازي لبن إسحاق يتلههوه فههي الثههامن -
حيرا الراهب ".
إن شاء الله -حديث ب َ ِ
والقطعة الثانية مختلفة من الول ،ولكهن تبتهدئ بحهديث بحيهرا .فههي
تكمل الولى .وفيها من الصفحة 39إلى 44سماعات بعضها مؤرخة مههن
سنة 456هه .
وتنتهي القطعة الثانية في حديث المعراج والسراء.
أما القطعة الدمشقية فتبتدئ في أثنهاِء قصهة غهزوة بهدر ،وتنتههى فهي
أثناء قصة أحد.
مههر إلههى
وعلى عنوان المخطوطة " :يتلوه غزوة السويق ،غزوة ذي إ ِ َ
نجد سنة ثلث ".
وفي آخر القطعة " :كتبه طاهر بن بركات الخشوعي في شهر رمضان
من سنة أربع وخمسين وأربع مائة ".
11
ثم هناك ثبت السماع من الخطيب البغدادي " وذلك بمدينة دمشق
من الجامع ،في العشر الول من ذي الحجة سنة 454هه ".
وقد طبعت سيرة ابن هشام عدة مرات :
- 1طبعههة جههوتنجن -وهههى أصههحها -بألمانيهها سههنة 1860م :بعنايههة
وستنفيلد المستشههرق اللمههانى فههي مجلههدين ،مضههبوطة بالشههكل
اللزم ،وألحقها بجزء ثالث فيه تعاليق وملحظات وفهارس ،وفههي
خّلكههان وابههنصدره ترجمة ابهن إسههحاق نقل عههن ابهن ُقتيبههة وابههن ِ
فههري مههن النجار .ونقل عن كتب عيون الثههر لبههن سههيد النههاس اليع ُ
أهل القرن الثامن للهجرة :مهها قيههل مههن الطعههن فيههه والههرد علههى
الطعن .وغير ذلك من الفوائد الكثيرة .
طبعت السيرة أيضا ً في بولق في ثلثة أجزاء سنة 1295هه. -2و ُ
طبعت بالمطبعة الخيرية في مصر في ثلثة مجلدات سنة 1229ههه -3و ُ
.
طبعت بليبزج سنة 1900م . ُ -4
-5طبعت على هامش كتاب " الروض النف " بمطبعة الجمالية
سنة 1 33 2هه 1 9 1 4/م .
دي خير العباد سههنة 1333 -6وهناك طبعة على هامش زاد المعاد في هَ ْ
ههه .
طبعت في شههركة مكتبههة ومطبعههة مصههطفى البههابي الحلههبي وأولده ُ -7
طبعتين :الولى سنة 1 35 5هه 1936/م ،والثانية سنة 1375هه
1955/م .من تحقيق الدكتور مصطفى السقا وزملئه .
-8طبعت في مطبعة حجازي للمكتبة التجارية في أربعة أجزاء سنة
12
1356هه 1937 /م ،من تحقيق الستاذ الشيخ محمد محيى الدين عبههد
الحميد.
غير طبعات أخرى كثيرة لن يسع الوقت للحديث عنها.
وهاهي طبعتنا الجدِيدة والتي امتازت -بعون الله -وأرجههو منههه تعههالى
سبقنا إليها. أل نكون قد ُ
فهههى فههوق الشههرح الكامههل والتعليقههات المفيههدة جههاءت مقههدما لههها
بمقدمات مفيدة في دراسة هامة عن السيرة ومؤلفيها وأشهر شارحيها مع
التحقيقات المهمة والفهارس المستوفاة ،فهإن كنهت قههد أحسههنت فبفضههل
من الله ونعمة ،وإن كانت الخرى فبضعفى البشري الذي ل يسلم منه أحد
.
ت َرب ّن َهها َل ما اك ْت َ َ
سهب َ ْ ت وَعَل َي َْها َ سب َ ْ ما ك َ َسعََها ل ََها َ سا إ ِّل وُ ْ ف ً ه نَ ْ ف الل ّ ُ}َل ي ُك َل ّ ُ
ْ َ َ
ن ه عََلى ال ّ ِ
ذي َ مل ْت َ ُ
ح َ ما َ صًرا ك َ َل عَل َي َْنا إ ِ ْ
م ْ خط َأَنا َرب َّنا وََل ت َ ْ
ح ِ سيَنا أوْ أ ْ ن نَ ِ خذ َْنا إ ِ ْؤا ِ تُ َ
ت َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ
مَنا أن ْه َ ح ْفْر لَنا َواْر َ ف عَّنا َواغ ِ ة لَنا ب ِهِ َواعْ ُ ما ل طاق َ ملَنا َ ح ّ
ن قب ْل َِنا َرب َّنا وَل ت ُ َ م ْ ِ
ن { ]البقرة .[286 : ري َ َ ْ
قوْم ِ الكافِ ِ ْ
صْرَنا عَلى ال َ َ موْلَنا َفان ُ َ َ
الرواد من كتاب السيرة
إن سههيرة النههبي -صههلى اللههه عليههه وسههلم -شههغلت الكههثير مههن
المسلمين والمؤرخين فأول ما اهتم بها فريق من التابعين فقد كانت تعقههد
مجالس خاصة يتحدثون فيههها عههن مغههازي رسههول اللههه -صههلى اللههه عليههه
-يسألون العلماء والحفاظ من آبائهم أو ممن سمع منهم عنهم ، وسلم
ت كيههف كههانت ؟ ومههن شهههدها ؟ وكههم عههدد مثل عههن غههزوة مههن الغههزوا َ
المشتركين بها ؟ . ..فكان يحدثهم العالم بذلت بطريقة علمية دقيقة لرصد
الوقائع وتمييز الصحيح منها.
13
وهذه الطريقة وهي طريقة السناد ،قامت بحفظ الحقائق صحيحة ل
يدخل عليها تشويه أو افتراء ،وربما انفردوا بذلك لعلمهم بأهميةِ سيرة
ق في النبي -صلى الله عليه وسلم -فنجدهم تحملوا مسئولية الصد ِ
جرِح والتعديل . الرواية واختبار الصحيح منها ،عن طريق ال ُ
ومن أغراض جمعهم للسيرة أيضا ً محاولههة تفسههير بعههض اليههات الههتي
أشارت إلى وقائع غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم -
ة كههبرى فههي جمهِع ومن ذلك وذاك َوجد جيل التابعين ومن تلهههم أهميه ً
ل النبي -صلى الله عليه ل وأفعا َسيرة النبي فأخذوا يجمعون روايات وأقوا َ
وسلم -حتى شملت سيرته وحياته .
وأول من روى سيرة النبي جماعة من التابعين هم :
-1أبان بن عثمان :
هو أبان ابن الخليفة عثمان ُ ،ولد قبل سنة 20هجريههة ل بعههدها ،لنههه كههان
في عام 36من الهجرة قد بلغ من العمر ما مكنه من الشتراك في خروج
عائشة وطلحة والزبير للطلب بثأر عثمان الذي ] ُتوفي سنة 35هجرية [ .
عّينه الخليفة عبد الملك واليا ً على المدينة عام 75هه.
واستمر أبان في وليته عليها سبع سنوات ،حتى عام 83ههه ،وفي أثنههاء
ة يعهد إليه كل عام بإمارة الحج .ولما لم يههأت إليههه أمههر وليته كان الخليف ُ
الخليفة في عام 81هه بسبب انشغاله بالحرب ،تطلع والى مكة للتشرف
لمهارة ،لنسههبه وقرابتههه .وقههد بإمارة الحج ،إل أن أبان تمسههك بههأولويته با ِ
اختلفت الروايات في تاريخ وفاته ،فذكر البخاري أنه ُتوفى في عهد الوليد
] 96 - 86هه[ ،وذكر ابن سعد أن وفاته في أيام يزيههد الثههاني ]- 101
105هه[ .
14
ض الروايات أن وفاَته نهاية عهد يزيد الثاني ] 105هه [ . تذهب بع ُ
وكان أبان مهن فقههاء المدينهة ،فيهروى أنهه كهان يحفهظ فتهاوى أبيهه ،
وبعض الروايات تنفى سماعه الحاديث عن أبيه .
أخذ عنه الحديث أبو الزناد والّزهْرِىّ وابنه عبد الرحمن ،ورغم شهههرته
في كتب الحاديث ،إل أن ابن إسحاق والواقدي وابههن سههعد لههم يههذكروه .
ن عبد الرحمن .وقد ذكر ابن سعد فههي روى عنه أيضا ً المغازي :المغيرةُ ب ُ
ل الحديث ،إل مغازي رسول الله -صلى الله ة قلي َ
ذلك الموضع " :كان ثق ً
عليه وسلم -أخذها من أبان بههن عثمههان ،فكههان كههثيرا مهها ُتقههرأ عليههه ،
ولمرنا بتعلمها".
- 2عروة بن الزبير
وام جههد عههروة أخها ً أحهد ُ الشههراف السههابقين إلهى السهلم ،كههان العه ّ
لخديجة ،وكان َأبوه الزبير من السابقين الولين إلى السههلم ،وأخههوه عبههد
الله هو قائد أبناء المهاجرين والنصار الذين لم يرضوا خلفههة يزيههد ،وحكههم
عروة بكثير من السنين في مكة من عام 73 - 64هه .وعبد الله يكبر أخاه ُ
،حتى نجده يتلقى خبَر أخيه الصغر عندما رجع عههام 26ههه إلههى المدينههة،
ولصغر سنه لم ُيسمح له بالشتراك في معركة الجمل [ سنة 36هه] الهتي
مات أبوه بها.
ّ
كان عروةُ يجتمع كل ليلةٍ في نظام ٍ ببعض أصدقائه في مسجد المدينة
ع
في العوام الخيرة من عهد معاوية ] 60 – 41هه[ ،وأصبح فيما بعد موض َ
خلكههان روايههة ن ِت يروي لنا اب ُ ثقةِ الخليفةِ عبد الملك ،وعن تلك الجتماعا ِ
تحكي عن زهده في الههدنيا فقههال " :إن المسههجد الحههرام جمههع بيههن عبههد
الملك بن مروان ،وعبد الله بن الزبير ،وأخويه مصعب
15
وعهروة المهذكور ،أيهام تهألفهم بعههد معاويهة بهن أبهى سهفيان .فقهال
ك من ّههه .فقههال عبههد اللههه بههن الزبيههر :أمنيههتى أن أمل ه َ
م فلَنت َ
بعضهههم :هل ه ّ
ب :أمنيتى أن أملك العراقيههن وأجمههع ة :وقال مصع ُ الحرمين وأنال الخلف َ
سكْينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة .وقههال عب هد ُ َ بين عقيلتي قَُرْيش ُ :
الملك ابن مروان :أمنيتي أن أملههك الرض كلههها ،وأخلههف معاويههة .فقههال
منيههتى الّزههد ُ فههي الههدنيا ،والفههوُز
ت في شيء مما أنتم فيههه ،أ ْ عروة :لس ُ
ن ممن ُيروى عنه العلم .قال :فصههرف الههدهر بالجنةِ في الخرة ،وأن أكو َ
من صرفه ،إلى أن بلغ كل واحد منهم إلى أمله ،وكان عبههد الملههك لههذلك
ة ،فلينظههر إلههى عُهْروَةَل الجن ه ِ
ل من أه ِ سّرهُ أن ينظر إلى رج ٍ يقول " :من َ
ن الّزبير " .
ب ِ
ة ورحل إلى مصَر وأقَههام بههها سههبعَ سههنين ،ذكههروقد ترك عروةُ المدين َ
البلذ ُِري عن عروة قوله " :أقمت بمصر سبع سنين ،وتزوجت بها ،فرأيت
حمل عليهههم فههوقَ طههاقتهم ؛ وإنمهها فتحههها عمههرو بصههلح أهَلها مجاهي َ
د ،قد ُ
وعهد ،وشىء مفروض عليهم ".
عروة ومهوت ابنهه محمهد ،منهها وقد حكت لنا الروايات خبر قطع رجل ُ
رواية هشام بن عروة قال " :ثم قدم عههروة علههى الوليههد بههن عبههد الملههك
حين شكت رجله ،فقيهل لهه :اقطعهها .قهال :إنهي لكهره أن أقطهع منهي
طابقًا .فارتفعت إلى الركبة ،فقيل له :إنها إن وقعت فههي الركبههة قتلتههك .
قطعت ولم ُيقبض وجهه .وقيل له قبل أن يقطعها ُ :نسههقيك دواًء ل تجههد ف ُ
معه ألمًا ،فقال :ما يسعني أن هذا الحائط وقاني أذاها. . .
وسقط محمد بن عروة بن الزبير ،وأمه بنت الحكم بن أبى العاص بههن
أمية ،من سطح في إصطبل دواب الوليد بن عبد الملك ،فضربته بقوائمها
عروة :إن كنت تعزيني برجلي حتى قتلته ،فأتى عروة رجل يعزيه فقال ُ
16
فقد احتسبتها .فقال :بل أعزيك بمحمد .قال :وما له ؟ فخّبره بشأنه ،
فقال :
أقول شوى ،ما لم ُيصبن حميمي ً م أحدثن هالكا
ت إذا اليا ُ
#وكن ُ
ً ً
اللهم ،أخذت عضوا وتركت أعضاء ،وأخذت ابن ها وتركههت أبنههاء ،فإنههك
ت لقههد عههافيت .وروايههة أخههرىإن كنت أخذت لقد أبقيت ،وإن كنت ابتليه َ
في نفس الموضوع تقول " :إن عيسى بن طلحة جاء إلى عروة بن الزبير
حين قدم من عند الوليد بن عبد الملك ،وقد ُقطعت رجلههه ،فقههال عههروة
لبعض بنيه :اكشف عن رجلى ينظر إليها .فقال له عيسى :إنا لّله وإنا إليههه
راجعون ،يا أبا عبد الله ،ما أعددناك للصراع ول للسباق ،ولقد أبقى اللههه
مك .فقال عروةُ :ما عزانى أحد لنا منك ما كنا نحتاج إليه منك :رأيك وعل َ
عن رجلي مثلك ".
وليس لدينا خههبر يقينههي عههن سههنة وفههاة عُههروة ؛ ولكههن تؤكههد روايههات
الثقات أنه توفي سنة 94هه.
وكان عروة أحد فقهاء المدينة السبعة ،وكما نعرف أن مقامه بالمدينههة
تلك القامة مكنته من جمع أخبار عن اليام الولى من السلم ،عرفها من
أبيه وأمه ومن عائشة أكههثر مههن غيرههها ،وكههان ل يقطههع زيارتههها وسههؤالها،
وكان يشتهر بمعرفته للحديث .
17
ي الخاصة بحياته ،وأيضا ً يرجع أهميتها من كونها أقههدم نههثر حوادث النب ّ
ّ
تاريخي عربي ،رغم عدم عثورنا على أي كتاب مؤلف له في المغازي ،إل
سير،أنه كان له فضل كبير في جمع وإخراج أهم الحاديث عن المغازي وال ّ
ل فههيوكان عروةُ شغوفا ً بالحديث ،ويخبرنا ابنه هشام :أن عهروة لههم يقه ْ
محب ّها ً للشههع ِ
ر، ول على الحديث وكههان أيض ها ً ُ شىء قط برأيه ،وإنما كان يعَ ّ
يقول هوروفتس " :إن عروة أدخل أشعار المشركين في الحوادث ،حههتى
في الحاديث الخاصة بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم -التي رواههها
لتلميذه كما فعل ابن إسحاق فيما بعد ".
حبيل بن سعد ُ -3
شَر ْ
شَرحبيل بن سعد ،مولى بنى خطمههة المههدنيين ،ويقههال إنههه عههرف هو ُ
علّيا [ المتوّفى سنة 40هه ] ،ويقال إنه مات عام 123هه وقههد نيههف علههى
المائة ،وأخذ الحديث عن زيد بن ثابت ،وأبي هريرة ،وأبي سعيد الخدري ،
سئل عنههه " :وأح هد ٌ ُيحههدث عههن ولم يقف ابن إسحاق على روايته ،وحين ُ
شرحبيل ؟! " ورغم ذلك ذكره ابن حبان في الثقات ،ول يروي عنه بجانب
ابن إسحاق الواقدي ،ونجد ابن سعد يأخذ عنه خبرا عن هجههرة النههبي مههن
شرحبيل في هذا الخبر أيّ إسناد . قباء إلى المدينة ،ول يذكر ُ
منبهن ُوهب ب ُ َ -4
ل فارسههي ،مههن إحههدى السههرات الفارسههية كان وهب بن منبه من أص ٍ
ده اخههبرب فههي الجاهليههة ،وُيلقههب ج ه ّ التي اسههتقرت فههي جنههوب بلدِ العههر ِ
بالسوار ،ويذكر الواقدى أنه اعتنق السلم سنة 10هه وهذا خطأ لن
18
وهبا ً ُولد بعد الهجرة وليس قبلها ،والصح أنه ُولد مسلمًا ،وربما يقصههد
م أبيه لن رهبا ً ُولد عام 34هه. الواقدىّ إسل َ
ة زاهدة ً ؟ فيقال " لبث وهب بن منبه عشههرين وكان وهب يعيش عيش ً
ً
سنة ولم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا .. .ولبث أربعين سههنة لههم يرقههد
على فراش ".
وُيعرف وهب في المصادر بأنه ثقههة ،ويقههال إنههه َرَوى عههن ابههن عبههاس
وجابر وأبي هريرة وغيرهم ؛ ولكن لم يقبل الرواة على الخههذ عنههه إل فههي
ل الكتههاب ، ة خاصة بأحاديث أههه ِ النادر ،وربما يرجع ذلك لنه كان يعنى عناي ً
دسههة ،عههن طريههق وأنه كان يعرف ما تحويه كتب اليهود والمسههيحيين المق ّ
ت المعتمههدين فههي صلته باليمنيين من أهل الكتاب وُيعتبر وهههت مههن الثقهها ِ
قصص النبياء خاصة .ولكنه تطرق إلى تاريخ الُعباد ،أي الولياء.
إن كتابههات وهههب تعتههبر مههدخل ً إلههى سههيرة النههبي حيههث إنههها ترتبههط
بالرسالت السماوية قبل نبينا محمههد -صههلى اللههه عليههه وسههلم -وكههان
ل التابعين حيث بدأ جيل تابعي التابعين وهو جيههل شههيوخ ب من آخر جي ِ وه ٌ
ابن إسحاق ،من بينهم عبد الله بن أبي بكر بن محمد ،وعاصم بن عمر بن
قتادة ،ومحمد بن مسلم الزهري .
ه -عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن حزم
هو عبد الله بن أبى بكر بن محمههدُ ،ولههد بالمدينههة ،كههان أبههوه أبههو بكههر
ب عهن ن وهه ٍ قهِ :قال اب ُقاضيا ً في المدينة من عام 86هه وكان عالما ً بالف ْ
ر
كن أحد ٌ بالمدينة عنده من علم ِ القضاِء ما كان عنهد َ أبهي بكه ِ ك " :لم ي َمال ٍ
حْزم ٍ " وكان قد أخذ الفقه عن أبان بههن عثمههان ،وتقلههد وليههة المدينههة ن َ ب ِ
وتوفي عام 120هه تقريبًا.
19
وقد تنصب ابنه محمد للقضاء في المدينة مثل أبيه .
هكذا نشأ عبد الله بين أسرة رفيَعة المقام والعلم ،ولكنه ل يميل إلههى
المناصب خاصة وقد كان أبوه حيا .وقد ذكر ابههن حجههر عههن مالههك أخههبرنى
ابن عنزابة قال :قال لي ابن شهاب :من بالمدينة ؟ فقال ابن شهاب :ما
ثم مثل عبد الله بن أبي بكر ،ولكنه يمنعه أن يرتفع ذكره مكههان أبيههه وهههو
حى .
وكان عبد الله يأذن لبن إسحاق أن يسههمع مههن عمههرة زوجتههه ،وكههان
عبد الله ل يفصحلبن إسحاق على بعض المور التي ربمهها قههد تسههيء إلههى
ة ،فلم يذكر له مثل أسماء المدنيين اللذ َْين خالفا أوامههر النههبي بعض الصحاب ِ
حجر ثمود (.أثناء نزول عسكره بجوار الحجر ) ِ
قال ابن إسحاق في ذلك " :حدثني عبد الله بن أبى بكر أنه قد سههمى
له العباس الرجلين ،ولكنه استودعه إياهما ،فأبى عبد الله أن يسميهما لي
".
ب السنويّ ،لذلك نجده ويعتبر عبد الله هذا هو أول من استعمل الترتي َ
يجمع الغزوات مرتبههة حسههب السههنوات ،وقههد اقتبسههها ابههن إسههحاق فههي
ميههر، السيرة ،وقد نقل عنه أيضا ً الرسههالة الههتي كتبهها النههبي إلهى ملههوك ِ
ح ْ
ده اخبر عمرو بن حزم ليأخذها معه إلى أهل ة التي أعطاها النبي ج ّوالوثيق َ
نجران ،حيث كان يفقههم في الدين .
وكان عبد الله مثل من سبقه يذكر الشعار بين الحوادث .
وتوفى عبد الله ما بين 130أو 135هه ،فقد اختلفههت الروايههات منهههم
من قال سنة 130هه ،ومنهههم مههن قههال 135ههه ولكنههه تههوفى وهههو ابههن
سبعين سنة .
20
- 6عاصم بن عمر بن قتادة
ه مههن ً
كان عاصم بن عمر بن قتههادة مههن المدينههة أيض ها ،وكههانت أسههرت ُ
ده قتادةُ أحد ُ النصار الذين حاربوا فهي بههدرٍ مهع ج ّالسابقين إلى السلم .و َ
حنين .ل لواِء قبيلته في ُ ً
النبي -صلى الله عليه وسلم -وهو أيضا حام ُ
م عاصم إلههى وكان عاصم من أهل العلم بالمغازي ،ذكر ابن سعد قدو َ
عمر بههن عبههد العزيههز فقضههى دين َههه ،وأمههره أن دمشق فقال " :وفد على ُ
س بالمغههازي ومنههاقب الصههحابة ؛ يجلس في مسههجد دمشههق فيحههدث النهها َ
ففعل ،ثم رجع إلى المدينة "
ت في رواية الحديث ،وقد روى عنه ابن وعاصم بن عمر من بين الثقا ِ
إسحاق والواقدي :المغازي ،وكان أيضا ً يجمع أخبار شههباب النههبي -صههلى
الله عليه وسلم -في مكة .
ن الحههداث ،وكههان ً
م التصريِح بالسناِد ،وأيضا ُيدخل الشههعَر بي ه َ وهو دائ ُ
ه اللههه حههوالى كثيرا ً ما يحلل تلك الحوادث بالرأي الخاص به .وُتوفي رحم ه ُ
عام 119هه .
ى = محمد بن مسلم ر ّه ِ -7الّز ْ
هو محمد ُ بن مسلم بن عبيد الله ،بن عبد الله بههن شهههاب ُ ،يكنههى أبهها
ت في مولده بين سنة 50أو بكر ،من بني ُزهرة بمكة ،وقد اختلفت الروايا ُ
51هجرية وقيل سنة 56أو 57أو 58هجري .
ن عبهدِ كان الزهري وثيق الصلة بعبد الملك وكان يفتي في أيام عمَر ب ه ِ
العزيز في بعض المساِئل الفقهية .
اشتهر الزهريّ بالكرم ،قال عنه قُههرة بههن عبههد الرحمههن " :مهها رأيههت
ر".
ن عليه منه ،كأنها عنده بمنزلة البعْ ِ م أهو ُأحدًا ،الديناُر والدره ُ
21
ن خلكههان " : وكان الزهري يحضر مجالس هشام بن عبد الملك ذكر اب ُ
وحضر الزهريّ يوما مجلس هشام بن عبد الملك ،وعنده أبو الزنههاد وعبههد ُ
الله بن ذكوان ،فقال له هشام :أي شهر كان يخههرج .العطههاء فيههه لهههل
المدينة ؟ فقال الزهرى :ل أدري .فسأل أبا الزناد ،فقال .:في المحههرم .
م ،.فقال :مجلس م للزهريّ :يا أبا بكر ،هذا علم استفدته اليو َ فقال هشا ٌ
م " .وقد درس الزهري بالمدينة ثههم أمير المؤمنين أهل أن ُيستفاد منه العل ُ
سمى " بفقيه القصر العلمههة رحل بهذا العلم إلى عاصمة الخلفة حتى أنه ُ
" لقترابه من الخليفة.
وقد درس بالمدينة أنساب قومه على يد عبيد اللههه بههن ثعلبههة ،وبعههدها
اتصل بسعيد بن المسسّيب ،وكان وقتها هو المستفتي والغالب على علم
المدينة وله قدٌر كبير عند الناس.
ي " :وكنا نجالس ابن المسّيب ل نسأله حتى يههأتي إنسههان وذكر الذهب ّ
فيسأله ،فيهيجه ذلك ،فيحدث ،أو يبتدئ هو فيحدث "
ومن شيوخ الزهري كما قيل عن معمر قههال سههمعت الزهههريّ يقههول :
ن المسيب ،وعروَةَ بن الزبير ،وأبا ة بحورٍ :سعيد ب َ أدركت من قريش أربع َ
ه بن عبد الله بن عتبة ". ن عبد الرحمن ،وعبيد َ لل ّسلمة ب َ
م
يقول عنه عراك بن مالههك :إنههه أعلههم أهههل المدينههة ،لنههه جمهعّ عله َ
ة .وسههعيد وعبيههد اللههه ،ولكنههه عههاب عليههه صههلته الوثيقههة بالخلفههاء
عههرو َ
المههويين :يقههول مكحههول " :أي رجهل الزهههري ،لههول أنههه أفسههد نفسههه
بصحبةِ الملوك " وكان يفخر لتلميذه بعلمه فيقههول " :مهها نشههر أحههد مههن
الناس هذا العلم نشرى ،ول بذله بذلي ".
22
ط أجمع من ابن شهاب ول أكثر علمهها منههه ،لههو سههمعته يحههدث فههي ق ّ
دث عن النساب لقلت :ل يعرف الترغيب لقلت :ل يحسن إل هذا ،وإن ح ّ
ً ً
إل هذا ،وإن حدث عن القرآن والسههنة كههان حههديثه نوعها جامع ها " .وكههانت
ذاكرته قوية كثير الحفظ والمثلة على ذلك كثيرة ،منها مهها رواه صههالح بههن
ن .قال ل نكتب السني َكيسان " :كنت أطلب العلم أنا والزهريّ فقال ؟ تعا َ
ي – صههلى اللههه عليههه وسههلم .ثههم قههال :تعههال :فكتبنا ما .جاء عن النب ّ
ت ".ضهي ّعْ ُ
نكتب ما جاء عن الصحابة .قهال :فكتهب ولهم أكتهب ،فأنجهح و ُ
وكانت مكتبة المويين بدمشق تحمل الكثير من المجلدات التي أوضع فيهها
ن سعد رواية عن معمههر الزهريّ ما جمعه من العلوم ،وعن ذلك ذكر لنا اب ُ
تلميذ الزهري قال " :كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهريّ حههتى قتههل الوليههد،
فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه ،يقول -معمر : -من علم
الزهري "
ولم يصل إلينا كتاب مستقل من مؤلفاته ،ولكههن جمعههت بعههض مههادته
عن طريق كتب السيرة وتاريخ السلم ،واعتمههد الزهههري فههي ذلههك علههى
مقتبسات ابن سعد وخاصة في المادة التي تحوي تاريخ حيههاة النههبي صههلى
الشاملة . الله عليه وسلم
ً
ووفاة الزهرى فيها خلف أيضا ذكر الذهبي " :قال ضههميرة بههن ربيعههة
وغيره :مات سنة ثلث وعشرين ) أي ومائة ( ،وهذا وهم ،وقههال إبراهيههم
بن سعد وطائفة :سنة أربع وعشرين .وقال الزبير بن بكار وغيههره :سههنة
أربع ) أي وعشرين ومهائة ( فهي سهابع عشهر رمضهان .وشهذ ابهن يهونس
الصدفي فقال :في رمضان سنة خمس وعشههرين ومههائة ،والصههحيح سههنة
أربع .
ولقد مات الزهري ولم يمت علمه فقد تتلمذ على علمه ثلثة ألفوا
23
في المغازي ،وُيعههد هههؤلء الثلثههة قاعههدة ً راسههخة فههي تههأليف السههير،
مْعمههر بههن راشههد ،ومحمههد وجميعهم من الموالى وهم :موسى بن عقبة ،و َ
ابن إسحاق .
وسوف نترجم باختصار لكل من موسى ومعمر هنا ونترك ابن إسههحاق
في مجال خاص به باعتباره صاحب هذا الكتاب الصلى .
ع ْ
قبة سى بن ُ مو َُ -8
هو موسى بن عقبههة بههن أبههي عيههاش مههولى بنههي الزبيههر بههن العههوام ،
وبالخص مولى زوج الزبير أم خالد ،كما ذكر ابههن حجههر والههذهبى .وكههانت
ض
أسرته من موالي آل الزبيههر .ول ُيعههرف لههه تاريههخ ميلد ،ولكنههه رأى بعه َ
ة ،قههال فههي ذلههك " :حججههت وابههن عمههر بمكههة ،عههام حههج نجههدة الصههحاب ِ
(
جح هوروفتس أنههه ُولههد قبههل ي " ( 1وكان ذلك عام 68هه ،لذلك ر ّ الحرور ّ
عام 55هه.
وموسى بن عقبة أحد رواد المغازي والعالمين بههها ،قههال مالههك بههن
أنس " :عليكم بمغازي موسى بن عقبههة فههإنه ثقههة " .وكتههاب موسههى لههم
يصل إلينا ول نعرف شيئا ً عنه ،سوى أنه لم يقتصر على المغازي بههالمعنى
الخاص ،بل حوى الهجرة أيضًا .وكان موسى يروي عن الزهريّ كثيرًا .قال
حكم بن معين " :كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتههب
"
ب السيرةِ لما له من صفةِ علم ِ م كت ِ
وكتاب موسى بن عقبة ُيعد من أه ّ
التاريخ .قال هورفتس فههي اسههتنتاجاته " :إن كتههاب موسههى كههان يحتههوي
شة ،والمشتركين في بيعتي العقبة على قوائم المهاجرين إلى الحب َ
)(1
أحد قواد الخوارج
24
ل ذلههك ،المحههاربين فههي بههدر ؟ قههوائم مثههل الههتي أعههدها وأهم مههن كه ّ
ن سعد .قال مالك في ذلك " :من كان فههي كتههاب موسههى قههد حبيل اب ُ
شَر ْ ُ
شهد بدرا فقد شهدها ،ومن لم يكن فيه لم يشهدها".
م الكتابات حتى اقتبس منها ابههن سههعد عههن وكتابات موسى ُتعد ّ من أه ّ
ً
طريق الواقدي ،وأخذ عنه أيضا الطبريّ ،واعتنى موسههى بتاريههخ مهها قبههل
لسلم واتبع طريقة السنين في تأريخ الوقائع . ا ِ
ة خاصة .وُتههوفي لسناد فقد اعتنى به عناي ً ما ِ فه نظا ُ ومن مميزات مؤل ِ
موسى بن عقبة حوالى سنة 141هه .
- 9معمر بن راشد
حهّران مههن قبيلههة الزد ،المولههود فههي هو معمر بههن راشههد مههولى بنههى ُ
صرة حوالي عام 96س درس في البصرةِ منههذ شههباِبه علههى قتههادة بههن الب َ ْ
ً
ل في البلد طلبا للعل هم ِ ، دعامة ] المتوفى عام 114هه] ،وكان كثير التجوا ِ
ة
ل إلههى البصههر ِ ل اليمن ،فعاش هناك في صههنعاَء ،ويرتح ه ُ وقد تزوج من أه ِ
ض الوقات . في بع َ
جريههج عنههه " : ن راشههد مههن علمههاِء الحههديث ،قههال ابههن ُ مْعمر ب ُ وكان َ
عليكم بهذا الرجل ،فإنه لم يبق أحد من أهل زمانه أعلم منه " .روى عنههه
الواقديّ وعبد ُ الرّزاق بن همام تلميذه الذي نقل عنه ابن سههعد .ويههذكر لنهها
الفهرست عن مصنفاته " :كتاب المغازي ".
ةو وُتوفي رحمه الله باليمن عام 154هه ،وقد بلههغ مههن العمههر الثامن ه َ
الخمسين .
25
جيل الواقدي وما بعد ابن إسحاق
بقى لنا أن نقف عند جيل كهان بمثابهة حلقهة وصههل ،فقهد حفظهوا لنها
روايات المعلمين الوائل وعاصروا ابن إسحاق ،ومن هذا الجيل أبو معشر
ن سعد ،ول ننكههر هنهها أهميههة عمر الواقديّ ،ومحمد ُ ب ُ سْندي ،ومحمد بن ُ ال ّ
كل منهم ،ولكننا نترجم هنا باختصههارٍ للواقههديّ باعتبههار أهميههة كتابههاته فههي
السيرة .
- 10الواقدي
ده كان ُيسمى واقدًا، ب بالواقدي لن ج ّ ن عمر الواقديّ ُيلق ُ هو محمد ُ ب ُ
وقد ُلقب أيضا ً السلمى لنه كان من موالي عبد اللههه بههن ب َُري ْههدة مههن بنههى
أسلم ويكنى أبا عبد الله .
ُولد بالمدينة سنة 130هه كمها قهال تلميهذه ابهن سهعد .ودرس وسهمع
ة .وكان له صلة مع العباسيين ث على علماٍء أجلٍء في المدين ِ الواقديّ الحدي َ
حين ذهب إلى بغداد َ سنة 180هه أيام الخليفة هههارون الرشههيد ،وقههد ذكههر
ابن سعد نماذج لهذه الصلت رواها الواقههديّ ،وقيههل :إن هههارون الرشههيد
عين الواقديّ قاضههيا ً علههى الجههانب الشههرقى مههن بغههداد ،وهههذه الروايههة ل
نعرف راويها ،وخبر آخر يقول :إنه كان قاضيا في عهام 187ههه فهي عههد
هههارون الرشههيد ،وروايههات أخههرى تههذكر أن المههأمون عينههه قاضههي عسههكر
المهدي .
26
ب ت الواقهديّ تنهاولت الفقهه ،والقهرآن ،والحهديث وأيضها ً كته َ ومؤلفها ُ
التاريخ .
ويهمنا هنا ،أن نشير إلى كتابه " التاريخ والمغههازي والبعههث " وكتههاب "
التاريخ الكبير " ،و" أخبار مكة " أزواج النبي صلى الله عليه وسههلم " و"
ي صلى اللههه عليههه وسههلم " و" السههقيفة وبيعههة أبههى بكههر " و" وفاة النب ّ
سيرة أبى بكر ووفاته " و" الردة والدار " و" السيرة " . . .الخ .
لسههلمي ث وخاصههة فههي التاريههخ ا ِ ونجد هنا أنه اعتنههى بتفصههيل الحههدا ِ
وسيرة الصحابة .بخلف الختصاص بالمغازي والسير.
ب المؤرخين روايات متناثرة من مؤلفات الواقههدي ، وقد حفظت لنا كت ُ
والكلم عن كتب ومؤلفههات الواقههدي قههد يحتههاج إلههى متسههع مهن الفصههول
والشههرح .ولكههن نرجههع لهههم تلههك الكتههب وهههو كتههاب موضههوعنا " كتههاب
ل ،وقههد نشههر المغازي " وهو الوحيد بيههن كتههب الواقههدي الههذي وصههلنا كههام ًُ
ّ
الفريد فون كريمر Alfred Von Kremerالثلث الول منه في " المكتبههة
الهندية " وكانت مخطوطته غير كاملة ،والمخطوطة الكاملههة لهههذا الكتههاب
في المتحف البريطانى .وقد ذكر لنا الواقديّ في بداية " كتاب المغههازي "
قائمة بمن أكثر عنهم الرواية ،وعددهم خمسههة وعشههرون اسههمًا ،جميعهههم
من أهل المدينة أو سكنوا بها.
ل التقدير لبن إسحاق يقههول " : نك ّ وكان الواقديّ كما ذكر الطبريّ يك ّ
ة
ب وأخبههارهم وأنسههاِبهم ،راويه ً ل العلم بالمغازي وبأيههام ِ العههر ِ وكان من أه ِ
ل ً
لشعاِرهم ،وكثيَر الحديث ،غزيَر العلم ِ ،طلبة له ،مقدما في العلم بكهه ّ
ذلك ثقة"
ن إسههحاق ّ
ول يراودنا الشك في أن الواقديّ قههد اقتبههس مههن كتههاب اب ه ِ
الكثير ،وأكثر من أي شخص آخر ورغم ذلك لههم يههذكر اسههمه فههي القائمههة
التي ذكرها.
27
وكتاب الواقدي " كتاب المغازي " أشمل مهن كتهاب ابهن إسهحاق فهي
الفترة المدنيهة ويعتهبر ههذا الكتهاب حهديثا ً فقهيها ً وليهس تاريخيهًا ،لن ذكهر
الحديث فيه غالب على الرواية التاريخية .
وذكههر هههوروفتس :والواقههدىّ يمتههاز عمههن سههبقه فههي تحديههد تواريههخ
خه مجرد َ تكرارٍ لحقائق معروفةٍ من قبل ،إنما ثمههرةُ الحوادث ،وليس تاري ُ
ة علههى ث مستقل .أضف إلى ذلك أن الواقههديّ دّون ملحظههاِته الخاصه َ بح ٍ
ث.
ل الحادي ِ أصو ِ
ى في م الحرب ّ وكان ل يعلم كثيرا ً عن فترة ما قبل السلم ،قال إبراهي ُ
مة فلههم يعله ْ
س بأمرِ السلم ِ ،وأمهها الجاهليه ُ
م النا ِ
ذلك " :كان الواقديّ أعل َ
منها شيئًا".
عاش الواقديّ 78عاما ،وُتوفي في خلفة المههأمون بعههد أن عهههد إليههه
دفههن فههي مقههابر ) الواقدي ( في تنفيذ وصيته فههي أواخههر سههنة 207هه ه و ُ
الخيزران أم هارون الرشيد ،وبعده كان تلميذه ابن سعد.
* * *
وإذا نسينا فلن ننسى هذا الَعلم الفرد والنجههم الوقههاد ،أسههتاذ شههارحي
السيرة الذي فذ من سبقوه ،ولم يلحق بههه مههن جههاء بعههده ،أل وهههو عبههد
الرحمن السهيلي .
((1
هْيلي -أحد شراح السيرة س َ
- 11ال ّ
ن الخطيب ،أبو محمد بن هو أبو القاسم وأبو زيد ،عبد ُ الرحمن ب ُ
) (1وقد قمنا بترجمته هذه عرفانا بيده البيضاء التي ل تنكر على سيرة بن هشام ،فقد شههرحها فههي أربعههة أجههزاء كههبيرة شههرحا ً
28
صهَبغ بهن
عمهر أحمهد بهن أي الحسهن ،أ ْ عبهد اللهه بهن الخطيهب ،أبهو ُ
حسين ،ابن سعدون ،بن رضوان ،بن فّتوح وهو الداخل إلى الندلس . ُ
ي نسبته -الخثعمههى ى عل ّ ُ
حية :هكذا أمل َقال الحافظ أبو الخطاب بن دِ ْ
ى،
لمام المشهور .وزاد القفطي :في " إنباه الههرواة " .الندلس ه ّ سهيلى ا ِ
ال ّ
لخباري. النحويّ اللغوي ا ِ
وذكره الزركلي فههي العلم قههال :عبههد الرحمههن عبههد اللههه بههن أحمههد
الخثعمى السهيلى .
والخثعمههى نسههبة إلههى خثعههم بههن أنمههار ،وهههى قبيلههة كههبيرة وهههو رأي
مختلف فيه .
سهَْيل وهي قرية بالقرب من مالقة " مدينة كبيرة والسهيلي نسبة إلى ُ
سهههيل " لنههه ل ي ُههرى فههي جميههع بلد
بالندلس " سميت باسههم الكههوكب " ُ
ل مطل عليها. الندلس إل من جب ِ
ومما يعرف عن السهيلى أنه كان مالكى المذهب مثله مثل أغلبية أهل
المغرب .
مولده ونشأته :
ُولد عبد الرحمن السهيلى كما تشههير المراجههع سههنة 508ههه الموافقههة
سهههيل بمراكههش نشههأ السهههيلى يتسههوغ لسنة 1114م ،وفي إحدى قرى ُ
م واستحسنه ،ونهل منههه الكههثيَر فههيبالعفاف ويتبلغ بالكفاف ،وطلب العل َ
ق، ً شتى مجالِته و ُ
كف بصُره وعمره سبعة عشَر عاما ،ولم يكن ذلههك بعههائ ٍ
ة،
ة عالي ٌ
فقد زاد في نهله للعلم والمعاِرف ،حتى أصبحت له مكان ٌ
29
)(1
ب العلههم ،فههذاع صههيُته بصههاحب مراكههش س في طله ِ يسعى إليه النا ُ
ة فطلبه -حوالى سنة 78هه – إليها وأكرمه وأحسن إليه وأقبل بوجِهه غايهه َ
سنت سيرته فأقَههام بمراكههش نح ه َ
و ح ُ ة ،و َل عليه ،وولة قضاَء الجماع ِ لقبا ِا ِ
ثلثةِ أعوام ٍ ُيصنف كتبه إل أن ُتوفى بها.
هْيلي والعلم : س َ
ال ّ
ة
م باللغه ِ ٌ
ب ،وحههافظ عههال ٌ ن الد ِ
وهو مشهههور فههي عههالم ِ النح هوِ وفنههو ِ
ً
ة .ونتناول هنهها بعض ها مههن أشههعاره فه ممتع ٌ سير ،وأشعاُره كثيرة وتصاني ُ وال ّ
ي. التي تظهر بها بلغته وعلمه في اللغة والدب دليل على شاعرية السهيل ّ
سهيلي وقال :إنه مهها سههأل اللههه تعههالى " بهههذه قال ابن دحية :أنشدنى ال ّ
دها " وهههى مههن ة إل أعطاه إياها ،وكذلك من اسههتعمل إنشهها َ البيات " حاج ً
بحر الكامل " ومطلُعها :
ع ّ
معَد ّ لكل ما ي ُت َوَق ُ ّ ت ال ُ أن َ ع
#يا من َيرى ما في الضميرِ وَيسمه ُ
فَزعُ م ْشت َكى وال َ َ م ْ
من إليه ال ُ يا َ شداِئد كّلههههههاجى لل ّ من ي َُر ّ #يا َ
ع
م ُ دك أج َ ن الخيَر عن َ ن فإ ّ امن ْ ن
ل كهـ ْ ن رزِقه في قو ِ #يا من خزائ ُ
ب أْقرعُ ت فأي با ٍ فلئن ُردِد ْ ُ ة
#ما لي سوى قرعي لباِبك حيلههه ٌ
إن كان فضُلك عن فقيرِكَ #ومن الذي أدعو وأهتف باسمههـه
ُيمنهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههع؟!
ب ل والمواه ُ ل أجذ ُ الفض ُ ط عاصيههها ً دك أن ُتقن َ #حاشا لمج ِ
سههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههعُ أو ْ َ
ع
شف ُ خيرِ النام ِ ،ومن به ُيست ْ #ثم الصلة على النبي وآلهههـه
ويقول الصفدي في كتابه " َنكت الهيمان في ُنكت العميان " ،ومن شههعره
" السهيلي " يرثي بلده ،وكان الفرنج قد ضربته وقتلههت رجههاَله ونسههاَءه .
ة،وقتلوا أهَله وأقاربه وكان غائبا ً عنهم ،فاستأجر من أركبه داب ً
( )1هو أبو يعقوب يوسف بن عبد الله الذي تولى إمرة الموحدين في
المغرب سنة 558هه.
30
وأتى به إليه ،فوقف إزاَءه وقال :
ى كرام ! أم أين جيران عل ّ ُ ض والرام #يا داُر أين البيهه ُ
م ! حّيا ،فلم يرجعْ إليه سل ُ ب المحب من المنازل أنهه #را َ
ل من كان المجيب أم غا َ سينتهدى ،فن ِن أم ب َعُد َ الم َ
س َ خَر ْ#أ ْ
م! مهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها ُ ح َ
ِ
م
ب حرا ُ سلوّ على المح ّ ُ إن ال ّ م
سُهه ْ
#دمعي شهيدي أنني لم أن َ
مكل ُ للحبيب مع َ
المسا ِ صدى عنهم ولهم يلج #لما أجابني ال ّ
م سجا ُ والدموعُ ب،ص ّ
َ ل
مترّنمها بمقا ِمها ُحما ِت وُْرقَ َ #طارح ُ
م ُتضا ُ ليس م
واليا ُ ت بك اليههام ضامتك #يا داُر ما صنع ْ
وله أشعار ((1كثيرة أخرى ،وإن دلت فإنها تدل علههى علههم وفيههر وإحسههاس
ملة لها مذاُقها الخاص . هف وعقلية متأ ّ مر َ ُ
كتب ومؤلفات السهلي :
السهيلى صاحب كتاب " الروض النف " أشهر كتاب في شههرح سههيرة
،-وهو كتاب شههامل بمنههاٍح مختلفههة رسول الله -صلى الله عليه وسلم
من اللغة والدب والنحو والخبار التاريخية وأنسههاب وعلههم القههراءات ومههن
فقه وتفسير وحديث . ..الخ " ويعتبر بحق موسههوعة فههي السههيرة النبويههة
" ؛ قال الصفدي عنه في ) نكت الهميان في نكت العميان ( " :وهو كتاب
ف وعشههرين ود فيه ما شاء ،وذكر في أّوله أنههه اسههتخرجه مههن ن َي ّه ٍ ج ّجليل َ
ومائة ديوان سوى ما أنتجه من صهدره ونفحهه مهن فكهره " . ..وقهد ألهف
السهيلى هذا الكتاب قبل رحيله إلى مراكش ،إذ كان بدء إملئه.((2
) (1إن هذه الشعار السابقة قد تجدها مخالفة لبعض المصادر فارجع إلى ما
ذكره ابههن العمههاد ،والصههفدى " فههي نكههت الهميههان " والمقههري فهي "نفههخ
الطيب ".
) (2قال في مقدمة كتابه " إملئى " لنه كان كفيف البصر .وإن كان الكثير
من المبصرين كانوا يملون أيضا لسباب ليس هنا موضع ذكرها .
31
شهر المحرم عام 569هه ،وكان الفراغ منه في "الروض النف" في َ
جمادى الولى من ذلك العام .
وللسهيلي غير هذا الكتاب كتب كثيرة منها :
ا -التعريف والعلم فيما أبهم في القرآن من السماء والعلم .
- 2نتائج الفكر أو " نتائج النظر "
- 3اليضاح والتبيين لما أبهم من تفسير القرآن الكريم .
- 4مسألة رؤية الله عز وجل في المنام ،ورؤية النبي -صلى الله
عليه وسلم -
ور الدجال. - 5مسألة السر في عَ َ
- 6شرح آية الوصية " من الفرائض "
جمل -ولم يتم - - 7شرح ال ُ
ومسائل غير هههذه كهثيرة مفيههدة لهم يصههرح لنها المههترجمون بأسههمائها
ولكن يكفينا في معرفة سعة علمه ما بين أيدينا من كتابه " الههروض النههف
" ) ،انظره من تحقيقنا(
السهيلي وأئمة عمره :
روى السهيلى عن أئمة عصره وكبار رجالت العلم بالندلس منهم أبههو
بكر محمد بن عبد الله بن العربى ،وعن أبى مروان عبد الملههك بههن سههعيد
ى ،وسههمع ي العبدري ،وأبي بكر محمد بن 1لطاهر الشبِيل ّ بن بونة القرش ّ
مْعمر.أبا عبدِ الله بن َ
وأخذ القههراءات عههن جماعههة منهههم :أبههو داود سههليمان بههن يحيههى بههن
سعيد ،وبعضها عن أبي علي الفراوي ،وممن أخههذ منههه اللغههة والدب ابههن
طراوة ،وقد ناظره في كتاب سيبويه . ال ّ
32
وفاته :
ت
دفن وق َ م الخميس ،و ُ قال ابن خلكان " :وتوفي بحضرةِ مراكش يو َ
الظهر ،وهو يوم السادس والعشههرين مههن شههعبان سههنة إحههدى وثمههانين و
خمسمائة "
وأيد ذلك صاحب النجوم الزاهرة .
وقال صاحب الديباج المذهب " :وتوفي بمراكش سنة إحهدى وثمهانين
وخمسمائة وكان -رحمه الله -مكفوفًا ،وعاش اثنتين وسبعين سنة " وقههد
ذكره أيضا ً بما سبق ابن العماد الحنبلى صاحب كتههاب " شههذرات الههذهب "
وهنا نجد إجماعا ً من أصحاب التراجم على سنة وفاته -رحههم اللههه الجميههع
وأسكنهم فسيح جناته ونفعنا بعلمهم ،وحشرنا في زمرة العلماء العههاملين
المخلصين الذين ل يطلبههون بعلمهههم ممههاراة السههفهاء ،أو مجادلههة الجهلههة
البلهاء.
33
ترجمة المؤّلفْين :ابن إسحاق وابن هشام
لمام ابن إسحاق كاتب السيرة أول :ا ِ
نسبه ونشأته :
ن خيهار ،وقيههل :ابههن يسههار بههن كوتههان ن يسههار به ِ ن إسههحاق به ِ محمد ُ ب ُ
ً
المدنى -وقيل كونان ،وأيضا كوثان.
ن إسههحاق 2
ي :إن ابه َ لمههام البخههار ّ
كنيته 3،فقههال ا ِ واختلف العلماُء في ُ
ف أورده كنيته :أبو بكر ،وقال ابن سعد :يكنى أبا عبههد اللههه .وهههذا الخل ُ
ي 4ولكنه لم يحسم المر ويقف على كنية منهما. ب البغداد ّ الخطي ُ
ل مههن سههبقه وعاصههره ،فههي كتابههة فاقت شهرةُ محمد بن إسههحاق كه ّ
-وبهذلك ارتبههط السير والمغازي لرسول الله -صلى اللههه عليههه وسهلم
ن ،وهههي حيههاة محمههد الرسههول - مه باسم أعظم ِ سيرةٍ لعظههم إنسهها ٍ اس ُ
- صلى الله عليه وسلم
ن إسحاق أحد َ ثلثةِ إخوة. وكان محمد ُ ب ُ
البخاري :التاريخ الكبير ،وانظر بإسناده في "تاريخ بغداد جه ." 1/216 2
34
قال الخطيب البغدادي :وله أخوان هما أبو بكههر وعمههر ابنهها إسههحاق .
ي في كتابه " الكمال في معرفة الرجههال " :أن محمههد ابههن وزاد الجماعيل ّ
إسحاق أعلهم ،وأن عمر أخاه مههات بعههده بسههنة أو سههنتين ،وكههان أبههوه
طب بن عبد العُّزى.5 حوَي ْ ِ
إسحاق قد تزوج من بنت صبيح مولى ُ
قال ابن سعد " : 6إن جده يسار من سبي عين التمر"7
وزاد ابن قتيبة " :من سبى عين التمر الذين بعث بهم خالد بن الوليههد
إلى أبي بكر بالمدينة "
وانفرد الخطيب البغدادي بقوله :وكان " خيار " لقْيس بههن خَرمههة بههن
المطلب بن عبد مناف القرشي - 8وهنا ذكرخيار أبا يسههار جهد محمهد ابههن
إسحاق -رواه عن الهيثم بن عدي وأبو الحسن المههدائني .وربمهها هههذا هههو
الصواب ،وذلك عنهدما أسهلم " كوتهان " سهماه مهوله " خيهارا ً " وبمها أن
) حرب عين التمر( ،قريب البصرة ،حدثت سنة 12هه 633/م فههي خلفههة
أبي بكر الصديق ،ويومها كان خيار شابًا .ف ُ
ولد له ابنههه يسههار والههد مؤلفنهها
حوالى سنة 20هه إذن فكيف يكون أسر في ذلك الزمان – .وُولد إسحاق
أبو مؤلفنا حوالى سنة 53هه ومحمد بن إسحاق مؤلفنا حوالى سنة 83هههه
ونستنتج هذا كما أشار أوجست فيشر " " August Fischerمههن أن جميههع
الرواة الذين أخذ عنهم ابن إسحاق مباشرة توفرا عههام 100هههه ،وأنههه لههم
ُيذكر بين رواته جماعة من أشهر المحدثين المدنيين الذين توفوا من العههام
التسعين من الهجرة .
5القسطلني ).(4/328
6الطبقات 7/2ص . 62 :
7بلدة قريبة من النبار غربى الكوفة بالعراق )معجم البلدان( لياقوت
8ومن ثم فيقال :يسار المطلبي بالولء المدني بالمقام.
35
وروى الواقدي خههبرا يتفههق مههع هههذا التاريههخ قههال " :كههان محمههد بههن
إسحاق يجلس قريبا ً من النساء في مؤخر المسجد ،فيههروى عنههه أنههه كههان
يسامر النساء فرفع إلى هشام وهو أمير المدينة وكانت لههه شههعرة حسههنة
فرقق رأسه ،وضربه أسواطًا ،ونهاه عن الجلوس هنالك " وهذه الرواية ل
تصح لن هشام ولي المدينة من 82هه إلى 86وولد ابن إسحاق في سههنة
85هه ،إل أن يكون أراد إسماعيل بن هشام الذي ولي المدينههة مههن 105
إلى 114هه وقتها كان ابن إسحاق ما بين العشرين والثلَثين من عمره .
ويذكر الطبري والبلذري أن جده كان مسيحيًا.
وينفرد الخطيب البغدادي ويروي :عن عبد الله بن جعفر بن درستويه
،عن يعقوب بن سفيان قال :ابن إسحاق بن يسار صاحب السههيرة مههولى
فارسى. 9
ويخالف البغدادي في ذلك البكري في ) معجم ما استعجم .مادة عين
التمر ( فروى " :وبكنيسة عيههن التمههر َوجههد خالههد بههن الوليههد الغلمههة مههن
العرب الذين كانوا رهنا ً في يههد كسههرى .وهههم متفرقههون بالشههام والعههراق
سابة . .وجد محمد بن إسحاق صاحب المغههازي منهم جد الكلبى العالم الن ّ
وبسبب تلههك الروايههة يرجههع اعتقههاد بعههض المستشههرقين إلههى أن جههد ابههن
إسحاق كان نصرانيا ً.10
ومهما يكن من المر فإن علم ابن إسحاق للنصرانيات -كما ظهر في
السيرة -لم يقتبسه عن طريق أجداده بل عن طريق علماء عصره .
9وهذا ل يصح لن جده كان أسيرا ً في يدى كسرى " ملك الفرس ".
10وأصبح بعدها من موالي قبيلة عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب
بن عبد مناف القرشي .
36
ن أسرةٍ مههن المههوالي .وقههد كههان أبههوه ولقد نشأ محمد بن إسحاق بي َ
قبله شغوفا ً بجمع الحاديث ،وكثيرا ً ما ي َْروي عنه في كتاباته ،وأيضهها ً كههان
ى يسههار .فل بههد لههذلك أن يكههون مْيه موسى وعبد الرحمن ابن َه ْ ي َْروي عن عَ ّ
محمد بن إسحاق قد اشتغل منذ حداثته برواية الحههديث مثههل كههثيرين مههن
أبناء جيله .
ومن هنا فقد اهتم بدراسة الحديث وجمع كثيرا ً من الحاديث فيما بعههد
بزيارة أشهر العلماء من أمثال عاصم بههن عمههر ،وعبههد اللههه بهن أبهي بكههر،
والُزهري .
ويذكر الطبري اهتمامه الخاص بجمع الحاديث والمغازي بقوله :
ل الله -صلى -وبأيههام " وكان من أهل العلم بالمغازي -مغازي رسو ِ
العرب وأخبارهم وأنسابهم ،راوية لشعارهم ،كثير الحديث ،غزيههر الِعلههم
م محمهدِ بههن دما في العلههم بك ه ّ
ل ذلههك ثقههة " .ووصههل اهتمهها ُ طّلبة له ُ ،
مق ّ
إسحاق بالرواية إلى حد ّ أنه يذكر قرابة مائة راوٍ من المدينة وحدها.
رحلته العلمية :
عندما اصطدم ابن إسحاق بأئمة الحديث أصههحاب الههرأي السههائد فههي
ك بن أنس كما سههنذكر بع هد ُ -تههرك ابههن ص بمال ِ
المدينة حينذاك وعلى الخ ّ
م الثلثيههن مهن عمههره ة وطَنه ورحل إلى مصَر ،وكهان قههد أته ّ إسحاق المدين َ
سنة 110هه ثم عاد إلى المدينههة ،وبعههدها رحههل إلههى العههراقَ بعههد انتصههار
العباسيين سنة 132هه 749/م .
ولما كان مع العباس بن محمد أميرا ً على الجزيرة ذهههب إليههها سههنة ]
ل ذكر لسماِع مغازيه عنه في العراقَ . 142هه 760 -م ] وفيها يرد أو ُ
37
وبعدها أتى أبا جعفر المنصور بالحيرة في الفترة بيههن ] 142ههه 760
ل الكوفههةم 146 /هه – 763م [ ،فكتب إليههه المغهازي ،فسهمع منههه أهه ُ
ن فعههل ذلههك بههأمر مهن الخليفهةِ فقههد
بذلك السبب ،ومن المحتمل أن يكو َ
ف كتابا ً من بدِء الخليقة إلههى يههومهم ،وكههان حريصها ً
أمره من قبل أن يصن َ
على أن يدرس ابنه مغازي ابن إسحاق ،وأتى الريّ فسمع منه أهُلها كذلك
ل المدينههة ،وأتههى ،فرواُته من هذه البلدان أكثر ممن روى س عنه مههن أهه ِ
بغداد فأقام بها حتى لقي رّبه .
أساتذته :
ُولد محمهد بهن إسهحاق فهي المدينهة المنهورة ،ومهن الواضهح أنهه بهدأ
دراسته فيها في وقت مبكر ،وعاش فيها هناك مدة ثلثين سنة تقريبًا ،جمع
ب البغهدادي خللها أحاديثه ورواياته عن طريق علمهاء أجلء ذكرههم الخطيه ُ
ن مالههك -رضههي اللههه عنههه -
س به َن إسههحاق رأى أن ه َ
بقوله " :إن محمد ب ه َ
ن
م بن محمد بن أبى بكر الصديق ،وأبا َ وسعيد بن المسّيب ،وسمع القاس َ
بن عثمان بن عفان ومحمد بن على بن الحسين بن علي ابن أبي طههالب ،
سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ،وعب هد َ الرحمههن بههن هُْرمههز العههرج ، وأبا َ
ونافعا ً مولى عبد اللههه بههن عمههر ،ومحمههد بههن مسههلم بههن شهههاب الزهههري
وغيرهم " .
وزاد عليهم يوحنا فوك " :أنه تعلم أيضا مههن عاصههم بههن قتههادة ،وعبههد
الله بن أبي بكر " المتوفي سنة 130أو 135هه " وأيضا ً تعلم من يزيد بن
رومان تلميذ ومولى عروة بن الزبير.
ن إسحاق بالكثير لموالي بنههى الزبيههر ،ولقههارب تلههك السههرة ويدين اب ُ
مر بن عبد الله ابن أخى عروة، ي عروة ؛ وعُ َ
كذلك ،مثل هشام ويحيى ابن َ ْ
38
ومحمدِ بن جعفر ابن أخي عروة ،ثم ليحيى بن عباد بن عبههد اللههه ابههن
أخى عروة الكبير.
ودرس التفسير على يد أستاذه في هذا المجال محمد بن أبى محمههد،
من الموالي .
وكان ابن إسحاق يلجأ إلى غير المسلمين حين كههان يريههد أخبههارا ً عههن
ل
ض أهه ِ الحوادث اليهودية والمسيحية ،والفارسية .فيذكر بيههن رواتههه " بعه َ
ل " أو " أهل التوراةِ " أو " من يسوق الحههاديث العلم من أهل الكتاب الو ِ
عن العجم " وكان يستعين في ذلك بالمغيرة بههن أبههى زبيههد -وقيههل لبيههد -
الذي روى أقوال وهب بن منبه عن السرائيليات .
تمؤلف عربي يعطينهها فقههرا ٍ ل ُهبًا ،أو ُ
ويبدو أن ابن إسحاق فيما عدا وَ ْ
من العهدين :القديم والجديد مترجمة ترجمة حرفية .
ومن كل هؤلء وغيرهم كان الزهريّ أكبَر أساتذةِ ابههن إسههحاق؛ وغالبهها
ما ُيعبر عن العلقة التي كانت بينهما فههي صههورة السههناد ؛ فيقههول مثل ً " :
ب الزهههريّ " أو ن شههها ٍت اب ه َ
ن مسههلم الزهههريّ " أو " سههأل ُحدثني محمد ُ ب ُ
يقول " :حدثنى الزهريّ ." ...
ومن مظاهر هذه العلقة أيضا ً :بعث ابن إسحاق إلههى الزهههريّ وثيق ه ً
ة
رواها له يزيهد بهن أبهي حهبيب " المتهوفى عهام 128ههه " فهي مصهر عهن
سفارات النبي -صلى -إلى المراء المختلفين ،كي يتحقههق مههن صههحتها.
لسههكندرية ،وهنههاك ن إسحاق عههام 115ههه علههى ا ِ وكان ذلك عندما وفد اب ُ
سمع من يزيد بن أبي حبيب الذي يعد أول من أدخل دراسههة الحههديث فههي
ى ،وعبيههد اللههه
ف ّ مغيرة ،وُثمامة بن ُ
ش َ مصر .وسمع أيضا ً من عبيد الله بن ال ُ
بن أبى جعفر ،والقاسم بن ُقزمان ،والسكن ابن أبي كريمة .
39
ن إسحاقَ رجع من مصَر إلى زيارة المدينههة 11وذلههك ومن الرجح أن اب َ
قبل رحيله إلى العراق .كما رجح " فيههك " ؛ وربمهها كههان فههي إحههدى هههذه
الزيارات إبراز أستاذه الزهري له للحاضرين في عام 123هه .
تلمذته ومن حدث عنه :
دثين والمؤرخين والمستشههرقين ، ة بين المح ّن إسحاق شهرة واسع ٌ لب ِ
ل خلفههها لنهها عههبر التاريههخ وهههي فقد استمد تلك الشهرة مههن أعظههم أعمهها ٍ
السيرة النبوية العطرة ،فقد وصلت إلينا السيرة النبوية الشريفة من خلل
عدهَ طرق ،منههها :المخطوطههات الههتي عُههثر عليههها مههؤخرا ً منسههوبة لبههن
لثبات على ة ،وُتعد هذه المخطوطات الن بمثابة البرهان وا ِ إسحاق مباشر ً
ن إسحاق لروايتهههم عنههه السههيرة ،وتكمهن قيمههة صحة ما خلفه لنا تلميذ ُ اب ِ
ً
هذه القطع المخطوطة من كونها إثباتا لما طرأ على السههيرة مههن تغيههرات
لضههافات الشههرحية الههتي كلمية أو تقديمية أو تأخيرية ،أو تهذيبيههة ،وأيض ها ً ا ِ
قت بسيرة ابن إسحاق على أيدي بعض من تلميذه . لح َ
وفي بداية حديثنا عن تلميذ ابن إسحاق نوضح ،أن الذين طلبوا علمه
ن بعينههه ،بههل كههانوا منتشههرين بيههن عههدة مههدن هههىلم ينحصروا في مكهها ٍ
ة وبغداد ُ والبصرة والري . ة المنورة ،والكوف ُ
المدين ُ
ويعد إبراهيم بن سعد ] 184 – 110هه[ تلميذه الوحيد في المدينههة ؛
ى.. قال ابن حجر في " تهذيب التهذيب " 9/41هه " : " 42وقههال البخههار ِ
قال ،قال لى إبراهيم بن حمزة :كان عند َ إبراهيم بن سعد عن
11ويوجد احتمال أنه لم يرجع إلى المدينة بل سافر من مصر إلههى العههراق
وإيران ،ومن الصعب أن نعرف إلى أين سافر أول؛ لنه ل يوجد إجماع مههن
المؤرخين أو الثقات يثبت ذلك .
40
ف حههديث فههي الحكههام ،سههوى ة عشهَر أله َ ابن إسحاق نحوٌ مههن سههبع َ
ل المدينة حديثا ً في زماِنه .
المغازي .وإبراهيم بن سعد من أكثرِ أه ِ
ومن أشهر النسخ المروية عن تلميذ ابن إسحاق ،نسخة زياد بن عبد
الله البكائى " المتوفى سنة 183هه " التي اعتمد عليها ابن هشام ،والتى
يرى السخاوي أنها أوثقُ من رواية يونس بن بكير الشيبانى .
دي " 192 - 115هه " ويونس ابن وروى عنه عبد الله بن إدريس الو ّ
بكير " المتوفى سنة 199هه في الكوفة " الذي اعتمد عليه السهيلي كثيرا ً
في نقله للسيرة ضمن كتابه " الروض النف " وممههن اسههتفاد مههن نسههخة
يونس بن بكير الشيباني أيضا ً العلمة ابن الثير في كتابه " أ ْ
سد الغابة " .
ن سليمان " توفي سنة 187هه " وعبد اللههه ومن تلميذه أيضا ً عبدةُ ب ُ
ابن ُنمير " 199 – 115هه ".
وممن سههمع منههه ببغههداد يحيههى بههن سههعيد بههن أبههان المههوي الكههوفي
الحافظ ؛ ولقبه الجمل " 194 – 114هه ".
وكان ابن إسحاق أستاذ جرير بن خههازم " 170 - 85ههه " بالبصههرة،
وكريم بن أبي عيسى وأيضا ً سههلمة بههن الفضههل " المتههوفى سههنة 191ههه
بالري " وقد اعتمد الطبري نسخته ،قال الخطيههب البغههدادي " :إن روايههة
مسلمة بن الفضل لكتاب السيرة لبن إسحاق أفضل من غيرههها " .وتتلمههذ
ة أجلء روى عنه ،منهم :على بن مجاهد على علمه أئم ٌ
" توفي حوالى سنة 180هه في الري " وإبراهيم بن المختار ،وسههعيد
بن
41
بزيع ،وعثمان بن سههاج ،ومحمهد بهن سهلمة الحرانههي " تههوفى سههنة
جريههج ،وشههعبة ،والحمههادان ،
191هه في الري " وسفيان الثههورى ،وابههن ُ
وشريك بن عبد الله النخعى ،وسفيان بن عيينة ومن بعدهم .
وأشهر من كل هؤلء في المغازي بالههذات هههو ابههن هشههام الههذي روى
السيرة النبوية واشتهر بها عن غيره وحتى عن مؤلفها ابن إسحاق .
ويجههب أن نعلههم أن ابههن هشههام رواههها بواسههطة زيههاد بههن عبههد اللههه
البكائي .وفاقت سعة انتشار ملخص ابن هشام حتى غطههت علههى الكتههاب
الصلي منذ عهد بعيد .فههاليعقوبى مثل " المتههوفي حههوالي سههنة 300ههه "
يستخدم ما هذبه ابن هشام من السيرهّ ،ولم يذكر ابن إسحاق
مطاعن على ابن إسحاق والرد عليها
تعههرض ابههن إسههحاق فههي مسههيرة حيههاته للههوان شههتى مههن السههتياء
والطعن سواء لعلمه أو سيرته الذاتية .منها ما يشكك في علمههه وإسههناده
وخاصة بالمغازي ،ومنها ما هى إل عصبية مثل موقف هشام بن عروة منه
،ومنها من يرجعُ مكمن الغضب فيها ذلك الصراع العلمى مثههل خلفههه مههع
مالك رضى الله عنه .ومنها أن بعههض الروايههات الههتي ذكههرت هههذا الطعههن
موثقههةليس لها أساس من الصحة كي يقويها ويستند عليها بحرفية عادلة و ُ
يمكن العتماد عليها.
وسوف نعرض لهذا وذاك والرد على تلك المطاعن بالوثائق والقاويههل
التاريخية ،حتى يحكم التاريهخ ويقهول كلمتهه الهتي تعلهو فهوق كه ّ
ل الوشهايا
والهواِء ويجلو عن تلك الدعاوى غباَر الزمن .
ى " :كان محمد بن إسحاق ابن ذكان ّ أوَلى هذه الدعاوى ما ذكرها ال ّ
شا ُ
يسار يتشيع ،وكان قدريا ً ".
42
وقال أحمد بهن يهونس " :أصهحاب المغهازي يتشهيعون كهابن إسهحاق
وأبى معشر." . ..
وقهال أيضها ً يهاقوت " فهي معجهم الدبهاء " عهن يحيهى بهن سهعيد بهن
القطان ،يقول :كان محمد بن إسحاق والحسن بن ضههمرة ،وإبراهيههم بهن
محمد كل هؤلء يتشيعون ويقدمون علّيا على عثمان .
ويرد على ذلك " ابن سيد الناس " في " عيون الثر " بقوله " :أما ما
ُرمى به ابن إسحاق من التدليس والقدر والتشههيع ،فل يههوجب رد ّ روايتههه ،
ح في العدالة وغيههره ،ول ن .أما التدليس فمنه القاد ُ
ول ُيوقع فيها كبيَر وه ٍ
س المقيد بالقادح في يحمل ما وقع هاهنا من مطلق التدليس ،على التدلي ِ
دهاالعدالة ،وكذلك القدر والتشيع ل يقتضى الرد ّ إل بضميمةٍ أخرى ولم نجهه ْ
ها هنا ".
وهذا أيضا ً متعلق بالفرق بين الحديث والتاريخ ،فالحديث ل يطلب فيه
قصة مربوطة ،بل شهادة كل شاهد للواقعة ،وأما التاريههخ فهههو يحتههاج إلههى
ى ً
لخبار عن القصة التاريخية بدون أسانيد غالبا .وقههال مكه ّ الحديث بغرض ا ِ
ضههب بالسههواد فههذكر ن إبراهيم :جلست إلى محمد بن إسههحاق وكههان يخ ُ ب ُ
أحاديث في الصفةِ فنفرت منها فلم أعد ْ إليه ،وقال مرة :تركت حديثه .
ويرد على ذلك أيضا ً " ابن سيد الناس" بقوله :وليهس فهي ذلهك كهبيُر
م من السلف في رواية المشكل من ذلههك ومهها ُيحتههاج أمرٍ فقد ترخص قو ٌ
ً ً
إلى تأويله ،ل سيما إذا تضمن الحديث حكما أو أمرا آخر وقههد تكههون هههذه
الحاديث من هذا القبيل .
ل بن غسان :حضرت يزيد بن هارون وهو
ض ِ
ي عن المف ّ
وروى الساج ّ
43
يحدث بالبقيع وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون منه حههتى حههدثهم
ن أعلههم بهه ،
ن إسههحاق فأمسهكوا ،وقهالوا :ل تحههدثنا عنهه نحه ُ عن محمدِ ب ِ
فذهب يزيد يحاولهم فلم يقبلوا فأمسك يزيد.
ل ذلك الموقف أيضا ً " ابن سيد الناس " بقوله :فليس فيههه ذكههر ويحل ُ
لمساك ،وإذا لم ُيذكر لم يبق إل أن يحههول الظههن فيههه ،وليههس لمقتضى ا ِ
جرحاً.ة مقبولة بما قد نظنه ُ
لنا أن نعارض عدال ً
وقال أبو موسى محمد بن المثّنى :ما سهمعت يحيهى القطهان يحهدث
ط.عن ابن إسحاق شيئا ً ق ّ
دا على ذلك :فقد ذكرنهها السههبب فههي ذلههكقال " ابن سيد الناس " ر ّ
ن خالهد عهن مالهك عهن هشهام ،فهههو ومهن بب ِ وتكذيبه إياه رواية عن وهي ِ
لسناد تبع لهشام ،وليس ببعيد من أن يكون ذلك هو المنفر فوقه في هذا ا ِ
ل المدينةِ عنه في الخبر السابق عن يزيد بن هارون وسههوف نههذكر بعههد له ِ
قليل ما كان بينه وبين هشام بن عروة .
وعن يعقوب بن شيبة قال :سمعت محمد بن عبد الله بههن نميههر ذكههر
نابن إسحاق فقال :إذ حدث عمن سههمع منههه مههن المعروفيههن فهههو حس ه ُ
ة. ث باطل ه ً ث صدوقٌ وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهههولين أحههادي َ الحدي ِ
ن سههيد ب الفضل الكبر في الرد على مطاعن ابن إسههحاق " ابه ُ يقول صاح ُ
قه وتعديُله لتردد المُر في التهمةِ بها بيَنه وبيهه َ
ن الناس " :فلو لم ُينقل توثي ُ
ُ
ل ،فالحمهل فيهها علهى المجههولين من نقلها عنه ،وأما مع التوثيق والتعدي ِ
المشاُر إليهم ل عليه .
وأما الطعن على العالم بروايته عن المجهولين فغريب وقد حكى ذلك
عن سفيان الثوري وغيره ،وأكثر ما فيه التفرقة بين بعض حديثه وبعض ،
44
فيُرد ّ ما رواه عن المجهولين ،ويقبل ما حمله على المعروفين .
وقيل لناصر السنة أحمد بن حنبل :يا أبا عبههد اللههه ،إذا تف هّرد – يقصههد
ث تقبله ؟ قال :ل ،والله إني رأيُته يحدث عههن جماعههة ابن إسحاق -بحدي ٍ
َ
بالحديث الواحد ول يفصل كلم ذا من كلم ذا.
وقد رد ابن سيد الناس على ذلك بقههوله :وقههد تتحههد ألفههاظ الجماعههة
ظ فقد يتحههد المعنههى،صهم ،وعلى تقدير أن ل يتحد اللف ُ وإن تعددت أشخا ُ
روينا عن واثلة بن السقع قال :إذا حدثتكم على المعنى فحسبكم .
ت أسههمع الحههديث مههن عشههرةٍ ،
وروينا عن محمد بن سيرين قال :كن ُ
اللفظ مختلف والمعنى واحد.
وقد ذكر ابن المديني أن حديثه ليتبين فيه الصدق ،يروى مرة حههدثني
أبو الزناد ،ومرة ذكر أبو الزناد إلى آخره ،وما يصلح لمعارضة هذا الكلم ،
علههم اختصههاص سههفيان بمحمههد
واختصاص ابن المدينى سفيان معلوم كما ُ
بن إسحاق .
ن إسحاق قول أبي داود سههمعت أحمههد ن التي لصقت باب َومن المطاع َ
ب النههاس
ابههن حنبههل ذكههره فقههال :كههان رجل يشههتهى الحههديث فيأخههذ كته َ
فيضعها في كتبه .
ويستمر " ابن سيد الناس " في الدفاع فيقول :فل يتههم الجههرح بههذلك
دث بها ،ثم ينظر بعد ذلههك حتى نتيقن أنها مسموعة له ،ويثبت أن يكون ح ّ
ً
ظ ل تقتضههى السههماع تصههريحا ،فحكمههه لخبار؛ فإن كان بألفهها ٍ
في كيفيةِ ا ِ
حكم المدّلسههين ،ول يحسههن الكلم معههه إل بعههد النظههر فههي مههدلول تلههك
سماع ولم يسمع ، اللفاظ ،إن كان ي َْروي ذلك عنهم مصرحا ً بال ّ
45
فهذا كذب صراح ،واختلق محض ل يحسههن الحمههل عليههه ،إل إذا لههم
يجد للكلم مخرجا ً غيره .
وقال أبو عبد الله أحمد بههن حنبههل رضههي اللههه عنههه :قههدم محمهد ُ بهن
إسحق إلى بغداد فكان ل يبالى عمن حكى عن الكلبي وغيره .
ويدافع أيضا ً ابن سههيد النههاس فقههال :فهههو أيض ها ً إشههارة إلههى الطعههن
ى مهن التضهعيف ،والهراوي عهن ن الكلهب ّ بالرواية عهن الضهعفاء ،لمحهل ابه ِ
ح باسههم الضههعيف ،أو الضعفاء ل يخلو حاُله من أحدِ أمريههن :إمهها أن يصههر َ
يدّلسه ،فإن صرح به فليس فيه كبير أمر روى شخص ولم يعلم حههاله ،أو
فه أون عالم ها ً بضههع ِ
علم وصرح به ليبرأ من العهدة ،وإن دّلسه فإما أن يكو َ
ب ،وإن عالم به وقصد بذلك التدليس ل ،فإن لم يعلم فالمُر في ذلك قري ٌ
جرحة من فاعلها ،وكبيرةٌ من مرتكبها ،وليههس فهي أخبهار أحمهد عهن فهذه ُ
ابن اسحاق ما يقتضى روايته عن الضعيف وتدليسه إيههاه مههع العلههم وكههثرة
الحفظ ،فقد يميز من حديث الكلبى وغيره مما يجري مجراه ما ُيقبل ممهها
يُرد ،فيكتب ما يرضاه ويترك ما ل يرضاه.
وقد قال يعَلى بن عبيد :قال لنا سفيان الثوري :اتقوا الكلبي ،فقيههل
له فإنك تروي عنه فقال أنا أعرف صدقه من كذبه ،ثم غالب ما يروى عن
الكلبى أنساب وأخبار من أحوال الناس وأيام العرب ،وسيرهم وما يجههري
مجرى ذلك مما سمح كثير من الناس في حمله عمن ل تحمل عنه الحكام
لمام أحمد ،وممن حكى عنه التسوية حكي عنه الترخص في ذلك ا ِ ،وممن ُ
في ذلك بين الحكام وغيرها يحيى بن معين .
واتهام آخر قيل :إنه لم يكن يحتج به في السنن .
قال ابن سيد الناس في الرد علههى ذلههك :فقههد يكههون لمهها أنههس مههن
ل علمه من المغازي والسير ،طّرد التسامح في غير السنن ،التي هي ج ّ
46
الباب فيه وقاس مروياته من السنن على غيرههها ،واط ّههراد البههاب فههي
ذلك يعارضه تعديل من عدله .
وقال يحيى :إن ابن إسحاق ثقة وليس بحجة .
رد ابن سيد الناس عليه فقال :فيكفينا التوثيق.
وما ذكره ياقوت عن الواقههدي ،واللفههظ ليههاقوت " :كههان محمههد بههن
إسحاق يجلس قريبا ً من النساِء في مؤخرِ المسج ِ
د .فيروى عنههه أنههه كههان
يسامُر -وعند ابن النديم :يغاز ُ
ل -النساَء .فُرفع إلى هشههام 12وهههو أمي هُر
سه وضربه أسههواطًا ،ونهههاه عههنالمدينة .وكانت له شعرة حسنة فرقق رأ َ
ن الوجه ".س هناك ،وكان حس َ الجلو ِ
ه وعلمهوهنا سؤال يطرح نفسه :هل رجل مثل ابن إسحاق له شهرت ُ
يجمع الحديث والسههيرة العطههرة يظهههر بيههن النههاس بمظهههر منههافي لداب
السلم وتعاليمه ؟! وهل يجهل الرجل قدسية وحرمههة المسههاجد والمههاكن
المقدسة ؟ !
ل وهلهةٍ وهههو النفههي .وإذا الجابة على هذا السههؤال يههدركه العقه ُ
ل لو ِ
صحت هذه الرواية فربما كان ذلك في شبابه ومجونه ،وإن لم تصح فيهدل
ذلك على غلط الحديث من المعاصرين له بالطعن عليه بالحجج الضعيفة .
ومما يزيد من ضعف هذه الرواية ما قاله الخطيب البغههدادي عههن ابههن
أبي حازم ٍ " :كنا ُقعودا ً في المسجد معنا محمد بن إسههحاق " وفههي روايههة
أخرى عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي :قال " كنا فههي مجلههس محمههد
بن إسحاق نتعلم "
12يقصد إسماعيل بن هشام ..كما وضحنا سلفا ً .لن هشاما ً مات مبكرا
عن ذلك .
47
وأما ما أطبق عليههه بعههض المههؤرخين والمستشههرقين خاصههة ،مههن أن
هناك عداوة بين ابن إسحاق وك ّ
ل من هشام ِ بن عههروة بههن الزبيههر ،ومالههك
بن أنس .فأول
ل بد وأن نمحي لفظ " عداوة " لن مدلول هذا اللفظ ل يتفق وقدر علماء
لسلم العاظم ،وربما كان هناك ما يطلق عليه تنههافس العلمههاء وليسههتا ِ
ً
العداوة بمفهومها المشين -وكما يحدث دائما مع أبناء المهنة الواحدة .
ونبدأ بإنكار هشام بن عروة بن الزبير رواية ابههن إسههحاق عههن زوجتههه
وابنة عمه فاطمة بنت المنذر ،عن أسماء بنههت أبههى بكههر ،فقههد ذكههرت لنهها
ن قتيبة " :وكان ابن إسهحاق يهروي عهن ل اب ِالمصادُر عدة روايات منها قو ُ
عهروة .فبلههغ ذلههكفاطمة بنت المنذر بههن الزبيههر ،وهههي امههرأةُ هشهام بهن ُ
هشاما ً فأنكره ،وقال :أهو كان يدخل على امرأتي ؟ " وتشابهت في ذلك
جميع الروايات ،منها رواية صاحب الفهرسههت " :مههتى دخههل إليههها ومههتى
سمع منها ؟ " وفي المعجم " هو كان يدخل على امرأتي ؟ كأنه أنكر ذلههك
ب يروي عن امرأتههي ؟ مههن أيههن " أما في رواية الخطيب " ألعدوّ لّله الكذا ُ
رآها ؟ " روى ابن سيد الناس :أن هشاما قال " :دخلت بها وهى بنت تسع
وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عز وجل."13
كأن الرواية في ظن هشام ل بد وأن تصحبها الرؤية .
وقد دافع عن ابن إسحاق بعض العلماء منهم أحمد بن حنبل فقههد روي
م ؟ لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له وهههو
عنه أنه قال " :وما ينكر هشا ٌ
لم يعلم ".
13وهذه الرؤية غلط انظر " أعلم النساء " 146 /4 :فإن فاطمة بنت
المنذر ولدت سنة 48هه وهشام ولد سنة 61هه فهي أسن من هشام
بثلث عشرة سنة .
48
وكان ذلك طبيعيها ً فهي روايههة الحهديث ،ومهن ذلهك أمثلهة كههثيرة عهن
التابعين كالسود وعلقمة سمعا من عائشة -رضى الله عنها -من غيههر أن
ينظرا إليها ،بل سمعا صوَتها .وأيضا ً في أيام ابن إسحاق كان ذلك معمههول ً
به ،مثال ذلك ؟ كان عبد الله بن أبي بكر يههروي عههن امرأتههه فاطمههة ابههن
عمار ،ويدعوها لن تقص على ابن إسحاق خبرًا .وكهان ذلهك يتهم مهن وراء
نجبههة أو أن يكههون اب ه ُ
محههرم ،وهههى مح ّ
حجههاب أو سههتار ،أو كههان معهمهها ُ
إسحاق قد حمل عنها صغيرًا.
وقال يوسف هوروفتس " :ومن المحتمل أن هشاما أيضا ً لم يعههترض
أي اعتراض على زوجته ،التي كانت أكبر كثيرا ً من زوجها ،وأكبر مههن ابههن
ب من 30أو 40عاما ً ،14بل لههم يكههن هشههام عارفها ً إسحاق نفسه بما يقر ُ
بأية زيارة من ابن إسحاق لبيته أخذ فيها الحاديث عن فاطمة ،ولذلك شك
في صحة أقوال ابن إسحاق "
ويوجد احتمال آخر أنه قد سألها عههن طريههق أمههه أو أختههه أو زوجتههه .
ح سؤال ً :لمههاذا لههم يسههأل هشههام زوجت َههه عههن صههحةِ ادعههاء ابههن
وهنا نطر ُ
إسحاق ؟ وأية فعلة شنعاء قام بها ابن إسحاق ،كل ذلههك لنههه روى حههديثا ً
نبويا ً عن فاطمة .
وقد ذكر ابن سيد الناس " محمد بن إسحاق عن فاطمههة بنههت المنههذر
ي -صلى - ت أبى بكر ،قالت :سمعت امرأة ً وهى تسأل النب ّ عن أسماَء بن ِ
ضرة ،وأنى أتشبع من زوجى بما لم يعطنيه لغيظها بههذلك فقالت :إن لى ُ
ي زورٍ " َ
قال " :المتشبعُ بما لم ي ُعْط كلبس ثوب َ ْ
وقال أبو الحسن بن القطان :الحديث الذي من أجله وقههع الكلم فههي
ابن إسحاق من روايته عن فاطمة حتى قال إنه كذاب ،وتبعه في ذلك
ولدت سنة 48هه فهي أسن منه بنحو 37عاما ً . 14
49
ك ،وتبعه يحيى بن سعيد وتابعوهم من بعدهم تقليدا ً لهم :حههديث مال ٌ
15
" فلتقرصه ولتنضح ولتصل فيه" وقد روينهها مههن حههديثه عنههها غيههر ذلههك .
وذكر الذهبي " عن يعقوب بن شيبة سألت ابن المههدينى عههن ابهن إسههحاق
قال حديثه عندي صهحيح . . . ،قلهت :فهشهام بهن عهروة قهد تكلهم فيهه .
قال :الذي قال هشام ليس بحجههة .لعلههه دخههل علههى امرأتههه وهههو غلم ،
فسمع منها ،إن حديثه ليتبين فيه الصدق ".
ورغم ما قاله هشام بن عروة عن ابن إسحاق ،نجد الخير في السههير
ل عروة بن الزبيههر .وهههذا يههدل أول ً علههى أنيروي عن هشام مرارًا ،وعن آ ِ
ل عداوة. ئ وفوقَ ك ّ م عند ابن إسحاق كان قبل أيّ ش ٍالعل َ
وإنما طعن مالك فيه -وإذا كان ذلك مرة واحدة ،ثم عههاد لههه إلههى مهها
يجب -بين العلمههاء فلن ابههن إسههحاق -وكههان أعلههم مههن بالحجههاز بنسههب
الناس -يزعم أن مالكا ً من موالى ذي أصبح ،وكهان مالهك يزعهم أنهه مهن
ك " الموطأ " قههال ابههن فسها .فوقع بينهما لذلك مفاوضة ،فلما صّنف مال ٌ أن ُ
إسحاق " :آتونى به فأنهها بيطههاُره ،أي " طههبيب بعللههه " ،فُنقههل ذلههك إلههى
دجاجلة 16يروي عن اليهوِد .وكان بينهما مهها يكههون جال من ال ّ مالك فقال :د َ ّ
ن إسههحاق علههى الخههروِج إلهى العههراق .فتصههالحا بين الناس ،حتى عزم اب ُ
ف ثمرته تلك السنة . حينئذ وأعطاه مالك عند َ الوداع خمسين دينارا َ ونص َ
50
ولم يكن يقدح فيه مالك من أجل الحديث ،إنما كان ينكر عليههه تتبعههه
ة خيههبرغزوات النبي -صلى -من أولدِ اليهود الذين أسلموا وحفظههوا قص ه َ
ة والنضير ،إلى غير ذلك من الغرائب من أسلِفهم . وقريظ َ
وما كان ابن إسحاق في تتبعه لذلك إل ليزداد معرفة من غير أن يحتج
برأيهم .
ويبدو أن هذا كان سببا ً رئيسيًا ،في ذلك الخلف الذي ُيعد ّ خلفا ً علميها ً
ة إذا كههان هههذا العههالم قههد اسههتحدث شههيئا ً يحدث دائما ً بين العلمههاِء .خاص ه ً
جديدًا.
فابن إسحاق نهج نهجا ً جديدا ً فهي وضهع السهيرة ،خهالف بهها الطريقه َ
ة
ة للمحدثين في المدينة ،ويوضح ذلك موقف أهههل المدينههة السههلبي التقليدي َ
من مغازي ابن إسحاق ،الذي لم يروها في المدينة عنه سوى إبراهيم بههن
ق وإيران .سعد ،مع العلم أنها وجدت انتشارا ً واسعا ً في العرا ِ
. . .ومن روايات تلك القصة ما ذكههره الخطيههب البغههدادي ،عههن ابههن
إدريس " قال :قلت لمالك بن أنس -وذكهر المغهازي -فقلهت :قهال ابهن
إسههحاق أنهها بيطارههها .فقههال :قههال لههك أنهها بيطارههها ؟ نحههن نفينههاه عههن
المدينة،يلمح إلى حديث أن المدينة ل يدخلها المسيح الدجال ".
ن أبههي ذئب ،وعبههد العزيههز بههن وذكههر أيضهها ً الخطيههب " :وكههان ابهه ُ
الماجشون ،وابن أبى حازم ،ومحمد ُ بن إسهحاق يتكلمههون فهي مالههك بهن
أنس ،وكان أشدهم كلما ً محمد بن إسحاق ،وكان يقههول :ائتههونى ببعههض
كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطاُر كتبه ".
ة ،فما ذكره ابن سيد خ لهذه القص ِ ب التراجم ِ تواري َ ولم يذكر أصحا ُ
51
الناس من مصالحتهما يدل على أن هذا وقع قبل أن يغادر ابن إسحاق
المدينة .
وأما رواية الخطيب ،قول مالك " :نحن نفيناه عن المدينة " لههو صههح
ذلك القول سيدل على أن هذا حدث بعد سفر ابن إسحاق ،أو أنه ربما قد
كرر ذلك القول .
وعن آثارِ قصة مالك وقصة هشام قال ابههن حجههر " :وكههذبه سههليمان
التيمى ،ويحيى القطان ،ووهيب بن خالد؛ فأما وهيب والقطان فقلههدا فيههه
ئ تكلههمهشام بن عروة ومالكًا ،وأمهها سههليمان الههتيمى فلههم يتههبين ليّ ش ه ٍ
فيه ،والظاهر أنه لمر غير الحديث ،لن سههليمان ليههس مههن أهههل الجههرح
ن
ما غار له هشام بن عههروة بههن الزبيههر ،لن سههليما َ والتعديل " ولكنه غار ل ِ َ
من أقاِربهم .
..وأما عدا ذلك من الطعن فأمور غير مفسههرة ومعارضههة فههي الكههثر
من قائلها بما يقتضى التعديل.
وممن يصحح حديثه ويحتج به في الحكام أبو عيسى الترمذي -وباقي
أصحاب الصحاح الستة - 17رحمهم الله -وأبو حاتم بن حبان ،ولههم نتكلههف
الرد عن طعن الطاعنين فيه إل لما عارضه من تعديل العلمههاء لههه وثنههاِئهم
عليه ،ولول ذلك لكههان اليسههير مهن هههذا الجههرح كافيهها فههي رد أخبههاره ،إذ
جهلت حاله ف في رد من ُ اليسير من الجرح المفسر منه وغير المفسر كا ٍ
ل .قبله ،ولم يعدله معد ٌ
52
مكانته عند العلماء:
ن إسههحاق ث َْبه ٌ
ت فهي الحههديث عنههد أكهثر العلمههاء ؛ ول ُتجههل محمد ُ به ُ
سير. إمامُته في المغازي وال ّ
-قال ابن شهاب الزهري :من أراد المغازي ،فعليه بابن إسحاق .
-وذكر البخاري في تاريخه ،وروى عن الشافعي -رضي الله عنه
أنه قال :من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق .
" يعنهى فهي 18
ن إسحاق أميهُر المههؤمنين -وقال ُ
شعبة بن الحجاج :اب ُ
الحديث " .
-وذكر الساجي :أن أصههحاب الزهههري كههانوا يلجئون إلههى محمههد بههن
كوا فيه من حديث الزهري ،ثقة منهم بحفظه . إسحاق فيما ش ّ
-روى الخطيب البغدادي :كان ابن إسحاق من أحفظ الناس .
-قال على بن المديني :مداُر حديث رسول الله -صلى -على سههتة،
فذكرهم ،ثم قال :فصار علم الستة عند اثنى عشر أحدهم ابهن إسههحاق .
هذا لفظ حديث الصبهاني وحديث الشروطي بمعناه ،غير أنه قههال :ثلثههة
عشر أحدهم ابن إسحاق .
عيينة قال قهال الزهههري :ل يههزال بالمدينههة علهم مها
-قال سفيان بن ُ
م ؟ قال :لحفظه . . . بقى -يعني ابن إسحاق -أمير المحدثين ،وقيل له ل ِ َ
ن بن معروف ،قال :سمعت أبهها معاويههة وقال ابن أبى خيثمة :حدثنا هارو ُ
س ،فكان إذا كان عند ظ النا ِ
يقول كان ابن إسحاق من أحف ِ
18هو لقب يطلق على نوع من التوثيق لرواة الحديث .راجع مقدماتى لفتح
البارى.
53
ة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق ، الرجل خمس ُ
ى. ي فإن نسيُتها كنت قد حفظتها عل ّ
فقال :احفظها عل ّ
-وقال أبو سعيد الجعفي :كان ابن إدريس معجبا ً بههابن إسههحاق كههثير
الذكر له ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ .
-روى الخطيب بإسناد له إلى ابن نفيل :حدثنا عبد الله بن قائد قال :
كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسههه
في ذلك الفن .
عيينههة أنههه قههال :مها
ن المنذر عن ابهن ُ
-قال ابن أبي خيثمة :حدثنا اب ُ
يقول أصحابك في محمد بههن إسههحاق ؟ قههال قلههت :يقولههون إنههه كههذاب ،
قال :ل تقل ذلك .
سههئل عههن محمهدِ بههنسههفيان بههن عيينههة ُ
ت ُ -قال ابن المديني :سمع ُ
إسحاق فقيل له :ولم يرو أهههل المدينههة عنههه ؟ قههال :جالسههته منههذ بضههع
وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ول يقولون فيه شيئًا.
سئل أبو ُزرعة عنه فقال مههن تكلههم فههي محمههد بههن إسههحاق ؟ هههو
-و ُ
صدوق.
قال أبو حاتم ُ :يكتب حديثه .
م الناس بها يعني ابههن
سئل ابن شهاب عن المغازي فقال :هذا أعل ُ -و ُ
إسحاق.
-قال أحمد ُ بن ُزهير :سألت يحيى بن معين عنه ،فقال :قال عاصههم
بن عمر بن قتادة :ل يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق .
54
-قال ابن عيينة :قال أبو بكر الهذلي :سمعت الزهريّ يقول :ل يزال
ن إسحاق . جم ما كان فيهم اب ُ
بالمدينة علم َ
ن إسههحاق -وقههال سههفيان بههن عيينههة :رأيههت الزهههري أتههاه محم هد ُ ب ه ُ
فاستبطأه .فقال :أين كنت ؟ فقال لههه محمههد بههن إسههحاق :وهههل يصههل
إليك أحد مع حاجبك ؟ قال :فدعا حاجبه فقهال لهه :ل تحجبهه إذا جهاء. . .
حكى عن يحيى بن معين ،وأحمد بن حنبل ،ويحيى بههن سههعيد القطههان ، و ُ
أنهم وّثقوا محمد بن إسحاق واحتجوا بحديثه .
ي :ومحمههد بههن إسههحاق أول مهن جمههع مههن مغهازي
-وقهال المْرُزبههان ّ
رسول الله -صلى َ -وألفها.
وقال البخاريّ :ينبغى أن يكون لهه ألهف حهديث ينفهرد بهها ل يشهاركه
فيها أحد.
-قال أبو ُزرعة :محمد بن إسحاق قد أجمع الكههبراء مههن أهههل العل هم ِ
سفيان ،وشعبة ،وابههن عيينههة ،والحمههادان ،وابههن على الخذِ عنه ،منهم ُ :
المبارك ،وإبراهيم بن سعد ،وروى عنه من الكابر :يزيهد ُ بههن أبههى حههبيب .
دحة ابن شهاب له . وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا ً وخيرًا ،مع ِ
م ْ
-وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى :الناس يشتهون حديثه .
-وقال ابن ُنمير :كان ُيرمى بالقدر وكان أبعد َ الناس منه .
ت أحهدا ً يتههم محمهد َ به َ
ن -وقال على بن المديني عن سفيان :ما رأيه ُ
إسحاق.
ي :حههدثنى مصههعب قههال :كههانوا يطعنههون عليههه
م الحرب ّ
-وقال إبراهي ُ
بشيء ومن غير جنس الحديث .
55
ن
ود محمهد ُ به ُ
سه ّ
ود أحد فهي الحهديث ل ُ
س ّ
-وقال يزيد بن هارون :ولو ُ
إسحاق .
-وروى يحيى بن آدم :حدثنا أبو شهاب :قال لي شعبة بههن الحجههاج :
عليك بالحجاج بن أرطاة وبمحمد بن إسحاق .
علية :قال شعبة :أما محمد بههن إسههحاق وجههابر الجعفههي
-وقال ابن ُ
فصدوقان .
-قال يعقوب بن شيبة :سألت ابن المديني :كيف حديث محمههد ابههن
إسحاق صحيح ؟ قال :نعم حديثه عندي صحيح .قلت له :فكلم مالك فيه
؟ قال لم يجالسه ولم يعرفه . .الخ .
-وروى ابن أبى خيثمة عن يحيى :ليس به بأس .
-قال العجلي :ثقة .
ضل بن غسان عن يحيى بن معين :ث َْبت في الحديث -وروى المف ّ
ة سألت يحيى بن معين عنه :في نفسك شيء ب بن َ
شْيب َ -وقال يعقو ُ
من صدقه ؟ قال :ل ،هو صدوق .
-وقال البخاري :رأيت على بن عبد الله " المههديني " يحتههج بحههديثه -
أي ابن إسحاق -وقال لي :نظرت في كتابه فما وجدت عليه إل حههديثين ،
ويمكن أن يكونا صحيحين .
-قال ابن عدي " :ولو لم يكن لبن إسحاق من الفضل إل أنه صههرف
ئ ،للشتغال بمغههازي رسههول الملوك عن الشتغال بكتب ل يحصل منها ش ٌ
ن
سههبق بههها اب ه ُ
الله -صلى ،-ومبعثه ،ومبتدأ الخلق ،لكانت هههذه فضههيلة َ
إسههحاق ،وقههد فتشههت أحههاديثه الكههثيرة فلههم أجههد فيههها مهها ُيقطههع عليههه
لبالضعف ،وربما أخطأ واّتهم في الشىء بعد الشئ كما يخطئ غيُره .وج ّ
من ل يسهو.
56
مؤلفاته :
تههذكر المصههادُر أن ابههن إسههحاق كتههب فههي المبتههدأ ،وفههي السههيرة،
والمغههازي ،وفههي تاريههخ الخلفههاء حههتى أيههام المنصههور ؛ قههال الخطيههب
البغدادي " :وكان عالمهها بالسههير وبالمغههازي وأيههام النههاس وأخبههار المبتههدأ
وَقصص النبياء ".
ويوضح ذلههك كههثرة مقتبسههات كتابههاته داخههل كتههب التاريههخ والطبقهات
والسير ،وأهمية هذه المقتبسات كههبيرة لمعرفههة منهههاجه التههاريخي .وهههل
ألف كتابا ً في ثلثة أقسام -المبتدأ ) أو مبتدأ الخلق ( والمبعث ،والمغازي
-أو أنه ألف أكثر من كتاب اعتمدها ابن هشام في تهذيبه للسيرة ..؟
م بههأنه أل ّههف كتههاَبه فههي ثلثهةِ أقسههام ٍ :المبتههدأ،
ومن الصههعب أن نجههز َ
والمبعث والمغازي .
ن إسههحاق علههى ب البغداديّ بقوله " :دخل محم هد ُ ب ه ُ
وقد انفرد الخطي ُ
م
منههذ خلههق اللههه آد َ ً
ب فصنف لههه كتاب ها ُ
المنصورِ وبين يديه ابُنه فقال :اذه ْ
مك هذا ،قال :فذهب فصنف له هذا الكتاب .فقال :لقد طههولته يهها إلى يو ِ
ابن إسحاق فاختصْره .قال فذهب فاختصره ،فهو هذا الكتههاب المختصههر.
نوألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين .وقهال ..صهنف محمهد ُ به ُ
إسحاق هذا الكتاب في القراطيهس ثهم صهّير القراطيهس لسهلمة ،يعنهي "
سلمة بن الفضل " ،فكانت تفضل رواية سلمة على رواية غيره لحال تلههك
القراطيس ".
ومن الروايات التي تثبت أن ابن إسههحاق ألههف كتابها ً واحههدا ً فههي ثلثههة
أقسام ما قاله ابن النديم أيضا ً " :وله من الكتب كتاب الخلفاء ،رواه عنه
57
المويّ .وكتاب السههيرة والمبتههدأ والمغههازي .ورواه عنههه إبراهيههم بههن
سعد ،و النفيلي. " 19
وتوجد روايات تثبت أنه كتاب واحد أيضا ً مثل رواية ابن سعد ذكههر أنههه
كتاب " المغازي والمبتههدأ " والمقههدس ذكههره " كتههاب المبتههدأ والمغههازي "
أيضا ً ياقوت ذكره " السير والمغههازي " والمسههعودي " المغههازي والسههير "
وابن النديم ذكره " السيرة والمبتدأ والمغازي " والمسعودي أيضا ً ذكر هذا
الكتاب بأنه " المغازي والسير وأخبار المبتدأ " ،كههل هههذه الروايههات توضههح
أنه كتاب واحد.
ولكن توجد أيضا ً روايات توضح أنه ألف أكثر مهن كتهاب منههها مها قهاله
السخاوي " :وأما قصص النبياء ففي المبتدأ لمحمد بن إسحاق . .صاحب
السيرة النبوية ل وهنا نجههد أنههه فصههل صههراحة بيههن كتههابين وهمهها المبتههدأ،
والسيرة ويقول ابن العماد أيضا ً " :ومن كتب ابن إسحاق أخذ عبد الملههك
بن هشام " ولفظ كتب صريح هنا.
عمل فههي
وأشار المقدسي إلى كتاب المبتدأ بقوله " :وهو أول كتاب ُ
بدء الخلق ".
وذكر ياقوت " له من الكتب :كتاب السير والمغازي ،وكتههاب المبتههدأ
رواه عنه إبراهيم بن سعد ومحمد بن عبد الله بههن نميههر النفيلههي " ونجههده
هنا قد فسر لنا أكثر بين الكتابين .
ومما سبق يتبين لنا أن الروايات قد انقسمت ،منها ما يقول إنه ألههف
كتابا ً واحدا ً في ثلثة أقسام -المبتدأ والسير والمغازي -ومنها ما
19هو :محمد بن عبد الله بن نمير النفيلي " المتوفى سنة 234هه" وربما
أخطأ ابن النديم في كلمة كتاب التي تسبق السيرة والمبتدأ والمغازى،
لن كل كتاب على حدة ،وإبراهيم ابن سعد والنفيلي قد رويا عنه كتابا ً
واحدا ً فقط وهو كتاب المبتدأ.
58
يوضح أنه ألف كتابين أحدهما في المبتههدأ والثههاني فههي المغههازي " أي
حياة النبي عامة "
ومما يزيد هذا الخلف أن كتب التاريههخ قههد اقتبسههت 20مههن كتههب ابههن
إسحاق الكثير ،فعمل هذا على تمزيق الكيههان الكامههل لكههل كتههاب ،ول ِههدل
على ذلك أن البكائي -وهو تلميذ ابن إسحاق -قد روى المغههازي والمبتههدأ
معا .وربما فعل ذلك ابن هشام في السيرة حيث إنههه اقتبههس مههن المبتههدأ
وأضاف إلى المغازي .
ونحن نميل إلى الرأي القائل بأن ابن إسحاق قد ألف كتابين .والدليل
الخر على ذلك أن أستاذه الزهري وهو الذي نهههج نهجههه ابههن إسههحاق فههي
تأليف المغازي والسير قد ألف ذلهك فهي كتهب منفصهلة .وكمها ذكهرت لنها
كتب المناقب كتابا ً آخر لكن دون خلف وهو
" كتاب الخلفاء " وهذا الكتاب المميز كان بروايههة المههوي ،وقههد كههان
لظهور كتاب المغازي أثره على شهرة هذا الكتاب ،فيبدو أنه قد قلل مههن
شأنه واطفأ من بريقه .
منهج ابن إسحاق في كتبه :
استعان ابن إسحاق بالزهري " أستاذه " وبوهب بن منبههه ،فههي وضههع
ج
الشكل المفصل والقاعدة الساسية للسيرة ؛ حيث نهج ابههن إسههحاق ن َهْ ه َ
الزهري في ترتيب وتسلسل الحداث الزمنية ،وكذلك منهج وهب بن
59
ن إسحاق ون لدى اب ِ
منبه في كتاب " المبتدأ " ،وبين وهب والزهري تك ّ
ل كتابهِ في " السيرة النبوية ".هيك ُ
ن إسحاق في جمع مههادته فههي المبعههث والمغههازي وقد استعان أيضا ً اب ُ
والمبتدأ إلى المصادر المدينية كثيرا ،وقليههل مههن المصههادر المصههرية ،ولههم
يستعن بالمصادر الشرقية مثل العراق أو إيران .
وقد عارضته مدرسههة المدينههة لنههه خههرج عههن المههألوف فههي دراسههته
للسيرةِ حيث خالفها ولم يلتزم بأسههلوِبها فههي جمههع مههوادِ السههيرة ،فنجههده
ن حَرج ،وخاصة الجزء الخهاص " بالمبتههدأ ف التجاهات دو َ يقتبس من مختل ِ
" فكان يستعين بما كتبه الدباء اليهود والمسيحيون من َقصص ،ورجع إلى
الكتاب المقدس نفسه فهي بعهض الحيهان ،وذلهك بهالجزء الخههاص بتاريههخ
الرسالت ما قبل السلم .
ض ً
واسهتعان أيضها بالشهعر والحهديث الشههريف واليهات القرآنيهة لغهر ِ
توثيق مادته التاريخية.
ن هشههام بعههض مهها كتههب ابههن إسههحاق خاصههة فههي أول وقد عارض ابه ُ
السيرة الذي يعد أضعف ما كتب ابن إسههحاق ،واقتبههس فههي هههذا القسههم
روايات وهب بن منبه ،وابن عبهاس والسهرائيليات ،فنجههده يهذكر قصهص
لسهلم .مثهل طسهم وجهديس وأيضها ً قصهة الكهاهنين شهق العهرب قبهل ا ِ
قَرظي ، ك ال ُ
ب بن مال ٍوسطيح ،ويذكر روايات تحكي انتشار الوثنية عن كع ِ
قصص ويتناول تاريخ اليمن في عصر ما قبل السلم ،ويظهر فيها تأثره بال َ
الشعبي لهل الكتاب ،وأيضا ً نجههده يتههأثر بالقصههص القرآنههي الههذي َيحكههي
تاريخ المسيحية واليهودية في شبه الجزيرة العربية وخاصة الجنوب ،مثههل
لشرم الحبشههى قصة ذي ُنواس الملك اليهودي " وأصحاب الفيل " أبرهة ا ً
في غزوه للكعبة ،وقصة سد مأرب ،وذي القرنين ونجده
60
ى والقرآن الكريم والشعر العربي في كل هذا يستعين بالقصص الشعب ّ
..ويقتبس مههن وهههب قصههة انتشههار المسههيحية بنجههران علههى يههد فيميههون
الراهب .وعندما ذكر قصة ذي القرنين قال :فحدثني من يسوق الحاديث
عن العاجم فيما توارثوا من علمه " ...
وكانت طريقته في تأريخ هذه القصص أقرب ما يكون إلى طريقة أيام
لسرائيليات .
العرب الجاهلية السطورية ،وا ِ
ويذكر الستاذ عبد العزيز الدوري في بحثه القّيم :ومع أن أكثر أخباره
دون إسههناد إل أنههه يعطههي أسههانيد َ لبعههض روايههاته .ففههي قصههة انتشههار
النصرانية بنجران مثل يورد رواية عن عبد الله بن أبي بكههر بههن محمههد بههن
مه عن حفر بئر زمزم يأخذ عن يزيد بن أبي حههبيب عمر بن حزم .وفي كل ِ
ض السههانيد ،وفهي المصري .وفي معلومههاته عهن الحههج والكعبههة يههورد بعه َ
ي يورد رواية عهن عاصهم بهن عمهر ،وفهي كلمه عن إنذار يهود بظهور النب ٍ
حديثه عن شعائر الحج يورد رواية عن هشام بههن عههروة وفههي كلمههه علههى
الحمس يورد روايهة هشهام بهن عهروة ،كمها َأنهه يحهاول الستشههاد بآيهات
قرآنية في بعض ما أورده .ولكن بعض أسانيده ضعيفة ،كمها أنهه لجهأ إلهى
الشعر كوسيلة للتوثيق ،على طريقة رواة اليام ،وأكههثر منههه دون تمييههز،
فكان ذلك ثغرةً خطيرة في كتاباته .ولقد بدأ اهتمام ابن إسههحاق بالسههناد
ة مهن خصهب ًعند وضع قسههم المبعهث ،وذلهك لن بيهن يهديه مهادة ً تاريخيهة ِ
الحاديث والمصادر والوثائق ،وقد انفرد ببعض الوثائق مثل وثيقة معاهههدة
النبي -صهلى -مهع القبههائل ،وأيضها ً مجموعهات قههوائم بأسههماء المههؤمنين
الولين ،وقائمة بالمسههلمين الههذين هههاجروا إلههى الحبشههة الهجههرة الولههى
ة
والثانية ،وأول من أسلم من النصاِر ،وقائمة بالمشتركين في ب َي ْعََتي العقب ِ
؛ وقائمة بالمهاجرين والنصارِ الذين تلقوهم في المدينة ،وقائمة
61
بالمهاجرين والنصار الذين آخى بينهم النبي – صلى الله عليه وسههلم -
وبخلف القوائم كانت أحاديثه أيضا ً ل تتفق مع أسلوب أهل المدينة.
يقول الستاذ .عبد العزيز الدوري :فحين يذكر بههدء الههوحي يأخههذ عههن
عروة ،ولكنه يذهب إلى إيراد روايات مأخوذة عن بعض أهل العلم ،ونههرى ُ
ً
ث . ،وهنهها يبتعههد كههثيرا عههن أسههلوب قصص الشههعبى يتههداخل مههع الحههدي ِ ال َ
الزهريّ مثل،وحين يتحدث عن وضع المسلمين عند بدِء الدعوة يرجههع إلههى
قصص مجالس السمرِ فيقول " وذكر بعههض أهههل العلههم أن رسههول اللههه -
صلى -كان إذا حضرت الصلة خههرج إلههى شههعاب مكههة . . .الههخ " ويههورد
قصصا ً محلية عن موقف المشركين من الرسههول ،دون إسههناد ،ثههم يرجههع
ويستشهد باليات ،ولعله أراد أن ُيسند ما ذكر بها ،وحيههن روى قصههة وف هدِ
ة بن ربيعة استمع إلى تلوة القرآن بصورة سههرية، ش الذي فيه أن عتب َ
قري ٍ
لسههلم فههي لسناد وبشههكل قصصههى ،ومثلههه عههن فشههو ا ِ نجدها خالية من ا ِ
ض أهههل العلههم " وفههي كلمههه صههدى قريش ونجده يستهله ب " حدثنى بعه ُ
لسنادللقرآن والتفسير ،وأثر للشعر ول بد لنا أن ،نلحظ أن التأكيد على ا ِ
لههم يكههن فههي عصههر ابههن إسههحاق كمهها أصههبح فيمهها بعههد ،وأن كههثيرا ً مههن
ة لههدى المعلومههات عههن المغههازي كههانت تنقههل دون إسههناد لنههها معروفهه ٌ
جماعات أو أسر.
أما الجزء الخاص " بالمغازي " -تاريههخ النههبي الحربههي فههي المدينههة -
فقد أبرز ابن إسحاق تمكنه الحقيقى في هذا الجزء ،حيههث كههانت القاعههدةُ
ة في تناوله لمههرض النههبي -صههلى - لسناد ،وقد راعى الدق َ
الساسية هنا ا ِ
ووفههاته ،واسههتعان ابههن إسههحاق بمهها رواه أسههاتذته المههدينيون ،وأهمهههم
الزهري واضع هيكل السيرة ودراسة المغازي ،وعاصم بن عمر ،وعبد الله
بن أبى بكر ،الذي اقتبس منه ابن إسحاق التأريخ بالسههنين ،وأخههذه كههثيرا ً
عن الزبيريين وأكثر عن يزيد بن رومههان ،وهشههام بههن عههروة ،وعههروة بههن
الزبير،
62
ولكنه لم يكتف بما جمع من هؤلِء جميعًا ،بل كان يجمع أقوال أقههارب
الرجال والنساء الذين اشتركوا في الوقائع .
ويههذكر هههوروفتس :ويسههتخدم ابههن إسههحاق منهجهها ً محههددا ً لعههرض
الغزوات الفعلية ج ويقدم ملخصا ً حاويها ً للمحتويههات فههي المقدمه ِ
ة ،ويتبعههه
ل أوثق أساتيذه ،ثم يكمل هذا الخبر الرئيسههى خبرا ً جماعيا ً مؤلفا ً من أقوا ِ
بالخبار الفردية التي جمعها من المراجع الخرى .
والقوائم كثيرة في المغههازي أيض ها ً ؛ فهههو يههدون قائم ه ً
ة بههأولئك الههذين
حاربوا في بدٍر؛ وأخرى بالقتلى والسرى؛ وثالثة بقتلى أحههد،وكههذلك قتلههى
ؤتة ،والطائف . .الخ . م ْ
الخندق ،وخيبر ،و ُ
ويقول الستاذ عبد العزيز الدوري " :إن ابن إسحاق حاول أن يتحفظ
في رواياته وأخباِره حتى قبههل المبعههث ،كههأن يقههول " فيمهها يزعمههون " ،أو
مثل قوله حين يذكر قول ينسب للرسول عن ذي القرنين " فالله أعلههم أي
ل الله – صلى -أم ل فإن قاله فالحق ما قال " أو ذلك كان أقال ذلك رسو ُ
كقوله " :وزعم الناس فيما يتحدثون والله أعلم " أو قوله " :فكههان فيمهها
بلغنا من حديث الحبار والرهبان عن رسول الله -صلى -قوله " ،أو مثههل
ور بن يزيد عن بعض أهل العلم ،ول أحسههبه إل خالههد بههن قوله " وحدثنى ث َ ْ
ً ً
معدان الكلعي ،أن نفرا من أصحاب رسول الله . ..الخ " ويورد أحيانا مهها
ُيشعر برأيه ،فهو يذكر قصة الطير البابيل ثم يضيف " حدثني يعقههوب بههن
حدث أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العههام عتبة أنه ُ
".
وقد أتقن ابن إسحاق أسلوب القصة في رواية الحههداث وخاصههة فههي
لسههناد فههي
لسههناد ،ونجههده رغههم اعتمههاده علههى ا ِ
الفترة المكية حيث قلة ا ِ
الفترة المدنية حيث كثرة المصادر والوثائق والمعلومات يؤجل الشعار
63
عادة إلى آخر الحدث ،مما يؤكد تأثره بأسلوب القصاص -والله أعلم
.
وفاته :
اختلهف المؤرخههون فههي تحديههد سههنة وفهاة ابههن إسههحاق ،ويههدور ههذا
الخلف بين سنة 154 - 150هه .فيحدد أقدم المؤرخين وهم " البخههاري
وابن سعد وابن النديم " سنة 151ههه ،أمهها الروايههات الخههرى فتضههطرب
ي في تذكرة الحفاظ يورد سنة 151هه ويضعف سنة 152هههه. فنجد ُ الذهب ّ
وابن خلكان يذكر سنة 150هه .و 153هه .ويرجح سنة 151هه ،ويههاقوت
يذكر سنة 151هه 152 .هه .
وروى الطبري " :قال ابن سعد ،أخبرني ابن محمد بن إسحاق قههال :
ن فههي مقههابر الخيههزران " ،وروى
مههات أبههى ببغههداد سههنة 150هه ه .ود ُفِ ه َ
الخطيب البغدادي عن المديني سنة 152هه ،وعن الخليفة بن خياط سههنة
153هه وتوجد بعض الروايات ترجح سنة 144هه .
ورغم كل هذا الخلف نجدهم يرجحون تلك السنة – " 151هههه 768 -
م " لوفاته
واتفقوا على أن وفاته كانت ببغداد .وقال ياقوت في " معجم الدباء "
دفن بمقابر الخيههزران عنههد قههبر أبههى حنيفههة المههام العظههم صههاحب
:إنه ُ
المذهب المتبوع .وقبر أبي حنيفة معروف بالعظمية .
وزاد ابن خلكان " ودفن في مقبرة الخيزران بالجانب الشرقى .وهههى
منسوبة إلى الخيزران أم هارون الرشيد ،وإنما نسههبت إليههها لنههها مدفونههة
بها .وهذه المقبرة أقدم المقههابر الههتي بالجههانب الشههرقى ،مههن دجلههة فههي
بغداد " .
64
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عههن المسههلمين عامههة وعشههاق كتههابه
) المغازي ( خاصة خير الجزاء.
ثانيا ً :ابن هشام الذي اشتهرت باسمه السيرة
اسمه ونسبه :
21
المعهافري مي َههري
هو :أبو محمدٍ عبد ُ الملك بهن هشهام بهن أيههوب الح ْ
البصري.
المعافري 22نسبه إلى المعافر بن يعفر ،قبيل كههبير ُينسههب إليههه خلههق
كثير بعضهم باليمن وعامتهم بمصر.
وقد اخُتلف فههي نسههبته فقيههل :قحطههاني ،وقيههل :عههدناني ،وقيههل :
ميري من قحطان . ح ْذ ُهَِلي ، 23ولكن شهرته بالحميرية تجعلنا نرجح أنه ِ
ولدته ونشأته :
ولد ابن هشام بالبصرة -وتاريههخ ولدتههه مجهههول -وتلقههى العلههم فههي
نشأته الولى بها ثم نزل مصر .ول يذكر الرواةُ عن حياته أنه عاش في
غيرهما ؛ وربما نزل أكثر من بلههد ،دون أن يشههير إليههها الههرواة ج ذلههك
وال ،يطوف البلد في طلبه وسماعه . لن طالب الحديث بطبيعته ج ّ
منزلته :
سهَْيلى عنه في كتاب الروض النههف -شههرح سههيرة قال أبو القاسم ال ّ
رسول الله -صلى : -إنه مشهور بحمل العلم ،متقههدم فههي علههم النسههب
ميههر
ح ْ
والنحو ،وهو من مصر ،وأصله من البصههرة ،ولههه كتههاب فههي أنسههاب ِ
وملوكها ،وكتاب في شرح ما وقع في أشعارِ السههيرة مههن الغريههب .وقههال
ن هشام هههو الههذي جمههع سههيرةَ رسههول اللههه -صههلى -مههنابن خلكان :اب ُ
المغههازي والسههير لبههن إسههحاق ،وهههذبها ولخصههها وشههرحها . . .وهههى
ة بسيرة ابن هشام . الموجودة بأيدي الناس المعروف ُ
ويقول القفطههي صههاحب " إنبههاه الههرواة " عههن ابههن هشههام " :وهههذه
السيرة التي يرويها عن ابن إسحاق قد ه ّ
ذب منهها أمههاكن :مههرة بالزيهادة،
ومرة بالنقصان ،وصارت ل ُتعرف إل " بسيرة ابن هشام " وللمصريين بها
غرام وكثرة رواية ،وعن المصريين ُنقلت إلى سائر الفاق . فرط َ
من اشتهر بابن هشام من المؤلفين :
21نسبته إلى حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وفى حمير
بطون وأفخاذ كثيرة.
22هو معافر بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن الهميسع بن
عمرو بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلن بن سبأ .وفى معافر بطون
كثيرة نزح بعضهم إلى مصر " النباه ص ."118
23ومنهم من يرد نسبه إلى ذهل ،وآخرون يردونه إلى سدوس .والذهلي،
بضم الذال وسكون الهاء ،منسوب إلى ذهل ابن معاوية بن ثور بن مرتع،
وهو بطن من كندة .
65
قال السيوطي في بغية الوعاة فههي طبقههات اللغههويين والنحههاة " :إن
الملقبين بابن هشام خلق وجماعة كثيرة ،أشهرهم ثمانية ،وربما سقط منه
لقب لنه ذكرهم سبعة فقط هم حسب ترتيبه :
عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري ،أبو محمههد البصههري النحههوي
مهذب السيرة النبوية لبن إسحاق .. .الخ
نزيل مصرُ ،
66
ن يحيى بن هشام اللخمي النحوي اللغوي السبتي ،أبووتله محمد ُ ب ُ
دب بالعربية ،وله تآليف مفيدة " وقيل توفي سنة 570هه ".عبد الله أ ّ
أما الثالث فهو :محمد بن يحيى بن هشههام الخضههراوي ،العلمههة أبههو
عبد الله النصاري الخزرجي الندلسى ،من أهل الجزيههرة الخضههراء ،كههان
رأسا ً في العربية ،أخذها عن ابن خروف وغيهره ،وأخهذها عهن الشهلوبين ،
وصنف التآليف المفيدة ،وتوفى سنة 646هه .
الرابع هو :الشيخ جمال الدين عبد الله بن يوسف بههن هشهام صهاحب
المغني وغيره .
خامسهم :محمد بن عبد الله بن يوسههف بههن هشههام .العلمههة محههب
الدين بن الشيخ جمال الدين النحوي ابن النحوي ،كههان أوحههد عصههره فههي
تحقيق النحو ويقال فيه :هو أنحى من أبيه تههوفى سههنة 779ههه .سههادس
المشهورين هو :أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن هشام شهاب الدين
،النحوي حفيد ُ النحوي ،فاق في العربية وغيرها توفى سنة 885هه .
آخرهم :محمد بن عبد الواحد العجيمي ،الشيخ شمس الدين النحههوي
المتفنن ،سبط الشيخ جمههال الههدين بههن هشههام ،كههان فائق ها ً فههي معرفههة
لمهام تقهى الههدين العربية ،أخذ عن خاله الشيخ محب الهدين ،وعنهه أخههذ ا ِ
الشمني ،وتوفي سنة 822هه
كل هههؤلء وغيرهههم ممههن اشههتهر بلقههب ابههن هشههام كههان ابههن هشههام
صاحب السيرة أشهرهم .
وإنما ذكرناهم لئل يختلط مؤلفنا بأحدهم ،كما يقع في ذلك الكثيرون .
67
منهج ابن هشام في تهذيبه سيرة ابن إسحاق
إن ابن هشههام قههد أوضههح لنهها فههي مقههدمته مهها أحههدثه مههن التغييههرات
خ أهههل الكتههاب المنهجية في تهذيبه لسيرة ابن إسحاقَ .فنجده يههترك تاري ه َ
ي
من آدم إلى إبراهيم ،ولههم يههذكر مههن سههللة إسههماعيل غيههر أجههداد النههب ّ
نالمباشرين ،وذلك للختصار .ونجده بعهد ذلههك شههرك بعهض مها ذكهره ابه ُ
اسحاق من الروايات التي ل يرد فيها ذكُر النبي -صههلى -أو الههتي ل يشههير
ص القرآن بشىء ،ول تحتوي على مناسبة أو شههرح أو تأكيههد أي أمههر إليها ن َ ّ
آخر مرويّ في كتاب ابن إسحاق . .ول يوجد أي مبرر لهذا الحههذف سههوى
الختصار.
..ولم يقف ابن هشام في تهذيب السههيرة علههى سههبب الختصههار بههل
كانت هناك أسباب أخرى منها كما ذكر في مقدمة كتههابه . . . " :وأشههعارا ً
لم أر أحدا ً من أهل العلم بالشعر يعرفها " . . .وهنا نرجع إلى بحث الستاذ
عبد العزيز الدورى حيث قارن بيهن سهيرة ابهن هشهام روايهة عهن البكهائي
ومخطوطة برواية يونس بن بكير 24ذكههر " :ليظهههر أن ابههن هشههام حههذف
كثيرا من السيرة " في المخطوطة مثل قصههائد لبههي طههالب فههي مسههيره
برسول اللهه -صهلى -إلهى الشهام .وقطعتهان شهعريتان للزبيهر وقصهيدة
لورقة بن نوفل يستبطئ فيها بعث النههبي -صههلى -وقصههيدتين لورقههة بههن
وفل ..الخ
نَ ْ
أما ما حذفه ابن هشام من الروايات فقد عبر عنه فههي مقههدمته أيض ها ً
بقوله " :وأشياء بعضها يشنع الحديث به وبعض يسوء بعض الناس ذكره . .
" ومثال لذلك حذفه مجموعة من الروايات عن علههم أهههل الكتههاب بظهههور
النبي ،وأن زماَنه قد أطل ..الخ .
24انظر الدراسة التي قدمها لدورة مجمع اللغة العربية المنعقد في رجب
، 1385فهي دراسة قيمة مفيدة -شكر الله له .
68
ويعلههق عبههد العزيههز الههدوري علههى هههذا بقههوله " :إن الكههثير مههن
المعلومات الواردة فيها قصصية أو أسطورية ولعله حههذفها لهههذا السههبب ،
ولكن القليل منها يرد بأسانيد أفضل من كثير من الروايات التي أثبتها ابههن
هشام " مثل ) ص ( 19رواية عن هشام بن عههروة عههن أبيههه عههن عائشههة
حول طواف القرشيين ،ورواية أخرى ) ص ( 20عن هشام بن عروة عن
أبيه حول السعي بين الصفا والمروة " وحذف روايات عن ورقة بههن نوفههل
) ص ،41 - 40ص ( 46كما حذف روايات مختلفة عن الرسول -صلى -
قبل البعث )ص ،40ص ( 41منها رواية عن محمد بن عبد الله بههن قيههس
خرمة عن الحسن بن محمد بن على بن أبي طالب عن أبيه عن جههده م ْ
بن َ
على بن أبههى طههالب قههال " :سههمعت رسههول اللههه -صههلى -يقههول :مهها
ل الجاهلية يلهون به إل ليلههتين كلتاهمهها عصههمني هممت بشىٍء مما كان أه ُ
الله عز وجل فيهما " ثم يسرد محههاولتين للهههو الههبريء وهههو التفههرج علههى
عرس ) ) ( 8-7المخطوطة (. حفلة ُ
أيضا كما قلنا فقد حذف ابن هشام حقائق علق بحذفه لها بقوله .. " :
وبعض يسوء بعض الناس ذكره " . .ومثهال علهى ذلههك النهوع مهن الحههذف
ذكر يوسف هوروفتس 25خبرا ً عن أسر العباس في بدر ،ذلههك الخههبر الههذي
تركه ابن هشام خوفا ً من إساءته إلى بعض الناس .وأيضا ً خبر عن سههرقة
كنز الكعبة .
ويوضح لنا ابن هشام أيضا ً جزءا ً من منهجه فههي تهههذيبه للسههيرة أكههثر
كائى بروايته ،ومستقصى إن شههاء اللههه بقوله . . . " :وبعض لم يقر لنا الب ّ
ما سوى ذلك بمبلغ الرواية له والعلم به ".
69
نجد هنا أن ابن هشام كان معتمدا ً وملتزما ً برواية البكههائي وحههذف مهها
عدا ذلك .
وقد ذكر الستاذ :محمد حميد الله منهج ابن هشام في هامش مقدمة
كتاب ابن إسحاق سببا ً آخر من السههباب الههتي دعههت ابههن هشههام لتهههذيب
السيرة وهي تكرار بعض أسماء وردت في سيرة ابن إسحاق .فمثل هناك
أسماء من هاجر إلى الحبشة ،ذكرها ابن إسحاق مرتين في بابين مختلفين
،وحتى في داخل الباب الواحد يذكر السماء أحيانا ً مرتين .ومن منهج ابن
ذه القرآن الكريههم وتفسههيره أساس ها ً لثبههات
هشام في شرحه للسيرة اتخا ُ
صحة الروايات .
شهرة سيرة ابن هشام بين العرب والمستشرقين :
يمكن القول بأن صيت ابن هشام عل منذ فترة مبكرة لتهذيبه للسيرة
النبوية ،ويتجلى ذلك في موقف اليعقوبي الذي " تههوفي حهوالي سههنة 300
هه " أي بعد وفاة ابن هشام بحوالى 87سنة فقط نجده قد اعتمد على ما
هذبه ابن هشام في روايته للسيرة.
وهذا الصيت المبكر أدى إلى انتشار سيرة ابن هشام مما قلل الحاجة
إلى معرفة سيرة ابن إسحاق " وهي الصل ".
وتمتههد شهههرة ابههن هشههام إلههى مراكههش فقههد اعتمههد عليههها السهههيلى
صاحب " الروض النف " في شرحه للسههيرة ولههم يقههف المههر هكههذا فقههد
تناوله أئمة علماء كهانوا متفرديهن بيهن علمهاء عصهرهم نهذكر منههم أبها ذر
الخشني الذي شرح ألفاظ سيرة ابن هشام .ولم تقف شهههرة سههيرة ابههن
هشههام علههى العلمههاء العههرب فقههط فقههد تناولههها كههثير مههن المستشههرقين
والمسلمين في كل مكان
70
منهم الستاذ غليوم الذي لخص سيرة ابن هشام بالنجليزية ،ويبدو أنه
كان يبحث عما كتبه ابن إسههحاق ،لههذلك نجههده يحههذف ويزيههد عههن طريههق
ة منههه لتكملههة مهها حههذفه ابههن
مصادر متعددة مثل الطبري وغيههره ،محاول ه ً
هشام .وأيضا ً قام الستاذ :شاطاري بترجمة سههيرة ابههن هشههام ونشههرتها
الجامعة العثمانية في حيدر أباد.
وبعدها وإلى الن ظلت باقية يتعاقبها المؤرخون والمحققون بالشرح ،
وُيسههتخلص منههها بعههض الحكههام الشههرعية والفقهيههة " فيمهها ُيسههمى بفقههه
السيرة " ومن هنا نقول إن كثيرا من العلمههاء يههدينون لبههن هشههام بروايههة
السيرة وتهذيبها وحفظها.
وفاته :
اجتمع الرأي في وفاة ابن هشام على المكان وهو الفسههطاط بمصههر،
ولكن انقسم الرأي في تاريخ وفاته إلههى فريقيههن ،فريههق قههال سههنة 213
هه .وفريق آخر " على رأسهم عبد الرحمن بن أحمد بن يهونس أبههو سهعيد
صاحب " تاريخ مصر " الذي جعله للغرباء القههادمين علههى مصههر قههال فيههه
"إن عبد الملك بن هشام تههوفى لثلث عشههرة ليلههة خلههت مههن شهههر ربيههع
الخر سنة " 2 1 8هه -مايو 83 4م " والله أعلم بالصواب .
آثاره :
ولبن هشام أكثر من مؤلهف فهي أكهثر مهن علهم فمثل بخلف تههذيب
سيرة ابن إسحاق وشرحها ،نجده عالما في النسب وله كتاب فههي أنسههاب
حمير وملوكها أسماه كتاب " التيجان لمعرفة ملوك الزمههان " وهههو يرويههه
بسنده عن وهب بن منبه ،وقد طبع في حيدر أباد بالهند سنة 1347هه .
71
وله أيضا ً مؤلف في النحو -وبذلك كان يطلههق عليههه النحههوي -ويههذكر
أيضا ً من تآليفه شرح أخبار الغريب في السيرة .
رحم الله مؤلفنا ابن هشام وأكرمه على جميل صنعه .
كتبه محققه
طه عبد الرءوف سعد
72
المراجع والمصادر
هههذه بعههض المراجههع الههتي اعتمههدنا عليههها ،فبعههد القههرآن الكريههم
وتفاسيره ،وكتب السنة المطهرة وشروحها -رجعنا إلى الكتب التية :
-العلم :قاموس تراجم لخير الدين الزركلي
-إنباه الرواة :القفطي
-أنساب الشراف :البلذري
-إرشاد الريب إلى معرفة الديب المعروف بمعجم الدباء أو طبقههات
الدباء :ياقوت الحموي
-البداية والنهاية في التاريخ :ابن كثير
-بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة :السيوطي
-بغية الملتمس :الضبي
-تاريخ آداب اللغة العربية :جورجي زيدان
-تاريخ الدب العربى :كارل بروكلمان
-تاريخ الرسل والملوك :الطبري
-تاريههخ بغههداد أو مدينههة السههلم :أبههو بكههر أحمههد بههن علههي الخطيههب
البغدادي ]ت 463هه[
لنسانية )سلسلة( :المجلد الول العدد العاشر
-تراث ا ِ
73
-تذكرة الحفاظ :الحافظ الذهبي
-تهذيب التهذيب :ابن حجر العسقلني
لسلمية -دائرة المعارف ا ِ
-دائرة المعارف النظامية ) :ط ( 1334-1333 ،2هه
-الديباج المذهب في أعيان علماء المذهب :ابن فرحون
-تاريخ أبي الفدا :أبو الفدا
-دراسة فههي سههيرة النههبي -صههلى -ومههش لفههها ابههن إسههحاق :عبههد
العزيز الدوري
-الروض النف :السهيلي ) من تحقيقنا (
-الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة :محمد بن
جعفر الكتاني
-سيرة ابن إسحاق :جمع وتحقيق محمد حميد الله
-شذرات الذهب :ابن العماد
لسلم :أحمد أمين
-ضحى ا ِ
-طبقات الشعراء :ابن سلم
-طبقات المدلسين :ابن حجر )من تحقيقنا(
-طبقات ابن قاضى شهبة :ابن قاضي شهبة
-غاية النهاية في طبقات القراء :لبن الجزري
-الفهرست :ابن النديم
عيون الثر في فنون المغازي والشمائل والسير :ابن سيد الناس 0-
العبر في خبر من غبر :الحافظ الذهبي -
-المعارف :ابن قتيبة
-فتح القريهب فهي سهيرة الحهبيب :فصهح الهدين محمهد بهن إبراهيهم
المعروف بابن الشهيد
-فتوخ البلدان :البلذري
74
-كشف الظنون :حاجي خليفة
-كشف اللثام في شرح سيرة ابن هشام :بدر الدين محمد بن أحمههد
العيني الحنفي ت 855هه .
-الطبقات الكبرى :ابن سعد
-الكمال في معرفة الرجال :الجماعيلي
مختصر سيرة ابن هشام :للبرهان إبراهيم بن محمد بن المرحل – 0-
المورد العذب الهني في كلم على سيرة عبد الغني :عبد الكريههم -
بن محمد الجماعيلي الحنبلي
-مشاهير علماء المصار :البستي
-ميزان العتدال في تراجم الرجال :الذهبي
-مروج الذهب :المسعودي
-معجم البلدان :ياقوت
-نكت الهميان :الصفدي
-نفح الطيب :المقري
-وفيات العيان :ابن خلكان
الوافي بالوفيات :الصفدي 0-
صفحة 143 -87
السيرة النبوية
ابن هشام
الجزء الول
75
76
بسم الله الرحمن الرحيم
} وبه نستعين {
ل رب العالمين ،وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين
الحمد ّ
ذكر سرد النسب الزكي
من محمد صلى الله عليه وآله وسلم
إلى آدم عليه السلم
ب سيرة رسول الّلههه -
ن هشام :هذا كتا ُقال أبو محمد جمدُ الملك ب ُ
صلى الّله عليه وآله وسلم -محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .واسم
ّ 26
77
28
عمرو بن عبد
َ : واسم هاشم
:أي فالمظلوم شأنه فى الدنيا ذلك ،حتى إذا خرج من الدنيا ولم تصبه العقوببة فهبي
ُمَعّدة له فى الخرة ،ورفض فى آخر عمره عبادة الصنام .وتببؤثر عنببه سببنن جبباء
القرآن بأكثرها ،وجاءت السنة بها :منها الوفاء بالنذر ،والمنع مببن نكبباح المحببارم ،
وقطع يد السارق ،والنهى عن قتل الموءودة ،وتحريم الخمر والزنا ،وأن ل يطببوف
عبيبد ببن الببرص الشباعر ،غيببر أن عبيببدا مبات قبلبه بببالبيت عريبان ،وكببان ِلبَدة ُ
خضببب بالسببواد مببنبعشرين سنة ،قتله المنببذر .ويقببال :إن عبببد المطلببب أول مببن َ
ل أعلم .والمطلب مفتعل من الطلب . العرب ،وا ّ
ويقال :قيل له عبد المطلب لن أباه هاشما لما مر بالمدينببة فببى تجببارته إلببى الشببام
نزل على عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خراش بن خندف بن عببدي بببن النجببار
الخزرجى النجاري وكان سيد قومه فأعجبته ابنته سلمى فخطبها إلببى أبيهببا فزوجهببا
منه واشترط عليه مقامها عنده ،وقيل بل اشترط عليه أن ل تلببد إل عنببده بالمدينببة .
فلما رجع من الشام بنى بها وأخذها معه إلى مكة ،فلما خرج في تجببارة أخببذها معببه
وهي حبلى ،فتركها بالمدينة ودخل الشام فمات بغزة ووضببعت سببلمى ولببدها فسببمته
شيبة فأقام عند أخواله بنى عدي بن النجار سبع سنين ،ثم جاء عمه المطلب بن عبد
مناف فأخذه خفية عن أمه فذهب به إلببى مكببة .فلمببا رآه النبباس ورأوه علببى الراحلببة
قالوا مببن هببذا معببك ؟ فقببال عبببدي ثببم جباءوا فهنئوه -بببه وجعلببوا يقولببون لببه عبببد
المطلب لذلك فغلب عليه .
وساد في قريش سيادة عظيمة وذهب بشرفهم ورآستهم .فكان جماع أمرهم عليه
وكانت إليه السقاية والرفادة بعد المطلب ،وهو الذي جدد حفر زمبزم بعبد مبا كبانت
مطمومة من عهد جرهم ،وهو أول من طلى الكعبة بذهب فى أبوابها من الغزالببتين
.من ذهب اللتين وجدهما في زمزم مع تلك السياف القلعية
28أما هاشم فاسمه عمرو ،كما ذكر .وهو اسبم منقبول مبن أحبد أربعبة أشبياء :مبن
العمر الذي هو الغمر أو الَعمر الذي هو من عمور السنان ،وقاله القتبي ،أو التمر
عمريببه أي علببى كميببه أو الَعمببر الببذي هببوالذي هو طرف الكم ،يقببال سببجد علببى َ
الُقرط كما قال التنوخي :
عمرو بن هند يسود الناس تعنيتًا # وعمرو هند كأن ال صوره
يقصد بعمرو الولى في البيت السابق :القرط ،وبعمرو الثانية :عمرو بن هند أحببد
ملوك العرب المستبدين .
78
، مغيرة بن ُقصي
30
:ال ُ
29
مناف ،واسم عبد مناف
وزاد أبو حنيفة الدينوري فى كتابه " النبات " -وجها خامسبا فقبال فببى العمببر البذي
عمر أيضًا ،قال :يجوز أن يكون أحد الوجوه الببتي بهببا هو اسم لنخل السكر :ويقال َ
عمرًا وقال :كان ابن أبي ليلى يستاك بعسيب الَعمر. سمى الرجل َ
وإنما سمى هاشما لنه أول من هشم الثريد بعد جده إبراهيم ،فببإن إبراهيببم أول مببن
فعل ذلك .أي ثرد الثريد وأطعمه للمساكين ،وفيببه أن أول مببن ثببرد الثريببد وأطعمببه
بمكة بعد إبراهيم جد هاشم " قصي ".
ففي المتاع :وقصى أول من ثرد الثريببد وأطعمبه بمكببة .وفيبه أيضبا هاشبم عمبرو
ي.العل ،أول من أطعم الثريد بمكة ،ويقال :إن أول من فعل ذلك عمرو بن لح ّ
وقد يقال :ل منافاة لن الولية إضافية :فأوليببة قصببي -لكببونه مببن قريببش ،وأوليببة
ي لكونه من خزاعة ،وأولية هاشم باعتبار شدة مجاعة حصببلت لقريببش عمرو بن لح ّ
وإلى ذلك يشير الشاعر بقوله :
وأطعم في المحل عمرو # العل فللمسنتين به خصب عام
وقال أيضًا :
عمرو العل ذو الندى من ل يسابقه # مر السحاب ول ريح تجاريه
جفانه كالجوابي للوفود إذا # لبوا بمكة ناداهم مناديه
ملئت # أو أمحلوا أخصبوا منها وقد ُ قوتا لحاضره منهم وباديه
وقد قيل فيه :
قل للذي طلب السماحة والندى # هل مررت بآل عبد مناف
الرائشون وليس يوجد رائش # والقائلون هلّم للضياف
ل صلى ال عليه وسببلم وأبببا بكببر رضببى وعن بعض الصحابة قال :رأيت رسول ا ّ
ل تعالى عنه على باب بني شيبة فمر رجل وهو يقول : ا ّ
ول رحله # يا أيها الرجل المح ّ أل نزلت بآل عبد الدار
هبلتك أمك ،لو نزلت برحلهم # منعوك من عدم ومن إقتار
ل عنه فقال :أهكذا قببال ل صلى ال عليه وسلم إلى أبى بكر رضى ا ّ فالتفت رسول ا ّ
الشاعر ؟ قال :ل والذي بعثك بالحق ،ولكنه قال :
يا أيها الرجل المحول رحله # أل نزلت بآل عبد مناف
هبلتك أمك لو نزلت برحلهم # منعوك من عدم ومن إقراف
الخالطين غنيهم بفقيرهم # حتى يعود فقيرهم كالكافي
فتبسم رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال :هكذا سمعت الرواة ينشدونه ،كما قببال
79
31
كلب
ابن ِ
ل:
مطرود بن كعب الخز اعي فى تصيدته وقيل الزبعري والد عبد ا ّ
سِنتون عجا ُ
ف ورجالُ مكَة ُم ْ شم الثريد لقومه #عمرو الذي َه َ
سَفُر الشتاء ورحلُة الصياف َ ت إليه الرحلتان كلهما سّن ْ
ُ #
وذلك لنه أول من سن رحلتي الشتاء والصيف ،وكان أكبر ولد أبيه .
وكان هاشم بعد أبيه عبد مناف على السقاية والرفادة ،فكان يعمببل الطعببام للحجبباج ،
يأكل منه من لم يكن له سعة ول زاد ،ويقال لذلك الرفادة .
واتفق أنه أصاب الناس جدب شديد فخرج هاشم إلببى الشببام ،وقيببل بلغببه ذلببك وهببو
بغزة من الشام ،فاشترى دقيقًا وكعكًا وقدم به مكة في الموسم ،فهشم الخبز والكعك
ونحر الجزر وجعله ثريدا ،وأطعم الناس حتى أشبببعهم؛ فسببمي بببذلك هاشببما .وكببان
يقال له أبو البطحاء وسيد البطحاء.
قال بعضهم :لم تزل مائدته منصوبة ل ترفع في السراء والضراء .قال ابن الصلح
:
روينا عن المام سهل الصعلوكى أنه قبال فبى قبوله صبلى الب عليبه وسببلم " فضبل
عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " أراد فضببل ثريببد عمببرو العل،
الذي عظم نفعه وقدره ،وعم خيره وبره ،وبقى له ولعقبه ذكره .
قال :وقد ذكر أنه كان إذا هببل هلل ذي الحجببة قببام صبببيحته وأسببند ظهببره إلببى
الكعبة من تلقاء بابها يخطب ويقول فى خطبته :يا معشر قريش إنكم سادة العببرب ،
أحسنها وجوها ،وأعظمها أحلمبا أي عقببول ،وأوسببط العببرب :أي أشببرفها أنسببابا،
وأقرب العرب بالعرب أرحاما .يا معشر قريش إنكم جيران بيت ال تعالى ،أكرمكببم
ل تعببالى بببوليته ،وخصببكم بجببواره دون بنببي إسببماعيل ،وإنببه يببأتيكم زوار الب ا ّ
ل ب أنتببم ،فببأكرموا ضببيفه
يعظمببون بيتببه فهببم أضببيافه وأحببق مببن أكببرم أضببياف ا ّ
غْبرا من كل بلد على ضوامر كالقداح ،فببأكرموا ضببيفه شْعثا ُ
وزواره ،فإنهم يأتون ُ
وزوار بيته ،فورب هذه البنية لو كان لي مال يحتمل ذلك لكفيتكمببوه ،وأنببا مخببرج
من طيب مالي وحلله ما لم ُيقطع فيه رحم ،ولم ُيؤخذ بظلم ،ولم يدخل فيه حببرام؛
فمن شاء منكم أن يفعل مثلى فعل ،وأسببألكم بحرمببة هببذا البببيت أن ل يخببرج رجببل
ل وتقويتهم إل طيبا؛ لم ُيؤخذ ظلما ،ولم ُيقطع فيببه منكم من ماله لكرامة زوار بيت ا ّ
رحببم ،ولببم ُيؤخببذ غصبببا ،فكببانوا يجتهببدون فببي ذلببك ،ويخرجببونه مببن أمببوالهم
فيضعونه فى دار الندوة .
80
بن ل ُؤَ ّ مّرة ،32بن َ
34 33
، ي كعب ابن ُ
لكل ما تقدم يقال لهاشم وإخوته عبد شببمس والمطلببب ونوفببل أقببداح النضببار :أي
الذهب ويقال لهم المجيرون لكرمهم وفخرهم وسيادتهم على سائر العرب .
وحكى ابن جرير عن " هاشم " :أنه كان توأم أخيه عبد شمس وأن هاشببما خببرج
ورجله أي ] إصبعها [ ملتصقة برأس عبد شمس ،ولم يمكن نزعها إل بسيلن دم ،
فما تخلصت حتى سال بينهما دم ،فقال الناس بذلك يكون بين أولدهما حببروب ،أو
يقولون سيكون بينهما دم ،فكان بين ولديهما أي بين بنبي العبباس ،وبيبن بنبي أميبة
بن عبد شمس سنة ثلث وثلثين ومائة من الهجرة .
وكان إخوة هاشم :عبد شمس والمطلب -كان أصغر ولد أبيه وأمهببم عاتكببة بنببت
مرة بن هلل -وأيضًا نوفل من أم أخرى وهى واقدة بنت عمببرو المازنيببة ولهببم أخ
ليس بمشهور وهو أبو عمرو واسمه عبد ،وًاصل اسمه عبد قصي .وكانوا قد سادوا
قومهم بعد أبيهم وصارت لهم الرياسة وكان يقال لهم المجيرون ،وذلك لنهم أخببذوا
لقومهم قريش المان من ملببوك القبباليم ليببدخلوا فببي التجببارات إلببى بلدهببم ،فكببان
هاشم قد أخببذ أمانببا مببن ملببوك الشببام والببروم وغسببان ،وأخببذ لهببم عبببد شببمس مببن
النجاشي الكبر ملك الحبشة ،وأخذ لهم نوفل من الكاسرة ،وأخذ لهببم المطلببب أمانببا
من ملوك حمير.
قال بعضهم :ول يعرف بنو أب تباينوا فى محالّ مببوتهم مثلهببم؛ فببإن هاشببم مببات
بغزة ،وعبد شمس مات بمكة ،وقبره بأجياد ،ونوفل مات ببالعراق ،والمطلبب مبات
ببرعاء من أرض اليمن .
81
36 35
بن فهر ابن غالب
ويجوز أن تكون الهاء في مغيرة للتأنيث ،ويكون منقول من وصف كتيبببة ،أو خيببل
مغيرة ،كما سموا بعسكر.
وعبد مناف هذا كان يلقب :قمر البطحاء -لحسنه وجماله -فيما ذكر الطبري .
ويروى عن أبي نعيم قال :قلببت لمالببك :مببا كببان اسببم عبببد المطلببب؛ قببال :شببيبة،
قلت :فهاشم ،قال :عمرو ،قلت :فعبد مناف ،قال :ل أدري !! وكان عبببد منبباف
أخو عبد الدار الذي كان أكبر ولد أبيه وإليه أوصبى بالمناصبب وعببد العبزى وعببد
حّبى بنت حليل بن حبشى بن سببلول بببن كعببب بببن عمببرو وبرة وتخمر ،وأمهم كلهم ُ
الخزاعى ،وأبوها آخر ملوك خزاعة وولة البيت منهم وكلهم أولد قصي .
ل صلى ال عليه وسلم ،وهببو الجببد الرابببع لعثمببان وعبد مناف الجد الثالث لرسول ا ّ
ل تعالى عنهما .بن عفان ،والجد التاسع للمام الشافعي رضى ا ّ
30وُقصى اسمه زيد ،ويدعى مجمعًا أيضًا وهو تصغير قصي أي بعيد ،لنه بعد عن
عشيرته في بلد ُقضاعة ،حين احتملته أمه فاطمة مع ربيعة بن حزام .وصغر على
ُفَعْيل وهو تصغير َفعيل .وقيل له قصي لنه -كما سبق -بعد مع أمببه إلببى الشببام ،
لن أمه تزوجت بعد مرت أبيه ،وهو فطيبم ،بشبخص يقبال لبه ربيعبة ببن حبزام .
وقيل حزام بن ربيعة العذري ،فرحل بها إلى الشام ،وكان قصببي ل يعببرف لببه أبببا
إل زوج أمه المذكور .فلمببا كبببر وقببع بينببه وبيببن آل زوج أمببه شببر ،فغضببب ذلببك
الرجل وعير قصيا بالغربة ،وقال له :أل تلحق بقومك وببلدك فإنك لست منا.
ل أمببك فشببكا ذلببك إلببى أمببه ،وفي لفظ :لما قيل له ذلك ،قال ممن أنا ؟ قيببل لببه سب ْ
فقالت له :بلدك خير من بلدهم ،وقومك خير من قومهم ،أنببت أكببرم أب بًا منهببم ،
أنت ابن كلب بن مرة ،وقومك بمكة عنببد البببيت الحببرام تفببد إليببه العببرب فلمببا أراد
الخروج إلى مكة قالت له أمه :ل تعجل حتى يدخل الشهر الحرام فتخرج مع حجاج
قضاعة ،فإنى أخاف عليك ،فشخص مع الحجاج ،فقدم قصي مكببة علببى قببومه مببع
حجاج قضاعة ،فعرفوا له فضله وشرفه ،فببأكرموه وقببدموه عليهببم ،فسبباد فيهببم ثببم
حليل الخزاعى وكان أمبر مكبة والببيت إليبه ،وهبو آخبر مبن ولبي أمبر تزوج بنت ُ
البيت والحكم في من خزاعة ،فجاء منها بأولده ،فلما انتشر ولده وكببثر مبباله وعلببم
حليل ،فرأى قصي ًانه أولى بأمر مكة من خزاعة ،لن قريشا أقرب إلى شرفه مات ُ
إسماعيل من خزاعة ،فدعا قريشا وبني كنانة إلى إخببراج خزاعببة مببن مكببة فأجببابوه
إلى ذلك وانضم له قضاعة ،جاء بهم أخو قصي لمه فأزاح قصي يد خزاعببة وولببي
أمر مكة .
82
مد ِْركههة ،41واسههم 40
خَزيمههة ،بههن ُ
بههن ُ 39
بن الّنضههر ،38بههن ِ
كنانههة 37
ابن مالك
مدركة:
حليل جعل أمر البيت لقصي .ول منافاة لجواز أن تكون خزاعة لم تببرض وقيل إن ُ
حليل من أن يكون أمر البيت لقصي فحاربهم وأخرجهم من مكة . بما فعله ُ
غبشان بعببد أن أوصببى بببذلك لبنتببه زوج قصببي ، حليل أوصي بذلك لبي ُ وقيل إن ُ
وقالت له ل قدرة لي على فتح البيت وإغلقه ،وأن قصيا أخذ ذلك منببه بببزق خمبر،
غبشان .
فقالت العرب :أخسر صفقة من أبي ُ
حليل زوج قصي ،وأعطاه أثوابا وأبعرة ،فكببان وقيل إن أبا غبشان أعطى ذلك لبنت ُ
أبو غبشان آخر من ملك أمر مكة والبيت من خزاعة .
حليل آخر من ولى أمر الببيت والحكببم بمكبة ،لجبواز ول يخالف ذلك ما تقدم من أن ُ
أن يكون المراد آخر من ولببي ذلببك ،واسببتمر كببذلك إلببى أن مببات .قببال بعضببهم :
غبشان خال لقصى ،وكان في عقله شىء ،فخدعه قصي فاشترى منه أمببر وكان أبو ُ
مكة والبيت بأذواد من البل .،والجمع بين هذه الروايات من أن قصيا أخذه مببن أبببى
غبشان بزق خمر ،وبين أنه أخذ ذلك بأثواب وأبعرة ،وبين أنه أخبذ ذلبك ببأذواد مبن ُ
البل ممكن ،لجواز أن يكون جمع بين الخمر والثواب والبل فوقع القتصار على
بعضها من بعض الرواة.
ثم جمع قصى قريشا بعد تفرقها فى البلد وجعلها اثنتى عشرة قبيلة ،ومن ثم قيل لببه
مجمع .وإلى ذلك يشير قول الشاعر :
عى مجمعا # قصى لعمري كان ُيْد َ ل القبائل فى فهربه جمع ا ّ
وصببار قصببى رئيسببا لقريببش علببى الطلق حيببن أزاح يببد خزاعببة عببن البببيت ،
وأجلهم عن مكة بعد أن لم يسلموا لقصى في ولية أمر البيت ،ولم يجيزوا ما فعل
غبشان على ما تقدم ،وذلك بعد أن اقتتلوا آخر أيام منى بعببد أن حببذرتهم حليل وأبو ُُ
قريببش الظلببم والبغببي ،وذكرتهببم مببا صببارت إليببه جرهببم حيببن ألحببدوا فببى الحببرم
بالظلم ،فأبت خزاعة ،فاقتتلوا قتل شديدا ،وكثر القتل والجراح فبى الفريقيبن إل أنبه
فى خزاعة أكثر ،ثم تداعوا للصلح واتفقوا على أن يحكموا بينهم رجل من العببرب ،
فحكموا يعمر بن عوف و.كان رجل شريفا ،فقبال لهببم :موعبدكم فنباء الكعببة غببدا،
فلما اجتمعوا قام يعمر ،فقال :أل إني قد شدخت مببا كببان بينكببم مببن دم تحببت قببدم ّ
ي
هاتين ،فل تباعة لحد على أحد في دم .وقيل قضى بأن كل دم أصابته قريببش مببن
ى بببأنه
خزاعة موضوع ،وأن ما أصابته خزاعة من قريش فيه الدية ،وقضببى لُقص ب ّ
أولى بولية مكة ،فتولها.
83
، 43
مضر
،بن ُ
42
عامر ،بن إْلياس
وكانت خزاعة قد أزالت يبد جرهبم عبن وليبة الببيت ،فبإن مضباض ببن عمبرو
الجرهمي الكبر ولى أمر البيت بعد نابت بن إسماعيل عليه الصلة والسببلم ،فببإنه
كان جببدا لنببابت وغيببره مببن أولد إسببماعيل لمهببم ،واسببتمرت جرهببم ولة البببيت
والحكام بمكة ل ينازعهم ولد إسماعيل فى ذلك لخئولتهم ،وإعظاما لن يكون بمكببة
بغي .
ثم إن جرهما بنوا بمكة ،وظلموا من يدخلها مببن غيببر أهلهببا ،وأكلببوا مببال الكعبببة
الذي يهدى لها ،فأجمعت خزاعة لحربهبم وإخراجهبم مبن مكبة ،ففعلبوا ذلبك بعبد أن
سلط ال تعالى على جرهبم دواب تشبببه النغببف ،فهلببك منهبم ثمبانون كهل فبي ليلبة
واحدة سوى الشباب .وذهب من بقى إلى اليمببن مببع عمببرو بببن الحببارث الجرهمببي
آخر من ملك أمر مكة من جرهببم ،وحزنببت جرهببم علببى مببا فبارقوا مببن أمببر مكببة
وملكها خزنا شديدا وقال عمرو أبياتا منها :
أنيس ولم يسمر بمكة سامر #كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
نطوف بذاك البيت والخير ظاهر #وكنا ولة البيت من بعد نابت
ابن بنت عمرو بن الحارث الجرهمي آخر ملوك جرهم المتقدم ذكره .وقد بلغ عمرو بن لحى فى العرب من
الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ول بعده في الجاهلية .وهو أول من أطعم الحج بمكة سدائف البل ولحمانها
على الثريد.
وفي كلم بعضببهم :صببار عمببرو للعببرب ربببا ،ل يبتببدع لهببم بدعببة إل اتخببذوها
شرعة ،لنه كان يطعم الناس ويكسوهم في المرسببم ،وربمببا نحببر لهببم فببي الموسببم ِ
عشرة آلف بدنة وكسا عشرة آلف حلة .
وهو أول من غير دين إبراهيببم :فقببد قببال بعضببهم :تضببافرت نصببوص العلمبباء
على أن العرب من عهد إبراهيم استمرت على دينه :أي من رفبض عببادة الصبنام
إلببى زمببن عمببرو ابببن لحببي ،فهببو أول مببن غيببر ديببن إبراهيببم ،وشببرع للعببرب
حر البحيرة.الضللت ،فعبد الصنام ،وسيب السائبة وب ّ
84
47 46 45 44
،بن أد ّ بن عدنان مَعد
ابن نزار ،بن َ
وعمرو أول من وصل الوصيلة ،وحمى الحامي ،ونصبب الصبنام حبول الكعببة
وأتى بُهبل من أرض الجزيرة ونصبه في بطن الكعبة فكببانت العببرب تستقسببم عنببده
بالزلم .
وأول من أدخل الشرك في التلبية ،فإنه كان يلبي بتلبية إبراهيم الخليببل عليببه الصببلة
والسلم ،وهى " لبيك اللهم لبيببك ،لبيببك ل شببريك لببك لبيببك ،فعنببد ذلببك تمثببل لببه
الشيطان فى صورة شيخ يلبي معه ،فلما قال عمرو لبيك ل شريك لك ،قال له ذلببك
الشيخ " :إل شريكا هو لك " ،فببأنكر عمببرو ذلببك ،فقببال ،فقببال لببه ذلببك الشببيخ " :
تملكه وما ملببك " ،وهببذا ل بببأس بببه ،فقببال ذلببك عمببرو ،فتبعتببه العببرب ذلببك :أي
حدونه بالتلبية ،ثم يدخلون معه أصنامهم ويجعلون ملكها بيده ،قال تعالى توبيخببا فيو ّ
ن { ]يوسف[106: شِرُكو َ
ل َوُهْم ُم ْ
ل ِإ ّ
ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ
لهم }َوَما ُيْؤِم ُ
وهو أول من أحل أيضا أكل الميتة ،فإن كل القبائل من ولد إسماعيل لببم تببزل تحببرم
أكل الميتة حتى جاء عمرو بن لحى فزعم أن ال تعالى ل يرض تحريم أكل الميتببة،
ل وتأكلون ما قتلتم ؟ قال :كيف ل تأكلون ما قتل ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم فببي قبال " :رأيببت جهنببم يحطببم وروى البخاري أن رسول ا ّ
بعضها بعضًا ،ورأيت عمرًا يجر ُقصبه فى النار ،وفى رواية ) أمعبباءه ( أي وهببى
المراد بالُقصب بضم القاف .
وفى رواية " رأيته يؤذي أهل النار بريح ُقصبه ".
وقال صلى ال عليه وسلم لكثم بن الجون الخزاعى واسمه عبد العزى وأكثم بالثاء
المثلثة :وهو في اللغة واسع البطن " يا أكثم رأيت عمرو بن لحببى يجببر قصبببه فببي
النار ،فما رأيت رجل أشبه من رجل منك بببه ول بببك منببه ،فقببال أكثببم :فعسببى أن
ل ،قال ل ،إنك مؤمن وهو كبافر ،إنببه أول مببن غيببر ديبن يضرني شبهه يا رسول ا ّ
إسماعيل فنصب الوثان "
فإن العرب من عهد إبراهيم عليه الصلة والسلم استمرت على دينه لببم يغيببره أحببد
إلى عهد عمرو بن لحي ، .ويقال إن عمببرو بببن لحببي هببو الببذي نصببب منبباة علببى
ساحل البحر مما يلي قديببد ،وكببانت الزد يحجببون إليببه ويعظمببونه ،وكببذلك الوس
والخزرج وغسان .
وكان عمرو يخبر قومه بأن الرب يشتي .بالطائف عند اللت ويصيف عنببد العببزى،
فكانوا يعظمونهما وكانوا يهدون إلبى الُعبزى كمبا يهبدون إلبى الكعببة .وُقصبى هبو
85
وم ، 48بههن نههاحور ،49بههن ت َي ْهَرح ، 50بههن ي َعْ هُرب ،بههن قه ّ
م َ
دد ،بههن ُ
ويقههال أ َ
جب ، 51بن نابت ،بن إسماعيل ،بن إبراهيم -خليل الرحمهن -ابهن
53 52
ش ُيَ ْ
55 54
تهارح -وههو آزر -بهن نهاحور ،بهن سهاروغ ،بهن داعهو ،بهن فهالخ ،بهن
شذ ،58بن سام ، خ َعَْيبر ، 56بن شالخ ، 57بن أْرفَ ْ
الذي أمر قريشا أن يبنوا بيوتهم داخبل الحبرم حبول الببيت وقببال لهببم إن فعلتبم ذلببك
هابتكم العرب ولم تستحل قتالكم ،فبنوا حول البيت من جهاته الربع وجعلوا أبببواب
بيوتهم جهته لكل بطن منهم باب ينسب إليببه ،كببباب بنببي شببيبة ،وببباب بنببي سببهم ،
وباب بني مخزوم ،وباب بنى جمح ،وتركوا قدر المطاف بببالبيت فبنببى ُقصببي دار
الندوة وهي أول دار بنيت بمكة ،واستمر المر على أنبه ليببس حبول الكعببة إل قبدر
المطاف ،وليس حوله جدار زمنه صلى ال عليه وسلم وزمن ولية الصديق رضى
ل تعببالى عنببه اشببترى تلببكل عنه ،فلما كان زمن ولية عمر بن الخطاب رضي ا ّ ا ّ
الدور من أهلها وهدمها وبنى المسجد المحيط بهببا ،ثببم لمببا كبان زمببن وليببة عثمبان
ل تعالى عنه اشترى دورا أخرى وغالى فببي ثمنهببا وهببدمها وزاد فببى سببعة رضى ا ّ
ل عنهما زاد في المسجد زيادة كثيرة ،ثببم إن عبببد المسجد ،ثم إن ابن الزبير رضي ا ّ
الملك ابن مروان رفع جداره وسقفه بالساج وعمره عمارة حسنة ولم يزد فيببه شببيئا،
ثم الوليد بن عبد الملك وسع المسجد وحمل إليه أعمدة الرخام ،ثببم زاد فيببه المهببدى
والد الرشيد مرتين .
وكانت قريش قبل ذلك :أي قبل بناء منازلهم فى الحرم يحترمون الحرم ول يبببيتون
فيه ليل ،وإذا أراد أحدهم قضاء حاجة النسان خرج إلى الحل .
وقد جاء أنه صلى ال عليه وسلم لمببا كببان بمكببة إذا أراد حاجببة النسببان خببرج إلببى
المغمش وهو على ثلثي فرسخ من مكة.
ي :من أكرم لئيما أشركه في لؤمه .ومببن استحسببن قبيحببا نببزل ومما يؤثر عن ُقص ّ
إلى قبحه .ومن لم تصلحه الكرامة أصلحه الهوان .ومن طلببب فببوق قببدره اسببتحق
الحرمان.
ولما احتضر قال لولده . :اجتنبوا الخمر ،فإنها تفسد الذهان .
ي شرف مكة كله .،فكان بيده السقاية والرفادة والحجابببة والنببدوة واللببواء وحاز ُقص ّ
والقيادة .
ى وعبد مناف أشرفهم :أي لنه شرف في زمان أبيه صّ
وكان عبد الدار أكبر أولد ُق َ
ى ،وذهب شرفه كل مذهب ،كذلك كان أخوه المطلب ،كان يقال لهما البدران ، صُّف َ
ي ولده عبببد الببداروكانت قريش تسمى عبد مناف الفياض لكثرة جوده ،فأعطى ُقص ّ
جميع تلك الوظائف التي هي السقاية والرفادة والحجابة والندوة واللواء والقيادة.
86
شَلخ ، 61بن أخنوخ 62وهو إدريس 63النهبي متوّ َ 60
مك ،بن َ بن نوح ،بن ل َ َ
59
خه ّ
ط – فيما يزعمون – والل ّههه أعلههم .وكهان أول بنههى آدم أعطههى النبههوة ،و َ
مْهليل 65بن قَي َْنن ، 66بن ياِنش ، 67بن 64
بالقلم -ابن ي َْرد ،بن َ
31واسمه حكيم ،وقيل عروة ،ولقب بكلب لنه كان يحب الصيد وأكثر صيده كببان
بالكلب ،وهو الجد الثالث لمنة أمه صلى ال عليه وسلم ،ففي كلب يجتمع نسببب
أبيه وأمه .
ولفظ " كلب " :وهو منقول إما من المصببدر الببذى هببو معنببى المكالبببة ،وإمببا مببن
الكلب جمع علب .لنهببم يريببدون الكببثرة .وقببد قيببل لبببي الرقيببش العرابببى :لببم
تسمون أبناؤكم بشر السماء نحببو :كلببب وذئب ،وعبيببدكم بأحسببن السببماء نحببو :
مرزوق ورباح ،فقال :إنما نسمى أبناءنا لعدائنا ،وعبيدنا لنفسنا .يريد أن البنبباء
عدة العداء وسهام في نحورهم ،فاختاروا لهم هذه السماء.
32مببرة منقببول مببن وصببف الحنظلببة والعلقمببة ،وكببثيرا مببا تسببمى العببرب بحنظلببة
وعلقمة .ويجوز أن تكون الهاء للمبالغة؛ فيكون منقول من وصف الرجبل ببالمرارة،
ويقوى هذا قولهم :تميم بن مر وهو من المسمين بالنبببات؛ لن أبببا حنيفببة الببدينوري
ذكر في كتاب :النبات :أن المرة بقلة تقلع فتؤكل بالخل والزيت ،يشبه ورقها ورق
الهندباء .وأبناء " مرة " ثلثة هم كلب ،وتيم ويقظة أبو مخزوم.
ومرة أخو عدي وهصيص .
لب عنببه ومرة هو الجد السادس لي بكببر رضببي الب عنببه ،والمببام مالببك رضببي ا ّ
ل عليه وسلم في هذا الجد .يجتمع معه صلى ا ّ
33وأما كعب فمنقول إما من الكعب الذي هو قطعة من السمن ،أو من كعب القببدم ،
وهو أشبه لقولهم :ثبت ثبوت الكعب .وجاء في خبر ابن الزبيببر :أنببه كببان يصببلي
عند الكعبة يوم ُقتل ،وحجارة المنجنيق تمر بأذنيه ،وهو ل يلتفت كأنه كعب راتببب
أي -ثابت -وكعبب بببن لببؤى هبذا أول مبن جمبع يببوم العروببة ،ولببم تسبم العروببة
الجمعة إل منذ جاء السلم في قببول بعضببهم .وقيبل :هببو أول مببن سببماه الجمعببة؛
لجتماع قريش فيه إليه فيخطبهم ،ويذكرهم بمبعث النبي – صلى ال عليه وسلم –
ويعلمهم أنه من ولده ،ويأمرهم باتباعه واليمان بببه ،ويقببول :سببيأتي لحرمكببم نبببأ
عظيم ،وسيخرج منه نبي كريم ،وينشد أبياتا آخرها :
فيخبر أخبارًا صدوق خبيُرها #على غفلة يأتى النبي محمد
وينشد أيضًا :
حين العشيرة ُتبغى الحق خذلنا #يا ليتني شاهد فحواء دعوته
87
69 68
صلى الله عليه وسلم. ،بن آدم شيث
قال أبو محمد عبسسد الملسسك بسسن هشسسام :حههدثنا زيههاد بههن عبههد الل ّههه
كائى ،70عن محمد بن إسحاق المطلبي ، 71بهذا الذي ذكهرت مهن نسهب الب َ ّ
محمد رسول الّله -صلى الّله عليه وآله وسههلم -إلههى آدم عليههه السههلم ،
وما فيه من حديث إدريس وغيره .
قال ابن هشام :وحههدثنى خلد بههن قُ هّرة بههن خالههد ال ّ
سههدومي ،عههن
ور ،عن قَتادة بن ِدعامة ،أنه قال : شْيبان ابن ُزهَْير بن شقيق بن ث َ ْ
َ
وكان بينه وبين مبعثه صلى ال عليه وسلم خمسمائة سنة وستون سنة .وفى المتاع
:وعشرون سنة ،لن الحق أن الخمسمائة والستين إنما هي بين مببوت كعببب والفيببل
الذي هو مولده صلى ال عليه وسلم كما ذكره أبو ُنَعْيم في الدلئل النبوية.
وقيل ٍا ن كعب أول من قببال ) أمببا بعببد ( فكببان بقببول :أمببا بعببد فاسببمعوا وافهمببوا،
وتعلموا واعلموا ،ليل داج .وفي رواية :ليل ساج ،ونهار صاح ،والرض مهبباد،
صببلوا
والسببماء بنبباء ،والجبببال أوتبباد ،والنجببوم أعلم ،والولببون كببالخرين ،ف ِ
أرحامكم واحفظببوا أصببهاركم ،وثمببروا أمببوالكم ،الببدار أمببامكم ،والظببن غيببر مببا
تقولون .
وقيل له كعب لعلوه وارتفاعه ،لن كببل شببىء عل وارتفبع فهببو كعببب .وهببو الجبد
ل تعالى عنه .الثامن لعمر رضي ا ّ
34قال ابن النباري :هو تصغير اللى وهو الثور الوحشى وأنشد :
ي والفرقد
#يعتاد أدحية بقين بقفرة ميثاء يسكنها الل ُ
ولؤي :بالهمزة أكثر من عببدمها :وفببي سبببب تصببغيره خلف قببال أبببو حنيفببة
الدينوري :اللى هي البقرة ،وأنشد في وصف فلة :
#كظهر اللى لو يبتغي رّية بها نهارًا لعيت فى بطون الشواجن
وهو أيضًا تصغير لي ،لن اللى :البطء ،كأنهم يريدون معنى الناة وتببرك
العجلة ،وذلك أنه ُوجد في أشعار بدر مكبرًا على هذا اللفظ في شعر أبي أسببامة
حيث يقول :
ودونك مالكا يا أم عمرو #فدونكم بني لي أخاكم
حطيئة:
مع ما جاء في بيت ال ُ
وإنما أتاهم بها الحلم والحسب الِعّد #أتت آل شماس بن لي
وقوله أيضا :
#فماتت أّم جارة آل لي .ولكن يضمنون لها قراها
ى من شاء ولء " فاللء ههنا جمع ب إل ّ
وفي الحديث من قول أبي هريرة " :أح ّ
اللئي ،وهو الثور ،مثل الباقر والجامببل .وتببوهم ابببن قتيبببة أن قببوله لء مثببل
88
إسماعيل بن إبراهيم -خليل الرحمن -ابن تاِرح -وهو آزر -ابن ناحور بههن
شذ بن أسرغ بن أرغو بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أْرفَ ْ
خ َ
لء " مثل ألعاع جمع لي . ماء فخطأ الرواية: .قال إنما هو " آ ْ
وكعب وعامر وسامة وخزيمة وسعد والحارث وعوف سبعتهم أبنبباء لببؤي أخببى َتيببم
.الدرم
35 .وأبناء غالب هم لؤي وَتْيم الدرم وغالب أخي الحارث ومحارب
] 36فهر [ :قيل :إنه لقب ،والفهر من الحجارة الطويل ،واسمه قريش ،وقيببل بببل
اسمه فهر ،وقريش لقب له :إنما سمي قريشا لنه كان يقرش :أي يفتببش علبى خلببة
حاجببة المحتبباج فيسببدها بمبباله ،وكببان بنببوه يقرشببون أهببل الموسببم عببن حببوائجهم
فيرفدونهم ،فسموا بذلك قريشا .قال بعضهم :وهو جمبباع قريببش عنببد الكببثر ،قببال
الزبير بن بكار :أجمع النسابون من قريش وغيرهم على أن قريشا إنما تفرقببت عببن
فهر ،وفهر هذا هو الجد السادس لبي عبيدة بن الجراح .ولما جباء حسببان بببن عبببد
كلل من اليمن في حمير وغيرهبم لخبذ أحجبار الكعببة إلبي اليمبن ليبنبى بهبا بيتبا،
ويجعل حببج النبباس إليببه ونببزل بنخلببة ،خببرج فهببر إلببى مقبباتلته بعببد أن جمببع قبببائل
العرب ،فقاتله وأسره ،وانهزمت حمير ومن انضم إليهم واستمر حسان فببى السببر
ثلث سنين ثم افتدى نفسه بمال كثير ،وخرج فمات بين مكة واليمن ،فهابت العببرب
فهرا وعظموه وعل أمره .
ومما يؤثر عن شر قوله لولده غالب :قليل ما فى يديك أغنى لك من كببثير مببا أخلببق
وجهك وإن صار إليك .
وأبناء فهر هم غالب والحارث ومحارب ،وفهر أخو الحارث وكلهمببا ابببن مالببك .
وقد روي عن نسابي العرب أنهم قالوا :من جاوز فهرا فليس من قريش وإليه تنسب
".القبيلة " قريش
37 .قيل له ذلك لنه ملك العرب ،وهو أخو الصلت ويخلد
38ولقب به لنضبارته وحسبنه وجمباله ،واسبمه قيبس ،وهبو جمباع قريبش عنبد
الفقهاء ،فل يقال لحد من أولد من فوقه قرشببي ويقببال لكببل مببن أولده الببذين منهببم
ل صلى ال عليه وسلم " ،من قريش ؟ فقببال سئل رسول ا ّ مالك وأولده قرشى ،فقد ُ
مببن ولببد النضبر " أي وعلبى أن جمباع قريببش " فهبر " كمببا تقببدم ،فمالببك وأولده
والنضر جده وأولده ليسوا من قريش – ولكن ابن كثير فببي البدايببة والنهايببة يرجببح
أن " النضر " الذي إليه جماع قريش .
.وأمه برة بنت أد بن طابخة
89
سام بن نوح بن ل َ ْ
مك بن مّتوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلئيههل بههن قَههاين
72
ابن أُنوش بن شيث بن آدم – صلى الله عليه وسلم .-
ن مبن قبومه .وقيبل لسبتره علبى قبومه وحفظبه 39قيل له كنانة ،لنه لم يزل فبى كب ّ
لسرارهم ،وكان شيخا حسنا عظيم القدر تحج إليببه العببرب لعلمببه وفضببله .وكببان
ل ب وإلببى البببر والحسببانيقول :قد آن خروج نبي من مكة يدعى أحمد يببدعو إلببى ا ّ
ومكارم الخلق ،فاتبعوه تزدادوا شرفا وعزا إلى عزكم ،ول تعتببدوا -أي تك بّذبوا
-ما جاء به فهو الحق.
ل :كان كنانة يأنف أن يأكل وحده؛ فإذا لم يجد أحدًا أكل لقمببة قال ابن دحية رحمه ا ّ
ورمى لقمة إلى صخرة ينصبها بين يديه أنفة من أن يأكل وحده .
ومما يؤثر عنه :رب صورة تخالف المخبرة ،قد غرت بجمالها ،واختبر قبح فعالها،
.فاحذر الصور واطلب الخبر
40 وخزيمة والد كنانة ،تصغير خزمة ،وهى واحدة الخزم ،وهو موجببود فببي أسببماء
النصار وغيرهم ،وهي المرة الواحدة مببن الخببزم ،وهببو شببد الشببيء وإصببلحه .
وقال أبو حنيفة الدينوري في كتببابه " النبببات " :الخببزم مثببل الببدوم تتخببذ مببن سببيفه
الحببال ،ويصببنع مبن أسبافله خليببا للنحببل ،ولبه ثمبر ل يبأكله النباس ولكببن تبألفه
.الغربان وتستطيبه
41 والصحيح عند الجمهور أن اسمه :عمبرو ،وقيبل لبه مدركبة لنبه أدرك كبل عبز
ل صلى ال عليه وسببلم :ولعببل المببراد وفخر كان في آبائه ،وكان فيه نور رسول ا ّ
.ظهوره فيه
42قال فيه ابن النباري إلياس بكسر الهمزة وقيل مفتوحة أيضًا ،وقيل همزة وصل ،
وجعله موافقا لسم إلياس النبي -صلى ال عليه وسلم -وقال في اشتقاقه أقوال منها
ل من اللس وهى الخديعة وأنشد : :أن يكون فعيا ً
#من فهة الجهل واللسة
ومنها :أن اللس اختلط العقل وأنشدوا :
#إنى لضعيف العقل مألوس
ومنها :أنه إفعال من قولهم رجل أْليس وهو الشجاع الذي ل يفر .قال العجاج :
#أليس عن حوبائه سخي
وقال آخر :
90
منهج ابن هشام في عرضه للسيرة :قال ابن هشام :وأنسسا
ئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بسسن إبراهيسسم -إن شاء الّله -مبتد ٌ
ده ،ل الل ّسسه -صسسلى الل ّسسه عليسسه وسسسلم -مسسن ول س ِ
ولد رسسسو َ من َ
و َ
ل ،من إسماعيل إلى رسسسول ل فالو َ
وأولِدهم لصلبهم ،الو َ
كرض مسسن حسسديثهم ،وتسسار ٌ الّله -صلى الّله عليه وسلم -وما ي َ ْ
ع ِ
من ولد إسماعيل على هذه الجهة ،للختصسسار ،إلسسى ذك َْر غيرهم ِ
ض
ك بعس َ ّ
حديث سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وتار ٌ
ن إسحاق في هذا الكتاب ،مما ليس لرسسسول الّلسسه - ما ذكره اب ُ
صلى الّله عليه وسلم -فيه ذكر ،-ول نزل فيه من القرآن شئ
،وليسسس سسسببا ً لشسسىء مسسن هسسذا الكتسساب ،ول تفسسسيرا ً لسسه ،ول
91
شاهدا ً عليه ،لما ذكرت مسسن الختصسسار ،وأشسسعارا ً ذكرهسسا لسسم أر
ع
شسن ُ ُ أحسسدا ً مسسن أهسسل العلسسم بالشسسعر يعرفهسسا ،وأشسسياء بع ُ
ضسسها ي َ ْ
كره ،وبعض لم ُيقّر لنسسا ض الناس ِذ ْ الحديث به ،وبعض يسوء بع َ
ّ
ص -إن شسساء اللسسه تعسسالى -مسسا سسسوى الب َ ّ
كائى بروايته ،ومستق ٍ
ذلك منه بمبلغ الرواية له ،والعلم به .
عليه وسلم -فرح فرحًا شديدًا به ،ونحر وأطعم ،وقال :إن هذا كله نزر لحبق هبذا
.المولود؛ فسمى نزار لذلك
45وأما َمَعد فقال ابن النباري :فيه ثلثة أقوال -أحدها :أن يكون مفعل من العببد.
والثاني :أن يكون َفَعل من َمَعد فى الرض أي أفسد ،كما قال :
ما يحسبان ال إل رقدا #وخار بين خربا فمَعدا
وإن كان ليس في السماء ما هو على وزن فعل بفتح الفبباء إل مبع التضبعيف ،فبإن
التضببعيف يببدخل فببى الوزان مببا لبببس فيهببا ،كمببا قبالوا :شبّمر وُقشببعريرة ،ولببول
التضعيف ما وجد مثل هذا ونحر ذلك .الثالث :أن يكون من المعّدْين وهما موضببع
عقبي الفارس من الفرس ،وأصله على القولين الخيريببن مببن المعببد بسببكون العيببن
وهو القرة ،ومنه اشتقاق المعدة .
وقيل له معد لنه كان صاحب حببروب وغبارات علببى بنببي إسبرائيل ،ولبم يحبارب
.أحدا إل رجع بالنصر والظفر
46 فعلن من عدنان إذا أنام .ولعدنان أخوان :نبت وعمرو فيما ذكر الطبري .وقببد
.قيل في عدنان :هو ابن مبدعة ،وقيل :ابن يحثم قاله القتبي
.ويقال أدد :قال ابن السراج :هو من الود وانصرف
47
51 ويشجب من الشجب ،وإن كان المعببروف أن يقببال :شبجب بكسببر الجيببم يشببجب
بفتحهببا ،ولكببن قببد يقببال فببي المغالبببة :شبباجبته فشببجبته أشببجبه ،بضببم الجيببم مببن
المضارع ،وفتحها من الماضي؛ كما يقال من العلم :عالمته فعّلمته بفتح اللم أعُلمه
بضمها .وقد ذكرهم أبو العببباس الناشببئ فببى قصببيدته المنظومببة فببى نسببب النبببي –
.صلى ال عليه وسلم – إلى أدم ،كما ذكرها ابن إسحاق
.تفسيره :مطيع ا ّ
ل
52
53معناه :أب راحم .وما بعد إبراهيم أسماء سريانية فسر أكثرها بالعربية ابن هشام
.
54 قيل معناه :يا أعوج ،وقيل :هو اسم صببنم ،وانتصببب علببى إضببمار الفعببل فببى
التلوة ،وقيل :هو اسم لبيه؛ كان يسمى تارح وازر ،وهذا هو الصحيح لمجيئه فببى
92
ة النسب من ولد إسماعيل
سياق ُ
عليه السلم
أولد إسماعيل عليه السلم :قهال ابهن هشهام :حهدثنا زيهاد بهن عبهد الّلهه
مط ِّلبي قال : الب َ ّ
كائى ،عن محمد بن إسحاق ال ُ
ن إبراهيم - 73عليهما السههلم -اثنههي عشههر رجل :نابتهها - لب ُولد َ إسماعي ُ
مهها ،وأذر، معا ،وماشههى ،ود ّ
سه َ ذر وأذ ْب ُههل ،ومْنشهها و ِ
م ْ وكههان أكههبرهم -وقي ْه َ
58تفسيره :مصباح مضيء ،وشاذ مخفف بالسريانية :الضببياء ومنببه " حببم شبباذ "
بالسريانية ،وهو رابع الملوك ،بعد " جيومرث " وهو الذي قتله الضببحاك ،واسببمه
" بيوراسب بن إندراسب " والضحاك مغير من :إزدهاق .
قال أبو تمام الشاعر المشهور :
#كأنه الضحاك فى فتكاته بالعالمين وأنت أفريدون
لن أفريببدون هببو الببذي قتببل الضببحاك ،بعببد أن عبباش ألببف سببنة فببي جببور وعتببو
وطغيان عظيم؛ وذلك مذكور على التفصيل فى تاريخ الطبري .
59 واسمه عبد الغفار؛ وسمي نوحًا لنوحه على ذنبه وأخبوه :صبابئ ببن لمبك؛ إليبه
ينسب دين الصابئين -عبدة الكواكب والملئكة ،ومن يخرجون من ديببن إلببى ديببن ،
ل أعلم .ويزعم الصابئون أنهم على دين نوح عليه السلم -فيما ذكروا وا ّ
60 ويقال لمك والد نوح عليه السلم .ولمك أول من اتخذ العود للغناء بسبب يطول
.ذكره ،واتخذ مصانع الماء
61وذكره الناشئ فى قصيدته فقال :
#ومن قبل لمك لم يزل متوشلخ يذود العدا بالزائدات الشوائب
.فمتوشلخ هنا معناها :مات الرسول ج لن أباه كان رسول وهو خنوخ .أو أخنوخ
62قال ابن إسحاق وغيره :هو إدريس النبي -عليه السلم -وروى ابن إسحاق عببن
شهر ابن حوشب عن أبى ذر عن النبي -صلى ال عليه وسلم -أنه قال " :أول من
كتبب ببالقلم إدريبس " وعنبه -عليبه الصبلة والسبلم -إنبه قبال " :أول مبن كتبب
بالعربية إسماعيل " وقال أبو عمر :وهذه الرواية أصببح مببن روايببة مببن روى :أن
أول من تكلم بالعربية إسماعيل ،والخلف كثير في أول من تكلم بالعربية .وفى أول
من أدخل الكتاب العربي أرض الحجاز؛ فقيل :حرب بن أمية .قاله الشعبي – وقيل
ي ،تعلمببه بببالحيرة ،وتعلمببه أهببل الحيببرة
:هو سفيان بن أمية .وقيل :عبد ابن قص ّ
93
همي
جْر ُ
عمر ال ُ
مضاض بن َ
،وأمهم :بنت ُ
74
ذما وطيما ،وي َ ُ
طورا ،ون َِبش ،وقَي ْ ُ
.
94
جرهم بن قحطههان – وقحطههان أبههو قال ابن هشام :ويقال :مضاض ،و ُ
اليمن كلها ،وإليه يجتمع نسبها -ابن عامر بن شالخ بن أْرفَ ْ
خ َ
شههذ بههن سههام
بن نوح .
قطن هو :قحطان ابن
قطن بن شالخ ،وي َ ْ
هم بن ي َ ْ
جْر ُ
قال ابن إسحاق ُ :
عَْيبر بن شالخ.
عمر إسماعيل وموطن أمه ووفاته :قههال ابههن إسههحاق :وكههان
عمر إسماعيل -فيما يذكرون -مائة سنة وثلثين سههنة ،ثههم مههات -رحمههة
95
-رحمههم الّلهه 76
مهع أمهه ههاجر 75
جهر الّله وبركهاته عليهه -ودفهن فهي ال ِ
ح ْ
تعالى .
قال ابن هشام :تقههول العههرب :هههاجر وآجههر ،فيبههدلون اللههف مههن
الهاء ،كما قالوا :هراق الماء ،وأراق الماء ،وغيره .وهاجر من أهل مصر.
حديث الوصاة بأهل مصر وسببها :قسسال ابسسن هشسسام :حههدثنا
فَرة 77أن رسههول عبدالّله بن وهب عن عبدالّله بن َلهيَعة ،عن ُ
عمر مولى غَ ْ
الّله -صلى الّله عليه وسلم -قال :
وقد يقال :هذه الرواية تقتضي إما الزيادة على المجمع جمليه ،وإمببا النقببص عنببه :
أي زيادة " أدد " أو نقص " عدنان " ،فهي مخالفة لما قبلها.
وسبب الختلف فيما بيبن عببدنان وآدم أن قبدماء العببرب لببم يكونببوا أصبحاب كتببب
يرجعون إليها ،وإنما كانوا يرجعون إلى حفظ بعضهم من بعض .
وأصح شئ روي فيما بعد عدنان ،ما ذكره الدولبي أبو بشر ،من طريق موسى بن
ل بن وهب بن زمعة الزمعببي ،عببن عمتببه ،عببن أم سببلمة ،عببن يعقوب ،عن عبد ا ّ
النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال " :معد بن عدنان ،بببن أدد ،بببن زنببد -بببالنون -
بن اليَرى ،بن أعراق الثرى " .قالت أم سلمة :فزند :هو الهميسببع ،واليببرى :هببو
نبت ،وأعراق الثرى هو :إسماعيل؛ لنه اببن إبراهيببم ،وإبراهيببم لببم تببأكله النببار،
كمببا أن النببار ل تأكببل الببثرى .وقببد قببال الببدارقطني :ل نعببرف زنببدًا إل فببى هببذا
الحديث ،وزند بن الجون وهو أبو دلمة الشاعر .وهذا الحديث ليببس بمعببارض لمببا
تقدم من قبوله " :كبذب النسبابون " ول لقبول عمبر رضبى الب عنبه ،لنبه حبديث
متأول يحتمل أن يكون قوله :ابن اليرى بن أعراق الثرى ،كما قال " :كلكم بنو آدم
وآدم من تراب " .ل يريد أن الهميسع ومن دونه ابن لسماعيل لصلبه ،ول بببد مببن
هذا التأويل أو غيره ،لن أصحاب الخبار ل يختلفون فى ُبعد المدة مببا بيبن عببدنان
وإبراهيم ،ويستحيل في العادة أن يكون بينهمببا أربعببة آببباء أو سبببعة كمببا ذكببر ابببن
إسحاق ،أو عشرة أو عشرون؛ فإن المدة أطول مببن ذلببك كلببه ،وذلببك أن معببد بببن
.عدنان كان فى مدة بختنصر ابن اثنتي عشرة سنة .قاله الطبري
وقد ذكر الطبري نسب عدنان إلى إسببماعيل مببن وجببوه ذكببر فببي أكثرهببا نحببوًا مببن
أربعين أبا ،ولكن باختلف فى اللفاظ ،لنها نقلبت مببن كتببب عبرانيبة .وذكببر مبن
وجه قوي في الرواية عن ُنساب العرب أن نسب عدنان يرجع إلى قيذر بن إسماعيل
،وأن قيذر كان الملك في زمانه ،وأن معنى قيذر :الملك .
] التكلم في النساب بين المجوزين والمانعين [ :وقد ُتكلم فى رفع هذا النسب على
مذهب من رأى ذلك من العلمبباء ،ولببم يكرهببه ،كببابن إسببحاق والطبببري والبخبباري
وغيرهم من العلماء .وأما مالك -رحمه ال -فقد سئل عببن الرجببل يرفببع نسبببه إلببى
آدم فكره ذلك ،قيل له :فإلى إسماعل ،فأنكر ذلك أيضا؛ وقببال :ومبن يخببره بببه ؟!
وكره أيضا أن يرفع في نسب النبياء مثببل أن يقببال :إبراهيببم ابببن فلن ابببن فلن ،
قال :ومن يخبره به ؟! وقول مالك هببذا نحببو ممببا روي عببن عببروة بببن الزبيببر أنببه
96
" الّله الّله فى أهل الذمةِ .أهل المد ََرة السههوداء ،ال ّ
78
،فههإن جعههاد
حم ال ِ
سه ْ
لهم نسبا ً وصهرا ً ".
م إسماعيل النبي -صلى الّله عليه فَرة :نسُبهم :أن أ ّ قال عمر مولى غُ ْ
وسلم -منهم .وصهُرهم أن رسول الّله -صلى الل ّههه عليههه وسههلم -تسهّرر
فيهم.79
قال ابن ل َِهيَعة :أم إسماعيل :هاجر ،من " أم العََرب " قريههة كههانت أمههام
فَرما 80من مصر. ال َ
لب
قال :ما وجدنا أحدًا يعرف ما بين عدنان وإسماعيل .وعن ابن عباس -رضببى ا ّ
عنه -قال :بين عدنان وإسماعيل ثلثون أبا ل يعرفون .
تنبيه :قال القاضي عيباض -فبي كتبابه الشبفاء -وأمبا أحمبد البذي أتبى فبي الكتبب
ل بحكمتببه أن يسببمى بببه أحببد غيببره ول يببدعى بببه مببدعو وبشرت به النبياء فمنع ا ّ
قبله ،حتى
ل يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك .وكذلك محمد لم يسم بببه أحببد مببن العببرب
ول غيرهم إلى أن شاع قبل وجوده وميلده أن نبيًا يبعببث اسببمه محمببد .فسببمي قببوم
قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكببون أحببدهم هببو " والب أعلببم حيببث يجعببل
رسببالته " وهببم :محمببد بببن أحيحببة بببن الجلج الوسببى .ومحمببد بببن سببلمة
النصاري .ومحمد بن البراء الكندي .ومحمد بن سفيان بببن مجاشببع .ومحمببد بببن
حمران الجعفى .ومحمد بن خزاعي السلمى ل سابع لهم .
ويقال إن أول من سمى محمدًا محمد بن سفيان بن مجاشع .واليمن تقببول بببل محمببد
ل حمى كل من تسمى به أن يّدعى النبببوة أو يببدعيها لببه ابن ليحمد من الزد .ثم إن ا ّ
لبأحد ،أو يظهر عليه سبب يشكك أحدا فى أمره حتى تحققت الشيمتان له -صببلى ا ّ
.عليه وسلم -لم ينازع فيهما
73 وقد كان لبراهيم -عليه السلم -بنون سببوى إسببحاق وإسببماعيل منهببم سببتة مببن
قطورا بنت يقطر وهم :مديان وَزمران وسببرج بببالجيم ونقشببان -ومببن ولببد ِنقشببان
جون حّالبربر في أحد القوال -وأمهم رغوة .ومنهم :لشق ،وله بنون آخرون من َ
.بنت أهين ،وهم :كيسان وسورج وأميم ولوطان ونافس .هؤلء بنو ابراهيم
74 وقد ذكر ابن إسحاق :أسماء بني إسببماعيل ،ولببم يببذكر بنتببه ،وهببي نسببمة بنببت
إسماعيل ،وهي امرأة عيصون بن إسببحاق وولببدت لببه الببروم وفببارس -فيمببا ذكببر
الطبري -وقال :أشك في الشبببان هببل هببي أمهببم ،أم ل ؟ وهببم مببن ولببد عيصببو،
ويقال فيه أيضًا :عيصا ،وذكر في ولد إسماعيل :آطيمببا ،وقيببده الببدارقطني :ظميببا
بظبباء منقوطببة بعببدها ميببم ،كأنهببا تببأنيث أظمببى ،والظمببى مقصببور :سببمرة فببي
الشفتين .وذكر ِدما ،،ورأيت للبكري أن دومبة الجنبدل عرفببت بببدوما بببن إسببماعيل
.وكان نزلها ،فلعل ِدَما مغّير منه
75 الحجر :هو حجر الكعبة وهو ما تركته قريش في بنائها من أساس إبراهيم حينمببا
جرت على الموضع ليعرف أنه من الكعبة .ضاقت بهم النفقة وح ّ
97
سّرّية النبى -صلى الّله عليه وسلم -الههتي أهههداها ُ
82
وأم إبراهيم : 81مارية
صنا.84
له المقوقس من حفن ، 83من كورة أن ِ
قال ابن إسحاق :حدثني محمد بن مسلم بن عُب َي ْههد الل ّههه بههن شهههاب
الزهري :أن عبد الرحمن بن عبدالّله بههن كعههب بههن مالههك النصههاري ،ثههم
سَلمي ،حدثه :أن رسول الل ّههه -صههلى الل ّههه عليههه وسههلم -قههال " :إذا ال ّ
ً
صههوا بأهلههها خيههرا فهإن لهههم ِذمههة ورحمهها " .فقلههت 85
فتحتم مصههر ،فاستو ُ
ّ
ذكههر رسههول اللههه -صههلى اللههه لمحمد بن مسلم الزهري :ما الرحم الههتي َ
جر أم إسماعيل منهم . عليه وسلم -لهم ؟ فقال :كانت ها َ
76وكانت سرية لبراهيم ،وهبتها له سارة ابنة عمه ،وهببي سببارة بنببت ُتوبيببل بببن
ناحور ،وقيل :بنت هاران بن ناحور ،وقيل :هاران بنت تارح .
وكانت هاجر قبل ذلك لملك الردن ،واسمه صادوق -فيما ذكر القتبي – دفعها إلى
صرع مكانه ،فقال :ادعى ال أن سارة حين أخذها من إبراهيم عجبا منه بجمالها ،ف ُ
يطلقني .الحديث ،وهو مشهور فى الصحاح ،فأرسلها ،وأخذ معها هبباجر ،وكببانت
هاجر قبل ذلك الملك ،بنت ملك من ملوك القبط بمصببر ذكببره الطبببري مببن حببديث
سيف بن عمر وغيره :أن عمرو بن العاص حيبن حاصبر مصبر ،قبال لهلهبا :إن
نبينا عليه السلم قد وعدنا بفتحها ،وقد أمرنا أن نستوصى بأهلها خيرًا ،فإن لهم نسبًا
وصهرًا ،فقالوا لببه :هببذا نسببب ل يحفببظ حقببه إل نبببي ،والنسببب أن أم إسببماعيل "
هبباجر " مصببرية .والصببهر .:أن ماريببة سببرية الرسببول أم ابنببه إبراهيببم مصببرية
.أيضا
77 ل عنهغْفرة :أخت أو بنت بلل رضى ا ّ َ .
78 سحم :السبود .والجعباد :يقبال فلن جعبد الشبعر إذا كبان فيبه المدرة :البلدة .وال ّ
.تكسير
79 .تسرر الرجل :اتخذ أمة لفراشه
80الفرما :مدينة كانت تنسب إلى صاحبها الببذي بناهببا ،وهببو الفرمببا بببن قبلقببوس ،
ويقال فيه :اببن قليببس ،ومعنبباه :محبب الغببرس ،ويقببال فيببه :اببن بليببس .ذكبره
المسعودي .والول قول الطبرى ،وهو أخببو السببكندر بببن قليببس اليونبباني .وذكببر
الطبري أن السكندر حين بنى مدينة السكندرية قببال :أبنببى مدينببة فقيببرة إلببى البب،
لبب؛ فسببلط غنية عن الناس .وقال الفرما :أبني مدينة فقيرة إلى الناس ،غنيببة عببن ا ّ
ال على مدينببة الفرمببا الخببراب سببريعا ،فببذهب رسببمها وعفببا أثرهببا ،وبقيببت مدينببة
السكندر إلى الن .
وذكر الطبري أن عمرو بن العاص حين افتتح مصر وقف على آثببار مدينببة الفرمببا،
ل أعلم ث بهذا الحديث ،وا ّ حد َ .فسأل عنها ،ف ُ
81 ل عليه وسلم ل -صلى ا ّ -.هو إبراهيم ابن رسول ا ّ
82 مارية ومعناها :البقرة الفتية إذا كان اللفظ مخففا ،والملسباء إذا كبان اللفبظ مشببددًا
ل عليه وسلم -المقوقس ،واسمه : واسمها مارية بنت شمعون وأهداها إليه -صلى ا ّ
ل عليه وسلم -قد أرسببل إليببه حبباطب بببن ل -صلى ا ّ
جَريج بن ميناء وكان رسول ا ّ ُ
98
أصل العرب :قال ابن هشام :فالعرب كلههها مههن ولههد إسههماعيل
وقحطان ،وبعض أهل اليمن يقول :قحطان من ولد إسههماعيل ،ويقههول :
إسماعيل أبو العرب كلها.
وص بن إَرم بههن سههام بههن نههوح ،وثمههود قال ابن إسحاق :عاد بن عَ ْ
جديس ابنا عابر بن إرم بن سام بن نوح ،وط َ ْ
87 86
ميم بنههو ملق وأ َ ع ْسههم و ِ و َ
ب بههن
ج َشه ُ َ
ن إسماعيل :ي ْ تب ُ ّ
ب كلهم .فولد ناب ُ ن نوح .عر ٌ لِوذ بن سام ب ِ
ب بن يشجب :فولهد َ يعههرب :ت َي ْههرح بههن يعههرب ، نابت ،فول َد َ يشج ُ
ب :يعُر َ
أبي بلتعة وجبرًا مولى أبي ُرْهم الغفاري ،فقارب السلم وأهدى معهما إلى النبي -
ل عليه وسلم -بغلته التي يقال لها ُدْلُدل ،والدلببدل -القنفببذ العظيببم -وأهببدى
صلى ا ّ
ل عليببه وسببلم -يشببرب فيهببا. ل -صلى ا ّإليه أيضًا قدحًا من قوارير ،فكان رسول ا ّ
.رواه ابن عباس
83 ل عليه وسببلم -
حفن :وأما حفن التي ذكر أنها قرية أم إبراهيم ابن النبي -صلى ا ّ
ل عنهمببا -معاويببةفقرية بالصعيد معروفة وهي التي كلم الحسن بن على -رضى ا ّ
لب أن يضع الخراج عن أهلها ،ففعل معاوية ذلك حفظا لوصية رسول ال ب -صببلى ا ّ
عَبْيد فى كتاب الموال .عليه وسلم -بهم ،ورعاية لحرمة الصهر ،ذكره أبو ُ
84 حَرِة ،قال أبو حنيفةسَأنصنا :وهي قرية بالصعيد بمصر يقال :إنها كانت مدينة ال ّ
الدينوري :ول ينبت اللبخ إل بأنصنا ،وهببي عببود تنشببر منببه ألببواح للسببفن ،وكببان
يباع اللوح منها بخمسين دينارًا ،أو نحوها ،وإذا شببد لببوح منهببا بلببوح ،وطببرح فببى
.الماء سنة التأما ،وصارا لوحًا واحدًا
85 وقد سميت بمصر بن النبيط ،ويقال :ابن قبط بن النبيط من ولد :كوش بن كنعان
86 جديس فأفنى بعضهم بعضًا .قتلت طسببم جديسبًا لسببوء سم و َطْطسم وجديس :فأما َ
ملكتهم إياهم ،وجورهم فيهما ،فأفلت منهم رجل اسمه :رباح بببن مببرة ،فاستصببرخ
بتبع ،وهو حسان بن ُتبان أسعد ،وكانت أختببه اليمامببة ،واسببمها عنببز متزوجببة فببي
طسم ،وكان هواها معهم ،فأنذرتهم ،فلم يقبلوا ،فصبحتهم جنود تبببع فببأفنوهم قتل،
وصلبوا اليمامة الزرقاء بباب جّو ،وهي المدينة ،فسميت جو باليمامة وذلك فببي أيببام
ملببوك الطببوائف ،وبقيببت بعببد طسببم -خرابببا -ل يأكببل ثمرهببا إل عببوافي الطيببر
والسباع ،حتى وقع عليها عبيد بن ثعلبة الحنفى ،وكان رائدًا لقببومه فببي البلد ،فلمببا
جر بعصاه على موضع قصبة اليمامة ،فسميت : أكل الثمر قال :إن هذا لطعام ،وح ّ
.حجرًا ،وهي منازل حنيفة
87وأميم بفتح الهمزة وتشديد الميم مكسورة ،ول نظيببر لببه فببي الكلم ،والعببرب
تضطرب في هذه السماء القديمة .قال المعري :
#يراه بنو الدهر الخير بحاله كما قد رأته جرهم وأميم
فجاء به على وزن فعيل ،وهو الكثر.
وأميم -فيما ذكروا -أول من سقف البيوت بالخشب المنشور ،وكان ملكا ،وكببان
يسمى :آدم ،وهو عند الفُرس :آدم الصببغير ،وولببده :وبببار ،وهببم أمببة هلكببت فببي
99
وم بهن نهاحور ،فولهد مقهوم :
ق ّ ح :ناحوَر بن تيرح ،فول َد َ ناحور ُ :
م َ فولد تير ُ
دد. ُ
ن بن ا َ ن مقوم ،فولد أدد ُ :عدنا َأد َد َ ب َ
د.
ن بن أ ّ ل :عدنا ُ ن هشام ٍ :ويقا ُ قال اب ُ
قال ابن إسحاق :فمن عدنان تفرقت القبائل من ولد إسههماعيل بههن
ك ابههنإبراهيم -عليهما السلم -فولد عدنان رجلين :معد ّ بن عدنان ،وعَه ّ
عدنان.88
ك فههى دار اليمههن ،وذلههك أن عكهها تههزوج قال ابن هشام :فصارت ع ّ
في الشعريين ،فأقام فيهم ؛ فصارت الدار واللغة واحدة .والشههعريون :
جب ش ُمْيسع بن عمرو بن عريب بن ي َ ْ دد بن زيد بن هَ َ بنو أشعر بن ن َْبت بن أ َ
89
جب بن ي َْعرب بن قحطان ويقال : ابن َزْيد بن ك َْهلن بن سبأ بن ي َ ْ
ش ُ
الرمل ،هالت الرياح الرمل على فجاجهم ومناهلهم فهلكوا .قال الشاعر :
عْنَوة وبارُ
#وكر دهر على وبار فأْهلكت َ
88عدثان بالثاء المثلثة ،ول خلف ل ،بن ُ
ك بن عبد ا ّعّوبعض أهل اليمن يقول فيه َ :
فى الول أنه بنونين ،كما لم يختلف فى َدوس بن عدثان ،أنه بالثاء ،وهى قبيلة من
الزد أيضا ،واسم عك :عامر .والديث الذي ذكره هو بالثاء ،وقببال الزبيببر :الببذيب
بالذال والياء ،ولعدنان أيضا ابن اسمه :الحارث ،وآخبر يقبال لبه الَمبْذَهب ،ولبذلك
قيل في المثل :أجمل من المذهب .وقبد ذكبر أيضبا فبى بنيبه الضبحاك ،وقيبل فبي
الضحاك :إنه ابن معد ،ل ابن عدنان ،وقيل إن عدنان الذى تعرف به مدينة عدن ،
وكذلك أبين هما :ابنا عدنان ،قاله الطبري .ولعدنان بن أدد أخوان :نبببت بببن أدد،
.وعمرو بن أدد .قاله الطبري أيضا
89أما قحطان فاسمه ِمهزم -فيما ذكر ابن ماكول -وكانوا أربعة إخوة فيما روى
حط وفالغ .وقحطان أول من قيل له :أبيببت اللعببن عن ابن منّبه؛ قحطان وقاحط ومق َ
وأول من قيل له :عم صباحا واختلف فيه ،فقيل :هو ابن عابر بن شببالخ ،وقيببل :
ل أخو هود ،وقيل :هو هود نفسه ،فهو علببى هببذا القببول مببن إرم بببن هو ابن عبد ا ّ
ن ببن قيبذر ببن سام ،ومن جعل العرب كلها من إسبماعيل قبالوا فيبه :هبو اببن َتْيَمب َ
إسماعيل .ويقال ،هو ابن الهميسع بن َيمن ،وبيمن سميت به اليمن فى قول ،وقيل
:بل سميت بذلك لنها عن يمين الكعبة .وتفسير الهميسع :الصراع .
نننن ننن نننن :ننن نن :نننن نن ننننن ن ننن ننننن ننن
نننن نننن نننننن ننن نن ننن نننن نننن ننننن نن ننن
نننن .ننن .ننن ننن نن ننن نننننن نننننن .ننن نننن
نننن ننن ننن ننن نننن نننننن ننن نن ننننن نننننن
نن نن نننن ن ننن :ننن ننن نننن ننننن
ننننننننن نن ننن ن
نننن نن ننن ننن .ننن نننننن نننن ننننن ن نننن :
لب عليبه وسبلم " - أن قحطان من ولد إسبماعيل عليبه السبلم بقبول النببي -صبلى ا ّ
ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا " قال هذا القول لقوم من أسلم بن أفصى،
وأسلم أخر خزاعة وهم بنو حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عببامر ،وهببم مببن سبببأ بببن
يشجب بن يعرب بن قحطان .ول حجة في هذا الحديث لهل هذا القول ،لن اليمن
100
دد م ْ
ذحههج بههن أ َ ن مالك ،ومالههك َ : دد .ويقال :أشعر :ب ُأشعُر :ن َْبت بن أ َ
90
جب .
مْيسع .ويقال :أشعر :بن سبأ بن يش ُ ابن زيد بن هَ َ
م هْرداس ،أحههد خلف الحمر ،وأبو عُب َْيدة ،لعباس بن ِ رز َح ِ
م ْ
وأنشدنى أبو ُ
ضر بن م َصفة بن قيس بن عَْيلن بن ُ خ َرمة بن َ ْ
عك ِسل َْيم بن منصور بن ِ بنى ُ
نزار بن معد بن عدنان ،يفخر بعك :
ردمط ْ ِ
ل َبغسان حتى ط ُّردوا ك ّ قبوا
#وعك بن عدنان الذين تل ّ
شْربا ً
ِ وهذا البيت في قصيدة له .وغسان :ماء بسد مأرب باليمن ،كان ِ
92 91
سههموا بههه .ويقههال :غسههان :مههاء وث ،ف ُ سد بههن الغَه ْ لولد مازن بن ال ْ
سههموا بههه قبههائل فة ،والذين شربوا منههه تحزبههوا ف ُ ح َ
ج ْشّلل قريب من ال ُ م َ
بال ُ
وث ،بههن ن َب ْههت ،بههن مالههك ،بههن َزي ْههد ،ابههن
من ولد مازن بن السد ،بن الغَ ْ
حطان . جب ،بن ي َعُْرب ،بن قَ ْ ش ُك َْهلن ،بن سبأ ،بن ي َ ْ
لببو كببانت مببن إسببماعيل -مببع أن عببدنان كلهببا مببن إسببماعيل بل شببك -لببم يكببن
لتخصيص هؤلء القوم بالنسبة إلى إسماعيل معنببى؛ لن غيرهببم مببن العببرب أيضببا
ل أعلم -على أن خزاعة من بني َقمعة أبوهم إسماعيل ،ولكن في الحديث دليل -وا ّ
أخى مدركة بن إلياس بن مضر ،وكذلك قول أبى هريرة -رضى ال ب عنببه " -هببى
أمكم يا بنى ماء السماء" يعنى :هاجر ،يحتمل أن يكون تأول فببى قحطببان مببا تببأوله
غيره ،ويحتمل أن يكون نسبببهم إلببى :مبباء السببماء علببى زعمهببم ،فببإنهم ينتسبببون
إليه ،كما ينتسب كثير من قبائل العرب إلى حاضنتهم وإلى راّبهم ،أي :زوج أمهم
.
90 وسبأ اسمه :عبد شمس -كما ذكببر -وكببان أول مببن تببزوج مببن ملببوك العببرب ،
سبى فسمي سببأ ،ولسبت مبن هببذا الشببتقاق علببى يقيببن؛ لن سبببأ مهمبوز وأول من َ
).والسبى غير مهموز ) عن الروض النف .للسهيلي -من تحقيقنا
91.ويقال فيه الزد أيضًا
92واشتقاق غسان -اسم ذلك الماء -من الغس وهو الضعيف وبعد هذا البيت :
من معشر لهم فى المجد بنيان #يا أخت آل فراس إنني رجل
101
ذكُر نسب النصار
93
ى
والنصههار بنههو الوس والخههزرج ،ابن َه ْ ن بن ثابت النصاري ، قال حسا ُ
حارثة ،بن ث َْعلبة ،بن عمرو ،بن عامر ،بن حارثة ،بن امرئ القيس ،بههن
95 94
102
فقالت اليمن ،وبعض عك ،وهم الذين بخراسان منهم :عك بن عههدنان
بن عبدالّله بن السد بن الغوث .ويقال :عُد َْثان بن الديث بن عبههدالله بههن
وث .
سد بن الن َ ْ
ال ْ
ة نفههر : 98نههزار بههن معههد، ن إسحاق :فوَل َد َ معد ّ بن عدنان أربع َ قال اب ُ
كر معد الذي به ي ُك ْن َههى -فيمهها يزعمههون -
وقضاعة ،بن معد ،وكان قضاعة ب ِ ْ
وقُُنص بن معد ،وإياد بن معد.
مير بن سبأ -وكان اسم سبأ :عبههد شههمس فأما ُقضاعة فتيامنت إلى ِ
ح ْ
سَبى فى العرب – ابن يشجب ابن ي َعُْرب
ى سبأ ؟ لنه أول من َ
م َ س ّ -وإنما ُ
بن قحطان .
قال ابن هشام :فقالت اليمن وقضاعة :قضاعة بن مالك
99
هينة بسسن زيسسد ،ج َ
مير .وقال عمرو بن مرة الجهنى ،و ُ ح ْ بن ِ
قضاعة :ود ،بن أسلم ،بن الحاف ،بن ُ بن ل َْيث ،بن َ
س ْ
ر
مي َ ِح ْ
ِ قضاعة بن مالك بن هر
#نحن بنو الشيخ الِهجان الْز َ
100
ر
مْنب ِ
ت ال ِجرالمنقوش تح َ ح َ
فى ال َ #النسب المعروف غير المن ْ َ
كهر
ن إسحاق :
قنص بن معد ونسب النعمان بن المنذر :قال اب ُ
س بتخفيببف السببين قبباله صبباحب العيببن . غب ْعس ،ويقببال للهببر إذا ُزجببر ِ : ويروى ُ
والغسيسة من الرطب :التى يبدأها الرطاب من ِقَبل ِمْعلقها ،ول تكون إل ضببعيفة
.ساقطة
98 شببم بببن
جَأما نزار فمتفق على أنه ابن معد ،وسائر ولد معد فمختلف فيببه ،فمنهببم ُ
جنادة بن معد ،وُقناصة بن معد ،وَقَنص بن معببد ،وسببنام بببن سْلِهم بن معد ،و ُ
معد ،و ِ
ن ،وهببم الن فببي قضبباعة ،وأود ،وهببم فببى حْيدا ُ
معد ،وعوف وقد انقرض عقبه ،و َ
جنيببد وتخببم ،فأمببا قضبباعة فببأكثر حيببدة وحيببادة ،و ُ عبيد الّرمبباح ،و َ
حج ،ومنهم ُ َمْذ ِ
النسابين يذهبون إلى أن قضاعة هو :ابن معد ،وهببو مببذهب ابببن هشببام ،وقببد روي
لب عليببه وسببلم -أنببه سببئل من طريق هشام بن عروة بن عائشة عن النبى -صببلى ا ّ
عن قضاعة ،فقال :هو ابن معد ،وكان ِبْكره .قال أبو عمر :وليس دون هشببام بببن
.عروة من يحتج به فى هذا الحديث
99 وجهينة :هو ابن زيد بن ليث بن سًود ببن أسبُلم -بضببم اللم -ابببن الحبباف ،ببن
ل ،لمن نحببن ؟ فقبال :أنتببم بنببو مالببك بببن قضاعة ،قال عمرو بن مرة :يا رسول ا ّ
ل عليه وسلم – وله عببن ل – صلى ا ّ حْمير .وعمرو ابن ُمرة ،من أصحاب رسول ا ّ ِ
ل عليه وسلم – حديثان .أحدهما :في أعلم النبببوة ،والخببر : رسول ال – صلى ا ّ
لب بببابه
" من ولي أمر الناس ،فسّد بابه دون ذوي الحاجببة والخلببة والمسببكنة ،سببد ا ّ
دون حاجته وخلته ومسكنته يوم القيامة " انظبر الببروض النبف بتحقيقنبا جبب 1ص
23.
100الهجان الكريم .الزهر :المشهور ويقال :إن هذا الشعر لفلببح بببن اليعبببوب .
ويقال :إن أول هذا الرجز قوله :
#يأ يها الداعي ادعنا وأبشْر وكن قضاعيا ول تنّزرْ
ر#
حمَير نحن بنو الشيخ الهجان الزه ْ شماعة بن مالك بن ِ
103
ساب معد -وكان منهم
م نُ ّ
-فيما يزع ُ
101
وأما قُُنص بن معد فهلكت بقيتهم
النعمان بن المنذر ملك الحيرة.
قال ابن إسحاق :حههدثنى محمههد بههن مسههلم بههن عَُبيههدالّله بههن شهههاب
هري :أن النعمان بن المنذر كان من ولد قُُنص بن معد. الّز ْ
قال ابن هشام :وُيقال :قََنص .
خن َههس ،عههن
قال ابن إسحاق :وحدثنى يعقوب بن عُْتبة بن المغيرة بههن ال ْ
شيخ من النصار من بنى ُزَرْيق أنه حدثه :أن عمر بن الخطاب -
101وكان ُقُنص بن معد قد انتشر ولده بالحجاز ،فوقعت بينهبم وبيببن أبيهبم حببرب ،
وتضايقوا فى البلد ،وأجدبت لهم الرض ،فساروا نحو سواد العببراق ،وذلببك أيببام
ملوك الطوائف ،فقاتلهم بعض ملوك الطوائف ،وأجلوهم عببن السببواد ،وقتلببوهم إل
أشلء لحقت بقبائل العرب ،ودخلوا فيهم وانتسبوا إليهم .
104
رضى الّله عنه -حين أتي بسههيف النعمههان ،بههن المنههذر ،102دعهها ُ
جب َي ْههر بههن
جب َي ْههر مههن أنسههب صى -وكان ُ دي بن ن َوَْفل بن عبد مناف بن قُ َ مط ِْعم بن عَ ِ
ُ
ب مههن أبههى َ ه النس أخذت إنما : يقول وكان قاطبة، وللعرب لقريش، قريش
بكر الصههديق رضههى الل ّههه عنههه ،وكههان أبههو بكههر الصههديق أنسههب العههرب -
جب َي ْههر النعمههان بههن المنههذر ؟ فقههال : فسلحه إياه ،ثم قال :ممن كان ،يا ُ
د.كان من أشلء قُُنص بن مع ّ
قال ابن إسحاق :فأما سائر العرب فيزعمون أنه كان رجل مههن ل َ ْ
خههم ،
من ولد ربيعة بن نصر -فالّله أعلم أي ذلك كان .
خم :بن عهدي بهن الحهارث بهن ن هشام :ل َ ْ لخم بن عدي :قال اب ُ
جب بن زيههد ابههن ش ُريب بن ي َ ْسع بن عمرو بن عَ ِ مي ْ َمرة بن أدد بن زيد بن هَ َ
خم :بن عدي بن عمرو بن سبأ .ويقال : كهلن بن سبأ .ويقال :ل َ ْ
105
خم :بن عدي بن عمرو بن سبأ .ويقال :ربيعة بن نصر 103بن أبههي حارثههة لَ ْ
بن عمرو بن عامر ،وكان تخلف بههاليمن بعههد خههروج عمههرو بههن عههامر مههن
اليمن .
مرو بن عامر في خروجه من اليمن َ
ع ْ
مر َ
أ ْ
وقصة سد مأرب
وكان سبب خروج عمرو بههن عههامر مههن اليمههن ،فيمهها حههدثنى أبههو َزي ْههد
جَرذا ً يحفر فى سد مأِرب الذين كان يحبههس عليهههم النصاري ،أنه رأى ُ
الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ،فعلم أنه ل بقههاَء للسههد علههى
قلة من اليمن ،فكاد قومه ،فأمر أصغر ولده إذا ذلك ،فاعتزم على الن ّ ْ
أغلظ له ولطمه ،أن يقوم إليه فيلطمه ،ففعل ابنه ما أمره به ،فقههال
عمرو :ل أقيم ببلد لطههم وجهههي فيههه أصههغُر ولههدي ،وعههرض أمههواَله ،
عمههرو ،فاشههتروا منههه ة َفقال أشراف من إشراف اليمن :اغتنموا غضههب َ
أمواله ،وانتقل في ولده وولد ولده .وقال الزد :ل نتخلف عههن عمههرو
بن عامر ،فباعوا أمواَلهم ،وخرجوا معه ،فساروا حههتى نزلههوا بلد عههك
ل ،ففههي سههجا ً
عك ،فكانت حربهم ِ مجتازين يرتادون البلدان .فحاربتهم َ
ذلك قال عباس بن مرداس
106
البيت الذي كتبنا .104ثم ارتحلههوا عنهههم ،فتفرقههوا فههى البلههدان ،فنههزل آل
م ،ونزلههت الوس والخهزرج :يههثرب ، جفنهة ابهن عمههرو بهن عهامر :الشها َ
عمههان : ة ،السههراة ،ونزلههت أزد ُ ُ مهّرًا ،ونزلههت أزد ُ السههرا َ ونزلههت خزاعههة َ :
ل فهدمه ،ففيههه أنههزل الل ّههه - ه تعالى على السد ّ السي َ عمان .ثم أرسل الل ّ
ق هد ْ ك َهها َ
ن تبارك وتعالى -على رسوله محمد -صلى الّله عليه وسههلم } : -ل َ َ
م ق َرب ّك ُه ْ ن رِْز ِ ل ك ُل ُههوا ِ
مه ْ ما ٍ
شه َن وَ ِميه ٍَن يَ ِ
ن عَه ْ
جن ّت َهها ِ
ة َ م آي َه ٌ سهك َن ِهِ ْ
م ْسهب َإ ٍ فِههي َ
لِ َ
لسههي ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َوا ْ
م َ سههلَنا عَلي ِْههه ْ
ضههوا فأْر َ فههوٌر* فأعَْر ُ بغ ُ ة وََر ّ ه ب َلههد َةٌ طي َّبهه ٌ شههكُروا لهه ُ
ال ْعَرِم ِ{].سبأ[15 :
مة ،فيما حدثنى أبو عُب َْيدة . رم :السد ،واحدته :عَرِ َ والعَ ِ
ص هْعب ،بههن عكابة ،بن َ قال العشى :أعشى بني قيس ،ابن ثعلبة ،بن ُ
سههد ،بههن جديلههة ،بههن أ َ صههي ،بههن َ على ،بن بكر ،بن وائل بن هِن ْههب ،بههن أفْ َ
د. معَ ّربيعة ،بن ِنزار ،بن َ
ي بن جديلة ،واسم العشى م ّ
قال ابن هشام :ويقال :أفصى بن د ُعْ ِ
:ميمون بن قَْيس ،بن جندل ،بههن شههراحيل ،بههن عههوف ،بههن سههعد ،بههن
ضب َْيعة ،بن قيس ،بن ثعلبة :
ُ
م فى عليها العَرِ ْ ب ع ّومأر ُ #وفى ذاك للمؤتسى أسههههوة
م
ي َرِ ْ لم واُره
م َّ جاء إذا ُ #رخام بنته لهم حميههههههر
مس ْ سعةٍ ماؤهم إذ قُ ِ َ على #فأروى الزروعَ وأعناَبههههها
م ل فُط ِ ْب طف ٍ
شْر ِ ن منه على ُ َ درو #فصاروا أيادِيَ ما يقهههه ِ
وهذه البيات فى قصيدة له .
من َّبه ،بن
ن ُ
ىب ُ قفي -واسم َثقيف :قَ ِ
س ّ ن أبي الصلت الث ّ َ
ةب ُ
وقال أمي ُ
107
صههفة ،بههن قيههس ،بههن
خ َ
عكرمههة ،بههن َ
بكر ،بن هوازن ،بن منصور ،بههن ِ
د ،بن عدنان : معَ ّ
ضر ،بن ن َِزار ،بن َ
م َ
عَْيلن ،بن ُ
سْيله
َ ندو ِ من ي َْبنون من سبأ الحاضرين مههأرب إذ ِ #
105
مهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها
العَرِ َ
105والعرب تضرب المثل بقولها :تفرقوا أيدي سبًا وأيادي سبًا ،نصبًا على الحال ،
وإن كان معرفة في الظاهر لن معناه :مثل أيدي سبا والباء ساكنة فيببه فببي موضببع
جعل اسبما واحبدَا مثبل :معبدي كبرب ،ولبم النصبب ،لنبه صبار بمنزلبة اسبمين ُ
ى عشرة ،لنها متحركة في ثمانية عشر. يسكنوها في ثماِن َ
وفي العرم أقوال :قيل :هو الُمسبّناة أي :السببد وهببو قببول قتببادة ،وقيببل :هببو اسببم
جبَرُذ الببذي خببرق السببد ،وقيببل :هببو صببفة للوادي ،وهو قول عطاء ،وقيل :هببو ال ُ
للسيل من العرامة ،وهو معنى رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
وقال البخارى " :العرم :ماء أحمر حفر في الرض حتى ارتفعت عنه الجنتان ،
فلم يسقهما ،حتى يبست ،وليس المبباء الحمببر مببن السببد ،ولكنببه كببان عببذابا أرسببل
عليهم ! انتهى كلم البخاري .
والعبرب تضبيف السبم إلبى وصبفه ،لنهمبا اسبمان ،فتعبرف أحبدهما ببالخر.
وحقيقة إضافة المسمى إلى السم الثاني ،أي :صاحب هذا السم ،كمببا تقببول ،ذو
شَرة ،وعمرو بطة .وقول العشى :زيد أي :المسمى بزيد ،ومنه سعد نا ِ
#ومأرب عّفى عليها العرم
يقوى أنه السيل .ومأرب بسكون الهمزة :اسم لقصر كان لهم ،وقيببل :هببو اسببم
حر.سْلكل ملك كان يلي سبأ ،كما أن ُتّبعا اسم لكل من ولى اليمن ،وحضر موت وال ّ
قاله المسعودي .وكان هذا السد من بناء سبإ بن يشجب بن يعرب ،وكان سباق إليبه
سبعين واديا ،ومات قبل أن يستتمه .فأتمته ملوك حمير بعده .
وقال المسعودي :بناه لقمان بن عاد ،وجعله فرسخا ،وجعل له ثلثين مثقبا.
:وقول العشى
#إذا جاء َمَزارُه لم يَرم
س بَماُء َم بْوًرا{ ]الطببور [9:فهببو مفتببوح الميببم ،
مببن قببوله تعببالى َ} :ي بْوَم َتُمببوُر ال ّ
وبعضهم يرويه مضموم الميم ،والفتح :أصح .ومنه قولهم :دم مائر أي :سببائل .
وفى الحببديث " :أِمبّر الببدم بمببا شببئت " أي أرسببله ،ورواه أبببو عبيببد أمببر بسببكون
الْميم ،جعلببه مببن مربببت الضببرع .وقببوله " :لببم يببرم ل ،أي :يمسببكه السببد حببتى
يأخذوا منه ما يحتاجون إليه .وقوله " :فأروى الزروع وأعنابها " أي :أعناب تلك
108
جْعدي ،واسمه :قيههس بههن وهذا البيت فى قصيدة له ،وتروى للنابغة ال َ
صههعة ،بههن
صعْ َ
جْعدة ،بن كعب ،بن ربيعة ،بن عامر ،بههن َ عبدالّله ،أحد بنى َ
وازن .
معاوية ،بن بكر ،بن هَ َ
وهو حديث طويل ،منعنى من استقصائه ما ذكرت من الختصار.
حديث ربيعة بن نصر ورؤياه وخبر شق
وسطيح الكاهنين
ن إسحاق :وكان ربيعة بههن نصههر ملههك اليمههن رؤيا ربيعة :قال اب ُ
ً
ضَعاف ملوك التبابعة ،فرأى رؤيا هالته ،وفظع بها ،فلم ي َد َعْ كاهنا ،ول بين أ ْ
جما من أهل مملكته إل جمعه إليه ،فقال لهم : ساحرًا ،ول عائفا ،ول من ّ
ً106
خبرونى بها وبتأويلها ،قالوا له : إنى قد رأيت رؤيا هالتني ،وفَظ ِْعت بها ؛ فأ ْ
اقصصها علينا نخبْرك بتأويلها ،قال :إنى إن أخههبرتكم بههها لههم أطمئن إلههى
ركم عن تأويلها ،فإنه ل يعرف تأويلها إل من عرفها قبل أن أخههبره بههها، خب ِ
107
سههطيٍح
فقال له رجل منهم :فههإن كههان الملههك يريههد هههذا فليبعههث إلههى َ
ق ،فإنه ليس أحد أعلم منهما ،فهما يخبرانه بما سأل عنه . ش ّو ِ
سمي سطيحًا؛ لنه كان جسما ملقى ل جوارح له ول يقدر علببى الجلببوس ،إل 107و ُ
إذا غضب انتفخ فجلس .ويذكر أن وجهه في صدره ولببم يكببن لببه رأس ول عنببق ،
ويذكر عن وهب بن منبببه أنبه قبال :قيبل لسبطيح :أَنببى لببك هبذا العلبم؛ فقبال :لبي
صاحب من الجن استمع أخبار السماء من طور سيناء حين كلم ال ب تعببالى موسببى -
عليه السلم -فهو يؤدي إلي من ذلك ما يؤديه .
109
واسم سطيح :ربيع بن ربيعههة ،بههن مسههعود ،بههن مههازن ،بههن ذئب ،بههن
هم ،بن أفَْرك ش ُ
كر ،بن ُر ْ صْعب ،بن ي َ ْ
عدي ،بن مازن غسان ،وشق :بن َ
قَبر ،بن أنمار ،بن نزار .وأنمار أبو بجيلة وخثعم . ،ابن قَ ْ
سر ،بن عَ ْ
نسب بجيلة :قال ابن هشام :وقالت اليمن :وبجيلههة بنههو أنمههار،
وث ،بن ن َْبت ،بن مالك ،بههن زيههد،
حيان ،بن عمرو ،بن الغَ ْابن إراش بن ل َ ْ
وث .ودار حيان ،بن الغَ ْ
ابن كهلن ،بن سبأ .ويقال :إراش بن عمرو ،بن ل ْ
بجيلة وخثعم يمانية .
ق،108
شه ّ سههطيح قب ه َ
ل ِ قال إبن إسحاق :فبعث إليهمهها ،فقههدم عليههه َ
فقال له :إني رأيههت رؤيهها هههالتنى ،وفظ ِعْههت بههها ،فههأخبْرنى بههها ،فإنههك إن
ت تأويَلها.أصبَتها أصب َ
مة ،خرجت من ظ ُُلمههة ،فههوقعت بههأرض ت ََهمههة، م َ
ح َ
ت ُ ل " .رأي َ قال :أفع ُ
109
جمة " . م ُ
ج ْ
ت ُل ذا ِفأكلت منها ك ّ
ق إنسان؛ له يد واحدة ،ورجل واحدة وعين واحدة. شّ 108وسمي بذلك :لنه كان ِ
وولد سطيح وشق فى اليوم الذي ماتت فيه طريفة الكاهنة ،امببرأة عمبرو بببن عببامر،
وهى بنت الخير الحميرية ،ودعت بسطيح قبل أن تموت؛ فأتيت به ،فتفلت فى فيه ،
وأخبرت أنه سيخلفها في علمها وكهانتهببا .ودعببت بشببق؛ ففعلببت بببه مثببل مببا فعلببت
حَفه " -كانت الميقات لحرام أهببل مصببر والشببام جْ
بسطيح؛ ثم ماتت ،وقبرها " باْل ُ
.قبل أن تهجر ،وهى قريبة من رابغ الميقات الحالى
حمة نار ،فهببى تأكببل ،ول صب " ُكل " أصح فى الرواية ،وفى المعنى؛ لن ال ُ 109ن ْ
ُتؤكل ،على أد فى رواية الشيخ برفع كل ،ولها وجه ،لكن فى حاشببية الكتبباب كمببا
قال السهيلي :
أن في نسخة البرقي التي قرأها على ابن هشام :كلّ ذات ،بنصب اللم .
ظْلمببة ،وذلببك أن الحممببة قطعببة مببن نببار، ظُلمببة " أي مببن ُ وقببوله " :خرجببت مببن ُ
حَمَمببة :
ظُلمة يشبه خببروج عسببكر الحبشببة مببن أرض السببودان ،واْل ُ وخروجها من ُ
الفحمة ،وقد تكون جمرة محرقة ،كما في هذا الحديث ،فيكببون لفظهببا مببن الحميببم ،
حّمببة ،وهببى ومن الحمى أيضبًا لحرارتهببا ،وقببد تكببون منطفئة ،فيكببون لفظهببا مببن اْل ُ
ت وجهه إذا سودته ،وكل المعنيين حاصل فى لفظ الحممة هنا. حّمْم ُ
السواد ،يقال َ :
وقوله :بين روضة وأكمة؛ لنها وقعت بين صنعاء وأحوازها.
سميت تهامة .
وقوله :في أرض َتِهَمة أي :منخفضة ،ومنه ُ
جمة ،ولم يقل كل ذي جمجمة ،وهو من باب قوله جم ُت منها كل ذات ُ وقوله :أكل ْ
ل ِمْنبُه
حمَب ْ
ل ُي ْ
حْمِلَهببا َ
ع ُمْثَقَلبٌة ِإَلببى ِ
ن َتبْد ُ
خبَرى َوِإ ْ سبببحانه َ} :و َ
ل َتبِزُر َواِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ
يٌء{ ]فاطر[18:الية .لن القصد إلى النفس والنسمة ،فهو أعم ،ويدخل فيه جميع ش َْ
ذوات الرواح ،ولو جاء بالتذكير ،لكان إما خاصا بالنسان ،أو عامًا في كببل شببئ
لب عليبه وسبلم " -كبل بائلبة تفيبخ " ،أي :يكبون حي أو جماد ،ومنه قوله -صلى ا ّ
.منها إفاخة ،وهي الحدث .وقال النحاس :هو تأنيث الصفة والخلفة
110
دك في تأويلها ؟ ح ؛ فما عن َت منها شيئا يا سطي ُ فقال له الملك :ما أخطأ َ
ضههكم الحبههش،
ن أر َحن َههش ،ليهِبطه ّ
حّرت َي ْههن مههن َ
فقههال :أحلههف بمهها بيههن ال َ
110
جَرش ، فليملكن ما بين أبَين إلى ُ
فقال له الملك :وأبيك يا سطيح ،إن هذا لنا لغائظ موجع ،فمتى هو كائن
،أفى زماني هذا .أم بعده ؟
قال :ل ،بل بعده بحين ،اكثر من ستين أو سبعين ،يمضين من السنين .
قال :أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ؟
قال :ل ،بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ،ثم ُيقتلون ويخرجههون منههها
هاربين .
110وقوله :ليهبطن أرضكم الحبش ،هم بنو حبش بن كوش بن حام بن نوح ،وبببه
سميت الحبشة.
جَرش ،ذكره سيبويه بكسر الهمزة على مثل إصبع ، وقوله :ما بين أبين إلى ُ
وجّوز فيه الفتح ،وكذلك تقيد في هذا الكتاب ،وقال ابن ماكول :هو أبين بن زهير
سع من حمير ،أو من ابن حمير .سميت به البلدة ،وقد تقدم قولبن أيمن بن الهمي َ
.الطبري أن أبين وعدن ابنا عدنان .سميت بهما البلدتان وجرش :مدينة باليمن
111
قال :ومن يلي ذلك من قت ِْلهم وإخراجهم ؟
111
،يخرج عليهههم مههن عههدن ،فل يههترك م ذي َيزن
قال :يليه إَر ُ
أحدا ً
منهم باليمن .
قال :أفيدوم ذلك من سلطانه ،أم يقطع ؟
قال :ل ،بل ينقطع .
قال :ومن يقطعه ؟
ل العلي .
ى ،يأتيه الوحى ،من قِب َ ِ
ي زك ّ
قال :نب ّ
قال :وممن هذا النبي ؟ قال :رجل من ولد غالب بههن فهْههر بههن
مالك
ملك فى قومه إلى آخههر الههدهر .قههال :وهههل
ضر ،يكون ال ُ
ابن الن ّ ْ
للدهر من
آخر؟
مههع فيههه الولههون والخههرون ،يسههعد فيههه
ج َ
م يُ ْ
قههال :نعههم ،يههو ٌ
المحسنون ،
ويشقى فيه المسيئون .
قال :أحق ما تخبرني ؟
فَلق إذا اّتسق ،إن ما أنبأتههك قال :نعم .وال ّ
شفق والَغسق ،وال َ
به لحق .
شق ،فقههال لههه كقههوله لسههطيح ،وكتمههه مهها قههال .ثم قدم عليه ِ
سطيح ،لينظر أيتفقان أم يختلفان .
ممههة ،خرجههت مههن ظ ُُلمههة ،فههوقعت بيههنح ُفقال :نعههم ،رأيههت ُ
َرْوضة
وأكمة ،فأكلت منها كل ذات نسمة .
قال :فلما قهال لههه ذلههك ،عههرف أنهمها قههد اتفقهها ،وأن قولهمها
واحد.
112
إل أن سطيحا ً قال " :وقعههت بههأرض ت ََهمههة ،فههأكلت منههها كههل ذات
جمة". م ُ
ج ْ
ُ
ت منههها كه ّ
ل ذات ن روضههة وأكمههة ،فههأكل ْ شههق " :وقعههت بيه َوقههال ِ
نسمة".
فقال له الملك :مها أخطهأت يها شهق منهها شههيئًا ،فمها عنههدك فهى
تأويلها ؟
ضههكم حّرتيههن مههن إنسههان ،لينزلههن أر َ
قههال :أحلههف بمهها بيههن ال َ
كن ما بين أبَيههنفلة البنان ،وليمل ُ
112
السودان ،فليغلبن على كل ط َ ْ
جران .إلى ن َ ْ
شقّ ،إن هذا لنا لغائظ موجع ،فمتى ههوفقال له الملك :وأبيك يا ِ
كائن ؟ أفى زمانى ،أم بعده ؟
قال :ل ،بل بعده بزمههان ،ثههم يسههتنقذكم منهههم عظيههم ذو شههان ،
ويذيقهم أشد الهوان .
ي ،ولقال :ومههن هههذا العظيههم الشههان ؟ قههال :غلم ،ليههس ب هد َن ِ ّ
ن ،113يخههرج عليهههم مههن بيههت ذي ي َهَزن ،فل يههترك أحههدا ً منهههممهد َ ّ
ُ
باليمن .
قال :أفيدوم سلطانه أم ينقطع ؟
سههل يههأتى بههالحق والعههدل ،بيههن أهههل
مْر َ
قال :بل ينقطع برسههول ُ
الدين والفضل ،يكون الملك فى قومه إلى يوم الفصل .
دعى فيهجَزى فيه الولةُ وي ُ ْم تُ ْ
قال :وما يوم الفصل ؟ قال :يو ٌ
من السماء بدعوات ،يسمع منها الحياء والموات ،وُيجمع فيه بين
الناس للميقات ،يكون فيه لمن اتقى الفوُز والخيرات.
113
قال :أحق ما تقول ؟
خفض ،إن ب السماء والرض ،وما بينهما من َرفٍْع و َ قال :إي ور ّ
114
ما أنبأتك به لحق ،ما فيه أمض .
قال ابن هشام :أمض .يعني شك ّا ً :هذا بلغة حمير .وقال أبو
عمرو :أمض أي :باطل .فوقع في نفهس ربيعهة بهن نصهر مها قهال،
فجهز بنيه ،وأهل
" 114لحق ما فيه أمض " :أي :ما فيببه شبك ول مسبتراب ،وقببد غّمببر
لب
سطيح زمانًا طويل بعد هببذا الحببديث ،حببتى أدرك مولببد النبببي -صببلى ا ّ
عليببه وسببلم -فببرأى كسببرى أنببو شببروان بببن ُقببباذ بببن فيببروز مببا رأى مببن
ارتجاس اليوان وخمببود النيببران ،ولببم تكببن خمببدت قبببل ذلببك بببألف عببام ،
سقطت من قصره أربع عشرة شرفة ،وأخبره الُموَبذان ،ومعنبباه :القاضببى،
أو المفتى بلغتهم
عرابا ،فانتشرت في بلدهببم ،وغببارت -أنه رأى إبل صعابا ،تقود خيل ِ
بحيرة ساوة؛ فأرسل كسرى عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن ُنَفيلة الغساني
إلى سطيح ،وكان سطيح من أخوال عبد المسببيح ،ولبذلك أرسبله كسبرى –
فيما ذكر الطبري – إلى سطيح يستخبره علم ذلك ،ويستعبره رؤيا الموبببذان
،فقدم عليه وقد ًاشفى على الموت ،فسلم عليببه فلببم يحببر إليببه سببطيح جواببًا
فأنشأ عبد المسيح يقول :
صم أم ليسمع غطريف اليمن أم فاد فاْزلم به شأو الَعَن ْ
ن #أ َ
سَنن
خطه أعيت َمن ومن أتاك شيخ الحي من آل َ
#يا فاصل ال ُ
ن أبيض َفضفاض الرداء والبدن
جْحَ
#وأمه من آل ذئب بن َ
#رسول قيل الُعجم يسري للوسن ل يرهب الرعد ،ول ريب الزمن
عَلْنَدة شزن ترفعني وجنًا وتهوى بى وجن
#تجوب بي الرض َ
طن تلفه في الريح بوغاء الدمن
#حتى أتى عاري الجآجي والَق َ
ضَنى ثكن
ح ْ
حثحث من ِ
#كأنما ُ
ثكن :اسم جبل ،فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه ،فقال :عبد المسيح على جمل
مشيح جاء إلى سطيح ،حين أوفى على الضريح ،بعثك ملك بني ساسان لرتجاس
اليوان ،وخمود النيران ،ورؤيا الموبذان ،رأى إبل صعابا ،تقود خيل عرابا ،قد
قطعت دجلة ،وانتشرت فى بلدها .يا عبد المسيح :إذا كثرت التلوة ،وظهر
صاحب الهراوة ،وخمدت نار فارس ،وغارت بحيرة ساوة ،وفاض وادي السماوة
فليست الشام لسطيح شامًا ،يملك منهم ملوك وملكات ،على عدد الشرفات ،وكل ما
.هو آت آت .ثم قضى سطيح مكانه
114
بيته إلى العراق بما يصلهم ،وكتب لخههم إلههى ملههك مههن ملههوك فههارس
يقال له :سابور بن خّرزاد فأسكنهم الحيرة.115
رأي آخر في نسب النعمان بن المنذر :فمن بقية ولد ربيعة ابهن
ن
ن به ُ عل ْ ِ
مهههم :النعمهها ُ نصر :النعمان بن المنذر ،فهو في نسب اليمن و ِ
صر ،ذلك الملك . دي بن ربيعة بن ن َ ْ
عمرو بن عَ ِ
المنذر بن َ
قال ابن هشام :النعمان بن المنذر ،بن المنذر ،فيما أخههبرنى خلههف
الحمر. 116
115وقول ابن إسحاق في خبر ربيعة بن نصر ،فجهز أهله وبنيه إلى الحيرة ،وكتب
خرزاد.
لهم إلى ملك يقال له :سابور بن ُ
وأول من ملك الحيرة من الساسانية :سابور بن أزدشير ،وهو الذي خرب الحضر.
وكانت ملوك الطوائف متعادين ،يغير بعضهم على بعض ،وقد تحصن كل واحد
منهم فى حصن ،وتحّوز إلى حيز منهم عرب .ومنهم أشغانيون على دين الفرس ،
وأكثرهم ينتسبون إلى الفرس من ذرية دارا بن دارا ،وكان الذي فرقهم وشتت
شملهم ،وأدخل بعضهم بين بعض -لئل يستوثق لهم ُملك ،ول يقوم لهم سلطان -
السكندر بن فيلبس اليونانى ،حين ظهر على دارا ،واستولى على بلد مملكته ،
وتزوج بنته روشنك .بوصية أبيها دارا له بذلك حين وجده مثخنًا فى المعركة ،ولم
يكن السكندر أراد قتله؛ لنه كان أخاه لمه – فيما زعموا – فوضع السكندر
رأسه على فخذه – فيما ذكروا – وقال يا سيد الناس لم أرد قتلك ،ول رضيته ،
فهل لك من حاجة؛ قال :نعم :تزوج ابنتى روشنك ،وتقتل من قتلني ،ثم قضى
سّموا :
دارا ،ففعل ذلك السكندر ،وفرق الفرس ،وأدخل بينهم العرب فتحاجزوا ،و ُ
.ملوك الطوائف؛ لن كل واحد منهم على طائفة من الرض
116وربيعة بن نصر :هو أحد ملوك الحيرة ،وهم آل المنذر ،والمنذر هو :ابن ماء
السماء ،وهي :أمه ،عرف بها ،وهي من الّنِمر بن قاسببط ،وابنببه عمببرو ابببن هنببد
عرف بأمه أيضًا ،وهى بنت الحارث آكل المرار جد امرئ القيس الشاعر ،ويعببرف
عمرو بمحّرق لنه حّرق مدينة يقال لها َ :مْلَهم ،وهببى عنببد اليمامببة .وقببال المبببرد
حَرق مائة من بني تميم ،وذكر خبرهم .وولُد نصر بن والُقتبى :سمى محرقًا ،لنه َ
ربيعة هو :عدي ،وكان كاتبببا لجذيمببة البببرش ،وابنببه :عمببرو ،وهببو ابببن أخببت
جذيمة ،ويكنى جذيمة :أبا مالك في قول المسعودي ،وهببو منببادم الفرقببدين ،واسببم
أخت جذيمة :رقاش بنت مالك ،بن فهم ،بن غنم ،بن َدوس ،وهو الذي اختطفته
الجن ،وفيه جرى المثل :شب عمرو عن الطوق ،وهو قاتببل الزَببباء بنببت عمببرو،
واسمها :نائلة في قول الطبري ويعقوب بن السكيت ،وميسون في قول دريد.
وأخو عمرو بن هند :النعمان بن المنذر ،وهو ابببن مامببة ،وكببان ملكببه بعببد عمببرو،
وفى
115
ملسسك اليمسسن وغسسزوه استيلء أبي كرب تبان أسعد علسسى ُ
إلى يثرب
ملك اليمن كّله إلى قال ابن إسحاق :فلما هلك ربيعة بن نصر ،رجع ُ
حسان بن ُتبان أسعد 117أبى كرب -وُتبان أسعد هو :ت ُّبع الخر ،ابن ك َْلكههى
كَرب بن زيد ،118وزيد هو ت ُّبع الول بن عمرو ذي الذعار 119ابههن أبرهههة ذي
المنار 120ابن الّرْيش -
116
121
قال ابن هشام :ويقال :الرائش .
قال ابن إسحاق :ابن عدي بن صيفي بن سههبأ الصههغر ،بههن ك َعْههب ،
عمههرو ،بههن قَي ْههس ،بههن معاويههة ،بههن سْهل ،بههن َ ظلم ،ابن َزْيد بن َ ك َْهف ال ّ
ريههب ،بههنطن ،بن عَ ِوث ،بن قَ َ شم ،بن عبد شمس ،بن وائل ،بن الغَ ْ ج َُ
122
مَير بن سههبأ ح ْ
ِ : جج
جج .والعََرن ْ َ سع ،بن العََرن ْ َمي ْ َ
زهير ،بن أيمن ،بن الهَ َ
جب ،بن قحطان . ش ُ الكبر بن ي َعُْرب ،بن ي َ ْ
حطان .جب :بن ي َعُْرب بن قَ ْش ُقال ابن هشام :ي َ ْ
رب الذي قدم المدينههة ،وسههاق قال ابن إسحاق :وُتبان أسعد :أبو ك َ ِ
حب َْرْين من يهود المدينة إلى اليمن ،وعثر الههبيت الحهرام وكسهاه ،وكهانال َ
ملك ربيعة بن نصر. ملكه قبل ُُ
قال ابن هشام :وهو الذي ُيقال له :
َ 123
ه
خبل ْ خيُره يسد ّ أن رب
#ليت حظي من أبى كهههـ ِ
تبان يغضب على أهل المدينة :قال ابن إسحاق :وكان قههد جعههل
مّر بها فى بدأته ،طريقه -حين أقبل من المشرق -على المدينة وكان قد َ
ة ،فقدمها،قتل ِغيل ًفلم يهج أهَلها ،وخلف بين أظهرهم ابنا ً له ،ف ُ
121 أو معنى تبع فى لغة اليمن :الملك المتبوع ،وقال المسعودي :ل يقال للملك :
تبع حتى يغلب اليمن والسحر وحضرموت .وأول التبابعة :الحارث الرائش ،وهو
ابن همال بن ذي شرد ،وسمي :الرائش ،لنه راش الناس بما أوسعهم من العطاء،
.وقسم من الغنائم ،وكان أول من غنم ،كما ذكر قريبًا
ج الذي ذكره أنه حمير بن سبببأ ،فمعنبباه بالحميريببة :العببتيق ،قبباله ابببن
جُ 122والَعرن َ
هشام .وهو
.في عهد زمن تبع الوسط
123و" خبله " -التي ذكر في البيت –؛ من الخبل وهو الفساد .وقد نسب هببذا البببيت
إلى العشى ولكن البرقي نسبه إلى عجوز من بني سالم ،قالته حيبن جباء مالبك ببن
العجلن
بخبر تبع .فدخل سرًا؛ فقال لقومه :قد جاء تبع فقالت العجوز البيت .
117
124
ي
مجمع لخرابها ،واستئصال أهلها ،وقطع نخلها ،فجمع له هههذا الح ه ّ وهو ُ
من النصار ،ورئيسهم عمرو ابن ط َّلة أخو بني النجار ،ثههم أحههد بنههي عمههرو
بن مبذول ،واسم مبذول :عامر ،بن مالك بن النجار .واسههم النجههار :تيههم
الّله بن ثعلبة ،بن عمرو ،بن الخزرج ،بن حارثة ،بن ثعلبة ،ابن عمههرو ،بههن
عامر.
عمرو ابن طلة وشبه :قال ابن هشام :عمرو ابن ط َّلة :عمرو بههن
ى بنههت معاوية ،بن عمرو بن عامر ،بن مالك بن النجار ،وط َل ّههة :أمههه :وه ه ِ
ضهب ، عامر بن ُزَريق ،بن عامر بن ُزَريق ،بن عبد حارثة بن مالك ،بهن غ ْ
شم ،بن الخزرج . ج َابن ُ
قصة مقاتلة تبان لهل المدينسسة :قههال ابههن إسههحاق :وقههد كههان
رجل من بني عدي بن النجار يقال له :أحمر ،عدا على رجال من أصههحاب
ده 125فضههربه جه ّ
ذق لههه ي َ ُت ُّبع في نزل بهم فقتله .وذلك أنههه وجههده فههى عَه ْ
ً
بمنجله فقتلههه ،وقههال :إنمهها التمههر لمههن أبههره ، 126فههزاد ذلههك ُتبعها حنقهها
عم الْنصار أنهم كانوا يقاتلونه بالنهار ،ويقرونههه عليهم ،قال :فاقتتلوا ،فتز ُ
منا لكرام !!. بالليل ،فيعجبه ذلك منهم ،ويقول :والّله إن قو َ
حبران من أحبار اليهود ،من فبينا ُتبع على ذلك من قتالهم ؛ إذا جاءه َ
124ذكر القتبي أنه لم يقصد غزوها ،وإنما قصد قتل اليهود الذين كببانوا فيهببا ،وذلببك
أن الوس والخزرج كانوا نزلوا معهم ،حين خرجوا من اليمن على شروط وعهببود
كانت بينهم ،فلم يف لهم بذلك يهود واستضاموهم ،فاستغاثوا بتبع؛ فعند ذلك قدمها.
وقد قيل :بل كان هذا الخبر لبي جبيلة الغسانى ،وهو الذي استصرخته الوس
ل أعلم .والخزرج على يهود .فا ّ
جّده :
125 العذق بفتح العين :النخلة ،والِعذق بالكسر :الكباسة بما عليها من التمر .وَي ُ
يقطعه
.أبر النخل :لقحه وأصلحه
126
118
دل - 127بنو الخزرج حام وعمرو -وهو هَ َ بني قَُريظة -وقريظة والنضير والن ّ ّ
129 128
بن اليسع ،بن سعد ،بههن لوي ، سبط ومان ،بن ال ّ بن الصريح بن الت ّ ْ
عزرى ،بن هارون بن عمههران ، بن خير ،بن النحام ،بن تنحوم ،بن عازرِ ،
بن يصهر ،بن قاهث ،بن َلويّ بن يعقوب -وهو إسههرائيل -ابههن إسههحاق -
بن إبراهيم خليل الرحمن -صلى الّله عليهم -عالمان راسخان في العلم ،
حين سمعا بما يريد من إهلك المدينههة وأهلههها ،فقههال لههه :أيههها الملههك ،ل
تفعل ،فإنك إن أبيت إل ما تريد حيل بينك وبينها ،ولههم نههأمن عليههك عاجه َ
ل
جر نههبي يخههرج مههن هههذا العقوبة ،فقال لهما :ولم ذلههك ؟ فقههال :هههى مههها َ
الحرم من قريش فى آخر الزمان ،تكون داَره وقراَره ،فتناهى عن ذلك ،
ورأى أن لهما علما ،وأعجبه ما سمع منهما ،فانصرف عن المدينة ،واتبعهما
على دينهما ،فقال خالد بن عبد العُّزى بن غَزِّية بن عمرو بن عبد بن عههوف
بن غُْنم بن مالك بن النجار يفخر بعمرو ابن ط َّلة :
130
قضى من لذةٍ وسرهْ أم #أصحا أم قد نهى ذ ُ َ
كههههَرهْ
127َهَدل :بفتح الدال والهاء ،كأنه مصدر َهَدل هدل إذا استرخت شفته ،وذكره
المير بن ماكول عن أبي عبدة النسابة فقال فيهَ :هْدل بسكون الدال
.التومان :على وزن فعلن ،كأنه من لفظ الّتَوم ،وهو الّدّر أو نحوه
128
ابن السبط :بكسر السين ،وابن تنحوم بفتح التاء وسكون النون والحاء المهمله ،
129
وهو عبرانى ،وكذلك عازر وعزرى بكسر العين من عزرى .وقاهت ،بالتاء
المنقوطة باثنتين .وهكذا وقع في نسخة الشيخ أبى بحر .وفى غيرها بالثاء المثلثة،
.وكلها عبرانية .وكذلك إسرائيل ،ومعناه بالعربية؛ سَِري ا ّ
ل
130الذَكر :جمع ذكرة .كما تقول ُ :بكرة وُبَكر ،والمستعمل فى هذا المعنبى ذكبرى
باللف ،وقلما يجمع ُفعَلى على ُفَعل ،وإنما يجمع على فعال ،فإن كان أراد فى هذا
جمع ذكرى ،وشبه ألف التأنيث بهاء التأنيث ،فلببه وجببه :قببد يحملببون الشببيء علببى
الشىء إذ كان فى معناه .
119
131
صَرهِْذكُرك الشباب أو عُ ُ ب ،ومهها ت الشبا َ أم تذكْر َ #
132
عَبره ِ الفتى آتى مثُلها ة
عيههههه ٌ
إنها حرب َربا ِ #
دوا ً مع الّزهََرهْ
133
إذ أتت عَ ْ ن أو أسهههدا فاسأل عمرا َ #
134
سّبغ أبداُنها ذ َفَِرهُْ بِ ٍ كهههههرفَي ْل َقٌ فيها أبو َ #
135
أبنى عوف ،أم النجَره ؟ ثم قالوا :من نؤم بههههها #
136
ت َِرهْ ن
وإ ّ قتلى، فيهم ن لنههههابل بني النجار إ ّ #
131 صر لغتان .وحرك الصاد بالضم قال ابن جنى :ليس شئ على وزن َفْعل بسكون العين ،
عصره ،وفي الع ُ
صَره ،أراد :أو َ
ع ُ
أو ُ
.يمتنع فيه ُفُعل
132إنها حرب رباعيةَ .مَثل ،أي :ليست بصغيرة ول جذعة ،بل هي فوق ذلك ،
ضرب سن الرباعية مثل ،كما يقال :حرب عوان؛ لن العوان أقوى من الفتية و ُ
.وأدرب
133عدوًا مع الّزَهَرة :يربد :صبحهم بغلس :أى ظلمة آخر الليل ،قبل مغيب
.الّزَهَرة :وهو نجم معروف شديد اللمعان
134سّبغ :كاملة .أبدانها ذفرة ،يعني :الدروع .وَذِفرة :من الذفر . .وهى سطوع
الرائحة طيبة كانت أو كريهة ،وأما الّدفر ،بالدال المهملة ،فإنما هو فيما كره من
الروائح ،ومنه قيل للدنيا :أّم َدْفر ،وذكره القالي في المالى بتحريك الفاء ،وغلط
.في ذلك .والَذْفُر بالسكون أيضا :الدفع
135جرة :جمع ناجر ،والناجر والنجار :بمعنى واحد ،وهذا كما قيل المناذرة فى الّن َ
ل بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج ،وسمي النجار؛ بني المنذر والنجار ،وهم :تيم ا ّ
.لنه نجر وجه رجل بقدوم فيما ذكر بعض أهل النسب
136ن تره .أظهر إن بعد الواو .أراد :أن لها قتلى وترة ،والترة :الوتر، فيهم قتلى وإ ّ
فأظهر المضمر ،وهذا البيت شاهد على أن حروف العطف يضمر بعدها العامل
المتقدم نحو قولك :إن زيدا وعمرًا في الدار ،فالتقدير :إن زيدا ،وإن عمرًا فى
الدار ،ودلت الواو على ما أردت ،وإن احتجت إلى الظهار أظهرت كما في هذا
البيت ،إل أن تكون الواو الجامعة في نحو اختصم زيد وعمرو ،فليس َثّم إضمار
لقيام الواو مقام صيغة التثنية ،كأنك قلت :اختصم هذان ،وعلى هذا تقول :طلع
الشمس والقمر ،فتغّلب المذكر ،كأنك قلت :طلع هذان النيران ،فإن جعلت الواو
هي التي تضمر بعدها الفعل ،قلت :طلعت الشمس والقمر ،وتقول فى نفي المسألة
الولى :ما طلع الشمس والقمر ،ونفي المسألة الثانية :ما طلعت الشمس ول القمر؛
ل المضمُر .ويتفرع من هذا الصل في النحو مسائل تعيد حرف النفي؛ لينتفي به الفع ُ
.كثيرة ،ل نطّول بذكرها -انظر الروض النف للسهيلي من تحقيقها
120
137
الن ِّثرهْ كالغيبةِ دها
م ّ
َ مسايفههههههههههههههههههههة قتهم ُ #فتل ّ
138
مَرهْعُ ُ مه
قو َ ه
الل ُ مّلهههههههههههههههى ن ط َل ّ َ
ة َ مُرو اب ُ #فيهم عَ ْ
ن قَد ََرهْ عمرا ً ل يك ْ سْيد سام الملو َ
139
رام َ ك ومهههههههههههههههههن َ #
وهذا الحى من النصار يزعمون أنه إنما كان حنق ُتبع على هههذا الحههي مههن
يهود الذين كانوا بين أظهرهم ،وإنما أراد هلكهههم ،فمنعههوهم منههه ،حههتى
انصرف عنهم ،ولذلك قال فى شعره :
أْولههى لهههم بعقههاب يههوم س هْبطين حّل يثربهها حنقهها علههى ِ َ #
مفسد
قال ابن هشام :الشعر الذي فيه هذا البيت مصنوع ،فذلك الذي منعنهها
140
من إثباته
137فتلقتهم مسايفة :بكسر الياء أي كتيبة مسبباِيفة فهببو مببن ببباب حببذف الموصببوف
استغناء بصفته .ولو فتحت الياء ،فقلت :مساَيفة لكان حال من المصدر الببتى تكببون
أحوال مثل :كلمته مشافهًة ،وفي غير هذه النسخة :فتلقتهم مسببابقة بالببباء والقبباف .
واْلغْبَية الّدْفعة من المطر.
.والّنثرة أي :المنثرة ،وهي التي ل تمسك ماًء
138 َمّلى الله :من قولهم :تمليته حينًا ،أى عشت معه حينًا وهو مأخوذ من الملوة
والمَلَوين وفى القاموس :ملك ال حبيبك تملية :متعك به ،تمّلى عمره :استمتع
.فيه ،والمل :الصحراء ،والملوان :الليل والنهار
139ل يكن َقَدَرْه :دعاء عليه :والهاء عائدة على عمرو .أراد ل يكن قدر عليه .
عاء عليه :والهاء عائدة على عمرو .أراد :ل يكن قدر عليه .وحذف حرف الجر دَ
فتعدى الفعل ،فنصب ،ول يجوز حذف الجر فى كل فعل ،وإنما جاز في هذا،
حمل على ما هو معناه ،ونظائره كثيرة .لنه في معنى :استطاعه ،أو أطاعه ،ف ُ
140والشعر الذي زعم ابن هشام أنه مصنوع قد ذكره في كتاب التيجان ،وهو قصيد
مطول أو له :
ت مآقيها بسم السود
حل ْ
#ما بال عينك ل تنام ،كأنما م ُك ِ
ل يثربا أولى لهم بعقاب يوم مفسد
#حنقًا على سبطين ح ّ
121
تّبع يذهب إلى مكة ويطوف بالكعبة :قال ابن إسحاق :
ه
كة ،وهي طريق ُ وكان تبع وقومه أصحاب أوثان يعبدونها ،فتوجه إلى م ّ
مدركههة هذيل بن ُ مج أتاه نفر من ُسفان ،وأ َ إلى اليمن ،حتى إذا كان بين عُ ْ
ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ؛ فقالوا له :أيها الملك أل ندلك علههى
بيههت مههال دائر ،أغفلتههه الملههوك قَْبلههك ،فيههه اللؤلههؤ والزبرجههد واليههاقوت
والذهب والفضة ؟ قههال :بلههى قههالوا :بيههت بمكههة يعبههده أهلههه ،ويصههلون
عنده .وإنما أراد الهذليون هلكه بذلك ،لما عرفوا من هلك من أراده من
الملوك وبَغى عنده .فلما أجمع لما قالوا ،أرسل إلههى الحههبرين ،فسههألهما
كك وهلك جندك .ما نعلم بيت ها ً لل ّههه عن ذلك فقال له :ما أراد القوم إل هل َ
اتخههذه فههي الرض لنفسههه غيههره ،ولئن فعلههت مهها دعههوك إليههه ،لتهلكههن
وليهلكن من معك جميعا ،قال :فماذا تأمرانني أن أصنع إذا أنا قدمت إليههه
قال :تصنع عنده مهها يصههنع أهلههه :تطههوف بههه وتعظمههه وتكّرمههه ،وتحلههق
ذل له ،حتى تخرج من عنده ،قال :فما يمنعكما أنتما مههن رأسك عنده وت ِ
ّ
ذلك ،قال :أما والله إنه لبيت أبينا إبراهيههم ،وإنههه لكمهها أخبرنههاك ،ولكههن
أهله حالوا بيننا وبينه بالوثان التي نصبوها حههوَله ،وبالههدماء الههتى ي ُْهرقههون
حهما وصههدق ل شرك – أو كما قههال لههه – فعههرف نص ه َ جس أه ُ عنده ،وهم ن َ ِ
هذيل ،فقطع أيديهم وأرجلهههم ،ثههم مضههى حههتى حديثهما فقرب النفر من ُ
قدم مكة ،فطاف بالبيت ،ونحر عنده ،وحلق رأسه وأقام بمكة سههتة أيههام
ي
– فيما يذكرون – ينحر بها للناس ويطعههم أهلههها ،ويسههقيهم العسههل ،وأرِ َ
صف 141ثم أرِيَ أن يكسوه خ َ فى المنام أن يكسو البيت ،فكساه ال َ
122
142
ن من ذلههك معافَر ،ثم أري أن يكسوه أحس َ ن من ذلك فكساه ال َ أحس َ
143
عمههون -أول مهن كسهها ملء والوصهائل ،فكههان ُتبهع -فيمها يز ُ فكسههاه ال ُ
البيت ، 144وأوصى به ولته من جرهم ،وأمرهم بتطهيره وأل يقربههوه دمهها،
ول ميتة ،ول مئلت -وهى المحايضه - 145وجعههل لههه بابها ً ومفتاحهًا ،وقههالت
ب ، 146بن َزبينة ،بن جذيمههة ،بههن عههوف ،بههن معاويههة ،بههن ح ّ
سب َْيعة بنت ال َ
ُ
صفة ،بن خ َ
عكرمة ،بن َ بكر ،بن هوازن ،بن منصور ،بن ِ
123
قيس ،بن عيلن ،وكانت عند عبد مناف بن كعب ،بن سعد ،بن ت َْيم ،بههن
ؤي ،بن غالب ،بن فِْهر ،بههن مالههك ،بههن النضههر ،بههن مرة ،بن كعب ،بن ل ُ َ ُ
كنانة ،لبن لها منه يقال لههه :خالههد :تعظ ّههم عليههه حرمههة مكههة ،تنهههاه عههن
البغي فيها ،وتذكر ت ُّبعا وتذلله له ،وما صنع بها :
ل الصغيَر ول ظلم بمكههههههة ي :لت َ ْ #أبن ّ
الكههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههبيْر
يغّرْنك ول ى مها بنهههههه ظ محار َ #واحف ْ
الَغهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههروْر
فة ُيلقَ أطرا َ هك َ ي :من َيظلم بهههههمه #أب ُن َ ّ
الشههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههروْر
بخدْيه حَويل ُ ْ ضرب وجُههههههه ى :يُ ْ #أبن َ ّ
السههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههعيْر
ت ظالمها فوجد ُ #أبنى :قد جربُتهههههههها
147
يبهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههوْر
صتهاُبنيت بعْر َ منها ،ومهههههههها #الّله أ ّ
قصههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههوْر
صم تأمن فى والعُ ْ ن طيَرهههههههها #والّله آم َ
148
َثهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههبيْر
فكسا بنيَتها ع
#ولقد غزاها ت ُّبهههههههه ٌ
149
الحههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههبيْر
فأوفى فيها ه
كهههههههه ُ مل َ ل ربي ُ #وأذ ّ
بالن ّهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههذوْر
فا بعير بفناِئها أل َ #يمشى إليها حافيههههههها ً
م المهاري لح َ م أهَلههههههها #ويظل ي ُط ْعِ ُ
150
جهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههُزور وال َ
ض من فى والّرحي َ ّ َ
#يسقيهم العسل المصهههههه
151
الشههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههعير
فيها يرمون شهههههههه ل أهلك جي ُ #والفي ُ
بالصههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههخوْر
وفى ك في أقصى البههههلد #والمل ْ ُ
152
زيههههههههههههههههههههههههرخ ِ
جم وال َ العهههههههههههههههههههههههها ِ
ة
م كيف عاقب ُ ه ْ دثت ،وافهههه ح ّ #فاسمعْ إذا ُ
المههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههوْر
124
قال ابن هشام :يوقف على قوافيها ل تعرب .
أصل اليهودية باليمن :ثم خرج منها متوجها إلى اليمن بمن معه
حْبرين حتى إذا دخل اليمن دعا قومه إلى الدخول فيما دخل من جنوده وبال َ
وا عليه ،حتى يحاكموه إلى النار التى كانت باليمن.فيه ،فأب َ ْ
قرظههى، قال ابن إسحاق :حدثنى أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالههك ال ُ
قال :سمعت إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الّله يحدث :أن ُتبعا لما
ً
مَير بينه وبين ذلك وقههالوا :ل تههدخلها علينهها،
ح ْ
دنا من اليمن ليدخلها حالت ِ
وقد فارقت ديننا ،فدعاهم إلى دينه وقال " :إنه خير مههن ديههن " ،فقههالوا :
فحاكمنا إلى النار قال :نعم .
قال :وكانت باليمن -فيما يزعههم أهههل اليمههن -نههار تحكههم بينهههم فيمهها
يختلفون فيه ،تأكل الظالم ول تضر المظلوم ،فخرج قههومه بأوثههانهم ومهها
حْبران بمصاحفهما في أعناقهمهها متقلههديها، يتقّربون به في دينهم ،وخرج ال َ
حتى قعدوا للنار عند مخرجها الذي تخههرج منههه فخرجههت النههار إليهههم فلمهها
مرهم 153من حضههرهم مههن النههاس ، أقبلت نحوهم حادوا عنها وهابوها ،فذ َ َ
وأمروهم بالصبر لها فصبروا حتى غشيتهم ،فأكلت الوثان وما قربوا معها،
ومن حمل ذلك من رجال حمير ،وخرج الحبران بمصاحفهما فههى أعناقهمهها
ت عنههد ذلههك حميههر علههى دينههه ،فمههن ق ْتعرق جباههما لم تضهّرهما ،فأصههف َ
هنالك ،وعن ذلك ،كان أصل اليهودية باليمن .
حْبريههن ،ومههن خههرج مههن
دث أن ال َ
قال ابن إسحاق :وقههد حههدثنى مح ه ّ
حمير ،إنما اتبعوا النار ليردوها ،وقالوا :من ردها فهو أولى بالحق ،فدنا
125
مير بأوثانهم ليردوها ،فدنت منهم لتههأكلهم ،فحههادوا عنههها ح ْ
منها رجال من ِ
ولم يستطيعوا ردها ،ودنا منههها الحههبران بعههد ذلههك ،وجعل يتلههوان التههوراة
154
تق ْ
ف َ
داها إلى مخرجههها الههذي خرجههت منههه ،فأص ه َ وتنكص عنهما ،حتى ر ّ
ه أعلم أي ذلك كان . عند ذلك حمير على دينهما .والل ّ
هدم البيت المسمى رئام : 155قال ابسسن إسسسحاق :وكههان رئام
بيتا ً لهم يعظمونه ،وينحرون عنده ،وي ُك َّلمون منه ،إذ كانوا على شركهم ،
فقههال الحههبران لُتبههع :إنمهها هههو شههيطان يفتنهههم بههذلك فخه ّ
ل بيننهها وبينههه ،
فاستخرجا منه -فيما يزعم أهل اليمن -كلبا أسود فهذبحاه ثهم ههدما ذلهك
البيت ،فبقاياه اليوم -كما ذكر لي -بها آثار الدماء التي كانت تهراق عليههه
.
ملك حسان بن تبان وقتله على يد أخيه عمرو ُ
رب ،سار بأهل اليمن ،يريد فلما ملك ابنه حسان بن ُتبان أسعد أبى ك َ ِ
أن يطههأ بهههم أرض العههرب وأرض العههاجم ،حههتى إذا كههانوا ببعههض أرض
العراق
-قال ابن هشام :بالبحرين ،فيما ذكر لى بعض أهل العلم -
126
مير وقبائل اليمهن المسهير معهه ،وأرادوا الرجعهة إلهى بلدههم ح ْ
كرهت ِ
وأهلهم ،فكلموا أخا ً له يقال له عمرو ،وكان معه فههي جيشههه ،فقههالوا لههه
ك علينهها ،وترج هعْ بنهها إلههى بلدنهها ،فأجههابهم ، اقتههل أخههاك حسههان ،وُنمل ّك ْه َ
ميري فإنه نهاه عن ذلك فلم يقبل منه . ح ْ
فاجتمعوا على ذلك إل ذا ُرعَْين ال ِ
فقال ذو رعَْين: 156
157
ن
ت قريَرعي ِ سعيد ٌ من يبي ُ #أل من يشتري سهرا ً بنهههوم
ُرعَْين لذي اِلله فمعذرةُ ت ،وخانههت مير غدر ْ ح ْ
#فإما ِ
عمههرًا ،فقههال لههه :ضههع لههي ِ ثم كتبهما فى رقعة ،وختم عليها ،ثم أتههى بههها َ
هذاالكتاب عندك ففعل ثم َقتل عمرو أخاه حسان ،ورجههع بمههن معههه إلههى
مير : ح ْ
اليمن .فقال رجل من ِ
قتيل ً فى سالف #لهِ عينا الذي رأى مثلي حسهههان
158
بالحقههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها ِ
127
غداةَ قالوا :ل ََباب َلبا ِ
159
ب ة الحبهههس #قتلته مقاول خشي َ
علينا ،وكّلكم أربابى بر ّ #ميُتكم خيُرنا وحّيكههههههم
ب :ل بههأس ل بههأس بلغههة ب ل َب َهها ِ
قال ابن إسحاق :وقههوله :ل َب َهها ِ
مير.ح ْ
ِ
ب
قسسال ابسسن هشسسام :ويههروى ِ :لبهها ِ
ِلباب .
حميسسر :قسسال ابسسن إسسسحاق :فلمهها نههزل
هلك عمرو وتفرق ِ
عمرو
سلط عليه السهر ،فلما جهده ذلههك منع منه النوم ،و ُ ابن ُتبان اليمن ُ
160
حزاة من الكهان والعرافين عما به فقال له قههائل سأل الطباء وال ُ
منهم :إنه ما قتل رجل قهط أخهاه ،أو ذا َرحمهه بغيها ً علهى مثهل مها
سلط عليه السهر ،فلما قيههل لههه َقتلت أخاك عليه ،إل ذهب نومه ،و ُ
ذلك جعل يقتل كل من أمره بقتل أخيه حسان من أشههراف اليمههن ،
حتى خلص إلى ذي ُرعَْين ،فقال له ذو ُرعَْين :إن لى عنههدك بههراءة،
ت إليههك ،فهأخرجه فههإذافقال ومهها هههي ؟ قههال :الكتههاب الههذي دفعه ُ
161
مههر
أ ْ البيتان ،فتركه ،ورأى أنه قههد نصههحه وهلههك عمههرو ،فمههرج
حمير عند ذلك وتفرقوا.
159المقاول :يريد القيال ،وهم الذين دون التبابعة .واحدهم :قيل وأصله قّيل مثل
سيد ،ثم خفف واستعمل بالياء فى إفراده وجمعه ،وإن كان أصله الواو ،لن معناه :
الذي يقول ُيسمع قوله ،ولكنهم كرهوا أن يقولوا :أقوال ،فيلتبس بجمع َقْول :كما
قالوا :عيد وأعياد ،وإن كان من عاد يعود ،لكن أماتوا الواو فيه إماتة ،كى ل يشبه
جمع العود ،وإذا أرادوا إحياء الواو في جمع قيل ،قالوا َ :مقاول كأنه جمع ِمقول ،
أو جمع :مقال ومقالة ،فلم يبعدوا من معنى القول ،وأمنوا اللبس ،وقد قالوا :
محاسن ومذاكر ل واحد لها من لفظها ،وكأنهم ذهبوا أيضًا في مقاول مذهب
ل أعلم.المرازب ،وهم ملوك العجم ،وا ّ
160 .الحزاة :أي المنجمين
161 .فمرج أي :اختلط
128
مصادر أجنبية 0-
129
خبر َلخنيعة وذي نواس
مير لم يكههن مههن بيههوت المملكههة ،يقههال.لههه:
ح ْ
فوثب عليهم رجل من ِ
شَناتر ،iiفقتل خيارهم ،وعبث ببيوت أهل المملكههة منهههم، لَ ْ
خنيعة iينوف ذو َ
فقال قائل من حمير لل َ ْ
خنيعة:
ل حميُر وتبني بأيديها لها الذ ّ سراَتها
قّتل أبَناها وتنفى َ
#تُ َ
ت من دينها فَهْ َ
و ضي ّعَ ْ
وما َ مهاش حلو ِ
مر دنياها بطي ِ
#ت ُد َ ّ
أكثُر
وإسراِفها تأتي الشروَر مها
ل ذاك بظل ِ ن قب َ
#كذاك القرو ُ
سُر
فتخ َ
خنيعة امرءا ً فاسقا ً يعمههل عمههل قههوم لههوط، فسوق لخنيعة :وكان ل َ ْ
م ْ
ش هَربة لههه قههد فكان يرسل إلى الغلم من أبناء الملوك ،فيقههع عليههه فههي َ
مّلك بعد َ ذلك ،ثم ي َط ْل ُههع مههن مشههربته تلههك إلههى حرسههه صنعها لذلك .لئل ي ُ َ
مسواكا ،فجعله في فيه ،أي :فيعلمهم أنه قد ومن حضر من جنده ،قد أخذ ِ
فرغ منه ،حتى بعث إلى ُزْرعههة ذي ُنواسه بههن ُتبههان أسههعد أخههي حسههان،
iii
وكان صبيا صغيرا حين ُقتههل حسههان ،ثههم شههب غلمهها جميل وسههيما ذا هيئة
وعقل ،فلما أتاه رسوله ،عرف مها يريهد منهه ،فأخهذ سهكينا جديهدا ً لطيفهًا،
فخبأه بين قدمه ونعله ،ثم أتاه ،فلما خل معه وثههب إليههه فههواثبه ذو ن ُههواس،
وة التي كان ُيشرف منههها، فوجاه حتى قتله ،ثم حّز رأسه ،فوضعه في الك ُ ّ
iv
ووضع مسواكه في فيه ،ثم خرج على الناس ،فقالوا له :ذا نواس
130
سههتر ُ
طبان ذو نههواس حماسهه viا ْ سهه ْ
ل نَ ْ طههب أم َيباسهه vفقههالَ " :أر ْ
طبان ل باس ".
vii ستر ُ
ا ْ
قال ابن هشام :هذا كلم حميههر .ونحمههاس :الههرأس .فنظههروا إلههى
الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع ،فخرجوا في إثر ذي نواس حههتى أدركههوه،
فقالوا :ما ينبغي أن يملكنا غيرك ،إذ أرحتنا من هذا الخبيث.
ملك ذي نواس :فمّلكوه ،واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن ،فكان
آخر ملوك حمير ،وهو صاحب الخدود ،وتسمى :يوسف ،فأقههام فههي ملكههه
زمانًا.
سبب وجود النصسسرانية بنجسسران :وبنجههران بقايهها مههن أهههل ديههن
عيسى ابن مريم عليه السلم على النجيل .أهل فضل واستقامة من أهههل
دينهم ،لهم رأس يقال له :عبد الله بن الثامر.
وكان موقع أصل ذلك الدين بنجران ،وهي بأوسههط أرض العههرب فههي
ذلك الزمان ،وأهلها وسائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونها ،وذلك أن
131
رجل من بقايا أهل ذلك الدين يقال لههه :فَي ْ ِ
ميههون ،وقههع بيههن أظهرهههم،
فحملهم عليه ،فدانوا به.
ميون :viiiقال ابن إسحاق :حدثني المغيرة بن أبي لبيههد حديث َ
في ْ ِ
من َّبه اليماني أنه حدثهم :أن موقع ذلك الههدين مولى الخنس ،عن وهب بن ُ
ميههون، َ
بنجران كان أن رجل من بقايا أهل دِين عيسى ابن مريم يقال لههه في ْ ِ
مجهاب الهدعوة ،وكهان سهائحا وكان رجل صالحا مجتهدا زاههدا فهي الهدنياُ ،
ينزل بين القرى ،ل يعرف بقرية إل خرج منها إلى قرية ل ُيعرف بها ،وكههان
ل يأكل إل من كسب يديه ،وكان بّناء يعمل الطين ،وكان يعظم الحد ،فههإذا
كان يوم الحد لم يعمل فيه شيئا .وخههرج إلههى فلة مههن الرض يصههلى بههها
حتى يمسهي .قهال :وكهان فهي قريههة مهن قهرى الشهام يعمهل عملههه ذلهك
حب ّا ً لم
مستخفيا ،ففطن لشأنه رجل من أهلها يقال له :صالح ،فأحبه صالح ُ
يحبه شيئا ً كان قبله .فكان يتبعه حيههث ذههب،ول يفطهن لههه فَْيميههون ،حهتى
خرج مرة في يوم الحد إلى فلة من الرض -كما كان يصههنع -وقههد أتبعههه
ميون ل يدري ؛ فجلس صالح منه منظَر العين مسههتخفيا منههه ،ل صالح ،وفَي ْ ِ
يحب أن ُيعلم بمكانه ،وقام فيميون يصلي فبينما هو يصههلي إذ أقبههل نحههوه
ميههون دعهها عليههها التنيههن – الحيههة ذات الههرءوس السههبعة – ixفلمهها رآههها فَي ْ ِ
فماتت ،ورآها صالح ولم يدر ما أصابها ،فخافها عليه ،فَِعيل عَ هوَْله فصههرخ:
ميون ! التنين قد أقبل يا فَي ْ ِ
132
نحوك ،فلم يلتفت إليه ،وأقبل على صلته حههتى فههرغ منههها ،وأمسههى،
عرف صالح أنه قد رأى مكانه ،فقههال لههه: عرف ،و َ فانصرف ،وعرف أنه قد ُ
ط حب ّههك وقههد أردت صههحبتك، ميههون ! تعل ّههم واللههه مهها أحببههت شههيئا ً قه ّ يا فَي ْ ِ
ت ،أمههري كمهها تههرى ،فههإن علمههت والكينونة معك حيث كنت ،فقال :ما شئ ُ
أنك تقوى عليه فنعم ،فلزمه صالح ،وقد كاد أهههل القريههة يفطنههون لشههأنه،
دعى إلى أحد به ضر لههم وكان إذا فاجأه العبد به الضّر دعا له فشفي ،وإذا ُ
ميههون، َ
يأته ،وكان لرجل من أهل القريههة ابههن ضههرير ،فسههأل عههن شههأن في ْ ِ
جر،فقيل له :إنه ل يأتى أحدا ً دعاه ،ولكنه رجههل يعمههل للنههاس البنيههان بههال ْ
فعمد الرجل إلى ابنه ذلك ،فوضعه في حجرته ،وألقى عليه ثوب ها ً ثههم جههاءه
فقال له :يا فيميون ،إنى قد أردت أن أعمل في بيتي عمل ،فههانطلق معههي
إليه حتى تنظر إليه فأشارطك عليه ،فانطلق معه حههتى دخههل حجرتههه ،ثههم
قال له :ما تريد أن تعمل في بيتك هذا ؟ قال :كذا وكذا ،ثم انتشط الرج ه ُ
ل
ميون ،عبد من عباد الله أصابه ما ترى، ب عن الصبى ،xثم قال له :يا فَي ْ ِ الثو َ
ميون ؛ فقام الصبي ليس به بأس. فادعُ الله له ؟ فدعا له فَي ْ ِ
رف ،فخرج من القرية ،واتبعه صههالح ،فبينمهها عرف فيميون أنه قد عُ ِ و َ
هو يمشي في بعض الشام إذ مر بشجرة عظيمة ،فناداه منها رجل ،فقال:
ميون ! قال نعم .قال :ما زلت أنظرك ،وأقول :مههتى هههو جههاء ؟ حههتى يا فَي ْ ِ
ي فههإني ميههت الن. ح حتى تقوم عل ه ّ سمعت صوتك ،فعرفت أنك هو ،ل تبر ْ
قال :فمات ،وقام عليه حتى واراه ،ثههم انصههرف ،وتبعههه صههالح ،حهتى وطئا
سهّيارةٌ مههن بعههض العههرب، دوا عليهما ،فاختطفتهمهها َ بعض أرض العرب ،فع ُ
فخرجوا بهما ،حتى باعوهما بنجران ،وأهل نجران يومئذ على
xi
133
رهم لها عيد فههي كههل سههنة، ة طويلة بين أظه ِ دين العرب ،يعبدون نخل ً
ى النسههاء ،ثههم
حل ه ّ
إذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجههدوه ،و ُ
خرجوا إليها ،فعكفوا عليها يومًا.
ميههونل من أشرافهم ،وابتاع صالحا ً آخُر ،فكههان في ِ ن رج ٌ فابتاع فَي ْ ِ
ميو َ
إذا قام من الليل -يتهجد في بيت له أسكنه إياه سيده -يصههلي ،استسههرج
ت نورا ً حتى يصبح من غير مصههباح ،فههرأى ذلههك سههيده ،فههأعجبه مهها له البي ُ
يرى منه ،فسأله عن دينه فأخبره به ،وقال له فيميون :إنما أنتم في باطل،
إن هذه النخلة ل تضر ول تنفع ،ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده ،لهلكههها
وهو الله وحده ل شريك له ،قال :فقال له سيده :فافعههل ،فإنههك إن فعلههت
ميههون ،فتطهههر وصههلى دخلنا في دينك ،وتركنا ما نحن عليههه .قههال فقههام فَي ْ ِ
فْتههها مههن أصههلها
xii
ركعتين ،ثم دعا الله عليها ،فأرسل الله عليههها ريح ها ً فَ َ
جع َ َ
فألقتها ،فاّتبعه عند ذلك أهل نجران على دينه ،فحملهم على الشريعة مههن
دين عيسى ابن مريم عليه السلم ،ثم دخلت عليهم الحههداث الههتي دخلههت
على أهل دينهم بكل أرض ،فمن هنالك كانت النصههرانية بنجههران فههي أرض
العرب.
من َّبه عن أهل نجران.
قال ابن إسحاق :فهذا حديث وهب بن ُ
134
خبر عبد الله بن الثامر
عبد اللسسه بسسن الثسسامر والسسسم العظسسم :قسسال ابسسن إسسسحاق:
وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي ،وحدثني أيضا ً بعض أهل
نجران عن أهلها :أن أهل نجران كانوا أهههل شههرك يعبههدون الوثههان ،وكههان
في قرية من قراها قريبا ً من نجران -ونجران :القرية العظمى الههتي إليههها
جماع أهل تلك البلد -ساحر يعلم غلمان أهل نجههران السههحر ،فلمهها نزلههها
ميون -ولم يسموه لى باسمه الذي سماه به وهب بن منبه ،قالوا :رجل فَي ْ ِ
نزلها -ابتنى خيمة بين نجران ،وبين تلك القرية الههتي بههها السههاحر ،فجعههل
أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك الساحر ،يعلمهم السحر ،فبعث إليههه
الثامُر ابَنه عبد َ الله بن الثامر مع غلمان أهل نجران ،فكان إذا مر بصههاحب
الخيمة أعجبه ما يرى منه من صلته وعبادته ،فجعل يجلههس إليههه ،ويسههمع
حد الله وعبده ،وجعل يسأله عن شههرائع السههلم حههتى منه حتى أسلم ،فو ّ
مههه -فكتمههه إيههاه إذا فقه فيه ،جعل يسأله عن السههم العظههم -وكههان يْعل ُ
فك عنههه .والثههامر وقال له :يا ابن أخي ! إنك لن تحمَله ،أخشى عليههك ضههع َ
ن،أبو عبد الله ل يظن إل أن ابَنه يختلف إلههى السههاحر كمهها يختلههف الغلمهها ُ
فه فيه ،عمد إلى ضعْ َوف َ ن به عنه ،وتخ ّ
ض ّ فلما رأى عبد ُ الله أن صاحَبه قد َ
ل اسههم دح ،لكه ّ ِقداح xiiiفجمعها ،ثم لم ُيبق لّله اسما يعلمههه إل كتبههه فههي قِه ْ
ً
دحًا ،حههتى دحا ً قِ ْدح ،حتى إذا أحصاها أوقد لها نارًا ،ثم جعل يقذفها فيها قِ ْ قِ ْ
دح حتى خههرج منههها لههم ق ْدحه ،فوثب ال ِإذا مر بالسم العظم قذف فيها ِبق ْ
تضره شيئًا ،فأخذه ثم أتى صاحبه ،فأخبره بأنه قد علم السم الههذي كتمههه،
فقال :وما هو ؟ قال :هو كذا وكذا ،قال :وكيف علمته ؟ فأخبره بمهها صههنع،
ن
قال :أي اب َ
135
ن أن تفع َ
ل.xiv سك ،وما أظ ّ
ك على نف ِ أخي ! قد أصبته فأمس ْ
عبد الله بن الثامر يدعو إلى التوحيد :فجعل عبد الله بن الثامر
حد ُ الله ،وتدخل إذا دخل نجران لم يلق أحدا ً به ضر إل قال :يا عبد الله ،أتو ّ
في ديني ،وأدعو اللههه ،فيعافيههك ممهها أنههت فيههه مهن البلء ؟ فيقههول :نعههم،
ضههر إل
فى ،حتى لم يبق بنجران أحد بههه ُ سلم ،ويدعو له في ُ ْ
ش َ فيوحد الله وي ُ ْ
ملههك نجهران، ي ،حتى رفع شههأنه إلهى َ أتاه فاّتبعه على أمره ،ودعا له فعوفِ َ
ي أهههل قريههتي ،وخههالفت دينههي وديههن آبههائى، فدعاه فقال له :أفسدت عل ه ّ
ن بك .قال :ل تقههدر علههى ذلههك .قههال :فجعههل ُيرسههل بههه إلههى الجبههل لمثل ّ
الطويل ،فُيطَرح على رأسه ،فيقع إلى الرض ليس به بهأس ،وجعههل يبعهث
قى فيها، به إلى مياه بنجران ،بحورٍ ل يقع فيها شئ إل هلك ،في ُل ْ َ
136
فيخرج ليس به بأس ،فلما غلبه ،قال له عبد الله بن الثامر :إنك والله
ت بههه ،فإنههك إن فعلههت
لن تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بمهها آمن ه ُ
حههد اللههه تعههالى ذلههك الملههك ،وشهههد
ي فقتلتنى ،قههال :فو ّ سل ّط ْ َ
ت عل ّ ذلكُ ،
شهادة عبد الله بن الثههامر ،ثههم ضههربه بعصهها فههي يههده ،فشههجه شههجة غيههر
كبيرة ،فقتله ثم هلك الملك مكانه ،واستجمع أهههل نجههران علههى ديههن عبههد
حكمههه،الله بن الثامر ،وكان على ما جاء به عيسى ابن مريم من النجيل و ُ
ثم أصابهم مثل ما أصاب أهل دينهم من الحداث ،فمههن هنالههك كههان أصههل
النصرانية بنجران -والله أعلم بذلك.
ي ،وبعض أهل
قَرظ ّ
قال ابن إسحاق :فهذا حديث محمد بن كعب ال ُ
نجران عن عبد الله بن الثامر -والله أعلم أي ذلك كان.
ذو نواس يسسدعو أهسسل نجسسران إلسسى اليهوديسسة :فسههار إليهههم ذو
نواس بجنوده ،فدعاهم إلى اليهودية ،وخيرهم بيههن ذلههك والقتههل ،فاختههاروا
القتل ،فخد ّ لهم الخدود ،xvفحرق من حرق بالنار ،وقتل من قتهل بالسههيف،
ومّثل بهم ،حتى قتل منهم قريبا ً من عشرين ألفًا ،ففههي ذي ن ُههواس وجنههده
تلك أنزل الله تعالى على رسوله سيدنا محمد -صههلى اللههه عليههه وسههلم :
ب اْل ُ ْ }قُت ِ َ َ
م عَل َههى َ
مهها م عَل َي َْها قُُعود ٌ .وَهُ ْ ت ال ْوَُقودِ .إ ِذ ْ هُ ْذا ِ دودِ .الّنارِ َ
خ ُ حا ُ ص َ لأ ْ
َ
ز من ُههوا ب ِههالله ال ْعَ ِ
زي ه ِ م إ ِّل أ ْ
ن ي ُؤْ ِ من ْهُ ه ْ
مههوا ِق ُ
مهها ن َ َ ن ُ
ش هُهود ٌ .وَ َ مِني َ مؤْ ِن ب ِههال ْ ُ
فعَل ُههو َيَ ْ
ميدِ{] .البروج[8-4: ح ِ ال ْ َ
فر المستطيل في ح ْ
تفسير الخدود :قال ابن هشام :الخدود :ال َ
الرض ،كالخندق والجدول ونحوه ،وجمعه :أخاديد .قال ذو الرمة -واسمه:
غَْيلن بن ُ
عقبة ،أحد بنى عَدِيّ بن عبد مناف بن أد بن
137
مضر:طابخة بن إلياس بن ُ
ل أخدود ُ فَلةِ وبي َ
ن النخ ِ بين ال َ #من العراقِي ّةِ اللتي ُيحي ُ
ل لها
يعنى :جدول .وهذا البيت في قصههيدة لههه .قههال :ويقههال لثههر السههيف
والسكين في الجلد ،وأثر السوط ونحوه :أخدود ،وجمعه أخاديد.
نهاية عبد الله بن الثامر :قال ابن إسحاق :ويقال :كههان فيمههن
قَت َ َ
ل ذو نواس ،عبد َ الله بن الثامر رأسهم وإمامهم.
عمههرو قال ابن إسحاق :حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بههن َ
ل نجههران كههان فههي زمههان عمههر بههن حههدث :أن رجل مههن أهه ٍ ابن حزم أنه ُ
رب نجههران لبعههض حههاجته، خه ِ
ربههة مههن َ خ ِ
الخطاب -رضي الله عنه -حفهَر َ
ً ً
ن منها قاعدا ،واضههعا يههده علههى ضههربة فوجدوا عبد َ الله بن الثامر تحت د َفْ ٍ
ده عنها تنبعث دما ،وإذا أرسلت خرت ي َ ممسكا عليها بيده ،فإن أ ّ في رأسهُ ،
مها ،وفي يده خاتم مكتهوب فيهه ":ربهي اللهه " دها عليها ،فأمسكت د َ يده ر ّ
فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب يخبر بأمره فكتب إليهم عم هُر رضههي اللههه
عنه :أن أقروه على حاله وردوا عليه الد ّْفن الذي كان عليه ،ففعلوا.xvi
138
فرار دوس ذي ثعلبان من ذي نواس واستنجاده بقيصر
قال ابن إسحاق :وأفلت منهم رجل من سبأ .يقال لههه د َْوسه xviiذو
ث َْعلبان على فرس له ،فسلك الرمل فأعجزهم ،فمضههى علههى وجهههه ذلههك،
حتى أتى قيصر xviiiملك الروم ،فاستنصره على ذي نواس وجنوده ،وأخههبره
بما بلغ منههم ،فقهال لهه :بعهدت بلدك منها ،ولكهن سهأكتب لهك إلهى ملهك
الحبشة فإنه على هههذا الههدين ،وهههو أقههرب إلههى بلدك ،وكتههب إليههه يههأمره
بنصره والطلب بثأره.
س على النجاشي بكتههاب قيصههر،النجاشي ينصر دوسا :فقدم دو ٌ
مر عليهم رجل منهم يقال لهه :أريهاط
فبعث معه سبعين ألفا من الحبشة وأ ّ
-ومعه في جنده أبرهة الشرم -فركههب أريهاط البحهر حهتى نههزل بسهاحل
اليمن ،ومعه د َْوس ذو ث َْعلبان.
ميهر ،ومهن أطهاعه مهن ح ْ
نهاية ذي نواس :وسار إليه ذو ُنواس في ِ
قبائل اليمن ،فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه ،فلمهها رأى ذو نههواس مهها
نزل به وبقومه ،وجه فرسه فهي البحههر ،ثههم ضههربه ،فههدخل بههه فخهاض بههه
ره ،xxفأدخله فيه ،وكان آخر العهههد ضاح البحر ،حتى أفضى به إلى غَ ْ
م ِ ح َ
ض ْ
َ
xix
139
فقال رجل من أهل اليمن -وهو يذكر ما سههاق إليهههم دوس مههن أمههر
الحبشة.:
xxii
" #ل ك َد َْوس ول كأعلقَ َر ْ
حله "
قسسول ذي جسسدن الحميسسري فسسي هسسذه القصسسة :وقههال ذو جههدن
الحميري:
ْ ً
ل تهلكي أسفا في إثر من ك ليس يرد ّ الدمعَ ما فاتا
xxiii
#هون ِ
ماَتا
س أبياَتا؟!
حين يبني النا ُ ْ
سل ِوبعد َ َ #أبعد َ ب َْينون ل عين ول أثههٌر
بينون وسلحين وغمدان :من حصون اليمن الههتي هههدمها أريههاط ،ولههم
يكن في الناس مثُلها .وقال ذو جدن أيضًا:
140
xxiv
ك الله ! قد أنزفْ ِ
ت لحا ِ ك -لن تطيقهههي #دعينى-ل أبا ل ِ
xxv
ريقي
ر
ُنسقى من الخم ِ وإذ ْ ن إذ انتشينههها ف القيا ِ عز ِ دى َ #لَ َ
xxvi
الههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههرحيق
كني فيها رفيقي ش ُلم ي َ ْ إذا ب الخمر ليس على عارا ً شْر ُ #و ُ
ّ
xxvii
ق
ب الشفاَء مع الّنشو ِ شرِ َ ولو َ ه
ت ل ينهاه نهههههههها ٍ #فإن المو َ
xxviii
جدره َبيض النوق ُ ح
يناط ُ سطهههههههوان هب في أ ْ #ول متر ّ
xxx xxix
س ِنيق
مكا في رأ ِ س ّ
م َ
بنوه ُ دثت عنهههههه ح ّ
مدان الذي ُ #وغُ ْ
xxxi
الزليق اللثق ل
ح ِ الموْ َ حرجههههههههرون و ُ ه ُ ة ،وأسفل ُ م ٍمن ْهَ َ#ب َ
141
مسي ك َت َ ْ
xxxii
ق
ض الُبرو ِ وما ِ إذا ي ُ ْ ط تلوح فيه سلي ِ #مصابيح ال ّ
xxxiii
صر بالعذوق سُر ي َهْ ِ يكاد الب ُ ْ ت إليه رس َ #ونخلُته التي غُ ِ
الحريق بله ُ حسَنه وغّير ً دته رمادا ج ّ #فأصبح بعد ِ
#وًاسل َ َ
xxxiv
ضْنك المضيق َ مه ذر قو َ وح ّ سَتكينا م ْ م ذو ُنواس ُ
قول ربيعة ابن الذئبة الثقفي في هذه القصسسة :وقههال عبههد اللههه
ابن الذئبة xxxvالثقفي في ذلك -قال ابسسن هشسسام :الذئبههة أمههه ،واسههمه:
ى.س ّشم بن قَ ِ ج َ حط َْيط بن ُ ربيعة ابن عَْبد ياليل بن سالم بن مالك بن ُ
مع الموت يلحقه والك َِبر مرك ما للفتى من مقههر #ل َعَ ْ
xxxvi
ن له من وَزر لعمرك ما إ ْ حهههرة ص ْ #لَعمرك ما للفتى ُ
xxxvii
العََبر صباحا ً بذات أبيدوا ميههههـر ح ْ
ن ِ م ْ #أبعْد َ قبائ َ
ل ِ
142
ل المطر ل السماء قُب َي ْ ِ كمث ِ حّرابهةف و ُ ف ألو ٍ #بأل ِ
xxxviii
دفْر
xxxix
وينفون من قاتلوا بال ّ قرَبات حهم الم ْ م صيا ُ ص ّ
#يُ ِ
بب ت َْيبس منهم رطا ُ ل عديد الترا ى مث ُ سَعال ِ َ َ #
xl
الشهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههجْر
قول عمرو بن معدى كرب الزبيدى في هذه القصة :وقههال عمههرو
مْعدي كرب الّزبي ْههدي xliفههي شههيء كههان بينههه وبيههن قيههس بههن مكشههوح بن َ
مير وعزها ،وما زال مههن ملكههها ح ْ
ي ،فبلغه أنه يتوعده ،فقال يذكر ِ xlii
المَراد ّ
عنها:
واسعيشةٍ -أو ذو ن ُ َ -بأفضل ِ عدني كأنك ذو رعيههههههن #أتو ِ
في الناس تك ثاب ٍ مل ٍو ُ َ
#وكائن كان قبلك من نعيهههههم ٍ
راسهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههي
143
عظيم قاهر الجبروت قاسى #قديم ٍ عهده من عهد عههاد
س
س في أنا ِ ول من أنا ٍ ُيح ّ #فأمسى أهُله بادوا ،وأمسى
من َب ّههه
نسب زيد ومراد :قال ابن هشامُ :زب َْيد بن سلمة بههن مههازن بههن ُ
حج .ويقالُ :زبيد بن منّبه بههن صههعب بههن مذ ْ ِ
بن صعب بن سعد العشيرة بن َ
م ْ
ذحج. سعد العشيرة ،ويقالُ :زبيد بن صعب بن سعد .ومرادُ :يحاِبر بن ُ
لماذا قسسال عمسسرو بسسن معسسدي كسسرب هسسذا الشسسعر :قسسال ابسسن
عمر بن الخطاب -رضي الله عنههه - هشام :وحدثنى أبو عبيدة قال :كتب ُ
إلى سْلمان بن ربيعة الباهلى ،xliiiوباهلة بن يعصر بههن سههعد بههن قيههس ابههن
عيلن .وهو بأْرمينية يأمره أن يفضل أصحاب الخيل الِعراب علههى أصههحاب
الخيل المقارف xlivفي العطاء فعرض الخيل ،فمر به فرس عمرو بن معدى
قرف ،فغضههب عمههرو ،وقههال :هجيههن م ْ
كرب ،فقال له سلمان :فرسك هذا ُ
عرف هجينا ً مثله ،فوثب إليه قيس فتوعده ،فقال عمرو هذه البيات.
تصديق قول شق وسطيح :قال ابن هشام :فهههذا الههذي عنههى
كم الحبش ،فليمل ُك ُ ّ
ن ما بين أب َْين إلههى ض ُ
سطيح الكاهن بقوله " :ليهبطن أْر َ
ج هَرش " والههذي عنههى شههق الكههاهن بقههوله " :لينزلههن أرضههكم السههودان، ُ
طفلة البنان وليمُلكن ما بين أب َْين إلى نجران ".
فليغُلبن على كل َ
144
النزاع على اليمن بين أبرهة وأرياط
قال ابن إسحاق :فأقام أْرَياط بأرض اليمن سنين فههي سههلطانه ذلههك،
ثم نازعه في أمر الحبشة بههاليمن أبرهههة الحبشههي ،حههتى تفرقههت الحبشههة
دهما إلههى عليهما ،فانحاز إلى كل واحههد منهمهها طائفههة منهههم ،ثههم سههار أحه ُ
ط :إنك ل تصههنع بههأن تلقههى ة إلى أريا َ الخر ،فلما تقارب الناس أرسل أبره ُ
ي ،وأبرز إليك ،فأينا أصاب ً
الحبشة بعضها ببعض ،حتى تفنيها شيئا ،فابرز إل ّ
ت ؛ فخرج إليه أبرهة - ده ،فأرسل إليه أرياط :أنصف َ صاحَبه انصرف إليه جن ُ
وكان رجل قصيرا ً لحيما ،وكان ذا دين النصرانية -وخرج إليه أريههاط وكههان
رجل جميل عظيما طويل ،وفي يده حربة له وخلف أبرهة غلم له ،يقال له:
ط الحربههة ،فضههرب أبرهههة يريههد يههأفوخه، دة ،xlvيمنع ظهره ،فرفههع أريهها ُ عَْتو َ
فوقعت الحربة على جبهة أبرهة ،فشرمت حههاجبه وأنفههه وعينههه وشههفته ،
xlvi
ودة علهى أريهاط مههن خلهف أبرههة سمى :أبرهة الشرم ،وحمل عَت ْه َ فبذلك ُ
فقتله ،وانصرف جند ُ أريههاط إلههى أبرهههة فههاجتمعت عليههه الحبشههة بههاليمن،
ة أريا َ
ط. دى xlviiأبره ُوَوَ َ
غضب النجاشي على أبرهة :فلمهها بلههغ النجاشههي غضههب غضههبا ً
شديدا ً وقال :عدا على أميري فقتله بغيههر أمههري ،ثههم حلههف :ل يههدع أبرهههة
سههه ومل جرابها ً مههن تههراب حتى يطأ بلده ،ويجههز ناصههيته .فحلههق أبرهههة رأ َ
اليمن ،ثم بعث به إلى النجاشي ،ثم كتب إليه:
رك،
دك ،فاختلفنا في أم ِ دك ،وأنا عب ُ ط عب َ" أيها الملك ،إنما كان أْريا ُ
145
وكل طاعُته لك ،إل أنى كنت أقوى علههى أمههر الحبشههة وأضههبط لههها،
وأسوس منه ،وقد حلقت رأسي كله حين بلغنى قسم الملهك ،وبعثهت إليهه
ي ".
مه ف ّ
بجراب تراب من أرض ،ليضعه تحت قدميه ،فيبّر قس َ
فلما انتهى ذلك إلى النجاشي رضي عنه ،وكتب إليه :أن اثبههت بههأرض
اليمن حتى يأتيك أمري ،فأقام أبرهة باليمن.
قل ّي ْ َ
سهه " القليسسس " أو كنيسسسة أبرهسسة :ثههم إن أبرهههة بنههى ال ُ
xlviii
بصنعاء ،فبنى كنيسة لم ُير مثُلها في زمانههها بشههىء مههن الرض ،ثههم كتههب
ن مثُلهها لملهك كهان ة لم ي ُب ْ َ
إلى النجاشي :أنى قد بنيت لك أيها الملك كنيس ً
ف إليههها حههج العههرب ،فلمهها تحههدثت العههرب قبلك ،ولست بمنتهٍ حتى أصر َ
قْيم بن بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي ،غضب رجل من الّنسأة ،أحد بني فُ َ
مد ِْركة خَزيمة بن ُ عديّ بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن ُ
بن الياس بن مضر.
146
النسأة :والنسههأة :الههذين كههانوا ينسههئون الشهههور علههى العههرب فههي
الجاهلية ،فيحّلون الشهر من الشهر الحرم ،ويحرمههون مكههاَنه الشهههَر مههن
أشهرِ الحل ،ليواطئوا عدةَ ما حّرم الله .ويؤخرون ذلك الشهر ،ففيههه أنههزل
ن كَ َ
فهُروا ل ب ِههِ ال ّه ِ
ذي َ ضه ّ
فهرِ ي ُ َسيُء زَِياد َةٌ ِفي ال ْك ُ ْ ما الن ّ ِالله تبارك وتعالى} :إ ِن ّ َ
م الله{ ]التوبة[37: حّر َ ما َ واط ُِئوا ِ
عد ّةَ َ ما ل ِي ُ َ
عا ً
ه َ مون َ ُ
حّر ُ
ما وَي ُ َ
عا ً حّلون َ ُ
ه َ يُ ِ
قال ابن هشسام :ليوافقههوا ،والمواطههأة :الموافقههة ،تقههول العههرب:
واطأُتك على هذا المر ،أي وافقتك عليه ،واليطاء فههي الشههعر :الموافقههة،
جاج -واسههموهو اتفاق القافيتين من لفظ واحد وجنس واحد ،نحو قول العَ ّ
مر بههنمناة بن تميم ابن ُالَعجاج :عبد الله بن ُرؤبة أحد بني سعد بن زيد َ
xlix
ثم قال:
سل
#مد ّ الخليِج في الخليِج liالمْر َ
وهذان البيتان في أرجوزة له.
أول من ابتدع النسيء :قال ابن إسحاق :وكههان أول مههن نسههأ
قلمس،lii
ل ،وحرمت منها ما حرم ال َ الشهور على العرب ،فأحلت منها ما أح ّ
قْيم بن عدى بن عهامر بهن ثعلبههة بهن الحههارث بهنذيفة بن عبد بن فُ َ
ح َ
وهو ُ
خَزيمة ،ثم قام بعده على ذلك ابنه عباد مالك بن كنانة بن ُ
147
ابن حذيفة ،ثم قام بعد عباد :قََلع بن عّباد ،ثم قام بعد قَل َههع :أميههة بههن
جَنههادة وف :أبو ُثمامههةُ ، عوف بن أمية ،ثم قام بعد عَ ْ قلع ،ثم قام بعد أميةَ :
وف ،وكان آخرهم ،وعليه قام السلم ،وكانت العرب إذا فرغت من
liii
بن .عَ ْ
حجها اجتمعت إليه ،فحرم .الشهر الحههرم الربعههة :رجبهها ،وذا القعههدة ،وذا
ل المحرم فأحلوه وحرم مكههانه الحجة ،والمحرم .فإذا أراد أن يحل شيئا ً أح ّ
liv
در
صه َ
ح هُرم .فههإذا أرادوا ال ّ صفر فحّرموه ؛ ليواطئوا عد ّةَ الربعة الشهههر ال ُ
صههفَرْين ،الصههفر الول، قام فيهم فقال " :اللهم إني قد أجللت لههك أحههد ال ّ
ذل مي ْههر بههن قَي ْههسِ ،
جه ْ ونسههأت الخ هَر للعههام المقبل " فقههال فههي ذلههك عُ َ
lv
طعان ،lviأحد ُ بنى فههراس بههن غَن ْههم بههن ثعلبههة بههن بالههك بههن كنانههة ،يفخههر ال ّ
بالّنسأة على العرب:
148
ما
ن لهم ك َِرا َ
lvii
س أ ّ م النا ِ كرا ُ مَعد أن قومهههي ت َ #لقد علم ْ
ك لجاما
lviii س لم ن ُعْل ِ ْ وأيّ النا ِ وتهههـر
س فاتونا ب ِ
#فأيّ النا ِ
حراما؟ ل نجعلها َ ح ّشهوَر ال ِ معهههد
سنا الّناسئين على َ #أل ْ
lix
قال ابن هشام :أول الشهر الحرم :المحّرم.
ي
الكناني يحدث في القليس :قال ابن إسحاق :فخههرج الكنههان ّ
حتى أتى القل ّْيس فقعد lxفيها -
قال ابن هشام :يعني أحدث فيها -
قال ابن إسحاق :ثم خرج فلحق بأرضه ،فأخبر بذلك أبرهة فقههال.:
من صنع هذا ؟ فقيل له :صنع هذا رجهل مهن العهرب مهن أههل ههذا الهبيت
ب إليه بمكة لما سمع قولههك" :أصههرف إليههها حههج العههرب "الذي تحج العر ُ
هل.غضب فجاء ،فقعد فيها ،أي أنها ليست لذلك بأ ْ
خسسروج أبرهسسة لهسسدم الكعبسسة :فغضههب عنههد ذلههك أبرهههة وحلههف:
مه ،ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجّهزت ،ثم سار ن إلى البيت حتى يهد َ
ليسير ّ
149
وخرج معه بالفيل ،وسمعت بذلك العرب فأعظموه وفَ ِ
ظعوا به ،ورأوا
جهاده حقا عليهم ،حين سمعوا بأنه يريد هدم الكعبة ،بيت الله الحرام.
أشراف اليمن يدافعون عن البيت :فخرج إليه رجل من أشراف
فر ،فدعا قههومه ،ومههن أجههابه مههن سههائر أهل اليمن وملوكهم يقال له :ذو ن َ ْ
العرب إلى حرب أبرهة ،وجهاده عن بيت الله الحرام ،وما يريد مههن هههدمه
وإخرابه ،فأجابه إلى ذلك من أجهابه ،ثهم عهرض لهه فقهاتله ،فَُههزم ذو ن َ ْ
فهر
فههر:فر ،فأتى به أسيرًا ،فلما أراد قتله ،قال لههه ذو ن َ ْ وأصحابه ،وأخذ له ذو ن َ ْ
أيها الملك ،ل تقتلني فإنه عسى أن يكون بقائى معك خيرا ً لهك مهن قتلهى،
فتركه من القتل ،وحبسه عنده في وثاق ،وكان أبرهة رجل حليمًا.
خثعم تجاهد أبرهة :ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خههرج
خْثعمههي فههي خث َْعم lxiعَهَرض لههه ن ُ َ
في ْههل بههن حههبيب ال َ له ،حتى إذا كان بههأرض َ
هس ،ومن تبعه من قبائل العرب ،فقاتله فهزمههه شْهران وَنا ِ خث َْعمَ : َقبيل َ ْ
ي َ
lxii
150
بن نزار بن معد ّ بن عدنان. ى بن إياد
عم ّ
صى بن د ُ ْدم بن أفْ َ
ق ُ
ابن ي َ ْ
lxiv
151
بيتنا هذا البيت الذي تريد -يعنون اللت -إنما نريد البيت الذي بمكههة،
ونحن نبعث معك من يدلك عليه ،فتجاوز عنهم.
اللت :واللت :بيت لهم بالطائف كانوا يعظمونه نحو تعظيم الكعبة.
قههال ابههن هشههام :أنشههدني أبههو عبيههدة النحههوي لضههرار بههن الخطههاب
ري:فهْ ِ
ال ِ
سر قَلب الخائ ِ
ب الخا ِ من ْ َ
ب ُ وت ثقيف إلى لِتها #وفَ ّ
وهذا البيت في أبيات له.
أبو رغال ورجم قبره :قال ابن إسحاق :فبعثوا معههه أبهها رغههال
يدّله علههى الطريههق إلهى مكههة فخههرج أبرهههة ومعههه أبههو رغهال حههتى أنزلههه
ب ،فهو مس ،lxviiiفلما أنزله به مات أبو رغال هناك ،فرجمت قبَره العر ُ مغَ ّ
ال ُ
مس. القبر الذي يرجم الناس بالمغ ّ
152
مههس ،بعههث سود بن مقصود يهاجم مكة :فلما نزل أبرهة المغَ ّ ال ْ
ود بن مقصود على خيل لههه ،حههتى انتهههى
lxix
س َ
رجل من الحبشة يقال له :ال ْ
ل ِتهامة من قريش وغيرهم وأصهاب فيهها مهائتي إلى مكة ،فساق إليه أموا َ
بعير لعبد المطلب بههن هاشههم ،وهههو يههومئذ كههبير قريههش وسههيدها ،فهمههت
ذيل ومن كان بذلك الحرم بقتاله ،ثم عرفوا أنهم ل طاقههة قريش وكنانة وهُ َ
لهم به ،فتركوا ذلك.
حناطة الحميههريّ إلههى مكههة، رسول أبرهة إلى مكة :وبعث أبرهة ُ
ل عن سيد أهل هذا البلد وشريفها ،ثم قل له :إن الملك يقههول س ْ
وقال لهَ :
لك :إني لم آت لحربكم ،إنما جئت لهدم هذا البيت ،فإن لم تتعرضهوا دونهه
بحرب ،فل حاجة لي بدمائكم ،فإن هو لم ي ُرِد ْ حربي فأتني به ؛ فلمهها دخههل
حناطة مكة ،سال عن سيد قريش وشريفها ،فقيهل لهه :عبهد المطلهب بهن ُ
هاشم ،فجاءه .فقال له ما أمره به أبرهة ،فقال له عبد المطلب :والله مهها
نريد حربه ،وما لنا بههذلك مههن طاقههة ،هههذا بيههت اللههه الحههرام وبيههت خليلههه
إبراهيم – عليه السلم – أو كما قال – فإن يمنعه منههه ،فهههو بيتههه وحرمههه،
حناطههة :فههانطلق وإن يخل بينه وبينه ،فوالله ما عندنا د َْفع عنههه .فقههال لههه ُ
معي إليه ،فإنه قد أمرني أن آتيه بك.
أنيس يشفع لعبد المطلب :فههانطلق معههه عبههد المطلههب ،ومعههه
بعض بنيه ،حتى أتى العسكر ،فسأل عن ذي َنفههر ،وكههان لههه صههديقا ،حههتى
فر هههل عنههدك مههن َ
غنههاء فيمهها دخل عليه وهو في محبسه ،فقال له :يا ذا ن َ ْ
غناء رجل أسير بيد َيْ ملك ينتظر أن يقتله فر :وما َ
نزل بنا؟ فقال له ذو ن َ ْ
153
غناء في شيء ممهها نههزل بههك ،إل أن أن َْيسهها غدوّا ً أو عشيا ً ؟! ما عندنا َ ُ
عظههم عليههه حقههك، سائس الفيل صديق لي ،وسأرسل إليه فأوصيه بههك ،وأ ْ
وأسأله أن يستأذن لك على الملك ،فتكلمه بما بهدا لهك ،ويشهبع لههك عنهده
فر إلى أن َْيس ،فقههال لههه: بخير إن قدر على ذلك .فقال :حسبي .فبعث ذو ن َ ْ
سهههل، عيههر مكههة ،يطعههم النههاس بال ّإن عبد المطلب سيد قريش ،وصاحب ِ
والوحوش في رءوس الجبال ،وقد أصاب له الملك مههائتي بعيههر ،فاسههتأذن
عليه ،وانفعه عنده بما استطعت ،فقال :أفعل.
ة ،فقهال لهه :أيههها الملههك :هههذا سههيد قريههش ببابههك فكّلم أن َي ْههس أبرهه َ
يستأذن عليهك ،وههو صهاحب عيهر مكهة ،وههو ُيطعهم النهاس فهي السههل،
مههك فههي حههاجته ،قههال: ن لههه عليههك فيكل ْ
والوحوش في رءوس الجبال ،فأذ ْ
فأذن له أبرهة.
ماِلبل لي والبيت له رب يحميه :قال :وكان عبد المطلب أوس َ
lxx
س وأجملهم وأعظمهم فلما رآه أبرهة أجل ّههه وأعظمههه وأكرمههه عههن أن النا ِ
ة يجلس معه علههى سههرير ملكههه ،فنههزل يجلسه تحَته ،وكره أن تراه الحبش ُ
ة عن سريره ،فجلس على بساطه ،وأجلسه معه عليه إلههى جنبههه ،ثههم أبره ُ
قال لترجمانه :قل له :حاجتك ؟ فقال له ذلك الترجمان .فقال:
154
ى الملك مائتى بعير أصابها لي ،فلما قههال بههه ذلههك،حاجتي أن يرد عل ّ
ت فيههكة لترجمانه :قل له :قد كنت أعجبتني حين رأيُتك ،ثم زهههد ُ قال أبره ُ
حين كلمتني ،أتكلمني في مائتي بعير أصبُتها لك ،وتترك بيتا ً هو ديُنك ودي ُ
ن
ت لهدمه ،ل تكلمني فيه ؟! قال له عبد المطلب :إنههي أنهها رب آبائك قد جئ ُ
البل وإن للبيت رب ّا ً سيمنعه ،قال :ما كان ليمتنع مني ،قال :أنت وذاك.
ض أهل العلم م بع ُ الوفد المرافق لعبد المطلب :وكان -فيما يزع ُ
ن
مههر به ُ
حناطههة ،ي َعْ َ -قد ذهب مع عبد المطلب إلى أبرهة ،حيههن بعههث إليههه ُ
دئل بن بكر بن مناة بن كنانههة -وهههو يههومئذ سههيد بنههي ُنفاثة بن عدي بن ال ّ
ويلد بن واثلة الهههذلي -وهههو يههومئذ سههيد هههذيل -فعرضههوا علههى خ َبكر -و ُ
ل تهامة ،على أن يرجع عنهم ،ول يهدم البيت ،فأبى عليهم. ث أموا ِأبرهة ثل َ
ل التي أصاب ة على عبد المطلب اِلب َ والله أعلم أكان ذلك ،أم ل .فرد ّ أبره ُ
له.
قريش تستنصر الله على أبرهة :فلمهها انصههرفوا عنههه ،انصههرف
عبد المطلب الههى قريههش ،فهأخبرهم الخههبر ،وأمرهههم بههالخروج مهن مكههة،
lxxiv
معَهّرة
شههعاب تخوفهها عليهههم مههن َ
lxxiii
ف الجبههال lxxiiوال ّ والتحّرز lxxiفههي َ
ش هع َ ِ
الجيش ،ثم قام عبد المطلب ،فأخذ بحْلقة باب الكعبة ،وقام معه نفههر مههن
ده ،فقههال عبههد المطلههب قريش يدعون الله ،ويستنصرونه على أبرهة وجن ه ِ
وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
155
lxxv
كحلل َ ْ فامنعْ رحَله هع ُ م إن العبد َ يمنهههههههه #له ُ ّ
lxxvi حال َ ْ
ك م َ
ِ دوا ً
غَ ْ حاُلهمم َ
و ِ ن صليُبههههههههههم #ل ي َغْل ِب َ ّ
َ ْ lxxvii ت تار َ
لك دا
بَ َ ما
َ مر
فأ ْ كهم وِقبههه هلتنا #إن كن َ
قال ابن هشام :هذا ما صح له منها.
ن إسسسحاق :وقههال عكرمة بن عامر يدعو على السود :قال اب ُ
صي: ن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُ َ كرمة ب ُ ع ِْ
lxxviii
ة فيها التقليد جم َالخذ َ اله ْ ن مقصود ْ م أخزِ السوَد َ ب َ #له ُ ّ
تأول ُ وهي حِبسها يَ ْ ْ
حراَء وثبير فالِبيهههد ْن ِ #بي َ
lxxix
طريههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههد ْ الت ّ ْ
lxxx
ب وأنت محمود فْره يا ر ّ خ ِأ ْ مها إلى طماط ِم ٍ سههود ْ ض ّ#ف َ
156
قال ابن هشام :هذا ما صح له منها ،والطماطم :العلج.lxxxi
قال ابسسن إسسسحاق .ثههم أرسههل عبههد المطلههب حلقههة بههاب الكعبههة،
شَعف الجبال فتحّرزوا فيها ينتظههرون وانطلق هو ومن معه من قريش إلى َ
ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها.
أبرهة يهاجم الكعبة :فلما أصبح أبرهة تهّيأ لدخول مكة ،وهيأ فيَله،
مع لهدم البيت ،ثم ج ِ م الفيل محمودا ً -وأبرهة ُ
م ْ شه -وكان اس ُ وعّبى lxxxiiجي َ
lxxxiii
فيل بهن حهبيب
النصراف إلى اليمن .فلما وجهوا الفيل إلى مكة ،أقبل ن ُ َ
ك lxxxivمحمههود ،أو ارجهع حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذه بأذنه ،فقال :ابههر ْ
راشدا ً من حيث جئت ،فإنك في بلد اللههه الحههرام ،ثههم أرسههل أذنههه .فههبرك
صَعد فههي الجبههل ،وضههربوا الفيههل فْيل بن حبيب يشتد حتى أ ْ الفيل ،وخرج ن ُ َ
ّ
ليقههوم فههأبى ،فضههربوا فههي رأسههه بههالطب َْرزين ليقههوم فههأبى ،فههأدخلوا
lxxxv
157
فوجهوه راجعا ً إلى اليمن فقههام يهههرول ،ووجهههوه الشههام ففعههل مثههل
ذلك ،ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ،ووجهوه إلى مكة فبرك.
عقاب الله لبرهة وجنده :فأرسههل اللههه تعههالى عليهههم طيههرا ً مههن
البحههر أمثههال الخطههاطيف والب ََلسههان :lxxxixمهع كههل طههائر منهها ثلثههة أحجههار
دس ه xcل يحملها :حجر في منقاره ،وحجران في رجليه ،أمثال الحمههص والعَ َ
تصيب منهم أحدا ً إل هلك - ،وليس كلهم أصابت -وخرجوا هاربين يبتههدرون
حههبيب ،ليههدلهم علههى في ْههل بههن َ
الطريق الههذي منههه جههاءوا ،ويسههالون عههن ن ُ َ
فيل حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته: الطريق إلى اليمن ،فقال ن ُ َ
ب ليس الغالب
م المغلو ُ
والشر ُ ب
ه الطال ُ
#أين المفّر واِلل ُ
قال ابن هشام :قوله " :ليس الغالب " عن غير ابن إسحاق.
قال ابن إسحاق :وقال نفيل أيضًا:
xci
نعمناكم مع اِلصباِح عيَنا ت عنا يا ُرد َي َْنههاحّيي ِ #أل ُ
ب ما رأينا ص ِمح ّ جْنب ال ُلذي َ ت -ول تَرْيه ة لو رأي ُِ #رد َْين ُ
xcii
ي على ما فات ب َْينا س ْ
ولم تأ َ ت أمري #إذا ً لعذرِتني وحمد ْ ِ
158
علينا قىت ُل ْ َ حجارةً ت
ف ُ
خ ْ
و ِ ت طيرا ً دت الله إذ أبصر ُ
م ْح ِ
َ #
د َي َْنا ن
حْبشا ِ لل ُ َ
عَلي كأن فيل
ل القوم يسأل عن ن ُ َ #وك ّ
مْنهههل،
مهْل ِههك علههى كههل َ فخرجوا يتساقطون بكههل طريههق ،ويهِلكههون بكه ّ
ل َ
وأصيب أبرهة في جسده ،وخرجوا به معهم ٍ يسقط أْنملههة أْنملههة :xciiiكلمهها
ث xcivقيحا ً ودمًا ،حههتى قههدموا بههه صههنعاء م ّ
سقطت أْنملة ،آتبعتها منه مده ت َ ُ
وهههو مثههل فَهْرخ الطههائر ،فمهها مههات حههتى انصههدع صههدرهُ عههن قلبههه ،فيمهها
عمون.
يز ُ
دث :أن أو َ
ل مهها حه ّ
عتبههة أنههه ُ
قال ابن إسحاق :حدثني يعقههوب بههن ُ
جد َِري بهأرض العهرب ذلهك العهام ،وأنههه أول مها ُرؤي بهها
ة وال ُُرؤيت الحصب ُ
شر ذلك العام.xcvi
مرائر الشجر :الحرمل والحنظل والعُ َ
xcv
159
َ
ف{ ]قريههش1:ه ه [4أي خ هوْ ٍ
ن َ
م ْ
م ِ
من َهُ ْ
جوٍع َوآ َن ُ
م ْ
م ِ ذي أط ْعَ َ
مه ُ ْ ت .ال ّ ِ
ال ْب َي ْ ِ
لئل يغير شيئا ً من حالهم التي كانوا عليها ،لما أراد الله بهههم مههن الخيههر لههو
قبلوه .تفسير مفردات سورتي الفيل وقريش :قال ابن ،هشام:
جيل، سه ّ
البابيل الجماعات ،ولم تتكلم لها العههرب بواحههد علمنههاه xcviiوأمهها ال ّ
فأخبرني يونس النحوي وأبو عُب َْيدة أنه عند العههرب :الشههديد الصههلب ،قههال
جاج: ُرؤبة بن العَ ّ
م حجارة من ترميه ُ لب الفي ْ س أصحا َسهم ما م ّ #وم ّ
جي ْ
ل س ّ ِ
ت طير بهم أبابيل
ولعب ْ
وهذه البيات في أرجوزة له.
ذكر بعض المفسرين أنهما كلمتان بالفارسية ،جعلتهمهها العههرب كلمههة
ل يعني بالسههنج :الحجههر ،وبالجههل :الطيههن ،يعنههى ج ّسْنج و ِواحدة ،وإنما هو َ
صههف :ورق الههزرع الههذي الحجارة من هذين الجنسين :الحجر والطين .والعَ ْ
فة .قال :وأخبرنى أبو عَُبيدة النحوي أنههه يقههال لههه ص َصب ،وواحدته عَ ْ ق ّ
لم ي ُ َ
دة أحد بني ربيعة بن مالك بههن الُعصافة والَعصيفة .وأنشدنى لعَل ْ َ
قمة بن عَب َ َ
زيد مناة بن تميم:
ى الماِء
دوُرها من أت ِ ّ
ح ُ
َ عصيفُتهاب قد مالت َ
مذان َ
َ #تسقى َ
م ْ
مطمو ُ
xcviii
َ
وهذا البيت في قصيدة له .وقال الراجز:
صف مأكول
ل كع ْ #فَ ُ
صّيروا مث َ
160
قال ابن هشام :ولهذا البيت تفسير في النحو.xcix
وإيلف قريش :cإلفهم الخروج إلى الشام فههي تجههارتهم ،وكههانت لهههم
خْرجة في الصيف .أخبرنى أبو زيد النصاري: خْرجة في الشتاء ،و َ خْرجتانَ : َ
ْ
أن العرب تقول :ألفت الشىء إلفا ،وآلفته إيلفهها ،معنههى واحههد :وأنشههدني
مة:لذي الّر ّ
حى في ض َ
شعاعُ ال ّ ُ حّرة
ل أدماُء ُ #من المؤِْلفات الرم َ
ح
ضههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ُ
لوِنهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها يتو ّ
خزاعى: وهذا البيت في قصيدة له .وقال مطرود بن كعب ال ُ
والظاعنين لرحلةِ اليلف م تغّيرت
من َْعمين إذا النجو ُ
#ال ُ
وهذا الههبيت فههي أبيههات لههه ،سههأذكرها فههي موضههعها إن شههاء اللههه تعههالى.
واليلف أيضًا :أن يكون للنسان ألف من البل ؛ أو البقر ،أو الغنم ،أو غيههر
خَزيمةمْيت بن زيد ،أحد بنى أسد ابن ُ ذلك .يقال :آلف فلن إيلفا .قال الك ُ َ
د:
مد ِْركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مع ّ بن ُ
161
مْرج ُ
ل
ci
معيم لنا ال ُ ن هذا ال ُ
َ #بعام ِ يقول له المؤِْلفو
وهذا البيت في قصيدة له .واليلف أيضًا :أن يصير القوم ألفا ،يقال :آلههف
مْيت بن زيد: القوم إيلفا .قال الك ُ َ
م ْ
ؤلفينا ة ُ ضب َ
َ نسعْدِ ب ْ ِ
بني َ وا مزْيقياء غَ َ
داةَ لقَ ْ #وآل ُ
ً
وهذا البيت في قصيدة له .واليلف أيضها :أن تؤلههف الشههيء إلههى الشههيء
فيألفه ويلزمه ،يقههال :الفتههه إيههاه إيلفهها .واليلف أيضهًا :أن تصهّير مهها دون
اللف ألفًا ،يقال :الفته إيلفا.
ن إسحاق :حدثني عبد اللههه مصير قائد الفيل وسائسه :قال اب ُ
مرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن ُزرارة ،عن عائشة - ابن أبى بكر ،عن عَ ْ
سههه بمكههة أعمييههن
رضي الله عنها -قالت " :لقههد رأيههت قههائد الفيههل وسائ َ
مقعَد َْين يستطعمان الناس ".
ُ
ما قيل في قصة الفيل من الشعر
قال ابن إسحاق :فلمهها رد اللههه الحبشههة عههن مكههة ،وأصههابهم بمهها
أصابهم به من النقمة ،أعظمت العرب قريشا ،وقالوا :هم أهل اللههه ،قاتههل
ة عدّوهم ،فقالوا في ذلك أشعارا ً يههذكرون فيههها مهها الله عنهم وكفاهم مئون َ
دهم.
ة ،وما رد ّ عن قريش من كي ِ صنع الله بالحبش ِ
عَرى :فقال عبدالله بههن الّزب َعْهَرى بههن عههدي
شعر عبد الله بن الّزب َ ْ
بن
162
صْيص بن كعهب بهن عمرو بن هُ َ قيس بن عدى بن سعيد ciiبن سهم بن َ
ُلؤى بن غالب بن فِْهر:
مها م حري ُ ُيرا ُ كانت قديما ل ة إنهههههان مك َ كلوا عن بط ِ #تن ّ
مهاإذ ل عزيَز من النام ِ يرو ُ ت
م ْحّر َ
ي ُ #لم تخلق الشْعرى ل ََيال َ
ciii
163
مههرة بههن مالههك بههن ج َ
شم بن وائل بن َزْيد بن قيس بن عامر بههن ُ ابن ُ
الوس:
cv
مش إذ كلما بعثوه َرَز ْ ِ م فيل الحُبههو صن ِْعه يو َ
#ومن ُ
م وقد َ َ
cvi
فه فانخَر ْ شّرموا أن َ ت أقراِبههههه #محاجُنهم تح َ
cvii
كِلم ُ َقفاه موهُ م ُ ي ّ إذا مْغهههوَل ً
سوْطه َِ #وقد جعلوا َ
وقد باَء بالظلم ِ من كان ث َ ْ
م جهههههه #فوّلى وأدبَر أدرا َ
cviii
مقُز ْ ف ال ُ
ل ل ّ م مث َ فه ُ ُفل ّ ل من فوِقهم حاصبهها ً #فأرس َ
cix
مؤاِج الغَن َ ْ جوا ك َث ُ َ وقد ثأ ُ ض على الصبرِ أحباُرهم ح ّ#ت ُ
قال ابن هشام :وهذه البيات فههي قصههيدة لههه .والقصههيدة أيضها ً تههروى
صْلت.cx لمية بن أبى ال ّ
قال ابن إسحاق :وقال أبو قيس بن السلت:
cxi
ب ن الخاش ِ ت بي َبأركان هذا البي ِ حوا
س ُ #فقوموا فصّلوا رّبكم ،وتم ّ
َ
ب
م هادى الكتائ ِ سو َ داةَ أبى ي َك ْ ُغَ َ دقصههه ّم َ م منه بلء ُ #فعندك ُ
ت في رءوس على القاذفا ِ ُ
جله مسى وََر ْ ل تُ ْ #كتيبُته بالسه ِ
cxii
ب
المناق ِ
164
ف
سا ٍ ن
بي َ ك
الملي ِ جنود ُ م
ده ْ #فلما أتاكم نصُر ذي العرش ر ّ
cxiii
ب
وحاص ِ
غيُر مل ْ ِ
حْبش ِ إلى أهِْله بوا سراعا هاربين ولم يههؤ ْ #فول ّ ْ
cxiv
بعصائ ِ
قال ابن هشام :أنشدني أبو زيد النصاري قوله:
بس المناق ِ ت في رءو ِ #على القاذفا ِ
وهذه البيات في قصيدة لبى قيس ،سأذكرها فههي موضههعها إن شههاء
كسوم " يعني :أبرهة ،كان ي ُك َْنى أبا يكسوم. الله .وقوله " :غداةَ أبى ي َ ْ
شعر طالب بن أبي طالب :قال ابن إسحاق :وقههال طههالب
cxv
165
قال ابن هشام :تروى لمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي:
ُيماِري فيهن إل الكفوُر ل ت رّبنا َثاقبهههات #إن آيا ِ
مقدوُر حساُبه مستبين ل والنهاَر فكههل #خلقَ اللي َ
cxix
عها منشوُر شعا ُ ُ مهاةٍ
ب َ ب رحيهم #ثم يجلو النهاَر ر ّ
ل يحبو كأنه معقوُر ظ ّ مس ،حتى مغ ّ ل بال ُ حِبس الفي ُ ُ #
هر من صخر ك َب ْ َ حْلق َ #لزما ً َ
cxx
كب محدور ن كما ُقطه جرا ِ ة ال ِ
بل ملِويث في الحرو ِ كندةَ أبطها #حوله من ملوك ِ
صههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههقور ُ
cxxi
م ساِقه مكسوُر ُ عظ كلهم ً ا جميعه روا ّ َ ع ابذ ثم لفوه ّ خَ #
cxxii
هه إل دين الحنيفةِ بوُر م القيامةِ عند َ الله ن يو َ ل دي ٍ #ك ّ
مههام ابههن شعر الفرزدق :قال ابن هشام :وقال الفرزدق -واسههمه ه ّ
منههاة حْنظلة بن مالك بن زيههد َ جاشع بن َدارم بن مالك بن َ م َ غالب أحد بنى ُ
ج ابههن بن تميم -يمدح سليمان بههن عبههد الملههك بههن مههروان ويهجههو الحجهها َ
ل وجيشه: يوسف ،ويذكر الفي َ
مْرتق في ُ ِغنى قال :إني ج حين طغى به #فلما طغى الحجا ُ
cxxiii
السههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههللم
166
167
وقال فيه ابن دريد :لخنيعة وقال :هو من الّلخع ،وهو استرخاء في الجسم. i
شْنُترة.
الشناتر :الصابع بلغة حمير ،واحدهاُ : ii
iii
سببمي ذا
عببه ،وهببو مببن قببولهم للغلم :زرعببك الب ،أي أنبتببك .و ُ
وذو نواس اسمهُ :زْر َ
س :الحركة والضطراب نواس بغديرتين كانتا له َتُنوسان ،أي ضفيرتان من شعر ،والّنو ُ
فيما كان متعلقًا.
وجأه :ضربه. iv
فقال لهم :سل نحماس ،والنحماس في لغتهم هو الرأس كما ذكر ،ووقع في نسببخة أبببي vi
بحر التي قيدها علببي أبببو الوليببد الوقشببي :نخمبباس بنببون وخبباء منقوطببة ،ولعببل هببذا هببو
الصحيح إذ يحتمل أن يكون النخماس في لغتهم هو :الرأس ،ثم صحف وقيده كراع بالتاء
المنقوطة باثنتين من فوق وبالحاء المهملة.
طبان إلى آخر الكلم :مشكل يفسره ما ذكره أبو الفرج الصبهاني في الغاني قال: استر ُ vii
كان الغلم إذا خرج من عند لخنيعة ،وقد لط به قطعوا مشافر ناقته وذنبها :وصاحوا بببه:
أرطب أم يباس ،فلما خرج ذو نواس من عنده ،وركب ناقة له يقال لها :السببراب؛ قببالوا:
ت ذى نواس است رطبببان أم يببباس ذا نواس أرطب أم يباس ،فقال " :ستعلم الحراس اس َ
" فهذا اللفظ مفهوم .والذي وقع في الصل هذا معناه ،ولفظه قريب من هذا ،ولعله تغييببر
في اللفظ -وال أعلم .-
قال الطبري فيه :قيمئون بالقاف ،وشك فيه ،وقال القتبي فيه :رجببل مببن آل جفنببة مببن viii
غسان جاءهم من الشام ،فحملهم على دين عيسى -عليببه السبلم -ولبم يسبمه .وقبال فيببه
النقاش اسمه يحمى ،وكان أبوه ملكا فتبوفي ،وأراد قببومه أن يملكببوه بعبد أبيبه ،ففببر مبن
الملك ،ولزم السياحة .وقال عنه السهيلى في الروض النببف :فيمئون .وقببال يحتمببل أنهببم
سموه :يحيى ،وهو السم الذي تقدم ذكره ،وما قاله النقاش والقتيبي.
الرءوس السبعة :أي القرون السبعة. ix
التفاضل بين أسماء ال الحسنى :وذكر فيه السم العظببم ،وقببول الراهببب لببه :إنببك لببن xiv
تطيقه .أي :لن تطيق شروطه ،والنتهاض بمببا يجببب مببن حقببه ،وقببد قيببل فببي قببول الب
ب{ ]النمل[40:إنه أوتى السم العظم الذي إذا ُدعى ن اْلِكَتا ِ
عْلٌم ِم ْ
عْنَدُه ِ
ل اّلِذي ِ
تعالىَ} :قا َ
ال به أجاب ،وهو :آصف بن برخيا في قول أكثرهم ،وقبل غير ذلك .وأعجب ما قيل فيببه :إنببه
ضبة بن أد بن طابخة قال النقاش ،ول يصح.
وهي مسألة اختلف فيها العلماء ،فذهبت طائفة إلى ترك التفضيل بين أسماء ال تعالى،وقالوا :ل يجوز أن يكون اسم من أسمائه
أعظم من السم الخر ،ومما احتجوا به :أن رسول ال -صلى -لم يكن ليحرم العلم بهذا السم ،وقد علمه من هو
دونه من ليس
بنبي ؛ ولم يكن ليدعو حين اجتهد في الدعاء لمتببه أل يجعببل بًاسببهم بينهببم ،وهببو رءوف بهببم ،
عَنتُهم إل بالسم العظم ،ليستجاب له فيه ،فلما ُمنع ذلك علمنا أنه ليس اسببم عزيز عليه َ
من أسماء ال إل وهو كسائر السماء في الحكم والفضيلة ،ليستجيب ال إذا دعي
عوا
ن َأّيا َما َتبْد ُ
حَما َ
عوا الّر ْ
عوا ال َأْو اْد ُ
ل اْد ُ
ببعضها إن شاء ،ويمنع إذا شاء ،وقال ال سبحانهُ} :ق ْ
سَنى{]السراء[110: حْسَماُء اْل ُ
لَْفَلُه ا َْ
وظاهر هذا الكلم :التسوية بين أسمائه الحسنى .وكذلك ذهب هؤلء وغيرهم من العلماء إلبى أنبه
ليس شئ من كلم ال تعالى أفضل من شئ ،لنه كلم واحد من رب
واحد ،فيستحيل التفاضل فيه .انظر هذا الموضوع مفصل من " الببروض النببف " بتحقيقنببا جبب1
ص .52 - 47
جَبير بن نفيل قال :الذين خدوا الخدود ثلثةُ :تبع صبباحب اليمببن ، روى ابن سنجر عن ُ xv
وقسطنطين ابن هلني -وهي أمه -حين صرف النصارى عن التوحيد ودين المسيح إلببى
عبادة الصليب ،وبختنصر من أهل بابل حين أمر النبباس أن يسببجدوا لببه ،فببامتنع دانيببال
وأصحابه ،فألقاهم في النار ،فكان بردًا وسلمًا عليهم.
حَيبباٌء{ ]آل
ل َأ ْ
ل الب َأْمَواًتببا َبب ْ
سبِبي ِ
ن ُقِتُلوا ِفي َ
ن اّلِذي َ
سَب ّ
حَل َت ْ
يصدق ذلك قوله تعالىَ }:و َ xvi
عمران [ 169 :وما ُوجد مببن شببهداء أحببد وغيرهببم علبى هببذه الصببورة لبم يتغيبروا بعبد
الدهور الطويلة،كحمزة بن عبد المطلب -رضى ال عنه -فببإنه ُوجببد حيببن حفببر معاويببة
العين صحيحًا
لم يتغير وأصابت الفأس أصببعه ،فبدميت :وكبذلك أبببو جبابر عبببد الب بببن حببرام ،وعمبرو بببن
الجموح .وطلحة بن عبيد ال ،استخرجته بنته عائشة من قبره حين أمرها في المنام بنقلببه
فاستخرجته من موضعه بعد ثلثين سنة لم يتغير .وقد قال -عليه السلم – " إن ال حببرم
على الرض أن تأكل أجسبباد النبيبباء " .خرجببه سببليمان بببن الشببعث .وفببي المسببند هببن
طريق أنس -رضى ال عنه -قال :قال رسول ال -صلى " -النبياء أحياء يصلون فببي
قبورهم " .وفي الصحيح :أن رسول ال -صلى -قال " :مررت بموسى -عليه السببلم -
وهو يصلى في قبره -وحدثني من ل أشببك فببي قببوله أنببه رأى الكببثير مببن شببهداء حببرب
فلسطين لم يتغيروا بعد السنين الطويلة.
دوس :هو ابن تبع الذي قتله أخوه. xvii
قيصر :اسم علم لكل من ولي الروم وتفسببيره بلسببانهم :البقيببر الببذي بقببر فببي أمببه عنببه ، xviii
وكان أول من تسمى به ُبَقيرًا ،فلما ملك وعرف به ،تسمى به كل من ملك بعده.
قوله الضحضاح من الماء :الذي يظهر قعره. xix
هذا ما ذكره ابن إسحاق ،وهنا رواية أخرى :أن ذا نواس أدخل الحبشة صنعاء اليمن ، xxi
حين رأى أنه ل قبببل لبه بهببم ،بعبد أن اسببتنفر جميبع الَمَقباِول ،ليكونببوا معببه يببدًا واحببدة
عليهم ،فأبوا إل أن يحمي كل واحد منهم حوزته على حدته ،فخببرج إليهببم ومعببه مفاتيببح
خزائنه وأمواله ،على أن يسالموه ومن معه ،ول يقتلوا أحدًا ،فكتبوا إلى النجاشي بذلك ،
فأمرهم أن يقبلوا ذلك منهم ،فدخلوا صنعاء ودفع إليهم المفاتيح ،وأمرهببم أن يقبضببوا مببا
في بلده من خزائن أمواله ،ثم كتب هو إلى كل موضببع مببن أرضببه :أن اقتلببوا كببل ثببور
ل أكثر الحبشة ،فلما بلغ ذلك النجاشببي وجببه جيشببا إلببي أبرهببة ،وعليهببم أريبباط
أسرد ،فُقت َ
وأمره أن يقتل ذا نواس ،ويخرب ثلث بلده ،ويقتل ثلببث الرجببال ،ويسبببي ثلببث النسبباء
والذرية ،ففعل ذلك أبرهة .واقتحم ذو نواس البحر ،فهلك ،وقام بأمره من بعده ذو جدن ،
عَلس بن الحارث أخو سبيع بببن الحببارث ،وأن ذا جببدن حببارب الحبشببة بعببد ذي واسمهَ :
نواس فكسروا جنده ،وغلبوه على أمره ،ففر إلى البحر كما فعل ذو نواس ،فهلببك فيببه ،
واستبد أبرهة بنفسه فبلغ النجاشى ،ولم يرسل إليه من جباية اليمن شيئًا ،فوجه أرياطًا إلببى
خلعه.
العلق :النفا ئس. xxii
ك :ترفقى ،وقد روى عن ابن اسحاق من غير رواية ابن هشام :هونكما لن يرد .وهو هون ِ xxiii
من باب قول العرب للواحد :افعل .كما فعل امرؤ القيس:
بسقط اللوى بين الدخول فحومل #قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
أي لن تطيقي صرفي بالعذل عن شأني. xxiv
أي أيبست ريقي في فمي ،وقلة الريق من الحصر ،وكثرته من قوة النفس وثبات الجأش. xxv
شق كل نشوق يجعل في النف للتببداوي بببه ،مببا أي لو شرب كل دواء يستشَفى به ،وتن ّ xxvii
مترهب .أي :دعاء مترهب يدعو لك ،ويجوز أن يكون مببترهب رفع بًا ،علببى معنببى :ول
ينجو منه مترهب.
ن :على وزن أفعوال .والنون أصلية؛ لن جمعه :أساطين ،وليببس فببي الكلم أفبباعين ،
طوا ُ
والسْ ُ
والسطوان جمع أسطوانة ،وهي السارية ويقصد هنا المكان الذى يختلى فيه الراهب.
جبُدٍر{ ]الحشببر[14:هكببذا
ن َوَراِء ُ
جدره :جمع جدار ،وهو مخفف من جدر ،وفببي التنزيببل }َأْو ِمب ُْ
تقيد بضم الجيم ،والجدار أيضا بفتح الجيم :الحائط ،ولكن الرواية في الكتاب كما ذكرنا.
والنوق :الذكر من الرخم وهو ل يبيض ،وهذا أشبببه بببالمعنى؛ لن الببذكر ل يبببيض ،فمببن أراد
بيض النوق ،فقد أراد الُمحال.
غمدان :هو الحصن الذي كان لهوذة بن علي ملك اليمامة
ُ xxix
مسّمكا :مرفعًا .من قوله سمك السماء ،والنيق :أعلى الجبل. xxx
يهصر :يميل .العذوق :جمع عذق بفتح العين وهي النخلة. xxxiii
صحرة :المتسع ،أخذ من لفظ الصحراء .والوزر :الملجأ ،ومنه اشتق الوزير لن الملك ال ّ xxxvi
يلجأ إلى رأيه .وقد قيل من الوزر ،لنه يحمل عن الملك أثقال ،لن الوزر :الثقل.
عَبر الرجل إذا حزن ،ويقال :لمه العبر ،كمببا يقببال: ذات الَعَبر :أي ذات الحزن ،يقالَ : xxxvii
لمه الّثكل.
حّرابة :ذوو الحراب .وتوله كمثل السماء أي كسبحاب لسبوداد السبحاب وظلمتبه قبيبل ال ُ xxxviii
المطهر.
المقربات .الخيل العتاق البتي ل تسبرح فبي المراعبي ولكبن تحببس قبرب الببيوت معبدة xxxix
للعدو .والدفر :الرائحة الشديدة ،أي ينفون من قاتلوا بريحهم وأنفاسببهم ،وهببذا إفببراط فببي
وصفهم بالكثرة وقيل غير ذلك .انظر الروض النف بتحقيقنا جب ا ص .60
سعلة ويقال :بل هي الساحرة من الجن. ي :الجن ،والمفرد ِ
سعاِل َ xl
عمرو بن معدي كرب -رضى الب عنببه -صببحابي ،يكنببى :أبببا ثببور ُتضببرب المثببال xli
لح ،المعبدي هبو :البوجه بلغتهبم ، بفروسيته وبسالته .ومعدي كرب بالحميريبة :وجبه الَف ّ
والكرب هو :الفلح.
قيس بن مكشوح المرادي ،إنما هو حليف لها ،واسم مراد :يحابر ببن سببعد للعشببيرة ببن xlii
مذحج ،ونسُبه في بجيلة ثم في بني أحمس ،وأبوه مكشوح اسمه :هبيرة بن هلل .ويقال:
عبد يغوث بن هبيرة بن الحارث بن عمبرو ببن عبامر ببن علبي ببن أسبلم ببن أحمبس ببن
ضرب بسيف سمي أبوه مكشوحا ،لنه ُ الغوث بن أنمار ،وأنمار هو :والد بجيلة وخثعم ،و ُ
شحه " وهو ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف " ،ويكنى قيس :أبا شداد،وهو قاتببل على َك ْ
السود العنسي الكذاب هو وَذاَدَويه وفيروز ،وكان قيبس بطل شبجاعًاُ - ،قتببل مببع علببى -
رضى ال عنه -يوم صفين ،وله في ذلك اليوم مواقف لببم ُيسببمع بمثلهببا ،وكببذلك لببه فببي
حروب الشام مع الروم وقائع ومواقف لم يسمع بمثلها عن أحد بعد خالد بن الوليد.
صر ،وكذلك هو عند أهل النسب :باهلي ،ثبم أحبد بنبي ُقتيببة بببن ونسبه إلى باهلة بن أع َ xliii
صببر
َمنببن ،وباهلببة :أمهببم وهببي بنببت صببعب بببن سببعد العشببيرة بببن مذحببج ،وأبببوهم يع ُ
وهو:منبه بن سعد بن قيس بن عيلن ،ويقال له :أعصر ويعصر.
المقارف :جمع مقبرف البذى دانبى الهجنبة ،وهبو البذي أمبه عربيبة وأببوه ليبس بعرببي xliv
فالقراف من جهة الب والهجنة من جهة الم .انظر ذلك مفصل في الصببحاح للجببوهري
مادة قرف.
العتودة :الشدة في الحرب. xlv
بنائها وعلوها ،ومنه أخذت القلنببس لنهبا تعلبو الببرأس ،ويقبال :تقلنبس الرجبل إذا لببس
القلنسوة ،وقلس طعامًا أي :ارتفع من معدته إلى فيه ،وكان أبرهببة قببد اسببتذل أهببل اليمببن
في بنيان هذه الكنيسبة وجشبمهم أنواعبًا مبن السبخر ،وكبان ينقبل إليهبا العبدد مبن الرخبام
المجزع والحجارة المنقوشة بالذب من قصر بلقيس صاحبة سليمان -عليه السلم -وكببان
من موضع الكنيسة على فراسخ وكان فيه بقايا مببن آثببار ُملكهببا ،وكببان أراد أن يرفببع فببي
بنائها حتى َيشُرف منها على عدن ،ونصب فيها صلبانًا من الببذهب والفضببة ومنببابر مببن
العاج والبنوس .وكان حكمه في العامل إذا طلعت عليه الشمس قبل أن يأخذ في عملببه أن
يقطع يده ،فنام رجل منهم ذات يوم ،حتى طلعت الشمس ،فجاءت معه أمه ،وهي امرأة
عجوز ،فتضرعت إليه تستشفع لبنها ،فببأبى إل أن يقطببع يببده ،فقببالت :اضببرب بمعولببك
اليوم ،فاليوم لك ،وغبدًا لغيبرك .انظبر قصبة هبذه الكنيسبة مفصبلة فبي البروض النبف
بتحقيقنا جب 1ص .63
سمي العجاج بقوله: وكنيته :أبو الشعثاء و ُ xlix
الدلو العظيمة وأداتها -والميم في المنجنون أصلية في قول سيبويه ،وكذلك النببون ،لنببه
يقال فيه :منجنين مثل عرطليل -الضخم -وقد ذكبر سببيبويه أيضببا فبي موضبع آخببر مببن
حنون بالحاء .والمنجنون :الدولب التي يستقى عليها. كتابه أن النون زائدة ،وقيل َمْن َ
مد الخليج :الخليج :الجبل ،والخليج أيضًا :خليج الماء. li
وجد السهيلي خبرًا عن إسلم أبي ثمامة فقد حضببر الحببج فبي زمبن عمبر ،فببرأى النبباس liii
يزدحمون على الحج فنادى :أيها الناس ،إني قببد أجرتببه منكببم فخفقببه عمببر بالببدرة وقبال:
ويحك ،إن ال أبطل أمر الجاهلية.
الصدر هنا :الرجوع من الحج. liv
وذكر أبو على القالي في المالي :أن الذي نسأ الشهور منهمُ :نَعْيم بببن ثعلبببة ،وليببس هببذا lv
سُؤُهم للشهر ،فكببان علببى ضببربين .أحببدهما :مببا ذكببر ابببن إسببحاق مببن بمعروف ،وأما َن َ
تأخير شببهر المحببرم ٍا إلببى صببفر لحباجتهم إلبى شبن الغبارات وطلبب الثببارات .والثبباني:
تأخيرهم الحج عن وقته تحريًا منهم للسببنة الشمسببية ،فكببانوا يببؤخرونه فببي كببل عببام أحببد
عشر يومًا أو أكثر قليل ،حببتى يببدور الببدور إلببى ثلث وثلثيببن سبنة ،فيعبود إلبى وقتببه ،
ولذلك قال عليه السلم فببي حجببة الببوداع " :إن الزمببان قببد اسببتدار كهيئتببه يببوم خلببق الب
ت والرض " وكانت حجة الوداع في السنة التي عبباد فيهببا الحببج إلببى وقتببه ،ولببم السموا ِ
ل ال – صلى ال عليه وسلم -مببن المدينببة إلببى مكببة غيببر تلببك الحجببة ،وذلببك يحج رسو َ
لخبراج الكفبار الحببج عببن وقتبه ،ولطبوافهم ببالبيت عبراة -والب أعلبم -إذ كبانت مكبة
بحكمهم ،حتى فتحها ال على نبيه -صلى ال عليه وسلم-
عمير من أطول الناس ،وسمي جذل الطعان لثباته في الحببرب كببأنه جببذل شببجرة وكان ُ lvi
سَتراح إليه ،كما تستريح البهيمة الجرببباء إلببى واقف ،وقيل :لنه كان ُيسَتشَفى برأيه ،وُي ْ
الجذل " وهو عود ينصب للُبهم الجرباء لتحتك به ".
أي :آباًء كرامًا وأخلقًا كرامًا. lvii
أي :لم نقدعهم ونكفهم ،كما يقدع الفرس باللجام .تقول :أعلكت الفرس لجامه :إذا رددتببه lviii
حرم ،ومن قال المحرم أولها ،احتج بأنه أول السنة .وتظهر فائدة هببذا حين ذكر الشهر ال ُ
الخلف فيمن نذر صيام الشهر الحرم .فيقال له على الول :ابدأ بالمحرم ،ثم رجب ،ثببم
ذي القعدة ،وذي الحجة .وعلى القول الخر :يبدأ بذي القعدة حتى يكون آخببر صببيامه فببي
رجب من العام الثاني.
قعد :أي أحدث فيها -وهذا شاهد لقول مالك وغيره من الفقهبباء فببي تفسببير القعببود علببى lx
إلى ثمود أيضا .وفي حديث رواه معمر بن راشد في جامعه " :أن أبا رغببال مببن ثمببود ".
انظر الروض النف من تحقيقنا جب ا ص .67 ،66
إياد :في اللغة التراب الذي يضم إلى الخباء ليقيه من السيل ونحوه ،وهو مأخوذ من اليد lxiv
وهي القوة ،لن فيه قوة للخباء ،وهو بين الّنؤي والخباء ،والنؤي يشتق مببن النببائي ،لنببه
حفير ينأى به المطر ،أي يبعد عن الخباء.
واسم أبي الصلت :ربيعة بن وهب. lxv
المم :القريب .أو لو أقاموا :أي بالحجاز لنهم انتقلوا عنها حين ضبباقت عببن مسببارحهم lxvi
قط :أي ما قطع – ونحوه؛ وذلك أن الكتابة كانت في تلك البلد التي ساروا إليها وقببد قيببل
لقريش :ممن تعلمتم القط ؟ فقالوا :تعلمناه من أهل الحيببرة ،وتعلمبه أهببل الحيببرة مبن أهببل
النبار -وانظر تاريخ الخط العربي -ط مكتبة الكليات الزهرية.
المغمس :هكذا ألفيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيدة على أبي الوليد القاضي بفتح الميبم lxviii
الخرة من المَغمس .وذكر البكري في كتاب المعجم ًانه الُمغمس بكسر الميم الخرة ،وأنه
أصح ما قيل فيه ،وذكر أيضا ًانه يرَوى بالفتح ،فعلى رواية الكسر هو :مغّمس مفعل من
غمست ،كببأنه اشببتق مببن الغميببس وهببو الغميببر ،وهببو النبببات الخضببر الببذي ينبببت فببي
الخريف تحت اليابس ،يقال :غمس المكان وغمببر إذا نبببت فيببه ذلببك ،وأمببا علببى روايببة
الفتح ،فكأنه من غمست الشيء .إذا غطيته ،وذلك أنببه مكببان مسببتور إمببا بهضبباب وإمببا
بعضاه -كل شجر له شرك -وإنما قلنا هذا؛ لن رسول ال -صلى ال عليه وسلم " -إذا
كان بمكة ،كان إذا أراد حاجة النسان خرج إلى المغمس " -وهببو علببى ثلببث فرسببخ مببن
مكة ،وفي السنن لبي داود أن رسول ال -صلى ال عليه وسببلم " -كببان إذا أراد البببراز
أبعد " ولم يبين مقدار الُبعد .وانظر الببروض النببف للسببهيلي مببن تحقيقنببا -أيضببا :انظببر
كتاب النبات لبي حنيفة الدينوري.
وهو السود بن مقصود بن الحارث بن منبه بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعببب بببن lxix
عَلة على وزن عمر -ابن خالببد بببن مذحببج بعثببه النجاشببى مببع عمرو بن علة .ويقال فيهُ :
الفيلة والجيش ،وكانت الفيلة ثلثببة عشببر فيل هلكببت كلهببا إل " محمببود " فيببل النجاشببي
لمتناعه عن التوجه إلى الكعبة -وال ًاعلم.
وروى :أوسم الناس وأجمله :ذكر سيبويه هذا الكلم محكيا عن العرب ،ووجهببه عنببدهم lxx
أنه محمول على المعنى ،فكأنك قلت :أحسن رجل وأجملببه ،فبًافرد لسببم المضببمر التفاتببا
إلى هذا المعنى ،وهو عندي محمول على الجنس ،كأنه حين ذكر النبباس قببال :هببو أجمببل
هذا الجنس من الخلق ،وإنما عدلنا عن ذلك التقدير الول ،لن في الحديث الصحيح:
" خير نساء ركبن البل صوالح نساء قريش :أحناه على ولده في صغره ،وأرعاه على زوج في
ذات يده " .ول يستقيم ههنا حمله على الفراد ،لن المفرد ههنا امرأة ،فلو نظر إلى واحببد
النساء لقال :أحناها على ولده ،فببإذًا التقببدير :أحنببى هببذا الجنببس الببذي هببو النسبباء ،وهببذا
الصنف ،ونحو هذا - .عن الروض النف من تحقيقنا.
التحرز :التمنع. lxxi
لهّم :أصلها :اللهم .والعرب تحذف منها اللببف واللم .وكببذلك تقببول فببي :والب إنببك" : lxxv
لهنك " وذلببك لكببثرة دوران هببذا السببم علببى اللسببنة .بببل قببد قببالوا فيمببا هببو دونببه فببي
الستعمال " .أجنك " أي " من أجل أنبك " .والحلل فبي هبذا الببيت :الحلبول فبي المكبان
والحلل مركب من مراكب النساء والحلل أيضا :متاع البيت وجائز أن يستعيره ههنا.
غدوًا :غدا ،والمحال :القوة والشدة. lxxvi
خِفْره :أي انقض عزمه وعهده فل تؤمنه ،يقببال :أخفببرت الرجبل ،إذا نقضبت عهبده ، أْ lxxx
خفره :إذا أجرته ،فينبغي أن ل يضبط هذا إل بقطع الهمزة وفتحهببا ،لئل يصببير وخفرته أ ْ
الدعاء عليه دعاء له.
طماطم سود :يعني العلوج .ويقال لكل أعجمي كافر طمطمان ،والعلج :جمع علج. lxxxi
يقال :عّبى الجيش بغير همزة وعبأ المتاع بالهمزة ،وقد حكي عبات الجيش بالهمز وهببو lxxxii
قليل.
جزء بن عامر بن مالك بن واهب بن جليحبة ببن أكلبب ببن وقيل هو نفيل بن عبد ال بن َ lxxxiii
ربيعة بن عفرس بن جلف بن أفتل ،وهو :خثعم ،كذلك نسبه البرقي .ونفيل من المسببمين
بالنبات وهو تصغير نفل وهو نبت منبسط على الرض .انظر كتبباب النبببات لبببى حنيفببة
الدينوري.
فبرك الفيل :فيه نظر؛ لن الفيل ل يبرك ،فيحتمل أن يكون بروكه :سقوطه إلى الرض lxxxiv
،لما جاءه من أمر ال سبحانه ،ويحتمل أن يكون َفَعل ِفعل البارك الببذي يلببزم موضببعه ،
ول يبرح ،فعبر بالبروك عن ذلك ،وقد سمعت من يقول :إن في الفيلة صنفًا منهببا يبببرك
كما يبرك الجمل ،فإن صح وإل فتأويله ما قدمناه .عن الروض النف من تحقيقنا.
الطبرزين :آلة من الحديد. lxxxv
جة.
المحاجن :جمع محجن -عصا معو ٌ lxxxvi
الخطاطيف والبلسان :نوعان من الطيور .وذكر النقبباش أن الطيببر كببانت أنيابهببا كأنيبباب lxxxix
كرأس النسان ،وكبارها كالبل .وهذا الذي ذكره البببرقي ذكببره ابببن إسببحاق فببي روايببة
يونس عنه ،وكانت قصة الفيل أول محرم من سبنة اثنبتين وثمبانين وثمانمبائة مبن تاريبخ
ذي القرنين .عن الروض النف بتحقيقنا ،الجزء الول صحيفة .73
ردينا :اسببم امببرأة ،كأنهببا سببميت بتصببغير ردنببة وهببي القطعببة مببن الببردن " الحريببر " xci
لنملة :طرف الصبع ،ولكن قد يعبر بها عن طرف غيببر الصبببع ،أى ينتببثر جسببمه اً xciii
قطعة قطعة.
َتُمث :تُمث ،وَتِمث بالكسر والضم ومعهما ترشح أو تسيل ،يقال :فلن يحث كمببا يمببث xciv
الزق.
مرائر الشجر :يقال شجرة مرة ،ثم تجمع على مرائر. xcv
شبر تعالبج ببه الُعشر :وهو شجر مر يحمل ثمرًا كالتُرج ،وليبس فيبه منتفبع ،ولببن العُ َ xcvi
عزيز :وإبيل.
مذانب :مسايل ،حدورها :ما انحدر منها ،ويببروى جببدورها :أي الحببواجز الببتي تحبببس xcviii
وقوعها صلة للذي؛ لنك تقول :رأيت كزيد ،ولو قلت :الذي مثل زيببد لببم يحسببن ،ويببدلك
أنها تكون اسما :دخول حرف الجر عليها .كقوله:
#ورحنا بكابن الماء بنفض رأسه
ودخول الكاف عليها وأنشدوا:
#وصاليات ككما يؤْثَفين
يٌء{ ]الشبورى [11:فهبي إذًا حبرف ،إذ ل شب ْ
س َكِمْثِلبِه َ
وإذا دخلت على ِمثل ،كقوله تعالىَ} :لْيب َ
ل مثِله ،وكببذلك هببي حببرف فببي بيببت رؤبببة " :مثببل كعصببف " لكنهببا يستقيم أن يقال :مث ُ
مقحمة لتأكيد التشبيه.
ت الشىء وآلْفُته فجعلبه مبن اللبف للشبىء ،وفيبه تفسبير آخبر أليبق ،لن هو مصدر أِلْف ُ c
السفر قطعة من العذاب ،ول تألفه النفس ،إنما تًالف الدعببة والكينونببة مببع الهببل..انظببر
ذلك مفصل في الروض النف للسهيلي بتحقيقنا جب 1ص .76
المؤِلفون :جمع مؤلف .والمؤلف صاحب اللف من البل والُمِعم بالميم :مببن العيمببة أى: ci
تجعببل تلببك السببنة صبباحب اللببف مببن البببل يعببام " يشببتاق ويشببتهي " إلببى اللبببن.
وترجله:فيمشي راجل ،لعجف الدواب وُهَزالها.
سعيد بن سهم .وهو خطأ ،والصواب نسب ابن إسحاق عبد ال بن الزَبْعرى إلى عدى بن ُ cii
سعيد :أخو سعد ،وهو في نسب عمرو بن العاص بن وائل. سعد بن سهم ،وإنما ُ َ ،
إن كان ابن الٌزَبعرى قال هذا في السلم فهر منتزع مببن قببول النبببي -صببلى الب عليببه ciii
وسلم – " إن ال حّرم مكة ،ولم يحرمهببا النبباس " .وإن كببان ابببن الزَبْعببرى قببال هببذا فببي
الجاهلية ،فإنما أخذه -وال أعلم -من الكتاب الذي وجدوه في الحجر بالخط المسند -خببط
حمير -حين بنوا الكعبة.
وقوله " :ولم يعش بعد الياب سقيمها " هكذا في النسخة المقيدة على أبي الوليببد المقابلببة civ
بالصلين اللذين كانا عنده ،وقابلها أبو بحر -رحمه ال -بهما مرتين ،وحسببب بعضببهم
أنه كسر في البيت ،فزاد من قبل نفسه فقال :بل لم يعيش فافسد المعنى ،وإنما هبو خبرم -
من مصطلحات علماء العروض -في أول القسم من عجز البيت كما كان في الصببدر مببن
أول بيت منها عن الروض النف للسهيلي.
َرزَم :ثبت في مكانه ولزمه ل يبرحه. cv
جببة .والقببراب :جمببع قببرب .الخصببر :شببرموا أنفببه: المحاجن :جمع محجن .عصا معر ّ cvi
شقوه.
الِمغول :سكين كبير .وكلم :جرح. cvii
أكبر أولد أبي طالب وهو أسن من عقيل بعشرة أعوام ،وعقيل أسن مببن جعفببر بعشببرة cxv
أعوام وجعفر أسن من على -رضى ال عنه -بعشرة أعوام .ولم ُيذكر أنه ًاسلم.
داحس :الفرس الشهيرة التي كانت حرب داحس والغبراء بسببها .والشعب :الطريببق فببي cxvi
الجبل.
ظببباء ،ومببن النسباء سرب بفتح السين :المال الراعي ،وبالكسببر :القطيبع مببن البقبر وال ّ ال َ cxvii
أيضا.
واسم أبي الصلت :ربيعة بن وهب بن علج .كما تقدم اذكره. cxviii
المهاة :الشمس ،سميت بذلك لصفائها ،والمها من الجسام :الصافي الذي ُيرى باطُنه من cxix
ظاهره .والمها :البلورة .والمهاة :الظبية .ومن أسماء الشمس :الغزالببة إذا ارتفعببت ،فهببذا
حنبباِذ ،وبببراح ،والضببح ،وُذكبباء، في معنى المهاة .ومن أسمائها :الُبتيراء ومن أسببمائهاَ :
شرق ،والسراج. والجارية ،والبيضاء ،وُبوح ،ويقال :يوح بالياء ،وال ّ
طر :رمى على قطببره وهببو الجببانب. الجران :العنق ،يريد ًالقى بجرانه ألي الرض .وُق ّ cxx
حدر من جبل حتى بلغ الرض. وَكْبَكب :اسم جبل .والمحدور :الحجر الذى ُ
ابذعّروا :تفرقوا من ُذعر ،وهي كلمة منحوتة من أصلين من البذر والذعر. cxxi
الحنيفة :المة الحنيفة ،أي :المسلمة التي على دين إبراهيم الحنيف -صلى ال عليه وسلم cxxii
-وذلك أنه حنف عن اليهودية والنصرانية ،أي :عدل عنهما .فسمي حنيفببا .أو حنببف عمببا
كان يعبد آباؤه وقومه.
غَنى :أي استغناء.
ِ cxxiii
قال ابن هشام :هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها ،إل آخرها بيتا ً قوله :
م ل قَْعبا َ
ن من لبن #تلك المكار ُ
حّبان بن عبد الّله بهن قَْيسه ،أحههد بنهى َ
جْعهدة بهن فإنه للنابغة الجعدي .واسمه ِ :
صعة بن معاوية بن َبكر بن هوازن ،في قصيدة له . صعْ َ
كعب بن ربيعة بن عامر بن َ
شعر عدي بن زيد :قال ابن إسحاق :وقال عدي بهن زيهد الحيههري ،وكهان
أحد بنى تميم .قال ابن هشام :ثم أحد بني امرئ القيس بن َزيد منههاة بههن تميههم ،
دي من العباد من أهل الحيرة :
ويقال :ع َ
مواهُبها ل
جْز ٍ
َ ملك
ُ ولةُ مرها #ما بعد َ صنعاَء كان ي َعْ ُ
محارُبها
َ سكا
م ْ
ِ دى
وت َن ْ َ ن
ِ ن ب ََنى لدى قََزع ال ُ
مْز #رّفعها َ
م ْ
غوارُبها ت ُْرَتقى ما هكائدِ ن عَُرى اْله ل دو َ ة بالجبا ِمحفوف ٌ َ #
صُبها
قا ِ ىبالعش ّ جاوَبها ت الّنهههام ِ إذا س فيها صو ُ يأن ُ #
مواكُبها فرساُنها هأحرارِ ب جند َ بني اله ساقت إليه السبا ُ #
توالُبها بها سَعى وت َ ْ ف
حت ْ ِه َ سقُ بالهل ُتو َ وفوزت بالبغا ِ #
كتائُبها ضّرة خ َم ْ
ُ ل
هق ِ مهن
ف ال َ ل من طر ِ حتى رآها الْقوا ُ #
هارُبها ن
فلح َّ يُ ْ ل كسوم ْ
والي َ ْ يوم ُينادون آل ب َْربهههههر #
مراتُبها ثابت ة
م ٌ
إ ّ لت وكان يوم باقي الحديههث وزا #
عجائبها جمَ ن
جو ٌ ُ م فْيج بالزرافةِ واليهها دل ال َوب ُ ّ #
مراُزبها بها اطمأّنت قد بعد َ بني ت ُّبع َنخهههههاِورة #
قال ابن هشام :وهذه ا ً
لبيات في قصيدة له ،وأنشدنى أبو زيههد النصههاري ،ورواه
ضل الضبي ،قوله :
لي عن المف ّ
#يوم ينادون آل بربر واليكسوم ..الخ .
سطيح بقوله " :يليه إرم ذى يزن ،يخرج عليهم من عدن ،فل
وهذا الذي عنى َ
ن،
مد َ ْ يترك أحدا ً منهم باليمن " .والذي عنى شق بقوله " :غلم ليس ب ِ َ
دني ول ُ
ن ".
يخرج عليهم من بيت ذي ي ََز ْ
محمد ) صلى الله عليه وسلم ( يتنبأ بموت كسرى :فبلغني عن الزهري
أنه قال
" .كتب كسرى إلى باذان :أنه بلغنى أن رجل من ُقريش خرج بمكههة ،يزعُههم أنههه
ى برأسه ،فبعث باذان بكتاب كسههرى ه ،فإن تاب ،وإل فابعث إل ّ سْر إليه َفا ْ
ست َت ِب ْ ُ نبي فَ ِ
إلي رسول الّله -صلى الله عليه وسلم -فكتههب إليههه رسههول الل ّههه -صههلى اللههه عليههه
وسلم " :إن الّله قد وعدنى أن ُيقتل كسرى في يههوم كههذا مههن شهههر كههذا " فلمهها أتههى
ل الل ّههه كسههرىب توقف لينظر ،وقال :إن كان نبيًا ،فسيكون ما قههال ،فقت ه َ ن الكتا ُباذا َ
في اليوم الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ي:حق الشيبان ّ قال ابن هشام ُ :قتل على يد َيْ ابنه َ
شي َْرويه ،وقال خالد بن ِ
الّلحا ُ
م سم اقت ُ ِ كما فبأسيا ٍ سمه بنههههوه
ق ّ
#وكسرى إذ ت َ َ
أنى ،ولك ّ
ل حاملةٍ تمام ن له بيوم ٍ
ت المنو ُ #تمخض ِ
إسلم باذان :قال الزهري :فلما بلغ ذلك بههاذان بعههث بإسههلمه ،وإسههلم مههن
ل مههن الفههرس فرس إلى رسول الّله -صلى الله عليه وسلم -فقالت الرس ُ معه من ال ُ
لرسول الّله -صلى الله عليه وسلم -إلى من نحن يا رسول اللههه ؟ قههال " :أنتههم منهها
ّ
ل البيت ". وإلينا أه َ
م قههال رسههول الل ّههه -
قال ابن هشام :فبلغني عن الزهريّ أنههه قههال :فمههن ث َه ّ
ن منا أهل البيت ".سْلما ُ
صلى الله عليه وسلم َ " :
ي زكي ،يأتيه الههوحي مههنقال ابن هشام :فهو الذي عنى سطيح بقوله " :نب ّ
سل ،يأتي بالحق والعدل مْر َ
ي " ،والذي عنى شق بقوله :بل ينقطع برسول ُ قبل العل ّ
صل ".
ملك في قومه إلى يوم الف ْ ،من أهل الدين والفضل ،يكون ال ُ
جر بهاليمن -
ح َ
كتاب الحجر الذي في اليمن :قال ابن إسحاق :وكان في َ
عمون -كتاب بالّزبور ُ
كتب في الزمان الول : فيما يز ُ
مير الخيار ،ولمن ملك ِذمار ؟ للحبشة الشرار ،لمههن ملههك
مار ؟ ِلح ْ
ملك ذِ َ
" لمن ُ
ِذمار ؟ لفارس الحرار ،لمن ملك ِذمار ؟ لقريش التجار " .
وِذمار :اليمن أو صنعاء.
قال ابن هشام َ :
ذمار :بالفتح ،فيما أخبرني يونس .
العشى يذكر نبوءة شق وسطيح :قال ابن إسسسحاق :وقههال العشههى -
أعشى بني قيس بن ثعلبة في وقوع ما قال سطيح وصاحبه :
ي إذ سجعا حقا ً كما صدقَ الذئب ّ ت أشفاٍر كنظرتها
ت ذا ُ
#ما نظر ْ
وكانت العرب تقول لسطيح :الذئبي ؟ لنه سطيح بن ربيعة بن مسعود بن مههازن
بن ذئب قال ابن هشام :وهذا البيت في قصيدة له .
قصة ملك الحضر
جّناد ،أو عن بعههض
دوسى عن َ قال ابن هشام :وحدثنى خلد ُ بن قُّرة بن خالد ال ّ
س ُ
طرون ملههك
سهها ِ
علماء أهل الكوفة بالنسب :أنه يقال :إن النعمان بن المنذر من ولههد َ
ضر :حصن عظيم كالمدينة ،كان على شهاطئ الفهرات ،وههو الهذي ذكهر ح ْ
ضر .وال َ
ح ْ
ال َ
عدي بن زيد في قوله : َ
جَبى إليه والخابوْرجلة ي ُ ْ ضر إذ بناه وإذ دِ ْ ح ْ
#وأخو ال َ
ّ ْ ّ ً
#شاده مرمرا وجلله ك ِلسا فللطي ْرِ في ُ
ذراه ُوكوْر
ك عنه فباُبه مهجوْر مل ْ ُ ب المنون فبان ال ْ ُ #لم ي َهَْبه ري ُ
قال ابن هشام :وهذه البيات في قصيدة له .
ي في قوله :
والذي ذكره أبو دواد الياد ّ
سا ُ
طرون هر على رب أهله ال ّ حضه
ت قد تدلى من ال َ #وأرى المو َ
وهذا البيت في قصيدة له ،ويقال :إنها لخَلف الحمر ،ويقال :لحماد الّراوية .
طرون سابور يستولي على الحضر :وكان كسرى سابور ذو الكتاف غزا سهها ِ
طرون يومهها ،فنظههرت إلههى سههابور،ضر ،فحصره سنتين ،فأشههرفت بنههت سهها ِ ح ْك ال َمل َ
وعليه ثياب ديباج ،وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلههؤ ،وكههان
ضر ؟ فقال :نعههم .فلمهها أمسههىح ْجميل ،فدست إليه ،أتتزوجني إن فتحت لك باب ال َ
ضر مههن ح ْ
طرون شرب حتى سكر ،وكان ل يبيت إل سكران ،فأخذت مفاتيح باب ال َ سا ِ
طرون ، ت رأسه ،فبعثت بها مع موَلى لها ففتهح البهاب ،فههدخل سههابور ،فقتهل سهها ِ تح ِ
ضر وخّربه ،و سار بها معه فتزوجها ؟ فبينا هي ح ْ
واستباح ال َ
مع ،ففتههش نائمههة علههى فراشههها ليل إذا جعلههت تتملمههل ل تنههام ،فههدعا لههها بش ه ْ
شها ،فوجد عليه ورقة آس ؛ فقال لها سابور :أهذا الذي أسهَرك ؟! قههالت :نعههم ، فرا َ
قال :فما كان أبوك يصنع بك ؟ قههالت :كههان يفههرش لههي الههديباج ،ويلبسههني الحريهَر،
ي
ت بههه ؟! أنههت إله ّخ ،ويسقيني الخمر ،قال :أفكان جزاءُ أبيههك مهها صههنع ِ ويطعمني الم ّ
ب فرس ،ثم ركض الفههرس ،حههتى بذلك أسرعُ ،ثم أمر بها ،فُربطت قرون رأسها بذن َ ِ
قتلها ،ففيه يقول أعشى بني َقيس بن ث َْعلبة :
قول أعشى قيس في قصة الحضر :
م
نع ْ ن
م ْ
َ خالد ٌ هلمى،و َ
بن ُعْ َ ضر إذ أهُلهههههه
ح ْ
#ألم تَر لل َ
دم ق ُ
ال ُ فيه تضرب حولين دَ #أقام به شاهبوُر الجنهههههو
مينتق ْ فلم إليه أناب #فلما دعا رّبه دعههههههوة
وهذه البيات في قصيدة له .
قول عدي بن زيد :وقال عدى بن زيد في ذلك :
مناكبها أيد فوِقه من ضر صابت عليه داهيههة ح ْ
#وال َ
راقبها أضاع إذ حْينها
ل َ دههههههها
َ #رب ِّية لم ت ُوَقّ وال َ
عّباده :قال ابن إسحاق :وكان ذو الك ََعبات لبكر وتغلب ابنههي ذو الكعبات و ُ
داد ،وله يقول أعشى بنى قيس بن َثعلبة : سن ْ َ
وائل وإياد ب ِ ِ
سْنداد
َ ت ذي الك ََعبات من والبي ِ ق
سديرِ وبار ٍخوَْرنق وال ّ ن ال َ
#بي َ
ى :نهشههل بههن دارم بههن مالههك شل ّقال ابن هشام :وهذا البيت للسود بن ي َْعفر النهْ َ
حرز خلف الحمر : م ْ
بن زيد بن مناة بن تميم ،في قصيدة له ،وأنشدنيه أبو ُ
سْندادِ ت ذي ال ّ
شرفات من ِ والبي ِ ق
سديرِ وبار ٍ
ق وال ّ
خوَْرن َ ِ
#أهل ال َ
ه
جدةٍ ورشاق ْ
جد و ِ
بعد َ ِ ت َردي ّا ً
سرى ترك ْ َ
س ال ّ
خُرو َ
#و َ
ض ولههده أتههى رسههول اللههه -صههلى اللههه عليههه
قال ابن هشام :وبلغني أن بع ه َ
وسلم الله عليه وسلم -فانتسب إلى سامة بن لهؤيّ ،فقهال رسههول اللهه صههلى اللهه
عليه وسلم الله عليه وسلم :الشاعر ؟ فقال له بعض أصحابه :كأنك يهها رسههول اللههه
أردت قوله :
ه
مْهراق ْ حذ ََر المو ِ
ت لم تكن ُ َ ت يا ابن لؤىّس هََرقْ َ
ب كأ ٍُ #ر ّ
قال :أجل .
ي ونقلته ؤ ّ ُ
أمر عوف بن ل َ
سبب انتمائه إلى غطفان :قال ابن إسحاق :وأما عههوف بههن لههؤيّ فههإنه
غطفان بههن سههعد بههن خرج -فيما يزعمون -في ركب من قريش ،حتى إذا كان بأرض َ
سْعد ،وهههوة بن َ قيس بن عَْيلن ،أْبطىء به فانطلق من كان معه من قومه ،فأتاه ثعلب ُ
ذبيان -ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن َبغيههض بههن َري ْههث بهن غطفهان .أخوه في نسب بني ُ
وعوف بن سعد بن ُ
ذبيان ابن بغيض بههن َري ْههث بههن غطفههان -فحبسههه وزوجههه والتههاطه
وآخاه ،فشاع نسبه في بني ُذبيان .وثعلبة -فيما يزعمون -الههذي يقههول لعههوف حيههن
أْبطىء به ،فتركه قومه :
ك لك م ول متَر َ تركك القو ُ ن لؤيّ جمَلك
#احبس علي اب َ
مكانة مرة :قال ابن إسحاق :وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ،أو محمد
عيا ً حي ّا ً
مد ّ ِ
صين ،أن عمر بن الخطاب قال :لو كنت ُح َبن عبد الرحمن بن عبد الله بن ُ
مرة بن عوف ،إنا لنعرف فيهم الشباه مع ما ت بني ُ مْلحقهم بنا ،لدعي ُ
من العرب ،أو ُ
نعرف من موقع ذلك الرجل حيث وقع ،يعنى :عوف بن لؤي .
مههرة بههن عههوف بههن مرة :قال ابن إسحاق :فهو في نسب غطفههان ُ : نسب ُ
ذكر لهم هذا النسب :مهها َ
ذبيان بن َبغيض بن َرْيث بن غَطفان وهم يقولون إذا ُ سعد بن ُ
ذيمههة بههن ج ِ
ب النسب إلينا .وقال الحههارث بههن ظههالم بههن َ ننكره ،وما نجحده ،وإنه لح ّ
وف -حيههن هههرب مههن النعمههان بههن مههرة بههن عَه ْ ي َْربوع -قال ابن هشام :أحد بنههي ُ
المنذر ،فلحق بقريش :
الّرَقاَبا شْعر ال ّ فزارة ب َ ول ن سعهههدٍ ةب ِ
#فما قومي بثعلب َ
ضراَبا ال ّ ضَر م َ ُ عّلموا ة
بمك َ ت – بنو لؤىّ #وقومي –إن سأل ِ
انتساَبا لنا القربين ك
وتْر ِ ض
#سفهنا باتباع بنى بغيهههههه ٍ
سَراَبا ال ّ واّتبعَ الماَء، هراقَ َ ما تههههرّوى ف ل ّ خل ِ ٍم ْ
ة ُ #سفاه َ
السحاَبا جع ُأنت ِ تألفي ُ وما ت فيهم مَرك -كن َ ت -ع َ ْ #فلو طوِْوع َ
ثواَباَ ب يطل ْ ولم بناجيةٍ حلهههههي ة القرشي َر ْ ش َرَواح ُ خ ّ#و َ
قْرن نز ْ
ل وإذا ما واقف ال ِ عسهههههـرةٌ #فارسا أضب َ
ط ،فيه ُ
لج ْ
ح َ
ال َ ي
القطام ّ الحّر هتدرج ج الخي َ
ل كما اسه #فارسا يستدر ُ
قال ابن إسحاق :قوله :كما استدرج الحر .عن بعض أهل العلم بالشعر.
عم بنت كلب وأمها وولداها :قال ابن هشام :ون ُْعم بنههت كلب ،وهههى ن ْ
صْيص بهن كعههب ابهن لهؤيّ ،وأمهها :فاطمههة أم سعد وسعيد ابني سهم بن عمرو بن هُ َ
سَيل . بنت سعد بن َ
ى بههن كلب أربعههة نفههر قصي وأمهم :قال ابن إسسحاق :فول هد ُ ُقص ه ّ أولد ُ
وامرأتين :عبد َ مناف بن قصي ،وعبد َ الدار بن قصى ،وعبد َ العزى بههن قصههى ،وعبهد َ
حل َي ْههل بههن
حب ّههى بنههت ُ
مر بنت قصى ،وبرة بنت قصى ،وأمهههم ُ : خ ُ
قصى بن قصى ،وت َ ْ
شّية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي . حب َ ِ
َ
شّية بن سلول .حب ْ ِ
قال ابن هشام :ويقال ُ :
أولد عبد مناف وأمهاتهم :قال ابن إسحاق :فولد عبد ُ مناف -واسههمه :
م بن عبد مناف ، المغيرة بن ُقصي -أربع َ
ة نفر :هاش َ
مههرة
مهم :عاتكههة بنههت ُوعبد شمس بن عبد مناف ،والمطلب بن عبد مناف ،وأ ّ
سل َْيم بن منصور بههن ِ
عكرمههة ،وَنوفههل بن هلل بن فالج بن ذ َ ْ
كوان بن ثعلبة بن ب ُْهثة بن ُ
عكرمة .بن عبد مناف ،وأمه :واقدة بنت عمرو المازنية .مازن :ابن منصور بن ِ
قال ابن هشام :فبهذا النسب خالفهم عتبة بن غَْزوان بن جههابر بههن وهههب بههن
عكرمة.
سْيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور بن ِ نُ َ
خَثم ،وأم
حّية ،وَرْيطة ،وأم ال ْ
قال ابن هشام :وأبو عمرو ،وُتماضر ،وقلبة ،و َ
سفيان :بنو عبد مناف .
م أبى عمرو َ :رْيطة ،امرأة من ثقيف ،وأم سائر النساء :عاتكههة بنههت مههرة فأ ّ
وزة بههن عمههرو ابههن سههلول بههنحه ْ
بن هلل أم هاشم بنعبد منههاف ،وأمههها صههفية بنههت َ
هواِزن .وأم صفية :بنت عائذ اللههه بههن سههعد العشههيرة صعصعة بن معاوية بن بكر بن َ
ذحج .م ْ
بن َ
أولد هاشم وأمهاتهم :قال ابن هشام :فولد هاشم بن عبد مناف أربعههة
سة نسوة :عبد َ المطلب بن هاشم ،وأسد َ بن نفر ،وخم َ
شههفاء ،وخالههدة ،وضههعيفة، ضلة بههن هاشههم ،وال ّ صْيفي بن هاشم ،ون َ ْ
هاشم ،وأبا َ
مى بنت عمرو بن زيد بن َلبيههد بهن خههداش سل َ
حّية .فأم عبد المطلب ورقية َ : وُرَقية ،و َ
بن عامر بن غَْنم بن عدي بن النجار .واسم النجار :ت َْيم اللههه بههن ثعلبههة بههن عمههرو بههن
الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر.
ميَرة بنت صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بههن النجههار .وأم وأمها :عَ ِ
جاريهة .وأم أسهد :قَْيلههة بنهت عهامر بهن مالهك شههل الن ّ ميرة :سهلمى بنهت عبههد ال ْ عَ ِ
ضههلة
حي ّههة :هنههد بنههت عمههرو بههن ثعلبههة الخزرجيههة .وأم ن َ ْ
الخزاعى .وأم أبههي صههيفي وَ َ
والشفاء :امرأة من قضاعة .وأم خالدة وضعيفة :واقدة بنت أبي عديّ المازنية .
أولد عبد المطلب بن هاشم
أولد عبد المطلب وأمهاتهم :قال ابن هشام :فولههد عب هد ُ المطلههب بههن
هاشم عشرة َ نفر ،وست نسوة :العباس ،وحمزة وعبد الله ،وأبهها طههالب -واسههمه :
ضهرارا ،وأبها لهب -واسهمه عبهد جل ،والمقههوم ،و ِ ح ْ
عبد منهاف -والزبيههر ،والحهارث ،و َ
مْيمة ،وأْرَوىَ ،وبّرة . العُّزى -وصفية ،وأم حكيم البيضاء ،وعاتكة ،وأ َ
كليب بن مالك بن عمههرو بههن عههامر بههن جناب بن ُ ة بنت َ م العباس وضرار :ن ُت َْيل ُ فأ ّ
مههر بههنحيان -بن سعد بن الخههزرج بههن ت َي ْههم اللت بههن الن ّ ِ ض ْ زيد مناة بن عامر -وهو ال ّ
جديلة بن أسد بههن ربيعههة بههن نههزار .ويقههال :أفصههى بههن صى بن َ قاسط بن هِْنب بن أفْ َ
ي بن جديلة .م ّ
د ُعْ ِ
جل -وكههان يلقههب بالغَي ْههداق لكههثرة خيههره ،وسههعة مههاله - ح ْ وم و َ وأم حمزة والمق ّ
وصفية :هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤىّ .
ة بنههتوأم عبدِ الله ،وأبي طههالب ،والزبيههر ،وجميههع النسههاء غيههر صههفية :فاطمه ُ
مرة بن كعب بن ُلؤيّ بن غههالب بههن قظة بن ُ عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن ي َ َ َ
ضر. فِْهر بن مالك بن الن ّ ْ
ي
مرة بن كعب بن لؤ ّ قظة بن ُعمران بن مخزوم بن ي َ َوأمها :صخرةُ بنت عَْبد بن ِ
ضر.
بن غالب بن ِفهر بن مالك بن الن ّ ْ
خمر بنت عبد بن ُقصي بهن كلب بهن مهرة بهن كعههب بهن لههؤيّ بهن وأم صخرة :ت َ ْ
غالب بن ِفهر بن مالك بن النضر.
حْير بن ِرئاب بن حبيب بن
ج َ
جْندب بن ُ
وأم الحارث بن عبد المطلب :سمراء بنت ُ
واَءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة . س َ
ُ
شّية ابن سلول بههن
حب ْ ِ
وأم أبي لهب :لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن ُ
كعب بن عمرو الخزاعى .
أم رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وأمهاتها :قسسال
ابن هشام :فولد عبد ُ الله بن عبد المطلب :رسو َ
ل اللههه -صههلى اللههه عليههه وسههلم
الله عليه وسلم -سيد ولد آدم ،محمد بن عبد الله ابههن عبههد المطلههب ،صههلوات اللههه
وسلمه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله .
ي
مرة ابن كعب بن لؤ ّ
هرة بن كلب بن ُ
وأمه :آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن ُز ْ
بن غالب بن فِْهر بن مالك بن النضر.
وأمها :ب َّرة بنت عبد العُّزى بن عثمان بن عبد الدار بن ُقصى بن كلب بن مرة بن
كعب بن ُلؤيّ بن غالب بن فِْهر بن مالك بن النضر .وأم برة :أم حههبيب بنههت أ َ
سههد بههن
ص بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بههن مالههك بههن عبد الُعزى بن قُ ّ
النضر.
عدي بههن كعههب بههن لههؤي بههن
وف بن عَُبيد بن عُوَْيج بن َوأم أم حبيب :ب َّرة بنت عَ ْ
غالب بن فهر بن مالك بن النضر.
قال ابن هشام :فرسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم -أشههرف
ولد آدم حسبًا ،وأفضلهم نسبا ً من ِقبل أبيه وأمه -صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه
وسلم.
حديث مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
احتفار زمزم :قال :حدثنا أبو محمسد عبسد الملسك بسن هشسام :قههال :
وكان من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم -ما حدثنا به زيههاد
كائى ،عن محمد بن إسحاق المطلبي :بينمهها عبههد المطلههب بههن هاشههم بن عبد الله الب َ ّ
سههاف ي قريههش :إ َ جر ،إذ أتى ؟ فأمر بحفر زمزم ،وهههي د َفْههن بيههن ص هن َ َ
م ْ ح ْنائم في ال ِ
جرهههم دفنتهها حيهن ظعنهوا مهن مكهة ،وههي :بئر ونائلة ،عنههد منحهر قريهش .وكهانت ُ
إسماعيل بن إبراهيم – عليهمهها السهلم – الههتي سههقاه اللههه حيههن ظمىههء وهههو صهغير،
ده ،فقامت إلى الصفا تدعو الله ،وتستغيثه لسههماعيل ، فالتمست له أمه ماًء فلم تج ْ
ل عليههه السهلم ،فهمههز لههثم أتت المروة ففعلت مثل ذلك .وبعث اللهه تعههالى جبريه َ
ت السههباع فخافتههها عليههه ،فجههاءت ّ
قبه في الرض ،فظهر الماء ،وسمعت أمه أصوا َ ب ِعَ ِ
سيا ً.ح ْ
ده عن الماء من تحت خده ويشرب ،فجعلته ِ تشتد نحوه ،فوجدته يفحص بي ِ
جْرهم ودفن زمزم أمر ُ
هم ،جْر ُ ولة البيت من ولد إسماعيل :قال ابن هشام :وكان من حديث ُ
ودفنها زمزم ،وخروجها من مكة ،ومن ولي أمر مكة بعدها إلى أن حفر عبد ُ المطلههب
كائى عن محمد بههن إسههحاق المطلههبي ،قههال : زمزم ،ما حدثنا به زياد ُ بن عبد الله الب َ ّ
ت بعده ابُنه نابت بن إسماعيل -مهها شههاء اللههه ى البي َ لما توفي إسماعيل بن إبراهيم وَل ِ َ
جْرهمى .عمرو ال َ
مضاض بن َ أن يلَيه -ثم ولي البيت بعده ُ :
مضاض بن عمرو الجْرهمي . قال ابن هشام :ويقال ِ :
بغي جرهم وقطوراء :قال ابن إسحاق :وبنههو إسههماعيل وبنههو نههابت مههع
جهْرهم ،وجرهههم وقَط ُههوراء يههومئذ أهههل مكههة، ضاض بن عمرو وأخوالهم مههن ُ م َ دهم ُ :ج ّ
ضاض بههن عمههرو، م َجْرهم ُ : ة ،وعلى ُ َ
عم ،وكانا ظعنا من اليمن ،فأقبل سّيار ً وهما ابنا َ
مْيدع س َ
وعلى قطوراء :ال ّ
ملههك يقيههم أمرهههم . رجل منهم .وكانوا إذا خرجوا من اليمن لم يخرجوا إل ولهم َ
مضاض بن عمرو بمههن فلما نزل مكة رأيا بلدا ً ذا ماء وشجر ،فأعجبهما فنزل به .فنزل ُ
مْيدع بقطههوراء ،أسههفل مكههة س َقعَْيقَعان ،فما حاز .ونزل ال ّ معه من جرهم بأعلى مكة ب ُ
شههرميدع يع ّسه َ
شر من دخل مكة من أعلها ،وكان ال ّ مضاض يع ّ بأجياد ،فما حاز :فكان ُ
من دخل مكة من أسفلها ،وكل في قومه ل يدخل واحههد منهمهها علههى صههاحبه .ثههم إن
مضاض يومئذ :بنههو ضهم على بعض ،وتنافسوا الملك بها ،ومع ُ جرهم وقطوراء بغى بع ُ ُ
ميدع فصار بعضهم إلى بعض ،فخههرج س َإسماعيل وبنو نابت ،وإليه ولية البيت دون ال ّ
ميدع ،ومههع كههتيبته عههدتها مههن مضاض بن عمرو بن قُعَْيقعان في كتيبته سائرا إلى ال ّ
س َ ُ
قعقع بذلك معه ،فيقال :مهها سههمي قَُعيقعههان : الرماح والد َّرق والسيوف والجعاب ،وي ُ َ
سههميدع مههن أجيههاد ،ومعههه الخيههل والرجههال ،فيقههال :مهها بقعيقعان إل لذلك .وخرج ال ّ
وا بفاضههح ،واقتتلههواميدع منههه فههالتق ْ سه َ جياد :إل لخروج الجياد من الخيل مع ال ّ سمي أ ْ
مْيدع ،وفضحت قطوراء :فيقال س َ قتل ال ّ قتال شديدًا ،ف ُ
عوا إلى الصلح ،فساروا حههتى ما سمي فاضح :فاضحا إل لذاك .ثم إن القوم تدا َ
ضههاض .فلمهها م َشْعبا بأعلى مكة ،واصطلحوا به ،وأسلموا المههر إلههى ُ نزلوا المطابخ ِ :
طبخ النهاس وأكلهوا ،فيقههال : جمع إليه أمر مكة ،فصار ملكَها نحر للناس فأطعمهم ،فا ّ ُ
سميت المطابخ إل لذلك .وبعض أهل العلم يزعم أنها إنمهها سههميت المطابههخ ،لمهها ُ ما
سههميدع أول ّ وال هاض ه مض
ُ بيهن كان الذي فكان . منزله وكانت ، وأطعم بها، نحر تبع
كان ُ
ب َْغي كان بمكة فيما يزعمون .
انتشار ولد إسماعيل :ثم نشر الله ولد َ إسماعيل بمكة ،وأخوالهم من جرهههم
ولة البيت والحكام بمكههة ،ل ينههازعهم ول هد ُ إسههماعيل فههي ذلههك لخئولتهههم وقرابتهههم ،
وإعظاما للحرمة أن يكون بها بغههي أو قتههال .فلمهها ضههاقت مكههة علههى ولههد إسههماعيل
طئوهم .
انتشروا في البلد ،فل يناوئون قوما إل أظهرهم الله عليهم -بدينهم -فو ِ
بغي جرهم ونفيهم عن مكة
جْرهما بغوا بمكة ،واستحلوا خلل ً بنو بكر وغبشان يطردون جرهما :ثم إن ُ
دى لههها ،فههرقّ
من الحرمة ،فظلموا من دخلها من غير أهلها ،وأكلوا مال الكعبة الذي ُيه َ
خزاعههة ذلههك ،أجمعههوا غبشههان مههن ُ أمرهم .فلما رأت بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة و ُ
لحربهم وإخراجهم من مكة ؛ فآذنوهم بههالحرب فههاقتتلوا ،فغلبتهههم بنههو بكههر وغُْبشههان ،
وهم من مكة .وكانت مكة في الجاهلية ل ُتقر فيههها ظلم ها ً ول بغي هًا ،ول يبغههى فيههها ف ْ
فن َ
سة ،ول يريدها ملك يستحل حرمَتها إل هلك مكاَنه أحد ٌ إل أخرجته ،فكانت تسمى :النا ّ
،فقال :إنها ما سميت ببكة إل أنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئاً.
كة اسههم لبطههن مكههة ؛ معنى بكة :قال ابن هشام :أخبرني أبو عبيدة :أن ب ّ
لنهم يتباكون فيها ،أي :يزدحمون ،وأنشدنى :
كه ب ّ يب ّ
ك حتى خّله
فَ َ ب أخذُته أ ّ
كه #إذا ال ّ
شري ُ
أي :فدعه حتى يبك إبَله ،أي يخليها إلى الماء ،فتزدحم عليه ،وهو موضع الههبيت
مناة بن تميم .
والمسجد ،وهذان البيتان لعامان بن كعب بن عمرو بن سعد بن َزيد َ
مضههاض الجرهمههي بغزالههي عمههرو بههن الحههارث بههن ُ قال ابن إسحاق :فخههرج َ
جرهم إلى اليمن ، الكعبة وبحجر الركن ،فدفنهما في زمزم وانطلق هو ومن معه من ُ
عمههرو بههن الحههارث بههن فحزنوا على ما فارقوا من أمر مكة وملكها حزنا شديدا ً فقههال َ
مضاض الكبر : مضاض في ذلك ،وليس ب ُ ُ
المحاجُر منها بالدمِع تشرِقَ َْ وقد مبهههادُر كت ُ #وقائلةٍ والدمعُ س ْ
سامُر ة
بمك َ مر
س ُ يَ ْ ولم أنيس صفا
جون إلى ال ّ ح ُ #كأن لم يكن بين ال َ
طائُر الجناحين بين جلجه َ
ي ُل ْ ب منى كأنمهههها ت لها والقل ُ #فقل ُ
العواثُر والجدود ُ الليالى، فصرو ُ َ َ
#بلى نحن كنا أهلها ،فأزالنهههها
ظاهُر ت،والخيُر البي ِ بذاك ف
نطو ُ ت #وكنا ولةَ البيت من بعدِ نابهه ٍ
المكاث ُِر لدينا َ
حظى ي ْ فما بعز، تت من بعد نابه ٍ #ونحن ولينا البي َ
خُر فا ِ مثَ ّ غيرنا لحي فليس ملكنههها مب ُ عظ ْ كنا فعّزْزنا فأ ْ مل َ ْ
َ #
الصاهُر ن
ونح ُ منا، فأبناؤه ص علمُته #ألم ُتنكحوا من خيرِ شخ ٍ
جُر الت َ
شا ُ وفيها حا ً
ل، لها فإن ن الدنيا علينا بحاِلهههها #فإن ت َْنث ِ
كذلك -يا َللناس -تجري المقادُِر قهههدرةٍ كب ُ #فأخرجنا منها الملي ُ
سهيل وعامُر ُ :إذا العرش ل يبعد مي -ولم أَنهه ْ #أقول إذا نام الخل ّ
وُيحابُر مَير
ح ِْ منها قبائ ُ
ل جها ً ل أحّبهههها دلت منها أوْ ُ #وب ُ ّ
الغوابُر سنون ال ّ عضتنا بذلك صرنا أحاديثا ً وكنا بغْبطهههةٍ #و ِ
ن ،وفيها المشاعُر م ٌحرم أ ْ َ بها ن تبكي لبلهدةٍ حت دموعُ العي ِ س ّ #ف َ
العصافُر وفيه منا،
أ ْ به ّ
يظل مههحما ُ ذى َ #وتبكى لبيت ليس ُيؤ َ
ُتغادُر ت
فليس ْ ، منه ت
ج ْخر َ إذا ة
م-أنيسهه ٌ #وفي ُوحوش -ل ُترا ُ
قال ابن هشام " :فأبناؤه منا " عن غير ابن إسحاق .
عمرو بن الحارث أيضا ً يههذكر بكههرا وغُْبشههان وسههاكني قال ابن إسحاق :وقال َ
خَلفوا فيها بعدهم : مكة الذين َ
َتسيرونا ت يوم ل صبحوا ذا َ أن ت ُ ْ صَركههم #يا أيها الناس سيروا إن ق ْ
ضونا
ضوا ما تق ّ ت ،وقَ ّ ل المما ِ قب َ مِتها
حثوا المطى ،وأرخوا من أز ّ ُ #
تكونونا كنا كما فأنتم دهر، ً
#كنا أناسا كما كنتم ،فغيرنههها
قال ابن هشام :هذا ما يصح له منها ،وحدثني بعض أهل العلم
بالشعر :أن هذه البيات أول شعر قيل فههي العههرب ،وأنههها ُوجههدت مكتوبههة فههي
جر باليمن ،ولم ُيسم لي قائلها.ح ََ
استبداد قوم من خزاعة بولية البيت
ت دون بني بكر ابن عبد ت البي َ
خزاعة وَل ِي َ ْقال ابن إسحاق :ثم إن غُْبشان من ُ
حلههولمناة ،وكان الذي يليههه منهههم :عمههرو بههن الحههارث الغُْبشههانى ،وقريههش إذ ذاك ُ
خزاعة الههبيت يتوارثههونصَرم ،وبيوتات ،متفرقون في قومهم من بنى كنانة ،فوليت ُ و ِ
عمههرو
سههلول بههن كعههب بههن َ حَبشية بن َ حل َْيل بن َ ذلك كابرا ً عن كابر ،حتى كان آخر ُ
هم ُ
خزاعى . ال ُ
حْبشية بن سلول .
قال ابن هشام :يقال ُ
حّبى بنت حليل ى بن كلب ُ تزوج ُ
قص ّ
خطههب إلههى صههي بههن كلب َ حّبى :قال ابن إسحاق :ثم إن قُ ّ ىو ُ قص ّ أولد ُ
حليل فزوجه ،فولدت له عبد َ الدار ،وعبد َ منههاف حّبى ،فرغب فيه ُ حْبشية بنته ُ حليل بن ُ
ُ
حليل . َ ُ
صي ،وكثر ماله ،وعظم شرفه هلك ُ ً
،وعبد العُّزى ،وعبدا .فلما انتشر ولد قُ ّ
مساعدة رزاح لقصي في تولي أمر البيت :فرأى قصي أنه أوَْلى بالكعبههة
ح ولده . ة إسماعيل بن إبراهيم وصري ُ خزاعة وبني بكر ،وأن ُقريشا قُْرع ُ وبأمر مكة من ُ
خزاعهة وبنهي بكهر مهن مكهة، فكلم رجال من قريش ،وبنى كنانة ،ودعاهم إلهى إخهراج ُ
ذرة بن سعد بن زيد قد قدم مكة بعدما هلك كلب فأجابوه .وكان ربيعة بن حرام من عُ ْ
ُ
هرة يومئذ رجل ،وقصي فطيم ،فاحتملها إلى سَيل ،وُز ْ
،فتزوج فاطمة بنت سعد بن َ
ً
بلده ،فحملت ُقصيا معها ،وأقام ُزهرة ،فولدت لربيعة ِرزاحا .فلما بلغ
ُقصي وصار رجل أتى مكة ،فأقام بها ،فلما أجابه قومه إلى ما دعاهم إليههه ،كتههب
إلى أخيه من أمه ِ ،رزاح بن ربيعة ،يدعوه إلى نصرته ،والقيام معههه ،فخههرج ِرزاح بههن
جل ُْهمة بن ربيعة ،وهم لغير أمه ن بن ربيعة ،ومحمود بن ربيعة ،و ُ ح ّربيعة ،ومعه :إخوته ُ
صههي . ُ
ج العههرب ،وهههم مجمعههون لنصههرة ق ّ فاطمة ،فيمن تبعهم مههن قضههاعة فههي حهها ّ
ُ
حْبشية أوصى بذلك قصيا وأمره به حين انتشر له من ابنتههه حَليل بن ُ وخزاعة تزعم أن ُ
من الولد ما انتشر .وقال :أنت أولى بالكعبة ،وبالقيام عليها ،وبأمر مكههة مههن خزاعههة،
ص ما طلب ،ولم نسمع ذلك من غيرهم ،فالله أعلم أي ذلك كان . فعند ذلك طلب قُ ّ
ما كان يليه الغوث بن مر من اِلجازة للناس بالحج
وكان الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر يلي الجازة للناس بالحههج
صوفة.من عرفة ،وولده من بعده ،وكان يقال له ولولده ُ :
جرهههم ،وكهانت ل تلههد، مر ،لن أمههه كهانت امههرأة مههن ُ ث بن ُ ى ذلك الغو ُ وإنما َول َ
ً
دق بهه علهى الكعبهة عبهدا لهها يخهدمها ،ويقهوم فنذرت لّله إن هي ولدت رجل :أن ت َ ّ
صه ّ
ى ول َجرهههم ،فه َ
عليها ،فولدت ،فكان يقوم علههى الكعبههة الههدهر الول مهع أخههواله مهن ُ
ده مهن بعههده حهتى الجازة بالناس من عرفة؛ لمكهانه الههذي كهان بهه مهن الكعبهة ،ووله ُ
مّر ابن أد ّ لوفاء نذر أمه : انقرضوا .فقال ُ
ه
العلي ّ ْ ة
بمك َ ة
ربيط ً هب من َبني ّ ْ تر ّ #إني جعل ُ
هالبري ّ ْ صالح من لي واجعْله ن لي بها أليهههههههّهه #فباِرك ّ
مّر -فيما زعموا -إذا دفع بالناس قال : ث بن ُ وكان الغوْ ُ
ه ضاعَ ْ قُ َ فعلى إثم كان إن ه
م إني تابع ت ََباعههههههه ْ َ #لهُ ّ
صوفة ورمي بالجمار :قال ابن إسحاق :حدثني يحيى بن عّباد ابن عبد الله بن
الزبير عن أبيه قال :
فروا من منى فإذا
كانت صوفة تدفع بالناس من عرفة ،وتجيز بهم إذا ن َ َ
صوفة يرمى للناس ،ل يرمههون حههتى كان يوم النفر أتوا لرمي الجمار ،ورجل من ُ
جلون يأتونه ،فيقولون له :قم فارم حتى نرمي معك يرمي .فكان ذوو الحاجات المتع ّ
،فيقول ل والله ،حهتى تميههل الشههمس ،فيظههل ذُوو الحاجههات الههذين يحبههون التعجهلَ
م فههارم ِ ،فيههأَبى عليهههم ،
يرمونه بالحجارة ،ويستعجلونه بذلك ،ويقولون له :ويلك ! ق ْ
حتى إذا مالت الشمس ،قام فرمى ورمى الناس معه .
من ًههى ،أخههذتفههر مههن ِ
مههي الجمههار ،وأرادوا الن ّ ْ
قال ابن إسحاق :فإذا فرغوا من ر ْ
س وقالوا :أجيزي صوفة ،فلم يجز أحههد مههن النههاس صوفة بجانبي العقبة ،فحبسوا النا َ
دهم ،فكههانواحتى يمروا ،فإذا نفرت صوفة ومضت ،على سبيل الناس ،فههانطلقوا بع ه َ
قْعدد بنو سعد بن زيد مناة بن تميههم ، كذلك ،حتى انقرضوا ،فورثهم ذلك من بعدهم بال ُ
جَنة.
وكانت من بني سعد في آل صفوان بن الحارث بن ش ْ
عطههارد
جَنة بن ُ
ش ْ
جناب بن ِ
نسب صفوان بن جناب :قال ابن هشام :صفوان بن ُ
مناة بن تميم .
وف بن كعب بن سعد بن زيد ُ
بن عَ ْ
صفوان وبنوه وإجازتهم للناس بالحج :قال ابن إسحاق :وكان صههفوان هههو الههذي
ده ،حههتى كههان آخرهههم الههذي قههام عليههه
يجيز للناس بالحج من عرفة ثم بنههوه مههن بعه ِ
مغراء السعديّ : رب بن صفوان .وقال أْوس ابن تميم بن ِ السلم :ك َ ِ
حتى يقال :أجيزوا آل صفوانا معَّرَفهم
س ما حجوا ُ
#ل يبرح النا ُ
مْغراء.
قال ابن هشام :هذا البيت في قصيدة لوس بن ِ
دوان من إفاضة المزدلفة ما كانت عليه عَ ْ
حْرثههان بههن دوانى ،واسههمه ُ صبع العَ ْ ذو اِلصبع يذكر هذه الفاضة :وأما قول ذي ال ْ
سمى ذا الصبع؛ لنه كان له إصبع فقطعها : عمرو ،وإنما ُ َ
الرض ة
حي ّ َ
َ كانوا ن
َ دوا
#عذيَر الحي من عههههههههـ ْ
ض ضهم ظلمههههههههههها ً
بع ِ على ي ُْرِع فلم #بَغى بع ُ
ضقْر ِ بال َ والموفون تُ #ومنهم كانت السهههههههههههادا
ض فر ِ وال َ سنةِ
بال ّ س
#ومنهم من يجيُز النههههههههها َ
ضى ق ِ
يَ ْ ما ض
ق ُُين َ فل هضي م يقهههههههههحك ْ ٌ #ومنهم َ
أبو سيارة يفيسسض بالنسساس :وهههذه البيههات فههي قصههيدة لههه -فلن اِلفاضههة مههن
عدوانس -فيما حدثنى زياد بههن عبههد اللههه البك ّههائي عههن محمههد بههن فة كانت في َ مزدل َ
ال ُ
إسحاق -يتوارثون ذلك كابرا ً عن كابر ،حتى
مْيلة بههن الع هَزل ،ففيههه يقههول
كان آخرهم الذي قام عليه السلم أبو سّيارة ،عُ َ
شاعر من العرب :
فزارهْ بني مواليه وعن #نحن دفعنا عن أبى سياره
جاَرهْ يدعو القبلة مستقِبل حمهههارهْ
#حتى إجاز سالما ِ
قال :وكان أبو سيارة يدفع بالناس على أتان له ،فلذلك يقول " :سالما حماره ".
رب بن عمرو بن عياذ بن يشكر أمر عامر بن ظَ ِ
ابن عدوان
ابن الظرب حاكم العرب :قال ابن إسحاق :وقوله " :حكم يقضى " يعني عههامر
رب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان بن ظ َ ِ
ضَلة في قضاء إل أسندوا ذلههك
العدواني .وكانت العرب ل يكون بينها نائرة ،ول عُ ْ
ضوا بما قضى فيه ،فاختصم إليه في بعض ما كانوا يختلفون فيه ،في رجل إليه ،ثم َر ُ
خْنثى ،له ما للرجل ،وله ما للمرأة ،فقالوا :أتجعلههه رجل ً أو امههرأة ؟ ولههم يههأتوه بههأمر ُ
كان أعضل منه .فقال :حتى أنظر في أمركم ،فوالله ما نزل بي مثل هههذه منكههم يهها
معشر العرب ! فاستأخروا عنه؛ فبات ليلته ساهرا ً يقّلب أمره ،وينظههر فههي شههأنه ،ل
خْيلة ترعى عليه غنمههه ،وكههان يعاتبههها س َ
يتوجه له منه وجه وكانت له جارية يقال لها ُ :
خيل ! وإذا أراحت عليه ،قال :مسههيت واللههه يهها س َ
إذا سرحت فيقول :صّبحت والله يا ُ
خيل ! وذلك أنها كانت تؤخر السرح حتى يسبقها بعض الناس ،وتؤخر الراحههة حههتى س َ ُ
يسبقها بعض الناس .فلما رأت سهره وقلقه ،وقلههة قههراره علههى فراشههه قههالت :مهها
لك ،ل أبا لك ! ما عراك في ليلتك هذه ! قال :ويلك ! دعيني ،أمر ليس من شههأنك ،
ى مما أنا فيههه بفههرج ،فقههال : ثم عادت له بمثل قولها ،فقال في نفسه :عسى أن تأت َ
ي فههي ميههراث خنههثى ،أأجعلههه رجل أو امههرأة ؟ فههوالله مهها أدري مهها ك ! اخُتصم إله ّ ح ِوي َ
جه لي فيه وجه ؟ قال :فقالت :سبحان الله ! ل أبا لههك ! أتبههع القضههاَء أصنع ،وما يتو ّ
ده ،فإن بال من حيث يبول الرجل فههو رجهل ،وإن بهال مهن حيهث تبهول مبا َ
ل ،أقع ْ ال َ
جِتها والله ! ثم خرج على صّبحي ،فّر ْسي سخيل بعدها أو َ المرأة؛ فهي امرأة .قال :م ّ
الناس حين أصبح ،فقضى بالذي أشارت عليه به.
غلب قصي بن كلب على أمر مكة وجمعه أمر قريش ومعونة قضاعة له
قصي يتغلب على صوفة :قال ابن إسحاق :فلما كان ذلك العام ،فعلههت صههوفة
كما كانت تفعل ،وقد عرفت ذلك لها العرب وهو ِديههن فههي أنفسهههم فههي عهههد جرهههم
وخزاعة ووليتهم .فأتههاهم قصههي بههن كلب بمههن معههه مههن قههومه مههن قريههش وكنانههة
وقضاعة عند العقبة ،فقال :لنحههن أولههى بهههذا منكههم ،فقهاتلوه ،فاقتتههل النههاس قتههال
شديدًا ،ثم انهزمت صوفة ،وغلبهم ُقصى على ما كان بأيديهم من ذلك .
قصي يقاتل خزاعة وبني بكر :وانحازت عند ذلههك خزاعههة وبنههو بكههر عههن قصههى،
وعرفوا أنه سيمنعهم كما منع صوفة ،وأنه سيحول بينهم وبين الكعبة وأمر مكههة .فلمهها
وا ،فههاقتتلواق ْ
خزاعههة وبنههو بكههر فههالت َ َ
انحازوا عنه باداهم ،وأجمع لحربهم ،وخرجت لههه ُ
وا إلى الصلح ،وإلههى قتال شديدًا ،حتى كثرت القتلى في الفريقين جميعًا ،ثم إنهم تداعَ ْ
كموا ي َْعمر بن عوف بن كعب بن عههامر بههن ليههث كموا بينهم رجل من العرب؛ فح ّ
أن يح ّ
بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ،فقضى بينهههم بههأن ُقصههيا أولههى بالكعبههة وأمههر مكههة مههن
شدخه تحت قههدميه ، خزاعة ،وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة وبني بكر :موضوع ي َ ْ
داة ،وأن وأن ما أصابت خزاعة وبنو بكر من قريههش وكنانههة وقضههاعة ،ففيههه الديههة مههؤ ّ
ُيخّلى بين قصي وبين الكعبة ومكة .
دخ من الدماء ووضع منها. ش َما َ
داخ ل ِ َ
سمى يعمر بن عوف يومئذ :الش ّف ُ
قصي يتولى أمر مكة :قال ابن إسحاق :فههولى قصههى الههبيت وأمههر مكههة
وجمع قومه في منازلهم إلى مكة وتملك على قومه وأهل مكة فمّلكوه ،إل أنه قد أقر
للعرب ما كانوا عليه وذلك أنههه كههان يههراه ِدينها ً فههي نفسههه ل ينبغههي تغييههره ،فههاقر آل
مرة بن عوف على ما كانوا عليه ،حتى جاء السههلم؛ فهههدم صفوان وعدوان والنسأة و ُ
ملكا أطههاع لههه بههه قههومه ، الله به ذلك كله .فكان ُقصي أول بني كعب بن لؤىّ أصاب ُ
فكانت إليه الحجابة ،والسقاية ،والّرفادة ،والند َْوة ،واللواء ،فحاز شرف مكة كّله ،
وقطع مكة رباعا بين قومه ،فأنزل كل قوم من قريههش منههازلهم مههن مكههة الههتي
أصبحوا عليها ويزعم الناس أن قريشا هابوا قطع شجر الحرم فههي منههازلهم ،فقطعههها
معا ً لما جمع من أمرههها ،وتيمنههت بههأمره ،فمهها ج ّ
م َ
قصى بيده وأعوانه فسمته قريش ُ :
ُتنكح امرأة ،ول يتزوج رجل من قريش ،وما يتشاورون في أمر نزل بهم ،ول يعقههدون
لواًء لحرب قوم من غيرهم إل في داره ،يعقده لهم بعض ولده ،ومهها ت هد ِّرع جاريههة إذا
طلههقعه ،ثههم ُين َ
بلغت أن ت َد ِّرع من قريش إل في داره ،يشق عليها فيها درعها ثم ت َهد ّرِ ُ
دين بها إلى أهلها .فكان أمره في قومه من قريش فههي حيههاته ،ومههن بعههد مههوته ،كاله ّ
المتبع ل ُيعمل بغيره .واتخذ لنفسه دار الندوة ،وجعل بابها إلى مسههجد الكعبههة ،ففيههها
كانت قريش تقضى أموَرها .
قال ابن هشام :وقال الشاعر :
به جمع الله القبائ َ
ل من فِْهر مجمعا ً عى ُ #قُ َ
صي لعمري كان ُيد َ
قال ابن إسحاق :حههدثنى عبههد الملههك بههن راشههد عههن أبيههه ،قههال :سههمعت
دث ،أنه سمع رجل حّباب صاحب المقصورة ُيح ّ السائب بن َ
مع مههن أمههر
ج َ
دث عمَر بن الخطاب -وهو خليفة -حديث قصي بن كلب ،وما َ ُيح ّ
قومه وإخراجه خزاعة وبنى بكر من مكة ،ووليته البيت وأمر مكة ،فلم يرد ذلههك عليههه
ولم ُينكره .
شعر رزاح بن ربيعة في هذه القصسسة :قسسال ابسسن إسسسحاق :فلمهها فههرغ
ي من حربه ،انصرف أخوه رَِزاح بن ربيعة إلى بلده بمهن معههه مهن قهومه ،وقههال ُقص ّ
ِرزاح في إجابته ُقصيا :
ل :أجيبوا الخليلَ فقال الرسو ُ ما أتى من قصي رسههههههول #ل ّ
الثقيل َ ملو َ
ل ال َ عّنا ونطرح #نهضنا إليه نقود ُ الجيههاد َ
تزول لئل النهاَر؛ ونكمي ل حتى الصباح #نسير بها اللي َ
رسولَ صي قُ ّ من بنا جْبن
يُ ِ قطها كوْرد ال َ #فهن سراعٌ َ
قبيلَ جمعنا حي ك ّ
ل ومن #جمعنا من السّر من أشمذ َْين
َرسيَل سْيبا ً َ اللف على تزيد حْلبة ما ليلههههةك ُ #فيا ل ِ
سبيَل مستناخ ُ من سهلنوأ ْ جههر س َن على عَ ْ #فلما مرر َ
حلوَلُ حي ّا ً
َ بالعَْرج وجاوزن ن بالركن من وَِرقان #وجاوْز َ
طويَل ليل ً مّر
َ من ن
وعالج َ حْيل ما ذقنه #مرْرن على ال َ
غَّزا ِ
ت بين مْيت
و َ ن
هما َ مْيت بسْلهههههدمان و َ مْيت بَر ْ َ #
تالبنيا ِ ي َ
شْرق ّ حجوب م ْ
ه َ ً
ت أسكن لحدا لدى الههه مي ْ ٌ
#و َ
مْنجاةب َ م
ل َ من لوم ِ ف فهم من م عبد ُ منا ِ #أخلصهُ ُ
ت
وأموا ِ أحياٍء خيرِ من ت وأبناَءههههههههههها
مغيرا ِ
#إن ال ُ
اسم عبد مناف وترتيب أولده موتا :وكان اسههم عبههد منههاف :المغيههرة ،وكههان
أول بني عبد مناف هُْلكا :هاشم ،بغزة من أرض الشام ،ثههم عبههد شههمس بمكههة ،ثههم
سلمان من ناحية العراق . المطلب بَرْدمان من أرض اليمن ،ثم نوفل ب َ
شعر آخر لمطرود :فقيل لمطرود -فيما يزعمون -لقد قلت فأحسههنت ،ولههو
ي ،فمكث أيامًا ،ثم قال :
ت كان أحسن ،فقال :أنظروني ليال َ
كان أفحل مما قل َ
جودي ،وأذِري الدمعَ وانهمري
#يا عين ُ
ت
مغيرا ِ
ب ال ُ
#وابكي على السر من كع ِ
حْنفري بالدمِع واحتفلى
س َ
#يا عين ،وا ْ
ت
ة نفسى في الملما ِ
#وابكي خبيئ َ
خي ثقة
ضأ ِ #وابكي على ك ّ
ل فّيا ٍ
ت
جزيل ِ
هاب ال َ
دسيعة و ّ
خم ِ ال ّ
ض ْ
َ #
م ،مختلق
ة ،عالي اله ّ
ضريب ِ
ض ال ّ
#مح ُ
ت جل ْد ُ الّنجيز ِ
ة ،ناٍء بالعظيما ِ َ #
ل ب البديهةِ ل ن ِ ْ
كس ول وَك ِ ٍ #صع ُ
ت
#ماض العزيمة ،متلف الكريما ِ
#صقر توسط من كعب إذا ُنسبوا
ت ُ #بحبوحة المجدِ وال ّ
شم الرفيعا ِ
م ّ
طلبا ض ُ
ض والفيا َ
#ثم اندبي الفي َ
ت
ت بجما ِ
#واستخرطي بعد َ فْيضا ٍ
م مغتربا ً
دمان عنا اليو َ
#أمسى بَر ْ
ن أموات
ف نفسى عليه بي َ
#يا له َ
ي
ت باق ً
ما كن ِ #وابكي -لك الوي ُ
ل-إ ّ
ت
ى الثنّيا ِ
س بشْرق ّ
#لعبدِ شم ٍ
سط ب َل ْ َ
قعَةٍ #وهاشم في ضريٍح وَ ْ
سفي الرياح عليه بين غَّزا ِ
ت #تَ ْ
ن القوم ِ خالصتى
وفل كان دو َ
#ون َ ْ
ة
وما ِ
م ْ
مان في َرمس ب َ
سل َ
#أمسى ب َ
عجما ً ول عربا ً #لم ألقَ مثَله ُ
م ُ
#إذا استقّلت بهم أد ُ
م المطيات
ة هم منهم مع ّ
طل ً ت دياُر ُ
#أمس ْ
سريات
#وقد يكونون َزْينا في ال ّ
م م الدهُر ،أم كل ّ ْ
ت سيوُفه ُ #أفناه ُ
#أم ك ّ
ل من عاش أزواد ُ المنّيات
م
ده ُ
ضى من القوام بع َ
ت أْر َ
#أصبح ُ
ت س َ
ط الوجوهِ وإلقاَء التحيا ِ #بَ ْ
ت ث ال ّ
شجّيا ِ #يا عين فابكي أبا ال ّ
شع ْ ِ
ت سرا ً مث َ
ل البلّيا ِ ح ّ
#ي َْبكيَنه ُ
م من يمشى على قدم ٍ
#يبكين أكر َ
#ي ُعْوِل َْنه بدموٍع بعد عَْبرات
#يبكين شخصا ً طوي َ
ل الباع ذا فَ َ
جر
#آبى الهضيمة ،فَّراج الجليل ِ
ت
عه
مَرو الُعل إذ حان مصر ُ
#يبكين عَ ْ
ت
سام العشيا ِ
ة ،ب ّ
سجي ِ
سمح ال ّ
َ #
ن
حز ٍ
ت على َ
مستكينا ٍ
#يبكينه ُ
ت
ول ِ
ن وع َ ْ #يا طو َ
ل ذلك من حز ٍ
ن له
ن الزما ُ
#يبكين لما جله ّ
ت
حميا ِ
ل ال َ
ضر الخدودِ كأمثا ِ
خ ْ
ُ #
محتزمات على أوساطهن لما
ُ #
ن احداث المصيبات
م َ
ن ِ
#جّر الزما ُ
ً
م من الم ٍ
#أبيت ليلى أراعي النج َ
جوى ب َُنياتي #أبكى ،وتبكى معي َ
ش ْ
خط ٌَر
دل ول َ
ع ْ
قروم لهم ِ
#ما في ال ُ
ت #ول لمن تركوا َ
شْرَوى بقيا ِ
فسهم
#أبناؤهم خيُر أبناٍء ،وأن ُ
ت
جْهد الل ِّيا ِ
س لدى َ
#خيُر النفو ِ
ن
مر سابح أرِ ٍ
#كم وهبوا من ط ِ ِ
ت
مّرا ِ
ب في ط ِ َ
مّرةِ ن َهْ ٍ
#ومن ط ِ ِ
خل َ َ
صة م ْ
ف من الِهنديّ ُ
#ومن سيو ٍ
ت
ن الركيا ِ #ومن رماح كأ ْ
شطا ِ
ضلون بها
ف ِ
#ومن توابع مما ي ُ ْ
ت #عند المساِئل من ب ْ
ذل العطّيا ِ
ت وأحصى الحاسبون معي
حسن ُ
#فلو َ
ض أفعاَلهم تلك الهنّيا ِ
ت #لم أق ِ
ما معشر فخروا
دلون إ ّ
#هم الم ِ
ت
قّيا ِ
ب نَ ِ
#عند َ الفخارِ بأنسا ٍ
حّلوا مساكنها
ت التي َ
ن البيو ِ
َ #زي ْ ُ
ت حشا ً َ
خلّيا ِ م وَ ْ
#فأصبحت منه ُ
ن ل ترقا مدامُعها
#أقول والعي ُ
ت
ب الرزّيا ِ
#ل ي ُْبعد الله أصحا َ
ذلي : خَراش الهُ َ
جر :العطاء .قال أبو ِف َ
قال ابن هشام :ال َ
ل بذي فَ َ
جر تأوى إليه الرام ُ ن معمر
لب ُ جف أضيافي جمي ُ #عَ ّ
قال ابن إسحاق :أبو ال ّ
شعث الشجيات :هاشم بن عبد مناف .
ي عبههد ُ المطلههب ابههن عبد المطلب يلي السقاية والرفادة :قههال :ثههم وَِلهه َ
هاشم السقاية والّرفادة بعد عمه المطلب ،فأقامها للناس ،وأقام لقومه ما كان آباؤه
شُرف في قومه شههرفا ً لههم يبلغْههه أحهد ٌ مههن آبههائه ، يقيمون قبله لقومهم من أمرهم ،و َ
مه وعَ ُ
ظم خطره فيهم . وأحبه قو ُ
ذكر حفر زمزم وما جرى من الخلف فيها
سبب حفر زمزم :ثم إن عبد المطلب بينما هو نائم في الحجر إذ أتههي ،فههأمر
بحفر زمزم .
قال ابن إسحاق :وكان أول ما ابُتدئ به عبد المطلب من سفرها ،كما حههدثني
يزيد بن أبي حبيب المصري عهن مرثهد بهن عبهد اللهه اليزنهي عهن عبهد اللهه بهن ُزَرْيهر
ث زمهزم حيهن دث حدي َ قي :أنه سمع علي بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه يح ّ الَغافِ ِ
أمر عبد المطلب بحفرها ،قال :
ت فقال :احفر طيبة .قههال : جر إذا أتانى آ ٍح ْ
قال عبد المطلب :إني لنائم في ال ِ
قلت :وما طيبة؟ قال :ثم ذهب عني .فلمهها كههان الغههد رجعههت إلههى مضههجعى فنمههت
فيه ،فجاءنى فقال :احفر ب َّرة .قال :فقلت :وما ب َّرة ؟ قههال :ثههم ذهههب عنههى ،فلمهها
كان .الغد رجعت إلى مضجعي
فنمت فيه ،فجاءنى فقال :احفر المضنونة .فقال :فقلت :وما المضنونة ؟ قال
ي فقههال : :ثم ذهب عني ،فلما كان الغد رجعت إلههى مضههجعي ،فنمههت فيههه ،فجههاءن ِ
م ،تسههقى الحجيههج ف أبههدا ً ول ت ُههذ ّ
م .قال :قلت :ومهها زمههزم ؟ قههال ل ت َن ْهزِ ُ مَز َ
احفر َز ْ
عصم ،عند قرية النمل. قرة الغراب ال ْ فْرث والدم ،عند ن ُ ْ
العظم ،وهى بين ال َ
قريش تنازع عبد المطلب في زمزم :قال ابن إسحاق :فلمهها بيههن لههه
وله ومعه ابنه الحارث بن عبدصد ّقَ ،غدا بمعْ َ
شأنها ،ودل على موضعها ،وعرف أنه قد ُ
َ
المطلب ،ليس له يومئذ ولد غيره فحفر فيها فلما بدا لعبد المطلب الطى ،كّبر.
التحاكم في بئر زمزم :فعرفت قريش أنهه قهد أدرك حهاجته ،فقهاموا إليهه ،
قا ً فأشركنا معك فيههها.
فقالوا :يا عبد المطلب ،إنها بئر أبينا إسماعيل ،وإن لنا فيها ح ّ
ت به دوَنكم ،وأعطيته من بينكم ،فقالوا له خصص ُقال :ما أنا بفاعل إن هذا المر قد ُ
:فأنصفنا ،فإنا غيُر تاركيك حتى
مكم إليه ،قالوا :كاهنههة
نخاصمك فيها ،قال :فاجملوا بيني وبينكم من شئتم أحاك ْ
بني سعد بن هُذ َْيم ،قال .نعم قال :وكههانت بأشههراف الشههام ،فركههب عبههد المطلههب
ومعه نفر من بنى أبيه من بني عبد مناف ،وركب من كل قبيلة من قريش نفر .قههال :
والرض إذ ذاك مفاوز .قال :فخرجوا حتى إذا كههانوا ببعههض تلههك المفههاوز بيههن الحجههاز
وا مههن مُئوا حتى أيقنوا بالهلكة ،فاستس َ
ق ْ ي ماء عبد المطلب وأصحابه ،فظ ِ والشام ،فَن ِ َ
وا عليهم ،وقالوا :إّنا بمفازة ،ونحههن نخشههى علههى أنفسههنا معهم من قبائل قريش ،فأب َ ْ
وف علههى نفسههه مثل ما أصابكم ،فلما رأى عبههد المطلههب مهها صههنع القههوم ،ومهها يتخ ه ّ
ى
وأصحابه ،قال :ما ت ََرْون ؟ قالوا ما رأينا إل تبع لرأيك فمرنا بمهها شههئت ،قههال :فههإن ّ
أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الن من القوة – فكلما مات رجههل
ة رجهل واحهد ضي ْعَ ُدفعه أصحابه في حفرته ثم واروه – حتى يكون آخركم رجل واحدا ،ف َ
كب جميعا قههالوا :ن ِعْههم مهها أمههرت بههه فقههام كههل واحههد منهههم فحفههر ضْيعة َر ْ أيسر من َ
ً
حفرته ،ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا ،ثم إن عبد المطلههب قههال لصههحابه :واللههه
إن إلقاَءنا بأيدينا هكذا للموت ،ل نضرب في الرض ،ول نبتغى لنفسنا ،لعجز فعسههى
حلوا حتى إذا فرغوا ،ومن معهم من قبائل حلوا ،فارت َ الله أن يرزقنا ماًء ببعض البلد ،ارت ِ
قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون ،تقههدم عبههد المطلههب إلههى راحلتههه فركبههها فلمهها
انبعثت به انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب ،فكّبر عبد المطلههب وكب ّههر أصههحابه ،
وا حتى ملئوا أسقَيتهم ،ثم دعهها القبههائل مههن ق ْ رب ،وشرب أصحابه ،واست َ َ ثم نزل فش ِ
م إلى الماء ،فقد سقانا اللههه ،فاشههربوا واسههتقوا .ثههم قههالوا :قههد – قريش ،فقال :هل ُ ّ
والله – قضى لك علينا يها عبههد المطلههب واللههه ل نخاصهمك فهي زمههزم أبهدًا ،إن الههذي
فلة لهو الذي سقاك زمزم ،فارجع إلى سقايتك راشدًا .فرجع سقاك هذا الماء بهذه ال َ
وا بينه وبينها . ّ
ورجعوا معه ،ولم يصلوا إلى الكاهنة وخل ْ
قال ابن إسحاق :فهذا الذي بلغني من حديث على بن أبي طالب رضههى اللههه
عنه في زمزم ،وقد سمعت من يحدث عن عبد المطلب أنه قيل لههه حيههن أمههر بحفههر
زمزم :
مب َْر
ج الله في كل َ
يسقى حجي َ #ثم ادعُ بالماء الّروِيّ غيرِ الك َدِْر
مر
ف منه شىء ما عَ َ
#ليس ُيخا ُ
فخرج عبد المطلب حين قيل له ذلك إلى قريش فقال :تعّلموا أني قد أمههرت أن
أحفر لكم زمزم ،فقالوا :فهل ب ُّين لك أين هى ؟ قال :ل .قالوا :فارجع إلى مضههجعك
الذي رأيت فيه ما رأيت ؟ فإن يك حقا من الله ُيبّين لك ،وإن يكن من الشيطان فلههن
يعود َ إليك .فرجع عبد المطلب إلى مضجعه ،فنام فيه ،فأتي فقيل له :احفر زمههزم ،
ذم ،تسههقي زف أبههدا ً ول ت ُه َ
م ،وهى تراث من أبيك العظم ،ل تن ِ إنك إن حفرتها لم تند ْ
قدا ً
سم ،ينذر فيها ناذر لمنعم ،تكون ميراثا وعَ ْ ق َ
ج العظم ،مثل نعام جافل لم ي ُ ْ الحجي َ
ث والدم .فْر ِ
ض ما قد تعلم ،وهي بين ال َ كم ؟ ليست كبع ِ ح َ
م ْ
ُ
علههي فههي حفههر قال ابن هشام :هذا الكلم ،والكلم الذي قبله ،مههن حههديث َ
ذم " إلى قوله " :عند قرية النمههل " عنههدنا سههجع زمزم من قوله " :ل تنزف أبدا ول ت ُ َ
وليس شعرًا.
قال ابن إسحاق :فزعموا أنه حين قيل له ذلك ،قههال :وأيههن هههي ؟ قيههل لههه
ب غدًا .والله أعلم أي ذلك كان .
عند قرية النمل ،حيث ينقر الغرا ُ
ه الحارث ،وليههس لههه عبد المطلب يحفر زمزم :فغدا عبد المطلب ومعه ابن ُ
ب ينقهر عنهدها بيهن الههوثنين :إسههاف ة النمههل ووجههد الغهرا َ
يومئذ ولد غيره ،فوجد قريه َ
ول وقام ليحفر حيههث أمههر، معْ َ
ونائلة ،اللذْين كانت قريش تنحر عندهما ذبائحها فجاء بال ِ
ده ،فقههالوا :واللههه ل نتركههك تحفههر بيههن وث َن َْينهها هههذين جه ّ
فقامت إليه قريش حين رأوا ِ
الّلذْين ننحر عندهما ،فقال عبد المطلهب لبنهه الحهارث :ذ ُد ْ عنهي حهتى أحفهر ،فهوالله
خّلوا بينه وبين الحفر ،وكفوا عنه ،فلم ن لما أمرت به ،فلما عرفوا أنه غيُر نازع َ لمضي ّ
صههدق فلمهها تمههادى بههه الحفههر رف أنه قد ُ يحفر إل يسيرا .حتى بدا له الطي ،فكبر وعَ ِ
جْرهم فيها حيههن خرجههت مههن دفنت ُ ّ
وجد فيها غزالْين من ذهب ،وهما الغزالن اللذان َ
مكة ،ووجد فيها أسيافا قَْلعية وأدراعا فقالت له قريش :يا عبد المطلب ،لنا معك في
ف بينههى وبينكههم ،نضههرب عليههها صه ٍ م إلههى أمههر ن َ َ شْرك وحقّ ،قال :ل ،ولكن هَل ُه ّ هذا ِ
حْين حْين ولكههم قِهد ْ َ حْين ،ولى قِد ْ َقداح ،قالوا :وكيف تصنع ؟ قال :أجعل للكعبة قِد ْ َ بال ِ
فت ص ْ ّ
دحاه على شئ كان له ،ومن تخلف قدحاه فل شىء له قالوا :أن َ فمن خرج له قِ ْ
حْين أبيضههين حْين أسههودين لعبههد المطلههب ،وقِ هد ْ َ َ
دحين أصفرين للكعبة ،وقِ هد ْ َ ،فجعل قِ ْ
هبل :صنم في هبل – و ُ ب القداِح الذي ُيضرب بها عند ُ ح صاح َلقريش ،ثم أعطوا القدا َ
جوف الكعبة ،وهو أعظم أصنامهم ،وهو الذي يعنى أبو سفيان بن حرب يوم أحد حيههن
ل هَُبل أي أظهْر دينههك -وقههام عبههد المطلههب يههدعو اللههه عههز وجههل ،فضههرب قال :أعْ ِ
صاحب
صههفران علههى الغزاليههن للكعبههة ،وخههرج السههودان فههي
ح ،فخههرج ال ْ
القداِح القدا َ
السياف ،والدراع لعبد المطلب ،وتخلف قدحا قريش .فضرب عبد المطلب السياف
حّليته الكعبة -فيمهها
بابا ً للكعبة ،وضرب في الباب الغزالين من ذهب ،فكان أول ذهب ُ
يزعمون -ثم إن عبد المطلب أقام سقاية زمزم للحجاج .
ذكر بئار قبائل قريش
قال ابن هشام :وكانت قريش قبل حفر زمزم قد احتفههرت بئارا بمكههة ،فيمهها
حدثنا زياد بن عبد الله البكائى عن محمد بن إسحاق ،قال :
وي :حفر عبد شههمس بههن عبههد منههاف الط ّهوِيّ ،وهههىعبد شمس يحفر الطّ ِ
البئر التي بأعلى مكة عند البيضاء ،دار محمد بن يوسف .
ذر :وحفر هاشم بن عبد مناف ب َ ّ
ذر ،وهى البئر هاشم يحفر ب ّ
شْعب أبي طالب ،وزعمههوا أنههه قههال خْندمة على فم ِ خ ْ
طم ال َ ست َن ْ َ
ذرَ ، التي عند الم ْ
حين حفرها:لجعلّنها بلغا للناس .
قال ابن هشام :وقال الشاعر :
مرامْلكوما وب َذ َّر والغَ ْ
جَرابا ً و َُ ت مكاَنها #سقى الله أمواها ً عرف ُ
جَلة ،وهههيسه ْجَلة والختلف فيمن حفرها :قال ابن إسحاق :وحفههر َ س َْ
سهقون عليهها اليهوم .ويزعهم بنهو مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد منهاف الههتي ي َ ْ ْ بئر ال ُ
مطِعم ابتاعها من أسد بن هاشههم ،ويزعههم بنههو هاشههم أنههه وهبههها لههه حيههن ْ نوفل أن ال ُ
ظهرت زمزم ،فاستغنوا بها عن تلك البار.
فر لنفسه . ح ْ
أمية بن عبد شمس يحفر الحفر :وحفر أمية بن عبد شمس ال َ
قّية ،وهههي بئر بنههي
س َ
بنو أسد تحفر سقية :وحفرت بنو أسد بن عبد العزى ُ :
أسد.
حَراد.
مأ ْ
حَراد :وحفرت بنو عبد الدار :أ ّ بنو عبد الدار تحفر أم أ ْ
خل َههف بههن
س هن ُْبلة ،وهههي بئر َ
مههح :ال ّ
ج َ
سنُبلة :وحفههرت بنههو ُ
بنو جمح تحفر ال ُ
هب.
وَ ْ
سْهم.
مر ،وهي بئر بني َ
مر :وحفرت بنو سهم :الغَ ْ
بنو سهم تحفر الغ ْ
فر :وكانت آبار حفائر خارجا من مكة قديمة مههن عهههد أصحاب ُرم وخم والح ْ
م:م ،وُر ّ
مرة ،وكبراء قريش الوائل منها يشههربون ،وهههى ُر ّ مرة بن كعب ،وكلب بن ُ
م
خ ّبئر مرة بن كعب بن لؤيّ .و ُ
فر .قال حذيفة بن غانم أخو بني عدي بن كعب ح ْ
م :بئر بني كلب بن مرة ،وال َ خ ّو ُ
بن لؤيّ :
ح َ
ذيفة : جْهم بن ُ قال ابن هشام :وهو أبو أبى َ
ر
ف ِ
ح ْ
خم أو ال َ
ول نستقى إل ب َ قبة دما ً غََنينا قبل ذلك ِ
ح ْ #وق ِ ْ
قههال ابههن هشههام :وهههذا الههبيت فههي قصههيدة لههه ،وسههأذكرها إن شههاء اللههه فههي
موضعها .
فت زمزم علههى الميههاه
فضل زمزم على سائر المياه :قال ابن إسحاق :فع ّ
ج وانصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحههرام؛ سقي عليها الحا ّ
التي كانت قبلها ي َ ْ
ولفضلها على ما سواها من المياه؛ ولنها بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلم .
بنو عبد مناف يفتخرون بزمزم :وافتخرت بها بنو عبههد منههاف علههى قريههش
كّلها ،وعلى سائر العرب ،فقال مسافر بن أبى عمرو بن أميهة ابهن عبهد منهاف ،وههو
سقاية والرفادة ،وما أقاموا للنههاس مههن ذلههك ،
يفخر على قريش بما ولوا عليهم من ال ّ
ف بعضههم وبزمزم حين ظهرت لهم ،وإنما كان بنو عبهد منهاف أههل بيهت واحهدَ ،
شهَر ُ
ض فضل :ل بعضهم لبع ٍ ض ُ لبعض َ
شَرف وف ْ
دا
صع ُ َ بنا فَن َ َ
مى ئنا #ورثنا المجد َ من آبهههها
دا
الّرف َ الدلفة هحر ج وننهههههههه سق الحجي َ #ألم ن َ ْ
داُرفُ َ ددا ُ
ش ّ همنايا #ونلقى عند َ تصريف الههههههه
أبدا خالد ذا ومن مَلكنُ ْ ك ،فلهههههههههههم #فإن ن َهْل ِ ْ
دا س َ
ح ََ من ن
عي َ ونفقأ #وزمزم في أرومِتنههههههههها
قال ابن هشام :وهذه البيات في قصيدة له .
عدي بن كعب بن لؤي :
قال ابن إسحاق :وقال حذيفة بن غانم أخو بني َ
فْهري وعبد مناف ذلك السيد ال ِ م
#وساقي الحجيج ،ثم للخْبز هاشههه ٌ
ر ل ذي فَ ْ
خ ِ ً
سقايُته فخرا على ك ّ #طوى زمزما ً عند َ المقام فأصبح ْ
ت
قال ابن هشام :يعنى عبد َ المطلب بن هاشم .وهذان البيتان فههي قصههيدة لحذيفههة
بن غانم سأذكرها في موضعها -إن شاء الله تعالى .
ح ولده ذر عبد المطلب ذب َ ذكر ئ ْ
عمههون واللههه أعلههم - قال ابن إسحاق :وكان عبد المطلب بن هاشم -فيما يز ُ
فر ثههم بلغههواعشرةُ ن َ َ
ى من قريش ما لقي عند حفر زمزم :لئن ُولد له َ قد نذر حين لق َ
ة ،وعههرف ّ
دهم لله عند الكعبههة .فلمهها تههوافي بنههوه عشههر ً ن أح َ
معه حتى يمنعوه ؛ لينحر ّ
معهم .ثم أخبرهم بنذره ،ودعاهم إلى الوفاء لّله بههذلك ،فأطههاعوه ج َ
أنهم سيمنعونه َ ،
دحا ثم يكتب فيه اسمه ثم وقالوا :كيف نصنع ؟ قال :ليأخذ كل رجل منكم قِ ْ
هبل في جوف الكعبة ،وكان هبل علههى وه ،فدخل بهم على ُ ائتوني ،ففعلوا ،ثم أت َ ْ
دى للكعبة.
وف الكعبة ،وكانت تلك البئر هي التي ُيجمع فيها ما ي ُهْ َ ج ْ
بئر في َ
دح فيه
دح منها فيه كتاب .قِ ْ قداح هب ُ
ل السبعة :وكان عند هبل ِقداح سبعة ،كل قِ ْ
قل " ،إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ،ضربوا بالقداح السهبعة ،فهإن خهرج " العَ ْ
العقل فعلى من خرج حمله .وقدح فيه ) ن ََعم ( للمر إذ أرادوه ُيضرب به القداح ،فإن
قداح ،فإن خرج خرج قدح نعم ،عملوا به .وقدح فيه ) ل ( إذا أرادوا أمرا ً ضربوا به ال ِ
صههق ( ،وقههدح فيههه مل َ
دح فيه ) منكم ( وقدح فيه ) ُ ذلك القدح لم يفعلوا ذلك المر ،وقِ ْ
) من غيركم ( ،وقدح فيه ) المياه ( ،إذا أرادوا أن يحفروا الماء ضربوا بالقههداح ،وفيههها
دح ،فحيثما خرج عملوا به . ق ْ
ذلك ال ِ
شههكوا فهي مْيتهًا،أو َ
مْنكحا ،أو يدفنوا َ
وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلما ،أو ُينكحوا َ
نسب أحدهم ،ذهبوا به إلى هَُبل وبمائة درهم وجزور ،فأعطوها صاحب القداح الذي
ضرب بها ،ثم قّربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريهدون ،ثهم قهالوا :يها إلهنها ههذا يَ ْ
قههداح :
فلن ابن فلن قد أردنا به كههذا ،فههأخرج الحهقّ فيههه .ثههم يقولههون لصههاحب ال ِ
اضرب :فإن خرج عليه ) :منكم ( كان منهم وسيطًا ،وإن خرج عليه ) :من غيركهم
صق ( كان على منزلتههه فيهههم ،ل نسههب لههه ،ول مل ْ َ( كان حليفا ،وإن خرج عليه ُ ) :
حلف ،وإن خرج فيه شيء مما سوى هذا مما يعملون بههه ) نعههم ( عملههوا بههه ،وإن ِ
خرج ) :ل ( أخروه عامه ،وذلك حتى يأتوه به مرة أخرى ،ينتهون في أمههورهم إلههى
قداح .
ذلك مما خرجت به ال ِ
قههداح :
عبد المطلب يحتكم إلسسى القسسداح :فقههال عب هد ُ المطلههب لصههاحب ال ِ
ي هؤلء بقداحهم هذه ،وأخبره بنذره الذي نذر، اضرب على َبن ّ
دحه الذي فيه اسمه ،وكان عبد اللههه بههن عبههد المطلههب فأعطاه كل رجل منهم قِ ْ
أصغر بني أبيه ،كان هو والزبير وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو ابن عائذ بن عمران بههن
مرة بن كعب بن ل ُؤَيّ بن غالب بن فِْهر. ق َ
ظة بن ُ مخزوم بن ي َ َ
قال ابن هشام :عائذ بن عمران بن مخزوم .
خروج القسسداح علسسى عبسسد اللسسه :قههال ابههن إسههحاق :وكههان عبههد اللههه فيمهها
يزعمون :أحب ولد عبد المطلب إليه ،فكان عبد المطلب يرى أن السهههم إذا أخطههأه
وى .وهو أبو رسول الله -صلى الله عليه وسلم اللههه عليههه وسههلم -فلمهها أخههذ فقد أ ْ
ش َ
هبل يدعو الله ،ثم ضههرب قداح -القداح -ليضرب بها ،قام عبد المطلب عند ُ صاحب ال ِ
دح على عبد الله .ق ْ
صاحب القداح ،فخرج ال ِ
عبد المطلب يحاول ذبح ابنه ومنع قريش له :فأخذه
سههاف ونائلههة ليههذبحه ،فقههامت فرة ثم أقبل به إلههى إ ِ َ عبد المطلب بيده وأخذ ال ّ
ش ْ
إليه قريش من أنديتها ،فقالوا :ماذا تريد يا عبد المطلب ؟ قههال :أذبحههه ،فقههالت لههه
ل يههأتي قريش وبنوه :والله ل تذبحه أبدًا ،حتى ت ُْعذر فيه .لئن فعلت هذا ل يزال الرجهه ُ
عمههرو بابنه حتى يذبحه ،فما بقاُء الناس على هذا ؟! وقال له المغيرة بن عبد الله بههن َ
قظة -وكان عبد الله ابن أخت القوم :والله ل تذبحه أبههدًا ،حههتى ت ُعْههذر بن مخزوم بن ي َ َ
فيه ،فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه .وقالت له قريش وبنههوه :ل تفعههل ،وانطل هقْ بههه
إلى الحجاز فإن به عَّرافة لها تابع ،فسْلها ،ثم أنت على رأس أمرك ،إن أمرتك بذبحه
ذبحته ،وإن أمرتك بأمر لك وله في فرج قبلته .
عّرافة الحجاز :فانطلقوا حتى قدموا المدينة ،فوجدوها -فيمهها ما أشارت به َ
يزعمون -بخيبر .فركبوا حتى جاءوها ،فسألوها ،وقص عليها عبد المطلب خههبره وخههبر
ابنه ،وما أراد به ونههذَره فيههه ،فقههالت لهههم :ارجعههوا عنههى اليههوم حههتى يههأتيني تههابعي
فأسأله .فرجعوا من عندها ،فلما خرجوا عنها قام عبد المطلب يههدعو اللههه ،ثههم غههدوا
عليها فقالت لهم :قد جاءني الخبر ،كم الدية فيكم ؟ قالوا :عشٌر مهن البهل ،وكهانت
كذلك .قالت :فارجعوا إلى بلدكم ،ثم قربوا صاحبكم ،وقربوا عشرا ً من البههل ،ثههم
داح ،فإن خرجت على صاحبكم ،فزيدوا من البل حتى يرضي ق َ
اضربوا عليها وعليه بال ِ
ي رّبكم ،ونجا صاحُبكم . ت على البل فانحروها عنه ،فقد رض َ ربكم ،وإن خرج ْ
تنفيذ وصية العرافة ونجساة عبسسد اللسسه :فخرجههوا حههتى قههدموا مكههة ،فلمهها
أجمعوا على ذلك من المر ،قام عبد المطلب يدعو الله ،ثم قربههوا عبههد اللههه وعشههرا ً
دح قه ْ من البل ،وعبد المطلب قائم عند هبل يدعو الله عز وجل !! ثم ضربوا فخههرج ال ِ
على عبد الله ،فزادوا عشرا ً من البل ،فبلغههت البههل عشههرين ،وقههام عبههد المطلههب
دح على عبد الله ،فزادوا عشههرا ً مههن البههل ، ق ْ يدعو الله عز وجل ،ثم ضربوا فخرج ال ِ
دح علهى عبههد قه ْ
فبلغت البل ثلثين ،وقام عبد المطلب يدعو الله ثم ضههربوا ،فخههرج ال ِ
الله ،فزادوا عشرا ً من اِلبل ،فبلغت البل أربعين ،وقام عبد المطلب يههدعو اللههه ،ثههم
دح على عبد الله ،فزادوا عشرا ً من البل ،فبلغههت البههل خمسههين ، ق ْضربوا ،فخرج ال ِ
دح على عبد الله ،فههزادوا ق ْوقام عبد المطلب يدعو الله عز وجل ،ثم ضربوا فخرج ال ِ
عشرا ً من البل ،فبلغت البل ستين ،وقام عبد المطلب يدعو الله ثم ضههربوا ،فخههرج
دح على عبد اللههه ،فههزادوا عشههرا ً مههن البههل . ،فبلغههت البههل سههبعين ،وقهام عبههد ق ْ
ال ِ
ً
دح على عبد الله ،فزادوا عشرا مههن البههل ، ق ْالمطلب يدعو الله ،ثم ضربوا ،فخرج ال ِ
دح قه ْ فبلغت البل ثمانين ،وقام عبد المطلب يدعو الله عز وجل ،ثم ضههربوا فخههرج ال ِ
على عبد الله ،فزادوا عشرا ً من البل ،فبلغت البل تسعين ،وقام عبد المطلب يدعو
دح على عبد اللههه ،فههزادوا عشههرا ً مههن البههل ،فبلغههت البههل ق ْالله ثم ضربوا ،فخرج ال ِ
دح علههى البههل ،فقههالت قه ْمائة ،وقام عبد المطلب يههدعو اللههه ،ثههم ضههربوا ،فخههرج ال ِ
قريش ومن حضر :قد انتهى رضا رب ّههك يهها عبههد المطلههب ،فزعمههوا أن عبههد المطلههب
ث مرات ،فضربوا علهى عبهد اللهه ،وعلهى البهل ، ب عليها ثل َ قال :ل والله حتى أضر َ
وقام عبهد المطلهب يهدعو اللهه ،فخهرج القهدح علهى البهل ،ثهم عهادوا الثانيهة ،وعبهد
دح علهى البههل ،ثههم عههادوا الثالثههة ،وعبههد ق ْالمطلب قائم يدعو الله ،فضربوا ،فخرج ال ِ
صد ّ دح على البل ،فُنحرت ،ثم ُتركت ل ي ُ َ ق ْالمطلب قائم يدعو الله ،فضربوا ،فخرج ال ِ
مَنع .
عنها إنسان ول ي ُ ْ
سب ُعٌ .
قال ابن هشام :ويقال :إنسان ول َ
قال ابن هشام :وبين أضعاف هذا الحديث رجز لم يصههح عنههدنا عههن أحههد مهن
أهل العلم بالشعر.
ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد المطلب
عبد الله يرفضها :قال ابن إسحاق :ثم انصرف عبد المطلب آخذا ً بيد عبد
سد ابن عبد العهزى بههن قصههي بهن الله ،فمر به -فيما يزعمون -على امرأة من بني أ َ
كلب بن مرة بن كعب بن ل ُؤَيّ بن غالب
وفل بن أسد بن عبههد الُعهّزى ،وهههى عنهد الكعبهة .
ابن ِفهر :وهي أخت ورقة بن ن َ ْ
فقالت له حين نظرت إلى وجهه :أين تذهب يا عبد الله ؟ قال :
ي الن .قال :أنا مع أبي
عل ّ مع أبي .قالت :لك مث ُ
ل البل التى ُنحرت عنك ،وقعْ َ
،ول أستطيع خلفه ،ول فراقه .
عبد الله يتزوج آمنة بنت وهب :فخرج به عبد ُ المطلب حههتى أتههى بههه وهههب
مرة بن كعب بن ُلؤيّ ابن غههالب بههن فِهْههر -وهههو
هرة بن .كلب بن ُ مناف بن ُز ْ
بن عبد َ
يومئذ سيد بنى ُزهرة نسبا ً وشرفا ً –فزوجه ابنته آمنة بنههت وهههب وهههى يههومئذ -أفض هلُ
امرأة في قريش َنسبا ً وموضعًا.
أمهات آمنة :وهى لبّرة بنت عبد العُّزى بن عثمان بن عبد الدار بن ُقص ه ّ
ي بههن
سههد بههن عبههد
مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر .وب َهّرة لم حههبيب بنههت أ َ
كلب بن ُ
العُّزى بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر .وأم حبيب :لبرة
عبيد بن عُوَْيج بن عدي بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن ِفهر. وف بن ُ بنت عَ ْ
سبب زهد المرأة المعترضة لعبد الله فيه :فزعموا أنههه دخههل عليههها حيههن
مِلكها مكانه ،فوقع عليها ،فحملت برسول اللههه -صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليهههأ ْ
وسلم -ثم خرج من عندها ،فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت ،فقال لها :مهها
ى بالمس ؟ قالت له :فارقك النوُر الذي لك ل تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت عل ّ
كان معك بالمس ،فليس لي بك اليوم حاجة .وقد كههانت تسههمع مههن أخيههها ورقههة بههن
صر واتبع الكتب :أنه كائن في هذه المة نبي .نوفل -وكان قد تن ّ
قصة حمسسل آمنسسة برسسسول اللسسه -صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم اللسسه عليسسه
دث ،أن عبههد حه ّ
وسلم :قال ابن إسحاق :وحدثني أبي :إسحاقُ بههن يسههار :أنههه ُ
الله إنما دخل على امرأة .كانت له مع آمنة بنت وهب ،وقد عمل فههي طيههن لههه ،وبههه
آثار من الطين ،
فدعاها إلى نفسه ،فأبطأت عليه لما رأت به أثر الطين ،فخرج من عندها فتوضأ
وغسل ما كان به من ذلك الطين ،ثم خههرج عامههدا إلههى آمنههة ،فم هّر بههها ،فههدعته إلههى
نفسها ،فأبى عليها ،وعمد إلى آمنة ،فدخل عليها فأصابها ،فحملت بمحمد -صههلى اللههه
عليه وسلم الله عليه وسلم -ثم مر بههامرأته تلههك :فقههال لههها :هههل لههك ؟ قههالت :ل،
ت بها.ى ،ودخلت على آمنة فذهَب َ ْ غرةٌ بيضاء ،فدعوُتك فأبْيت عل ّ ت بى وبين عينيك ُ مرر َ
قال ابن إسحاق :فزعموا أن امرأته تلك كانت ُتحدث :أنه مر بها وبين عينيههه
غرة مثل غرة الفرس ،قالت :فدعوُته رجاَء أن تكههون تلههك بههي ،فههأبى علههى ،ودخههل
على آمنة ،فأصابها ،فحملت برسول الله -صلى اللهه عليهه وسهلم اللهه عليهه وسهلم -
ط قههومه نسههبًا، ل اللههه -صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه وسههلم -أوسه َ
فكان رسو ُ
مه -صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم . ً
وأعظمهم شرفا من ِقبل أبيه وأ ّ
ذكر ما قيل لمنة عند حملها برسول الله -صلى الله عليه وسلم اللسه
عليه وسلم
س -والله أعلم -أن آمنة ابنهة وههب أم رؤيا آمنة :ويزعمون -فيما يتحدث النا ُ
ث:
رسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم -كانت ُتحد ّ ُ
حملت برسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم -فقيل أنها أتيت حين َ
لها :إنك قد حملت بسيد هذه المة ،فإذا وقههع إلههى الرض ،فقههولي :أعيههذه بالواحههد،
من شّر كل حاسد ،ثم سميه :محمدا ً ورأت حين حملت به أنه خرج منها نههور رأت بههه
صَرى ،من أرض الشام .قصور ب ُ ْ
ث عبد ُ الله بن عبهد المطلهب ،أبهو رسهول اللهه -صهلى وفاة عبد الله :ثم لم يلب ْ
م رسول الله -صههلى اللههه عليههه وسههلم
الله عليه وسلم الله عليه وسلم -أن هلك ،وأ ّ
الله عليه وسلم -حامل به.
ولدة رسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم
ابن إسحاق يحدد الميلد :قال حدثنا أبو محمد عبد الملك ابههن هشههام قههال :
كائى عن محمد بن إسحاق قال ُ :ولد رسول الله -صلى الله حدثنا زياد بن عبد الله الب ّ
ة خلت من شهر ربيع الول ي عشرة ليل ً
عليه وسلم الله عليه وسلم -يوم الثنين ،لثنت ْ
م الفيل . ،عا َ
خَرمة عههن أبيههه
م ْ
طلب بن عبد الله بن قيس بن َ قال ابن إسحاق :وحدثنى الم ّ
خرمة .قال : جده قَْيس بن َ
م ْ عن َ
ُولدت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسههلم اللههه عليههه وسههلم -عههام الفيههل :
ن.
فنحن ل ِد ََتا ِ
ح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بههن عههوف ،عههن قال ابن إسحاق :وحدثني صال ُ
يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بهن سهعد بهن ُزَرارة النصهاري .قهال :حهدثني مهن
شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت ،قههال :واللههه إنههى لغلم يفعَههة ،ابههن سههبع
مةسنين أو ثمان ،أعقل كل ما سمعت ،إذ سمعت يهودي ّا ً يصرخ بأعلى صوته على أط َ َ
بيْثرب :يا معشَر يهود ! حتى إذا اجتمعوا إليه ،قالوا له :ويلك مهها لههك ؟! قههال :طلههع
م أحمد الذي ُولد به .
ة َنج ُ الليل ُ
قال ابن إسحاق :فسألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ،فقلت :
دم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
ق َ
م ْ
ابن كم كان حسان بن ثابت َ
المدينة ؟ فقال :ابن ستين ،وقدمها رسول الله – صلى الله عليههه وسههلم -وهههو
ابن ثلث وخمسين سنة ،فسمع حسان ما سمع ،وهو ابن سبع سنين .
إعلم جده لولدته وما فعله به :قال ابن إسحاق :فلما وضعته أمه -صههلى
ده عبد المطلب :أنه قد ُولد لك غلم ج ّ
الله عليه وسلم الله عليه وسلم -أرسلت إلى َ
حد ّث َْته بما رأت حين حملت به ،وما قيل لها فيههه
،فأته فانظْر إليه ،فأتاه فنظر إليه ،و َ
مَيه . ،وما أمرت به أن تس ّ
فيزعمون أن عبد المطلب أخذه ،فدخل به الكعبة فقام يدعو الله ،ويشكر له ما
أعطاه ،ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها ،والُتمس لرسول الله -صلى الله عليه وسههلم
الله عليه وسلم -الّرضعاُء.
قال ابن هشام :المراضع .وفي كتاب الله تبههارك وتعههالى فههي قصههة موسههى
ع{ ]القصص.[12: ض َ
مَرا ِمَنا عَل َي ْهِ ال ْ َ
حّر ْ
عليه السلم } :وَ َ
مرضعته حليمة :قال ابن إسحاق :فاسترضع له امرأة مههن بنههى سههعد بههن
ذؤْيب .بكر .يقال لها :حليمة ابنة أبى ُ
جَنة بن جابر بن ِرزام بههن ش ْ نسب مرضعته :وأبو ُ
ذؤْيب :عبد الله بن الحارث بن ِ
صههفةخ َ
عكرمة بههن َ صّية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن ِ ناصرة بن فُ َ
بن قَْيس بن عَْيلن .
زوج حليمة ونسبه :واسم أبيه الذي أرضعه -صلى الله عليه وسلم الله عليههه
ملن بن ناصرة بههن فُ َ
صهّية بههن نصههر بههن وسلم – الحارث ابن عبد العُّزى بن رفاعة بن َ
سعد ابن بكر بن هوازن.
قال ابن هشام ويقال :هلل بن ناصرة .
أولد حليمة :قال ابن إسحاق :وإخوته من الرضاعة :عبد الله ابن الحارث
خذامة بنت الحارث ،وهي الشيماء ،غلههب ذلههك علههى اسههمها ،وأن َْيسة بنت الحارث ،و ِ
فل ُتعرف في قومها إل به .وهم لحليمة بنت أبهي ذؤيهب ،عبهد اللهه بهن الحهارث ،أم
رسول الله -صلى الله عليههه وسههلم اللههه عليههه وسههلم -ويههذكرون أن الشههيماء كههانت
تحضنه مع أمها إذ ْ كان عندهم.
جهْههم مههولى الحههارث بههن حههاطب
جهْههم بههن أبههي َ
قال ابن إسحاق :وحههدثني َ
جمحى ،عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ،أو عمن حدثه عنه قال : ال ُ
سْعدية ،أم رسول الله -صلى الله حديث حليمة :كانت حليمة بنت أبي ُ
ذؤيب ال ّ
دث :أنها خرجت من بلدها مع زوجههها ،وابههن لههها صههغيرعليه وسلم -التي أرضعتهُ ،تح ّ
ترضعه في نسوة من بني سهعد بهن بكهر ،تلتمهس الرضهعاء ،قهالت :وذلهك فهي سهنة
مراء ،معنا شههارف لنهها ،واللهههق لنا شيئا ً :قالت :فخرجت على أتان لي ق ْ شهباء ،لم ُتب ِ
ض بقطرة ،وما ما ت َب ِ ّ
ننام َليَلنا أجمعَ من صبينا الذي معنا ،من بكائه من الجوع ،ما في ثديي ما يغنيههه ،
ديه -وما في شارفنا ما يغ ّ
ذيه -ولكنا كنا نرجو الغَْيث والفرج ،فخرجت على قال ابن هشام :ويقال :يغ ّ
ً
جفا ،حتى قههدمنا مكههة ً
كب ،حتى شقّ ذلك عليهم ضعفا وعَ َ ت بالّر ْ
م ُأتانى تلك ،فلقد أد َ ْ
عرض عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم نلتمس الرضعاء ،فما منا امرأة إل وقد ُ
الله عليه وسلم -فتأباه ،إذا قيل لها إنه يتيم ،وذلك :أنا إنما كنا نرجو المعههروف مههن
أبي الصبي ،فكنا نقول :يتيم ؟! وما
ده ؟ فكنا نكرهه لذلك ،فما بقيت امههرأة قههدمت معههي إل ج ّ
عسى أن تصنع أمه و َ
ت لصاحبى :واللههه إنههى لكههره أن أرجههع أخذت رضيعا غيري ،فلما أجمعنا النطلق قل ُ
من بين صواحبي ولم آخذ رضيعًا ،والله لذهبههن إلههى ذلههك اليههتيم ،فلخههذّته ،قههال :ل
ت إليه فأخههذُته ،ومهها ة .قالت :فذهب ُ ل لنا فيه برك ً ك أن تفعلي ،عسى الله أن يجع َ علي ِ
ذه إل أنى لم أجد غيَره . حملنى على أخ ِ
ت بههه إلههى رحلههي فلمهها الخير الذي أصاب حليمة :قالت :فلما أخههذُته ،رجعه ُ
جري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن ،فشرب حتى روي ،وشرب معههه ح ْ
وضعته في ِ
أخوه حتى روي ،ثم ناما ،وما كنا ننام معه قبل ذلك ،وقام زوجى إلههى شههارفنا تلههك ،
ت معه حتى انتهينا رِي ّا ً وشبعًا ،فبتنا بخير رب ،وشرب ُ ش ِفإذا إنها لحافل ،فحلب منها ما َ
ة
ت َنسههم ً ة ،لقههد أخههذ ِ ّ
ليلة .قالت :يقول صاحبي حين أصبحنا :تعلمههي واللههه يهها حليمه ُ
ت أتانى ،وحملتهه مباركة ،قالت :فقلت :والله إني لرجو ذلك .قالت :ثم خرجنا وركب ُ
رههم ،حهتى إن م ِح ُ
ب مها يقهدر عليههها شههىء مهن ُ ت بههالّرك ْ ِعليها معهي ،فهوالله لقطعه ْ
ت ههذه أتان َههك الهتي ك ! أربعي علينهها ،أليسه ْ ذؤْيب ،ويح ِ صواحبي ليقلن لي :يا ابنة أبى ُ
ن :والله إن لها لشَأناً. ْ
ت خرجت عليها ؟ فأقول لهن :بلى والله .إنها لهي هي فيقل َ كن ِ
بقالت :ثم قدمنا منازلنا من بلد بنى سعد .وما أعلم أرضها ً مههن أرض اللههه أجههد َ
شهَباعا ل ُّبنهها .فنحلههب ونشههرب .ومهها ى حين قدمنا به معنهها ِ منها ،فكانت غنمي تروح عل ّ
ضْرع .حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون يحلب إنسان قطرة لبن ،ول يجدها في َ
لرعيانهم :ويلكم أسرحوا حيث
ض بقطههرة لبههن ،وتههروح مهم جياعا ما ت َب ِ ّ
ذؤيب فتروح أغنا ُح راعي بنت أبي ُ يسر ُ
شباعا لّبنا ،فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصههلُته ؛ ً ُ غنمي ِ
جفراً.
ب شبابا ل يشّبه الغلمان ،فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلما َ ش ّوكان ي ِ
رجوع حليمة به إلى مكة أول مسسرة :قههالت :فقههدمنا بههه علههى أمههه ونحههن
ت لههها :لههو
مههه ،وقله ُ
ص شيء على مكثه فينا ؛ لما كنا نرى مههن بركتههه ؛ فكلمنهها أ ّ أحر ُ
ظ ،فإني أخشى عليه وباء مكة قههالت :فلههم نههزل بههها حههتى ي عندي حتى يغل ُ َ تركت ب ُن َ ّ
ردته معنا.
حديث الملكين اللذين شسقا بطنسه :قههالت :فرجعنهها بههه ،فههوالله إنههه بعههد
مقدمنا بشهر مع أخيه لفى ب َْهم لنا خلف بيوتنا ،إذ أتانا أخوه يشههتد ،فقههال لههي ولبيههه :
ذاك أخى القرشى قد أخذه رجلن عليهما ثياب بيض ،فأضجعاه ،فشههقا بطنههه ،فهمهها
جهُههه .قههالت :
سههوطانه ،قههالت :فخرجههت أنهها وأبههوه نحههوه فوجههدناه قائمهها منتقعهها و ْ يَ ُ
ي ،قال :جاءني رجلن عليهما ثياب بيض فالتزمته والتزمه أبوه ،فقلنا له :ما لك يا ب ُن َ ّ
خبائنا.
قا بطني ،فالتمسا شيئا ل أدري ما هو .قالت :فرجعنا إلى ِ ،فأضجعانى وش ّ
حليمة ترد محمدا ً -صلى الله عليه وسلم -إلى أمه :قههالت :وقههال لههي
أبوه :يا حليمة ،لقد خشيت أن يكون هذا الغلم قد أصيب ،فألحقيه بأهله قبل أن
مه ،فقالت :ما أقدمك بههه يهها يظهر ذلك به ،قالت :فاحتملناه ،فقدمنا به على أ ّ
ت حريصة عليه ،وعلى مكثه عندك ؟ قالت :فقلت :فقد بلغ اللههه بههابني ظ ِئ ُْر ،وقد كن ِ
ت الحداث عليه ،فأديته إليك كما تحبين .قههالت :مهها هههذا ي ،وتخوف ُوقضيت الذي عل ّ
ت عليههه عني حههتى أخبرُتههها .قههالت :أفتخههوف ِدقيني خبرك .قالت :فلم ت َد َ ْ شأنك ،فأص ُ
ن ؟ قالت :قلت :نعم ،قالت :كل .والله ما للشيطان عليههه مههن سههبيل ،وإن الشيطا َ
ت به :أنههه ى لشأنا ،أفل أخبرك خبره .قالت :قلت :بلى .قالت :رأيت حين حمل ُ ل ِب ُن َ ّ
صَرى من أرض الشام .ثم حملت بههه ،فههوالله مهها رأيههت : خرج مني نور أضاء قصور ب ُ ْ
ض، من حمل ق ّ
ف ول أيسر منه ،ووقع حيههن ولههدته وإنههه لواضههع يههديه بههالر ِ ط كان أخ ّ
رافع رأسه إلى السماء .دعيه عنك ،وانطلقي راشد ة .
الرسول ُيسأل عن نفسه وإجابته – صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم : -قسسال
ور بن يزيد عن بعض أهل العلم ،ول أحسبه إل عن خالههد بههن ابن إسحاق :وحدثني ث َ ْ
كلعي :أن نفرا ً من أصحاب رسول الله -صلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه مْعدان ال َ
َ
وسلم -قالوا له :يا رسههول اللههه ،أخبرنهها عههن نفسههك ؟ قههال :نعههم ،أنهها دعههوةُ أبههى
شرى أخي عيسى ،ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نهور أضهاء لهها إبراهيم ،وب ُ ْ
ت في بني سعد بن بكر .فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنهها نرعههى ضع ْ ُ سُتر ِ قصوَر الشام ،وا ْ
ست من ذهب مملوءة ثلجا .ثههم أخههذاني َ
ب َْهما لنا :إذ أتاني رجلن عليهما ثياب بيض بط ْ
قاه
فشقا بطنى ،واستخرجا قلبي ،فش ّ
ة سوداء فطرحاها .ثم غسههل قلههبي وبطنههي بههذلك الثلههج حههتى فاستخرجا منه عَل َ َ
ق ً
هما لصاحبه :زنه بعشرة من أمته ،فوزنني بهم فوزنُتهم ،ثم قال : أنقياه ،ثم قال أحد ُ ُ
زنه بمائة من أمته .فوزنني بهم فوزنتهم ،ثم قال :زنه بألف من أمته ،فههوزننى بهههم
فوزنتهم .فقال :دعه عنك ،فوالله لو وزنته بأمته لوزنها.
رعيه -صلى الله عليه وسلم -الغنم وافتخاره بقرشسسيته :قسسال ابسسن
إسحاق :وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم -يقههول " :مهها
عى الغنم ،قيل :وأنت يا رسول الله ؟ قال :وأنا ".
من نبي إل وقد ر َ
قال ابن إسحاق :وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم-
يقول لصحابه :
" أنا أعربكم ،أنا قرشي ،واسُترضعت في بنى سعد بن بكر ".
افتقاد حليمة له صلى الله عليسسه وسسسلم :قسسال ابسسن إسسسحاق :وزعههم
الناس فيما يتحدثون -والله أعلم -أن أمههه السههعدية لمهها قههدمت بههه مكههة أضهّلها فههي
مقبلة به نحو أهله ،فالتمسته فلم تجده ،فأتت عبد المطلب ،فقالت له الناس ،وهي ُ
:إني قد قدمت بمحمد هذه الليلة ،فلما كنت بأعلى مكة أضّلنى ،فهوالله مها أدري أيهن
هو ،فقام عبد المطلب عند الكعبة يدعو الله أن يرده ،فيزعمون أنههه وجههده ورقههة بههن
نوفل بن أسد ،ورجل آخر من قريههش ،فأتيهها بههه عبههد المطلههب ،فقههال لههه :هههذا ابنههك
وجدناه بأعلى مكة ،فأخذه عبد المطلههب ،فجعلههه علههى عنقههه ،وهههو يطههوف بالكعبههة
وذه ويدعو له ،ثم أرسل به إلى أمه آمنة.
ي ُعَ ّ
سبب آخر لرجوع حليمة به صلى الله عليه وسلم إلى مكة :قال ابسسن
ض أهل العلم ،أن مما هاج أمه السعدية على رده إلى أمه ،مههع إسحاق :وحدثنى بع ُ
ما ذكرت لمه مما أخبرتها عنه ،أن نفرا ً من الحبشة نصارى رأوه معها حين رجعت به
بعد فطامه ،فنظروا إليه ،وسألوها عنه وقلبوه ،ثم قههالوا لههها :لنأخههذن هههذا الغلم ،
مِلكنا وبلدنا؛ فإن هذا غلم كائن لههه شههأن نحههن نعههرف أمههره ،فزعههم
فلنذهبن به إلى َ
الذي حدثنى أنها لم تكد تنفلت به منهم .
وفاة آمنة
وحال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب بعدها
وفاة أمه صلى الله عليه وسلم :قال ابن إسحاق :وكان رسول اللههه -
صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم -
ده عبد المطلب بن هاشههم فههي كلءة اللههه وحفظههه ، مع أمه آمنة بنت وهب ،وج ّ
ينبته الله نباتا حسنًا ،لما يريد به من كرامته ،فلما بلغ رسههول اللههه -صههلى اللههه عليههه
ت سنين ُ ،توفيت أمه آمنة بنت وهب. وسلم الله عليه وسلم -س ّ
عمر رسول الله صلى الله عليسسه وسسسلم حيسسن وفسساة أمسسه :قسسال ابسسن
إسحاق :حدثنى عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم :
أن أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم -آمنههة ت ُههوفيت ورسههول
ت سههنين بههالبواء ،بيههن مكههة، ن سه ّالله -صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم – اب ه ُ
والمدينة ،وكانت قد قدمت به على أخواله ،من بنههي عههدي بههن النجههار ُتزيههره إيههاهم ،
فماتت ،وهى راجعة به إلى مكة.
جاريههة، س هْلمى بنههت َ
عمههرو الن ّ ّ قال ابن هشام :أم عبد المطلههب بههن هاشههم َ :
فهذه الخئولة التى ذكرها ابن إسحاق لرسول الله -صلى الله عليههه وسههلم اللههه عليههه
وسلم -فيهم .
إجلل عبد المطلب له )صلى الله عليه وسسسلم( :قسسال ابسسن إسسسحاق :
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم -مع جده عبد المطلههب بههن
ل الكعبة ،فكههان بنههوه يجلسههون حههول هاشم ،وكان ُيوضعَ لعبد المطلب ِفراش في ظ ّ
ِفراشه ذلك ،حتى يخرج إليه ،ل يجلس عليههه أحههد مههن بنيههه إجلل ً لههه ،قههال :فكههان
فههر ،حههتى
ج ْ
رسول الله -صلى الله عليه وسههلم اللههه عليههه وسههلم -يههأتى ،وهههو غلم َ
يجلس عليه ،فيأخذه أعمامه ،ليؤخروه عنه ،فيقول عبد المطلب -إذا رأى ذلك منهم
:دعوا ابني ،فوالله إن له لشأنا ،ثم يجلسه معه على الفههراش ويمسههح ظهههره بيههده ،
ويسره ما يراه يصنع .
وفاة عبد المطلب وما ُرثي به من الشعر
فلما بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم -ثمانى سههنين هلههك
عبد المطلب بن هاشم ،وذلك بعد الفيل بثمانى سنين .
مْعبد بن عباس ،عن بعههض
قال ابن إسحاق :وحدثني العباس بن عبد الله بن َ
أهله :أن عبد المطلب توفي ورسول الله -صلى الله عليه وسلم -ابن ثمانى سنين .
عبد المطلب يطلب من بنساته أن يرثينسسه :قسال ابسسن إسسحاق :حههدثنى
محمد بن سعيد بن المسيب :أن عبد المطلب لما حضههرته الوفههاة ،وعههرف أنههه ميههت
مْيمهة،صههفية ،وب َهّرة ،وعاتكهة ،وأم حكيهم البيضهاء ،وأ َ
ت نسههوة َ :
ن سه ّ جمع بنهاته ،و ُ
كه ّ
ى حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت . وأْرَوى ،فقال لهن :ابكين عل ّ
قال ابن هشام :ولم أر أحدا ً من أهل العلم بالشعر يعرف هذا الشههعر ،إل أنههه
لما رواه عن محمد بن سعيد بن المسيب ،كتبناه :
رثاء صفية بنت عبد المطلب لبيها :فقالت صفية بنت عبد المطلب تبكههى
أباها :
صعيدِ
ال ّ بقارعة ل
َرج ٍ على ل
ت نائحةٍ بليهه ٍ ت لصو ِ #أِرق ُ
الفريدِ درح ِ كَ ُ
من ْ َ خذي على م دموعهي #ففاضت عند َ ذلك ُ ُ
العبيدِ على ن
مبي ُ
ال ُ الفض ُ
ل له ل كريم ٍ غيرِ وَغْ ٍ
ل #على رج ٍ
إعجاب عبد المطلب بالرثاء :قال ابن إسحاق :فزعم لي محمد بن سعيد
بن المسّيب أنه أشار برأسه ،وقد أصمت :أن هكذا فابكيننى.
هب
حْزن بن أبى وَ ْ
حْزن :قال ابن هشام :المسّيب بن َ
نسب المسّيب بن َ
بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم .
رثاء حذيفة بن غانم لعبد المطلب :قال ابن إسحاق :وقال حذيفههة بههن
غانم أخو بني عدي بن كعب بن لؤيّ يبكي عبد المطلههب ابههن هاشههم بههن عبههد منههاف ،
ويذكر فضله ،وفضل ُقصى على قريش ،وفضل ولده من بعده عليهم ،وذلك أنه أخههذ
بغرم أربعههة آلف درهههم بمكههة ،فوقههف بههها فمههر بههه أبههو لهههب :عبههد العههزى بههن عبههد
المطلب ،فافتكه :
ي جودا بالدموع على الصدر
#أعين ّ
قطر
سَبل ال َ
قيُتما َ
س ِ
#ول تسأما أ ْ
#وجودا بدمع ،واسفحا كل شارق
وه نائب الدهر #بكاء امرئ لم ي ُ ْ
ش ِ
ما ،واسجما ما بقيتما
ج ّ
حا ،و ُ
س ّ
#و ُ
ستر
#على ذي حياء من قريش ،وذي ِ
جل ْدِ ال ُ
قوى ،ذي حفيظة #على رجل َ
#جميل المحّيا غير ن ِ ْ
كس ول هذ ِْر
#على الماجدِ الُبهلول ذي الباع واللهى
سر
حوط وفي العُ ْ #ربيع ُلؤيّ في ال ُ
ق ُ
مَعد وناعل
ف من َ
#على خير حا ٍ
ر
ح ِ
خيم والن ْ
#كريم المساعى ،طّيب ال ِ
م أصل وفرعا ً ومعدنا
#وخيره ُ
مكرمات وبالذكر
#وأحظاهم بال ُ
م بالمجدِ والحلم ِ والّنهى
#وأوله ُ
حفات من الغُْبر
ج ِ
م ْ
ضل عند ال ُ
#وبالف ْ
#على شيبةِ الحمدِ الذي كان وجُهه
#يضيُء سواد َ الليل كالقمر البد ِْر
م
خبز هاش ٌ
ج ثم لل ُ
#وساقي الحجي َ
فْهري
#وعبد مناف ،ذلك السيد ال ِ
#طوى زمزما ً عند المقام ،فأصبح ْ
ت
#سقايُته فخرا ً على ك ّ
ل ذي فَ ْ
خر
ة
ن بكُرب ٍ ك عليه ك ّ
ل عا ٍ #ل ِي َب ْ ِ
ل وذي وَفْ ِ
ر #آل ُقصى من ُ
مق ّ
سراة ،كهُلهم وشباُبهم
#بنوه َ
ة الطائر الصقر
م بيض ُ
#تفّيق عنه ْ
ة كّلها #قُ َ
صي الذي عادى كنان َ
ت الله في الُعسر واليسر
#ورابط بي َ
#فإن ت ُ
ك غالته المنايا وصرُفها
ر
ن النقيبةِ والم ِ
#فقد عاش ميمو َ
#وأبقى رجال ً سادةً غيَر عُّز ٍ
ل
ر
م ِ
س ْ ت ،أمثا َ
ل الّرد َْينّية ال ّ #مصالي َ
ى حباؤه
قى إل ّ
#أبو عتبة المل َ
ن من َنفر غُّر
ن اللو ِ
هجا ُ
#أغّرِ ،
دى #وحمزةُ مث ُ
ل البدِر ،يهتز للن ّ َ
ب وال ّ
ذمام ِ من الغَد ِْر ي الثيا ِ
#نق ّ
ة
حفيظ ٍ
ف ماجذ ذو َ
#وعبد ُ منا ٍ
ر َ #وصو ٌ
ل لذي القربى رحيم بذي الصه ِ
ل ،ونسُلهم
#كهوُلهم خيُر الكهو ِ
ك ،ل تبوُر ول تحرى
ل الملو ِ
#كنس ِ
م الدهَر ناشئا ً
#متى ما ُتلقي منه ُ
جري
جرّيا أوائله ي َ ْ
ده بإ ْ
#تج ْ
حاء مجدا ً وعّزةً
م ملئوا البط َ
#هُ ُ
ت في سالف العصر
#إذا اسُتبق الخيرا ُ
عمارة
#وفيهم بناة للُعل و ِ
م ،جابُر الكسر
ده ْ
ج ّ
#وعبد ُ مناف َ
#بإنكاِح عوفي بنَته ليجيَرنا
#من أعدائنا إذ أسلمتنا بنو ِفهر
دها
مي البلدِ ونج َ
#فسرنا ِتها ِ
#بأمِنه حتى خاضت العيُر في البحر
قهم
س بادٍ فري ُ
#وهم حضروا والنا ُ
#وليس بها إل شيوخ بنى عمرو
ة ،وط َوَْوا بها وها ديارا ً َ
جم ً #بن ْ
ح الماَء من ث َب َِج البح ِ
ر #بئارا ً ت ُ
س ّ
ج منها ،وغيُرهم
ب الحجا ُ
#لكي يشر ُ
صبح تابعة النحر
#إذا ابتدروها ُ
م #ثلثة أيام تظ ّ
ل ركابهُ ُ
ر
ج ِ
ح ْ
ب وال ِ
ة بين الخاش ِ
مخيس ً
ُ #
ة
حقب ً دما غَِنينا قب َ
ل ذلك ِ #وقِ ْ
ر
ف ِ
ح ْ
م أو ال َ
خ ّ
#ول نسَتقى إل ب ُ
قم دوَنه
ب ُين َ
#وهم يغفرون الذن َ
ر
ج ِ
ل السفاهةِ والهُ ْ
#ويعفون عن قو ِ
ف الحابيش كّلها
#وهم جمعوا حل َ
ر
غواةَ بني بك ِ #وهم ن ّ
كلوا عنا ُ
ن ،فل تزل
ج إما أهلك ّ
#فخار َ
#لهم شاكرا ً حتى ُتغّيب في القب ِ
ر
ن ُلبنى؛ فإنه
دى اب ُ
#ول تنس ما أس َ
ر #قد اسدى يدا ً محقوق ً
ة منك بالشك ِ
#وأنت ابن لبنى من قصى إذا انتموا
#بحيث انتهى قصد الفؤاد من الصدر
#وأنت تناولت الُعل ،فجمعتها
ر
س ِ محتدٍ للمجدِ ذي ث ََبج َ
ج ْ #إلى َ
م ب َذ ْل ً ونائل ً ت وف ُ ّ
ت القو َ #سبق َ
ر
م ِ ت وليدا ً ك ّ
ل ذي سؤددٍ غَ ْ سد ْ َ
#و ُ
خزاعة جوهٌر
سر من ُ
مك ِ
#وأ ّ
ر
خب ْ ِ
ب يوما ذوو ال ُ
صل النسا َ
ح ّ
#إذا َ
مى ،وتنتمى
#إلى سبأ البطال ت ُن ْ َ
ر ة في ُ
ذرا الّزه ِ م بها منسوب ً
#فأكر ْ
ن مالك
مر منهم ،وعمُرو ب ُ #أبو َ
ش ِ
ن من قومها وأبو الجبر
جد َ ٍ
#وذو َ
ة
حج ً
س عشرين ِ
#وأسعد ُ قاد َ النا َ
ن بالنصر #يؤيد ُ في تلك المواط ِ
خزاعههة " ،يعنههى أبهها لهههب ،أمههه :لبنههى بنههت
سّر من ُ
قال ابن هشام " :أمك ِ
هاجر الخزاعي ،وقوله " :بإجريا أوائله " عن غير ابن إسحاق .
رثاء مطرود الخزاعي لعبد المطلب :قال ابن إسحاق :وقههال مطههرود
بن كعب الخزاعى يبكى عبد المطلب وبنى عبد مناف :
ف
ل عبد منا ِ ت عن آ ِ
هل سأل َ ول رحَله ح ّ
م َل ال ُ #يا أيها الرج ُ
جْرم ومن إْقرا ِ
ف مُنوك من ُض َِ ت بداِرهم حلل َ مك ،لو َ كأ ّ #هَب َل َت ْ َ
حتى يعود َ فقيُرهم كالكافي م
ره ً
#الخالطين غنّيهم بفقي ِ
ف
والظاعنين لرحلةِ اِليل ِ #المنِعمين إذا النجوم تغّيرت
جاف س في الّر ّ ب الشم ُ ت حتى تغي َ
ح تناوح ْن إذا الريا ُ #والمطعمي َ
ف
ت نطا ِ قد ذا ِ ق مثلك عَ ْمن فو ِ ل فما جرى فعا ِ ت أبا ال ِما هَل َك ْ َ #إ ّ
ف
مطلب أبي الضيا ِ ّ َوالفيض ُ ده
#إل أبيك أخي المكارم وح َ
قال ابن إسحاق :فلما هلك عبد المطلب بن هاشم ولي زمزم والسقاية عليها
بعده العباس بن عبد المطلب ،وهو يومئذ من أحدث إخوته سنا ،فلم تزل إليههه ،حههتى
قام السلم وهي بيده .فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسههلم لههه
على ما مضى من وليته ،فهي إلى آل العباس ،بولية العباس إياها ،إلى اليوم .
كفالة أبي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليهه وسههلم بعهد عبهد المطلهب مهع
مه أبا طالب ،وذلك صى به ع ّعمه أبي طالب ،وكان عبد المطلب -فيما يزعمون -يو ِ
لن عبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسههلم وأبهها طههالب أخههوان
ب وأم .أمهما :فاطمة ل ٍ
عمرو بن عائذ بن عَْبد بن عمران بن مخزوم .
بنت َ
قال ابن هشام :عائذ بن عمران بن مخزوم .
قال ابن إسحاق :وكان أبو طالب هو الذي يلههي أمههر رسههول اللههه صههلى اللههه
عليه وسلم الله عليه وسلم بعد جده ،فكان إليه ومعه .
اللهبي العائف :قال ابن إسحاق :وحدثني يحيي بن عّباد بن عبههد اللههه بههن
ب -
الزبير ،أن أباه حدثه :أن رجل من ل ِهْ ٍ
دم مكههة أتههاه شُنوءة -كان عائفًا ،فكان إذا قَ ِ قال ابن هشام :ولْهب :من أزد َ
ف لهم فيهم .قال :فأتى به أبو طالب ،وهو رجال قريش بغلمانهم ينظر إليهم ،ويعتا ُ
غلم مع من يأتيه ،فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسههلم اللههه عليههه وسههلم ثههم
صه عليه غّيبه ى به فلما رأى أبو طالب حر َ شغله عنه شئ ،فلما فرغ قال :الغلم .عل ّ
ن لههه شههأن . ً
م الذي رأيت آنفا ،فوالله ليكون ّ ي الغل َعنه ،فجعل يقول :ويلكم ! ُردوا عل ّ
قال :فانطلق أبو طالب .
قصة بحيرى
محمد صلى الله عليه وسلم يخسرج مسع عمسه إلسى الشسام :قسال ابسن
كب تاجرا ً إلى الشام ،فلما تهيأ للرحيل ،وأجمعإسحاق :ثم إن أبا طالب خرج في َر ْ
ب به رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليههه وسههلم -فيمهها يزعمههون -ص ّ
المسير َ
فرقّ له ،وقال :
والله لخرجن به معى ،ول يفارقني ،ول أفارقه أبدًا ،أو كما قال .فخرج به معه.
صَرى من أرض الشام ،وبها بحيرى يحتفي بتجار قريش :فلما نزل الركب ب ُ ْ
راهب يقال له َ :بحيَرى في صومعة له ،وكان إليه علم أهل النصههرانية ،ولههم يههزل فهي
ط راههب ،إليههه يصهير علمههم عهن كتهاب فيهها -فيمها يزعمههون - تلك الصومعة منذ قه ّ
حيرى ،وكانوا كثيرا ً ما يمرون بههه قبههل يتوارثونه كابرا ً عن كابر .فلما نزلوا ذلك العام بب ِ
رض لهم ،حتى كهان ذلهك العهام .فلمهها نزلههوا بههه قريبها ً مههن ذلك ،فل يكلمهم ،ول ي َعْ ِ
صومعته صنع لهم طعاما ً كثيرًا ،وذلك -فيما يزعمون -عههن شههىء رآه فههي صههومعته ،
يزعمون أنه رأى رسول اللههه -صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه وسههلم -وهههو فههي
صومعته في الركب حين أقبلوا ،وغمامة ت ُظ ِّله من بين القوم .قال :ثم أقبلههوا فنزلههوا
ن
صههرت أغصهها ُ ة ،وته ّ ل شجرةٍ قريبا ً منه ،فنظر إلى الغمامة حين أظّلت الشجر َ في ظ ّ
لالشجرةِ على رسول الله -صلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه وسههلم -حههتى اسههتظ ّ
صنع ،ثم أرسههل تحتها ،فلما رأى ذلك َبحيرى نزل من صومعته وقد أمر بذلك الطعام ف ُ
إليهم ،فقال :إنى قد صنعت لكم طعاما ً يا معشر قريش ،فأنا أحب أن
دكم وحّركم ،فقال له رجل منهم :والله يهها تحضروا ،كلكم صغيُركم وكبيركم وعب ُ
َبحيَرى إن لك لشأنا ً اليوم ! ما كنت تصنع هذا بنا ،وقد كنا نمههر بههك كههثيرًا ،فمهها شههانك
ت أن ت ،قد كان ما تقول ،ولكنكههم ضههيف ،وقههد أحببه ُ م ؟! قال له َبحيَرى :صدق َ
اليو َ
ل اللههه – ً
مكم ،وأصنعَ لكم طعاما ،فتأكلوا منه كلكم .فاجتمعوا إليههه وتخلههف رسههو ُ أكر َ
ل القوم صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم – من بين القوم ِ ،لحداثة سّنه ،في رحا ِ
تحت الشجرة ،فلما نظر َبحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده ،فقال
ن أحد ٌ منكم عن طعامي ،قالوا له :يها َبحيهرى ،مها تخلهف :يا معشر قريش ! ل يتخلف ّ
سهن ًّا ،فتخلهف فهي رحهالهم ،
عنك أحد ينبغي له أن يأتَيك إل غلم ،وههو أحهدث القهوم ِ
فقال :ل تفعلوا ،ادعوه ،فليحضْر هذا الطعام معكم .قال :فقال رجل من قريش مع
ن عبد الله بن عبهد المطهب عهن القوم :واللت والعزى ،إن كان ل َُلؤ ٌ
م بنا أن يتخلف اب ُ
طعام من بيننا ،ثم قام إليه فاحتضنه ،وأجلسه مع القوم .
بحيرى يتثبت من محمد صلى الله عليسسه وسسسلم :فلمهها رآه َبحيههرى ،جعههل
يلحظه لحظا ً شديدًا ،وينظر إلى أشياء من جسده ،قد كان يجههدها عنههده مههن صههفته ،
م ،أسههالك م من طعامهم وتفرقوا ،قههام إليههه بحيههرى ،فقههال :يهها غل ُ حتى إذا فرغ القو ُ
بحق اللت والعزى إل ما أخبرتني عما أسألك عنههه ،وإنمهها قههال لههه َبحيههرى ذلههك؛ لنههه
سمع قومه يحلفون بهما فزعموا أن رسول الله – صههلى اللههه عليههه وسههلم اللههه عليههه
ت شههيئا ً قههط بغضهههما،وسلم – قال :ل تسًالني باللت والعزى شيئًا ،فههوالله مهها أبغضه ُ
فقال له َبحيرى :فبالله إل ما أخبرتني عما أسألك عنه ،فقال له :سلني عما بدا لك .
فجعل يسأله عن أشياء من حاله :من نومه وهيئته وأموِره ،فجعل رسول الله – صلى
الله عليه وسلم الله عليه وسلم – يخبره ،فيوافق ذلك ما عند َبحيرى من صههفته ،ثههم
م النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده . خات َ َ
ه؛ فرأى َ
نظر إلى ظهر ِ
جم .ح َ
م ْ قال ابن هشام :وكان مث َ
ل أثرِ ال ِ
َبحيرى يوصي أبسا طسالب بمحمسد صسلى اللسه عليسه وسسلم :قسال ابسن
إسحاق :فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب ،فقال له :ما هذا الغلم منك ؟ قال :
ي .قال له َبحيرى :ما هو بابنك ،وما ينبغي لهذا الغلم أن يكون أبههوه حي ّهها ،قههال :
ابن ٍ
حبلهى بهه ،قهال :صهدقت ، فإنه ابن أخي ،قال :فما فعل أبهوه ؟ قهال :مهات وأمهه ُ
د ،فوالله لئن رأْوه ،وعرفوا منه ما عرفت فارجع بابن أخيك إلى بلده ،واحذر عليه يهو َ
ل َي َب ُْغنه شّرًا ،فإنه كائن لبن أخيك هذا شأن عظيم ،فأسرعْ به إلى بلده .
بعض من أهل الكتاب يريدون بمحمد صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم وسسسلم
الشر :فخرج به عمه أبو طالب سريعًا ،حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام
دريسا ً -وهم نفر مههن أهههل الكتههاب -قههد فزعموا فيما روى الناس :أن زَرْيرا ً وَتماما ً و َ
كانوا رأوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم -مثل ما رآه بحيرى في ذلك السههفر
الذي كان فيه مع عمه أبى طالب ،فأرادوه ،فردهههم عنههه َبحيههرى ،وذ ّ
كرهههم اللههه ومهها
ره وصفته ،وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليههه ، يجدون في الكتاب من ذك ِ
ولم يزل بهم ،حتى عرفوا ما قال لهم ،وصدقوه بما قال ،فتركوه وانصرفوا عنه .
محمد صلى الله عليه وسلم يشب على مكارم الخلق :فشب رسههول
ظه ويحوطه من أقذار الجاهلية، الله -صلى الله عليه وسلم -والله تعالى يكلؤه ويحف ُ
ل قومه مروءة ،وأحسهَنهم ما يريد به من كرامته ورسالته ،حتى بلغ أن كان رجل أفض َ لِ َ
مهههم مهم حسبا ،وأحسَنهم جوارًا ،وأعظمهم ِ
حلمهها ،وأصههدَقهم حههديثا ،وأعظ َ خلقا ،وأكر َ ُ
فحش والخلق التي تدّنس الرجال تنّزها وتكرما ،حتى مهها اسههمه ة ،وأبعدهم من ال ُأمان ً
ما جمع الله فيه من المورِ الصالحة .
في قومه إل المين ،ل ِ َ
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسسدث عسسن حفسسظ اللسسه لسسه :وكههان
دث عما كان الله يحفظه به فههي ذكر لي يح ّ ل الله -صلى الله عليه وسلم -فيما ُ رسو ُ
ض مهان قريهش ننقهل حجهارةً لبعه ِ صغره وأمر جاهليته ،أنه قال :لقد رأيُتني في غلما ِ
يلعههب بههه الغلمههان ،كلنهها قههد تعهّرى ،وأخههذ إزاَره ،فجعلههه علههى رقبتههه ،يحمههل عليههه
ة ثههم قههال : ة ،فإنى لْقبل معهم كذلك وأدبر ،إذ لكمني لكم ما أراه لكم ً
ة وجيعه ً الحجار َ
ل الحجههارةَ علههى رقبههتى ى ،ثم جعلت أحم ُ شد ّ عليك إزاَرك .قال :فأخذته وشددته عل ّ ُ
ى من بين أصحابي . وإزاري عل ّ
جارف َ
حرب ال ِ
قال ابن هشام ٍ :فلما بلغ رسول الله -صلى الله عليهه وسهلم -أربهعَ ع ْ
شهرةَ
مههرو بههن الَعلء
عبيدة النحوي ،عن أبي عَ ْشرةَ سنة -فيما حدثني أبو ُسع ْ خم َ
ة ،أو َ
سن ً
َ
كنانة ،وبين قْيس عَْيلن .
جار بين قريش ومن معها من ِ ف َ -هاجت حرب ال ِ
عروةَ الّرحال بن عتبة بن جعفر بن كلب بن ربيعة سببها :وكان الذي هاجها أن ُ
ذر ،فقههال لههه
من ِة للنعمان بن ال ُ َ
صعة بن معاوية بن هوازن ،أجار لطيم ً صع ْ َ بن عامر بن َ
منههاة بههن كنانههة :أتجيرههها علههى ضمرة ابههن بكههر بههن عبههد َ البّراض بن قيس ،أحد بني َ
حههال ،وخههرج الههبّراض يطلههب كنانة ؟ قال :نعم ،وعلى الخلق ،فخرج فيها عههروة الر ّ
عروة ،فوثب عليه البراض ،فقتلههه طلل بالعالية ،غفل ُ من ذي ِ غفلته ،حتى إذا كان بت َي ْ َ
مي :الفجار .وقال البراض في ذلك : س ّفي الشهر الحرام ،فلذلك ُ
ضلوعي ت لها -بني بكر ُ - شد َد ْ ُ َ س قبلي م النا َ #وداهيةٍ ُته ّ
ضروعي بال ّ ت الموال َ وأرضع ُ بت بنى كل ٍ ت بها بيو َ #هدم ُ
جذ ِْع الصريع خّر يميد ُ كال ِ فَ َ في لك ّ ّ َ
ت له بذي طل َ #رفع ُ
ن مالك بن جعفر بن كلب : وقال َلبيد ب ُ
سي وا ِ م َ ب لها َ
وعامَر والخطو ُ ب
ت -بني كل ٍ ض َ #أبلغْ -إن عََر ْ
ل ل القتيل بني هل ِ وأخوا َ مْيرت -بني ن ُ َ ض َ #وبّلغ -إن عَّر ْ
لن ِذي ط َِل ِ م َمقيما ً عند ت َي ْ َ ُ ل أمسى حا َ #بأن الوافد َ الّر ّ
وهذه البيات في أبيات له فيما ذكر ابن هشام .
ت قريشههًا ،فقههال :إن قتال هوازن لقريش :قسسال ابسسن هشسسام :فههأتى آ ٍ
ة ،وهم في الشهر الحرام بعُك َههاظ ،وهَههوازن ل تشههعر ،ثههم بلغهههم عرو َ
البّراض قد قتل ُ
الخبر فاتبعوهم ،فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم ،فاقتتلوا حههتى جهاء الليههل ،ودخلههوا
م ،فأمسكت عنهم هوازن ،ثم التقهوا بعهد ههذا اليهوم أيامها ،والقهوم متسهاندون ، الحر َ
س منهم . ل من قريش وكنانة رئيس منهم ،وعلى كل قبيل من قيس رئي ٌ على كل قبي ٍ
الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم يشسسهد القتسال وهسو صسسغير :وشهههد
رسول الله -صلى الله عليه وسههلم -بعههض أيههامهم ،أخرجههه أعمههامه معهههم ،وقههال
ل علههى أعمههامي ،أي أرد ّ عنهههم ن َب ْه َ
ل رسول الله -صلى اللههه عليههه وسههلم :كنههت أن َب ّه ُ
عدّوهم ،إذا رموهم بها.
سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هسسذه الحسسرب :قسسال ابسسن
جار ،ورسول الله -صلى اللههه عليههه وسههلم -ابههن عشههرين ف َ
إسحاق :هاجت حرب ال ِ
ل هذان م الفجار ،بما استح ّ سمى يو َ سنة .سبب تسمية هذا اليوم بالفجار :وإنما ُ
الحيان :كنانة وقَْيس عَْيلن فيه من المحارم بينهم .
قائد قريش وكنانة :وكان قائد قريش وكنانة حرب بن أمية بن
عبد شمس ،وكان الظفر فههي أول النهههار لقيههس علههى كنانههة ،حههتى إذا كههان فههي
وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس.
قال ابن هشام :وحديث الفجار أطول مما ذكرت ،وإنما منعنى مههن استقصههائه
قطعه حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم.
سرة ،فقبله رسول ال -صلى ال عليه وسلم منها وخرج في مالها ذلك ،وخرج معه غلُمها ميسرة ،حتى قدم الشام .
َمْي َ
ل شجرةٍ قريبًا من صومعة راهب من حديثه -صلى ال عليه وسلم مع الراهب :فنزل رسول ال -صلى ال عليه وسلم في ظ ّ
ت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة :هذا رجل من قريش من ن هذا الرجل الذي نزل تح َ ب إلى ميسرة ،فقال له َ :م ْ
طلع الراه ُ
الرهبان ،فا ّ
ي .
ط إل نب ّ
أهل الحرم ،فقال له الراهب :ما نزل تحت هذه الشجرة ق ّ
ثم باع رسول ال -صلى ال عليه وسلم سلعَته التي خرج بها ،واشترى ما أراد
لنه
ي ،ثم أقبل قافل إلى مكَة ،ومعه ميسرُة ،فكان ميسرُة -فيما يزعمون -إذا كانت الهاجرة ،واشتد الحّر ،يَرى ملكين يظ ّ أن يشتر َ
من الشمس -وهو يسير على بعيره ،فلما قدم مكة على خديجة بمالها ،باعت ما جاء به ،فأضعف أو قريبًا .وحّدثها ميسرة عن قول
ل الملكين إياه .
الراهب ،وعما كان يرى من إظل ِ
عليه.
صي بن كلب بن ُمّرة بن كعب بن ُلَؤي ابن سد بن عبد الُعّزى بن ق َ
خَوْيلد بن أ َ
نسب خديجة رضي ال عنها :وهى خديجة بنت ُ
غالب بن ِفْهر.
جر بن عبد ابن َمِعيص بن عامر بن ُلَؤي بن غالب بن فهر. حَن الصّم بن رواحة بن َ ت زائدَة ب ِ
وأمها :فاطمُة بن ُ
عمرو بن َمعيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن ِفْهر. عمرو بن ُمْنِقذ ابن َت عبد مناف بن الحارث بن َ وأّم فاطمة :هالُة بن ُ
صْيص ابن كعب بن لؤي بن غالب بن ِفْهر. عمرو بن ُه َ سْهم بن َسْعد بن َ
سَعْيد بن َ
ت ُوأم هالة ِ :قلبُة بن ُ
ل ال -صلى ال عليه وسلم ذكر الرسول -صلى ال عليه وسلم يتزوج من خديجة بعد استشارة أعمامه :فلما قالت ذلك لرسو ِ
سد فخطبها إليه ،فتزوجها. خَوْيلد ابن أ َ
ن عبد المطلب -رحمه ال -حتى دخل على ُ ذلك لعماِمه ،فخرج معه عمه حمزُة ب ُ
ل امرأة تزوجها رسول ال – ل ال – صلى ال عليه وسلم عشرين َبْكرة ،وكانت أو َ صداق خديجة :قال ابن هشام :وأصدقها رسو ُ
ج عليها غيَرها حتى ماتت ،رضى ال عنها. صلى ال عليه وسلم ولم يتزو ْ
ل ال -صلى ال عليه وسلم ولَده ُكّلهم إل إبراهيم : ن إسحاق :فولدت لرسو ِ أولده -صلى ال عليه وسلم من خديجة :قال اب ُ
ب ورقيَة ،وأَم كلثوم ،وفاطمَة ،عليهم السلم . القاسَم ،وبه كان ُيْكَنى -صلى ال عليه وسلم ،والطاهَر والطيب ،وزين َ
ب ،ثم أّم كلثوم ،ثم فاطمُةب ،ثم الطاهُر ،وأكبر بناته :رقيُة ،ثم زين ُ ترتيب ولدتهم :قال ابن هشام :أكبر بنيه :القاسُم ،ثم الطي ُ
.
ن معه
ن السلَم ،فأسلمن وهاجر َ ن أدرْك َ
قال ابن إسحاق :فأما القاسم ،والطيب ،والطاهر فهلكوا في الجاهلية .وأما بناُته :فكّله ّ
صلى ال عليه وسلم .
ن وهب عن ابن َلِهيعة ،قال :أّم إبراهيم :مارية إبراهيم وأمه :قال ابن هشام :وأما إبراهيُم فأمه :ماريُة القبطيُة .حدثنا عبد ال ب ُ
صَنا.
حْفن من كورة أْن ِسرية النبي -صلى ال عليه وسلم التي أهداها إليه المقوقس من َ
جا
ويلقى من يسالمه ُفلو َ خسارًا #فيْلَقى من يحارُبه َ
جا
ت أّوَلهم ُولو َ ت فكن ُشِهْد ُ
َ #فيا ليتي إذا ما كان َذاكْم
جا
جت بمكِتها عجي َ ولو ع ّ ت قري ٌ
ش ُ #ولوجا في الذي كره ْ
جا
ك لبرو َ سَم َ
ن َبمن يختار َم ْ جى بالذي كِرهوا جميعًا #أَر ّ
جا
عرو َ ش إن سفلوا ُ إلى ذي العر َ سفالِة غيُر ُكفر #وهل أمُر ال ّ
جا
ضجي َ ج الكافرون لها َ ضَّي ُ ن أموٌر ق تك ْ
#فإن يبقوا َوأب َ
جا
حُرو َ
من القداِر َمْتَلفًة َ سَيْلَقى
ل فتى َك فك ّ #وإن أهل ْ
ضمًا فوق القامة ،فأرادوا رفَعها وتسقيَفها ،وذلك أن نفرًا سرقوا كنزًا للكعبة ،وإنما
بذلك ،ليسقفوها ويهابون هدَمها ،وإنما كانت َر ْ
كان يكون في بئر في جوف الكعبة ،وكان الذي ُوجد عنده الكنز ُدَوْيكًا مولى لبنى ُمَلْيح بن عمرو من خزاعة .
قال ابن هشام :فقطعت قريش يده .
جّدة لرجل من تجار الروم ،فتحطمت ،فأخذوا وتزعم قريش أن الذين سرقوه وضعوه عند ُدَوْيك ،وكان البحر قد رمى بسفينة إلى ُ
ج من بئر الكعبة حّيٌة تخر ُ
ض ما ُيصلحها ،وكانت َخشبها فأعدوه لتسقيفها ،وكان بمكة رجل قبطي نجار ،فتهيأ لهم في أنفسهم بع ُ
التي كان ُيطَرح فيها ما ُيهَدى لها كل يوم ،فتتشرق على جدار الكعبة ،وكانت مما َيهابون ،وذلك أنه كان ل يدنو منها أحد إل
ت ،وفتحت فاها ،وكانوا يهابونها ،فبينا هي ذات يوم تتشرق على جدار الكعبة ،كما كانت تصنع ،بعث ال إليها طائرًا ش ْ
ت َوَك ّ
حَزأّل ْ
اْ
ضى ما أردنا ،عندنا عامل رفيق ،وعندنا خشب ،وقد كفانا ال فاختطفها ،فذهب بها ،فقالت قريش :إنا لنرجو أن يكون ال قد ر َ
الحيَة .
أبو وهب -خال أبي رسول ال -صلى ال عليه وسلم -وما حدث له عند بناء الكعبة :فلّما أجمعوا أمَرهم في هدمها وبنائها ،قام
عْبد بن عمران بن مخزوم . عمرو ابن عائذ بن َ ن َأبو وهب ب ُ
قال ابن هشام :عائذ بن عمران بن مخزوم ،فتناول من الكعبة حجرًا ،فوثب من يده ،حتى رجع إلى موضعه ،فقال :يا معشر
طّيبًا ،ل يدخل فيها َمهر َبِغي ،ول بيع ربا ،ول مظلمة أحد من الناس ،والناس ينحلون سِبكم إل َقريش ،ل تدخلوا في بنائها من َك ْ
ن المغيرة بن عبدال بن عمر بن مخزوم . هذا الكلم الوليَد ب َ
حذافة ابنحّدث عن عبد ال بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن ُ قال ابن إسحاق :وقد حدثني عبد ال بن أبي نجيح المكي أنه ُ
سئل عنه ،عمرو يطوف بالبيت ،ف ُجْعدة بن ُهَبْيرة بن أبى وهب بن َصْيص بن كعب بن ُلَؤي أنه رأى ابنا ل َ جَمح بن عمرو بن ُه َ ُ
جّد هذا ،يعنى :أبا وهب الذي أخذ حجرًا من الكعبة حين أجمعت جْعدة بن ُهَبْيرة ،فقال عبد ال بن صفوان عند ذلك َ : فقيل :هذا ابن ل َ
قريش لهدمها ،فوثب من يده ،حتى رجع إلى موضعه ،فقال عند ذلك :يا معشر قريش ،ل ُتدخلوا في بنائها من كسبكم إل طيبا
ل تدخلوا فيها مهَر بغى ول بيع ربا ،ول مظلمة أحد من الناس .
شعر في أبي وهب :قال ابن إسحاق :وأبو وهب :خال أبي رسول ال -صلى ال عليه وسلم وكان شريفا ،وله يقول شاعر من
العرب :
داه رحُلها غيَر خائ ِ
ب ت من ن َ َغَد َ ْ مطِيتي ت َب أنخ ُ ولو بأبي ِوه ٍ #
بصلت أنساُبها في الذوائ ِ ح ّ
ى لؤيّ بن غالب إذا ُ ض من فْرعَ ْ بأبي َ #
ب
داه فروعَ الطاي ِ ج ّ س َ
ط َ تو ّ دى ح للن ّ َ
ى لخذ الضيم يرتا ُ أب َ ّ #
ب
ل السبائ ِن مث ُمن الخبزِ يعلوه ّ قد ْرِ يمل جفاَنه عظيم َرمادِ ال ِ #
نصيب قبائل قريش في تجزئة الكعبة :ثم إن قريشا ً تجههزأت الكعبههة ،فكههان
شقّ الباب لبنى عبد مناف وُزهرة ،وكان ما بين الركن السود والركن اليماني لبنههي ِ
سهْهم ،جمههح و َمخزوم ،وقبائل من قريش انضموا إليهم ،وكان ظهههر الكعبههة لبنههى ُ
صي ُ
جر لبني عبد الدار بن ق َ ح ْ
شقّ ال ِ
صْيص بن كعب بن لؤي ،وكان ِ ي عمرو بن هُ َ
ابن ْ
حطيم . ؤي وهو ال َ ُ
دي بن كعب بن ل َ ُ
،ولبني أسد بن عبد العُّزى بن قصى ،ولبني عَ ِ
الوليد بن المغيرة يبدأ بهدم الكعبة :ثم إن الناس هابوا هدمها وَفِرُقوا منه .فقال الوليُد بن المغيرة :أنا أبدؤكم في هدمها ،فأخذ
ع -قال ابن ل ،ثم قام عليها ،وهو يقول :اللهم لم تَر ْالِمْعَو َ
س تلك الليلة ،وقالوا :ننظر ،فإن أصيب هشام :ويقال :لم نزغ – اللهم إنا ل نريُد إل الخيَر ،ثم هدم من ناحية الركنين ،فتربص النا ُ
ل صنَعنا ،فهدمنا !! فأصبح الوليد من ليلته غاديًا على عمله لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت ،وإن لم يصبه شيء ،فقد رضى ا ُ
سنمٍة
ضر كأ ْ
خ ْس إبراهِيم عليه السلم ،أفضوا إلى حجارةٍ ُ ،فهدم وهدم الناس معه ،حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الساس ،أسا ِ
ضها بعضَا.
آخٍذ بع ُ
ث :أن رجل من قريش ،ممن كان امتناع قريش عن هدم الساس وسببه :قال ابن إسحاق :فحدثني بعض من يروي الحدي َ
سِرها ،فانتهوا عن ذلك الساس . حجرين منها ليقلَع بها أحَدهما ،فلما تحرك الحجُر تنّقضت مكُة بأ ْ يهدمها ،أدخل عتلة بين َ
حدثت أن قريشًا وجدوا في الركن كتابًا بالسريانية ،فلم يدروا ما هو ،حتى قرأه الكتاب الذي ُوجد في الركن :قال ابن إسحاق :و ُ
س والقمَر ،وحففتها بسبعِة
ت الشم َ ض ،وصور ُ ت والر َ ت السموا ِ ل ذو بكَة ،خلقتها يوَم خلق ُل من يهوَد ،فإذا هو " :أنا ا ّلهم رج ٌ
ل أخشباهاُ ،مَبارك لهلها في الماِء و اللبن " .
حنفاء ،ل تزول حتى يزو َ ك ُأمل ٍ
قال ابن هشام :أخشباها :جبلها.
ل الحرام يأتيها رزُقها منحدثت أنهم وجدوا في المقام كتابا فيه " :مكُة بيت ا ّ الكتاب الذي وجد في المقام :قال ابن إسحاق :و ُ
ن أهِلها".
ل ِم ْ
ل ،ل يحّلها أو ُ
سب ٍ
ثلثِة ُ
ث النبي صلىسَلْيم أنهم وجدوا حجرًا في الكعبة قبل َمْبع ِحجر الكعبة المكتوب عليه العظة :قال ابن إسحاق :وزعم ليث بن أبي ُ
ال عليه وسلم بأربعين سنًة -إن كان ما ُذكر حّقا -مكتوبًا فيه " :من يزرع خيرًا ،يحصد غبطًة ،ومن يزرع شّرا ،يحصد ندامة،
ت ،وُتجَزْون الحسنات ؟! أجل ،كما ل ُيجتنى من الشوك العنب ". تعملون السيئا ِ
الختلف بين قريش في وضع الحجر :قال ابن إسحاق :ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها ،كل قبيلة تجمع
ن موضَع الركن ،فاختصموا فيه ،كل قبيلة تريد أن ترفَعه إلى موضِعه دون الخرى ،حتى حَدٍة ،ثم َبَنْوها ،حتى بلغ البنيا ُ
على ِ
تحاوروا وتحالفوا؛ وأعّدوا للقتال .
عدي بن كعب بن ُلَؤي على الموت ،وأدخلوا أيديهم في ذلك جْفنة مملوءة دمًا ؛ ثم تعاقدوا هم وبنو َ
ت بنو عبد الدار َ لعَقة الدم :فقّرب ْ
ل أو خمسًا ،ثم إنهم اجتمعوا في المسجِد ،وتشاوروا سّمواَ :لَعَقَة الدم ،فمكثت قريش على ذلك أربَع ليا ٍ
جْفنة ،ف ُ
الدم في تلك ال َ
وتناصفوا .
عامئٍذ أس ّ
ن عمر بن مخزوم ،وكان َ ض أهل الرواية :إن أبا أمّية بن المغيرة بن عبد ال بن ُ أبو أمية بن المغيرة يجد حل :فزعم بع ُ
ل من يدخل من باب هذا المسجد يقضى بينكم فيه ففعلوا. قريش كّلها ،قال :يا معشر قريش ،اجعلوا بينكم -فيما تختلفون فيه -أو َ
ل ال صلى ال عليه وسلم فلما َرأْوه قالوا :هذا المين ، ل داخل عليهم رسو ُ الرسول -صلى ال عليه وسلم يضع الحجر :فكان أو َ
ن فوضعه فيه ي ثوبا ،فأتى به ،فأخذ الرك َ
ضينا ،هذا محمٌد ،فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبَر قال -صلى ال عليه وسلم َ :هُلّم إل ّ َر ِ
بيده ،ثم قال :لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثْوب ،ثم ارفعوه جميعًا ،ففعلوا :حتى إذا بلغوا به موضعه ،وضعه هو بيده ،ثم بنى عليه
.
ل ال -صلى ال عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحي :المين. وكانت قريش ُتسّمى رسو َ
شعر الزبير في الحية التي كانت تمنع قريش من بنيان الكعبة :فلما فرغوا من البنيان ،وَبَنْوها على ما أرادوا ،قال الزبيُر ابن عبد
ن الكعبة لها:
المطلب ،فيما كان من أمر الحية التي كانت قريش تهاب بنيا َ
بى لها اضطرا ُ ن وهْ َ إلى الثعبا ِ ت العقاب وب ِ
ص ّ
ما ت َ ت لِ َجب ْ ُعَ ِ #
بن لها ِوثا ُ وأحيانا ً يكو ُ وقد كانت يكون لها كشيش #
ب
ُتهّيبنا البناَء وقد ُتها ُ س شدت إذا ُقمنا إلى التأسي ِ #
بب لها انصبا ُ ب ت َت ْل َئ ِ ّعقا ُ خشينا الّرجَز جاءت فلما أن َ #
ب
ن ليس له حجا ُ لنا البنيا َ متها إليها ثم خلت فض ّ #
بلنا منه القواعد ُ والترا ُ فقمنا حاشدين إلى بناء #
ب
وينا ثيا ُ س ّم َ وليس على ُ س منه غداة َ ن َُرّفع التأسي َ َ #
ب
فليس لصِله منهم ذها ُ ك بني لؤى أعّز به الملي ُ #
ب
دمها كل ُ مرة قد تق ّ عدى و ُ ت هناك بنو شد َ ْ ح َ
وقد َ #
ب وعند َ اللهِ ُيلَتمس الثوا ُ ك عزا ًك بذا َ وأنا الملي ُ فَب َ ّ #
حْمس ،والحمس :أهل الحرم ،ثم جعلوا لمن ُولدوا من العرب من ساكن الحل والحرم مثل الذي نعظم غيَرها ،كما نعظمها نحن ال ُ
لهم ،بولدتهم إياهم ،يحل لهم ما يحل لهم ،وَيحُرم عليهم ما َيحُرم عليهم .
خَزاعة قد دخلوا معهم في ذلك . حْمس :وكانت ِكنانة و ُ القبائل التي آمنت مع قريش باْل ُ
صعة ابن معاوية بن بكر بن َهوازن دخلوا معهم في ذلك ، عَبْيدة النحوي :أن بني عامر بن صع َ قال ابن هشام :وحدثني أبو ُ
وأنشدني لَعْمرو ابن َمْعِد يَكِرب :
ت بعدي الحاِمساصْي َث ما نا َ بتثلي ِ شَيارًا جياُدنا
ت ِ
س لو َكان ْ#أعبا ُ
صعة .وبعباس :عباس بن صْع َشَيار :الحسان .يعني بالحامس :بني عامر بن َ قال ابن هشام :تثليث :موضع من بلدهم .وال ّ
جَبلة:
ي ،وكان أغار على بنى ُزَبْيد بتثليث .وهذا البيت في قصيدة لعمرو .وأنشدني لَلِقيط بن ُزرارة الّداَرِمي في يوم َ سَلم ّ
ِمْرداس ال ّ
حْمسحّلُة في الَقْوِم ال ُ
شُر ال ِ
المْع َ عْبسجِذْم إليك إنها بنو َ
#أ ْ
حْنظلة بن مالك بن َزيد مناة جَبلة :يوم كان بين بنى َ
صعة .يوم جبلة :ويوُم َ جَبلة حلفاء في بنى عامر بن ص َ عْبس كانوا يوم َ لن بنى َ
ط بن ُزرارة بنحْنظلة ،وُقتل يومئذ َلِقي ُظَفر فيه لبني عامر بن صعصعة على بني َ صعة ،فكان ال ّبن تميم ،وبين بنى عامر بن ص َ
عُدس بن زيد بن عبد ال بن دارم بن مالك بن حنظلة .ففيه عمرو بن عمرو ابن ُ عُدس ،وانهزم َ ب بن ُزرارة بن ُ عُدس ،وأسر حاج ُ ُ
يقول جرير للفرزدق :
وا :يا ل َ َ
دارِم ِ عمروٍ إذا د َعَ ْ
ن َ
عمرو ب َ
و َ #كأنك لم تشهد ْ َلقيطا ً وحاجبا ً
ض الهزائم
جل ركو َ قُْرُزل َر ْ على فيل بن مالك جى ط ُ َن إذ ن ّ
#ومنه ّ
فراخ الجواثمعلى أم ال ِ نزيد ُ خوَْيلدٍ
ن ُ
ة اب ِ #ونحن ضربنا هام َ
وهذان البيتان في قصيدة له .
فقال جرير:
ل ِمصَقَعا
ضمِة الخي ِ
ولقى امرًأ في َ جهن كبشَة تا َ ضْبنا لب ِخ َ #ونحن َ
وهذا البيت في قصيدة له .
جار.ل مما ذكرنا .وإنما منعنى من استقصائه ما ذكرت في حديث يوِم الِف َ جب أطو ُ جَبلة ،ويوم ذي َن َ وحديث يوم َ
حْمس أن يأَتِقطواحْمس :قال ابن إسحاق :ثم ابتدعوا في ذلك أمورًا لم تكن لهم ،حتى قالوا :ل ينبغى لل ُ ما زادته قريش في ال ُ
حُرمًا ،ثمحرم ،ول يدخلوا بيتا من شعر ،ول يستظلوا -إن استظلوا -إل في بيوت الَدم ما كانوا ُ ن وهم ُ سَلُئوا السم َ
الِقط ،ول َي ْ
عّمارًا ،ول حجاجًا أو ُ
حرم إذا جاءوا ُ ل إلى ال َ
حّل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من ال ِ حّ
رفعوا في ذلك ،فقالوا :ل ينبغي لهل ال ِ
عراةَ .
حْمس .فإن لم يجدوا منها شيئًا طافوا بالبيت ُ ل طوافهِم إل في ثياب ال ُ يطوفون بالبيت إذا َقِدموا أو َ
حل ، ى عند الحمس :فإن تكّرمنهم مُتكّرم من رجل أو امرأة ،ولم يجدوا ثياب الحمس ؛ فطاف في ثيابه التي جاء بها من ال ِ الّلق َ
سها هو ،ول أحٌد غيُره أبدَا. غ من طوافه ،ثم لم ينتفْع بها ،ولم َيَم ّ ألقاها إذا فر ِ
ب. وكانت العرب ُتسمى تلك الثياب :الّلَقى ،فحملوا على ذلك العر َ
حَداهن ثياَبها
عراًة ،أما الرجال فيطوفون عراة ،وأما النساء فتضع إ ْ
فدانت به ،ووقفوا على عرفات ،وأفاضوا منها ،وطافوا بالبيت ُ
كّلها إل درعا ُمَفّرجا عليها ،ثم تطوف فيه ،فقالت امرأة من العرب ،وهى كذلك تطوف بالبيت :
حّله
كله وما بدا منه فل أ ِ ضُه ،أو
#اليوَم َيْبدو َبْع ُ
ومن طاف منهم في ثيابه التي جاء فيها من الحل ألقاها؛ فلم ينتفع بها هو ول غيره .فقال قائل من العرب يذكر شيئا تركه من ثيابه ،
فل يقربه – وهو يحبه:
م
حري ُ
َ الطائفين أيدي بين لقى حَزنا ً ك َّري عليها كأنها
#كفى َ
حْمس :فكانوا تعالى محمدًا – صلى ال عليه وسلم فأنزل عليه حين أحكم له حجه ) :،ثم أفيضوا من حي ُ
ث السلم ُيعطل عادات ال ُ
لفاضة منها.
س غفور رحيم ) يعني قريشًا ،والناس :العرب ،إلى عرفات ،والوقوف عليها وا ِ أَفاض التا ُ
السلم يبطل عادات الحمس :فكانوا كذلك حتى بعث الب تعببالى محمببدًا صببلى الب
حْي ُ
ث ن َ
ضوا ِم ْ
عليه وسلم فأنزل عليه حين أحكم له دينه ،وشرع له سنن حجهُ { :ثّم َأِفي ُ
حيٌم} ]البقرة [199:يعنى قريشًا والناس : غُفوٌر َر ِ
ل َ
ن ا َّ
ل ِإ ّ
سَتْغِفُروا ا َّ
س َوا ْ
ض الّنا ُ
َأَفا َ
العرب ،فرفعهم في سنة الحج إلى عرفات والوقوف عليها والفاضة منها.
عراًة ،وحّرموا ما جاءوا به من الحل من ل عليه فيما كانوا حّرموا على الناس من طعامهم ولبوسهم عند البيت ،حين طافوا ُ وأنزل ا ّ
ل اّلِتي
حّرَم ِزيَنَة ا ِّ ن َ
ل َم ْن* ُق ْ سِرِفي َ
ب اْلُم ْح ّ ل ُي ِ سِرُفوا ِإّنُه َ
ل ُت ْ
شَرُبوا َو َ جٍد َوُكُلوا َوا ْ
سِ ل َم ْ عْنَد ُك ّ
خُذوا ِزيَنَتُكْم ِالطعام َ} :يا َبِني آَدَم ُ
ن{ ت ِلَقْوٍم َيْعَلُمو َ
لَيا ِ
لا ْ صُ ك ُنَف ّصًة َيْوَم اْلِقَياَمِة َكَذِل َ
خاِل َ
حَياِة الّدْنَيا َ
ن آَمُنوا ِفي اْل َي ِلّلِذي َ
ل ِه َق ُق ْ
ن الّرْز ِ ت ِم ْ
طّيَبا ِ
ج ِلِعَباِدِه َوال ّ
خَر َ
َأ ْ
]العراف، [31،32:
ل به رسوَله صلى ال عليه وسلم . حْمس ،وما كانت قريش ابتدعت منه -عن الناس بالسلم ،حين بعث ا ّ ل تعالى أمر ال ُ فوضع ا ّ
عمرو بن ل بن أبى بكر بن محمد بن َ الرسول صلى ال عليه وسلم يخالف الحْمس قبل الرسالة :قال ابن إسحاق :حدثني عبدا ّ
ل
ت رسول ا ّ طعم .قال :لقد رأي ُ جبير بن ُم ْ طِعم ،عن عمه نافع بن جبير عن أبيه ُ جَبْير بن ُم ْ حْزم ،عن عثمان ابن أبي سليمان بن ُ اَ
صلى ال عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحي ،وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس من بين قومه حتى يدفَع معهم منها توفيقا
ل له ،صلى ال عليه وسلم تسليمًا كثيرًا. من ا ّ
إخبار الكها ن من العففرب ،والحبففار مففن يهففود والرهبففان مففن النصففارى ببعثتففه
صلى ال عليه وسلم
الكهان والحبار والرهبان يتحدثون بمبعثه :قال ابن إسحاق :وكانت الحبار من يهود ،والرهبان من النصارى ،والكهان من
ل مبعثه ،لما تقاربَ من زمانه .أما الحباُر من يهوَد ،والرهبان من العرب ،قد تحدثوا بأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم قب َ
ن من العرب :فأتتهم به النصارى ،فعّما وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه ،وما كان من عهد أنبيائهم إليهم فيه .وأما الكها ُ
ن فيما تسترق من الشياطين من الج ّ
ض أموِره ،ل تلقى العرب السمع إذ كانت هى ل ُتحجب عن ذلك بالقذف بالنجوم ،وكان الكاهن والكاهنة ل يزال يقع منهما ذكُر بع ِ
ل تعالى ،ووقعت تلك المور التي كانوا يذكرون؛ فعرفوها. ل ،حتى بعثه ا ّ لذلك فيه با ً
ل صلى ال عليه وسلم وحضر مبعُثه ، شُهب دللًة على مبعثه صلى ال عليه وسلم :فلما تقارب أمُر رسول ا ّ قذف الجن بال ّ
ن أن ذلك ق السمع فيها فُرموا بالنجوم ،فعرفت الج ّ حجبت الشياطين عن السمع ،وحيل بيَنها وبين المقاعد التي كانت تْقعُد لسترا ِ ُ
ن إذل في العباد يقول ال تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم حين بعثه ،وهو يقص عليه خبَر الج ّ لمر حدث من أمر ا ّ
ن َفَقاُلوا ِإّنا
جّن اْل ِ
سَتَمَع َنَفٌر ِم ْ
ي َأّنُه ا ْ
ي ِإَل ّحَ
ل ُأو ِ عَرفوا ،وما أنكروا من ذلك حين َرأْوا ما َرأْواُ } :ق ْ حجبوا عن السمع ،فَعرفوا ما َ ُ
ل َوَلًدا)َ (3وَأّنُه َكا َ
ن حَبًة َو َصا ِخَذ َ جّد َرّبَنا َما اّت َ حًدا)َ (2وَأّنُه َتَعاَلى َ
ك ِبَرّبَنا َأ َ
شِر َ ن ُن ْ
شِد َفآَمّنا ِبِه َوَل ْ
جًبا)َ (1يْهِدي ِإَلى الّر ْعَ سِمْعَنا قُْرآًنا َ
َ
ن
ل ِم ْجا ٍ ن ِبِر َ
س َيُعوُذو َ لن ِ ن ا ِْ
ل ِم ْ جا ٌ
ن ِر َ ل َكِذًبا)َ (5وَأّنُه َكا َ عَلى ا ِّ
ن َ جّس َواْل ِ لن ُ ل ا ِْ
ن َتُقو َ ن َل ْ
ظَنّنا َأ ْ
طا)َ (4وَأّنا َطًشَ ل َ عَلى ا ِّ
سِفيُهَنا َ
ل َ َيُقو ُ
جّ
ن اْل ِ
ل َنْدِريصًدا)َ (9وَأّنا َ شَهاًبا َر َ
جْد َلُه ِ
ن َي ِ
لَسَتِمْع ا ْ
سْمِع َفَمنْ َي ْ عَد ِلل ّ
َفَزاُدوُهْم َرَهًقا{ ]الجن1:ـ [6إلى قوله َ } :وَأّنا ُكّنا َنْقُعُد ِمْنَها َمَقا ِ
ت أنها إنما ُمنعت من السمع عرف ْن َ ن القرآ َ شًدا)] {(10الجن [9،10:فلما سمعت الج ّ ض َأْم َأَراَد ِبِهْم َرّبُهْم َر َ
لْر ِ ن ِفي ا َْشّر ُأِريَد ِبَم َْأ َ
شْبهة. طع ال ّ جة ،وق ْ ل فيه ،لوقوع الح ّ ي بشيء من خبر السماء ،فيلتبس على أهل الرض ما جاءهم من ا ّ شكل الوح ُ قبل ذلك ،لئل ُي ْ
ن َيَدْيِه َيْهِدي ِإَلى
صّدًقا ِلَما َبْي َ
سى ُم َن َبْعِد ُمو َ
ل ِم ْ
سِمْعَنا ِكَتاًبا ُأْنِز َ
ن)َ (29قاُلوا َياَقْوَمَنا ِإّنا َ فآمنوا وصدقوا ،ثم َ } :وّلْوا ِإَلى َقْوِمِهْم ُمْنِذِري َ
سَتِقيٍم{ ]الحقاف 00[29،30اليات . ق ُم ْطِري ٍق َوِإَلى َ حّ اْل َ
ن َفَزاُدوُهْم َرَهًقا{ ]الجن[ 6 :أنه كان الرجل من العرب من جّن اْل ِ
ل ِم ْجا ٍن ِبِر َس َيُعوُذو َ لن ِ ن ا ِْ
ل ِم ْ
جا ٌن ِر َل الجن َ } :وَأّنُه َكا َ وكان قو ُ
ن الليلَة من شّر ما فيه . ت فيه ،قال :إنى أعوُذ بعزيِز هذا الوادي من الج ّ ي واٍد من الرض ليبي َ قريش وغيرهم إذا سافر فنزل ف َ
جاج :
ع ّ
فه .قال ُرؤبة بن ال َ س َ
هق :الطغيان وال ّقال ابن هشام :الّر َ
قامَرهّ َ
سَتبى الهّيامة ال ُ
#إذ ت َ ْ
ق
ه ْ
خوف الّر َ
ن من َ
شعَرْر َ ن وا ْ
ق َ ص َ
صب َ ْ
#بَ ْ
لثم
تا ِسر الذي أرهقتنى رهقا شديدا؛ أي :حمل ُ لثم أو الُع ْتا ِ وهذا البيت في أرجوزة له .والّرهق أيضًا :مصدٌر لقول الرجل َ :رِهْق ُ
طْغَياًنا َوُكْفًرا{ ]الكهف [80 :وقوله َ } :و َ
ل ن ُيْرِهَقُهَما ُ
شيَنا َأ ْ
خِل تعالى َ } :ف َ
أو الُعسر الذي حملنى حمل شديدا ،وفي كتاب ا ّ
سًرا{ ]الكهف[73: عْ ن َأْمِري ُ
ُتْرِهْقِني ِم ْ
ل العرب حّدث أن أو َ ثقيف أول من َفزعت برمي الجن :قال ابن إسحاق :وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الخنس أنه ُ
لج -عَعمرو بن أمية أحد بنى ِ َفِزع للرمى بالنجوم -حين ُرمى بها ،هذا الحى من ثقيف ،وأنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له َ :
عمرو ،ألم تَر ما حدث في السماِء من القذف بهذه النجوم .قال َ :بَلى، قال :وكان أدهى العرب وأنكرها رأيًا -فقالوا له :يا َ
س فيفانظروا ،فإن كانت معالم النجوم التي ُيْهَتدى بها في البّر والبحر ،وتعَرف بها النواُء من الصيف والشتاء لما ُيصلح النا َ
ك هذا الخلق الذي فيها ،وإن كانت نجومًا غيَرها ،وهى ثابتة على حالها، ي الدنيا ،وهل ُ لط ّ معايشهم ،هى التي ُيْرَمى بها ،فهو وا ّ
ل به هذا الخلق ،فما هو؟ فهذا لمر أراد ا ّ
الرسول يسأل النصار عن قولهم في رجم الجن بالشهب وتوضيحه للمر
ل بن العباس ، حسين بن علي بن أبى طالب ،عن عبدا ّ قال ابن إسحاق :وذكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ،عن على بن ال ُ
جم الذي ُيْرَمى به قالوا :يا نبي ل صلى ال عليه وسلم ،قال لهم " :ماذا كنتم تقولون في هذا الّن ْ لا ّ
عن نفر من النصار :أن رسو َ
ل صلى ال عليه وسلم :ليس ك ُ ،مّلك َمِلك ُ ،ولد مولود ،مات مولود ،فقال رسول ا ّ ل كنا نقول حين رأيناها ُيْرَمى بها :مات َمِل ٌا ّ
حهم
ن َتحَتهم ،فسبح لتسبي ِ
سِمعه حملة العرش ،فسّبحوا ،فسّبح َم ْ ل تبارك وتعالى كان إذا َقضى في خلِقه أمرًا َ ذلك كذلك ،ولكن ا ّ
سّب َ
ح ضهم لبعض ِ :مّم سبحتم ؟ فيقولون َ : ى إلى السماء الدنيا ،فيسبحوا ،ثم يقول بع ُ ط حتى ينته َ ت ذلك ،فل يزال التسبيح يهب ُ َمن تح َ
ش ،فُيقالن فوَقكم ِ :مّم سبحوا؟ فيقولون مثل ذلك ،حتى ينتهوا إلى حملِة العر ِ َمن فوقنا فسبحنا لتسبيحهم ،فيقولون :أل تسألون َم ْ
ل في خلقه كذا وكذا ،للمِر الذي كان ،فيهبط به الخبُر من سماٍء إلى سماء لهم ِ :مّم سبحتم ؟ فيقولون :قضى ا ّ
ل الرض ن بالسمع ،على توّهم واختلف ،ثم يأتوا به الكهان من أه ِ حتى ينتهى إلى السماِء الدنيا ،فيتحدثوا به ،فتسترقه الشياطي ُ
ل عز وجل حجب الشياطين بهذه فيحدثوهم به . .فيخطئون ويصيبون ،فيتحدث به الكهان فيصيبون بعضًا ويخطئون بعضًا .ثم إن ا ّ
النجوم التي ُيْقَذفون بها ،فانقطعت الكهانُة اليوَم فل كهانَة".
حسين بن علي رضى ا ّ
ل عمرو بن أبي جعفر ،عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى َلبيبة ،عن علي بن ال ُ قال ابن إسحاق :وحدثني َ
عنهم ،بمثل حديث ابن شهاب عنه .
طلة كانت كاهنة في الجاهلية، سْهم يقال لها الَغْي َ
ض أهل العلم :أن امرأًة من بنى َ طلة وصاحبها :قال ابن إسحاق :وحدثني بع ُ الغي َ
حر ،فقالت قريش حين بلغها ذلك :ما يريد؟ عْقر ون ْ
فلما جاءها صاحُبها ِفي ليلة من الليالى ،فأْنَقض تحتها ،ثم قال :أْدِر ما أْدِر .يوم َ
جنوب .فلما بلغ ذلك قريشا ،قالوا :ماذا يريد؟ صَرع فيه َكْعب ل ُشعوب؛ ُت ْ شعوب ،ما ُ ثم جاءها ليلًة أخرى ،فأْنَقض تحتها ،ثم قال ُ :
شْعب ،فعرفوا أنه الذي كان جاء به إلى صاحبته . إن هذا لمر هو كائن ،فانظروا ما هو؟ فما عرفوه حتى كانت وقعة بدر وأحد بال ّ
نسب الغيطلة :قال ابن هشام :الَغْيطلة من بني ُمرة بن عبد ُمناة بن كنانة ،إخوة ُمْدلج بن ُمرة وهي أم الغياطل الذين ذكر أبو
طالب في قوله :
ف َقْيضًا بنا والغياطلخَل ٍ
بنى َ #لقد سَُفَهت أحلُم قوم تبّدلوا
ل تعالى .
صْيص .وهذا البيت في قصيدة له ،سأذكرها في موضعها -إن شاء ا ّ فقيل لولدها :وهم من بنى سهم بن عمرو بن ُه َ
جْنبا بطنًا من اليمن ،
ى :أن َ
شّجَر ِ
جْنب يذكر خبر الرسول صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :وحدثني على بن نافع ال ُ كاهن َ
جْنب :انظر لنا في أمر هذا كان لهم كاهن في الجاهلية ،فلما ُذكر أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم وانتشر في العرب ،قالت له َ
الرجل ،واجتمعوا له في أسفل
جبله فنزل عليهم حين طلعت الشمس ،فوقف لهم قائمًا متكئًا على قوس له ،فرفع رأسه إلى السماء طويل ،ثم جعل ينزو ،ثم قال
ل أكرم محمدًا واصطفاه ،وطّهر قلَبه وحشاه ،وُمكثه فيكم أيها الناس قليل ،ثم اشتد في جبله راجعا من حيث جاء. أيها الناس ،إن ا ّ
سواد بن قارب يحدث عمر بن الخطاب
عن صاحبه من الجن
حّدث :أن عمر بن الخطاب ،بينا هو ن بن عفان ،أنه ُ ل بن كعب ،مولى عثما َ قال ابن إسحاق :وحدثني من ل أتهم عن عبدا ّ
ن الخطاب ،فلما نظر إليه ل صلى ال عليه وسلم ،إذ أقبل رجل من العرب داخل المسجد ،يريد عمَر ب َ جالس في مسجد رسول ا ّ
شركه ما فارقه بعُد ،ولقد كان كاهنًا في الجاهلية .فسّلم عليه الرجل ،ثم جلس ، ل عنه ،قال :إن هذا الرجل لعَلى ِ عمر رضي ا ّ
ت كاهنا في الجاهلية؟ فقال الرجل :سبحان ت ؟ قال :نعم يا أمير المؤمنين ،قال له :فهل ُكن َ ل عنه :هل أسلم ً فقال له عمر رضي ا ّ
ت ما
ت في ،واستقبلتني بأمر ما أراك قلَته لحد من رعيتك منذ ولي َ خْل َ
ل يا أمير المؤمنين ! لقد ِ ا ّ
ل برسوله ن ،حتى أكرمنا ا ّ شّر من هذا ،نعبد الصناَم ،ونعتنق الوثا َ غفرًا ،قد كنا في الجاهلية على َ ت ،فقال عمر :اللهّم ُ ولي َ
ت كاهنًا في الجاهلية ،قال :فأخبْرنى ما جاءك به صاحُبك ،قال :جاءنى قبل ل يا أمير المؤمنين ،لقد كن ُ لسلم ،قال :نعم ،وا ّ وبا ِ
شْيعه ،فقال :ألم تر إلى الجن وإبلسها ،وأياسها من دينها ،ولحوقها بالقلص وأحلمها. لسلم بشهر أو َ اِ
قال ابن هشام :هذا الكلم سجع ،وليس بشعر.
ل إنى لعند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش ،قد ل بن كعب :فقال عمر بن الخطاب عند ذلك يحدث الناس :وا ّ قال عبدا ّ
ط أنفذ منه ،
ت صوتًا ق ّت من جوف العجل صوتًا ما سمع ُ سم لنا منه ،إذ سمع ُ
سَمه ليْق ِ
ل ،فنحن ننتظر َق ْ
ل من العرب عج ً َذبح له رج ٌ
ل يصيح ،يقول :ل إله إل ال. شْيعه ،يقول :يا َذريح ،أمٌر نجيح ،رج ٌ لسلم بشهر أو َ وذلك ُقَبْيل ا ِ
قال بن هشام :ويقال :رجل يصيح ،بلسان فصيح يقول :ل إله إل
ض أهل العلم بالشعر:
الله .وأنشدنى بع ُ
بأحلسها العيس وشدها #عجبت للجن وإبلسها
كأنجاسها الجن مؤمنو ما #تهوى إلى مكة تبغى الهدى
قال بن إسحاق :فهذا ما بلغنا من الكهان العرب
إنذار يهود برسول ال صلى ال عليه وسلم
ل -يعرفونه ويكفرون به :قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ،عن رجال من قومه ،قالوا :إن اليهود -لعنهم ا ّ
ل شرك أصحاب أوثان ،وكانوا أهل كتاب لسلم ،مع رحمة ال تعالى وُهداه ،لما كنا نسمع من رجال يهودُ ،كنا أه َ مما دعانا إلى ا ِ
،عندهم علم ليس لنا ،وكانت ل تزال بيننا وبينهم شرور ،فإذا ِنْلنا منهم بعض ما يكرهون ،قالوا لنا :إنه تقارب زمان نبى ُيبعث
الن نقتلكم معه قتل عاد ِوإَرم ،فكنا كثيرًا ما نسمع ذلك منهم .
ل تعالى ،وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه ،فآمنا به ، ل رسوَله صلى ال عليه وسلم أجبناه ،حين دعانا إلى ا ّ فلما بعث ا ّ
حو َ
ن سَتْفِت ُ
ل َي ْ
ن َقْب ُق ِلَما َمَعُهْم َوَكاُنوا ِم ْصّد ٌ
ل ُم َ عْنِد ا ِّ
ن ِ
ب ِم ْ
جاَءُهْم ِكَتا ٌ
وكفروا به ،ففينا وفيهم نزل هؤلء اليات من البقرة َ } :وَلّما َ
ن{ ]البقرة.[89: عَلى اْلَكاِفِري َ
ل َ عَرُفوا َكَفُروا ِبِه َفَلْعَنُة ا ِّ
جاَءُهْم َما َن َكَفُروا َفَلّما َ عَلى اّلِذي َ َ
ن َقْوِمَنا
ح َبْيَنَنا َوَبْي َ
ل تعالى َ } :رّبَنا اْفَت ْ قال ابن هشام :يستفتحون :يستنصرون ،ويستفتحون أيضًا :يتحاكمون ،وفي كتاب ا ّ
ن{ ]العراف[89: حي َخْيُر اْلَفاِت ِ
ت َق وََأْن َ
حّ ِباْل َ
ح بن إبراهيم بن عبد الرحمن ث اليهودي الذي أنذر بالرسول صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :وحدثني صال ُ سَلمة يذكر حدي َ
سَلمة من أصحاب بدر -قال :كان لنا سَلمة بن سلمة بن وقش -وكان َ شهل عن َ عْوف ،عن محمود بن َلبيد أخى بنى عبد ال ْ بن َ
شهل ،قال :فخرج علينا يومًا من بيته ،حتى وقف على بنى عبد الشهل -قال سلمة :وأنا يومئذ جار من يهود في بنى عبد ال ْ
ب والميزان والجنَة والنار ،قال :فقال ى ُبردة لي ،مضطجع فيها بفناء أهلي -فذكر القيامَة والبعث والحسا َ أحدث من فيه سّنا ،عل ّ
ك يا فلن !! أَوترى هذا كائنًا ،أن الناس ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان ،ل يَرْون أن بعثًا كائن بعد الموت ،فقالوا له :ويح َ
ظه من تلك النار ُيْبعثون بعَد موِتهم إلى دار فيها جنة ونار ،يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال :نعم ،والذي يحَلف به ،وَلَوّد أن له بح ّ
أعظَم َتنور في الدار ،يحمونه ثم ُيدخلونه إياه فيطينونه عليه ،بأن ينجَو من تلك النار غدًا ،فقالوا له :ويحك يا فلن ! فما آيُة ذلك ؟
ي ،وأنا من أحدثهم سنًا ،فقال قال :نبى مبعوث من نحو هذه البلد -وأشار بيده إلى مكة واليمن .فقالوا :ومتى تراه ؟ قال :فنظر إل ّ
ل محمدًا رسوله صلى ال عليه وسلم وهو ل ما ذهب الليل والنهار حتى بعث ا ّ ستنفْد هذا الغلم عمَره يدرْكه قال سلمة :فوا ّ :إن َي ْ
ت ؟ قال :بلى ولكن ت لنا فيه ما قل َ ت الذي قل َ ى بين أظهرنا ،فآمنا به ،وكفر به بغيًا وحسدًا .قال :فقلنا له َ .وْيحك يا فلنُ !! ألس َ حّ َ
ليس به .
عمر ابن قتادة ابن الهيبان اليهودي يتسبب في إسلم ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد :قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن ُ
عن شيخ من بنى قريظة قال :قال لي :هل تدري عّم كان
سْعية وأسد بن عبيد نفر من بنى َهْدل ،إخوة بنى قريظة ،كانوا معهم في جاهليتهم ثم كانوا ساداتهم سيد بن َ سْعية وأ ِ إسلم ثعلبة بن َ
حّ
ل ل من يهود من أهل الشام ،يقال له :ابن الهَيبان َ ،قِدم علينا ُقَبْيل السلم بسنين َ ،ف َ في السلم ،قال :قلت :ل ،قال :فإن رج ً
حط عنا المطر قلنا له :اخرج يا ابن ل منه ،فأقام عندنا فكنا إذا ق َ ل ما رأينا رجل قط ل يصلى الخمس أفض َ ن أظهرنا ،ل وا ّ بي َ
جكم صدقًة ،فنقول له :كم ؟ فيقول :صاعا من تمر ،أو ُمّدْين من ي مخر ِ ل ،حتى ُتقّدموا بين يَد ْ الهّيبان فاستسق لنا ،فيقول :ل وا ّ
شعير .قال :فنخرجها،
سَقى ،قد فعل ذلك غيَر مرة ول مرتين ل ما يبرح مجلسه ،حتى تمّر السحابُة وُن ْ ل لنا ،فوا ّ
حّرتنا ،فيستسقي ا ّ ثم يخرج بنا إلى ظاهر َ
ض الخمر والخمير عَرف أنه مّيت ،قال :أيا معشر يهود ،ما تروَنه أخرجني من أر ِ ول ثلث .قال :ثم حضرته الوفاُة عنَدنا ،فلما َ
ل زمانه .وهذه البلدة
إلى أرض البؤس والجوع ؟ قال :قلنا :إنك أعلم ،قال :فإنى إنما قدمت هذه البلدة أتوّكف خروج نبى قد أظ ّ
ن إليه يا معشر يهود ،فإنه ُيبعث بسفك الدماء ،وسبى سَبُق ّ
ت أرجو أن ُيْبعث ،فأتبعه ،وقد أظلكم زمانه ،فل ُت ْ جُره ،فكن ُ
ُمها َ
الذراري والنساء ممن خالفه ،فل يمنعكم ذلك منه.
ل إنه للنبى
ل صلى ال عليه وسلم وحاصر بنى ُقَرْيظة ،قال هؤلء الفتية ،وكانوا شبابًا أحداثًا :يا بنى قريظة ،وا ّ فلما ُبعث رسول ا ّ
ل ،إنه لهو بصفته ،فنزلوا وأسلموا ،وأحرزوا دماءهم وأموالهم الذي كان عهد إليكم فيه ابن الهّيبان ،قالوا :ليس به ،قالوا :بلى وا ّ
وأهليهم .قال ابن إسحاق :فهذا ما بلغنا عن أخبار يهود.
ل عنه
حديث إسلم سلمان رضي ا ّ
عمر بن َقتادة النصاري ، ل عنه -يتشّوف إلى النصرانية بعد المجوسية :قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن ُ سلمان -رضي ا ّ
ل فارسّيا من أهل إصبهان من أهل ت رج ً سْلمان الفارسي من ِفيه قال :كن ُ ل بن عباس ،قال :حدثني َ عن محمود بن َلبيد ،عن عبدا ّ
ل إليه ،لم يزل به حبه إياي حتى حبسنى في بيته كما ُتحبس ب خلق ا ّ ت أح ّى ،وكان أبى ِدْهَقان قريته ،وكن ُ جّقرية يقال لهاَ :
ضْيعة عظيمة ،قال : ن النار الذي يوقدها ل يتركها تخبو ساعة .قال :وكانت لبى َ طَ الجارية .واجتهدت في المجوسية حتى كنت َق ْ
طِلْعها -وأمرني فيها ضْيعتي فأذهب إليها ،فا ّ شغلت في بنيانى هذا اليوم عن َ شغل في بنيان له يوما ،فقال لي :يا ُبنى ،إنى قد ُ فُ
ضْيعتي ،وشغْلتنى عن كل شيء من أمري ي من َ ت أهّم إل ّس عني ؟ فإنك إن احتبست عنى كن َ ببعض ما يريد -ثم قال لي :ول تحتب ْ
ضْيعَته التي بعثني إليها ،فمررت بكنيسة من كناش النصارى ،فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ،وكنت ل .قال :فخرجت أريد َ
ت أصواَتهم دخلت عليهم ،أنظر ما يصنعون ،فلما رأيتهم ،أعجبتني أدري ما أمر الناس ،لحبس أبي إياي في بيته ،فلما سمع ُ
غَربت الشمس ،وتركت حُتهم حتى َ ل ما َبِر ْل خير من الدين الذي نحن عليه ،فوا ّ صلتهم ،ورغبت في أمرهم ،وقلت :هذا وا ّ
ضيعة أبي فلم آتها ،ثم قلت لهم :أين أصل هذا الدين ؟ قالوا :بالشام .فرجعت إلى أبى ،وقد بعث في طلبي ،وشغلته عن عمله كله ،
فلما جئته قال :أي بنى أين كنت ؟ أَوَلْم أكن عهد ُ
ت
ل ما زلت عندهم ت بأناس يصلون في كنيسة لهم ،فأعجبني ما رأيت من دينهم ،فوا ّ إليك ما عهدت ؟ قال :قلت له :يا أبت ،مرر ُ
ل ،إنه لخير من ل وا ّغَربت الشمس ،قال :أي بنى ،ليس في ذلك الدين خيٌر ،دينك ودين آبائك خير منه ،قال :قلت له :ك ّ حتى َ
ى َقيدا ؛ ثم حبسني في بيته . ديننا .قال :فخافنى ،فجعل في رجل ّ
سلمان يهرب إلى الشام :قال :وبعثت إلى النصارى فقلت لهم :إذا َقِدم عليكم ركب من الشام فأخبرونى بهم .قال :فقدم عليهم
ت لهم :إذا قضوا حوائجهم ،وأرادوا الرجعَة إلى بلِدهم ،فآِذنونى بهم :قال ركب من الشام تجاٌر من النصارى ،فأخبروني بهم فقل ُ
ى ،ثم خرجت معهم ،حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت : :فلما أرادوا الرجعَة إلى بلدهم ،أخبروني بهم ،فألقيت الحديد من رجل ّ
ف في الكنيسة . سُق ّمن أفضل أهل هذا الدين علما؟ قالوا :ال ْ
سلمان مع أسقف النصارى السيئ :قال :فجئته ،فقلت له :إني قد رغبت في هذا الدين ،فأحببت أن أكون معك ،وأخدمك في
كنيستك ،فأتعلم منك ،وأصلى معك ،قال :ادخل ،فدخلت معه .قال :وكان رجل سوء ،يأمرهم بالصدقة ،ويرغبهم فيها ،فإذا
جمعوا إليه شيئًا منها اكتنزه لنفسه ،ولم يْعطه المساكين ،حتى جمع سبَع ِقلل من ذهب وَوِرق .قال :فأبغضته ُبغضًا شديدًا ،لما
غبكٍم فيها ،فإذا ل سوٍء ،يأمركم بالصدقة ،وير ّ رأيته يصنع ،ثم مات ،فاجتمعت إليه النصارى ،ليدفنوه ،فقلت لهم :إن هذا كان رج َ
عْلُمك بذلك ؟ قال :فقلت لهم :أنا أدلكم على كنزه ، ط المساكين منها شيئا .قال :فقالوا لي :وما ِ جئتموه بها ،اكتنزها لنفسه ،ولم يع ِ
قالوا :فُدلنا عليه قال :فأريتهم موضَعه ،فاستخرجوا سبَع ِقلل مملوءة ذهبًا وَوِرقًا .قال :فلما
ل ل ندفنه أبدًا .قال :فصلبوه ،ورجموه بالحجارة ،وجاءوا برجل آخر ،فجعلوه مكانه . رأوها قالوا :وا ّ
ل منه ،وأزهَد في س ،أرى أنه كان أفض َ ل ل يصلي الخم َ ت رج ً ن :فما رأي ُسلمان مع أسقف النصارى الصالح :قال :يقول سلما ُ
ب ليل ول نهارًا منه .قال :فأحببُته حبا لم أحبه شيئا قبله مثله .قال :فأقمت معه زمانا ،ثم ب في الخرة ،ول أدأ َ الدنيا ،ول أرغ َ
ل تعالى، ت له :يا فلن ،إنى قد كنت معك ،وأحببتك حّبا لم أحبه شيئًا قبلك ،وقد حضرك ما ترى من أمر ا ّ حضرته الوفاُة ،فقل ُ
س ،وبّدلوا وتركوا أكثرَ ل ما أعلم اليوم أحدًا على ما كنت عليه ،فقد هلك النا ُ فإلى من ُتوصى بي ؟ وبم تأمرنى ؟ قال :أي بنى ،وا ّ
ت عليه فالحق به . صل ،وهو على ما كن ُ ل بالَمْو ِ
ما كانوا عليه ،إل رج ً
ت بصاحب الَمْوصل ،فقلت له يا فلن ،إن فلنا أوصانى عند موته أن ألحق غيب لحق ُ سلمان يلحق بأسقف الموصل :فلما مات و ُ
ث أن مات ، بك ،وأخبرنى أنك على أمره ،قال :فقال لي :أقم عندي ،فأقمت عنده :فوجدته خير رجل على أمِر صاحبه ،فلم يلب ْ
ل ما ترى ،فإلى من فلما حضرته الوفاة ،قلت له يا فلن :إن فلنًا أوصى بي إليك ،وأمرنى باللحوق بك ،وقد حضرك من أمر ا ّ
صيبين ،وهو فلن فالحق به . ل ما أعلم رجل على مثل ما كنا عليه ،إل رجل بَن ِ ُتوصى بي ؟ وبم تأمرنى؟ قال :يا بنى ،وا ّ
غيب لحقت بصاحب نصيبين ،فأخبرته خبري ،وما أمرنى به صاحباي ،فقال :أقم سلمان يلحق بأسقف نصيبين :فلما مات و ُ
حضر ،قلت له :يا ل ما لبث أن نزل به الموت .فلما ُ عندي ،فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه ،فأقمت مع خير رجل ،فوا ّ
فلن ! إن فلنًا
ى أحٌد على ل ما أعلمه َبق َ كان أوصى بي إلى فلن ،ثم أوصى بى فلن إليك ،فإلى من ُتوصى بى؟ وبم تأمرنى؟ قال :يا بنى ،وا ّ
ل بَعّمورية من أرض الروم ،فإنه على مثل ما نحن عليه ،فإن أحببت فأته ،فإنه على أمرنا. أمِرنا أمرك أن تأتَيه إل رج ً
عّموِرية ،فأخبرته خبري ،فقال :أقم عندي ،فأقمت عند خير ت بصاحب َ غّيب لحق ُ سلمان يلحق بصاحب عمورية :فلما مات و ُ
ضر ،قلت له : ح ِ ل ،فلما ُغَنْيمة .قال :ثم نزل به أمُر ا ّ ت حتى كان لي بقرات و ُ رجل ،على َهْدي أصحابه وأمِرهم ،قال :واكتسب ُ
ن ،إنى كنت مع فلن ،فأوصى بى إلى فلن ،ثم أوصى بى فلن إلى فلن ،ثم أوصى بى فلن إليك ،فإلى من ُتوصي بي ؟ يا فل ُ
ل ما أعلمه أصبح اليوم أحد على ِمثل ما كنا عليه من الناس أمرك به أن تأتَيه ،ولكنه قد أظل زما ُ
ن وبم تأمرني ؟ قال :أي بني ،وا ّ
حّرَتْين ،بينهما نخل به علمات ل جُره إلى أرض بين َ ى ،وهو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلم ،يخرج بأرض العرب ُ ،مَها َ نب ّ
ل.
ق تجلك البلد فافع ْ ت أن تلح َ تخفي ،يأكل الهديَة ،ول يأكل الصدقَة ،وبين كتفيه خاَتُم النبوة ،فإن استطع َ
ت
ل أن أمكث ،ثم مر بي نفر من َكلب تجار ،فقل ُ غّيب ،ومكثت َبَعّموِرية ما شاء ا ّ سلمان يذهب إلى وادي القرى :قال :ثم مات و ُ
طْيُتُهموها ،وحملوني معهم ،حتى إذا غَنْيمتى هذه ،قالوا :نعم فأع َ ب ،وأعطيكم بقراتي هذه و ُ لهم :احملونى إلى أرض العر ِ
ت أن يكون البلَد الذي َوصف لي ل ،فرجْو ُبلغوا وادي القرى ظلمونى ،فباعوني من رجل يهودي عبدًا ،فكنت عنده ،ورأيت النخ َ
صاحبى ،ولم يحق في نفسى .
ن عم له من بنى ُقَرْيظة من المدينة ،فابتاعني منه ،فاحتملني إلى المدينة، سلمان يذهب إلى المدينة :فبينا أنا عنَده ،إذ قدم عليه اب ُ
ل صلى ال عليه وسلم فأقام بمكة ما أقام ،ل أسمع ل ما هو إل أن رأيُتها ،فعرفتها بصفِة صاحبى ،فأقمت بها ،وُبعث رسول ا ّ فوا ّ
ق ،ثم هاجر إلى المدينة. له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الر ّ
ل إنى لفي رأس عْذق لسيدي أعمل له فيه .بعض العمل وسيدي سلمان يسمع بهجرة النبي صلى ال عليه وسلم إلى المدينة :فوا ّ
ل إنهم الن لمجتمعون بقباء على رجل ل بنى َقْيلة ،وا ّ
ن ،قاتل ا ّجالس تحتي ،إذ أقبل ابن عم له ،حتى وقف عليه ،فقال :يا فل ُ
قدم عليهم من مكة اليوم ،يزعمون أنه نبي .
سلم بن اْلحاف بن ُقضاعة ،أم الْوس سْود بن ا ْ
عْذَرة بن سعد ابن زيد بن ليث بن َ نسب قيلة :قال ابن هشامَ :قْيلة :بنت كاهل بن ُ
والخزرج .
قال النعمان بن بشير النصارى يمدح الوس والخزرج :
مخالطةٍ عُْتبا
ُ عليهم خليط في جد ْل من أولدِ قَْيلة لم ي َ ِ #بهالي ُ
ل آبائهم نحبا ن عليهم ِفع َ
ي ََروْ َ دى حون للن َ ح أبطال ي َُرا ُ
#مسامي ُ
وهذان البيتان في قصيدة له .
سْلمان :فلما ل بن عباس ،قال َ عمر بن قتادة النصارى ،عن محمود بن َلبيد ،عن عبدا ّ قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن ُ
حضاء، سمعتها أخذنى الُعَرْوراء .قال ابن هشام :الُعَرْوراء :الرعدة من البرد والنتفاض ،فإن كان مع ذلك عرق فهي الّر َ
وكلهما ممدود -حتى ظننت أني سأسقط على سيدي ،فنزلت عن النخلة ،فجعلت أقول لبن عمه ذلك :ماذا تقول ؟ فغضب
ل على عملك ،قال :قلت :ل شئ ،إنما أردت أن أستثبته عما قال . سيدي ،فلكمنى لكمة شديدة ،ثم قال :ما لك ولهذا؟ أقب ْ
سلمان يستوثق من رسالة محمد صلى ال عليه وسلم :قال :وقد كان عندي شيء قد جمعته ،فلما أمسيت أخذته ،ثم ذهبت به
ل صلى ال عليه وسلم وهو بُقَباء ،فدخلت عليه ،فقلت له :إنه قد بلغنى أنك رجل صالح ،ومعك أصحاب لك غرباء إلى رسول ا ّ
ق به من غيِركم ،قال :فقّربته إليه ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ذوو حاجة ،وهذا شيء كان عندي للصدقة ،فرأيتكم أح ّ
ت عنه ،فجمعت شيئا ،وتحول رسول لصحابه :كلوا ،وأمسك يده ،فلم يأكل .قال :فقلت في نفسي :هذه واحدة .قال :ثم انصرف ُ
ل صلى ال عليه وسلم إلى المدينة ،ثم جئُته به ،فقلت له :إني قد رأيُتك ل تأكل الصدقة ،فهذه هديٌة أكرمُتك بها .قال :فأكل رسول ا ّ
ل صلى ال ل صلى ال عليه وسلم منها ،وأمر أصحابه ،فأكلوا معه .قال فقلت في نفسى :هاتان ثنتان ،قال :ثم جئت رسول ا ّ ا ّ
ى شملتان لي ،وهو جالس في أصحابه ،فسلمت عليه ثم عليه وسلم وهو ببقيع الَغْرَقد ،قد تبع جنازة رجل من أصحابه ،عل ّ
عَرف ل صلى ال عليه وسلم استدبرته َ ، استدرت أنظر إلى ظهره ،هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ،فلما رآنى رسول ا ّ
ت عليه أقبله ،وأبكي ،فقال لي رسول أنى أستثبت في شيء ُوصف لي ،فألقى رداءه عن ظهره .فنظرت إلى الخاتم فعَرفته ،فأكبب ُ
ا ّ
ل
صلى ال عليه وسلم :تحول ،فتحولت فجلست بين يديه ،فقصصت عليه حديثى ،كما حدثتك يا ابن عباس ،فأعجب رسول ا ّ
ل
ل صلى ال عليه ق حتى فاته من رسول ا ّ ن الر ّ
شغل سلما َ ل عليه وعلى آله وسلم أن يسمع ذلك أصحاُبه .ثم َ صلى ال عليه وسلم ا ّ
وسلم بدر وأحد.
ل صلى ال عليه ل ومساعدته صلى ال عليه وسلم :قال سلمان :ثم قال لي رسول ا ّ ك نفسه من الرق بأمر رسول ا ّ سلمان يفت ّ
ل صلى ال عليه وسلم ب يا سلمان ،فكاتبت صاحبى على ثلثمائة نخلة أحييها له بالَفِقير ،وأربعين أوقية .فقال رسول ا ّ وسلم :كات ْ
لصحابه :أعينوا أخاكم ،فأعانوني بالنخل ،الرجل بثلثين َوِدّية ،والرجل بعشرين َوِدّية .والرجل بخمس عشرة َوِدّية ،والرجل
ل صلى ال عليه وسلم :اذهب يا سلمان ففقْر بعشر ،يعين الرجل بقدر ما عنده ،حتى اجتمعت لي ثلثمائة َوِدّية ،فقال لي رسول ا ّ
لا ّ
ل لها ،فإذا فرغت فأتنى ،أكن أنا أضعها بيدي .قال ففّقْرت ،وأعاننى أصحابي ،حتى إذا فرغت جئته فأخبرته ،فخرج رسو ُ
ل صلى ال عليه وسلم بيده حتى فرغنا .فوالذي ي ،ويضعه رسول ا ّ صلى ال عليه وسلم معى إليها ،فجعلنا نقرب إليه الَوِد ّ
نفس سلمان بيده ،ما ماتت منها َوِدّية واحدة.
ل صلى ال عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن ،فقال ي المال ،فأتى رسول ا ّ قال :فأديت النخل ،وبقي عل ّ
:ما فعل الفارسي المكاَتب ؟ قال :فُدعيت له ،فقال :خذ هذه ،فأّدها مما عليك يا سلمان .قال :قلت :وأين تقع هذه يا رسول ا ّ
ل
ل سيؤدى بها عنك .قال :فأخذتها ،فوَزْنت لهم منها -والذي نفس سلمان بيده -أربعين أوقية، مما علي ؟ فقال :خْذها ،فإن ا ّ
حّرا ،ثم لم يفتني معه ق ُل صلى ال عليه وسلم ال عليه وآله وسلم الخند َ ت مع رسول ا ّ عتق سلمان .فشهد ُ فأوفيتهم حّقهم منها ،و ُ
مشهد.
ت :وأين تقع هذه من الذي قال ابن إسحاق :وحدثني يزيد بن أبي حبيب ،عن رجل من عبد القيس عن سلمان :أنه قال :لما قل ُ
ل صلى ال عليه وسلم فقلبها على لساِنه ،ثم قال :خذها فأوفهْم منها ،فأخذتها ،فأوفيُتهم منها ل ؟ أخذها رسول ا ّ ى يا رسول ا ّ عل ّ
حّقهم كله ،أربعين أوقية .
حديث سلمان مع الرجل الذي بعمورية :قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ،قال :حدثني من ل أتهم عن عمر ابن
ل صلى ال عليه وسلم حين أخبره خبره :إن صاحب سي :أنه قال لرسول ا ّ ن الفار ّحدثت عن سلما َ عبد العزيز بن مروان ،قال ُ :
عمورية قال له :أئت
غْيضتين ،يخرج في كل سنة من هذه الغيضة إلى هذه الغيضة مستجيزًا ،يعترضه ل بين َض الشام ،فإن بها رج ًكذا وكذا من أر ِ
ن :فخرجت حتى أتي ُ
ت شفي ،فاسأله عن هذا الدين الذي تبتغي ،فهو يخبرك عنه ،قال سْلما ُ ذوو السقام ،فل يدعو لحد منهم إل ُ
س قد اجتمعوا بمرضاهم هنالك ،حتى خرج لهم تلك الليلة مستجيزًا من إحدى الغيضتين إلى ث ُوصف لي ،فوجدت النا َ حي ُ
خُلص إليه حتى دخل الَغْيضَة التي يريد أن ى ،وغلبونى عليه ،فلم أ ْشِف َ
الخرى ،فغشيه الناس بمرضاهم ،ل يدعو لمريض إل ُ
حِنيفّية دين إبراهيم .قال :إنك
ل ،أخبرني عن ال َت :يرحمك ا ّى ،فقل ُ
يدخل ،إل منكبه .قال :فتناولته .فقال :من هذا؟ والتفت إل ّ
ن نبي ُيبعث بهذا الدين من أهل الحرم َ ،فأِتِه فهو يحملك عليه .قال :ثمس اليوَم ،قد أظّلك زما ُ
لتسألنى عن شيء ما يسأل عنه النا ُ
ل صلى ال عليه وسلم لسلمان :لئن كنت صدقتني يا سلمان ،لقد لقيت عيسى ابن مريم . .على نبينا دخل .قال :فقال رسول ا ّ
وعليه السلم.
عَبْيد
ذكر ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد الُعّزى و ُ
حَوْيرث
ابن جحش وعثمان بن ال ُ
وَزْيد بن عمرو بن ُنَفْيل
تشككهم في الوثنية :قال ابن إسحاق :واجتمعت قريش يوما في عيد لهم عند صنم من أصنامهم كانوا يعظمونه وينحرون له ،
جّيا ،ثم قال بعضهم لبعض :تصادقوا، ويعكفون عنده ،وُيديرون به ،وكان ذلك عيدًا لهم في كل سنة يومًا ،فخَلص منهم أربعة نفرَن ِ
سد بن عبد الُعّزى بن ُقصى بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي . ضكم على بعض ،قالوا :أجل ،وهم َ :وَرقُة بن َنْوفل بن أ َ وليكتم بع ُ
خزيمة ،وكانت أمه أميمة بنت عبد غْنم بن دودان بن أسد بن ُ ل بن جحش بن ِرئاب بن َيْعمر بن صْبرة بن ُمرة بن كبير بن َ عَبْيد ا ّ
وُ
المطلب .وعثمان بن الحَوْيرث بن أسد بن عبد العزى بن قصى .وزيد بن
ل بن ُقْرط بن ِرياح بن َرزاح ابن عدي بن كعب بن لؤي .فقال بعضهم لبعض :تعّلموا وا ّ
ل عمرو بن ُنَفْيل بن عبد العزى بن عبدا ّ َ
ما قومكم على شيء! لقد أخطئوا دين أبيهم إبراهيم ،ما حجر نطيف به ،ل يسمع ول يبصر ،ول يضر ول ينفع ؟! يا قوم التمسوا
ل ما أنتم على شيء ،فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية ،دين إبراهيم . لنفسكم ،فإنكم وا ّ
ب من أهلها ،حتى علم علما من أهل الكتاب .وأما تنصر ورقة وابن جحش :فأما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية ،واتبع الكت َ
ل بن جحش ،فأقام على ما هو عليه من اللتباس حتى أسلم ،ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة ،ومعه امرأته أم حبيبة بنت عَبيد ا ّ
ُ
لسلم ،حتى هلك هنالك نصرانيا . صر ،وفارق ا ِ أبى سفيان مسلمة ،فلما قدمها تن ّ
عَبيد ا ّ
ل ابن جحش يغري مهاجري الحبشة على التنصر :قال ابن إسحاق :فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ،قال :كان ُ
صأتم ،
صأ َحنا و َ ل صلى ال عليه وسلم وهم هنالك من أرض الحبشة فيقول :فّق ْ ابن جحش -حين تنصر -يمر بأصحاب رسول ا ّ
أي أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر ،ولم ُتبصروا بعد ،وذلك أن ولد الكلب ،إذا أراد أن يفتح عينيه لينظر ،صأصأ ،لينظر .وقوله :
فّقح :فتح عينيه
ل صلى ال عليه ل صلى ال عليه وسلم يخلف على زوجة ابن جحش بعد وفاته :قال ابن إسحاق :وخلف رسول ا ّ رسول ا ّ
وسلم بعده على امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب .
عْمَرو بن أمية حسين :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث فيها إلى النجاشى َ ن ُقال ابن إسحاق :وحدثني محمد بن علي ب َ
ل صلى ال عليه وسلم أربعمائة دينار .فقال محمد بن علي ضْمري ،فخطبها عليه النجاشى ؛ فزوجه إياها ،وأصدقها عن رسول ا ّ ال ّ
:ما نرى عبد الملك بن مروان وقف صداق النساء على أربعمائة دينار إل عن ذلك .وكان الذي أملكها النبى صلى ال عليه وسلم
خالد بن سعيد بن العاص .
صر ،وحسنت حَوْيرث وقدومه على قيصر :قال ابن إسحاق :وأما عثمان بن الحَُوْيرث ،فقدم على قيصر ملك الروم فتن ّ تنصر ابن ال ُ
منزلُته عنَده .
حَوْيرث عند قيصر حديث ،منعني من ذكره ما ذكرت في حديث حرب الفجار. قال ابن هشام :ولعثمان بن ال ُ
عمرو بن ُنَفْيل فوقف ،فلم يدخل يهودية ول نصرانية ،وفارق دين زيد يتوقف عن جميع الديان :قال ابن إسحاق :وأما زيد ابن َ
قومه ،فاعتزل الوثان والميتة والدم والذبائح التي ُتْذَبح على الوثان .
ب إبراهيم ،وباَدى قومه بعْيب ما هم عليه . ونهى عن َقْتل الموءودة ،وقال :أعبُد ر ّ
ت زيَد بن عمرو ل عنهما ،قال :لقد رأي ُ قال ابن إسحاق :وحدثني هشام بن عروة عن أبيه ،عن أمه أسماء بنت أبى بكر رضي ا ّ
سِندًا ظهره إلى الكعبة ،وهو يقول :يا معشَر قريش ،والذي نفس زيد بن عمرو بيده :ما أصبح منكم أحد على بن ُنَفْيل شيخًا كبيرًا ُم ْ
ب إليك عبدُتك به ،ولكني ل أعلمه ،ثم يسجد على راحته . ي الوجوه أح ّ دين إبراهيم غيري ،ثم يقول :اللهم لو أني أعلم أ ّ
ل صلى ال حدثت أن ابنه سعيد بن زْيد بن عمرو بن ُنَفْيل وعمر بن الخطاب ،وهو ابن عمه ،قال لرسول ا ّ قال ابن إسحاق :و ُ
عليه وسلم :أتستغفر لزيد بن عمرو؟ قال :نعم ،فإنه ُيْبعث أمًة وحَده .
شعر زيد في فراق الوثنية :وقال زيد بن عمرو بن نفيل في فراق دين قومه وما كان لقى منهم في ذلك:
الموُر قسمت تُ ُ إذا ن أِدي ُ ف رب أَرب ّا ً واحدًا ،أم أل َ #
الصبوُر ْ
جلد ُال َ ليفع ُ كذلك ت والعُّزى جميعا ً ت الل َ عََزل ْ ُ #
أزوُر عمرو بنى ي
م ْ
صن َ َ
َ ول ن ول ابنتْيههافل العُّزى أدي ُ #
حلمى يسيُر ِ لنا في الدهر إذ ول هُب َل ً أدين ،وكان رّبا #
البصيُر يعرفها اليام وفي جبات معْ َعجبت وفي الليالي ُ #
الفجوُر م
شأَنه ُ كان كثيرا ً ه قد أفنى رجهال ً #بأن الل ّ َ
الصغير لالطف ُ م
منه ُ فَي َْرب ِ ُ
ل #وأبقى آخرين ببّر قوم ٍ
المطيُر ن
الغص ُ َيترّوح كما ب يوما ً وب َْينا المرُء يعثر ثا َ #
الغفوُر ب الر ّ ى
ذنب َ ليغفَر ن رّبهىن أعبد ُ الرحم َ ولك ْ #
تبوروا ل تحفظوها ما متى فتقوى الل ّهِ ربكم احفظوها #
سعيُر حامية وللكفارِ نجنا ٌ
هم ِ ترى البراَر داَر ُ #
الصدوُر به تضيقُ ما يلقوا وخْزي في الحياة وإن يموتوا #
وقال زيد بن عمرو بن ُنَفيل أيضا -قال ابن هشام :هى لمية ابن أبى الصلت في قصيدة له إل البيتين الولين ،والبيت الخامس ،
وآخرها بيتا .وعجز البيت الول عن غير ابن إسحاق :
باقَيا الدهَر ينى ل رصينا ً وقول ً مدحتى وثنائيا دي ِ إلى الّله أهْ ِ #
مدانَياُ نول رب يكو ُ فوَقه إل ٌ
ه ك العلى الذي ليس إلى المل ِ #
خافَيا الّله من تخفى ل فإنك دى أل أيها النسان إياك والّر َ #
بادَيا ح
أصب َ شدالّر ْ َ
سبيل فإن ل مع الل ّهِ غيَرهُ ك ل تجع ْ وإيا َ #
جائَيا
ور َ ربنا إلهى ت
وأن َ ن كانت رجاَءهم ك إن الج ّ حَنان َي ْ َ
َ #
ثانَيا ه ّ
الل ُ غيرك إلها ن
أدي ُ أَرى م –رّبا فلن ت بك -الله ّ رضي ُ #
ت إلى موسى رسول ً منادَيا بَعث َ من ورحمةٍ ضل َ وأنت الذي من فَ ْ #
ي كان طاغيا ن الذ ِ ّ
إلى الله فرعو َ وا
ذهب وهارون فاد ْعُ َ فقلت له يا ا ْ #
َوتد ٍ ،حتى اطمأنت كما هيا ت هذه بلوي َ س ّ
ت َ وقول له :آأن ْ َ #
مدٍ ،أرفقْ -إذا ً -بك بانَيا عَ َ ت رفعت هذه بل وقول له :آأن ْ َ #
ل هادَيا جّنه اللي َُ ً
منيرا ،إذ ما ُ َ
سطها ويت وَ ْتس ّ وقول .له :آأن ْ َ #
فُيصبح ما مست من الرض ضاحيا غدوةً ل الشمس ُ وقول له :من يرس ُ #
إذ قال:
مهما تجشمنى فإنى جاشم #أنفى لك اللهم عان راغم
ليس مهجر كمن قال #البر أبغى ل الخهال
قال ابن هشام :ويقال :البر أبقى ل الخال ،ليس مهجر كمن قال .قال وقوله " :
مستقبل الكعبة" عن بعض أهل العلم.
قال بن إسحاق :وقال زيد بن عمرو بن نفيل:
له الرض تحمل صخرا ً ثقال ً #وأسلمت وجهي لمن أسلمهت
الجبال عليها ،أرسى الماء #دحاها فلما رآها استوت على
زلل عذبا ً تحمل المزن له #وأسلمت وجهي لمن أسلمهت
سجال عليها فصبت ، أطاعت #إذا هي سيقت إلي بلهدة
الخطاب يؤذي زيدا ً ويحاصره :وكههان الخطههاب قههد آذى زيههدًا؛ حههتى أخرجههه إلههى
كل به الخطاب شبابا ً من شباب ُقريش وسههفهاء ل مكة ،وو ّ
أعلى مكة ،فنزل حراء مقاب َ
من سفهائهم ،فقال لهم :ل تتركوه يدخل مكة ،فكان ل يههدخلها إل سههرا ً منهههم ،فههإذا
ة أن ُيفسد َ عليهم دينهم ،وأن علموا بذلك ،آذنوا به الخطاب ،فأخرجوه ،وآذوه كراهي َ
ل منه ما اسههتحل يتابعه أحد منهم على فراقه فقال -وهو يعظم حرمته على من استح ّ
من قومه :
حّلْه
ط الَم ِ
وإن بيتى أوس ُ حّلْه
#ل ُهّم إني ُمحِرم ل ِ
ضّلْه
صفا ليس بذي َم َ
#عند ال ّ
صل والجزيرَة ن والحبار ،حتى بلغ المو ِ ن إبراهيم عليه السلم ،ويسأل الرهبا َ ب دي َ
زيد يرحل إلى الشام وموته :ثم خرج يطل ُ
ل النصرانية فيما يزعمون ، عْلُم أه ِل الشاَم كّله ،حتى انتهى إلى راهب بمْيَفعة من أرض البلقاء ،كان ينتهي إليه ِ كّلها ،ثم أقبل فجا َ
ن نبي يخرج من ل زما ُ فسأله عن الحنيفيِة دين إبراهيم ،فقال :إنك لتطلب ِدينًا ما أنت بواجٍد من يحملك عليه اليوم ،ولكن قد أظ ّ
شاّم اليهودية
ن ،هذا زماُنه ،وقد كان َ ق بها ،فإنه مبعوث ال َ ت ِمنهاُ ،يبعث بدين إبراهيم الحنيفية ،فالح ْبلدك التي خرج َ
عَدْوا عليه
ض شيئًا منهما ،فخرج سريعًا ،حين قال له ذلك الراهب ما قال ،يريد مكَة ،حتى إذا توسط بلَد لخم َ ، والنصرانية ،فلم ير َ
فقتلوه .
ن أسد يبكيه :
ن نوفل ب ِ
ورقة يرثي زيدا :فقال ورقُة ب ُ
حاميا النار من تّنورا ً ت
تجنب ْ َ وإنما ت ،وأنعمت ابن عمرو،
#رشد َ
ي وأنتم أيضا؛
ب ،وروح الُقدس هذا الذي من عند الرب خرج ،فهو شهيد عل ّل إليكم من عند الر ّ جاء المْنحمّنا هذا الذي يرسله ا ّ
لنكم قديما كنتم معي في هذا ،قلت لكم :لكيما ل تشكوا.
طس ،صلى ال عليه وسلم. حَمّنا بالسريانية :محمد :وهو بالرومية :البرْقِلي ِ
والُمْن َ
ل عليه وعلى آله وسلم تسليما
مبعث النبي صلى ال عليه وسلم ا ّ
ليمان به صلى ال عليه وسلم :قال :حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ،قال :حدثنا زياد بن عبدا ّ
ل ل الميثاق على الرسل با ِ أخذ ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم البكائي -عن محمد بن إسحاق المطلبى قال :فلما بلغ محمد رسول ا ّ
ل نبي بعثه قبَله ق على ك ّ ل تبارك وتعالى قد أخذ الميثا َ ل تعالى رحمًة للعالمين ،وكافًة للناس بشيرًا ،وكان ا ّ أربعين سنة بعثه ا ّ
ل من آمن بهم وصدقهم ،فأدوا من .ذلك ليمان به ،والتصديق له ،والنصر له على من خالفه ،وأخذ عليهم أن يؤّدوا ذلك إلى ك ّ با ِ
ن َلَما
ق الّنِبّيي َ
ل ِميَثا َ
خَذ ا ُّ
ل عليه وعلى آله وسلم َ } :وِإْذ َأ َ ل تعالى لمحمد صلى ال عليه وسلم ا ّ ق فيه .يقول ا ّ ما كان عليهم من الح ّ
عَلى َذِلُكْم ِإصِْري{ ]آل عمران: خْذُتْم َ
ل َأَأْقَرْرُتْم َوَأ َصُرّنُه َقا َ
ن ِبِه َوَلَتْن ُ
ق ِلَما َمَعُكْم َلُتْؤِمُن ّصّد ٌل ُم َ سو ٌجاَءُكْم َر ُ
حْكَمٍة ُثّم َ
ب َو ِن ِكَتا ٍآَتْيُتُكْم مِ ْ
ل ميثاق النبيين ن { ]آل عمران [81:فأخذ ا ّ شاِهِدي َ شَهُدوا َوَأَنا َمَعُكْم ِمنْ ال ّ ل َفا ْ : [81أي ثقل ما حملتكم من عهدي َ }:قاُلوا َأْقَرْرَنا َقا َ
جميعا بالتصديق له ،والنصر له ممن خالفه ،وأدوا ذلك إلى من آمن بهم ،وصدقهم من أهل هذين الكتابين .
عروة بن الزبير ،عن عائشة ي عن ُ ل صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :فذكر الزهر ّ الرؤيا الصادقة أول ما ُبدئ به رسول ا ّ
ل كرامته ورحمة العباد به : ل صلى ال عليه وسلم من النبوة ،حين أراد ا ّ ل ما ُبدى به رسول ا ّ ل عنها أنها حدثته :أن أو َ رضى ا ّ
ل تعالى إليه الخلوة، ت :وحبب ا ّ ل صلى ال عليه وسلم رؤيا في نوِمه إل جاءت كفلق الصبح قال ْ لا ّ الرؤيا الصادقُة ،ل يرى رسو ُ
فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلَو وحَده .
سلم الحجر والشجر عليه صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :وحدثني
ل بن أبي سفيان بن العلء بن جارية الثقفي ،وكان واعيًة ،عن بعض أهل العلم : عَبْيد ا ّ
عبد الملك بن ُ
ت، سَر عنه البيو ُ ل بكرامته ،وابتدأه بالنبوة ،كان إذا خرج لحاجته أبعَد حتى تح ّ ل صلى ال عليه وسلم حين أراده ا ّ أن رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم بحجر ول شجر ،إل قال :السلُم عليك يا رسو َ
ل شعاب مكة وبطون أوديتها ،فل يمر رسول ا ّ وُيفضى إلى ِ
ل صلى ال عليه وسلم ت رسول ا ّ ل .قال :فيلتف ُ ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم كذلك يرى ويسمع ،ما حوَله ،وعن يمينه وشماله وخلفه ،فل يرى إل الشجَر والحجارة ،فمكث رسول ا ّ
ل ،وهو بحراء في شهر رمضان . ث ،ثم جاءه جبريل عليه السلم بما جاءه من كرامة ا ّ ل أن يمك َ شاء ا ّ
ل بن ت عبَدا ّ نزول جبريل عليه صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :وحدثني َ ،وْهب بن َكْيسان ،مولى آل الزبير .قال :سمع ُ
عَمْير بن َقتادة الليثي :حدثنا يا عبيد ،كيف كان بْدُء ما ابُتدئ به رسول ال صلى ال عليه وسلم من الزبير وهو يقول لُعَبيد ابن ُ
ل بن الزبير ،ومن عنده من الناس :كان رسول عبيد -وأنا حاضر يحدث عبدا ّ النبوة ،حين جاءه جبريل عليه السلم ؟ قال :فقال ُ
حراء من كل سنة شهرًا ،وكان ذلك مما تحّنث به قريش في الجاهلية .والتحنث :التبّرر. ل صلى ال عليه وسلم يجاور في ِ ا ّ
قال ابن إسحاق :وقال أبو طالب :
ل
ز ِ
حراءَ ونا ِ لي َْر َ
قى في ِ ق
وَرا ٍ ور ومن أرسى ث َِبيرا ً مكاَنه
#وث َ ْ
جَد َ
ف حِنيفية فيبدلون الفاء من الثاء ،كما قالواَ :
التحنث والتحنف :قال ابن هشام :تقول العرب :التحنث والتحنف ،يريدون ال َ
جاج :
جَدث .يريدون :القبَر .قال رؤبُة بن الَع ّ
وَ
جداف
#لو كان أحجاري مع ال ْ
ل في موضعها. يريد :الجداث :وهذا البيت في أرجوزة له .وبيت أبي طالب في قصيدة له سأذكرها إن شاء ا ّ
قال ابن هشام :وحدثني أبو عبيدة أن العرب تقول :فم ،في موضع :ثم ،يبدلون الفاء من الثاء.
ل صلى ال عليه وسلم يجاور ذلك الشهَر من كل سنة، عَبيد :فكان رسول ا ّ قال ابن إسحاق :حدثني وهب بن كيسان قال :قال ُ
ل صلى ال عليه وسلم جواَره ،من شهره ذلك ،كان أول ما يبدأ به -إذا انصرف ُيطعم من جاءه من المساكين ،فإذا قضى رسول ا ّ
ل من ذلك ،ثم يرجع إلى بيته . ف بها سبعًا ،أو ما شاء ا ّ ل بيَته ،فيطو ُ
من جواره -الكعبة ،قبل أن يدخ َ
ل تعالى فيها ،وذلك الشهُر :شهُر ل تعالى به فيه ما أراد من كرامته ،من السنة التي بعثه ا ّ حتى إذا كان الشهُر الذي أراد ا ّ
ل
حراء ،كما كان يخرج لجواِره ومعه أهُله ،حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه ا ّ ل صلى ال عليه وسلم إلى ِ رمضان ،خرج رسول ا ّ
ل تعالى. ل -عليه السلم -بأمر ا ّ فيها برسالته ورحم العباَد بها ،جاءه جبري ُ
ط من ل ،وأنا نائم ِ ،بَنَم ٍ
ل صلى ال عليه وسلم :فجاءنى جبري ُ قال رسول ا ّ
ج فيه كتاب ،فقال :اقرأ ،قال :قلت :ما أقرأ قال فغّتنى ِديبا ٍ
ت ،ثم أرسلني ،فقال ت أنه المو ُ ت ،ثم أرسلنى؛ فقال :اقرأ ،قال قلت :ما أقرأ؟ قال :فغّتنى به ،حتى ظنن ُ به ،حتى ظننت أنه المو ُ
ت ،ثم أرسلنى ،فقال :اقرأ ،قال :فقلت :ماذا أقرأ؟ ما أقول ذلك ت أنه المو ُ :اقرأ ،قال :قلت :ماذا أقرأ؟ قال فغّتني به ،حتى ظنن ُ
لْكَرُم)(3ك ا َْ
ق) (2اْقَرْأ َوَرّب َ
عَل ٍ
ن َن ِم ْسا َ
لن َ
ق ا ِْ
خَل َ
ق)َ (1
خَل َ
ك اّلِذي َ
سِم َرّب َ
إل افتداًء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بى .فقال } :اْقَرْأ ِبا ْ
ن َما َلْم َيْعَلْم{].العلق1:ـ [5قال :فقرأتها ،ثم انتهى ،فانصرف عنى ،وهببت من نومي ،فكأنما كتبت سا َ
لن َ
عّلَم ا ِْ
عّلَم ِباْلَقَلِم)َ (4
اّلِذي َ
ل ،وأنالا ّ ط من الجبل سمعت صوتًا من السماِء يقول :يا محمُد أنت رسو ُ ت في وس ٍ ت حتى إذا كن ُ في قلبي كتابا .قال :فخرج ُ
ف قدميه في أفق السماء يقول :يا ل في صورة رجل صا ّ ت رأسى إلى السماء أنظر ،فإذا جبري ُ ل ،قال :فرفع ُ جبري ُ
ق السماء ،قال : ف وجهي عنه في آفا ِ ت أصر ُ محمد ،أنت رسول ال وأنا جبريل .قال :فوقفت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر ،وجعل ُ
ت خِديجُة ُرسَلَها في طلبي ، ت واقفا ما أتقدم أمامي ،وما أرجع ورائى حتى َبعَث ْ فل أنظر في ناحية منها إل رأيته كذلك ،فما زل ُ
فبلغوا أعلى مكَة ،ورجعوا إليها ،وأنا واقف في مكاني ذلك ،ثم انصرف عني .
ت خديجَة، ت راجعًا إلى أهلي ،حتى أتي ُ الرسول صلى ال عليه وسلم يخبر خديجة رضي ال عنها بنزول جبريل عليه :وانصرف ُ
ل لقد بعثت رسلي في طلبك ،حتى بلغوا مكَة ورجعوا لي ،ثم ت ؟ فوا ّ فجلست إلى فخذها ُمضيفا إليها ،فقالت :يا أبا القاسم ،أين كن َ
ي هذه المة . ت فوالذي نفس خديجة بيده إني لرجو أن تكون نب ّ ت ،فقالت :أبشْر يا ابن عّم واثُب ْ حدثتها بالذي رأي ُ
ل عنها تخبر ورقة بن نوفل :ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ،ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد الُعزى خديجة رضي ا ّ
صر ،وقرأ الكتب ،وسمع من أهل التوراة والنجيل .فأخبرته بما أخبرها به رسول ابن ُقصي ،وهو ابن عمها ،وكان ورقة قد تن ّ
ت صدقتيني يا خديجُة ل صلى ال عليه وسلم أنه رأى وسمع .فقال ورقُة بن نوفل :قّدوس قدوس ،والذي نفس ورقَة بيده لئن كن ِ ا ّ
س الكبر لقد جاءه النامو ُ
ي هذه المة .فقولى له :فليثبت .فرجعت خديجة إلى الذي كان يأتي موسى ،وإنه لنب ّ
ة بن ن َوَْفل .فلما قضى رسو ُ
ل رسول الّله صلى الله عليه وسلم .فأخبرته بقول ورق َ
الّله صلى الله عليه وسلم جواَره وانصرف ،صنع كما كان يصنع :بدأ بالكعبة ،فطاف
تة بن نوفل ،وهو يطوف بالكعبة .فقال :يا ابن أخى أخبْرنى بما رأي َ بها .فلقيه ورق ُ
ة :والذي نفسى ّ
ت :فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم .فقال له ورق ُ وسمع َ
ه،ذبن ْ َ
س الكبُر الذي جاء موسى .ولت ُك ّ ى هذه المة ،وقد جاءك النامو ُ بيده ،إنك لنب ّ
ً
ه نصرا يعلمه . ّ
ن الل َت ذلك اليوم لنصر ّ ه .ولئن أنا أدرك ُ
قاتلن ّ ْ َ
ه ،ولت ُ َ
جن ْ
خَر َه ،ولت ُ ْولُتؤذ َي َن ّ ْ
ّ
خه ،ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سه منه ،فقبل يافو َ ثم أدنى رأ َ
منزله .
حّدث عن خديجة ل الزبير :أنه ُل بن أبي حكيم مولى آ ِل عنها من الوحي :قال ابن إسحاق :وحدثني إسماعي ُ تثّبت خديجة رضي ا ّ
عم ،أتستطيع ل صلى ال عليه وسلم :أي ابن َ ل عنها أنها قالت لرسول ا ّ رضي ا ّ
ل عليه السلم ،كما كان أن تخبرنى بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال :نعم ،قالت :فإذا جاءك فأخبرني به .فجاءه جبري ُ
س على َفخذي ل قد جاءنى ،قالت :قم يا ابن عم فاجل ْ ل صلى ال عليه وسلم لخديجَة :يا خديجُة ،هذا جبري ُ يصنُع ،فقال رسول ا ّ
س على فخذي ل ،فاجل ْ
ل صلى ال عليه وسلم فجلس عليها ،قالت :هل تراه ؟ قال :نعم ،قالت :فتحو ْ اليسرى ،قال :فقام رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم فجلس ،على فخذي اليمنى ،فقالت :هل تراه ؟ قال :نعم ،قالت :فتحو ْ
ل لا ّاليمنى ،قالت :فتحول رسو ُ
ل صلى ال عليه وسلم فجلس في حجرها ،قالت :هل تراه ؟ قال :نعم ،قال : س على حجري ،قالت :فتحول رسول ا ّ فاجل ْ
ل صلى ال عليه وسلم جالس في حجرها ،ثم قالت له :هل تراه ؟ قال :ل ،قالت يا ابن عم ، سرت وألقت خماَرها ورسول ا ّ فتح ّ
ل إنه لملك وما هذا بشيطان . أثبت وأبشْر ،فوا ّ
حسين تحدث بهذا الحديث عن ت أمى فاطمة بنت ُ ل بن حسن هذا الحديث ،فقال :قد سمع ُ ت عبَدا ّحدث ُ
قال ابن إسحاق :وقد َ
ل صلى ال عليه وسلم بينها وبين درعها ،فذهب عنَد ذلك جبريل ،فقالت لرسول ال لا ّت رسو َ
خديجة ،إل أني سمعتها تقول :أدخل ْ
صلى ال عليه وسلم :إن هذا لملك ،وما هو بشيطان .
ابتداء تنزيل القرآن
شهُْر
ل عز وجل َ } : ل صلى ال عليه وسلم بالتنزيل في شهر رمضان ،بقول ا ّ متى نزل القرآن :قال ابن إسحاق :فابُتدئ رسول ا ّ
ن{ ]البقرة [185:وقال ال تعالى ِ } :إّنا َأنَزْلَناُه ِفي َلْيَلِة اْلَقْدِر) ن اْلُهَدى َواْلُفْرَقا ِ ت ِم ْس َوَبّيَنا ٍ
ن ُهًدى ِللّنا ِ ل ِفيِه اْلُقْرآ ُ
ضانَ اّلِذي ُأنِز َ َرَم َ
لٌم ِه َ
ي سَ ل َأْمٍر)َ (4 ن ُك ّ ن َرّبِهْم ِم ْ
ح ِفيَها ِبِإْذ ِ
لِئَكُة َوالّرو ُ ل اْلَم َ شْهٍر)َ (3تَنّز ُ ف َن َأْل ِ
خْيٌر ِم ْ ك َما َلْيَلُة اْلَقْدِر)َ (2لْيَلُة اْلَقْدِر ََ (1وَما َأْدَرا َ
ن{].الدخان1:ـ ن)ِ(2إّنا َأنَزْلَناهُ ِفي َلْيَلٍة ُمَباَرَكٍة ِإّنا ُكّنا ُمنِذِري َ ب اْلُمِبي ِل تعالى } :حم)َ (1واْلِكَتا ِ جِر{].القدر1:ـ [5وقال ا ّ طَلِع اْلَف ْ
حّتى َم ْ
َ
لا ّ
ل ن{].النفال [41:وذلك ُمْلتَقى رسو ِ جْمَعا ِ
ن َيْوَم اْلَتَقى اْل َعْبِدَنا َيْوَم اْلُفْرَقا ِ
عَلى َ ل َوَما َأنَزْلَنا َن ُكنُتْم آَمْنُتْم ِبا ِّ [3وقال تعالى } :إ ْ
صلى ال عليه وسلم والمشركين ببدر.
ل صلى ال عليه وسلم ،التقى هو سين :أن رسول ا ّ حَتاريخ وقعة بدر :قال ابن إسحاق :وحدثني أبو جعفر محمد ابن علي بن ُ
شرَة من رمضان . عْ سْبَع َوالمشركون ببدر يوم الجمعة ،صبيحَة َ
ل ُمصّدق بما جاءه منه ،قد َقبله بَقبوله ،وتحّمل ل صلى ال عليه وسلم وهو مؤمن با ّ قال ابن إسحاق :ثم تتاّم الوحي إلى رسول ا ّ
ضا العباد وسخطهم ،والنبوة أثقال ومؤنة ،ل يحملها ،ول يستطيع بها ،إل أهل القوة والعزم من الرسل ،بعون منه ما حُّمله على ر َ
ل سبحانه وتعالى . س ،وما ُيَرّد عليهم مما جاءوا به عن ا ّ ل تعالى وتوفيقه ،لما َيْلَقْون من النا ِ ا ّ
ل ،على ما يلقى من قومه من الخلف والذى . ل صلى ال عليه وسلم على أمر ا ّ قال :فمضى رسول ا ّ
إسلم خديجة بنت خويلد
ل ،ووازَرْته على أمره ،وكانت أولَ خَوْيلد ،وصّدقت بما جاءه من ا ّوقوفها بجانبه صلى ال عليه وسلم :وآمنت به خديجة بنت ُ
ل بذلك عن نبيه صلى ال عليه وسلم ل يسمع شيئًا مما يكرهه من رد عليه ل وبرسوله ،وصّدق بما جاء منه ،فخفف ا ّ من آمن با ّ
ل عنه بها إذا رجع إليها ،تثّبته وتخفف عليه ،وتصّدقه وتهون عليه أمر الناس ،رحمها ا ّ
ل وتكذيب له ،فيحزنه ذلك ،إل فّرج ا ّ
تعالى.
ل بن جعفر ابن
ن الزبير ،عن عبدا ّ عروةَ ب ِ
عْروة ،عن أبيه ُتبشير خديجة ببيت من قصب :قال ابن إسحاق :وحدثني هشام بن ُ
ب فيهب ،ل صخ َص ٍشر خديجَة ببيت من َق َ ل صلى ال عليه وسلم " :أمرتُ أن أب ّل عنه ،قال :قال رسول ا ّ أبي طالب رضي ا ّ
ول نصب".
ن عائلُ
شتا وُمسَتنبح باِلى الّدِريسْي ِ ضريك إذا َ خَراش الُهذلى # :إلى بيته َيأَوي ال ّ
وهذا البيت في قصيدة له .والعائل :الفقير .قال أبو ِ
وجمعه :عالة وعيل .وهذا البيت في قصيدة له ،سأذكرها في موضعها
ل َتُعوُلوا{].النساء[3 :ك َأْدَنى َأ ّ
ل تعالى َ }:ذِل َ
إن شاء ال :والعائل أيضا :الذي يعول العيال .والعائل أيضا :الخائف .وفي كتاب ا ّ
وقال أبو طالب :
ل في موضعها .والعائل أيضا الشيء الُمْثِقل المعيى يقول الرجل :قد عالني هذا
وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها -إن شاء ا ّ
المر :أي أثقلنى وأعياني .قال الفرزدق :
عال َ
ن َ
دثا ِ
ح َ
إذا ما المُر في ال َ ش
ح من قري ٍ
ج َ
حا ِ
ج َ
#ترى الغّر ال َ
ض ذكراه إذا غرُبها أفل وَتعر ُ عهاس عند َ طلو ِ #ت ُذ َك ّْرنيه الشم ُ
جل ْ
ل ما حْزني عليه وما وَ َ طو ُ ن ذكَره فياح هَّيج َ
#وإن هَّبت الروا ُ
م البل ف أوتسأ ُ
وا َم الّتط َ
ول أسأ ُ ص العيس في الرض جاهدا ً #سأعمل ن َ ّ
ِ ِ
وإن غّره الم ْ
ل ن
ل امرئ فا ٍ فك ّ مِنيتىى أو تأتي على َ حيات َ َ #
دم عليه وهو عند رسول الّله صلى الله عليه وسلم ،فقال لههه رسههول الل ّههه صههلى ثم قَ ِ
ت فانطلقْ مع أبيك ،فقال :بههل أقيههم ت فأقم عندي ،وإن شئ َ الله عليه وسلم :إن شئ َ
ّ ّ
عندك .فلم يزل عند َ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله فصدقه وأسلم ،
م{].الحزاب [5:قال :أنا زيههد م ِلَبائ ِهِ ْ وصلى معه؛ فلما أنزل الّله عز وجل } :اد ْ ُ
عوهُ ْ
بن حارثة.
إسلم أبي بكر الصديق رضى ال عنه – وشأنه
عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم عثمان بن َ
عتيق ،واسم أبي قحافة ُنسبه :قال ابن إسحاق :ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة ،واسمه َ
ابن ُمّرة بن ُلَؤي بن غالب بن ِفهر.
ن وجهه وعتقه . حس ِ
اسمه ولقبه :قال ابن هشام :واسم أبي بكر :عبدال ،وعتيق :لقب ل ُ
إسلمه :قال ابن إسحاق :فلما أسلم أبو بكر رضي ال عنه :أظهر إسلمه ،ودعا إلى ال وإلى رسوله.
ب قريش لقريش ،وأعلَم قريش بها، ل ،وكان أنس َ
ل مألفًا لقومه ،محببًا سه ً
لسلم :وكان أبو بكر رج ً إيلف قريش له ودعوته ل ِ
خلق ومعروف ،وكان رجال قوِمه يأتونه ويألفونه لغير واحد من المر :لعلمه وبما كان فيها من خير وشر ،وكان رجل تاجرًا ،ذا ُ
لسلم من َوثق به من قومه ،ممن يغشاه ويجلس إليه . ل وإلى ا ِوتجارته وحسن مجالسته ،فجعل يدعو إلى ا ّ
ذكر من أسلم من الصحابة بدعوة
أبي بكر رضى ال عنه
ن بن عفان ابن أبي العاص بن أمية
عثمان :قال :فأسلم بدعائه -فيما بلغنى -عثما ُ
مّرة بن كعب بن لؤي بن غالب .
بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلب بن ُ
الزبير :والزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد الُعّزى بن قصى بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي .
عبد الرحمن بن عوف :وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف ابن عبد بن الحارث بن ُزهرة بن كلب بن ُمرة بن كعب بن لؤي .
سعد بن أبي وقاص :وسعد بن أبي وقاص ،واسم أبي وقاص :مالك بن أَهْيب بن عبد مناف بن ُزهرة بن ُمرة بن كلب بن مرة
ابن كعب بن لؤي .
ل صلى عمرو بن َكْعب بن سعد بن َتْيم بن ُمّرة بن كعب بن ُلَؤي ،فجاء بهم إلى رسول ا ّ ل بن عثمان بن َ عَبْيدا ّ
طلحة :وطلحة بن ُ
ت أحدًا إلى
ل صلى ال عليه وسلم يقول ،فيما بلغني :ما دعو ُ ال عليه وسلم حين استجابوا له فأسلموا وصّلوا .وكان رسول ا ّ
عكم عنه حين ذكرُته له ،وما تزدد فيه . حافة ،ما َ لسلم إل كانت فيه عنده َكْبَوة ،ونظر وتردد ،إل ما كان من أبى بكر بن أبى ُق َ اِ
قال ابن هشام :قوله " :بدعائه " عن غير ابن إسحاق .
جاج :عَكم :تلبث .قال ُرؤبة بن الَع ّ قال ابن هشام :قوله َ :
عَكْم
ب بها وما َ ع وثا َ
#وانصا َ
ل صلى ال عليه وسلم بما جاءه من صّلوا وصّدُقوا رسول ا ّ لسلم ف َ س با ِ
قال ابن إسحاق :فكان هؤلء النفر الثمانية الذين سبقوا النا َ
ضّبة بن الحارث ل بن الجراح بن هلل بن أهيب بن َ عَبْيدة بن الجراح ،واسمه عامر ابن عبدا ّ ل .إسلم أبي عبيدة :ثم أسلم أبو ُ ا ّ
بن ِفْهر.
عمر بن مخزوم بن َيَقظة بن ُمّرة بن كعب بن ل بن ُ سد بن هلل بن عبدا ّ ل بن عبد ال َ سَلمة ،واسمه عبدا ّ إسلم أبي سلمة :وأبو َ
ُلَؤي .
جْنُدب -بن عبدال بن
سد -وكان أسد ُيْكَنى أبا ُ إسلم الرقم :والرقم بن أبى الرقم .واسم أبى الرقم عبد مناف بن أ َ
عمر بن مخزوم بن َيَقظة بن ُمّرة بن َكْعب بن ُلَؤي . ُ
عْمرو بن ُهصَْيص بن كعب بن جَمح بن َحَذافة بن ُحبيب ابن َوْهب بن ُ ظعون بن َ إسلم عثمان بن مظعون وأخويه :وعثمان بن َم ْ
ل ابنا مظعون بن حبيب . لؤي .وأخواه ُقدامة وعبدا ّ
ى بن كلب بن ُمرة بن كعب بن ُلَؤي .إسلم سعيد طلب بن عبد مناف بن ُقص َ عَبْيدة بن الحارث بن الم ّ إسلم عبيدة بن الحارث :و ُ
ل بن ُقرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب بن عمرو بن ُنَفْيل بن عبد الُعّزي بن عبدا ّ بن زيد وامرأته :وسعيد بن زيد بن َ
عدي بن كعب ابن ُلَؤي ،أخت ل بن ُقْرط بن ِرياح بن َرَزاح بن َ لؤي ؛ وامرأته فاطمة بنت الخطاب بن ُنفيل بن عبد العزى بن عبدا ّ
عمر بن الخطاب .
خَباب بن
سماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبى بكر ،وهي يومئذ صغيرة و َ
إسلم أسماء وعائشة ابنتي أبي بكر وخباب بن الرت :وأ ْ
الَرت ،حليف بني ُزْهرة .
ت من بنى تميم ،ويقال :هو من خزاعة .
خّباب بن الَر ّقال ابن هشام َ :
ل بن مسعودعَمْير بن أبى وّقاص ،أخو سعد بن أبي وقاص ،وعبدا ّ إسلم عَُمير وابن مسعود وابن القاري :قال ابن إسحاق :و ُ
صاهلة بن كاهل بن الحارث ابن تميم بن سعد بن ُهَذْيل .ومسعود بن الَقاِري ،وهو مسعود بن شْمخ بن مخزوم بن َ ابن الحارث بن َ
سَبْيع بن الَهْون بن خزيمة من الَقاَرِة .
حّلم بن عائذة بن ُ
حمالة بن غالب بن ُم َ
ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد الُعّزى بن ً
قال ابن هشام :والقارة :لقب ،ولهم يقال :
جاج :أي ُيَفّرق على القداح ويبين أنصباَءها .وهذا البيت في قصيدة له ،وقال ُرؤَبة بن الَع ّ
ظَلْم
ن َ ق وَتْنِفي َم ْ ع بالح ّ َتصَد ُ ت الحليُم والميُر المنتقْم #أن َ
وهذان البيتان في أرجوزة له .
ل صلى ال عليه شْعب :قال ابن إسحاق :وكان أصحاب رسول ا ّ خروج الرسول صلى ال عليه وسلم بأصحابه للصلة في ال ّ
ل صلى وسلم إذا صلوا ،ذهبوا في الشعاب ،فاستخفوا بصلتهم من قومهم ،فبْيَنا سعد بن أبى وقاص في نفر من أصحاب رسول ا ّ
شعاب مكة ،إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ،فناكروهم ،وعابوا عليهم ما يصنعون شْعب من ِ ال عليه وسلم في ِ
لسلم . ق في ا ِجه ،فكان أول دم ُهِري َ حي بعير فش ّ ل من المشركين بَل ْ حتى قاتلوهم ،فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رج ً
ل صلى ال عليه وسلم قوَمه بالسلم وصَدع به كما لا ّ عداوة قومه ومساندة أبي طالب له :قال ابن إسحاق :فلما باَدى رسو ُ
ل ،لم يبعد منه قومه ،ولم يرّدوا عليه -فيما بلغني -حتى ذكر آلهتهم وعابها ،فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه ،وأجمعوا أمره ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم عّمه حِدب على رسول ا ّ خُفون ،و َ لسلم ،وهم قليل مسَت ْ ل تعالى منهم با ِ خلَفه وعداوته ،إل من عصم ا ّ
أبو طالب ،ومنعه وقام دوَنه ،
ل صلى ل ،مظهرًا لمِره ،ل يرده عنه شيء .فلما رأت قريش ،أن رسول ا ّ ل صلى ال عليه وسلم على أمر ا ّ ومضى رسول ا ّ
حِدب عليه ،وقام دوَنه ، عيب آلهتهم ،ورأوا أن عمه أبا طالب قد َ ال عليه وسلم ل ُيْعِتبهم من شيء أنكروه عليه ،من فراَقهم و َ
شْيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن ُقصى بن عتبة و َ فلم يسلمه لهم ،مشى رجال من أشراف قريش إلى أبى طالب ُ ،
كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب .وأبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن ُقصي بن كلب بن مرة بن
كعب بن ُلَؤي بن غالب بن فهر.
خر.صْقال ابن هشام :واسم أبى سفيان َ
ختري ،اسمه العاص بن هشام بن الحارث ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب بن قال ابن إسحاق :وأبو الَب ْ
لؤي .
ختري :العاص بن هاشم . قال ابن هشام :أبو الَب ْ
قال ابن إسحاق :والسود بن المطلب بن أسد بن عبد الُعزي ابن قصى بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي .وأبو جهل -واسمه
عْمرو ،وكان يكنى أبا الحكم -بن هشام بن المغيرة بن َ
ل بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن ُمرة عبدال بن عمر بن مخزوم بن َيَقظة بن ُمرة بن كعب بن لؤي .والوليد بن المغيرة بن عبدا ّ
عمرو بن ُهصْيص بن كعب بن لؤي .والعاص سْهم بن َ حذيفة بن سعد بن َ ابن كعب بن لؤي .وُنَبْيه وُمَنبه ابنا الحجاج بن عامر بن ُ
بن وائل .
صْيص بن كعب بن لؤي . سْهم ابن عمرو بن ُه َ قال ابن هشام :العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن َ
وفد قريش يعاتب أبا طالب :قال ابن إسحاق :أو من مشى منهم .فقالوا :يا أبا طالب ،إن ابن أخيك قد سب آلهتنا ،وعاب ديَننا،
ى بيَنَنا وبينه ،فإنك على مثل ما نحن عليه من خلفه ،فَنْكِفيكه .فقال لهم خّل َ
وسّفه أحلَمنا ،وضّلل آباَءنا؛ فإما أن تكّفه عنا ،وإما أن ُت َ
ل ،فانصرفوا عنه .الرسول صلى ال عليه وسلم يستمر في دعوته :ومضى رسول ا ّ
ل أبو طالب قول رفيقا وردهم رّدا جمي ً
ل ،ويدعو إليه ،ثم شرى المُر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا، نا ّ صلى ال عليه وسلم على ما هو عليه ُيظهر دي َ
ضهم بعضأ عليه . ض بع ُ ل صلى ال عليه وسلم بيَنها ،فتذامروا فيه ،وح ّ وأكثرت قريش ِذكَر رسول ا ّ
سّنا وشرفًا ومنزلًة شْوا إلى أبي طالب مرًة أخرى ،فقالوا له :يا أبا طالب ،إن لك ِ رجوع الوفد إلى أبي طالب مرًة ثانيًة :ثم إنهم َم َ
شْتم آبائنا ،وتسفيه أحلمنا ،وعيب آلهتنا ،حتى ل ل نصبُر على هذا من َ فينا ،وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم َتْنهه عنا ،وإنا وا ّ
تكفه عنا ،أو ننازله وإياك في ذلك ،حتى يَهَلك أحد الفريقين -أو كما قالوا له -ثم انصرفوا عنه ،فعظم على أبي طالب فراق قومه
خذلنه . ل صلى ال عليه وسلم لهم ول ِ وعداوتهم ،ولم يطب نفسًا بإسلم رسول ا ّ
خَنس أنه ما دار بين الرسول صلى ال عليه وسلم وأبي طالب :قال ابن إسحاق :وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن ال ْ
ل صلى ال عليه وسلم ،فقال له :يا ابن أخي ،إن قوَمك قد حّدث :أن قريشًا حين قالوا لبي طالب هذه المقالة ،بعث إلى رسول ا ّ ُ
ى وعلى نفسك ،ول ُتحّمْلنى من المر ما ل أطيق؛ قال :فظن رسول جاءونى ،فقالوا لي كذا وكذا ،الذي كانوا قالوا له ،فابق عل ّ
ضُعف عن نصرته والقيام معه .قال :فقال رسول ا ّ
ل سِلُمه ،وأنه قد َ ل صلى ال عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه َبَداًء أنه خاذله وُم ْ ا ّ
س في يمينى ،والقمَر في يساري على أن أترك هذا المر حتى ُيظهره ال ،أو ل لو وضعوا الشم َ صلى ال عليه وسلم :يا عم ،وا ّ
ل يابن أخي؛ ل صلى ال عليه وسلم ،فبكى ثم قام؛ فلما ولى ناداه أبو طالب ،فقال :أقب ْ لا ّ أهلك فيه ما تركته .قال :ثم استعبر رسو ُ
سلمك لشيء أبد ًا . للأ ْ ت ،فوا ّب يابن أخي ،فقلْ ما أحبب َ ل صلى ال عليه وسلم ،فقال :اذه ْ قال :فأقبل عليه رسول ا ّ
ن رسول قريش تعرض عمارة بن الوليد على أبي طالب :قال ابن إسحاق :ثم إن قريشًا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذل َ
شْوا إليه بُعمارة بن الوليد بن المغيرة ،فقالوا له -فيما ل صلى ال عليه وسلم وإسلمه ،وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم َ ،م َ ا ّ
صُره .واتخْذه ولدًا فهو لك وأسلْم إلينا عْقُله وَن ْ
عمارُة بن الوليد ،أْنهُد فتى في قريش وأجمُله ،فخذه فلك َ بلغنى -يا أبا طالب ،هذا ُ
ن آبائك ،وفرق جماعة قومك وسّفه أحلَمهم ،فنقتله ،فإنما هو رجل برجل؛ فقال :وا ّ
ل ابن أخيك هذا ،الذي قد خالف ديَنك ودي َ
طِعم بن عدي بن ل ما ل يكون أبدًا .قال :فقال الُم ْ لبئس ما تسومونني ،أتعطوننى ابنكم أغُذوه لكم ،وأعطيكم ابني تقتلونه ؟! هذا وا ّ
َنْوفل بن عبد مناف بن ُقصي :وال يا أبا طالب لقد أنصفك قوُمك ،وجهدوا على التخلص مما تكرهه ،فما أراك تريد أن تقبل منهم
ي ،فاصنع ما بدا لك ،أو كما َقال . ت خذلنى ومظاهرة القوم عل ّ ل ما أنصفونى ،ولكنك قد أجمع َ شيئًا؛ فقال أبو طالب للمطعم :وا ّ
ضهم بعضا. ب ،وتنابذ القوم ،وباَدى بع ُ
قال :فحقب المر ،وحميت الحر ُ
ي ،ويعم من خذله من بنى عبد مناف ، عِد ّ
طِعم بن َ شعر أبي طالب في المطعم ومن خذله :فقال أبو طالب عند ذلك ،يعرض بالم ْ
ومن عاداه من قبائل قريش ،ويذكر ما سألوه ،وما تباعد من أمرهم :
بكُر حياطِتكم من ح ّ
ظى ليت مط ِْعم أل
#أل قل لعمرو والوليدِ و ُ
مهاوصمي ُ سّرها
ِ ف منا ٍ فعبد ُ ت يوما ً قريش لمفخر إذا اجتمع ْ #
مها وقدي ُ أشراُفها هاشم ٍ ففي ف عبد منافها صلت أشرا ُ ح ّوإن ُ #
طفي من سّرها وكريمها المص َ ت يوما ً فإن محمدا ً هو خَر ْ وإن ف َ #
مها حلو ُ ت
وطاش ْ فْرت َظ ْ َ فلم علينا ّ َ
ت قريش غثها وسميُنها تداع ْ #
مها نقي ُ الخدودِ صعَْر ماث َن َ ْ
وا إذا ة
قّر ظلم ً ً
وكنا قديما ل ن ُ ِ #
مها ب عن أحجاِرها من يرو ُ ونضر ُ ة
حماها كل يوم ٍ كريهه ٍ ونحمي ِ #
مها
أُرو ُ وت َْنمى دى تن َ بأكناِفنا بنا انتعش الُعود الذَواء وإنمها #
عّند
س ال ُ
#ونحن ضّرابون رأ َ
وهذا البيت في أرجوزة له .
سَر{].المدثر17 :ـ
س َوَب َ
عَب َ
ظَر)ُ (21ثّم َ
ف َقّدَر)ُ (20ثّم َن َ
ل َكْي َ
ف َقّدَر)ُ (19ثّم ُقِت َ
ل َكْي َ
صُعوًدا)ِ (17إّنُه َفّكَر َوَقّدَر)َ (18فُقِت َ
سُأْرِهُقُه َ
} َ
[22
جاج : قال ابن هشام :بسر :كّره وجهه .قال الَع ّ
ا سرا ً ِ
من َْهسا مضّبر الل ّ ْ
حيين ب َ ْ ُ #
يصف كراهية وجهه .وهذا البيت في أرجوزة له .
شِر{]المدثر23:ـ [25 ل اْلَب َ
ل َقْو ُ
ن َهَذا ِإ ّ
حٌر ُيْؤَثُر)ِ (24إ ْ سْ ل ِن َهَذا ِإ ّ
ل ِإ ْ
سَتْكَبَر)َ (23فَقا َ } ُثّم َأْدَبَر َوا ْ
ل تعالى وفي ل تعالى في رسوله صلى ال عليه وسلم وفيما جاء به من ا ّ رد القرآن على صحب الوليد :قال ابن إسحاق :وأنزل ا ّ
ن)
سِمي َ
عَلى اْلُمْقَت ِ
ل تعالى َ } :كَما َأْنَزْلَنا َ
ل صلى ال عليه وسلم ،وفيما جاء به من ا ّ النفر الذين كانوا معه يصّنفون القول في رسول ا ّ
ن{].الحجر90:ـ [93 عّما َكاُنوا َيْعَمُلو َ ن)َ (92 جَمِعي َ
سَأَلّنُهْم َأ ْ
ك َلَن ْ
ن)َ (91فَوَرّب َ ضي َع ِ ن ِ جَعُلوا اْلُقْرآ َ
ن َ (90اّلِذي َ
ضْوه :فرقوه .قال ُرزبة بن الُعجاج : ع ّ ضة ،يقول َ : ع َ قال ابن هشام :واحدة الِعضين ِ :
ن الّله بالمع ّ
ضى #وليس دي ُ
وهذا البيت في أرجوزة له .
ب من ذلك
ل صلى ال عليه وسلم لمن لقوا من الناس ،وصدرت العر ُ قال ابن إسحاق :فجعل أولئك النفر يقولون ذلك في رسول ا ّ
ب كّلها.
ل صلى ال عليه وسلم ؛ فانتشر ذكُره في بلِد العر ِ الموسم بأمر رسول ا ّ
شعر أبي طالب في معاداة خصومه :فلما خشى أبو طالب َدْهماَء العرب أن يركبوه مع قومه ،قال قصيدته التي تعّوذ فيها بحرم
ل صلى اللا ّسِلم رسو َ
ف قومه ،وهو على ذلك ُيخبرهم وغيَرهم في ذلك من شعره أنه غير ُم ْ مكة وبمكانه منها ،وتودد فيها أشرا َ
عليه وسلم ،ول تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دوَنه ،فقال :
ل
وباز ِ سديس ال ّ ن
بي َ خّيسةم َ
ُ صراتهاسمة العضادِ أو قَ َ موَ ّ
ُ #
ل
لِ كالعثاك ً ة معقود قها
ِ بأعنا ة
وزين ً م
َ والرخا فيها دعَ ْ وال ترى #
لبباط ِ ملح
ُ أو بسوٍء علينا طاعن س من كل ِ النا بأعوذ بر ّ #
ل ق في الدين ما لم ُنحاو ِ مل ْ ِ
ح ٍ ومن ُ ومن كاشٍح يسَعى لنا بمعيبة #
ل
لحراَء وناز ِ ِ ليرقى في ق
مكاَنه ورا ٍ سى َثبيهرا ً وث َوْرٍ ومن أر َ #
ه ليس بغاِفل ي مكة وبالل ّهِ إن الل ّ َ من ف ِ ت،ت ،حقّ البي ِ وبالبي ِ #
حى والصائل
ل ض َ إذا اكتنفوه بال ّ سوَد ّ إذ يمسحونه وبالحجرِ الم ْ #
ل
ل ً
رطبة على قدمْيه حافيا غير ناع ِ م في الصخرِ وموطئ إبراهي َ #
سيرة ابن هشام
الجزء الثانى
ضنا وجّزآنا لكلِ إلى ُبغ ِ سيد وَبْكُره َ #لَعْمري لقد أجرى أ َ
عا أمَر تلك القبائ ِ
ل ولكن أطا َ ن لم َيْربع علينا وُقنُفذ #وعثما ُ
ولم َيْرُقبا فينا َمقالَة قائل ن عبِد يغوِثهم #أطاعا أَبّيا واب َ
وكل توّلى ُمْعِرضًا لم يجامل سَبْيٍع ونْوف ٍ
ل #كما قد َلِقينا من ُ
ع الُمكايل ل لهما صاعًا بصا ِ َنِك ْ ل منهما #فإن ُيْلقيا أو ُيمكن ا ّ
ل شاٍء وجام ِ
ل ظغنا فى أه ِ
لي ْ ضنا
#وذاك أبو عمرو أبى غيَر ُبْغ ِ
ج أبا عمرو بنا ثم خاِتل فنا ِ صَبح
سى وُم ْ ل َمْم َ
#يناجى بنا فى ك ّ
َبلى قد نراه جهرًة غيَر حائ ِ
ل ل ما إن َيُغشنا #وُيْؤلى لنا با ّ
ب فمجاِد ِ
ل ش ٍخُ
ض بين أ ْ من الر ِ ل َتْلَعٍةضنا ك ّ #أضاق عليه بغ ُ
سْعِيك فينا مْعِرضًا كالمخاِتل ِب َ حَبْوَتنال أبا الوليِد ماذا َ #وسائ ْ
ورحمِته فينا ولست بجاه ِ
ل ت امرأ ممن ُيعاش برأِيه #وكن َ
غاِو ِ
ل ض ذي َد َ ب ُمْبِغ ٍحسوٍد كذو ٍ ل كاش ٍ
ح #فعتبُة ل تسمْع بنا قو َ
عظاِم الَمقاِو ِ
ل ل من ِ كما َمّر َقْي ٌ #وَمّر أبو سفيان عنى ُمْعِرضًا
ت عنكم بغافلِ عم أننى لس ُ ويز ُ جٍد وَبْرِد مياِههَ #يِفر إلى َن ْ
ت الدواخل شفيق وُيخفى عارما ِ صح أنه ل الُمنا ِ #ويخبُرنا ِفْع َ
ظم عنَد الموِر الجلئل ول ُمْع ِ خُذْلك فى يوِم نجدٍة طعُم لم أ ْ #أِم ْ
جَدل من الخصوِم الَمساجل أوِلى َ صٍم إذا أتوك أِلـّدًةخ ْ #ول يوَم َ
ت بوائ ِ
ل ل فلس ُى أوَك ْ
وإنى مت ِ طًةخّ طعُِم إن القوَم ساموك ُ #أُم ْ
ل غيَر آجل عقوبَة شر عاج ً س وَنْوَف ً
ل ل عنا عبَد شم ٍ #جزى ا ّ
سه غيَر عائل له شاهٌد من نف ِ س شعيرًة خ ّط ل ُي َ سٍ ن ِق ْ #بميزا ِ
ف َقْيضًا بنا والَغياطلبنى خل ٍ ت أحلُم قوٍم تبّدلوا #لقد سَُفه ْ
ب الوائل خطو ِ ى فى ال ُ
صّوآل ُق َ #ونحنُ الصميُم من ذؤابِة هاشم
طْمل وخام ِ
ل ل ِ
علينا الِعَدا من ك ّ #وسهٌم ومخزوم تمالوا وأّلُبوا
غِ
ل ل وا ِ
فل ُتشركوا فى أمِركم ك ّ #فعبُد مناف أنتم خيُر قوِمكم
خطئ للمفاص ِ
ل وجئتم بأمر ُم ْ جْزتمعَ #لَعْمري لقد وهنتُم و َ
ب أقُدٍر وَمراجل حطا ُ آن ِ ب قدٍر وأنتم ال ط َح ْ #وكنتم حديثًا َ
وخذلُننا وترُكنا في المَعاق ِ
ل ئ بنى عبد مناف عقوُقنا #لَيْهِن ْ
حًة غيَر باه ِ
ل وَتحتلبوها ِلْق َ #فإن نك قوما َنثِئر ما صنعتُم
حلحل ِل صقر ُ نفاهم إلينا ك ّ ي بن غال ٍ
ب #وسائط كانت في ُلؤ ّ
ن َمعد وَناعل ف ِم ْ ئ الحصىَ وألم حا ٍ ن وط َ شّر َم ْ #ورهط ُنَفيل َ
شر قصّيا بعَدنا بالتخاذل وَب ّ #فأبلْغ ُقصيا أن سُينشر أمُرنا
إذا ما لجأنا دوَنهم فى الَمداخ ِ
ل ل ُقصيا عظيمٌة #ولو طَرقت لي ً
سى عنَد النساِء الَمطاِفل لكّنا أ ً ل بيوِتهم ضْربا خل َ صدقوا َ #ولو َ
غّبه غيَر طائلجْدنا ِ َلَعْمري َو َ ت نعّده ن أخ ٍ ق واب ِ ل صدي ٍ #فك ّ
ن ُمرة ٍ َبراء إلينا من معّقِة خاذ ِ
ل بب ِ ن رهطًا من كل ِ #سوى أ ّ
غ وجاه ِ
ل سر عنا كل با ٍ حُوَي ْ #وَهّنا لهم حتى تبدّد جمُعهم
ب والَكواهلِ ن الُكدى من غال ٍ ونح ُ ض السقايِة فيهُم #وكان لنا حو ُ
صياِقل ن أيِدي ال ّ ف بي َ ض السيو ِ كِبي ِ #شباب من المطّيبين وهاشٍم
شراَر القبائل ول حالفوا إل ِ ل ول سفكوا دما حً #فما أدركوا َذ ْ
خراِد ِ
ل ضَواِري أسوٍد فوق لحٍم َ َ ن فيه كأنهم ب ترى الِفتيا َ #بضْر ٍ
ن عاق ِ
ل سب ِ عَبْيد قي ِ
جَمح ُ بنى ُ #بنى أَمٍة محبوبٍة ِهْنِدكّيٍة
ي القواُم عنَد الَبواط ِ
ل ٍ بهم ُنِع َ #ولكننا نسل كراٌم لسادة
حمائل حسامًا ُمْفَردًا من َ ُزَهير ُ ت القوِم غيَر ُمَكّذ ٍ
ب ن أخ ِ #ونعم اب ُ
حْومِة المجِد فاضل ل ينَتِمي إلى حسب في َ شّم البهالي ِن ال ّشّم مِ َ
#أ َ
ب المواص ِ
ل ح ّ ب الم ِ
وإخوِته َدأ َ جدًا بأحمد ت َو ْ #لَعْمري لقد ُكلف ُ
ب الَمشاك ِ
ل وَزْينًا لمن واله ر ّ ل لهِلها #فل زال في الدنيا جما ً
إذا قاسه الحكاُم عنَد التفاض ِ
ل ي ُمَؤّم ٍ
ل #فمن ِمثُله فى الناس أ ّ
س عنه بغاف ِ
ل يوالى إلهًا لي َ #حليم رشيٌد عادل غيُر طائ ٍ
ش
خنا فى المحاف ِ
ل جّر على أشيا ِ ُت َ سّبٍةل لول أن أجىَء ب ُ #فوا ّ
ل التهاز ِ
ل جّدا غير قو ِ من الدهِر ِ ل حالة #لكنا اتبعناه على ك ّ
ل الباطل لدينا ول ُيْعَنى بقْو ِ #لقد علموا أن ابَننا ل ُمكّذ ٌ
ب
سْورُة المتطاو ِ
ل صر عنه َ ُتَق ّ #فأصبح فينا أحمد فى أرومٍة
ت عنه بالّذَرا والَكلِك ِ
ل ودافع ُ حمْيُته ت بنفسى دوَنه و َ حِدْب ُ
َ #
وأظهَر دينًا حّقه غيُر باط ِ
ل ب العباِد بنصِره #فأيده ر ّ
إلى الخيِر آباء كراُم المحاص ِ
ل ل َنماُهُم #رجال كرام غيُر مي ٍ
فل ُبّد يومًا مرًة من َتزاُي ِ
ل صَقْيبة ك كعب من ُلؤي ُ #فإن ت ُ
قال ابن هشام :هذا ما صح لي من هذه القصيدة ،وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها.
الرسول عليه السلم يستسقي لهل المدينة ويود لو أن أبا طالب حي يرى ذلك :قال ابن هشام :وحدثني من أثق به ،قال :
ل صلى ال عليه وسلم المنبر فاستسقى، لا ّل صلى ال عليه وسلم ،فشكوا ذلك إليه ،فصعد رسو ُ ل المدينة ،فأَتْوا رسول ا ّ أقحط أه ُ
ل صلى ال عليه وسلم " :اللهم حوالينا ول ل الضواحي يشكون منه الغرق ؛ فقال رسول ا ّ فما لبث أن جاء من المطر ما أتاه أه ُ
علينا " ،فانجاب السحاب عن المدينة فصار
ل صلى ال عليه وسلم " :لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لسره " ،فقال له بعض أصحابه :كأنك يا حواليها كالكليل ،فقال رسول ا ّ
ل أردت قوله : رسول ا ّ
ل م بوجِهه ثما ُ
ل اليتامى عصمة للرام ِ قى الغما ُ
س َ
ست َ ْ
ض يُ ْ
#وأبي ُ
قال " :أجل " .
قال ابن هشام :وقوله " وشبرقة " عن غير ابن إسحاق .
ن َهصيص ،وأبو ذكر السماء التي وردت في قصيدة أبي طالب :قال ابن إسحاق :والغياطل :من بنى سهم بن عمرو ب ْ
عمر بن مخزوم ، ل بن ُي بن نوفل بن عبد مناف .وُزهير ابن أبي أمية بن المغيرة بن عبدا ّعِد ّ
طِعم بن َسفيان ابن حرب بن أمية .وُم ْ
أمه عاتكة بنت عبد المطلب .
عّتاب بن أسيد بن أبي العيص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي .وعثمان بن قال ابن إسحاق :وأسيد ،وِبْكره َ :
جْدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم بن مرة .وأبو الوليد عتبة عَمير بن ُل التْيمي .وقنفذ بن ُ
عبيد ا ّ
ل ،أخو طلحة بن ُعبيد ا ّ
ُ
بن ربيعة .وأبو الخنس بن شريق الثقفى ،حليف بنى ُزهرة بن كلب .
علج بن أبى ى ،وهو من بنى علج ،وهو ِ قال ابن هشام :وإنما سمي الخنس .لنه خنس بالقوم يوم بدر ،وإنما اسمه أب ّ
حارث بن سبيع بن خالد ،أخو َبْل َ عْوف بن عقبة .والسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف ابن ُزهرة بن كلب .و ُ سلمة بن َ
خَوْيلد بن أسد بن عبد الُعّزى بن قصي ،وهو ابن العدوية .وكان من شياطين قريش ،وهو الذي قرن بين أبي بكر فهر .وَنْوفل ابن ُ
ل عنهما فى حبل حين أسلما ،فبذلك كانا يسميان ل رضى ا ّ عَبْيد ا ّ
الصديق وطلحة بن ُ
القرينين ؛ قتله علي بن أبى طالب عليه السلم يوم بدر .وأبو عمرو ُقْرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف .
" وقوٌم علينا أظّنة " :بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة ،فهؤلء الذين عّدد أبو طالب فى شعره من العرب .
ل صلى ال عليه وسلم فى العرب ،وبلغ البلدان ُ ،ذكر بالمدينة ،ولم انتشار ذكر الرسول خارج مكة :فلما انتشر أمُر رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم حين ُذكر ،وقبل أن ُيذكر من هذا الحى من الوس والخزرج ،وذلك يكن حى من العرب أعلم بأمر رسول ا ّ
لما كانوا يسمعون من أحبار اليهود ،وكانوا لهم حلفاء ،ومعهم فى بلِدهم .فلما وقع ذكره بالمدينة ،وتحدثوا بما بين قريش فيه من
سَلت ،أخو بنى واقف : الختلف .قال أبو قيس بن ال ْ
طمة ،لن خ ْ
ن إسحاق أبا قيس هذا هاهنا إلى بني واقف ،ونسبه في حديث الفيل إلى َ نسب ابن السلت :قال ابن هشام :نسب اب ُ
العرب قد تنسب الرجل إلى أخي جده الذي هو أشهر منه .
غفار بن ُمَلْيل ،وُنَعيلة بن ُمَليل
غفار وهو ِ عَبيدة :أن الحكم بن عمرو الِغفارى من ولد ُنَعْيلة أخي ِ قال ابن هشام :حدثني أبو ُ
سَلْيم بن منصور. سَلمى وهو من ولد مازن بن منصور و ُ ضْمرة بن بكر بن عبد مناة ،وقد قالوا عتبة بن غزوان ال ّ بن َ
طمة إخوة من الوس . خ ْ
قال ابن هشام :فأبو قيس بن السلت :من بنى وائل ؛ ووائل ،وواقف ،و َ
شعر ابن السلت في الدفاع عن الرسول صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :فقال أبو قيس بن السلت -وكان يحب
قريشًا ،وكان لهم صهرًا ،كانت عنده أرنب بنت أسد بن عبد الُعّزى بن ُقصي ،وكان يقيم عندهم السنين بامرأته -قصيدة يعظم فيها
ف عنالحرمة ،وينهى قريشا فيها عن الحرب ،ويأمرهم بالكف بعضهم عن بعض ،ويذكر فضَلهم وأحلَمهم ،ويأمرهم بالك ّ
ل عندهم ،ودفعه عنهم الفيل وكيده عنهم ،فقال : ل صلى ال عليه وسلم ،ويذّكرهم بلَء ا ّ رسول ا ّ
ن غال ِ
ب يب َ
ُمَغلغَلًة عني ُلؤ ّ ت فبّلغـــ ْ
ن عَرض َ #يا راكبًا إما َ
ك ناص ِ
ب ن بذل ِ ي محزو ٍ على النأ ِ #رسول امرئ قد راعه ذات بينكم
ض منها حاجتي ومآربى فلم أق ِ #وقد كان عندي للهموِم مَعّر ٌ
س
ك وحاط ِ
ب ل من بين ُمْذ ٍ لها أْزَم ٌ جْين كل قبيلـــٍة
شْر َ
ُ #نّبيُتكم َ
س العقاربِ
وشّر تباغيكم ود ّ ل من شر صنِعكـم #أعيذكم با ّ
ق صائب ٍ كوخِز الشافى وقُعها ح ّ جَوى سقيمة ق ون ْ #وإظهاِر أخل ٍ
وإحلل أحرام الظباِء الشواز ِ
ب ل وهلـــٍة ل أو َ
#فذكْرهْم با ّ
ب عنكم فى الَمراحبِ ب تذه ْ ذروا الحر َ حْكَمــُه ل يحكُم ُ #وقل لهم وا ّ
ن أو للقار ِ
ب ل للقصي َ هى الُغو ُ #متى تبعثوها تبعثوها ذميمـًة
سنام وغار ِ
ب ف من َ سدي َ
وتبري ال ّ طُع أرحامًا وُتهلك أمــًة ُ #تق ّ
ب المحار ِ
ب ل وأصداًء ثيا َ شلي ً
َ #وتستبدلوا بالتحميِة بعَدهـا
ن الجناد ِ
ب غْبرًا سوابغا ً كأن َقِتيَرْيها عيو ُ ك والكافوِر ُ #وبالمس ِ
حْوضًا وخيم الماِء ُمّر المشار ِ
ب وَ ب ل َتْعَلَقّنُكْم #فإياكُم والحر َ
ب الثواق ِ
ب عليكم لي رقيبًا غيُر ر ّ ئ فاختار دينا فل َيك ْ
ن ي امر ٍ
#ول ّ
لنا غاية قد ُيهَتدى بالذوائ ِ
ب ُ #أقيموا لنا ِدينًا حنيفًا فأنتم
ُتَؤّمون ،والحلُم غيُر عواز ِ
ب س نور وعصمٌة #وأنتم لهذا النا ِ
شّم الران ِ
ب سّرُة البطحاِء ُس ،جوهر لكم ُ صل النا ُ ح ّ #وأنتم ،إذا ما ُ
ب غيَر أشائ ِ
ب مهّذبَة النسا ِ #تصونون أجسادًا كرامًا عتيقًة
ب َهْلَكى تهتدي بعصائ ِ
ب عصائ َ ت نحَو بيوِتكم ب الحاجا ِ #ترى طال َ
ج ِ
ب ل الجبا ِ
ل خيُر أه ِ ل حا ٍعلى ك ّ سراَتكم #لقد علم القواُم أن َ
ط المواك ِ
ب ق وس َ وأقوُله للح ّ سنة #وأفضُله رأيًا وأعله ُ
ن الخاش ِ
ب ت بي َ
بأركان هذا البي ِ سحوا #فقوموا فصلوا رّبكم وتم ّ
غداَة أبى َيْكسوَم هادي الكتائ ِ
ب صَدق
#فعندكُم منه بلٌء وم ْ
س المناقب
ت في رءو ِ على القاذفا ِ جُله
ل ُتمسى وَر ْ
#كتيبُته بالسه ِ
ف وحاص ِ
ب ك بين سا ٍ جنوُد الملي ِ ش رّدهم #فلما أتاكم نصُر ذي العر ِ
ش غيِر عصائب حْب ِإلى أهِله ِمْل ُ سراعا هاربين ولم َيُؤ ْ
ب َ #فَوّلْوا ِ
ئ غيِر كاذبِ ل امر ٍ
ُيعاش بها قو ُ ك مواسٌم ك وتهل ْ
#فإن َتْهِلكوا َنْهِل ْ
قال ابن هشام :أنشدني بيته " ،وماء هريق " ،وبيته " :فبيعوا الحراب " ،وقوله " :ولى امرئ فاختار " ،وقوله :
* #على القاذفات فى رءوس المناقب *
أبو زيد النصاري وغيره .
حرب داحس والغبراء :قال ابن هشام :وأما قوله :
* #ألم تعلموا ما كان فى حرب داحس *
عَبيدة النحوي :أن داحسًا فرس كان لقيس بن ُزَهير فحدثنى أبو ُ
طفان أجراه مع فرس لحذيفة بن غَعْبس بن بغيض بن َرْيث بن َ جذيمة بن َرواحة بن ربيعة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن ِ ابن َ
طفان ،يقال لها :الغبراء. غَ
جَؤّية بن ُلوذان بن ثعلبة بن عدي بن َفزارة بن ُذبيان بن َبغيض بن َرْيث بن َ عمرو بن زيد بن ُ بدر بن َ
فدس حذيفة قوما وأمرهِم أن يضربوا وجه داحس إن رأوه قد جاء سابقًا ،فجاء داحس سابقَا فضربوا وجهه ،وجاءت الغبراء .فلما
جَنْيدب
ل بن بدر فلطم مالكًا .ثم إن أبا ال ُ
حَم ُ
جاء فارس داحس أخبر قيسًا الخبر ،فوثب أخوه مالك بن ُزَهْير فلطم وجه الغبراء ،فقام َ
حَمل بن بدر أخو حذيفة بن بدر: ل من بنى فزارة مالكًا فقتله ،فقال َ ن حذيفة فقتله ،ثم لقى رج ٌ فب َالَعْبسى لقى عو َ
ق َتْنَدموا
فإن تطلبوا منا سوى الح ّ #قتلنا بعوف مالكًا وهو ثأُرنا
وهذا البيت فى أبيات له .وقال الربيع بن زياد الَعْبسي :
الطهاِر ب
عواق َ النساُء ترجو هير
ك بن ُز َ
#أفبعد َ مقتل مال ِ
وهذا البيت في قصيدة له .
حَملُ
عْبس .وفزارة ،فُقتل حذيفُة بن بدر وأخوه َ
ب بين َ
فوقعت الحر ُ
حذيفة ،وجزع عليه :جِذيمة يرثى ُ ابن بدر ،فقال قيس بن ُزهير بن َ
صدق وعلى الَهباءةِ فارس ذو َم ْ عى وليس بفار ٍ
س #كم فارس ُيْد َ
خَلبببببببق
ل لبببببببم ُت ْ
#فبببببببابكوا حذيفبببببببَة لبببببببن ُتَرّثبببببببوا مثَلبببببببه حبببببببتى تبيبببببببَد قببببببببائ ٌ
وهذان البيتان في أبيات له .وقال قيس بن ز هير:
وخيُم مرتُعه والظلُم بغى ن بدرلبَحَم َ
#على أن الفتى َ
وهذا البيت فى أبيات له .وقال الحارث بن زهير أخو قيس بن زهير:
صُد العوالى
حذيفَة عنَده ِق َ
ُ خرت على الهباءِة غيَر َف ْ #ترك ُ
وهذا البيت فى أبيات له .
حْنفاء ،والول أصح الحديثين .وهو حديث طار وال َ خّ
قال ابن هشام :ويقال :أرسل قيس داحسًا والغبراء ،وأرسل حذيفة ال َ
ل صلى ال عليه وسلم . طويل ،منعنى من استقصائه قطعه حديث سيرة رسول ا ّ
حرب حاطب :قال ابن هشام :وأما قوله " :حرب حاطب " .فيعنى حاطب بن الحارث بن قيس بن َهْيشة بن الحارث بن أمية
عْوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس ،كان قتل يهوديا جارًا للخزرج ،فخرج إليه يزيد بن الحارث ابن معاوية بن مالك بن َ
حم ،
سُابن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن َكْعب بن الخزرج ابن الحارث بن الخزرج -وهو الذي يقال له :ابن ُف ْ
سر -ليل فى نفر من بنى الحارث ابن الخزرج فقتلوه ،فوقعت الحرب بين الوس جْحم أمه ،وهي امرأة من الَقْين بن َ سُ
وُف ْ
حْوط بن سَويد بن صامت ابن خالد بن عطية بن َ ظَفر للخزرج على الوس ،وُقتل يومئذ ُ والخزرج فاقتتلوا قتال شديدًا ،فكان ال ّ
عْوف بن الخزرج .فلما ل ،حليف بنى َ حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس ،قتله الُمجّذر بن زياد البلوي ،واسمه عبدا ّ
جّذر بن زياد كان يوم أحد خرج الم َ
غّرة من المجذر فقتله بأبيه سَوْيد ِ
ل صلى ال عليه وسلم ،وخرج معه الحارث بن سَوْيد بن صامت ،فوجد الحارث بن ُ مع رسول ا ّ
ل تعالى .ثم كانت بينهم حروب منعنى من ذكرها واستقصاء هذا الحديث ما ذكرت في .وسأذكر حديثه في موضعه -إن شاء ا ّ
حديث حرب داحس .شعر حكيم بن أمية فى نهي قومه عن عداوة الرسول :
سَلمي ،حليف بنى أمية وقد أسلم ُ ،يَوّرع قوَمه عما أجمعوا عليه من قال ابن إسحاق :وقال حكيم بن أمية بن حارثة بن الْوَقص ال ّ
ل صلى ال عليه وسلم ،وكان فيهم شريفا مطاعا: عداوة رسول ا ّ
شِد سامُععليه وهل غضبان للر ْ ق قاعــد ل من الح ّ ل قو ً #هل قائ ٌ
لقصى الموالي والقارب جامُع #وهل سّيد ترجو العشيرُة نفَعـه
ل ونازع وأهجُركم ما دام ُمْد ٍ صَبا
#تبرأت إل وجه من يملك ال ّ
ق روائع صدي ِن ال ّ راعنى ِم َ لله ومنطقي ولو سلم وجهي ل ِ #وأ ْ
ل صلى ال عليه وسلم من قومه ذكر ما لقي وسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم سفهاء قريش يأذونه :قال ابن إسحاق :ثم إن قريشا اشتد أمُرهم للشقاء الذي أصابهم فى عداوة رسول ا ّ
شعر والسحر والكهانة ل صلى ال عليه وسلم سفهاَءهم ؛ فكّذبوه وآَذْوه ،ورموه بال ّ غَرْوا برسول ا ّومن أسلم معه منهم ،فأ ْ
عْيب دينهم ،واعتزال أوثانهم ل ل يستخفى به ،مباٍد لهم بما يكرهون من َ ل صلى ال عليه وسلمِمظهر لمر ا ّ والجنون ،ورسول ا ّ
،وفراقه إياهم على كفرهم .
أشد ما أوذي به الرسول صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :فحدثني يحيى بن عروة بن الزبير ،عن أبيه عروة بن
ل صلى ال عليه وسلم فيما ل بن عمرو بن العاص ،قال :قلت له :ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابوا من رسول ا ّ الزبير ،عن عبدا ّ
ل صلى ال عليه وسلم ،فقالوا: جر ،فذكروا رسول ا ّ حْكانوا ُيظهرون من عداوته ؟ قال :حضرُتهم وقد اجتمع أشراُفهم يومًا فى ال ِ
ب آلهتنا ،لقدعتنا ،وس ّ ل ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط ،سّفه أحلَمنا ،وشتم آباَءنا ،وعاب ديَننا ،وفّرق جما َ ما رأينا مث َ
ن،ل صلى ال عليه وسلم ،فأقبل يمشى حتى استلم الرك َ لا ّ صبرنا منه على أمر عظيم ،أو كما قالوا .فبيَنا ُهم فى ذلك إْذ طلٍع رسو ُ
ل صلى ال عليه وسلم .قال :ثم ثم َمّر بهم طائفا بالبيت ،فلما مر بهم غمزوه ببعض القول .قال :فعرفت ذلك في وجه رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم ،ثم مّر الثالثة فغمزوه بمثلها ،فوقف ت ذلك فى وجه رسول ا ّ مضى ،فلما مّر بهم الثانية غمزوه بمثِلها ،فعرف ُ
ثم قال :أتسمعون يا معشَر ُقريش ،أما والذي نفسى بيده ،لقد جئتكم بالّذْبح .قال :فأخذت القوَم كلمُته حتى ما منهم رجل إل كأنما
ف يا أبا
على رأسه طائٌر واقع ،حتى إن أشّدهم فيه وصاة قبل ذلك َليْرَفُؤه بأحسن ما يجد من القول ،حتى إنه ليقول :انصر ْ
جر وأنا معهم ، حْل صلى ال عليه وسلم ،حتى إذا كان الغُد اجتمعوا في ال ِ ل .قال :فانصرف رسول ا ّ ت جهو ً ل ما كن َالقاسم ،فوا ّ
ضهم لبعض :ذكرتم ما بلغ منكم ،وما بلغكم عنه ،حتى إذا باَداكم بما تكرهون تركتموه .فبينما هم فى ذلك طلع عليهم فقال بع ُ
ل واحد ،وأحاطوا به ،يقولون :أنت الذي تقول كذا وكذا؛ لما كان يقول من ل صلى ال عليه وسلم ،فوثبوا إليه وثبَة رج ٍ لا ّ
رسو ُ
ل صلى ال عليه وسلم :نعم :أنا الذي عْيب آلهتهم ودينهم ،فيقول رسول ا ّ َ
ل عنه دونه ،وهو يبكي ويقول :أتقتلون جَمع ردائه .قال :فقام :أبو بكر رضى ا ّ ت رجل منهم أخذ بم ْ أقول ذلك .قال :فلقد رأي ُ
ت قريشا نالوا منه قط . ى ال؟ ثم انصرفوا عنه ،فإن ذلك لشّد ما رأي ُ رجل أن يقول رب َ
سه ؛ مما ق رأ ِ
ض آل أم كلثوم بنت أبي بكر ،أنها قالت :رجع أبو بكر يومئذ وقد صدعوا َفْر َ قال ابن إسحاق :وحدثنى بع ُ
جبذوه بلحيته ،وكان كثير الشعر.
ل صلى ال عليه وسلم من قريش أنه خرج يوما فلم يلقه أحد من قال ابن هشام :حدثني بعض أهل العلم :أشّد ما لقى رسول ا ّ
ل تعالىل صلى ال عليه وسلم إلى منزله ،فتدثر من شدةِ ما أصابه ،فأنزل ا ّ حر ول عبد ،فرجع رسول ا ّ الناس إل كّذبه وآذاه ،ل ُ
عليه } :يا أيها المدّثرُ .قم فأنذْر{ ]المدثر. [1،2 :
إسلم حمزة رضي الّله عنه
ل صلى ال عليه وسلم عند سبب إسلمه :قال ابن إسحاق :حدثني رجل من أسلم ،كان واعيًة :أن أبا جهل مر برسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم ، لا ّ الصفا ،فآذاه وشتمه ،ونال منه بعض ما يكره من الَعْيب لدينه ،والتضعيف لمره ؛ فلم يكلمه رسو ُ
جْدعان بن عمرو بن كعب بن ل بن ُ
ومولٌة لعبدا ّ
سعد بن َتْيم بن مرة في مسكن لها تسمع ذلك ،ثم انصرف عنه فعمد إلى ناٍد من قريش عند الكعبة ،فجلس معهم .فلم يلبث
سه ،راجعًا من َقَنص يرميه ويخرج له ،وكان إذا رجع من َقَنصه لم يصل ل عنه أن أقبل متوشحا قو َ حمزة بن عبد المطلب رضى ا ّ
ف بالكعبة ،وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناٍد من قريش إل وقف وسلم وتحدث معهم ،وكان أعّز فتى فى إلى أهله حتى يطو َ
عمارة ،ولو رأيت ما ل صلى ال عليه وسلم إلى بيته ،قالت له :يا أبا ُقريش ،وأشّد شكيمة .فلما مر بالَمْولِة ،وقد رجع رسول ا ّ
لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبى الحكم بن هشام :وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد
صلى ال عليه وسلم .
ل به من كرامته ،فخرج يسعى ولم يقف على أحدُ ،مِعّدا لبي جهل إذا لقيه أن يوقع به ؛ فلما دخل فاحتمل حمزة الغضب لما أراد ا ّ
المسجد نظهر إليه جالسًا فى القوم ،فأقبل نحوه ،حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجه شجًة منَكرة ،ثم قال :أتشتمه
ن استطعت .فقامت رجال من بنى مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل ؛ فقال أبو وأنا على دينه أقول ما يقول ؟ فُرد ذلك على إ ِ
ل عنه على إسلمه ،وعلى ما تابع عليه رسو َ
ل ل قد سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا ،وتم حمزة رضى ا ّ عمارة ،فإني وا ّجهل :دعوا أبا ُ
ل صلى ال عليه وسلم قد عز وامتنع ،وأن حمزة لا ّ
ش أن رسو َ
ل صلى ال عليه وسلم من قوله .فلما أسلم حمزة عرفت قري ٌ ا ّ
سيمنعه ،فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه .
عتبة بن ربيعة يفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم
عتبة بن ربيعة ،وكان سيدًا ،قال يوما ت أن ُحدث ُ
قال ابن إسحاق :وحدثنى يزيد بن زياد ،عن محمد بن كعب الُقرظي ،قال ُ :
ل صلى ال عليه وسلم جالس فى المسجد وحده :يا معشر قريش ،أل أقوم إلى محمد فأكلمه وهو جالس فى نادي قريش ،ورسول ا ّ
ل صلى ال ب رسول ا ّ ضها فنعطيه أيها شاء ،ويكف عنا؟ وذلك حين أسلم حمزُة ،ورأْوا أصحا َ ل بع َ وأعرض عليه أمورًا لعله يقب ُ
ل صلى ال عليه وسلم، عتبة حتى جلس إلى رسول ا ّ عليه وسلم يزيدون ويكُثرون ؛ فقالوا :بلى يا أبا الوليد ،قم إليه فكلْمه؛ فقام إليه ُ
ي العشيرة ،والمكان فى النسب ،وإنك أتيت قوَمك بأمر عظيم فّرقت طة ف ِ
سَت من ال ّ فقال :يا ابن أخي ،إنك منا حيث قد علم َ
ض عليك أمورًا تنظر ت به آلهتهم ودينهم وكّفرت به من مضى من آبائهم ،فاسمع منى أعر ْ عب َت به أحلَمهم و ِ به جماعتهم وسفه َ
فيها لعلك تقبل منها بعضها.
ت به من هذا ت إنما تريد بما جئ َ
ن أخي ،إن كن َل يا أبا الوليد ،أسمع ،قال :يا ب َ
ل صلى ال عليه وسلم ُ :ق ْ قال :فقال له رسول ا ّ
المر مال جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مال ،وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا ،حتى ل نقطع أمرًا دونك ،وإن كنت
ب ،وبذلنا فيه أموالنا حتىسك ،طلبنا لك الط ّتريد به ُملكًا ملكناك علينا :وإن كان هذا الذي يأتيك َرِئّيا تراه ل تستطيع رّده عن نف ِ
ل صلى ال عليه وسلم نبرَئك منه ،فإنه ربما غلب التابُع على الرجل حتى ُيَداَوى منه أو كما قال له ،حتى إذا فرغ عتبة ،ورسول ا ّ
يستمع منه ،قال :أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال :نعم قال :فاسمع مني ؛ قال :أفعل .
شيًران)َ (3ب ِ
عَرِبّيا ِلَقْوٍم َيْعَلُمو َت آَياُتُه ُقْرآًنا َ
صَل ْب ُف ّ
حيِم)ِ (2كَتا ٌ ن الّر ِ حَما ِن الّر ْل ِم ْ حيِم حم)َ (1تنِزي ٌ ن الّر ِحَما ِ
ل الّر ْ سِم ا ِّفقال ِ } :بِا ْ
ل صلى ال عوَنا ِإَلْيِه{ ]فصلت1 :ـ [5ثم مضى رسول ا ّ ن)َ (4وَقاُلوا ُقُلوُبَنا ِفي َأِكّنٍة ِمّما َتْد ُ
سَمُعو َ
ل َي ْ
ض َأْكَثُرُهْم َفُهْم َعَر َ َوَنِذيًرا َفَأ ْ
ف ظهره معتمدًا عليهما يسمع منه ؛ ثِم انتهى رسول عليه وسلم فيها يقرؤها عليه فلما سمعها منه عتبة أنصت لها ،وألقى يديه خل َ
ت ،فأنت وذاك . ل صلى ال عليه وسلم إلى السجدة منها ،فسجد ثم قال :قد سمعت يا أبا الوليد ما سمع َ ا ّ
ل لقد جاءكم أبو الوليد بغيِر الوجه الذي ذهب به .فلما رأي عتبة :فقام عتبة إلى أصحابه ،فقال بعضهم لبعض :نحلف با ّ
ت قول جلس إليهم قالوا :ما وراَءك يا أبا الوليد؟ قال :ورائى أنى قد سمع ُ
ل ما هو بالشعر ،ول بالسحر ،ول بالكهانة ،يا معشر قريش ،أطيعونى واجعلوها بي ،وخّلوا بين هذا ط ،وا ّ ل ما سمعت مثَله ق ّ وا ّ
ت منه نبأ عظيم ،فإن تصْبه العرب فقد ُكفيتموه بغيِركم ،وإن ل ليكونن لقوله الذي سمع ُ الرجل وبين ما هو فيه فاعتِزلوه ،فوا ّ
ل يا أبا الوليد بلسانه ؛ قال :هذا رأى فيه ، سَعَد الناس به ؛ قالوا :سحرك وا ّ يظهر على العرب فمُلكه ملُككم ،وعّزه عزكم ،وكنتم أ ْ
فاصنعوا ما بدا لكم .
لسلم جعل يفشو بمكة فى قبائل قريش فى الرجال والنساء ؛ وقريش تحبس من قريش تفتن المسلمين :قال ابن إسحاق :ثم إن ا ِ
قدرت على حبسه ،وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة ،كما حدثني بعض أهل العلم عن سعيد
ل عنهما قال : ل بن عباس رضى ا ّ ابن جبير ،وعن عكرمة مولى ابن عباس ،عن عبدا ّ
سفيان بن حرب ، شْيبة بن ربيعة ،وأبو ُ زعماء قريش تفاوض الرسول صلى ال عليه وسلم :اجتمع عتبُة بن ربيعة ،و َ
طلب بن أسد ،وَزَمعة بن السود ،والوليد بن خَتري بن هشام ،والسود بن الم ّ ضر بن الحارث ،أخو بني عبد الدار ،وأبو الَب ْ والّن ْ
ل بن أبى أمية ،والعاص بن وائل ،وُنَبْيه وُمنّبه ابنا الحجاج السهميان ،وأمية بن خلف ،أو من المغيرة ،وأبو جهل بن هشام وعبدا ّ
اجتمع منهم .قال :اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة ،ثم قال بعضهم لبعض :ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى
ف قوِمك قد اجتمعوا لك ليكلموك ،فأتهْم. ن أشرا َ ُتعذروا فيه ،فبعثوا إليه :إ ّ
ل صلى ال عليه وسلم سريعا ،وهو يظن أن قد بدا لهم فيما كلمهم فيه َبداء ،وكان عليهم حريصا يحب رشَدهم فجاءهم رسول ا ّ
عَنُتهم ، ،ويعز عليه َ
ل من العرب أدخل على قومه مثل ما ل ما نعلم رج ً حتى جلس إليهم ؛ فقالوا له :يا محمد ،إنا قد بعثنا إليك لنكلمك ،وإنا وا ّ
عبت الدين ،وشتمت اللهة ،وسفهت الحلَم ،وفرقت الجماعَة ،فما بقي أمر قبيح إل جئته أدخلت على قومك ،لقد شتمت الباء ،و ِ
فيما بيَننا وبينك – أو كما قالوا له – فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مال جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مال ،وإن
كنت إنما تطلب به الشرف فينا ،فنحن نسودك علينا ،وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا ،وإن َكان هذا الذي يأتيك َرِئّيا تراه قد غلب
عليك – وكانوا يسمون التابع من الجن َرِئيا – فربما كان ذلك ،بذلنا لك أمواَلنا فى طلب الطب لك حتى نبرئك منه ،أو ُنْعذر فيك ؛
ت بما جئتكم به أطلب أمواَلكم ،ول الشرف فيكم ،ول المل َ
ك ل صلى ال عليه وسلم :ما بي ما تقولون ،ما جئ ُ فقال لهم رسول ا ّ
ي كتابًا ،وأمرنى أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا ،فبلغتكم رسالت ربي ،ونصحت لكم ، ل بعثني إليكم رسول ،وأنزل عل ّ عليكم ،ولكن ا ّ
ل بيني وبينكم ،أو كما قال ل حتى يحكم ا ّ ظكم فى الدنيا والخرة ،وإن تردوه علي أصبْر لمر ا ّ فإن تقبلوا مني ما جئتكم به ،فهو ح ّ
صلى ال عليه وسلم .
قالوا :يا محمد ،فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدًا ،ول أقل ماًء،
ل لنا رّبك الذي بعثك بما بعثك به ،فليسّير عنا هذه الجبال التي قد ضّيقت علينا ،وليبسط لنا بلَدنا ،وليفجر لنا سْ ول أشد عيشًا منا ،ف َ
ى بن كلب ،فإن كان شيخ صّ فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق ،وليبعث لنا من مضى من آبائنا ،وليكن فيمن ُيبعث لنا منهم ُ :ق َ
ل ،وأنه بعثك ق هو أم باطل ،فإن صدقوك وصنعت ما سألناك صدقناك ،وعرفنا به منزلتك من ا ّ صْدق ،فنسألهم عما تقول :أح ّ ِ
رسول كما تقول .
ل بما بعثني به ،وقد بلغتكم ما أرسلت به ل ،إنما جئتكم من ا ّ ت إليكم من ا ّ ل وسلمه عليه :ما بهذا ُبعث ُ فقال له صلوات ا ّ
ل بيني وبينكم . ل تعالى ،حتى يحكم ا ّ ي أصبْر لمر ا ّ ظكم في الدنيا والخرة ،وإن تردوه عل ّ إليكم ،فإن تقبلوه فهو ح ّ
جنانًاسْله فليجعل لك ِ قالوا :فإذا لم تفعل هذا لنا ،فخذ لنفسك ،سل رّبك بأن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ،ويراجعنا عنك و َ
وقصورًا وكنوزًا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغى ،فإنك تقوم بالسواق كما نقوم ،وتلتمس المعاش كما نلتمسه ،حتى
نعرف فضَلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسول كما تزعم .
ل بعثنيل صلى ال عليه وسلم :ما أنا بفاعل ،وما أنا بالذي يسأل رّبه هذا ،وما ُبعثت إليكم بهذا ،ولكن ا ّ فقال لهمرسول ا ّ
ل حتى يحكَم ا ّ
ل ظكم في الدنيا والخرة ،وإن تردوه علي أصبْر لمر ا ّ بشيرًا ونذيرًا -أو كما قال -فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو ح ّ
بينى وبينكم .قالوا :فأسقط السماَء علينا ِكسفًا كما زعمت أن رّبك إن شاء فعل ،فإنا ل نؤمن لك إل أن تفعل .
ل ،إن شاء أن يفعَله بكم فعل .قالوا :يا محمد ،أفما علم ربك أنا سنجلس ل صلى ال عليه وسلم :ذلك إلى ا ّ قال :فقال رسول ا ّ
معك ونسألك عما سألناك عنه ،ونطلب منك ما نطلب ،فيتقدم فيعلمك ما تراجعنا به ،ويخبرك ما هو صانع فى ذلك بنا ،إذ لم نقبل
ل ل نؤمن بالرحمن أبدًا ،فقد أعذرنا إليك منك ما جئتنا به ! إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له :الرحمن ،وإنا وا ّ
ل ل نتركك وما بلغت منا حتى نهلَكك ،أو تهلكنا .وقال قائلهم : يا محمد ،وإنا و ا ّ
ل والملئكة قبيل. ل .وقال قائلهم :لن نؤمن لك حتى تأتينا با ّ نحن نعبد الملئكة ،وهى بنات ا ّ
عمر بنل بن ُ ل بن أبي أمية بن المغيرة بن عبدا ّل صلى ال عليه وسلم ،قام عنهم ،وقام معه عبدا ّ فلما قالوا ذلك لرسول ا ّ
مخزوم -وهو ابن عمته ،فهو لعاتكة بنت عبد المطلب -فقال له :يا محمد ،عرض عليك قوُمك ما عرضوا فلم تقبْله منهم ،ثم
ل ،ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به ل كما تقول ،ويصدقوك ويتبعوك فلم تفع ْ سألوك لنفسهم أمورًا ليعرفوا بها منزلتك من ا ّ
ض ما تخّوفهم به من العذاب ،فلم تفعل -أو كما قال له - ل لهم بع َ ل ،فلم تفعل ،ثم سألوك أن تعج َ فضلك عليهم ،ومنزلتك من ا ّ
سّلما ،ثم ترَقى فيه وأنا أنظر إليك حتى تأتيَها ،ثم تأتى معك أربعة من الملئكة يشهدون ل ل أومن بك أبدًا حتى تتخذ إلى السماء ُ فوا ّ
ل صلى ال عليه وسلم وانصرف ل ،لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك ،ثم انصرف عن رسول ا ّ لك أنك كما تقول ،وايم ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم إلى أهله حزينًا آسفًا لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه ،ولما رأى من مباعدتهم إياه . لا ّرسو ُ
ل صلى ال عليه وسلم قال أبو جهل :يا معشر قريش ، أبو جهل يتوعد الرسول صلى ال عليه وسلم :فلما قام عنهم رسول ا ّ
ل لجلسن له غدا بحجر ما عْيب ديننا ،وشتم آبائنا ،وتسفيه أحلِمنا ،وشتم آلهتنا ،وإنى أعاهد ا ّ ن من َإن محمدًا قد أبى إل ما َتَرْو َ
سِلموني عند ذلك أو امنعوني ،فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف سه ،فأ ْت به رأ َ
خ ُ
ضْأطيق حمَله -أو كما قال -فإذا سجد في صلته ف َ
ض لما تريد.
ل ل نسلمك لشىء أبدًا ،فام ِ ما بدا لهم .قالوا :وا ّ
خَذ حجرا كما وصف ،ثم جلس لرسول فلما أصبح أبو جهل ،أ َ
ل صلى ال عليه وسلم بمكة ل صلى ال عليه وسلم كما كان يغدو .وكان رسول ا ّ لا ّال صلى ال عليه وسلم ينتظره ،وغدا رسو ُ
ل صلى ال لا ّ
وقبلته إلى الشام ،فكان إذا صلى صلى بين الركن اليمانى والحجر السود ،وجعل الكعبة بينه وبين الشام ،فقام رسو ُ
ل صلى ال عليه وسلم ش فجلسوا فى أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل ،فلما سجد رسول ا ّ عليه وسلم يصّلى وقد غدت قري ٌ
احتمل أبو جهل الحجَر ،ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزمًا منتقعًا لوُنه مرعوبًا قد َيِبست يداه على حجره ،حتى قذف الحجرَ
ت منه
ت لكم البارحَة ،فلما دنو ُ من يده ،وقامت إليه رجال قريش ،فقالوا له :ما لك يا أبا الحكم ؟ قال :قمت إليه لفعل به ما قل ُ
ط َ ،فَهّم بى أن يأكلنى.
لق ّصَرته ول أنيابه لفح ٍل ما رأيت مثل هامِته ،ول مثل َق َ لبل ،ل وا ّل من ا ِ عرض لي دوَنه فح ٌ َ
ل عليه السلم لو دنا لخذه . ل صلى ال عليه وسلم ،قال :ذلك جبري ُ قال ابن إسحاق :فُذكر لي أن رسول ا ّ
النضر بن الحارث ينصح قريشًا :فلما قال لهم ذلك أبو جهل ،قام الّنضر بن الحارث بن َكَلَدة بن علقمة بن عبد صد بن عبد الدار بن
ُقصي .
قال ابن هشام :ويقال النضر بن الحارث بن علقمة بن َكَلَدة ابن عبد مناف .
ل قد نزل بكم قال ابن إسحاق :فقال يا معشر قريش ،إنه وا ّ
أمٌر ما أتيتم له بحيلة بعُد ،قد كان محمد فيكم غلمًا حدثًا أرضاكم فيكم ،وأصدقكم حديثا ،وأعظمكم أمانة ،حتى إذا رأيتم فى
ل ما هو بساحر ،لقد رأينا السحرةَ ونفثهم وعقدهم ،وقلتم كاهن ،ل وا ّ
ل ب ،وجاءكم بما جاءكم به ،قلتم ساحر ،ل وا ّ غْيه الشي َ صْد َ
ُ
ل ما هو بشاعرَ ،قد رأينا الشعر ،وسمعنا أصناَفه جعهم ،وقلتم شاعر ،ل وا ّ سْ ما هو بكاهن ،قد رأينا الكهنة وتخاُلجهم وسمعنا َ
خْنقه ،ول وسوسته ،ول تخليطه ،يا ل ما هو بمجنون ،لقد رأينا الجنون فما هو ب َ كّلهاَ :هَزجه ورجزه ،وقلتم مجنون ،ل وا ّ
ل لقد نزل بكم أمر عظيم . معشر قريش ،فانظروا في شأنكم ،فإنه وا ّ
ل صلى أذى النضر للرسول صلى ال عليه وسلم :وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش ،وممن كان يؤذي رسول ا ّ
ستم واسبنديار ،فكان إذا جلس ث ملوك الفرس ،وأحاديث ُر ْ ال عليه وسلم ،وينصب له العداوَة ،وكان قد قدم الحيرة ،وتعلم بها أحادي َ
ل ،خلفه في مجلسه إذا ن قبَلهم من المم من ِنْقمة ا ّ
ل ،وحّذر قوَمه ما أصاب َم ْ ل صلى ال عليه وسلم مجلسًا فذّكر فيه با ّ لا ّ رسو ُ
ى ،فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ،ثم يحدثهم عن ملوك فارس ل يا معشر قريش ،أحسن حديثًا منه ،فهلّم إل ّ قام ،ثم قال :أنا وا ّ
وُرستم واسبنديار ،ثم يقول :بماذا محمد أحسن حديثًا منى؟.
ل ".
قال ابن هشام :وهو الذي قال فيما بلغنى " :سأنزل مثل ما أنزل ا ّ
ل عز وجل : ل عنهما يقول ،فيما بلغني :نزل فيه ثمان آيات من القران :قول ا ّ قال ابن إسحاق :وكان ابن عباس رضي ا ّ
ن{ ]القلم) [15 :ا( .وكل ما ذكر فيه من الساطير من القرآن . لّوِلي َ
طيُر ا َْ
سا ِ
ل َأ َ
عَلْيِه آَياُتَنا َقا َ
} ِإَذا ُتْتَلى َ
قريش تسأل أحبار اليهود في شأنه عليه الصلة والسلم :
سلهم عن محمد، فلما قال لهم ذلك النضُر بن الحارث بعثوه ،وبعثوا معه عقبة بن أبى ُمَعْيط إلى أحبار يهود بالمدينة ،وقالوا لهماَ :
ل الكتاب الول ،وعندهم علٌم ليس عنَدنا من علم النبياء ،فخرجا حتى َقِدما المدينة، صفا لهم صفته ،وأخبراهم بقوله ،فإنهم أه ُ و ِ
ل صلى ال عليه وسلم ،ووصفا لهم أمَره ،وأخبراهم ببعض قوله ،وقال لهم :إنكم أهل التوراة، فسأل أحبار يهود عن رسول ا ّ
وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا.
ن :فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ،وإن لم يفعل فالرجل متقول ، فقالت لهما أحبار يهود :سلوه عن ثلث نأمركم به ّ
سلوه عن رجل طّواف قد سلوه عن فتية ذهبوا فى الدهر الول ما كان أمُرهم ؟ فإنه قد كان لهم حديث عجب ،و َ فَرْوا فيه رأيكم َ .
ق الرض ومغاربها ما كان نبُؤه ،وسلوه عن الّروح ما هى؟ فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه ،فإنه نبى ،وإن لم يفعل ،فهو بلغ مشار َ
رجل متقول ،فاصنعوا فى أمره ما بدا لكم .
ن الحارث ،وعقبة بن أبي ُمَعْيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن ُقصى حتى قدما فأقبل النضُر ب ُ
مكة على قريش ،فقال :يا معشر قريش ،قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد ،قد أخبرنا أحباُر يهود أن نسأَله عن أشياء أمرونا
ل َ ،فَرْوا فيه رأيكم .ل متقّو ٌ
ل فالرج ُ
بها ،فإن أخبركم عنها فهو نبي ،وإن لم يفع ْ
ل صلى ال عليه وسلم ،فقالوا :يا محمد ،أخبرنا عن فتية ذهبوا فى الدهر الول قد قريش تسأل والرسول يجيب :فجاءوا رسول ا ّ
ق الرض ومغارَبها ،وأخبْرنا عن الروح ما هى؟ قال :فقال لهم رسول كانت لهم قصة عجب ،وعن رجل كان طّوافًا قد بلغ مشار َ
ل صلى ال عليه وسلم :أخبركم بما سألتم عنه غدًا ،ولم يستثن ،فانصرفوا عنه . ا ّ
ل إليه فى ذلك وحيًا ،ول يأتيه جبريل ،حتى حدث ا ّ شرَة ليلة ل ُي ْ
سع َل صلى ال عليه وسلم -فيما يذكرون -خم َ فمكث رسول ا ّ
شرَة ليلًة ،قد أصبحنا منها ل يخبرنا بشىء مما سألناه عنه ،وحتى أحزن سع َ ل مكة ،وقالوا :وعدنا محمد غدًا ،واليوم خم َ أوجف أه ُ
ل عز وجل بسورة ث الوحي عنه ،وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة .ثم جاءه جبريل من ا ّ ل صلى ال عليه وسلم مك ُ لا ّرسو َ
ل الطواف ،والروح . أصحاب الكهف ،فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم ،وخبُر ما سألوه عنه من أمر الفتية ،والرج ُ
ل صلى ال عليه وسلم قال لجبريل حين جاءه :لقد الرد على قريش فيما سألوه :قال ابن إسحاق :فذكر لي أن رسول ا ّ
ك َوَما َكا َ
ن ن َذِل َخْلَفَنا َوَما َبْي َ
ن َأْيِديَنا َوَما َك َلُه َما َبْي َ ل ِبَأْمِر َرّب َ
ل ِإ ّ
ت ظنا؛ فقال له جبريل } َوَما َنَتَنّز ُ سْؤ ُ احتبست عني يا جبريل حتى ُ
ل اّلِذي
حْمُد ِّ
ك َنسِّيا{].مريم [64:فافتتح السورة تبارك وتعالى بحمده وذكر نبوة رسوله ،بما أنكروه عليه من ذلك ،فقال } :اْل َ َرّب َ
ب{]الكهف [1 :يعنى محمدا صلى ال عليه وسلم ،إنك رسول منى :أى تحقيق لما سألوه عنه من عْبِدِه اْلِكَتا َ
عَلى َ ل َ َأنَز َ
ن َلُدْنُه{ ]الكهف : [2 :أي شِديًدا ِم ْ سا َ جا* قيمًا{]الكهف :[1 :أي معتدل ،ل اختلف فيه ِ }،لُينِذَر َبْأ ً عَو َل َلُه ِجَع ْنبوتك َ } .وَلْم َي ْ
حا ِ
ت صاِل َ
ن ال ّ ن َيْعَمُلو َ ن اّلِذي َشَر اْلُمْؤِمِني َعاجل عقوبته في الدنيا ،وعذابا أليما في الخرة :أي من عند ربك الذي بعث رسولَ } .وُيَب ّ
ن ِفيِه َأَبًدا{ ]الكهف [2،3 :أي دار الخلد .ل يموتون فيها الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم سًنا)َ (2ماِكِثي َ حَ جًرا َ ن َلُهْم َأ ْ
َأ ّ
ل َوَلًدا{ ]الكهف [4 :يعني قريشًا في قولهم :إنا نعبد الملئكة وهى خَذ ا ُّ
ن َقاُلوا اّت َ ،وعملوا بما أمرتهم به من العمال َ } ،وُينِذَر اّلِذي َ
ن َأْفَواِهِهْم { :أي ج ِم ْخُر ُت َكِلَمًة َت ْ لَباِئِهْم{ ]الكهف [5 :الذين أعظموا فراقهم وعيب دينهم َ } .كُبَر ْ ل ِ عْلٍم َو َ
ن ِل } َما َلُهْم ِبِه ِم ْ تا ّ بنا ُ
سًفا{
ث َأ َ
حِدي ِ ن َلْم ُيْؤِمُنوا ِبَهَذا اْل َعَلى آَثاِرِهْم ِإ ْ ك{ يا محمد} َ سَخٌع َنْف َك َبا ِل َكِذًبا)َ (5فَلَعّل َن ِإ ّن َيُقوُلو َ
لقولهم :إن الملئكة بنات ال } ِإ ْ
]الكهف[6 :
:أي لحزنه عليهم حين فاته ما كان يرجو منهم ،أي ل تفعل .
قال ابن هشام :باخع نفسك :أي مهلك نفسك فيما حدثني أبو عبيدة .قال ذو الّرّمة :
فت ُ ُ
ل ت وال ُ
ب فيه الزي ُ
ن يذه ُ ّ شط َ ٍ
#ل ي َْنتهون ول ي َن َْهى ذ َِوي َ
كالطعْ ِ ط
وهذا البيت في قصيدة له .
ن{ن َبّي ٍ
طا ٍ
سْل َعَلْيِهْم ِب ُ
ن َل َيْأُتو َ
ن ُدوِنِه آِلَهًة َلْو َ
خُذوا ِم ْلِء َقْوُمَنا اّت َ} َهُؤ َ
قال ابن إسحاق :أي بحجة بالغة.
حَمِتِه
ن َر ْشْر َلُكْم َرّبُكْم ِم ْ
ف َين ُل َفْأُووا ِإَلى اْلَكْه ِل ا َّ
ن ِإ ّ
عَتَزْلُتُموُهْم َوَما َيْعُبُدو َل َكِذًبا)َ (15وِإْذ ا ْ عَلى ا ِّ ن اْفَتَرى َ ظَلُم ِمّم ْ
ن َأ ْ} فََم ْ
ل َوُهْم ِفيشَما ِت ال ّضُهْم َذا َت َتْقِر ُ غَرَب ْ
ن َوِإَذا َت اْلَيِمي ِن َكْهِفِهْم َذا َ
عْت َتَتَزاَوُر َطَلَع ْ س ِإَذا َ شْم َن َأْمِرُكْم ِمرَفًقا)َ (16وَتَرى ال ّ ئ َلُكْم ِم َْوُيَهّي ْ
جَوٍة ِمْنُه{].الكهف15 :ـ [17 َف ْ
حر. جْ ل ،وهو من الزور .وقال امرؤ القيس ابن ُ قال ابن هشام َ :تَزاور :تمي ُ
نن
نننن نن
نننن
ننن ننن ننن نن
ننن ننننن
#نننن نننن نن نننن ن
صَذان .
صد ،وأ ْ
صدان وأ ُ
صد ،وو ْ
وهذا البيت فى أبيات له .والوصيد ) أيضًا ( الفناء ،وجمعه :وصائد ،وُو ُ
عًبا{ ]الكهف[18:
ت ِمْنُهْم ُر ْ
ت ِمْنُهْم ِفَراًرا َوَلُمِلْئ َ
عَلْيِهْم َلَوّلْي َ
ت َ
طَلْع َ
} لْو ا ّ
حْكِمِه
ك ِفي ُ
شِر ُ
ل ُي ْ
ي َو َ
ن َوِل ّن ُدوِنِه ِم ْسِمْع َما َلُهْم ِم ْصْر ِبِه َوَأ ْ
ض َأْب ِلْر ِ ت َوا َْ
سَماَوا ِ
ب ال ّ
غْي ُعَلُم ِبَما َلِبُثوا َلُه َ
ل َأ ْ
ل ا ُّ سيقولون ذلك ُ } .ق ْ
حًدا{ ]الكهف [26 :أي لم يخف عليه شىء مما سألوك عنه. َأ َ
ذو القرنين :وقال فيما سألوه عنه من أمر الرجل الطّواف :
سَبًبا{ ]الكهف[83،84 : يٍء َ ش ْ
ل َ ن ُك ّض َوآَتْيَناُه ِم ْ
لْر ِ عَلْيُكْم ِمْنُه ِذْكًرا)ِ (83إّنا َمّكّنا َلُه ِفي ا َْ
سَأْتُلو َ
ل َن ُق ْن ِذي اْلَقْرَنْي ِ عْك َ
سَأُلوَن َ
} َوَي ْ
حتى انتهى إلى آخر قصة خبره .
ت أحٌد غيره ،فُمدت له السباب حتى انتهى من البلد إلى ى القرنين أنه أوتي ما لم يؤ َ خبر ذي القرنين :وكان من خبر ذ ِ
ب إلى ما ليس وراَءه شئ من الخلق . ق والمغر ِ سلط على أهِلها ،حتى انتهى من المشر ِ مشارق الرض ومغاربها ،ل يطأ أرضًا إل ُ
ث عن العاجم فيما قال ابن إسحاق :فحدثنى من يسوق الحادي َ
ل مصر .اسُمه ُمْرُزبان بن َمْرذبة اليونانى ،من ولد يونان بن يافث بن نوح . ل من أه ِتوارثوا من علمه :أن ذا القرنين كان رج ً
لسكندرية فنسبت إليه . لسكندر ،وهو الذي بنى ا ِ قال ابن هشام :واسمه ا ِ
ل صلى ال عليه ي ،وكان رجل قد أدرك :أن رسول ا ّ قال ابن إسحاق :وقد حدثني َثْور بن يزيد عن خالد بن َمْعدان الَكلع ّ
ب. ض من تحِتها بالسبا ِ سئل عن ذي القرنين فقال َ :مِلك مسح الر َ وسلم ُ
ل يقول : ل عنه رج ً وقال خالد :سمع عمُر بن الخطاب رضى ا ّ
سّمْوا بالنبياء حتى تسميتم بالملئكِة. ضْيتم أن َت َ غْفرًا ،أما َر َ
يا ذا القرنين ،فقال عمر :اللهم ُ
ل صلى ال عليه وسلم ،أم ل؟ فإن كان قاله ،فالحق ما قال . ل أعلم أي ذلك كان ،أقال ذلك رسول ا ّ قال ابن إسحاق :ا ّ
ن اْلِعْلِم ِإ ّ
ل ن َأْمِر َرّبي َوَما ُأوِتيُتْم ِم ْ
ح ِم ْ
ل الّرو ُ
ح ُق ْ
ن الّرو ِ عْ ك َ سَأُلوَن َأمر الروح :وقال تعالى فيما سألوه عنه من الروح َ } :وَي ْ
ل{ ]السراء[85 : َقِلي ً
ل صلى ال عليه وسلم حدثت عن ابن عباس ،أنه قال :لما قدم رسول ا ّ ما أوتيتم من العلم إل قليل :قال ابن إسحاق :و ُ
ل؟ قالوا :فإنك تتلو ل{ إيانا تريد ،أم قوَمك ؟ قال ُ :ك ّ ل َقِلي ًن اْلِعْلِم ِإ ّ
المدينة ،قالت أحباُر يهود :يا محمُد ،أرأيت قولك َ }:وَما ُأوِتيُتْم ِم ْ
فيما جاءك :أنا
ل قليل ،وعندكم في ذلك ما يكفيكم لو ل صلى ال عليه وسلم :إنها في علم ا ّ ن كل شىء .فقال رسول ا ّ قد أوتينا التوراَة فيها بيا ُ
سْبَعُة
ن َبْعِدِه َ
حُر َيُمّدُه ِم ْ
لٌم َواْلَب ْ
جَرةٍ َأْق َ
شَن َض ِم ْ
لْر ِ
ن َما ِفي ا َْ
ل تعالى عليه فيما سألوه عنه من ذلك } َوَلْو َأ ّ
أقمتموه .قال :فأنزل ا ّ
ل قليل . حِكيٌم{]الكهف : [27 :أي أن التوراة فى هذا من علم ا ّ عِزيٌز َ ل َ ن ا َّ ل ِإ ّ
ت ا ِّت َكِلَما ُحٍر َما َنِفَد ْ َأْب ُ
سهم من تسيير الجبال ،وتقطيع الرض ،وبعث ل تعالى عليه فيما سأله قوُمه لنف ِ تسيير الجبال وبْعث الموتى :قال وأنزل ا ّ
جِميًعا{]الرعد: لْمُر َ ل ا َْل ِّ ض َأْو ُكّلَم ِبِه اْلَمْوَتى َب ْ لْر ُ ت ِبِه ا َْ طَع ْ ل َأْو ُق ّ
جَبا ُت ِبِه اْل ِسّيَر ْ ن ُقْرآًنا ُ من مضى من آبائهم من الموتىَ } :وَلْو َأ ّ
:[31أي ل أصنع من ذلك إل ما شئت.
ي قولهم :خذ لنفسك ،ما سألوه أن يأخذ لنفسه ،أن يجعل له جنانا وقصورًا وكنوزًا ،ويبعث معه خذ لنفسك :وأنزل عليه ف ٍ
ن َمَعُه َنِذيًرا) ك َفَيُكو َ ل ِإَلْيِه َمَل ٌل ُأنِز َق َلْو َ
سَوا ِ لْ شي ِفي ا َْ طَعاَم َوَيمْ ِ ل ال ّ ل َيْأُك ُ
سو ِ ل َهَذا الّر ُ ملكا يصدقه بما يقول ،ويرد عنه َ } :وَقاُلوا َما ِ
لْمَثا َ
ل ك ا َْ ضَرُبوا َل َ ف َ ظْر َكْي َ حوًرا) (8ان ُ سُل َم ْجً ل َر ُ ن ِإ ّن َتّتِبُعو َن ِإ ْظاِلُمو َ ل ال ّ ل ِمْنَها َوَقا َ جّنٌة َيْأُك ُ
ن َلُه َ َ (7أْو ُيْلَقى ِإَلْيِه َكنٌز َأْو َتُكو ُ
ك {]الفرقان7 :ـ :[9أي من أن تمشي فى السواق وتلتمس ن َذِل َخْيًرا ِم ْك َ ل َل َجَع َشاَء َ ن َ ك اّلِذي ِإ ْ ل)َ (9تَباَر َ سِبي ً ن َطيُعو َ سَت ِ
ل َي ْضّلوا فَ ََف َ
صوًرا{ ]الفرقان[10 : ك ُق ُ ل َل َجَع ْ
لْنَهاُر َوَي ْ حِتَها ا َْن َت ْجِري ِم ْ ت َت ْجّنا ٍالمعاش } َ
ن ِإلّ ِإّنُهْم َلَيْأُكُلو َ
ن سِلي َن اْلُمْر َك ِم ْسْلَنا َقْبَل َ
لو شئت أن أجعل الدنيا مع رسلي لفعلت :وأنزل عليه فى ذلك من قولهم } َوما َأْر َ
صيًرا{].الفرقان [20 :أي جعلت بعضكم لبعض ك َب ِ ن َرّب َ ن َوَكا َ صِبُرو َ ض ِفْتَنًة َأَت ْ ضُكْم ِلَبْع ٍ جَعْلَنا َبْع َ ق َو َسَوا ِ لْن ِفي ا َْ شو َ طَعاَم وََيْم ُال ّ
ت.خالفوا لفعل ُ ت أن أجعل الدنيا مع رسلي فل ُي َ بلء لتصبروا ،ولو شئ ُ
لْر ِ
ض ن ا َْ جَر َلَنا ِم ْ حّتى َتْف ُك َ ن َل َ
ن ُنْؤِم َ ل ابن أبي أمية َ } :وَقاُلوا َل ْ ل عليه فيما قال عبُدا ّ القرآن يرد على ابن أبي أمية :وأنزل ا ّ
سَماءِ
ف َأْو َتْرَقى ِفي ال ّ خُر ٍ ن ُز ْت ِم ْك َبْي ٌن َل َل)َ (92أْو َيُكو َ لِئَكِة َقِبي ًل َواْلَم َ ي ِبا ِّسًفا َأْو َتْأِت َ
عَلْيَنا ِك َ
ت َ عْم َ سَماَء َكَما َز َ ط ال ّ
سِق َعا)ُ(90ت ْ َيْنُبو ً
ل{ ]السراء90 :ـ [93 سو ً شًرا َر ُ ل َب َت ِإ ّل ُكن ُ ن َرّبي َه ْ حا َسْب َ ل ُ عَلْيَنا ِكَتاًبا َنْقَرُؤه ُق ْل َ حّتى ُتَنّز َك َ ن ِلُرِقّي َ
ن ُنْؤمِ ََوَل ْ
قال ابن هشام :الينبوع :ما نبع من الماء من الرض وغيرها ،وجمعه ينابيع .قال ابن َهْرمة واسمه إبراهيم بن على الِفهري :
ن وَدْمُعك الَيْنبو ُ
ع ف الشئو ُ ُنِز َ عْبرًةت بكل داٍر َ #وإذا َهرق َ
سف .والقبيل سَدر .وهى أيضًا :واحدة الِك ْ سْدرة و ِ سفة ،مثل ِ طع من العذاب ،وواحدته ِ :ك ْ سف :الِق َ وهذا البيت فى قصيدة له .والِك َ
عَبْيدة لعشى بنى َقْيس بن ل{]الكهف :[55 :أي عيانا .وأنشدنى أبو ُ ب ُقُب ً
ى َ }:أْو َيْأِتَيُهْم اْلَعَذا ُ :يكون مقابلة ومعاينة ،وهو كقوله تعال ِ
َثْعلبة :
سرتها قبيُلها
حْبَلى ي ّ
كصرخِة ُ #أصالحكم حتى َتبوُءوا بمثِلَها
ما نزل في أبي جهل :وأنزل عليه فيما قال أبو جهل بهن هشهام ،ومها ههم بهه
َ َ َ َ
دى)(11 هس َعَلى ال ْ ُ ن َ كا َ ن َ ت إِ ْ صّلى) (10أَرأي ْ َ ذا َ دا إ ِ َعب ْ ً
هى)َ (9 ذي ي َن ْ َ ت ال ّ ِ }أَرأي ْ َ
َ َ َ َ أَ َ
ه ي َسَرى) ن الل ّس َ م ب ِ سأ ّعل َ ْ م يَ ْ وّلى) (13أل َ ْ وت َ َ
ب َ ن ك َذّ َ ت إِ ْ وى) (12أَرأي ْ َ ق َ مَر ِبالت ّ ْ وأ َ ْ
ع ْ َ
ة) (16فلي َ سدْ ُ َ
خاطِئ ٍ ة َ ة كاِذب َ ٍَ صي َ ٍة)َ (15نا ِ صي َ ِ ع ِبالّنا ِ سف ََ َ
ه لن َ ْ م ي َن ْت َ ِ َ
نل ْ َ ّ
(14كل لئ ِ ْ َ
ب { ]العلسسق9:س س ر ْ ْ
واقت َ ِ جد ْ َ س ُ وا ْه َع ُ َ ّ
ة) (18كل ل ت ُطِ ْ َ ع الّزَبان ِي َ َ سن َدْ ُ َناِدَيه)َ (17
[19
قال ابن هشام :لنسفعًا :لنجذبن ولنأخذن .قال الشاعر:
جِم ُمْهِره أو ساِفع
من بين ُمْل ِ خ رأيَتهم سِمعوا الصرا َ #قوٌم إذا َ
والنادي :المجلس الذي يجتمع فيه القوم ويقضون فيه أموَرهم ،
ي.
ن ِفي َناِديُكْم اْلُمنَكَر{ ]العنكبوت [29 :وهو الند ّ
ل تعالى َ } :وَتْأُتو َ
وفى كتاب ا ّ
عبيد بن البرص : قال َ
ي وأهل الجوِد والنادي أهل الند ّ سٍد
ب إليك فإنى من بني أ َ #أذه ْ
ن َنِدّيا{ ]مريم [73 :وجمعه :أندية .فليدع سُ حَل تعالى َ } :وَأ ْ وفى كتاب ا ّ
ل اْلَقْرَيَة{ ]يوسف [82 :يريد أهل القرية . سَأ ْ
أهل ناديه .كما قال تعالىَ } :وا ْ
جْنَدل ،أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم : قال سلمة بن َ
سْير إلى العداِء تأوي ِ
ب ويوُم َ ت وأنديٍة #يومان يوُم مقاما ٍ
وهذا البيت في قصيدة له .وقال الُكَمْيت بن زيد:
لفحاِم صمتين با ِ ر ول ُم ْ ي مكاثيـ #ل مهاذيَر في الند ّ
وهذا البيت فى قصيدة له .ويقال النادي :الجلساء .الزبانية :الغلظ
الشداد ،وهم في هذا الموضع خزنة النار .والزبانية أيضًا في الدنيا أعوان الرجل الذين يخدمونه ويعينونه ،والواحدِ :زْبِنَية .قال ابن
الزَبْعَرى فى ذلك :
غْلت عظاٌم حلوُمها غى زبانية ُ ن فى الَو َ #مطاعيُم فى الَمْقَرى مطاعي ُ
ل الهذلى ،وهو صخر الغى : يقول :شداد .وهذا البيت فى أبيات له .وقال صخر بن عبدا ّ
#ومن كبير نفٌر زبانيْه
وهذا البيت فى أبيات له .
ل
عَلى ا ِّ
ل َ
جِري ِإ ّ ن َأ ْ
جٍر َفُهَو َلُكْم ِإ ْن َأ ْ سَأْلُتُكْم ِم ْ
ل َما َ ل تعالى عليه فيما عرضوا عليه من أموالهم ُ }:ق ْ قال ابن إسحاق :وأنزل ا ّ
شِهيٌد{].سبأ[47 : يٍء َ
ش ْل َ عَلى ُك ّ
َوُهَو َ
ل صلى ال عليه وسلم بما عرفوا من الحق ، لا ّ استكبار قريش عن اِليمان بالرسول صلى ال عليه وسلم :فلما جاء رسو ُ
وعرفوا صدَقه فيما حّدث ،وموقع نبوِته فيما جاءهم به من علم الغيوب حين سألوه عما سألوه عنه ،حال الحسُد منهم له بيَنهم وبين
ل وتركوا اّتباعه وتصديقه :فَعَتْوا على ا ّ
سَمُعوا ِلَهَذا اْلُقْرآنِ َواْلَغْوا ِفيِه{ ]فصلت [26 :أي اجعلوه لغوا وباطل، ل َت ْجوا فيما هم عليه من الكفر ،فقال قائلهم َ }: أمَره عيانًا ،ول ّ
واتخذوه هزوا لعلكم تغلبونه بذلك .فإنكم إن ناظرتموه أو خاصمتموه يومًا غلبكم .
ل الذين ل صلى ال عليه وسلم وما جاء من الحق :يا معشر قريش يزعم محمٌد أنما جنود ا ّ فقال أبو جهل يومًا يهزأ برسول ا ّ
ل مائة رجل منكم عن رجل منهم ؟ فأنزل يعذبونكم فى النار يحبسونكم فيها تسعَة عشَر ،وأنتم أكثر الناس عددًا ،وكثرة ،أفيعجز ك ّ
ن َكَفُروا{]المدثر [31 :إلى آخر ل ِفْتَنًة ِلّلِذي َ
عّدَتُهْم ِإ ّ
جَعْلَنا ِ لِئَكًة َوَما َل َم َ ب الّناِر ِإ ّ
حا َصَجَعْلَنا َأ ْل تعالى عليه في ذلك من قوله َ }:وَما َ ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم بالقرآن وهو يصلى ،يتفرقون عنه ،ويأبون القصة ،فلما قال ذلك بعضهم لبعض ،جعلوا إذا جهر رسول ا ّ
ض ما يتُلو من القرآن وهو يصلي ، ل صلى ال عليه وسلم بع َ ل منهم إذا أراد أن يستمع من رسول ا ّ أن يستمعوا له ،فكان الرج ُ
ل صلى استرق السمَع دوَنهم َفَرقًا منهم ،فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع منه ذهب خشيَة أذاهم فلم يستمْع ،وإن خفض رسول ا ّ
ل عليه وآله وسلم صوَته فظن الذي يستمع أنهم ل يستمعون شيئًا من قراءته وسمع هو شيئًا دونهم أصاخ له يستمُع ال عليه وسلم ا ّ
منه .
ل بن عباس رضي عْكِرمة مولى ابن عباس حدثهم أن عبدا ّ عمر بن عثمان ،أن ِ صْين ،مولى ُ ح َ قال ابن إسحاق :حدثني داود بن ال ُ
ا ّ
ل
ل{ ]السراء [110 :من أجل أولئك سِبي ً ك َ ن َذِل َ ت ِبَها َواْبَتِغ َبْي َ
خاِف ْ
ل ُت َك َو َ لِت َ
صَجَهْر ِب َ
ل َت ْ عنهما حدثهم :إنما أنزلت هذه الية َ }:و َ
ت بها فل يسمعها من يحب أن يسمَعها ممن يسترق ذلك دوَنهم لعله يرعوي النفر يقول :ل تجهر بصلتك فيتفرقوا عنك ،ول تخاف ْ
إلى بعض ما يسمع
فينتفع به .
أول من جهر بالقرآن
ل صلى ال عليه ن عروة بن الزبير ،عن أبيه ،قال :كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول ا ّ قال ابن إسحاق :وحدثنى يحيى ب ُ
ل ما سمع ْ
ت ب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقالوا :وا ّ ل عنه قال :اجتمع يومًا أصحا ُ ل ابن مسعود رضي ا ّ وسلم بمكة عبدا ّ
ل لهسِمعهموه ؟ فقال عبدال بن مسعود أنا ،قالوا :إنا نخشاهم عليك ،إنما نريد رج ً ن رجل ُي ْ ط ،فم َ قريش هذا القران يجهر لها به ق ّ
ل سيمَنُعنى .قال :فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام فى الضحى ،وقريش في عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه ؟ قال دعونى فإن ا ّ
ن{ ]الرحمن [1،2 :قال :ثم عّلَم اْلُقْرآ َ
ن*َ
حَما ُ
حيِم{ رافعًا بها صوته }الّر ْ
ن الّر ِ
حَما ِ
ل الّر ْ
سِم ا ِّ
أنديتها ،حتى قام عنَد المقام ثم قرأِ }:بِا ْ
ض ما جاء به محمد ،فقاموا إليه عْبد؟ قال :ثم قالوا :إنه ليتُلو بع َ
ن أّم َ
استقبلها يقرؤها .قال :فتأملوه فجعلوا يقولون :ما ذا قال اب ُ
ل أن يبلَغ .ثم انصرف إلى أصحابه وقد أّثروا فى وجهه ،فقالوا جِهه ،وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء ا ّ فجعلوا يضربون فى و ْ
سُبك ،قدحْ
ى منهم الن ،ولئن شئتم لغادينهم بمثلها غدًا؛ قالوا لَ ، ن عل ّل أهو َخشينا عليك ؛ فقال :ما كان أعداُء ا ّ له :هذا الذي َ
أسمعَتهم ما يكرهون .
قصة استماع قريش إلى قراءة النبى صلى الله عليه وسلم
سْفيان بن حرب ،وأبا جهل بن هشام ،والخنس حّدث :أن أبا ُ
ي أنه ُ
ب الزهر ّ
ن مسلِم بن شها ٍ
قال ابن إسحاق :وحدثني محمُد ب ُ
ل صلى ال عليه وسلم ،وهو يصلي من عمرو بن وهب الّثقفي ،حليف بنى ُزْهرة خرجوا ليلًة ليستمعوا من رسول ا ّ شِريق بن َ بن َ
الليل في
ل رجل منهم مجلسًا يستمع فيه ،وكل ل يعلم بمكان صاحبه ،فباتوا يستمعون له ،حتى إذا طلع الفجُر تفرقوا فجمعهم بيته ،فأخذ ك ّ
ض سفهائكم لوقعتم فى نفسه شيئًا ،ثم انصرفوا .حتى إذا كانت ضهم لبعض :ل تعودوا ،فلو رآكم بع ُ ق ،فتلوموا ،وقال بع ُالطري ُ
ضهم
ق ،فقال بع ُ
ل رجل منهم إلى مجلسه ،فباتوا يستمعون له ،حتى إذا طلع الفجُر تفرقوا ،فجمعهم الطري ُ الليلُة الثانية ،عاد ك ّ
سه ،فباتوا يستمعون له ،حتى إذا ل رجل منهم مجل َ ل ما قالوا أول مرة ،ثم انصرفوا .حتى إذا كانت الليلُة الثالثُة أخذ ك ّ لبعض مث َ
طلع الفجُر تفرقوا ،فجمعهم الطريق .فقال بعضهم لبعض :ل نبرح حتى نتعاهَد أل نعود على ذلك ثم تفرقوا.
شِريق أخذ عصاه ،ثم خرج حتى أتى أبا سفيان فى بيته ،فقال :أخبرني س بن َ الخنس يستفهم عما سمعه :فلما أصبح الخن ُ
ت أشياَء أعرفها وأعرف ما ُيراد بها ،وسمعت أشياَء ل لقد سمع ُ يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال :يا أبا ثعلبة وا ّ
ت به . س :وأنا والذي حلف َ ما عرفت معناها ول ما ُيراد بها ،قال الخن ُ
ت من محمد؟ فقال :ماذا سِمْع َقال :ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل ،فدخل عليه بيَته ،فقال :يا أبا الحكم ،ما رأيك فيما َ
سمعت ،تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ،أطعموا فأطعمنا ،وحملوا فحملنا ،وأعطوا فأعطينا ،حتى إذا تحازينا على الّركب ،
ن به أبدًا ول نصدقه قال :فقام عنه ل ل نؤم ُ ل هذه ،وا ّ ى من السماء؛ فمتى ندرك مث َ ي يأتيه الوح ُ ي رهان ،قالوا :منا نب ّ س ْ وكنا كفر َ
س وتركه . الخن ُ
ل صلى ال عليه وسلم إذا تل عليهم تعنت قريش عند سماعهم القرآن وما نزل فيهم :قال ابن إسحاق :وكان رسول ا ّ
عوَنا ِإَلْيِه{ ]فصلت [5 :ل نفقه ما تقول }َوِفي آَذاِنَنا َوْقٌر {ل ل :قالوا يهزءون به ُ } :قُلوُبَنا ِفي َأِكّنٍة ِمّما َتْد ُ القرآن ،ودعاهم إلى ا ّ
ن{ ]فصلت [5 :بما نحن عليه ، عاِمُلو َ ل{ بما أنت عليه } ِإّنَنا َ عَم ْب { قد حال بيننا وبينك } َفا ْ جا ٌحَ ك ِن َبْيِنَنا َوَبْيِن َنسمع ما تقول }َوِم ْ
جاًباحَخَرِة ِ لِن ِبا ْل ُيْؤِمُنو َن َ
ن اّلِذي َ ك َوَبْي َجَعْلَنا َبْيَن َن َ ت الُْقْرآ َ
ل تعالى عليه في ذلك من قولهم َ } :وِإَذا َقَرْأ َ إنا ل نفقه عنك شيئًا ،فأنزل ا ّ
عَلى َأْدَباِرِهْم ُنُفوًرا{]السراء : [46 :أي كيف حَدُه َوّلْوا َن َو ْ ك ِفي اْلُقْرآ ِ ت َرّب َ سُتوًرا {]السراء .. . [45 :إلى قوله َ }:وِإَذا َذَكْر َ َم ْ
ن
حُ ت على قلوِبهم أكنة هو فى آذانهم وقرًا ،وبينك وبينهم حجابا بزعمهم ؛ أي إنى لم أفعل ذلك َ }.ن ْ ت جعل َ فهموا توحيَدك رّبك إن كن َ
حوًرا{]السراء : [47 :أي ذلك ما سُ ل َم ْجً ل َر ُ ن ِإ ّن َتّتِبُعو َ
ن ِإ ْظاِلُمو َ ل ال ّجَوى ِإْذ َيُقو ُ ك َوِإْذ ُهْم َن ْ
ن ِإَلْي َ
سَتِمُعو َ ن ِبِه ِإْذ َي ْسَتِمُعو َ
عَلُم ِبَما َي ْ
َأ ْ
ل{]:السراء [48 :أي أخطئوا سِبي ً ن َ طيُعو َ سَت ِ ل َي ْضّلوا َف َل َف َ لْمَثا َ ك ا َْ
ضَرُبوا َل َ ف َ ظْر َكْي َ تواصوا به من ترك ما بعثك به إليهم } .ان ُ
جِديًدا{خْلًقا َ
ن َظاًما َوُرَفاًتا َأِئّنا َلَمْبُعوُثو َ عَ المثل الذي ضربوا لك ،فل يصيبون به ُهًدى ،ول يعتدل لهم فيه قول } َوَقاُلوا َأِئَذا ُكّنا ِ
حِديًدا)
جاَرًة َأْو َ
حَ ل ُكوُنوا ِ ت تخبرنا أنا سُنبعث بعد موتنا إذا كنا عظاما ورفاتا ،وذلك ما ل يكون ُ } .ق ْ ]السراء :[49 :أي قد جئ َ
ل مَّرٍة{]السراء :[50،51 :أي الذي خلقكم مما طَرُكْم َأّو َ ل اّلِذي َف َ ن ُيِعيُدَنا ُق ْ
ن َم ْ سَيُقوُلو َ
صُدوِرُكْم َف َ خْلًقا ِمّما َيْكُبُر ِفي ُ َ(50أْو َ
تعرفون ،فليس خلقكم من تراب بأعّز من ذلك عليه .
ل تعالى َ } :أْو ل عنهما ،قال :سألته عن قول ا ّ ل بن أبي َنجيح ،عن ُمجاهد ،عن ابن عباس رضي ا ّ قال ابن إسحاق :حدثني عبدا ّ
ل ؟ فقال :الموت . صُدوِرُكْم{ ]السراء [51 :ما الذي أراد به ا ّ خْلًقا ِمّما َيْكُبُر ِفي ُ َ
ذكر عدوان المشركين على المستضعفين
ممن أسلم بالذى والفتنة
ل قبيلة على من فيهاعَدْوا على من أسلم ،واتبع رسول ال صلى ال عليه وسلم من أصحابه ،فوثبت ك ّ قال ابن إسحاق :ثم إنهم َ
من المسلمين ،فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش ،وبَرْمضاء مكة إذا اشتد الحّر ،من استضعفوا منهم يفتنونهم
ل منهم .
صُلب لهم ،ويعصمه ا ّ
عن دينهم ،فمنهم من ُيفَتن من شدِة البلء الذي يصيبه ،ومنهم من َي ْ
جَمح ُ،مَوّلدا من ُمَوّلديهم ،وهو بلل
ل عنهما ،لبعض بنى ُ ما لقيه بلل وتخليص أبي بكر له :وكان بلل ،مولى أبي بكر رضى ا ّ
حميتجَمح ُيخرجه إذا َحَذافة بن ُ ق السلم طاهَر القلب ،وكان أميُة بن وهب بن ُبن رباح ،وكان اسم أمه حمامة ،وكان صاد َ
ت ،أو تكفَر بمحمد، طحاِء مكة ،ثم يأمر بالصخرة العظيمة فُتوضع على صدره ،ثم يقول له :ل تزال هكذا حتى تمو َ الظهيرُة ،في َب ْ
حد.حد أ َ
وتعبد اللت والُعّزى؛ فيقول وهو فى ذلك البلء :أ َ
حد؛حد أ َ
ب بذلك ،وهو يقول :أ َ
عروة عن أبيه ،قال :كان ورقة بن نْوفل يمر به وهو ُيَعّذ َ ن إسحاق :وحدثنى هشام بن ُ قال اب ِ
ل لئن قتلتموه على جَمح ،فيقول :أحلف با ّ ل يا بلل ،ثم ُيْقِبل على أمية بن خلف ،ومن يصنع ذلك به من بنى ُ حد وا ّ
حد أ َ
فيقول :أ َ
ل عنه يوما ،وهم يصنعون ذلك به ،وكانت دار أبى بكر في حَنانًا ،حتى مر به أبو بكر الصديق ابن أبى قحافة رضى ا ّ هذا لتخذّنه َ
ل في هذا المسكين ؟ حتى متى؟! قال :أنت الذي أفسدَته فأنقْذه مما ترى؛ فقال أبو بكر: جَمح ،فقال لمية بن خلف :أل تتقي ا ّ بنى ُ
ت فقال :هو لك .فأعطاه أبو بكر الصديق رضى طيكه به؛ قال :قد قبل ُ
عِأفعل ،عندي غلم أسود أجلد منه وأقوى ،على دينك ،أ ْ
ل عنه غلَمه ذلك ،وأخذه فأعتقه. ا ّ
ل سابعهم :عامر بن فهيرة ،شهد بدرًا ب ،بل ٌت رقا ٍ
س ّلسلم قبل أن يهاجَر إلى المدينة ِ من أعتقهم أبو بكر :ثم أعتق معه على ا ِ
عَبْيس وِزّنيرة ،وأصيب وأحدا ،وُقتل يوم بئر معونة شهيدًا؟ وأم ُ
ت ال ما تضّر اللت والعزى وما تنفعان ت والعّزى؛ فقالت :كَذبوا وبي ِ بصُرها حين أعتقها ،فقالت قريش :ما أذهب بصَرها إل الل ُ
ل بصَرها.
،فرد ا ّ
ل ل أعتقهما وأعتق الَهِديَة وبنَتها ،وكانتا لمرأة من بنى عبد الدار ،فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها ،وهى تقول :وا ّ
ل ،أنت أفسدتهما فأعتقهما؛ قال :فبكم هما؟ قالت بكذا وكذا؛ قال : حّل يا أم فلن؛ فقالت ِ : ل عنه :ح ّ
أبدًا ،فقال أبو بكر رضى ا ّ
وقد أخذتهما وهما حرتان ،أرجعا إليها طحينها ،قالتا :أو نفُرغ منه يا أبا بكر ثم نرده إليها؛ قال :وذلك إن شئتما.
لسلم ،وهو يومئذ مشرك وهو ى من بنى كعب ،وكانت ُمسلمة ،وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك ا ِ حّومر بجارية بنى ُمؤّمل َ ،
ل بك .فابتاعها أبو بكر ،فأعتقها.
ك ،إنى لم أترْكك إل مللة ؛ فتقول :كذلك فعل ا ّ ل قال :إنى أعتذر إلي ِيضرُبها ،حتى إذا م ّ
ل بن الزبير ،عن عِتيق ،عن عامر بن عبدا ّ أبو قحافة يلوم أبا بكر :قال ابن إسحاق :وحدثنى محمُد ابن عبد المطلب بن أبى َ
جْلدًا يمنعونك
ل ُ
ت رجا ًت أعتق َ
ضعافًا فلو أنك إذا ما فعل َ
بعض أهله ،قال :قال أبو قحافة لبي بكر :يا ُبَني ،إنى أراك ُتْعِتق رقابًا ِ
ت ،إنى إنما أريد ما أريد ل ل عنه :يا أب ِ ويقومون دوَنك ؟ فقال أبو بكر رضى ا ّ
سَنى{].الليل:
حْ
ق ِباْل ُ
صّد َطى َواّتَقى)َ(5و َ عَ
ن َأ ْ
عز وجل .قال :فُيَتحدث أنه ما نزل هؤلء اليات إل فيه ،وفيما قال له أبوه َ } :فَأّما َم ْ
ضى{].الليل19 :ـ [21 ف َيْر َ
سْو َ
عَلى)َ(20وَل َلْ جِه َرّبِه ا َْل اْبِتَغاَء َو ْ
جَزى)ِ(19إ ّن ِنْعَمٍة ُت ْ
عْنَدُه ِم ْ
حٍد ِ
لَ . . [5،6إلى قوله تعالى َ } :وَما َِ
ل بيت إسلم ،إذا تعذيب آل ياسر :قال ابن إسحاق :وكانت بنو مخزوم َيخرجون بعمار بن ياسر ،وبأبيه وأمه ،وكانوا أه َ
ل صلى ال عليه وسلم فيقول فيما بلغني " :صبرًا آل ياسر ،موعدكم حِميت الظهيرة ،يعذبونهم بَرْمضاء مكة ،فيمر بهم رسول ا ّ َ
الجنة " .فأما أمه فقتلوها وهى تأَبى إل السلَم .
خزاه وقال : ل قد أسلم له شرف وَمَنعة ،أّنبه وأ ْ وكان أبو جهل الفاسق الذي ُيْغِري بهم فى رجال من قريش ،إذا سمع بالرج ِ
سَدن تجارَتك ، ل لُنْك ِ
ن شرَفك؛ وإن كان تاجرًا قال :وا ّ ن حلَمك ،ولنفّيلن رأيك ،ولنضع ّ سفه ّ
ن أبيك وهو خيّر منك ،لُن َ ت دي َ
ترك َ
ولُنهلكن مالك؛ وإن كان ضعيفا ضربه وأغَرى به .
ل بن عباس :أكان المشركون ت لعبدا ّ
جَبير ،قال :قل ُ جَبير عن سعيد بن ُ فتنة المسلمين :قال ابن إسحاق :وحدثني حكيم بن ُ
يبلغون
ل ،إن كانوا لُيضربون أحَدهم ل صلى ال عليه وسلم من العذاب ما ُيْعَذرون به في ترك دينهم؛ قال :نعم وا ّ من أصحاب رسول ا ّ
طشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالسًا من شدة الضر الذي نزل به ،حتى يعطَيهم ما سألوه من الفتنة ،حتى يقولوا له؛ ويجيعونه وُيَع ّ
ل ؟ فيقول :نعم ،ل إلهك من دون ا ّ جْع ُ
ل ليمر بهم ،فيقولون له :أهذا ال ُ جْع َ
ل ؟ فيقول نعم ،حتى إن ال ُ ت والُعّزي إلهك من دون ا ّ آلل ُ
افتداء منهم مما يبلغون من جهده .
حّدث أن رجال من بنى هشام يرفض تسليم الوليد إلى قريش :قال ابن إسحاق :وحدثني الزبير بن عُّكاشة بن أبي أحمد أنه ُ
شْوا إلى هشام بن الوليد ،حين أسلم أخوه الوليد بن الوليد ،وكانوا قد أجمعوا على أن يأخذوا فتية منهم كانوا قد أسلموا، مخزوم َم َ
شْوا شّرهم :إنا قد أردنا أن نعاتب هؤلء الفتية على هذا الدين خَ
سَلمة ابن هشام ،وعياش بن أبى ربيعة .قال :فقالوا له و َ منهم َ :
سه ،وأنشأ يقول : الذي أحدثوا ،فإنا نأمن بذلك في غيرهم .قال :هذا ،فعليكم به ،فعاتبوه وإياكم ونف َ
حيفيبقى بيَننا أبدًا تل ِ عَيْيش
ن أخى ُ #أل ل يقتل ّ
ل لو أصيب ل قال :فقالوا :اللهم العْنه ،من ُيَغرر بهذا الخبيث ،فوا ّن أشرَفكم رج ً ل لئن قتلتموه لقتل ّ
سه ،فأْقسم با ّ
احذروا على نف ِ
ل به عنهم . ل أشرَفنا رجل .قال :فتركوه ونزعوا عنه .قال :وكان ذلك مما دفع ا ّ فى أيدينا لقت َ
ذكر الهجرة الولى إلى أرض الحبشة
ل صلى ال عليه وسلم ما يصيب أصحاَبه قال ابن إسحاق :فلما رأى رسول ا ّ
ل ومن عمه أبي طالب ،وأنه ل يقدر أن يمنَعهم مما هم فيه من البلء ،قال لهم :لو من البلء ،وما هو فيه من العافية ،بمكانه من ا ّ
ل لكم فرجًا مما أنتم ؛ فخرج عند ذلك لا ّ
ق ،حتى يجع َ ض صد ٍظَلم عنده أحٌد ،وهي أر ُ
ض الحبشة فإن بها َمَلكا ل ُي ْ
خرجتم إلى أر ِ
ل هجرة ل بدينهم ،فكانت أو َ
ض الحبشة ،مخافة الفتنة ،وفرارًا إلى ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم إلى أر ِ ب رسول ا ّالمسلمون من أصحا ِ
لسلم
كانت فى ا ِ
ل من خرج من المسلمين من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلب بن أوائل المهاجرين إلى الحبشة :وكان أو َ
ل صلى ال عليه ن بن عفان بن أبى العاص .بن أمية ،معه امرأته رقية بنت رسول ا ّ مرة بن كعب بن ُلَؤي بن غالب بن فهر :عثما ُ
وسلم .
عمرو ،أحد بني سَهْيل بن َ
سْهلة بنت ُ
عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس ،معه امرأته َ : حَذيفة بن ُ ومن بنى عبد شمس بن عبد مناف :أبو ُ
خَويلد
حَذيفة .ومن بني أسد بن عبد الُعزى بن قصي :الزبير بن العوام بن ُ عامر بن ُلَؤي َ ،وَلدت له بأرض الحبشة محمَد بن أبي ُ
عمير بن هاشم ابن عبد مناف بن عبد الدار .ومن بنى زهرة بن كلب :عبد صَعب بن ُ بن أسد .ومن بني عبد الدار بن قصىُ :م ْ
سَلمة بن عبد السد بنالرحمن ابن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن ُزهرة .ومن بنى مخزوم بن يقظة بن مرة :أبو َ
هلل بن
عتبة بن ربيعة ،رجلن . ل بن قيس ،حليف آل ُ شمس؛ وأبو موسى الشعري ،واسمه عبدا ّ
ن نسيب بن مالك بن الحارث غْزوان بن جابر بن وهب ب ِ عتبة ابن َن بنى َنْوفل بن عبد مناف ُ : المهاجرون من بني َنْوفل :وم ِ
عْيلن ،حليف لهم ،رجل . صَفة ،بن قيس بن َ عكرمة بن خ َ بن مازن بن منصور بن ِ
سَود بن َنْوفل بن
خَوْيلد بن أسد ،وال ْ
المهاجرون من بني أسد :ومن بني أسد بن عبد الُعّزى بن قصى :الزبير بن العوام بن ُ
عمر بن أمية بن الحارث بن أسد ،أربعة نفر. سَود بن المطلب بن أسد .و ُ خَويلد بن أسد ،ويزيد بن َزْمعة بن ال ْ
ُ
طَليب بن عَُمْير بن وهب بن أبى كبير بن عبد بن قصى ،رجل . المهاجرون من بني عبد بن ُقصي :ومن بنى عبد بن ُقصىُ :
عَمْير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد المهاجرون من بني عبد الدار بن قصى :ومن بنى عبد الدار ابن ُقصى ُ :مصَعب بن ُ
جْهم بن َقْيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عَمْيلة بن السّباق بن عبد الدار ،و َسَوْيبط بن حرملة بن مالك بن ُالدار ،و ُ
جْعثمة بن سعد بن ُمَليح بنسبيع بن ُجذيمة بن أْقيش ابن عامر بن َبَياضة بن ُ سود بن ُحْرملة بنت عبد ال ْ عبد الدار ،معه امرأته :أم َ
عمرو،
ضر
عَمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار؛ وِفراس بن الن ْ جْهم .وأبو الّروم بن ُ
خزيمة بن َ جْهم و ُ
عمرو بن َ من خزاعة؛ وابناه َ :
بن الحارث بن َكلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار ،خمسة نفر.
عْوف بن عبد بن الحارث بن ُزهرة وعامر المهاجرون من بني زهرة :ومن بنى ُزهرة بن كلب :عبد الرحمن بن عوف بن عْبد َ
طلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث ابن بن أبى وّقاص وأبو وّقاص مالك بن أَهْيب بن عبد مناف ابن ُزهرة والم ّ
ل بن المطلب .
ضَبْيرة بن سعيد بن سعد بن سهم َ ،ولدت له بأرض الحبشة :عبَدا ّ ُزْهرة ،معه امرأته رملة بنت أبى عوف بن ُ
صاهلة بن كاهل ابن
شْمخ بن مخزوم بن َ ل ابن مسعود بن الحارث بن َ المهاجرون من بنى هذيل :ومن حلفائهم من ُهَذيل :عبدا ّ
عتبة بن مسعود. الحارث بن تميم بن سعد بن ُهَذيل :وأخوه ُ :
عمرو بن سعد بن ُزَهير عمرو بن ثعلبة ابن مالك بن ربيعة بن ُثمامة بن مطرود بن َ المهاجرون من بهراء :ومن بهراء :الِمْقداد بن َ
عمرو بن الحاف ابن شريد بن أبى أْهوز بن أبى فائش بن ُدَريم بن الَقْين بن أهود بن بهراء بن َ بن ُلَؤي بن ثعلبة بن مالك بن ال ّ
قضاعة .
قال ابن هشام :ويقال هزل بن فاس بن َذر ،وَدِهير بن َثْور.
قال ابن إسحاق :وكان يقال له المقداد بن السود بن عبد يغوث
ابن وهب بن عبد مناف بن ُزهرة ،وذلك أنه تبناه فى الجاهلية وحالفه ،ستة نفر.
عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم ،معه الهاجرون من بنى تيم :ومن بني َتْيم بن مرة :الحارث بن خالد بن صخر بن َ
جَبَلة بن عامر بن كعب بن سعد بن َتْيم ،ولدت له بأرض الحبشة :موسى بن الحارث وعائشة بنت امرأته َ :رْيطة بنت الحارث بن َ
عمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم ،رجلن . الحارث ،وزينب بنت الحارث وفاطمة بنت الحارث .و َ
عمر بن ل بن ُ المهاجرون من في مخزوم :ومن بنى مخزوم بن يقظة بن مرة :أبو سلمة بن عبد السد بن هلل بن عبدا ّ
ب بنت أبىل بن عمر ابن مخزوم ،ولدت له بأرض الحبشة :زين َ سَلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدا ّمخزوم ،ومعه امرأته .أم َ
سَوْيد بن َهْرِمى بن مخزوم .
شّماس بن عثمان بن الشِّريد ابن ُ ل ،واسم أم سلمة :هند .و َ
سلمة ،واسم أبي سلمة عبدا ّ
سمى شماسا ،لن شماسا من الشمامسة َقِدم مكة في الجاهلية، شّماس :عثمان ،وإنما ُ خبر الشماس :قال ابن هشام :واسم َ
وكان جميل فعجب الناس من جماله ،فقال عتبة بن ربيعة ،وكان خال شماس :أنا آتيكم بشماس أحسن منه ،فجاء بابن أخته عثمان
بن عثمان ،فسمى شماسا ،فيما ذكر ابن شهاب وغيره .
ل بن سفيان :وهشام بن عمر بن مخزوم ،وأخوه عبدا ّ ل بن ُسد بن هلل بن عبدا ّ قال ابن إسحاق :وَهّبار بن سفيان بن عبد ال َ
عّياش بن أبى ربيعة عمر بن مخزوم ؛ و َ ل بن ُ
ل بن مخزوم .،وسلمة بن هشام بن المغيرة بن عبدا ّ أبى حذيفة بن المغيرة بن عبدا ّ
ل بن عمر بن مخزوم . بن المغيرة بن عبدا ّ
حبشية ابن عْوف بن عامر بن الفضل بن عفيف بن ُكَليب بن َ المهاجرون من حلفاء بني مخزوم؛ ومن حلفائهم ُ ،مَعّتب بن َ
حْبشية ابن سلول ،وهو الذي عْيهامة ،ثمانية نفر .قال ابن هشام :ويقال ُ سلول ابن كعب بن عمرو ،من خزاعة ،وهو الذي يقال له َ :
يقال له معّتب ابن حمراء.
حذافة صْيص ابن كعب :عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن ُ عمرو بن ُه َ جمح بن َ جمح :ومن بني ُ المهاجرون من بني ُ
ل ابن مظعون؛ وحاطب بن الحارث بن َمْعَمر بن حبيب بن جَمح وابنه السائب بن عثمان :وأخواه ُقدامة بن مظعون ،وعبدا ّ بن ُ
سل بن عامر: حْل بن أبى قيس بن عبد ُوّد بن نصر بن مالك بن ِ جَمح ،معه امرأته :فاطمُة بنت المجّلل بن عبدا ّ حذافة بن ُ وهب بن ُ
وابناه :محمد ابن حاطب ،والحارث بن حاطب ،وهما لبنت المجّلل؛ وأخوه حطاب ابن الحارث ،معه امرأته ُفَكيهة بنت يسار؛
حسنة ،وهى جنادة ابن سفيان ،ومعه امرأته َ جَمح ،معه ابناه جابر بن سفيان ،و ُ حذافة بن ُ وسفيان بن معمر بن حبيب ابن وهب بن ُ
حبيل ابن حسنة ،أحد الغوث . شَر ْأمهما ،وأخوهما من أمهما َ
ل أحد الَغوث بن ُمّر ،أخى تميم بن مر. قال ابن هشام :شرحبيل بن عبدا ّ
جَمح ،أحد عشر رجل. حذافة ابن ُ قال ابن إسحاق :وعثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن ُ
صْيص ابن كعب ،خَنْيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم سْهم بن عمرو بن ُه َ المهاجرون من بني سهم :ومن بنى َ
؛
عِدي بن سعد بن سهل ،وهشام ابن العاص بن وائل بن سعد بن سهم . ل بن الحارث بن َقْيس بن َ وعبدا ّ
عِدي بن سعد ابن حذافة بن َقْيس بن َ
قال ابن هشام :العاص بن وائل بن هاشم بن سعد بن سهم .قال ابن إسحاق :وَقْيس بن ُ
حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ،والحارث ل بن ُ سهم ،وأبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ،وعبدا ّ
عِدي ابن ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ،وَمْعَمر بن الحارث بن َقْيس ابن عدي بن سعد بن سهم؛ وِبشر بن الحارث بن َقْيس بن َ
سعد بن سهم ،وأخ له من أمه من بني تميم ،يقال له :سعيد ابن عمرو ،وسعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم؛
جْزء، حِمية بن َ حذيفة بن ُمَهشم بن سعد بن سهم .وَم ْ عَمْير ابن ِرئاب بن ُ سائب بن الحارث بن َقْيس بن عدي بن سعد بن سهم .و ُ وال ّ
حليف لهم ،من بنى زبيد ،أربعة عشر رجل.
عَبيد
عْوف بن ُ حْرثان بن َضَلة بن عبد الُعّزى بن ُالمهاجرون من بني عدي :ومن بنى عدي بن كعب َ :مْعمر ابن عبدال بن َن ْ
ضَلة بن عبد الُعزى بن ي ،وعدي بن َن ْ عِد ّ
عَويج بن َ عَبيد بن ُ حْرثان بن عوف بن ُ عروة بن عبد الُعّزى بن ُ عَوْيج بن عدي و ُ ابن ُ
ي ،وعامر ابن ربيعة ،حليف لل الخطاب ،من عنز بن وائل ، عِد ّ
عَويج بن عدي ،وابنه النعمان بن َ عَبيد بن ُ عْوف بن ُ حْرثان ابن َ ُ
حْثَمة بن غانم .خمسة نفر. معه امرأته ليلى بنت أبي َ
سْبرة ابن أبى ُرْهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ُود بن نصر المهاجرون من بنى عامر :ومن بنى عامر بن لؤي :أبو َ
سل بن عامر ،معه امرأته :أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو حْ بن مالك بن ِ
خَرمة بن عبد الُعزى بن أبي قيس بن عبد ُود بن نصر ل بن َم ْ سل بن عامر ،وعبدا ّ حْابن عبد شمس بن عبد ُود بن نصر بن مالك بن ِ
عمرو سِليط بن َ سل بن عامر ،و َ حْ
عمرو بن عبد شمس بن عبد ُود بن مالك بن ِ سَهيل بن َل بن ُ سل بن عامر ،وعبدا ّ حْ ابن مالك بن ِ
سْوَدة بنت َزْمَعة بن َقْيس سل بن عامر ،وأخوه السكران بن عمرو ،معه :امرأته َ حْابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن ِ
سل بن عامر ،ومالك بن َزْمَعة بن َقْيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن حْابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن ِ
سل بن حْسْعدي بن َوْقدان ابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن ِ سل بن عامر ،معه :امرأته عمرة بنت ال ّ حْ مالك بن ِ
سل بن عامر ،وسعد بن خولة ،حليف لهم ،ثمانية نفر. حْ س بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن ِ عمرو بن عبد شم ِ عامر ،وحاطب بن َ
خولة من اليمن . قال ابن هشام :سعد بن َ
ل بن عَبْيدة بن الجراح ،وهو عامر بن عبدا ّ المهاجرون من بني الحارث :قال ابن إسحاق :ومن بنى الحارث ابن ِفْهر :أبو ُ
سَهيل ابن بيضاء ،وهو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلل بن أَهْيب بن ضّبة بن الحارث بن ِفهر ،و ُ الجراح بن هلل بن أَهْيب بن َ
ضّبة بن الحارث ،ولكن أمه غلبت على نسبه ،فهو ينسب إليها ،وهى دعد بنت جحدم ابن أمية من ظرب بن الحارث بن ِفْهر، َ
ضّبة بن الحارث ،وعياض بن زهير بن أبي شداد بن سْرح بن ربيعة بن هلل بن أَهيب بن َ وكانت تدعى بيضاء ،وعمرو ابن أبي َ
ربيعة بن هلل بن أهيب بن ضبة بن الحارث ،ويقال :بل ربيعة بن هلل بن مالك بن ضبة ،وعمرو بن الحارث بن زهير بن أب ِ
ي
ضبة بن الحارث ،وعثمان بن عبد غْنم بن زهير بن أبى شداد بن شداد بن ربيعة بن مالك بن َ
ظَرب بن الحارث ،والحارث بن ضبة بن الحارث ،وسعد بن عبد قيس ابن َلقيط بن عامر بن أميّه بن َ ربيعة بن هلل بن مالك بن َ
ظَرب بن الحارث بن فهر .ثمانية نفر. . عبد َقْيس بن َلقيط بن عامر بن أمية بن َ
عدد مهاجري الحبشة :فكان جميع من لحق بأرض الحبشة ،وهاجر إليها من المسلمين ،سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم معهم
شك فيه . صغارًا وولدوا بها ،ثلثة وثمانين رجل ،إن كان عمار بن ياسر فيهم ،وهو ُي َ
ل بن الحارث بن قيس بن عدي بن ل بن الحارث في هجرة الحبشة :وكان مما قيل من الشعر فى الحبشة أن عبدا ّ شعر عبدا ّ
ل ل يخافون على ذلك أحدًا ،وقد أحسن النجاش ّ
ى سعد بن سهم ،حين أمنوا بأرض الحبشة ،وحمدوا جوار النجاشي وعبدوا ا ّ
جواَرهم حين نزلوا به قال :
ل والدي ِ
ن غا ّ من كان يرجو بل َ ن عني ُمَغْلَغلةًـ #يا راكبًا َبّلَغ ْ
ببطن مكَة مقهوٍر ومفتو ِ
ن ل مضطهد ئ من عباِد ا ّ ل امر ٍ #كّ
خزاِة والهو ِ
ن ل والَم ْ ُتنجي من الذ ّ ل واسعـًة #أنا وجدنا بلَد ا ّ
ب غيِر مأمو ِ
ن ت وعي ٍ المما ِ ي في ٍ خزل الحياِة و ِ #فل تقيموا على ذ ّ
ي وعالوا في الموازي ِ
ن النب ّ قو َ
ل طرحوا ل وا ّ لا ّ #إنا تبعنا رسو َ
وعائذًا بك أن يغلوا فيطغونى #فاجعل عذاَبك في القوِم الذين َبَغْوا
ل بن الحارث أيضًا ،يذكر نفى قريش إياهم من بلدهم ،ويعاتب بعض قومه فى ذلك : وقال عبدا ّ
ى أناملى ي وتأباه عل ّ عل ّ ك ،قتاَلهم ت َكِبدي ،ل أْكِذَبْن َ #أب ْ
شبوه بباط ِ
ل على الحق أن ل تأ ِ #وكيف قتالي مَعشرًا أّدبوكُم
حْوا على أمر شديِد البلب ِ
ل ضَ ضهم فأ ْ حّر أر ِ ن من ُ #نفتهْم عباُد الج ّ
ي بن سعد عن ُتًقى أو تواص ِ
ل عد ّ عِدي أمانٌة ك كانت فى َ #فإن ت ُ
طِبي بالجعائل . بحمِد الذي ل ُي ّ #فقد كنت أرجو أن ذلك فيكُم
ف الرام ِ
ل ضعا ِ جر مأَوى ال ّ بذي َف َ ل كل خبيئٍة ل شْب َشب ً #وُبّدلت ِ
ل بن الحارث أيضًا: وقال عبدا ّ
جُرحْ ن وال ِ
جحدت عاد ومدي ُ ل حّقه كما حُد ا َ ش تج َ #وتلك قري ٌ
ض بّر ذو فضاٍء ول بحُر من الر ِ سَعّننــى ق فل َي َ #فإن أنا لم أبِر ْ
س إذ بلغ الّنْقُرن ما فى النف ِ أبّي ُ للَه محمـــٌد عبد ا ِض بها َ #بأر ٍ
ت هذا العوَد.
ل ما عدا عيسى ابن مريم ما قل َ
عودًا ،ثم قال :وا ّالعذراء البتول قالت :فضرب النجاشى بيده إلى الرض فأخذ منها ُ
ل ،اذهبوا فأنتم شيوم بأرضى – والشيوم :المنون – من قالت :فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال؛ فقال :وإن نخرتم وا ّ
ل منكم .
ب أن لي َدبرًا من ذهب ،وأنى آذيت رج ً غِرم .ما أح ّ
غِرم ،ثم قال :من سبكم َ سّبكم غَِرم ،ثم قال :من سبكم َ
قال ابن هشام :ويقال دبري من ذهب ،ويقال :فأنتم سيوم .والدبر بلسان الحبشة :الجبل -ردوا عليهما هداياهما ،فل حاجة
ى فأطيعهم فيه .قالت :فخرجا من ى ملَكي ،فآخذ الّرشوة فيه ،وما أطاع الناس ف ّ شَوة حين رّد عل ّ
ل من الّر ْل ما أخذ ا ّ لي بها ،فوا ّ
حْين مردودًا عليهما ما جاءا به ،وأقمنا عنده بخير دار ،مع خير جار. عنده َمْقبو َ
ل إنا لعلى ذلك ،إذا نزل به رجل من الحبشة ينازعه في ملكه .قالت : المهاجرون يفرحون بانتصار النجاشي :قالت :فوا ّ
ط كان أشّد علينا من حزن حزناه عند ذلك ،تخّوفا أن يظهر ذلك الرجل على النجاشي ،فيأتى رجل ل حِزّنا حزنًا ق ّ
ل ما علمُتنا َ فوا ّ
ض النيل ،قالت :فقال أصحاب رسول ا ّ
ل عر ُ ى ،وبينهما َ ي يعرف منه .قالت :وسار إليه النجاش ّ يعرف من حّقنا ما كان النجاش ّ
ن رجل يخرج حتى يحضَر وقيعَة القوم ثم يأتينا بالخبر؟ قالت .فقال الزبير بن ل عليه وعلى آله وسلم َ :م ْ
صلى ال عليه وسلم ا ّ
سّنا .قالت :فنفخوا له قربًة فجعلها في صدره ،ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية العوام .أنا .قالوا :فأنت .وكان من أحدث القوم ِ
ى بالظهور على عدّوه ،والتمكين له في ل تعالى للنجاش ّ
النيل التي بها ملتَقى القوم ،ثم انطلق حتى حضرهم .قالت :فدعونا ا ّ
بلده .
ل إنا لعَلى ذلك متوقعون لما هو كائن ،إذ طلع الزبيُر وهو يسَعى ،فلمع بثوبه وهو يقول :أل أبشروا ،فقد ظفر قالت :فوا ّ
ي ،وقد أهلك ا ّ
ل ل ما علمتنا َفِرحنا فرحًة قط مثَلها قالت :ورجع النجاش ّل عدّوه ،ومّكن له في بلده .قالت :فوا ّى ،وأهلك ا ّالنجاش ّ
ل صلى ال عليه وسلم عدّوه ،ومكن له في بلده ،واستوثق عليه أمُر الحبشة فكنا عنده في خير َمْنِزل ،حتى َقِدمنا على رسول ا ّ
وهو بمكة.
قصة تملك النجاشي على الحبشة
قتل أبي النجاشي وتملك عمه :قال ابن إسحاق :قال الزهري .فحدثت عروة بن الزبير حديث أبى بكر بن عبد الرحمن ،
ى ملكي ،فاخذ الّرشوة شَوة حين رد عل ّ ل مني الّر ْ
عن أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم ،فقال :هل تدري ما قوله :ما أخذ ا ّ
ي فأطيع الناس فيه ؟ قال :قلت :ل ،قال :فإن عائشة أّم المؤمنين حدثتني أن أباه كان ملك قومه ،ولم يكن فيه ،وما أطاع الناس ف ّ
له ولد إل النجاشي ،وكان للنجاشى عم ،له من صلبه اثنا عشر رجل ،وكانوا أهل بيت مملكة الحبشة ،فقالت الحبشُة بينها :لو أنا
قتلنا أبا النجاشي وملكنا أخاه فإنه ل ولد له غير هذا الغلم ،وإن لخيه من صلبه اثني عشر رجل ،فتوارثوا ملَكه من بعده ،بقيت
الحبشُة بعَده دهرًاَ ،فَغَدْوا على أبي النجاشي فقتلوه ،ومّلكوا أخاه ،فمكثوا على ذلك حينا.
الحبشة تبيع النجاشي :ونشأ النجاشى مع عمه ،وكان لبيبا حازما من الرجال ،فغلب على أمر عمه ،ونزل منه بكل منِزلة،
ل لقد غلب هذا الفتى على أمر عمه ،وإنا لنتخوف أن يمّلكه علينا ،وإن مّلكه علينا ليقتلنا فلما رأت الحبشُة مكاَنه منه قالت بينها :وا ّ
خفناهشْوا إلى عمه فقالوا :إما أن تقتل هذا الفتى ،وإما أن تخرجه من بين أظهرنا ،فإنا قد ِ أجمعين ،لقد عرف أنا نحن قتلنا أباه .فم َ
على أنفسنا؛ قال :ويلكم ! قتلت أباه بالمس ،وأقتله اليوم ! بل أخرجه من بلدكم .قالت :فخرجوا به إلى السوق ،فباعوه من
ى من ذلك اليوم ،هاجت سحابٌة من سحائ ِ
ب رجل من التجار بست مئة درهم؛ فقذفه في سفينة فانطلق به ،حتى إذا كان العش ّ
الخريف فخرج عمه يستمطر تحتها ،فأصابته صاعقة فقتلته .قالت :ففزعت الحبشة إلى ولده ،فإذا
هو ُمحّمق ،ليس فى ولده خير ،فمرج على الحبشة أمُرهم .تولية النجاشي الملك :فلما ضاق عليهم ما هم فيه من ذلك ،قال
غدوًة ،فإن كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه الن قالت ل أن َمِلَككم الذي ل يقيم أمَركم غيُره للذي بعتم َ بعضهم لبعض َ :تعّلموا وا ّ
:فخرجوا في طلبه ،وطلب الرجل الذي باعوه منه حتى أدركوه ،فأخذوه منه؛ ثم جاءوا به فعقدوا عليه التاج ،وأقعدوه على سرير
الملك ،فمّلكوه .
حديث التاجر الذي اشتراه :فجاءهم التاجر الذي كانوا باعوه منه ،فقال :إما أن تعطوني مالي ،وإما أن أكلمه فى ذلك ؟ قالوا:
ت غلما من قوم ل أكلمه؛ قالوا :فدوَنك وإياه .قالت :فجاءه فجلس بين يديه ،فقال :أيها الملك ،ابتع ُ ل نعطيك شيئا ،قال :إذن وا ّ
ي غلمى وأخذوا دراهمى ،حتى إذا سرت بغلمى أدركونى ،فأخذوا غلمي ،ومنعونى بالسوق بست مئة درهم ،فأسلموا إل ّ
طّنه دراهمه ،أو ليضعن غلُمه يَده في يده ،فليذهبن به حيث شاء؛ قالوا :بل نعطيه دراهمى .قالت :فقال لهم النجاشي :لُتْع ُ
ي فأطيع الناس فيه . ى ملكي ،فاخذ الّرشوةَ فيه ،وما أطاع الناس ف ّ ل منى ِرشوة حين رّد عل ّ دراهمه قالت :فلذلك يقول :ما أخذ ا ّ
خبر من صلبته في دينه ،وعدله في حكمه . قالت :وكان ذلك أول ما ُ
قال ابن إسحاق :وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير ،عن عائشة ،قالت :لما مات النجاشى ،كان يتحدث أنه ل يزال
ُيَرى على قبره نور.
إسلم النجاشي والصلة عليه وخروج الحبشة عليه
قال ابن إسحاق :وحدثني جعفر بن محمد ،عن أبيه ،قال :اجتمعت الحبشُة فقالوا للنجاشى :إنك قد فارقت ديَننا ،وخرجوا عليه .
سفنًا ،وقال :اركبوا فيها وكونوا كما أنتم ،فإذا ُهزمت فامضوا حتى تلحقوا بحيث شئتم ،وإن فأرسل إلى جعفر وأصحابه ،فهيأ لهم ُ
ل ،وأن محمدًا عبده ورسوله ،ويشهد أن عيسى ابن مريم عبُده ظفرت فاثبتوا ثم عمد إلى كتاب فكتب فيه :هو يشهد أن ل إله إل ا ّ
حه ،وكلمته ألقاها إلى مريم؛ ثم جعله في قبائه عند المنكب اليمن ،وخرج إلى الحبشة ،وصّفوا له؛ فقال :يا معشر ورسوُله ورو ُ
ق الناس بكم ؟ قالوا .بلى؛ قال :فكيف رأيتم سيرتي فيكم ؟ قالوا .خير سيرة؛ قال :فما لكم ؟ قالوا :فارقت ديَننا،
الحبشة ،ألست أح ّ
ل ؛ فقال النجاشي ،ووضع يده على صدره على وزعمت أن عيسى عبٌد ؛ قال :فما تقولون أنتم في عيسى؟ قالوا :نقول هو ابن ا ّ
قبائه :هو يشهد أن عيسى ابن مريم ،لم يزد على هذا شيئًا ،وإنما يعني ما كتب ،فرضوا وانصرفوا .فبلغ ذلك النبي صلى ال عليه
وسلم ؛ فلما مات النجاشي صلى ال عليه وسلم عليه ،واستغفر له .
ل صلى ال عليه وسلم ورهطا من أصحابه قد ُذكروا له بنت الخطاب ُيقرئها القران ،فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول ا ّ
أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا ،وهم قريب من أربعين ما بين رجال ونساء ،ومع رسول ال صلى ال عليه وسلم عمه حمزة بن
ل عنهم ،ممن كان أقام من عبد المطلب ،وأبو بكر بن أبي قحافة الصديق ،وعلى بن أبى طالب ،في رجال من المسلمين رضى ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم بمكة ،ولم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة . رسول ا ّ
ل ،فقال له :أين تريد يا عمر؟ فقال :أريد محمدا هذا الصابئ ،والذي ِفّرق أمَر قريش ،وسفه أحلمها، فلقيه ُنَعيم بن عبدا ّ
ل لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر ،أترى بنى عبد مناف تاركيك تمشي على وعاب دينها ،وسب آلهتها ،فأقتله ؛ فقال له نعيم :وا ّ
خْتنك وابن عمك سعيد بن زيد بن الرض وقد قتلت محمدًا! أفل ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمَرهم ؟ قال :وأي أهل بيتى؟ قال َ :
ل أسلما ،وتابعا محمدًا على دينه ،فعليك بهما. عمرو ،وأختك فاطمة بنت الخطاب :فقد وا ّ َ
ت معه صحيفة ،فيها " :طه " ُيقرئهما إياها ،فلما سمعوا حس ب بن الَر ّ قال :فرجع عمر عامدًا إلى أخته وختنه ،وعندهما خبا ُ
خِذها ،وقد سمع عمر خّباب في مخدع لهم ،أو في بعض البيت ،وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت َف ِ عمر ،تغيب َ
ل لقد
ت شيئا ،قال :بلى وا ّ خّباب عليهما ،فلما دخل قال :ما هذه الَهْيَنَمة التي سمعت ؟ قال له :ما سمع َ حين دنا إلى البيت قراءة َ
خْتنه سعيد بن زيد ،فقامت إليه أخته فاطمة أخبرت أنكما تابعتما محمدًا على دينه ،وبطش ِب َ
خْتنه :نعم قد أسلمنا وآمنا بال ورسوله ،فاصنع ما جها ،فضربها فشجها ،فلما فعل ذلك قالت له أخته و َ بنت الخطاب لتكفه عن زو ِ
بدا لك .فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع ،فارعوى ،وقال لخته :أعطينى هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرءون
آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمد ،وكان عمر كاتبا ،فلما قال ذلك ،قالت له أخته :إنا نخشاك عليها ،قال :ل تخافى ،وحلف لها
بآلهته ليرّدّنها إذا قرأها إليها ،فلما قال ذلك ،طمعت في إسلمه ،فقالت له :يا أخى ،إنك نجس ،على شركك ،وإنه ل يمسها إل
الطاهُر ،فقام عمر فاغتسل ،فأعطته الصحيفَة ،وفيها " :طه " فقرأها ،فلما قرأ منها صدرًا ،قال :ما أحسن هذا الكلم وأكرمه !
صك بدعوِة نبيه ،فإني سمعته أمس وهو يقول ل قد خ ّل إنى لرجو أن يكون ا ّ فلما سمع ذلك خباب خرج إليه ،فقال له :يا عمر ،وا ّ
ل يا عمر .فقال له عند ذلك عمر :فدلنى يا خّباب علي لا ّلسلم بأبى الحكم بن هشام ،أو بعمر بن الخطاب " ،فا ّ " :اللهم أيد ا ِ
خّباب :هو في بيت عند الصفا ،معه فيه نفر من أصحابه . محمد حتى آتَيه فأسلم ،فقال له َ
ل صلى ال عليه وسلم وأصحابه ،فضرب عليهم الباب ،فلما سمعوا صوته قام فأخذ عمر سيفه فتوشحه ،ثم عمد إلى رسول ا ّ
ل صلى ال عليه شحا السيف ،فرجع إلى رسول ا ّ ل الباب فرآه متو ّ خَل ِ
ل صلى ال عليه وسلم ،فنظر من َ رجل من أصحاب رسول ا ّ
ن له ،فإن كان جاء شحًا السيف ،فقال حمزة بن عبد المطلب :فأذ ْ ل ،هذا عمر بن الخطاب متو ّ ع ،فقال :يا رسول ا ّ وسلم وهو َفِز ٌ
ن له ،فأذن له الرجل ،ونهض إليه ل صلى ال عليه وسلم :ائذ ْ يريد خيرًا بذلناه له ،وإن كان يريد شرًا قتلناه بسيفه ،فقال رسول ا ّ
جْبذًة شديدة ،وقال :ما جاء بك يا جَبذه به َ
جَزته ،أو بمجمع ردائه ،ثم َ حْل صلى ال عليه وسلم حتى لقيه في الحجرة ،فأخذ ُ رسول ا ّ
ل وبرسوله ،وبما جاء ل ،جئتك لومن با ّ ل بك قارعة ،فقال عمر :يا رسول ا ّ لا ّ ل ما أرى أن تنتهي حتى ُينز َ بن الخطاب ؟ فوا ّ
ل صلى ال عليه وسلم أن ل البيت من أصحاب رسول ا ّ عَرف أه ُ ل صلى ال عليه وسلم تكبيرًة َ ل؛ قال :فكّبر رسول ا ّ من عند ا ّ
عمر قد أسلم .
عّزوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلم حمزة ،وعرفوا ل صلى ال عليه وسلم من مكانهم ،وقد َ ب رسول ا ّ فتفرق أصحا ُ
ل صلى ال عليه وسلم ،وينتصفون بهما من عدّوهم .فهذا حديث الرواة من أهل المدينة عن إسلم عمر بن سَيْمنعان رسول ا ّ أنهما َ
الخطاب حين أسلم .
ل بن عمر :فغدوت أتبع أثره ،وأنظر ما يفعل ،وأنا غلم أعقل كل ما رأيت ،حتى جاءه ،فقال له :أعلمت يا فغدا عليه .قال عبدا ّ
ل ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر ،واتبعت أبي ،حتى إذا قام على جميل أنى قد أسلمت ودخلت في دين محمد؟ قال :فوا ّ
صبا .قال :يقول عمر باب المسجد صرخ بأعلى صوته :يا معشر قريش ،وهم في أنديتهم حول الكعبة ،أل إن عمر بن الخطاب قد َ
ت أن ل إله إل ال ،وأن محمدًا عبده ورسوله .وثاروا إليه ،فما برح يقاتلهم ويقاتلونه ت ،وشهد ُ من خلفه َ :كَذب ،ولكنى قد أسلم ُ
ل أن لو قد كناحتى قامت الشمس على رءوسهم .قال :وطلح ،فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول :افعلوا ما بدا لكم ،فأحلف با ّ
حلة حْبرة ،وقميص ى ذلك ،إذا أقبل شيخ من قريش ،عليه ُ ثلثمائة رجل لقد تركناها لكم ،أو تركتموها لنا ،قال :فبينما هم عل ِ
ُمَوشى ،حتى وقف عليهم ،فقال :ما شأنكم ؟ قالوا :صبأ عمر؛ فقال :فمه ،رجل اختار لنفسه أمرًا فماذا تريدون ؟ أترون بني عدي
ل لكأنما كانوا ثوبا ُكشط عنه .قال :فقلت لبى بعد أن هاجر إلى بن كعب ُيسلمون لكم صاحبكم هكذا! خّلوا عن الرجل .قال :فوا ّ
المدينة :يا أبت ،من الرجل :الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت ،وهم يقاتلونك ؟ فقال :ذاك ،أي ُبني ،العاص بن وائل
السهمي .
قال ابن هشام :وحدثنى بعض أهل العلم ،أنه قال :يا أبت ،من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت ،وهم يقاتلونك
ل خيرًا.ل خيرا .قال :يا ابني ذلك ،العاص بن وائل ،ل جزاه ا ّ جزاه ا ّ
قال ابن إسحاق :وحدثنى عبُد الرحمن بن الحارث عن بعض آل عمر ،أو بعض أهله ،قال :قال عمر :لما أسلمت تلك الليلة،
ل صلى ال عليه وسلم عداوة حتى آتيه فأخبره أني قد أسلمت ؟ قال قلت :أبو جهل – وكان عمر ي أهل مكة أشد لرسول ا ّ تأ ّتذكر ُ
ى أبو جهل ،فقال :مرحبًا وأهل حْنَتمة بنت هشام بن المغيرة – قال :فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه .قال :فخرج إل ّ َل َ
ل وبرسوله ومحمد ،وصّدقت بما جاء به ؟ قال :فضرب الباب في بابن أختى ،ما جاء بك ؟ قلت جئت لخبرك أنى قد آمنت با ّ
ت به .
ل ،وقبح ما جئ َ
وجهي وقال :قبحك ا ّ
خبر الصحيفة
ل صلى ال عليه وسلم قد نزلوا بلدًا أصابوا ائتمار قريش بالرسول :قال ابن إسحاق :فلما رأت قريش أن أصحاب رسول ا ّ
ل صلى عمر قد أسلم ،فكان هو وحمزةُ بن عبد المطلب مع رسول ا ّ ى قد منع من لجأ إليه منهم ،وأن ُ به أمنًا وقرارًا ،وأن النجاش ّ
طلب ،على شو في القبائل ،اجتمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بنى الم ّ ال عليه وسلم وأصحابه ،وجعل السلم يف ُ
أن ل ُينكحوا إليهم ول ُينكحوهم ،ول يبيعوهم شيئا ،ول يبتاعوا منهم ؛ فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة ،ثم تعاهدوا وتواثقوا
عْكرمة بن عامر بن هاشم بن على ذلك ،ثم عّلقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم ،وكان كاتب الصحيفة منصور بن ِ
عبد مناف بن عبد الدار بن قصي .
ض أصابعه . ل بع ُشّل صلى ال عليه وسلمَ ،ف ُ قال ابن هشام :ويقال :النضر بن الحارث .فدعا عليه رسول ا ّ
من انحاز إلى أبي طالب ومن خرج عنه :قال ابن إسحاق ؛ فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي
شْعبه واجتمعوا إليه ،وخرج من طالب ابن عبد المطلب ،فدخلوا معه في ِ
بني هاشم أبو لهب ،عبد العزى بن عبد المطلب ،إلى قريش ،فظاهرهم .
عتبة بن ل :أن أبا لهب لقي هنَد بنت ُ ن عبدا ّ
سْين ب ُ
حَتهكم أبي لهب بالرسول وما نزل فيه من القران :قال ابن إسحاق :وحدثنى ُ
ت اللت والعزى ،وفارقت من فارقهما وظاهر ربيعة ،حين فارق قومه ،وظاهر عليهم قريشًا فقال :يا بنت عتبة؛ هل نصر ِ
ل خيرًا يا أبا عتبة .عليهما؟ قالت :نعم :فجزاك ا ّ
حدثت أنه كان يقول في بعض ما يقول :يعدنى محمد أشياًء ل أراها ،يزعم أنها كائنة بعَد الموت ،فماذا وضع قال ابن إسحاق :و ُ
ت َيَدا َأِبي َلَه ٍ
ب ل تعالى فيه َ } :تّب ْ
ي بعد ذلك ،ثم ينفخ في يديه ويقول :تّبا لكما ما أرى فيكما شيئًا مما يقول محمد .فأنزل ا ّ في يد ّ
ب {]المسد.[1: َوَت ّ
ل صلى ال بعير فضربه به فشجه ،ووطئه وطأ شديدا وحمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك ،وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول ا ّ
ل ونهارًا ،سّرا وجهارًا ،مناديًا بأمر
ل صلى ال عليه وسلم على ذلك يدعو قومه لي ً
لا ّ
عليه وسلم وأصحابه ،فيشمتوا بهم ،ورسو ُ
ل ل يتقى فيه أحدًا من الناس .
ا ّ
ذكر ما لقي رسول الّله صلى الله عليه وسلم
من قومه من الذى
ل منها ،وقام عّمه وقومه من بنى هاشم ما نزل من القرآن في أبي لهب وامرأته حمالة الحطب :فجعلت -قريش حين منعه ا ّ
وبني المطلب دوَنه وحالوا بينهم وبين ما أرادوا من البطش به َ ،يْهِمزونه ويستهزئون به ويخاصمونه ،وجعل القرآن ينزل في
ل من الكفار ،فكان سمى لنا ،ومنهم من نزل فيه القران في عامة من َذكر ا ّ قريش بأحداثهم ،وفيمن نصب لعداوته منهم ،ومنهم من َ
سمي لنا من قريش ممن نزل فيه القرآن عمه أبو لهب بن عبد المطلب وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية ،حمالة الحطب ممن ُ
ل تعالى حمالة الحطب لنها كانت -فيما بلغني -تحمل الشوك فتطرحه على طريق رسول ال صلى ال عليه وسلم وإنما سماها ا ّ
ل تعالى فيهما: حيث تمر ،فأنزل ا ّ
سٍد
ن َم َل ِم ْ
حْب ٌ
جيِدَها َ
ب* ِفي ِط ِ
حَ
حّماَلَة اْل َ
ب* َواْمَرَأُتُه َ
ت َلَه ٍ
صَلى َناًرا َذا َ
سَي ْ ب* َس َ
عْنُه َماُلُه َوَما َك َ
غَنى َب* َما َأ ْ
ب َوَت ّت َيَدا َأِبي َلَه ٍ
} َتّب ْ
{]المسد1 :ـ .[5
ى َقْيس بن ثعلبة: شى بن ِ عَ جيد :الُعنق ،قال أ ْ قال ابن هشام :ال ِ
ل تِزيُنه الطوا ُ
ق ٍد أسي ٍ #يوَم ُتبدي لنا قتيلُة عن جيـ
سد :شجر ُيَدق كما ُيَدق الكتان فتفتل منه حبال .قال النابغة الّذبياني ،واسمه ِزياد وهذا البيت في قصيدة له .وجمعه :أجياد .والم َ
عمرو بن ساوية : ابن َ
ف الَقْعِو بالَمسِد
له صريف صري َ ض باِزُلهاح ِس الّن ْ #مقذوفٍة بدخي ِ
وهذا البيت في قصيدة له ،وواحدته :مسدة .
أم جميل امرأة أبي لهب :قال ابن إسحاق :فذكر لي :أن
ل صلى ال عليه وسلم ،وهو جالس في لا ّأم جميل ،حمالة الحطب ،حين سمعت ما نزل فيها ،وفي زوجها من القرآن ،أتت رسو َ
ل صلى ال لا ّ ل ببصِرها عن رسو ِ المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق ،وفي يدها ِفْهر من حجارة ،فلما وقفت عليهما أخذ ا ّ
ل لوعليه وسلم ،فل ترى إل أبا بكر ،فقالت :يا أبا بكر :أين صاحُبك ؟ فقد بلغني أنه يهجوني ،وا ّ
ل إني لشاعرة ،ثم قالت : ت بهذا الِفْهِر فاه ،أما وا ّ وجدُته لضرب ُ
صينا وأمَره أَبينا ع َُ #مَذممًا َ
#وديَنه َقَلْيَنا
ل ببصِرها عني . ل أما تراها رأتك ؟ فقال :ما رأتنى .؟ لقد أخذ ا ّ ثم انصرفت ،فقال أبو بكر :يا رسول ا ّ
قال ابن هشام :قولها " وديَنه قَلْينا " عن غير ابن إسحاق .
ل صلى ال عليه وسلم ل صلى ال عليه وسلم ُمذمما ،ثم يسبونه ،فكان رسول ا ّ قال ابن إسحاق :وكانت قريش إنما ُتسمى رسول ا ّ
ل عنى أذى قريش ،يسبون ُمذمما ،وأنا محمٌد ". يقول " :أل تعجبون ِلما صرف ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم َهمزه جَمح ،كان إذا رأى رسول ا ّ إيذاء أمية بن خلف للرسول :وأمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن ُ
طَمِة)
حَن ِفي اْل ُ
ل َلُيْنَبَذ ّخَلَدُه)َ(3ك ّ
ن َماَلُه َأ ْ
ب َأ ّ
س ُحَعّددَُه)َ(2ي ْ
ل َو َ جَمَع َما ً ل ُهَمَزٍة ُلَمَزٍة)(1اّلِذي َ
ل ِلُك ّ
ل تعالى فيه َ } :وْي ٌ وَلهمزه ،فأنزل ا ّ
عَمٍد ُمَمّدَدةٍ{]الهمزة1 :ـ [9 صَدٌة)ِ(8في َ لْفِئَدِة)ِ(7إّنَها عََلْيِهْم ُمو َ عَلى ا َْ
طِلُع َل اْلُموَقَدُة)(6اّلِتي َت ّطَمُة)َ(5ناُر ا ِّ
حَك َما اْل ُ
َ(4وَما َأْدَرا َ
ل علنية ،وُيكسر عينيه قال ابن هشام :الُهمزة :الذي يشتم الرج َ
ل في جهنم مع من عبده ؟ فنحن نعبد الملئكة ،واليهود تعبد عزيرا ،والنصارى تعبد صمته ،فسلوا محمدا :أكل ما يعبد من دون ا ّ لخ َ
ل بن الزبعرى ،ورأوا أنه قد احتج وخاصم : عيسى ابن مريم عليهما السلم فعجب الوليد ،ومن كان معه في المجلس من قول عبدا ّ
ل صلى ال عليه وسلم "كل من أحب أن ُيعبد من دون ل صلى ال عليه وسلم من قول ابن الزبعرى :فقال رسول ا ّ فُذكر لرسول ا ّ
ت َلُهْم ِمّناسَبَق ْ
ن َن اّلِذي َ
ل تعالى عليه في ذلك ِ }:إ ّ ل فهو مع من عبده ،إنهم إنما يعبدون الشياطين ،ومن أمرتهم بعبادته " .فأنزل ا ّ ا ّ
ن{ ]النبياء [101،102 :أي عيسى ابن مريم ، خاِلُدو َسُهْم َ ت َأنُف ُ شَتَه ْ
سَها َوُهْم ِفي َما ا ْ
سي َ
حِ
ن َ
سَمُعو َ
ن* ل َي ْ
عْنَها ُمْبَعُدو َ
ك َ سَنى ُأْوَلِئ َحْ
اْل ُ
ل. ل ،فاتخذهم من يعبدهم من أهل الضللة أربابًا من دون ا ّ عبدوا من الحبار والرهبان الذي مضوا على طاعة ا ّ وعزيزًا ،ومن ُ
سِبُقوَنُه
ل َي ْ
ن* َ عَباٌد ُمْكَرُمو َل ِحاَنُه َب ْ
سْب َن َوَلًدا ُ حَما ُ
خَذ الّر ْ ل َ } :وَقاُلوا اّت َ ونزل فيما يذكرون ،أنهم يعبدون الملئكة ،وأنها بنات ا ّ
ن{ .ظاِلِمي َجِزي ال ّ جَهّنَم َكَذِلكَ َن ْ
جِزيِه َ
ك َن ْ ن ُدوِنِه َفَذِل َل ِمْنُهْم ِإّني ِإَلٌه ِم ْ
ن َيُق ْ
ن].النبياء .[26،27 :إلى قوله َ }:وَم ْ ل وَُهْم ِبَأْمِرِه َيْعَمُلو َ
ِباْلَقْو ِ
]النبياء.[29 :
عجب الوليد ومن حضره من حجته وخصومته َ }:وَلّما ل،و َ ونزل فيما ذكروا من أمر عيسى ابن مريم أنه يعبد من دون ا ّ
ن{]الزخرف :[57 :أي يصدون عن أمرك بذلك من قولهم . صّدو َك ِمْنُه َي ِل ِإَذا َقْوُم َ ن َمْرَيَم َمَث ًب اْب ُ
ضِر َ
ُ
لِئَكًة ِفيجَعْلَنا ِمْنُكْم َم َ
شاُء َل َل* َوَلْو َن َ سَراِئي َل ِلَبِني ِإ ْ
جَعْلَناُه َمَث ًعَلْيِه َو َ
عْبٌد َأْنَعْمَنا َ
ل َ
ن ُهَو ِإ ّثم ذكر عيسى ابن مريم فقال ِ }:إ ْ
سَتِقيمٌ{]:الزخرف59 :ــ [61أي ما وضعت على يديه من ط ُم ْصَرا ٌ ن ِبَها َواّتِبُعوِني َهَذا ِ ل َتْمَتُر ّ
عِة َف َ
سا َن* َوِإّنُه َلِعْلٌم ِلل ّخُلُفو َ
ض َي ْلْر ِا َْ
سَتِقيٌم{. ط ُم ْ
صَرا ٌ
ن ِبَها َواّتِبُعوِني َهَذا ِ ل َتْمَتُر ّاليات من إحياء الموتى ،وإبراء السقام ،فكفى به دليل على علم الساعة ،يقول َ }:ف َ
شريق بن عمرو بن وهب الثقفى ،حليف بني ُزهرة ،وكان من أشراف القوم وممن يستمع الخنس وما أنزل فيه :والخنس بن َ
شاٍء
ن* َهّماٍز َم ّ ف َمِهي ٍل ٍ حّل َ طْع ُك ّ ل ُت ِل تعالىَ }:و َ ل صلى ال عليه وسلم ،ويرد عليه ؛ فأنزل ا ّ ب من رسول ا ّ منه ،فكان يصي ُ
ل ل يعيب أحدًا بنسب ،ولكنه حقق ِبَنِميٍم{].القلم . . [10،11 :إلى قوله تعالى َ }:زِنيٍم{ ولم يقل " :زنيم " لعيب في نسبه ،لن ا ّ
ى في الجاهلية : طيم التميم ّ خِ بذلك نعَته لُيعرف .والزنيم :العديد للقوم .وقد قال ال َ
ض الديِم الكار ُ
ع كما ِزيَد في عر ِ ل زيادًة #زنيٌم تداعاه الرجا ً
الوليد وما أنزل فيه :والوليد بن المغيرة ،قال :أيْنزل على محمد وأتَرك وأنا كبير قريش وسيُدها! وُيترك أبو مسعود عمرو
ن
ل ِم ْ جٍ عَلى َر ُن َ ل َهَذا اْلُقْرآ ُ ل ُنّز َ
ل تعالى فيه ،فيما بلغني َ }:وَقاُلوا َلْو َ عمير الثقفي سيد ثقيف ،ونحن عظيما القريتين ! فأنزل ا ّ بن ُ
ن{].الزخرف[32 : جَمُعو َظيٍم{].الزخرف . .[31 :إلى قوله تعالىِ }:مّما َي ْ عِاْلَقْرَيَتْينِ َ
عقبة بن أبي ُمعيط ،وما أنزل فيهما :وأبي أبي بن خلف و ُ
سنًا ما بينهما .فكان عقبة قد جلس إلى رسول حَ جَمح ،وعقبة بن أبى ُمعيط ،وكانا متصافيين َ ، حذافة بن ُ ابن خلف بن وهب بن ُ
ت محمدًا وسمعت منه ! قال :وجهى من ل صلى ال عليه وسلم وسمع منه ،فبلغ ذلك أَبيا ،فأتى عقبة فقال :ألم يبلغنى أنك جالس َ ا ّ
ت إليه أو سمعت منه ،أو لم تأته فَتْتفل في وجهه .ففعل ذلك عدو ا ّ
ل وجهك حرام أن أكّلَمك -واستغلظ من اليمين -إن أنت جلس َ
ل{].الفرقان: سِبي ًل َ سو ِ ت َمَع الّر ُ خْذ ُ ل َياَلْيَتِني اّت َعَلى َيدَْيِه َيُقو ُ
ظاِلُم َ ض ال ّل تعالى فيهماَ }:وَيْوَم َيَع ّ ل فأنزل ا ّ عقبة بن أبي ُمعيط لعنه ا ّ
ل{].الفرقان[29 : خُذو ًن َ سا ِلن َ [27إلى قوله تعالى ِ }:ل ِْ
ل يبعث هذا بعد ما ت فقال :يا محمد ،أنت تزعم أن ا ّ ل قد اْرَف ّ ل صلى ال عليه وسلم بعظم با ٍ ى بن خلف إلى رسول ا ّ ومشى أَب ّ
ل صلى ال عليه وسلم :نعم أنا أقول ذلك ، ل صلى ال عليه وسلم ،فقال رسول ا ّ أَرّم ،ثم فّته بيده ،ثم نفخه في الريح نحَو رسول ا ّ
ظاَمي اْلِع َ
حِن ُي ْ
ل َم ْخْلَقُه َقا َي َ سَل َوَن ِ ب َلَنا َمَث ً
ضَر َ ل تعالى فيه َ }:و َ ل الناَر .فأنزل ا ّ ل وإياك بعدما تكونان هكذا ،ثم يدخلك ا ّ يبعثه ا ّ
ضِر َناًرا َفِإَذا َأْنُتْم ِمْنُه ُتوِقُدون{خ َ لْ جِر ا َْ شَ ن ال ّل َلُكْم ِم ْجَع َ
عِليٌم* اّلِذي َ ق َ خْل ٍ
ل َ ل َمّرٍة َوُهَو ِبُك ّ
شَأَها َأّو َ
حِييَها اّلِذي َأن َ
ل ُي ْ ي َرِميٌم* ُق َْوِه َ
]يس78 :ـ [80
ن
ل صلى ال عليه وسلم ،وهو يطوف بالكعبة -فيما بلغنى -السوُد ب ُ لا ّ سورة ) الكافرون ( وسبب نزولها :واعترض رسو َ
سد ابن عبد الُعزى ،والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف ،والعاص بن وائل السهمي ،وكانوا َذوي أسنان في قوِمهم ، المطلب بن أ َ
فقالوا :يا محمد ،هلّم فلنعبد ما تعبُد ،وتعبد ما نعبد ،فنشترك نحن وأنت في المر ،فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد ،كنا قد أخذنا
عُبُد َما
ل َأ ْن)َ (1 ل َياَأّيَها اْلَكاِفُرو َل تعالى فيهماُ } :ق ْ ظك منه .فأنزل ا ّ ظنا منه ،وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد ،كنت قد أخذت بح ّ بح ّ
ن{ ]الكافرون1 :ـ [6أي ي ِدي ِ عُبُد)َ(5لُكْم ِديُنُكْم َوِل َ عاِبُدونَ َما َأ ْ ل َأْنُتْم َ
عَبدّتْم)َ(4و َ عاِبٌد َما َ ل َأَنا َ
عُبُد)َ(3و َ ن َما َأ ْ
عاِبُدو َ ل َأْنُتْم َ
ن)َ(2و َ َتْعُبُدو َ
ل ،إل أن أعبد ما تعبدون ،فل حاجة لي بذلك منكم لكم دينكم جميعًا ،ولى دينى. إن كنتم ل تعبدون ا ّ
ل عز وجل شجرَة الزقوم تخويفًا بها لهم قال :يا معشر قريش ،هل أبو جهل وما نزل فيه :وأبو جهل بن هشام ،لما ذكر ا ّ
تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد؟ قالوا :ل ؛ قال :
لِثيِم)َ(44كاْلُمْه ِ
ل طَعاُم ا َْ
جَرةَ الّزّقوِم)َ (43
شَ
ن َ
ل تعالى فيه ِ }:إ ّ
ل لئن استمكنا منها لنتزقمنها تزقما .فأنزل ا ّ جوة يثرب بالّزبد ،وا ّ عْ َ
حِميِم{]الدخان43 :ـ :[46أي ليس كما يقول. ي اْل َ
ن)َ(45كَغْل ِ طو ِ
َيْغِلي ِفي اْلُب ُ
عبيدة . تفسير لفظ المهل :قال ابن هشام المهل :كل شىء أذبته ،من نحاس أو رصاص أو ما أشبه ذلك ،فيما أخبرني أبو ُ
ل بن مسعود واليا لعمر بن الخطاب على بيت مال الكوفة ،وأنه أمر يومًا بفضة وبلغنا عن الحسن البصري أنه قال :كان عبدا ّ
ن ألوانًا ،فقال :هل بالباب من أحد؟ قالوا :نعم ؛ قال :فأدخلوهم ،فأدخلوا فقال :إن أدنى ما أنتم راءون شبها فأذيبت ،فجعلت َتَلّو ُ
بالمهل لهذا .وقال الشاعر:
صِهُر
شِوي الوجوَه فهو في بطِنه َ عه ي ْل يجر ُ #يسقيه ربى حميَم المه ِ
ويقال :إن المهل :صديد الجسد .
ل بن الزبير السدي : وقال عبدا ّ
ففي الناِر ُيسَقى مهلها وصديدها #فمن عاش منهم عاش عبدًا ِوإن يم ْ
ت
وهذا البيت في قصيدة له .
ل يا أبتسلن فُيَكفن فيهما ،فقالت عائشة :قد أغناك ا ّ حضر أمر بثوبين لبيسين يْغ َ ل عنه لما ُ بلغنا أن أبا بكر الصديق رضي ا ّ
عنهما ،فاشتِري كفنًا ،فقال :إنما هي ساعة حتى يصير إلى المهل ،قال الشاعر:
ن بعَد الّنها ِ
ل ل المتو َ ثم ع ّ ل َكريها ب بالماِء منه ُمه ً #شا َ
طْغَياًنا َكِبيًرا{ ]السراء[60 :
ل ُ
خّوُفُهْم َفَما َيِزيُدُهْم ِإ ّ
ن َوُن َ
جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ
شَل تعالى فيه َ }:وال ّ قال ابن إسحاق :فأنزل ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم يكلمه ،وقد طمع في إسلمه ابن أم مكتوم والوليد وسورة عبس :ووقف الوليد بن المغيرة مع رسول ا ّ
ن ،فشق ذلك منه ن أّم مكتوم العمى ،فكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وجعل يستقرئه القرآ َ ،فبينا هو في ذلك ،إذ مر به اب ُ
ل صلى ال عليه وسلم حتى أضجره ،وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد ،وما طمع فيه من إسلمه .فلما أكثر على رسول ا ّ
عَمى{].عبس [1،2 :إلى قوله تعالى}: لْ جاَءهُ ا َْ
ن َس َوَتَوّلى * َأ ْ عَب َ ل تعالى عليه فيه َ }: عليه انصرف عنه عابسًا وتركه .فأنزل ا ّ
طّهَرٍة{ ]عبس [13،14 :أي إنما بعثتك بشيرًا ونذيرا ،لم أخص بك أحدًا ،فل تمنْعه ممن ابتغاه ،ول عٍة ُم َ
ف ُمَكّرَمٍة* َمْرُفو َ
صحُ ٍ
ِفي ُ
تتصدين به لمن ل يريده .
العائدون من أرض الحبشة
ل صلى ال عليه وسلم ،الذين خرجوا إلى أرض الحبشة ،إسلُم ًاهل مكة ،فأقبلوا لما ب رسول ا ّ قال ابن إسحاق :وبلغ أصحا َ
ل ،فلم يدخل منهم أحد إل بجوار أو بلغهم من ذلك ،حتى إذا َدَنْوا من مكة ،بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من إسلم أهل مكة كان باط ً
مستخفيًا.
من عبد شمس :فكان ممن قدم عليه مكَة منهم ،فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة ،فشهد معه بدرًا ومن حبس عنه حتى فاته بدر
وغيره ،ومن مات بمكة منهم من بنى عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي :عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ،
سَهْيل .
سهلة بنت ُ عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس ،وامرأته َ ل صلى ال عليه وسلم .وأبو حذيفة بن ُ معه امرًاته :رقية بنت رسول ا ّ
ومن حلفائهم :عبدال بن جحش بن رئاب .
غْزوان ،حليف لهم ،من قيس عيلن . عتبة بن َ من نوفل :ومن بني نوفل بن عبد مناف ُ :
من أسد :ومن بنى أسد بن عبد العزى بن ُقصى :الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد.
سَوْيبط بن سعد بن حريملة .عَمير ابن هاشم بن عبد مناف ،و ُ صَعب بن ُ من عبد الدار :ومن بنى عبد الدار بن قصي ُ :م ْ
طَليب بن وهب بن عبد. من عبد :ومن بنى عبد بن قصى ُ :
عْوف ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن ُزهرة .والمقداد بن من زهرة :ومن بني زهرة بن كلب :عبُد الرحمن بن َ
ل بن مسعود ،حليف لهم . عمرو ،حليف لهم ،وعبدا ّ َ
عمرو بن مخزوم ،معه امرأته :أم ل بن َ
سلمة بن عبد السد ابن هلل بن عبدا ّ من مخزوم :ومن بنى مخزوم بن َيَقظة :أبو َ
سَويد بن َهْرِمى بن عامر بن مخزوم .وسلمة بن هشام بن شريد بن ُ سلمة بنت أبى أمية بن المغيرة ،وشّماس بن عثمان بن ال ّ
عّياش بن أبي ربيعة ابن المغيرة ،هاجر معه إلى المدينة ،ولحق به المغيرة ،حبسه عمه بمكة ،فلم يقدم إل بعد بدر وأحد والخندق ،و َ
أخواه لمه :أبو جهل ابن هشام ،والحارث بن هشام ،فرجعا به إلى مكة فحبساه بها حتى مضى بدر وأحد والخندق .
ك فيه أكان خرج إلى الحبشة شّ ومن حلفائهم :عمار بن ياسرُ ،ي َ
أم ل؟ وُمَعّتب بن عوف بن عامر من خزاعة .
جَمح .وابنه حذافة بن ُ
ظعون بن حبيب بن وْهب بن ُ صْيص بن كعب :عثمان ابن َم ْ عمرو بن ُه َ جَمح بن َ من جمح :ومن بنى ُ
ل بن مظعون . السائب ابن عثمان ،وقدامة بن مظعون ،وعبدا ّ
خَنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي ،وهشام بن العاص بن وائل ، صْيص بن كعب ُ : من سهم :ومن بني سهم بن عمرو بن ُه َ
حبس بمكة بعد هجرة الرسول صلى ال عليه وسلم إلى المدينة حتى قدم بعد بدر وأحد والخندق .
حْثمة بن حذافة بن غانم .
من عدي :ومن بنى عدي بن كعب :عامر بن ربيعة ،حليف لهم ،معه امرأته :ليلى بنت أبي َ
حبس سَهْيل بن عمرو ،وكان ُ ل بن ُخرَمة بن عبد الُعزى بن أبى قيس .وعبدا ّ ل بن َم ْمن عامر :ومن بنى عامر بن لؤي :عبدا ّ
ل صلى ال عليه ل صلى ال عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة ،حتى كان يوم بدر ،فانحاز من المشركين إلى رسول ا ّ عن رسول ا ّ
سهيل بن عمرو ،والسكران بن عمرو بن سْبرة بن أبي ُرْهم بن عبد الُعزى ،معه امرأته :أم كلثوم بنت ُ وسلم فشهد معه بدرًا ،وأبو َ
ل صلى ال عليه وسلم إلى المدينة ،فخلف سْودة بنت َزْمعة ابن قيس ،مات بمكة قبل هجرة رسول ا ّ عبد شمس ،معه امرأته َ :
سْودة بنت َزْمعة . ل صلى ال عليه وسلم على امرأته َ رسول ا ّ
ومن حلفائهم :سعد بن خولة .
ل بن الجراح ،وعمرو بن الحارث بن عَبيدة بن الجراح ،وهو عامر بن عبدا ّ من الحارث :ومن بنى الحارث بن ِفهر :أبو ُ
سْرح بن ربيعة بن هلل . سَهيل بن بيضاء ،وهو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلل ،وعمرو بن أبي َ ُزهير بن أبى شداد ،و ُ
فجميع من قدم عليه مكة من أصحابه من أرض الحبشة ثلثة وثلثون رجل.
جمحى، سمي لنا :عثمان بن مظعون بن حبيب ال ُ من دخل مكة بجوار من مهاجري الحبشة :فكان من دخل منهم بجوار ،فيمن ُ
ل بن عمر بن مخزوم ،دخل بجوار من أبى طالب بن دخل بجوار من الوليد بن المغيرة ،وأبو سلمة بن عبد السد بن هلل بن عبدا ّ
عبد المطلب وكان خاله .وأم أبي سلمة ُ :بّرة بنت عبد المطلب.
ن بن مظعون فإن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عثمان بن مظعون يرد جوار ،الوليد :قال ابن إسحاق :فأما عثما ُ
ل صلى ال عليه وسلم من البلء، عوف حدثني عمن حدثه عن عثمان ،قال :لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول ا ّ
غُدّوي ورواحى آمنا بجوار رجل من أهل الشرك ،وأصحابي ل إن ُوهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة ،قال :وا ّ
ي نفسي .فمشى إلى الوليد بن المغيرة ،فقال له يا أبا عبد ص كبير ف ِل ما ل يصيبني ،لنق ٌ وأهل دينى يلقون من البلء والذى في ا ّ
ل،ت إليك جواَرك ،فقال له :يا بن أخى لعله آذاك أحد من قومي ؟ قال :ل ولكني أرضى بجوار ا ّ ت ذمُتك ،قد ردد ُ شمس ،وف ْ
ى جواري علنيًة كما أجرُتك علنية .قال :فانطلقا فخرجا حتى أتيا ول أريد أن أستجير بغيره ؟ قال :فانطلق إلى المسجد ،فاردد عل ّ
ى جواري ،قال :صدق ،قد وجدته وفيا كريم الجوار ،ولكنى قد أحببت أن ل المسجد ،فقال الوليد :هذا عثمان قد جاء يرّد عل ّ
ل ،فقد رددت عليه جواَره ،ثم انصرف عثمان ،ولبيد ابن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلب في مجلس من قريش أستجير بغير ا ّ
ينشدهم ،فجلس معهم عثمان ،فقال لبيد:
ل* ل باط ُ
* #أل كل شيٍء ما خل ا ّ
قال عثمان :صدقت .قال لبيد:
ل"ل نعيٍم ل محالَة زائ ُ " #وك ّ
ل ما كان ُيؤَذى جليسكم ،فمتى حدث هذا قال عثمان :كذبت ،نعيم الجنة ل يزول .قال لبيد بن ربيعة :يا معشر قريش ،وا ّ
فيكم ؟ فقال رجل من القوم :إن هذا سفيه في سفهاء معه ،قد فارقوا ديننا ،فل تجدن في نفسك من قوله ،فرد عليه عثمان حتى
ل يابنضرها ،والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان ،فقال :أما وا ّ ي أمُرهما ،فقام إليه ذلك الرجل فلطم عيَنه فخ ّ شِر َ
َ
ل إن عينى الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أخي كانت عيُنك عما أصابها لغنية ،لقد كنت في ذمٍة منيعة .قال :يقول عثمان :بل وا ّ
ل ،وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس ،فقال أصاب أختها في ا ّ
له الوليد :هلم يابن أخى ،إن شئت فعد إلى جوارك ،فقال :ل.
سلمة بن عبدا ّ
ل ق بن َيسار عن َ سَلمة بن عبد السد ،فحدثنى أبى :إسحا ُ أبو سلمة في جوار أبي طالب :قال ابن إسحاق :وأما أبو َ
بن عمر بن أبى سلمة أنه حدثه :أن أبا سلمة لما استجار بأبي طالب ،مشى إليه رجال من بنى مخزوم ،فقالوا :يا أبا طالب ،لقد
ن أختي لم أمنع
ن أخيك محمدًا ،فما لك ولصاحبنا تمنعه منا؟ قال :إنه استجار بى ،وهو ابن أختي ،وإن أنا لم أمنع اب َ ت منا اب َمنع َ
ل لقد أكثرتم على هذا الشيخ ،ما تزالون تتواثبون عليه في جواِره من بين قومه ، ن أخى ،فقام أبو لهب فقال :يا معشر قريش ،وا ّ اب َ
ل ما قام فيه ،حتى يبلغ ما أراد .قال :فقالوا :بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبَة ،وكان لهم وليا ل لتنتهن عنه أو لنقومن معه في ك ّ وا ّ
ل صلى ال عليه وسلم ،فأبقوا على ذلك ،فطمع فيه أبو طالب حين سمعه يقول ما يقول ،ورجا أن يقوم معه وناصرا على رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم: ل صلى ال عليه وسلم ،فقال أبو طالب يحّرض أبا لهب على ُنصرِته ونصرة رسول ا ّ في شأن رسول ا ّ
عّمــــه لفي روضٍة ما إن ُيساُم الَمظالَما عَتْيبة َ
#وإن امرًأ أبو ُ
ت سواَدك قائَما أبا ُمْعتب ثب ْ #أقول له ،وأين منه نصيحتــي
سب بها إما َهبطت المواسما ُت َ خطـًة ت ُ ن الدهَر ما عش َ #ول تقبل ّ
ق على العجِز لزما فإنك لم ُتخَل ْ ل العجِز غيَرك منهــُم ل سبي َ #وو ّ
ف حتى ُيسالما
س َ
ب ُيعطى الخ ْ أخا الحر ِ صف وما ترى ب ُن ْب فإن الحر َ #وحار ْ
ولم يخذلوك غانمًا أو ُمغاِرما ك عظيمـًة جُنوا علي َ #وكيف ولم َي ْ
عقوقا ومأثما ل وَتْيمًا ومخزومًا ُ س وَنْوفـ ً ل عنا عبَد شم ٍ #جزى ا ّ
جماعتنا كيما ينالوا المحاِرما #بتفريِقهم من بعِد ُود وألَفـــٍة
شْعب قائما
ولما َتَرْوا يومًا لدى ال ّ ل ُنبَزى محمدًا
تا ّ
#كذبتم وبي ِ
قال ابن هشام :نبزى :نسلب .قال ابن هشام :وبقى منها بيت تركناه .
دخول أبى بكر في جوار ابن الدغنة ثم رده عليه :قال
ابن إسحاق :
ل عنهما ،حين ضاقت عروة عن عائشة رضى ا ّ ل عنه ،كما حدثني محمد بن ُمسلم الزهري عن ُ وقد كان أبو بكر الصديق رضي ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم وأصحابه ما رأى ،استأذن رسول ا ّ
ل عليه مكة وأصابه فيها الذى ،ورأى من تظاهر قريش على رسول ا ّ
غّنة ،أخو بني
صلى ال عليه وسلم في الهجرة فأذن له ،فخرج أبو بكر مهاجرًا ،حتى إذا سار من مكة يوما أو يومين ،لقيه ابن الّد ُ
عبد مناة بن كنانة ،وهو يومئذ سيد الحابيش.
خزيمة بن ُمدركة ،وبنو المصطلق من خزاعة . قال ابن إسحاق :والحابيش :بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة ،والهون بن ُ
سموا الحابيش للحلف .ويقال :ابن الّدغينة .
قال ابن هشام :تحالفوا جميعًا ،ف ُ
غنة :أين يا أبا بكر؟ قال :أخرجني
ل عنها قالت :فقال ابن الّد ُ
قال ابن إسحاق :حدثني الزهري ،عن عروة ،عن عائشة رضى ا ّ
ب المعدوم ،
ل إنك لَتزين العشيرة ،وتعين على النوائب ،وتفعل المعروف ،وُتكع ِي ،قال :ولَم ؟ فوا ّ
قومى وآذونى ،وضيقوا عل ّ
ارجع فأنت في
ن له أحدجواري .فرجع معه ،حتى إذا دخل مكة ،قام ابن الّدغنة فقال :يا معشر قريش؛ إني قد أجرت ابن أبى قحافة ،فل يعرض ّ
إل ِلخير .قالت :فكفوا عنه .
جَمح ،فكان يصلى فيه ،وكان رجل رقيقا؟ إذا قرأ القرآن استبكى .قالت : قالت :وكان لبى بكر مسجد عند باب داره في بني ُ
فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء ،يعجبون لما يَرْون من هيئته .قالت :فمشى رجال من قريش إلى ابن الّدغّنة ،فقالوا :يابن
جيُر هذا الرجل ليؤذَينا! إنه رجل إذا صلى وقرأ ما جاء به محمد يرق ويبكى؛ وكانت له هيئة ونحو؛ فنحن نتخوف الدغنة ،إنك ُت ِ
على صبياننا ونسائنا وضعفتنا أن يفتنهم ؛ فأته فمْره أن يدخل بيته فليصنع فيه ما شاء .قالت :فمشى ابن الدغنة إليه؛ فقال له :يا أبا
بكر؛ إني لم أجْرك لتؤذي قوَمك ؛ إنهم قد كرهوا مكاَنك الذي أنت فيه وتأذوا بذلك منك ،فادخل بيتك ،فاصنع فيه ما أحببت قال :
ى جواري ؛ قال :قد رددته عليك قالت .فقام ابن الّدغّنة ،فقال ،يا معشرل ؟ قال فاردْد عل ّ
أَوأرد عليك جواَرك وأرضى بجوار ا ّ
ي جواري فشأنكم بصاحبكم . قريش ،إن ابن أبى قحافة قد رّد عل ّ
قال ابن إسحاق :وحدثنى عبُد الرحمن بن القاسم ،عن أبيه القاسم ابن محمد ،قال :لقيه سفيه من سفهاء قريش ،وهو عامد إلى
الكعبة ،فحثا على رأسه ترابًا .قال :فمّر بأبي بكر الوليد بن المغيرة ،أو العاص بن وائل .قال :فقال أبو بكر :أل ترى إلى ما يصنع
ت ذلك بنفسك .قال :وهو يقول :أي رب ،ما أحلمك ! أي رب ،ما أحلمك ! أي رب ،ما أحلمك !. هذا السفيه ؟ قال :أنت فعل َ
حديث نقض الصحيفة
هشام بن عمرو يسعى في نقض الصحيفة :قال ابن إسحاق :وبنو هاشم وبنو المطلب في منزلهم الذي تعاقدت فيه قريش
عليهم في الصحيفة التي كتبوها ،ثم إنه قام في نقض تلك الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش علي بنى هاشم وبنى المطلب نفٌر من
سل بن حْجَذيمة بن مالك بن ِ حبيب بن نصر بن ُ قريش ،ولم ُيبل فيها أحد أحسن من بلء هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن ُ
ضلة بن هاشم بن عبد مناف لمه ،فكان هشام لبنى هاشم واصل ،وكان ذا شرف في ي َن ْعامر بن لؤي ،وذلك أنه كان ابن أخ ٍ
شْعب خلع ل ،قد أوقره طعامًا حتى إذا أقبل به فم ال ّ شْعب لي ً قومه ،فكان -فيما بلغني -يأتي بالبعير ،وبنو هاشم وبنو المطلب في ال ّ
شْعب عليهم ثم يأتى به قد أوقره بزًا أو برًا ،فيفعل به مثل ذلك . خطامه من رأسه ،ثم ضرب على جنبه ،فيدخل ال ّ
عمر بن مخزوم .وكانت أمه عاتكة بنت عبد ل بن ُقال ابن إسحاق :ثم إنه مشى إلى ُزهير بن أبى أمية بن المغيرة ابن عبدا ّ
ت ،ل ُيباعون ول ُيبتاع ب ،وَتنكح النساء ،وأخواُلك حيث قد علم َ المطلب ،فقال :يا ُزهير ،أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثيا َ
ل أبي الحكم بن هشام ،ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه ل أن لو كانوا أخوا َ منهم ،ول َينكحون ول ُينكح إليهم ؟ أما إني أحلف با ّ
ضها
ل لو كان معي رجل آخر لقمت في نق ِ منهم ،ما أجابك إليه أبدا ،قال :ويحك يا هشام ! فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد ،وا ّ
ضها، حتى أنق َ
قال :قد وجدت رجل قال :فمن هو؟ قال :أنا ،قال له ُزهير :أبغنا رجل ثالثا.
ت أن يهلك بطنان من بنى عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش طِعم بن عدي ،فقال له :يا ُمطعم أقد رضي َ فذهب إلى الم ْ
ل لئن أمكنتموهم من هذه لتجدّنهم إليها منكم سراعا ،قال ويحك ! فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد ،قال :قد وجدت فيه ! أما وا ّ
ثانيا ،قال :من هو؟ قال :أنا ،فقال :أبغنا ثالثاَ .قال :قد فعلت ،قال :من هو؟ قال ُ :زَهير بن أبي أمية ،قال أبغنا رابعا.
ختري بن هشام ،فقال له نحوًا مما قال للُمطعم ابن عدي ،فقال :وهل من أحد يعين على هذا؟ قال :نعم ،قال :من فذهب إلى الَب ْ
هو؟ قال ُ :زهير بن أبى أمية ،والُمطم بن عدي ،وأنا معك ،قال أبغنا خامسا.
فذهب إلى َزْمَعة بن السود بن المطلب بن أسد ،فكلمه وذكر له قرابتهم وحّقهم ،فقال له :وهل على هذا المر الذي تدعونى إليه
من أحد؟ قال :نعم ،ثم سّمى له القوم .
ل بأعلى مكة ،فاجتمعوا هنالك .فأجمعوا أمَرهم وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها ،وقال فاّتعدوا خطم الحجون لي ً
حلة ،فطاف بالبيت سبعا، ل من يتكلم .فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم ،وغدا ُزهير بن أبي أمية عليه ُ ُزهير :أنا أبدؤكم ،فأكون أو َ
شّ
ق ل ل أقعُد حتى ُت َ ب ،وبنو هاشم هْلَكى ل يباع ول يبتاع منهم ،وا ّ ل مكة ،أنأكل الطعام ونلبس الثيا َ ثم أقبل على الناس فقال :يا أه َ
هذه الصحيفة القاطعة الظالمة .
ل أكذب ،ما رضينا كتابها حي ُ
ث ل ل ُتشق ،قال َزْمعة بن السود :أنت وا ّ ت وا ّقال أبو جهل :وكان في ناحية المسجد :كذب َ
ُكتبت ،قال أبو البختري :صدق َزمعة ،ل نرضى ما ُكتب فيها ،ول نقّر به ،قال المطِعم بن عدي :صدقتما وكذب من قال غير
شوِور فيه بغير ل َ ،ت ُي بلي ٍ
ضَل منها ،ومما ُكتب فيها ،قال هشام بن عمرو نحوأ من ذلك .فقال أبو جهل :هذا أمر ُق ِ ذلك ،نبرأ إلى ا ّ
ضة قد أكلتها ،إل " باسمك اللهم". طِعم إلى الصحيفة ليشّقها ،فوجد الَر َ هذا المكان .وأبو طالب جالس في ناحية المسجد ،فقام الم ْ
شلت يده فيما يزعمون . شلت يد من كتب الصحيفة :وكان كاتب الصحيفة منصور ابن عكرمة .ف ُ
ل صلى ال عليه ض أهل العلم :أن رسول ا ّ إخباره عليه الصلة والسلم بأكل الرضة الصحيفة :قال ابن هشام :وذكر بع ُ
ل إل أثبتته فيها ،ونفت منه ع فيها اسما هو ّ ل قد سلط الرضة على صحيفة قريش ،فلم تد ْ وسلم قال لبي طالب :يا عم؛ إن ربي ا ّ
ل ما يدخل عليك أحٌد ،ثم خرج إلى قريش ،فقال :يا الظلم والقطيعة والبهتان؛ فقال :أرّبك أخبرك بهذا؟ قال :نعم ،قال :فوا ّ
معشر قريش ،إن ابن أخى أخبرني بكذا وكذا ،فهلّم صحيفتكم ،فإن كان كما قال ابن أخى فانتهوا عن قطيعتنا ،وانزلوا عما فيها،
وإن يكن كاذبا دفعت إليكم ابن أخى ،فقال القوم :رضينا .فتعاقدوا على ذلك .ثم نظروا .فإذا هي كما
ل ال صلى ال عليه وسلم .فزادهم ذلك شّرا .فعند ذلك صنع الرْهط من قريش في نقض الصحيفِة ما صنعوا.
قال رسو ُ
قال ابن إسحاق :فلما ُمزقت الصحيفة وبطل ما فيها .قال أبو طالب ،فيما كان من أمر أولئك النفر الذين قاموا في نقضها
يمدحهم :
س أْرَوُد
ل بالنا ِ
نأيهم وا ّ على صْنُع ربنا
حِرّينا ُ
#أل هل أتى َب ْ
سد
ل ُمف ِ
ما لم َيْرضه ا ّ نكّ
ل وأ ْ #فيخبرهم أن الصحيفَة ُمزقت
صَعد
سحر آخر الدهر َي ْ ف ُِيل َ ولم #تراوحها إفك وسحر مجّمٌع
فطائرها في رأسها يتردد #تداعى لها من ليس فيها بقرقر
ُيحمد ُ ثَ ّ
م أمره اللواء مبههههـرإ عظيم صلح كل ُ ظ بهذا ال ِ #أل َ ّ
ُرقّد ُ الناس وسائر ل
مه َ ٍ َ على وا في ليلهم ثم أصبحوا ض ْ وا ما قَ َ ض ْ #قَ َ
ومحمد ُ بها بكر أبو سرو ُ ن بيضاء راضيها ً لب َ م َرجعوا سه َ #ه ُ
نتودد ُ قبَلها قديما ً وكنا رنهها جل أم ِ م في ُ شرك القوا ُ #متى ُ
نتشدد ُ ول شئنا ما ة وندرك قّر ظلمههههه ً #وكنا قديما ل ن ِ
غد به يجيُء فيما لكم سكههم وهل ي هل لكم في نفو ِ قص ّ #فيا ل َ ُ
أسود ُ تكلمت لو ن
البيا ُ لديك #فإني وإياكم كما قال قائههههل
ما رثى به حسان المطعم بن عدي وذكره نقضه الصسحيفة :وقههال حسسان
بن ثابت :يبكى المط ِْعم بن عدي حين مات ،ويذكر قيامه في نقض الصحيفة :
ما بدمٍع وإن أنَزفِْته فاسكبي الد َ ن فابكي سيد َ القوم ِ واسفحي #أيا عي ُ
تكلما ما له ً معروفا الناس على مشعرين كلْيهمها م ال ُ كى عظي َ #وب ّ
مط ْعِ َ
ما ُ م
ده اليو َ س ،أبقى مج ُ من النا ِ
#فلو كان مجد ٌ ُيخلد الدهَر واحهدا ً
ما حَر َ وأ ْ مه ّ
ل ُ لي ما دكل الّله منهم فأصبحوا عبي َ ت رسو َ #أجر َ
ما جْرهُ َ ُ بقيةِ باقي أو نوقحطا ُ رههههامعَد ّ بأس ِ ت عنه َ سئل ْ #فلو ُ
مما تذ ّ ما إذا يوما ً وذمُته فَرةِ جههاره خ ْ #لقالوا هو الموِفي ب ُ
ماعلى مثِله فيهم أعَّز وأعظ َ س المنيرةُ فوَقههم ٍ #فما تطلعُ الشم ُ
أظلما اللي ُ
ل إذا جار عن م
ن شيمهههة وأنو َ #وآَبى إذا يأبى وأْلي َ
قال ابن هشام :قوله "كليهما " عن غير ابن إسحاق .
ل صلي ال عليه وسلم لما انصرف عن أهل الطائف ،ولم ل منهم " ،فإن رسول ا ّقال ابن هشام :وأما قوله " :أجْرت رسول ا ّ
يجيبوه إلى ما دعاهم إليه ،من تصديقه ونصرته ،صار إلى حراء ،ثم بعث إلى الخنس بن شريق ليجيره ،فقال :أنا حليف ،
طِعم بن عدي فأجابه إلىسهيل ابن عمرو ،فقال :إن بنى عامر ل تجير على بني كعب .فبعث إلى الم ْ
والحليف ل يجير .فبعث إلى ُ
ل صلى ال عليه وسلم أن أدخل ،فدخل رسول ل بيته ،وخرجوا حتى أتوا المسجد ،ثم بعث إلى رسول ا ّ
ذلك ،ثم تسلح المطعم وأه ُ
ل صلى ال عليه وسلم ،فطاف بالبيت وصلى عنده ،ثم انصرف إلى منزله .فذلك الذي يعني حسان بن ثابت . ا ّ
ن بن ثابت أيضا :يمدح هشام بن عمرو حسان يمدح هشام بن عمرو لقيامه في نقض الصحيفة :قال ابن إسحاق :وقال حسا ُ
لقيامه في الصحيفة :
وسي
إسلم الطفيل بن عمرو الدّ ْ
ل صلى ال عليه وسلم ،على ما يرى من قومه ،يبذل لهم لا ّ
قريش تحذره من استماعه للرسول :قال ابن إسحاق :وكان رسو ُ
ل منهم يحّذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب . النصيحة ،ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه .وجعلت قريش ،حين منعه ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم بها ،فمشى إليه رجال من قريش ،وكان عمرو الدوسي يحدث :أنه قدم مكَة ورسول ا ّ طَفْيل بن َ
وكان ال ّ
ضل بنا ،وقد فّرق
طفيل رجل شريفًا شاعرًا لبيبًا ،فقالوا له :يا طفيل ،إنك قدمت بلَدنا ،وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أع َ ال ّ
ل وبين أخيه ،وبين الرجل وبين زوجِته ،وإنا ن الرج ِ ن أبيه ،وبي َ
ل وبي َ
جماعتنا ،وشّتت أمرنا ،وإنما قوله كالسحِر يفّرق بين الرج ِ
ن منه شيئا.
نخشى عليك وعلى قوِمك ما قد دخل علينا ،فل تكلمّنه ول تسمع ّ
ت أن ل أسمع منه شيئا ول أكلمه ،حتى حشو ُ
ت ل ما زالوا بي حتى أجمع ُ استماعه للرسول صلى ال عليه وسلم :قال :فوا ّ
سفًا َفَرقًا من أن يبلغني شىء من قوله ،وأنا ل أريد أن َأسمَعه .قال :فغدْوت إلى المسجِد ،فإذا في أذني حين غدوت إلى المسجد ُكْر ُ
ض قوِله .قال :فسمعت ل إل أن يسمعني بع َ ل صلى ال عليه وسلم قائٌم يصلى عند الكعبة .قال :فقمت منه قريبًا ،فأبى ا ّ رسول ا ّ
ن من القبيح ،فما يمنعني أن أسمَع ى الحس ُ
ل إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى عل ّ ل أمي ،وا ّ ت في نفسي :واُثْك َسنًا .قال :فقل ُ
كلمًا حَ َ
من هذا الرجل ما يقول ! فإن كان الذي يأتي به حسنًا قبلته ،وإن كان قبيحًا تركته.
ل صلى ال عليه وسلم إلى بيته فاتبعته ،حتى إذا دخل بيته دخلت عليه ،فقلت : إسلم الطفيل :قال :فمكثت حتى انصرف رسول ا ّ
سف لئل أسمَع قولك ، سددت أذني بُكْر ُ ل ما َبرحوا يخّوفونني أمَرك حتى َ يا محمد ،إن قوَمك قد قالوا لي كذا وكذا ،للذي قالوا ؛ فوا ّ
ل صلى ال عليه وسلم ى رسول ا ّ ي أمَرك .قال :فعرض عل ّ ل حسنًا ،فاعرض عل ّ ل إل أن ُيسمعني قوَلك ،فسمعته قو ً ثم أبي ا ّ
ق،ت وشهدت شهادة الح ّ ل منه .قال :فأسلم ُن منه ،ول أمراً أعد َ ط أحس َلق ّ ل ما سمعت قو ً ى القرآن ،فل وا ّ السلَم ،وتل عل ّ
ل لي آيًة تكون لي عونًا ل أن يجع َعا ّ لسلم ،فاد ُ ع في قومي وأنا راجع إليهم ،وداعيهم إلى ا ِ ل ،إني امرؤ مطا ٌ وقلت :يا نبي ا ّ
ل له آيًة.
عليهم فيما أدعوهم إليه فقال :اللهم اجع ْ
ي مثل
ت إلى قومي ،حتى إذا كنت ِبَثنّية ُتطلعني على الحاضر وقع نور بين عين ّ آية للطفيل ليصدقه قومه :قال :فخرج ُ
ت في وجهي لفراقي ديَنهم قال :فتحول فوقع في رأس المصباح ؛ فقلت :اللهم في غير وجهي ،إني أخشى أن يظنوا أنها ُمْثلٌة وقع ْ
سْوطي كالقنديل المعّلق ،وأنا أهبط إليهم من الّثنيِة ،قال :حتى جئُتهم سوطي .قال :فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في َ
ت فيهم . فأصبح ُ
ت منك ولس َ
ت ك عنى يا أبت ،فلس ُ طفيل وزوجه :قال :فلما نزلت أتاني أبي ،وكان شيخًا كبيرًا ،قال :فقلت :إلي َ إسلم والد ال ّ
ت وَتابعت دين محمد صلى ال عليه وسلم :قال :أي بني ،فديني ديُنك ؛ قال :فقلت : منى قال :ولم يا بنى؟ قال :قلت :أسلم ُ
فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ،ثم تعال حتى أعلمك ما علمت .قال :فذهب فاغتسل ،وطهر ثيابه .قال :ثم جاء فعرضت عليه
السلم ،فأسلم .
ت مني ؟ قالت :لم ؟ بأبي أنت وأمي؟ قال :قلت :قد فرق بيني ت منك ولس ِ ت :إليك عنى ،فلس ُ قال :ثم أتتني صاحبتي ،فقل ُ
شَرى -قال ابن حَنا ِذي ال ّ
ن محمد صلى ال عليه وسلم ؛ قالت :فديني دينك ؛ قال :قلت :فاذهبي إلى ِ ت دي َ
لسلُم ،وتابع ُ وبيَنك ا ِ
شَرى -فتطهري منه . حَمى ذي ال ّهشام :ويقال ِ :
شل من ماء يهبط من جبل . قال :وكان ذو الشرى صنمًا لدوس ،وكان الحمى حمى حموه له ،وبه َو َ
ت فاغتسلت ،ثم صْبية من ذي الشرى شيئًا؟ قال :قلت :ل ،أنا ضامن لذلك ،فذهب ْ قال :فقالت :بأبي أنت وأمي ،أتخشى على ال ّ
لسلم ،فأسلمت . ت عليها ا ِجاءت فعرض ُ
ل صلى ال عليه وسلم بمكة فقلت له :يا ى ،ثم جئت رسول ا ّ لسلم ،فأبطئوا عل ّ لسلم :ثم دعوت َدْوسًا إلى ا ِ دعاؤه قومه ل ِ
ل عليهم ؟ فقال :اللهم اهِد دوسًا ،ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم .قال :فلم أزل عا ّل ،إنه قد غلبنى على دوس الّزنا ،فاد ُ نبى ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم إلى المدينة ،ومضى بدر وأحد والخندق ،ثم قدمت لسلم حتى هاجر رسول ا ّ بأرض دوس أدعوهم إلى ا ِ
ل صلى ال عليه وسلم بخيبر ،حتى نزلت المدينة بسبعين ل صلى ال عليه وسلم بمن أسلم معي من قومي ،ورسول ا ّ على رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم بخيبر ،فأسهم لنا مع المسلمين . أو ثمانين بيتًا من َدْوس ،ثم لحقنا برسول ا ّ
ل عليه مكة،ل صلى ال عليه وسلم ،حتى إذا فتح ا ّ ثم لم أزل مع رسول ا ّ
حَممة حتى أحرقه . عمرو بن ُ ل ،ابعثني إلى ذي الكفين ،صنم َ قال :قلت يا رسول ا ّ
إحراق صنم ذي الكفين :قال ابن إسحاق :فخرج إليه ،فجعل طفيل يوقد عليه النار ويقول :
ت من عباِدكا ميلُدنا أقدُم من ميلِدكا #يا ذا الكفين لس ُ
ت الناَر في فؤاِدكا
#إني حشو ُ
ل صلى ال عليه وسلم ،فكان معه بالمدينة حتى قبض جهاده معه صلى ال عليه وسلم وموته :قال :ثم رجع إلى رسول ا ّ
طَلْيحة ،ومن أرض نجد ل رسوَله صلى ال عليه وسلم ،فلما ارتدت العرب ،خرج مع المسلمين ،فسار معهم حتى فرغوا من ُ ا ّ
كلها .ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة ،ومعه ابنه عمرو بن الطفيل ،فرأى رؤيا وهو متوجه إلى اليمامة ،فقال لصحابه :إني قد
جها ،وأرى ابنىى طائر ،وأنه لقيتنى امرأة فأدخلتني في فر ِ حلق ،وأنه خرج من فم ٍ رأيت رؤيا فاعبُروها لي ،رأيت أن رأسي ُ
ل فقد أولتها :قالوا :ماذا؟ قال :أما حلق رأسي فوضعه ،وأما الطائر حبس عنى؛ قالوا :خيرا؛ قال :أما أنا وا ّ يطلبني حثيثا ثم رأيته ُ
الذي خرج من فمى فروحى ،وأما المرأة التي أدخلتني فرجها فالرض ُتحفر لي ،فأغيب فيها ،وأما طلب ابنى إياي ثم حبسه عنى،
ل شهيدا باليمامة ،وجرح ابنه جراحة شديدة ،ثم استبل منها ،ثم قتل عام فإني أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابنى .فُقتل رحمه ا ّ
اليرموك في زمن عمر رضي ال عنه شهيدا.
قصة أعشى بني قيس بن ثعلبة
سدوسى وغيره من مشايخ بكر بن وائل من أهلقدومه على الرسول ومدحه :قال ابن هشام :حدثني خلد ابن ُقّرة بن خالد ال ّ
ل صلى ال عليه وسلم يريدعكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ،خرج إلى رسول ا ّ العلم :أن أعشى بنى قيس بن ثعلبة بن ُ
ل صلى ال عليه وسلم : السلم ،فقال يمدح رسول ا ّ
دامسهّ َ ُ مالسلي ُ بات كما ت
وب ِ ّ دا
ة أرم َ ض عيناك ليل َ
ألم تغتم ْ #
مهددا َ ة
خل َ اليوم َ
قبل ت
تناسي َ ق النساِء وإنما وما ذاك من عش ِ #
دا فأفس َ عاد كفاى ت
أصلح ْ إذا ولكن أرى الدهَر الذي هو خائن #
داترد َ كيف الدهُر هذا ّ
كهول ً وشبانا فقدت وثهههروة فللهِ ُ #
دا مر َوأ ْ تشب ُ حين وكهل ً وليدا ً ل مذ أنا يافع وما زلت أبغي الما َ #
خدا صْر َف َ جْير
الن ّ َ ن
بي َ ما ة
مساف َ س المراقي َ
ل ت ُْغتلهي وأبتذ ُ
ل الِعي َ #
داوع َ م ْ
َ بيثر َ ل أه ِ في لها فإن ت
ممههه ْ أل أيهذا السائلى أين ي َ ّ #
أصعدا ث
فى عن العشى به حي ُ ح ِ
َ لب سائهه ٍ فإن تسألي عني فيا ُر ّ #
دا حر َ أ ْ غيَر ً لينا ً خنافاِ يداها ت
ت برجليها النجاَء وراجعه ْ أجد ّ ْ #
دا صي َ أ ْ الظهيرةِ حْرباَء َ تخل ْ َِ إذا جَرفِّيههة جَرت عَ ْ وفيها إذا ما ه ّ #
دا
محم َ ُتلقي حتى فىح ً َ من ول ة
كللهه ٍ ت ل أرثى لها من ُ فآلي ُ #
دى نَ َ فواضِله من قى وت َل ْ َ ن هاشم ُتراحي ب اب َ خي عند َ با ِ متى ما ت َُنا ِ #
دا وأْنج َ البلدِ في ري م ِل َعَ ْ كههُره أغار نبّيا يرى ما ل ترْون وذِ ْ #
دا غ َ مانَعه اليوم ِ عطاءُ ب وناِئهههل وليس له صدقات ما تغِ ّ #
ض المشركين من قريش ، نهاية العشى :فلما كان بمكة أو قريبا منها ،اعترضه بع ُ
فسأله عن أمره فأخبره أنه جاء يريد رسول الّله صلى الله عليه وسلم ليسهلم ،فقهال
له :يا أبا بصير ،إنه يحّرم الزنا ،فقال العشههى :والل ّههه إن ذلههك لمههر مهها لههي فيههه مههن
أَرب ،فقال له :يا أبا بصير ،فإنه يحرم الخمر ،فقال العشى :أما هذه فههوالّله إن فههي
سههلم ،
النفههس منههها لُعللت ،ولكنههى منصههرف فههأترّوى منههها عههامى هههذا ،ثههم آتيههه فأ ْ
فانصرف فمات في عامه ذلك ،ولم ي َعُد ْ إلى رسول الّله صلى الله عليه وسلم.
ل صلى ال عليه وسلم
أبو جهل ُيذل للرسول :قال ابن إسحاق :وقد كان عدو ال أبو جهل بن هشام مع عداوته لرسول ا ّ
ل له إذا رآه.
وبغضه إياه ،وشدته عليه ُ ،يذّله ا ّ
لراشي
أبو جهل وا ِ
ل بن أبي سفيان الثقفى ،وكان واعيًة ،قال :قدممماطلة أبي جهل اِلراشي :قال ابن إسحاق :حدثني عبُد الملك بن عبد ا ّ
رجل من ِإَراش -قال ابن هشام :ويقال إراشة -بإبل له مكة ،فابتاعها منه أبو جهل فمطله بأثمانها .فأقبل الراشي حتى وقف على
ل صلى ال عليه وسلم في ناحية المسجد جالس ،فقال :يا معشر قريش ،من رجل يؤدينى على أبي الحكم ناٍد من قريش ،ورسول ا ّ
بن هشام فإنى
ل صلى ال رجل غريب ،ابن سبيل ،وقد غلبنى على حقى؟ قال :فقال له أهل ذلك المجلس :أترى ذلك الرجل الجالس – لرسول ا ّ
عليه وسلم ،وهم يهزءون به لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة -اذهب إليه فإنه يؤديك عليه .
ل صلى ال عليه وسلم فقال :يا عبد ال إن أبا الرسول ينصف الراشى من أبي جهل :فأقبل الراشي حتى وقف على رسول ا ّ
الحكم بن هشام قد غلبنى على حق لي ِقَبَله ،وأنا رجل غريب ابن سبيل ،وقد سألت هؤلء القوم عن رجل يؤدينى عليه ،يأخذ لي
ل صلى ال عليه وسلم ،فلما ق إليه ،وقام معه رسول ا ّل؛ قال :انطل ْحقى منه ،فأشاروا لي إليك ،فخذ لي حقى منه ،يرحمك ا ّ
رأوه قام معه .قالوا لرجل ممن معهم :اتَبْعه ،فانظر ماذا يصنع .
ى ،فخرج ل صلى ال عليه وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه .فقال :من هذا؟ قال :محمد ،فاخرج إل ّ قال :وخرج رسول ا ّ
ح حتى أعطَيه الذي له ،قال :فدخل ، إليه وما في وجهه من رائحة ،قد انُتقع لوُنه ،فقال :اعط هذا الرجل حقه؛ قال :نعم ،ل تبر ْ
ل صلى ال عليه وسلم وقال للراشى الحق بشأنك ،فأقبل الراشى حتى وقف على ذلك فخرج إليه قال :ثم انصرف رسول ا ّ
ل أخذ لي حقي .ل خيرًا ،فقد وا ّالمجلس ،فقال :جزاه ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم :قال :وجاء الرجل الذي بعثوا معه فقالوا :ويحك ! ماذا رأيت ؟ قال ما خافه أبو جهل من رسول ا ّ
عجبًا من العجب
حه فقال له :أعط هذا حقه فقال :نعم ،ل تبرح حتى أخرج إليه حقه . ل ما هو إل أن ضرب عليه باَبه ،فخرج إليه وما معه رِو ُ وا ّ
ط!ل ما رأينا مثل ما صنعت ق ّ فدخل فخرج إليه بحقه ،فأعطاه إياه .قال :ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء ،فقالوا :ويلك ! ما لك ؟ وا ّ
ى بابي ،وسمعت صوته ،فملئت رعبًا ،ثم خرجت إليه ،وإن فوق رأسه لفحل من ل ما هو .إل أن ضرب عل ّ قال :ويحكم وا ّ
ل لو أبيت لكلني . صرته ،ول أنيابه لفحل قط ،وا ّ البل ،ما رأيت مثل هامته ،ول َق َ
أمر ركانة المطلسسبي ومصسسارعته النسسبى صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم مسسن
معجزاته صلى الله عليه وسلم :قال ابن إسحاق :وحههدثني أبههي :إسههحاق بههن
يسار قال :كان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد منههاف بههن أشههد
قريش؛ فخل يوما برسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض شعاب مكههة ،فقههال لههه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ياركانة ،أل تتقى الله وتقبههل مهها أدعههوك إليههه؟ قههال:
إني لو أعلم أن الذي تقول حق ل تبعتك؛ فقال له رسول الله صلى الله عليههه وسههلم :
أفرأيت إن صرعتك؛ أتعلم أن ما أقول حق؟ قال :نعم قال :فقم حتى أصارعك .قههال :
فقام إليه ركانة يصارعه فلما بطش به رسول الله صلى الله عليه وسلم أضجعه ،وهههو
ل يملك من نفسه شيئًا ،ثم قال :عد يا محمد ،فعاد فصرعه ،فقال – يا محمد والله إن
هذا للعجب أتصرعنى؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :وأعجب من ذلك
ل واتبعت أمري ؛ قال :ما هو؟ قال :أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتينى ،قال :ادعها ،فدعاها،إن شئت أن أريكه ،إن اتقيت ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم .قال :فقال لها ارجعى إلى مكانك .قال :فرجعت إلى مكانها.فأقبلت حتى وقفت بين يدي رسول ا ّ
ط ،ثم
ل ما رأيت أسحر منه َق ّ
ل الرض ،فوا ّ قال :فذهب ُركانة إلى قومه فقال :يا بنى عبد مناف ،ساحروا بصاحبكم أه َ
أخبرهم بالذي رأى والذي صنع .
قدوم وفد النصارى من الحبشة
ل صلى ال عليه وسلم ،وهو بمكة ،عشرون رجل أو أبو جهل يحاول ردهم عن السلم :قال ابن إسحاق :ثم قدم على رسول ا ّ
قريب من ذلك من النصارى حين بلغهم خبره من الحبشة .فوجدوه في المسجد ،فجلسوا إليه وكلموه وسألوه ،ورجال من قريش في
ل صلى ال عليه وسلم إلى ال
ل صلى ال عليه وسلم عما أرادوا دعاهم رسول ا ّ أنديتهم حول الكعبة ،فلما فرغوا من مسألة رسول ا ّ
ل ،وآمنوا به وصدقوه ،وعرفوا منه ما عز وجل وتل عليهم القرآن .فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع ،ثم استجابوا ّ
ل منكان يوصف لهم في كتابهم من أمره ،فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش فقالوا لهم :خيبكم ا ّ
سكم عنَده ،حتى فارقتم ديَنكم
ركب ! بعثكم َمن وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل ،فلم تطمئن مجال ُ
وصدقتموه بما قال ،ما نعلم رْكبًا أحمق منكم .أو كما قالوا .فقالوا لهم :سلم عليكم ،ل نجاهلكم ،لنا ما نحن عليه ،ولكم ما أنتم
سنا خيرًا.
ل أنف َ
عليه ،لم نأ ُ
ما نزل فيهم من القرآن :ويقال :إن النفر من النصارى من أهل نجران ،فالّله
م
ن آت َي َْناهُ ْ ذي َأعلم أي ذلك كان .فيقال -والّله أعلم -فيهم نزلت هؤلء اليات } :ال ّ ِ
ن َرب َّنا إ ِّنا م ْحق ّ ِ ه ال ْ َ م َقاُلوا آ َ
مّنا ب ِهِ إ ِن ّ ُ ذا ي ُت َْلى عَل َي ْهِ ْ
ن)(52وَإ ِ َ
مُنو َ ن قَب ْل ِهِ هُ ْ
م ب ِهِ ي ُؤْ ِ م ْ ب ِ ال ْك َِتا َ
َ َ
ممال ُك ُ ْ
م أعْ َ مال َُنا وَل َك ُ ْ ن{].القصص . [52،53 :إلى قوله }:ل ََنا أعْ َ مي َسل ِ ِم ْ ن قَب ْل ِهِ ُ م ْ ك ُّنا ِ
ن{].القصص[55 : جاهِِلي َ م َل ن َب ْت َِغي ال ْ َ م عَل َي ْك ُ ْ سَل ٌ َ
ي عن هؤلء اليات فيمن أنزلن فقال لي :ما أسمع من علمائنا أنهن أنزلن في ن شهاب الزهر ّ قال ابن إسحاق :وقد سألت اب َ
ن{].المائدة . .[82 :إلى سَتْكِبُرو َ ل َي ْسينَ َوُرْهَباًنا َوَأّنُهْم َ سي ِ ن ِمْنُهْم ِق ّ ك ِبَأ ّالنجاشي وأصحابه .والية من سورة المائدة من قوله َ }:ذِل َ
ن{].المائدة[83 : شاِهِدي َ قوله َ }:فاْكُتْبَنا َمَع ال ّ
ل صلى ال عليه وسلم إذا جلس في المسجد، تهكم المشركين بالمستضعفين وما نزل في ذلك :قال ابن إسحاق :وكان رسول ا ّ
صَهيب ،وأشباههم خّباب ،وعمار ،وأبو َفكيهة يسار مولى صفوان بن أمية بن ُمحّرث ،و ُ فجلس إليه المستضعفون من أصحابه َ :
ل عليهم من بيننا بالهدى نا ّ من المسلمين ،هزئت بهم قريش ،وقال بعضهم لبعض :هؤلء أصحابه ،كما ترون ؟ أهؤلء َم ّ
طُرْد اّلِذي َ
ن ل َت ْل تعالى فيهم َ }:و َ ل به دوننا ،فأنزل ا ّ والحق ! لو كان ما جاء به محمد خيرًا ما سبقنا هؤلء إليه ،وما خصهم ا ّ
ن ِم ْ
ن طُرَدُهْم َفَتُكو َيٍء َفَت ْش ْ ن َ عَلْيِهْم ِم ْك َ ساِب َ حَن ِيٍء َوَما ِم ْ ش ْن َ ساِبِهْم ِم ْ حَ ن ِك ِم ْ عَلْي َ
جَهُه َما َ ن َو ْي ُيِريُدو َ شّ ن َرّبُهْم ِباْلَغَداِة َواْلَع ِ عو َ َيْد ُ
ك اّلِذي َ
ن جاَء َ ن)َ(53وِإَذا َ شاِكِري َ عَلَم ِبال ّ
ل ِبَأ ْ
س ا ُّن َبْيِنَنا َأَلْي َ
عَلْيِهْم ِم ْ ل َ ن ا ُّلِء َم ّ ض ِلَيُقوُلوا َأَهُؤ َضُهْم ِبَبْع ٍك َفَتّنا َبْع َ ن)َ(52وَكَذِل َ ظاِلِمي َ
ال ّ
غُفوٌر
ح َفَأّنُه َ
صَل َ
ن َبْعِدِه َوَأ ْب ِم ْ جَهاَلٍة ُثّم َتاَبُثّم َتا َسوًءا ِب َ ل ِمْنُكمْ ُ عِم َ ن َ حَمَة َأّنُه َم ْ سِه الّر ْ عَلى َنْف ِ
ب َرّبُكْم َ عَلْيُكْم َكَت َ
لٌم َ سَ ل َ ن ِبآَياِتَنا َفُق ْ ُيْؤِمُنو َ
حيٌم{].النعام52 :ـ [54 َر ِ
ل صلى ال عليه وسلم – فيما بلغنى – كثيرًا ما يجلس عند ادعاء المشركين أنه يعلمه بشر ورد القرآن عليهم :وكان رسول ا ّ
ل ما يعلم محمدًا كثيرًا مما يأتى به إل المروة إلى َمْبَيعة غلم نصراني ،يقال له :جبر ،عبد لبنى الحضرمي ،فكانوا يقولون :وا ّ
ن اّلِذي سا ُشٌر ِل َن ِإّنَما ُيَعّلُمُه َب َ
ل تعالى في ذلك من قولهم َ }:وَلَقْد َنْعَلُم َأّنُهْم َيُقوُلو َ ضرمى ،فأنزل ا ّ ح ْ جبر النصرانى ،غلم بنى ال َ
ن{].النحل[103 : ي ُمِبي ٌ عَرِب ّ
ن َ سا ٌي َوَهَذا ِل َ جِم ّ عَ حُدونَ ِإَلْيِه َأ ْ ُيْل ِ
جاج : حدون إليه :يميلون إليه .واللحاد :الميل عن الحق .قال رؤبة بن الَع ّ قال ابن هشام ُ :يل ِ
مل ْ ِ
حدِ ك كُ ّ
ل ُ #إذا َتبع الضحا َ
قال ابن هشام :يعنى الضحاك الخارجي ،وهذا البيت في أرجوزة له .
وهذا البيت في قصيدة له .وقال أمية بن أبي عائذ الُهذلي يصف حمار وحش :
جلل
ن في كوثر كال ِ
حْم َ
حْم َ
وَ ق إذا ما احتَدْمن
حقي َ
ُ #يحامي ال َ
يعنى بالكوثر :الغبار الكثير ،شبهه لكثرته عليه بالجلل .وهذا البيت في قصيدة له .
قال ابن إسحاق :حدثني جعفر بن عمرو -قال ابن هشام :هو جعفر بن عمرو بن أمية الضْمري -عن عبد ال بن مسلم أخى
ل :ما
محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ،عن أنس بن مالك قال " :سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وقيل له يا رسول ا ّ
ل ؟ قال :نهر كما بين صنعاء إلى أْيلة ،آنيته كعدد نجوم السماء ،ترده طيور لها أعناق كأعناق البل .قال :الكوثر الذي أعطاك ا ّ
ل لناعمة ،قال :آكُلها أنعم منها".
يقول عمُر بن الخطاب :إنها يا رسول ا ّ
قال ابن إسحاق :وقد سمعت في هذا الحديث أو غيره أنه قال صلى ال عليه وسلم :من شرب منه ل يظمأ أبدا.
مل َ ٌ ُ
ك{]النعام[8 : عل َي ْ ِ
ه َ وَل أن ِ
ز َ
ل َ قاُلوا ل َ ْ
و َ
نزول } َ
ضر
لسلم ،وكلمهم فأبلغ إليهم ،فقال َزَمَعة بن السود ،والن ْ ل صلى ال عليه وسلم قوَمه إلى ا ِ قال ابن إسحاق :ودعا رسول ا ّ
جعل معك يا محمد َمَلك يحدث عنك الناس وُيَرى ي بن خلف ،والعاص بن وائل :لو ُ بن الحارث ،والسود ابن عبد َيغوث ،وأب ّ
جَعْلَناُه
ن)َ(8وَلْو َ
ظُرو َ
ل ُين َ
لْمُر ُثّم َ
ي ا َْ
ضَك َوَلْو َأنَزْلَنا َمَلًكا َلُق ِعَلْيِه َمَل ٌ
ل َ
ل ُأنِز َ
ل تعالى في ذلك من قولهم َ } :وَقاُلوا َلْو َ معك ! فأنزل ا ّ
ن{].النعام[8،9 : سو َ
عَلْيِهْم َما َيْلِب ُ
سَنا َ
ل َوَلَلَب ْ
جًجعَْلَناُه َر ُ
َمَلًكا َل َ
ك{ قب ْل ِ َ
ن َ
م ْ
ل ِ
س ٍ
ئ ب ُِر ُ ز َه ِست ُ ْ
قد ْ ا ْول َ َ
نزول} َ
قال ابن إسحاق :ومر الّله صلى الله عليههه وسههلم -فيمهها بلغنههى -بالوليههد ابههن
المغيرة ،وأمية بن خلف وبأبي جهل بن هشام ،فهمزوه واستهزءوا به ،فغاظه ذلههك .
ق
حهها َ ن قَب ْل ِه َ
ك فَ َ مه ْ
ل ِ سهت ُهْزِئَ ب ُِر ُ
سه ٍ فأنزل الّله تعالى عليه في ذلك من أمرهم } :وَل َ َ
قد ْ ا ْ
ست َهْزُِئون{]النعام. [10 : ما َ
كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ م َ
من ْهُ ْ
خُروا ِ
س ِ
ن َ ِبال ّ ِ
ذي َ
لسراء والمعراج
ذكر ا ِ
ل صلى ال عليه وسلم سري برسول ا ّقال ابن هشام :حدثنا زياد بن عبد ال البكائي ،عن محمد بن إسحاق المطلبي قال :ثم أ ْ
من المسجد الحرام إلى المسجد القصى ،وهو بيت المقدس من إيلياء وقد فشا السلم ،بمكة في قريش ،وفي القبائل كلها.
قال ابن إسحاق :كان من الحديث فيما بلغني عن َمسراه صلى ال عليه وسلم ،عن عبد ال بن مسعود ،وأبي سعيد الخدري ،
وعائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم؛ ومعاوية بن أبي سفيان ،والحسن بن أبي الحسن البصري ،وابن شهاب الزهري ،وقتادة
وغيرهم من أهل العلم وأم هانئ بنت أبي طالب ،ما اجتمع في هذا الحديث ،كل يحّدث عنه بعض ما ذكر من أمِره حين أسرى به
عبرةل عز وجل في قدرته وسلطانه ،فيه ِ صلى ال عليه وسلم ،وكان في مسراه ،وما ذكر عنه بلء وتمحيص ،وأْمر من أمر ا ّ
ل سبحانه
لولي اللباب ،وهدى ورحمة وثبات لمن آمن وصدق ،وكان من أمر ا ّ
وتعالى على يقين ،فأسري به سبحانه وتعالى كيف شاء ،ليريه من آياته ما أراد ،حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم
وقدرِته التي َيصنُع بها ما يريد.
رواية ابن مسعود عن السراء :فكان عبد ال بن مسعود -فيما بلغنى عنه -يقول:
ل صلى ال عليه وسلم بالبراق -وهى الدابة التي كانت ُتحمل عليها النبياء قبَله ،تضع حافَرها في منتهى طرِفها أتي رسول ا ّ
ت فيما بين السماِء والرض ،حتى انتهى إلى بيت المقدس ،فوجد فيه إبراهيَم الخليل حمل عليها ،ثم خرج به صاحُبه ،يرى اليا ِ -فُ
جمعوا له ،فصلى بهم .ثم أتى بثلثة آنية ،إناء فيه لبن ،وإناء فيه خمر ،وإناء فيه ماء. وموسى وعيسى في نفر من النبياء قد ُ
ت علي :إن أخذ الماء غرق وغرقت أمُته ،وإن أخذ عرض ْ ل صلى ال عليه وسلم :فسمعت قائل يقول حين ُ قال :فقال رسول ا ّ
ت إناء اللبن ،فشربت منه ،فقال لي جبريل عليه السلم : ى وُهديت أمُته .قال :فأخذ ُت أمُته ،وإن أخذ اللبن ُهِد َغو ْ غوي و َالخمر َ
ت وُهِديت أمُتك يا محمد.ُهدي َ
جر ،إذ حْل صلى ال عليه وسلم :بينا أنا نائم في ال ِ حدثت عن الحسن أنه قال :قال رسول ا ّ رواية الحسن :قال ابن إسحاق :و ُ
جاءنى جبريل ،فهمزني بقدمه ،فجلست فلم أَر شيئًا فعدت إلى مضجعى ،فجاءني الثانيَة فهمزني بقدمه ،فجلست ،فلم أر شيئًا،
فعدت إلى مضجعى فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه ،فجلست ،فأخذ بعضدي ،فقمت معه ،فخرج بي إلى باب المسجد فإذا دابة
أبيض ،بين البغل والحمار ،في فخذيه جناحان يحفز بهما رجله ،يضع يده في منتهى طرفه ،
فحملني عليه ،ثم خرج معي ل يفوتني ول أفوته .
ل صلى ال عليه وسلم قال :لما دنوت منه لركبه حدثت أن رسول ا ّ ت عن قتادة أنه قال ُ : حدث ُ
رواية قتادة :قال ابن إسحاق :و ُ
ل قبل محمد أكرم عليه ل ما ركبك عبد ّ شمس ،فوضع جبريل يده على َمْعرفته ،ثم قال :أل تستحى يا براق مما تصنع ،فوا ّ
ض عرقا ،ثم قّر حتى ركبته . منه .قال :فاستحيا حتى ارف ّ
ل صلى ال عليه وسلم ،ومضى جبريل عليه السلم معه ،حتى عودة إلى رواية الحسن :قال الحسن في حديثه :فمضى رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم فصلى بهم انتهى به إلى بيت المقدس ،فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من النبياء ،فأّمهم رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم إناء اللبن ،فشرب منه ،وترك إناء ،ثم أتي بإناءين ،في أحدهما خمر ،وفى الخر لبن .قال :فأخذ رسول ا ّ
ل صلى ال عليه حرمت عليكم الخمر .ثم انصرف رسول ا ّ ت أمتك يا محمد ،و ُالخمر .قال :فقال له جبريل ُ :هديت للفطرة ،وُهدَي ْ
ل إن العير لتطرد ،شهرا من
لْمر البين ،وا ّ
لا ِ
وسلم إلى مكة ،فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر .فقال أكثر الناس :هذا وا ّ
مكة إلى الشام مدبرة ،وشهرًا مقبلة ،أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة ،ويرجع إلى مكة؟! قال :فارتد كثير ممن كان أسلم ،وذهب
الناس إلى أبي بكر ،فقالوا له :هل لك يا أبا بكر في صاحبك ،يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة .
قال :فقال لهم
ل لئن كان قاله لقد صدق ،فما أبو بكر :إنكم تكذبون عليه ؛ فقالوا :بلى ،ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ؛ فقال أبو بكر :وا ّ
ل إنه ليخبرنى أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ،فهذا أبعد مما يعجبكم من ذلك ! فوا ّ
ل صلى ال عليه وسلم ،فقال :يا نبي ال .أحّدثت هؤلء القوم أنك جئت بيت تعجبون منه ،ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم : ل ،فصفه لي ،فإني قد جئته -قال الحسن :فقال رسول ا ّ المقدس هذه الليلة؟ قال :نعم ؛ قال :يا نبى ا ّ
ل، ل صلى ال عليه وسلم يصفه لبي بكر ،ويقول أبو بكر :صدقت ،أشهد أنك رسول ا ّ فرفع لي حتى نظرت إليه -فجعل رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم لبي بكر :وأنت يا ل ،حتى إذا انتهى ،قال رسول ا ّ كلما وصف له منه شيئًا ،قال صدقت ،أشهد أنك رسول ا ّ
ق ؛ فيومئذ سماه الصديق . صّدي ُأبا بكر ال ّ
جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي
شَس َوال ّ ل ِفْتَنًة ِللّنا ِك ِإ ّ
جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْيَنا َ
ل تعالى فيمن ارتد عن إسلمه لذلك َ } :وَما َ قال الحسن :وأنزل ا ّ
طْغَياًنا َكِبيًرا{].السراء[60 :
ل ُ
خّوُفُهْم َفَما َيِزيُدُهْم ِإ ّ ن َوُن َاْلُقْرآ ِ
ل صلى ال عليه وسلم .وما دخل فيه من حديث قتادة . فهذا حديث الحسن عن َمسَرى رسول ا ّ
رواية عائشة :قال ابن إسحاق :وحدثني بعض آل أبي بكر :أن عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم
جَعْلَنا الّرْؤَيا
ل تبارك وتعالى } َوَما َ السراء رؤيا :فلم ينكر ذلك من قولهما ،لقول الحسن :إن هذه الية نزلت في ذلك ،قول ا ّ
ي ِإّني َأَرى ِفي ل تعالى في الخبر عن إبراهيم عليه السلم إذ قال لبنه َ }:يا ُبَن ّ س{]السراء ،[60 :ولقول ا ّ ل ِفْتَنًة ِللّنا ِ
ك ِإ ّاّلِتي َأَرْيَنا َ
ل يأتى النبياء أيقاظا ونياما. ك{ ]الصافات [102 :ثم مضى على ذلك .فعرفت أن الوحي من ا ّ حَ اْلَمَناِم َأّني َأْذَب ُ
ل أعلم أي ذلك كان ل صلى ال عليه وسلم -فيما بلغني -يقول :تنام عيناي وقلبي يقظان .وا ّ قال ابن إسحاق :وكان رسول ا ّ
ل ،على أي حاليه كان نائما ،أو يقظان ،كل ذلك حق وصدق . قد جاءه ،وعاين فيه ما عاين ،من أمر ا ّ
وصفه صلى ال عليه وسلم إبراهيم وموسى وعيسى :قال ابن إسحاق :وزعم الزهري عن سعيد بن المسيب أن رسول ا ّ
ل
صلى ال عليه وسلم وصف لصحابه إبراهيَم وموسى وعيسى حين رآهم في تلك الليلة ،فقال :أما إبراهيُم ،فلم أر رجل أشبه قط
بصاحبكم ،ول صاحبكم أشبه به منه ؛ وأما موسى فرجل آدم طويل ضرب جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة ؛ وأما عيسى ابن
مريم ،فرجل أحمر ،بين القصير والطويل ،سبط الشعر ،كثير خيلن الوجه ،كأنه خرج من ديماس :تخال رأسه يقطر ماء،
وليس به ما أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفى .
ل صلى ال عليه وسلم فيما ذكر عمر مولى علي يصف الرسول صلى ال عليه وسلم :قال ابن هشام :وكانت صفة رسول ا ّ
ل صلى ال عليه غفرة عن إبراهيم بن محمد بن على بن أبي طالب قال :كان علي بن أبي طالب عليه السلم :إذا نعت رسول ا ّ
وسلم قال :لم يكن بالطويل الممّغط ،ول القصير المترّدد ،وكان َرْبعة من القوم ،ولم يكن بالجْعد القطط ول السبط :كان جعدًا
رجل ،ولم يكن بالمطّهم ول المكلثم .وكان أبيض
مشربا ،أدعج العينين ،أهدب الشفار ،جليل المشاش والكتد ،دقيق المسربة ،أجرد ،شثن الكفين والقدمين :إذا مشى .تقلع ،
كأنما يمشى في صبب ،وإذا التفت التفت معًا .بين كتفيه خاتم النبوة ،وهو خاتم النبيين .أجود الناس كفا ،وأجرأ الناس صدرًا،
وأصدق الناس لهجة ،وأوفى الناس ذمة ،وألينهم عريكة ،وأكرمهم عشرة ،من رآه بديهة هابه ،ومن خالطه أحبه ،يقول ناعته :لم
أر قبله ول بعده مثله ،صلى ال عليه وسلم .
ل عنها ،واسُمها رواية أم هانئ عن السراء :قال محمد بن إسحاق :وكان فيما بلغنى عن أم هانئ بنت أبي طالب رضى ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم إل وهو في بيتي :نائم ل صلى ال عليه وسلم :أنها كانت تقول ما أسري برسول ا ّ هند ،في مسرى رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم؛ فلما صلى عندي تلك الليلة في بيتي ،فصلى العشاء الخرة ،ثم نام ونمنا ،فلما كان قبيل الفجر أهّبنا رسول ا ّ
الصبح وصلينا معه ،قال :يا أم هانئ ،لقد
صليت معكم العشاء الخرة كما رأيت بهذا الوادي ،ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ،ثم صليت صلة الغداة معكم الن كما
ل :ل تحدث بهذا للناس ترين ،ثم قام ليخرج ،فأخذت بطرف ردائه ،فتكشف عن بطنه كأنه قبطية مطوية ،فقلت له :يا نبى ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم حتى ل لحدثنهموه .قالت :فقلت لجارية لي حبشية :ويحك اتبعى رسول ا ّ فيكذبوك ويؤذوك ؛ قال :وا ّ
ل صلى ال عليه وسلم إلى الناس أخبرهم ،فعجبوا وقالوا :ما آية ذلك يا تسمعى ما يقول للناس ،وما يقولون له .فلما خرج رسول ا ّ
محمد؟ فإنا لم نسمع بمثل هذا قط ؛ قال آية ذلك إني مررت بعير بنى فلن بوادي كذا وكذا ،فأنفرهم حس الدابة ،فنّد لهم بعير،
فدللتهم عليه ،وأنا متوجه إلى الشام ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بنى فلن :فوجدت القوم نيامًا ،ولهم إناء فيه ماء
قد غطوا عليه بشىء ،فكشفت غطاءه وشربت ما فيه .ثم غطيت عليه كما كان ؛ وآية ذلك أن عيرهم الن يصّوب من البيضاء ،ثنية
التنعيم ،يقدمها جمل أورق ،عليه غرارتان :إحداهما سوداء ،والخرى برقاء .قالت :فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أول من الجمل
ص كما غطوه ،ولم كما وصف لهم ،وسألوهم عن الناء فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءًا ماًء ثم غطوه ،وأنهم هبوا فوجدوه مغ ّ
ل ،لقد أنفرنا في الوادي الذي ذكر ،ونّد لنا بعير فسمعنا صوت رجل يجدوا فيه ماء .وسألوا الخرين وهم بمكة ،فقالوا :صدق وا ّ
يدعونا إليه ،حتى أخذناه .
قصة المعراج
الرسول صلى ال عليه وسلم يصعد إلى السماء الولى :وقال ابن إسحاق :وحدثني من ل أتهم عن أبي سعيد الخدري رضي
ل صلى ال عليه وسلم يقول :لما فرغت مما كان في بيت المقدس ،أتي بالمعراج ،ولم أر شيئا
ل عنه أنه قال :سمعت رسول ا ّ
ا ّ
حضر؟ فأصعدنى صاحبى فيه ؛ حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء ،يقال قط أحسن منه :وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا ُ
له :باب الحفظة ،عليه ملك من الملئكة ،يقال له :إسماعيل ،تحت يديه اثنا عشر ألف ملك ،تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر
ل ُهَو{ ]المدثر [31 :فلما
ك ِإ ّ
جُنوَد َرّب َحّدث بهذا الحديث َ }:وَما َيْعَلُم ُ
ل صلى ال عليه وسلم حين َ ألف ملك – قال :يقول رسول ا ّ
ُدخل بي قال :من هذا يا جبريل ؟ قال :محمد .قال :أَوقد ُبعث ؟ قال :نعم .قال :فدعا لي بخير :وقاله .
ل صلى ال عليه وسلم ،أنه قال :تلقتنى صفة مالك خازن النار :قال ابن إسحاق :وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول ا ّ
الملئكة حين دخلت السماء الدنيا ،فلم يلقني ملك إل ضاحكا مستبشرا ،يقول
خيرا ويدعو به حتى لقينى ملك من الملئكة ،فقال مثل ما قالوا ،ودعا بمثل ما دعوا به ،إل أنه لم يضحك ،ولم أر منه البشر مثل
ما رأيت من غيره ،فقلت لجبريل :يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملئكة ولم يضحك ،ولم أر منه من البشر مثل
الذي رأيت من غيره ؟ قال :فقال لي جبريل :أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك ،أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك ،لضحك إليك ،
ولكنه ل يضحك ،هذا مالك صاحب النار.
ل تعالى بالمكان الذيل صلى ال عليه وسلم :فقلت لجبريل ،وهو من ا ّ ل منهما :فقال رسول ا ّ من صفات جهنم أعاذنا ا ّ
ن{]:التكوير [31 :أل تأمره أن يرينى النار؟ فقال :بلى ،يا مالك ،أِر محمدًا النار .قال :فكشف عنها ع َثّم َأِمي ٍ
طا ٍ
ُوصف لكم } ُم َ
غطاءها ،فقال :ففارت وارتفعت ،حتى ظننت لتأخذن ما أرى .قال :فقلت لجبريل يا جبريل ،مره فليردها إلى مكانها .قال :
ت إلى مكانها الذي خرجت منه .فما شبهت رجوعها إل وقوع الظل .حتى إذا َدخلت من حيث خِبى ،فرجع ْ فأمره ،فقال لها :ا ْ
خرجت َرد عليها غطاَءها.
عرض الرواح على آدم عليه السلم :قال أبو سعيد الخدري في حديثه :إن رسول
الّله صلى الله عليه وسلم قال :لما دخلت السماء الدنيا ،رأيت بها رجل جالسا
تعرض عليه أرواح بني آدم ،فيقول لبعضها إذا عرضت عليه خيرا ً وي ُ َ
سر به ،
ف،
عرضت عليه :أ ّ
ويقول :روح طيبة خرجت من جسد طيب ويقول لبعضها إذا ُ
خبيثة خرجت من جسد خبيث .قال :قلت من هذا يا جبريل ؟ قال :هذا أبوك آدم ُ ،تعرض عليه أرواح ذريته ،فإذا مرت به روح
المؤمن منهم سر بها وقال :روح طيبة خرجت من جسد طيب .وإذا مرت به روح الكافر منهم أنف منها وكرهها ،وساءه ذلك ،
وقال :روح خبيثة خرجت من جسد خبيث .
لبل ،في أيديهم قطع من نار كالفهار ،يقذفونها في أكلة أموال اليتامى ظلما :قال :ثم رأيت رجال لهم مشافر كمشافر ا ِ
أفواههم ،فتخرج من أدبارهم .فقلت :من هؤلء يا جبريل ؟ قال :هؤلء أكلة أموال اليتامى ظلما.
لبل المهيومة حين ُيعرضون أكلة الربا :قال :ثم رأيت رجال لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل آل فرعون ،يمرون عليهم كا ِ
على النار ،يطئونهم ل يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك .قال :قلت :من هؤلء يا جبريل ؟ قال :هؤلء أكلة الربا.
الزناة من بني آدم :قال :ثم رأيت رجال بين أيديهم لحم سمين طيب ،إلى جنبه لحم غث منتن ،يأكلون من الغث المنتن ،
ل لهم من النساء ،ويذهبون إلى ما ويتركون السمين الطيب .قال :قلت :من هؤلء يا جبريل ؟ قال :هؤلء الذين يتركون ما أحل ا ّ
ل عليهم منهن . حرم ا ّ
من نسبت ابنا لزوجها من غيره :قال :ثم رأيت نساء معلقات بثديهن ،فقلت :من هؤلء يا جبريل ؟ قال :هؤلء اللتي
أدخلن على الرجال من ليس من أولدهم .
ل علىل صلى ال عليه وسلم ،قال " :اشتد غضب ا ّ قال ابن إسحاق :وحدثني جعفر بن عمرو ،عن القاسم بن محمد أن رسول ا ّ
امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم ،فأكل حرائبهم ،وطلع على عوراتهم "
.صعوده صلى ال عليه وسلم إلى السموات الخر وما رأى منها :ثم رجع إلى حديث أبي سعيد الخدري ،قال :ثم أصعدنى إلى
السماء الثانية ،فإذا فيها ابنا الخالة :عيسى ابن مريم ،ويحيى بن زكريا ،قال :ثم أصعدنى إلى السماء الثالثة ،فإذا فيها رجل
صورته كصورة القمر ليلة البدر؛ قال :قلت :من هذا يا جبريل ؟ قال :هذا أخوك يوسف ابن يعقوب .قال :ثم أصعدنى إلى
السماء الرابعة ،فإذا فيها رجل فسألته :
ل صلى ال عليه وسلم " :ورفعناه مكانا عليا " – قال :ثم أصعدنى إلى السماءمن هو؟ قال :هذا إدريس – قال :يقول رسول ا ّ
الخامسة فإذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية ،عظيم العثنون ،لم أر كهل أجمل – منه ،قالت قلت :من هذا يا جبريل ؟ قال :هذا
المحّبب في قومه هارون ابن عمران .قال :ثم أصعدني إلى السماء السادسة ،فإذا فيها رجل آدم طويل أقنى ،كأنه من رجال شنوءة
؛ فقلت له :من هذا يا جبريل ؟ قال :هذا أخوك موسى بن عمران .ثم أصعدني إلى السماء السابعة ،فإذا فيها كهل جالس على
كرسي إلى باب البيت المعمور ،يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ،ل يرجعون فيه إلى يوم القيامة .لم أر رجل أشبه بصاحبكم ،ول
صاحبكم أشبه به منه ؛ قال :قلت :من هذا يا جبريل ؟ قال :هذا أبوك إبراهيم .قال :ثم دخل بي الجنة ،فرأيت فيها جارية لعساء
ل صلى ال عليه وسلم زيد بن حارثة . شر بها رسول ا ّ فسألتها :لمن أنت ؟ وقد أعجبتني حين رأيتها؛ فقالت :لزيد بن حارثة ،فب ّ
ل عنه ،عن النبى صلى ال عليه فرض الصلة عليه صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :ومن حديث ابن مسعود رضى ا ّ
وسلم ،فيما بلغنى :أن جبريل لم يصعد به إلى سماء من السموات إل قالوا له حين يستأذن في دخولها :من هذا يا جبريل ؟ فيقول :
ل من أخ وصاحب ،حتى انتهى به إلى السماء السابعة ،ثم انتهى محمد؛ فيقولون :أَوَقْد بعث إليه ؟ فيقول :نعم ؛ فيقولون :حّياه ا ّ
به إلى ربه ،ففرض عليه خمسين صلة في كل يوم .
ل
موسى بن عمران عليه السلم يطلب منه عليه الصلة والسلم سؤال ربه التخفيف عن أمته في أمر الصلة :قال رسول ا ّ
صلى ال عليه وسلم :فأقبلت راجعا ،فلما مررت بموسى بن عمران ،ونعم الصاحب كان لكم ،سألنى :كم ُفرض عليك من
الصلة؟ فقلت :خمسين صلة كل يوم ؛ فقال :إن الصلة ثقيلة ،وإن أمتك ضعيفة ،فارجع إلى ربك ،فاسأله أن يخفف عنك وعن
أمتك .فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتى ،فوضع عنى عشرا .ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك ؛
فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتى ،فوضع عنى عشرًا .ثم انصرفت فمررت على موسى ،فقال لي مثل ذلك ؟ فرجعت
فسألت ربى فوضع عني عشرًا .ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك ،كلما رجعت إليه ،قال :فارجع ،فاسأل ربك حتى انتهيت إلى أن
وضع ذلك عنى ،إل خمس صلوات في كل يوم وليلة .ثم رجعت إلى موسى ،فقال لي مثل ذلك ،فقلت :قد راجعت ربي وسألته ،
حتى استحييت منه ،فما أنا بفاعل .
فمن أداهن منكم إيمانا بهن ،واحتسابا لهن ،كان له أجر خمسين صلة .
المستهزئون بالرسول وكفاية الّله أمرهم
ل تعالى صابرا محتسبا ،مؤديا إلى قومه النصيحة على ما ل صلى ال عليه وسلم على أمر ا ّ قال ابن إسحاق :فأقام رسول ا ّ
يلقى منهم من التكذيب والذى وكان عظماء المستهزئين ،كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير ،خمسة نفر من قومهم ،
وكانوا ذوي أسنان وشرف في قومهم .
صى بن كلب :السود بن المطلب بن أسد أبو زمعة ،وكان رسول ا ّ
ل أسماء المستهزئين :من بنى أسد بن عبد الُعّزى بن ُق َ
صلى ال عليه وسلم -فيما بلغنى -قد دعا عليه لما كان يبلغه من أذاه واستهزائه ،فقال :اللهم أعم بصره ،وأثكله ولده .
ومن بنى زهرة بن كلب :السود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة.
ومن بنى مخزوم بن يقظة بن مرة :الوليد بن المغيرة بن عبد ال بن عمر بن مخزوم .
ومن بنى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب :العاص بن وائل ابن هشام .
قال ابن هشام :العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم .
ومن بنى خزاعة :الحارث ابن الطلطلة بن عمرو بن الحارث ابن عبد عمرو بن ملكان .
عِر ْ
ض ع ِبَما ُتْؤَمُر َوَأ ْ
صَد ْ
ل تعالى عليه َ }:فا ْ ل صلى ال عليه وسلم الستهزاء ،أنزل ا ّ فلما تمادوا في الشر ،وأكثروا برسول ا ّ
ن{].الحجر94 :ـ [96 ف َيْعَلُمو َ
سْو َ
خَر فَ َ
ل ِإَلًها آ َ
ن َمَع ا ِّ
جَعُلو َ
ن َي ْ
ن)(95اّلِذي َسَتْهِزِئي َ
ك اْلُم ْ
ن)ِ(94إّنا َكَفْيَنا َ
شِرِكي َ
ن اْلُم ْ
عَْ
ل بالمستهزئين :قال ابن إسحاق :فحدثني يزيد بن رومان ،عن عروة بن الزبير ،أو غيره من العلماء أن جبريل ما فعل ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم إلى جنبه ،فمر به السود بن ل صلى ال عليه وسلم ،وهم يطوفون بالبيت ،فقام وقام رسول ا ّ أتى رسول ا ّ
حْبنا.
المطلب ،فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمى .ومر به السود بن عبد يغوث ،فأشار إلى بطنه ،فاستسقى بطنه فمات منه َ
ومر به الوليد بن المغيرة ،فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله ،كان أصابه قبل ذلك بسنين ،وهو يجر سبله ،وذلك أنه مر
برجل من خزاعة وهو يريش َنبل له ،فتعلق سهم من نبله بإزاره ،فخدش في رجله ذلك الخدش ،وليس بشىء ،فانتقض به فقتله .
ومر به العاص بن وائل ،فأشار إلى أخمص رجله وخرج على حمار له يريد الطائف ،فربض به على شبارقة ،فدخلت في أخمص
رجله شوكة فقتلته .ومر به الحارث ابن الطلطلة ،فأشار إلى رأسه فامتخض قيحا،فقتله .
سبة فأعطتهم خزاعة بعض العقل وانصرفوا عن بعض .فلما اصطلح القوم قال
ثم إن الناس ترادوا وعرفوا إنما يخشى القوم ال ّ
الجون بن أبي الجون :
وقائل للوليد حملنا قد لما #وقائلةٍ لما اصطلحنا تعجبههههها
البلبل كثير يوما تروا #ألم ُتقسموا تؤتوا الوليد ظلمهههة ولما
راحل كل آمنا هواه م
فأ ّ #فنحن خلطنا الحرب بالسلم فاستوت
ثم لم ينته الجون بن أبي الجون حتى افتخر بقتل الوليد ،وذكر أنهم أصابوه ،وكان
ذلك باطل .فلحق بالوليد وبولده وقومه من ذلك
ما حذر ،فقال الجون بن أبي الجون :
كبير قدر منهم بمكة أل زعم المغيرة أن كعبا #
والمهير المعلهج يمشي بها فل تفخر مغير أن تراها #
ثبير بمثبته أرسي كما بها آباؤنا وبها ُولدنهها #
يستثير أو شأَننا م
ليعل َ وما قال المغيهرةُ ذاك إل #
خبير بها أنت دماء نطل م الوليد ي ُط َ ّ
ل إنهها فإن د َ #
بهير ممتلئ هوو ْ زعافا كساه الفاتك الميمون سهما #
بعير وجبته عند كأنه مسلحبها فخر ببطن مكة ُ #
خور الوتار جعدة صغار سيكفينى مطال أبي هشام #
قال ابن هشام :تركنا منها بيتا واحدا أقذع فيه .
قتل أبي أزيهر :قال ابن إسحاق :ثم عدا هشام بن الوليد على أبي أزيهر ،وهو بسوق ذي المجاز وكانت عند أبي سفيان بن
حرب عاتكة؛ بنت أبي أزيهر ،وكان أبو أزيهر رجل شريفا في قومه – فقتله بعقر الوليد الذي كان عنده ،لوصية أبيه إياه ،وذلك
ل صلى ال عليه وسلم إلى المدينة ومضى بدر ،وأصيب به من أصيب من أشراف قريش من المشركين ، بعد أن هاجر رسول ا ّ
فخرج يزيد بن أبي سفيان ،فجمع بنى عبد مناف ،وأبو سفيان بذي المجاز ،فقال الناس :أخفر أبو سفيان في صهره ،فهو ثائر به .
فلما سمع أبو سفيان بالذي صنع ابنه يزيد – وكان أبو سفيان رجل حليما منكرًا يحب قومه حبا
شديدًا -انحط سريعًا إلى مكة ،وخشى أن يكون بين قريش حدث في أبي أزيهر ،فأتى ابنه وهو في الحديد ،في قومه من بني عبد
ل ! أتريد أن تضرب قريشًا مناف والمطيبين ،فأخذ الرمح من يده ،ثم ضرب به على رأسه ضربة هّده منها ،ثم قال له :قبحك ا ّ
ن بن ثابت يحرض في دم أبي أَزْيهر، ضهم ببعض في رجل من َدْوس .سنؤتيهم الَعْقل إن قبلوه ،وأطفئ لك المَر .فانبعث حسا ُ بع َ
جِبنه ،فقال :
خْفَرته وُي ْ
ويعير أبا سفيان ُ
دومس ما يغ ُ ب بالمغ ّ ن حر ٍ وجار اب ِ ى ذى المجاز كليهما ج ْ
ضوْ َ
ل َغدا أه ُ #
دها هند ُ وما منعت مخزاةَ وال ِ ُ
ضروط ذماَره ولم يمنع العيُر ال ّ #
ب َعْد ُ ً جددا مثَلها ف
خل ِ ْ
وأ ْ لفأب ْ ِ ن الوليد ثياَبه
كساك هشام ب ُ #
دو ب وما تع ُ ت رخوا ما ُتخ ّ ً وأصبح َ قضى وطرا ً منه فأصبح ماجدا ً #
وَْرد ُ ٌ
معْت َب ِط ل نعا َ ل َب َ ّ فلو أن أشياخا ً ببدرٍ تشاهدوا
ُ ل القوم ِ #
ل ما ظن .
فلما بلغ أبا سفيان قول حسان قال :يريد حسان أن يضرب بعضنا ببعض في رجل من دوس ،بئس وا ّ
ن الوليد في ربا الوليد ،الذي كان في ثقيف ،لما كان أبوه أوصاه به
ل صلى ال عليه وسلم خالُد ب ُ
لا ّ
ل الطائف كّلم رسو َ
ولما أسلم أه ُ
.
ل العلم أن هؤلء اليات من ض أه ِخالد يطالب بتنفيذ وصية أبيه وما نزل في ذلك من القرآن :قال ابن إسحاق :فذكر لي بع ُ
ن ُكنُتْم
ن الّرَبا ِإ ْ
ي ِم ْ
ل َوَذُروا َما َبِق َ
ن آَمُنوا اّتُقوا ا َّ
تحريم ما بقي من الربا بأيدي الناس نزلن في ذلك من طلب خالد الرباَ }:ياَأّيَها اّلِذي َ
ُمْؤِمِنينَ{ ]البقرة [278 :إلى آخر القصة فيها.
دوس تحاول الثأر لبي أزيهر :ولم يكن في أبي أزيهر ثأر نعلمه ،حتى حجز السلم بين الناس إل أن ضرار بن الخطاب بن
شط
غْيلن -،مولة لدوس ،وكانت تم ّ
ِمْرداس الِفْهري خرج في نفر من قريش إلى أرض َدْوس ،فنزلوا على امرأة يقال لها أّم َ
النساء ،وتجّهز العرائس ،فأرادت دوس قتلهم بأبي أزيهر ،فقامت دونهم أّم غيلن ونسوة معها ،حتى منعتهم ،فقال ضرار بن
الخطاب في ذلك :
ل فههههن ث عواطههه ُ وتها إذ ههههن ُ
شهههعْ ٌ م غَْيلن صهههالحا ً ونسههه َ ه عنههها أ ّ #جهههزى الّلههه ُ
ت للثههههههائرين المقاتهههههه ُ
ل ت بعههههههد َ اقههههههتراِبه وقههههههد بههههههرز ْ #دفعهههههن المههههههو َ
ج القههههواب ُ
ل دتههههها ال ّ
شههههرا ُ #دعههههت دعههههوةً دوسهههها ً فسههههالت شههههعاُبها بعههههز وأ ّ
ل فجههردت ت منههه لههديّ المفاصهه ُ ه خيههرا ً فمهها وََنههى ومهها بههرد ْ عمههرا ً جههزاه الّلهه ُ
#و َ
س بعههههد َ نفسههههى أقاتههههل ت بنصِلهههههههههه وعههههن أيّ نفهههه ٍ #سههههيفى ثههههم قمهههه ُ
م جميههل ،ويقههال أم قال ابن هشام :حدثني أبو عبيدة :أن التي قامت دون ضرار أ ّ
غيلن؛ قال :ويجوز أن تكون أم غيلن قامت مع أم جميل فيمن قام دونه .
فلما قام عمر بن الخطاب أتته أم جميل ،وهي ترى أنه أخوه .فلما انتسبت له عرف القصة فقال :إني لست بأخيه إل في
السلم ،
ضرار لحق عمر بن وهو غاٍز ،وقد عرفت مَنّتك عليه ،فأعطاها على أنها ابنة سبيل .قال الراوي :قال ابن هشام :وكان ِ
الخطاب يوم أحد ،فجعل يضربه بَعرض الرمح ويقول :انج يا ابن الخطاب ل أقتلك؛ فكان عمر يعرفها له بعد إسلمه .
الكلمة التي أمرته أن يقولها ،قال .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :لم أسمْع.
ل تعالى في الرهط الذين كانوا قد اجتمعوا إليه ،وقال لهم ما ما نزل فيمن طلبوا العهد على الرسول عند أبي طالب .قال :وأنزل ا ّ
لِلَهَة
لا ْجَع َ
ق{].ص [1،2 :إلى قوله تعالى َ} :أ َ شَقا ٍ عّزٍة َو ِ
ن َكَفُروا ِفي ِ
ل اّلِذي َن ِذي الّذْكِر)َ(1ب ْ قال ،وردوا عليه ما ردوا َ }:واْلُقْرآ ِ
سِمْعَنا ِبَهَذا ِفي اْلِمّلةِ
يٌء ُيَراُد)َ (6ما َ
ش ْ
ن َهَذا َل َعَلى آِلَهِتُكْم ِإ ّصِبُروا َشوا َوا ْن اْم ُل ِمْنُهْم َأ ْ
ق اْلَم َُ
طَل َ
ب)َ(5وان َ جا ٌ
عَيٌء ُ
ش ْ
ن َهَذا َل َ
حًدا ِإ ّ
ِإَلًها َوا ِ
ق{ ثم هلك أبو طالب . لٌ خِت َ
لا ْن َهَذا ِإ ّلَثٍة{ ]المائدةِ} [73 :إ ْ ث َث َ
ل َثاِل ُ
ن ا َّخَرِة { ]ص5 :ـ [7يعنون النصارى ،لقولهم ِ }:إ ّ لِاْ
سعى الرسول إلى الطائف وموقف ثقيف منه
ل صلى ال عليه وسلم من الذى ما لم تكن تنال منه في حياة عمه
قال ابن إسحاق :ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم إلى الطائف ،يلتمس النصرة من ثقيف ،والمنعة بهم من قومه ،ورجاء أنأبي طالب ،فخرج رسول ا ّ
ل عز وجل ،فخرج إليهم وحَده .
يقبلوا منه ما جاءهم به من ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :فحدثني يزيد بن زياد ،عن محمد بن كعب الثلثة الذين نزل بهم رسول ا ّ
عَمد إلى نفر من ثقيف ،هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم ، ل صلى ال عليه وسلم إلى الطائف َ ، الُقَرظي ،قال :لما انتهى رسول ا ّ
عقدة بنعَمير بن عوف ابن ُ عَمير ،وحبيب بن عمرو بن ُ عمرو بن ُعَمير ،ومسعود بن َ عمرو بن ُ وهم إخوة ثلثة :عبد َياِليل بن َ
ل صلى ال عليه وسلم ،فدعاهم إلى جَمح ،فجلس إليهم رسول ا ّ عْوف بن ثقيف ،وعند أحدهم امرأة من قريش من بنى ُ غَيَرة بن َ
ِ
ل ،وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على السلم ،والقيام معه على من خالفه من قومه ،فقال له أحدهم :هو َيْمُرط ثياب الكعبة ا ّ
ل كمال من ا ّ
ل ل أكلمك أبدا ،لئن كنت رسو ً ل أحدًا يرسله غيرك ! وقال الثالث :وا ّ
إن كان ال أرسلك ،وقال الخر :أما وجد ا ّ
ل صلى ال ل ،ما ينبغى لي أن أكلمك .فقام رسول ا ّتقول ،لنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلم ،ولئن كنت تكذب على ا ّ
ل صلى عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف ،وقد قال لهم –فيما ذكر لي :-إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عنى ،وكره رسول ا ّ
ال عليه وسلم أن يبلغ قومه عنه ،فُيْذئرهم ذلك عليه .
عبيد بن الْبرص : قال ابن هشام :قال َ
ل صلى ال حَبلة من عنب ،فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران إليه ،ويريان ما لقى من سفهاء أهل الطائف ،وقد لقى رسول ا ّ إلى ظل َ
جَمح ،فقال لها :ماذا لقينا من أحمائك ؟
عليه وسلم -فيما ذكر لي -المرأة التي من بني ُ
ضْع َ
ف ل صلى ال عليه وسلم قال – فيما ذكر لي " :-اللهم إليك أشكو َ شكواه صلى ال عليه وسلم إليه تعالى :فلما اطمأن رسول ا ّ
قوتى ،وقلة حيلتي ،وهوانى على الناس ،يا أرحم الراحمين ،أنت رب المستضعفين ،وأنت ربى ،إلى من َتِكُلنى؟ إلى بعيد
ي غضب فل أبالي ،ولكن عافيتك هي أوسع لي ،أعوذ بنور وجهك الذي جّهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك عل ّ يت َ
ضى ،ول طك ،لك الُعْتَبى حتى تر َ خُ
سْ
ى ُت ،وصلح عليه أمُر الدنيا والخرة من أن ُتنزل بي غضبك ،أو يحل عل ّ أشرقت له الظلما ُ
ل ول قوَة إل بك ". حو َ
شْيبة،
عتبة و َ
قصته صلى ال عليه وسلم مع عداس :قال :فلما رآه ابنا ربيعةُ ،
عّداس ،فقال له :خذ ِقطفا من هذا العنب ،فضعه في هذا وما لقى ،تحركت له رحمهما ،فدعَوا غلما لهما نصرانيا ،يقال له َ
ل صلى ال عليه ي رسول ا ّ عّداس ،ثم أقبل به حتى وضعه بين يد ْ الطبق ،ثم اذهب به إلى ذلك الرجل ،فقل له يأكل منه .ففعل َ
عّداس في وجهه ،ثم ل ،ثم أكل ،فنظر َل صلى ال عليه وسلم فيه يده ،قال :باسم ا ّ ل ،فلما وضع رسول ا ّ وسلم ،ثم قال له ُ :ك ْ
عّداس ،وما ل صلى ال عليه وسلم :ومن أهل أي البلد أنت يا َ ل هذه البلد ،فقال له رسول ا ّ ل إن هذا الكلم ما يقوله أه ُ قال :وا ّ
ل صلى ال عليه وسلم :من قرية الرجل الصالح يونس بن َمّتى؛ ديُنك ؟ قال :نصرانى ،وأنا رجل من أهل ِنيَنوى؛ فقال رسول ا ّ
عّداس :
فقال له َ
عرض وسول الّله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل
ل صلى ال عليه وسلم مكة :وقومه أشّد ما كانوا عليه من خلِفه عرض نفسه في المواسم :قال ابن إسحاق :ثم قدم رسول ا ّ
سه في المواسم ،إذا كانت ،على ل صلى ال عليه وسلم َيْعِرض نف َ ل مستضَعفين ممن آمن به .فكان رسول ا ّ وفراق دينه ،إل قلي ً
ل.
ن لهم ما بعثه به ا ّسل ،ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبي َ ل ،ويخبرهم أنه نبي ُمْر َ قبائل العرب يدعوهم إلى ا ّ
عَباد الّدَيلى ،أو من حدثه أبو الزناد عنه - قال ابن إسحاق :فحدثني من أصحابنا ،من ل أتهم ،عن زيد بن أسلم عن ربيعة بن ِ
عَباد.
قال ابن هشام :ربيعة بن ِ
ل بن عباس ،قال عبيدا ّ
حسين بن عبد ال بن ُ أبو لهب يفرق الناس من حوله صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :وحدثني ُ
ل صلى ال عليه وسلم يقف على منازل القبائل عَباد ،يحدثه أبي ،قال :إني لغلم شاب مع أبي بمنى ،ورسول ا ّ سمعت ربيعة ابن ِ
ل ول تشركوا به شيئًا ،وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه ل إليكم ،يأمركم أن تعبدوا ا ّ من العرب ،فيقول :يا بنى فلن ،إني رسول ا ّ
ل ما بعثنى به .قال :وخلفه رجل أحول وضيء ،له من هذه النداد ،وأن تؤمنوا بي ،وتصدقوا بي ،وتمنعونى ،حتى أبين عن ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم من قوله وما دعا إليه ،قال ذلك الرجل :يا بنى فلن ،إن هذا غديرتان عليه حلة عدنية .فإذا فرغ رسول ا ّ
إنما يدعوكم أن تسلخوا اللت والعزى من أعناقكم ،وحلفاءكم من الجن من بنى مالك بن أَقْيش ،إلى ما جاء به من البدعة
والضللة ،فل تطيعوه ،ول تسمعوا منه .
قال :فقلت لبي :يا أبت ،من هذا الذي يتبعه ويرد عليه ما يقول ؟ قال هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب ،أبو لهب .
قال ابن هشام :قال النابغة:
شن جليه ِب َ
فر ْ ُيَقْعِقُع خل َ #كأنك من جمال بني أَقْي ٍ
ش
عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على كندة :قال ابن إسحاق :حدثنا ابن شهاب الزهرى :أنه أتى ِكْندة في منازلهم ،وفيهم سيد
ل عز وجل ،وعرض عليهم نفسه ،فأَبْوا عليه . لهم يقال ُ :مَلْيح ،فدعاهم إلى ا ّ
حصين :أنه أتى عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على كلب :قال ابن إسحاق :وحدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد ال بن ُ
ل وعرض عليهم نفسه ،حتى إنه ليقول لهم :يا بني عبد ال ، كلبا في منازلهم ،إلى في منهم يقال لهم :بنو عبد ال ،فدعاهم إلى ا ّ
ل عز وجل قد أحسن اسَم أبيكم ،فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم . إن ا ّ
عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على بني حنيفة :قال ابن إسحاق :وحدثني بعض أصحابنا عن عبد ال بن كعب بن
ل وعرض عليهم نفسه ،فلم يكن أحد من ل صلى ال عليه وسلم أتى بنى حنيفة في منازلهم ،فدعاهم إلى ا ّ مالك :أن رسول ا ّ
العرب أقبح عليهم ردا منهم .
عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على بني عامر :قال ابن إسحاق :وحدثني الزهري أنه أتى بني عامر بن صعصعة،
حرة بن فراس . سه ،فقال رجل منهم -يقال له َ :بْي َ ل عز وجل ،وعرض عليهم نف َ فدعاهم إلى ا ّ
ل ،لو إني أخذت صْعصعة :-وا ّ شير بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن َ قال ابن هشام :فراس بن عبد ال بن سلمة الخير بن ُق َ
ل على من خالفك ،أيكون لنا ت إن نحن بايعناك على أمرك ،ثم أظهرك ا ّ هذا الفتى من قريش ،لكلت به العرب ،ثم قال :أرأي َ
ل كان المر ل يضعه حيث يشاء .قال :فقال له :أَفُتهَدف نحوُرنا للعرب دونك ،فإذا أظهرك ا ّ المر من بعدك ؟ قال :المر إلى ا ّ
لغيرنا! ل حاجة لنا بأمرك؛ فأبوا عليه .
ن ،حتى ل يقدر أن يوافي معهم المواسم ،فكانوا إذا س رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم ،قد كانت أدركته الس ّ فلما صدر النا ُ
رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم ،فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم ،فقالوا :جاءنا فتى من قريش ،
ثم أحد بنى عبد المطلب ،يزعم أنه نبي ،يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه ،ونخرج به إلى بلدنا .قال :فوضع الشيخ يديه على
طلب ،والذي نفس فلن بيده ،ما تقّولها إسماعيلى قط وإنها لحق ف ،هل لُذَناباها من َم ْ رأسه ثم قال :يا بنى عامر ،هل لها من َتل ٍ
،فأين رأيكم كان عنكم .
ل صلى ال عليه وسلم على ذلك من أمره ، عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه في المواسم :قال ابن إسحاق :فكان رسول ا ّ
ل من الهدى لسلم ،وَيْعرض عليهم نفسه ،وما جاء به من ا ّ ل وإلى ا ِ كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى ا ّ
ل ،وعَرض عليه ما عنده . والرحمة ،وهو ل يسمع بقادم يقدم مكة من العرب ،له اسم وشرف ،إل تصّدى له ،فدعا إلى ا ّ
عرضه صلى ال عليه وسلم نفسه على سويد بن صامت :قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة النصاري ،ثم
ظفري عن أشياخ من قومه قالوا: ال ّ
عْوف ،مكة حاجًا سويد بن صامت ،أخو بنى عمرو بن َ قدم ُ
أو معتمرًا ،وكان سويد إنما يسميه قومه فيهم :الكامل ،لجلده وشعره وشرفه ونسبه ،وهو الذي يقول :
فري
يَ ْ ما ساءك بالغيب مقالَته ب من تدعو صديقا ً ولوترى
#أل ُر ّ
النحرِ ث ُغَْرةِ على مأثوٌر ب
وبالغي ِ مقالُته كالشهدِ ما كان شاهههدا ً #
ر
الظه ِ بعَقَ َ تبتري غش ّ ة
َيسرك باديه وتحت أديمهههه نميم ُ #
شْزرِ ال ّ بالنظرِ والبغضاِء الغ ّ
ل م من ُتبين لك العينان ما هو كاتهه ٌ #
ري ش ولي َب ْ ِ َيري ُ وخيُر الموالى من شِنى بخير طاَلما قد ب ََري َْتنى
فرِ ْ #
سَليم ،ثم أحد بنى زِع ْههب ابههن مالههك علههى مههائة
وهو الذي يقول -ونافر رجل من بنى ُ
ناقة ،إلى كاهنة من كهان العرب ،فقضت له ،
سَليم قال :أبعث إليك به ،قال :
سَلمى ،ليس معهما غيرها ،فلما فرقت بينهما الطريق ،قال :مالى يا أخا بني ُ
فانصرف عنها هو وال ّ
سَويد بيده ،ل تفارقنى حتى أوَتى بمالي ،فاّتخذا فضرب به الرض ،ثم أوثقه فمن لي بذلك إذا ُفّتني به ؟ قال :كل ،والذي نفس ُ
سَليم بالذي له ،فقال في ذلك :عمرو بن عوف ،فلم يزل عنده حتى بعثت إليه ُ رباطا ،ثم انطلق به إلى دار بني َ
خت ِ ُ
ل وت َ ْ ب
بالغيو ِ ت ُْرِدي ُ
كنت كمن ب بن مالكن زِغْ ِ
#ل تحسبّني ياب َ
ول
المتح ّ م
الحاز َ إن ة كذلك
عت بعز ٍ
صرِ ْ
#تحولت قِْرنا إذ ُ
ده هو أسف ُ
ل خ ّ ل
ل حا ٍ على ك ّ ط الشمال فلم يز ْ
ل ت به إب ْ َ
#ضرب ُ
ل إن هذا بي لعجز ،أل أساله ما له إذا سمع الذان للجمعة صلى على أبي أمامة صلى عليه واستغفر له .قال :فقلت في نفسي :وا ّ
أسعد ابن ُزرارة؟ قال :فخرجت به في يوم جمعة كما كنت أخرج ،فلما سمع الذان للجمعة صلى عليه واستغفر له .قال فقلت له :
ت ،ما لك إذا سمعت الذان للجمعة صليت على أبي أمامة؟ فقال :أي ُبَنيّ ،كان أول من جمع بنا بالمدينة في َهزم النبيت ،من يا أب ِ
خضمات ،قال :قلت :وكم أنتم يومئذ؟ قال :أربعون رجل. حّرة بني َبياضة ،يقال له َ :نقيع ال َ
َ
إسلم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وبني عبد الشهل :
عمرو بن حزم :أن أسعد بن ل بن المغيرة بن ُمَعْيقب ،وعبد ال بن أبي بكر بن محمد بن َ قال ابن إسحاق :وحدثني عبيد ا ّ
ظَفر ،وكان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن صَعب بن عمير يريد به دار بني عبد الشهل ،ودار بني َ ُزرارة خرج بم ْ
ظَفر.
زيد بن عبد الشهل ابن خالة أسعد بن ُزرارة ،فدخل به حائطا من حوائط بني َ
قال ابن هشام :واسم ظفر :كعب بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الوس -قال :على بئر يقال لها :بئر َمَرق
ضْير ،يومئذ سيدا قومهما من بنى عبد الشهل ، ح َسْيد بن ُفجلسا في الحائط ،واجتمع إليهما رجال ممن أسلم وسعد بن معاذ ،وأ َ
وكلهما مشرك على دين قومه ،فلما سمعا به قال سعد بن معاذ لسيد بن
ضير :ل أبا لك ،انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارْينا ليسفها ضعفاءنا ،فازجْرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا ،فإنه لول ح َ
ُ
أن أسعد ابن زرارة منى حيث قد علمت كفيتك ذلك ،هو ابن خالتي ،ول أجد عليه مقدما.
ضير حربته ثم أقبل إليهما؛ فلما رآه أسعد ابن ُزرارة ،قال لمصعب بن عمير، :هذا سيد قومه قد جاءك ، ح َ قال :فأخذ أسيد بن ُ
ل فيه؛ قال مصعب :إن يجلس أكلْمه .قال فوقف عليهما ُمتشّتما ،فقال :ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاَءنا؟ اعتزلنا إن فاصدق ا ّ
كانت لكما بأنفسكما حاجة .
فقال له مصعب :أَو تجلس فتسمع ،فإن رضيت أمرًا قبلته ،وإن كرهته ُكف عنك ما تكره ؟
ل لعرفنا في
لسلم ،وقرأ عليه القران؛ فقال فيما يذكر عنهما :وا ّ صَعب با ِ
قال :أنصفت ،ثم ركز حربته وجلس إليهما ،فكلمه ُم ْ
وجهه السلَم قبل أن يتكلم في إشراقه وتسّهله ،ثم .قال :ما أحسن هذا الكلم وأجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا
الدين ؟ قال له :تغتسل فتطّهر وتطهر ثوبيك ،ثم تصلى.
فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ،وتشهد شهادة الحق ،ثم قام فركع ركعتين ،ثم قال لهما :إن ورائي رجل إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد
من في قومه وسأرسله إليكما الن ،سعد بن ُمعاذ ،ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم؛ فلما نظر إليه
سْيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم؛ فلما وقف على النادي قال له سعد :ما ل لقد جاءكم أ َسعد بن معاذ مقبل ،قال :أحلف با ّ
حّدثت أن بنى حارثة قد خرجوا ل ما رأيت بهما بأسا ،وقد نهيتهما ،فقال :نفعل ما أحببت ،وقد ُ فعلت ؟ قال :كلمت الرجلين ،فو ا ّ
إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ،وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ،ليخفروك .
ل ما أراك أغنيت شيئًا ،ثم
ضبًا مبادرًا ،تخّوفا للذي ُذكر له من بنى حارثة ،فأخذ الحربة من يده ،ثم قال :وا ّ قال :فقام سعد مغ َ
خرج إليهما؛ فلما رآهما سعد مطمئنين ،عرف سعد أن أسيدًا إنما أراد منه أن يسمع منهما ،فوقف عليهما متشتما ،ثم قال لسعد بن
ل ،لول ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني ،أتغشانا في دارينا بما نكره – وقد قال أسعد بن زرارة :يا أبا أمامة ،أما وا ّ
ل سيد َمن وراءه من قومه ،إن يتبعك ل يتخلف عنك منهم اثنان :-قال :فقال له صعب ،جاءك وا ّ زرارة لمصعب بن عمير :أي ُم ْ
مصعب :أو تقعد فتسمع ،فإن رضيت أمرًا ورغبت فيه قبلته ،وأن كرهته عزلنا عنك ما تكره ؟ قال سعد :أنصفت .ثم ركز
لشراقه وتسّهله ،ثملسلم قبل أن يتكلم ِ ، ل في وجهه ا ِ الحربة وجلس ،فعرض عليه السلم ،وقرأ عليه القران ،قال :فعرفنا وا ّ
قال لهما :وكيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين قال :تغتسل فتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ،ثم تصلى ركعتين .
قال :فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ،وشهد شهادة الحق ،ثم ركع ركعتين ،ثم أخذ حربته ،فأقبل عامدًا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن
حضير.
ل لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم؛ فلما وقف عليهم قال :يا قال :فلما رآه قومه مقبل ،قالوا :نحلف با ّ
ي حرام حتى بني عبد الشهل ،كيف تعملون أمري فيكم قالوا :سيُدنا وأفضُلنا رأيًا ،وأيمُننا نقيبًة قال :فإن كلم رجالكم ونسائكم عل ّ
ل وبرسوله .تؤمنوا با ّ
صَعب إلى منزل أسعد بن ل ما أمسى في دار بني عبد الشهل رجل ول امرأة إل مسلمًا ومسلمًة ،ورجع أسعد وُم ْ قال :فوا ّ
ُزرارة فأقام عنده يدعو الناس إلى السلم ،حتى لم تبق دار من دور النصار إل وفيها رجال ونساء مسلمون ،إل ما كان من دار
سَلت ،
ل ،وهم من الْوس بن حارثة ،وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن ال ْ طمة ووائل وواقف ،وتلك أوس ا ّ خ ْ
بنى أمية بن زيد ،و َ
لسلم ،فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول ا ّ
ل وهو صيفي ،وكان شاعرًا لهم وقائدًا يستمعون منه ويطيعونه ،فوقف بهم عن ا ِ
لسلم ،وما اختلف الناس فيه من أمره : صلى ال عليه وسلم إلى المدينة ،ومضى بدر وأحد والخندق ،وقال فيما رأى من ا ِ
ل بال ّ
ذلو ِ منها ب
الصع ُ ي ُل َ ّ
ف ت
م ْ
س أشياخ أل ّ
ب النا ِ
#أر ّ
ل
السبي ِ فلمعرو ِ سْرنا
في ّ س أما إذ ضللنا ب النا ِ #أر ّ
ل ُ
شكو ِ بذي اليهودِ ندي ُ وما #فلول رّبنا كنا يهههودا ً
ل الجلي ِ
ل ن في جب ِ مع الرهبا ِ #ولول رّبنا كنا نصـــارى
ل جي ِ
ل حنيفًا ديُننا عن ك ّ خلقنـــــا
خلقنا إذ ُ #ولكنا ُ
جلو ِ
ل ب في ال ُُمكّثفة المناك ِ عنا ٍ
ت سف ُمْذ ِ #نسوق الَهْدي َتر ُ
قال ابن هشام :أنشدنى قوله :فلول ربنا ،وقوله :لول ربنا ،وقوله :مكشفة المناكب في الجلول ،رجل من النصار ،أو من
خزاعة .
أمر العقبة الثانية
قال ابن إسحاق :ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة ،وخرج من خرج من النصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج
ل صلى ال عليه وسلم العقبة ،من أوسط أيام التشريق ،حين أراد من قومهم من أهل الشرك ،حتى قدموا مكة ،فواعدوا رسول ا ّ
كرامته ؛ والنصِر لنبيه ،وإعزاز السلم وأهله ،وإذلل الشرك وأهله .
سَلمة،
البراء بن معرور يصلي إلى الكعبة :قال ابن إسحاق :حدثني َمْعَبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن الَقْين ،أخو بنى َ
ل صلى ال أن أخاه عبد ال بن كعب ،وكان من أعلم النصار ،حدثه أن أباه كعبا حدثه ،وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول ا ّ
عليه وسلم بها ،قال :خرجنا في حجاج قومنا من المشركين ،وقد صلينا وفِقهنا،
عمرو بن حرام أبو جابر ،سيد من سادتنا ،وشريف من ل صلى ال عليه وسلم لها ،ومعنا عبد ال بن َ الليلة التي واعدنا رسول ا ّ
أشرافنا ،أخذناه معنا وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا ،فكلمناه وقلنا له :يا أبا جابر ،إنك سيد من سادتنا ،وشريف
ل صلى ال من أشرافنا ،وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبًا للنار غدا ،ثم دعوناه إلى السلم ،وأخبرناه بميعاد رسول ا ّ
عليه وسلم إيانا العقبة .قال :فأسلم وشهد معنا العقبة ،وكان نقيبًا.
ث الليل خرجنا من رحالنا لمعاد رسول ا ّ
ل امرأتان في البيعة :قال :فنمنا تلك الليلة مع قوِمنا في رحالنا ،حتى إذا مضى ُثل ُ
شْعب عند العقبة ،ونحن ثلثة وسبعون رجل ،ومعنا امرأتان صلى ال عليه وسلم ،نتسلل تسلل الَقطا ُمسَتخفين ،حتى اجتمعنا في ال ّ
عمارة ،إحدى نساء بنى مازن بن النجار ،وأسماء بنت عمرو بن عدي بن َناِبى ،إحدى نساء بنى سْيبة بنت كعب ،أم ُمن نسائناُ :ن َ
سَلمة ،وهي أم َمنيع . َ
ل صلى ال عليه وسلم حتى جاءنا ومعه عمه العباس شْعب ننتظر رسول ا ّ العباس يستوثق من النصار :قال :فاجتمعنا في ال ّ
ق له .فلما جلس كان أول ُمتكلم العباس بن
ضَر أمر ابن أخيه ويتوَث َ
بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه ،إل أنه أحب أن يح ُ
عبد المطلب فقال :يا معشر الخزرج -قال :وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من النصار :الخزرج ،خزرجها وأْوسها :-إن
محمدًا منا حيث قد علمتم
وقد منعناه من قومنا ،ممن هو على مثل رأينا فيه ،فهو في عز من قومه وَمَنعة في بلده ،وإنه قد أبي إل النحياز إليكم ،واللحوق
سِلموهبكم ،فإن كنتم َتَرْون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه ،فأنتم وما تحملتم من ذلك ،وإن كنتم َتَرْون أنكم ُم ْ
عز وَمَنعة من قومه وبلده .قال :فقلنا له :قد سمعنا ما قلت فتكلْم ياعْوه ،فإنه في ِ وخاذلوه بعد الخروج به إليكم ،فمن الن فَد َ
ل ،فخْذ لنفسك ولربك ما أحببت.
رسول ا ّ
ن ،ودعا إلى ا ّ
ل ل صلى ال عليه وسلم ،فتل القرا َ لا ّعهد الرسول عليه الصلة والسلم على النصار :قال :فتكلم رسو ُ
غب في السلم ،ثم قال :أبايعكم على أن تمنعونى مما تمنعون منه نساَءكم وأبناَءكم .قال :فأخذ الَبراء بن معرور بيده ،ثم ور ّ
ل أبناُء الحروب ،وأهل الحْلقة ،ورثناها ل فنحن وا ّ
قال :نعم والذي بعثك بالحق لنمَنعّنك مما نمنع منه أُزَرنا فبايْعنا يا رسول ا ّ
ل ،إن
ل صلى ال عليه وسلم -أبو الهيثم بن الّتّيهان ،فقال يا رسول ا ّ ل -والبراء يكلم رسول ا ّ كابرًا عن كابر .قال :فاعترض القو َ
ل أن ترجع إلى قومك وَتَدعنا؟ بيننا وبين الرجال حبال ،وإّنا قاطعوها -يعنى اليهود -فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم ،ثم قال :بل الدم الدم ،والَهْدم الَهْدم ،أنا منكم وأنتم منى ،أحارب من حاربتم ،وأسالم قال :فتبسم رسول ا ّ
من سالمتم .
قال ابن هشام :ويقال :الَهَدم الهَدم :يعنى الحرمة .أي ذمتي ذمتكم ،وحرمتى حرمتكم .
ل صلى ال عليه وسلم :أخرجوا إليّ منكم اثنى عشر نقيبا ،ليكونوا على قوِمهم بما فيهم . قال كعب بن مالك :وقد قال رسول ا ّ
فأخرجوا منهم اثنى عشر نقيبا ،تسعة من الخزرج ،وثلثة من الْوس .
أسماء النقباء الثنى عشر
نقباء الخزرج :قال ابن هشام :من الخزرج -فيما حدثنا زياد ابن عبد ال البّكائى ،عن محمد بن إسحاق المطلبى -أبو أمامة
ل بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج ،وسعد بن غْنم بن مالك بن النجار ،وهو َتْيم ا ّ
عَبْيد بن ثعلبة بن َ
عَدس بن ُ
أسعد بن ُزرارة بن ُ
الربيع بن عمرو بن أبي ُزَهْير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ،وعبد ال
بن َرَواحة بن
ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج .ورافع بن
شم بن الخزرج ،والَبَراء بن معرور بن جَغضب بن ُ جلن بن عمرو بن عامر بن ُزَريق بن عبد حارثة بن مالك بن َ مالك بن الَع ْ
شم بن
جَ
غْنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساِرَدة بن َتِزيد بن ُ صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن َ
شم بن
جَسَلمة بن سعد بن على بن أسد بن ساردة بن َتزيد بن ُ عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن َ الخزرج؛ وعبد ال بن َ
عْوف بن الخزرج . عمرو بن َ عْوف بن َغْنم بن سالم بن َصرم بن ِفْهر بن ثعلبة بن َعبادة بن الصامت بن َقْيس بن أ ْ الخزرج ،و ُ
عْوف بن عمرو بن الخز رج . غْنم بن عوف ،أخو سالم بن َ قال ابن هشام :هو َ
حِزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن عبادة بن ُدَلْيم بن حارثة بن أبي َ قال ابن إسحاق :وسعد بن ُ
خنيس بن حارثة بن َلْوذان بن عبد ُوّد بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج . الخزرج ،والمنذر بن عمرو بن ُ
خَنيس .
قال ابن هشام :ويقال :ابن ُ
عتيك ابن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الشهل ،وسعد بن سَماك بن َ
ضير بن ِ ح َسْيد بن ُ نقباء الوس :ومن الْوس :أ ُ
سَلم بن امرئ القيس بن مالك بن الوس ،ورفاعة غْنم بن ال ّ
حاط بن كعب بن حارثة بن َ خيُثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن الّن ّ َ
عْوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس . بن عبد المنذر بن َزْنَبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن َ
شعر كعب بن مالك في النقباء :قال ابن هشام :وأهل العلم يعّدون فيهم أبا الهيثم بن التيهان ،ول يعدون رفاعة ،وقال كعب
ابن مالك يذكرهم ،فيما أنشدني أبو زيد النصاري :
واقعُ ن
والحي ُ شْعب ال ّ وحال غداة أبلغْ أَبيا أنه فال رأيههههه #
ع
وسام ُ راٍء س
النا ِ أمرِ بمرصادِ سك إنهه أبي الّله ما مّنتك نف ُ #
ساطعُ الل ّهِ دى
هُ َ من نور بأحمد َ ن قد بدا لنا وأبلغ أبا سفيان أ ْ #
جامعُ أنت ما ك ّ
ل مع ْ ج ّ
و َ ب ّ
وأل ْ ده
ن في حشدِ أمر تري ُ فل ترغب ْ #
تبايُعوا حين ُ
الرهط عليك أباه ض عهوِدنا ودوَنك فاعلم أن نق َ #
ع
وراف ُ عليك يأباه وأسعد ُ عمرو كلهما أباه الَبراء وابن َ #
جادعُ ذلك ت
حاول َ إن فك لن ِ ذر منه ِ
وسعد أباه الساعديّ و ُ #
ع
طام ُ ثَ ّ
م ن
يطمع ْ ل مهبمسل ِ دهن ربيٍع إن تناولت عه َ وما اب ُ #
ع
ناق ُ م
الس ّ دوِنه من حة وإخفاُره ن َروا َ وأيضا ً فل ُيعطيكه اب ُ #
يافعُ تحاو ُ
ل عما بمندوحةٍ ت ي بن صام ٍ وقل ٍ
ق ْ
وفاًء به وال َ #
خانع العهد من أعطى بما ى بمثلههها وفاء أبو هَْيثم ٍ أيضا وف ّ #
نازع الغي أحموقة عن أنت فهل وما ابن حضير إن أردت بمطمع #
مانع ملمر حاولت لما ضروح وسعد أخو عمرو بن عوف فإنه #
طالع الليل دجى في بنحس أولك نجوم ل يغبك منههههم عليك #
فذكر كعب فيهم " أبا الهيثم بن التيهان " ولم يذكر " رفاعة " .قسسال ابسسن إسسسحاق :
فحدثني عبد الله بن أبي بكر :أن رسول الّله
صلى ال عليه وسلم قال للنقباء :أنتم على قومكم بما فيهم كفلء ،ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم ،وأنا كفيل على قومي -يعنى
المسلمين -قالوا :نعم .
ما قاله العباس بن عبادة للخزرج :قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة :أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول ا ّ
ل
صلى ال عليه وسلم قال العباس بن عبادة بن نضلة النصاري ،أخو بني سالم بن عوف :يا معشر الخزرج ،هل تدرون علم
تبايعون هذا الرجل ؟ قالوا :نعم ،قال :إنكم تبايعونه على حرب الحمر والسود من الناس ،فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم
ي الدنيا والخرة ،وإن كنتم َتَرْون أنكم وافون له بما دعوتموه
خز ُل إن فعلتم ِمصيبة ،وأشرافكم قتل أسلمتموه؛ فمن الن ،فهو وا ّ
ل خير الدنيا والخرة ،قالوا :فإنا نأخذه على مصيبة الموال ،وقْتل إليه على َنهَكِة الموال ،وقْتل الشراف ،فخذوه ،فهو وا ّ
ط يدك ،فبسط يده فبايعوه .
ل إن نحن وّفينا .قال :الجنة .قالوا :أبس ْ
الشراف ،فما لنا بذلك يا رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم في أعناقهم . ل ما قال ذلك العباس إل ليشد العقد لرسول ا ّ عمر بن قتادة فقال :وا ّ وأما عاصم بن ُ
وأما عبد ال بن أبي بكر فقال :ما قال ذلك العباس إل ليؤخر القوم تلك الليلة ،رجاء أن يحضرها عبد ال بن أبي ابن سلول ،
ل أعلم أي ذلك كان .فيكون أقوى لمر القوم .فا ّ
قال ابن هشام :سلول :امرأة من خزاعة . ،وهى أم أبي بن مالك ابن الحارث .
أول من ضرب على يد الرسول في بيعة العقبة الثانية:
عمون أن أبا أمامة ،أسعد بن زرارة ،كان أول من ضرب على يده ،وبنو عبد الشهل قال ابن إسحاق :فبنو النجار يز ُ
يقولون :بل أبو الهيثم بن الّتيهان .
قال ابن إسحاق :فأما معبد بن كعب بن مالك فحدثني في حديثه ،عن أخيه عبد ال بن كعب عن أبيه كعب بن مالك ،قال :كان
أول من ضرب على يد رسول ال صلى ال عليه وسلم البراء بن معرور ،ثم بايع بعد القوم .
ل صلى ال عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت الشيطان يصرخ بعد بيعة العقبة :فلما بايعنا رسول ا ّ
صباة معه ،قد اجتمعوا على حربكم ؟ قال :فقال رسول ا ّ
ل جب -والجباجب المنازل -هل لكم في ُمَذّمم وال ّ جبا ِ
سمعته قط :يا أهل ال َ
ل لفرغ ّ
ن ل أما وا ّ
ب العقبة ،هذا ابن أْزيب – قال ابن هشام .ويقال ابن أَزْيب -أتسمع أي عدو ا ّ صلى ال عليه وسلم :هذا أْز ُ
لك .
عبادةضوا إلى رحالكم .قال :فقال له العباس بن ُ ل صلى ال عليه وسلم :ارَف ّ النصار تستعجل الحرب :قال :ثم قال رسول ا ّ
ى غدًا بأسيافنا؟ قال :فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :لم ُنؤمْر ل من ًن على أه ِ ل الذي بعثك بالحق ،إن شئت لنميل ّ بن َنضلة :وا ّ
بذلك ،ولكن ارجعوا إلى رحالكم .قال :فرجعنا إلي مضاجعنا ،فنمنا عليها حتى أصبحنا.
جّلة قريش ،حتى جاءونا في منازلنا فقالوا :يا معشر الخزرج ،إنه قد قريش تجادل النصار :قال :فلما أصبحنا غدت علينا ِ
ل ما من حي من العرب أبغض إلينا، بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا ،وتبايعونه على حربنا ،وإنه وا ّ
ل ما كان من هذا شىء ،وما علمناه . أن تنشب الحرب بيننا وبيِنهم ،منكم .قال :فانبعث من هناك من مشركى قومنا يحلفون با ّ
قال ؛ وقد صدقوا ،لم يعلموه .قال :وبعضنا ينظر .إلى بعض ،قال :ثم قام القوم ،وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومى،
وعليه نعلن له جديدان .قال فقلت له كلمة – كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا :-يا أبا جابر ،أما تستطيع أن تتخذ وأنت سيد
ل لَتْنتَعَلّنُهما .قال
ى ،وقال :وا ّ
ي هذا الفتى من قريش؟ قال فسمعها الحارث ،فخلعهما من رجليه ثم رمى بهما إل ّ من ساداتنا ،مثل نعَل ْ
ل صالح ،لئن صدق الفأل ل وا ّل المفتى ،فاردد إليه نعليه ،قال :قلت :وال ل أرّدهما ،قا ٌ ت وا ّ :يقول :أبو جابرَ :مْه ،أحفظ َ
لسُلَبّنه .
قال ابن إسحاق :وحدثني عبد ال بن أبي بكر :أنهم أتوا عبد ال بن أبي ابن سلول ،فقالوا له مثل ما قال كعب من القول ،فقال
ى بمثل هذا ،وما علمُته كان ،قال :فانصرفوا عنه . لهم :إن هذا المر جسيم ،ما كان قومي ليتفوتوا عل ّ
طس القوُم الخبَر ،فوجدوه قد كان ،وخرجوا في طلب القوم ، ى ،فتن ّعبادة :قال :ونفر الناس من ِمن ً قريش تأسر سعد بن ُ
عبادة بأَذاخر ،والمنذر بن عمرو ،أخا بني ساعدة بن كعب ابن الخزرج ،وكلهما كان نقيبا ،فأما المنذر فأعجز فأدركوا سعد بن ُ
جمته ،وكان ذا سِع رحله ،ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ،ويجذبونه ب ُ القوَم ؛ وأما سعد فأخذوه ،فربطوا يديه إلى عنقه بِن ْ
شعر كثير.
شْعشاع ،حلو من الرجال. ي نفر من قريش ،فيهم رجل وضئ أبيض َ ، ل إني لفي أيديهم إذ طلع عل ّ خلص سعد :قال سعد :فوا ّ
شْعشاع الطويل الحسن .قال رؤبة: قال ابن هشام :ال ّ
ع غيِر ُمودن
شْعشا ٍ
#يمطوه من َ
يعنى :عنق البعير غير قصير ،يقول :مودن اليد ،أي ناقص اليد .قال :فقلت في نفسى :إن يك عند أحد من القوم خيٌر ،فعند
ل إني لفى ل ما عندهم بعد هذا من خير قال :فوا ّ هذا قال :فلما دنا مني رفع يَده فلكمني لكمًة شديدة قال :فقلت في نفسي :ل وا ّ
أيديهم يسحبونني إذا أوى لي رجل ممن كان معهم ،فقال :ويحك ! أما بينك وبين أحد من قريش جوار ول عهد؟ قال :قلت :بَلى،
عِدي بن َنْوفل بن طِعم بن َجبير بن ُم ْ
ل ،لقد كنت أجير ل ُ وا ّ
عبد مناف تجارة ،وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلدي ،وللحارث بن حرب ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ؛ قال :ويحك !
فاهتف باسم الرجلين ،واذكر ما بيَنك وبينهما :قال :ففعلت ،وخرج ذلك الرجل إليهما ،فوجدهما في المسجد عند الكعبة فقال لهما:
إن رجل من الخزرج الن ُيضرب بالبطح وَيهتف بكما ،ويذكر أن بينه وبينكما جوارًا؛ قال :ومن هو؟ قال :سعد بن عبادة ،قال:
ل ،إن كان ليجير لنا تجاَرنا ،ويمنعهم أن ُيظلموا ببلده .قال :فجاء ا فخّلصا سعدًا من أيديهم فانطلق ،وكان الذي لكم صدق وا ّ
عمرو ،أخو بني عامر بن لؤي . سعدًا سَُهْيل بن َ
خَتري بن هشام . قال ابن هشام :وكان الرجل الذي أوي إليه ،أبا الَب ْ
أول ما قيل في الهجرة من الشعر :قال ابن إسحاق :وكان أول شعر قيل في الهجرة بيتين ،قالهما ضرار بن الخطاب بن
مرداس ،أخو بني محارب بن فهر:
ت ُمنِذَراوكان شفاًء لو تدارك َ عنوًة فأخذته
ت سعدًا َ #تدارك َ
حِرّيا أن ُيهان وُيهَدَرا
وكانت َ حه
طّلت هناك جرا ُ #لو ِنلته ُ
قال ابن هشام :ويروى :
#وكان حقيقا أن ُيهان وُيهَدرا
قال ابن إسحاق :فأجابه حسان بن ثابت فيهما فقال :
جموح ،في فتيان منهم عْمرو بن ال َ سَلمة :معاُذ ابن جبل ،وابنه ُمعاذ بن َ ظمه وتطهره ،فلما أسلم فتيان بني َ يصنعون ،تتخذه إلها تع ّ
عَذُر الناس ،
حفر بنى سلمة ،وفيها ِ عمرو ذلك فيحملِونه فيطرحونه في بعض ُ ممن أسلم وشهد العقبة كانوا يدلجون بالليل على صنم َ
ُمَنّكسا على رأسه ،فإذا أصبح عمرو ،قال :ويلكم ! من عدا على آلهتنا هذه الليلة؟ قال :ثم يغدو يلتمسه ،حتى إذا وجده غسَله
عَدوا عليه ،ففعلوا به مثل ذلك ،فيغدو عمروَ ، خِزيّنه .فإذا أمسى ونام َل لو أعلم من فعل هذا بك ل ْ وطهره وطيبه ،ثم قال :أما وا ّ
فيجده في مثل ما كان فيه من الذى ،فيْغسله ويطهره ويطيبه ،ثم يعدون عليه ،إذ أمسى ،فيفعلون به مثل ذلك .فلما أكثروا عليه ،
ل ما أعلم من يصنع بك ما ترى، استخرجه من حيث أْلَقْوه يوما ،فغسله وطهره وطيبه ،ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ،ثم قال ، :إني وا ّ
عَدوا غليه ،فأخذوا السيف من عنقه ،ثم أخذوا كلبا ميتا فإن كان فيك خير فامتنع ،فهذا السيف معك – فلما أمسى ونام عمروَ ،
جموح فلم يجده في مكانه الذي عمرو بن ال َ عذر الناس ،ثم عدا َ عَذر من ِ
سَلمة ،فيها ِ فقرنوه به بحبل ،ثم أْلَقْوه في بئر من آبار بني َ
كان به .
إسلم عمرو وما قاله من الشعر :فخرج يتبعه حتى وجده في تلك البئر مَنّكسا مقرونا بكلب ميت ،فلما رآه وأبصر شأنه ،
ل ما عَرف ،وهو يذكر صنمه ذلك وما ن إسلمه ،فقال حين أسلم وعَرف من ا ّ سَ ل ،وح ُوكلمه من أسلم من قومه ،فأسلم برحمة ا ّ
أبصر من أمره ،ويشكر ال تعالى الذي أنقذه مما كان فيه من الَعَمى والضللة:
ط بئر في َقَر ْ
ن سَت وكلب و ْ أن َ ت إلهًا لم تكـ ْ
ن ل لو كن َ #وا ّ
سوِء الَغَب ْ
ن ن ُ عْك َ ن فتشنا َال َ سَتــَدن
ف لَمْلَقاك إلهًا ُم ْ
#أ ّ
ن الّدي ْ
ن ق َديا ِ
ب الرزا ِ الواه ِ ي ذي المئ َ
ن ل العل ّ
#الحمُد ِ
ظلمِة قبر ُمْرَته ْ
ن ن في ُ أكو َ #هو الذي أنقذني مـن أن
ي المرته ْ
ن #بأحمَد المهدي النب ّ
شروط البيعة في العقبة الخيرة
طه عليهم في العقبة ل لرسوِله صلى ال عليه وسلم في القتال شروطًا سوى شر ِ قال ابن إسحاق :وكانت بيعُة الحرب ،حين أِذن ا ّ
ل له فيها،
ن لرسوله صلى ال عليه وسلم في الحرب ،فلما أذن ا ّل تعالى لم يكن أِذ َ
الولى ،كانت الولى على بيعة النساء وذلك أن ا ّ
ط على القوم لرّبه ،وجعل حمر والسود ،أخذ لنفسه واشتر َ
ل صلى ال عليه وسلم في العقبة الخيرة على حرب ال ْ وبايعهم رسول ا ّ
لهم على الوفاء بذلك الجنة.
عبادة بن الصامت ،
عبادة بن الوليد بن ُ
قال ابن إسحاق :فحدثني ُ
ل صلى ال عليه وسلم َبْيعة الحرب -وكان عبادة بن الصامت ،وكان أحد النقباء ،قال :بايعنا رسول ا ّجّده ُ
عن أبيه الوليد ،عن َ
شطناعسرنا وُيسرنا وُمْن َعبادة من الثنى عشر الذين بايعوه في العقبة الولى على بيعة النساء -وعلى السمع والطاعة؛ في ُ ُ
ل َلْومة لئم .
ق أينما كنا ،ل نخاف في ا ّ
ل بالح ّ
وُمْكَرهنا ،وأْثَرٍة علينا ،وأن ل ننازع المَر أهَله ،وأن نقو َ
أسماء من شهد العقبة الخيرة
ل صلى ال عليه وسلم بها من الْوس والخزرج عدد من شهدها :قال ابن إسحاق :وهذا تسمية من شهد العقبة ،وبايع رسول ا ّ
،وكانوا ثلثة وسبعين رجل وامرأتين .
شم بن الحارث جَشهل بن ُعمرو بن عامر ،ثم من بني عبد ال ْ من الوس بن حارثة :شهدها من الوس بن حارثة بن َثعلبة بن َ
شَهل ،نقيب لم
عِتيك بن رافٍع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد ال ْ سَماك بن َ حضْير بن ِ سْيد بن ُ
بن الخزرج بن عمرو بن الْوس :أ َ
شهل ،شهدعوراء بن عبد ال ْ غبة بن َز ُ
سَلمة بن سلمة بن َوْقش بن ِز ْ
يشهد بدرا .وأبو الَهْيثم بن التيهان ،واسمه مالك ،شهد بدرًا .و َ
عْوراء.
بدرًا ،ثلثة نفر .قال ابن هشام :ويقال :ابن ز َ
من بني حارثة بن الحارث :قال ابن إسحاق :ومن بني حارثة بن الحارث بن
جشم بن عمرو بن مالك بن الْوس :ظ ُهَْير بن رافع بن َ
عدي بن زيد بن ُ الخزرج بن َ
هماندة بن ن َِيار ،واسمه هاني بن ِنيار بن عمرو بن عبيد بن كلب بن د ُ ْ حارثة :وأبو ب ُْر َ
بن غَْنم بن ذ ُْبيان بن
عمرو بن الحاف بن ُقضاعة ،حليف لهم ى بن َ ى بن ب َل ِ ّ
هن ّ
هل بن َمْيم بن كاهل بن ذ ْ هُ َ
جدعة بن حارثة ،بن الحارث؛ بن شهد بدرًا .ون ُهَْير بن .الهَْيثم ،من بنى نابي ابن .م ْ
عمرو بن مالك بن الوس ،ثم من آل السواف بن قيس بن عامر بن نايي الخزرج بن َ
جدعة .بن ،حارثة .ثلثة نفر. م ْ
بن َ
حاط من بني عمرو بن عوف - :ومن بنى عمرو بن عوف بن مالك بن الوس :سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن الّن ّ
ل صلى ال عليه سَلم بن امرئ القيس بن مالك بن الوس ،نقيب ،شهد بدرًا ،فُقتل به مع رسول ا ّ غْنم بن ال ّ
بن كعب بن حارثة بن َ
وسلم شهيدًا.
سَلم لنه ربما كانت دعوة الرجل في القوم ، غْنم بن ال ّ
عمرو بن عوف؛ وهو من بني َ قال ابن هشام :ونسبه ابن إسحاق في بنى َ
ويكون فيهم فُينسب إليهم .
عْوف بن عمرو ،نقيب ،شهد بدرًا .وعبد ال قال ابن إسحاق :ورفاعة بن عبد الُمْنِذر بن َزْنَبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن َ
عْوف بن مالك بن الْوس -شهد! بدرًا، عمرو بن َ جَبْير بن النعمان بن أمية ة بن الُبَرك -واسم الُبَرك :امرؤ القيس بن َثْعلبة بن َ بن ُ
ل صلى ال عليه وسلم على .الّرَماة؛ ويقال :أمية.بن الَبْرك ،فيما قال ابن هشام . وُقتل يوَم أحد شهيدًا أميرًا لرسول ا ّ
جلن بن حارثة بن ضَبْيعة ،حليف لهم من َبِلى ،شهد بدرًا وأحدًا والخندق ، ن بن عدي بن الجد بن .الَع ْ قال ابن إسحاق :ومْع ُ
عَوْيم بن ساعدة، ل عنه ،و ُومشاهد رسول ال صلى ال عليه وسلم كلهاُ ،قتل يوَم اليمامة شهيدًا في خلفة أبي بكر الصديق رضى ا ّ
شهد بدرا وأحدا والخندق .خمسة نفر.
فجميع من شهد العقبة من الوس أحد عشر رجل.
ل بن
عمرو بن عامر؛ ثم من بنى النجار ،وهو َتْيم ا ّ من الخزرج بن حارثة :وشهدها ،من الخزرج بن حارثة بن َثْعلبة بن َ
غْنم بن مالك بن النجار ،شهد عْوف بن َ عمرو بن الخزرج :أبو أيوب ،وهو خالد بن زيد بن كَليب بن َثعلبة بن عبد بن َ ثعلبة بن َ
بدرا وأحدًا والخندق ،والمشاهد كلها؛ مات بأرض الروم غازيًا في زمن معاوية بن أبي سفيان .وُمعاذ بن الحارث بن رفاعة بن
عْوف بن الحارث غْنم بن مالك بن النجار ،شهد بدرا وأحدًا والخندق ،والمشاهد كلها ،وهو ابن عفراء ،وأخوه َ سواد بن مالك بن َ َ
شهد بدرا وقتل به شهيدا ،وهو لعفراء .وًاخوه ُمعّوذ بن الحارث ،شهد بدرا وُقتل به شهيدا ،وهو الذي َقتل أبا جهل بن هشام بن
عْمرو بن حْزم بن زيد بن َلوذان بن َ عمارة بن َ
المغيرة :وهو لعفراء -ويقال :رفاعة بن الحارث بن سواد -فيما قال ابن هشاِم -و ُ
عبد عوف بن غْنم بن مالك بن النجار :شهد بدرا وأحدًا والخندق ،والمشاهد كّلهاُ ،قتل يوم اليمامة شهيدا في خلفة أي بكر الصديق
غْنم بن مالك بن النجار ،نقيب ،مات قبل بدر ومسجد رسول ال عَبيد بن ثعلبة بن َ
عَدس بن ُ ل عنه .وأسعد بن زرارة ابن ُ رض ا ّ
صلى ال عليه وسلم ُيبنى ،وهو أبو أمامة .ستة نفر.
عمرو عتيك بن نعمان بن َ من بني عمرو بن مبذول :ومن بنى عمرو بن مبذول -ومبذول :عامر بن مالك بن النجار :-سهل بن َ
عتيك بن عمرو ،شهد بدرا .رجل . ابن َ
حَدْيلة :بنت مالك بن زيد َمناة بن حَدْيلة -قال ابن هشام ُ :
من بني عمرو بن مالك :ومن بنى عمرو بن مالك بن النجار ،وهم بنو ُ
شم بن الخزرج جَضب بن ُ غ ْحبيب بن عبد حارثة بن مالك بن َ
عمرو بن زيد َمناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ،شهد بدرًا ،وأبو طلحة ،وهو َزيد -أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن َ
عدي بن مالك بن النجار ،شهدا بدرا .رجلن . عمرو بن زيد َمناة بن َ بن سهل بن السود بن حرام بن َ
عمرو بن زيد بن عوف بن صعة َ : صعصعة ،واسم أبي صع َ من بني مازن بن النجار :ومن بنى مازن بن النجار ،قيس بن أبي َ
ساَقة يومئذ .وعمرو بن غزية بن ل صلى ال عليه وسلم جعله على ال ّ غْنم بن مازن ،شهد بدرا ،وكان رسول ا ّ عمرو بن َ َمْبُذول بن َ
غْنم بن مازن .رجلن .فجميع .من شهد العقبة من بنى النجار أحد ،عشر رجل. خْنساء بن مبذول بن عمرو بن َ عمرو بن ثعلبة بن َ
قال ابن هشام :عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء ،هذا الذي ذكره ابن إسحاق ،إنما هو غزية بن عمرو بن عطية
بن خنساء.
من بني الحارث بن الخزرج :قال ابن إسحاق :ومن بلحارث بن الخزرج :سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي ُزَهْير بن مالك
بن امرئ القيس بن مالك بن َثْعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث ،نقيب ،شهد بدرا وُقتل يوم أحد شهيدا .وخارجة بن زيد بن
أبي ُزَهْير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث ،شهد بدرًا وُقتل يوم أحد شهيدا .وعبد ال
بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث ،نقيب ،شهد
ل صلى ل صلى ال عليه وسلم كلها ،إل الفتح وما بعده ،وُقتل يوم مؤتة شهيدًا أميرًا لرسول ا ّ بدرًا وأحدًا والخندق ومشاهد رسول ا ّ
ال عليه وسلم .وبشير بن سعد بن ثعلبة بن خلس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث أبو النعمان بن بشير،
شهد بدرًا .وعبد ال بن زيد بن ثعلبة بن عبد ال بن زيد َمناة بن
لدخّ ل صلى ال عليه وسلم فأمر به ،و َ ي النداَء للصلة ،فجاء به إلى رسول ا ّ الحارث بن الخزرج ،شهد بدرا ،وهو الذي أِر َ
سَويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ،شهد بدرا وأحدا والخندق ،وُقتل بن ُ
ل صلى ال عليه وسلم -فيما طامها فشدخته شدخًا شديدًا ،فقال رسول ا ّ طم من أ َ ت عليه رحى من أ َ ح ْطِر َ
يوم بنى ُقَرْيظة شهيداُ ،
عْوف بن الحارث بن الخزرج ،وهو جَدارة بن َ سْيرة بن ِ عَ
سْيرة بن ُ
عمرو بن ثعلبة بن أ َ عقبة بن َ يذكرون -إن له لجر شهيدين .و ُ
سنا ،مات في أيام معاوية لم يشهد بدرًا ،سبعة نفر. أبو مسعود وكان أحدث من شهد العقبة ِ
شم بن الخزرج :زياد بن َلِبيد بن جَي بياضة :ومن بني َبَياضة بن عامر بن ُزريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن ُ من بن ِ
عمرو بن وْذَفة بن عبيد بن عامر بن بياضة ،شهد بدرا. عدي بن أمية بن َبَياضة ،شهد بدرًا ،وفروة بن َ سنان بن عامر بن َ ثعلبة بن ِ
قال ابن هشام :ويقال :ودفة .
جلن بن عامر ابن َبَياضة شهد بدرا ،ثلثة نفر. قال ابن إسحاق :وخالد بن َقْيس بن مالك بن الَع ْ
شم بن الخزرج :رافع بن مالك بن جَضب بن ُ ي زريق :ومن بني ُزَريق بن عامر بن ُزَريق بن عبد حارثة بن مالك بن غ ْ من بن ِ
العجلن بن
ل صلى عمرو بن عامر بن ُزرْيق ،نقيب ،وَذكوان بن عبد قيس بن خلدة ابن فخّلد بن عامر بن ُزَريق ِ ،وكان خرج إلى رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم من المدينة ،فكان يقال له :مهاجري أنصاري ،شهد ال عليه وسلم ،وكان معه بمكة وهاجر إلى رسول ا ّ
خّلد بن عامر بن ُزَريق ،شهد بدرا ،والحارث بن قيس بن خالد خلدة ابن م ُ بدرا وُقتل يوم أحد شهيدا .وعّباد بن قيس بن عامر بن َ
خَلد بن عامر بن ُزَرْيق ،وهو أبو خالد شهد بدرا ،أربعة نفر. بن َم ْ
شم بن الجِزرج ،ثم من بنى عبيد ابن جَساِرَدة بن َتِزيد بن ُ
من بني سلمة بن سعد :ومن بنى سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن َ
غْنم ،نقيب ،وهو الذي سنان بن عبيد بن عدي بن َ خْنساء بن ِسَلمة :الَبراء بن معرور بن صخر بن َ غْنم بن كعب بن َ عدى بن َ
ل مْقَدِم رسول ل صلى ال عليه وسلم وشرط له ،واشترط عليه ،ثم ُتوفي قب َ عم بنو سلمة أنه كان أول من ضرب على يد رسول ا ّ تز ُ
ل صلى ال عليه وسلم المدينة .وابنه بشر بن الَبراء بن معرور ،شهد بدرا وأحدا والخندق ومات بخيبر من أكلة أكلها.مع رسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم ،حين سِأل بني سَلمة من سيدكم سّم فيها -وهو الذي قال له رسول ا ّ ل صلى ال عليه وسلم ،من الشاة التي ُ ا ّ
خل ! سيد بني سَلمة البي ُ
ض جّد بن َقْيس ،على بخله ،فقال رسول صلى ال عليه وسلم :وأي داِء أكبر من الُب ْ يا بني سََلمة؟ فقالِوا :ال َ
سنان ابن عبيد ،شهد بدراِ ،وقتل! يوم الخندق شهيدا. سنان بن صيفى بن صخر بن خنساء بن ِ شر بن الَبراء بن معرور – و ِ جْعُد ِب ْ
ال َ
خناس بن سْرح بن ُ حمل يوم الخندق شهيدا .وَمْعقل بن المنذر بن َ عَبْيد ،شهد بدرا ،و ُ خْنساء ابن سنان بن ُ طَفْيل بن النعمان ابن َ وال ّ
عَيْيد ،شهد بدرا ،ويزيد بن المنذر ،شهد بدرا ،ومسعود بن يزيد بن سبيع بن خنساء بن سنان بن عبيد ،والضحاك بن حارثة سنان بن ُ ِ
عَبْيد ،شهدبن زيد بن َثعلبة بن ُ
عَبيد ،شهد بدرا. سنان بن ُ خْنساء بن ِ خر بن أمية بن َ جبار بن ص ْ عَبْيد ،و ُ
بدرا ،ويزيد بن حرام بن سبيع بن خنساء بن سنان بن ُ
خناس . جّبار بن صخر بن أمية بن ُ قال ابن هشام :ويقال َ :
عَبْيد ،شهد بدرًا .أحد عشر رجل. سنان بن ُ قال ابن إسحاق :والطفيل بن مالك بن خنساء بن ِ
سَواد :كعب بن مالك بن أبي كعب ابن سَلمةَ ،ثم من بني كعب بن َ غْنم بن صب بن َ من بني سواد بن غنم :ومن بني سواد بن َ
القْين بن كعب ،رجل . .
ن عمرو بن غْنم ،شهد سَليم بن عمرو بن حديدة ب ِ سَلمة ُ :غْنم بن كعب بن َ ن َسَواد ب ِغْنم بن َ
من بني غنم بن سواد :ومن بني َ
غْنم ،وهو أبو المنِذر، عمرو بن َ حديدة بن َ حديدة بن عمرو بن غْنم ،شهد بدرا ،وأخوه يزيد بن عامر بن َ طبة بن عامر بن َ بدرا ،وُق ْ
غْنم ،
عمرو بن َ عّباد بن َ
سَواد بن َ ى بن َ صْيف ّ
غْنم ،شهد بدرا ،و َعمرو بن َ عّباد بن َ سر ،واسمه كعب بن عمرو بن َ شهد بدرا ،وأبو الَي َ
خمسة نفر.
غْنم .
سَواد ،وليس لسواد ابن يقال له َ : عّباد بن عمرو بن غنم بن َ سود بن َ قال ابن هشام :صيفى بن أ ْ
غَنَمة بن عدي بن سَلمة :ثعلبة بن َ سَواد بن غْنم بن كعب بن َ عْمرو بن َ ي نابي :قال ابن إسحاق :ومن بنى نابى بن َ من بن ِ
عْبس بن عامر بن عدي بن نابى ،شهد بدرا .وعبد ال عدي بن َبابي ،و َ غَنَمة بن َ نابى ،شهد بدرًا ،وُقتل بالخندق شهيدا ،وعمرو بن َ
عِدي بن نابى ،خمسة نفر. عمرو بن َ بن أنْيس ،حليف لهم من ُقضاعة وخالد بن َ
سَلمة :عبد ال بن عمرو بن حرام ابن من بني حِرام بن كعب :قال ابن إسحاق :ومن بني حرام ابن كعب بن غْنم بن كعب بن َ
جموح بن يزيد بن حرام ، عمرو بن ال َ َثْعلبة بن حرام ،نقيب ،شهد بدرا ،وُقتل يوم أحد شهيدا وابنه جابر بن عبد ال .وُمعاذ بن َ
عَمْير بن الحارث بن جْذع :ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام -شهد بدرًا ،وُقتل بالطائف شهيدا .و ُ جْذع -وال ِشهد بدرا ،وثابت بن ال ِ
ثعلبة بن الحارث بن حرام ،شهد بدرا.
عمير بن الحارث بن َلْبَدة بن ثعلبة . قال ابن هشام ُ :
عمرو بن أْوس بن جَبل بن َي .وُمعاذ بن َ لمة بن أْوس بن عمرو بن الُفَراِفِر ،حليف لهم من َبِل ّ سَخِديج بن َ
قال ابن إسحاق :و َ
سَلمة، شم بن الخزرج؛ وكان في بنى َ جَساِردة بن َتزيد بن ُ عمرو بن أِدي بن سعد بن على بن أسد ،ويقال :أسد بن َ عائذ بن كعب بن َ
سَلمةل عنه ،وإنما ادعته بنو َ شهد بدرا والمشاهد كّلها ومات بِعْمواس ،عام الطاعون بالشام ،في خلفة عمر بن الخطاب رضى ا ّ
غْنم بن كعب بن سلمة .سبعة نفر. سنان ابن عبيد بن عدي بن َ خْنساء بن ِأنه كان أخا سهل بن محمد بن الجد بن قيس بن صخر بن َ
قال ابن هشام :أوس :ابن عباد بن عدى بن كعب بن عمرو بن أذن بن سعد
عْمرو بن عوف بن عْوف بن َ عْوف بن الخزرج؛ ثم من بني سالم بن َ من بنى عوف بن الخزرج :قال ابن إسحاق :ومن بنى َ
عْوف ،نقيب شهد بدرا والمشاهد كلها. غْنم بن سالم بن َصَرم بن ِفْهر بن ثعلبة بن َ عبادة بن الصامت بن َقْيس بن أ ْ الخزرج ُ :
عْوف بن عمرو ابن عوف بن الخزرج . عْوف ،أخو سالم بن َ غْنم بن َقال ابن هشام :هو َ
غْنم بن سالم بن عوف وكان ممن خرج إلى ضلة بن مالك بن العجلن بن زيد بن َ عبادة بن َن ْ قال ابن إسحاق :والعباس بن ُ
ل صلى ال عليه وسلم وهو بمكة ،فأقام معه بها ،فكان ُيقال له :مهاجري أنصاري ،وُقتل يوم أحد شهيدا ،وأبو عبد رسول ا ّ
عْمرو بن الحارث بن َلْبدة عمارة ،حليف لهم من بني غصينة من بلي .و َ عمرو بن ُ خَزمة بن أصرم بن َ الرحمن يزيد بن ثعلبة بن َ
بن عمرو بن َثعلبة :أربعة نفر ،وهم الَقَواِقل .
حُبّلى -قال ابن هشام :الحبلى :سالم بن غنم غْنم بن عوف بن الخزرج ،وهم بنو ال ُ من بني سالم بن غنم :ومن بني سالم بن َ
غْنم .شهد بدرا؛ سمي الحُبّلى لعظم بطنه : -رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم بن َ ابن عوف ،وإنما ُ
وهو أبو الوليد.
جشم بن مالك بن سالم . قال ابن هشام :ويقال :رفاعة بن مالك ،ومالك :ابن الوليد بن عبد ال بن مالك بن ثعلبة بن ُ
جْعد بن هلل بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف بن ُبْهَثة بن عبد قال ابن إسحق :وعقبة بن وهب بن َكّلدة بن ال َ
ل صلى ال عليه وسلم مهاجرا من ال بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلن ،حليف لهم ،شهد بدرًا ،وكان ممن خرج إلى رسول ا ّ
المدينة إلى مكة ،فكان يقال له :مهاجري أنصاري .
قال ابن هشام :رجلن .
خَزيمة بن عبادة بن حارثة بن أبي ُ من بني ساعدة بن كعب :قال ابن إسحاق :ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج :سعد بن ُ
جشم عمرو بن خنيس بن حارثة بن َلْوذان بن عبد ُوّد بن زيد بن ثعلبة بن ُ ساعدة نقيب ،والُمنذر بن َ طريف بن الخزرج بن َ ثعلبة بن َ
ل صلى ال عليه وسلم ،وهو الذي كان يقال له بن الخزرج بن ساعدة .نقيب .شهد بدرا وأحدا .وُقتل يوم بئر معونة أميرًا لرسول ا ّ
أعنق ليموت .رجلن .
قال ابن هشام :ويقال :المنذر بن عمرو بن خنش .
قال ابن إسحاق :فجميع من شهد العقبة من الوس والخزرج ثلثة وسبعون رجل وامرأتان منهم ،يزعمون أنهما قد بايعتا،
ن.ن فقد بايعتك ّ
ن ،فإذا أقررن ،قال :اذهْب َ ل صلى ال عليه وسلم ل يصافح النساَء إنما كان يأخذ عليه ّ وكان رسول ا ّ
غْنم بن مازن ، عمرو بن َ سْيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن َ من بني مازن بن النجار :ومن بنى مازن بن النجارُ :ن َ
ل صلى ال عليه وسلم ،وشهدت معها أختها .وزوجها زيد بن عاصم بن كعب . وهي أم عمارة ،كانت شهدت الحرب مع رسول ا ّ
وابناها :حبيب بن زيد ،وعبد ال بن زيد ،وابنها حبيب الذي أخذه ُمسيلمة الكذاب الحنفي ،صاحب اليمامة ،فجعل يقول له :أتشهد
ل ؟ فيقول :ل أسمع ،فجعل يقطعه عضوًا عضوًا حتى مات في يده ل ؟ فيقول :نعم فيقول :أفتشهد إني رسول ا ّ أن محمدا رسول ا ّ
ت
ل صلى ال عليه وسلم آمن به وصلى عليه ،وإذا ذكر له ُمسيلمة قال :ل أسمع -فخرج ْ ،ل يزيده على ذلك ،إذا ذكر له رسول ا ّ
ل مسيلمَة ورجعت وبها اثنا عشر جرحا ،من بين طعنة وضربة . سها ،حتى َقتل ا ّ ب بنف ِ
إلى اليمامة مع المسلمين ،فباشرت الحر َ
صعة .صْع َ
حّبان ،عن عبد ال بن عبد الرحمن بن أبي َ قال ابن إسحاق :حدثني هذا الحديث عنها محمُد بن يحيى بن ِ
سَلمة.
غْنم بن كعب بن َ عدي بن نابى بن عمرو بن َ عمرو بن َ من بني سلمة :ومن بنى سلمة :أم َمنيع ،واسمها :أسماء بنت َ
ل آية أنزلت في إذنه له في الحرب ،وإحلله الدماء والقتال ،لمن بنى عليهم ،فيما بلغنى عن عروة بن الزبير وغيره فكانت أو ُ
ن ِدَياِرِهْم ِبَغْيرِجوا ِم ْخِر ُ
ن ُأ ْصِرِهْم َلَقِديٌر)(39اّلِذي َعَلى َن ْ ل َن ا َّظِلُموا َوِإ ّ
ن ِبَأّنُهْم ُ
ن ُيَقاَتُلو َ
ن ِلّلِذي َ
من العلماء ،قول ال تبارك وتعالىُ }:أِذ َ
ل َكِثيًرا
سُم ا ِّ
جُد ُيْذَكُر ِفيَها ا ْ
سا ِ
ت َوَم َ
صَلَوا ٌ
صَواِمُع َوِبَيٌع َو َت َ ض َلُهّدَم ْ
ضُهْمِبَبْع ٍ س َبْع َ ل الّنا َ ل َدْفُع ا ِّ ل َوَلْو َ
ن َيُقوُلوا َرّبَنا ا ُّ ل َأ ْ
ق ِإ ّ
حَّ
ف َوَنَهْوا لةَ َوآَتْوا الّزَكاَة َوَأَمُروا ِباْلَمْعُرو ِ
صَض َأَقاُموا ال ّ لْر ِ ن َمّكّناُهْم ِفي ا َْن ِإ ْعِزيٌز)(40اّلِذي َ ي َ ل َلَقِو ّ
ن ا َّصُرُه ِإ ّن َين ُ ل َم ْ ن ا ُّصَر َّوَلَين ُ
ظلموا ،ولم يكن لهم ذنب فيما بينهم وبين لُموِر{]:الحج39 :ـ [41أي أني إنما أحللت لهم القتال لنهم ُ عاِقَبُة ا ُْ
ل َ ن اْلُمْنَكِر َو ِّ
عْ َ
الناس ،إل أن يعبدوا ال ،وأنهم إذا ظهروا أقاموا الصلة ،وآتوا الزكاة ،وأمروا بالمعروف ،ونهوا عن المنكر ،يعني النبي صلى
ن ِفْتَنة{ :أي حتى ل يفَتن
ل َتُكو َ
حّتى َ
ل تبارك وتعالى عليه َ} :وَقاِتُلوُهْم َ ل عنهِم أجمعين ،ثم أنزل ا ّ ال عليه وسلم وأصحاَبه رضي ا ّ
ل ،ل ُيعبد معه غيره .ل{]البقرة :[193 :أي حتى ُيعبد ا ّ ن ِّ
ن الّدي ُ
مؤمن عن دينه }َوَيُكو َ
ل تعالى له صلى ال عليه وسلم في الحرب ،وبايعه هذا الذن لمسلمي مكة بالهجرة إلى المدينة :قال ابن إسحاق :فلما أذن ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم أصحابه صرة له ولمن اتبعه ،وأوى إليهم من المسلمين ،أمر رسول ا ّ الحي من النصار على السلم والّن ْ
من المهاجرين من قومه ،ومن معه بمكة من المسلمين ،بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها ،واللحوق بإخوانهم من النصار
ل ،وأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بمكة ينتظر أن ل عز وجل قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها ،فخرجوا أْرسا ً وقال :إن ا ّ
يأذن له ّربه في الخروج من مكة ،والهجرة إلى المدينة.
ذكر المهاجرين إلى المدينة
ل صلى ال عليه وسلم من المهاجرين من قريش، ل من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول ا ّ هجرة أبي سلمة وامرأته :فكان أو ُ
عمر بن مخزوم ،واسمه :عبد ال ،هاجر إلى المدينة قبل َبيعة سد بن هلل بن عبد ال بن ُ سلمة بن عبد ال َ من بني مخزوم :أبو َ
ل صلى ال عليه وسلم مكة من أرض الحبشة ،فلما آذته قريش ،وبلغة إسلم من أسلم أصحاب العقبة بستة ،وكان قدم على رسول ا ّ
لنصار ،خرج إلى المدينة مهاجرا. من ا ً
سَلمة عن جدته أم سلمة ،زوج النبي صلى عمر بن أبي َ سَلمة بن عبد ال بن ُ قال ابن إسحاق :حدثني أبي :إسحاق بن يسار ،عن َ
حل لي بعيره ثم حملني عليه ،وحمل معي ابني سلمة بن أبي سلمة ال عليه وسلم ،قالت :لما أجمع أبي سلمة الخروج إلى المدينة ر ّ
ل بني المغيرة بن عبد ال بن عمر بن مخزوم قاموا إليه ،فقالوا :هذه نفسك في حجري ،ثم خرج بي يقود بعيَره ،فلما رأته رجا ُ
ت صاحبتك هذه ؟ علَم نتركك تسير بها في البلد؟ قالت :فنزعوا خطاَم البعير من يده ،فأخذونى منه قالت : غلبَتنا عليها ،أرأي َ
ل ،ل نترك ابننا عندها إذ نزعتموها وغضب عند ذلك بنو عبد السد ،رْهط أبي سلمة ،فقالوا :ل وا ّ
سَلمة بينهم حتى خلعوا يًده وانطق به بنو عبد السد ،وحبسني بنو المغيرة عندهم ،وانطلق زوجي ي َمن صاحبنا .قالت :فتجاذبوا ُبَن ّ
سَلمة إلى المدينة .قالت :ففرق بيني وبين زوجي وبين ابنى. أبو َ
طح ،فما أزال ،أبكي ،حتى أمسي :سنًة أو قريبا منها حتى مر بي رجل من بنى عمى، قالت :فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالب َ
أحد بني المغيرة ،فرأى ما بي فرحمني فقال لبني المغيرة ْ .أل تخرجون هذه المسكينة ،فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها! قالت:
فقالوا
ي عند ذلك ابنى .ت .قالت :ورد بنو عبد السد إل ّ لي :الحقي بزوجك إن شئ ِ
قالت :فارتحلت بعيري ثم أخذت ابنى فوضعته في حجري ،ثم خرجت أريد زوجى بالمدينة .قالت :وما معي أحد من خلق
ن بن طلحة بن أبي طلحة ،أخا بنى عبد الدار ت حتى أْقُدَم على زوجي ،حتى إذا كنت بالتنعيم َلِقيتُ عثما َ ل .قالت :أتبّلغ بمن َلِقي ُ
ا ّ
ل وُبَن ّ
ى ل ،إل ا ّ
ك أحد؟ قالت :فقلت :ل وا ّ فقال لي :إلى أين يا بنت أبي أمية؟ قالت :فقلت أريد زوجي بالمدينة .قال :أَوما مع ِ
ل ما صحبت رجل من العرب قط ،أرى أنه هذا .قال :وال ما لك من َمْترك ،فأخذ بخطام البعير ،فانطلق معي يهوي بي ،فوا ّ
ط عنه ،ثم قيده في الشجرة ،ثم كان أكرم منه ،كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ،ثم استأخر عنى؛ حتى إذا نزلت استأخر ببعيري ؟ فح ّ
ح ،قام إلى بعيري فقدمه فَرحله ثم استأخر عنى ،وقال :اركبى ،فإذا ركبت تنحى عنى إلى شجرة ،فاضطجع تحتها ،فإذا دنا الّروا ُ
عْوف بُقباء، عْمرو بن َواستويت على بعيري أتى فأخذه بخطاِمه فقاده ،حتى ينزل بي حتى أقدمنى المدينة ،فلما نظر إلى قرية بنى َ
ل ،ثم انصرف راجعًا إلى مكة. جك في هذه القرية -وكان أبو سلمة بها نازل -فادخليها على بركة ا ّ قال :زو ُ
ل بيت في السلم أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة ،وما رأيت صاحبًا قط كان أكرَم من ل ما أعلم أه َ قال :فكانت تقول :وا ّ
عثمان ابن طلحة.
هجرة عامر بن ربيعة وبني جحش :قال ابن إسحاق :ثم كان أول من قدمها من المهاجرين بعد أبي سلمة :عامر بن ربيعة،
عدي بن كعب .ثم عبد ال بن عَبيد بن َعْوف بن ُ حْثَمة بن غانم ابن عبد ال بن َ حليف بني عدي بن كعب ،معه امرأته ليلى بنت أبي َ
خَزيمة ،حليف بني أمية بن عبد شمس ،احتمل غْنم بن ُدودان بن أسد بن ُ صبرة بن ُمرة بن كثير بن َ حش بن ِرئاب بن َيْعُمر بن َ جَْ
حش ،وهو أبو أحمد -وكان أبو أحمد رجل ضرير البصر ،وكان يطوف مكة ،أعلها وأسفلها ،بغير قائد، جْ بأهله وبأخيه عبد بن َ
حش جْ عة بنت أبي سفيان بن حرب ،وكانت أمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم -فُغّلقت دار بنى َ وكان شاعرًا ،وكانت عنده الَفْر َ
عتبة بن ربيعة ،والعباس بن عبد المطلب ،وأبو جهل ابن هشام بن المغيرة ،وهي دار أبان بن عثمان اليوم التي هجرًة ،فمر بها ُ
ق أبواُبها َيبابًا ليس فيها ساكن ،فلما رآها كذلك تنفس
عتبة بن ربيعة تخف َ
بالرْدم ،وهم ُمصِعدون إلى أعلى مكة ،فنظر إليها ُ
صَعداء ،ثم قال :
ال ّ
ب
حو ُ
وال ُ الن ْ
كباُء سُتدر ُ
كها يوما ً #وكل دار وإن طالت سلمُتها
قال ابن هشام :وهذا البيت لبي ُدؤاد اليادي في قصيدة له .والحوب :التوجع .
ل.
ل ابن ُق ّ
قال ابن إسحاق :ثم قال عتبة بن ربيعة :أصبحت دار بني جحش خلء من أهلها! فقال أبو جهل :وما تبكي عليه من ُق ّ
قال ابن هشام :الُقل :قال َلبيد بن ربيعة :
ت من الَعدِد
قل وإن أكثر ْ #كل بنى حرة مصيرهم
قال ابن إسحاق :ثم قال :هذا عمل ابن أخى هذا ،فرق جماعتنا ،وشتت أمَرنا وقطع بيننا .فكان منزل أبي سلمة بن عبد السد،
وعامر ابني ربيعة ،وعبد ال بن جحش ،وأخيه أبي أحمد بن جحش ،على مبشر بن عبد المنذر بن زنبر بُقباء ،في بني عمرو بن
ل صلى ال عليه وسلم غنم بن دوادن أهل إسلم ،قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول ا ّ ل ،وكان بنو َ عوف ،ثم قدم المهاجرون أْرسا ً
شجاع ،وعقبة ،ابنا وهب ،و عكاشة بن ِمحصن ،و ُ هجرة رجالهم ونساؤهم :عبد ال ابن جحش ،وأخوه أبو أحمد بن جحش ،و ُ
حَمّيَرة .
أَربد بن ُ
حَمْيَرة .
قال ابن هشام :ويقال ابن ُ
هجرة بعض الرجال ونسائهم :قال ابن إسحاق :وُمْنقذ بن ُنباتة ،وسعيد بن ُرَقيش ،وُمحِرز بن َنضلة ،ويزيد بن َُرقيش ،وقيس
عبيد ،وتّمامعمرو بن ِمحصن ،ومالك بن عمرو ،وصفوان بن عمرو ،وَثْقف بن عمرو ،وربيعة بن أكثم ،والزبير بن ُ ابن جابر ،و َ
حش.جْ عَبْيدة ،ومحمد بن عبد ال بن َ خَبرة بن ُ سْعبيدة ،و َبن ُ
حصن ،وًام حبيب بنت ُثمامة، جْنَدل ،وأم قيس بنت ِم ْ
جَذامة بنت َ حش ،و ُ جْحبيب بنت َ جحش ،وأم َ ومن نسائهم :زينب بنت َ
حْمنة بنت جحش . خَبرة بنت تميم َ ، سْ ش،و َ وآمنة بنت ُرقي َ
ل تعالى وإلى رسوله صلى ال عليه خَزيمة من قومه إلى ا ّ
حش بن ِرئاب ،وهو يذكر هجرة بني أسد ابن ُ جْ وقال أبو أحمد بن َ
وسلم ،وإيعابهم في ذلك حين ُدعوا إلى الهجرة :
ت يميُنها
ل َبّر ْوَمْروتها با ّ ت بين الصفا أّم أحمـد #ولو حلف ْ
غّثا سميُنها
بمكَة حتى عاد َ ن اللى كنا بها ُثم لم نـز ْ
ل #لنح ُ
غْنم وخف قطيُنها ت َ غد ْ
ن َ ت وما ِإ ْ ن وابتن ْ ن ُدواد َ غْنم ب ُ
#بها خّيمت َ
ق ديُنها ل بالح ّ
لا ّ ن رسو ِ ودي ُ ل تغدو بين َمْثنى وواحـٍد #إلى ا ّ
وقال أبو أحمد بن جحش أيضًا:
ب وأره ُ
ب #لما رأتنى أّم أحمَد غاديـــًا بذمِة من أخشى بَغْي ٍ
ن ولتنأ يثر ُ
ب فيمْم بنا البلدا َ ت ل بّد فاعـل #تقول :فإما كن َ
ن فالعبُد يرك ُ
ب وما يشاُء الرحم ُ ب اليوَم وجُهنا #فقلت لها :بل يثر ُ
ل يومًا وجُهه ل ُيخّي ُ
ب ل وجهي والرسول ومن ُيقْم إلى ا ّ #إلى ا ّ
وناصحٍة تبكى بدمٍع وتنُد ُ
ب #فكم قد تركنا من حميٍم ُمناصـ ٍ
ح
طَل ُ
ب ب ُت ْ
ن نرى أن الرغائ َ ونح ُ #ترى أن ِوترًا نأينا عن بلِدنـا
س َمْلح ُ
ب وللحق لما لح للنا ِ ن دماِئهـم غْنٍم لحْق ِ
ت بنى َ #دعْو ُ
ع والنجاح فأْوعبوا ق دا ٍ
إلى الح ّ ل لما دعاهــُم #أجابوا بحمِد ا ّ
جَلبوا
أعانوا علينا بالسلح وأ ْ #وكنا وأصحابًا لنا فارقوا الهَدى
ق مهدى ،وفوج ُمَعّذ ُ
ب على الح ّ جْين :أّما منهما فُموّفــق َ #كَفْو َ
خيبوا ق إبليس فخابوا و ُ عن الح ّ #طَغْوا وتمنْوا كذبة وأزّلهــم
طّيبوا
ق منا و ُ فطاب ُولُة الح ّ ي محمـد ل النب ّ
عنا إلى قو ِ َ #وِر ْ
ب بالرحام إذ ل ُنَقّر ُ
ب ت بأرحام إليهم قريبـــٍة ول قر َ #نم ْ
ي تْرَقبُ صهر َ صْهر بعَد ِ وأيُة ِ ت بعَدنا يأمنّنكـم
ن أخ ٍ ي اب ِ #فأ ّ
ق أصو ُ
ب س -للح ّ وُزيل أمُر النا ِ #ستعلُم يومًا أينا -إذ تزايلوا
قال ابن هشام :قوله " ولتنأ يثرب " ،وقوله " إذ ل نقرب " ،عن غير ابن إسحاق .
جلي :
عْنَد َرّبِهْم{].سبأ [31 :قال أبو النجم الِع ْ
ن ِ
ن َمْوُقوُفو َظاِلُمو َ
ل عز وجل ِ} :إْذ ال ّ قال ابن هشام يريد بقوله " :إذ " إذا ،كقول ا ّ
والعُل َ الَعللى في ن
عد ٍ جّنات #ثم جزاه الّله عنا إذ َ
جَزى
عمر وقصة عياش وهشام معه
هجرة ُ
عّياش بن أبي ربيعة المخزومى ،حتى قدما المدينة .فحدثني نافع مولى عبد ال عمر بن الخطاب ،و َ
قال ابن إسحاق :ثم خرج ُ
عّياش بن أبي ربيعة،
ت ،لما أردنا الهجرة إلى المدينة ،أنا و َ
بن عمر ،عن عبد ال بن عمر ،عن أبيه عمر بن الخطاب ،قال :اتَعْد ّ
وهشام
حبس فليمض صاحباه .قال : سِرف وقلنا :أينا لم يصبح عندها فقد ُ ب من أضاة بني غفار ،فوق َ ض َ ابن العاص بن وائل السهمي الّتنا ِ
حبس عنا هشام ،وُفتن فافتتن . ضب ،و ُفأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند الّتنا ِ
عمرو بن عوف بُقباء ،وخرج أبو جهل بن هشام أبو جهل يغرر بعياش بن أبي ربيعة :فلما قدمنا المدينة نزلنا في بني َ
ل صلى ال عليه عّياش بن أبي ربيعة ،وكان ابن عمهما وأخاهما لمهما ،حتى قدما علينا المدينة ورسول ا ّ والحارث بن هشام إلى َ
ق لها ،فقلتسها ُمشظ حتى تراك .،ول تستظل من شمس حتى تراك ،فر ّ وسلم بمكة ،فكلماه وقال :إن أّمك قد نذرت أن ل َيمس رأ َ
ل لمتشطت ،ولو قد اشتد عليها ل لو قد آذى أّمك القم ُل إن يريدك القوم إل ليفتنوك عن دينك فاحذْرهم ،فوا ّ له :يا عياش ،إنه وا ّ
ل ،فلكل إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش ما ًسَم أمي ،ولي هنالك مال فآخذه .قال :فقلت :وا ّ حّر مكة لستظلت .قال :فقال :أبّر َق َ
نصف مالي ول تذهب معهما .قال :فأبى علي إل أن يخرج معهما؛ فلما أبي إل ذلك؛ قال :قلت له :أما إذ قد فعلت ما فعلت ،فخذ
ج عليها.
ناقتى هذه ،فإنها ناقة نجيبة ذلول ،فالزم ظهَرها ،فإن رابك من القوم رْيب ،فان ُ
ت بعيري هذا ،أفل ُتْعِقبنى على
ل لقد استغلظ ُ
فخرج عليها معهما ،حتى إذا كانوا ببعض الطريق ،قال له أبو جهل :يا بن أخي ،وا ّ
ناقتك هذه ؟ قال :بَلى .قال :فأناخ ،وأناخا ليتحول عليها ،فلما اسَتَوْوا بالرض عَدَوا عليه ،فأوثقاه وربطاه ثم دخل به مكة ،وفتناه
فافُتتن .
عّياش بن أبي ربيعة :أنهما حين دخل به مكة دخل به نهارًا ُموَثقا ،ثم قال :يا أهل مكة، ض آل َ قال ابن إسحاق :فحدثني به بع ُ
هكذا فافعلوا بسفهائكم ،كما فعلنا بسفيهنا هذا.
كتاب عمر إلى هشام بن العاص :قال ابن إسحاق :وحدثني نافع ،عن عبد ال بن عمر ،عن عمر في حديثه ،قال :فكنا
ل ،ثم رجعوا إلى الكفر لبلء أصابهم أ قال :وكانوا يقولون ل ول َتْوبة ،قوم عرفوا ا ّ عْد ًصْرفًا ول َ ل بقابل ممن افُتتن َ نقول :ما ا ّ
عَباِدي ل َيا ِل تعالى فيهم ،وفى قولنا وقولهم لنفسهم ُ } :ق ْ ل صلى ال عليه وسلم المدينة ،أنزل ا ّ سهم .فلما َقِدم رسول ا ّ ذلك لنف ِ
سِلُموا لَُه
حيُم)َ(53وَأِنيُبوا ِإَلى َرّبُكْم َوَأ ْ جِميًعا إِّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ ب َ ل َيْغِفُر الّذُنو َ
ن ا َّ ل ِإ ّ
حَمِة ا ِّن َر ْطوا ِم ْل َتْقَن ُ
سِهْم َ
عَلى َأْنُف ِ
ن َأسَْرُفوا َ اّلِذي َ
ن{شُعُرو َ ل َت ْ
ب َبْغَتةً َوَأْنُتْم َ
ن َيْأِتَيُكْم الَعَذا ُ
ل َأ ْ
ن َقْب ِ
ن َرّبُكْم ِم ْ
ل ِإَلْيُكْم ِم ْ
ن َما ُأْنِز َ
سَ
حَ ن)َ(54واّتِبُعوا َأ ْ صُرو َ ل ُتْن َب ُثّم َ
ن َيْأِتَيُكْم اْلَعَذا ُ
ل َأ ْ
ن َقْب ِ
ِم ْ
]الزمر53 :ـ .[55
قال عمر بن الخطاب فكتبتها بيدي في صحيفة ،وبعثت بها إلى هشام بن العاص قال :فقال هشام بن العاص :فلما أتتني جعلت
صّوب ول أفهمها حتى قلت : طَوى ،أصعد بها فيه وأ ّ أقرؤها بذي ُ
ل تعالى في قلبي أنها إنما أنزلت فينا ،وفيما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا .قال :فرجعت إلى بعيري ،اللهم َفهْمنيها .قال :فألقى ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم وهو بالمدينة.فجلست عليه ،فلحقت برسول ا ّ
ل صلى ال عليه وسلم قال ،وهو أمر الوليد بن الوليد مع عياش وهشام :قال ابن هشام :فحدثني من أثق به :أن رسول ا ّ
ل بهما ،فخرج إلى بالمدينة :من لي بَعّياش ابن أبي ربيعة ،وهشام بن العاص فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة :أنا لك يا رسول ا ّ
ل ؟ قالت :أريد هذين المحبوسين – تعنيهما – فتبعها مكة ،فقدمها مستخفيًا ،فلقي امرأة تحمل طعاما فقال لها :أين تريدين يا أمة ا ّ
ت قيديهما ،ثم
حتى عرف موضعهما ،وكانا محبوسين في بيت ل سقف له ؟ فلما أمسى تسور عليهما ،ثم أخذ َمْروة فوضعها تح َ
ضربهما بسيفه فقطعهما ،فكان يقال لسيفه " :ذو المْروة " لذلك ،ثم حملهما على بعيره ،وساق بهما ،فعثر فَدميت إصُبعه ،فقال :
َلقي ِ
ت ما الل ّهِ ل
سبي ِ وفى ِ ت إل إصبعٌ دميت
#هل أن ِ
ل صلى ال عليه وسلم المدينة .
ثم قدم بهما على رسول ا ّ
منازل المهاجرين بالمدينة
منزل عمر وأخيه وعمرو وعبد ال ابني سراقة وخنيس بن حذافة وبني البكَير :قال ابن إسحاق :ونزل عمر بن الخطاب
حذافة
خَنيس بن ُ
حين قدم المدينة ومن لحق به من أهله وقومه ،وأخوه زيد بن الخطاب؛ وعمرو وعبد ال ابنا سراقة بن المعتمر ،و ُ
عمرو ل صلى ال عليه وسلم بعده – وسعيد بن زيد بن َ حْفصة بنت عمر ،فخلف عليها رسول ا ّ سْهمي – وكان صهره على ابنته َ ال ّ
ي ،حليفان لهم .
خْوِل ّي ؛ ومالك بن أبي َخْوِل ّ
ي بن أبي َ
خْؤل ّ
بن ُنَفيل ،وواقد بن عبد ال التميمي ،حليف لهم؛ و َ
جيم بن صعب ابن على بن بكر بن وائل . قال ابن هشام :أبو خولى :من بني عجل بن ُل َ
قال ابن إسحاق :وبنو الُبكير أربعتهم :إياس بن البكير ،وعاقل ابن الُبكير ،وعامر بن البكير ،وخالد بن البكير ،وحلفاؤهم من
عّياش بن أبي ربيعة معهعْوف بُقباء ،وقد كان منزل َ عمرو ابن َ بني سعد بن ليث ،على رفاعة بن عبد المنذر بن زْنَبر ،في بنى َ
عليه حين قدما المدينة .
خَبْيب بن إسافصهيب بن سنان على ُ ل ابن عثمان ،و ُمنزل طلحة وصهيب :ثم تتابع المهاجرون ،فنزل طلحة بن عبيدا ّ
أخي بلحارث
الجزء الرابع
الجزء 3
َ
ن
مه ْ معَك ُه ْ
م ِ صههوا َفهإ ِّني َ ن* قُه ْ
ل ت ََرب ّ ُ ب ال ْ َ
من ُههو ِ ص ب ِهِ َري ْه َعٌر ن َت ََرب ّ ُ
شا ِ قوُلو َ
ن َ م يَ ُ
عز وجل }:أ ْ
ن { ]الطور[30،31 : صي َ ال ْ ُ
مت ََرب ّ ِ
قال ابن هشام :المنون :الموت .وريب المنههون :مهها يريههب ويعههرض منههها .قههال أبههو
ذؤيب الهذلي
جزعُب من ي َ ْ معْت ِ ٍوالدهُر ليس ب ِ ُ ع
ج ُ #أمن المُنون وَرْيبها تتو ّ
س
ث ،وسههكن عنهمهها النهها ُ فى عليه ،حتى إذا مضت الثل ُ ن فُهَْيرة أثَره بالغنم حتى ي ُعَ ّ
اب ُ
أتاهما صاحُبهما الذي استأجراه ببعيرْيهما وبعير له ،وأتتهما أسماُء بنت أبي بكر رضههى
ة، عصههاما ً فلمهها ارتحل ذهبههت لتعلههق ال ّ
سههفر َ فرتهما ،ونسيت أن تجعل لها ِ س ْ
الله عنها ب ُ
عصاما ،ثم علقتها به . عصام ،فتحل ِنطاقها فتجعله ِ فإذا ليس لها ِ
سبب تسمية أسماء بسذات النطساق :فكههان يقههال لسههماء بنههت أبههي بكههر :ذات
النطاق ،لذلك .قال ابههن هشههام :وسههمعت غيهَر واحههد مههن أهههل العلههم يقههول :ذات
النطاقين ،وتفسيره :أنها لما أرادت أن تعلق السفرة شقت نطاقههها بههاثنين :فعلقههت
ت بالخر. السفرة بواحد ،وانتط َ َ
ق ْ
راحلة الرسول :قال ابن إسحاق :فلما قَّرب أبو بكر ،رضى الله عنه ،الراحلتين
ب ،فداك أبههي ضَلهما ،ثم قال :ارك ْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قدم له أف َ
ً
وأمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إنى ل أركب بعيههرا ليههس لههى قههال :
ن الههذي ابتعتههها بههه ؟ فهي لك يا رسول الله ،بأبي أنت وأمى ،قال :ل ،ولكن مهها الثم ه ُ
قال :كذا وكذا؟ قال :قد أخذُتها به .قههال :هههى لههك يهها رسههول الله .فركبهها وانطلقهها
مهما فههي فههه ،ليخههد َ
ديق رضى الله عنه عامَر بههن فهيههرة مههوله خل َ وأردف أبو بكر الص ّ
الطريق .
ت أبههي بكههر أبو جهل يضرب أسماء :قال ابن إسحاق :فَ ُ
حدثت عن أسههماَء بن ه ِ
أنها قالت :لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضى الله عنههه ،أتانهها
نفر من قريش ،فيهم أبو جهل بن هشام ،فوقفوا على باب أبي بكر ،فخرجت إليهههم ،
فقالوا :أين أبوك يا بنت أبي بكر قالت :قلت :ل أدري والله أين أبي ؟ قالت :فرفههع
ة طرح منها ُقرطى . أبو جهل يده ،وكان فاحشا ً خبيثًا؟ فلطم خدي لطم ً
ل ،ومببا نببدري
ث ليا ٍ
الجني الذي تغنى بمقدمه صلى ال عليه وسلم :قالت :ثم انصرفوا .فمكثنا ثل َ
جُه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة ،يتغنى بأبيات ن َو ْ
أي َ
غناَء العرب ،وإن الناس ليتبعونه ،يسمعون صوَته ومببا َيَرْوَنببه حببتى خببرج مببن أعلببى
من شعر ِ
مكة وهو يقول :
مْعهب َدِ
ى أم َ
مت َ ْ ه رفيقين حل ّ َ
خي ْ َ س خيَر جزائ ِ ب النا ِ #جزى الله ر ّ
حههههها فأفلح من أمسى رفيقَ محمدِ #هما نزل بالب َّر ثم ت ََروّ َ
دها للمؤمنين بمرصههد ومقع ُ ن فتاِتههههم ب مكا ُ ن بنو ك َعْ ٍ
ِ #ليهْ ِ
معْب َدِ بنت كعب ،امرأة نسب أم معبد :قال ابن هشام :أم َ
ي " و " هما نزل بههالبر ثههم تروحهها " عههن مت َ ْ ّ
من بنى كعب ،من خزاعة وقوله " ،حل خي َ
غير ابن إسحاق .
قال ابن إسحاق :قالت أسماء بنت أبي بكههر رضههى اللههه عنهمهها فلمهها سههمعنا قههوله ،
جهَههه إلههى المدينههة وكههانوا
جه رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ،وأن وَ ْ عرفنا حيث وَ ْ
ل الله صلى الله عليه وسلم ،وأبو بكر الصديق رضى الله عنه وعههامُر بههن أربعة :رسو ُ
ْ
فُهَْيرة مولى أبي بكر ،وعبد الله بن أْرقَط دليلهما .قال ابن هشام :ويقههال :عبههد اللههه
بن أَرْيقط .
موقف آل أبي بكر بعد الهجرة :قال ابن إسحاق :فحدثني يحيى بن عَّباد بههن
عبد الله بن الزبير أن أباه عَّبادا ً حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر ،قالت :لمهها خههرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وخرج أبو بكر معه ،احتمل أبو بكر ماله كّله ،ومعه
جههدي أبههوخمسة آلف درهم أو ستة آلف ،فههانطلق بههها معههه .قههالت :فههدخل علينهها َ
قحافة ،وقد ذهب بصره ،فقال :والله إني لراه قد فجعكم بماله مع نفسهه .قهالت :
قلت :كل يا أبت ! إنه قد ترك لنا خيرا ً كثيرا .قالت :فأخذت أحجارا ً فوضعتها في ك ُوّ ٍ
ة
في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها ،ثم وضعت عليها ثوبًا ،ثم أخذت بيده ،فقلت :
يا أبت ،ضع يدك على هذا المال .قالت :فوضع يههده عليههه ،فقههال ل بههأس ،إذا كههان
ترك لكم هذا فقد أحسن ،وفي هذا بلغ لكم .ل والله ما ترك لنهها شههيئا ً ولكنههى أردت
أن أسكن الشيخ بذلك .
سراقة بن مالك :قال ابن إسحاق :وحدثني الزهري أن عبد الرحمن بههن مالههك
شهم ،قهال :لمها خهرج جعْ ُسهَراقة بهن مالهك ابهن ُ م حدثه عن أبيه ،عن عمه ُ جعْ ُ
ش ْ بن ُ
ة مهاجرا ً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مك َ
ة ناقة لمن رده عليهم .قال :فب َْينا أنا جالس فههي نههادي المدينة ،جعلت قريش فيه مائ َ
ي َ
ت َركبة ثلثة مههروا علهه ّ قومي إذ أقبل رجل منا ،حتى وقف علينا ،فقال :والله قد رأي ُ
آنفًا ،إني لراهم محمدا ً وأصحابه ،قال :فأومأت إليه بعينههى :أن اسههكت ،ثههم قلههت :
ل،إنما هم بنو فلن ،يبتغون ضالة بهم ،قال :لعله ،ثم سههكت .قههال :ثههم مكثههت قلي ً
قيههد لههى إلههى بطههن الههوادي ،وأمههرت ثم قمت فدخلت بيههتي ،ثههم أمههرت بفرسههى ،ف ُ
بسلحي ،فأخرج لي من د ُُبر حجرتى ،ثم أخذت ِقداحي التي أستقسم بها ،ثم انطلقت
،فلبست لمتى ثم أخرجت ِقهداحي فاستقسهمت بهها ،فخهرج السههم الههذي أكههره " ل
يضره " .قال :وكنت أرجو أن أرده على قريش ،فآخههذ المههائة الناقههة ،قههال :فركبههت
على أثره ،فبينما فرسي يشتد بي عثر بي ،فسقطت عنه قال :فقلت :ما هذا؟ قال
:ثم أخرجت قداحى فاستقسمت بها ،فخههرج السهههم الههذي أكههره " ل يضههره " ،قههال :
فأبيت إل أن أتبعه ،قال :فركبت في أثره فبينا فرسي يشتد بى ،عثر بههي ،فسههقطت
عنه ،قال :فقلت :ما هذا؟ قال :ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بههها فخههرج السهههم
الذي أكره " ل يضره " قال :فأبيت إل أن أتبعه فركبت في أثره ،فلما بدا لههي القههوم
طت عنههه ثههم انههتزع يههديه مههن ق ْ
ورأيتهم عثر بي فرسي ،فذهبت يداه في الرض ،وس َ
منع منههى ،وأنههه لعصار .قال :فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد ُ الرض ،وتبعهما دخان كا ِ
ظاهر.
مكههم ،فههوالله ل شههم :انظرونههى أكل ْ جعْ ُسههراقة بههن ُ
قال :فناديت القوم :فقلت :أنهها ُ
أريبكم ول يأتيكم مني شىء تكرهونه .
قال :فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبى بكر :قل له :وما تبتغى منا؟ قال :
فقال ذلك أبو بكر.
قال :قلت :تكتب لى كتابا ً يكون آية بيني وبينك .
قال :اكتب له يا أبا بكر.
ْ ً
ن جعشم :قال :فكتب لى كتابا في عَظم ،أو فههي ُرقعههة ،أو فههي إسلم سراقة ب ِ
ت فلم أذكر شههيئا ً كنانتى ،ثم رجعت ،فسك ّ َ
ي ،فأخذته ،فجعلته في ِ خَزفة ،ثم ألقاه إل ّ
حَنينمما كان حتى إذا كان فتح مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرغ من ُ
جعَِرانة .قههال :فههدخلت فههي كتيبههة والطائف ،خرجت ومعي الكتاب للقاه ،فلقيته بال ِ
من خيل النصار .قال :فجعلوا يقرعوننى بالرماح ويقولههون :إليههك مههاذا تريههد؟ قههال :
فدنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته ،والله لكههأنى أنظههر إلههى
مارة .قال :فرفعت يدي بالكتاب ،ثم قلت :يا رسههول اللههه ، ج ّ
ساقه في ِغْرزِهِ كأنها ُ
شم قال :فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يههوم جعْ ُ
سراقة بن ُ هذا كتابك ،أنا ُ
ً
ه قال :فدنوت منه ،فأسلمت .ثم تذكرت شيئا اسأل رسول اللههه صههلى وفاء وبر ،أد ْن ُ ْ
لبل تغشى الله عليه وسلم عنه فما أذكره ،إل أني قلت :يا رسول الله ،الضالة من ا ِ
لبلى ،هل لي من أجر في أن أسقيها؟ قههال :نعههم ،فههي كههل ذات حياضى ،وقد ملتها ِ
سقت إلههى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه حّرى أجر .قال :ثم رجعت إلى قومي ف ُ كبد ََ
وسلم صدقتي .
قال ابن هشام :عبد الرحمن بن الحارث بن مالك بن جعشم .
َ
طريق الهجرة :قال ابن إسحاق :فلما خرج بهما دليلهما عبد الله بن أْرقط ،سههلك
بهما أسفل مكة ،ثههم مضههى بهمهها علههى السههاحل ،حههتى عههارض الطريههق أسههفل مههن
سفان ،ثم سلك بهما على أسفل عُ ْ
ديدًا ،ثم أجاز بهما من مج ،ثم استجاز بهما ،حتى عارض بهما الطريق ،بعد أن أجاز قُ َ أ َ
خّرار ،ثم سلك بهما ث َن ِّية المرة ،ثم سلك بهما ل ِ ْ
قفا. مكانه ذلك ،فسلك بهما ال َ
ْ
ويلد الهُ َ
ذلي : خ َ
قل بن ُمع ْ ِ
فتا .قال َقال ابن هشام :ويقال ؟ ل َ ْ
ة والّنحام ِى بين أْثل َ
لح ّ فت حِلبا ً من أهل ل َ ْ
م ْ
#نزيعا ُ
دلجة محاج -ويقال : م ْقف ثم استبطن بهما َ َ
مد ْلجة ل ِ ْ قال ابن إسحاق :ثم أجاز بهم َ
جح من ذي مْر ِ محاِج ،ثم تبطن بهما َ جح َمْر ِ
مجاج فيما قال ابن هشام -ثم سلك بهما َ ِ
ضوين . الغَ َ
قال ابن هشام :ويقال :العضوين .
جد ،ثم على جدا َ شر ،ثم أخذ بهما على ال َ ثم في ذي ك َ ْ
فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسههلم مكههة ،كلمههه أبههو أحمههد فههي داِرهههم ،
فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال الناس لبي أحمد :يا أبهها أحمههد،
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن ترجعوا في شههيء مههن أمههوالكم أصههيب
منكم في الله عز وجل ،فأمسك عن كلم رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ،وقههال
لبى سفيان :
هندام ْ عواقبه أمر ن عهههن سفيا َ #أبلغْ أبا ُ
ه
الغرام ْ عنك بها تقضي مك بعَتههها نع ّ #داَر اب ِ
ه
م ْسا َ
ق َ
ال َ مجتهد س
النا ِ بفكم بالله ر ّ #وحلي ُ
ه
الحمام ْ ط َوْقَ ط ُوّقَْتها ب بها ب بها ،اذه ْ #اذه ْ
من بقي على شركه من أهل المدينة :قال ابن إسههحاق :فأقههام رسههول اللههه
دمها شهههَر ربيههع الول ،إلههى صههفر مههن السههنة صلى الله عليههه وسههلم بالمدينههة إذ قَه ِ
ه ،واسههتجمع لههه إسههلم هههذا الحههي مههنده ومسههاكن ُ الداخلة ،حتى ُبنى لههه فيههها مسههج ُ
ْ
خطمههة ،وواقههف ، ُ
النصار ،فلم يبق دار من دور النصار إل أسلم أهلها ،إل ما كان مههن َ
ووائل ،وأمية ،وتلك أوس الله ،وهم حى من الوس ،فإنهم أقاموا على شركهم .
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم :وكانت أول خطبة خطبها رسول الله
صلى الله عليه وسلم :فيما بلغني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن -نعوذ بالله أن نقول
مد الله وأثنى
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل -أنه قام فيهم ،فح ِ
عليه بما هو أهله ،ثم قال :
دكمن أح ُ
ق ّ
صع َ َ دموا لنفسكم .ت َعَّلم ُ
ن والله لي ُ ْ أما بعد ،أيها الناس ،فق ّ
ن له رّبه وليس لههه َترجمههان ول حههاجب يحجبههه مه ليس لها راٍع ،ثم ليقول ّ ثم ل َي َد َعَ ّ
ن غن َ
دونه :ألم يأتك رسولي فبّلغك ،وآتيتك مال ً وأفضههلت عليههك ؟ فمهها قههدمت لنفسههك ؟
فلينظرن يمينا وشمال ً فل يرى شههيئًا ،ثههم لينظههرن قههدامه فل يههرى غيههر جهنههم .فمههن
شق مههن تمههرة فليفعههل ،ومههن لههم يجههد فبكلمههة استطاع أن يقى وجهه من النار ولو ب ِ ِ
طيبة ،فإن بها ُتجزى الحسههنة عشههر أمثالههها ،إلههى سههبع مئة ضههعف ،والسههلم عليكههم
ورحمة الله وبركاته .
ل الله صههلى اللههه عليههه وسههلم النههاس مههرةً أخههرى، قال ابن إسحاق :ثم خطب رسو ُ
فقال :
ن الحمد َ لله ،أحمد ُهُ وأستعينه ،نعوذ بالله من شرور أنفسنا ،وسيئات أعمالنا ،من ّ إ ّ
ل له ،ومن ُيضههلل فل هههاديَ لههه ،وأشهههد أن ل إلههه إل اللههه وحههده ل ض ّ
م ِ يهده الله فل ُ
ث كتاب الله تبارك وتعالى ،قد أفلح من زينه الله في قلبههه ، ن الحدي َشريك له إن أحس َ
ن
وأدخله في السلم بعد الكفر ،واختاره على ما سواه من أحاديث النههاس ،إنههه أحسه ُ
ه ،أحبوا ما أحب الله ،أحبوا الله من كل قلوبكم ،ول تمّلوا الحديث وأبلغ ُ
س عنه قلوُبكم ،فإنه من كل ما يخلق الله يختههار ويصههطفى ، ق ُم الله وذِك َْره ،ول ت َ ْكل َ
خيرته من العمال ومصطفاه من العباد ،والصالح من الحههديث ،ومههن وقد سماه الله ِ
كل ما أوتى الناس الحلل والحرام ،فاعبههدوا اللههه ول ُتشههركوا بههه شههيئًا ،واتقههوه حههق
تقاته ،وأصدقوا الله صالح مهها تقولههون بههأفواهكم ،وتحههاّبوا بههروح اللههه بينكههم إن اللههه
س عهد ُهُ ،والسلم عليكم . يغضب أن ي ُن ْك َ َ
الرسول يوادع اليهود وكتابه بين المسلمين :قال ابن إسحاق :وكتب رسههول
الله صلى الله عليه وسلم كتابا ً بين المههاجرين والنصهار ،وادع فيهه يههود وعاههدهم ،
وأقّرهم على دينهم وأموالهم ،وشرط لهم ،واشترط عليهم :
بسم الله الرحمن الرحيم ،هذا كتاب من محمد الني صلى الله عليه وسلم بين
المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ،ومههن تبعهههم ،فلحههق بهههم ،وجاهههد معهههم ،
إنهم أمة واحدة من دون الناس ،المهاجرون من قريش على رِب ْعَِتهم يتعاقلون بينهههم ،
قسههط بيههن المهؤمنين .وبنهو عههوف علهى رِْبعتههم عهانيهم بهالمعروف وال ِ وهم َيفههدون َ
يتعاقلون معاقِلهم الولى ،كل طائفة َتفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المههؤمنين . َ
فههدي عانيهههاوبنو ساعدة على رِب َْعتهم يتعاقلون معههاقَلهم الولههى وكههل طائفههة منهههم ت َ ْ
بالمعروف والقسههط بيههن المههؤمنين ،وبنههو الحههارث علههى رِْبعتهههم يتعههاقلون معههاقَلهم
شههم علههىج َالولى ،وكل طائفة َتفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ،وبنههو ُ
فههدي عانيههها بههالمعروف والقسههط رِْبعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى ،وكل طائفة منهم ت َ ْ
بين المؤمنين ،وبنو النجار على رِب َْعتهم يتعاقلون معاقَلهم الولههى ،وكههل طائفههة منهههم
دي عانيها ف ِ
تَ ْ
وف علههى رِب َْعتهههم يتعههاقلون مههرو بههن عَه ْ بالمعروف والقسههط بيههن المههؤمنين ،وبنههو عَ ْ
فههدي عانيههها بههالمعروف والقسههط بيههن المههؤمنين ،وبنههو معاقَلهم الولى ،وكل طائفة ت َ ْ
فهدى عانيهها بهالمعروف الن ِّبيت على رِْبعتهم يتعهاقلون معهاقَلهم الولهى ،وكهل طائفهة ت َ ْ
والقسط بين المؤمنين ،وبنو الْوس على
فدي عانيها بالمعروف رِْبعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى ،وكل طائفة منهم ت ْ
وإلى محمد رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وإن ال على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبّره وإنه
ل ُتجار قريش ول من نصرها وإن بينهم النصر على من دهم يثرب ،وإذا ُدعوا إلى صلح
يصالحونه ويلبسونه ،فإنهم يصالحونه ويلبسونه ،وإنهم إذا ُدعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على
المؤمنين ،إل من حارب في الدين ،على كل أناس حصتهم في جانبهم الذي ِقَبلهم وإن يهود
الوس ،مواليهم وأنفسهم ،على مثل ما لهل هذه الصحيفة ،مع البر المحض من أهل هذه
الصحيفة .
قال ابن هشام :ويقال :مع البر المحسن من أهل هذه الصحيفة .
قال ابن إسحاق :وإن البر دون الثم ،ل يكسب كاسب إل على نفسه ،وإن الله على
أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره وإنه ل يحول هذا الكتاب دون ظالم وإثم ،وأنه مههن
خرج آمن ومن
َ
قعد آمن بالمدينة ،إل من ظلم أو أِثم ،وان الله جار لمههن ب َهّر واتقههى ،ومحمههد رسههول
الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن هشام :وكان جعفر بن أبي طالب يومئذ غائبا ً بأرض الحبشة .
قال ابن إسحاق :وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ،ابن أبههي قحافههة ،وخارجههة
عْتبههان خزرج ،أخوين وعمر بن الخطاب رضى الله عنه ،و ِ حارث بن ال َهير ،أخو ب َل ْ َ بن ُز َ
عبيهدة وف بن الخزرج أخوين ،وأبو ُ وف بن عمرو بن عَ ْ بن مالك ،أخو بنى سالم ابن عَ ْ
معاذ بهن النعمهان ،أخهو ن ُ بن عبد الله بن الجراح ،واسمه عامر بن عبد الله ،وسعد ب ُ
وف ،وسعد ابن الربيع ،أخو ب َْلحارث بن شَهل ،أخوين .وعبد الرحمن بن عَ ْ بنى عبد ال ْ
خوَْين ،والزبير بن العوام ،وسلمة ابهن سههلمة بهن وَقْههش ،أخهو بنههى عبهد الخزرج ،أ َ
الشهل ،أخوين ،ويقال :بل الزبير وعبد الله بن مسعود حليههف بنههى ُزهههرة ،أخههوين ،
ذر ،أخو بنههى النجههار ،أخههوين .وطلحههة ابههن وعثمان بن عفان ،وأْوس بن ثابت بن المن ِ
س هَلمة ،أخههوين .وسههعد بههن زيههد بههن عمههرو بههن عُب َْيد الله ،وكعب بن مالك ،أخو بنى َ
ميههر بههن هاشههم ،وأبههو صَعب بن عُ َ م ْ فْيل ،وأبى بن كعب ،أخو بنى النجار .أخوين .و ُ نُ َ
عتبة بن ربيعههة ،وعَب ّههاد بههن خوْين .وأبو حذيفة بن ُ أيوب خالد بن َزيد ،أخو بنى النجار :أ َ
بشر بن وَْقش ،أخو بنى عبد الشهل ،أخوين .وعمار بن ياسر ،حليههف بنههى مخههزوم ،
وحذيفة بن اليمان ،أخو بنى عبد عَْبس ،حليف بنههى عبههد الشهههل :أخههوين .ويقههال :
ماس ،أخو َبلحارث بن الخزرج خطيههب رسههول اللههه صههلى اللههه ثابت بن قَْيس بن الش ّ
ذر
مْنهه ِ
جنادة الِغفاري ،وال ُ ذر ،وهو ب َُرْير بن ُ عليه وسلم ،وعمار بن ياسر ،أخوين .وأبو َ
معِْنق ليموت ،أخو بني ساعدة بن كعب بن الخزرج :أخوين . بن عمرو ال ُ
خبر الذان
التفكير في اتخاذ علمة لحلول وقت الصلة :قال ابن إسحاق :فلمهها اطمههأن
رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم بالمدينههة ،واجتمههع إليههه إخههوانه مههن المهههاجرين ،
لسلم ،فقامت الصلة ،وُفرضت الزكاة والصههيام ، واجتمع أمر النصار ،استحكم أمر ا ِ
لسلم بين أظهرهم ،وكان هههذا الحههى وقامت الحدود ،وُفرض الحلل والحرام ،وتبوأ ا ِ
من النصار هم الذين تبوءوا الدار واليمان .وقههد كههان رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
م
وسلم حين قدمها إنما يجتمع النههاس إليههه للصههلة لحيههن مواقيتههها ،بغيههر دعههوة ،فهه ّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها أن يجعل بوقا ً كبوق يهود الذين يههدعون
ت لُيضرب به للمسلمين للصلة . ح َبه ،لصلتهم ،ثم كرهه ثم أمر بالناقوس ،فَن ُ ِ
رؤيا عبد الله بن زيد الذان :فبينما هم على ذلك إذ رأى عبد ُ الله بن َزي ْههد بههن
ثعلبة بن عبد َرّبه ،أخو ب َْلحارث بن الخزرج ،
يل الله ،إنه طاف به ِ ل الله صلى الله عليه وسلم ،فقال له :يا رسو َ النداء ،فأتى رسو َ
ف :مّر بي رجل عليه ثوبان أخضران ،يحمل ناقوسا َ في يههده ،فقلههت هذه الليلة طائ ٌ
له :يا عبد الله ،أتبيع هذا الناقوس ؟ قال :وما تصنع به ؟ قال :قلههت :نههدعو بههه إلههى
الصلة ،قال :أفل أدلك على خير من ذلك ؟ قال :قلت :وما هو؟ قههال :تقههول :اللههه
اكبُر الله اكبُر ،الله اكبُر ،الله أكبُر ،أشهد ُ أن ل إلهه إل اللهه ،أشههد ُ أن ل إلهه إل اللهه ،
ى
ة ،حه ّ ى علهى الصهل ِ حه ّ ل الله ،أشهد أن محمهدا ً رسهو ُ
ل اللهه َ ، أشهد ُ أن محمدا ً رسو ُ
ى على الفلِح ،الله أكبُر ،الله أكبُر ،ل إله إل الله . ى على الفلِح ،ح ّة ،ح ّعلى الصل ِ
ل الله صلى الله عليه وسههلم ،قههال إنههها ً
أمره بلل بالذان :فلما أخبَر بها رسو َ
ً
دى صوتا منك حقّ ،إن شاء الله ،فقم مع بلل فألقها عليه ،فليؤذن بها ،فإنه أن ْ َ لرؤيا َ
ن الخطاب وهههو فههي بيتههه ،فخههرج إلههى رسههول اللههه ذن بها بلل سمعها عمر ب ُ .فلما أ ّ
صلى الله عليه وسلم ،وهو يجر رداَءه ،وهو يقول :يا نبى الله والذي بعثههك بههالحق ،
لقد رأيت مثل الذي رأى ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فللههه الحمهد ُ علههى
ذلك .
رؤيا عمر في الذان :قال ابن إسحاق :حدثني بهذا الحديث محمد ُ بن إبراهيههم
بن الحارث ،عن محمد بن عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد َرّبه ،عن أبيه .
مْير الليثى يقههولجَرْيج ،قال لى عطاء :سمعت عُب َْيد ابن عُ َ قال ابن هشام :وذكر ابن ُ
:ائتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالناقوس للجتماع للصههلة ،فبينمهها عمههر
بن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس ،إذا رأى عمُر بن الخطاب في المنام :
ذنوا للصلة فههذهب عمههر إلههى النههبي صههلى اللههه عليههه وسههلم ل تجعلوا الناقوس ،بل أ ّ
ى بذلك ،فما راع عمر إل ي صلى الله عليه وسلم الوح ُ ليخبره بالذي رأى ،وقد جاء النب ّ
ذن ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبره بذلك :قد سبقك بذلك بلل يؤ ّ
الوحى .
ما كان يدعو به بلل قبل الفجر :قال ابن إسحاق :وحدثني محمد بن جعفههر
ل
بن الزبير ،عن عروة بن الزبير ،عن امرأة من بنى النجار ،قالت :كان بيتي من أطههو ِ
حر ،فيجلس علههى س َ غداة ،فيأتي ب َ ل المسجد ،فكان بلل يؤذن عليه الفجَر ك ُ ّ
ل َ بيت حو َ
دك وأستعيُنك على قريش ّ
البيت ينتظر الفجر ،فإذا رآه تمطى ،ثم قال :اللهم إنى أحم ُ
ة واحدةً . أن يقيموا على دينك .قالت :والله ما علمته كان يتركها ليل ً
أمر أبي قيس بن أبي أنس
قال ابن إسحاق :فلما اطمأّنت برسول الله صلى الله عليه وسههلم داره ،وأظهههر
الله بها ديَنه ،وسّره بما جمع إليه من المهاجرين والنصههار مههن أهههل وليتههه قههال أبههو
ص هْرمة دي بن النجار .قال ابن هشام :أبو قيس ِ ، صْرمة بن أبي أنس أخو بنى عَ ِ قيس ِ
دي بن النجار. صْرمة بن مالك ابن عَدِيّ بن عامر بن غَْنم بن عَ ِ بن أبي أنس بن ِ
مسههوح ،وفههارق قال ابن إسههحاق :وكههان رجل ً قههد ترهّههب فههي الجاهليههة ،ولبههس ال ُ
م بالنصههرانية ،ثههم الوثان ،واغتسل من الجنابة وتطهههر مهن الحههائض مهن النسههاء ،وَهَه ّ
ب ،وقههال : جن ُ ٌث ول ُ م ٌ أمسك عنها ودخل بيتا ً له فاتخذه مسجدا ً ل تدخله عليه فيه طا ِ
ل اللههه صههلى اللههه عليههه رهها ،حتى قههدم رسههو ُ ن وك َ ِ ب إبراهيم ،حين فارق الوثا َ أعبد ر ّ
ّ ً ّ
وال بههالحقّ معظم ها للههه ً ه ،وهو شيخ كبير ،وكان ق ّ ن إسلم ُ س َ ح ُ ة ،فأسلم و َ وسلم المدين َ
ً ً
عز وجل في جاهليته ،يقول أشعارا في ذلك حسانا -وهو الذي يقول :
ُ
صاتى فافعلوا م من وَ َ أل ما استطعت ُ ْ ل أبو قيس -وأصبح غاديا ً : #يقو ُ
ضكم ،والبّر بالله أوّ ُ
ل وأعرا ِ #فأوصيكم بالله والِبر والتقههى
ُ
م أهل الرياسةِ فاعدِلوا وإن كنت ُ م
سد ُن ُّهه ْ
ح ُ مكم سادوا فل ت َ ْ ن قو ُ #وإ ْ
ُ
سكم دون العشيرةِ فاجعلوا ف َ
فأن ُ مكم ت إحدى الدواهي بقو ِ #وإن نزل ْ
ُ
ت فاحملوا ما ِ ملوكم في المل ّ ُ ح َّ وما م
هه ُ قو ُ ح فارفِ ُ ب غُْرم فاد ٌ #وإن نا َ
ُ
ل الخير فيكم فأفضلوا كان فض ُ فهوا وإن ف ُم فتع ّ
مَعرت ُ ُ
مأ ْ #وإن أنت ُ
قال ابن هشام :ويروى :
م
#وإن ناب أمر فادح فارفدوهُ ُ
صْرمة أيضا ً :
قال ابن إسحاق :وقال أبو قَْيس ِ
ل
هل ِ وكل سهشم ُ طلعت ل صبههههاٍح #سّبحوا الله شرقَ ك ُ ّ
ل بضل ِ رّبنا قال ما ليس سر والبيان ل َد َي َْنهههههها
#عالم ال ّ
لالجبا ِ ت
آمنا ِ من #وله الطيُر تستريد ُ وتأوي في وكورٍ
لالرما ِ ل
ظل ِ وفى ف
حقا ٍش بالفلةِ تراها في ِ #وله الوح ُ
لضا ِ
عُ َ تذكر َ إذا ن
دي ٍ ك ّ
ل تدت يهود ُ ودانهههههه ْ وله هَوّ َ #
ل
واحتفا ِ لرّبهم عيدٍ ك ّ
ل س النصارى وقامههههوا م َ ش ّوله َ #
ل
با ِ م
ناع َ وكان ب ُؤْ ٍ
س ن
َرهْ َ س تهههههراه ب الحبي ُ وله الراه ُ #
ل
طوا ِ ِ من قصيرة صلوها ُ و ِ م ل تقطعوهههها ي -الرحا َ يا ب َن ِ ّ #
ل
الحل ِ غيُر سَتح ّ
ل يُ ْ ُرّبما ف اليتامهههى ضعا ِ واتقوا الله في ِ #
ل
السؤا ِ بغيرِ يهتدي عالما ً واعلموا أن لليتيم ِ ولّيههههههها #
َواِلي يرعاه اليتيم ِ ما َ
ل إن ل اليتيم ِ ل تأكلهههههههوه ثم ما َ #
لقا ِعُ ّ ذو الّتخوم خْز َ
ل َ إن خزلوهههها م ل تَ ْى -التخو َ يا ب َن ِ ّ #
الليالى مّر
و َ مك َْرها َ ذرواواح َ مُنوهههههههام ل تأ َى اليا َ يا ب َن ِ ّ #
وبالى جديدٍ من نكا َ ما ق ْ
خلههه ِ مّرها لنفادِ ال َ واعلموا أن َ #
ل
خَنا وأخذِ الحل ِ ك ال َ هوى وت َْر ِ واجمعوا أمَركم على الب ِّر والتقهه #
صْرمة أيضا يذكر ما أكرمهم الله تبارك وتعالى وقال أبو قيس ِ
به من السلم وما خصهم الله به من نزول رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم :
ة يذك ُّر لو ي َْلقى صديقا ً موات َِيا ج ً
ح ّ
ِ شرةَ ضع َ ع َ ْ #ثوى في قريش ب ِ ْ
عَيا دا ِ ن ُيؤِوي ولم ي ََر َ م ْ
فلم يَر َ سه ل المواسم ِ نف َ ض في أه ِ #وي َعْرِ ُ
ضَيا
را ِ ة
بطيب َ مسرورا ً ح
فأصب َ #فلما أتانا أظهَر الله ديَنههههه
بادَيا الله من ً ونا
عَ ْ له وكان ت به الّنوى #وألفى صديقا ً واطمأن ْ
ب المنادَِيا ى إذ أجا َ وما قال موس ِ ه
ح لقومه ِ ص لنا ما قال نو ٌ ق ّ #يَ ُ
س َنائ َِيا ً ً خ َ
قريبا ول َيخشى من النا ِ شى من الناس واحدا #فأصبح ل ي َ ْ
سَياوالّتآ ِ َ
الوغى عند َ سنا وأنف َ حل ماِلنا ل من ِ #بذْلنا له الموا َ
هادَيا لأفض ُ أن الله م
ونعل ُ #ونعلم أن الله ل شىء غَي ُْرهُ
مصافَيا ب ال ُ جميعا وإن كان الحبي َ ً س كلهمّ
دى من النا ِ #نعاِدي الذي عا َ
مك داعَيا ت لس ِ ت قد اكَثر ُ تبارك َ دعوك في كل ب َي ْعَةٍ : #أقول إذا أ ْ
عادَِيا ال َ ى َ ْ خوفَ ً ً #أقو ُ
عَل ّ ت ُظهِْر ل حَنان َْيك َ ة: م ُ ت أرضا َ ل إذا جاوَْز ُ
َباقَِيا سك لنف ِ ُتبقى ل وإنك ف كثيرة حُتو َ رضا إن ال ُ ً معْ ِ #فطأ ُ
ل له الله واقَيا إذا هو لم يجع ْ ف يّتقى #فوالله ما يدِري الفتى كي َ
ِريا وأصبح ثاوَيا إذا أصبحت ة رّبها مِعيم ُ ل ال ُ ل النخ ُ ف ُح ِ #ول ت َ ْ
قال ابن هشام :البيت الذي أوله :
ف كثيرة رضا ً إن الحتو َ مع ْ ِ #فطأ ُ
والبيت الذي يليه :
#فوالله ما يدري الفتى كيف يّتقى
شر ،في أبيات له . مع ْ َ صَرْيم بن َ لفنون الت ّْغلبى ،وهو ُ
عداوة اليهود
ت عنهد َ ذلههك أحبههاُر يهههود َ لرسههول قبائلهم وأسماؤهم :قال ابن إسحاق :ونصب ْ
ة ،بغيا ً وحسدا ً وضغنا ،لما خص الله تعالى بههه العههرب
ً الله صلى الله عليه وسلم العداو َ
ل من الْوس والخزرج ،ممن كههان عسههى من أخذه رسوله منهم ،وأنضاف إليهم رجا ٌ
شرك والتكذيب بههالبعث ،إل أن على جاهليته -فكانوا أهل نفاق على دين آبائهم من ال ّ
جّنهة مهنمهم عليه ،فظههروا بالسهلم ،واتخهذوه ُ السلم قهرهم بظهوره واجتماع قو ِ
ي صلى الله عليههه وسههلم، د ،لتكذيبهم النب ّ القتل ونافقوا في السر ،وكان هواهم مع يهو َ
وجحودهم السلم ،وكانت أحبار يهود هم الذين يسألون رسول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم ويتعنتونه ،ويأتونه بالّلبس ،لي َل ِْبسوا الحقّ بالباطههل ،فكههان القههرآن ينههزل فيهههم
فيما يسألون عنه ،إل قليل ً من المسائل في الحلل والحرام ،كان المسلمون يسألون
عنها.
جهد َيّ بهن
خطهب ،وأخهواه أبهو ياسهر بهن أخطهب ،و ُ َ ى بهن أ ْ حي َ ّ]من بني النضير[ ُ :
لم بههن أبههيقيههق ،وسه ّ ح َ
شههكم ،وكنانههة بههن الربيههع بههن أبههي ال ُ أخطب ،وسههلم بههن م ْ
قيق ،وأبو رافع العور -وهو الذي قتله أصحاب رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ح َ
ال ُ
حههاش ،وكعْههب بههن الشههرف ، ج ّ عمرو بن َ حقيق ،و َ بخيبر -والربيع بن الربيع بن أبي ال ُ
وهو من طيئ ،ثم أحد بنى ن َْبهان ،وأمه من بنى النضير ،والحجههاج بههن عمههرو ،حليههف
كعب ابن الشرف ،وك َْرَدم بن قيس ،حليف كعب بن الشرف فهؤلء من بني النضير.
صوريا العور ،ولههم يكههن بالحجههاز فههي ون :عبد الله بن ُ فط ْي َ ْ ومن بني ثعلبة بن ال ِ
خْيريق ،وكان حبرهم ،أسلم . م َصُلوبا ،و ُ زمانه أحد أعلم بالتوراة منه وابن َ
صهْيت -فيمهها قههال ابههن هشههام - ّ
صيت -ويقال :ابن الل َ ومن بني َقيُنقاع :زيد بن الل ّ ِ
صْيف . سْيحان ،وعَُزْيز ابن أبي عَُزيز ،وعبد الله بن َ حَنيف ،ومحمود بن َ ن ُ
وسعد ب ُ
ضْيف . قال ابن هشام :ويقال :ابن َ
سهوَْيد بههن الحههارث ،ورفاعههة بههن قيههس ،وفِْنحههاص ،وأ ْ
شهَيع ، قال ابن إسههحاق :و ُ
شأس بههن عههديّ ،وشههأس ابههن قَي ْههس ،وزيههد بههن حرِيّ بن عمرو ،و َ وُنعمان بن آضا ،وَب َ ْ
عدي بهن زيهد ،ونعمهان بهن أبهي سكين ،و َ َ كين بن أبي ُ س ِ عمرو ،و ُ الحارث ،وُنعمان بن َ
صْيف .حية ،ومالك بن َ أوَْفى ،أبو أنس ،ومحمود بن د َ ْ
قال ابن هشام :ويقال :ابن ضيف .
قال ابن إسحاق :وكعب بن راشد ،وعاَزر ،ورافع بن أبي رافع ،وخالد وأَزار بن أبي
أَزار.
قال ابن هشام :ويقال :آزر بن آزر.
حَرْيملة .ورافع
قال ابن إسحاق :ورافع بن حارثة ،ورافع بن ُ
سههلم بههن
وف ،ورفاعة بن زيد بن التههابوت ،وعبههد اللههه ابههن َ ابن خارجة ،ومالك بن عَ ْ
صْين ،فلما أسلم سماه رسول اللههه ح َ حب َْرهم وأعلمهم ،وكان اسمه ال ُ الحارث ،وكان َ
قاع .صلى الله عليه وسلم عبد َ الله .فهؤلء من بنى قَي ْن ُ َ
موِِيل ،وكعب بن أسد ،وهههو هب ،وعَّزال بن َ
ش ْ ومن بني قريظة :الزبير بن باطا بن وَ ْ
جب َههل بههن عمههرو
شمويل بن زيد ،و َ عقد بنى قريظة الذي ُنقض عام الحزاب ،و َ صاحب َ
حام بن زيد ،وقَْردم ابن كعب ،ووهب بن زيد ،ونافع بن أبي نافع ،وأبو كينة ،والن ّ ّس َ
بن ُ
حبيب ،ورافع بن وف ،وكْرَدم بن زيد ،وأسامة بن َ َ عدي ابن زيد ،والحارث بن عَ ْ نافع َ ،
شْير ،ووهب بن َيهوذا ،فهؤلء من بنى قريظة. جبل بن أبي ق َ مْيلة ،و َ
ُر َ
عصم ،وهو الذي أخذ َ رسول الله صلى الله عليه وسلم َ
ومن يهود بني ُزريق :لِبيد بن أ ْ
عن نساِئه
صوِريا.ومن يهودِ بني حارثة :كنانة بن ُ
وف :قَْردم بن عمرو. ومن يهود بني عمرو بن عَ ْ
سلة بن ب َْرهام . سل ْ ِ
ومن يهود بني النجارِ :
فهؤلء أحبار اليهود ،أهههل الشههرور والعههداوة لرسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم
لسلم الشروَر ليطفئوه ،إل ما كههان مههن مر ا ِ
صب ل ْ وأصحابه ،وأصحاب المسألة ،والن ْ
خْيريق . م َ
سلم و ُ عبد الله بن َ
إسلم عبد الله بن س َ
لم
ض أهل ههِ عنهههلم ،كما حدثني بع ه ُ س َقال ابن إسحاق :وكان من حديث عبد الله بن َ
ت برسول اللههه صههلى اللههه حْبرا ً عالمًا ،قال :لما سمع ُ وعن إسلمه حين أسلم ،وكان َ
سهّرا لههذلك م ِت ُ
كف لههه ،فكنه ُت صفَته واسمه وزماَنه الههذي كنهها نتههو ّ
عليه وسلم عرف ُ
قباء ،في صامتا ً عليه ،حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ،فلما نزل ب ُ
مرو بن عوف ،أقبل رجل حتى أخهبر بقهدومه ،وأنها فهي رأس نخلهة لهي أعمهل بنى عَ ْ
فيها ،وعمتي خالدة
ابنة الحارث تحتي جالسة ،فلما سمعت الخبر بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم
تت سههمع َ ت ؟ فقالت لي عمتى ،حين سمعت تكبيري :خيبك اللههه ،واللههه لههو كنه َ كب ّْر ُ
ة ،هههو واللههه أخههو موسههى م ُ
ت ،قال :فقلت لها :أي عَ ّ ً
بموسى بن عمران قادما ما زد ْ َ
بن عمران ،وعلى دينه ُ ،بعث
فهس بما ُبعث به .فقهالت :أي ابهن أخهى ،أهههو النههي الهذي كنها ُنخههبر أنههه ُيبعهث مهع ن َ ْ
ت إلههى الساعة ؟ قال :فقلت لههها :نعههم .قههال :فقههالت :فههذاك إذًا .قههال :ثههم خرجه ُ
ت ،ثههم رجعههت إلههى أهههل بيههتى ،فههأمرتهم رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ،فأسههلم ُ
فأسلموا.
تكذيب قومه له :قال :وكتمت إسلمي من يهود ،ثم جئت رسههول اللههه صههلى اللههه
ت ،وإنههي أحههب أن ت ُههدخَلني م ب ُهْه ٌ
ل الله ،إن يهود قههو ٌعليه وسلم ،فقلت له :يا رسو َ
ض بيوِتك ،وتغّيبني عنهم ،ثم تسألهم عنى حتى يخبروك كيف أنهها فيهههم ،قبههل في بع ِ
أن يعلموا بإسلمي ،فإنهم إن علموا به بهتوني وعابونى .
قال :فأدخلنى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم فههي بعههض بيههوته ،ودخلههوا عليههه ،
صهْين بههن سههلم فيكههم ؟ قههالوا :سههيدنا ح َ
فكلموه وساءلوه ،ثم قال لهم :أي رجل ال ُ
حْبرنا وعالمنا .قال :فلما فرغوا من قولهم خرجت عليهم ،فقلت لهههم : وابن سيدنا ،و َ
يا معشَر يهود ،اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم
ً
به ،فوالله إنكم لتعلمون إنه لرسول الله ،تجدونه مكتوبا عندكم في
التوراة باسمه وصفته ،فإنى أشهد ُ أنه رسول الله صلى الله عليههه وسههلم وأومههن بههه
ت ثم واقعوا بى . وأصدقه وأعرفه ،فقالوا :كذب َ
قال :فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبرك يهها رسههول اللههه أنهههم قههوم
ت إسلمى وإسلم أهههل بيههتي ،وأسههلمت ب ُْهت ،أهل غدر وكذب وفجور! قال :فأظهر ُ
مها.عمتي خالدةُ بنت الحارث ،فحسن إسل ُ
حب ْههرا ًخْيريههق ،وكههان َ م َمن حديث مخيريق :قال ابن إسحاق :وكان من حديث ُ
عالمًا ،وكان رجل ً غنيا ً كثير الموال من النخل ،وكان يعرف رسول الله صلى الله عليه
وسلم بصفته ،وما يجد في علمه ،وغلب عليه إلف دينه ،فلم يزل على ذلك حتى إذا
كان يوم أحد ،وكان يوم أحد يوم السبت ،قال :يا معشر يهود ،والله إنكم لتعلمون أن
ت لكههم ،ثههم أخههذ م يوم السبت ،قال :ل سب َ نصَر محمد عليكم لحقّ .قالوا :إن اليو َ
ن وراَءه مه ْ
ل الله صلى الله عليه وسلم بأحد ،وعهد إلى َ حه ،فخرج حتى أتى رسو َ سل َ
من قومه :إن ُقتلت هذا اليوم ،فأموالى لمحمد صلى الله عليه وسلم يصنع فيههها مهها
س قاتل حتى ُقتل .فكان رسول الله صلى الله عليههه وسههلم أراه الله .فلما اقتتل النا ُ
خْيريق خيُر يهود .وقبض م َ
-فيما بلغنى -يقول ُ :
ت رسول الله صههلى اللههه عليههه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمواَله ،فعامة صدقا ِ
وسلم بالمدينة منها.
حديث صفية بنت حيي :قال ابن إسحاق :وحدثني عبد الله ابن أبي بكر بن محمد
ب حه ّ صفية بنت حيى بن أخطب أنها قالت :كنههت أ َ حدثت عن َ حْزم قال ُ : عمرو بن َ بن َ
قهما قط مههع ولههد لهمهها إل أخههذاني دونههه ، ْ
ولد أبي إليه ،وإلى عمى أبي :ياسر ،لم أل َ
عمههرو قالت :فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ،ونزل قَُباء في بنههى َ
سْين . مغَل ّ َ
حيى بن أخطب ،وعمى أبو ياسر بن أخطب ُ ، بن عوف غدا عليه أبيُ ،
ّ َ
قالت :فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس .قالت :فأَتيا كالْين كسلنين ساقطين
ي واحههد ت إل ّ ت إليهما كما كنت أصنع ،فوالله ما التف َ ش ْ
ش ُ يمشيان الهويَنى .قالت :فه ِ
ى بن حي ّ م .قالت :وسمعت عمى أبا ياسر ،وهو يقول لبي ُ ، منهما ،مع ما بهما من الغَ ّ
طب :أهو هو؟ قال :نعم والله :قال :أتعرفه وت ُْثبته ؟ قال :نعم ،قههال :فمهها فههي خ َ
أ ْ
ت. قي ُه والله ما ب َ ِ
سك منه ؟ قال :عداوت ُ ُ نف ِ
المنافقون بالمدينة :قال ابن إسحاق :وكان ممن انضاف إلى يهود ممن سمى لنا
من المنافقين من الوس والخزرج ،والله أعلم :من الوس ،ثم من بنههي عمههرو بههن
عوف بن مالك بن الوس ،ثم من بنى ل َ ْ
وذان بن عمرو بن عوف ُ :زوَيّ بن الحارث .
سوَْيد بن الصامت وأخوه الحههارث بههن
جلس بن ُ حبيب بن عمرو بن عوف ُ : ومن بني ُ
جلس الذي قال -وكان ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سوَْيد .و ُ
ُ
مر ،فَرفع ذلك من قههوله ح ُ شر من ال ُ في غزوة تبوك -لئن كان هذا الرجل صادقا ً لنحن َ
جلس ، حجههر ُ ن سعد ،أحدهم ،وكان في ِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عميُر ب ُ
ب جلس ،إنههك لحه ّ مْير بن سعد :واللههه يهها ُ جلس على أمه بعد أبيه ،فقال له عُ َ ف ُ خل َ َ َ
ي أن يصههيبه شههىء يكرهههه ،ولقههد قلههت ى ،وأحسنهم عندي يدا ،وأعزهم عله ًّ
الناس إل ّ
لحههداهما أيس هُر ت عليها ليهلكههن دينههى ،و ِ صم ّ حّنك ،ولئن َ مقالة لئن رفعُتها عليك لفض َ
ى من الخرى .ثم مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فههذكر لههه مهها قههال عل ّ
مْير، ى عُ َجلس بالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم :لقد كذب عل ّ جلس ،فحلف ُ ُ
مهها قَههاُلوا ن ب ِههالله َ فههو َ حل ِ ُمْير بن سعد .فأنزل الله عز وجههل فيههه { :ي َ ْ ت ما قال عُ َ وما قل ُ
َ
نمههوا إ ِّل أ ْ ق ُ
مهها ن َ َم ي َن َههاُلوا وَ َ مهها ل َه ْ مههوا ب ِ َ م وَهَ ّ مه ِ ْ سهَل ِ ف هُروا ب َعْهد َ إ ِ ْ فرِ وَك َ َ ة ال ْك ُ ْ قد ْ َقاُلوا ك َل ِ َ
م َ وَل َ َ
َ
ذاًبا م اللههه عَه َ وا ي ُعَهذ ّب ْهُ ْن ي َت َوَل ّ ْ م وَإ ِ ْ خي ًْرا ل َهُ ْن َ ن ي َُتوُبوا ي َك ُ ْ ضل ِهِ فَإ ِ ْ ن فَ ْ م ْ ه ِ سول ُ ُ
م الله وََر ُ أغَْناهُ ْ
َْ َ
ر { ]التوبههة . [74 :قههال صههي ٍ ي وََل ن َ ِ ن وَل ِه ّمه ْ ض ِ م ِفي الْر ِ ما ل َهُ ْ خَرةِ وَ َ ما ِفي الد ّن َْيا َواْل ِ أِلي ً
ابن هشام :الليم :الموجع .قال ذو الرمة يصف إبل ً :
م
ألي ُ ج
وه ٌ هها وجو َ كص ّ يَ ُ دلت شمْر َ صدورٍ َ #وت َْرفعُ من ُ
وهذا البيت في قصيدة له .
لسلم . عرف منه الخيُر وا ِ سنت توبُته ،حتى ُ قال ابن إسحاق :فزعموا أنه تاب فح ُ
س بههن زيههد ،أحههد ن ِزياد البلههوي ،وقي ه َ سوَْيد ،الذي قتل المجذ َّر ب َ وأخوه الحارث بن ُ
ً
ضب َْيعة ،يوم أحد .خرج مع المسلمين ،وكان منافقا ،فلما التقى الناس عدا عليهما، بني ُ
فقتلهما ثم لحق بقريش.
سوَي ْد َ بن صامت في بعههض الحههروب الههتي ذر بن زياد قتل ُ ن هشام :وكان المج ّ قال اب ُ
ذر بن ويد غرةَ المج ّ س َ
كانت بين الوس والخزرج ،فلما كان يوم أحد طلب الحارث بن ُ
ده ،وسمعت غيَر واحههد مههن أهههل العلههم يقههول ،والههدليل زياد ،ليقتله بأبيه ،فقتله وح َ
علي أنه لم يقتل قيس بن زيد ،أن ابن إسحاق لم يذكره في قتلى أحد.
ة ،فههي غيههر حههرب ،رمههاه فراء ِغيل ه ً ويد َ بن صامت معاذ ُ بن عَ ْ قال ابن إسحاق َ :قتل ُ
س َ
م بعاث . بسهم فقتله قبل يو َ
قال ابن إسحاق :وكان رسول الله صلى الله عليه وسههلم -فيمهها يههذكرون -قههد أمههر
جلس عمر بن الخطاب بقتله إن هو ظفر به ،ففاته ،فكان بمكة ،ثم بعههث إلههى أخيههه ُ
يطلب التوبة ،ليرجع إلى قومه .فأنزل الله
مهها ك َ َ
ف هُروا ب َعْ هد َ دي الله قَوْ ً ف ي َهْ ِ تبارك وتعالى فيه -فيما بلغنى عن ابن عباس } : -ك َي ْ َ
م ال ّ دي ال ْ َ َ
ن{ ]آل مي َ ظال ِ ِ قوْ َ ت َوالله َل ي َهْ ِ م ال ْب َي َّنا ُ
جاَءهُ ْ
حقّ وَ َ
ل َ سو َ ن الّر ُ
دوا أ ّ م وَ َ
شهِ ُ مان ِهِ ْ
ِإي َ
وف بن عمرو بههن ضب َْيعة بن زيد بن مالك بن عَ ْ عمران [86 :إلى آخر القصة ومن بني ُ
عوف :
جاد بن عثمان بن عامر. بِ َ
وف :ن َب َْتل بههن الحههارث ،وهههو الههذي قههال لههه ع ْ مرو بن َ ع ْ وذان بن َ ومن بني ل َ ْ
ب أن ينظههر إلههى الشههيطان ، رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما بلغني : -من أح ه ّ
فلينظر إلى ن َب َْتل بن الحارث ،وكان رجل ً جسيما ً أذلم ثائر شعر الرأس ،أحمر العينين
دين ،وكان يأتى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم يتحههدث إليههه فيسههمع فع الخ ّ س َ أ ْ
دثه شههيئا ً ذن ،من ح ّ منه ،ثم ينقل حديثه إلى المنافقين ،وهو الذي قال :إنما محمد أ ُ
ُ
ل ن قُ ه ْ ن هُ هوَ أذ ُ ٌ قول ُههو َ ي وَي َ ُ ن الن ّب ِه ّ ذو َ ن ي ُهؤْ ُذي َ م ال ّ ِمن ْهُ ْ صدقه .فأنزل الله عز ِوجل فيه } :وَ ِ
ُ
ن ذو َ ن ي ُهؤْ ُ ذي َ م َوال ّه ِ من ْك ُه ْمن ُههوا ِ نآ َ ذي َة ل ِل ّه ِمه ٌح َ ن وََر ْ مِني َ مهؤْ ِ ن ل ِل ْ ُ
م ُ ن ِبالله وَي ُؤْ ِ م ُ م ي ُؤْ ِ خي ْرٍ ل َك ُ ْ ن َ أذ ُ ُ
َ
م)] { (61التوبة.[61 : ب أِلي ٌ ذا ٌ م عَ َ ل الله ل َهُ ْ سو َ َر ُ
دث :أن جبريههل عليههه السههلم ح ّ ض رجال ب َْلعجلن أنه ُ قال ابن إسحاق :وحدثني بع ُ
ر
ل الله صلى الله عليه وسلم فقال له إنه يجلس إليك رجل أذلههم ،ثههائُر شههع ِ أتى رسو َ
فر ،كبههده أغلههظ مههن كب هدِ صه ْدران مههن ُ فع الخدين أحمر العينين ،كأنهما قِ ْ س َ الرأس ،أ ْ
ة ن َب َْتل بن الحارث ،فيما الحمار ،ينقل حديَثك إلى المنافقين ،فاحذْره .وكانت تلك صف ُ
يذكرون .
عر ،وكان ممن بَنى مسههجد َ الضههرار ،وثعلبههة بههن ضَبيعة :أبو حبيبة بن الْز َ ومن بنى ُ
ن شههير ،وهمهها اللههذان عاهههدا اللههه لئن اتانهها مههن فضههله لنصهد ّقَ ّ معَت ّههب بههن قُ َ حاطب ،و ُ
معَّتب الذي قال يوم أحد :لو كان لنا مههن المههر ولنكونن من الصالحين ،إلخ القصة .و ُ
َ َ َ
م سهههُ ْ ف ُم أن ْ ُ مت ْهُ ْ ة قَد ْ أهَ ّ ف ٌشيء ما ُقتلنا هاهنا .فأنزل الله تعالى في ذلك من قوله }وَطائ ِ َ
َ ْ َ
م هَر ن ال ْ ل إِ ّ يٍء قُ ه ْ شه ْ ن َ م ْ مرِ ِ ن اْل ْ م ْل ل ََنا ِ ن هَ ْ قوُلو َ جاهِل ِي ّةِ ي َ ُن ال ْ َ حق ّ ظ َ ّ ن ِبالله غَي َْر ال ْ َ ي َظ ُّنو َ
ما قُت ِل َْنهها يٌء َ ش ْ مرِ َ َ
ن اْل ْ م ْ ن ل ََنا ِ كا َن ل َوْ َ قوُلو َ ك يَ ُن لَ َ دو َ ما َل ي ُب ْ ُ م َ سه ِ ْ ف ِن ِفي أ َن ْ ُ فو َ خ ُه ل ِل ّهِ ي ُ ْ ك ُل ّ ُ
هاهَُنا { ]آل عمران [154 :إلى آخر القصة .وهو الذي قال يوم الحزاب :كان محمههد َ
دنا ل يأمن ُ وأح وقيصر، كسرى ز
َ كنو َ
ل نأك أن دنايَ ِ ُ
ع
سها فههي جههاهليته ابن الخزرج :حاطب بن أمية بن رافع ،وكهان شههيخا ً .جسههيما ً قههد عَ َ
وكان له ابن من خيار المسلمين ،يقال له يزيههد ابههن حههاطب ،أصههيب يههوم أحههد حههتى
حمل إلى دار بني ظفر. أثبتته الجراحات ،ف ُ
قال ابن إسحاق :فحدثني عاصم بن عمر بن َقتادة أنه اجتمع إليه مههن بههها مههن رجههال
المسلمين ونسائهم وهو بالموت فجعلوا يقولون أبشر يابن حاطب بالجنة ،قال :فنجم
حْرمل ،غررتم والله هذا المسهكين نفاُقه حينئذٍ ،فجعل يقول أبوه :أجل جنة والله من َ
من نفسهِ .
مة ،سارق الد ّْرعين ،الذي أنههزل اللههه ُ
شْير بن أب َْيرق ،وهو أبو طع َ قال ابن إسحاق :وب ُ َ
َ َ َ ّ
مواًنا أِثي ً خ ّ
ن َ ن َ
كا َ م ْب َح ّن الله ل ي ُ ِم إِ ّ
سه ُ ْ ف َ ن أن ُخَتاُنو َ ن يَ ْذي َن ال ِ ل عَ ْ جادِ ْ تعالى فيه } :وََل ت ُ َ
{ ]النساء : [107 :وقُْزمان :حليف لهم .
قال ابن إسحاق :فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة :أن رسول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم كان يقول :إنه لمن أهل النار .فلما كان يوم أحد قاتههل قتههال ً شههديدا ً حههتى قته َ
ل
ظفههر ،فقههال لههه حمههل إلههى دار بنههى َ ت،ف ُ ة نفر من المشركين ،فههأثبتته الجراحهها ُ بضع َ
ت اليههوم ،وقههد أصههابك مهها تههرى فههي مان ،فقد أبليه َ رجال من المسلمين :أبشر يا قُْز َ
ت إل حمية عن قومي ،فلما اشتدت به جراحاته الله .قال :بماذا أبشر ،فوالله ما قاتل ُ
سه. ش يده ،فقتل نف َ كنانِته ،فقطع به رواه َ وآذته أخذ سهما ً من ِ
شهههل منههافق ول منافقههة ُيعلههم ،إل أن قال ابن إسههحاق :ولههم يكههن فههي بنههى عبههد ال ْ
هط سعد بن ، الضحاك بن ثابت ،أحد بنى كعب ،ر ْ
حب يهود ،قال حسان بن ثابت : زيد ،وقد كان ُيتهم بالنفاق و ُ
داج َم ّ ت على السلم ِ أن تت َ عي ْ أ ْ ك أن عروَقههه مبلغُ الضحا ِ #من ُ
محمدا تحب ول حماِر، ال ِ كبد َ
ِ ن الحجازِ وديَنهههم #أتحب ي ُْهدا َ
ودا خ ّ و َ الفضاِء في آل ن
است ّ ما مري ل يوافق دينَنههها #دينا ً لعَ ْ
شههير ،ورافههع معت ّههب بههن قُ َ سوَْيد بن صامت قبل توبته -فيما بلغني -و ُ وكان جلس بن ُ
ون بالسلم ،فههدعاهم رجههال مههن المسههلمين فههي خصههومة بن زيد ،وبشر ،وكانوا ي ُد ْعَ ْ
كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فدعوهم إلى الكهههان ،حكههام أهههل
ل مهها ُأنهزِ َ من ُههوا ب ِ َ مآ َ
الجاهلية ،فأنزل الله عز رجل فيهم } :أ َل َم تر إَلى ال ّذين يزعُمو َ
ن أن ّهُ ْ ِ َ َْ ُ َ ْ ََ ِ
ن ي َك ْ ُ َ ُ ّ َ ك يريدو َ ما ُأنزِ َ إ ِل َي ْ َ
ه
ف هُروا ب ِه ِ م هُروا أ ْ ت وَقَ هد ْ أ ِ غو ِ موا إ ِلى الطا ُ حاك َ ُ ن ي َت َ َ نأ ْ ن قَب ْل ِ َ ُ ِ ُ َ م ْ ل ِ ك وَ َ
طا َ
دا { ]النساء [60 :إلى آخر القصة . ضَلًل ب َِعي ً م َ ضل ّهُ ْ ن يُ ِ نأ ْ شي ْ َ ُ ريد ُ ال ّ وَي ُ ِ
مهرو بهن قي ْههس ، عمرو ،وعَ ْ ومن الخزرج ،ثم من بنى النجار :رافع بن وَِديعة ،وَزْيد بن َ
سْهل . مرو بن َ وَقيس بن عَ ْ
مة :الجد ّ بن قَْيس ،وهو الههذي يقههول :يهها سل ِ َشم بن الخزرج ،ثم من بني َ ج َ ومن بني ُ
ن ل ِههي وََل ل ائ ْذ َ ْ قههو ُ ن يَ ُ مه ْ م َ من ْهُه ْ محمد ،ائذن لي ول تفتّنى ،فأنزل اللههه تعههالى فيهههم } وَ ِ
َ
رين { ]التوبههة : [49 :إلههى آخههر ة ِبال ْك َههافِ ِ حيط َ ٌ م ِ م لَ ُ جهَن ّ َ ن َ طوا وَإ ِ ّ ق ُ س َ فت ْن َةِ َ فت ِّني أَل ِفي ال ْ ِ تَ ْ
القصة.
سلول ،وكان رأس المنافقين ،وإليه ن َ ي اب ُ ن أب َ ّ وف بن الخزرج :عبد ُ الله ب ُ ومن بني عَ ْ
ل ،في غههزوة يجتمعون وهو الذي قال :لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن العّز منها الذ ّ
طلق .وفي قوله ذلك ،نزلت سورة المنافقين بأسرها .وفيههه وفههي وديعههة - ص َ بنى الم ْ
داعس وهم من رهط عبههد اللههه سوَْيد ،و َ رجل من بني عوف -ومالك بن أبي قَوَْقل ،و ُ
سلول .فهؤلء سُلول :وعبد الله بن أبي ابن َ ن أبي ابن َ ب ُ
سون إلى بني النضير حين حاصههرهم رسههول اللههه صههلى مهِ الذين كانوا يد ُ ّ النفر من قو ِ
الله عليه وسلم :أن اثبتوا ،فوالله لئن أخرجتم لنخرجن معكههم ول نطيههع فيكههم أحههدا ً
َ
قوا ن ن َههافَ ُ
ذي َ م ت َههرى إ ِل َههى ال ّه ِ أبدا ً وإن ُقوتلتم لننصرنكم ،فههأنزل اللههه تعههالى فيهههم } :أل َه ْ
ع
طيه ُ م وََل ن ُ ِ معَك ُه ْ ن َ جه ّ خُر َ م ل َن َ ْ جت ُه ْ خرِ ْ ن أُ ْ ب ل َئ ِ ْ ل ال ْك ِت َهها ِ ن أهْ ِ
فروا م َ
ِ ْ ن كَ َ ُ ذي َ م ال ّ ِ وان ِهِ ْ خ َ ن لِ ْ قوُلو َ يَ ُ
م لَ َ َ َ
ن { ]الحشهر [11 :ثهم كهاذُِبو َ شههَد ُ إ ِن ُّهه ْ م َواللههه ي َ ْ صَرن ّك ُ ْ م ل َن َن ْ ُ ن ُقوت ِل ْت ُ ْ دا وَإ ِ ْ دا أب َ ً ح ً مأ َ ِفيك ُ ْ
القصة من السورة حتى انتهى إلى قوله :
َ
ف اللههه خهها ُ ك إ ِن ّههي أ َ من ْ َ ريٌء ِ ل إ ِّني ب َ ِ فَر َقا َ ما ك َ َ فْر فَل َ ّ ن اك ْ ُ سا ِ لن َ ل لِ ْ ِ ن إ ِذ ْ َقا َ طا ِ شي ْ َ ل ال ّ مث َ ِ } كَ َ
ن{ ]الحشر[16 : مي َ ب ال َْعال َ ِ َر ّ
وذ بالسلم ،ودخل المنافقون من أحبار اليهود :قال ابن إسحاق :وكان ممن تع ّ
فيه مع المسلمين وأظهره وهو منافق ،من أحبار يهود.
حن َْيف ،وَزي ْههد بههن الّلص هْيت ،ونعمههان بههن أوْفَههى بههن عمههرو، من بنى قيُنقاع :سعد بن ُ
صْيت 0،الذي قاتل عمر بههن الخطههاب رضههى اللههه عنههه ّ
وعثمان بن أوفى .وزيد بن الل َ
ة رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسوق بنى قينقاع ،وهو الذي قال ،حين ضلت ناق ُ
م محمد أنه يأتيه خبُر السماء وهو ل يدري أين ناقته ! فقال رسول الله صهلى اللهه يزع ُ
ل اللههه ،تبههارك وتعههالى عليه وسلم ،وجاءه الخبر بمهها قههال عههدوّ اللههه فههي رحلههه ،ود َ ّ
م محمهد أنهه يهأتيه خهبر رسوَله صلى الله عليه وسلم على ناقته " :إن قائل قال :يزع ُ
السماء ول يدري أين ناقته ،وإني والله ما أعلههم إل مها عّلمنههى اللهه ،وقههد دّلنهي اللههه
مههها ،فههذهب رجههال مههن شههْعب ،قههد حبسههتها شههجرة بزما ِ عليههها ،فهههى فههي هههذا ال ّ
المسلمين ،فوجدوها حيث قال رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ،وكمهها وصههف .
حَرْيملة ،وهو الذي قال له الرسول صلى الله عليه وسلم -فيما بلغنا - ورافع ابن ُ
حين مات :قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين ورفاعة بن َزي ْههد بههن الت ّههابوت ،
وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هبت عليه الريح ،وهو قافههل
صهط ََلق ،فاشههتدت عليههه حههتى أشههفق المسههلمون منههها فقههال لهههم من غزوة بنى الم ْ
رسول الله صلى الله عليه وسلم :ل تخافوا ،فإنمها هبههت لمههوت عظيههم مههن عظمهاء
الكفار .فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينههة وجههد رفاعههة بههن زيههد بههن
صوِريا. ن ب ِْرهام وكنانة بن ُ سْلسلة ب َ الّتابوت مات ذلك اليوم الذي هَّبت فيه الريح .و ِ
ضههرون المسههجد طرد المنافقين من المسسسجد :وكههان هههؤلء المنههافقون يح ُ
ً
خرون ويسههتهزئون بههدينهم ،فههاجتمع يومها فههي سه َ فيستمعون أحههاديث المسههلمين ،وي َ ْ
المسجد منهم نههاس ،فرآههم رسهول اللههه صهلى اللههه عليهه وسهلم يتحهدثون بينهههم ،
ل اللههه صههلى اللههه عليههه ضهم ببعض ،فههأمر بهههم رسههو ُ خافضى أصواتهم َ ،قد لصق بع ُ
َ
ن كلي ْههب ،ُ ن زيههد ب ه ُ ً
وسلم فاخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا ،فقام أبو أيوب ،خالد ُ اب ه ُ ً
عمر بن قَْيس ،أحد بنى غَْنم بن مالك بن النجار -كان صاحب آلهتهم في الجاهلية إلى ُ
-فأخذ برجله فسحبه ،حتى أخرجه من المسجد ،وهو يقول :أتخرجني يا أبا أيوب من
مْربد بني ثعلبة ،ثم أقبل أبو أيوب أيضها ً إلهى رافهع بهن وَِديعهة ،أحهد بنهي النجهار فلّببهه
بردائه ثم نثره نثرا ً شديدًا ،ولطم وجَهه ،ثم أخرجه من المسجد ،وأبو أيوب يقول لههه :
جك يا منافق من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ف لك منافقا ً خبيثا ً .أدرا َ أ ّ
ت منها .قال الشاعر : قال ابن هشام :أي ارجعْ من الطريق التي جئ َ
ثَ ْ
م كان من بالظ ّْلم باء جه وقهد #فوّلى وأدبَر أدرا َ
حْزم إلى زيد بن عمرو ،وكان رجل ً طويل اللحية ،فأخههذ بلحيتههه فقههاده عمارة بن َ وقام ُ
ه
مه بهمهها فهي صهدرِ ِ َ
عمارة َيهد َْيه فلهد َ َ بها قودا عنيفا حتى أخرجه من المسجد ،ثم جمع ُ ً ً
شتني خّر منها .قال :يقول :خد ْ مة َ ل َد ْ َ
عمارة قال :أبعدك الله يا منافقُ ،فما أعد ّ الله لك من العذاب أشد ّ مههن ذلههك ،فل يا ُ
ن مسجد َ رسول الله صلى الله عليه وسلم. تقرب ّ
قِبل : م ْ
ن ُ ي اب َ ن أب ّ دم :الضرب ببطن الكف .قال َتميم ب ُ ّ
قال ابن هشام :الل ْ
ر
حج ِ بال َ بالغَي ْ ِ وراَء الوليدِ م
لد ْ َ َ رهت أْبهههه ِ جيب تح َ #وللفؤادِ و ِ
قال ابن هشام :الغيب :ما انخفض من الرض .والبهر :عرق القلب .
دريا ،و أبهوِ محمههد ً قال ابن إسحاق :وقام أبههو محمههد ،رجههل مهن بنههى النجههار ،كههان به ْ
صرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بهن مالههك بههن النجهار :إلهى مسعود بن أوس بن زيد بن أ ْ
قَْيس بن عمرو بن سهل ،وكان قيس غلما ً شابًا ،وكان ل ُيعلههم فههي المنههافقين شههاب
خهد َْرة بهن غيره ،فجعل يدفع في قفاه حتى أخرجهه مهن المسهجد .وقهام رجهل مهن ب َل ْ ُ
دري ،يقال له :عبد الله بن الحارث حين أمر رسول الله خ ْ الخزرج ،رهط أبي سعيد ال ُ
صلى الله عليه وسلم بإخراج المنافقين من المسجد إلى رجل يقال له :الحههارث بههن
جمته فسحبه بها سحبا ً عنيفًا،على ما مر به من مة ،فأخذ ب ُ ج ّمرو ،وكان ذا ُ عَ ْ
ت يههابن الحههارث ْ
الرض ،حتى أخرجه من المسههجد .قههال يقههول المنههافقُ :لقههد أغلظه َ
ن مسههجد َ رسههول فقال له :إنك أهل لذلك ،أي عدوّ الله لما أنزل الله فيك :فل تقرب ه ّ
وف إلهى أخيههه مرو بن عَ ْ جس وقام رجل من بنى عَ ْ الله صلى الله عليه وسلم ،فإنك ن َ ِ
ً
ُزوَيّ بن الحارث فأخرجه من المسجد إخراجا عنيفها ،وأفّههف منههه ،قههال :غلههب عليههكً
مُرهُ . الشيطان وأ ْ
فهؤلِء من حضر المسجد َ يومئذ مههن المنههافقين ،وأمههر رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم بإخراجهم .
ما نزل في اليهود والمنافقين :ففههي هههؤلء مههن أحبههار يهههود ،والمنههافقين مههن
الوس والخزرج ،نزل صدُر سورةِ البقرة إلى المئة منها -فيما بلغني -والله أعلم .
ه{ ]البقههرة [1،2 :أي ل ب ِفيه ِ ب َل َري ْه َ ك ال ْك ِت َهها ُ يقول الله سبحاَنه وبحمده } :الم* ذ َل ِه َ
شك فيه .
ذلى : جؤَية الهُ َ قال ابن هشام :قال ساعدة بن ُ
م َ
م لحي ُ َ
ب أن قد كان ث ّ َري ْ َ فل صروا بهه ح َم قد َ دنا القو َ #فقالوا عَهِ ْ
ً
وهذا البيت في قصيدة له ،والريب أيضا :الريبة .قال خالد بن
ُزهير الُهذلي :
#كأننى أِريُبة برْيب
ن َل َ
ن وَل َك ِه ْ دو َ سه ُ ف ِم ْ م ال ْ ُ هه ْ من المههؤمنين وأهههل الكتههاب ،يقههول اللههه تعههالى } أَل إ ِن ّهُه ْ
م ُ
َ َ
مفَهاُء أَل إ ِن ّهُ ْ س َ ن ال ّ م َ ما آ َ ن كَ َ س َقاُلوا أن ُؤْ ِ
م ُ ن الّنا ُ م َ ما آ َ مُنوا ك َ َ مآ ِ ل ل َهُ ْ ذا ِقي َ ن)(12وَإ ِ َ شعُُرو َ يَ ْ
وا إ ِل َههى خل َه ْ
ذا َ من ّهها وَإ ِ َمن ُههوا قَههاُلوا آ َ نآ َ قههوا ال ّه ِ
ذي َ ذا ل َ ُ
ن)(13وَإ ِ َ مههو َ ن َل ي َعْل َ ُ فَهاُء وَل َك ِه ْ
سه َم ال ّ هُ ه ْ
م {} ]البقرة12 :ه [14من يهود، طين ِهِ ْ
شَيا ِ َ
م {أي إنهها ُ
معَكهه ْ ُ
الذين يأمرونهم بالتكذيب بالحق ،وخلف ما جاء به الرسول }َقالوا إ ِّنا َ
ن {: ست َهْزُِئو َ م ْ ن ُ ح ُما ن َ ْعلى مثل ما أنتم عليه }.إ ِن ّ َ
سهت َهْزِئُ ب ِهِه ْ
م أي إنما نستهزئ بالقوم ،ونلعب بهههم ،يقههول اللههه عههز وجههل } :اللههه ي َ ْ
ن}]البقرة.[15 : مُهو َ م ي َعْ َم ِفي ط ُغَْيان ِهِ ْ مد ّهُ ْوَي َ ُ
عمة وعامه :أي حيههران ،قههال مهون :يحارون تقول العرب :رجل َ قال ابن هشام :ي َعْ َ
ُرؤبة بن الَعجاج يصف بلدا ً :
هه
ههه ههههههههه هههه
ههه ههه
#هه
مه :فجمعه :
مه :جمع عامه :وأما عَ ِ
وهذا البيت في أرجوزة له .فالعُ ّ
مهاء. مهة وعَ ْ مهون .والمرأة :عَ ِ عَ ِ
مهها
م وَ َ
جههاَرت ُهُ ْ
ت تِ َ
حه ْ
مهها َرب ِ َ ة ِبال ْهُ َ
دى}أي الكفههر باليمههان } فَ َ ضَلل َ َ نا ْ
شت ََرْوا ال ّ ك ال ّ ِ
ذي َ {أ ُوْل َئ ِ َ
ن}.دي َ
مهْت َ ِ
كاُنوا ُ َ
س هت َوْقَد َ ن َههاًرا
ذي ا ْ ل ال ّ ِ م كَ َ
مث َ ِ قال ابن إسحاق :ثم ضرب لهم مثل ً فقال تعالى َ {:
مث َل ُهُ ْ
ن} ]البقههرة: َ
صهُرو َت َل ي ُب ْ ِ م ِفهي ظ ُل ُ َ
مهها ٍ م وَت ََرك َهُه ْ
ب اللههه ب ِن ُههورِهِ ْ حوْل َ ُ
ه ذ َهَه َ ما َ
ت َ
ضاَء ْ
ما أ َفَل َ ّ
[17أي ل ُيبصرون الحقّ ويقولون بههه حههتى ،إذا خرجههوا بههه مههن ظلمهةِ الكفههر أطفئوه
رهم به ونفاقهم فيه ،فتركهم بكف ِ
يمه ٌ م عُ ْم ب ُك ْه ٌ ص ّ دى ،ول يستقيمون على حق { ُ الله في ظلمات الكفر فهم ل يبصرون هُ ً
عمههى عههن الخيههر ،ل صم بكم ُ دىُ ، ن} ]البقرة[18 :أي ل يرجعون إلى الهُ َ جُعو َ م َل ي َْر ِ
فَهُ ْ
َ
ماِءسه َ ن ال ّ مه ْ ب ِ يرجعون إلى خير ،ول يصيبون نجاة ما كانوا على ما هم عليهه {أوْ ك َ َ
صهي ّ ٍ
فيه ظ ُل ُمات ورعْد وبرقٌ يجعُلو َ
ت َواللههه م هوْ ِح هذ ََر ال ْ َ ق َ ع ِ وا ِص َ ن ال ّ م ْ م ِ ذان ِهِ ْم ِفي آ َ صاب ِعَهُ ْ
نأ ََ َ ْ َ َ ٌ ََ ٌ ََْ ِ ِ
ن}].البقرة[19 : ري َ كافِ ِ ط ِبال ْ َحي ٌم ُِ
صّيب :المطهر ،وهو من صاب يصوب ،مثل قولهم :السّيد ،من قال ابن هشام :ال َ
دة ،أحد بنههى ل عَلقمة بن عَب َ َ ْ ساد َ يسود ،والميت :من مات يموت ،وجمعه صياِئب .قا َ
مناة ابن تميم : ربيعة بن مالك بن زيد َ
بدبي َُ ن
ره ّ لطي ِ قها صواع ُ م صابت عليهم سحابهة #كأنه ُ
وفيها :
ب ث َتصو ُ ن حي ُ مْز ِ ك َرَوايا ال ُ قت ْ َس َ َ مر مغَ ّ دلي بينى وبين ُ #فل ت َعْ ِ
وهذان البيتان في قصيدة له .
ذر مهن القتهل مهن قال ابن إسحاق :أي هم من ظلمة ما هم فيه مهن الكفهر والحه َ
الذي هم عليه من الخلف والتخوف لكم ،علههى مثههل مهها ُوصههف .مههن الههذي هههو فههي
زل من ْه ِحذ ََر الموت .يقول :والله ُ صْيب .يجعل أصابَعه في أذنيه من الصواعق َ ظلمة ال ّ ُ
م} أي لشدة خط َ ُ َ كاد ُ ال ْب َْرقُ ي َ ْ قمة .أي هو محيط بالكافرين {ي َ َ
صاَرهُ ْ ف أب ْ َ ذلك بهم من الن ّ ْ
موا}أي يعرفههون الحههق شهوا فيهه وإ َ َ َ
م َقها ُ م عَل َي ِْهه ْ ذا أظ ْل َه َ م َ ْ ِ ِ َِ م َ ضهاَء ل َهُه ْ
مها أ َضوء الحق {ك ُل ّ َ
ويتكلمون به .فهم من قولهم به على استقامة فإذا
صلت الثقفى : قال ابن هشام :الفوم :الحنطة .قال أمية بن أبي ال ّ
ُفوم ِ ى
ق ِ ل في ن ِ ْ كالوَِذي ِ قِط َعٌ شيَزى مثل الجوابي عليها #فوقَ ِ
قال ابن هشام :الوذيل :قطع الفضة ،والفوم :القمح ،واحدته :فومة .وهههذا الههبيت
في قصيدة له .
َ {وعَدسها وبصل ِها َقا َ َ
نص هًرا فَ هإ ِ ّ م ْ خي ْهٌر اهْب ِط ُههوا ِ ذي هُوَ َ ذي هُوَ أد َْنى ِبال ّ ِ ن ال ّ ِ ست َب ْدُِلو َ ل أت َ ْ َ َ ِ َ ََ َ َ
م}. َ
سأل ْت ُ ْ ما َ م َ ل َك ُ ْ
قال ابن إسحاق :فلم يفعلوا ،ورْفعه الطور فوَقهم ليأخذوا ما أوتوا ،والمسههخ الههذي
حداثهم ،والبقرة التي أراهم الله عز وجل بها العبرة فههي كان فيهم ،إذ جعلهم قردةً بإ ْ
القتيل الذي اختلفوا فيه ،حتى بي ّههن اللههه لهههم أمههره ،بعههد الههتردد علههى موسههى عليههه
السلم في صفة البقرة ،وقسوة قلوبهم بعد ذلك حتى كانت كالحجارة أو أشد قسههوة،
ج خ هُر ُ ققُ فَي َ ْ شه ّ مهها ي َ ّمن ْهَهها ل َ َن ِ ه اْل َن َْهاُر وَإ ِ ّ من ْ ُ جُر ِ ف ّما ي َت َ َ جاَرةِ ل َ َ ح َ ن ال ْ ِ م ْ ن ِ ثم قال تعالى } :وَإ ِ ّ
شي َةِ الله}أي وإن مههن الحجههارة لليههن مههن قلههوبكم خ ْ ن َم ْ ُ
ما ي َهْب ِط ِ من َْها ل َ َن ِ ماُء وَإ ِ ّ ه ال ْ َمن ْ ُ
ِ
ن}.مُلو َ ما ت َعْ َ ل عَ ّما الله ب َِغافِ ٍ عما تدعون إليه من الحق }وَ َ
ؤيسههم منهههم ثههم قههال لمحمههد عليههه الصههلة والسههلم ولمههن معههه مههن المههؤمنين ي ْ
}أ َفَتط ْمعو َ
ن
مه ْ ه ِ ُ
حّرفههون َ ُ م يُ َ م اللههه ث ُه ّ ن ك ََل َ مُعو َ س َ م يَ ْ من ْهُ ْ ريقٌ ِ ن فَ ِ كا َم وَقَد ْ َ مُنوا ل َك ُ ْ ن ي ُؤْ ِ نأ ْ َ َ َ
ن كلهههم ن} ]البقرة .[75 :وليس قوله " يسمعون التههوراةَ " أ ّ مو َ م ي َعْل َ ُقُلوهُ وَهُ ْ ما عَ َ ب َعْدِ َ
قد سمعها ،ولكنه فريق منهم ،أي خاصة .قال ابههن إسههحاق :فيمهها بلغنههى عهن بعهض
أهل العلم :قالوا لموسى :
مههه حيههن يكلمههك ،فطلههب ذلههك يا موسى ،قد حيل بيَننا وبين رؤية اللههه ،فأسههمعنا كل َ
ّ
موسى عليه السلم من ربه ،فقهال لهه :نعهم مرههم فليطههروا ،أو ليطههروا ثيهاَبهم ،
م أمرهههم وليصوموا ،ففعلوا ،ثم خرج بهههم حههتى أتههى بهههم الطههوَر فلمهها غشههيهم الغمهها ُ
جدا ً وكلمه ربه ،فسههمعوا كلمههه تبههارك وتعههالى ،يههأمرهم وينهههاهم ، س ّ
موسى فوقعوا ُ
حتى عقلوا عنه ما سمعوا ،ثم انصههرف بهههم إلهى بنههي إسههرائيل ،فلمهها جههاءهم حهّرف
فريق منهم ما أمرهم به ،وقالوا ،حين قال موسى لبنى إسرائيل :إن الله قههد أمركههم
بكذا وكذا ،قال ذلك الفريق الذي ذكر الله عز وجل :إنما قال كذا وكذا ،خلفا ً لما قال
الله لهم ،فهم الذين عنى الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم.
مّنا} ،أي بصاحبكم رسول الله ،ولكنههه مُنوا َقاُلوا آ َ نآ َ ذي َ قوا ال ّ ِ ذا ل َ ُثم قال تعالى { :وَإ ِ َ
ض َقاُلوا} :ل تحدثوا العرب بهذا ،فإنكم قههد كنتههم م إ ِلى ب َعْ ٍ
ضه ُ ْ َ خَل ب َعْ ُ ذا َ إليكم خاصة {،وَإ ِ َ
من ُههوا نآ َ ذي َ قههوا ال ّه ِ ذا ل َ ُ تستفتحون به عليهم ،فكان فيهم فأنزل الله عز وجل فيهههم { :وَإ ِ َ
َ
ه
م ِبهه ِ جوك ُ ْ حهها ّ م ل ِي ُ َح الله عَل َي ْك ُ ْ ما فَت َ َ م بِ َ حد ُّثون َهُ ْ ض َقاُلوا أت ُ َ م إ ِلى ب َعْ ٍ
ضه ُ ْ َ خَل ب َعْ ُ ذا َ مّنا وَإ ِ َ َقاُلوا آ َ
ن} ]البقرة [76 :أي تقرون بأنه نبى ،وقد عرفتم أنههه قههد أخههذ لهه عند ربك ُ َ
قُلو َ م أفََل ت َعْ ِ ِ ْ َ َ ّ ْ
الميثاق عليكم باتباعه ،وهو يخبركم أنه النبي الذي كنا ننتظر ونجد في كتابنا ،اجحههدوه
ول تقروا لهم به ،يقول الله عههز وجههل { :أ َوَل يعل َمههو َ
مهها
ن وَ َ سهّرو َ مهها ي ُ ِ م َ ن اللههه ي َعْل َه ُ نأ ّ َ َ َْ ُ
ي}].البقرة[77،78: َ يعل ِنون* ومنه ُ
مان ِ ّب إ ِّل أ َ ن ال ْك َِتا َ مو َ ن َل ي َعْل َ ُ مّيو َ مأ ّ ُْ ُ َ َ ِ ُْ ْ
ي ،إل قههراءة ،لن المههى :الههذي يقههرأ ول قال ابن هشام ،عن أبي عُب َْيدة :إل أمان ّ
عبيههدة يكتب .يقول :ل يعلمون الكتاب ،إل أنهم يقرءونه .قال ابن هشام :عههن أبههي ُ
ويونس ،أنهما تأول ذلك عن العرب في قول الله عز وجل ،حدثني أبو عَُبيدة بذلك .
قال ابن هشام :وحدثني يونس بن حبيب النحويّ وأبو عَُبيدة :
أن العرب تقول :تمّنى ،في معنى قرأ .وفى كتاب الله تبارك وتعالى:
ن ِفههي طا ُ شههي ْ َ قههى ال ّ مّنههى أ َل ْ َ ي إ ِّل إ ِ َ
ذا ت َ َ ل وََل ن َِبهه ّ سههو ٍ ن َر ُ مهه ْ ك ِ ن قَب ِْلهه َ مهه ْ سههل َْنا ِ
َ
مهها أْر َ {وَ َ
ه} ]الحج [82 :قال :وأنشدنى أبو عُب َْيدة النحوي : ُ
من ِي ّت ِ ِ
أ ْ
المقادِرِ م حما ُ ِ وافى وآخَرهُ ه
ل ليلهههه ِ ب الله أو َ #تمّنى كتا َ
وأنشدنى أيضا ً :
لس ِ ي داود َ الّزبوَر على رِ ْ َتمن ّ َ ل خاليا ً ب الله في اللي ِ #تمّنى كتا َ
ل المالَ وواحدة الماني :أمنّية .والمانى أيضا ً :أن يتمنى الرج ُ
أو غيَره .
ن} :أي ل يعلمون الكتاب م إ ِّل ي َظ ُّنو َ ن هُ ْ قال ابن إسحاق { :وَإ ِ ْ
َ
مههاسهَنا الن ّههاُر إ ِّل أّيا ً م ّ ن تَ َ ول يدرون ما فيههه ،وهههم يجحههدون نبوتههك بههالظن {.وَقَههاُلوا ل َه ْ
مهها َل َ ل َأات ّ َ
ن عَل َههى اللههه َ قول ُههو َ م تَ ُ
ف اللههه عَهْهد َهُ أ ْ خل ِ َ ن يُ ْدا فَل َ ْ عن ْد َ الله عَهْ ً م ِ خذ ْت ُ ْ دود َةً قُ ْ مع ْ ُ َ
ن}].البقرة[80 : مو َ ت َعْل َ ُ
ما ادعاه يهود في عذاب الخرة :قال ابن إسحاق :وحدثني
جب َْير ،عن ابن كرمة ،أو عن سعيد بن ُ ع ْ مولى لزيد بن ثابت عن ِ
م رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ،واليهود تقول :إنما مدة ُ عباس ،قال :قَدِ َ
س في النار بكل ألف ة الف سنة ،وإنما ُيعذب الله النا َ الدنيا سبع ُ
ً
سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام ِ الخرة ،وإنما هي ً
سَنا الّنههاُر م ّ
ن تَ َ سبعة أيام ثم ينقطع العذاب .فأنزل الله في ذلك من قولهم {:وََقاُلوا ل َ ْ
ن عََلههى اللههه َ ل َأات ّ َ َ
قوُلو َ م تَ ُف الله عَهْد َهُ أ ْ خل ِ َن يُ ْدا فَل َ ْ
عن ْد َ الله عَهْ ً م ِ خذ ْت ُ ْ دود َةً قُ ْ
مع ْ ُ
ما َإ ِّل أّيا ً
ه}]البقههرة .[80،81 :أي مههن ما َل تعل َمون* بَلى من ك َسب س هيئ َ ً َ
طيئ َت ُه ُ
خ ِ ت ب ِههِ َ حههاط َ ْ ة وَأ َ َ َ َ ّ َ ْ َْ ُ َ َ َ
عمل بمثل أعمالكم ،وكفر بمثل
م ِفيَهها ما كفرتم به ،يحيط كفره بما له عند الله من حسنة {َفهأ ُول َئ ِ َ َ
هه ْب الن ّههارِ ُ حا ُ صه َ كأ ْ ْ
َ ت أ ُوْل َئ ِ َ
م ِفيَهها هه ْجن ّهةِ ُب ال ْ َ حا ُ صه َ كأ ْ حا ِ مُلوا ال ّ
صههال ِ َ مُنوا وَعَ ِنآ َ ذي َ خْلد أبدا ً{ َوال ّ ِ ن}أي ُ دو َ خال ِ َُ
ن} ]البقرة [82 :أي من آمن بما كفرتم به ،وعمههل بمهها تركتههم مههن دينههه فلهههمدو َ
خال ِ ُ
َ
ً
الجنة خالدين فيها ،يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيههم علههى أهلههه أبههدا ،ل انقطههاع
ل} ، سههَراِئي َ ميَثاقَ ب َِنههي إ ِ ْ خذ َْنا ِ له .قال ابن إسحاق :ثم قال الله عز وجل يؤنبهم :وَإ ِذ ْ أ َ َ
ن كي ِ
سهها ِ م َ مى َوال ْ َ قْرب َههى َوال ْي َت َهها َ سههاًنا وَِذي ال ْ ُ ح َ
ن إِ ْ ن إ ِّل الله وَِبال ْ َ
وال ِهد َي ْ ِ دو َأي ميثاقكم{ َل ت َعْب ُ ُ
َ َ
م م وَأن ْت ُه ْ من ْك ُه ْ م إ ِّل قَِليًل ِ م ت َهوَل ّي ْت ُ ْ ص هَلةَ َوآت ُههوا الّزك َههاةَ ث ُه ّ مههوا ال ّ س هًنا وَأِقي ُح ْ س ُ ُ
وَُقولههوا ِللن ّهها ِ
نكو َ ف ُ سهه ِ م َل ت َ ْ ميَثههاقَك ُ ْ خههذ َْنا ِ ن} ،أي تركتههم ذلههك كلههه ليههس بههالتنقص {وَإ ِذ ْ أ َ َ ضههو َ معْرِ ُ ُ
سههفك م} ]البقرة [84 :قال ابههن هشههام :تسههفكون :تص هّبون .تقههول العههرب َ : ماَءك ُ ْ
دِ َ
مه ، د َ
أي صّبه وسفك الزق أي هراقه .قال الشاعر :
لالحا ِ ت ُْربةِ في ن
الب ُد ْ ِ دماَء ضناسفكنا ل بأر ِ ح ّ
ف َ #وكنا إذا ما الضي ُ
قال ابن هشام :يعنى " بالحال " :الطين الذي يخالطه الرمههل ،وهههو الههذي تقههول لههه
َ
ه َل إ ِل َه َ
ه ت أن ّه ُ من ْ ُن {:آ َ سهلة .وقد جاء في الحديث :أن جبريل لما قال فرعو ُ العرب :ال ّ
مههأته ،فضههرب بههه ح ْ ل} ]يونس [90 :أخذ من حال البحر و َ سَراِئي َ ت ب ِهِ ب َُنو إ ِ ْ
من َ ْ إ ِّل ال ّ ِ
ذي آ َ
وجه فرعون .والحال :مثل الحمأ".
ن}. َ َ ن َأن ُ قال ابن إسحاق { :وََل ت ُ ْ
دو َ م تَ ْ
ش هه َ ُ م وَأن ْت ُه ْم أقَْرْرت ُه ْ ن دِي َههارِك ُ ْ
م ث ُه ّ م ْم ِ سك ُ ْف َ جو َ
خرِ ُ
قهها ن فَ ِ
ري ً جههو َخرِ ُم وَت ُ ْ سك ُ ْ ف َن َأن ُ
قت ُُلو َم هَؤَُلء ت َ ْ على أن هذا حق من ميثاقى عليكم { :ث ُ َ
م أن ْت ُ ْ ّ َ
ن} ]البقههرة : [85:أي أهههل الشههرك : م ِباْل ِث ْم ِ َوال ْعُ هد َْوا ِ
ن عَل َي ْهِ ْ م تَ َ
ظاهَُرو َ ن دَِيارِهِ ْ
م ْ من ْك ُ ْ
م ِ ِ
حتى ُيسفكوا دماَءهم معهم ،
م} وقد ويخرجوهم من ديارهم معهم {.وإن يأ ْتوك ُ ُ
دوهُ ْ
فا ُ
ساَرى ت ُ َ مأ َ َِ ْ َ ُ ْ
م} :في كتابكم م عَل َي ْك ُ ْ حّر ٌ م َ عرفتم أن ذلك عليكم في دينكم {وَهُوَ ُ
ض} ،أي أتفادونهم خراجه َ
ن ب ِب َعْ ٍ فُرو َ ض ال ْك َِتا ِ
ب وَت َك ْ ُ ن ب ِب َعْ ِمُنو َ م أفَت ُؤْ ِ {إ ِ ْ َ ُ ُ ْ
خ هْزيٌ فِههي م إ ِّل ِ من ْك ُه ْك ِ ل ذ َل ِ َ
فع َ ُن يَ ْم ْ جَزاُء َ ما َ مؤمنين بذلك ،وتخرجونهم كفارا ً بذلك {فَ َ
ُ
ن* أوْل َئ ِ َ ن إ َِلى أ َ َ
ك مل ُههو َ
مهها ت َعْ َ ل عَ ّ ما الله ب َِغافِ ٍ ب وَ َ ذا ِ شد ّ ال ْعَ َ دو َ مةِ ي َُر ّ م ال ْ ِ
قَيا َ ال ْ َ
حَياةِ الد ّن َْيا وَي َوْ َ
ن}].البقههرة: ص هُرو َ م ُين َ ب وََل هُ ه ْ ذا ُ م ال ْعَ َ ف عَن ْهُ ْ ف ُ خ ّخَرةِ فََل ي ُ َ حَياةَ الد ّن َْيا ِباْل ِ شت ََرْوا ال ْ َ نا ْ ذي َال ّ ِ
[85،86فأنبهم الله عز وجل
ك دماِئهم .وافترض بذلك من فعلهم ،وقد حّرم عليهم في التوراة سف َ
عليهم فيها فداء أسراهم .
فهههم ، فهم ،حلفههاء الخههزرج والنضههير وقريظههة ول َ ّ فكانوا فريقين ،منهم بنههو قَْينقههاع ول َ ّ
حلفاء الوس .فكانوا إذا كانت بيههن الوس والخههزرج حههرب ،خرجههت بنههو قَْينقههاع مههع
الخزرج وخرجت النضير وقريظة مع الوس يظاهر كل واحد من الفريقين حلفاءه على
إخوانه حتى يتسافكوا .دماءهم بينهم ،وبأيديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم
ة ول نهارًا ،ول ب َْعثها ً ول ،والوس والخزرج أهل شرك يعبههدون الوثهان .ل يعرفههون جنه ً
قيامههة ،ول كتابهًا ،ول حلل ً ول حرامهًا ،فهإذا َوضهعت الحههرب أوزاَرهها افتههدوا أسهاراهم
ض ،يفتههدي بنههو قينقههاع مههن كههان مههن ضهم من بع ٍ تصديقا ً لما في التوراة ،وأخذ َ به بع ُ
أسراهم في أيدي الوس وتفتدي النضير وقرْيظة ما في أيدي الخزرج منهم .وي ُط ِّلون
ما أصابوا من الههدماء ،وقَْتلههى مهن ُقتلههوا منهههم فيمها بينهههم ،مظههاهرة لهههل الشههرك
َ
ن
فهُرو َ ب وَت َك ْ ُ ض ال ْك ِت َهها ِ
ن ب ِب َعْه ِ عليهم .يقول الله تعالى لهم حين أنبهم بههذلك { :أفَت ُؤْ ِ
من ُههو َ
ض} ،أي تفاديه بحكم التوراة وتقتله ،وفى حكم التوراة
ب ِب َعْ ٍ
ك بالله ،ويعبد الوثههان مههن أن ل تفعل ،تقتله وُتخرجه من داره وُتظاهر عليه من ُيشر ُ
دونه ،ابتغاء عََرض الدنيا .ففى ذلهك مهن فعِلههم مهع الْوس والخهزرج -فيمها بلغنهى -
نزلت هذه القصة .
ن سى اب ْ َ عي َ ل َوآت َي َْنا ِ س ِ ن ب َعْدِهِ ِبالّر ُ م ْ في َْنا ِ ب وَقَ ّ سى ال ْك َِتا َ مو َ قد ْ آت َي َْنا ُ ثم قال تعالى { :وَل َ َ
ت}أي اليات التي ُوضعت على يديه ،من إحياء الموتى ،وخْلقهِ مههن الطيههن م ال ْب َي َّنا ِ مْري َ َ َ
كهيئة الطير ،ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ،وإبراء السههقام ،والخههبر بكههثير مههن ً
لنجيل ،الذي أحههدث الغيوب :مما يدخرون في بيوتهم ،وما رد عليهم من التوراة مع ا ِ
َ
وى مهها َل ت َهْه َ ل بِ َ سههو ٌ م َر ُ جههاَءك ُ ْ مهها َ الله إليه .ثم ذكههر كفَرهههم بههذلك كلههه ،فقههال {:أفَك ُل ّ َ
ف} ن} ،ثم قال تعالى { :وََقاُلوا قُُلوب َُنا غُل ْ ٌ قت ُُلو َ قا ت َ ْ ري ً م وَفَ ِ قا ك َذ ّب ْت ُ ْ ري ً ف ِ م فَ َ ست َك ْب َْرت ُ ْ ما ْ سك ُ ْ ف ُ َأن ُ
م جههاَءهُ ْ مهها َ ن* وَل َ ّ من ُههو َ مهها ي ُؤْ ِ قِليًل َ م فَ َ فرِهِ ْ م الله ب ِك ُ ْ ل ل َعَن َهُ ْ :في أك ِّنة .يقول عز وجل { :ب َ ْ
مهها فُروا فَل َ ّ ن كَ َ ذي َ ن عََلى ال ّ ِ حو َ فت ِ ُ ست َ ْ ل يَ ْ ن قَب ْ ُ م ْ كاُنوا ِ م وَ َ معَهُ ْ ما َ صد ّقٌ ل ِ َ م َ عن ْدِ الله ُ ن ِ م ْ ب ِ ك َِتا ٌ
ن}].البقرة [89 :قال ابن إسههحاق : ري َ كافِ ِ ة الله عََلى ال ْ َ فُروا ب ِهِ فَل َعْن َ ُ ما عََرُفوا ك َ َ م َ جاَءهُ ْ َ
عمر بن قتادة عن أشياخ حدثني عاصم بن ُ
ونههاهم ظ َْههرا ً من قومه ،قال :قالوا :فينا والله وفيهم نزلت هذه القصة ،كنا قد عَل َْ
في الجاهلية ونحن أهل الشرك وهم أهل كتاب فكانوا يقولون لنهها :إن نبي ّهها ُيبعههث الن
ل عادٍ وإَرم .فلمهها بعههث اللههه رسههوَله صههلى اللههه ه ،نقتلكم معه قت َ ل زمان ُ نتبعه قد أظ َ ّ
ه
فُروا ب ِه ِ ما عََرُفوا ك َ َ م َ جاَءهُ ْ ما َ عليه وسلم من قريش فاتبعناه كفروا به يقول الله { :فَل َ ّ
َ ن ي َك ْ ُ فسه َ َ ة الله عََلى ال ْ َ فَل َعْن َ ُ
ل اللههه ب َغْي ًهها ما أنهَز َ فُروا ب ِ َ مأ ْ شت ََرْوا ب ِهِ أن ُ َ ُ ْ ما ا ْ س َ ن)(89ب ِئ ْ َ ري َ كافِ ِ
ه}أي أن جعلههه فههي غيرهههم {فَب َههاُءوا َ
عب َههادِ ِ ن ِ مه ْ شههاُء ِ ن يَ َ م ْ ضل ِهِ عََلى َ ن فَ ْ م ْ ل الله ِ ن ي ُن َّز َ أ ْ
ن}].البقرة[89،90 : مِهي ٌ ب ُ ذا ٌ ن عَ َ ري َ كافِ ِ ب وَل ِل ْ َ ض ٍ ب عََلى غَ َ ض ٍ ب ِغَ َ
قال ابن هشام :فباءوا بغضب :أي اعترفوا به واحتملوه .قال
شى بنى قَْيس بن ث َْعلبة : أع ْ َ
قبيُلها سَرْتها يَ ّ حب َْلى ُ خة ِ كصْر َ مثلها حكم حتى تبوءوا ب ِ #أصال ُ
قال ابن هشام :يسرتها .أجلستها للولدة .وهذا البيت في قصيدة له .
قال ابن إسحاق :فالغضب على الغضب ،لغضبه عليهم فيما كانوا
ضّيعوا من التوراة ،وهى معهم ،وغضب بكفرهم بهذا الني صلى الله عليه وسلم الهذي
أحدث الله إليهم .
ل إلها دون رّبهم ،يقول الله تعالى لمحمد ً ثم أّنبهم برفع الطور عليهم ،واتخاذهم العج َ
سن الّنا ِ دو ِ ن ُ م ْ ة ِ ص ً خال ِ َ عن ْد َ الله َ خَرةُ ِ داُر اْل ِ م ال ّ ت ل َك ُ ْ كان َ ْ ن َ ل إِ ْ صلى الله عليه وسلم{ :قُ ْ
ن} ]،البقههرة [94 :أي ادعههوا بههالموت علههى أي الفريقيههن صادِِقي َ م َ كنت ُ ْ ن ُ ت إِ ْ موْ َ وا ال ْ َ من ّ ْ فَت َ َ
وا ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم .يقول الله جل ثناؤه أكذب عند الله ،فأب َ ْ
م} ،أي بعلمهههم بمهها َ َ
ديهِ ْ ت أي ْه ِ م ْ مهها قَهد ّ َ دا ب ِ َ من ّهوْهُ أب َه ً ن ي َت َ َ لنبيه عليه الصلة والسلم {:وَل َه ْ
عندهم من العلم بك ،والكفر بذلك فيقال لو تمنوه يوم قال ذلهك لههم مها بقهي علهى
وجه الرض يهودي إل مات .ثم ذكههر رغبتهههم فههي الحيههاة الههدنيا وطههول العمههر ،فقههال
َ ن أَ ْ تعالى {ول َتجدنه َ
م َلهه ْ
و حههد ُهُ ْ كوا ي َوَد ّ أ َ شَر ُ ذي َ ن ال ّ ِ م ْ ة} اليهود {وَ ِ حَيا ٍ س عََلى َ ص الّنا ِ حَر َ مأ ْ َ َ ِ َُّ ْ
مَر}]البقرة ،[96 :أي ما هو بمنجيههه َ ن ال ْعَ َ مُر أ َل ْ َ
ن ي ُعَ ّ بأ ْ ذا ِ م ْ حه ِ ِ حزِ ِ مَز ْ ما هُوَ ب ِ ُ سن َةٍ وَ َ ف َ ي ُعَ ّ
ل الحيههاة ،وأن من العذاب ،وذلك أن المشرك ل يرجو بعثا بعد َ الموت ،فهو يحب طههو َ ً َ
ضّيع مما عنده من العلههم .ثههم قههال خْزي بما َ اليهوديّ قد عرف ما له في الخرة من ال ِ
ن الله}]البقرة.[97: ك ب ِإ ِذ ْ ِ ه عََلى قَل ْب ِ َ ه ن َّزل َ ُ ل فَإ ِن ّ ُ ري َ جب ْ ِ ن عَد ُّوا ل ِ ِ كا َ ن َ م ْ ل َ تعالى {:قُ ْ
ن عبههد سؤال اليهود الرسول ،وإجابته :قال ابههن إسههحاق :حههدثني عبههد اللههه به ُ
شَعري ،أن نفرا ً من أحبار يهود شب ال ْ حوْ َ
شْهر بن َ كى ،عن َ م ّ سْين ال َ ح َ الرحمن بن أبي ُ
د ،أخبرنهها عهن أربهٍع نسهألك ل الله صلى الله عليه وسلم ،فقالوا :يا محمه ُ جاءوا رسو َ
ت ذلك اتبعناك وصدقناك ،وآمنا بههك .قههال :فقههال لهههم رسههول اللههه ن ،فإن فعل َ عنه ّ
صلى الله عليه وسلم:عليكم بذلك عهد ُ الله وميثاُقه لئن أنا أخبرُتكم بههذلك لتص هد ّقُن ِّنى،
مههه ،وإنمهها دا لكم .قالوا :فأخبرنا كيف يشبه الولد ُ أ ّ قالوا :نعم ،قال :فاسئلوا عما ب َ َ
النطفة من الرجل ؟ قال :فقال لهم رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم :أنشههدكم
بالله وبأيامه عند بني إسرائيل ،هههل تعلمههون أن نطفههة الرجههل بيضههاء غليظههة ونطفههة
المرأة صفراء رقيقة فأيتهما علت صاحبتها كان لها الشبه ! قالوا :اللهم نعم .
مههك ؟ فقههال :أنشههدكم بههالله وبأيههامه عنههد بنههى إسههرائيل هههل خبرنا كيههف نو ُ قالوا :فأ ْ
ت به تنام عينهه وقلبهه يقظهان ؟ فقهالوا :اللههم م الذي تزعمون أنى لس ُ تعلمون أن نو َ
نعم قال :فكذلك نومى؟ تنام عيني وقلبي يقظان .
ل على نفسه ؟ قال :أنشدكم بههالله وبأيههامه عنههد بنههي قالوا :فأخبرنا عما حّرم إسرائي ُ
لبههل ولحومهها وأنههه نا ِ ب الطعههام والشههراب إليههه ألبهها ُ ح ّ إسرائيل هل تعلمون أنه كان أ َ
ب الطعام والشههراب إليههه شههكرا ً اشتكى شكوى فعافاه الله منها فحّرم على نفسه أح ّ
لبل وألبانها؟ قالوا :اللهم نعم . ما ِ لّله فحرم على نفسه لحو َ
مهِ عنهد بنههي إسههرائيل ،هههل قالوا :فأخبرنهها عهن الهروح ؟ قهال :أنشهدكم بهالله وبأيها ِ
ل ،وهو الذي يأتيني ؟ قالوا :اللهم نعم ،ولكنه يهها محمههد لنهها عههدو ،وهههو تعلمونه جبري َ
ملك ،إنما يأتى بالشدة وبسفك الدماء،
ل َفههإ ِن ّ ُ
ه ري َ
جب ْ ِن عَد ُّوا ل ِ ِ كا َ ن َ م ْ ل َ ولول ذلك لتبعناك ،قال :فأنزل الله عز وجل فيهم { :قُ ْ
ن} . . .إلى قههوله مِني َ مؤْ ِ شَرى ل ِل ْ ُ دى وَب ُ ْ ن ي َد َي ْهِ وَهُ ًما ب َي ْ َ صد ًّقا ل ِ َم َ ن الله ُ ك ب ِإ ِذ ْ ِ ه عََلى قَل ْب ِ َ ن َّزل َ ُ
عاهَدوا عَهدا نبذ َه فَريهق منههم به ْ َ َ
مجهاَءهُ ْ مهها َ ن* وَل َ ّ من ُههو َ م َل ي ُؤْ ِ ل أك ْث َُرهُه ْ ْ ً ََ ُ ِ ٌ ِ ُْ ْ َ ما َ ُ تعالى {:أوَ ك ُل ّ َ
عند الله مصدقٌ ل ِما معهم نبذ َ فَريق من ال ّذي ُ
ب اللههه وََراَء ب ك َِتا َ ن أوُتوا ال ْك َِتا َ ِ َ ِ ٌ ِ ْ َ َ َ ُ ْ ََ ُ َ ّ ن ِ ْ ِ م ْ ل ِ سو ٌ َر ُ
ن} أي السههحر { َ
ما َ سل َي ْ َك ُ مل ْ ِن عََلى ُ طي ُشَيا ِ ما ت َت ُْلو ال ّ ن* َوات ّب َُعوا َ مو َ م َل ي َعْل َ ُ م ك َأن ّهُ ْ ظ ُُهورِهِ ْ
حَر}].البقرة100 :ه [103 س ْ س ال ّ ن الّنا َ مو َفُروا ي ُعَل ّ ُ ن كَ َ طي َ شَيا ِ ن ال ّ ن وَل َك ِ ّ ما ُ سل َي ْ َفَر ُ ما ك َ َ وَ َ
اليهود ُينكرون نبوة سليمان عليه السلم ورد الله عليهم :
ل الله صلى الله عليه وسلم -فيما بلغنههى -لمهها فههي قال ابن إسحاق :وذلك أن رسو َ
ض أحههب ارهههم :أل تعجبههونمن محمههد، سههلين ،قههال بعه ُ ذكر سليمان بن داود في المْر َ
يزعم أن سليمان بن داود كان نبّيا ،والله ما كان إل ساحرًا .فأنزل الله تعالى في ذلههك
فُروا} أي باتباعهم السحر وعملهههم بههه ن كَ َ
طي َ ن ال ّ
شَيا ِ ن وَل َك ِ ّ
ما ُ سل َي ْ َ
فَر ُ من قولهم {وَ َ
ما ك َ َ
حدٍ} .قال ابن إسههحاق هاروت وماروت وما يعل ّمان م َ ما ُأنزِ َ
نأ َل َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َُ َ ِ ِ ْ ن ب َِباب ِ َ ل عََلى ال ْ َ َ
ملك َي ْ ِ {وَ َ
كرمة ،عن ابن عباس ،أنه كههان ِلقههول :الههذي حههرم ع ْ :وحدثني بعض من ل أتهم عن ِ
حم ،إل مهها كههان علههى الظ ّهْههر ،فههإن
ل على نفسه زائدتا الك َْبد ،والك ُْليتان والشه ْ إسرائي ُ
قّرب للقربان ،فتأكله النار. ذلك كان ي ُ َ
كتابه صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر :قال ابن إسحاق :وكتب رسههول
الله صلى الله عليه وسلم إلههى يهههود خيههبر ،فيمهها حههدثني مههوَلى زيههد بههن ثههابت ،عههن
محم هدٍجبير ،عن ابن عباس :بسم الله الرحمن الرحيم :من ُ كرمة أو عن سعيد بن ُ ع ِْ
ب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،صاح ِ
دق لما جاء به موسى :أل إن الله قههد قههال لكههم يهها معشهَر أهههل موسى وأخيه ،والمص ّ
ل الله وال ّذين مع ه َ
داُء عَل َههى شه ّ هأ ِ َ ِ َ َ َ ُ سو ُ مد ٌ َر ُ ح ّ دون ذلك في كتابكم ُ { :
م َ ج ُالتوراة ،وإنكم ل َت َ ِ
م ِفهي ماهُ ْ سهي َ واًنا ِ ضه َ
ن اللهه وَرِ ْ مه ْ ضهًل ِ ن فَ ْ دا ي َب ْت َُغهو َ ج ً سه ّ م ُرك ًّعا ُ م ت ََراهُ ْ ماُء ب َي ْن َهُ ْ ح َ فارِ ُر َ ال ْك ُ ّ
شط ْأهَ َ َ
ُ ج َ خَر َ ل ك ََزْرٍع أ ْ جي ِ م ِفي اْل ِن ْ ِ مث َل ُهُ ْم ِفي الت ّوَْراةِ وَ َ مث َل ُهُ ْ
ك َ جودِ ذ َل ِ َ س ُ ن أث َرِ ال ّ م ْ م ِ جوهِهِ ْ وُ ُ
ن ذي َ ّ
فاَر وَعَهد َ اللههه ال ه ِ ُ
م الك ّ ْ َ
ب الّزّراعَ ل ِي َِغيظ ب ِهِ ْ ج ُ سوقِهِ ي ُعْ ِ وى عَلى ُ َ ست َ َ َ
ست َغْلظ فا ْ َ َ َفآَزَرهُ فا ْ
َ
ما}]الفتح.[29 : َ
ظي ً
جًرا عَ ِ فَرةً وَأ ْ مغ ْ ِ م َ من ْهُ ْ
ت ِ حا ِ صال ِ َ مُلوا ال ّ مُنوا وَعَ ِ آ َ
طعههم مههن كههان وإني أنشدكم بالله ،وأنشدكم بما أنزل عليكههم ،وأنشههدكم بالههذي أ ْ
وى ،وأنشدكم بالذي أيبس البحر لبائكم حههتى أنجههاهم قبلكم من أسباطكم المن والسل ْ َ
من فرعون وعملههه ،إل ّ أخههبرتمونى :هههل تجههدون فيمهها أنههزل اللههه عليكههم أن تؤمنههوا
ي} ن الغَ ّ م ْ شد ُ ِ ن الّر ْبمحمد؟ إن كنتم ل تجدون ذلك في كتابكم فل ك ُْره عليكم {.قَد ْ ت َب َي ّ َ
]البقرة [256 :فأدعوكم إلى الله وإلى نبيه .
قال ابن هشام :شطؤه :فراخه وواحدته :شطأة .تقول العرب
ل المهههات . خه .وأَزره :عاونه ،فصار الذي قبله مث َ قد أشطأ الزرع ،إذا أخرج فرا َ
جر الك ِْنديّ : ح ْ قال امرؤ القيس بن ُ
خّيب و ُ غانمين جيوش جّر م َ َ ل َنبُتها ضا َ حنيةٍ قد آزر ال ّ م ْ #بِ َ
ميد بن مالك الْرَقط ،أحد بنى ربيعة بن مالههك بههن َ
ح َ وهذا البيت في قصيدة له .وقال ُ
مناة: َزْيد َ
مؤَْزَر النبا ِ
ت ً َ
َ #زْرعا وقضبا ُ ً
ملة لرسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم :يهها حَري ْ ِقال ابن إسحاق :وقال رافع بن ُ
مه .فأنزل ّ
د ،إن كنت رسول ً من الله كما تقول ،فقل للهِ فليكلمنا حتى نسمعَ كل َ محم ُ
ْ
من َهها اللهه أ َوْ ت َأِتيَنها آَيه ٌ
ة ن َلهوَْل ي ُك َل ّ ُمههو َ ن َل ي َعْل َ ُ ل ال ّه ِ
ذي َ الله تعالى في ذلك من قوله {:وََقها َ
ن}. قههوْم ٍ ُيوقُِنههو َ م قَد ْ ب َي ّّنا اْلَيا ِ
ت لِ َ ت قُُلوب ُهُ ْ شاب َهَ ْم تَ َ ل قَوْل ِهِ ْمث ْ َ
م ِ ن قَب ْل ِهِ ْم ْ ن ِ ذي َ ل ال ّ ِك َقا َ ك َذ َل ِ َ
فط ُْيوني لرسول الله صلى الله عليه صوريا العور ال ِ ]البقرة [118 :وقال عبد الله بن ُ
د ،وقههالت النصههارى مثههل ذلههك . دى إل ما نحن عليه ،فاتبعنا يا محمد ت َهْت َ ِ وسلم :ما الهُ َ
صههوريا ومهها قهالت النصههارى {:وََقهاُلوا فأنزل الله تعالى في ذلك من قول عبد الله بن ُ
مّلههه َ ههههو َ
نمههه ْ
ن ِ مههها ك َههها َ فههها وَ َ حِني ً م َ هيههه َة إ ِب َْرا ِ ل ِ ل َبههه ْ دوا ُقههه ْ صهههاَرى ت َهَْتههه ُ دا أوْ ن َ َ ً كون ُهههوا ُ ُ
شركين} ]البقرة [135 :ثم القصة إلى قول الله تعالى{ :ت ِل ْ َ ُ
ت ل َهَهها َ
مهها خل َه ْ ة قَد ْ َ م ٌ
كأ ّ م ْ ِ ِ َ ال ْ ُ
ن}].البقرة[141 : ك َسبت ول َك ُم ما ك َسبتم وَل ت َ
مُلو َ كاُنوا ي َعْ َ ما َ ن عَ ّ سأُلو َ َ ُْ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ
ما قالته اليهود عند صرف القبلسة إلسى الكعبسة :قههال ابههن إسههحاق :ولمهها
ة عشَر شهههرا ً صرفت في رجب على رأس سبع َ رفت القبلة عن الشام إلى الكعبة ،و ُ ص ِ ُ
ل الله صلى اللههه عليههه قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ،أتى رسو َ م َْ من
شرف ،ورافههع بههن أبههي رافههع ، عمرو ،وكعب بن ال ْ َ بن دم ر
ْ َ َ ق و ، يس ْ َ ق بن ة
ُ رفاع وسلم
قيههق ، ح َ والحجاج بن عمرو ،حليف كعب بههن الشههرف ،والربيههع بههن الربيههع بههن أبههي ال ُ
لك عن قبلتك التي كنت عليها حقيق ،فقالوا :يا محمد ،ما و ّ وكنانة بن الربيع بن أبي ال ُ
وأنت تزعم
أنك على ملة إبراهيم ودينه ؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبْعك ونصههدْقك ،وإنمهها
يريدون بذلك فتنته عن دينه .فأنزل الله تعالى فيهم :
ق
شهرِ ُ م ْ ل ل ِل ّههِ ال ْ َ
م ال ِّتي ك َههاُنوا عَل َي ْهَهها قُه ْ ن قِب ْل َت ِهِ ْ م عَ ْ ما وَّلهُ ْس َ
ن الّنا ِ م ْفَهاُء ِ
س َل ال ّ قو ُ
سي َ ُ{ َ
سه ً ُ
كون ُههوا طا ل ِت َ ُ ة وَ َ مه ً
مأ ّ جعَل ْن َههاك ُ ْك َ م* وَك َهذ َل ِ َ قي ٍ س هت َ ِم ْ ط ُ صَرا ٍشاُء إ َِلى ِن يَ َ م ْ
دي َ ب ي َهْ ِمغْرِ ُ َوال ْ َ
ت عَل َي ْهَهها إ ِّل كن ه َ ة ال ّت ِههي ُقب ْل َ َ
جعَل َْنا ال ْ ِما َ دا وَ َشِهي ً م َ ل عَل َي ْك ُ ْ
سو ُ ن الّر ُ
كو َس وَي َ ُ َ
داَء عَلى الّنا ِ شه َ َ ُ
ت ل َك َِبيههَرةً ن َ
كان َ ْ ه} .أي ابتلء واختبار{ وَإ ِ ْ ب عََلى عَ ِ
قب َي ْ ِ قل ِ ُ
ن َين َ
م ْ
م ّ سو َ
ل ِ ن ي َت ّب ِعُ الّر ُ م ْ
م َ ل ِن َعْل َ َ
ع
ضههي َ
ن اللههه ل ِي ُ ِ دى الله} أي من الفتههن :أي الههذين ثب ّههت اللههه{ وَ َ
مهها ك َهها َ ن هَ َ
ذي َ إ ِّل عََلى ال ّ ِ
م} ،أي إيمهانكم بالقبلههة الولهى ،وتصههديقكم نههبيكم ،واتبههاعكم إيههاه إلهى القبلههة مان َك ُ ِْإي َ
فس َلهَرُءو ٌ ن اللههه ِبالّنها ِ الخرة ،وطاعتكم نبيكم فيها :أي ليعطينكم أجرهمها جميعها ً{ إ ِ ّ
م}]البقرة.[143 : حي ٌ
َر ِ
جه َ ه َ
ك ها فَهوَ ّ
ل وَ ْ ضهها َ ك قِب ْل َه ً
ة ت َْر َ ماِء فَل َن ُوَل ّي َن ّ َ
س َ جهِ َ
ك ِفي ال ّ ب وَ ْ ثم قال تعالى {:قَد ْ ن ََرى ت َ َ
قل ّ َ
شط َْرهُ}].البقرة[144 :م َجوهَك ُ ْم فَوَّلوا وُ ُ ما ُ
كنت ُ ْ ث َ حي ْ ُ جدِ ال ْ َ
حَرام ِ وَ َ س ِ شط َْر ال ْ َ
م ْ َ
عمر بن أحمر الباهلي -وباهلة بن ي َْعصههر وه وقصده .قال ُ قال ابن هشام :شطره :نح َ
بن سعد بن قَْيس بن عيلن -يصف ناقة له :
قبا
ح َ
قد ُ من إيفادها ال َ ب العَ ْقد كاَر َ مٍع وهى عاقدةٌ شط َْر َ
ج ْ #تعدو بنا َ
وهذا البيت في قصيدة له .
ذلي يصف ناقته : خوَْيلد الهُ َ وقال قَْيس بن ُ
حسور م ْ
َ العَْينين نظُر ْ
شطَرها فَ َ مرها مخا ِ س بها داٌء ُ #إن الّنعو َ
وهذا البيت في أبيات له .
قال ابن هشام :والنعوس :ناقته ،وكان بها داء فنظر إليها نظر حسير ،مههن قههوله { :
سيٌر}]الملك.[4 : ح ِوَهُوَ َ
{وإن ال ّذين ُأوتوا ال ْكتاب ل َيعل َمو َ
مل ُههو َ
ن* مها ي َعْ َ
ل عَ ّ
مها اللههه ب َِغاِفه ٍ
م وَ َ
ن َرب ّهِه ْ
مه ْ ه ال ْ َ
حق ّ ِ ن أن ّ ُ
َِ َ َْ ُ َ ُ ِ َ َِ ّ
َ ول َئ ِن أ َتيت ال ّذي ُ
م
ضهههُ ْ ما ب َعْ ُ م وَ َت ب َِتاب ٍِع قِب ْل َت َهُ ْ ما أن ْ َ ك وَ َ ما ت َب ُِعوا قِب ْل َت َ َ ل آي َةٍ َ ب ب ِك ُ ّ ن أوُتوا الك َِتا َ ِ َ َ ْ َْ َ
ن َ َ ْ
ن العِل هم ِ إ ِن ّهك إ ِ ً ْ َ َ َ ب ِت َههاب ٍِع قِب ْل َه َ
مه ْ
ذا ل ِ مه ْ جههاَءك ِ مهها َ ن ب َعْهدِ َ مه ْم ِ واَءهُ ْ ت أه ْ ه َ ن ات ّب َعْه َ ض وَلئ ِ ْ ة ب َعْه ٍ
ن}]البقرة.[144،145 : مي َ ال ّ
ظال ِ ِ
ن}]البقههرة: ري َمت َ ِ
م ْن ال ْ ُ م ْ ن ِ كون َ ّك فََل ت َ ُ ن َرب ّ َ م ْ حق ّ ِ قال ابن إسحاق :إلى قوله تعالى { :ال ْ َ
[147
سهلمة ،ثههم وسههعد بههن َ كتمانهم ما في التوراة :وسأل معاذ بن جبل ،أخههو بنههي َ
شهل وخارجة بن َزْيد ،أخو ب َْلحارث بن الخزرج ،نفههرا مههن أحبههار
ً معاذ ،أخو بنى عبد ال ْ
يهود عن بعض ما في التوراة ،فكتموهم في إياه ،وأبوا أن يخبروهم عنه .فههأنزل اللههه
َ
س ِفي ما ب َي ّّناهُ ِللّنا ِ ن ب َعْدِ َ م ْ دى ِ ت َوال ْهُ َ ن ال ْب َي َّنا ِم ْ ما أنَزل َْنا ِ ن َ مو َ ن ي َك ْت ُ ُذي َ ن ال ّ ِ تعالى فيهم :إ ِ ّ
ن}]البقرة[159 : عُنو َ م الّل ِ م الله وَي َل ْعَن ُهُ ْ ب أ ُوْل َئ ِ َ
ك ي َل ْعَن ُهُ ْ ال ْك َِتا ِ
مدَْراس :قههال :ودخههل رسههول اللههه صههلى دخوله صلى الله عليه وسلم بيت ال ِ
مد َْراس علهى جماعهة مهن يهههود ،فهدعاهم إلهى اللههه فقهال لههه ت ال ِ الله عليه وسلم ب َي ْ َ
النعمان بن عمرو ،والحارث بن زيد :على أيّ دين أنت يا محمد؟
قال :على ملة إبراهيم ودينه قال :فإن إبراهيم كان يهودي ّهها ،فقههال لهمهها رسههول اللههه
م إلى التوراة ،فهي بيننا وبيَنكههم ،فأب َي َهها عليههه .فههأنزل اللههه صلى الله عليه وسلم :فهل ُ ّ
تعالى فيهما { :أ َل َم ترى إَلى ال ّذي ُ
حك ُ َ
م ب الله ل ِي َ ْ ن إ َِلى ك َِتا ِ ب ي ُد ْعَوْ َ ن ال ْك َِتا ِ
م َْ صيًبا ِ ن أوُتوا ن َ ِ ِ َ ِ ْ ََ
ك بأنهم قَههاُلوا ل َهن تمس هنا النههار إّل أ َ
مهها يا
ّ ُ ِ ّ ً ْ َ َ ّ َ ِ ِ ُّ ْ َ ل َ ذ ن*
ريقٌ ِ ْ ُ ْ َ ُ ْ ُ ْ ِ ُ َ
ضو ر ع م م هو م ه ن م م ي َت َوَّلى فَ ِ
م ثُ ّ
ب َي ْن َهُ ْ
ن}].آل عمران.[23،24 : فت َُرو َ كاُنوا ي َ ْ ما َ م َم ِفي ِدين ِهِ ْ ت وَغَّرهُ ْ دا ٍدو َمع ْ ُ َ
م عليه السلم :وقال أحباُر يهود َ ونصههارى تنازع اليهود والنصارى في إبراهي َ
نجران حين اجتمعوا عند َ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا فقالت الحبار :ما
كان إبراهيههم إل يهوديهها وقههالت النصههارى مههن أهههل فههي نجههران :مهها كههان إبراهيههم إل
ُ صرانيا .فأنزل الله عز وجل فيهم َ {:يا أ َهْ َ
تما أن ْزِل َ ْ م وَ َ
هي َن ِفي إ ِب َْرا ِ جو َ حا ّم تُ َ
ب لِ َ ل ال ْك َِتا ِ نَ ْ
ْ ُ َ َ َ ُ َ َ ّ ْ
م، عل ٌ م ب ِهِ ِ
ما لك ْ م ِفي َ جت ُ ْ
ج ْحا َ م هَؤُلِء َ هاأن ْت ُ ْ ن* َ قلو َ ن ب َعْدِهِ أفَل ت َعْ ِ م ْ
ل إ ِل ِ جي ُلن ِ
الت ّوَْراةُ َوا ِ
َ
م ي َُهودِّيهها هي ُن إ ِب َْرا ِ كا َما َ ن* َ مو َ م َل ت َعْل َ ُ م وَأن ْت ُ ْ م َوالله ي َعْل َ ُ عل ْ ٌ م ب ِهِ ِ س ل َك ُ ْ ما ل َي ْ َ ن ِفي َ جو َ حا ّ م تُ َ فَل ِ َ
َ َ ْ َ
م هي َس ب ِهإ ِب َْرا ِ ن أوْلى الّنهها ِ ن* إ ِ ّ كي َ شرِ ِ م ْ ن ال ُ م ْ ن ِ كا َ ما َ ما وَ َ سل ِ ً م ْ فا ُ حِني ً ن َ كا َ ن َ صَران ِّيا وَلك ِ ْ وََل ن َ ْ
ن}].آل عمران65 :ه .[68 مِني َ مؤْ ِ ي ال ْ ُ مُنوا َوالله وَل ِ ّ نآ َ ذي َ ي َوال ّ ِ ذا الن ّب ِ ّ ن ات ّب َُعوهُ وَهَ َ ذي َ ل َل ّ ِ
شّيا :وقال عبد الله ع ِ وة وكفرهم َ غدْ َ ما نزل في إيمانهم ُ
ن بمهها أنههزل وا نؤم ُ ضهم لبعض :تعال َ ْ وف ،بع ُ دي بن زيد ،والحارث بن عَ ْ صْيف ،وعَ ِ ابن َ
دوة ،ونكفر به عشية ،حتى َنلبس عليهم ديَنهههم لعلهههم يصههنعون على محمد وأصحابه غُ َ
ن سههو َ م ت َل ْب ِ ُ
ب ل ِه َ ل ال ْك ِت َهها ِ كما نصنع ،ويرجعون عن دينه .فأنزل الله تعالى فيهههم َ{ :ياأ َهْه َ
ة مه َ َ
من ُههوابآ ِ ل ال ْك ِت َهها ِ ن أه ْ ه ِ فه ٌ ِ ْ طائ ِ َت َ ن* وَقَههال َ ْ مههو َ م ت َعْل َ ُحقّ وَأن ْت ُه ْ ن ال ْ َ مو َ ل وَت َك ْت ُ ُ حقّ ِبال َْباط ِ ِ ال ْ َ
من ُههوا إ ِّل ُ
ن* وََل ت ُؤْ ِ جعُههو َ م ي َْر ِ خ هَرهُ ل َعَل ّهُ ه ْ فُروا آ ِ ه الن َّهارِ َواك ْ ُ ج َ مُنوا وَ ْ نآ َ ذي َ ل عََلى ال ّ ِ ذي أن ْزِ َ ِبال ّ ِ
َ ُ َ َ
عن ْهد َم ِ جوك ُ ْ حهها ّ م أو ْ ي ُ َ مهها أوِتيت ُه ْ ل َ مث ْه َ حد ٌ ِ ن ي ُؤَْتى أ َ دى الله أ ْ دى هُ َ ن ال ْهُ َ ل إِ ّ م قُ ْ ن ت َب ِعَ ِدين َك ُ ْ م ْ لِ َ
م}].آل عمران71 :ه .[73 سعٌ عَِلي ٌ شاُء َوالله َوا ِ ن يَ َ م ْل ب ِي َدِ الله ي ُؤِْتيهِ َ ض َ ف ْ ن ال ْ َ ل إِ ّم قُ ْ َرب ّك ُ ْ
ما نزل في قول أبي رافع أتريد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسسسى :
ي حين اجتمعت الحبار من يهود ،والنصارى من أهل نجههران عنههد قرظ ّ وقال أبو رافع ال ُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ودعاهم إلى السلم :أتريد منا يا محمد أن نعبدك
كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم ؟ وقال رجل من أهل نجران نصههراني ،يقههال لههه :
الرّيس ،ويروى :الّربّيس ،والرئيس :أو ذاك تريد منا يا محمد وإليههه تههدعونا؟ أو كمهها
قال .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :معاذ الله أن أعبد غير اللههه أو آمههر بعبههادة
غيره ،فما بذلك بعثنى الله ،ول أمرنى أو كما قال .
َ
م حك ْه َ ب َوال ْ ُ ه اللههه ال ْك ِت َهها َ ن ي ُهؤْت ِي َ ُ ش هرٍ أ ْ ن ل ِب َ َ كا َ ما َ فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهما َ { :
م مهها ك ُن ْت ُه ْ ن بِ َ كون ُههوا َرب ّههان ِّيي َ ن ُ ن اللههه وَل َك ِه ْ دو ِ ن ُ مه ْ دا ل ِههي ِ عَبا ً كوُنوا ِ س ُ ل ِللّنا ِ قو َ م يَ ُ َوالن ّب ُوّةَ ث ُ ّ
ن}].آل َ
مو َ سههل ِ ُ م ْ م ُ ن} . . .إلى قوله تعالى { :ب َعْد َ إ ِذ ْ أن ْت ُ ْ سو َ م ت َد ُْر ُ كنت ُ ْ ما ُ ب وَب ِ َ ن ال ْك َِتا َ مو َ ت ُعَل ّ ُ
عمران79 :ه .[80
قال ابن هشام :الربانيون :العلماء الفقهاء السادة؟ واحدهم َ :رّبانى .
قال الشاعر :
أحباِر ى
وربان ّ م
الكل ُ منها وس أفَْتنني ق ْ مرتِهنا ً في ال َ ت ُ #لو كن ُ
قال ابن هشام :القوس :صومعة الراهب .وأفتنني ،لغة تميم .وفتننى، ،
لغة قيس .
قال جرير :
س
قوْ ِ حْين في ال َ س َ م ْ لستنزلتنى وذا ال ِ ت هند ٌ ولو وقفت صرم ْ ل إذ َ ص َ #ل وَ ْ
أي صومعة الراهب .والرباني :مشتق من الرب ،وهههو السههيد .وفههي كتههاب اللههه {:
خمرا}]يوسف [41 :أي سيده .قال ابن إسحاق {:وَل يأ ْمرك ُ َ
ذوا خه ُ ن ت َت ّ ِ مأ ْ َ َ ُ َ ْ ه َ ْ ً قي َرب ّ ُ س ِ فَي َ ْ
ن} ]آل عمران[80 : َ م ِبال ْك ُ ْ َ ْ ة والنبيي َ
مو َ سل ِ ُ
م ْ م ُ فرِ ب َعْد َ إ ِذ ْ أن ْت ُ ْ مُرك ُ ْ ن أْرَباًبا أي َأ ُ مَلئ ِك َ َ َ ّ ِ ّ َ ال ْ َ
ما نزل في أخذ الميثاق عليهم :قال ابن إسحاق :ثم ذكر ما أخذ اللههه عليهههم ،
خ هذ َ اللههه ق بتصديقه إذ هو جاءهم ،وإقرارهم ،فقههال {:وَإ ِذ ْ أ َ َ وعلى أنبيائهم من الميثا ِ
نمن ُ ّ م لت ُهؤْ ِ َ ُ
معَكه ْ مهها َ صد ّقٌ ل ِ َ م َ ل ُ سو ٌ م َر ُ ُ
جاَءك ْ م َ مة ٍ ث ُ ّ ْ
حك َب وَ ِ ن ك َِتا ٍ م ْ م ِ ما آت َي ْت ُك ُ ْ ن لَ َ ميَثاقَ الن ّب ِّيي َ ِ
َ ل َفا ْ َ
ري قَههالوا أقَْرْرن َهها قَهها َ ُ ُ َ َ َ َ َ
دوا وَأن َهها ش هه َ ُ صه ِ م إِ ْ م عَلى ذ َل ِكه ْ خذ ْت ُ ْ م وَأ َ ل أأقَْرْرت ُ ْ ه َقا َ صُرن ّ ُ ب ِهِ وَلت َن ْ ُ
ن} ]آل عمران [80 :إلى آخر القصة . دي َ شاهِ ِ ن ال ّ م ْ م ِ معَك ُ ْ َ
شههأس ابههن قي ْههس ، سعيهم في الوقيعة بين النصار :قههال ابههن إسههحاق :ومههر َ
ضْغن على المسلمين ،شديد الحسد لهههم ، وكان شيخا ً قد عسا ،عظيم الكفر شديد ال ّ
على نفر من أصحاب رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم مههن الْوس والخههزرج ،فهي
مجلس قد جمعهم ،يتحدثون فيه ،فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم ،وصلح ذات
بينهم على السلم ،بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهليههة .فقههال :قههد اجتمههع
مل بنى قَْيلة بهذه البلد ،والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار.
فأمر فتى شابا ً من يهود كان معهم ،فقال ، :اعمد ْ إليهم ،فههاجلس معهههم ،ثههم اذكههر
م ُبعاث وما كان قبله ،وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الشعار يو َ
يوم بعاث :وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الوس والخزرج وكان الظفر فيه يومئذ ً
س هْيد سههماك الشهههلي :أبههو أ َ ضْير بن ِ ح َ للوس على الخزرج ،وكان على الوس يومئذ ُ
قتل جميعًا. حضْير؟ وعلى الخزرج عمرو بن النعمان البياضى ،ف ُ بن ُ
قال ابن هشام :قال أبو قَْيس بن السلت :
نَرصي ُ حزن له فعاودنى ظ
حفهها ٍ ت بذي ِ جع ْ ُ ن قد فُ ِ #على أ ْ
سنين بض ٌ عَ َ سه ِ برأ ِ ض
أع َ ّ ً مههههههرا #فإما تقتلوه فإن عَ ْ
وهذان البيتان في قصيدة له .وحديث يوم ُبعاث أطول مما ذكرت ،وإنمهها منعنههي مههن
استقصائه ما ذكرت من القطع .
شح َ
ذه . سّنه إذا َ
قال ابن هشام :سنين ،مسنون ،من َ
قال ابن إسحاق :ففعل .فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا ،حتى تواثب رجلن
ظى ،أحد بني حارثههة بههن الحههارث ،مههن الْوس ، من الحيين على الّركب ،أْوس بن قَي ْ ِ
سلمة مههن الخههزرج ،فتقههاول ثههم قههال أحههدهما لصههاحبه :إنخر ،أحد بني َص ْ
جّبار بن َ
و َ
ذعة ،فغضب الفريقان جميعًا ،وقالوا :قد فعلنا موعدكم الظاهرة ج َشئتم رددناها الن َ
ح .فخرجوا إليها. ح السل َ -والظاهرة :الحرة -السل َ
ل الله صههلى اللهه عليههه وسههلم فخههرج إليهههم فيمهن معهه مهن أصههحابه فبلغ ذلك رسو َ
عوى ،الجاهليههة، المهاجرين حتى جاءهم ،فقال :يا معشر المسلمين ،الله اللههه ،أبههد ْ
ركم بعهد أن ههداكم اللهه للسهلم ،وأكرمكهم بهه ،وقطهع بهه عنكهم أمهر ن أظه ِ وأنا بي َ
الجاهلية واستنقذكم به من الكفر ،وأّلف به
من قلوبكم ؟! فعرف القوم أنها ن َْزغة من الشيطان ،وكيد من عدوهم ،فبكوا وعههانق
ضهم بعضًا ،ثم انصرفوا مع رسول ،الله صلى الله عليههه الرجال من الوس والخزرج بع ُ
شههأس بههن قيههس .فههأنزل وسلم سامعين مطيعين ،قد أطفأ الله عنهم ك َْيد عدو اللههه َ
ت اللههه ن ِبآي َهها ِ ف هُرو َم ت َك ْ ُ ب ل ِه َل ال ْك َِتا ِ ل َيا أ َهْ َ الله تعالى في شأس بن قيس وما صنع { :قُ ْ
نمه َ نآ َ مه ْ ل اللهه َ سهِبي ِ ن َ عه ْن َ دو َ صه ّم تَ ُ ب لِ َ ل ال ْك َِتا ِ ل َيا أ َهْ َ ن* قُ ْ مُلو َ شِهيد ٌ عََلى َ
ما ت َعْ َ َوالله َ
ن})]آل عمران[98،99 : ُ م ُ َ
ملو َ ما ت َعْ َ ل عَ ّ ما الله ب َِغافِ ٍ داُء وَ َ
شه َ َ جا وَأن ْت ُ ْ عوَ ًت َب ُْغون ََها ِ
وأنزل الله في أْوس بن قَْيظي وجبار بن صخر ومن كههان معهمهها مههن قومهمهها الههذين
َ
ن من ُههوا إ ِ ْ
نآ َ ذي َصنعوا ما صنعوا ،عما أدخل عليهم شأس من أمر الجاهليههة { :ي َهها أي ّهَهها ال ّه ِ
قا من ال ّذي ُ
ن ف هُرو َ ف ت َك ْ ُن* وَك َي ْه َ ري َ م ك َههافِ ِمههان ِك ُ ْ
م ب َعْهد َ ِإي َ دوك ُه ْ ب ي َُر ّن أوُتوا ال ْك ِت َهها َ ِ َ ري ً ِ ْ طيُعوا فَ ِ تُ ِ
ط َ م ب ِههالله فَ َ ُ ُ ُ َ َ َ
صهَرا ٍ قهد ْ هُهدِيَ إ ِلههى ِ صه ْ ن ي َعْت َ ِ مه ْ ه وَ َسول ُ م َر ُ ت الله وَِفيك ْ م آَيا ُ م ت ُت ْلى عَلي ْك ْ وَأن ْت ُ ْ
م*
قي ٍ ست َ ِم ْ ُ
حلف ،فأنزل الله تعالى فيهم ينهاهم عههن مبههاطنتهم َ {:ياأ َي ّهَهها كان بينهم من الجوار وال ِ
ْ ً ُ ْ َ ذوا ب ِ َ
ضههاءُ ت الب َغْ َ م قَ هد ْ ب َهد َ ْما عَن ِت ّ ْ دوا َ خَبال وَ ّم َ ُ
م ل ي َألون َك ْ ُ
دون ِك ْ ن ُ م ْ
ة ِطان َ ً خ ُمُنوا َل ت َت ّ ِنآ َ ذي َال ّ ِ
م أوَْلءُِ َ َ َ
ن* هَههاأن ْت ُ ْ قُلو َ م ت َعْ ِ ن ك ُن ْت ُ ْت إِ ْ م اْلَيا ِ
م أك ْب َُر قَد ْ ب َي ّّنا ل َك ُ ْدوُرهُ ْ
ص ُ في ُ خ ِ
ما ت ُ ْ م وَ َ واهِهِ ْن أف ْ َم ْ ِ
ه} ]آل عمههران ،[118،119 :أي تؤمنههون ب ك ُل ّه ِ
ن ِبال ْك ِت َهها ِ
من ُههو َ م وَت ُؤْ ِ م وََل ي ُ ِ
حب ّههون َك ُ ْ حب ّههون َهُ ْ
تُ ِ
بكتابكم ،وبما مضى من الكتب قبههل ذلههك وهههم يكفههرون بكتههابكم ،فههأنتم كنتههم أحههق
ن
مه ْ م اْل ََنا ِ
مه َ
ل ِ ضهوا عَل َي ْ ُ
كه ْ خَله ْ
وا عَ ّ مّنها وَإ ِ َ
ذا َ م َقهاُلوا آ َ قهوك ُ ْ بالبغضاء لهم منهم لكم {وَإ ِ َ
ذا ل َ ُ
دوِر} ]آل عمهران [119 :إلهى آخهر صه ُت ال ّ ذا ِ م ِبه َ ن اللهه عَِليه ٌ م إِ ّ موُتوا ب ِغَي ْظ ِك ُ ْ ل ُ ظ قُ ْ الغَي ْ ِ
القصة.
دخول أبي بكر بيت المدراس :ودخل أبو بكر الصديق بيت المدراس على يهههود،
فوجد منهم ناسا ً كثيرا ً قههد اجتمعههوا إلههى رجههل منهههم ،يقههال لههه فِْنحههاص ،وكههان مههن
شههيع ،فقههال أبههو بكههر حب ْههر مههن أحبههارهم ،يقههال لههه :أ ْ علمائهم وأحبارهم ،ومعه في َ
م ؟ فوالله إنك لتعلم أن محمههدا ً لرسههول سل ْ لفنحاص :ويحك ! يا فنحاص ! اتق الله وأ ْ
الله ،قد جاءكم بالحق من عنده ،تجدونه مكتوبا ً عندكم في التوراة والنجيههل .فقههال
فنحاص لبى بكر :والله يا أبا بكر ،ما بنا إلى الله من فقر،وإنه إلينا لفقير ،ومهها نتضههرع
إليه كما يتضههرع إلينهها ،وإنها عنهه لغنيهاء ،ومها ههو عنها بغنهي ،ولهو كهان عنها غنيها ً مها
استقرضنا أمواَلنا ،كما يزعم صاحُبكم ،ينهاكم عن الربا وي ُْعطيناه ولو كان عنا غني ها ً مهها
ه فنحاص ضربا ً شههديدًا ،وقههال :والههذي ج َ ضب أبو بكر ،فضرب و ْ أعطانا الربا قال :فغ ِ
نفسي بيده ،لول العهههد الههذي بيننهها وبينكههم لضههربت رأسههك ،أيْ عههدوّ اللههه .قههال :
فذهب فِْنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقال :يا محمد ،انظههر مهها صههنع
بى صاحبك ،فقال رسول الله صلى الله عليههه وسههلم لبههي بكههر :مهها حملههك علههى مهها
ت ؟ فقال أبو بكر يا رسول الله ،إن عدو الله قال صنع َ
ت للههه ممهها قههال ، ّ قول ً عظيما :إنه زعم أن الله فقير وأنهم أغنياء فلما قال ذلك غضب ُ ً
وضربت وجهه .فجحد ذلك ِفنحاص ،وقال :ما قلت ذلك .
فأنزل الله تعالى فيما قال فنحاص ردا ً عليه وتصديقا ً لبى بكر :
ل ال ّذين َقاُلوا إن الله فَقير ونح ه َ {ل َ َ
مهها قَههاُلوا وَقَت ْل َهُه ْ
م ب َ س هن َك ْت ُ ُ
ن أغْن ِي َههاُء َ ِ ٌ ََ ْ ُ ِ ّ ِ َ معَ الله قَوْ َ س ِ قد ْ َ
ق}].آل عمران[181 : ري ِ ح ِب ال ْ َ ذا َ ذوُقوا عَ َ ل ُ قو ُ حقّ وَن َ ُ اْل َن ْب َِياَء ب ِغَي ْرِ َ
نمع ُ ّسه َ ونزل في أبي بكر الصديق رضى الله عنه ،وما بلغه في ذلك من الغضههب {وَل َت َ ْ
قههوا صهب ُِروا وَت َت ّ ُ ن تَ ْ ذى ك َِثيهًرا وَإ ِ ْ كوا أ َ ً شهَر ُ ن أَ ْ ذي َ ن ال ّه ِ مه ْ م وَ ِ ن قَب ْل ِك ُ ْ م ْ ب ِ ن أوُتوا ال ْك َِتا َ
من ال ّذي ُ
ِ َ ِ ْ
مورِ}].آل عمران.[186 : ُ
ن عَْزم ِ اْل ُ م ْ ك ِ ن ذ َل ِ َ فَإ ِ ّ
ن ُأوت ُههوا ذي َ ميث َههاقَ ال ّه ِ خهذ َ اللههه ِ ثم قال فيما قال فنحاص والحبار معههه .مهن يهههود {وَإ ِذ ْ أ َ َ
مهها س َ مًنا قَِليًل فَب ِئ ْ َ شت ََرْوا ب ِهِ ث َ َ م َوا ْ ذوهُ وََراَء ظ ُُهورِهِ ْ ه فَن َب َ ُ مون َ ُ س وََل ت َك ْت ُ ُ ِ ه ِللّنا ب ل َت ُب َي ّن ُن ّ ُ ال ْك َِتا َ
فعَل ُههوا فََل حبههو َ َ
م يَ ْ مهها ل َه ْدوا ب ِ َ مه ُ ح َن يُ ْنأ ْ مهها أت َههوا وَي ُ ِ ّ َ ن بِ َ حههو َ فَر ُ ن يَ ْ ذي َ ن ال ّه ِ سب َ ّح َ ن* َل ت َ ْ شت َُرو َ يَ ْ
م} ]آل عمران[187،188 :يعنى فنحاص ، َ
ب أِلي ٌ ذا ٌ م عَ َ ب وَل َهُ ْ ذا ِ ن ال ْعَ َ م ْ فاَزةٍ ِ م َم بِ َ سب َن ّهُ ْ ح َ تَ ْ
شَيع وأشباههما من الحبار ،الذين يفرحون بمهها يصههيبون مههن الههدنيا علههى مهها زينههوا وأ ْ
للناس من الضللة ،ويحبههونه أن ُيحمههدوا بمهها لههم يفعلههوا أن يقههول النههاس :علمههاء،
حهق ،ويحبهون أن يقهول النهاس :قهد ههدى ول َ وليسوا بأهل علم ،لم يحملوهم على ُ
فعلوا.
م ابن قيههس ،حليههف أمر اليهود المؤمنين بالبخل :قال ابن إسحاق :وكان ك َْرد َ ُ
حيههى عمههرو ،و ُ حري بههن َ كعب بن الشرف ،وأسامة بن حبيب ،ونافع بن أبي نافع ،وب َ ْ
طب ،ورفاعة بن َزْيد بن التابوت ،يأتون رجال ً من النصههار كههانوا يخههالطونهم ، خ َ بن أ ْ
ينتصحون لهم ،
ب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فيقولون لهم :ل تنفقوا أمههواَلكم فإنهها من أصحا ِ
م يكون ؟ نخشى عليكم الفقر في ذهابها ،ول ُتسارعوا في النفقة فإنكم ل تدرون عل َ
ْ
ن مه ْ م اللههه ِ مهها آت َههاهُ ْ ن َ مو َ ل وَي َك ْت ُ ُ خ ِ س ِبال ْب ُ ْ ن الّنا َ مُرو َ ن وَي َأ ُ خُلو َ ن ي َب ْ َ ذي َ فأنزل الله فيهم { :ال ّ ِ
ضل ِِه} ،أي من التوراة ،التي فيها تصديق ما جاء به محمد صههلى اللههه عليههه وسههلم { فَ ْ
ن ِبهالله وَلَ َ َ َ ّ َ ْ َ
من ُههو َ س وَل ي ُؤْ ِ م رَِئاَء الّنها ِ والهُ ْ مه َ نأ ْ قو َ ف ُ ن ُين ِ ذي َ مِهيًنا َوال ِ ذاًبا ُ ن عَ َ ري َ وَأعْت َد َْنا ل ِلكافِ ِ
ما} ]النساء37 :ه ..[39 م عَِلي ً ن الله ب ِهِ ْ كا َ ر} …إلى قوله تعالى{وَ َ خ ِ ِبال ْي َوْم ِ اْل ِ
ق :قال ابههن إسههحاق :وكههان رفاعههة بههن اليهود – لعنهم الله – يجحدون الح ّ
ل اللهه صهلى اللهه عليهه وسهلم لهوى زْيد بن التابوت من عظماء يهود ،إذا كلهم رسهو َ
لسههلم وعههابه . لساَنه ،وقال :أْرعنا سمَعك يا محمد ،حتى نفهمك ، ،ثم طعههن فههي ا ِ
ض هَلل َ َ فأنزل الله فيه {:أ َل َم تر إَلى ال ّذي ُ
ندو َ ري ه ُ ة وَي ُ ِ ن ال ّ ش هت َُرو َ ب يَ ْ ن ال ْك َِتا ِ م ْ صيًبا ِ ن أوُتوا ن َ ِ َِ َ ْ َ َ َِ َ
ن ذي َ ن ال ّه ِ مه ْ صيًرا* ِ فى ِبالله ن َ ِ فى ِبالله وَل ِّيا وَك َ َ م وَك َ َ دائ ِك ُ ْ م ب ِأعْ َ ل* َوالله أعْل َ ُ سِبي َ ضّلوا ال ّ ن تَ ِ أ ْ
عَنا}، مٍع وََرا ِ س َ م ْ معْ غَي َْر ُ س َ صي َْنا َوا ْ معَْنا وَعَ َ س ِ ن َ قوُلو َ ضعِهِ وَي َ ُ وا ِ م َ ن َ م عَ ْ ن ال ْك َل ِ َ حّرُفو َ دوا ي ُ َ ها ُ َ
َ َ َ
ع
م ْ سه َ معَْنا وَأط َعْن َهها َوا ْ سه ِ م َقاُلوا َ ن وَل َوْ أن ّهُ ْ دي ِ م وَط َعًْنا ِفي ال ّ سن َت ِهِ ْ أي راعنا سمعك {ل َّيا ب ِأل ْ ِ
ن إ ِّل قَِليًل}].النسههاء: َ
من ُههو َ م فََل ي ُؤْ ِ فرِهِ ْ م الله ب ِك ُ ْ ن ل َعَن َهُ ْ م وَل َك ِ ْ م وَأقْوَ َ خي ًْرا ل َهُ ْ ن َ كا َ َوانظ ُْرَنا ل َ َ
ل الله صلى الله عليه وسلم رؤساَء من أحبارِ يهههود ،منهههم :عبههد كلم رسو ُ 44ه [46و َ
صوريا العور ،وكعب بن أسد ،فقال لهم :يا معشر يهود ،اتقوا اللههه وأسههلموا، الله بن ُ
فوالله إنكم لتعلمون أن الههذي جئتكههم بههه لحههق ،قههالوا :مهها نعههرف ذلههك يهها محمههد :
فجحدوا ما عرفوا ،وأصروا على الكفر
،فأنزل الله تعالى فيهم { :يا أ َيها ال ّذي ُ
م معَك ُه ْ مهها َ صد ًّقا ل ِ َ م َ ما ن َّزل َْنا ُ مُنوا ب ِ َ بآ ِ ن أوُتوا ال ْك َِتا َ ِ َ َ َّ
ها عَل َههى أ َدبارهَهها أ َو نل ْعنه هم ك َمهها ل َعنهها أ َ من قَب َ
ت ب
ّ ْ ِ ه س ال بْ َ َ حا ه ص َّ ْ َ ََُ ْ َ َْ ِ ها فَن َُرد ّ َ جو ً س وُ ُ م َ ن ن َط ْ ِ لأ ْ ِ ْ ْ ِ
فُعوًل}].النساء.[47 : كا َ
م ْ مُر الله َ نأ ْ وَ َ َ
ن ول أنههف ول فههم ،ول قال ابن هشام :نطمس :نمسحها فنسويها،فل ُيرى فيها عي ه ٌ
َ
م} ]القمر [37 :المطموس العيههن : سَنا أعْي ُن َهُ ْ م ْ شيء بما ي َُرى في الوجه ،وكذلك {فَط َ َ
ب والثر ،فل يرى منه شىء .قههال الذي ليس بين جفنيه شق .ويقال :طمست الكتا َ
صْلت الت ّْغلبى ،يصف إبل كلفها ما ذكر:
ّ َ ً وث ابن هُب َْيرة بن ال ّ الخطل ،واسمه الغَ ْ
ل يتملم ُ حْرباَءها ِ ترى نشطو ٍ وى صه َ ل طامسةِ ال ّ ها ك ّ فنا َ #وت ُك ِْلي ُ
وهذا البيت في قصيدة له :
وى :العلم الهتي ُيسهتدل بهها علهى صه َ وة .وال ّ صه ّ وى ُ : صه َ قال ابهن هشهام :واحهدة ال ّ
الطرق والماء.
سحت فاستوت بالرض ،فليس فيها شىء ناتيء . م ِ قال ابن هشام :يقول ُ :
ب مههن قريههش حّزبههوا الحههزا َ حّزب الحزاب :قههال ابههن إسههحاق :وكههان الههذين َ ن َ م ْ َ
قيق ،أبو رافع ،والربيع ح َ ُ ال أبي ابن ، وسلم ، طب َ خ
ْ أ بن حيى ُ : قريظة وبني وغطفان
وح ، ه
َ ْ َ ح و ها ه فأم . قيس بن وذة َ ْ ه و عامر، بن وح ح
َ ْ َ و و مار، ّ َ ع وأبو قيق ح َ بن الربيع بن أبي ال ُ
وذة فمن بنى وائل ،وكان سائرهم من بنى النضير .فلما قدموا مار ،وهَ ْ وأبو عَ ّ
على قريش قالوا :هؤلء أحبار يهود ،وأهل العلم بالكتاب الول ،فسلوهم ،ديُنكم خير
دى منههه وممههن ن محمد؟ فسألوهم ،فقالوا :بل ديُنكم خير من دينههه ،وأنتههم أهْه َ أم دي ُ
اتبعه .فأنزل الله تعالى فيهم { :أ َل َم تر إل َههى ال ّهذي ُ
ن
من ُههو َ ن ال ْك ِت َهها ِ
ب ي ُؤْ ِ مه ْ
صههيًبا ِ
ن أوت ُههوا ن َ ِ
ِ َ ْ ََ ِ
ت} قال ابن هشام :الجبت عند العرب :ما ُ
عبد من دون اللههه تبههارك ت َوال ّ
طا ُ
غو ِ ِبال ْ ِ
جب ْ ِ
جبوت وجمههع الطههاغوت جْبت ُ : مع ال ِ ج ْ وتعالى :والطاغوت :كل ما أضل عن الحقّ .و َ
واغيت . طَ َ
جيههح أنههه قههال :الجبههت :السههحر والطههاغوت : قال ابن هشام :وبلغنا عههن ابههن أبههي ن َ ِ
الشيطان .
س هِبيًل} ]النسههاء [51 :قههال ابههن َ {وَي َ ُ
من ُههوا َ نآ َ ذي َ ن ال ّه ِ مه ْ دى ِ فُروا هَؤَُلِء أهْ َ ن كَ َ ذي َ ن ل ِل ّ ِ قوُلو َ
َ
قد ْ آت َي َْنهها ضل ِهِ فَ َ ن فَ ْ م ْ م الله ِ ما آَتاهُ ْ س عََلى َ ن الّنا َ دو َ س ُ ح ُ م يَ ْ إسحاق :إلى قوله تعالى {:أ ْ
ما}].النساء[54 : ظي ً
كا عَ ِ مل ْ ً م ُ ة َوآت َي َْناهُ ْ م َحك ْ َ ب َوال ْ ِ م ال ْك َِتا َ هي َ ل إ ِب َْرا ِ آ َ
عدي ابن زيد :يا محمد ،ما سكْين و َ َ ل :قال ابن إسحاق :وقال ُ إنكار اليهوِد التنزي َ
نعلم أن الله أنزل على َبشر من شيء بعد موسى .فههأنزل اللههه تعههالى فههي ذلههك مههن
َ ك كَ َ َ
مهيه َ حي ْن َهها إ ِل َههى إ ِب َْرا ِ ن ب َعْهدِهِ وَأوْ َ مه ْ ن ِ حي َْنا إ َِلى ُنوٍح َوالن ّب ِّيي ه َ ما أوْ َ حي َْنا إ ِل َي ْ َ َ قولهما { :إّنا أوْ َ
َ َ
ن َوآت َي َْنا ما َ سل َي ْ َ
ن وَ ُ هاُرو َ س وَ َ ب وَُيون ُ َ سى وَأّيو َ عي َ ط وَ ِ سَبا ِ ب َواْل ْ قو َ حاقَ وَي َعْ ُ س َ ل وَإ ِ ْ عي َ ما ِس َ وَإ ِ ْ
م اللههه ّ َ
م عَلي ْك وَكلهه َ َ َ صه ُ ْ ص ْ ق ُ م نَ ْ َ
سل ل ْ ً ُ
ن قب ْل وَُر ُ َ م ْ َ
م عَلي ْك ِ َ صَناهُ ْ ص ْ َ
سل قد ْ ق َ َ ً داُوود َ َزُبوًرا* وَُر ُ َ
ل َ ُ ّ َ مب َ ّ ً ْ
سه ِ ة ب َعْ هد َ الّر ُ جه ٌ ح ّ س عَلههى اللههه ُ ن ِللّنا ِ ن ِلل ي َكو َ منذِِري َ ن وَ ُ ري َ ش ِ سل ُ ما* ُر ُ سى ت َكِلي ً مو َ ُ
ما} ]النساء163 :ه [165 كي ً ح ِ زيًزا َ ن الله عَ ِ كا َ وَ َ
ما والله ودخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة منهم ،فقال لهم :أ َ
إنكم لتعلمون أنى رسول من الله إليكم ؟ قالوا :ما نعلمه ،وما نشهههد عليههه .فههأنزل
ل إل َي َ َ َ
ة
كهه ُ مَلئ ِ َ مهههِ َوال ْ َ ه ب ِعِل ْ ِ ك أنَزل َ ُ ما أنَز َ ِ ْ شهَد ُ ب ِ َ ن الله ي َ ْ الله تعالى في ذلك من قولهم {:ل َك ِ ْ
دا}].النساء[166 : شِهي ً فى ِبالله َ ن وَك َ َ دو َ شه َ ُ يَ ْ
اتفاقهم على طرح الصخرة على رسول الله صلى الله عليه وسسلم :
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى الّنضير يستعينهم في ِديههة العههامريْين
ضهم ببعض قالوا :لههن تجههدوا محمههدا ً مري .فلما خل بع ُ ض ْ ن أمية ال ّ ل عمرو ب ُ الل ّذ َْين قت َ
ن رجل يظهر على هذا البيت فيطرح عليهه صهخرة ً فيريحنها منهه ؟ م ْ ن ،فَ َ ب منه ال َ أقر َ
عمرو بن جحاش بن كعب :أنا فأتى رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم الخههبر، فقال َ
َ
من ُههوا نآ َ ذي َ فانصرف عنهم .فأنزل الله تعالى فيه ،وفيما أراد هههو وقههومه { :ي َهها أي ّهَهها ال ّه ِ
طوا إل َيك ُم أ َيديهم فَك َ ّ َ ة الله عَل َيك ُم إذ ْ هَم قَو َ
قههوا م َوات ّ ُ م عَن ْك ُ ْ ف أي ْدِي َهُ ْ س ُ ِ ْ ْ ْ َُِ ْ ن ي َب ْ ُ مأ ْ ّ ْ ٌ ْ ْ ِ م َ اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ
ن}].المائدة[11 : مُنو َ مؤْ ِل ال ْ ُالله وَعََلى الله فَل ْي َت َوَك ّ ْ
ن بههن ل الله صلى الله عليه وسههلم نعمهها ُ دعاؤهم أنهم أحباء الله :وأتى رسو َ ا ّ
ل الله صلى الله عليه عدي ،فكلموه وكلمهم رسو ُ عمرو ،وشأس بن َ حري بن َ أضاء ،وب َ ْ
قمته ،فقالوا ،ما ُتخوفنا يا محمد ،نحن والله أبنههاءُ ذرهم ن ِ ْ وسلم ،ودعاهم إلى الله ،وح ّ
ن ح ُ صاَرى ن َ ْ ت ال ْي َُهود ُ َوالن ّ َ الله وأحباؤه ،كقول النصارى .فأنزل الله تعالى فيهم { :وََقال َ ْ
ل فَل ِم يعذ ّبك ُم بذ ُنوبك ُم ب ْ َ أ َب َْناُء الله وَأ َ ِ
شههاُء ن يَ َ مه ْ خل َهقَ ي َغْفِهُر ل ِ َ ن َ مه ْ م ّ
ش هٌر ِ م بَ َ ل أن ْت ُ ْ َ َُ ُ ْ ِ ُ ِ ْ َ حّباؤُهُ قُ ْ
صيُر} ]المائدة[18 : َْ
م ِ ما وَإ ِل َي ْهِ ال ْ َ
ما ب َي ْن َهُ َض وَ َ ت َوالْر ِ ماَوا ِ س َ ك ال ّ مل ْ ُ
شاُء وَل ِل ّهِ ُ ن يَ َ م ْ ب َ وَي ُعَذ ّ ُ
ل اللههه إنكارهم نزول كتاب من بعد موسى :قال ابههن إسههحاق :ودعهها رسههو ُ
صلى الله عليه وسلم يهود َ إلى السلم ورغبهههم فيههه ،وحههذرهم غيهَر اللههه وعقههوبته ،
وا عليه ،وكفروا بما جاءهم به ،فقال لهم معاذ بن فأب َ ْ
عبادة ،وعقبههة بههن وهههب :يهها معشههر يهههود ،اتقههوا اللههه ،فههوالله إنكههم جبل وسعد بن ُ
ل مبعثه وتصفونه لنا بصههفته ؟ فقههال لتعلمون أنه رسول الله ،لقد كنتم تذكرونه لنا قب َ
حَرْيملة ،ووهب بن ي َُهوذا :ما قلنا لكم هذا قط ،وما أنزل الله من كتههاب بع هد َ رافع بن ُ
ده .فأنزل الله تعالى فههي ذلههك مههن قولهمهها { :ي َهها موسى ول أرسل بشيرا ً ول نذيرا ً بع َ
َ أ َهْ َ
ن مه ْ جاَءن َهها ِ ما َ قوُلوا َ ن تَ ُلأ ْ س ِ ن الّر ُ م ْ م عََلى فَت َْرةٍ ِ ن ل َك ُ ْ سول َُنا ي ُب َي ّ ُ م َر ُ جاَءك ُ ْ ب قَد ْ َ ل ال ْك َِتا ِ
ديٌر} ]المائدة.[19 : يٍء قَ ِ ش ْ ل َ ذيٌر َوالله عََلى ك ُ ّ شيٌر وَن َ ِ م بَ ِ جاَءك ُ ْ قد ْ َ ذيرٍ فَ َ شيرٍ وََل ن َ ِ بَ ِ
ثم قص عليهم خبَر موسى وما لقى منهم ،وانتقاضهم عليه وما ردوا عليه من أمر الله
ة. حتى تاهوا في الرض أربعين سنة عقوب ً
رجوعهم إلى النبي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم فسسي حكسسم الرجسسم :قههال ابههن
دث مَزْينة ،من أهل العلم ،يح ه ّ ن شهاب الزهري أنه سمع رجل ً من ُ إسحاق :وحدثني اب ُ
دراس ، مه ْ سعيد َ بن المسّيب ،أن أبا هريرة حدثهم :أن أحبار يهود اجتمعوا في بيههت ال ِ
ل منهم بعهد إحصهانه ة ،وقد زنى رج ٌ حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدين َ
ل وهههذه المههرأة إلههى محمههد، بامرأة من يهود َ قد أحصنت ،فقههالوا :ابعثههوا بهههذا الرج ه ِ
سلوه كيف الحكم فيهما ،وولوه الحكم عليهما ،فإن عمل فيهما بعملكم من التجبيههة - فَ َ
ود وجوههمها ثهم ُيحملن علهى سه ّمطلهى بقهارٍ ،ثهم ت ُ َ ْ والتجبية :الجلد بحبهل مهن ليهف َ
مل ِههك ، ل أدبههار الحمههارين -فههاتبعوه ،فإنمهها هههو َ مههارْين وتجعههل وجوههمهها مههن ِقب ه ِ ح َ ِ
وصدقوه :وإن هو حكم فيهمهها بههالرجم فههإنه نههبى ،فاحههذروه علههى مهها فههي أيههديكم أن
كموه ،فأتوه ،فقالوا :يا سلب َ ُ يَ ْ
محمد هذا رجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قهد أحصهنت ،فهاحكم فيهمها ،فقهد ولينهاك
ل الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الحكم فيهما .فمشى رسو ُ
ى علماَءكم ،فههأخرج لههه أحباَرهم في بيت المد َْراس فقال :يا معشر يهود أخرجوا إل ّ
ض بنى قَُرْيظة :أنهم قههد أخرجههوا عبد الله بن صوريا .قال ابن إسحاق :وقد حدثني بع ُ
خط َههب ،ووهههب بههن ي َهُههوذا ،فقههالوا :هههؤلء صههوريا ،أبهها ياسههر بههن أ ْ إليه يومئذ ،مع ابن ُ
صل أمَرهم ،إلههى أن قهالوا ح ّعلماؤنا .فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،حتى َ
ي بهالتوراة .قهال ابهن هشهام :مهن قههوله " : لعبد الله بن صوريا :ههذا أعلهم مهن بقه َ
وحدثني بعض بنى قريظة " -إلى " أعلم من بقى بهالتوراة " مهن قهول ابهن إسهحاق ،
وما بعده من الحديث الذي قبله فخل به رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ،وكههان
ظ به رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة ،يقههول سنا ،فأل َ ّ غلما ً شاب ّا ً من أحدثهم ِ
ل ،هل تعلم أن الله حكههم مهِ عند بنى إسرائي َ كرك بأيا ِ شدك الله وأذ ّ صوريا ،أن ْ ُ له :يابن ُ
فيمن زَنى بعد إحصانهِ بالرجم في التوراة؟ قال :اللهم نعم ،أما واللهه يها أبها القاسهم
سل ولكنهم يحسدونك .قال :فخرج رسول الله صلى اللههه مْر َ إنهم ليعرفون أنك لنبى ُ
عليه وسلم ،فأمر بهما فُرجما عند باب مسجده في بنى غَن ْم ِ بن مالك بن النجههار :ثههم
صوريا ،وجحد نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بعد ذلك ابن ُ
َ
ن
ذي َك ال ّه ِحُزن ْه َ ل َل ي َ ْ سههو ُ قههال ابههن إسههحاق :فههأنزل اللههه تعههالى فيهههم { :ي َهها أي ّهَهها الّر ُ
َ
دوا
ههها ُ ن َ ذي َن ال ّ ِ م ْم وَ ِن قُُلوب ُهُ ْ م ْم ت ُؤْ ِ م وَل َ ْ مّنا ب ِأفْ ْ َ
واهِهِ ْ ن َقاُلوا آ َ ذي َ ن ال ّ ِ م ْ فرِ ِ ن ِفي ال ْك ُ ْ عو َ سارِ ُ يُ َ
ك }]المائدة [41 :أي الذين بعثوا منهم م ي َأُتو َ َ
نل ْ ري َ خ ِقوْم ٍ آ َ ن لِ َ عو َ ما ُ س ّ ب َ ْ
ن ل ِلك َذِ ِ عو َ ما ُس ّ َ
من بعثوا وتخلفوا ،وأمروهم
قوُلو َ
ن ضعِهِ ي َ ُ
وا ِ
م َ
ن ب َعْدِ َ
م ْ ن ال ْك َل ِ َ
م ِ به من تحريف الحكم عن مواضعه ،ثم قال { :ي ُ َ
حّرُفو َ
م ت ُؤْت َوْهُ} ،أي إ ُ
ن لَ ْ
ذوهُ وَإ ِ ْ ذا فَ ُ
خ ُ م هَ َ
ن أوِتيت ُ ْ
ِ ْ
حذ َُروا} ]المائدة [41 :إلى آخر القصة . الرجم {َفا ْ
َ
قال ابن إسحاق :وحدثني محمهد ُ بههن طلحههة بههن يزيههد بههن َركانههة عههن إسههماعيل عههن
إبراهيم ،عن ابن عباس ،قال :أمر رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم برجمهمهها،
علْيههها ،
حجارة قام إلى صههاحبته فجنههأ َس ال ِ
م ّ فُرجما بباب مسجده ،فلما وجد َ اليهوديّ َ
ة ،حتى ُقتل جميعًا.س الحجار ِ
م ّ يقيها َ
قال :وكان ذلك مما صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في تحقيق الزنا منهما.
قال ابن إسحاق :وحدثني صالح بن ك َْيسان ،عن نافع مولى عبههد اللههه ابههن ُ
عمههر عههن
كموا رسول الله صلى الله عليههه وسههلم فيهمهها ،دعههاهم عبد الله بن عمر ،قال :لما ح ّ
حْبر منهم يتلوها ،وقد وضع يده على آيههة الرجههم ،قهال :فضههرب عبهد ُ بالتوراة وجلس َ
حْبر ثم قال :هذه سلم يد ال َ
الله بن َ
وها عليك . يا نبى الله آية الرجم ،يأبى أن يتل َ
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :ويحكم يهها معشههر يهههود مهها دعههاكم .إلههى
حكم الله وهو بأيديكم ؟ قال :فقالوا :أما والله إنه قد كان فينا ُيعمههل بههه ،حهتى ترك ُ
زنا رجل منا بعد إحصانه ،من بيوت الملوك وأهل الشرف ،فمنعه الملك من الرجم ،
ثم زنا رجل بعده ،فأراد أن يرجمه ،فقالوا :ل والله ،حتى ترجم فلنًا ،فلما قههالوا لههه
ذلك اجتمعوا فأصلحوا أمرهم على التجبية ،وأمههاتوا ذكههر الرجههم والعمههل بههه .قههال :
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فأنا أول من أحيا أمَر الله وكتابه وعمههل بههه ،
ثم أمر بهما فُرجما عند َ باب مسجده .وقال عبد الله بن عمر :فكنت فيمن رجمهما.
كرمههة ،عههن ص هْين عههن ع ْ ح َ ظلمهم في الدية :قال ابن إسحاق :وحدثني داود ُ بن ال ُ
م ابن عباس :أن اليات من المائدة التي قال الله فيها َ{ :فاحك ُم بينه َ َ
ض عَن ْهُ ه ْ م أوْ أعْهرِ ْ ْ ْ ََُْ ْ
ب حه ّ ن اللهه ي ُ ِ ط إِ ّ سه ِ ق ْ م ِبال ْ ِ م ب َي ْن َُهه ْحك ُ ْ ت َفها ْ م َ حك َ ْ ن َ شي ًْئا وَإ ِ ْ ك َ ضّرو َ ن يَ ُ م فَل َ ْ ض عَن ْهُ ْ ن ت ُعْرِ ْ وَإ ِ ْ
ن} ]المائدة [42 :إنما نزلت في الديههة بيههن بنههى النضههير وبيهن بنههى ُقريظههة، طي َ س ِ ق ِم ْال ْ ُ
ة كاملههة ،وأن بنههى قريظههة وذلك أن قتلى بنى النضير ،وكان لهم شههرف ،يههؤدون الدي ه َ
ف الدية ،فتحاكموا في ذلك إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ، كانوا يؤدون نص َ
ل اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم علههى الحهقّ فههي فأنزل الله ذلك فيهم ،فحملهم رسو ُ
ة سواء. ذلك ،فجعل الدي َ
قال ابن إسحاق :فالله أعلم أي ذلك كان .
رغبتهم في فتنة الرسول صلى الله عليه وسلم :قههال ابههن إسههحاق :وقههال
شأس بههن قيههس ،بعضهههم لبعهض : صوريا ،و َ كعب ابن أسد ،وابن صلوبا ،وعبد الله بن ُ
وه ،فقالوا له :يا محمههد، اذهبوا بنا إلى محمد ،لعلنا نفتنه عن دينه ،فإنما هو بشر ،فأت َ ْ
إنك قد عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم
وسادتهم ،وأنا إن اتبعنهاك اتبعتهك يهههود ،ولهم يخالفونهها ،وأن بيننهها وبيهن بعهض قومنهها
خصومة ،أفنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ،ونؤمن بك ونصدقك ،فأبى ذلك رسههول
ل اللههه ما َأن هَز َ م بِ َ م ب َي ْن َهُ ْ حك ُ ْ نا ْ
َ
الله صلى الله عليه وسلم عليهم .فأنزل الله فيهم { :وَأ ْ
ك فَإن تول ّوا َفاعْل َ َ ما َأنَز َ وَل تتبع أ َهْواَءهُم واحذ َرهُ َ
ما م أن ّ َ ْ ل الله إ ِل َي ْ َ ِ ْ َ َ ْ ض َ ِ ن ب َعْ ك عَ ْ فت ُِنو َ ن يَ ْ مأ ْ ْ َ ْ ْ ْ َ َ َِّ ْ
ْ ْ َ َ َ َ َ
ة
جاهِل ِي ّه ِ م ال َ حكه َ ن* أف ُ قو َ سه ُفا ِ سل َ ن الن ّهها ِ مه ْ ن كِثيًرا ِ م وَإ ِ ّ ض ذ ُُنوب ِهِ ْم ب ِب َعْ ِ صيب َهُ ْ ن يُ ِ ريد ُ الله أ ْ يُ ِ
ن}]المائدة[49،50 : يبُغون وم َ
قوْم ٍ ُيوقُِنو َ ما ل ِ َ حك ْ ً ن الله ُ م ْ ن ِ س ُ ح َ نأ ْ َ َ َ ْ َْ
ل اللههه صههلى إنكارهم نبوةَ عيسى عليه السلم :قال ابن إسحاق :وأتى رسههو َ
خطب ،ونههافع بههن أي نههافع وعههازر بههن أبههي الله عليه وسلم نفٌر منهم :أبو ياسر بن أ ْ
شيع .فسألوه عمن يههؤمن بههه مههن الرسههل ؟ عازر ،وخالد ،وزيد ،وإزار بن أبي إزار ،وأ ْ
ن بالله وما أنههزل إلينهها ،ومهها أنههزل إلههى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :نؤم ُ
ط ،وما أوتي موسى وعيسى ،ومهها أوتههى ب والسبا ِ ل وإسحاقَ ويعقو َ م وإسماعي َ إبراهي َ
ذكهر عيسهى ابهن ن أحد ٍ منهم ونحن له مسلمون " .فلما َ النبيون من رّبهم ،ل نفّرقُ بي َ
مريم جحدوا نبوته ،وقالوا :ل نؤمن بعيسى ابن مريم ول بمن آمههن بههه ،فهأنزل اللههه
مهها مهها ُأن هزِ َ
ل إ ِل َي ْن َهها وَ َ مّنا ب ِههالله وَ َ نآ َ
َ
مّنا إ ِّل أ ْ ن ِ مو َ ق ُ ل َتن ِ ب هَ ْ ل ال ْك َِتا ِ ل َيا أ َهْ َ تعالى فيهم {:قُ ْ
ن}]المائدة[59 : ل وأ َ َ أ ُن ْزِ َ
قو َ س ُم َفا ِ ن أك ْث ََرك ُ ْ ن قَب ْ ُ َ ّ م ْ ل ِ
ادعاؤهم أنهم على الحق :وأتى رسههول اللهه صههلى اللهه عليهه وسههلم رافهعُ بهن
حَريملههة ،فقههالوا :يهها محمههد، شكم ،ومالك بن الصْيف ،ورافع بن ُ م ْ حارثة ،وسلم بن ِ
ت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ،وتؤمن بما عندنا من التههوراة ،وتشهههد أنههها ألس َ
من الله حقّ ؟ قال :بلى ،ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيههها ممهها أخههذ اللههه عليكههم مههن َ
ت من إحداِثكم قالوا :فإنا الميثاق فيها ،وكتمُتم منها ما أمرتم أن تبينوه للناس ،فَبرئ ْ ُ
دى والحق ،ول نؤمن بك ،ول نتبعك . نأخذ بما في أيدينا ،فإنا على اله َ
ل الكتههاب لسههتم علههى شههيء حههتى تقيمههوا التههوراةَ فأنزل الله تعالى فيهم ) :قههل يأهه َ
طغيانا ً ن كثيرا ً منهم ما أنزل إليك من َرّبك ُ ل ،وما أنزل إليكم من رّبكم ،وليزيد َ ّ لنجي َ وا ِ
س على القوم ِ الكافرين ( . كفرًا ،فل تأ َ و ُ
م حهها ُ ل الله صلى الله عليههه وسههلم الن ّ ّ إشراكهم بالله :قال ابن إسحاق :وأتى رسو َ
مرو ،فقالوا له :يا محمد ،أما تعلم مع الله إلها ً حري بن عَ ْ ابن زيد ،وقَْرَدم بن كعب ،وب َ ْ
و ،بذلك ُبعثت ،وإلههى غيَره ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :الله ل إله إل هُ َ
ش هِهيد ٌ ل اللههه َ ش هَهاد َةً قُ ه ْ يٍء أ َك ْب َهُر َ ش ْ ل أ َيّ َ ذلك أدعو .فأنزل الله فيهم وفى قولهم {:قُ ْ
َ م ل َت َ ْ َ قرآ ُ ُ م وَُأو ِ
مهعَ اللههه ن َ نأ ّ دو َ ش هه َ ُ ن ب َل َهغَ أئ ِن ّك ُه ْ م ْ م ب ِهِ وَ َ ن ِلنذَِرك ُ ْ ذا ال ْ ُ ْ ي هَ َ ي إ ِل َ ّ ح َ ب َي ِْني وَب َي ْن َك ُ ْ
َ ة أُ ْ
م ن آت َي ْن َههاهُ ْ ذي َ ن* ال ّه ِ كو َ شرِ ُ ما ت ُ ْ م ّ ريٌء ِ حد ٌ وَإ ِن ِّني ب َ ِ ه َوا ِ ما هُوَ إ ِل َ ٌ ل إ ِن ّ َ شهَد ُ قُ ْ ل َل أ ْ خَرى قُ ْ آل ِهَ ً
ن}].النعههام: من ُههو َ م َل ي ُؤْ ِ م فَهُ ه ْ سهُ ْ ف َ سُروا َأن ُ خ ِ ن َ ذي َ م ال ّ ِ ن أب َْناَءهُ ْ
ال ْكتاب يعرُفونه ك َما يعرُفو َ
َ َِ َ َْ ِ َ ُ َ َْ ِ
.[19،20
ويد سه َ ة بن زيههد بههن التههابوت ،و ُ ي الله المؤمنين عن موادتهم :وكان رفاع ُ ه ُ ن ْ
لسلم ونافقا ،فكان رجال من المسلمين يوادونهم .فأنزل اللههه بن الحارث قد أظهرا ا ِ
َ
ن ذي َ ن ال ّه ِ مه ْ م هُ هُزًوا وَل َعِب ًهها ِ ذوا ِدين َك ُ ْ خ ُ ن ات ّ َ ذي َ ذوا ال ّ ِ خ ُ مُنوا َل ت َت ّ ِ نآ َ ذي َ تعالى فيهما َ{ :يا أي َّها ال ّ ِ
ن}]المههائدة. . .[57 : مِني َ مؤْ ِ م ُ كنت ُ ْن ُ قوا الله إ ِ ْ فاَر أ َوْل َِياَء َوات ّ ُ م َوال ْك ُ ّ ن قَب ْل ِك ُ ْ م ْ ب ِ أوُتوا ال ْك َِتا َ
ُ
َ إلى قوله {:وَإ ِ َ
ما م بِ َ جوا ب ِهِ َوالله أعْل َ ُ خَر ُ م قَد ْ َ فرِ وَهُ ْ خُلوا ِبال ْك ُ ْ مّنا وَقَد ْ د َ َ م َقاُلوا آ َ جاُءوك ُ ْ ذا َ
ن}].المائدة[61 : مو َ كاُنوا ي َك ْت ُ ُ َ
ويل ابههن َزي ْههد، م ِ شه ْ ش هْير ،و َ جب َههل بههن أبههي قُ َ سؤالهم عن قيام الساعة :وقههال َ
ة إن م الساع ُ د ،أخبرنا ،متى تقو ُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم :يا محم ُ
َ َ
ل ها قُ ْ سا َ مْر َ ن ُ ساعَةِ أّيا َ ن ال ّ ك عَ ْ سأُلون َ َ كنت نبيا ً كما تقول ؟ فأنزل الله تعالى فيهما { :ي َ ْ
م إ ِّل ْ َْ
ض َل َتهأِتيك ُ ْ ت َوالْر ِ ماَوا ِ سه َ ت ِفهي ال ّ قل َه ْ جّليَها ل ِوَقْت َِها إ ِّل هُهوَ ث َ ُ عن ْد َ َرّبي َل ي ُ َ مَها ِ عل ْ ُما ِ إ ِن ّ َ
ن}. مههو َ س َل ي َعْل َ ُ ن أك ْث َهَر الن ّهها ِ
عند الله ول َكه َ
َ ِ ّ مَها ِ ْ َ عل ْ ُ ما ِ ل إ ِن ّ َي عَن َْها قُ ْ ف ّ ح ِك َ ك ك َأ َن ّ َ سأ َُلون َ َ ة يَ ْ ب َغْت َ ً
]العراف[187 :
خزاعى : دادِي ّةِ ال ُ ح َ ساها؟ متى مرساها ،قال قيس بن ال ُ مْر َ قال ابن هشام :أيان ُ
لسألها أيان من سار راجعُ ؟ سّر بينى وبيَنها فى ال ّ خ َ م ْ تو ُ #فجئ ُ
مي ْههت بههن ُ
س .وقههال الك َ مهَرا ٍ مرساها :منهاها ،وجمعههه َ : وهذا البيت في قصيدة له ،و ُ
زيد السدي :
لسلم ِ ا ِ قواعد سى مْر َ و ُ سُ ب ما أخطأ النا #والمصيبين با َ
فى عنها -على التقههديم ح ِ سى السفينة حيث تنتهى .و َ مْر َ وهذا البيت في قصيدة له .و ُ
ى بههم تخهبرهم بمها ل تخهبر بهه غيرههم . فه ّ ح ِ والتأخير -يقهول :يسهألونك عنهها كأنهك َ
حفِّيها} ]مريههم[47 :وجمعهه : ن ب ِههي َ كها َ ه َ ى :الب َّر المتعهد .وفي كتاب اللهه { :إ ِن ّه ُ حفِ ّ وال َ
أحفياء .وقال أعشى بنى قَْيس بن ثعلبة :
صعدا ث أ ْ شى به حي ُ في عن الع َ ح َِ لب سائ ٍ #فإن تسألي عني فيا ُر ّ
مستحفى عههن علههم الشههىء،المبههالغ فههي ً
وهذا البيت في قصيدة له .والحفي أيضا :ال ُ
طلبه .
ل الله صلى الله عَزْيرا ً ابن الله :قال ابن إسحاق :وأتى رسو َ
في ادعاؤهم أن ُ
حيههة،
شكم ،ونعمان بن أبي أوفى أبو أنس ،ومحمود ثم ابن دِ ْ م ْن ِ عليه وسلم :سل ّ ُ
مب ُ
صيف ،فقالوا له :كيف
وشاس بن قيس ،ومالك بن ال ّ
عزيرا ً ابن الله ؟ فههأنزل اللههه عههز وجههل فههي نتبعك وقد تركت قبَلتنا ،وأنت ل تزعم أن ُ
ك ن اللههه ذ َل ِه َ ح اب ْه ُ سي ُ صاَرى ال ْ َ
م ِ ت الن ّ َ ن الله وََقال َ ْ ت ال ْي َُهود ُ عَُزي ٌْر اب ْ ُ ذلك في قولهم { :وََقال َ ْ
ن} ]التوبة: م الله أ َّنى ي ُؤْفَ ُ َ
كو َ ل َقات َل َهُ ْ ن قَب ْ ُ م ْ فُروا ِ ن كَ َ ذي َ ل ال ّ ِ ن قَوْ َ ضاهُِئو َ م يُ َ واهِهِ ْ م ب ِأفْ َ قَوْل ُهُ ْ
ل الذين كفههروا، [30إلى آخر القصة .قال ابن هشام :يضاهون :أي ُيشاكل قوُلهم قو َ
دث بحديث فيحدث آخر بمثله ،فهو يضاهيك . نحو أن تح ّ
َ
طلبهم كتابا من السماء :قال ابن إسحاق :وأتى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه ً
حري بن عمرو ،وعَُزْيز ابن أبههي عَُزْيههز، سْيحان ،وُنعمان بن أضاء ،وب َ ْ وسلم محمود ُ بن َ
شكم ،فقالوا :أحقّ يا محمد أن هذا الذي جئت به لحق مههن عنههد اللههه ؟ م ْلم بن ِ س ّ و َ
فإنا ل نراه متسقا كما تتسق التوراة .فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسههلم : ً
أما والله إنكم لتعرفون أنه مههن عنههد اللههه .تجههدونه مكتوبها ً عنههدكم فههي التههوراة ،ولههو
ن على أن يأتوا بمثله ما جاءوا به فقالوا عند ذلك ،وهههم جميههع : س والج ّ لن ُ اجتمعت ا ِ
قيههق ،وأشهْيع ، ح َفنحاص ،وعبد ُ الله بن صوريا ،وابن صلوبا ،وكنانة بنههالربيع بههن أبههي ال ُ
كينة :يا محمد ،أما يعّلمك هههذا إنههس ول س َ ويل بن زيد ،وجبل بن ُ م ِ ش ْ وكعب بن أسد ،و َ
جن ؟ قال :فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :أما والله إنكههم لتعلمههون أنههه
من عند الله .تجدون ذلك مكتوبا ً عندكم في التوراة؟ فقالوا :يا محمد ،فإن الله يصنع
ل علينا كتابا ً من السماء نقههرؤه لرسوله إذا بعثه ما يشاء ويقدره منه على ما أراد ،فأنز ْ
نل ل َئ ِ ْ ونعرفه ،وإل جئناك بمثل ما تأتي به .فأنزل الله تعالى فيهههم وفيمهها قههالوا {:قُه ْ
ْ ْ َ
م
ض هه ُ ْ مث ْل ِههِ وَل َهوْ ك َهها َ
ن ب َعْ ُ ن بِ ِ ن َل ي َأُتو َ قْرآ ِ ذا ال ْ ُ ل هَ َ مث ْ ِ
ن ي َأُتوا ب ِ ِ ن عََلى أ ْ ج ّ س َوال ْ ِ لن ُ تاِْ معَ ْ جت َ َ
ا ْ
ون .ومنههه قههول العههرب : ض ظ َِهيًرا} ]السراء [88 :قال ابن هشام :الظهير :العَ ه ْ ل ِب َعْ ٍ
تظاهروا عليه ،
أي تعاونوا عليه .قال الشاعر :
ظهيَرا لمام ول ِ ً قواما ت للدين ي أصبح َ ى النب ّ م ّ س ِ #يا َ
ونا وجمعه ظهراء. . ُ ،أي عَ ْ
سؤالهم له صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين :قال ابن إسههحاق :وقههال
مويل بن زيد ،لعبههد اللههه بههن ش ْ شيع ،و َ سد ،وأبو رافع ،وأ ْ حيى بن أخطب ،وكعب بن أ َ ُ
ملك ،ثم جاءوا رسههول لم حين أسلم :ما تكون النبوة في العرب ،ولكن -صاحبك َ س ّ َ
الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذي القرنين فقص عليهههم مهها جههاَءه مههن اللههه
تعالى فيه ،مما كان قص على قريش وهم كانوا ممن أمههر قريش ها ً أن يسههألوا رسههول
عقبههة بههن أبههي الله صلى الله عليه وسلم عنه ،حين بعثوا إليهم الّنضر بن الحههارث ،و ُ
معَْيط . ُ
جبير أنهه قهال : ُ ابن سعيد عن حدثت ُ و : إسحاق ابن قال : الله ذات على تهجمهم
د ،هههذا ط من يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسهلم ،فقهالوا :يها محمه ُ أتى ره ٌ
خل َقَ الخل ْقَ ،فمن خلق الله ؟ قال :فغضب رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم الله َ
ّ
ل عليه السههلم فسههكنه ، ه ،ثم ساورهم غضبا لربه .قال :فجاءه جبري ُ ً حتى انتقع لون ُ ُ
ل هُهوَ اللههه ب مهها سههألوه عنههه { :قُه ْ ض عليك يا محمد ،وجاءه من الله بجههوا ِ ف ْ خ ّفقال َ :
حهد ٌ} ]الخلص1 :هه [4قههال : َ َ
وا أ َ فه ً ه كُ ُ ن ل َه ُ م ي َك ُه ْد* وَل َ ْ م ُيول َ ْ م ي َل ِد ْ وَل َ ْ د* ل َ ْ م ُ ص َ د* الله ال ّ ح ٌ أ َ
عضهده . قهه كيهف ِذراعهه ؟ كيهف َ خل ْ ُفلما تلها عليهم قالوا :فصف لنا يا محمهد كيهف َ
ل الله صلى الله عليه وسلم أشههد مههن غضههبه ،الول ،وسههاورهم ،فأتههاه فغضب رسو ُ
ب ل مرة ،وجاءه من الله تعههالى بجههوا ِ ل ما قال له أو َ جبريل عليه السلم ،فقال له مث َ
َ
م
ه ي َهوْ َضهت ُ ُميًعها قَب ْ َ ج ِض َ حهقّ قَهد ْرِهِ َواْلْر ُ ما قَد َُروا اللههه َ ما سألوه .يقول الله تعالى { :وَ َ
ن}].الزمر[67 : كو َ شرِ ُ ه وَت ََعاَلى عَ ّ
ما ي ُ ْ حان َ ُ
سب ْ َمين ِهِ ُ مط ْوِّيا ٌ
ت ب ِي َ ِ ت َ سماَوا ُ مةِ َوال ّ قَيا َال ْ ِ
سَلمة بههن عبههد مسلم ،مولى بنى تيم ،عن أبي َ عتبة بن ُ قال ابن إسحاق :وحدثني ُ
الرحمن ،عن أبي هريرة ،قال :سمعت رسول الله صلى الله عليههه وسههلم يقههول " :
خْلهقَ ،فمهن خلهق خل َقَ ال َ س أن يتساءلوا بيَنهم حتى يقول قائُلهم :هذا الله َ يوشك النا ُ
َ الله ؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا { :قُ ْ
مد* وَل َه ْ م ُيول َه ْ
م ي َل ِهد ْ وَل َه ْد* ل َ ْ م ُص َ
د* الله ال ّ ح ٌ
ل هُوَ الله أ َ
حد ٌ} ]الخلص1 :ه .[4ثم ليت ُ َ
فل الرجل عن يسههاره ثلثهها ،وليسههتعذ ْ بههالله وا أ َ ف ً ن لَ ُ
ه كُ ُ ي َك ُ ْ
من الشيطان الرجيم ".
مْعبههد بههن فَزع إليه .قههالت هنههد بنههت َ مد إليه ،وي ُ ْ قال ابن هشام :الصمد :الذي ُيص َ
ضههلة ،عميههها السههديين ،وهمهها اللههذان قتههل عمرو بن مسعود ،وخالد بههن ن َ ْ ضلة تبكى َ نَ ْ
ريين اللذْين بالكوفة عليها : ّ النعمان بن المنذر اللخمى ،وب ََنى الغَ ِ
مد ْ
ص َ
بعمرو بن مسعود وبالسّيد ال ّ خي َْريْ بنى أسد ْ #أل ب َك ََر الناعى ب َ َ
كوز بن علقمة :فلما رجعوا إلى رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم .مههن إسلم ُ
جها ً إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم، نجران ،جلس أبو حارثة على بغلة له مو ّ
كوز بن علقمة -قال ابن هشام :ويقههال :كههرز -فعههثرت وإلى جنبه أخ له ،يقال له ُ :
بغلة أبي حارثة ،فقال كوز :تعس البعد :يريد رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم :
ت ! فقال :فقال له أبو حارثة :بل وأنت َتعس ْ
ولم يا أخي ؟ قال :والله إنه للنبي الذي كنا ننتظر ،فقال له كوز :ا يمنعك منههه وأنههت
لفهخ َ
وا إل ِ ُ تعلم بذا ؟ قال :ما صنع بنا هؤلء القوم َ ،
مولونا وأكرمونا ،وقد أب ْ شّرفونا و َ
م
كوز بن علقمة ،حههتى أسههل َ ل ما ترى .فأضمر عليها منه أخوه ُ ت نزعوا منا ك ّ ،فلو فعل ُ
بعد ذلك .
دث عنه هذا الحديث فيما بلغنى . فهو كان ُيح ّ
رؤساء نجران وإسلم ابن رئيس :قال ابههن هشههام :وبلغنههى أن رؤسههاء نجههران
ضت الرياسة إلى غيره ،ختههم س منهم فأفْ َ دهم .فكلما مات رئي ٌ كانوا يتوارثون كتبا ً عن َ
س الههذي
سرها ،فخههرج الرئي ه ُ كتب خاتما ً مع الخواتم التي كانت قبله ولم يك ِ على تلك ال ُ
كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يمشي فعثر ،فقال لههه ابنههه :تعههس البعههد،
يريد الني صلى اللههه عليههه وسههلم فقههال لههه أبههوه :ل تفعههل ،فههإنه نههبى ،واسههمه فههي
الوضائع ،يعنى الكتب .
ْ
مة إل أن شد فكسر الخواتم ،فوجد فيها ذِكَر النبي صلى الله فلما مات لم تكن لبنهِ هِ ّ
ه وحج ،وهو الذي يقول : م ُ
سن إسل ُ عليه وسلم ،فأسلم فح ُ
جنيُنها رضا في بطِنها ًَ مْعت ُِ ً
ك تعدو قَِلقا َوضيُنها #إلي َ
ن النصارى ديُنها ً
#مخالفا دي َ
ل هشام بن قال ابن هشام :الوضين :الحزام ،حزام الناقة ،وقا َ
ل العراق : عروة :وزاد فيه أه ُ
معترضا ً في بطِنها جنيُنها ُ #
فأما أبو عَُبيدة فأنشدناه فيه .
صلتهم إلى جهة المشرق :قال ابن إسحاق :وحدثني محمد.
ابن جعفر بن الزبير ،قال :لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينههة،
جب َههب وأرديههة ،فههي حههبرات ُ ، ،فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر ،عليهههم ثيههاب ال ِ
ي
ض مههن رآهههم مههن أصههحاب النههب ّ جمال رجال بني الحارث بن كعب .قال :يقول بعه ُ
صلى الله عليه وسلم يومئذ :ما رأينا وفدا ً مثَلهم ،وقد حههانت صههلُتهم ،فقههاموا فههي
مسجد ِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون :فقال رسول الله صلى اللههه عليههه
وا إلى المشرق . عوهم فصل ّ ْ وسلم د َ ُ
ة ،عشَر ،الذين أسماؤهم ومعتقداتهم :قال ابن إسحاق :فكانت تسمية الربع َ
سههيد وهههو الْيهههم ،وأبههو حارثههة بههن ب وهو عبههد المسههيح وال ّ يئول إليهم أمرهم :العاق ُ
قمة أخو بنى بكر بن وائل ،وأْوس و الحارث ،وَزي ْههد ،وقي ْههس ،و يزيهد ،و نههبيه ،و عَل ْ َ
حّنس ،في ستين راكبا ً فكلم رسول الله صلى خوَْيلد ،وعمرو ،وخالد ،وعبد الله ،وي ُ َ
الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة ،والعاقب عبد المسيح ،واليهم السيد وهم
مههن النصههرانية -علههى ديههن الملههك ،مههع اختلف مههن أمرهههم ،يقولههون :هههو اللههه ،
ويقولون :هههو والههد اللههه .ويقولههون :هههو ثههالث ثلثههة وكههذلك قههول النصههرانية فهههم
يحتجون في قولهم " :هههو اللههه " بههأّنه كههان ُيحيههى المههوتى ،ويههبرئ السههقام ،ويخههبر
فخ فيه فيكون طائرًا ،وذلههك كل ّههه بههأمر بالغيوب ،ويخلق من الطين كهيئة الطير ،ثم ين ِ
س}]مريم.[21 : ة ِللّنا ِ ه آي َ ًجعَل َ ُ الله تبارك وتعالى { :وَل ِن َ ْ
ويحتجون في قولهم :إنه ولد الله بأنهم يقولون :لم يكن لههه أب ُيعلههم ،وقههد تكلههم
ثفي المهد ،وهذا لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله .ويحتجههون فههي قههولهم " :إنههه ثههال ُ
ضْينا ،فيقولون :لو كان واحههدا ً مهها قههال إل قنا ،وقَ َ ثلثة " بقول الله :فَعَْلنا ،وأمْرنا ،وخل ْ
ت ولكنه هههو وعيسههى ومريههم ،ففههى كههل ذلههك مههن ت ،وخلق ُ ت ،وأمر ُ ت ،وقضي ُ فعل ُ
حْبران ،قال لهمهها رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه ّ
قولهم قد نزل القرآن ..فلما كلمه ال َ
َ
سهِلما ،قههال :بلههى ،قههد أسههلمنا سِلما قال :قد أسلمنا قال إنكما لههم ُتسههلما فأ ْ وسلم :أ ْ
ً ّ
لسهلم دعاؤكمها للهه ولهدا ،وعبادتكمها الصهليب ، قبلهك :قهال كهذبتما ،يمنعكمها مهن ا ِ
وأكلكما الخنزير قال :فمن أبوه يا محمد؟ فصمت عنهما رسول الله صههلى اللههه عليههه
وسلم فلم يجبهما.
ما نزل فيهم من القرآن :فهأنزل اللههه تعهالى فهي ذلهك مهن قههولهم ،واختلف
أمرهم كله ،صدر سورة آل عمران ،إلى بضع وثمانين آية منها ،قال جل وعز { :الههم*
م} ]آل عمههران [1،2:فافتتههح السههورة بتنزيههه نفسههه عمهها ي ال ْ َ
قي ّههو ُ ه إ ِّل هُوَ ال ْ َ
ح ّ الله َل إ ِل َ َ
قالوا ،وتوحيده إياه بالخلق والمر ،ل شريك له فيه ،ردا ً عليهم ما ابتدعوا مههن الكفههر،
وجعلوا معه من النداد،
واحتجاجا ً بقولهم عليهم في صاحبهم ،ليعرفهم بذلك ضللتهم :فقال :الم* الله َل إ ِل َ َ
ه
م}]آل عمران [1،2:الحههي الههذي ي ال ْ َ
قّيو ُ و} ليس معه غيره شريك في أمره {ال ْ َ
ح ّ إ ِّل هُ َ
صهلب فهي قهولهم .والقيهوم القهائم علهى مكهانه مهن ل يموت ،وقهد مهات عيسهى و ُ
سلطانه في خلقه ل يزول ،وقد زال عيسى فههي قههولهم عههن مكههانه الههذي كههان بههه ،
ق}أي بالصدق فيما اختلفوا فيه ، ح ّب ِبال ْ َ ك ال ْك َِتا َ ل عَل َي ْ َ وذهب عنه إلى غيره { .ن َّز َ
لنجيل علههى عيسههى ،كمهها أنههزل ل} :التوراة على موسى ،وا ِ جي َ {وَأ َن َْز َ
ل الت ّوَْراةَ َواْل ِن ْ ِ
ن} ،أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فْرَقا َ ل ال ْ ُالكتب على من كان قبله{ وَأ َن َْز َ
ديد ٌ ب َ
شه ِ ت اللههه ل َهُه ْ
م ع َه َ
ذا ٌ ن كَ َ
فُروا ِبآَيا ِ ن ال ّ ِ
ذي َ فيه الحزاب من أمر عيسى وغيره {، .إ ِ ّ
قام ٍ} ،أي أن الله منتقم ممن كفر باياته ،بعد علمه بها ،ومعرفته بما زيٌز ُ
ذو ان ْت ِ َ َوالله عَ ِ
ماِء} أي قد علم مهها َْ جاء منه فيها{ .إ ِ ّ
س َض وََل ِفي ال ّ يٌء ِفي الْر ِ ش ْ فى عَل َي ْهِ َ ن الله َل ي َ ْ
خ َ
ً
يريدون ،وما يكيدون ،وما يضاهون بقولهم في عيسى ،إذ جعلههوه إلهها ورب ّهها ،وعنههدهم
ف م فِههي اْل َْر َ
حههام ِ ك َي ْه َ ص هوُّرك ُ ْ كفههرا ً بههه { .هُهوَ ال ّه ِ
ذي ي ُ َ من ،علمه غير ذلك ِ ،غّرة بالله ،و ُ
صور في الرحههام ،ل يههدفعون ذلههك ول ينكرونههه كمهها شاُء} ،أي قد كان عيسى ممن ُ يَ َ
صور غيره من ولد ادم ،فكيف يكون إلها ً وقد كان بذلك المنزل . ُ
ه إ ِّل هُهوَ ال ْعَ ِ
زيهُز ثم قال تعالى إنزاها ً لنفسه ،وتوحيههدا ً لههها ممهها جعلههوا معههه َ {:ل إ ِل َه َ
م}العزيز في انتصههاره ممههن كفههر بههه إذا شههاء ،الحكيههم فههي حجتههه وعههذره إلههى كي ُح ِال ْ َ
عباده .
ك ال ْكتاب منه آيات محك َمات هُ ُ ذي أ َن َْز َ
ب} ،فهن حجة الههرب ، م ال ْك َِتا ِ
نأ ّ ّ َِ َ ِ ْ ُ َ ٌ ُ ْ َ ٌ ل عَل َي ْ َ {هُوَ ال ّ ِ
عصمة العباد ،ود َْفع الخصوم والباطههل ،ليههس لههن تصههريف ول تحريهف عمها وضهعن و ِ
ن العباد ،كمهها ابتلهههم فههي ت}لهن تصريف وتأويل ،ابتلى الله فيه ّ شاب َِها ٌ مت َ َ خُر ُ عليه {وَأ ُ َ
صَرفن إلى الباطل ،ول ُيحّرفن عههن الحههق .يقههول عههز وجههل {: الحلل والحرام ،أل ي ُ ْ
ه} ،أي مهها َ
من ْه ُ
ه ِشهاب َ َ مها ت َ َن َ غ} أي ميههل عهن الهههدى{ فَي َت ّب ِعُههو َ
م َزْيه ٌ ن ِفي قُل ُههوب ِهِ ْ ذي َ ما ال ّ ِ
فَأ ّ
تصرف منه ،ليصدقوا به
ة} ،أي فت ْن َه ِما ابتدعوا وأحدثوا ،لتكون لهم حجة ،ولهم علههى مهها قههالوا شههبهة {اب ْت ِغَههاَء ال ْ ِ
ْ
كبوا من ه} .ذلك على ما َر ِ اللبس{ َواب ْت َِغاَء ت َأِويل ِ ِ
ْ
ه}أي الههذي بههه أرادوا ،مهها م ت َهأِويل َ ُ ضْينا .يقول {:وَ َ
مهها ي َعْل َه ُ قنا وقَ َ خل َ ْ
الضللة في قولهم َ :
عن ْدِ َرب َّنا} فكيههف يختلههف ن ِ م ْ ل ِ مّنا ب ِهِ ك ُ ّ نآ َ قوُلو َ ن ِفي ال ْعِل ْم ِ ي َ ُ خو َ س ُأرادوا {إ ِّل الله َوالّرا ِ
وهو قول واحد ،من رب واحههد .ثههم ردوا تأويههل المتشههابه علههى مهها عرفههوا مههن تأويههل
المحكمة
ضههه بعضهاً، دق بع ُ التي ل تأويل لحد فيها إل تأويل واحد ،واتسق بقههولهم الكتههاب ،وصه ّ
حجة ،وظهر به العذر ،وزاح به الباطل ،ودمغ به الكفر .يقول اللههه تعههالى فنفذت به ال ُ
َ ُ
ب* َرب ّن َهها َل ت ُهزِغْ قُُلوب َن َهها ب َعْ هد َ إ ِذ ْ ما ي َذ ّك ُّر} في مثل هذا{ إ ِّل أوْل ُههوا اْلل ْب َهها ِ في مثل هذا { :وَ َ
ة إن ه َ َ
ت ك أن ْه َ مه ً ِ ّ ح َك َر ْ ن ل َهد ُن ْ َ
مه ْ ب ل َن َهها ِ هَد َي ْت ََنا} .أي ل تمل -قلوبنا ،وإن ملنا بأحههداثنا{ .وَهَه ْ
ة وَأ ُوْل ُههوا مَلئ ِك َه ُ ه إ ِّل هُ هوَ َوال ْ َ ه َل إ ِل َه َ
َ
شهِد َ الله أن ّه ُ ب} ]آل عمران5 :ه .[ 8ثم قال َ {: ها ُ ال ْوَ ّ
زيهُز ه إ ِّل هُهوَ ال ْعَ ِ ط} ،أي بالعدل فيمهها يريههد{ َل إ ِل َه َ س ِ ق ْ ما ِبال ْ ِ ال ْعِل ْم ِ} بخلف ما قالوا{َقائ ِ ً
م} ،أي مهها أنههت عليههه يهها محمههد :التوحيههد للههرب ، س هَل ُ عن ْد َ الله اْل ِ ْ ن ِ دي َ ن ال ّ م* إ ِ ّ كي ُ
ح ِال ْ َ
م} ]آل ف ال ّذي ُ
م ال ْعِل ْه ُ جههاَءهُ ْ مهها َ ن ب َعْدِ َ م ْ ب إ ِّل ِ ن أوُتوا ال ْك َِتا َ ِ َ خت َل َ َ ما ا ْوالتصديق للرسل { .وَ َ
عمران [18،19 :أي الذي جاءك ،أي في أن الله الواحد الهذي ليهس لهه شهريك {ب َغْي ًهها
ك} ،أي بمهها يهأتون بهه جو َحها ّ ب* فَإ ِ ْ
ن َ سا ِ ريعُ ال ْ ِ
ح َ س ِ ت الله فَإ ِ ّ
ن الله َ ن ي َك ْ ُ
فْر ِبآَيا ِ م ْ
م وَ َ
ب َي ْن َهُ ْ
من
ل قد عرفوا ما فيههها مههن ة باط ٍ شبه ُ مْرنا ،فإنما هى ُ قنا وَفعْلنا وأ َ خل َ ْالباطل من قولهم َ :
ل ل ِل ّهذي ُ ق ْ َ
ب ن أوت ُههوا ال ْك َِتها َ ِ َ ن ات ّب َعَن ِههي وَُقه ْ مه ْ ه} ،أي وحهده {وَ َ جِهي ل ِّله ِ ت وَ ْ م ُسل َ ْ لأ ْ الحق {فَ ُ
مهها عَل َْيهه َ واْل ُميين}الذين ل كتاب لهم {أ َأ َسل َمتم فَإ َ
ك وا فَإ ِن ّ َ ن ت َوَل ّ ْدوا وَإ ِ ْ قد ْ اهْت َ َ موا فَ َ سل َ ُ
نأ ْ ْ ْ ُ ْ ِ ْ َ ّ ّ َ
صيٌر ِبال ْعَِبادِ} ]آل عمران[20 : ال ْب ََلغُ َوالله ب َ ِ
ما نزل من القرآن فيما اتبعه اليهود والنصارى :ثم جمع أهل الكتابين جميعا ً
ت ن ِبآي َهها ِف هُرو َ ن ي َك ْ ُذي َ ن ال ّ ِ ،وذكر ما أحدثوا وما ابتدعوا ،من اليهود والنصارى ،فقال {:إ ِ ّ
ْ
س}]آل عمههران: ن الّنا ِ م ْ ط ِ س ِ ق ْ ن ِبال ْ ِ مُرو َ ن ي َأ ُ
ذي َن ال ّ ِقت ُُلو َ حقّ وَي َ ْ ن ب ِغَي ْرِ َن الن ّب ِّيي َقت ُُلو َالله وَي َ ْ
ك} أي رب العبههاد ،والملههك الههذي ل مل ْ َ
ك ت ُؤِْتي ال ْ ُ مل ْ ِك ال ْ ُ
مال ِ َ م َ ل الله ّ ،[21إلى قوله {:قُ ْ
شههاُء ن تَ َ مه ْشههاُء وَت ُعِهّز َ ن تَ َ مه ْم ّ ك ِ مل ْه َ شاُء وَت َن ْهزِعُ ال ْ ُ ن تَ َ م ْ
ك َ مل ْ َيقضى فيهم غيره { ت ُؤِْتي ال ْ ُ
ديٌر} ،أي ل يقهدر يٍء َقه ِشه ْل َ ك عََلى ك ُ ّ خي ُْر} ،أي ل إله غيرك{ إ ِن ّ َ ك ال ْ َ
شاُء ب ِي َدِ َ
ن تَ َ
م ْ وَت ُذِ ّ
ل َ
ج
خرِ ُ ج الن َّهاَر ِفي الل ّي ْ ِ
ل وَت ُ ْ ل ِفي الن َّهارِ وَُتول ِ ُ على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك {ُتول ِ ُ
ج الل ّي ْ َ
ر ن تَ َ
شهاُء ب ِغَْيه ِ مه ْ ي} بتلههك القههدرة {وََتهْرُزقُ َ ن ال ْ َ
حه ّ مه ْ ت ِ مّيه َ ج ال ْ َ خهرِ ُ ت وَت ُ ْ مّيه ِ ن ال ْ َ م ْي ِ ح ّال ْ َ
ب} ]آل عمران [26،27 :ل يقدر على ذلههك غيههرك ،ول يصههنعه إل أنههت أي فههإن سا ٍ ح َ ِ
كنت سلطت عيسى على الشياء التي بها يزعمون أنه إله ،من إحياء الموتى ،وإبههراء
لخبههار عههن الغيههوب ،لجعلههه بههه آيههة للنههاس ، السقام والخلق للطير من الطيههن ،وا ِ
وتصديقا ً له في نبوته التي بعثته بها إلههى قههومه ،فههإن مههن سههلطاني وقههدرتى مهها لههم
ك الملوك بههأمر النبههوة ،ووضههعها حيههث شههئت ،وإيلج الليههل فههي النهههار، أعطه :تملي َ
والنهار في الليل ،وإخراج الحى من الميههت ،وإخههراج الميههت مههن الحههى ،ورزق مههن
شئت من بر أو فاجر بغير حساب :فكل ذلك لم أسلط عيسى عليه ،ولم أمّلكه إياه
عبرة وبينة! أن لو كان ذلك ،أفلم تكن لهم في ذلك ِ
كله إليه ،وهو في علمهم يهرب من الملوك ،وينتقل منهم في البلد ،من بلد إلى بلد.
ذرهم ،ثههم ما نزل من القرآن في وعظ المؤمنين وتحذيرهم :ثم وعظ المههؤمنين وحه ّ
ن الله} أي إن كان هذا من قولكم حقاُ ،حّبا لّله وتعظيما ً لههه { حّبو َ م تُ ِن ك ُن ْت ُ ْ ل إِ ْ قال {قُ ْ
محي ه ٌفههوٌر َر ِ م} أي ما مضى من كفركم {َوالله غَ ُ م ذ ُُنوب َك ُ ْ فْر ل َك ُ ْ م الله وَي َغْ ِ حب ِب ْك ُ َْفات ّب ُِعوِني ي ُ ْ
وا} ،أي علههى *ق ُ ْ َ
ل}فأنتم تعرفونه وتجدونه في كتابكم {فَإ ِ ْ
ن ت َوَل ّ ْ سو َ طيُعوا الله َوالّر ُ لأ ِ
ن}].آل عمران[31،32 : ري َ كافِ ِ ب ال ْ َ ح ّ ن الله َل ي ُ ِ كفرهم {فَإ ِ ّ
ما نزل في خلق عيسى وخبر مريم وزكريا :ثم استقبل
ن اللههه لهم أمَر عيسى عليه السلم ،وكيف كههان فههي بههدء مهها أراد اللههه بههه ،فقههال {إ ِ ّ
ض
ن ب َعْه ٍ مه ْ
ضهَها ِ ة ب َعْ ُن)(33ذ ُّري ّ ً ن عََلى ال َْعال َ ِ
مي َ مَرا َ
ع ْل ِ م َوآ َ هي َل إ ِب َْرا ِحا َوآ َ م وَُنو ً فى آد َ َ صط َ َا ْ
بم}].آل عمران [33،34 :ثم ذكههر أمههر امههرأة عمههران ،وقولههها َ{ :ر ّ ميعٌ عَِلي ٌ س َِوالله َ
حّرًرا} ،أي نذرته فجعلته عتيقًا ،تعّبده لّله ،ل ينتفههع بههه ما ِفي ب َط ِْني ُ
م َ ك َ ت لَ َ إ ِّني ن َذ َْر ُ
ل مني إن َ َ لشيء من الدنيا {فَت َ َ
ب إ ِن ّههيت َر ّضهعَت َْها قَههال َ ْ م* فَل َ ّ
مهها وَ َ ميعُ ال ْعَِليه ُ سه ِت ال ّ ك أن ْ َ قب ّ ْ ِ ّ ِ ّ
كاْل ُن َْثى} ،أي ليس الذكر كههالنثى كمهها َ ُ
س الذ ّك َُر َت وَل َي ْ َ ضعَ ْما وَ َ م بِ َ ضعْت َُها أن َْثى َوالله أعْل َ ُ وَ َ
ن
طا ِشهي ْ َ
ن ال ّمه ْ ك وَذ ُّري ّت َهَهها ِ ها ب ِه َ م وَإ ِن ّههي أ ُ ِ
عي هذ ُ َ مْري َ َ
مي ْت َُها َ جعلتها محررا ً لك نذيرة{ وَإ ِّني َ
س ّ
نسه ٍح َل َ قب ّل َهَهها َرب ّهَهها ب ِ َ
قب ُههو ٍ جيم ِ} ]آل عمران [35،36:يقول اللههه تبههارك وتعههالى{ :فَت َ َ الّر ِ
فل ََها َزك َرِّيا} ]آل عمران [37 :بعد أبيها وأمها. سًنا وَك َ ّ َ
ح َ
وَأن ْب َت ََها ن ََباًتا َ
ن ل ل َه ُ
ه ك ُه ْ م قَهها َ
ب ث ُه ّن ت ُهَرا ٍ
مه ْ
ه ِ خل َ َ
ق ُ م َ
ل آد َ َ عن ْد َ الله{ )فاستمع( {ك َ َ
مث َ ِ سى ِ عي َ ل ِمث َ َن َ {إ ِ ّ
نمه ْن ِك { ،أي مهها جههاءك مههن الخههبر عههن عيسههى }فََل ت َك ُه ْ ن َرب ّه َ مه ْح هق ّ ِن*ال ْ َ فَي َك ُههو ُ
خلههق عيسههى مههن ن فيههه ،وإن قههالواُ : ن{أي قد جاءك الحق من ربك فل تمتري َ ّ ري َمت َ ِ ال ْ ُ
م ْ
خلقت آدم من تراب ،بتلك القدرة من غير أنثى ول ذكر ،فكان كما كههان ذكر فقد َ غير َ
شْعرا ً وَبشرًا ،فليس َخْلق عيسى من غير َذكر بأعجب مههن هههذا{. عيسى لحما ً ودمًا ،و َ
ن ال ْعِل ْم ِ} أي من بعهدما قصصهت عليهك مهن خهبره م ْ
ك ِ جاَء َ ما َ ن ب َعْدِ َم ْك ِفيهِ ِ ج َحا ّ ن َم ْ فَ َ
سهَنا م وَأ َن ْ ُ
ف َ سههاَءك ُ ْ
سههاَءَنا وَن ِ َ
َ َ
وا ن َهد ْعُ أب َْناَءن َهها وَأب ْن َههاَءك ُ ْ
م وَن ِ َ ل ت َعَههال َ ْ قه ْ ،وكيههف كههان أمههره { ،فَ ُ
ن} ]آل عمههران59 :ه ه .[61قههال ابههن ة الله عََلى ال ْك َههاذِِبي َ ل ل َعْن َ َ ل فَن َ ْ
جع َ ْ م ن َب ْت َهِ ْ
م ثُ ّسك ُ ْف َوَأ َن ْ ُ
شى بنى قَْيس بن ث َعَْلبة ، : هشام :قال أبو عُب َْيدة :نبتهل :ندعو باللعنة ،قال أعْ َ
ونبته ُ
ل ً يوما شّرها من نعوذ ُ حطبا ً ن وقد أك ّل َْتها َ قعُد َ ّ #لت ْ
وهذا البيت في قصيدة له .يقول :ندعو باللعنة .وتقول العرب :
ل من أصحاب رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم بعسسد ذكر من اعت ّ
الهجرة
مرض أبي بكر وبلل وعهامر بهن فهيههرة :قههال ابههن إسههحاق :وحههدثني هشههام بهن
عروة ابن الزبير عن عائشة رضى اللههه عنههها. عروة ،عن ُ عمر بن عبد الله بن ُ عروة ،و ُُ
ض اللههه دم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ،قدمها وهي أوبههأ أر ِ قالت :لما ق ِ
م .فصرف الله تعالى ذلك عن نبيه صههلى ق ٌ
س َمن الحمى .فأصاب أصحاَبه منها بلٌء و َ
ُ
الله عليه وسلم قالت :فكان أبو بكر،وعامر بن فهَي َْرة ،وبلل ،موليا أبي بكر ،مع أبههي
ضهَرب ت عليهم أعههودهم .وذلههك قبههل أن ي ُ ْ بكر في بيت واحد .فأصابتهم الحمى ،فدخل ُ
ت من أبي بكر .فقلههت عك .فدنو ُ ب .وبهم ما ل يعلمه إل الله من شدة الوَ ْ علينا الحجا ُ
ت؟ له :كيف تجدك يا أب ِ
فقال :
ه
ن َعْل ِ ِ ك
شرا ِ
ِ من أد َْنى ت
والمو ُ ه
صّبح في أهل ِ ِ
م َل امرىء ُ #ك ّ
ت إلههى عههامر بههن فُهَي ْههرة قالت :فقلت :والله ما يدري أبي ما يقول :قالت :ثههم دنههو ُ
فقلت له كيف تجدك يا عامر؟ فقال :
ه
وق ِن فَ ْ
م ْه ِ
حْتف ُ
ن َ
إن الجبا َ ل ذ َوِْقهت قب َت المو َ #لقد وجد ُ
كالث ّوْرِ يحمى جلدهَ بَرْوق ِ
ه)(1
ل امرىء مجاهد بط َوْقِهِ #ك ّ
ت والله بطوقه يريد :بطاقته .فيما قال ابن هشام :قالت :فقل ُ
َ
ض هطجع بفنههاء الههبيت
ما يدري عامر ما يقول ! قالت :وكان بلل إذا تركته الحمى ا ْ
ثم رفع عقيرَته فقال :
ذخر وجلي ُ
ل فخ وحولي إ ِ ْ ب َ ن ليلة-شْعري هل أبيت ّ ت ِ #أل لي َ
ُ
ن لى شامة وطفيل وهل ي َب ْد ُوَ ْ ة ً
ن يوما مياهَ مجّنهه ٍ #وهل أرِد َ ْ
قال ابن هشام :شامة وطفيل :جبلن بمكة .
دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بنقل وباء المدينسسة إلسسى مهيعسسة :
ت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سههمعت قالت عائشة رضي الله عنها :فذكر ُ
قلون من شدة الحمى .قالت :فقال رسول اللههه ذون وما ي َعْ ِ منهم .فقلت :إنهم ليهْ ُ
حّببههت إلينهها مكههة ،أو أشههد.ة كمهها َ
ب إلينهها المدينه َ حب ّه ْ صلى الله عليه وسلم " :اللهم َ
فة .
ح َ
ج ْمهَْيعة :ال ُ
مهْي ََعة" ،و َ
وبارك لنا في مدها وصاعها وانقل وباءها إلى َ
عمههرو بههن العههاص : ن شهاب الزهري ،عن عبد الله بن َ قال ابن إسحاق :وذكر اب ُ
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هو وأصحاُبه
جهدوا مرضًا .وصههرف اللههه تعههالى ذلههك عههن نههبيه مى المدينة .حتى َ ح ّ
ثم أصابتهم ُ
صلى الله عليه وسلم ،حتى كانوا ما يصلون إل وهم قعود .قال :فخرج عليهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهم ُيصلون كذلك .فقال لهم :اعلموا أن
شم المسلمون القيههام علههى صلة القاعد على النصف من صلة القائم .قال :فتج ّ
س الفضل قم التما َس ْ
ما بهم من الضعف وال ّ
بدء قتال المشركين :قال ابن إسههحاق :ثههم إن رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم تهيأ لحربه .قام فيما أمره الله به من جهههاد عَههدّوه .وِقتههال مههن أمههره اللههه بههه
ممن يليه من المشركين .مشركي العرب ،وذلك بعد أن بعثه الله تعالى بثلث عشرة
سنة .
تاريخ الهجرة
كائي بالسناد المتقدم عن عبد الملك بن هشام .قال :حدثنا زياد بن عبد الله الب َ ّ
دم رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم مطل ِههبى .قههال :قَه ِ .عن محمد بن إسههحاق ال َ
م الثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل . المدينة يو َ
ة مضت من شهر ربيع الول ،وهو التاريخ .فيما قال ابن هشام . لثنتي عشرة ليل ً
عمره صلى الله عليه وسلم حين الهجرة :قال ابن إسحاق :ورسههول .
ث وخمسين سههنة .وذلههك بعههد أن بعثههه اللههه ن ثل ٍالله صلى الله عليه وسلم يومئذ اب ُ
ة شههر ربيههع الول .وشههر ربيههع الخههر، شرة سههنة .فأقههام بهها بقيه َ عز وجل بثلث ع ْ
جمههاد َي َْين ،ورجبها ً ،وشهعبان ،وشههر رمضههان ،وشهوال ،وذا القعههدة ،وذا الحجههة - و ُ
ً
جة المشركون -والمحرم ،ثم خههرج غازيها فههي صههفر علههى رأس اثنههي ح ّ
وولى تلك ال َ
عشر شهرا ً من مقدمه المدينة.
دان
و ّ
غزوة َ
وهي أول غزواته عليه الصلة والسلم
قال ابن هشام :واستعمل على المدينة سعد بن عبادة .قال ابن إسحاق :حههتى
مناة بههن كنانههة، مرة بن بكر بن عبد ُ دان ،وهي غزوة الْبواء ،يريد قريشا ً وبنى ض ْ بلغ وَ ّ
مريّ ، ضه ْ
شي بههن عمههرو ال ّخ ِ
م ْ مرة ،وكان الذي وادعه منهم عليهم َ ض ْ
فوادعته فيها بنو َ
دهم في زمانه ذلك ،ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان سي ّ َ
ة صفر ،وصدرا ً من شهر ربيع الول . ولم يلقَ كيدا ً فأقام بها بقي َ
قال ابن هشام :وهى أول غزوة غزاها.
ق
شعر أبي بكر في هذه السرية :قال ابههن إسههحاق :فقههال أبههو بكههر الصههدي ُ
رضى الله عنه ،في غزوة عُب َي ْههدة بههن الحههارث .قههال ابههن هشههام :وأكههثر أهههل العلههم
بالشعر ينكر هذه القصيدة لبى بكر رضى الله عنه : -
ث ت وأمر في العشيرةِ حاد ِ ْ
أرِق َ ث سْلمى بالبطاِح ال ّ
دمائ ِ ِ ف َ ن ط َي ْ ِ م ْ#أ ِ
ث عن الكفرِ تذكيٌر ول ب َْعث باع ِ دههها ة ل يص ّ ُ
#ترى من لؤي ِفرق ً
ثعليه وقالوا :لست فينا بماك ِ ِ ذبههوا َ
#رسول أتاهم صادقٌ فتك ّ
ث اللواه ِ ت
حرا ِج ِالم ْ ريَرهَ ِ وهَّروا وناهم إلى الحقّ أدبروا #إذا ما د َعَ ْ
ث كار ِ الّتقى شىٌء لهم غيُر ك
وت َْر ِ ة
م بقرابهههه ٍ مت َْتنا فيه ُ #فكم قد َ
ث ل الخبائ ِ حل مث ُ ت ال ِ َ
وعقوِقهم فما طيبا ُ رهههههم #فإن يرجعوا عن كف ِ
ث بلب ِ عنهم الله عذاب فليس َ
#وإن يركبوا طغياَنهم وضللههم
ث الثائ ِ الفروِع في منها العّز لنا #ونحن أناس من ذؤابةِ غالههب
ث سريِح الرثائ ِ دى في ال ّ ح َ ج تُ ْ حراجي ُ َ ة
ب الراِقصات عشّيه ً #فأوِلى بر ّ
ث النبائ ِ ذات البئ ْرِ ض
حيا َ ِ ني َرِد ْ َ فكهه ٍ ل مكة ع ّ #كأْدم ظباٍء حو َ
ث ت قول ً بحان ِ ت إذا آلي ْ ُ ضلِلهم ولس ُ #لئن َلم ُيفيقوا عاجل ً مههههن
غزوه سفوان
وهي غزوة بدر الولى
قال ابن اسحاق :ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين قدم من
س هْرحغزوة العشيرة إل ليالى قلئل ل تبلغ العشرحتى أغار كرز بن جابر الفهري علههى َ
المدينة ،فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طَلبه ،
واستعمل على المدينة َزْيد بن حارثة ،فيما قال ابن هشام .
فوان ،من ناحية بدر ،وفاته ك ُهْرُز ب ه ُ
ن قال ابن إسحاق :حتى بلغ واديًا ،يقال له َ :
س ْ
كه ،وهى غزوة بدر الولى ،ثم رجع رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم جابر ،فلم يدر ْ
ماِدي الخرة ورجبا ً وشعبان . ج َ
ة ُ
إلى المدينة ،فأقام بها بقي َ
سرية عبد الله بن جحش
س فههي ذلههك أنههزل اللههه علههى جحش :فلما أكثر النا ُ القرآن يقر ما فعله ابن
َ
ل ِفيهِ كِبيٌر ل قَِتا ٌ ل ِفيهِ قُ ْ ْ ن ال ّ َ ُ َ
حَرام ِ قَِتا ٍ شهْرِ ال َ سألون َك عَ ْ رسوله صلى الله عليه وسلم {ي َ ْ
ّ َ َ ْ
ه} عن ْهد َ الله ِ ْ
ه أكب َهُر ِ من ْه ُ ج أهْل ِههِ ِ خ هَرا ُ ح هَرام ِ وَإ ِ ْ
جدِ ال َ سه ِ م ْ ف هٌر ب ِههِ َوال ْ َ ل الل ّهِ وَك ُ ْ سِبي ِ ن َ صد ّ عَ ْ وَ َ
دوكم عههن سههبيل اللههه مهع ص ّ ]البقرة ،[217 :أي إن كنتم َقتلتم في الشهر الحرام فقد َ
ه ،اكبر عنههد اللههه مههن قتههل الكفر به ،وعن المسجد الحرام ،وإخراجكم منه وأنتم أهل ُ ُ
ن ال ْ َ من قتلتم منهم {وال ْفتن ُ َ
ل} أي قد كانوا يفتنون المسلم في دينه ،حههتى قت ْ ِ م ْة أك ْب َُر ِ َ ِ َْ
حت ّههى م َ ُ
قههات ِلون َك ُ ْ
ن يُ َ ُ َ
يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك اكبُر عند الله من القتل {وَل ي ََزالو َ
عوا} ]البقرة :[217 :أي ثم هم مقيمون على أخبث ذلك طا ُست َ َ نا ْ ن ِدين ِك ُ ْ
م إِ ْ م عَ ْ دوك ُ ْي َُر ّ
وأعظمه ،غير تائبين ول نازعين .فلما نزل القرآن بهذا مههن المههر ،وفههرج اللههه تعههالى
عن المسلمين
ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والسيرين ،
عثمان بن عبد الله والحكم بن ك َْيسان ،فقال رسههول اللههه وبعثت إليه قريش في فداِء ُ
م صههاحبانا -يعنههى سههعد ابههن أبههى صلى اللههه عليههه وسههلم :ل نفههديكموهما حههتى يقههد َ
عتبة بن غَْزوان -فإنا نخشاكم عليهما ،فإن تقتلوهما ،نقتل صاحبيكم .فقههدم وقاص ،و ُ
َ
سعد وعتبة فأفداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم .فاما الحكم بن كْيسههان
فأسلم فحسن إسلمه ،وأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسههلم حههتى ُقتههل يههوم
بئر معونة شهيدًا .وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة ،فمات بها كافرًا.
طمع أمير السرية في الجر وما نزل في ذلك من القرآن :فلمهها تجلههى
عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه حيههن نههزل القههرآن ،طمعههوا فههي الجههر،
طى فيها أجر المجاهههدين ؟ فههأنزل ن لنا غزوة ن ُعْ َ فقالوا :يا رسول الله :أنطمع أن تكو َ
َ ُ ّ ّ
كل اللههِ أوْلئ ِ َ سهِبي ِ دوا فِههي َ جاهَه ُ جُروا وَ َ ن هَهها َذي َمن ُههوا َواله ِ نآ َ ذي َن ال ّ ِالله عز وجل فيها { :إ ِ ّ
م} ]البقرة[218 : حي ٌ فوٌر َر ِ ه غَ ُ ة الل ّهِ َوالل ّ ُ م َ
ح َ ن َر ْجو َ ي َْر ُ
،فوضعهم الله عز وجل من ذلك على أعظم الرجاء.
والحديث في هذا عن الزهري ويزيد بن رومان ،عن عروة بن الزبير.
ض آل ،عبههد اللههه بههن إحلل الفيء وقسمه :قال ابن إسههحاق :وقَههد ذكههر بع ه ُ
جحش :أن الله عز وجل قسم الفيء حيههن أحل ّههه ،فجعههل أربعههة أخمههاس لمههن أفههاَءه
خمسا ً إلى الله ورسوله ،فوقع على ما كان عبد الله بن جحش صههنع فههي تلههك الله ،و ُ
العير.
أول غنيمة للمسلمين :قال ابن هشام :وهي أول غنيمة غنمههها المسههلمون .
عمرو بن الحضرمى أول من قتله المسلمون ،وعثمهان ابهن عبهد اللهه ،والحكهم بهن و َ
كيسان أول من أسر المسلمون .
شعر عبد الله بن جحش في هذه السرية :قال ابن إسحاق :فقال أبو بكر
الصديق رضي الله عنه في غزوة عبد الله بن جحش ،ويقال :بل عبد الله بهن جحهش
دم ه الشهَر الحرام وسههفكوا فيههه ال ه َ قالها ،حين قالت قريش :قد أحل .محمد وأصحاب ُ
ل -قال ابن هشام :هي لعبد الله بن جحش : ل ،وأسروا فيه الرجا َ وأخذوا فيه الما َ
م منه لو ي ََرى الرشد َ راشد ُ وأعظ ُ ن قتل ً في الحرام عظيمههههه ً
ة دو َ #ت َعُ ّ
وشاهد ُ راٍء والله به فٌر ُ
وك ْ دكم عما يقول محمهههههههد ٌ صدو ُ #
ت ساجد ُ ّ
لئل ُيرى للهِ في البي ِ َ
جكم من مسجد ِ الله أهلههههه وإخرا ُ #
وحاسد ُ باٍغ باِلسلم ِ وأرجف فإنا وإن عَّيرتمونا بقتلهههههههه #
ب واقد ُ ة لما أوقَد َ الحر َ َ
خل َ بن َ ْ حنههها حضَرمى رما َ ن ال َ
قينا من اب ِ س َ
َ #
ُ د عان ّ دالق من ّ
ل ُ غ ينازعه ُ بيننهههها عثمان الله عبد ن
ُ واب دما #
حّنان بيمين وهو ك َههثيب عظيههم كالجبههل العظيههم ،ثههم نههزل يقال له :الد ّّبة ،وترك ال َ
قريبا ً من بدر فركب هو ورجل من أصحابه .
قال ابن هشام :الرجل هو أبو بكر الصديق .
شهْيخ مهن قال ابن إسحاق :كما حدثني محمد بن يحيى بن حبان :حتى وقف على َ
العرب ،فسأله عن قريش ،وعن محمد وأصحابه ،وما بلغه عنهههم ؟ فقههال الشههيخ :ل
أخبركما حتى تخبراني ممن أنتمهها؟ فقههال رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم :إذا
أخبرتنا أخبرناك .قال أذاك بذاك ؟ قال :نعهم قهال الشهيخ :فهإنه بلغنهى أن محمهدا ً
وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا ،فإن كان صدق الذي أخههبرني ،فهههم اليههوم بمكههان كههذا
وكذا ،للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني أن قريشا ً خرجهوا يهوم
كذا وكذا ،فإن كان الذي أخبرني صدقنى فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الههذي فيههه
قريش .فلما فرغ من خبره ،قال :ممههن أنتمهها؟ فقههال رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم :نحن من ماء ،ثم انصرف عنه .قال يقول الشيخ :ما من ماء ،أمن ماء العراق
؟
مري .
ض ْ
قال ابن هشام :يقال :ذلك الشيخ :سفيان ال ّ
قال ابن إسحاق :ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسههلم إلههى أصههحابه ،فلمهها
ى بن أبى طالب ،والزبير بن العوام ،وسعد بن أبي وقههاص ،فههي نفههر أمسى بعث عل ّ
من أصحابه ،إلى ماء بدر ،يلتمسون الخبر له عليه -كما حدثني يزيد بن رومههان ،عههن
ريههض أبههو سَلم ،غلم بنههي الح ّ
جههاج ،وعَ ِ ة لقريش فيها أ ْ
عروة بن الزبير -فأصابوا َراوي ً
يسار ،غلم بني العاص بن سعيد ،فأتوا بهما فسألوهما ،ورسول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم
مقائم يصلى ،فقال :نحن سههقاة قريههش ،بعثونهها نسههقيهم مههن المههاء فكههره القههو ُ
خبَرهما ،ورجوا أن يكونا لبههي سههفيان ،فضههربوهما .فلمهها أذلقوهمهها قههال :نحههن لبههى
سفيان ،فتركوهما .وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد سجدتيه ،ثم سلم ،
وقال :إذا صدقاكم ضربتموهما ،وإذا كذباكم تركتموهما . ،صدقا ،والله إنهمهها لقريههش،
صههوى - ق ْ دوة ال ُكثيب الذي تههرى -بالعُ ه ْ أخبراني عن قريش ؟ قال :هم والله وراء هذا ال َ
قل . قن ْ َوالكثيب :العَ َ
فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم :كم القههوم ؟ قههال :كهثير؟ قهال :مهها
عدتهم ؟ قال :ل ندري ،قال :كم ينحرون كل يوم ؟ قال :يوما ً تسههعًا ،ويوم ها ً عشههرًا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :القوم فيما بين التسع مئة واللههف .ثههم قههال
ن ربيعههة ،وشههيبة بههن ربيعههة ،وأبههو لهما :فمن فيهم من أشراف قريش؟ قال :عتبة اب ه ِ
وفههل ، ويلد ،والحارث بن عامر بن ن َ ْ وفل بن خ َ حزام ،ون ْ حكيم بن ِ خَتري بن هشام ،و َ الب ْ
مَعهة بهن السههود ،وأبهو جههل بهن ضر بن الحارث ،وَز َ وفل ،والن ّ ْ دي ابن ن َ ْ وط ُعَْيمة بن عَ ِ
عمرو ابن عبههد سَهيل بن عمرو ،و َ من َّبه ابنا الحجاج ،و ُ هشام ،وأمية بن خلف ،ون َُبيه ،و ُ
ود .فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس ،فقال :هذه مكة قههد ألقههت
إليكم أفلذ كبدها.
غباء قد مضيا حتى نزل سَبس بن عمرو ،وعدي بن أبي الّز ْ قال ابن إسحاق :وكان ب َ ْ
شّنا لهما يسقيان فيه ،ومجدي بن عمرو بدرًا ،فأناخا إلى تل قريب من الماء ،ثم أخذا َ
الجهنى على الماء فسمع عدي
وبسبس جاريتين من جواري الحاضر ،وهما َيتلزمان على الماء ،والملزومههة تقههول
لصاحبتها :إنما تأتي العيُر غدا ً أو بعد غدٍ ،فأعمهل لههم ،ثهم أقضهيك الهذي لهك ،قهال
ت ،ثم خّلص بينهما. دي :صدق ِ ج ِم ْ
َ
سبس ،فجلسا على بعيريهما ،ثم انطلقا حتى أتيهها رسههول اللههه عدي وب َ ْ وسمع ذلك َ
صلى الله عليه وسلم ،فأخبراه بما سمعا.
ذراً، نجاة أبي سفيان بالعير :وأقبل أبو سفيان بن حرب ،حتى تقدم العيههر حهه َ
ت أحدًا؟ فقال :مهها رأيههت أحههدا ً حتى ورد الماء؟ فقال لمجدي بن عمرو :هل أحسس ْ
ن لهمهها ،ثههم شه ّأنكره ،إل أنى قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل ،ثم استقيا فههي َ
خهما ،فأخذ من أبعهارِ بعيريهمها ،ففتهه ،فهإذا فيهه النهوى؟ منا َانطلقا .فأتى أبو سفيان ُ
ً
فقال :هذه والله علئف يثرب .فرجع إلههى أصههحابه سههريعا ،فضههرب وجههه عيههره عههن
ل بها ،فترك بدرا ً بيسار وانطلق حتى أسرع . ح َ الطريق ،فسا َ
حفههة، ج ْ جهيم عن مصارع قريش :قال :وأقبلههت قريههش ،فلمهها نزلههوا ال ُ رؤيا ُ
خرمة بن عبد المطلههب ابههن عبههد منههاف رؤيهها ،فقههال :إنههى م ْ صلت بن َ ْ جَهيم بن ال ّ رأى ُ
رأيت فيما ّ يرى النائم ،وإنى لبين النائم واليقظان ،إذ نظرت إلى رجل قد أقبههل علههى
شْيبة بن ربيعة ،وأبههو عتبة بن ربيعة ،و َ فرس حتى وقف ،ومعه بعير له ؟ ثم قال ُ :قتل ُ
خَلف ،وفلن وفلن ،فعدد رجال ً ممن ُقتل يوم بههدِر ،مههن الحكم بن هشام ،وأمية بن َ
أشراف قريش ،ثم رأيته ضرب في ل َّبة بعيره ،ثم
ضح -من دمه . خبية العسكر إل أصابه ن َ ْ أرسله في العسكر؟ فما بقى خباء من أ ْ
ت أبا جهل ؟ فقال :وهذا أيضا ً نبى آخر من بني المطلب ،سههيعلم غههدا ً قال :فبلغ ْ
من المقتول إن نحن التقينا.
أبو سفيان يرسل إلى قريش يطلب منهم الرجسسوع :قههال ابههن إسههحاق :
حرز عيره ،أرسل إلى قريش :إنكم إنما خرجتههم لَتمنعههوا ولما رأى أبو سفيان أنه قد أ ْ
عيركم ورجالكم وأموالكم ،فقد
ً
نجاها الله ،فارجعوا؟ فقال أبو جهل بههن هشههام :واللههه ل نرجههع حههتى نههرد بههدرا -
وكان بدر موسما ً من مواسم العرب ،يجتمع لهم به سوق كل عام -فنقيم عليههه ثلثهًا،
سقي الخمر ،وتعزف علينا القيان ،وتسههمع بنهها العههرب جزر ،ونطعم الطعام ون ُ ْ فننحر ال ُ
معنا ،فل يزالون يهابوننا أبدا ً بعدها ،فامضوا. ج ْوبمسيرنا و َ
الخنس يرجع ببني زهرة :وقههال الخنههس بههن شههريق بههن عمههرو ابههن وهههب
جههى اللههه لكههم
حفههة :يهها بنههى ُزهههرة ،قههد ن ّ الثقفي :وكان حليفا ً لبنههى ُزهههرة وهههم بال ُ
ج ْ
خرمة بن نوفل ،وإنما نفرتم لتمنعوه وماله ،فاجعلوا خّلص لكم صاحبكم َ
م ْ أموالكم ،و َ
ضْيعة ،ل ما يقول هذا ،يعنههى أبهها جب َْنها وارجعوا ،فإنه ل حاجة لكم بأن تخرجوا في َ لي ُ
مطاعا ً .
جهل .فرجعوا ،فلم يشهدها ُزهْرِيّ واحد ،أطاعوه وكان فيهم ُ
دي بن كعب ،لههم ولم يكن بقى من قريش بطن إل وقد َنفر منهم ناس ،إل بنى عَ ِ
ريق ،فلم يشهد بههدرا ً مههن ش ِيخرج منهم رجل واحد ،فرجعت بنو زهرة مع الخنس بن َ
هاتين القبيلتين أحد ،ومشى القوم .وكان بين طالب بن أبي طالب -وكان فههي القههوم
-وبين بعض قريش محاورة ،فقالوا :والَله لقد عرفنا يا بنى هاشم ،وإن خرجتم
معنا ،أن هواكم لمع محمد :فرجع طالب إلى مكة مع من رجع ، .وقال طالب بههن
أبى طالب :
بمحار ْ
عصبةٍ محالف ُ
في ُ بن طالههههه ْ م إماي َغُْزوَ ّ #له ُ ّ
ب
فليكن المسلوب غيَر السال ْ ب
ب من هذه المقانهه ْ قن ٍم ْ
#في ِ
#وليكن المغلوب غير الغالب
قال ابن هشام :قوله " فليكن المسلوب " ،وقوله " :وليكن المغلوب " عههن غيههر
واحد من الرواة للشعر.
قريش تنزل بالعدوة والمسلمون ببدر :قال ابن إسههحاق :ومضههت قريههش
قل وبطن الوادي ،وهو ي َل َْيل ،بيههن قن ْ َ
وى من الوادي ،خلف العَ َ ص َ
ق ْحتى نزلوا بالعُد َْوة ال ُ
دوة الدنيا مههن بطههن قلب ببدر في العُ ْ ُ قل الكثيب الذي خلفه قريش ،وال ُ قن ْ َ
بدر وبين العَ َ
ي َل َْيل إلى المدينة.
هسا ً ،فأصاب رسول الله صلى الله عليههه وسههلم وبعث الله السماء ،وكان الوادي د َ ْ
ض ،ولم يمنعهم عن السههير ،وأصههاب قريش ها ً منههها مههالم وأصحابه منها ما ل َّبد لهم الر َ
يقدروا على أن يرتحلوا جمعه .فخرج رسول الله صلى الله عليه وسههلم يبههادرهم إلههى
الماء ،حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به .
الحباب يشير عليه صسلى اللسه عليسه وسسلم بمكسان النسزول :قههال ابههن
حبههاب بههن المنههذر ابههن سههلمة ،أنهههم ذكههروا :أن ال ُ حدثت عن رجال من بني َ إسحاق :ف ُ
َ ً
ت هههذا المنههزل ،أمنههزل أنزلكههه اللههه ليههس لنها أن جموح قال :يا رسول اللههه ؟ أرأيه َ ال َ
ب والمكيدة؟ نتقدمه ،ول نتأخر عنه ،أم هو الرأيُ والحر ُ
قال :بل هو الرأي والحرب والمكيههدة .فقههال :يهها رسههول اللههه ،فههإن هههذا ليههس
ور مهها وراءه مههن بمنزل ،فانهض بالناس حتى نأتى أدنى ماء من القوم ،فننزله ثم ن ُغَ ه ّ
ملؤه ماء ،ثم نقاتل القوم ،فنشرب ول يشربون ،فقال قُلب ،ثم نبنى عليه حوضا ً فن ْ ال ُ
ت بالرأي .فنهض رسول الله صلى اللههه رسول الله صلى الله عليه وسلم :لقد أشر َ
عليه وسلم ومن معه من الناس فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه ،ثم
قُلب الذي نزل عليههه فملىههء مههاء ،ثههم قههذفوا وضا على ال ُ ح ْ
ورت ،وبنى َ قُلب فغُ ّ أمر بال ُ
فيه النية .
بناء العريش لرسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم :قههال ابههن إسههحاق :
حدث :أن سعد بن معاذ قال :يا نبى اللههه ،أل نبتنههي فحدثني عبد الله بن أبى بكر أنه ُ
لك عريشا ً تكون فيه ،وُنعد عندك ركائبك ،ثم نلقههى عههدونا فههإن أعزنهها اللههه وأظهرنهها
على عدونا ،كان ذلك ما أحببنا ،وإن كانت الخرى ،جلست على ركائبك ،فلحقت بمههن
وراءنا ،فقد تخلف عنك أقوام ،يا نبى الله ،ما نحن بأشد لك حّبا منهم ،ولو ظنوا أنك
تلقى حربا ً ما تخلفوا عنك ،يمنعك الله بهم ،يناصحونك ويجاهدون معك ،فههأثنى عليههه
رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير ،ثم ُبنى لرسول اللههه صههلى اللههه
ش ،فكان فيه عليه وسلم عري ٌ
ارتحال قريش ودعاء الرسسسول عليهسسم :قههال ابههن إسههحاق :وقههد ارتحلههت
وب قريش حين أصبحت ،فأقبلت ،فلما رآها رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم َتص ه ّ
قل -وهو الكثيب الذي جاءوا منه إلى الوادي -قال :اللهههم هههذه قريههش قههد قن ْ َمن العَ َ
ذب رسولك ،اللهم فنصَرك الههذي وعههدتنى ،اللهههم َ خيلئها وفخرهاُ ،تحاد ّ ك وتك ّ أقبلت ب ُ
حْنهم الغداة . أ ِ
ة بهن ربيعههة فهي القههوم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقههد رأى عتبه ُ
على جمل له أحمر :إن يكن في أحد من القوم خير فعنههد صههاحب الجمههل الحمههر ،إن
شدوا. يطيعوه ي َْر ُ
حضة الِغفاري ،أو أبوه أيمههاء بههن رحضههة الغفههاري ، خفاف بن أيماء بن َر َ وقد كان ُ
ً
بعث إلى قريش ،حين مروا به ،ابنا لههه بجههزائره أهههداها لهههم ،وقههال :إن أحببتههم أن
حم ،قههد قضههيت صل َْتك َر ِنمدكم بسلح ورجال فعلنا .قال :فأرسلوا إليه مع ابنه :أن و َ
مري لئن كنا إنما نقاتل الناس فما بنا من ضعف عنهههم ،ولئن كنهها إنمهها الذي عليك فلعَ ْ
نقاتل الله ،كما يزعم محمد ،فما لحد بالله من طاقة .
ض رسول الله صلى الله عليه فلما نزل الناس أقبل نفٌر من قريش حتى وردوا حو َ
وسلم ،فيهم حكيم بن حزام ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوهم :فمهها
حكيههم بههن حههزام ،فههإنه لههم ُيقتههل ،ثههم شرب منه رجل يومئذ إل ُقتل ،إل ما كان من َ
أسلم بعد ذلك ،فحسن إسلمه .فكان إذا جهد في يمينه ،قال :ل والذي نجههانى مههن
يوم بدر.
محاولة قريش الرجوع عن القتال :قال ابن إسحاق :وحدثني أبي :إسحاق
بن يسار ،وغيره من أهل العلم ،عن أشياخ مههن النصههار ،قههالوا :لمهها اطمههأن القههوم ،
حهُزروا لنها أصههحاب محمههد ،قهال :فاسهتجال محهى فقهالوا :ا ْ ج َمير بن وههب ال ُ بعثوا عُ َ
ً
بفرسههه حههول العسههكر ثههم رجههع إليهههم ،فقههال :ثلث مئة رجههل ،يزيههدون قليل أو
ينقصون ،ولكن أمهلونى حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد؟ قههال :فضههرب فههي الههوادي
حتى أبعد ،فلم ير شيئًا ،فرجع إليهم فقال :ما وجدت شيئَا ،ولكن
ت قد رأيت ،يها معشهر قريهش ،الَبليها تحمهل المنايها ،نواضهح ي َْثهرب تحمهل المهو َ
مَنعة ول ملجأ إل سيوفهم ،والله ما أرى أن ُيقتل رجل منهم ، الناقع ،قوم ليس معهم َ
حتى َيقتل رجل ً منكم ،فإذا أصابوا منكم أعههدادهم فمهها خيهُر العيههش بعههد ذلههك ؟ فَهَرْو
رُأيكم
عتبة بن ربيعههة ،فقههال :يهها فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس ،فأتى ُ
أبا الوليد ،إنك كبير قريش وسيدها ،والمطاع فيها ،هل لك إلههى أن ل تههزال ت ُههذكر فيههها
بخير إلى آخر الدهر؟ قهال :ومها ذاك يهها حكيههم ؟ قهال :ترجههع بالنهاس ،وتحمههل أمهَر
ى ي بذلك ،إنما هو حليفي ،فعل ّ ت ،أنت عل ّ عمرو ابن الحضرمى ،قال :قد فعل ُ حليفك َ
عقُله وما أصيب من ماله ،فأت ابن الحنظلية.
الحنظلية ونسبها :قال ابن هشام :والحنظلية أم أبى جهل ،وهى أسماء بنههت
شل بن دارم بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بههن تميههم - خّربة ،أحد بنى ن َهْ ِ م َُ
عتبههة بههن فإنى ل أخشى أن يشجر أمر الناس غيره ،يعنى أبا جهل بن هشام .ثم قام ُ
وا محمهدا ً ربيعة خطيبًا ،فقهال :يها معشههر قريهش ،إنكهم واللهه مها تصهنعون بهأن تل ْ َ
قه ْ
وأصحابه شيئًا ،والله لئن أصبتموه ل يهزال الرجهل ينظهر فهي وجهه رجهل يكهره النظهر
ن خاله ،أو رجل ً من عشيرته ،فارجعوا أو خلوا بين محمد وبين ن عمه واب َ إليه َ ،قتل اب َ
سائر العرب ،فإن أصابوه فذاك الذي أردتم ،وإن كان غير ذلك ألفههاكم ولههم ت َعَّرضههوا
منه ما تريدون .
ً
ت أبا جهل ،فوجدته قد ن ََثل دِْرع ها لههه مههن جرابههها، ت حتى جئ ُ حكيم :فانطلق ُ قال َ
ت له :يا أبهها الحكههم إن عتبههة أرسههلني إليههك فهو ي َهِْنئها - .قال ابن هشام ُ :يهيئها -فقل ُ
حُره حين رأى محمدا ً وأصحابه ،كل واللههه س ْبكذا وكذا ،للذي قال ،فقال :انتفخ والله َ
ن محمد ،وما بعتبة ما قال ،ولكنههه قههد رأى أن محمهدا ً ل نرجع حتى يحكم الله بيننا وبي َ
وفكم عليههه .ثههم بعههث إلههى عههامر بههن ج هُزور ،وفيهههم ابنههه ،فقههد تخ ه ّ ة َ وأصههحابه أكل ه َ
ضرمى ،فقال :هذا يريد أن يرجع بالناس ،وقههد رأيههت ثههأرك بعينههك ،فقههم فأنشههد ح ْال َ
فَرَتك ،ومقتل أخيك . خ ْ ُ
مراه ،فحميت الحرب مراه .واعَ ْ ضرمى فاكتشف ثم صرخ :واعَ ْ ح ْ فقام عامر بن ال َ
ي
شّر .وأفسههد علههى النههاس الههرأ ُ قب الناس ،واستوسقوا على ما هم عليه من ال ّ ح ِ
،و َ
الذي دعاهم إليه عتبة.
فُر اس هِته مههن ص ّ
م َ
حُره "،قال :سيعلم ُ س ْ عتبة قول أبى جهل "انتفخ والله َ فلمابلغ ُ
حر :الههرئة ومهها حولههها ممهها يعلههق سه ْ
حُره ،أنهها أم هههو؟ قههال ابههن هشههام :ال ّ سه ْ
انتفخ َ
صههب ،ومنههه قههوله :رأيههت ق ْبالحلقوم من فوق السرة .وما كان تحههت السههرة ،فهههو ال ُ
صَبه في النار .قال ابن هشام :حدثني بذلك أبو عبيدة . عمرو بن لحى يجر قُ ْ َ
ة لُيدخلها في رأسه ،فما وجههد فههي الجيههش بيضههة تسههعه مههن عتبة ب َْيض ً ثم التمس ُ
عظم هامته .فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ُببرد له .
مقتل السود بن عبسد السسد المخزومسي :قههال ابههن إسههحاق :وقههد خههرج
خُلق ،فقههال :أعاهههد اللههه رسا ً سّيئ ال ُ ش ِالسود بن عبد السد المخزومى ،وكان رجل ً َ
ن دونه ،فلما خرج ،خههرج إليههه حمههزة بههن مّنه .أو لموت َ ّ
ضهم ،أو لهدِ َ ن من حو ِ لشرب ّ
وض حه ْ
مه بنصف سههاقه ،وهههو دون ال َ عبد المطلب ،فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قد َ
وض حتى اقتحم فيه ، ح ْفوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ،ثم حبا إلى ال َ
يريد أن يبر بيمينه ،وأتبعه حمزةُ فضربه حتى قتله في الحوض .
شْيبة بهن دعاء عتبة إلى المبارزة :قال :ثم خرج بعد ُ عتبة بن ربيعة ،بين أخيه َ
عتبة ،حتى إذا َفصل من الصف دعا إلى المبارزة ،فخرج إليه ِفتية ربيعة وابنه الوليد بن ُ
وذ ،ابنهها الحههارث -وأمهمهها عفههراء -ورجههل آخههر، وف ،ومعُه ّ من النصار ثلثة وهم :عَه ْ
ة فقالوا :من أنتم ؟ فقالوا :رهط من النصار قالوا :ما لنا يقال :هو عبد الله بن َرَواح َ
ج إلينا اكفاَءنا من قومنا؟ فقال رسههول ْ بكم من حاجة ،ثم نادى مناديهم :يا محمد ،أخر ْ
ى،
عبيدة بن الحارث ،وقم يهها حمههزة ،وقههم يهها عله ّ الله صلى الله عليه وسلم :قم يا ُ
عبي دة :عبيدة ،وقال حمههزة :حمههزة، فلما قاموا ودنوا منهم ،قالوا :من أنتم ؟ قال ُ
عتبة بههن كفاء كرام ،فبارز عبيدة ،وكان أسن القوم ُ ، ى قالوا :نعم ،أ ْ ي :عل ّ وقال عل ّ
شْيبة بن ربيعة وبارز على الوليد بن عتبة .فأما حمزة ربيعة وبارز حمزة َ
فلم يمهل شيبة أن قتله وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله واختلف عبيههدة وعتبههة
عتبهة فهذ َّففا
ي بأسهيافهما علهى ُبينهما ضربتين ،كلهما أثبت صاحبه ،وك َّر حمهزة وعله ّ
عليه ،واحتمل صاحبهما فحازاه إلى أصحابه .
عتبة ابن ربيعة قال للفتية عمر بن قتادة :أن ُ قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن ُ
من النصار حين انتسبوا :أكفاء كرام ،إنما نريد قومنا .
ضهم مههن بعههض ، التقاء الفريقين :قال ابن إسحاق :ثم تزاحف الناس ودنا بع ُ
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن ل يحملوا حتى يأمَرهم ،وقال :
إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالن ّْبل ،ورسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم فههي
العريش ،معه أبو بكر الصديق.
تاريخ وقعة بدر :فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع
عشرة من شهر رمضان .
قال ابن إسحاق :كما حدثني أبو جعفر محمد بن على بن الحسين .
حّبان
حّبان ابن واسع بن َ
ضرب الرسول ابن غزية :قال ابن إسحاق :وحدثني َ
ف أصهحابه يهوم
دل صفو َ عن أشياخ من قومه :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَ ّ
سواد بن غَزِّية ،حليف بنى عدي بن النجار -
بدر ،وفي يده قدح يعدل به القوم ،فمر ب َ
واد ،مثقلة ،وسواد في النصار غير هذا ،مخفف -وهو س ّ
قال ابن هشام :يقال َ ،
ل من الصههف -فطعههن فههي سَتنص ِم ْست َْنتل من الصف -قال ابن هشام :ويقال ُ م ْ ُ
واد فقال :يا رسههول اللههه ،أوجعتنههى وقههد بعثههك اللههه َ ّس يا ِ واست : وقال ، دح ْ بالق بطنه
ل الله صلى الله عليه وسلم عههن بطنههه ، دني فكشف رسو ُ بالحق والعدل ،قال :فأق ْ
سههواد؟ قههال : د ،قال :فاعتنقه فقّبل بطنه :فقال :ما حملك على هذا يا َ وقال :استق ْ
دك . س جلههدي جله َ يا رسول الله ،حضر ما ترى ،فأردت أن يكون آخُر العهد بك أن يمه ّ
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير ،وقاله له .
دل رسول الله صههلى اللههه الرسول يناشد ربه النصر :قال ابن إسحاق :ثم ع ّ
عليه وسلم الصفوف ورجع إلى العريش فدخله ،ومعه فيه أبههو بكههر الصههديق ،ليههس
معه فيه غيره ،ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشهد رّبهه مها وعهده مهن النصهر،
ى ويقول فيما يقول :اللهم إن ت َْهلك هذه العصابة اليوم ل ت ُْعبد ،وأبو بكر يقههول :يهها نب ِه ِ
جز لك ما وعدك .وقد خفق رسول الله صلى من ْ ِمناشدتك ربك ،فإن الله ُ ض ُ الله ،بع َ
ة وهو في العريش ،ثم انتبه فقال :أبشْر يا أبهها بكههر ،أتههاك نص هُر فق ً خ ْالله عليه وسلم َ
الله ،هذا جبريل آخذ ٌ
ع. ق ُبعنان فرس -يقوده ،على ثناياه الن ّ ْ
مْهجع ،مولى عمر بن مي ِ
أول شهيد من المسلمين :قال ابن إسحاق :وقد ُر ِ
س هَراقة ،أحههد قتل فكان أول قتيل من المسلمين ثم ُرمى حارثة بههن ُ الخطاب بسهم ف ُ
قتل . وض ،بسهم فأصاب نحره ،ف ُ ح ْ دي بن النجار ،وهو يشرب من ال َ بنى عَ ِ
الرسول يحرض على القتال :قال :ثههم خههرج رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
لم رجه ٌ وسلم إلى الناس فحّرضهم ،وقال :والذي نفس محمد بيده ،ل يقههاتلهم اليههو َ
دبر ،إل أدخله الله الجنة . م ْ مقبل ً غير ُ فُيقتل صابرا ً محتسبًاُ ،
خ ،أفما بينههي خ بَ ْ
سلمة ،وفى يده تمرات يأكلهن :ب َ ْ حمام أخو بني َ مْير بن ال ُ فقال عُ َ
ل الجنة إل أن يقتلنى هههؤلء ،ثههم قههذف التمههرات مههن يههده وأخههذ سههيفه ، وبين أن أدخ ِ
م حتى ُقتل . فقاتل القو َ
عمر بن َقتادة :أن عوف ابن الحههارث ،وهههو قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن ُ
ضحك الرب ابن عفراء قال يا رسول الله ،ما ي ُ ْ
مسه َيده في العدو حاسرًا .فنزع درعا ً كههانت عليههه فقههذفها ،ثههم من عبده ؟ قال غَ ْ
فه فقاتل القوم حتى ُقتل . أخذ سي َ
ما استفتح به أبو جهل :قههال ابههن إسههحاق :وحههدثني محمههد ابههن مسههلم بههن
ذري ،حليف بني ُزهرة ،أنه حدثه : صعَْير العُ ْ
شهاب الزهري ،عن عبد الله بن ثعلبة بن ُ
َ
ضهم من بعههض ،قههال أبههو جهههل بههن هشههام :اللهههم أقطعنهها س ،ودنا بع ُ لما التقى النا ُ
حْنه الَغداةَ .فكان هو المستفتح. للرحم ،وآتانا بما ل ي ُْعرف ،فأ ِ
الرسول يرمي المشركين بالحصباء :قال ابن إسحاق :في إن رسههول اللههه
ت صباء فاستقبل قريشا ً بههها ،ثههم قههال :شههاه ِ ح ْ صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من ال َ
دوا فكانت الهزيمههة ،فقت َههل اللههه تعهالى ش ّفحهم بها ،وأمر أصحابه فقال ُ : الوجوهُ ،ثم ن َ َ
م أيههديهم سر من أسر من أشرافهم .فلمهها وضههع القههو ُ من َقتل من صناديد قريش ،وأ َ
م علههى يأسرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش ،وسعد بن معههاذ قههائ ٌ
شح السيف ،في نفههر باب العريش ،الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،متو ّ
من النصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يخافون عليه ك َّرة العدو ،ورأى
سْعد بن معاذ الكراهية لمهها رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما ذكر لى -في وجه َ
يصنع الناس ،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :والله لكأنك يا سعد ُ تكره ما
يصنع القوم ؟ قال :أجل والله يا رسول الله ،كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك
ب إلي من استبقاء الرجال . .فكان اِلثخان في القتل بأهل الشرك أح ّ
نهي النبي عن قتل البعض وسببه :قال ابن إسحاق :وحههدثني العبههاس بههن
عبد الله بن معبد ،عن بعض أهله ،عن ابن عباس :أن النههبى صههلى اللههه عليههه وسههلم
قال لصحابه يومئذ :إني قد عرفت أن رجال ً من بنى هاشم وغيرهم قد أخرجوا كره هًا،
ول حاجة لهم بقتالنا :فمن لقى
خَتري بن هشام ابن الحارث بن منكم أحدا ً من بنى هاشم فل يقُتله ومن لقي أبا الب َ ْ
حذيفة :أنقتل آباَءنا وأخواتنهها ستكَرهًا .قال :فقال أبو ُ م ْ
أسد فل يقتله ،فإنه إنما أخرج ُ
حمنه السيف – قال ابن هشام :ويقههال وعشيرتنا .ونترك العباس ؟ والله لئن لقيُته لل ِ
ل الله صلى الله عليههه وسههلم ،فقههال لعمههر بههن للجمنه السيف -قال :فبلغت رسو َ
َ
الخطاب :يا أبا حفص -قال عمر :والله إنه لول يوم كّنانى فيه رسول الله صلى الله
فههص -أيضههرب وجههه عههم رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ح ْ عليه وسههلم بههأبي َ
ه بالسههيف ،فههوالله لقههد بالسيف ؟ فقال عمر :يا رسول الله ،دعنى فلضههرب عنق ه ُ
ت يومئذ،نافق فكان أبو حذيفة يقول :ما أنا بامن من تلك الكلمة التي قل ُ
ول أزال منها خائفا ً إل أن تكفرها عنى الشهادة .فقتل يوم اليمامة شهيداً.
قال ابن إسحاق :وإنما نهى رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم عههن قتههل أبههى
ف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكههة ،وكههان خَتري لنه كان أك ّ الب َ ْ
ل يؤذيه ،ول يبلغه عنه شىء يكرهه ،وكان ممن قام في نقههض الصههحيفة الههتي كتبههت
ذر بن زياد الب ََلوي ،حليههف النصههار، ج ُّقريش على بني هاشم وبنى المطلب .فلقيه الم َ
خههتري :إن رسههول اللههه صههلى اللههه ذر لبي الب َ ْ ج ّ
وف ،فقال الم َ ثم من بني سالم بن عَ ْ
عليه وسلم قد نهانا عن قتلك -ومع أبي الَبختري زميل له ،قد خرج معههه مههن مكههة،
مَليحة جنادة بن ُ وهو ُ
خههتري : َ
بنت زهير بن الحارث بن أسد ،وجنادة رجل مههن بنههى لي ْههث واسههم أبههى الب َ ْ
العاص -قال :وزميلي ؟ فقال له المجذر :ل والله ،ما نحن بتاركى زميلههك مهها أمرنهها
رسول الله صلى الله عليه وسلم إل بك وحدك ؟ فقال :ل والله ،إذن لموتن أنا وهو
جميعًا ،ل تتحدث عني نساُء مكههة أنههي تركههت زميلههى حرصها ً علههى الحيههاة .فقههال أبههو
ذر وأبى إل القتال ،يرتجز : ختري حين نازله المج ّ الب َ ْ
هَ
سبيل ْ َيرى أو تيمو َ حتى ه َ
حرةٍ زميلههههه ْ ن ُ م اب ُ سل ِ َ #لن ي ُ ْ
ذر بن زياد .وقال المجذر بن زياد في قتله فاقتتل ،فقتله المج ّ
ختري : أبا الب َ ْ
ب َِلى من ى
أن ّ ة
النسب َ فأثِبت ت نسبهههى ت أو نسي َ جهِل ْ َ #إما َ
ينحِنى حتى ش
الكب َ والضاربين #الطاعنين برماِح الَيزنههههي
َبنى من بمثِلها شرن بَ ّ أو ختههري شر بُيتم ِ من أبوه الب َ ْ #ب ّ
ت َن َْثني حتى صْعدةِ بال ّ ن
أطع ُ #أنا الذي ُيقال أصلي من َبلهى
ري م ِ
ال َ كإرزام ِ ت
للمو ِ م
أْرزِ ُ شَرفى م ْ ب َ ض ٍ ن بعَ ْ قْر َ ط ال ِ #وأعب ِ ِ
ري ري فَ ِ ف ِ ً
ذرا ي َ ْ #فل ترى مج ّ
مههري :الناقههة الههتي يسههتنزل مري " عن غير ابن اسههحاق .وال َ قال ابن هشام " :ال َ
عسر. لبنها على ُ
ذر أتى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ،فقههال : قال ابن إسحاق :ثم إن المج ّ
ت عليههه أن َيستأسههر فآتيههك بههه ،فههأبى إل أن ُيقههاتلني ، والذي بعثك بههالحق لقههد جهههد ُ
ه فقتلُته . فقاتلت ُ ُ
ختري :العاص بن هشام بن الحارث بن أسد. قال ابن هشام :أبو الب َ ْ
مقتل أمية بن خلف :قال ابن إسحاق :حدثني يحيى بن عبد الله بههن الزبيههر،
عن أبيه ،قال ابن إسحاق :وحدثنيه أيضا ً عن عبد الله بن أبى بكر وغيرهما ،عههن عبههد
الرحمن بن عوف قال :كان أمية بن خلف لى صديقا ً بمكة ،وكان اسههمي عبههد عمههرو،
ت ،عبد َ الرحمن ،ونحن بمكة ،فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول ميت ،حين أسلم ُ فتس ّ
كه أبواك ؟ فأقول :نعم ،فيقول :فههإني لأعههرف :يا عبد عمرو ،أرغبت عن اسم سما َ
الرحمن ،فاجعل بينى وبينك شيئا ً أدعوك به ،أما أنت فل تجيبنى باسهمك الول ،وأمها
أنا فل أدعوك بما ل أعرف ،قال :فكان إذا دعانى :يهها عبههد عمههرو ،لههم أجبههه .قههال :
ل ما شئت ،قال :فأنت عبد اللههه ،قههال :فقلههت :نعههم ، ى ،اجع ْ
فقلت له :يا أبا عل ّ
قال :فكنت إذا مررت به قال :يا عبد اِلله فأجيبه ،فأتحدث معههه حههتى إذا كههان يههوم
ى ابن أمية ،آخذ بيده ومعى أدراع قد اسههتلبتها، ت به ،وهو واقف مع ابنه ،عل ّ بدر مرر ُ
فأنا أحملها فلما رآنى قال لى :يا عبد عمرو ،فلم أجبه ،فقال :يا عبههد اِللههه ؟ فقلههت
:نعم ،قال :هل لك في ،فأنا خير لك من هذه الدراع التي معك ؟ قههال :قلههت نعههم ،
ت الدراع من يدي ،وأخذت ها الله ذا .قال :فطرح ُ
ت كاليوم قط ،أما لكم حاجة في اللبههن ؟ قههال : بيده ويد ابنه ،وهو يقول :ما رأي ُ
ثم خرجت أمشي بهما.
قال ابن هشام :يريد باللبن ،أن من أسرنى افتديت منه بإبل كثيرة اللبن .
ون ،عن سعد ابن إبراهيم ،عن عبد قال ابن إسحاق :حدثني عبد الواحد بن أي عَ ْ
الرحمن بن عوف ،قال :قال لي أمية بن خلف ،وأنا بينه وبين ابنه ،آخذ بأيديهما :يهها
من الرجل منكم المعّلم بريشة نعامة في صدره ؟ قههال :قلههت ذاك حمههزة عبد اِلله َ ،
بن عبد المطلب ،قال ذاك الذي فعل بنا الفاعيل .
ذب قال عبد الرحمن :فوالله إنى لقودهما إذ رآه بلل معههى -وكههان هههو الههذي يعه ّ
بلل ً بمكة على ترك اِلسلم ،فُيخرجههه إلههى رمضههاء مكههة إذا حميههت ،فُيضههجعه علههى
صخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول :ل تزال هكذا أو تفههارق ظهره ثم يأمر بال ّ
حد ٌ .قال :فلما رآه ،قال رأس الكفر أمية بههن خلههف ، َ
حد ٌ أ َدين محمد ،فيقول بلل :أ َ
ت إن نجا قال :قلت :أي بلل ،أبأسيري قههال :ل نجههوت إن نجهها .قههال :قلههت ل نجو ُ
ت إن نجا .قال :ثم صهرخ بهأعلى صههوته .يها أنصههاَر أتسمع يابن السوداء ،قال :ل نجو ُ
ة بن خلف ،ل نجوت إن نجا .قال :فأحاطوا بنا حتى جعلونهها فههي الله ،رأس الكفر أمي ُ
جهل ابنهه فوقهع ، ف ،فضهرب رِ ْ ل السي َ ب عنه .قال :فأخلف رج ٌ سكة وأنا أذ ُ ّ م ْمثل ال ُ
ج بنفسك ول نجاَء بك فههوالله ت :ان ُ
ت مثلها قط .قال :فقل ْ َ وصاح أمية صيحة ما سمع ُ
ما أغنى عنك شيئًا .قال :فهبروهما
بأسيافهم حتى فرغوا منهمها ،قههال :فكههان عبههد الرحمهن يقههول :يرحههم اللههه بل ً
ل،
جعني بأسيري . ذهبت أدراعي وفَ َ
الملئكة تشهد وقعة بدر :قال ابن إسحاق :وحدثني عبد الله ابن أبي بكر أنه
ت أنهها وابههن عههم لههى حدث عن ابن عباس قال :حدثني رجل من بنى ِغفار ،قال :أقبل ُ ُ
مشههركان ،ننتظههر الوقعههة علههى مههن حتى أصعدنا في جبل ُيشرف بنا على بدر ،ونحن ُ
تكون الد ّْبرة ،فننتهب مع من ينتهب .قال :فبينا نحن في الجبههل إذ دنههت منهها سههحابة،
م فأمهها ابهن عمهى حْيهزو ُ حمهة الخيهل ،فسهمعت قهائل ً يقهول :أقه ْ
دم َ م َ
ح ْ
فسمعنا فيهها َ
دت أهِلك ،ثم تماسكت . فانكشف قناعُ قلبه ،فمات مكاَنه ،وأما أنا فك ِ ْ
قال ابن إسحاق :وحدثني عبد الله بن أبي بكر ،عن بعهض بنهي سهاعدة ،عهن أبهي
ت اليههوم ببههدرسيد مالك بن ربيعة ،وكان شهد بدرًا ،قال ،بعد أن ذهب بصُره :لو كن ه ُ أ َ
ت منه الملئكة ،ل أشك فيه ول أتمارى. شْعب الذي خرج ْ ومعى بصري لريتكم ال ّ
قال ابن إسحاق :وحدثني أبي :إسحاق بن يسار ،عن رجههال مههن بنههى مههازن بههن
النجار ،عن أبي داود المازني ،وكان شهد بدرًا ،قهال :إنهى لتبهع رجل ً مهن المشهركين
ل إليه سيفي ،فعرفت أنه قد قتله غيري . سه قبل أن يص َ يوم بدر لضربه ،إذ وقع رأ ُ
قسم ،مولى عبههد اللههه ابههن الحههارث ، م ْقال ابن إسحاق :وحدثني من ل أتهم عن ِ
ً
م بيض ها قههد أرسههلوها سيما الملئكة يوم بدر عمائ َ عن عبد الله بن عباس ،قال :كانت ِ
حنين عمائم حمراً. على ظهورهم ،ويوم ُ
ض أهل العلم أن على بههن أبههي طههالب قههال :العمههائم قال ابن هشام :وحدثني بع ُ
تيجان العرب وكانت سيما الملئكة يوم بدر عمائم بيضا ً وقد أرخوها علههى ظهههورهم ،
إل جبريل فإنه كانت عليه عمامة صفراء.
سههم ،عههن ابههن عبههاس ،قههال :ولههم
ق َم ْقال ابن إسحاق :وحدثني من ل أتهم عن ِ
عددا َ
تقاتل الملئكة في يوم سوى بدر من اليام ،وكانوا يكونون فيما سواه من اليام َ
مددا ً ل َيضربون .
و َ
مقتل أبي جهل :قال ابن إسحاق :وأقبل أبو جهههل يههومئذ يرتجههز ،وهههو يقاتههل
ويقول :
ى
سن ّ
مْين حديث ِ باز ُ
ل عا َ ن منى ب الَعوا ُ
قم الحر ُ #ما ت َن ْ ِ
ل هذا ولدتنى أمى #لمث ِ
ل الله صلى الله عليه وسلم يهوم بهدر :
قال ابن هشام :وكان شعار أصحاب رسو ِ
حد ٌ .
حد ٌ أ َ
أ َ
عدوه ،أمر بأبى
قال ابن إسحاق :فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من َ
جهل أن ي ُْلتمس في القتلى .
ع ْ
كرمة، ور بن يزيد عن ِوكان أول من لقى أبا جهل ،كما حدثني ث َ ْ
عن ابن عباس ،وعبد الله بن أبي بكر أيضا ً قد حههدثني ذلههك قههال :قههال معههاذ بههن
حَرجههة -قههال سلمة :سمعت القوم وأبو جهل في مثههل ال َ عمرو بن الجموح ،أخو بني َ
حَرجة :الشجر الملتف .وفي الحديث عن عمر بن الخطاب :أنههه سههأل ابن هشام :ال َ
حَرجة؟ فقال :هي شجرة من الشجار ل يوصل إليها – وهم يقولون :أبو أعرابي ّا ً عن ال َ
وه ،فلمها ت نحه َ مد ْ ُ
حكم ل ُيخلص إليه .قال :فلما سههمعتها جعلتههه مهن شهأني ،فصه َ ال َ
مه بنصف ساقه ،فوالله ما شبهتها حيههن أمكننى حملت عليه ،فضربته ضربة أطّنت قد َ
مْرضخة النوى حين ُيضرب بها .قال :وضههربني ابنههه طاحت إل بالنواة تطيح من تحت ِ
ل عنههه ، جْنبي ،وأجهضههنى القتهها ُ ْ
عكرمة على عاتقى ،فطرح يدي ،فتعلقت بجلدة من َ ِ
فلقد قاتلت عامة يومي ،وإني لسحبها خلفى ،فلما آذتنههى وضههعت عليههها قههدمى ،ثههم
تمطيت بها عليها حتى طرحتها.
قال ابن إسحاق :ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمان عثمان .
ضَربه حتى أثبته ،فتركه وبه رمههق . وذ بن عفراء ،فَ َ مع َ ّعقيرُ :
ثم مر بأبي جهل وهو َ
مَعوذ حتى ُقتل ،فمر عبد الله بن مسههعود بههأبي جهههل ،حيههن أمههر رسههول اللههه وقاتل ُ
صلى الله عليه وسلم أن ُيلتمس في القتلى ،وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه
جرح فههي ركبتههه ، ى عليكم في القتلى -إلى أثر ُ وسلم -فيما بلغنى -انظروا -إن خف ِ
دعان ،ونحههن غلمههان ،وكنههت جه ْ
دبة لعبد اللههه بههن ُ فإنى ازدحمت يوما َ أنا وهو على مأ ُ
ف منه أش ّ
حشا ً لههم يههزل أثههره بههه . ج ْ
ه فوقع على ركبتيه ،فجحش في إحداهما َ بَيسير ،فدفعت ُ ُ
عنقههه - مق فعرفتههه ،فوضههعت رجلههي علههى ُ قال عبد الله بن مسعود :فوجدته بآخر َر َ
قال :وقد كان ضَبث بن مرة بمكة ،فآذانى ولكزنى ،ثم قلت له :هههل أخههزاك اللههه يهها
م؟ خبرنى لمن الدائرة اليههو ُ مد ُ من رجل قتلتموه ،أ ْ عدوّ الله ؟ قال :وبماذا أخزانى أعْ َ
قال :قلت لّله ولرسوله .
زمه .قال ضابىء بن الحارث الب ُْرجمى : ث :قبض عليه ول َ ِ ضب َ َ
قال ابن هشام َ :
باليدِ ث الماءَ ل الضاب ِ من الود ّ مث َ #فأصبحت مما كان ب َْينى وبيَنكم
عاٌر على رجل قتلتموه ،أخبرنى لمن الدائرة اليوم ؟ قال ابن هشام :ويقال :أ َ
رأس عدو الله بين يدي رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم :قههال ابههن
إسحاق :
وزعم رجال من بني مخزوم ،أن ابن مسعود كان يقول :قههال لههى :لقههد ارتقيههت
سهمرتقى صعبا ً يا ُروَْيعي الغنم قال :ثم احتززت رأ َ
ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقلت :يهها رسههول اللههه ،هههذا رأس
عدو الله أبي جهل ؟ قال :فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :اللههه الههذي ل إلههه
ت نعههم ،واللههه غيره – قال :وكانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم – قههال قل ه ُ
سه بين يدي رسول الله صلى الله عليههه وسههلم فحمههد الذي ل إله غيره ،ثم ألقيت رأ َ
الله .قال ابن هشام :وحدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم بالمغازي :
أن عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاص ،ومر بهه :إنهى أراك كهأن فهي نفسهك
شيئًا ،أراك تظن أني قتلت أباك ،إنى لو قتلته لم أعتذر إليههك مههن قتلههه ولكنههي قتلههت
خالي العاص بن هشام بن المغيرة ،فأما أبوك فإنى مررت به وهههو يبحههث بحههث الثههور
بروقه فحدت عنه ،وقصد له ابن عمه على فقتله .
ّ
صن :قال ابن إسحاق :وقاتل عُكاشة ح َ م ْ عكاشة بن ِ حديث ُ
حْرثان السدي حليف بني عبد شمس بن عبد مناف يوم بدر بسيفه صن بن ُ ح َ
م ْ
ابن ِ
جهذ ْل ً مههن حتى انقطع في يده ،فههأتى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم فأعطههاه ِ
كاشة ،فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ل بهذا يا عُ ّ حطب ،فقال :قات ْ َ
هزه ،فعاد سيفا ً في يده طويل القامة ،شديد المْتن ،أبيض الحديههدة ،فقاتههل بههه حههتى
ون .ثم لم يههزل عنههده فتح الله تعالى على المسلمين ،وكان ذلك السيف ُيسمى :العَ ْ
دة ،وهههو ل الله صلى الله عليه وسلم ،حتى ُقتههل فههي ال هّر ّ شهد به المشاهد مع رسو ِ يَ ْ
طليحة في ذلك : ويلد السدي ،فقال ُ خ َ طليحة ابن ُ عنده ،قتله ُ
ل
سلموا برجا ِ أليسوا وأن لم ي ُ ْ #فما ظنكم بالقوم ِ إذ تقتلونههههم
لحبا ِِ ل ً
فلن تذهبوا فِْرغا بقت ِ سههههههوة ن ون ِ ْ صب ْ َ #فإن تك أذاود ٌ أ ِ
لل الكماة ن ََزا ِ ُ ِقي َ إنها معاودة ة
حمالهههههه ِ #نصْبت لهم صدَر ال ِ
لجل ِ ِ ت ويوما تراها غيَر ذا ِ ً ة
صونههه ً م ُ ل َ جل ِ #فيوما ً تراها في ال ِ
ل
حجا ِ عند َ مي الغَن ْ ِ كاشة وع ُ ّ م ثاويههههها ً ن أقر َ ت اب َ ة غادر ُ #عشي ّ َ
ويلد.وابن أقَْرم :ثابت ابن أْقرم النصاري . خ َ َ ُ
حبال :ابن طليحة بن ُ قال ابن هشام ِ :
كاشة بن محصههن الههذي قههال لرسههول اللههه صههلى اللههه عليههه قال ابن إسحاق :وعُ ّ
ً
وسلم حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يدخل الجنة سبعون ألفا من أمههتى
على صورة القمر ليلة البدر .قال :يا رسول الله ،ادع الله أن يجعلنههى منهههم ،قههال :
إنك منهم ،أو اللهم اجعله منهم ،فقام رجل من النصار ،فقال :يهها رسههول اللههه ،ادع
كاشة وبردت الدعوةُ. الله أن يجعلنى منهم ،فقال :سبقك بها عُ ّ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فيما بلغنا عن أهله :منا خيُر فارس فههي
صن ،فقال ح َ م ْكاشة بن ِ العرب ،قالوا ومن هو يا رسول الله ؟ قال :عُ ّ
ضرار بن الْزور السدي :ذاك رجل منهها يهها رسههول اللههه ،قههال :ليههس منكههم
حْلف قال ابن هشام :ونادى أبو بكر الصديق ابَنه عبد الرحمن ،وهو يومئذ ولكنه منا لل ِ
ث ؟ فقال عبد الرحمن : مع المشركين ،فقال أين مالى يا خبي ُ
بشي ْ ل ال ّ ضل َ ّ ُ قت ُ
ل يَ ْ م
وصار ٌ بشك ّةٍ وي َْعبههههو ْ #لم ي َب ْقَ غيُر ِ
فيما ذكر لي عن عبد العزيز بن محمد الد َّراوَْردي .
طرح المشركين في القليب :قال ابن إسحاق :وحدثني يزيد
عروة بن الزبير عن عائشة ،قالت :لما أمر رسول الله صههلى اللههه ابن رومان عن ُ
قليب طرحوا فيه ،إل ما كان من أمية بن خلف ، ُ عليه وسلم بالقتلى أن ُيطرحوا في ال َ
فإنه انتفخ في دِْرعه فملها ،فذهبوا ليحركوه ،فتزايل لحمه ،فأقروه وألقههوا عليههه مهها
غيبه من التراب والحجارة .فلما ألقاهم في القليب ،وقههف عليهههم رسههول اللههه صههلى
ق هًا؟ فههإنى قههد
قليب .هههل وجههدتم مهها وعههدكم ربكههم ح ّ الله عليه وسلم فقال :يأه َ
ل ال َ
قًا .قههالت :فقهال لهه أصههحابه :يهها رسههول اللههه .أتكلههم قومها ً وجدت ما وعدني ربي ح ّ
قاً.
دهم رّبهم ح ّموَْتى؟ فقال لهم :لقد علموا أن ما وع َ َ
قالت عائشة :والناس يقولون :لقد سمعوا ما قلت لهم ،وإنمهها قهال لههم رسهول
الله صلى الله عليه وسلم :لقد علموا.
ب ميد الطويل ،عن أنس بن مالك ،قال :سمع أصحا ُ ح َقال ابن إسحاق :وحدثني ُ
جوف الليههل ل الله صلى الله عليه وسلم من َ ل الله صلى الله عليه وسلم ،رسو َ رسو ِ
شْيبة بن ربيعة، ة بن ربيعة ،ويا َ قليب ،يا عتب َ َ
وهو يقول :يأهل ال َ
قليههب :هههلدد من كان منهههم فههي ال َ ويا ّامية بن خلف ،ويا أبا جهل بن هشام ،فع ّ
ت ما وعدني ربى حقًا؟ فقههال المسههلمون .يهها قًا؟ فإنى قد وجد ُ وجدتم ما وعد َ رّبكم ح ّ
ً
رسول الله ،أتنادي قوما قد
ن يجيبونى .فوا؟ قال :ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ،ولكنهم ل يستطيعون أ َ جي ُ
ض أهل العلم :أن رسول الله صلى الله عليه وسههلم قال ابن إسحاق :وحدثني بع ُ
ى كنتههم لنههبيكم ،كههذبتمونى قليههب ،بئس عشههيرةُ النههب ّ قال يوم هذه المقالههة :يأهههل ال َ
وصدقنى الناس ،وأخرجتمونى وأواني الناس ،وقاتلتموني ونصرنى الناس ،ثم قههال :
قًا؟ للمقالة التي قال .دكم رّبكم ح ّ هل وجدتم ما وع َ
ن بن ثابت :شعر حسان في ذلك :قال ابن إسحاق :وقال حسا ُ
ب
قشي ِ
ق ال َ حى في الور ِ ط الوَ ْ خ ّ
ك َ ب ب بال َ
كثي ِ ت دياَر َزْين َ
#عرف ُ
ب سكو ِ منهمر ى
م ّ س ِ
الوَ ْ من ن
جههههوْ ٍ ح وكل َ #تداوُلها الريا ُ
ب الحبي ِ بعد َ ساك ِِنها ً يبابا توأمس ْ خَلقهههههها ً فأمسى رسمها َ #
ب
الكئي ِ الصدرِ حرارةِ وُرد ّ ل يههههوم ٍ فدعْ عنك التذك َّر ك ّ #
ب الكذو ِ إخبارِ غيرِ ق
صد ْ ٍ ب ِ ب فيههههه خّبر بالذي ل عَي ْ َ و َ #
ب الّنصي ِ من المشركين في لنا غداةَ بهههدر ك َ بما صنع الملي ُ #
ب
الغرو ِ جْنح
ُ أركاُنة ت بد ْ حههههراٌء معَُهئم ِ ج َ
غداةَ كأن َ #
ب
وشي ِ نمردا ٍ ب الغا ِ سد كأ ْ مههههههع ج ْم منا ب َ فلَقيناهُ ُ #
بالحرو ِ فِح َ
ل ْ في العداِء على م محمد قهههههد وازروه أما َ #
ب ُ
الكعو ِ ظى خا ِ َ مجّرب لوك ّ هفهههات مر َ م ُ صوار ُ بأيديهم َ #
بالصلي ِ نالدي ِ في النجارِ بنو ف وازَرْتها س الَغطار ُ بنو الو ِ #
بجبو ِ بال َ تركنا قد ة
عتب َ و ُ فغادرنا أبا جهل صريعههها ً #
بُنسبوا حسي ِ إذا ب
ذوي حس ٍ ة قد تركنا في رجههال شْيب َو َ #
ب قلي ِ
ال َ في بكباك ِ َ قذفناهم ل الله لمههههها يناديهم رسو ُ #
؟ بقلو ِ
بال َ يأخد ُ الله وأمُر قهههاح ّ
#ألم تجدوا كلمي كان َ
بمصي ِ ُ ي
رأ ٍ ذا ت
وكن َ ت
صدق َ #فما نطقوا ،ولو نطقوا لقالهوا:
قليهب ، قال ابن إسحاق :ولما أمر رسول الله صلى الله عليهه وسهلم أن ُيلقهوا فهي ال َ
سحب إلى القليب .فنظههر رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم أخذ عتبة بن ربيعة ،ف ُ
عتبة ،فإذا هو كئيب قد تغير لههونه ،فقههال :يهها أبهها
فيما بلغني -في وجه أبي حذيفة بن ُ
حذيفة ،لعلك قد دخلهك مهن شهأن أبيههك شهىء؟ أو كمهها قهال صههلى اللهه عليههه وسههلم
ت فههي أبههي ول فههي مصههرعه ،ولكنههى كنههت فقال :ل والله يا رسول اللههه ،مهها شههكك ُ
أعرف من أبي رأيا ً وحلما ً وفضل ،فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى اِلسلم ،فلمهها رأيههت
ما أصابه ،وذكرت ما مات عليه من الكفر ،ب َعْد َ الذي كنههت أرجههو لههه ،أحزننههي ذلههك ،
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير ،وقال له خيرًا.
م} :وكههان س هه ِ ْف ِ مي َأن ُ ة ظ َههال ِ ِ مَلئ ِك َه ُ م ال ْ َ ن ت َوَّفاهُ ْ
ذي َ ن ال ّ ِ الفتية الذين نزل فيهم {إ ِ ّ
م ن ت َوَفّههاهُ ْ ذي َ ّ
ن ال ه ِ الفتية الذين ُقتلوا ببدر ،فنزل فيهم مههن القههرآن ،فيمهها ذكههر لنهها { :إ ِ ّ
َ َ ُ َْ مي َأن ُ
نم ت َك ُ ْ ض َقالوا أل ْ ن ِفي الْر ِ في َ ضع َ ِست َ ْم ْ م َقاُلوا ك ُّنا ُ كنت ُ ْم ُ م َقاُلوا ِفي َ سهِ ْف ِ ظال ِ ِة َ مَلئ ِك َ ُ
ال ْ َ
ك ْ ُ َ
صيًرا }]النساء[97: م ِ ت َ ساَء ْ م وَ َ جهَن ّ ُم َ مأَواهُ ْ جُروا ِفيَها فَأوْل َئ ِ َ َ ة فَت َُها ِسعَ ً ض الل ّهِ َوا ِ أْر ُ
مين : س ّم َ فتية ُ
من بني أسد بن عبد العههزى بههن قصههي :الحههارث بههن زمعههة بههن السههود بههن عبههد
المطلب بن أسد.
عمههر بههن ومن بنى مخزوم :أبو قيس بههن الفههاكه بههن المغيههرة بههن عبههد اللههه ابههن ُ
مخزوم ،وأبو قَْيس بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم .
مح ج َحذافة بن ُ ى بن أمية بن خلف بن وهب بن ُ مح :عل ّ ومن بني ج َ
حذيفههة ابههن سههعد بههن مَنبه بههن الحجههاج بههن عههامر بههن ُ ومن بني سهم :العاص بن ُ
سهم .
وذلك أنهم كانوا أسلموا ،ورسهول اللهه صههلى اللهه عليهوسهلم بمكههة ،فلمها ههاجر
رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم إلههى المدينههة حبسهههم آبههاؤهم وعشههائرهم بمكههة
وفتنوهم فافتتنوا ،ثم ساروا مع قومهم إلى بدر فأصيبوا به جميعًا.
فيء بدر واختلف المسلمين فيه :ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسههلم
جمهع ،فهاختلف المسهلمون فيهه ،فقهال مهن جمع الناس ،ف ُ أمر بما في العسكر ،مما َ
مههال الههذين كههانوا يقههاتلون العههدو ويطلبههونه :واللههه لههول نحههن مهها جمعههه :هههو لنهها .و َ
شغْلنا عنكم القوم حتى أصبتم أصبتموه ،لنحن َ
ة أن ما أصبتم وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاف َ
ُيخالف إليه العدو :والله ما أنتم بأحق به منا ،والله لقد رأينا أن نقتههل العههدو إن منحنهها
خفنهها الله تعالى أكتافه ،ولقد رأينا أن نأخذ المتاع حين لم يكن دوَنه من يمنعه ،ولكنهها ِ
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ك َّرة العدو ،فقمنا دوَنه فما أنتم بأحق به منا.
قال ابن إسحاق :وحدثني عبد الرحمن بن الحارث وغيره من أصحابنا عن سليمان
جلن فيما قال ابن صد َيّ بن عَ ْ بن موسى عن مكحول ،عن أبي أمامة الباهلي واسمه ُ
عبادة بن الصامت عن النفال ،فقال :فينهها أصههحاب بههدر نزلههت هشام -قال :سألت ُ
حين اختلفنها فهي النفهل ،وسهاءت فيهه أخلقنها ،فنزعهه اللهه مهن أيهدينا ،فجعلهه إلهى
واء .يقهول : رسوله ،فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهن المسهلمين عهن َبه َ
على السواء.
ض بنههي سههاعدة قال ابن إسحاق :وحدثني عبد الله بن أبي بكر ،قهال :حههدثني بعه ُ
ت سهيف بنهي عهائط المخزومييهن سيد الساعدي مالك بن ربيعة ،قهال :أصهب ُ عن أبي أ َ
س أن مْرُزبان يوم بدر ،فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النهها َ مى ال َ الذين يس ّ
ت حتى ألقيته في النفل .قال :وكان رسهول اللهه فل ،أقبل ُ يردوا ما في أيديهم من الن ّ ْ
سئله ،فعرفه الرقم بن أبى الرقم ،فسأله رسول صلى الله عليه وسلم ل يمنع شيئا ً ُ
الله صلى الله عليه وسلم ،فأعطاه إياه .
ُبشرى الفتح :قال ابن إسحاق :ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند َ
الفتح عبد َ الله بن َرواحة بشيرا ً إلى أهل العالية ،بما فتح اللههه عههز وجههل علههى رسههوله
سافلة .قههال صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين ،وبعث َزيد بن حارثة إلى أهل ال ّ
ب على ُرقية ابنة رسول الله صههلى اللههه سوّْينا الترا َ أسامة بن زيد :فأتانا الخبر -حين َ
عليه وسلم ،التي كانت عند عثمان بن عفان .كان رسول الله صلى الله عليههه وسههلم
خلفنى عليها مع عثمان -أن زيد بن حارثة قد قدم .قال :فجئته وهو واقف بالمصههلى َ
قد غشيه الناس ،وهو يقول ُ :قتل عتبة بههن ربيعههة ،وشهْيبة بهن ربيعههة ،وأبههو جههل بهن
ختري العهاص بهن هشهام ،وأميهة بهن خلهف ،وُنهبيه مَعة بن السود ،وأبو الب َ ْ هشام ،وَز ْ
ت ،أحقّ هذا؟ قال :نعم ،والله يا بني . منبه ابنا الحجاج .قال :قلت :يا أب ِ و ُ
ل اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم قههافل ً إلههى الرجوع إلى المدينة :ثم أقبل رسو ُ
معَْيهط ،والّنضهر بهن عقبهة بهن أبهي ُ المدينة ،ومعه السهارى مهن المشهركين ،وفيههم ُ
الحارث ،واحتمل رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم معههه النفههل الههذي أصههيب مههن
وف بن مبذول المشركين ،وجعل على النفل عبد َ الله بن كعب بن عمرو بن عَ ْ
ابن غَْنم بن مازن بن النجار فقال راجز من المسلمين -قال ،ابن هشههام :يقههال :
غباء:إنه عدي بن أبى الّز ْ
س
معَّر ُ ُ لها الط ّل ِْح بذي ليس س
سَبههه ُم لها صدوَرها يا ب َ ْ #أق ِ ْ
خّيستُ َ ل القوم ِ مطايا إن حَبههس م ْ
مْير َ ُ
#ول بصحراِء غ َ
سخن َ ُال ْ وفّر الله نصر قد مُلها على الطريق أكَيههس
ْ #فح ْ
تهنئة المسلمين الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتسسح :ثههم أقبههل رسههول
مضيق الصههفراء نههزل علههى كههثيب بيههن الله صلى الله عليه وسلم -حتى إذا خرج من َ
سْرحة به فقسم هنالك النفههل الههذي أفههاء المضيق وبين النازية -يقال له :سير -إلى َ
الله على المسلمين من المشركين على السواء ،ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه
وسلم ،حتى إذا كان بالروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بما فتح الله عليه ومن معه من
عمر بههن قتههادة ،ويزيههد سَلمة بن سلمة -كما حدثني عاصم بن ُ المسلمين ،فقال لهم َ
قلههة،دن المع ّ ً ْ
صهلعا كالب ُه ْ بن ُرومان : -ما الذي تهنئوننا به ؟ فههوالله إن لقينهها إل عجههائَز ُ
فنحرناها ،فتبسم .رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ثههم قههال :أي ابههن أخههي ،أولئك
المل قال ابن هشام :المل:الشراف والرؤساء.
مقتل النضر وعقبة :قال ابن إسحاق :حهتى إذا كهان رسههول اللههه صههلى اللهه
فراء ُقتل النضر بن الحارث ،قتله على بن أبى طالب ،كمهها أخههبرنى ص ْ عليه وسلم بال ّ
بعض أهل العلم من أهل مكة .
معَْيط . عقبة ابن أبي ُ ُ ّ
قال ابن إسحاق :ثم خرج حتى إذا كان بعْرق الظْبية قتل ُ
ظبية عن غير ابن إسحاق . عْرق ال ّ قال ابن هشام ِ :
جلن . عقبة :عبد ُ الله بن سلمة أحد بني العَ ْ قال ابن إسحاق :والذي أسر ُ
عقبة حين أمر رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم بقتلههه : قال ابن إسحاق :فقال ُ
فمن للصبية يا محمد؟ قال :النار .فقتله عاصم بن ثابت بن أبي القلح النصاري ،أخو
عبيده بن محمد بن عمار بن ياسر. عمرو بن عوف ،كما حدثني أبو ُ بنى َ
ى بن أبى طالب فيما ذكر لى ابههن شهههاب الزهههري قال ابن هشام :ويقال قتله عل ّ
وغيره من أهل العلم .
ل اللة صلى الله عليه وسلم بذلك الموضع أبو هند، قال ابن إسحاق :ولقى رسو َ
حميههت : حْيسا ً ، .قال ابن هشههام :ال َ
حميت مملوء َ عمرو الَبياضى ب َ مولى فَْروة بن َ
الّزق ،وكان قد تخلف عن بدر ،ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى اللههه عليههه
م رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقال رسول الله صلى الله جا َ ح ّوسلم ،وهو كان َ
عليه وسلم :إنما هو أبو هند امرؤ من النصار.
كحوا إليه ،ففعلوا . كحوه ،وأن ِ
فأن ِ
قال ابن إسحاق :ثم مضى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم حههتى قههدم المدينههة
ل الساَرى بيوم . قب َ
قال ابن إسحاق :وحدثني عبد ُ الله بن أبى بكر أن يحيى بن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ،قال :قدم بالسارى
معة زوج النبى صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء، ودة بنت َز ْ
س ْحين ُقدم بهم ،و َ
وف ومعوذ ابنى عفراء ،وذلك قبل أن ُيضرب عليهن الحجاب . فىمناحتهم على عَ ْ
ودة :والله إنى لعندهم إذ أتينا ،فقيل :هؤلء السارى ،قد أتى بهم . س ْ
قال :تقول َ
ل اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم فيههه ،وإذا أبههو يزيههد ت إلى بيتي ،ورسو ُ قالت :فرجع ُ
عنقه بحبل قالت :فل واللههه مهها سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة ،مجموعة يداه إلى ُ ُ
ملكت نفسى حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلههت :أي أبهها يزيههد :أعطيتههم بأيههديكم ،أل
متم كرامًا ،فوالله ما أنبهني إل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مههن الههبيت :يهها ُ
ت :يهها رسههول اللههه ،والههذي بعثههك ُ ه قل : هالت ه ق ؟! رضين تح
ُ ّ ورسوله الله أعلى ودة، َ ْ س
ت
ُ قل ما تُ قل أن عنقه إلى يداه مجموعة يزيد أبا رأيت حين نفسى ملكت ما ، بالحق
اليصاء بالسارى :قال ابن إسحاق :وحدثني ُنبيه بههن وهههب ،أخههو بنههي عبههد
الدار ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالسارى فرقهم بيههن أصههحابه ،
ميههر بههن هاشههم ،أخههو وقال .استوصوا بالسارى خيرًا .قههال :وكههان أبههو عزيههز ابههن عُ َ
صههعب م ْ مّر بههى أخههي ُ عمير لبيه وأمه في السارى .قال :فقال أبو عزيزَ : صَعب بن ُ م ْ ُ
عمير ورجل من النصار يأسرني ،فقال :شد يديك به ،فإن أمه ذات متاعً ،لعلههها بن ُ
دموا تفديه منك َ ،قال وكنت في َرهط من النصار حين أقبلوا بي من بدر ،فكانوا إذا قهه ّ
غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز ،وأكلوا التمر ،لوصية رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم إياهم بنا ،ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إل نفحني بههها .قههال :فأسههتحيى
ي ما يمسها. فأردها على أحدهم ،فيردها عل ّ
بلوغ مصاب قريش في رجالها إلى مكة :قال ابن هشام :وكان أبو عزيههز
صاحب لواء المشركين ببدر بعد الّنضر بن الحارث ،
سر ،وهو الذي أسره ،ما قال ،قال له أبو مير لبى الي َ َ صعب بن عُ َ م ْ
فلما قال أخوه ُ
ت أمههه عههن صَعب :إنه أخى دون َههك .فسههأل ْ م ْعزيز :يا أخى ،هذه َوصاُتك بى ،فقال له ُ َ
دي به ُقرشي ،فقيل لها - :أربعة ألف درهم ،فبعثتههه بأربعههة الف درهههم ، أغلى ما فُ ِ
ففدته بها.
سمان ابن عبد اللههه حي ْ ُقال ابن إسحاق :وكان أول من قدم مكة بمصاب قريش ال َ
شْيبة بن ربيعة ،وأبو الحكههم عتبة بن ربيعة ،و َ خزاعى ،فقالوا :ما وراءك ؟ قال ُ :قتل ُ ال ُ
خههتري منبه ابنا الحجاج ،وأبو الب َ ْ معة بن السود ،وُنبيه و ُ خلف ،وَز ْ بن هشام ،وأمية بن َ
ف قريههش قههال صههفوان بههن أميههة ،وهههو قاعههد فههي بن هشام ،فلما جعل يعدد أشرا َ
فوان بن أمية؟ ص ْ
جر :والله إن ي َْعقل هذا فاسئلوه عنى فقالوا :ما فعل َ ح ْ ال ِ
جر ،وقد والله رأيت أباه وأخاه حين ُقتل. ح ْ ً
قال :ها هو ذاك جالسا في ال ِ
عكرمة ْ عبيد الله بن عباس ،عن ِ حسين بن عبد الله بن ُ قال ابن إسحاق :وحدثني ُ
تمولى ابن عباس ،قال :قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسههلم :كن ه ُ
غلما ً للعباس بن عبد المطلب ،وكان اِلسلم قد أدخلنا أهههل الههبيت ،فأسههلم العبههاس
مه ويكههره خلَفههم وكهان يكتهم ت وكهان العبهاس يههاب قهو َ وأسلمت أم الفضل وأسلم ُ
إسلمه ،وكان ذا مال كثير متفرق في قومه ،وكان أبو لهب قد تخّلف عن بدر ،فبعههث
مكانه العاصى بن هشام بن المغيرة ،وكذلك كههانوا صههنعوا ،لههم يتخلههف رجههل إل بعههث
ل ،فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريههش ،كبتههه اللههه وأخههزاه ، مكانه رج ً
عّزا.ووجدنا في أنفسنا قوةً و ِ
حجرة قال :وكنت رجل ً ضعيفأ ،وكنت أعمل القداح ،أنحتها في ُ
م الفضهل جالسهة ،وقهد زمزم ،فوالله إنى لجالس فيها أنحهت أقهداحي ،وعنهدي أ ّ
ُ
شههر .حههتى جلههس علههى طن ُههب سّرنا ما جاءنا من الخبر ،إذ أقبل أبو لهب يجههر رجليههه ب ِ َ َ
الحجرة ،فكان ظهره إلى ظهري .
فبينما هو جالس إذ قال الناس :هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب -قههال
ي، م إل ه ّ ابن هشام :واسم أبى سفيان المغيرة -قد قدم .قال :فقال أبههو لهههب :هل ه ّ
فعندك لعمري الخبر ،قال :فجلس إليه والناس قيام علِيه ،فقال :يابن أخي ،أخبرنى
م فمنحناهم أكتافنهها يقودوننهها كيف كان أمر الناس ؟ قال :والله ما هو إل أن لقينا القو َ
كيف شاءوا ،ويأسروننا كيف شاءوا ،وايم الله مع ذلههك مهها ُلمههت النههاس ،لقينهها رجههال ً
خْيل ب ُْلق ،بين السماء والرض ،والله ما ُتليق شيئا ً ،ول يقوم لها شىء . بيضًا ،على َ
قال أبو رافع :فرفعت ط ُُنب الحجرة بيدي ،ثم قلت :تلك والله الملئكههة قههال :
ة شديدة .قال :وثاوْرُته فههاحتملنى فضههرب فرفع أبو لهب يده فضرب بها وجهى ضرب ً
ً
ي يضربنى ،وكنت رجل ً ضعيفا .فقههامت أم الفضههل إلههى عمههود بي الرض ،ثم برك عل ّ
كرة ،وقالت :استضعفته جة من ْ َ ش ّ عمد الحجرة ،فأخذته فضربته فَلعت في رأسه َ من ُ
ل حتى رماه اللههه موّليا ذليل ،فوالله ما عاش إل سبعَ ليا ٍ ده ؟ فقام ُ أن غاب عنه سي ُ
دسة فقتلته . بالعَ َ
قريش تنوح على قتلها وشعر السود في رثاء أولده :قال ابن إسحاق
:وحدثني يحيى بن عَّباد بن عبد الله بن الزبير ،عن أبيه عَّباد ،قال :ناحت قريش على
متوا بكههم ول تبعثههوا فههي قتلهم ،ثم قههالوا :ل تفعلههوا فيبل ُهغَ محمههدا ً وأصههحاَبه ،فيشه َ
ستأنوا بهم ل يأرب عليكم محمد وأصحابه في الفداء .قال وكان السود أسراكم حتى ت ْ
عقيهل بهن السهود، طلب قهد أصهيب لهه ثلثهة مهن ولهده َ ،زمعهة بهن السهود ،و َ بن الم ّ
والحارث بن َزمعة ،وكان يحب أن يبكي على
ة من الليل ،فقال لغلم له ،وقد ذهب بصره : بنيه ،فبينما هو كذلك إذ سمع نائح ً
حب ،هل بكت قريش على قتلههها؟ لعلهى أبكههى علههى أبههي حكيمههة، ل الن ّ ْح ّأنظر هل أ ِ
يعنى زمعة ،فإن جوفى قد احترق قال :فلما رجع إليههه الغلم قههال :إنمهها هههي امههرأة
تبكى على بعير لها أضلته .
قال :فذاك حين يقول السود :
سهود ُ ال ّ النوم ِ من ويمنُعها ل لها بعيههههٌر #أتبكى أن َيض ّ
جدود ُ ال ُ ت تقاصر ِ بدرٍ على كر ولكهههن #فل تبكي على ب َ ْ
الوليدِ أبي هط وَر ْ ومخزوم ٍ ص
هصْيهه ٍ سَراةِ بنى ُ #على بدرٍ َ
السودِ سد َأ َ ً حارثا ّ
وبكى عقيههلت على َ كى إن بكي ِ #وب َ ّ
وقال كنانة بن الربيع في أمر زينب ،حين دفعها إلى الرجلين :
محمدِ ت
ببن ِ إخفاري يريدون ه
مههه ِ
ق قو ِ ت لهّبارٍ وأوبا ِ
عجب َُ #
دي بالمهتدِ ً
ت قبضا ي َ ِ مع َ ْ
وما استج َ ت عديدهم حِيي ُ
ت أبالى ما َ #ولس ُ
الرسول يستبيح دم هبار الذي روع ابنته زينب :قههال ابههن إسههحاق :حههدثني
ج،ش ّكير بن عبد الله بن ال َ يزيد بن أبي حبيب ،عن ب ُ َ
عن سليمان بن يسار ،عن أبههي إسههحاق الد ّْوسههي .عههن أبههى هريههرة .قههال :بعههث
س هرِّية أنهها فيههها .فقههال لنهها :إن ظفرتههم بهب ّههار بههن
ل الله صلى الله عليه وسههلم َ رسو ُ
السود ،أو الرجل الخر الذي سبق معه إلى زينب .
ل في حديثه وقال :هو نهافع بههن عبههد ن إسحاق الرج َ قال ابن هشام :وقد سمى اب ُ
قيس -فحّرقوهما بالنار :قال ،فلما كان الغد ُ بعههث إلينهها .فقههال :إنههى كنههت أمرُتكههم
ذب بالنههارِ إل بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموهما .ثم رأيت أنههه ل ينبغههى لحههد أن يع ه ّ
الله ،فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما.
شعبي ،بنحو من حديث أي عبيدة عن أبى العاص . ابن أبي هند ،عن عامر ال ّ
سمى لنا مههن السههارى ن عليه بغير فداء :قال ابن إسحاق :فكان ممن ُ م ّ
ن ُ م ْ َ
ن عليه بغير فداء ،من بني عبد شمس بن عبد مناف :أبو العاص بن الربيههع بههن م ّ ممن ُ
ن عليه رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بعههد-أن بعثههت م ّ عبد العُّزى بن عبد شمس َ
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسههلم بفههدائه .ومههن بنههى مخههزوم بههن يقظههة :
عمههر بههن مخههزوم ،كههان لبعههض بنههى طب بن الحههارث ابههن عَُبيههدة بههن ُ حن ْ َ
طلب بن َ الم ّ
خّلوا سبيله .فلحق بقومه . الحارث بن الخزرج ،فُترك في أيديهم حتى َ
جار. قال ابن هشام :أسره خالد بن َزْيد ،أبو أيوب النصاري ،أخو بنى الن ّ
عمهر بهن صهْيفى بهن أبههى رفاعهة بهن عابهد بهن عبههد اللههه ابهن ُ قال ابن إسحاق :وَ َ
ن إليهههم ت أحد في فدائه أخذوا عليه ليبعث ه ّ مخزوم ُ ،ترك في أيدي أصحابه ،فلما لم يأ ِ
ف لهم بشىء فقال حسان بن ثابت في ذلك : وا سبيله ،فلم ي َ ِ بفدائه ،فخل ّ ْ
الموارِدِ ض
ببع ِ أعيا ب
ثعل ٍ َقفا ة
ي لُيوفى ذمهه ً صيف ّ #وما كان َ
قال ابن هشام :وهذا البيت في أبيات له .
حذافههة بههن عمرو بن عبد الله بن عثمان بن أهَْيب بههن ُ قال ابن إسحاق :وأبو عّزةَ ،
مح ،كان محتاجا ً ذا بنات ،فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقال :يا رسههول ج َ
ُ
ن عليههه ى؟ فمه ّ ن عله ّ ى من مال ،وإنى لذو حاجة ،وذو عيال ،فههامن ُ ْ ت مال َ الله لقد عرف َ
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وأخذ عليه أل يظاهر عليه أحداً.
ما مدح به أبو عزة الرسول عندما أطلقه بغير فداء :
فقال أبو عزة.في ذلك ،يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذكر فضههله فههي
قومه :
حميد ُ َ والملي ُ
ك حقّ بأنك ل محمههدا ً مبلغ عني الرسو َ ن ُ م ْ َ #
عليك من الله العظيم ِ شهيد ُ دى #وأنت امرؤ تدعوإلى الحقّ والههه َ
وصعود ُ ة
سْهل ٌ َ تدرجا ٌ له مبههههههاءةً ت فينا َ وئ َ ت امرؤ ب ّ #وأن َ
لسعيد ُ سالمته ومن ي
ق ّ َ
ش ِ ب
محهههههههاَر ٌ #فإنك من حاربته ل ُ
حسرةٌ وقعود ُ َ تأّوب ما بى : َ
ت بدرا وأهلهههههههً ذكْر ُ #ولكن إذا ُ
مقدار الفداء للسير :قال ابن هشههام :كههان فههداء المشههركين يههومئذ أربعههة الف
ن رسول الله صههلى اللههه عليههه درهم للرجل ،إلى ألف درهم ،إل من ل شىء له ،فم ّ
وسلم عليه .
هب بعد تحريض صفوان له و ْعمير بن َ إسلم ُ
على قتل الرسول
عروة ابههن الزبيههر قههال : قال ابن إسحاق :وحدثني محمد ُ بن جعفر بن الزبير ،عن ُ
مصاب أهههل بههدر مههن قريههش - جمحي مع صفوان بن أمية بعد ُ مْير بن وهب ال ُ جلس عُ َ
شْيطانا مههن شههياطين قريههش ،وممههن كههان ً عمير ابن وهب َ جر -بيسير ،وكان ُ ح ْ في ال ِ
قون منه عناًء وهو بمكههة ،وكههان ل الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،وي َل ْ َ ُيؤِذي رسو َ
مْير في أسارى بدر. ه وهب بن عُ َ ابن ُ
قال ابن هشام :أسره رفاعة بن رافع أحد بنى ُزَرْيق .
عهروة ابهن الزبيهر ،قههال : جْعفر بن الّزبير ،عن ُ قال ابن إسحاق :حدثني محمد بن َ
ن فههي العيههش بعههدهم خي هٌر ؟ مصابهم ،فقال صفوان :واللههه إ ْ قليب و ُ ب ال َ فذكر أصحا َ
ى ليهس لهه عنهدي قضهاء ،وعيها ٌ
ل ت والله ،أما والله لول د َْيهن عله ّ عمير :صدق َ قال له ُ
ة بعدي ،لركبت إلى محمد حتى أقتَله ،فإن لى قبلهم علة :ابنههى ضْيع َأخشى عليهم ال ّ
ى ديُنك ،أنا أقضيه عنههك ،وعيال ُههك أسير في أيديهم قال :فاغتنمها صفوان وقال :عل ّ
ميههر :فههاكتمسهُعنى شههىٌء ويعجههز عنهههم فقههال لههه عُ َ قوا ،ل ي َ َمع عيالى أواسيهم .ما ب َ ُ
شأنى وشأنك قال :أفعل .
دم المدينههة فبينهها َ
م ،ثم انطلههق حههتى ق ه ِ س ّ
حذ له و ُ ش ِ عمير بسيفه ،ف ُ قال :ثم أمر ُ
عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بههدر ،ويههذكرون مهها أكرمهههم
مْير بن وهب حين أنههاخ علههى بههاب الله به ،وما أراهم من عدوهم ،إذ نظر عمر إلى عُ َ
هب ،واللههه مهها جههاء مْير بن وَ ْ
ف ،فقال :هذا الكلب عدوّ الله عُ َ المسجد متوشحا ً السي َ
حَزرنا للقوم يوم بدر. حّرش بيَننا ،و َ إل لشّر .وهو الذي َ
عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :يا نبي الله ،هههذا عههدو ثم دخل ُ
ى ،قال :فأقبل عمر حتى ْ ً هب قد جاء متو ّ
فه :قال :فأدخله عل ّ شحا سي َ ن وَ ْمْير ب َالله عُ َ
عنقه فلّببه بها ،وقههال لرجههال ممههن كههانوا معههه مههن النصههار : مالة سيفه فرط ُ أخذ بح ّ
ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده ،واحذروا عليه مههن هههذا
الخبيث ،فإنه غير مأمون ،ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من دلئل نبوته صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى اللهه عليهه
عميههر؟ فههدنان يها ُ وسلم ،وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه ،قال :أرسْله يا عمههر ،اد ْ ِ
ثم
ل الجاهليةِ بيَنهم ،فقال رسول الله صههلى اللهه ة أه ِقال :انعموا صباحًا ،وكانت تحي َ
عمير ،بالسلم : عليه وسلم :فقد أكرمنا الله بتحيةٍ خير من تحيتك يا ُ
ث عهد .قههال :فمهها ت بها لحدي ُ تحية أهل الجنة .فقال :أما والله يا محمد إن كن ُ
حسههنوا فيهه ،قههال :فمها جاء بك يا عمير؟ قال :جئت لهذا السير الذي في أيهديكم فأ ْ
ً
ت عنهها شههيئا؟ قههال : ف في عنقك ؟ قال :قّبحها الله من سههيوف ،وهههل أغنه ْ بال السي ُ
ت إل لذلك . ت له ؟ قال :ما جئ ُ أصدْقنى ،ما الذي جئ ُ
ب القليههب مههن جههر ،فههذكرتما أصههحا َ ح ْ
ت أنت وصفوان بن أمية في ال ِ قال :بل قعد َ
ل محمههدًا ،فتحمههل لههك ى وعيال عندي لخرجت حتى أقت ه َ قريش ،ثم قلت ،لول دين عل ّ
مي ْههر :
صفوان بدينك وعيالك ،على أن تقتلنى له ،والله حائل بينك وبين ذلههك ،قههال عُ َ
ذبك بما كنت تأتينا به من خهبر السههماء، أشهد أنك رسول الله ،قد كنا يا رسول الله نك ّ
وما ينزل عليك من الوحى ،وهذا أمر لم يحضره إل أنا وصفوان ،فوالله إنى لعلههم مهها
لسههلم وسههاقني هههذا المسههاق ،ثههم شهههد أتاك به إل الله ،فالحمد لّله الههذي هههدانى ل ِ
شهادةَ الحقّ .فقال رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم :فقهههوا أخههاكم فههي دينههه ،
واقرئوه القرآن ،وأطلقوا له أسيره ،ففعلوا .عمير يدعو إلى اِلسههلم فههي مكههة :ثههم
ل الله ،إني كنت جاهدا ً على إطفاء نور الله ،شديد الذى لمن كان على قال :يا رسو َ
ن لى ،فأقدم مكة ،فأدعوهم إلى الله تعالى ،وإلههى دين الله عز وجل ،وأنا أحب أن تأذ َ
رسوله صلى الله عليه وسلم ،لعل الله يهديهم ،وإل اذيتهم في دينهم كما كنت أوذي
أصحابك في دينهم ؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليههه وسههلم فلحههق بمكههة ،وكههان
مْير بن وهب ،يقول :أبشروا بوقعة تأتيكم الن في أيام ، صفوان بن أمية حين خرج عُ َ
تنسيكم وقعة بدر ،وكان صفوان
يسأل عنه الركبان ،حتى قدم راكب فأخبره عن إسلمه ،فحلف أن ل يكلمه أبههدًا،
ول ينفعه بنفع أبدًا.
عمير مكة ،أقام بهها يهدعو إلهى السهلم ،ويهؤِذي مهن قال ابن إسحاق :فلما قدم ُ
ذى شديدًا ،فأسلم على يديه ناس كثير. خالفه أ ً
من رأى إبليس عندما نكص علسسى عقسسبيه يسسوم بسسدر :قههال ابههن إسههحاق :
عمير بن وهب ،أو الحارث بن هشام ،قد ذكر لههى أحههدهما ،الههذي رأى إبليههس حيههن و ُ
ل عههدو اللههه فههذهب ،فههأنزل مث َ َسراق ؟ و َ نكص على عقبيه يوم بدر ،فقيل :أين ،أي ُ
طا َ
سن الن ّهها ِ مه ْ م ِ م ال ْي َوْ َ
ب ل َك ُ ْ غال ِ َ ل َل َ م وََقا َمال َهُ ْ ن أعْ َ شي ْ َ ُ م ال ّ ن ل َهُ ْ الله تعالى فيه { :وَإ ِذ ْ َزي ّ َ
جْعشههم سراقة ابههن مالههك بههن ُ م} .فذكر استدراج إبليس إياهم ،وتشبهه ب ُ جاٌر ل َك ُ ْ وَإ ِّني َ
مناة بن كنانة في الحههرب الههتي كههانت لهم ،حين ذكروا ما بينهم وبين بنى بكر بن عبد َ
ن } ونظر عدو الله إلههى جنههود اللههه مههن فئ ََتا ِت ال ْ ِ ما ت ََراَء ْ بينهم .يقول الله تعالى { :فَل َ ّ
صالملئكة ،قد أيد الله بهم رسوَله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على عدوهم { ن َك َ َ
َ
ن} .وصدق عدو الله ،رأى مهها لههم ما َل ت ََروْ َ م إ ِّني أَرى َ من ْك ُ ْ ريٌء ِ ني ب َ ِ ل إِ ّ قب َي ْهِ وََقا َعََلى عَ ِ
ديد ُ ال ْعِ َ َ
ب} ]النفال [48 :فذكر لي أنهههم كههانوا قا ِ ش ِه َه َوالل ّ ُ ف الل ّ َ خا ُ ي ََرْوا ،وقال { :إ ِّني أ َ
ي ََرْونه في كل منزل في صههورة سههراقة ل ينكرونههه ،حههتى إن كههان يههوم بههدر ،والتقههى
الجمعان نكص على عقبيه ،فأوردهم ثم أسلمهم .
عمرو بن تميم سد بن َ قال ابن هشام :نكص :رجع :قال أْوس بن حجر ،أحد بنى أ ْ
:
مَرم ِ العََر ْ س
الخمي ِ أنفا َ
ل ن
جو َ ت َُز ّ م
م جئُته ُ #نكصُتم على أعقاِبكم يو َ
وهذا البيت في قصيدة له .
شعر حسان بن ثابت يفخر بقومه ويذكر خداع إبليس قريشا ً :قال ابههن
إسحاق :وقال حسان بن ثابت :
فاُر ُ
ك ّ ض ُ
الر ِ وأهل دقوه وص ّ م آوَْوا نبّيههههم #قومى الذين هُ ُ
أنصاُر النصارِ مع للصالحين ف
سلهه ٌ َ م َ ص أقوام ٍ ه ُ #إل خصائ َ
مختاُر: ُ ل
الص ِ م
كري ُ أتاهم لما ُ
سم ِ الله قولهههههم ق ْ ستبشرين ب َ م ْ
ُ #
م والجاُر َ ً ً
س ُ
ق ْ م ال َ ى ونع َ م النب ّ سعَةٍ نع َ َ ن وفههههى م ٍ #أهل وسهل ففى أ ْ
ى الداُر ً
م دارا ه َ من كان جاَره ُ #فأنزلوه بدارٍ ل ُيخاف بههههها
الناُر الجاحدِ م س ُ وقَ ْ مهاجرين قدموا ل إذ موه بها المههههههوا َ س ُ #وقا َ
ن العلم ِ ما ساروا م لو يعلمون يقي َ ِلحْينه ُ سرنا وساروا إلى َبههههههد ٍْر ِ #
غَّزاُر وا َ
له لمن ث
الخبي َ
إن سَلمهههههم
م بغرورٍ ثم أ ْ #د َل ّهُ ُ
والعاُر خْزىال ِ فيه َ
المواردِ
شّر دهههمجار فأور َ
#وقال إني لكم َ
غاروا فرقة ومنهم ن
مْنجدي َ
من ُ م
سراِتههه ُ
وا عن َ #ثم التقينا فول ّ ْ
قال ابن هشام :أنشدني قوَله " :لما أتاهم
ل مختاُر "
م الص ِ كري ُ
أبو زيد النصاري .
عمون من قريش ْ
المط ِ
قال ابن إسحاق :وكان المطعمههون مههن قريههش ،ثههم مههن بنههى هاشههم بههن عبههد
مناف :العباس بن عبد المطلب بن هاشم .
عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ُ :
ُ
وفل ،وطعَْيمة ابن عدي بههن وفل بن عبد مناف :الحارث بن عامر بن ن َ ْ ومن بني ن َ ْ
نوفل ،يعتقبان ذلك .
ختري بن هشام بن الحارث ابهن أسههد .وحكيههم ومن في أسد بن عبد العُّزى :أبا الب ْ
بن حزام بن خويلد بن أسد :يعتقبان ذلك .
ضر بن الحارث بن ك ََلدة بن علقمة بن عبد منههاف ومن بني عبد الدار بن ُقصى :الن ّ ْ
بن عبد الدار.
َ ْ
قال ابن هشام :ويقال :النضر بن الحارث بن عَلقمة بن ك َلدة ابن عبههد منههاف بههن
عبد الدار.
قال ابن إسحاق :ومن بني مخزوم بن يقظة :أبا جهل بن هشام ابن المغيههرة بههن
عبد الله بن عمر بن مخزوم .
سهْهم بههن
مههح .ومههن بنههي َ ج َ
حذافة بن ُهب بن ُ جمح :أمية بن خلف بن وَ ْ ومن بني ُ
سْهم ،يعتقبان ذلك . حذيفة بن سعد بن َ منّبها ً ابني الحجاج بن عامر ابن ُ عمرو :ن َُبيها و ُ َ
صهر بهن مالهك بهن سهيل بن عبد شمي بهن عبهد وُد ّ بهن ن َ ْ َ ُ
ومن بني عامر بن لؤي ُ :
سل بن عامر. ح ْ ِ
أسماء خيل المسلمين يوم بدو
قال ابن هشام :وحدثني بعض أهل العلم :أنه كههان مههع المسههلمين يههوم بههدر مههن
قههداد بههن
م ْ
وي ،وكان يقال له :السبل وفرس ال ِ مْرَثد الغَن َ ِ
مْرَثد بن أبي َ
الخيل ،فرس َ
سْبحة وفرس الزبير بههن العههوام ، مرو الب َْهراني ،وكان يقال له :ب َْعزجة ،ويقال له َ : عَ ْ
وكان يقال له :الي َْعسوب .قال ابن هشام :ومع المشركين مائة فرس .
َ َ
ن} ]النفههال [1 :فكههان مِني َ م هؤْ ِ م ُ كنت ُه ْ ن ُ ه إِ ْ سول َ ُ ه وََر ُ طيُعوا الل ّ َ م وَأ ِ ت ب َي ْن ِك ُ ْ ذا َ حوا َ صل ِ ُوَأ ْ
سئل عههن النفههال ،قههال ،فينهها معشههر أهههل بههدر عبادة بن الصامت -فيما بلغني -إذا ُ ُ
ُ
نزلت ،حين اختلفنا في النفل يوم بدر ،فانتزعه الله من أيدينا حين ساءت فيه أخلقنا،
واء -يقههول علههى ده على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقسههمه .بيننهها عههن ب َه َ فر ّ
السواء -وكان في ذلك تقوى الله وطههاعته ،وطاعههة رسههوله صههلى اللههه عليههه وسههلم
وصلح ذات البين .
م ومسههيَرهم ما نزل في خروج المسلمين لملقات قريش :ثههم ذكههر القههو َ
م أن قريشا ً قد سههاروا إليهههم ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،حين عرف القو ُ
َ
ن ب َي ْت ِهكَ مه ْ َ
جهك َرب ّهك ِ َ خَر َ مهها أ ْ وإنما خرجوا يريدون العير طمعا ً فههي الغنيمههة ،فقههال {:ك َ
َ
َ
مهها ن ك َأن ّ َ مهها ت َب َي ّه َ حهقّ ب َعْهد َ َ ك فِههي ال ْ َ جادُِلون َه َ ن* ي ُ َ هو َ ن ل َك َههارِ ُ مِني َ مهؤْ ِ ن ال ْ ُ مه ْ قا ِ ري ً ن فَ ِ حقّ وَإ ِ ّ ِبال ْ َ
ن} :أي كراهية للقاء القوم ،وإنكههارا ً لمسههير قريههش، م َينظ ُُرو َ ت وَهُ ْ موْ ِ ن إ َِلى ال ْ َ ساُقو َ يُ َ
َ َ َ ّ ّ
تذا ِ ن غَي ْهَر َ نأ ّ دو َ م وَت َهوَ ّ ن أن ّهَهها لك ُه ْ فت َي ْ ِ
دى الطههائ ِ َ حه َ ه إِ ْ م الله ُ حيههن ذكههروا لهههم {وَإ ِذ ْ ي َعِهد ُك ُ ْ
َ
ه
مههات ِ ِ حهقّ ب ِك َل ِ َ ح هق ّ ال ْ َ ن يُ ِ هأ ْ ري هد ُ الل ّه ُ م} :أي الغنيمههة دون الحههرب {وَي ُ ِ ن ل َك ُه ْ كو ُ شوْك َةِ ت َ ُ ال ّ
ن} ]النفال5 :ه : [7أي بالوقعة التي أوقع بصناديد قريش وقادتهم ري َ كافِ ِ داب َِر ال ْ َ قط َعَ َ وَي َ ْ
م} :أي لهدعائهم حيهن نظهروا إلهى كهثرة عهدوهم ،وقلهة كه ْ ن َرب ّ ُ سهت َِغيُثو َ يوم بهدر {إ ِذ ْ ت َ ْ
َ
ل الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ودعههائكم{ أن ّههي م} بدعاء رسو ِ ب ل َك ُ ْ جا َ ست َ َعددهم {َفا ْ
َ َ
ه}: من ْه ُ ة ِ من َه ً سأ َ م الن َّعا َ شيك ُ ْ ن} ]النفال {. .[9 :إ ِذ ْ ي ُغَ ّ مْردِِفي َ مَلئ ِك َةِ ُ ن ال ْ َ م ْ ف ِ م ب ِأل ْ ٍ مد ّك ُ ْ م ِ ُ
أي أنزلت عليكم المنة
ماًء } للمطر الههذي أصههابهم تلههك ماِء َ س َ ن ال ّ م ْم ِ ُ
ل عَلي ْك َْ حين نمتم ل تخافون {وَي ُن َّز ُ
الليلههة ،فحبههس المشههركين أن يسههبقوا إلههى المههاء ،وخلههى سههبيل المسههلمين إليههه{
ه
ت ِبهه ِ م وَي ُث َّبهه َ ط عََلههى قُُلههوب ِك ُ ْ ن وَل ِي َْرِبهه َ طا ِ شههي ْ َ جههَز ال ّ م رِ ْ كهه ْ عن ُ ب َ م ِبهههِ وَُيههذ ْهِ َ كهه ْ ل ِي ُط َهَّر ُ
م} ]النفال : [11 :أي ليذهب عنكم شك دا َاْل َقْ َ
الشيطان ،لتخويفه إياهم عدوهم واستجلد الرض لهم ،حتى انتهوا
إلى منزلهم الذي سبقوا إليه عدّوهم .
ما نزل في تبشير المسلمين وتحريضهم على القتل :ثم
َ
مُنههوا} :أي ازروا نآ َ ذي َ م فَث َب ُّتوا ال ّ ِ معَك ُ ْ مَلئ ِك َةِ أّني َ ك إ َِلى ال ْ َ حي َرب ّ َ قال تعالى { :إ ِذ ْ ُيو ِ
َ ْ ّ ُ الذين امنوا { ُ
ضهرُِبوا ق َوا ْ ض هرُِبوا فَهوْقَ العْن َهها ِ ب َفا ْ فُروا الّرعْه َ ن كَ َ ذي َ ب ال ِ قي َِفي قُلو ِ سأل ْ ِ َ
ه
َ ه ّ ل ال ن
ِ ّ إ ه َ ف ه
ُ َ ل هو ه سَ ََ ُ ر و ه هّ ل ال ق
ِ ْ ق ها ه شَ ي ن
ُ َ َ ْ ُ ه م و ه َ ل هو ه س
َ ََ ُ ر و ه ّ ل ال قوا ّ شا َ م
ِ ُّ ْه ن أ ب كَ ِ لَ ذ ن* ل ب ََنا ٍ م كُ ّ من ْهُ ْ ِ
فُروا ن كَ َ ذي ّ ل ا م ت قي َ ل ذاَ إ نوا م آ ن ذي ّ ل ا ها يَ أ يا {: قال ثم ، [ 12،13 ]النفال: ب} قاَ ع
ِ ُ ِ ْ ل ا د دي شَ
ِ َ ِ ُ ْ ِ َ َ ُ ِ َ َّ ِ
حي ًّزا إ َِلههى ت م و فا ل ِقتال أ َ ً ر ح ت م لّ إ ه ر ب د ذ ئم و ي م ه ّ ل و ي ن م و {. ر} با د َ ل ْ ا م ه لو ّ و ت لَ َ ف فا ح ً
ِ َ ٍ ْ ُ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ ِ ْ َ ْ َ ِ ٍ َُُ ُ ِ ُ َ َ ّ َْ َ ُ َ ُ ْ َز ْ
صههيُر }]النفههال [16 :أي تحريض ها ً م ِ س ال ْ َ م وَب ِئ ْ َ جهَن ّه ُ مأَواهُ َ ن الل ّهِ وَ َ م ْ ب ِ ض ٍ قد ْ َباَء ب ِغَ َ فِئ َةٍ فَ َ
لهم على عدوهم لئل ينكلوا عنهم إذا لقوهم ،وقد وعدهم الله فيهم ما وعدهم .
ما نزل في رميهم بالحصباء :ثم قال تعالى ،في رمى رسول
ت إ ِذ ْ مي ْه َ مهها َر َ الله صلى الله عليه وسلم إياهم بالحصباء من يده ،حين رماهم { :وَ َ
مى } :أي لم يكن ذلههك برميتههك ،لههول الههذي جعههل اللههه فيههها مههن ه َر َ ن الل ّ َ ت وَل َك ِ ّ مي ْ َ َر َ
ه ب َلءًَ مْنهه ُ ن ِ مِني َ مههؤْ ِ ْ
ي ال ُ نصرك ،وما ألقى في صدور عدوك منها حين هزمهم الله {وَل ِي ُب ْل ِ َ
سًنا} ]النفههال : [17 :أي ليعههرف المههؤمنين مههن نعمتههه عليهههم فهي إظههارهم علههى ح َ َ
عدوهم ،وقلة عددهم ،ليعرفوا بذلك حقه ،ويشكروا بذلك نعمته .
ح} :أي لقههول فت ْ ُ ْ
م ال َ جاَءك ُ ْ قد ْ َ حوا فَ َ فت ِ ُ ست َ ْن تَ ْ ما نزل في الستفتاح :ثم قال { :إ ِ ْ
حنه الغَههداة .والسههتفتاح : أبى جهل :اللهم أقطعنهها للرحهم ِ ،وآتانهها بمهها ل ُيعههرف ،فههأ ْ
النصاف في الدعاء.
دوا ن ت َعُههو ُ م وَإ ِ ْ خي ْهٌر ل َك ُه ْ ن َتنت َهُههوا } :أي لقريههش{ فَهُهوَ َ يقول اللههه جههل ثنههاؤه {:وَإ ِ ْ
شهي ًْئا وَل َه ْ
و م َ م فِئ َت ُك ُ ْ عنك ُ ْ ي َ ن ت ُغْن ِ َ د} :أي بمثل الوقعة التي أصبناكم بها يوم ،بدر{ :وَل َ ْ ن َعُ ْ
َ
ن}]النفال :[19 :أي أن عددكم وكثرتكم فههي أنفسههكم لههن مِني َ مؤْ ِ م ع َ ال ْ ُ ه َ ن الل ّ َ ت وَأ ّ ك َث َُر ْ
ي عنكم شيئًا ،وإني مع المؤمنين ،أنصرهم على من خالفهم . تغن َ
َ
القرآن يحض المسلمين على طاعسسة الرسسسول :ثههم قههال تعههالى َ{ :ياأي ّهَهها
َ َ
ن} .ول تخالفوا أمره وأنتههم مُعو َ س َ م تَ ْ ه وَأن ْت ُ ْ وا عَن ْ ُ ه وََل ت َوَل ّ ْ سول َ ُ ه وََر ُ طيُعوا الل ّ َ مُنوا أ ِ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
م َل معَْنا وَهُ ه ْ سه ِ ن قَههاُلوا َ ذي َ كال ّه ِكون ُههوا َ تسههمعون لقههوله ،وتزعمههون أنكههم منههه { ،وََل ت َ ُ
شهّر ن َ ن} :أي كالمنافقين الذين يظهرون له الطاعة ،وُيسرون له المعصههية {إ ِ ّ مُعو َ س َ يَ ْ
ن} :أي المنافقين الذين نهيتكههم أن تكونههوا قلو َ ُ ن ل ي َعْ ِ َ ذي َ ّ
م ال ِ ْ
م الب ُك ُ ْ ص ّعن ْد َ اللهِ ال ّ ّ ب ِ الد َّوا ّ
صم عن الحق ،ل يعقلون :ل يعرفون ما عليهم في ذلههك مههن مثلهم ُ ،بكم عن الخيرُ ،
َ َ ّ
م } ،أي لنفذ لهههم قههولهم الههذي قههالوا معَهُ ْ س َ خي ًْرا ل ْ م َ ه ِفيهِ ْ م الل ُ النقمة والّتباعة وَل َوْ عَل ِ َ
ن ضو َ معْرِ ُ م ُ بألسنتهم ،ولكن القلوب خالفت ذلك منهم ،ولو خرجوا معكم { ل َت َوَّلوا وَهُ ْ
َ
جيُبوا س هت َ ِ مُنوا ا ْ نآ َ ذي َ })]النفال21 :ه [23ما وفوا لكم بشيء مما خرجوا عليه {َياأي َّها ال ّ ِ
م }]النفال : [24 :أي للحرب التي حِييك ُ ْ ما ي ُ ْ م لِ َ عاك ُ ْ ذا د َ َ ل إِ َ سو ِ ل ِل ّهِ وَِللّر ُ
أعزكم الله بها بعد الذل ،وقواكم بها بعد الضعف ،ومنعكههم بههها مههن عههدوكم بعههد
ف ُخط ّ َ خههاُفو َ ن ِفي اْل َْر َ
م كهه ْ ن ي َت َ َ
نأ ْ َ ض تَ َِ فو َ ضع َ ُست َ ْ م ْ ل ُ م قَِلي ٌ القهر منهم لكم{ َواذ ْك ُُروا إ ِذ ْ أن ْت ُ ْ
َ َ
من ُههوانآ َ ذي َ ن* َياأي َّها ال ّه ِ شك ُُرو َ م تَ ْ ت ل َعَل ّك ُ ْ ن الط ّي َّبا ِ م ْ م ِ صرِهِ وََرَزقَك ُ ْ م وَأي ّد َك ُ ْ
م ب ِن َ ْ س َفآَواك ُ ْالّنا ُ
ن}]النفههال [26،27 :أى ل َ َ ُ َ سههو َ ّ َل ت َ ُ
مههو َ م ت َعْل ُ م وَأن ْت ُه ْ مان َههات ِك ْ خون ُههوا أ َ ل وَت َ ُ ه َوالّر ُ خون ُههوا الل ه َ
تظهروا له من الحق ما يرضى به منكم ،ثم تخالفوه في السر إلههى غيههره ،فههإن ذلههك
ل لَ ُ َ
م فُْرَقاًنها كه ْ جَعه ْ ه يَ ْقوا الل ّ َن ت َت ّ ُ مُنوا إ ِ ْ نآ َ ذي َهلك لماناتكم ،وخيانة لنفسكم َ {.ياأي َّها ال ّ ِ
ظي هم ِ }]النفههال : [29 :أي فصهل ً ل ال ْعَ ِ ض ِ ف ْ ذو ال ْ َ ه ُ م َوالل ّ ُ فْر ل َك ُ ْ م وَي َغْ ِ سي َّئات ِك ُ ْ
م َ عنك ُ ْ وَي ُك َ ّ
فْر َ
بين الحق والباطل ،ليظهر الله به حقكم ،ويطفىء به باطل من خالفكم .
كر رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بنعمتههه تذكير الرسول بنعمة الله عليه :ثم ذ َ ّ
هه َوالل ّه ُ مك ُهُر الل ّه ُ ن وَي َ ْمك ُهُرو َ عليه ،حين مكر به القوم ليقتلوه أو ُيثبتوه أو يخرجههوه{ وَي َ ْ
ن} ]النفال :[30 :أي فمكرت بهم بكيدي المتين حتى خلصتك منهم . ري َ ماك ِ ِ خي ُْر ال ْ َ َ
ما نزل في غرة قريش واستفتاحهم على أنفسهم :ثم ذكر ِغرة قريههش
ك عْنههدِ َ ن ِ مهه ْ حق ّ ِ ذا هُوَ ال ْ َ ن هَ َ كا َ ن َ م إِ ْواستفتاحهم على أنفسهم ،إذ قالوا {وَإ ِذ ْ َقاُلوا الل ّهُ ّ
َ
ماء} كمهها أمطرتههها علههى قههوم سه َ ن ال ّ مه ْ جههاَرةً ِ ح َمط ِْر عَل َي ْن َهها ِ } أي ما جاء به محمد {فَأ ْ
م} ]النفال [27 :أي بعض مهها عههذبت بهه المههم قبلنها ،وكهانوا َ لوط {أ َوْ ائ ْت َِنا ب ِعَ َ
ب أِلي ٍ ذا ٍ
يقولون :إن الله ل يعذبنا ونحن نستغفره ،ولم يعههذب أمههة ونبيههها معههها حههتى يخرجههه
عنها .وذلك من قولهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهههم ،فقههال تعههالى
لنبيه صلى الله عليه وسلم ،يذكر جهالتهم وغرتههم واسهتفتاحهم علهى أنفسههم ،حيهن
َ
مم وَهُه ْ معَهذ ّب َهُ ْ ه ُ ن الل ّه ُ مهها ك َهها َ م وَ َ ت ِفيهِه ْ م وَأن ْه َ ه ل ِي ُعَذ ّب َهُ ْ ن الل ّ ُ كا َما َ نعى سوء أعمالهم {:وَ َ
ن })]النفال [33 :أي لقولهم :إنا نستغفر ومحمد بين فُرو َ ست َغْ ِ يَ ْ
ّ ّ َ َ
ه } وإن كنههت بيههن أظهرهههم ،وإن كههانوا م الله ُ م أل ي ُعَهذ ّب َهُ ْ ما لهُه ْ أظهرنا ،ثم قال {وَ َ
حهَرام ِ } :أي مههن آمههن بهالله ْ
جدِ ال َ سه ِم ْ ْ
ن ال َ عه ْ ن َ دو َ صه ّ م يَ ُ يستغفرون كما يقولههون {وَهُه ْ
ْ ّ َ َ َ
ن }الههذين قههو َ ن أوْل ِي َههاؤُهُ إ ِل ال ُ
مت ّ ُ مهها كههاُنوا أوْل ِي َههاَءهُ إ ِ ْ وعبههده :أي أنههت ومههن أتبعههك {،وَ َ
م لَ ْ َ َ
ن أكث ََرهُه ْ يحرمون حرمتههه ويقيمههون الصههلة عنههده :أي أنههت ومههن امههن بههك {وَلك ِه ّ
مكههاءً َ ّ
ت } الههتي يزعمههون أنههه يههدفع بههها عنهههم {إ ِل ُ عن ْد َ ال ْب َي ْ ِ م ِ صَلت ُهُ ْ ن َ كا َ ما َ ن* وَ َ مو َ ي َعْل َ ُ
ة} قال ابن هشام :المكاء :الصفير .والتصدية التصفيق .قال عنترة صدِي َ ً وَت َ ْ
عمرو بن شداد العْبسى : ابن َ
علم ِ ال ْ قشد ْ ِ ك ِ ه
فريصت ُ ُ كو َتم ُ جههد ّل ً م َ ت ُ ن قد ترك ُ ب قِْر ٍ #ولُر ّ
يعنى :صوت خروج الدم من الطعنة ،كأنه الصفير :وهذا البيت
ماح بن حكيم الطائي : في قصيدة له .وقال الط ّرِ ّ
ن َ َ صداة وَر ْ #لها -كّلما ِريعت َ -
شمام ِ الَبوائ ِ ى
ن أعلى ابن َ ْ دا ِص َ م ْ ب ُ كدةَ
صفاةَ ثم وهذا البيت في قصيدة له .يعنى الْرِوية ،يقول :إذا فزعت .قرعت بيدها ال ّ
ح هْرز وابنهها ضههدان :ال ِ م ْ صههفاة -مثههل التصههفيق .وال ُ ركدت -تسمع صدى قرعها بيدها ال ّ
شمام جبلن
قال .ابن إسحاق :وذلك ما ل يرضي الله عز وجل ول يحبه ،
م ُ
مههها كنُتههه ْ ب بِ َ ذا َ ْ
ذوُقوا الَعههه َ ول مههها افهههترض عليههههم ،ول مههها أمرههههم بهههه{ َفههه ُ
ن} ]النفال : [34،35 :أي لما أوقع بهم يوم بدر من القتل . فُرو َ ت َك ْ ُ
قال ابن إسحاق :وحدثني يحيى بن عَّباد بن عبد الله بن الزبير ،عن أبيه عباد ،عههن
َ
ل }]المزمههل ،[1 :وقههول اللههه تعههالى م ُ مّز ّ عائشة قالت :ما كان بين نزول َ {:ياأي َّها ال ْ ُ
َ فيها {:وذ َرِني وال ْمك َذ ّبي ُ
مههامهها* وَط ََعا ً حي ً ج ِ ن ل َد َي َْنا أنك َههاًل وَ َ م قَِليًل* إ ِ ّ مهّل ْهُ ْ مة ِ و َ َ ن أوِلي الن ّعْ َ َ ُ ِ َ َ ْ
ما }]المزمل11 :ه [13إل يسير ،حتى أصاب الله قريشا ً بالوقعة يوم ذابا أ َ
ً ليِ َ
صةٍ وَعَ ً ذا غُ ّ َ
بدر.
جاج : كل .قال ُرؤبة بن العَ ّ قال ابن هشام :النكال :القيود واحدها :ن ِ ْ
ل ن ِك ْ ِ
ل كلى بغى ك ّ #يكفيك ن ِ ْ
وهذا البيت في أرجوزة له .
ما نزل في معاوني أبي سفيان :قال ابن إسحاق :ثم قال
قههو َ
ل الّلهه ِ
ه سههِبي ِ
ن َ عهه ْ
دوا َ صهه ّ م ل ِي َ ُ وال َهُ ْ
مهه َ
نأ ْ َ ف ُفههُروا ي ُن ْ ِ ن كَ َ ذي َ ن اّلهه ِ اللههه عههز وجههل {:إ ِ ّ
م فهههُروا إ ِل َهههى َ
جهَن ّههه َ ن كَ َ ذي َن َوال ّههه ِ م ي ُغْل َب ُهههو َ سهههَرةً ث ُههه ّ ح ْ م َ ن عَل َي ْهِههه ْ م ت َك ُهههو ُ قون ََها ث ُههه ّف ُ فَ َ
سهههُين ِ
ن} ]النفال [36 :يعنى النفر الذين مشوا إلى أبى سفيان ،وإلى مههن كههان لههه شُرو َ ح َيُ ْ
قههووهم بههها علههى حههرب رسههول اللههه مال من قريش في تلك التجارة ،فسههألوهم أن ي ُ َ
صلى الله عليه وسلم ،ففعلوا.
دوا} لحربههك { ن ي َعُههو ُف وَإ ِ ْ َ
س هل َ ما قَد ْ َ م َ َ
فْر لهُ ْ ن َينت َُهوا ي ُغْ َ فُروا إ ِ ْ ن كَ َذي َل ل ِل ّ ِ
ثم قال{ قُ ْ
ن }]النفال [38 :أي من قتل منهم يوم بدر. َ ْ فَ َ
ة الوِّلي َ سن ّ ُت ُ ض ْ م َ قد ْ َ
ن حت ّههى َل ت َك ُههو َ م َ ما نزل من المر بقتال الكفار :ثههم قههال تعههالى {:وَقَههات ُِلوهُ ْ
ه ل ِل ّهِ } :أي حتى ل ُيفتن ن ك ُل ّ ُ دي ُ ن ال ّ كو َ ة وَي َ ُ فِت ْن َ ٌ
َ
مؤمن عن دينه ،ويكون التوحيد لله خالصا ليس له فيه شريك ،وُيخلع ما دونه من ً ّ
وا }عن أمرك إلى ما هههم عليههه ن ت َوَل ّ ْ صيٌر* وَإ ِ ْ ن بَ ِ مُلو َ ما ي َعْ َ ه بِ َ ن الل ّ َ وا فَإ ِ ّ ن انت َهَ ْ النداد {فَإ ِ ْ
َ ّ َ َ
م} الذي أعزكم ونصركم عليهم يوم بدر فههي كههثرة موْلك ُ ْ ه َ ن الل َ موا أ ّ من كفرهم{ َفاعْل ُ
صيُر} ]النفال.[39،40 : م الن ّ ِ موَْلى وَن ِعْ َ م ال ْ َ عددهم وقلة عددكم {ن ِعْ َ
م الفيههء سه َ مقا ِ ما نزل في تقسيم الفيسء وأسسباب النصسسر :ثههم أعلمهههم َ
َ َ
ه
سه ُ م َ خ ُ ن ل ِّلههِ ُ يٍء َفهأ ّ شه ْ ن َ مه ْ م ِ مُته ْ ما غَن ِ ْ موا أن ّ َ وحكمه فيه ،حين أحله لهم ،فقال{ َواعْل َ ُ
مهها م ب ِههالل ّهِ وَ َ من ْت ُه ْ مآ َ كنت ُه ْ ن ُ ل إِ ْ س هِبي ِ ن ال ّ ن َواب ْه ِ كي ِ سا ِ م َ مى َوال ْ َ قْرَبى َوال ْي ََتا َ ذي ال ْ ُ ل وَل ِ ِ سو ِ وَِللّر ُ
َ ّ ْ ْ ْ َ
ديٌر} ]النفال: يٍء ق ِ َ ش ْ ّ
ه عَلى كل َ ُ ن َوالل ُ مَعا ِ ج ْ قى ال َ م الت َ َ ن ي َوْ َ فْرقا ِ َ م ال ُ أنَزل َْنا عَلى عَب ْدَِنا ي َوْ َ َ
[41أي يوم فرقت فيه بين الحق والباطل بقدرتى يوم التقى الجمعان منكم ومنهههم {
م ِبال ْعُد ْوَةِ ال ْ ُ َ
وى} من الوادي ص َ ق ْ م ِبال ْعُد ْوَةِ الد ّن َْيا }من الوادي {وَهُ ْ إ ِذ ْ أن ْت ُ ْ
َ
م} :أي عيههر أبههي سههفيان الههتي خرجتههم لتأخههذوها، من ْك ُه ْ ل ِ ف َ سه َ بأ ْ إلى مكة{ َوالّرك ْ ُ
ميعَههاِد} م فِههي ال ْ ِ فت ُه ْ خت َل َ ْ م َل ْ واعَههدت ّ ْ وخرجوا ليمنعوها عن غير ميعاد منكم ول منهم {وَل َوْ ت َ َ
أي ولو كان ذلك عن ميعاد منكههم ومنهههم ثهم بلغكهم كههثرة عهددهم ،وقلههة عهددكم مها
فُعوًل } أي ليقضي ما أراد بقدرته من إعههزاز قضي الل ّ َ
م ْ ن َ كا َ مًرا َ هأ ْ ُ ن ل ِي َ ْ ِ َ لقيتموهم {وَل َك ِ ْ
السلم وأهله وإذلل الكفر وأهله عن غير بلء منكم ففعل ما أراد من ذلك بلطفه ،ثم
م} ]النفههال: ميعٌ عَِلي ٌ س ِ ه لَ َ ن الل ّ َ ن ب َي ّن َةٍ وَإ ِ ّ ي عَ ْ ح ّ ن َ م ْ حَيا َ ن ب َي ّن َةٍ وَي َ ْ ك عَ ْ ن هَل َ َ م ْ ك َ قال{ ل ِي َهْل ِ َ
[42أي ليكفر من كفر بعد الحجة لما رأى من الية والعبرة ،ويؤمن من آمن على مثل
ذلك .
ما نزل في لطفه تعالى به صلى اللسسه عليسسه وسسسلم :ثههم ذكههر لطفههه بههه
َ
م شهل ْت ُ ْ ف ِ م ك َِثيهًرا ل َ َ ك قَِليًل وَل َهوْ أَراك َهُه ْ مه َ مَنا ِ ه فِههي َ م الل ّه ُ ريك َهُه ْ وكيده لههه ،ثههم قههال { :إ ِذ ْ ي ُ ِ
َ
دوِر} ]النفههال [43:فكههان مهها صه ُ ت ال ّ ذا ِ م ب ِه َ ه عَِلي ٌ م إ ِن ّ ُ سل ّ َ ه َ ن الل ّ َ مرِ وَل َك ِ ّ م ِفي اْل ْ وَل َت ََناَزعْت ُ ْ
أراك من ذلك نعمه مههن نعمههه عليهههم ،شههجعهم بههها علههى عههدوهم ،وكههف بههها عنهههم
وف عليهم من ضعفهم ،لعلمه بما فيهم .قال ابههن هشههام :تخههوف :مبدلههة مههن ماُتخ ّ
كلمة ذكرها ابن إسحاق ولم أذكرها
َ ّ َ ُ ُ ّ ً ُ َ م إ ِذ ْ ال ْت َ َ
مهًرا هأ ْ ي الله ُ ضه َ ق ِ م ل ِي َ ْ م ِفي أعْي ُن ِهِه ْ قللك ْ م قَِليل وَي ُ َ م ِفي أعْي ُن ِك ْ قي ْت ُ ْ موهُ ْ ريك ُ ُ {وَإ ِذ ْ ي ُ ِ
فُعوًل} ]النفال [44 :أي ليؤلف بينهم على الحههرب للنقمههة ممههن أراد النتقههام م ْ ن َ كا َ َ
منه ،والنعام على من أراد إتمام النعمة عليه من أهل وليته .
وعظ المسلمين وتعليمهم فنون الحسرب :ثههم وعظهههم وفهمهههم وأعلمهههم
َ
م قيت ُه ْ ذا ل َ ِ من ُههوا إ ِ َ نآ َ ذي َ الذي ينبغى لهم أن يسيروا به في حربهم ،فقال تعالى َ{ :ياأي َّها ال ّ ِ
ه} الههذي لههه بههذلتم ة }تقههاتلونهم فههي سههبيل اللههه عههز وجههل{ فَههاث ْب ُُتوا َواذ ْك ُهُروا الل ّه َ فِئ َ ً
َ
هسول َ ُ ه وََر ُ طيُعوا الل ّ َ ن* وَأ ِ حو َ فل ِ ُ م تُ ْ أنفسكم ِ ،والوفاء له بما أعطيتموه من بيعتكم{ ل َعَل ّك ُ ْ
م }أي وتهذهب كه ْ ح ُ ب ِري ُ شهُلوا } أي ل تختلفهوا فيتفهرق أمركهم {وَت َهذ ْهَ َ ف َ عوا فَت َ ْ وََل ت َن َههاَز ُ
ن} ]النفال[45،46 :أي إني معكم إذا فعلتم ذلك ري َ صاب ِ ِ معَ ال ّ ه َ ن الل ّ َ صب ُِروا إ ِ ّ حدتكم {َوا ْ
َ كال ّ ِ كوُنوا َ {وََل ت َ ُ
س} :أي ل تكونههوا كههأبي جهههل م ب َطهًرا وَرَِئاَء الن ّهها ِ ن دِي َههارِهِ ْ م ْ جوا ِ خَر ُ ن َ ذي َ
جههزر ونسههقى بههها الخمههر، وأصحابه ،الذين قالوا :ل نرجع حتى نأتى بدرا ً فننحههر بههه ال ُ
ة ،ول سههمع ً وتعزف علينا فيها القيهان ،وتسهمع العههرب :أي ل يكهون أمركهم ريهاًء ،ول ُ
سبة في نصر دينكم ،ومههوازرة نههبيكم ، ح ْ التماس ما عند الناس ،وأخلصوا لّله النية وال ِ
َ
م مههال َهُ ْ ن أع ْ َ طا ُ ش هي ْ َ م ال ّ ن ل َهُ ه ْ ل تعملوا إل لذلك ول تطلبوا غيره .ثم قال تعالى {:وَإ ِذ ْ َزي ّ َ
م} جاٌر ل َك ُ ْ س وَإ ِّني َ ن الّنا ِ م ْ م ِ م ال ْي َوْ َ ب ل َك ُ ْ غال ِ َ ل َل َ وََقا َ
قال ابن هشام :وقد مضى تفسير هذه الية .
قال ابن إسحاق :ثم ذكر الله تعالى أهل الكفر ،وما يلقون عند مههوتهم ،ووصههفهم
مهها بصفتهم وأخبر نبيه صلى اللههه عليههه وسههلم عنهههم ،حههتى انتهههى إلههى أن قههال{ فَإ ِ ّ
كل بهههم ن} ]النفال[57 :أي فن ّ م ي َذ ّك ُّرو َ م ل َعَل ّهُ ْ فه ُ ْ خل ْ َن َ م ْ م َ شّرد ْ ب ِهِ ْ ب فَ َ حْر ِ م ِفي ال ْ َ فن ّهُ ْق َ ت َث ْ َ
ْ َ َ َ
ن
ل ت ُْرهُِبو َ خي ْ ِ ط ال َ ن رَِبا ِ م ْ ن قُوّةٍ وَ ِ م ْ م ِ ست َطعْت ُ ْ ما ا ْ م َ دوا لهُ ْ ع ّ من ورائهم لعلهم يعقلون {وَأ ِ
يءٍشه ْ ن َ مه ْ قوا ِ ف ُما ُتن ِ م وَ َ مه ُ ْ َ
ه ي َعْل ُ ّ
م الل ُ مون َهُ ْ َ
م ل ت َعْل ُ َ دون ِهِ ْ ن ُ م ْ ن ِ ري َ ِ خ
م َوآ َ ب ِهِ عَد ُوّ الل ّهِ وَعَد ُوّك ُ ْ
َ
ن} ]النفال [59 :أي ل يضههيع لكههم عنههد اللههه مو َ م َل ت ُظ ْل َ ُ م وَأن ْت ُ ْ ف إ ِل َي ْك ُ ْل الل ّهِ ي ُوَ ّ سِبي ِ ِفي َ
أجره في الخرة،
ح ل َهَهها} :أي إن جن َه ْ س هل ْم ِ َفا ْ حههوا ِلل ّ جن َ ُ ن َ وعاجل خلفه في الدنيا ثم قههال تعههالى {:وَإ ِ ْ
ل عَل َههى الل ّههِ }إن اللههه كافيههك { دعوك إلى السلم على السلم فصالحهم عليه {وَت َوَك ّ ْ
م}].النفال[61 : ميعُ ال ْعَِلي ُ س ِه هُوَ ال ّ إ ِن ّ ُ
سْلم .الجنوح :الميل .قال َلبيههد بههن سْلم :مالوا إليك لل ّ قال ابن هشام :جنحوا لل ّ
ربيعة:
ل
الّنصا ِ بق َ نُ َ جَتلى يَ ْ مك ِّبا ُ ح الهاِلكى على ي َد َْيهههه جنو ُ ُ #
ى كتاب الله سلم أيضا :الصلح ،وف ِ ً ْ وهذا البيت في قصبيدة له وال ّ
ن} ]محمد ،[35 :ويقرأ " :إلى َ َ ْ َ ْ َ عز وجل { :فََل ت َهُِنوا وَت َد ْ ُ
م العْلوْ َ سلم ِ وَأن ْت ُ ْ عوا إ ِلى ال ّ
سْلمى : هير بن أبى ُ سْلم " ،وهو ذلك المعنى .قال ُز َ ال ّ
َ
سلم ل نَ ْ ف من القو ِ ل ومعرو ٍ بما ٍ ً م واسعهههها سل َ ْ #وقد قلتما إن ن ُد ِْرك ال ّ
وهذا البيت في قصيدة له .
قال ابن هشام :وبلغنى عن الحسن بن أبى الحسن الَبصري ،أنههه كههان يقههول { :
خُلهوا ِفهي َ
مُنهوا اد ْ ُ نآ َ ذي َ لسلم .وفى كتاب الله تعالى َ{ :ياأي َّها اّله ِ سل ْم ِ } ل ِ حوا ِلل ّ جن َ ُن َ وَإ ِ ْ
م} وهههو اِلسههلم .قهال أميههة بههن أبههى ة}]،البقرة [208:ويقههرأ {فِههي ال ّ ْ سل ْم ِ َ
كافّ ً
سهل ِ ال ّ
صْلت: ال ّ
داض َل اللهِ وما كانوا له عَ ُ س ُ ُر ْ سل ْم ٍ حين ت ُن ْذُِرهههم #فما أناُبوا ل َ
س هْلم .قههال ط ََرفههة وهذا البيت في قصيدة له .وتقول العرب لد َْلو ُتعمل مستطيلة :ال ّ
بن العبد أحد بنى قَْيس بن ث َْعلبة ،يصف ناقة له :
متشددِ
ُ دالٍج مي
سل َ
ب َ تمّر ن كأنمههها ن أفتل ِ مْرفقا ِ #لها ِ
وهذا البيت في قصيدة له .
ّ َ َ َ
ه } هو من وراء ذلك سب َك الل ُ ح ْ ن َ عوك فَإ ِ ّ خد َ ُ ن يَ ْ دوا أ ْ ري ُ ن يُ ِ {وَإ ِ ْ
ُ ّ َ ْ َ
ذي أي ّد َ َ ّ
م } علهى ن قُلهوب ِهِ ْ ف ب َْيه َ ن* وَأله َ مِني َ مؤْ ِ ه} بعد الضعف {وَب ِههال ُ صرِ ِ ك ب ِن َ ْ {هُوَ ال ِ
ُ ّ َ َ ْ َ َ
م ن قُلههوب ِهِ ْ ت ب َي ْه َ فه َمهها أل ْ ميًعا َ ج ِ ض َ ما ِفي الْر ِ ت َ ق َ ف ْ الهدى الذي بعثك الله به إليهم{ لوْ أن َ
م}].النفال[62،63 : كي ٌ ح ِ زيٌز َ ِ ه عَ م }بدينه الذي جمعهم عليه{ إ ِن ّ ُ ف ب َي ْن َهُ ْ ه أ َل ّ َ ن الل ّ َ وَل َك ِ ّ
َ َ
ين* َياأي ّهَهها الن ّب ِه ّ مِني َ مهؤْ ِ ن ال ْ ُ مه ْ ك ِ ن ات ّب َعَه َ مه ْ ه وَ َ ك الل ّ ُ سب ُ َ ح ْ ي َ ثم قال تعالى َ {:ياأي َّها الن ّب ِ ّ
ن ن ي َك ُه ْ ن وَإ ِ ْ مههائ َت َي ْ ِن ي َغْل ِب ُههوا ِ صههاب ُِرو َ ن َ ش هُرو َ ع ْ م ِ من ْك ُ ْ ن ِ ن ي َك ُ ْ ل إِ ْ قَتا ِ ن عََلى ال ْ ِ مِني َ مؤْ ِ ض ال ْ ُ حّر ْ َ
ن} ]النفال : [64،65 :أي ل هو َ ق ْ ف ي لَ م و َ ق م ه ن َ أ ب روا َ ف َ ك ن ذي ّ لا ن م فا ً ْ لَ أ بوا َ ُ
َ ُ َ ِ ُّ ْ ْ ٌ ُ ِ َ ِ ْ م ْ ْ ِ ٌ َْ ُِ
ل غ ي ة ئ ما م ك ن ِ
َ
يقاتلون على نية ول حق ول معرفة بخير ول بشر.
قال ابن إسحاق :حدثني عبد الله بن أي َنجيح عن عطاء بن أبههى َربههاح ،عههن عبههد
الله بن عباس قال :لما نزلت هذه الية اشههتد علههى المسههلمين ،وأعظمههوا أن ُيقاتههل
ف الل ّ ُ
ه ف َ خ ّن َ ة ألفًا ،فخفف الله عنهم ،فنسختها اليه الخرى{ ،اْل َ عشرون مئتين ،ومئ ٌ
ُ ُ ُ ُ عنك ُم وعَل ِ َ
م من ْكه ْ ن ِ ن ي َكه ْ ن وَإ ِ ْ مهائ َت َي ْ ِ صهاب َِرةٌ ي َغْل ِب ُههوا ِ ة َ مائ َ ٌ م ِ من ْك ْ ن ِ ن ي َك ْ فا فَإ ِ ْ ضعْ ً م َ ن ِفيك ُ ْ مأ ّ َ َ ْ َ
ّ ّ ْ َ أ َل ْ ٌ
ن } ]النفال [66 :قال :فكانوا ري َ صاب ِ ِ معَ ال ّ ه َ ن اللهِ َوالل ُ ن ب ِإ ِذ ْ ِ في ْ ِ ف ي َغْل ُِبوا أل َ
شطر من عدوهم لم ينبغ لهم أن يفروا منهم ،وإذا كانوا دون ذلك لم يجههب على ال ّ
عليهم قتالهم ،وجاز لهم أن يتحوزوا عنهم .
ما نزل في المغانم والسارى :قال ابن إسحاق :ثم عاتبه
الله تعالى في السارى ،وأخذ المغانم ،ولم يكن أحد قبله من النبياء يأكههل مغنمهها
من عدو له .قال ابن إسحاق :حدثني محمد أبو جعفر بن على بن الحسين ،
جعلت لي الرض قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ُنصرت بالرعب ،و ُ
حلههل لنههبى كههان َ م ولههم ت ُ ْ .مسجدا ً وطهورًا ،وأعطيت جوامعَ الكلم ،وأحلههت لههي الغنههائ ُ
مهها قبلى ،وأعطيت الشفاعة ،خمس لم يؤتهن نبي قبلى" .قال ابن إسحاق :فقههال َ { :
َْ كون ل َ َ َ
ض} ،أي ن فِههي الْر ِ خه َ حت ّههى ي ُث ْ ِ سَرى} من عدوه { َ هأ ْ ن يَ ُ َ ُ ي} :أي قبلك {أ ْ ن ل ِن َب ِ ّ كا َ َ
ض الد ّن َْيا } :أي المتاع ،الفههداء بأخههذ ن عََر َ دو َ ري ُ يثخن عدوه ،حتى ينفيه من الرض {ت ُ ِ
ة} :أي قتلهم لظهور الدين الذي يريد إظهاره ،والذي تدرك خَر َ ريد ُ اْل ِ ه يُ ِالرجال{ َوالل ّ ُ
َ
م } :أي مههن السههاَرى خ هذ ْت ُ ْمهها أ َ م ِفي َ س هك ُ ْ م ّ س هب َقَ ل َ َ ن الل ّههِ َ مه ْ ب ِ بههه الخههرة {ل َهوَْل ك ِت َهها ٌ
ذب إل م} ]النفال : [67،68 :أي لول أنه سبق مههن أنههى ل أع ه ّ ظي ٌ ب عَ ِ ذا ٌ والمغانم {،عَ َ
ّ
بعد النهي ،ولم يك نهاهم ،لعذبتكم فيما صنعتم ،ثم أحلها له ولهم رحمة
ه ّ
ن الله َ ه إِ ّ ّ
قوا الل َ حَلًل ط َي ًّبا َوات ّ ُ م َ مت ُ ْما غَن ِ ْ م ّمنه ،وعائدة من الرحمن الرحيم {،فَك ُُلوا ِ
َ َ َ
ن سههَرى إ ِ ْ ن اْل ْ م ْ م ِ ديك ُ ْ ن ِفي أي ْ ِ م ْ ل لِ َ ي قُ ْ م} ]النفال [69 :ثم قال َ {:ياأي َّها الن ّب ِ ّ حي ٌ فوٌر َر ِ غَ ُ
ه غَ ُ ّ ُ َ ُ ُ ُ ُ ُ ّ َ
م}. حي ه ٌ فههوٌر َر ِ م َوالل ه ُ فْر لك ْ م وَي َغْ ِ من ْك ْ خذ َ ِ ما أ ِ م ّ خي ًْرا ِ م َخي ًْرا ي ُؤْت ِك ْ م َ ه ِفي قُلوب ِك ْ م الل ُ ي َعْل ْ
]النفال[70 :
الحض على التواصل والتواد والوليسسة بيسسن المسسسلمين ورد المسسواريث
إلىأهلها :وحض المسلمين على التواصههل ،وجعههل المهههاجرين والنصههار أهههل وليههة
الدين دون من سواهم ،وجعل الكفار
َ ْ فعَُلههوهُ ت َ ُ بعضههههم أوليههاء بعههض ،ثهههم قههال{ إ ِّل ت َ ْ
سهههاد ٌ ض وَفَ َ ة ِفههي الْر ِ ن فِت َْنهه ٌ كهه ْ
ن ك َِبيٌر} ]النفال [73 :أي إل يوال المؤمن من دون الكافر ،وإن كان ذا رحم بههه { :ت َك ُه ْ
ض } أي شبهة فههي الحههق والباطههل ،وظهههور الفسههاد فههي إلرض بتههولي َْ
ة ِفي الْر ِ فِت ْن َ ٌ
المؤمن الكافر دون المؤمن .
ثم رد المواريث إلى الرحام ممن أسلم بعد الولية من المهاجرين والنصار دونهههم
ك م فَأ ُوْل َئ ِ َ معَك ُ ْ دوا َ جاهَ ُ جُروا وَ َ ها َ ن ب َعْد ُ وَ َ م ْ مُنوا ِ نآ َ ذي َ إلى الرحام التي بينهم ،فقال َ {:وال ّ ِ
ل ه ب ِك ُه ّ ن الل ّه َ ب الل ّههِ }أي بههالميراث{ إ ِ ّ ض ِفي ك َِتا ِ ضه ُ ْ َ َ م وَأوُْلوا اْل َْر َ
ُ
من ْك ُ ْ
م أوْلى ب ِب َعْ ٍ حام ِ ب َعْ ُ ِ
م} ]النفال.[75 : يٍء عَِلي ٌ ش ْ َ
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المر سلين ،ابن عبد اللههه
بن عبد المطلب ابن هاشم ،وحمزة بن عبد المطلههب بههن هاشههم ،أسههد اللههه ،وأسههد
رسوله ،عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وعلى بن أبى طالب بن عبد المطلب
حبيل بههن كعههب بههن عبههد العُهّزى بههن امههرئ القيههس بن هاشم ،وَزْيد بن حارثة بن شهَر ْ
الكلبى ،أنعم الله عليه ورسوله صلى الله عليه وسلم
شهراحيل بهن كعهب بهن عبهد الُعهزى بهن امهرئ قال ابن هشام :زيد بن حارثة بهن َ
وف كنانة بن بكههر بههن عَ ه ْ
وف بن ِ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد وُد ّ بن عَ ْ
ور بن كعب بن وَْبرة . ذرة بن زيد الله بن ُرفَْيدة ابن ث َ ْ
بن عُ ْ
َ
سة مولى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ،وأبههو كْبشههة قال ابن إسحاق :وأن َ
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حبشى ،وأبو كبشة :فارسي . قال ابن هشام :أَنسة َ :
ن عمههرو ابههن يربههوع بههن صههن بههن يربههوع به ِ ح ْ مْرَثد ك َّناز بههن ِ قال ابن إسحاق :وأبو َ
غنى بن ي َْعصر بن سههعد بههن قَي ْههس بههن ن بن غْنم بن َ جل ّ َ خَرشة بن سعد بن طريف بن ِ َ
عَْيلن .
حصْين . قال ابن هشام :ك َّناز بن ُ
عبيههدة حمزة بن عبد المطلب ،و ُ مْرثد بن أبى مرثد ،حليفا َ قال ابن إسحاق :وابنه َ
صههْين بههن الحههارث ح َ فْيههل بههن الحههارث ،وال ُ بههن الحههارث بههن المطلههب .وأخههواه الط ّ َ
وف بن أَثاثة بن عَّباد بن المطلب .اثنا عشر رج ً
ل. طح ،واسمه عَ ْ س َ م ْ و ِ
عثمان بههن عفههان بههن أبههى العههاص بههن ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ُ :
أمية بن عبد شمس ،تخلف على امرأته ُرقية بنت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فضرب له رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بسهههمه ،
جُرك ،وأبههو حذيفههة بههن ربيعههة بههن عبههد شههمس رى يا رسول الله ،قال :وأ ْ ج ِقال :وأ ْ
شم . مهْ َ حذيفة ِ : وسالم ،مولى أبي حذيفة : .قال ابن هشام :واسم أبي ُ
عبيد ابن زيههد بههن مالههك قال ابن هشام :وسالم ،سائبة لث َُبيتة بنت َيغار بن زيد بن ُ
عمرو بن عوف بن مالك بن الوس ،سّيبته فانقطع إلى أبي حذيفة فتبناه وف بن َ بن عَ ْ
ً
ويقال :كانت ُثبيتة بنت َيعار تحت أبي حذيفة بن عتبة ،فأعتقت سالما سههائبة ،فقيههل :
سالم مولى أبى حذيفة .
ْ
صبيحا مولى أبي العههاص بهن اميههة ابهن عبههد شههمس ً قال ابن إسحاق :وزعموا أن ُ
تجهز للخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ثم مرض ،فحمل علههى بعيههره أبهها
صبيح بعد ذلك شهد ُ سلمة بن عبد السد بن هلل بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم ثم َ َ
المشاهد كلها مع رسول صلى الله عليه وسلم .
خَزيمسسة : وشهد بدرا ً من حلفاء بني عبد شمس ،ثم من بني أسسسد بسسن ُ
دودان بههن مرة ابن كبير بن غَْنم بن ُ صْبرة بن ُ مر بن َ عبد الله بن جحش بن رئاب بن ي َعْ َ
َ
حْرثان ابن قيس بن مرة بن كبير بن غن ْههم بههن دودان بههن حصن بن ُ م ْكاشة بن ِ أسد ،وعُ ّ
دودان كبير بن غَْنم بههن ُ صب َْيب بن مالك بن َ أسد وشجاع بن وهب بن ربيعة بن أسد بن ُ
مههرة صْبرة بن ُ مر بن َ زيد بن ُرقَْيش بن ِرئاب ابن ي َعْ َ عقبة بن وهب ،وي ِ بن ًاسد ،وأخوه ُ
حْرثههان بههن قيههس ،أخههو صن بن ُ ح َ م ْسنان بن ِ بن كبير بن غْنم بن دودان بن أسد ،وأبو ِ
مرة بههن ضلة بن عبد الله بن ُ رز بن ن َ ْ ح ِم ْسنان و ُ سنان بن أبى ِ صن ،وابنه ِ ح َ م ْ
كاشة بن ِ عُ ّ
خَبرة بن س ْ كبير بن غَْنم بن دودان بن أسد ،وربيعة بن أكثم بن َ
غنم بن دودان بن أسد. عمرو بن لك َْيز بن عامر بن َ َ
قف بن عمرو ،وأخواه : دودان بن أسد :ث َ ْ غْنم بن ُ ومن حلفاء بني كبير بن َ
دلج بن عمرو. م ْمالك بن عمرو و ُ
دلج بن عمرو. م ْ
قال ابن هشام ِ :
سَليم .وأبهو مخشههى حليههف لههم . جش ،ال بنى ُ قال ابن إسحاق :وهم من بنى ح ْ
ستة عشر رج ً
ل.
شى .قال ابن إسههحاق : خ ِ م ْ سوَْيد بن َ شى طائى ،واسمه ُ : خ ِ م ْ قال ابن هشام :أبو َ
سههيب بههن عتبة بن غَْزوان ابن جابر بن وهب بن ن َ ومن بني نوفل بن عبد مناف ُ :
َ
فة بههن قي ْههس بههن عَْيلن ، صه َ خ َ عكرمههة بههن َ ْ مالك بن الحارث بن مازن بههن منصههور بههن ِ
عتبة بن غَْزوان -رجلن . خّباب ،مولى ُ و َ
ويلههد بههن خ َ ومن بنى أسد بن عبد العزى بن قصي :الزبيههر بههن العههوام بههن ُ
سد ،وحاطب بن أبى ب َْلتعة ،وسعد مولى حاطب .ثلثة نفر .قال ابن هشههام :حههاطب أ َ
عمرو ،لخمى ،وسعد مولى حاطب ،كلبى - .قال ابن ْ
بن أبى ب َلتعة ،واسم أبى ب َلتعة َ : ْ
مير بن هاشم بن عبد منههاف بههن صَعب بن عُ َ م ْ إسحاق :ومن بني عبد الدار بن قصي ُ :
سههباق بههن مْيلة بههن ال ّ حَرْيملة بن مالك بن عُ َ ويبط بن سعد بن ُ س َصى ،و ُ عبد الدار بن قُ َ
عبد الدار بن قصى ،ر جلن .
وف بههن عبههد بههن وف بن عبههد عَه ْ ومن بنى زهرة بن كلب :عبد الرحمن بن عَ ْ
الحارث بن ُزهرة ،وسعد بن أبى وقاص -وأبو وقاص
مير بن أبي وقاص . هرة -وأخوه عُ َ مالك بن أهَْيب بن عبد مناف بن ُز ْ
مرو بن ثعلبة بن مالههك بههن ربيعههة ابههن ثمامههة بههن ومن حلفائهم :المقداد بن عَ ْ
شريد بن هَ هْزل بههن ور بن ثعلبة ابن مإلك بن ال ّ مطرود بن عمرو بن سعد بن ُزهير بن ث َ ْ
هود ابن ب َْهراء بن عمرو بن الحاف بن ُقضاعة. قْين بن أ ْ
قائش بن د َُرْيم بن ال ّ
ور .قههال ابههن إسههحاق : هير بن ث َ ْ
قال ابن هشام :ويقال :هزل بن فاس بن ذر -ود َ ِ
كاهل بههن الحههارث هلة بن َ صا ِ
مخ بن مخزوم بن َ ش ْ وعبد الله بن مسعود بن الحارث بن َ
بن تميم بن سعد بن هُذ َْيل ،ومسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بههن عبههد العُهّزى بههن
قههاَرة .قههال
خَزيمههة ،مههن ال َ ون بن ُ حّلم بن عائذة بن ُ
سب َْيع بن الهَ ْ م َمالة ابن غالب بن ُ ح َ
َ
قاَرة :لقب لهم .ويقال : ابن هشام :ال َ
قال ابن هشام :كثير من أهل العلم ،غير ابن إسههحاق ،يههذكرون فههي المهههاجرين
سْرح ،وحاطب بن عمرو. ببدر ،في بني عامر بن لؤي :وهب بن سعد بن أبى َ
وفي بني الحارث بن فهر :عياض بن زهير.
من شهد بدرا ً من النصار :قال ابن إسحاق :وشهد بدرا مع رسول الله صلى
ً
الله عليه وسلم من المسلمين ،ثم من النصار ،ثم من الوس ابن حارثة بن ثعلبة بن
عمرو بن شم بن الحارث بن الخزرج بن َ ج َ عمرو بن عامر ،ثم من بني عبد الشهل ابن ُ
شههل معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيهد بهن عبههد ال ْ مالك بن الوس :سعد بن ُ
معاذ بن النعمان ،والحارث بن أْوس بن معههاذ بههن النعمههان ،والحههارث بههن عمرو بن ُ و َ
أنس بن رافع بن امرئ القيس .
عب َْيد بن كعب بن عبد الشهل :سعد بن زيد بن مالك بن عُب َْيد. ومن بني ُ
َ
س هلمة عورا بن عبد الشهل -قال ابن هشام :ويقههال ُ :زعُههورا َ - ومن بني َز ُ
س هلمة بههن َ بن سلمة بن وََقش بن ُزغبة ،وعَّباد بن ِبشر بن وََقش بن زغبة بن زعورا ،و َ
عهورا ،والحهارث بهن خزمهة بهن كن بهن َز ُ سه َ ن وََقش ،ورافع بن يزيد بن ك ُْرز بن َ ثابت ب ِ
وف بن عمرو بن عوف بن الخزرج حليف لهم من ى ابن غَْنم بن سالم بن عَ ْ عدي بن أب ّ
دعة بن حارثههة بههن ج َم ْسلمة بن خالد ابن عدي بن َ م ْ وف بن الخزرج ،ومحمد بن َ بنى عَ ْ
حريش بههن عههدي سلم بن َ سَلمة بن أ ْ الحارث حليف لهم من بنى حارثة ابن الحارث ،و َ
دعة بن حارثة بن الحارث ،حليف لهم من بنى حارثة بن الحارث . ج َ م ْ
بن َ
دي قال ابههن إسههحاق :وأبههو الهَي ْث َههم بههن حَرْيس بن عَ ِ قال ابن هشام :أسلم :بن ُ
عبيد بن الّتيهان . الّتيهان ،و ُ
قال ابن هشام :ويقال :عتيك بن الّتيهان .
سْهل .خمسة عشر رجلً. قال ابن إسحاق :وعبد الله بن َ
سان . عورا ،ويقال :غَ ّ قال ابن هشام :عبد الله بن سهل :أخو بنى َز ُ
واد بهن كعهب ،وكعهب :ههو سه َ
فر ،ثهم مهن بنهى َ قال ابن إسحاق :ومن بني ظَ َ
عمرو ابههن مالههك بههن الْوس :قَت َههادة بههن فر .قال ابن هشام :ظفر :بن الخزرج بن َ ظَ َ
واد .رجلن .قههال سه َواد ،وعُب َْيد بن أْوس بههن مالههك بههن َ النعمان بن زيد بن عامر بن س َ
ة أسرى في يوم بههدر. قّرن ،لنه قََرن أربع َ م َابن هشام :عُب َْيد بن أْوس الذي يقال له ُ :
عقيل بن أبي طالب يومئذ. وهو الذي أسر َ
قال ابن إسحاق :ومن بني عبد بههن رَِزاح بههن كعههب :نصههر بههن الحههارث بههن عَب ْههد،
معَّتب بن عبد. و ُ
ي :عبد الله بن طارق ،ثلثة نفر. ومن حلفائهم ،من ب َل ِ ّ
ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابسسن الوس
جدعة ابن حارثة . م ْ شم بن َ ج َعدي بن ُ :مسعود بن سعد بن عامر بن َ
قال ابن هشام :ويقال :مسعود بن عبد سعد.
جدعههة بههن م ْ
شههم ابههن َ ج َ جْبر بن عمرو بن زيد بههن ُ قال ابن إسحاق :وأبو عَْبس بن َ
حارثة.
ههانىء ابهن نَيهار بهن دة بن ن َِيار ،وِاسمه َ : ومن حلفائهم ،ثم من بلي :أبو ب ُْر َ
مْيم بن كاهههل بههن ذ ُهْههل بههن همان بن غْنم بن ذ ُْبيان ابن هُ َ عمرو بن عُب َْيد بن كلب بن د ُ َ
هني بن َبلى بن عمرو بن الحاف ابن ُقضاعة - .ثلثة نفر. َ
وس ،ثههم مههن وف بن مالك بسسن ال ْ ع ْ
مرو بن َ ع ْ قال ابن إسحاق :ومن بني َ
وف :عاصم بن ثابت بههن قَي ْههس . وف بن عمرو بن عَ ْ ضب َْيعة بن زيد بن مالك بن عَ ْ بنى ُ
ملْيل بن َ شير بن ُ معَّتب بن قُ َ ضب َْيعة -و ُمة بن ُ صمة بن مالك بن أ َ ع ْ وقيس أبو الْقلح بن ِ
ضهَبيعة ّ
ملي ْههل بههن الْزعَههر بههن زيههد بههن العَطههاف بههن ُ َ ضب َْيعة ،وأبههو ُ ف ابن ُ طا ِ زيد بن العَ ّ
ضب َْيعة .
عر بن زيد بن العطاف بن ُ مْعبد بن الْز َ عمرو بن َ و َ
مْعبد. مير بن َ قال ابن هشام :عُ َ
قال ابن إسحاق :وسهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بهن ثعلبهة بهن مجدعهة بهن
حن َههس بهن عههوف بههن عمههرو بههن حَزج ابهن َ الحارث بن عمرو ،وعمرو الذي يقال له :ب َ ْ
عوف .خمسة نفر.
شر بن عبد المنذر بن َزن ْههبر ابههن زيههد بههن مب َ ّومن بنى أمية بن زيد بن مالك ُ :
َ
أمية ،ورفاعة بن عبد المنذر بن َزْنبر ،وسعد بن عُب َْيد بن النعمان بن قْيس بن عمرو بن
زيد بن امية .وعُوَْيم بن ساعدة ،ورافههع ابههن عُْنجههدة -وعُْنجههدة أمههه ،فيمهها قههال ابههن
حاطب . هشام -وعُب َْيد ابن أبي عُب َْيد ،وثعلبة بن َ
وزعموا أن أبا ُلبابة بن عبد المنذر :والحههارث بههن حههاطب خرجهها مههع رسههول اللههه
مر أبا لبابة على المدينة ،فضرب لهما بسهمين مههع صلى الله عليه وسلم فرجعهما ،وأ ّ
أصحاب بدر .تسعة نفر.
قال ابن هشام :ردهما :من الّرْوحاء.
قال ابن هشام :وحاطب بن عمرو بن عُب َْيد بن أمية واسم أبى لبابة َ :بشير .
عبيد بن زيد بن مالك :أن َْيس بن قََتادة بن ربيعههة قال ابن إسحاق :ومن بني ُ
عبيد. بن خالد بن الحارث بن ُ
ضهب َْيعة،وثههابت جلن بن ُ مْعن بن عدي بن الجد ّ بن العَ ْ ي َ : ومن حلفائهم من ب َل ِ ّ
سَلمة بن مالك بههن الحههارث بههن جلن ،وعبد الله بن َ بن أقَْرم بن ثعلبة بن عدي بن العَ ْ
جلن وَرْبعي بههن رافههع بههن جلن ،وزيد بن أسلم ابن ثعلبة بن عدي بن العَ ْ عدي بن العَ ْ
جلن ،فرده جد بن العَ ْ جد ّ بن العجلن .وخرج عاصم بن عدي بن ال َ زيد بن حارثة ابن ال َ
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر .سبعة نفر.
جب َي ْههر بههن النعمههان بههن أميههة بههن ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف :عبد اللههه بههن ُ
الُبرك -واسم الُبرك :امرؤ القيس بن َثعلبة -وعاصم ابن قيس .
قال ابن هشام :عاصم بن قيس :ابن ثابت بن النعمان بن أمية ابن امرئ القيههس
بن ثعلبة.
ضّياح بن ثابت بن النعمان بههن أميههة بههن امههرئ القيههس بههن قال ابن إسحاق :وأبو َ
حّنة .ثعلبة ،وأبو َ
هير بن مالك بن امرئ القيس ،وسعد ابن َربيههع بههن عمههرو خارجة بن َزْيد بن أبي ُز َ
بن أبى ُزهير بن مالك بن امرئ القيس ،وعبههد اللههه ابههن َرَواحههة بههن ثعلبههة بههن امههرئ
سوَْيد بن ثعلبة بن عمههرو بههن حارثههة بههن لد بن ُخ ّ
القيس بن عمرو بن امرئ القيس ،و َ
امرئ القيس .أربعة نفر.
ومن بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث
بن الخزرج :
جلس ،وهههو خلس بن زيد -قال ابن هشام :ويقال ُ : َبشير بن سعد بن ثعلبة بن ِ
سماك بن سعد .رجلن . عندنا خطأ -وأخوه ِ
سههبيع بههنومن بني عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بسسن الخسسزرج ُ :
قيس بن عَْيشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي ،وعَّباد بن قيس بن عَْيشة ،أخوه .
قال ابن هشام :ويقال :قيس :بن عََبسة بن أمية .
قال ابن إسحاق :وعبد الله بن عَْبس ،ثلثة نفر .
ومن بني أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بسسن
الخزرج :يزيد بن الحارث بن قيس بههن مالههك بههن أحمههر ،وهههو الههذي ُيقههال لههه :ابههن
حم .رجل . فُ ْ
س ُ
سر.ج ْقْين بن َحم أمه ،وهى امرأة من ال َ قال ابن هشام :فُ ْ
س ُ
جشسسم بسسن الحسسارث بسسن الخسسزرج ،وزيسسد ابسسن قال ابن إسحاق :ومن بني ُ
خهدعمههرو بههن َ عَتبة ابن َخب َْيب بن إساف بن ِ الحارث بن الخزرج ،وهما التوأم ُ :
شم ،وعبد الله بن زيد بن ثعلبة ج َ
يج بن عامر بن ُ
سههفيان بههن بشههر. حَرْيث بن زيههد بههن ثعلبههة ،زعمههوا ،و ُ ابن عبد َرّبه بن زيد ،وأخوه ُ
أربعة نفر.
سر بن عمرو بن الحارث بن كعب ابن زيد. قال ابن هشام :سفيان بن ن َ ْ
دارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج :تميم ج َ قال ابن إسحاق :ومن بني ِ
عمير من بنى حارثة . جدارة ،وعبد الله بن ُ بن يعار بن قيس بن عدي بن أمية بن ِ
دارة.ج َعمير بن عدي بن أمية ابن ِ قال ابن هشام :ويقال :عبد الله بن ُ
دارة .ج َقال ابن إسحاق :وزيد بن المَزّين بن قيس بن عدي بن أمية ابن ِ
مريّ . قال ابن هشام :زيد بن ال ُ
قال ابن إسحاق :وعبد الله بن عُْرفطة بن عدي بن أمية بن جدارة ،أربعة نفر.
درة ،بن عوف بن الحارث بن الخزرج :عبد الله بههن خ ْ جر ،وهم بنو ُ ومن بنى الب ْ َ
عمرو بن عباد بن الْبجر ،رجل .ومن بني عوف بن الخزرج ،ثم مههن ربيع بن قيس بن َ
حبلههى -قههال ابههن ن الخزرج وهههو بنههو ال ُ بني عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف ب ِ
حبلى ،لعظم بطنه :-عبد الله سمى ال ُ حبلى :سالم بن غْنم بن عوف ،وإنما ُ هشام :ال ُ
بن عبد الله بن أبى بن مالك بن الحارث بن عبيد المشهور بابن سههلول ،وإنمهها سههلول
ولى بن عبد الله بن الحارث بن عبيد .رجلن . خ ْ ي :وأْوس ابن َ امرأة ،وهى أم أب ّ
غن ْسسم :زيههد بههن وديعههة بههن جْزء بن عدي بن مالك بن سالم بن َ ومن بني َ
دة ،حليف لهههم مههن بنههى عبههد اللههه بههن َ َ
جْزء ،وعقبة بن وهب بن كل َ عمرو بن قَْيس بن َ
عمر بن زيد ابن عمرو بن ثعلبههة بههن مالههك بههن سههالم بههن غَن ْههم ، غطفان ،ورفاعة بن ُ
مههروسَلمة بن عامر ،حليف لهم من أهل اليمن .قال ابن هشام :ويقال :عَ ْ وعامر بن َ
ي ،من ُقضاعة . سَلمة وهو من ب َل ِ ّ ابن َ
دم ابههن سههالم بههن قه ّشْير بههن الم َ معبد بن عَّباد بن قُ َ مْيضة َ ح َ
قال ابن إسحاق :وأبو ُ
غَْنم .
عبادة بن قَْيس بههن دم ،ويقال ُ : شَغر بن المق ّ مْعبد بن عبادة بن قَ ْ قال ابن هشام َ :
دم . .ق ّ
الم َ
َ
قال ابن إسحاق :وعامر بن الب ُكْير ،حليف لهم ،ستة .نفر.
قال ابن هشام :عامر بن العُك َْير ، .ويقال :عاصم بن الب ُك َْير.
خْزرج ، وف بن عمرو بن ال َ قال ابن إسحاق :ومن بنى سالم ِ بن عَ ْ
ضههلة بههن وفههل بههن عبههد اللههه ابههن ن َ ْ جلن بن زيد بن غْنم بن سالم :ن َ ْ ثم من بني العَ ْ
مالك بن الَعجلن .رجل .
ومن بني أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف
وف بن عمرو بههن عههوف بههن قال ابن هشام :هذا غنم بن عوف ،أخو سالم بن عَ ْ
عبههادة بههن الصههامت الخزرج ،وغنم بن سالم ،الذي قبله على ما قال ابن إسههحاق ُ : -
بن قَْيس بن أصرم ،وأخوه أْوس بن الصامت ،رجلن .
غْنم :النعمان بههن مالههك بههن ثعلبههة بههن فهر بن ثعلبة بن َ عد بن ِ
ومن بني دَ ْ
وقل .رجل . عد ،والنعمان الذي يقال له .قَ ْ دَ ْ
وذان بن سههالم -قههال ابههن هشههام :ويقههال َ
ن أمية بن ل ْ َ ُ
ومن بني قْريوش بن غْنم ب ِ
ُ
قْريوس بن غْنم -ثابت بن هَّزال بن عمرو بن قْريوش ،ر جل .
ضخة ،رجل . مْر َخشم بن َ ضخة بن غَْنم بن سالم :مالك بن الد ّ ْ مْر َ
ومن بني َ
ضخة .مْر َدخشم :بن مالك بن الدخشم بن َ قال ابن هشام :مالك بن ال ّ
مرو بن غَن ْههم بههن
وذان بن سالم :ربيع بن إياس ابن عَ ْ قال ابن إسحاق :ومن بني ل َ ْ
وذان ،وأخوه ورقة بن إياس ،وعمرو ابن إياس حليف لهم من أهل اليمههن ، أمية بن ل َ ْ
ثلثة نفر.
قال ابن هشام :ويقال :عمرو بن إياس ،أخو ربيعههة وورقههة قههال ابههن إسههحاق :
صينة :أمهم ،وأبههوهم صْينة -قال ابن هشام :غُ َ ومن حلفائهم من َبلي ،ثم من بني غُ َ
مزمة بن عمر بن عمارة بن مالك ابن عمرو بن عمارة -المجذ َّر بن ذياد بن عمرو بن ُز ْ
شن ُوّ بن قَ ْ
سر بن ت َْيم بن إَراش بن عامر م ْ غُ َ
صْينة ابن عمرو بن ب َُتيرة بن َ
حاف بن ُقضاعة .قههال ابههن عمرو بن ال َ ي بن َ ميل ِبن فََران بن بل ّ س ِ ميلة بن قِ ْ ابن عُ َ
ذر عبههد سههميل بههن فَههاَران .واسههم المجه ّ سر بن تميم بن إَراشههة ،وقِ ْ هشام :ويقال :قَ ْ
حههاب بههن َثعلبههة مة ،ون َ ّمُز َ شخاش بن عمرو بن ُز ْ خ ْ
عبادة بن ال َ الله .قال ابن إسحاق :و ُ
صرم بن عمرو بن عمارة . حزمة بن أ ْ بن َ
حاث بن ثعلبة . قال ابن هشام :ويقال ب ّ
عتبههة بههن حَزمههة بههن أصههرم .وزعمههوا أن ُ قال ابن إسحاق :وعبد الله بن ثعلبة بن َ
ً
ربيعة بن خالد بن معاوية -حليف لهم -من بهراء ،قد شهد بدرا ،خمسة نفر.
قال ابن هشام :عتبة بن ب َْهز ،من بني سليم .
قال ابن إسحاق :ومن بنى ساعدة بن كعب بن الخههزرِج ،ثههم مههن بنههى ثعلبههة بههن
سماك ماك بن خَرشة .قال ابن هشام :أبو دجانة ِ : س ّدجانةَ ، الخزرج بن ساعدة :أبو ُ
وذان ابن عبد وُد ّ بن زيد بن ثعلبة . خَرشة بن ل َ ْ بن أوس بن َ
وذان بههن عبههد وُد ّ بههن َ
خن َْيس بن حارثة بن ل ْ ذر بن عمرو بن ُ قال ابن إسحاق :والمن ِ
زيد بن ثعلبة .رجلن .
خن ْب َههش .قههال ابههن إسههحاق :ومههن قال ابن هشام :ويقال :المنذر :بن عمرو بن َ
سههيدبني الب َدِيّ بن عامر بن عوف بن حارثة ابن عمرو بن الخههزرج بههن سههاعدة :أبههو أ َ
دي .رجلن . دي ،ومالك بن مسعود وهو إلى الب َ ِ مالك بن ربيعة بن الب َ ِ
دي ،فيما ذكر لي بعض أهل العلم . قال ابن هشام :مالك بن مسعود :بن الب َ ِ
حهقّ بههن طريف بن الخزرج بن ساعدة :عبد ُ َرب ّههِ بههن َ قال ابن إسحاق :ومن بنى َ
أْوس بن َوقش بن ثعلبة بن طريف .رجل .
حمار بن ثعلبة . .قال ابههن هشههام :ويقههال : ب بن ِ جهينة :كع ُ ومن حلفائهم ،من ُ
سههبس ،بنههو مرة وزيههاد وب َ ْ ضه ْ
شان .قال ابههن إسههحاق :و َ ُ
ماز ،وهو من غب ْ َ ج ّ
كعب :بن َ
شر مرة وزياد،ابن اب ِ ْ ض ْ عمرو ، . .قال ابن هشام َ :
قال ابن إسحاق :وعبد الله بن عامر ،بن ب َِلى .خمسة نفر.
شم بن الخزرج ،ثم من بنههي سههلمة بههن سههعد بههن علههي بههن أسههد بههن ج َومن بني ُ
ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج ،ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعههب بههن
مة ص ّسلمة :خراش بن ال ّ
ذر بن الجموح بن َزْيد بههن حَباب بن المن ِ جموح بن زيد بن حرام ،وال ُ ابن عمرو بن ال َ
مة،ص ّحمام بن الجموح بن زيد ابن حرام وتميم مولى خراش بن ال ّ مير بن ال ُ حرام وعُ َ
معههوذ جمههوح و ُ وعبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام ،ومُعاذ بن عمرو بههن ال َ
لد بن عمرو بن الجموح ابن زيهد بهن حهرام خ ّ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام ،و َ
عقبة بن عامر بن نابى بن زيد بن حرام ،وحبيب و ُ
ود ،مولى لهم ،وثابت بن ث َْعلبة بن زيد بههن الحههارث بههن حههرام .اثنهها عشههر س َابن أ ْ
ل.رج ً
جموح بن زيد بن حرام ،إل ما جموح ،فهو ال َ قال ابن هشام :وكل ما كان ها هنا ال َ
مة بن عمرو ،فإنه الجموح ابن حرام . ص ّ
كان من جد ال ّ
دة بن ثعلبة. َ
مير بن الحارث :بن لب ْ َ قال ابن هشام :عُ َ
سِلمة ،ثم مههن بنههي عدي بن غَْنم بن كعب بن َ قال ابن إسحاق :ومن بني عُب َْيد بن َ
خْنسههاء،معْهُرور بههن صههخر بههن مالههك بههن َخنساء بن سنان بن عبيدِ :بشر بن الب َّراء بن َ
صهْيفي بههن طفيل بن النعمان بن خنساء ،وسههنان بهن َ فْيل بن مالك بن خنساء ،وال ّ والط ّ َ
عتبة بههن عبههد اللههه جد ّ بن قيس بن صخر بن خنساء ،و ُ خْنساء ،وعبد الله بن ال َ صخر بن َ َ
مّيهر ،وعبهد اللهه ح
ُ َ بن وخارجة خنساء، بن أمية بن صخر بن بار
َ ّج و خنساء، بن صخر بن
همان .تسعة نفر. مّير ،حليفان لهم من أشجع ،من بنى د ُ ْ ح َبن ُ
خن َههاس .قههال ابههن إسههحاق : خر بن أمية بن ُ ص ْ
جّبار :بن َ قال ابن هشام :ويقال َ :
مْعقههل بههن خن َههاس ،و ِ سْرح بههن ُ ذر بن َ عبيد :يزيد بن المن ِ سنان بن ُ خَناس بن ِ ومن بنى ُ
مة . ْ
خناس ،وعبد الله بن النعمان بن ب َلد ُ َ المنذر بن سرح بن ُ
مة . ْ
مة وب ُلد ُ َ ْ
قال ابن هشام :ويقال :ب ُلذ ُ َ
وادسه َ دي ،و َ حاك بن حارثة بن زيد بن ث َْعلبة بن عُب َْيد ابن عَه ِ ض ّ قال ابن إسحاق :وال ّ
بن ُزَريق بن ثعلبة بن عُب َْيد بن عدي .
واد :بن رِْزن بن زيد بن ثعلبة . س َ قال ابن هشام :ويقال َ :
حرام بن ربيعة ابههن عَههدىّ بههن غَن ْههم مْعبد بن قَْيس بن صخر بن َ قال ابن إسحاق :و َ
خر بن حرام بههن ربيعههة، صْيفى بن ص ْ َ
سِلمة .ويقال :معبد بن قْيس :ابن َ بن كعب بن َ
حههرام بههن خر بههن َ صه ْ َ
فيما قال ابن هشام ، .قال ابن إسحاق :وعبد ُ الله بن قْيس بههن َ
عبيد :عبد ُ اللههه بههن ربيعة ابن عدي بن غَْنم .سبعة نفر .ومن بني النعمان بن سنان بن ُ
خل َْيدة بن قَْيس بههن عبد مناف ابن النعمان ،وجابر بن عبد الله بن ِرئاب بن النعمان ،و ُ
واد بههن غَن ْههم ابههن سه َ سنان ،مولى لهم .أربعة نفر .ومههن بنههي َ النعمان .والّنعمان بن ِ
حديدة ابن عمرو بههن غَن ْههم بههن سههواد -قههال ابههن هشههام : ك َْعب بن سلمة ،ثم من بني َ
واد ابن يقال له غنم : -أبو المنذر ،وهههو يزيههد بهن عهامر ابهن س َعمرو بن سواد ،ليس ل َ
سليم بههن َ سَليم بن عمرو بن حديدة وُقطبة بن عامر بن حديدة وعنترة مولى ُ حديدة ،و ُ َ
عمرو.أربعة نفر.
سَليم بن منصور،ثم مههن بنههي ذ َك ْههوان .قههال ابههن قال ابن هشام :عنترة ،من بني ُ
واد بن غَْنم :عَْبس بن عامر ابن عدي س َ عمرو بن َ إسحاق :ومن بني عدي بن نابي بن َ
سر ،وهو كعب بن عمرو بن عَّباد بن عمرو بههن غن ْههم ن عدي ،وأبوالي َ َ ،وثعلبة بن غََنمة ب ِ
واد ،وعمهرو بهن سه َ قْين بن كعب بهن َ سْهل بن قَْيس بن أبى بن كعب بن ال َ بن سواد ،و َ
معاذ بن جبل بن عمههرو ابههن أْوس ط َْلق ببن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غْنم ،و ُ
َ
سههد بهن سههاِردة بهن دئ بن سعد بن على بهن أ َ عدي بن كعب بن عدي بن أ َ بن عائذ بن َ
شم ج َ َتزيد بن ُ
عمرو بههن عههامر .سههتة نفههر .قههال ابههن هشههام : ابن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن َ
أْوس :بن عّباد بن عدي بن كعب بن عمرو ابن أد َيّ بن سعد.
واد ،وليههس سه َ قال ابن هشام :وإنما َنسب ابههن إسههحاق معههاذ بههن جبههل فههي بنههى َ
منهم ،لنه فيهم
معاذ بههن جبههل ،وعبههد اللههه بههن سلمة ُ : قال ابن إسحاق :والذين كسروا آلهة بني َ
غنمة وهم في بنى سواد بن غَْنم .قال ابن إسحاق :ومههن بنهي ُزَريهق أنيس وثعلبة بن َ
بن عامر بن زريق بن عبد
خل ّههد ابههن عههامر بههن م َشم بن الخزرج ،ثم من بنههي ُ ج َ حارثة بن مالك بن غضب بن ُ
زريق -قال ابن هشام :ويقال :عامر :بهن الْزرق -قَْيهس بهن محصهن بهن خالهد بهن
مخلد.
قال ابن هشام :ويقال :قيس :بههن حصههن .قههال ابههن إسههحاق :وأبههو خالههد وهههو
عبههادة، خل ّههد ،وأبههو ُ م َ جَبير بن إياس بن خالههد بههن ُ خّلد ،و ُ م َالحارث بن قَْيس بن خالد ابن ُ
مخل ّههد، خل َههدة ،ابههن ُ خّلد ،وأخوه عقبة بن عثمان بههن َ م َدة بن ُ خل َ َوهو سعد بن عثمان بن َ
خلههد .سههبعة ّ م َ خلدة بههن ُ َ خلد ومسعود بن عامر بن َ ّ م َ خلدة بن ُ َ كوان بن عبد قيس بن َ وذ َ ْ
نفر.
ومن بني خالد بن عامر بن ُزَريق :عَّباد بن قيس بن عامر بن خالد .رجل .
خلههدة، َ كه بههن زيههد بههن َ ومن بني خالد بن عامر بن ُزَريق :أسعد بههن يزيههد بههن الفهها ِ
خَلدة . كه بن ِبشر بن الفاكه بن زيد بن َ والفا ِ
سر بن الفاكه . قال ابن هشام :ب ُ ْ
عص بن خَلدة ،وأخوه :عائذ بن ما ِ عص بن قَْيس بن َ معاذ بن ما ِ قال ابن إسحاق :و ُ
خلدة .خمسة نفر. َ خَلدة ،ومسعود بن سعد بن قيس بن َ قيس بن َ
لد بن خ ّومن بني العجلن بن عمرو بن عامر بن ُزَريق :رفاعة بن العجلن وأخوه َ
عبيد بن زيد بن عامر ابن الَعجلن .ثلثة نفر. جلن ،و ُ رافع بن مالك بن العَ ْ
سههنان بههن عههامر بههن ن لبيد بن ثعلبة بن ِ َ
ومن بني َبياضة بن عامر بن ُزَريق :زياد ب ِ
عدي بن أمّية بن َبياضة ،وفْروة بن عمرو بن وَْذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة .
قال ابن هشام :ويقال :وَد َْفة.
جلن بن عامر قال ابن إسحاق :وخالد بن قَْيس بن مالك بن العَ ْ
جْيلة بن ثعلبة بن خالد بن ث َْعلبة بن عامر بن َبياضة . ابن َبياضة وُر َ
خْيلة . قال ابن هشام :ويقال ُ :ر َ
عطية بن ن ُوَْيرة بن عامر بن عطية بن َبياضة ،وخليفة بن عههدي قال ابن إسحاق :و َ
بن عمرو بن مالك بن عامر بن فُهَْيرة بن بياضة .ستة نفر .قههال ابههن هشههام :ويقههال :
عَُليفة.
حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن قال ابن إسحاق :ومن بني َ
وذان بهن حارثهة ابهن عههدي بهن َ ّ
شم بن الخزرج :رافع بن المعَلى بن ل ْ ج َ غضب بن ُ
زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب رجل .
قال ابن إسحاق :ومن بني النجار ،وهو ت َْيم الله بن ثعلبة بن
عمرو بن الخزرج ،ثم من بني غَْنم بن مالك بن النجار ،ثم من بنى ثعلبههة بههن عبههد
عوف بن غنم :أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب ابن ثعلبة .رجل .
وف بن غَْنم :ثابت بن خالد بن النعمان بههن خنسههاء بههن سْيرة بن عبد عَ ْ ومن بني عُ َ
شْيرة . سْير ،وعُ َ عسيرة .رجل .قال ابن هشام :ويقال :عُ َ
ن زيههد بههن حْزم ب ه ِعمارة ابن َ وف بن غَْنم ُ : قال ابن إسحاق :ومن بني عمرو بن عَ ْ
سراقة بن كعب بن عبد الُعزى بن غزِّية بن عمرو .رجلن . عمرو ،و ُ وذان بن َ لَ ْ
س هَليم بههن ومن بني عُب َْيد بن ثعلبة بن غَْنم :حارثة بن النعمان بن زيههد بههن عُب َي ْههد ،و ُ
عبيد .رجلن .قههال ابههن هشههام :حارثههة قيس بن قَْهد :واسم قَْهد :خالد بن َقيس بن ُ
فع بن زيد. بن النعمان :ابن ن َ ْ
قال ابن إسحاق :ومن بني عائذ بن ثعلبههة بههن غنههم -ويقههال عابههد فيمهها قههال ابههن
غبههاء ،حليههف لهههم مههن دي بههن الّز ْ سهَْيل بن رافع بن أبى عمرو بن عَههائذ ،وعَه ِ هشام ُ :-
جَهينة .رجلن . ُ
خَزْيمة بن أوس بههن ومن بني زيد بن َثعلبة بن غَْنم :مسعود بن أْوس بن زيد ،وأبو ُ
واد بن زيد .ثلنة نفر. س َصَرم بن زيد ،ورافع بن الحارث بن َ زيد بن أ ْ
معاذ ،بنو الحارث بن رفاعة بن وذ ،و ُ معَ ّ وف ،و ُ واد بن مالك بن غنم :عَ ْ س َومن بني َ
فراء. واد ،وهم بنو عَ ْ س َ َ
عبيد بن ث َْعلبة بن غَْنم بههن مالههك ابهن النجههار ،ويقههال : قال ابن هشام :عفراء بنت ُ
ِرفاعة :بن الحارث بن سواد .قال ابن إسههحاق :والنعمههان بههن عمههرو بههن ِرفاعههة بههن
واد ،ويقال :ن ُعَْيمان فيما قال ابن هشام . س َ َ
َ
واد ،وعبد اللههه ابههن قي ْههس بههن س َ مخلد بن الحارث بن َ قال ابن إسحاق :وعامر بن ُ
جع ،وَوديعههة بهن شه َ صهْيمة ،حليهف لهههم مهن أ ْ واد ،وعُ َ سه َخّلدة بن الحارث بهن َ خالد بن َ
واد .وزعمههوا أن أبهها سه َدي بههن َ مرو ابن زيد بن عَ ِ جَهينة ،وثابت بن عَ ْ عمرو ،حليف من ُ َ
الحمراء ،مولى الحارث
ً
ابن عفراء ،قد شهد بدرا .عشرة نفر.
قال ابن هشام :أبو الحمراء ،مولى الحارث بن رفاعة .
قال ابن إسحاق :ومن بني عامر بن مالك بن النجههار -وعههامر :مبههذول -ثههم مههن
عتيههك ،عمههرو بهن َ صههن بهن َ ح َم ْ مْبذول :ثعلبههة بههن عمههرو ابهن ِ عتيك بن عمرو بن َ بني َ
مة بههن عمههرو بههن صه ّ
عتيك ،والحارث بههن ال ّ سْهل بن عتيك بن عمرو بن النعمان ابن َ و َ
عتيك ،كسر به بالروحاء فضرب له رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بسهههمه .ثلثههة ُ َ
نفر.
حد َْيلة -ثم من بني قيس بن عبيد بن عمرو بن مالك بن النجار -وهم بنو ُ ومن بني َ
زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار.
ديلة بنت مالك بن زيد الله بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بههن ح َ
قال ابن هشام ُ :
شم بن الخزرج ،وهي أم معاويههة ابههن عمههرو بههن مالههك بههن النجههار ،فبنههو ج َ ضب بن ُ غَ ْ
معاوية ينتسبون إليها.
قال ابن إسحاق :أبي بن كعب بن قَي ْههس ،وأنههس بههن معُههاذ بههن أنههس بههن قيههس.
عدي بن عمرو بن مالك بن النجار - رجلن .ومن بني َ
منههاة بههن عمههرو ابههن مالههك بههن مَغالة بنت عوف بن عبد َ قال ابن هشام :وهم بنو َ
خَزيمة ،ويقال :إنها من بني ُزَرْيق ،وهههي أم عههدي بههن عمههرو بههن مالههك بههن كنانة بن ُ
حرام بن عمرو بن زيههد منذر بن َ س بن ثابت بن ال ُ النجار ،فبنو عدي ينسبون إليها : -أوْ ُ
منههاة بههنذر بن حرام بن عمرو بههن زيههد َ ى بن ثابت بن المن ِ عدي ،وأبو شيخ أب ّ مناة بن َ َ
عدي .
ي بههن ثههابت ،أخههو حسههان بههن ثههابت .قههال ابههن قال ابن هشام :أبو شههيخ بههن أب َه ّ
ى
عمرو بن زيد بن عد ّ حرام بن َ سْهل بن السود ابن َ إسحاق :وأبو طلحة ،وهو زيد بن َ
.ثلثة نفر.
ومن بني عدي بن النجار ،ثم من بني عدي بن عامر بن غنم ابن النجار :حارثة بههن
هب بههن عمرو بن ثعلبة بن وَ ْ سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر ،و ُ ُ
سليط بن قَْيس بن عمرو بن عتيههك َ و ، حكيم َ أبو وهو عامر بن عدي بن مالك بن عدي
سْيرة بن عمرو ،وعمرو أبو خارجة بههن سليط ،وهو أ َ ابن مالك بن عدي بن عامر ،وأبو َ
قَْيس بن مالك بن عدي بن عامر ،وثابت
خنساء بن عمرو بن مالك بن عههدي بههن عههامر ،وعههامر بههن أميههة ابههن زيههد بههن ابن َ
رز بن عامر بن مالك بن عههدي بههن عههامر، ح ِ
م ْ عدي بن عامر ،و ُ حاس بن مالك بن َ س َح ْ ال َ
واد بن غزِّية بن أهَْيب ،حليف لهم من ب َِلي .ثمانية نفرة َ س َ و َ
واد. س ّ
قال ابن هشام :ويقال َ :
عدي بن النجههار : حَرام بن خْندب بن عامر بن غَْنم ابن َ قال ابن إسحاق :ومن بني َ
عوراء ابن حههرام ،وأبههو العْههور بههن الحههارث بههن كن بن قَْيس بن َز ُ س َ
أبو زيد قَْيس بن َ
ظالم بن عَْبس بن حرام .قال ابن هشام :ويقال :أبو العور :الحارث بن ظالم .
مْلحان -واسم ملحان :مالهك بهن مْلحان ،وحرام بن ِ سل َْيم بن ِقال ابن إسحاق :و ُ
خالد بن زيد بن حرام .أربعة نفر.
عمرو ابن غنم بن مههازن مْبذول بن َ وف بن َ ومن بني مازن بن النجار ،ثم من بنى عَ ْ
صْعصعة :عمرو بن زيد بن عوف -وعبد صْعصعة ،واسم أبى َ بن النجار َ :قيس بن أبي َ
خَزيمههة .ثلثههةصْيمة ،حليف لهم من بنى أسد بن ُ وف وعُ َ عمرو بن عَ ْ الله بن كعب بن َ
نفر.
مْير ابن عامر بههن مالههك ومن بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن مازن :أبو داود عُ َ
خْنساء .رجلن . طية بن َ سراقة بن عمرو بن عَ ِ خْنساء ،و ُ
بن َ
خر بن حبيب بن ص ْخلد بن ثعلبة ابن َ ّ م َ َ
ومن بني ث َعْلبة بن مازن بن النجار :قَْيس بن ُ
الحارث بن ثعلبة .رجل .
ومن بني دينار بن النجار ،ثم من بني مسعود بن عبد الشهل ابن حارثههة بههن دينههار
حاك بهن عبهد عمهرو بهن مسهعود، بن النجار :الّنعمان بن عبدِ عمرو بن مسعود ،والضه ّ
سَليم بن الحارث بن ثعلبة ابن كعب بن حارثة بن دينار ،وهو أخو الضحاك ،والنعمههان و ُ
سهَْيل بن ابنى عبد عمرو ،لمهما ،وجابر بن خالد بن عبد الشهل بن حارثة ،وسعد ابن ُ
عبد الشهل .خمسة نفر.
ومن بني َقيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار :كعب بههن زيههد بههن
جْير ،حليف لهم .رجلن . جْير بن أبي ب ُ َقيس وب ُ َ
َ
جير :من عَْبس بن بغيههض بهن َري ْههث بهن غَطفهان ،ثههم مهن بنههى قال ابن هشام :ب ُ َ
جذيمة بن َرَواحة. َ
عدد من شهد بدرا ً من الخزرج :قال ابن إسحاق :فجميع من شهد بدرا ً مههن
الخزرج مئة وسبعون رج ً
ل.
جلن بههن زيههد قال ابن هشام :وأكثر أهل العلم يذكر في الخزرج ببدر ،في بني العَ ْ
جلن عمرو بن العَ ْ عْتبان بن مالك بن َ بن غنم بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج ِ :
ص هْين بههن وَب َههرة بههن خالههد بههن ح َصمة بههن ال ُ ع ْ
جلن ،و ِ مل َْيل بن وََبرة ابن خالد بن العَ ْ ،و ُ
جلن . العَ ْ
جشم ابن الخزرج ،وهم فههي غضب بن ُ حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن َ وفى بنى َ
دي بن زيد بن ث َْعلبة بن مالههك بههن وذان بن حارثة ابن عَ ِ َ ّ
بني ُزَريق هلل بن المعَلى بن ل ْ
زيد مناة بن حبيب .
عدد من شهد بدرا من المهاجرين والنصار :قال ابن إسحاق :فجميع من ً
ضههرب لههه شهد بدرا ً من المسلمين ،من المهاجرين والنصار من شهدها منهم ،ومههن ُ
ل ،مههن المهههاجرين ثلثههة وثمههانون رج ً
ل، بسهمه وأجره ،ثلثمائة رجل وأربعة عشر رج ً
ل ،ومن الخزرج مئة وسبعون رج ً
ل. ومن الوس واحد وستون رج ً
من اسُتشهد من المسلمين يوم بدر
من المهاجرين :واستشهد من المسلمين يوم بدر ،مع رسول الله صلى الله عليههه
عبيدة بن الحارث بن المطلههب وسلم ،من قريش ،ثم من بني المطلب بن عبد مناف ُ :
عتبة بن ربيعة ،قطع رجله ،فمات بالصفراء رجل . ،قتله ُ
عمير بن أبى وقاص بن أهَْيب بن عبد منههاف بههن ُزهههرة، ومن بني ُزهرة بن كلب ُ :
شمالين بن عبههد عمههرو بههن وهو أخو سعد بن أبي وقاص ،فيما قال ابن هشام ،وذو ال ّ
ضلة ،حليف لهم من خزاعة ثم من بني غُْبشان .رجلن . نَ ْ
َ
ؤي :عاقل بن الب ُكْير .حليف لهههم مههن بنههي سههعد بههن ُ
ومن بني عدي بن كعب بن ل َ
جع ،مولى عمر بن الخطاب .رجلن . مهْ َ
مناة بن كنانة ،و ِ ليث بن بكر بن عبد َ
ومن بنى الحارث بن ِفهر :صفوان بن ب َْيضاء رجل .ستة نفر.
شههرمب َ ّخْيثمههة ،و ُ من النصار :ومن النصار :ثم من بنى عمرو بن عوف :سعد بههن َ
بن عبد المنذر بن َزنبر .رجلن .
م.ح ْسهه ُ ومن بني الحارث بن الخزرج :يزيد بن الحارث ،وهو الذي يقال له .ابن فُ ْ
رجل .
مي ْههر بههن سلمة ،ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة :عُ َ ومن بني َ
حمام .رجل . ال ُ
جشههم :رافههع ابههن المعل ّههى . ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بههن ُ
رجل .
ومن بنى النجار :حارثة بن سراقة بن الحارث .رجل .
مَعوذ ،ابنا الحارث ابن رفاعة بن سههواد، وف و ُ ومن بنى غَْنم بن مالك بن النجار :عَ ْ
وهما ابنا عفراء .رجلن .ثمانية نفر.
قتل ببدر من المشركين من ُ
وقتل من المشركين يوم بدر من ُقريش ،ثم من بني عبد شس ابههن عبههد منههاف :
ظلة بن أبى سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ،قتلههه زيهد ُ بههن حارثههة ،مههولى حن ْ َ َ
حمههزة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ابههن هشههام ،ويقههال :اشههترك فيههه َ
ضههرمي ،وعههامر ح ْوعلي وزيد ،فيما قال ابن هشام .قال ابن إسحاق :والحارث بن ال َ
ن ابههن
ث :النعمهها ُمار بن ياسر ،وقتل الحههار َضرمي حليفان لهم ،قتل عامرا ً :عَ ّ
ح ْ
بن ال َ
عمير،
مير بن أبي ُ
عصر ،حليف للوس ،فيما قال ابن هشام .وعُ َ
م مولى أبى حذيفة ،فيما قال ن أبي عمير :سال ٌ عميَر .ب َ وابنه :موليان لهم .قتل ُ .
ابن هشام
عبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ،قتله الزبيههُر قال ابن إسحاق :و ُ
بن العوام ،والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية ،قتله على بن أبى طالب .وعقبة بن
مَعيط بن أبي عمرو بن أميههة ببههن عبههد شههمس ،قتلههه عاصههم بههن ثههابت بههن أبههى أبى ُ
الْقلح ،أخو بنى عمرو بن عوف ،صبرا ً.
قال ابن هشام :ويقال :قتله على بن أبي طالب .
عبيدة بن الحارث بن المطلب قال ابن إسحاق .:وعتبة بن ربيعة عبد شمس ،قتله ُ
.
ى.قال ابن هشام :اشترك فيه هو وحمزة وعل ّ
شْيبة بن ربيعة بن عبد شمس ،قتله حمزةُ ابن عبد المطلههب . قال ابن إسحاق :و َ
والوليد بن عتبة بن ربيعة ،قتله على بن أبى طالب ،وعامر بن عبد اللههه ،حليههف لهههم
من بني أنمار بن َبغيض ،قتله على ابن أبى طالب :اثنا عشر رج ً
ل.
وفل ،قتله -فيمهها يههذكرون - ومن بني نوفل بن عبد مناف :الحارث بن عامر بن ن َ ْ
وفل ،قتلههه ن أبي إساف ،أخو بنى الحارث بن الخزرج ،وط ُعَْيمة بن عدي بن ن ْ بب ِ خبي ُ َ
على بن أبى طالب ،ويقال :حمزة بن عبد المطلب .رجلن .
ود بن المطلب بن أسد. س َ مَعة بن ال ْ ومن بني أسد بن عبد العُّزى بن قصى َ :ز َ
ذع ،أخو بنى حرام ،فيما قال ابن هشام. ج ْت بن ال ِ قال ابن هشام :قتله ثاب ُ
ويقال :اشترك فيه حمزةُ وعلي بن أبى طالب وثابت .
معة ،قتله عمار بن ياسر -فيما قال ابههن هشههام - قال ابن إسحاق :والحارث بن َز َ
ى ،اشتركا فيه -فيما قال ابههن هشهام سود بن المطلب ،قتله حمزة وعل ّ وعقيل بن ال ْ
ن ذيههادذر به ِ جه ّخَتري ،وهو العاص بن هشههام بههن الحههارث بههن أسههد ،قتلههه الم َ -وأبو الب َ ْ
ختري :العاص بن هاشم . وي .قال ابن هشام :أبو الب َ ْ الب َل َ ِ
خزاعههة، دويههة ،عههدي بههن ُ ويلد بن أسد ،وهو ابههن العَ َ خ َ قال ابن إسحاق :ون َوَْفل بن ُ
عبيد الله ة بن ُ وهو الذي قرن أبا بكر الصديق ،وطلح َ
حين أسلما في حبل ،فكانا ُيسميان :القرينين لذلك ،وكان من شياطين قريههش -
صههي :النضهُر بههن قتله علي بن أبي طالب .خمسة نفههر .ومههن بنههى عبههد الههدار بههن قُ َ
الحارث بن ك ََلدة بن عَْلقمة بن عبد مناف بن عبد الدار ،قتله علي بن أبي طالب صبرا ً
عند رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بالصههفراء ،فيمهها يههذكرون ،قههال ابههن هشههام :
دة بههن عبههد بالثيل .قال ابن هشام :ويقال :النضر بههن الحههارث بههن عَْلقمههة بههن ك َل َه َ
مير بن هاشههم بههن عبههد منههاف بههن مَليص مولى عُ َ مناف ، .قال ابن إسحاق :وزيد بن ُ
عبد الدار .رجلن .
ن َرباح ،مههولى أبههى بكههر ،وزيههد حليههف لب ُ ملْيص بل ُ َ قال ابن هشام :قتل زيد َ بن ُ
قههداد بههن م ْ
لبني عبد الدار ،من بنى مازن بن مالك بن عمرو ابن تميم ،ويقال :قتلههه ال ِ
عمرو.
عمههرو بههن كعههب بههن مير بن عثمان بن َ قال ابن إسحاق :ومن بنى ت َْيم بن مرة :عُ َ
سعد بن ت َْيم.
ي بن أبي طالب .ويقال :عبد ُ الرحمن ابن عوف . قال ابن هشام :قتله عل ّ
عبيد الله بن عثمهان بهن عمهرو بهن كعهب ، قال ابن إسحاق :وعثمان بن مالك بن ُ
سنان :رجلن . صهَْيب بن ِ قتله ُ
عمرو بههن هشههام
مّرة :أبو جهل بن هشام -واسمه َ
قظة بن ُومن بنى مخزوم بن ي َ َ
عمرو بن مخزوم - بن المغيرة بن عبد الله بن َ
ع ْ
كرمههة يههد معههاذ جمههوح ،فقطهع رجلههه ،وضههرب ابنههه ِ معاذ بن عمرو بههن ال َ ضربه ُ
ف عليه عب هد ُ مق .ثم ذ َفّ َ وذ بن عفراء حتى أثبته ،ثم تركه وبه َر َ مع َ ّ
فطرحها ،ثم ضربه ُ
سه ،حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتمههس الله بن مسعود ،واحتز رأ َ
عمر بن مخزوم ،قتله عمر في القتلى -والعاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن ُ
بن الخطاب ،ويزيد بن عبد الله ،حليف لهم من بنى تميم .
مار بن ياسر. ً
شجاعا ،قتله ع ّ مرو بن تميم ،وكان ُ قال ابن هشام :ثم أحد بنى عَ ْ
دجانههة السههاعدي - قال ابن إسحاق :وأبو مسافع الشعري ،حليف لهم ،قتله أبههو ُ
حْرملة بن عمرو ،حليف لهم . فيما قال ابن هشام -و َ
ْ
قال ابن هشام :قتله خارجة بن َزي ْههد بههن أبههى زهيههر ،أخههو ب َلحههارث ابههن الخههزرج ،
ويقال :بل على بن أبي طالب -فيما قال ابن هشام -وحرملة ،من السد.
قال ابن إسحاق :ومسعود بن أبي أمية بن المغيرة ،قتله علههي ابههن أبههى طههالب -
فيما قال ابن هشام -وأبو قَْيس بن الوليد بن المغيرة .قال ابن هشههام :قتلههه حمههزة
بن عبد المطلب .
مغيههرة ،قتلههه علههي ابههن أبههي طههالب ، قال ابن إسحاق :وأبو قَْيس بن الفاكه بن ال ُ
ويقال :قتله عمار بن ياسر ،فيما قال ابن هشام .قال ابن إسحاق :وِرفاعههة بههن أبههى
ِرفاعة بن عابد بن عبد الله
عمر بن مخزوم ،قتله سعد بن الربيع ،أخو ب َْلحههارث بههن الخههزرج ،فيمهها قههال ابن ُ
جلن جهد ّ بههن العَ ْ
مْعن بههن عههدي بههن ال َ
ذر بن أبي رفاعة بن عابد قتله َ ابن هشام :والمن ِ
عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف فيمهها قههال ابههن هشههام ، حليف بنى ُ
ذر ابن أبى رفاعة بن عابد ،قتله على بن أبى طالب .،فيما قههال ابههن وعبد الله بن المن ِ
هشام .قال ابن إسحاق :والسائب بن أبى السائب بن عابد بن عبد الله ابن عمههر بههن
مخزوم .
قال ابن هشام :السائب بن أبى السائب شريك رسول الله صلى الله عليه وسههلم
بك السههائ ُ الذي جاء فيه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " :نعم الشههري ُ
ل ُيشارى ول ُيمارى " وكان أسلم فحسن إسلمه -فيما بلغنا -والله أعلم .
عتبة ،عهن ابهن عبهاس أن السهائب بهن ن شهاب الزهري عن عبيد الله بن ُ وذكر اب ُ
عمر بن مخزوم ممههن بههايع رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه أبى السائب بن عبد الله بن ُ
حنين .قال ابن هشام :وذكر غيههر جعِّرانة من غنائم ُ
وسلم من قريش ،وأعطاه يوم ال ِ
ابن إسحاق :أن الذي قتله الزبير ابن العوام.
عمر بن مخزوم سد بن هلل بن عبد الله ابن ُ قال ابن إسحاق :والسود بن عبد ال َ
،قتله حمزة بن عبد المطلب ،وحاجب بن السائب ابن عُوَْيمر بههن عمههر بههن عههائذ بههن
خزوم -قالم ْ
عبد بن عمران بن َ
ابن هشام :ويقال :عائذ :بن عمران بن مخزوم ،ويقههال :حههاجز بههن السههائب -
ى بن أبى طالب .قههال ابههن إسههحاق :وعُهوَْيمر بههن عل ّ
ب بن السائب َ : والذي قتل حاج َ
ة ،فيما قال ابن هشام . قوَْقلى مبارز ً
السائب بن عُوَْيمر ،قتله النعمان بن مالك ال َ
ى، سفيان ،حليفان لهههم مههن ط ه ّ سفيان ،وجابر بن ُ مرو بن ُ قال ابن إسحاق :وعَ ْ
دة بن ن َّيار فيما قال ابن هشام . عمرا ً يزيد ُ بن ُرَقيش ،وقتل جابرا :أبو ب ُْر َ
ً قتل َ
قال ابن إسحاق :سبعة عشر رج ً
ل.
من َّبه ابن الحجاج بن عههامر صْيص بن كعب بن لؤي ُ : سْهم بن عمرو بن هُ َ ومن بنى َ
من َب ّهههسِلمة ،وابنه العههاص بههن ُ سر ، ،أخو بني َ حذيفة بن سعد بن سهم ،قتله أبو الي َ َ بن ُ
بن الحجاج قتله على بن أبي طالب ،فيما قال ابن هشام .ونب َْيه بن الحجاج بن عههامر
قتله حمزة ابن عبد المطلب وسعد بن أبى وقاص اشتركا فيه ،فيما قال ابهن هشهام ،
دي بن سعد بن سهم . وأبو العاص بن قَْيس بن عَ ِ
سر، سْهم ،قتله أبو الي َ َ ضب َْيرة بن سعيد بن َ وف بن ُ قال ابن إسحاق :وعاصم بن عَ ْ
أخو بنى سلمة ،فيما قال ابن هشام :خمسة نفر.
صْيص بن كعب بن لؤي :أمية ابن خلف بن وهب بن جمح بن عمرو بن هُ َ ومن بني ُ
مح ،قتله رجل من النصار من بنى مازن . ج َُ
خههبيب ابههن إسههاف ، معاذ بههن عفههراء وخارجههة بههن زيههد و َ قال ابن هشام :بل قتله ُ
اشتركوا في قتله .
مههار بههن ياسههر ،وأْوس بههن خلف ،قتلههه عَ ّ قال ابن إسحاق :وابنه علي بن أمية بن َ
مح ،قتله علي بن ج َ مْعير بن لوذان بن سعد بن ُ ِ
صهْين بهن الحهارث ابهن المطلهب ح َ أبي طالب فيما قال ابن هشام ،ويقال :قتله ال ُ
ظعون ،اشتركا فيه ،فيما قال ابن هشام .قال ابن إسحاق :ثلثة نفر. م ْ وعثمان بن َ
قْيس ،قتلههه علههي حليف لهم من عبد ال َ ومن بني عامر بن لؤي :معاوية بن عامرَ .،
صن ،فيما قال ابن هشام . ح َم ْكاشة بن ِ بن أبى طالب ويقال :قتله عُ ّ
مْعبد بن وهب ،حليف لهم من بني ك َْلب بن عوف بن كعب بههن قال ابن إسحاق :و َ
دجانههة ،فيمهها قههال ابههن كير ،ويقههال :أبههو ُ عامر بن ل َْيث ،قتل معبدا ً خالد وإياس ابنا الب ُ َ
هشام .رجلن .
م بدر :قال ابن هشام :فجميع من أحصى لنا قتل من المشركين يو َ عدد من ُ
عبيههدة ،عههن أبههي ل .قال ابن هشام :حدثني أبو ُ من قَْتلى قريش يوم بدر .خمسون رج ً
ل ،والسرى كذلك ،وهو قول ابههن عمرو :أن قتلى بدر من المشركين كانوا سبعين رج ً
َ َ
ة قَد ْ صيب َ ٌم ِم ُصاب َت ْك ُ ْما أ َ عباس ،وسعيد ابن المسّيب ،وفى كتاب الله تبارك وتعالى{ أوَل َ ّ
مث ْل َي ْهَهها }]آل عمههران [165 :بقههوله لصههحاب أحههد -وكههان مههن استشهههد منهههم َ
م ِصب ْت ُ ْأ َ
ي مههن اسُتشهههد منكههم يههوم أحههد ،سههبعين سبعين رجل ً -يقول :قد أصبتم يوم بدر مثل َ ْ
قتيل ً وسبعين أسيرًا .وأنشدني أبو زيد النصاري لكعب بن مالك :
سوَد ُوال ْ منهم عتبة ُ سبعون: طن منههههم #فأقام بالعَط َن المعَ ّ
ِ
قال ابن هشام :يعنى قتلي بهدر .وهههذا الهبيت فهي قصهيدة لهه فهي حههديث يهوم أحههد،
سأذكرها إن شاء الله تعالى في موضعها.
ن إسحاق من هؤلء السبعين القتلى : قال ابن هشام :وممن لم يذكر اب ُ
من بني عبد شمس بن عبد مناف :وهب بن الحارث ،من بنى أْنمار بههن َبغيههض ،
حليف لهم وعامر بن زيد ،حليف لهم من اليمن رجلن .
عميههر مههولى ومن بنى أسد بن عبد العُّزى :عقبة بن زيد ،حليف لهم من اليمههن ،و ُ
لهم .رجلن .
سههليط ،حليههف ملْيص ،وعَُبيههد ابههن َ َ ومن بني عبد الدار بن قصي :ن ُب َْيه بن زيد بن ُ
لهم من قيس .رجلن .
ومن بني تيم بن مرة :مالك بن عبيد الله بن عثمان ،وهو أخو طلحة بن عبيد الله
سارى ،فُعد في القتلى ،ويقال :وعمرو بههن عبههد اللههه بههن بن عثمان أسر فمات في ال َ
جدعان .رجلن .
ذيفة بن المغيرة ،قتله سههعد بههن أبههي ح َ
ذيفة بن أبي ُ ح َ ومن بني مخزوم بن يقظة ُ :
صههَْيب ابههن سههنان ،وزهيههر بههن أبههىوقاص وهشام بن أبى حذيفة بن المغيههرة ،قتلههه ُ
سْيد مالك بن ربيعة ،والسائب ابن أبى رفاعة .قتله عبد الرحمههن بههن رفاعة ،قتله أبو أ َ
جراحةٍ جرحه عوف ،وعائذ بن السائب بنعويمر ،أسر ثم افُتدي فمات في الطريق من ِ
مْير حليف لهم مههن طي ّههى ،وخيههار ،حليههف لهههم مههن إياها حمزةُ ابن عبد المطلب ،وعُ َ
القارة ،سبعة نفر.
سْبرة بن مالك ،حليف لهم .رجل .ومن بني سههم بهن جمح بن عمروَ : ومن بني ُ
صههَْيب بههن سههنان ،وعههامر بههن عههوف بههن من َّبه بن الحجههاج ،قتلههه ُ عمرو :الحارث بن ُ
دجانههة،
ضبيرة أخو عاصم بن ضبيرة ،قتله عبد الله بن صههلمة العجلنههى ،ويقههال :أبههو ُ ُ
رجلن .
ذكرأسرى قريش يوم بدر
قال ابن إسحاق :وأسر من المشركين من قريش يوم بدر ،من بني هاشم بن عبد
طلب بن هاشم ،ونوفل بههن الحههارث بههن عبههد مناف :عقيل بن أبي طالب بن عبد الم ّ
طلب بن هاشم . الم ّ
طلب بن عبد مناف :السائب بهن عَُبيهد بهن عبهد يزيهد بهن هاشهم بهن ومن بني الم ّ
مرو بن عَْلقمة بن المطلب .رجلن . طلب وُنعمان بن ع َ الم ّ
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف :عمرو بن أبى سفيان بن حههرب بههن أميههة بههن
عبد شمس والحارث بن أبى وجزة بن أبي عمرو ابن أمية بن عبههد شههمس .ويقههال :
ابن أبى َوحرة ،فيما قال ابن هشام .قال ابن إسحاق :وأبو العاص بن الربيع بههن عبههد
العُّزى بن عبد شمس ،وأبو العاص بن نوفل بن عبد شمس .
عقبههة بههن عبههد شههة بههن أبههي عمههرو وعمههرو بههن الْزرق و ُ ومن حلفائهم :أبههو ِري َ
ضَرمى ،سبعة نفر. ح ْالحارث بن ال َ
خيار بن عدي بن نوفل وعثمان بن عبههد ومن بني نوفل بن عبد مناف :عدي بن ال ِ
ور ،حليههف شمس ابن أخى غَْزوان بن جابر ،حليف لهم من بنى مازن بن منصور وأبو ث َ ْ
مْير بههن هاشههم ابههن عبههد عزيز بن عُ َ
لهم .ثلثة نفر .ومن بني عبد الدار بن قصي :أبو َ
مناف بن عبد الدار ،والسود بن عامر ،حليههف لهههم .ويقولههون؟ نحههن بنههو السههود بههن
عامر بن عمرو بن الحارث بن السب ّّاق .رجلن .
حب َْيش ابن المطلههب بههن ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي :السائب بن أبي ُ
حوَْيرث بن عباد بن عثمان بن أسد. أسد ،وال ُ
عثمان بن أسد. قال ابن هشام :هو الحارث بن عائذ بن ُ
ماخ ،حليف لهم :ثلثة نفر" ومن بنهي مخهزوم بهن ش ّ قال ابن إسحاق :وسالم بن َ
عمر بن مخزوم ،وأمية بن يقظة بن مرة :خالد بن هشام بن المغيرة ابن عبد الله بن ُ
ذيفة بن المغيرة ،والوليد بن الوليد بن المغيرة ،وعثمان بن عبد الله بن المغيههرة أبي ح َ
بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ،وصيفي بن أبي رفاعة بن عابد بن
خرِ
ف ْال َ لذي تتركوها ل وآلهةٍ مكم ؤي ذ َّببوا عن حري ِ #فيا ل َل ُ َ
ر
ست ِ وال ّ ف
السق ِ ذا ت
والبي َ أواسيها م
#توارثها آباؤكم وورثتهه ُ
عُذ ِْر من غالب لآ َ ت َْعذروه فل َ
#فما لحليم ٍ قد أراد هلككهم
ر
سي وفي الصب ِ ً
وكونوا جميعا في التأ ّ م وتوازروا دوا لمن عاديت ُ #وج ّ
مرو ولشىَء إن لم تثأروا بذوي عَ ْ #لعَلكم أن َتثأروا بأخيكههه ُ
م
ر
الث ِ بينة م
الها َ ُتطيُر ض
ومي ٌ ف كأنهها ت فى الك ّ طردا ٍ #بم ّ
خْزِرال ُ لعداِئها يوما ً تجّرد َ ُْ إذا ب الذّر فوقَ متوِنهها مد ّ #كأن َ
قال ابن هشام :أبدلنا من هذه القصيدة كلمتين مما روى ابن إسحاق ،وهمهها " الفخههر
" في آخر البيت ،و " فما لحليم " في أول البيت لنه نال فيهما من النههبي صههلى اللههه
عليه وسلم
شعر لعلي بن أبي طالب في يوم بدر :قال ابن إسحاق :وقال على بن أبي طالب
فى يوم بدر:
قال ابن هشام :ولم أر أحدا ً من أهل العلم بالشعر يعرفها ول نقيضتها ،وإنما
دعان ُقتل يوم بدر ،ولم يذكره ابن ج ْ كتبناهما لنه يقال :إن عمرو بن عبد الله بن ُ
إسحاق في القتلى ،وذكره في هذا الشعر :
لَفض ِ وذي اقتدارٍ ذي عزيز #ألم تر أن الله أبَلى رسوَلهههه بلَء
قَت ْ ِ
ل ومن إسارٍ من هوانا ً
َ ة فلقوا #بما أنزل الكفاَر داَر مذلههه ٍ
ل
بالعد ِ أرسل الله رسو ُ
ل ل الله قد عَّز نصُرهُ وكان #فأمسى رسو ُ
سنغادُر دهم
بع َ رجال فإنا ت من رجاِلنهاغوِدر ْ #فإن تك قَْتلى ُ
فس ثائُرشفي الن َ َ س حتى ي َ ْ ج وس َ
بني الوْ ِ طكم جْرد ُ العناجي ُ
#وتْرِدي بنا ال ُ
َزوافُِر والدارعين قنا
بال َ لها ط بنى النجارِ سوف ن َك ُّرهها س َ #وو ْ
ي ناصُر وليس لهم إل المان ّ َ
ب الطيُر حولهم ص ُ عى ت َعْ ِ صْر َ #فنترك َ
ن بها ليل عن النوم ِ ساهُر له ّ م من أهل يثرب نسهههوة َ #وتْبكيه ُ
مائُر
– َ ن
يحارب َ -ممن م
دَ ٌ نبه ّ ل سيوُفنههههها #وذلك أنا ل تزا ُ
دكم وهو ظاهُر ج ّ
َ بأحمد َ أمسى فروا في يوم ِ بدر فإنمههها #فإن ت َظ ْ َ
حاضُر ت
والمو ُ اللواِء في يحامون #وبالنفرِ الخيارِ هم أوليههههاؤه
ذاكُر أنت من س َ
ط و ْ علي وُيدعى محمزةُ فيهههههه ُ ُ #يعد ّ أبو بكر و َ
ب حاضُر وسعد إذا ما كان في الحر ِ م
ن منهه ُ ص وعثما ُ #وُيدعى أبو حف ٍ
ُتفاخُر س والنجار حين بنو الو ِ ت فى دياِرههها #أولئك ل من ن َّتج ْ
ب كعب وعامُر عدت النسا ُ ُ إذا ب م من ُلؤيّ بن غالهه ٍ ن أبوه ْ #ولك ْ
الكاثُر الطيبون الِهياِج غداةَ َ ك
معَْر ٍ ل َل في ك ّ #هم الطاعنون الخي َ
شعر كعب بن مالك يرد على ضرار بن الخطاب :فأجابه
سلمة ،فقال : كعب بن مالك ،أخو بني َ
قاهُر ّ
للهِ ليس أراد، ما على #عجبت لمرِ الله والله قههادر
س جائُر وا وسبي ُ ً
ل البغي بالنا ِ بغ َ ْ معشرا ي َ م بدر أن نلقِ َ ضى يو َ #ق َ
متكاثُر ُ جمعهم َ س حتى من النا ِ حشدوا واستنفروا من يليهم #وقد َ
وعامُر ً جميعا ب
كع ٌ بأجمِعها ل غيَرنها #وسارت إلينا ل تحاو ُ
وناصُر عزيز منهم قل مع ْ َِ له َ
س حوله ل الله والو ُ #وفينا رسو ُ
ثائُر والنقعُ الماذِيّ في ونمث ّ ْمعُ بني النجارِ تحت لوائهِ ي ُ َ ج ْ#و َ
صابُر س
النف ِ مسَتبس ُ
ل ُ قيناهم وكل مجاههههد ٌ لصحابهِ #فلما ل ِ
ظاهُر بالحقّ الله َ
رسول وأن ب غيهَره شِهدنا بأن الله ل َر ّ َ #
شاهُر لعَْينيك هيها
ي ُْز ِ س
مقايي ُ خفاف كأنها ض ِ #وقد عريت بي ٌ
فاجُر هو من حْين ال َ ُيلقي ددوا وكان #بهن أبدنا جمَعهم فتبهه ّ
عاثُر وهو غادْرَنه قد ة
وعتب ُ ل صريعا ً لوجه ِ
ه ب أبو جه ٍ #فك ُ ّ
ش كافُر م إل بذى العر ِ غى وما منه ُ ى غادْرن فى الو َ ة والتيم ّ #وشبيب ُ
صائُر م
جهن َ في كفور لى مستقّرها وك ّ وا وقود َ النارِ ف ِ س ْم َ #فأ ْ
سجُر والحجارة الحديدِ مُيها بُزب َرِ ح ْ
ب َ ي قد ش ّ ى عليهم وهْ َ َ
#ت َلظ ّ
وا وقالوا :إنما أنت ساحُر فوَل ّ ْ ل الله قد قال أقبلوا #وكان رسو ُ
زاجُر الله مهح ّ َ لمر #لمر أراد الله أن َيهِلكوا بهه وليس
شعر عبد الله بن الزبعرى يبكي قتلى بدر :وقال عبد الله
ابن الزبعري السهمى يبكى قتَلى بدر:
سْيد بن عمرو بن شى بن ُزرارة بن النباش ،أحد بني أ َ قال ابن هشام :وتروى للعْ َ
وفل بن عبد مناف . تميم ،حليف بني ن َ ْ
قال ابن إسحاق :حليف بني عبد الدار :
كرام ِ الوجوهِ ض
بي ِ ِفتيةٍ من #ماذا على بدر وماذا حوله
قال ابن هشام :تركنا منها بيتا ً واحدا ً أقذع فيه .
قال ابن إسحاق :وقال حسان بن ثابت أيضًا.
قال ابن هشام :ويقال :بل قالها عبد الله بن الحارث السهمي :
ض غيُر ِرعديدِ َ ْ ستشِعري َ َ
جلد ُ الّنحيزةِ ما ٍ مههمماذِيّ يقد ُ ُ ق ال َحل ِ م ُْ #
وى وبالجودِ على البريةِ بالتق َ ضلهه ق فَ ّل إله الخل ِ #أعنى رسو َ
مورودِ وماُء بدر زعمتم غيُر َ #وقد َزعمتم بأن تحموا ذماَركهم
صريدِ ربنا َرواًء غير ت َ ْ ش ِ حتى َ دنا ولم نسمع لقوِلكهههم #ثم ور ْ
ل الله ممدودِ مستحكم ٍ من حبا ِ َ ُ ل غيرِ منجهذم ِ صمين بحب ٍ مستع ِ ُ #
ت ونصر غيُر محدودِ حتى المما َ ل وفينا الحقّ نتبعهه #فينا الرسو ُ
ل الماجيدِ بدٌر أناَر على ك ّ ض شهاب ُيستضاُء به ف وما ٍ #وا ٍ
قال ابن هشام :بيته " :مستعصمين بحبل غير منجذم " عن أبي زيد النصاري .قال
ابن إسحاق :وقال حسان بن ثابت أيضا ً :
وُفضوِح وءةٍ
س ْ بَ َ بالقلي ِ م
يو َ سدٍ وآب غَزِّيههم ِ #خابت بنو أ َ
سُبوِح
َ عن ظهرِ صادقةِ النجاِء َ قَعصا م ْ
دل ُ #منهم ِ أبو العاصى تج ّ
المذبوِح بمقامهِ وى ثَ َ لما حْينا َ له من كل مانع بسلحه ِ
ه َ #
ل ن كههههه ّ
ل رسهههههو ِ ب وكهههههذبوا بمحمهههههد ٍ واللهههههه ُيظههههههُر ديههههه َ دوا الكتههههها َ #جحههههه ُ
ل
عد َ بهههههن عقيههههه ِة وابن َهههههه والخالهههههد َْين ،وصههههها ِ
خزيمههههه َ
ه أبههههها ُ
#لعهههههن اللههههه ُ
دية ،حتى نزل بصدر قناة إلى جبل ج ِ في مئتى راكب من ُقريش ليبر يميَنه ،فسلك الن ّ ْ
يقال له :ث َْيب ،من المدينة على بريد أو نحوه ،ثم خرج من الليل ،حتى أتى بني
طب ،فضرب عليه بابه ،فأبى أن يفتح له بابه خ َن اْ ْ ىب َحي ّ ضير تحت الليل ،فأتى ُ الن ّ ِ
شكم ،وكان سيد بني النضير فى زمانه ذلك ، م ْ لم بن ِ س ّ وخافه ،فانصرف عنه إلى َ
زهم .فاستأذن عليه ،فأذن له ،فقراه وسقاه وبطن له من خبر الناس ، وصاحب َ
كن ِ
ب ليلته حتى أتى أصحابه .فبعث رجال ً من قريش إلى المدينة ،فأتوا ثم خرج في عق ِ
صوار من نخل بها ،ووجدوا بها رجل ً من ناحية منها يقال لها :العَُرْيض فحرقوا فى أ ْ
حْرث لهما ،فقتلوهما ،ثم انصرفوا راجعين ونذر بهم الناس . النصار وحليفا ً له في َ
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم ،واستعمل على المدينة َبشير بن
در ،ثم انصرف ذر ،وهو أبو لبابة فيما قال ابن هشام ،حتى بلغ َقرَقرة الك ُ ْ عبد المن ِ
راجعا ً وقد فاته أبو سفيان وأصحابه ،وقد رأوا أزوادا من أزواد القوم قد طرحوها في
ً
الحرث يتخففون منها للنجاء ،فقال المسلمون ،حين رجع بهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم :يا رسول الله ،أتطمع لنا أن تكون غزوة؟ قال :نعم .
سميت غزوة السويق ، سبب تسمية هذه الغزوة باسمها :قال ابن هشام :وإنما ُ
فيما حدثنى أبو عَُبيدة :أن أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق ،فهجم
سميت غزوة السويق . المسلمون على سويق كثير ف ُ
ما قاله أبو سفيان شعرا ً في هذه الغزوة :قال ابن إسحاق - :وقال أبو سفيان بن
شكم : م ْ ن ِ سلم ب ِ حرب عند منصرفه ،لما صنع به َ
م ولم أت َل َ ّ
وم ة واحدا ً لحلف فلم أند ْ ت المدين َ #وإنى تخير ُ
م
شك َ م ْ
سلم بن ِ ل مني َ ج ٍ ة على عَ َ مدام ً #سقانى فرّواني كميتا ً ُ
حه :أبشْر بعّز ومغَْنم ت ولم أكن لقْرِ َ #ولما تولى الجيش قل ُ
جْرهُم ِشماطيط ُ ح لؤي ل َ سر وإنهم صري ُ م ِ ل فإن القو َ م ْ #تأ ّ
ّ ً
مْعدم ِ خلةِ ُ ب أتى ساعيا من غيرِ َ
َ
#وما كان إل بعض ليلةِ راك ٍ
مر غزوة ذي أ َ
سويق ،أقام ِ بالمدينة بقية فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة ال ّ
مر ،واستعمل طفان ،وهى غزوة ذي أ َ ذي الحجة أو قريبا ً منها ،ثم غزا نجدًا ،يريد غَ َ
ن بن عفان ،فيما قال ابن هشام . على المدينة عثما َ
ة، ً ّ
قال ابن إسحاق :فأقام بنجد صفرا كله أو قريبا من ذلك ،ثم رجع إلى المدين ِ ً
ولم يلقَ كيدًا .فلبث بها شهَر ربيع الول كّله ،أو إل قليل ً منه .
فُرع من بحران غزوة ال ُ
ن أم ً
ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يريد قريشا ،واستعمل على المدينة اب َ
مكتوم ،فيما قال ابن هشام .
فُرِع ،فأقام بها شهَر دنا بالحجاز من ناحية ال ُ ً معْ ِ
حران َ ،قال ابن إسحاق :حتى بلغ ب َ ْ
جمادى الوَلى ،ثم رجع إلى المدينة ولم ي َل ْقَ كيداً. ربيع الخر و ُ
أمر بني َقيُنقاع
ما قاله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وردهم عليه :قال :وقد كان فيما بين ذلك
،من غزو رسول الله صلى الله عليه وسههلم أمهُر بنهى قَي ُْنقهاع .كهان مهن حهديث بنههي
قاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق بنى قَي ْن ُ َ
قههاع ،ثههم قههال :يهها قَي ْن ُ َ
سههلموا فههإنكم قههدمعشر يهود ،احذ َُروا من الله مثههل مهها نههزل بقريههش مههن النقمههة ،وأ ْ
عََرفتم أني نبي مرسل ،تجدون ذلك في كتاِبكم وعهدِ الله إليكههم ؛ قههالوا :يهها محمههد،
مك ؟! إنك ترى أنا قو ُ
ة ،إنا والله لئن ت قوما ل علم لهم بالحرب ،فأصبت منهم فرص ً ً ل ي َغُّرنك أنك لقي َ
س.
ن النا ُ ن أنا نح ُحاربناك لتعَلم ّ
ما نزل فيهم من القرآن :قال ابن إسحاق :فحدثني مولى قال زيد بن ثابت عن
سعيد بن جبير ،أو عن عكرمة عن ابن عباس ،قال :ما نزل هؤلء اليات إل فيهم :
ة ِفيم آي َ ٌ ن ل َك ُ ْ د* قَد ْ َ
كا َ س ال ْ ِ
مَها ُ م وَب ِئ ْ َ جهَن ّ َن إ َِلى َ شُرو َ ح َ
ن وَت ُ ْ ست ُغْل َُبو َفُروا َ ن كَ َذي َ ل ل ِل ّ ِ )قُ ْ
قَتا] آل عمران :[11،12:أي أصحاب بدر من أصحاب رسول الله صلى الله ن ال ْت َ َ فِئ َت َي ْ ِ
عليه وسلم ،وقريش
ْ ْ ل الله وَأ ُ ْ )فِئ َ ٌ
ه ن َوالله ي ُؤَي ّد ُ ب ِن َ ْ
صرِ ِ م َرأيَ العَي ْ ِ مث ْل َي ْهِ ْ
م ِ كافَِرةٌ ي ََروْن َهُ ْ خَرى َ سِبي ِل ِفي َ قات ِ ُ ة تُ َ
صاِر] آل عمران.[12،13 : َ ُ
ك ل َعِب َْرةً ِلوِْلي اْلب ْ َ ن ِفي ذ َل ِ َ شاُء إ ِ ّ ن يَ َ م ْ َ
بنو قينقاع أول من نقض عهده صلى الله عليه وسلم :قال ابن إسحاق :
ل يهود وحدثنى عاصم بن عمر بن قتادة :أن بنى قينقاع كانوا أو َ
ن بدر وأحد. نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وحاربوا فيما بي َ
سبب حرب المسلمين إياهم :قال ابن هشام :وذكر عبد الله
خَرمة ،عن أبى عون ،قال :كان من أمر بني قَْينقاع أن م ْور بن َ س َ م ْ ابن جعفر بن ال ِ
ب لها ،فباعته بسوق بني قَي ُْنقاع ،وجلست إلى صائغ بها، امرأة من العرب قدمت بجل ٍ
ف وجهها ،فأبت ،فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى فجعلوا يريدونها على كش ِ
رها ،فلما قامت انكشفت سوءُتها ،فضحكوا بها ،فصاحت .فوثب رجل من ظه ِ
المسلمين على الصائغ فقتله ،وكان يهوديًا ،وشدت اليهود على المسلم فقتلوه ،
فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ،فغضب المسلمون ،
فوقع الشّر بينهم وبين بنى قَي ُْنقاع .
تدخل ابن أبي في شأنهم معه صلى الله عليه وسلم :قال ابن إسحاق :وحدثني
عاصم بن عمر بن قتادة ،قال :فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
ن سلول ،حين أمكنه منهم ،فقال :يا ن أبى اب ُنزلوا على حكمه ،فقام إليه عبد ُ الله ب ُ
ي ،وكانوا حلفاء الخزرج .قال :فأبطأ عليه رسول الله صلى محمد ،أحسن في موال ّ
ي ،قال :فأعرض عنه .فأدخل َيده وال ّ
م َ
ن فى َالله عليه وسلم .فقال :يا محمد ُ أحس ْ
ب دِْرِع رسول الله صلى الله عليه وسلم .قال ابن هشام :وكان يقال لها : جي ْ ِ
في َ
فضول .ذات ال ُ
قال ابن إسحاق :فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :أرسْلني ،وغضب
ل الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظ ُل َل ً ثم قال :وْيحك ! أرسْلني ؛ رسو ُ
ى ،أربعمائةِ حاسر وثلثمائةِ دارٍع قد ن في موال ّ قال :ل والله ل أرسلك حتى ُتحس َ
غداةٍ واحدة ،إنى والله امرؤ أخشى الدوائَر؛ صدهم في َ ح ُ
منعوني من الحمر والسود ،ت َ ْ
قال :فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :هم لك .
مدة حصار بني قينقاع :قال ابن هشام :واستعمل رسول
الله صلى الله عليه وسلم على المدينة فى محاصرته إياهم بشير بن عبد المنذر،
وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة .
خلع ابن الصامت بني قينقاع وما نزل فيه من القرآن وفي ابن أ َُبي :قال ابن
وليد بن عبادة بن الصامت عبادة بن ال َ إسحاق :وحدثني أبى :إسحاقُ بن يسار ،عن ُ
ل الله صلى الله عليه وسلم ،تشبث بأمرهم عبد ُ الله قال :لما حاربت بنو قينقاع ِرسو َ
ن سلول وقام دونهم .ومشى عبادةُ بن الصامت إلى رسول الله صلى الله ن أبي اب ُ ب ُ
ل الذى لهم من عبد الله بن أبي ، حلفه مث ُ وف ،لهم من ِ عليه وسلم ،وكان أحد بني عَ ْ
فخلعهم إلى رسول صلى الله عليه وسلم ،وتبرأ إلى الله عز وجل ،وإلى رسوله صلى
فهم ،وقال :يا رسول الله ،أتولى الله ورسوله صلى الله الله عليه وسلم من حل ِ
حلف هؤلء الكفار ووليتهم .قال :ففيه وفى عبد عليه وسلم والمؤمنين ،وأبرأ من ِ
َ
صاَرى ذوا ال ْي َُهود َ َوالن ّ َ خ ُ مُنوا َل ت َت ّ ِ نآ َ ذي َ الله بن أبى نزلت هذه القصة من المائدةَ يا أي َّها ال ّ ِ
دي ال ْ َ أ َول ِياَء بعضه َ
م قوْ َ ن الله َل ي َهْ ِ م إِ ّ من ْهُ ْه ِ م فَإ ِن ّ ُ من ْك ُ ْ م ِ ن ي َت َوَل ّهُ ْ م ْ ض وَ َ م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ ْ َ َْ ُ ُ ْ
ض أي لعبد الله بن أبى وقوله :إنى أخشى مَر ٌ م َ ن ِفي قُُلوب ِهِ ْ ذي َ ن* فَت ََرى ال ّ ِ مي َ ال ّ
ظال ِ ِ
فت ِْح أ َْو ْ َ َ
ي ِبال ْ َ ن ي َأت ِ َ سى الله أ ْ دائ َِرةٌ فَعَ َ صيب ََنا َ ن تُ ِ شى أ ْ خ َ ن نَ ْقوُلو َ ن ِفيِهم ي َ ُ عو َسارِ ُ الدوائر ي ُ َ
َ
مُنوا أهَؤَُلِء َ َ َ
نآ َ ل ال ّ ِ
ذي َ قو ُ ن* وَي َ ُ مي َ م َنادِ ِ سه ِ ْ ف ِ سّروا ِفي أن ُ ما أ َ حوا عََلى َ صب ِ ُعن ْدِهِ فَي ُ ْ ن ِ م ْ مرٍ ِ أ ْ
َ ال ّذي َ
م] المائدة51 :ه [53ثم القصة إلى قوله تعالى ) :إ ِن ّ َ
ما مان ِهِ ْ جهْد َ أي ْ َ موا ِبالله َ س ُ ن أق ْ َ ِ َ
ن.م َراك ُِعو َ كاةَ وَهُ ْ ن الّز َ صَلةَ وَي ُؤُْتو َ ن ال ّ مو َ قي ُ ن يُ ِذي َ مُنوا ال ّ ِ نآ َ ذي َ ه َوال ّ ِ سول ُ ُم الله وََر ُ وَل ِي ّك ُ ْ
]المائدة [55 :وذكر لتولي عبادة بن الصامت الله ورسوله والذين آمنوا ،وتبرئه من
ب الله حْز َ ن ِ مُنوا فَإ ِ ّ نآ َ ذي َ ه َوال ّ ِ سول َ ُ ل الله وََر ُ ن ي َت َوَ ّ م ْبنى قينقاع وحلفهم ووليتهم ) :وَ َ
ن].المائدة[56 : م ال َْغال ُِبو َ هُ ْ
قردة سرية زيد بن حارثة إلى ال َ
زيد بن حارثة يصيب العير :قال ابن اسحاق :وسرية زيد
ل الله صلى الله عليه وسلم فيها ،حين أصاب عيَر قريش ، ابن حارثة التى بعثه رسو ُ
قردة ،ماء من مياه نجد .وكان من حديثها :أن وفيها أبو سفيان بن حرب ،على ال َ
قريشا ً خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكون إلى الشام ،حين كان من وْقعة بدر ما
كان ،فسلكوا طريقَ العراق ،فخرج منهم تجار ،فيهم :أبو سفيان بن حرب ،ومعه
م تجارتهم ،واستأجروا رجل ً من بنى بكر بن وائل ،يقال له فضة كثيرة ،وهم عُظ ْ ُ
حّيان يدلهم في ذلك على الطريق . ُفرات بن َ
سْهم . جل ،حليف لبني َ ع ْ قال ابن هشام ُ :فرات بن حيان ،من بنى ِ
ل الله صلى الله عليه وسلم َزيد بن حارثة فلقيهم قال ابن إسحاق :وبعث رسو ُ
ل ،فقدم بها على رسول على ذلك الماء فأصاب تلك العير وما فيها ،وأعجزه الرجا ُ
الله صلى الله عليه وسلم
ما قاله حسان في هذه الغزوة :فقال حسان بن ثابت بعد
ك الطريق :در الخرة يؤّنب قريشا ً لخذهم تل َ أحد فى غزوة ب ْ
ض الوار َ
ك مخا ِت الشام ِ قد حال دوَنها جلد كأفواهِ ال َ #دعوا فََلجا ِ
ل هاجروا نحوَ ربهم وأنصارهِ حقا وأيدي الملئك #بأيدي رجا ٍ
ما قاله كعب تحريضا ً على رسول الله صلى الله عليه وسلم :فلما تيقن عدوّ الله
سْهمي ، ضب َْيرة ال ّ
عة بن ُ طلب بن أبي َودا َ الخبَر ،خرج حتى قدم مكة ،فنزل على الم ّ
وعنده عاتكة بنت أبي الِعيص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف ،فأنزلته
وأكرمته ؛ وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وينشد الشعاَر،
ب القليب من قريش ،الذين أصيبوا ببدر ،فقال : ويبكى أصحا َ
مع ُل وت َد ْ َ ست َهِ ّ ل ،بدر ت َ ْ ك أهل ِهِ ولمث ِ حى بدرٍ لمهل ِ ت َر َ #طحن ْ
َ
ضهم ل ت َب َْعدوا إن الملوك ُتصّرعُ ل حيا ِ س حو َ سراةُ النا ِ ت َ ُ #قتل ْ
ضي ّعُن اْبيض ماجدٍ ذي ب َْهجة يأِوي إليه ال ّ #كم قد أصيب به م َ
ع
ل يسود وي َْرب َ ُ ل أثقا ٍ ما ُ ح ّت َ َ
ب أخلف ْ ن إذا الكواك ُ َْ
#طلقَ الي َد َي ْ ِ
ل كعبا يجَزعُ فظ ّ ن ابن الشر ِ طهم إ ّ خ ِ س ْ سّر ب ُ #ويقول أقوام أ َ
صد ّعُ خ بأهِلها وت ُ َ ت تسو ُ ة قُّتلوا ظل ْ ض ساع َ ت الر َ صدقوا فلي َ َ #
ع
سم ُ هشا ً ل ي ْ مْر َ ث بطعِْنه أو عاش أعمى ُ #صار الذي أث ََر الحدي َ
دعوا ج ّ ل أبى الحكيم ِ و ُ مغيرةِ كّلهم خشعوا لقت ِ ت أن بنى ال ُ ُ #نبئ ُ
مْهلكين وت ُب ّعُ ه ما نال مثل ال ُ من َب ّ ٌ ده و ُ ة عن َ #وابنا ربيع َ
ت ويجمعُ مهم فى الناس ي َْبني الصالحا ِ هشا ِ ن ِ ثب َ ت أن الحار َ ُ #نبئ ْ ُ
م الروعُ ب الكري ُ حمى على الحس ِ ب بالجموِع وإنما ي َ ْ #ليزوَر يثر َ
قال ابن هشام :قوله " ت ُّبع " " ،وأسر بسخطهم " ،عن غير ابن إسحاق .
ما رد به عليه حسان رضي الله عنه :قال ابن إسحاق :فأجابه حسان بن ثابت
النصاري :فقال :
ب
قارِ ِ
م َ
ل يأتى منه غيَر ُ سفيها ً لتسلموا عن القو ِ #أل فازجروا منكم َ
بدهم غيُر كاذ ِ ت أبكى َبعبرةٍ لقوم ٍ أتانى وُ ّ #أتشُتمني أن كن ُ
بدهم بالجباج ِ ت وذاكٌر مآثر قوم ٍ مج ُ ك ما بقي ُ #فإني لبا ٍ
ل عن الشّر فاحتالت وجوه الثعالب مَرْيد بمعزِ ٍ مري لقد كانت ُ #ل َعَ ْ
ى لؤي بن غالب م حي ْ جد ّ أنوُفهم بشت ِ
مه ُ مَرْيد أن ت ُ َ
حق ّ ُ#ف ُ
ب
ن الخاش ِ ت الله بي َ در وفاًء وبي ُ جع ْ َ
مَرْيد ل َ ت نصيبى من ُ #وهب ُ
ب بن الشرف إلى المدينة تشبيب كعب بنساء المسلمين والخذ في قتله :ثم رجع كع ُ
فشبب بنساِء المسلمين حتى آذاهم .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،كما
حدثنى عبد الله بن المغيث بن أبي ُبردة :من لى بابن الشرف ؟ فقال له محمد بن
شهل :أنا لك به يا رسول الله ،أنا أقتله ،قال :فافعل إن سَلمة ،أخو بني عبد ال ْ م ْ
َ
قدرت على ذلك .
سَلمة فمكث ثلثا ً ل يأكل ول يشرب إل م ْفرجع محمد بن َ
ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه ،فقال له :لم سه ،ف ُ ما ي ُعِْلق به نف َ
م والشراب ؟ فقال :يا رسول الله ،قلت لك قول ً ل أدري هل أَفي َ
ن لك تركت الطعا َ
به أم ل؟ فقال :إنما عليك بالجهد ،فقال :يا رسول الله ،إنه ل بد لنا من أن نقول :
قال قولوا ما بدا لكم ،
سْلكان ابن سلمة بن سلمة،و ِ م ْ
ل من ذلك .فاجتمع فى قتله محمد بن َ ح ّفأنتم في ِ
ب بن الشرف من الرضاعة، شَهل ،وكان أخا كع ِ َوقش ،وهو أبو نائلة ،أحد ُ بنى عبد ال ْ
معاذ ،أحد بنى وعّباد بن بشر بن وَْقش ،أحد بني عبد الشهل ،والحارث بن أْوس بن ُ
عبد الشهل ،
جْبر ،أحد بنى حارثة . وأبو عَْبس بن َ
سلمة ،أبا نائلة،
سلكان ابن َ ْ ب بن الشرف ،قبل أن يأتوه ِ ، دموا إلى عدو الله كع ِ ثم ق ّ
ً
فجاءه فتحدث معه ساعة ،وتناشدوا شعرا ،وكان
أبو نائلة يقول الشعر.
ثم قال :ويحك يابن الشرف ! إني قد جئتك لحاجة أريد ذكَرها
م عني ،قال :أفعل ،قال :كان قدوم هذا الرجل علينا بلًء لك ،فاكت ْ
وس واحدة ،وقلعت عنا من البلء ،عادتنا به العرب ،ورمتنا عن قَ ْ
جِهد
دنا و ُجهِ ْس ،وأصبحنا قد ُ جِهدت النف ُ ل،و ُ السبل حتى ضاع العيا ُ
عياُلنا.
ن سلمة قال كعب :أنا ابن الشرف ،أما والله لقد كنت أخبرك ياب َ
أن المر سيصير إلى ما أقول ،فقال له سلكان :إنى قد أردت أن
تبيعنا طعاما ً ونرهنك ونوثق لك ،ونحسن فى ذلك ،فقال أترهنونى
حنا ،إن معى أصحابا ً لي على مثل رأيى ،وقد أردت أبناَءكم ؟ قال :لقد أردت أن تفض َ
أن اتيك بهم فتبيعهم وُتحسن فى ذلك ،ونرهنك
ح إذا جاءوا سْلكان أن ل ينكر السل َ حْلقة ما فيه وفاء ،وأراد ِ في ال َ
حلقة لوفاء.ْ بها ،قال :إن فى ال َ
سْلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره ،وأمرهم أن يأخذوا قال :فرجع ِ
ح ،ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه ،فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السل َ
ب
ف نرهنك نساَءنا ،وأنت أش ّ قال ابن هشام :ويقال :أترهنوني نساَءكم ؟ قال :كي َ
عطرهم ،قال :أترهنوني أبناءكم ؟ قال ابن إسحاق :فحدثني ث َ ْ
ور بن أهل يثرب وأ ْ
رمة ،عن ابن عك ْ ِيزيد ،عن ِ
عباس .قال :
جههم ،فقال : ل الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الَغرَقد ،ثم و ّ مشى معهم رسو ُ
انطلقوا على اسم الله ،اللهم أعنهم ،ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
صنه ،فهتف به ح ْ
بيته ،وهو في ليلة مقمرة وأقبلوا حتى انتهوا إلى ِ
أبو نائلة ،وكان حديث عهد بعُْرس ،فوثب فى ملحفِته فأخذت امرأته بناحيتها،
حاَرب ،وإن أصحاب الحرب ل ينزلون م َ
وقالت :إنك امرؤ ُ
ً
فى هذه الساعة قال :إنه أبو نائلة ،لو وجدنى نائما لما أيقظنى ،فقالت :والله إني
لعرف في صوته الشّر ،قال :يقول لها كعب :
عى الفتى لطعنةٍ لجاب . #لو ي ُد ْ َ
فنزل فتحدث معهم ساعة ،وتحدثوا معه ،ثم قال :هل لك يابن الشرف أن
شْعب العجوز ،فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ؟ قال :إن شئتم ِ .فخرجوا تتماشى إلى ِ
ده فقال : سه ،ثم شم ي َ ود رأ ِ
وا ساعة ،ثم إن أبا نائلة شام يده في ف ْ ش ْون ،فم َ يتما َ
ش ْ
ة
ما رأيت كالليل ِ
ة ،ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ،ثم مشى ط ،ثم مشى ساع ً طيبا ً أعطر ق ّ
ة ،ثم عاد لمثلها ،فأخذ بفود رأسه ،ثم قال :اضربوا عدو الله ،فضربوه ، ساع ً
فاختلفت عليه أسيافهم ،فلم ت ُْغن شيئًا.
ى ،حين رأيت مغْوَل ً في سيف ٍ سلمة :فذكرت ِ م ْ
قال محمد بن َ
ن إل وقد حص ٌ َ ً
أسيافنا ل تغنى شيئا ،فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم ي َب ْقَ حولنا ِ
ت عانَته فوقع عدّو أوقدت عليه نار قال :فوضعته فى ثّنته ثم تحاملت عليه حتى بلغ ُ
الله ،وقد أصيب الحارث بن أْوس
ض أسيافنا .قال - :فخرجنا حتى جرح فى رأسه أو فى رجله ،أصابه بع ُ ابن معاذ ،ف ُ
حّرةدنا في َ سن ْسلكنا على بنى أمية بن زيد ،ثم على بنى قَُريظة ،ثم على ُبعاث حتى أ ْ
العَُرْيض ،وقد أبطأ علينا
صاحبنا الحارث بن أوس ،ونزفه الدم ،فوقفنا له ساعة ،ثم أتانا يتبع آثاَرنا.
ل الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل ،وهو قائم قال :فاحتملناه فجئنا به رسو َ
جرح صاحبنا، ل عدوّ الله ،وتفل على ُ يصلى ،فسلمنا عليه فخرج إلينا ،فأخبرناه بقت ِ
فرجع ورجعنا إلى أهِلنا فأصبحنا وقد خافت يهود ُ لوقعِتنا
بعدوّ الله ،فليس بها يهوديّ إل وهو يخاف على نفسهِ .
ما قاله كعب بن مالك في هذه الحادثة :قال ابن إسحاق :
فقال كعب بن مالك :
ب ض قاض ِمى لو أبْرت بقتله لطّبقت ِذفراه بأبي ِ نأ ّ #يلوم اب ُ
ب
ه متي ما أصوّْبه فليس بكاذ ِ قل ُ
ص ْص َ خل ِ َ
ن الملِح أ ْ حسام ٍ كلوْ ُِ #
بصرى ومأرِ ِ ً
#وما سرني أنى قتلُتك طائعا وأن لنا ما بين ب ُ ْ
رواية أخرى في قيل محيصة اليهوديّ :قال ابن هشام :
ل الله ظفر رسو ُ عمرو المدني ،قال :لما َ عبيدة عن أبي َ وجدتني أبو ُ
ً
صلى الله عليه وسلم ببني ُقريظة أخذ منهم نحوا من أربعمائة رجل من اليهود ،وكانوا
حلفاَء الوس على الخزرج ،فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ُتضرب
أعناُقهم . ،
.فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ،ويسّرهم ذلك ،فنظر رسول الله صلى الله عليه
وسلم .إلى الخزرج ووجوههم مستبشرة ونظر إلى الْوس فلم ير ذلك فيهم ،
حْلف الذي بين الْوس .وبين بنى قريظة ولم يكن فظن أن ذلك .لل ِ
ً
بقي من بنى قَُريظة إل اثنا عشر رجل ،فدفعهم إلى الوس ،فدفع
ل رجلين من الول رجل ً من بنى قريظة وقال :ليضرب فلن ،إلى ك ّ
.وليذّفف فلن .فكان ممن دفع إليهم كعب بن يهوذا،وكان عظيما ً
حيصة بن مسعود ،وإلى أبى ب ُْردة بن م َ فى بني قريظة ،فدفعه إلى ُ
ً
نيار وأبو ُبردة الذي رخص له رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يذبح جذعا من
حيصة وليذفف م َالمعز فى الضحى -وقال :ليضربه ُ
عليه أبو ب ُْردة ،فضربه ضربة لم تقطع ،وذفف أبو ب ُْردة فأجهز عليه .
فقال حويصة ،وكان كافرًا ،لخيه محيصة :أقتلت كعب بن يهوذا؟
ب شحم ٍ قد نبت فى بطنك ويصة :أما والله لُر ّ ح َقال :نعم ،فقال ُ
محيصة ،فقال له محيصة :لقد أمرنى بقتله من ماله ،إنك للئيم يا ُ
من لو أمرني بقتلك لقتلتك ،فعجب من قوله ثم ذهب عنه متعجباً.
حيصة.
م َ
فذكروا أنه جعل يتيقظ من الليل :فيعجب من قول أخيه ُ
ن .ثم أتى النبى صلى الله عليه وسلم فأسلم
دي ٌ
حتى أصبح وهو يقول :والله إن هذا ل ِ
،
حيصة فى ذلك أبياتا ً قد كتبناها. م َ
فقال ُ
قال ابن إسحاق :وكانت إقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،بعد قدومه من
ن وشهَر رمضان ،وغزته قريش نجران ،جمادى الخرة ورجبا ً وشعبا َ
غزوة أحد فى شوال سنة ثلث .
5
استخلفه صلى الله عليه وسلم علّيا
8
ما نزل فى ترّبص المشركين بالنبي
9
أبو بكر يطمع في المصاحبة
10
حديث الهجرة إلى المدينة
10
من علم بأمر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
11
في الغار
12
من قام بشأن الرسول صلى الله عليه وسلم في الغار
12
سبب تسمية أسماء بذات النطاق
13
راحلة الرسول
13
أبو جهل يضرب أسماء
14
الجنى الذي تغنى بمقدمه صلى الله عليه وسلم
14
نسب أم معبد
14
موقف آل أبي بكر بعد الهجرة
15
سراقة بن مالك
15
إسلم سراقة
17
طريق الهجرة
17
قدومه صلى الله عليه وسلم قباء
19
منزله عليه السلم بقباء
20
منزل أبى بكر بقباء
21
منزل على بقباء
21
من فضائل سهل بن حنيف
21
مسجد قباء
22
خروج الرسول من قباء وذهابه إلى المدينة
22
اعتراض القبائل له لينزل عندها
22
مبرك الناقة
23
بناء مسجد المدينة
24
عمار والفئة الباغية
25
الرسول ينزل فى بيت أبى أيوب
26
من أدب أبى أيوب
27
تلحق المهاجرين إلى المدينة
28
أبو سفيان يعتدي على دار بني جحش
28
من بقي على شركه من أهل المدينة
29
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
30
الرسول يوادع اليهود وكتابه بين المسلمين
31
المؤاخاة بين المهاجرين والنصار
36
موت أبي أمامة
39
نقابته عليه السلم لبنى النجار
39
خبر الذان
40
التفكير في اتخاذ علمة لحلول وقت الصلة
40
رؤيا عبد الله بن زيد الذان
40
أمره بلل ً بالذان
41
رؤيا عمر فى الذان
41
ما كان يدعو به بلل قبل الفجر
42
أمر أبى قيس بن أبى أنس
43
عداوة اليهود
46
قبائلهم وأسماؤهم
46
س َ
لم إسلم عبد الله بن َ
49
تكذيب قومه له
50
من حديث مخيريق
51
حديث صفية بنت حيى
52
المنافقون بالمدينة
52
المنافقون من أحبار اليهود
60
طرد المنافقين من المسجد
61
ما ادعاه يهود فى عذاب الخرة
63
سؤال اليهود الرسول وإجابته
79
اليهود ينكرون نبوة سليمان عليه السلم ورد الله عليهم
80
كتابه صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر
80
ما نزل فى أبى ياسر وأخيه
82
لسلم وما نزل فى ذلك كفر اليهود با ِ
83
تنازع اليهود والنصارى عند الرسول صلى الله عليه وسلم
85
ما قالته اليهود عند صرف القبلة إلى الكعبة
86
كتمانهم ما فى التوراة
88
لسلم جوابهم النبى عليه السلم حين دعاهم إلى ا ِ
89
جمعهم في سوق بني قينقاع
89
دخوله صلى الله عليه وسلم بيت المد َْراس
90
تنازع اليهود والنصارى في إبراهيم عليه السلم
90
ما نزل في إيمانهم غدوة وكفرهم عشيا
91
ما نزل في قول أبي رافع أتريد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى
91
ما نزل في أخذ الميثاق عليهم
92
سعيهم فى الوقيعة بين النصار
93
يوم بعاث
93
ما نزل فى قولهم :ما اتبع محمدا ً إل شرارنا
95
ما نزل فى َنهى المسلمين عن مباطنة اليهود
95
دخول أبي بكر بيت المدراس
96
أمر اليهود المؤمنين بالبخل
97
اليهود -لعنهم الله -يجحدون الحق
98
حَزب الحزاب من َ
99
إنكار اليهود التنزيل
100
اتفاقهم على طرح الصخرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
101
دعاؤهم أنهم أحباء الله ا ّ
101
إنكارهم نزول كتاب من بعد موسى
101
رجوعهم إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى حكم الرجم
102
ظلمهم في الدية
105
رغبتهم في فتنة الرسول صلى الله عليه وسلم
105
إنكارهم نبوة عيسى عليه السلم
106
ادعاؤهم أنهم على الحق
106
إشراكهم بالله
107
نهى الله المؤمنين عن موادتهم
107
سؤالهم عن قيام الساعة
108
ً
ادعاؤهم أن عَُزيرا ابن الله
109
ً
طلبهم كتابا من السماء
110
سؤالهم له صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين
110
تهجمهم على ذات الله جل في عله
110
ذكر نصارى نجران وما نزل الله فيهم
112
معنى العاقب والسيد والسقف
112
إسلم كوز بن علقمة
113
رؤساء نجران وإسلم ابن رئيس
113
صلتهم إلى جهة المشرق
114
أسماؤهم ومعتقداتهم
114
ما نزل فيهم من القرآن
115
ما نزل من القران فيما اتبعه اليهود والنصارى
119
ما نزل من القرآن في وعظ المؤمنين وتحذيرهم
120
خْلق عيسى وخبر مريم وزكريا ما نزل في َ
120
خبر زكريا ومريم عليهما السلم
121
كفالة جريج مريم
121
رفع عيسى عليه السلم
123
إباؤهم الملعنة
125
أبو عبيدة يتولى أمرهم
126
أخبار عن المنافقين
126
شقاء عبد الله بن أبى وأبي عامر بن صيفى
126
نفاق ابن أبى
127
كفر أبى عامر بن صيفى
128
جزاء ابن صيفى لتعريضه به صلى الله عليه وسلم
128
الختصام فى ميراثه إلى قيصر
128
تعّرض ابن أبى له صلى الله عليه وسلم وغضب قومه منه
129
غضبه صلى الله عليه وسلم من قول ابن أبي
131
ذكر من اعتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة
132
مرض أبى بكر وبلل وعامر بن فهيرة
132
دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بنقل وباء المدينة إلى مهيعة
133
بدء قتال المشركين
134
تاريخ الهجرة
135
عمره صلى الله عليه وسلم حين الهجرة
135
دان
غزوة و ّ
135
عبيدة بن الحارث
سرية ُ
136
أول سهم ُرمى به فى السلم
136
من فر من المشركين إلى المسلمين فى هذه السرية
136
شعر أبي بكر فى هذه السرية
137
ابن الزبعرى يرد على أبي بكر
138
سعد بن أبي وقاص يذكر رميته فى هذه السرية
139
لسلمأول راية في ا ِ
139
سرية حمزة إلى سيف البحر
140
ما فعلته هذه السرية
140
من قال إن أول راية كانت لحمزة رضى الله عنه وشعر حمزة فى ذلك
140
أبو جهل يرد على حمزة
141
غزوة بواط
142
من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينة
142
غزوة العشيرة
143
من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينة
143
الطريق الذي سلكه صلى الله عليه وسلم إلى هذه الغزوة
143
تكنيته صلى الله عليه وسلم علّيا أبا تراب
144
أشقى رجلين
144
سرية سد بن أبى وقاص
145
غزوة سفوان
145
سرية عبد الله بن جحش
146
الكتاب الذي حمله من الرسول
146
أصحاب ابن جحش فى هذه السرية
146
ابن جحش يفتح الكتاب
147
من تخلف عن السرية وسببه
147
السرية تلّتقي بّتجارة لقريش
148
اسم الحضرمى ونسبه
148
مجرى المعركة
148
إنكار الرسول قتالهم فى الشهر الحرم
149
القرآن يقر ما فعله ابن جحش
150
طمع أمير السرية في الجر وما نزل فى ذلك من القران
150
إحلل الفيء وقسمه
151
أول غنيمة للمسلمين
151
شعر عبد الله بن جحش فى هذه السرية
151
صرف القبلة إلى الكعبة
152
غزوة بدر الكبرى
152
عير أبي سفيان
152
سماعه صلى الله عليه وسلم بأبى سفيان وندب المسلمين للتجارة التي معه
152
رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
153
انتشار حديث الرؤيا في قريش
154
ً
ضمضم الغفاري يستنجد قريشا لبى سفيان
155
قريش تتجهز للخروج
156
تخلف أبى لهب عن بدر
156
أمية بن خلف يحاول التخلف
156
ما وقع بين قريش وكنانة من الحرب قبل بدر
156
قتل مكرز عامر بن الملوح
157
ً
ما قاله مكرز شعرا في قتله عامر
158
خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم
159
اللواء والرايتان
159
عدد إبل المسلمين إلى بدر
159
الطريق إلى بدر
160
ما قاله أبو بكر وعمر والمقداد تشجيعا للجهاد
161
استشارة النصار
162
التعرف على أخبار قريش
162
نجاة أبى سفيان بالعير
165
رؤيا جهيم عن مصارع قريش
165
أبو سفيان يرسل إلى قريش يطلب منهم الرجوع
166
الخنس يرجع ببنى زهرة
166
قريش تنزل بالعدوة والمسلمون يبدر
167
الحباب يشير عليه صلى الله عليه وسلم بمكان النزول
167
بناء العريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم
168
ارتحال قريش ودعاء الرسول عليهم
168
محاولة قريش الرجوع عن القتال
169
الحنظلية ونسبها
170
مقتل السود بن عبد السد المخزومى
172
دعاء عتبة إلى المبارزة
172
التقاء الفريقين
173
تاريخ وقعة بدر
173
ضرب الرسول ابن غزية
173
الرسول يناشد ربه النصر
174
أول شهيد من المسلمين
175
الرسول يحرض على القتال
175
ما استفتح به أبو جهل
176
الرسول يرمى المشركين بالحصباء
176
نهى النبى عن قتل البعض وسببه
177
مقتل أمية بن خلف
179
الملئكة تشهد وقعة بدر
181
مقتل أبى جهل
182
رأس عدو الله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
184
حديث عكاشة بن محصن
185
طرح المشركين فى القليب
187
شعر حسان فى ذلك
188
الفتية الذين نزل فيهم " إن الذين توفاهم الملئكة ظالمى أنفسهم "
190
فىء بدر واختلف المسلمين فيه
191
بشرى الفتح
192
الرجوع إلى المدينة
192
تهنئة المسلمين الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتح
193
مقتل النضر وعقبة
193
ليصاء بالساريا ِ
195
بلوغ مصاب قريش فى رجالها إلى مكة
196
قريش تنوح على قتلها وشعر السود في رثاء أولده
198
فداء أساري قريش وفداء أبى وداعة
199
سَهيل بن عمرو فداء ُ
199
النهي عن التمثيل بالعدو
200
أسر عمرو بن أبى سفيان
201
قصة زينب بنت الرسول وزوجها أبى العاص
202
قريش تشغل الرسول عليه السلم بطلق بناته
202
تحريم زينب على أبى العاص بن الربيع
203
رد المسلمين فدية زينب لبى العاص
203
خروج زينب إلى المدينة وما أصابها عند خروجها
204
كنانة يرجع زينب حتى تهدأ الصوات ضدها
205
شعر لبى خيثمة فى شأن زينب
206
شعر هند وكنانة فى هجرة زينب
207
الرسول يستبيح دم هبار الذي روع ابنته زينب
208
إسلم أبي العاص بن الربيع
208
المسلمون يستولون على مال لبي العاص وقدومه لسترداده
208
المسلمون يردون لبى العاص ماله ،وإسلمه بعد ذلك
209
الرسول يرد زينب إلى أبى العاص
210
من أمانة زوج زينب ابنة الرسول
210
ن عليه بغير فداءم ّ
من ُ
َ
211
ما مدح به أبو عزة الرسول عندما أطلقه بغير فداء
212
مقدار الفداء للسير
212
عمير بن وهب بعد تحريض صفوان له على قتل الرسول إسلم ُ
212
من دلئل نبوته صلى الله عليه وسلم
213
لسلم فى مكة عمير يدعو إلى ا ِ
214
من رأى إبليس عندما نكص على عقبيه يوم بدر
215
شعر حسان بن ثابت يفخر بقومه ويذكر خداع إبليس قريشا ً
216
المطِعمون من قريش
217
أسماء خيل المسلمين يوم بدر
218
نزول سورة النفال تصف أحداث بدر
218
ما نزل في تقسيم الفىء بعد اختلف المسلمين فيه
218
ما نزل في خروج المسلمين لملقاة قريش
219
ما نزل فى تبشير المسلمين وتحريضهم على القتل
220
ما نزل فى رميهم بالحصباء
221
ما نزل في الستفتاح
222
القران يحض المسلمين على طاعة الرسول
222
تذكير الرسول بنعمة الله عليه
223
ما نزل في غرة قريش واستفتاحهم على أنفسهم
223
ما نزل فى معاوني أبى سفيان
225
ما نزل من المر بقتال الكفار
225
ما نزل فى تقسيم الفىء وأسباب النصر
226
ما نزل فى لطفه تعالى به صلى الله عليه وسلم
227
وعظ المسلمين وتعليمهم فنون الحرب
228
ما نزل في المغانم والساري
231
الحض على التواصل والتواد والولية بين المسلمين ورد المواريث إلى أهلها
232
من حضر بدرا من المسلمين
232
من شهدها من المهاجرين
232
ً
عدد من شهد بدرا من المهاجرين
240
من شهد بدرا ً من النصار
241
عدد من شهد بدرا ً من الوس
246
ً
من شهد بدرا من الخزرج
246
ً
عدد من شهد بدرا من الخزرج
261
ً
عدد من شهد بدرا من المهاجرين والنصار
261
من استشهد من المسلمين يوم بدر
262
من المهاجرين
262
من النصار
262
من قتل ببدر من المشركين
263
عدد من قتل من المشركين يوم أحد
270
ذكر أسرى قريش يوم بدر
272
ما قيل من الشعر في يوم بدر
277
ما قاله حمزة بن عبد المطحلب
277
رد هشام بن المغيرة على ما قاله حمزة
278
شعر لعلي بن أبى طالب في يوم بدر
279
شعر الحارث بن هشام يرد به على على رضي الله عنه
280
شعر ضرار بن الخطاب في يوم بدر
281
شعر كعب بن مالك يرد على ضرار بن الخطاب
282
شعر عبد الله بن الزبعرى يبكى قتلى بدر
283
شعر حسان بن ثابت يرد على ابن الزبعرى
284
شعر لحسان فى يوم بدر أيضا
285
شعر للحارث بن هشام يرد على حسان
286
شعر آخر لحسان في يوم بدر
287
شعر عبيدة بن الحارث فى يوم بدر ويذكر قطع رجله
291
شعر كعب بن مالك في رثاء عبيدة
292
شعر لكعب بن مالك في يوم بدر
292
شعر طالب في مدحه صلى الله عليه وسلم وبكاء قتلى قريش
293
ضرار بن الخطاب يرثي أبا جهل بعد غزوة بدر
294
الحارث يرثي أخاه أبا جهل
295
شعر أبي بكر بن السود في رثاء قتلى قريش
296
أمية بن أبي الصلت يرثى من أصيب من قريش يوم بدر
297
شعر أمية في رثاء زمعة وقتلى بني أسد
299
شعر معاوية بن زهير في يوم بدر
300
شعر لهند بنت عتبة تبكي أباها يوم بدر
304
شعر صفية بنت مسافر فى رثاء أهل القليب في بدر
306
رثاء هند بنت أثاثة عباد بن المطلب
308
شعر قتيلة بنت الحارث تبكى أخاها النضر
308
غزوة بني سليم بالكدر
309
غزوة السويق
310
اعتداء أبى سفيان وخروج الرسول خلفه
310
سبب تسمية هذه الغزوة باسمها
311
ً
ما قاله أبو سفيان شعرا فى هذه الغزوة
312
مرغزوة ذي أ َ
312
فُرع من بحران غزوة ال ُ
313
أمر بنى قينقاع
313
ما قاله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وردهم عليه
313
ن
ما نزل فيهم من القرآ ّ
314
بنو قينقاع أول من نقض عهده صلى الله عليه وسلم
314
سبب حرب المسلمين إياهم
314
تدخل ابن أبي في شأنهم معه صلى الله عليه وسلم
315
مدة حصار بنى قينقاع
315
خلع ابن الصامت بنى قينقاع وما نزل فيه من القرآن وفى ابن أبى
316
قردة
سرية زيد بن حارثة إلى ال َ
317
زيد بن حارثة يصيب العير
317
ما قاله حسان فى هذه الغزوة
317
مقتل كعب بن الشرف
318
استنكاره ما فعله المسلمون بقريش في بدر
318
ما قاله كعب تحريضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
319
مارد به عليه حسان رضي الله عنه
319
ما ردت به امرأة من المسلمين على كعب
320
ما أجابها به كعب بن الشرف
320
تشبيب كعب ،بنساء المسلمين والخذ في قتله
321
ما قاله كعب بن مالك قي هذه الحادثة
324
ما قاله حسان في هذه الحادثة
325
أمر محيصة وحويصة
326
لوم حويصة محيصة لقتله يهوديا
326
ما قاله محيصة فى ذلك شعرا ً
326
رواية أخرى فى قتل محيصة اليهودي
327
تم الجزء الثالث من سيرة ابن هشام
السيرة النبوية
ابن هشام
الجزء الرابع
صفحة 101 - 1
)(1
غزوة أحد
حّبان وعاصم بن حيى بن ِ ي ومحمد بن َي ْ ن حّدث ابن إسحاق بغزوة أحد :وكان من حديث أحد ،كما حدثني محمد بن ُمسلم الزهر ّ َم ْ
عمر بن سعد بن ُمعاذ وغيرهم من علمائنا ،كلهم قد حّدث بعض الحديث عن يوم أحد، صْين بن عبد الرحمن بن ُ ح َعمر بن َ.قتادة وال ُ ُ
وقد اجتمع حديُثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد قالوا ،أو من قال منهم :
ش أصحاب القليب ،ورجع َفّلهم قريش تجمع المال لحرب النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه :لما أصيب يوم بدر من كفار قري َ
عْكرمة بن أبي جهل .،وصفوان بن أمية في رجال من إلى مكة ،ورجع أبو سفيان بن حرب ِبِعيره مشى عبد ال بن أبي ربيعة ،و ِ
قريش ،ممن أصيب اباؤهم وإخوانهم يوم بدر ،فكلموا أبا سفيان بن حرب ،ومن .كانت له في تلك العير من قريش تجارة ،فقالوا:
يا معشر قريش ،إن محمدا قد وتركم ،وقتل خياَركم ،فأعينونا بهذا المال على حربه ،فعّلنا ندرك منه ثأَرنا بمن أصاب منا ،ففعلوا.
ن َأْمَواَلُهْم
ن َكَفُروا ُيْنِفُقو َن اّلِذي َ
ما نزل فيهم من القرآن :قال ابن إسحاق :ففيهم ،كما ذكر لي بعض أهل العلم ،أنزل ال تعالى ِ{ :إ ّ
ن } ]النفال[36 : شُرو َ
حَجَهّنَم ُي ْ
ن َكَفُروا ِإَلى َ
ن َواّلِذي َ
سَرًة ُثّم ُيْغَلُبو َ
حْ
عَلْيِهْم َ
ن َ
سُينِفُقوَنَها ُثّم َتُكو ُ
ل ال َف َسِبي ِ
ن َ
عْصّدوا َِلَي ُ
اجتماع قريش للحرب :فاجتمعت قريش لحرب رسول ال صلى ال عليه وسلم ال حين فعل ذلك أبو سفيان بن حرب ،وأصحاب
ن عليه رسول ال حي قد َم ّ جَم ِ
عمرو بن عبد ال ال ُ العير بأحابيشها) ،(1ومن أطاعها من قبائل كنانة ،وأهل ِتهامة وكان أبو عّزة َ
صلى ال عليه وسلم يوم بدر ،وكان فقيرًا ذا عيال وحاجة ،وكان في السارى فقال :إنى فقير ذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن
ن عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم .فقال له صفوان بن أمية :يا أبا عزة إنك امرؤ شاعر ،فأعّنا بلسانك ،فاخرج معنا؛ ى ،فم ّعل ّ
ت أن ت أن أغنَيك ،وإن أصب َ ى إن رجع ُ ي فل أريد أن أظاهر عليه ؛ قال :بلى فأعّنا بنفسك ،فلك ال عل ّ ن عل ّ فقال :إن محمدًا قد م ّ
عسر ويسر ،فخرج أبو عزة في ِتهامة ،ويدعو بنى كنانة ويقول : أجعل بناتك مع بناتى ،يصيبهن ما أصابهن من ُ
)(2
حامْ
حماٌة وأبوكم َ أنتم ُ #أيهًا بني عبد مناَة الــــّرّزام
ل إسلْم
ل ُتسلمونى ل يح ّ #ل َتعُدونى َنصَركم بعَد العـــام
جَمح إلى بنى مالك بن كنانة ،يرضهم ويدعوهم إلى حرب رسول ال صلى ال حذافة بن ُ
وخرج ُمساِفع بن عبد مناف بن وهب بن ُ
عليه وسلم ،فقال :
)(3
شُد ذا القرَبى وذا الّتَذّمم
أن ُ #يا مال ،مال الحسب المقـَـدِم
حّرِم
سط البلِد الَم َ
فو ْحل َال ِ حــم
حٍم ومن لم َيْر َ #من كان ذا ُر ْ
#عند حطيم الكعبِة المعظِم
ف الحبشةَ ،قّلما ُيخطىء بها ،فقال له :اخرج مع الناس ، حشى ،يقذف بحربة له َقْذ َ طِعم غلما له حبشيا يقال له َ :و ْجبير بن ُم ْ
ودعا ُ
ي ،فأنت عتيق . طَعيمة بن عد ّ فإن أنت قتلت حمزَة عّم محمد بعمى ُ
خروج قريش ومن معها :فخرجت قريش بحّدها وجّدها وحديدها وأحابيشها ،ومن تابعها من بني ِكنانة ،وأهل ِتهامة وخرجوا معهم
عكرمة بن أبي جهل بأم عتبة وخرج ِ ظْعن التماس الحفيظة ،وأل يفروا .فخرج أبو سفيان بن حرب ،وهو قائد الناس ،بهند ابنة ُ بال ّ
حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة ،وخرج الحارث بن هشام بن المغيرة بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة ،وخرج صفوان بن
عَمير الثقفية ،وهى أم عبد ال ابن صفوان بن أمية . أمية ببرزة بنت مسعود بن عمر بن ُ
قال ابن هشام :ويقال :رقية .
عمرو بن العاص بَرْيطة بنت ُمنّبه بن الحجاج وهي أم عبد ال بن عمرو ،وخرج طلحة بن أبي طلحة وأبو قال ابن إسحاق :وخرج َ
جلس سلفة بنت سعد بن شهيد النصارية وهى أم بني طلحة ُ :مسافع وال ُ طلحة عبد ال بن عبد الُعزى بن عثمان بن عبد الدار ب ُ
خناس بنت مالك بن الُمضّرب إحدى وِكلب ُ ،قتلوا يومئذهم وأبوهم ،وخرجت ُ
عَمير ،وهي أم مصعب بن عمير ،وخرجت عمرة بنت علقمة إحدى نساء بنى سل مع ابنها أبي عزيز بن ُ حْنساء بنى مالك بن ِ
ف ،وكان ش ِسَت ْ
ف وا ْ
ش ِسمة أ ْعتبة كلما مرت بوحشي أو مر بها ،قالت َ :وْيهًا أبا َد ْ الحارث ابن عبد مناة بن كنانة .وكانت هند بنت ُ
سْبخة من قناة على شفير الوادي ،مقابل المدينة. سمة ،فأقبلوا حتى نزلوا بعْيَنْين ،بجبل ببطن ال ّ وحشى ُيْكَنى بأبي َد ْ
رؤيا رسول ال صلى ال عليه وسلم ومشاورته القوم :قال فلما سمع بهم -رسول ال صلى ال عليه وسلم والمسلمون قد نزلوا
ى قد رأيت وال خيرا ،رأيت بقرًا ورأيت في ُذباب سيفي َثْلما، حيث نزلوا ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم للمسلمين :إن ٍ
ورأيت أنى أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة .
قال ابن هشام :وحدثني بعض أهل العلم ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال :رأيت بقرًا لي ُتذبح ؟ قال :فأما البقر فهى ناس من أصحابي ُ .يقَتلون ،وأما الّثْلم الذي رأيت في ذباب سيفي ،فهو رجل من
أهل
بيتى يقتل .
مطالبة بعض المسلمين للخروج لملقاة الكفار خارج المدينة :قال ابن إسحاق :فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا،
شّر ُمقام ،وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها ،وكان رأي عبد ال بن أبي ابن سلول مع رأي رسول ال صلى ال فإن أقاموا أقاموا ب َ
عليه وسلم ،يرى رأيه .في ذلك ،وأل يخرج إليهم ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكره الخروج ،فقال رجال من المسلمين
ضُعفنا؟
جُبّنا عنهم و َ ممن أكرم ال بالشهادة يوم أحد وغيره ،ممن كان فاته بدر :يا رسول ال ،اخرج بنا إلى أعدائنا ،ل يرون أنا َ
فقال عبد ال بن أبي ابن سلول :يا رسول .ال ،أقم بالمدينة ل تخرج إليهم ،فوال ما خرجنا منها إلى عدو
لنا قط إل أصاب منا ،ول دخلها علينا إل أصبنا .منه ،فدعهم يا رسول ال ،فإن أقاموا أقاموا بشر محبس ،وإن دخلوا قاتلهم
الرجال في وجههم ،ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا.
ب "لقاء القوم ،حتى دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ح ّفلم يزل الناس برسول ال صلى ال عليه وسلم الذين كان من أمرهم ُ
عمرو،. بيته ،فلبس لمته ،وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلة .وقد مات في ذلك اليوم رجل من النصار يقال له :مالك بن َ
أحد بني النجار فصلى عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ثم خرج عليهم ،وقد ندم الناس ،وقالوا :استكرهنا رسول ال .صلى
ال عليه وسلم ،ولم يكن لنا ذلك .فلما خرج عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قالوا :يا رسول ال استكرهناك ولم يكن ذلك لنا،
ل، ضعها حتى ُيقات َ لَمَته أن ي َ ل ال صلى ال عليه وسلم :ما ينبغى لنبي إذا لبس َ فإن شئت فاقعْد صلى ال ال عليك ،فقال رسو ُ
فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم في ألف من أصحابه .
ن أم مكتوم على الصلة بالناس . قال ابن هشام :واستعمل اب َ
ن سلول بُثلث الناس ، ن أبي اب ُ ن المدينة وأحد ،انخذل عنه عبد ال ب ُ ط بي َ
شْو ِ
انخذال المنافقين :قال ابن إسحاق :حتى إذا كانوا بال ّ
سنا هاهنا أيها الناس ،فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والّرْيب ،واتبعهم ل أنف َوقال :أطاعهم وعصانى ،ما ندري علم نقت ُ
عمرو بن حرام ،أخو بني سلمة ،يقول :يا قوم ،أذّكركم ال أل تخذلوا قوَمكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم ؛ فقالوا: عبد ال ابن َ
صْوا عليه وأبوا إل النصراف عنهم ،قال : لو نعلم ،أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ،ولكنا ل نرى أنه يكون قتال .قال :فلما اسَتْع َ
أبعدكم ال أعداَء ال فسُيغنى ال عنكم نبّيه .
قال ابن هشام :وذكر غير زياد ،عن محمد بن إسحاق عن الزهري :أن النصار يوم أحد ،قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم :يا
رسول ال أل نستعين بحلفائنامن يهود؟فقال :لحاجة لنافيهم ما تفاءل به صلى ال عليه وسلم :قال زياد :حدثني محمد بن
ب سي ٍ
ف ل َ
حّرة بنى حارثة ،فذب فرس بذَنِبه ،فأصاب َك ّ إسحاق ،قال :ومضى رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى سلك في َ
ل ول َيْعتا ُ
ف ب الفأ َ ل ال صلى ال عليه وسلم ،وكان يح ّ فاستّله -قال ابن هشام :ويقال ِ :كلب سيف قال ابن إسحاق :فقال رسو ُ
ف سُتسل اليوَم . شْم سيَفك ،فإنى أرى السيو َ لصاحب السيف ِ :
ن رجل يخرج بنا على القوم ما فعله مْرَبع المنافق حين سلك المسلمون حائطه :ثم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه َ :م ْ
خْيثمة أخو بنى حارثة بن الحارث :أنا يا رسول ال ،فنفذ به في من َكَثب :أي من قرب ،من طريق ل يمر بنا عليهم ؟ فقال أبو َ
س رسول ال ظي ،وكان رجل منافقًا ضرير البصر ،فلما سمع ح ّ حّرة بنى حارثة ،وبين أموالهم ،حتى سلك في مال لِمْرَبع بن َقْي ِ َ
ل ال فإني ل أحل لك أن تدخل ت رسو َ حِثى في وجوههم التراب ،ويقول :إن كن َ صلى ال عليه وسلم ومن معه من المسلمين ،قام َي ْ
حائطي .وقد ذكر لي أنه أخذ حفنة من تراب في يده ،ثم قال :وال لو أعلم أني ل أصيب بها غيَرك يا محمد لضربت بها وجهك .
فابتدره القوم ليقتلوه ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ل تقتلوه ،فهذا العمى أعمى القلب ،أعمى البصر .وقد بدر إليه سعد
جه .
بن زيد ،أخو بنى عبد الشهل ،قبل َنْهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عنه ،فضربه بالقوس في رأسه ،فش ّ
عْدوة الوادي إلى الجبل ،فجعل شْعب من أحد ،في ُ ل ال صلى ال عليه وسلم حتى نزل ال ّ نزول الرسول بأحد :قال :ومضى رسو ُ
ع في زروع كانت سّرحت قريش الظهَر والُكرا َ ن أحد منكم حتى نأمَره بالقتال .وقد َ ظهَره وعسكَره إلى احد ،وقال :ل يقاتل ّ
ع بنى َقْيَلة صْمغة ،من قناة للمسلمين :فقال رجل من النصار حين نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن القتال .أترعى زرو َ بال ّ
ضاِرب ! وتعّبى رسول ال صلى ال عليه وسلم ولّما ُن َ
عمرو بن عوف ،وهو ُمْعَلم يومئذ بثياب بيض ، جَبْير ،أخا بنى َ للقتال ،وهو في سبعمائة رجل ،وأّمر على الّرماة عبد ال بن ُ
ن من ِقَبلك . خلفنا ،إن كانت لنا أو علينا ،فاثبت مكاَنك ل ُنؤَتَي ّ ضح الخيل عنا بالَنبل ،ل يأتونا من َ والرماة خمسون رجل ،فقال .اْن َ
وظاهر رسول
عَمير ،أخي بني عبد الدار. صَعب بن ُ ال صلى ال عليه وسلم بين درعين ودفع اللواَء إلى ِم ْ
الرسول يجيز من هم في سن الخامسة عشرة ومن لم يجزهم الرسول :قال ابن هشام :وأجاز رسول ال صلى ال عليه وسلم
خِديج ،أخا بنى حارثة ،وهما ابنا خمس عشرة سنة ،وكان قد ردهما ،فقيل له :يا جْندب الَفزاري ،ورافع بن َ سُمرة بن ُ يومئذ ! َ
رسول ال إن
سُمرة يصرع رافعًا ،فأجازه .ورد رسول ال صلى ال عليه وسلم رافعا راٍم ،فأجازه ؛ فلما أجاز رافعا قيل له :يا رسول ال ،فإن َ
أسامة بن زيد ،وعبد ال ابن عمر بن الخطاب ،وزيد بن ثابت ،أحد بنى مالك بن النجار ،والَبراء بن عازب ،أحد بنى حارثة،
ظَهْير ،أحد بني حارثة ،ثم أجازهم يوم الخندق ،وهم أبناء خمس عشرة سنة. سْيد بن ُ حْزم ،أحد بني مالك ابن النجار ،وأ َ وعمرو بن َ
جَنبوها ،فجعلوا على ميمنة الخيل خالَد بن الوليد، قال ابن إسحاق :وتعبأت قريش ،وهم ثلثة الف رجل ،ومعهم مئتا فرس قد َ
عْكرمة بن أبي جهل . وعلى ميسرتها ِ
جانة وشجاعته :وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم .من يأخذ هذا السيف بحّقه ؟ فقام إليه رجال ،فأمسكه عنهم ،حتى قام أبو ُد ّ
خَرشة ،أخو بنى ساعدة ،فقال :وما حّقه يا رسول ال ؟ قال :أن تشرب به العدو حتى ينحني ،قال :أنا سماك بن َ جانة ِ إليه أبو ُد ّ
ل شجاعًا يختال عند الحرب ،إذا كانت ،وكان إذا أعلم بعصابة له جانة رج ً اخذه يا رسول ال بحقه ،فأعطاه إياه .وكان أبو ُد ّ
صب حمراء ،فاعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل ،فلما أخذ السيف من يد رسول ال صلى ال عليه وسلم أخرج عصابَته تلك ،فع َ
بها رأسه ،وجعل يتبختر بين الصفين .
سَلمة ،قال :قال قال ابن إسحاق :فحدثني جعفر بن عبد ال بن أسلم ،مولى عمر ابن الخطاب ،عن رجل من النصار من بني َ
ل هذا الموطن . جانة يتبختر :إنها لِمشية يبغضها ال ،إل في مث ِ رسول ال صلى ال عليه وسلم ،حين رأى أبا ُد ّ
صْيفى بن مالك بن النعمان ، عمر ابن قتادة :أن أبا عامر ،عبد عمرو بن َ أبو عامر الفاسق :قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن ُ
عدًا لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،معه خمسون غلما من الوس ، ضَبيعة ،وقد كان خرج حين خرج إلى مكة ُمبا ِ أحد بنى ُ
وبعض الناس كان يقول :كانوا خمسة عشر رجل ،وكان َيِعد قريشًا أن لو قد لقي قومه لم يختلف عليه منهم رجلن .فلما التقى
الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الحابيش وعبدان أهل مكة ،فنادى :يا معشر الوس أنا
أبو عامر قالوا :فل أنعم ال بك عينا يا فاسق .وكان أبو عامر ُيسمى في الجاهلية :الراهب ،فسماه رسول ال صلى ال عليه وسلم:
خهم بالحجارة . ضَ
الفاسق -فلما سمع رّدهم عليه قال :أصاب قومى بعدي شّر ،ثم قاتلهم قتال شديدا ،ثم را َ
أبو سفيان وامرأته يحرضان قريشا :قال ابن إسحاق :وقد قال أبو سفيان لصحاب اللواء من بنى عبد الدار يحرضهم بذلك .
على القتال :يا بني عبد الدار ،إنكم قد َوليتم لواَءنا يوَم بدر ،فأصابنا ما قد رأيتم ،وإنما ُيْؤَتى الناس من ِقبل راياتهم ،إذا زالت
خّلوا بيَننا وبينه فَنْكِفيُكموه ،فهّموا به وتواعدوه ،وقالوا :نحن ُنسلم إليك لواَءنا ،ستعلم غدًا إذا زالوا ،فإماأن تْكُفونا لواَءنا ،وإما أن ُت َ
التقينا كيف نصنع ؟! وذلك أراد أبو سفيان.
عتبة في النسوة اللتى معها، ضهم من بعض ،قامت هند بنت ُ تحريض هند ومن معها جيش الكفار :فلما التقى الناس ،ودنا بع ُ
ف الرجال ،ويحرضنهم ،فقالت هند فيماتقول : ضربن بها خل َ في ْ وأخذن الدفو َ
حماةَ الدبار
َوْيها ُ #وْيهًا بني عبِد الــــــدار
#ضــربًا بــكل َبتـّـاْر
وتقو ل :
وَنْفِرش الّنماِر ْ
ق #إن تقِبلوا نعانــــــــ ْ
ق
ق غيِر واِم ْ
ق ِفرا َ #أو ُتدبروا ُنفـــــــار ْ
ق
ت ،فيما قال ابن هشام
ت أِم ْ
شعاُر أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد :أِم ْ وكان ِ
جانّه حتى أمعن في الناس .
ب ،وقاتل أبو ُد ّ حِميت الحر ُقال ابن إسحاق :فاقتتل الناس حتى َ
ت رسول ال صلى ال عليه ن العوام قال :وجدت في نفسى حين سأل ُ قال ابن هشام :حدثني غيُر واحد ،من أهل العلم ،أن الزبيَر ب َ
جانة ،وقلت :أنا ابن صفية عمته ،ومن قريش ،وقد قمت إليه فسألته إياه قبله ،فأعطاه إياه وسلم السيف فَمَنعنيه وأعطاه أبا ُد ّ
سه ،فقالت النصار :أخرج أبو ُدجانة عصابَة صب بها رأ َ
وتركنى ،وال لنظرن ما يصنع ،فاتبعته ،فأخرج عصابًة له حمراء ،فع َ
الموت ،وهكذا كانت تقول له إذا تعصب بها فخرج وهو يقول :
ح لدى النخي ِ
ل ن بالسف ِ
ونح ُ #أنا الذي عاهدنى خليلـــــى
خضا ِ
ب صبان على ِ وما إن ُتع َ عصبت يـــداه #أقر الَعْين أن ُ
شدنيه له خلف الحمر: قال ابن هشام :آخرها بيتا يروي لبى خراش الُهذلى ،وأن َ
خضا ِ
ب وما إن ُتعصبان على ِ عصبت يداهــا ن أن ُ #أقر العي َ
في أبيات له ،يعنى امرأته ،في غير حديث أحد ،وُتروى البيات أيضًا لَمْعِقل بن خويلد الهذلي.
شعر حسان في شجاعة عمرة الحارثية :قال ابن إسحاق :وقال حسان بن ثابت في شأن عمرة بنت علقمة الحارثية ورفعها اللواء:
ت الحواج ِ
ب ك ُمْعِلما ِشْر ٍ
جداية ِِ سيقت إلينا كأنهـــا ل ِضٌ
ع َ #إذ َ
حْزَناهم بالضْرب من كل جان ِ
ب وُ #أقمنا لهم طعنًا ُمبيرًا ُمَنّكـــل
ق َبْيَع الجلئ ِ
ب ُيباعون في السوا ِ #فلول لواُء الحارثيِة أصبحــوا
قال ابن هشام :وهذه البيات في أبيات له .
ما أصاب الرسول يوم أحد :قال ابن إسحاق :وانكشف المسلمون ،فأصاب فيهم العدو وكان يوَم بلٍء وتمحيص ،أكرم ال فيه من
شّقه ،فأصيبتث بالحجارة حتى وقع ل ِ
أكرم من المسلمين بالشهادة ،حتى خلص العدّو إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم َ .فُد ّ
شفُته ،وكان الذي أصابه عتبة بن أبي وقاص. ج ،في وجهه ،وُكِلَمت َ شّ
رباعيته و ُ
حَمْيد الطويل ،عن أنس بن مالك ،قال : قال ابن إسحاق :فحدثني ُ
شج في وجهه ،فجعل الدم يسيل على وجهه وجعل َيمسح الدم وهو يقول : ُكسرت ُرباعيُة النبي صلى ال عليه وسلم يوم أحد ،و ُ
خضبوا وجَه نبيهم ،وهو يدعوهم إلى ربهم ؟! فأنزل ال عز وجل كيف يفلح قوم َ
ن } ]آل عمران[128 : ظاِلُمو َ
عَلْيِهْم َأْو ُيَعّذَبُهْم َفِإّنُهْم َ
ب َيٌء َأْو َيُتو َ
ش ْلْمِر َ
ن ا َْك ِم ْ
س َل َ
في ذلك {َلْي َ
قال ابن هشام :وذكر ُرَبْيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخْدري عن أبيه ،عن أبي سعيد الخْدري :أن عتبة بن أبي وقاص رمى
جهرسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ ،فكسر رباعيته اليمنى السفلى ،وجرح شفته السفلي ،وأن عبد ال بن شهاب الزهري ش ّ
جْبهته ،وأن ابن َقِمئة في َ
جنته ،ووقع رسول ال صلى ال عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عمل أبو حَلق المغفر في َو ْ حَلقتان من َ جنته فدخلت َ جرح وَ ْ
عَبْيد
عامر ليقع فيها المسلمون ،وهم ل يعلمون ؟ فأخذ على بن أبي طالب بيد رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ورفعه طلحة بن ُ
ص مالك ابن سنان ،أبو أبي سعيد الخدري ،الدم عن وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ثم ازدرده ال حتى استوى قائما ،وَم ّ
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :من مس دمي دمه لم تصبه النار .قال ابن هشام :وذكر عبد العزيز بن محمد الّدَراوْردي :أن
عَبْيد ال .
النبى صلى ال عليه وسلم قال :من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الرض فلينظر إلى طلحة بن ُ
وذكر ،يعني عبد العزيز الّدَراَوْردي ،عن إسحاق بن يحيى بن طلحة ،عن عيسى بن طلحة ،عن عائشة ،عن أبي بكر الصديق :أن
عَبْيدة ابن الجراح نزع إحدى الحْلقتين من وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فسقطت َثِنَيته ،ثم نزع الخرى ،فسقطت َثِنيته أبا ُ
الخرى ،فكان ساقط الّثِنَيّتْين .قال ابن إسحاق :وقال حسان بن ثابت لُعتبة بن أبي وقاص :
ب المشار ِ
ق وضّرهُم الرحمن ر ّ #إذا ال جازى معشرًا بفعاِلهــم
ت إحدى الصواع ِ
ق ل المو ِ ولّقاك قْب َ ب بن مالـك عَتْي َ
#فأخزاك ربى يا ُ
طعت بالبوارق ت فاُه ُ-ق ّفأدمْي َ ي َتَعّمــــدًا
ت يمينًا-للنب ّ #بسط َ
تصير إليه عنَد إحدى البوائقِ ل الــذي ت ال والمنز َ ل ذكر َ #فه ّ
قال ابن هشام :تركنا منها بيتين أقذع فيهما.
من شجاعة أصحاب الرسول صلى ال عليه وسلم :قال ابن إسحاق :وقال
عمرو بن صْين بن عبد الرحمن بن َ ح َسه ؟ كما حدثني ال ُ ن رجل يشري لنا نف َ شيه القوُم َ :م ْ
غِرسول ال صلى ال عليه وسلم ،حين َ
عمارة سعد بن معاذ ،عن محمود بن عمرو ،قال :فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من النصار -وبعض الناس يقول :إنما هو ُ
ن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،رجل ثم رجلُ ،يْقَتلون دونه ،حتى كان آخرهم زياد أو عمارة سَكن فقاتلوا دو َ بن يزيد بن ال ّ
فقاتل حتى أثبتته الجراحة ،ثم فاءت فئة من المسلمين ،فأجهضوهم عنه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :اْدُنوه مني ،فأدنوه
منه فوسَّده قدَمه ،فمات وخده على قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم .
سْيبة بنت كعب المازنية يوم أحد. ما فعلته نسيبة بنت كعب :قال ابن هشام :وقاتلت أم عمارةُ ،ن َ
فذكر سعيد بن أبي زيد النصاري :أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول :دخلت على أم عمارة ،فقلت لها :يا خالة ،أخبريني
سقاء فيه ماء ،فانتهيت إلى رسول ال صلى ال عليه خبرك ،فقالت :خرجت أول النهار ،وأنا أنظر ما يصنع الناس ،ومعي ِ
ت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقمت أباشر وسلم ،وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين .فلما انهزم المسلمون ،انحز ُ
ف له غْور، جرحًا أجو َ ي قالت :فرأيت على عاتقها ُ ح إل ّصت الجرا ُ خَل َى َب عنه بالسيف ،وأرمى عن الَقْوس ،حت ِ القتال ،وَأُذ ّ
س عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقبل يقول :دلونى على فقلت :من أصابك بهذا؟ قالت :ابن َقِمئة أقمأه ال ،لما ولى النا ُ
محمد ،فل
ت له أنا ومصعب بن عمير ،وأناس ممن ثبت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فضربنى هذه الضربة نجوت إن نجا ،فاعترض ُ
ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات ،ولكن عدو ال كان عليه ِدْرعان .
جانة بنفسه ،يقع الَنب ُ
ل شجاعة أبي دجانة وسعد بن أبي وقاص :قال ابن إسحاق :وتّرس دون رسول ال صلى ال عليه وسلم أبو ُد ّ
ن عليه ،حتى كثر فيه الّنبل ،ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول ال صلى ال عليه وسلم .قال سعد :فلقد في ظهره ،وهو منح ٍ
ل وهو يقول :ارِم ،فداك أبي وأمى ،حتى إنه ليناولنى السهم ما له نصل ،فيقول :ارم به . رأيته يناولنى الّنب َ
شجاعة قتادة بن النعمان :قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم ابن عمر بن قتادة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمى عن قوسه
جَنِته.
ن قتادة بن النعمان ،حتى وقعت على َو ْ سَيُتها ،فأخذها َقتادة بن النعمان ،فكانت عنده ،وأصيبت يومئذ عي ُ ت ِحتى اندق ْ
حّدهما. عمر بن َقتادة ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ردها بيده ،فكانت أحسن عينيه وأ َ قال ابن إسحاق :فحدثني عاصم بن ُ
ي بن النجار ،قال انتهى أنس ما فعله أنس بن النضر :قال ابن إسحاق :وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بنى عد ّ
ابن النضر ،عم أنس بن مالك ،إلى عمر بن الخطاب ،وطلحة بن عبيدال ،في رجال من المهاجرين والنصار ،وقد ألقوا بأيديهم ،
فقال :ما ُيجلسكم ؟ قالواُ :قتل رسول ال صلى ال عليه وسلم ؛ قال :فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه
سمى أنس بن مالك . رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ثم استقبل القوَم فقاتل حتى ُقتل ؛ وبه ُ
حَمْيد الطويل ،عن أنس بن مالك ،قال :لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة ،فما عرفه إل قال ابن إسحاق :فحدثني ُ
أخُته ،عرفته ِبَبنانه .
ض أهل العلم ،أن عبد الرحمن بن عوف أصيب فوه يومئذ فهتم ، جراحات عبد الرحمن بن عوف :قال ابن هشام :حدثني بع ُ
ج. ضها في رجله فَعِر َ جرح عشرين جراحة أو أكثر ،أصابه بع ُ وُ
كعب بن مالك يعرف رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد إشاعة مقتله :
عرف رسول ال صلى ال عليه وسلم بعَد الهزيمة ،وقول الناس ُ :قتل رسول ال صلى ال عليه ل من َ قال ابن إسحاق :وكان أو َ
ن مالك قال :عرفت عينيه تزهران من تحت الِمْغَفر ،فناديت بأعلى صوتى :يا ببُ وسلم -كما ذكر لي ابن شهاب الزهري كع ُ
ت.ي رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أْنصِ ْ معشَر المسلمين ،أبشروا ،هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأشار إل ّ
شْعب ،معه أبو بكر ل ال صلى ال عليه وسلم نهضوا به ،ونهض معهم نحو ال ّ عرف المسلمون رسو َ قال ابن إسحاق :فلما َ
الصديق ،وعمر بن الخطاب ،وعلى بن أبي طالب ،وطلحة بن عبيد ال ،والزبير بن العوام ،رضوان ال عليهم ،والحارث بن
صّمة ،ورهط من المسلمين . ال ّ
جهو ُ
ل ت به َ وُتوعده وأن َ ظـــٍم ع ْت إليه تحمل ِرّم َ #أتي َ
أميَة إذ يغّوث :يا عقيلُ ت بنو النجاِر منكـــم #وقد َقتل ْ
أبا جهل –لّمهما الُهبو ُ
ل ب ابنا ربيعَة إذ أطاعـــا #وَت ّ
سرته َفلي ُ
ل بأسِر القوِم ،أ ْ شغلنـــا ث لما ُ #وأفلت حار ٌ
قال ابن هشام :أسرته :قبيلته ، .وقال حسان بن ثابت أيضًا في ذلك :
ق السعيِر سح ِت في ُ لقد ألقي َ #أل َمن ُمْبلٌغ عني أبّيــــا
وُتقسم أن قدرت مع النذوِر #تمّنى بالضللِة من بعيـــٍد
جع في غروِر ل الكفِر َير ِوقو ُ #تمّنيك الماني من بعيـــٍد
ت ليس بذي ُفجوِر ٍ كريِم البي ِ حفــاظ #فقد لقتك طعنُة ذي ِ
ت الموِر طّرا إذا نابت ملّما ُ ُ ل على الحيـــاِء #له فض ٌ
انتهاء الرسول إلى فم الشعب :قال :فلما انتهى رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى فم الشعب خرج على بن أبي طالب ،حتى مل
ب منه ،وغسلب منه ،فوجد له ريحا ،فعافه فلم يشر َْدَرَقَته ماًء من الِمْهراس ،فجاء به إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ليشر َ
ب ال على من َدّمى وجَه نبيه . سه وهو يقول :اشتد غض ُ عن وجهه الدَم ،وصب على رأ ِ
سعد بن أبي وقاص يحرص على قتل عتبة :قال ابن إسحاق :فحدثني صالح بن َكْيسان عمن حدثه عن سعد بن أبي وقاص أنه كان
حْرصي على قتل ت على قتل رجل قط ك ِ ص ُيقول :وال ما حَر ْ
عتبة بن أبي وقاص ،وإن كان ما علمت لسّيئ الخلق ُمْبَغضًا في قومه ،ولقد كفانى منه قول رسول ال صلى ال عليه وسلم :اشتد ُ
غضب ال على من دمى وجه رسوله .
شْعب معه أولئك النفر من عمر يصعد إلى قريش الجبل ويقاتلهم :قال ابن إسحاق :فبينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بال ّ
ت عاليٌة من قريش الجبل . عَل ْ
أصحابه ،إذ َ
قال ابن هشام :كان على تلك الخيل خالد بن الوليد .قال ابن إسحاق :فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :اللهم إنه ل ينبغى لهم
أن َيْعُلونا! " فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرينحتى أهبطوهم من الجبل .
معاونة طلحة الرسول :قال ابن إسحاق :ونهض رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى صخرة من الجبل لَيْعُلَوها ،وقد كان َبّدن
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وظاهر بين درعين ،فلما ذهب لينهض صلى ال عليه وسلم لم يستطْع ،فجلس تحَته طلحُة بن
عّباد بن عبد ال بن الزبير، عبيدال ،فنهض به ،حتى استوى عليها .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ،كما حدثني يحيى بن َ
ب طلحُة " حين ج َ
عن أبيه ،عن عبد ال بن الزبير ،عن الزبير ،قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ يقول " :أو َ
عْكِرمة عن ابن عباس :أن رسول ال صلى ال عليه صنع برسول ال صلى ال عليه وسلم ما .صنع .قال ابن هشام :وبلغني عن ِ
شْعب .وسلم لم يبلغ الّدرجة المبنية في ال ّ
صلة الرسول صلى ال عليه وسلم قاعدا :قال ابن هشام :وذكر عمر مولى غُْفرة :أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى ال عليه
وسلم الظهر يوم أحد قاعدًا من الجراح التي أصابته ،وصلى المسلمون خلفه قعودًا.
مقتل اليمان وابن وقش وابن حاطب :قال ابن إسحاق :وقد كان الناس انهزموا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى انتهى
عَوص .ضهم المنّقى ،دون ال ْ بع ُ
قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ،عن محمود ابن َلبيد ،قال :لما خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى أحد،
رفع حسَْيل بن جابر ،وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان ،وثابت بن َوْقش في الطام - ،مع النساء والصبيان ،فقال أحدهما
لصاحبه ،وهما شيخان كبيران :ما أبا لك ،ما تنتظر؟ فوال ل بقى لواحد منا من عمره إل ظمء حمار ،إنما نحن هامة اليوم أو
غدًا ،أفل نأخذ أسيافنا ،ثم نلحق برسول ال صلى ال عليه وسلم ،لعل ال يرزقنا شهادًة مع رسول اللة صلى ال عليه وسلم ؟
سْيل بن جابر ،فاختلفت حَ
فأخذا ،أسياَفهما ثم خرجا ،حتى دخل في الناس ،لم ُيْعَلم بهما ،فأما ثابت ابن َوْقش فقتله المشركون ،وأما ُ
ف المسلمين ،فقتلوه ول يعرفونه ،فقال حذيفة :أبي ،فقالوا :وال إن عرفناه وصدقوا .قال حذيفة :يغفر ال لكم وهو عليه أسيا ُ
أرحم الراحمين ،فأراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن َيِدَيه ،فتصدق حذيفُة بديته على المسلمين ؛ فزاده ذلك عند رسول ال
عى حاطب بن أمية بن صلى ال عليه وسلم خيرًا . .قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة :أن رجل منهم كان ُيْد َ
رافع ،وكان له ابن يقال له
يزيد بن حاطب ،أصابته جراحة يوم أحد ،فاتى به إلى دار قومه وهو بالموت ،فاجتمع إليه أهل الدار ،فجعل المسلمون يقولون له
جم يومئذ نفاقه ،فقال :بأي شيء من الرجال والنساء :أبشر يابن حاطب بالجنة ،قال :وكان حاطب شيخا قد عسا في الجاهلية ،فن َ
حْرمل ؟ غررتم وال هذا الغلم من نفسه . تبشرونه ؟ بجنة من َ
ي ل ُيدرى ممن هو ،يقال له : مقتل قزمان منافقا :قال ابن إسحاق :وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ،قال :كان فينا رجل أت ّ
ُقْزمان ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ،إذا ُذكر له :إنه لمن أهل النار ،قال :فلما كان يوم أحد قاتل قتال شديدًا .فقتل
ظَفر ،قال :فجعل رجال من المسلمين وحده ثمانية أو سبعة من المشركين ،وكان ذا بأس ،فأثبتته الجراحُة .فاحُتمل إلى دار بني َ
ت إل عن أحساب قومي ،ولول ذلك ما قاتلت قال يقولون له :وال لقد أبليت اليوم يا قزمان ،فابشر ،قال :بماذا أبشر؟ فوال إن قاتل ُ
سه . :فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما من كنانته ،فقتل به نف َ
طيون ،قال :لما كان يوم أحد ،قال : خْيريق وكان أحد بني ثعلبة بن الِف ْ مقتل مخيريق :قال ابن إسحاق :وكان ممن قتل يوم أحد ُم َ
عّدته ،وقال يا معشر يهود ،وال لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق ،قالوا :إن اليوم يوم السبت ،قال :ل سبت لكم .فأخذ سيفه و ُ
:إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما يشاء ،ثم غدا إلى رسول ال
خْيريق ،خيُر يهود ". صلى ال عليه وسلم ،فقاتل معه حتى ُقتل ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم -فيما بلغنا " ُم َ
سَوْيد بن صامت منافقا ،فخرج يوم أحد مع المسلمين ،فلما التقى ما فعله الحارث بن سويد :قال ابن إسحاق :وكان الحارث ابن ُ
ضَبيعة،فقتلهما،ثم لحق بمكة بقريش ،وكان رسول ال صلى ال الناس ،عدا على المجّذر بن ذياد الَبَلوي ،وقيس بن زيد ،أحد بنى ُ
سَوْيد
جلس بن ُ عليه وسلم -فيما يذكرون -قد أمر عمر بن الخطاب بقتله إن هو ظفر به ،ففاته ،فكان بمكة ،ثم بعث إلى أخيه ال ُ
ف َيْهِدي ال َقْوًما َكَفُروا َبْعَد ِإيَماِنِهْم يطلب التوبة ،ليرجع إلى قومه ،فأنزل ال تعالى فيه ،فيما بلغني ،عن ابن عباس َ{ :كْي َ
ى اخر القصة . ن } ]آل عمران[86 :إل ُ ظاِلِمي َ
ل َيْهِدي اْلَقْوَم ال ّ
ت َوال َ جاَءُهْم اْلَبّيَنا ُ
ق َو َ
حّل َسو َن الّر ُ
شِهُدوا َأ ّ
َو َ
جّذر بن ذياد ولم يقتل قيس بن زيد ،والدليل على سَويد َقتل الم َقال ابن هشام :حدثني من أثق به من أهل العلم :أن الحارث ابن ُ
سَوْيدًا في بعض الحروب التي ذلك :أن ابن إسحاق لم يذكره في َقْتَلى أحد ،وإنما قتل المجّذر ،لن المجّذر بن ذياد كان قتل أباه ُ
كانت بين الوس والخزرج ،وقد ذكرنا ذلك فيما مضى من هذا الكتاب فبينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ،في نفر من
ث بن سويد من بعض حوائط المدينة ،وعليه ثوبان مضرجان ،فأمر به رسول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه ،إذ خرج الحار ُ
عثمان بن عفان ،فضرب عنَقه ،ويقال :بعض النصار.
ل يوم بعاث . سَويد بن الصامت معاُذ بن عفراء غيلة ،في غير حرب رماه بسهم فقتله قب َ قال ابن إسحاق :قتل ُ
صْين بن عبد الرحمن ابن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبي سفيان ،مولى ابن أبي أحمد، ح َ صْيرم :قال ابن إسحاق :وحدثني ال ُ أمر أ َ
عن أبي هريرة قال :كان يقول :حدثونى عن رجل دخل الجنة لم يصل قط ،فإذا لم يعرفه الناس سألوه :من هو؟ فيقول :أصْيرم ،
صْيرم ؟ قال :كان يأبى صْين :فقلت لمحمود بن أسد :كيف كان شأن ال َ من بنى عبد الشهل ،عمرو بن ثابت بن َوقش .قال الح َ
لسلم فأسلم ،ثم أخذ سيفه ،فعدا حتى ج رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى أحد بدا له في ا ِ لسلم على قومه .فلما كان يوم خر ِ اِ
عرض الناس ،فقاتل حتى أثبتته الجراحة .وقال :فبينا رجال من بنى عبد الشهل يلتمسون قتلهم في المعركة إذا هم به ، دخل في ُ
عمرو؟ فقالوا :وال إن هذا للصيرم ،ما جاء به ؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الحديث ،فسألوه ما جاء به ؟ فقالوا :ما جاء بك يا َ
لسلم ،آمنت بال وبرسوله وأسلمت ،ثم أخذت سيفي ،فغدوت مع لسلم ؟ قال ؛ بل رغبة في ا ِ أحدب على قومك أم رغبة في ا ِ
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ثم قاتلت حتى أصابنى ما أصابنى ،ثم لم يلبث أن مات في أيديهم .فذكروه لرسول ال صلى ال
عليه وسلم فقال :إنه لمن أهل الجنة .
جُموح كان عمرو بن الجموح ومقتله :قال ابن إسحاق :وحدثني أبي :إسحاق ابن يسار ،عن أشياخ من بنى سلمة :أن عمرو بن ال َ
سد ،يشهدون مع رسول ال صلى ال عليه وسلم المشاهد ،فلما كان يوم أحد عرج شديد الَعَرج ،وكان له بنون أربعة مثل ال ْ رجل أ ْ
ي يريدون أن يحبسونى عن أرادوا حبسه ،وقالوا له :إن ال عز وجل قد عذرك ،فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال :إن بن ّ
هذا الوجه ،والخروج معك فيه ،فوال إنى لرجو أن أطأ بَعْرجتى هذه في الجنة؛ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أما أنت
فقد عذرك ال فل جهاَد عليك ،وقال لبنيه :ما عليكم أن
ل تمنعوه ،لعل ال أن يرزَقه الشهادة فخرج معه فُقتل يوم أحد.
هند وتمثيلها بحمزة :قال ابن إسحاق :ووقعت هند بنت عتبة ،كما حدثني صالح بن كيسان ،والنسوة اللتي معها ،يمّثلن بالقتَلى من
خَدمًا وقلئد ،وأعطت ف ،حتى اتخذت هند من آذان الرجال وانفهم َ أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يجدعن الذان والن َ
طِعم ،وبقرت عن كبد حمزة،فلكتها فلم تستطع أن ُتسيغها،فلفظتها،ثم عل ْ
ت جَبْير بن ُم ْ
خدمها .وقلئدها وُقَرطتها وحشّيا ،غلم ُ
على صخرة ة ُمشِرفة ،فصرخت بأعلى صوتها فقالت :
سْعِر
والحرب بعد الحرب ذات ُ #نحن جزيناكم بيوم بــــدر
ول أخي وعمه وَبْكري #ما كان عن عتبَة لي من صبـر
ل صدري ي غلي َ ت وحش ّ شفي َ ت نفسى وقضيت َنــْذري شَفي ُ
َ #
حتى َترّم أعظمي في قبري ي عمـــري شْكر وحشي عل ّ #فُ
عّباد بن المطلب .فقالت : فأجابتها هند بنت أثاثة بن َ
ع عظيِم الكفِر ت وّقا ٍ يا بن َ ت في بدٍر وبعَد بـــدر خِزي ِ َ #
ل الّزْهِر طوا ِ مْلهاشمّيين ال ّ صّبحك ال غداَة الفجــــِر َ #
ي صقري عل ّ
حمزُة ليثي و َ حساٍم َيْفـــــريع ُطا ٍل قَ ّ
#بك ّ
حِرضبا منه ضواحي الن ْ خ ّفَ غــْدري شْيب وأبوك َ #إذ رام َ
فشّر نذِر سوء #ونْذُرك ال ّ
قال ابن هشام :تركنا منها ثلثة أبيات أقذعت فيها.
قال ابن إسحاق :وقالت هنُد بنت عتبة أيضًا :
ت بطَنه عن الكبْد حتى بقر ُ حــْد
ت من حمزَة نفسى بأ ُ شَفْي ُ
َ #
ن الشديِد المعتِمْد من َلْذعِة الحز ِ جــْد #أْذَهب عني ذاك ما كنت أ ِ
ْ ُتْقِدم إقدامًا عليكم كالسْد ب َبـِرد شْؤُبو ٍب تعلوكم ب ُ #والحر ُ
حدث :أن عمر ابن الخطاب قال لحسان بن ثابت :يا ابن الُفَريعة . قال ابن إسحاق :فحدثني صالح بن َكْيسان أنه ُ
خَنْيس :ابن حارثة بن َلْوذان :ابن عبد ُوّد بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن قال ابن هشام :الفريعة بنت خالد بن ُ
ت بحمزة؟ قال له حسان :وال إني شَرها قائمة على صخرة َترتجز بنا .وتذكر ما صنع ْ ت ما تقول هند ،ورأيت أ َ الخزرج -لو سمع َ
طَمة – فقلت :وال إن هذه لسلح ما هي بسلح العرب ،كأنها إنما تهوي لنظر إلى الحربة تهوي وأنا على رأس فارع – يعنى أ ُ
ض قولها أْكِفُكموها ،قال :فأنشده إلى حمزة ول أدري ،لكن أسمعنى بع َ
عمر بن الخطاب بعض ما قالت ،فقال حسان بن ثابت :
ت مع الكفِرشر ْ لؤمًا إذا أ َ ع وكان عادُتهـــا #أشَرت َلكا ُ
قال ابن هشام :وهذا البيت في أبيات له تركناها ،وأبياتاأيضًا له على الدال :وأبياتا أخر على الذال ،لنه أقذع فيها .قال ابن
حليس بن َزّبان ،أخو بنى الحارث إسحاق :ولقد كان ال ُ
شْدق حمزة بن عبد المطلب بزج الرمح ويقول ُذق : ابن عبد مناة ،وهو يومئذ سيد الحابيش ،قد مر بأبى سفيان ،وهو يضرب في ِ
حليس :يا بنى كنانة ،هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون لحمًا ؟ فقال :ويحك ! اكتمها عنى ،فإنها كانت ِزّلة. عَقق :فقال ال ُ ُ
أبو سفيان يشمت بالمسلمين :ثم إن أبا سفيان بن حرب ،حين أراد النصراف ،أشرف على الجبل ،ثم صرخ بأعلى صوته
ل ،أي أظهر دينك ؛ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :قم يا عمر ل هب ُعُ جال يوم بيوم ،ا ْ سَت ِفعال ،وإن الحرب ِ فقال :ل أنعْم َ
ل ،ل سواء ،قتلنا في الجنة ،وقتلكم في النار .فلما أجاب عمر أبا جّفأجبه ،فقل ال أعلى وأ َ
ي يا عمر ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعمر :ائته فانظر ما شأنه ،فجاء ،فقال له أبو سفيان ،قال له أبو سفيان :هلم إل ّ
سفيان :أنشدك ال يا عمر ،أقتلنا محمدًا؟ فقال عمر :اللهم ل ،وإنه ليسمع كلمك الن ،قال :أنت أصدق عندي من ابن َقمئة وأبّر؟
لقول ابن َقمئة لهم :إنى قد قتلت محمدا.
قال ابن هشام :واسم ابن قمئة عبد ال .
قال ابن إسحاق :ثم نادى أبو سفيان :إنه قد كان في قتلكم ُمثل ؛ وال ما رضيت ،وما سخطت ،وما نهيت ،وما أمرت .
ما توعد به أبو سفيان المسلمين :ولما انصرف أبو سفيان ومن معه ،نادى :إن موعدكم بدر للعام القابل ؛ فقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم لرجل من أصحابه :قل :نعم ،هو بيننا وبينكم موعد.
علي يخرج في أثر قريش :ثم بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم على ابن أبي طالب ،فقال :اخرج في آثار القوم ،فانظر ماذا
لبل ،فإنهم يريدون مكة ،وإن ركبوا الخيل وساقوا البل ،فإنهم يريدون جّنبوا الخيل ،وامتطوا ا ِ يصنعون وما يريدون فإن كانوا قد َ
ى :فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ؛ ن إليهم فيها ،ثم لناجزّنهم .قال عل ّ المدينة ،والذي نفسى بيده ،لئن أرادوها لسير ّ
جهوا إلى مكة. فجّنبوا الخيل ،وامتطوا البل ،وو ّ
موت سعد بن الربيع :وفرغ الناس لقتلهم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم كما حدثني محمد بن عبد ال بن عبد الرحمن بن
أبي صعصعة
المازني ،أخو بنى النجار :من رجل ينظُر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ في الحياء هو أم في الموات ؟ فقال رجل من النصار :أنا
أنظر لك يا رسول ال ما فعل سعد ،فنظر فوجده جريحًا في القتلى وبه َرَمق .قال :فقلت له :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم
ل ال صلى ال عليه وسلم ،عنى السلم ، أمرنى أن أنظر ،أفي الحياء أنت أم في الموات ؟ قال :أنا في الموات ،فأبلْغ رسو َ
وقل له :إن سعد بن الربيع يقول لك :جزاك ال عنا
خُلص خيَر ما جزى نبيًا عن أمته ،وأبلْغ قوَمك عنى السلم وقل لهم :إن سعد بن الربيع يقول لكم :إنه ل عذر لكم عند ال إن َ
إلى ،نبيكم صلى ال عليه وسلم ومنكم عين تطرف .قال :ثم لم أبرح حتى مات ؛ قال :كل فجئت رسول ال صلى ال عليه وسلم
فأخبرته خبره ، .قال ابن هشام :وحدثني أبو بكر الّزبيري ؛ أن رجل دخل على أبي بكر الصديق ،وبنت لسعد بن الربيع جارية
صغيرة على صدره يرشفها ويقبلها ،فقال له الرجل :من هذه ؟ قال :هذه بنت رجل خير منى ،سعد بن الربيع ،وكان من النقباء
يوم العقبة ،وشهد بدرًا ،واسُتشهد يوم أحد.
الرسول يحزن على حمزة ويتوعد المشركين بالمثلة :قال ابن إسحاق :وخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فيما بلغني ،يلتمس
حمزة بن
غسل السيوف :قال ابن إسحاق :فلما انتهى رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى أهله ناول سيَفه ابنته فاطمة ،فقال :اغسلى عن
ى بن أبي طالب سيفه ،فقال :وهذا أيضًا ،فاغسلى عنه دمه ،فوال لقد صدقنى هذا دمه يا بنية ،فوال لقد صدقنى اليوم ،وناولها عل ّ
جانة.
حَنيف ،وأبو ُد َ
ت القتال لقد صدق معك سهل بن ُ ت صدق َ اليوم ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :لئن كن َ
ض أهل العلم ،أن ابن أبيقال ابن هشام :وكان يقال لسيف رسول ال صلى ال عليه وسلم :ذو الفقار .قال ابن هشام :وحدثني بع ُ
جْيح قال :نادى مناٍد يوَم أحد:
ُن َ
#ل سيف إلذو الفقاِر ،و ل فتى إل عل ّ
ى
قال ابن هشام :وحدثني بعض أهل العلم :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب :ل يصيب المشركون منا
ح ال علينا.مثَلها حتى يفت َ
قال ابن إسحاق :وكان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال .
غزوة حمراء السد
ندم من تخلف يوم أحد والخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ن رسول ال صلى ال عليه وسلم في الناس بطلب قال :فلما كان الغُد من يوم الحد لست عشرة ليلة مضت من شوال ،أذن مؤذ ُ
العدو ،فأذن مؤذنه أن ل يخرجن معنا أحد إل أحد حضر يومنا بالمس .فكلمه جابر بن عبد ال بن عمرو بن حرام ؛ فقال :يا
ى ،إنه ل ينبغي لي ول لك أن تترك هؤلء النسوة ل رجل رسول ال ،إن أبي كان خلفنى على أخوات لي سبع ،وقال :يا ُبن ّ
ف على أخواتك ؛ فتخلفت عليهن . فيهن ،ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم على نفسي ،فتخل ْ
فأذن له رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فخرج معه .وإنما خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم مرهبا للعدو؛ وليبلغهم أنه خرج
في طلبهم ،ليظنوا به قوة ،وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم .
من جرح بأحد يواصلون الجهاد مع الرسول :قال ابن إسحاق :فحدثني عبد ال بن خارجة بن زيد بن ثابت ،عن أبي السائب
شهل كان شهد أحدًا مع رسول ال مولى عائشة بنت عثمان :أن رجل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،من بنى عبد ال ْ
صلى ال عليه وسلم ،قال :شهدت أحدًا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم أنا وأخ لي ،فرجعنا جريحين ،فلما أذن مؤذن رسول
ال صلى ال عليه وسلم بالخروج في طلب العدو ،قلت لخي أو قال لي :أتفوتنا غزوة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ وال
غلب ما لنا من دابة نركبها ،وما منا إل جريح ثقيل ،فخرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكنت أيسر جرحا ،فكان إذا ُ
عْقبًة ،حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون . حملته عُْقبة ،ومشى ُ
حْمراءاستعمال ابن أم مكتوم على المدينة في هذه الغزوة :قال ابن إسحاق :فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى انتهى إلى َ
سد،ال َ
وهى من المدينة على ثمانية أميال ،واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ،فيما قال ابن هشام .
قال ابن إسحاق :فأقام بها الثنين والثلثاء والربعاء ،ثم رجع إلى المدينة.
شأن معبد الخزاعى :قال :وقد مّر به كما حدثني :عبد ال بن أبي بكرَ ،مْعِبد بن أبي َمْعِبد الخزاعي ،وكانت خزاعة ،مسلُمهم
صْفَقُتهم معه ،ل يخفون عنه شيئا كان بها ،وَمْعبد يومئذ مشرك ، عْيَبَة ُنصح لرسول ال صلى ال عليه وسلم ِ ،بِتهامةَ ، ومشرُكهم َ
فقال :يا محمد ،أما وال لقد عز علينا ما أصابك ،ولوددنا أن ال عافاك فيهم ،ثم خرج ورسول ال صلى ال عليه وسلم بحمراء
ي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالّرْوحاء ،وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه ، السد ،حتى َلق َ
ن منهم .فلما رأى أبو
وقالوا :أصبنا حد أصحابه وأشرافهم وقادتهم ،ثم نرجع قبل أن نستأصَلهم ،لنُكّرن على بقيتهم ،فلَنْفرغ ّ
سفيان َمْعبدًا ،قال :ما وراءك يا معبد؟ قال :محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثَله قط ،يتحرقون عليكم تحرقا ،قد
ط ؛ قال :ويحك ! ما حَنق عليكم شىء لم أر مثَله ق ّ اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم ،وندموا على ما صنعوا ،فيهم من ال َ
تقول ؟ قال :وال ما أرى أن ترتحل حتى أرى نواصى الخيل ؛ قال :فوال لقد أجمعنا الكّرة عليهم ،لنستأصل بقيتهم ،قال فإنى
أنهاك عن ذلك قال :وال لقد حملنى ما رأيت على أن قلت فيهم أبياتا من شعر ،قال :وما قلت ؟ قال :قلت :
جْرد البابي ِ
ل ض بال ُ
إذ سالت الر ُ #كادت ُتَهّد من الصوات راحلتــى
ل معازي ِ
ل عنداللقاِءولِمي ٍ سٍد كرام لتنابلــــــٍة َ #تْردي بأ ْ
س غيِر مخذو ِ
ل سَمْوا برئي ٍ لما َ ض مائلــًة ت عدوًا أظن الر َ #فظْل ُ
ت البطحاُء بالجي ِ
ل ط ِ
طَم َ
إذاَتَغ ْ ن حرب من لقائكـُم ت :ويل اب ِ #فقل ُ
ل ذي ِإْربٍة منهْم ومعقو ِ
ل لك ّ سل ضاحيـــَة ل الَب ْ
#إنى نذيٌر له ِ
ت بالقي ِ
ل ف ما أنذر ُ ص ُوليس ُيو َ ش تنابلــٍة #من جيش أحمَد ل َوخ ٍ
فَثنى ذلك أبا سفيان ومن معه .
رسالة أبي سفيان مع الركب بالوعيد :ومر به ركب من عبد الَقْيس ،فقال :أين تريدون .قالوا :نريد المدينة .قال :ولم ؟ قالوا، :
نريد الِميرة ،قال :فهل أنتم ُمبلغون عني محمدًا رسالة أرسلكم بها ؟ إليه ،وأحمل لكم هذه غدًا زبيبًا بُعكاظ إذا وافيتموها؟ قالوا نعم
،قال :فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم ،فمر الركب برسول ال صلى ال عليه وسلم
وهو بحمراء السد ،فأخبروه بالذي قال أبو سفيان ،فقال :حسبنا ال ونعم الوكيل .
عَبيدة :أن أبا سفيان بن حرب قال ابن هشام :حدثنا أبو ُ
انصرف يوم أحد ،أراد الرجوع إلى المدينة ،ليستأصل بقيَة أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال لهم صفوان بن أمية بن
ن لهم قتال غيُر الذي كان ،فارجعوا ،فرجعوا .فقال النبي صلى ال عليه خشينا أن يكو َ
حربوا ،وقد َخلف :ل تفعلوا ،فإن القوم قد َ
صّبحوا بها لكانوا كأمسسّوَمت لهم حجارة ،لو ُ وسلم ،وهو بحمراء السد ،حين بلغه أنهم َهّموا بالرجعة :والذي نفسى بيده ،لقد ُ
الذاهب .
قتل الرسول أبا عزة ومعاوية بن المغيرة :قال أبو عبيدة :وأخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم في جهة ذلك ،قبل رجوعه إلى
المدينة معاوية ابن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ،وهو جد عبد الملك بن مروان ،أبو أمه عائشة بنت معاوية ،وأبا
ن عليه ،فقال :يا رسول ال ،أقلني ،فقال رسول ال صلى حى ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم أسره ببدر ،ثم َم ّ جم ِ عزة ال ُ
ب عنَقه يا زبير .فضرب عنقه .قال ابن ت محمدًا مرتين ،اضر ْ ضْيك بمكة ،بعَدها وتقول :خدع ُ عاِر َ
ال عليه وسلم :وال ل تمسح َ
ن ل ُيلدغ من جحر مرتين .اضرب هشام :وبلغني عن سعيد بن المسيب أنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن المؤم َ
عنقه يا عاصم بن ثابت " فضرب عنقه .
قال ابن هشام :ويقال :إن زيد بن حارثة وعمار بن ياسر قتل معاوية بن المغيرة بعد حمراء السد ،كان لجأ إلى عثمان بن عفان
فاستأمن له رسول ال صلى ال عليه وسلم فأمنه ،على أنه إن ُوجد بعد ثلث ُقتل ،فأقام بعَد ثلث وتوارى فبعثهما النبى صلى ال
عليه وسلم ،وقال :إنكما ستجدانه .بموضع كذا وكذا ،فوجداه فقتله .
شأن عبد ال بن أبي بعد غزوة أحد :قال ابن إسحاق :فلما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينة ،وكان عبد ال بن أبي ابن
سلول ،كما حدثني ابن شهاب الزهري ،له مقام يقومه كل جمعة ل ُيْنكر ،شرفًا ،له في نفسه وفي قومه ،وكان فيهم شريفا ،إذا
جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب الناس ،قام فقال :أيها الناس ،هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم
بين أظهركم ،أكرمكم ال وأعزكم به ،فانصروه وعّزروه ،واسمعوا له وأطيعوا ،ثم يجلس حتى إذا صنع يوم أحد ما صنع ،
ي عدّو ال ،لست لذلك بأهل ، ورجع بالناس ،قام يفعل ذلك كما كان يفعله ،فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه ،وقالوا :اجلس ،أ ْ
شّدد أمره .فلقيه رجل من
تا َ
جرًا أن قم ُ
ت ،فخرج يتخطى رقاب الناس وهو يقول :وال لكأنما قلت َب ْ ت ما صنع َ وقد صنع َ
ى رجال من أصحابه يجذبونني ويعنفوننى ،لكأنما النصار بباب المسجد ،فقال :ما لك ؟ ويلك ! قال :قمت أشّدد أمره ،فوثب عل ّ
ن قمت أشّدد أمَره ؟ قال :ويلك ! ارجع يستغفر لك رسول ال صلى ال عليه وسلم .قال :وال ما أبتغى أن يستغفَر لي . جرًا أ ْقلت َب ْ
حن به المنافقين ،ممنتمحيص المؤمنين يوم أحد :قال ابن إسحاق :كان يوَم بلء ومصيبة وتمحيص ،اختبر ال به المؤمنين ،وم َ
ليمان بلسانه ،وهو مستخف بالكفر في قلبه ،ويومًا اكرم ال فيه من أراد كرامَته بالشهادة من أهل وليته . كان يظهر ا ِ
ذكر ما أنزل الله في أحد من القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
طلبي ،قال :فكان مما قال :حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ،قال :حدثنا زياد ابن عبد ال البكائى عن محمد بن إسحاق الم ّ
أنزل ال تبارك وتعالى في يوم أحد من القرآن ستون آية من آل عمران ،فيها صفة ما كان في يومهم ذلك ومعاتبة من عاتب منهم ،
عِليٌم } ].آل
سِميٌع َ
ل َوال َ
عَد ِلْلِقَتا ِ
ن َمَقا ِ
ئ اْلُمْؤِمِني َ
ك ُتَبّو ُ
ن َأْهِل َ
ت ِم ْ
غَدْو َ
يقول ال تبارك وتعالى لنبيه صلى ال عليه وسلم {َوِإْذ َ
عمران[121 :
ل .قال الُكَمْيت بن زيد: ئ المؤمنين :تتخذ لهم مقاعَد ومناز َقال ابن هشام :تبّو ُ
ت َمضجعا قد تبوأ ُ ت قبَلــــــــه
#ليتنى كن ُ
وهذا البيت في أبيات له .
شم بن
جَ
سَلمة بن ُ
ل } أي تتخاذل ،والطائفتان :بنو َ
شَن َتْف َ
ن ِمْنُكْم َأ ْ
طاِئَفَتا ِ أي سميع بما تقولون ،عليم بما تخفون ِ) .إْذ َهّم ْ
ت َ
الخزرج ،وبنو حارثة بن الّنبيت من الْوس ،
وهما الجناحان يقول ال تعالى َ ) :وال َوِلّيُهَما } أي المدافع عنهما
ما همتا به من فشلهما ،وذلك أنه إنما كان ذلك منهما عن ضعف ووهن أصابهما غير شك في دينهما ،فتولى دفَع ذلك عنهما برحمته
وعائدته ،حتى سلمتا من و هونهما وضعفهما ،ولحقتا بنبيهما صلى ال عليه وسلم .
سد من أهل العلم ،قال :قالت الطائفتان :ما نحب أنا لم نهم بما هممنا به ،لتولى ال إيانا في قال ابن هشام :حدثني رجل من ال ْ
ذلك .
ن } ]آل عمران :[122 :أي من كان به ضعف .من المؤمنين ل اْلُمْؤِمُنو َعَلى ال َفْلَيَتَوّك ْ قال ابن إسحاق :يقول ال تعالى َ{ :و َ
صَرُكْم ال ِبَبْدٍر َوَأْنُتْم َأِذّلٌة ي ،وليستعن بى ،أعنه على أمره ،وأدافع عنه ،حتى أبلغ عنه ،وأقويه على نبيه َ{ :وَلَقْد َن َ فليتوكل عل ّ
ل ِلْلُمْؤِمِني َ
ن شكر نعمتى ،ولقد نصركم ال ببدر وأنتم أقل عددا وأضعف قوة {ِإْذ َتُقو ُ ن } :أي فاتقونى ،فإنه ُ شُكُرو َ َفاّتُقوا ال َلَعّلُكْم َت ْ
سِةخْم َن َفْوِرِهْم َهَذا ُيْمِدْدُكْم َرّبُكْم ِب َ
صِبُروا َوَتّتُقوا َوَيْأُتوُكْم ِم ْ
ن َت ْ
ن *َبَلى ِإ ْ لِئَكِة ُمْنَزِلي َ ن اْلَم َ
ف ِم ْل ٍ لَثِة آ َ
ن ُيِمّدُكْم َرّبُكْم ِبَث َن َيْكِفَيُكْم َأ ْ
َأَل ْ
ن ]آل عمران123 :ـ :[125أي إن تصبروا لعُدوي ،وتطيعوا أمري ،ويأتوكم من وجِههم هذا ،أمدكم سّوِمي َ لِئَكِة ُم َ
ن اْلَم َ ف ِم ْ ل ٍ آَ
بخمسة الف من الملئكة مسومين .
عَلموا على أذناب خيلهم ونواصيها بصوف قال ابن هشام ُ :مسّومين ُ :مَعّلمين .بلغنا عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال :أ ْ
أبيض .
سما :العلمة .وفي كتاب ال عز فأما ابن إسحاق فقال :كانت سيماهم يوم بدر عمائم بيضًا .وقد ذكرت ذلك في حديث بدر .وال ّ
جوِد } ]الفتح :[29 :أي علمتهم . سُن َأَثِر ال ّ
جوِهِهْم ِم ْ سيَماُهْم ِفي ُو ُ وجل ِ { :
سّوَمًة } ]هود [82،83 :يقول :معلمة .بلغنا عن الحسن ابن أبي الحسن البصري أنه قال : ضوٍد *ُم َ
ل َمْن ُ
جي ٍ
سّن ِ
جاَرًة ِم ْو} )ِ
حَ
جاج :
عليها علمة ،أنها ليست من حجارة الدنيا ،وأنها من حجارة العذاب .قال ُرؤبة بن الَع ّ
سّوموا
ول ُتجارينى إذا ما َ سَهُمن ُتبَلى في الجياُد ال ّ
#فال َ
جَذُموا
ت أبصاُرهم وأ ْخص ْ شَ#وَ
جٌر
شَسّوَمِة } ]آل عمران [14 :وَ
ل اْلُم َ وهذه البيات في أرجوزة له .والمسّومة أيضًا :المرعية ،وفي كتاب ال تعالى َ ) } :واْل َ
خْي ِ
ن } ].النحل [10 :تقول العرب :سّوم خيَله وإبله ،وأسامها :إذا رعاها .قال الُكَمْيت بن زيد: سيُمو َ
ِفيِه ُت ِ
سَواِم
ك ال ّ
وَفْقُد المسيِم ُهْل ُ سجحًا ففقْدنا
#راعيًا كان ُم ْ
سِلس السياسة ُمحسن إلى الغنم .وهذا البيت في قصيدة له . قال ابن هشام ُ :مسجحاَ :
سميتحِكيِم } ]آل عمران :[126:أي ما َ عْنِد ال اْلَعِزيِز اْل َ
ن ِ ل ِم ْ
صُر ِإ ّ
ن ُقُلوُبُكْم ِبِه َوَما الّن ْ
طَمِئ ّ
شَرى َلُكْم َوِلَت ْ
ل ُب ْ } )وََما َ
جَعَلُه ال ِإ ّ
ضعِفكم ،وما النصر إل من عندي ،لسلطانى لكم من سميت من جنود ملئكتى إل ُبشرى لكم ،ولتطمئن قلوبكم به ،لما أعرف من َ
ن } ]آلخاِئِبي َ
ن َكَفُروا َأْو َيْكِبَتُهْم َفَيْنقَِلُبوا َ
ن اّلِذي َ
طَع طََرًفا ِم ْى ،ل إلى أحد من خلقي .ثم قال ِ{ :لَيْق َ وقدرتي ،وذلك أن العز والحكم إل ّ
ي منهم َفل خائبين ،لم عمران :[127 :أي ليقطع طرفا من المشركين بقتل ينتقم به منهم ،أو يردهم خائبين :أي ويرجع من َبق َ
ينالوا شيئًا مما كانوا يأملون .
قال ابن هشام :يكبتهم :يغمهم أشد الغم ،ويمنعهم ما أرادوا .قال ذو الرمة :
شجن ل أنس موقفنا في حيرٍة بين مسروٍر ومكبو ِ
ت س من َ #ما أْن َ
شْيًئا } :أي ليس ضّر ال َ ن َي ُ عِقَبْيِه } :أي يرجع عن دينه {َفَل ْ عَلى َ
ب َن َيْنَقِل ْ
لكم فيما جاءكم به عنى أنه ميت ومفارقكم َ{ ،وَم ْ
ينقص
ن } ]آل عمران :[144 :أي من أطاعه وعمل بأمره . شاِكِري َ
جِزي ال ال ّ
سَي ْ
ذلك عّز ال تعالى ول ملكه ول سلطانه ول قدرته َ { ،و َ
ل}: جً ن ال ِكَتاًبا ُمَؤ ّ
ل ِبِإْذ ِ
ت ِإ ّ
ن َتُمو َ
س َأ ْ
ن ِلَنْف ٍ
ثم قال َ{ :وَما َكا َ
ن ُيِرْد
ب الّدْنَيا ُنْؤِتِه ِمْنَها َوَم ْ
ن ُيِرْد َثَوا َ أي إن لمحمد صلى ال عليه وسلم أجل هو بالغه ،فإذا أذن ال عز وجل في ذلك كان َ{ .وَم ْ
ن } ]آل عمران :[145 :أي من كان منكم يريد الدنيا ،ليست له رغبة في الخرة ،نؤته شاِكِري َ جِزي ال ّ سَن ْ
خَرِة ُنْؤِتِه ِمْنَها َو َ
ب الْ ِ
َثَوا َ
عد به مع خَرةِ ُنْؤِتِه ِمْنَها } ما ُو ِ لِبا ْمنها ما ُقسم له من رزق ،و ل َيْعُدوه فيها ،وليس له في الخرة من حظ {َوَمنْ ُيِرْد َثَوا َ
ل َمَعهُ
ي َقاَت َ
ن َنِب ّ ن } ]آل عمران [145 :أي المتقين ثم قال َ ) :وَكَأّي ْ
ن ِم ْ شاِكِري َ
جِزي ال ّسَن ْ
ماُيجَزى عليه من رزقه في دنياه {َو َ
ن } ]آل عمران :[146 :أي وكأين من صاِبِري َ
ب ال ّ
ح ّ
سَتَكاُنوا َوال ُي ِ
ضُعُفوا َوَما ا ْ
ل ال َوَما َ سِبي ِ
صاَبُهْم ِفي َ
ن كَِثيٌر َفَما َوَهُنوا ِلَما َأ َ
ِرّبّيو َ
نبي أصابه القتل ،ومعه ربيون كثير :أي جماعة ،فما وهنوا لفقد نبيهم ،وما ضعفوا عن عدّوهم ،وما استكانوا لما أصابهم في
الجهاد عن ال تعالى وعن دينهم ،وذلك الصبر ،وال
هه
هه ههه ههه
هه ههه ه ه هه ه ههه
#ه هه ه ههههههه ههههه
هههه ههههه هه ههههه هه .
ف فيها الِقداح .
خْرقة التي ُتل ّقال ابن هشام :والّربابة أيضًا :ال ِ
سٍر
ح َوُد ُ
ت َأْلَوا ٍ
عَلى َذا ِ
حَمْلَناُه َ
حَلق ،يقول ال عز وجل {َو َ سر ،هي المسامير التي في ال ِ قال ابن هشام :والسَنْور :الدروع .والّد ُ
حّمانى ،من تميم : } ]القمر .[13 :قال الشاعر ،وهو أبو الخزر ال ِ
ف الَقنا المقَّوِم
سرًا بأطرا َِ #د ْ
قال ابن إسحاق :أي فقولوا مثل ما قالوا ،واعلموا أنما ذلك بذنوب منكم ،واستغفروه كما استغفروه ،وامضوا على دينكم كما
مضوا على دينهم ،ول ترَتّدوا على أعقابكم راجعين ،واسألوه كما سألوه أن يثّبت أقداَمكم ،واستنصروه على القوم الكافرين ،فكل
ب الدنيا بالظهور على عدوهم وحسن ثواب الخرة وما هذا من قولهم قد كان ؛ وقد ُقتل نبيهم ،فلم يفعلوا كما فعلتم ،فاتاهم ال ثوا َ
وعد ال فيها ،وال يحب المحسنين .
ن } ]آل عمران [149 :أي عن عدوكم ، سِري َ
خا ِ
عَقاِبُكْم َفَتْنَقِلُبوا َ
عَلى َأ ْ ن َكَفُروا َيُرّدوُكْم َ طيُعوا اّلِذي َن ُت ِن آَمُنوا ِإ ْ} ) َياَأّيَها اّلِذي َ
ن } ]آل عمران ، [150 :فإن كان ما تقولون بألسنتكم صدقا في صِري َخْيُر الّنا ِ لُكْم َوُهَو َ ل ال َمْو َ فتذهب دنياكم واخرُتكم { َب ْ
ب}ع َن َكَفُروا الّر ْب اّلِذي َسُنْلِقي ِفي ُقُلو ِ قلوبكم فاعتصموا به ،ول تستنصروا بغيِره ،ول ترجعوا :على أعقابكم مرتدين عن دينه { َ
]آل عمران :[151 :أي الذي به كنت أنصركم عليهم بما أشركوا بى ما .لم أجعل لهم من حجة ،أي فل تظنوا أن لهم عاقبة نصر
ول ظهور عليكم ما اعتصمتم بي ،واتبعتم أمري ،للمصيبة التي أصابتكم منهم بذنوب قدمتموها لنفسكم ،خالفتم بها أمري
لْمِر
عُتْم ِفي ا َْ
شْلُتْم َوَتَناَز ْ
حّتى ِإَذا َف ِ سوَنُهْم ِبِإْذِنِه َحّ
عَدُه ِإْذ َت ُ
صَدَقُكْم ال َو ْ ى صلى ال عليه وسلم { َوَلَقْد َ للمعصية وعصيتم بها النب ّ
عْنُكْم َوال ُذوعَفا َعْنُهْم ِلَيْبَتِلَيُكْم َوَلَقْد َ
صَرَفُكْم َ خَرَة ُثّم َ لِ ن ُيِريُد ا ْ ن ُيِريُد الّدْنَيا َوِمْنُكْم َم ْ
ن ِمْنُكْم َم ْحّبو َ
ن َبْعِد َما َأَراُكْم َما ُت ِ
صْيُتْم ِم ْع ََو َ
سونهم بالسيوف ،أي القتل ن } ]آل عمران [152 :أي قد وّفْيت لكم بما وعدتكم من النصِر على عدوكم ،إذ َتح ّ ل عََلى اْلُمْؤِمِني َ ضٍ
َف ْ
،بإذنى وتسليطي أيديكم عليهم ،وكّفى أيديهم عنكم .
سست الشيء :أي استأصلته بالسيف وغيره .قال جرير: حَس الستئصال :يقال َ : ح ّ قال ابن هشام :ال َ
جِم الحصيِد
ق الناِرفى ال َ
حري ُ ف كما َتساَمى
سهم السيو ُ
َ #تح ّ
إخوانكم ،وعلو عدوكم عليكم ،وبما وقع في أنفسكم من قول من :قال ُ :قتل نبيكم ،فكان ذلك مما تتابع عليكم غما بغم :لكيل
تحزنوا ،على ما فاتكم من ظهوركم على عدوكم ،بعد أن رأيتموه بأعينكم ول ما أصابكم من قتل إخوانكم ،حتى فرجت ذلك
ب والغّم الذي أصابهم ،أن ال عز ن } .وكان الذي فّرج ال به عنهم ما كانوا :فيه من الكر ِ خِبيٌر ِبَما َتْعَمُلو َ الكرب عنكم َ{ -وال َ
وجل رد عنهم كذبة الشيطان بقتل نبيهم صلى ال عليه وسلم فلما رأوا رسول ال صلى ال عليه وسلم حّيا بين أظهرهم هان عليهم
ما فاتهم من القوم بعد الظهور عليهم ،والمصيبة التي أصابتهم في إخوانهم ،حين صرف ال القتل عن نبيهم صلى ال عليه
جاِهِلّيِة
ن اْل َ
ظّق َ حّغْيَر اْل َن ِبال َ ظّنو َ
سُهْم َي ُطاِئَفٌة َقْد َأَهّمْتُهْم َأْنُف ُ
طاِئَفًة ِمْنُكْم َو َ
شى َ سا َيْغ َن َبْعِد اْلَغّم َأَمَنًة ُنَعا ً
عَلْيُكْم ِم ْ
ل َ وسلم {ُثّم َأْنَز َ
يٌء َما ُقِتْلَنا ش ْ لْمِر َ
ن ا َْ
ن َلَنا ِم ْ
ن َلْو َكا َك َيُقوُلو َن َل َ ل ُيْبُدو َ سِهْم َما َ ن ِفي َأْنُف ِ
خُفو َ ل ُي ْلْمَر ُكّلُه ِّ ن ا َْ
ل ِإ ّيٍء ُق ْش ْن َ لْمِر ِم ْن ا َْ ل َلَنا ِم ْن َه ْ َيُقوُلو َ
ص َما ِفي ُقُلوِبُكْم َوال ح َ صُدوِرُكْم َوِلُيَم ّجِعِهْم َوِلَيْبَتِليَ ال َما ِفي ُ ضا ِ ل ِإَلى َم َ عَلْيِهْم اْلَقْت ُ
ب َن ُكِت َل َلْو ُكْنُتْم ِفي ُبُيوِتُكْم َلَبَرَز اّلِذي َ َهاُهَنا ُق ْ
صُدوِر } ]آل عمران [154 :فأنزل ال النعاس أمنة منه على أهل اليقين به ،فهم نيام ل يخافون ،وأهل النفاق قد ت ال ّ عِليٌم ِبَذا َِ
أهمتهم أنفسهم ،يظنون بال غير الحق ظن الجاهلية ،تخوف القتل ،وذلك أنهم ل يرجون عاقبة ،فذكر ال عز وجل تلومهم
وحسرَتهم على ما أصابهم ،ثم قال ال سبحانه
ل َلْو ُكْنُتْم ِفي ُبُيوِتُكْم } لم تحضروا هذا الموطن الذي أظهر ال فيه منكم ما أظهر من سرائركم { لنبيه صلى ال عليه وسلم ُ { :ق ْ
ى به ما في صدورهم { صَرعون فيه ،حتى يبتل َ جِعِهْم } إلى موطن غيره ُي ْ ضا ِ ل ِإَلى َم َ عَلْيِهْم اْلَقْت ُ
ب َ ن ُكِت َ َلَبَرَز } لخرج {اّلِذي َ
صُدوِر } ]آل عمران[154 :أي :ل يخفى عليه ما في صدورهم مما استخفوا به منكم . ت ال ّ عِليٌم ِبَذا ِ ص َما ِفي ُقُلوِبُكْم َوال َ ح َ َوِلُيَم ّ
عْنَدَنا َما َماُتواغّزى َلْو َكاُنوا ِ
ض َأْو َكاُنوا ُ لْر ِ ضَرُبوا ِفي ا َْ خَواِنِهْم ِإَذا َ لْ ن َكَفُروا َوَقاُلوا ِ ل َتُكوُنوا َكاّلِذي َ ن آَمُنوا َ ثم قال َ{ :ياَأّيَها اّلِذي َ
صيٌر } ]آل عمران [156 :أي ل تكونوا كالمنافقين ن َب ِ ت َوال ِبَما َتْعَمُلو َ ي َوُيِمي ُ حِ سَرًة ِفي ُقُلوِبِهْم َوال ُي ْ حْ ك َ ل ال َذِل َ جَع َ َوَما ُقِتُلوا ِلَي ْ
الذي ينهون إخوانهم عن الجهاد في سبيل ال ،والضرب في الرض في طاعة ال عز وجل ،وطاعة رسول ال صلى ال عليه
سَرًة ِفي ُقُلوِبِهْم } لقلة اليقين بربهم َ{ ،وال حْ ك َ ل ال َذِل َ جَع َ وسلم ،ويقولون إذا ماتوا أو ُقتلوا ،لو أطاعونا ما ماتوا وما قتلوا {ِلَي ْ
ل ال َأْو ُمّتْم َلَمْغِفَرٌة
سِبي ِ
ن ُقِتْلُتْم ِفي َ
ت } ،أي يعجل ما يشاء ويؤخر ما يشاء من ذلك من آجالهم بقدرته .قال تعالىَ{ :وَلِئ ْ ي َوُيِمي ُ حِ ُي ْ
ن } ]آل عمران ، [157 :أي إن الموت لكائن ل بد منه ،فموت في سبيل ال ،أو قتل ،خير لو جَمُعو َ خْيٌر ِمّما َي ْ حَمٌة َ ن ال َوَر ْ ِم ْ
علموا وأيقنوا مما يجمعون من الدنيا التي لها يتأخرون عن الجهاد ،تخوف الموت والقتل لما جمعوا من زهرة الدنيا زهادة في
ن } ،أي أن إلى ال المرجع ،فل تغرنكم الدنيا، شُرو َ حَ لَلى ال ُت ْ ي ذلك كان { َِ ن ُمّتْم َأْو ُقِتْلُتْم } ]آل عمران [158 :أ ّ الخرة {َوَلِئ ْ
ول تغتروا بها ،وليكن الجهاد وما رغبكم ال فيه من ثوابه اثر عندكم منها.
عْنُهْم } ، ف َ ع ُ ك } ،أي لتركوك {َفا ْ حْوِل َ ن َضوا ِم ْ لْنَف ّ ب َظ اْلَقْل ِغِلي َظا َ ت َف ّت َلُهْم َوَلْو ُكْن َ ن ال ِلْن َ حَمٍة ِم ْ ثم قال تبارك وتعالى َ{ :فِبَما َر ْ
ن } ]آل عمران [159 :فذكر ب اْلُمَتَوّكِلي َ ح ّن ال ُي ِ عَلى ال ِإ ّ ل َ ت َفَتَوّك ْعَزْم َ لْمِر َفِإَذا َ شاِوْرُهْم ِفي ا َْ سَتْغِفْر َلُهْم َو َ أي فتجاوز عنهم {َوا ْ
لنبيه صلى ال عليه وسلم لينه لهم ،وصبره عليهم ،لضعفهم ،وقلة صبرهم على الغلظة لو كانت منه عليهم في كل ما خالفوا عنه
سَتْغِفْر َلُهْمعْنُهْم } ،أي تجاوز عنهم {َوا ْ ف َ ع ُ مما افترض عليهم من طاعة نبيهم صلى ال عليه وسلم ثم قال تبارك وتعالى َ{ :فا ْ
لْمِر } ،أي لُتِريهم أنك تسمع منهم ،وتستعين بهم ،وإن كنت غنيا شاِوْرُهْم ِفي ا َْ } ذنوبهم ،من قارف من أهل اليمان منهم {َو َ
ت } ،أي على أمر جاءك منى وأمر من دينك في جهاد عدوك ل يصلحك ول عَزْم َ عنهم ،تألفًا لهم بذلك على دينهم {َفِإَذا َ
عَلى ال } ،أي ارض به من ل َ ف من خالفك ،وموافقِة من وافَقك َ{ ،فَتَوّك ْ يصلحهم إل ذلك ،فامض على ما امرت به ،على خل ِ
ن َبْعِدِه } :أي لئل .تترك صُرُكْم ِم ْ ن َذا اّلِذي َيْن ُ خُذْلُكْم َفَم ْ
ن َي ْب َلُكْم َوِإ ْ
غاِل َل َ صْرُكْم ال َف َ ن َيْن ُ ن * ِإ ْ ب اْلُمَتَوّكِلي َح ّن ال ُي ِ العبادِ{ ،إ ّ
ن } ]آل عمران .[160 :ثم ل اْلُمْؤِمُنو َعَلى ال } ل على الناس َ{ ،فْلَيَتَوّك ْ أمري للناس ،وارفض أمر الناس إلى أمري َ{ ،و َ
ن } ]آل عمران: [161 : ظَلُمو َ
ل ُي ْ
ت َوُهْم َ
سَب ْ
س َما َك َ
ل َنفْ ٍ
ل َيْوَم اْلِقَياَمِة ُثّم ُتَوّفى ُك ّ
غّ
ت ِبَما َ
ل َيْأ ِ
ن َيْغُل ْ
ل َوَم ْ
ن َيُغ ّ
ي َأ ْ
ن ِلَنِب ّ
قال َ{ :وَما َكا َ
أي
ما كان لنبى أن يكتم الناس ما بعثه ال به إليهم ،عن رهبة من الناس ول رغبة ،ومن يفعل ذلك يأت يوم القيامة به ،ثم ُيجزى بكسبه
ن ال } لرضا ط ِم ْخٍ سَ ن ال } على ما أحب الناس أو سخطوا } ) َكَم ْ
ن َباَء ِب َ ضَوا َ
ن اّتَبَع ِر ْ
؛ غير مظلوم ول ُمْعَتٍد عليه {َأَفَم ْ
الناس أو لسخطهم .يقول :أفمن كان على طاعتى فثوابه الجنة ورضوان من ال كمن باء بسخط من ال واستوجب سخطه {َوَمْأَواُه
ن } ]آل عمران: صيٌر ِبَما َيْعَمُلو َ
عْنَد ال َوال َب ِ
ت ِ
جا ٌ
سَواء المثلن ! فاعرفواُ{ .هْم َدَر َ
صيُر } ]آل عمران [162 :أ َ س اْلَم ِ
جَهّنُم َوِبْئ َ
َ
[163لكل درجات مما عملوا في الجنة والنار :أي إن ال ل يخفى عليه أهل طاعته من أهل معصيته .
حْكَمَة َوِإنْ
ب َواْل ِ
عَلْيِهْم آَياِتِه َوُيَزّكيِهْم َوُيَعّلُمُهْم اْلِكَتا َ
سِهْم َيْتُلوا َ
ن َأْنُف ِ
ل ِم ْ
سو ًث ِفيِهْم َر ُ
ن ِإْذ َبَع َ
عَلى اْلُمْؤِمِني َ
ن ال َ ثم قال َ ) } :لَقْد َم ّ
ليمان ،إذ بعث فيكم رسول من أنفسكم يتلو ن ال عليكم يا أهل ا ِ ن } ]آل عمران :[164 :أي لقد َم ّ ل ُمِبي ٍ
لٍضَ ل َلِفي َ َكاُنوا ِمنْ َقْب ُ
عليكم آياته فيما أحدثتم ،وفيما عملتم فيعلمكم الخير والشر ،لتعرفوا الخيَر فتعملوا به والشر فتتقوه ؛ ويخبركم برضاه عنكم إذا
أطعتموه فتستكثروا من طاعته ،وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته ،ولتتخلصوا بذلك من نقمته ،وتدركوا بذلك ثواَبه من جنته {
ن } :أي ل ُمِبي ٍ
لٍضَ ل َلِفي َ ن َقْب ُ
ن َكاُنوا ِم َْوِإ ْ
ى عن الهَدى. عْم ٌ صّم عن الخيرُ ،بْكم عن الحق ُ ، عمياء من الجاهلية ،أي ل تعرفون حسنة ول تستغفرون من سيئة ُ لفي َ
عَلى ُك ّ
ل ن ال َ سُكْم ِإ ّعْنِد َأْنُف ِ
ن ِل ُهَو ِم ْ صْبُتْم ِمْثَلْيَها ُقْلُتْم َأّنى َهَذا ُق ْ
صيَبٌة َقْد َأ َ صاَبْتُكْم ُم ِ ثم ذكر المصيبة التي أصابتهم ،فقال َ{ :أَوَلّما َأ َ
ل من عدوكم ،في اليوم يٍء َقِديٌر } ]آل عمران :[165 :أي إن تك أصابتكم مصيبة في إخوانكم بذنوبكم فقد أصبتم مثليها قب ُ ش َْ
ل وأسرًا ونسيتم معصيتكم وخلفكم عما أمركم به نبيكم صلى ال عليه وسلم ،أنتم أحللتم ذلك بأنفسكم {ِإ ّ
ن الذي كان قبَله ببدر ،قت ً
ن ال َوِلَيْعَلَم ن َفِبِإْذ ِ
جْمَعا ِ صاَبُكْم َيْوَم اْلَتَقى اْل َ
يٍء َقِديٌر } :أي إن ال على ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير {َوَما َأ َ ش ْل َ عَلى ُك ّ ال َ
ن } ]آل عمران [166 :أي ما أصابكم حين التقيتم أنتم وعدوكم فبإذنى ،كان ذلك حين فعلتم ما فعلتم بعد أن جاءكم اْلُمْؤِمِني َ
ل َلُهْم َتَعاَلْوا
ن َناَفُقوا } منكم :أي ليظهر ما فيهم َ{ .وِقي َ نصري ،وصدقتكم وعدي ،ليميز بين المؤمنين والمنافقين { َوِلَيْعَلَم اّلِذي َ
ل ال َأْو اْدَفُعوا } يعنى عبد ال بن أبي وأصحابه الذين رجعوا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم حين سار إلى سِبي ِ
َقاِتُلوا ِفي َ
عدوه من المشركين بأحد . ،وقولهم :لو نعلم أنكم تقاتلون لسرنا معكم ،ولدفعنا عنكم ؛ ولكنا ل نظن أنه يكون قتال .فأظهر منهم ما
كانوا يخفون في أنفسهم .
ليمان وليس في س ِفي ُقُلوِبِهْم } ،أي يظهرون لك ا ِ ن ِبَأْفواِهِهْم َما َلْي َ ن َيُقوُلو َ
ليَما ِ ب ِمْنُهْم ِل ِْ
يقول ال عز وجل ُ{ :هْم ِلْلُكْفِر َيْوَمِئٍذ َأْقَر ُ
خَواِنِهْم } الذين أصيبوا معكم من عشائرهم لْ ن َقاُلوا ِ ن } ]آل عمران :[167 :أي ما ُيخفون { اّلِذي َ عَلُم ِبَما َيْكُتُمو َ
قلوبهم {َوال َأ ْ
ن } ]آل عمران :[168 :أي أنه ل بد من الموت ، صاِدِقي َ ن ُكْنُتْم َ ت ِإ ْسُكْم اْلَمْو َن َأْنُف ِ
عْ ل َفاْدَرُءوا َ عوَنا َما ُقِتُلوا ُق ْطا ُوقومهم َ{ :لْو َأ َ
فإن استطعتم أن تدفعوه عن أنفسكم فافعلوا،
وذلك أنهم إنما نافقوا وتركوا الجهاد في سبيل ال ،حرصا على البقاء في الدنيا .وفرارًا من الموت .
ل ال سِبي ِ
ن ُقِتُلوا ِفي َ
ن اّلِذي َ
سَب ّ
حَ غب المؤمنين في الجهاد ،ويهّون عليهم القتل َ) } :و َ
ل َت ْ ثم قال لنبيه صلى ال عليه وسلم ،ير ّ
عَلْيِهْم َو َ
ل ف َ خْو ٌ
خْلِفِهْم َألّ َ
ن َ حُقوا ِبِهْم ِم ْن َلْم َيْل َ
ن ِباّلِذي َ
شُرو َسَتْب ِ
ضِلِه َوَي ْ
ن َف ْ ن ِبَما آَتاُهْم ال ِم ْ
حي َ
ن َ .فِر ِ عْنَد َرّبِهْم ُيْرَزُقو َ
حَياٌء ِ ل َأ َْأْمَواًتا َب ْ
ن } ]آل عمران [170 :أي حَزُنو َ ُهْم َي ْ
ل تظنن الذين قتلوا في سبيل ال أمواتًا :أي قد أحييتهم ،فهم عندي ُيرزقون في َرْوح الجنة وفضلها ،مسرورين بما آتاهم ال من
فضله على جهادهم عنه ،ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم :أي ويسرون بلحوق من لحقهم من إخوانهم على ما مضوا
عليه من جهادهم ،ليشركوهم فيما هم فيه من ثواب ال الذي أعطاهم ،قد أذهب ال عنهم الخوف والحَزن .يقول ال تعالى { :
ن } ]آل عمران [171 :لما عاينوا من وفاء الموعود وعظيم جَر اْلُمْؤِمِني َ
ضيُع َأ ْ
ل ُي ِ
ن ال َ ل َوَأ ّضٍن ال َوَف ْ ن ِبِنْعَمٍة ِم ْ
شُرو َ سَتْب ِ
َي ْ
الثواب .
فضل الشهادة :قال ابن إسحاق :وحدثني إسماعيل بن أمية ،عن أبي الزبير ،عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه
خضر ،ترد أنهار الجنة ،وتأكل من ثمارها ،وتأوي إلى حهم في أجواف طير ُ وسلم " :لما أصيب إخوانكم بأحد ،جعل ال أروا َ
ن َمقيلهم ،قالوا :يا ليت إخواَننا يعلمون ما صنع ال حس َب مشربهم ومأكلهم ،و ُ طي َ ل العرش ،فلما وجدوا ِ قناديل من ذهب ،في ظ ّ
بنا ،لئل يزهدوا في الجهاد ،ول ينكلوا عن الحرب ،فقال ال تعالى :فأنا أبلغهم عنكم ،فأنزل ال على رسوله صلى ال عليه وسلم
ن ." . .هؤلء اليات :ول تحسَب ّ
ضْيل ،عن محمود بن َلبيد النصاري عن ابن عباس أنه قال :قال رسول ال صلى ال ث بن الُف َ قال ابن إسحاق :وحدثني الحار ُ
عليه وسلم " :الشهداء
ق نهر بباب الجنة ،في قبة خضراء ،يخرج عليهم رزتهم من الجنة ُبكرًة وعشّيا". على بار ٍ
ل ال سِبي ِن ُقِتُلوا ِفي َن اّلِذي َ
سَب ّ
حَل َت ْسئل عن هؤلء اليات َ{ :و َ قال ابن إسحاق :وحدثني من ل أتهم ،عن عبد ال بن مسعود أنه ُ
ن } ]آل عمران [169 :فقال :أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل ال عْنَد َرّبِهْم ُيْرَزُقو َ
حَياٌء ِ َأْمَواًتا َبلْ َأ ْ
طلع ال ل العرش ،في ّ خضر ،ترد في أنهار الجنة ،وتأكل من ثمارها ،وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظ ّ حهم في أجواف طير ُ أروا َ
طلعة فيقول :يا عبادي ،ما تشتهون فأزيدكم ؟ قال :فيقولون :رّبنا ل فوق ما أعطيتنا ،الجنة نأكل منها حيث عز وجل عليهم ا ّ
طلعة ،فيقول :يا عبادى ،ما تشتهون ،فأزيدكم ؟ فيقولون :ربنا ل فوق ما أعطيتنا ،الجنة نأكل طلع ال عليهم ا ّ شئنا! قال :ثم ي ّ
طلعة ،فيقول :يا عبادي ،ما تشتهون فأزيدكم ؟ فيقولون :ربنا ل فوق ما أعطيتنا الجنة منها حيث شئنا! قال :ثم يطلع عليهم ا ّ
ل مرةً أخرى . حنا في إجساِدنا ،ثم ُنَرد إلى الدنيا ،فنقاتل فيك ،حتى ُنقت َ ب أن َترّد أروا َ نأكل منها حيث شئنا! إل أنا نح ّ
ض أصحابنا ،عن عبدال بن محمد بن عقيل ،قال :سمعت جابر بن عبد ال يقول :قال رسول ال قال ابن إسحاق :وحدثني بع ُ
صلى ال عليه وسلم " :أل أبشرك يا جابر؟ قال قلت :بلى يا نبي ال ،قال :إن أباك حيث أصيب بأحد أحياه ال عز وجل ،ثم قال
ب ،أحب أن تردنى إلى الدنيا فأقاتل فيك ،فأقتل مرة أخرى ". عمرو أن أفعل بك ؟ قال :أي ر ّ له :ما تحب يا عبد ال ابن َ
قال ابن إسحاق :وحدثني عمرو بن عبيد ،عن .الحسن ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :والذي نفسى بيده ،ما من
مؤمن يفارق الدنيا يحب أن يرجَع إليها ساعة من نهار؟ وأن له الدنيا وما فيها إل الشهيد
فإنه يحب أن ُيرّد إلى الدنيا ،فيقاتل في سبيل ال ،فيقتل مرة أخر ى "
صاَبُهْم اْلَقْر ُ
ح ن َبْعِد َما َأ َ ل ِم ْ سو ِ ل َوالّر ُ جاُبوا ِّ سَت َنا ْ من خرجوا مع الرسول إلىحمراء السد :قال ابن اسحاق ثم قال تعالى {اّلِذي َ
} أى الجراح وهم المؤمنون الذين ساروا مع رسول ال صلى ال عليه وسلمّ الغد من يوم أحد إلى حمراء السد على ما بهم من ألم
سُبَناحْ شْوُهْم َفَزاَدُهْم ِإيَماًنا َوَقاُلوا َ خَ جَمُعوا َلُكْم َفا ْ ن الّناسَ َقْد َ س ِإ ّل َلُهْم الّنا ُن َقا َ
ظيٌم .اّلِذي َ
عِ جٌر َ سُنوا ِمْنُهْم َواّتَقْوا َأ ْحَ ن َأ ْ
الجراح ِ{ :لّلِذي َ
ل } ]آل عمران [173 ،172 :والناس الذين قالوا لهم ما قالوا من عبد القيس الذين قال لهم ابو سفيان مال قال ال َوِنْعَم اْلَوِكي ُ
ن ال ضَوا َسوٌء َواّتَبُعوا ِر ْ سُهْم ُ سْل َلْم َيْم َ
ضٍ ن ال َوَف ْ قالوا :ان ابا سفيان و من معه راجعون اليكم يقول ال عز و جل {َفاْنَقَلُبوا ِبِنْعمٍَة ِم ْ
ن } أى لولئك الرهط وما القى طا ُشْي َ
ظيٍم } ]آل عمران [174 :لما صرف ال عنهم من لقاء عدوهم {ِإّنَما َذِلُكْم ال ّ عِ ل َ ضٍ َوال ُذو َف ْ
ك اّلِذي َ
ن حُزْن َ ل َي ْ
ن } َ .و َ ن ُكْنُتْم ُمْؤِمِني َ خاُفوِني ِإ ْ خاُفوُهْم َو َ ل َت َ ف َأْوِلَياَءُه } أى يرهبكم بأوليائه َ{ ،ف َ خّو ُ الشيطان على أفواههم {ُي َ
خَرِةلِ ظا ِفي ا ْ حّ ل َلُهْم َ جَع َل َي ْ
شْيًئا ُيِريُد ال َأ ّ ضّروا ال َ ن َي ُ ن ِفي اْلُكْفِر } ]آل عمران :[176 ،175 :أي المنافقين {ِإّنُهْم َل ْ عو َ ساِر ُ ُي َ
خْيٌرن َكَفُروا َأّنَما ُنْمِلي َلُهْم َ ن اّلِذي َسَب ّ
حَ ل َي ْب َأِليٌم َ .و َشْيًئا َوَلُهْم عََذا ٌ ضّروا ال َ ن َي ُ ن َل ْ
ليَما ِ
شَتَرْوا اْلُكْفَر ِبا ِْنا ْ ن اّلِذي َظيٌمِ .إ ّ
عِ ب َ عَذا ٌ
َوَلُهْم َ
طّي ِ
ب ن ال ّ ث ِم ْخِبي َ حّتى َيِميَز اْل َ عَلْيِه َعَلى َما َأْنُتْم َ ن َ ن ال ِلَيَذَر اْلُمْؤِمِني َن َ .ما َكا َ ب ُمِهي ٌعَذا ٌسِهْم ِإّنَما ُنْمِلي َلُهْم ِلَيْزَداُدوا ِإْثًما َوَلُهْم َلْنُف ِ
َِ
جَتِبي ن ال َي ْ ب } :أي فيما يريد أن يبتليكم به .لتحذروا ما يدخل عليكم فيه {َوَلِك ّ عَلى اْلَغْي ِطِلَعُكْم َ ن ال ِلُي ْ } أي المنافقين {َوَما َكا َ
ظيٌم } ]آل عِ جٌر َ ن ُتْؤِمُنوا َوَتّتُقوا } أي ترجعوا وتتوبوا {َفَلُكْم َأ ْ سِلِه َوِإ ْ
شاُء } أي يعلمه ذلك {َفآِمُنوا ِبال َوُر ُ ن َي َ
سِلِه َم ْ
ن ُر ُ ِم ْ
عمران .[179-176 :
ذكر من استشهد بأحد
من المهاجرين
من بنى هاشم :قال ابن إسحاق :واسُتشهد من المسلمين يوم أحد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم من المهاجرين من قريش ،ثم
طِعم
جَبْيربن ُم ْ
حشي ،غلم ُ من بني هاشم ابن عبد مناف :حمزة بن عبد المطلب بن هاشم ،رضي ال عنه ،قتله َو ْ
خَزيمة.
حش ،حليف لهم من بني أسد بن ُ جْمن بني أمية :ومن بنى أمية بن عبد شمس :عبدال بن َ
عَمير ،قتله ابن َقِمئة الليثي من بني مخزوم :ومن بني مخزوم بن صَعب بن ُ من بني عبد الدار :ومن بنى عبد الدار بن ُقصى ُ :م ْ
َيَقظة :شماس بن عثمان ،أربعة نفر.
ذكر من استشهد بأحد من النصار :ومن النصار ،ثم من بني عبد الشهل :عمرو بن معاذ بن النعمان ،والحارث بن أنس بن رافع
سْكن.
سَكن :ابن رافع بن امرىء القيس ،ويقال :ال ّ ،وعمارة بن زياد بن السكن .قال ابن هشام :ال ّ
قال ابن إسحاق :وسلمة بن ثابت بن َوْقش ،وعمرو بن ثابت ابن َوقش ،رجلن .
قال ابن إسحاق :وقد زعم لي عاصم بن عمر بن قتادة :أن أباهما
سْيل بن جابر ،أبو حذيفة وهو حَ
ثابتا ُقتل يومئذ .ورفاعة بن َوْقش .و ُ
حباب بن قيظي . اليمان ،أصابه المسلمون في المعركة ول يدرون ،فتصدق حذيفة بديته على من أصابه ،وصيفى بن قيظي .و َ
عّباد بن سهل ،والحارث بن أْوس بن ُمعاذ .اثنا عشر رجل. وَ
جشم بن عبد الشهل ،وعبيد بن عوراء بن ُ عِتيك بن عمرو ابن عبد العلم بن َز ُ من راتج :ومن أهل راتج :إياس بن أْوس بن َ
التيهان
قال ابن هشام :ويقال :عتيك بن التيهان .
وحبيب بن يزيد بن َتْيم .ثلثة نفر.
من بني ظفر :ومن بني ظفر :يزيد بن حاطب بن أمية بن رافع رجل .
ضَبْيعة ابن زيد :أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد ،وحنظلة بن أبي من بنى ضبيعة :ومن بني عمرو بن عوف ،ثم من بنى ُ
شعوب الليثى رجلن . صْيفى بن نعمان بن مالك بن أَمة ،وهو غسيل الملئكة ،قتله شّداد ابن السود بن َ عامر ابن َ
ضَبيعة
ضَبيعة ،ومالك :ابن أَمة بن ُ قال ابن هشام :قيس :ابن زيد بن ُ
عبْيد بن زيد :أنْيس ابن قتادة رجل . من بنى عبيد :قال ابن إسحاق :ومن بنى ُ
حّية ،وهو أخو سعد بن خيثمة لمه . من بني ثعلبة :ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف :أبو َ
قال ابن هشام :أبو حية :ابن عمرو بن ثابت .
جبير بن النعمان ،وهو أمير الرماة .رجلن . قال ابن إسحاق :وعبد ال بن ُ
خْيُثمة .رجل . خْيُثمة أبو سعد بن َ من بني السلم :ومن بنى السلم بن امرىء القيس بن مالك بن الوس َ :
من بنى العجلن :ومن حلفائهم من بني العجلن :عبد ال بن سلمة .رجل .
سَبْيع بن حاطب ابن الحارث بن َقْيس بن َهْيشة .رجل . من بني معاوية :ومن بنى معاوية بن مالك ُ :
شة .
سَوْيبق بن الحارث بن حاطب بن َهْي َ قال ابن هشام :ويقال ُ :
غِنى :عمرو بن قيس ،وابنه َقْيس بن عمرو .قال سَواد بن مالك بن َ من بني النجار :قال ابن إسحاق :ومن بني النجار :ثم من بنى َ
سَواد.
ن زيد َ
ابن هشام :عمرو بن قيس :اب ُ
خَلد .أربعة نفر. قال ابن إسحاق :وثابت بن عمرو بن زيد؛ وعامر بن َم ْ
طّرف ابن عْلقمة بن عمرو بن َثْقف بن مالك بن َمْبُذول ،وعمرو بن ُم َ من بنى مبذول :ومن بنى مبذول :أبو ُهَبْيرة بن الحارث بن َ
علقمة بن عمرو .رجلن .
من بني عمرو :ومن بنى عمرو بن مالك :أْوس بن ثابت بن المنذ ر :رجل .قال ابن هشام :أوس بن ثابت ،أخو حسان بن ثابت .
جْنُدب بن عامر ابن ضم بن زيد بن حرام بن ُ ضْم َ
ضر بن َ من بني عدي :قال ابن إسحاق :ومن بنى عدي بن النجار :أنس بن الّن ْ
ي بن النجار .رجل . غْنم بن عد ّ
َ
قال ابن هشام :أنس بن النضر ،عم أنس بن مالك :خادم رسول ال .
خّلد ،وَكْيسان ،عبد لهم .رجلن . من بني مازن :ومن بنى مازن بن النجار :قيس بن ُم َ
عمرو .رجلن . سَلْيم بن الحارث ،ونعمان بن عبد َ من بني دينار :ومن بنى دينار بن النجارُ :
من بني الحارث :ومن بني الحارث بن الخزرج :خارجة بن زيد بن أبي ُزَهير ،وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير ،وُدفنا
في قبر واحد ،وأْوس بن الرقم بن زيد بن َقْيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب .ثلثة نفر.
عبيد بن البجر وهو أبو أبي سعيد عبيد بن ثعلبة بن ُ خْدرة :مالك بن سنان بن ُ من بني البجر :ومن بنى البجر ،وهم بنو ُ
الخدري .
قال ابن هشام :اسم أبي سعيد الخدري :سنان ؛ ويقال سعد
سَوْيد بن قيس بن عامر بن عباد ابن البجر؛ وعتبة بن ربيع بن رافع بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة بن قال ابن إسحاق :وسعيد بن ُ
عبيد بن البجر،ثلثة نفر
من بني ساعدة :ومن بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج :ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج :
ي .رجلن . ابن ساعدة ،وَثْقف بن َفْروة بن الَبِد ّ
من بني طريف :ومن بنى طريف ،رهط سعد بن عبادة :عبد ال بن عمرو بن وْهب بن ثعلبة بن وْقش بن ثعلبة بن طريف ؛
جَهينة .رجلن ضْمرة ،حليف لهم من بنى ُ و َ
ى سالم ثم من بنى مالك بن العجلن بن يزيد بن غْنم بن سالم :نْوفل بن عْوف بن الخِزرج ،ثم من بن ِ من بني عوف :ومن بنى َ
غْنم بن سالم ؛ والمجّذر بن ِذياد، جلن ،ونعمان ابن مالك بن ثعلبة بن ِفهر بن َ عبد ال وعباس بن عبادة بن َنضلة بن مالك بن الَع ْ
عبادة بن الحسحاس ُِ.دفن النعمان بن مالك ،والمجّذر ،وعُبادة في قبر واحد .خمسة نفر. ي،وُ حليف لهم من َبل ّ
حبلى :رفاعة بن عمرو .رجل . من بني الحبلى :ومن بنى ال ُ
من بنى سلمة :ومن بنى سلمة ،ثم من بنى حرام :عبد ال بن
جموح بن زيد لد بن عمرو بن ال َ خّ
جموح بن زيد بن حرام ُ ،دفنا في قبر واحد .و َ عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام ،وعمرو بن ال َ
جموح .أربعة نفر. عمرو بن ال َ ابن حرام ،وأبو أيمن ،مولى َ
سَليم بن عمرو بن حديدة ،وموله عنترة ،وسهل بن قيس بن أبي كعب بن الَقْين .ثلثة نفر. غْنم ُ :
من بني سواد :ومن بنى سواد بن َ
عَبيد بن المَعّلى بن َلْوذان .رجلن .
من بني زريق :ومن بني ُزَرْيق بن عامرَ :ذْكوان بن عبد قيس ،و ُ
عبيد بن المعّلى من بني حبيب . قال ابن هشام ُ :
ن المهاجرين عدد من استشهد بأحد :قال ابن إسحاق :فجميع من اسُتشهد من المسلمين مع رسول ال صلى ال عليه وسلم م ِ
والنصار .خمسة وستون رجل.
من لم يذكرهم ابن إسحاق :من بني معاوية :قال ابن هشام :وممن لم يذكر ابن إسحاق من السبعين الشهداء الذين ذكرنا ،من الوس
،ثم من بني معاوية بن مالك :مالك بن ُنَمْيلة ،حليف لهم من ُمَزْينة .
شة بن أمية ابن خَر َ
جشم بن مالك بن الوس -الحارث بن عدي بن َ خطمة :عبد ال بن ُ طمة -واسم َ خ ْ
من بني خطمة :ومن بني َ
طمة .خ ْعامر بن َ
من الخزرج :ومن الخزرج ،ثم من بنى سواد بن مالك بن مالك :إياس .
عِدي . من بني عمرو :ومن بني عمرو بن مالك بن النجار :إياس بن َ
عوف :عمرو بن إياس . من بني سالم :ومن بنى سالم بن َ
ذكر من ُقتل من المشركين يوم أحد
من بني عبد الدار :قال ابن إسحاق :وُقتل من المشركين يوم أحد من قريش ،ثم من بنى عبد الدار بن قصي من أصحاب اللواء:
طلحة بن أبي طلحة ،واسم أبي طلحة :عبد ال بن عبد الُعّزى بن عثمان بن عبد الدار ،قتله على بن أبي طالب ،وأبو سعيد بن أبي
طلحة ،قتله سعد بن أبي وقاص .
قال ابن هشام :ويقال :قتله علي بن أبي طالب .
جلس بن طلحة ،قتلهما عاصم بن ثابت قال ابن إسحاق :وعثمان بن أبي طلحة ،قتله حمزة بن عبد المطلب ،وُمسافع بن طلحة ،وال ُ
ظَفر.
طْلحة .والحارث بن طلحة ،قتلهما ُقْزمان ،حليف لبني َ بن أبي الْقَلح .وكلب بن َ
قال ابن هشام :ويقال :قتل كلبا :عبد الرحمن بن عوف .
عَمير بن
حبيل بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار قتله حمزة بن عبد المطلب ،وأبو زيد بن ُ شَر ْ
قال ابن إسحاق :وأْرطاة بن عبد َ
صَؤاب غلم له حبشى قتله ُقْزمان . هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار ،قتله ُقْزمان ،و ُ
جانة .
قال ابن هشام :ويقال :قتله علي بن أبي طالب ،ويقال :سعد ابن أبي وقاص ،ويقال :أبو ُد ّ
شَرْيح بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار ،قتله ُقْزمان .أحد عشر رجل. قال ابن إسحاق :والقاسط بن ُ
حَمْيد بن ُزَهير بن الحارث بن أسد .قتله على بن أبي طالب ،رجل سد بن عبد الُعّزى بن ُقصى :عبد ال ابن ُ من بني أسد :ومن بني أ َ
عمرو بن وهب الثقفى ،حليف لهم ،قتله على بن خَنس ابن شِريق بن َ ن بني زهرة :ومن بني زهرة بن كلب :أبو الحكم بن ال ْ .م ِ
سليم بن َمَلكان بن أْفصى -حليف لهم من ضلة بن غُْبشان بن ُ
أبي طالب ،وسباع بن عبد الُعّزى -واسم عبد العزى :عمرو بن َن ْ
خزاعة ،قتلة حمزة بن عبد المطلب .رجلن . ُ
من بني مخزوم :ومن بنى مخزوم بن َيَقظة ،هشام بن أبي أمية ابن المغيرة ،قتله ُقْزمان :والوليد بن العاص بن هشام بن المغيرة،
حذيفة بن المغيرة ،قتله علي بن أبي طالب ،وخالد بن العلم ،حليف لهم ،قتله ُقْزمان .أربعة نفر. قتله ُقْزمان :وأبو أمية بن أبي ُ
جَمح ،وهو أبو عزة ،قتله رسول ال حذافة بن ُ
عَمير بن وهب بن ُ جمح بن عمرو :عمرو بن عبد ال ابن ُ من بني جمح :ومن بني ُ
صبرًا ،وأبي بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ،قتله رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده .رجلن . صلى ال عليه وسلم َ
ضّرب ،قتلهما ُقْزمان .رجلن . شْيبة ابن مالك بن الم َ
عَبيدة بن جابر ،و َ
من بني عامر :ومن بني عامر بن لؤي ُ :
عبيدة بن جابر :عبد ال بن مسعود.قال ابن هشام :ويقال :قتل ُ
عدد من قتل من المشركين :قال ابن إسحاق :فجميع من قتل ال تبارك وتعالى يوم أحد من المشركين ،اثنان وعشرون رجل.
ذكر ما قيل من الشعر يوم أحد
شعر هبيرة :قال ابن إسحاق :وكان مما قيل من الشعر في يوم أحد ،قول ُهَبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران
بن مخزوم -قال ابن هشام :عائذ بن عمران بن مخزوم :
بالُوّد من هنَد إذ تعدو عواديها عميٍد بات يطُرقنــى #ما بال هّم َ
شغلت عنى مواليها ب قد ُوالحر ُ #باتت تعاتبني هنٌد وَتْعُذلنــــى
ت أخفيها ت وما إن لس ُ ما قد علم ِ خُلقــى ن من ُ ل فل َتْعُذلينى إ ّ #مه ً
ل أعانيها ل عبٍء وأثقا ٍ حّما ُ
َ ب بما َكِلُفــوا ف لبنى كع ٍ ع ٌُ #مسا ِ
ح إذا تجري ُيباريها سبو ٍ ط َ سا ٍ شَتـِر ٍ
ف ق ُم ْت سلحى فو َ #وقد حمل ُ
ُمَكّدٌم لحق بالعون َيحميها عْير بَفْدَفـــــَدٍة
جرى َ #كأنه إْذ َ
سَتْعل َمراقيها شْعراء ُم ْع َ جْذ ِكِ ي لــه ح الّنِد ّ ج يرتا ُ ل أعو َ #من آ ِ
خطوب قد ألقيها وماِرنًا ل ُ #أعدْدُته وِرقاق الحّد منَتخــــل
ي فما تبدو مساويها ِنيطت عل ّ ل الّنْهى ُمحكمـٌة #هذا وبيضاَء مث َ
عْرض البلِد علي ماكان ُيزجيها ُ ف ذي يمـ ٍ
ن ن أطرا ِ سقنا كنانَة م ِ ُ #
قلنا :النخيل ،فأّموها ومن فيهـــــا #قالت كنانُة :أنى تذهبون بنــا؟
هابت َمَعّد فُقلنا نحن نأتيها س يوَم الجر من أحـٍد ن الفوار ُ #نح ُ
ضّمت قواصيها مما َيَرْون وقد ُ خِذمـًا طعنا صادقًا َ ضرابًا و َ #هابوا ِ
وقام هاُم بني النجار َيْبكيها ض َبـــِرد ت رحنا كأنا عار ٌ ُ #ثّم َ
من َقْيض ُرْبٍد نفْته عن أداحيها غى ِفَلــــ ٌ
ق #كأن هاَمهم عنَد الَو َ
سوافيهابال تعاوره ِمنها َ صٍ
ن غ ُ ح في ُ عْته الري ُ #أو حنظل َذعذ َ
شْزرًا في ماقيها ل َن الخي َ ونطع ُ ب لــه حا ل حسا َ سّل َ ل الما َ #قد َنبُذ ُ
يختص بالّنْقَرى الُمثرين داعيها #وليلٍة يصطلى بالفْرث جازُرهــا
سريها تأ ْ جَماِديٍة قد ِب ّجْربًا ُ َ جماَدى ذات أنديـــــٍة #وليلٍة من ُ
سري أفاعيها س ول َت ْ من الَقري ِ ب فيها غيَر واحــــدٍة #لينبحُ الكل ُ
ن أحميها ق ذاكيَة الركا ِ كالبر ِ ضّراِء جاحمــة ت فيها ِلذي ال ّ #أوَقْد ُ
من قبِله كان بالَمْثَنى يغاليها عمرٌو ووالـــــُده #أْوَرثنى ذاكُم َ
سْورة الُعليا مساعيها دنت عن ال ّ #كانوا يبارون أنواَء النجوِم فمـــا
ما أجابه به حسان :قال ابن إسحاق :فأجابه حسان بن ثابت ،فقال :
ل فجنُد ال مخزيها إلى الرسو ِ ل من سفاهِتكــٍم #سقتْم ِكنانَة جه ً
ل لقيها فالناُر موعُدها ،والقت ُ ت ضاحية ض المو ِ #أوردتموها حيا َ
غّرتكم طواغيها أئّمَة الكفِر َ #جمعتموها أحابيشًا بل حســـ ٍ
ب
ب ومن ألَقيَنه فيها ل القلي ِ
أه َ ل ال إذ َقتلــ ْ
ت خْي ِ
#أل اعتبرتم ب َ
وجّز ناصيٍة كنامواليها #كم من أسيرفككناه بل ثمــــ ٍ
ن
قال ابن هشام :أنشدنيها أبو زيد النصاري لكعب بن مالك .
قال ابن هشام :وبيت ُهَبيرة بن أبي وهب الذي يقول فيه :
يختص بالّنْقَرى الُمْثرين داعيها طلى بالَفْرث جازُرهــا #وليلٍة يص َ
عمرو ذي الَكْلب الُهْذلي ،في أبيات لها في غير يوم أحد. جنوب ،أخت َ ويروى ل َ
شعر كعب بن مالك :قال ابن إسحاق :وقال كعب بن مالك
يجيب ُهَبيرة بن أبي وهب أيضًا:
سْيُره ُمَتْنعنُع
خْرق َ ض َ
من الر ِ #أل هل أتى غسان عنا وُدوَنهـم
طعمن الُبعِد َنْقٌع هامٌد متق ّ صحار وأعلٌم كأن ِقتاَمهـــا َ #
ع
ث السنين فُيْمَر ُ غي ُ
ويخلو به َ ل به الُبْزل العراميس ُرّزحـًا #تظ ّ
ضُعن الّتجاِر المَو ّ كما لح َكّتا ُ ح صليُبهــا سَرى يلو ُف الح ْ جَي ُ #به ِ
ضه يتقّلُعض نعاٍم َقْي ُ ًوبي ُ خْلفـــة ن ِن والراُم يمشي َ #به الِعي ُ
س تلمُع مَدّربة فيِها الَقوان ُ ل فخمــــٍة #مجالدنا عن ديننا ك ّ
ى من الماِء ُمْتَر ُ
ع ت نْه ٌ س ْإذا ُلِب َ ن كأنهـا ت في الصوا ِ صُمو ٍ #وكل َ
ب تنفُع س والنباُء بالغي ِ من النا ِ #ولكن ببدٍر سائلوا من َلِقيتــــُم
ل فأقشُعوا جَلوا بلي ٍ
سوانا لقد أ ْ ف لو كان أهُلها ض الخو ِ #وإنا بأر ِ
ب ويجمع ن حر ٍ جى اب ُأعدوا لَما يْز َ ب كان قوُلــه #إذا جاء منا راك ٌ
س أوسُع ن له من سائِر النا ِ فنح ُ س مما َيكيُدنـــا #فمهما ُيِهّم النا َ
طْوا يدًا وتَوّزعوا عَ بريُة قد أ ْ #فلو غيُرنا كانت جميعًا تكيدُه الــ
ظُعوا س إل أن َيهابوا ِوَيْف َ من النا ِ #نجالد ل َتْبقي علينا قبيلــــٌة
ع؟
ض نْزَر ُ علَم إذا لم نمَنِع الِعْر َ َ ض قال سراُتنـا #ولما اْبَتَنْوا بالعر ِ
ل ل نتظّلُع إذا قال فينا القو َ ل ال َنْتبُع أمــــَره
#وفينا رسو ُ
ل من جو السماٍء وُيْرفُع ُيَنّز ُ ح من عند رّبــه َ #تَدّلى عليه الّرو ُ
إذا ما اشتهى أنا ُنطيع ونسمُع صُرنــــا ُ #نشاوره فيما نريُد وَق ْ
ت واطمُعوا ل المنيا ِ ذروا عنكُم َهْو َ ل ال لما َبَدْوا لنــا #وقال رسو ُ
جُع حَيا لديه وُيْر َ إلى َمِلك ُي ْ شِري الحياَة تقربًا #وكونوا كمن َي ْ
ل أجمُع على ال إن المَر ّ #ولكن خذوا أسياَفكم وتوكلــوا
شع ض ل نتخ ّ حّيا علينا البي ُ ضَ
ُ جهرًة في رحالهـم #فسرنا إليهم َ
إذا ضربوا أقداَمها ل َتوّر ُ
ع سَنّوُر والَقنــا #بملموَمٍة فيها ال ّ
ش منهم حاسٌر وُمقّنُع أحابي ُ طه
سَ ج من البحٍر َو ْ #فجئنا إلى مو ٍ
ن إن َكُثْرنا ِوأْربُع ث مئي ٍ ثل ُ صّيــــةنن ِ #ثلثة آلف ونح ُ
ض المنايا ونشَْر ُ
ع حْو َ عهم َ ُنشار ُ ُ #نغاِورهم تجري المنيُة بيَننـــا
طُع ى المق ّ وما هو إل الَيْثِرب ّ ى النبِع فينا وفيهــُم َ #تهاَدى ِقس ّ
صَنع سّم ساعَة ُت ْ ُيَذّر عليها ال ّ عدّيـــٌةصا ِحرمّية َ #ومنجوَفٌة ِ
ض الِبصاِر َتَقْعَقعُ تمّر بأعرا ِ ل وتــارًة ن الرجا ِ ب بأبدا ِ #تصو ُ
صبًا في َقّرٍة َيَترّيُع جراُد َ َ #وخيلٌ تراها بالفضاِء كأنهــا
حّمه ال َمْدفُع وليس لمر َ ت بنا الّرحـى #فلما تلقينا ودار ْ
ع
صّر ُ ب ُم َ ش ٌخْع ُ كأنهُم بالقا ِ سَراَتهــٍم #ضربناهم حتى تركنا َ
حّر ناِر َتلّفُغكأن َذكانا َ شّيــة غدوة حتى استفْقنا ع ِ ن ُ
َ #لُد ْ
ح ُمْقَلُع ت ماَءه الري ُ جهاٌم َهراق ْ َ سراعًا ُموجفين كأنهــم #وراحوا ِ
ظّلُع
أسوُد على لحٍم ببيشة ُ #وُرحنا وأخرانا ِبطاء كأننــــا
فعلنا ولكن ما لدى ال أوسعُ #فنلنا ونال القوُم منا وربمــــا
شيُعجعلوا كل من الشّر ي ْ وقد ُ #ودارت َرحانا واستدارت رحاهُم
ل من يحمي الزماَر ويمنُع على ك ّ سّبـة ل ُ س ل نرى القت َ #ونحن أنا ٌ
ك عينًا لنا الدهر تدمُع على هال ٍ جلد على َرْيب الحواِدث ل نرى ِ #
ب نجز ُ
ع ت الحر ُ ول نحن مما جّر ِ ب ل نْعَيا بشيٍء نقوُلـه #بنو الحر ِ
ن من أظفاِرها نتوجُع ول نح ُ ح ٍ
ش ن َنظَفْر فلسنا بف ّ بإ ْ #بنو الحر ِ
سفُع ج عنه من يليه وي ْ وَيفُر ُ س حـــّره #وكنا شهابا يتقي النا ُ
ل ُمْتبُع ب من آخِر اللي ِ لكم طل ٌ ت على ابن الزبعَرى وقد سَرى #فخْر َ
خَزى مقامًا وأشنُع نأ ْ س َم ْمن النا ِ عْليا َمَعّد وغيِرهــا ل عنك في ُ #فس ْ
ضر ُ
ع ن خّده يوَم الكريهة أ ْ وَم ْ ب مفخرًا ك له الحر ُ #ومن هو لم َتْتر ْ
ف السنِة شّرع عليكم وأطرا ُ شـــّدًة ل ال والنصِر َ #شددنا بحو ِ
عَزالى َمَزاٍد ماؤها يتهّر ُ
ع َ عهـــــا #تُكّر الَقنا فيكم كأن فرو َ
بذْكِر اللواِء َفْهَو في الحمِد أسرع طـــْر ل اللواِء ومن َي ِ عَمْدنا إلى أه َِ #
صنُع أبي ال إل أمَره وْهَو أ ْ طْوا يدًا وتخاذلـــوا عَ #فخافوا وقد أ َ
جْ
ل ط منه والّر َ وملنا الَفْر َ ب إذ نجَزعـُـه شْع ُ
#ضاق عنا ال ّ
ل نصرًا فنز ْ
ل أيدوا جبري َ ل لستُم أمثاَلُهــــــم #برجا ٍ
سْ
ل ق الّر ُ طاعِة ال وتصدي ِ #وعلونا يوَم بدٍر بالّتَقـــــى
ح رَف ْ
ل جا ٍ
حَجْوقتلنا كل َ س منهــــــُم ل رأ ٍ #وقتلنا ك ّ
ث الُمَث ْ
ل يوَم بدٍر وأحادي َ عـــــْورة #وتركنا في قريش َ
يوَم بدٍر والتنابيل الُهُبل ل ال حّقا شاهــــــٌد #ورسو ُ
ب الَهَم ْ
ل ص ِخ ْ ل ماُيجمُع في ال ِ مث َ ع جّمعـــوا #في قريش من جمو ٍ
س نز ْ
ل س إذا البأ ُ ضر النا َ َنح ُ #نحن ل أمثاُلكم ُولد استهــــا
قال ابن هشام :وأنشدنى أبو زيد النصاري " :وأحاديث المثل "
والبيت الذي قبله .وقوله " :في قريش من جموع جمعوا " عن غير ابن إسحاق .
شعر لكعب يبكي به حمزة :قال ابن إسحاق :وقال كعب بن مالك يبكي حمزةَ بن عبد المطلب وقْتلى أحد من المسلمين :
جِ
جت متى َتّذِكْر َتْل َ وكن َ شـــ ٍ
ج #نشجت وهل لك من َمْن َ
ن العو ِ
ج ث في الزم ِ أحادي ُ َ #تَذكَر قوٍم أتاني لهــــــم
ضِ
ج ن الُمْن ِق والحز ِ من الشو ِ #فقلُبك من ذكِرهم خافــــقٌ
خَر ِ
ج ل والَم ْ كراُم الَمَداخ ِ ن النعيــــِم جنا ِ
#وقتلهم في ِ
ضَوجل بذي ال ْ لواِء الرسو ِ ل اللــواِء تظّ #بما صبروا تح َ
س والخزر ِ
ج جمِيعًا بنو الْو ِ غداَة أجابت بأسيافهــــــا َ #
ق ذي النوِر والمنه ِ
ج على الح ّ ع أحمَد إذ شايعــــوا #وأشيا ُ
ل الُمْرَهج
طِسَ
ويمضون في الَق ْ #فما َبِرحوا يضربون الُكمـــاَة
حِة المْول ِ
ج إلى جنٍة َدْو َ #كذلك حتى دعاهم َملِيــــ ٌ
ك
حَر ِ
ج على ملِة ال لم َي ْ حّر البــــــلِء #فكلهم مات ُ
جِ
ج سْل َ
بذي َهّبٍة صارٍم َ #كحمزَة لما َوفى صادقـــــًا
عجِل الْد َ ُيبربُر كالجم ِ #فلقاه عبُد بني َنْوَفــــــلٍ
ب الُموَه ِ
ج ب في الله ِتلّه َ جَره حربًة كالشهـــــا ِ
ب #فأْو َ
حَن ِ
ج وحنظلُة الخيِر لم ُي ْ ن أوَفى بميثاِقـــــه #ونعما ُ
ل فاخِر الّزْبر ِ
ج إلى منز ٍ ق حتى غدت ُروحــه #عن الح ّ
ك الُمْرَت َ
ج من الناِر في الّدَر ِ #أولئك ل َمن َثَوى منكــــُم
ما أجابه به ضرار :فأجابه ضرار بن الخطاب الِفهري ،فقال :
عَو ِ
ج ويبكي من الزمن ال ْ عـــــه
ع كعب لشيا ِ #أيجز ُ
حَن ِ
ج َتَرّوح في صادٍر ُم ْ #عجيج المذّكى رأى إلَفــــه
حَد ِ
ج سرًا ولم ُي ْ ج َق ْ
جِع ُ
ُيَع ْ #فراح الّروايا وغادْرَنـــــه
ضج وللنيِء من لحِمه َيْن َ ب ُيَثّنى البكــــا #فقول لكع ٍ
ل ُمْرَهج سط ٍ ل ذي َق ْ من الخي ِ #لمصرع إخواِنه في َمَكــــّر
سْوَر ِ
ج عتبة في جمِعنا ال ّ وُ عـــــه #فيا ليت َفْهرًا وأشيا َ
بقتَلى أصيبت من الخْزر ِ
ج س بأوتاِرهــــا شُفوا النفو َ #في ْ
ج
أصيبوا جميعًا بذي الضُو ِ س في َمْعــَر ٍ
ك #وقتَلى من الْو ِ
خَل ِ
ج ن ُ ،م ْ طِرٍد ،ماِر ٍ بُم ّ ت اللـــواِء #ومقتل حمزَة تح َ
جِ
ج سْل َ
بضربِة ِذي َهّبٍة َ ب ثاويـًا صَع ٌث انثَنى ُم ْ #وحي ُ
ب الُموّه ِ
ج ب كالله ِ َتَلّه ُ حٍد وأسياُفنا فيهـــــــُم
#بأ ُ
سِد الَبراح فلم تْعَن ِ
ج كأ ْ #غداَة لقيناكم في الحديـــــِد
شرو ُ
ع ي ُسْمَهر ّ عل وال ّن َ
ولك ْ ن أحمــدًا عُلّو الشْعب غادر َ #ولول ُ
شباة َوقيع
وفى صدِره ماضى ال ّ ت في الكّر حمزَة ثاويـاً #كما غادر ْ
ن ُوقوعجْف َ
على لحِمه طير َي ُ ت لِواِئـــه #ونعمان قد غادْرن تح َ
ن الّدلِء ُنزو ُ
ع ل أشطا َكما غا َ ح الكماِة ُيِرْدنهــــم حٍد وأرما ُ #بأ ْ
ما أجابه حسان :فأجابه حسان بن ثابت ،فقال :
جميعُ ن ََبلِقُع ما من أهله ّ #أشاَقك من أّم الوليِد ُربـــو ُ
ع
ب ُهمو ُ
ع ف السحا ِ جا ُمن الّدْلِو َر ّ ى الرياح وواكـ ٌ
ف ن صيف ّ #عفاُه ّ
حماِم ُكنوع ِرواِكد أمثال ال َ ق إل موِقُد الَناِر حوَلــه #فلم يب َ
طو ُ
ع ل َق ُ
ت الحبا ِنًوى لِمتينا ِ ن أهِلهـا ت بي َع ِذْكَر داٍر بّدَد ْ #فَد ْ
ق سوف َيشيُع سفية فإن الح ّ حٍد َيُعــّده
ل إن يكن يوم بأ ْ #وق ْ
وكان لهم ذكٌر هناك رفيُع س كّلهم ت فيه بنو الو ِ #فقد صابر ْ
جزو ُ
ع وما كان منهم في اللقاِء َ #وحاَمى بنو النجاِر فيه وصابروا
لهم ناصٌر من رّبهم وشفيُع ل ال ل يخذلونــه #أماَم رسو ِ
ول يستوي عبٌد وَفى وُمضيع ن برّبكـم سخي َ َ #وَفْوا إْذ كفرتم يا َ
صريعُ
فل بّد أن َيْرَدى لهن َ غىش الَو َ
حِم َ
ض إذا َ #بأيديهُم بي ٌ
شرو ُ
ع ج ُ
وسعدًا صريعًا والوشي ُ عتبة ثاويًات في النْقع ُ
#كما غادر ْ
وا
َزهْ َ يزداد ُ فه
عط ِ ل ماؤه مهههههههن #وإذا تنّز َ
وا
ح َ
دَ ْ الرامون راعه همةِ َ #رب ِذٍ كيعفورِ الصريهههههه
وعَد َْوا إرخاًء ل
للخي ِ طشن ٍِج َنساه ضابهههههههه ٍَ #
واقَط ْ َ يمشون إذ الروِْع م أمي َ
غههههههههداةَ دى له ْ #فف ً
وا جل ْ َ
َ الشمس َ
جلْتهَ إذ ة
#سيرا إلى كبش الكتيبهههههه ِ
قال ابن هشام :وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لعمرو.
ما رد به كعب بن مالك :قال ابن إسحاق :فأجابهما كعب ابن مالك ،فقال :
ب مقبولُ ق عنَد ذوي اللبا ِ والصد ُ ل أصدقُبه #أبلغ قريشًا وخيُر القو ِ
يكثُرالِقيلُ ففيما اللواِء أه َ
ل سَراَتكببببُم
#أن قد قتلنا بقتلنا َ
وجبريل ِميكا ٌ
ل النصِر مع #ويوَم بدرلقيناكم لنا َمدد فيبببه
ق عنَد ال تفضي ُ
ل ل في الح ّ والقت ُ ق ِفطرُتنببا ن الح ّ
#إن َتقتلونا فِدي ُ
تضلي ُ
ل السلَم خال َ
ف من فرأ ُ
ي سَفهبًا
#وإن َتَرْوا أمَرنا في رأيكم َ
مشغو ُ
ل اللو ِ
ن صَدىأ ْ الحر ِ
ب أخا إّ
ن ب واقتعبدوا ح الحر ِ #فل َتَمّنوا ِلقا َ
عابي ُ
ل خْذم ر َ َ ج الضباع له عْر ُ
ُ ح لببه #إن لكم عندنا ضربًا َترا ُ
تنكي ُ
ل الضغا ِ
ن لذوي وعندنا ب نمريها وَنْنتجهببا #إنا بنو الحر ِ
منه التراقي وأمُر ال مفعول ن حرب بعد ما بلغ ْ
ت ج منها اب ُ #إن ين ُ
م
صمي ُ َقصي بني من أسرة #ولي البأس منكم إذ ْ رحلتهه ْ
م
مخزوم قنا
ال َ من َرعاٍع في ل اللواء وطهارت ة تحم ُ #تسع ٌ
م
مذمو ُ وكلهم مقام ٍ في #وأقاموا حتى أبيحوا جميعها
م كريم ُيقيموا إن الكري َ أن حفاظهها ً ك وكان ِ #بدم ٍ عان ِ ٍ
محطو ُ م َْ نحوِرهم في قنا
وال َ ً شُعوبا #وأقاموا حتى أزيروا َ
مالحلو ُ منها ف
خ ّو َ ُيقيموا ن
أ ْ ً واذافّر منا ِلهه َ #وقريش ت َ ِ
م| الّنجو ُ اللواَء يحم ُ
ل إنما م
مله العواتقُ منه ْ َ ح ْ #لم ت ُط ِقْ َ
قال ابن هشام :قال حسان هذه القصيدة :
م
م بالعشاء الهمو ُ #منع النو َ
ليل ،فدعا قومه ،فقال لهم :خشيت أن يدركنى أجلى قبل أن أصبح ،فل ت َْرُووها عني
.
علط عبيههدة للحجههاج بههن ِ ما قاله الحجاج بن علط :قال ابن هشام :أنشههدنى أبههو ُ
ى يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طههالب ،ويههذكر قتلههه طلحههة بههن م ّسل َ ِ
ال ّ
أبي طلحة بن عبد الُعزى بن عثمان بن عبد الدار ،صاحب لواء المشركين يوم أحد:
خوِل َ م ْال ُ م
معِ ّال ُ ة
فاطم َ ن
اب َ أعنى ة
حْرمه ٍ ب عن ُ مذ َب ّ ٍ #لل ّهِ أيّ ُ
جذل َ
م َ
ُ للجبين ة
طليح َ ُ ترك َ ْ
ت ة
ل طعنهه ٍ ت يداك له بعاج ِ ق ْ #سب َ
أخول َ خو َ
ل بالجّر إذ يهوون أ ْ فَتهههم ل َفك َ
ش ْ ت َ
شد ّةَ باس ٍ شد َد ْ َ #و َ
حسان يبكي حمزة :قال ابن إسحاق :وقال حسان بن ثابت .
يبكي حمزة بن عبد المطلب ومن أصههيب مههن أصههحاب رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم
يوم أحد :
ح
النوائ ْ جوَ ش ْ َ حي َْرةٍ
س َ
ب ُ نى قومي فاند ُِبهههه ْ #يا م ّ
حالدوال ْ ت حا ِ مل ّ
اله ُ هّثقل ْ
ت الوِقر بالههه #كالحامل ِ
ح
صحائ ْ ت
حّرا ٍُ وجوهَ ت
ُ ت الخامشههههها ول ُ مع ْ ِ #ال ُ
ح
بالذبائ ْ ب خض ُ تُ ْ ب
أنصا ُ عها الههه ل دمو ِ #وكأن سي َ
ح
المسائ ْ ة
بادي ً هناك ن ً
ن أشعارا لُههههه ّ ض َ ق ْ #ين ُ
ح
روام ْ س
م ٍ ُ
ش ْ ضحى
بال ّ هل ب خْيههههه
#وكأنها أذنا ُ
مناِدح
َ أو بسي ْ ٌ
َ منه را ً ب جههها بحٌر فليس ي ُغِ ّ #
ح
مراج ْ ظ والثقيلون ال ْ َ ائ ِ حفه ب أوِلى ال َ دى شبا ُ أو ْ َ #
ناضح ففهن ص ّيُ َ ما تي مطعمون إذا المشهها ال ُ #
ح شرائ ْ شطب ُ شحمه من لحم الجلد وفوقهههه #
حمكاش ْ ال ُ نضغ ْ ِال ّ ذو مارام م
ليدافعوا عن جاِرههه ْ #
ح
المصاب ِ ْ كأنُهم م
ه ْ ن ُرِزئنههها ل َْهفي لشبا ٍ #
ح سام ْ م َ َ مة، ضارِ َ خ ََ ِرفة، غطهها شم ،بطارقةَ ، #
ح راب ْ الحمد َ ن
إ ّ لأموا ِ مشترون الحمد َ بالهه ال ُ #
ح صائ ْ صاح ما إذا ً يوما م
مههه ْ ج ِ
ن بل ُ مزو َ والجا ِ #
ح
صال ْ غيرِ نزما ٍ من قِرِ من كان يرمي بالنههوا #
حص ْ صحا ِ َ ُ
غب ْرٍ في ن
سم َ ي َْر ِ ل ركاُبهههه ما إن َتزا ُ #
ح ش ْ روا ِ م
صدوُره ُ ب
رك ٍ ت َتباَرى وهْوَ في ح ْ
را َ #
سفائح
ال ّ فوزِ من ليس لي ب له المعههها #حتى تئو َ
ال َ
كواِفح شذَبه َ كالُعودِ دتنهههى ح ْ
#يا حمُز قد أو َ
والصفائح المك َوُّر ب
ُ #أشكو إليك وفوقك التههّر
ضاِرح ضْرحال ّ أجاد َ إذ قك َ و
ل ُنلقيه فهههه ْ جن ْد َ ٍ
#من َ
المماسح وتهس ّ ببالّتر ِ #في واسٍع يحشونههههه
َبوارح حَبر ٌ ُ
وقولنا ُ
ل #فعزاؤنا أّنا نقهههههو
ح َ
جان ِ ْ دثانح ْال ِ أوقعَ ها عمه #من كان أمسى وهوَ َ
النواِفح لهلكانا هاهُ #فليأتنا فلتْبك عينهههه
حمماد ْ وال َ السماحةِ ذوي #القائلين الفاعليهههههن
مائح الدهرِ طوا َ
ل له هه دى يديهه #من ل يزا ُ
ل نَ َ
قال ابن هشام :وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان ،وبيته :
المطعمههون إذا المشههاتي " وبيتههه " :الجههامزون بلجمهههم وبيتههه " :مههن كههان يرمههى
بالنواقر " عن غير ابن إسحاق .
شعر حسان أيضا في بكاء حمزة :قال ابن إسحاق :وقال حسان بن ثابت أيضا يبكههي
حمزة بن عبد المطلب :
ل
الهاط ِ ل
المسب ِ بصوْ ُ
َ دك بع َ مَهههها
س ُ
#أتعرف الداَر عفا َر ْ
لحائ ِ في الروحاِء مد ْفَِع
ف َ ة
مانهههه ٍن السراديِح فأد ْ َ
#بي َ
ل مْرجوعة السائ ِ َ لم تدرِ ما تساءلُتها عن ذاك فاستعجمهه ْ #
النائل ذي حمزةَ على وابك مههها دعْ عنك دارا ً قد عفا رس ُ #
ل
ح ِشِبم الما ِ غبراُء في ذي ال ّ ت
صفههه ْ شيَزى إذا أعْ َ مالئ ال ّ ال َ #
ل
الذاب ِ خزوص ال ُ ذي في ي َعُْثر ة
ن لدى ِلبههههد َ ٍ قْر َك ال ِ والتار ِ #
ل الباس ِ غابِته في ثكاللي ِ ت حمههه ْ س الخيل إذ أج َ واللب ِ #
ل ن الحقّ بالباط ِ َيمر دو َ لم ض في الذ ّْروةِ من هاشهههم ٍ أبي ُ #
ل
قات ِ من ي
ش ّ ح ِ و ْ دا
ي َ تشل ّ ُْ ن أسياِفبههههههم ً
ل شهيدا بي َ ما َ #
ل العام ِ مارنةِ مطرورة ْ َ ة
أي امرىٍء غادر في ألههه ٍ #
ل ِ الناص ِ ر القم رُ نو واسود ض لفقداِنهههههه أظلمت الر ُ #
ل
ِ الداخ م َ ِ
ة رم ْ ك ُ عاليةٍ ة
جنهههه ٍ صلى عليه الله في َ #
لناز ِ نابنا أمر ك ّ
ل في حرزا لنهههها كنا نرى حمزةَ ِ #
ل الخاذ ِ القاعدِ فقد َ َيكفيك درإ وكان في السلم ِ ذا ُتهههه ْ #
ل
الثاك ِ عبرةَ َ وأذِري دمعا ً ل تفرحى يا هند ُ واستجلبهههي #
ل الجائ ِ الّرهج ت
تح َ ف
بالسي ِ طههههه ة إذ قَ ّ وابكي على عتب َ #
ل جاه ِ ْ
قَلُته ت
عا ٍ ك ّ
ل من ِ م
إذا خّر في مشيخةٍ منكههههه ُ #
ل الفاض ِ ق َ
حل ِ ال َ تتح َ يمشون ة
سهههههر ٍ م حمزةُ في أ ْ أرداه ُ #
ل م ِ الحا ِ س الفار ِ وزيُر نعم ل وزير لههههههه غداةَ جبري َ َ #
ما قاله كعب بن مالههك رثههاًء لحمههزة :وقههال كعههب بههن مالههك يبكههي حمههزة بههن عبههد
المطلب :
غيد ُ ب ال ْ خ الشبا ُ سل َ ُ ت أن زع َ ج ِو َ سّهههد ُ م َ مك فالرقاد ُ ُ ت همو ُ #طرق ْ
جد ُ من ْ ِ ُ وك وصح ُ غوِْرى َ فهواك ة
مَرّيهه ٌ ض ْ وى َ دك لله َ ت فؤا َ دع ْ #و َ
فن َد ُ ب الغوايةِ ت ُ ْ ت في طل ِ قد كن َ ً #فدع التمادي في الَغوايةِ سهادرا
شد ُ أو تستفيقَ إذا نهاك المْر ِ طائعهها ً هى ِ #ولقد أَنى لك أن َتنا َ
ف منها ت َْرعَد ُ ت الجو ِ ت بنا ُ ظل ْ ههههدةً ت لفقدِ حمزةَ َ #ولقد هُدِد ْ ُ
يتبد ّد ُ رها صخ ِ ي
س َ را ِ ت
لرأي ُ حَراُء بمثِلهههه ت ِ #ولو أنه ُفجعَ ْ
سودد ُ وال ّ دى والن ّ َ وة
النب ّ ثحي ُ ن في ذوابةِ هاشهههم ٍ م تمك َ #قَْر ٌ
مد َيج ُ يكاد ُ الماُء منها حري ٌ ت جلد َ إذا غههد َ ْ م ال ِ كو َ #والعاقُر ال ُ
صد ُ يتق ّ قنا
وال َ الكريهةِ م
يو َ جهههذل ً م َ ى ُ م ّ ن الك ِ َ قْر َ ك ال ِ #والتار ُ
أْربد ُ ن
البراث ِ ِ شث ْ ُ
ن َ ِلبدةٍ ذو ل في الحديد ِ كأنهههه #وتراه ي َْرفُ ُ
الموِْرد ذاك بفطا َ م
حما َال ِ وَرِد َ ي محمدٍ وصفّيهههههه م النب ّ #ع ّ
سَتشهَد ُ نصروا النبي ومنهم الم ْ معِْلما ً في أسهههر ٍ
ة ة ُ #وأتى المني َ
َتبرد ُ ل صة ٍغ ّ داخ َ
ل لُتميت ت شهههر ْ ل بذاك هندا ً ب ُ ّ #ولقد ْ إخا ُ
السعد عنها فيه َتغّيب يوما ً مههههها ل قو َ ق ِ قن ْ َ
حنا بالعَ َ صب ْ #مما َ
ل
ض ِ
ف ِ
م ْال ُ ن ِعَم ِ من فواض ُ
ل م #فخرتم بقتَلى أصابتههه ُ
ل
شب ُ ِ ال ْ عن ُتحامى أسودا جنانا وأبقوا لكههم حّلو ِ #ف َ
كل ي َن ْ ُ لم الحقّ عن نبى سطههاَ ل عن ديِنها ،وَ ْ #تقات ُ
تأَتلى ل العداوةِ ل
ون َب ْ ِ معَد ّ بُعورِ الكههلم ِ #رمته َ
قال ابن هشام :أنشدنى قهوله " .لهم تلهى " ،وقههوله " مهن نعههم المفضهل " أبههو زيهد
النصاري .
ما قاله ضرار بن الخطاب من الشعر في غزوة أحد :قال ابن اسحاق :وقال ضرار بن
الخطاب في يوم أحد:
كأنما جال في أجفاِنها الرمد ُ سهـد ُل عينك قد أزرى بها ال ّ #ما با ُ
ل من دوِنه العداُء والب ُعُد ُ قد حا َ ت تألفهههه ب كن َ ق حبي ٍ ن فرا ِ م ْ
#أ ِ
قد ُ تَ ِ ناُرها ت ّ
تلظ ْ ب
الحرو ُ إذ جداَء بههم ب قوم ٍ ل َ #أم ذاك من شغْ ِ
ضد ُ ؤي ويحهم عَ ُ وما لهم من ل ُ َ كبهواي الذي ر ِ #ما ينَتهون عن الغَ ّ
شد ُ والن ّ َ م
الرحا ُ م
ده ُتر ّ فما ة
م بالله قاطبههههه ً #وقد نشدناه ُ
حقد ُ ن وال ِ ت بيَننا الضغا ُ واسَتحصد ْ ة
وا ال محاربههه ً #حتى اذا ما أب ْ
سَرد ُ حبوكةِ ال ّ ض والم ْ س البي ِ َقوان ُ ش في جوانِبههه #سرنا إليهم بجي ٍ
رها ت ُؤَد ُ دا في سي ِ ح َِ كأنها ة
ل شاِزب ً ل بالبطا ِ جْرد ُ َترفُ ُ #وال ُ
حرِد ُ َ هاصٌر بث غا ٍ كأنه لي ُ سهم م صخر ويرأ ُ #جيش يقوده ُ
حد ُ قى ا ُ ملت َ ً
فكان منا ومنهم ُ ن قوما من منازِِلههم حي ُ #فأبرز ال َ
ابن ربيعة التغلبى ،واسمه امرؤ القيس ،ويقال :عدي بن ربيعة :
ق
مْعل ِ ِ ذا ألد ّ وخصيما دا ولينهها ت الحجارِ ح ّ #إن تح َ
ويروى " ذا مغلق " فيما قال ابن هشام .وهذا البيت في قصيدة له ،وهو اللندد.
ماح بن حكيم الطائى يصف الحرباء: قال الطر ّ
دد صتم ابّر على الخصوم ِ ألن ْ َ خ ْ َ جذول كأنههه جذ ْم ِ ال ُ
ُ #يوفي على ِ
وهذا البيت في قصيدة له .
سهَعى فِههي ذا ت َهوَّلى { :أي خههرج مههن عنههدك َ ) } ، قال ابن اسحاق :قال تعالى }:وَإ ِ َ
ساد َ { ]البقرة [205 :أي ل ف َ ْ
ب ال َ ح ّ َ
ل َوالله ل ي ُ ِ س َ ث َوالن ّ ْ حْر َ ك ال ْ َ
سد َ ِفيَها وَي ُهْل ِ َ
ف ِ ض ل ِي ُ ْ
ِ اْل َْر
سم وَل َب ِئ ْ َ
جهَن ّ ُ ه َسب ُ ُ ه ال ْعِّزةُ ِباْل ِث ْم ِ فَ َ
ح ْ ق الله أ َ َ
خذ َت ْ ُ ه ات ّ ِ ل لَ ُ ذا ِقي َ يحب عمله ول يرضاه }.وَإ ِ َ
ف ِبال ْعَِبادِ { ]البقرة: ضاةِ الله َوالله َرُءو ٌ مْر َ
ه اب ْت َِغاَء َ س ُف َ ري ن َ ْ ش ِن يَ ْ م ْ س َ ن الّنا ِ م ْ د .وَ ِ مَها ُال ْ ِ
،206ه .[207أي قد شروا أنفسهم من الله بالجهاد وفي سبيله والقيههام بحقههه ،حههتى
هلكوا على ذلك ،يعني تلك السرية .
قال ابن هشام :يشري نفسه :يبيع نفسه ،وشروا :بههاعوا .قههال يزيههد ابههن ربيعههة بههن
مفّرغ الحميري : ُ
ه
هام ْ ت
كن ُ ب ُْرد بعدِ من ت ب ُْردا ليتنههههى شري ُ #و َ
شرى أيضا :اشترى . برد :غلم له باعه .وهذا البيت في قصيدة له .و َ
قال الشاعر:
ن عبد ٌ لئيتم شراهما على ابنْيك إ ْ ك
م مالهه ٍ #فقلت لها ل تجزعي أ ّ
شعر خبيب قبل صلبه :قال ابن اسحاق :وكان مما قيل فههي ذلههك مههن الشههعر ،قههول
عدي ،حين بلغه أن القوم قد اجتمعوا لصلبه : خب َْيب بن َ
ُ
قال ابن هشام :وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها له :
مِعج َم ْ
َ قبائَلهم واستجمعوا ك ُ ّ
ل ب حولي وأّلبههوا #لقد جمع الحزا ُ
ع
ضي ُ
م ْ ب َ ق
ِوثا ٍ ي لنى في عل ّ مبدي العداوةِ جاهههههدم ُ #وكّله ُ
ل ممّنع ت من جذٍع طوي ٍ وُقرب ُ #وقد جمعوا أبناَءهم ونساَءهههههم
ب لي عند مصرعى دالحزا ُ
ص َ
وما أر َ كربتههي #إلى الله اشكو غربتى ثم ُ
معي س مط َ ضعوا لحمى وقد يا َ فقد ب ّ #فذا العرش صبْرني على ما ُيراد بي
شلو ممّزِع ْ ِ ل
يبارك على أْوصا ٍ ْ ت اللهِ وإن يشههههاك في ذا ِ #وذل َ
وقد هملت عيناي من غير مجزع #وقد خيرونى الكفر والموت دونههه
ولكن حذاري جحم نار ملفع #وما بي حذار الموت ،إني لميههت
ب كان في الله مصرعي على أيّ جن ٍ ت مسلمهههها م ّ
#فوالله ما أرجو إذا ِ
جعى مْر َِ جَزعا إني إلى الله َ ول شعههههههات بمبدٍ للعدوّ تخ ّ
#فلس ُ
حسان يرثي خبيبا :وقال حسان بن ثابت يبكي خبيبا.
ق
قل ِ ِ
ؤال َاللؤل ِ الصدِرمث َ
ل سحاعلى ل عينك ل تْرقا مدامُعههها #ما با ُ
ق
ولن َزِ ِ تلقاه حين ل
ش ٍلف َ ِ علموان قد َ ب فتىالفتيا ِخبي ٍ
على ُ #
في الّرفق ة الخلد عند َ الحوروجن َ ة
ب جزاك الله طيب ً ب خبي ُ أذه ْ #
ق
في الف ِ حين الملئكة البرار ى لكهمماذا تقولون ان قال النب ّ #
ن والّرفَ ِ
ق البلدا ِ طاغ قد اوعث في ل
م قتلتم شهيد َ الله في رجه ٍ في َ #
قال ابن هشام :ويروي :الطرق .وتركنهها مهها بقههى منههها ،لنههه أقههذع فيههها .قههال ابههن
اسحاق :وقال حسان بن ثابت أيضا يبكى خبيبا:
خب َْيبامع الفتيان لم ِ ي َؤُ ٍ
ب ُ وابكى ب
سك ٍجودى بدمٍع منك من َ #يا عين ُ
بش ِ
مؤت ِحضاغير ُ م ْ
َ ح السجيةِ م َ
س َْ صُبهسط فىالنصارِ من ِ #صقرا تو ّ
ب
ذع ،من الخش ِ ج ْ
إذ قيل ُنص إلى ِ ت عَْبرتها عل ِ
#هاج عينى على ِ
أبلغ لديك وعيدا ليس بالكذب #ياأيها الراكب الغادى لطيته
مَرى لمحتِلب ب إذ ت ُ ْ صا ُمحلوُبها ال ّ ت
ح ْ ق َكهي َْبة أن الحرب قد ل َ ِ #بني ُ
بص ٍصوْ َ
معْ َب السنةِ في ُ شه ُ ُ م
مه ْ قد ُ ُ #فيها أسود ُ بني النجارِ ت َ ْ
ب لَ ِ
ج ِ
قال ابن هشام :وهههذه القصههيدة مثههل الههتي قبلههها ،وبعههض أهههل العلههم بالشههعر
خبيب لما ذكرت . ينكرهما احسان ،وقد تركنا أشياء قالها حسان في أمر ُ
قال ابن اسحاق :وقال حسان بن ثابت أيضا:
أْلوى من القوم ِ صقر خاُله أن ُ
س ي الدارِ قَْرتم ماجد بطل #لو كان ف ِ
س
ن والحَر ُ شد ّ عليك السج ُ ولم ي ُ َ سحهها َ
خبيبا مجلسا ف ِ #اذن وجدت ُ
س
ت عُد َ ُ ل منهم من َنف ْ من القبائ ِ ةفههه ٌ ك إلى التنعيم ِ ِزعن َ ق َس ْ #ولم ت َ ُ
س
محَتب ُ ضْيتم لها في الدارِ ُ وأنت َ ف ُ
خله ٍ وك غدرا وهم فيها أولو ُ #دل ّ ْ
وفههل بههن عبههد مط ْعِههم بههن عَههدي بههن ن َ ْ سههلمي :خههال ُ
قال ابن هشام :أنس :الصههم ال ّ
جي ْههر بههن أبههي اهههاب .ويقههال :العشههى بههن ح َ
دس " يعنى ُ مناف .وقوله " من نفت عُ َ
ُزرارة بن النّباش السدي وكان حليفا لبني نوفل بن عبد مناف .
خبيب في قتلههه من اجتمعوا لقتل خبيب :قال ابن اسحاق :وكان الذين أجلبوا على ُ
كرمة بن ابى جهل ،وسعيد ع ْ
حين قتل من قريش ِ :
ابن عبدالله بن أبي قيس بن عبد ُود ،والخنس بن شريق الثقفي ،حليههف بنههي زهههرة،
سهلمي ،حليهف بنهي اميهة بهن عبهد حكيم بن أمية بن حارثة بهن الْوقهص ال ّ وعُب َْيدة بن َ
عتبة ،وبنو الحضرمى . شمس وأمية بن أبي ُ
حسان يهجو هذيل لقتلهم خبيبا :وقال حسان أيضا يهجو هذيل فيمهها صههنعوا بخههبيب بههن
عدى:
ما
شراهُ امرؤ قد كان للغدرِ لز َ َ ههم #أبلغ بني عمرو بأن أخا ُ
مامحار َ وكانا جميعا يركبان ال َ ن لغَّر وجام ٌ
ع #شراه ُزهير ب ُ
ما
لَهاذِ ََ الرجيِع فبأكتا ِ وكنتم #أجرُتم فلما أن أجرتم غدرتم
ما خبيبا كان بالقوم ِ عال َ ُ وليت خب َْيبا لم تخْنه أمانههة #فليت ُ
خبيبا.قال ابن هشام :زهير بن الغر وجامع الهذليان اللذان باعا ُ
قال ابن اسحاق :وقال حسان بن ثابت ايضا:
نحيا ِ ل عن دارِ ل ِ ْ س ْ ت الرجيعَ ف َ فا ِ ج له مزا َ صرفا ل ِ ن سّرك الغدُر ِ #ا ْ
ن مثل ِ ن ِ ب والقرد ُ والنسا ُ فالكل ُ ل الجارِ بيَنههم وا بأك ِ ص ْ #قوم توا َ
ن ف فيهم وذا شا ِ وكان ذا شر ٍ س يوما قام يخطُبهم #لو ينطق التي ْ ُ
قال ابن هشام :وأنشدني أبو زيد النصارى قوله :
ف فيهم وذا شأن وكان ذا شر ٍ س يوما قال يخطُبهم #لو ينطق التي ُ
ذيل: قال ابن اسحاق :وقال حسان بن ثابت أيضا يهجو هُ َ
ب ص ِ ت ولم ت ُ ِ بماسال ْ لهذي ٌ ت ُ ضل ْ ةل الله فاحش ً ذيل رسو َ #سالت هُ َ
ب ة العر ِ سب َ
ُ حتى الممات وكانوا م ما ليس معط ِي َُهم #سألوا رسوَله ُ
بالحر ِ ل
منزِ ِ عن مكَرمةٍ ل َ يدعو #ولن ترى لهذْيل داعيا أبههدا
ب وأن ُيحلوا حراما كان في الكت ِ م حهُ ُ ش وَي ْ َ ح ِ ف ْ
ل ال ُ #لقد أرادوا خل َ
ذيل:وقال حسان بن ثابت أيضا يهجو هُ َ
وعاصم ِ ب خبي ٍ ث كانت في ُ أحادي ُ ك
مد ْرِ ِ ن ُ لب َ ذي َ ت هُ َ رى لقد شان ْ م ِ
#لع َ ْ
َ
الجرائم ِ شر جّرامون َ ولحيان حههها وا بقبي ِ صل ْ حيان َ ثل ْ #أحادي ُ
القوادم د ُب ُْر ن
معا ِ الّز ْ بمنزلةِ مههم مهم في صمي ِ #أناس هم من قو ِ
ومكاَرم ِ عفةٍ ذا أمانُتهم ت م الرجيِع وأسلمه ْ م غدروا يو َ #ه ُ
ت المحارم ِ منكرا ِ ُ هذيل ت َوَّقى ُ ل الله غدرا ولم تكن ل رسو ِ #رسو َ
ن الحرائم ِ َتحميه دو َ ل الذي بقت ِ م
#فسوف ي ََرْون النصَر يوما عليه ُ
م الملحم ِ عظا َ ِ شّهادٍ َ م
ت لح َ حم ْ مهههه ن لح ِ س دو َ م ٍ ش ّ ل د َْبر ُ #أبابي ُ
لمأتم مقاما َ أو قتَلى مصارعَ صاِبهههه #لعل هذيل إن ي ََرْوا بم َ
ل المواسم ِ ن أه َ ُيواِفى بها الركبا ُ ولههةٍ ص ْ ت َ ة ذا َ #ونوقع فيهم وقع ً
ن عالم ِ حيا َ حْزم ٍ بل ْ َ رأى رأيَ ذي ل الله أن رسوَلهههه #بأمرِ رسو ِ
ُ #قُب َي َّلة ليس الوفاُء يهمههههم
يدفعوا كف ظالم ِ ظلموا لم وان
ن المخارِم ِالماِء بي َ ل
مسي ِبمجرى َ حّلوا بالقضاِء رأيَتهم س َ #إذا النا ُ
ي البهائم أمٌر كرأ ِ إذا نابهم م داُر البوارِ ورأيهههم حّله ُ م َ َ #
هذيل:وقال حسان بن ثابت يهجو ُ
بوفاِء درةٍغُ ْ َقتيل َ ْ
ي من لنا حيانا فليست دماؤهم حىالله ل ِ ْ #ل َ
صفاء ده وَ َ ِثقةٍ في وُ ّ أخا ة
حر ٍ
ن ُ م الرجيع اب َ هموُ قتلوا يو َ ُ #
كفاِء بذي الد ّب ْرِ ما كانوا له ب ِ رهم م الرجيع باس ِ #فلو ُقتلوا يو َ
وجفاِء كفرظاهر ل
أه ِ دىل َ ن بيوِتهم ل حمته الد ّب ُْر بي َ #قتي ٌ
فاِء ب ِل ِ َ وي َْلهم خبيباُ وباعوا مم منه ُ ن أكر َ ت لحيا ُ #فقد قتل ْ
ي الذكرٍ كل عفاِء ْ رهم ف ِ على ذك ِ ل حاله ن على ك ّ ف للحيا ٍ #فأ ّ
مها بخفاِء خفى لؤ ُ س يَ ْ م َ
فلم ت ُ ْ ة باللؤم ِ والغدرِ تغتري #قُب َي ّل َ ٌ
شفائي ِ ل القاتليه بلى ان قت َ #فلو ُقتلوا لم توف منه دماؤهم
بإفاِء ديالمغت ِ جهام ِ ال َ كغاِدي ة
هذيل بغار ٍ ذعر ُ مت أ ْ #فإل أ ُ
فناِء ب َ خَنا
ال َ ن
للحيا َ يبيت ل الله والمُر أمُره #بأمرِ رسو ِ
غيَرِدفاِء ن
ب ِت ْ َ شتاء ِ جداءِ ُ #يصّبح قوما بالرجيِع كانهم
وقال حسان بن ثابت ايضا يهجو هذيل:
ب مشو ُ َ ماُء زمزم أم ف
أصا ٍ ذيل #فل والله ،ما تدري هُ َ
مم ِ مك َ ّغودي بالوَدِىّ ال ُ ُ ب ض ُأهَي ْ ِ دلوا َيقيلون في جمرِ الغضاةِ وب ُ ّ #
َ فان ي ُ
مَرم ِ وََير ْ صلال ّ بين خيله ت ََرْوا ك ظني صادقا بمحمهدٍ #
كمجرم ِ صديق حي َ وما عدو ة أنههم م بها عمرو بن ب ُهْث َ َ
ي َؤُ ّ #
المقوّم ِ الوشيِج ف
أطرا َ هّزون عليهن أبطال مساعيُر في الوَ َ
غى #
جْرهُم ِ ن عادٍ و ُ ن من أزما ِ ُتووُرِث ْ َ مهّنهههد ق الشفرتين ُ ل رقي ِوك ّ #
مت َك َّرم ِ دمن ُ دهم في المج ِ فهل بع َ ة
مبلغ عني قريشا رساله ً فمن ُ #
جون وزمزم ِ ح ُ
دى بين ال َ دالن ّ َ
تلي ُ ن محمههدا م ّبأن أخاكم فأعل ُ #
َ سموا من الدنيا إلى ك ّ
معْظم ِ ل ُ وت َ ْ م أموُركم س ْج ُ فدينوا له بالحقّ ت َ ْ #
جم ِ مَر ّ ُ بول تسألوه أمَر غي ٍ نبي تلقْته من الله رحمهة #
مم ِ ب المل ّ لكم يا قريشا والقلي ِ عبرة ري ِ م ِفقد كان في بدرٍ ل َعَ ْ #
مكّرم ِ مطيعا للعظيم ِ ال ُ ُ إليكم غداة َ أتى في الخزَرجيةِ عامدا #
رسولمن الرحمن حقا ب َ َ
معْلم ِ ِ س ي ُْنكى عدّوه مَعانا بُروح القد ِ ُ #
فلما أناَر الحقّ لم يتل َْعثم ن يتلو كتاَبه ِ الرحم من رسول #
حك َم ِ م ُْ ه الله م ُ ح ّ
َ وأ لمر
عل ّ
ُ ن
ٍ موط لّ ك في أرى أمَره يزداد ُ #
قال ابن هشام :عمرو بن بهثة ،من غطفان .وقوله " بالحسي المزنم " ،عن غير ابههن
اسحاق .
ما ينسب من الشعر لعلي في قصة بني النضير :قال ابن اسحاق :وقال علي بن أبههي
ل كعب بن الشرف . طالب :يذكر اجلَء بني النضير ،وقَت ْ َ
قال ابن هشام :قالها رجل من المسلمين غير علههي بههن أبههي طههالب ،فيمهها ذكههر لههي
ض أهل العلم بالشعر ،ولم أر أحدا منهم يعرفها لعلى : بع ُ
ف صدِ ِ
أ ْ ولم حقا ت وأيقن ُ فل ي َْعهههر ِ ت ومن يعتد ْ عرفْ ُ
َ #
ف لدى الله ذي الرأفةِ الْرا ِ ي مههههن حك َم ِ ال ِ
م ْ #عن الك َل ِم ِ ال ُ
في فى أحمد َ المصط َ ن أصط َ َ به ّ س في المؤمنيهههن ل ُتدر ُ #رسائ ُ
ف
والموْقِ ِ المقامةِ عزيَز #فأصبح أحمد ُ فينا عزيههههزا
ف ي َعْن ُ ِ ولم وراج َْ تيأ ِ ولم سفاههههههها دوه َ ع ُ مو ِ
#فيأيها ال ُ
ف خوَ ِ كال ْ الله ن
م ُ آ ِ وما ِ #ألستم تخافون أدنى العههههذاب
ف الشر ِ أبي ب
كع ٍ كمصرِع ت أسياِفهههه #وأن ُتصرعوا تح َ
ف جن َ ِ ال ْ لكالجم َ ض
وأعر َ #غداةَ رأى الله طغياَنههههههه
فملط ِ َ ْ ُ ده عب ِ إلى يح ًبوَ ْ ل في قتِلههههههه #فأنزل جبري َ
هف مْر َ ُ هَب ّةٍ ذى ض
بأبي َ ل رسول لهههههه س الرسو ُ #فد ّ
فت َذ ْرِ ِ لها كعب ي ُن ْعَ متى تول ٌ مْعهههه ِن له ُ #فباتت عيو ٌ
ف شت َ ِ نَ ْ لم الن ّوِْح من فانا #وقلن لحمد َ ذ َْرنا قليههههههل
قال ابن هشام :قال أبو عمرو المدني :ثم غزا رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم
بعد بني النضير بني المصطلق .وسأذكر حديثهم إن شاء الله في الموضع الههذي ذكههره
ابن إسحاق فيه.
غزوة ذات الرقاع
في سنة أربع
الستعداد للغزوة :قال ابن إسحاق :ثم أقام رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم
دى ،ثم غههزا نجههدا يريههد بنههي ما َ
ضج َضير شهَر ربيع الخر وبع َ بالمدينة بعد َ غزوة بني الن ّ ِ
فههان ،واسههتعمل علههى المدينههة أبهها ذ َّر الِغفههاريّ ؛ ويقههال :
غط َمحاِرب وبنى ثعلبة مههن َ
عثمان بن عفان ،فيما قال ابن هشام . ُ
قال ابن اسحاق :حتى نزل َنخل ،وهى غزوةُ ذات الّرقاع .
لماذا سميت بهذا السم :قال ابن هشام :وإنما قيل لها غزوة ذات الرقههاع ،لنهههم
رّقعوا فيها راياِتهم ،ويقال :ذات الرقاع :شجرة بذلك الموضع ،يقال لها :ذات الرقاع
.
فههان ، من أسباب صلة الخوف :قال ابن اسحاق :فلقى بها جمعهها عظيمها مهن َ
غط َ
ضهههم بعضها ،حههتى صهلىس بع َ
فتقارب الناس ،ولم يكن بينهم حرب ،وقد خهاف النها ُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلة الخوف ثم انصرف بالناس .
كيفية صلة الخوف :قال ابن هشام :حدثنا عبد ُ الوارث بن سههعيد التنههوري -وكههان
ن عُب َْيد :عن الحسن بن أبي الحسههن ،عههن جههابر سب ُ ي ُك َْنى :أبا عَُبيدة -قال :حدثنا يون ُ
بن عبدالله في صلة الخوف ،قال :صلى رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم بطائفههة
ركعتين ثههم سهّلم ،وطائفههة مقبلههون علههى العههدوّ قههال :فجههاءوا فصههلى بهههم ركعههتين
أخريين ،ثم سّلم .
قال ابن هشام :وحدثنا عبد ُ الوارث ،قال :حدثنا أيوب ،عن أبي الزبير ،عن جههابر،
فنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفين ،فركع بنا جميعا ،ثم سجد رسول ص ّ
قال َ :
ف الول ،فلمهها رفعههوا سههجد الههذين يلههونهم الله صلى اللههه عليههه وسههلم وسههجد الصه ّ
مهم ثم ركع النبى بأنفسهم ،ثم تأخر الصف الول ،وتقدم الصف الخر حتى قاموا مقا َ
صلى الله عليه وسلم بهم جميعا ،ثم سجد النبى صلى الله عليه وسلم وسههجد الههذين
يلونه معه ،فلما رفعوا رءوسهم سجد الخرون بأنفسهم .فركع النبي صلى اللهه عليهه
وسلم بهم جميعا ،وسجد كل واحد منهما بأنفسهم سجدتين .
قال ابن هشام :حدثنا عبد الوارث بن سعيد التُثوري ،قال حههدثنا أيههوب عهن نهافع ،
م وتقوم معه طائفة ،وطائفة مما يلههى عههدوهم ،فيركههع عن ابن عمر ،قال :يقوم الما ُ
م ويسجد بهم ،ثم يتأخرون فيكونون مما يلي العدو ،ويتقهدم الخهرون فيركهع بهم الما ُ
ة ،ويسجد بهم ،ثم تصلى كل طائفة بأنفسهههم ركعههة ،فكههانت لهههم مههع م ركع ً بهم الما ُ
المام ركعة ركعة ،وصلوا بأنفسهم ركعة ركعة.
غورث يهم بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وما نزل فيه من قههرآن :قههال ابههن
ن عَُبيد ،عن الحسن ،عن جابر بن عبدالله :أن رجل من بني عمرو ب ِ اسحاق :وحدثني َ
حههارب :أل اقتههل لكههم محمههدا؟ م َ
طفان و ُ محارب ،يقال له :غوَْرث ،قال لقومه من غَ َ ُ
قالوا :بلى،وكيف تقتُله ؟ قال :أفتك به .قال :فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليههه
جههره ،فقههال :يهها ح ْ وسلم وهو جالس وسيف رسول الله صلى الله عليه وسههلم فههي ِ
محمد ،انظُرإلى سيفك هذا؟ قال :نعم – وكان محّلى بفضةٍ ،فيما قههال ابههن هشههام –
قال :فأخذه فاستّله ،ثم جعههل يهههزه ،وي َهُههم فيكبتههه اللههه ؛ ثههم قههال :يهها محمههد ،أمهها
تخافنى؟ قال :ل ،وما أخاف منك ؟ قال :أما تخههافني وفههي يههدي السههيف ؟ قههال :ل،
يمنعنى الله منك ،ثم عمد إلى سيف رسول الله صلى الله عليه وسههلم فههرده عليههه .
ة الله عَل َيك ُم إذ ْ هَم قَو َ َ
طواس ُن ي َب ْ ُ مأ ْ ّ ْ ٌ ْ ْ ِ مُنوا اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ
م َ نآ َ ذي َقال :فأنزل الله َ) :ياأي َّها ال ّ ِ
ن] المههائدة: إل َيك ُم أ َيديهم فَك َ ّ َ
مؤْ ِ
من ُههو َ ل ال ْ ُ قوا الله وَعَل َههى اللههه فَل ْي َت َوَك ّه ْ م َوات ّ ُ م عَن ْك ُ ْ ف أي ْدِي َهُ ْ ِ ْ ْ ْ َُِ ْ
.[11
جحههاش ، مرو بههن ِ قال ابن اسحاق :وحدثني يزيد ُ بن ُرومأن ،أنها أنما أنزلت في عَ ْ
م به ،فالله أعلم أي ذلك كان . أخى بني النضير وما هَ ّ
َ
قصة جابر وجمله في هذه الغزوة :قال ابن اسحاق :وحههدثني وهههب بههن كْيسههان ،
ت مع رسول الله صلى الله عليههه وسههلم إلههى غههزوة عن جابر بن عبدالله ،قال :خرج ُ
ذات
ل الله صلى الله عليه وسلم، الرقاع من نخل ،على جمل لي ضعيف ،فلما قفل رسو ُ
ت أتخلف ،حتى أدركنى رسول الله صلى الله عليههه ت الرفاقُ تمضى ،وجعل ُ قال :جعل ِ
وسلم ،فقال :ما لك يا جابر؟ قال .قلت :يا رسول الله ،أبطأ بههي جملههى هههذا ،قههال
خه .قال :فأنخته ؛ وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ثهم قهال :أعطنهي ههذه أن ْ
العصا من يدك ،أو أقطع لي عصا من شجرة ،قهال :ففعلهت .قهال :فأخهذها رسهول
ت ،فخههرج - ب ،فركب ه ُ ت ،ثم قههال :ارك ه ْ الله صلى الله عليه وسلم فنخسه بها نخسا ٍ
ة. واهق ً م َ واهق ناقته ُ والذي بعثه بالحق -ي ُ َ
َ
قال :وتحدثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقال لي :اتبيُعني جملك هههذا يهها
جابر؟
منيه س ْقال :قلت :يا رسول الله ،بل أهَبه لك ،قال :ل ،ولكن ب ِْعنيه ،قال :قلت :فَ ُ
يا رسول الله ،قال :قد أخذته بدرهم ؛ قال :قلت ل ،إذن ،ت َغِْبننى يا رسول الله!
قال :فبدرهمين ؛ قال :قلت :ل .قال فلم يزل يرفع لي رسول الله صههلى اللههه عليههه
وسلم في ثمنه حتى بلغ الوقية .قال :فقلت :أفقد رضههيت يهها رسههول اللههه ؟ قههال :
نعم ؛ قلت :فهو لك ؟ قال :قد أخذته .
د؟ قال :قلت :نعم يا رسول الله ،قال :أثّيبا ت بع ُقال :ثم قال يا جابر ،هل تزوج َ
ت :ل ،بل ثيبا؛ َقال :أفل جارِية تلعُبههها وتلعبههك ! قههال :قلههت :يهها أم بكرا؟ قال :قل َ
رسول الله ،أن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعا ،فنكحت امرأة ً جامعههة ،تجمههع
ص هَرارا أمرنهها ن ،وتقوم عليهن ؛ قال :أصبت إن شاء الله ،أما أنهها لوقههد جئنهها ِ رءوسه ّ
تفض ْ َ
جزور فُنحرت ،وأقمنا عليها يومنا ذاك ،وسمعت بنا ،فن َ ب َ
نمارقها .قال :قلت :والله يا رسول الله ما لنا من نمههارق ؛ قههال إنههها سههتكون ،فههإذا َ
أنت قدمت فاعمل عمل ك َّيسا.
قال :فلما جئنا صرارا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجههزور فُنحههرت ،وأقمنهها
عليها ذلك اليوم ،فلما أمسى رسول الله صلى اللهه عليههه وسههلم دخهل ودخلنهها قهال :
ث ،وما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قالت :فدوَنك ت المرأةَ الحدي َ فحدث ُ
،فسمعٌ وطاعة .
ت برأس الجمل ،فأقبلت به حتى أنخُته على باب رسههول اللههه ت أخذ ُ قال :فلما أصبح ُ
صلى الله عليه وسلم ؛ قال :ثم جلست في المسجد قريبا منه ؛ قال :وخههرج رسههول
الله صلى الله عليه وسلم ،فرأى الجمل ؛ فقال :مها ههذا؛ قهالوا :يها رسهول اللهه ههذا
دعيت له ؟ قال :فقههال يهها بههن أخههي خههذ جمل جاء به جابر؛ قال :فأين جابر؟ قال :ف ُ
ة .قهال : س جملك ،فهو لك ،ودعهها بلل ،فقهال لهه :اذهههب بجهابر ،فهأعطه أوقيه ً برأ ِ
مههى عنههدي ، فذهبت معه فأعطانى أوقية ،وزادني شيئا يسيرا .قال :فههوالله مهها زال ي َن ْ ِ
وي َُرى مكانه من بيتنا حتى أصيب أمس فيما أصيب لنا،
حّرة . يعنى يوم ال َ
ما أصيب به صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحراسة :قال ابن اسحاق :
عقيل بن جابر ،عن جههابر بههن عبههدالله النصههاري ، صدقة بن َيسار ،عن َ وحدثني عمىَ :
قال :خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزوة ذات الرقاع من نخل ،فأصاب رجل امرأةَ رجل من المشركين فلما انصرف
جها وكان غائبا ،فلما أخبر الخبر حلف ل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافل ،أتى زو ُ
ريق في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دما فخرج يتبع أث ََر رسههول ينتهى حتى ي ُهَ ِ
الله صلى الله عليه وسلم ،فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزل ،فقال :من
رجل يكلؤنا ليلَتنا هذه ؟ قال :فانتدب رجل من المهاجرين ،ورجل آخههر مههن النصههار،
شْعب .قههال :وكههان رسههول اللههه صههلى فقال :نحن يا رسول الله ،قال :فكونا بفم ال ّ
عبههادب من الوادي ،وهما عمار بن ياسههر و َ شع ْ ٍ
الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا إلى ِ
بن بشر فيما قال ابن هشام
شْعب ،قال النصههاري للمهههاجري :أي قال ابن اسحاق :فلما خرج الرجلن إلى فم ال ّ
الليههل تحههب أن أكفيك َههه :أول َههه أم آخهَره ؟ قههال :بههل اكفنههي أولههه ،قههال :فاضههطجع
ل
ص الرج ه ِ ل ،فلمهها رأى شههخ َ المهاجري فنام ،وقام النصاريّ يصلى ،قال :وأتى الرج ُ
ة القوم .قال :فرمى بسهم ،فوضعه فيه ،قال :فنزعه ووضعه ،فثبت عََرف أنه ربيئ ُ
قائما ،قال :ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه ،قال :فنزعه فوضعه ،وثبههت قائمهها ،ثههم
ب صههاحَبه عاد له بالثالث ،فوضعه فيه ،قال :فنزعه فوضعه ،ثم ركع وسجد ،ثههم أهَ ه ّ
ت ،قههال :فههوثب فلمهها رآهمهها الرجههل عههرف أن قههد ن َهذَِرا بههه ، س فقههد اث ْب َ ّ فقال :اجل ْ
ن اللههه ! أفل فهرب .قال :ولما رأى المهاجريّ ما بالنصاريّ من الههدماء قههال :سههبحا َ
ل ما رمهاك ؟ قهال :كنهت فهي سهورة أقرؤهها فلهم أحهب أن أقطَعهها حهتى هببتني أو َأ ْ
ي الرمى ركعت فآذنتههك ،وايههم اللههه ،لههول أن أض هّيع َثغههرا أمرنههى دها ،فلما تابع عل ّ ف َ أن ْ ِ
دها. ف َرسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسى قبل أن أقطعها أو أن ِ
قال ابن هشام :ويقال :أنفذها.
دم رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم المدينههة مههن غههزوة قال ابن اسحاق :ولما قَ ِ
دى الولى وجماَدى الخرة ورجبا. جما َ ة ُ الرقاع ،أقام بها بقي َ
غزوة بدر الخرة
في شعبان سنة أربع
خروج الرسول لملقاة أبي سفيان ورجوع أبي سفيان إلى مكة :قال ابههن اسههحاق :
ثم خرج في شعبان إلى بدر ،لميعاد أبي سفيان ،حتى نزله .
سلول النصاري . ُ دالله بن أبي ابن َ قال ابن هشام :واستعمل على المدينة عب َ
ل ينتظر أبا سفيان ،وخرج أبو سههفيان فههي قال ابن اسحاق :فأقام عليه ثمانى ليا ٍ
سههفان ، ض الناس يقول :قد بلههغ عُ ْ ظهران ،وبع ُ أهل مكة حتى نزل مجنة ،من ناحية ال ّ
ثم بدا له في الرجوع ،فقال :يا معشر قريش ،إنه ل يصلحكم إل عام خصيب ترعههون
فيه الشجر وتشربون
مكم هذا عام جدب ،وأني راجع ،فارجعوا ،فرجع الناس .فسههماهم فيه اللبن ،وإن عا َ
سويق ،يقولون إنما خرجتم تشربون السويق . ل مكة جيش ال ّ أه ُ
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم علههى بههدر ينتظههر أبهها سههفيان لميعههاده ،فأتههاه
دان ، مرة فهي غههزوة وُ ّ ضه ْمري ،وهو الذي كان وادعه على بني َ ض ْ
ى بن عمرو ال ّ ش ّ خ ِ م ْ َ
فقال :يا محمد ،أجئت للقاء قريش على هذا الماء؟
ت مع ذلك رددنهها إليههك مهها كههان بيننهها وبينههك ،ثههم مرة ،وأن شئ َ ض ْقال :نعم يا أخا بني َ
جالدناك حتى يحكم الله بيَننا وبيَنك ،قال :ل والله يا محمههد ،مهها لنهها بههذلك منههك مههن
حاجة .
ما قاله معبد الخزاعي من الشعر :فأقام رسول الله صلى الله عليهه وسهلم ينتظهر أبها
سفيان فمر به معبد بن أبي معبد الخزاعي ،فقال ،وقد رأى مكان رسول اللههه صههلى
الله عليه وسلم وناقته تهوي به :
جدِ
ب كالعَن ْ َ ى محمدِ وعجوةٍ من يثر ٍ ت من ُرفْ َ
قت َ ْ #قد نفر ْ
دي وع ِ م ْ
ت ماَء قديدٍ َ َ
قد جعل ْ َ
ن أبيها الت ْلدِ #تهوي على دي ِ
حي الغَدِ ض َ
#وماَء ضجنان لها ُ
ما قاله أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة :وقال عبههدالله بههن
رواحة في ذلك -قال ابن هشام :أنشدنيها أبو زيد النصاري لكعب بن مالك :
صدقا وما كان ِ لميعاِده #وعدنا أبا سفيان بدر .فلم نجد ْ
َوافي َههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها
واليا م َ ت ال َ ت ذميما وافتقد ْ َ لب ْ َ م لو وافَْيتنا فلقي َْتنهههها #فأقس ُ
ل تركناه ثاويا عمرا أبا جه ٍ و َ ة وابنهه ل عتب َ #تركنا به أوصا َ
وأمركم السيئ الذي كان ف لدينكم ل الله أ ّ م رسو َ #عصيت ْ
غاوي َهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههها
ل الله أهلى ومالَيا دى لرسو ِ فِ ً #فإنى وإن عنفتموني لقاْئههل
ل هادَيا شهابا لنا في ظلمةِ للي ِ ره #أطعناه لم ن َْعذْله فينا بغيهه ِ
شعر حسان في ذلك :وقال حسان بن ثابت في ذلك :
كالَوارِ ِ ض
المخا ِ كأفواهِ جلدِ ت الشأم ِ قد حال دوَنها عوا فََلجا ِ #دَ ُ
الملئك وأيدي حقا وأنصاِره ل هاجروا نحوَ رّبهم #بأيدي رجا ٍ
ك
فقول لها ليس الطريقُ هنال ِ عالٍج ن َ ت للغورِ من بط ِ #إذا سلك ْ َ
ك مبارِ ِ ال َ ض
عري ِ جّرارٍ َ ن
بأْرعَ َ س الّنزوِع ثمانيا #أقمنا على الَر ّ
كت الحوار ِ مشرفا ِ ل ُ
وُقب طوا ٍ قه ْ
خل ِ جوُْزه ِنصف َ ت َ ل كُ َ
مي ْ ٍ #بك ّ
كالّروات ْ ي
مط ِ ّ
ال َ ف
أخفا ِ م
مناس ُ ج العامي ت َذ ِْري أصوُله #ترى العَْرف َ
ك
ن هال ِ َره َ ن
ن يك ْ حّيا َ
َ ن
ت ب َ ُفر َ #فإن ن َل ْقَ في َتطوَِفنا والتما ِ
سنا
قال ابن هشام :بقيت منها أبيههات تركناههها ،لقبههح اختلف قوافيههها .وأنشههدني أبههو زيههد
النصاري هذا البيت :
غزوة الخندق
في شوال سنة خمس
حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ،قال :حدثنا زياد بن عبدالله البكائى ،عن محمد
بن اسحاق المطلبى ،قال :ثم كانت غزوة الخندق في شوال سنة خمس .
عروة بههن الزبيههر، اليهود تحزب الحزاب :فحدثني يزيد ُ بن ُرومان مولى ال الزبير بن ُ
قَرظههى ،والزهههري ، ن ل أتهم ،عن عبدالله بن كعب بن مالك ،ومحمد بههن كعههب ال ُ م ْ
و َ
رهههم مههن علمائنهها ،كلهههم قههد وعاصم بن عمر بن َقتا َ
دة ،وعن عبدالله بن أبي بكر ،وغي ِ
دث به بعض . دث ما ل يح ّ اجتمع حديُثه في الحديث عن الخندق ،وبع ُ
ضهم يح ّ
قيهق ح َسهلم بهن أبهي ال ُ قالوا :إنه كان من حديث الخندق أن نفرا مهن اليهههود ،منههم َ :
وذة بههن قَْيههس ضرى ،وهَ ْ حقْيق الن ّ َ كنانة بن أبي ال ُ ضري ،و ِ طب الن ّ َ خ َ ى بن أ ْ حي ّ ضري و ُ الن ّ َ
ضير ،ونفر من بني وائل ،وهم الههذين واِئلي ،وأبو عمار الوائلي ،في نفر من بني الن ّ ِ ال َ
حّزبوا الحزاب على َ
دموا على قريش مكة ،فدعوهم إلههى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،خرجوا حتى قَ ِ
حرب رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم وقههالوا :انهها سههنكون معكههم عليههه ،حههتى
ل والعلم ب الو ِ ل الكتا ِ نستأصَله .فقالت لهم قريش :يا معشَر يهود ،إنكم أه ُ
بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد ،أفديننا خيهٌر أم دين ُههه ؟ قههالو :بههل دينكههم خيههر مههن
َ
ن ذي َ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ دينه ،وأنتم أولى بالحق منه .فهم الذين أنزل الله تعالى فيهم ) }:أل َ ْ
َ ُ
دى ف هُروا هَ هؤَُلِء أهْ ه َ ن كَ َ ذي َ ن ل ِل ّ ِ قوُلو َ ت وَي َ ُ غو ِ طا ُ ت َوال ّ جب ْ ِ ن ِبال ْ ِ مُنو َ ب ي ُؤْ ِ ن ال ْك َِتا ِ م ْ صيًبا ِ أوُتوا ن َ ِ
صيًرا {( 0 ه نَ ِ جد َ ل َ ُ ن تَ ِ ن الله فَل َ ْ ن ي َل ْعَ ْ م ْ م الله وَ َ ن ل َعَن َهُ ْ ذي َ ك ال ّ ِ سِبيًل .أ ُوْل َئ ِ َ مُنوا َ نآ َ ذي َ ن ال ّ ِ م ْ ِ
َ
ضهل ِهِ { :أي النبهوة، ن فَ ْ مه ْ م الله ِ ما آَتاهُ ْ س عََلى َ ن الّنا َ دو َ س ُ ح ُ م يَ ْ 0إلى قوله تعالى } :أ ْ
ه
ن ب ِه ِ مه َ نآ َ مه ْ م َ من ْهُه ْ مهها ،فَ ِ ظي ً مل ْك ًهها عَ ِ م ُ ة َوآت َي َْناهُ ْ م َ حك ْ َ ب َوال ْ ِ م ال ْك َِتا َ هي َ ل إ ِب َْرا ِ قد ْ آت َي َْنا آ َ } )فَ َ
سِعيًرا { ]النساء .[55-52 : م َ جهَن ّ َ فى ب ِ َ ه وَك َ َ صد ّ عَن ْ ُ ن َ م ْ م َ من ْهُ ْ وَ ِ
شطوا لما دعوهم اليه ،مهن حهرب رسهول قال :فلما قالوا ذلك لقريش ،سرهم ون َ َ
الله صلى الله عليه وسلم ،فاجتمعوا لذلك واّتعدوا له ؛ ثم خرج أولئك النفر من يهود،
ب رسول اللهه صهلى اللههه عليهه وهم إلى حر ِ طفان من قَْيس عيلن ،فدعَ ْ حتى جاءوا غَ َ
وسلم ،وأخبروهم أنهم سهيكونون معههم عليهه ،وأن قريشها قهد تهابعوهم علهى ذلهك ،
فاجتمعوا معهم فيه .
دها أبو سفيان بن حههرب . خروج الحزاب :قال ابن اسحاق :فخرجت قريش ،وقائ ُ
ذيفة بن بدر ،في بني فَههزارة والحههارث ح َ صن بن ُ ح ْ دها عُي َْينة بن ِ طفان ،وقائ ُ وخرجت غَ َ
بن عوف بن حارثة
حمة ابهن عبههدالله سه ْ ريف بن ُ َ
خْيلة بن ن ُوَْيرة بن ط ِ سعر بن ُر َ م ْ مرة و ِ المري ،في بني ُ
شجع . خلوة بن أشجع بن َرْيث بن غَطفان ،فيمن تابعة من قومه من أ ْ َ بن هلل بن َ
حفر الخندق :فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومهها أجمعههوا لههه مههن
المر ،ضرب الخندقَ على المدينة ،فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ترغيبهها
للمسلمين في الجر ،وعمل معه المسلمون فيه ،فدأب فيه ودأبوا .وأبطأ عن رسههول
ل مههن المنههافقين ، الله صلى الله عليه وسلم وعن المسههلمين فههي عملهههم ذلههك رجهها ٌ
وجعلوا ي ُوَّرون بالضعيف من العمل ويتسللون إلى أهليههم بغيهرِ علهم ٍ مهن رسهول اللهه
ن .وجعههل الرجههل مههن المسههلمين إذا نههابته النائبههة ،مههن صلى الله عليه وسلم ،ول إذ ٍ
الحاجة التي ل بد له منها ،يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسههلم ويسههتأذنه فههي
اللحوق بحاجته ،فيأذن له ،فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيههه مههن عملههه ،رغبههة
في الخير ،واحتسابا له .
ما نزل من القرآن في حق العاملين في الخندق مؤمنهم ومنافقهم :فأنزل الله تعههالى
همع َ ه ُذا ك َههاُنوا َ سههول ِهِ وَإ ِ َ من ُههوا ب ِههالله وََر ُ نآ َ ذي َ ن ال ّه ِ مُنو َ مؤْ ِ ما ال ْ ُ في أولئك من المؤمنين }:إ ِن ّ َ
ّ َ ُ ْ ّ ْ َ
ن ِبالله مُنو َ ن ي ُؤْ ِ ذي َ ك ال ِ ك أوْلئ ِ َ ست َأذُِنون َ َ ن يَ ْ ذي َ ن ال ِ ست َأذُِنوهُ إ ِ ّ حّتى ي َ ْ م ي َذ ْهَُبوا َ مٍع ل َ ْ جا ِ مرٍ َ عََلى أ ْ
ْ ك لبعض َ ْ ْ
ن اللههه م الله إ ِ ّ فْر ل َهُ ْ ست َغْ ِ م َوا ْ من ْهُ ْ ت ِ شئ ْ َ ن ِ م ْ ن لِ َ م فَأذ َ ْ شأن ِهِ ْ ست َأذ َُنو َ ِ َ ْ ِ ذا ا ْ سول ِهِ فَإ ِ َ وََر ُ
م{ ]النور [62 :فنزلت هذه الية فيمن كان من المسلمين من أهل الحسههبة حي ٌفوٌر َر ِ غَ ُ
والرغبة في الخير ،والطاعة لّله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .ثم قال تعههالى ،يعنههى
المنافقين الذين كانوا يتسللون من العمل ،ويذهبون
عاءِ م ك َهد ُ َل ب َي ْن َك ُه ْ سههو ِ جعَل ُههوا د ُعَههاَء الّر ُ بغير إذن من النبى صلى الله عليههه وسههلمَ) :ل ت َ ْ
َ
ه
مههرِ ِ نأ ْ ن عَ ْ فو َ خال ِ ُن يُ َ
ذي َحذ َْر ال ّ ِ ذا فَل ْي َ ْ وا ًم لِ َمن ْك ُ ْ
ن ِ سل ُّلو َ ن ي َت َ َ ذي َ م الله ال ّ ِ ضا قَد ْ ي َعْل َ ُ م ب َعْ ً ضك ُ ْ ب َعْ ِ
م ] النور [63 :قال ابههن هشههام :اللههواذ :السههتتار َ م عَ َ أ َن تصيبهم فتن ٌ َ
ب أِلي ٌ ذا ٌ صيب َهُ ْ ة أوْ ي ُ ِ ْ ُ ِ َُ ْ ِ َْ
بالشيء عند الهرب ،قال حسان بن ثابت :
م
حلههههههو ُ خههههههف منههههههها ال ُ ُيقيمههههههوا و َ واذا أن ش تفههههههر منهههههها ل ِهههههه َ #وقريهههههه ٌ
وهذا البيت في قصيدة له ،قد ذكرتها في أشعار يوم أحد.
َ َْ َ
ه قههال ابههن اسههحاق :مههن م عَل َي ْ ِ ما أن ْت ُ ْ م َض قَد ْ ي َعْل َ ُت َوالْر ِ ماَوا ِ س َ
ما ِفي ال ّ ن ل ِل ّهِ َ)أَل إ ِ ّ
صدق أو كذب .
م] النور.[64 : يٍء عَِلي ٌ ش ْ ل َ مُلوا َوالله ب ِك ُ ّ ما عَ ِ م بِ َ ن إ ِل َي ْهِ فَي ُن َب ّئ ُهُ ْجُعو َ ) وَي َوْ َ
م ي ُْر َ
المسلمون يرتجزون وهم يعملون :قال ابن اسحاق :وعمل المسلمون فيه حههتى
جعَي ْههل ،سههماه .رسههول اللههه أحكموه ،وارتجزوا فيه برجل من المسلمين ،يقههال لههه ُ
مرا ،فقالوا: صلى الله عليه وسلم :عَ ْ
ومهههها ظهههههرا وكههههان للبههههائس ي َ ْ عمههههَرا ل َ جعَْيهههه ٍ سههههماه مههههن بعههههد ُ َ #
مَرا " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :عمرا ،وإذا مروا فإذا مروا :ب " عَ ْ
ب "ظهَرا" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ظهرا .
معجزات ظهرت فهي حفههر الخنههدق :قهال ابهن اسههحاق :وكههان فهي حفههر الخنههدق
أحاديث بلغتني فيها من الله تعالى عبرة في تصديق
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتحقيق نبوته ،عاين ذلك المسلمون .
ظهور الكدية والتغلب عليها :فكان مما بلغنى أن جابر بن عبدالله كان يحههدث :أنههه
وها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شك َ ْ أشتدت عليهم في بعض الخندق ك ُ ْ
دية ،ف َ
،فدعا بإناء من ماء ،فتفل فيه ،ثم دعا بما شاء الله أن يدعُوَ به ،ثم نضح ذلههك المههاء
دية ،فيقول من حضرها :فوالههذي بعثههه بههالحق نبي ّهها لنهههالت حههتى عههادت على تلك الك ُ ْ
سحاة .
م ْ
كالكثيب ل ترد فأسا ول ِ
مينا أنهما تحقق من البركة في تمر ابنة بشير :قال ابن اسحاق :وحدثني سعيد بن ِ
مرة بنههت ة لَبشير بن سعد ،أخت النعمان بن بشير ،قالت :دعتنى أمى عَ ْ دث :أن ابن ً ح ّ
ُ
َرواحة ،فأعطتنى حفنة من تمر في ثوبي ،ثم قالت :أي ب َُنية ،اذهبى إلى أبيك وخالههك
عبدالله ابن َرواحة بغدائهما ،قالت :فأخذتها ،فانطلقت بها ،فمررت برسول الله صههلى
الله عليه وسلم وأنا ألتمس أبي وخالى ،فقال :تعالى يا ب َُنية ،مهها هههذا معههك ؟ قههالت :
فقلت ،يا رسول الله ،هذا تمر ،بعثتنى بههه أمههى إلههى أبههي ،بشههير ابههن سههعد ،وخههالى
ى رسههول اللههه صههلى فه ْ عبدالله بن رواحة يتغذيانه ،قال :هاتيه ،قالت :فصببته في ك ّ
دحا بالتمر عليه ،فتبدد فههوق الله عليه وسلم ،فما ملتهما ،ثم أمر بثوب فبسط له ثم َ
الثوب ،ثم قال لنسان عنده :اصرخ في أهل الخنههدق :أن هلههم إلههى الغههداء فههاجتمع
ل الخنههدق عنههه ،وإنهههالخندق عليه ،فجعلوا يأكلون منه ،وجعل يزيد ،حههتى صههدر أه ه ُ
ليسقط من أطراف الثوب .
ما تحقق من البركة في دعوة جابر للطعام :قال ابن اسحاق :وحههدثني سههعيد بههن
مينا ،عن جابر بن عبدالله ،قال :عملنا مع رسول
174
جهد ّ سههمينة .قههال
شوَْيهة ،غيههر ِالله صلى الله عليه وسلم في الخندق ،فكانت عندي ُ
فقلت :والله لو صنعناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،قهال :فهأمرت امرأتهي ،
فطحنت لنا شيئا مهن شهعير ،فصهنعت لنها منهه خهبزا ،وذبحهت تلهك الشهاة ،فشهويناها
لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال :فلما أمسينا وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم النصراف عن الخندق -قال
:وكنا نعمل فيه نهارنا ،فإذا أمسينا رجعنا إلى أهالينا -قال :قلههت :يهها رسههول اللههه ،
إنى قد صنعت لك شوَْيهة كانت عندنا ،وصنعنا معها شيئا من خبز هههذا الشههعير ،فههأحب
أن تنصرف معى إلى منزلي ،وانما أريد أن ينصرف معى رسول الله صلى اللههه عليههه
وسلم وحده .
قال :فلما أن قلت له ذلك ،قههال :نعههم ،ثههم أمههر صههارخا فصههرخ :أن انصههرفوا مههع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت جابر بن عبدالله ،قال :قلت إنهها لل ّههه وإنهها
اليه راجعون ! قال :فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وأقبل الناس معه ،قال
مى الله ،ثم أكههل ،وتواردهها النهاس ،كلمهها :فجلس وأخرجناها اليه .قال :فبّرك وس ّ
فرغ قوم قاموا وجاء ناس ،حتى صدر أهل الخندق عنها.
حههدثت عههن بشرى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم بههالفتوح :قههال ابههن اسههحاق :و ُ
ي صههخرة ، سلمان الفارسي ،أنه قال :ضربت في ناحيههة مههن الخنههدق ،فغلظههت عله ّ
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب مني ،فلما رآني أضرب ورأى شههدة المكههان
ول من يدي ،فضرب به ضربة معْ َى ،نزل فأخذ ال ِ عل ّ
لمعت تحت المعول برقة ،قال :ثم ضرب به ضربة أخرى ،فلمعت تحته برقههة أخههرى .
ة ،فلمعت تحَته برقة أخرى .قههال :قلههت بههأبي أنههت وأمههي يهها قال :ثم ضرب به الثالث َ
تول وأنههت تضههرب ؟ قههال :أوَقَهد ْ رأيه َ معْه َرسول الله ! ما هذا الذي رأيت لمع تحت ال ِ
ن ؟ قال :قلت نعم ،قال :أما الولى فإن الله فتح علي بها اليمن ،وأمهها ذلك يا سلما ُ
ى بها الشام والمغهرب ،وأمها الثالثهة فهإن اللهه فتهح علهي بهها الثانية فإن الله فتح عل ّ
المشرق " .قال ابن إسحاق :وحدثني من ل أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول -حين
ُفتحت هذه المصار في زمان عمر وزمههان عثمهان ومهها بعههده :-افتتحههوا مهها بههدا لكههم ،
فوالذى نفس أبي هريرة بيده ،ما افتتحتم من مدينههة ول تفتتحونههها إلههى يههوم القيامههة
ل ذلك .حها قب َإلوقد أعطى الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتي َ
وصول المشركين المدينة :قال ابن إسحاق :ولما فههرغ رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
جهُرف مههة ،بيههن ال ُوسلم من الخندق ،أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع السيال من ُرو َ
وَزغابة ،في عشرة ألف من أحابيشهم ،ومن
طفان ومن تبعهم من أهل نجد ،حتى نزلوا تبعهم من بني كنانة وأهل ِ .تهامة ،وأقبلت غَ َ
مى ،إلى جانب أحد .وخرج رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم والمسههلمون ذنب َنق َب َ
سلع في ثلثة ألف من المسلمين ،فضرب هنالك عسكره ، حتى جعلوا ظهورهم إلى َ
والخندق بينه وبين القوم .
قال ابن هشام :واستعمل على المدينة بن أم مكتوم .
قال ابن اسحاق :وأمر بالذراري والنساء فجعلوا في الطام
ى بن أخطههب النضههري ، حي َحيى بن أخطب يحرش كعب بن أسد :قال وخرج عدو الله ُ
عقد بني ُقريظههة وعهههدهم ،وكههان قههد وادع حتى أتى كعب بن أسد القرظي ،صاحب َ
رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه ،وعاقده على ذلك وعاهده ؛ فلما سههمع
كعب بحيى بن أخطب أغلق دونههه بههاب حصههنه ،فاسههتأذن عليههه ،فههأبى أن يفتههح لههه ،
حيى :ويحك يا كعب افتح لي .قال :ويحك يا حيى ،إنك امههرؤ مشههئوم ،وإنههي فناداه ُ
قد عاهدت محمدا فلست بناقض مهها بينههي وبينههه ،ولههم أر منههه إل وفههاًء وصههدقا؛ قههال
مك ؛ قههال :مهها أنهها بفاعههل ،قههال :واللههه إن أغلقههت دونههى إل عههن ويحك افتح لي أكل ْ
ل ،ففتههح لههه ؛ فقههال :ويحههك يهها كعههب ، فظ الرج ه َ ح َ
جشيشتك أن آكل معك منها .فا ْ
جئتك بعّز الدهر
وببحر طام ٍ ،جئتك بقريش علهى قادتهها وسهادتها حههتى أنزلتههم بمجتمهع السههيال مهن
مههى إلههى جههانب أحههد ،قههد ق َ
طفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهههم بههذنب ن َ ْ مة ،وبغَ َُرو َ
ل محمدا ومن معههه .قههال :فقههال لههه كعههب : عاهدونى على أن ل يبرحوا حتى نستأص َ
عد وُيبرق ،ليههس فيههه شههيء، جهام قد هََراق ماَءه ،فهو ي َْر ُ
جئتنى والله بذل الدهر ،وب َ
حيى :فدعنى وما أنا عليه ،فانى لم أَر من محمد إل صدقا ووفههاء .فلههم يههزل ويحك يا ُ
ذروة والغارب حتى سمح له ،على أن أعطههاه عهههدا مههن اللههه حيى بكعب يفتله في ال ّ ُ
وميثاقا :لئن رجعت قريش وغطفان ،ولم يصيبوا محمههدا أن أدخههل معههك فههي حصههنك
ده ،وبرئ مما كان بينه وبيهن رسهول حتى يصيبني ما أصابك .فنقض كعب بن أسد عه َ
الله صلى الله عليه وسلم.
الرسول عليه الصلة والسلم يستوثق من نقض كعب ميثاقه :فلما انتهى إلهى رسههول
الله صلى الله عليه وسلم الخبر وإلى المسههلمين بعههث رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم سعد بن معاذ بن النعمان ،وهو يومئذ سيد الْوس ،وسعد
ابن عبادة بن د ُل َْيم ،أحد بني ساعدة بن كعههب بههن الخههزرج وهههو يههومئذ سههيد الخههزرج
جَبيههر ،اخههو بنههي
وات بههن ُ
خ ّ
ومعهما .عبدالله بن رواحة ،أخو بني الحارث بن الخزرج ،و َ
وف ،فقال :انطلقوا حتى تنظروا ،أحق مهها بلغنهها عههن هههؤلء القههوم أم ل؟ عمرو بن عَ ْ
حنوا
فان كان حقا فال ِ
فتوا في أعضاد الناس ) (2وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم حنا أعرفه ،ول ت َ ُ لي ل َ ْ
وهم ،فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ، فاجهروا به للناس .قال :فخرجوا حتى أت َ ْ
مهن رسهول اللههه ؟ ل عهههد فيما نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسههلم ،وقههالواَ :
دة
حه ّبيننا وبين محمد ول عقد .فشاتمهم سههعد ابههن معههاذ وشههاتموه ،وكههان رجل فيههه ِ
فقال له سعد بن عبادة :د َعْ عنك مشاتمتهم ،فما بيننا وبينهم أرَبى من المشاتمة .ثههم
أقبل سعد وسعد ومن معهما ،إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فسههلموا عليههه :
خب َي ْههب وأصههحابه ،
ل والقارة ،أي كغدر عضل والقارة باصههحاب الرجيههع ُ ، عض ٌ ثم قالواَ :
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :الله أكبر ،أبشروا يا معشر المسلمين
ظهور النفاق من المنافقين :قهال وعظهم عنهد ذلهك البلء ،واشهتد الخهوف ،وأتهاهم
كل ظن ،ونجم النفاق مههن عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم ،حتى ظن المؤمنون ُ
وف :كههان محمههد شْير ،أخو بنههي عمههرو بههن عَه ْ معَّتب بن ق َ
بعض المنافقين ،حتى قال ُ
يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر ،وأحههدنا اليههوم ل يههأمن علههى نفسههه أن يههذهب إلهى
الغائط .
معَّتههبلم يكن معتب منافقا :قال ابن هشام :وأخبرني من أثق به من أهل العلم :أن ُ
بن قشير لم يكن من المنافقين ،واحتج بأنه كان من أهل بدرقال ابن اسحاق :وحههتى
ظي ،أحد بني حارثة ابن الحارث :يا رسول الله ،إن بيوَتنا عورة مههن قال أْوس بن قَي ْ ِ
ن لنا أن نخرج فنرجع إلى دارنا ،فإنههها خههارج العدو ،وذلك عن مل من رجال قومه ،فأذ ْ
من المدينة .فأقام رسول الله صلى الله عليههه وسههلم وأقههام عليههه المشههركون بضههعا
ميا بالَنبل والحصار .قال ابههن ة ،قريبا من شهر ،لم تكن بينهم حرب إل الّر ّ وعشرين ليل ً
ميا.
هشام :ويقال الّر ْ
محاولة الصلح مع غطفان :فلما اشتد على الناس البلء ،بعث رسول اللههه صههلى اللههه
مسههلم عليه وسلم ،كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ومن ل اتهم ،عههن محمههد بههن ُ
حذيفة بن بدر ،وإلههى الحههارث عيينة بن حصن بن ُ بن عبيدالله بن شهاب الزهري ،إلى ُ
ث ثمهار المدينههةمّري ،وهمها قههائدا غطفههان ،فأعطاهمها ثله َ وف بن أبي حارثة ال ُ بن عَ ْ
على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه .فجرى بينه وبينهمهها الصههلح ،حههتى كتبههوا
الكتاب ولم تقع الشهادة ول عزيمة الصلح ،إل المراوضة فههي ذلههك فلمهها أراد رسههول
الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل ،بعث إلى سعد بن معاذ وسعد ابههن عبههادة ،فههذكر
لهما ،واستشارهما فيه ،فقال له :يا رسول الله أمرا تحبههه فنصههنعه ،أم شههيئا أمههرك
الله به ،ل بد لنا من العمل به أم شيئا تصنعه لنا؟ قال :بل شىء أصنعه لكم ،واللههه
ما أصنع ذلك
وس واحدة ،وكالبوكم من كههل جههانب ،فههاردت إل لنني رأيت العرب قد رمتكم عن قَ ْ
ما ،فقال له سعد بن معاذ :يا رسول الله ،قد كنا ان أكسر عنكم من شوك َِتهم إلى أمر ّ
نحن وهؤلء القوم على الشرك بالله وعبادة الوثان ،ل نعب هد ُ اللههه ول نعرفههه ،وهههم ل
يطمعون أن يأكلوا منها ثمرةً إل قًِرى أو بيعهها ،أفحيههن أكرمنهها اللههه بالسههلم وهههدنا لههه
وأعزنا بك وبه ،نعطيهم أمواَلنا! والله ما لنا بهذا من حاجة ،والله ل نعطيهم إل السيف
حتى يحكم الله بيننا وبينهم ،قال رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم :فههأنت وذاك .
دوا علينا.فتناول سعد بن معاذ الصحيفة ،فمحا ما فيها من الكتاب ،ثم قال :ليجه ُ
من حاول عبور الخندق من المشركين :قال ابن اسحاق :فأقام رسول اللههه صههلى
الله عليههه وسههلم والمسههلمون وعههدوهم محاصههروهم ،ولههم يكههن بينهههم قتههال ،إل أن
عبد وُد ّ بن أبي قَْيس ،أخو بني عامر بن ُلؤي . عمرو بن َ س من قريش ،منهم َ فوار َ
قال ابن هشام :ويقال :عمرو بن عبد بن أبي قيس .
ضههرار كرمة بن أبي جهل ،وهُب َْير بن أبي وهب المخزوميان ،و ِ ع ْ
قال ابن اسحاق :و ِ
محههارب ابههن فِهْههر ،تلّبسههوا للقتههال ،ثههم مهْرداس ،أخههو بنههي ُ بن الخطاب الشاعر ابن ِ
خرجوا على خيلهم ،حتى مروا بمنازل بني كنانة ،فقالوا :تهيئوا يا بني كنانههة للحههرب ،
فستعلمون من الفرسان
ق بهم خيلهم ،حتى وقفوا على الخندق ،فلما رأوه قههالوا :واللههه ُ اليوم .ثم أقبلوا ت ُعْن ِ ُ
إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها.
سلمان يشير بحفر الخندق :قال ابن هشههام :يقههال :إن سههلمان الفارسههي أشههار بههه
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثني بعض أهل العلم :أن المهههاجرين يههوم
الخندق قالوا :سلمان منا ،وقالت النصار :سلمان منهها ،فقههال رسههول اللههه صههلى اللههه
عليه وسلم :سلمان منا أهل البيت .
علي يقتل عمرو بن عبد ود :قال ابن اسحاق :ثههم تيممههوا مكانهها ضههيقا مههن الخنههدق ،
سْلع ،وخرج على سبخة بين الخندق و َ فضربوا خيَلهم فاقتحمت منه ،فجالت بهم في ال ّ
بن أبي طالب عليه السلم في نفر معه من المسلمين ،حتى أخذوا عليهم الث ّْغرة التى
عمههرو بههن عبههد وُد ّ قههد قاتههل وهم ،وكان َ اقحموا منها خيَلهم وأقبلت الفرسان ت ُعِْنق نح َ
معَْلمهها
ما كههان يههوم الخنههدق خههرج ُ يوم بدر حتى أثبتته الجراحة ،فلم يشهد يوم أحد ،فل ّ
لي َُرى مكاُنه .فلما وقف هو وخيُله ،قال :
من يبارز؟ فبرز له علي بن أبي طالب فقال له :يا عمرو ،إنك قد كنت عاهدت الله أل
خّلتين إل أخذتها منه ،قال له :أجل ؛ قال له على: يدعوك رجل من قريش إلى إحدى َ
فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله ،وإلى السلم ؛ قهال :ل حاجههة لههي بههذلك ؛ قهال :
فإنى أدعوك إلى النزال ؛ فقال له :لم يا بن أخى؟ فوالله ما أحب أن أقتَلك ،قال لههه
على :لكنى والله أحههب أن أقتلههك ؛ فحمههى عمههرو عنههد ذلههك ،فههاقتحم عههن فرسههه ،
فعقره ،وضرب وجهه ،ثم أقبل عَلى علي ،فتنازل وتجاول،
ى رضي لّله عنه وخرجت خيلهم منهزمة ،حتى اقتحمت من الخندق هاربة . فقتله عل ّ
ما قاله علي رضهوان اللهه عليهه مهن الشهعر فهي قتلهه عمهرو ابهن عبهد ود :قهال ابهن
ي بن أبي طالب رضوان الله عليه في ذلك : اسحاق :وقال عل ّ
بصوابى محمدٍ ب
ر ّ تونصر ُ سفاهة رأيه صر الحجارةَ من َ #ن َ
وروابى كدكادِ ٍ ن
بي َ كالجذِع دل
صدرت حين تركته متج ّ #ف َ
أثوابي ب َّزنى ّ
المقطَر تكن ُ ت عن أثواِبه ولو أننهي #وعفف ُ
بالحزا ِ معشَر يا ونبّيه ل دينههه ن الله خاذ َ سب ُ ّ #ل تح ِ
قال ابن هشام :وأكثر أهل العلم بالشعر يشك فيها لعلي بن أبي طالب .
هجاء حسان عكرمة :قال ابن اسحاق :وألقى عكرمة بن أبي جهل رمحه يههومئذ وهههو
منهزم عن عمرو؛ فقال حسان بن ثابت في ذلك :
تفعل لم عك ْرِ َ
م ِ لعلك حههههه #فر وألقى لنا رم َ
لمعْد َ ِ
ال َ عن تجور إن ما ّ ّ
#ووليت تعدو كعد ْوِ الظليهم ِ
فُْر ُ
عل قفا قفاك كان مستأنسها #ولم َتلقَ ظهَرك ُ
قال ابن هشام :الفرعل :صغير الضباع وهذه البيات في قصيدهّ له .
شعار المسلمين يوم الخندق :وكان شعار أصحاب رسول الله صلى اللهه عليههه وسههلم
يوم الخندق وبني قريظة :حم ل ينصرون .
سْهل بههن عبههد استشهاد سعد بن معاذ :قال ابن اسحاق :وحدثني أبو ليلى عبدالله بن َ
حصههن سْهل النصاري ،أخو بني حارثة :أن عائشة أم المؤمنين كانت في ِ الرحمن بن َ
بني حارثة يوم الخندق ،وكان من أحرز حصون .المدينة .
قال :وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن ؛ فقالت عائشة وذلك قبههل أن ُيضههرب
عه كّلها ،وفى يده قّلصة ،قد خرجت منها ذرا ُ م َ
علينا الحجاب :فمر سعد وعليه ِدرع له ُ
حربته يرفل بها ويقول :
ل ج ْ
ت إذا حان ال َ س بالمو ِ ل بأ َ م ْ
ل ج َ ت قليل يشهد ُ الهْيجا َ #لبث ْ
خرت . قال :فقالت له أمه :الحقْ ،أي بني ،فقد والله أ ّ
ت أن ِدرع َ سعد كانت أسبغ مما هي قالت عائشة :فقلت لها :يا أم سعد ،والله لودد ُ
قطههع ت عليه حيث أصاب السهم منه ،فُرمى سههعد بههن معههاذ بسهههم ،ف ُ ؛ قالت :وخف ِ
َ َ
حل ،رماه كما حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة ،حبان بن قْيس ابههن العَرِقههة ، منه الك ْ َ
أحد بني عامر
ابن لؤي ،فلما أصابه ،قال :خذها منى وأنا ابن العَرِقَههة؛ فقههال لههه سههعد :عَهّرق اللههه
وجهك في النار ،اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لههها ،فههانه ل قههوم
أحب الي أن أجاهدهم من قوم أذ َْوا رسوَلك وكههذبوه وأخرجههوه ،اللهههم وإن كنههت قههد
وضعت الحرب بيننا
وبينهم فاجعله لي شهادة ،ول تمتنى حتى ُتقّر عينى من بني قريظة.
قاتل سعد بن معاذ :قال ابن اسحاق :وحدثني من ل أتهم عههن عبههدالله بههن كعههب بههن
شمى ،حليف بني مخزوم . ج َ مالك أنه كان يقول :ما أصاب سعدا يومئذ إل أبو أمامة ال ُ
شعر لقاتل سعد :وقد قال ابو أمامة في ذلك شعرا لعكرمة بن أبي جهل :
فداك بآطام ِ المدينةِ خالد ُ يل لههه ٍ م هل لمتنى اذ تقو ُ كر ُ #أع ْ
لها بين أثناِء المراِفق عاند ُ شههة مرِ ّت سعدا ُ ت الذي ألزم ُ #ألس ُ
ط والعذاَرى النواهد ُ م ُ ش ْ عليه ال ّ سَعيد فاعولههت #قضي نحَبه منها ُ
ُيكابد ُ إذ ممنه ُ عبيدةُ جمعا ُ ت عنه وقد دعها #وأنت الذي دافعْ َ
عن القصدِ قاصد ُ بمرعو ٌ َ وآخر قه
هم جائر عن طري ِ #على حين ما ُ
قال ابن هشام :ويقال :إن الذي رمى سعدا خفاجة بن عاصم ابن حبان .
حديث حسان في وقعة الخنهدق :قهال ابهن اسهحاق :وحهدثني يحيهى بهن عَّبهاد بهن
حصههن صفية بنت عبد المطلب في َفاِرع ِ ، عبدالله بن الزبير ،عن أبيه عَّباد قال :كانت َ
حسان بن ثابت قالت :وكان حسان بن ثابت معنا فيه ،مههع النسههاء والصههبيان .قههالت
ت بنو قَُريظة ،وقطعت صفية :فمر بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن ،وقد حارب ْ
ما بينها وبين رسول الله صهلى اللههه عليههه وسهلم وليهس بيننهها وبيَنهههم أحهد يههدفع عنها،
ورسول الله صلى الله عليه وسههلم والمسههلمون فههي نحههور عههدوهم ل يسههتطيعون أن
ينصرفوا عنهم الينا إن أتانا آت.
صن ،وإنى والله مهها ح ْقالت :فقلت :يا حسان ،إن هذا اليهودي كما ترى ُيطيف بال ِ
شهغل عنها رسهول اللهه صهلى اللهه ن ورأَءنا من يهود ،وقهد ُ م ْ ل على عورِتنا َ آمنه أن ي َد ُ ّ
عليه وسلم وأصحابه ،فأنزل إليه فأقتْله ؛ قال :يغفههر اللههه لههك يابنههة عبههد المطلههب ،
ت ما أنا بصاحب هذا .قالت :فلما قههال لههي ذلههك ،ولههم أَر عنههده شههيئا، والله لقد عرف ِ
ت عمودا ،ثم نزلت من الحصههن إليههه فضههربته بههالعمود حههتى قتلتههه . ت ثم أخذ ُ احتجْز ُ
قالت :فلما فرغت منه ،رجعت إلى الحصن ،فقلت :يا حسان ،انزل اليههه فاسههلْبه ،
سهْلبه مهن حاجهة يابنههة عبههد سهْلبه إل أنهه رجهل ،قهال :مها لهي ب َ فإنه لم يمنعنى مهن َ
المطلب .
خداع ُنعيم المشركين :قال ابن اسحاق :وأقام رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم
وأصحابه ،فيما وصف الله من الخوف والشدة ،لتظاهر عدوهم عليهم ،وإتيانهم إيههاهم
من فوقهم ومن أسفل منهم.
خلوة فد بن هلل بههن َ قال :ثم إن ُنعيم بن مسعودبن عامر بن أن َْيف بن ثعلبة بن قُن ْ ُ
طفان ،أتى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ،فقههال :يهها بن أشجع بن َرْيث بن غَ َ
ت ،وإن قومى لم يعلموا بإسلمى ،فمرنى بما شئت . رسول الله ،إنى قد أسلم ُ
ذل عنا إن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :انما أنت فينا رجل واحد ،فخ ّ
استطعت ،فإن الحرب خدعة.
فخرج ن َُعيم بن مسعود حتى أتى بني قَُريظة ،وكان لهم نديما في الجاهليههة ،فقههال :
ت ،لسههت صة ما بينى وبينكم ،قههالوا :صههدق َ يا بني قريظة ،قد عَرفتم ودي إياكم ،وخا ّ
طفان ليسوا كانتم ،والبلد بلدكم ،فيه أموالكم عندنا بمتهم ؛ فقال لهم :إن قريشا وغَ َ
ولوا منه إلى غيره ،وإن قريشا وغطفان قد ح ّوأبناؤكم ونساؤكم ،ل تقدرون على أن ت َ َ
جاءوا لحرب محمد وأصهحابه ،وقهد ظهاهرتموهم عليهه ،وبلهدهم وأمهوالهم ونسهاؤهم
وابغيره ،فليسوا كأنتم ،فإن رأوا ن ُهَْزة أصابوها ،وإن كان غير ذلك لحقوا ببلدهم وخّلهه ْ
ة لكم بههه إن خل بكههم ،فل ُتقههاتلوا مههع القههوم حههتى ن الرجل ببلدكم ول طاق َ بيَنكم وبي َ
تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم ،يكونوا بأيديكم ثقة لكم على أن ُتقاتلوا معهههم محمههدا
حتى تناجزوه ،فقالوا :لقد أشرت بالرأي
ثم خرج حتى أتى قريشا ،فقال لبى سفيان بن حرب ومن معه من رجههال قريههش :
قد عََرفتم ودي لكم وفراقي محمدا ،وإنه قد بلغنى
قا أن أبلغكموه ُ ،نصحا لكم فاكتموا عني ،فقههالوا :نفعههل :قههال : يح ّ أمر قد رأيت عل ّ
دموا على ما صههنعوا فيمهها بيَنهههم وبيههن محمههد ،وقههد أرسههلوا ت َعَّلمو أن معشر يهود قد ن َ ِ
منا على ما فعلنا ،فهل يرضيك أن نأخههذ لههك مههن القبيلههتين مههن قريههش إليه :أنا قد ندِ ْ
وغطفان رجال من أشرفهم فنعطيكهم ،فتضرب أعناَقهم ثم نكون معك على من بغههي
ت إليكم يهود يلتمسون منكههم ن نعم .فإن بعث ْ ل إليهم :أ ْ منهم حتى نستأصَلهم ؟ فارس َ
رهنا من رجالكم فل تدفعوا إليهم منكم رجل واحدا.
بطفان ،فقال :يا معشر غطفان ،إنكم أصلي وعشيرتى ،وأح ّ ثم خرج حتى أتى غَ َ
ت عنههدنا بمهتههم ؛ قههال :فههاكتموا ت ،ما أن َالناس إلى ،ول أراكم تتهمونى ؛ قالوا :صدق َ
ذرهم ما حهذرهم عني ؛ قالوا :نفعل ،فما أمُرك ؟ ،ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وح ّ
.
ما أنزل الله بالمشركين :فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس ،وكان مههن
صنع الله لرسوله صلى اللههه عليههه وسههلم ،أن أرسههل أبههو سههفيان ابههن حههرب ورءوس ُ
عكرمة بن أبي جهل ،في نفر من قريش وغطفههان ،فقههالوا ْ غَطفان إلى بني قريظة ِ : َ
دوا للقتال حههتى ننههاجَز محمههدا، ف والحافر ،فاغ ُ مقام ،قد هلك الخ ّ لهم :إنا لسنا بدار ُ
فرغَ مما بيننا وبينه ؛ فارسلوا اليهم :ان اليوم يوم السههبت ،وهههو يههوم ل نفعههل فيههه ون َ ْ
ف عليكههم ،ولسهنا مهع ذلههك خه َضنا حدثا ،فاصهابه مها لههم ي َ ْ شيئا ،وقد كان أحدث فيه بع ُ
ن نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيهدينا ثقهة لنها حهتى بالذي ٍ
شمروا إلههى ب ،واشتد عليكم القتال أن ت َن ْ َ ضّرستكم الحر ُ نناجَز محمدا ،فانا نخشى إن َ
بلِدكم
ت إليهههم الرسههل بمهها دنا ،ول طاقة لنا بههذلك منههه .فلمهها رجع ه ْ ل في بل ِ وتتركونا ،والرج ُ
َ
قالت بنو ُقريظة ،قالت قريش وغَطفان :والله إن الذين حدثكم ن َُعيم بن مسعود لحهق
،فارسلوا إلى بني قريظة :إنا والله ل ندفع إليكههم رجل واحههدا مههن رجالنهها ،فههإن كنتههم
تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا ،فقالت بنو ُقريظة ،حين انتهت الرسل إليهههم بهههذا :إن
الذين ذكر لكم ن ُعَْيم بن مسعود لحق ،ما يريههد القههوم إل أن يقههاتلوا ،فههإن رأوا فرصههة
ن الرجل في بلدكم ؛ انتهزوها ،وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلدهم .وخلوا بينكم وبي َ
وا
هنهها فههأب َ ْ فارسلوا إلى قريش وغطفان :إنا والله ل نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا ُر ُ
ذل الله عليهم ،وخ ّ
كفههأ ل شههاتيةٍ بههاردةٍ شههديدةِ الههبرِد ،فجعلههت ت َ ْ ح فههي ليهها ٍ بيَنهم ،وبعث الله عليهم الريه َ
قدوَرهم ،وتطرح أبنيَتهم .
استخبار ما حل بالمشركين :قال فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهها
حذيفة ابن اليمان ،فبعثه اليهم ، رهم ،وما فّرق الله من جماعتهم ،دعا ُ اختلف من أم ِ
لينظر ما فعل القوم ليل.
قال ابن اسحاق :فحدثني يزيد ُ بن زياد ،عن محمد بن كعب القرظى ،قال :قال رجههل
من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان :يا أبا عبدالله ،أرايتم رسول الله صههلى اللههه عليههه
وسلم وصحبتموه ؟ قال :نعم ،يابن أخى قال :فكيههف كنتههم تصههنعون ؟ قههال :واللههه
لقد كنا َنجَهد؛ قال :فقال :والله لو أدركناه مهها تركنههاه يمشههي علههى الرض ولحملنههاه
على أعناقنا .قال :فقال حذيفة :يابن أخى والله لقد رأيُتنا مع رسول اللههه صههلى اللههه
عليه وسلم بالخندق ،وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هُوِّيا مههن الليههل ،ثههم
التفت إلينا فقال :من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع -يشرط
له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة -أسأل الله تعههالى أن يكههون رفيقههي فههي
الجنة؟ فما قام رجل من القوم ،من شدة الخوف ،وشدة الجوع ،وشدة الههبرد؛ فلمهها
لم يقم أحد ،دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فلم يكن لي ُبد من القيام حيههن
ح هدِث َ ّ
ن دعاني ؛ فقال :يا حذيفة اذهب فادخل مع القههوم ،فههأنظر مههاذا يصههنعون ،ول ت ُ ْ
شيئا حتى تأتيَنا .قال :فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل
در ول نارا ول بناء ،فقام أبو سفيان فقال :يا معشر قريش ،لينظر امرؤ ،ل ُتقر لهم قِ ْ
من جليسه ؟ قال حذيفة :فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبى ،فقلت :من أنههت ؟
قال :فلن ابن فلن .
أبو سفيان ينادي بالرحيل :ثم قال أبو سفيان :يهها معشههر قريههش ،إنكههم واللههه مهها
كراع والخف ،وأخلفْتنا بنو قريظة ،وبلغنهها عنهههم الههذي مقام ،لقد هلك ال ُ أصبحتم بدار ُ
در ،ول تقههوم لنهها نههار ،ول ن ،مهها تطمئن لنهها قِه ْ نكره ،وَلقينا مههن شههدة الريههح مهها ت َهَروْ َ
مْرَتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول ،فجلس عليههه ، يستمسكلنا بناء ،فارتجلوا فإنى ُ
ث ،فههوالله مهها أطلههق عقههاله إل وهههو قههائم ،ولههول عهههد ثم ضربه ،فوثب به على ثل ٍ
ي "أن ل ُتحههدث شههيئا حههتى تههأتيني" ،ثههم شههئت ، رسول الله صلى الله عليه وسلم إل ه ّ
لقتلته بسهم .
رجوع حذيفة بالخبر اليقين :قال حذيفة :فرجعت إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه
ط لبعض نسائه ،مراجل . مْر ٍ وسلم وهو قائم يصلي في ِ
قال ابن هشام :المراجل :ضرب من وشى اليمن .فلما رآني ادخلني إلى رجليه ،
مرط ،ثم ركع ي ط ََرف ال ِ و َ
طرح عل ّ
طفههان بمهها فعلههت قريههش ، ت غَ َ معَ ْ وسجد ،وإني لفيه ،فلما سهّلم أخههبرته الخههبر ،و َ
سه ِ
فانشمروا راجعين إلى بلدهم .
الرجوع من الخندق :قال ابن اسحاق :ولما أصبح رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم
انصرف عن الخندق راجعا إلى المدينة والمسلمين ،ووضعوا السلح .
غزوة بني قريظة في سنة خمس
ل اللههه صههلى اللههه جبريل يأتي بحرب بني قريظة :فلما كانت الظهر،أَتى جبريل رسههو َ
سههتبرق ،علههى بغلههة عليههها جههرا بعمامههة مههن ا ْ معْت َ ِعليه وسلم ،كمهها حههدثني الزهههري ُ ،
ت السههلح يهها رسههو َ
ل اللههه ؟ قههال : حاَلة ،عليها قطيفة من ديباج ،فقال :أوَقَد ْ وضع َ
رِ َ
ن إل مههن طلههب ت ال َ
د ،ومهها رجع ه ْ
ح بع ه ُ
ت الملئكة السههل َ نعم فقال جبريل :فما وضع ِ
القوم ،إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني ُقريظههة ،فههإنى عامههد إليهههم
فمزلزل بهم .
مؤذنهها ،فههأّذن فههي النههاس ،مههن كههان سههامعا فأمر رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ُ
ن العصر إّل ببني قريظة .مطيعا ،فل يصلي ّ
واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ،فيما قال ابن هشام .
دم رسههول اللههه علي يبلغ الرسول ما سمعه من بني قريظة :قال ابن اسحاق :وق ه ّ
س. صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب برايتههه إلههى بنههي ُقريظههة ،وابتههدرها النهها ُ
ة قبيحة لرسول لّله فسار علي بن أبي طالب ،حتى إذ دنا من الحصون سمع منها مقال ً
ل لّله صههلى اللههه عليههه وسههلم بههالطريق ، ى رسو َ صلى الله عليه وسلم ،فرجع حتى ل َ ِ
ق َ
فقال :يا رسول لّله ،ل عليك أن ل تدنو من هؤلء الخابث ؛ قال :لم ؟ أظنك سمعت
ذى؟ قال :نعم يا رسول الله ؛ قال :لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا ،فلما منهم لي أ ً
ة ،هههل ن القِههرد َ ِ دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مههن حصههونهم .قههال :يهها إخههوا َ
ت جهول أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته ؟ قالوا :يا أبا لقاسم ،ما كن َ
حية الكلبي :ومر رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم بنفههر مههن جبريل في صورة دِ ْ
صوَْرْين قبل أن يصل إلى بني قريظة ،فقال :هل مر بكههم احههد؟ قههالوا :يهها أصحابه بال ّ
حالههة ،عليههها حية بن خليفة الكلبى ،على بغلههة بيضههاء عليههها رِ َ رسول الله ،قد مر بنا دِ ْ
قطيفة ديباج .فقال رسول الله صلى الله عليه وسههلم :ذلههك جبريههل ُ ،بعههث إلههى بنههي
ُقريظة يزلزل بهم حصونهم ،ويقذف الرعب في قلوبهم .
ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني ُقريظة :نههزل علههى بئر مههن آباِرههها
من ناحية اموالهم يقال لها بئر أنا.
قال ابن هشام :بئر أنى.
ل منهههم مههن تجمع المسلمين للقتال :قال ابن اسحاق :وتلحق به الناس ،فأتى رجا ٌ
بعد العشاء الخرة ،ولم يصّلوا العصر ،لقول رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم :ل
وا أن ن أحد العصر إل ببني قريظة ،فشغلهم ما لم يكن منه بههد فههي حربهههم ،وأب ه ْ يصلي ّ
يصلوا ،لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :حتى تأتوا بني قريظة " فصلوا العصر
بها ،بعد العشاء الخرة ،فما عابهم اللههه بهذلك فهي كتهابه ،ول عنفههم به رسهول اللههه
صلى الله عليه وسلم .حدثني
معِْبد بن كعب بن مالك النصاري . بهذا الحديث أبي :اسحاقُ بن يسار ،عن َ
حصار بني قريظة :قال :وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين
ليلة ،حتى جهدهم الحصار ،وقذف الله في قلوبهم الرعب .
حيى بن أخطب دخل مههع بنههي قريظههة فههي حصههنهم ،حيههن رجعههت عنهههم وقد كان ُ
طفان وفاًء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه . قريش وغَ َ
كعب بن أسد ينصح قومه :فلما أيقنوا بأن رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم غيههر
منصرف عنهم حتى يناجَزهم ،قال كعب بن أسد لهم :يا معشر يهود ،قد نزل بكم من
المر ما ترون ،وأنى عارض عليكم خلل ثلثا؛ فخذوا أيها شئتم ؛ قالوا :وما هي ؟ قهال
سههل ،وأنههه للههذي تجههدونه مْر َ :نتابع هذا الرجل ونصدقه فوالله لقد تبين لكم أنه لنههبي ُ
منون على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم ،قالوا :ل نفههارق حكههم في كتابكم ،فتأ َ
م فلنقتههل أبناَءنهها التوراة أبدا ،ول نستبدل به غيره ؛ قال :فههإذا أبيتههم علههى هههذه ،فهله ّ
قل، ف ،لههم نههترك وراءنهها ث َ َ صِلتين السيو َ م ْونساَءنا ،ثم نخرج إلى محمد وأصحابه رجال ُ
حتى يحكم الله بيننا وبين محمد ،فإن ن َهِْلك نهِلك ،ولم نترك وراَءنا نسل نخشى عليه ،
ن النسههاَء والبنههاَء قههالوا :نقتههل هههؤلء المسههاكين ! فمهها خيههر ري لنجههد ّ م ِ
وإن نظهر فلعَ ْ
دهم ؟ قال :فإن أبيتم على هذه ،فإن الليلة ليلة .السههبت ،وأنههه عسههى أن العيش بع َ
ة،
ب مههن محمههد وأصههحابه ِغ هَر ً يكون محمد وأصحابه قد آمنونا فيها ،فأنزلوا لعلنهها ُنصههي ُ
سْبتَنا علينا ،ونحدث فيه مالم يحدث مههن كههان قبلنهها إل مههن قههد علمههت ، قالواُ :نفسد َ
ف عليك من المسخ ! قال :ما بات رجل منكههم منههذ ولههدته أمههه ليلههة خ َ فأصابه ما لم ي َ ْ
واحدة من الدهر حازما.
قصة أبي لبابة في هذه الغزوة :قال :ثم أنهم بعثوا إلى رسول الله صلى اللههه عليههه
ث إلينا أبا ُلبابة بن عبد المنذر ،أخا بني عمرو ابن عههوف وكههانوا حلفههاء وسلم :أن ابع ْ
الوس ،لنستشيره في أمرنا ،فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ؛ فلمهها
رأْوه قام إليه الرجال ،وجهش إليه النساُء والصههبيان يبكههون فههي وجهههه ،فهَرقّ لهههم ،
وقالوا له :يا أبا ُلبابة أترى أن ننزل على حكم محمههد؟ قهال :نعهم ،وأشهار بيهده إلهى
قه ،إنه الذبح . حل ِ
ت أنهي قهد خنهت اللهه دماي مهن مكانهمها حهتى عرفه ُ قال أبو لبابة :فوالله ما زالهت َقه َ ُ
ورسوَله صلى الله عليه وسلم.
ثم أنطلق أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم حههتى ارتبههط
ى مما ب الله عل ّ ح مكاني هذا حتى يتو َ مده ،وقال :ل أبْر ُ في المسجد إلى عمود من عُ ُ
َ
خنت الله ورسوله فيههه ت ؛ وعهد الله :أن ل أطأ بني قريظة أبدا ،ول أرى في بلد ُ صنع ُ
أبدا.
ما نزل في أبي لبابة :قال ابن هشههام :وأنههزل اللههه تعههالى فههي أبههي لبابههة ،فيمهها قههال
سفيان بن عيينة ،عن اسماعيل بن أبي خالد ،عن عبههدالله بههن أبههي َقتههادة ) :ي َهها أ َي ّهَهها
ن] النفال.[27 : َ َ
مو َ م ت َعْل َ ُ
م وَأن ْت ُ ْماَنات ِك ُ ْ
خوُنوا أ َ
ل وَت َ ُسو َ خوُنوا الله َوالّر ُ مُنوا َل ت َ ُ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
قال ابن اسحاق :فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره ،وكان قد استبطأه
،
ت له ،فأما إذ ْ قد فعل ما فعل ،فما أنا بالههذي أطلقههه قال :أما انه لو جاءني لستغفر ُ
ب الله عليه . من مكانه حتى يتو َ
س هْيط : توبة الله على أبي لبابة :قال ابن اسحاق :فحدثني يزيد ُ بن عبههدالله بههن قُ َ
حر ،وهههو فههي وبة أبي لبابة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مههن الس ه َ إن ت َ ْ
بيت أم سلمة .فقالت أم سلمة :فسههمعت رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم مههن
سهّنك . م تضحك يهها رسههول اللههه ؟ أضههحك اللههه ِ م ّالسحر وهو يضحك قالت :فقلت ِ :
قال :تيب على أبي لبابة .قالت :قلت :أفل أبشره يهها رسههول اللههه ! قههال :بلههى ،إن
ب، ب عليهههم الحجهها ُ شههئت .قههال :فقههامت علههى بههاب حجرتههها ،وذلههك قبههل أن ُيضههر َ
فقالت :يا أبا ُلبابة ،أبشر فقد تاب الله عليك قالت :فثار الناس إليه ليطلقهوه فقهال :
ل الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده ؛ فلمهها مههر ن رسو ُ ل والله حتى يكو َ
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا إلى صلة الصبح أطلقه .
ل
ت ليا ٍ جزع س ّ مرتبطا بال ِ ما نزل في توبة أبي لبابة :قال ابن هشام :أقام أبو لبابة ُ
،تأتيه امرأته في كل وقت صلة ،فتحله للصلة ،ثم يعود فيرتبط بالجذع ،فيما حههدثني
ن اعْت ََرفُههوا خهُرو َ ض أهل العلم ،والية التي نزلت في توبته قههول اللههه عههز وجههل َ :وآ َ بع ُ
م. َ
حيهه ٌ فوٌر َر ِ ن الله غَ ُ م إِ ّ ب عَل َي ْهِ ْ ن ي َُتو َ سى الله أ ْ سي ًّئا عَ َخَر َ حا َوآ َ مًل َ
صال ِ ً طوا عَ َ خل َ ُم َ ب ِذ ُُنوب ِهِ ْ
]التوبة[102 :
س هْعية، سههيد بههن َ دل :قال ابن اسحاق :ثم ان ثعلبة بن سعية ،وا َ إسلم بعض بني هَ ْ
دل ،ليسوا من بني ُقريظة ول النضير ،نسبهم فوق أسد بن عبيد ،وهم نفر من بني .هَ ْ
ذلك ،هم بنو عم القوم ،أسلموا تلك الليلة الههتي نزلههت فيههها بنههو قريظههة علههى حكههم
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قَرظههى ،فمههر بحههرس دى ال ُسع ْ َ مرو بن ُ دى :وخرج في تلك الليلة عَ ْ سعْ َ
قصة عمرو بن ُ
َ
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وعليه محمد بن مسلمة تلك
عمههرو بهن سههعدى -وكهان عمههرو قههد أبههي أن الليلة؛ فلما رآه قال :من هذا؟ قال أنهها َ
يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله صلى الله عليه وسههلم ،وقههال :ل أغههدر
سَلمة حين عرفه :اللهم ل تحرمني إقالة عثرات الكرام م ْبمحمد أبدا -فقال محمد بن َ
ب مسجد رسول الله صلى اللههه عليههه ،ثم خّلى سبيله .فخرج على وجهه حتى أتى با َ
ذكر وسلم بالمدينة تلك الليلة ،ثم ذهب فلم ُيدر أين توجه من الرض إلى يومه هههذا ،فه ُ
ض
لرسول الله صلى الله عليه وسلم شأنه ؛ فقال :ذاك رجل نجاه اللههه بوفههاِئه .وبعه ُ
مة فيمن أوثق مههن بنههي قريظههة ،حيههن نزلههوا علههى حكههم الناس يزعم أنه كان أوثق برِ ّ
ملقاة ،ول ي ُد َْرى أيههن يههذهب ،فقههال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأصبحت رمته ُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تلك المقالة ،والله أعلم أي ذلك كان .
تحكيم سعد في أمر بني قريظة :قال :فلمهها أصههبحوا نزلههوا علههى حك هم ِ رسههول اللههه
نس ،فقههالوا :يهها رسههول اللههه ،إنهههم موالينهها دو َ صلى الله عليه وسههلم ،فتههواثبت الوْ ُ
علمههت -وقههد كههان رسههول اللههه الخزرج ،وقد فَعَْلت في موالى إخواننا بالمس ما قد َ
صلى الله عليه وسلم قَْبل بني قريظة قد حاصر بني قَي ُْنقاع ،وكههانوا حلفههاء الخههزرج ،
سُلول ،فوهبهم له -فلما كلمته فنزلوا على حكمه ،فسأله إياهم عبدالله ابن أبي ابن َ
الوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أل ترضون يهها معش هَر الوس أن يحكههم
فيهم رجل منكم ؟ قالوا :بلى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فذاك إلى سعد
بن معاذ.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل سعد بن معهاذ فهي خيمهة لمهرأة مهن
حى، سلم ،يقال لها ُرفَْيدة ،في مسجده ،كانت تداوي الجر َ أ ْ
ض هْيعة مههن المسههلمين ،وكههان رسههول اللههه وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت بههه َ
صلى الله عليه وسلم قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق :اجعلههوه فههي خيمههة
ده من قريب .فلما حكمه رسول الله صلى الله عليه وسههلم فههي بنههي ُرفَْيدة حتى أعو َ
دم وكان رجل جسههيما طئوا له بوسادة من أ َ قريظة ،أتاه قومه فحملوه على حمار قد وَ ّ
مرو، جميل ،ثم أقبلوا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهم يقولون :يا أبا عَ ْ
ن في مواليك ،فإن رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم إنمهها ولك ذلههك لتحسههن أحس ْ
ومههة لئم .فرجههع فيهم ؛ فلما أكثروا عليه قال :لقد أنى لسعد أن ل تأخذه فههي اللههه ل ْ
ل بنههي قريظههة، بعض من كان معه من قومه إلى دار بني عبد الشهل ،فنعى لهم رجا َ
قبل أن يصل إليه سعد ،عن كلمته التى سمع منه .
فلما أنتهى سعد ٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ،قههال رسههول اللههه
صلى الله عليه وسلم :قوموا إلى سّيدكم -فأما المهههاجرون مههن قريههش ،فيقولههون :
م بههها إنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم النصاَر؛ وأما النصار :فيقولون :قد عَ ّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقاموا إليه ،فقالوا :يا أبا عمرو ،إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولك أمههر
مواليك لتحكم فيهم .فقال سعد بن معاذ :عليكم بذلك عهد اللههه وميثههاقه ،أن الحكههم
ت ؟ قالوا :نعم .وعلى من هاهنها؟ فهي الناحيهة الهتي فيهها رسهول اللهه م ُ حك ْ فيهم لما َ
ً
رض عن رسول الله صلى الله عليههه وسههلم إجلل لههه ؛ مع ْ ِصلى الله عليه وسلم ،وهو ُ
قت َههل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ؛ قال سعد :فههإنى أحكههم فيهههم أن ت ُ ْ
سَبى الذراري والنساء. ل ،وت ْ سم الموا ُ ق ّ الرجا ُ
ل ،وت ُ َ
رضاه عليه الصلة والسلم بحكم سعد :قال ابن اسحاق :فحدثني عاصم بن عمههر بههن
معاذ ،عن علقمة بن وقاص الليثي ،قال قتادة ،عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن ُ
ق ت فيهم بحكهم ِ اللههه مههن فههو ِ :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد":لقدحكم َ
سبعةِ أرقعة" .
ض مهن أثههق بههه مهن علي ينهي المعركة لصالح المسلمين :قال ابن هشام :حدثني بعه ُ
أهل العلم :أن علي بن أبي طالب صاح وهم محاصرو بني قريظة :يهها كتيبههة اليمههان ،
وتقدم هو والزبير بن العوام ،وقال :والله لذوقن ما ذاق حمههزة أو لفتحههن حصههنهم ،
فقالوا :يا محمد ،ننزل على حكم سعد بن معاذ.
حبس بني قريظة ومقتلهم :قال ابههن اسههحاق :ثههم اس هُتنزلوا ،فحبسهههم رسههول اللههه
صلى الله عليه وسلم بالمدينة في دار بنت الحارث ،امرأة من بني النجههار ،ثههم خههرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق المدينة ،التي هى سوقها
اليوم ،فخندق بها خنادق ،ثم بعث اليهم ،فضرب أعناَقهم فههي تلههك الخنههادق ،يخههرج
حيى بن أخطب ،وكعب بن أسد ،رأس القههوم ،وهههم بهم إليه أْرسال ،وفيهم عدو الله ُ
ستمائة أو سبعمائة ،والمكثر لهم يقول :كانوا بين الثمانمائة والتسعمائة .
وقد قالوا لكعب بن أسد ،وهم يذهب بهم إلى رسههول اللهه صههلى اللهه عليهه وسههلم
اْرسال :يا كعب ،ما تراه يصنع بنا؟ قال :أفي كل موطن ل تعقلون ؟ أل ترون الداعى
ل ! فلم يزل ذلك الههدأب حههتى زع ،وأنه من ذهب به منكم ل يرجع ؟ هو والله القت ُ ل ي َن ْ ِ
فرغ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قاحيههة -قههال حلههة لهه ف ّ حيى بن أخطب عدو الله ،وعليههه ُ مقتل ابن أخطب :وأتي ب ُ
شي -قد شقها عليه من كل ناحيههة ق هد َْر أنملههة لئل ابن هشام :فقاحية :ضرب من الوَ ْ
سَلبها ،مجموعة يداه إلى عنقه بحبل ،فلمهها نظههر إلهى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه يُ ْ
ل اللههه ُيخههذل ،ثههم خذ ُ ِ
وسلم ،قال :أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ،ولكنه من ي َ ْ
أقبل على الناس ،فقال :أيها الناس ،إنه ل بأس بأمر الله ،كتاب وقدر ملحمههة كتبههها
ضربت عنقه . الله على بني اسرائيل ،ثم جلس ف ُ
شعر جبل في مقتل حيي بن أخطب :فقال جبل بن جوال الثعلبى:
لُيخذ ِ ذل الله ولكنه من يخ ُ سهب نف َ ن أخط َ مرك ما لم اب ُ #لعَ ْ
ل
ق ِ
مقل ِ
قل يبغى العّز كل ُ وقل َ س عذَرها #لجاهد حتى أبلغَ النف َ
قتل امراة من نسائهم وسببه :قال ابن اسحاق :وقد حدثني محمد بن جعفههر بههن
الزبير ،عن عروة بن الزبير ،عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت :لم ُيقتل مههن نسههائهم
دث معى ،وتضحك ظهرا وبطنهها ،ورسههول ح ّ
إل امرأة واحدة .قالت :والله إنها لعندي ت َ َ
الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجاَلها في السوق ،إذ هتف هاتف باسمها :أين فلنههة؟
قالت :أنا والله .قالت :قلت لها :ويلك ؛ مالك ؟ قالت :أقتل :قلت :ولم ؟ قههالت :
ضرب عنقها؟ فكانت عائشههة تقههول :فههوالله مهها لحدث أحدثته ؟ قالت :فانطلق بها ،ف ُ
عرفت أنها ُتقتل . حكها ،وقد َ ض ِب نفسها وكثرة َ طي َ أنسى عجبا منها َ
ويد فقتلته . س َ قال ابن هشام :وهى التى طرحت الرحا على خلد بن ُ
ماس ،كمهها قصة الزبير بن باطا :قال ابن اسحاق :وقد كان ثابت بن قيس بن ال ّ
شه ّ
قَرظى ،وكان يكنى أبا عبد الرحمن ذكر لي ابن شهاب الزهري ،أتى الزبير ابن باطا ال ُ
ن على ثابت بن قيس بن شماس في الجاهلية ،ذكر لههي بعههض ولههد م ّ -وكان الزبير قد َ
َ ّ
ن عليه يوم ب َُعاث ،أخذه فجز ناصيته ،ثم خلى سههبيله -فجههاءه ثههابت الزبير أنه كان م ّ
وهو شيخ كبير ،فقال :يا أبا عبد الرحمن ،هل تعرفني ؟
قال .وهل يجهل مثلى مثَلك ؛ قال :أنى قد أردت أن أجزَيك بيههدك عنههدي ،قههال :إن
مجزى الكريم . م ُالكري َ
ل الله صلى الله عليه وسلم فقال :يا رسول الله إنههه قههد ن قيس رسو َ تب ُثم أتى ثاب ُ
مهه ؟ فقهال رسهول اللهه ت أن أجزَيه بههها ،فههب لهي د َ منة ،وقد أحبب ُ ى ِ كانت للزبير عل ّ
صلى الله عليه وسلم :هو لك فأتاه ،فقال :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قههد
مك ،فهو لك ،قال :شيخ كبير ل أهل له ول ولد ،فما يصنع بالحياة؟ وهب لي د َ
ل الله صههلى اللههه عليههه وسههلم فقههال :بههأبى أنههت وأمههي يهها ت رسو َ َقال :فأتى ثاب ٌ
ده ؟ قال :هم لك :قال :فأتاه فقال :قههد وهههب لههي رسول الله ،هب لي امرأته وول َ
دك ،فهم لههك قههال :أهههل بيههت بالحجههاز ل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلك وول َ
مال لهم ،فما بقاؤهم على ذلك ؟
ل الله صلى الله عليه وسلم ،فقال :يا رسول اللههه ،مههاله ،قههال : ت رسو َ فأتى ثاب ٌ
هو لك .فأتاه ثابت فقال :قد أعطانى رسول الله صلى الله عليه وسههلم مالههك ،فهههو
صينية يتراءى فيها عَههذاَرى الحههي ، لك .قال :أى ثابت ،ما فعل الذي كان وجهه مرآة ِ
ي بههن أخطههب ؟ ب بن أسد؟ قال ُ :قتل ،قال :فما فعل سيد الحاضههر والبههادي حي ه َ كع ُ
وأل ؟ م ْ
سه َ
دمتنا إذا شددنا ،وحاميُتنا إذا فررنهها ،عَههزال بههن َ ق ّم َ قال ُ :قتل قال فما فعل ُ
قال :قتل :قال :فما فعل المجلسان ؟ يعنى بني كعب بههن قريظههة وبنههي عمههرو بههن
قريظة؛ قال :ذهبوا قتلوا؟ قال :فإنى أسألك يا ثابت بيدي عندك إل ألحقتنى بالقوم ،
دلو ناضههح حههتى ألقههى فوالله ما في العيش بعد هؤلِء من خير ،فما أنا بصابر لله َفتلة َ
الحبة ،فقدمه ثابت ،فضرب عنقه .
فلما بلغ أبا بكر الصديق قوله " ألقى الحبة " .قال :يلقاهم والله في نار جهنههم خالههدا
فيها مخلدا.
سلمى في " قبلة ": ْ قال ابن هشام :قبلة دلو ناضح .قال زهير بن أبي ُ
د َفَ َ
قا قائما يداه العََراقي على تل يتغّنى كلما َقههد ََر ْ #وقاب ِ ٍ
وهذا البيت في قصيدة له .
قال ابن هشام :ويروى :وقابل يتلقى ،يعني قابل الدلو يتناول .
أمر عطية القرظي ورفاعة بن سمؤال :قال ابن اسحاق :وكان رسول اللههه صههلى
الله عليه وسلم قد أمر بقتل كل من أنبت منهم .
عميههر ،عههن عطيههة شعبة بن الحجاج ،عن عبد الملك بن ُ قال ابن اسحاق :وحدثني ُ
القرظى ،قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن ُيقتل من بني قريظة
ت غلما ،فوجدوني لم أنبت ،فخلوا سبيلي . كل من أنبت منهم وكن ُ
قال ابن إسحاق :وحدثني أيوب بن عبد الرحمن بن عبدالله بههن أبههي صعصههعة أخههو
ذر ،أخت سليط ابن أخت سليط بن مى بنت قيس ،أم المن ِ سل ْ َبني عدي بن النجار :أن َ
ّ
قيس -وكانت احدى خالت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قد صلت معه القبلتين ،
وبايعته بيعة النساء -سالته
قرظي ،وكان رجل قد بلههغ ،فلذ بههها ،وكههان يعرفهههم قبههل ذلههك ، ة بن سمؤال ال ُ رفاع َ
ب لي رفاعة ،فإنه قد زعم أنه سيصلي ويأكل فقالت :يا نبى الله ،بأبى أنت وأمي ،هَ ْ
حيته .
لحم الجمل ؛ قال :فوهبه لها ،فاست َ ْ
تقسيم الفيء :قال ابن اسحاق :ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال
سهههمان الخيههل بني قريظة ونساَءهم وأبناَءهم على المسلمين ،وأعلم في ذلك اليوم ُ
خمس ،فكان للفارس ثلثة أسههم ،للفههرس سههمان سهمان الرجال ،وأخرج منها ال ُ و ُ
م بنههي قريظههة ولفارسه سهم ،وللراجل من ليس له فرس ،سهم .وكانت الخيههل يههو َ
سهمان ،وأخرج منها الخمس ،فعلههى ستة وثلثين فرسا ،وكان أول فيء وقعت فيه ال ّ
سنتها وما مضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وقعت المقاسههم ،ومضههت
سنة في المغازي .ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد النصههاري ال ّ
شهل بسبى من سبايا بني ُقريظة إلى نجد ،فابتاع لهم بها خيل وسلحا . أخا بني عبد ال ْ
إسلم ريحانة :قال :وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصههطفى لنفسههه مههن
خناَفة ،إحدى نساء بني عمرو ابههن ُقريظههة ،فكههانت عنههد نسائهم َرْيحانة بنت عمرو بن ُ
ملكههه ،وقههد كههان رسههول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ُتوفي عنها وهى فههي ِ
ب ؛ فقههالت : ب عليها الحجهها َ الله صلى الله عليه وسلم عرض عليها أن يتزوجها ،ويضر َ
يا رسول الله ،بل تتركنى في ملكك ،فهو أخف على وعليك ،فتركها .وقد كانت حيهن
صت بالسههلم ،وأبههت إل اليهوديههة ،فعزلههها رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه سباها قد تع ّ
رها .فبينهها هههو مههع أصههحابه ،إذ سههمع وقههع نعليههن وسلم ،ووجد في نفسه لذلك من أم ِ
فه ؛ فقال : خل َ
سْعية يبشهرني باسهلم َرْيحانهة؟ فجهاءه فقهال :يها رسهول اللهه ،قهد إن هذا لثعلبة بن َ
أسلمت َرْيحانة ،فسره ذلك من أمرها"
ما نزل من القرآن في الخندق وبني قريظة :قال ابن اسحاق :وأنزل الله تعههالى فههي
أمر الخندق ،وأمر بني قريظة من القرآن ،القصة في الحزاب ،يذكر فيها ما نزل من
البلء ،ونعمته عليهم ،وكفايته إياهم حين فرج ذلك عنهم ،بعد مقالة من قال من أهههل
َ َ
س هل َْنا عَل َي ْهِ ه ْ
م جن ُههود ٌ فَأْر َ جههاَءت ْك ُ ْ
م ُ م إ ِذ ْ َة الله عَل َي ْك ُ ْ م َمُنوا اذ ْك ُُروا ن ِعْ َ
نآ َ ذي َ النفاق َ } :ياأي َّها ال ّ ِ
صههيًرا{ ]الحههزاب .[9 :والجنههود قريههش ن بَ ِ مل ُههو َمهها ت َعْ َ
ن الله ب ِ َكا َها وَ َ م ت ََروْ َدا ل َ ْ جُنو ً حا وَ ُ ِري ً
وغطفان وبنو قريظة ،وكانت الجنود التي أرسل الله عليهم مع الريح الملئكههة .يقههول
َ الله تعالى }:إذ ْ جههاُءوك ُم مهن فَهوقك ُم وم ه َ
تصههاُر وَب َل َغَه ْ ت اْلب ْ َ م وَإ ِذ ْ َزاغَه ْمن ْك ُه ْ
ل ِ ف َ سه َ نأ ْ ْ ِ ْ َ ِ ْ ْ ِ ْ ِ َ
{ ]الحزاب [10 :فالذين جاءوهم من فوقهم بنو ن ْ ّ
ن ِبالله الظُنو َ ُ
جَر وَت َظّنو َ حَنا ِ ب ال ْ َ قُلو ُ ال ْ ُ
قريظة ،والذين جاءوهم من أسفل منهم قريش وغطفان .يقول الله تبارك وتعههالى }:
ي
ك اب ْت ُل ِ َهَُنال ِ َ
مهها ض َ مهَر ٌ م َ ن فِههي قُل ُههوب ِهِ ْ ذي َ ن َوال ّه ِ قو َ من َههافِ ُ ل ال ْ ُ قو ُ دا .وَإ ِذ ْ ي َ ُ دي ً ش ِ ن وَُزل ْزُِلوا زِل َْزاًل َ مُنو َ مؤْ ِ ال ْ ُ
معَّتب بن قشير إذ يقههول مهها ه إ ِّل غُُروًرا{ ]الحزاب،11 :ه [12لقول ُ سول ُ ُ وَعَد ََنا الله وََر ُ
ْ َ َ َ َ
م من ْهُه ْ ريهقٌ ِ ن فَ ِ سهت َأذِ ُ جُعوا وَي َ ْ م َفهاْر ِ ُ
م لكه ْ قهها َم َبل ُ ل ي َث ْرِ َ م َياأهْ َ من ْهُ ْ ة ِ ف ٌ ت طائ ِ َ قال}وَإ ِذ ْ َقال َ ْ
ن إ ِّل فِهَراًرا { ]الحههزاب[13 : دو َ ري ه ُ ن يُ ِ ي ب ِعَهوَْرةٍ إ ِ ْ مهها هِه َ ن ب ُُيوت ََنا عَوَْرةٌ وَ َ ن إِ ّ قوُلو َ ي يَ ُ الن ّب ِ ّ
ن أقْطارِهَهها{ َ َ َ َ َ
لقول أوس بن قَْيظي ومن كان على رايه من قومه}وَلوْ د ُ ِ
مه ْ م ِ ت عَلي ْهِه ْ خل ْ
]الحزاب :[14 :أى المدينة .قههال ابههن هشههام :القطههار :الجههوانب ؟ وواحههدها :قطههر،
وهي القتار ،وواحدها :قتر.
قال الفرزدق :
ة على القطاِر قعي ٌ م ْ ُ والخي ُ
ل ه لهم بههه #كم من ِغًنى فتح الل ُ
ويروى " :على القتار .وهذا البيت في قصيدة له.
مهها ت َل َب ّث ُههوا ب ِهَهها إ ِّل ة ] الحزاب : [14 :أي الرجوع إلى الشرك َلت َوْهَهها وَ َ فت ْن َ َسئ ُِلوا ال ْ ِ م ُ )ث ُ ّ
سهُئوًل م ْ ن عَهْهد ُ اللههه َ ن اْل َد ْب َههاَر وَك َهها َ ل َل ي ُوَل ّههو َ ن قَب ْه ُ مه ْ دوا اللههه ِ عاهَه ُ قد ْ ك َههاُنوا َ سيًرا * وَل َ َ يَ ِ
]الحزاب [15 ،14 :فهم بنو حارثة ،وهم الذين هموا أن يفشلوا يوم أحد مع بني سلمة
حين همتا بالفشل يوم أحد ،ثم عاهدوا الله أن ل يعودوا لمثلها أبههدا ،فههذكر لهههم الههذين
ت أ َْو موْ ِ ن ال ْ َ م ْ م ِ ن فََرْرت ُ ْ فَراُر إ ْ م ال ْ ِ فعَك ُ ْ ن ي َن ْ َ ل لَ ْ أعطوا من أنفسهم ،ثم قال تعالى ) :قُ ْ
ذا ال ّذي يعصمك ُم من الله ِ إن أ َراد بك ُهم سههوًءا أوَ ن إ ِّل قَِليًل* قُ ْ
ْ ِ ْ َ َ ِ ْ ُ ِ َْ ِ ُ ْ ِ ْ ن َ م ْ ل َ مت ُّعو َ ذا َل ت ُ َ ل وَإ ِ ً قت ْ ِ ال ْ َ
َ
ن مَعهوِّقي َ م اللهه ال ْ ُ صهيًرا* َقهد ْ ي َعَْله ُ ن الله وَل ِّيها وََل ن َ ِ دو ِ ن ُ م ْ م ِ ن ل َهُ ْ دو َ ج ُ ة وََل ي َ ِ م ً ح َ م َر ْ أَراد َ ب ِك ُ ْ
م ]الحزاب :[16،18 :أي أهل من ْك ُ ْ ِ
207
َ ْ ْ
ةح ً ش ّس إ ِّل قَِليًل :أي إل دفعا وتعذيرا أ ِ ن ال ْب َأ َ م إ ِل َي َْنا وََل ي َأُتو َ م هَل ُ ّ وان ِهِ ْخ َ ن لِ ْ قائ ِِلي َ النفاق َوال ْ َ
َ ن إ ِل َي ْ َ خو ُ َ م أي للضغن الذي في أنفسهم فَإ ِ َ
م دوُر أعْي ُن ُهُ ه ْ ك تَ ُ م ي َن ْظ ُُرو َ ف َرأي ْت َهُ ْ جاَء ال ْ َ ْ ذا َ عَل َي ْك ُ ْ
م قوك ُ ْ س هل َ ُ ف َ خ هوْ ُ ب ال ْ َ ذا ذ َهَ ه َ ت :أي إعظاما له وفرقا منه فَإ ِ َ موْ ِ ن ال ْ َ م ْ شى عَل َي ْهِ ِ ذي ي ُغْ َ كال ّ ِ َ
َ
سههبة ، ح ْ ة ،ول تحملهههم ِ دادٍ ؛ أي في القول بما ل تحبون ،لنهم ل يرجون آخر ً ح َ سن َةٍ ِ ب ِأل ْ ِ
ة من ل يرجو ما بعده . فهم يهابون الموت هيب َ
قال ابن هشام :سلقوكم :بالغوا فيكم بالكلم ،فأحرقوكم وآذوكم .
سهلق .قهال أعشهى بنهي قَْيهس بهن م ْ سَلق و ِ م ْسلق ،وخطيب ِ تقول العرب :خطيب َ
ثعلبة :
سلقُ ال ّ بوالخاط ُ مفيه ُ ةُ هد ة والنجه #فيهم المجد ُ والسماح ُ
وهذا البيت في قصيدة له .
َ ْ
ن دو َم َبا ُدوا ل َوْ أن ّهُ ْ
ب ي َوَ ّحَزا ُ ت اْل َ ْن ي َأ ِ م ي َذ ْهَُبوا قريش وغطفان وَإ ِ ْ ب لَ ْ حَزا َ ن اْل َ ْ سُبو َ ح َ )ي َ ْ
ما َقات َُلوا إ ِّل قَِليًل] الحزاب.[20 : م وَل َوْ َ َ َ َ
م َكاُنوا ِفيك ُ ْ ن أن َْبائ ِك ُ ْ ن عَ ْ سأُلو َ ب يَ ْ ِفي اْلعَْرا ِ
ُ ثم اقبل على المؤمنين فقال ) :ل َ َ
نكهها َ ن َ م ْة لِ َ سن َ ٌ
ح َ
سوَةٌ َ ل الله أ ْ سو ِ م ِفي َر ُ ن ل َك ُ ْكا َقد ْ َ
خَر :أي لئل يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ،ول عن مكان هو به . م اْل ِ جو الله َوال ْي َوْ َ ي َْر ُ
ثم ذكر المؤمنين وصدَقهم وتصديقهم بما وعدهم الله من البلء يختههبرهم بههه ،فقههال :
َ
سههول ُ ُ
ه ص هد َقَ اللههه وََر ُ ه وَ َ سول ُ ُ ما وَعَد ََنا الله وََر ُ ذا َ ب َقاُلوا هَ َ حَزا َ ن اْل َ ْ مُنو َمؤْ ِ ما َرأى ال ْ ُ )وَل َ ّ
ما] الحزاب[22 : سِلي ً ماًنا وَت َ ْ م إ ِّل ِإي َ ما َزاد َهُ ْ وَ َ
:أي صبرا على البلء وتسليما للقضاء ،وتصديقا للحق ،ولما كههان اللههه تعههالى وعههدهم
دوا اللههه عاهَ ُ
ما َ صد َُقوا َل َ جا ٌ
ن رِ َ مِني َ ن ال ْ ُ
مؤْ ِ م ْورسوُله صلى الله عليه وسلم ثم قال ِ ) :
ضى ن َْحب َُهن قَ َ
م ْ م َ من ْهُ ْعَل َي ْهِ فَ ِ
:أى فرغ من عمله ،ورجع إلى ربه ،كمههن اسُتشهههد يههوم بههدر ويههوم أحههدا قههال ابههن
هشام :قضي نحبه :مات ،والنحب :النفس ،فيما أخبرنى أبو عبيدة ،وجمعه :نحوب
مة : .قال ذو الّر ّ
ل هَوْب َُر قى الخي ِ ملت َ ُ قضى نحَبه في عشّية فر الحاِرثيون بعدما َ #
وبر. وهذا البيت في قصيدة له .وهَوَْبر .من بني الحههارث بههن كعههب ،أراد :يزيههد بههن هَه ْ
خطفى: حب أيضا .النذر :قال جرير بن ال َ والن ْ
بح ِن على ن َ ْ جَري ْ َ َ ُ ة جالدنا الملو َ
َ سطام ٍ ة بِ ْ شي َ عَ ِ ك وخيلنها ف َخ َ #بط ِ ْ
سههطام : ذرت أن تقتله فقتلته ،وهذا البيت في قصيدة له .وب ِ ْ ذر ،كانت ن َ َ يقول :على ن َ ْ
عبيههدة :أنههه دين .حدثني أبههو ُ ج ّ بسطام بن َقيس بن مسعود الشْيباني ،وهو ابن ذي ال َ
فة :موضع بطريق البصرة . خ َكان فارس ربيعة بن نزار .وط ِ ْ
طار ،وهو الرهان .قال الفرزدق : خ َ والنحب .ال ِ
لوأفض ُ ل
للجزي ِ أعطى بح ِعلىالن ْ س أينا ت كلب على النا ِ حب َ ْ #وإذ ن َ َ
والنحب :البكاء .ومنه قولهم ينتحب .والنحب :الحاجة والهمة ،تقول .ما لي عنههدهم
نحب .قال مالك بن ن ُوَْيرة اليربوعى:
جر ش ْ ال ّ ن
الشد ُ ِ من ماتبغي تس ُتلم ْ دهم غيَر أننى ي نحب عن َ #وما ل ِ َ
عمههرة بنههت عبههد الرحمهن قهالت : قال ابن اسحاق :وحدثني عبدالله بن أبي بكر ،عن َ
ت امههرأة لههه ،فحههزن ضهْير ،فلقيههه مههو ُ ح َسْيد بن ُ
ة من مكة ،ومعها أ َ ة قافل ًت عائش ُ
أقبل ْ
عليها بعض الحزن ،فقالت له عائشة :يغفر الله لك يا أبها يحيههى ،أتحههزن علههى امههرأة
وقد أصبت بابن عمك ،وقد اهتّز له العرش .
صههري ،قههال :كههان سههعد رجل قال ابن اسحاق :وحدثني من ل أتهههم عههن الحسههن الب َ ْ
ة فقال رجال من المنافقين :والله إن كان لباِدنهها، خف ً
بادنا ،فلما حمله الناس وجدوا له ِ
ف منه ،فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسههلم ،فقههال : وما حملنا من جنازة أخ ّ
ة بههروِْح سههعدٍ ،
ة غيَركم" ،والذي نفسي بيههده ،لقههد استبشههرت الملئك ه ُ " وإن له حمل ً
معاذ بههن ِرفاعههة ،عههن محمههود بههن عبههد ش " .قال ابن اسحاق :وحدثني ُ واهتز له العر ُ
دفن سهعد ونحهن مهع جمو ح ،عن جابر بن عبدالله ،قال :لما ُ الرحمن بن عمرو بن ال َ
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،سّبح رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ،فسهّبح
م سبحت ؟ قال :لقد م ّس معه ،فقالوا :يا رسول الله ِ ، س معه ؟ ثم كّبر فكّبر النا ُ النا ُ
تضايق على هذا العبد الصالح قبُره ،حتى فّرجه الله عنه .قال ابن هشام :ومجاز هذا
الحديث قول عائشة " :قال رسول
مة لو كان أحد منها ناجيا لكان سعد بن معاذ ". ض ّ الله صلى الله عليه وسلم إن للقبرِ ل َ
ل من النصار: قال ابن اسحاق :ولسعد يقول رج ٌ
رو م ِمْعنا به إل لسعدٍ أبي عَ ْ س َِ ك
ت هال ٍ #وما اهتزعرش الله من مو ِ
وقالت أم سعد ،حين احُتمل نعشه وهي تبكيه -قال ابههن هشههام -وهههي ك ُب َْيشههة بنههت
وف بهن الحهارث عه ْ خد َْرة بن َ جر ،وهو ُ رافع بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة بن عبد ابن الب ْ َ
بن الخزرج :
دا
ح ّ و َ ة
صَرام ً
َ دا
م سعد ٍ سعههههه َ لأ ّ #وَي ْ ُ
دامع َ ُّ وفارسا جهههههههدام ْسوددا و َ #و ُ
دا ق ّ هاما
َ قد ّ يَ ُ دا
سهههههههه ّ م َ سد ّ به َ ُ #
ة سعدِ بن معاذ". ل نائحة تكذب ،إل نائح ُ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " :ك ّ
م الخنههدق إل الشهداء يوم الخندق :قال ابن اسحاق :ولم ُيستشهد من المسههلمين يههو َ
ستة نفر.
دالله بن من بني عبد الشهل :سعد ُ بن معاذ ،وأنس بن أْوس بن ستيك ابن عمرو ،وعب ُ
سْهل .ثلثة نفر. َ
فيل بن النعمان ،وثعلبة بن غن َْيمة سَلمة :الط ّ َ َ بني من ثم ، الخزرج بن شم َ ج
ُ بني ومن
.رجلن.
ومن بني النجار ،ثم من بني النجار :كعب بن زيد ،أصابه سهم غَهْرب ،فقتلههه .قههال
سْهم غَْرب ،بإضافة وغير اضههافة ،وهههو الههذي ل يعههرف مههن ب و َ م غر ٍ ابن هشام :سه ُ
ن رمى به . م ْ أين جاء ول َ
قتلى المشركين :وقتل من المشركين ثلثة نفر. ُ
سههباق ابهن عبههد الههدار، منّبه بن عثمان بن عُب َي ْههد بههن ال ّ من بني عبد الدار بن قصى ُ :
أصابه سهم ،فمات منه بمكة .
من َّبه بن عَُبيد بن السباق . قال ابن هشام :هو عثمان بن أمية بن ُ
وفل بههن عبههدالله ابههن المغيههرة ،سههألوا قظة :ن َ ْ قال ابن إسحاق :ومن بني مخزوم بن ي َ َ
ده ،وكان اقتحم الخندق ،فتوّرط فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعهم جس َ
قتل ،فغلب المسلمون على جسده فقال رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم :ل ،ف ُ
ة لنا في جسده ول بثمنه ،فخلى بينهم وبينه .قال ابن هشام :اعطوا رسول الله ّ حاج َ
صلى الله عليه وسلم بجسده عشرةَ الف درهم ،فيما بلغني عن الزهري .
سل :عمههرو بههن ح ْ قال ابن اسحاق :ومن بني عامر بن لؤي ،ثم من بني مالك ابن ِ
عبد وُد ّ قتله على بن أبي طالب رضوان الله عليه .قال ابن هشام :وحدثني الثقة أنههه
دث عن ابن شهاب الزهري أنه قال :قتل على بن ابى طالب يومئذ عمههرو بههن عبههد ح ّ ُ
سل ابن عمرو. ح ْ وُد ّ وابنه ِ
د ،ويقال :عمرو بن عَْبد. قال ابن هشام :ويقال عمرو بن عبد وُ ّ
الشهداء يوم بنهي قريظههة :قهال ابهن إسههحاق :واسُتشهههد يهوم بنهي قريظهة مهن
ويد بهن ثعلبههة بههن عمههرو، سه َخلد بهن ُ المسلمين ،ثم من بنههي الحههارث بهن الخههزرج َ :
طرحت عليه رحى ،فشدخته شدخا شديدا ،فزعموا أن رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه ُ
حْرثان ،أخههو بنههي صن بن ُ ح َ م ْوسلم قال :إن له لهأجر شهيدين " .ومات أبو سنان بن ِ
دفن فههي خَزيمة ،ورسول الله صلى الله عليه وسههلم محاصههر بنههي قريظههة ،فه ُ أسد بن ُ
مقبرة بني قريظة التي يدفنون فيها اليوم ،وإليه دفنوا أمواَتهم في السلم .
ق ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ق عن الخند ِ ل الخند ِ ولما انصرف أه ُ
بلغنى " :لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا ،ولكنكم تغزونهههم " .فلههم تغزهههم قريههش
بعد ذلك ،وكان هو الذي يغزوها ،حتى فتح الله عليه مكة.
ما قيل من الشعر في أمر الخندق وبني قريظة
مهْرداس ،أخهو بنههي محههارب ما قال ضرار بن الخطاب :قال ضرار بن الخطاب بن ِ
بن فِْهر ،في يوم الخندق :
حوَنا طَ ُ ة
س ً عََرن ْد َ َ قُ ْ
دنا وقد ن بنا الظنوَنهها شفقةٍ تظ ّ م ْ #و ُ
للناظريَنا أركانه ت
َبد ْ حد إذا مههها #كان ُزهاَءها أ ُ
ب الحصيَنا ل والي َل َ َ على البطا ِ ت سبغا ٍ م ْ ن فيها ُ #ترى البدا َ
الخاطيينا الُغواةَ بها ن َؤُ ّ
م ت مها ٍسوّ َ م َ قداِح ُ جْردا كال ِ #و ُ
مصافحوَنا َ
الخْندقْين بببا ِ م إذا صالوا وصلنههها #كأنه ُ
ديَناراش ِ سناأل ْ قالوا وقد #أناس ل ترى فيهم رشيههدا
ريَنا كالقاه ِ فوَقهم وكنا ريتهههام شهرا ك َ ِ جرناه ُ ح َ #فأ ْ
ججيَنا مد ّ السلِح في عليهم ل يهههوم ٍ حهم ونغدو ك ّ #نراو ُ
شئوَنا وال ّ المفارقَ بها قد ّ
نَ ُ مرهفهههات م ُ #بأيدينا صوار ُ
مصلتينا ُ دي بأي ْ ِ تلح ْ إذا معَّربههههات ن ُ #كأن وميضه ّ
سَتبينا م ْ ُ العقائقَ فيها ترى ل
مْعت بليهههه ٍ عقيقةٍ ل َ ض َ #ومي ُ
أجمعيَنا عليهم مرنا لد ّ #فلول خندق كانوا لديههههههه
وذينا متع ّ خوِفنا من به م وكانهههههوا ل دوَنه ُ حا َ #ولكن َ
رهيَنا سعدا أبياِتكم لدى ل فإنا قد تركنههههها #فإن نرح ْ
الحنيَنا ن
جعْ َ ُير ّ سعدٍ على حههي ت ن َوْ َ م سمع َ #إذا جن الظل ُ
متوازِِرينا مزرناك ُ كما #وسوف نزوركم عما قريهههب
الَعريَنا تم ِح َ َ قد ب
الغا ِ سدِكأ ْ عهههْزل #بجمٍع من كنانة غير ُ
كعب بن مالك يرد على ضرار :فأجابه كعب بن مالك ،
أخو بني سلمة ،فقال :
صابريَنا رأْتنا ت
شهد ْ ولو ل ما َلقينهههههها #وسائلةٍ ُتسائ ُ
متو ّ
كليَنا ُ نابنا ما على دل عههههه ْ صْبرنا ل نرى لل ّهِ َ َ #
أجمعيَنا ة
البري َ نعلو به دق صههه ْ ي وزيَر ِ #وكان لنا النب ّ
صدينا مْر ِ ُ بالعداوةِ وكانوا قهههوا مْعشرا ظلموا وعَ ّ ل َ #نقات ُ
المتسّرعيَنا ج ُ
ل ي ُعْ ِ ب
بضر ٍ #نعاجلهم إذا نهضوا إلينهههها
متسربلينا مل ال َ ن
كُغدِرا ِ ت
ض سابغههها ٍ #ترانا في فضافِ َ
الشاغبينا مَراح ِ شفى ن ْ بها خفههههاف #وفى أْيماِننا بيض ِ
الَعريَنا حمين يَ ْ ن ُ
واب ِكهُ ّ َ
ش َ سههههدا ن كان أ ْ #بباب الخن ْد َقَي ْ ِ
ميَنا َ
معْل ِ ُ شوسا ُ العداِء على َ
سنا إذا ب َكُروا وراحهههوا #فوار ُ
مخِلصيَنا قصد ْ ٍ ِ عباد َ ن
نكو َ #لننصر أحمدا والله حتههههى
متحّزبيَنا: واأت َ ْ وأحزاب ة حين سهههاروا ل مك َ م أه ُ #ويعل ُ
المؤمنيَنا مولىَ الله وأن #بأن الله ليس له شريهههههك
ب الحزا ِ قائد ُ وصخر فيه ة قاصد ٌ بلواِئهههه ش :عُي َْين ُ #جي ٌ
ب
ل الهّرا ِ ق ُ معْ ِ ث الفقيرِ و َ غَي ْ ُ ن أصبح فيهمههها دري ْ ِ #قَْرمان كالب ْ
ب
قضا ِ ب جر ٍ م َ ُ ت ك ّ
ل للمو ِ ة وارَتههدْوا #حتى إذا وردوا المدين َ
ب صحا ِ ِ صحاُبه في الحرب خيُر و ِ #شهرا وعشرا قاهرين محمهههدا
ب خّيا ِ ال ُ مع بها ننكو ُ كدنا ِ م
ة قلتهههه ُ #نادوا برحِلتهم صبيح َ
ب وذئا ِ ب سغ ّ ٍ ُ لطير قت ْلى َ َ #لول الخنادقُ غادروا من جمِعهههم
رد حسان بن ثابت عليه :فأجابه حسان بن ثابت النصاري ،فقال :
ب بجوا ِ لمحاورٍ متكّلم بم دارسةِ المقام ِ َيبهههها ِ س ُ #هل َر ْ
ب مْربا ِِ مط ِلةٍّ ُ ك ّ
ل بهبو ُ و ُ مهههه ب رسو َ م السحا ِ فا رِهَ ُ َ #قفر عَ َ
بب الحسا ِ ض الوجوهِ ثواق ُ بي ُ ت بها الحلول يزيُنههههم #ولقد رأي ُ
ب كعا ِ َ ثالحدي ِ آنسةِ بيضاَء ة
ل خريههههد ٍ ْ
#فدِع الدياَر وذِكَر ك ّ
ب ضا ِ ل ِغ َ مْعشر ظلموا الرسو َ َ من َ م إلى اللهِ وما تههرى ك الهمو َ ش ُ #وا ْ
ب عرا ِ ال ْ وبوادِيَ قرى ال ُ أه َ
ل ّ
#ساروا بأجمِعهم إليه وألبهههههوا
ب الحزا ِ جلبةِ َ مطون خ ّ مت َ َ ُ م
ب فيهههه ُ ن حر ٍ ة واب ُ #جيش عيين ُ
ب مغَْنم السل ِ و َ لل الرسو ِ قَت ْ َ واجهه ْ ة وارت َ #حتى إذا وردوا المدين َ
ب العقا ِ على مبغيظهِ ُ دوا
ُر ّ دهههههم #وغَد َْوا علينا قادِرين بأي ِ
ب الربا ِ سيدِ ربك وجنود فةٍ ُتفرقُ جمَعههههم ص َ معْ ِ #بُهبوب ُ
ب
ثوا ِ خيَر الجرِ في وأثابهم ه المؤمنين قتاَلهههم #فكفى الل ُ
ب كنا الوها ِ ل نصرِ ملي ِ تنزي ُ #من بعد ما قََنطوا ففّرق جمَعهم
بمرتا ِ ُ مكذ ّ ٍ
ب ك ّ
ل وأذ ّ
ل صحاِبهههه ن محمدٍ و ِ #وأقّر عي َ
ب في الكفرِ ليس بطاهرِ الثوا ِ #عاتي الفؤادِ موقٍّع ذي ريبهه ٍ
ة
ب الحقا ِ هذه آخُر الكفرِ في ده
#عَل ِقَ الشقاُء بقلِبه ففههههؤا ُ
كعب بن مالك يرد على ابن الزبعرى :وأجابه كعب بن مالك أيضا فقال :
بحلةِ رّبنا الوها ِ من خيرِ ن ِ ْ ة
ب بقيههه ً ث الحرو ِ حد ُ قى لنا َ #أب َ
ب جذوِع غزيرة الحل ِ م ال ُ ح ُّ معاطنهها ة الذَرى و َ مشرف َ #بيضاَء ُ
بم والمنتا ِ ن الع ّ للجارِ واب ِ مها وحفيُلهههها ج ّ
ذل َ ب ُيب َ #كالّلو ِ
ب مقضا ِ جّزة ال ِ ف الشعيرِ و ِ عَل َ ُ مى بههها ل السراِح ن َ َ #ونزائعا مث َ
ب الرا ِ وسائُر نمتو ِ ال ُ جْرد ُُ ضها
ف نح َ وى منها وأرد َ ش َ #عَرِيَ ال ّ
ب ح لل َ
كل ِ َترا ُ ضراءِ ال ّ فع َ
ل دتح إلى الصياِح إذا غهـ َ
#قودا َترا ُ
ب
سل ِ
بال ْ ب
وتئو ُ دا
العِ َ ت ُْرِدي ط سائمة الديار وتهههههارةً #وتحو ُ
بة النجا ِ مبين ُ
ُ اللقاِء س
عُب ْ ُ ش مطارة عند َ الوغهى ش الوحو ِ حو ُُ #
ب ة القصا ِ خفيف َ َ ضيع
س الب َ ِ خ َ دُ ْ دنههها دعةٍ فصارت ب ُ ّ ت على َ علف ْ ُ #
بصيا ِ ِ في الثقاف ت مت َْرصا ٍ وب ِ ُ ة ّ
شكهه ً عف َ مضا َ ن بالّزغْ ِ
ف ال ُ دو َ ي ِغْ ُ #
ب
النسا ِ ماجدِ أروعَ لوبك ّ ْ
ل غُلَبههههها م َنزعَ الصياق ُ صوار ُ #
خّباب َ إلى وِقيعُته ت َ
وُك ِل ْ متقهههاِرب ن ُ ن بمار ٍ ل اليمي َ ص ُ
ي ِ #
ب
شها ِ ضوُْء
َ الظلماِء ّ خي َةِ طُ ْ ي
ف ِ وأغّر أزرق في القناةِ كأنههههه #
بشا ِ الن ّ ّ حذ َ قَ َ
وا ِ حد ّ
َ وتَرد ّ وكتيبةٍ ي َْنفي القرآن َقتيُرههههها #
غاب ة
ضريم ُ َ مجمعةٍ َ ك ّ
ل في حههههها مة كان رما َ مل َ َ
مل َ ْ
جأوى ُ َ #
قاب عُ َ يُءفَ ْ ي
خط ّ ال َ صعْد َةِ َ في ل اللواِء كأنههههه يأوي إلى ظ ّ #
ق
ن جزع الخْند ِ بين المذادِ وبي َ ن سيوُفههههها ماسدةً ُتس ّ ت َ فَْليا ِ #
ق
شر ِ ب الم ْ سهم لر ّ ت أنف ِ مهجا ِ ب المعِلمين وأسَلموا د َِربوا بضر ِ #
قمْرف ِ َ ذا ده
بعب ْ ِ ن
وكا َ مِبه ُ ه نبّيهههه عصبةٍ نصرالل ُ في ُ #
رق المترقْ ِ حهري ُ تهَب ّ ْ كالن ّْهي ل سابغةٍ َتخط فضوُلههها في ك ّ #
موث َ ِ
ق ُ شك َ ب ذات حد َقُ الجناد ِ َ بيضاَء محكمةٍ كأن قَِتيَرهههها #
ق َروْن َ ِ صافي الحديدةِ صارم ٍ ذي مهَّنههههدٍحفُزها ِنجاد ُ ُ
جدلء ي َ ْ #
دق ص َ م ْ َ ل ساعةِ م الِهياِج وك ّ يو َ سنهها ن لبا َ كم مع التقوى تكو ُ ت ِل ْ ُ #
ق ْ قُ ُ ف إذا قَ ُ ص ُ
ح ِ ن َل َ لم إذا قها
ح ُ
وُنل ِ دما ونا
صْرن بخط ِ ل السيو َ نَ ِ #
ق َ ب َل ْ َ
ُتخل ِ ف كأنها لم خ ّه أ ُ م ضاحيا هاماُتههها #فترى الجماج َ
قشر ِ م ْ س ال َ صد ههرأ ِ ف ْ جموعَ ك َ َ تنفي ال ُ مْلمومهههه ٍ
ة مة ٍ َ خ َقى العدوّ بف ْ #نل َ
ق م َ ّ #ون ُعِد ّ للعداِء ك ّ
أبل ِ القوائم ِ ل
حجو ِ م ْ و َ وَْردٍ ص
قلهههه ٍ ل ُ
ق ُ ْ عند َ الهياِج أسود ُ ط َ ّ
ملث ِ ل ن كأن كماَتههههم #ت َْرِدي بفرسا ٍ
ق
مْزه ِ وشي ِِج ال ُ ت الَعمايةِ بال َ تح َ َ
حتوفهههم ُ
صد َقٌ يعاطون الكماةَ ُ ُ #
ق
وف ِ م َ خيُر ُ الله إن ب الحر ِ في طها لعههههههدّوه ه برب ِ #أمرالل ُ
ق
الن ّّز ِ لخيو ُ تف ْ َ
د َل َ إن للدارِ حّيطهههها ن غيظا للعدوّ و ُ #لتكو َ
ة نلتقي ، ق الصبرِ ساع َ صد ْ ِمنه و ِ ة
#وُيعيننا الله العزيُز بقهههههو ٍ
قسب َ ِ نُ ْ لم لكريهةٍ دعا وإذا #ونطيعُ أمَر نبّينا ونجيُبههههه
ت فيها نعِْنق وما ِ ح ْ ومتى ن ََر ال َ #ومتى ينادِ إلى الشدائدِ نأِتهههها
دق ص ّ م َ ُ حق المرِ مطاعُ فينا ى فإنهههههه ل النب ّ #من يّتبعْ قو َ
ق بمْرفَ ِ ذاك ل
ني ِ من وُيصيبنا #فبذاك َينصرنا وُيظهر عّزنههها
المّتقى لسبي ِ عن وضلواّ كفروا ذبون محمهههههدا #إن الذين يك ّ
قال ابن هشام أنشدنى بيته :
#تلكم مع التقوى تكون لباسنا
وبيته :
#من يتبع قو َ
ل النبى
أبو زيد .وأنشدني :
ق
س المشرِ ِ #تنفي الجموعَ كرأس قُد ْ ِ
قال ابن اسحاق :وقال كعب بن مالك في يوم الخندق :
ُنوادعُ ما ِديَننا وراموا علينا ب حين تأَلبوا م الحزا ُ #لقد عَل ِ َ
ع
دروا بما هو واق ُ ف لم ي َ ْ خن ْدِ َ ت و ِ ق ْن أصف َ
ن عَْيل َ سب ِ م من قي ِ مي ُ #أضا ِ
ن راٍء وسامعُ عن الكفرِ والرحم ُ دهم ذو ُذودوننا عن دينَنا ون َ ُ #يَ ُ
ظهم نصر من الله واسعُ على غَي ْ ِ #إذا غاَيظونا في مقام ٍ أعاننا
ظ الله ضائعُ ف ِ علينا ومن لم يح َ ظ الله فينا وفضُله ف ُ ح ْ #وذلك ِ
صنائعُ الصانعين فوقَ ولل ّهِ ن الحقّ واختاره لنا #هدانا لدي ِ
قال ابن هشام :وهذه البيات في قصيدة له :
قال ابن اسحاق :وقال كعب بن مالك في يوم الخندق :
الصمادِ العَُرْيض إلى ن
وما بي َ سْلعهها #أل أبلغْ قريشا أن َ
عادِ عهدِ من قَبت ثُ ّ وخوص مدّربات ب ُ ح في الحرو ِ #نواض ُ
الّثمادِ ول جمام ِ بال ِ تفليس ْ مّراُر فيهها خُر ال ُ #رواكد ُ يز َ
حصادِ لل َ قع َ تب ّ إذا شج ّ أ َ ب والب َْردِيّ فيها #كان الغا َ
مرادِ ُ أو سد َوْ ٍ ض
لر ِ ل تجارَتنا اشتراَء اله حميرِ #ولم َنجع ْ
جلدِ
لل ِ مشطت ْ نَ ِ إن ُنجالد ُ مههها َ
#بلد ٌ لم ت ُث َْر إل لكي ْ َ
وادِ ت َ
جلَها َِ َ
مثلها ت ََر فلم ط فيههها ة النبا ِ سك ّ َ #أث َْرنا ِ
جواد مقَتدر ُ ت الغايا ِ ل على ُ
ضر وطو ٍ ح َ ل ذي ُ صْرنا ك ّ #ق َ
سدادِ وال ّ مبّين ال ُ ل
القو ِ من مديكههه ْ #أجيبونا إلى ما نجت َ ِ
الم َ
ذادِ شطرِ َ إلى منا لكم وإل فاصبروا لجلدِ يههههوم ٍ #
القيادِ س َ وك ّ ُنصّبحكم بك ّ
سل ِ ِ َ مطهّم ٍ ُ ل ب
حهههرو ٍ ل أخي ُ #
الجرادِ فراء ص ْ َ ف
دفي َ َتدف فق حشاههههها خ ِمّرةٍ َ ل طِ ِ وك ّ #
وهادى خر أ ْ من خلق ْ ال َ ّ وك ّ
تميم ِ ب ن َْهههههدٍ ص الرا ِ قل ِ م َل ُ #
جمادِ ال َ السنةِ في س
النا ِ لخيو ُ ل ل ُتضاعُ إذا أضيعههت خيو ٌ #
دى إلى الفزِع المناِدي إذا نا َ ت صغيهههها ٍ م ْ ة ُ ن العن ّ َ ُينازعْ َ #
الِعبادِ ب ر ّ على توكْلنا دواإذا قالت لنا الن ّذ ُُر استعههه ّ #
والجهادِ سقوان ِ ِ ال َ ب
ضر ِ سوى قيَنههههها وقلنا لن ُيفّرج ما ل ِ #
وبادى قاس من القَْرام ِ من قيَنهههها ة فيمن ل َ ِ عصب ً فلم ت ََر ُ #
ودادِ ال ِ في ن
وألي َ َ أردناه أشد ّ بسالة منا إذا مهههههها #
شدادِ ال ّ ب الَر ِ في لجد ْ ِ ال ُ جياد ِ جنا عليهههها ن أشَر ْ إذا ما نح ُ #
الزنادِ ث
معْت َل ِ ِ ُ غير كريم ٍ قهههرص ْ ّ
سوابِغ كل َ قذفنا في ال ّ #
غاِدي الجزِع ن ْ َ
ببط ِ بدا غداةَ سم كأنه أسد عبهههههو ٌ أش ّ #
الّنجادِ خي ستر ِ م ْ ُ فالسي ْ ِ صبى َ ّ
ل المذكهههى ة البط ِ شي هام َ ي ُغَ ّ #
الرشاد لسب َ َ ُ - دنا فاه ِ كفك ب َ م إنههههها لن ُظِهر ديَنك الله ّ ْ #
ما قاله حسان في بكاء سعد بن معاذ وغيره :وقال حسههان ابههن ثههابت أيضهها ،يبكههى
سعد بن معاذ ،ورجال من أصحاب رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم مههن الشهههداء،
ويذكرهم بما كان فيهم من الخير:
وهل مامضى من صالِح العيش راجعُ ع
م دافهه ُ ح ّ #أل يا َلقومي هل ِلما ُ
ل مني المدامع شى وانه ّ ح َ ت ال َ بنا ُ تمضى فتهافت ْ صرا قد َ #تذكرت عَ ْ
ورافعُ فْيل ُ
ط َ فيها ضى م َ َ
وقتلى ة
حّبهههه ًجدٍ ذكرتني أ ِ #صبابة و ْ
ض منهم بلِقع منازلهم فالر ُ ُ ت
ش ْح َن وأو َ جنا ِ
#وسعد ٌ فأضحوا في ال ِ
اللوامعُ ف
والسيو ُ المنايا ظل ُ
ل ل وفوَقههههم م بدر للرسو ِ وا يو َ #وَفَ ْ
ل أمر وسامعُ له في ك ّ مطيعٌ ّ
#دعا فأجابوه بحق وكلهههههههم ٍ
مصارعُ ال َ إل الجا َ
ل يقطعُ ول وا جماعههههة كلوا حتى ت َوَل ّ ْ #فما ن َ
شافعُ ن
النبيو َ إل نيك ْ لم إذا ة
#لنهم يرجون منه شفاعههههه ً
ناقعُ ت
والمو ُ لل ّهِ إجابُتنا #فذلك يا خيَر العباد ِ بلؤنههههها
تابعُ الله ملةِِ في لوِّلنا فنهههها ك وخل ُ م الولى إلي َ قد َ ُ
#لنا ال َ
واقعُ بد ّ ل الله قضاءَ وأن ده ك لل ّهِ وحههههه َ مل َ
#ونعلم أن ال ُ
ماقاله حسان في يوم بني قريظة :وقال حسان بن ثابت أيضا في يوم بني قريظة :
من نصيرِ ت لذ ُ ّ
ل جد َ ْ
وما و َ ة ما سآههها ت قريظ ُ قي ْلقد ل َ ِ #
بني النضيرِ سوى ما قد أصاب م بلٌء كان فيههههه أصابه ُ #
المنيرِ كالقمرِ الله رسول م يهوي إليههههم غداة َ أتاه ُ َ #
كالصقورِ عليها ن
بفرسا ٍ دىجّنبة ت ََعهههها َ
م ُله خيل ُ #
كالَغديرِ عليهم م
دماؤهُ ُ تركناهم وما ظفروا بشههيءٍ #
جورِ
ف ُ
ال َ ن ذو العَن َدِ ُيدا ُ كذاك عى تحوم الطيُر فيهم صْر َ #فهم َ
نذيري ت قَب ِل َ ْ إن ن الرحم ِ من #فأنذِْر مثَلها ُنصحا قريشههها
وقال حسان بن ثابت في بني قريظة :
ذلي ُ
ل ذل بحصِنها ح ّ
ل و َ ة ما سآههها ت قريظ ُ #لقد ل َ ِ
قي َ ْ
لجلي ُ رب إلهكم بأن #وسعد كان أنذرهم بنصههٍح
الرسو ُ
ل بلِدهم في َفلهم ض العهدِ حتي رحوا بنق ِ #فما ب َ ِ
صلي ُ
ل وقعَِتهم حّر َ من له #أحاط بحصِنهم منا صفهوف
وقال حسان بن ثابت أيضا في يوم بني قريظة:
نصيُر ْ
بب َلدِتهم لهم وليس شٌر نصروا ُقريشا معْ َ #تفاقد َ
بوُر التوراةِ من مىعُ ْ وهم ب فضّيعهوه م أوتوا الكتا َ #هُ ُ
النذيُر قال الذي ق
بتصدي ِ #كفرتم بالقرآن وقد أتي ُْتههم
سَتطيُرم ْ ُ بالب ُوَْيرةِ حريقٌ ؤي سراةِ بني ُله َ #فهان عَلى َ
أبو سفيان يرد على حسان :فأجابه أبو سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب ،فقال :
السعيُر قها
طرائ ِ ِ في حّرقو َ م الله ذلك من صنيههٍع #أدا َ
تضيُر ضينا أر ِ أي ّ وتعلم ه
#ستعلم أينا منها بُنهههْز ٍ
فسيروا لكم م
مقا َ ُ ل لقالوا ل بها ِركابها #فلو كان النخي ُ
وال الثعلههبي أيضهها ،وبكههي النضههير جه ّجبل بن جوال يرد على حسان :وأجابه جبههل بههن َ
وُقريظة ،فقال :
والنضيُر ة
قريظ ُ ت
قي َ ْ لَ ِ ما
لِ َ معههاذٍ سعْد َ بني ُ سعْد ُ َ #أل يا َ
صبوُر ال ّ لهوَ ملوا تح ّ غداةَ َ معههاذٍ سعْد َ بني ُ ن َ كإ ّ مُر َ #لع َ ْ
َتسيروا ل قيُنقاٍعل َ فقال بحبهها ٍ ي أبو ُ #فأما الخزَرج ّ
تدوُر قد والدوائُر سْيدا أ َ ضْيههر ح َ دلت الموالي من ُ #وب ُ ّ
ُبوُر ي
فهْ ََ ب
أخط َ نواب ِ ة
سْعي َ و َ سهههلم ٍ ت الب ُوَْيرةُ من َ #وأقفر ِ
صخوُر ال ّ بمْيطان تقل َْ ثَ ُ كما #وقد كانوا ببلدِتهم ِثقهههههال
د َُثور ول السلِح َرث فل سههههلم حك َم ٍ َك أبو َ ن يهل ْ #فإ ْ
الصقور خضارمة ال َ اللين ّ مع #وكل الكاهنين وكان فيههههم
البدوُر ت َُغيبه ل بمجدٍ جد َ قد َثبُتوا عليههه #وجدنا الم ْ
عور خزاهِ م ْ
ال َ من مكأنك ُ س فيههها #أقيموا يا سراةَ الوْ ِ
تفوُر حامية القوم ِ وقِد ُْر #تركتم قِد َْركم ل شىَء فيهههها
حقيق قال ابن إسحاق :ولما انقضى شأن الخنههدق ،وأمههر بنههي مقتل سلم بن أبي ال ُ
قريظة،
قيق ،وهو أبو رافع فيمن حّزب الحزاب على رسول الله صههلى ح َوكان سلم بن أبي ال ُ
ب بههن الشههرف ،فههي عههداوته الله عليه وسههلم ،وكههانت الْوس قبههل أحههد قتلههت كعه َ
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريضههه عليههه ،اسههتأذنت الخههزرج رسههول اللههه
قيق ،وهو بخيبر ،فأذن لهم . ح َ
سلم بن أبي ال ُ
صلى الله عليه وسلم في قتل َ
مسلم بن شهاب الّزهري ،عن عبدالله بههن كعههب قال ابن اسحاق :وحدثني محمد بن ُ
بن مالك ،قال :وكان مما صنع الله به لرسول الله صلى الله عليههه وسههلم أن هههذين
الحيين من النصار :الْوس والخزرج ،كانا يتصاولن مههع رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
حَلين ،ل تصنع الوس شيئا عن رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم وسلم تصاول الف ْ
غناء إل قالت الخزرج :والله ل تذهبون بهذه فضل علينهها عنههد رسههول اللههه صههلى اللههه َ
َ
عليه وسلم وفى السلم .قال :فل ينتهون حتى يوقعهوا مثلهها . ،وإذا فعلهت الخهزرج
ل ذلك . شيئا قالت الْوس مث َ
ن الشرف في عداوته لرسول اللههه صههلى اللهه عليههه وسههلم بب َ س كع َ ولما أصاب الوْ ُ
ن رجههل لرسههول م ْ
قالت الخزرج :والله ل تذهبون بها فضل علينا أبدا ،قال :فتذاكرواَ :
قيق ،وهههو الله صلى الله عليه وسلم في العداوة كابن الشرف ؟ فذكروا ابن أبي الح َ
بخيبر ،فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله ،فأذن لهم .
ه نفههر: سهَلمة خمسه ُ من خرج لقتل ابن أبي الحقيق :فخرج اليه من الخزرج من بنههي َ
سنان ،وعبدالله ابن أنيس ،وأبههو َقتههادة ،الحههارث بههن عتيك ،ومسعود بن ِ عبدالله بن َ
مههر عليهههم رسههول اللههه خزاعي بن أسود ،حليف لهم من أسههلم .فخرجههوا وأ ّ رِْبعي ،و ُ
عتيههك ،ونهههاهم عههن أن يقتلههوا وليههدا أو امههرأة، دالله بههن َ صلى اللههه عليههه وسههلم عبه َ
قيق ليل ،فلم يدعوا بيتا في الههدار إل ح َ
فخرجوا حتى إذا قدموا خيبر ،أتوا دار ابن أبي ال ُ
عّلية له إليها عجلة قال :فأسندوا فيها ،حتى قاموا أغلقوه على أهله .قال :وكان في ِ
على بابه ،فاستأذنوا عليه ،فخرجت إليهم امرأته ،فقالت :من أنتم ؟ قالوا :ناس من
ميَرة قالت :ذاكم صاحبكم ،فادخلوا عليه ،قال :فلما دخلنها عليهه ، العرب نلتمس ال ِ
أغلقنا علينا وعليها
ة تحههول بيننهها وبينههه ،قههالت :فصههاحت امرأت ُههه ، وفا أن تكون دون َههه مجاوله ٌ الحجرة ،تخ ّ
ت بنا ،وابتدرناه ،وهو على فراشه بأسيافنا ،فوالله ما يدلنا عليه في سواد الليل فنوّهَ ْ
ملقاة .قال ِ :ولما صاحت بنا امرأته ،جعل الرجل منا يرفع عليها إل بياضه كأنه ُقبطية ُ
ي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكف يده ،ولول ذلههك لفرغنهها سيفه ،ثم يذكر نهْ َ
دالله بن أنيس بسيفه في بطنههه منها بليل .قال :فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عليه عب ُ
حتى أنفذه ،وهو يقههول .قَط ِْنهي َقطنهي .أي حسههبى حسههبى .قهال :وخرجنهها ،وكهان
ده وثئا شههديدا - عتيك رجل سيىء البصر ،قال :فوقع من الدرجة فوِثئت ي ه ُ عبدالله بن َ
مْنهرا من عيونهم ،فندخل ي به َ ويقال :رجُله ،فيما قال ابن هشام -وحملناه حتى نأت َ
فيه .قال :فأوقدوا النيران ،واشتدوا في كل وجه يطلبوننا قال :حتى إذا يئسوا رجعوا
م بأن عدوّ الله إلى صاحبهم ،فاكتنفوه وهو يقضى بينهم .قال :فقلنا :كيف لنا بأن َنعل َ
قد مات ؟ قال :فقال رجل منا :أنا اذهب فانظر لكم فانطلق حتى دخل فههي النههاس .
ل يهود حوله وفي يدها المصباح تنظر في وجهه ،وتحههدثهم قال :فوجدت امرأته ورجا َ
ت نفسههي وقلههت :أن ّههى ابههن عتيك ،ثههم أكههذب ُ وتقول :أما والله لقد سمعت صوت ابن َ
عتيك بهذه البلد؟ ثم أقبلت عليه تنظر فههي وجهههه ثههم قههالت .فههاظ وإل ههِ يهههود ،فمهها َ
ت من كلمةٍ كانت ألذ ّ إلى نفسى منههها .قههال :ثههم جاءنهها الخههبر فاحتملنهها صههاحبنا سمع ُ
دمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرنههاه بقتههل عههدو اللههه ،واختلفنهها فق ِ
عنده في قتله له ،كلنا يدعيه .قال :فقال رسول الله صلى الله عليه وسههلم :هههاتوا
أسياَفكم ،قال :فجئناه بها .فنظر إليها فقال لسيف
عبد الله بن انيس :هذا َقتله ،أرى فيه أثَر الطعام .
شعر حسان في قتل كعب بن الشرف وسلم بن أبىالحقيق :قال ابن اسحاق :فقههال
حسان بن ثابت وهو يذكر قتل كعب بن الشرف وقتل سلم بن أبي الحقيق :
ف . ن الشر ِ ت يااب َ ق وأن َ ن الحقي ِ ياب َ #لله د َّر عصابة لقيتهههههم
ف
ن مغَر ِ عري ِ َ َ
مَرحا كأسدٍ في َ م
ف إليك ُ خفا ِ ض ال ِ #يسرون بالبي ِ
ف
ذف ِ ض
ببي ٍ حْتفاَ م ُ
قوك ً س ُ
ف َ ل بلِدكهم #حتى أتوكم في مح ّ
ف
ح ِ ج ِم ْأمر ُ لكل مستصِغرين من نبيه ْ #مسَتبصرين لنصرِ دي ِ
قال ابن هشام :قوله " :ذ ُّفف " عن غير ابن اسحاق .
عمرو بن العاص وخالد بن الوليد إسلم َ
حبيب .عن ذهاب عمرو ومن معه إلى النجاشي :قالبن اسحاق :وحدثني يزيد بن أبي َ
راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي ،حههبيب بههن أبههي أوس الثقفههي ،قههال حههدثني
عمرو بني العاص من فيه قال :لما انصرفنا مع الحزاب عن الخندق جمعت رجال مههن
قريش ،كانوا يرون رأيي ،ويسمعون مني ،فقلت لههم :تعلمهون واللهه إنهى أرى أمهر
علوا منكههرا ،وإنههي قههد رأيههت أمههرا ،فمهها تهَرون فيههه ؟ قههالوا :ومههاذا محمد يعلو الموَر ُ
رأيت ؟ قال :رأيت أن نلحق بالنجاشى
فنكون عنده ،فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي ،فإنا أن نكون تحههت يههديه
منا فنحههن مههن قههد عرفههوا ،فلههن أحب إلينا من أن نكون تحت يديْ محمد ،وإن ظهر قو ُ
بيأتَينا منهم إل خير ،قالوا :إن هذا الرأي .قلت :فاجمعوا لنا ما نهديه لههه ،وكههان أح ه ّ
م ،فجمعنا له اْدما كثيرا ،ثم خرجنا حتى قدمنا عليه . ما ُيهدى إليه من أرضنا الد ْ ُ
طلب عمرو من النجاشي قتل عمرو بن أمية :فوالله إنا لعنده إذ جاءه عمرو بههن أميههة
مري ،وكان رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم قههد بعثههه إليههه فههي شههأن جعفههر ض ْ
ال ّ
عمرو بن وأصحابه .قال :فدخل عليه ثم خرج من عنده .قال :فقلت لصحابى :هذا َ
مري ،لو قد دخلت على النجاشى وسههألته إيههاه فأعطههانيه ،فضههربت عنقههه ، ض ْأمية ال ّ
ل محمههد .قههال : ت رسههو َ فإذا فعلت ذلك رأت قريش أنههي قههد أجههزأت عنههها حيههن َقتله ُ
ى مههن فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع ،فقههال :مرحبهها بصههديقى ،أهههديت إل ه ّ
بلدك شيئا؟ قال :قلت :نعم أيها الملك ،قد أهديت إليك
دما كثيرا ،قال :ثم قربته اليه ،فأعجبه واشتهاه ثم قلههت لههه :أيههها الملههك ،إنههي قههد أ ْ
رايت رجل خرج من عندك ،وهو رسول رجل عدو لنا ،فاعطنيه لقتله ،فإنه قد أصهاب
ة ظننههت انههه قههد من أشرافنا وخيارنا .قال :فغضب ،ثم مد يده فضرب بها انفه ضههرب ً
كسره ،فلو انشقت لي الرض لدخلت فيها َفرقا منه ثم قلت له :ايها الملههك ،واللههه
ل يههاتيهل رجه ٍكه ،قههال :اتسههالني ان اعطيههك رسههو َ ت انك تكره هههذا مهها سههالت ُ َ لو ظنن ُ
س الكبُر الذي كان ياتى موسى لتقتله ! قال :قلت :أيههها الملههك ،أكههذلك هههو؟ النامو ُ
ن على من خالفه ظهر ّ قال :ويحك يا عمرو أطعنى واتبْعه ،فانه والله لعلى الحق ،ولي ْ
ن وجنوِده ،قال :قلههت :فاتبههايعني لههه علههى السههلم ؟ ،كما ظهر موسى على فرعو َ
قال :نعم ،فبسط يده ،فبايعته على السلم ثم خرجت إلى أصحابي وقد حههال رأيههي
عما كان عليه ،وكتمت أصحابي إسلمى.
ت عامدا إلى رسههول اللههه صههلى اللههه عمرو وخالد يجتمعان على السلم :ثم خرج ُ
مقبههل مههن مكههة، عليه وسلم لسلم ،فلقيت ،خالد َ بن الوليد ،وذلك قبل الفتح ،وهو ُ
ل لنبى ،اذهههب م ،وإن الرج َ س ُ من ْ ِفقلت :أين يا أبا سليمان ؟ قال :والله لقد استقام ال َ
والله فأسهلم ،فحههتى مهتى؟ قهال :قلهت :واللههه مها جئت إل لسههلم .قهال :فقههدمنا
المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبههايع ،
فر لي ما تقدم من ذنبي ،ول ثم دنوت ،فقلت :يا رسول الله ،إنى أبايعك على أن ي ُغْ َ
أذكر ما تأخر؟ قال :فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يهها عمههرو ،بههايعْ ،فههإن
السلم
أْدمًا كثيرًا ،قال :ثم قربته إليه ،فأعجبه واشتهاه ثم قلت له :أيها الملك ،إني قد رجل عدو لنا،
فأعطنيه لقتله ،فإنه قد رأيت رجل خرج من عندك ،وهو رسول أصاب من أشرافنا وخيارنا.
قال :فغضب ،ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربًة ظننت أنه قد كسره ،فلو انشقت لىَ الرض
ت أنك تكره هذا ما سألُتَكه ،قال :
لدخلت فيها َفرقا منه ؛ ثم قلت له :أيها الملك ،وال لو ظنن ُ
س الكبُر الذي كان يأتى موسى لتقتله ! قال :قلت : ل يأتيه النامو ُ
ل رج ٍ
أتسألني أن أعطيك رسو َ
ظهر ّ
ن أيها الملك ،أكذلك هو؟ قال :ويحك يا عمرو أطعنى واتبْعه ،فإنه وال لعلى الحق ،ولي ْ
ن وجنوِده ،قال :قلت :فأتبايعني له على السلم ؟ على من خالفه ،كما ظهر موسى على فرعو َ
لسلم ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأى عما كان عليه قال :نعم ،فبسط يده ،فبايعته على ا ِ
،وكتمت أصحابي إسلمى.
ت عامدًا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم لسلم ،فلقيت ،خالَد بن الوليد ،وذلك لسلم :ثم خرج ُ عمرو وخالد يجتمعان على ا ِ
ل لنبى ،أذهب وال فأسلم ،فحتى سُم ،وإن الرج َ
قبل الفتح ،وهو ُمقبل من مكة ،فقلت :أين يا أبا سليمان ؟ قال :وال لقد استقام الَمْن ِ
متى؟ قال :قلت :وال ما جئت إل لسلم .قال :فقدمنا المدينة على رسول ال اصلى ال عليه وسلم ،فتقدم خالد بن الوليد فأسلم
وبايع ،ثم دنوت ،فقلت :يا رسول ال ،إنى أبايعك على أن ُيْغَفر لى ما تقدم من ذنبي ،ول أذكر ما تأخر؟ قال :فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :يا عمرو ،بايْع ،فإن السلم
ب ما كان قبلها؛ قال :فبايعته ،ثم .انصرفت ج ّب ما كان قبله ،وإن الهجرة َت ُ
ج ّ
َي ُ
حث ما كان قبلها. ث ما كان قبله ،وإن الهجرة َت ُ
ح ّ
قال ابن هشام :ويقال :فإن السلم َي ُ
إسلم عثمان بن طلحة :قال ابن إسحاق :وحدثني من ل أتهم :أن عثمان بن طلحة بن أبى
طلحة ،كان معهما ،حين أسلما.
ما قاله ابن الزبعرى في إسلم عثمان بن طلحة وخالد:
سْهمى:
قال ابن إسحاق :فقال ابن الزَبْعرى ال ّ
ل القوِم عنَد الُمَقب ِ
ل وُمْلَقى ِنعا ِ حلَفنـان طلحَة ِ نب َشُد عثما َ #أن ُ
حل ِ
ل وما خالٌد من مثِلها بُم َ حْلِفـه
ل ِعقَد الباُء من ك ّ #وما َ
ت ُمؤَثل وما ُيبَتَغى من مجِد بي ٍ ت غيِر بيتك تبتغي ح بي ٍ #أِمفتا َ
ضِ
ل ن جاء بالّدَهْيم الُمَع ّ وعثما ُ ن خالدًا بعَد هـــذه #فل تأَمن ْ
ى تلك الحجَة المشركون . حجة ،وول َ وكان فتح بني قريظة في ذي الَقعدة وصدر ذي ال ِ
غزوة ذي قََرد
صن بن حذيفة بن بدر الَفزاري ؛ ح ْ عيينة بن ِ ل ،حتى أغار ُ ي قلئ َ
ل ال صلى ال عليه وسلم المديِنَة؛ فلم يقم بها إل ليال َ ثم َقدم رسو ُ
غفار وامرأةٌ له ،فقتلوا الرج َ
ل ح لرسول ال صلى ال عليه وسلم بالغابة .وفيها رجل من بني ِ غطفان على ِلقا ٍ في خيل من َ
واحتملوا المرأَة في الّلقاح .
عمر بن قتادة وعبد ال بن أبى بكر ،ومن ل أتهم ،عن شجاعة ابن الكوع في هذه الغزوة :قال ابن إسحاق :فحدثني عاصم بن ُ
ل من َنَذر بهم سلمُة بن عمرو بن الكوع عبد ال بن كعب بن مالك ُ ،كل قد حّدث في غزوة ذي َقَرد بعض الحديث :أنه كان أو َ
سه وَنْبله ،ومعه غلم لطلحة ابن عبد ال معه فرس له يقوده ،حتى إذا عل ثنية الوداع نظر شحا قو َ السلمى ،غدا يريد الغابَة متو ّ
صَباحاه ،ثم خرج يشتّد في آثار القوم ،وكان مثل السبع حتى لحق بالقوم سْلع ،ثم صرخ :وا َ إلى بعض خيولهم ،فأشرف في ناحية َ
جهت الخيل نحَوه انطلق هاربا ،ثم ضع ،فإذا ُو ّ
،فجعل يرّدهم بالّنْبل ،ويقول إذا َرمى :خذها وأنا ابن الْكوع ،اليوم يوم الّر ّ
عارضهم ،فإذا أمكنه الّرْم ُ
ى
رمى ،ثم قال :خذها وأنا ابن الكوع ،اليوم يوم الرضع ،قال :فيقول قاتلهم :أَوْيكعنا هو أول النهار.
ع ،فترامت الخيو ُ
ل ع الفز َ
ح ابن الكوع ،فصرخ بالمدينة :الفز َ ل ال صلى ال عليه وسلم صيا ُ تسابق الفرسان :قال :وبلغ رسو َ
إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم .
عمرو ،وهو الذي يقال له البطال يتلحقون :وكان أول من انتهى إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم من الفرسان :الِمْقداد بن َ
عّباد
المقداد بن السود ،حليف بني ُزهرة ،ثم كان أول فارس وقف على رسول ال صلى ال عليه وسلم ،بعد الِمْقداد من النصارَ ،
شهل ، شَهل ،وسعد بن زيد ،أحد بني كعب بن عبد ال ْ عوَراء ،أحد بني عبد ال ْ بن بشر بن َوقش بن ُزغبة بن َز ُ
ضلة ،أخو حِرز بن َن ْ
حصن ،أخو بني أسد بن خزيمة ،وُم ْ عّكاشة ابن ِم ْظَهْير ،أخو بني حارثة بن الحارث ُ ،يشك فيه ،و ُ سْيد بن ُ
وأ َ
عَبيد بن زيد بن الصامت ؛ أخو بني ُزَرْيق عّياش ،وهو ُ سَلمة ،وأبو َ خَزيمة ،وأبو قَتادة الحارث بن ِرْبِعي ،أخو بني َ بني أسد بن ُ
فلما اجتمعوا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم أّمر عليهم سعَد بن زيد ،فيما بلغنى ،ثم قال :أخرج في طلب القوم ،حتى ألحقك
عّياش :يا أبا عياش ،لو أعطيت في الناس .وقد قال رسول ال اصلى ال عليه وسلم ،فيما بلغني عن رجال من بني ُزَرْيق ،لبي َ
س الناس ،ثم ضربت الفرس .فوال ما هذا الفرس رجل ،هو أفرس منك فلحق بالقوم ؟ قال أبو عياش :فقلت :يا رسول ال أنا أفر ُ
س منك ،أنا أقول :أنا جرى بي خمسين ذراعا حتى طرحني ،فعجبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :لو أعطيَته أفر َ
ل من بني ُزَريق أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطي فرس أبي عياش معاذ بن ماعص ،أو عائذ بن س الناس ،فزعم رجا ٌ أفر ُ
ماعص
سْعَدا
أو ذا غناء فعليكم َ #إذا أردتم الشّد الجلدا
ن زيد ل ُيهد َهّدا #سعَد ب َ
فلم يقبل منه سعد ولم يغن شيئا.
وقال حسان بن ثابت في يوم ذي قرد:
ف َيهدُم فيها قصوَرا بأن سو َ عَيْيَنُة إذ زارهــان ُظّ #أ َ
وقلتم سَنْغَنم أمرًا كبيَرا صّدقَتـه
ت َ ت ما كن َ #فاْكِذْب َ
سِد فيها زئيَرا ت لل ْوآنس َ ت المدينَة إذ زرَتهـا َ #فِعْف َ
ط حصيَرا ولم يكشفوا عن ُمِل ّ سراعًا كشّد النعـاِم #فوّلْوا ِ
حبب بذاك إلينا أميَرا أْ ل المليك #أمير علينا رسو ُ
ويتلو كتابًا ُمضيئأ منيَرا ل نصدق ما جـاءه #رسو ٌ
ما قاله كعب في يوم ذي قرد :وقال كعب بن مالك في يوم ذي َقَرد للفوارس :
جعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقى ،فلم أجده ،وقد ل من عنقي ول أدري ،فلما َر َ ت انس ّ
ظَفار ،فلما فرغ ُجْزع َ عقد لي ،فيه َ
حلون لىأخذ الناس في الرحيل ،فرجعت إلى مكانى الذي ذهبت إليه ،فالتمسته حتى وجدته ،وجاء القوم خلفى ،الذين كان ير ّ
ج ،وهم يظنون أنى فيه ،ثم أخذوا برأس البعير ،فانطلقوا به ،فرجعت إلى العسكر البعير ،وقد فرغوا من رحلته ،فأخذوا الهوَد َ
ع ول مجيب ،قد انطلق الناس . وما فيه من َدا ٍ
صفوان بن المعطل يعثر على عائشة :قالت :فتلففت بجلبابى،
سَلمي ،طل ال ّ
ى ،قالت :فوال إنى لمضطجعة إذ مر بى صفوان بن الُمَع ّ ثم اضطجعت في مكاني .وعرفت أن لو قد اُفتقدت لُرجع إل ّ
ى ،وقد كان يرانى قبل أن وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ،فلم يبت مع الناس ،فرأى سوادي ،فأقبل حتى وقف عل ّ
ل وإنا إليه راجعون ،ظعينة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا متلففة في ثيابى ،قال : ب ،فلما رآنى قال :إنا ّضَرب علينا الحجا ُ ُي ْ
ما خّلفك يرحمك ال ؟ قالت :
ب البعيَر ،فقال :اركبى ،واستأخر عنى .قالت :فركبت ،وأخذ برأس البعير ،فانطلق سريعا ،يطلب الناس ،فوال فما كّلمته ،ثم قّر َ
لفك ما قالوا ،فارتعج لا ِ
ت ،ونزل الناس ،فلما أطمأنوا طلع الرجل يقود بي ،فقال أه ُ ما أدركنا الناس ،وما افُتِقدت حتى أصبح ُ
العسكر ،ووال ما أعلم بشيء من ذلك .
مرضها وإعراضه عليه السلم عنها :ثم قدمنا المدينة ،فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدًة ،ول يبلغني من ذلك شيء ،وقد انتهى
ي ل يذكرون لي منه قليل ول كثيرا ،إل أني قد أنكرت من رسول ال صلى الحديث إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وإلى أبَو ّ
ال عليه وسلم بعض لطفه بى ،كنت إذا اشتكيت رحمنى ،وَلطف بي ،فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك ؛ فأنكرت ذلك منه ،كان إذا
ي وعندى أمي تمرضنى. دخل عل ّ
غنم بن مالك بن كنانة -قال :كيف تيكم ،ل قال ابن هشام :وهى أم رومان ،واسمها َزْينب بنت عبد ُدهمان ،أحد بني فراس بن َ
يزيد على ذلك .
ت منت ما رأي ُ ت في نفسي ،فقلت :يا رسول ال ،حين رأي ُ جْد ُ
انتقالها إلى بيت أبيها لتمريضها :قال ابن إسحاق :قالت :حتى و َ
ك .قالت :فانتقلت إلى أمي ،ول علم لي بشيء مما كان ،حتى جفائه لى :لو أذنت لى ،فانتقلت إلى أمي ،فمّرضتنى؟ قال :ل علي ِ
نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة ،وكنا قومًا عربًا ل نتخذ في بيوتنا هذه الُكُنف التي تتخذها العاجم َ ،نعاُفها ونكرهها ،إنما
كنا
طح بنت أبي ُرْهم سَح المدينة ،إنما كانت النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن .فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعى أم ِم ْ سِ نذهب في ُف َ
بن المطلب بن عبد مناف ،وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب ابن َتْيم ،خالة أبى بكر الصديق رضى ال عنه .
عْوف ،قالت : طح ومسطح لقب واسمه َ سَس ِم ْ
طها ؛ فقالت َ :تِع َ علمها بما قيل فيها :قالت :فوال إنها لتمشى معي إذ عثرت في ِمْر ِ
ت أبي بكر؟ قالت :قلت :وما الخبر؟ ل من المهاجرين قد شهد بدرًا ،قالت :أو ما بلغك الخبر يا بن َ ت لرج ٍقلت :بئس لَعْمر ال ما قل ِ
فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الفك ،قالت :قلت :أوقد كان هذا؟ قالت :نعم وال فقد كان .قالت :فوال ما قدرت على أن
ع كبدى ،قالت :وقلت لمى :يغفر ال لك ،تحدث النا ُ
س صَد ُ
سَي ْ
ت ،فوال ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء َ أقضي حاجتى ،ورجع َ
ن ،فوال لَقّلما كانت امرأةٌ حسناء ،عند رجل يحبها، بما تحدثوا به ،ول تذكرين لى من ذلك شيئا قالت :أي ُبَنية ،خّفض عليك الشأ َ
ن وَكّثر الناس عليها.
لها ضرائر ،إل كّثْر َ
خطبته صلى ال عليه وسلم في هذا الشأن :قالت :وقد قام رسول ال صلى ال عليه وسلم في الناس يخطبهم ول أعلم بذلك ،فحمد
ت منهم إل خيرًا، ق ،وال ما علم ُ ال وأثنى عليه ،ثم قال :أيها الناس ،ما بال رجال ُيؤذونني في أهلى ،ويقولون عليهم غيَر الح ّ
ت منه إل خيرًا ،وما يدخل بيتا من بيوتي إل وهو معى. ويقولون ذلك لرجل وال ما علم ُ
حْمنة
سطح ،و َ سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال ِم ْ لفك :قالت :وكان ُكْبر ذلك عند عبد ال ابن أبى ابن َ من أشاع حديث ا ِ
حش ،وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ولم تكن من نسائه امرأة ُتناصيني في جْبنت َ
حْمنة بنت جحش ،فأشاعت من ذلك ما أشاعت ، المنزلة عنده غيرها ،فأما زينب فعصمها ال تعالى بدينها فلم تقل إل خيرًا وأما َ
ت بذلك .
شِقَي ْ
ُتضاّدنى لختها ،ف َ
ضْير :ياح َسيد بن ُ ما اقترحه المسلمون بعد خطبته صلى ال عليه وسلم :فلما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تلك المقالة ،قال أ َ
رسول ال ،إن يكونوا
سْعد بن من الوس َنكِفكهم ،وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج ،فُمرنا بأمرك ،فوال إنهم لهل أن ُتضرب أعناقهم ؛ قالت :فقام َ
عرفت ت هذه المقالة إل أنك قد َ ل صالحًا فقال .كذبت لَعْمر ال ،ل نضرب أعناَقهم ،أما وال ما قل َ عبادة ،وكان قبل ذلك ُيَرى رج ً ُ
سيد :كذبت لَعمر ال ،ولكنك منافق تجادل من المنافقين ،قالت :وتساور أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ما قلت هذا ،فقال أ َ
ى.شرا ونزل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فدخل عل ّ الناس ،حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الوس والخزرج َ
ن أبى طالب رضوان ال عليه ،وأسامَة بن زيد ،فاستشارهما ،فأما أسامة فأثنى ىب َالرسول يستشير عليا وأسامة :قالت :فدعا عل ّ
ي خيرًا ،وقاله ؛ ثم قال :يا رسول ال ،أهلك ول نعلم منهم إل خيرا، عل ّ
ل الجاريَة ،فإنها سْل .وأما على فإنه قال :يا رسول ال إن النساَء لكثير ،وإنك لقادر على أن تستخلف و َ ب والباط ُ وهذا الكذ ُ
ستصدقك .فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم بريرة ليسألها ؛ قالت :فقام إليها علي بن
ل ال صلى ال عليه وسلم ؟ قالت :فتقول وال ما أعلم إل خيرًا ،وما كنت أبي طالب ،فضربها ضربًا شديدًا ،ويقول :اصدقي رسو َ
أعيب على عائشة شيئًا ،إل أني كنت أعجن عجينى ،فآمرها أن تحفظه ،فتنام عنه ،فتأتي الشاُة فتأكله .
ي ،وعندي امرأة من ي رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وعندي أبوا َ حزن عائشة ونزول القرآن ببراءتها :قالت :ثم دخل عل ّ
النصار ،وأنا أبكي ،وهي
حِمد ال ،وأثنى عليه ،ثم قال :يا عائشُة ،إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس ،فاتقي ال ،وإن كنت قد تبكى معي ،فجلس ،ف َ
قارفت سوءًا مما يقول الناس فتوبي إلى ال ،فإن ال يقبل التوبَة عن عباده ؛ فوال ما هو إل أن قال لي ذلك ،فقلص دمعى حتى ما
ي أن ُيجيبا عني رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فلم يتكلما قالت :وايم ال لنا كنت أحقر في نفسي ، س منه شيئًا ،وانتظرت أبو ّ أح ّ
ل ال صلى ال عليه صّلى به ،ولكني قد كنت أرجو أن يرى رسو ُ وأصغر شأنا من أن ُينزل ال في قرأنًا ُيقرأ به في المساجد ،وُي َ
وسلم في نومه شيئًا يكّذب به ال عني :لما يعلم من براءتى ،أو ُيخَبر خبرًا ،فأما قرأن ينزل في ،فوال لنفسي كانت أحقَر عندي من
ذلك .
ي يتكلمان ،قالت :قلت لهما :أل تجيبان رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ قالت :فقال :وال ما ندرى بماذا قالت :فلما لم أر أبو ّ
نجيبه ،قالت :وال ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على أل أبي بكر في تلك اليام ؛ قالت :فلما أن استعجما علي ،استعبرت
ت بما يقول الناس ،وال يعلم أني منه بريئة ،لقول ّ
ن ت أبدا وال إني لعلم لئن أقرر ُ فبكيت ؛ ثم قلت :وال ل أتوب إلى ال مما ذكر َ
ما لم يكن ،ولئن أنا أنكرت ما يقولون ل تصدقونني .
ن{ صُفو َ
عَلى َما َت ِن َسَتَعا ُ
ل َوال اْلُم ْ
جِمي ٌصْبٌر َ
قالت :ثم التمست اسَم يعقوب فما أذكره ؛ فقلت :ولكن سأقول كما قال أبو يوسف َ } .ف َ
جي بثوبه سّشاه من ال ما كان يتغشاه ؛ ف ُ سه حتى تغ ّ ]يوسف[18 :قالت :فوال ما َبرح رسول ال صلى ال عليه وسلم مجل َ
وُوضعت له وسادة من أدم تحت رأسه ؛ فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت ؛ فوال ما فزعت ول باليت ،قد عرفت أني بريئة،
ى عن رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى ظنن ُ
ت سّر َ
وأن ال عز وجل غير ظالمي ،وأما أبواي ،فوالذى نفس عائشة بيده ،ما ُ
ى من ال تحقيق ما قال الناس . سهماَ ،فَرقًا من أن يأت َ ن أنف ُ
لتخرج ّ
ق عن جَمان في يوم شات ،فجعل يمسح العر َ ل ال ُ
ي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم؛ فجلس ،وإنه ليتحدر منه مث ُ سّر َقالت :ثم ُ
جبينه ، 0ويقول :أبشري يا عائشة؟ فقد أنزل ال براءَتك ،قالت قلت :بحمد ال .
طح بن أثاثة ،وحسان بن ثابت ،وحمنة سَثم خرج إلى الناس ،فخطبهم ،وتل عليهم ما أنزل ال عليه من القرآن في ذلك ،ثم أمر بِم ْ
ضربوا حّدهم . بنت جحش ،وكانوا ممن أفصح بالفاحشة ،ف ُ
الجزء الرابع
351 -268
ق بن يسار عن بعض استنتاج أبي أيوب طهر عائشة :قال ابن إسحاق :وحدثني أبي :إسحا ُ
رجال بني النجار :أن أبا أيوب خالد بن زيد ،قالت له امرأته أم أيوب :يا أبا أيوب ،أل تسمع ما
ب ،أكنت يا أّم أيوب فاعلًة؟ قالت :ل وال ما كنت
يقول الناس في عائشة؟ قال :بلى ،وذلك الكذ ُ
لفعله ،قال :فعائشُة وال خير منك .
ما نزل من القرآن في حديث الفك :قالت :فلما نزل القرآن بذكر من قال من أهل
لفاحشة ما قال من أهل الفك ،فقال تعالى :
ئ مههرِ ٍ لا ْ كهه ّ م لِ ُ خي ٌْر ل َك ُ ْ ل هُوَ َ م بَ ْ شّرا ل َك ُ ْ سُبوهُ َ ح َ م َل ت َ ْ من ْك ُ ْ ة ِ صب َ ٌ ك عُ ْ جاُءوا ِباْل ِفْ ِ ن َ ذي َ ن ال ّ ِ } إِ ّ
م { ]النور [11 :وذلك ظي ٌ ب عَ ِ ذا ٌ ه عَ َ َ
مل ُ من ْهُ ْ ذي ت َوَلى ك ِب َْرهُ ِ ّ ّ
ن ال ِث ْم ِ َوال ِ ْ م ْ ب ِ س َ ْ
ما اكت َ َ م َ من ْهُ ْ ِ
ه الذين قالوا ما قالوا. حسان بن ثابت ،وأصحاب ُ
قال ابن هشام :ويقال :وذلك عبد الله بن أبي وأصحابه .
قال ابن هشام :والذي تولى ك ِب َْره عبد الله بن أبههي ،وقههد ذكههر ابههن إسههحاق فههي هههذا
ت مَنها ُ مؤْ ِ ن َوال ْ ُ مُنهو َ مؤْ ِ ن ال ْ ُ ظه ّ موهُ َ معْت ُ ُ سه ِ الحديث قبهل ههذا .ثهم .قهال تعهالى َ }:لهوَْل إ ِذ ْ َ
خي ًْرا { ]النور :[12 :أي فقالوا كما قههال أبههو أيههوب وصههاحبته ،ثههم قههال } إ ِذ ْ م َ سهِ ْ ف ِ ب َِأن ُ
َ َ
عْنهد َ اللهه ههوَ ِ ه هَي ًّنا وَ ُ سُبون َ ُ ح َ م وَت َ ْ عل ْ ٌ م ب ِهِ ِ س ل َك ُ ْ ما ل َي ْ َ م َ واهِك ُ ْ ن ب ِأفْ َ قوُلو َ م وَت َ ُسن َت ِك ُ ْه ب ِأل ْ ِ قوْن َ ُ ت َل َ ّ
عظيم { ]النور.[15 :
لنفاق على مسطح ورجوعه عن ذلك :فلما نزل هسسذا فسسي أبو بكر يمتنع عن ا ِ
عائشة ،وفيمن قال لها ما قال ،قال أبو بكر -وكان ينفق علسسى مسسسطح
سطح شسسيئا ً أبسسدًا ،ول أنفعسسه بنفسسع م ْ لقرابته وحاجته :والله ل أنفق على ِ
ولَ أبدا ً بعد الذي قال لعائشة ،وأدخل علينا ،قالت :فأنزل الله في ذلك} َ
ُ ض سل من ْك ُسم والس سع َ ُ ْ
ن كي َ سسسا ِ م َ وال ْ َ قْرب َسسى َ ول ِسسي ال ْ ُ ؤت ُسسوا أ ْ ن يُ ْ ةأ ْ ّ َ ِ ْ َ ف ْ ِ ِ ول ُسسوا ال ْ َ لأ ْ ي َأت َ ِ
َ حوا أ ََل ت ُ ِ
فسَر اللسسه غ ِ ن يَ ْ نأ ْ حب ّسسو َ ف ُ صس َ ول ْي َ ْ فوا َ ع ُول ْي َ ْ ل الله َ سِبي ِ في َ ن ِ ري َ ج ِ ها ِ م َ وال ْ ُ َ
م { ]النسسسسسسسسسور[22 : ٌ سسسسسسسس س حي ِ ر ٌ َ ر سسسسسسسسو س ُ
ف َ
غ سسسسسسسسه س والل ْ َ م سسسسسسسس س ُ ك لَ
تفسير ابن هشام لبعض ألفاظ القرآن :قهال ابهن هشهام :يقهال :ك ِْبهره وك ُْبهره فهي
الرواية ،وأما في القرآن فك ِْبره بالكسر.
ل أ ُوُْلوا ال ْ َ ْ
كم { ]النور [22 :ول يأل أولوا الفضل من ْ ُ ل ِ ض ِ ف ْ قال ابن هشام } :وََل ي َأت َ ِ
جر الك ِْندي : ح ْ منكم -قال امرؤ القيس بن ُ
مؤَْتل ُ نصيح على ت َْعذاله غيُر وى َرد َد ُْته خصم ٍ فيك أل َ ب َ #أل ُر ّ
ل أوُْلهوا ال ْ َ ُ ْ
م { :ول يحلهف أولهو كه ْ من ْ ُ ل ِ ضه ِ ف ْ وهذا البيت في قصيدة لهه ،وُيقهال} وََل ي َأَته ِ
الفضل ،وهو قول الحسن بن أبي الحسن البصري ،فيما بلغنا عنه .
م { ]البقههرة [226 :وهههو مههن الليههة، سههائ ِهِ ْ ن نِ َ م ْن ِ ن ي ُؤُْلو َ ذي َ وفي كتاب الله تعالى }:ل ِل ّ ِ
واللية :اليمين .قال حسان بن ثابت :
إفنادِ غير ِبر ألّية مني #آليت ما في جميع الناس مجتهدا ً
وهذا البيت في أبيات له ،سأذكرها إن شاء الله في موضعها .فمعنى :
م ُ
ن الله لكهه َْ " أن يؤتوا " في هذا المذهب :أن ل يؤتوا ،وفى كتاب الله عز وجل } :ي ُب َي ّ ُ
َ َ َ
قههعَ عَلههى ن تَ َ ماَء أ ْ سهه َ ك ال ّ سهه ُ م ِ ضههّلوا} ]النسههاء [176 :يريههد :أن ل تضههلوا } وَي ُ ْ ن تَ ِ أ ْ
ض}]الحج [65 :يريد أن ل تقع على الرض ،وقال ابن مفّرغ الحمير ي : َْ
ت يزيَداح ُمغيرًا ول ُدعي ُ ـِ ح الصبـ ضِ
سَواَم في َو َ
الْر ِ
ت ال ّ
عْر ُ
#لَذ َ
ن أحيَداصْدَنني أ ْ
والمنايا َيْر ُ ضْيمــًا
ت َ
ى مخافَة المو ِ عط َ #يوَم أ ْ
يريد :أن ل أحيد؛ وهذان البيتان في أبيات له .
قال ابن إسحاق :قالت :فقال أبو بكر" :بلى والله إني لحب
سطح نفقته التي كان ُينفق عليه وقال :والله ل أنزعههها م ْأن يغفَر الله لي ،فرجع إلى ِ
منه أبدًا.
صفوان يحاول قتل حسان :قال ابن إسحاق :ثم إن صفوان
طل اعترض حسان بن ثابت بالسيف ،حين بلغه ما كان يقول فيه ،وقههد كههان ابن المع ّ
مضر، حسان قال شعرا ً مع ذلك يعّرض بابن المعطل فيه ،وبمن أسلم من العرب من ُ
فقال :
البلدِ ةب َْيض َ أمسى فَرْيعة ال ُ ن
واب ُ ب قد عَّزوا وقد كثروا #أمسى الجلبي ُ
شبا في ب ُْرثن السدِ ً من ْت َ ِ
ُ أو كان ت صاحَبههه ن كن َ م ْمه َ #قد ث َك ِل َ ْ
تأ ّ
قَوَدِ ول ي ُعْ َ
طاها فيه ديةٍ من ِ ذهخهههه ُ
دو فآ ُقِتيلى الذي أغْ ُ #ما ل َ
بالّزبد الِعبر ويْرمى فَي َغْط َئ ِ ّ
ل ة
ح شاميه ً ب الري ُن َته ّ #ما البحُر حي َ
270
ْ َ ً
ض الب َرِدِ ظ أْفري كفري العار ِ ملغَي ْ ِِ صرنهى #يوما بأغلب مني حين ت ُب ْ ِ
شدُِينيبوا من الغيات للّر َ حتى مههههم #أما ُقريش فإني لن أسال َ
الصمدِ للواحدِ كلهم ويسجدوا ة
زله ٍمعْ ِ ت والعُّزى ب َ
#ويتركوا الل َ
والوُك ُدِ الله بعهدِ وُيوفوا حق ل لههم #ويشهدوا أن ما قال الرسو ُ
طل ،فضربه بالسيف ،ثههم قههال ،كمهها حههدثني يعقههوب بههن فاعترضه صفوان بن المع ّ
عتبة: ُ
ر
ت بشاع ِ ت لس ُ هوجي ُ
ُ إذا م غل ٌ ف عني فإنني ب السي ِ
ذبا َ َ
#ت َلقّ ُ
قال ابن إسحاق :وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي :
ن ثابت بن قيس بن الشماس وثب على صفوان بن المعط ّههل ،حيههن ضههرب حسههان ، أ ّ
فجمع يديه إلى عنقه بحبل ،ثم انطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج ،فلقيه عبههد
الله بن رواحة ،فقال :ما هذا؟ قال :أما أعجبك ضرب حسان بالسيف ؛ والله مهها أراه
إل قد قتله ،قال له عبد الله بن رواحة :هل علم رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم
بشيء مما صنعت ؟ قال :ل والله ؛ قال :لقد اجترأت ،أطلق الرجههل ،فههأطلقه ،ثههم
وا رسو َ
ل أت َ ْ
271
ّ
الله صلى الله عليه وسلم ،فذكروا ذلهك لهه ،فهدعا حسهان وصهفوان بهن المعطهل ؛
فقال
ابن المعطل :يا رسول الله آذاني وهجانى ،فاحتملنى الغضب ،فضربته فقههال رسههول
ت علههى قههومي أن شهوّهْ َالله صلى الله عليههه وسههلم لحسههان :أحسههن يهها حسههان ،أت َ َ
هداهم الله للسلم ،ثم قال :أحسن يا حسان في الههذي أصههابك ،قههال :هههي لههك يهها
رسول الله .
قال ابن هشام :ويقال :أبعد أن هداكم الله للسلم .
قال ابن إسحاق :فحدثني محمد بن إبراهيم :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حد َْيلههة اليههوم بالمدينههة ،وكههانت مههال ً لبههى
حاء ،وهي قصههر بنههي ُأعطاه عوضا منها ِبيَر َ
طلحة بن سهل تصدق بها على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأعطاها رسول
ة قبطية ،فولدت م ً
الله صلى الله عليه وسلم حسان في ضربته وأعطاه سيرين ،أ َ
له عبد الرحمن بن حسان ،قالت :وكانت عائشة تقول :لقد سئل عن ابن المعطههل ،
صورًا ،ما يأتى النساء ،ثم ُقتل بعد ذلك شهيدًا. ح ُفوجدوه رجل َ
قال حسان بن ثابت -يعتذر من الذي كان قال في شأن عائشة رضي الله عنها:
ل
لحوم ِ الَغواف ِ من غَْرَثى ح
وتصب ُ ة
ن بريب ٍ
ن َرَزان ما ت َُز ّحصا ٌ
َ #
272
دهم غيُر زائل كرام المساعي مج ُ ِ ب
ن غالهه ٍ حي من لؤى ب ِ ة َ #عقيل ُ
وباطل سوٍءُ ك ّ
ل من وطّهرها مههههها خي َب الله ِ ة قد ط َي ّ َ مه ّ
ذب ٌ ُ #
ى أناملى طي إل ّ سوْ َِ َ
فل رفَعت م
عمت ُ
ت الذي قد َز َ ت قد قل ُ #فإن كن ُ
ل
ن المحاف ِ َزي ِ ل الله ل رسو ِ ل ِ صرتي ت ون ُ ْ حيي ُ
دى ما َ #و كيف ووُ ّ
ل
سوَْرةُ المتطاو ِ صُر عنهتقا َ ّ
س كلههم
َ ل على النا ِ #له َرَتب عا ٍ
273
ل
ح ِ بى ما ِ ئ
ل امر ٍ ولكنه قو ُ ط
س بلئ ٍ ل لي َ #فإن الذي قد قي َ
قال ابن هشام :بيته " :عقيلة حي " والذي بعده ،وبيته " :له رتب عهال " عهن أبهي
زيد النصاري
قال ابن هشام :وحدثني أبو عب َْيدة :أن امرأة مدحت بنت حسان
ابن ثابت عند عائشة ،فقالت :
لوتصبح غْرَثى من لحوم ِ الَغواف ِ َ ه
ن بريب ٍ ن ما ُتز ّ ن َرزا ٌ حصا ٌ َ #
ن أبوها . فقالت عائشة لك ْ
ضْرب حسان وأصحابه قال ابن إسحاق :وقال قائل من المسلمين في َ
في فِْريتهم على عائشة:
قال ابن هشام :في ضرب حسان وصاحبيه :
ح َ
سط ُ م ْ و ِ ً هجيراَ قالوا إذ ة
من ُح ْو َ هن الذي كان أهَْلهه ُ #لقد ذاق حسا ُ
رحوا ُ
ش الكريم ِ فات ْ ِ #تعاط َ ْ
ة ذي العر ِ خط َ س ْو َ ج نبّيههم ب زو َ جم ِ الغي ِ وا بر ْ
وُفضحوا موها م ُ
عُ ّ قى
تب َ مخازِيَ جّللههوال الله فيها ف ُ #وآذ َْوا رسو َ
حف ُ س َمْزن ت َ ْ طر من ذ َُرا ال ُ ب قَ ْ شآبي ُ ت كأنهها صدا ٌح َ م ْصّبت عليهم ُ #و ُ
274
أمر الحديبية في آخر سنة ست ،وذكههر بيعههة الرضههوان والصههلح بيههن رسههول اللههه
صلى الله عليه وسلم وبين سهيل بن عمرو
قال ابن إسحاق :ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسههلم بالمدينههة شهههر رمضههان ،
وشوال ،وخرج في ذي القعدة معتمرًا ،ل يريد حربا.
من استعمله صلى الله عليه وسلم على المدينة :قههال ابههن هشههام :واسههتعمل علههى
المدينة نميلة بن عبد الله الليثي .
مههناستنفاره صلى الله عليه وسلم العرب :قال ابن إسههحاق :واسههتنفر العههرب و َ
حوَله من أهل البوادي من العراب ليخرجوا معه وهو يخشى من قريش الذي صههنعوا،
أن يعرضوا له بحرب أن يصدوه عن الههبيت ،فأبطههأ عليههه كههثير مههن العههراب ،وخههرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المهاجرين والنصار ومن لحق بههه مههن
س من حربه ،وليعلم الناس أنه دي ،وأحرم بالعمرة ليأمن النا ُ العرب ،وساق معه اله ْ
إنما خرج زائرا ً لهذا البيت ومعظما.
ّ
عدد من خرج للعمههرة :قههال ابههن إسههحاق :حههدثني محمههد بههن مسههلم بههن شهههاب
مهْروان بههن الحكههم أنهمها حههدثاه مخرمة و َ ور بن َس َ
م ْ
الزهري ،عن عروة بن الزبير عن ِ
قال :خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت ،
275
دي سبعين بدنة ،وكان الناس سبعمائة رجل ،فكانت كل بدنة يريد قتال ،وساق معه اله ْ
عن عشرة نفر.
وكان جابر بن عبد الله ،فيما بلغني ،يقول :كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة مائة .
ما قاله عليه السلم عندما علم أن قريشا تريد منعه :قال الزهري :وخههرج رسههول
الله صلى الله عليه وسلم ،حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعههبي -قههال
ابن هشام :ويقال ُبسر -فقال :يا رسول الله هههذه قريههش ،قههد سههمعت بمسههيرك ،
وى يعاهههدون فخرجوا معهم الُعوذ المطافيل ،قد لبسوا جلود النموِر ،وقد نزلوا بذي ط ُ َ
كراع الغميم . دموها إلى ُ الله ل تدخلها عليهم أبدا ،وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قَ ّ
قال :فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا وْيح قريشا لقههد أكلتهههم الحههرب ،
ماذا عليهم
خّلوا بيني وبين سائر العرب ،فإن هم أصابوني كههان الههذي أرادوا ،وإن أظهرنههي لو َ
الله عليهم دخلوا في السلم وافريههن ،وإن لههم يفعلههوا قههاتلوا وبهههم قههوة ،فمهها تظههن
قريش ،فوالله ل أزال أجاهد ُ على الذي بعثني الله به حتى يظه هَره اللههه أو تنفههرد َ هههذه
ة ،ثم قال :من رجل يخرج بنا عن طريق غير طريقهم التي هم بها؟ سالف ُ
ال ّ
تجنبه صلى الله عليه وسلم طريق قريش :قال ابن إسحاق :فحدثني عبد الله بن
أبي بكر:
سَلم قال :أنا يا رسول الله ،قال :فسلك بهم طريق ها ً وعههرا ً أج هَرل ،أن رجل من أ ْ
ب ،فلما خرجوا منه ،وقد شق ذلك على المسلمين شعا ٍ بين ِ
مْنقطع الوادي ،قال رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم سْهلة عند ُ وا إلى أرض َ ض ْ وأفْ َ
حط ّههة الههتي ب إليه ،فقالوا ذلك ،فقال :واللههه إنههها ل َل ْ ِ للناس :قولوا نستغفُر الله ونتو ُ
عرضت على بني إسرائيل .فلم يقولوها. ُ
قال ابن شهاب :فأمر رسول الله صلى الله عليه وسههلم النههاس فقههال :اسههلكوا ذات
اليمين
حديبيههة مههن أسههفل مْهبههط ال ُ حمش ،في طريق ُتخرجه علههى ث َِنيههة ال ُ
مهَرار َ ي ال َ َ
بين ظهَْر ِ
مكة ،قال :فسلك الجيش ذلههك الطريههق ،فلمهها رأت خيههل قريههش قَت َههرةَ الجيههش قههد
خالفوا عن طريقهم ،رجعوا راكضين إلى قريش ،وخرج رسول الله صههلى اللههه عليههه
ة،
ت الناقه ُ خل ِ وسلم ،حتى إذا سلك في َثنيههة المههرار بركههت نههاقته ،فقههالت النههاس َ :
دعونى س الفيههل عههن مكههة .ل ت َه ْ خلت وما هو لها بخُلق ،ولكههن حبسههها حهاب ُ قال :ما َ
صلة الرحم إل أعطيتهم إياها .ثههم قههال للنههاس : طة يسألوننى فيها ِ خ ّقريش اليوم إلى ُ
انزلوا؛ قيل له :يا رسول الله :ما بالوادي ماء ننزل عليه ،فأخرج سهههما مههن كنههانته ،
قُلهب .فغهرزه فهي جهوفه ، فأعطاه رجل من أصحابه ،فنزل به في قَِليهب مهن تلهك ال ُ
فجاش بالّرواء حتى ضرب الناس عنه بعَ َ
طن .
سههلم :أن الههذي نههزل فههي قال ابن إسحاق :فحدثني بعض أهل العلم عن رجال مههن أ ْ
عمير بن ي َْعمر ابههن دب بن ُ جن ْ َقليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن ُ ال َ
دارم بن عمر بن واثلة بن سهم بن مازن بههن أسههلم بههن أْفصههى بههن أبههي حارثههة ،وهههو
دن رسول الله صلى الله عليه وسلم . سائق ب ُ ْ
صى بن حارثة . قال ابن هشام :أفْ َ
277
قال ابن إسحاق :وقد زعم لي بعض أهل العلم :أن الب ََراء بن عههازب كههان يقههول :
أنا الذي نزلت بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله أعلم أي ذلك كان .وقههد
ة ،قد ظننا أنه هو الذي نزل بالسهم ،فزعمههت ن شعر قالها ناجي ُ ت أسلم أبياتا م ٍ أن َ
شد ْ
قليههب َيميههح علههى الناسه ،
أسلم أن جارية من النصههار أقبلههت بههدلوها ،وناجيههة فههي ال َ
فقالت :
س يحمدوَنكا
ت النا َ
إنى رأي ُ ح د َْلوي ُ
دوَنكا #يأيها المائ ُ
#يثنون خيرًا وُيمجدونكا
قال ابن هشام :ويروى :
278
معشر قريش ،إنكم ت َْعجلون على محمد ،إن محمدا لم يأت لقتال .
جّبهوهم وقالوا :وإن كههان جههاء ول يريههد قتههال، إنما جاء زائرا .هذا البيت ،فاتهموهم و َ
ث بذلك عنا العرب . فوالله ل يدخلها علينا عَْنوةَ أبدًا ،ول َتحد ّ ُ
مهاخزاعة عَْيبة ُنصح رسول الله صلى اللهه عليههه وسههلم ،مسههل ُ قال الزهري :وكانت ُ
ً
كها ،ل يخفون عنه شيئا كان بمكة . ومشر ُ
خَيف ،أخا بني عامر مك َْرَز بن حفص بن ال ْ قال :ثم بعثوا إليه ِ
مقبل قال :هذا رجل غادر ،فلمهها ابن ُلؤي ؛ فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ُ
انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه ،قههال لههه رسههول اللههه صههلى اللههه
عليه وسلم نحوا ً مما قال لب ُد َْيل وأصحابه ؛ فرجههع إلههى َقريههش فههأخبرهم بمهها قههال لههه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
حل َْيس بن علقمة أو ابن َزّبان ،وكان يومئذ سيد الحابيش ،وهو أحد ثم بعثوا إليه ال ُ
مناة بن كنانة ،فلما رآه رسول الله صلى اللهه عليههه وسههلم قهال : بني الحارث بن عبد َ
إن هذا من قوم يتأَلهون ،فابعثوا الهد ْيَ في وجهه حتى يراه ،فلمهها رأى الههد ْيَ يسههيل
حله ،رجع م َوض الوادي في قلئده ،وقد أكل أوباَره من طول الحبس عن َ عليه من عُ ْ
إلى قريش ،ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إعظام ها ً لمهها رأى ،فقههال
م لك .
عل َىل ِ لهم ذلك .قال :فقالوا له :اجلس ،فإنما أنت أعراب ّ
حلْيس غضب َ قال ابن إسحاق :فحدثني عبد الله بن أبي بكر :أن ال ُ
279
عنههد ذلههك وقههال :يهها معشههر قريههش ،واللههه مهها علههى هههذا حالفنههاكم ،ول علههى هههذا
نخّلهه ّ
حل َْيس بيده ،لت ُ َ
صد ّ عن بيت الله من جاء معظما له ! والذي نفس ال ُعاقدناكم .أي َ
ه
م ْن بالحابيش نفرة رجل واحد .قال :فقالوا له َ : بين محمد وبين ما جاء له ،أو لنفر ّ
حل َْيس حتى نأخذ لنفسنا ما نرضى به . ،كُ ّ
ف عنا يا ُ
قال الزهري في حديثه :ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عههروة بههن
مسعود الّثقفى؛ فقال :يا معشر قريش ،إني قد رأيت ما يلقى منكم من بعثتموه إلههى
محمد إذا جاءكم من التعنيف وسوء اللفظ ،وقد عرفتم أنكم والههد وأنههى ولههد – وكههان
ت بالذي نههابكم فجمعههت مههن أطههاعني مههن سب َْيعة بنت عبد شمس – وقد سمع ُ عروة ل ُ
ُ
ت ،ما أنههت عنههدنا بمّتهههم .فخههرج سي ُْتكم بنفسى ،قالوا :صدق َقومى ،ثم جئتكم حتى آ َ
حتى أتى رسول الله صلى الله عليهه وسهلم ،فجلهس بيهن يهديه ثهم قهال :يها محمهد،
ضها بهم إنههها قريههش قههد خرجههت ف ّب الناس ،ثم جئت بهم إلى ب َْيضتك لت ُ
ت أْوشا َ أجمع َ
معها الُعوذ ُ المطافيل قد لبسوا جلود النمور ،يعاهدون الله ل تهدخلها عليهها عَْنهوة أبهدًا.
وأيم الله ،لكأني بهؤلء قد انكشفوا عنك غدا .
قال :وأبو بكر الصههديق خلههف رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم قاعههد فقههال :
د؟ قال :هههذا ابههن أبههي ت .أنحن نتكشف عنه ؟ قال :من هذا يا محم ُ امصص ب َظ َْر الل ِ
قحافة ،قال :أما والله لول يد كانت لك عندي لكافأتك بها ،ولكن هذه بها.
قال :ثم جعل يتناول لحية رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم وهههو يكلمههه .قههال :
والمغيرة
شعبة واقف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديد .قال :فجعل ابن ُ
ة رسول الله صلى الله عليهه وسههلم ويقههول :اكفهف يهدك عهن ده إذ تناول لحي َ
يقرع ي َ
وجه رسول الله صلى الله عليه وسههلم قبههل أن ل تصههل إليههك ،قههال :فيقههول عُههروة:
ك ! قال :فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال له ظك وأغلظ َ َويحك ،ما أف ّ
در ،وهههل عروة :من هذا يا محمد؟ قال :هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة :قال :أي غُ َ
س.ت سوَءَتك إل بالم ِ سل ْ َغ َ
ة
ل إسههلمه قتههل ثلث ه َ شْعبة قب َ
ن ُ قال ابن هشام :أراد عروةُ بقوِله هذا أن المغيرةَ ب َ
حّيهان مهن ثقيههف :بنهو مالهك رهههط عشَر رجل ً من بني مالههك ،مهن ثقيهف ،فتهايهج ال َ
ة ،وأصههلح ث عشههرةَ دي ه ًدى عروةُ المقتوِلين ثل َ المقتولين ،والحلف رهط المغيرة ،فَوَ َ
ذلك المر.
ل الله صلى الله عليه وسلم بنحو مما قال ابن إسحاق :قال الزهريّ ؛ فكلمه رسو ُ
ت يريد حربًا. كلم به أصحاَبه وأخبره أنه لم يأ ِ
فقام من عند ِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى ما يصنع به أصحاُبه ،
ل يتوضأ إل ابتدروا َوضههوَءه ،ول يبصههق بصههاقا إل ابتههدروه .ول يسههقط مههن شهعره
سَرى فههي شيٌء إل أخذوه فرجع إلى قريش ،فقال :يا معشر قريش ،إنى قد جئت ك ِ ْ
مِلكا ً في قههوم قههط ملكه ،وإنى والله ما رأيت َ ى في ُ ملكه والّنجاش ّ ملكه ،وقَْيصر في ُ ُ
ل محمد في أصحابه ،ولقد رأيت قوما ل ُيسلمونه لشىء أبدا ،فَُروا رأيكم . مث َ
الرسول يبعث سفيرا ً إلى أهل مكة :قال ابن إسحاق :وحدثني
ض أهههل العلههم :أن رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم دعهها خههراش بههن أميههة بع ُ
ملههه علههى بعيههر لهه يقهال لهه الثعلههب ،ليبلههغ ح َ
خزاعى ،فبعثههه إلهى قريههش بمكههة ،و َ ال ُ
أشراَفهم عنه ما جاء له ،فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسههلم ،وأرادوا
ل الله صلى الله عليههه وسههلم . ه ،حتى أتى رسو َ وا سبيل َ قتله ،فمنعته الحابيش ،فخل ّ ْ
281
ما اعتدى به النفر القرشيون على معسكر الرسول :قال ابن إسحاق :وقد حههدثني
كرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس :أن قريشهها كههانوا بعثههوا ع ْ ض من ل أتهم عن ِ بع ُ
أربعين رجل منهم أو خمسين رجل ،وأمروهم أن ُيطيفوا بعسكر رسول الله صههلى اللههه
خذًا ،فأتى بهم رسههول اللههه صههلى عليه وسلم ،ليصيبوا لهم من أصحابه أحدًا ،فأخذوا أ ْ
الله عليه وسلم ،فعفا عنهم ،وخّلى سبيلهم ،وقد كانوا رموا في عسكر رسول اللههه
ل. صلى الله عليه وسلم بالحجارةِ والنب َ
*ملحوظههة :يرجههى مراجعههة صههحيح مسههلم 1807و ،1808ومسههند أحمههد 11818و
16358وتفسير ابن كثير لسورة الفتح الية 24للهمية القصوى قصة قتههل ابههن زنيههم
أحد المسلمين حين اطلع على ثنية مرتفعة من الحديبية .تحرير راهب العلم.
اعتذار عمر عن بعثته إلى قريش وإرسال عثمان :ثم دعا عمَر بن الخطههاب ليبعثههه
إلى مكة ،فيبّلغ عنه أشراف قريش ما جهاء لههه ،فقههال :يهها رسههول اللههه ،إنههي أخههاف
قريشا ً على نفسى .وليس بمكة من عَدِيّ بن كعب أحههد يمنعنههى ،وقههد عرفَههت قريههش
ن بههن عفههان عداوتي إياها ،وغلظتى عليها ،ولكني أدلك على رجل أعَّز بها منههى ،عثمهها َ
ن بههن عفههان ،فبعثههه إلههى أبههي سههفيان ل الله صلى الله عليه وسههلم عثمهها َ فدعا رسو ُ
ظمههات لحرب ،وإنه إنما جاء زائرا لهذا البيت ،ومع ّ وأشراف قريش ،يخبرهم أنه لم يأ ِ
لحرمته .
ن بهن إشاعة مقتل عثمان :قال ابن إسحاق :فخهرج عثمهان إلهى مكهة ،فلقيهه أبها ُ
سعيد بن العاص حين دخل مكة ،أو قبل أن يدخلها ،فحمله بين يههديه ،ثههم أجههاره حههتى
ن حههتى أتههى أبهها سههفيان بّلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فههانطلق عثمهها ُ
وعظماَء قريش ،فبّلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله بههه ،فقههالوا
ت :أن لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسههلم إليهههم :إن شههئ َ
ف فقال :ما كنت لفعل ف بالبيت فط ُ ْ تطو َ
دها ،فبلههغ ف به رسول الله صلى الله عليه وسلم .واحتبسههته قريههش عنه َ حتى يطو َ
ن بن عفان قد ُقتل . رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثما َ
بيعة الرضوان
سبب البيعة ونصها :قال ابن إسحاق :فحدثني عبد الله بن أبي بكر :أن رسول اللههه
صلى الله عليه وسلم ،قال حين بلغه أن عثمان قد ُقتل :ل نبرح حتى ننهاجز القهوم ،
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة .فكانت بيعة الرضوان تحههت
الشجرة ،فكان الناس يقولون :بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت ،
وكان جابر بن عبد الله يقول :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يبايعنا على الموت ،ولكن بايعنا على أن ل نفر.
من امتنع عن البيعة :فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النههاس ،ولههم يتخلههف
جد ّ بن قيس ،أخو بني سلمة ،فكان جابر بن عبد عنه أحد من المسلمين حضرها ،إل ال َ
ض هَبأ إليههها ،يسههتتر بههها مههن الله يقول :والله لكأني أنظر إليه لصقا بههإبط نههاقته .قههد َ
ذكر من أمر عثمان باطل . الناس ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي ُ
أول المبايعين :قال ابههن هشههام :فههذكر وكيههع عههن إسههماعيل بههن أبههي خالههد ،عههن
سههنان شْعبى :أن أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان :أبو ِ ال ّ
سدي .ال َ
مبايعته صلى الله عليه وسلم لعثمان :قال ابن هشام :وحدثني من أثق بهه عمهن
عمر :أن رسول الله صلى اللههه عليههه كة عن ابن أبي ُ مل َي ْ َ
حدثه بإسناد له ،عن ابن أبي ُ
وسلم بايع لعثمان ،فضرب بإحدى يديه على الخرى .
سهيل رسول قريش للصلح :أمر الهدنة :قال ابن إسحاق :قال الزهري :ثم بعثت
سهَْيل بن عمرو ،أخا بني عامر بن ُلؤي ،إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش ُ
ً
،وقالوا له :ائت محمدا فصالحه ،ول يكن
283
ب عنا أنه دخلها علينهها عَن ْههوةً ث العر ُ حد ّ ُ
مه هذا ،فوالله ل ت َ َ في صلحه إل أن يرجع عنا عا َ
مقبل ،قال :قد سَهيل بن عمرو ،فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ُ أبدًا .فأتاه ُ
عمرو إلههى رسههول اللههه سهَْيل بن َ ح حين بعثوا هذا الرجل .فلما انتهى ُ م الصل َ
أراد القو ُ
ح.صلى الله عليه وسلم ،تكلم فأطال الكلم ،وتراجعا ،ثم جرى بينهما الصل ُ
ب ،وثههب عمر يستنكر الصلح ويتوب بعد ذلك :فلما التههأم المهُر ولههم يبههق إل الكتهها ُ
ل اللههه ؟ قههال :بل َههى، س برسههو ِ عمُر بن الخطاب ،فأتى أبا بكر فقال :يا أبهها بكههر ألي ه َ
سوا بالمشركين ؟ قال :بَلههى ،قههال : قال :أولسنا بالمسلمين ؟ قال :بَلى ،قال :أولي ُ
م غَْرَزه ،فإني أشهد أنه رسههول ة في ديننا؟ قال أبو بكر :يا عمر ،الز ْ فعلم ُنعطي الد ّن ِي ّ َ
ل الله صلى الله عليه وسلم الله ،قال عمر :وأنا أشهد أنه رسول الله ،ثم أتى رسو َ
ت برسول الله ؟ قال :بلى ،قههال :أولسههنا بالمسههلمين ؟ فقال :يا رسول الله ألس َ
ة فههيقال :بَلى ،قال :أو ليسوا بالمشركين ؟ قههال :بلههى؛ قههال :فعلم نعطههي الد ّن ِي ّه َ
ديننا؟ قال :أنا عبد ُ الله ورسوله ،لن أخالف أمَره ،ولن يض هّيعنى! قههال :فكههان عمههر
ة كلمههى ت يومئذ ،مخاف ه َت أتصدق وأصوم وأصلى وأعتق ،من الذي صنع ُ يقول :ما زل ُ
وت أن يكون خيرًا. ج ْ
الذي تكلمت به ،حتى َر َ
المفاوضة على شروط الصلح :قال :ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ن أبي طالب رضوان الله عليه ،فقال ؛ اكتب :بسم اللههه الرحمههن الرحيههم ، ىب َ
عل ّ
م ،فقال رسول اللههه صههلى سهيل :ل أعرف هذا ،ولكن اكتب باسمك الله ّ قال :فقال ُ
الله عليه وسلم :اكتب باسمك اللهم ،فكتبها ،ثم قال :اكتب :
284
تشهههد ُعمرو ،قال :فقال سهيل :لو َ ن َلب َ سهَي ْ َ هذا! ما صالح عليه محمد ٌ رسو ُ
ل الله ُ
م أبيك ،قال :فقال :رسههول اللههه مك واس َ ك ،ولكن اكتب اس َ ل الله لم أقاتل ْ َ
أنك رسو ُ
ن عمههرو، سهههي َ
ل به َ ن عبد الله ُ صلى الله عليه وسلم اكتب :هذا ما صالح عليه محمد ُ ب ُ
ضهههمف بع ُس ويكه ّ ن النهها ُن فيه ه ّ اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشَر سنين يههأم ُ
عن بعض ،-على أنه من أتى محمدا ً من قريش بغير إذن وليه رده عليهههم ،ومههن جههاء
فوفة ،وأنه ة مك ْ ُقريشا ً ممن مع محمد لم يردوه عليه ،وإن بيننا عَي ْب َ ً
عهههده دخهل فيهه ،ومههن عقد ِ محمد و َ ل في َ ب أن يدخ َ ل ،وأنه من أح ّ ل ول إ ْ
غل َ سل َ
ل إِ ْ
دهم دخل فيه عقدِ قريش وعه ِ ب أن يدخل في َ أح ّ
ة فقههالوا: خزاع ه ُ
من دخل في عهد المسلمين ومن دخل في عهد قريههش :فتههواثبت ُ
عهههدهم ، عقد قريش و َ نحن في عقد محمد وعهده ،وتواثبت بنو بكر ،فقالوا :نحن في َ
م قابههل ،خرجنهها عنههك ل علينا مكة ،وأنه إذا كان عا ٌ مك هذا ،فل تدخ ْ وأنك ترجع عنا عا َ
ب،ل قهُر ِفدخلتها بأصحابك ،فأقمت بها ثلثا ً ،معههك سههلح الراكههب ،السههيوف فههي ال ُ
تدخلها بغيرها.
سهَيل :فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب هو جْندل بن ُ أمر أبي َ
ف في الحديد ،قههد انفلههت س ُمرو ي َْر ُسَهيل بن عَ ْ
جْندل بن ُ
سهيل بن عمرو ،إذ جاء أبو َ و ُ
بإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أصحا ُ
286
ن في الفتح ،لُرؤيا رآها رسول ّ
شكو َرسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا وهم ل ي َ ُ
مههل عليههه الله صلى الله عليه وسلم ،فلما رأوا ما َرأْوا من الصههلح والرجههوع ،ومهها تح ّ
م ، رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه دخل على الناس من ذلههك أمههر عظيه ٌ
جهَههه ،وأخههذ بت َل ْههبيبه ،
سهيل أبا جندل قام إليه فضرب و ْ حتى كادوا يهلكون ،فلما رأى ُ
ت، ة بينى وبينههك قبههل أن يأتي َههك هههذا ،قههال :صههدق َ جت القضي ُ د ،قد ل َ ّ
ثم قال :يا محم ُ
ده إلى قريش ،وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته :يهها فجعل ينتره بتلبيبه ،ويجره لير ّ
س إلههى مهها معشَر المسلمين ،أأرد ّ إلى المشركين َيفتنوني في دينى؟ فههزاد ذلههك النهها َ
ب ،فإن اللهه ل الله صلى الله عليه وسلم :يا أبا جندل ،اصبر واحتس ْ بهم ،فقال رسو ُ
ل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ً ومخرجًا ،إنا قد عقههدنا بيننهها وبيههن القههوم جاع ٌ
در بهم ،قال :فههوثب عمههر صلحا ،وأعطيناهم على ذلك ،وأعطونا عهد َ الله ،وإنا ل ن َغْ ِ ُ
بن الخطاب مع أبي جندل يمشى إلى جنبه ؛ ويقهول :اصههبْر يها أبها جنهدل ،فإنمها ههم
م السههيف منههه .قههال :يقههول دنى قههائ َم كلب قال :وي ُه ْ دهم د ُم أح ِالمشركون ،وإنما د ُ
ة.
ل بأبيه ،ونفذت القضي ُ ن الرج ُ ب به أباه ،فض ّ وت أن يأخذ َ السيف فيضر َ ج ْ
عمُر :ر َ
من شهدوا على الصلح :فلما فرغ رسول الله صهلى اللهه عليهه وسهلم مهن الكتهاب
أشهد على الصلح رجال من المسلمين ورجال من المشركين :أبو بكر الصديق ،وعمر
سهيل بن عمرو ،وسعد بههن أبههي بن الخطاب ،وعبد الرحمن بن عوف ،وعبد الله ابن ُ
ى بههن أبههي َ مك َْرز بن َ سَلمة ،و ِ
فص ،وهو يههومئذ مشههرك ،وعله ّ ح ْ م ْ
وقاص ،ومحمود بن َ
طالب وكتب ،وكان هو كاتب الصحيفة .
لحرام :قال ابن إسحاق :وكان رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم لحلل من ا ِ ا ِ
حل ،وكان يصلى في الحرم ،فلما فرغ من الصلح مضطربا في ال ِ
سه ،وكان الذي حلقه ،فيما بلغني ،في ذلك ديه فنحره ،ثم جلس فحلق رأ َ قدم إلى هَ ْ
خزاعى ،فلما رأى الناس أن رسول اللههه صهلى اللههه ش بن أمية بن الفضل ال ُ خَرا ُ اليوم ِ
حِلقون . حرون وي َ ْ عليه وسلم قد نحر وحلق تواثبوا ي َن ْ َ
فضل المحلقين على المقصرين :قال ابن إسحاق :فحدثني عبد الله بههن أبههي نجيههح ،
صههر آخههرون .فقههال عن مجاهد ،عن ابن عباس ،قال :حلق رجههال يههوم الحديبيههة ،وق ّ
صههرين يهها رسههول رسول الله صلى الله عليه وسلم :يرحم الله المحّلقين قالوا :والمق ّ
ل الله ؟ قال :يرحم الله م الله المحّلقين ،قالوا :والمقصرين يا رسو َ الله ؟ قال :يرح ُ
صههرين ،فقههالوا :يهها رسههول المحّلقين ،قالوا :والمقصرين يا رسول الله ؟ قال :والمق ّ
الله :فلم ظاهرت الترحيم للمحّلقين دون المقصرين ؟ قال :لم يش ّ
كوا .
من هداياه صلى الله عليه وسلم :وقال عبد الله بن أبي نجيح :حدثني مجاهد ،عن
جمل ًابن عباس :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدي عام الحديبية فههي هههداياه َ
ظ بذلك المشركين .نزول سورة الفتح وذكههر لبى جهل ،في رأسه ب َُرةٌ من فضة ،ي َِغي ُ
البيعة :قال الزهري في حديثه :ثم انصرف رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم مههن
ل ،حتى إذا كان بين جِهه ذلك قاف ً و ْ
288
ن
مهه ْ م ِ قد ّ َما ت َ َ
ك الله َ فَر ل َ َ مِبيًنا* ل ِي َغْ ِ حا ُ ك فَت ْ ً حَنا ل َ َ مكة والمدينة ،نزلت سورة الفتح :إ ِّنا فَت َ ْ
ما}]الفتح1 :ه .[2 قي ً ست َ ِ
م ْ طا ُ صَرا ً ك ِ ك وَي َهْدِي َ َ ه عَل َي ْ َ مت َ ُم ن ِعْ َ ما ت َأ َ ّ
خَر وَي ُت ِ ّ ك وَ َ ذ َن ْب ِ َ
ثم كانت القصة فيه وفي أصحابه ،حتى انتهى من ذكر البيعة،
َ
ث ن ن َك َه َ م ْ م فَ َ ديهِ ْ ن الله ي َد ُ الله فَوْقَ أي ْ ِ ما ي َُباي ُِعو َ ك إ ِن ّ َن ي َُباي ُِعون َ َ ذي َ ن ال ّ ِ فقال جل ثناؤه { :إ ِ ّ
َ َ َ َ َ ث عََلى ن َ ْ ما ي َن ْك ُ ُ
مهها}].الفتههح: ظي ً
ج هًرا عَ ِ سي ُؤِْتيهِ أ ْ ه الله ف َ عاهَد َ عَلي ْ ُ ما َ ن أوْفى ب ِ َ م ْ سه ِ و َ َ ف ِ فَإ ِن ّ َ
[10
ذكر من تخلف من العراب :ثم ذكر مهن تخلهف عنههه مهن العههراب ،ثهم قهال ،حيهن
ش هغَل َت َْنا َ
ب َ ن اْلعْهَرا ِ مه ْ ن ِ فههو َ خل ّ ُم َك ال ْ ُ ل لَ َ قو ُ سي َ ُ
استفّزهم للخروج معه فأبطئوا عليه َ { :
ّ ْ َ َ
نفههو َ خل ُ م َل ال ُ قو ُ س هي َ ُ وال َُنا وَأهُْلوَنا} ثم القصة عن خبرهم ،حتى انتهى إلى قههوله َ { : َ م
أ ْ
ن ت َت ّب ُِعوَنا ل لَ ْ م الله قُ ْ ن ي ُب َد ُّلوا ك ََل َ نأ ْ
ها ذ َرونا نتبعك ُم يريدو َ
ذو َ ُ َ َ ّ ِ ْ ْ ُ ِ ُ َ خ ُم ل ِت َأ ْ ُ مَغان ِ َ م إ َِلى َ قت ُ ْذا انط َل َ ْ إِ َ
ل}].الفتح . [15 :ثم القصة عن خبرهم وما عُههرض عليهههم مههن ن قَب ْ ُ م ْ ل الله ِ م َقا َ ك َذ َل ِك ْ
ُ
جهاد القوم أولي البأس الشديد.
قال ابن إسحاق :حدثني عبد الله بن أبي نجيح ،عن عطاء بن
.أبي َرباح ،عن ابن عباس ،قال :فارس .قال ابن إسحاق :وحدثني من ل أتهههم عههن
الزهري أنه قال :أولوا البأس الشديد :حنيفة مع الكذاب .
ن إ ِذ ْ مِني َ مهؤْ ِ ن ال ْ ُ ي اللههه عَه ْ ضه َ قهد ْ َر ِ رضا الله عههن أهههل الشههجرة :ثههم قههال تعههالى { :ل َ َ
ريب ًهها* حهها ْ قَ ِ م فَت ْ ً
َ
م وَأَثاب َهُ ْ ة عَل َي ْهِ ْ كين َ َس ِ ل ال ّ م فَأ َن َْز َ ما ِفي قُُلوب ِهِ ْ م َ جَرةِ فَعَل ِ َ ش َ ت ال ّ ح َ ك تَ ْ ي َُباي ُِعون َ َ
ْ
ذون ََها خه ُ م ك َِثي هَرةً ت َأ ُ مغَههان ِ َ م اللههه َ مهها* وَعَهد َك ُ ْ كي ً ح ِ زي هًزا َ ن الله عَ ِ كا َ ذون ََها وَ َ خ ُ م ك َِثيَرةً ي َأ ُ مَغان ِ َ وَ َ
صهَراطاً ْ َ َ
م ِ ن وَي َهْهدِي َك ُ ْ مِني َ مهؤْ ِ ة ل ِل ُ ن آي َه ً م وَل ِت َك ُههو َ س عَن ْك ُه ْ ف أي ْهدِيَ الن ّهها ِ م هَهذِهِ وَك َه ّ ل لك ُه ْ ج َ فَعَ ّ
ن الله عَلى ك ُ ّ َ حاط الله ب َِها وَ َ َ َ َ َ ُ
ديًرا}. يٍء َقهه ِ ش ْ ل َ كا َ قدُِروا عَلي َْها قَد ْ أ َ م تَ ْ خَرى ل ْ ما* وَأ ْ قي ً ست َ ِ م ْ ُ
]الفتح18 :ه [21
فهما نزل في امتناعه صلى الله عليه وسلم عن القتال :ثم ذكر محبسه وك ّ
إياه عن القتال ،بعد الظفر منه بهم ،يعنى النفر الذين أصاب منهم وكفهههم عنههه ،ثههم
َ ْ َ كه ّ َ
ن ن ب َْعهدِ أ ْ مه ْ ة ِ كه َ م ّ ن َ م ب ِب َطه ِ م عَن ُْهه ْ م وَأْيهدِي َك ُ ْ كه ْ م عَن ْ ُ ف أْيهدِي َهُ ْ ذي َ قال تعالى { :وَهُوَ ال ّ ِ
م صههيًرا }]الفتههح .[24:ثههم قههال تعههالى { :هُه ْ ن بَ ِ مل ُههو َ ما ت َعْ َ ن الله ب ِ َ كا َ م وَ َ م عَل َي ْهِ ْ فَرك ُ ْ أ َظ ْ َ
َ
ه }]الفتح[25: حل ّ ُم ِ ن ي َب ْل ُغَ َ كوًفا أ ْ معْ ُ حَرام ِ َوال ْهَد ْيَ َ جدِ ال ْ َ س ِ م ْ ن ال ْ َ م عَ ْ دوك ُ ْ ص ّ فُروا وَ َ ن كَ َ ذي َ ال ّ ِ
قال ابن هشام :المعكوف :المحبوس ،قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:
ل غزا ِ َ أم داءجي ْ َ َ طفى بعِ ْ هك سلهه كفه ال ّ ط عَ ّ سمو َ ن ال ّ #وكأ ّ
وهذا البيت في قصيدة له .
َ َ َ َ
م ن ت َطُئوهُ ه ْ مأ ْ مههوهُ ْ م ت َعْل ُ ت له ْ مَنا ٌ مؤْ ِ ساٌء ُ ن وَن ِ َ مُنو َ مؤْ ِ ل ُ جا ٌ قال ابن إسحاق { :وَل َوْل رِ َ
َ
معَّرة بغيههر علههم عل ْم ٍ } المعَّرة :الُغرم ،أي أن تصيبوا منهم َ معَّرةٌ ب ِغَي ْرِ ِ م َ من ْهُ ْ م ِ صيب َك ُ ْ فَت ُ ِ
فُتخرجوا ِديَته ،فأما إثم فلم يخشه عليهم .قال ابن هشام :بلغني عن مجاهد أنه قال
سَلمة بن هشام ،وعَّياش بههن أبههي :نزلت هذه الية في الوليد بن الوليد بن المغيرة ،و َ
سَهيل ،وأشباههم . دل بن ُ جن ْ َ ربيعة ،وأبي َ
ة
مي ّ َ ح ِ م ال ْ َ فُروا ِفي قُُلوب ِهِ ْ ن كَ َ ذي َ ل ال ّ ِ جعَ َ قال ابن إسحاق :ثم قال تبارك وتعالى { :إ ِذ ْ َ
ى أن ُتكتب بسم الله الرحمن الرحيههم م َ ح ِ جاهِل ِي ّةِ } يعنى سهيل بن عمرو حين َ ة ال ْ َ مي ّ َح ِ َ
َ
سههول ِهِ وَعَلههى َ َ َ َ
ه عَلههى َر ُ كين َت َ ُسه ِ ،وأن محمدا رسول الله ،ثم قال تعالى { :فأن َْزل اللههه َ
حقّ ب َِها وَأ َهْل ََها } أي التوحيد ،شهههادة أن ل إلههه َ
كاُنوا أ َ وى وَ َ ق َ ة الت ّ ْ م َ م ك َل ِ َ مه ُ ْ
َ
ن وَأل َْز َ مِني َ مؤْ ِ ال ْ ُ
إل الله ،وأن محمدا ً عبده ورسوله .
نم إِ ْ جد َ ال ْ َ
حهَرا َ سه ِم ْ ن ال ْ َخل ُ ّ
حقّ ل َت َهد ْ ُ
ه الّرؤَْيا ِبال ْ َ سول َ ُصد َقَ الله َر ُ قد ْ َثم قال تعالى { :ل َ َ
موا } .أي لرؤيهها م ت َعْل َ ُ
ما ل َ ْم َ ن فَعَل ِ َخاُفو َ ن َل ت َ َري َ ص ِق ّم َ سك ُ ْ
م وَ ُ ن ُرُءو َ قي َ حل ّ ِ
م َ ن ُ مِني َ
شاَء الله آ ِ َ
رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رأى ،أنه سيدخل مكهة آمنها ل يخهاف ؛ يقهول :
ل جع َ ه َمحّلقين رءوسكم ،ومقصرين معه ل تخافون ،فعلم من ذلك ما لههم تعلمههوا { فَ َ
ريًبا }]الفتح [27 :صلح الحديبية. حا قَ ِ ن ذ َل ِ َ
ك فَت ْ ً دو ِ
ن ُم ْ ِ
م منهه ،إنمها فتح الفتوح :يقول الزهري :فما ُفتح في السلم فتح قبَلهه كهان أعظه َ
س
ة ،وُوضههعت الحههرب ،وآمههن النهها ُ كان القتال حيث التقى الناس ،فلمهها كههانت الهدن ه ُ
ضهم بعضًا ،والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة ،فلم يكّلم أحههد بالسههلم ي َْعقههل بع َ
ل من كان في السلم قبل ذلك أو أكثر. شيئا إل دخل فيه ،ولقد دخل ت َْينك السنتين مث ُ
ل الله صلى الله عليه وسلم قال ابن هشام :والدليل على قول الزهري أن رسو َ
م ف وأربعمائة ،في قول جابر بن عبد اللههه ،ثههم خههرج عهها َ خرج إلى الحديبية في أل ٍ
فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلف .
أمر المستضعفين بمكة بعد الصلح
دم رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم قصة أبي بصير :قال ابن إسحاق :فلما قَه ِ
حبههس بمكههة ،فلمهها قههدم صير عُْتبة بن أسههيد بههن جاريههة ،وكههان ممههن ُ المدينة أتاه أبو ب َ ِ
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب فيه أْزهَُر بن عبد عوف بن عبد بن الحههارث بههن
عمرو بن وهب شريق بن َ زهرة ،والخَنس بن َ
الثقفى إلى رسول الله صلى الله عليه وسههلم ،وبعثهها رجل مهن بنههي عهامر بههن لههؤي ،
خَنس دما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب الْزهر وال ْ ق ِ
ومعه مولى لهم ،ف َ
صير إنا قد أعطينا هؤلء القوم ما قههد ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أبا ب َ ِ
ل لك ولمن معك من المستضعفين ح لنا في ديننا الغدُر ،وإن الله جاع ٌ صل ُ ُ
علمت ،ول ي َ ْ
دنههى إلههى المشههركين د ،أتر ّ
مههك ؛ قههال :يهها رسههول اله ّ خرجًا ،فههانطلقْ إلههى قو ِ فََرجا وم ْ
يفتنونني في ديني ؟ قال :يا أبا بصير ،انطلقْ فإن الله تعالى سيجعل لك ولمههن معههك
فههة ،جلههس حلي ْ َ
من المستضعفين فرجا ومخرجا .فانطلق معهما ،حههتى إذا كههان بههذي ال ُ
إلى جدار ،وجلس معه صاحباه ،فقال أبو َبصير :أصارم سيفك هذا يا أخهها بنههي عههامر؟
ت .قههال :فاسههتله أبههو بصههير ،ثههم ظر إليه ؟ قال :انظر ،إن شئ َ فقال :نعم ؛ قال :أن ُ
عله به حتى قتَله ،وخرج المولى سريعا حتى أتى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم
وهو جالس في المسجد ،فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم
طالعًا ،قال :إن هذا الرجل قد رأى فزعًا؛ فلما انتهى إلى رسول الله صلى اللههه عليههه
ل صاحُبكم صاحبي .فوالله ما برح حتى طلع أبههو وسلم ،قال وَْيحك ما لك ؟ قال :قَت َ َ
شحا ً بالسيف حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقال :يهها َبصير متو ّ
ت بدينى أن د ..القوم وقد امتنع ُ ت ذمُتك ،وأدى الله عنك ،أسلمتني بي ِ رسول الله ،وفَ ْ
ش
ح ّ م َمه ِ َ
ث بي قال :فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :وَْيل ا ّ أفتن فيه ،أو ي ُعْب َ َ
حرب لو كان معه رجال .
ص ،مهن ناحيهة ذي المهْروة ،علهى سهاحل البحهر، ثم خرج أبو بصير حتى نههزل الِعيه َ
بطريق قريش الهتي كهانوا يأخهذون عليهها إلهى الشهام ،وبلهغ المسهلمين الهذين كهانوا
حههش م َ
مههه َ
احُتبسوا بمكة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لبههى بصههير " :ويههل ا ّ
حرب لو كان معه رجال " فخرجوا إلى أبي بصير بالعيص ،فههاجتمع إليههه منهههم قريههب
من سبعين رجل ،وكانوا قد ضّيقوا على قريههش ل يظفههرون بأحههد منهههم إل قتلههوه ،ول
َتمّر بهم عير إل اقتطعوها ،حتى كتبت قريش إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم
ة لهههم بهههم .فههآواهم رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه م ،فل حاج َ مها إل أواه ْ ل بأرحا ِ تسأ ُ
دموا عليه المدينة . وسلم ،فق ِ
في . قال ابن هشام .أبو بصير ث َ َ
ق ِ
سَهيل بن عمرو قَْتل أبي بصير صاحَبهم العامري ،أسهند قال ابن إسحاق :فلما بلغ ُ
دى هههذا الرجههل ؟ ظهره إلى الكعبة ،ثم قال :والله ل أؤخر ظهرى عن الكعبة حتى ي ُههو َ
دى .فقههال فههي ذلههك فقال أبو سفيان بن حرب :والله إن هذا لهو السفه ،والله ل ي ُههو َ
موهب بن رياح أبو أنْيس ،حليف بني زهرة :
شَعري . شعر موهب بن رياح :قال ابن هشام :أبو أنيس أ ْ
ُرقادِ ي من فأيقظني وما ب َ ل ذ َْرُء قو ٍ
ل سهي ٍ #أتاني عن ُ
بعاِدي من َ
بك فما فعاتْبني ب ُتريد ُ منىن الِعتا َ #فإن تك ُ ِ
ُتعاِدي ن
م َْ أَلهفا ً خزومبم ْ #أُتوعدنى وعبد مناف حولي
شدادِ ب ال ّ ف الُعودِ في الك َُر ِ ضعي َ دنههي مْز قناتى ل تج ْ ن ت َغْ ِ #فإ ْ
ف بهم أراِدي طئ الضعي ُ إذا وَ ِ ومهى مى الك َْرمين أبا ً بق ْ سا ِ #أ َ
فالَعوادي ن
الَبواط ِ ُ ث
حي ُ إلى شك ّ
م منُعوا الظواهَِر غيَر َ #هُ ُ
ّ
ن من الطرادِ وي َ ُ
م قد ط ِ واهِ َ
س ََ ل ن َْهههههدٍ ُ
مّرةٍ وب ِك ّل طِ ِ #بك ُ ّ
بالعمادِ رفع المجدِ رَِواقُ مَعد-
ت َ م ْف -قدعَل ِ َ خي ْ ِ #لهم بال َ
ابن الزبعرى يرد على موهب :فأجابه عبد الله بن الزبعرى؛ فقال :
ُيناِدي فيها ببلدةٍ أجاَز
سوْءٍ
هب كحمارِ َ موْ َ سى َ م َ
#وأ ْ
ُتعاِدي ن
م ْ
َ سعْي ُ َ
ك َ ض ّ
ل َ سهَي ْل ً
ُ َ
#فإن العبد َ مثلك ل ُينههاوي
البلدِ في المقالةِ عن وعَد ّ سوِء عنه ن قَي ْ ِ
ن ال ّ #فاْقصْر ياب َ
الّثمادِ من البحوُر فهْيهات ب أبي يزيهدٍ عتا َ #ول تذكْر ِ
أمر المهاجرات بعد الهدنة
م كلثههوم بنههت
قال ابن إسحاق :وهاجرت إلى رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم أ ّ
عمارة والوليد ابنا عقبههة ،حههتى قههدمامعَْيط في تلك المدة ،فخرج أخواها ُ عقبة بن أبي ُ
على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألنه أن يردها عليهما بالعهد الذي بينه وبين
قريش في الحديبية ،فلم يفعل .أبي الله ذلك .
آية المهاجرات :قال ابن إسحاق :فحدثني الزهريّ ،عن عروة ابههن الزبيههر ،قههال :
ت عليه وهو يكتب كتابا إلى ابن أبي هنيدة ،صاحب الوليد بههن عبههد الملههك ،وكتههب دخل ّ
ْ ُ ّ َ
ت جَرا ٍ مهَهها ِ ت ُ من َهها ُمؤْ ِ م ال ُ جههاَءك ْ ذا َ مُنوا إ ِ َ نآ َ ذي َ إليه يسأله عن قول الله تعالى َ { :يا أي َّها ال ِ
َ ْ َ َ َ
ن
فارِ ل هُه ّ ُ
ن إ ِلى الك ّ جُعوهُ ّ ت فل ت َْر ِ َ مَنا ٍ مؤْ ِن ُ موهُ ّ مت ُ ُ ن عَل ِ ْ ن فَإ ِ ْ مان ِهِ ّ م ب ِِإي َن الله أعْل َ ُ حُنوهُ ّ مت َ َِفا ْ
َ َ
ن موهُ ّ ذا آت َي ْت ُ ُ ن إِ َحوهُ ّ ن َتنك ِ ُ مأ ْ ح عَل َي ْك ُ ْ جَنا َ قوا وََل ُ ف ُما أن َ م َن َوآُتوهُ ْ ن ل َهُ ّ حّلو َ م يَ ِم وََل هُ ْ ل ل َهُ ْح ّ ِ
وافِرِ } . َ ْ ُ َ ُ
صم ِ الك َ سكوا ب ِعِ َ م ِن وَل ت ُ ْ جوَرهُ ّ أ ُ
صمة ،وهههي الحبههل والسههبب .قههال أعشههى بنههي ع ْ صم ِ : قال ابن هشام :واحدة العِ َ
قَْيس بن ثعلبة :
صم ع َ ِ ي
ح ّ َ ونأخذ ُ من ك ّ
ل سَرى ل ال ّ ُ
#إلى المرِء قَْيس نطي ُ
وهذا البيت في قصيدة له :
َ ُ َ ما َأن َ { وا َ
م م َواللههه عَِليه ٌ م ب َي ْن َك ُه ْ حك ُه ُ م اللههه ي َ ْ حك ْه ُم ُ قوا ذ َل ِك ُ ْ ف ُما أن َ سألوا َ م وَل ْي َ ْ قت ُ ْف ْ سأُلوا َ َ ْ
م }]الممتحنة.[10 : كي ٌ ح ِ َ
حَ هال
ه ص
َ هان ه ك هلم ه وس عليه الله صلى الله رسول إن الزبير: بن ُ ة عرو إليه فكتب : قال
ن وليه ،فلما هاجر النساُء إلههى ِ إذ بغير جاء من عليهم ّ د ير أن م الحد َْيبية على قريشا ً يو َ
ن إلى المشركين إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى السلم ،أبي الله أن يْرد َد ْ َ
لسههلم ،وأمههر بههرد ة فههي ا ِ ن بمحنههة السههلم ،فعرفههوا أنهههن إنمهها جئن رغبه ً حه ّ مت ِ هن ا ْ
حِبسههوا صدقاتهن إليهم إن احتبسن عنهههم ،إن هههم ردوا علهى المسههلمين صههداقَ مهن ُ
عنهم من نسائهم ،ذلك
ل الله صلى الله عليه وسلم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم .فأمسك رسو ُ
ل ،وسأل الذي أمره الله به أن يسأل من صدقات نساء مههن حبسههوا النساء ورد الرجا َ
ل الذي يردون عليهم ،إن هم فعلوا ،ولول الذي حكههم اللههه منهن ،وأن يردوا عليهم مث َ
ل ،ولههول ل الله صلى الله عليه وسلم النساَء كما رد الرجهها َ به من هذا الحكم لرد رسو ُ
ن
ة والعهد الذي كان بينه وبين قريش يوم الحديبية لمسك النساء ،ولههم يههردد ْ له ه ّ الهدن ُ
صداقا ،وكذلك كان يصنع بمن جاءه من المسلمات قبل العهد.
نقال ابن إسحاق :وسألت الزهري عن هذه الية ،وقول الله عز وجههل فيههها { .وَإ ِ ْ
قوا ف ُما َأن َ
ل َمث ْ َ
م ِ
جهُ ْ
َ
ن ذ َهَب َ ْ
ت أْزَوا ُ م َفآُتوا ال ّ ِ
ذي َ م إ َِلى ال ْك ُ ّ
فارِ فََعاقَب ْت ُ ْ جك ُ ْ
شيٌء م َ
ن أْزَوا ِ م َ ْ ِ ْ َفات َك ُ ْ
ن }]الممتحنة [11 :فقال :يقول :إن فات أحههدا ً منكههم َ
مُنو َ مؤْ ِ
م ب ِهِ ُ
ذي أن ْت ُ ْ قوا الله ال ّ ِ َوات ّ ُ
أهله إلى الكفار ،ولم تأتكم امرأة تأخذون بها مثل الذي يأخذون منكم ،فعوضوهم مههن
َ
تمن َهها ُ م ال ْ ُ
مؤْ ِ جههاَءك ُ ْ مُنوا إ ِ َ
ذا َ نآ َ ذي َفىء إن أصبتموه ،فلما نزلت هذه الية َ { : :يا أي َّها ال ّ ِ
وافِرِ } كان ممن طلههق صم ِ ال ْك َ َكوا ب ِعِ َ س ُ ت } إلى قول الله عز وجل { :وََل ت ُ ْ
م ِ جَرا ٍمَها ُِ
عمر بن الخطاب ،طلق امرأته قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة ،فتزوجها بعده معاوية
جْرَول أم عبيدالله ابن عمههر بن أبي سفيان ،وهما على شركهما بمكة ،وأم كلثوم بنت َ
جْهم بن حذيفة بن غانم ،رجل من قومه ،وهما على شركهما. الخزاعية ،فتزوجها أبو َ
ض مههن كههان مههع رسههول بشرى فتح مكة :قال ابن هشام :حدثنا أبو عبيدة :أن بع ه َ
ة :ألم تقل يا رسول الله إنههك تههدخل الله صلى الله عليه وسلم قال له لما قدم المدين َ
ت لكم من عامى هههذا؟ قههالوا :ل قههال :فهههو كمهها قههال لههى مكة آمنا؟ قال :بلى ،أفقل ُ
جبريل عليه السلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
خي َْبر
ذكر المسير إلى َ
قال :حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ،قال :حدثنا زياد
ابن عبد الله البكائى ،عن محمد بن إسحاق المطلبي قال :ثم أقام رسول اللههه صههلى
ض المحههرم ،وولههى تلههك الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من الحديبية ذا الحجة وبع َ
الحجة المشركون ،ثم خرج في بقية المحرم إلى خيبر
حامل الراية يوم خيبر :قال ابن هشام :واستعمل على المدينة
مي َْلة بن عبد الله الّليثى ،ودفع الراية إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنههه ،وكههانت نُ َ
بيضاء.
رجز لبن الكوع :قال ابن إسحاق :فحدثني محمد بن إبراهيم
دهر السلمى أن أباه حههدثه :أنههه سههمع ى عن أبي الهي َْثم بن نصر بن ُ م ّ
ابن الحارث التي ِ
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر ابن الكههوع ،وهههو
سَنان :انزل يابن الكههوع ،فخهذ ْ لنهها وع ،وكان اسم الكوع ِ سَلمة بن عمرو بن الك ْ َ عم َ
هناتك ،قال :فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من َ
297
ول تصدْقتا ول صلْينا #وال لول ال ما اهتدينا
وإن أرادوا فتنًة أبينا #إنا إذا قوم َبَغْوا علينــا
ت القداَم إن لَقْيَنا
وثّب ِ ن سكينًة علينـــا #فأنِزَل ْ
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :يرحُمك ال ،فقال عمر بن الخطاب :وجبت وال يا رسول ال ،لو أمتعتنا به ! فُقتل يوَم خيبر شهيدًا ،وكان َقْتُله ،فيما بلغني ،أن سيَفه رجع عليه وهو يقاتل ،
ل ال صلى ال عليه وسلم ن أخيه سلمُة بن عمرو بن الكوع رسو َ حه ،حتى سأل اب ُ
فَكَلمه َكْلمًا شديدًا ،فمات منه ،فكان المسلمون قد شّكوا فيه ،وقالوا :إنما قتله سل ُ
س ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إنههه لشهههيد، ل النا ِعن ذلك ،وأخبره بقو ِ
وصّلى عليه ،فصلى عليه المسلمون
ما دعا به صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر :قههال ابههن إسههحاق :حههدثني
معّتب بههن عمههرو: ي ،عن أبيه ،عن أبي ُ مْروان السلم ّ من ل أتهم ،عن عطاء بن أبي َ
خْيبر قال لصحابه ،وأنهها فيهههم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على َ
ب الرضههين ومهها أقللههن ،ورب ت ومهها أظللههن ور ّ ب السههموا ِ
مر ّ قفههوا ،ثههم قههال :اللهه ّ
الشياطين وما أضللن ،ورب الرياح وما أذ َْرْين ،فإنا نسألك خيَر هذه القرية وخير أهلها
وخير ما فيها ،ونعوذ بك من شّرها وشّر أهِلها وشر ما فيها ،أقْ ِ
دموا بسههم اللههه .قههال :
وكان يقولها عليه السلم لكل قرية دخلها.
8
فرار أهل خيبر من الرسول :قال ابن إسحاق :وحدثني من
ل أتهم عن أنس بن مالك ،قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غههزا قوم ها ً
لم ي ُغِْر عليهم حتى ُيصبح ،فإن سمع أذانا ً أمسك ،وإن لم يسمع أذانا ً أغار ،فنزلنا خيبر
ليل ،فبات رسول الله صلى الله عليه وسهلم حهتى إذا أصهبح لهم يسهمع أذانها ،فركهب
م رسههول اللههه صههلى اللههه ت خلف أبي طلحة ،وإن قدمى لتمس قههد َ وركبنا معه ،فركب ُ
ل خيبر غادين ،قد خرجوا بمساحيهم ومكههاتلهم .فلمهها رأوا عليه وسلم واستقبلنا عما ُ
رسول الله ،صلى الله عليه وسلم والجيش ،قالوا :محمههد والخميس ه معههه ! فههأدبروا
خربههت خيههبر ،إنهها إذا نزلنهها هُّرابًا ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :الله أكههبرَ ،
من ْ َ
ذرين . بساحةِ قوم ٍ فساء صباح ال ُ
قال ابن هشام :حدثنا هارون عن حميد ،عن أنس بمثله .
طريقه صلى الله عليه وسلم إلى خيبر :قال ابن إسحاق :وكان رسول اللههه صههلى
عصههر ،فُبنههى لههه فيههها الله عليه وسلم حين خرج من المدينههة إلههى خيههبر سههلك علههى ِ
صْهباء ،ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه حههتى نههزل مسجد ،ثم على ال ّ
َ َ
بوادٍ يقال له الّرجيع ،فنزل بينهم وبين غطفان ،ليحول بينهم وبين أن يمدوا أهل خيبر،
وكانوا لهم مظاهرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن إسحاق :وحدثني عبد الله بن أبي َنجيح ،عن مكحول
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاهم يومئذ عن إتيان الحبالى من السههبايا ،وعههن
أكل الحمار الهلي ،وعن أكل كل ذي ناب من السباع ،وعن بيع المغانم حتى ُتقسم .
قال ابن إسحاق :وحدثني س ّ
لم بن ك ِْرك َِرة ،عن عمرو بن دينار ،عهن جههابر بههن عبههد
الله النصاري ،ولم يشهد جابر خيبر :أن رسول الله صلى الله عليه وسههلم حيههن نهههى
الناس عن أكل لحوم الحمر ،أذن لهم في أكل لحوم الخيل .
جيههب ؛ عههن قال ابن إسحاق :وحدثني يزيد بن أبي حبيب ،عن أبي مرزوق مولى ت ُ ِ
حَنش الصْنعانى ،قال :غزْونا مع ُروَْيفع بن ثابت
َ
301
جْربههة ،فقههام فينهها خطيبهاً، النصاري المغرب ،فافتتح قرية من قرى المغرب يقال لهها ِ
فقال :يأيها الناس ،إنى ل أقول فيكم إل ما سمعت من رسول اللههه صههلى اللههه عليههه
وسلم بقوله فينا يوم خيبر ،قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ىء يؤمن بالله واليوم الخر أن يسقي ماؤه زرعَ غيههره ،يعنههي إتيههان فقال ل يحل لمر ٍ
ىء يههؤمن بههالله واليههوم الخههر أن يصههيب امههرأةً مههن الحبالى من السبايا ،ول يحل لمر ٍ
ىء يؤمن بههالله واليههوم الخههر أن يههبيع مغنمها ً حههتى السبي حتى يستبرَئها ،ول يحل لمر ٍ
ب دابة مههن فىههء المسههلمين ُيقسم ،ول يحل لمرىٍء يؤمن بالله واليوم الخر أن يرك َ
ى يؤمن بالله واليوم الخر أن يلبههس ثوبها ً مههن دها فيه ،ول يحل لمر ٍ حتى إذا أعجفها ر ّ
فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه .
حههدث عههن عبههادة بههن سهْيط ؛ أنههه ُ ُ
قال ابن إسحاق :وحدثني يزيد بن عبد الله بن ق َ
ل الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن أن نههبيع أو نبتههاع الصامت ،قال :نهانا رسو ُ
تبَر الذهب بالذهب العين ،وتبر الفضة بالوَِرق العين ،وقال :ابتاعوا تبر الذهب بالوَِرق
العين ،وتبر الفضة بالذهب العين .قال ابن إسحاق :ثم جعل رسول اللههه صههلى اللههه
عليه وسلم يتد َّنى الحصون والموال .
ض
افتتاح أعظم الحصون على بني سهم :فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدثه بع ُ
سلم :أن بني سهم من أسلم أتوا رسول أ ْ
302
الله صلى الله عليه وسلم ،فقالوا ،والله يها رسهول اللهه لقهد جههدنا ومها بأيهديِنا مهن
شيء ،فلم يجدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم شههيئا ً يعطيهههم إيههاه ،فقههال :
اللهم إنك قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة ،وأن ليس بيدي شىء أعطيهههم إيههاه ،
فافتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء وأكثرها طعاما وودكا ،فغدا النههاس ،ففتههح اللههه
دكا ً منه . معاذ ،وما بخيبر حصن كان أكثر طعاما وو َ صْعب بن ُ عز وجل حصن ال ّ
آخر الحصون فتحا :قال ابن إسحاق :ولما افتتح رسول الله صلى الله عليههه وسههلم ً
طيههحص هَنيهم الوَ ِ ح ْ مههن حصههونهم مهها افتتههح ،وحههاز مههن المههوال مهها حههاز ،انتهههوا إلههى ِ
سللم ،وكان آخر حصون أهل خيبر افتتاحا ،فحاصرهم رسول الله صلى اللههه عليههه وال ّ
وسلم بضع عشرة ليلة.
شعار المسلمين يوم خيبر :قال ابن هشام :وكان شعار أصحاب الرسول صلى الله
ت.م ْ
تأ ِ م ْ عليه وسلم يوم خيبر :يا منصور أ ِ
مقتل مرحب اليهودي :قههال ابههن إسههحاق :فحههدثني عبههد اللههه بههن سهههل بههن عبههد
ب اليهههودي ح ُ
مْر َالرحمن بن سهل ؛ أخو بني حارثة ،عن جابر بن عبد الله ،قال :خرج َ
من حصنهم ،قد جمع سلحه ،يرتجز وهو يقول :
ب جّر ْ
م َ ُ طل بَ َ السلِح شاكى ب
ح ْ مْر َى َت خيبُر أن ٍ #قد علم ْ
ب حز ْتَ َ تأقبل ْ ثالليو ُ إذا بضرِ ْن أحيانا ً وحينا أ ْ #أطعُ ُ
بحمايَ للحمى ل ُيقَر ْ #إن ِ
وهو يقول :من يبارز؟ فأجابه كعب بن مالك ،فقال :
ب ْ
صل ُ ُ جرىء مى الغُ ّ ج
مفّر ُ
ُ ب
ت خيبُر أني كع ُ #قد علم ْ
بض ُ
عَ ْ قكالعقي ِ محسا ٌ ب معي
ب تلتها الحر ُ #إذ شبت الحر ُ
ب
الن ّهْ ُ يفىءَ أو الجزاَء نعطي
بل الصع ُ #نطؤكم حتى ي َذِ ّ
ب
ض ليس فيه عَت ْ ُ ف ما ٍ #بك ّ
قال ابن هشام :أنشدني أبو زيد النصاري :
بالحر ُ بش ّتُ َ متى وأننى ب #قد علمت خيبُر أني كعهههه ُ
ب
ض ُ
كالعقيق عَ ْ م
معى حسا ٌ بصل ْ ُل جريٌء ُ ض على الهوْ ِ #ما ٍ
ب
الصع ُ ي َذِ ّ
ل حتى دككم
نَ ُ ب
ض ليس فيه عَْتههه ُ ف ما ٍ
#بك ّ
مَير.
ح ْ
مْرحب من ِ قال ابن هشام :و َ
قال ابن إسحاق :فحدثني عبد الله بن سهل ،عن جابر بن عبد الله النصاري قال :
سَلمة :أنا لهم ْ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من لهذا؟ قال محمد بن َ
يا رسول الله ،أنا والله ،الموتور الثائرُ ،قتل أخي بالمس ،فقال :فقههم إليههه ،اللهههم
مرية مههن شههجر دهما من صاحبه ،دخلت بينهما شجرة عُ ْ أعْنه عليه .قال :فلما دنا أح ُ
شر ،فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه ،كلما لذ بها منه اقتطههع صههاحبه بسههيفه مهها العُ َ
دونه منها ،حتى برز كل واحد منها لصاحبه ،وصارت بينهمهها كالرجههل القههائم ،مهها فيههها
فه درقههة ،فوقههع سههي ُ سلمة ،فضربه ،فاتقههاه بال ّم ْ
مْرحب على محمد بن َ فََنن ،ثم حمل َ
فيها ،فعضت به فأمسكته ،وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله .
حب أخوه ياسههر ،وهههو يقههول : مْر َ
مقتل ياسر اليهودي :قال ابن إسحاق :ثم خرج بعد َ
عروة أن الزبير من يبارز ،فزعم هشام بن ُ
ابن العوام خرج إلى ياسر ،فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب :يقتل ابنههي يهها رسههول
الله ! قال :بل ابنك يقتله إن شاء الله -فخرج الزبير فالتقيا ،فقتله الزبير.
قال ابن إسحاق :فحدثني هشام بن عروة :أن الزبير كان إذا قيل له :واللههه إن كههان
سيفك يومئذ لصارما ً عضبا ،قال :والله ما كان صارما ،ولكني أكرهته .
ى :قههال ابههن إسههحاق :وحههدثني ب َُري ْههدة بههن سههفيان بههن فههروة
فتح خيبرعلى يههد عله ّ
سَلمة بن عمرو بن الكههوع ،قههال َ :بعههث رسههول اللههه سَلمى ،عن أبيه سفيان ،عن َ ال ْ
ديق رضي الله عنه برايته ،وكانت بيضههاء ،فيمهها قههال صلى الله عليه وسلم أبا بكر الص ّ
خْيبر ،فقاتل ،فرجع ولم يك فتههح ،وقههد جهههد ،ثههم بعههث ابن هشام ،إلى بعض حصون َ
الغد َ عمَر بن الخطاب ،فقاتل ثم رجع ولم يك فتح ،وقد جهد ،فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :
ُ
" لعطين الراية غدا رجل ُيحبه الله ورسوله ،يفتح اللههه علههى يههديه ،ليههس بفهّرار".
سَلمة :فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ها ً رضههوان اللههه عليههه ، قال :يقول َ
وهو أرمد ،فتفل في عينه ،ثم قال :خذ هذه الراية ،فامض بها حتى يفتههح اللههه عليههك
".
ة ،وإنا لخلفه نتبع أثههره ،حههتى قال :يقول سلمة :فخرج والله بها يأِنح يهرول هرول ً
حصهن ، طلع إليه يههودي مهن رأس ال ِ حصن ،فا ّضم من حجارة تحت ال ِ ركز رايته في ر ْ
فقال :من أنت ؟ قال :
أنا علي بن أبي طالب .قال :يقول اليهودي :علوتم ،وما أنزل على موسههى ،أو كمهها
قال .قال :فما رجع حتى فتح الله على يديه .قال ابن إسحاق :حدثني عبههد اللههه بههن
الحسن ،عن أبي رافع ،مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :خرجنا مع علي
بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ،حيههن بعثههه رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم
صن خرج إليه أهلههه فقههاتلهم ،فضههربه رجههل مههن يهههود ،فطههاح ح ْ
برايته فلما دنا من ال ِ
سه من يده ،فتناول على عليه السلم بابا كان عند الحصن فتّرس بههه عههن نفسههه ، تر ُ
فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ،ثم ألقاه مههن يههده حيههن فههرغ ،فلقههد
قلب ذلك الباب ،فما نقلبه . جَهد على أن ن َ ْ
رأيُتني في نفر سبعة معي :أنا ثامنهم ،ن َ ْ
سفيان السلمي ،عن بعههض حديث أبي اليسر :قال ابن إسحاق :وحدثني ب َُريدة بن ُ
سر كعب بن عمرو ،قال :والله إنا لمع رسههول اللههه صههلى سَلمة عن أبي الي َ َ رجال بني َ
الله عليه وسلم بخيبر ذات عشية ،إذ أقبلت غنم لرجل من يهود تريد حصههَنهم ،ونحههن
محاصروهم .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من رجل يطعمنا من هذا الغنم
ل ؛ قال :فخرجت أشههتد مثههل سر :فقلت :أنا يا رسول الله ؛ قال :فافع ْ ؟ قال أبو الي َ َ
مولي ها ً قههال :اللهههم أمتعنهها
ى رسول الله صلى الله عليه وسههلم ُ الظليم ،فلما نظر إل ّ
ن ،فأخههذت شههات َْين مههن أخراههها، حصه َ به .قال :فههأدركت الغنههم وقههد دخلههت أولههها ال ِ
فأحتضنتهما تحت يديّ ،ثم أقبلت بهما أشتد ،كأنه ليس معى شيء ،حتى ألقيتهما عند
سههر مههن آخههررسول الله صلى الله عليه وسلم ،فذبحوهما فأكلوهمهها ،فكههان أبههو الي َ َ
دث هذا الحديث بكههى ،ثههم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلكًا ،فكان إذا ح ّ
رهم هُْلكًا. ت من آخ ِمري ،حتى كن ُ قال :أمتعوا بى ،لعَ ْ
ل الله صههلى اللههه عليههه قصة صفية رضي الله عنها :قال ابن إسحاق :ولما افتتح رسو ُ
قيههق ،أتههي رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ح َ
قموص ،حصن بني أبههي ال ُ وسلم ال َ
حيى بن أخطب ،وبأخرى معها ،فمر بهما على قتلى من قتلى يهههود؛ فلمهها بصفية بنت ُ
ب علههى رأسههها؛ فلمهها رآههها رأتهم التي مع صفية صاحت ،وصكت وجههها وحثههت الههترا َ
رسول الله صلى الله عليههه وسههلم قهال :أعزبههوا عنهى ههذه الشهيطانة ،وأمههر بصهفية
فه ،وألقى عليها رداَءه ؛ فعرف المسلمون أن رسول الله صلى اللههه عليههه ت خل ْ َ فحيز ْ
وسلم قد اصطفاها لنفسه .فقال رسههول اللهه صهلى اللههه عليههه وسهلم لبلل ،فيمها
ت منك الرحمة يا بلل ،حين تمر بامرأتين بلغني حين رأى بتلك اليهودية ما رأى :أُنزع ْ
على قتَلى رجالهما؟ وكانت صفية قد رأت في المنام وهى عروس بكنانة بن الربيع ابن
قْيق ،أن قمرا ً وقع في حجرها ،فعرضت روياها على زوجها؛ فقال :ما هههذا إل ح َ
أبي ال ُ
ضر عيَنها منها .فههأتى بههها رسههول ً
ن ملك الحجاز محمدا ،فلطم وجهها لطمة خ ّ مّني َ أنك ت َ َ
الله صلى الله عليه وسلم وبها أثر منه ،فسألها مما هو؟ فأخبرته هذا الخبر.
ما أخفاه كنانة بن الربيع وعقوبته :وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ن يعههرف بكنانة بن الربيع ،وكان عنده ك َْنز بنههي النضههير ،فسههأله عنههه ،فجحههد أن يكههو َ
ل مهن يهههود ،فقهال لرسهول اللهه ل الله صلى الله عليه وسهلم رجه ٌ مكاَنه ،فأتي رسو َ
ربة كل غداة؛ فقال رسول الله خ ِصلى الله عليه وسلم :إني رأيت كنانة يطيف بهذه ال َ
صلى الله عليه وسلم لكنانة :أرأيت إن وجدناه عنههدك ،أقتلههك ؟ قههال :نعههم ،فههأمر
ربة فحفرت ،فأخرج منههها بعههض كنزهههم ،ثههم خ ِ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بال َ
سأله عما بقي ،فأبي أن يؤدَيه ،فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير ابههن
ذبه حتى تستأصل ما عنده ،فكان الزبير يقدح العوام ،فقال :ع ّ
307
بَزن ْد ٍ في صدره ،حتى أشرف على نفسه ،ثم دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
سَلمة ،فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة. م ْ
إلى محمد بن َ
وطيههح ل خيبر في حصههنيهم ال َ صلح خيبر :وحاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أه َ
والسللم ،حتى إذا أيقنوا بالَهلكة ،سألوه أن يسّيرهم وأن يحقن لهم دماَءهم .ففعل .
كتيبههة ل كّلههها :ال ّ
ش هقّ وَنطههاةَ وال َ ل الله صلى الله عليه وسلم قد حاز المههوا َ وكان رسو ُ
وجميع حصونهم ،إل ما كان من ذينك الحصنين .
دك قد صنعوا أهل فدك يطلبون المان :فلما سمع بهم أهل فَ َ
ما صنعوا ،بعثوا إلى رسول اللهه صهلى اللهه عليهه وسهلم يسهألونه أن يسهّيرهم ،وأن
ل ،ففعل . يحقن دماَءهم ،ويخّلوا له الموا َ
صههة ابههن حي ّ َ
م َ
وكان فيمن مشى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم في ذلههك ُ
مسعود ،أخو بني حارثة.
مصالحة أهل خيبر :فلما نزل أهل خيبر على ذلههك ،سههألوا رسههول اللههه صههلى اللههه
عليه وسلم أن يعاملهم في الموال على النصف ،وقالوا :نحن أعلم بها منكم ،وأعمر
لها .فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علههى النصههف ،علههى أنهها إذا شههئنا أن
نخرجكههم أخرجنههاكم ،فصههالحه أهههل فههدك علههى مثههل ذلههك ،فكههانت خيههبر فيئا ً بيههن
جلبههوا
المسلمين ،وكانت فدك خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،لنهههم لههم ي َ ْ
عليها بخيل ول ركاب .
ل الله صلى الله عليه وسههلم أهههدت لههه ن رسو ُقصة الشاة المسمومة :فلما اطمأ ّ
صِلية ،وقد
م ْ ش َ
كم ،شاةً َ م ْ س ّ
لم بن ِ ب بنت الحارث ،امرأة َزين ُ
سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم فقيههل لههها:
مت ساَئر الشاة ،ثم جههاءت بههها .فلمهها وضههعتها س ّ
الذراع ؛ فأكثرت فيها من السم ،ثم َ
ة .فلههممضههغ ً بين يديْ رسول الله صلى الله عليه وسههلم ،تنههاول الههذراعَ ،فلك منههها ُ
سْغها ،ومعه بشر بن البراء بن معرور ،قد أخذ منها كما أخههذ رسههول اللههه صههلى اللههه يُ ِ
عليه وسلم َ ،فأما بشر فأساغها ،وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلفظههها ،ثههم
قال :إن هذا العظم لُيخبرني أنه مسموم ،فاعترفت فقههال :مهها حملههك علههى ذلههك ؟
ت منههه ،وإن ملكا اسههترح ُ ف عليك ،فقلت :إن كان َ قالت :بلغت من قومى ما لم َيخ َ
خَبر ،قال :فتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسههلم ،ومههات بشههر كان نبيا ً فسي ُ ْ
من أكلته التي أكل .
مَروان بن عثمان ابن موته صلى الله عليه وسلم شهيدًا :قال ابن إسحاق :وحدثني َ
معَّلى ،قال :كان رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم وقههد قههال فههي أبي سعيد بن ال ُ
م بشههر ،إن مرضه الذي ُتوفي فيه ،ودخلت أم بشر بنت البراء بن معرور تعههوده :يهها أ ّ
ت فيه انقطاع أبهري من الكلة التي أكلت مع أخيك بخيبر قههال :فههإن هذا الوان وجد ُ
ً
كان المسلمون ليرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدا ،مع ما أكرمههه
الله به من النبوة .
309
محاصرة وادي القرى :قال ابن إسحاق :فما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قَرى ،فحاصر أهَله ليالى ،ثم انصرف راجعا إلى المدينة. من خيبر انصرف إلى وادي ال ُ
ور بن يزيد ،عن سههالم ،مههولى ل من الغنيمة :قال ابن إسحاق :فحدثني ث َ ْ جزاء الغا ّ
مطيع ،عن أبي هريرة ،قال :فلما انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه عبد الله بن ُ
وسلم عن خيبر إلى وادي القرى نزلنا بها أصيل مع مغرب الشمس ،ومع رسههول اللههه
ضِبينى .
صلى الله عليه وسلم غلم له أهداه له رفاعة بن زيد الجذامى ،ثم ال ّ
جذام ،أخو لخم . قال ابن هشام ُ :
َ
حل رسول الله صلى الله عليههه وسههلم إذ أتههاه سهههم غ هْرب قال :فوالله إنه ليضع َر ْ
فأصابه فقتله ،فقلنا :هنيئا له الجنههة ،فقههال رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم كل،
والذي نفس محمد بيده ؛ إن شملته الن لتحترق عليه في النههار ،كههان غَّلههها مههن فيههء
المسلمين يوم خيبر ،قال :فسمعها رجل مههن أصههحاب رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه
قد ّ لههكشَراكْين لنعلين لي ؛ قال :فقال :ي ُ َ وسلم ،فأتاه فقال :يا رسول الله ،أصبت ِ
مثلهما من النار.
جراب الشحم الذي أصابه ابن مغفل :قال ابن إسحاق :وحدثني من ل أتهههم ،عههن
مَزنى ،قال :أصبت من فىء خيبر جراب شههحم ،فههاحتملته علههى فل ال ُ
مغَ ّ عبد الله بن ُ
جعههل عليههها ،فأخههذ عاتقى إلى رحلي وأصحابي .قال :فلقيني صههاحب المغههانم الههذي ُ
مه بين المسلمين ،قال :قلت :ل والله ل أعطيكه ،قال :م هذا نقس ْ
بناحيته وقال :هل ّ
فجعل يجاذبني الجراب .قال :فرآنا رسول الله صهلى اللهه عليهه وسهلم ونحهن نصهنع
ذلك .قال :فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا ،ثم قال لصاحب المغههانم
:ل
حلى وأصحابي ،فأكلناه . ل بينه وبينه ،قال :فأرسله ،فانطلقت به إلى َر ْ خ ّ أبا لك َ ،
عرس رسول الله صلى الله عليههه حراسة أبي أيوب الرسول :قال ابن إسحاق :ولما أ ْ
وسلم بصفية ،بخيبر أو ببعض الطريق ،وكانت الههتي جملتههها لرسههول اللههه صههلى اللههه
مْلحان ،أم أنهس ابهن مالهك . سل َْيم بنت ِ م ُ رها أ ّ
شطتها وأصلحت من أم ِ عليه وسلم وم ّ
ي قبة له ،وبات أبو أيوب خالد بههن زيههد، فبات بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ف ِ
شحا سيفه ،يحرس رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم وُيطيههف أخو بني النجار متو ّ
بالقبة ،حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأى مكانه قال :ما لك يهها
فت عليك من هذه المرأة ،وكانت امههرأة قههد قتلههت خ ْ
أبا أيوب ؟ قال :يا رسول الله ِ ،
فُتها عليك .فزعمههوا أن رسههول اللههه خ ْمها ،وكانت حديثة عهد بكفر ،ف ِ جها وقو َ أباها وزو َ
صلى الله عليه وسلم قال :اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظنى .
بلل يغلبه النوم وهو يرقب الفجر :قال ابن إسحاق :وحدثني الزهههري ،عههن سههعيد
خي ْههبر ،فكههان
سّيب ،قال :لما انصرف رسول الله صلى الله عليههه وسههلم مههن َ م َ بن ال ُ
ببعض الطريق قال من آخر الليل :من رجل يحفظ علينا الفجَر لعلنا ننام ؟ قال بلل :
أنا يا رسول الله أحفظه عليك .
311
س فناموا ،وقام بلل يصلى ،فصههلى فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل النا ُ
مقههه ،فغلبتههه ى .ثم استند إلى بعيره ،واستقبل الفجَر ير ُ ما شاء الله عز وجل أن يصل َ
س ،وكان رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم س الشم ِ م ّ م إل َ
عيُنه ،فنام فلم يوقظه ْ
ل اللههه ،أخههذ بنفسههى ب ،فقال :ماذا صنعت بنا يا بلل ؟ قال :يا رسو َ ل أصحابه هَ ّ أو َ
ل الله صلى الله عليه وسههلم بعيههره الذي أخذ بنفسك ؛ قال :صدقت ؛ ثم اقتاد رسو ُ
ة ،فصلى رسول اللههه ً
غير كثير ،ثم أناخ فتوضأ ،وتوضأ الناس ،ثم أمر بلل فأقام الصل َ
صلى الله عليه وسلم بالناس ،فلما سلم أقبل على الناس فقههال " إذ نسههيتم الصههلةَ
َ
ري ]طه.[14 : صَلةَ ل ِذِك ْ ِم ال ّ فصلوها إذا ذكرتموها ،فإن الله تبارك وتعالى يقول :وَأقِ ْ
قْيم في فتح خيبر :قال ابن إسحاق :وكان رسول شعر ابن ل ُ َ
قْيم العَْبسى ،حين افتتح خيهبر، الله صلى الله عليه وسلم ،فيما بلغني ،قد أعطى ابن ل ُ َ
ما بها من دجاجة أو داجن ،وكان فتح خيبر فههي صههفر ،فقههال ابههن لقيههم العبسههي فههي
خيبر:
وِفقار مناكب ت
ذا ِ شهباَء في َْلقلب َ
ت َنطاةُ من الرسو ِ مي َ ُْ #ر ِ
وِغفار وسطها سلم أ ْ ورجا ُ
ل شيعههت ل لما ُ #واستيقنت بالذ ّ
313
سههوة مههن بنههي ِغفههار، سماها لي ،قالت :أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ن ِ ْ
ج معك إلى وجهك هذا ،وهههو يسههير إلههى خيههبر، فقلن :يا رسول الله ،قد أردنا أن نخر َ
فنداوي الجرحى ،ونعين المسلمين بما استطعنا ،فقال :على بركة الله .
دثة ،فأردفنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ح َ ت جارية َ قالت :فخرجنا معه ،وكن ُ
حله .قالت :فوالله لنزل رسول الله صلى الله عليههه وسههلم إلههى الصههبح على حقيبة َر ْ
ضههتها ،قههالت :ح ْحْيضههة ِ َ
دم منى ،وكههانت أول َ حله ،وإذا بها َ وأناخ ،ونزلت عن حقيبة َر ْ
فتقبضت إلى الناقة واستحييت ؛ فلما رأى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم مهها بههي
ت ،قههالت :قلههت :نعههم ،قههال :فأصههلحى مههن سه ِ ف ْ ورأى الدم قال :ما لك ؟ لعلههك ن ُ ِ
ملحا ،ثم اغسلي به ما أصاب الحقيبة مههن ً ْ نفسك ،ثم خذي إناًء من ماء ،فاطرحى فيه ِ
الدم ثم عودي لمركبك .
قالت :فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ،رضخ لنا من الفىء ،وأخذ
هذه القلدة التي ت ََرْين في عنقى فأعطانيها ،وعلقها بيده في عنقي ،فوالله ل تفارقنى
أبدًا.
قالت :فكانت في عنقها حتى ماتت ،ثم أوصت أن ت ُههدفن معههها ،قههالت :وكههانت ل
مْلحًا ،وأوصههت بههه أن يجعههل فههي غسههلها حيههن تطهر من حيضة إل جعلت في طهورها ِ
ماتت .
شهداء خيبر :قال ابن إسحاق :وهذه تسمية مههن اسُتشهههد بخيههبر مههن المسههلمين :
من قريش ،ثم من بني أمية بن عبد شمس ،ثهم مهن حلفههائِهم :ربيعهة بهن أك َْثهم بهن
خبرة بن عمرو بن ُبكير بن عامر ابههن غن ْههم بهن دودان بهن أسههد ،وثقيهف بهن عمهرو، س ْ
َ
ورفاعة بن مسروح .ومن بني أسد بن عبد العُهّزى :عبههد اللههه الهُب َي ْههب ،ويقههال :ابههن
الَهبيب 314 ،
َ
حيم بن ِغي ََرة ،من بني سعد بن لْيث ،حليف لبنههي س َ بما قال ابن هشام ،ابن أهَْيب بن ُ
أسد ،وابن أختهم .
م
سهه ّ
معُْرور ،مات من الشاة التي ُ شر بن الب ََراء بن َ ومن النصار ثم من في سلمة :ب ْ
ضْيل بن النعمان .رجلن .ومن بني ُزَري هقْ : فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفُ َ
خَلدة بن عامر بن ُزَريق .ومههن الْوس ثههم مههن بنههي عبههد مسعود بن سعد بن قَْيس بن َ
دعههة بههن حارثههة بههن الحههارث ، ج َم ْ دى بههن َ سلمة بن خالد بههن عَه ِ م ْ شَهل :محمود بن َ ال ْ
حليف لهم من بني حارثة .
ضّياح بن ثابت بن النعمان بن جمة بن امرىء القيس وف :أبو َ ومن بني عمرو بن عَ ْ
سهَراقة ،وأْوس عروة بن مرة بن ُ وف ،والحارث بن حاطب ،و ُ بن ثعلبة بن عمرو بن عَ ْ
بن القائد ،وأنيف بن حبيب ،ثابت بن أثلة ،وطلحة بن يحيى بن مليل بن ضمرة .
ومن بني غفار :عمارة بن عقبة ،رمي بسهم .
ومن أسلم :عامر بن الكوع ،والسود الراعى ،وكان اسمه أسَلم .
خي َْبر.
قال ابن هشام :السود الراعي من أهل َ
315
ومن اسُتشهد بخيبر فيما ذكر ابن شهاب الزهري ،من بني ُزهرة :مسعود بههن ربيعههة،
قاَرةِ .
حليف لهم من ال َ
َ
ومن النصار بني عمرو بن عوف :أوس بن قَتادة.
حديث السود الراعي في خيبر :قال ابن إسحاق :وكان من حديث السود الراعى،
صههر لبعههض حصههون محا ِفيما بلغني ،أنه أتى رسول الله صلى الله عليههه وسههلم وهههو ُ
خْيبر ،ومعه غنم له ،كان فيها أجيرا ً لرجل من يهود ،فقههال :يهها رسههول اللههه ،أعههر ْ
ض َ
قُر
ح ِ
ى السلم ،فعرضه عليه ،فأسلم -وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ل ي َ ْ عل ّ
دعوه إلى السلم ،ويعرضه عليه -فلما أسههلم قههال :يهها رسههول اللههه ،إنههى ً
أحدا أن ي َ ْ
ب فههي كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم ،وهي أمانة عندي ،فكيف أصنع بها؟ قال :اضر ْ ً
وجوهها ،فإنها سترجع إلى َرّبها – أو كما قال .
فنة من الحصى ،فرمى بها في وجوهههها ،وقهال :ارجعههي إلهى ح ْفقال السود ،فأخذ َ
صاحبك ،فوالله ل أصحبك أبههدا ً فخرجههت مجتمعههة ،كههأن سههائقا ً يسههوقها حههتى دخلههت
حصن ،ثم تقدم إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسههلمين ،فأصههابه حجههر فقتل َههه ،ومهها ال ِ
فههه ، وضههع خل َ ط ؛ فأتي بههه رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم ،ف ُ صّلى لّله صلةً ق ّ
مَلة كانت عليه ،فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومعه نفر ش ْ يب َ ج َ س ّ و ُ
من أصحابه ،ثم أعرض عنه ،فقالوا :يا رسول الله ،لم أعرضت عنه ؟ قال :إن معه
الن زوجَته من الحور العين .
ما تقوله الحور العين للشهيد :قال ابن إسحاق :وأخبرنى عبد الله بن أبي َنجيح أنه
فضههان ذكر له :أن الشهيد إذا ما أصههيب تههدّلت لههه زوجتههاه مههن الحههور العيههن عليههه ت َن ْ ُ ُ
ل من قتلك 316 . التراب عن وجهه ،وتقولن :تّرب الله وجه من تّربك ،وقت َ
سلمي :قال ابن إسحاق :ولما ُفتحت خيبر ،كلههم رسههول علط ال ّ جاج بن ِ حديث الح ّ
ى ،فقههال :يهها رسههول سلمى ثم الب َهْ هزِ ّ َ علط ال ّ جاج بن ِ الله صلى الله عليه وسلم ،الح ّ
الله ،إن لى بمكة مال ً -عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة -وكانت عنده ،له منههها
ن لى يا رسههول اللههه ؛ فههأذن جار أهل مكة ،فأذ ْ رض بن الحجاج ،ومال متفرق في ت ُ ّ مع ْ ِ ُ
ل قال :قل . له ،قال :إنه ل بد لي يا رسول الله من أن أقو َ
قال الحجاج :فخرجت حتى إذا قدمت مكة وجدت ب ِث َن ِّية البيضاء
معون الخبار ،ويسألون عن أمر رسول اللهه صهلى اللههه عليههه رجال من ُقريش يتس ّ
من َعَههة وسلم ،وقد بلغهم أنه قد سار إلى خيبر ،وقههد عرفههوا أنههها قريههة الحجههاز ،ريفها ً و َ
علط جاج بن ِ ح ّحسسون الخبار ،ويسألون الركبان ،فلما رأونى قالوا :ال َ ل ،فهم يت ّ ورجا ً
-قال :ولم يكونوا علموا بإسلمى -عنده والله الخبر -أخبْرنا يهها أبهها محمههد ،فههإنه قههد
بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر ،وهي بلد يهود وريف الحجاز.
قال :قلت :قد بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسّركم ،قال :فالتبطوا
هزم هزيمههة لههم تسههمعوا بمثلههها حجاٍج ؛ قال :قلت ُ : ي ناقتي يقولون :إيهِ يا َ بجنب َ ْ
ّ
ط .وُقتل أصحابه قتل لم تسمعوا بمثله قط ،وأسر ق ّ
317
محمد أسرا ً وقالوا ل نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه بين أظهرهم بمن كان
أصاب من رجالهم.
قال :فقاموا وصاحوا بمكة وقالوا :قههد جههاءكم الخههبر ،وهههذا محمههد إنمهها تنتظههرون أن
يقدم به عليكم ،فيقتل بين أظهركم قال :قلت :أعينوني على جمع مالي بمكة وعلههى
غرمائي ،فإني أريد أن أقدم خيبر ،فأصيب من فل محمههد وأصههحابه قبههل أن يسههبقني
التجار إلى ما هنالك.
قال ابن هشام:ويقال :من فيء محمد .
ث جمههع سههمعت بههه قههال :وجئت ً
ح ّ
قال ابن إسههحاق :فقههاموا فجمعههوا لههي مههالي ك هأ َ
صاحبتي فقلت :مالي ،وقد كان لي عندها مال موضههوع ،لعلههي ألحههق بخيههبر ،فأصههيب
من فرص البيع قبل أن يسبقني التجار .
قال :فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر ،وجههاءه عنههي ،أقبههل حههتى وقههف إلههى
جاج،ما هذا الخبر الذي جئت به؟ جنبي وأنا في خيمة من خيام التجار ،فقال :ياح ّ
قال :فقلت :وهل عندك حفظ لما وضعت عندك ؟ قال :نعمقلت :فاستأخر عني حتى
ألقاك على خلء ،فإني في جمع مالي كما ترى ،فانصرف عني حتى أفرغ .
قال :حتى إذا فرغت من جمههع كههل شههيء كههان لههي بمكههة ،وأجمعههت الخههروج ،لقيههت
ي حديثي يا أبا الفضل ،فإني أخشى الطلب ثلثا ً ،ثم قل مهها العباس فقلت :احفظ عل ّ
شئت ،قال :افعل.
ً
قلت :فإني والله تركت ابن أخيك عروسا على بنت ملكهم.
يعني صفية بنههت حيههي ،ولقههد أفتتههح خيههبر ،وانتثل مها فيهها ،وصههارت لهه ولصههحابه ؛
جاج ؟ قال :قلت إي والله فاكتم عني ،ولقد أسلمت ومهها جئت إل فقال :ما تقول يا ح ّ
لخذ مالي ،فرقا ً من أن أغلب عليه ،فإذا مضت ثلثا ً فأظهر أمرك ،فهههو واللههه علههى
ما تحب.
قال :حتى إذا كان اليوم الثالث لبث العباس حلة لههه ،وتخّلق وأخههذ عصههاه ،ثههم خههرج
حهّر
حتى أتى الكعبة ،فطاف بها فلمهها رأوه قههالوا :يهها أبهها الفضههل ،هههذا واللههه التجلههد ل َ
المصيبة ؛ قال :كل ،والله الذي حلفتم به ،لقد افتتح محمد خيبر وُترك عروسهها ً علههى
بنت ملكهم ،وأحرز أموالهم وما فيها فأصبحت لههه ولصههحابه ،قههالوا :مههن جههاءك بهههذا
الخبر ؟ قال :الذي جهاءكم بمها جهاءكم بهه ،ولقهد دخهل عليكهم مسهلما ً ،فأخهذ مهاله
فانطلق ليلحق بمحمد وأصحابه فيكون معه ،قالوا :يا لعباد اللهه ! انفلههت عههدو اللههه ،
أما والله لو علمنا لكان لنا وله شأن ؛قال :ولم ينشبوا أن جاءهم الخبر بذلك.
شعر حسان يوم خيبر :قال ابن إسحاق :وكهان ممها قيهل مهن الشهعر يهوم خيهبر قهول
حسان بن ثابت :
جمعوا من مزارع ونخيل مههها
#بئسما قاتلت خيابر ع ّ
وأقروا فعل اللئيم الذليل #كرهوا الموت فاستبيح حماهم
موت الهزال غير جميل #أمن الموت يهوبوا فإن الموت
ً
حسان يعذر أيمن لتخلفه عن خيبر :وقال حسان بن ثابت أيضا ،وهو يعذر أيمن بن أم
أيمن بن عبيد كان قد تخلف عن
وف بن الخزرج ،وكانت أمه أم أيمن مولة رسول الله صلى الله خيبر ،وهو من بني عَ ْ
عليه وسلم وهي أم أسامة بن زيد ،فكان أخا أسامة لمه :
س خيبرِ ت ولم تشهد ْ فوار َ جب ُن ْ َ
َ ن أمهّهه ت ليم َ ن أن قال ْ #على حي َ
ر
ب المديدِ المخم ِ شْر ُُ أضر به مههههَره ن ُ ن ولك ّ جب ُ ْ ن لم ي َ ْ #وأيم ُ
عسرِ ً
ل فيهم فارسا غير أ ْ لقات َ ره مه ِ
ن ُ #ولول الذي قد كان من شأ ِ
سرِ ده غير أي َ وما كان منه عن َ رهمههههه ِ ل ُ ده ِفع ُ #ولكنه قد ص ّ
قال ابن هشام :أنشدني أبو زيد هذه البيات لكعب بن مالك ،وأنشدنى :
صرِبمق ّ م
ذاك ُ لول كان وما رهمهههه ِن ُ ده شأ ُ #ولكنه قد ص ّ
دب السلمي : جن ْ َ
شعر ناجية في يوم خيبر :قال ابن إسحاق :وقال ناجية بن ُ
ب
شَر ُ م ْ و َ كلمأ َ إل هُوَ ما ب م ي ُْرغَ ُ #يا لِعبادِ الله في َ
ب ج ُ مع ْ ِة فيها نعيم ُ جن ٌ
#و َ
دب السلمى أيضًا: جن ْ َ
وقال ناجية بن ُ
325
مك َّري أن ْك َ ِ
ب ن في َ
ب قِْر ٍ
يا ُر ّ ب جن ْد َ ِن ُ #أنا لمن أنكرني اب ُ
سر وث َعْل َ ِ
ب مغْد َيْ أن ْ ُ ح بِ َ #طا َ
مك َّري "،
قال ابن هشام :وأنشدني بعض الرواة للشعر قوله " :في َ
دي ". و" طاخ بمغْ َ
شعر كعب بن مالك في يوم خيبر :وقال كعب بن مالك
في يوم خيبر ،فيما ذكر ابن هشام ،عن أبي زيد النصاري :
مذ ْوَدِ
ِ جع الشا ِ عاِري فًتى بك ّ
ل ه
ضهه ُ دنا خيبرا ً وُفرو َ ن وََر ْ #ونح ُ
شهَدِ م ْ ل َعلى العداِء في ك ّ جريٍء وى ق َ ن ال ُ ت ل واه ِ دى الغايا ِ وادٍ ل َ ج َ َ #
ى المهن ّدِ شَرف ّ ل الم ْ بنص ِ بضُرو ٍ
َ ة
شْتهوَ ِ ل َ قد ْرِ في ك ّ #عظيم َرمادِ ال ِ
وزا بأحمدِ ً من الله يرجوها وفَ ْ شهادةً ب َ دحا إن أصا َ ً م ْ
ل َ #يرى القت َ
وباليدِ ن باللسا ِ عنه ويدفَعُ مي عن ِذمارِ محمههدٍ ح ِذود ُ وي ْ #يَ ُ
محمدِ سنف ِ ن
دو َ س
بنف ٍ يجود ُ ل أمر َيريبهههه #وينصُره من ك ّ
يريد ُ بذاك الفوَز والعّز في غَدِ | ً مخِلصها ب ُ ُ #يصد ّقُ بالنباِء بالغي ْ ِ
ق
ش ّ خْيبر ،على ال ّ تقسيم خيبر وأموالها :قال ابن إسحاق :وكانت المقاسم على أموال َ
شق ونطاة في سهمان المسلمين ، ونطاة والكتيبة فكانت ال ّ
321
قْرب َههى
ي صلى الله عليه وسلم ،وسهههم ذوي ال ُ خمس الله ،وسهم النب ّ .وكانت الكتيبة ُ
م رجههال مشههوا ُ
م أزواِج النبى صلى الله عليه وسلم ،وطعْ َ ُ
واليتامى والمساكين ،وطعْ َ
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم
صة بن مسعود ،أعطاه رسول الله صلى اللههه عليههه حي ّ َ
م َ
دك بالصلح ؛ منهم ُ وبين أهل فَ َ
سههقا مههن تمههر ،وُقسههمت خيههبر علههى أهههل ً ً
سههقا مههن شههعير ،وثلثيههن وَ ْ وسلم ثلثيههن وَ ْ
عمرو الحديبية ،من شهد خيبر ،ومن غاب عنها ،ولم يغب عنها إل جابُر بن عبد الله ابن َ
ن حضههرها ،وكههان مه ْ س هْهم َ
سم له رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ك َ ق َ
حرام ،ف َ بن َ
مت عليهما خيبر ،وكههانت َنطههاةُ س َسَري َْرة ،ووادي خاص ،وهما اللذان ق ِ وادياها ،وادي ال ّ
شقّ ثمانية عشر سهما ً َ ،نطاة من ذلك خمسة أسهم ،والش هقّ ثلثههة عشههر سهههما، وال ّ
وقسمت الشق ونطاة على ألف سهم ،وثمانمائة سهم ،
ت عليهم خيبُر م ْ عدة الذين قُ ِ
س َ عدة من قسمت عليهم خيبر :وكانت ِ
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألههف سهههم وثمانمههائة سهههم ،برجههالهم
وخيلهم .الرجال أربع عشرة مئة ،والخيل مئتهها فههارس ،فكههان لكههل فَههرس سهههمان ،
جمههع إليههه مئة رجههل ، ل راجل سهم ؛ فكان لكل سهههم رأس ُ سْهم ،وكان لك ّ ولفارسه َ
جمع .سْهما ُ
فكانت ثمانية عشر َ
قال ابن هشام :وفى يوم خيبر عَّرب رسول الله صلى اللههه عليهه وسهلم العََربهي مههن
جن الهجين . الخيل ،وهَ ّ
تقسيم السهم على أصحابها :قههال ابههن إسههحاق :فكههان علههي بههن أبههي طههالب رأسهها،
والزبير بن العوام ،وطلحة بن عبيدالله وعمر بن الخطاب ،وعبد الرحمن بههن عههوف ،
ضهْير ،وسههم الحههارث بهن الخهزرج ، ح َسْيد بن ُ جلن ،وأ َ دي ،أخو بني العَ ْ وعاصم بن عَ ِ
َ
س هلمة،حههرام مههن بنههي َ وسهم ناعم ،وسهم بني بياضة ،وسهم بني عَُبيد ،وسهم بنههي َ
سهام لما اشترى من السهام يوم سّهام .قال ابن هشام :وإنما قيل له عُب َْيد ال ّ وعَُبيد ال ّ
خيبر ،وهو عُب َْيد بن أْوس ،أحد بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بههن عمههرو بههن مالههك
ابن الْوس .قال ابن إسحاق :وسهم سههاعدة ،وسهههم ِغفههار وأسههلم ،وسهههم النجههار،
وسهم
حارثة ،وسهم أْوس .فكان أول سهم خرج من خيبر بن َط َههاة سهههم الزبيههر بههن العههوام ،
سْيد ،ثمسّرْير ،ثم كان الثانى سهم بياضة ،ثم كان الثالث سهم أ َ خْزع ،وتابعه ال ُ وهو ال َ
كان
الرابع سهم بني الحارث بن الخزرج ،ثم كان الخامس سهههم نههاعم لبنههي عَههوف -ابههن
سَلمة ،فهذه َنطاة .ثم هبطههوا إلههى م ْمَزْينة وشركائهم ،وفيه ُقتل محمود بن َ الخزرج و ُ
جلن ،ومعههه شقّ ،فكان أول سهم خرج منه سهم عاصههم بههن عههدي ،أخههي بنههي العَ ْ ال ّ
كان سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ثهم سههم عبهد الرحمهن بهن عهوف ،ثههم
ي بن أبي طالب رضوان الله عليه ،ثم سهم سهم ساعدة ثم سهم النجار ،ثم سهم عل ّ
سَلم ،ثم سهم عمر بن الخطاب ، فار وأ ْ
طلحة بن عُب َْيد الله ،ثم سهم ِغ َ
سَلمة بن عُب َْيدة وبني حرام ،ثم سهههم حارثههة ،ثههم سهههم عُب َي ْههد ال ّ
سهّهام .ثههم ثم سهما َ
جهَْينة ومن حضر خيبر من سائر العههرب ؛ سهم أْوس ،وهو سهم اللفيف ،جمعت إليه ُ
م رسول الله صلى الله عليه وسلم ،الذي كان أصابه في سهم حذ َْوه سه ُ وكان َ
عاصم بن عدي .
ل الله صلى الله عليه وسلم الك َِتيبة ،وهى وادي خاص ه ،بيههن قرابتههه سم رسو ُ ثم قَ َ
وبين نسائه ،وبين رجال المسلمين ونساء أعطاهم منها ،فقسم رسول الله صلى اللههه
سهق ، ب منهه مئة و ْ ق ،ولعلهى بهن أبهي طهال ٍ سه ٍ ى وَ ْ عليه وسهلم لفاطمههة ابنت َههه مئته ْ
وى ،ولعائشههة أم المههؤمنين مئتههي سقا مههن ن َه ًً سق ،وخمسين وَ ْ ى وَ ْ ولسامة بن زيد مئت ْ
سق وأربعيههن سق ،ولعقيل بن أبي طالب مئة وَ ْ مئة و ْ ى بكر بن أبي قحافة ِ سق ،ولب ٍ و ْ
خَرمةم ْ صلت بن َ ْ سق ولل ّ سقا .ولربيعة بن الحارث مئة وَ ْ ً سقا ،ولبني جعفر خمسين و ْ و ْ
كانههة بههن ً
سههقا ،ولُر َ قههة خمسههين و ْ سقا،ولبى ن َب ِ َ ً سق ،للصلت منها أربعون و ْ وابنيه مئة و ْ
خَرمههةم ْخرمة ثلثين وسقًا ،ولبههى القاسههم بههن َ م ْسقا ً ،ولقيس بن َ عبد يزيد خمسين و ْ
سههق ،ولبنههى صْين بن الحههارث مئة و ْ ح َدة بن الحارث وابنة ال ُ سقا ً ،ولبنات عُب َي ْ َ
أربعين و ْ
طح بههن سه َ م ْسههقا ً .ول ِمخرمههة ثلثيههن و ْ سقا ً ،ولبن أْوس بههن َ عُب َْيد بن عبد يزيد ستين و ْ
مْيثة أربعين وسقا ،ولن ُعَْيم بن هند ثلثين وسههقا، سقا ،ولم ُر َ أثاثة وابن إلياس خمسين و ْ
جْير بن عبد يزيد ثلثين وسقا ،ولم الحكم ثلثين سقا ،ولعُ ًَ حْينة بنت الحارث ثلثين و ْ ولب ُ َ
سقاً، و ْ
324
سقًا ،ولعبد الرحمههن بههن سقا ً ،ولبن الْرقم خمسين و ْ جماَنة بنت أبي طالب ثلثين و ْ ول ُ
سههقا، سههقا ،ولم الزبيههر أربعيههن و ْ مَنة بنت جحههش ثلثيههن و ْ ح ْ ً
سقا ،ول َأبي بكر أربعين و ْ
سقا ،ولم طههالب أربعيههن ً خن َْيس ثلثين و ْ ضباعة بنت الزبير أربعين وسقا ،ولبن أبي ُ ول ُ
سههقا ،ولعبههد اللههه بههن مْيلههة الكلههبى خمسههين وَ ْ ً
سقا ،ولن ُ َ صرة عشرين و ْ سقا ،ولبي ب َ ْ ً و ْ
جحههش ثلثيههن سههقا؛ ولم حههبيب بنههت َ سقا ،لبنيه منههها أربعيههن و ْ هب وابنتيه تسعين و ْ وَ ْ
سههقا ،ولنسههائه صههلى اللههه عليههه وسههلم سههبع مئة ملكوم بههن عبههدة ثلثيههن و ْ ُ ْ ً
سقا ،ول َ و ْ
سق . و ْ
سههمه علههى قههدر حههاجتهم ، وى وغيههر ذلههك ،ق ّقال ابن هشام :قمح وشعير وتمر ون َ ً
وكانت الحاجة في بني عبد المطلب أكثر ،ولهذا أعطاهم أكثر.
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
نساءه من قمح خيبر
قسم لهن مئة وسق وثمانين وسقا ،ولفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
سقًا ،وللمقداد بن السود خمسة عشر سقا ،ولسامة بن زيد أربعين و ْ خمسة وثمانين و ْ
مْيثة خمسة أُوسق شهد عثمان بن عفان ،وعباس وكتب . سقًا ،ولم ُر َ و ْ
وصية الرسول عند موته :قال ابن إسحاق :وحدثني صالح
ابن ك َْيسان ،عن ابن شهههاب الّزهْههري ،عههن عبيههدالله بههن عبههد اللههه بههن عُْتبههة ابههن
ل الله صلى الله عليه وسلم عنههد مههوته إل بثلث ،أوصههى مسعود قال :لم يوص رسو ُ
سق من خيبر ،وللدارّيين بحاد مئة وسق ، للّرهاوّيين بحاد مئة وَ ْ
سههق مههن خيههبر ،وأوصههى بتنفيههذ ب َعْههث سبائيين ،وللشههعريين بحههاد مئة و ْ من خيبر ،ولل ّ
أسامة بن زيد بن حارثة؛ وأل ُيترك بجزيرة العرب دينان .
خي ْههبر خبر فدك :قال ابن إسحاق :فلما فرغ رسول الله صلى الله عليههه وسههلم مههن َ
دك ،حين بلغهم مهها أوقههع اللههه تعههالى بأهههل خيههبر، قذف الله الرعب في قلوب أهل فَ َ
دك ، فبعثوا إلى رسول الله صههلى اللههه عليههه وسههلم يصههالحونه علههى النصههف مههن فَه َ
فقدمت عليه رسُلهم بخيبر ،أو بالطائف ،أو بعد ما قههدم المدينههة ،فقبههل ذلههك منهههم ،
ف عليههها بخيههل ول ج ْفكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة ،لنه لم يو َ
ركاب .
تسمية النفر الداريين
الذين أوصي لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر
وهم بنو الدار بن حبيب بن ُنماَرة بن لخم ،الذين ساروا إلى رسول الله صههلى اللههه
عليه وسلم من الشام :تميم بن أوس ون ُعَْيم بن أوس أخوه ،ويزيد بن قَْيس ،وعرفههة
بن مالك ،سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم :عبد َ الرحمن .قال ابههن هشههام :
مْروان بن مالك . مّران بن مالك .قال ابن هشام َ : ويقال :عَّزة بن مالك :وأخوه ُ
جَبلههة بههن مالههك ،وأبههو هنههد ابههن ب َههر ،وأخههوه قال ابن إسحاق :وفاكه بن ُنعمههان ،و َ
طيب بن َبر ،فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله . ال ّ
خرص ابن رواحة على أهل خيبر :فكان رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم ،كمهها
حدثني عبد الله بن أبي بكر ،يبعث إلى أهل خيبر عبد الله بن 326
ديت علينهها ،قههال : رواحة خارصا بين المسلمين ويهود ،فيخرص عليهم ،فإذا قههالوا :تع ه ّ
ت والرض . إن شئتم فلنا ،فتقول يهود :بهذا قامت السموا ُ
وإنما خرص عليهم عبد الله بن رواحة عامها ً واحههدا ،ثههم أصههيب بمؤتههة يرحمههه اللههه،
ً
جّبار بن صخر بن أمية بن خنساء ،أخو بني سلمة ،هو الههذي يخههرص عليهههم بعههد فكان َ
عبد الله بن رواحة .
ً
فأقامت يهود على ذلك ،ل يرى بهم المسلمون بأسا في معاملتهم ،حتى عَد َْوا فههي
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم علههى عبههد اللههه بههن سهههل ،أخههي بنههي حارثههة،
فقتلوه ،فاتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليه .
اليهود يقتلون عبد الله بن سهل :قال ابن إسحاق :فحدثني الّزهري عن سهل بن
حْثمهة،شير بن يسار ،مولى بني حارثهة ،عهن سههل بهن أبهي َ مة ،وحدثني أيضا ب َ حث ْ ِ
أبي َ
قال :أصيب عبد الله بن سهل بخيبر ،وكان خرج إليها في أصحاب له يمتار منها تمههرًا،
طرح فيها قال :فأخذوه فغيبوه ،ثم َقدموا علههى كسرت عنقه ،ثم ُ فوجد في عين قد ُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له شأنه ،فتقدم إليه أخوه عبد الرحمن ابن
محّيصة ابنا مسهعود ،وكهان عبههد الرحمهن مهن أحههدثهم حوّيصة و ُ
سهل ،ومعه ابنا عمه ُ
سن ًّا ،وكان صاحب الدم ،وكان ذا قدم في القوم ،فلمهها تكلههم قبههل ابنههى عمههه ،قههال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :الك ُب َْر الك ُب َْر
أصل القسامة :قال ابن هشام :ويقال ك َّبر ك َّبر -فيما ذكر مالك بن أنس -فسكت
حّيصة ثم تكلم هو
م َ حوَّيصة و ُ
،فتكلم ُ
ل صاحبهم ؛ فقال رسول الله صلى د ،فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قت َ بع ُ
مون قاتلكم ،ثم تحلفون عليههه خمسههين يمينهها فنسههلمه إليكههم ؟ الله عليه وسلم :أتس ّ
قالوا :يا رسول الله ،ما كنا لنحلف على مهها ل نعلههم ؛ قههال :أفيحلفههون بههالله خمسههين
يمينا ما قتلوه ول يعلمون له قاتل ثم يبرءون من دمه ؟ قالوا :يا رسههول اللههه ،مهها كنهها
كفر أعظههم مههن أن يحلفههوا علههى إثههم .قهال :فههوداه لنقبل أيمان يهود ،ما فيهم من ال ُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده مائة ناقة.
قال سهل :فوالله ما أنسى ب َك َْرةً منها حمراء ضربتني وأنا أحوزها .قال ابن إسحاق
جْيد بن قَي ْظ ِههي ، :وحدثني محمد ُ بن إبراهيم بن الحارث التيمي ،عن عبد الرحمن بن ب ُ َ
ً
أخي بني حارثة ،قال محمد ابن إبراهيم :وايم الله ،ما كههان سهههل بههأكثر علم ها منههه ،
م ،مهها ن منه ،إنه قال له :والله ما هكذا كان الشأن ! ولكن سهههل أوْهَ ه َ ولكنه كان أس ّ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،احلفوا على ما ل علم لكم به ،ولكن كتب إلى
دوه ،فكتبوا إليههه يحلفههون يهود خيبر حين كلمته النصار أنه قد ُوجد قتيل بين أبياتكم ف ُ
بالله ما قتلوه ،ول يعلمون له قاتل ،فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده
.
جيههد ،إل ل حديث عبد الرحمههن ابههن ب ُ َ قال ابن إسحاق :وحدثني عمرو بن شعيب مث َ
دوه أو ائذنوا بحرب .فكتبوا يحلفون بالله ما قتلوه ول يعلمون لههه أنه قال في حديثه ُ :
قاتل ،فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده .
سبب إجلء عمر يهود خيبر :قال ابن إسحاق :وسألت ابههن شهههاب الزهههري كيههف
كان إعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود خيبر نخلهم ،
328
ت ذلك لهم حتى ُقبض ،أم أعطاهم إياها للضرورة خْرجها ،أب َ ّ حين أعطاهم النخل على َ
من غير ذلك ؟
خي ْههبر عَن ْهوَةً بعههدفأخبرنى ابن شهاب :أن رسول الله صلى الله عليه وسههلم افتتههح َ
القتال ،وكانت خيبر مما أفاء الله عز وجل على رسول الله صلى اللههه عليههه وسههلم ،
سمها بين المسههلمين ،ونههزل مههن نههزل مسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقَ َ خ ّ
ل الله صلى الله عليه وسههلم ،فقههال : من أهلها على الجلِء بعد القتال ،فدعاهم رسو ُ
إن شئتم دفعت إليكهم ههذه المهوال علهى أن تعملوهها ،وتكهون ثماُرهها بيَننها وبينكهم ،
وأقركم ما أقركم الله ،فقبلوا ،فكهانوا يعملونهها .وكهان رسهول اللهه صهلى اللهه عليهه
خْرص ،فلما تهوفى دل عليهم في ال َ وسلم يبعث عبد الله بن َرَواحة ،فُيقسم ثمَرها ،ويع ِ
الله نبيه صلى الله عليه وسلم ،أقرها أبو بكر رضى الله تعالى عنه ،بعد رسههول اللههه
صلى الله عليه وسلم بأيديهم ،على المعاملة التي عههاملهم عليههها رسههول اللههه صههلى
الله عليه وسلم ،حتى توفى؛ ثم أقرها عمر رضى الله عنه صدرا ً من إمارته .
ثم بلغ عمَر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي قبضه الله
ت، فيه :ل يجتمعههن بجزيههرة العههرب دينههان ؛ ففحههص عمههر ذلههك ،حههتى بلغههه الثبه ُ
فأرسل إلى يهود ،فقال :إن الله عز وجل قد أذن في جلئكههم ،قههد بلغنههي أن رسههول
ن بجزيرة العرب دينان ،فمن كان عنده عهد الله صلى الله عليه وسلم قال :ل يجتمع ّ
من رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود فليأتنى به ،أْنفههذه لههه ومههن لههم يكههن
عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسههلم مههن اليهههود ،فليتجهههز للجلء ،فههأجلى
عمر من لم يكن عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم .
وسبب آخر :قال ابن إسحاق :وحدثني نافع ،مولى عبد الله بن عمر ،عن عبد اللههه
ود إلى أموالنا بخيبر نتعاهههدها ،فلمهها س َ قداد بن ال ْ م ْ
بن عمر قال :خرجت أنا والزبير وال ِ
ي
دمنا تفرقنا في أموالنا ،قال :فعُدِ َ قَ ِ
ي ،فلمهها أصههبحت قه ّمْرفَ َ
دعت يههدايَ مههن ِ ف ِ
ت الليل ،وأنا نائم على فراشى ،ف ُ ي تح َ
عل ّ
ى صههاحباي ،فأتيههانى فسههألنى :مههن صههنع هههذا بههك ؟ فقلههت :ل أدري ؟ استصرخ عل ّ
دما بي على عمر رضى الله عنه فقال :هذا عمل يهههود، قال :فأصلحا من يدي ،ثم قَ ِ
ثم قام في الناس خطيبا فقال :أيها الناس ،إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
دعوا دوا على عبد اللههه بههن عمههر َفف ه َ عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا ،وقد عَ ُ
يدْيه ،كما قد بلغكم ،مع عَد ِْوهم على النصاري قبله ،ل نشك أنهم أصحابه ،ليس لنهها
هناك عدوّ غيُرهم ،فمن كان له مال بخيبر فليلحق به ،فإنى مخرج يهود فأخرجهم .
عمر يقسم وادي القرى :قال ابن إسحاق :فحدثني عبد الله
مك َْنف ،أخى بني حارثة ،قال :لما أخرج عمر يهههود مههن ابن أبي بكر ،عن عبد الله بن َ
خر بن أمية بن خنساء ،أخو ص ْخيبر ركب في المهاجرين والنصار ،وخرج معه جبار ابن َ
سما خيبر بين سَلمة ،وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم -ويزيد بن ثابت ،وهما قَ َ بني َ
أهلها ،على أصل جماعة السهمان ،التي كانت عليها.
خط هٌر ،ولعبههد ن عفههان َ ن به ِسم عمُر بن الخطاب من وادي القرى ،لعثما َ وكان ما قَ َ
خطهٌر ،َ خطهٌر ،ولعههامر بههن أبههي ربيعههة َ َ َ
سهلمة َ خطر ،ولُعمر بن أبي َ َ الرحمن بن عوف َ
خطر .قال ابن هشام :ويقال :ولسلم ولبنى جعفههر شْيم َ َ
خطر ،ول َ ولعمرو بن سراقة َ
خطهَران ، َ طر ،ولمعيقيب خطر ،ولعبد الله بههن الْرقَههم خطههر ،ولعبههد اللههه وعبيههدالله َ خ َ َ
خطههر ،ولمعتمههر خطههر ،ولزيههد بههن ثههابت حش خطر ،ولبن الب ُك َْير َ ج ْ
ولبن عبد الله ابن َ
ْ
فراء خطر ،ولبى طلحة خطر ،ولمعاذ بن عَ ْ َ طر ،ولبى بن كعب َ خ َ َ
330
خر خطر ،ولجابر بن عبد الله بههن رئاب خطههر ،ولمالههك بههن ص ْ
سن خطر ،ولجّبار بن َ ح َ و َ
معههاذ َ
ضْير خطههر ،ولبههن سههعدِ بههن ُ
ح َ
خطر ،ولبن ُ َ مرو َصعة وجابر بن عبد الله بن عَ ْ صع ْ ََ
خطر ،ولسلمة بن سلمة خطر ،ولعبد الرحمههن بههن ثههابت وأبههى شههريك خطههر ،ولبههى
سلمة خطر ،ولعبادة بن طارق خطر. م ْ
عَْبس بن جبر خطر ،ولمحمد بن َ
قال ابن هشام :ويقال :لقتادة.
ف خطههر ،ولبنهى الحههارث ابهن قَي ْههس نصهف قال ابن إسحاق :ولجبر بن عَِتيهك نصه ُ
مههة والضههحاك خطههر ،فهههذا مهها بلغنهها مههن أمههر خيههبر ووادي القههرى حَز َ
خطههر ،ولبههن َ
ومقاسمهما.
طراً.
خ َ
قال ابن هثمام :الخطر :النصيب .ويقال :أخطر لى فلن َ
هه هههه هههه ههههه هههههه
بنت أبي سفيان ،فخرجا بهما معهما حين هاجرا إلى أرض الحبشة .رجلن .
صي :يزيد بن َزَمعة بن السود بن المطلب بن أسدُ ،قتل يوم حنين مع رسول ال صلى ال ومن بني أسد بن عبد الُعّزى بن ُق َ
عمر بن أمية بن الحارث بن أسد ،هلك بأرض الحبشة .رجلن . عليه وسلم شهيدًا ،و ُ
ضر بن الحارث بن عَمْير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار ؛ وِفَراس بن الن ْ
صي :أبو الروم بن ُ ومن بني عبد الدار بن ُق َ
عْلقمة بن عبد مناف بن عبد الدار .رجلن . َكَلدة بن َ
عْوف بن عبد بن الحارث بن ُزهرة ،معه امرأته َرْملة بنت أبي ومن بني ُزهرة بن كلب بن مرة :المطلب بن أْزَهر بن عبد َ
سْهم ،هلك بأرض الحبشةَ ،وَلدت له هنالك عبد ال بن عبد المطلب ،فكان يقال :إن كان ضبيرة بن سعيد بن سعد بن َ عْوف بن ُ َ
لول رجل ورث أباه في السلم .رجل .
ومن بني َتيم بن ُمرة بن َكْعب بن لؤي :عمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن َتْيم ُ ،قتل بالقادسية مع سعد بن أبي
سفيان بن عبد السدُ ،قتل بأجنادين من أرض الشام ،في وقاص .رجل .ومن بني مخزوم بن َيَقظة بن ُمرة بن كعب َ :هّبار بن ُ
خلفة أبي بكر رضى ال عنه ،وأخوه عبد ال بن سفيان ُ ،قتل عام اليرموك بالشام ،في خلفة عمر بن الخطاب رضى ال عنه ،
حَذيفة بن المغيرة ،ثلثة نفر.
ك فيه أُقتل َثّم أم ل ،وهشام ) (6بن أبي ُ
شّ
ُي َ
صْيص بن كعب :حاطب بن الحارث جَمح بن عمرو بن ُه َ ومن بني ُ
جّلل ،هلك حاطب جَمح ،وابناه محمد والحارث ،معه امرأته فاطمة بنت الُم َ ابن َمْعَمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن ُ
طاب بن الحارث ،معه امرأته ُفَكْيهة بنت َيسار، هنالك مسلما ،فقدمت امرأته وابناه ،وهي أمهما ،في إحدى السفينتين ؛ وأخوه ح ّ
سَنة،
حِ
جنادة وجابر وأمهما َ حبيب ،وابناه ُ
سفيان بن َمْعَمر بن َ
َهلك هنالك ُمسلما ،فقدمت امرأته ُفَكيهة في إحدى السفينتين ،و ُ
جنادة وجابر في خلفة عمر بن الخطاب رضى ال عنه .ستة نفر. سنة ؛ وهلك سفيان وهلك ابناه ُ حِحبيل ابن َ
وأخوهما لمهما شَر ْ
سْهم الشاعر ،هلك سعد) (7بن َ عِدي بن َعْمرو بن ُهَععْيص بن كعب :عبد ال بن الحارث ابن َقْيس بن َ سْهم بن َومن بني َ
عِدي بن سعد بن سهم ُ ،قتل سْعد بن سهم وأبو َقْيس بن الحارث بن َقْيس بن َ حَذافة بن قيس بن عدي بن َ بأرض الحبشة ،وَقْيس بن ُ
ل ال ل رسو ِسْهم ) ،(8وهو رسو ُ حَذافة بن َقْيس بن سعد بن َل بن ُ
يوم اليمامة في خلفة أبي بكر الصديق رضى ال عنه ،وعبد ا ّ
سرى ،والحارث بن َقْيس صلى ال عليه وسلم إلى ِك ْ
عِدي ؛ وأخ له من أمه من بني تميم ،يقال شر بن الحارث بن َقْيس بن َ عِدي ؛ وِب ْ
ابن عدي ؛ وَمْعَمر بن الحارث بن َقْيس بن َ
عمرله سعيد بن عمروُ ،قتل بأجنادين في خلفة أبي بكر رض ال عنه ،وسعيد بن الحارث بن َقْيس ُقتل عام اليرموك في خلفة ُ
حل )(9 جرح بالطائف مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وُقتل يوم ِف ْ سائب بن الحارث بن َقْيس ُ ، بن الخطاب رض ال عنه ؛ وال ّ
حَذيفة بن ِمْهشم بن سعد بن سهم ، عَمْير بن ِرئاب بن ُ
ك فيه ،و ُ
شّ
خْيبرُ ،ي َ
في خلفة عمر بن الخطاب رش ال عنه ،ويقال ُ :قتل يوم َ
صرفه من اليمامة ،في خلفة أبي بكر رض ال عنه ،أحد عشر رجل. ُقتل بعين التمر مع خالد بن الوليدُ ،مْن َ
عَوْيج بن عدي بن كعب ،هلك بأرض عَبيد بن ُ
عْوف بن ُ حْرثان بن َعْروة بن عبد الُعّزى بن ُ ومن بني عدي بن كعب بن لؤي ُ :
حْرثان ،هلك بأرض الحبشة .رجلن .الشعر الذي كان سبب عزل عمر للنعمان بن ضلة بن عبد الُعّزى بن ُ عِدي بن َن ْ
الحبشة ؛ و َ
ي ،فقدم النعمان مع من قدم من المسلمين من أرض الحبشة ،فبقي حتى عِدي ابنه النعمان بن عد ّ عدي عن ميسان :وقد كان مع َ
صرة ،فقال أبياتا من شعر ،وهي : كانت خلفُة عمر بن الخطاب ،فاستعمله على ميسان ،من أرض الب ْ
م)(10 قى في ُزجاٍج وحن ْت َ ِ س َمْيسان ي ُ ْبِ َ أل هل أتى الحسناء أن حليَلها #
سم ِ )(11 من ْ ِ ّ
ة تجثو على كل َ ّ
ورقاص ٌ ن قريةٍ دهاقي ُ
اذا شئت غنتني َ #
ّ
مَتثلم سقني بالصغرِ ال ُ ول ت َ ْ دمانى فبالكبرِ اسقني ت نَ ْ
فإن كن َ #
ق المتهد ّم ِ )(12 س ِ جوْ َ
دمنا في ال َ تنا ُ لعل أميَر المؤمنين يسوُءه #
ل ،إن ذلك ليسوءني ،فمن لقيه فليخبره أنى قد عزلته ،وعزله .فلما قدم عليه اعتذر إليه فلما بلغت أبياته عمر ،قال :نعم وا ّ
ط ،ولكنى كنت امرًءا شاعرًا ،وجدت فضل من قول ،فقلت فيما ت شيئا مما بلغك أنى قلته ق ّ ل يا أمير المؤمنين ،ما صنع ُ وقال :وا ّ
ت. ت ما قل َ
ت ،وقد قل َ
ل ما بقي ُ
تقول الشعراء فقال له .عمر :وايم ال ،ل تعمل لي على عم ٍ
سل بن عامر. حْ
صر بن مالك بن ِ عمرو بن عبد شمس بن عبد ُوّد بن َن ْ ي بن غالب بن ِفْهر :سَليط بن َ ومن بني عامر بن ُلَؤ ّ
ل ال صلى ال عليه وسلم إلى َهْوذة بن على الحنفى باليمامة) .(13رجل . ل رسو ِوهو كان رسو َ
غْنم بن ُزَهْير بن أبي شداد ؛ وسعد بن عبد قيس بن َلِقيط بن عامر بن أمية بن ومن بني الحارث بن ِفْهر بن مالك :عثمان بن َ
الحارث بن ِفْهر ،وعياض بن ُزَهْير بن أبي شداد .ثلثة نفر.
فجميع من تخلف عن بدر ،ولم َيْقدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة ،ومن قدم بعد ذلك ،ومن لم يحمل النجاشي في
السفينتين ،أربعة وثلثون رجل .
الهالكون منهم :وهذه تسمية من هلك منهم ومن أبنائهم بأرض الحبشة :
جحش بن رئاب حليف بني أمية ،مات بها نصرانيًا. عَبْيد ال بن َمن بني عبد شمس بن عبد مناف ُ :
صي :عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد . ومن بني أسد بن عبد الُعّزى بن ُق َ
صيص بن كعب :عبد ال بن سْهم بن عمرو بن ُه َ طاب بن الحارث .ومن بني َ حّجَمح :حاطب بن الحارث ،وأخوه َ ومن بني ُ
الحارث بن َقْيس .
ضلة ،سبعة نفر. عْوف ،وعدي بن َن ْ حْرثان بن َعروة بن عبد الُعّزى بن ُ عِدي بن كعب بن ُلَؤي ُ : ومن بني َ
ومن أبنائهم ،من بني َتْيم بن مرة :موسى بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر ،رجل .
مهاجرات الحبشة :وجميع من هاجر إلى أرض الحبشة من النساء ،من قدم منهن ومن هلك هنالك ست عشرة امرأة ،سوى
بناتهن اللتي ُولدن هنالك ،من قدم منهن ومن هلك هنالك ،ومن خرج به معهن حين خرجن :
من قريش ،ثم من بني هاشم ُ :رَقية بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم .
حبيبة بنت أبي سفيان ،مع ابنتها حبيبة ،خرجت بها من مكة ،ورجعت بها معها. ومن بني أمية :أم َ
سَلمة بنت أمية ،قدمت معها بزينب ابنتها من أبي سلمة ولدتها هنالك . ومن بني مخزوم :أم َ
جَبْيلة ،هلكت بالطريق ،وبنتان لها كانت ولدتهما هنالك :عائشة بنت الحارث ، ومن بني َتْيم بن مرة َ :رْيطة بنت الحارث بن ُ
وزينب بنت الحارث ،هلكن جميعا ،وأخوهن موسى بن الحارث ،من ماء شربوه في الطريق ،وقدمت بنت لها ولدتها هنالك ،فلم
يبق من ولدها غيُرها ،يقال لها فاطمة .
سْهم بن عمروَ :رْملة بنت أبي عوف بن ضَبْيرة . ومن بني َ
حْثَمة بن غانم .
ومن بني عدي بن كعب :ليلى بنت أبي َ
سْعِدي بن
حّلل ،وعمرة بنت ال ّ
سَهيل بن عمرو ،وابنة الم َ سْهلة بنت ُسْوَدة بنت َزمعة بن قيس ،و َيَ : ومن بني عامر بن ُلَؤ ّ
سَهيل بن عمرو. َوْقدان ،وأم كلثوم بنت ُ
صْفوان بن أمية بن ُمحرث خْثَعمية ،وفاطمة بنت َ عَمْيس لن النعمان ال َمن غرائب العرب :ومن غرائب العرب أسماء بنت ُ
سنة .من ُولد من أبنائهم بالحبشة :وهذه تسمية من ُولد من حِحبيل ابن َشْر َسنة أم َ
حِ
الكنانية ،وُفكيهة بنت يسار ،وبركة بنت يسار ،و َ
أبنائهم بأرض الحبشة
حذيفة ،وسعيد بن خالد بن سعيد ،وأخته أَمُة بنت خالد. من بني عبد شمس :محمد بن أبي ُ
سَلمة بن السد.ومن بني مخزوم :زينب بنت أبي َ
ومن بني ُزهرة :عبد ال بن عبد المطلب بن أزهر.
ومن بني َتْيم :موسى بن الحارث بن خالد ،وأخواته عائشة بنت الحارث ،وفاطمة بنت الحارث ،وزينب بنت الحارث .
الرجال منهم خمسة :عبد ال بن جعفر ،ومحمد بن أبي حذيفة ،وسعيد بن خالد،وعبدال بن عبد المطلب ،وموسى بن الحارث
.
خر.
صْسَلمة ،وعائشة وزينب وفاطمة ،بنات الحارث بن خالد بن َ ومن النساء خمس :أمة بنت خالد ،وزينب بنت أبي َ
عمرة القضاءُ
في ذي القعدة سنة سبع
جَماَديين ورجباً
ي ربيع و ُ
قال ابن إسحاق :فلما رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى المدينة من خيبر ،أقام بها شهَر ْ
غْزوه وسراياه صلى ال عليه وسلم .ثم خرج في ذي القعدة في الشهر ل ،يبعث فيما بين ذلك من َوشعبان وشهر رمضان وشّوا ً
الذي صده فيه المشركون معتمرًا عمرة القضاء ،مكان عمرته التي صدوه عنها.
ضبط الّديلي .
عَوْيف بن ال ْ
قال ابن هشام :واستعمل على المدينة ُ
تسميتها بعمرة القصاص :ويقال لها عمرة الِقصاص ) ،(14لنهم
ن السود ،ثم هرول كذلك ت منهم ،واستلم الركن اليماني ،مشى حتى يستلم الرك َ
ويهرول أصحاُبه معه ،حتى إذا واراه البي ُ
ثلثة أطواف .ومشى سائرها .فكان ابن عباس يقول :كان الناس يظنون أنها ليست عليهم .وذلك أن رسول ال صلى ال عليه
ي من قريش الذي بلغه عنهم ،حتى إذا حج حجة الوداع فلزمها ،فمضت السنة بها. وسلّم إنما صنعها لهذا الح ّ
قال ابن إسحاق :وحدثني عبد ال بن أبي بكر :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حين دخل مكة في تلك العمرة دخلها وعبُد
ال بن رواحة اخذ بخطام ) (17ناقته يقول :
ل الخيرِ في رسوِله خّلوا فك ّ َ خّلوا بني الكفارِ عن سبيله َ #
ف حقّ الله في قبوِله )(18 عر ُ
أ ْ قيله
ن ب ِ
ب إني مؤم ٌ يا ر ّ #
كما قتلناكم على تنزيله )(19 نحن قتلناكم على تأويله #
ل عن خليلهل الخلي َ
وي ُذ ْهِ ُ م عن مقيله ضْربا ً ُيزيل الها َ
َ #
قال ابن هشام " :نحن قتلناكم على تأويله " إلى آخر البيات ،لعمار ابن ياسر في غير هذا اليوم ) (20والدليل على ذلك أن ابن
رواحة إنما أراد
المشركين ،والمشركون لم يقروا بالتنزيل ،وإنما يقتل على التأويل من أقر بالتنزيل .
ن بن صالح وعبد ال بن أبي َنجيح ،عن عطاء بن أبي َرباح ومجاهد زواج الرسول بميمونة :قال ابن إسحاق :وحدثني أبا ُ
حَراٌم ، أبي الحجاج ،عن ابن عباس :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث ) (21في سفره ذلك وهو َ
س بن عبد المطلب . وكان الذي زوجه إياها العبا ُ
ت العباس فجعلت أّم الفضل أمَرها إلى ت أمَرها إلى أختها أّم الفضل ،وكانت أّم الفضل تح َ جعَل ْقال ابن هشام :وكانت َ
ل ال صلى ال عليه وسلم بمكة ،وأصدقها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أربعمائة درهم . العباس ،فزوجها رسو َ
حَوْيطب ابن عبد الُعّزى بن أبي قيس بن عبد ُوّد بن قال ابن إسحاق :فأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بمكة ثلثًا ،فأتاه ُ
سل ،في نفر من قريش ،في اليوم الثالث ،وكانت قريش قد وّكلته بإخراج رسول ال صلى ال عليه وسلم من حْ نصر بن مالك بن ِ
ج عنا ،فقال النبي صلى ال عليه وسلّم :وما عليكم لو تركتموني فأعرست بي َ
ن مكة فقالوا له :إنه قد انقضى أجُلك ،فاخر ْ
ج عنا .فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ، أظهِركم ،وصنعنا لكم طعامًا فحضرتموه ،قالوا :ل حاجَة لنا في طعامك ،فاخر ْ
ل الّصلى ال عليه وسلم هنالك ،ثم انصرف رسول سِرف ) (22فبنى بها رسو ُ وخّلف أبا رافع موله على ميمونة ،حتى أتاه بها ب َ
ال صلى ال عليه وسلّم إلى المدينة في ذي الحجة .
ق ال صَد َعَبيدة َ } :لَقْد َ ما جاء من القران في عمرة القضية :قال ابن هشام :فأنزل ال عز وجل عليه ،فيما حدثني أبو ُ
ل ِم ْ
ن جَع َ
ن َفَعِلَم َما َلْم َتْعَلُموا َف َ
خاُفو َ
ل َت َ
ن َ
صِري َ
سُكمْ َوُمَق ّ
ن ُرُءو َ
حّلِقي َ
ن ُم َشاَء ال آِمِني َ
ن َحَراَم ِإ ْ
جَد اْل َ
سِن اْلَم ْ
خُل ّ
ق َلَتْد ُ
حّسوَلُه الّرْؤَيا ِباْل َ
َر ُ
حا َقِريًبا{ ]الفتح [27 :يعني خيبر. ك َفْت ً
ن َذِل َ
ُدو ِ
صَدر بعد الُورود ؛ فقال المسلمون :صحبكم ال ودفع عنكم ،وردكم إلينا صالحين ؛ فقال عبد ال بن
فلست أدري كيف لي بال ّ
رواحة :
ما قاله عبد ال بن رواحة قبل ذهابه أميرًا إلى مؤتة :
دا)(25
ف الّزب َ َ ة ذات فَْرٍغ تقذ ُ وضرب ً ن مغفرةً #لكنى أسأل الرحم َ
َ
فذ ُ الحشاَء والكِبدا)(26 حْربةٍ ت ُن ْ ِ بَ َ جهَِزةًم ْ
ن ُ
حّرا َ
ة بيد َيْ َ
#أو طعن ً
ده الله من غازٍ وقد رشدا )(27 أرش َ دثيج َ مّروا على َ ل إذا َ #حتى ُيقا َ
قال ابن إسحاق :ثم إن القوم تهيئوا للخروج ،فأتى عبد الله ابن رواحة رسول
الله صلى الله عليه وسلم فودعه ،ثم قال :
صُروا ت موسى ونصرا كالذي ن ُ ِ تثبي َ سن ح َت الله ما آتاك من َ #فثب ّ َ
ت البصر م أني ثاب ُ
ة الله يعل ُ نافل َ #إنى تفرست فيك الخير
قد َُر
ه منه فقد أْزَرى به ال َ ج َ
والو ْ ن ُيحَرم نوافَله ل فم ْت الرسو ُ #أن َ
قال ابن هشام :أنشدني بعض أهل العلم بالشعر هذه البيات :
ه منه فقد أْزرى به القدُر
ج َوالو ْ ل فمن ُيحَرم نوافَله #أنت الرسو ُ
صُروا ً
سلين ونصرا كالذي ن ُ ِفي المر َ سنح َ
#فثّبت الله ما آتاك من َ
ت فيك الذي نظروا ة خالف ْفراس ً ت فيك الخيَر نافلة #إني تفرس ُ
يعنى المشركين وهذه البيات في قصيدة له ! .
قال ابن إسحاق :ثم خرج القوم ،وخرج رسول ال-صلى ال عليه وسلم -حتى إذا ودعهم وانصرف عنهم ،قال عبد ال بن
رواحة :
ل )(28 م َ
شيٍع وخلي ِ ل خيَر ُ
في النخ ِ خَلف السل ُ
م على امرئ ودعُْته َ #
تخوف الناس من لقاء هرقل :ثم مضوا حتى نزلوا َمَعان ،في
جَذام
س أن هرقل قد نزل مآب ،من أرض البلقاء ،في مائة ألف من الروم ،وانضم إليهم من َلخم و ُ أرض الشام ،فبلغ النا َ
ى ثم أحد إَراشة يقال له :مالك بن َزاِفلة .فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على ى مائة ألف منهم ،عليهم رجل من َبِل ّ والَقْين وَبْهراء وَبِل ّ
ن ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا :نكتب إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فنخبره بعدد عدونا ،فإما أن يمدنا بالرجال ،وإما معا ٍ
أن يأمرنا بأمره ،فنمضي له .
ل إن التي
س عبُد ال بن رواحة ،وقال :يا قوم ،وا ّ تشجيع ابن رواحة لهم وما قاله في ذلك من الشعر :قال :فشجع النا َ
تكرهون ،للتي خرجتم تطلبون الشهادَة ،وما ُنقاتل الناس بَعدد ول ُقوة ول َكْثَرة ،ما نقاتلهم إل بهذا الدين الذي أكرمنا ال به ،
ن رواحة .فمضى الناس ؛ فقال عبد ل صدق اب ُ حسَنيين :إما ظهوٌر وإما شهادة" قال :فقال الناس َ :قْد وا ّ حَدى اْل ُ
فانطلقوا فإنما هي إ ْ
ال بن رواحة في محبسهم ذلك :
م )(29 ث ُغَّر من الحشيش لها العُ ُ
كو ُ ل من أجإ ٍ وفرع جل َْبنا الخي َ
َ #
م )(30 ل كأن صفحَته أدي ُ أَز ّ سْبتا
وان ِ حذ َْوناها من ال ّ
ص ّ َ #
م )(31 جمو ُ ب بعد َ فْترِتها ُ فأعق َ نَ ٍمعا على ليلتين أقامت #
م
سمو ُ رها ال ّ خ ِس في منا ِ ف ُت َن َ ّ ومات س ّ
م َ حنا والجياد ُ ُ فُر ْ #
م
ب ورو ُ عر ٌ وإن كانت بها َ ب لنأتيْنها فل وأبي مآ َ #
م )(32 ري ُس والغباُر لها ب َ ِ واب َ عَ َ تفعّبأنا أعّنتها فجاء ْ #
م )(33 سها النجو ُ ت قوان ُ إذا برز ْ ض فيه ب كأن البي َ بذي ل َ َ
ج ٍ #
م ). (34 ح أو ت َِئي ُ أسنتها فت َن ْك ِ ُ قْتها معيشة ط َل ّ َ فراضية ال َ #
قال ابن هشام :ويروى " :جلبنا الخيل من آجام ُقرح " ،وقوله " :فعبأنا أعنتها " عن غير ابن إسحاق .
ت يتيماً لعبد ال بن رواحة
حدث عن زيد بن أرقم ،قال :كن ُ
قال ابن إسحاق :ثم مضى الناس فحدثني عبد ال بن أبي بكر أنه ُ
ل إنه ليسير ليلة إذ سمعته وهو ينشد أبياته هذه :
حله فوا ّ
في حجره ،فخرج بي في سفره ذلك ُمْرِدفي على حقيبة ر ْ
حساِء)(35 مسيرة َ أربٍع بعد ال ِ حلي تر ْ مل ْ ِ
ح َ
إذا أد ّْيتِني و َ #
ول أرجعْ إلى أهلي ورائي )(36 ك ذم خل ِ م و َ فشأُنك انع ٌ #
ي الث ّ َ
واِء م ْ
شت َهِ َ ض الشام ِ ُ بأر ِ دروني وجاء المسلمون وغا َ #
ن منقطعَ الخاِء إلى الرحم ِ ب
ب قري ٍ وردك كل ذي نس ٍ #
ل أسافُلها رَِواء)(37 خ ٍ
ول ن َ ْ هنالك ل أبالي ط َل ْعَ ب َعْ ٍ
ل #
ن منه بكيت .قال :فخفقني بالّدرة ،وقال :ما عليك يا
فلما سمعته ّ
حل !
شْعبتي الر ْ
ُلَكع ) (538أن يرزقني ال شهادًة وترجع بين ُ
قال :ثم قال عبد ال بن رواحة في بعض سفره ذلك وهو يرتجز :
ل )(39
ت فانزِ ِ
دي َ تطاول اللي ُ
ل هُ ِ #يا زيد ُ زيد َ اليعملت الذ ّب ّ ِ
ل
ع هرقل ،من الروملقاء الروم وحلفاِئهم :قال ابن إسحاق :فمضى الناس ،حتى إذا كانوا بُتخوم ) (1الَبْلقاء لقيتهم جمو ُ
شاِرف ،ثم دنا العدو وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها ُمْؤتة ،فالتقى الناس عنَدها، والعرب ،بقرية من ُقرى الَبْلقاء يقال لها َم َ
ل من النصار يقال له طبة بن َقتادة ،وعلى ميسرتهم رج ً عْذَرة ،يقال له ُق ْ
ل من بني ُ فتعبأ لها المسلمون ،فجعلوا على ميمنتهم رج ً
عَباية بن مالك .
ُ
عبادة بن مالك . قال ابن هشام :ويقال ُ
س واقتتلوا ،فقاتل زيد بن حارثة براية رسول ال صلى ال عليه وسلم مقتل زيد بن حارثة :قال ابن إسحاق :ثم التقى النا ُ
ح القوَم . ط ) (40في رما ِشا َ
حتى َ
مقتل جعفر وما قاله من الشعر قبل موته :ثم أخذها جعفُر فقاتل بها ،حتى إذا أْلحمه ) (41القتال اقتحم ) (42عن فرس له
لسلم .شقراَء ،فعقرها) ،(43ثم قاتل القوَم حتى ُقتل .فكان جعفُر أول رجل من المسلمين عقر في ا ِ
عّباد ،قال :
عّباد بن عبد ال بن الزبير ،عن أبيه َ وحدثني يحيى بن َ
ل لكأني أنظر إلى جعفر حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف ،وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال :وا ّ
حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل حتى ُقتل وهو يقول :
ة وباردا ً شراُبها
طَيب ً ة واقتراُبها #يا حّبذا الجن ُ
كافرة بعيدة أنساُبها م قد دنا عذاُبها #والرو ُ
ضَراُبها
ي إذا لقيُتها ِ #عل ّ
من شجاعة جعفر :قال ابن هشام :وحدثني من أثق به من أهل العلم :أن جعَفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فُقطعت ،
حْين في الجنة
جَنا َ
ضَدْيه حتى قُتل رضى ال عنه ،وهو ابن ثلث وثلثين سنة ،فأثابه ال بذلك َ فأخذه بشماله فُقطعت ،فاحتضنه بَع ُ
صَفين .
ل من الروم ضربه يومئذ ضربًة ،فقطعه بن ْ يطير بهما حيث شاء) .(46ويقال :إن رج ً
عّباد بن عبد ال بن الزبير :عن أبيه عباد قال :حدثني أبيمقتل عبد ال بن رواحة :قال ابن إسحاق :وحدثني يحيى بن َ
الذي أرضعني ،وكان أحد بني ُمرة بن عوف ،قال :فلما ُقتل جعفر أخذ عبد ال بن َرَواحة الرايَة ،ثم تقدم بها ،وهو على فرسه ،
ض التردد ،ثم قال :
سه ،ويتردد بع َ
فجعل يستنزل نف َ
ب ،قالت : ث في أفواِههن الترا َن فاح ِف أهَله -قالت :قال :فاذهب فأسكتهن ،،فإن أَبْي َ
ضّر التكل ُ
مثل ذلك -قال :تقول وربما َ
ت أنه ل يقدُر على عَرف ُ
سك وما أنت بمطيع رسول ال صلى ال عليه وسلم .قالت :و َ ت نف َ
ل ما ترك َ ت في نفس :أبعَدك ال فوا ّ وقل ُ
ب .شعر قطبة في قتله ابن زافلة في غزوة مؤتة :قال ابن إسحاق : حِثى في أفواِههن الترا َ أن ي ْ
ي :الذي كان على َميمنة المسلمين ،قد حمل على مالك بن زافلة فقتله ،فقال ُقطبة بن َقتادة : وقد كان ُقطْبُة بن َقتادة الُعْذِر ّ
حط َ ْ
م مٍح مضى فيه ثم ان َ ش بُر ِْ لرا
ن زافلة ،بن ا ِ #طعنت اب َ
م )(1 َ
سل ْ ن ال ّ ص ُ ُ
لغ ْ ل كما ما َ فما َ ة
ضْرب ً
ده َ جي ِ
ت على ِ #ضرب ُ
م )(2 سوْقَ الن ّعَ ْغداةَ َرُقوقَْين َ مهسقنا نساَء بني ع ّ #و ُ
لد بن قرة ويقال :مالك م بن رافلة ..ما خّ
لراش " عن غير ابن إسحاق .والبيت الثالث عن َ قال ابن هشام :قوله " :ابن ا ِ
قالته كاهنة حدس :
ل ،قد قالت لقومها من حَدس حين سمعت بجيش رسول ال صلى ال عليه وسلم ُمقب ً قال ابن إسحاق :وقد كانت كاهنٌة من َ
عْكرًا،
شْزرًا) ،(4ويقودون الخيل َتْتَرى ،وُيهريقون َدمًا َ
غْنم :-أنذركم َ-قْومًا خذرًا) ،(3ينظرون َ
حَدس -وقومها بطن يقال لهم بنو َ َ
حدس ،فلم صُلوا الحرب يومئذ بنو َثْعلبة ،بطن من َ
فأخذوا بقولها ..،واعتزلوا من بين لخم ؛ فلم تزل بعُد أثرى حَدس :وكان الذين َ
ل بعُد .فلما انصرف خالد بالناس أقبل بهم قافل. يزالوا قلي ً
الرسول يلتقي بالبطال :قال ابن إسحاق :فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ،عن عروة بن الزبير ،قال :لما دنوا من حول
ن يشتدون ،ورسول ال صلى ال عليه وسلم ُمقبل المدينة تلقاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم والمسلمون .قال :ولقيهم الصبيا ُ
مع القوم على دابة ،فقال :خذوا الصبيان فاحملوهم ،وأعطونى ابن جعفر ،فاتى بعبد ال فأخذه فحمله بين يديه .قال :وجعل الناس
ب ،ويقولون :يا ُفرار ،فررتم في سبيل ال ! قال :فيقول رسول ال صلى ال عليه وسلم :ليسوا بالُفّرار، حُثون على الجيش الترا َ َي ْ
ولكنهم الُكّرار -إن شاء ال تعالى).(1
قال ابن إسحاق :وحّدثني عبد ال بن أبي بكر ،عن عامر بن عبد ال بن الزبير عن بعض آل الحارث بن هشام :وهم أخواله ،
سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة :ما لي ل أرى عن أم سلمة زوج النبي صلى ال عليه وسلم ،قال :قالت أم سلمة لمرأة َ
ل ما يستطيع أن يخرج ،كلما خرج صاح به سلمة يحضر الصلة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ومع المسلمين ؟ قالت :وا ّ
الناس يا فرار ،فررتم في سبيل ال ،حتى قعد في بيته فما يخرج .
حر :ما قيل من الشعر في غزوة مؤتة :ما قاله ابن المس ّ
قال ابن إسحاق :وقد قال فيما كان من أمر الناس وأمر خالد ومخاشاته
حر الَيْعمري ،يعتذر مما صنج يومئذ ا وصنع الناس : سَبالناس وانصرافه بهم ،قيس بن الم ّ
ل )(1ة قُب ْ ُل قابع ٌ على موقفي والخي ُ يمن ِ ك نفسي تلو ُ ف ّ فوالل ّهِ ل تن َ #
قت ُ
ل م له ال َح ّول مانعا ً من كان ُ مستجيرا ً فناِفذا َ ت بها ل ُ وَقف ُ #
مث ْ ُ
ل أل خالد ٌ في القوم ِ ليس له ِ ت نفسي بخالدٍ على أننى آسي ُ #
ل الّنبلُحوِ جعفر بمؤتة إذ ل ينفعُ الناب َ س من ن َ ْ ي النف ُ وجاشت إل ّ #
مهاجرةٌ ل مشركون ول عُْزل )(2 َ
جَزت َْيهم ك ِلي ِْهما ح ْ م إلينا َ ض ّ
و َ #
فتبّين قيس ما اختلف فيه الناس من ذلك في شعره ،أن القوم حاجزوا وكرهوا الموت ،وحّقق انحياز خالد بمن معه .
قال ابن هشام :فأما الزهري فقال فيما بلغنا عنه :أّمر المسلمون عليهم خالد بن الوليد ،ففتح ال عليهم ،وكان عليهم حتى
ب مؤتة من
قفل إلى النبي صلى ال عليه وسلم حسان بن ثابت يبكى شهداء مؤتة :قال ابن إسحاق :وكان مما ُبكى به أصحا ُ
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قول حسان ابن ثابت :
سهُِر)(3 م ْ س ُ م النا ُ م إذا ما ن َوّ َ ب أعسُر وهَ ّ ل بيثر َ تأّوبنى لي ٌ #
ب البكاِء التذكُر سفوحا ً وأسبا ُ عبرةَ َ لذكرى حبيب هّيجت لي َ #
صب ُِر َ
وكم من كريم ي ُب ْت َلى ثم ي َ ْ ة
ب بلي ٌن الحبي ِ قدا َ َبلى إن فُ ْ #
دهم يتأخُر خلفا بع ًَ ْ بو َ شعو َ َ ت خياَر المؤمنين تواردوا رأي ُ #
جعفُر م ذو الجناحين َ ة منه ُ بمؤت َ َ
ن الله قتلى تتابعوا فل ُيبعد َ ّ #
خط ُِر ب المنيةِ ت َ ْ جميعا وأسبا ُ ً وزيد ٌ وعبد ُ الله حين تتابعوا #
ن النقيبةِ أزهَُر ت ميمو ُ دهم إلى المو ِ وا بالمؤمنين يقو ُ ض ْ م َ غداةَ َ #
سُر ج َ م ْ ة ِ ّ
م الظلم َ سي َ ى إذا ِ أغّر كضوِء البدرِ من ال هاشم ٍ أل ِ ّ #
كسر مت َ َك فيه َقنا ُ لمعتر ٍ سد ٍ موَ ّ ل غيَر ُ عن حتى ما َ فطا َ #
ضُر ق أخ َ ف الحدائ ِ ملت ّ جنان و ُ ِ ه
فصار مع المستشِهدين ثواب ُ ُ #
مُر وفاًء وأمرا ً حازما ً حين َيأ ُ وكنا نرى في جعفر من محمد #
مفخُر نو َ م عّز ل ي َُزل ْ َ دعائ ُ ل هاشم لسلم من آ ِ فما زال في ا ِ #
قهَُر)(1 م إلى ط َوْدٍ َيروقُ وي َ ْ
ِرضا ٌ س حوَلهم لسلم ِ والنا ُ لا ِم جب ُ هُ ُ #
ى ومنهم أحمد ُ المتخي ُّر)(2 عل ّ مهنأ ّ م جعفٌر واب ُل منه ْ بهالي ُ #
صُر
ث ي ُعْ َ ل وماُء العودِ من حي ُ عقي ٌ
َ م
م ومنه ُ س منه ْ
وحمزةُ والعبا ُ #
عماس إذا ما ضاقَ بالناس مصدر)(3 مأِزق َل َ ج الّلَواُء في ك ّ
فَر ُ
بهم ت ُ ْ #
ب المطهُّر مه عليهم ،وفيهم ذا الكتا ِ م أولياُء الله انزل حك ُ ه ُ #
ص ُ
ل ف ِ
وي َُرى خطيُبهم بحقّ ي ْ م
حباهُ ُ
سفاهِ ُ ن إلى ال ّ
#ل ُيطلقو َ
ح ُ
ل م ِن الم ْ دى إذا اعتذر الزما ُ تن َ فهم
ن أك ّ ض الوجوه ترى بطو َ #بي ُ
لس ُ دهم ُنصر النبي المْر َ ج ّ
وب َ قهه لخل ِ
لل ُ
ىا ِ
ض َ
ديهم ر ِ
#وبه ْ
حسان يبكي جعفرًا بعد غزوة مؤتة :وقال حسان بن ثابت يبكى جعفر بن أبي طالب رضى ال عنه :
ب النبي على البريةِ ك ُّلها ح ّ ِ ك جعفر ت وعَّز مهْل َ ُ ولقد بكي ُ #
ب وظ ِّلها)(1ِ عقاُ ال دى َ
ِ ِ َل د جل لل ن
َ ْم ت ليت حين ُنعي َ ت وقل ُ زع ُ ج ِ ولقد َ #
ّ
ل الرماِح وعَلها)(2 ضْربا ً وإنها ِ ل من أغماِدها س ّض حين ت ُ َ
َ بالبي ِ #
ّ ّ
خيرِ البريةِ كلها وأجلها : ك جعفر ة المبار ِ ن فاطم َ بعد َ اب ِ #
مَتظّلما وأذّلها : وأعَّزها ُ محتدا ً َرْزءا ً وأكَرمها جميعا َ
ً ْ #
ذبًا ،وأنداها يدا ،وأقلها (3) :
ّ ً كَ ِ ل ح ٍب غير تن ّ للحقّ حين ينو ُ #
دى ،وأبّلها (1) : ل ،وأبذلها ن َ ً فض ً دى
جت َ َ رها إذا ما ي ُ ْ ُفحشًا ،وأكث ِ #
ن احياِء البري ّةِ ك ُّلها م َ
حي ِ ف غيَر محمدٍ ل مثُله بالُعر ِ #
حسان يبكي زيد بن حارثة وعبد ال بن رواحة بعد ُمْؤتة :وقال حسان بن ثابت في يوم مؤتة يبكى زيد بن حارثة وعبد ال بن
رواحة :
واذكري في الرخاِء أه َ
ل القبوِر)(2 ك المنزورِ
ن جودي بدمع ِ
#عَي ْ ِ
قول أحد الشعراء بعد رجوعه من مْؤتة :وقال شاعر من المسلمين ممن رجع من غزوة مؤتة :
َ
ر)(1 س أقْب ُ ِ
م ِ وزيد ٌ وعبد ُ الله في َر ْ ت وجعفٌر جع ُ #كفى حزنا ً أني ر َ
ر)(2
متغَب ّ ِ وى مع ال ُ ت للبل َ خل ّ ْ
ف ُ و ُ وا لسبيلهم
ض ْم َ
وا نحَبهم لما َ ض ْ #قَ َ
ت أحمر)(3 وِْردِ مكروه من المو ِ دمواإلى
دموا فتق ّ ط قُ ّة ره ٍ #ثلث ُ
تسمية شهداء مؤتة :وهذه تسمية من استشهد يوم مؤتة :
من قريش ،ثم من بني هاشم :جعفُر بن أبي طالب رضي ال عنه ،وزيُد بن حارثة رضي ال عنه .
سْرح .
سل :وهب بن سعد بن أبي َ حْضلة .ومن بني مالك بن ِ ن كعب :مسعوُد بن السود بن حارثة بن َن ْيب ِ
عِد ّ
ومن بني َ
ومن النصار ثم من بني الحارث بن الخزرج :عبد ال بن َرَواحة ،وعَّباد بن َقْيس .
غْنم .
عْوف بن َ
ضلة بن عبد بن َ غْنم بن مالك بن النجار :الحارث بن النعمان بن أساف بن َن ْ ومن بني َ
خْنساء .قال ابن هشام :وممن اسُتشهد يوم مؤتة ،فيما ذكر ابن عمرو بن عطية بن َ سراقة بن َومن بني مازن بن النجارُ :
شهاب .
عْوف بن َمْبذول وهما لب وأم.من في مازن بن النجار :أبو ُكَليب وجابر ،ابنا عمرو بن زيد بن َ
صى. عّباد بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أْف َعمرو وعامر ،ابنا سعد بن الحارث بن َ صى َ : ومن بني مالك بن أْف َ
قال ابن هشام :ويقال أبو كلب )ا( وجابر ،ابنا عمرو.
ذكر السباب الموجبة للسير إلى مكة ،وذكر فتح مكة في شهر رمضان سنة ثمان
جماَدى الخرة ورجبًا .
قال ابن إسحاق :ثم أقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بعَد بعِثه إلى مؤتة ُ
ما وقع بين بني بكر وخزاعة :ثم إن بني بكر بن عبد مناة بن ِكَنانة عدت على خزاعة ،وهم على ماٍء لهم بأسفل مكة يقال له :
حلف الحضرمى يومئذ إلى عّباد -و ِ
ضرمي ،واسمه مالك بن َح ْخزاعة أن رجل من بني ال َ ج ما بين بني بكٍر و ُ الَوتير ،وكان الذي َها َ
ن )-(2
سود بن َرْز ٍ ال ْ
خزاعة فقتلوه ، عَدْوا عليه فقتلوه ،وأخذوا ماَله ،فعدت بنو بكر على رجل من ُ خزاعةَ ،
ض ُ خرج تاجرًا ،فلما توسط أر َ
خُر)ا( بني كنانة وأشراُفهم -سلمى وكلثوم وذؤيب -فقتلوهم ن الّديلى -وهم َمْن َ
ي بني السود بن َرْز ٍ خزاعة ُقبيل السلم عل ّ فعدت ُ
بعرفة عند أنصاب الحرم ) . ( 2
قال ابن إسحاق :وحدثني رجل من بني الديل ،قال :كان بنو السود بن َرْزن ُيوَدْون في الجاهلية ِديتين ديتين ،وُنوَدي دية
دية ،لفضلهم فينا.
حديبية بين رسول حجز بيَنهم السلُم ،وتشاغل الناس به ،فلما كان صلح ال ُ خزاعة على ذلك َ قال ابن إسحاق :فبينا بنو بكر و ُ
ال صلى ال عليه وسلم وبين قريش ،كان فيما شرطوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم وشرط لهم ،كما حدثني الزهري ،عن
عقد رسول ال صلى سور بن مخرمة وَمْروان بن الحكم ،وغيرهم من علماِئنا :أنه من أحب أن يدخل في َ عروة بن الزبير ،عن الِم ْ
عْقد قريش وعهدهم عْقد قريش وعهدهم فليدخل فيه ؛ فدخلت بنو بكر في َ ال عليه وسلم وعهده فليدخل فيه ،ومن أحب أن يدخل في َ
عْقد رسول ال صلى ال عليه وسلم شذ وعهده . خزاعة في َ ،ودخلت ُ
خزاعة ،وأرادوا أن يصيبوا منهم ثأرًا بأولئك النفر الذين قال ابن إسحاق :فلما كانت الهدنة اغتنمها بنو الديل من بني بكر من ُ
أصابوا منهم ببني السود بن َرْزن ،فخرج َنْوفل بن معاوية الديلي في بني الديل ،وهو يومئذ قائدهم ،وليس كل بني بكر تاَبَعُه
خزاعة وهم على حتى َبّيت ُ
ش بالسلح وقاتل معهم من قريش من ت ) (1بني بكر قري ٌ ل ،وتحاوزوا واقتتلوا ،وَرَفَد ْ
الَوتير ،ماٍء لهم ،فأصابوا منهم رج ً
ك،ك إله َ
خزاعة إلى الحرم ،فلما إنتهوا إليه ،قالت بنو بكر :يا َنْوفل ،إنا قد دخلنا الحرم ،إله َ سَتخفيا ،حتى حازوا)ُ (2 قاتل بالليل ُم ْ
سرقون في الحرم ،أفل تصيبون ثأَركم فيه ؟ وقد فقال كلمة عظيمة :ل إلَه له اليوم ،يا بني بكر أصيبوا ثأَركم ،فلعمري إنكم لَت ْ
ل يقال له ُمنّبه وكان منبه رجل مفئودا) (3خرج هو ورجل من قومه يقال له تميم بن أسد ،ل أصابوا منهم ليلَة بيتوهم بالَوتير رج ً
ت ) (3فؤادي ،وانطلق تميم فأفلت ،وأدركوا ل إنى لميت ،قتلونى أو تركونى ،لقد انَب ّ وقال له منبه :يا تميم ،انج بنفسك فأما أنا فوا ّ
ُمَنبها فقتلوه ،فلما دخلت خزاعة مكة ،لجئوا إلى دار ُبَدْيل بن ورقاء ،ودار مولى لهم
يقال له رافع ؛ فقال تميم بن أسد يعتذر من فراره من منبه :شعر تميم يعتذر من فراره عن منبه :
)(5
ب
حجا ِ ل وتيرةٍ و ِ ن كُ ّشوْ َي َغْ َ ت بني ُنفهاَثة أقبهلوا #لما رأي ُ
)(6
بخّنا ِ
ص َ ّ نك ّ خرا ً وَرْزنا ل عَ ِ
ً
قل ٍ م َ
ل ُ جو َ م ي ُْز ُ واهُ ُ
س َب ِ ري َ ص ْ
َ #
)(7
ب
حقا ِ ف ال ْما فيما مضى من سال ِ مَتقادِ ًدنا ُحل ً عن َت ذَ ْ #وذكْر ُ
)(1
ب مهَن ّدٍ قَ ّ
ضا ِ ت وقعَ ُ
وَرهِب ْ ُ من ت ِل ْ َ
قاِئهم ت ِ
ح المو ِ
ت ِري َ #ون َ َ
شي ْ ُ
)(2
ب
غرا ِ شْلو ُ جرِي َةٍ و ِ
م ْلحما ً ل ِ ُ ن ي َْثقفوه َيتركوا م ْ ن َتأ ْ وعََرفْ ُ #
)(3
ت بالمْتن الَعراِء ثياي ح ُ وطر ْ عَثاَرها ف ِجل ً ل أخا ُ ت رِ ْوم ُ قَ ّ #
)(4
بمُر القرا ِ مش َ ب ُ ج أق َ ّ عل ْ ٌ
ِ ب حق ٌ ت ل ينجو نجائي أ ْ ونجوْ ُ #
ْ)(5
ب قا ِ
قب ْ َ
ل مشافهـَر ال َ ب َوْل َ ي َب ُ ّ ت لكان نكيُرها شهِد َ ْحى ولو َ ت َل ْ َ #
س فاسألي أصحابي من َّبههها ً
ب نف ٍ طي ِ عن ِ ت ُم ما ترك ُ م أعل ُ القو ُ #
حل عندنا متقادما " عن أبي عبيدة ،وقوله "
قال ابن هشام :وتروى لحبيب بن عبد ال العلم الُهَذلي .وبيته " :وذكرت َذ ْ
علج أقب مشّمر القراب " عنه أيضا .شعر الخزر فيما وقع بين خزاعة وبكر : خناب " و" َ
َ
خزاعة في تلك الحرب : قال ابن إسحاق :وقال الخزر بن ُلعط الديلي ،فيما كان بين كنانة و ُ
دنا بني كعب بأفْ َ أل هل أتى قُ ْ
)(6
ل
ص ِ وق نا ِ وى الحابيش أننا رد َ ْ ص َ #
حِبسا ً غيَر طائل م ْل َ هم في دارةِ العبدِ رافههع وعند َ ب ُد َي ْ ٍ سنا ُ
حب َ ْ
َ #
)(1
لص ِم بالمَنا ِ س منه ُ فْينا النفو َ ش َ َ دماضيم ِ بع َ
ل الخذِ ال َ بدارِ الذلي ِ #
)(2
ل
ب بواب ِ شعْ ٍل ِ حنا لهم من ك ّ نف ْ مهم م حتى إذا طال يو ُ حَبسناه ُ َ #
)(3
ل
ص ِقوا ِ م بال َ أسـود َتباَرى فيه ُ س كأننهها
ح الّتيو ِ نذّبحهم ذ َْبه َ #
ل قاِتل ب أو َ دى النصا ِ وكانوا ل َ رهم
م ظلمونا واعتدوا في مسي ِ ه ُ #
قفاث َ ْ
)(4
ل
جواف ِ فان النعام ِ ال َ خ ّ
ور ُ جْزِع إذ َيطُردونهم كأنهم بال ِ #
بديل بن عبد مناة يرّد على الخزر :فأجابه بديل بن عبد مناة ابن سلمة بن عمرو بن الجب ،وكان يقال له :بديل بن أم أصرم
،فقال :
)(1
ل
م غيَر ناف ِ دوهُ ُ سيدا ً ي َن ْ ُلهم َ خرون ولم ن َد َعْ تفاقد َ قوم يف َ #
)(2
ل ً
وتيَر خائفا غير آئ ِ ِ ُتجيز ال َ م
خيفةِ القوم ِ اللى تزد َِريهِ ُ ن ِ م ْ
أ ِ #
)(3
لحَبى لنافى المَعاقِ ِ قل ولي ُ ْ لع َ ْ حباَءنا ل يوم ٍ نحن نحبو ِ وفي ك ّ #
م الَعهواِذل ن لوْ َ سِبق َ بأسياِفنا ي َ ْ حنا بالّتلعةِ داَركم ونحن صب َ ْ #
)(4
ل
جّر القناب ِ م َمن َ وى ِ ض َ ف َر ْ خي ْ َِ ود إلى ض وعَت ْ َ ن ب َي ْ ٍ
ونحن منعنا بي َ #
)(5
لح ِ حل ِ جلدٍ ُ ْ جْعناه ب ِ َ س ف َ عُب َي ْ ٌ ً ت ساعيا ف َم الَغميم قد تك ّ ويو َ #
)(6
لن أن لم ُنقات ِ ِ سها َتنزو َ جْعمو ِ ب ُ ضكم م بع ِ ت في بيتها أ ّ مَر ْ ج َأإن أ ْ #
)(7
ل كنا أمَركم في َبلب ِ ِ ولكن ت ََر ْ ت الله ما إن َقتلت ُ ُ
م كذب ُْتم وبي ِ #
خْيف َرضوى " عن غير ابن إسحاق . قال ابن هشام :قوله " غير نافل " ،وقوله " إلى َ
ما قاله حسان في ذلك :قال ابن هشام :وقال حسان بن ثابت في ذلك :
بم غيَر ناق ِ َلهم أحدا ً ي َن ْ ُ
دوهُ ُ سراِتهم ٍ #لحا الله قوما ً لم ن َد َعْ من َ
فلحا ً عدوّ الحقائ ِ
ب م ْت ِ متى ُ
كن َ وفلي حمارٍ مات بالمس ن َ ْ صي َ ْ
خ ْ
#أ ُ
خزاعة تستنجد بالرسول :قال ابن إسحاق :فلما تظاهرت بنو بكر وُقريش على خزاعة وأصابوا منهم ما أصابوا ،ونقضوا ُ
عْمرو
عْهده ،خرج َعقده و َ
خزاعة ،وكانوا في َ
ما كان بيَنهم وبين رسول ال صلى ال عليه وسلم من العهد والميثاق بما استحلوا من ُ
ح مكة ،فوقف
ي كعب ،حتى َقِدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينة ،وكان ذلك مما هاج فْت َ خزاعى ،ثم أحُد بن ِ
بن سالم ال ُ
ظْهراني الناس ،فقال :
عليه وهو جالس في المسجد بين َ
ف أبينا وأبيه الت ْل َ َ
دا حل َ دا
ب إني ناشد ٌ محم َ يا ر ّ #
دا)(1 سلمنا فلم ننزعْ ي َ تأ ْ ثُ ّ
م َ دا ً ْ
قد كنُتم وُلدا وكنا َوال َ #
دا)(2 واد ْعُ عباد َ الله يأتوا مد َ َ هداك الله نصرا ً اعت َ
دا فانصْر َ #
دا)(3سفا ً وجُهه ترب ّ َ خ ْم َسي َ
إن ِ ل الله قد تجّرَدا فيهم رسو ُ #
إن ُقريشا أخل ُ َ
دا)(4
ع َ
فوك الموْ ِ دا
مْزب ِ َ ق كالبحرِ يجري ُ في فَي ْل ٍ #
)(1
دا
ص َ داٍء ُر ّ وجعلوا لي في ك َ َ ضوا ميثاَقك الموَك ّ َ
دا ق ُ #ون َ َ
دا
ل عَد َ َ ل وأقَ ّ م أذ َ ّ
دا وهُ ْ
أح َ عو َ
#وزعموا أن لست أد ْ ُ
)(2
دا
ج َس ّ ً ّ
وقتلونا ُركعا و ُ دا ج َهم ب َّيتونا بالوَِتيرِ هُ ّ ُ #
يقول ُ :قِتلنا وقد أسلمنا.
قال ابن هشام :وُيروى أيضا :
#فانصْر هداك الله نصرا ً أيدا
قال ابن هشام :وُيروى أيضا :
ت وََلدا
#نحن ولدناك فكن ْ َ
ت يا عمُرو بن سالم ،ثم عرض لرسول ال صلى ال عليه لتمال ابن إسحاق :فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ُ :نصْر َ
ل بنصر بني كعب. عنان ) (3من السماء ،فقال :إن هذه السحابة لتسته ّ
وسلم َ
ابن ورقاء يذهب إليه صلى ال عليه وسلم شاكيا :ثم خرج ُبَدْيل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول ال
صلى ال عليه وسلم المدينة ،فأخبروه بما أصيب منهم ،وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم ،ثم انصرفوا راجعين إلى مكة وقد قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم للناس :كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد ،ويزيد في المدة .ومضى ُبَدْيل بن ورقاء وأصحابه
حتى َلُقوا
أبا سفيان بن حرب بُعسفان ،قد بعثته قريش إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ليشد العقد ،ويزيد في المدة ،وقد رهبوا
الذين صنعوا.
فلما لقى أبو سفيان ُبَدْيل بن ورقاء ،قال :من أين أقبلت يا ُبَدْيل ؟ وظن أنه قد أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قال :
تسيرت في خزاعة في هذا الساحل ،وفى بطن هذا الوادي ؛ قال :أو ما جئتَ محمدًا ؟ قال :ل ؛ فلما راح ُبَدْيل إلى مكة ؛ قال أبو
ل لقد
علف بها الّنَوى ،فأتى مبرك راحلته ،فأخذ من بعرها ففّته ،فرأى فيه النوى ،فقال :أحلف با ّ سفيان :لئن جاء بديل المدينة لقد َ
جاء بديل محمدًا.
أبو سفيان يحاول الصلح :ثم خرج أبو سفيان حتى َقِدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينة ،فدخل على ابنته أم حبيبة
ت بي عن طَوْته عنه ،فقال :يا ُبنّيُة ،ما أدري أرغب ِ
بنت أبي سفيان ؛ فلما ذهب ليجلس على فراش رسول ال صلى ال عليه وسلم َ
ت به عنى ؟ قالت :بل هو فراش رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس ،ولم أحب أن تجلس هذا الفراش أم رغب ِ
ل لقد أصابك يا ُبنية بعدي شّر .
على فراش رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قال :وا ّ
ثم خرج حتى أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فكلمه ،فلم يرد عليه شيئًا ،ثم ذهب إلى أبي بكر ،فكلمه أن يكلم له رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،فقال :ما أنا بفاعل ،ثم أتى عمَر بن الخطاب فكّلمه ،فقال :أنا أشفع لكم إلى رسول ال صلى ال عليه
ي بن أبي طالب رضوان ال عليه ،وعنده فاطمة بنت ل لو لم أجد إل الّذّر لجاهدتكم به ) .(1ثم خرج فدخل على عل ّ وسلم ؟! فوا ّ
ب بين يديها ،فقال : ى ،غلم يد ّن بن عل ّ
سُ
حَ
رسول ال صلى ال عليه وسلم ورضي عنها ،وعندها َ
ت خائبا ،فاشفْع لي إلى رسول ال ،فقال : ت في حاجة ،فل أرجعن كما جئ ُ س القوم بى رحما ،وإني قد جئ ُ يا علي ،إنك أَم ّ
عَزَم رسول ال صلى ال عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكّلمه فيه .فالتفت إلى فاطمة فقال :ياْبَنَة ل لقد َويحك يا أبا سفيان ! وا ّ
ل ما بلغ بني ذلك أن يجيَر بينمحمد ،هل لك أن تأمري ُبَنّيك هذا فيجير بين الناس ،فيكون سيَد العرب إلى آخر الدهر ؟ قالت :وا ّ
ى ،فانصحنى، الناس وما ُيجير أحٌد على رسول ال صلى ال عليه وسلم )ا( قال :يا أبا الحسن ،إنى أرى المور قد اشتدت عل ّ
ضك ،قال :أو ترى ذلك ُمغنيًا عني شيئًا ؟ قال ق بأر ِ
جْر بين الناس ،ثم الح ْ
ل ما أعلم لك شيئا ،ولكنك سيد بني كنانة ،فقم فأ ِقال :وا ّ
ن الناس .ثم ركب ت بي َ
ل ،ما أظنه ،ولكني ل أجد لك غير ذلك .فقام أبو سفيان في المسجد ،فقال :أيها الناس ،إنى أجر ُ :ل وا ّ
ى شيئا ،ثم جئت ابن أبي قحافة، ل ما رّد عل ّ
بعيَره فانطلق ،فلما قدم على قريش ،قالوا :ما وراءك ؟ قال :جئت محمدا فكلمته ،فوا ّ
ت ابن الخطاب ،فوجدته أْدَنى العدّو.
فلم أجد فيه خيرا ،ثم جئ ُ
سها ،فاستخرجت الكتاب منها ،فدفعته إليه ،فأَتى به رسول ال صلى ن رأ ِ رأت الجِّد منه ،قالت :أعرض ،فأعرض ،فحلت قرو َ
ال عليه وسلم :فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم حاطبا ،فقال :يا حاطب ،ما حملك على هذا ؟ فقال :يا رسول ال ،أما والّ
ل ول عشيرة ،وكان لي بين أظهرهم ولد ل ورسوله ،ما غيرت ول بّدلت ولكني كنت اْمَرءًا ليس لي في القوم من أص ٍ إني لمؤمن با ّ
وأهل ،فصانعتهم عليهم .
فضل أهل بدر :فقال عمر بن الخطاب ،يا رسول ال ،دعنى فلضرب عنقه ،فإن الرجل قد نافق ؟ فقال رسول صلى ال
طلع إلى أصحاب بدر ،فقال :اعملوا ما شئتم ،فقد غفرت لكم . عليه وسلم :وما يدريك يا عمر ،لعل ال قد ا ّ
ن ِإَلْيِهْم ِباْلَمَوّدِة { ]الممتحنة .(1) [1 :إلى عُدّوُكْم َأْوِلَياَء ُتْلُقو َ
عُدّوي َو َ خُذوا َ ل َتّت ِ
ن آَمُنوا َ فأنزل ال تعالى في حاطب َ } :يا َأّيَها اّلِذي َ
ن ال َكَفْرَنا ِبُكْم َوَبَدا
ن ُدو ِ
ن ِم ْ
ن َمَعُه ِإْذ َقاُلوا ِلَقْوِمِهْم ِإّنا ُبَرآُء ِمْنُكْم َوِمّما َتْعُبُدو َ سَنٌة ِفي ِإْبَراِهيَم َواّلِذي َحَ سَوٌة َت َلُكْم ُأ ْ
قوله َ } :قْد َكاَن ْ
حَدُه { ]الممتحنة[4: ل َو ْحّتى ُتْؤِمُنوا ِبا ِّ ضاُء َأَبًدا َ
َبْيَنَنا َوَبْيَنُكْم اْلَعَداَوُة َواْلَبْغ َ
إلى آخر القصة) .(1خروج الرسول إلى مكة :قال ابن إسحاق :وحدثني محمد
عتبة بن مسعود ،عن عبد ال بن عباس ،قال .ثم مضى رسول صلى ال ابن مسلم بن شهاب الزهري عن عبيد ال بن عبد ال بن ُ
ن من رمضان ، عتبة بن خلف الِغفاري وخرج لعشر مضْي َ صْين بن ُح َ عليه وسلم ،واستخلف على المدينة أبا ُرْهم ُ ،كلثوم بن ُ
سفان وأَمج أفطر.عْس معه ،حتى إذا كان بالُكَدْيد ،بين ُ فصام رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وصام النا ُ
سّبعت
تلّمس قريش أخباره عليه السلم :قال ابن إسحاق :ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلف من المسلمين ،ف َ
عَدٌد وإسلم ،وأوعب مع رسول ال صلى ال عليه وسلم سَليم ،وأّلفت ُمَزْينة) ،(2وفى كل القبائل َ
سَليم وبعضهم يقول أّلفت ُ
ُ
عّمَيت الخباُر عنالمهاجرون والنصار ،فلم يتخلف عنه منهم أحد ،فلما نزل رسول ال صلى ال عليه سلم َمّر الظهران ،وقد ُ
قريش ،فلم يأِتهم خبٌر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ول يدرون ما