Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
المقدمة
1
أحمده أبلغ حمد ٍ و أزكاه ،و أشمله و أشهد أن ل إله إل الله
الّبر الكريم الرؤوف الرحيم ،و أشهد أن محمدا ً عبده و رسوله و
ن
ط مستقيم ،و الداعي إلى دي ٍ حبيبه و خليله ،الهادي إلى صرا ٍ
قويم ،صلوات الله و سلمه عليه ،و على سائر النبيين .
أما بعد :فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه ،-قال :
سمعت رسول الله -صلى الله عليه و سلم -يقول " :إنما العمال
بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى ،فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو
،علم الله تعالى أني ما )(1 امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه "
قمت بهذا العمل ،إل تنويرا ً للعقول ،و استزادة في العلوم ،مما
ينفع أمة المسلمين في دينهم و دنياهم ،و علينا العمل و الجد و
السعي ،و من الله تعالى الرضى و التقبل إن شاء الله تعالى .
--------------
.1البخاري ،محمد ،صحيح البخاري ،دار ابن كثير – بيروت ،ط 1987 ، 3
م ، .ج ، 1صفحة ، 3ص . 1البيهقي ،أحمد ،سنن الصبيهقي الكصبرى ،مكتبصة
دار البصصاز – مكصصصة المكرمصصة 1994 ،م ،ج ، 7صصصفحة ، 341صص . 1773
الطبراني ،سليمان ،مسند الشاميين ،مؤسسصة الرسالصة – بيروت ،ط ، 1
1984م ،ج ، 7صصصفحة ، 123صص . 7050الحميصصدي ،عبصصد اللصصه ،مسصصند
الحميدي ،دار الكتب العلميصصة – بيصصروت ،مكتبصصة المتنصصبي – القصصاهرة ،ج ، 1
صفحة ، 16ص . 28المنذري ،عبد العظيم ،الترغيب و الترهيب ،دار الكتصصب
العلمية – بيروت ،ط 1417 ، 1هص ،ج ، 1صفحة ، 15 ، 25ج ، 2صفحة
. 2072 ، 194
ُ
ما أِريد ُ
ن* َ س إ ِّل ل ِي َعْب ُ ُ
دو ِ ن َوا ْ ِ
لن َ ج ّ ت ال ْ ِ ق ُخل َ ْما َ قال تعالى " :وَ َ
َ ُ
ن " ) . (1فهذا تصريح بأننا خلقنا مو ِ ن ي ُط ْعِ ُما أِريد ُ أ ْ
ق وَ َ
ن رِْز ٍ
م ْ
م ِ
من ْهُ ْ
ِ
للعبادة ،فواجب علينا تحقيق العبودية لله تعالى في حياتنا ،و
العراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة فيها ،فإنها دار فرار ل دار قرار ،
2
و مركب عبور ل منزل حبور ،و مشرع انفصام ل موطن دوام ،فلهذا
كان اليقاظ من أهلها هم العّباد ،و أعقل الناس فيها هم الزهاد .
َ
ماِء س َ ن ال ّ م ْماٍء أن َْزل َْناه ُ ِ حَياةِ الد ّن َْيا ك َ َ ل ال ْ َ مث َ ُ ما َقال تعالى " :إ ِن ّ َ
تخذ َ ْ حّتى إ َِذا أ َ َ م َ َ
س َواْلن َْعا ُ ل الّنا ُ ما ي َأ ْك ُ ُ م ّض ِ ت الْر ِ
َْ
ط ب ِهِ ن ََبا ُ خت َل َ ََفا ْ
مُرَنا ل َي ًْل خرفَها وازينت وظ َن أ َهْل ُها أ َنهم َقادرون ع َل َيها أ َتا َ َ َ
ها أ ْ َْ َ ُِ َ َ ُّ ْ ض ُز ْ ُ َ َ ّ ّ َ ْ َ ّ اْلْر ُ
َ َ َ
تل اْلَيا ِ ص ُف ّ ك نُ َس ك َذ َل ِ َ م ِ ن ِباْل ْ م ت َغْ َ ن لَ ْ دا ك َأ ْ صي ً ح ِها َجعَل َْنا َ
أوْ ن ََهاًرا فَ َ
ن " ). (2 فك ُّرو َ قوْم ٍ ي َت َ َ لِ َ
-------------
.1سورة الذاريات ،آية ). (57 – 56
.2سورة يونس ،آية ). (24
.3سورة المائدة ،آية ). (2
مثل أجر فاعله " ) ، (1و أنه قال " :من دعا إلى هدىً كان له من
الجر مثل أجور من تبعه ل ينقص ذلك من أجورهم شيئا ً " ). (2
3
لكل عمل يعمله ابن آدم دافع و هدف ،و ما كان دافعي في
هذا العمل ابتداءا ً إل رضى الله ،و استزادة ً في علوم الدين ،و قد
ب عديدة ،أهمها :
دفعني لكتابة هذا البحث أسبا ٌ
* ما اشتهر بين عامة الناس ،من أنه ل حزبية في السلم ،و اعتقاد
البعض بحرمة
وجود أحزاب في النظام السلمي .
--------------
النيسابوري ،مسلم ،صحيح مسلم ،دار إحياء التراث العربي – بيروت ،ج ، 3 .1
صفحة . 1893 ، 1506التميمي ،محمد ،صحيح ابن حبان ،مؤسسة الرسالصة –
بيصصصروت ،ط ، 2ص 1993م ،ج ، 1صصصفحة ، 525ص ، 289ج ، 4صصصفحة ، 554
. 1668الترمذي ،محمد ،سنن الترمذي ،دار إحياء التراث العربي – بيصصروت ،ج
، 5صفحة . 2671 ، 41و قد ورد في سنن البيهقي الكبرى " مرجع سابق " ،ج
، 9صفحة ، 28ص . 17621السجستاني ،سليمان ،سنن أبي داود ،دار الفكصصر –
بيروت ،ج ، 4صفحة ، 333ص . 5129الشيباني ،أحمد بن حنبل ،مسند أحمصصد ،
مؤسسة قرطبصصة – مصصر ،ج ، 4صصفحة ، 120ص ، 17125ج ، 5صصفحة ، 273
. 22405الطيالسي ،سليمان ،مسند الطيالسي ،دار المعرفة – بيروت ،ج ، 1
صفحة . 611 ، 85الطبراني ،سليمان ،المعجم الكبير ،مكتبة العلوم و الحكم
– الموصصصل ،ط ، 2ص 1983م ،ج ، 17صصصفحة ، 225ص ، 622صصصفحة ، 227
. 630الحسصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصيني ،إبراهيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصم ،البيصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصان
و التعريصف ،دار الكتاب العربي – بيروت 1401 ،هص ،ج ، 2صفحة . 217 ، 52
صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 2674 ، 2060و قد ورد في .2
ابن حبان ،ج ، 1صفحة . 112 ، 318السفرائيني ،يعقوب ، صحيح
ط 1998 ، 1م .ج ، 3صفحة – بيروت ، مسند أبي عوانة ،دار المعصرفصة
سصصابق " ،ج ، 5صصصفحة ، 494ص . 5823و قد ورد في سنن الترمذي " مرجع
،صصصصصصص . 2674الصصصصصصصدارمي ،عبصصصصصصصد اللصصصصصصصه ،سصصصصصصصصنن الصصصصصصصدارمي 43
،دار الكتاب العربي – بيروت ،ط 1407 ، 1هص ،ج ، 1صفحة . 513 ، 141و قد
ورد في سنن أبي داود " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 4609 ، 201القزويني ،
محمد ،سنن ابن ماجة ،دار الفكر – بيروت ،ج ، 1صفحة . 206 ، 75و قد ورد
في مسند أحمد " مرجع سابق " ،ج ، 2صفحة 9149 ، 397أبو يعلى ،أحمد ،
4
الحكام السلطانية ،دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع – بيروت 1994 ،م .ج
، 11صفحة . 6489 ، 373
* وجود أحزاب و حركات إسلمية ،تعمل في العالم السلمي اليوم ،
من أجل إستنهاض المة و استئناف الحياة السلمية .
* الخلط بين الحزاب السلمية ،و غير السلمية عند كثيرٍ من الناس
،و عدم التفريق بينهما .
* ادعاء كثير من الحزاب و الجماعات ،بأنها إسلمية ،و تعمل على
السلم ،و تنفير الناس منه ،و من الحزاب السلمية تشويه
المتقيدة بأحكام الشرع .
* محاربة الدول الغربية للحزب و الجماعات السلمية ،و اتهامها
و تشويه صورتها ،و يساعدها في ذلك النظمة بالتطرف ،
و السلمية . الموجودة اليوم ،في الدول العربية
* عدم وضوح مسألة المر بالمعروف و النهي عن المنكر ،و التي
هي القاعدة الساسية التي تنبثق عنها الحزاب السلمية .
لذلك فقد قسمت بحثي إلى ثلثة أبواب ،ففي الباب الول
قدمت بالحديث عن السيادة للشرع و الحاكمية لله ،فهو الساس
الذي ُيبنى عليه ك ّ
ل فكرٍ و نظام ،و هو القاعدة الساسية لكل بحث
شرعي ،لذلك اعتمدت في بحثي هذه القاعدة ،فوّزنت جميع الراء
بميزان الشرع ،فما وافقه أخذته ،و ما خالفه رددته .
5
تناولت في الفصل الول الشورى و مشروعيتها ،فعّرفتها ،ثم بينت
مشروعيتها من القرآ و السنة و إجماع الصحابة ،ثم بينت أهميتها ،و
أقوال العلماء في أهميتها و فضلها ،ثم تحدثت عن فوائدها للمة
السلمية .
6
أما مجلس الشورى ،وهو الدعامة الساسية في نظام الحكم
ق رؤيتها ،فقد
السلمي ،و هو الهيئة التي ينتظر المسلمون بتحّر ٍ
أفردت له الفصل السادس ،بادئا ً ببيان مشروعيته ،ثم بحثت فيمن
يحق له أن يكون عضوا ً في مجلس الشورى ،و بعد ذلك تعرضت
لصلحيات مجلس الشورى بالبحث ،و الفرق بين هذا المجلس و
المجالس النيابية اليوم .
ثم جاء الفصل الثالث ،و هو عمود البحث ،في بيان مشروعية
الحزاب السياسية السلمية ،بين المؤيدين و المعارضين ،موضحا ً
المحاسبة بأشكالها ،و فيه تناولت المعارضة السياسية مقارنة بالمر
بالمعروف و النهي عن المنكر ،ثم وضحت آراء و حجج العلماء ،في
مشروعية وجود الحزاب ،من القائلين بمشروعيتها أو حرمتها ،
مفندا ً أدلتهم ،حتى انتهيت إلى بيان رأيي في مشروعية الحزاب
السياسية السلمية ،معتمدا ً فيه على البحث اللغوي ،و البحث في
القرائن الشرعية ،متوصل ً إلى أن الحزاب السياسية في السلم ،
ض على الكفاية .
فر ٌ
7
و كان ل بد ّ لي من ذكر الصفات و الشروط ،الواجب توفرها
في الحزاب السياسية السلمية ،و ذكر صلحياتها في الفصلين
الرابع و الخامس .
8
الباب الول :
السيادة للشرع و
الحاكمية لله
9
مو َ
ك حك ّ ُحّتى ي ُ َ ن َ ك َل ي ُؤ ْ ِ
مُنو َ يستلزمه اليمان ،قال تعالى " :فََل وََرب ّ َ
سصل ّ ُ
موا ت وَي ُ َ مصا قَ َ
ضصي ْ َ م ّ جا ِ حَر ً م َ سهِ ْ
ف ِدوا ِفي َأن ُ م َل ي َ ِ
ج ُ م ثُ ّ
جَر ب َي ْن َهُ ْ ما َ
ش َ ِفي َ
. )(2 ما "
سِلي ً
تَ ْ
إن اليمان يحتم علينا التسليم المطلق بكل مصصا حكصصم اللصصه بصصه ،
فإيماننا بالله خالقا ً للوجود ل ينفصل إطلقا ً عصصن إيماننصصا بصصه مشصصرعا ً ،
و العياذ بالله . لن الفصل بين المرين ضلل
لقد وردت كثير من اليات القرآنية في تأكيصصد حقيقصصة أن الكصصون
بكل ما فيه من مخلوقات الله :
َ
ت َواْلْر َ
ض فِصصي ماَوا ِ خل َصقَ ال ّ
سص َ ه ال ّص ِ
ذي َ م الل ّص ُ
ن َرب ّك ُ ْ
* قال تعالى " :إ ِ ّ
ست ّةِ أ َّيام ٍ " ). (3
ِ
--------------
.1سورة يوسف ،آية ). (40
.2سورة النساء ،آية ). (65
.3سورة العراف ،آية ). (54
.
ديًرا "
)(1 ق ِ قد َّره ُ ت َ ْيٍء فَ َش ْ خل َقَ ك ُ ّ
ل َ * قال تعالى " :وَ َ
) مصَر " س َوال ْ َ
ق َ م َ ل َوالن ّهَصصاَر َوال ّ
شص ْ خل َقَ الل ّي ْ َ
ذي َ * قال تعالى " :وَهُوَ ال ّ ِ
. (2
ثم تأتي اليات القرآنية لتؤكد حقيقة أخصصرى هصصي أن اللصصه وحصصده
س و جان و دواب : هو " الصرازق " ،تكفل بأن يرزق مخلوقاته من إن ٍ
ض إ ِّل ع ََلى الل ّهِ ٍرزُقها " ). (3 َْ
ن َداب ّةٍ ِفي الْر ِ
م ْ
ما ِ
* قال تعالى " :وَ َ
. )(4 ن " قوّةِ ال ْ َ
مِتي ُ ه هُوَ الّرّزاقُ ُذو ال ْ ُ
ن الل ّ َ
* قال تعالى " :إ ِ ّ
10
المالك ،و المالك يتصرف في ملكه كيف يشاء ،ل ُيسأل عما يفعل و
هم يسألون .
هذا الله العالم بما خلق ،شرع لهصصذا النسصصان مصصا ينظصصم حيصصاته
و أوجب عليه أن ينهصصج النهصصج الصصذي أمصصره بصصه ،و تنظيما ً دقيقا ً ،
ن
مص ْ
ريعَةٍ ِ ك ع َل َصصى َ
شص ِ جعَل ْن َصصا َ
م َ " ث ُص ّ شرعه له ،قال تعصصالى :
َ َ
ن " ). (1 مو َ ن َل ي َعْل َ ُ واءَ ال ّ ِ
ذي َ مرِ َفات ّب ِعَْها وََل ت َت ّب ِعْ أهْ َ
اْل ْ
11
محصّرم هصصو اللصصه و هصصو وحصصده
فالمشرع هو الله و الملصصك هصصو اللصصه و ال ُ
المستحق للعبادة .
--------------
.1سورة الجاثية ،آية ). (18
.2سورة النحل ،آية ). (89
.3سورة الحشر ،آية )(7
--------------
12
.1سورة النساء ،آية ). (59
.2سورة يونس ،آية ). (59
.3سورة القصص ،آية ). (50
.4سليمان بن الشعث الزدي السجستاني ،أبو داود ،ثقة حافظ ،مصصصنف
السنن و غيرها ،من كبار العلماء من الحاديصة عشصرة ،مصات سصصنة 275هصص.
) تقريب التهذيب ،ج ، 1صفحة . ( 251
.5محمد بصصن عيسصصى السصصلمي ،أبصصو عيسصصى الترمصصذي ،الضصصرير الحصصافظ ،
صاحب الجامع و غيره من المصنفات ،أحد الئمصصة الحفصصاظ المصصبرزين ،قيصصل
أنه كان أكمة ،طاف البلد ،مات بترمذ ليلة الثنين سصصنة 279هص ص ) .تهصصذيب
الكمال ،ج ، 26صفحة . ( 252 – 250
.6جندب بن عبد الله هو صحابي جليل ،كنيته أبو عبد الله ،سصصكن الكوفصصة
ثم البصرة ،يقال له جندب الخير ،تصصوفي عصصام 64هصص ).موسصصوعة الحصصديث
الشريف ،الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 1صفحة . ( 250
. )(1 " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ "
قال :قال رسول اللصصه صصصلى )(2 و روى الترمذي عن ابن عباس
وسلم " :من قال في القرآن بغير علصصم فليتبصصوأ مقعصصده الله عليه
،وقال حديث حسن صحيح . )(3 من النار "
بإسصصناد ِ رجصصاله رجصصال )(5 في الكبير و الصصبزار )(4 و روى الطبراني
عنه -صلى الله عليه و سلم -قصال )(6 الصحيح ،عن عصوف بصن مالك
" :تفترق أمتي على بضع و سبعين فرقصصة أعظمهصصا فتنصصة علصصى أمصصتي
قصوم يقيسون المصور برأيهم فيحّلون الحرام
-------------
.1سنن الترمذي " مرجع سابق " ،ج ، 5صصصفحة ، 200ص ، 2952و قصصال
هكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم
سابق " ،ج ، 3صفحة ، 90 . -و قد ورد في مسند أبي يعلى " مرجع
، 1520و قد ورد في المعجم الكبير " مرجع سابق " ،ج ، 2صفحة ، 163
. 1672
13
.2عبد الله بن عباس القرشي الهاشمي ،ابن عم رسول الله -صصصلى اللصصه
عليه و سلم ، -ولد قبل الهجرة بثلث سنوات ،و بنو هاشم بالشعب ،مصصات
و سبعين سنة ) الصابة في تمييز بالطائف سنة 65هص ،و هو ابن إحدى
الصحابة ،ج ، 2صفحة . ( 326 - 322
.3سنن الترمذي " مرجع سابق " ،ج ، 5صفحة . 200 ، 199
.4المام العلمة الحجة ،بقية الحفصصاظ ،أبصصو القاسصصم ،سصصليمان بصصن أحمصصد
اللخمي الشامي ،مسند الدنيا و أحصصد فرسصصان هصصذا الشصصأن ،ولصصد بعكصصا سصصنة
260هص ،صنف المعجم الكبير و هو المسند و الوسط و الصغير ،مات سنة
360هص ) .طبقات الحفاظ ،ج ، 1صفحة . ( 374 – 372
.5البزار هو أحمد بن عمر بن عبد الخالق البصري ،ارتحل فصصي آخصصر عمصصره
إلى أصبهان ثصصم الشصصام لنشصصر علمصصه تصصوفي بالرملصصة سصصنة 292هص ص ) تصصذكرة
الحفاظ ،ج ، 2صفحة . ( 653
.6عوف بن مالك الشجعي ،أبو عبصصد الرحمصصن ،أسصصلم عصصام خيصصبر ،و نصصزل
حمص ،و سكن دمشق ،مات سنة 73هص في خلفة عبد الملصصك ) .الصصصابة
صفحة . ( 44 – 43 في تمييز الصحابة ،ج ، 3
14
الهيثمصصي ،علصصي ،مجمصصع الصصزوائد ،دار الريصصان للصصتراث – القصصاهرة ،دار .1
الكتصاب العربصي – بيصروت ،ج ، 1صصفحة ، 179و قصال رواه الطصبراني فصي
الكصصبير و الصصبزار و رجصصاله رجصصال الصصصحيح .و انظصصر الهمصصذاني ،شصصيرويه ،
الفردوس بمأثور الخطاب ،دار الكتب العالمية – بيروت ،ط 1986 ، 1م ،
ج ، 2صفحة . 2357 ، 63
عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي ،أبو محمد ،كصصان اسصصمه .2
-صلى الله عليه و سلم ، -كان طصصوال ً أحمصصر عظيصصم العاص فغيره النبي
الساقين أبيض الرأس و اللحية ،عمي في آخر عمره ،مات بالشام سنة 65
هص و هو ابن 72سنة ) .الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 2صفحة . ( 343
.3صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 6صفحة . 2665صحيح ابن حبان
" مرجع سابق " ،ج ، 15صفحة . 118
.4محمصصد بصصن جريصصر ،المصصام العصصالم الحصصافظ ،أبصصو جعفصصر الطصصبري ،أحصصد
التصانيف ،لصصه تاريصصخ السصصلم و التفسصصير ،ولصصد سصصنة العلم ،و صاحب
) طبقات الحفاظ ،ج ، 1صصصفحة 224هص ،و توفي سنة 310هص .
. ( 311 – 310
.5ابن عبد البر الحافظ المصصام ،أبصصو عمصصر ،يوسصصف بصصن عبصصد اللصصه النمصصري
القرطبي ،ولد سصصنة 306ه ،و طلصصب الحصصديث ،و سصصاد أهصصل الزمصصان فصصي
الحفظ و التقان ،و له التمهيد و الستذكار و غيرها ،و ولي قضاء إشصصبونة ،
مات سنة 363هص ) .طبقات الحفاظ ،ج ، 1صفحة . ( 432 – 431
أنه قال " :أي سماء تظلني و أي أرض تقلني إذا قلت في كتاب اللصصه
بغير علم " ). (1
عن عمر بن الخطصاب -رضصي اللصه )(2 * روى ابن عبد البر و البيهقي
)(3 قال " :اتقوا الرأي في دينكم " . عنه -
-رضصصي اللصصه )(5 في صحيحه عن سهل بصصن حنيصصف )(4 * روى البخاري
. )(6 " يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم " عنه -قال :
--------------
15
.1الطبري ،محمد ،جصصامع البيصصان عصصن تأويصصل آي القصصرآن ،طبعصصة الحلصصبي
الثانية 1954 ،م .دار الفكر – بيروت 1405 ،هص ،صفحة . 348النمري ،
و فضصصله ،الطباعصصة المنيريصصة – يوسف بن عبصصد الصصبر ،جصصامع بيصصان العلصصم
القاهرة ،ج ، 2صفحة . 52
أبو بكر ،أحمد بن الحسين البيهقي ،الحافظ الكبير المشهور ،من كبصصار .2
أصحاب الحاكم أبي عبد الله بن البّيع ،أخذ الفقه عن أبصصي الفتصصح المصصروزي ،
و رحل في طلبه ،و كان مولصده سصنة غلب عليه الحديث ،و اشتهر به ،
العيان ،ج ، 1صصصفحة 384هص ،و توفي سنة 452هص بنيسابور ).وفيات
. ( 76 – 75
.3جامع بيان العلم و فضله " مرجع سابق " ،ج ، 2صفحة . 134
أبو عبد الله ،محمد بصصن إسصصماعيل البخصصاري ،الحصصافظ المصصام فصصي علصصم .4
الحديث ،صاحب الجامع الصحيح و التاريخ ،رحل في طلب العلصصم إلصصى أكصصثر
سصصنة 194هص ص ،و تصصوفي ليلصصة عيصصد محدثي المصار ،ولد يوم الجمعة
الفطر سنة 256هص بخرتنك ،و دفن يوم الفطصصر ) .وفيصصات العيصصان ،ج ، 4
صفحة . ( 190 – 188
سهل بصن حنيصف النصصاري الوسصي ،أبصصو سصعد ،مصن أهصل بصصدر ،شصهد .5
المشاهد كلهصصا ،اسصصتخلفه علصصي علصصى البصصصرة بعصصد الجمصصل ،ثصصم شصصهد معصصه
صصفين ،مصات سصنة 38هصص ) .الصصصابة فصي تمييصصز الصصصحابة ،ج ، 2صصصفحة
. ( 86
.6صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 6صفحة . 2665 ،صصصحيح مسصصلم
" مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة . 1413
– رضصصي اللصصه عنصصه – قصصال " : )(1 * و في موطأ مالك عن أبي الدرداء
؟ أنا أخبره عصصن رسصصول اللصصه -صصصلى اللصصه )(2 من يعذرني من معاوية
. )(3 عليه و سلم -و يخبرني عن رأيه ،ل أساكنك بأرض أنت بها "
دثوك عصصن
قصصال " :مصصا حص ّ )(5 عصصن الشصصعبي )(4 * ما رواه عبصصد الصصرزاق
-صلى الله عليه و سصصلم -فخصصذ بصصه ،و مصصا الله أصحاب رسول
. )(6 قالوا برأيهم فُبل عليه "
16
-------------
.1أبو الدرداء ،اسمه عصويمر بصن مالصك ،و كصان آخصر أهصل داره إسصلما ً ،و
حسن إسلمه ،و كان فقيها ً عاقل ً حكيما ً ،شهد ما بعصصد أحصصد مصصن المشصصاهد ،
كان من الستة الذين اختارهم عمر للخلفة ،توفي بدمشق عصصام 32هص ص فصصي
صصصفحة – 59 خلفة عثمصصان ) .الصصصابة فصصي تمييصصز الصصصحابة ،ج ، 4
. ( 60
معاوية بن أبي سفيان القرشي الموي ،أمير المؤمنين ،ولد قبل البعثصصة .2
بخمس سنين ،أسلم بعد يصصوم الحديبيصصة ،و كتصصم إسصصلمه حصصتى أظهصصره عصصام
الفتح ،كان من الكتبة الحسبة الفصحاء ،حليما ً وقورا ً ،صحب النبي -صصصلى
الله عليه و سلم ، -و وله عمر الشام ،و أقره عثمان ،و لم يبايع عليا ً ،ثصصم
حاربه و اسصصتقل بالشصام ،مصات معاويصصة سصصنة 60هصص ) .الصصصابة فصصي تمييصصز
الصحابة ،ج ( 414 – 412 ، 3
.3الصبحي ،مالك ،موطأ مالك ،دار إحياء التراث العربي – مصصصر .ج ، 2
صفحة . 520
عبد الرزاق بن همام بن نصافع الحميصدي الصصنعاني ،كنيتصه أبصو بكصر ،صصنف .4
التصانيف ،و احتج بصصه الشصصيخان ،و عمصصي آخصصر عمصصره ،عصصاش 95سصصنة ،و
توفي سنة 211هص ) .الكواكب النيرات ،صفحة . ( 51
الشعبي هو عامر بن شراحيل الحميصصري أبصصو عمصصرو الكصصوفي ،ثقصصة مشصصهور .5
فقيه فاضل ،ولد زمن عمر بن الخطاب ،و روى عن 48صحابي ،مات عام
104هص ) .لسان الميزان – ابن حجر ،ج ، 5صفحة . ( 7
الصنعاني ،عبد الرزاق ،مصنف عبد الرزاق ،المكتب السلمي – بيصصروت ، .6
1403هص ،ج ، 11صفحة . 256 ط، 2
17
وسطي زنار؟ أقول لك قضى رسول الله صلى اللصصه عليصصه وسصصلم و
أنت تقول :ما تقول أنت ؟ رحمك الله يصصا شصصافعي فصصإنه ل رأي فصصوق
. )(3 رأي جاءنا من رسول الله -صلى الله عليه و سلم -
18
هي فكرة شيطانية ،أتى بها الشيطان حيصصن وسصصوس لدم و حصصواء أن
يأكل من الشجرة و يعصيا أمر اللصصه بحجصصة مصصصلحتهما ،قصصال تعصصالى :
ما وََل ت َ ْ "وياآدم اسك ُ َ
قَرب َصصا هَ صذ ِهِ شئ ْت ُ َ
ث ِ حي ْ ُن َ م ْة فَك َُل ِ ك ال ْ َ
جن ّ َ ج َ ت وََزوْ ُن أن ْ َ
ََ َ ُ ْ ْ
ن ل ِي ُب ْصد ِيَ ل َهُ َ
مصصا ش صي ْ َ
طا ُ ما ال ّس ل َهُ َسوَ َ ن * فَوَ ْ مي َ ن ال ّ
ظال ِ ِ م ْ جَرة َ فَت َ ُ
كوَنا ِ ال ّ
ش َ
ة
جَر ِشص َ هصصذ ِهِ ال ّن َ ما ع َ ْ ما َرب ّك ُ َ
ما ن ََهاك ُ َ ل َ ما وََقا َ
وآت ِهِ َس ْن َ م ْ ما ِ ُوورِيَ ع َن ْهُ َ ماَ
ن مصصا ل َ ِ
مص ْ ما إ ِن ّصصي ل َك ُ َ مهُ َ
س َ ن * وََقا َ دي َ ن ال ْ َ
خال ِ ِ م ْ
كوَنا ِ ن أ َوْ ت َ ُ كوَنا َ َ
ملك َي ْ ِ ن تَ ُ َ
أ ْ إ ِّل
. )(2 ن "
حي َ
ص ِ
الّنا ِ
----------------
.1سورة يونس ،آية ). (15
.2سورة العراف ،آية ). (21 – 19
.3سورة الحزاب ،آية ). (36
19
الباب الثاني :
الشورى
الشورى
20
المبحث الول :تعريف الشورى
21
.4أبو فارس ،محمصصد ،النظصصام السياسصصي فصصي السصصلم 1980 ،م .صصصفحة
. 79
* و يقول الدكتور محمود الخالدي " :الشورى :اجتماع الناس علصصى
الصواب بطرح جملة آراء في مسألة ،لكي يهتدوا إلصصى استخلص
)(1 قرار .
--------------
الخالدي ،محمود ،الشورى ،دار الجيل – بيروت ،مكتبصصة المحتسصصب – .1
عمان ،ط 1984 ، 1م ،صفحة . 15
22
.2سورة آل عمران ،آية ). (159
َ َ
م صصَلة َ وَأ ْ
مُرهُص ْ م وَأقَصصا ُ
موا ال ّ جاُبوا ل َِرب ّهِص ْ
ست َ َ
نا ْ * و قوله تعالى َ " :وال ّ ِ
ذي َ
م " ) ، (1فقد قرن القرآن الكريم الشصصورى بإقامصصة الصصصلة ُ
شوَرى ب َي ْن َهُ ْ
فدل على أهميتها .
أنصصه قصصال " :مصصا رأيصصت أحصصدا ً أكصصثر مشصصورة )(4 .2و عصصن أبصصي هريصصرة
)(5 -صلى الله عليه و سلم . " - لصحابه من النبي
.3إن نظصرة إلى سيرة المصطفى -صلى اللصصه عليصصه و سصصلم -ترينصصا
أنه كان يمارس الشورى في معظم شصصؤون المسصصلمين .فقصصد كصصثرت
المواقف التي شاور فيها المسلمين :
--------------
.1سورة الشورى ،آية ). (38
.2سورة البقرة ،آية ). (233
النيسابوري ،محمد ،المستدرك على الصحيحين ،دار الكتصصب العلميصصة – .3
1990م ،ج ، 4صفحة ، 145و قال الحاكم :هذا حديث بيروت ،ط ، 1
صحيح السناد على شرط الشيخين و لم يخرجاه .و انظر المقدسي ،محمد
23
،الحاديث المختارة ،مكتبة النهضة الحديثة – مكة المكرمة ،ط 1410 ، 1
هص ،ج ، 9صفحة . 318
أبو هريرة هو عبد الرحمصن بصن صصخر الدوسصي ،صصاحب رسصول اللصه – .4
صلى الله عليه و سلم ، -أسلم أبو هريرة عام خيصصبر ،و شصصهدها مصصع رسصصول
في العلم راضصصيا ً ،تصصوفي أبصصو الله – صلى الله عليه و سلم ، -ثم لزمه
صصفحة – 200 هريرة سنة 57هص ) .الصابة في تمييز الصصحابة ،ج ، 4
. ( 207
.5سنن الترمذي " مرجع سابق " ،كتاب الجهاد ،ج ، 4ص . 1636و قصصال :
حديث حسن .
أ .مشاورة الرسول -صلى الله عليه و سصصلم -فصصي بصصدر حصصول موقصصع
" .إن الحباب بن المنذر )(1 النزال ،فأشار عليه الحباب بن المنذر
المنزل ،أمنزل ً أنزلكه اللصصه ليصصس قال :يا رسول الله ،أرأيت هذا
و الحصصرب و لنصصا أن نتقصصدمه ،و ل نتصصأخر عنصصه ،أم هصصو الصصرأي
المكيدة ؟
24
إليهم بعد العزم ،و قال " :ل ينبغي لنصصبي لبصصس َلمتصصه فيضصصعها حصصتى
. )(5 يحكم الله "
--------------
الحباب بن المنذر بن الجموح النصاري الخزرجي ،أبا عمر ،شهد بدر ، .1
أشار علصصى رسصول اللصه يصصوم بصصدر ،مصات فصي خلفصصة عمصر ،و قصد زاد علصى
الخمسين ) .الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 1صفحة . ( 302
قُلب :جمع قليب ،و هو البئر ) .لسان العرب ،ج ، 5صفحة . ( 137
.2ال ُ
.3سيرة ابن هشام ،ج ، 2صفحة . 620
.4سيرة ابن هشام ،ج ، 3صفحة . 63
.5لمته :الدرع و جمعها ل ُ َ
ؤم مثصل فَُعصل ) .لسصان العصرب ،ج ، 12صصفحة
. ( 532
رضي الله عنهما فيما رمصصى أهصصل الفصصك )(2 و أسامة )(1 ج .شاور عليا ً
رضي الله عنها ،فسمع منهما " .فدعا علي بن أبي طصصالب )(3 عائشة
رضوان الله عليه ،و أسصامة بصصن زيصد ،فاستشصارهما ،فأمصصا أسصامة
و ل نعلصصم ي خيرا ً و قاله ،قصصال :يصصا رسصصول اللصصه ،أهلصصك
فأثنى عل ّ
منهم إل خيرا ً ،و هصصذا الكصذب و الباطصل ،و أمصا علصي فصإنه قصال :يصا
رسول الله إن النساء لكثير ،و إنصصك لقصصادر علصصى أن تسصصتخلف وسصصل
الجارية ،فإنها ستصدقك .فصدعصا
رسول الله -صلى الله عليه و سلم -بريرة ليسصصألها ،قصصالت :فقصصام إليهصصا
علي بن أبي طالب ،فضربها ضربا ً شديدا ً ،و يقول :اصدقي رسول الله -
قالت :فتقول و الله ما أعلم إل خيصصرا ً ،و صلى الله عليه و سلم ، -
ما كنت أعيب على عائشة شيئا ً ،إل أني كنت أعجصصن عجينصصي ،فآمرهصصا أن
)(4 تحفظه ،فتنام عنه ،فتأتي الشاة فتأكله " .
--------------
25
.1علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي ،أبو الحسن ،أول الصبيان إسلما ً
،ولد قبل البعثصة بعشصر سصصنين ،شصهد مصع الرسصول كصصل المشصاهد إل غصزوة
تبوك ،بايعه الناس بعد موت عثمصصان ،خصصاض وقعصصة الجمصصل و صصصفين ،مصات
صصصفحة – 501 سنة 40هص ) .الصابة في تمييصصز الصصصحابة ،ج ، 2
. ( 503
أسامة بن زيد بن حارثصصة الحصصب بصصن الحصصب ،أبصصو محمصصد ،أمصصه أم أيمصصن .2
حاضنة النبي -صلى الله عليه و سلم ، -مات بالمدينة بالجرف ،سنة 54هص
) الصصصابة فصصي تمييصصز الصصصحابة ،ج ،و فضائله كثيرة و أحاديثه شهيرة .
، 1صفحة . ( 46
عائشة بنت أبي بكر الصديق ،زوج النصصبي -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم ، - .3
-صلى اللصصه عليصصه و سصصلم -بمكصصة قبصصل الهجصصرة بثلث تزوجها الرسول
سنين ،و عرس بها بالمدينة بعد 18شهرا ً من الهجرة ،وتوفي عنهصا -صصلى
الله عليه و سلم ، -و هي بنت 18سنة ،أفقه الناس وأحسن النصصاس وأعلصم
النصصاس رأي صا ً فصصي العامصصة ،تصصوفيت عائشصصة سصصنة 57هص ص ،و دفنصصت بصصالبقيع .
) الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 4صفحة . ( 350 – 345
.4سيرة ابن هشام ،ج ، 3صفحة . 301
فصصي )(2 و سصصعد بصصن عبصصادة )(1 د .شصصاور يصصوم الخنصصدق سصصعد بصصن معصصاذ
مصالحة الحصزاب بثلصث ثمصار المدينصة .فقصد ذكصر ابصن هشصام " :أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى سعد بن معاذ و سصصعد بصصن
عبادة ،فذكر ذلك لهما ،و استشارهما فيه ،فقال له :يا رسصول اللصه
أمرا ً تحبه فنصنعه ،أم شيئا ً أمرك الله به ،ل بد لنا من العمل به ،أم
شيئا ً تصنعه لنا ؟ قال :بل شيء أصنعه لكم ،و الله ما أصنع ذلصصك إل
لنني رأيت العرب قد رمتكصصم عصصن قصصوس واحصصدة و كصصالبوكم مصصن كصصل
جانب ،فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلصصى أمصصر مصصا ،فقصصال لصصه
سعد بن معصصاذ :يصا رسصصول اللصصه ،قصصد كنصصا نحصصن و هصصؤلء القصصوم علصصى
و عبادة الوثصصان ،ل نعبصصد اللصصه و ل نعرفصصه ،و هصصم ل الشرك بالله
يطمعون أن يأكلوا منها ثمصصرة إل قصصرى أو بيع صا ً ،أفحيصصن أكرمنصصا اللصصه
بالسلم و هدانا له ،و أعزنا بك و به ،نعطيهم أموالنصصا ! و اللصصه مالنصصا
26
و بهذا من حاجة ،و الله ل نعطيهم إل السيف حتى يحكم الله بيننا
بينهم ،قال رسول اللصصه -صصصلى اللصه عليصه و سصلم ، -فصأنت و ذاك ،
فتناول سعد بن معصصاذ الصصصحيفة ،فمحصصى مصصا فيهصصا مصصن الكتصصاب ،ثصصم
. )(3 قال :ليجهدوا علينا "
.4ما روي عصن ابصن عبصاس رضصي اللصه عنهمصا قصال :لمصا نزلصت " و
،قال رسول الله -صلى الله عليه و سصصلم : - )(4 شاورهم في المر "
و لكصصصن جعلهصصا اللصصه تعالصصصى " أما إن الله و رسوله لغني ّصصان عنهصصا ،
رحمة لمتي ،فمن شاور منهم لم يعدم رشدا ً ،و من ترك
--------------
سعد بن معاذ النصاري الشهلي ،سيد الوس ،أبو عمرو ،شهد بدرا ً ،و .1
رمي بسهم يوم الخندق فعاش بعد ذلك شهرا ً ،ثم مات سصصنة 5هص ص ،حملتصصه
الملئكة في جنصصازته ،و اهصصتز عصصرش الرحمصصن لمصصوته ) .الصصصابة فصصي تمييصصز
الصحابة ،ج ، 2صفحة . ( 35
سعد بن عبادة النصاري ،سيد الخزرج ،أبو ثابت ،و شهد سعد العقبة ، .2
و كان أحد النقباء ،شهد بدرا ً ،خرج إلى الشام ،و مات بحوران سنة 15هص ص
ج ، 2صفحة ) . ( 28 – 27 ) .الصابة في تمييز الصحابة ،
.3سيرة ابن هشام ،ج ، 3صفحة . 223
.4سورة آل عمران ،آية ). (159
قال " :كان -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم -يستشصصير )(2 .5عن الحسن
. )(3 حتى المرأة ،فتشير عليه بالشيء فيأخذ به "
.6وشاور رسول الله -صلى الله عليه و سلم -علي بن أبي طصصالب
َ
من ُصصوا إ َِذا
نآ َ -رضي الله عنه -لمصصا نزلصصت آيصصة المناجصصاة "َياأي ّهَصصا ال ّص ِ
ذي َ
في مدى طاقة المسلمين ) " (5عن علي بن أبي )(4 سو َ
ل " م الّر ُ
جي ْت ُ ْ
َنا َ
27
" يا أيهصصا الصصذين آمنصصوا طالب -رضي الله عنه ،-قال :لما نزلت
إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " سصصألُته قصصال لصصي
النبي -صلى الله عليه و سلم : -ما تصرى دينصارا ً قلصصت :ل يطيقصونه ،
) قال :فنصف دينار ،قلت :ل يطيقونه ،قال :فكم ؟ قلت :شعيرة
،قال :إنك لزهيصصد ،قصصال :فنزلصصت أأشصصفقتم أن تقصصدموا بيصصن يصصدي (6
نجواكم صدقات الية ،قال :فبي خفف الله عن هذه المة " ). (7
--------------
البيهقي ،أحمد ،شعب اليمان ،دار الكتصصب العلميصصة – بيصصروت ،ط ، 1 .1
1410هص ،ج ، 6صفحة ، 7542 ، 76و قال :هذا المتن يروى عن الحسن
البصري من قوله و هو مرفوعا غريب .
الحسن بن يسار البصري ،أبو سعيد ،مولى النصار ،مات سنة 110هص .2
88سنة ،كصصان ي ُصصدّرس فصصي جصصامع البصصصرة ،و كصصان مصصن ،و هو ابن نحو
أفصح أهل البصرة و أحلمهصصم ،قصصال الحسصصن بإثبصصات القصصدر ،و قصصال " :مصصن
صصصفحة – 263 كذب في القدر فقد كفر " ) .تهذيب التهذيب ،ج ، 2
. ( 270
.3الصصدينوري ،عبصصد اللصصه ،عيصصون الخبصصار ،المؤسسصصة المصصصرية للتصصأليف و
الترجمة و النشر ،نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية 1963 ،م ،ج ، 1
صفحة . 27
.4سورة المجادلة ،آية ). (12
العسقلني ،أحمد بصن حجصر ،فتصح البصاري لشصرح صصحيح البخصاري ،دار .5
المعرفة – بيروت 1379 ،هص ،ج ، 13صفحة . 341
.6شعيرة :يعني وزن شعيرة من ذهب .
.7تفسير القرطبي ،ج ، 17صفحة . 302
28
فيصصه تعصصدد الراء حصصول الفكصصرة الواحصصدة و تلقحهصصا ،و ُيعصد ّ هصصذا نصصواةً
للتعددية السياسية في السلم .
قال البخاري " :كانت الئمة بعد النبي -صلى الله عليه و سلم
-يستشصصيرون المنصصاء مصصن أهصصل العلصصم فصصي المصصور المباحصصة ليأخصصذوا
بأسهلها ،فإذا وضع الكتصصاب أو السصصنة لصصم يتعصصدوه إلصصى غيصصره إقتصصداًء
. )(3 بالنبي -صلى الله عليه و سلم " -
--------------
ابن كثير ،عماد الدين ،البداية و النهاية ،مطبعة السعادة – مصر .1
.ج ، 6صفحة . 304
آبادي ،عبد الجبار ،المغني في أبواب التوحيد و العدل ،سلسصصلة .2
– القاهرة ،ج ، 2القسم الول ،صفحة . 289 تراثنا ،الدار المصرية
فتح الباري " مرجع سابق " ،ج ، 13صفحة . 342 .3
29
.3وقد كان أبو بكر -رضي الله عنه " :-إذا ورد عليه أمر نظر في
كتاب الله ،فإن وجد منه ما يقضصصي بصصه قضصصى بينهصصم ،و إن علمصصه
من سنة رسول الله -صلى الله عليه و سلم -قضى به ،و إن لصصم
يعلم خرج فسأل المسلمين عصصصن السصصنة ،فصصإن أعيصصاه ذلصصك ،دعصصا
. )(1 رؤوس المسلمين و علماءهم و استشارهم "
حيصصن وجهصه )(2 .4ورد فصي كتصاب لبصصي بكصر إلصصى خالصد بصصن الوليصد
لحصرب المرتديصن
قوله " :و استشر من معك من أكابر أصحاب رسصول اللصه -صصصلى
)(3 الله عليه و سلم -فإن الله تبارك و تعالى موفقك بمشصصورتهم "
.
و على هذه السنة سلك بعده عمر بن الخطاب -رضي الله عنه
-و التزم بمشاورة المسلمين في معظم شؤونهم .
30
.3الحيصصدر آبصصادي ،محمصصد ،مجموعصصة الوثصصائق السياسصصية للعهصصد النبصصوي و
الخلفة الراشدة ،مطبعة لجنة التأليف و الطباعصصة و النشصصر ،ط ، 3ص 1956
م ،صفحة . 268
.4ابن القيم ،محمد ،أعلم الموقعين عصصن رب العصصالمين ،طبعصصة الكليصصات
ج ، 1صفحة . 97 الزهرية 1968 ،م .
.1أنه بعد أن طعن -رضي الله عنه ،-جعل أمر الخلفة بعده فصصي
يتشصصاورون فيمصصا بينهصصم لختيصصار أحصصدهم ،و رضصصي بصصذلك )(1 سصصتة
المسلمون " .فصلى عبد الرحمن بصصن عصصوف و عمصصر طريصصح ،ثصصم
احتمل فأدخل داره ،فدعا عبصصد الرحمصصن بصصن عصصوف ،فقصصال :إنصصي
ي
أريد أن أعهد إليك ،فقال :يا أمير المؤمنين نعصصم إن أشصرت علص ّ
ت منك ،قال :و ما تريد أنشدك الله أتشير علي بذلك ،قصصال :قَِبل ُ
اللهم ل ،قال :و الله ل أدخل فيه أبدا ً ،قال :فهب لي صمتا ً حتى
أهد إلى النفر الذي توفي رسول الله -صلى الله عليصصه و سصصلم -و
هو عنهم راض ،فادع لي عليا ً و عثمان و الزبير و سعدا ً ،قصصال :و
انتظروا أخاكم طلحة ثلثا ً ،فإن جاء وإل فاقضوا أمركصصم ،أنشصصدك
الله يا علي إن وليت من أمور الناس شيئا ً أن ل تحمل بنصصي هاشصصم
على رقاب الناس ،أنشدك الله يا عثمان إن وليت من أمور الناس
شيئا ً أن ل تحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ،أنشدك الله يا
سعد إن وليت من أمور الناس شيئا ً أن ل تحمل على رقاب الناس
،ااااا اااااااا ثم اقضوا أمركم ،و ليصل بالناس صهيب "
. )(2
.2ورد عنه في خطبته عند بيعة أبي بكر ،أنه قصصال " :فمصصن بصصايع
ه هو و ل الصصذي رجل ً من غير مشورة من المسلمين ،فإنه ل بيع ً
ةل ُ
)(4 أن يقتل " )(3 ه ت ًغِّرة
باي َعَ ُ
و هكذا كان شأن الصحابة رضوان الله عليهم ،فقد كانوا أكصصثر
الناس مشاورة في المور .
31
ة أكيصصدة علصصى
إن كصصثرة ممارسصصة الصصصحابة للشصصورى ليصصدل دللص ً
و أهميتهصصصا لجميصصصع المسصصصلمين عصصصامتهم و مشصصصروعية الشصصصورى
خاصتهم .
--------------
الستة هم :علي بن أبي طالب ،عثمصان بصن عفصان ،عبصصد الرحمصن بصصن .1
عوف ،سعد بن عبادة ،الزبير بن العوام ،طلحة بن عبيد الله .
.2الزكي ،يوسف ،تهذيب الكمال ،مؤسسصة الرسصالة – بيصصصروت ،ط ، 1
1980م ،ج ، 2صفحة . 560
.3التغّرة مصدر غررته إذا أرقيته في الغرر ،و هو مصصن التغريصصر ،قصصال ابصصن
الثير :أي خوف وقوعهما في القتل ) .لسان العرب ،ج ، 5صفحة . ( 14
.4سيرة ابن هشام ،القسم الثاني ) ج + 3ج ، ( 4صفحة . 658
المبحث الثالث :أهمية الشورى
للشورى أهمية عظيمة فصصي جميصصع شصصؤون البشصصر علصصى اختلف
ألوانهم و أجناسهم ،و العقل يقطع بذلك ،فل تستقيم الحياة البشرية
بدون الشورى ،لن النسان مخلوق ،و المخلصصوق عصصاجز و محتصصاج و
رأيه ناقص و عرضة لتأثير الهوى و النفس عليه ،فكان ل بد من تلقح
الفكار و المفاهيم – كما أسلفت -من أجل الخصصروج بصصرأي سصصديد ،و
لن النسان مدني بطبعه و ل يستطيع العيش بمعصصزل عصصن الخريصصن .
لذا كانت الشورى الركيزة الصصتي ترتكصصز عليهصصا كصصل دولصصة راقيصصة تنشصصد
لرعاياها المصصن و السصصتقرار و الحيصاة السصصعيدة .كمصا أنصصه ل بصد لكصل
جماعة و حزب و تنظيم من ممارسة الشورى ،لنها الطريق السصصليم
للوصول إلى أجود الراء و الحلول .
32
ثم إنصه سبحانصه و تعالى قد قرنها بفصصرض الصصصلة و الصدقصصصة و
َ
م وَأقَصصا ُ
موا جاُبوا ل َِرب ّهِص ْ
سصت َ َنا ْ ذي َاجتناب الفواحش ،قصصال تعصصالى َ " :وال ّص ِ
َ
ن " ). (1 قو َ ف ُم ي ُن ْ ِما َرَزقَْناهُ ْ
م ّ
م وَ ِ م ُ
شوَرى ب َي ْن َهُ ْ صَلة َ وَأ ْ
مُرهُ ْ ال ّ
ت َياأ َي ّهَصصا
فهذه بلقيس امرأة جاهلية ،كانت تعبد الشمس " :قَصصال َ ْ
كنصت َقاطعص ً َ َ ال ُ َ
ن " )، (3 دو ِشصهَ ُحت ّصصى ت َ ْ
مصًرا َ
ةأ ْ ِ َ مصصا ُ ُ
ري َ مَل أفُْتوِني ِفي أ ْ
مص ِ َ
لتختبر عزمهم على مقاومة عدوهم ،و حزمهم فيما يقيصصم أمرهصصم ،و
إمضاءهم علصى الطاعصة لهصا ،لعلمهصا بصأنهم إن لصم يبصذلوا أنفسصهم و
33
أموالهم و دماءهم دونها ،لم يكن لها طاقة بمقاومة عدوها ،و إن لصصم
يجتمع أمرهم و حزمهم و جدهم ،كان ذلصصك عونصا ً لعصصدوهم عليهصصم ،و
إن لم تختبر ما عندهم ،و تعلم قدر عزمهم لم تكن على بصيرة من
أمرهم ،و ربما كان في استبدادها برأيها وهن فصصي طاعتهصصا ،و دخيلصصة
و أخذ رأيهم عون على مصصا في تقدير أمرهم ،و كان في مشاورتهم
. )(4 تريده ،من قوة شوكتهم ،و شدة مدافعتهم "
و لقد شرع السلم الشورى لما فيها من فصصوائد جمصصة ،و حكصصم
جليلة تعود بالنفع --------------
.1سورة النمل ،آية ). (32
.2سورة النمل ،آية ). (32
.3سورة النمل ،آية ). (32
تفسير القرطبي ،مجلد ، 13صفحة . 195 – 194 .4
على الفرد و المجتمع ،إنها تسعد المجتمع ،و تولد الثقة بين الفراد ،
و محكومين . حكاما ً
و إن الحاكم مهما بلصغ مصصن رجاحصصة العقصصل ،و سصصعة الطلع ،و
كثرة التجارب ،فإن رأيه يكون أقل صوابا ً ،فيما لو استبد ّ به ،مما لو
و الفهصصام ،و أشصصركهم فصصي أمصصره ، استشار أصصصحاب العقصصول
فشصصاركهم فصصي عقصصولهم ،فالحصصاكم إذا اسصصتبد ّ برأيصصه ،و لصصم يستشصصر
)(1 غيره ،تأّثر بهواه ،و من تأّثر بهواه فقد ابتعد عن الصواب .
34
المبحييث الرابييع :أقييوال العلميياء فييي أهمييية
الشورى و بيان فضلها
في قوله تعالى " :و شاورهم في المر )(3 * عن الضحاك بن مزاحم
قال " :ما أمر الله عّز و ج ّ
ل نصصبيه -صصصلى اللصصه عليصصه و ، )(4 "
. )(5 سلم -بالمشورة إل لما علم فيها من الفضل "
-------------
النظام السياسي في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 89 .1
.2المرجع السابق .
الضحاك بن مزاحم ،أبو القاسم ،مولده ببلخ ،و كان يقيم بمرو مصصرة و .3
ببلخ زمانا ً ،كان ممن عنى بعلم القرآن عناية شصصديدة ،مصصع لصصزوم الصصورع ،و
كان معلما ً ،مات سنة 105هص ) .مشصصاهير علمصصاء المصصصار ،ج ، 1صصصفحة
. ( 194
.4سورة آل عمران ،آية ). (159
.5جامع البيان " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 152
" :الشورى من قواعد الشريعة و عزائم الحكام )(1 * قال ابن عطية
.من ل يستشر أهل العلم و الدين فعزلصصه واجصصب ،هصصذا مصصا ل اختلف
. )(2 فيه "
" :من الفوائد الفقهيصصة . . .اسصصتحباب مشصصورة )(3 * يقول ابن القيم
و جيشصصه ،اسصصتخراجا لصصوجه الصصرأي ،و اسصصتطابة المصصام رعيتصصه
لنفوسهم ،و أمنا ً لعتبهم ،و تعرفا ً لمصلحة يختص بعلمها بعضهم دون
" و شصصاورهم فصصي بعض ،و امتثال ً لمصصر الصصرب فصصي قصصوله تعصصالى :
)(5 . )(4 المر "
" :إن اللصصه أمصصر بهصصا نصصبيه لتصصأليف قلصصوب )(6 * و قال ابصصن تيميصصة
أصحابه ،و ليقتدي به بعصصده ،و ليسصصتخرج منهصصم الصصرأي فيمصصا لصصم
35
ينزل فيه وحي من أمر الحصصروب و المصصور الجزئيصصة و غيصصر ذلصصك ،
. )(7 فغيره -صلى الله عليه و سلم -أولى بالمشورة
--------------
ابن عطية المام الحافظ المتقن ،أبو بكر ،غالب بن عبصصد الرحمصصن المحصصاربي .1
الغرنصصاطي الندلسصصي ،كصصان حافظ صا ً للحصصديث و طرقصصه و عللصصه ،و عارف صا ً بأسصصماء
518هص ) .طبقات الحفاظ سنة رجاله ،فاضل ً لغويا ً أديبا ً شاعرا ً دّينا ً ،مات
،ج ، 1صفحة . ( 460
.2تفسير القرطبي ،ج ، 4صفحة . 249
ابن القيم هو محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعصصي الدمشصصقي ،كنيتصصه أبصصو عبصصد .3
الله ،ولد عام 691هص ،من أركان الصصصلح السصصلمي ،تتلمصصذ لشصصيخ السصصلم ابصصن
تيميصصة ،و سصصجن معصصه بالقلعصصة ،مصصن تصصصانيفه :شصصفاء الغليصصل ،زاد المعصصاد ،أعلم
الموقعين ،إغاثة اللهفان ،توفي فصصي دمشصصق عصصام 751هص ص ) .العلم ،ج ، 6ص
، 280ط . ( 2
.4سورة آل عمران ،آية ). (159
.5ابن القيم ،محمد ،زاد المعاد في هدي خير العباد ،شصصركة و مكتبصصة و مطبعصصة
– مصر ،ط 1950 ، 2م .ج ، 2صفحة . 127 مصطفى البابي الحلبي
ابن تيمية الشيخ المام العلمة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسصصر البصصارع ، .6
شيخ السلم ،علم الزهاد ،نصصادرة العصصصر ،تقصصي الصصدين ،أبصصو العبصصاس ،أحمصصد بصصن
و عنصصى بالحصصديث ،و بصصرع المفتي شهاب الدين عبد الحليم ،ولد سصصنة 661هصص ،
فصصصي الرجصصصال و علصصصل الحصصصديث و فقهصصصه و غيصصصر ذلصصصك ،مصصصات سصصصنة 728هصصصص .
) طبقات الحفاظ ،ج ، 1صفحة . ( 521
خلف ،عبد الوهاب ،السياسة الشرعية 1350 ،هص ،صفحة . 136 – 135 .7
" :أمر الله تعالى نبيه -صلى الله عليه و سلم )(1 * و قال قتادة
-أن يشاور أصحابه فصي المصور و هصو يصأتيه وحصي السصماء ،لنصه
. )(2 أطيب لنفس القوم أو أن تكون سنة من بعده لمته "
* عن الحسن البصري أنه قال " :قد علم الله تعالى ما به إليهم
. )(3 حاجة و لكن أراد أن يستن به َ
من بعده "
36
" :و بهذا النص الجازم ) و شاورهم في المر )(4 * و قال سيد قطب
( يقرر السلم هذا المبدأ في نظام الحكم ،حتى و محمد رسول الله
-صلى الله عليه و سلم -هو الذي يتوله ،و هو نصصص قصصاطع ،ل يصصدع
للمة المسصصلمة شصصكا ً فصصي أن الشصصورى مبصصدأ أساسصصي ل يقصصوم نظصصام
. )(5 السلم على أساس سواه "
--------------
.1أبو الخطاب ،قتادة بن دعامة السدوسي البصري ،الكمصصه ،كصان تابعصا ً و
عالما ً كبيرا ً ،س ّ
مى المعتزلة باسمهم هذا ،ولد سصصنة 60هص ص ،و تصصوفي سصصنة
117هص بواسط ) .وفيات العيان ،ج ، 4صفحة . ( 85
.2روح المعاني " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 106
.3الزمخشري ،محمود ،الكشاف عن حقائق التنزيل و عيون التاويل فصصي
وجوه التأويل ،شركة و مكتبة و مطبعة مصصطفى البصابي الحلبصصي و أولده –
القاهرة 1966 ،م ،ج ، 1صفحة . 474
.4سيد قطب ) 1966 – 1906م (
ولد سنة 1906م في قرية من محافظة أسيوط ،حفظ القرآن و هو في
العاشرة و رحل إلصى القصاهرة ،و دخصل دار العلصوم و تخصرج منهصا و تتلمصذ علصى
عباس العقصصاد فصصي الدب ،بصصدأ اتجصصاهه السصصلمي بانتسصصابه إلصصى حركصصة الخصصوان
المسلمين في أواخر الربعينات ،سجن عام 54و مصصصات شهيصصصدا ً بتنفيصصصذ حكصصصم
العصدام سنصة ) . 66سيد قطب – محمد توفيق بركات ،صفحة . ( 21 – 9
.5سيد قطب ،في ظلل القرآن ،دار إحياء التراث العربصي – بيصصصروت ،ط
1971 ، 7م ،ج ، 4مجلد ، 2صفحة . 199
" :واجصصب علصصى الصصولة مشصصاورة العلمصصاء )(1 * و قال ابن خويز منصصداد
و فيما أشكل عليهصصم مصصن أمصصور الصصدين ،و وجصصوه فيما ل يعلمون
الجيش فيما يتعلق بالحرب ،و وجوه الناس فيما يتعلق بالمصصصالح ،و
وجوه الكتاب و الوزراء و العمال فيما يتعلق بمصصصالح البلد و عمارتهصصا
. )(2 "
37
* و يرد الجصاص رحمصصه اللصصه علصصى مصصن زعصصم بصصأن الشصصورى ليسصصت
" و غيصصر جصصائز أن يكصصون المصصر بالمشصصاورة علصصى واجبة فيقول :
جهصصة تطييصصب نفصصوس الصصصحابة ،و رفصصع أقصصدارهم ) كمصصا ذهصصب بعصصض
الفقهاء ( لنه لو كصصان معلومصا ً عنصصد المستشصصارين أنهصصم إذا اسصصتفرغوا
جهدهم في استنباط الحكم الذي يستشارون فيه لم يكن معمول ً بصصه ،
و ل يتلقصصى بصصالقبول ،فلصصم يكصصن فصصي ذلصصك تطيصصب نفوسصصهم و ل رفصصع
أقدارهم بصل فيصه إيحاشصصهم و إعلمهصصم بصأن آراءهصم غيصر مقبولصصة و ل
. )(3 معمول بها .فهذا تأويل ساقط ل معنى له "
وقد قال لقمان لبنه :يا بني اجعل عقل غيرك لك فيما تصصدعوك
الحاجة إلى فعله .فقال ابنه :كيف أجعل عقل غيري لي ؟
---------------
هو محمد بن علي بن إسحاق بن خويز منداد الفقيه المصصالكي البصصصري ، .1
يكنى أبا عبد الله ،صنف كتبا ً كثيرة منها كتابه الكبير في الخلف و كتابه فصصي
) لسصصان الميصصزان ،ج ص ، أصول الفقصصه و كتصصابه فصصي أحكصصام القصصرآن .
. ( 5/291
.2أحكام القرآن " مرجع سابق " ،ج . 330 ، 2
.3أحكام القرآن " مرجع سابق " ،ج ، 2صفحة . 330
قال :تشاور فصصي أمصصرك .و قصصال :إذا اسصصتخار الرجصصل ربصصه ،و
استشار صحبه ،و اجتهد رأيه فقد قضى ما عليه ،و يقضي اللصصه فصي
)(1 أمر ما يحب .
38
:بصصأي شصصيء يكصصثر صصصوابك و يقصصل )(2 و قيل للحنصصف بصصن قيصصس
تأتيه -من المور -و تباشره من الوقائع ؟ خطؤك فيما
)(3 قال :بالمشاورة لذي التجارب و فحص زبدة الراء .
-------------
ابن عبد ربه ،محمد ،العقد الفريصصد ،مطبعصصة لجنصصة التصصأليف و النشصصر – .1
القاهرة .صفحة . 43
هو صخر أو الضحاك ،قيل له الحنف لنه كان أحنف الرجلين ،كان مصصن .2
و عقلء التصابعين و فصصحاء أهصصل البصصرة و حكمصائهم ، سصادات النصصاس
مات بالكوفة سنة 67هص ) .مشاهير علماء المصار – ابصصن حبصصان ،ج ، 1ص
. ( 87
.3العقد الفريد " مرجع سابق " ،صفحة . 43
.4العقد الفريد " مرجع سابق " ،صفحة . 43
39
الفصل الثاني :
الشورى بين
اللزام و العلم
40
المبحث الول :واقع الرأي
إن الراء الموجودة في الدنيا أربعة ل خصامس لهصا ،و أي رأي ل
بد أن يكون واحدا ً من هذه الراء أو متفرعا ً عن رأي منهصصا أو منصصدرجا ً
فيها ،و هذه الراء هي :
أول ً :الرأي التشريعي -أي أن يكون حكما ً شرعيا ً . -
ثانيا ً :الرأي التعريفي بحيث يكون لمر من المور سواًء أكان تعريفا ً
شرعيا ً كتعريف الدليل ،ما هو ؟ أو تعريفا ً لواقع ،كتعريف التفكير ،و
تعريف المدنية .
ثالثا ً :الرأي الفني أي أن يكون الرأي دال ً على فكر يحتاج إلى بحث
أو رأي فني يحتاج إلى خبرة و أهل اختصاص . و إمعان نظر
رابعا ً :الرأي الذي يرشد إلى عمل من العمال يراد القيام به ،مثل
)(1 بناء مدرسة أو فتح شارع .
--------------
.1انظصصر النبهصصاني ،تقصصي الصصدين ،مقدمصصة الدسصصتور ،مصصن منشصصورات حصصزب
التحرير 1963 ،م ،صفحة . 217الشورى "مرجع سصصابق " ،صصصفحة - 74
. 75
هذه هي الراء و هذا واقعها لذلك كان ل بد من معرفتها بدقصصة ،
لن تحديد واقع الرأي هو الذي يرشد إلى كيفية معالجته وفهم مسألة
الشورى من جهة اللزام أوعدمه .
41
قصصال رسصصول اللصصه -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم " : -لصصو اجتمعتمصصا فصصي
)(4 مشورة ما خالفتكما " .
فجاء التعبير بكلمة " الشورى " عاما ً شامل ً كل رأي ملزما ً كصصان
أو غير ملزم ،و أما الحديث فإنه عّبر بالمشورة و لم يعّبر بالشورى ،
فقال -صلى الله عليه و سلم -فصصي حصصديثه لبصصي بكصصر و عمصصر " :لصصو
،ممصصا يصصدل علصصى أن بعصصض )(5 اجتمعتما فصصي مشصصورة مصصا خالفتكمصصا "
أحوال الشورى ملزمة و عبر عنها بلفظ مشورة .فصيغة التعصصبير فصصي
الية تشعر بأن كلمة " الشورى " عامة تشمل كل رأي ملزما ً كصصان أو
غير ملزم ،و صيغة التعبير في الحصصديث تشصصعر أن كلمصصة " مشصصورة "
تستعمل في الصصرأي الملصصزم ليصصس غيصصر .فاليتصصان تصصدلن علصصى طلصصب
الشورى و هصي تصداول الصرأي ،أمصا الحصديث فيصدل علصى واحصدة مصن
المور التي وقع فيها تداول الرأي ،و أنه حين اتفاق الكثر يعمل برأي
هذا الكثر .و هذا الشصصيء الصصذي دل عليصصه الحصصديث الصصذي عب ّصصر عنصصه
عليه و سلم -بلفظ المشورة . الرسول -صلى الله
--------------
.1النبهاني ،تقي الدين ،مقدمصصة الدسصصتور ،مصصن منشصصورات حصصزب التحريصصر ،
1963م ،صفحة . 115
.2سورة آل عمران ،آية . 159
.3سورة الشورى ،آية . 38
.4مسند أحمد " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 4صصصفحة . 227و قصصد ورد فصصي مجمصصع
الزوائد " مرجع سصصابق " ،ج ، 9صصصفحة ، 53و قصصال الهيثمصصي " :رواه أحمصصد و
رجاله ثقات " .و هو حديث مرسل .
.5مسند أحمد " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 227
و واقع الشصصورى أنهصصا ل تكصصون فصصي التشصصريع ،لن الشصصرع مصصن
الله ،و ليس من الناس ،فل يؤخذ رأي الناس فيه ،و الشصصورى فيمصصا
شرعه الله ل تكون إل في المباح لن غيصصصر المبصصاح ل اختيصصار فيصه بصل
ملزم الخذ به كما ورد .لذلك فإن العمال التصي تحصل فيها الشورى
42
" ،ل تكون إل في العمال المباحة .فقد جعل الله الشصصورى فصصي
المر " و هو اسم جنس ،دليل على أنها تكون في كل ما يطلق عليصصه
كلمة " المصر " وهو يشمل العمال و المعاملت و سائر التصصصرفات .
و هي إنما تكون في غير وصف الواقع ،و في غير مصصا تحتصصاج معرفتصصه
إلى خبرة و درايصة ،و فصي غيصر الفكصر الصذي يبحصث فصي الموضصوع ل
. )(1 العمل
43
مقدمة الدستور " مرجع سابق " ،صفحة . 117 – 116 .1
ثصصم إن عيصصش النصصاس اليصصوم فصصي ظصصل النظمصصة الصصتي تتبنصصى
الرأسمالية ،و تأثرهم بالمجالس النيابية اليوم أدى إلصصى خلطهصصم بيصصن
و التشريعية. الشورى و بين المجالس النيابية
-------------
الشاوي ،توفيق ،فقصصه الشصصورى و الستشصصارة ،دار الوفصصاء للطباعصصة و .1
النشر و التوزيع – المنصورة ،ط 1992 ، 2م ،صفحة . 107 – 106
44
المبحث الرابع :القائلون بأن الشورى ملزمة
ذهب أصحاب هذا الرأي إلى وجوب تقيد رئيس الدولة بما يشير
به أهل الرأي ،و إل لم يكن لممارسة الشصصورى معنصصى ،و ذهصصب إلصصى
ذلك :
.1ابن عطية :
ذكر القرطصصبي فصصي تفسصصيره عصصن ابصصن عطيصصة الجمصصاع علصصى وجوبهصصا
عطية :الشورى مصصن قواعصصد الشصصريعة و عصصزائم فقال ) :قال ابن
و الدين فعزله واجب .هصصذا الحكام .من ل يستشير أهل العلم
. )(1 ما ل خلف فيه (
إن قول ابن عطية بوجوب عصصزل المصصام الصصذي ل يستشصصير أهصصل
العلم و الدين ُ ،يفهم منه وجوب الشصصورى فصصي حصصق الحصصاكم ،و لكصصن
قوله -هذا مصصا ل خلف فيصصه – قصصول غيصصر دقيصصق لن هنالصصك كصصثير مصصن
العلماء الذين قالوا بخلف هذا الرأي .
.2و قال ابن خويز منصصداد :واجصصب علصصى الصصولة مشصصاورة العلمصصاء
فيما ل يعلمصصون و فيمصا أشصصكل عليهصصم مصصن أمصصور الصدين ،و وجصصوه
الجيش فيما يتعلق بالحرب ،و وجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح ،
و وجوه الكتاب و الصصوزراء و العمصصال فيمصا يتعلصق بمصصصالح العبصصاد و
. )(2 عمارتها (
إن قول ابن خويز منداد – واجب على الولة – يكصصون قصصد اعتصصبر
الشورى واجبة ،لن الواجب حكم شرعي و مخالفته حصصرام .و ُيفهصصم
من قوله وجوب ممارسة الحصاكم للشصورى ،و ل يفيصصد إلزاميصصة الخصصذ
بنتائجها .
.3و يرد الجصاص رحمصه اللصه علصى مصن زعصم بصأن الشصورى ليسصت
َ
م فِصصي اْل ْ
م صرِ " ) ) : (3و واجبة فيقول في تفسير قوله تعالى " وَ َ
شاوِْرهُ ْ
45
غير جائز أن يكون المر بالمشاورة على جهة تطيب نفوس الصحابة ،
و رفع أقدارهم -كما ذهب بعض الفقهصاء – لنه لو --------------
تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 249 .1
.2تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 250
.3سورة آل عمران ،آية ). (159
كصصان معلوم صا ً عنصصد المستشصصارين أنهصصصم إذا اسصصتفرغوا جهدهصصصم فصصصي
استنباط الحكم الصصذي يستشصصصارون فيصصه ،لصصم يكصصصن معمصصول ً بصصه ،و ل
يتلقى القبول ،فلم يكن في ذلك تطيصصب نفوسصصهم و ل رفصصع أقصصدارهم
بل فيه إيحاشهم و إعلمهم بأن آراءهم غير مقبولة و ل معمصصول بهصصا ،
. )(1 فهذا تأويل ساقط ل معنى له (
.4و يعرض المودودي للشورى مبينا ً أسباب اهتمصصام السصصلم بهصصا ،و
يقول " :إننصصا لصصو تصصدبرنا أسصصباب اهتمصصام السصصلم بالشصصورى لتضصصحت
أمامنا أمور ثلثة :
.1أن يصل أي إنسصصان برأيصصه الشخصصصي – دون اعتبصصار الخريصصن –
ف .فل حصصق لحصصد في مسألة تتعلق بشخصية أو أكثر ظلم ٍ و إجحصصا ٍ
أن يدير المور المشتركة و يقضصصي فيهصصا بطريقتصصه الخاصصصة و رأيصصه
الفردي ،فالنصاف يقتضي للفصل في أمر ما أن يؤخذ رأي جميصصع
من يتعلق بهصصم هصصذا المصصر ،و إن كصصان يتعلصصق بقطصصاع عريصصض مصصن
الناس ،فل بد من التشاور مع ممثليهم الحقيقيين .
46
.3إن الفصل في المسائل التي تتعلق بحقوق الخريصصن مسصصؤولية
جسيمة .فمن يخشى اللصصه و يعصصرف كصصم سصصيكون حسصصابه و عبصصؤه
عظيما ً ثقيل ً أمام ربه ل يمكن أن يجصصترئ علصصى حمصل هصصذا العبصصء
الثقيل القاصم بمفرده .و من ل يخاف الله و ل يؤمن بصصالخرة هصصو
وحده الذي يجرؤ على فعل هذا .أمصا مصن يستشصعر خشصية اللصه و
حساب الخرة فل مفر له من أن يشاور النصصاس أو ممثليهصصم بشصصأن
الفصل فيما يتعلق بهم من أمور ،حتى
--------------
.1أحكام القرآن " مرجع سابق " ،ج ، 2صفحة . 330
يتسنى له الحكم فيها حكم صا ً سصصليما ً أساسصصصه النصصصاف دون تحيصصز ،و
حتى ل يتحمل وحده مسؤوليصة أي خطأ يقع جهل ً أو سهوا ً .
هذا و السباب الثلثة إذا تأملها النسان لعلصصم علصصصم اليقيصصصن أن
الشصورى هصي
المقتضى الحتمي لما يعلمه السلم للنسان مصن أخلق و شصمائل ،و
و النحراف عنها خلق جد ذميصصم ل يقصصره السصصلم أو أن الحيدة
يبيحه أبدا ً .
إن اتباع الشورى في كل صغيرة و كبيرة هو الطراز المنيصصر للحيصصاة
)(1 السلمية.
47
.6يرى محمد عبده أن الشورى ملزمصصة ،و ذلصصك بقصصوله " :إن المصصر
َ
مرِ " ) ، (4للوجوب ل للندب .و هصصو م ِفي اْل ْ في قوله تعالى " :وَ َ
شاوِْرهُ ْ
ما يؤخذ من عبارات المحققين من علماء التفسصصير ،فوضصصح مصصن هصصذا
أن تصرف الواحد في الكل ممنوع شصصرعا ً ،و أن الرعيصصة يجصصب عليهصصا
أن تجعصصل الحصصاكم و المحكصصوم بحيصصث ل يخرجصصان عصصن ح صد ّ الشصصريعة
الحقة ،و أن الصصولة يجصصب عليهصصم استشصصارة ذوي الصصرأي فصصي مصصصالح
العباد ،وأن الشورى من المور الشرعية الواجبصصة ، البلد ،و منافع
فمن رام أمرا ً شرعيا ً ،قضت به
--------------
.1المودودي ،أبو العلى ،الحكومة السلمية 1977 ،م ،صفحة 93 – 92
.و قد كان رأيه السابق الذي أورده في كتابه نظرية السلم و هصصديه صصصفحة
، 59حيث قال :لن الخليفة له أن يخالف أعضصصاء المجلصصس كلهصصم و يقضصصي
برأيه .
.2سورة آل عمران ،آية . 159
.3في ظلل القرآن " مرجع سابق " ،المجلد ، 2الجزء ، 4صفحة – 118
. 119
.4سورة آل عمران ،آية . 159
الشريعة و حتمته على الحصصاكم والمحكصصوم جميعصا ً ،بحيصصث لصصو منعنصصاه
. )(1 لكتسبنا بذلك إثما ً مبينا ً "
نجد من جميع الراء السابقة ،أن مصصن قصصال بوجصصوب الشصصورى ،
لم يتطرق إلى أن الخليفة ملزم بالخذ بها ،و إنما هو ملزم بالشورى
.
48
،عن قتادة و الربيع و ابن إسحاق و )(3 * ما ورد في تفسير القرطبي
الشافعي :
تطيبصا ً لقلبهصا ،ل )(4 * قال الشافعي :هو كقوله " و البكصر تسصصتأمر "
أنه واجب .
* و قال قتادة و الربيع :كانت سصصادات العصصرب إذا لصصم يشصصاوروا فصصي
المر شق عليهم :فأمر الله تعصصالى نصصبيه عليصصه السصصلم أن يشصصاورهم
و أذهصصب لضصصغانهم ،و في المصصر :فصصإن ذلصصك أعطصصف لهصصم عليصصه
أطيب لنفسهم .فإذا شاورهم عرفوا إكرامه لهم .
* عن الحسن البصري و الضحاك :ما أمر الله تعالى نبيه بالمشاورة
لحاجة منه إلى رأيهم ،و إنما أراد أن يعلمهم مصصا فصصي المشصصاورة مصصن
الفضل ،و لتقوى به أمته من بعده .
* و فصي قراءة ابن عبصاس " :و شاورهم في بعض المر " و أحسصصن
القائل :
و اقبل نصيحة ناصح متفضل شاور صديقك في الخفي المشكل
في قوله )شاورهم( و )توكل( فالله قد أوصى بذاك نصبصيصه
* رأي الصصدكتور سصصليمان الطيمصصاوي الصصذي يقصصول ) :أمصصا التشصصريع
السلمي فإنه يقوم أساسا ً على الجتهاد الفردي ،و ل يمكن لغلبية
بالغة ما بلغت أن تجعل لرأي معين
--------------
.1رضا ،رشيد ،تاريخ الستاذ محمد عبده ،ج ، 2صفحة . 207
.2سورة آل عمران ،آية ). (159
.3تفسير القرطبي ،ج ، 4صفحة . 250
.4صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 6صفحة . 2547
49
،لما في ذلصك مصن تطيصب خصواطرهم و اسصتجلب مصودتهم و تعريصف
المصصة بمشصصروعية ذلصصك حصصتى ل يصصأنف منصصه أحصصد بعصصدك و المصصراد هنصصا
. )(2 المشاورة في غير المور التي يرد الشرع بها (
ذلك أن الشورى ل تكون إل في المصصور الصصتي ل نصصص فيهصصا ،أي
أنهصصا ل تكصصون إل فيمصصا ل وحصصي فيصصه ،و ذلصصك اسصصتنادا ً إلصصى القاعصصدة
و الشورى اجتهصصاد فل تكصصون الشرعية ل اجتهاد في معرض النص ،
في أمر ورد في الكتاب أو السنة أو القياس أو الجماع .
* يقول الطبري ) :فإذا ما صصصح عزمصصك بتثبيتنصصا إيصاك و تسصصديدنا لصصك
حَزب َ َ
ك من أمر دينك و دنياك ،فامض لما أمرناك به علصصى فيما نابك و َ
ما أمرناك ،وافق ذلك آراء أصحابك و ما أشاروا به عليك أو خالفهصصا (
. )(3
50
هيكل ،محمد ،الفاروق عمر ،مطبعة مصر 1364 ،هصصص ،ج ، 3صصصفحة .4
. 208
* يقول علي حسني الخربوطلي " :و من حق الخليفة أن ينفرد برأيه
،حتى و لو كان جميع المسلمين عامة و خاصة ضد ّ رأيه ،أو كان أهل
الحل و العقد من المسلمين يناقضون فكرته ،و ذلك كما حصصصل فعل ً
مع أبي بكر حين أراد محاربة العرب جميعا ً ،عندما منعصصت الزكصصاة ،و
خالفه في ذلك ك ّ
ل الصحابة ،حتى عمر بن الخطاب ،و وزيره
)(1 و مستشاره ،فلم يعبأ برأيهم ،و أنفذ رأيه " .
51
ثم يدلل على ذلك بقوله … " :إن أمر الشورى يصصأتي مصصن وراء
حكم الوحي الذي
--------------
.1الخربوطلي ،علصصي ،السصصلم والخلفصصة ،دار بيصصروت للطباعصصة والنشصصر ،
1969م ،صفحة . 44
.2البوطي ،محمد ،فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلفة الراشدة ،
دار الفكر – دمشق ،دار الفكر العربي – بيروت ،ط 1996 ، 11م .صفحة
. 237
هو اليوم الكتاب و السنة و إجماع الئمة ،رضصصوان اللصصه عليهصصم ،كمصصا
يدل أيضا ً علصصى أن الشصصورى إنمصصا شصصرعت للتبصصصر بهصصا ،ل لللصصزام أو
)(1 التصويت على أساسها " .
و ل ُيفهم من هذا تقليله من شأن الشورى ،فإنه يقول " :و إذا
استعرضنا حياته -صلى الله عليه و سلم ، -وجدنا أنه كان يلتزم هصصذا
المبدأ في كل أمر ل نص فيصصه مصصن كلم اللصصه تعصصالى ،ممصصا لصصه علقصصة
بالتدبير و السياسة الشرعية ،و من أجل هذا أجمصصع المسصلمون علصصى
أن الشورى في كل ما لصصم يثبصصت فيصصه نصصص ملصصزم مصصن كتصصاب أو سصصنة
. )(2 أساس تشريعي دائم ،ل يجوز إهماله "
* يقول عبد الكريم زيصصدان " :الصصذي نصصراه و نرجحصصه تصصرك المصصر إلصصى
رئيس الدولة ،فإن شصصاء أخصصذ بصصرأي الكثريصصة ،و إن شصصاء أخصصذ بصصرأي
القلية ،و إن شصصاء أخصصذ برأيصصه هصصو ،و إن كصصان خلف رأي الكثريصصة و
. )(3 القلية "
معلمصصة ،لنصصه
وهنا نجد أن عبد الكريم زيصصدان ،اعتصصبر الشصصورى ُ
ترك للخليفة الحق في أن يسير وفصصق مصصا يصصراه مناسصصبا ً ،و إن خصصالف
رأي الكثرية في مجلس الشورى .
52
إن الشورى حق للمسصصلمين كافصصة لن السصصلطان للمصصة ،فلهصصم
الحق في إبداء رأيهم بكل مصصا يتعلصصق بمصصصالحهم الدنيويصصة و الخرويصصة
بمقتضى حكم الشرع .
53
رفضا ً قاطعا ً و لذلك نجده في صصصلح الحديبيصصة ،قصصال " :إنصصي رسصصول
،و الصدليل الشصرعي إنمصا هصو )(2 الله ،و لست أعصيه و هو ناصري "
الكتاب و السنة و ما أرشدا إليه ،و قوة الدليل ليست عند الناس و ل
فيما فهموه ،بل هي عند المستدل به فحسب .
.2إذا كان الرأي تعريفا ً لمصر مصن المصور سصصواء كصان تعريفصا ً شصرعيا ً
كتعريف الحكم الشرعي ،أو تعريفا ً لواقع كتعريف المجتمع .
ففي هذه الحالة يؤخذ بالتعريف المطابق للواقع ،و لذلك يرجح
فيه جانب الصواب .فمتى كان التعريف جامعا ً جميصصع أفصصراد المعصصرف
-------------- دون استثناء ،و دون خروج
.1سورة الشورى ،آية . 38
.2سيرة ابن هشام ،ج ، 3صفحة . 203
أي فرد من أفراده عن التعريف ،و مانعا ً من دخول أي فرد ليس من
أفراده تحت مدلول التعريف ،فإنه يرجصح علصى غيصره مصن التعصاريف،
لنه يكون المطابق للواقع والواصف وصفا ً حقيقيا ً لهذا الواقع . . .
فالشورى هنا غير ملزمة ،و المرجح هو الصصصواب فقصصط ،و لصصو
كان رأيا ً لفرد واحد لن العبرة هنا الصواب ل الغلبية .
.3أما إذا كان الرأي يدل على فكر فصصي موضصصوع ،أو علصصى فكصصر فصصي
أمر فني .
ففي هذه الحالة يؤخذ بالرأي الصواب ،و رأي أهل الختصاص ،
لنها داخلة تحت قوله – صلى الله عليه و سلم – ) بل هو الرأي ،و
،فيرجع فيها إلصصى الصصرأي الصصصواب كمصصا رجصصع )(1 الحرب ،و المكيدة (
رسول الله -صلى الله عليه و سلم -إلصصى رأي الحبصصاب بصصن المنصصذر ،
فلذلك يرجع بالرأي الفني إلى الصواب .
54
.4إذا كان رأيا ً يرشد إلى عمصصل مصصن العمصصال للقيصصام بصصه – مثصصل بنصصاء
مدرسة أو مستشفى أو فتح طريق . -ففي هذه الحالصة يكصون الصرأي
ملزما ً ،و يؤخذ فيه برأي الكثرية ،بغض النظر إذا كانت الكثرية على
صواب أم خطأ ،و ذلك لن رسول الله – -صلى الله عليه و سلم - -
نزل عند رأي الكثرية في أحد ،و خرج إلصصى خصصارج المدينصصة ،مصصع أنصصه
كان يصصرى خطصصأ هصصذا الصصرأي .و كصصذلك كصصان رأي كبصصار الصصصحابة إل أن
رسول الله – صلى الله عليصصه و سصصلم -قصصد نصصزل عنصصد رأي الكثريصصة
ففعل الرسول هذا ،يبين مدلول قوله لبي بكر و عمر " لو اجتمعتمصصا
،أي في حالصصة الصصرأي الصصذي يرشصصد إلصصى )(2 في مشورة ما خالفتكما "
ل
عمل ،و بذلك يرجع إلى الكثرية في حالة تعيين خليفة ،أو عزل وا ٍ
أو إقرار مشروع ،و رأي الكثرية يكون ملزما ً .
--------------
سيرة ابن هشام ،ج ، 3صفحة . 272 .1
.2مسصصند أحمصصد " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 4صصصفحة . 227مجمصصع الصصزوائد "
مرجع سابق " ،ج ، 9صفحة . 53
و مما تقدم نجد أن الرأي الملزم الذي يرجع فيصصه إلصصى الكثريصصة
هو الرأي الذي يكون من جنس الصصرأي الصصذي حصصصل فصصي أحصصد ،و هصصو
الذي يدخل تحت المشورة الواردة فصصي قصصوله – عليصصه السصصلم – ) لصصو
. )(1 اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما (
أما باقي الراء فإن للخليفة أن يشاور فيها ،و لكنه غير ملزم باتباع
ما أشير عليه .
55
تفعل ذلك من أجصصل الوصصصول إلصصى رأي تسصصير علصصى هصصداه ،و سصصيرها
كجماعة في أمر يحتم أن يكون لها أمير ،فيكون هو صاحب الصلحية
في المر الذي جرى التشاور فيه ،فيكون المرجح للصواب –إنمصصا هصصو
م ِفصي رئيس القوم .و الدليل علصى هصصذا أن اليصة تقصصول "وَ َ
شصصاوِْرهُ ْ
ع َل َصصى الل ّصهِ " ) ، (2فالشصصورى َ
ت فَت َوَك ّص ْ
ل اْل ْ
م صرِ فَصإ َِذا ع ََز ْ
مص َ
حصلت من الرسول و هو إمام المسلمين ،و قد جعل الله المر إليصصه
بعد الستشارة ينفذ ما يعزم عليصصه ،أي مصصا يصصراه صصصوابا ً ،فيكصصون هصصو
المرجح للصواب .و كذلك الحال مع كل إمام ،لن هصصذا ليصصس خاص صا ً
بالرسول بل هو عام للمسلمين ،لن خطاب الرسول خطاب لمته ما
،و هنا لم يرد أي دليل يخصصصه بالرسصول )(3 لم يرد دليل يخصص به
فكان عاما ً .
56
فحسب .و ما يحصل من خلف بين اثنين و بين ثلثة يحصل بين أكثر
كم غير الواحد يكون تحكيما ً
ح ّ
من ذلك فل يحكم غير الواحد ،لنه إذا ُ
و المراد تحكيم الصواب ل الكثرية . للكثرية ل للصواب ،
ثانيا ً :إن الصل في ترجيح جانب الصواب إنما هو لصاحب الصلحية
،و هو ل يكون إل واحدا ً لنصصه إن كصصان أميصصرا ً ،أي رئيسصا ً فل يكصصون إل
واحدا ً ،و إن كان منفذا ً لذلك المر الذي جرى التشاور به ل يكصصون إل
واحصصدا ً ،لن الثنيصصن ل بصصد أن يختلفصصا فصصي أسصصاليب التنفيصصذ ،فيحصصول
اختلفهما دون وقوع التنفيذ ،فل يكون صاحب الصلحية إل واحصصدا ً .و
عليه ل بد أن يكون المرجح لجانب الصواب واحدا ً .
ثالثا ً :إن أعظم أمر عند المسلمين هو مركز الخلفة ،و قد أعطصصى
الشرع السلمي الخليفة وحده صلحيات ترجيح حكم على حكصصم فصصي
التبني للحكام ،و جعله ينفرد بقوة الدليل ،و جعل لصصه وحصصده ترجيصصح
و عقد الصصصلح ،و جانب الصواب ،و له وحده حق إعلن الحرب ،
تحديد العلقات مع الدول الكصصافرة ،و غيصصر ذلصصك ممصصا هصصو داخصصل فصصي
جعلت رعاية الشؤون لرأيه وحده ما يراه صوابا ً
صلحيات الخليفة ،و ُ
يجريه .و قد انعقصصد إجمصصاع الصصصحابة علصصى هصصذا .و رأي الخليفصصة رأي
واحد فحسب ،فما هو دون هذا العمل الخطير – و هو عمصصل الخليفصصة
)(1 – يرجح فيه الصواب واحد من باب أولى " .
--------------
.1النبهاني ،تقي الدين ،الشخصية السلمية ،دار المة للطباعصصة و النشصصر
و التوزيع – بيروت ،ط 1994 ، 4م ،ج ، 1صفحة . 261 – 260
57
الفصل الثالث :
الشورى و
الديمقراطية
58
لصصذلك كصصانت المصصة هصصي مصصصدر السصصلطات ،فهصصي الصصتي تضصصع
النظمة و هي التي تستأجر الحاكم ليحكمها ،و تنزع منه هصصذا الحكصصم
متى أرادت ،و تضع له النظام الذي تريد .
* اصطلحا ً :
" يستعمل في الغرب في أغلب الحصصوال بصصالمعنى الصصذي أعطتصصه إيصصاه
و يشصصمل المضصصمون الواسصصع لهصصذا المصصصطلح ، الثورة الفرنسية
حق الشعب المطلصصق فصصي أن يشصصرع لجميصصع المصصور العامصصة ،بأغلبيصصة
أصوات نوابه .و على هصصذا فصصإن " إرادة الشصصعب " الصصتي انبثقصصت عصصن
النظام الديمقراطي تعني – من الوجهة النظرية على القل – أن هذه
الرادة ذات --------------
الموسوعة السياسية ،ج ، 2صفحة . 258 .1
.2الزيصصن ،سصصميح ،نظصصام السصصلم ،دار الكتصصاب المصصصري و دار الكتصصاب
اللبناني – بيروت ،ط 1989 ، 1م ،صفحة . 24
حرية ل تتقيد مطلقا ً بقيود خارجية ،فهصصي سصصيدة نفسصصها ،و ل ُتسصصأل
. )(1 سلطتها " أمام سلطة غير
من هذا الفهم لواقع الديمقراطية ،يتضح أنها تقوم على أساس
أن السيادة للمة .و أن " المثل العلى في الحكم الديمقراطي ،هصصو
أن يحكم الشعب نفسه بنفسصصه ،بمعنصصى أن الشصصعب عصصن بكصصرة أبيصصه
و يصرف يجتمع في صعيد ٍ واحد ،و يسن القوانين التي تحكمه ،
. )(2 شؤونه الدارية الكبرى ،و يقضي فيما يراد القضاء فيه "
ة
و بما أنه يستحيل عادة ً اجتماع كل الشصصعب ،خاصصصة فصصي دول ص ٍ
تعداد سكانها بالمليين ،قالوا :بأن " المذهب الديمقراطي :هو الذي
59
أو مصصصدرها إلصصى الرادة العامصصة للمصصة ، يرجع أصل السلطة
كما يقرر بأن السلطة ل تكصصون شصصرعية إل حيصصن تكصصون وليصصدة الرادة
و ،لنه " متى تعلم سواد الشعب و بلغ سن النضصصوج )(3 العامة "
. )(4 الرشد آلت القوة القاهرة إلى الكثرة العددية "
--------------
.1أسد ،محمد ،منهاج السلم في الحكم ،دار العلم للملييصصن – بيصصروت ،
ط 1957 ، 1م .صفحة . 48 – 47
.2العربي ،محمد ،دراسات في النظم الدستورية المعاصرة ،دار الفكر –
بيروت 1968 ،م ،صفحة . 185
.3متولي ،عبد الحميد ،الوسيط في القانون الدسصصتوري ،مجهصصول جهصصة و
صفحة . 125 سنة الطبع ،
.4دراسات في النظم الدستورية المعاصرة " مرجع سابق " ،صصفحة 168
.
فحكم الشعب بواسطة الحكم مصصن قبصصل الغلبيصصة يعطصصي الثقصصة
بالرأي الناتج عن الكثرة العددية .
60
فسيادة الشعب ممثل ً بالرادة العامصصة للجمصصاهير ،و هصصي الجهصصة
التي تملك التعبير القانوني ،لصصصدار الحكصصم علصصى الشصصياء و الفعصصال
بسن القوانين و الدستور وفق ما تصصوحي بصصه عقصصول الغلبيصصة المنتخبصصة
في مجلس المة ،لممارسة الحياة النيابية .
و ليس هنصصاك مصصا يحصصول دون رأي الغلبيصصة ،فهصصي ذات مصصصونة
ت فصصوق صصصوتها ،و ل سصصلطة فصصوق
معصومة مقدسصصة ،فل يعلصصو صصصو ٌ
سلطتها لذا كان من أبرز خصائصها -:
أ – السيادة للشعب مطلقا ً .
ب – قداسة الرادة العامة للجماهير .
ج – رأي الغلبية هو المعيار الصادق المعبر عن الحقيقة الصادقة .
)(2 د – إن العقل هو الذي يمثل المرجع الوحيد لسن القوانين .
الصورة حين تصبح هذه الرادة العامصصة تنظصصر إلصصى مصصا سصصبق إبصصاحته ،
على أنه مضٌر بمصالح الجماعة ،فتصدر حكمها بتحريمه .
أي أن إصدار الحكام يتغير تبعا ً لتغير الرأي الذي يصدره العقصصل
في الحكم على الشياء و الفعال فيكون الربا مثل ً حلل ً لن فيصصه دفصصع
و تنشيط الحركة التجارية و الصناعية . عجلة القتصاد نحو النتاج
61
هذا الواقع لمفهوم الديمقراطية ،هو الصصذي يصصراد بحثصصه و إنصصزال
الحكصصم الشصصرعي عليصصه ،و الصصذي يحصصدد هصصذا الواقصصع هصصو مصصا تعنيصصه
الديمقراطيصصة نفسصصها وفصصق المفهصصوم الصصذي اصصصطلح عليصصه عنصصد مصصن
يعتنقونه و ينادون به .
لقد أصبح واضحا ً أن كلمة الديمقراطية لها معنصصى محصصدد ،و إن
تعددت أبعاده ،إل أنه مع كافة الحتمالت يتناقض مع السلم تناقضصصا ً
بينا ً لختلف المصدر بينهما على القل ،فمصدر الديمقراطية العقل و
مصدر السلم الوحي ،و يكفي هذا لنبصصذ الديمقراطيصصة و إبعادهصصا مصصن
أذهان المسلمين .
ن مصصن
إن دعاة الديمقراطية حاولوا أن يجعلوا لهذه الكلمة معصصا ٍ
عند أنفسهم تلتقي إلى حد ٍ ما مع مفصصاهيم السصصلم ،و يصصصرون علصصى
وضع هذه السماء لهذه المعاني ،كما فعلوا فصصي معنصصى الشصصتراكية و
غيرها .و الرد على هذا يكون في أمرين :
ن محصصددة ل تخصصرج عنهصصا و قصصد
الول :إن هذه اللفاظ وضعت لمعصصا ٍ
بينتها في المبحث السابق ،فل يصح إطلقها على غيصصر المعصصاني الصصتي
وضعت لها .
الثاني :لو سلمنا جدل ً بأن معنى الكلمة ل يتناقض مصصع السصصلم و ل
يعارضه في أحد معانيه ،كالدعصصاء بصصأن الديمقراطيصصة هصصي الشصصورى ،
و اا اااا علصصى ذلصصك أن فصصإن اسصصتعمال هصصذه الكلمصصة محصصرم .
62
و الصحابة الكرام كانوا يخاطبون رسول اللصصه -صصصلى اللصصه عليصصه
سلم -بقولهم يا رسول الله راعنا أي اهتم بنا ،تو ّ
ل رعايتنا .و كصصانت
اليهود تستعمل هذه اللفظة فتقول لرسول اللصصه -صصصلى اللصصه عليصصه و
عنا بمعنى أرعن و هصو سلم ، -را ِ
َ
ن " ) . (1و إن عوتبصصوا م وَط َعًْنا ِفي ال ّ
دي ِ الشخص الطائش " ،ل َّيا ب ِأل ْ ِ
سن َت ِهِ ْ
أو حوسبوا قالوا إنما نقول كما تقصصول الصحابصصصة فنصصزل قصصوله تعصصالى :
عَنا وَُقوُلوا انظرَنا " ). (2 قوُلوا َرا ِ مُنوا َل ت َ ُ َ
نآ َ "َياأي َّها ال ّ ِ
ذي َ
63
و قد ورد عن الرسول -صلى الله عليه و سلم -أنه قال … " :
. )(1 ن الكرم الرجل المسلم "
ن أحدكم للعنب الكرم ،فإ ّ
ل يقول ّ
و ممن قال بهذا الرأي علي بالحاج و حافظ صالح و تقي الصصدين
)(2 نبهاني و عبد القديم زلوم .
64
* زلوم ،عبد القديم ،الديمقراطية نظام كفر ،من منشورات حزب التحرير ،
صفحة . 64
* صالح ،حافظ ،الديمقراطية و حكم السصصلم فيهصصا ،دار النهضصصة السصصلمية
و التوزيع – بيروت ،ط 1988 ، 2م ،صفحة . 96 للطباعة و النشر
في بعض النواحي ،و منها -:
أول ً :ترشيح رئيس الدولة و انتخابه من الشعب .
ثانيييا ً :رفصصض جميصصع أشصصكال الحكصصم المطلصصق أو السصصتبدادي أو
الثيوقراطي .
ثالثا ً :تعددية الحصصزاب ،فصصي السصصلم ضصصمن إطصصار الشصصرع ،و فصصي
الديمقراطية ضمن أحكام الدستور .
رابعا ً :إعطاء الحريصصات العامصصة و ل سصصيما السياسصصية ضصصمن النظصصام
العام .
خامسا ً :اختيار الشعب لممثليه في بيان الرأي .
سادسا ً :عصدم إقصرار الفتنصة أو الثصورة كأسصلوب للحصد مصن سصلطة
الحاكم و تجاوزه لسلطته التي حددها الشارع في نظام الشصصورى ،أو
التي حددها الدستور في النظام الديمقراطي .
سابعا ً :إشراك الحاكم و المحكوم في مسؤولية الحكم .
65
ثانيا ً :الشورى تكون في سلطة الشعب ل في سصصيادته لن السصصيادة
و السصصلطان للمصصة .بينمصصا تعتصصبر الديمقراطيصصة في السلم للشصصرع
السيادة و السلطان للشعب .
ثالثا ً :إن نظام الشورى يسعى إلى تكوين المواطن المسلم تكوينصصا ً
إسلميا ً للندماج في مجتمع يطمصصح دائمصا ً ليكصصون مثاليصا ً فصصي اليثصصار و
التضحية و التعاون ،و يتصم إعصداد المسصلم سصواء فصصي أسصرته أو فصصي
المدرسصصة أو فصصي المسصصجد علصصى أسصصاس اليمصصان و اللصصتزام بتعصصاليم
السلم و خشية الله و مراقبته في سره و علنيتصصه .و بصصذلك يتطلصصب
نظام الشصصورى الصصصدق فصصي القصصول و الوضصصوح فصصي السصصلوك و عصصدم
كتمان الشهادة أو إخفاء الحقيقة ،و بذل النصح للحاكم و محاسصصبته و
اعتبار ذلك عبادةً لله و طاعة لصصه .كمصصا يعتصصبر تضصصليل الحصصاكم زيف صا ً و
تزويرا ً و بهتانا ً يستلزم عقاب الله و سخطه .فالمسصصلم معبصصأ نفسصصيا ً
لتحمل المسؤولية و اللتزام بها .
بينمصصا الديمقراطيصصة تعتمصصد علصصى تربيصصة المصصواطن الصصذي يحصصدد
المجتمع تربيته من خلل التكوين المدرسي الذي يتقيد بما يحصصدده لصصه
القانون و يجيزه الرأي العام من خلل نظرة المجتمع ،فهو مسيٌر من
خارج ذاته ل من ذاته ،و هو في أعماله يسعى أن يكون منضصصبطا ً بمصصا
تمليصصه القصصوانين و النظمصصة ل مصصن منطلصصق النضصصباط الصصذاتي .ثصصم إن
علقصصة المحكصصوم بالحصصاكم منضصصبطة بصصذات القصصوانين و غيصصر ممزوجصصة
بالتقوى و الخلص – لن مفهوم التقوى ل وجود له عندهم . -
و من ذلك نرى أن الشورى علقة أخلقية بين الراعي و الرعيصصة
،بينما الديمقراطية علقة موقوتة بين مصالح الحاكم و المحكوم .
66
المجتهدين على هذه الصول في المسائل الصصتي تواجههصصا المصصة .أمصصا
الديمقراطية فتترك ذلك لرأي الناس دون العتماد على أساس ثصصابت
باعتبار أن الناس عرضة لتغير الرأي بين الحين و الحين .
و من هنا كان أتباع الرسل قلة قليلة ،و أتباع الطصصواغيت كصصثرة
كاثرة ،فهذا سيدنا نوح ،قال عنه ربنا تبارك و تعالى بعد أن لبث فصصي
،و ل "ه إ ِّل قَِليص ٌ
)(1 معَص ُ
ن َ
مص َ قومه ألف سنة إل خمسين عاما ً " :وَ َ
مصصا آ َ
هذا اللعين فرعون ينال من أصحاب موسى عليه السلم ،فيصصصفهم
،و لكصصن اللصصه تعصصالى يصصذم )(2 ن " ة قَِليل ُصصو َ م ٌ ن هَ صؤ َُلِء ل َ ِ
ش صْرذ ِ َ قصصائل ً " :إ ِ ّ
الكثرة التي أوصلته إلى سدة الحكصصم ،و السصصلطة المطلقصصة ،فيقصصول
َ
م ك َصصاُنوا قَوْ ً
مصصا ه فَأط َصصا ُ
عوه ُ إ ِن ّهُ ص ْ ف قَ صوْ َ
م ُ خ ّ " َفا ْ
س صت َ َ تعصصالى :
. )(3 ن "
قي َ َفا ِ
س ِ
67
م ن ال ْ َ
حصصقّ فَُهصص ْ م َل ي َعْل َ ُ
مصصو َ ل أ َك ْث َُر ُ
هصص ْ ،وقولصصصه تعصصالى َ " :بصص ْ )(6 كُ ُ
فصصوًرا "
)(7 ن "
ضو َ
معْرِ ُ
ُ
--------------
.1سورة هود ،آية ). (40
.2سورة الشعراء ،آية ). (54
.3سورة الزخرف ،آية ). (54
.4سورة العراف ،آية ) . (187سورة يوسف ،آية ) ، (21آيصصة ) ، (40آيصصة
) . (68سورة النحل ،آية ) . (38سورة الروم ،آية ) ، (6آية ) . (30سصصورة
سبأ ،آية ) ، (28آية ) . (36سورة غافر ،آية ) . (57سصصورة الجاثيصصة ،آيصصة )
. (26
.5سورة النحل ،آية ). (83
.6سورة السراء ،آية ) . (89سورة الفرقان ،آية ). (50
سورة النبياء ،آية ). (24 .7
َ
،و ن "
)(1هو َكصصارِ ُ م ل ِل ْ َ
حق ّ َ حقّ وَأك ْث َُرهُ ْ م ِبال ْ َ
جاَءهُ ْل َو قوله تعالى " :ب َ ْ
س َل ي َ ْ قولصه تعالى " :ول َك َ
ن " ) ، (2و قصصوله تعصصالى : شك ُُرو َ ن أك ْث ََر الّنا ِ َ ِ ّ
ن " ) ، (3و قوله تعالى " :وَت ََرى ك َِثيًرا قو َ س ُ فا ِ س لَ َ ن الّنا ِم ْ ن ك َِثيًرا ِ " وَإ ِ ّ
َ
ت " ) ، (4و قصوله ح َ سص ْ م ال ّ ن وَأك ْل ِهِص ْ ن ِفي اْل ِْثصم ِ َوال ُْعصد َْوا ِ عو َ سارِ ُ م يُ َ من ْهُ ِْ
ن
كصص ّ و قولصصصه تعصصالى " :وَل َ ِ ن " )، (5 م َل ي َعْقُِلصصو َ تعصصالى " :أ َك ْث َُر ُ
هصص ْ
َ َ
ن " ) ري َ
شاك ِ ِ م َ جد ُ أك ْث ََرهُ ْ ن " ) ، (6و قوله تعالى " :وََل ت َ ِ جهَُلو َ م يَ ْأك ْث ََرهُ ْ
َ
نمص ْن َل ي ُغْن ِصصي ِ ن الظ ّص ّ م إ ِّل ظ َن ّصصا إ ِ ّ ما ي َت ّب ِعُ أك ْث َُرهُ ْ ، (7و قوله تعالى " :وَ َ
ن عصص ْس َ ن الّنصصا ِ مصص ْ ن ك َِثيصصًرا ِ شصصي ًْئا ") ، (8و قصصوله تعصصالى " :وَإ ِ ّ حصصقّ َ ال ْ َ
آيات ِنال ََغافُلون " ) ، (9و قوله تعالى " :ول َك َ
ن " ) مُنو َ س َل ي ُؤ ْ ِ ن أك ْث ََر الّنا ِ َ ِ ّ َ ِ َ َ
َ
ن " ) ، (11و مِني َ مؤ ْ ِت بِ ُ ص َ حَر ْ س وَل َوْ َ ما أك ْث َُر الّنا ِ ، (10و قوله تعالى " :وَ َ
قوله تعالى " :وما يؤ ْم َ
ن " ) ، (12و كو َ ش صر ِ ُ م ْ م ُ م ب ِصصالل ّهِ إ ِّل وَهُص ْ ن أك ْث َُرهُص ْ َ َ ُ ِ ُ
قوله تعالى " :رب إنه َ
ناس " )(13
ن ال ّ ِ م ْ ن ك َِثيًرا ِ ضل َل ْ َنأ ْ َ ّ ِّ ُ ّ
--------------
سورة المؤمنون ،آية ). (70 .1
68
.2سورة البقرة ،آية ) . (243سورة يوسف ،آية ) . (38سورة عصصافر ،آيصصة )
. (61
.3سورة المائدة ،آية ). (49
.4سورة المائدة ،آية ). (62
.5سورة المائدة ،آية ) . (103سورة الحجرات ،آية ). (4
.6سورة النعام ،آية ). (111
.7سورة العراف ،آية ). (17
.8سورة يونس ،آية ). (36
.9سورة يونس ،آية ). (92
سورة هود ،آية ) ، (17سورة الرعد ،آية ) ، (1سورة غصصافر ،آيصصة ) .10
. (59
سورة يوسف ،آية ). (103 .11
سورة يوسف ،آية ). (106 .12
سورة ابراهيم ،آية ). (36 .13
ض" ضهُ ْ َ طاِء ل َي َب ِْغي ب َعْ ُ
خل َ َ
ن ال ْ ُ ن ك َِثيًرا ِ
)
م ع َلى ب َعْ ٍ م ْ و قوله تعالى " :وَإ ِ ّ
قد جئ ْناك ُم بصصال ْحق ول َكص َ
ق م ل ِل ْ َ
حص ّ و قوله تعالى " :ل َ َ ْ ِ َ ْ ِ َ ّ َ ِ ّ
ن أك ْث ََرك ُص ْ . (1
. )(2 ن "
هو َ َ
كارِ ُ
و حذر الله رسوله الكريم -صلى الله عليصصه و سصصلم ، -مصصن أن
َ
ن ِفصيمص ْ طصعْ أك ْث َصَر َن تُ ِ ينساق وراء الكثرة الجاهلة ،فقال تعالى " :وَإ ِ ْ
ضصصّلو َ
ن ن ك َِثيصصًرا ل َي ُ ِو قصصال أيضصصا ً " :وَ إ ِ ّ ك " )، (3 ضصصّلو َ ض يُ ِ َْ
الْر ِ
عل ْم ٍ " ). (4 َ
م ب ِغَي ْرِ ِ
وائ ِهِ ْ
ب ِأهْ َ
و عندما يتحدث الله عن القلة يمدحها ،من مثل قوله تعالى " :
ن " ) ، (5و قوله تعالى " :وََقاُلوا َ
ضو َ معْرِ ُ م ُ م وَأن ْت ُ ْ م إ ِّل قَِليًل ِ
من ْك ُ ْ م ت َوَل ّي ْت ُ ْ
ثُ ّ
ن " ) ، (6و قصصوله قِليًل َ
مصصا ي ُؤ ْ ِ
من ُصصو َ م فَ َ ه ب ِك ُ ْ
فرِه ِص ْ م الل ّ ُ ل ل َعَن َهُ ْ قُُلوب َُنا غ ُل ْ ٌ
ف بَ ْ
،و قصصوله )(7 م " من ْهُ ص ْوا إ ِّل قَِليًل ِ ل ت َوَل ّص ْ
قَتا ُ م ال ْ ِ
ب ع َل َي ْهِ ْ تعالى " :فَل َ ّ
ما ك ُت ِ َ
ن الل ّصهِ " ) ، (8و قصصوله ة ك َِثيصَرة ً ِبصإ ِذ ْ ِت فِئ َ ً ن فِئ َةٍ قَِليل َةٍ غ َل َب َ ْ م ْم ِ تعالى " :ك َ ْ
ن د َِيصصارِك ُ ْ
م م ْ جوا ِ خُر ُم أ َوْ ا ْ سك ُ ْ ن اقْت ُُلوا َأن ُ
ف َ مأ ْ
تعالى " :ول َو أ َنا ك َتبنا ع َل َيه َ
ِْ ْ َ ْ ّ ََْ
ل ت َط ّل ِعُ
م " ) ، (9و قوله تعالى " :وََل ت ََزا ُ من ْهُ ْ
ل ِ ما فَعَُلوه ُ إ ِّل قَِلي ٌ
َ
69
--------------
.1سورة ص ،آية ). (24
.2سورة الزخرف ،آية ). (78
.3سورة النعام ،آية ). (116
.4سورة النعام ،آية ). (119
.5سورة البقرة ،آية ). (83
.6سورة البقرة ،آية ). (88
.7سورة البقرة ،آية ). (246
.8سورة البقرة ،آية ). (249
.9سورة النساء ،آية ). (66
مصصا م " ) ، (1و قصصوله تعصصالى " :قَِليًل َ م إ ِّل قَِليًل ِ
من ُْهصص ْ من ُْهصص ْ ع ََلصصى َ
خائ َِنصصةٍ ِ
ن " ) ، (3و قصصوله ش صك ُُرو َ مصصا ت َ ْ ن " ) ، (2و قوله تعالى " :قَِليًل َ ت َذ َك ُّرو َ
تمص َ ذي ك َّر ْ ذا ال ّص ِ
ك هَ ص َل أ ََرأ َي ْت َص َ
" قَصصا َ تعالى حاكيا ً عن إبليس ،قصصال :
ه إ ِّل قَِليًل " ) ، (4و قوله ن ذ ُّري ّت َ ُ مةِ َل َ ْ
حت َن ِك َ ّ قَيا َخْرت َِني إ َِلى ي َوْم ِ ال ْ ِ ن أَ ّ ي ل َئ ِ ْ
ع َل َ ّ
س إ ِّل قَِليًل " ) ، (5و قوله تعصصالى " :وَل َصوْ ك َصصاُنوا ْ ْ
ن ال ْب َأ َتعالى " :وََل ي َأُتو َ
شك ًْرا ل َداُوود َ ُ مُلوا آ َما َقات َُلوا إ ِّل قَِليًل " ) ، (6و قوله تعالى " :اع ْ َ م َ ِفيك ُ ْ
. )(7 ش ُ
كوُر " عَباِدي ال ّ
ن ِ
م ْ وَقَِلي ٌ
ل ِ
--------------
سورة المائدة ،آية ). (13 .1
70
.2سصورة العراف ،آية ) . (3سصورة النحل ،آية ) . (62سصورة عافر ،آية
سورة الحاقة ،آية ). (42 ). (58
.3سصصورة العصصراف ،آيصصة ) . (10سصصورة المؤمنصصون ،آيصصة ) . (78سصصورة
سورة الملك ،آية ). (23 السجدة ،آية ). (9
.4سورة السراء ،آية ). (62
.5سورة الحزاب ،آية ). (18
.6سورة الحزاب ،آية ). (20
.7سورة سبأ ،آية . (13) ،
.8صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 1523
في كتصصابه " كشصصف الكربصصة )(1 و هم قلة مثل المام ابن رجب الحنبلي
.حين قال : )(2 الغربة " بوصف أهل
" الحق في الحياة الدنيا ،ل يتحدد بالعدد ،و ل تقرره الكثرة أو
و لكنه يتحدد بالقواعد و المبادئ و المنهاج الرباني الذي القلة ،
س َل ك ول َكص َ
ن أك ْث َصَر الن ّصصا ِ
ن َرب ّص َ َ ِ ّ
م ْ ه ال ْ َ
حقّ ِ "إ ِن ّ ُ أنزل من السماء
ن " ). (3 ي ُؤ ْ ِ
مُنو َ
فالحق ل ُيقرر بالكثرة الغالبة ،حتى و لو كانت من المسلمين ،
و الميزان ليس برلمانا ً أو كونجرس ،ترفع فيه اليدي و تخفض بهصصوى
فتموت شعوب و تفنى شعوب ،إن هنالك منهاجا ً ربانيا ً يفيصصء النصصاس
. )(4 إليه وحده في حالة الخلف و التنازع "
--------------
71
المام الحافظ المحدث الفقيه الواعظ ،زين الدين ،عبد الرحمن .1
بن أحمد بن رجب السلمي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي ،ولد فصصي بغصصداد
سنة 736هص ،و صنف شرح الترمذي ،و شصصرح علصصل الترمصصذي ،و طبقصصات
الحنابلة و غيرهصا ،مصات سصصنة 795هصص ) .طبقصصات الحفصاظ ،ج ، 1صصفحة
. ( 540
.2الدفعة القوية لنسف عقيدة الديمقراطية " مرجع سابق " ،صصصفحة – 7
. 10
سورة هود ،آية ). (17 .3
.4النحوي ،عدنان ،الشورى ل الديمقراطية ،دار النحوي للنشر و التوزيصصع
– الرياض ،ط 1997 ، 1م ،صفحة . 103
إيجاز مقارن بين الديمقراطية و الشورى
الشورى الرقم الديمقراطية الرقم
.1أساسها من الوحي اللهي .1أساسها من وضع البشر
.2تقصصوم علصصى فكرتصصي السصصيادة .2السيادة لله و السلطان للمة
للشصصصصصعب و الشصصصصصعب مصصصصصصدر
السلطات
.3جهصصاز الحكصصم يتكصصون مصصن .3جهاز الحكم يتكون من :
سصصلطات ثلثصصة تسصصن القصصوانين و ا -الخليفة
ب -معاون التنفيذ تنفذها
ج -معاون التفويض ا -السلطة التنفيذية )الوزارة(
ب -السصصصصصصصصلطة التشصصصصصصصصريعية د -أمير الجهاد
ه -الولة )البرلمان(
و -القضاة ج -السلطة القضائية )القضاء(
ز -مجلس الشورى
ط -الجيش
.4القضاء يكون شرعيا ً .4القضاء يكون مدنيا ً
.5الشصصصعب هصصصو الصصصذي يسصصصن .5الوحي هو مصدر القوانين ،و
الشصصعب ينتخصصب مصصن يطبصصق عليصصه القوانين ،لن السيادة له
الشرع
72
نظصصصام السصصصلم ل يعصصصترف .6الديمقراطية تكرس التمزق و .6
تعصصدد الصصدول و تحصصترم اسصصتقلل باستقلل بلد إسلمي عن بلد آخر
و الدولصصصة ،فالمصصصة موحصصصدة الدولة
واحدة
.7الديمقراطية تحترم القوميات .7نظام الحكم في السلم يذيب
و العرقيات و النعرات الجاهلية و جميصصصع القوميصصصات و القبليصصصات و
يصهرها بالسلم تحييها و تحافظ عليها
.8يختصصار الحصصاكم لمصصدة حكصصم .8الخليفصصة مصصدى الحيصصاة مصصا دام
قادرا ً مطبقا ً شرع الله مؤقتة
.9يجوز التمصصرد علصصى الحصصاكم و .9ل يجوز التمرد على الخليفة إل
رفض طاعته و خلعه من منصبه في حالة واحدة حين يأمر بمعصية
.10يجصصصوز تشصصصكيل أحصصصزاب .10ل يجوز تشكيل أحزاب غيصصر
معارضصصصة علمانيصصصة أو قوميصصصة أو الحصصصزاب السصصصلمية الملتزمصصصة
بالسلم عقيدة و نظام حياة إلحادّية
.11الديمقراطية تجيز التسصصابق .11السصصلم يشصصترط فصصي مصصن
و التنصصافس و الوصصصول لمنصصصب يتقدم لهذا المنصب أن يكون رجل ً
الحاكم بغض النظر عصصن مصصؤهلته مسلما ً بالغا ً عاقل ً حّرا ً عدل ً
أو صصصفاته الشخصصصية أو الصصتزامه
الديني
.12الديمقراطية طريقصصة حكصصم .12الشورى ليست طريقة حكم
لهصصا كليصصات و جزئيصصات ،و هصصي لها كليات و جزئيات ،بل هي أخذ
تسّير شؤون الحكم حسب وجهصصة الرأي و تكون ملزمة في حالت و
غير ملزمة في حالت أخرى نظر معينة
.13الفكصصصار المطروحصصصة فصصصي .13الشورى مقيدة بطرح الرأي
الذي ل يخالف الشرع الديمقراطية ل تهتم بالمصدر
.14فصصي الديمقراطيصصة تسصصود .14و في الشورى يسود الصصرأي
الشرعي العلمانية
.15ترتكصصز الديمقراطيصصة علصصى .15الشورى ل تفصل الدين عن
ط ما لقيصصصر لقيصصصر و مصصا للصصه الدولة
أع ِ
73
لله
.16الديمقراطيصصة تقصصوم علصصى .16الشورى تقوم على أسصصاس
النفعية البحتة و ل تقيم وزنا ً لغير روحصصصصصي ،و تجعصصصصصل الحلل و
الحرام مقياسا ً لجميع الراء المادية
.17في الديمقراطيصصة السصصعادة .17السعادة هي الفوز برضوان
هصصي الحصصصول علصصى أكصصبر قصصدر الله
ممكن من المتع الجسدية
.18الحكم للكثريصصة حصصتى و لصصو .18الحكم للشرع حتى لصصو كصصان
كصانت علصى باطصل ،الكثريصة قصد مع فئة قليلة :
-Iتنفيصصصصذ و تطصصصصبيق الحكصصصصم تكون :
الشصصرعي ل ُيرجصصع فيصصه لصصرأي -Iأكثرية الشعب في اسصتفتاء
الكثرية عام
-IIالصصرأي الفنصصي أو رأي أهصصل -IIأكثرية النواب في التصويت
الختصصصاص و الخصصبرة ل يلزمصصه على مشروع
أكثرية ج -أكثريصصصة الصصصوزراء فصصصي وضصصصع
ج -هناك حالة واحدة يؤخصصذ بصصرأي مشروع أو تنفيذ سياسة
الغلبية و هي معرفصصة الصصرأي فصصي د -أكثرية نقابية أو جمعية
ل مبصصاح أو عصدم
ه -أكثرية لمنح الثقة عن الصصوزارة القدام علصى عمص ٍ
القدام عليه ،مثل نزول الرسول أو حجبها
و -جميصصصصع قصصصصرارات المجصصصصالس – صلى الله عليصصه و سصصلم -عنصصد
و الوزاريصصة يلزمهصصا رأي الكثرية للخروج مصصن المدينصصة النيابيصصة
لملقاة الكفار في أحد أكثرية لتنفذ
.19الديمقراطيصصصصة تقصصصصدس .19السصصصلم يعتصصصبر الحريصصصات
بالمفهوم الغربي حراما ً و مخالفصصا ً الحريات
للشرع
.20حرية الرأي ،يجوز في ظل .20الصصرأي فصصي السصصلم مقيصصد
ي
الديمقراطية للفصصرد أن يحمصصل أي بالحكصصام الشصصرعية فهصصو إمصصا رأ ٌ
م قصصصوله كالغيبصصصة و قصصصذف
أو أي فكر أو أن يقوله و حصصصرا ٌ ي
رأ ٍ
74
المحصصصصنات و مهاجمصصصة السصصصلم يدعو له
و الطعصصن فيصصه أو رأي فصصرض ورد
قصصصوله مثصصصل المصصصر بصصصالمعروف و
و محاسصبة النهي عن المنكصر
الحكام أو رأيٌ مباح أن تقول خيرا ً
أو تصمت
75
إن القوانين و التشريعات في كل العالم ترجع بالنسصصبة لمصصا لهصصا
من سلطان إلى ثلثة أنواع :
" النوع الول :ما يقوم سلطانه على العنصر الروحي ،و عنصصصر
اللزام معا ً ،و هو أصلحها للبقاء ،و أقواها سصصلطانا ً علصصى الجمصصاهير ،
لنه يحكم سلوك الناس الباطن حين يتصل بعقصصائدهم و تقاليصصدهم ،و
و لنصصه يحكصصم سصصلوكهم الظصصاهر بمصصا يفرضصصه مصصن جصصزاء عليهصصم .
يستعين على حكم يوائم بين سلوكهم الظاهر و سصصلوكهم البصصاطن ،و
يوجههم وجهة واحدة ،فهم يطيعون القانون في الباطن و الظاهر ،و
في السصصر و العلصصن ،و فصصي الشصصدة و الرخصصاء ،تصصدفعهم إلصصى الطاعصصة
القلوب المؤمنة ،و تردهصصم إلصصى الطاعصصة نفوسصصهم اللوامصصة .و أصصلح
المثلة لهذا النوع هو الشريعة السلمية .
النوع الثاني :ما يقوم سلطان القصصانون فيصصه علصصى عنصصصر اللصصزام
فقط ،و سلطان هذا النوع من القانون ضعيف ،لن القصصانون ل صصصلة
له بالنفوس و القلوب ،و من ثم يتقبله النصصاس كصصارهين ،و ل ُيقبلصصون
عليه طائعين ،و ل يتحرجون من مخالفته إذا أمنوا سطوته .
النوع الثالث :ما يقوم فيه سصصلطان القصصانون علصى عنصصر اللصصزام
وحده و لكن تأتي نصوص القصصانون مضصصادة لعقصصائد الجماعصصة ،خارجصصة
والفضائل المتعارف عليها .و مثل هصصذا عصلصى الخصلق الموروثة
القانون يعتبر مجردا ً من السلطصان ،و أّنى يكون له سلطان على من
يهاجم عقصصائدهم ،و يسصفه أحلمهصصم و فضصصائلهم ،و يصصؤلم نفوسصصهم و
يعذب ضمائرهم ؟
76
و من المثلة علصصى هصصذا النصصوع القصصوانين الوضصصعية السصصائدة فصي
)(1 جميع الدول العربية والسلمية " .
--------------
عودة ،عبد القادر ،السلم و أوضاعنا السياسية ،مؤسسصصة الرسصصالة – .1
بيروت ،صفحة . 37
.2مسند أحمد " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة ، 409 ، 131ج ، 5صفحة
. 66المعجم الكبير " مرجع سابق " ،ج ، 18صفحة ، 177 ، 170 ، 165
، 185ص . 229و معنى الحديث عند البخاري " ل طاعة في المعصية ،مجلصد
77
حصصديث رقصصم ، 9صفحة ، 109و عند مسلم في المارة ،باب رقصصم ، 8
. 39
في ولية المر لمن يخشى الله و حسابه ،لذلك اعتبر الفقهاء التقوى
شرطا ً من شروط الهلية للولية .
إن الله سبحانه و تعالى قد أنزل لنا القرآن الكريصم ،الصذي فيصه
أحكام العقوبات لعلمه بأن النسان غير معصوم ،و هو سيعصصصيه فصصي
بعض الحوال ،لذلك ل يكفي تقوى الحاكم و ورعه ،من وجود هيئات
و أحكام تعمصصل علصصى الشصصراف علصصى عمصصل الحكصصام و محاسصصبتهم إذا
و أخطصصؤوا .و لصصذلك نجصصد السصصلم قصصد وضصصع مصصن التشصصريعات
الهيئات ،ما يضمن سير الحاكم و أعوانه سيرا ً صحيحا ً ،بحسب عقصصد
البيعة الذي بويع عليه ،و من هذه التشريعات و الهيئات -:
أول ً :أن السلم قد اعتبر منصب الخلفصصة منصصصبا ً دنيوي صا ً ل ديني صا ً ،و
أن الخليفة هو أحد المسلمين مخصصاطب بجميصصع الحكصصام الشصصرعية ،و
ليس له أي استثناء من حيث اللتزام بأحكام الله ،فل رجال دين فصصي
السلم ،و ل قداسة للخليفة .
ثانيا ً :لقد جعل السلم محاسبة الحكام من قبل المسلمين حقا ً من
حقوقهم ،و فرض كفاية عليهم .إذ جعل المة قوامة على قيام
الحاكم بمسئوليته ،و إلزامها بالنكار عليه إذا قصر في هذه
المسؤوليات ،أو أساء في تصرفاته ،فقد روى مسلم عن أم سلمة
أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم -قال " :ستكون أمراء
فتعرفون و تنكرون ،فمن عرف فقد برئ ،و من أنكر فقد سلم ،و
لكن من رضي و تابع " ) " . (1فمن عرف فقد برئ فمعناه والله أعلم
فمن عرف المنكر ولم يشتبه عليه فقد صارت له طريق إلى البراءة
من اثمه وعقوبته بأن يغيره بيديه أو بلسانه فإن عجز فليكرهه بقلبه
78
وقوله صلى الله عليه وسلم ولكن من رضي وتابع معناه ولكن الثم
وتابع وفيه دليل على أن من عجز عن والعقوبة على من رضي
إزالة المنكر ل يأثم بمجرد السكوت بل إنما يأثم
--------------
صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة . 1481 .1
يقول رسول الله -صلى الله عليصصه و سصصلم " : -إن اللصصه ع صّز و
ج ّ
ل ل يع ّ
ذب العامة بعمل الخاصة ،حتى يروا المنكر بين ظهرانيهصصم ،
و هم قادرون على أن ينكروه فل ينكروه ،فإذا فعلوا ذلك عصصذب اللصصه
. )(2 الخاصة و العامة "
ثالثا ً :إن إعطصصاء المصصة الحصصق فصصي اختيصصار الحصصاكم ،و تصصوكيله عنهصصا
ليحكمها بشرع الله ،يعني أن الحاكم وكيل ً عن المة ،و لكن المو ّ
كل
ل يتخلى عن حقه في التصرف لمجرد
وجود وكيل عنه ،فإذا كان يحق للمة محاسبة النواب الذين اختصصارتهم
الشورى ،فمن باب أولى أن تحاسصصب مصصن اختصصاره هصصؤلء لمجلس
النواب ،و أشرفوا على عمله .
79
طاعة له ،بل إن المة تعصي الله تعالى إن فعلت ذلك ،لنه ل طاعة
لمخلوق في معصية الخالق .
. )(1 " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر "
والمراد بالكفر البواح هنا المعاصي " ،ومعنى عنصدكم مصصن اللصه
فيه برهان أي تعلمونه من دين الله تعالى ،ومعنى الحديث ل تنصصازعوا
ولة المور في وليتهم ،ول تعترضوا عليهم ،إل أن تروا منهصصم منكصرا
محققا تعلمونه من قواعد السلم ،فإذا رأيتم ذلك فصصأنكروه عليهصصم ،
وقولوا بالحق حيثمصصا كنتصصم ،وأمصصا الخصصروج عليهصصم وقتصصالهم فحصصرام ،
بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين ،وقد تظصصاهرت الحصصاديث
بمعنى ما ذكرته وأجمع أهل السنة أنه ل ينعصصزل السصصلطان بالفسصصق ،
. )(2 وأما الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا أنه ينعزل "
و قال ابن حجر العسقلني " :إنه ينعزل بالكفر إجماعا ،فيجب
على كل مسلم القيام في ذلك ،فمن قوي علصصى ذلصصك فلصصه الثصصواب ،
ومن داهن فعليه الثم ،ومن عجز وجبت عليه الهجرة من تلك الرض
. )(3 "
80
إن جهاز القضاء في الدولة السلمية هو الركيزة الساسية التي
تضمن محاسبة الحكام ،فالمسلمون سواء أمام الحكصصام الشصصرعية و
،فل يوجصصد أحصصد فصصي الدولصصة السصصلمية فصصوق )(4 كصصذلك أمصصام القضصصاء
القصصصانون ،و ل يوجصصصد حصصصصانة لي شصصصخص كصصصان ،و ذلصصصك انطلقصصصا ً
--------------
سصصنن أبصصي داود " مرجصصع سصصابق " ،كتصصاب الملحصصم ،بصصاب ، 17حصصديث .1
، 4344ج ، 4صفحة ، 514حديث صحيح .
.2شرح النووي على صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 12صفحة . 229
.3فتح الباري " مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة . 123
.4القضاء هو الخبار عن حكم ٍ شرعي على سبيل اللزام ) .تبصرة الحكام
في أصول القضية و مناهج الحكام – ابصصن فرحصصون ،ج ، 1صصصفحة . 117
معين الحكام في ما يتردد بين الخصمين من الحكام – الطرابلسي ،صصصفحة
.(7
َ َ َ
سصصو َ
ل طيعُصصوا الّر ُه وَأ ِ طيعُصصوا الل ّص َمن ُصصوا أ ِنآ َ ذي َ من قوله تعالى َ " :ياأي َّها ال ّ ِ
َ ُ
ل يٍء فَصُرّدوه ُ إ ِل َصصى الل ّصهِ َوالّر ُ
سصصو ِ ش ْ م ِفي َ ن ت ََناَزع ْت ُ ْ م فَإ ِ ْ من ْك ُ ْ
مر ِ ِوَأوِْلي اْل ْ
خرِ " ). (1 َوال ْي َوْم ِ اْل ِ ن ِبالل ّهِمُنو َم ت ُؤ ْ ِ ن ُ
كنت ُ ْ إِ ْ
و من هذه الية نستنتج حكمين هما (2) -:
81
" و إذا كانت النظم الوضعية قد عرفت في العصور المتصصأخرة "
المحكمة الدسصصتورية العليصصا " ،فصصإن الحيصصاة السصصلمية ،قصصد عايشصصت
نظام " ولية المظالم " من عهد الرسول -صلى الله عليه و سلم . -
لم تشهد الحياة النسانية نظاما ً يقطع دابر الظلم ،غير السلم
،و لم يسجل التاريصصخ البشصصري حضصصارة اسصصتطاعت ،أن تسصصاوي بيصصن
الحكام و المحكصصومين غيصصر السصصلم ،و لصصن يسصصتطيع العقصصل البشصصري
مهما بلغ من النضج و السمو ،أن يضع من القوانين ،ما يكفل العصصدل
و الحق و الخير و المساواة ،كمصصا جصصاءت بصصه العقيصصدة السصصلمية مصصن
النظم -------------- ،
.1سورة النساء ،آية ). (59
.2المودودي ،أبو العلى ،الخلفة و المصلك ،دار العلصم – الكويت ،ط ، 1
1978م ،صفحة ، 25 – 24بتصرف .
.3فقه الشورى و الستشارة " مرجع سابق " ،صفحة . 467
و لن يكون من قبيل المبالغصصة إن قلنصصا أن تصصصور السصصلم فصصي صصصورة
قضاء المظالم ،جعل الحياة القانونية في الدولة السلمية ،تبلصصغ حصصدا ً
يفوق ك ّ
ل ما في العقول من خصوبة في الدرراك ،إذ كيصصف يتصصأتى أن
يقف رئيس الدولة السلمية مع آحاد الناس أمام قاضي المظالم فصصي
)(1 مجلس قضاء ؟ "
فرئيس الدولة يؤاخذ كما يؤاخذ آحاد النصصاس ،فهصصو ليصصس بعيصصدا ً
ض
عصن يصصد العدالصصة ،فالمظصصالم نظصام قضصائي جصاء بصصه السصصلم ،لفص ّ
المنازعات التي تكون الدولة السلمية فيها طرفا ً فصصي المخاصصصمة ،و
و ولة ،و كل كذلك من يمثلها من حكام ٍ و وزراء ،و قادة جند ٍ ،
ذي سلطان نافذ .
82
و قد وضع أبو يعلى شروطا ً خاصة فيمن يتولى محكمة المظالم
،و هي " أن يكون جليل القصصدر ،نافصصذ المصصر ،عظيصصم الهيبصصة ،ظصصاهر
الورع ،لنه يحتاج في نظره إلى سطوة العفة ،قليل الطمع ،كثير
)(3 الحماة ،و تثّبت القضاة ،فاحتاج إلى الجمع بين صفتي الفريقين "
.
و يصصرى أبصصو يعلصصى ،أنصصه ل بصد ّ مصصن حضصصور خمسصصة أصصصناف مصصن
)(4 الناس ،مجلس المظالم ،و هم :
--------------
الخالصصدي ،محمصصود ،نظصصام القضصصاء فصصي السصصلم ،مؤسسصصة ابصصن نصصديم .1
الثقافية للنشر و التوزيع – إربد – الردن 1983 ،م .
.2الحكام السلطانية للماوردي " مرجع سابق " ،صفحة . 77
الحكام السلطانية لبي يعلى " مرجع سابق " ،صفحة . 84
.3الحكام السلطانية لبي يعلى " مرجع سابق " ،صفحة . 84
.4الحكام السلطانية لبي يعلى " مرجع سابق " ،صفحة . 87
أول ً :الحماة و العوان ،لجذب القوي و تقويم الجريء .
ثانيا ً :القضاة و الحكام ،لستعلم ما يثبت عندهم من الحقوق .
ثالثا ً :الفقهاء ،يرجع إليهم فيما أشكل ،و يسألهم عما اشتبه .
رابعا ً :الك ُّتاب ،ليبتوا ما جرى بين الخصوم .
خامسا ً :الشهود ،ليشهدهم على ما أوجبصصه مصصن حصصق ،و أمضصصاه مصصن
حكم .
83
.3تصفح أحوال ك ُّتاب الدواوين .
.4تظلم المسترزقة من نقص أرزاقهم من ديوان العطاء .
.5رد ّ الغصصصوب السصصلطانية الصصتي تغلصصب عليهصصا أهصصل الجصصور ،و ذو
اليدي القوية .
.6مشارفة الوقف العام و الخاص .
.7تنفيذ ما عجز عنه القضاة من الحكام ،لعزة المحكصصوم عليصصه ،
أو قوة يده ،أو لعلو قدره و عظم خطره .
.8النظر فيما عجز عنه قضاة الحسبة في المصالح العامة .
.9مراعصصاة العبصصادات الظصصاهرة ،كالجمعصصة و العيصصاد و الحصصج و
الجهاد .
النظر بين المتشاجرين و الحكم بين المتنازعين . .10
84
المنصب ،و لذلك كان ل بصصد مصصن إبعصصاد سصصلطة الخليفصصة عنصصه ،و منصصع
الخليفة من حقه في عزل قاضي المظالم .
85
لذلك كان بقاء صلحية عزل قضاة محكمة المظالم بيد الخليفة
حراما ً ،و من هنا لم يكن لرئيس الدولة حق عزل قضاة المظالم ،و
عليه أن يقلد من يقوم بعزلهم ،ممن ل يمكن أن يحصل منه تعطيل
أحكام الشرع ،و غالبا ً ما يكونون باقي أعضاء محكمة المظالم ،
)(1 الذين تناط بهم صلحية حق عزل قاضي المظالم .
،حينمصصا وضصصع )(2 و قد تنبه إلى هذه القضية تقي الدين النبهصصاني
مقدمة دستور الدولة السلمية ،حيث قال " :يعين قاضصصي المظصصالم
من قبل رئيصصس الدولصصة ،أو مصصن قبصصل قاضصصي القضصصاة ،و لكصصن ليصصس
لرئيس الدولة ،و ل لقاضي القضاة حق عزلصصه ،و إنمصصا تنظصصر أعمصصاله
. )(3 من قبل محكمة المظالم و هي التي تملك عزله "
86
السير الصحيح ،و التزامه أحكام الشرع ،كما أنها تضمن عصصدم وقصصوع
فوضى و غلو في أساليب الرقابة الشعبية أو حدوث فتن داخل الدولة
السلمية .
ثم علينا أن نذكر ما قاله خليفة رسول اللصه أبصو بكصر الصصديق -
رضي الله عنصصه -فصصي أول خطبصصة لصصه " :أيهصصا النصصاس فصصإني قصصد وليصصت
) عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وان أسات فقوموني "
. (2
فإذا كان رسولنا العظيم و صصصحابته الكصصرام ،و هصصم فصصي موقصصع
المسؤولية قد طلبوا من المسلمين محاسبتهم و تقصويمهم ،فلصم يعصد
و يسكت عليه . لحد عذر في أن يرى المنكر من حاكمه
87
مجمع الزوائد " مرجع سابق " ،ج ، 9صصصفحة . 26المعجصم الوسصصط " .1
مرجع سصصابق " ،ج ، 3صصصفحة . 104المعجصصم الكصصبير " مرجصصع سصصابق " ،ج
، 18صفحة . 280
.2السيرة النبوية " مرجع سابق " ،ج ، 6صفحة . 82
. )(1 ،إلى حد العزل
--------------
.1قواعد نظام الحكم ،صفحة . 204
88
.2انظر فرضية إقامة الحزاب . 223
.3سورة آل عمران ،آية . 104
.4في ظلل القرآن "مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 27
89
* أهصصل الحصصل و العقصصد ،وقصصد وردت هصصذه التسصصمية فصصي الحكصصام
السلطانية للماوردي ). (1
. )(2 * أهل الختيار
)(4 . )(3 * فضلء المة ،كما قال عنهم ابن حزم
)(5 * أهل الجتهاد و العدالة .
)(6 * أهل الشورى .
لقد بحثت عن أصل هذا التعصصبير " أهصصل الحصصل و العقصصد " ،فلصصم
أجد له أصل ً إل ما
--------------
الماوردي ،علي ،الحكام السصصلطانية ،دار الفكصصر – بيصصروت ،شصصركة و .1
مكتبة و مطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر 1966 ،م ،صفحة . 6
.2أبو يعلى ،أحمصصد ،الحكصصام السصصلطانية ،دار الفكصصر للطباعصصة و النشصصر و
1994م .صفحة . 5 التوزيع – بيروت ،
ابن حزم المام العلمة الحصافظ الفقيصصه ،أبصصو محمصصد ،علصصي بصن أحمصد ، .3
الفارسي الصل ،اليزيدي المصصوي ،مصصولهم القرطصصبي الظصصاهري ،كصصان أول
شافعي ،ثم تحول ظاهريا ً ،كصصان صصصاحب فنصصون و ورع و زهصصد ،لصصه المحلصصى
على مذهبه و اجتهاده ،و شصصرحه المحلصصى و الملصصل و النحصصل ،و غيصصر ذلصصك ،
مات سنة 457هص ) .طبقات الحفاظ ،ج ، 1صفحة . ( 436 – 435
ابن حزم ،علي ،الفصل في الملل و الهواء و النحل ،مكتبة المثنصصى – .4
بغداد ،و مؤسسة الخانجي – مصر .ج ، 4صفحة . 167
.5البغدادي ،عبد القاهر ،الفرق بين الفرق و بيان الفرقصصة الناجيصصة منهصصم ،
مكتب نشر الثقافة السلمية – مصر 1948 ،م .
.6السلم و أوضاعنا السياسية ،صفحة . 208
90
سبق من نظام سيدنا عمر بن الخطاب -رضصصي اللصصه عنصصه -فصصي أهصصل
الشورى ،و لم أهتد كذلك إلصصى أول مصصن وضصصع تعصصبير " أهصصل الحصصل و
العقد " أو أول من استعمله .
و أهصصم مصصا يميصصز رأي العلمصصاء فصصي أهصصل الحصصل و العقصصد ،وقصصوع
الخلف في تحديد العدد الذي به تنعقد الخلفصصة ،و هصصذه آراء العلمصصاء
في ذلك :
--------------
الحكصصام السصصلطانية للمصصاوردي " مرجصصع سصصابق " ،صصصفحة ، 6و .1
انظر نفس الشروط في الحكام السلطانية لبي يعلصصى " مرجصصع سصابق " ،
صفحة . 19
أبو يعلى ) 458 - 380هص 1066 – 990/م ( .2
هو محمد بن الحسين بن محمصصد بصصن خلصصف بصصن الفصصراء .أبصصو يعلصصى عصصالم
و الفروع و أنواع الفنون .من أهل بغداد ،لصصه تصصصانيف عصره في الصول
91
كثيرة منها :اليمان ،و الحكام السصصلطانية ،و الكفايصصة فصصي أصصصول الفقصصه .و
كان شيخ الحنابلة ) .العلم ،ج ، 6ص ، 331ط . ( 2
في إحدى الروايتين عنه .
)(2 )(1 ،و المام أحمد
--------------
المام أبو عبد الله ،أحمد بن حنبل الشيباني ،المروزي الصصصل ، .1
ولد في بغداد سنة 164هص ،كان إمام المحصصدثين ،صصصنف كتصصابه " المسصصند
" ،كان من أصحاب المام الشصصافعي ،تصصوفي نهصصار الجمعصصة سصصنة 241هص ص
صصصفحة ببغداد ،و دفن بمقبرة دار حرب ) .وفيات العيصصان ،ج ، 1
( 64 – 63
* الحكام السلطانية " مرجع سابق " ،صفحة . 24 – 23 .2
* المفصل في الملل و الهواء والنحل لبن حزم " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 4
صفحة . 167
النووي المام الفقيه الحافظ الوحد القدوة ،شيخ السلم ،علصصم .3
الولياء ،محيي الدين ،أبو زكريا ،يحيى بصصن شصصرف الحصصوراني الشصصافعي ،
ولصصد سصصنة 631هص ص ،و صصصنف التصصصانيف النافعصصة فصصي الحصصديث و الفقصصه و
غيرهصصا ،لصصم يصصتزوج ،مصصات سصصنة 676هصصص ) .طبقصصات الحفصصاظ ،ج ، 1
صفحة . ( 513
علي بن محمد أقضى القضاة ،أبو الحسن الماوردي ،صدوق في .4
نفسه ،و لكنصصه معصصتزلي ،مصصات سصصنة 455هص ص ،و لصصه 86سصصنة ) .لسصصان
الميزان ،ج ، 4صفحة . ( 260
الشوكاني ) 1250 – 1173هص 1834 – 1760 /م ( . .5
هو محمد بن علي بن محمصصد الشصصوكاني ،فقيصصه مجتهصصد مصصن كبصصار علمصصاء
اليمن ،و ولي القضاء ،و مات حاكما ً بها .و كان يرى تحريم التقليد .له 114
92
مؤلفا ً ،منها :نيل الوطار ،و الفوائد المجموعة في الحصصاديث الموضصصوعة ،و
صفحة ، 190ط . ( 2 فتح القدير ،و ارشاد الفحول ) .العلم ،ج ، 7
الشربيني ،محمد ،مغني المحتصاج ،دار الفكصر – بيصصروت ،ج ، 4 .6
صفحة . 131 – 130الشوكاني ،محمصد ،إرشصاد الفحصول ،دار الفكصر –
بيروت ،ط 1992 ، 1م ،صفحة . 89الحكام السلطانية " مرجع سابق "
،صفحة . 6
. )(2 " :و هوالحج عند أصحابنا الشافعية " )(1 و يقول القلقشندي
93
.5الشعري ،مقالت السلميين و اختلف المصلين ،مكتبة النهضة – مصر
،ط 1954 ، 1م .ج ، 2صفحة . 123
* .6الحكام في أصول الحكام " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 341
* المدي ،علي ،منتهى السصصؤل فصصي علصصم الصصصول ،مطبعصصة محمصصد يحيصصى
صبيح الكتيبي و أولده – مصر ،ج ، 3صفحة . 64
* المدي ،علصي ،غايصة المصصرام فصي علصم الكلم ،إصصصدار المجلصصس العلصى
للشؤون السلمية ،لجنة إحياء التراث السلمي 1971 ،م ،صفحة 381
* الجويني ،عبد الملك ،الرشصصاد إلصصى قواطصصع الدلصة فصصي أصصصول العتقصاد ،
و جماعة الزهر للنشر 1950 ،م ،صفحة . 425 مكتبة الخانجي
(. )(3 و الجرجاني )(2 و إمام الحرمين )(1 ) المدي
94
أصول الفقه ،و الشامل في أصصصول الصصدين و الرشصصاد ،و تصصوفي فصصي نيسصصابور .
) العلم ،ج ، 4ص ، 306ط . ( 2
الجرجاني ) 816 – 740هص 1413 – 1340 /م ( . .3
هو علي بن محمد بن علي ،المعصصروف بالشصصريف الجرجصصاني ،فيلسصصوف
من كبار العلماء بالعربية ،ولد في تاكو ،و درس في شيراز ،و توفي فيهصصا .لصصه
نحو خمسين مصنفا ً منها :التعريفات ،مقاليصصد العلصصوم ،رسصالة فصصي فصن أصصول
ص ، 159ط . ( 2 الحديث ،شرح المواقف ) .العلم ،ج ، 5
.4مقالت السلميين " مرجع سصصابق " ،ج ، 2صصصفحة ) 133و لصصم ينسصصبه
لحد من العلماء ( .
* ابصصن تيميصصة ،أحمصصد ،منهصصاج السصصنة النبويصصة فصصي نقصصض كلم الشصصيعة .5
– بيروت 1322 ،هص .ج ، 1صفحة 141 القدرية ،المطبعة الميرية
* الحكام السلطانية لبي يعلى " مرجع سابق " ،صفحة . 24 - 23
الرأي السابع :
ذهب بعض العلمصصاء إلصصى اشصصتراط عصصدد معيصصن ،و اختلفصصوا فصصي
،هي : )(1 تحديد ذلك على أقوال سبعة
الول :إن أقل من تنعقد بهم الخلفة أربعون ل دونهم .
(. )(2 الثاني :أن يكونوا ستة ) وهو للقاضي عبد الجبار
الثالث :أقل من تنعقد به خمسة يجتمعون على عقدها .
الرابع :تنعقد بأربعة .مقدار عدد شهود الزنا .
الخامس :تنعقد بثلثة ،يتولها أحدهم برضا الثنين .
(. )(3 السادس :تنعقد باثنين ) و هو قول عبد القاهر البغدادي
السابع :تنعقد بواحد من أهل الحل و العقد ،و إليصصه ذهصصب مصصن تبنصصى
) المدي ،و الجويني ،و الجرجاني ( . عدم اشتراط الجماع
95
--------------
مآثر النافة في معصصالم الخلفصصة " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 1صصصفحة - 42 .1
. 44
عبد الجبار بن أحمد الهمداني ،القاضي المتكلم ،له تصانيف ،كصصان مصصن .2
غلة المعتزلة ،و هو السد آباد ،كان فقيها ً شافعيا ً ،ولي قضاء الري ،مصصات
سنة 412هص ) .لسان الميزان ،ج ، 3صفحة . ( 386
عبد القاهر البغدادي ) وفاته 429هص 1037 /م ( . .3
هو عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبصصد اللصصه البغصصدادي التميمصصي ،أبصصو
منصور ،من أئمصصة الصصصول ،ولصصد و نشصصأ فصصي بغصصداد ،و اسصصتقر بنيسصصابور .مصصن
تصانيفه :أصول الدين ،الناسخ و المنسوخ ،فضائح القدرية ،فضائح المعتزلة ،
الملل و النحل ،التحصيل ،الفرق بين الفصصرق ) .العلم ،ج ، 5ص ، 173ط
.(2
َ َ
م
مُرهُص ْ
،و قصصال " :وَأ ْ م ِفصي اْل ْ
م صر ِ "
)(2 قال تعصصالى " :وَ َ
شصصاوِْرهُ ْ
م " ) ، (3لو تصصدبرنا اليصصات السصصابقة لوجصصدنا أن اللصصه تعصصالى ُ
شوَرى ب َي ْن َهُ ْ
يطلب من نبيه عليه الصصصلة و السصصلم أن يشصصاور المسصصلمين ،و فصصي
ف للمة السلمية أن أمرهصصا شصصورى .لكصصن اليصصة لصصم
الية الثانية وص ٌ
تحدد من هم أهل الشورى ،و كذلك الحاديث الشصصريفة لصصم تصصبين لنصصا
أيضا ً من هم أهل الشورى .
96
يعتد ّ بها ،إل إذا جاءت من ذوي الرأي الناضج ،و ذوي الخبرة بصصالمور
التي تعرض للشورى .
ثانيا ً :كان يشير عليه واحصد أو اثنصان بصالرأي ،فصإذا اقتنصع بصصه ،قصام
)(2 بتنفيذه دون أن يعرض المر على أصحابه .
ثالثا ً :أحيانا ً كان الرسصصول -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم -يطلصصب إلصصى
،أن يشيروا عليه بالرأي . )(3 الناس
97
و المكان ،و الموضصصوع المصصراد يرجع في ذلك إلى ظروف الزمان
أخذ الرأي فيه .
--------------
فتح الباري " مرجع السابق " ،جزء ، 13صفحة . 341 .1
.2كما حدث في غزوة بدر أن أشار على الرسول -صلى الله عليه و سصصلم
-الحباب بن المنذر بشأن موقع المعركة فنفذ رسول الله رأيه .
.3إن هؤلء الناس لم يكونوا في الواقع ،سصصوى أصصصحاب رسصصول اللصصه كمصصا
يرى ذلك ابن كثير ،لن الرسصصول عليصصه السصصلم ل يمكصصن أن يطلصصب الصصرأي و
النصح إل من القادر على إسداء النصح و إبداء الرأي السديد .
98
يكون ذا ثقافصصة تصصؤهله لن يصصدرك مصصا يعصصرض عليصصه إدراكصا ً يمكنصصه مصصن
الحكم عليه و إبداء الرأي فيه .
--------------
.1و سأعرض للشروط بالتفصيل في مجلس الشورى .
.2سورة النساء ،آية . 59
.3سورة النساء ،آية . 141
99
الفصل السادس :مجلس الشورى
--------------
دم علصصصيهم ،الصصذي
ق ّ
م َ
ريف علصى القصصوم ،الصص ُ قصيب ،وهو كالعَ ِ " .1الّنقباِء ؛ جمع ن َ ِ
ش " ) .لسان العصصرب ج 1 :ص: ب عن َأحوالهم َأي ي ُ َ
فت ّ ُ ق ُ ف أَ ْ
خباَرهم ،و ي ُن َ ّ ي َت َعَّر ُ
. ( 769
.2ابن هشام ،السيرة النبوية ،دار الكنوز الدبية .ج ، 2صفحة 443 – 442
.
.3أسعد بن زرارة النصاري الخزرجي النجاري ،أبو أمامة ،كان نقيبا ً ،شصصهد
و الثانية ،و أول من بايع النصصبي -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم - العقبة الولى
ليلة العقبة ،زعيم بنو النجار ،مات قبل بدر ،مات في شوال بعد 16شصصهرا ً
من الهجصرة ،أول مصن دفصن بصالبقيع ) .الصصابة فصي تمييصز الصصحابة ،ج ، 1
صفحة . ( 58 – 57
.4سعد بن الربيع النصاري الخزرجي ،أحد نقباء النصار ،كان أكصصثر النصصصار
مال ً ،استشهد بأحد ) .الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 2صفحة . ( 25 – 24
100
.5عبد الله بصصن رواحصصة النصصصاري الخزرجصصي ،الشصصاعر المشصصهور ،يكنصصى أبصصا
محمد ،كنيته أبو رواحة ،من السباقين الولين من النصار ،و كان أحد النقباء
ليلة العقبة ،و شهد بدرا ً و ما بعصصده إلصصى أن استشصصهد بمؤتصصة ) .الصصصابة فصصي
تمييز الصحابة ،ج ، 2صفحة . ( 298
، )(3 ،و عبد الله بن حرام )(2 ،و البراء بن معرور )(1 و رافع بن مالك
،و )(5 ،و سعد بن عبادة ،و المنذر بصصن عمصصرو )(4 و عبادة بن الصامت
،و رفاعصصة بصصن عبصصد )(7 و سصصعد بصصن خيثمصصة ، )(6 أسيد بصصن حضصصير
. )(8 المنذر
101
،شهد بدر و أحد ،من أفاضل الناس ،مات سنة 20هص ) .الصابة في تمييز
الصحابة ،ج ، 1صفحة . ( 64
.7سعد بن خيثمة النصاري الوسي ،أبو خيثمة ،كان أحد النقباء بالعقبصصة ،
) الصصصابة فصصي تمييصز الصصحابة ،ج ، 2صصفحة – 23 استشصهد يصصوم بصدر .
. ( 24
.8رفاعة بن عبد المنذر النصاري الوسي ُ ،ذكصصر فصصي أهصصل العقبصصة ،و فصصي
البدرين ُ ،قتل بخيبر ) .الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 1صفحة . ( 504
الرسول -صلى الله عليه و سصصلم -قصصد اختصصار أربعصصة عشصصر رجل ً مصصن
النقباء على قومهم .و كل واحد منهم كان نقيب قصصومه و جمصصاعته ،و
كانوا هم أهل الشورى الذين يرجع إليهم في الصصرأي ،فهصصم باعتبصصارهم
و السصصلم ، أعضاء مجلصصس الشصصورى فصصي عهصصده عليصصه الصصصلة
ي :سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " :إنصصه
يقول عل ّ
لم يكن نبي إل و قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء ،و إنصصي أعطيصصت
و علي و حسن و حسين و أبو بكر )(2 و جعفر )(1 أربعة عشر حمزة
و أبو ذر و المقداد و حذيفة و عمصصصار و )(3 و عمر وعبد الله بن مسعود
)(4 سلمصان و بصلل "
--------------
حمزة بن عبد المطلب الهاشمي ،أبو عمصارة ،عصم النصبي -صصلى اللصه .1
عليه و سلم ، -و أخوه من الرضاعة ،ولد قبل النبي بسصصنتين ،و أسصصلم فصصي
الثانية من البعثة ،و شهد بدرا ً ،و استشهد بأحد سنة 3هص ص ،و لقبصصه النصصبي -
صلى الله عليه و سلم -أسصصد اللصصه ) .الصصصابة فصصي تمييصصز الصصصحابة ،ج ، 2
صفحة . ( 122 – 121
جعفر بن أبي طالب ،أبو عبد الله ،بصصن عصصم النصصبي -صصصلى اللصصه عليصصه و .2
سلم ، -و أحد السباقين إلى السلم ،و أخو علي ،و كان جعفر خير النصصاس
للمسصصاكين ،و كصصان رسصصول اللصصه -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم -يكنيصصه أبصصا
102
المساكين ،استشهد بمؤتصصة مصصن أرض الشصصام فصصي حيصصاة النصصبي سصصنة 8هصص .
) الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 1صفحة . ( 487 – 485
عبد الله بن مسعود حليف بني زهرة ،كنيته أبو عبد الرحمن ،ممن شهد .3
بدرا ً ،و سائر المشاهد ،و كان من فقهاء الصحابة ،مات بالمدينصصة سصصنة 32
هص ،و دفن بالبقيع ) .مشاهير علماء المصار ،ج ، 1صفحة . ( 10
.4مسند أحمصصد " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 1صصصفحة ، 88و قصصد قصصال " و هصصذا
الكلم ل نعلم من رواه عن النبي -صلى الله عليه و سلم -إل علي و ل نعلم
له إسنادا ً عن علي إل هذا السناد " .
س
و فعله عليه الصلة و السلم يدل على مشروعية وجود مجلص ٍ
للشصورى ،فل يكصاد يخلصو بحصث معاصصر تنصاول موضصصوع الشصورى ،و
في نظام الشورى في السلم ،إل و أقّر بصصأنه أعطى رأيه
الشورى و لكن من غير تحديد قالب ل بد من نظام لمجلس
مصصصن المصصصور الداريصصصة ، معين لهذا المجلس ،بل هصصو
التصي يقصوم بهصا المسلمون أو الخليفة بما يرونه مناسبا ً ،
--------------
.1و قد ورد الحديث بروايات مختلفة كلها تفيد أن رسول الله -صلى الله عليه
و سلم ، -قد أعطي أربعة عشر نقيبا ً .انظر :
* سنن الترمذي " مرجع سابق " ،ج ، 5صفحة . 662
* مجمع الزوائد " مرجع سابق " ،ج ، 9صفحة . 156
* البزار ،أحمد ،مسند البزار ،مؤسسة علوم القرآن – بيروت ،ط 1409 ، 1
صفحة . 109 هص ،ج ، 3
103
* الشيباني ،أحمد بن عمرو ،الحاد و المثاني ،دار الراية – الريصصاض ،ط ، 1
1991م ،ج ، 1صفحة . 190
* المعجم الكبير " مرجع سابق " ،ج ، 6صفحة . 216
* الزكصصي ،يوسصصف ،تهصصذيب الكمصصال ،مؤسسصصصة الرسصصصالة – بيصصصروت ،ط ، 1
1980م ،ج ، 5صفحة . 52
* النمري ،يوسف بصصن عبصصد الصصبر ،الستيعصصصاب ،دار الجيصصصل – بيصصروت ،ط ، 1
1912م ،ج ، 3صفحة . 1140
يقول سيد قطب " :أما الشكل الصصذي تتصصم بصصه الشصصورى فليصصس
مصبوبا ً في قال ٍ
ب حديصصدي ،فهصصو مصصتروك للصصصورة الملئمصصة لكصصل بيئة
وزمان ،تحقيق ذلك الطابع فصصي حيصصاة الجماعصصة السصصلمية ،و النظصصم
)(2 السلمية كلها ليست أحكامها جامدة ،و ليست نصوصا ً حرفية .
--------------
انظر في ذلك : .1
* عثمان ،عبد الكريم ،النظام السياسي في السصصلم ،دار الرشصصاد للطباعصصة و
النشر و التوزيع – بيروت ،ط 1968 ، 1م ،صفحة . 38
* العربي ،محمد ،نظام الحكم في السلم ،دار الفكر – القصصاهرة ،صصصفحة 38
– . 39
* منهاج الحكم في السلم – محمد أسد ،صفحة . 111
* موسى ،محمد ،نظام الحكم في السصصلم ،مطبعصصة النهضصصة – مصصصر 1962 ،
م ،دار الكتاب العربي للطباعة و النشر – القصصاهرة ،ط ، 2ص 1964م ،صصصفحة
. 83 – 82
* بللي ،محمود ،الشورى في السلم ،دار النشر للطباعة و النشر و التوزيع –
بيروت ،ط 1968 ، 1م .صفحة . 119
* المودودي ،أبو العلى ،نظرية السلم و هديه ،دار الفكصر – بيصروت 1969 ،
م ،صفحة . 58
104
* الخياط ،عبد العزيز ،النظام السياسي فصصي السصصلم ،دار السصصلم للطباعصصة و
و الترجمة – القاهرة ،ط 1999 ، 1م ،صفحة . 237 النشر و التوزيع
* نظام السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 54
* النظام السياسي في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 117 – 116
* نظام الحكم في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 209
ن عبد الحميد متولي في كتابه مبادئ نظام الحكم في السصصلم ،يصصرد
إل أ ّ
هذا الصرأي و يقصول بصأنه ل يوجصد فصي كتصب التاريصخ ،و ل فصي كتصب التفسصير أو
الحديث ذكٌر لقيام مثل هذا المجلس … .صفحة . 264 – 263
.2الشورى في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 118
و يقول الستاذ الشيخ محمد أبو زهرة " :و إن القصصرآن الكريصصم
لم يبين وسائل الشورى ،كما لصم يصبين وسصائل تحقيصق العدالصة ،بصل
ترك ذلك لتقدير الناس ينتهجون أحسن الوسصصائل الصصتي توصصصلهم إلصصى
)(1 المطلوب على الوجه الكمل .
105
إذا كان مجلس الشورى وكيل ً عن الناس في إعطاء الرأي فمن
حق الناس أن يوكلوا من يشاءون ،ممن هم أهل الوكالة في الحقوق
شرعا ً ،لذلك ل بد من معرفة شروط هؤلء الشخاص ،و هي :
106
،فصصإن ن " م َل ت َعْل َ ُ
مصصو َ
)(2 ن ك ُن ْت ُص ْ سأ َُلوا أ َهْص َ
ل الصذ ّك ْرِ إ ِ ْ نعلم ،بقوله َ " :فا ْ
جاز هذا فإنه دليل علصصى جصصواز أخصصذ رأيهصصم ،و أن يكونصصوا أعضصصاًء فصصي
مجلس الشورى .
--------------
.1سورة آل عمران ،آية ). (159
107
مصصوجه للجميصصع ،و لصصم يسصصتثن النسصاء ،ل فيمصصن ينتخبصصن ،و ل فيمصصن
ُينتخب .
108
إن لمجلس الشورى الحق في إبداء الرأي ،في كل ما يقوم به
و أعوانه ،من أعمال في السياسة الداخلية كالحكم رئيس الدولة
ن القوانين أو السياسصة الخارجيصة ،
و التعليم و الصحة و القتصاد و س ّ
أو السياسة المالية ،و شؤون الجيش ،لضمصان بقصاء
السيادة للشرع ،و لضمان سير الحياة السصلمية داخصل الدولصة وفصق
الحكام الشرعية .
--------------
سيرة ابن هشام ،جزء ، 2صفحة . 64 .1
أ .الرقابة السابقة :
و هي أن الشرع قد أوجب على رئيس الدولة أخصصذ رأي مجلصصس
الشورى فيما يرشد إلى عمل من العمال ،من أجل القيام به ،مثل
شصصؤون التعليصصم ،و إدارة الحكصصم ،و شصصؤون الصصصحة ،و السياسصصة
القتصادية ،فرأيُ مجلصصس الشصصورى فصصي هصصذه المصصور ملصصزم لرئيصصس
الدولة بحكم أغلبية آراء العضاء فيه .
لقول الرسول -صلى الله عليه و سلم -لبي بكر و عمر رضي
" و إيصصم اللصصه لصصو أنكمصصا تتفقصصان علصصى أمصصر واحصصد مصصا اللصصه عنهمصصا :
. )(1 خالفتكما في مشورة أبدا ً "
109
. )(2 ينزل عند رأي المسلمين ،منفذا ً لرادة المة
الرقابة اللحقة : أ
ويحق لرئيس الدولة عدم الرجصصوع لمجلصصس الشصصورى ،فيمصصا ل يكصصون
كالتشريع ،و الفكر الذي يحتاج إلى بحث و إمعان نظصر رأيه ملزما ً
و دراية .لن الشرع قصصرر أن ،و الرأي الفني الذي يحتاج إلى خبرة
المرجح فصي المصور التشصريعية إنمصا هصو قصوة الصدليل ،و فصي المصور
الفكرية و الفنية يرجح الصواب .
ففي صلح الحديبية التزم رسول الله -صلى الله عليه و سصصلم -
بالوحي ،و لم
--------------
فتح الباري " مرجع سابق " ،ج ، 13صفحة . 341 .1
.2منهاج السلم في الحكم " مرجع سابق " ،صفحة . 111
يلتفت لرأي المسلمين بل قصال " :إننصي رسصول اللصه ،و لصن أخصالف
. )(1 الله " أمره ،و لن يضيعني
110
و لكن لمجلس الشورى حق مساءلة رئيصصس الدولصصة عصصن جميصصع
المور ،التي تعصصرض علصصى المجلصصس ،بعصصد تنفيصصذها مصصن قبصصل القيصصام
بغرض المحاسبة ،و المر بالمعروف و النهي عن المنكصصر ،و مراقبصصة
جميع ما تقوم به أجهزة الحكم في الدولة .
111
فالخليفة ل يلصصتزم إل فيمصصا كصصان رأي الكثريصصة فيصصه ملزمصا ً ،أمصصا
،فالمصصة تحاسصصبه )(1 المحاسبة فإنه يحاسب على كل عمصصل يقصصوم بصصه
على كل تقصير .
و أيضا ً إجماع الصحابة ،فقد عزل عمر بصصن الخطصصاب سصصعد بصصن
أبي وقاص عن الولية لمجرد شكوى .و قال " :إنصصي لصصم أعزلصصه عصصن
.و لم ينكر أحصصد مصصن الصصصحابة هصصذا العمصصل ، )(2 عجز و ل عن خيانة "
فيكون إجماعا ً على أن أهل الولية ،لهصصم الحصصق فصصي إظهصصار السصصخط
112
من واليهم ،و المطالبة بعزلصه ،و علصى رئيصس الدولصة أن ينصزل عنصد
رغبتهم .
و إذا جاز لهل الولية ذلك ،فكذلك يجوز ذلك لمجلس الشورى
لنه وكيل عنهم و عن جميع الوليات في الدولة .
113
و دليل مشروعية هذا الحق هو إجماع الصحابة رضوان الله
عليهم ،فحينما طعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه ،-و فقد
المسلمون المل من بقائه حيا ً طلبوا منه أن يستخلف ،فأبى ،
فكرروا ذلك مرة أخرى ،فاستخلف ستة من كبار الصحابة يمثلون
رأي جماهير المسلمين ،لنهم كانوا من العشرة المبشرين بالجنة ،و
من زعماء المة .على أن يحصروا الختيار في واحد منهم ،ثم
يبايعوه و يقدموه إلى المسلمين خليفة .و لم ينكر أحد من الصحابة
على عمر -رضي الله عنه -ما فعله ،فكان إجماعا ً منهم على فعله .
114
و ليست الذين يستنبطون الحكام الشرعية ،و السيادة للشرع ،
للشعب في السلم .
115
الدستور الردني ،مادة . 75عن كتاب النظام السياسي في السلم " .1
--------------
الدستور الردني ،مادة . 70عن كتاب النظام السياسي في السلم " .1
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم الموي القرشي .أبو الوليد ،من
أعظم الخلفاء و دهاتهم .نشأ في المدينة ،كان فقيها ً واسع العلم ،متعبدا ً
116
ناسكا ً ،استعمله معاوية على المدينة و هو ابن 16سنة ،و انتقلت إليه الخلفة
بموت أبيه سنة 65ه ،و اجتمعت عليه كلمة المسلمين بعد مصعب و عبد الله
بن الزبير في حربهما مع الحجاج بن يوسف .و نقلت في أيامه الدواوين من
الفارسية إلى العربية ،و هو أول من ضرب الدنانير في السلم .توفي في
دمشق ) .العلم ،ج ، 4ص ، 312ط . ( 2
الحزاب السياسية
117
و الفهام توحدا ً مطلقا ً ،حتى زمن النبوة لم يوحد الوحي ك ّ
ل أفراد
المجتمع ،ففي حين توحد المؤمنون ،و انصهروا في بوتقة الدعوة ،
تخلف الخرون و انقسموا فكريا ً و شعوريا ً ،فشطروا المجتمع الواحد
بسبب هذا الختلف و ذاك التباين . )(1 إلى مجتمعين
118
المعنى العام للتعددية الحزبية هو الحرية الحزبية ،بمعنى أن
ط معينة – الحق في التعبير عن
يعطى أيّ تجمع – و لو بشرو ٍ
نفسه ،و مخاطبة الرأي العام بصورة مباشرة ،على ضوء التناقضات
التي يحتويها ك ّ
ل مجتمع من المجتمعات السياسية ،ليتم من خلله
الوصول إلى خير الطر التي تسمح بسيادة مفهوم التنافس السياسي
من أجل الوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها .
)(2
أما المعنى الخاص للتعددية الحزبية ،فهو الذي يشير إلى وجود
ثلثة أحزاب فأكثر ،ك ّ
ل منها قادر على المنافسة السياسية ،و التأثير
على الرأي العام من خلل تنظيم ثابت و دائم يكسبها قوة و استقرارا ً
،و يميزها عن غيرها من التجمعات المائعة و غير الثابتة ،التي كثيرا ً
– 1919 ما وجدناها في دول أوروبا الوسطى ،بين عامي
، 1939و ما زالت قائمة في أغلب دول آسيا و إفريقيا و أمريكا
)(3 اللتينية .
--------------
الكيالي ،عبد الوهاب ،موسوعة السياسة ،المؤسسة العربية .1
119
المبحيييث الثييياني :التعدديييية عنيييد الرأسيييماليين و
)(1 الشتراكيين
التعددية السياسية أو الحزبية أو تعدديصصة الفكصصار فصصي المصصدارس
الفكرية السياسية ،كما يطلق عليها هي فكرة غربيصصة ،المقصصصود بهصصا
حسب العرف السياسي حرية تشكيصل الحزاب التي تتبنصصى أي فكصصر ،
و الحصصزب ليجري التنافس فيمصصا بينهصصا للوصصصول إلصصى السصلطة ،
الذي يفوز بالغلبية ،يحصصق لصصه اختيصصار ممثليصصن عصصن أعضصصائه ليشصصكلوا
الحكومة ،و يتسلموا السلطة ليطبقوا النظمة التي يدعون لها ،بينما
الحزاب الخرى تبقى خارج الكيان التنفيذي للسصصلطة ،و لكنهصصا جصصزء
من النظام و دستوره ،و يحق لها اختيار ممثلين عنهصصا ليشصصاركوا فصصي
المجصصالس النيابيصصة ،و تسصصمى هصصذه الحصصزاب بالمعارضصصة ،و لكنهصصا
معارضة دستورية ،أي معارضة تؤمن بالدسصصتور و القصانون ،و تسصصهم
في بناء المجتمع السياسي و في استقراره و أمنه .
120
--------------
مجلة الوعي ،عدد ، 58بيروت – لبنان ،التعددية و العالم السلمي ، .1
121
أما هدف الغرب عموما ً من إثارة فكرة التعددية الحزبية في
العالم السلمي فهي :
أول ً :إضفاء الشرعية على وجود الحكام في السلطة ،و إبراز أنهم
ليسوا مغتصبين لحق المة في السلطان ،مما يدعم سلطتهم و
يشعر أبناء المة أنهم تربعوا على سدة الحكم عن طريق الغلبية ،و
و الخيانات هذا بدوره يبرر لهم تطبيق الكفر و تمرير المؤامرات
بحجة الغلبية .
122
الدستور و النظام الكافر و أن تكون ضمن المعارضة الدستورية
بالمفهوم الغربي .
123
و اليد ما دام المسلمون ل يفعلون المنكر أو ل يفعلون ما يستوجب
النكار عليهم باللسان أو اليد حسب شرع الله لوجود أحاديث أخرى
توضح ذلك .
124
يقول المام حسن البنا فصصي مقصصالته " معركصصة المصصصحف – أيصصن
حكم الله ؟ " إن السلم شريعة ربانية جاءت بتعاليم إنسانية و أحكام
اجتماعيصصة ،وكلصصت حمايتهصصا و نشصصرها و الشصصراف علصصى تنفيصصذها بيصصن
المؤمنين بها ،و تبليغهصصا للصذين لصم يؤمنصصوا بهصا إلصصى الدولصصة ،أي إلصى
الحاكم الصذي يصرأس جماعصصة المسصلمين و يحكصصم أمتهصصم ،و إذا قصصصر
الحاكم في حماية هذه الحكام لم يعصصد حاكم صا ً مسصصلما ً ،و إذا أهملصصت
شصصرائع الدولصصة هصصذه المهمصصة لصصم تعصصد دولصصة إسصصلمية ،و إذا رضصصيت
الجماعة أو المة السلمية بهذا الهمال و وافقت عليهصصا لصصم تعصصد هصصي
)(1 الخرى إسلمية ،مهما ادعت ذلك بلسانها .
و يقول سعيد حوى " :و المسلم الذي يعطي ولءه للوطنيين
مع عدم اعتصامه
)(2 بحبل السلم بجامع مصلحة الوطن المتوهمة لم يعد مسلما ً " .
.2حوى ،سعيد ،جند الله ثقافة و أخلقا ً ،دار الكتب العلمية – بيروت ،ط
صفحة . 173 1979 ، 3م ،
.3قطب ،محمد ،واقعنا المعاصر ،مؤسسة المدينة للصحافة و الطباعة و
النشر – السعودية ،ط 1989 ، 3م ،صفحة . 500
حين يحدث ذلك – و أمثاله – فينبغي أن نراجع جيدا ً مبدأ السمع
و الطاعة من ناحيتيه الشرعية و التربوية ،فمن الناحية الشرعية
125
ينبغي أن تنضبط الطاعة بضابطها الشرعي " :إنما الطاعة في
المعروف … " ،و ينبغي أن يكون في دستور هذه الجماعات – و في
نظام تربيتها كذلك – ما يوقف " المسؤولين " ليردوهم إلى الحق .
و ينبغي كذلك أن يتربوا على تحمل المسؤولية ،بجانب اللتزام
بالسمع و الطاعة .فإنهم مسؤولون أمام الله عن كل سمع و طاعة
قاموا به مخالفا ً للموقف الصحيح ،و هم مسؤولون أمام الله عن
" إ ِّنا الدعوة التي يحملونها ،و ل يعذرهم أمام الله أن يقولوا :
َ َ
ضّلوَنا ال ّ
سبيل " ). (1 أط َعَْنا َ
ساد َت ََنا وَك ُب ََراَءَنا فَأ َ
و يقول أيضا ً :و المحذور الثاني هو إدخال بعض المفاهيم غير
السلمية رغبة من الكاتب في " الدفاع " عن السلم :و هو كذلك
أثر من آثار الهزيمة النفسية إزاء هجوم العداء .
126
--------------
سورة الحزاب ،آية ). (67 .1
ب الل ّهِ
حْز ُ ه أ ُوْل َئ ِ َ
ك ِ ضوا ع َن ْ ُ
م وََر ُ ي الل ّ ُ
ه ع َن ْهُ ْ ض َثانيا ً :قوله تعالى َ " :ر ِ
َ
ن " ). (2 حو َفل ِ ُ م ال ْ ُ
م ْ ب الل ّهِ هُ ْ
حْز َ أَل إ ِ ّ
ن ِ
فقد ذكرت الية حزب الله و وصفهم بالفلح ،فكل حصصزب قصصائم
و الراء و الحكصصام السصصلمية و عقيصصدته التوحيصصد و علصصى المفصصاهيم
ملتزما ً بأوامر الله ،مجتنبصا ً و محاربصا ً معاصصصيه فهصصو حصزب اللصصه مهمصصا
تعددت هذه الحزاب في تنوع أساليب عملها أو تركيزها على أمر من
أوامر الله .
ن
واّدو َ خر ِ ي ُ َن ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ اْل ِ ما ي ُؤ ْ ِ
مُنو َ جد ُ قَوْ ً ثالثا ً :قوله تعالى َ " :ل ت َ ِ
م أ َْووان َهُ ْ م أ َوْ إ ِ ْ
خ َ
كانوا آباَءهُ َ َ
م أوْ أب َْناَءهُ ْ ْ َ ه وَل َوْ َ ُسول َ ُ ه وََر ُ حاد ّ الل ّ َ ن َ م ْ َ
َ م أ ُوْل َئ ِ َ
خل ُهُ ْ
م ه وَي ُد ْ ِ من ْ ُ
م ب ُِروٍح ِ ن وَأي ّد َهُ ْما َلي َ ماِْ ب ِفي قُُلوب ِهِ ْ ك ك َت َ َ شيَرت َهُ ْعَ ِ
ندي َ
خال ِ ِ حت َِها اْل َن َْهاُر َ
ن تَ ْ م ْري ِ ج ِ ت تَ ْ جّنا ٍ
َ
127
--------------
سورة آل عمران ،آية ). (104 .1
َ ه أ ُوْل َئ ِ َ
ب الّلصهِ
حصْز َ ب الّلصهِ أَل إ ِ ّ
ن ِ حصْز ُ
ك ِ ضوا ع َْنص ُ
م وََر ُ ي الل ّ ُ
ه ع َن ْهُ ْ ض َ ِفيَها َر ِ
ن "). (1 حو َ فل ِ ُ
م ْم ال ْ ُ
هُ ْ
و لصصو نحصصن عصصدنا لليصصة مصصن أولهصصا لتعرفنصصا علصصى صصصفات هصصؤلء
المؤمنين الذين يعتبرون حزب الله و الذين وصفهم الله بالمفلحين .
نجد أن هذا المؤمن بالله إيمانه راسخ بأن الله قادر على كل
شيء ،و هذا اليمان يدفع النسان لن يدرك أهميته في اعمار
الرض و إصلحها ،و الستفادة مما خلق الله لعمار بلده و أمته .
ن*
ري َ
مت َ ِ ن ال ْ ُ
م ْ م ْ
ن ِ
كون َ ّك فََل ت َ ُ
ن َرب ّ َ م ْحق ّ ِ رابعا ً :قوله تعالى " :ال ْ َ
ت " (1) . خي َْرا ِقوا ال ْ َ ست َب ِ ُموَّليَها َفا ْ
ة هُوَ ُ
جه َ ٌ وَل ِك ُ ّ
ل وِ ْ
128
دّلت هذه الية الكريمة على أن السلم يبيح التعددية في إطصصار
الحق الذي بينه الله ،مما ل يداخصل النسصصصان فيصصه شصصك أو تصصردد فصصي
بيان الحق هذا و التمسك به .
--------------
.1سورة المجادلة ،آية ). (22
.2سورة البقرة ،آية ). (148 – 147
لي كان من أي ملة أو جماعة من المسلمين أو غيرهم فإباحة
موَّليَها " لكن
ة هُوَ ُ
جهَ ٌ التعددية مستمدة من قوله تعالى " :وَل ِك ُ ّ
ل وِ ْ
هذه الوجهة تكون في إطار اليمان بالله و ما جاء به من الحق ،و
لذلك حددها بقوله " فاستبقوا الخيرات " ،أي تسابقوا في عمل
الخير و تقديم ما يصلح بلدكم و أهلكم ،و ما فيه مصلحة وطنكم و
)(1 و هذا ما تشمله كلمة الخيرات ،قال اللوسي أمتكم ،
ب " روح المعاني " :إنه تعالى صاحب التفسير المعروف
جعل الناس في أمور دنياهم و أخراهم على أصول متفاوتة ،فجعل
و بعضهم أعوان بعض ،فواحد يزرع و آخر يطحن ،و آخر يخبز ،
كذلك في أمر الدين …
ثم يقول :و إليه الشارة بقول النبي -صلى الله عليه و سلم
،أي على النسان أن )(2 " : -اعملوا فكل ميسصر لمصا خلق له "
. )(3 و في كل طريق يسلكه يتحرى وجه الله في كل ما يطلبه ،
مما سبق نجد بأن السلم قد أباح تعدد الحزاب و لكن هذا
التعدد بعيد كل البعد عن مفهوم التعددية السياسية اليوم .
فتعدد الحزاب في الدولة المسلمة مباح بشرط أن تكون هذه
الحزاب إسلمية قائمة على العقيدة ،و ل تدعوا إلى شيء يخالف
العقيدة السلمية ،و لكن إباحة تعددها --------------
اللوسي ) 1270 – 1217هـ = 1854 – 1802م ( .1
129
محمود بن عبد الله اللوسي ،شهاب الدين ،أبو الثناء ،مفسر ،
محدث ،أديب ،من المجددين من أهل بغداد ،مولده و وفاته فيها .كان سلفي
عزل ،فانقطع عن
سنة 1248هـ و ُ العتقاد ،مجتهدا ً ،تقلد الفتاء ببلده
العلم ،له " روح المعاني " في التفسير ،و " نشوة الشمول في السفر إلى
إسلم بول " رحلته إلى الستانة و غيرها ) .العلم ،مجلد ، 7صفحة . ( 176
.2صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 1891صحيح مسلم "
مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 2040
.3النظام السياسي في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 106
إنما يعني أن تكون هنالك اجتهادات مختلفة أو أساليب متنوعة ،و
لكن كلها ضمن إطار العقيدة السلمية و الحكام الشرعية .
130
و إن معالجة مشاكل الناس القتصادية و الجتماعية و
السياسية بأفكار و آراء المبدأ الرأسمالي ،و ما انبثق من عقيدته – و
هي فصل الدين عن الحياة – من أنظمة ،جعل ثقافته تسود و
تنتشر ،و تتربى عليها الجيال من أبناء هذه المة .
ففي غيبة أحكام الشرع التي تعالج قضايا الناس بحسبها ،لم
يجد الناس بدا ً من معالجة قضاياهم طبقا ً للنظمة الوضعية التي
وضعها البشر .
131
الفصل الثاني :الحزاب
) تعريفها – نشأتها –
تاريخها (
132
و في حديث ابن الزبير رضي الله عنهما يريد أن يحّزبهم أي
يقويهم و يشد ّ منهم و يجعلهم من حزبه أو يجعلهم أحزابا ً (2) .
---------------
الرازي ،محمد ،مختار الصحاح ،دار الكتاب العربي – بيصروت ،ط ، 1 .1
1979م ،جزء ، 1صفحة . 56
.2لسان العرب " مرجع سابق " ،جزء ، 1صفحة . 309
.3المدي ،علي ،منتهى السؤال في علم الصصصول ،مطبعصصة محمصصد يحيصصى
صبيح الكتيبي و أولده – مصر .صفحة . 131
.4هارون ،عبد السلم ،المعجم الوسيط ،مطبعة مصصر 1960 ،م ،جصصزء
، 1صفحة . 170
133
من مجموع التعاريف السابقة نجد أن معنى حزب :جند الرجل
و أصحابه الذين على رأيه ،و كل قوم تشاكلت قلوبهم و أعوانه
و أعمالهم و هم المجتمعون على مذهب سياسي عقائدي واحد و
فيهم قوة و صلبة .
اصطلحا ً :
* الحزب السياسي هو مجموعة من المواطنين يؤمنون بأهداف
مشتركة ،و ينظمون أنفسهم بهدف الوصول )(3 سياسية و أيديولوجية
)(4 إلى السلطة و تحقيق برنامجهم .
134
و مصطلح حزب هو المسمى الكثر شيوعا ً في مجال العمل
السياسي في العالم العربي ،غير أن هناك مصطلحات و مسميات
أخرى تعتبر أكثر شمول ً من هذا المصطلح .فقد لجأت بعض الحزاب
إلى وصف نفسها بأنها حركة أو جبهة أو منظمة أو جماعة أو جمعية
أو اتحاد أو مؤتمر أو غير ذلك .لتوحي بتحررها من القيود العقائدية و
)(1 النضباطية الصارمة المفروض توافرها في الحزب السياسي .
--------------
.1الموسوعة العربية العالمية ،مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر و التوزيع
– الرياض ،ط 1999 ، 2م ،مجلد ، 1صفحة ، 252 – 251ط . 2
المبحث الثاني :مصطلح حييزب فييي القييرآن الكريييم و
السنة النبوية :
وردت كلمة حزب في القرآن الكريم عشرين مرة في ثلث
عشرة سورة ،في سبع عشرة آية من آيات القرآن الكريم ،و وصول ً
إلى توضيح مفهوم الحزب في القرآن الكريم ،أورد أقوال المفسرين
في بيان ذلك ،و هي :
ب
حْز َ مُنوا فَإ ِ ّ
ن ِ نآ َ ه َوال ّ ِ
ذي َ سول َ ُ ل الل ّ َ
ه وََر ُ ن ي َت َوَ ّ
م ْ
* قال تعالى " :وَ َ
ن " (1) . م ال َْغال ُِبو َ
الل ّهِ هُ ْ
135
قال الحسن :حزب الله جند الله .و قال غيره :أنصار الله .
قال الشاعر :
و بلل حزبي )(2 و كيف أضوي
أي ناصري .و المؤمنون حزب الله .و الحزب الصنف من
الناس ،و أصله من النائبة عليها .و حزب الرجل أصحابه .و الحزب
و الحزاب :الطوائف التي تجتمع الطائفة .و تحزبوا اجتمعوا .
)(3 على محاربة النبياء .و حَزبه أمٌر أي أصابه .
ن َرب ّهِ وَي َت ُْلوه ُ َ َ
نم ْه وَ ِ من ْ ُ
شاه ِد ٌ ِ م ْ ن ع ََلى ب َي ّن َةٍ ِ كا َن َ م ْ* قال تعالى " :أفَ َ
ن
م ْ فْر ب ِهِ ِ ن ي َك ْ ُ
م ْن ب ِهِ وَ َ مُنو َ ة أ ُوْل َئ ِ َ
ك ي ُؤ ْ ِ م ًح َما وََر ْ ما ً سى إ ِ َ مو َ ب ُ قَب ْل ِهِ ك َِتا ُ
ك وَل َك ِ ّ
ن ن َرب ّ َ م ْحق ّ ِ ه ال ْ َ ه إ ِن ّ ُمن ْ ُ
مْري َةٍ ِ ن ِفي ِ عد ُه ُ فََل ت َك ُ ْ ب َفالّناُر َ
موْ ِ حَزا ِ اْل َ ْ
َ
ن". س َل ي ُؤ ْ ِ
مُنو َ أك ْث ََر الّنا ِ )(4
ب " يعني من الملل كلها ،عن قتادة ،و كذا قالحَزا ِ ن اْل َ ْ
م ْ" ِ
" الحزاب " أهل الديان كلها ،لنهم يتحازبون ،و سعيد بن جبير:
)(5 قيل :قريش و حلفاؤهم .
--------------
.1سورة المائدة ،آية . 56
َ َ
ت أستضعف و أضام ) .لسان
م ُ
مص ْ ضوِي ّا ً ِإذا أوَْيت ِإلصيه وان ْ َ
ض َ وي ُ
ض ِ
.2أ ْ
صفحة . ( 490 العرب ،ج 14
.3تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،جزء ، 6صفحة . 223 – 222
.4سورة هود ،آية . 17
.5تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،ج ، 9صفحة . 17
ن
م ْ ك وَ ِ ل إ ِل َي ْ َما ُأنزِ َن بِ َ حو َ فَر ُ م ال ْك َِتا َ
ب يَ ْ ن آت َي َْناهُ ْ
ذي َ* قال تعالى َ " :وال ّ ِ
ك ب ِهِ إ ِل َي ْ ِ
ه شر ِ َ ه وََل أ ُ ْ ل إنما أ ُمرت أ َ َ
ن أع ْب ُد َ الل ّ َه قُ ْ ِ ّ َ ِ ْ ُ ْ ض ُن ُينك ُِر ب َعْ َ
م ْ
ب َ اْل َ ْ
حَزا ِ
ب".مآ ِ أ َد ْ ُ
عو وَإ ِل َي ْهِ َ )(1
136
ينكر بعض ما في القرآن ،لن منهم من كان يعترف ببعض النبياء و
)(2 منهم من كان يعترف بأن الله خالق الرض و السماء.
َ حزبي َ * قال تعالى " :ث ُم بعث ْناهُم ل ِنعل َ َ
دا ما ل َب ُِثوا أ َ
م ً صى ل ِ َح َ
نأ ْ ْ
م أيّ ال ِ ْ َ ْ ِ
ّ ََ َ ْ َْ َ
" (3) .
ن
م ْ ن كَ َ
فُروا ِ ل ل ِل ّ ِ
ذي َ م فَوَي ْ ٌ
ن ب َي ْن ِهِ ْ
م ْ
ب ِ ف اْل َ ْ
حَزا ُ خت َل َ َ
* قال تعالى َ " :فا ْ
ظيم ٍ " ). (5 م ْ
شهَد ِ ي َوْم ٍ ع َ ِ َ
م " " من " زائدة ،أي
ن ب َي ْن ِهِ ْ
م ْ
ب ِ ف اْل َ ْ
حَزا ُ خت َل َ َ
قوله تعالى َ " :فا ْ
اختلف الحزاب بينهم ،و قال قتادة :أي ما بينهم .فاختلفت الفرق
من أهل الكتاب في أمر عيسى عليه السلم .و قال ابن عباس :
المراد من الحزاب الذين تحزبوا على النبي
--------------
سورة الرعد ،آية ). (36 .1
137
ما
ب بِ َ
حْز ٍ شي ًَعا ك ُ ّ
ل ِ م وَ َ
كاُنوا ِ ن فَّرُقوا ِدين َهُ ْ ن ال ّ ِ
ذي َ م ْ
* قال تعالى ِ " :
ن "(4) .
حو َ ل َد َي ْهِ ْ
م فَرِ ُ
ن " أي ل تكونوا من المشركين
حو َ ما ل َد َي ْهِ ْ
م فَرِ ُ ب بِ َ
حْز ٍ " كُ ّ
ل ِ
الذين قد فرقوا دينهم أي بدلوه وغيروه وآمنوا ببعض وكفروا ببعض
وقرأ بعضهم فارقوا دينهم أي تركوه وراء ظهورهم وهؤلء كاليهود
والنصارى والمجوس وعبدة الوثان وسائر أهل الديان الباطلة مما
)(5 عدا أهل السلم.
ْ
ب ت اْل َ ْ
حَزا ُ ن ي َأ ِ ب لَ ْ
م ي َذ ْهَُبوا وَإ ِ ْ ن اْل َ ْ
حَزا َ سُبو َ
ح َ* قال تعالى " :ي َ ْ
م وَل َوْ َ يودوا ل َو أ َنهم بادون في اْل َع ْراب يسأ َُلون ع َ َ
كاُنوا ِفيك ُ ْ
م ن أن َْبائ ِك ُ ْ
ْ َ َ ِ َ ْ ْ ُّ ْ َ ُ َ ِ َ َ ّ
". )(6 ما َقات َُلوا إ ِّل قَِليًل
َ
ب لَ ْ
م ي َذ ْهَُبوا " أي قريش وغطفان و يهود بني اْل َ ْ
حَزا َ ن
سُبو َ ح َ" يَ ْ
،لجبنهم ،يظنون الحزاب لم ينصرفوا فكانوا انصرفوا ،و )(7 النضير
ت الحزاب "
لكنهم لم يتباعدوا في السير .و قوله تعالى " و إن يأ ِ
)(8 أي و إن يرجع الحزاب إليهم للقتال .
--------------
.1تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،ج ، 11صفحة . 108
.2سورة المؤمنون ،آية ). (53
.3تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،ج ، 13صفحة . 130
.4سورة الروم ،آية ). (32
.5تفسير ابن كثير " مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة . 434
.6سورة الحزاب ،آية ). (20
.7تفسير الطبري " مرجع سابق " ،ج ، 21صفحة . 127
.8تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،جزء ، 14صفحة . 155 – 154
َ
ما وَع َد ََنا الل ّ ُ
ه ذا َب َقاُلوا هَ َ حَزا َن اْل َ ْ مُنو َ مؤ ْ ِما َرأى ال ْ ُ * قال تعالى " :وَل َ ّ
ما " (1) .سِلي ً م إ ِّل ِإي َ
ماًنا وَت َ ْ ما َزاد َهُ ْ ه وَ َ سول ُ ُ ه وََر ُ صد َقَ الل ّ ُ سول ُ ُ
ه وَ َ وََر ُ
َ
ب " فلما رأوا الحزاب ن اْل َ ْ
حَزا َ ما َرأى ال ْ ُ
مؤ ْ ِ
مُنو َ قوله تعالى " وَل َ ّ
)(2 يوم الخندق .
138
ه
حْزب َ ُ
عو ِ
ما ي َد ْ ُ
ذوه ُ ع َد ُّوا إ ِن ّ َ خ ُ ن ل َك ُ ْ
م ع َد ُوّ َفات ّ ِ شي ْ َ
طا َ ن ال ّ
* قال تعالى " :إ ِ ّ
كونوا م َ
حْزب َُه " أي عو ِ ب " (3) .قوله تعالى " إ ِن ّ َ
ما ي َد ْ ُ حا ِص َ
نأ ِْ ْ ل ِي َ ُ ُ
)(4 أشياعه .
ب". ن اْل َ ْ
حَزا ِ
)(5 م ْ
م ِ
مهُْزو ٌ
ك َما هَُنال ِ َ جند ٌ َ* قال تعالى ُ " :
ب " ،قيل :المراد بالحزاب الذين أتوا حَزا ِ ن اْل َ ْم ْقوله تعالى " ِ
المدينة وتحزبوا على النبي -صلى الله عليه و سلم -والحزاب الجند
شتى .و قيل :أراد بالحزاب القرون كما يقال :جند من قبائل
)(6الماضية من الكفار أي هؤلء جند على طريقة أولئك .
ب
حَزا ُ ب ال َي ْك َةِ أ ُوْل َئ ِ َ
ك اْل َ ْ حا ُ
ص َ
َ
م ُلو ٍ
ط وَأ ْ مود ُ وَقَوْ ُ
* قال تعالى " :وَث َ ُ
)(7 ".
ب " وقصصوله أولئك الحصصزاب يقصصول
حصَزا ُ قصصوله تعصصالى " أ ُوْل َئ ِ َ
ك اْل َ ْ
تعالى ذكصره هصؤلء الجماعصات المجتمعصة والحصزاب المتحزبصصة
على معاصي الله والكفصصر بصصه الصصذين منهصصم يصصا محمصصد مشصصركو
)(8 قومك وهم مسلوك بهم سبيلهم .
-------------
سورة الحزاب ،آية ). (22 .1
.2تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،جزء ، 14صفحة . 157 – 156
.3سورة فاطر ،آية ). (6
.4تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،جزء ، 14صفحة . 324
.5سورة ص ،آية ). (11
.6تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،ج ، 15صفحة . 153
.7سورة ص ،آية ). (13
.8تفسير الطبري " مرجع سابق " ،ج ، 23صفحة . 131
ت
م ْ
م وَهَ ّ
ن ب َعْد ِه ِ ْ م ْ
ب ِ حَزا ُ م ُنوٍح َواْل َ ْ م قَوْ ُ ت قَب ْل َهُ ْ* قال تعالى " :ك َذ ّب َ ْ
ْ كُ ّ ُ
ق
ح ّ ضوا ب ِهِ ال ْ َح ُ ل ل ِي ُد ْ ِجاد َُلوا ِبال َْباط ِ ِ ذوه ُ وَ َ خ ُم ل ِي َأ ُ
سول ِهِ ْمةٍ ب َِر ُلأ ّ
َ َ
ب " (1) . قا ِ ع َ
ن ِ كا َ فم فَك َي ْ َخذ ْت ُهُ ْفَأ َ
139
م " أي و المم الذين تحزبوا
ن ب َعْد ِه ِ ْ
م ْ
ب ِ قوله تعالى " َواْل َ ْ
حَزا ُ
)(2 على أنبيائهم بالتكذيب نحو عاد و ثمود فمن بعدهم .
مث ْ َ
ل ي َوْم ِ ف ع َل َي ْك ُ ْ
م ِ خا ُ ن َياقَوْم ِ إ ِّني أ َ َ م َ ل ال ّ ِ
ذي آ َ * قال تعالى " :وََقا َ
ب " (3) . اْل َ ْ
حَزا ِ
ب " يعني أيام حَزا ِ ل ي َوْم ِ اْل َ ْ
مث ْ َ
م ِف ع َل َي ْك ُ ْخا ُقوله تعالى " إ ِّني أ َ َ
العذاب التي عذب فيها المتحزبون على النبياء المذكورين فيما بعد .
)(4
ن
م ْ ن ظ َل َ ُ
موا ِ ل ل ِل ّ ِ
ذي َ م فَوَي ْ ٌن ب َي ْن ِهِ ْم ْ
ب ِحَزا ُف اْل َ ْ
خت َل َ َ* قال تعالى َ " :فا ْ
ليم " (5) .
َ عَ َ
ي َوْم ٍ أ ِ ٍ ب
ذا ِ
م " قال قتادة يعني مصصا ن ب َي ْن ِهِ ْم ْب ِ ف اْل َ ْ
حَزا ُ خت َل َ َ
قوله تعالى " َفا ْ
بينهم و فيهم قولن :أحدهما أنهم أهل الكتاب من اليهود و النصارى ،
خالف بعضهم بعضا قاله مجاهصد والسدي .و الثاني فَِرق النصارى من
النسطورية و الملكية و اليعاقبصصة اختلفصصوا فصي عيسصصى قصصاله الكلصصبي و
)(6 مقاتل .
ُ
م ذ ِك َْر الل ّهِ أ ُوْل َئ ِ َ َ شي ْ َ
ك ن فَأن َ
ساهُ ْ طا ُ حوَذ َ ع َل َي ْهِ ْ
م ال ّ ست َ ْ
* قال تعالى " ا ْ
ن -------------- شي ْ َ
طا ِ ب ال ّ
حْز ُ
ِ
.1سورة غافر ،آية ). (5
.2تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،جزء ، 15صفحة . 293
.3سورة غافر ،آية ). (30
.4تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،ج ، 15صفحة . 310
.5سورة الزخرف ،آية ). (65
.6تفسير القرطبي " مرجع سابق " ،ج ، 16صفحة . 109
م ال ْ َ شي ْ َ َ
ن " .
سُرو َ خا ِ
)(1 ن هُ ْ طا ِ ب ال ّحْز َن ِأَل إ ِ ّ
ن " طائفة و رهط " .أ ََل شي ْ َ
طا ِ ب ال ّ حْز ُ
ك ِ قوله تعالى " :أ ُوْل َئ ِ َ
ن " في بيعهم ،لنهم باعوا الجنة سُرو َ خا ِ م ال ْ َ ن هُ ْطا ِشي ْ َ
ب ال ّحْز َن ِ إِ ّ
)(2 بجهنم ،و باعوا الهدى بالضللة .
140
ن
م ْ ن َ واّدو َ ن ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ اْل ِ
خر ِ ي ُ َ مُنو َ ما ي ُؤ ْ ِ جد ُ قَوْ ً * قال تعالى َ " :ل ت َ ِ
خوانه َ كانوا آباَءهُم أ َو أ َبناَءهُ َ
م
شيَرت َهُ ْ م أوْ ع َ ِ م أوْ إ ِ ْ َ َ ُ ْ ْ ْ ْ َْ َ ه وَل َوْ َ ُ سول َ ُ ه وََر ُ حاد ّ الل ّ َ َ
َ أ ُوْل َئ ِ َ
تجّنا ٍ م َ خل ُهُ ْه وَي ُد ْ ِ من ْ ُ
م ب ُِروٍح ِ ن وَأي ّد َهُ ْ ما َ ما ِْ
لي َ ب ِفي قُُلوب ِهِ ْ ك ك َت َ َ
ه أ ُوْل َئ ِ َ
ك ضوا ع َن ْ ُ م وََر ُ ه ع َن ْهُ ْ ي الل ّ ُ
ض َن ِفيَها َر ِ دي َ حت َِها اْل َن َْهاُر َ
خال ِ ِ ن تَ ْ
م ْ ري ِ ج ِ تَ ْ
َ
ن " )(3 حو َ فل ِ ُ م ال ْ ُ
م ْ ب الل ّهِ هُ ْ حْز َ ن ِ ب الل ّهِ أَل إ ِ ّ حْز ُ ِ
َ قوله تعالى " :أ ُوْل َئ ِ َ
ن
حو َ
فل ِ ُ م ال ْ ُ
م ْ ب الل ّهِ هُ ْ
حْز َ ب الل ّهِ أَل إ ِ ّ
ن ِ حْز ُ
ك ِ
" قال سعيد بن أبي سعيد الجرجاني عن بعض مشايخه ،قال داود
و حول عرشك ؟ فأوحى الله عليه السلم :إلهي ! من حزبك
إليه " :يا داود الغاضة أبصارهم ،النقية قلوبهم ،السليمة أكفهم ،
)(4 أولئك حزبي و حول عرشي .
كما أن لفظ حزب قد ورد كذلك ،و أريد به الفرق و الملل ،و
الشياع والتباع و القرون الماضية من الكفار ،و المم الذين تحزبوا
141
على أنبيائهم ،بالتكذيب مثل عاد و ثمود ،و كل قوم باعوا الجنة
بجهنم .
--------------
142
سورة المائدة ،آية ). (56 .1
حدثنا ابن أبي عديّ عن حميد عن أنس قال :قال رسول الله -
م هم أرقّ منكم قلوبا ً قال
صلى الله عليه و سلم َ -يقدم عليكم أقوا ٌ
فقدم الشعرّيون فيهم أبو موسى الشعريّ فلما دنوا من المدينة
كانوا يرتجزون قائلين :
)(1 ههههههه هههه غدا ً نلقى الحّبة
143
.2مسند أحمد " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 349
144
فكّلم ههه أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله صلى الله عليه
وسلم يكّلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله -
صلى الله عليه و سلم -هدّية فليهده إليه حيث كان من
بيوت نسائه فكّلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل شيئا ً
فسألنها ،فقالت :ما قال لي شيئا ً ،فقلن لها :فكّلميه ،
قالت :فكّلمته حين دار إليها أيضا ً ،فلم يقل لها شيئا ً
فسألنها فقالت :ما قال لي شيئا ً ،فقلن لها :كّلميه حتى
يكّلمك ،فدارت إليه فكّلمته ،فقال لها :ل تؤذيني في
ن الوحي لم يأتني و أنا في ثوب امرأة إل
عائشة ،فإ ّ
عائشة ،قالت فقلت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ،
ن دعون فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه و
م إّنه ّ
ث ّ
سلم ، -فأرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه و سلم
ن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر ، ، -تقول إ ّ
ب قالت بلى فرجعتفكّلمته فقال يا بنّية أل تحّبين ما أح ّ
ن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع ،فأرسلن
ن فأخبرته ّ
إليه ّ
ن نسائك ينشدنك
زينب بنت جحش فأتته فأغلظت و قالت إ ّ
الله العدل في بنت أبي قحافة ،فرفعت صوتها حتى تناولت
ن رسول الله -صلىعائشة و هي قاعدة فسّبتها ،حتى أ ّ
و سلم -لينظر إلى عائشة هل تكّلم قال الله عليه
فتكّلمت عائشة ترد ّ على زينب حّتى أسكتتها ،قالت فنظر
الّنبي -صلى الله عليه و سلم -إلى عائشة و قال إنها بنت
أبي بكر "
).(1
145
سمط رضي الله عنهما كانا يقولن ثم
و عن أبي هريرة و ابن ال َ
ل يزال المؤمنون في الرض إلى أن تقوم الساعة و ذلك أن
و سلم -قال " :ل تزال رسول الله -صلى الله عليه
طائفة من أمتي قوامة على أمر الله عّز و ج ّ
ل ل يضرهم من
خالفهم تقاتل أعداءها كلما ذهب حزب قوم تستحرب قوم
أخرى يرفع الله عّز و ج ّ
ل قلوب قوم ليرزقهم منه حتى
. )(2 تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم "
--------------
صحيح البخاري " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 2صصصفحة . 911و قصصد ورد .1
في المعجم الكبير " مرجع سابق " ،ج ، 23صفحة . 50العسقلني ،أحمد
بن حجر ،تغليق التعليق ،المكتب السلمي – بيروت ،دار عمصصار – عمصصان ،
ط 1405 ، 1هص ،ج ، 3صفحة . 354
.2الحاد و المثصصاني " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 5صصصفحة . 254فتصصح البصصاري "
مرجع سابق " ،ج ، 5صفحة . 206
و في هذا الحديث يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن
أمته لن تخلو من أحزاب قائمة على دين الله ،تقاتل أعداء
الله ،لظهار و إعلء كلمة الله إلى قيام الساعة .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكّبر على ك ّ
ل
شرف من الرض ثلث تكبيرات ثم يقول " :ل إله إل الله وحده ل
146
شريك له له الملك و له الحمد و هو على ك ّ
ل شيء قدير آيبون تائبون
عابدون ساجدون لرّبنا حامدون صدق الله وعده و نصر عبده و هزم
)(2 . ااااااا وحده "
الحزاب هي العراب التي تجمعت مع قريش ،لمحاربة
المسلمين في غزوة الحزاب .
كما وردت أحاديث عديدة فيها لفظ حزب ،بمعنى الجزء من
و أحاديث أخرى بمعنى العراب الذين تجمعوا مع القرآن الكريم ،
قريش لمحاربة المسلمين .
و نجد أن الحاديث تحدثت بصورة إيجابية عن الحزاب ،
باستثناء العراب الذي تجمعوا لمحاربة المسلمين ،و من كان على
شاكلتهم في القرون الماضية .
147
المبحث الثالث :نشأة الحزاب
اعتبر ك ُّتاب السير و المؤرخون ،نشأة الحزاب السلمية بدأت
بعد مقتل سيدنا عثمان -رضي الله عنه ، -فاعتبروا أول حزبين :
حزب عثمان و على رأسه معاوية ابن أبي سفيان ،و حزب علي بن
أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين .
و لكن بالرجوع إلى سيرة المصطفى -صلى الله عليه و سلم -
،و إلى كتاب الله تعالى و الحاديث الشريفة ،و أقوال السلف
الصالح ،وجدنا أن بداية استعمال مصطلح حزب كانت بداية مبكرة ،
فقد ورد لفظ حزب في القرآن الكريم ،و بدأ استعمال لفظ حزب
زمن رسول الله -صلى الله عليه و سلم -و صحابته الكرام .
وعن أنس قال :قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم -
م هم أرقّ منكم قلوبا ً قال فقدم الشعرّيون فيهم أبو
َيقدم عليكم أقوا ٌ
موسى الشعريّ فلما دنوا من المدينة كانوا يرتجزون قائلين :
محمدا ً و حزبه )(1 غدا ً نلقى الحبة
فمحمد -صلى الله عليه و سلم -أمير الحزب ،و صحابته ل
يعصون له أمرا ً يعملون ليل نهار لتبليغ الرسالة و حملها .
148
ن نساء رسول الله -صلى الله
و عن عائشة رضي الله عنها أ ّ
ن ااااا ااااا فيه عائشة و حفصة و صفية و
عليه و سلم -ك ّ
سودة ،و ااااا الخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله -صلى الله
)(2 عليه و سلم . -
149
فإننا نرى أن المسلمين قد انقسموا بعد وفاته -صلى الله عليه
و سلم -إلى ثلثة أحزاب ،حزب فيه أبو بكر و عمر و بقية
سعد بن عبادة ،و حزب علي المهاجرين ،و حزب النصار بزعامة
بن أبي طالب و الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله الذين اعتزلوا
الجميع في بيت فاطمة .
--------------
سيرة ابن هشام ،صفحة . 656 .1
150
الخوارج و هم أعداء الفريقين ،يستحلون دماءهم ،و يرون .3
151
و قد حملهم هذا التفكير على أن يروا أن الخلفة ليست
لقريش ،دون سائر القبائل ،و ل لعربي دون أعجمي ،فالجميع
سواء .
--------------
.1انظر الصالح ،صبحي ،النظم السلمية ،دار العلم للمليين – بيصصصروت ،
ط 1982 ، 6م ،صفحة . 132 – 130الفرق بين الفرق " مرجع سابق " ،
صفحة . 55
.2أبو زهرة ،محمد ،المذاهب السصصلمية ،دار الفكصصر العربصصي – القصصاهرة .
صفحة . 105
.3و ذلك كمناظراتهم مع ابن عباس و ابن الزبير و ابن زياد ،بصصل مصصع علصصي
نفسه .و قد كان لتلك المناظرات أثر كبير في تطوير مذهبهم .
152
* حزب الشيعة :
ضله عصن الصحابصصصة متشيعصصصا ً
إذا كصان كصل مصن أحصب عليصا ً أو ف ّ
له ،فقصد كصان بيصن الصحابصة – حتصى فصي عهصد الرسصول -صلى اللصصه
،و المقصداد بن و سلم – شيعصة منهصم :أبصو ذر الغفاري
)(2 عليه
،و أبصصو ي بصصصن كعصصب ُ
)(5 ،و جابصر بصصن عبصصد اللصه ) ، (4و أبص ّ )(3 السود
، )(6 الطفيصل عامصر بصن واثلة
--------------
تاريخ السلم " مرجع سابق " ،مجلد ، 1صفحة . 379 .1
أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة ،الزاهد المشهور الصادق اللهجصصة ،ابصصن .2
سكن ،و قيل ابن عبد الله ،كصصان طصصويل ً أسصصمر اللصصون نحيفصا ً ،كصصانت وفصصاته
بالربذة ،سنة 31هص ) .الصصصابة فصصي تمييصصز الصصصحابة ،ج ، 4صصصفحة – 63
. ( 65
المقداد بن عمصرو البهرانصصي الكنصصدي ،أبصصو السصصود الزهصصري ،المعصروف .3
بالمقداد بن السصصود ،كصصان حليفصا ً للسصصود بصصن عبصصد يغصصوث ،فتبنصصاه السصصود ،
فنسب إليه ،أسلم ،و هصو مصن أول سصصبعة أظهصصروا إسصلمهم ،شصصهد بصصدرا ً و
المشاهد ،مات سنة 33هص ،و هو ابن سبعين سنة بالجرف على ثلثة أميال
من المدينة ،و دفن فيها ) .تهذيب التهذيب ،ج ، 10صفحة . ( 287 – 285
جابر بن عبد الله النصاري السلمي ،أبو عبد الله ،شهد العقبة ،و شهد .4
19غزوة مع الرسول -صلى الله عليه و سلم ، -مات سنة 78هص ،و عاش
الصحابة ،ج ، 1صفحة . ( 215 – 214 94سنة ) .الصابة في تمييز
ي بن كعب النصصاري البخصاري ،أبصو المنصذر ،سصيد الفصراء ،كصان مصن .5أب ّ
أصصصحاب العقبصصة الثانيصصة ،و شصصهد بصصدرا ً و المشصصاهد كلهصصا ،مصصات فصصي خلفصصة
صفحة . ( 32 – 31 عثمان ) .الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 1
عامر بن وثلة ،أبو الطفيل الكناني ،ولد عام أحد و أدرك من حياة النبي .6
الكوفة ،و صحب عليا ً في مشاهده كلها ،و لما ُقتل علصصي 8سنين ،نزل
انصرف إلى مكة ،فأقام فيها حتى مات سنة 100هص ) .الصصصابة فصصي تمييصصز
الصحابة ،ج ، 4صفحة . ( 116 – 115
153
،و أبصصو )(2 و جميع بنيه ،و عمار بن ياسر )(1 و عباس بن عبد المطلب
. )(3 أيوب النصاري
* آراؤهم :
أهصصم آراء الشصصيعة قصصولهم بإمامصصة علصصي و خلفتصصه نصصا ً و وصصصية ،إمصصا
بطريقة جلية صريحة ،و إما بطريقة خفية ضصصمنية ،فقصصد اعتقصصدوا أن
المامة ل يجوز أن تخرج مصن نسل علي ،و ل بد أن تبقى في ع َقِِبه و
أولده من بعده ،فإن خرجت من نسله ،فبظلم وقع علصصى نسصصله ،أو
بتقية من عنده يتقي بها أذى الناس ،و استنبطوا مصصن ذلصصك أن قضصصية
المامة قضية دينية سماوية إيحائية ،و ليست مصلحية و ل دنيوية و ل
اجتهادية ،فهي
-------------
م رسصول اللصه -صصلى
العباس بن عبد المطلب ،القرشي الهاشمي ،ع ّ .1
الله عليه و سلم ، -أبو الفضل ،ولد قبصصل رسصصول اللصصه -صصصلى اللصصه عليصصه و
سلم -بسنتين ،كان إليصصه فصصي الجاهليصصة السصصقاية و العمصصارة ،و حضصصر بيعصصة
العقبة مع النصار قبل أن يسلم ،و شهد بصصدرا ً مصصع المشصصركين ،و أسصصلم ،و
شهد الفتح و حنين ،كان طصصويل ً جميل ً أبيصصض ،مصصات بالمدينصصة سصصنة 32هص ص .
)الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 2صفحة . ( 263
عمار بن ياسر العنسصي ،أبصو اليقظصان ،حليصف بنصو مخصزوم ،كصان مصن .2
السباقين الولين ،و كان ممن ُيعّزب في الله ،هاجر إلصصى المدينصصة ،و شصصهد
المشاهد كلها ،ثم شهد اليمامة ،و استعمله عمر علصصى الكوفصصة ،و هصصو مصصن
النجباء ُ ،قتل مع علي بصفين سصصنة 78هص ص ،و لصصه 93سصصنة ) .الصصصابة فصصي
تمييز الصحابة ،ج ، 2صفحة . ( 506 – 505
154
أبو أيوب النصاري ،هو خالد بن زيد النصصصاري ،مصصن السصصباقين ،و لصصزم .3
الجهصصاد بعصصد النصصبي -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم ، -إلصصى أن تصصوفي فصصي غصصزوة
القسطنطينية سنة 50هص ) .الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 1صفحة 404
– . ( 405
.4النظم السلمية " مرجع سابق " ،صفحة . 96
ل تنصصاط باختيصصار العامصصة ،و ل باختيصصار أهصصل الحصصل و العقصصد ،و ل أهصصل
الشورى ،و إنما ينتصب المام متى نصبوه ،و الذي نصبوه قصصد نصصصبه
الله ،و الذي نصصصبه اللصصه قصصد عينصصه منصصذ الزل ،لصصذلك اعتصصبروا قضصصية
المامة قضية أصولية ل اجتهادية .
155
أن الناسخ و المنسوخ يكون في الخبار كما يكون في الشصصرائع .7
.
إثبات الوعيد لمخالفيهم . .8
إبطال الجهاد . .9
ن مؤمنات موحدات .
سبي نساء مخالفيهم ،وإن ك ّ .10
--------------
انظر النظم السلمية " مرجع سابق " ،صفحة . 99 .1
النظم السلمية " مرجع سابق " ،صفحة . 100 – 99 .2
التقية و ل سيما بصورها المبالغ فيها . .11
---------------
156
كيسان ،أبو سعيد المقبري ،مولى أم شصصريك مصصن بنصصي جنصصدع ،سصصمي .1
المقبري لنه كان يأوى المقبرة بالليالي ،و قيل أن داره كانت بجنب المقبرة
،فنسب إليها ،مات سنة 100هص ) .معرفة الثقات ،ج ، 2صفحة . ( 404
أبو القاسم ،محمد بن علي بن أبي طالب ،ابصن الحنفيصة ،أمصه الحنفيصة .2
خولة بنت جعفر ،و كان محمد كثير العلم و الورع و شديد القصصوة ،ولصد قبصل
انتهاء خلفة عمر بسنتين ،و توفي سنة 81هص ،و كان والي المدينة ،و دفن
بالبقيع ) .وفيات العيان ،ج ، 4صفحة . ( 173 – 169
.3الرجعة عند الكيسانية ليست رجعة الموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة ،
بل رجعة محمد بن الحنفية الذي لم يصدقوا بأنه مصصات ،و أنصصه سصصوف يظهصصر
في زمن ل يعلمه إل الله ،ليحكم بالحق كما حكم جده الرسول محمد صصصلى
الله عليه وسلم .
الصصذي سصمى ابصصن الحنفيصصة بالمهصصدي ، )(1 المختار ابن أبي عبيد الثقفي
بعد أن اعتبر عليا ً الوصي .وقصصد ادعصصي المختصصار أن المهصصدي قصصد بعثصصه
)(2 أمينا ً و وزيرا ً للمسلمين .
157
هي الماميصصة الثنصصى عشصصرية الصصذين يصصرون أن الخلفصصة بعصصد
الحسين رضي الله
-------------
المختار بن أبي عبيد الثقفي ،أبو إسحاق ،ولد المختار عام الهجصصرة ،و .1
و كان قد طلب المارة إلى أن قتله مصعب بن الزبيصصر ليست له صحبة ،
بالكوفة ،سنة 67هص ،و كان معدودا ً في أهل الفضل و الخير و يكتم الفسق
،و كانت إمارته 16شهرا ً ) .الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 3صفحة 504
– . ( 505
.2انظر النظم السلمية " مرجع سابق " ،صفحة . 116
الشهرسصصتاني ،الملصصل و النحصصل ،شصصركة و مكتبصصة و مطبعصصة مصصصطفى
البابي الحلبي – مصر 1967 ،م ،ج ، 1صفحة . 236 – 235
زيد بن علصي ،ذكصره ابصن حبصان فصصي الثقصات ،بصصايعه نصاس كصثيرون مصن .3
الكوفة ً ،قتل في الكوفة سنة 122هص ،و ذكره ابصصن حبصصان فصصي طبقصصة أتبصصاع
التابعين ،و إليه تنسب الزيدية من طوائف الشيعة ) .تهصصذيب التهصصذيب ،ج
، 3صفحة . ( 420 – 419
.4انظر النظم السلمية " مرجع سابق " ،صفحة . 124 – 121
،ثصصم )(3 ،و مصصن بعصصده لمحمصصد البصصاقر )(2 ،لعلي زين العابصصدين )(1 عنه
،ثم )(6 ،ثم لمحمد الجواد )(5 ،ثم لعلي الرضا )(4 لبنه موسى الكاظم
،ثصم للحسصن )(7 لعلصي الهصادي
--------------
الحسين بن علي الهاشمي ،أبو عبد الله ،سبط رسول اللصصه – صصصلى اللصصه .1
عليه و سلم -و ريحانته ،ولد سنة 4هص ،له أحاديث يسيرة ،أقام بالمدينة ،ثم
خرج مع أبيه إلى الكوفة ،و شهد معه الجمل ثم صفين ثم قاتصصل الخصصوارج ،ثصصم
ذهب إلى المدينة ،ثم إلى مكة ،أتته كتب مصصن أهصصل العصصراق أنهصصم يبصصايعوه بعصصد
موت معاوية ُ ،قتل الحسين يصصوم عاشصصوراء سصصنة 61هصص ) .الصصصابة فصصي تمييصصز
الصحابة ،ج ، 1صفحة . ( 334 – 331
أبو الحسن ،علي بن الحسين المعروف بزين العابصصدين ،و هصصو أحصصد الئمصصة .2
الثني عشر ،و مصصن سصادات التصصابعين ،كصان زيصصن العابصدين كصثير الصبر بصأمه ،و
فضائله و مناقبه أكثر من أن تحصى ،كصانت ولدتصه سصنة 38هصص ،و تصوفي فصي
158
صصصفحة – 266 سنة 94هصص ،و دفصصن بصصالبقيع ) .وفيصصات العيصصان ،ج ، 3
. ( 269
أبو جعفر ،محمد بن زين العابصصدين ،أحصصد الئمصصة الثنصصي عشصصر فصصي اعتقصصاد .3
المامية ،و كان عالما ً سيدا ً كبيرا ً ،و قيل له الباقر لنه تبقر في العلم أي توسع
و دفن بالبقيع ) .وفيات العيان ، ،ولد سنة 57هص ،و توفي سنة 113هص ،
ج ، 4صفحة . ( 174
أبو الحسن ،موسى الكاظم بن جعفر الصادق ،أحصصد الئمصصة الثنصصي عشصصر ، .4
كان ُيدعى العبد الصالح ،لعبادته و اجتهاده ،ولد سصصنة 129هص ص ،و تصصوفي سصصنة
183هص ببغداد ،توفي في الحبصس ،و دفصن فصي مقصابر الشصونيزيين ) .وفيصات
العيان ،ج ، 5صفحة . ( 310 – 308
.5أبو الحسن ،علي الرضا بن موسى الكاظم ،و هو أحد الئمصصة الثنصصي عشصصر
على اعتقاد المامية ،جعله المأمون ولصصي عهصصده ،وضصصرب اسصصمه علصصى الصصدينار
والدرهم ،ولد عام 153هص بالمدينة ،و توفي سصصنة 202هص ص بمدينصصة طصصوس ،و
دفنه المأمون ملصق قبر أبيه الرشيد ) .وفيات العيصصان ،ج ، 3صصصفحة 269
– . ( 271
أبو جعفر ،محمد بن علي الرضا المعروف بالجواد ،أحد الئمة الثني عشر .6
،قدم إلى بغداد وافدا ً على المعتصم فتوفي بها ،روى سندا ً عن آبائه ،ولد سنة
195هص ،وتوفي سنة 220هص ودفصصن عنصصد جصصده موسصصى بصصن جعفصصر فصصي مقصصابر
قريش ) .وفيات العيان ،ج ، 4صفحة . ( 175
أبو الحسن ،علي الهادي بن محمد الجواد و هو أحد الئمة الثني عشر عند .7
المامية ،ولد 214هص بالمدينة ،أعلى المتوكل من مقامة ،توفي سنة 254هص ص
صفحة . ( 273 – 272 بالعسكر ) .وفيات العيان ،ج ، 3
،و هو المام الثاني )(2 ،ثم لمحمد بن الحسن العسكري )(1 العسكري
عشر الذي اعتقدوا أنه دخل سردابا ً في دار أبيه بسّر من رأى ،و لصصم
يعد ،و سوف يرجع في زمن ل يعلمه إل الله ،ليحكم النصصاس بالعصصدل
و السلم . كما حكمهم جده الرسول عليه الصلة
159
ُيعرف علي و الئمة من بعده بالوصف ،بل عينوا جميعا ً بأشخاصصصهم ،
و قد أحاط المامية المام بالتقديس ،فقالوا :
المام معصوم ظاهرا ً و باطنصا ً قبصصل أن يكصصون إمامصا ً ،و بعصصد أن •
ينصب إماما ً .
كلم المصصام فصصي شصصؤون الصصدين تشصصريع ،فلصصه أن يقيصصد النصصص •
المطلق ،و يخصص النص العام .
فأصول العقائد عندهم التصديق بوحدانية الله تعالى فصصي ذاتصصه ،
و العدل في أفعاله ،و التصديق بنبصصوة النبيصصاء ،و التصصصديق بإمامصصة
الئمة المعصومين بعد النبياء .
--------------
أبو محمد ،الحسصصن بصصن علصصي ،أحصصد الئمصصة الثنصصي عشصصر علصصى اعتقصصاد .1
المامية ،و هصصو والصصد المنتظصصر صصصاحب السصصرداب ،و ُيعصصرف بالعسصصكري ،و
كانت ولدته سنة 231هص ،و توفي سنة 260هص ،و دفصصن بجنصصب قصصبر أبيصصه .
) وفيات العيان ،ج ، 2صفحة . ( 94
أبو القاسم ،محمد بن الحسن العسكري ثاني عشر الئمة الثنصصي عشصصر .2
علصصى اعتقصصاد الماميصصة ،المعصصروف بالحجصصة ،و هصصو الصصذي تزعصصم الشصصيعة أنصصه
المنتظر و القائم و المهدي ،و هو صاحب السرداب عندهم ،ولصصد سصصنة 255
) وفيصصات هص ،و دخل السرداب عصصام 265هص ص ،و عمصصره تسصصع سصصنين .
العيان ،ج ، 4صفحة . ( 176
و قد كان لهم العديد من المناقشات الكلمية الدقيقة في قضية
التوحيد ،و مسألة الجبر و الختيار ،و إرادة الله و علمصصه و كلمصصه ،و
160
رؤية السعداء لربهم يوم القيامة ،و أهصصم مسصصألة أثاروهصصا هصصي قضصصية
المامة ،و هي الجانب السياسي الذي ركزوا عليصصه فصصي نقاشصصهم مصصع
)(1 مخالفيهم من الخوارج والمعتزلة وأهل السنة .
--------------
انظر النظم السلمية " مرجع سابق " ،صفحة . 128 – 125 .1
* " .2البيانية :هم أتباع بيان بن سمعان ،الذي قال " :إن جزءا ً إلهيصصا حصصل
بعلي و اتحد بجسده " .
* الخطابية :أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينصصب الملقصصب بالجصصدع الصصذي
اللوهية لنفسه . ادعى
* الغرابية :الذين قالوا " :إن جبريل نزل خطأ إلى محمد -صلى الله عليه و
سلم ، -مع أنه مرسل إلى علي ،لن كل ً منهما يشبه الخر ،كما يشصبه الغصراب
الغراب " .
* الجناحية :أتباع ذي الجناحيصن عبصد الله بن معاوية بصصن عبصصد اللصصه بصصن جعفصصر
الطيار الذي زعم أن روح الله تحل في النبياء ثم إلى الئمة واحد بعد واحد .
* النميرية :أتباع محمد بن نصير النميري الذي زعصصم أن أبصصا الحسصصن الهصصادي
بعثه نبيا ً ،و ادعى الربوبية لبي الحسن العسكري ،و أباح لنصاره الحرمات .
* السبعية :هم القائلون بأن المامة انتقلت من إسماعيل بن جعفر الصادق
إلى ابنه محمد بن إسماعيل ،و أن أولي العزم سبعة منهم محمد بن إسصصماعيل
و هصم أيضصا ً أصصل القرامطصة " ) .النظصم السصلمية " مرجصع سصابق " ،صصفحة
. ( 120
161
كانت الركائز الفكرية التي اعتمدت عليها الدولة الموية ،تتمثل
)الجبر( و )الرجاء( ،تصصبرر بصصالول مطامعهصصا إذ تنسصصبها أساسا ً في
لقضاء الله و قدره ،و تحاول أن تفلت بالثاني من الحكم على إيمانها
،بعد أن ارتكبت تلك المظالم .
--------------
انظر تاريخ السلم " مرجع سابق " . 426 – 418 ،النظم السلمية " .1
. 179 – 150صادق ،حسن ،جذور الفتنة في الفرق مرجع سابق " ،
ط ، 3ص 1997م ،صصصفحة – 147 السلمية ،مكتبة خديوي – القهصصارة ،
. 187
أبو حذيفة ،واصل بن عطاء المعتزلي ،المعروف بصصالغزال ،مصصولى بنصصي .2
ضّبة ،كان أحد الئمة البلغاء المتكلمين في علوم الكلم و غيره ،و كان يلثصغ
بالراء فيجعلها غينا ً ،و كان يجلس إلى الحسن البصري ،فلما ظهصصر الختلف
بالنسبة لمرتكبي الكبائر بيصصن الخصصوارج و الجماعصصة ،فخصرج عنهصصم واصصصل ،و
قال :إنه منزلة بين منزلتين ،فطرده الحسن من مجلسه فاعتزل عنصصه ،لصصه
من التصانيف :كتاب المرجئة ،و التوبة ،و المنزلة بين المنزلصتين و غيرهصا ،
162
80هص بالمدينة ،و توفي سنة 181هص ) .وفيات العيصصان كانت ولدته سنة
،ج ، 6صفحة . ( 11 – 7
في دمشصصق ، )(3 في الكوفة ،و غيلن )(2 ثلثة هم :أبو السود الدؤلي
في البصرة . )(4 و معبد
و يعزى النقسام الذي حدث عند المعتزلة ،إلى مصصا صصصدر مصصن
واصل في مرتكب الكبيرة ،حيث قال " :إنصصه ل مصصؤمن و ل كصصافر ،و
إنما هو في منزلة بين المنزلتين ،و إن يكن مخلدا ً في النار في درجة
من العذاب دون درجة الكافرين ،بينما كان يرى الحسن أنه منصصافق ،
فرون مرتكب الكبيرة .
و الخوارج كانوا يك ّ
163
.2غيلن بن أنس الكلبي ،مولهم أبو يزيد ،الشامي الدمشصصقي ) .تهصصذيب
صفحة . 126تقريب التهذيب ،ج ، 1صفحة ( 443 الكمال ،ج ، 23
.3معبد بن عبد الله الجهني البصري ُ ،يعد ّ في الطبقة الثانية من تابعي أهل
البصرة ،كان أول من تكلم في القدر بالبصرة ،و كصصان رأس القدريصصة ،قصصال
عنه الحسن " :إياكم و معبد فهو ضال مضل " ) .تهذيب التهذيب ،ج ، 10
صفحة . ( 226 – 225
و قد أعلى المعتزلة مقام العقل ،و اعتبروه أول الدلة ،بل هو
أصلها الذي به يعرف صدقها ،و بواسطته يكتسب الكتصصاب و السصصنة و
الجماع قيمة الدليل و حجيته .
كما رفض المعتزلة اتخاذ النقل من دون العقل سبيل ً للمعرفة ،
كذلك رفضوا طريق التقليصصد ،لنصصه كمصصا يكصصون فصصي الحصصق يكصصون فصصي
الباطل ،و كما يكون في الصصصحيح يكصصون فصصي الفاسصصد ،و كمصصا يكصصون
فيما ثبت بالدليل يكون فيما ل دليل عليه ،و هذا رأي هصصام مصصن الراء
التي تميزهم عن أهل السنة و أصحاب الحديث .
164
ُيعتبر المعتزلة من أهل الفكر و النظر ،اتخذوا مصصن الفلسصصفة و
الفكر و الرقي والمعرفة ،بصصديل ً عصصن الحسصصاب و النسصصاب ،فتحقصصق
في حزبهم تعصصايش العصصرب و المصصوالي دون تنصصافر أو عصصصبية ،و كصصان
الفكر العقلني هو السّلم الذي ارتقوا عليه إلصصى مسصصتوى أصصصبح دونصصه
مسصصتوى – الشصصراف – الصصذي يسصصند – شصصرفهم – إلصصى الحسصصاب و
النساب .
،فبصصدأت محنتهصصم المتصصصلة الصصتي بصصاد )(2 حتى جاء عهد المتوكل
-------------- فيها تراثهم
السفاح الخليفة ،أبو العباس ،عبد اللصصه بصصن محمصصد القرشصصي الهاشصصمي .1
العباسي ،أول الخلفاء من بني عباس ،كان شابا ً مليحا ً أبيض طويل ً وقصصورا ً ،
) سصصير أعلم النبلء ،ج ، 6 بويع سنة 132هص ،و مات سنة 136هص .
صفحة . ( 77
المأمون عبد الله بن هارون الرشيد ،أبو العباس ،سابع الخلفاء من بني .2
و لي الخلفة بعد خلع أخيه الميصصن سصصنة 198هص ص ،و العباس في العراق ،
165
تبنى القول بخلق القرآن في السنة الخيرة من حيصصاته ،مصصات سصصنة 218هص ص
في بنذدون ) .العلم ،ج ، 4صفحة . ( 142
محمصد أميصر المصؤمنين ،المعتصصم بصالله بصن هصارون الرشصيد ُ ،يقصال لصه .3
الثماني ،ولد بالخلد في سنة 180هص ،و مات بالخاقاني من سصصر مصصن رأى ،
وكان عمره 48سنة ) .تاريخ بغداد ،ج ، 3صفحة . ( 342
هارون أمير المؤمنين ،الواثق بالله بن محمد المعتصم بصصالله ُ ،يكنصصى أبصصا .4
جعفر ،استخلف بعد أبيه المعتصم ،و كان يسكن سر مصصن رأى ،بويصصع و هصصو
ابن 29سنة ،و ولي الخلفة سنة 227هص ،و مصصات سصصنة 302هصص ) .تاريصصخ
بغداد ،ج ، 14صفحة . ( 16
المتوكل العباسي ) 247 – 206هص = 861 – 821م ( .5
جعفر " المتوكل على الله " بن محمد " المعتصم بصصالله " ،أبصصو الفضصصل ،
خليفة عباسي ،ولد ببغداد و بويع بعد وفاة أخيه الواثق سنة 232هص ،نقل مقصصر
ليل ً ) .العلم ،ج ، 2صفحة . ( 127 الخلفة من بغداد إلى دمشق ،اغتيل
الفكري ،فلم يبق إل النزر اليسير ،و قصصد اضصصطر كصصثير مصصن أعلمهصصم
و نظرياتهم . على إخفاء آرائهم
166
أمصصا فرقهصصم ،فهصصي :الواصصصلية ،و العمريصصة ،و الهذيليصصة ،و
و السصصصصوارية ،و المعمريصصصصة ،و الثماميصصصصة ،و النظاميصصصصة ،
الجاحظية ،و الحايطية ،و الحمارية ،
و الخياطيصصة ،و الشصصمامية ،و أصصصحاب صصصالح قبصصة ،و المويسصصية ،و
)(1 و الجبائية ،و البهشمية . الكعبية ،
--------------
.1جذور الفتنة في الفرق السلمية " مرجع سابق " ،صفحة . 174
.2انظر تاريخ السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 416 – 409
فقد اتخذ عبد الله بن الزبير من تأمير عثمان له على داره سببا ً
كافيا ً لحقيته بالخلفة ،و قصصد اسصصتند فصصي ذلصصك إلصصى تصصأمير الرسصصول -
صلى الله عليه و سلم -للصلة لبي بكر ،و هو فصصي مرضصصه الخيصصر ،
ده المسلمون سببا ً كافيا ً لسناد الخلفة إليه.
مما ع ّ
و كان عبد الله بن الزبير في عهد علي ،يرى أحقيته بالخلفصصة ،
و يعمل على تحقيق أغراضه ،فأوقع بين معاويصصة و علصصي ،كمصصا عمصصل
و طلحة و عائشة طمعصا ً فصي الخلفصصة . على تقوية حزب الزبير
فقد كان يد هذا الحصزب و لسصانه النصاطق ،و ل يصألو جهصدا ً فصي جمصع
كلمته .و ل عجب فقد كان عبد الله ربيبا ً فصصي بيصصت خصصالته عائشصصة أم
ح علصصى
المؤمنين ،التي كانت تسعى لتحويل الخلفة إليه ،كما أنصصه ألص ّ
م بالنصصصراف و العصصودة إلصصى
أبيه الزبير ،بالعدول عن رأيه ،حيصصن ه ص ّ
فر عن يمينه و خاض غمار الحرب .
المدينة ،و رماه بالجبن ،حتى ك ّ
167
ل ابن الزبير جنديا ً من جنود معاوية ،حتى ولي ابنه يزيصصد
لقد ظ ّ
العهد ،فكان في الجيش الذي سار لفتصصح القسصصطنطينية بقيصصادة يزيصصد
بن معاوية .و بعد سماع عبد الله بنبأ عهد معاوية لبنه يزيد بالخلفة ،
ب ابن الزبير و قاد حزبه ،و وقف في وجصصه معاويصصة محصصاول ً إحبصصاط
ه ّ
مساعيه .
تطورت دعوة ابن الزبير بعد مصصوت معاويصصة ،فصصدعا إلصصى نفسصصه
و صصصادفت دعصصوته نجاح صا ً عظيم صا ً فصصي الجزيصصرة سنة 63هجريصصة ،
------------- العربية و العراق ،حتى استطاع حزب
عبد الله بن الزبير القرشي السدي ،أمه أسماء بنت أبي بكر الصصصديق ، .1
و حفظ عن النصصبي -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم -و هصصو ولد عام الهجرة ،
صغير ،و حدث عنه بجملة من الحاديث ،و هو أحد العبادلة و أحد الشصصجعان
من الصحابة ،و أحد من ولي الخلفة ،يكنى أبا بكر ،ثم قيل له :أبو حصصبيب
بولده ،بويع بالخلفة سنة 64هصص عقصصب مصصوت يزيصصد بصصن معاويصة ،و هصصو أول
مولود ولد بعد الهجرة للمهاجرين ،قاتله الحجاج إلى أن ُقتصصل سصصنة 73هص ص .
) الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 2صفحة . ( 303 – 300
الزبيريين أن يعكر صفو المصصويين ردح صا ً مصصن الزمصصن ،و قصصد سصصاعدت
عوامل عديدة على إثارة المسلمين على بني أمية ،و أتاحت الفرصصصة
لظهور هذا الحزب ،و من هذه العوامل :
.1تحول الخلفة من طريصصق الشصصورى و النتخصصاب إلصصى التعييصصن و
الوراثة .
.2وقصصوع الحصصداث الجسصصام فصصي عهصصد يزيصصد ،و ل سصصيما مقتصصل
الحسين بن علي ،و غزو مكة و المدينة ،فقد اتخصصذ عبصصد اللصصه بصصن
الزبير من هذه الحداث وسيلة لثارة شعور المسصصلمين علصصى بنصصي
أمية ،و الدعوة لنفسه بالخلفة في الحجاز .
168
.3معاملة ولة بني أمية أهالي الوليات بالقسوة و العنصصف ،حصصتى
كرهوا حكم المويين ،و ساروا مع مناوئيهم .
.4مصصا عصصرف عصصن عبصصد اللصصه بصصن الزبيصصر مصصن الصصصلح و التقصصوى و
التمسك بالدين ،أكسبه محبة المسلمين و تأييدهم .
اتسع نطاق الدعوة لبن الزبير ،بعد موت معاوية الثصصاني ،فصصي
الحجاز و العراق و اليمصصن و مصصصر ،و انضصصم فريصصق مصصن أهصصل الشصصام
إليه ،كما انضم إليه أهل مكة و المدينصصة عصصدا عبصصد اللصصه بصصن عبصصاس و
محمد بن الحنفية إذ كانا يعتقدان أن بني هاشصم أحصصق بالخلفصة .كمصصا
دخل أهل الكوفصة فصي طصصاعته ثصم تبعهصم سصائر أهصل العصراق بعصصد أن
نقضوا بيعة عبد الله بن زياد ،الذي أقام نفسه نائب خليفة بعصد مصوت
يزيد ،و بايعوه بيعة مؤقتة .
خرج الحجاج إلى الطائف و منها إلى المدينة ثم سار إلى مكة و
و ضرب الكعبة بالمنجصصانيق ،و أرغصصم أهلهصصا علصصى طلصصب حاصرها ،
المان ،فانضم أتباع ابن الزبير و غيرهم .فخرج عبد اللصصه بصصن الزبيصصر
بعد ذلك ،و قاتل أهل الشام قتال ً شديدا ً حتى قتل سنة 73هص .
لقصصد عمصصل ابصصن الزبيصصر علصصى إعصصادة الخلفصصة إلصصى مقرهصصا – بلد
الحجاز – كما كانت في عهد النبي -صلى اللصصه عليصصه و سصصلم -و أبصصي
169
بكر و عمر و عثمان ،فتم له ذلك منذ بسط سصصلطانه علصصى الحجصصاز و
العراق و مصر مدة تسع سنين حتى قتل ،و انتهى حزبه .
من خلل دراسة رسائله التي بعث بها إلى أفصصراد جمصصاعته ،
نجد :
170
أول ً :رسالته و هو في سجن السكندرية ،يقول " :و الذي آمصصر بصصه
كل شخص منهم أن يتق الله ،و يعمل لله مستعينا ً بالله مجاهصصدا ً فصصي
سبيل الله ،و يقصد بذلك أن تكون كلمة الله هي العليصصا ،و أن يكصصون
)(1 الدين كله لله " .
ثصصم فصصي رسصصالة ثانيصصة مصصن السصصجن ،يعتصصذر فيهصصا لبعصصض أفصصراد
جمصصاعته ،مصصن أنصصه قصصد يسصصتخدم " الخشصصونة " و الشصصدة مصصع بعضصصهم
أحيانا ً ،من أجل تقويمه و تنعيمه ،و يبين فيهصصا منهجصصه فصصي التربيصصة و
القيادة ، .و مثل هذه الرسالة ل تصدر إل من قائد و مرشصد لتباعه .
يقول في رسالته " :و أول ما أبدأ به من هذا الصل :مصا يتعلق بي ،
فتعلمون – رضي الله عنكم – أني ل أحب أن يصصؤذى أحصصد مصصن عمصصصوم
المسلمين – فضل ً عن أصصصحابنا – بشصصيء أصصل ً ،بصل لهصصم عنصدي مصصن
و التعظيم أضصصعاف مصصا كصصان … و الكرامة و الجلل و المحبة ،
تعلمون :أننا جميعا ً متعاونون على البر و التقوى ،واجصصب علينصصا نصصصر
بعضنا بعضا ً أعظم ما كان و أشد .فمن رام أن يؤذي بعض الصصصحاب
أو الخوان ،لما قد يظنه نوع من تخشين فهو الغلط .كذلك من ظصصن
ما أمروا به ،من التعاون و التناصر ،فقد ظصصن
أن المؤمنين يبخلون ع ّ
سوء .و ما غاب عنا أحد من الجماعة ،أو قدم إلينصصا السصصاعة أو قبصصل
الساعة ،إل و منزلته عندنا اليوم أعظم مما كانت عليه و أجل و أرفع
)(2 ".
--------------
ابن تيمية ،أحمد ،الحسبة في السلم ،مطبعة المؤيد 1318 ،هـ .ج .1
، 28صفحة . 46 30
.2الفتاوى " مرجع سابق " ،ج ، 28صفحة . 56 – 52
171
فهل بعد ذلك يظن ظان أن شيخ السلم ابن تيمية ،كان مجرد
عالم يلقي درسا ً و يمضي ،كل بل كان قائدا ً و إماما ً ،
لجماعة عاملة قائمة للدعوة و الجهاد في سبيل الله ،
متكاتفة و متعاونة ،ينصر بعضها بعضا ً ،ويوالي بعضها بعضا ً .
إن شيخ السلم ابن تيمية ،لم يكن مجرد عالم منقطع إلى
تعلم العلم و تعليمه ،أو كان مجرد صاحب مدرسة فكرية أو
عقائدية ،و أن طلبه و إخوانه المحيطون به كانوا مجرد طلبة يتلقون
العلم عنه ،و يتأدبون بآدابه ،في البحث و المناظرة و طلب العلم
فقط ،و إنما كان عالما ً عامل ً قائما ً بما يستطيع من الواجبات
الكفائية ،التي أهملتها المة في وقته ،فقد كان الواقع السياسي من
سقوط الخلفة العباسية ،و تغّلب المغول المتوحشين ،الذين دخلوا
بالسلم اسما ً ،و لم يلتزموا بشرائعه ،بل حاربوا أهله ،و تغّلب
الصليبيين في أماكن كثيرة من العالم السلمي ،و تسّلط الباطنيين
على أقاليم و مدن كثيرة أخرى ،و توزع ما بقي من دولة السلم ،
في مصر و الشام على سلطين و نواب لهم من المماليك ،بعضهم
مصلح و كثير منهم مفسدون ،و لكنهم كانوا هم البقية الباقية من
ُ
المة ،المنتمية إلى أهل السنة و الجماعة .
172
في هذا الجوّ السياسي و العقائدي و الجتماعي الخانق ،عاش
ابن تيمية ،و كان محاربا ً على كل الجبهات . شيخ السلم
و كان من هذه الجبهات التي حارب عليها ،و كان له فيها دور
عظيم ،الجبهة السياسية التي مارس فيها شيخ السلم أحيانا ً دور
المام ،و أمير الجماعة ،و ل شك أنه كان يستند في ذلك إلى
الجموع التي تؤيده ،و تنفذ أمره .
ثانيا ً :سفارة الشيخ إلى قازان ملك التتار ،و مفاوضته في أسرى
المسلمين ،و زجره عن إهانتهم ،و تهديده و وعيده ،و استخلص
)(2 أسرى المسلمين منه .
173
الخمور ،و شققوا الظروف ،وأراقوا
عزروا جماعة من أهل الحانات ،المتخذة لهذه الفواحش ،و
فرح
--------------
الفتاوى " مرجع سابق " ،ج ، 28صفحة . 630 – 601 .1
ثانيا ً :تعزير الخارجين على حكم الكتاب و السنة .و قد كان ابن
تيمية و جماعته يرون مشروعية إقامة الحدود ،و تعزير الخارجين
على حكم الكتاب و السنة ،و كانوا يفعلون ذلك مستندين إلى قبوله
لدى عامة الناس ،و إلى كثرة أتباعه ،و كذلك هيبته عند بعض ذوي
السلطان ،ممن كانوا على مذهب أهل السنة و الجماعة .
ثالثا ً :استنفار المة للجهاد و تصرفه تصرف المام العام .فلقد قام
الشيخ بدور المام العام ،في غيبة المام العام ،فأعلن الحرب على
)(2 التتار ،و أفتى بكفرهم ،و وجوب التصدي لهم .
174
رابعا ً :اعتباره " غزو التتار " شبيهة بغزوة الخندق على عهد
الرسول صلى الله عليه
تعتصصبر بحصصق بيان صا ً )(3 و سصصلم .و قصصد كتصصب فصصي ذلصصك رسصصالة عظيمصصة
سياسيا ً ،و تجديدا ً للدين ،و نرى من هذه الرسائل فوائد عظيمة :
--------------
البداية و النهاية " مرجع سابق " ،ج ، 14صفحة . 431 - 410 .1
.Iأن شيخ السلم كان مجددا ً للدين حقا ً ،فقد مارس رحمه اللصصه
عامة فصصرائض السصصلم و أحكصصامه ،و أنصصزل آيصصات الكتصصاب و السصصنة
النبوية ،على الواقع القائم ،و كأنها آيات لم تنزل إل عليهم ،و هذا
يدل على عظمة القرآن ،و على أن التاريخ يعيد نفسه ،يدل علصصى
ذلك قصصول شصصيخ السصلم " :مصصا أشصصبه الليصصل بالبارحصصة :المؤمنصصون
الصابرون هم المؤمنصون ،و المنصافقون هصم المنصافقون ،فكلمهصم
كلمهصصم ،و شصصبهات أسصصلفهم هصصي شصصبهاتهم ،اختلفصصت الوجصصوه و
السماء فقط ،و لكن المواقف هي المواقف " .
و هذا هو تجديد الدين بمعناه الصحيح ،أي جعل القرآن جديدا ً ،
جديدة ،فكأن القرآن و السصصنة تنزلصصت عليهصصم ،فأصصصبحت و السنة
ل ماضيا ً غائبا ً . اليات تحكي واقعا ً قائما ً ،
.IIالجهاد في سبيل الله فريضة ماضصصية إلصصى يصصوم القيامصصة ،و هصصو
و أعلها قدرا ً ،و العالم الحق هو المجاهد أعظم شعائر السلم
في سبيل الله .
175
قيصصام شصصيخ السصصلم بمصصا أوجبصصه اللصصه عليصصه مصصن محاربصصة .III
الكفار ،و الدفاع عن السلم ،و لم ينتظر وجصصود إمصصام عصصام ،لنصصه
الكامصصل ،و إنمصصا لم يكن هناك إمصصام عصصام بصصالمعنى الشصصرعي
جاهد مع المراء الموجودين حسب ما تيسر له ،و خرج بنفسه مصصع
جماعته و أصحابه ،و دافع عن أرض السلم .
ث .مارس ابن تيمية الجهاد مع عامة المسلمين على ما فيهم من بدع
و تعصب و غير ذلصصك مصصن المصصراض الكصصثيرة ،و كصصان و خرافة ،
مشروع ،بل واجب ليدفع ضصصررا ً أعظصصم ، يرى أن الجهاد مع هؤلء
و الزنادقة الملحدين . و هو خطر التتار و الفرق الباطنية ،
،و قصصد أدى )(1 خامسا ً :تحريمه شد الرحال إلى زيارة قبر الرسصصول
هذا الرأي إلى تكفيره ،و إيذائه مصصن قبصصل مشصصايخ المصصذاهب و خاصصصة
الصوفية .
لقد تعرض ابن تيمية و جماعته إلصصى كصصثير مصصن المحصصن – مثلهصصم
في ذلك مثل بصاقي الحصصزاب و الجماعصات المخلصصصة العاملصصة – فلقصصد
و أصحابه ،و بالغ أعصصداؤه فصصي اتهم بالكفر ،و تعرض للحبس هو
أذاه و الوشاية به ،و أقاموا في وجهه عاصفة إثر عاصفة و زوبعة بعد
أو أخرى ،و لكن الشصصيخ و جمصصاعته لصصم يكونصصوا ينحنصصوا لعاصصصفة
زوبعة قط .
176
إن سصصير ابصصن تيميصصة و أصصصحابه علصصى الحصصق ،و قيصصامهم بصصالمر
بصصالمعروف ،و النهصصي عصصن المنكصصر ،و كصصثرة أتبصصاعه ،قصصد أثصصار عليصصه
مخالفيه ،فكادوا له ،و حسدوه و ثصاروا عليصصه مصصصرارا ً ،و ألبصصصوا عليصصه
بعض جهلة المراء و السلطين ،ممن ينفرون من مذهب أهل السصصنة
و الجماعة ،و على رأس هؤلء نصر بن المنجي الذي كان على معتقد
القصصائل بوحصصدة الوجصصود ،كصصذلك بعصصض )(2 ابن عربي اللحادي التحادي
القضاة مقلدة المذاهب من أمثال ابن مخلوف قاضصصي المالكيصصة .و ل
و خرافاتهم ،التي حاربها ابصصن تيميصصة ننسى الصوفية و بدعهم
حربا ً شعواء .
---------------
.1الفتاوى " مرجع سابق " ،مجلد ، 27صفحة . 9 – 8
ابن عربي ) 638 – 560هص = 1240 – 1165م ( .2
محمد بن علي ،أبو بكر الحاتمي الطائي الندلسي ،المعروف بمحيي
الدين بن عربي ،الملقب بالشيخ الكبر ،فيلسوف ،من أئمة المتكلمين في كل
علم ،ولد في مرسية بالندلس و انتقل إلى أشبيلية ،توفي في دمشق ،له
صفحة . ( 281 مفاتيح الغيب و التوقيعات و غيرها ) .العلم ،ج ، 6
لقد كان ابصصن تيميصصة أمصصام أمصصة ،يطبصصق الحصصدود الشصصرعية فيمصصا
يستطيعه ،و يغير المنكر باليد و اللسان ،و يبث أنصاره و دعاته فصصي
كل مكان ،و كانت اليام معه و مع أعدائه دول ،مرة يغلصصب فيهصصا ،و
مرة يغلبونه و يقهصصرون أصصصحابه و جمصصاعته ،لكصصن ل شصصك أن العاقبصصة
كانت له ،فقد أحيا أمة و سنة ،و أمصصات بصصاطل ً و بدعصصة ،و رد أعظصصم
عدوان على أمة السلم من التتار و الصليبيين و الملحدة و الباطنيين
،و كما هزمهصصم فصصي سصصاحات المعصصارك ،هزمهصصم كصصذلك فصصي ميصصادين
الحجة و البيان .
كان ابن تيميصصة فصصي كصصل ذلصصك قصصائد جماعصصة ،و مرشصصد أمصصة ،و
و مربيصا ً لجيص ٍ
ل عظيصصم مصصن الصصدعاة و العلمصصاء ،و فارس معركة ،
العباد المخلصين .
177
الفصل الثالث :
مشروعية الحزاب
السياسية السلمية بين
المؤيدين و المعارضين
178
الفصل الثالث :مشروعية الحزاب السياسية
و المعارضين السلمية بين المؤيدين
إن مشصصروعية الحصصزاب السياسصصية السصصلمية ،إنمصصا تنبصصع مصصن
ضرورة وجود المحاسبة على جميع الصصصعدة و فصصي جميصصع الصصصور ،و
هي ليست حكرا ً على الحاكم ،و إنما للفراد و الحصصزاب هصصذا الحصصق
لذلك كان ل بد لي من بحث المحاسبة في السلم .
179
.1سورة هود ،آية ). (116
.2سورة الحديد ،آية ). (25
فالمراد من الحديد " القوى السياسية " و لذلك فغاية بعث الرسل
إقامة " نظام العدالة الجتماعية " .و ذلك يدل على أن هدف الدولة
ليس سلبيا ً ،يتمثل في حماية الحرية الفردية ،و الدفاع عن
) الدولة ،و إنما غايتها إيجابية ،وهي إقامة نظام العدالة الجتماعية
.الذي ل يتحقق إل بقيامها بالمر بالمعروف و النهي عن المنكر (1
مك ّّناهُ ْ
م ن َ ن إِ ْ و قد أكد الله سبحانه و تعالى ذلك بقوله " :ال ّ ِ
ذي َ
َ َ َْ
ن
وا ع َ ْف وَن َهَ ْمعُْرو ِ مُروا ِبال ْ َ
كاة َ وَأ َ صَلة َ َوآت َ ْ
وا الّز َ موا ال ّ ض أَقا ُ
ِفي الْر ِ
عاقِب َ ُ ُ
مورِ " ) ، (3و معناها " :هؤلء الذين يستحقون ة اْل ُ من ْك َرِ وَل ِل ّهِ َ
ال ْ ُ
نصر الله ،هم الذين إن جعلنا لهم سلطانا ً على الرض و تملكا ً و
مُروا َ
استعلء ،عبدوا الله و حافظوا على الصلة ،و أداء الزكاة " ،وَأ َ
ن ال ْ ُ
من ْك َرِ " أي دعوا إلى الخير و نهوا عن الشر " ) وا ع َ ْ
ف وَن َهَ ْ ِبال ْ َ
معُْرو ِ
. (4
فالتمكين بمعنى الحكم ،أي الذين تناط بهم أمور الرعية ،
لذلك نجد ابن تيمية رحمه الله ،قد ربط بين المر بالمعروف و النهي
عن المنكر ،و الولية ،حيث جعل أصل الولية المر بالمعروف ،
قائل ً " :الوليات كلها :الدينية – مثل إمرة المؤمنين ،و ما دونها :
من ملك ،و وزارة ،و ديوانية … و مثل إمارة حرب ،و قضاء ،
--------------
180
نظرية السلم و هديه في السياسة و القانون و الدستور " مرجع سابق .1
181
المر بالمعروف ،و النهي عن المنكر – مظهر الخيرية و وسيلتها –
واجبا ً .
---------------
فتاوى ابن تيمية " مرجع سابق " ،جزء ، 28صفحة . 81 .1
ض قال تعالى " :وال ْمؤ ْمنون وال ْمؤ ْمنات بعضه َ
م أوْل َِياءُ ب َعْ ٍ
َ ُ ِ ُ َ َ ُ ِ َ ُ َْ ُ ُ ْ
ْ
ن ال ْ ُ
منك َرِ " ). (2 ن عَ ْ
ف وَي َن ْهَوْ َ ن ِبال ْ َ
معُْرو ِ مُرو َ
ي َأ ُ
وصف الله تعالى المؤمنين بأنهم يوالي بعضهم بعضا ً ،و قد
أوجب الله الموالة بين المؤمنين في أكثر من آية ،و فسرها بالمر
و جعلهما مظهر تلك الموالة ، بالمعروف و النهي عن المنكر ،
الموالة ،فيكونان فيأخذ المر بالمعروف و النهي عن المنكر حكم
واجبين .
182
ل سيما و أن الخليفة لم يستثن في الشرع من وجوب توجيه المة
المر بالمعروف و النهي عن المنكر إليه .و لو استثني لكان إلها
يعبده الناس ،يمتثلون أمره و نهيه ،و ل يسألونه عما يفعل ،وهذا
-------------- هو شأن الله ،قال
.1سورة المائدة ،آية ). (79 – 78
.2سورة التوبة ،آية ). (71
ل وهم ي َ سأ َ ُ
. )(1 سأُلو َ
ن" فعَ ُ َ ُ ْ ُ ْ
ما ي َ ْ
ل عَ ّ تعالى َ " :ل ي ُ ْ
* و من السنة :
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -قال :سمعت .1
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " :من رأى منكم منكرا ً
فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه ،فإن لم يستطع فبقلبه و
)(3 ذلك أضعف اليمان " .
183
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه ،-قال :قال رسول .2
الله -صلى الله عليه و سلم " : -ما من نبي بعثه الله في أمة
قبلي ،إل كان له من أمته حواريون
---------------
سورة النبياء ،آية ). (23 .1
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله -صلى .3
ففي الحديث الول أمر رسول الله -صلى اللصصه عليصصه و سصصلم -
من رأى المنكر أن يغيره و المر – هنا – للوجوب ،لعدم وجود قرينة
تصرفه من الوجوب إلى الندب أو الباحصصة .و عمصصوم الحصصديث يشصصمل
و غيصصره ،لعصصدم تغيير المنكر أي منكر ،حصصتى منكصصر رئيصصس الدولصصة
وجود استثناء للحاكم ،فيكون تغيير منكر الحاكم فرضا ً .
184
عمن ل ينهى .و عموم الحديث يشمل الحكام و غيرهم ،فإذا كان
رئيس الدولة يقول ما ل يفعل ،و يفعل ما ل يؤمر ،فهو ممن يجب
جهاده باليد أو اللسان ،أو القلب بحسب الستطاعة ،و هذه هي
حقيقة المحاسبة ،فإنها جهاد المة حاكمها ليغير منكراته ،و يلتزم
العدل و الستقامة ،فتكون واجبة .
أما الحديث الثالث فقد حكم رسول الله -صلى الله عليه و
سلم -بالبراءة لمن كره المنكر ،و بالسلمة لمن أنكره ،فيكون كره
المنكر و إنكاره واجبين ،و موضوع الحديث منكر المراء ،فيكون
إنكار منكر المراء واجبا ً .
--------------
.1صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 69
.2صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة ، 1480صفحة . 1481
185
ذات المواصفات الخيرة ،التي ذكرتها الية و هي الدعوة إلى السلم
،و المر بالمعروف و النهي عن المنكر ،فل أعظم من القيام بهذا
الفرض من محاسبة الحكام ،عن طريق هذه المة التي طلبت الية
وجودها .
186
مطلقا ً ،ينبع من كون السيادة مصدرها الشعب ،فهي تعكس
مصالحهم و رغباتهم ،لذلك إذا اتضح لسبب أو لخر أن السلطة
الحاكمة ،ل تعبر عن مصالحهم .جاز لهم إظهار عدم قناعتهم عن
طريق المعارضة السياسية .
لقد حدد " ميل " القواعد الفكرية الساسية التي تبنى عليها
المعارضة السياسية للنظام السياسي ،و التي منها :
" أول ً :إذا أرغم أي رأي على السكصوت ،فإن هذا الرأي ،في
حدود علمنا ،قد يكون صحيحا ً .و إنكار ذلك إنما يعني افتراض
العصمة فينا .
ثانيا ً :رغم أن الرأي الذي أخذ قد يكون باطل ً ،فإنه قد يتضمن ،و
عادة يتضمن جزءا ً من الحقيقة ،و لما كان الرأي العام ،أو السائد
في أي موضوع نادرا ً جدا ً ما يكون هو الحقيقة كلها ،فإنه ل أمل في
الوصول إلى بقية الحقيقة إل باصطدام الراء المتعارضة .
ثالثا ً :حتى إذا كان الرأي المعلن ،ليس جزءا ً من الحقيقة ،بل
الحقيقة كلها ،فإنه إذا لم تسمح بمعارضتها ،و إذا لم تعارض فعل ً ،
بقوة و حماسة ،فصإن مصن يتلقصونهصا
187
التي تغذي أساسا ً ،ما يجب أن يسمى ،بسبب عدم وجود تعبير أكثر
. )(2 " بالمعارضة " ملئمة
188
ثانيييا ً :يرفصصصض السصصصلم فكصصصرة " المعارضصصصة " الدائمصصصة للنظصصصام
السياسي ،أي " المعارضة للمعارضة " لن الصل في نظام السصصلم
َ َ َ
طيُعوا طيُعوا الل ّ َ
ه وَأ ِ مُنوا أ ِ
نآ َ الطاعة مصداقا ً لقوله تعالى َ " :ياأي َّها ال ّ ِ
ذي َ
َ الرسو َ ُ
-صصصلى اللصصه م " ) (1ولتأكيد الرسول من ْك ُ ْ ل وَأوِْلي اْل ْ
مر ِ ِ ّ ُ
عليه و سلم -على وجوب طاعة المير ،فقصد روي عنصه -صصلى اللصه
عليه و سلم ، -قوله " :و من يطع المير فقد أطاعني ،و من يعص
و لقصوله -صصصلى اللصه عليصه و سصلم " : - )(2 عصصاني " المير فقد
) اسمعوا و أطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبصصة "
و الطاعة على ،و قوله -صلى الله عليه و سلم " : -السمع (3
المرء المسلم ،فيما أحب و كره ،مصصا لصصم يصصؤمر بمعصصصية ،فصصإذا أمصصر
. )(4 بمعصية فل سمع و ل طاعة "
189
َْ
ن ن " ) ، (1و قوله تعالى " :وََل ت ُط ِعْ َ
م ْ حو َ ض وََل ي ُ ْ
صل ِ ُ ن ِفي الْر ِ دو َس ُ ف ِ يُ ْ
مُره ُ فُُر ً كا َ أ َغ ْ َ
طا " ) . (2و لذا كان نأ ْواه ُ وَ َ َ
ن ذ ِك ْرَِنا َوات ّب َعَ هَ َ فل َْنا قَل ْب َ ُ
ه عَ ْ
المام يطاع في كل معروف و ل طاعة له في المعصية .
190
أما المعارضة السياسية في الفكر الغربي ،فتبنى على اعتبار
السلطة السياسية ،ذات أثر سلبي على حرية الفراد ،مما يستلزم
تقييدها في أضيق الحدود .
يقول ابن تيمية و لهذا قيل " :إن الله يقيم الدولة العادلة و إن
. )(2 و ل يقيم الظالمة و إن كانت مسلمة " كانت كافرة ،
--------------
.1سورة التوبة ،آية ). (112
191
.2فتاوى ابن تيمية " مرجع سابق " ،ج ، 38صفحة . 146
يربو على فكرة المشاركة لدى الغرب ،لكونها تهدف إلى النهوض
بالدولة ،و ليس الكتفاء فقط بنقدها و معارضتها .
192
و ممن أسهب فصصي ذلصصك الشصصيخ تقصصي الصصدين النبهصصاني مؤسصصس
حزب التحرير ،الذي قال بفرضصصية إقامتهصصا فصصي الدولصصة السصصلمية ،و
في حال غيابها .و استدل على ذلك :
--------------
سورة آل عمران ،آية ). (104 .1
193
إن وجود الرابطة بين الجماعة ،و وجود المير الواجب الطاعة
ة " ) (2يعني لتوجد
م ٌ يدلن على أن قوله تعالى " :ول ْتك ُن منك ُ ُ
مأ َّ َ ْ ِ ْ ْ
منكم جماعة ،لها رابطة تربط أعضاءها ،و لها أمير واجب الطاعة ،
أو الجمعية أو أي اسم و هذه هي الجماعة أو الكتلة أو الحزب
من السماء التي تطلق على الجماعة ،التي تستوفي ما يجعلها
جماعة ،و يبقيها جماعة و هي تعمل .و بذلك يظهر أن الية أمر
أو تكتلت أو جمعيات أو منظمات أو ما شاكل بإيجاد أحزاب
ذلك .
و ُيفهم من كلم الشيخ تقي الدين ،أنه كان يرى فرضية إقامة
أحزاب سياسية إسلمية ،في الدولة السلمية و الدولة غير
قيد ،فهو يرى أن الية السلمية ،و لم يقيد تلك الفرضية بأي
عامة تبقيها على العموم .
--------------
ص آخرٍ عند أحمد ،و
.1لم أجده بهذا النص في الكتب التسعة ،و وجدته بن ٍ
هو … " :و ل يحل لثلثة نفر يكونون بأرض فلة إلى أمروا عليهم أحدهم …
ج ، 2صفحة ، 176كتاب مسند " ) مسند أحمد " مرجع سابق " ،
المكثرين من الصحابة . ( 6360 ،
.2سورة آل عمران ،آية ). (104
194
نظام الحكم في السلم " مرجع سابق " ،صفحة 250 – 248 .3
) بتصرف ( .
فقد قال … " :أسصصتطيع أن أجهصصر فصصي )(1 أما الشيخ حسن البنا
صراحة بأن المسلم لن يتم إسلمه إل إذا كصان سياسصيا ً ،يعيصد النظصر
فصي شصصؤون أمتصصه مهتمصا ً بهصا غيصصورا ً عليهصصا … و أن علصى كصصل جمعيصصة
إسلمية ،أن تضع في رأس برنامجها الهتمام بشؤون أمتها السياسية
. )(2 ،و إل كانت هي نفسها تحتاج إلى تفهم معنى السلم "
فقد ورد عنه قوله … " :إن السلم و هو دين الوحدة في كل
.و )(3 شيء … ،ل يقر نظام الحزبية و ل يرضاه و ل يوافق عليه "
أضاف المام … " :و أعتقد أن هذه الحزاب المصرية الحالية ،
مصنوعة أكثر منها حقيقية ،و أن العامل في وجودها شخصي أكثر
منه وطني ،و أن المهمة و الحوادث التي كونت هذه الحزاب قد
انتهت ،و يجب أن ينتهي هذا النظام بانتهائها " ). (4
--------------
حسن البنا ) 1369 – 1324هـ = 1949 – 1906م ( .حسن بن أحمد .1
195
اغتيل في 12فبراير 1949م ) .الموسوعة العربية العالمية ،ج ، 9صفحة
. ( 350
.2البنا ،حسن ،مبادئ و أصول في مؤتمرات خاصة ،دار الشهاب –
صفحة . 105 القاهرة ،ط . 1
.3مبادئ و أصول في مؤتمرات خاصة " مرجع سابق " ،صفحة . 105
المصدر السابق ،صفحة . 113 .4
196
أما إذا كانت قبل الدولة فإن هدفها استئناف الحياة السلمية ،
بإقامة دولة الخلفة ،وتطبيق حكم الله ،و هذا ما دفعه إلى
تأسيس جماعته – الخوان المسلمين –.
و مما يؤيد هذا الرأي ما قاله أحمد سيف السلم – نجل المام
" والدي لم ينكر وجود الحزاب السياسية أبدا ً ،بل حسن البنا : -
أنكر واقع الحزاب و انحراف بعضها و ارتباطها بالنكليز و إفسادها
للنفوس ،أنكر عليها أوضاعها الشاذة ،و لم ينكر حق الشعب في
. )(1 تشكيل الحزاب السياسية "
197
يوجد لها وصف الجماعة .إذ قال " :منكم " فالمراد بقوله تعالى " :
ولتكن منكم " لتكن جماعة من المسلمين ،ل أن يكون المسلمون
جماعة ،أي لتكن من المسلمين أمة ،و ليس معناه ليكون
المسلمون أمة ،و هذا يعني أمرين :
أحدهما :إن إقامة جماعة من بين المسلمين فرض كفاية ،و ليس
فرض عين .
و الثاني :إن وجود كتلة لها صفة الجماعة من المسلمين ،يكفي
للقيام بهذا الفرض .
الوجه الثاني :إن الجماعة المطلوب إقامتها ،هي الحزب
السياسي … فإن الدليل هو أن الله سبحانه لم يطلب في هذه الية
و المر بالمعروف من المسلمين أن يقوموا بالدعوة إلى الخير ،
و النهي عن المنكر ،و إنما طلب فيها إقامة " جماعة " تقوم بهذين
العملين …
198
و هذا العمل من أهم أعمال الحزب السياسي ،و هو الذي
)(1 يضفي السياسة على الحزب أو الجماعة " .
،حيث يرى )(2 و لعل هذا الرأي يذهب إليه الستاذ محمد عمارة
ة بالفريضة
و الحركات السلمية المعاصرة ،قائم ً أن الحزاب
الشرعي ،حيث يقول : ة للواجب
الكفائية ،و محقق ً
" فهذه الحركات السلمية المعاصر بالنسبة لي ،ليست مجرد "
و إنما هي : مادة " للدراسة ،
* المل السلمي ،المرشح و المؤهل لقيادة النهضة السلمية
المة … المنشودة لهذه
* و هي المالكة الوحيد " للشوكة الفكرية " أي الفكر القادر وحصصده ،
دون سواه ،على تحريك جماهير المة ،و حشدها لتنتمي إلصصى
الذات … الذات ،و لتدفع العدوان عصن هذه
-------------
.1سورة آل عمران ،آية . 104
.2قواعد نظام الحكم في السلم " مرجع سابق " . 208 – 204 ،
.3محمد عمارة :ولد بمصر سنة ، 1931متفرغ للعمل الفكري ،له أكثر
من سبعين كتاب ،اهتم بالفكر السلمي ،من أشهر كتبه السلم و فلسفة
الحكم ،الصحوة السلمية و التحدي الحضاري ،السلم و المستقبل ،من
مستقبلية ،صفحة ( 323 معالم النهج السلمي ) .الحركة السلمية رؤية
.
199
* و هذه الحركات السلمية هي الناهضة بالفريضة السلمية
الكفائية ،و المحققة للواجب الشرعي و الجتماعي … فريضة و
واجب المر بالمعروف و النهي عن المنكر … و التواصي بالحق و
التواصي بالصبر …
* و هذه الحركات السلمية هي الوعاء التنظيمي ،الذي يستوعب
الطاقات السلمية النشطة و الفاعلة ،فيوظفها في المكان
المناسب و النافع …
* إنها نحن … و نحن منها … و بها … و معها … نقف معا ً و جميعا ً
في ذات الساحة و بذات المعسكر ،و نجاهد متكاتفين من ذات
. )(1 الخندق … "
، )(3 و ممن كان له رأي بمشروعية الحزاب عدنان سعد الدين
حيث قال :
"ومن الحقوق السياسية للمواطنين تأليف الحزاب السياسية ،إذا لم
. )(4 تخالف المة في عقيدتها ،و لم ترتبط بدولة أجنبية في ولئها "
-------------
الحركة السلمية رؤية مستقبلية " مرجع سابق " ،صفحة – 327 .1
. 328
200
.2الحركة السلمية رؤية مستقبلية " مرجع سابق " ،صفحة . 295
.3عدنان سعد الدين من مواليد 1929في مدينة حماة وسط سوريا ،
انضم إلى حركة الخوان المسلمين عام ، 1945ثم استلم مهمة مراقب
للخوان في سورية عام ) . 1975الحركة السلمية رؤية مستقبلية ،صفحة
. ( 269
.4الحركة السلمية رؤية مستقبلية " مرجع سابق " ،صفحة . 298
و هذا القول يدل على مشروعية الحزاب ،بل و أن إقامتها حق
للمواطنين .
201
َ
ف ن ِدين ِهِ فَ َ
سوْ َ م عَ ْمن ْك ُ ْن ي َْرت َد ّ ِ
م ْ
مُنوا َ نآ َ " قال تعالى َ " :ياأي َّها ال ّ ِ
ذي َ
ْ
عّزةٍ ع ََلى ن أَ ِ
مِني َ مؤ ْ ِ
حبون َ
ه أذ ِل ّةٍ ع ََلى ال ْ ُم وَي ُ ِ ّ َ ُحب ّهُ ْ
قوْم ٍ ي ُ ِ ي َأِتي الل ّ ُ
ه بِ َ
-------------- ن ِفي
دو َ
جاه ِ ُ
ن يُ َ
ري َ ال ْ َ
كافِ ِ
محمود أبو السعود انضم لجماعة الخوان المسلمين ،عام ، 1932و .1
كان أبو السعود أحد رؤساء " الجوالة الرابعة " ،و هي مجموعة من الجوالة
الشباب ،و لقد دعا البنا رحمه الله شخصيا ً محمود أبو السعود للنضمام
للخوان المسلمين ،كان البنا يستشير أبو السعود ،و يكلفه بالكثير من
المهام ) .الحركة السلمية رؤية مسلتقبلية ،صفحة . ( 351
.2الحركة السلمية رؤية مستقبلية " مرجع سابق " ،صفحة . 371
.3انظر النحوي ،عدنان ،بناء المة المسلمة الواحدة و النظرية العامة
للدعوة السلمية ،دار النحوي للنشر و التوزيع ،ط 1997 ، 1م .
شاُء َوالل ّ ُ
ه ن يَ َ ل الل ّهِ ي ُؤ ِْتيهِ َ
م ْ ض ُ ك فَ ْ ة َلئ ِم ٍ ذ َل ِ َ م َن ل َوْ َخاُفو َ ل الل ّهِ وََل ي َ َ سِبي ِ
َ
نمو َ قي ُن يُ ِ
ذي َ مُنوا ال ّ ِ نآ َ ذي َ ه َوال ّ ِ سول ُ ُ ه وََر ُ م الل ّ ُ ما وَل ِي ّك ُ ْم * إ ِن ّ َ سعٌ ع َِلي ٌ َوا ِ
ن
ذي َ ه َوال ّ ِسول َ ُ ه وََر ُ ل الل ّ َن ي َت َوَ ّ م ْ ن * وَ َ م َراك ُِعو َ كاة َ وَهُ ْ ن الّز َ صَلة َ وَي ُؤ ُْتو َال ّ
. )(1 م ال َْغال ُِبو َ
ن" ب الل ّهِ هُ ْ
حْز َ مُنوا فَإ ِ ّ
ن ِ آ َ
و هذا هو الحل الوحيد الن أن تقوم جماعة ،لن الله قال بقوم
و لم يقل بفرد ،و ل جماعة إل بنظام و قيادة ،هذه الجماعة
مستجمعة الصفات التي ذكرها الله جميعا ً ،و هذا ل يتم بل منهاج
ثقافي و تربوي .
202
و يوم يحدث هذا يكون حزب الله قد قام ،و قيام حزب الله
في كل قطر بداية الطريق لحل كل مشاكل المسلمين .الحل إذن
. )(2 أن يقوم حزب الله ،في كل قطر "
203
إهمال أو تقصير أو تعسف ،على أن يكون ذلك بالدلة و البراهين ،
)ن " صاد ِِقي َ َ كنُتمن ُ م إِ ْ هان َك ُ ْ هاُتوا ب ُْر َل َ امتثال ً لمر الله تعالى " ،قُ ْ
َ َ
سقٌ ب ِن َب َإ ٍ فَت َب َي ُّنوا أ ْ
ن م َفا ِ جاَءك ُ ْ ن َ مُنوا إ ِ ْ نآ َذي َ ، (1و قوله تعالى َ " :ياأي َّها ال ّ ِ
ن " ) ، (2و ذلك مي َم َناد ِ ِ ما فَعَل ْت ُ ْ حوا ع ََلى َ جَهال َةٍ فَت ُ ْ
صب ِ ُ صيُبوا قَوْ ً
ما ب ِ َ تُ ِ
ليشعر الخليفة و كل فرد في جهاز الحكم في الدولة إذا ضعف
أن هناك من يراقبه و يحاسبه في الدنيا قبل الوازع الديني عنده ،
الخرة .
204
و قد بنى عبد العزيز الخياط رأيصصه ،مسصصتدل ً بآيصصات مصصن القصصرآن
الكريم ،مبينا ً من خللها صفات الحزب الذي يقره السلم و يرضاه و
ْ ّ مصصا ي ُؤ ْ ِجد ُ قَوْ ً" َل ت َ ِ
ن ب ِصصاللهِ َوالي َصوْم ِ من ُصصو َ ذلك في قوله تعالى :
خر يوادون من حصصاد الل ّصه ورسصصول َه ول َصو ك َصصانوا آبصصاءَهُم أ َو أ َبنصصاَءهُ َ
م أوْ ْ ْ ْ َْ َ ُ ُ َ ْ َ ََ ُ اْل ِ ِ ُ َ ّ َ َ ْ َ ّ
َ م أ ُوْل َئ ِ َ خوانه َ
ه
من ْ ُ
م ب ُِروٍح ِ ن وَأي ّد َهُ ْ ما َ لي َماِْ ب ِفي قُُلوب ِهِ ْ ك ك َت َ َ شيَرت َهُ ْم أوْ ع َ ِ
إِ ْ َ َ ُ ْ
م ي الل ّص ُ
ه ع َن ْهُ ص ْ ضص َ ن ِفيَها َر ِ دي َ حت َِها اْل َن َْهاُر َ
خال ِ ِ ن تَ ْ م ْ ري ِ ج ِ ت تَ ْجّنا ٍ
م َخل ُهُ ْ
وَي ُد ْ ِ
َ ه أ ُوْل َئ ِ َ
. )(3 ن"
حو َ
فل ِ ُ م ال ْ ُ
م ْ ب الل ّهِ هُ ْ
حْز َ ب الل ّهِ أَل إ ِ ّ
ن ِ حْز ُ
ك ِ ضوا ع َن ْ ُ
وََر ُ
ن
ريص َ
مت َ ِ ن ال ْ ُ
م ْ مص ْ
ن ِ ك فََل ت َ ُ
كون َ ّ ن َرب ّ َم ْ حق ّ ِثم يورد قوله تعالى " :ال ْ َ
ت " ) ، (1للسصصتدلل علصصى خي ْصَرا ِقوا ال ْ َ موَّليهَصصا َفا ْ
س صت َب ِ ُ ة هُوَ ُ
جهَ ٌ * وَل ِك ُ ّ
ل وِ ْ
إباحة السلم التعددية ،في إطار الحق الذي بينه اللصصه ممصصا ل يصصداخل
النسان فيه شك أو تردد في بيان الحق .
205
و قد أورد قول اللوسي في " روح البيصصان " :إنصصه تعصصالى جعصصل
الناس في أمور دنياهم و أخراهم على أصول متفاوتة ،فجعل بعضهم
و آخر يطحن ،و آخصصر يخصبز ،و كصصذلك أعوان بعض ،فواحد يزرع ،
في أمر الدين … ثم يقول :و إليه الشارة بقصصول النصصبي -صصصلى اللصصه
،أي علصصى )(2 عليه و سصصلم " : -اعملصصوا فكصصل ميسصصر لمصصا خلصصق لصصه "
النسان أن يتحرى وجه اللصه فصي كصل مصصا يطلبصه ،و فصي كصل طريصق
يسلكه .
أما الية الثالثة التي يستدل بها عبد العزيصصز الخيصصاط علصصى جصصواز
َ
مصصا م عَ ّ واَءهُ ْ تعدد الحزاب السياسية ،فهي قوله تعالى " :وََل ت َت ّب ِصعْ أهْ ص َ
مجعَل َك ُ ْ
ه لَ َشاَء الل ّ ُ جا وَل َوْ َ من َْها ًة وَ ِ
شْرع َ ً م ِ جعَل َْنا ِ
من ْك ُ ْ ل َ حقّ ل ِك ُ ّ ن ال ْ َ م ْ ك ِ جاَء َ َ
ُ
ت إ ِل َصصى الل ّصهِ قوا ال ْ َ
خي ْصَرا ِ م َفا ْ
سصت َب ِ ُ مصصا آت َصصاك ُ ْم ِفي َ ن ل ِي َب ْل ُوَك ُ ْ
حد َة ً وَل َك ِ ْ ة َوا ِ م ً
أ ّ
ميًعا " ). (3 ج ِ
م َ جعُك ُ ْ مْر ِ َ
فالتشريع الحصصق هصصو أحكصصام السصصلم ،و طلصصب إلصصى الجميصصع أن
يستبقوا الخيرات -------------- ،
سورة البقرة ،آية ) . ( 148 – 147 .1
القضاعي ،محمد ،مسند الشهاب ،مؤسسة الرسالة – بيروت ،ط ، 2 .2
صفحة . 393 1986م ،ج ، 1
.3سورة المائدة ،آية ). (48
و أن يكون في دائرتها فل طائفية فصصي وطننصصا ،لنهصصا زرع غريصصب فصصي
و السصصلمية ،تسصصربت فصصي حصصال الضصصعف ،و عمصصل بلدنا العربية
أعداؤنا من خللها على تفريق الوطان ،و إقامة دويلت على أساسها
.
و يضيف أن اليات قد دلت على أن التعددية يجصصب أن ل يصصدخل
فيها الساس العرقي و التميز العنصري ،فالشرعة و المنهاج الحق ل
206
يكون إل من الله .فل نؤمن بالحزبية علصصى أسصصاس التعصصصب القصصومي
العرقي .
أما فهمه للتعددية كما يراها السلم ،فهي تعنصصي حريصصة التجمصصع
و التعبير عن الرأي ضمن الطصصار العصصام علصصى أسصصس السلمي ،
واضصصحة سصصليمة ،و أن الختلف فصصي الجتهصصادات مقبصصول بشصصرط أن
يكون لمصلحة البلصصد ،و أن تكصصون مصصصلحة المصصة فصصوق الختلفصصات و
التعددية .
أما إذا أدت التعددية إلى الفرقة و التمصصزق فيجصصب منعهصصا ،فقصصد
لجأ عمر بن الخطاب إلى منع كبار الصحابة من الخصصروج مصصن المدينصصة
ونصصوا أحزابصا ً تتنصصاحر ،و تصصؤدي إلصصى
المنورة إلى القاليم ،خشية أن يك ّ
تمزيق المة .
207
الكلية للسلم – أدلة عقلية . -
و ممن قال بهذا ،البصصاحث صصصفي الرحمصصن المبصاركفوري ،فقصد
أفرد كتابا ً خاصا ً بذلك أسصصماه " الحصصزاب السياسصصية فصصي السصصلم " و
و التعليلت و السصصتنتاجات مصصن أورد فيه من الدلة و التحليلت
إرواء الغليصصل و الكثرة ،بحيث يغلب علصصى الظصصن أنصصه كصصان يقصصصد
شفاء العليل ،و أن ل يدع زيادة لمستزيد ،فاستدل بالكتاب و السصصنة
و المعقول ،و أرى أن أسوق أدلته و أناقشها :
أول ً :الكتاب :
ن فَّرقُصصوا ن ال ّص ِ
ذي َ .1اسصصتدل مصصن القصصرآن الكريصصم بقصصوله تعصصالى " :إ ِ ّ
َ
م إ َِلى الل ّصهِ ث ُص ّ
م مُرهُ ْما أ ْ
يٍء إ ِن ّ َ م ِفي َ
ش ْ من ْهُ ْ
ت ِ شي ًَعا ل َ ْ
س َ م وَ َ
كاُنوا ِ ِدين َهُ ْ
. )(1 فعَُلو َ
ن" ما َ
كاُنوا ي َ ْ ي ُن َب ّئ ُهُ ْ
م بِ َ
ن فَّرُقوا ِدين َهُ ْ
م ن ال ّ ِ
ذي َ م ْ
ن* ِ كي َ م ْ
شر ِ ِ ن ال ْ ُ
م ْ كوُنوا ِ و قوله تعالى " :وََل ت َ ُ
ن " ). (2 حو َ م فَرِ ُ ما ل َد َي ْهِ ْ
ب بِ َ حْز ٍ شي ًَعا ك ُ ّ
ل ِ وَ َ
كاُنوا ِ
و وجه الستدلل :
إن الله تعالى وصف المشركين بالتفّرق في الدين ،ونهى
و بّرأ رسوله ممن يفعل ذلك ،فد ّ
ل ذلك على المؤمنين عن ذلك
أن النهي للتحريم ،والتفرق في اليتين يشمل كل تفرق ،سواء أكان
و يؤيد ذلك التفرق والختلف في العقيدة أم الفقه أم السياسة ،
ذلك أن الله نهى عن مطلق التنازع ،فقال تعالصى " :وََل ت ََناَز ُ
عوا
م " ) ، (3فتكون الحزاب السياسية محرمة لن حك ُ ْ شُلوا وَت َذ ْهَ َ
ب ِري ُ فَت َ ْ
ف َ
التفّرق ). (4 من أهم مظاهرها
----------------
سورة النعام ،آية ). (159 .1
208
فّرُقوا َواذ ْك ُُروا ميًعا وََل ت َ َ ج ِل الل ّهِ َ حب ْ ِ
موا ب ِ َ ص ُ .2و استدل بقوله َ " :واع ْت َ ِ
َ َ ة الل ّه ع َل َيك ُم إذ ْ ك ُنت َ
ه
مت ِ ِ
م ب ِن ِعْ َ
حت ُ ْ
صب َ ْ م فَأ ْ ن قُُلوب ِك ُ ْ ف ب َي ْ َ داًء فَأل ّ َ م أع ْ َ ُْ ْ ْ ْ ِ ِ م َن ِعْ َ
من َْها " ). (1 م ِ ن الّنارِ فَأ َن ْ َ
قذ َك ُ ْ م ْ فَرةٍ ِ ح ْ
فا ُ ش َم ع ََلى َ واًنا وَك ُن ْت ُ ْخ َإِ ْ
م
جاَءهُ ْ ما َ ن ب َعْد ِ َ م ْ فوا ِ خت َل َ ُ فّرُقوا َوا ْ ن تَ َذي َ كال ّ ِكوُنوا َ و قال تعالى " :وََل ت َ ُ
. )(2 م "
ظي ٌ
ب عَ ِ م عَ َ
ذا ٌ ت وَأ ُوْل َئ ِ َ
ك ل َهُ ْ ال ْب َي َّنا ُ
المناقشة :
إن اليات التي اسصصتدل بهصصا البصصاحث ل تصصصلح دليل ً علصصى تحريصصم
فَرق و الحزاب التي نهت عنها ،هصصي تلصصك
الحزاب السلمية ،لن ال ِ
التي تنشأ علصصى أسصصاس الفصصتراق فصصي العقيصصدة ،أو أنهصصا قائمصصة علصصى
التعصب لمذهب فقهي ،أو موالة قائد أو عالم و لو بالباطل .و لكصصن
إذا كان الفتراق على أساس اختلف الجتهصصادات الفقهيصصة فيمصصا يقبصصل
الجتهاد ،أو علصصصى أسصصصاس المنافسصصصة و الختلف فصصي سبل عمصصصل
الخيصصر و النصصصح للمسصصلمين ،و الهتمصصام بشصصؤون المصصة فصصي حصصدود
---------------- الحكام الشرعية و أحكام السلم
سورة آل عمران ،آية ). (103 .1
209
ه عنصصه ،و إل لكصصان اختلف الئمصصة أبصصي
وأخلقه ،فصصإن النصصصوص ل تنص َ
و الشافعي ومالك ) (2و أحمد مذموما ً ،و كذلك من حنيفة )(1
و علي رضي الله عنهصصم أجمعيصصن ، قبلهم اختلف أبي بكر و عمر
أو ذمه . و لم يقل أحد من العلماء بحرمة هذا الختلف
210
مالك بن أنس ،هو شيخ السلم ،حجصصة المصصة ،إمصصام دار الهجصصرة ،أبصصو .2
بنصصي تيصصم ،ولصصد سصصنة 93هصص ،طلصصب العلصصم ،و جلصصس عبد الله ،حليف
صفحة . ( 55 – 48 للفادة ) .سير أعلم النبلء ،ج ، 8
و عن ابن عباس -رضي الله عنه ،-قال :قال رسول الله - .2
و سلم " -من رأى من أميره شيئا ً يكرهه صلى الله عليه
فليصبر ،فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا ً إل مات ميتة جاهلية
" ). (3
211
صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 6صفحة . 2612و قد ورد في .2
سنن الدارمي " مرجع سابق " ،ج ، 2صفحة . 314
صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة . 1478 ، 1477 ، 1476 .3
و قد ورد في صحيح ابن حبان " مرجع سابق " ،ج ، 10صفحة ، 440
. 441
المناقشة :
و أما الحديثان الشريفان اللذان استشهد بهما الكاتب على
السياسية في السلم ،فقد ركز الكاتب على حرمة الحزاب
مفارقة الجماعة في الحديثين الشريفين بقوله فيهما " :من خرج عن
الطاعة و فارق الجماعة ،وأما الثاني من رأى من أميره شيئا ً يكرهه
فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا ً إل مات ميتة جاهلية " .
ل من الحوال
إذ ل يمكن أن يطلق وصف جماعة المسلمين بحا ٍ
،إل إذا كانوا مجتمعين على رأي إمام واحد مبايع من قبل
المسلمين ،ول يكون هذا إل إذا كان الشخص المبايع هو الخليفة أو
212
أمير المؤمنين .لنه عندما قلنا إنهم مجتمعون على رأي إمام واحد ،
لنه ل يمكن أن يجتمعوا بأبدانهم على ذلك و إئما يكون الجتماع على
الرأي و ذلك بالسمع و الطاعة له ،والصبر على ما يصدر منه على
الرعية ،كما بينه الحديث ،ويؤيد هذا الفهم قول الرسول -صلى الله
عليه و سلم " : -ل يحل دم امرئ مسلم إل بإحدى ثلث الثيب
)(1 الزاني و قاتل النفس و التارك لدينه المفارق للجماعة "
--------------
صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 6صفحة . 2521المنتقى لبن .1
213
،و )(2 واحد ،وفق القاعدة الشرعية " رأي المام يرفع الخلف "
تنصيب المام في السلم هو بحد ذاته عمل جماعي ،لن تنصيبه إما
أن يكون بأهل الحل و العقد ،و إما بأهل النصرة ،و إما بالسواد
العظم من المسلمين ،و ل يكون تنصيبه فرديا ً مطلقا ً ،بل تنصيبه
جماعيا ً ،فل بد من
--------------
.1صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 6صفحة . 2521المنتقى لبن
الجاورد " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 213 ، 212
الزركشي ،محمد ،المنثور ،وزارة الوقاف و الشؤون السلمية – .2
العمل الجماعي لتنصيب المام ،و هذا يكون بوجود أحزاب أو
ل جماعي
جماعات تعمل ليجاده " ) ، (1و ل يتم تنصيب خليفة إل بعم ٍ
فيكون العمل مع أي حزب أو جماعة تعمل ليجاد المير هو واجب ،
على أن تلتزم العمل وفق الكتاب و السنة .
214
---------------
* .1إرشاد الفحول " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 411
* البعلصصي ،علصصي ،القواعصصد و الفصصوائد الصصصولية ،مطبعصصة السصصنة المحمديصصة –
القاهرة 1956 ،م .ج ، 1صفحة . 101
* الحكام في أصول الحكام " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 153
* الغزالي ،محمد ،المستصفى ،دار الكتب العلمية – بيصصروت ،ط ، 1ص 1413
هص ،ج ، 1صفحة * . 57الرازي ،محمد ،المحصول ،جامعة المام محمصصد بصصن
سعود السلمية – الرياض ،ط 1400 ، 1هص ،ج ، 2صفحة . 322
* السبكي ،علي ،البهاج ،دار الكتب العلمية – بيروت ،ط 1404 ، 1هص ،ج
، 1صفحة . 118
215
صفحة ، 278ج ، 1صفحة . 266السندي ،نور الدين ،حاشية السندي ،مكتبة
المطبوعات السصصلمية – حلصصب ،ط ، 2ص 1986م ،ج ، 7صصصفحة . 123فيصصض
القصصدير ،ج ، 3صصصفحة ، 341صصصفحة . 324النمصصري ،يوسصصف بصصن عبصصد الصصبر ،
التمهيد لبن عبد البر ،وزارة عموم الوقصصاف و الشصصؤون السصصلمية – المغصصرب ،
1387هص ،ج ، 20صصصفحة ، 262ج ، 1صصصفحة . 142آبصصصادي ،محمصصد ،عصصصون
المعبصود في شرح سنن أبي داود ،دار الكتصب العلميصة – بيروت ،ط 1415 ، 2
هصص .ج ، 12صصفحة . 5فتصح البصاري " مرجصع سصابق " ،ج ، 12صصفحة . 201
الشيباني ،أحمد بن عمرو ،كتاب الزهد لبن أبي عاصصصم ،دار الريصصان للصصتراث –
القاهرة ،ط ، 2ص 1408هص ،ج ، 1صفحة . 220شعب اليمان " مرجصصع سصابق
" ،ج ، 6صفحة . 66الشيباني ،أحمد بن حنبل ،الورع لبن حنبصصل ،دار الكتصصب
العلمية – بيروت ،ط ، 1ص 1983م ،ج ، 1صفحة . 201الدينوري ،عبد اللصصه ،
تأويل مختلف الحصصديث ،دار الجيصصل – بيصصروت 1972 ،م ،ج ، 1صصصفحة . 154
الطبراني ،سليمان ،مسند الشصصاميين ،مؤسسصصصة الرسالصصصة – بيصصروت ،ط ، 1
1984م ،ج ، 1صفحة . 199المعجم الوسط " مرجع سابق " ،ج ، 3صصصفحة
. 341صحيح ابن حبان " مرجع سابق " ،ج ، 10صفحة . 436المستدرك على
الصحيحين " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة .197سنن البيهقي الكصصبرى " مرجصصع
سابق " ،ج ، 6صفحة . 168الخراساني ،سعيد ،كتاب السنن ،الدار السلفية
– الهند ،ط 1982 ، 1م ،ج ، 2صفحة . 233
-رضي الله عنه ،-قال " :كان الناس )(1 .3عن حذيفة بن اليمان
يسألون رسول الله -صلى الله عليه و سلم -عن الخير و كنت أسأله
عن الشر مخافة أن يدركني ،قال :قلت :يا رسول الله ،إنا كنا
في جاهلية و شر ،فجاءنا الله بهذا الخير ،فهل بعد هذا الخير
من شر ؟ قال :نعم ،قلت ،و هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال
نعم ،وفيه دخن ،قلت :و ما دخنه ؟ قال :قوم يستنون :
بغير سنتي و يهتدون بغير هديي ،تعرف منهم و تنكر ،قلت :
نعم ،دعاة على أبواب فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال :
جهنم ،من أجابهم إليها قذفوه فيها ،قلت :يا رسول الله ،
صفهم لنا ،قال :هم من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا ،قلت :فما
ِ
216
تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسلمين و
إمامهم ،قلت :فإن لم يكن لهم جماعة ول إمام ،قال :
فاعتزل تلك الفرق كلها و لو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك
. )(2 الموت و أنت على ذلك "
وجه الستدلل :
قال المباركفوري … " :و السياق واضح أن الحوار الذي جرى
-صلى الله عليه و سلم -و بين حذيفة -رضي الله بين الرسول
و الفتراق في مجال السياسة ،و عنه ،-كان حول الجتماع
السؤال الخير ينطبق تماما ً على الظروف التي استجدت على ساحة
و العالم السلمي في أواخر الخلفة العثمانية و بعد إلغائها ،
الجواب يوجب اللتزام بطاعة المير و النضمام إلى رايته ،فإذا
وصل الحال إلى انتهاء المارة بل أمير و إعجاب كل ذي رأي برأيه ،
-------------- فالواجب البتعاد عن جميع
حذيفة بن اليمان العبسي ،من كبار الصحابة ،شهد أحد و الخندق ،و .1
و روى عن النبي -صلى الله عليه و سلم -الكثير ، شهد فتوح العراق ،
استعمله على المدائن ،مات فيها بعد بيعة علصي بأربعيصن يومصا ً سنصة 36هـ .
. ( 317 – 316 ) الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 1صفحة
.2صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة ، 1319ج ، 6صفحة
. 2595و قد ورد في صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة . 1475
و قد ورد في المستدرك على الصحيحين " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة
. 197
الجماعات و الفرق التي تتناطح للحصول على المصصارة و السصصلطة ،و
كل هدفها هو السلطة و ليس لهصصا عقيصصدة واضصصحة أمصا إذا ظهصصر إمصصام
مسلم عادل فالواجب السير خلفه .
و يتابع المباركفوري قائل ً :و من هنا يبدو قبح ما ُتبنى عليه
السياسية ،فالمر بلزوم الجماعة و المام ،و البتعاد عن الحزاب
الفرق كلها مهما كلف ذلك من المعاناة و الشدة ،يدل على مدى قبح
217
التحزب و النقسام ،إلى الجماعات على أساس العصبيات الجنسية
و العنصرية و القليمية و اللسانية و أمثالها ،و على أساس الختلف
في العقيدة و الحكام .
218
استشهد المباركفوري بحديث حذيفة -رضي الله عنه ،-على
حرمة الحزاب السياسية .هذا الستشهاد بهذا الحديث على حرمة
الحزاب بشكل عام دون تفريق بين الحزاب السلمية ،و الحزاب
غير السلمية ،لهو خلط واضح و مغالطة كبيرة لذات النص ،الذي
استشهد به على حرمة الحزاب السلمية ،و ذلك لن الحزاب
السلمية قائمة على أساس العقيدة السلمية أما الحديث فيبين
الرسول -صلى الله عليه و سلم -لحذيفة -رضي الله عنه -أن
يعتزل هذه الفرق كلها ،و الحديث قد بين صفة الفرق على لسان
المصطفى -صلى الله عليه و سلم ، -حيث قال " :قوم ل يستنون
بسنتي و يهتدون بغير هديي " حيث هذا الوصف خروج عن كل سنصة
المصطفى صلى الله عليه و سلم ،أي خروج عن كل ما أمر به
الرسول – صلى الله عليه و سلم ، -و اتباع أحكام الكفر و العمل
و هو خروج عن نطاق له ،بدليل الحديث " ل يهتدون بهديي "
ن السلم ،إما عقيدة أو عقيدة و أحكام ،لقول الله عّز و ج ّ
ل " :إِ ّ
دى " ) (1و هدي محمد -صلى الله عليه و سلم -هو دى الل ّهِ هُوَ ال ْهُ َ
هُ َ
ما أمره الله به ،فكونه وصف هذه الفرق بغير هدي الله سبحانه و
تعالى ،أي أنهم يتبعون أهواءهم و ل يلتزمون أمر الله عّز و ج ّ
ل،و
تركوا سنة الرسول -صلى الله عليه و سلم ، -و ما أمر الله به من
الهدي ،و أصبحوا يدعون إلى غير أوامر الله عّز و ج ّ
ل ،و غير قائمين
على أساس السلم ،بدليل أن الرسول -صلى الله عليه و سلم -
قد وضح أكثر فأكثر في الحديث بأنهم دعاة على أبواب جهنم و العياذ
بالله ،أي أنهم يدعون للعمل على غير أوامر الله و نواهيه ،فهذه
حقيقة الدعاة على أبواب جهنم ،فهل نجعل من قام على أساس
السلم و يدعوا إلى أحكامه ،و العمل وفق أوامر الله و نواهيه ،من
الدعاة على أبواب جهنم ؟ كل و الله لن هذا القول كما قال الكاتب
الذي هو حريص على السلم ،و يقول بأنه يجب اللتزام بالكتاب و
وج ّ
ل ،حيث جمع بين من فّرق السنة ،فقد خالف كتاب الله عّز
219
الله بينهما بالنص الصريح من الكتاب الكريم ،فقد جمع الكاتب و
ساوى بين الحركات القائمة على غير أساس السلم ،كما بينه
الحديث الشريف ،و بين الحركات القائمة على أساس السلم ،و قد
فرق الله بينهم و لم يساو --------------
سورة البقرة ،آية ) . (120و سورة النعام ،آية ). (71 .1
قا َل َ
ن َفا ِ
سص ً ن ك َصصا َ مص ْمن ًصصا ك َ َ
مؤ ْ ِن ُ ن َ
كا َ م ْ بينهم مطلقا ً ،لقوله تعالى " :أفَ َ
َ
مصصا
ن* َ مي َجرِ ِم ْكال ْ ُن َ
مي َ سل ِ ِ
م ْ ل ال ْ ُ
جعَ ُن " ) . (1و قوله تعالى " :أفَن َ ْ وو َ
ست َ ُ
يَ ْ
. )(2 ن " حك ُ ُ
مو َ ف تَ ْ ل َك ُ ْ
م ك َي ْ َ
لقد وجه رسول الله -صلى الله عليه و سلم -حذيفة -رضي الله
عنه -في توضيح الفرق التي تدعوا لجهنم ،و كان هذا التوجيه أيضصصا ً هصصو
للمسلمين كافة ،بأن ل يقيموا أو يسيروا مصصع حركصصات قائمصصة علصصى غيصصر
أساس السلم ،بدليل قوله " :فاعتزل تلك الفرق كلها " ،بعد أن بيصصن
له الواقع الذي تكون منه هذه الفصصرق ،بصصأن يلصصزم جماعصصة المسصصلمين و
إمامهم ، ،فإن لم توجصصد جماعصصة المسصصلمين و ل المصصام يتصم العصصتزال ،
فرارا ً بدينصه مصن الفتصصن ،فهصصذه المصصور كلهصصا ،ليصصس فيهصصا حصصتى شصصبهة
دليل ،على حرمة الحزاب في هذا الحديث ،على أن الحديث ُيفهم منه
وجود فرق قائمة على أساس السلم ،و ذلك بواقع اللغة و الشصصرع ،إذ
أن كلمة قوم فصصي الحصصديث نكصصرة ،و معصصروف أن الجمصصل بعصصد النكصصرات
صفات ،و قد جاءت صفة قصصوم فصصي الحصصديث أنهصصم يسصصتنون بغيصصر سصصنة
المصطفى -صلى الله عليه و سلم -و يهتدون بغير هصصديه ،فنصصأتي إلصصى
الناحية الشرعية في ذلك ،بنصصاء علصصى مصصا تقصصرر فصصي علصصم الصصصول بصصأن
مفهوم المخالفة معمول به ،ما لصصم يصصرد نصصص صصصريح يعطلصصه ،فمفهصصوم
المخالفة في ذلك أن الفرق التي تستن بسنة المصطفى و تهتدي بهصصديه
و لكن يلتزم العمل معها وجوبا ً بوجوب الدعوة إلى السلم ل ُتعتزل ،
و المر بالمعروف و النهي عن المنكر ،فيكونون بذلك دعاة على أبواب
الجنة ،و ليسوا دعاة على أبواب جهنم و لم يرد نص صريح بتحريم قيام
220
أحزاب سياسية قائمة على أساس السلم ،بصصل علصصى العكصصس تمام صا ً و
ل بمفهوم الصفة في قوله تعصصالى بصصصفة ذلك مصداقا ً لقول الله عّز و ج ّ
من ْك ُص ْ
م الحزاب القائمة على أساس السصصلم ،بقصصوله تعصصالى " :وَل ْت َك ُص ْ
ن ِ
كصصرِ وَأ ُوْل َئ ِ َ ْ ُ
ك ن ال ْ ُ
من ْ َ ن عَ ْ
ف وَي َن ْهَوْ َ ن ِبال ْ َ
معُْرو ِ مُرو َ ن إ َِلى ال ْ َ
خي ْرِ وَي َأ ُ عو َ ة ي َد ْ ُ
م ٌأ ّ
ن " ). (3 حو َ فل ِ ُ
م ْم ال ْ ُهُ ْ
--------------
.1سورة السجدة ،آية ). (18
.2سورة القلم ،آية ). (36-35
.3سورة آل عمران ،آية ). (104
221
و محاسبة الحكام و مراقبتهم ،و إعانتهم على تطبيق السلم في
الدولة ،و حمله إلى العالم ،رسالة هدى و نور .
222
اختلف الصحابة يوم السقيفة ،و اختلف أبي بكر و عمر في
الميراث و الطلق … و اختلف الفقهاء الربعة في أكثر المسائل
الجتهادية .
223
و نهيهم السلمية بعكس ذلك فعملها هو أمر الحكام بالمعروف
عن المنكر ،و ليس انتزاع السلطة منهم – لنه ل يجوز ذلك شرعا ً
. -أما في حالة الحزاب السلمية اليوم ،فصحيح أنها تعمل لخذ
السلطة ،و لكن من أجل تغيير الدار ،من دار كفر لدار إسلم ،
للمسلمين ،و من ثم العمل بإعلن دولة الخلفة و تنصيب خليفة
على محاسبته و نصحه ،لنه ل أحزاب حاكمة في الدولة السلمية ،
و بالتالي فإن هذه النظرة للحزاب السلمية غير صحيحة .
،حيث قال المباركفوري " :و قد دلت التجارب في )(2 استخدامها
بلد المسلمين أن مثل هذه الحزاب حينما وصلت إلى السلطة
أفدحت بالمصائب ،و لعبت دور الجلوزة و كلب الستعمار ،
فسامت المواطنين المسلمين سوء العذاب ،و تاجرت بالبلد في
وقاحة تامة ،حتى جعلتها رهنا ً في أيدي أعداء السلم يتصرفون
فيها كيف يشاءون ،ينهبون ثرواتها و يتحكمون في رقاب أهلها و
. )(3 مواطنيها … "
224
إذا ُقصر هذا الدليل على الحزاب السياسية غير السلمية ،فل
يستطيع أحد رده ،فإن الفظائع التي قامت بها هذه الحزاب بعد
و الداني ،و محاربتها للمسلمين استلمها السلطة ،واضح للقاصي
و العاملين و للحركات السلمية جلي ،فلقد أذاقت العلماء
للدعوة السلمية صنوف العذاب من قتل و تشريد و حبس ،فقد
كانت هذه الحزاب هي العصا التي استخدمها الكافر المستعمر على
رقاب المسلمين .
الشوكاني ،محمد ،نيل الوطار ،دار الجيل – بيروت 1973 ،م ،ج ، 7
صفحة . 356
.2الحزاب السياسية في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 84
.3المرجع السابق ،صفحة . 29 – 28
موضوعها معرفة أصوب الراء و أقربها إلى الحق عند اختلفها بينما
الحزاب السياسية ل تعرف من معنى الشورى ،إل الخذ برأي
الغلبية ،و تجعل ذلك مدار الحق و الصواب ،و تفرضه على القلية و
. )(1 تعاقب من يخالفه
إن هذا الدليل خارج محل البحث ،ذلك لنه يصلح لنقد الحزاب
السياسية غير السلمية ،و ينطبق عليها ،أما الحزاب السلمية
225
و الملتزمة بالحكام الشرعية فل القائمة على العقيدة السلمية ،
توصف بهذا الوصف ،و الشورى إنما هي لتمحيص الرأي ،و سبق أن
تناولت مسألة اللزام و العلم في الشورى و أوضحت الفرق بين
الشورى و المشورة عند من يرى ذلك ،و بينت عمل مجلس الشورى
،فاستدلل المباركفوري ل محل له هنا .
ثم إن انقسام الحزاب بصصدون مصصبرر ،و انقسصام المصصة تبعصا ً لهصصا
يدل " على أن هذه الحزاب كلها أو ما عدا واحد منها مغرضة نفعية ،
متبعة للهوى ،ليس لها مبدأ تتمسصصك بصصه ،و ل أخلق تتمتصصع بهصصا ،بصصل
همها الحرص على الحكومة و التفاني في هذا السبيل من حيث يجصصوز
. )(3 و ل يجوز "
--------------
الحزاب السياسية في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 28 .1
226
َ
ن ِفي
دي َ
س ِ
ف ِ كال ْ ُ
م ْ ت َ
حا ِ مُلوا ال ّ
صال ِ َ مُنوا وَع َ ِ نآ َ ل ال ّ ِ
ذي َ جعَ ُ م نَ ْتعالى " :أ ْ
كال ْ ُ َ َْ
جارِ " ). (3 ف ّ ن َقي َ ل ال ْ ُ
مت ّ ِ جعَ ُ م نَ ْ
ضأ ْالْر ِ
---------------
سورة القلم ،آية ). (36-35 .1
227
.8السلم جعل " الخوة السلمية هي أساس الولء و البراء في
ي المسلم سواء أعرفه أم لم يعرفه … و هذاالسلم ،فالمسلم ول ّ
يعني أن السلم ل يتحمل في داخله تنظيما ً آخر ،بحيث تكون أسس
ذلك التنظيم و قواعده أساسا ً للولء ،لن هذا النوع من التنظيم
يقتضي أن من انتظم فيه يستحق العون و النصرة و الخاء ،و غيرها
من الحقوق ،و من لم ينتظم فيه ل يستحق تلك الحقوق مع أن
السلم أعطى المسلم جميع هذه الحقوق لمجرد كونه مسلم ،ل
. )(1 لسبب آخر
كما أن السلم قد جعل الخوة السلمية بناًء على قول الله عّز
خوَة ٌ " ) (3فهذا هو أساس الولء لله ،و البراء
ن إِ ْ
مُنو َ ما ال ْ ُ
مؤ ْ ِ وج ّ
ل " إ ِن ّ َ
من غير هذه العقيدة ،إنه الرابط الوحيد بين المسلمين ،و بناًء على
هذا العتقاد يقرر بأن النسان مسلم أو كافر ،و على ذلك ل يقال
بأن السلم ل يتحمل في داخله تنظيما ً آخرا ً ،لن النسبة هنا إلى
ل من الحوال إلى الحزاب التي تقوم
السلم بعقيدته ،و ل يوجه بحا ٍ
على أساس العقيدة السلمية ،و تحمل الحكام السلمية من
الكتاب و السنة ،فتكون هذه الحزاب بطبيعتها منتمية إلى السلم
ل ،فتكون تنظيما ً
قلبا ً و قالبا ً ،و يكون ولؤها لله عّز و ج ّ
--------------
الحزاب السياسية في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 45 .1
228
من السلم و ليس غريبا ً عنه .و أما من حيث وصفها بالمور
الجاهلية ،فإن الجاهلية تعني ترك أحكام السلم ،و اتباع شرعة
و هذا مؤكد في كتاب النسان من أحكام ،تعالج مشاكل الحياة ،
َ
،و ما )(1 ن" م ال ْ َ
جاه ِل ِي ّةِ ي َب ُْغو َ حك ْ َ
ل ،بقوله سبحانه " أفَ ُ
الله عّز و ج ّ
واقع الحزاب السياسية التي تقوم على أساس السلم ،فل توصف
مطلقا ً بأنها أمور جاهلية ،و ل أنها أعطت ولءها لغير السلم ،بدليل
أنها قائمة على أساسه ،فل تكون هذه حجة ،ل من قريب و ل من
بعيد على حرمة الحزاب .
ة
م ٌ .10إذا سلمنا بصحة الستدلل في قوله تعالى " :ول ْتك ُن منك ُ ُ
مأ َّ َ ْ ِ ْ ْ
من ْك َرِ وَأ ُوْل َئ ِ َ ْ
م
ك هُ ْ ن ال ْ ُ
ن عَ ْ
ف وَي َن ْهَوْ َ ن ِبال ْ َ
معُْرو ِ مُرو َ ن إ َِلى ال ْ َ
خي ْرِ وَي َأ ُ عو َ
ي َد ْ ُ
إقامة أحزاب سياسية مسلمة ، ن " ) (2على مشروعية
حو َ
فل ِ ُ ال ْ ُ
م ْ
فالمر موجه في الية إلى المة جميعها ،و معنى هذا أن المة كلها
يجب أن تكون حزبا ً واحدا ً ،و عليه ل يبقى مجال لقامة أحزاب
. )(3 سياسية داخل هذا الحزب
اعتمصد الكاتصب في استدللصه بهصذه النقطة على أن " من "
تفيد البيان و ليس
التبعيض ،و لكن أكثر المفسرين و علماء اللغة اعتبروا أنها للتبعيض ،
. )(4 و اعتمدوا في ذلك على قرائن عدة ،سأبينها في موضعها
229
.4انظر صفحة . 237 ، 236
.5الحزاب السياسية في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 81 – 79
إنه من الغريب على عالم مسلم ،أن يقصر المر بصصالمعروف و
النهي عن المنكر على الدولة ،و هنا يناقض نفسه ،حيصصث يعتصصبر فصصي
الدليل السابق أن المة هصي جماعصصة المسصلمين ،و مصصن صصفاتها فصصي
الية المر بالمعروف و النهي عن المنكر ،و هنصصا يقصصول بصصأنه ل ينبغصصي
أن يترك تنظيم المر بالمعروف و النهي عن المنكر للفراد !
ثم إن حديث رسول الله -صلى الله عليه و سلم ، -يأمر
ت و دولة – بالنهي عن المنكر المسلمين بشكل عام – أفرادا ً و جماعا ٍ
ل حسب استطاعته ،بقوله " :من رأى منكم منكرا ً فليغيره ،ك ٌ
بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ،و ذلك أضعف
،و العام يبقى على عمومه ما لم يرد دليل التخصيص . )(1 اليمان "
230
--------------
.1صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 79و في صحيح ابن
حبان " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 540الصبهاني ،أحمد ،المسند
المستخرج على صحيح المام مسلم ،دار الكتب العلمية – بيروت ،ط ، 1
1996م .ج ، 1صفحة . 136
.2الحزاب السياسية في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 82 -81
و قد أعجبني رد أحمد العوضي في هذه النقطة ،فأحببت أن
" الحزاب السياسية المسلمة ل تعارض الحاكم في أنقله كما هو :
الدولة المسلمة إل حيث شرعت المعارضة ،لئل يتعارض فعلها مع
واجب طاعة ولي المر ،و لكن من المعلوم في السلم أن طاعة
ولي المر ليست مطلقة ،و إنما مقيدة بطاعة الله و طاعة رسوله
-صلى الله عليه و سلم ، -فل تجوز طاعة الحاكم حيث كان فيها
معصية لله أو للرسول -صلى الله عليه و سلم ، -فقد قال -صلى
الله عليه و سلم " : -ل طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف
. )(1 "
أما الصبر المأمور به على جور الحاكم فهو الصبر الذي يرافقه
إنكار المنكر ،و الخذ بالسباب لتغييره و هو صبر المتوكلين ،و ليس
صبر المتواكلين القائم على ترك الخذ بالسباب أو إنكارها ،و بدون
امتثال أوامر الشرع بالخذ بالسباب ل يكتمل لنا إيمان ،و ل تخلص
عقيدة القدر عندنا .
231
إن صبر المة على المصائب و أعظمها ولية الحاكم الظالم
واجب ،و ندمها على تفريطها و استغفارها لذنوبها واجب ،و أعظم
و النهي عن المنكر ،و تركها الخذ ذنوبها ترك المر بالمعروف
على يد الحاكم و أطره على الحق ،و قصره عليه
----------------
صحيح ابن حبان " مرجع سابق " ،ج ، 10صفحة . 429سنن أبي داود .1
232
و ممن حمل على الحزاب و الجماعات السلمية ،و قال بعدم
مشروعيتها بل طصصالب بصصاعتزال هصذه الجماعصات و الحصصزاب
السلمية العاملة في وقتنا الحالي ،عبصصد الحميصصد هنصصداوي ،
حيث حرم العمصصل مصصع هصصذه الحصصزاب و الجماعصصات ،مصصا لصصم
يتخلوا عن العصبية الحزبية ،و يتحدوا مع بعضهم البعض ،و
ى جديد ،و يصبحوا كالمدرسصصة يصبحوا جماعة جديدة بمسم ً
المحتوية على فصول دراسية ،و كل رائد من روادها بمثابصصة
المصصدّرس الصصذي يصصدرس مصصادته للطلب ،و ل ينهصصاهم عصصن
)(2 الحضور لمدرس آخر .
يقول الدكتور عبد الحميد هنداوي " :و هذا يقتضي ترك
. )(3 الدخول في هذه الحزاب و الجماعات السلمية "
--------------
حكم المعارضة وإقامة الحزاب السياسية في السلم " مرجع سابق " ، .1
صفحة . 68 – 67
.2انظر في ذلك ،هنداوي ،عبد الحميد ،دراسات حول الجماعة و
الجماعات ،مكتبة التابعين – القاهرة ،ط 1996 ، 2م ،صفحة . 551
.3المصدر السابق ،صفحة . 245
لذلك يطالب باعتزال الفرق و الحزبية ،حيث يقول " :فالمراد
من اعتزال الفرق ،هو اعتزال الفرقة و الحزبية و العصبية ،المفرقة
لكلمة المة ،ل اعتزال ما اجتمعت عليه كلمة علماء السنة
والمجتهدين الملزمين ،لما كان عليه النبي -صلى الله عليه و سلم -
. )(1 و أصحابه من الصول "
233
و إنما اختلفوا في الفروع فقط ،و كذلك هذه الجماعات قد جعلت
من تلك
الخلفات الفرعية ،سببا ً لفتراق بعضهم عن بعض شيعا ً و أحزابا ً ،
. )(2 كما الفرق الضالة الخارجة عن جماعة المسلمين "
ثم إنني وجدت الدكتور هنداوي قد ركز بشكل كبير على قضية
و العقد ،و سواد الناس – السواد العظم ، -كما أهل الحل
المعتبر ،و ما يقبله السواد العظم يسميهم و اعتبر اجماعهم هو
من المة ،هو الصحيح و هو واجب التباع ،و ما لم يجمع عليه
السواد العظم فهو من الفرقة و الضلل ،و يجب اعتزاله و هدمه ،
لنه سبب افتراق المة .حيث يقول :
" * يجب على تلك الجماعات أل تتحزب على رأي أو فكرة ،تخالف
ما عليه السواد العظم .
------------
دراسات حول الجماعة و الجماعات " مرجع سابق " ،صفحة . 300 .1
إن إصراره على قضية عدم المخالفة للسواد العظم ،لم أجد
شرعيا َ ،بل أنه لم يأت بدليل يدل على ذلك ،فمعلوم لها مسوغا ً
234
أن أبا بكر الصديق في حرب المرتدين خالف السواد العظم من
المة ،بل من الصحابة رضوان الله عليهم ،حينما قرر قتال المرتدين
،و عمر بن الخطاب -رضي الله عنه ،-خالف السواد العظم من
الصحابة و المة ،حينما قرر عدم توزيع أرض السواد على المقاتلين ،
لن رأي السصواد العظصم ل عبرة له ،وإنما العبرة بالحق و دليله ،و
لو كان مع القلة ،و في وقتنا الحاضر نجد أن كثيرا ً من القضايا
المخالفة للشرع ،قد سار بها السواد العظم من المة فهل نتبعهم
في ذلك ؟
235
فقد اعتبر الدخول في هذه الجماعات سببا ً حتميا ً في تفريق
المة ،و قد بينا خطأ
هذا القول سابقا ً .
ثالثا ً :أنهم ينصبون شيخا ً غير النبي -صلى الله عليه و سلم ، -
يفرقون عليه المة ،و يعقدون الولء و البراء عليه ،و هو ل يجوز
)(2 بإجماع المسلمين .
--------------
.1دراسة حول الجماعة و الجماعات " مرجع سابق " ،صفحة . 318
.2المصدر السابق ،صفحة . 318
236
رابعا ً " :إن الدخول في عمل جماعي ،لم يتفق عليه جمهور المة ،
إنما هو دخول في الختلف ،و خروج من الوفاق ،و المة منهية عن
. )(1 و صحيحة … " ذلك بنصوص كثيرة صريحة
لقد وصل الحد بالهنداوي ،أن جعل سخط الله و غضبه على
من يدخل الجماعات السلمية المتفرقة ،مع أن سخط الله و غضبه
و لول أنه في كتابه قد نفى عنهم الكفر ، ل يقع إل على الكافرين ،
لظننت من حديثه أنه يكفرهم ،و الغريب أنه يفترض فروضا ً ،و يبني
عليها فهو يعتبر أن وجود الجماعات هو السبب في وجود الفرقة ،
ة ُفرَقة ؟ الفرقة المذمومة ،التي ُتنشئ العداوة و البغضاء ،و
وأي ُ
واقع الحزاب و الجماعات السلمية اليوم ،برغم اختلفها في فهم
الواقع ،و اختلفهم في الفروع ،إل أنهم لم يصلوا حد العداوة و
و يتزوجون من بعضهم البغضاء ،بل أنهم يتزاورون و يتهادون ،
بعضا ً ،و ل يظهر عليهم ما يتحدث عنه الكاتب من الوصول إلى حد
البغضاء و العداوة ،فإنني ل أرى استدلله في محله .حتى إن علقة
الحزاب السلمية اليوم لم تصل إلى حد العداوة و البغضاء مع
الحزاب القومية و الوطنية -------------- ،
.1دراسات حول الجماعة و الجماعات " مرجع سابق " ،صفحة . 321
237
.2سورة هود ،آية ). (119-118
.3دراسة حول الجماعة و الجماعات " مرجع سابق " ،صفحة . 321
لقد كان رأي الدكتور الهنداوي مجانبا ً للصواب ،ول ينطلق من
الفهم الصحيح لمفهوم الجماعة و المام ،و مفهوم العتزال للمبادئ
دامة و الجماعات المنحرفة عن الهدي الصحيح ،و لقد بات معلوما ً
اله ّ
أن الغرب ليس له شغ ٌ
ل اليوم ،إل الهجوم على الحركات السلمية ،
و لذا فقد سخر أدوات إعلمه لوصف هذه الجماعات بالتعصب
الرجعية و الرهاب ،كذلك فإنها تعمل على ضرب هذه الحركات و
و تسخر عملءها للزج بالدعاة في السجون و قتلهم و الحزاب ،
تعذيبهم .
238
تاريخيا ً هو أن جماعة الخوان هي نفسها ،قد ساهمت بنصيب كبير ،
إن لم يقع على عاتقها اللوم كله ،في تفرق الناس عنها إلى جماعات
. )(2 مختلفة "
--------------
دراسة حول الجماعة و الجماعات " مرجع سابق " ،صفحة – 322 .1
. 323
.2المصدر السابق ،صفحة . 390
لقد أصبح واضحا ً أن عبد الحميد هنداوي ل يدرك الفرق بين
فرق بين
و الفرق السلمية ،أو على القل ال َ الفرق الضالة
و متى يجوز التفرق و التفّرق المذموم و التفّرق المحمود ،
الختلف و متى يحرم الختلف ،لذلك لن أتناول باقي ادعاءاته ضد
)(1 الحركات و الحزاب السلمية .
239
--------------
لمن يريد الستزادة ،يراجع كتابه دراسات حول الجماعة و الجماعات . .1
240
" و من للتبعيض … و لنه ل يصلح له إل من علم بالمعروف
--------------
.1سورة آل عمران ،آية ). (104
عبد الله بن أحمد النسفي ،حافظ الدين أبو البركات ،كان إماما ً في .2
جميع العلوم ،و مصنفاته في الفقه و الصول أكثر من أن تحصى ،و صنف
المدارك في التفسير ،توفي سنة 710هـ في بلدة بغداد ) .طبقات
المفسرين ،ج ، 1صفحة . ( 262
. )(1 و المنكر ،و علم كيف يرتب المر في إقامته "
ب .إن المر بالمعروف و النهي عن المنكر و كذلك الدعوة إلى الخير
" :من للتبعيض لن المر )(2 ،من فروض الكفاية ،قال البيضاوي
،و قال )(3 بالمعروف و النهي عن المنكر من فروض الكفاية "
و النهي عن النسفي " :و من للتبعيض لن المر بالمعروف
" :ومن )(5 .و قال السيوطي )(4 المنكر من فروض الكفاية "
. )(6 للتبعيض لن ما ذكر فرض كفاية ل يلزم كل المة "
ت .أن هذا التكليف مختص بالعلماء من جهة أن الدعوة إلى الخير و
و النهي عن المنكر مشروطة بالعلم ،و ل يتمكن المر بالمعروف
" و من في قوله منكم : )(7 الجاهل من ذلك .قال القرطبي
للتبعيض ،و معناه أن المرين يجب أن يكونوا علماء و ليس كل
--------------
.1النسفي ،عبد الله ،تفسير النسفي ،ج ، 1صفحة . 171
عبد الله بن عمر البيضاوي ،صاحب المطالع و المصابح في أصول الدين .2
241
تفسير النسفي " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 171 .4
مصنف التفسير المشهور ،جامع أحكام القرآن ،المتوفي سنة 804هـ .
صفحة . ( 246 ) طبقات المفسرين ،ج ، 1
. )(1 الناس علماء "
242
القرائن التي جيء بها هي لثبات أن المر بالمعروف و النهي عن
المنكر فرض كفاية أو فرض عين .و قولنا هذا ل ينفي أو يتعارض مع
كون ترجيح أي معنى من المعنيين ل يحسم أو يفصل فيه إل بقرائن .
و هذا ما ذهب إليه الكثير من علماء اللغة ،بل هو سر اختلفهم في
" :و قال )(4 معناها في هذه الية أو في آيات أخر .يقول العكبري
---------------
.1تفسير القرطبي ،ج ، 4صفحة . 165
.2سورة آل عمران ،آية ). (110
.3روح المعاني " مرجع سابق ،ج ، 4صفحة . 22
عبد الله بن الحسين العكبري الصل ،البغدادي المولد ،أبو البقاء ، .4
الحاسب الفرضي النحوي الضرير ،محب الدين ،صنف الفقيه الحنبلي ،
مصنفات مفيدة ،له كتاب إعراب القرآن و غيره ،توفي في سنة 610
ببغداد ،و دفن بباب حرب ) .طبقات المفسرين ،ج ، 1صفحة 220 – 219
هـ ( .
.و )(1 المبرد :هي لبتداء المكان أيضا ً و التبعيض مستفاد بقرينة "
" واحتج الخرون بقوله تعالى " :و إن تخفوها و يقول أيضا ً :
تؤتوها الفقراء فهو خير لكم و يكفر عنكم من سيئاتكم " ،و قوله " :
و يغفر لكم من ذنوبكم " ،و المراد الجميع أي جميع السيئات و
الذنوب و الجواب أن " من " هنا للتبعيض أي بعض سيئاتكم ،لن
إخفاء الصدقة ل يكفر السيئات ،و أما " من ذنوبكم " فللتبعيض أيضا
،لن الكافر إذا أسلم قد يبقى عليه ذنب ،و هو مظالم العباد الدنيوية
. )(2 "
ن
م ْ
س ِ
ج َ في قوله تعالى َ " :فا ْ
جت َن ُِبوا الّر ْ )(3 و يقول النباري
َ
" :من"هذه دخلت لتبيين المقصود بالجتناب ول يجوز أن )(4 اْلوَْثا ِ
ن"
تكون للتبعيض لنه ليس المأمور به اجتناب بعض الوثان دون بعض ،
،و يقول أيضا ً في آية : و إنما المقصود اجتناب جنس الوثان " .
)(5
م " ) " : (6من فيه أيضا ً للتبعيض ،لنهم أمروا " يغُضوا م َ
صارِه ِ ْ
ن أب ْ َ
ِ ْ َ ّ
243
ما أحل لهم ،فدل علصى
أن يغضوا أبصارهم عما حرم عليهم ،ل ع ّ
. )(7 للتبعيض و ليست زائدة " أنهصا
244
هذه لو ل يكون بعضا ً لمطابقه ) ، (2و بناء على نظرة ابن الحاجب
)(3
.2ابن الحاجب ،أمالي ابن الحاجب ،دار الجيل – بيروت 1989 ،م .ج
، 2صفحة . 775
ابن الحاجب ) 630 – 593هـ = 1233 – 1197م ( .3
عمر بن محمد الميني ،أبو جعفر ،عّز الدين المعروف بابن الحاجب ،
و البلدان ،دمشقي المولد و الوفاة ،مات دون الربعين . عالم بالحديث
) العلم ،ج ، 5صفحة . ( 62
.4سورة آل عمران ،آية ). (104
أحمد بن محمد المرادي النحاس النحوي ،أبو جعفر ،كان من الفضلء ، .5
و له تصانيف مفيدة ،منها تفسير القرآن الكريم ،و كتاب الناسخ و المنسوخ
،و كتاب في النحو اسمه التفاحة ،توفي سنة 338هـ ) .طبقات المفسرين
،ج ، 1صفحة . ( 72
،و علمتها جواز )(1 م الل ّ ُ
ه " ن ك َل ّ َ
م ْ
م َ
من ْهُ ْ
نحو قوله تعالى ِ " :
ببعض ،الثالث :بيان الجنس نحو َ " :فا ْ
جت َن ُِبوا الستغناء عنها
َ
قالوا علمتها أن يحسن جعل الذي مكانها ، )(2 ن اْلوَْثا ِ
ن" م ْ
س ِ
ج َ
الّر ْ
. )(3 لن المعنى :فاجتنبوا الرجس الذي هو وثن "
نو بناء على هذا التفريق يستقيم تقدير معنى آية " :وَل ْت َك ُ ْ
بي :و ليكن بعضكم ،أي بعض المسلمين أمة ،إذ ة " )(4
م ٌ منك ُ ُ
مأ ِّ ْ ْ
بي " :و لتكن منكم أمة التي هي هو أقرب و أسوغ من تقديره
المسلمون " .
245
ثانيا ً :و هنالك قرينة لغوية على أن " من للتبعيض ،و هي تنكير
المة .
ب .إن المنكر منكران :منكر قد يقصصع مصصن الفصصراد فيتصصصدى لصصه ،أي
لنكاره الفراد كل بحسصصب اسصصتطاعته أي حسصصب مراتصصب النكصصار ،و
تتصدى له الدولة ،و تتحمصصل مسصصؤولية تغييصصره فصصي المقصصام الول ،و
منكر قد يقع من الحصصاكم ،و ربمصصا قصصام بإنكصصاره أفصراد مصصن المصصة ،أو
المة كاملة ،و غالبا ً ما ينحصر في العلماء ،و لكن قيام جماعصصة لصصه و
و أنجع ،و بخاصة إذا ما احتاجت المة لتغييصصره بالسصصيف ، به أصلح
246
و ذلك عندما يكون كفرا ً بواحا ً ،و أعرض رأيا ً لبي حنيفة يتلخص فصصي
ضرورة وجود جماعة لنكار منكر الحصصاكم و أمصصره بصصالمعروف " .لمصصا
بلغه قتل إبراهيم الصائغ بكى ،حتى ظننصصا أنصصه سصصيموت فخلصصوت بصصه ،
فقال أبو حنيفة :كان و الله رجل ً عامل ً ،و لقد كنت أخاف عليصصه هصصذا
المر ،قلت :و كيف كان سببه ؟ قال :كان يقوم و يسصألني ،و كصصان
شديد البذل لنفسه في طاعة الله و كان شديد الصصورع ، … ،فسصصألني
عن المر بالمعروف و النهصصي عصصن المنكصصر ،إلصصى أن اتفقنصصا علصصى أنصصه
فريضة من الله تعالى ،فقال لي ،مد يصصدك حصصتى أبايعصصك ،فصصأظلمت
م ؟ قال :دعاني إلصى حصق مصن حقصوق الدنيا بيني و بينه ،فقلت :و ل ِ َ
الله فامتنعت عليه ،و قلت له :إن قام بصصه رجصصل وحصصده ُقتصصل ،و لصصم
يصلح للناس أمر ،و لكن إن وجد عليه أعوانا ً صالحين ،و رجل ً يرأس
عليهم مأمونا ً على دينه ل يحول ،قال :و كان يقتضي ذاك كلما قصصدم
مِلح ،كلما قدم علي تقاضاني ،فأقول له :هذا
علي تقاضي الغريم ال ُ
أمر ل يصلح بواحد ما أطاقته النبياء حتى عقدت عليه من السماء ،و
هذه فريضة ليست كسائر الفصرائض يقصوم بهصا الرجصل وحصده ،و هصذا
متى أمر به الرجل وحده أشاط بدمه ،و عرض نفسه للقتل ،فأخاف
عليه أن يعين على قتل نفسه ،و إذا ُقتل الرجل لم يجصصترئ غيصصره أن
. )(1 يعرض نفسه و لكنه ينتظر "
--------------
أحكام القرآن " مرجع سابق " ،ج ، 2صفحة . 315 .1
هذه هي الطريقة التي يراها أبو حنيفة لمصصر الحصصاكم و نهيصصه ،و
كص ُ
ة " ) ، (1و يصرى أبصومص ٌ
مأ ّمن ْ ُ ْ ول ْت َك ُ ْ
ن ِ هذا ما اقتضته الية الكريمة َ " :
حنيفة في هذه الجماعة أنصه يلزمها أمران :صلح العوان – أي أفراد
صالحون و قيادة مخلصة ،أي أمير يرأس عليهم مأمون علصصى دينصصه ،
ل يحول هو و ل تحول جماعته ،أي ل ينقلبون عن الحق .
247
ت .اتفاق معظم الفقهاء و علماء التفسير على أن معنى أمة جماعة
أو عصبة أو فرقة ،و إشارة الكصثير منهصم إلصى بعصض صصفاتها .يقصول
اللوسي " :و المة أي الجماعة التي تؤم أي تقصد لمر ما ،و تطلق
.و )(2 على أتباع النبياء لجتماعهم على مقصد واحد و على القصصدوة "
" :و المقصود من هذه الية :أن تكصصون فرقصصة مصصن )(3 يقول ابن كثير
. )(4 هذه المة متصدية لهذا الشأن "
و خلصصصة القصصول أن تبعيضصصية " مصصن " فهمصصت لغصصة ،و رجحصصت
بقرائن من غير اللغة ،و أفادت أن الطلب مسلط على إيجصاد جماعصصة
معينة لها أوصاف معينصصة ،و تقصصوم بأعمصصال معينصصة ،و لهصصا أميصصر واحصصد
واجب الطاعة ،و هصصذا هصصو الحصصزب السياسصصي السصصلمي أو الجماعصصة
السياسية المسلمة ،ولذلك كان إيجاد حزب أو جماعة سياسصصية علصصى
أساس السلم ،تدعو إلى السصصلم ،و تصصأمر بصصالمعروف و تنهصصى عصصن
المنكر ،و تحاسصصب الحكصصام ،فرض صا ً علصصى جماعصصة المسصصلمين ،فصصإن
أقاموه وجد الفرض .و ل يقال أن إيجاد جماعة تصصدعو إلصصى السصصلم و
تأمر الناس بالمعروف و تنهاهم عن المنكر ،و ل تتعرض للحكام
---------------
.1سورة آل عمران ،آية ). (104
.2روح المعاني " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 21
اسماعيل بن عمر القرشي البصري ثصصم الدمشصصقي ،الفقيصصه الشصصافعي ، .3
الحافظ عماد الدين ،المعروف بالحافظ ابن كثير ،ولد سنة 700هص ،صصصنف
و التاريخ و الحكام ،مات بدمشق ) . التصانيف الكثيرة ،في التفسير
أبجد العلوم ،صفحة . ( 90 – 89
.4ابن كثير ،عماد الدين ،تفسير القرآن العظيم 1937 ،م .ج ، 1صفحة
. 309
248
الصصتي أوجصصدها المسصصلمون مسصصتوفية جميصصع الوصصصاف الصصتي لصصه ،أي
مستوفية المر بالمعروف و النهي عن المنكر مع الصصدعوة إلصصى الخيصصر
لن العطف جاء بالواو و هي تفيد المشاركة ،كاف للقيصصام بصصالفرض ،
و لن ل ُيقال ذلك لن القيام بالفرض ل يتأتى إل إذا كانت الجماعة
لفظ المر بالمعروف و النهي عن المنكر جاء عام صا ً بصصصيغة مصصن صصصيغ
العموم فيجب أن يظل على عمومه و أن يستوفي عمومه ،فل يتصصأتى
القيام بالفرض إل إذا كان عمل الجماعة في المر بالمعروف و النهي
ل يستثنى منه شيء . عن المنكر عاما ً كما جاء في اليات
و على هذا فإن الية قصصد أمصصر اللصصه بهصصا بإقامصصة أحصصزاب سياسصصية
تقوم بحمل الدعوة السلمية ،و بمحاسبة الحكام بأمرهم بصصالمعروف
و نهيهم عن المنكر ،و بأمر سصصائر النصصاس بصصالمر بصصالمعروف و النهصصي
عن المنكر .
و ل يقال إن الية تقصصول " أمصصة " أي حزبصا ً واحصصدا ً ،و هصصذا يعنصصي
عدم تعدد الحزاب ،ل يقال ذلك لن الية لم تقل ،أمة واحدة ،فلم
249
تقل جماعة واحدة ،و إنما قالت أمة بصيغة التنكير من غير أي وصف
فصإذا قصامت جماعصة واحصدة ،فهو يعنصي أن إقامصة جماعصصة فصرض ،
حصل الفرض ،و لكنه ل يمنع من إقامصصة جماعصصات متعصصددة أي كتصصل
متعددة ،فقيام واحد بفرض الكفاية الذي يكفي فيه أن يقوم به واحصصد
،ل يمنع غيره أن يقوم بهذا الفصصرض ،و " جماعصصة " هنصصا اسصصم جنصصس
فيطلق ،و يراد منصصه الجنصصس و ليصصس الفصصرد يعني أي جماعة
ُ
م صةٍ " ) (1و المصصراد منصصه الجنصصس ، خي َْر أ ّ الواحد ،قال تعالى " :ك ُن ْت ُ ْ
م َ
ونظير ذلك قصصول الرسصصصول " :مصصصن رأى منكصصم منكصصرا ً فليغيصصصره " )(2
فليس المصصراد منكصصرا ً واحصصدا ً بصصل جنصصس المنكصصر ،و مثصصل ذلصصك كصصثير ،
و ينهى عن فعل الجنس ،و ل يراد به الفصصرد فيطلب فعل الجنس
الواحد ،بل يراد به الجنس ،فيصدق على الفرد الواحد من الجنصصس ،
و يصدق على عدة أفراد من ذلك الجنس ،فيجوز أن يوجد فصي المصة
حزب واحد ،و يجوز أن يوجصد عصدة أحصزاب ،و لكصن إذا وجصد حصزب
واحد فقد حصل فرض الكفاية إذا كان هصصذا الحصصزب قصصد قصصام بالعمصصل
المطلوب في الية و لكن ل يمنع من إنشاء أحزاب أخرى .
250
مباحصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة ،و لكنهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا
--------------
صحيح مسلم " مرجع سصصابق " ،ج ، 1صصصفحة . 79و فصصي صصصحيح ابصصن .1
حبان " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 540و في المسصصند المسصصتخرج علصصى
صفحة . 136 صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 1
.2سورة آل عمران ،آية ). (110
ل تكون قياما بالفرض الذي فرضصصه اللصصه بنصصص هصصذه اليصصة إل إذا كصصان
حزبا ً سياسيا ً مستوفيا ً جميع ما جاء في الية .
251
الفصل الرابع :الصفات
و الشروط الواجب
توفرها في الحزاب
السياسية السلمية
252
ن ْ * قال تعالى " :وال ْمؤ ْمنون وال ْمؤ ْمنات بعضه َ
مُرو َ ض ي َأ ُ
م أوْل َِياُء ب َعْ ٍَ ُ ِ ُ َ َ ُ ِ َ ُ َْ ُ ُ ْ
كاةَن الّز َ صَلة َ وَي ُؤ ُْتو َ
ن ال ّمو َقي ُ ن ال ْ ُ
منك َرِ وَي ُ ِ ن عَ ْوَ ي َن ْهَوْ َ ف
معُْرو ِِبال ْ َ
ه "). (3سول َ ُ ن الل ّ َ
ه وََر ُ طيُعو َ
وَي ُ ِ
ن
ن الّراك ُِعو َحو َ سائ ِ ُ
ن ال ّ دو َ م ُ
حا ِن ال ْ َدو َ ن ال َْعاب ِ ُ
* قال تعالى " :الّتائ ُِبو َ
ن
ظو َ حافِ ُ
منك َرِ َوال ْ َن ال ْ ُن عَ ْ هو َ ف َوالّنا ُ معُْرو ِ ن ِبال ْ َ ن اْل ِ
مُرو َ دو َ
ج ُ
سا ِ
ال ّ
)(4 دود ِ الل ّهِ " .
ح ُ
لِ ُ
َ َْ
صَلة َ َوآت َ ْ
وا ض أَقا ُ
موا ال ّ م ِفي الْر ِ مك ّّناهُ ْ ن َ ن إِ ْ * قال تعالى " :ال ّ ِ
ذي َ
َ
ن ال ْ ُ
من ْك َرِ " (5) . وا ع َ ْ ف وَن َهَ ْمعُْرو ِ مُروا ِبال ْ َ الّز َ
كاة َ وَأ َ
إننا لو تدبرنا اليات السابقة لوجدنا أن الجماعة المطلوب
إيجادها لها عملين أساسيين ،و هما الدعوة إلى الخير و المر
بالمعروف و النهي عن المنكر .
--------------
سورة آل عمران ،آية ). (104 .1
253
فقد بينت الية صفة هذه الجماعة ببيان أعمالها ،و هو الدعوة
و المر بالمعروف و النهي عن المنكر .و قد تحدث إلى الخير ،
سيد قطب عن وظيفة هذه الجماعة ،حيث قال " :فأما وظيفة
– الدعوة إلى الجماعة المسلمة التي تقوم على هاتين الركيزتين
الخير و المر بالمعروف و النهي عن المنكر – لكي تنهض بها … هذه
الوظيفة الفردية لقامة منهج الله في الرض ،و لتغليب الحق على
و المعروف على المنكر ،و الخير على الشر ،هذه الباطل ،
الوظيفة التي من أجلها أنشأت الجماعة المسلمة بيد الله و على
. )(2 عينه ،و وفق منهجه "
.2في ظلل القرآن " مرجع سابق " ،مجلد ، 2ج ، 4صفحة . 27
.3مختار الصحاح " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 10تفسير الطبري
"مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 38
.4سورة الحجرات ،آية ). (10
الرابط الوحيد بين أعضاء الجماعة السلمية ،و ليست رابطة القوم ،
أو الرابطة الروحية أو المصلحية ،وإنما رابطة المبدأ و أو الوطن ،
العقيدة السلمية التي ربطت
254
)(2 ،و بين سلمان الفارسي )(1 بين عمر بن الخطاب و صهيب الرومي
و علي بن أبي طالب ، )(3 الصديق ،و بين بلل بن رباح و أبي بكر
و هكذا " ل فضل لعربي على أعجمي إل بالتقوى " .
الروم سبوه صغيرا ً ،نشأ بالروم فصار ألكن ،ثم اشتراه عبد الله بن جدعان
فأعتقه ،أسلم هو و عمار ،كان أحمر شديد الصهوبة ،و كان كثير شعر
الرأس يخضب بالحناء ،و كان من المستضعفين ،ممن يعذب في الله ،
هاجر إلى المدينة ،و شهد بدرا ً و المشاهد بعدها ،كان من السباقين
الربعة ،مات في شوال سنة 38هـ و هو ابن سبعين ) .الصابة في تمييز
الصحابة ،ج ، 2صفحة ( 189 – 188
سلمان أبو عبد الله الفارسي ُ ،يقال له سلمان بن السلم أو سلمان .2
الخير ،أصله من " رامهرمز " و قيل من أصبهان ،و كان قد سمع بأن النبي
سيبعث فخرج في طلب ذلك ،فُاسر و بيع بالمدينة ،فاشتغل بالرق ،حتى
كان أول مشاهده الخندق ،و شهد بقية المشاهد و فتوح العراق ،كان عالما ً
زاهدا ً ،مات سنة 36هـ ) .الصابة في تمييز الصحابة ،ج ، 2صفحة – 60
. ( 61
بلل بن رباح ،مولى أبي بكر الصديق ،و هو مؤذن رسول الله -صلى .3
الله عليه و سلم ، -من السباقين الولين الذين عذبوا في الله ،شهد بدرا ً ،
و شهد له النبي -صلى الله عليه و سلم -على التعيين بالجنة ،عاش بضعا ً و
ستين ،مات سنة 20هـ ُ ،ذكر مع السبعة الوائل في السلم ) .سير أعلم
النبلء ،ج ، 1صفحة . ( 251
.4انظر النظام السياسي في السلم " مرجع سابق " ،صفحة – 108
" 110بتصرف ".
255
بد للحزب السياسي السلمي من أن يتصف بهذه الصفة ،لن
الطاعة الواعية تعني طاعة المواطن طاعة واجبة ،فيما ل معصية
فيه ،فمن الطاعة أن يسمع المواطن للدولة ،وأن يستجيب لها ،و
أن ينفذ ما تطلبه منه في حدود طاقته و قدرته ،و في حالة منشطه
و همته ،أو كسله و تراخيه ،و من حالتي اليسر و العسر ،أو الرخاء
و الشدة ،إذ ل يتصور وجود دولة ل طاعة فيها من المواطنين .
و إذا كانت الحزاب السياسية السلمية في الدولة السلمية ،
و أفرادها جميعهم مسلمون ،و كان ما ينطبق على الفراد – من
الطاعة الواعية ، -ينطبق على الحزاب كذلك ،و الدليل عليها من
القرآن الكريم :
صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة . 1080و قد ورد في .2
256
.3النيسابوري ،عبد الله ،المنتقى لبن الجاورد ،مؤسسة الكتب الثقافية
– بيروت ،ط 1988 ، 1م ،ج ، 1صفحة . 260و قد ورد في مسند أبي
عوانة " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 404وقد ورد في سنن الترمذي "
مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 209
أول ً :أن تكون مقيدة بأوامر الله سبحانه و تعالى ،فل طاعة للدولة
في أمر فيه مخالفة لصريح ما نهى الله عنه ،فإذا وضعت الدولة من
و السنة أو أصدرت أوامر تتضمن القوانين ما يناقض صريح القرآن
معصية الله صراحة ،فل سمع و ل طاعة ،ول عذر للحزاب أو
الفراد في تنفيذ تلك الوامر ،لن الطاعة في هذه الحالة حرام ،
َ
ن َيال َي ْت ََنا أط َعَْنا الل ّ َ
ه قوُلو َ
م ِفي الّنارِ ي َ ُ جوهُهُ ْ ب وُ ُ قل ّ ُ
م تُ َ
لقوله تعالى " :ي َوْ َ
ضّلوَنا َ َ َ
ل * وََقاُلوا َرب َّنا إ ِّنا أط َعَْنا َ
ساد َت ََنا وَك ُب ََراَءَنا فَأ َ وَأط َعَْنا الّر ُ
سو َ
. )(1 م ل َعًْنا ك َِبيًرا "
ب َوال ْعَن ْهُ ْ ن ال ْعَ َ
ذا ِ م ْ
ن ِ
في ْ ِ
ضعْ َ
م ِ سِبي َ
ل * َرب َّنا آت ِهِ ْ ال ّ
ثانيا ً :أن تكون الطاعة صادرة عن اعتقاد و إيمان بأن الدولة لها
حق الطاعة ،فهي طاعة اختيارية ،يأثم النسان المسلم في
مخالفتها ،و لو لم توافق رأيه و هوى نفسه ،لن طاعة الدولة من
طاعة الله ،فعليه أن ينفذ أوامرها ،و يطيع قوانينها ،و كذلك
الحزاب السياسية عليها وجوب الطاعة ،و في حالة المخالفة ُيلجأ
إلى محكمة المظالم لتقرر نوع المخالفة و واجب الحزاب نحوها ،و
على الدولة ،و المة بما فيها الحزاب السلمية ،الطاعة و النقياد
لحكم هذه المحكمة ،و لو أدى ذلك إلى عزل رئيس الدولة ،أو حل
الحزب السياسي ،لن محكمة المظالم أعلى سلطة في الدولة
السلمية .
ثالثا ً :يجب أن تكون أحزابا ً إسلمية قائمة على العقيدة السلمية ،
صت " و لتكن منكم " أي من و تتبنى الحكام الشرعية ،لن الية ن ّ
المسلمين ،فل يجوز أن تكون أحزابا ً شيوعية أو رأسمالية ،أو قومية
أو وطنية ،أو أن تدعوا إلى أي شيء يخالف السلم .
257
رابعا ً :علنية الحزاب " :فيجب على الحزاب و الجماعات
السلمية أن تكون علنية غير سرية ،لن الدعوة إلى الخير ،و المر
-------------- بالمعروف و النهي عن المنكر ،
سورة الحزاب ،آية ). (68 - 66 .1
سادسا ً :التبنيي
و هو وجوب تبني الحزب الفكار التي تلزمه في العمل ،التبنصصي
و الحكام و الراء الملتزمصصة بهصصدي الكتصصاب و السصصنة ، لكل الفكار
و إلزام أتباعها بالتقيد بصصذلك قصصول ً والتي تلزم الكتلة في عملها ،
وعمل ً وفكرا ً وسلوكا ً ،لن مصصن شصصأن التبنصصي أن يحصصافظ علصصى وحصصدة
الجماعصصة ،و لنصصه مصصتى وجصصدت الجماعصصة و كصصان أفرادهصصا مختلفصصي
و متعددي الجتهصصادات ،فإنهصصا و إن توحصصد أفرادهصصا علصصى الفكار ،
258
الغاية ،و توحدوا على السلم بشكل عام ،ل بصصد أنهصصا ستصصصاب بصصداء
التشرذم و ستعصف بها النشقاقات ،و سصصيوجد بصصداخلها تحزبصصات ،و
تصير جماعات داخل الجماعة ،و ستحول دعوتها مصصن دعصصوة الخريصصن
إلصصى العمصصل بهصصا لقامصصة هصصذا الفصصرض إلصصى دعصصوة بعضصصهم البعصصض ،و
سصصيتنازعون فيمصصا بينهصصم ،كص ٌ
ل يريصصد إيصصصال رأيصصه و تغليبصصه علصصى رأي
الخرين في الجماعة .
--------------
نظام الحكم في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 251 .1
.2صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 6صفحة ، 2588رقم . 6647
و مصصن هنصصا تصصأتي أهميصصة التبنصصي و شصصرعيته ،فوحصصدة الجماعصصة
مطلوبة شرعا ً ،و ل يحافظ على وحدتها في هصصذه الحالصصة إل بالتوحصصد
للعمل ،و إلزام شبابها بصصذلك ، في الفكر والسلوك والمنهج اللزم
فيصير التبني مطلوبا ً من باب " ما ل يتم الواجب إل به فهصصو واجصصب "
. )(1
259
،و تصصصبح هصصذه السصصاليب بعصصد تبنيهصصا ملزمصصة لعضصصاء الحصصزب واجبصصة
التباع .
و مراقبة أعمالها و نقد تصرفاتها ،نقدا ً بنصصاًء ،ل يقصصصد بصصه التشصصهير و
و السلم يدعو إلصى ذلصصك ،و يجعلصصه حقصا ً مصصن حقصصوق التجريح ،
المسلم على الدولة ،و علصى الفصراد و الجماعصات و الحصزاب ،وهصو
ق وا ب ِصصال ْ َ
ح ّ صص ْ
وا َ
" وَت َ َ معنى التواصي في قوله تعالى :
. )(1 صب ْرِ "
وا ِبال ّ
ص ْ
وا َ
وَت َ َ
قال الطبري " :و تواصوا بالحق ،و أوصى بعضهم بعضا ً بلصصزوم
العمل بما أنزل الله في كتابه من أمره ،و اجتناب ما نهى عنصصه فيصصه .
يقصصول :و أوصصصى بعضصصهم بعضصا ً بالصصصبر علصصى و تواصوا بالصصصبر ،
. )(2 العمل بطاعة الله "
وقد ورد في الحديث الشريف ،قوله -صلى الله عليه و سلم -
" :و لتأخذن على يد الظالم و لتأطرنه على الحق أطرا ً ،و لتقصصصرنه
. )(3 على الحق قصرا ً ،أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض "
260
دثت
و هذه الرقابة لها أثرها في تقويم الدولة و توجهها ،فإذا ح ص ّ
نفس أحد الحاكمين أو الصصولة أو المصصوظفين ،بظلصصم النصصاس أو الجصصور
في الحكم أو الرشوة أو الفساد ،أو الجنوح مع الهوى ،فإن المة لصصه
بالمرصاد تراقبه و توجهه و تعاقبه ،من خلل الجهصصزة و المؤسسصصات
المختلفصصة ،كصصالحزاب و الجماعصصات و مجلصصس الشصصورى ،أو محكمصصة
المظالم أو وسائل العلم ،شريطة أن ل يصصؤدي ذلصصك إلصصى الفتنصصة ،و
الفوضى و الخروج عن طاعة الخليفة ،قال رسول اللصصه -صصصلى اللصصه
عليه و سلم " : -من رأى من أميره شيئا ً يكرهه فليصبر ،فإنه ليصصس
. )(4 أحد يفارق الجماعة شبرا ً إل مات ميتة جاهلية "
--------------
.1سورة العصر ،آية ). (3
.2تفسير الطبري " مرجع سابق " ،ج ، 7صفحة . 563
.3سنن البيهقي الكبرى " مرجع سابق " ،ج ، 10صفحة . 93
صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 3صفحة . 1478 ، 1477 ، 1476 .4
و قد ورد في صحيح ابن حبان " مرجع سابق " ،ج ، 10صفحة ، 440
. 441
أي فليصبر على المراقبة و التوجيه و المحاسبة حقنا ً للدماء ،و
منعا ً للفتنة ،إل أن يرى كفرا ً بواحا ً ليس له من الله فيه برهان ،فل
بد من اللجوء إلى الطرق المشروعة ،لتقويم الدولة و منع الفساد .
261
و اعتبار التقوى أسمى قيم السلم ،و الميزان الذي يوزن به
الفراد مهما كانت صفاتهم ،و بذلك ُيقلل من إمكانية النحراف ،و
يرتفع مستوى تضحية الفراد بأموالهم ،و أوقاتهم و أرواحهم ،في
سبيل الفكرة التي يحملونها ،و تغدو الشهادة أسمى أماني المسلم ،
و حب و تجنب الفراد المراض النفسية كالكبر و الغرور و النفاق
الظهور و الرياء و الجدل العقيم .
ن وَل َك ِ ّ
ن سول ِهِ وَل ِل ْ ُ
مؤ ْ ِ
مِني َ في شبابه ،لقوله تعالى " :وَل ِل ّهِ ال ْعِّزة ُ وَل َِر ُ
ن " ). (1 مو ََل ي َعْل َ ُ ن
قي َ ال ْ ُ
مَنافِ ِ
262
فمن مظاهر العزة :النتصار للحق ،و دفع الظلم ،و الغضب
و الشجاعة هي درع النفس العزيزة ،و من مظاهر للهانة ،
الشخصية القوية أن تتمرد على البغي ،و تستعصي على العسف
مهما أصابها من أذى .
يقول المام الشافعي ،و هو يعتز بنفسه ،و يفاخر بشجاعته ،
و ل يبالي بأي شيء من أجل احتفاظه بكرامته :
و إن أنا مت لست أعدم قبرا ً أنا إن عشت لست أعدم قوتا ً
نفس حر ترى المذلة كفرا ً
…! همتي همة الملوك ،و نفسي
فإذا كان المام الشافعي -رضي الله عنه -يرى المذلصصة كفصصرا ً ،
فحري بالحزب
-------------
سورة المنافقون ،آية ). (8 .1
263
و إذا كثر الجبناء في أمة أصابها الله بالذل كنتيجة حتمية لهذا
و الذل هو طريق العبودية ،و الضعف و الهوان ، الخلق الذميم
َ
م ت ََرو الزوال ،قال تعالى " :أل َ ْ بل طريق الموت و الفناء
م الل ّ ُ
ه ل ل َهُ ْ ت فَ َ
قا َ حذ ََر ال ْ َ
موْ ِ م أ ُُلو ٌ
ف َ م وَهُ ْ
ن د َِيارِه ِ ْ
م ْ
جوا ِ
خَر ُ
ن َ إ َِلى ال ّ ِ
ذي َ
ذو فَضل ع ََلى الناس ول َك َ
ه لَ ُ موتوا ث ُ َ
ن أك ْث ََر الّنا ِ
س ّ ِ َ ِ ّ ْ ٍ ن الل ّ َ
م إِ ّ
حَياهُ ْ
مأ ّْ ُ ُ
ن " ). (2شك ُُرو َ يَ ْ َل
يقول عليه الصلة و السلم " :إذا رأيت أمتي تهاب فل تقول
للظالم يا ظالم فقد
--------------
مجمع الزوائد " مرجع سابق " ،ج ، 10صفحة ، 248قال الهيثمي " : .1
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك " .
.2سورة البقرة ،آية ). (243
264
مما تقدم نجد ضرورة اتصاف الحزاب السياسية السلمية
بالعزة ،و أن ترفض التنازل عن شيء من مبادئها و آرائها ،ما دامت
و أن يستعذب العذاب في سبيل حياة موافقة للشريعة السلمية ،
المة ،لن حياة المة مرهونة بعزتها و شجاعتها .
265
ن الل ّ َ
ه سب ُل ََنا وَإ ِ ّ دوا ِفيَنا ل َن َهْد ِي َن ّهُ ْ
م ُ جاهَ ُ
ن َ أما قوله تعالى َ " :وال ّ ِ
ذي َ
ن " ) . (2فيدل على أن مواهب الله ل تعطى جزافا ً ،و ل سِني َح ِ معَ ال ْ ُ
م ْ لَ َ
كفاء جهاد كريم ،و تضحية غالية . و إنما هي ِ تهبط اعتباطا ً ،
---------------
سورة النساء ،آية ). (124 – 123 .1
كمل ْ ِ
ن ال ْ ُم ْب قَد ْ آت َي ْت َِني ِيقول سيدنا يوسف عليه السلم َ " :ر ّ
َ َْ ْ
ي ِفي ت وَل ِ ّض أن ْ َ
ت َوالْر ِ ماَوا ِ ث َفاط َِر ال ّ
س َ حاِدي ِ ل اْل َ َ
ن ت َأِوي ِ
م ْ
مت َِني ِوَع َل ّ ْ
ن " ) ، (1فلم يكتف بما حي َصال ِ ِ
قِني ِبال ّ
ح ْما وَأ َل ْ ِ
سل ِ ً
م ْ خَرةِ ت َوَفِّني ُ الد ّن َْيا َواْل ِ
أفاض الله عليه من نبوة ،و بما وهبه من علم ،و بما أعطاه من ملك
،و إنما طلب إلى ذلك كله ،أن ينتظم في سلك عباد الله الصالحين ،
و أن يلقى الله و هو مسلم .
266
شك َُرن أَ ْ َ َ
ب أوْزِع ِْني أ ْ يقول سيدنا سليمان عليه السلم َ " :ر ّ
م َ ك ال ِّتي أ َنعمت ع َل َي وع ََلى وال ِدي وأ َ َ مت َ َ
ضاهُحا ت َْر َ
صال ِ ً
ل َ ن أع ْ َ
َ َ ّ َ ْ ّ َ َْ ْ َ ن ِعْ َ
ن " ) (2و هذا أسمى ما يمكن حي َ
صال ِ ِ عَباد ِ َ
ك ال ّ ك ِفي ِمت ِ َ
ح َ وَأ َد ْ ِ
خل ِْني ب َِر ْ
أن يصل إليه إنسان مسلم ،مؤمن بالله ،مثله العلى نوال رضوانه .
--------------
سورة يوسف ،آية ). (101 .1
267
الفصل الخامس :صلحيات الحزاب
بعد أن بينت مشروعية الحزاب السياسية السلمية ،و
الصفات الواجب توفرها في هذه الحزاب كان ل بد من البحث في
صلحيات هذه الحزاب .
ثم إنني لم أجد من أفرد بحثا ً لهذه الصلحيات ،و لم أجد أحدا ً
ممن كتب عن الحزاب – حتى من قالوا بفرضية وجودها – بحث هذه
الصلحيات ،و إن كانوا تحدثوا عنها من خلل مواضيع أخرى .
268
--------------
.1سورة آل عمران ،آية ). (104
.2انظر فتح القدير " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 370
تفسير الجللين " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 81
روح المعاني " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 21
أنجع عن طريق الجهاد لكسر الحواجز المادية التي تحول بين الناس
ب الجهد
و السلم – .أما في غياب دولة الخلفة ،فالصل أن َينص ّ
على إقامة دولة الخلفة لستئناف الحياة السلمية ،لتطبيق السلم
على البشرية – و هذه الدولة السلمية تختص بالدرجة الولى ،
بدعوة الكفار إلى السلم عن طريق الجهاد .
ثانيا ً :دعوة المسلمين إلى فهم السلم فهما ً صحيحا ً ،كما ُأنزل
-صلى الله عليه و سلم ، -بإزالة عوامل على رسول الله
س و التأويل
التغشية التي طرأت على الفكرة السلمية ،بفعل الد ّ
ب الكافر جهده ،محاول ً طمس وضوح الحكام الشرعية ، الذي ص ّ
و نقاء العقيدة السلمية ،و الدعوة إلى السلم -كما هي مطلوبة
ة من الحزاب و الجماعات .
من الدولة و الفرد -مطلوب ٌ
فالدعوة إلى السلم من صلحيات الحزب السياسي ،فعمله
ليس مقتصرا ً على المحاسبة و الرعاية ،و إنما له صلحيات عديدة ،
أولها الدعوة إلى السلم ،و هي مفهوم واسع ،يتسع لكافة النشطة
و الفعاليات الهادفة إلى إصلح المجتمع و إقامة حكم الله فيه ،و
عليه فصلحيات الحزب السلمي صلحيات ممتدة في أعماق
المجتمع المسلم ،و على جميع جبهاته و مساراته .
269
الفصصرد المسصصلم ،بصصل هصصو مصصن صصصلحيات الدولصصة السصصلمية ،و كصصذلك
الحزاب السياسية و الجماعات غير السياسية .
ْ
ن
مُرو َ
س َتصصأ ُ
ت ِللّنصصا ِ
جصص ْ
خر ِ َمصصةٍ أ ُ ْ ُ
خْيصصَر أ ّم َ " قصصال تعصصالى " :ك ُن ُْتصص ْ
ه " ) . (1قصدم اللصه المصر ن ِبصالل ّ ِ منك َرِ وَت ُؤ ْ ِ
مُنصو َ ن ال ْ ُ
ن عَ ْ
ف وَت َن ْهَوْ َ ِبال ْ َ
معُْرو ِ
-------------- بالمعروف و النهي عن المنكر على
سورة آل عمران ،آية ). (110 .1
اليمان به ،تنويها ً بجللتهما و حثا ً على التمسك بهمصصا ،و إشصصارة ً إلصصى
نأن اليمان بالله ل ُيصان و ل يكون إل بهمصصا .و قصصوله تعصصالى " :ل ُعِص َ
م مْرَيص َ
ن َ سصصى اب ْص ِعي َ
ن َداُوود َ وَ ِ
سصصا ِ ل ع َل َصصى ل ِ َ
سَراِئي َ ن ب َِني إ ِ ْم ْ
فُروا ِ ن كَ َذي َال ّ ِ
منك َرٍ فَعَُلوه ُ ل َب ِئ ْ َ
س ن ُن عَ ْ كاُنوا َل ي َت ََناهَوْ َ
ن* َ دو َ وا وَ َ
كاُنوا ي َعْت َ ُ ص ْ
ما ع َ َ ذ َل ِ َ
ك بِ َ
نصصصرِ * إ ِ ّ " َوال ْعَ ْ ن " ) . (1و قصصوله تعصصالى : فعَُلصصو َ مصصا َ
كصصاُنوا ي َ ْ َ
حقّ وا ِبال ْ َ
ص ْوا َ ت وَت َ َ
حا ِ مُلوا ال ّ
صال ِ َ مُنوا وَع َ ِ
نآ َ سرٍ * إ ِّل ال ّ ِ
ذي َ خ ْفي ُ ن لَ ِ
سا َ اِْ
لن َ
. )(2 صب ْرِ "
وا ِبال ّ
ص ْ
وا َ
وَت َ َ
لقد حكصصم اللصصه علصصى بنصصي النسصصان جميعصا ً بصصأنهم غريقصصون فصصي
الخسران إل مصصن جمصصع عناصصصر السصصعادة الربعصصة ،و هصصي :اليمصصان و
. )(3 و التوصية بالصبر " العمل الصالح و التوصية بالحق
و لقوله عليه الصلة و السلم " :من رأى منكم منكرا ً فليغيصصره
بيده ،فإن لم
270
--------------
سورة المائدة ،آية ) . ( 79 – 78 .1
.2سورة العصر .
.3الزرقصصاني ،محمصصد ،مناهصصل العرفصصان فصصي علصصوم القصصرآن ،دار الفكصصر –
بيروت ،ط 1996 ، 1م ،ج ، 1صفحة . 224
.4سصصنن الترمصصذي " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 4صصصفحة . 468و قصصد ورد فصصي
مسند أحمد " مرجع سابق " ،ج ، 5صفحة . 391
. )(1 يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ،و ذلك أضعف اليمان "
فخطصصاب الرسصصول -صصصلى اللصصه عليصصه و سصصلم -هصصو خطصصاب
للمسصصلمين لقصصوله " منكصصم " و هصصي عامصصة ،فصصي الفصصرد و الدولصصة و
الجماعة و الحزب ،ك ٌ
ل عليه أن ينكر المنكر بحسب استطاعته .
فل يقال أن إنكار المنكر منوط بالفرد و الدولصصة فقصصط ،و ليصصس
من صلحيات الحزاب ،فهذا تخصيص مصصن غيصصر مخصصصص ،لن آيصصات
المر بالمعروف و النهي عن المنكر قصصد وردت عامصصة ،و العصصام يبقصصى
على عمومه ما لم يرد دليل تخصيص .
أما ماهية المعروف الذي يجصصب المصصر بصصه ،فصصإنه كصصل مصصا طلبصصه
الشارع و ورد دليل شرعي يدل على أنه معروف .
أمصا المنكصصر فصإن كصصل مصصا ينطبصصق عليصصه أنصصه منكصصر شصصرعا ً يجصصب
إنكاره ،سواء أكان منكر أفراد أم منكر جماعصصات و أحصصزاب أم منكصصر
دولة .
--------------
.1صحيح مسلم " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 1صصصفحة . 79و فصصي صصصحيح ابصصن
حبان " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 540و في المسصصند المسصصتخرج علصصى
صحيح مسلم " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 136و في مسند أبصصي عوانصصة
" مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 43و في مسند أبي عوانة " مرجصصع سصابق
" ،ج ، 1صفحة . 35و في سنن الترمذي " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 4صصصفحة
271
و في سنن البيهقي الكبرى " مرجع سابق " ،ج ، 6صصصفحة ، 94 . 649
ج ، 7صفحة ، 265ج ، 10صفحة . 90و في سنن أبي داود " مرجع سصصابق
" ،ج ، 1صصصفحة ، 296ج ، 4صصصفحة . 123النسصصائي ،أحمصصد ،السصصصنن
الكبرى ،دار الكتب العلمية – بيروت ،ط 1991 ، 1م ،ج ، 6صفحة . 532
النسائي ،أحمد ،سنن النسائي " المجتبى " ،مكتبة المطبوعات السلمية –
حلب ،ط 1986 ، 2م ،ج ، 8صفحة . 111و في سنن ابن ماجة " مرجع
سصصابق " ،ج ، 1صصصفحة ، 406ج ، 2صصصفحة . 1330و فصصي مصصصنف عبصصد
الرزاق " مرجع سصابق " ،ج ، 3صصفحة . 285و فصي مسصند أحمصد " مرجصع
سابق " ،ج ، 3صفحة . 92 ، 54 ، 52 ، 49 ، 20و في مسند أبي يعلى "
مرجع سابق " ،ج ، 2صفحة . 289
على أن نهي الحاكم عن المنكصصر قصصد ورد فيصصه أحصصاديث خاصصصة ،
تؤكد على وجوب إنكار منكصصر الحصاكم و محاسصصبته ،لمصا لمصصر الحصاكم
بالمعروف و نهيه عن المنكر من أهمية قصصال رسصصول اللصصه صصصلى اللصصه
. )(1 عليه وسلم " :أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر "
272
المنكر فليغيره ،و من لم يقصدر علصى تغييصره فصأنكر ذلصك بقلبصه فقصد
سلم ،فالمسلمون جميعا ً واجب عليهم محاسبة الحكام للتغيير عليهم
،وعدم متابعتهم في المنكر .
إن محاسبة الحكام فرض على المسلمين ،و لو أدى ذلصصك إلصصى
القتال ،لن السلم دعا إلى حمل السلح دفاعا ً عن سصصلطان المصصة ،
و لتكون السيادة في الحياة السياسية للشرع ،فجهاد الحكام الظلمة
ليكفوا عن ظلمهم واجب ،بل إن " أفضل الجهاد
--------------
المستدرك على الصحيحين " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 551و قد .1
ورد في مسند أحمصصد " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 3صصصفحة . 19و فصصي البيصصان و
التعريف " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 118
صحيح مسلم " مرجع سابق " ،كتاب المراء ،ج ، 12صفحة . 244 .2
،لن الجور ظلصصم حرمصصه الشصصرع ،و )(1 كلمة حق عند سلطان جائر "
)(2 أن يزال . كل حرام يجب
273
فخلوت به ،فقال أبصصو حنيفصصة :كصصان و اللصصه رجل ً عصصامل ً ،و لقصصد كنصصت
أخاف
علية هذا المر ،قلت :و كيف كان سببه ؟ قال :كان يقوم و يسألني
،و كان شديد البذل لنفسه في طاعة الله و كان شصصديد الصصورع ، … ،
و النهي عن المنكر ،إلى أن اتفقنصصا فسألني عن المر بالمعروف
على أنه فريضة من الله تعالى ،فقال لصصي ،مصصد يصصدك حصصتى أبايعصصك ،
م ؟ قال :دعاني إلى حق من فأظلمت الدنيا بيني و بينه ،فقلت :و ل َ
حقوق الله فامتنعت عليه ،و قلت له :إن قام به رجل وحده ُقتل ،و
لم يصلح للناس أمر ،و لكن إن وجصصد عليصصه أعوان صا ً صصصالحين ،و رجل ً
يرأس عليهم مأمونا ً علصصى دينصصه ل يحصصول ،قصصال :و كصصان يقتضصصي ذاك
مل ِصصح ،كلمصصا قصصدم علصصي تقاضصصاني ،
كلما قدم علصصي تقاضصصي الغريصصم ال ُ
له :هذا أمر ل يصلح بواحد ما أطاقته النبياء حتى عقصصدت فأقول
عليه من السماء ،و هذه فريضصصة ليسصصت كسصصائر الفصصرائض يقصصوم بهصصا
الرجل وحده ،و هذا متى أمر به الرجل وحده أشاط بدمه ،و عصصرض
نفسصه للقتصل ،فأخصاف عليصه أن يعيصن علصى قتصل نفسصه ،و إذا ُقتصل
. )(3 الرجل لم يجترئ غيره أن يعرض نفسه و لكنه ينتظر "
---------------
المستدرك على الصحيحين " مرجع سابق " ،ج ، 4صفحة . 551و قد .1
ورد في مسند أحمصصد " مرجصصع سصصابق " ،ج ، 3صصصفحة . 19و فصصي البيصصان و
التعريف " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 118
.2قواعد نظام الحكم في السلم " مرجع سابق " ،صفحة . 200
أحكام القرآن " مرجع سابق " ،ج ، 2صفحة . 315 .3
هذا ما يراه أبو حنيفة النعمان ،من أن محاسبة الحكصصام حقيقصصة
ل يمكصصن أن يقصصوم بهصصا فعل ً إل حصصزب سياسصصي ،أفصصراده صصصالحون ،و
قيادته مخلصة .
274
إن كصصون الحصصزب السياسصصي السصصلمي قصصائم علصصى العقيصصدة ،
و سنة نبيه -صلى اللصصه عليصصه و سصصلم ، - متمسك بكتاب الله تعالى
و السلم ،مّتبعا ً طريقته سائر على خطى المصطفى عليه الصلة
في التغيير ،فكصان ل بصد للحصزب السياسصي السصلمي أن يسصير فصي
عملية التغيير معتمدا ً على سيرة المصطفى -صلى الله عليه و سصصلم
.-
َ
م
سصصهِ ْ
ما ب ِأنفُ ِ
حّتى ي ُغَي ُّروا َ
قوْم ٍ َ ه َل ي ُغَي ُّر َ
ما ب ِ َ ن الل ّ َ
يقول تعالى " :إ ِ ّ
،لذلك كان بصصديهيا ً أن يكصصون تثقيصصف و إعصصداد أفصصراد الحصصزب مصصن )(1 "
صلحياته ،بل من الضصصرورات الساسصصية لقيصصام الحصصزب و عملصصه ،فل
يمكن تغيير المجتمع أو القيام بالعباء الحزبيصصة مصصن أمصرٍ بصصالمعروف و
ي عن المنكر بدون إعداد أفراد ٍ قادرين على ذلك . نه ٍ
لصذلك كصان مصن صصلحيات الحصزب صصياغة الشخصصية النسصانية
صصصياغة إسصصلمية ،حصصتى تكصصون شخصصصية إسصصلمية بعقليصصة و نفسصصية
إسلمية ،تصلح لقيادة المة و السير بها إلى طريق النجاة .
275
و لن من شأن إتخاذ العقيدة أساسا ً للثقافة ،أن تكصصون العقيصصدة
هي الساس في التغييصصر عنصصد النصاس ،تحقيقصا ً لعبوديصصة اللصصه تعصصالى و
إقامة سلطانه في الرض ،و ليس لمجرد كره الظلم الذي يحل بهم ،
أو التخلص من الجهل ،أو تحسين الوضاع ،بل الذي يحمصصل المسصصلم
على الدعوة ،و المسلمين الخرين علصصى قبولهصصا هصصو أفكصار اليمصان ،
وهذا منهج السلم أصل ً .
276
و ُبغصصض مصصا يخصصالفه ،و إشباع نفوسهم بحصصب التقيصصد بالشصصرع ،
و بحيث يصصصح ميلهصصم مصصع السصصلم حيصصث مصصال ،يرضصصون لرضصصاه
يغضبون لغضبه .
وأخيصصرا ً فصصإنه يجصصب علصصى الجماعصصة حيصصن إعطصصاء هصصذه الثقافصصة
لشصصبابها ،أن يقصصصدوا الناحيصصة العمليصصه منهصصا فهصصي المقصصصودة ،مصصع
الحرص على مطابقصصة القصصول للعمصصل ،فل تقصصول شصصيئا ً وتخصالفه ،وإل
)(1 فإنه كبر مقتا ً عند الله أن تعلم هذه الجماعة الحق وتقوم بخلفه .
277
و اسصصتطلع حضورا ً محترمصا ً ،و أن يغلصصب عليصصه رعايصصة النصصاس ،
أحوالهم
--------------
.1انظر المحمود ،أحمد ،الدعوة إلى السلم ،دار المة للطباعصصة و النشصصر
و التوزيع – بيروت ،ط 1995 ، 1م ،صفحة . 160 – 152
.2سورة الشعراء ،آية ). (214
.3سورة النحل ،آية ). (125
.4سورة التحريم ،آية ). (6
لمساعدتهم ،و تقصي مشصصاكلهم لمعالجتهصصا بفكصصر الحركصصة السصصلمية
الواعية و المخلصة الحريصة على تطبيق أحكام المعالجصات الشصرعية
التي تتبناها الحركة و تدعو لها .
ة أنه وكي ٌ
ل عمصصن و على عضو مجلس الشورى أن ل ينسى لحظ ً
كلوه ،و من جانب آخر عليه أن ُيمثل النصاس فصي رعايصة شصؤونهم و و ّ
مصالحهم ،و إن خالفت خطصصط حزبصصه لنصصه أيضصا ً ُيمثصصل عمصصوم المصصة
278
بجميع شرائحها ،هذه الشرائح الصصتي ربمصصا خصصالف بعضصصها وجهصصة نظصصر
حزبه .
279
الفصل السادس :
دعوى توحيد
الحزاب
280
تختلف عن فكرة و طريقة الجماعة أو الحزب الخر ،حتى إن من
هذه الجماعات من ل يرتقي إلى اسم جماعة أو حزب سياسي .
و مع اختلفهم في فهم الفكرة و الطريقة و الهداف ،و
غيرها ،إل أنهم كلهم موحدون بقول :ل إله إل الله محمد رسول الله
،و ل يجوز تكفير أحد منهم .
281
فليمض ك ّ
ل في طريقه ،من خلل المشروع النهضوي ،و ليعمل
الجميع على إنهاض المة السلمية ،و إعادة مجدها و عزها ،بتنصيب
خليفة يجمعهم على كتاب الله تعالى و سنة رسوله عليه الصلة و
السلم ،و حمل راية الجهاد لخراج الناس من عبادة العباد ،إلى
عبادة رب العباد ،و ك ّ
ل ُيسهم من خلل برنامجه الذي يراه ،و
أولوياته التي يرى البدء بها .
القرطبي ،محمد ،الجامع لحكام القصرآن ،دار الشعب – القاهصرة ،ط .2
ل في آية أخرى صفة حزب الله ،و من و قد بين الله عّز و ج ّ
ر ن ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ اْل ِ
خ ِ ما ي ُؤ ْ ِ
مُنو َ ينتمي إليه ،حيث يقول َ " :ل ت َ ِ
جد ُ قَوْ ً
282
م
وان َهُ ْ م أ َوْ إ ِ ْ
خ َ
كانوا آباَءهُ َ َ
م أوْ أب َْناَءهُ ْ ْ َ ه وَل َوْ َ ُ سول َ ُه وََر ُ حاد ّ الل ّ َ ن َ م ْ ن َ واّدو َ يُ َ
َ م أ ُوْل َئ ِ َ َ
ه
من ْ ُم ب ُِروٍح ِ ن وَأي ّد َهُ ْ ما َ لي َ ماِْ ب ِفي قُُلوب ِهِ ْ ك ك َت َ َ شيَرت َهُ ْ أوْ ع َ ِ
مه ع َن ْهُ ْي الل ّ ُ ض َ ن ِفيَها َر ِ دي َ
خال ِ ِ حت َِها اْل َن َْهاُر َن تَ ْ
م ْري ِ ج ِ ت تَ ْ جّنا ٍ م َ خل ُهُ ْ
وَي ُد ْ ِ
َ ه أ ُوْل َئ ِ َ
ن " ). (2 حو َ فل ِ ُ م ال ْ ُ
م ْ ب الل ّهِ هُ ْ حْز َ
ن ِ ب الل ّهِ أَل إ ِ ّ حْز ُ ك ِ ضوا ع َن ْ ُ وََر ُ
في هذه الية و التي سبقتها ظهرت صفات حزب الله و جنده ،
و شيعته ،الذين يدينون بدينه ،فكل مسلم يستطيع أن وأنصاره ،
و أنصاره ،إذا اتصف بهذه يكون من حزب الله و من جنده
الصفات التي ذكرتها اليات الكريمة ،و كل جماعة أو حزب بإمكانه
كذلك أن يصبح و يكون من حزب الله ،و جنده و أنصاره ،إذا ما
اتصف بصفات حزب الله الواردة في الية الكريمة .
283
َ ذاب مهين * ل َن تغْن ِي ع َنه َ
م وََل أوَْلد ُهُ ْ
م وال ُهُ ْم َمأ ْ ْ ُ َ ُْ ْ م عَ َ ٌ ُ ِ ٌ ل الل ّهِ فَل َهُ ْ سِبي ِ ن َ عَ ْ
شيًئا أ ُول َئ ِ َ َ
م الل ّ ُ
ه م ي َب ْعَث ُهُ ْ
ن * ي َوْ َ دو َ خال ِ ُم ِفيَها َ ب الّنارِ هُ ْ حا ُ ص َ كأ ْ ْ ن الل ّهِ َ ْ م ْ ِ
يٍء أ ََل ش ْ م ع ََلى َ فون ل َك ُم ويحسبو َ
ن أن ّهُ ْ ْ ََ ْ َ ُ َ حل ِ ُ َ ما ي َ ْ ه كَ َ ن لَ ُ فو َ ميًعا فَي َ ْ
حل ِ ُ ج ِ
َ
م ذ ِك َْر الل ّهِ أ ُوْل َئ ِ َ َ شي ْ َ
ك ساهُ ْ ن فَأن َ طا ُ م ال ّ حوَذ َ ع َل َي ْهِ ْ ست َ ْ
ن*ا ْ كاذ ُِبو َ م ال ْ َ م هُ ْإ ِن ّهُ ْ
م ال ْ َ شي ْ َ طا َ
ن " ). (1 سُرو َ خا ِ ن هُ ْطا ِ ب ال ّ حْز َ ن ِ ن أَل إ ِ ّ شي ْ َ ِ ب ال ّ حْز ُ ِ
امرأة ذات منصب و جمال فقال إني أخاف الله ،و رجل تصدق
أخفى حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه ،و رجل ذكر الله خاليا ً
. )(1 ففاضت عيناه "
284
اسمه و جنسه ،ذكرا ً كان أو أنثى ،فكل من يعدل من أئمة
المسلمين ،و لو بلغ عددهم عنان السماء ،و لو اختلفت أجناسهم و
أسماؤهم ،فهم من السبعة الذين يظلهم الله عّز و ج ّ
ل ،أي من
الصفات السبعة ،فكل من تعلق قلبه بالمساجد ،و كل من تصدق
سرا ً ،و كل من رفض الزنا ،و كل من تحابب في الله و كل من بكى
من خشية الله ،كلها صفات من اتصف بها كان من السبعة الذين
يظلهم الله يوم ل ظل فيه إل ظله ،بغض النظر عن اسمه و جنسه .
و لذلك فلو بلغ عدد الذين يتصفون بصفات حزب الله و جنده و
أنصاره ،عنان السماء بغض النظر عن اسمه و جنسه ،ذكرا ً كان أو
و جنده .و كذلك الحال بالنسبة أنثى ،فهو من حزب الله
و النصار لتسمية الصحابة بالصحابة ،و المهاجرين بالمهاجرين ،
بالنصار ،لصفات معينة اتصفوا بها عن غيرهم من المسلمين .
----------------
صحيح البخاري " مرجع سابق " ،ج ، 1صفحة . 629 ، 243الصنعاني ، .1
محمد ،سبل السلم ،دار إحياء التراث – بيروت ،ط 1379 ، 4هص ،ج ، 2
. 140
285
الخاتمة
الخاتمة
286
* خامسا ً :إن وجود الحزاب السياسية السلمية ،قديم ِقدم
السلم ،و قد عرفه المسلمون ،و أنشأوا أحزابا ً عديدة ،و قد وضع
الفقهاء و المفكرون المسلمون ،شروطا ً و صفات عديدة للحزاب
السلمية .
* سادسا ً :ل يمكن توحيد الحزاب و الجماعات السلمية اليوم ،
أو في المستقبل في جماعة واحدة ،و تعدد الحزاب و الجماعات
السلمية ل ضير فيه ،ما دامت متصفة بالصفات الشرعية ،و تعمل
جميعها لنهاض المة السلمية و ل مشاحة في التسميات المتنوعة
للحزاب ،ما دامت تعمل وفق منهج الله ،و تلتزم هدي الكتاب و
و ما السماء إل للتمييز . السنة ،
287
--------------
سورة الحشر ،آية ). (7 .1
الفهارس
الفهارس
فهرس اليات
الصفحات الية
271 ، 258 " ادع إلييييى سييييبيل ربييييك
بالحكمة و الموعظة الحسيينة
"
288
271 ، 66 " أرأيتييك هييذا الييذي كرمييت
علييي لن أخرتنييي إلييى يييوم
القياميية لحتنكيين ذريتييه إل
قليل "
271 ، 265 ، 133 " اسييتحوذ عليهييم الشيييطان
فأنسييياهم ذكييير الليييه أولئك
حزب الشيييطان أل أن حييزب
الشيطان هم الخاسرون "
271 ، 213 " أفحكم الجاهلية يبغون "
" أفمن كييان علييى بينيية ميين
ربه و يتلوه شاهد منه و ميين
271 ، 129
قبله كتاب موسييى إمامييا ً و
رحمة أولئك يؤمنييون بييه و
ميين يكفيير بييه ميين الحييزاب
فالنييار موعييده فل تييك فييي
مرية منه إنه الحق ميين ربييك
و لكن أكثر الناس ل يؤمنون
"
271 ، 211 ، 205 " أفمن كان مؤمنا كمن كان
فاسقا ل يستوون "
271 ، 211 ، 205 " أفنجعييييييل المسييييييلمين
كالمجرمين "
272 ، 64 " أكثرهم ل يعقلون "
272 ، 179 " الميييييرون بيييييالمعروف و
النيييياهون عيييين المنكيييير و
الحافظون لحدود الله و بشر
المؤمنين "
272 ، 211 " أم نجعيييل اليييذين آمنيييوا و
عملوا الصالحات كالمفسدين
289
فييييييي الرض ،أم نجعييييييل
المتقين كالفجار "
272 ، 194 ، 131 " إن الييذين فّرقييوا دينهييم و
كانوا شيعا ً لسييت منهيم فييي
شيء إنمييا أمرهييم إلييى اللييه
ثم ينبئهم بما كييانوا يفعلييون
"
272 ، 132 " إن الشيطان لكم عدو إنمييا
ييييدعو حزبيييه ليكونيييوا مييين
أصحاب السعير "
272 ، 256 " إن اللييه ل يغييير مييا بقييوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم "
272 ، 11 " إن الليييه هيييو اليييرزاق ذو
القوة المتين "
272 ، 63 " إن هؤلء لشييرذمة قليلييون
"
272 ، 236 ، 212 " إنما المؤمنون إخوة "
ء
" إنما مثل الحياة الدنيا كما ٍ
أنزلناه ميين السييماء فيياختلط
273 ، 3
بييه نبييات الرض ممييا يأكييل
النييياس و النعيييام حيييتى إذا
أخيييذت الرض زخرفهيييا ،و
ن أهلهييا أنهييم
اّزّينييت و ظيي ّ
قادرون عليها أتاها أمرنا ليل ً
أو نهييارا ً فجعلناهييا حصيييدا ً
كأن لييم تكيين بييالمس كييذلك
صل اليات لقوم يتفكرون
نف ّ
"
290
273 ، 63 " بل أكثرهم ل يعلمون الحق
فهم معرضون "
273 ، 64 " بل جاءهم بالحق و أكثرهم
للحق كارهون "
" التيييييييائبون العابيييييييدون
273 ، 235
الحاميييييييدون السيييييييائحون
الراكعيييييييون السييييييياجدون
المييييييرون بييييييالمعروف و
النيييياهون عيييين المنكيييير و
الحافظون لحدود الله "
273 ، 12 تبيانا ً لكل شيء
273 ، 130 " ثييييم بعثنيييياهم لنعلييييم أي
الحزبييين أحصييى لمييا لبثييوا
أمدا "
273 ، 65 " ثم توليتم إل قليل منكييم و
أنتم معرضون "
273 ، 12 " ثم جعلناك على شريعة من
المر فاتبعها "
274 ، 132 " جند ما هنالييك مهييزوم ميين
الحزاب "
274 ، 192 ، 122 ، 121 " الحيق مين ربيك فل تكيونن
من الممترين * و لكل وجهيية
هييييو موليهييييا فاسييييتبقوا
الخيرات "
247 ، 235 ، 169 " اليييذين إن مكنييياهم فيييي
الرض أقاموا الصييلة و آتييوا
الزكاة و أمييروا بييالمعروف و
نهوا عن المنكر و لله عاقبيية
المور "
273 ، 64 ً
ن أضللن كثيرا ميين
" رب إنه ّ
291
الناس "
، 264 ، 191 ، 121 ، 120 " رضي اللييه عنهيييم و رضييوا
274 عنييه أولئك حييزب اللييه أل إن
حزب الله هم المفلحون "
274 ، 63 " فأبى أكثر الناس إل كفورا ً
"
274 ، 228 ، 227 ، 226 " فيييياجتنبوا الرجييييس ميييين
الوثان "
274 ، 133 " فاختلف الحزاب من بينهم
فوييييل لليييذين ظلميييوا مييين
عذاب يوم أليم "
274 ، 130 " فاختلف الحزاب من بينهم
فوييييل لليييذين كفيييروا مييين
مشهد يوم عظيم "
275 ، 101 " فاسيييألوا أهيييل اليييذكر إن
كنتم ل تعلمون "
275 ، 63 " فاستخف قييومه فأطيياعوه
إنهم قوم كانوا فاسقين "
275 ، 31 ، 23 " فيييإن أرادوا فصيييال ً عييين
ض منهمييا و تشيياور فل
تييرا ٍ
جناح عليهما "
275 ، 77 ، 13 " فإن تنازعتم في شيء
فردوه إلى الله و الرسول "
" فبما رحميية ميين اللييه لنييت
275 ، 22
لهييم و لييو كنييت فظييا غليييظ
القلييب لنفضييوا ميين حولييك
فاعف عنهم و اسييتغفر لهييم
و ه ههههه فييي الميير فييإذا
عزمت فتوكييل علييى اللييه إن
الله يحب المتوكلين "
292
275 ، 64 " فيييييترى كيييييثيرا ً منهيييييم
يسييييارعون فييييي الثييييم و
العدوان و أكلهم السحت "
275 ، 131 " فتقطعيييوا أمرهيييم بينهيييم
زبييرا كييل حييزب بمييا لييديهم
فرحون "
275 ، 10 " فل و رّبك ل يؤمنييون حييتى
يحكموك فيما شييجر بينهييم ،
ثييم ل يجييدوا فييي أنفسييهم
حرجا ً مما قضيت ،و يسلموا
تسليما ً "
275 ، 65 " فلمييا كتييب عليهييم القتييال
تولوا إل قليل منهم "
276 ، 168 " فلول كان من القرون ميين
قبلكم أولوا بقية ينهون عيين
الفسيياد فييي الرض إل قليل ً
ممن أنجينا منهم "
276 ، 228 " فليول نفير مين كيل فرقية
منهم طائفيية ليتفقهييوا فييي
الدين "
276 ، 32 " قالت يا أيهييا المل أفتييوني
في أمري "
276 ، 13 " قييل أرأيتييم مييا أنييزل اللييه
لكييم ميين رزق فجعلتييم منييه
حرامي يا ً و حيييلل ً ،قيييل اللييه
أذن لكييييم أم علييييى اللييييه
تفترون "
ملييك
" قييل اللهييم مالييك ال ُ
276 ، 11 ملك من تشاء و تنزع
تؤتي ال ُ
293
ملك من تشاء ،و تعييّز ميين
ال ُ
تشاء و تذ ّ
ل ميين تشيياء بيييدك
الخير ،إنك علييى كييل شيييء
قدير ،تولج الليل في النهييار
و تولج النهار فييي الليييل ،و
تخييرج الحييي ميين الميييت و
تخييرج الميييت ميين الحييي ،و
ترزق من تشاء بغير حساب "
276 ، 19 " قل ما يكييون لييي أن أبييدله
من تلقاء نفسي ،إن أتبع إل
ما يوحي إلي "
276 ، 190 " قل هاتوا برهانكم إن كنتم
صادقين "
277 ، 66 " قليل ما تذكرون "
277 ، 66 " قليل ً ما تشكرون "
277 ، 258 " قوا أنفسكم و أهليكم نييارا ً
"
" كييذبت قبلهييم قييوم نييوح و
277 ، 133
الحزاب من بعدهم و همييت
كل أمة برسولهم ليأخييذوه و
جادلوا بالباطل ليدحضوا بييه
الحق فأخييذتهم فكيييف كييان
عقاب "
277 ، 65 " كييم ميين فئة قليليية غلبييت
فئة كثيرة بإذن الله "
، 235 ، 232 ، 225 ، 170 " كنتم خير أمة أخرجت
277 ، 251 للناس تأمرون بالمعروف و
تنهون عن المنكر "
" ل تجد قوما يؤمنون بالله و
، 264 ، 191 ، 134 ، 120
294
277 اليوم الخر يوادون ميين حيياد
اللييه و رسييوله و لييو كييانوا
ءابييييياءهم أو إخيييييوانهم أو
عشيييرتهم أولئك كتييب فييي
قليييوبهم اليميييان و أييييدهم
بييروح منييه و يييدخلهم جنييات
تجيييري مييين تحتهيييا النهيييار
خالدين فيها رضي الله عنهم
و رضوا عنه أولئك حزب الله
أل أن حيييييزب الليييييه هيييييم
المفلحون "
278 ، 172 " ل ُيسأل عمييا يفعييل و هييم
ُيسألون "
" لعن الذين كفروا ميين بنييي
278 ، 252 ، 171
إسرائيل علييى لسييان داود و
عيسى بيين مريييم ،ذلييك بمييا
عصوا و كانوا يعتدون ،كانوا
ل يتناهون عيين منكيير فعلييوه
لبئس ما كانوا يفعلون "
" لقد أرسلنا رسلنا بالبينييات
278 ، 168
و أنزلنيييا معهيييم الكتييياب و
الميييييزان ليقييييوم النيييياس
بالقسط و أنزلنا الحديد فيييه
بأس شديد و منافع للناس "
278 ، 65 " لقد جئنيياكم بييالحق و لكيين
أكثركم للحق كارهون "
278 ، 178 " لم تلبسون الحق بالباطل
و تكتمون الحق و أنتم
295
تعلمون "
278 ، 131 ، 66 " لو كانوا فيكم ما قيياتلوا إل
قليل ً "
278 ، 32 " ما كنت قاطعيية أمييرا ً حييتى
تشهدون "
278 ، 194 ، 131 " من اليذين فرقيوا دينهيم و
كييانوا شيييعا كييل حييزب بمييا
لديهم فرحون "
278 ، 228 " منهم من كلم الله "
279 ، 178 " و اجتنبوا قول الزور "
" و اعتصيييموا بحبيييل الليييه
279 ، 195
جميعا ً و ل تفرقييوا و اذكييروا
نعميية اللييه عليكييم إذ كنتييم
أعييداء فييألف بييين قلييوبكم
فأصييبحتم بنعمتييه إخوانييا ً و
كنتيم عليى شيفا حفيرة مين
النار فأنقذكم منها "
279 ، 66 " و اعملييوا آل داود شييكرا ً و
قليل من عبادي الشكور "
279 ، 63 " و أكثرهم الكافرون "
279 ، 91 ، 50 ، 40 ، 31 " و أمرهم شورى بينهم "
279 ، 65 " و إن تطييع أكييثر ميين فييي
الرض يضلوك "
279 ، 65 " وإن كيييييييثيرا ً ليضيييييييلون
بأهوائهم بغير علم "
279 ، 65 " و إن كثيرا ً من الخلطاء
يبغي بعضهم على بعض "
279 ، 64 " و إن كثيرا ً من النيياس عيين
آياتنا لغافلون "
279 ، 64 " و إن كيييثيرا ً مييين النييياس
لفاسقون "
296
279 ، 258 " و أنذر عشيرتك القربين "
279 ، 3 " و تعييياونوا عليييى اليييبر و
التقوى "
280 ، 132 " و ثميييود و قيييوم ليييوط و
أصحاب اليكة أولئك الحزاب
"
280 ، 11 " و خلييق كييل شيييء فقييدره
تقديرا ً "
" و الذيييين آتيناهيييم الكتيياب
280 ، 130
يفرحون بما أنزل إليك و من
الحزاب من ينكر بعضييه قييل
إنما أمرت أن أعبييد اللييه و ل
أشييرك بييه إليييه أدعييو و إليييه
مآب "
280 ، 31 ، 23 " و الذين استجابوا لربهييم و
أقييياموا الصيييلة و أمرهيييم
شييييورى بينهييييم ،و ممييييا
رزقناهم ينفقون "
، 40 ، 35 ، 34 ، 33 ، 26 ، 22 " و شاورهم في المر "
، 91 ، 52 ، 47 ، 46 ، 55 ، 43
280 ، 275
280 ، 252 ، 242 " و العصر إن النسييان لفييي
خسر إل الذين آمنوا و عملوا
الصالحات و تواصوا بييالحق و
تواصوا بالصبر "
280 ، 133 " و قال الذي آمن يا قوم
إني أخاف عليكم مثل يوم
الحزاب "
297
لعنهم الله بكفرهم فقليل ما
يؤمنون "
281 ، 64 " و ل تجد أكثرهم شاكرين "
281 ، 65 " و ل تزال تطلع على خائنيية
منهييم إل قليل ً منهييم فيياعف
عنهم "
281 ، 178 " و ل تطع ميين أغفلنييا قلبييه
عن ذكرنا و اتبع هواه و كييان
أمره فرطا ً "
281 ، 178 " و ل تطيعوا أمر المسرفين
الذين يفسدون في الرض و
ل يصلحون "
281 ، 195 " و ل تكونوا كالذين تفرقييوا
و اختلفوا من بعد ما جيياءهم
البينييات و أولئك لهييم عييذاب
عظيم "
281 ، 194 " و ل تكونيييييييييوا مييييييييين
المشييركين ،الييذين فّرقييوا
دينهم و كانوا شيعا ً كل حزب
بما لديهم فرحون "
281 ، 193 " و ل تنازعييييوا فتفشيييلوا و
تذهب ريحكم "
282 ، 59 " و قولوا انظرنا "
282 ، 66 " و ل يييأتون البييأس إل قليل
"
282 ، 220 " و ل يزالون مختلفين إل
من رحم ربك "
، 181 ، 174 ، 120 ، 83 " و لتكيين منكييم أميية يييدعون
، 205 ، 185 ، 184 ، 182 إليييييى الخيييييير و ييييييأمرون
، 228 ، 227 ، 223 ، 213 بيييالمعروف و ينهيييون عييين
298
، 250 ، 236 ، 235 ، 230 المنكيييييييير و أولئك هييييييييم
282 ، 262 المفلحون "
282 ، 271 ، 129 ، 67 ، 64 " و لكيييين أكييييثر النيييياس ل
يؤمنون "
282 ، 245 ، 64 " و لكيييين أكييييثر النيييياس ل
يشكرون "
282 ، 63 ، 10 " و لكيييين أكييييثر النيييياس ل
يعلمون "
282 ، 64 " و لكن أكثرهم يجهلون "
282 ، 133 " و لميييييا رأى المؤمنيييييون
الحزاب قالوا هذا مييا وعييدنا
الله و رسوله و صدق اللييه و
رسوله "
282 ، 102 ، 93 " و لن يجعل اللييه للكييافرين
على المؤمنين سبيل ً "
299
و ما نهاكم عنه فانتهوا "
283 ، 64 " و ميييا أكيييثر النييياس و ليييو
حرصت بمؤمنين "
283 ، 3 " و ما خلقت الجن و النييس
إل ليعبدون * مييا أريييد منهييم
ق و مييييا أريييييد أن
ميييين رز ٍ
يطعمون "
283 ، 11 " و مييا ميين دابيية فييي الرض
إل على الله رزقها "
283 ، 64 " و ما يؤمن أكثرهم بالله إل
و هم مشركون "
283 ، 64 " و ما يتبييع أكييثرهم إل ظن يا ً
إن الظن ل يغنييي ميين الحييق
شيئا ً "
284 ، 13 " و من أض ّ
ل ممن اتبع هييواه
بغير هدى من الله "
284 ، 263 ، 189 ، 129 " وميين يتييول اللييه ورسييوله
والذين آمنوا فإن حييزب اللييه
هم الغالبون "
284 ، 12 " و نّزلنا عليك الكتيياب تبيانيا ً
لكل شيء و هدى و رحميية و
بشرى للمسلمين "
284 ، 11 " و هييو الييذي خلييق الليييل و
النهار و الشمس و القمر "
" يا آدم أسكن أنت و زوجييك
الجنيية فكل حيييث شييئتما و ل
284 ، 19
تقربييا هييذه الشييجرة فتكونييا
ميين الظييالمين * فوسييوس
لهما الشيطان ليبدي لهما ما
ووري من سييوءاتهما و قييال
300
مييا نهاكمييا ربكمييا عيين هييذه
الشييجرة إل أن تكونييا ملكييين
أو تكونييا ميين الخالديييين * و
قاسيييمهما أنيييي لكميييا مييين
الناصحين "
" يا أيها الذين آمنييوا أطيعييوا
284 ، 238 ، 177 ، 93 ، 77
الليييه و أطيعيييوا الرسيييول و
أوليييي المييير منكيييم ،فيييإن
تنييازعتم فييي شيييء فييردوه
إلى الله وللرسييول إن كنتييم
تؤمنون بالله و اليوم الخر "
285 ، 190 " ييييا أيهيييا اليييذين آمنيييوا إن
جاءكم فاسق بنبأ فتيبينوا أن
تصييييييبوا قوميييييا ً بجهالييييية
فتصييبحوا علييى مييا فعلتييم
نادمين "
285 ، 178 " ييييا أيهيييا اليييذين آمنيييوا ل
تخونيييوا الليييه و الرسيييول و
تخونيييوا أمانييياتكم ،و أنتيييم
تعلمون "
285 ، 59 " ييييا أيهيييا اليييذين آمنيييوا ل
عنا و قولوا انظرنييا
تقولوا را ٍ
"
" يا أيها الذين آمنوا من يرتد
منكم عن دينه ،فسوف يأتي
285 ، 189 – 188
الليه بقيوم يحبهيم و يحبييونه
أذليية علييى المييؤمنين أعييزة
علييى الكييافرين ،يجاهييدون
301
في سبيل اللييه و ل يخييافون
لوميية لئم ذلييك فضييل اللييه
يؤتيه من يشاء و اللييه واسييع
عليييم ،إنمييا وليكييم اللييه و
رسوله و الذين آمنييوا الييذين
يقيميييون الصيييلة و يؤتيييون
الزكاة و هييم راكعييون و ميين
يتولى الله و رسوله و الييذين
آمنييوا فييإن حييزب اللييه هييم
الغالبون "
302
فهرس الحاديث الشريفة
الصفحات الحديث
287 ، 245 " إذا رأيت أمتي تهاب فل تقول
للظالم يا ظالم فقد تودع منهم "
287 ، 238 ، 177 " اسمعوا و أطيعصصوا وإن اسصصتعمل
عليكصصم عبصصد حبشصصي كصصأن رأسصصه
زبيبة "
287 ، 192 ، 122 " اعملوا فكل ميسصر لمصا خلق له
"
287 ، 178 " أفضل الجهصصاد كلمصصة عصصدل عنصصد
سلطان جائر "
287 ، 254 ، 76 " أفضل الجهاد كلمة حق عند
سلطان جائر "
287 ، 26 " أمصصا إن اللصصه و رسصصوله لغنّيصصان
عنها … "
287 ، 2 " إنما العمال بالنيات و إنما لكل
إمرئ ما نوى … "
287 ، 244 " إن الله تعالى يحب معالي
و يكره سفاسفها " المور ،
287 ، 75 ذب " إن الله عّز و ج ّ
ل ل يع ّ
العامة بعمل الخاصة … "
287 ، 15 " إن الله ل ينزع العلم بعد أن
أعطاكموه انتزعا ً … "
287 ، 14 " تفترق أمتي على بضع و
سبعين فرقة … "
287 ، 265 " سبعة يظلهم الله يوم ل ظل
ظله … " فيه إل
303
"
288 ، 238 ، 177 " السصصمع و الطاعصصة علصصى المصصرء
المسلم ،فيما أحب و كره … "
288 ، 204 ، 202 " قوم ل يستنون بسنتي و يهتدون
بغير هديي "
288 ، 136 ، 66 " ل تزال طائفة من أمتي قوامة
ل…" على أمر الله عّز و ج ّ
288 ، 215 " ل طاعة في معصية إنما الطاعة
في المعروف "
288 ، 198 " ل يحل دم امرئ مسلم إلى
بإحدى ثلث … "
288 ، 60 ن أحدكم للعنب الكرم ،
" ل يقول ّ
ن الكرم الرجل المسلم "
فإ ّ
288 ، 252 " لتأمرن بالمعروف و تنهون عن
المنكر … "
288 ، 52 ، 51 ، 40 " لصصو اجتمعتمصصا فصصي مشصصورة مصصا
خالفتكما "
288 ، 23 " ما رأيت أحدا ً أكثر مشورة
لصحابه من النبي -صلى الله
عليه و سلم " -
288 ، 172 " ما من نبي بعثه الله في أمة
قبلي ،إل كان له من أمته
حواريون … "
288 ، 23 " المستشار مؤتمن "
288 ، 245 " من أصبح وهمه الدنيا فليس
من الله في شيء … "
304
أجر فاعله "
289 ، 242 ، 198 ، 197 " من رأى من أميره شيئا ً يكرهه
فليصبر … "
، 252 232 ، 214 ، 172 " من رأى منكم منكرا ً فليغيره
بيده … "
289
289 ، 14 " من قال في القرآن برأيه
فأصاب فقد أخطأ "
289 ، 14 " من قال في القرآن بغير علم
فليتبوأ مقعده من النار "
289 ، 104 " و إيم الله لو أنكما تتفقان على
أمر واحد ما خالفتكما في مشورة
أبدا ً "
289 ، 242 " و لتأخذن على يد الظالم و
لتأطرنه على الحق أطرا ً … "
289 ، 177 " و من يطع المير فقد أطاعني ،
و من يعص المير فقد عصاني "
289 ، 82 " يا أيها الناس إني قد دنا مني
حقوق من بين أظهركم … "
289 ، 140 ، 136 ق
م هم أر ّ
" َيقدم عليكم أقوا ٌ
منكم قلوبا ً "
فهرس العلم
الصفحات العلم
، 230 ، 225 ، 192 ، 122 ، 21 اللوسي
298 ، 290
، 90 ، 89 ، 88 ، 52 ، 18 المدي
298 ، 290 ، 126
، 161 ، 160 ، 107 ، 89 ، 34 ابن تيمية
305
166 ، 165 ، 164 ، 163 ، 162
، 179 ، 174 ، 170 ، 169 ،
298 ، 290
298 ، 290 ، 227 ابن الحاجب
298 ، 290 ، 87 ، 86 ، 85 ابن حزم
290 ، 148 ، 147 ابن الحنفية
290 ، 43 ، 36 ابن خويز منداد
290 ، 67 ابن رجب الحنبلي
، 309 ، 290 ، 201 ، 98 ، 16 ابن عبد البر
310
290 ، 165 ابن عربي
290 ، 43 ، 36 ، 34 ابن عطية
299 ، 290 ، 34 ، 29 ابن القيم
، 230 ، 162 ، 131 ، 92 ، 26 ابن كثير
299 ، 290
290 ، 165 ابن مخلوف
290 ، 153 أبو السود الدؤلي
290 ، 145 أبو أيوب النصاري
290 ، 88 أبو بكر الصم
، 40 ، 30 ، 29 ، 28 ، 25 ، 16 أبو بكر الصديق
، 97 ، 92 ، 82 ، 51 ، 48
141 ، 140 ، 137 ، 107 ، 104
، 196 ، 159 ، 157 ، 148 ،
290 ، 241 ، 237 ، 218 ، 207
256 ، 255 ، 230 ، 229 ، 196 أبو حنيفة النعمان
291 ،
، 201 ، 178 ، 76 ، 13 ، 4 أبو داود
303 291 ، 253 ، 215
291 ، 17 أبو الدرداء
291 ، 144 ، 97 أبو ذر الغفاري
291 ، 197 ، 137 ، 23 أبو هريرة
291 ، 144 ُأبي بن كعب
، 304 ، 201 ، 89 ، 87 ، 4 أحمد بن حنبل
306
305
291 ، 227 أحمد بن محمد المرادي
291 ، 215 ، 190 ، 189 ، 172 أحمد العوضي
291 ، 95 أسعد بن زرارة
291 ، 151 إسماعيل بن جعفر الصادق
291 ، 140 ، 96 أسيد بن حضير
291 ، 89 إمام الحرمين
300 ، 291 ، 226 النباري
، 27 ، 18 ، 17 ، 16 ، 15 ، 2 البخاري
، 117 ، 105 ، 73 ، 46 ، 28
144 ، 140 ، 138 ، 137 ، 122
، 202 ، 198 ، 197 ، 177 ،
300 ، 291 ، 266 ، 238
291 ، 96 البراء بن معرور
300 ، 291 ، 98 ، 15 ، 14 البزار
291 ، 237 ، 129 ، 97 بلل بن رباح
291 ، 151 بيان بن سمعان
، 242 ، 201 ، 27 ، 16 ، 4 ، 2 البيهقي
301 ، 291 ، 253
307
292 ، 153
292 ، 158 ، 149 ، 148 ، 147 الحسين بن علي
292 ، 97 حمزة بن عبد المطلب
292 ، 29 خالد بن الوليد
292 ، 96 رفاعة بن عبد المنذر
292 ، 149 ، 148 زيد بن علي
292 ، 105 سعد بن أبي وقاص
292 ، 96 سعد بن خيثمة
292 ، 95 سعد بن الربيع
، 141 ، 140 ، 96 ، 30 ، 26 سعد بن عبادة
292
292 ، 141 ، 26 سعد بن معاذ
292 ، 129 سعيد بن جبير
292 ، 188 ، 118 سعيد حوى
292 ، 155 السفاح
293 ، 237 ، 97 سلمان الفارسي
293 ، 16 سهل بن حنيف
، 293 ، 236 ، 99 ، 45 ، 35 سيد قطب
304 ، 300
304 ، 293 ، 224 ، 14 السيوطي
، 89 ، 87 ، 47 ، 46 ، 41 ، 18 الشافعي
293 ، 244 ، 230 ، 201 ، 196
304 ،
293 ، 17 الشعبي
، 209 ، 90 ، 89 ، 59 ، 47 الشوكاني
304 ، 293
203 ، 202 ، 196 ، 194 ، 189 صفي الرحمن المباركفوري
، 208 ، 207 ، 206 ، 204 ،
308 ، 293 ، 210
293 ، 237 ، 30 صهيب بن سنان
293 ، 46 ، 33 الضحاك بن مزاحم
، 132 ، 131 ، 102 ، 47 ، 16 الطبري
306 ، 293 ، 242 ، 236 ، 201
، 140 ، 139 ، 137 ، 136 ، 25 عائشة بنت أبي بكر
308
293 ، 157 ، 156
293 ، 144 عامر بن واثلة
293 ، 145 العباس بن عبد المطلب
293 ، 90 عبد الجبار بن أحمد
221 ، 220 ، 219 ، 217 ، 216 عبد الحميد هنداوي
293 ،
304 ، 293 ، 224 ، 14 عبد الرزاق بن همام
300 ، 293 ، 90 ، 85 عبد القاهر البغدادي
293 ، 143 عبد الله بن إباض
309 ، 293 ، 264 ، 224 عبد الله بن أحمد النسفي
293 ، 237 عبد الله بن جدعان
293 ، 96 عبد الله بن حرام
294 ، 225 عبد الله بن الحسين العكبري
294 ، 95 عبد الله بن رواحة
، 157 ، 156 ، 110 ، 18 ، 2 عبد الله بن الزبير
294 ، 159 ، 158
294 ، 158 عبد الله بن زياد
294 ، 158 ، 14 عبد الله بن عباس
294 ، 138 عبد الله بن عمر
294 ، 224 عبد الله بن عمر البيضاوي
294 ، 15 عبد الله بن عمرو
294 ، 172 ، 97 عبد الله بن مسعود
294 ، 151 عبد الله بن معاوية
294 ، 158 ، 110 ، 14 عبد الملك بن مروان
، 144 ، 139 ، 30 ، 25 ، 17 عثمان بن عفان
206 ، 169 ، 159 ، 157 ، 156
294 ، 241 ،
294 ، 187 عدنان سعد الدين
309 ، 294 ، 188 ، 67 عدنان النحوي
294 ، 107 ، 106 العلء بن عبد الله
، 37 ، 30 ، 28 ، 27 ، 25 ، 17 علي بن أبي طالب
144 ، 142 ، 141 ، 140 ، 139
294 ، 237 ، 148 ، 147 ،
294 ، 149 ، 148 علي بن الحسين " زين العابدين
"
309
294 ، 149 علي الهادي بن محمد الجواد
294 ، 237 ، 145 ، 97 عمار بن ياسر
310
295 ، 149 محمد الجواد بن علي الرضا
303 ، 295 ، 46 محمد عبده
295 ، 187 ، 186 محمد عمارة
296 ، 118 محمد قطب
، 184 ، 79 ، 78 ، 57 ، 22 محمود الخالدي
302 ، 296 ، 186 ، 185
296 ، 148 المختار بن أبي عبيد الثقفي
296 ، 187 مصطفى الزرقاء
، 149 ، 142 ، 139 ، 110 ، 17 معاوية بن أبي سفيان
296 ، 294 ، 158 ، 157 ، 151
296 ، 153 معبد بن عبد الله
296 ، 155 ، 149 المعتصم بالله
296 ، 144 ، 97 المقداد بن عمرو
296 ، 96 المنذر بن عمرو
296 ، 149 موسى الكاظم بن جعفر الصادق
296 ، 165 نصر بن المنجي
، 296 ، 90 ، 87 ، 76 ، 75 النووي
310
296 ، 155 الواثق بالله
296 ، 153 ، 152 واصل بن عطاء
311
المصادر و
المراجع
المصادر و المراجع
312
.6المدي ،علي بن محمد ،غاية المييرام فييي علييم الكلم ،
إصدار المجلس العلصصى للشصصؤون السصصلمية ،لجنصصة إحيصصاء الصصتراث
السلمي 1971 ،م .
.7المصصدي ،علصصي بصصن محمصصد ،منتهييى السييؤل فييي علييم
الصول ،مطبعة محمد يحيى صبيح الكتيبي و أولده – مصر .
.8الب ،معلوف ،المنجد في اللغة و العلم ،دار المشرق
– بيروت ،ط 1996 ، 35م .
.9ابن أبي العّز ،علصصي ،شييرح العقييدة الطحاويية ،مطبعصصة
العاصمة .
ابن تيمية ،أحمد ،الحسبة في السييلم ،مطبعصصة المؤيصصد ، .7
1318هص .
ابن تيمية ،أحمد ،مجموع فتاوى ابن تيمية ،ط ، 1جمع و .8
ترتيب ابن القاسم .
ابن تيمية ،أحمد ،منهاج السنة النبوييية فييي نقييض كلم .9
الشيعة القدرية ،المطبعة الميرية – بيروت 1322 ،هص .
ابن الحصصاجب ،أمالي ابيين الحيياجب ،دار الجيصصل – بيصصروت ، .10
1989م .
ابن حزم ،علي ،المفصل في الملل و الهواء و النحييل .11
،مكتبة المثنى – بغداد ،و مؤسسة الخانجي – مصر .
ابن خلكان ،أحمد ،وفييات العيان و أنباء أبناء الزمان ، .12
دار صادر – بيروت .
ابن عبد ربه ،أحمد بن محمد ،العقد الفريييد ،مطبعصصة لجنصصة .13
التأليف و النشر – القاهرة .
ابن القيم ،محمد بن أبصصي بكصصر ،أعلم الميوقعين عيين رب .14
العالمين ،طبعة الكليات الزهرية 1968 ،م .
313
ابن القيم ،محمد بن أبي بكر ،زاد المعيياد فييي هيدي خييير .15
العباد ،شركة و مكتبة و مطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر ،
ط 1950 ، 2م .
ابن كثير ،عماد الدين ،البداية و النهاية ،مطبعة السعادة – .16
مصر .
ابن كثير ،عماد الدين ،تفسير القرآن العظيم 1937 ،م . .17
ابن منظور ،لسان العرب ،دار لسان العرب – بيروت . .18
ابن هشام ،السيرة النبوية ،دار الكنوز الدبية . .19
أبو البقاء ،عبد الله بن الحسين ،اللباب في علييل البنيياء و .20
العراب ،دار الفكر – دمشق ،ط 1995 ، 1م .
أبصصو فصصارس ،محمصصد ،النظييام السياسييي فييي السييلم ، .21
1980م .
أبو زهرة ،محمد ،أصول الفقه ،دار الفكر العربي – بيصصروت .22
1957 ،م .
أبو زهرة ،محمد ،المذاهب السلمية ،دار الفكر العربي – .23
القاهرة .
أبو يعلى ،أحمد بن علي ،الحكام السييلطانية ،دار الفكصصر .24
و التوزيع – بيروت 1994 ،م . للطباعة و النشر
أبو يعلى ،أحمد بن علي ،مسند أبييي يعلييى ،دار المأمصصصون .25
للتراث – دمشق ،ط 1984 ، 1م .
الدنصصروي ،أحمصصد ،طبقييات المفسييرين ،مكتبصصة العلصصوم و .26
الحكم – المدينة المنورة ،ط 1997 ، 1م .
أسصصد ،محمصصد ،منهيياج السييلم فييي الحكييم ،دار العلصصم .27
للمليين – بيروت ،ط 1957 ، 1م .
السفرائيني ،يعقوب ،مسند أبييي عوانيية ،دار المعصرفصصصة – .28
بيروت ،ط 1998 ، 1م .
314
الشصصعري ،مقييالت السييلميين و اختلف المصييلين ، .29
مكتبة النهضة – مصر ،ط 1954 ، 1م .
الصبحي ،مالك ،المدونة الكبرى ،دار صادر – بيروت . .30
الصبحي ،مالك ،موطأ مالييك ،دار إحيصصاء الصصتراث العربصصي – .31
مصر .
الصبهاني ،أحمد ،المسند المستخرج على صحيح المام .32
مسلم ،دار الكتب العلمية – بيروت ،ط 1996 ، 1م .
النباري ،عبد الرحمن ،أسرار العربية . .33
اليجي ،عبد الرحمن ،المواقف ،مطبعة السصصعادة – مصصصر ، .34
1907م .
البخاري ،محمد ،صحيح البخاري ،دار ابصصن كصصثير – بيصصروت ، .35
ط 1987 ، 3م .
بركات ،محمد ،سيد قطب ،دار الدعوة – بيروت . .36
البزار ،أحمد ،مسند البزار ،مؤسسة علوم القرآن – بيروت .37
،ط 1409 ، 1هص .
البستاني ،بطرس ،قطر المحيط ،مكتبصصة لبنصصان – بيصصروت ، .38
نسخة طبق الصل نقل ً عن طبعة 1869م .
البعلي ،علي ،القواعد و الفوائد الصولية ،مطبعة السنة .39
القاهرة 1956 ،م . المحمدية –
البغدادي ،أحمد بن علي ،تاريخ بغداد ،دار الكتب العلميصصة – .40
بيروت .
البغدادي ،أحمد بن علصصي ،الجامع لخلق الييراوي و آداب .41
السامع ،مكتبة المعارف – الرياض 1403 ،هص .
البغدادي ،عبد القاهر ،الفرق بين الفرق و بيان الفرقيية .42
الناجية منهم ،مكتصصب نشصصر الثقافصصة السصلمية – مصصصر 1948 ،
م.
315
البلتاجي ،محمد ،منهج عمر بن الخطاب في التشريع ، .43
دار الفكر العربي – القاهرة .
بلحصصصصاج ،علصصصصي ،الدفعيييية القوييييية لنسييييف عقيييييدة .44
الديمقراطية ،دار العقاب – بيروت .
بللي ،محمود ،الشورى في السلم ،دار النشصصر للطباعصصة .45
و النشر و التوزيع – بيروت ،ط 1968 ، 1م .
البنا ،حسن ،مبادئ و أصول في مييؤتمرات خاصيية ،دار .46
القاهرة ،ط . 1 الشهاب –
البوطي ،محمد ،فقه السيرة النبوية مييع مييوجز لتاريييخ .47
الخلفة الراشييدة ،دار الفكصصر – دمشصصق ،دار الفكصصر العربصصي –
بيروت ،ط 1996 ، 11م .
البيضاوي ،تفسير البيضاوي ،دار الفكصصر – بيصصروت 1996 ، .48
م.
البيهقي ،أحمد بن الحسين ،سنن البيهقي الكبرى ،مكتبة .49
دار الباز – مكصة المكرمة 1994 ،م .
الصصبيهقي ،أحمصصد بصصن الحسصصين ،شعب اليمييان ،دار الكتصصب .50
العلمية – بيروت ،ط 1410 ، 1هص .
الترمصصذي ،محمصصد بصصن عيسصصى ،سيينن الترمييذي ،دار إحيصصاء .51
التراث العربي – بيروت .
التميمصصي ،محمصصد بصصن حبصصان ،صحيح ابيين حبييان ،مؤسسصصة .52
الرسالصة – بيصروت ،ط 1993 ، 2م .
التميمي ،محمد بن حبصصان ،مشيياهير علميياء المصييار ،دار .53
الكتب العلميصة – بيروت 1959 ،م .
الجصاص ،أحمد بن علي ،أحكام القرآن ،المطبعة البهيصصة ، .54
1347هص .
316
الجصصوزي ،عبصصد الرحمصصن بصصن علصصي ،التحقيق فييي أحيياديث .55
الخلف ،دار الكتب العلمية – بيروت ،ط 1415 ، 1هص .
الجويني ،عبد الملصصك ،الرشاد إلييى قواطييع الدليية فييي .56
أصول العتقاد ،مكتبة الخانجي و جماعة الزهر للنشر 1950 ،
م.
حسن ،حسن ،تاريخ السييلم ،مكتبصصة النهضصصة المصصصصرية – .57
القاهرة ،ط 1964 ، 7م .
الحسيني ،إبراهيم ،البييان و التعرييف ،دار الكتاب العربي .58
– بيروت 1401 ،هص .
الحميدي ،عبد الله ،مسند الحميدي ،دار الكتصصب العلميصصة – .59
بيروت ،مكتبة المتنبي – القاهرة .
حوى ،سعيد ،جند الله ثقافة و أخلقا ً ،دار الكتب العلمية .60
– بيروت ،ط 1979 ، 3م .
الحيدر آبادي ،محمد ،مجموعة الوثائق السياسييية للعهييد .61
النبوي و الخلفة الراشدة ،مطبعة لجنة التأليف و الطباعصصة و
النشر ،ط 1956 ، 3م .
الخالصصدي ،محمصصود ،الشورى ،دار الجيصصل – بيصصروت ،مكتبصصة .62
المحتسب – عمان ،ط 1984 ، 1م .
الخالدي ،محمود ،قواعد نظام الحكم في السلم ،ط 2 .63
1983 ،م .
الخالدي ،محمود ،نظام القضاء فييي السييلم ،مؤسسصصة .64
و التوزيع – إربد – الردن 1983 ،م . ابن نديم الثقافية للنشر
الخالدي ،محمود ،نقض النظام الديمقراطي ،دار الجيصصل .65
– بيروت ،مكتبة المحتسب – عمان ،ط 1984 ، 1م .
الخراساني ،سعيد ،كتاب السنن ،الصصدار السصصلفية – الهنصصد ، .66
ط 1982 ، 1م .
317
الخربوطلي ،علي ،السلم والخلفة ،دار بيروت للطباعصصة .67
والنشر 1969 ،م .
الخطيصصب ،نعمصصان ،الييوجيز فييي النظييم السياسييية ،دار .68
الثقافة للنشر و التوزيع – عمان ،ط 1999 ، 1م .
خلف ،عبد الوهاب ،السياسة الشرعية 1350 ،هص . .69
الخياط ،عبد العزيز ،النظام السياسي في السلم ،دار .70
و النشر و التوزيع و الترجمة – القصصاهرة ،ط السلم للطباعة
1999 ، 1م .
الدارمي ،عبد الله ،سينن الييدارمي ،دار الكتصصاب العربصصي – .71
بيروت ،ط 1407 ، 1هص .
الدينوري ،عبد الله ،تأويل مختلف الحييديث ،دار الجيصصل – .72
بيروت 1972 ،م .
الدينوري ،عبصصد اللصصه ،عيون الخبييار ،المؤسسصصة المصصصرية .73
و النشصصر ،نسصصخة مصصصورة عصصن دار الكتصصب للتصصأليف و الترجمصصة
المصرية 1963 ،م .
الصصذهبي ،محمصصد ،سير أعلم النبلء ،مؤسسصصة الرسالصصصة – .74
بيصروت ،ط 1413 ، 9هص .
الذهبي ،محمد ،الكواكب النيرات ،دار العلم – الكويت . .75
الرازي ،محمد ،المحصول ،جامعة المصصام محمصصد بصصن سصصعود .76
السلمية – الرياض ،ط 1400 ، 1هص .
الصصرازي ،محمصصد ،مختييار الصييحاح ،دار الكتصصاب العربصصي – .77
بيصروت ،ط 1979 ، 1م .
رضا ،رشيد ،تاريخ الستاذ محمد عبده . .78
رضا ،رشيد ،تفسير القرآن العظيم " تفسير المنار " ، .79
دار المنار – مصر ،ط 1954 ، 4م .
318
الزرقاني ،محمد ،مناهل العرفييان فييي علييوم القييرآن ، .80
دار الفكر – بيروت ،ط 1996 ، 1م .
الزركشصصي ،محمصصد ،المنثييور ،وزارة الوقصصاف و الشصصؤون .81
السلمية – الكويت ،ط 1405 ، 2هص .
الزركلي ،خير الدين ،العلم ،دار العلم للملييصن – بيصروت ، .82
ط 1980 ، 5م .
الزكصصي ،يوسصصف ،تهييذيب الكمييال ،مؤسسصصصة الرسصصصالة – .83
بيصروت ،ط 1980 ، 1م .
زلصصوم ،عبصصد القصصديم ،الديمقراطييية نظييام كفيير ،مصصن .84
منشورات حزب التحرير .
الزمخشصصري ،محمصصود ،الكشيياف عيين حقييائق التنزيييل و .85
عيون التاويل في وجوه التأويل ،شركة و مكتبصصة و مطبعصصة
مصطفى البابي الحلبصي و أولده – القاهرة 1966 ،م .
الزهري ،محمد ،الطبقات الكبرى ،دار صادر – بيروت . .86
زيصصدان ،عبصصد الكريصصم ،أصييول الييدعوة ،مؤسسصصة الرسصصالة .87
و التوزيع – بيروت ،ط 1987 ، 3م . للطباعة و النشر
الزيعلصصي ،عبصصد اللصصه ،نصييب الراييية ،دار الحصصديث – مصصصر ، .88
1357هص .
الزين ،سميح ،نظام السييلم ،دار الكتصصاب المصصصري و دار .89
الكتاب اللبناني – بيروت ،ط 1989 ، 1م .
سابق ،السيد ،عناصر القوة في السييلم ، ،دار الكتصصاب .90
العربي – بيروت ،ط . 1978 ، 2
السبكي ،علي ،البهاج ،دار الكتب العلمية – بيروت ،ط ، 1 .91
1404هص .
السجسصصصتاني ،سصصصليمان ،سيينن أبييي داود ،دار الفكصصصر – .92
بيروت .
319
السرخسي ،محمد ،المبسوط للسرخسي ،دار المعرفة – .93
بيروت 1406 ،هص .
السندي ،نور الدين ،حاشية السييندي ،مكتبصصة المطبوعصصات .94
السلمية – حلب ،ط 1986 ، 2م .
سيد قطب ،في ظلل القرآن ،دار إحياء التراث العربصصي – .95
بيصروت ،ط 1971 ، 7م .
السيوطي ،عبد الرحمن ،تفسير الجللييين ،دار الحصصديث – .96
القاهرة .
السصصيوطي ،عبصصد الرحمصصن ،طبقييات الحفيياظ ،دار الكتصصب .97
العالمية – بيروت ،ط . 1
الشافعي ،محمد ،الم ،دار المعرفة – بيروت ،ط 1393 ، 2 .98
هص .
الشافعي ،محمد ،الرسالة 1939 ،م . .99
الشاوي ،توفيق ،فقه الشورى و الستشارة ،دار الوفصصاء .100
و التوزيع – المنصورة ،ط 1992 ، 2م . للطباعة و النشر
الشربيني ،محمد ،مغني المحتاج ،دار الفكر – بيروت . .101
الشهرسصصتاني ،المليل و النحيل ،شصصركة و مكتبصصة و مطبعصصة .102
مصطفى البابي الحلبي – مصر 1967 ،م .
الشوكاني ،محمد ،إرشاد الفحول ،دار الفكر – بيروت ،ط .103
1992 ، 1م .
الشوكاني ،محمد ،فتح القدير ،دار الفكر للطباعة و النشصصر .104
و التوزيع – بيروت 1983 ،م .
الشصصوكاني ،محمصصد ،نيييل الوطييار ،دار الجيصصل – بيصصروت ، .105
1973م .
الشيباني ،أحمد بن حنبل ،مسند أحمد ،مؤسسصصة قرطبصصة – .106
مصر .
320
الشيباني ،أحمد بن حنبصصل ،الورع لبيين حنبييل ،دار الكتصصب .107
العلمية – بيروت ،ط 1983 ، 1م .
الشيباني ،أحمد بن عمرو ،الحاد و المثيياني ،دار الرايصصة – .108
الرياض ،ط 1991 ، 1م .
الشيباني ،أحمد بن عمرو ،كتاب الزهد لبن أبي عاصييم ، .109
دار الريان للتراث – القاهرة ،ط 1408 ، 2هص .
الصابوني ،محمد ،صفوة التفاسير ،دار الصابوني للطباعصة .110
و التوزيع – مدينة النصر ،ط 1997 ، 1م . و النشر
صصصادق ،حسصصن ،جذور الفتنيية فييي الفييرق السييلمية ، .111
مكتبة خديوي – القاهرة ،ط 1997 ، 3م .
صالح ،حافظ ،الديمقراطية و حكيم السيلم فيهيا ،دار .112
النهضة السصصلمية للطباعصصة و النشصصر و التوزيصصع – بيصصروت ،ط ، 2
1988م .
الصالح ،صصصبحي ،النظم السييلمية ،دار العلصصم للملييصصن – .113
بيصروت ،ط 1982 ، 6م .
الصصصصفدي ،خليصصصل ،الييوافي بالوفيييات ،دار فرانزنشصصصتايز .114
شتوتفارت للنشر ،ط . 1991 ، 2
الصصصنعاني ،عبصصد الصصرزاق ،مصيينف عبييد الييرزاق ،المكتصصب .115
السلمي – بيروت ،ط 1403 ، 2هص .
الصصصنعاني ،محمصصد ،سييبل السييلم ،دار إحيصصاء الصصتراث – .116
1379هص . بيروت ،ط ، 4
الضبي ،محمد ،كتاب الدعاء ،مكتبة الرشيد – االريصصاض ،ط .117
1999 ، 1م .
الطائي ،محمد ،اللفاظ المؤتلفيية ،دار الجيصصل – بيصصروت ، .118
ط 1411 ، 1هص .
321
طاهر ،محمد ،تذكرة الحفاظ ،دار الصميعي – الرياض ،ط .119
1415 ، 1هص .
الطبراني ،سليمان ،مسند الشاميين ،مؤسسصة الرسالصة – .120
بيروت ،ط 1984 ، 1م .
الطصصبراني ،سصصليمان ،المعجييم الوسييط ،دار الحرميصصن – .121
القاهرة 1415 ،هص .
الطبراني ،سليمان ،المعجم الكبير ،مكتبة العلوم و الحكصصم .122
– الموصل ،ط 1983 ، 2م .
الطصصبري ،محمصصد ،تاريييخ الطييبري ،دار الكتصصب العلميصصة – .123
بيروت ،ط 1407 ، 1هص .مؤسسة العلمي للمطبوعات – بيروت
.
الطبري ،محمصصد ،جامع البيييان عيين تأويييل آي القييرآن ، .124
طبعة الحلبي الثانية 1954 ،م .دار الفكر – بيروت 1405 ،هص .
الطرابلسصصي ،علصصي ،معييين الحكييام فييي مييا يييتردد بييين .125
الخصييمين ميين الحكييام ،مكتبصصة و شصصركة مصصصطفى البصصابي
الحلبي و أولده – مصر ،ط 1973 ، 2م .
الطيالسصصي ،سصصليمان ،مسييند الطيالسييي ،دار المعرفصصة – .126
بيروت .
الطيمصصاوي ،سصصليمان ،السييلطات الثلث فييي الدسيياتير .127
العربية المعاصرة و في الفكر السياسي السلمي .
الظاهري ،علصصي بصصن حصصزم ،المحلى ،دار الفصصاق الجديصصدة – .128
بيروت .
عثمان ،عبد الكريم ،النظام السياسي في السيلم ،دار .129
و النشر و التوزيع – بيروت ،ط 1968 ، 1م الرشاد للطباعة
.
322
العربي ،محمد ،نظام الحكم فييي السييلم ،دار الفكصصر – .130
القاهرة .
العربصصصي ،محمصصصد ،دراسييات فييي النظييم الدسيييتورية .131
المعاصرة ،دار الفكر – بيروت 1968 ،م .
العسقلني ،أحمد بن حجر ،الصابة في تمييييز الصييحابة ، .132
– بيروت ،ط 1992 ، 1م ،دار الكتاب العربي دار الجيل
– بيروت .
العسصصقلني ،أحمصصد بصصن حجصصر ،تغليييق التعليييق ،المكتصصب .133
السلمي – بيروت ،دار عمار – عمان ،ط 1405 ، 1هص .
العسقلني ،أحمد بن حجر ،تقريب التهذيب ،دار الرشصصيد – .134
سوريا ،ط 1986 ، 1م .
العسقلني ،أحمد بن حجر ،تهييذيب التهييذيب ،دار الفكصصر – .135
بيروت ،ط 1984 ، 1م .مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية
– الهند ،ط 1322 ، 1هص .
العسصصقلني ،أحمصصد بصصن حجصصر ،فتح الباري لشييرح صييحيح .136
البخاري ،دار المعرفة – بيروت 1379 ،هص .
العسصصقلني ،أحمصصد بصصن حجصصر ،لسييان الميييزان ،مؤسسصصة .137
العلمي للمطبوعات – بيروت ،ط 1986 ، 3م .
العمري ،أحمد ،السياسة و الحكم فييي ضييوء الدسيياتير .138
المقارنة ،مكتبة النجلو المصرية – القاهرة .
عصصودة ،عبصصد القصصادر ،السييلم و أوضيياعنا السياسييية ، .139
بيروت . مؤسسة الرسالة –
العوضصصي ،أحمصصد ،حكييم المعارضيية و إقاميية الحييزاب .140
السياسية في السلم ،دار النفائس ،عمان ،ط 1992 ، 1
م.
الغزالي ،محمد ،إحياء علوم الدين ،دار المنار . .141
323
الغزالي ،محمد ،المستصفى ،دار الكتب العلمية – بيروت ، .142
ط 1413 ، 1هص .
الغنوشصصصي ،راشصصصد ،الحركييية السيييلمية و مسيييؤولية .143
التغيير ،المركز المغاربي للبحوث و الترجمة ،ط 2000 ، 1م .
الفاخوري ،ناصصصر ،قراءة فييي فكيير الشيييخ تقييي الييدين .144
النبهاني 1992 ،م .
القرطبي ،محمد ،بداية المجتهد ،دار الفكر – بيروت . .145
القرطبي ،محمد ،الجامع لحكام القيييرآن ،دار الشصصعب – .146
القاهصرة ،ط 1372 ، 2هص .
القزويني ،محمد ،سنن ابن ماجة ،دار الفكر – بيروت . .147
القضصصاعي ،محمصصد ،مسييند الشييهاب ،مؤسسصصة الرسصصالة – .148
بيروت ،ط 1986 ، 2م .
قطب ،محمد ،واقعنا المعاصر ،مؤسسة المدينة للصصصحافة .149
و الطباعة و النشر – السعودية ،ط 1989 ، 3م .
القلقشصصندي ،مييآثر النافيية فييي معييالم الخلفيية ،طبعصصة .150
وزارة الرشاد و النباء – الكويت ،سلسلة التراث العربي 1964 ،
م.
القنصصوجي ،صصصديق ،أبجد العليوم الوشيي المرقيوم فيي .151
دار الكتب العلمية – بيروت 1978 ،م بيان أحوال العلوم ،
.
الكصصوفي ،أحمصصد ،معرفة الثقييات ،مكتبصصة الصصدار – المدينصصة .152
المنورة ،ط . 1985 ، 1
الكوفي ،عبد الله ،مصنف ابن أبي شيبة ،مكتبة الرشصصد – .153
الرياض ،ط 1409 ، 1م .
الكيصصالي ،عبصصد الوهصصاب ،موسييوعة السياسيية ،المؤسسصصة .154
و النشر – بيروت . العربية للدراسات
324
الماوردي ،علي ،الحكام السلطانية ،دار الفكر – بيروت ، .155
و مطبعصصة مصصصطفى البصصابي الحلصصبي – مصصصر ، شصصركة و مكتبصصة
1966م .
الماوردي ،علي ،الجنى الداني في حروف المعاني ،دار .156
الكتب العلمية – بيروت ،ط 1992 ، 1م .
المبصصاركفوري ،صصصفي الرحمصصن ،الحييزاب السياسييية فييي .157
السلم ،دار الصحوة للنشر – القاهرة ،ط 1987 ، 1م .
متولي ،عبد الحميد ،مبادئ نظام الحكييم فييي السييلم ، .158
منشأة المعارف بالسكندرية – مصر ،ط 1987 ، 4م .
متولي ،عبد الحميد ،الوسيط في القييانون الدسييتوري ، .159
مجهول جهة و سنة الطبع .
مجلة الخلفة ،عصصدد ، 8كتلصصة الصصوعي السصصلمي – القصصدس ، .160
1995م .
مجلة الوعي ،عدد ، 58بيروت – لبنان . .161
المحمود ،أحمد ،الدعوة إلى السلم ،دار المة للطباعة و .162
النشر و التوزيع – بيروت ،ط 1995 ، 1م .
المقدسصصي ،محمصصد ،الحيياديث المختييارة ،مكتبصصة النهضصصة .163
الحديثة – مكة المكرمة ،ط 1410 ، 1هص .
المنذري ،عبصصد العظيصصم ،الترغيب و الييترهيب ،دار الكتصصب .164
العلمية – بيروت ،ط 1417 ، 1هص .
المودودي ،أبو العلى ،الحكومة السلمية 1977 ،م . .165
المصصودودي ،أبصصو العلصصى ،الخلفية و المييلك ،دار العلصصصم – .166
الكويت ،ط 1978 ، 1م .
المودودي ،أبو العلى ،نظرية السلم و هديه ،دار الفكصر .167
– بيصروت 1969 ،م .
325
موسى ،محمد ،نظام الحكم في السلم ،مطبعة النهضة .168
– مصصصصر 1962 ،م ،دار الكتصصصاب العربصصصي للطباعصصصة و النشصصصر –
القاهرة ،ط 1964 ، 2م .
موسوعة الحديث الشريف ،الصدار الثصصاني ، 2.00شصصركة .169
البرامج السلمية الدولية 1997 – 1991) ،م ( .
الموسوعة العربية العالمية ،مؤسسصصة أعمصصال الموسصصوعة .170
للنشر و التوزيع – الرياض ،ط 1999 ، 2م .
ميل ،جون سنيوارت ،الحرييية ،ترجمصصة عبصصد الكريصصم أحمصصد ، .171
مطابع سجل العرب – القاهرة 1966 ،م .
ناصصصف ،منصصصور ،التيياج الجييامع للصييول فييي أحيياديث .172
الرسول ،ط ، 2القاهرة .
النبهصصاني ،تقصصي الصصدين ،الشخصييية السييلمية ،دار المصصة .173
و التوزيع – بيروت ،ط 1994 ، 4م . للطباعة و النشر
النبهصصاني ،تقصصي الصصدين ،مقدمة الدسييتور ،مصصن منشصصورات .174
1963م . حزب التحرير ،
النبهصصاني ،تقصصي الصصدين ،نظام الحكييم فييي السييلم ،مصصن .175
منشورات حزب التحرير ،ط 1990 ، 3م .
النحوي ،عدنان ،بناء المة المسلمة الواحدة و النظرية .176
العامة للدعوة السلمية ،دار النحوي للنشر و التوزيع ،ط ، 1
1997م .
النحصصوي ،عصصدنان ،الشورى ل الديمقراطييية ،دار النحصصوي .177
للنشر و التوزيع – الرياض ،ط 1997 ، 1م .
النسصصائي ،أحمصصد ،السييينن الكييبرى ،دار الكتصصب العلميصصة – .178
1991م . بيروت ،ط ، 1
النسصصائي ،أحمصصد ،سيينن النسييائي " المجتييبى " ،مكتبصصة .179
المطبوعات السلمية – حلب ،ط 1986 ، 2م .
326
النسفي ،عبد الله ،تفسير النسفي . .180
النفيس ،عبد الله ،الحركة السييلمية رؤييية مسييتقبلية ، .181
مكتبة مدبولي – القاهرة ،ط 1989 ، 1م .
النمري ،يوسصصف بصصن عبصصد الصصبر ،الستيعياب ،دار الجيصصصل – .182
بيروت ،ط 1912 ، 1م .
النمري ،يوسصصف بصصن عبصصد الصصبر ،التمهيد لبيين عبييد الييبر ، .183
و الشصصؤون السصصلمية – المغصصرب 1387 ، وزارة عموم الوقاف
هص .
النمري ،يوسف بن عبد البر ،جامع بيان العلييم و فضييله ، .184
الطباعة المنيرية – القاهرة .
النووي ،يحيى ،شييرح النييووي علييى صييحيح مسييلم ،دار .185
إحياء التراث العربي – بيروت ،ط 1392 ، 2هص .
النيسابوري ،عبد الله ،المنتقى لبيين الجيياورد ،مؤسسصصة .186
الكتب الثقافية – بيروت ،ط 1988 ، 1م .
النيسابوري ،محمد ،صحيح ابن خزيمة ،المكتب السصصلمي .187
– بيروت 1970 ،م .
النيسصصابوري ،محمصصد ،المسييتدرك علييى الصييحيحين ،دار .188
الكتب العلمية – بيروت ،ط 1990 ، 1م .
النيسابوري ،مسلم ،صحيح مسلم ،دار إحياء التراث العربي .189
– بيروت .
هصصارون ،عبصصد السصصلم ،المعجم الوسيييط ،مطبعصصة مصصصر ، .190
1960م .
الهمصصذاني ،شصصيرويه ،الفييردوس بمييأثور الخطيياب ،دار .191
الكتب العالمية – بيروت ،ط 1986 ، 1م .
هنصصصداوي ،عبصصصد الحميصصصد ،دراسيييات حيييول الجماعييية و .192
الجماعات ،مكتبة التابعين – القاهرة ،ط 1996 ، 2م .
327
هوريصصصو ،أنصصصدريه ،القييانون الدسييتوري و المؤسسييات .193
و التوزيع – بيروت 1974 ،م . السياسية ،الهلية للنشر
الهيثمي ،علي ،مجمع الزوائد ،دار الريان للتراث – القاهرة .194
،دار الكتاب العربي – بيروت .
هيكل ،محمد ،الفاروق عمر ،مطبعة مصر 1364 ،هص . .195
اليعمري ،إبراهيم ،تبصرة الحكام في أصول القضييية و .196
مناهج الحكام ،المطبعة البهية – مصر ،سنة 1302هص .
328