Professional Documents
Culture Documents
ن النساء ،حتىم ْ
نعم .لقد جاء السلم والرجل يتزوج بما شـاء ِ
أسلـم بعض أهل الجاهليـة وعنده عشر نسوة !!
فحدد السلم العدد بأربع نسوة فقط .
ولما حدد الله التعدد بأربع لم ُيوجبه على عباده بل أباحـه لهم
بشروطه من العدل والستطاعة .
ف الرجل بزوجة واحدة ،أو كانت زوجته عقيم ل ُتنجب إذا لم يكت ِ
،إلى غير ذلك ،فإن الشريعـة السلمية توجد له مخرجا ً وتفتح
ه أن يتزّوج أخرى ُتناسبه دون أن يلجأ للوقوع في لـه أفاقا ً ،فَل َ ُ
ش للمجتمع ،واختلط في أعراض الخرين ،وما يلي ذلك من غ ّ
النساب ،وما يعقب ذلك من حسرة الضمير ،وتأنيب النفس
اللوامة .
أو يلجـأ للتخّلص من زوجته لتتاح لـه الفرصـة بالزواج بأخرى
أيريدون أن تكون الحيـاة الزوجية جحيم ل ُيطـاق ؟؟
فيلجأ الزواج حينئذ ٍ إلى قتل زوجاتهم غيلة ؟؟
وقد حدث هـذا في بلد الحضارة المادية !!
در
] في تقرير لمكتب البحث الفيدرالي المريكي عام 1979م ق ّ
أن ) ( %40من النساء اللتي يتعرضن للموت يقتلهن
أزواجهن ! [
] وتقرير للوكالة المريكية المركزية للفحص والتحقيق :هناك
زوجة يضربها زوجها كل 18ثانية في أمريكيا [
أيريدون ضرب وقتل الزوجات أم ُيريدون أن يبقى عدد من
النساء بل أزواج ؟
فمن المعلوم أن النساء أكثر من الرجال
مل النسـاء وأن الحـروب والحوادث تطحـن الرجـال فتتر ّ
فمن للرامل والمطلقات ؟
إن لم تكن قضية التعدد حـل ً من الحلـول ؟؟
ي زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب جاء عمر ولذا لمـا توفّ َ
يعرضها على أبي بكر وعثمان حتى تزوجها رسول الله صلى الله
عليه وسلم .رواه البخاري .
وهذا باب واسع للمواساة في السلم ،وحكمة بالغة في
مشروعية التعدد .
وإن غضبت النســـاء !
أو زمجر أعداء دين الله !
أليست المرأة يسوؤهـا أن تبقى مطلقـة ؟
شقّ عليها أن تظل أرملة ؟ وي َ ُ
ويعييها أن تطول أيمتها ؟
ولكنها عاطفة المرأة التي تسبق عقلها في كثير من الحيان ،
والنصاف عزيز !
ملت أو ط ُّلقت فما دام المـركـذلك إذا تأّيمـت أو تر ّ
ل لمشكلة اجتماعية قد تقع هي فيها فلمـاذا ل ترضى بالتعدد كح ّ
يوما ً من اليام ؟
وقد تكون ضحّيتها هي فليس أحد من البشـر مخلـد .
رهـم ) :وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ( ]النبياء: خي ْ ِ
وقد قيل ل ِ َ
. [34
إذا ً لتفترض المـرأة أن زوجها مات أو ُقتل أو أنها ط ُّلقت ..فكيف
يكون مصيرهـا ؟
أترضى أن تكـون قعيدة بيتها ؟
ل لئك ؟ أم يكون عرضها عرضة لك ّ
عندها تصيح -وقد ل ُتسمع -المجتمع ظالم ظالم ظ َل َ َ
م
مطّلقة ،ما ذ َن ُْبها ؟ ال ُ
أل ترحمون !
ونسبة النساء أعلى من نسبة الرجال ،وسوف يأتي زمان ُيصبح
الرجل الواحد في مقابل خمسين امرأة .
وقـد ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك أنه قال :أل
أحدثكـم حـديثا سمعته مـن رسـول الله صلى الله عليه وسلم ل
يحدثكم أحد بعدي سمعه منه ؟ :إن من أشراط الساعـة أن
ُيرفع العلم ،ويظهر الجهل ،ويفشو الزنا وُيشرب الخمـر ،
ويذهب الرجال ،وتبقى النسـاء حتى يكون لخمسين امـرأة قّيم
واحـد .رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي موسى :وُيرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة
ن به من قِل ّةِ الرجال وكثرة النساء .متفق عليه . ي َل ُذ ْ َ
إذا ً هـذه نتيجـة حتمية للحروب وكثرة القتل التي أخبر عنهـا
الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ،والتي عّبر عنهـا
بالهـْرج ،حتى ل يدري القـاتل فيما قََتل ،ول المقتول فيما قُِتل !
جاء ذلك في صحيح مسلـم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قال :قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم :والذي نفسي
بيده ل تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم ل يدري القاتل فيم
قََتل ،ول المقتول فيـم قُِتل ،فقيل :كيـف يكـون ذلك ؟ قـال :
الهـرج .القـاتل والمقتول في النار .
وقد حدث ما ُيشبه هذا قبل أكثر من ثلثمـائة سنة !
فقد نقص عـدد رجـال اللمـان بعد حرب الثلثين سنة كثيرا ً ،
فقـّرر مجلس حكومـة ) فرانكونيـا ( إجـازة َ أن يتزّوج الرجل
بامرأتين !!
قـة على أن مط ْل َ َ
قـم الدليل حتى الن بأي طريقـة ُ ] إنه لم ي َ ُ
تعـدد الزوجـات هو بالضـرورة شّر اجتماعي وعقبـة في طريق
دم … وفي استطاعتنا أيضا أن ُنصـّر على أنـه في بعض الّتقـ ّ
مراحـل الّتطـور الجتماعي عندما تنشأ أحوال خاصة بعينها – كأن
ُيقتل عـدد من الذكور ضخم إلى حـد ّ استثنائي في الحـرب مثل ً –
ُيصبح تعـدد الزوجـات ضــرورة اجتماعيـة ،وعلى أّيـة حـال
حـكـم على هذه الظاهـرة بمفاهيم العصـور فليس ينبغـي أن ن َ ْ
القديمـة المتأخرة ،لنها كانت في أيام محمـد صلى الله عليه
معَترفـا ً بهـا من وجهـة النظـر وسلم مقبولة قبول ً كامـل ً ،وكانت ُ
ن العـرب فحسب ،بل بين كثير مـن شعـوب الشرعيـة ،ل ب َي ْ َ
المنطقـة أيضا [
)هذا نص ترجمـة ما قالته الكاتبة اليطالية " لورافيشيا فاغليري
ن عليها الغارات !! وُتوصم بالّتخّلف والرجعية ؟! م َلـم ُتش ّ " َفـِلـ َ
أ َل َّنها إيطالية ؟! ذات دم ٍ أزرق وعيون زرقاء !! (
] وإذا طرأت على المـة حـال اجتاحت رجالهـا بالحـروب ،ولم
ت نسـاءيكن لكل رجـل في الباقين إل زوجـة واحـدة ،وَبقي َ ْ
عديدات بل أزواج ،ينتج عن ذلك نقص في عدد المواليد ل محالة
،ول يكون عددهم مسـاويا ً لعـدد الوفيات … وتكون النتيجـة أن
حدة للزوجات " تفنى أمام المة المعددة للزوجات [ المـة " المو ّ
]هذا ما قاله الفيلسـوف النجليزي " سبنسر " في كتابه :أصول
الجتماع [
ن لمرأةِ المقتول ،خاصة إن كانت فإذا كان المر كذلك ،فَ َ
م ْ
حديثة عهـد بعـرس !
وقد حدث هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
في قصة غسيل الملئكة ،وفي قصة الشاب النصاري
وإليك بيانهما :
أما قصـة غسيل الملئكة حنظلة ،فقد روى الحاكم في
المستدرك أن حنظلة بن أبي عامر تزوج فدخل بأهله الليلة التي
ه " جميلة " فََعـاد َ كانت صبيحتها يوم أحد ،فلما صلى الصبح ل َزِ َ
مت ْ ُ
فكان معها ،فأجنب منها ثم أنه لحق برسول الله صلى الله عليه
وسلم .
سلته الملئكة قِتل يوم أحد وغ ّ ف ُ
يقول الستاذ أبو العلى المودودي -رحمه الله-في قوله تعالى} :
وللرجال عليهن درجة {" :فالدرجة هي القوامة ،وهي ليست
ن قوامة الدولة أخطر شأنا ً من مقصورة على الحياة العائلية ،ل ّ
ن النص القرآني لم يقيد هذه القوامة بالبيوت". قوامة البيت ،ول ّ
ن قوامة الرجال على النساء ل تقتصر على البيوت ثم قال" :إ ّ
بدليل أّنه لم يذكر البيوت في الية ،فهي إذا ً قوامة عامة لسائر
م إذا جعل الله قوامة على المرأة المفردة في البيوت كذلك ،ث ّ
بيتها فهل يظن بالله أن يجعل قوامة على مليين في حين أنه لم
يجعلها لها على بيت هو بيتها" )(16
وإن أقوى الدلة في ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن
ن أهل فارس قد مّلكوا النبيصلى الله عليه وسلمحين علم أ َ
عليهم بنت كسرى قال":لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة")(17
والعجب من أناس يقولون عن هذا الحديث :هذا مقّيد بزمان
النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان الحكم فيه لبي جهل
ما الن فل .والله المستعان. استبداديا ً أ ّ
بل إن الهدهد )الغيور على التوحيد( عندما رأى الملكة بلقيس
تحكم قوما ً جاء عند سليمان عليه السلم وقال له } :إني وجدت
امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم {..فبعد
ذلك جاء سليمان وأبطل حكمها ودخلت تحت وليته وقالت:
}أسلمت مع سليمان لله رب العالمين{ بعد أن قال سليمان:
} أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين{.
ل المرأة في ن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ي ُوَ ّ ولذا فإ ّ
حياته ول أوصى بعد مماته بأن تتولى المرأة أي منصب رفيع.
ن لها أن تتولى ن من ينادي بتحرير المرأة وأ ّ ولذا يتبين لنا،أ ّ
مناصب في الدولة ويكون تحتها أناس من الرجال تدير شؤونهم
قد أخطؤوا خطأ ً بينًا ،وخالفوا هذه النصوص الواردة في ذلك
ولقد ألف أحد المفكرين العالميين وهو"بليرداجو" ـ رئيس
مدرسة التحليل النفسي العلمي ،ومقرها سويسرا ـ كتابا ً اسمه
ن
"المرأة :بحث في سيكولوجيا العماق" وذكر في هذا الكتاب أ ّ
أهم خدعة خدعت بها المرأة في هذا العصر هي التحرر والحرية،
ن المرأة ،ولو علت وادعي أّنها متحررة وتمارس وفي الواقع أ ّ
شؤونها بنفسها إّنما هي قد سقطت أكثر في عبودية الرجل.
ن الخير كل الخير في فتأملي ـ أختاه ـ رعاك الله ،واعلمي أ ّ
مد صلى الله إخلص الوجه والعبادة لله وحده ،واتباع نبيه مح ّ
عليه وسلم ،والرضا بأحكام الله تعالى وأحكام رسوله صلى الله
عوا ذا د ُ ُ ن إِ َ مِني َ مؤ ْ ِ ل ال ْ ُ ن قَوْ َ كا َما َ عليه وسلم ،وقد قال تعالى }:إ ِن ّ َ
ُ َ
معَْنا وَأط َعَْنا وَأوْل َئ ِ َ م َأن ي َ ُ
ك س ِ قوُلوا َ م ب َي ْن َهُ ْحك ُ َسول ِهِ ل ِي َ ْ إ َِلى الل ّهِ وََر ُ
قهِ فَأ ُوْل َئ ِ َ
ك ه وَي َت ّ ْ ش الل ّ َ خ َ ه وَي َ ْ سول َ ُه وََر ُ من ي ُط ِِع الل ّ َ ن * وَ َ حو َ فل ِ ُم ْم ال ْ ُ هُ ُ
ن{ ]النور[52،51: فائ ُِزو َ ْ
م ال َ هُ ُ
ولنحذر جميعا ً من دعاة السوء والفتنة والشر والرذيلة
} ولتعرفنهم في لحن القول {.
ل يخدعنك عن دين الهدى نفر *** لم يرزقوا في التماس الحق
تأييدا
عمي القول عروا عن كل قائدة *** لنهم قــــــــد كفـــــروا
بالله تقليدا
س عرضك من الدعوة إلى التبرج،أو وابتعدي عن كل ما يم ّ
ك التي ُفطرتي عليها ،وذودي حن حريتك الختلط ،أو تنكر لفطرت ِ
دي عليهم في الجرائد والمجلت ما وحقك بقلمك ولسانك ،وُر ّ
ن دين السلم يعلو ول ُيعلى عليه. ل ،فإ ّ استطعت إلى ذلك سبي ً
من الدين كشف الستر عن كل كاذب *** وعن كل بدعي أتى
بالعجائب
ولول رجــــــال مؤمــــــنون لهدمت *** صوامع دين الله من
كل جانب
وأقول لكل من قرأ ماكتبت ـ رجل ً كان أو امرأة ـ :ليؤد ّ كل منكم
حقوق الله عّز وجل التي فرضها ؛ فمن الرجل القوامة والمر
بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بل غضب ومنكر ،ومن
المرأة أداء حقوق زوجها عليها.
وأختم بكلم للمام ابن باز رحمه الله،هذا نصه:
ن الذي جعل الرجال قوامين على النساء هو الله عّز "ومعلوم أ ّ
ن ع ََلى مو َ ل قَ ّ
وا ُ جا ُ وجل في قوله تعالى في سورة النساء( :الّر َ
َ
ن
م ْ قوا ْ ِ ف ُما أن َ ض وَب ِ َ م ع َلى ب َعْ ٍ
ضه ُ ْ َ ه ب َعْ َل الل ّ ُ ض َ ما فَ ّ ساء ب ِ َ الن ّ َ
م) .فالطعن في قوامة الرجال على النساء اعتراض على َ
وال ِهِ ْ م َ أ ْ
الله عّز وجل ،وطعن في كتابه الكريم وفي شريعته الحكيمة،
ص على ذلك غير وذلك كفر أكبر بإجماع علماء السلم ،كما ن ّ
واحد من أهل العلم (..اهـ)(18
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
------------------------
)) (1رواه مسلم() .انظر صحيح الجامع الصغير 1/622:ـ 624
فقد ذكر روايات عدة في هذا الموضوع(.
) (2من تفسير ابن كثير
)) (3ذكرها في مجلد (1/416
)" (4فتح القدير" )(1/414
)" (5تفسير المنار" 5/67
) (6ص 142
) (7في ظلل القرآن .2/652
) (8رواه الترمذي وصححه اللباني
) (9رواه أحمد والترمذي وصححه اللباني
) (10متفق عليه
) (11رواه الطبري ،والمام أحمد ،والحاكم ،وغيرهم
) (12العدد14/10/1422 :
) (13ص 25
ث صحيح صححه المام اللباني وغيره ،ينظر سلسلة ) (14حدي ٌ
الحاديث الصحيحة حديث رقم3366:
) ، 4/129(15وذكر المام الماوردي نحو هذا الكلم في كتابه
)الحكام السلطانية ص .(46
) (16ذكره في كتابه )نظرية السلم وهديه ص (319
)) (17فتح الباري 8/159حديث .(4425
)](18مجلة البحوث العلميــة ،العــدد 32سنة 1412هـ[
خباب بن مروان الحمد
=====================
القوامة
إن الحمد لله نحمده ،و نستعينه ،و نستهديه و نستغفره ،
ونسترشده ،و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ،و سيئات أعمالنا ،
من يهده الله فل مضل له ،و من يضلل فل هادي له ،و أشهد أن
ل إله إل الله ،وحده ل شريك له ،و أشهد أن محمدا ً عبده
ورسوله .
َ
نموت ُ ّقات ِهِ َول ت َ ُ حقّ ت ُ َ ه َ قوا الل ّ َ مُنوا ات ّ ُ نآ َ ذي َقال تعالى َ ) :يا أي َّها ال ّ ِ
َ
ن( )آل عمران. (102: مو َ سل ِ ُ
م ْم ُ إ ِّل وَأن ْت ُ ْ
خل َ َ َ
س
ف ٍ ن نَ ْ م ْ م ِقك ُ ْ ذي َ م ال ّ ِ قوا َرب ّك ُ ُ س ات ّ ُ و قال أيضا ً َ ) :يا أي َّها الّنا ُ
قوا الل ّ َ
ه ساًء َوات ّ ُ جال ً ك َِثيرا ً وَن ِ َ ما رِ َ من ْهُ َ
ث ِ جَها وَب َ ّ من َْها َزوْ َخل َقَ ِ حد َةٍ وَ َ َوا ِ
م َرِقيبًا( )النساء: َ
ن ع َل َي ْك ُ ْ كا َ ه َ ن الل ّ َ م إِ ّ حا َن ب ِهِ َواْلْر َ ساَءُلو َ ذي ت َ َ ال ّ ِ
. (1
ه وَُقوُلوا قَوْل ً َ
قوا الل ّ َ مُنوا ات ّ ُ نآ َ ذي َ وقال جل جلله َ ):يا أي َّها ال ّ ِ
ديدا ً ( س ِ َ
َ
سول َ ُ
ه ه وََر ُ ن ي ُط ِِع الل ّ َ م ْ م وَ َ م ذ ُُنوب َك ُ ْفْر ل َك ُ ْ م وَي َغْ ِ مال َك ُ ْ م أع ْ َ ح ل َك ُ ْ صل ِ ْ)ي ُ ْ
ظيما( )الحزاب. (71-70 : ً وزا ع َ ِ ً قد ْ َفاَز فَ ْ فَ َ
أما بعد :
فإن أحسن الكلم كلم الله ،عز و جل ،وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم ،وشر المور محدثاتها ،وكل محدثة
بدعة ،و كل بدعة ضللة ،و كل ضللة في النار [1].
و بعد :
حاول الكثير من أعداء السلم التشنيع على الدين السلمي من
خلل آية القوامة كدليل على التمييز ضد المرأة ,و لعل أطرف
ما قيل ]:[2
-1أن السلم قد سلب المرأة حريتها ،و أهليتها و ثقتها بنفسها
إذ جعل الرجل قواما على المرأة .
-2أن القوامة تمثل بقايا من عهد استعباد المرأة و إذللها ,يوم
أن كانت المرأة كما مهمل في البيت ,و فكرة مجهولة في
المجتمع و أما ً ذليلة مهينة للزوج .
-3ليس من المستساغ ،و ل من العدل أن ينفرد الرجل
بالقوامة ،و رياسة السرة من دون المرأة ،و هي قد حطمت
أغلل الرق ،و الستعباد ،وتساوت مع الرجل في كل الحقوق ،
و اللتزامات .
و للرد على هذه الشبهات والمغالطات ,نرى أن نبسط القول
في قوامة الرجل على المرأة في الشريعة السلمية :
م
ضه ُ ْ ه ب َعْ َ ل الل ّ ُ ض َما فَ ّ ساِء ب ِ َ ن ع ََلى الن ّ َ مو َ وا ُ ل قَ ّ جا ُ قال تعالى ) :الّر َ
حافِ َ َ ما أ َن ْ َ َ
ت
ظا ٌ ت َ ت َقان َِتا ٌ حا ُ صال ِ َ م َفال ّ وال ِهِ ْ م َنأ ْ م ْ قوا ِ ف ُ ض وَب ِ َ ع َلى ب َعْ ٍ
نظوهُ ّ ن فَعِ ُ شوَزهُ ّ ن نُ ُخاُفو َ ه َوالّلِتي ت َ َ ظ الل ّ ُ ف َ ح ِ ما َ ب بِ َ ل ِل ْغَي ْ ِ
واهْجروهُن في ال ْمضاجع واضربوهُن فَإ َ
م َفل ت َب ُْغوا ع َل َي ْهِ ّ
ن ن أط َعْن َك ُ ْ ّ ِ ْ َ َ ِ ِ َ ْ ُِ ّ ِ َ ُ ُ
ن ع َل ِي ّا كِبيرا( )النساء(34:ً َ ً َ
ه كا َ ّ
ن الل َ سِبيل ً إ ِ ّ َ
إن القوامة في الشريعة السلمية ما هي إل آلية تنظيمية
تفرضها ضرورة السير المن للسرة المسلمة القائمة بين الرجل
،و المرأة و ما ينتج عنهما من نسل طيب ،و ما تستتبعه من
تبعات .
و في شأن القوامة ما بين الرجل و المرأة هناك فروض ثلثة :
فإما أن يكون الرجل هو القيم ،أو تكون المرأة هي القيم ،أو
يكونا معا قيمين .
و حيث إن وجود رئيسين للعمل الواحد يؤدي إلى التنازع
والفساد ,لذلك سنستبعد هذا الفرض منذ البدء .
ن الل ّهِ َر ّ
ب حا َ سد ََتا فَ ُ
سب ْ َ ه لَ َ
ف َ ة إ ِّل الل ّ ُ
ما آل ِهَ ٌ
ن ِفيهِ َ
كا َقال تعالى ) :ل َوْ َ
ن( )النبياء. (22: فو َص ُما ي َ ِ
ش عَ ّ ْ
العَْر ِ
و الفرض الثاني -أن تعطى المرأة القوامة ،و رئاسة السرة :
و الم –كقاعدة عامة -عاطفية انفعالية تتغلب عاطفتها على
عقلها في أي أزمة تمر بها هي ،أو أحد أفراد أسرتها ,و الذي
يدبر أموره ،و أمور غيره بالنفعال كثيرا ما يحيد عن الطريق
المستقيم ،و يعرض نفسه ،وغيره لزمات كان بالمكان تخطيها
،و عدم الوقوع بها .
و العاقل الذي ل يحكمه هواه يستبعد هذا الفرض الذي ل يصلح
لقوامة ،و رياسة السرة .
قال الشيخ محمد قطب ،حفظه الله ) :أن المرأة ذاتها ل
تحترم الرجل الذي تسيره فيخضع لرغبتها بل تحتقره لفطرتها ،
و ل تقيم له أي اعتبار ،فهذه هي المرأة المريكية بعد أن ساوت
الرجل مساواة كاملة ،و صار لها كيان ذاتي مستقل عادت
فاستعبدت نفسها للرجل فأصبحت هي التي تغازله ،وتتلطف له
ليرضى ! و تتحسس عضلته المفتولة ،و صدره العريض ،ثم
تلقي بنفسها بين أحضانه حيث تطمئن إلى قوته بالقياس إلى
ضعفها ].[3
و حيث إننا استبعدنا الفرض الول والثاني لم يبق إل الفرض
الذي حكم به السلم لسببين :
-1أن الرجل بناء على طبيعته التي خلقها الله تعالى عليها يتمتع
بقدرات جسمية ،و عقلية أكبر بكثير على -وجه العموم -من
المرأة التي تكون عادة أقل حجما وقوة ،و يتحكم بانفعالتها و
أفعالها ،العواطف اليجابية و السلبية أكثر من حكمة العقل
ورجحانه .
) و قد أثبتت البحاث الطبية أن دماغ الرجل أكبر من دماغ
المرأة ،و أن التلفيف الموجودة في مخ الرجل هي أكثر بكثير
من تلك الموجودة في مخ المرأة ،و تقول البحاث أن المقدرة
العقلية و الذكاء تعتمدان إلى حد كبير على حجم ،و وزن المخ و
عدد التلفيف الموجودة فيه ( ]. [4
-2السلم فرض على الزوج النفاق على أسرته بالمعروف ,
كما كلفه بدفع المهر ،و غيره من اللتزامات ،و الواجبات ,و
ليس من العدالة و النصاف في شيء أن يكلف النسان بالنفاق
على أسرته دون أن يكون له حق القوامة ،و الشراف و
التربية .
و قد ذكر الله سبحانه و تعالى إلى هذين السببين الرئيسيين
لختيار السلم الرجل للقوامة .
ل الل ّ ُ
ه ما فَ ّ
ض َ ساِء ب ِ َ ن ع ََلى الن ّ َ مو َ وا ُل قَ ّ جا ُ بقوله تعالى ) :الّر َ
َ َ ضهُ ْ َ
ت ت َقان َِتا ٌ حا ُصال ِ َم َفال ّ وال ِهِ ْم َ
نأ ْ م ْ
قوا ِ ف ُ
ما أن ْ َ ض وَب ِ َ م ع َلى ب َعْ ٍ ب َعْ َ
ن
ظوهُ ّ ن فَعِ ُ شوَزهُ ّ ن نُ ُ خاُفو َ ه َوالّلِتي ت َ َ ظ الل ّ ُ ف َ ح ِ ما َ ب بِ َ ت ل ِل ْغَي ْ ِظا ٌحافِ َ َ
َ َ َ ْ
نم َفل ت َب ُْغوا ع َلي ْهِ ّ ن أطعْن َك ُ ْ ن فَإ ِ ْضرُِبوهُ ّجِع َوا ْ ضا ِ م َ ن ِفي ال َ جُروهُ ّ َواهْ ُ
ن ع َل ِي ّا ً ك َِبيرًا( )النساء(34: ه َ
كا َ ن الل ّ َ سِبيل ً إ ِ ّ
َ
قال المام ابن كثير عليه رحمة الله ) :أي هو رئيسها ،وكبيرها و
الحاكم عليها و مؤدبها إذ اعوجت ,بما فضل الله بعضهم على
بعض أي لن الرجال أفضل من النساء و الرجل خير من
المرأة ،و لهذا كانت النبوة مختصة بالرجال ،و كذلك الملك
العظم لقوله صلى الله عليه وسلم ) :لم يفلح قوم ولوا أمرهم
امرأة .[5](...و كذا منصب القضاء ،وغير ذلك ) ،و بما أنفقوا
من أموالهم ( أي من المهور ،و النفقات و الكلف التي أوجبها
الله عليهن في كتابه ،وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم ،
فالرجل أفضل من المرأة في نفسه ،و له الفضل عليها ،
والفضال ,فناسب أن يكون قيما عليها كما قال الله تعالى ) :و
للرجال عليهن درجة (.
و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهم :
) الرجال قوامون على النساء ( )) يعني أمراء عليها أن تطيعه
فيما أمرها به من طاعته ،و طاعته أن تكون محسنة لهلها
حافظة لماله ((][6
و قال المام البغوي عليه رحمة الله ) :بما فضل الله بعضهم
على بعض ( ,يعني الرجال على النساء بزيادة العقل ،و الدين و
الولية ,و قيل :بالشهادة ،لقوله تعالى ) :فإن لم يكونا رجلين
فرجل و امرأتان ,و قيل بالجهاد و قيل بالعبادات من الجمعة و
الجماعة ،و قيل هو الرجل ينكح أربعا .و ل يحل للمرأة إل زوج
واحد ,و قيل :بأن الطلق بيده ,و قيل :بالميراث ,و قيل :
بالدية ،و قيل ,بالنبوة ( ].[7
و قال البيضاوي عليه رحمة الله ) :الرجال قوامون على النساء
) :يقومون عليهن قيام الولية على الرعية وعلل ذلك بأمرين ,و
هبي ،وكسبي ,فقال ) :بما فضل الله بعضهم على بعض ( ,
بسبب تفضيله تعالى الرجال على النساء بكمال العقل ,و حسن
التدبير ,و مزيد القوة في العمال و الطاعات ,و لذلك خصوا
بالنبوة و المامة و الولية ,و إقامة الشعائر و الشهادة في
المجامع القضايا ،و وجوب الجهاد و الجمعة و نحوها ،و زيادة
السهم في الميراث ،و بأن الطلق بيده ) و بما أنفقوا من
أموالهم في نكاحهن كالمهر ،و النفقة ( ].[8
فالسلم إذا جعل القوامة للرجل على المرأة ,لم يشرع
استبداد الرجل بالمرأة ,و ل بإرادة السرة ,ولم يرد أن تكون
تلك القوامة سيف مسلط على المرأة ,و إنما شرع القوامة
القائمة على الشورى ،و التعاون و التفاهم ،و التعاطف
المستمر بين الزوج و زوجته .
قال تعالى )) و عاشروهن بالمعروف ((] [9سورة النساء من
الية .19
و لقوله صلى الله عليه وسلم )خيركم خير للنساء ولبناته((][10
و لقوله صلى الله عليه و سلم )) أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم
خلقا و ألطفه بأهله ((].[11
و لقوله صلى الله عليه وسلم ) الصلة الصلة ,و ما ملكت
إيمانكم ل تكلفوهم ما ل يطيقون الله الله في النساء ,فإنهن
عوان بين أيديكم أخذتموهن بأمانة الله ,و استحللتم فروجهم
بكلمة الله ( ]. [12
و ل يمكننا أن ننسى قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و
سلم )رفقا بالقوارير ( ]. [13
فالنسبة لمبروز كان الجسد مجرد خرقة بالية ملطخة بالقذار ،
ُتطَرح جانبا ً عندما يتحد النسان بالله الروحانى بالكلية .لقد كان
ل) :آه! خذأوغسطين يردد هذه الفكرة باستمرار ،فكم صلى قائ ً
منى هذا الجسد ،وعندئذ أبارك الرب(.
وفى سير حياة القديسين المسيحيين الكبار نجد مثل هذا
الرتياب فى الجسد .لقد اعتاد فرانسيس السيزى أن ينادى
ل) :أخى الحمار(! كما لو كان الجسد مجرد بهيمة غبية جسده قائ ً
شهوانية ،تستخدم لحمل الثقال ،وكثيرا ما كان القديسون
يتعهدون أجسادهم باعتداء يومى من أجل إماتتها بالتعذيب الذاتى
بطرق تقشعر من هولها
البدان) .تعدد نساء النبياء ومكانة المرأة ص (225
ومن الرهبان من قضى حياته عاريا ً ،ومنهم من كان يمشى على
يديه ورجليه كالنعام ،ومنهم من كان يعتبر طهارة الجسم منافية
لطهارة الروح .وكان أتقى الرهبان عندهم أكثرهم نجاسة
وقذارة .حتى أن أحدهم يتباهى بأنه لم يقترف إثم غسل الرجلين
طول عمره .وآخر يقسم أن الماء لم يمس وجهه ول يديه ول
رجليه مدى خمسين عاما ً ،وكان الكثير منهم ل يسكنون إل فى
المقابر والبار المنزوحة والمغارات والكهوف.
وقد روى بعض المؤرخين من ذلك العجائب:
فذكروا أن الراهب )مكاريوس( نام فى مستنقع آسن ستة
أشهر ،ليعرض جسمه للدغ البعوض والذباب والحشرات ،وكان
يحمل دائما ً قنطارا ً من الحديد.
وكان آخر يحمل قنطارين من الحديد ،وهو مقيم فى بئر مهجورة
مدة ثلثة أعوام قائما ً على رجل واحدة ،فإذا أنهكه التعب أسند
ظهره إلى صخرة) .نقل ً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية
والتبشير صفحة (72-71
ل بد أن تتخلص المرأة فى المسيحية من أنوثتها ليتم خلصها فى
الخرة:
يقول اللواء أحمد عبد الوهاب) :على الرغم من أن الكنيسة فى
الغرب قد ل تسمح لعذاراها بالقيام بأعمال الرجال ،فقد كان
اللهوتيون واضحين فى أن العذراء البتول قد أصبحت رجل ً
قت للولدة شرفيًا .لقد كتب جيروم يقول" :بما أن المرأة ُ
خل ِ َ
والطفال ،فهى تختلف عن الرجل ،كما يختلف الجسد عن
الروح .ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من
العالم ،فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ،وستسمى
ل" )تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس( رج ً
وقد قرأنا أيضا ً ما قاله القديس امبروز )أسقف ميلنو فى القرن
الرابع( فهو يعتبر أن )الروح نقيض للجسد( وأن )الجسد شر(.
ويطالب امبروز بالتخلص من الجسد لسمو الروح) :فكر فى
الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد(.
المر الذى جعلهم يتخلصون من المرأة ،لنها الجسد الشرير ،
ومصدر متاعب الحياة وغضب الرب :لذلك "تشكل مجلس
اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500لتعذيب النساء ،وابتدع
وسائل جديدة لتعذيبهن ،وقد أحرق اللف منهن أحياء ،وكانوا
يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "
ولذلك) :ظلت النساء طبقا ً للقانون النجليزى العام ـ حتى
منتصف القرن التاسع عشر تقريبا ً ـ غير معدودات من
"الشخاص" أو "المواطنين" ،الذين اصطلح القانون على
تسميتهم بهذا السم ،لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ،ول
حق فى الموال التى يكتسبنها ،ول حق فى ملكية شىء حتى
ن يلبسنها(.
الملبس التى ك ّ
ولذلك) :نص القانون المدنى الفرنسى )بعد الثورة الفرنسية(
ل عام على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ،حتى ع ُد ّ َ
، 1938ول تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة
المتزوجة) (.عودة الحجاب الجزء الثانى ص (46
ولذلك :كان شائعا ً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون
يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت
بمرض عضال"
ولذلك) :إن القانون النجليزى عام 1801م وحتى عام 1805
حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة
الزوجة(
لذلك :أعلن البابا )اينوسنسيوس الثامن( فى براءة ) (1484أن
الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
لذلك :قال شوبنهاور )المرأة حيوان ،يجب أن يضربه الرجل
ويطعمه ويسجنه(
دق فى الحائط( لذلك قال لوثر) :المرأة كمسمار ي ُ ّ
لذلك قال أرسطو) :الذكر هو النموذج أو المعيار ،وكل امرأة
إنما هى رجل معيب(
لذلك قال الفيلسوف نتشه) :إنها ليست أهل ً للصداقة ،فما هى
إل هّرة ،وقد تكون عصفورا ً ،وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ
ح
ص ُ
وقلب المرأة عنده مكمن الشر ،وهى لغز يصعب حله ،وُين َ
الرجل بأل ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء(.
لذلك قال لوثر) :إذا تعبت النساء ،أو حتى ماتت ،فكل ذلك ل
يهم ،دعهن يمتن
فى عملية الولدة ،فلقد خلقن من أجل ذلك( )تعدد نساء النبياء
ص (235
لذلك قال جيروم ممتهنا المرأة وحقوقها) :إذا امتنعنا عن التصال
الجنسى فإننا نكرم زوجاتنا ،أما إذا لم نمتنع :حسنا ً فما هو
نقيض التكريم سوى الهانة(
ومن عجب العجاب أن تسمع لليوم عن رجال فى أمريكا وفرنسا
يقومون بتبادل الزوجات ،كما لو كانت المرأة عندهم من
الدواب!
وبالنسبة للجنس:
تقول الكاتبة كارين أرمسترونج) :فى القرن الثالث عشر
الميلدى قال الفيلسوف اللهوتى القديس توما الكوينى ،الذى
ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب ،أن الجنس كان دائما ً
شرا ً .. ..وعلى أى حال ،فإن هذا الموقف السلبى لم يكن
محصورا ً فى الكاثوليك ،فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى
أقصى حد بآراء أوغسطين ،وحمل مواقفه السلبية تجاه الجنس
والزواج إلى قلب حركة الصلح الدينى مباشرة .لقد كره لوثر
الجنس بشكل خاص ،على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية
فى حركته المسيحية .لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج
عمله هو أن يقدم علجا ً متواضعا ً لشهوة النسان التى ل يمكن
ل) :كم هو شىء مرعب وأحمق السيطرة عليها .فكم صرخ قائ ً
تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى ل يمكن
سم لنا خصيصا ً
شفاؤه بأى دواء ،ولو كان حتى الزواج الذى ُر ِ ِ
من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا) (.تعدد نساء
النبياء ومكانة المرأة ص (226
)لقد سلم أوغسطين ]القرن الرابع الميلدى[ إلى الغرب تراث
الخوف من الخطيئة ،كقوة ل يمكن السيطرة عليها ،فهناك فى
لب كل تشكيل للعقيدة ،توجد المرأة حواء ،سبب كل هذه
التعاسة ،وكل هذا الثقل من الذنب والشر ،وكل النغماس
البشرى فى الخطيئة .لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معا ً
فى ثالوث غير مقدس .فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين ،ل
يمكن فصل هذه العناصر الثلثة .وفى الغرب بقيت المرأة هى
حواء إلى البد ،هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم .بل إن
إنجاب الولد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى
وينبوع القدرات التى تمتلكها ،نجده فى المسيحية قد غلفه الشر
باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة(
وهانت عليهم المرأة فكتب لوثر يقول) :إذا تعبت النساء ،أو
حتى ماتت ،فكل ذلك ل يهم ،دعهن يمتن فى عملية الولدة ،
فلقد خلقن من أجل ذلك(
ما عن تفسيرات العلماء لهذا النص النبوي فقد جاءت على عدة أ ّ
ن مختلفة ،واختلفها من باب اختلف التنوع ل اختلف معا ٍ
التضاد ،ومن ذلك:
ن نقصان عقلها 1ـ أّنه ـ عليه الصلة والسلم ـ بّين في الحديث أ ّ
جَبر بشهادة امرأة أخرى؛ ن شهادتها ت ُ ْ
من جهة ضعف حفظها ،وأ ّ
وذلك لضبط الشهادة بسبب أّنها قد تنسى أو تزيد في الشهادة ،
ولهذا قال تعالى ) أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الخرى(
سره أهل العلم بأّنه النسيان ،والمرأة معروفة والضلل هنا ف ّ
بطبيعة الحال بأّنها في التفكير والبداع قد تكون أقوى من الرجل
لّنها تستغل التفكير بالعقل اليمن المتجه للبداع والمهارات
البتكارية ،ولكّنها في الحفظ واستذكار المعلومات فهي قليلة
الضبط لها ،وأكثر نسيانا ً من الرجل ؛ وذلك لطبيعة الفطرة التي
كبها الله فيها ،ولذا قال تعالى ):أن تضل إحداهما فتذكر ر ّ
ما سبب نقصان دينها فلّنها في حال الحيض إحداهما الخرى(.وأ ّ
والنفاس تدع الصلة وتدع الصوم ،ول تقضي الصلة )فهذا من
ن المرأة غير مؤاخذة نقصان الدين( .ومما ينبغي التنبيه إليه أ ّ
ن ذلك أمر كتبه الله على بنات آدم ، على هذا النقصان ؛ ل ّ
ن عليه ،رفقا ً بهن وتيسيرا لمرهن .
ً وفطره ّ
ن تكون المرأة ، ما ُيفهم من هذا الحديث أ ْ نم ّ2ـ وقال بعضهم إ ّ
بطبيعتها النثوية أنقص عقل ً من زوجها ،لتستطيع أن تخلب لّبه ،
وقد جاء في حديث آخر):ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب
ن( ولذا فقد تفعل المرأة بعض ب الرجل الحازم من إحداك ّ لل ّ
الشياء ،لتحّبب زوجها فيها من حسن تبعلها له ،وحسن تدللها،
لينجذب لها ،ويميل لحبها ،وقد وصف العرب النساء بهذه
صّية فقال شاعرهم: الخا ّ
ن أضعف خلق الله إنسانا يصرعن ذا اللب حتى ل حراك به وه ّ
لهذا فالمرأة ط َب َعََها الله على ذلك لتؤدي دورها في الحياة
ن الرجل جبله الله على الخشونة والقيام بأمور الزوجية ،كما أ ّ
زوجه ،لتتعادل الحياة الزوجية ما بين الخشونة والنعومة ،ويؤدي
ب الزينة ل من الزوجين دوره تجاه الخر ،لهذا كانت المرأة تح ّ ك ّ
والتجمل والحلي ،ومن كانت هذه غالب اهتماماته الدنيوية ،فإّنه
سيكون عقله منشغل ً بها عن غيرها من الهتمامات الخرى،
ل على ذلك للتصدر للناس في الدعوة والتربية والتعليم ؛ ومما يد ّ
قوله تعالى ):أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين(
فطبيعة من نشأ في الجو المخملي والمترف ،ومن يبحث عن
الزياء و)الموضة(وأدوات التجميل ،أن يكون أكثر تفكيره وطلبه
مّتجها ً لذاك الشيء ،ول يعير اهتماما ً لهموم أخرى إل ّ ما رحم
الله ،وإن كان قد ذكر التأريخ السلمي قديما ً وحديثا ً من النساء
ن ،أو بدعوتهن وتوجيههن ،أو بدمائهن ، طرن بأقلمه ّ اللواتي س ّ
ن المرأة ما يفتخر المسلمون به ،ويفاخرون به المم ،ول ريب أ ّ
المسلمة لعبت دورا ً كبيرا ً في الدعوة إلى السلم والتعلم ،
والجهاد من أجله.
ن المرأة تمّر بفترات وتغّيرات جسدية قد تعاني منها كثيرا 3ـ أ ّ
ً،وقد يكون لذلك أثره البالغ على نفسيتها ،وطريقة تعاملها مع
الناس ،وكذلك على طريقة تفكيرها ،وقد أكدت كثير من
ن له تأثيرا ً شديدا ً على نفسية المرأة ، البحاث الطبية هذا ،وأ ّ
ّ
ما يعّرضها للصابة بالحباط ،وقلة التركيز والكسل ، م ّ
واضطراب الذاكرة ،كما قد تؤثر على سرعة النفعال عندها ،
وتصيبها بالقلق ،والوهن ،وتغير المزاج ،والتوتر ،والشعور
بالوحدة ،وثقل الجسم.
4ـ العقل جاء لعرض الراء ،واختيار الرأي الفضل ،وآفة
الختيار الهوى والعاطفة ،والمرأة بطبعها تتحيز إلى العاطفة
وتتميز بها ،فهي معرضة للحمل ،واحتضان الوليد ،فالصفة
الغالبة عليها العاطفة وهذا مفسد للرأي ؛ ولهذا فهي تحكم على
جبلت عليها،فكانت النساء ناقصات الشياء متأثرة بعواطفها التي ُ
ملها ن أزيد .وأكبر دليل على عاطفة المرأة تح ّ ن عاطفته ّعقل ؛ل ّ
لمتاعب الحمل والولدة ،وصبرها على رعاية طفلها ،ويصعب
على الرجل أن يتحمل ما تتحمله المرأة في ذلك.
ولهذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسّلم ـ يأمر بمراعاة
مشاعر المرأة ؛ لّنها رقيقة ،وعاطفتها تجيش بسرعة وتندفع
بقوة ،وحين كان حادي رسول الله ـ صلى الله عليه وسّلم ـ
يحدو في سفره وهو يسوق ليرّوح عن الناس تعبهم وعن البل
جهدها ،ناداه ـ عليه الصلة والسلم ـ قائل ً له) :يا أنجشة رفقا ً
ى الله عليه وسّلم ـ النساء ّ
بالقوارير( فشّبه رسول الله ـ صل َ
ن.
ن ومشاعره ّ بأّنهن قوارير ،مراعاة لعواطفه ّ
ن المرأة ُتعفى من فروض وواجبات ل ما عن نقصان دينها ؛ فل ّ أ ّ
يعفى منها الرجل ،فهي تعفى من الصلة في دورتها الشهرية ،
وتعفى كذلك من الصيام وقت حيضها ،أو حملها ورضاعها ،
وتعفى من الجهاد ،وصلة الجمعة ،والجماعة في المسجد،
ل من تكاليف الرجل الدينية ، فصارت تكاليف المرأة الدينية أق ّ
جب ِل ِّتها التي فُط َِرت عليها ،وصدق الله حينوذلك تقدير من الله ل ِ
ما
ما اكتسبوا وللنساء نصيب م ّ قال):للرجال نصيب م ّ
اكتسبن(النساء)(32
ن وصف المرأة بهذا الوصف ل يعني ما تجدر الشارة إليه أ ّ وم ّ
ذلك نفيه عن بعض الرجال ،وأّنهم ل يمكن أن يوصفوا به ،
فهناك الكثير من اليات القرآنية التي نفت العقل عن كبراء
القوم ،وعظمائهم من المنافقين والكفار ،لتنكبهم صراط الله
المستقيم ،وإيثارهم الزائلة الفانية ،على الدائمة الباقية ،فهم
ناقصو عقول ،ومنعدمو دين ـ عياذا بالله من ذلك ـ
كما أن حصر الطلق بيد القاضي أمر أثبتت التجارب عدم جدواه
وذلك من نواح عدة منها :
-1الفشل في التقليل من نسب الطلق وهذا أمر أثبتته
إحصائيات الطلق التي سجلت في تونس حيث أن العدد لم
ينقص بل على العكس من ذلك فلقد ارتفع ارتفاعا ً ملحوظا ً "
دم لنتزاع سلطة الطلق من يد الزوج رغم أن المبرر الذي قُ ّ
وإيكاله إلى القاضي هو حماية السرة بإتاحة فرصة للقاضي
ليراجع فيها الزوجين ويحاول الصلح بينهما ،فإن الواقع يثبت أن
نسبة المصالحات الناجحة ضئيلة جدًا ،فمن بين 1417قضية
طلق منشورة في المحكمة البتدائية بتونس في الموسم
القضائي 81-80لم يتم المصالحة إل في عشر منها ،بينما كان
العتقاد أن تعدد الزوجات وجعل العصمة الزوجية بيد الرجل
وعدم تغريمه لفائدة الزوجة هي السباب الرئيسية للطلق وأن
القضاء عليها سيقلل من نسب الطلق ،والحصائيات تثبت أن
شيئا ً من ذلك لم يحدث " .
-2لجوء بعض المحاكم الغربية التي تتوكل بنفسها أمور الطلق
في محاولة منها إلى خفض نسبة الطلق إلى رفض التطليق إذا
لم يكن بسبب الزنى لذلك كثيرا ً ما يتواطأ الزوجان " فيما بينهما
على الرمي بهذه التهمة ليفترقا ،وقد يلفقان شهادات ووقائع
مفتعلة لثبات الزنى حتى تحكم المحكمة بالطلق.
فأي الحالتين أكرم وأحسن وأليق بالكرامة ؟ أن يتم الطلق
بدون فضائح ؟ أم أن ل يتم إل بعد الفضائح ؟ " .
-3-سلطة الزوج ) القوامة (
يعترض المخالفون للشريعة السلمية على مبدأ القوامة الذي
يطلق البعض عليه لفظ "قيمومية " قاصدين بذلك تعريف
القوامة بأنها " تقييم دور الرجل " ،فيتساءلون " :إن هذه
الحقوق الممنوحة للزوج والتي تدعم هذه السلطة أعطته إياها
النصوص القرآنية أو أنها تشكل تحديدا ً " لحالت واقعية " تترجم
فكرة " الدور " الخاص بالرجل والذي ل بد من حمايته ؟" .
إن التخليط في فهم مفهوم القوامة إنما يعود لعتبارهم رئاسة
الرجل على المرأة رئاسة تقوم على الستبداد والظلم ،بينما هي
في الحقيقة رئاسة رحمة ومودة وحماية من الخوف والجوع ،إنه
لو كان في المر استبداد وتسلط من الرجل على المرأة لكان
يحق للرجل أن يمد يده إلى مال زوجته أو يمنعها من أن تتاجر
بمالها والسلم يمنعه من ذلك ،أو أن يجبرها على تغيير دينها
والمعروف ان السلم أباح للمسلم أن يتزوج النصرانية واليهودية
مع احتفاظ كل منهما بدينه .
إن هذه القوامة مبنية على كون الرجل " هو المكلف النفاق
على السرة ،ول يستقيم مع العدالة في شيء أن يكّلف فرد
النفاق على هيئة ما دون أن يكون له القيام عليها والشراف
على شئونها ،وعلى هذا المبدأ قامت الديمقراطيات الحديثة ،
ويلخص علماء القانون الدستوري هذا المبدأ في العبارة التالية :
" من ينفق يشرف " أو " من يدفع يراقب " .
هذا هو الصل ،الزوج ملزم بالعمل والمرأة ليست كذلك ،إذا
أحبت عملت وإذا كرهت جلست ،وما أجمل ما قالته إحدى
الكاتبات المشهورات " أجاتا كريستي " حيث قالت " :إن المرأة
مغفلة :لن مركزها في المجتمع يزداد سوءا ً ،يوما ً بعد يوم ،
فنحن النساء نتصرف تصرفا ً أحمق ،لننا بذلنا الجهد الكبير خلل
السنين الماضية للحصول على حق العمل … والمساواة في
العمل مع الرجل ،والرجال ليسوا أغبياء فقد شجعونا على ذلك
معلنين أنه ل مانع مطلقا ً من أن تعمل الزوجة وتضاعف دخل
الزوج .
ومن المحزن أننا أثبتنا ،نحن النساء ،أننا الجنس اللطيف ،ثم
جهْد ِ والعرق اللذين كانا من نصيب نعود لنتساوى اليوم في ال َ
الرجل وحده " .
-4-تعدد الزوجات
يعترض أنصار حقوق المرأة على نظام تعدد الزوجات الذي يقره
السلم ويعتبرون أن فيه إهدارا ً لكرامة المرأة وإجحافا ً بحقها
واعتداًء على مبدأ المساواة بينها وبين الرجل ،إضافة إلى أن
في هذا المر مدعاة للنزاع الدائم بين الزوج وزوجاته وبين
الزوجات بعضهن مع بعض فتشيع الفوضى ويشيع الضطراب في
حياة السرة ،ولذلك هم َيدعون إلى التأسي بتركيا وتونس اللتان
ألغتا نظام التعدد وفرضتا نظام آحادية الزواج ،مع أن هؤلء
الشخاص لو اطلعوا على إحصاءات المحاكم في هاتين الدولتين
لبدلوا رأيهم أو بعضا ً من آرائهم .
إن أبرز نتائج إلغاء نظام التعدد نورده على لسان الغربيين
أنفسهم الذين يؤكدون على الخلل الذي أصاب المجتمع نتيجة
تزايد عدد النساء بشكل عام حيث تزايد هذا العدد إلى ثمانية
مليين امرأة في أميركا ،وقد أرسلت فتاة أميركية اسمها " ليندا
" رسالة إلى مجلس الكنائس العالمي تقول فيها ":إن
الحصاءات قد أوضحت أن هناك فجوة هائلة بين عدد الرجال
والنساء فهناك سبعة مليين وثمانية آلف امرأة زيادة في عدد
النساء عن عدد الرجال في أميركا ،وتختم رسالتها قائلة :
أرجوكم أن تنشروا رسالتي هذه لنها تمس كل النساء ،حتى
أولئك المتزوجات ،فطالما أن النسبة بين الرجال والنساء غير
متكافئة ،فالنتيجة الكيدة هي أن الرجال سيخونون زوجاتهم ،
حتى ولو كانت علقتهم الزوجية قائمة على أساس معقول " .
إن تزايد عدد النسوة عن عدد الرجال له مبررات عدة منها ما هو
طبيعي ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو خاص .
أما المبررات الطبيعية فتتمثل في القوانين التي تخضع لها
الفصيلة النسانية فيما يتعلق بالنسبة بين الذكور والناث ،فيما
ترجع أهم المبررات الجتماعية إلى أمرين :أحدهما يعود إلى
أعباء الحياة الجتماعية وتوزيع العمال بين الجنسين وكل ذلك
يجعل الذكور أكثر تعرضا ً للوفاة من الناث وأقصَر منهن أعمارا ً ،
وثانيهما أن الرجل ل يكون قادرا ً على الزواج بحسب الوضاع
الجتماعية إل إذا كان قادرا ً على نفقات المعيشة لزوجته وأسرته
وبيته في المستوى اللئق به...على حين أن كل بنت تكون
صالحة للزواج وقادرة عليه بمجرد وصولها إلى سن البلوغ .
بينما تتمثل المبررات الخاصة فيما يطرأ أحيانا ً على الحياة
الزوجية من أمور تجعل التعدد ضرورة لزمة فقد تكون الزوجة
عقيما ً ،أو قد تصير إثر إصابتها بمرض جسمي أو عصبي أو بعاهة
غير صالحة للحياة الزوجية .
فأي المور أصلح للزوجة أن ت َط َّلق وهي مريضة تحتاج إلى
العناية والهتمام وينعت الرجل حينذاك بالصفات الدنيئة من قلة
سة ،والمثل المعروف يقول "أكلها لحمة ورماها خ ّالوفاء وال ِ
عظمة " أم يكون من الشرف للزوجة أن يتزوج عليها مع
احتفاظها بحقوقها المادية كافة ؟
م اختياريٌ وليس إجباريا ً وهو ل يكون إل برضا إن نظام التعدد نظا ٌ
المرأة ،هذا الرضا الذي يحاول كثير من الناس أن ينزعه عن
الفقه السلمي مدعين بأن السلم حرم المرأة من حقها في
اختيار الزوج ،إل أن نظرة ً إلى هذا الفقه تشير إلى اتفاق
الفقهاء على أن المرأة البالغة الثّيب ُيشترط إذنها ورضاها
الصريحين قبل توقيع العقد ،وهذا النوع من النساء هن في
الغالب من يرتضين أن يكن زوجات ثانيات ،أما المرأة البالغة
غير الثّيب فقد اتفق الفقهاء على أن سكوتها المنبئ عن الرضا
يجزئ في صحة العقد ،أما إذا كان هناك قرينة على رفضها
فهناك خلف بين الفقهاء ،يقول الحناف أنه ل يجوز لوليها أن
يزوجها ،بينما قال الشافعية أنه يجوز لولي الجبار وهو ) الب أو
الجد ( أن يزوجها ولكن بشروط منها :
-1أن ل يكون بينه وبينها عداوة .
-2أن يزوجها من كفء ،والكفاءة معتبرة في الدين والعائلة
والمستوى الجتماعي .
-3أن يكون الزوج قادرا ً على تسليم معجل المهر .
كل هذا يصح به العقد وإن كان يفضل أن يتخير لها الولي من
ترتضيه.
أما بالنسبة للزوجة الولى فإن السلم لم يحرمها رضاها بالزوجة
الثانية إذ أباح لها السلم إذا كرهت زواج زوجها عليها أن تشترط
ذلك عند العقد ،فتحمي بذلك نفسها من التجربة .
هذا من وجهة النظر الشرعية أما من ناحية الواقع فإن "
الحصاءات التي تنشر عن الزواج والطلق في البلد العربية
السلمية تدل على أن نسبة المتزوجين بأكثر من واحدة نسبة
ضئيلة جدا ً ل تكاد تبلغ الواحد باللف .
والسبب في ذلك واضح ،وهو تطور الحياة الجتماعية ،وارتفاع
مستوى المعيشة،وازدياد نفقات الولد في معيشتهم وتعليمهم
والعناية بصحتهم " ،إضافة إلى خوف الزوج وخاصة المتدين من
عدم العدل بين الزوجات ،فقد ورد عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قوله ) :من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء
يوم القيامة وأحد شقيه ) خديه ( ساقط ( .
وفي ختام موضوع تعدد الزوجات نؤكد على أن طرح رفض تعدد
الزوجات إنما يخدم أهدافا ً غربية تقوم على تحديد النسل بغية
إضعاف أمة السلم وتقليل عدد أبنائها بحيث ل يشكلون قوة ل
يستهان بها في المستقبل .
-5الرث
إن المطالبة بالمساواة في الرث بين الرجال والنساء أمر غير
غريب على السلم بل إن بوادر هذا المر بدأت منذ نزول الوحي
،فقد جاء في إحدى الروايات عن أسباب نزول الية 32من
سورة النساء في قوله تعالى } :ول تتمنوا ما فضل الله به
بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب
مما اكتسبن ،واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء
عليما ( أن أم سلمة رضي الله عنها قالت " يا رسول الله يغزو
الرجال ول نغزو ،ولنا نصف الميراث " .
فلول وهلة قد يبدو أن السلم ظلم البنت إذ جعل لها نصف حظ
كة الب ،إل أن هذا المر ينافي الواقع إذ إن السلم أخيها من ت َرِ َ
كلف الرجل بما لم يكلف به المرأة فهو المسؤول عن نفقتها
ونفقة عياله وحتى أخواته إذا لم يكن لهن معيل ،بينما لم يكلف
الشرع المرأة بأية مسؤوليات ،فالمال الذي ترثه من أبيها يبقى
لها وحدها ل يشاركها فيه مشارك ،فنصيب البن " معرض
للنقص بما ألقى عليه السلم من التزامات متوالية متجددة ،
ونصيب البنت معرض للزيادة بما تقبض من مهور وهدايا" .
أما حجة نساء اليوم بأن المرأة تعمل وتنفق على بيتها كالزوج
وتشاركه في العباء فلهذا انتفى الحكم التاريخي لهذه الية ،هذا
القول هو أمر مرفوض شرعا ً حتى لو اتفق الزوجين على كتابة
شرط عمل المرأة في العقد صح العقد وبطل الشرط بخلف
بعض القوانين الغربية ومنها القانون الفرنسي الذي يشترط
مساهمة الزوجة في النفقة .
ومن المفيد الشارة هنا إلى أن قاعدة التنصيف في الرث
المبنية على قوله تعالى ) :للذكر مثل حظ النثيين ( ليست
قاعدة مطردة ،لن هناك حالت يتساوى فيها الذكر والنثى كما
في حال تساوي نصيب الب وهو ذكر مع نصيب الم وهي أنثى
في ميراث ابنهما .
-6الشهادة
تطالب الجمعيات النسائية بتعديل القانون اللبناني منسجما ً مع
التفاقيات الدولية التي تدعو إلى إعطاء المرأة الهلية الكاملة
في مركزها وحقوقها القانونية ،وهم يرون أن السلم يقف عائقا ً
أمام تساوي الرجل والمرأة في الشهادة معتبرين أن " قضية
الشهادة هذه منافية لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ،وأنها
مظهر آخر من مظاهر الدونية للمرأة في الشريعة السلمية"
وللرد على مزاعمهم نؤكد على أن التمييز في الشهادة بين
الرجل والمرأة ليست مطلقة بل هي تختلف من حالة إلى
أخرى ،وهي على أقسام :
-1شهادة التي ل يقبل فيها شهادة المرأة مطلقا ً وهي شهادة
القصاص والحدود ذلك لن هذه القضايا تثير موضوعاتها عاطفة
المرأة ول تقوى على تحملها.
-2شهادة المبايعة والمداينة وهي التي ُيطلب فيها شهادة رجلين
أو رجل وامرأتين بناء على قوله تعالى ) :واستشهدوا شهيدين
من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون
من الشهداء أن تضل إحداهما تذكر إحداهما الخرى (
وهذا التمييز في هذا النوع من الشهادة ليس تمييزا ً عبثيا وإنما
ً
يعود إلى الفوارق الفطرية والطبيعية بين الرجل والمرأة ،حيث
أن المرأة لقلة اشتغالها بالمبايعات معرضة أكثر من الرجل
للضلل الذي هو نسيان جزء وتذكر جزء آخر ،ويعود سبب ضلل
المرأة أكثر من الرجل إلى طبيعة تركيبة جسمها الذي يجعلها
تتأثر بسرعة مما يعرضها لعدم الثبات.
-3شهادة اللعان التي تتساوى فيها شهادة الرجل وشهادة المرأة
كما في حال اللعان ،وهي الحالة التي يحصل فيها اتهام بالخيانة
الزوجية ،قال تعالى ) :والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم
شهداء إل أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن
الصادقين * والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين *
ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين
* والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ( .
-4شهادة الولدة وإحقاق النسب للمولود والرضاعة كلها
شهادات التي تنفرد فيها المرأة دون الرجل ،كما جاء عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم " فقد روي عن عقبة بن الحارث ،أنه
تزوج أم يحيى بنت أبي أهاب .فجاءت امرأة وقالت " :لقد
أرضعتكما " فسأل عقبة النبي صلى الله عليه وسلم فقال :كيف
وقد قيل ؟ ففارقها عقية ،فنكحت زوجا ً غيره " .
يتبين لنا مما سبق أن وجوب وجود امرأتين في الشهادة مع رجل
واحد ،هو أمر خاص في المداينة فقط دون سائر أنواع
الشهادات مما ينفي وجود تمييز في الحقوق بين الرجل والمرأة
ل ما في المر أن الدين ج ّ
ومما ينفي المساس بكرامة المرأة بل ُ
الحنيف يهدف إلى توفير الضمانات في الشهادة وزيادة الستيثاق
ليصال الحق إلى أصحابه .
الخاتمة
إن السلم أعطى المرأة حقوقا ً وفرض عليها واجبات يجب عليها
مراعاتها عندما تطالب بأي حق يمكن أن ل يتناسب مع ما فرضه
عليها السلم ،من هذه الحقوق تلك التي تطالب التفاقيات
الدولية بها والتي يتعارض تطبيقها مع الشريعة السلمية في عدة
نواح منها:
ل ما تطالب به من ج ّ -1كونها ل ترضي المرأة المسلمة لن ُ
حقوق قد مارستها المرأة المسلمة منذ أربعة عشر قرنا ً .
-2إن الحقوق التي شرعها السلم للمرأة هي ثابتة لنها موثقة
بآيات قرآنية وبأحاديث نبوية شريفة وهي بالتالي ملزمة للرجل
والمرأة على حد سواء .
-3إن هذه التفاقيات أغفلت ناحية هامة هي الناحية الروحية
والعقائدية .
-4إن حقوق المرأة في التجاهات الدولية هي حقوق غير ثابتة
لنها من وضع النسان .
-5إن هذه التفاقيات بمجمل موادها أغفلت الخصائص المميزة
لكل شطر من شطري النفس الواحدة أعني الذكورة والنوثة
والختلفات الجسدية والفيزيولوجية منها .
في الختام ،ندعو الله سبحانه وتعالى أن يثبت المرأة المسلمة
على دينها ويهديها إلى ما يحاك لها من مؤامرات تهدف إلى
تدميرها عبر تدمير أسرتها ودفعها إلى مخالفة فطرتها،
فالتفاقيات الدولية ل تهتم بسعادة المرأة أو شقائها وإنما تهتم
بقضايا أكبر تطال الدول الكبرى التي وضعتها والتي من أهمها
تحديد النسل في الدول النامية حتى ل تشكل في المستقبل قوة
تشكل خطرا ً عليها ،وهذا المر أكد عليه " هنري كيسنجر "
مستشار الرئيس الميركي السبق عام 1974م .عندما قال :
"إن هناك 13دولة من بينها ست دول مسلمة ذات كثافة سكانية
عالية وللوليات المتحدة فيها مصالح سياسية واستراتيجية ،لهذا
ل بد من تنفيذ سياسات لخفض سكانها حتى ل تصبح أكثر قوة
مما هي عليه الن " .
هذا ما يخطط لنا فهل من يسمع أو يعتبر ...والسلم عليكن
ورحمة الله وبركاته.
الفهرس
القرآن الكريم
كتب السنة النبوية الشريفة .
-1الدكتور مصطفى السباعي ،المراة بين الفقه والقانون ،
المكتب السلمي ،بيروت ،الطبعة السادسة 1404 ،هـ ،
1984م.
-2الدكتورة سامية عبد المولى الشعار ،أسس حرية المراة في
التشريع السلمي ،دار الفلح للنشر ،الطبعة الولى 1420 ،هـ ،
1999م.
-3الدكتورة سامية عبد المولى الشعار ،بحث تحت عنوان "
منهجية في التقارب ما بين الفقه السلمي وقوانين الحوال
الشخصية " .
-4محمد رشيد العويد ،من أجل تحرير حقيقي للمراة ،دار ابن
حزم ،بيروت ،الطبعة الولى 1413 ،هـ 1993 ،م.
-5الشيخ راشد الغنوشي ،المراة بين القرآن وواقع المسلمين ،
المركز المغاربي للبحوث والترجمة ،لندن ،الطبعة الثالثة ،
1421هـ 2000 ،م. .
-6فدى عبد الرزاق القصير ،المراة السملمة بين الشريعة
السلمية والضاليل الغربية ،مؤسسة الريان ،بيروت ،الطبعة
الولى 1420 ،هـ 1999 ،م.
-7الدكتور علي عبد الواح وافي ،المرأة في السلم ،دار نهضة
مصر للطبع والنشر ،القاهرة ،الطبعة الثانية .
د .نهى قاطرجي
==================
رسالة إلى المرأة
رسالتي هذه إلى المرأة،الم الرؤوم الحنون،والزوجة العفيفة
المصون،والخت والبنة الغالية اللؤ المكنون.رسالة إلى صانعة
الرجال،إلى مربية الجيال.رسالة إلى جالبة العظماء ومقدمة
الشهداء.
تحية طيبة عطرة نقية سلم الله عليك ورحمته وبركاته أما بعد:
مما ل شك فيه ان المرأة في المجتمع كالقلب في الجسد إذا
ما
صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع كله .ول ّ
رأيت تلك الهجمة الشرسة وتلك الضربات الموجعة للمرأة
للمرأة المسلمة عامة والشرقية العربية خلصة لزم التنويه:
أختي في الله لقد نصب دعاة التحرير والتغريب شراكهم لليقاع
بك ووجهوا اسهمهم نحوك لليقاع بك ،حقدا وحسدا من عند
ما رأوا تكريم السلم لك أختي أنفسهم ،لقد أكلهم الكره أكل ل ّ
وهنا مربط الفرس "تكريم السلم" تعالي أختي نناقش هذه
المسألة بمنطق عقلي:
ما المسألة " :يقولون أن السلم حرر المرأة وكرمها دون سائر
الديان ولكنه في حقيقة المر استعبدها واستبقاها خادمة للرجل"
هذه هي المسألة إذا فلنحرر المرأة ولكن مهل أي تحرير
تقصدون يا سادة؟:
يردون قائلين:
أول :أن تخلع النسوة حجابهن فهو رمز للتخلف والتأخر وأن
للمرأة أن تساير الموضة.
ثانيا :أن تتعلم جنبا إلى جنب مع الرجل.
ثالثا :أن تعمل فأي المجالت شاءت.
فهذا هو التحرر وياله من تحرير.أن تتحرر المرأة بخلع
الحجاب،ومال الحجاب ومال الحرية-ألم أقل إنه حقد وكره -هل
سيعوق الجلباب والخمار وأحيانا النقاب تلك الحرية ام ماذا؟أم
أن هذه الشياء تكبلها؟وإذا خلعتها هل هي حرة؟ هيهات هيهات
وكيف ذلك؟
عندما خلعت المرأة حجابها وتنازلت عن جلبابه وخمارها ونقابها
أصبحت تركض وراء المموضة وتلهث خلفها،ظهر الفستان
الفلني في المكان كذا ولون الشعر هذا يقدمه المحل ذاك
وهكذا وهكذا وهكذا وهكذا ....فأصبحت لعبة في يد مصمم أزياء
ومصفف شعر وهوس صاحب محل وثقافة استهلكية جامحة،بل
الدهى والمر عندما تخلت المرأة المسلمة عن حجابها كان ولبد
وأن تتجه النظار إليها إذا فلبد وأن تحافظ على جسمها ونقلوا
لنا المواصفات القياسية لهذا الجسم فترى كثيرا من البنات إذا
زدن جراما واحا أصابهن الرق والقلق من هذا الجرام والبعض
الخر يتبعن نظام حمية قاس)ريجيم( ولكن ما لم ينقلوه لنا هو
أن بعض تلك النظمة تفضي إلى الكتئاب وفي بعض حالته
النتحار.كنت قد قرأت في أحد المواقع أن هناك في الغرب
مرض يدعى اضطراب الكل أو الخوف من الكل يصل إلى درجة
التقيؤ عند أكل أي شئ فيصاب المريض إلى انهيار في أجهزته
الداخلية وخلص صاحب البحث أن سبب قلة وجود هذا المرض
في المجتمعات المسلمة هو الحجاب-الجلباب والخمار-لن
المرأة المسلمة ليست في حاجة إلى ان تكشف عن جسدها
وبالتالي لن يحملق فيها الغادي والرائح ول تستطيع رد أسهم
إبليس الموجهة نحوها من منافقي هذا العصر ،فها أنت أصبحت
أسيرة جسدك بل والطامة الكبرى والبلء العظم أنك أصبحت
أسيرة –وياللمفارقة -للرجل!!!.
هل لحظتي أنه الن ليوجد إعلن إل وفيه بنت تتعرى وتتلوى
لماذا ؟ لتشد النظار لها ويستطيع صاحب العلن أن أن يجعل
المشاهد يسمع كل ما يريد فأصبحت بذلك يا أختي عبدة لذلك
الرجل المريض والمشاهد الشره وكذلك في المحال التجارية
والشركات،المرأة ممزقة بين هذا وذاك،فتحرري يا أختي بحجابك
الشرعي تحرري من سيطرة هؤلء عليك هذا من ناحية ترك
الحجاب والتحرر.فماذا عن التعلم جنبا إلى جنب مع الرجل؟ .هل
ل يجوز العلم إّل بجانب الرجال ومنهم البر والفاجر؟أم ماذا؟ أين
التحرر هنا؟هل في إغواء الرجال للنساء وإيذائهم لهن أم في
إغواء النسوة للرجال؟هل في معاداة الرجال ومناطحتهم؟ل
أدري صراحة في أي من ذلك تكون المساواة والحرية؟ ،ماذا عن
المواصلت؟لو دققت النظر أختاه لوجدت أنك فعل قد ظلمت،
فأنت مضطرة إلى مكابدة عناء المواصلت والزحام يوميا
ومشاحنة الرجال بل أحيانا الركض وراء المواصلت لكي تلحقي
بعملك وللسف قد ذهبت غيرة النساء على أنفسهن والرجال
على زوجاتهن وأصبح التلمس ليمثل مشكلة.وكل هذا لماذا؟
لكي تأتي في آخر الشهر وتعطي المرتب لزوجك –مازلت
تعملين للرجل -وتأخذي نصفه إن لم يكن ثلثة أرباعه دواء لك –
ضغط،أعصاب،برد -ودعك من المادة ماذا عن زوجك واولدك ألم
تقصري في حقوقهم بما ل تعوضه نقود الدنيا ومن النسوة من
يقلن أنا أعمل لبني مستقبلي وأثبت ذاتي فأقول لها اعملي
واجتهدي ولشك عندي أنك ستنجحين بل وتصبحين وزيرة
ورئيسة دولة ولكن بعد ماذا بعد أن أصبحت رجل ونسيت انوثتك
ولكن هذه النوثة ستظل قابعة في مكان ما مظلم من وجدانك
تنتظر اللحظة المناسبة لتنقض عليك وتفترسك جّراء ما فعلته بها
فتشعرين بها عندما ل تجدين حولك سكنك )زوجك( وأولدك
وماذا تنتظرين من زوج تركتيه وأولد هجرتيهم عندها فقط
ستعترفي بأنك إمرأة .ها قد ناقشنا في إيجاز بعض شروط
التحرر الغربي)السر والعبودية والذل والمهانة والوحدة( ونكمل
في المرة القادمة كلمنا –إن شاء الله -فإلى لقاء عسى أن
يكون قريبا.
سبحانك اللهم وبحمدك ل إله أنت أستغفرك وأتوب إليك.
إسماعيل أمين
==================
متعلقة بالمـرأة مثارة حـول :حول قضايا ُ شبهات ُ
المسلمـة
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
هذا السؤال وصلني عبر البريد :
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى /الشيخ العلمة أمد الله في عمره
شيخنا الجليل :بعد الحتلل المريكي صدر كتاب اسمه ) :قضايا
مثارة حول المرأة المسلمة ( لكاتب معروف بدرجة أستاذ دكتور
-رئيس ما يسمى بالحزب السلمي العراقي -وقد تضمن هذا
الكتاب الكثير من الراء التي فاجأتنا نرجو من سيادتكم الجابة
عليها :
1ـ ذكر حالت جديدة في عصرنا حول موضوع سفر المرأة
فقال في ص : 33
أستاذة في كلية علمية ُتدعى مع زميلتها ومع زملئها إلى مؤتمر
زلن في فندق عالمي يسافرن بالطائرة في إطار وفد علمي ،وين ْ ِ
معروف مهيأ للوفد جميعا ،فل يمكن أن نقول إن سفرهن حرام
لنهن لسن مع أزواجهن ،لن طبيعة هذا السفر ل تشبه السفار
القديمة ،ولكن لبد أن يوافق الزوج على هذا السفر ،والزوج
الذي زوجه بهذا المستوى العلمي لبد أن يكون في مستواها ول
يتعسف في استعمال حقه .
2ـ وقال في ص 49من الكتاب :
فالنقاب ل يدخل في أصل الحجاب ول في قوله تعالى ) :إل ما
ظهر منها (
والحجاب الكامل فرض على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ،
والدليل على أن هذا الحجاب الكامل خاص بنساء النبي صلى الله
َ
ساِء (
ن الن ّ َ
م َ
حد ٍ ِ ن ك َأ َ ي لَ ْ
ست ُ ّ ساَء الن ّب ِ ّ
عليه وسلم قوله تعالى َ ) :يا ن ِ َ
.
إلى أن قال :ولكني أدعو النساء إلى عدم لبس النقاب في
عصرنا هذا لنه منفر مخالف للخذ باليسر ،ولنهن في الكليات
والدوائر والمؤسسات وحتى الطرقات يحتجن إلى إظهار
وجوههن لكي يعرفن .
3ـ في ص 70وعند كلمه عن صوت المرأة هل هو عورة أم
ل ؟ و هل الغناء حرام أم ل ؟ قال :
فإذا كان صوت المرأة ليس عورة في الكلم الطبيعي ،فلماذا
يكون عورة إذا أنشدت قصيدة أو أنشودة في الفضيلة والجهاد ،
والدعوة إلى السلم والخير أمام الرجال في احتفال عام على
خشبة المسرح أو بدون حضور الرجال ،إذا كانت في كل ذلك
ملتزمة بضوابط الحجاب السلمي ،وعدم الخضوع بالقول
والتصنع في إغراء الرجال .
4ـ وفي ص 71قال عن تمثيل المرأة :
وأما تمثيل المرأة سواء أكانت على خشبة المسرح أم في
المسلسلت أم في الفلم ،إذا انضبط بضوابط السلم مع وجود
المحارم ،فلماذا يكون حراما ،إذا لم يحصل فيه الختلء أو
الختلط الفاحش .
5ـ في ص 86في حديثه عن اتخاذ الرقاء قال :
وفي العصر الحديث أدركت البشرية ظلم هذا النظام القاهر ،
فقررت دولها إلغاءه نهائيا من حياة البشرية ،وأقرت ذلك في
مواثيق حقوق النسان الصادرة من المم المتحدة .
والسلم يرحب بذلك أعظم ترحيب ،لنه دين الخوة النسانية ،
ولذلك وقعت الدول السلمية على تلك المواثيق .إن إطاعة
لشريعة السلم أو اّتباعا للسياسة الدولية ،والمسلمون عند
شروطهم ول يجوز لهم اتخاذ العبيد في الحرب طالما أن المم
الخرى ل تفعل ذلك
فما هو الرأي الشرعي في هذه المسائل ؟
الجواب :
بارك الله فيك أخي الكريم
وأريد أن أسأل سؤال قبل الرد والجواب :
عرف هذا الدكتور ؟! ما هو الحرام إذا ً في ُ
وما هي الضوابط الشرعية التي أبقاها ِلحفظ العراض ؟!
وأقول :كان حق هذا الكتاب أن يكون الجزء الثاني من كتاب :
الحلل والحلل في نظره !
نذي َوَيصدق على هذا الكتاب وهذه الراء قوله تعالى ) :فَت ََرى ال ّ ِ
م(ن ِفيهِ ْ عو َ سارِ ُ ض يُ َمَر ٌم َ ِفي قُُلوب ِهِ ْ
قال المام ابن جرير الطبري في التفسير :فتأويل الكلم إذن :
فترى يا محمد الذين في قلوبهم مرض وشك إيمان بنبوتك
وتصديق ما جئتهم به من عند ربك ُيساِرعون فيهم يعني في
اليهود والنصارى .ويعني بمسارعتهم فيهم مسارعتهم في
مصانعتهم .اهـ . موالتهم و ُ
م( :في ِرضاهم . ن ِفيهِ ْ عو َ سارِ ُوقال ابن قتيبة )ي ُ َ
شُبهات أقول مستعينا بالله : وقبل الرد ّ على هذه ال ّ
أول ً :ل ُبـد ّ أن ُيعلم أن دين الله واحد ثابت ل يتغّير ،وقد تتغّير
الفتاوى الجتهادية ) المبنية على اجتهاد ( أما ثوابت السلم
دل . وقواطع الدلة فل تتغّير ول تتب ّ
فل يصح – عقل ً ول شرعا ً – أن يأتي مأفون فيقول :الصلة كانت
مة رياضة ونوادٍ ُتناسب ذلك الوقت والّزمان حيث لم يكن ث ّ
رياضية ! أما اليوم فتوجد أندية رياضية وممارسات رياضية ُتغني
جد من قال بهذا القول الساقط المرذول من عن الصلة ! وقد وُ ِ
كل وجه !
ول يصح – عقل ً ول شرعا ً – أن ُيقال :إن الحج ل ُيناسب العصر
قة ! لما فيه من ِزحام ومش ّ
دل .
لن هذه ثوابت شرعية ل تتغّير ول تتب ّ
كفركما ل يصح – عقل ً ول شرعا ً – إلغاء الحدود لن بعض أمم ال ُ
ترفض إقامة الحدود !
خْلق هو الذي شرع الشرع بأوامره ونواهيه خَلق ال ْ َوالذي َ
ف
طي ُ ّ َ َ َ
خلقَ وَهُوَ الل ِ ن َ م ْ
م َ
وزواجره .قال تعالى ) :أل ي َعْل ُ
خِبيُر ( .ال ْ َ
صددون في هذا الجانب ،فل يجوز رد ّ ن ّ وقد كان السلف ُيش ّ
صحيح لمتغّيرات العصر ،ول ل ِعَد َم ِ قبول بعض العقول له !
ي حديثا ،فقال له رجل :تأخذ به يا ذكر الشافع ّ قال الحميدي َ :
أبا عبد الله ؟ فقال :أفي الكنيسة أنا ؟! أو ترى على وسطي
زنارا ؟! نعم أقول به ،وكلما بلغني عن النبي صلى الله عليه
ت به . وسلم ُقل ُ
وقال الربيع بن سليمان :سمعت الشافعي وسأله رجل عن
مسألة ،فقال له ُروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه
المسألة كذا وكذا ،فقال له السائل :يا أبا عبد الله تقول به ؟
قال :فرأيت الشافعي أرعد وانتفض ،وقال :يا هذا أي ارض
ظلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله قّلني ،وأي سماء ت ُ ِ تُ ِ
ي السمع والبصر . عليه وسلم حديثا فلم أُقل به ؟ نعم ع َل َ ّ
دث أبو معاوية الضرير هارون الرشيد بحديث " احتج آدم وح ّ
وموسى " فقال رجل شريف :فأين لقيه ؟ فغضب الرشيد وقال
:النطع والسيف ! زنديق يطعن في الحديث .فما زال أبو
كـنه ويقول :بادرة منه يا أمير المؤمنين .حتى سكن . معاوية يس ّ
حد ّث ْ َ
ت قال المام الذهبي بعد أن ساق قول أبي قلبة " :إذا َ
سنة فقال :دعنا من هذا ،وهات كتاب الله ،فاعلم أنه الرجل بال ّ
ضال .
ثم عّلق عليه بقوله :
قلت أنا :وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول :دعنا من الكتاب
والحاديث الحاد وهات العقل ،فاعلم أنه أبو جهل !!
من العقل من النقل و ِ وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول :دعنا ِ
وهات الذوق والوجد فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر ،أو
ل فيه ! فإن جبنت منه فاهرب وإل فاصرعه وابرك على ح ّقد َ
صدره واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه ! انتهى كلمه .
وقال أبو سليمان الداراني :إنه لتمر بقلبي النكتة من نكت القوم
فل أقبلها إل بشاهدي عدل من الكتاب والسنة .
وقال النصر آبادي :أصل هذا المذهب ملزمة الكتاب والسنة ،
وترك الهواء والبدع ،والقتداء بالسلف ،وترك ما أحدثه
الخرون ،والقامة على ما سلكه الولون .
طراح الحاديث ورد ّ الدلة بهذه الصورة ِبدعوى فل َيجوز ا ّ
مسايرة الواقع ! التماشي مع روح العصر – زعموا – أو ُ
ثانيا ً :ل ُبـد ّ أن ُيعَلم أن الشريعة السلمية جاءت بتحقيق
المصالح وتكميلها ،وإعدام المفاسد وتقليلها .
قة أو راجحة ،ول تنهى عن ق َمتح ّ وأنها ل تأمر بشيء إل ومصلحته ُ
قة أو راجحة . ق َ
متح ّ شيء إل ومفسدته ُ
فليست ألوامر والنواهي لمجّرد التكليف ،ول لتعذيب العباد
لنفسهم ،بل هي الغاية في تحقيق المصالح ودفع المفاسد
مضاّر . وال ْ َ
كما أن الشريعة السلمية جاءت ِبحفظ الضرورات الخمس ،
وهي :
فس والِعرض والمال . دين والعقل والن ّ ْ ال ّ
قال المام الشاطبي :فقد اتفقت المة بل سائر الملل على أن
ت للمحافظة على الضروريات الخمس ،وهي : ضع ْ الشريعة وُ ِ
الدين والنفس والنسل والمال والعقل وعلمها عند المة
كالضروري
ت في صل َ ْ
ف ّ وقال :فالضروريات الخمس كما تأصلت في الكتاب ت َ َ
سنة .اهـ . ال ّ
محَرم ، حفظ المرأة ،وأن ل ُتسافر إل مع ذي َ ومن هذا الباب ِ
ليس ِلعدم الثقة بها ،وإنما من باب المحافظة عليها ،لنها
عف ،كما في مضا َ ت من ضعف ُ خِلق ْ خلقتها ،إذ ُ ضعيفة في اصل ِ
ن ب َعْدِم ْ ل ِجعَ َ م َ ف ثُ ّ ضعْ ٍ ن َ م ْ م ِقك ُ ْخل َ َ
ذي َ ه ال ّ ِ قوله تعالى ) :الل ّ ُ
خِلق من ة( فالّرجل ُ فا وَ َ
شي ْب َ ً ضعْ ً ن ب َعْد ِ قُوّةٍ َ م ْ ل ِ جعَ َ م َ ف قُوّة ً ث ُ ّ ضعْ ٍ َ
ت حواء ،كما في قوله تعالى : خِلق ْ ضعف ،ومن هذا الضعف ُ
جَها( . من َْها َزوْ َ خل َقَ ِ حد َةٍ وَ َ س َوا ِ ف ٍ ن نَ ْ م ْ
م ِ قك ُ ْخل َ َ ) َ
ق
وهذا الضعف أنسب للمرأة إذ هو أنسب للنثى لتكون أر ّ
حـَنى على ولدها ،وطبيعة المرأة شاهدة بذلك طف ،ولتكون أ ْ وأل َ
.
فظ هو ما يكون له َقدر كبير ،وله مكانة في ثم إن ما ُيح َ
قده فس ،وَيعّز على النسان أن َيف ِ الن ّ ْ
طرح الّزَبل أل ترى أن النسان ُيغلق البواب على أمواله ،بينما ي َ ّ
كلب ؟! في ممّر ال ِ
زلة الّزَبالة ! ت المرأة بمن ْ ِ جَعل ْ فالحضارة الغربية َ
درة والجوهرة النفيسة . جَعل المرأة بمثابة ال ّ بينما السلم َ
فظ المرأة من كل ما َيشينها أو َيخدش حياءها . فالسلم ح ِ
مسِلمة ذف ُ رع جلد من قَ َ ش ِ فظ لها كرامتها وصاِنها ،ولذا ُ وح ِ
مهِْلكات ،كما في قوله عفيفة ،واعت ُِبر ذلك في السلم من ال ْ ُ
كر منهن – : صلى الله عليه وسلم :اجتنبوا السبع الموبقات – وَذ َ َ
وقذف المحصنات المؤمنات الغافلت .رواه البخاري ومسلم .
محَرم : ثالثا ً :ما يتعلق ِبسفر المرأة من غير َ
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة من غير
محَرم ولو كان ذلك لداء فريضة الله التي َفرض على عباده ، َ
ولو كان ذلك لداء فريضة الحج .
ن رج ٌ
ل ولذا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ل يخلوَ ّ
حَرم ،ول تسافر المرأة إل مع ذي محرم . بامرأةٍ إل ّ مع ذي َ
م ْ
تة ،واكت ََتب ُ ج ً
جت حا ّ خر َل الله امرأتي َ ل فقال :يا رسو َ قام رج ٌ
ج مع امرأِتك .رواه ح ّ في غزوةِ كذا وكذا ،قال :انطلق ف ُ
البخاري ومسلم .
فهذا الرجل لم يأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج
للجهاد في سبيل الله ويترك امرأته تذهب للحج
ج مع امرأتهبل أمره أن ينطلق ليح ّ
ل على وفي تعبيره صلى الله عليه وسلم بـ " انطلق " ما يد ّ
السرعة .
كما أنه عليه الصلة والسلم لم يسأله :هل امرأتك مع رفقة
صالحة ؟ ونحو ذلك .
وقال عليه الصلة والسلم :ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم
حَرم .رواه البخاري ومسلم م ْالخر ُتسافر مسيرة يوم إل مع ذي َ
.
وفي رواية لمسلم :ل يحل لمرأة مسلمة تسافر مسيرة ليلة إل
ومعها رجل ذو حرمة منها .
ت روايات فيها يومين ،وأخرى فيها :ثلثة أيام . وقد وََرد ْ
وهذا يقول فيه العلماء :ل مفهوم للعدد .
قال المام النووي :وفي رواية لبي داود " :ول تسافر َبريدا ً "
والبريد مسيرة نصف يوم .قال العلماء :اختلف هذه اللفاظ
خِتلف المواطن ،وليس في النهي عن خِتلف السائلين وا ْ ل ْ
الثلثة تصريح بإباحة اليوم والليلة أو البريد .قال البيهقي كأنه
سِئل عن المرأة ُتسافر ثلثا بغير محرم صلى الله عليه وسلم ُ
سئل عن سفرها يومين بغير محرم فقال :ل . فقال :ل .و ُ
دى كل منهم سئل عن سفرها يوما فقال :ل ،وكذلك البريد ،فأ ّ و ُ
مَعه في ما سمعه ،وما جاء منها مختلفا عن رواية واحد فس ِ
مواطن ؛ فروى تارة هذا وتارة هذا ،وكله صحيح ،وليس في هذا
رد صلى الله ل ما يقع عليه اسم السفر ،ولم ي ُ ِ كله تحديد لق ّ
عليه وسلم تحديد أقل ما يسمى سفرا ً ،فالحاصل أن كل ما
يسمى سفرا ت ُن َْهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم ،سواء كان
ثلثة أيام ،أو يومين ،أو يوما ،أو بريدا ً ،أو غير ذلك ،لرواية بن
عباس المطلقة وهي آخر روايات مسلم السابقة " :ل تسافر
مى سفرا ً . س ّ امرأة إل مع ذي محرم " وهذا يتناول جميع ما ي ُ َ
والله أعلم .اهـ .
ل إجماع بين العلماء . مح ّ محرم َ وتحريم سفر المرأة من غير َ
ل به على عدم قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري :واست ُد ِ ّ
جواز السفر للمرأة بل محرم ،وهو إجماع في غير الحج والعمرة
ل ذلك من شرائط الحج جعَ َ والخروج من دار الشرك ،ومنهم من َ
.اهـ .
ج.حَرم من شروط الح ّ م ْ ْ
أي أن من العلماء من جعل ال َ
محَرم إل في فلم َيختِلف العلماء في تحريم سفر المرأة من غير َ
مسألتين – ذكرهما ابن حجر – وهي:
الحج والعمرة والهجرة من دار الشرك .
والصحيح أنه ل َيجوز للمرأة أن ُتسافر للحج أو العمرة إل مع ذي
محرم للحديث السابق . َ
وأما قوله ) :فل يمكن أن نقول إن سفرهن حرام لنهن لسن مع
أزواجهن ،لن طبيعة هذا السفر ل تشبه السفار القديمة(
زلون في خيام أو فأقول :كان الناس في السفار القديمة ي َن ْ ِ
تحت أشجار ،وهي ل َتستر ول َتحجب إل قليل ً ،وهو أبعد عن
الخلوة ،خاصة في أسفار الجماعات .
لكنه في هذا الزمان ُيرى في الطائرات – فضل عن الفنادق
علم يقين أن فساد الناس في هذا والمقاهي – ما ُيعَلم معه ِ
الزمان أولى بالمنع .
مّتجهة إلى شرق آسيا ،وهي كنا في طائرة ُ ول زلت أذكر أننا ُ
مليئة بالنساء من غير محاِرم لهن ،وفي الطائرة بعض سفهاء
الحلم ! فما أن أقلعت الطائرة حتى تأّبط كل واحد منهم ذراع
خذ امرأة !أو ف ِ
قل على العفاف السلم ! وإذا غاب الرقيب ف ُ
عم أحدهم أنه يتفاهم معها ! كما َزعم أن لديها فلما أنكرت ذلك َز َ
عمالة ! مكتب استقدام ! وأنه يتفق معها على استقدام َ
فاه ؟! ش َ فقلت له :عجبا ! أوَ َيكون التفاهم بال ّ
صل بك سوء الظن إلى هذه الدرجة ؟! قال :وَ َ
قلت :إذا كان المر كما تقول :فما حاجة أن يكون فخذك بين
فخذيها في طائرة ؟!
جل وأطرق ، خ ِفَنظر إلى فخذه ،وإذا هو ل َيزال بين فخذيها ! ف َ
ثم أبدى اعتذاره فيما بعد .
فالشاهد من هذا أن وسائل السفر الحديثة وكذلك وسائل
سبق في عى لرتكاب الفاحشة ،ولوقوع المحذور مما َ السكن أد ْ َ
الزمنة الماضية .
والفنادق في زماننا هذا ادعى للفساد والّريَبة ،وذلك لوجود
زيل فندق أن يتصل وأن ُيرّتب أمره ، وسائل التصال ،فُيمكن لن َ ِ
وأن يستقبل من شاء ،وأن َيخلو به ،من غير حسيب ول رقيب .
جر بالغرائز ،وُتثير ضف إلى ذلك ُوجود القنوات الفضائية التي ُتتا ِ أ ِ
شهوات . ال ّ
وكم من الناس سأل عن وقوعه في الفاحشة ،وكان سبب ذلك
جرة ، أنه سكن في فندق فنظر ابتداء إلى تلك القنوات الفا ِ
ت عليه شابة تعمل خل ْ فتأججت شهوته ،وثارت غريزته ،وربما د َ َ
ت له َقصدا ً ؛ إما لغوائه ،أو ُ
سل ْ في الفندق ،أو تكون أر ِ
لبتزازه ! أو لهما معا ً !
مْنعثم إن فساد كثير من الناس – أو ُقل بعض الناس – يستدعي َ
محّرم . مَباح فضل عما هو ُ ما هو ُ
ن رسول ومن هنا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :لو أ ّ
الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد
ت نساء بني إسرائيل .قال يحيى بن سعيد :فقلت من ِعَ ْ
كما ُ
لعمرة :أنساء بني إسرائيل منعهن المسجد ؟ قالت :نعم .رواه
البخاري ومسلم .
ن
سع َ ن وتو ّ حد َث ْ َمنعت نساء بني إسرائيل من المساجد لما أ ْ وإنما ُ
في المر من الزينة والطيب وحسن الثياب .ذكره النووي في
شرح مسلم .
ومن باب السياسة الشرعية والداب المرعية أن ُيمَنع الناس
سعوا فيه . مندوحة إذا تو ّ فيما لهم فيه َ
قال ابن حجر في موضوع آخر مشابه :وفائدة نهيهن – أي
ضي بهن ف ِ ن فيه في ُ ْ سل ْ َ ست َْر ِ
النساء – عن المر المباح خشية أن ي َ ْ
إلى المر المحّرم لضعف صبرهن ،فيستفاد منه جواز النهي عن
حُرم .اهـ . المباح عند خشية إفضائه إلى ما ي َ ْ
رابعا ً :قوله ) :فالنقاب ل يدخل في أصل الحجاب ول في قوله
تعالى ) :إل ما ظهر منها (
والحجاب الكامل فرض على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ،
والدليل على أن هذا الحجاب الكامل خاص بنساء النبي صلى الله
َ
ساِء ( ن الن ّ َ م َ حد ٍ ِ ن ك َأ َست ُ ّ ي لَ ْ ساَء الن ّب ِ ّ عليه وسلم قوله تعالى َ ) :يا ن ِ َ
.
أقول :هذا خطأ في فهم الية ،إذ قال الله في آية الحزاب :
) َيا أ َي ّها الن ّبي قُ ْ َ
ن ع َل َي ْهِ ّ
ن ن ي ُد ِْني َ مؤ ْ ِ
مِني َ ساءِ ال ْ ُ ك وَن ِ َ ك وَب ََنات ِ َ ج َل لْزَوا ِ ِ ّ َ
َ من جلبيبهن ذ َل ِ َ َ
فوًرا ه غَ ُ ن الل ّ ُ كا َ ن وَ َ ن َفل ي ُؤ ْذ َي ْ َ ن ي ُعَْرفْ َ ك أد َْنى أ ْ ِ ْ َ ِ ِِ ّ
ما ). ( (59 حي ً َر ِ
ن( ؟ مِني َ مؤ ْ ِ ساِء ال ْ ُ فماذا ُيفَهم من قوله تعالى ) :وَن ِ َ
ل ُيفَهم منه إل ِذكر نساء المؤمنين بعد ِذكر أمهات المؤمنين .
قال المام الشنقيطي في التفسير :
منها هذا الكتاب المبارك أن يقول بعض من أنواع البيان التي تض ّ و ِ
ل على العلماء في الية قول ً ،ويكون في نفس الية قرينة تد ّ
من أمثلته : ُبطلن ذلك القول ...و ِ
قول كثير من الناس " :إن آية الحجاب ،أعني قوله تعالى :
ذا سأ َل ْتموهن متاعا َفا َ
ب( الية – خاصة جا ٍ ح َ ن وََراِء ِ م ْ ن ِ سأُلوهُ ّ ْ )وَإ ِ َ َ ُ ُ ُ ّ َ َ ً
حكم الذي بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم " فإن تعليله لهذا ال ْ ُ
هو إيجاب الحجاب بكونه أطهر لقلوب الّرجال والنساء من الريبة
ن( قرينة واضحة على م وَقُُلوب ِهِ ّ قُلوب ِك ُ ْ م أ َط ْهَُر ل ِ ُ في قوله ) :ذ َل ِك ُ ْ
قل أحد من جميع المسلمين إن غير حكم ،إذ لم ي َ ُ قصد تعميم ال ْ ُ
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ل حاجة إلى طهارة قلوبهن ،
ول إلى طهارة قلوب الّرجال من الّريبة منهن ،وقد تقرر في
معلولها .اهـ . الصول أن العِّلة قد ُتعمم َ
وأقول :لو افترضنا اختصاص أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
ص
ن أمهات للمؤمنين ب ِن َ ّ زلة المهات ،بل هُ ّ ن بمن ْ ِ بالحجاب ،وهُ ّ
ُ َ َ َ
م
مَهات ُهُ ْ هأ ّ ج ُ م وَأْزَوا ُ سهِ ْ ف ِ ن أن ْ ُ م ْ ن ِ مِني َ مؤ ْ ِ ي أوَْلى ِبال ْ ُ قوله تعالى ) :الن ّب ِ ّ
ن من باب أولى وأولى أن َيدخلن في هذا الخطاب . ( ،فغيره ّ
وَيلزم من القول باختصاص أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
بالحجاب اختصاصهن بعدم الخضوع بالقول ،وجوازه لغيرهن من
النساء ! وهذا ل ُيقول به عاقل !
َ
نساِء إ ِ ِ ن الن ّ َ م َ حد ٍ ِ ن ك َأ َ ست ُ ّ ي لَ ْ ساَء الن ّب ِ ّ كما أن قوله تعالى َ) :يا ن ِ َ
ولن قَ ْ ض وَقُل ْ َ مَر ٌ ذي ِفي قَل ْب ِهِ َ معَ ال ّ ِ ل فَي َط ْ َ قو ْ ِ ن ِبال ْ َ ضعْ َ خ َ ن َفل ت َ ْ قي ْت ُ ّ
ات ّ َ
ُ
جاه ِل ِي ّةِ الوَلى ج ال ْ َ ن ت َب َّر َ ج َ ن َول ت َب َّر ْ ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ معُْروًفا ) (32وَقَْر َ َ
هّ َ ّ َ َ َ َ
ريد ُ الل ُ ما ي ُ ِ ه إ ِن ّ َ سول ُ ه وََر ُ ن الل َ ن الّزكاة َ وَأط ِعْ َ صلة َ وَآِتي َ ن ال ّ م َ وَأقِ ْ
َ
م ت َط ِْهيًرا )َ (33واذ ْك ُْر َ
ن ت وَي ُط َهَّرك ُ ْ ل ال ْب َي ْ ِ س أهْ َ ج َ م الّر ْ ب ع َن ْك ُ ُل ِي ُذ ْه ِ َ
ن لَ ِ َ
فاطي ً كا َ ه َ ن الل ّ َ مة ِ إ ِ ّ حك ْ َ ت الل ّهِ َوال ْ ِ ن آَيا ِ م ْ ن ِ ما ي ُت َْلى ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ َ
جه لمهات المؤمنين أزواج النبي صلى مو ّ خِبيًرا( الخطاب فيه ُ َ
حكم عام . الله عليه وسلم ورضي الله عنهن ،إل أن ال ْ ُ
فتحريم الخضوع بالقول ليس خاصا ً بأمهات المؤمنين ،بل هو
عام لكل مؤمنة ُتؤمن بالله واليوم الخر
وكذلك النهي عن التبّرج .
قل أحد والمر بالصلة والزكاة ،كل هذا عام لكل مؤمنة ،ولم ي َ ُ
باختصاص أمهات المؤمنين به .
زمه أن يقول ومن قال باختصاص أمهات المؤمنين بالحجاب ل ِ
باختصاص أمهات المؤمنين بهذه المنهّيات وبهذه الوامر .
وقوله ) :ولكني أدعو النساء إلى عدم لبس النقاب في عصرنا
منفر مخالف للخذ باليسر ،ولنهن في الكليات والدوائر هذا لنه ُ
والمؤسسات وحتى الطرقات يحتجن إلى إظهار وجوههن لكي
يعرفن ( .
أقول :ما هو الضابط للتنفير ؟
ثم ما هو الضابط في الخذ باليسر ؟
فطر السليمة قل أحد من المسلمين ذوي ال ِ أما التنفير ،فلم ي َ ُ
خلفَ من ال َسلف ول ِ َ فر ،ل من ال ّ من ّ
بأنه ُ
شرعته . وإنما قد يقول به من ل يرتضي ِدين الله و ِ
غربا ً – َيحترمون من فار في بلدهم – شرقا ً أو َ والمشاهد أن الك ّ
سك ِبمبادئه ،ويلتزم بشخصيته ،بينما َيكرهون من يكون يتم ّ
مَتقّلبا ً . ونا ً ُ متل ّ
ُ
وكم كان حجاب المرأة المسلمة في أوربا أو في أمريكا دعوة
مثيرا ً للسؤال :لماذا تلبس هذه هذا اللباس ؟ صامتة ،ومظهرا ً ُ
من ِدين المرأة المسلمة ،كان سببا في ُ
ت بأن هذا ِ فإذا أجيب ْ
م دخوله . دين ،ومن ث ّ البحث عن هذا ال ّ
بل قد صّرحت غير واحدة أنه ما دعاها إلى السلم إل حجاب
المرأة المسلمة .
ت كاتبة بريطانية قبل أكثر من مائة عام بأن مظاهر وصّرح ْ
التعّري عار على بلدها !
شرت عام تقول الكاتبة الشهيرة " آتي رود " -في مقالة ن ُ ِ
1901م : -لن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم ،
ف بلًء من اشتغالهن في المعامل حيث ُتصبح البنت خير وأخ ّ
هب برونق حياتها إلى البد ،أل ليت بلدنا كبلد ن َتذ َ ملوثة بأدرا ٍ
حشمة والعفاف والطهارة … نعم ! إنه ل ََعاٌر المسلمين ،فيهـا ال ِ
على بلد النجليز أن تجعل بناتها مث َل ً للرذائل بكثرة مخالطة
الرجال ،فما بالنا ل نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما ُيوافق
فطرتها الطبيعية من القيام في البيت ،وترك أعمال الرجال
شَرِفها .اهـ . ة لِ َ للرجال سلم ً
وقد ذ َك ََر الدكتور مصطفى السباعي – رحمه الله – أنه كان في
قى فتاة رحلة علمية من ميناء " دوفر " إلى ميناء " أوستن " فال ْت َ َ
دث مع تلك درس الحقوق في جامعة أكسفورد وتح ّ إيطالية ت َ ْ
الفتاة عن المرأة المسلمة وحقوقها ،وكيف تعيش .قالت الفتاة
:إنني أغبط المرأة المسلمة ،وأتمّنى أن لو كنت مولودة في
بلدكم .
ب أعضاء ولما قام إمبراطور ألمانيا " غليوم " بزيارة ِلتركيا أح ّ
دنهم ! فأخرجوا جمعية التحاد والّترقي التركية أن ُيظهروا له تم ّ
ن متبرجات لستقباله ،واستغرب بعض بنات المدارس وهُ ّ
المبراطور ،وقال للمسؤولين :إني كنت آمل أن أشاهد في
تركيا الحشمة والحجاب بحكم دينكم السلمي ،وإذا بي أشاهد
التبرج الذي نشكو منه في أوربا ،ويقودنا إلى ضياع السرة ،
وخراب الوطان ،وتشريد الطفال !!
أقول :وها نحن ُندعى لخوض غمار تجربة فاشلة ! بحجة أن
فر ! من ّ
الحجاب غير لئق بعصرنا ،وأنه ُ
وإظهار المرأة لوجهها فيه فتنة له ولغيرها ،فإنها إذا كانت جميلة
ت ،وفي كل دري ْقرت واز ُ طاردتها العيون ،وإن كانت غير ذلك احت ُ ِ
فعل له أثر نفسي بالغ على المرأة . لحالتين هذا ال ِ
وليس كونه فتنة في بلد المسلمين فحسب بل حتى في بلد
ت لنا وسائل قل ْ سخ والُعري – فقد ن َ َ الحضارة المادية – بلد التف ّ
التصال أن شابا ً يعيش في بلد الغرب رأى فتاة فاتنة ،فما زال
ُيلحقها وُيراودها عن نفسها وهي تتمّنع ،فما كان منه إل أن ألقى
وهه ! مادة حارقة ) ماء النار ( على وجهها فش ّ
فر أو أن تركه من باب اليسر ،فإن هذا وأما كون الحجاب ُين ّ
سوف َيفتح بابا ً عظيما من الشّر .
م ضابط للتنفير ،ول ضابط للتيسير في ظل هذا القول . فليس ث ّ
فر ،من ّ
فقد يأتي من يقول :لباس الحشمة ) اللباس الساتر ( ُ
وتركه أخذ باليسر خاصة في المدارس والكليات وأماكن العمل ،
كما قال الدكتور !
ونحن نرى اليوم دعوة في دول الُعريّ بل دعوات ل َِنبذ ِ الختلط ،
وهم الذين كانوا بالمس ُينادون بضرورة الختلط لكسر الحواجز
خر ! التي بين الجنسين ! ولزالة رغبة كل طرف بال َ
دعوا إلى فلما ذاقوا ويلت هذا الختلط ،واكتووا ِبناِره صرخوا و َ
ضرورة الفصل بين الجنسين حتى في أمريكا ! فضل عن غيرها !
وأما معرفة المرأة فل مصلحة فيها ،أعني معرفة شخصها وعينها
حـّرة عفيفة فل َيتعّرض جبة أنها ُ ،وإنما المصلحة أن ُتعرف المح ّ
لها أحد بسوء .
َ َ قال تعالى ) :ذ َل ِ َ
ن َفل ي ُؤ ْذ َي ْ َ
ن( ن ي ُعَْرفْ َك أد َْنى أ ْ
جزي الكلبي في التفسير :أي ذلك أقرب إلى أن ُيعرف قال ابن ُ
حرة لم ُتعارض بما رف أن المرأة ُ الحرائر من الماء ،فإذا ع ُ ِ
مة ،وليس المعنى أن ُتعرف المرأة حتى ُيعلم من ُتعارض به ال َ
هي ،إنما المراد أن ُيفّرق بينها وبين المة ،لنه كان بالمدينة
إماء يعرفن بالسوء ،وربما تعرض لهن السفهاء .اهـ .
خامسا ً :قوله ) :فإذا كان صوت المرأة ليس عورة في الكلم
الطبيعي ،فلماذا يكون عورة إذا أنشدت قصيدة أو أنشودة في
الفضيلة والجهاد ،والدعوة إلى السلم والخير أمام الرجال في
احتفال عام على خشبة المسرح أو بدون حضور الرجال ،إذا
كانت في كل ذلك ملتزمة بضوابط الحجاب السلمي ،وعدم
الخضوع بالقول والتصنع في إغراء الرجال (
أما صوت المرأة فالصحيح أنه ليس عورة ،ولكن ليس معنى هذا
طب ! أن تتغّنى أمام الّرجال ،ول أن َتخ ُ
ت ُ
مر ْ من الفتنة لبعض الّرجال ،أ ِ ولما كان صوت المرأة قد َيتض ّ
فق في الصلة ،وأن ل تقول :سبحان الله ،مع المرأة أن ُتص ّ
كونه من الذكار ،وليس من الناشيد ول التأّوه !
كبت أخف المفسدتين ،ود ُِفع أعظم الضررين بأصغرهما ، وارت ُ ِ
من مفسدة وفتنة ،والتصفيق منهي ّ
وذلك أن تكلم المرأة قد يتض ّ
عنه ،فارُتكب المنهي عنه لنه أقل في الفتنة ،دفعا للفتنة ،
ودرءا ً للمفسدة .
قال عليه الصلة والسلم :التسبيح للرجال ،والتصفيق للنساء .
رواه البخاري ومسلم .
فكيف ُيقال بعد ذلك بجواز إنشاد المرأة أمام الّرجال ،وظهورها
على المسارح ،وخلع جلباب الحياء ،ونبذ الخلق الفاضلة ؟
أما لو كان هذا جائزا ً لِذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم ،وهو
عليه الصلة والسلم لم يأذن به للنساء ل في جهاد ول في
سفر ، غيره ،وقد أِذن للّرجال بالنشاد والحداء في الجهاد وال ّ
كما في الصحيحين .
بينما لم يأذن فيما يتعلق بالنساء إل للجواري الصغار أن َيضربن
ف في نكاح أو عيد ،وفي حديث عائشة :دخل أبو بكر بالد ّ
وعندي جاريتان من جواري النصار تغنيان بما تقاولت النصار يوم
بعاث .قالت :وليستا بمغنيتين ،فقال أبو بكر :أمزامير
الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في
يوم عيد ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أبا بكر إن
لكل قوم عيدا ،وهذا .رواه البخاري ومسلم .
فهما أول ً جاريتان صغيرتان ،ثم إنهما ليستا بمغنيتين ،فلم يكن
ذلك لهما مهنة ،ول اعتادتا عليه .
مـة ُترد ّ به !
والعلماء َيعترون الغناء عيبا في ال َ
فكيف ُيطَلب العيب لل ُ
حـّرة !
" أما مالك بن أنس فإنه ن ََهى عن الغناء وعن استماعه ،وقال :
دها بالعيب ،وهو مذهب مغنية كان له ر ّ إذا اشترى جارية ووجدها ُ
سائر أهل المدينة " قال القرطبي ،وقال :
مغنية ،فاحتاج سئل ] أحمد [ عن رجل مات وخّلف ولدا وجارية ُ
مغنيةالصبي إلى بيعها ،فقال ُ :تباع على أنها ساذجة ل على أنها ُ
،فقيل له :إنها تساوي ثلثين ألفا ،ولعلها إن ِبيعت ساذجة
تساوي عشرين ألفا ،فقال :ل ُتباع إل ّ على أنها ساذجة .اهـ .
زم بها ؟
وأي فضيلة سوف تدعو إليها امرأة لم تلت ِ
أي فضيلة سوف تدعو إليها امرأة تقف على مسرح أمام
العشرات بل المئات ؟
فلـة ؟ َ
متب َذ ّلـة ت َ ِ
وهل سوف َتخرج أمامهم ُ
هذا ما ل ُيمكن !
ل ُيمكن أن َتخرج امرأة لتقف أمام الناس بلباس عادي ! بل
جد من ُيفتيها بأن هذا من سوف تأخذ كامل زينتها ! وسوف ت ِ
مصلحة الدعوة ! أو من الحث على الفضيلة !
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من َتخرج إلى المسجد أن ل
َتخرج ِبزينة مرئية أو محسوسة !
فقال عليه الصلة والسلم :ل تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن
فلت .رواه المام أحمد وأبو داود . ليخرجن وهن ت ِ ِ
قال ابن حجر :أي غير متطيبات ،ويقال :امرأة تفلة إذا كانت
متغيرة الريح .اهـ .
س
قال عليه الصلة والسلم :إذا شهدت إحداكن المسجد فل تم ّ
طيبا .رواه مسلم .
وقال :أيما امرأة أصابت َبخورا ً فل تشهد معنا العشاء الخرة .
رواه مسلم .
وقال :أيما أمرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي
زانية .رواه المام أحمد وغيره .
طرت أن تغتسل بل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تع ّ
حتى لو كانت تريد المسجد .
ي أبو هريرة رضي الله عنه امرأة ً فوجد منها ريح الطيب فقد لق َ
ينفح ولذيلها إعصار ،فقال :يا أمة الجبار ! جئت من المسجد ؟
قالت :نعم .قال :وله تطيبت ؟ قالت :نعم .قال :إني سمعت
حبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول :ل ُتقبل صلةٌ
لمرأة تطيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من
الجنابة .رواه المام أحمد وأبو داود ،وحسنه اللباني .
طر وأخذ الزينة إذا فهذه الحاديث تدل على منع المرأة من التع ّ
ت وإن كان ذلك لطهر الماكن وأحبها إلى الله :المساجد . خَرج ْ
َ
فكيف بغيرها من الماكن ؟
ت استشرفها الشيطان وزّينها في عيون خَرج ْ
كما أن المرأة إذا َ
الّرجال ،وإن كانت تمشي في طريق .
ت أمام الّرجال – أو أشباه الّرجال – تتغّنى فكيف بها لو وقف ْ
شد ؟! وُتن ِ
هل سوف تقف كالخشبة ؟!
ور ذلك ! ل ُيتص ّ
بل سوف تتحّرك وتتمايل بما يقتضيه الن َّغم أو اليقاع ! ونحو ذلك
.
خَرجوا على المساِرح تزّينوا ! ولم إن الشباب المنشدين لما َ
دوه إلى الحرام ،من إسبال وغيره ! َيقتصروا على المباح بل تع ّ
شدة ؟! من ْ ِ
ت أمام الّرجال ُ فكيف سوف تكون المرأة إذا وقف ْ
ثم ُيدعى أنها سوف تدعو إلى الجهاد والفضيلة !
نعم سوف تدعو ..ولكن إلى غير الفضيلة !
ت إليه أم كلثوم ! كانت بلدها ُتقصف وقد تدعو إلى ما د َع َ ْ
بك ،وهي ُتمارس دور تخدير الشعوب :هل رأى الح ّ وُتد ّ
سكارى مثلنا ؟! ُ
ت إلى الل فضيلة !! ت ! ود َع َ ْ ت وأنجح ْ فأفلح ْ
قف عند حـد ّ ..بل سوف يأخذ أشكال ً كما أن إنشاد المرأة لن ي َ ِ
ويمر بأطوار ..
وسف ترى إذا انجلى الغبار ! أفرس تحتك أم حمار !
والمطالبة بإنشاد المرأة ووقوفها على المسرح بحجة الدعوة إلى
الجهاد والفضيلة ! هو خطوة من خطوات الشيطان لها ما بعدها ،
مـة ما بعدها ! وعلى ال ّ
متاجرة بقضايا المرأة المسلمة ! كفى ُ
ت المرأة إلى وُيقال لهذا الدكتور ومن على شاكلته :لو د َع َ ِ
الجهاد لكان أول من ُيحاربها من كان على شاكلتكم ! ولما
مـة بهذا التطّرف والرهاب الناعم !! ت الع ّ ضي َ ْ
َر ِ
سادسا ً :
قوله ) :وأما تمثيل المرأة سواء أكانت على خشبة المسرح أم
في المسلسلت أم في الفلم ،إذا انضبط بضوابط السلم مع
وجود المحارم ،فلماذا يكون حراما ؟ إذا لم يحصل فيه الختلء
أو الختلط الفاحش ( .
ُيقال في التمثيل ما قيل في النشاد .
جن َْته أمة السلم من الرقص والتمثيل ؟! وأقول :أي خير َ
مسلسل أو مسرحية ؟! وة من ُ وأي فائدة مرج ّ
فالتمثيل من أوله إلى آخره هو بضاعة نصرانية !
خداع والكذب ! وهو َيعتمد على ال ْ ِ
كما أن المتاجرة به طريقة يهودية !
واستوديوهات ) هوليود ( شاهدة بذلك وشاهدة على ذلك !
ور الدكتور أن من ُتريد التمثيل سوف تأتي بزوجها أو وهل َيتص ّ
محَرم منها ليكون معها على خشبة المسرح ! أو داخل غرفة ِبذي َ
التصوير ) الستوديو ( ؟!
هذا ُيخاِلف أصول هذا العمل ! وُيخاِلف أصول ذلك المجتمع
مجتمع العفن الفني ( ! سـن ) ُ ال ِ
كيد ! وقوله ) :إذا انضبط بضوابط السلم( أقول :هذا قيد ال َ
ل من أراد أن يكيد المة أو يخترق صفوفها أو ُيرّوج باطل فك ّ
فه بهذا الوصف :في ضوء الشريعة! في إطار الشريعة ! ص َو َ
وفق الشريعة السلمية !
ّ
حكات عن اللصوص وقُطاع ت ُتروى طرائف ومض ِ حتى صار ْ
الطريق أنهم استخدموا ذلك القيد !
بل حتى الفجار والكفار ُيعّبرون بهذه التعابير !
وما ذلك إل ِلعلمهم أن الباطل ل َيروج إل بمثل هذا اللبوس !
ة
جَر ِ
ش َك ع ََلى َ ل أ َد ُل ّ َ
م هَ ْ ل َيا آ َد َ ُ وقديما قال إبليس في ك َي ْ ِ
ده َ) :قا َ
ك ل ي َب َْلى( . مل ْ ٍ
خل ْد ِ وَ ُال ْ ُ
فأنت ترى رأس الكفر وإمامه أول من استعمل هذا القيد لترويج
الباطل !
وأما قوله ) :إذا لم يحصل فيه الختلء أو الختلط الفاحش(
فأقول :هذا مستحيل !
ت إليه – ثم ما ف َت إليه أول المر – إذا الت ُ ِ ف ْ ثم إن هذا القيد قد ي ُل ْت َ َ
يلبث أن يتلشى وَيزول !
صف ُوجود المحرم بالتشديد ومناقضة أوصل المهنة ! وسوف ُيو َ
وما لبث الدكتور أن ناقض نفسه بنفسه !
سفر لم يشترط المحَرم ،وهو هنا يشترطه من فهو في مسألة ال ّ
سفر ! غير َ
فهو هنا يقول ) :إذا انضبط بضوابط السلم مع وجود المحارم(
رم ! مح ِوفي السفر :ل َيحتاج ُوجود َ
ج بقوله هو في مسألة سفر المرأة ،فيقول : محت ّج عليه ُ حت ّوقد ي َ ْ
ل حاجة إلى المحرم طالما أن المرأة سوف ُتمّثل مع مجموعة
من النساء !
ول ُيستغرب أيضا أن يقول قائل :مع مجموعة من النساء
سيرة ! [ ! الموثوقات ! ]المعروفات بسوء ال ّ
ثم قّيد الدكتور الختلط بأن ل َيكون فاحشا ً !
فحش عند الدكتور ؟! فما هو حد ال ُ
ولماذا َيمنع منه طالما أنه َيدعو إليه ؟!
ل أو كُثر إن الختلط ل َيصلح منه قليل ول كثير ول خير فيه ق ّ
وكيف َيرضى عاقل لقريبته أن تختلط بالّرجال الجانب دونما
نكير ؟
حسن المقصد . والختلط ممنوع وإن كان في أطهر البقاع مع ُ
فقد روى البخاري عن ابن جريج قال :أخبرني عطاء إذ منع ابن
هشام النساء الطواف مع الرجال .قال :كيف َتمنعهن وقد طاف
نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال ؟
قلت :أبعد الحجاب أو قبل ؟
قال :إي لعمري .لقد أدركته بعد الحجاب .
قلت :كيف ُيخاِلطن الرجال ؟
قال :لم يكن يخالطن ،كانت عائشة رضي الله عنها تطوف
جرة من الرجال ل تخالطهم ،فقالت امرأة :انطلقي نستلم يا ح َْ
ت. َ
ك ،وأب َ ْ أم المؤمنين قالت :عن ِ
جَرة ( أي ناحية .يعني أنـها ل ُتـزاحم الرجال في ح ْومعنى ) َ
الطواف .
ت " :أي رفضت وامتنعت أن ُتزاحم الرجال ِلتستلم ومعنى " أب َ ْ
جر أو الّركن . الح َ
ولما دخلت مولة لعائشة عليها فقالت لها :يا أم المؤمنين طفت
بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلثا ،فقالت لها عائشة
رضي الله عنها :ل آجرك الله .ل آجــرك الله ُ .تدافعين
ت .رواه الشافعي والبيهقي . مرر ِ تو َالرجال ؟ أل كّبر ِ
ثم إن مثل هذه المور ل ُيمكن أن ُتضبط مع فساد الوسط الفّني
مـة .بعا ّ
ت السياسة الشرعية أن ُيمنع منه لما ُيفضي ولو كان جائزا لقتض ْ
إليه من المفاسد
وقواعد الشرع تنص على :
محّرم محّرم فهو ُ ما أفضى إلى ُ
دم على جلب المصالح مق ّ ودرء المفاسد ُ
والضرر ُيزال
والذرائع ُيسد ّ بابها
دين وكلّياته َتمنع من مثل هذا فهذه قواعد الشريعة وأصول ال ّ
محّرم أصل ً .مباحا ً ،فكيف به وهو ُ الفعل ،لو كان ُ
أعني تحريم الخلوة والختلط ،بل والتمثيل ،فقد بين ذلك
الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله – في رسالة له بعنوان :
حكمه . التمثيل :حقيقته ،تاريخه ُ ،
قال الشيخ في خاتمة البحث :
عرضا ،سبا ً ،و َ
والخلصة أن التمثيل :حرفة ،وأداء ،وتك ّ
ي : ،لوقف هدة ،ل َيجوز ،لنه إن كان تمثيل دينيا فهو ِبدع ّ مشا َ و ُ
العبادات على النص ومورده ،وِلما عِلمت من أصله لدى
النصارى واليونان .
محّرم ،لما فيه من التشّبه ،ولما وإن كان غير ذلك فهو لهوٌ ُ
رأيته من تفاريق الدلة ،وما َيحتوي عليه ،ويترّتب عنه من الثار
المعاِرضة لداب الشريعة .اهـ .
سابعا ً :
قوله عن الّرق ) :والسلم يرحب بذلك أعظم ترحيب ،لنه دين
الخوة النسانية ،ولذلك وقعت الدول السلمية على تلك
المواثيق .إن إطاعة لشريعة السلم أو اّتباعا للسياسة الدولية ،
والمسلمون عند شروطهم ول يجوز لهم اتخاذ العبيد في الحرب
طالما أن المم الخرى ل تفعل ذلك (
مخاِلف للنقل والعقل بل أقول :هذا الذي َيدعو إليه الدكتور ُ
مخاِلف للواقع . و ُ
فأما النقل فجواز ذلك في الجهاد ،أي جواز وتشريع الّرق في
وره
سن السلم ل من مساوئه كما ُيص ّ السلم ،وهو من محا ِ
علمه ،أو نقص فهمه ! ل ِبعض من ق ّ
فالّرق ليس ِلذات الّرق ،وليس من باب الّتشّهي ،بل هو مقصود
لما يترّتب عليه من مصالح ،لعل من أبرزها :
أن يعيش هؤلء الرقاء بين المسلمين فَيتأّثرون بالسلم
فَيدخلونه .
ومن هذا الباب جاء المر بالحسان إلى الرقيق وإعانته ،بل
ي حّر طعام ،كما في الصحيح وإعطائه اللقمة إذا وَل ِ َ
كل ذلك من باب الحسان إليه وترغيبه في دخول السلم .
مسِلما ً ،ثم جاء السلم بالحث خل في دين السلم صار ُ فإذا د َ
فارات ،فمن ذلك : على العِْتق ،وجاء الِعتق أيضا في الك ّ
في كفارة قتل النفس خطأ
ظهارفي كفارة ال ّ
كفارة الوطء في نهار رمضان
في كفارة اليمين
وانظر كيف جاء الحث على الِعتق وتحرير الّرقاب في الكفارة
ظهارالكبيرة والصغيرة ،فهي في قتل النفس وفي في كفارة ال ّ
وفي كفارة الوطء في نهار رمضان ،وهي ُتقاِبل صيام شهرين
متتاِبعين . ُ
مقاِبل صيام ثلثة أيام في كفارة اليمين . كما جاءت في ُ
وجاء الترغيب في العتق من غير سبب طلبا لمرضات الله ،كما
جاء الترغيب في العتق َتقّربا إلى الله
وجاء المر بالمكاتبة ،وتخليص الرقيق من رِّقـه إذا رغب في
ما م ّب ِ ن ال ْك َِتا َ ن ي َب ْت َُغو َ ذي َ ذلك ،فقال الله تبارك وتعالى َ ) :وال ّ ِ
َ َ
ل
ما ِ ن َ م ْ م ِ خي ًْرا وَآُتوهُ ْ م َ م ِفيهِ ْ مت ُ ْن ع َل ِ ْم إِ ْكات ُِبوهُ ْ م فَ َ مان ُك ُ ْت أي ْ َ مل َك َ ْ َ
َ ّ ّ
م(. ذي آَتاك ُ ْ اللهِ ال ِ
ن عليهم ول مـ ّ وقد ُيقال :لماذا ل ُيترك أسرى الحرب وي ُ َ
ُيستَرّقون ؟
فالجواب :
ب ضْر َ فُروا فَ َ ن كَ َذي َ م ال ّ ِ قيت ُ ُ أن الفداء مشروع بقوله تعالى ) :فَِإذا ل َ ِ
داًء
ما فِ َ مّنا ب َعْد ُ وَإ ِ ّ ما َ دوا ال ْوََثاقَ فَإ ِ ّ ش ّ م فَ ُ موهُ ْ ذا أ َث ْ َ
خن ْت ُ ُ حّتى إ ِ َ ب َ الّرَقا ِ
َ
ها(
ب أوَْزاَر َ حْر ُ ضعَ ال ْ َ حّتى ت َ َ َ
ً
وأن من مقاصد ذلك أن يتخلص من قيد الكفر ،ويكون بعيدا عن ّ
كفر . بيئة ال ُ
حـّرا ً في اّتخاذ القرار . وأنه ب ُِبعده عن بيئته سوف يكون ُ
فر فلما عاش في وكم رأينا ممن عاش ردحا ً من الزمن على الك ُ ْ
خل في ِدين الله عن قناعة بلد المسلمين وابتعد عن بيئته د َ َ
تامة .
وأما قوله ) :والمسلمون عند شروطهم ول يجوز لهم اتخاذ العبيد
في الحرب طالما أن المم الخرى ل تفعل ذلك (
دة أوجه : أقول :هذا القول مردود من ع ّ
الوجه الول :أن الشروط التي َيجب الوفاء بها ما لم ُتخاِلف
مخاِلف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وهذا ُ
سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ِلشرع الله ول ِ ُ
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :ما بال أناس َيشترطون
ت في كتاب الله ،من اشترط شرطا ليس في شروطا ليس ْ
كتاب الله فهو باطل ،وإن اشترط مائة شرط ،شرط الله أحق
وأوثق .رواه البخاري ومسلم .
قال ابن حجر :قال القرطبي :قوله " :ولو كان مائة شرط "
ج مخرج التكثير ،يعني أن الشروط الغير المشروعة باطلة خَر َ َ
ت .اهـ . ولو ك َث َُر ْ
الوجه الثاني :أن هذه التفاقية لم ُتوّقع عليها المم المتحدة ،
فهي منقوضة بفعل الكفار أنفسهم !
وهو ما يتعلق بأسرى الحرب .
الوجه الثالث :أن الّرق أخف بلء وأرحم مائة مرة من السر
الذي تستعمله أمم الحضارة المادية اليوم !
فو الله إنه لرحم ألف مرة أن يعيش الرقيق بين المسلين يذهب
طعم وُيضمن له الملبس والسكن – خير وَيجيء َ ،يروح وَيغدو ،ي ُ َ
وأخف بلء مما َيعيشه أسرى ) جوانتانامو ( في حر الصيف وَبرد
ل وقهر ،بل ُأصيب بعضهم بأمراض نفسية الشتاء ،في ذ ّ
وعضوية تحت نظر وسمع العاَلم
ت تلك المعتقلت ،فكتبت ت بذلك صحفّية يهودية زار ْ وقد شِهد ْ
شر في صفحات الشبكة اللكترونية . مقال ن ُ ِ
تقول الصحفّية " أورلي أزولي كاتس " مراسلة صحيفة يديعوت
أحرونوت في واشنطن :
وصل السرى إلى معتقل 'جوانتنامو ' الكوبي على متن طائرات
مقيدين بالعصابات ،ووجوههم مخفية بنوع عسكرية أمريكية ُ
سميك من القماش ل يمكن لحد منهم رؤية أي طيف من تحته
أو من خلله علوة على لون القماش السود القاتم.
ولم يسمح الجنود المريكيون المرافقون للسرى بأن يتوجه أي
منهم لقضاء حاجته في المراحيض الموجودة بالطائرات ' مثل أي
إنسان ' لكن إذا كان لبد فاعل ً فليفعلها في نفس مكانه بعد أن
أحضروا دلوا ً بلستيكيا ً متوسط الحجم للجميع ،وقد وقف الجنود
مدججون بالسلحة في وجوه السرى وهم يتبولون أو يتبرزون ،
فيما قام بعض السرى بالتبول في ملبسه بعد أن أعيته الحيل .
وتقول :
هؤلء السرى ل يحق لهم مقابلة محامييهم لعدم وجود اعتراف
أمريكي بهذا المبدأ في هذه المعتقلت ،ول يحق لي أسير أن
يتعرف على لئحة التهام الموجهة إليه !
كما تقول :
حاول 29أسيرا ً النتحار سواء عن طريق شنق أنفسهم في
سقف المعتقل أو تقطيع البعض لشرايين أجسامهم .
وجود 90أسيرا ً بصفة مستمرة لدى طبيب نفسي في المعتقل
يعانون من أقصى أنواع الكتئاب ] .وهذا حسب المصادر
العسكرية المريكية ومن المعتقد أن أغلب هؤلء قد اتخذوا هذه
الوسيلة لتخفيف التعذيب المريكي وأمل ً في إفراج السلطات
المريكية عنهم [
وجود عدد غير قليل من المعتقلين يتناولون يوميا ً القراص
المهدئة وحقن المسكنات .
وفي نهاية رحلتها إلى اشهر معسكر اعتقال في العالم تكشف
أزولي عن وجود 3معتقلين من الحداث تم وضعهم في قسم
يسمى ' إيجوانا ' حيث يمكن للحداث الثلثة أن يشاهدوا من
زنزانتهم مياه المحيط من خلل ثقب صغير في قطعة قماش
ضخم تم وضعها على الزنزانة من الخارج ،والغريب أن هؤلء
الحداث الثلثة ل يعرفون الجرم الذي ارتكبوه أو نوعية التهامات
الموجهة إليهم والتي أوصلتهم إلى جوانتانامو .
] من مقال بعنوان :رحلة إلى جوانتانامو 'بعيون إسرائيلية' موقع
كرة السلم الثلثاء 7ذو القعدة 1424هـ 30 -ديسمبر مف ُّ
2003م [
وهنا أسأل من كان له ذّرة من عقل :
حسن التعامل مع فل ُجرما ..الّرق الذي ك َ َ أيهما أشد بلء وأعظم ُ
ت ببعضه صحفية يهودية ؟ سر الذي شِهد ْ أسير الحرب ،أو ال ْ
مقارنة بين الّرق في السلم ك عاقل أنه ل ُيمكن إجراء ُ ل يش ّ
دة !سر في ظل الوليات المتح ّ وال ْ
ول يشك عاقل أن الّرق في السلم أرحم ألف مّرة من يوم
واحد في جوانتانامو !
كر الدكتور بما ُيسمى " تجارة الرقيق البيض " وهذا ليس كما ُأذ ّ
في دول العالم الثالث كما ُيسمونها بل في دول الحضارة المادية
.
فتحت عنوان " :مليار دولر أرباح التجارة في الرقيق البيض
بـ'إسرائيل' " جاء ما يلي :
أفاد تقرير لموقع 'نيوز إسرائيل' العبري على شبكة النترنت
اليوم الربعاء أن حجم الرباح الناجمة عن تجارة الرقيق البيض
في 'إسرائيل' وصلت لمليار دولر سنوًيا .وقال الموقع :إن
ولت لصناعة في 'إسرائيل' .اهـ . التجارة في الرقيق البيض تح ّ
وتحت عنوان " :عائدات تجارة الرقيق البيض في البلقان " جاء
ما يلي :
في دراسة صدرت عن منظمة اليونيسيف التابعة للمم المتحدة
عن التجارة الدولية غير المشروعة بالنساء والطفال خاصة في
أوروبا !
وتقدر عائدات تجارة الرقيق البيض عبر منطقة البلقان من 9ـ
12مليار دولر سنوًيا .
وصدر عن منظمة الهجرة العالمية عام 1997أن نحو 175ألف
امرأة تم التجار بهن عبر البلقان استقدمن من آسيا الوسطى
إلى دول التحاد الوروبي .
سر ؟! فأي شروط ُيريد الدكتور أن ُيلَتزم بها ،وأبناؤنا في رق ال ْ
جر بها تجار الحروب ؟! ونساؤنا ُتباع في البلقان إذ كان يتا ِ
ولن نذهب بعيدا فالعراق اليوم يشهد بسوء صنيع العدو ،وسوء
معاملة السرى ..ليست معاملة بشرية بل معاملة وحشية ،ل ُ
َ
صلـة !ت إلى البشرية بل ول إلى أخلق أهل الجاهلية ب ِ ِ تم ّ
مل به أسرى الحرب في العراق ، عو ِ
فقد شهد العالم أجمع ما ُ
من وحشية في التعذيب ،وامتهان لدنى حقوق البشر ،إلى
إعدام لنسانية السير !
فقد َفعلوا بأسرى العراق ما لم يفعله أبو جهل في جاهليته !
وأظهرت وسائل العلم والمواقع الكثيرة الوحشية التي يتعامل
بها الجنود المريكيين مع أسرى الحرب في العراق .
معتذرا بعذر بارد باهت :هذه تصرفات شخصية ! وقال بعضهم ُ
ونحن نعلم أنها تصرفات ل تزال ُترَتكب بوحشية وهمجية لم
يسبق لها مثيل !
مل به أسرانا ..فكيف عامل السلم أسرى الحروب هذا ما ُيعا َ
على مر التاريخ ؟
وأعلن صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم عرفة ،فقال :
ولهن عليكم رزقهن وكسوتـهن بالمعروف .رواه مسلم .
فللمرأة على زوجها حق :
– 1النفقـة ،ولو كانت ذات مال .
– 2السكنى ،فيوفر لها المسكن المناسب لمثلها حسب
استطاعته .
– 3الكسوة ،فيكسوها إذا اكتسى ،مما يناسب مثلها في حدود
استطاعته .
– 4العشرة بالمعروف ،ومن ذلك :
– 5عدم ضرب الوجه .
– 6عدم التلفظ بألفاظ سيئة على زوجته .
–7
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
==================
باب المرأة في السلم
مطابقة التكليف الشرعي السلمي الفطرة البشرية تماما :
فتطابق هذا التكليف مع خلقة هذا النسان في كل مكان وزمان ،
لهو أمر عجيب جدا لول أن القرآن الذي هو أساس هذا الدين
معجزة من الله تعالى .فالعادة جرت أن القوانين والحكام
الوضعية توضع من قبل هئيات كثيرة ومجالس تشريعية ..ولبلد
واحد تقريبا ،أو دول قليلة ولكن متشابهه من حيث الثقافة
والدخل ...الخ .وهذا القانون ل يحقق الحق والعدالة أبدا .ذلك
أنهم ما يلبثوا أن يكفروا به بعد مدة وجيزة .ويقولوا أنه عقيما
ول يحقق مصالح أولئك الناس ،أو ) عفى عليه الزمن ( ...ثم هو
ل يتعرض لدقائق المور ول لحياة هؤلء بعد وفاتهم أبدا ....وهو
طبعا ل يختص إل بفئات محددة من البشر ومواقع جغرافية
محددة ...
ثم هو ل يطابق ما يخفى على الناس من مصالح أجسادهم ....
وما يناسب خلقتهم
أما في السلم ،فالقانون هو حكم الله تعالى ،خالق هذا
النسان في كل زمان ومكان .فالله تعالى علمنا بالوحي النازل
على النبي صلى الله عليه وسلم ،أدق المور المتعلقة بحياتنا
كبشر ،كيف نأكل وكيف نشرب وكيف ...وكيف ...من أدق
المور إلى المور المصيرية بنا كأفراد وكأمة معا ،وكثير من هذه
المور ل نعرف لها تعليل مع أننا نعترف أن فيها الخير والصلح لنا
..وكما دلت على ذلك كثير من المكتشفات العصرية في هذا
الزمان ،والحمد لله ،ومع ذلك ل يعلم نهاية الخير من فعل هذه
المور إل الله تعالى .وذلك أن هذا الشرع هو من خالق هذا
الجسم العلم به ،تبارك وتعالى وله الحمد والمنة .
وهذا من أعظم أوجه العجاز في القرآن الكريم حيث المطابقة
التامة بين التكليف والفطرة البشرية ،وهذه المطابقة ل تبلى
عبر الزمان ول تتلشى بإختلف المكان أبدا .....
أما القوانين الوضعية فتختلف من مكان لمكان ولو كانا
قريبين ؟؟ ومن زمان لزمان ولو كان متقاربين ...
فكيف لو عملنا مثل بقوانين العصور الوسطى ؟؟ هذا ناهيك عن
أن كثيرا من قوانين القرن الحادي والعشرين في أكثر البلدان
تقدما ل تقل سوءا وجهل وظلما عن قوانين العصور الوسطى !!
فمثل ..كيف بتلك القوانين التي تحترم الحيوان وتحافظ عليه
وتدافع عنه وهم في نفس الوقت يحتقرون النسان الذي أكرمه
الله تعالى ؟؟ .فكيف بقوانين التسامح مع المجرمين مثل ؟؟
أليس هذا التسامح مع المجرم إل على حساب البرياء ؟؟ أنترك
المجتمع ساحة تجربة لنعرف هل 000000المجرم غير سلوكه
الجرامي أم ل ؟؟ ..
ولنأخذ مثل موضوع النساء ببعض التفصيل وحيث ،الحق أنها
أصبحت ضحية للشهوات العابرة والهواء الزائغة ..في هذا
الطار خاصة ،حيث يحاول الكثير من الغاوين من الجنسين إقناع
المرأة على النسلخ من مطابقة الشرع لفطرتها ،والتنكر لما
أمر به الذي خلقها أصل وله الحمد والمنة .
فـــصل :المرأة في السلم
المقدمة
لقد كثر الكلم في هذا العصر عن المرأة وماهو وضعها في
السلم .وأصبح الكثير يتكلم في المر من عند نفسه ،مستهينا
بأمر الله تعالى ،دون أن يكلف نفسه عناء الرجوع الى الحق
وهو الكتاب والسنة .وما ذلك إل لستهانته بالحق .وأنه أراد أن
يأكل به ثمنا بخسا .والمحزن أن من هؤلء من ينسب نفسه أو
ينسبه الناس زورا وبهتانا الى السلم وعلومه الشرعيه ،مع أنه
يتكلم من عند نفسه ول يمت الى العلوم الشرعيه بصلة ،إل انه
أحب أن يأكل بدينه ثمنا قليل ،فهو بدل من أن يبحث عن رضى
الله تعالى في فتاويه ،أصبح يبحث عن هوى نفسه ،وشهوته أو
مقتضيات وظيفته ،نسأل الله العافيه ..،فهو ل يرجع ل الى
كتاب الله ول الى سنة نبيه صلى ألله عليه وسلم .وهم ل يفتون
إل بما تقتضيه مناصبهم ..أو ما تشتهيه أعين أعين الناس وحتى
يكبر في عيونهم ..نسأل الله العافية .وقد قال النبي صلى ألله
عليه وسلم :أول ما تسعر النار في ثلثة أحدهم " عالم " ولكنه
تعلم ليقال عالم وقد قيل .....والعياذ بالله .
المهم اني اردت أن أحذر أن هؤلء ل ينقلون صورة ،ول أية
صورة عن الحكام الشرعية السلمية ،ومن هذه المور "مكانة
المرأة في السلم " فعلى العموم فإن صفات ومؤهلت العالم
الذي ينبغي أن يرجع اليه مشروحة ومفصلة في كتاب الله وسنة
نبيه صلى الله عليه وسلم ،ومن هذه الصفات تقوى الله فقد قال
تعالى " واتقوا الله ويعلمكم ا لله " 282البقره .وقال تعالى " :
أنما يخشى الله من عباده العلماء " 28فاطر .وعن الذين
يأمرون الناس بالمعروف وهم يمارسون المنكر قال تعالى
) أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفل
تعقلون ( 44البقرة .
والكثير من هؤلء يحملون شهادات من جهات ل تقيم للشريعة
وزنا أصل .ومن كان كذلك فهو عدو للشريعة .فسبحان الله ،
كيف أذن يعطي عدو الشريعة شهادات في الشريعة ؟؟ .
أما مثل هؤلء الذين يطلق عليهم زورا وبهتانا )علماء( ،فهم
يتكلمون أصل من منطلق مناصبهم وما تقتضيه مصالحهم
الشخصية ،وما تمليه شهواتهم من حب الحياة الدنيا وإثيارها
على الحق .فهم بذلك آثروا الحياة الدنيا على الخرة ،نسأل
الله العافية .
وهم بذلك يدخلون في تحريف الكلم عن مواضعه ،ذلك أن
القرآن محفوظ من الله ول يمكن بحال تحريفه بذاته ،كما
حرفت الكتب السابقة ،التي لم يشأ الله تعالى حفظها ..فيعمد
أهل الضلل والزيغ إلى تحريف معانيه ...وتفسيره على وجوه
تناسب الهوى والزيغ الذي في قلوبهم ..قال تعالى :
)هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب
وأخر متشابهات ،فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه
منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إل الله ،
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر
إل أولوا اللباب ( 7آل عمران .
فلهذا ارتأيت بكرم من الله وله الحمد والمنة ،ان أكتب هذا
الموضوع عن وضع النساء في السلم ،وهو موضوع كسائر
الحكام الشرعية السلمية ،يمثل جانبا من اعجاز القرآن من
حيث كمال موافقة التكليف الشرعي للفطرة البشرية ،وأنه في
كل شيء ،وفيما يتعلق بالمرأة هو الحق المبين ،قال تعالى )ل
يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد (
42فصلت .ذلك ان الشارع تبارك وتعالى هو الفاطر الخالق
العليم الحكيم بخلقه سبحانه وتعالى .وحيث انه من أصول
اليمان ان الله تعالى لم يكلف العباد ال بما يستطيعون ،وهذا
ثابت في الكتاب والسنة .قال تعالى )يريد الله بكم اليسر ول
يريد بكم العسر ( البقره ،وقال تبارك وتعالى )ل يكلف الله
نفسا ال ما أتاها ( .فهو ،تبارك وتعالى ،ما كلف المرأة بشيء
إل ضمن إستطاعتها .وقال النبي صلى الله عليه وسلم )أذا
أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ( .وكذلك ،ما كلف العباد ال
بما فيه الخير والصلح ومن ذلك ما يخص النساء فهم ان فعلوا
ذلك اعزهم الله ،وأن أبوا وأعرضوا أذلهم الله وعذبهم في الدنيا
والخره قال تعالى )ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا
ونحشره يوم القيامة أعمى ( 124طــه .فالله أمرنا بأمور منها
الصلة والصوم وغض البصر والتستر والطهارة ولبس الملبس
الشرعيه … وتجنب الربا سواء أكان عيانا أو مقنع كما هو منتشر
هذه اليام والبعد عن البدع في الدين ..وعلى العموم ترك
الفواحش ما ظهر منها وما بطن ،كل هذه المور متيسرة لمن
اراد رضى الله تبارك وتعالى .فإن فعل الناس ما يقدرون عليه
نصرهم الله ومكنهم من الذي ل يقدرون عليه منفردين مثل عزة
المة وتحسين المعيشة ..وهذا اصل ثابت في الشريعه .
وضع النساء في الجاهلية وفي المجتمعات الغير مسلمه
فقد بين الحق تبارك وتعالى وضع النساء في الجاهلية في بلد
العرب .وهذا يقاس عليه وضع النساء في كل مكان وزمان ،غير
المنهج الحق الموحى من الله تعالى :السلم .
فقبل السلم ،فذلك اختصارا ،كان وضعها ،يترواح من أعتبارها
مجرد متاع يورث مع باقي الشياء إلى وأدها وهي حية .
فالمشركون من العرب كانوا يحتقرون النساء لحد انهم كانوا
يعمدون الى وأد بعض بناتهم خوفا من العار .قال تبارك وتعالى
)وأذا النفوس زوجت *وأذا ألمؤودة سئلت *بأي ذنب قتلت (
أليات 9،8،7التكوير .
وكانوا يعتبرون البنات عيبا ومنقصة ،قال الحق تعالى ) وإذا بشر
أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم
من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب أل
ساء ما يحكمون ( 59،58النحل .هذا في بلد العرب اختصارا
…
أما عند المم الخرى فالمر يتراوح بين طقوس تحتم عليها أن
تحرق اذا مات زوجها ،كما عند الهندوس ،الى اعتبارها مكان
الرجل كما في بلد الشرق القصى حيث كانت النساْء تتولى
الحروب هناك .وهذا كله مرافق إلى إستخدامها للمتعة
الشيطانية العابرة كالمتاع … .وإلى بلد أخرى… ل تعتبر ذات
روح … .إلى هذا الزمان في ظل الحضارة الغربية المادية حيث
تعتبر رسميا مساوية للرجل ،وهذا ظلم لها لن بنيتها تشهد بغير
ذلك .وعمليا احتقارها جدا الى درجة استخدامها في الدعايات
وقضاء الشهوات العابرة ومساواتها مع الرجل جسما وهو مخالف
لتكوينها الجسمي .فالدعاء انها قادرة على تحمل المشاق .وكان
هذا على حساب مهمتها الصلية الموافقة لفطرتها من تربية
الطفال والمحافظة على البيت ..فالنتيجة هدم البيت وضاعت
المرأة والرجل ،وهدمت السرة نسأل الله العافية الله ..وأصبح
النسان الذي عبد المادة الناتجة من اللة الصناعية كاللة تماما
… ل مشاعر إنسانية ول صفات بشرية ….
الله تبارك وتعالى أكرم النسان )رجال ونساء( وفضله على كثير
من خلقه
فالمرأة من حيث الصل تشترك مع الرجل ،والحمد لله رب
العالمين في أن الله تعالى أكرمها ،فهي ابنة آدم عليه الصلة
والسلم ،بل كانت اول امرأة خلقها الحق تبارك وتعالى جزأ من
آدم عليه السلم قال تعالى )هو الذي خلقكم من نفس واحدة
وجعل منها زوجها ليسكن أليها …( 189العراف ,وهو الذي
أكرمه الله تبارك وتعالى إكراما عظيما ،فقد خلقه بيده وعلمه
السماء كلها وأسجد له الملئكه ،وأعطاه القدرة على ألتمييز
والعقل وأستخلفه في الرض وأمره وكلفه بأعظم وأشرف
المور وهو الحق المتمثل بعبادة الله جل وعل عبادة تكليفية
أختيارية اضافة للعبادة الكونية .فل يعبد مخلوقا مثله .وانما يعبد
الخالق المستحق حقا للعبادة .وكذلك جعل تبارك وتعالى الرسل
من بني آدم .فهم للنس والجن والحمد لله فقال تبارك وتعالى
" يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق
منها زوجها وبث منهما رجال كثيرا ونساء" -1سورة النساء .
وقال تبارك وتعالى ) واذ قال ربك للملئكة أني جاعل فى الرض
خليفه 30 (…..البقره.
وقال تبارك وتعالى )أذ قال ربك للملئكة أني خالق بشرا من
طين*فأذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (-71
72ص .
وقال تبارك وتعالى )ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر
والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا
تفضيل( 70السراء.
واسكن آدم وزوجه الجنة قال تبارك وتعالى )وقلنا يا آدم أسكن
أنت وزوجك ألجنة وكل منهارغدا حيث شئتما ول تقربا هذه
ألشجرة فتكونا من ألظالمين( 35البقرة .فهذه من الدلة على
أكرام بني آدم رجال ونساءا .
ومشيئة الله تعالى في إكرام النسان ،أمر قدري من ألله تبارك
وتعالى ،وهذا أمر يجري على جميع ألناس عند ولدتهم ….أي
على الفطرة الصلية ،والفطرة مطابقة للدين .
الحق :السلم … قال تعالى )فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة
الله التي فطر الناس عليها ل تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم
ولكن أكثر ألناس ل يعلمون ( - 30الروم ،وقال النبي صلى الله
عليه وسلم "يولد ألمولود على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه
او يمجسانه" متفق عليه واللفظ لمسلم )لفظ البخاري بدون
"يمجسانه" .فالنسان دون أستثناء مكرم بخلقته سواء أكان رجل
أو أمرأه ،طويل أو قصير ،أسود أو أبيضأ و أصفر أو أحمر ،عربي
أو أعجمي …ألخ .
الخلقة
أن الخلقة التي أعطاها الله تعالى لكل مخلوق ،هي أمر كوني
قدري منه تبارك وتعالى .سواء من حيث نوع المخلوق أو جنسه
أو لونه او طوله ......الخ او طريقة معيشته أو أية صفة أخرى
وهو أحكم الحاكمين وهو أعلم بخلقه وهو على كل شيء قدير
قال تبارك وتعالى )والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي
على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على
أربع يخلق الله ما يشاء أن ألله على كل شيء قدير( 45النور.
وقال تبارك وتعالى )ومن آياته خلق ألسماوات والرض وما بث
فيهما من دابة وهو على جمعهم أذا يشاء قدير( 29النور .والله
تبارك وتعالى هو الذي أعطى كل كائن من هذه الكائنات فطرتها
الصليه التي بها تعيش .وقد أجاب موسى عليه السلم فرعون
عندما سأله كما يقول ألحق تبارك وتعالى في محكم ألتنزيل
)قال فمن ربكما ياموسى * قال ربنا ألذي أعطى كل شيء خلقه
ثم هدى ( اليات 49،50طـه .فالله سبحانه خلق كل شيء
وأعطاه فطرته التي أرادها لـــه فل يمكن لهذا المخلوق الخروج
عنها أبدا .ومهما فعل في هذا ألتجاه فل يزيد نفسه ال عذابا
وشقاءا وخساره ،وبخصوص هذا النسان فأن الله فطره على
عبادته تبارك وتعالى وهذا هو عين الحق وقال النبي صلى الله
عليه وسلم )ان ألله قد خلق الخلق حنفاء فاجتالتهم الشياطيين (
فمن لم يرضى بخلقته فيشقى ويتعب ويضل،والعياذ بالله،
وأضافة لذلك ينال سخط ألله ويكون مأواه ألجحيم كما وعد الله
تبارك وتعالى،والله اعلم بخلقه وهو يعلم ان الله خلق السموات
والرض ومن فيهن
)أفمن يخلق كمن ل يخلق مالكم كيف تحكمون( سورة النحل .
وهذا أحتجاج على خلق الله تبارك وتعالى وهو أحتجاج المخلوق
على خلقته يعني أحتجاجه على حكم الله وارادته وهو بذلك
والعياذ بالله يخاصم الحق تبارك وتعالىوهو أحكم ألحاكمين قال
تعالى )أولم يرى النسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم
مبين*وضرب لنا مثل ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي
رميم*قل يحيها ألذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم(-77
79يـــس …
ونذكر هنا ان النسان -رجل كان أو إمرأة بصفاته الصلية
المفطور عليها وأولها اطاعة خالقه الله تعالى ،وهو الدين ..وهو
السلم الحق ..قال تعالى ) إن الدين عند الله السلم … الية (
19آل عمران -مخلوق على احسن تقويم أي في أحسن هيئة.
قال تبارك وتعالى ):والتين والزيتون ،وطور سنين ،وهذا البلد
ألمين ،لقد خلقنا النسان في أحسن تقويم ،ثم رددناه اسفل
سافلين ،ال الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون،
فما يكذبك بعد بالدين اليس الله بأحكم الحاكمين ( سور التين .
والله تبارك وتعالى قد بين لنا كما في اليات أعله ،أن النسان ،
رجل كان أم إمرأة ،ل يمكن أن يكون سعيدا إل بصفاته التي
فطره الله عليها.
ونشير هنا كذلك ،إلى أن الله قد خلق المرأة ،ضعيفة الجسم
والنفس .خصوصا من حيث السيطرة عل 0ى عواطفها عند
الشدائد قال تعالى :
)أومن ينشؤ في ألحلية وهو في ألخصام غير مبين )(18وجعلوا
ألملئكة الذين هم عباد الرحمن أناثا أشهدوا خلقهم ،ستكتب
شهادتهم ويسئلون) (19الزخرف.
وفي هذا من الخير العظيم الذي ل يعلم نهايته إل الله تعالى،
وذلك حتى تناسب وتقبل برغبة على المور المنزلية والجتماعية
من تربية الطفال .....الخ.
فمن اقبح المور ،عدم رضى النسان على خلقته التي أرادها الله
له ،ومن ذلك تشبه المرأة بالرجل والرجل بالمرأة مستحق
للعنة الله تعالى …..فقد روى المام البخاري في صحيحه عن
عبد الله بن عباس قال :
) لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات
من النساء بالرجال( البخاري حديث رقم . 5885ورواه مسلم
وأحمد أيضا .
وبالمناسبة ،وطالما أننا نتحدث عن خلق الله ..نذكر أن الله
تبارك وتعالى لم يتخذ ولدا أبدا كما تزعم اليهود والنصارى :قال
تعالى ) وقالوا أتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد
السماوات يتفطرن منه وتنشق الرض وتخر الجبال هدا * أن
دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * إن كل
من في السماوات والرض ال آتي الرحمن عبدا * ( اليات -88
93مريم
وقد زين الله تعالى للذين ل يؤمنون به أعمالهم ،عقابا لهم على
كفرهم وعنادهم وإصرارهم على المعاصي والجحود ،بحيث
يدعون في كل زمان إلى أمور عجيبة مثل مساواة الرجال
بالنساء ،وإلى قلب الخلقة البشرية والعياذ بالله ..فقال تعالى )
إن الذين ليؤمنون بالخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون (27
النمل .
أسباب الخلق :عبادة الله تبارك وتعالى
ثم ان النسان،رجال ونساء ،قد خلق من أجل اسمى واشرف
الغايات في هذا الوجود،وهو عبادة الخالق تارك وتعالى .فاطر
هذا الكون وما فيه ،وهو القيوم عليه ،عبادته وحده ل شريك له،
قال تبارك وتعالى ) :وما خلقت الجن والنس ال ليعبدون * ما
اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون أن الله هو الرزاق ذو
القوة المتين ( 57-56الذاريات .وهذا يدل على أن هذا المخلوق
مكرم عند الله .وعلى قدر هذه المهمة التي من أجلها خلق .ذلك
أن هذه المهمة هي عبادة طوعية تكليفية كما ذكرنا .أما العبادة
الكونية فهو يشترك مع باقي المخلوقات في العبودية لله تبارك
وتعالى .ولكن تلك عبادة كونية قدريه أي ل يستطيع المخلوق
الخروج عنها قال تبارك وتعالى )ولله يسجد من السماوات و
الرض طوعا و كرها وظللهم بالغدو والصال( 15ألرعد
والمرأة)مثلها مثل الرجل ( ان ارتضت بذلك وأطاعت ربها ،
وقامت بما كلفت به من أخلص العبادة لله ،فأنها موعودة
بالخلود بالجنة ورضوان الله ،وكل ما وعد به تبارك وتعالى .قال
تعالى ) :وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها
النهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من
الله أكبر ذلك هو الفوز ألعظيم( 72سورة التوبه .وهو تبارك
وتعالى ل يخلف ألميعاد ،قال تعالى )ربنا أنك جامع الناس ليوم
ل ريب فيه أن ألله ل يخلف ألميعاد( -9آلعمران .وهذه هي
أعظم جائزة يمكن أن يحصل عليها النسان ،وهذا النعيم يبدأ من
ساعة وفاتها كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ان النسان
اذا مات فهو)مستريح ومستراح منه ،قالوا يا رسول الله ما
مستريح ومستراح منه ؟ قال المؤمن يستريح من عناء الدنيا .
والفاجر يستريح منه كل شيء ( ..مسلم .فالمرأة أذن مخلوق
مشرف مكرم .تماما في ذلك مثل ألرجل .ل فرق بينهما في
ذلك ،وهي موعودة بما هو موعود به .وبالمناسبة نذكر..
بفلسفات النظم الجتماعية الدنيوية جميعا ..من حضارة غربية
وغيرها ..هل تعد النسان بشيء فيما بعد القبر ..؟؟ وإن
وعدت ..فهو كلم زائف غير صحيح لنه مجرد ظنون وأوهام
وتحريف ليس إل… ..أما الوعود في السلم فهي قائمة بالدليل
القاطع :المعجزة الخالدة :القرآن … قال تعالى ) إن يتبعون إل
الظن وما تهوى النفس ولقد جائهم من ربهم الهدى ( 23
النجم .
التكليف الشرعي السلمي
المرأة تماما مثلها مثل الرجل ،مكلفة شرعا بنفس الحكام
الشرعية من أركان السلم الخمسة ) .مع وجود رخص خاصة بها
بسبب خلقتها( مكلفة بجميع المور الخرى وتجري عليها نفس
العقوبات الدنيوية .وهي مكلفة تماما بعدم الختلط مع الرجال .
و حيث يجعلها هذا الختلط رخيصة ويفقدها العفة والمنعة
الخلقية .ومع فقدان هذه المور تصبح حياتها ،وحياة الرجل
كذلك قطعة من العذاب .إلى جانب فساد الرجل ...وفساد
العلقة الفطرية والميزان الخلقي في نفسيهما وبالتالي دمار
هذا النسان .
وحيث أنها مكلفة فطرة وشرعا بتربية الطفال الذين تنجبهم
وبالمحافظة على البيت من الداخل .فالصل العمل بقول الله
تبارك وتعالى )وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية الولى
وأقمن الصلة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا( 33
ألحزاب .فألية تتحدث عن أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم ..فما بالك بأزواجنا نحن ..؟؟ فعلم من الية أن الفضل لها
التزام بيتها .وأمرت المرأة بتجنب البتذال والثارة ،فقال
تعالى ) :ول يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا
إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ( 31النور .وفي
هذا المحافظة على عفتها وجاذبيتها واحترامها .
ومن صميم عمل المرأة ،المحافظة على البيت ورعاية الطفال ،
وبحيث يصبح هؤلء الطفال عامل ربط بين الزوج وزوجته فأن
خرجت فقد ضاع الطفال واصبحوا هم الخرون عامل تدمير
اضافي للمجتمع .فأين دعاة النحلل من الجنسين من هذا ؟؟
وأين السعادة ألمزعومة ؟؟ وهل الحرية التي يقولون عنها أل
دمارا للمرأة والرجل معا ومن ثم للسرة ومن بعد للمة قاطبة
وللبشرية جمعاء …وهل نتيجة ذلك ال الشقاء والخوف …
والعذاب في الدنيا والخرة ؟؟ أن السلم هو الحل اللهي لهموم
النسان فان أطاع الله فاز بخيري الدنيا والخرة …… وطالما
نحن نتحدث عن البتذال فأريد أن أذكر بحديث النبي صلى الله
عليه وسلم " صنفان من أهل النار لم أرهما ،قوم معهم سياط
كأذناب البقر يضربون بها الناس ،ونساء كاسيات عاريات
مميلت مائلت ،رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ،ل يدخلن
الجنة ول يجدن ريحها ,وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا
… ( مسلم في الفتن :وحول المجاهرة بالعري وغيره من
المعاصي فقد قال عليه الصلة والسلم " كل أمتي يدخل الجنة
إل المجاهرون …" نسأل الله العافيه… .ونذكر كذلك أن الوعيد
بالعذاب واقع على المرأة ووليها ..إن علم بالمنكر … .وللمرأة
ألل تطيع مثل هذا الوليي ان امرها بالمعاصي ومنها الملبس
الملبس الفاضحة .........فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
قال ) ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق( وحيث ان المر
خطير للغاية فالعاقبة هي الخلود في الجنة او في ألنار قال تبارك
… .والله المستعان .
ففي المتثال لوامر الله تعالى السعادة للنسان وليس العكس
…..
ثم هل الدعوات للنحلل ال مستوردة من المم المشركة ؟
فترك المسلم لدينه وعقيدة القائمة على الحق المطلق وهو
المعجزة الربانية -:القرآن واتباع اهل الشرك ال الرتداد عن
السلم …؟؟ وبالتالي الخسارة كل الخسارة في الدارين ..؟؟؟
نسأل الله العافيه وهذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم
فقال )لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ،قالوا
النصارى واليهود قال فمن ؟؟( متفق عليه .
ودعنا نعتبر لما حدث في بلد الشرك كنتيجة لهذه الممارسات
المسماه حرية ومساواه وغير ذلك :ان هذا انحلل قد أدى الى
تدمير السرة ومن ثم المجتمع نهائيا حتى ان بعض المم
ألمشركة اصبحت تخشى على نفسها من النقراض .فليس سرا
أن السلم يبكى عليه دموعا حاليا في الغرب وحيث تسود
الدعوات الشيطانية ألمدمرة من كل نوع )والعقلء ( محكومين
بشهوات الرياسة .ولكن كما قال الله تبارك وتعالى )أولئك لم
يكونوا معجزين فــــــي الرض وما كان لهم من دون الله من
اولياء* يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا
يبصرون(20هود .فالسمع هنا معناه الستجابة فما كانوا
يستطيعون الستجابة من شدة اتباع الهوى والشهوات او الحسد
أو الكبر ..فكيف يتبعون امرا جاء به المسلمون المتخلفون ؟؟ .
ولو كان هذا هو الحق … تماما كما قال قوم فرعون لعنةالله
عليهم عندما جاءهم موسى وهارون بالحق ) فقالوا أنؤمن
لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ( 47المؤمنون .
أن هذه الدعوات الشيطانية بالرغم من أن لها آثارا تدميرية على
المجتمع والبشرية عموما .وخصوصا في هذا الزمان ،حيث
وسائل التصال والبث المسموع والمرئي لم يسبق لها مثيل ،ال
اننا نجد الساسة ومراكز النفوذ في الدوائر الحاكمة المسيطرة
على مقدرات المم اقتصاديا وسياسيا يؤيدون هذه الدعوات
التخريبية تحت شعارات براقة هم أول من ينقضها مثل المساواة
بين الرجل والمرأة والحريات بجميع انواعها الجنسية والشاذة
والممارسات التي يتأفف الحيوان عنها … ليس لشىء ال لشباع
انانيتهم وشهوتهم للرئاسة والمال وهم يعلمون تمام العلم انها
دعوات هدامة تخريبية مريبة .وهذا ما تقوله مراكز الدراسات
لديهم لقد اصبح مثل هؤلء الساسة اسرى الحصول على الصوت
النتخابي فقط ،فهم يؤيدون الدعوات المذكورة للحصول على
اصوات حتى الشواذ .وأصبح لصحاب الممارسات الشاذة
احزاب وتجمعات ضغط لتحصيل مصالحهم والعتراف بهم ونشر
شذوذهم -والضغط مقابل اصواتهم -مع أنهم حقا يحملون بذور
تدمير المجتمع نهائيا الذي من شأنه قلب الميزان البشري الذي
هو على فطرة ألخالق تبارك وتعالى .إن ممارسات هؤلء تنزل
بالنسان عن فطرته الصلية القائمة على البراءة ليصبح شر من
البهائم والعياذ بالله … وقد اصبح لتلك الممارسات المقيتة اثارا
صحية قاتله عقابا على افعالهم الرديئة التي هي وصمة عار في
جبين النسان ومع ذلك فالبعض يسميها " تقدما وحضاره".
فالجميع عليه أن يحذر ..والحمد لله القائل )و اتقوا فتنة ل
تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه ،واعلموا أن الله شديد
العقاب ( 25النفال -وكنتيجة للعراض عن ذكر ألله تبارك
وتعالى وللفراط في النانية والستكبار كما ذكرنا آنفا فقد اصبح
للشواذ نساء و رجال هيئات وجماعات )محترمة( ممثلة في
البرلمانات ومجالس الحكم الخرى .بسبب التهافت في
الحضارة العصرية على المادة من قبل الفئات الحاكمة وأنانيتها
وخطب ود أي )شيء( له صوت انتخابي لتحقيق انانيتهم وحبهم
للظهور في هذه الدنيا وزخرفها الفاني والصبح تحقيقا ان الفئات
العامة التي ل تعقل وراء الشهوة شيئا هي التي تتحكم بأولياء
أمور الناس في الحياة العصرية الديمقراطيه فحقيقة هذا النظام
انه يجعل ألحاكم الذي يفترض ان يكون دارسا فاهما لمور الحياة
الدنيا)نذكر أن الفلسفة الديمقراطية الغربية ل تقيم وزنا للخرة
أو الجانب الروحي للنسان!!( عالما بتحقيق مصالح شعبه رهينة
لذلك العامي الجاهل الغارق في الشهوات ،واصبح ذلك الحاكم
العالم ببواطن أمور شعبة وحقيقة اموره ل ينصح لشعبه بل
يغشهم ويقرهم على كثير من ممارساتهم بل وأحيانا كثيرة يكون
أولئك مشاركين في تلك التصرفات التي سوف تؤدي بشعبه الى
الهاوية والمحق الكامل ،وحتى اصبحنا نقرأ عن انغماس بعضهم
في تصرفات مقرفة شاذة نتحرج من ذكرها ويندى لها الجبين
نسأل الله العافيه ..وهذا يشبه ال حد بعيد ما ذكر الله تبارك
وتعالى عن قوم لوط وما كانوا يفعلون حتى ان الله عاقبهم عقابا
شديدا وحيث انهم مثل هؤلء المعاصرين يقولون عن اهل
اللتزام بالسلم الذين يدعونهم الى الفضيلة أنهم قوم متخلفون
متشددون بل انهم يعيرون المسلمين الملتزمين بالسلم بأنهم
"يتطهرون" وهم بذلك اشبه ما يكونوا بقوم لوط عليه السلم
قال تبارك وتعالى ) :ولوطا اذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما
سبقكم بها من أحد من العالمين،أنكم لتأتون ألرجال شهوة من
دون ألنساء بل أنتم قوم مسرفون ،وما كان جواب قومه ال ان
قالوا أخرجوهم من قريتكم أنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله
ال أمرأته كانت من ألغابرين ،وأمطرنا عليهم مطرافأنظر كيف
كانت عاقبة المجرمين ( 84-80العراف .
فهذه دعوة للنجاة لكل واحد من بني آدم ..ليعلم الخير الذي
انزله الله تبارك وتعالى بالسلم ..النجاة ..النجاة … في الدنيا
والخرة .الخير الذي انزله الله للبشرية والحكام ألشرعية
الرادعة للبغاة الفجرة من رجم الزناة وقتل القتلة …ألخ فأن في
هذا صلح للنسانية وردع للشواذ والعياذ بالله وكما اخبر الحق
تبارك وتعالى ) :ولكم في القصاص حياة ياأولى أللباب لعلكم
تتقون" البقرة – 179وقال تبارك وتعالى )اليوم أكملت لكم
دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا ( 3
المائده وقال تعالى )وما أرسلناك أل رحمة للعالمين ( 107
ألنبياء وهذا كما ذكرنا مرارا وتكرارا شيء بسيط جدا مع ما أعد
الله للمؤمنين من ألنعيم في الخرة ).راجع خاتمة هذا الموضوع
والخاتمة العامة للكتاب(.
إن سفينة النجاة هي السلم والحمد لله .فاتباع اوامر الله
والقتداء بالصحابة ،المهاجريين والنصار في اتباعهم للحق
،ألكتاب والسنة ،هو الصلح والمصلحة وهو الخير الذي ل ينضب
ل في دنيا ول في آخرة )والسابقون الولون من المهاجرين
والنصار والذين اتبعوهم بأحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه
وأعد لهم جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها ابدا ذلك
الفوز العظيم( – 100التوبه .
الرجال قوامون على النساء
وقضى الله تعالى ،كما أخبرنا في هذا الميثاق الذي أنزله على
نبينا صلى الله عليه وسلم أن الرجال قوامون على النساء ،قال
تبارك وتعالى ) :ألرجال قوامون على النساء بما فضل ألله
بعضهم على بعض ،وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات
حافظات للغيب بما حفظ ألله واللتي تخافون نشوزهن فعظوهن
واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فل تبغوا عليهن
سبيل أن الله كان عليا كبيرا( 34ألنساء.
فالخالق تبارك وتعالى قد جعل الرجال قوامون على النساء
بصفات قدرية ثابته بما فضلهم عليهن من التكوين الجسمي
الفطري وبما يكسب بجسمه من الرزق … ألخ.
وقد يقول بعض الناس إن المرأة في هذا الزمان تعمل وتكسب
مثلها مثل الرجل .فهذا يرد عليه بأمرين :أولهما :أن التكوين
الجسمي ثابت وهذا تفضيل ثابت .وثانيهما :أن المرأة تكسب
الرزق هذه اليام بطرق حرام أي بمعصية الله تعالى .إل من
رحم ربي .للختلط في العمل وغير ذلك كثير .بل الصل أن
تقر المرأة في بيتها .وهذا قضاء قضاه الله ،ل ينبغي للمسلم
حياله إل أن يقول ) :سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير(،
فالصالحات يطعن ربهن تبارك وتعالى ويقنتن له سبحانه وتعالى
ويبتغين ما وعد الله تعالى في الغيب من الجنة للمؤمنين ويخفن
من النار ألموعود بها الفجرة الكفرة .ويرضين بأن هذا هو
احسن ما يكون لهن وللنسان عامة .وهؤلء ل يجوز ال احترامهن
والمحافظة عليهن وأعطائهن حقوقهن المنصوص عليها شرعا.
وقد شاء الحق أن يكون هذا النسان مكون من جزأين وأن يكون
أحد هذين الجزئين خاضعا للخر ومستكينا له وتابعا له .وذلك
مضبوط بضوابط مثبتة منه تبارك وتعالى بمعجزة ربانية ثابتة
وهي القرآن الكريم .فالجميع ملزم ومطالب ومحاسب بما أمره
ألله فيه وما هو مشروح في السنة ألنبويه وهو مثاب عليه يوم
القيامة ..فمن قبل بالمعجزة قلبا وقالبا بقي على الئيمان وهو
الفطرة الصلية ومن اراد خلف هذا خاب وخسر نسأل الله
العافية ..
ومما أنزل الله في هذا الوحي أن للرجل الصالح ان يعظها
ويهجرها وذلك أول للنص الشرعي من الله تبارك وتعالى كما في
الية أعله .فالنشوز معناه الضياع لها والهيمان وسوف تفسد
نفسها وغيرها لنها ستكون صيد لكثير من الفجرة .وقد تستمرأ
ذلك وتصبح فاجرة مثلهم وطبعا ستفقد الطمأنينة والسكن التي
تتوفر لها بالسرة )وهذا ما هو حادث حاليا في المجتمعات الغير
مسلمه – والعياذ بالله( .وفي نفس الوقت يؤدي ذلك الى
الضرار بالمجتمع وبالتالي تخسر الدنيا والخرة .أضافة الى
انفلت كثير من اللواتي سيقلدنها … ..فما هو الفضل إذن ؟؟ ان
تهجر الناشز وتضرب ضربا غير مبرح ..وتصلح هي وغيرها ام كل
هذه المفاسد للمجتمع كامل ..؟ هذا طبعا بعد الصل العام الثابت
وهو أن هذا الضرب هو بأمر خالقها الرحم بها .قال تبارك
وتعالى )أليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت
لكم السلم دينا ….أليه( -3المائده واليات والحاديث التي تدل
على ان الله ما شرع لنا ال ما فيه ألخير لنا كثيرة جدا وألحمد
لله .
وكما ذكرنا اعله فهذا التفضيل امر كوني من الله تبارك وتعالى
وهو واضح جلي من طبيعة كل منهما فالرجل اقوى جسما وعقل
وكذلك اشد صبرا وجلدا وهو مفطور على العمل والمور الجدية
و مثل الضرب في الرض طلبا لما رزقه الله تعالى ،وامور
الحرب والحكم وما اشبه ذلك بينما المرأة بين من خلقتها أنها
مختلفة حيث تلد وتحيض وتربي الولد وذات عاطفة قوية،
وناعمة وذات فتنة وجاذبية للرجل..وتحب المور الجمالية ،فهي ل
تملك نفسها في المور الجدية مثل الخصومات قال تبارك
وتعالى )او من ينشا في الحلية وهو في الخصام غير مبين ( 18
الزخرف .ونقصان العقل ثابت من الخالق العليم تبارك وتعالى ،
)والعقل كما قال أهل العلم هو القوة التي يعقل بها ( وهذا
ألتعريف منقول عن شيخ السلم( فاخبر تبارك وتعالى ان شهادة
امرأتين تعدل شهادة رجل كما ذكر الحق في آية الدين من
سورة البقرة قال تعالى )واستشهدوا شهيدين من رجالكم فأن
لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان مما ترضون من ألشهداء أن
تضل أحداهما فتذكر أحداهما ألخرى .(.الية 282البقرة .
وليس كما يظن البعض ان نقصان العقل هو في ألمقدرة على
الحفظ خاصة وانما هو ولذلك قال النبي صلى ألله عليه وسلم
)ما افلح قوم ولو أمرهم أمرأه( - -والنبي صلى الله عليه وسلم
قد أحتج بالنص القرآني على نقصان الدين أي التكليف الشرعي
حيث تتوقف بسبب الحيض عن الصلة ول تقضيها وعن الصوم
وتقضيه ،وقد سؤلت السيدة عائشه رضوان الله عليها من
أمرأة ،قالت مابال المرأة تقضي الصوم ول تقضي الصلة ،
فقالت أحرورية أنت؟؟ قد كان يصيبنا ذلك على عهد رسول الله
فكنا نؤمر بقضاء الصوم ول نقضي الصله (.... .أي احتجت أم
المؤمنين رضوان الله عليها بما كان يأممر به النبي صلى الله
عليه وسلم …
وقال العلمة ابن القيم رحمة الله عليه :أقسم سبحانه بنفسه
المقدسة قسما مؤكدا ً بالنفي قبله على عدم إيمان الخلق حتى
يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الصول والفروع،
وأحكام الشرع المعاد ،ولم يثبت لهم اليمان بمجرد هذا التحكيم
حتى ينتفي عنهم الحرج ،وهو ضيق الصدر ،وتنشرح صدورهم
لحكمه كل النشراح ،وتقبله كل القبول ،ولم يثبت لهم اليمان
بذلك حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضى والتسليم وعدم
المنازعة ،وانتفاء المعارضة والعتراض.
وقال عز وجل في كتابه مبينا أن السخط من أحكامه وعدم
َ الرضا بها كفر :ذ َل َ َ
ه
وان َ ُ
ض َ
هوا رِ ْ ط الل ّ َ
ه وَك َرِ ُ خ َ
س َ
ما أ ْ
م ات ّب َُعوا َ
ك ب ِأن ّهُ ُِ
فَأ َحب َ َ
م }محمد ،{28:وذكر العلماء سبعة شروط لـ )ل مال َهُ ْ
ط أع ْ َ ْ َ
إله إل الله( حتى ينتفع بها قائلها ،ومنها :النقياد والقبول لما دلت
عليه ل إله إل الله من :إفراده تعالى بالعبادة والطاعة ،ثم إن الله
تعالى جعل للمرأة حقوقا على الرجل يجب عليه أن يسلمها لها،
وأوجب عليها مقابل ذلك طاعته وتسليم نفسها له إن أرادها
للفراش وكانت مستطيعة ،لن الزوج يستحق بالعقد تسليم
العوض عن ما أصدقها وهو الستمتاع بها ،كما تستحق المرأة
العوض وهو الصداق ،فمتى ما طلب الرجل زوجته وجب عليها
طاعته في ذلك ما لم يمنعها منه مانع شرعي ،أو مانع في نفسها
كمرض ونحوه ،ول يخفى أن على الرجل أن يراعي حقوق زوجته
مث ْ ُ
ل ويتقي الله تعالى فيها ،فالله سبحانه وتعالى يقول :وَل َهُ ّ
ن ِ
ف }البقرة.{228: ن ِبال ْ َ
معُْرو ِ ذي ع َل َي ْهِ ّ
ال ّ ِ
==============
سلب أو تقييد حق الرجل في الطلق
مما يزيد المر وضوحا ً بتبعية أولئك القوم للغرب ،وانسياقهم
وراء حضارته وقوانينه وأفكاره ،ما ينادون به ويطالبون
حكوماتهم بتنفيذه من سلب الزواج حق إيقاع الطلق بمفردهم ،
وجعله في يد القاضي ،بحيث ل يكون للزوج أن ينفرد بإيقاع
الطلق ،ول للزوجين أن يتراضيا على الطلق فيما بينهما ،بل ل
بد من رفع دعوى أمام القضاء ،وتقتنع المحكمة بوجاهة السباب
الداعية إلى الطلق ،تماما ً كما تجري عليه القوانين الغربية
وبخاصة القانون الفرنسي.
دعون أنهم يهدفون بهذا التقييد إلى حفظ حقوق المرأة وهم ي ّ
من أن تنتقص ،وإلى حفظ رباط الزوجية من أن ينفصم لسباب
قد ل تكون من الهمية بحيث تقطع العلئق الزوجية من أجلها.
وفات هؤلء أن انفراد الزوج بإيقاع الطلق بحيث ل يملكه غيره
أحد إل بتوكيل منه أو تفويض منه ،حق أعطاه الله له ،وتشريع
شرعه الله سبحانه وتعالى ل يجوز سلبه ،أو النتقاص منه ،إل
بأمر الشارع ،وبشروطه التي ذكرت في الشريعة ،كما دلت
النصوص على ذلك ،قال تعالى) :يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم
المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن
جناح عليك إن طلقتم النساء دونها( ،وقال تعالى) :ل ُ من عدة تعت ّ
ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة( ،وقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم) :إنما الطلق لمن أخذ بالساق( ،وقد ورد أنه
مَته َ
قال ذلك لما جاءه رجل وقال :يا رسول الله سيدي زّوجني أ َ
وهو يريد أن يفرق بيني وبينها ،فجمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم الناس ثم صعد على المنبر وقال ذلك.
وهي نصوص صريحة واضحة الدللة على تولي الزوج وحده إيقاع
الطلق بأمر الله وتشريعه.
والسلم إنما أجاز تدخل القضاء في هذه الشؤون حينما تدعو
إلى ذلك ضرورة كما إذا فات المساك بالمعروف ،وامتنع الزوج
من التسريح بالحسان ،فيقوم القاضي بالتفريق بينهما دفعا ً
للظلم عن الزوجة ،وكذلك في حالة العسار بالنفقة أو غيبته
غيبة طويلة وطلبت الزوجة التفريق ،أو لي سبب آخر أعطى
فيه الشرع الحق للوالي بتولي التفريق بين الزوجين.
سلب الزواج هذا الحق في جميع الحالت كان ذلك مخالفا ً فإذا ُ
للمقرر في الشريعة وهو ل يجوز.
وجعل الطلق في يد القاضي كما يريد هؤلء هو في الواقع حكم
على الرجال جميعا ً – بغير فرق بين عاقل وسفيه وبين مثقف
وجاهل – بأنهم سفهاء ،ل يحسنون التصرف ،ول يوثق بهم في
أخص شأن من شؤونهم ،ومن ثم يجب الحجر عليهم في إيقاع
الطلق ،صيانة لرابطة الزواج من العبث وسوء الستعمال.
والعجب من أناس أكرمهم الله بالعقل ،وخاطبهم بشرائعه
واما ً على زوجاتهم وأحكامه ،وجعلهم أهل ً لكافة التصرفات ،وقُ ّ
وأولدهم ،ثم يأبون هذا التكريم ،ويعلنون أنهم ليسوا موضعا ً
لهذه الثقة ،ول أهل ً لهذه القوامة ،وأنهم في حاجة إلى فرض
رقابة قضائية عليهم ،عند الرغبة في إنهاء العلقة بينهم وبين
زوجاتهم.
ثم إن ذلك سوف يفشل عند التطبيق أو يحدث المضار
والمساوئ أضعاف محاسنه المزعومة.
فقد يكون سبب عدم الوفاق أمورا ً ل يمكن ضبطها وإثباتها مثل
النفور الطبيعي بينهما أو عدم التلؤم في الخلق والطباع ،فإنها
أمور نفسية يعسر إثباتها.
فما هي الوسيلة التي يستطيع الزوج بها إثبات بغضه؟ وما هو
الميزان الذي يزن به القاضي مقدار البغض الذي يستوجب
الطلق؟ وهل يطلق القاضي حينئذ أم ل يطلق؟ فإن طلق فما
الفرق بين طلقه حينئذ وطلق الزوج نفسه؟ وإن لم يطلق فإنها
لن تكون هناك حياة زوجية مستقرة ،يشعر فيها الزوجان
بالسكن إلى بعضهما ،والتعاطف والتراحم فيما بينهما ،ويتربى
في ظلها البناء تربية سليمة ،والمصلحة تقضي بقطع هذه
العلقة وإنهاء الرباط ،وقد يكون سبب عدم الوفاق أمورا ً ل يصح
إعلنها ،حفاظا ً على كرامة السرة وسمعة أفرادها أو مستقبل
أبنائها وبناتها ،فإذا فرض على الناس أل يطلقوا إل بعد إعلن
هذه السباب ،أمام المحاكم ،وتقديم الدلة القاطعة عليها ،
واقتناع القاضي بها ،فإنهم بذلك سيكونون أمام خيارين كلهما
مر ،
-إما أن يؤثروا عدم فضيحة أنفسهم وزوجاتهم وأسرهم بإعلن
أسباب الطلق أمام المحاكم ،فيبقوا بذلك على أوضاع تأباها
الكرامة ،ويأباها الخلق الفاضل ،وتأباها مصلحة السرة نفسها.
-وإما أن يعلنوها فيسجلوا بذلك عارا ً كبيرا ً على أنفسهم ،وعلى
أسرهم ،وإذا توعرت طرق الطلق إلى هذا الحد ،فقد يحمل
أحد الطرفين عناده ورغبته في النفصال على اختلق تهم ،
وإلصاقها بالطرف الخر لتتم له رغبته ،كما يحدث الن في
الغرب ،وسوف يترتب على هذا أضرار بليغة تلحق بالسرة بوجه
خاص ،وتفسد شؤون التقاضي والنظام الجتماعي والخلقي
بوجه عام.
ومن المساوئ الكبرى أن في حكم السلم إذا تلفظ الزوج
بكلمة الطلق فإنه يقع وكما قال صلى الله عليه وسلم) :ثلث
جدهن جد ،وهزلهن جد (..الحديث ،ثم ذكر منها) :الطلق( ،
فإذا طلق الرجل امرأته وإن كان مازحا ً وأوقع عليها الطلق
وبدون أي موانع فالشرع يوقع الطلق ويعتبرها طلقة ،ولكن
والحالة هذه وُرفع المر للقاضي وحكم بعدم جواز الطلق ،فهل
يعيش معها ويعاشرها ولربما تكون امرأته قد بانت منه بينونة
كبرى أو صغرى فيعيش معها في الحرام مع العلم أنه طلقها
أمام الله أم ماذا يفعل في ظل هذا الحكم المخالف لدين
السلم.
وأيضا ً تقييد الطلق بهذه القيود الثقيلة سوف يكون سببا ً في
إغلق باب الزواج ونفور الناس منه ،لن من يعرف أنه إذا دخل
من باب أغلق عليه ل يدخله أبدا ً ،وبذلك تشيع الفاحشة وتنحل
السرة ويستشري الفساد.
ثم إن القوانين الغربية التي يطالبون باستيرادها إلى بلد
السلم ،والخذ بها ،قد أخفقت لدى أصحابها إخفاقا ً مبينا ً ،في
تحقيق الستقرار العائلي السليم ،فبعض هذه القوانين جردت
عقد الزواج مما له من حرمة وجلل وقدسية ،فأباحت الطلق
لتفه السباب ،كما هو الحال في بعض الوليات في أمريكا
الشمالية ،والبعض الخر ضيقت المجال بحيث لم تبحه إل في
حالت محدودة ،وبطرق وإجراءات معقدة كما هو الحال في
معظم المم الكاثوليكية.
فالقانون الفرنسي مثل ً ل يبيح الطلق إل لواحد من ثلثة أسباب:
أحدها :الزنا من أحد الزوجين.
وثانيها :تجاوز الحد والهانة البالغة في معاملة أحد الزوجين
للخر.
وثالثها :الحكم على أحد الزوجين بعقوبة قضائية مهينة.
ومع ذلك فإن الطلق ل يتم إل بعد إجراءات معقدة ،وتستغرق
وقتا ً طويل ً ،ونفقات باهظة ،ل يتحملها إل ذوو الثروة ،ولهذا
تهّيب الناس الطلق ،وكثر لذلك – في معظم البلد الغربية –
اتخاذ الزواج للخليلت ،واتخاذ الزوجات للخلء ،وهجر الزواج
والزوجات منزل الزوجية ،كما كثر فرار الزواج مع عشيقاتهم ،
والزوجات مع عشاقهن ،وأصبحت هذه المور وما إليها في كثير
من بلد أوربا وأمريكا شيئا ً عاديا ً ،وأصبحت السرة شيئا ً ل قيمة
له ،كما أن صلة البناء بآبائهم أصبحت موضع الشك وموطن
الرتياب.
وقد يقول قائل منهم :إن السلم قد أخذ بنظام التحكيم وفيه
يتولى الحكمان التحقيق في أسباب الخلف ،وسماع تلك
السباب من الزوجين ،ويصدران حكمهما بالطلق إن رأيا
المصلحة في ذلك ،وهذا مماثل لما ننادي به.
ونقول لهم :إن السلم قد قرر نظام التحكيم بين الزوجين فيما
يشجر بينهما من خلف ،ولكنه قرره في صورة كريمة نبيلة ل
تنطوي على تلك المساوئ التي يسببها تولي القاضي التطليق ،
فقد قرر السلم أن يتألف مجلس التحكيم من حكمين :حكم من
أهل الزوجة ،وحكم من أهل الزوج ،أي رجلين ل يرى كل
الزوجين غضاضة في الفضاء إليهما بما في نفسيهما ،وبأسباب
شقاقهما ،والحكمان من جهة أخرى ل يقلن عن الزوجين في
حرصهما على كتمان كل ما يسيء إلى سمعة السرة المتخاصمة
،وعدم إذاعته بين الناس ،لن كل ما يسئ إلى سمعة هذه
السرة يسئ إلى سمعة الحكمين نفسيهما ،لرتباطهما بهذه
السرة برابطة القرابة.
ففرق بين هذا وبين ما يحدث في المحاكم ،إذ يتم ذلك على
رؤوس الشهاد علنا ً ،ويعلمه موظفو المحكمة ويسجل في
سجلتها.
وبعد :فهذه بعض مساوئ النظمة والقوانين التي يريد أولئك
القوم المفتونون بحضارة الغرب وقوانينها وأنظمتها ،ويريدون
تطبيقها في بلد السلم ،وقد وضعت في بلد ولمة ليس لها من
المقومات والماضي ما لمتنا وبلدنا ،وليس لها من المبادئ
والخلق والمثل ما لمتنا ،فهي غريبة في بلدنا وعن أمتنا وبيئتنا
،وسنفشل عند تطبيقها لو قدر لها أن تطبق – ل سمح الله – ما
دامت هذه المة تتمسك بدينها ،لنها تتعارض مع مقومات هذه
المة الساسية.
لذا فإن كل من له عقل سليم ،وقد خل من الغرض والهوى ،ل
يستسيغ الخذ بشيء من هذه القوانين ،ويقبل بصدر رحب
استمرار العمل بنظام السلم في الطلق
===============
جعل الطلق بيد الرجل ل ينقص من شأن المرأة
إن فصم رابطة الزوجية أمر خطير ،يترتب عليه آثار بعيدة
المدى في حياة السرة والفرد والمجتمع ،فمن الحكمة والعدل
أل تعطى صلحية البت في ذلك ،وإنهاء الرابطة تلك ،إل لمن
يدرك خطورته ،ويقدر العواقب التي تترب عليه حق قدرها ،
ً
ويزن المور بميزان العقل ،قبل أن يقدم على النفاذ ،بعيدا عن
النزوات الطائشة ،والعواطف المندفعة ،والرغبة الطارئة.
والثابت الذي ل شك فيه أن الرجل أكثر إدراكا ً وتقديرا ً لعواقب
هذا المر ،وأقدر على ضبط أعصابه ،وكبح جماح عاطفته حال
الغضب والثورة ،وذلك لن المرأة خلقت بطباع وغرائز تجعلها
أشد تأثرا ً ،وأسرع انقيادا ً لحكم العاطفة من الرجل ،لن
وظيفتها التي أعدت لها تتطلب ذلك ،فهي إذا أحبت أو كرهت ،
وإذا رغبت أو غضبت اندفعت وراء العاطفة ،ل تبالي بما ينجم
عن هذا الندفاع من نتائج ول تتدبر عاقبة ما تفعل ،فلو جعل
الطلق بيدها ،لقدمت على فصم عرى الزوجية لتفه السباب ،
وأقل المنازعات التي ل تخلو منها الحياة الزوجية ،وتصبح
السرة مهددة بالنهيار بين لحظة وأخرى.
وهذا ل يعني أن كل النساء كذلك ،بل إن من النساء من هن
ذوات عقل وأناة ،وقدرة على ضبط النفس حين الغضب من
بعض الرجال ،كما أن من الرجال من هو أشد تأثرا ً وأسرع
انفعال ً من بعض النساء ،ولكن العم الغلب والصل أن المرأة
كما ذكرنا ،والتشريع إنما يبني على الغالب وما هو الشأن في
الرجال والنساء ،ول يعتبر النوادر والشواذ ،وهناك سبب آخر
لتفرد الرجل بحق فصم عرى الزوجية.
إن إيقاع الطلق يترتب عليه تبعات مالية ُ ،يلزم بها الزواج :فيه
يحل المؤجل من الصداق إن وجد ،وتجب النفقة للمطلقة مدة
العدة ،وتجب المتعة لمن تجب لها من المطلقات ،كما يضيع
على الزوج ما دفعه من المهر ،وما أنفقه من مال في سبيل
إتمام الزواج ،وهو يحتاج إلى مال جديد لنشاء زوجية جديدة ،
ول شك أن هذه التكاليف المالية التي تترتب على الطلق ،من
شأنها أن تحمل الزواج على التروي ،وضبط النفس ،وتدبر
المر قبل القدام على إيقاع الطلق ،فل يقدم عليه إل إذا رأى
أنه أمر ل بد منه ول مندوحة عنه.
أما الزوجة فإنه ل يصيبها من مغارم الطلق المالية شيء ،حتى
يحملها على التروي والتدبر قبل إيقاعه – إن استطاعت – بل هي
تربح من ورائه مهرا ً جديدا ً ،وبيتا ً جديدا ً ،وعريسا ً جديدًا.
فمن الخير للحياة الزوجية ،وللزوجة نفسها أن يكون البت في
مصير الحياة الزوجية في يد من هو أحرص عليها وأضن بها.
والشريعة لم تهمل جانب المرأة في إيقاع الطلق ،فقد منحتها
الحق في الطلق ،إذا كانت قد اشترطت في عقد الزواج شرطا ً
صحيحا ً ،ولم يف الزوج به ،وأباحت لها الشريعة الطلق بالتفاق
بينها وبين زوجها ،ويتم ذلك في الغالب بأن تتنازل للزوج أو
تعطيه شيئا ً من المال ،يتراضيان عليه ،ويسمى هذا بالخلع أو
الطلق على مال ،ويحدث هذا عندما ترى الزوجة تعذر الحياة
معه ،وتخشى إن بقيت معه أن تخل في حقوقه ،وهذا ما بينه
الله تعالى في قوله) :ول يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا ً
إل أن يخافا أل يقيما حدود الله ،فإن خفتم أل يقيما حدود الله
فل جناح عليهما فيما افتدت به(.
ُ
ولها طلب التفريق بينها وبينه ،إذا أعسر ولم يقدر على النفاق
عليها ،وكذا لو وجدت بالزوج عيبا ً ،يفوت معه أغراض الزوجية ،
ول يمكن المقام معه مع وجوده ،إل بضرر يلحق الزوجة ،ول
يمكن البرء منه ،أو يمكن بعد زمن طويل ،وكذلك إذا أساء
الزوج عشرتها ،وآذاها بما ل يليق بأمثالها ،أو إذا غاب عنها غيبة
طويلة.
كل تلك المور وغيرها ،تعطي الزوجة الحق في أن تطلب
التفريق بينها وبين زوجها ،صيانة لها أن تقع في المحظور ،وضنا ً
بالحياة الزوجية من أن تتعطل مقاصدها ،وحماية للمرأة من أن
تكون عرضة للضيم والتعسف.
=================
عناية السلم بالمرأة )(1
أوًل :المرأة الجاهلية في القرآن الكريم:
-1الستياء منها ودفنها حية:
ُ
م ب ِٱلن َْثىٰ ظ َ ّ ذا ب ّ َ
داسو َ ّم ْ ه ُ جه ُ ُ
ل وَ ْ حد ُهُ ْشَر أ َ قال الله تعالى﴿ :وَإ ِ َ ُ
َ ن ٱل ْ َ
سك ُ ُ
ه م ِ شَر ب ِهِ أي ُ ْ ما ب ُ ّ سوء َ من ُ قوْم ِ ِ م َواَرىٰ ِ م ﴿ ﴾58ي َت َ َ وَهُوَ ك َ ِ
ظي ٌ
َ هو َ
ن﴾ ]النحل،58: مو َ حك ُ ُ
ما ي َ ْ ب أل َ َ
سآء َ ه ِفى ٱلت َّرا ِ س ُ م ي َد ُ ّ
نأ ْع ََلىٰ ُ ٍ
.[59
قال البغوي" :وكان الرجل من العرب إذا ُولدت له بنت وأراد
ة من صوف أو شعر وتركها ترعى له البل أن يستحي َِيها ألبسها جب َ
والغنم في البادية ،وإذا أراد أن يقتلها تركها حتى إذا صارت
سداسية قال لمها :زّينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها ،وقد حفر
لها بئًرا في الصحراء ،فإذا بلغ بها البئر قال لها :انظري إلى هذه
البئر ،فيدفعها من خلفها في البئر ثم يهيل على رأسها التراب
حتى يستوي البئر بالرض"] معالم التنزيل ).[(5/25
-2حرمانها من الميراث:
ن وَٱلقَْرُبو َ
ن َ كٱ ْٰ ما ت ََر َ قال الله تعالىّ﴿ :للّر َ
لوِلدٰ ِ م ّ ب ّ ل َنصي ِ ٌ جا ِ
ه أ َوْ ك َث َُرمن ْ ُ
ل ِ ما قَ ّ م ّ ن ِ ن وَٱل َقَْرُبو َ ك ٱْلوِٰلدٰ ِ ما ت ََر َم ّ ب ّ صي ٌ ساء ن َ ِ وَِللن ّ َ
ض﴾ ]النساء.[7: فُرو ً م ْ
صيًبا ّ نَ ِ
قال سعيد بن جبير وقتادة" :كان المشركون يجعلون المال
للرجال الكبار ول يورثون النساء والطفال شيًئا فأنزل الله﴿ :
ما
م ّ ب ّ صي ٌ ساء ن َ ِ ن وَِللن ّ َ ن وَٱل َقَْرُبو َ ك ٱْلوِٰلدٰ ِ ما ت ََر َ
م ّ ب ّ ل َنصي ِ ٌ جا ِّللّر َ
ل من َ
صيًبا ه أوْ ك َث َُر ن َ ِما قَ ّ ِ ْ ُ م ّ ن ِ ن وَٱل َقَْرُبو َ ك ٱْلوِٰلدٰ ِ ت ََر َ
ض﴾ ]النساء ]"[7:انظر :تفسير ابن كثير ).[(1/465 فُرو ً م ْ
ّ
-3إباحة حلئل الباء لبنائهم بعد الموت والجمع بين الختين:
ماساء إ ِل ّ َ ن ٱلن ّ َ م َ م ّ ح ءاَباؤ ُك ُ ْما ن َك َ َحوا ْ َ قال الله تعالى﴿ :وَل َ َتنك ِ ُ
ل﴾ ]النساء.[22: سِبي ً
ساء َ قًتا وَ َ م ْ
ة وَ َ ش ً ح َن َفـٰ ِ كا َه َ سل َ َ
ف إ ِن ّ ُ قَد ْ َ
قال قتادة" :كان أهل الجاهلية يحرمون ما حرم الله إل أن
الرجل كان يخُلف على حليلة أبيه ويجمعون بين الختين"] جامع
البيان ).[(3/393
-2عن أسماء بنت أبي بكر رض الله عنهما قالت :تزوجني الزبير
وما له في الرض من مال ول مملوك ول شيء غير ناضح وغير
غرَبه ،وأعجن، فرسه ،فكنت أعلف فرسه ،وأستقي الماء ،وأخرُِز َ
ولم أكن أحسن أخبز ،وكان يخبز جارات لي من النصار ،وكن
صدق ،وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه نسوة ِ
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-على رأسي وهي مني على
ثلثي فرسخ ...الحديث ]أخرجه البخاري في النكاح ،باب :الغيرة )
.[(5224
بين ابن حجر أن السبب الحامل لسماء بنت أبي بكر رضي الله
عنهما على الصبر على هذه العمال الشاّقة التي جاءت في هذا
الحديث وسكوت زوجها وأبيها على ذلك هو انشغالهما بالجهاد
وغيره مما يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ،فكان الزبير
رضي الله عنه ل يتفرغ للقيام بهذه العمال التي كانت تقوم بها،
ضا لم يكن باستطاعته أن يستأجر من يقوم له بهذه العمال، وأي ً
ولم يكن عنده مملوك يقوم له بهذه العمال ،فانحصر المر في
زوجته ]انظر :فتح الباري ).[(9/235
قال الشيخ عبد الكريم زيدان" :وفي قصة أسماء وحملها النوى
من أرض بعيدة عن بيتها لحاجة زوجها لهذا العمل واطلع النبي
-صلى الله عليه وسلم-على حالها وفعلها وسكوته -صلى الله
عليه وسلم-دليل واضح على جواز عمل المرأة خارج البيت إذا
كان هناك ضرورة لعملها" ] المفصل في أحكام المرأة )
.[(4/270
هـ -شروط عمل المرأة:
-1اللتزام بالحجاب الشرعي.
-2المن من الفتنة كالختلط بالرجال أو الخلوة بهم.
-3إذن الولي.
-4أن ل يستغرق العمل وقتها أو يتنافى مع طبيعتها.
-5أن ل يكون في العمل تسّلط على الرجال.
والهدف من اشتراط هذه الشروط هو بناء مجتمع متكامل
مترابط ،وتهذيب المة وتربيتها على المثل العليا والخلق الحميد،
ووقاية الفراد من المراض الجتماعية والنفسية والخلقية ]انظر:
عمل المرأة وموقف السلم منه للدكتور عبد الرب نواب الدين
)ص .[(196-182
سا :حق المرأة في المال: ساد ً
-1حق المرأة في المال كحق الرجل:
تتمتع المرأة بالحقوق الخاصة المالية كالرجل ،فلها أن تكتسب
ل جا ِ المال بأسباب كسبه المشروعة كالرث ،قال تعالىّ﴿ :للّر َ
كما ت ََر َ م ّ ب ّ صي ٌ ساء ن َ ِ ن وَِللن ّ َ ن وَٱلقَْرُبو َ ك ٱْلوِٰلدٰ ِ ما ت ََر َ م ّب ّ َنصي ِ ٌ
َ ٱ ْٰ
ض﴾ ]النساء: فُرو ًٌ م ْ صيًبا ّه أوْ ك َث َُر ن َ ِ من ْ ُ ل ِ ما قَ ّ م ّن ِ ن وَٱلقَْرُبو َ لوِلدٰ ِ
] [7المفصل في أحكام المرأة ).[(4/291
-2مباشرة المعاملت المختلفة:
للمرأة أن تباشر المعاملت المختلفة لكسب المال كالجارة ،قال
م َأن تعالى في استئجار الظئر لرضاع الطفل﴿ :وإ َ
ن أَردت ّ ْ َِ ْ
ح ع َل َي ْك ُ ٌْ َ
م﴾ ]البقرة.[233: م فَل َ ُ
جَنا َ ضُعوا ْ أوَْلـٰد َك ُ ْ ست َْر ِ تَ ْ
من يسترضع قال الكاساني" :نفى الله سبحانه وتعالى الجناح ع ّ
ده ،والمراد منه السترضاع بالجرة بدليل قوله تعالى﴿ :إ ِ َ
ذا ول َ
ح ف﴾ ]البقرة [233:بعد قوله﴿ :فَل َ ُ
جَنا َ معُْرو ِ ٌ ما ءات َي ُْتم ب ِٱل ْ َ مُتم ّ سل ّ ْ َ
م﴾ ]البقرة ] "[233:انظر :المفصل في أحكام المرأة ) ع َل َي ْك ُ ٌْ
.[(4/291
-3التوكيل في المعاملت:
كل من تشاء في سائر ما تملكه من تصّرفات وللمرأة أن تو ّ
كل على غيرها. كالبيع والشراء وغير ذلك كما يجوز لها أن تتو ّ
ح تصّرفه في شيء بنفسه وكان قال ابن قدامة" :وكل من ص ّ
كل فيه رجل كان أو امرأة حًرا كان أوً ح أن يو ّ مما تدخله النيابة ص ّ
دا" ] المغني ).[(7/197 عب ً
ضا" :ل نعلم خلًفا في جواز التوكيل في البيع والشراء، وقال أي ً
وقد ذكرنا الدليل عليه من الية والخبر ،ولن الحاجة داعية إلى
التوكيل فيه؛ لنه قد يكون ممن ل يحسن البيع والشراء أو ل
يمكنه الخروج إلى السوق ،وقد يكون له مال ول يحسن التجارة
فيه ،وقد يحسن ول يتفرغ ،وقد ل تليق به التجارة لكونه امرأة" ]
المغني ).[(7/198
سابًعا :حقوق المرأة الزوجية:
-1استئذانها في التزويج:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
قال) :ل تنكح اليم حتى تستأمر ،ول تنكح البكر حتى تستأذن(،
قالوا :يا رسول الله ،وكيف إذنها؟ قال) :أن تسكت( ] أخرجه
البخاري في النكاح ،باب :ل ينكح الب وغيره البكر والثيب إل
برضاهما ).[(5136
قال ابن تيمية" :المرأة ل ينبغي لحد أن يزّوجها إل بإذنها كما أمر
النبي صلى الله عليه وسلم ،فإن كرهن ذلك لم تجبر على النكاح
إل الصغيرة البكر ،فإن أباها يزّوجها ول إذن لها ،وأما البالغ الثيب
فل يجوز تزويجها بغير إذنها ل للب ول لغيره بإجماع المسلمين،
وكذلك البكر البالغ ليس لغير الب والجد تزويجها بدون إذنها
بإجماع المسلمين ،وأما الب والجد فينبغي لهما استئذانها،
واختلف العلماء في استئذانها :هل هو واجب أو مستحب؟
والصحيح أنه واجب" ] مجموع الفتاوى ).[(40-32/39
-2المهر:
ة﴾ ]النساء.[4:حل َ ًٌ ن نِ ْصد َُقـٰت ِهِ ّ ساء َ قال تعالىَ﴿ :وءاُتوا ْ ٱلن ّ َ
قال القرطبي" :هذه الية تدل على وجوب الصداق للمرأة ،وهو
مجمع عليه ول خلف فيه" ] الجامع لحكام القرآن ).[(5/24
قال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن البخاري" :ومن محاسن
النكاح أن لم يشرع في حق النساء إل بصداق ،قال الله تعالى﴿ :
م﴾ ]النساء ،[24:فإنها لو م َأن ت َب ْت َُغوا ْ ب ِأ َ ْ ٰ
مول ِك ُ ٌْ ما وََراء ذ َل ِك ُ ْ ل ل َك ُ ْ
م ّ ح ّوَأ ُ ِ
ل وضاعت بأسرع الوقات ،فلم حّلت بغير بدل لكان في ذلك ذ ّ
ف المطالبة بالصداق يشرع عقد النكاح إل ببدل يلزمه ليكون خو ُ
مانًعا له عن الطلق فيدوم ،وإذا دام حصل مقصود البقاء
والتوالد" ] محاسن السلم )ص .[(46
-3وجوب النفقة والكسوة:
في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-قال في خطبة عرفة) :ولهن عليكم
رزقهن وكسوتهن بالمعروف( ] رواه مسلم في الحج ).[(1218
قال النووي" :فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها ،وذلك ثابت
بالجماع" ] شرح صحيح مسلم ).[(8/184
-4وجوب السكنى:
م﴾ ]الطلق.[6: جد ِك ُ ٌْ س َ َ
من وُ ْ كنُتم ّ ث َ حي ْ ُ
ن َ م ْ ن ِ سك ُِنوهُ ّ قال تعالى﴿ :أ ْ
حقّ على زوجها مد ّةَ قال الماوردي" :يعني سكن الزوجة مست َ
دة طلقها بائًنا كان أو رجعًيا" ] النكت والعيون ) نكاحها وفي ع ّ
.[(6/32
-5حفظ دين الزوجة:
َ َ ْ ْ َ
م َناًرا وَُقود ُ َ
ها م وَأهِْليك ُ ْ سك ُ ْ ف َ مُنوا ُقوا أن ُ ن ءا َ ذي َ قال تعالى﴿ :يٰأي َّها ٱل ّ ِ
جاَرة ٌُ﴾ الية ]التحريم.[6: ح َ س وَٱل ْ ِ
ٱلّنا ُ
قال قتادة" :يقيهم أن يأمرهم بطاعة الله ،وينهاهم عن معصيته،
وأن يقوم عليهم بأمر الله ،يأمرهم به ويساعدهم عليه ،فإذا
رأيت لله معصية ردعَتهم وزجرتهم عنها" ] انظر :جامع البيان )
.[(12/157
-6المعاشرة بالمعروف:
ف﴾ ]النساء.[19: معُْرو ِ ٌ ن ب ِٱل ْ َ شُروهُ ّ عا ِ قال الله تعالى﴿ :وَ َ
سنوا أفعاَلكم ن ،وح ّ قال ابن كثير" :أي :طّيبوا أقواَلكم له ّ
ب ذلك منها ،فافعل أنت بها مثله وهيئاتكم حسب قدرتكم كما تح ّ
ف﴾ ،وقال معُْرو ِ ٌ ن ب ِٱل ْ َ ذى ع َل َي ْهِ ّ ل ٱل ّ ِ مث ْ ُن ِ كما قال تعالى﴿ :وَل َهُ ّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم) :خيركم خيركم لهله ،وأنا
خيركم لهلي( ] رواه الترمذي في المناقب ،باب :فضل أزواج
النبي -صلى الله عليه وسلم ( 3895)-وقال" :حسن غريب
صحيح" ،وابن ماجة في النكاح ،باب :حسن معاشرة النساء )
،(1977والدارمي في النكاح ،باب :في حسن معاشرة النساء،
وصححه اللباني في السلسلة الصحيحة ) ،[(285وكان من
م البشر، أخلقه -صلى الله عليه وسلم-أنه جميل العشرة دائ َ
ة ،ويضاحك نساءه حتى طف بهم ويوسعهم نفق ً يداعب أهَله ويتل ّ
دد إليهاة أم المؤمنين رضي الله عنها يتو ّ إنه كان يسابق عائش َ
بذلك ،قالت :سابقني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فسبقته،
ت اللحم وذلك قبل أن أحمل اللحم ،ثم سابقته بعدما حمل ُ
فسبقني فقال) :هذه بتلك( ] رواه أحمد ) ،(6/264وأبو داود في
الجهاد ،باب :في السبق على الرجل ) ،(2578وابن حبان في
صحيحه :كتاب السير ،ذكر إباحة المسابقة بالقدام )،(4691
والبيهقي في السنن الكبرى ،كتاب السبق والرمي باب :ما جاء
في المسابقة بالعدو ،وصححه اللباني في السلسلة الصحيحة )
ل ليلة في بيت التي يبيت عندها فيأكل ،[(131ويجمع نساءه ك ّ
معهن العشاء بعض الحيان ،ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها،
وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه
الرداء وينام بالزار ،وكان إذا صّلى العشاء يدخل منزله يسمر مع
أهله قليًل قبل أن ينام ،يؤانسهم بذلك -صلى الله عليه وسلم-
سن َ ٌٌ ُ
ة﴾ ح َ ل ٱلل ّهِ أ ْ
سوَة ٌ َ سو ِ ن ل َك ُ ْ
م ِفى َر ُ كا َ وقد قال الله تعالى﴿ :ل ّ َ
قد ْ َ
]الحزاب ] "[21:تفسير ابن كثير ).[(1/477
-7العدل بين الزوجات:
عن أبي هريرة رضي الله عنه ،عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
قال) :من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة
وشقه مائل( ] رواه أبو داود في النكاح ،باب :في القسم بين
النساء ) ،(2133والترمذي في النكاح ،باب :ما جاء في التسوية
بين الضرائر ) ،(1141وابن ماجه في النكاح ،باب :القسمة بين
النساء ) ،(1969وصححه اللباني في صحيح أبي داود ).[(2/400
قال شمس الحق أبادي" :والحديث دليل على أنه يجب على
الزوج التسوية بين الزوجات ويحرم عليه الميل إلى إحداهن"
] عون المعبود ).[(6/112
-8الوفاء للزوجة بعد موتها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت :ما ِغرت على أحد ٍ من نساء
ت على خديجة ،وما رأيتها النبي -صلى الله عليه وسلم-ما ِغر ُ
ولكن كان النبي -صلى الله عليه وسلم-يكثر ذكرها ،وربما ذبح
الشاة َ ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة ،فربما قلت
له :كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إل خديجة!! فيقول) :إنها كانت
وكانت ،وكان لي منها ولد( ] رواه البخاري في مناقب النصار،
باب :تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم-خديجة وفضلها )
،(3818ومسلم في الفضائل ).[(2437
قال النووي" :في هذا دليل لحسن العهد وحفظ الود ّ ورعاية
حرمة الصاحب والعشير في حياته ووفاته وإكرام أهل ذلك
الصاحب" ] شرح صحيح مسلم ).[(15/202
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين،،
================
ظلم المرأة في ظل الحضارة الغربية
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وبعد /فتعاني
المرأة الغربية من الويلت في ظل الحضارة الغربية المعاصرة
ومن تلك الويلت التي فتكت بالمرأة الغربية ظواهر وعلمات
نحاول أن نبينها في هذه المقالة:
أول ً :استخدام المرأة في الدعاية والعلن
ل يخفى على المتأمل في واقع المرأة الغربية أنها استغلت
استغلل سيئا ً من خلل الغراء بها في وسائل الدعاية والعلن
لمنتجات مختلفة ،بعضها متعلق بالمرأة والخر ل علقة لها
بالمرأة ..ففي مجال الفلم تستخدم المرأة استغلل تجاوز كل
الحدود الشرعية والنسانية في عرض المرأة عرضا فاتنا
صارخا ً ،والمجلت الهابطة ل يمشي سوقها إل إذا ملئت المجلة
بصور النساء الجميلت ..ففتاة الغلف تختار بعناية لجذب الزبائن
..وهناك في الغرب ..فئات كثيرة من التجار يضعون في محلتهم
التجارية نساء جميلت تقف عند أبواب متجارهم لجذب الزبائن
والتأثير عليهم ،والتلطف معهم حتى يدخل المحل .
وهكذا فالمرأة تبتز بشكل بشع في المجتمعات الغربية .
)وحسب بحث الماجستير للباحثة جيهان البيطار)حول أخلقيات
العلن( فقد جاء فيها :
* 93%تستخدم السيدات .
* 73%منها يتم تقديمها من خلل حركة المرأة .
* أكثر من النصف يحتوي إثارة في المضمون ][1
ثانيا ً :فتح مجالت عمل ل تتناسب مع طبيعة المرأة .
فبناء على نظرية المساواة المزعومة في العالم الغربي
طالبوا بأن تعمل المرأة كما يعمل الرجل ،فهي تعمل في
المناجم وصناعة المواد الثقيلة وتنظيف الشوارع وقيادة
الشاحنات وحمل السلح وحراسة المن وغيرها من العمال التي
ل تليق إل بالرجال ،وهذا من ظلم المرأة ،والتي سببت لها آثارا ً
عظيمة على أنوثتها وعفافها وصحتها الجسدية والنفسية.
ثالثًا :العنف والعتداء على المرأة .
وصور العتداء على المرأة إما أن يكون بالضرب أو
التحرشات الجنسية أو الغتصاب وأخيرا القتل .
العتداء عليها بالتحرشات الجنسية :
لقد كشف مسح استطلعي أعدته وزارة الداخلية البريطانية
أن ) %80نعم ..ثمانون في المائة( من ضابطات الشرطة ،أي
بنسبة أربعة إلى خمسة ،يتعرضن للمضايقات الجنسية خلل
نوبات العمل الرسمية .
شارك في الستطلع 1800ضابطة في عشر مديريات أمن
في إنكلترا وويلز ،وأشرفت عليه الدكتورة )جنيفر بروان( وهي
باحثة اجتماعية في الوحدة الملحقة في مديرية أمن
)نيوهامبشاير( أليست نسبة مفزعة ؟ أربعة أخماس الشرطيات ـ
عفوا ضابطات الشرطة ـ يتعرضن للمضايقات الجنسية ،ومتى ؟
خلل نوبات العمل الرسمية !! خلل العمل على حفظ المن !! ]
[2
هذا في حق حامية المن ،أما في حق الساهرات على مصلحة
المرضى فهناك أفعال يندى لها الجبين .
أشارت دراسة صدرت عن جمعية علم النفس البريطانية إلى
أن % 60من الممرضات اللتي تم استطلع آرائهن قد عانين
من التحرش الجنسي من مرضاهن الرجال .
وأوضحت الدراسة أن أشكال التحرش الجنسي تمثلت في
ممازحات صفيقة ،واقتراحات تتضمن الدعوة إلى ممارسة
الجنس ،بالضافة إلى الملمسة الجسدية مباشرة ،واتضح أن
معظم الممرضات يعانين في صمت ،ويفضلن عدم البلغ عن
تلك الحوادث بنسبة . %76
وقد دعت الباحثة النفسية البريطانية سارة فينيز خلل مؤتمر
لجمعية علم النفس البريطانية عقد في لندن ،إلى ضرورة
صياغة توجيهات ولوائح داخلية تلزم الممرضة بالبلغ عن جميع
حالت التحرش الجنسي التي تعاني منها خلل العمل ،على أمل
أن يؤدي ذلك إلى الحد من تلك الظاهرة المسيئة لمهنة التمريض
ومؤامرة الصمت التي تحيط بها .
وقد أشارت الدراسة إلى أن الرجال )المرضى( ل يتورعون
عن التيان بأفعال يندى لها الجبين خلل قيام الممرضات
بمساعدتهم ].[3
هل رأيتم وتأملتم ل آلم المرضى ،ول اقتراب الموت ،ول
أجواء المستشفى ؛ جميعها لم يمنع هؤلء المرضى من القيام
بتلك الفعال التي وصفتها الدراسة بـ ) يندى لها الجبين( .
علما ً أن الدراسة لم تتحدث عن الطباء والممرضين ،
واكتفت بالمرضى ،ول ندري كم تبلغ النسبة حين تضاف إليها
اعتداءات أولئك ؟!!
العتداء عليها بالغتصاب :
أعلن مركز الضحايا الوطني الذي يناصر حقوق ضحايا جرائم
العنف :أن معدل الغتصاب في الوليات المتحدة أصبح يبلغ 1.3
امرأة بالغة في الدقيقة الواحدة ؛ أي 68000امرأة في العام .
وأضاف المركز أن واحدة من كل ثماني بالغات في الوليات
المتحدة تعرضت للغتصاب ليكون إجمالي من اغتصبن اثني
عشر مليونا ومائة ألف امرأة على القل .
ويشير المسح إلى أن % 61من حالت الغتصاب تمت
لفتيات تقل أعمارهن عن 18عاما ً ،وأن % 29من كل حالت
الغتصاب تمت ضد أطفال تقل أعمارهم عن 11عاما.
وأظهرت الرقام زيادة معدل الغتصاب عن العام الذي سبقه
بنسبة [4] !! % 59
وتقول دراسة أمريكية :إن جرائم الغتصاب شأن هجمات
واعتداءات الغرباء ،تنخفض خلل الشتاء ؛ لن الناس ل يخرجون
كثيرا ً ...وبالتالي فإن فرص اللتقاء تكون أقل ].[5
ولو أردنا أن نترجم هذا الكلم إلى نتيجة علمية فإننا نقول :
عندما يقل الختلط ..يقل الغتصاب .
أي أن السلم العظيم حين يحد من الختلط ،ويضيق من
فرصه ومجالته فإنه يحد من جرائم الغتصاب ،ويحد من فرصها
ومجالتها ..وهذه مجتمعاتنا المسلمة ،رغم عدم التزامها التام
بالسلم تنخفض فيها نسب جرائم الغتصاب ..وإذا كانت بعض
مجتمعات المسلمين بدأت تعاني من تزايد جرائم الغتصاب
فيها ،فإنما هذا بقدر بعدها عن السلم والتزامها بأوامره ].[6
رابعًا :استغلل المرأة في التجارة الجسدية .
لقد استغلت المرأة هناك جسديا ً حتى ظهرت ظاهرة تسمى
بتجارة الرقيق البيض بلغت أرباحها بالمليين وإليك بعض
الرقام :
إن المرأة التي تنظر لعمل البيت نظرة استصغار لدليل على
أنها لم تفهمه حق الفهم ،ومن ثم لن تقوم به ،كذلك الذين يرون
أنها معطلة في بيتها إما أنهم ل يفهمون هذا العمل ،أو أنهم
يفهمونه ولكن في قلوبهم مرض.
هل يصح أن نقول :إن المرأة إذا تفرغت للعناية بالسرة تبقى
معطلة ويخسر المجتمع نصف طاقاته.
من الضروري أن تفهم المرأة هذا الدور الكبير في ظل
بماِتي ل ِل ّهِ َر ّ م َ
حَيايَ وَ َ م ْكي وَ َ صل َِتي وَن ُ ُ
س ِ ن َ ل إِ ّ العقيدة ﴿قُ ْ
ن﴾] [15إنه عبادة ،فليس عمل ً قسرًيا ،أو عمل ً روتينًيا ،بل مي َ ال َْعال َ ِ
هو عمل فيه روح لمن أدركت أهداف الحياة وسر وجود النسان.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) :إذا صلت المرأة
خمسها ،وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها دخلت
من أي أبواب الجنة شاءت (]. [16
وبعد هذه الوقفات يأتي الحديث عن أعمال المرأة داخل بيتها
والتي تمثل دورها الرئيسي في هذه الحياة لتساهم في بناء
المة ،وسوف يتضح لنا أنها أعمال كبيرة وعظيمة إذا أعطيت
حقها فإنها تستغرق جل وقتها ،وهذه العمال:
أعمال المرأة في بيتها:
ل :عبادة الله: أو ً
ن
ج ّت ال ْ ِق ُ خل َ ْما َ لن ذلك هو الغاية من وجود النسان ككل ﴿وَ َ
ن﴾]. [17 دو ِس ِإل ل ِي َعْب ُ ُ لن َ َوا ِ
لذا نجد التوجيه اللهي لمهات المؤمنين لما أمرن بالقرار في
ج
ن ت َب َّر َ ج َن َول ت َب َّر ْ ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ البيوت ،قال الله تعالى﴿ :وَقَْر َ
َ َ ُ
هن الل ّ َ كاة َ وَأط ِعْ َ ن الّز َ صلة َ َوآِتي َ ن ال ّم َجاه ِل ِي ّةِ الوَلى وَأقِ ْ ال ْ َ
ه. [18] ﴾... سول َ ُ وََر ُ
ومفهوم العبادة وإن كان أوسع من أداء الشعائر التعبدية،
لكنها جزء كبير من العبادة ،وأداء العبادة هو أكبر معين للمرأة
على أداء دورها بإتقان في بيتها فالمرأة الصالحة هي التي تؤدي
دورها على الوجه المطلوب ،كما أن ذلك هو أساس التربية
الصالحة بالقدوة ،حيث إن قيام المرأة بأداء العبادة بخشوع
وطمأنينة له أكبر الثر على من في البيت من الطفال وغيرهم،
فحينما تحسن المرأة الوضوء ،ثم تقف أمام ربها خاشعة خاضعة
ستربى في الطفال هذه المعاني بالقدوة إضافة للبيان والتوجيه
بالكلم.
ما لكن لبد أن تتضح أهدافه وهذا الجانب وإن كان معلو ً
دا عن الروتين القاتل للمعاني السامية. وغاياته وأثره وُيفهم بعي ً
ثانًيا :المرأة في البيت سكن واستقرار للزوج والبيت:
فسك ُ َ كم م َ َ
جا
م أْزَوا ًن أن ُ ِ ْ خل َقَ ل َ ُ ّ ْ ن َن آَيات ِهِ أ ْ م ْ قال تعالى﴿ :وَ ِ
قوْم ٍت لّ َ ك لَيا ٍ ن ِفي ذ َل ِ َ ة إِ ّ
م ًح َموَد ّة ً وََر ْكم ّ ل ب َي ْن َ ُجعَ َ سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َل ّت َ ْ
ن﴾]. [19 فك ُّرو َ ي َت َ َ
التعبير بـ »سكن« وما يحمله من معنى .إن كلمة »سكن«
ما للستقرار والراحة والطمأنينة في البيت ،ولو تحمل معنى عظي ً
ظا يعبر عما تحمله ما استطعنا ولن نستطيع، حاولنا أن نوجد لف ً
ذلك كلم رب العالمين الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من
خلفه .فالمرأة سكن للزوج ،سكن للبيت .ثم وصف العلقة بأنها
"مودة ورحمة".
جَهامن َْها َزوْ َ
ل ِ جعَ َ حد َةٍ وَ َس َوا ِف ٍ من ن ّ ْ كم ّ ق ُ خل َ َ ذي َ وقال﴿ :هُوَ ال ّ ِ
ه﴾] [20أي يأنس بها ويأوي إليها ،ولنفهم سر التعبير ن إ ِل َي ْ َسك ُ َل ِي َ ْ
»إليها« في اليتين حيث أعاد السكن إلى المرأة فهي مكانه
وموطنه ،فالزوج يسكن إليها ،والبيت بمن فيه يسكن إليها ﴿
سك ُُنوا إ ِل َي َْها ﴾ ول تكون المرأة سكًنا لزوجها حتى تفهم حقه ل ّت َ ْ
ومكانته ،ثم تقوم بحقوقه عليها طائعة لربها فرحة راضية.
لذا يحرص السلم على تقرير مكانة الزوج لنها الساس،
دا أن يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) :لو كنت آمًرا أح ً
يسجد لحد لمرت المرأة أن تسجد لزوجه (][21
بل الشعار بمكانته حتى بعد وفاته ) ل يحل لمرأة تؤمن بالله
واليوم والخر أن تحد على ميت فوق ثلث إل على زوج فإنها تحد
عليه أربعة أشهر وعشًرا. [22]( ...
وليفهم أن الحداد أمر زائد على العدة ،ففيه إشعار بحق
الزوج على الزوجة .وقد شرع في السلم أحكام تكفل أداء
حقوق الزوج ،ومن ثم يكون البيت سكًنا ويصبح بيئة صالحة.
على أن هذه الحكام والتشريعات ليست خاصة بالمرأة بل
هي على الزوجين ،لكن دور المرأة فيها أكبر لنها العمود كما
ذكرنا ،وحيث مجال حديثنا عن المرأة وعن دورها في تربية
السرة ،لبد من الشارة لبعض المسئوليات والوسائل اللزمة لها
التي تجعل البيت سكًنا كما أراد الله ،ومنها:
1ـ الطاعة التامة للزوج فيما ل معصية فيه لله:
هذه الطاعة هي أساس الستقرار ،لن القوامة للرجل ﴿
ساِء [23]﴾...فل نتصور قوامة بدون ن ع ََلى الن ّ َ
مو َ ل قَ ّ
وا ُ جا ُ
الّر َ
طاعة ...والبيت مدرسة أو إدارة ،فلو أن مديًرا في مؤسسة أو
مدرسة لديه موظفون ل يطيعونه ،هل يمكن أن يسير العمل،
فالبيت كذلك .إن طاعة الزوج واجب شرعي تثاب المرأة على
فعله ،بل نجد طاعة الزوج مقدمة على عبادة النفل ،قال ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ) :ل تصوم المرأة وبعلها شاهد إل بإذنه ( ]
. [24وفيه إشارة إلى أهمية طاعة الزوج حتى قدمت على
عبادة صيام النفل.
2ـ القيام بأعمال البيت التي هي قوام حياة السرة من طبخ
ونظافة وغسيل وغير ذلك:
وحتى يؤدي هذا العمل ثمرته لبد أن يكون بإتقان جيد،
وبراحة نفس ورضى وشعور بأن ذلك عبادة.
وإليك أيها الخت نماذج من السيرة ومن سلف هذه المة.
أخرج المام أحمد بسنده عن ابن أعبد قال :قال لي علي بن أبي
طالب رضي الله عنه :أل أخبرك عني وعن فاطمة رضي الله
عنها كانت ابنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت من
أكرم أهله عليه ،وكانت زوجتي ،فجّرت بالرحى حتى أّثر الرحى
مت البيت بيدها ،وأسقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وق ّ
حتى اغبرت ثيابها ،وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها،
فأصابها من ذلك ضرر ،فقدم على رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ بسبي أو خدم ،قال :فقلت لها :انطلقي إلى رسول الله ـ
ما يقيك حر ما أنت فيه، صلى الله عليه وسلم ـ فاسأليه خاد ً
فانطلقت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوجدت عنده
كما فرجعت ولم تسأله فذكر الحديث فقال ) :أل أدل ِ ما أو خدا ً خد ً
ك سبحي ثلًثا ت إلى فراش ِ ك من خادم إذا أوي ِ على ما هو خير ل ِ
وثلثين واحمدي ثلًثا وثلثين وكبري أربًعا وثلثين ( فأخرجت
رأسها فقالت :رضيت عن الله ورسوله مرتين . [25] ..فلم ينكر
قيامها بهذا المجهود ،ومن هي في فضلها وشرفها ،بل أقرها
وأرشدها إلى عبادة تستعين بها على ذلك ،وأن ذلك خير لها من
خادم.
روى ابن إسحاق بسنده عن أسماء بنت عميس قالت :لما
ي رسول الله ـ صلى الله عليه أصيب جعفر وأصحابه دخل عل ّ
وسلم ـ وقد دبغت أربعين منا ،وعجنت عجيني وغسلت بّنى
ودهنتهم ونظفتهم .قالت :فقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ ) :اتيني ببني جعفر ( قالت :فأتيته بهم ،فتشممهم
وذرفت عيناه ،فقلت :يا رسول الله بأبي أنت وأمي ،ما يبكيك؟
أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال ) :نعم ،أصيبوا هذا اليوم (
...الحديث ]. [26
3ـ استجابتها لزوجها فيما أحل الله له:
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) :إذا دعا الرجل امرأته إلى
فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح (][27
.بل الولى في حقها أن تتقرب إليه دون الطلب ،وأن تتهيأ لذلك
وتتجمل .وإنه لمن المؤسف أن بعض النساء تتجمل لخروجها –
وقد ُنهيت عن ذلك – أكثر مما تتجمل لزوجها – وقد ُأمرت به –
وكل ذلك يدل على جهل بالمسؤولية ،أو عدم اتباع لشرع الله.
إن لقيام المرأة بهذا المر ،وحسن الخذ به أثًرا كبيًرا على
استقرار البيت ،حيث عفة الزوج ورضاه بما عنده وعدم شعوره
بالحباط والحرمان ،ومن ثم الستقرار النفسي.
ما أكثر الرجال الذين يعيشون حياة غير مستقرة بسبب
ما ،أو لم شعورهم بالحرمان ،لن المرأة لم تعر هذا الجانب اهتما ً
تعرف كيف تقوم به حق القيام ،فلتدرك المرأة دورها في ذلك،
ثم لتفكر وتبحث كيف تؤديه.
4ـ حفظ سره وعرضه:
فل تتعرض للفتنة ول للتبرج ،ول تتساهل في التعرض للرجال
في باب المنزل أو النافذة أو خارج البيت ،ولتكن محتشمة عند
خروجها.
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) :فأما حقكم على نسائكم فل
ن في بيوتكم لمن تكرهون (] يوطين فرشكم من تكرهون ول يأذ ّ
. [28
إن هذا يعطي صيانة أخلقية للبيت ،وثقة للزوج ،وتربية للبناء
على العفة ،وأن البيت الذي يحصل فيه شيء من التساهل في
حا ،ول مكان استقرار. أي أمر من هذه المور لن يكون سكًنا مري ً
5ـ حفظ المال:
يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) :والمرأة راعية في بيت
زوجها ومسؤولة عن رعيته (] . [29وقال ـ صلى الله عليه
وسلم ـ ) :خير نساء ركبن البل صالح نساء قريش .أحناه على
ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده (]. [30
وقضية المال قضية هامة يتعلق بها أمور منها:
1ـ الصلح في البيوت بحفظ ما فيها.
2ـ عدم التبذير والسراف.
3ـ عدم تحميل الزوج ما ل يطيق من النفقات.
والمور المالية اليوم أصبح لها نظام وحساب فكم من
شا هنيًئا مع عدم التكلفة الوسائل والطرق توفر للسرة عي ً
المالية ،وقد أصبحت فّنا يدرس ،فهل تعي الزوجة دورها في
ذلك.
6ـ المعاملة الحسنة:
فالزوج له القوامة فلبد من أن تكون المعاملة تنطلق من هذا
ومن صور حسن المعاملة.
ـ تحمل خطئه إذا أخطأ.
ـ استرضاؤه إذا غضب.
ـ إشعاره بالحب والتقدير.
ـ الكلمة الطيبة والبسمة الصادقة ،قال ـ صلى الله عليه
وسلم ـ ) :تبسمك في وجه أخيك صدقة (]. [31
فكيف إذا كانت من زوجة لزوجها.
ـ النتباه لموره الخاصة من طعام وشراب ولباس من ناحية
النوع والوقت .ولتعلم المرأة أنها حين تقوم بهذه المور ليس فيه
ط من مكانتها بل هذا هو طريق اعتداء على شخصيتها أو ح ّ
السعادة ،ولن تكون السعادة إل في ظل زوج تحسن معاملته
ساِء ﴾][32 ن ع ََلى الن ّ َ مو َ ل قَ ّ
وا ُ جا ُ وذلك تقدير العزيز العليم ﴿الّر َ
دا أن يسجد يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) :لو كنت آمًرا أح ً
لحد لمرت المرأة أن تسجد لزوجه (]. [33
فلتفهمي مقاصد الشرع ول تغتري بالدعاية الكاذبة وليكن
شعارك سمعنا وأطعنا.
قى﴾ ] ل وَل َ ي َ ْ
ش َ ض ّدايَ فَل َ ي َ ِ
ن ات ّب َعَ هُ َم ِدى فَ َ مّني هُ ً ما َيأت ِي َن ّ ُ
كم ِ ﴿فَإ ِ ّ
. [34
7ـ تنظيم الوقت:
احرصي على تنظيم وقتك حتى يكون عملك متعة ،واجعلي
ما كالروضة نظافة وترتيًبا ،فالبيت دليل على صاحبته، البيت دائ ً
وبالنظافة والترتيب يكون البيت بأجمل صورة ،ولو كان الثاث
متواضًعا والعكس بالعكس.
إن الزوج والولد حينما يعودون من أعمالهم ودراستهم
فا يخف عنهم العناء والرهاق، ما نظي ً متعبين فيجدون بيًتا منظ ً
والعكس بالعكس؛ فنظافة السكن ونظامه من أهم السباب
لكونه سكًنا وراحة.
8ـ قفي مع زوجك:
ديه
في الحداث والزمات وما أكثرها في هذه الدنيا! أم ّ
بالصبر والرأي ،اجعليه عند الزمات يهرب لبيته ،لزوجته ،لسكنه،
ل يهرب عنها ،فذلك من أكبر السباب للوئام ،وبهذا يكون البيت
سكًنا.
9ـ الصدق معه:
صا فيما يحدث وهو كوني صادقة معه في كل شيء وخصو ً
خارج البيت ،وابتعدي عن الكذب والتمويه ،فإن المر إن انطلى
مرة فلن يستمر ثم تفقد الثقة ،فإذا فقدت الثقة فلن يكون
حا ،ول مكاًنا للتربية الصالحة.
البيت سكًنا مري ً
10ـ كيف تتصرفين عند حصول الخلف؟
وأخيًرا اعلمي أننا بشر ،فل بد من الضعف ،ولبد من وقوع
اختلف حول بعض المور ،لكن المهم كيف تعالج الخلفات فإذا
كان من الطبيعي حصول بعض الخلف ،فليس من الجائز أن
يتحول كل خلف إلى مشكلة قد تقوض كيان البيت ،وإليك بعض
التوصيات التي ينبغي النتباه لها عند حصول خلف.
1ـ تجنبي الستمرار في النقاش حالة الغضب والنسحاب
حتى تهدأ العصاب.
2ـ استعملي أسلوب البحث ل الجدال والتعرف على
المشكلة وأسبابها.
3ـ البعد عن المقاطعة والستماع الجيد.
4ـ لبد من إعطاء المشاعر الطيبة ،وبيان أن كل طرف
يحب الخر ،ولكن يريد حل المشكلة.
5ـ لبد من الستعداد للتنازل ،فإن إصرار كل طرف على ما
هو عليه يؤدي إلى تأزم الموقف ،وقد ينتهي إلى الطلق.
هذا بعض ما ينبغي للمرأة أن تسلكه في بيتها حتى تكون قد
شاركت في إيجاد السكن الحقيقي ،البيت الذي يعيش فيه الزوج
هادًئا آمًنا مستقًرا فينتج لمته ،وفيه يتربى الولد التربية السليمة
فتصلح المة بصلح الجيال ،والزوجان هما أساس السرة فإذا
كانت العلقة بينهما سيئة فل استقرار للبيت.
ثالًثا :جعل السرة في إطارها الواسع سكًنا:
من العمال التي تقوم بها المرأة في بيتها لتؤدي دورها في
تربية السرة حرصها على جعل السرة سكًنا واستقراًرا في إطار
س السرة السرة الواسع ،إن الحديث في الفقرة السابقة يم ّ
في إطارها الضيق الزوج والزوجة والولد ،لكن هناك إطار
للسرة أوسع من ذلك يشمل الم والب والخوة والخوات ،ولهم
حقوق سواء كانوا مع الزوج في البيت أو ليسوا معه .ولبد أن
يلتئم شملهم وتصلح العلقات بينهم ،حيث يتعلق بذلك أحكام
كثيرة ،منها بر الوالدين وصلة الرحام.
وللمرأة دور خطير في ذلك ،فكم من امرأة بوعيها بهذا
الجانب وخوفها من الله ،كانت سبًبا للصلة بين زوجها وأمه وأبيه
وإخوته وأرحامه ،فأصبحت أداة خير تجمع السرة على الخير،
وكم من امرأة جاهلة بواجبها في هذا الجانب ،أو تعرفه لكنها ل
تخاف الله فسببت فرقة السرة فكان عقوق الباء والمهات،
وكان قطيعة الرحم كل ذلك بسبب جهل المرأة بدورها في هذا
الجانب وعدم القيام به.
رابًعا :تربية الولد:
من المجالت التي يظهر فيها دور المرأة في تربية السرة
) تربية الطفل ( وهذا من أهم المجالت وأخطرها لسببين:
الول :لنه موجه للطفل ومن الطفل تتكون المة ،وعلى أي
حال كان واقع الطفل وتربيته اليوم سيكون وضع المة في
المستقبل كذلك ،ومن هنا ندرك أنه سيمر عبر مدرسة الم أفراد
المة كلهم.
الثاني :ولن الطفل كثير المجاهيل ينطبق عليه أنه واضح
غامض ،سهل صعب ،لذا فرعايته وتربيته تحتاج لجهد ليس سه ً
ل،
وهذا ما سوف نوضحه فيما يأتي.
إن رعاية الطفل مسؤولية البوين مًعا ،قال ـ صلى الله عليه
وسلم ـ ) :كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ،والرجل راع في
بيته ومسؤول عن رعيته ،والمرأة راعية في بيت زوجها
ومسؤولة عن رعيته (]. [35
َ َ َ
م َناًرام وَأهِْليك ُ ْ
سك ُ ْ مُنوا ُقوا أن ُ
ف َ نآ َ ويقول تعالىَ﴿ :يا أي َّها ال ّ ِ
ذي َ
جاَرة ُ﴾]. [36 ح َس َوال ْ ِ وَُقود ُ َ
ها الّنا ُ
ولكننا إذا نظرنا إلى واقع المر وجدنا أن الرجل ل يقضي في
بيته ومع أطفاله إل جزًءا يسيًرا من الوقت هذا من حيث الكم،
كا من العمل ،يطلب ومن حيث الكيف فهذا الوقت يكون فيه منه ً
الراحة ،وليس لديه قدرة على التفكير في شأن أولده .لذا يظهر
لنا أن الدور الكبر في هذا هو دور المرأة ومسؤوليتها ،أخرج
البخاري عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال ) :هلك أبي
وترك سبع بنات ،أو تسع بنات ،فتزوجت امرأة ثيًبا فقال لي
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :تزوجت يا جابر فقلت :نعم،
فقال :بكًرا أم ثيًبا قلت :بل ثيًبا .قال :فهل جارية تلعبها
وتلعبك ،وتضاحكها وتضاحكك قال :قلت له :إن عبد الله هلك
ن بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم وترك بنات وإني كرهت أن أجيئ َهُ ّ
عليهن وتصلحهن ،فقال :بارك الله لك ،أو قال :خيًر (]. [37
ل على مشاركة المرأة زوجها في تربية الولد بل الحديث د ّ
إن الدور الول هو دورها ) :تقوم عليهن وتصلحهن ( .
أيتها الخت:
إن قيامك بهذه المهمة العظيمة يتطلب فهمك التام لها حتى
تؤديها على وجهها المطلوب ،إن رعاية الطفل وتربيته التربية
الجيدة لبد له من معرفة بعض الجوانب التي تتعلق بالطفل،
وأعرض لبعض منها:
أول ً الجانب الصحي :إن الطفل المريض أو المعوق لن يكون
دا للمة.
ما مفي ًدا تا ّ
فر ً
لذا فأول أمر تعمله المرأة وتوليه عناية ،صحة طفلها ،ولقد
كتبت في هذا الموضوع كتابات متعددة ومن ذلك كتاب )رعاية
الطفل الصحية( للدكتور "نبيه الغبرة" فهو يعرض رعاية الطفل
الصحية بأسلوب سهل ميسر تفهمه كل امرأة لديها قدر يسير
من الطلع ،ومن الملحظات التي تتعلق بصحة الطفل:
1ـ المرأة الحامل وعنايتها بصحتها ،حيث صحتها صحة
للجنين ،ولبد من عمل اللزم لذلك.
2ـ ما بعد الولدة يمر الطفل بأدوار ،لكل دور حالة خاصة
ورعاية صحية خاصة ،ونجملها فيما يلي.
ـ الوليد في شهره الول حيث دقة حساسيته في هذا السن،
لبد أن تعرف الم :ما هي المظاهر الصحية وغير الصحية في
تلك الفترة ،كيف تعامله ،مكان نومه المناسب ،الرضاع السليم،
اللباس ..إلى غير ذلك.
ـ المرحلة الثانية :ما بعد الوليد وهي الرضيع وفيها يحصل
المشي ،والنطق وما يلزم لها من رعاية صحية ،فعند محاولة
الطفل المشي ل يكلف فوق طاقته ول داعي لعانته بحاجة
يمشي عليها بل يترك لقدرته.
النطق :أل تعلمين أن اضطرابات النطق سببها تشخيص الهل
لها ،أي :قولهم بوجودها واتخاذ الوسائل لمعالجتها.
ـ المرحلة الثالثة :سن ما قبل المدرسة ،وفيها يتم إعداده
للمدرسة ،يراعى قدرة الطفل ،جعل المدرسة والقراءة محببة
إليه.
ـ ثم تأتي مرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة والتي يكون
الجهد التربوي فيها صعًبا.
ثم تذكري بعض القضايا الصحية التي يجب أن يكون لديك
خبرة بها.
1ـ لقاحات الطفل ما هي ،أوقاتها.
2ـ النمو السليم للطفل.
3ـ مجارات ملكات الطفل.
4ـ ِلعب الطفل وُلعبه.
أهمية اللعب في حياة الطفل ليس مجرد تسلية بل وسيلة
للتعليم وتنمية المواهب.
ن ُلعب معّينة تناسبه ،لو أعطي لعبة أقل من مستواه لكل س ّ
الذهني لم يحفل بها ،ولو أعطي لعبة فوق مستواه يحتاج لجهد
أكبر من طاقته ،وقد يفسدها وهناك لعب ضارة يحذر منها.
ـ السلس أو التبول الليلي أسبابه كيف يعالج بصورة صحيحة.
ـ الطفل العسر :البيئة والتوجيه .لهما دور كبير.
ـ الحوادث :السقوط ،البتلع ،التسمم ،الحروق ،الدهس..
إلخ لكل سن حوادث خطرة كيف تقين طفلك؟]. [38
هذا جانب من جوانب العناية بالطفل ،هل لديك فيه الخبرة
الكافية؟ لم يكن القصد من ذكرها التفصيل وإعطاء منهج صحي
فليس هذا موضعه ،وإنما إشارة إلى أن المر ليس بالسهولة
المتوقعة.
إذا انتقلنا إلى الجانب الخر وهو جانب تربية الطفل خلقّيا
حا وغرس العادات الطيبة وإبعاده عن العادات وبنائه بناًء صال ً
حا يكون قّرة عين لوالديه ،إن هذا دا صال ًالسيئة حتى ينشأ ول ً
الجانب يحتاج لمحاضرات متعددة؛ لنه موضوع ذو تشعب .إن
من يقوم على تربية الطفل لبد أن يعرف ما هي خصائص
الطفل حتى يتعامل معه على بّينة ،ثم ما هي الوسائل الجيدة
والمجدية للتربية ،ولبد أن تدركي أيتها الخت أن لكل سن في
حياة الطفل طبيعة خاصة ولها وسائلها التربوية الخاصة والكتابات
في هذا الجانب كثيرة ،وإذا كنت تؤمنين بأن هذا جزء هام من
دورك العظيم في تربية السرة فل بد أن يكون لديك فيه اللمام
الذي يمكنك من القيام برسالتك العظيمة ] . [39وأنا أذكر
إشارات بسيطة في هذا:
خصائص الطفل:
وهذه الخصائص لبد أن يعرفها من أراد أن يربي الطفل على
منهج تربوي وسليم ومنها:
إن المؤمنة عليها مهمة النصح والدعوة إلى دينها على قدر ما
تستطيع ،ومن روائع ما روته لنا السيرة ،قصة الصحابية الجليلة
أم سليم.
)كانت أم سليم أم أنس بن مالك من السابقات للسلم من
النصار خطبها أبو طلحة قبل أن يسلم وبعد وفاة زوجها فقالت :
يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده نبت من الرض ؟
قال :بلى .قالت :فل تستحي أن تعبد شجرة؟! إن أسلمت فإني
ل أريد صداقا ً غيره .قال :حتى أنظر في أمري .فذهب ثم جاء.
فقال :أشهد أن ل إله إل الله وأن محمدا ً رسول الله .فقالت :يا
أنس زوج أبا طلحة .فزوجه (.
إنه مهر كريم لمرأة داعية كريمة ،دعته إلى عبادة الله وحده ،
م به من والبعد عن الشرك به ،فشرح الله صدره وآمن فأكرِ ْ
مهر.
وما هلك بنو إسرائيل إل لتركهم فضيلة المر بالمعروف والنهي
ما َ
كاُنوا س َ منك َرٍ فَعَُلوه ُ ل َب ِئ ْ َ
عن ّ ن َكاُنوا ل ي َت ََناهَوْ َ عن المنكرَ ? :
ن ? أما اعتزال الناس اعتقادا ً بعدم صلحهم ،فهو كما فعَُلو َ
يَ ْ
يقال :آخر الدواء الكي ذلك أننا حين نعتزل الناس لننا نحس أننا
أطهر منهم روحا ً أو أطيب منهم قلبا ً ،أو أرحب منهم نفسا ً ،أو
أذكى منهم عقل ً ل نكون قد صنعنا شيئا ً كبيرًا .لقد اخترنا لنفسنا
أيسر السبل وأقلها مؤونة.
إن العظمة الحقيقية أن نخالط هؤلء الناس مشبعين بروح
ح الرغبة السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم ورو ِ
الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما
نستطيع.
إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العالية ،ومثلنا السامية ،
أو أن نتملق هؤلء الناس ،ونثني على رذائلهم أو أن نشعرهم
أننا أعلى منهم أفقًا .إن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة
الصدر لما يطلبه هذا التوفيق من جهد هو العظمة الحقيقية .
وهكذا ...فبعد أن تتعهد المسلمة نفسها بالصلح فتلتزم السنة
وتعض عليها بالنواجذ ،تساهم بالدعوة إلى الخير بين النساء.
وهذا واجب ديني تأثم إن قصرت به ،مهما كان مستواها الثقافي،
فتعمل بقدر طاقاتها وإمكانياتها ،تأمر بالمعروف بلفظ لين وقول
لطيف ،والله تعالى يقول لرسوله -صلى الله عليه وسلم ? :ول َ ْ
و
ك ? ]آل عمران ، [159 حوْل ِ َ
ن َم ْ
ضوا ِ ف ّب لن َ قل ْ ِ ت َفظا ً غ َِلي َ
ظ ال َ كن َُ
ترفق بمن حولها ،توقر الكبيرة وترحم الصغيرة ،ول تنسى أنها
صاحبة هدف جليل تسعى لتحقيقه بأسلوب يرضي الله تعالى
ويؤدي للنتيجة التي ترجوها.
فكما يسعى أصحاب الهداف الدنيوية لتحقيق أهدافهم،
فيتحسسون مداخل نفوس من يتعاملون معهم ،ليعرفوا كيف
الوصول لغايتهم ،يجب أن نكون نحن المسلمات أكثر اهتماما ً
بمعرفة من ندعوهن لتكون دعوتنا كما أراد الله تعالى ?:اد ْع ُ إَلى
َ
ن
س ُح َيأ ْ جاد ِل ُْهم ِبال ِّتي ه ِ َ
سن َةِ و َ عظ َةِ ال َ
ح َ مو ْ ِمةِ وال ْ َ
حك ْ َك ِبال ْ ِ
ل َرب ّ َ
سِبي ِ
َ
? ]النحل .[125
-2الصلح بين المؤمنات :
كما نجعل من زياراتنا مجال ً خصبا ً للصلح بين الناس ،فإن عمل
الشيطان على إثارة العداوة بين المسلمات نزيلها بالصلح
بينهن ،فإن إزالة الخصام دليل سمو النفس التي تعمل على
إشاعة المودة بين الخرين ،ليحل الوفاق محل الشقاق ،والصلة
مكان القطيعة ،لذا كانت درجة من يصلح بين الناس أفضل من
درجة الصيام والصلة والصدقة التطوع ل الواجبة .
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه -قال :قال رسول الله -صلى
الله عليه وسلم ) :أل أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلة
والصدقة؟ قالوا :بلى .قال :إصلح ذات البين ،فإن فساد ذات
البين هي الحالقة ( .ويروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم -
أنه قال ) :هي الحالقة :ل أقول تحلق الشعر ،ولكن تحلق
الدين (.
ذلك أن الفساد بين الخرين يؤدي إلى القطيعة التي حرمها
الشرع كما جاء في الحديث الشريف ) :ل يحل لمسلم أن يهجر
أخاه فوق ثلث ،يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي
يبدأ بالسلم ( .
وقال -صلى الله عليه وسلم -منفرا ً من الشحناء والقطيعة
ومبينا ً سخط الله تعالى على المتقاطعين حتى يصطلحا ) :تفتح
أبواب الجنة يوم الثنين ،ويوم الخميس ،فيغفر لكل عبد ل يشرك
بالله شيئًا ،إل رجل ً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال :انظروا
هذين حتى يصطلحا ثلثا ً (.
فإن حصلت جفوة بين المسلمات نسارع إلى الصلح بينهن
للتغاضي عن هفوة المخطئة ،فإذا بالعيش صافيا ً بعد كدر ،
والوداد عاد بعد الجفاء.
والواجب أن تقبل عذر من تعتذر ،ل أن تشيح بوجهها بعيدا ً عن
أختها ،إصرارا ً على مواصلة القطيعة ،وعدم قبول العذر :إذ من
شرار الناس من ل يقبل عثرة ،ول يقبل معذرة كما بين الرسول
-صلى الله عليه وسلم :
عن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال :قال رسول الله -صلى
الله عليه وسلم ـ ) :أل أنبئكم بشراركم؟ قالوا :بلى إن شئت يا
رسول الله ،قال :إن شراركم الذي ينزل وحده ،ويجلد عبده،
ويمنع رفده .أفل أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا :بلى إن شئت يا
رسول الله .قال :من يبغض الناس ويبغضونه ،قال :أفل أنبئكم
بشر من ذلك؟ قالوا :بلى إن شئت يا رسول الله .قال :الذين ل
يقبلون عثرة ول يقبلون معذرة ول يغتفرون ذنبًا ،قال :أفل أنبئكم
بشر من ذلك؟ قالوا :بلى يا رسول الله :قال :من ل يرجى
خيره ول يؤمن شر . ( 5
وهكذا أختي المسلمة يتلخص دورك في الصلح في :
• إصلح نفسك برفع الجهل عنها وتزكيتها بالعبادات والنوافل ،
والزيادة في الطاعات يوما ً بعد يوم .
• إصلح شأن بيتك وتربية أولدك على الدين .
• إصلح أخواتك المسلمات بأمرين :
• الدللة على الخير .
• الربط بينهن بالصلح والزيارة .
وأخيرا ً ....اعلمي أنك مهمة جدا ً ولك شأن في هذه المة ،
فلست على هامش الحياة أبدا ً ،بل أنت نصف المة وتلدين لنا
النصف الخر ،فأنت أمة بأسرها ،فبصلحك وإصلحك تنصلح
المة ويتغير واقعنا ؛ فكوني -رعاك الله -على قدر المسئولية ؛
والجنة في انتظارك بإذن الله ..
=======================
دية المرأة نصف دية الرجل ..لماذا؟
كتبه * :عابدة فضيل المؤيد
تعلمين أن دية المرأة نصف دية الرجل ،وتعرفين السبب بالتأكيد
وهو :أن الدية ليست تقديرا ً لقيمة المقتول النسانية إنما هي
تعويض مادي ل معنوي لهل القتيل جزاء ما لحق بهم من ضرر
مادي .ونظرا ً لن الرجل هو المعيل والمنفق على السرة
تضاعف ديته عن دية المرأة .فهل تعلمين ما يلي:
1ـ هل تعلمين أن الدية ل تغني عن العقوبة الدنيوية شيئًا؟ فلبد
ض يهودي رأس جارية بين من تعمد القتل» :ر ّ من موت َ
حجرين ...فلم يزل به النبي )ص( حتى أقره فرض رأسه
بالحجارة« .وهل تعلمين أن عقوبة القتل هذه نافذة في قتل
الرجل والمرأة على السواء؟ فتقتل المرأة بالرجل ،ويقتل الرجل
بالمرأة مع أنها امرأة وهو رجل! قال بهذا أهل العلم ومنهم مالك
والشافعي وأحمد وإسحاق والثوري وأبو ثور ،وذهب الجمهور إلى
أنه يقتل الرجل بالمرأة ،وقد بسط الشوكاني البحث في نيل
الوطار ،وعلق الحافظ ابن حجر» :أراد بأهل العلم الجمهور ،قال
ابن المنذر :أجمعوا على أن الرجل يقتل بالمرأة« ،وذلك لن
المسلمين ـ ذكورا ً وإناثا ً ـ سواء في النسانية ولهذا تتكافأ
من سواهم، دماؤهم» :المؤمنون تتكافأ دماؤهم ،وهم على يد َ
ويسعى بذمتهم أدناهم ،ال ل يقتل مؤمن بكافر«.
وهل تعلمين ـ بمناسبة الكلم عن »القتل« ـ ما خصت به المرأة
وما امتازت به عن الرجل )وإن كان هذا خارجا ً عن موضوع
الدية(؟ لقد كرم السلم المرأة ـ مشركة ومسلمة ـ وكان ذلك
حين منع إهدار دمها ،وأمر بعدم التعرض لها ،إذ جاء النهي عن
قتلها عند الغزو ،قال بهذا مالك وأصحاب الرأي مستدلين
بأحاديث منها» :وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول
الله )ص( فنهى عن قتل النساء والصبيان« ،وقال )ع(» :ل تقتلوا
شيخا ً فانيًا ،ول طفل ً ول امرأة« .وذلك لعظم حرمة دماء
المسلمين والمسلمات ،وإن قتل مسلم واحد )ظلما ً وعدوانًا(
من قتل نفسا ً بغير نفس أو يعدل عند الله قتل الناس جميعًاَ ) :
فساد في الرض فكأنما قتل الناس جميعًا( المائدة .32 :وقد بالغ
السلم في حفظ حياة المرأة وإن كانت مشركة» :حتى قال
مالك والوزاعي :ل يجوز قتل النساء والصبيان بحال ،حتى لو
تترس أهل الحرب بالنساء والصبيان ،أو تحصنوا بحصن أو سفينة
وجعلوا معهم النساء والصبيان لم يجز رميهم ول تحريقهم .وعلق
محمد رشيد العويد على هذا بقوله :أليس للمرأة غير المسلمة،
بعد هذا ،أن تفخر على قومها بأنها سبب لحمايتهم وحفظهم؟
وإذا كان السلم يحفظ حياتها ويحميها ،وهي غير مسلمة ،فإنه
أكثر حفظا ً لها وحماية لحياتها وهي مسلمة«.
2ـ وهل تعلمين أن المرأة ل تكلف ـ مقابل تنصيف ديتها ـ
بالمساهمة في أداء الدية إلى أهل القتيل ،بل يكلف به العاقلة
من الرجال ،والغريب من هذا الحكم يسري ولو كانت هي
القاتلة» :ل تدخل )المرأة( مع العاقلة فل شيء عليها من الدية
لو قتلت خطأ بخلف الرجل فإن القاتل كأحدهم«.
3ـ وهل تعلمين أن المرأة التي أعفيت من أداء الدية تتشارك
مع العاقلة في الرث! فترث من دية قريبها المقتول.
4ـ وهل تعلمين أنه ل توجد قيمة معينة موحدة للدية؟ وذلك لنها
ـ وكما مر ـ تعويض مادي ،والتعويض المادي يقدر بقدره فتفرضه
الظروف وتغيره أحوال الناس ،وهذا ما قيل» :ومما يؤكد هذا
المعنى أن قوانيننا الحاضرة جعلت للدية حدا ً أعلى وحدا ً أدنى،
وتركت للقاضي تقدير الدية بما ل يقل عن الدنى ول يزيد عن
العلى ،وما ذلك إل لتفسح المجال لتقدير الضرار التي لحقت
بالسرة من خسارتها بالقتيل ،وهي تتفاوت بين كثير من الناس
من يعمل وينفق ممن يعملون ويكدحون فكيف ل تتفاوت بين َ
من يعمل ول يكلف بالنفاق على أحد ،بل كان على أسرته ،وبين َ
ممن ينفق عليه؟«.
وهل تعلمين ماذا ينبني على تلك المقدمة؟ يتابع المؤلف السابق
كلمه ليبين أمرا ً مهما ً جدًا» :أما في المجتمعات التي تقوم
فلسفتها على عدم إعفاء المرأة من العمل لتعيل نفسها وتسهم
في النفاق على بيتها وأطفالها ،فإن من العدالة حينئذ أن تكون
ديتها إذا قتلت معادلة على العموم لدية الرجل القتيل«.
5ـ وهل تعلمين ما توصل إليه الباحث مصطفى عيد الصياصنة،
ومن ثم ألف كتابا ً سماه »دية المرأة ،في ضوء الكتاب والسنة
)تمام دية المرأة ،وتهافت دعوى التنصيف( «؟ لقد توصل هذا
الباحث في الصفحة 145وما بعدها إلى ما يلي» :من دراستنا
الموسعة والمستفيضة ،لمسألة دية المرأة في الكتاب والسنة،
والثار الواردة عن بعض أفراد الصحابة والتابعين ،إضافة إلى
معالجتنا لطبيعة دعوى الجماع والقياس ،بخصوص هذه المسألة،
فإننا نستطيع القول ـ وبكل الطمئنان والثقة ـ :إن دية المرأة
على مثل دية الرجل سواء بسواء وذلك لتضافر الدلة
والمرجحات ،التي تؤكد هذه الحقيقة ،وهي مجموعة أدلة
ومرجحات يمكن إجمالها في التي (1) :إن الية التي أثبتت
مشروعية الدية في القرآن الكريم ،شملت بإجماع الفقهاء
والمفسرين الرجل والمرأة على حد سواء ،ولم تفرق بينهما
بشيء) :ودية مسلمة إلى أهله( ...لم يثبت ـ في السنة
المطهرة ـ حديث واحد صحيح صريح ،يدل على تنصيف دية
المرأة ..فقد احتجوا بحديث معاذ بن جبل )رض( ،الذي يقول:
»دية المرأة على النصف من دية الرجل« ،وقد حكم العلماء
بضعفه )وذكر حديثين آخرين ثم تابع( ،فتبين من ذلك كله ،أن
قولهم بتنصيف دية المرأة ،ل يعتمد على حديث صحيح بالمرة،
وهذه كتب السنة بين أيديهم فإن وجدوا فيها حديثا ً صحيحا ً
صريحا ً ـ واحدا ً فقط ـ يقول بتنصيف دية المرأة ،رجعنا إلى
قولهم ،وإن لم يجدوا ـ ونحن متأكدون أنهم لن يجدوا ـ فالحق
أولى أن يتبع ،والدليل أجدر وأحق أن يقتفى ..ليس في الثار
الواردة عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ،أثر واحد صحيح
صريح ،ينص على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل ...
وقد وقفنا عليها واحدا ً واحدًا ،وعالجنا أسانيدها ،ولمسنا ما هي
عليه من الضعف والوهي ،وما قاله العلماء المحققون في توهينها
والحكم بردها ..فتبين لنا من ذلك كله ،أن القول بتنصيف دية
المرأة ل يعتمد ولو على أثر واحد صحيح منقول عن الصحابة،
فكيف بعامتهم ينسب إليهم انهم قضوا بنحو ذلك؟! إن ادعاء
الجماع علي تنصيف دية المرأة ،إنما هو مجرد دعوى ل أكثر ،إذ
هو منقوض بالتي :أ ـ عدم وجود نقل صحيح ثابت عن حصول
مثل هذا الجماع ،ومتى كان وممن كان؟؟ ..ب ـ تعذر إجماع
الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ـ بعد وفاة النبي )ص( وفي
أواخر العصر الول ـ على شيء من ذلك ،لكثرتهم أول ً ولتفرقهم
في المصار المتباعدة ثانيًا ،ولصعوبة التصال بهم ثالثا ً ..لقد
تبين لنا أنه لم يثبت عن بعض أفراد الصحابة أنهم قالوا بذلك،
فكيف يمكن إذن أن يقال باجتماعهم جميعا ً عليه؟؟ ..ج ـ نقض
دعوى انعقاد إجماع العلماء على تنصيف دية المرأة ،بوجود
المخالف ،الذي يعتد بمخالفته ،ويرجع إلى اجتهاده ...وابن حزم
ومن ورائه المدرسة الظاهرية ..فقد قال هؤلء بمساواة دية
المرأة بدية الرجل في النفس والعضاء ...إن الحاديث
الصحيحة التي وردت في الدية ،إنما جاءت شاملة للرجال
والنساء دون تمييز ،وكذلك الحاديث الواردة في الجراحات : ...
»وفي النفس المؤمنة مئة من البل ،وفي العين خمسون وفي
اليد خمسون ،وفي الرجل خمسون« ...فإذا كان الرجل يقتل
بالمرأة ،ويقاد بها عينا ً بعين ،وأذنا ً بأذن ،وسنا ً بسن ،ويقتص لها
منه في كل الجراحات فما الذي يمنع من أن تكون ديتها
كديته؟؟ ...قلت :ومن الغريب أن النصوص صريحة في عدم
قتل المسلم بالكافر ،وفيج عل دية الكافر الكتابي على النصف
من دية المسلم ،ومع ذلك لم يأخذوا بها وقالوا بخلفها ،في حين
لم يثبت حديث واحد صحيح يصرح بتنصيف دية المرأة ،ومع ذلك
تمسكوا بهذا القول ول دليل معه«.
وقد أكد القرضاوي ما توصل إليه هذا الباحث فقال» :وأما الدية
فليس فيها حديث متفق على صحته ،ول إجماع مستيقن ...وإذا
لم يصح حديث في القضية يحتج به ،فكذلك لم يثبت فيها
إجماع ...بل ذهب ابن علية والصم ـ من فقهاء السلف ـ إلى
التسوية بين الرجل والمرأة في الدية ،وهو الذي يتفق مع عموم
النصوص القرآنية والنبوية الصحيحة وإطلقها .ولو ذهب إلى ذلك
ذاهب اليوم ،ما كان عليه من حرج ...وهو ما ذهب إليه شيخنا
الشيخ محمود شلتوت في كتابه »السلم عقيدة وشريعة« .قال
تحت عنوان »دية الرجل والمرأة سواء«» :وإذا كانت إنسانية
المرأة من إنسانية الرجل ،ودمعها من دمه ،والرجل من المرأة
والمرأة من الرجل ،وكان »القصاص« هو الحكم بينهما في
العتداء على النفس ،وكانت جهنم والخلود فيها ،وغضب الله
ولعنته ،هو الجزاء الخروي في قتل الرجل ،فإن الية في قتل
المرأة خطأ ،هي الية في قتل الرجل خطأ .ونحن ما دمنا نستقي
الحكام أول ً من القرآن ،فعبارة القرآن في الدية عامة مطلقة لم
من قتل مؤمنا ً خطأ تخص الرجل بشيء منها عن المرأة) :و َ
فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله( النساء .92 :وهو
واضح في أنه ل فرق في وجوب الدية بالقتل الخطأ بين الذكر
والنثى«.
6ـ ولكن هل تعلمين أهم شيء في المر كله؟ :إن تنصيف دية
المرأة ل ينصف أجرها ،ول ينقص من حسناتها شيئًا ،ول يقلل من
ثوابها مثقال ذرة عن ثواب الرجل في مثل وضعها وظروفها )أي
عندما تقتل( ،فهي شهيدة إن ماتت دون نفسها أو مالها ...ولها
ثواب وأجر الشهادة كامل ً كالرجل سواء بسواء ،ولها منزلة
الشهيد في الجنة ولها ما وعد به من الدرجات والمغفرة ...
فهل ترين بعد هذا في قضية »الدية« ظلما ً أو هضمًا؟!
المصدر :موقع مؤسسة البلغ
===================
شبهات وأباطيل لخصوم السلم حول ميراث المرأة
كتبه :رفعت مرسي طاحون
بدأت في أوروبا خلل الفترة الخيرة هجمة شرسة ضد
السلم ،فقد صدر أخيًرا آلف الكتب التي تهاجم الدين السلمي
،وسبب هذه الهجوم أن عدد الذين يعتنقون السلم في دول
أوروبا زاد زيادة كبيرة ،وشعرت أوروبا بنوع من الخطر تجاه
هذه الزيادة
أدلة العدوان على السلم :
ومن الدلة على العدوانية الغربية التي تستهدف السلم وأهله
قديمـا وحديثـا ،ما قاله الرئيس المريكي السبق "ريتشارد
نيكسون" في كتابه الخير "اقتناص اللحظة " ص " : " 195 :
يحذر بعض المراقبين من أن السلم سوف يكون قوة جغرافية
متعصبة ومتراصة ،وأن نمو عدد أتباعه ،ونمو قوته المالية
سوف يفرضان تحديـا رئيسيـا ،وأن الغرب سوف يضطر
لتشكيل حلف جديد مع موسكو من أجل مواجهة عالم إسلمي
معاد وعنيف " ..ويضيف نيكسون " :إن السلم و الغرب على
تضاد ،وأن المسلمين ينظرون إلى العالم على أنه يتألف من
معسكرين ل يمكن الجمع بينهما ،دار السلم ودار الحرب " ، .
وأنه بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط التحاد السوفيتي ،
وانحلل حلف "وارسو " جرى تصعيد متعمد للعدوانية الغربية ضد
السلم ،حتى إن مدير معهد " بروكنغر " في واشنطون "
هيلموت سونفيل " يقول " :إن ملف شمال الطلسي سوف
يعيش ،وأن حلف الغرب سيبقى مجموعة دول لها قيم أساسية
مشتركة ،وستبقى هذه المجموعة متماسكة معـا من خلل
الشعور بخطر خارجي من الفوضى أو التطرف السلمي " .
ويقول وزير الخارجية المريكية السبق "هنري كيسنجر" في
إبريل سنة "1990م "في خطابه أمام المؤتمر السنوي لغرفة
التجارة الدولية " :إن الجبهة الجديدة التي على الغرب مواجهتها
هي العالم السلمي ،باعتبار هذا العالم العدو الجديد للغرب ،
ق رغم انخفاض حدة التوتر بين الشرق وأن حلف الطلسي با ٍ
والغرب في أوروبا ،ذلك أن أكثر الخطار المهددة للغرب في
السنوات القادمة آتية من خارج أوروبا ،وفي نهاية التسعينيات
فإن أخطر التحديات للغرب ستأتي من ناحية الجنوب ـ أي
المغرب العربي ـ والشرق الوسط " .
سلح العدوان على السلم :
وهنا أخذت أوروبا بتجنيد المستشرقين ليكتبوا ضد السلم ،
فالستشراق لم يكن في أي وقت من الوقات مجرد بحث علمي
كما ينظر إليه بعض المتساهلين ،بل يخدم بدرجة أولى ونهائية
موقف التعبئة الشاملة لدراسة " العدو السلمي " ،والنفاذ إليه
" فالقلم والفكر والسلح " كلها مداخل أساسية اعتمد عليها
الستعمار التقليدي والجديد على حد سواء لتطويق العالم
السلمي ،وفرض الهيمنة عليه ،ولذلك ما إن انتهت مرحلة
الستعمار القديم وأنماطه حتى ظهر نجم الستشراق الذي ل
يعيش إل في ظل الحرب ،ولكنه تحول إلى قطاعات ووسائل
أخرى تتصل بميادين التبشير والعلم ،وهذا ما يفسر لنا
الحملت الشعواء التي يرفعها العلم الغربي باستمرار على
السلم والمسلمين ،أو المطبوعات الغزيرة التي تنهض بها
الجامعات بنية إثارة الشكوك والتشويه .
وتركيز المستشرقين في الهجوم على السلم يتم من ناحية
المرأة في كثير من النواحي ،فقد حاول أعداء السلم النيل من
نظام الرث ومهاجمته ،واستدلوا في هجومهم على أن المرأة
ظلت فيه مظلومة ؛ لن للذكر مثل حظ النثيين ،واستغلوا هذه
القسمة وادعوا على الله كذبـا أنها قسمة غير عادلة ،وأن
السلم قد فضل فيها البن على حساب حق البنت ،وأن ذلك
يتنافى مع مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في السلم ،ولذلك
ظهرت في عالمنا السلمي حركات التحرر والسفور ،تريد بها
المرأة رفع ما وقع عليها من ظلم ،سواًء أكان ذلك حقيقة أو
حرمت منه من حقوق ،إما شعوًرا خاصـا بها ،وتسعى لنيل ما ُ
أن يكون الدين قد كفلها لها ،وإما أن تكون حقوقـا رأت غيرها
من النساء نالتها ،أو تسعى لنيلها بصرف النظر عن
مشروعيتها ،وتبغي بحركتها هذه المساواة مع الرجل في كل ما
يتمتع به من حقوق أو في أغلبها على حسب ما تراه هي .
ومن المؤسف أن بعض الدول السلمية الحاضرة جرت وراء
التقليد واستجابت لصيحات النساء المتحررات ،فقضت بمساواة
المرأة مع الرجل في الميراث ،وهو خروج على أمر الله ليس له
فيما أعلم أية شبهة يمكن الستناد إليها ،وقد مرت قرون طويلة
على المسلمين ،وهم ل يبغون بشرع الله بديل ً .
مهاجمة نظام المواريث السلمي :
إن أعداء السلم الذين يهاجمون نظام الرث في السلم ،
ويدعون أن المرأة مظلومة ؛ لن للذكر مثل حظ النثيين ،فهذا
ادعاء باطل ومردود عليه ،ولم يقصد به إل الهجوم غير القائم
على أساس من منطق أو تفكير ،فنظام الرث في السلم
نظام مثالي ،فهو إذ يقرر للمرأة نصف نصيب الرجل ،فإنه قد
حقق العدالة الجتماعية بينهما .
فالمرأة قديمـا كانت تباع وتشترى ،فل إرث لها ول ملك ،وإن
بعض الطوائف اليهودية كانت تمنع المرأة من الميراث مع إخوتها
الذكور ،وإن الزوجة كانت تباع في إنجلترا حتى القرن الحادي
عشر ،وفي سنة " 1567م " صدر قرار من البرلمان
السكتلندي يحظر على المرأة أن يكون لها سلطة على شيء
من الشياء .
أما عرب الجاهلية فقد وضعوا المرأة في أخس وأحقر مكان في
المجتمع ،فكانت توأد طفلة وُتوَرث المرأة كما يورث المتاع ،
وكانوا ل يورثون النساء والطفال ،حيث كان أساس التوريث
عندهم الرجولة والفحولة والقوة ،فورثوا القوى والقدر من
الرجال على الذود عن الديار ؛ لنهم كانوا يميلون إلى الفروسية
والحرب ،وكانوا أهل كر وفر وغارات من أجل الغنائم .
نظام الرث في السلم مثالي
إن السلم عامل المرأة معاملة كريمة وأنصفها بما ل تجد له
مثيل ً في القديم ول الحديث ؛ حيث حدد لها نصيبـا في الميراث
سواًء قل الرث أو كثر ،حسب درجة قرابتها للميت ،فالم
والزوجة والبنة ،والخوات الشقيقات والخوات لب وبنات البن
ن نصيب مفروض من التركة . والجدة ،له ّ
َ
ساءِ ن َوالقَْرُبو َ
ن وَِللن ّ َ دا ِ ك ال ْ َ
وال ِ َ ما ت ََر َ
م ّ
ب ِصي ٌ
ل نَ ِ جا ِقال تعالى ِ) :للّر َ
صيبا ً َ َ
ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ
من ْ ُل ِما قَ ّ م ّ
ن ِ ن َوالقَْرُبو َدا ِ ك ال ْ َ
وال ِ َ ما ت ََر َم ّ
ب ِ
صي ٌ
نَ ِ
فُروضًا(]النساء ، [7/وبهذا المبدأ أعطى السلم منذ أربعة م ْ
َ
ن نصيبـا عشر قرنا حق النساء في الرث كالرجال ،أعطاه ّ ً
مفروضـا ،وكفى هذا إنصافـا للمرأة حين قرر مبدأ المساواة في
الستحقاق ،والسلم لم يكن جائًرا أو مجاوًزا لحدود العدالة ،
ول يحابي جنسـا على حساب جنس آخر حينما جعل نصيب
م الل ّ ُ
ه صيك ُ ُ المرأة نصف نصيب الرجل ،كما في قوله تعالى ُ) :يو ِ
ل َ ّ ُ َ
نساًء َفَوْقَ اث ْن َت َي ْ ِ ن نِ َ ن كُ ّ ن فَإ ِ ْ حظ الن ْث َي َي ْ ِ مث ْ ُ م ِللذ ّك َرِ ِ ِفي أْولد ِك ُ ْ
حد ٍ ل َوا ِ ف وَلب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ ص ُ حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ ت َوا ِ كان َ ْ ن َ ك وَإ ِ ْ ما ت ََر َ ن ث ُل َُثا َ فَل َهُ ّ
هه وَل َد ٌ وَوَرِث َ ُ ن لَ ُم ي َك ُ ْ ن لَ ْ ه وَل َد ٌ فَإ ِ ْ ن لَ ُ كا َ ن َ ك إِ ْ ما ت ََر َ م ّ س ِسد ُ ُ ما ال ّ من ْهُ َ ِ
ُ ُ َ
ة
صي ّ ٍن ب َعْد ِ وَ ِ م ْس ِ سد ُ ُ مهِ ال ّ خوَة ٌ فَِل ّ ه إِ ْ ن لَ ُ كا َ ن َ ث فَإ ِ ْ مهِ الث ّل ُ ُ واه ُ فَِل ّ أب َ َ
فعا ً يوصي بها أ َو دين آباؤ ُك ُم وأ َبناؤ ُك ُم ل تدرون أ َيه َ
م نَ ْ ب ل َك ُ ْ م أقَْر ُ َ ُْ َ ُّ ْ ْ ْ َ َْ َِ ْ َْ ٍ َ ُ ِ
كيما(]النساء. [11/ ً ح ِ ً
ن ع َِليما َ ه كا َ َ ّ
ن الل َ ّ
ن اللهِ إ ِ ّ م َ ة ِ ض ًري َ فَ ِ
فالتشريع السلمي وضعه رب العالمين الذي خلق الرجل
والمرأة ،وهو العليم الخبير بما يصلح شأنهم من تشريعات ،
وليس لله مصلحة في تمييز الرجل على المرأة أو المرأة على
َ َ
قَراُء إ َِلى الل ّهِ َوالل ّ ُ
ه ف َ م ال ْ ُ س أن ْت ُ ُ الرجل ،قال تعالى َ) :يا أي َّها الّنا ُ
د(]فاطر. [15/ مي ُ ح ِ ي ال ْ َ هُوَ ال ْغَن ِ ّ
فقد حفظ السلم حق المرأة على أساس من العدل والنصاف
والموازنة ،فنظر إلى واجبات المرأة والتزامات الرجل ،وقارن
بينهما ،ثم بين نصيب كل واحد ٍ من العدل أن يأخذ البن " الرجل
" ضعف البنة " المرأة " للسباب التالية :
-1فالرجل عليه أعباء مالية ليست على المرأة مطلقـا .
ة(حل َ ً ن نِ ْ صد َُقات ِهِ ّ ساَء َ فالرجل يدفع المهر ،يقول تعالى َ) :وآُتوا الن ّ َ
]النساء ] ، [4/نحلة :أي فريضة مسماة يمنحها الرجل المرأة
عن طيب نفس كما يمنح المنحة ويعطي النحلة طيبة بها نفسه [
،والمهر حق خالص للزوجة وحدها ل يشاركها فيه أحد فتتصرف
فيه كما تتصرف في أموالها الخرى كما تشاء متى كانت بالغة
عاقلة رشيدة .
-2والرجل مكلف بالنفقة على زوجته وأولده ؛ لن السلم لم
يوجب على المرأة أن تنفق على الرجل ول على البيت حتى ولو
كانت غنية إل أن تتطوع بمالها عن طيب نفس
ن قُد َِر ع َل َي ْهِ رِْزقُ ُ
ه م ْ سعَت ِهِ وَ َ ن َ م ْ سعَةٍ ِ ذو َ فقْ ُ يقول الله تعالى ) :ل ِي ُن ْ ِ
ها…(]الطلق[7/ ما آَتا َ فسا ً إ ِل ّ َ ه نَ ْ ف الل ّ ُ ه ل ي ُك َل ّ ُ ما آَتاه ُ الل ّ ُ م ّ فقْ ِ فَل ْي ُن ْ ِ
ن
سوَت ُهُ ّ ن وَك ِ ْ ه رِْزقُهُ ّ موُْلود ِ ل َ ُ ،وقوله تعالى …) :وَع ََلى ال ْ َ
ف …(]البقرة. [233/ معُْرو ِ ِبال ْ َ
وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حجة الوداع عن
ن عوان عندكم جابر رضي الله عنه " :اتقوا الله في النساء فإنه ّ
ن
ن بكلمة الله ،واستحللتم فروجهن بكلمة الله ،وله ّ أخذتموه ّ
ن بالمعروف " . ن وكسوته ّ عليكم رزقه ّ
والرجل مكلف أيضـا بجانب النفقة على الهل بالقرباء وغيرهم
ممن تجب عليه نفقته ،حيث يقوم بالعباء العائلية واللتزامات
دا له الجتماعية التي يقوم بها المورث باعتباره جزًءا منه أو امتدا ً
أو عاصبـا من عصبته ،ولذلك حينما تتخلف هذه العتبارات كما
هي الحال في شأن توريث الخوة والخوات لم ،نجد أن الشارع
وى بين نصيب الذكر ونصيب النثى منهم في الحكيم قد س ّ
َ َ
مَرأة ٌ وَل َ ُ
ه ة أوِ ا ْ كلل َ ً ث َ ل ُيوَر ُ ج ٌ ن َر ُ كا َن َ الميراث قال تعالى …) :وَإ ِ ْ
َ خ أ َوْ أ ُ ْ أَ ٌ
ك ن ذ َل ِ َ م ْ كاُنوا أك ْث ََر ِ ن َ س فَإ ِ ْ سد ُ ُ ما ال ّ من ْهُ َحد ٍ ِ ل َوا ِ ت فَل ِك ُ ّ خ ٌ
ث…(]النساء. [12/ كاُء ِفي الث ّل ُ ِ شَر َ م ُ فَهُ ْ
فالتسوية هنا بين الذكور والناث في الميراث ،لنهم يدلون إلى
ة لمورثهم الميت بالم ،فأصل توريثهم هنا الرحم ،وليسوا عصب ً
دا له من دون المرأة ،فليست هناك حتى يكون الرجل إمتدا ً
مسؤوليات ول أعباء تقع على كاهله .
بينما المرأة مكفية المؤونة والحاجة ،فنفقتها واجبة على ابنها أو
مها أو غيرهم من القارب أبيها أو أخيها شريكها في الميراث أو ع ّ
.
مما سبق نستنتج أن المرأة غمرت برحمة السلم وفضله فوق
ما كانت تتصور بالرغم من أن السلم أعطى الذكر ضعف النثى
ـ فهي مرفهة ومنعمة أكثر من الرجل ،لنها تشاركه في الرث
دون أن تتحمل تبعات ،فهي تأخذ ول تعطي وتغنم ول تغرم ،
وتدخر المال دون أن تدفع شيئـا من النفقات أو تشارك الرجل
في تكاليف العيش ومتطلبات الحياة ،ولربما تقوم بتنمية مالها
في حين أن ما ينفقه أخوها وفاًء باللتزامات الشرعية قد
يستغرق الجزء الكبر من نصيبه في الميراث.
وهنا يجب أن يكون السؤال :لماذا أنصف الله المرأة ؟
والجابة :لن المرأة عرض فصانها ،إن لم تتزوج تجد ما تنفقه ،
وإن تزوجت فهذا فضل من الله .
وتفوق الرجل على المرأة في الميراث ليس في كل الحوال ،
ففي بعض الحوال تساويه ،وفي بعض الحيان قد تتفوق المرأة
على الرجل في الميراث ،وقد ترث النثى والذكر ل يرث .
متى تحصل المرأة على نصف نصيب الرجل ؟
المرأة ل تحصل على نصف نصيب الرجل إل إذا كانا متساويين
في الدرجة ،والسبب الذي يتصل به كل منهما إلى الميت .
فمثل ً :البن والبنت … والخ والخت ،يكون نصيب الرجل هنا
َ
ه ِفي أْولد ِك ُ ْ
م م الل ّ ُ صيك ُ ُ ضعف نصيب المرأة ،قال تعالى ُ) :يو ِ
ظ ال ُن ْث َي َْين…(]النساء. [11/ ح ّ ل َ مث ْ ُ ِللذ ّك َرِ ِ
ح ّ
ظ ل َ مث ْ ُساًء فَِللذ ّك َرِ ِ جال ً وَن ِ َ خوَة ً رِ َكاُنوا إ ِ ْ ن َ وقال تعالى …) :وَإ ِ ْ
َ ُ
م(]النساء/ يٍء ع َِلي ٌ ش ْ ل َ ه ب ِك ُ ّضّلوا َوالل ّ ُ ن تَ ِ مأ ْ ه ل َك ُ ْن الل ّ ُن ي ُب َي ّ ُ الن ْث َي َي ْ ِ
. [176
متى تتساوى المرأة والرجل في الميراث
1ـ في ميراث الب والم فإن لكل واحد منهما السدس ،إن كان
للميت فرع وإرث مذكر وهو البن وإبن البن وإن سفل .
ما
م ّ س ِ سد ُ ُ ما ال ّ من ْهُ َحد ٍ ِ ل َوا ِ كما في قوله تعالى …) :وَل َب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ
ه وََلد…(]النساء[11/ ن لَ ُ كا َ ن َ ك إِ ْت ََر َ
مثال :مات شخص وترك " أب ،وأم ،وإبن " فما نصيب كل
منهم ؟
الحل :الب 6/1 :فرضـا لوجود النوع الوارث المذكر .
الم 6/1 :فرضـا لوجود الفرع الوارث .
البن : :الباقي تعصيبـا ،لما روى البخاري ومسلم عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم " :ألحقوا الفرائض بأهلها ،فما بقي فلولى رجل ذكر " .
2ـ ويكون ميراث الخوة لم ـ ذكرهم وأنثاهم ـ سواٌء في
الميراث ،فالذكر يأخذ مثل نصيب النثى في حالة إذا لم يكن
للميت فرع وارث مذكر ذكرا ً أو مؤنثا ً ،أو أصل وارث مذكرا ً "
ج ٌ
ل ن َر ُ كا َ ن َ الب أو الجد وإن عل " ،كما قال تعالى … ) :وَإ ِ ْ
س
سد ُ ُ ما ال ّ من ْهُ َحد ٍ ِ ل َوا ِ ت فَل ِك ُ ّ خ ٌ خ أ َوْ أ ُ ْ ه أَ ٌ ة أ َو ا َ
مَرأة ٌ وَل َ ُ كلل َ ً ِ ْ ث َ ُيوَر ُ
َ
ث…(]النساء. [12/ كاُء ِفي الث ّل ُ ِ شَر َ م ُ ك فَهُ ْ ن ذ َل ِ َ م ْ كاُنوا أك ْث ََر ِ ن َ فَإ ِ ْ
مثال :مات شخص عن " أخت شقيقة ،وأم ،وأخ وأخت لم "
فما نصيب كل منهم ؟
الحل :الخت الشقيقة 2/1 :فرضـا ،لنفرادها ولعدم وجود أعل
منها درجة ،ولعدم وجود من يعصبها .
الم 6/1 :فرضـا ،لوجود عدد من الخوة .
الخ والخت لم 3/1 :فرضـا بالتساوي بينهما .
متى تتفوق المرأة على الرجل في الميراث
-هناك صور من الميراث تأخذ فيه المرأة أضعاف الرجل ،كما
ما ت ََر َ
ك ن ث ُل َُثا َ ن فَل َهُ ّ ساًء فَوْقَ اث ْن َت َي ْ ِ ن نِ َ ن كُ ّ في قوله تعالى …) :فَإ ِ ْ
س
سد ُ ُ ما ال ّ من ْهُ َحد ٍ ِ ل َوا ِ ف وَل َب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ ص ُ حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ ت َوا ِ كان َ ْن َ وَإ ِ ْ
ه وَل َد ٌ (]النساء. [11/ ن لَ ُكا َ ن َ ك إِ ْ ما ت ََر َ م ِّ
فهنا الب يأخذ السدس ،وهو أقل بكثير مما أخذت البنت أو
البنات ،ومع ذلك لم يقل أحد إن كرامة الب منقوصة بهذا
الميراث .
وقد تتفوق المرأة على الرجل في الميراث إذا كانت في درجة
متقدمة كـ " البنت مع الخوة الشقاء ،أو الب والبنت مع
العمام " .
مثال :مات شخص عن " بنت وأخوين شقيقين " ،فما نصيب
كل منهم ؟
الحل :البنت 2/1 :فرضـا لنفرادها ،ولعدم وجود من يعصبها .
الخوان الشقيقان :الباقي تعصيبـا بالتساوي بينهما ،فيكون
نصيب كل أخ شقيق ، 4/1وهنا يكون نصيب أقل من النثى .
مثال آخر :مات شخص عن بنتين ،وعمين شقيقين ،فما نصيب
كل منهم ؟
ن
ن ،ولعدم وجود من يعصبه ّ الحل :البنتان 3/2 :فرضـا لتعدده ّ
بالتساوي بينهما ،فيكون نصيب كل بنت = 3/1فرضـا .
العمان الشقيقان :الباقي تعصبـا ،فيكون نصيب كل عم = 6/1
،وهنا يكون نصيب الذكر أقل من النثى .
متى ترث النثى وليرث الذكر ؟
وقد ترث النثى والذكر ل يرث في بعض الصور :
مثال :مات شخص عن ابن ،وبنت ،وأخوين شقيقين ،فما
نصيب كل منهم ؟
الحل :البن والبنت :لهما التركة كلها للذكر مثل حظ الثنيين .
الخوان الشقيقان :ل شيء لهما لحجبهما بالفرع الوارث المذكر
،وهنا نجد أن النثى " البنت " ترث ،والذكر " الخ الشقيق " ل
يرث .
المصدر :الشبكة السلمية
=================
شبهات حول المرأة القيادة والولية
الشبهة الولى :دعاة التحرير وموقعة الجمل:
يقول دعاة تحرير المرأة :إن عائشة رضي الله عنها قادت
الجيش السلمي في موقعة الجمل ،وهذا دليل شرعي على أن
المرأة يجوز لها قيادة الجيوش والجهاد كالرجل ،ومن ثم احتج
دعاة التخريب وطبلوا وزمروا بهذه الحادثة داعين إلى اشتغال
المرأة بالسياسة والدارة وغيرها].[1
الجواب:
-1إن عائشة رضي الله عنها لم يرها أحد ،لنها كانت في هودج
وهو الستار الذي يوضع فوق الجمل ،فهي ل ُترى ول يسمع
صوتها من داخل الهودج].[2
-2إن عائشة رضي الله عنها لم تقصد بفعلها هذا الشتغال
بالسياسة وأن تتزعم فئة سياسية ،ولم تخرج محاربة ول قائدة
جيش تحارب ،وإنما خرجت رضي الله عنها لتصلح بين فئتين
متحاربتين ،وفعل عائشة رضي الله عنها ليس فيه دليل شرعي
يصح الستناد عليه ،ففعلها هذا اجتهاد منها رضي الله عنها].[3
-3وقد أنكر عليها بعض الصحابة هذا الخروج ،وفي مقدمتهم أم
المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ،وكتبت إليها كتاًبا بذلك].[4
وكذلك سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما،
فقد نصحا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعدم خروجها من
بيتها ،وأن الرجوع إلى بيتها خير لها من خروجها هذا.
وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما نصح أم المؤمنين وأمرها
بالتزام بيتها وترك الخروج لثأر الصحابي عثمان بن عفان رضي
الله عنه .وكذلك أبو بكرة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما]
.[5
-4إذا وجد في التاريخ نساء قدن الجيوش وخضن المعارك فإنهن
من الندرة والقلة بجانب الرجال ما ل يصح أن يتناسى معه
طبيعة الجمهرة الغالبة من النساء في جميع عصور التاريخ وفي
جميع الشعوب].[6
الشبهة الثانية :دعوى أن عمر بن الخطاب ولى امرأة:
ادعى المنادون بجواز تولي المرأة الحكم والقضاء بما نسب إلى
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه استعمل امرأة ـ وهي
الشفاء ـ على حسبة السوق].[7
الجواب:
قال ابن العربي في هذا الخبر" :لم يصح ،فل تلتفتو إليه ،فإنما
هو من دسائس المبتدعة في الحاديث"].[8
وحاشا عمر أن يعمل عمل ً يخالف فيه سنة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وخليفته الول أبا بكر الصديق رضي الله عنه ،فإن
صح الخبر فربما كان المر متعلق بالنساء].[9
الشبهة الثالثة :اعتبار النهي للتنزيه:
اعتقد البعض أن النهي عن تولي المرأة للمامة والقضاء نهي
تنزيه ،ويعتقد أن توليتها تنفي عمن ولها الفلح فقط ،وهذا في
نظر البعض مسألة سهلة وهينة].[10
الجواب:
هذا من المكابرات العظيمة والخطاء الجسيمة ،فقول رسول
الله صلى الله عليه وسلم)) :لن يفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة((
من اتصف بهذه الصفة ،ومعنى الفلح الفوز نفي لكل الفلح ع ّ
بالجنة والبقاء فيها ورضا الرب سبحانه وتعالى عن العبد ،هذا من
الناحية الدينية ،أما في المور المعاشية فمعناه الظفر المطلوب
والنجاة من المرهوب .فأيّ خسارة للشقياء الذين نفى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عنهم الفلح؟! وأي نجاح بعد هذا
يؤملون؟! ولو لم يكن في ذلك خسران إل مخالفة الرسول صلى
الله عليه وسلم ،فقد قال تعالى محذًرا عن مخالفة أمر الرسول
مرِهِ َأن فون ع َ َ
نأ ْ ْ خـ?ل ِ ُ َ
ن يُ َ حذ َرِ ?ل ّ ِ
ذي َ صلى الله عليه وسلم} :فَل ْي َ ْ
م{ ]النور.[11][63: َ م عَ َ تصيبهم فتن ٌ َ
ب أِلي ٌ
ذا ٌ صيب َهُ ْة أوْ ي ُ ِ ُ ِ َُ ْ ِ َْ
-----------------------
] [1المرأة المسلمة أمام التحديات ).(109
] [2المرأة المسلمة أمام التحديات ).(109
] [3المرأة المسلمة أمام التحديات ).(109
] [4المرأة المسلمة أمام التحديات ).(109
] [5انظر تفصيل ذلك في المرأة المسلمة أمام التحديات )-109
.(111
] [6المرأة بين الفقه والقانون ).(41
] [7حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء ،المين الحاج
محمد أحمد ).(48
] [8الجامع لحكام القرآن ).(13/183
] [9حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء ).(48
] [10حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء ).(49
] [11حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء ).(50-49
المصدر :موقع المنبر
=====================
متى تنزل المرأة إلى ميدان العمل وكيف؟
مريم فضل الله
إن الفتاة لها أن تعمل وتكسب ،والمرأة المتزوجة أيضًا ،ولكن
المتزوجة يجب عليها أن تحافظ على مهمتها الساسية ،وهي بناء
المجتمع الصالح والمحافظة على بيتها وأطفالها.
ومن أجل أن تتفرغ لعملها الساسي ،فقد أوجب الله سبحانه
وتعالى النفقة لها على الزوج حتى لتضطر إلى ترك بيتها،
وتعريض أطفالها إلى الحرمان العاطفي ،والجفاف النفسي الذي
ليتوفر إل بحنان الم.
ما بقاء الكون إل بحنان البوين(
لتستطيع دور الحضانة أو المربيات أو الخادمات ،أن تعوض على
الطفل حنان أمه وعطفها.
إن دور الحضانة قد تربي أطفال ً أصحاء جسديًا ،ولكن الطفال
ربما يعاني أكثرهم ،من اضطرابات نفسية نتيجة فقدان رعاية
الم الكافية.
أما إذا اضطرت المرأة للعمل ،وذلك لعالة نفسها ،أو إعانة
زوجها أو مساعدة أولدها ،فل حرج عليها من أن تخرج إلى
العمل الشريف مع اعتبار رضى الزوج وأذنه إذا كانت متزوجة.
لم يحرم التشريع السلمي المرأة من ثمرة أتعابها ،فإن المال
الذي تجنيه من عملها هو ملك لها وليس لزوجها أو أبيها أو أحد
من الناس .فالمال الذي جنته من أتعابها بالوجه الشرعي هو لها،
تتصرف به كيف تشاء.
)الناس مسلطون على أموالهم(.
إن كثيرا ً من الناس من يستثمر جهود المرأة وثمرة أتعابها كأبيها
أو زوجها أو أخيها ،فهذا الستثمار ليقره الضمير والوجدان،
وحتى الدين إذا كان بغير رضى منها ،إل إذا سمحت بالعطاء.
وقد روي عن النبي )ص( )عندما جاءت إليه الصحابية السيدة
ريطة بنت عبدالله بن معاوية الثقفية .وكانت ريطة امرأة ذات
صنعة تبيع منها ،وليس لها ول لزوجها ول لولدها شيء من حطام
الدنيا.
فسألت النبي )ص( عن النفقة عليهم ،فقال) :لك في ذلك أجر
ما أنفقت عيهم(.
المصدر :موقع البلغ
==================
المرأة العربية والعلم
ورقة عمل مقدمة من الدكتورة شعلة شكيب ،في المؤتمر
الثالث للتحاد النسائي السلمي العالمي/مارس 2003
ل :مقدمة** أو ً
إن دور أجهزة العلم المختلفة وخصوصا ً الذاعة والتلفزيون
المتوفرين في كل بيت واللذين اصبحا يبثان على مدار الساعة
لهو دور شمولي يتعدى مداه وسرعة الستجابة إليه ما يمكن أن
يتم بثه من خلل المؤسسات التعليمية المختلفة ،هذه الجهزة
والتي تطورت بسرعة مذهلة خلل النصف الخر من القرن
الماضي أصبحت قادرة على أداء أدوارها في فترات قياسية.
ما يميز الجهزة العلمية أمران ،هما قدرتها على المخاطبة عن
بعد بالصوت والصورة فهي قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية
وبهذا تستطيع مخاطبة جموع هائلة في آن واحد ،أيضا استطاعتها
مخاطبة جميع فئات المجتمع المختلفة حتى أولئك الذين يجهلون
القراءة والكتابة.
أصبح العلم علما يدرس وله موئسات ومعاهد متخصصة
وأصبحت وسائله ذات تقنية عالية وأصبح للعلم اليوم بجانب
دورة الترفيهي والترويحي أدوارا ً أخرى واضحة تعمل على صياغة
المجتمعات وتشكيل الرأي العام العالمي وإيجاد نمط حياتي
جديد للمجتمع العالمي فالعلم اليوم يوظف الترفيه والتسلية
لداء رسالة وإيصال فكرة وتشكيل عقل وصناعة ذوق عام
وزراعة اهتمامات معينة حتى أنه لم يكتف برصد الحدث وإيصال
المعلومة بل أصبح بما يمتلك من قوة وعوامل تأثير وضغط
وتحكم يقوم بصنع الحدث والتحضير له في نفس الوقت.
أن هذه الروية العلمية الجديدة تقوم بها المؤسسات العلمية
الضخمة في الدول الغربية وهى تملك أساسيات التقنية المتقدمة
وتحتكر المعلومات وتنتج المادة العلمية وتهيمن على عمليات
البث والتوزيع في العالم ،وأما الجانب الخر ،العالم العربي فهو
مستهلك للمادة العلمية الغربية ول يملك وسائل التقنية الحديثة
وليس لدية البديل المنافس للمادة العلمية ,لذا خضع العلم
العربي لمطلوبات العلم الغربي.
** ثانيًا :الستعمار الغربي وآثاره على العلم العربي
أن الستعمار الستراتيجي كان له دور في تغيير معالم الحضارة
العربية والسلمية في الوطن العربي فطيلة فترة الحتلل عمل
المستعمر على إنشاء النظم السياسية والجهزة التشريعية
والمؤسسات التعليمية والعلمية على النمط الغربي وكانت له
في هذا أهداف واضحة فعمل على استبدال الستعمار العسكري
بالستعمار الثقافي والفكري فالول ينتهي برحيل العسكر وأما
الثاني فله الديمومة والستمرارية ويعمل على استيعاب الشعوب
في منهج الثقافة الغربية.
من أخطر وسائل واليات التغيير الثقافي التي لجأ لها المستعمر
هي العلم بكل أنواعه وجميع مستوياته ،هذه السياسات
التغريبية الستيعابية قد نجحت وساعد على نجاحها النفتاح
العالمي والتقدم المذهل في وسائل التصال حيث تساقطت
الحدود الجغرافية والسياسية وتسابق أصحاب اليدلوجيات في
ميدان العلم مستخدمين أحدث الوسائل للوصول إلى قلوب
الجماهير وعقول الناس.
أهم المرتكزات التي استند عليها العلم الغربي في نجاحه هو
المشاركة الفاعلة للمرأة بنمط معين ومنهج مدروس ونتائج
محسوبة وفقا ً لفلسفة الحياة العصرية في المجتمع الغربي
معتمدة على رفع شعارات مثل الحرية والمساواة لذلك نرى أن
أصحاب الحاجات من سياسيين واقتصاديين وتجار وأصحاب
المذاهب والعقائد المختلفة في خضم المنافسة لجل الربح
السريع والعائد المادي عملوا على توظيف خصائص الجمال
والفتنة لدى المرأة وأهملوا خواصها النسانية الخرى وأصبحت
صورتها في العلم مرهونة بالفائدة المادية ففي مجال الدعاية
والعلن تصور النساء أما ربات بيوت ينحصر اهتمامهن في
الحتياجات المنزلية أو عنصر أغراء جنسي يضفي على البضاعة
المعروضة جاذبية أكثر لليحاء باقتنائها ،وتكونت لدى المرأة
بالتالي قناعات عملت على صياغة شخصيتها وتركيبتها النفسية
وتعتمد أساسا على مقاييس الشكل والجمال.
** ثالثًا :إنعكاس المرأة في العلم
أ -صورة المرأة في العلم العربي
إن مكانة المرأة في المجتمعات العربية تتباين من بلد عربي
لخر ،أن معظم الفكار السائدة عن المرأة سواء في عقلية
الرجال أو وسائل العلم المختلفة تتناقض تماما ً مع الموقف
المعلن لغالبية الدول العربية ،فتجد بعضها يعلن انحيازه المطلق
لكافة حقوق المرأة ثم تفاجأ بها تأتي سلوكيات من شأنها ترسيخ
مفاهيم التبعية وتثبيت صورة المرأة بوصفها كائنا ضعيفا يشغل
الترتيب الثاني في سلم المجتمع ،مواقف مؤسسات العلم
العربية تتباين بدورها في النظرة للمرأة ،فهناك من ترى ظهور
المرأة في وسائل العلم متعارضا ً مع تقاليدها وربما مع التعاليم
السلمية غير أن الدول التي تمل الدنيا طنينا ً بالحديث عن حقوق
المرأة تتورط هي الخرى في ترسيخ مفاهيم تنال من الحقوق
الساسية للمرأة العربية.
إن صورة المرأة العربية وحقوقها أصبحت منذ أحداث الحادي
عشر من سبتمبر سلحا ً في يد بعض وسائل العلم الغربية التي
تنشر الفكار المغلوطة عن المرأة لتشويه أمة بأكملها ،وبالتالي
فإن أية محاولة لتحسين صورة السلم والمسلمين ل بد أن تبدأ
من الصورة المغلوطة المرسخة في أذهان الغرب وعبر تقديم
نموذج للمرأة الواعية المتحضرة كاملة الحقوق دون الخلل
بالعادات والتقاليد العربية والسلمية.
ب -صورة المرأة في العلم عامة
يمكن تصنيف صورة المرأة في العلنات إلى أربعة نماذج هي:
المرأة التقليدية ،والمرأة الجسد ،والمرأة الشيء ،والمرأة
السطحية ،هزة النماذج الربعة تعمل على تشويه صورة المرأة
وتنتقص من قيمتها كإنسان فاعل له دور في الحياة غير الدور
الترويجي المؤسف ،كما تساهم في تعزيز النزعة الستهلكية
لديها على حساب الروح النتاجية الواجب أن تسود عقل ووجدان
المرأة وتحكم سلوكياتها ،وتقدم هذه النماذج قدوة سيئة
للمراهقات في المجتمع وتكرس مفاهيم خاطئة عن العمال
المميزة التي يمكن أن تمارسها المرأة وتكسب من ورائها المال
الكثير خاصة أن العاملت في العلن يحققن ثروات طائلة من
هذا العمل.
هذا الختلف في صور المرأة لم يمنع من تشكيل ملمح وسمات
عامة لصورة المرأة في العلميين المرئي والمسموع في العالم
العربي ،فمن السمات الغالبة على صورة المرأة أن جميع وسائل
العلم تركز على المرأة في الفئات الجتماعية الميسورة أو
المرأة في المدن وبعض المهن كالطبيبة أو حتى البائعة في
المحال التجارية ،وذلك دون التطرق لبعض الشرائح النسائية
المشاركة بفاعلية في مناقشة قضايا مجتمعها أو حتى المرأة
التي تقطن الحياء الشعبية داخل المدن الكبرى ومناقشة
همومها وقضاياها الخاصة.
ج -صورة المرأة كإعلمية
المرأة العلمية العربية تتأخر كثيرا ً عن مسيرة الرجل العلمي
العربي رغم أنها قد بدأت في هذا المجال مبكرا ولكنها لم تتقدم
بخطوات كبيرة ,وتحتل عدد بسيط من النساء مواقع قيادية في
أجهزتنا العلمية العربية واثنتان أو ثلث ويترأسن قنوات تلفازيه
لكن دون أن نلحظ تغيير أو تأثير فيما تبثه هذه القنوات ويصل
المر إن تصبح القيادية العلمية رجل أكثر من الرجل في تناوله
التجاري للمرأة.
كما إن ظهورها على أجهزة العلم المختلفة أنما هو وفقا لتقاليد
الثقافة الغربية شكل ً ومضمونًا ،فالمعايير التي يتم بموجبها اختيار
المرأة للعمل في مجال العلم ل تقوم على قيم ومبادئ
المجتمع العربي وليست مستوحاة من البيئة العربية بل خاضعة
للمعايير الغربية ويتم اختيار النساء المتمدنات أكثر من نساء
الريف ،وذلك ربما يرجع إلى إبراز نساء يرتدين أزياء أنيقة ول
يتقيدن بالذي السلمي المحتشم ول بأسلوب المخاطبة الوقور
الذي يلئم المرأة المسلمة ،حتى المواضيع المطروحة تهمل
القطاع العظم من النساء العربيات في الريف والبادية.
** رابعًا :التحديات التي تواجه إنخراط المرأة العربية في العمل
العلمي
من المؤكد أن مشاركة المرأة في العمل العلمي تصطدم
بالعديد من المعوقات ،من جملة ذلك ما يلي:
أ -المعوقات الجتماعية
أن المجتمعات العربية ما زالت مجتمعات ذكورية تمنع على
المرأة ممارسة أعمال بعينها وتراها الطرف الضعيف الذي يحتاج
إلى حماية ورعاية من الرجل الزوج أو الب الذي يحدد مساحة
مشاركة المرأة في الحياة العامة ،المجتمعات الذكورية تنظر
لمسألة أمن المرأة باعتباره مسؤولية الرجل رغم أن الواقع يؤكد
أن أمن المجتمع كله مسؤولية الطرفين.