You are on page 1of 784

‫الباب السابع‪-‬شبهات حول المرأة المسلمة‬

‫الذمه المالية للمرأة في أوربا المسيحية‬


‫هذه المقالة منشورة في مجلة الزهر عام ‪ 1938‬أهديها لخواتي‬
‫المسلمات ومن حق المسلمة أن تفتخر بأن السلم أعطاكي‬
‫الحرية الكاملة والستقلل التام في الذمه المالية فل أحد يتحكم‬
‫فيما تملكية‬
‫الحرية الديمقراطية للمرأة الوربية‬
‫تحت هذا العنوان قرأت اليوم )‪ 21‬فبراير سنة ‪1938‬م( في‬
‫جريدة ألمانية ‪Zeitung am Mittag Hamburger‬هذا الخبر‪:‬‬
‫" نشرت الجريدة الرسمية الفرنسية للقوانين في يوم الحد ‪20‬‬
‫فبراير سنة ‪ 1938‬بإلغاء القانون الخاص بمنع المرأة المتزوجة ‪:‬‬
‫)ا(من توقيع أذونات الصرف المالية )الشيكات(‬
‫)ب( من فتحها حسابا جاريا في أي بنك من البنوك‬
‫)ج( من توقيع أي عقد مالي‬
‫)د( من استيلئها على الرث مباشرة بدون إذن القاضي في ذلك‬
‫كله‬
‫لم يدهشني هذا الخبر دهشتي لو بقيت بمصر ولم تسنح لي‬
‫الفرصة لتعرف أحوال البلد الغربية ودراسة الحالة الجتماعية‬
‫للمرأة الوربية على الخصوص ‪ ،‬لن الصورة التي في ذهن‬
‫الشرق عن أوربا صورة مبالغ فيها نحو ناحية الكمال والرقي‬
‫النساني ‪ ،‬بفضل الدعاية الثقافية والدبية التي تقوم بها الفلم‬
‫السينمائية ‪ ،‬ومدارس الرساليات الجنبية ‪ ،‬والنشرات والكتب‬
‫التي تحمل طابع البحث العلمي ‪.‬‬
‫عن هذا التصوير المبالغ فيه يود كل شرقي أن يكون أوربيا ‪ ،‬أو‬
‫على القل يحاول أن يظهر بمظهر أوربي كما ترغب المرأة‬
‫الشرقية وخصوصا المصرية في أن تحمل طابع المرأة الغربية‬
‫مهما كلفها ذلك من مجافاة لعادات وطنها ‪ ،‬وإسراف في تقليد "‬
‫مثالها " ‪Ideai‬‬
‫عن هذا التصور يتجلى الخضوع العمى في الشرق لسيادة‬
‫الوربي ‪ ،‬وتبين بوضوح تكلف العناء والتضحية بالقومية في إتباع‬
‫مشورة الوصي الغربي‬
‫إن منية أوربا مرتكزة على المادة وثقافتها ‪ ،‬للوصول إلى‬
‫المادة ‪ .‬فمدنيتها تتمثل في المخترعات الهندسية والكمياوية ‪،‬‬
‫وثقافتها في تعلم بسطة السلطان وسياسة الستعمار ‪.‬‬
‫مدنيتها القوة الحربية ‪ ،‬وثقافتها التبشير الروحي ‪ ،‬وأبحاثها‬
‫العلمية تصوير المم الضعيفة بصورة مشوهة كي يكون هناك‬
‫محل للنداء " بوجوب تمدين الشعوب غير الناضجة في السياسة‬
‫والدارة "‪.‬‬
‫وهذه المدنية المادية من أكبر عوامل انتشار المذهب الخلقي‬
‫النفعي ‪ ،‬وتربية الشعور الناني )‪ (Egoism‬ليس فقط تجاه الشعوب‬
‫غير الوربية ‪ ،‬وإنما فيما بين أمم الغرب أنفسها ‪ ،‬بل فيما بين‬
‫أفراد المة الواحدة منها وكلما تمكنت المادية من هذه المدنية‬
‫وقوي هذا الشعور الناني ‪ ،‬ضعفت القضايا الخلقية الروحية ‪،‬‬
‫وقلت قيمتها العلمية ‪ ،‬وأصبحت فقط أداة للدعاية بين الشعوب‬
‫الضعيفة أو الفطرية باسم " النسانية" وحملها على الستسلم‬
‫باسم " الخوة في النسانية" ولذلك كان أضعف الشعوب‬
‫وأزهدها في السلطان ‪ ،‬كالشعوب الهندية ‪ ،‬هو المعتنق لهذه‬
‫المذاهب الروحية بأمانة وإخلص ‪.‬‬
‫عن هذا الشعور الناني تأسست علقة الرجل بالمرأة في أوربا ‪،‬‬
‫وهي أقرب إلى علقة مادية منها إلى علقة نفسية روحية ‪ .‬ففي‬
‫انكلترا إلى الن ‪ ،‬وفي فرنسا لغاية تاريخ ‪ 20‬فبراير سنة ‪1938‬‬
‫تمنع المرأة المتزوجة من التصرف في شئونها المالية الخاصة بها‬
‫‪ ،‬ويمتد سلطان الرجل وقوامته عليها إلى ناحيتها القتصادية‬
‫المادية‪ ،‬بينما ل يحرم القانون ‪ ،‬بل قد تمنعه العادة حسبما يكون‬
‫منشأ المرأة في الحياة الجتماعية ‪ ،‬أن تتخذ الزوجة صديقا لها ‪،‬‬
‫كما يتخذ الزوج صديقة له‪.‬‬
‫ل تمنع المرأة فقط من التصرف في أمورها القتصادية ‪ ،‬بل‬
‫عليها بحكم العرف ‪ ،‬والعرف قانون ‪ ،‬أن تؤسس لخطيبها بيت‬
‫السرة المقبلة التي ستتكون منها مبدئيا ‪ .‬ولهذا ل يفهم الوربي‬
‫المادي ما فرضه السلم على الرجل من صداق لزوجته ‪،‬‬
‫ويحاول أن يصور المرأة المسلمة بالسلعة القابلة للبيع‬
‫والشراء ‪ ،‬ول يستحي حتى فيما يسميه أبحاثا علمية ‪ ،‬أو فيما‬
‫تطلع به الجرائد اليومية على الرأي العام ‪ ،‬من تسمية المهر في‬
‫السلم " ثمن شراء" )‪(Kaufpreis‬‬
‫ل يود أن يفهم الوربي أن المهر هو نصيب الرجل في بناء الحياة‬
‫البيتية ‪ ،‬وأن هذا اللتزام من جانبه وحده ‪ ،‬لما فرض له من‬
‫قوامته على المرأة ‪ ،‬ولما فرض فيه بحكم الطبيعية من أنه‬
‫المكافح في الحياة ‪ .‬فكون المرأة في أوربا هي التي تتحمل‬
‫تأسيس السرة وحدها‪ ،‬قلب للوضع الطبيعي ‪ ،‬وأشبه شيء‬
‫بوسيلة مغرية للرجل على زواجها ‪ ،‬كأن طبيعة النوثة فيها غير‬
‫كافية للغراء ‪ ،‬وكأن الرجل ل يشعر في طبيعته بالحاجة الملحة‬
‫إلى المرأة لسد هذا النقص فيه حتى تستمر سنة الكون في‬
‫البناء والتجديد في حياة البشر الجتماعية ولكنه المذهب المادي‬
‫الذي قارب أن يحول ما بقى في نفوسهم من شعور إلى غرائز ل‬
‫يكون للرادة عليها سبيل ‪.‬‬
‫السلم حجر على المرأة ولكن في التصرف في عفتها وخلقها ‪،‬‬
‫وأباح لها في جانب ذلك التصرف في مالها ‪.‬‬
‫هو لم يحجر عليها في الواقع وإنما ألزمها برعاية حقوق قرينها‬
‫فيما كان سبب الزواج ‪ ،‬وفيما المحافظة عليه سبب سعادة‬
‫الحياة الزوجية ‪.‬‬
‫لم يبح لها وإنما اعتد باستقللها ‪ ،‬وأكد لها هذا الستقلل فيما بعد‬
‫اقترانها ‪ ،‬في الوقت الذي هو مظنة التبعية ‪ ،‬والذي هو في‬
‫الواقع مبدأ التبعية في حياة المرأة الزوجية في المم التي تدعي‬
‫أنها منبع الديمقراطية ‪ ،‬وأنها رسل الحرية في الشعوب التي تبيح‬
‫التجار بالرقيق ‪ ،‬أو تبيح السر والرق باعتبار أنه تدبير من تدبير‬
‫الحرب المشروعة ‪.‬‬
‫إذا كان إطلق التصرف المالي للمرأة هو الحرية الديمقراطية‬
‫النسوية في القرن العشرين ‪ ،‬فللمرأة المسلمة أن تعتز بتمتعها‬
‫بهذه الديمقراطية منذ القرن السابع الميلدي وإذا كانت قوامة‬
‫الرجل الوربي على المرأة ‪ ،‬في شئونها المالية ‪ ،‬فليفخر الرجل‬
‫المسلم بأن قوامته على زوجته فيما يصون عليها شرفها‬
‫وكرامتها ‪ .‬وإذا عدت أوربا مبدأ التبعية والحجر على المرأة في‬
‫تصرفها المالي ظاهرة من ظواهر المدنية ‪ ،‬فليعتز الشرق‬
‫السلمي بجعل مبدأ السر في الحرب من أسباب ضمان الظفر‬
‫والنصر الذي ل يلبث أن يتبعه الترغيب في العتق ثانية ‪ ،‬وجعله‬
‫غاية أنواع للكفارة عن ارتكاب أشد أنواع الجرام مقتا عند الله‬
‫وعند الناس ‪.‬‬
‫المادية والروحية مذهبان متقابلن‪ ،‬وكلما غلت أوربا في المادية‬
‫تراءى لها الحق في القوة وتمثل لها الظلم عدل ‪ .‬كذلك كلما غل‬
‫الشرق في الروحية تراءت له الحياة الحقة في الزهد والتواكل‬
‫والستسلم ‪.‬‬
‫أما المذهب الخيار فهو مذهب العتداد بالنفس ‪ ،‬والمحافظة‬
‫على السلطان وأتباع العدل فيه ‪ ،‬هو المذهب القائل‬
‫)أ?( " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ‪ ".....‬والقائل أيضا‬
‫)ب?( " ول يظلم ربك أحدا‪".....‬‬
‫محمد البهي‬
‫مجله الزهر المجلد ‪ 9‬ص ‪135‬‬
‫=====================‬
‫هل تحريم زواج المسلمة بغير المسلم ُيعد نزعة‬
‫عنصرية ؟‬
‫الرد على شبهة تحريم زواج المسلمة بغير المسلم وهل ُيعد‬
‫نزعة عنصرية ؟‬
‫الرد على الشبهة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ صحيح إن السلم يجيز زواج المسلم من غير المسلمة‬
‫)مسيحية أو يهودية( ول يجيز زواج المسلمة من غير المسلم‪.‬‬
‫وللوهلة الولى ُيعد ذلك من قبيل عدم المساواة ‪ ،‬ولكن إذا‬
‫م انعدام‬ ‫عرف السبب الحقيقى لذلك انتفى العجب ‪ ،‬وزال وَهْ ُ‬
‫المساواة‪ .‬فهناك وجهة نظر إسلمية فى هذا الصدد توضح‬
‫الحكمة فى ذلك‪ .‬وكل تشريعات السلم مبنية على حكمة معينة‬
‫ومصلحة حقيقية لكل الطراف‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الزواج فى السلم يقوم على " المودة والرحمة " والسكن‬
‫النفسى‪ .‬ويحرص السلم على أن تبنى السرة على أسس‬
‫سليمة تضمن الستمرار للعلقة الزوجية‪ .‬و السلم دين يحترم‬
‫كل الديان السماوية السابقة ويجعل اليمان بالنبياء السابقين‬
‫جميًعا جزءا ً ل يتجزأ من العقيدة السلمية‪ .‬وإذا تزوج مسلم من‬
‫مسيحية أو يهودية فإن المسلم مأمور باحترام عقيدتها ‪ ،‬ول يجوز‬
‫له ـ من وجهة النظر السلمية ـ أن يمنعها من ممارسة شعائر‬
‫دينها والذهاب من أجل ذلك إلى الكنيسة أو المعبد‪ .‬وهكذا‬
‫يحرص السلم على توفير عنصر الحترام من جانب الزوج‬
‫لعقيدة زوجته وعبادتها‪ .‬وفى ذلك ضمان وحماية للسرة من‬
‫النهيار‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أما إذا تزوج غير مسلم من مسلمة فإن عنصر الحترام‬
‫دا‪ .‬فالمسلم يؤمن بالديان السابقة ‪،‬‬ ‫لعقيدة الزوجة يكون مفقو ً‬
‫وبأنبياء الله السابقين ‪ ،‬ويحترمهم ويوقرهم ‪ ،‬ولكن غير المسلم‬
‫دق‬‫ص ّ‬‫فا وَي ُ َ‬
‫ل يؤمن بنبى السلم ول يعترف به ‪ ،‬بل يعتبره نبّيا زائ ً‬
‫ـ فى العادة ـ كل ما يشاع ضد السلم وضد نبى السلم من‬
‫افتراءات وأكاذيب ‪ ،‬وما أكثر ما يشاع‪.‬‬
‫وحتى إذا لم يصرح الزوج غير المسلم بذلك أمام زوجته فإنها‬
‫ستظل تعيش تحت وطأة شعور عدم الحترام من جانب زوجها‬
‫لعقيدتها‪ .‬وهذا أمر ل تجدى فيه كلمات الترضية والمجاملة‪.‬‬
‫فالقضية قضية مبدأ‪ .‬وعنصر الحترام المتبادل بين الزوج‬
‫والزوجة أساس لستمرار العلقة الزوجية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وقد كان السلم منطقّيا مع نفسه حين حّرم زواج المسلم‬
‫من غير المسلمة التى تدين بدين غير المسيحية واليهودية ‪،‬‬
‫وذلك لنفس السبب الذى من أجله حّرم زواج المسلمة بغير‬
‫المسلم‪.‬‬
‫فالمسلم ل يؤمن إل بالديان السماوية وما عداها ُتعد أدياًنا‬
‫بشرية‪ .‬فعنصر التوقير والحترام لعقيدة الزوجة فى هذه الحالة ـ‬
‫دا‪ .‬وهذا يؤثر سلًبا على العلقة‬ ‫دا عن المجاملت ـ يكون مفقو ً‬ ‫بعي ً‬
‫الزوجية ‪ ،‬ول يحقق " المودة والرحمة " المطلوبة فى العلقة‬
‫الزوجية‬
‫=====================‬
‫حقها في الميراث‬
‫كانت المرأة في الجاهلية ‪ ،‬تابعا ً للرجل في كل شيء ‪ ،‬مسلوبة‬
‫الحق والرادة ‪ ،‬حتى قال عمر بن الخطاب‪) :‬والله أن كنا في‬
‫الجاهلية ل نعد للنساء أمرا ً ‪ ،‬حتى أنزل الله فيهن ما أنزل ‪،‬‬
‫وقسم لهن ما قسم( ‪ ،‬ووصل المر في بعض القبائل إلى حد‬
‫جعلها كالمتاع ‪ ،‬تورث كما يورث ‪ ،‬وتنتقل إلى الورثة كما ينتقل ‪،‬‬
‫وكانوا يحرمونها من كثير من الحقوق ‪ ،‬ويرون أنها ليست أهل ً‬
‫لتلك الحقوق‪.‬‬
‫ومما سلبته الجاهلية المرأة الميراث ‪ ،‬فقد كانوا يرون أنها ل‬
‫تستحق أن ترث من أقاربها شيئا ً ‪ ،‬لنها ل تحمل السيف ‪ ،‬ول‬
‫تحمي البيضة ‪ ،‬ول تحوز الغنيمة ‪ ،‬لذا كان الميراث وقفا ً على‬
‫ذوي البلء في الحروب ‪ ،‬من الولد الذكور وحدهم ‪ ،‬يأخذه الكبر‬
‫فالكبر ‪ ،‬ولن المال الذي يعطى لها يذهب إلى الغرماء الذين‬
‫تزوجت إليهم ‪ ،‬وقد يكونون من العداء ‪ ،‬وهم حريصون على أن‬
‫يبقى مالهم في أسرهم ‪ ،‬فكانوا يحرمونها من الميراث ‪ ،‬ومن أي‬
‫حق مالي آخر كالمهر والوصية وغيرهما‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك‪:‬‬
‫جاء السلم والمرأة تعامل هذه المعاملة الجائرة ‪ ،‬فأزال عنها‬
‫ذلك الحيف وأبعد الظلم ‪ ،‬وقرر لها نصيبا ً من الميراث ‪ ،‬حقا ً‬
‫مفروضا ً ‪ ،‬خالصا ً لها ‪ ،‬ل مّنة فيه لحد ول فضل ‪ ،‬ونزل القرآن‬
‫يقرر مبدأ حقها في الميراث‪) :‬للرجال نصيب مما ترك الوالدان‬
‫والقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والقربون مما قل‬
‫منه أو كثر ‪ ،‬نصيبا ً مفروضًا( ‪ ،‬فكان هذا قلبا ً كامل ً للوضاع‬
‫السائدة ‪ ،‬وتغييرا ً جذريا ً لمألوفات الحقاب والقرون ‪ ،‬وتحطيما ً‬
‫لشرع البيئة ‪ ،‬وتقاليدها القائمة على الفروسية وحماية الذمار ‪،‬‬
‫صار للمرأة نصيب في الميراث ‪ ،‬بعد أن كانت هي نصيبا ً من‬
‫الميراث ‪ ،‬وأصبحت تملك وتتصرف في ملكها بعد أن كانت هي‬
‫مملوكة‪.‬‬
‫وتوالت اليات تفصل نصيب كل وارث ‪ ،‬وتبين مقداره ‪ ،‬وقد كان‬
‫لهذا التغيير الجذري للموروثات والتقاليد أثره في المجتمع‬
‫المسلم ‪ ،‬حتى إن بعضا ً من المسلين دهشوا لهذا التكريم البالغ ‪،‬‬
‫والعطاء السخي للمرأة ‪ ،‬ووقع المر من نفوس بعضهم موقع‬
‫الستغراب والتساؤل ‪ ،‬فقالوا‪) :‬تعطى المرأة الربع أو الثمن ‪،‬‬
‫وتعطى البنة النصف ‪ ،‬ويعطى الغلم الصغير ‪ ،‬وليس أحد من‬
‫هؤلء يقاتل القوم ‪ ،‬ول يحوز الغنيمة؟( ‪ ،‬وبذلوا محاولت لعله‬
‫يكون تغيير أو رجوع ‪ ،‬ولكن ما أمضاه الله لن يرجع عنه ‪ ،‬وما‬
‫حكم به لن يغير‪.‬‬
‫عن ابن عباس في قوله تعالى‪) :‬يوصيكم الله في أولدكم ‪،‬‬
‫للذكر مثل حظ النثيين( ‪ ،‬وذلك أنه لما نزلت الفرائض التي‬
‫فرض الله فيها للولد الذكر ‪ ،‬والنثى ‪ ،‬والبوين ‪ ،‬كرهها الناس أو‬
‫بعضهم وقالوا‪ :‬تعطى المرأة الربع أو الثمن ‪ ،‬وتعطى البنة‬
‫النصف ‪ ،‬ويعطى الغلم الصغير ‪ ،‬وليس من هؤلء أحد يقاتل‬
‫القوم ‪ ،‬ول يحوز الغنيمة؟!! اسكتوا عن هذا الحديث ‪ ،‬لعل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ينساه ‪ ،‬أو نقول له فُيغّير ‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول الله تعطى الجارية نصف ما ترك أبوها ‪ ،‬وليست‬
‫تركب الفرس ‪ ،‬ول تقاتل القوم ‪ ،‬ويعطى الصبي الميراث ‪،‬‬
‫وليس يغني شيئا ً ‪ ،‬وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية ‪ ،‬ل يعطون‬
‫الميراث إل لمن قاتل القوم ‪ ،‬ويعطونه الكبر فالكبر ‪..‬‬
‫ظلمات الجاهلية للمرأة ‪،‬‬ ‫ظلمة من ُ‬ ‫وبهذا قضى السلم على ُ‬
‫عاشت أسيرة لها قرونا ً طويل ً ‪ ،‬عانت بسببها كثيرا ً من تبعيتها‬
‫للرجل وتسلطه عليها وتحكمه بها‪.‬‬
‫وقد بنى السلم توزيع النصاب على الورثة على قاعدة‪) :‬للذكر‬
‫مثل حظ النثيين( ‪ ،‬وهو عادل في ذلك ومنصف كل النصاف ‪،‬‬
‫وهذا متفق مع عدالة السلم في توزيع العباء والواجبات ‪ ،‬فهو‬
‫يلزم الرجل في مقابل ذلك بأعباء ‪ ،‬وواجبات مالية ‪ ،‬ل تلزم‬
‫بمثلها المرأة‪) :‬فالرجل يتزوج ويدفع المهر ‪ ،‬ويؤثث البيت ويعد‬
‫السكن ‪ ،‬والمرأة تتزوج ويدفع لها المهر ‪ ،‬ويؤثث لها البيت ويعد‬
‫السكن ‪ ،‬والرجل يتزوج فيعول امرأة )زوجته( وأولدًا‪.‬‬
‫والبنت تتزوج فيعولها الرجل ‪ ،‬ول تعوله ول تكلف بشيء من‬
‫ذلك‪ :‬ولو كانت ثرية وهو فقير‪.‬‬
‫البنت في حال الصغر نفقتها على أبيها أو أخيها أو قريبها الذكر ‪،‬‬
‫وفي الكبر على زوجها ‪ ،‬والبن في حال الكبر ‪ ،‬يعول نفسه‬
‫وأسرته ‪ ،‬ومن ل عائل له من أهله وذويه‪.‬‬
‫نفقة أولدها بعد الزواج على أبيهم ‪ ،‬بخلف نفقة أولد البن فإنها‬
‫عليه‪.‬‬
‫الرجل يتحمل نفقات الضيافة والعقل ‪ ،‬والجهاد والمغارم ‪،‬‬
‫والمرأة ل تتحمل شيئا ً من ذلك‪.‬‬
‫فقد وضع السلم في اعتباره تلك العباء والتكاليف واللتزامات‬
‫التي كلف بها الرجل حين أعطاه ضعف نصيب النثى في‬
‫الميراث ‪ ،‬ولو دقق النظر في مقدار ما يخسره الرجل من المال‬
‫‪ ،‬للقيام بتلك العباء والتكاليف ‪ ،‬لعرفنا إن السلم كان كريما ً‬
‫متسامحا ً مع المرأة حين طرح عنها كل تلك العباء وألقاها على‬
‫كاهل الرجل ‪ ،‬ثم أعطاها نصف ما يأخذ‪.‬‬
‫والمرأة بهذا التشريع الكريم ربحت من جانبين‪:‬‬
‫الول‪ :‬قرر لها حقا ً في الميراث ‪ ،‬ولم يكن لها شيء من ذلك في‬
‫الجاهلية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قدر لها هذا الحق بنصف نصيب الذكر ‪ ،‬مع طرح كافة‬
‫العباء واللتزامات المالية عنها‪.‬‬
‫ومن هنا يظهر مقدار تكريم السلم لها ‪ ،‬وتقديره إياها وفضله‬
‫عليها‪.‬‬
‫=====================‬
‫مفهوم الحرية عند أدعياء تحرير المرأة‬
‫إن التصرف المتطرف الخاطئ للحرية ‪ ،‬الذي غذاه الحقد السود‬
‫والثورة الجامحة على النظام الجتماعي الفاسد الذي كان يحكم‬
‫المجتمع الوربي ‪ ،‬نبع منه مفهوم الحرية الشخصية ‪ ،‬عند‬
‫المنادين بالحرية والتحرر في بلد السلم ‪ ،‬فيتصورونها – كما هي‬
‫عند الغربيين – بأنها النطلق بل قيد ‪ ،‬والتحرر من كل ضابط ‪،‬‬
‫والتخلص من كل رقابة ‪ ،‬حتى ولو كانت تلك الرقابة نابعة من‬
‫ذاته هو ‪ ،‬من ضميره ‪ ،‬فلتحطم وليحطم معها الضمير إن احتاج‬
‫المر ‪ ،‬حتى ل يقف شيء في وجه استمتاعه بالحياة ‪ ،‬وحتى ل‬
‫تفسد عليه نشوة اللذة ‪ ،‬ومعنى هذا ترك النسان وشأنه يفعل ما‬
‫يشاء ويترك ما يشاء ‪ ،‬وهكذا بدون قيود ول ضوابط ‪ ،‬ول رقابة ‪،‬‬
‫سلم بذلك الحق ‪ ،‬وعلى الحكومة أن تحافظ‬ ‫وعلى المجتمع أن ي ّ‬
‫على تلك الحرية وتحميها‪.‬‬
‫هذا هو مفهوم الحرية عندهم ‪ ،‬صورة طبق الصل من مفهوم‬
‫الحرية في الغرب ‪ ،‬فل دين يحكم النفوس ‪ ،‬ويكبح جماحها ‪ ،‬ول‬
‫أخلق تهذب طباعها ‪ ،‬وتوقظ مشاعرها ‪ ،‬وتثير فيها روح النخوة‬
‫والغيرة والباء ‪ ،‬ول مثل ‪ ،‬ول فضائل ‪ ،‬تقاس على أساسها‬
‫العمال خيرها وشرها ‪ ،‬ول حياء يمنع ارتكاب الشطط ‪،‬‬
‫والمجاهرة بالمنكر ل ينبغي أن يكون شيء من ذلك ‪ ،‬لنه من‬
‫الماضي ‪ ،‬وكل ما هو من الماضي فهو عقبة في طريق التصور‬
‫والتقدم فلينبذ وليحطم‪.‬‬
‫وهكذا قال دعاة الحرية في الغرب ‪ ،‬وهكذا يقول دعاتها في‬
‫الشرق ‪ ،‬وهم إن لم يستطيعوا التصريح بذلك ‪ ،‬إل أن مفهوم‬
‫كلمة الحرية كما يتصورونه ينبئ عن ذلك ‪ ،‬كما أن رائحته تفوح‬
‫مما يطلقونه من شعارات باسم الحرية ‪ ،‬بل إن التطبيق الجاري‬
‫الن في البلد السلمية لمفهوم الحرية سيوصل حتما ً إلى ذلك‬
‫إذا استمر سائرا ً في ذلك الطريق‪.‬‬
‫ولما كانت المرأة عامل ً أساسيا ً وعنصرا ً هاما ً في تحقيق مفهوم‬
‫الحرية هذا ‪ ،‬فقد وجهوا جل اهتمامهم إليها ‪ ،‬وعملوا على تكييفها‬
‫للدور الذي يريدون أن تقوم به‪.‬‬
‫فأخرجوها من البيت باسم الحرية والتحرر ‪ ..‬وأقحموها في‬
‫مجالت العمل المختلفة البعيدة عن اختصاصها والمتنافرة مع‬
‫خصائصها ‪ ،‬فقضوا بذلك على أنوثتها ‪ ،‬وعلى السرة والبيت‬
‫باسم الحرية والتحرر‪.‬‬
‫خلعوا عنها حجابها ‪ ،‬وكشفوا عن موطن الزينة والفتنة منها ‪،‬‬
‫ليشبعوا بذلك نهمهم الجنسي باسم الحرية والتحرر‪.‬‬
‫انتزعوها من حمى حاميها وراعيها وحافظها )الرجل( بتحريضهم‬
‫لها على التمرد على قوامته ليسهل لهم غوايتها وتحقيق مآربهم‬
‫منها‪.‬‬
‫تركوها تختلط بل أرغموها على الختلط بالرجال ‪ ،‬والخلوة بهم ‪،‬‬
‫فقضوا بذلك على عفتها وكرامتها وحيائها ‪ ،‬باسم الحرية والتحرر‪.‬‬
‫وقضوا على رسالتها الساسية في الوجود ‪ ،‬وهي الزوجية‬
‫والمومة فجنوا بذلك على النسانية ‪ ،‬والحضارة والمدنية ‪ ،‬فعلوا‬
‫ذلك باسم الحرية‪.‬‬
‫أخذوا منها كل شيء باسم الحرية ولم يعطوها إل أقل القليل‪.‬‬
‫فهل هذه حرية حقًا؟ ‪ ،‬هل الحرية النطلق بل قيود ول‬
‫ضوابط؟ ‪ ،‬هل الحرية الخروج على الدين والمثل والفضائل؟‬
‫هل تكون الحياة بهذا المفهوم ‪ ،‬حياة إنسانية راقية ‪ ،‬تتفق مع‬
‫مركز النسان في هذا الوجود ‪ ،‬ومع رسالته التي أعده الله لها ‪،‬‬
‫وهي عمارة الكون ‪ ،‬والخلفة في الرض‪.‬‬
‫إن الحرية بمفهومها الصحيح براء من ذلك ‪ ،‬وإن الحياة النسانية‬
‫الراقية ل تقبل ذلك المفهوم ‪ ،‬بل إن الحرية الحقة هي التحرر‬
‫من كل ما سموه حرية‪.‬‬
‫=====================‬
‫أن ميراث النثى نصف ميراث الذكر‬
‫الرد على الشبهة‪:‬‬
‫صحيح وحق أن آيات الميراث فى القرآن الكريم قد جاء فيها‬
‫قول الله سبحانه وتعالى‪):‬للذكر مثل حظ النثيين( )‪ (1‬؛ لكن‬
‫كثيرين من الذين يثيرون الشبهات حول أهلية المرأة فى السلم‬
‫‪ ،‬متخذين من التمايز فى الميراث سبيل ً إلى ذلك ل يفقهون أن‬
‫ما ول‬ ‫فا عا ً‬
‫توريث المرأة على النصف من الرجل ليس موق ً‬
‫طردة فى توريث السلم لكل الذكور وكل الناث‪.‬‬ ‫قاعدة م ّ‬
‫فالقرآن الكريم لم يقل‪ :‬يوصيكم الله فى المواريث والوارثين‬
‫للذكر مثل حظ النثيين‪ ..‬إنما قال‪) :‬يوصيكم الله فى أولدكم‬
‫طردة‬ ‫للذكر مثل حظ النثيين(‪ ..‬أى أن هذا التمييز ليس قاعدة م ّ‬
‫فى كل حالت الميراث ‪ ،‬وإنما هو فى حالت خاصة ‪ ،‬بل‬
‫ومحدودة من بين حالت الميراث‪.‬‬
‫بل إن الفقه الحقيقى لفلسفة السلم فى الميراث تكشف عن‬
‫أن التمايز فى أنصبة الوارثين والوارثات ل يرجع إلى معيار‬
‫الذكورة والنوثة‪ ..‬وإنما لهذه الفلسفة السلمية فى التوريث‬
‫كم إلهية ومقاصد ربانية قد خفيت عن الذين جعلوا التفاوت بين‬ ‫ح َ‬
‫ِ‬
‫الذكور والناث فى بعض مسائل الميراث وحالته شبهة على‬
‫كمال أهلية المرأة فى السلم‪ .‬وذلك أن التفاوت بين أنصبة‬
‫الوارثين والوارثات فى فلسفة الميراث السلمى ـ إنما تحكمه‬
‫ثلثة معايير‪:‬‬
‫موَّرث‬ ‫أولها‪ :‬درجة القرابة بين الوارث ذكًرا كان أو أنثى وبين ال ُ‬
‫المتوّفى فكلما اقتربت الصلة‪ ..‬زاد النصيب فى الميراث‪ ..‬وكلما‬
‫ابتعدت الصلة قل النصيب فى الميراث دونما اعتبار لجنس‬
‫الوارثين‪..‬‬
‫وثانيها‪ :‬موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للجيال‪ ..‬فالجيال‬
‫التى تستقبل الحياة ‪ ،‬وتستعد لتحمل أعبائها ‪ ،‬عادة يكون نصيبها‬
‫فى الميراث أكبر من نصيب الجيال التى تستدبر الحياة‪.‬‬
‫وتتخفف من أعبائها ‪ ،‬بل وتصبح أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على‬
‫غيرها ‪ ،‬وذلك بصرف النظر عن الذكورة والنوثة للوارثين‬
‫والوارثات‪ ..‬فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه ـ وكلتاهما أنثى ـ‪..‬‬
‫وترث البنت أكثر من الب ! – حتى لو كانت رضيعة لم تدرك‬
‫شكل أبيها‪ ..‬وحتى لو كان الب هو مصدر الثروة التى للبن ‪،‬‬
‫والتى تنفرد البنت بنصفها ! ـ‪ ..‬وكذلك يرث البن أكثر من الب ـ‬
‫وكلهما من الذكور‪..‬‬
‫كم‬‫ح َ‬
‫وفى هذا المعيار من معايير فلسفة الميراث فى السلم ِ‬
‫إلهية بالغة ومقاصد ربانية سامية تخفى على الكثيرين !‪..‬‬
‫وهى معايير ل علقة لها بالذكورة والنوثة على الطلق‪..‬‬
‫وثالثها‪ :‬العبء المالى الذى يوجب الشرع السلمى على‬
‫الوارث تحمله والقيام به حيال الخرين‪ ..‬وهذا هو المعيار الوحيد‬
‫الذى يثمر تفاوتا ً بين الذكر والنثى‪ ..‬لكنه تفاوت ل يفضى إلى أى‬
‫ظلم للنثى أو انتقاص من إنصافها‪ ..‬بل ربما كان العكس هو‬
‫الصحيح !‪..‬‬
‫ففى حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون فى درجة القرابة‪..‬‬
‫واتفقوا وتساووا فى موقع الجيل الوارث من تتابع الجيال ‪ -‬مثل‬
‫أولد المتوّفى ‪ ،‬ذكورا ً وإناثا ً ‪ -‬يكون تفاوت العبء المالى هو‬
‫السبب فى التفاوت فى أنصبة الميراث‪ ..‬ولذلك ‪ ،‬لم يعمم‬
‫القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والنثى فى عموم‬
‫الوارثين ‪ ،‬وإنما حصره فى هذه الحالة بالذات ‪ ،‬فقالت الية‬
‫القرآنية‪) :‬يوصيكم الله فى أولدكم للذكر مثل حظ النثيين(‪..‬‬
‫ولم تقل‪ :‬يوصيكم الله فى عموم الوارثين‪ ..‬والحكمة فى هذا‬
‫التفاوت ‪ ،‬فى هذه الحالة بالذات ‪ ،‬هى أن الذكر هنا مكلف بإعالة‬
‫أنثى ـ هى زوجه ـ مع أولدهما‪ ..‬بينما النثى الوارثة أخت الذكرـ‬
‫إعالتها ‪ ،‬مع أولدها ‪ ،‬فريضة على الذكر المقترن بها‪ ..‬فهى ـ مع‬
‫هذا النقص فى ميراثها بالنسبة لخيها ‪ ،‬الذى ورث ضعف‬
‫ظا وامتيازا ً منه فى الميراث‪ ..‬فميراثها ـ مع‬
‫ميراثها ‪ ،‬أكثر ح ّ‬
‫إعفائها من النفاق الواجب ـ هو ذمة مالية خالصة ومدخرة ‪،‬‬
‫لجبر الستضعاف النثوى ‪ ،‬ولتأمين حياتها ضد المخاطر‬
‫والتقلبات‪ ..‬وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين‪..‬‬
‫وإذا كانت هذه الفلسفة السلمية فى تفاوت أنصبة الوارثين‬
‫والوارثات وهى التى يغفل عنها طرفا الغلو ‪ ،‬الدينى واللدينى ‪،‬‬
‫الذين يحسبون هذا التفاوت الجزئى شبهة تلحق بأهلية المرأة‬
‫فى السلم فإن استقراء حالت ومسائل الميراث ـ كما جاءت‬
‫فى علم الفرائض )المواريث( ـ يكشف عن حقيقة قد تذهل‬
‫الكثيرين عن أفكارهم المسبقة والمغلوطة فى هذا الموضوع‪..‬‬
‫فهذا الستقراء لحالت ومسائل الميراث ‪ ،‬يقول لنا‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إن هناك أربع حالت فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وهناك حالت أضعاف هذه الحالت الربع ترث فيها المرأة‬
‫مثل الرجل تمامًا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وهناك حالت عشر أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وهناك حالت ترث فيها المرأة ول يرث نظيرها من الرجال‪.‬‬
‫أى أن هناك أكثر من ثلثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ‪،‬‬
‫أو أكثر منه ‪ ،‬أو ترث هى ول يرث نظيرها من الرجال ‪ ،‬فى‬
‫مقابلة أربع حالت محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل‪(2) ..‬‬
‫"!!‪.‬‬
‫تلك هى ثمرات استقراء حالت ومسائل الميراث فى علم‬
‫الفرائض )المواريث( ‪ ،‬التى حكمتها المعايير السلمية التى‬
‫حددتها فلسفة السلم فى التوريث‪ ..‬والتى لم تقف عند معيار‬
‫الذكورة والنوثة ‪ ،‬كما يحسب الكثيرون من الذين ل يعلمون !‪..‬‬
‫وبذلك نرى سقوط الشبهة الولى من الشبهات الخمس المثارة‬
‫حول أهلية المرأة ‪ ،‬كما قررها السلم‪.‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫)‪ (1‬النساء‪.11 :‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬صلح الدين سلطان "ميراث المرأة وقضية المساواة "‬
‫ص ‪ ، 46 ، 10‬طبعة القاهرة ‪ ،‬دار نهضة مصر سنة ‪1999‬م ـ "‬
‫سلسلة فى التنوير السلمى "‪.‬‬
‫=====================‬
‫حجاب‬ ‫قضية ال ِ‬
‫الرد على الشبهة‪:‬‬
‫السياق القرآنى لية الخمار يبين أن العلة هى العفاف وحفظ‬
‫الفروج ‪ ،‬حيث يبدأ بالحديث عن تميز الطيبين والطيبات عن‬
‫الخبيثين والخبيثات‪ ..‬وعن آداب دخول بيوت الخرين ‪ ،‬المأهول‬
‫منها وغير المأهول‪ ..‬وعن غض البصر‪ ..‬وحفظ الفروج ‪ ،‬لمطلق‬
‫المؤمنين والمؤمنات‪..‬وعن فريضة الختمار ‪ ،‬حتى ل تبدو زينة‬
‫المرأة ـ مطلق المرأة ـ إل لمحارم حددتهم الية تفصي ً‬
‫ل‪.‬‬
‫فالحديث عن الختمار حتى فى البيوت ‪ ،‬إذا حضر غير المحارم‪..‬‬
‫ثم يواصل السياق القرآنى الحديث عن الحصان بالنكاح )الزواج(‬
‫وبالستعفاف للذين ل يجدون نكاحا ً حتى يغنيهم الله من فضله‪:‬‬
‫)الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين‬
‫والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق‬
‫كريم * يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوتا ً غير بيوتكم حتى‬
‫كرون *‬ ‫تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم َتذ ّ‬
‫فإن لم تجدوا فيها أحدا ً فل تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم‬
‫ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم * ليس‬
‫عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا ً غير مسكونة فيها متاع لكم والله‬
‫يعلم ما تبدون وما تكتمون * قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‬
‫ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون *‬
‫وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ول‬
‫يبدين زينتهن إل ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ول‬
‫يبدين زينتهن إل لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو‬
‫أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو‬
‫نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الربة من‬
‫الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ول‬
‫يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا ً‬
‫أيها المؤمنون لعلكم تفلحون * وأنكحوا اليامى منكم والصالحين‬
‫من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله‬
‫واسع عليم * وليستعفف الذين ل يجدون نكاحا ً حتى يغنيهم الله‬
‫من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن‬
‫علمتم فيهم خيرا ً وآتوهم من مال الله الذى آتاكم ول تكرهوا‬
‫فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا‬
‫ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ( )‪.(1‬‬
‫فنحن أمام نظام إسلمى ‪ ،‬وتشريع إلهى مفصل ‪ ،‬فى العفة‬
‫وعلقتها بستر العورات عن غير المحارم‪ .‬وهو تشريع عام ‪ ،‬فى‬
‫كل مكان توجد فيه المرأة مع غير محرم‪.‬‬
‫بل إن ذات السورة ـ )النور( تستأنف التشريع لستر العورات‬
‫داخل البيوت ـ نصا ً وتحديدا ً ـ فتقول آياتها الكريمة‪) :‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم‬
‫منكم ثلث مرات من قبل صلة الفجر وحين تضعون ثيابكم من‬
‫ث عورات لكم ليس عليكم ول‬ ‫الظهيرة ومن بعد صلة العشاء ثل ُ‬
‫وافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين‬ ‫عليهم جناح بعدهن ط ّ‬
‫الله لكم اليات والله عليم حكيم * وإذا بلغ الطفال منكم الحلم‬
‫فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته‬
‫والله عليم حكيم * والقواعد من النساء اللتى ل يرجون نكاحا ً‬
‫فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن‬
‫يستعففن خير لهن والله سميع عليم ( )‪.(2‬‬
‫فنحن أمام تشريع لستر العورات ‪ ،‬حتى داخل البيوت ‪ ،‬عن غير‬
‫المحارم ـ الذين حددتهم اليات ـ ومنهم الصبيان إذا بلغوا الحلم‪..‬‬
‫فحيث أمر الله بالعفاف وحرم الزنا وأقر الزواج وأباح إمكانية‬
‫التعدد فكان لبد لكمال التشريع من المر بدرء ما يوصل إلى‬
‫عكس ذلك كله فأمر بالحجاب وبغض البصر وبعدم الخلوة وهو‬
‫مٌر له سبحانه فى كل دين‪.‬‬ ‫َ‬
‫أ ْ‬
‫)‪ (1‬النور‪.33 -26 :‬‬
‫)‪ (2‬النور‪.70 :68 :‬‬
‫=================‬
‫شبهات حول الحجاب‬
‫مت والدين يسر‪:‬‬ ‫الشبهة الولى‪ :‬الحجاب تز ّ‬
‫مت في الدين‪،‬‬ ‫ن الحجاب تز ّ‬ ‫دعي بعض دعاة التبرج والسفور بأ ّ‬ ‫ي ّ‬
‫ة‬
‫دد‪ ،‬وإباحة السفور مصلح ٌ‬ ‫ت فيه ول تش ّ‬ ‫م َ‬
‫والدين يسر ل تز ّ‬
‫قة التزام الحجاب في عصرنا]‪.[1‬‬ ‫تقتضيها مش ّ‬
‫الجواب‪:‬‬
‫فه الشرعية جميعها يسر ل‬ ‫‪ -1‬إن تعاليم الدين السلمي وتكالي َ‬
‫ريد ُ ب ِك ُ ُ‬
‫م‬ ‫سَر وَل َ ي ُ ِ‬‫م ٱل ْي ُ ْ‬ ‫ريد ُ ٱلل ّ ُ‬
‫ه ب ِك ُ ُ‬ ‫عسَر فيها‪ ،‬قال تعالى‪} :‬ي ُ ِ‬
‫م ِفى‬ ‫ل ع َل َْيك ْ‬ ‫جعَ َ‬
‫ما َ‬ ‫سَر{ ]البقرة‪ ،[185:‬وقال تعالى‪} :‬وَ َ‬ ‫ٱل ْعُ ْ‬
‫سعََها{‬‫س إ ِل ّ وُ ْ‬
‫ف ٌ‬ ‫ف نَ ْ‬ ‫ج{ ]الحج‪ ،[78:‬وقال‪} :‬ل َ ت ُك َل ّ ُ‬ ‫حَر ٍ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫دي ِ‬‫ٱل ّ‬
‫]البقرة‪ .[232:‬فهذه اليات صريحة في التزام مبدأ التخفيف‬
‫والتيسير على الناس في أحكام الشرع‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪)) :‬إن هذا الدين يسر‪ ،‬ولن يشاد الدين أحد إل غلبه‪،‬‬
‫ددوا وقاربوا وأبشروا((]‪ ،[2‬وعن أبي موسى الشعري رضي‬ ‫فس ّ‬
‫الله عنه قال‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث‬
‫أحدا من أصحابه في بعض أمره قال‪)) :‬بشروا ول تنفروا‪،‬‬
‫ويسروا ول تعسروا((]‪.[3‬‬
‫دا إعنات المكلفين أو تكليفهم بما ل تطيقه‬ ‫ّ‬ ‫فالشارع ل يقصد أب ً‬
‫ل في‬ ‫ل ما ثبت أنه تكليف من الله للعباد فهو داخ ٌ‬ ‫أنفسهم‪ ،‬فك ّ‬
‫مقدورهم وطاقتهم]‪.[4‬‬
‫‪ -2‬ثم ل بد من معرفة أن للمصلحة الشرعية ضوابط يجب‬
‫مراعاتها وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون هذه المصلحة مندرجة في مقاصد الشرع‪ ،‬وهي حفظ‬
‫ل ما يحفظ هذه‬ ‫الدين والنفس والعقل والنسل والمال‪ ،‬فك ّ‬
‫وت هذه الصول أو‬ ‫ل ما يف ّ‬‫الصول الخمسة فهو مصلحة‪ ،‬وك ّ‬
‫بعضها فهو مفسدة‪ ،‬ول شك أن الحجاب مما يحفظ هذه الكليات‬
‫وأن التبرج والسفور يؤدي بها إلى الفساد‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ل تعارض هذه المصلحة النقل الصحيح‪ ،‬فل تعارض القرآن‬
‫دا إلى‬ ‫م استنا ً‬ ‫الكريم؛ لن معرفة المقاصد الشرعية إنما ت ّ‬
‫الحكام الشرعية المنبثقة من أدلتها التفصيلية‪ ،‬والدلة كّلها‬
‫ب الله لستلزم‬ ‫راجعة إلى الكتاب‪ ،‬فلو عارضت المصلحة كتا َ‬
‫ل دليله‪ ،‬وهو باطل‪ .‬وكذلك بالنسبة للسنة‪،‬‬ ‫ذلك أن يعارض المدلو ُ‬
‫ما‪ .‬ول‬ ‫فإن المصلحة المزعومة إذا عارضتها اعُتبرت رأًيا مذمو ً‬
‫يخفى مناقضة هذه المصلحة المزعومة لنصوص الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن ل تعارض هذه المصلحة القياس الصحيح‪.‬‬
‫م منها أو مساوية لها‪.‬‬ ‫وت هذه المصلحة مصلحة أه ّ‬ ‫د‪ -‬أن ل تف ّ‬
‫ن المشقة التي قد‬ ‫قة تجلب التيسير" معناها‪ :‬أ ّ‬ ‫‪ -3‬قاعدة‪" :‬المش ّ‬
‫يجدها المكلف في تنفيذ الحكم الشرعي سبب شرعي صحيح‬
‫للتخفيف فيه بوجه ما‪.‬‬
‫لكن ينبغي أن ل تفهم هذه القاعدة على وجهٍ يتناقض مع‬
‫فا‬
‫الضوابط السابقة للمصلحة‪ ،‬فل بد للتخفيف أن ل يكون مخال ً‬
‫ب ول سّنة ول قياس صحيح ول مصلحة راجحة‪.‬‬ ‫لكتا ٍ‬
‫حكمة الكتاب والسنة كالعبادات‬ ‫ص على ُ‬ ‫ومن المصالح ما ن ّ‬
‫ص الشارع فيه‬ ‫والعقود والمعاملت‪ ،‬وهذا القسم لم يقتصر ن ّ‬
‫على العزائم فقط‪ ،‬بل ما من حكم من أحكام العبادات‬
‫والمعاملت إل وقد شرع إلى جانبه سبل التيسير فيه‪ .‬فالصلة‬
‫رعت أركانها وأحكامها الساسية‪ ،‬وشرع إلى جانبها أحكام‬ ‫مثل ش ِ‬
‫سرة لدائها عند لحوق المشقة كالجمع والقصر والصلة من‬ ‫مي ّ‬
‫ة‬
‫جلوس‪ .‬والصوم أيضا شرع إلى جانب أحكامه الساسية رخص ُ‬
‫الفطر بالسفر والمرض‪ .‬والطهارة من النجاسات في الصلة‬
‫شرع معها رخصة العفو عما يشقّ الحتراز منه‪ .‬وأوجب الله‬
‫ب على المرأة‪ ،‬ثم نهى عن النظر إلى‬ ‫سبحانه وتعالى الحجا َ‬
‫خطبة‬ ‫خص في كشف الوجه والنظر إليه عند ال ِ‬ ‫الجنبية‪ ،‬ور ّ‬
‫والعلج‪ ،‬والتقاضي والشهاد‪.‬‬
‫ذا فليس في التيسير الذي شرعه الله سبحانه وتعالى في‬ ‫إ ً‬
‫ل بالوفاق مع ضوابط المصلحة‪،‬‬ ‫مقابلة عزائم أحكامه ما يخ ّ‬
‫م أنه ل يجوز الستزادة في التخفيف على ما ورد به النص‪،‬‬ ‫ومعلو ٌ‬
‫ن مشقة الحرب بالنسبة للجنود تقتضي وضعَ الصلة‬ ‫كأن يقال‪ :‬إ ّ‬
‫عنهم‪ ،‬أو يقال‪ :‬إن مشقة التحّرز عن الربا في هذا العصر تقتضي‬
‫ن مشقة التزام الحجاب في بعض‬ ‫جواَز التعامل به‪ ،‬أو يقال‪ :‬إ ّ‬
‫ح للمرأة التبّرج بدعوى عموم البلوى‬ ‫المجتمعات تقتضي أن يبا َ‬
‫به]‪.[5‬‬
‫الشبهة الثانية‪ :‬الحجاب من عادات الجاهلية فهو تخلف ورجعية‪:‬‬
‫ن‬
‫قالوا‪ :‬إن الحجاب كان من عادات العرب في الجاهلية‪ ،‬ل ّ‬
‫شرف‪ ،‬ووأدوا البنات خوًفا من العار‪،‬‬ ‫العرب طِبعوا على حماية ال ّ‬
‫فألزموا النساء بالحجاب تعصًبا لعاداتهم القبلية التي جاء السلم‬
‫مها وإبطالها‪ ،‬حتى إّنه أبطل الحجاب]‪ ،[6‬فاللتزام بالحجاب‬ ‫بذ ّ‬
‫رجعية وتخّلف عن ركب الحضارة والتقدم‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن الحجاب الذي فرضه السلم على المرأة لم يعرفه العرب‬
‫م الله تعالى تبّرج نساء الجاهلية‪ ،‬فوجه‬ ‫قبل السلم‪ ،‬بل لقد ذ ّ‬
‫نساء المسلمين إلى عدم التبرج حتى ل يتشبهن بنساء الجاهلية‪،‬‬
‫ة‬ ‫ج ٱل ْ َ ٰ‬
‫جـهِل ِي ّ ِ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬
‫ج َ‬ ‫ن ِفى ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن وَل َ ت َب َّر ْ‬ ‫ل شأنه‪} :‬وَقَْر َ‬ ‫فقال ج ّ‬
‫ٱلوَلىٰ{ ]الحزاب‪.[33:‬‬
‫ن وص َ‬
‫ل‬ ‫م تغيير خلق الله أوضحت أ ّ‬ ‫كما أن الحاديث الحافلة بذ ّ‬
‫مص كان شائًعا في نساء اليهود قبل السلم‪ ،‬ومن‬ ‫الشعر والتن ّ‬
‫المعروف أنه مما تستخدمه المتبّرجات‪.‬‬
‫صحيح أن السلم أتى فأبطل عادات ذميمة للعرب‪ ،‬ولكن‬
‫بالضافة إلى ذلك كانت لهم عادات جميلة أقّرها السلم فلم‬
‫يبطلها‪ ،‬كإكرام الضيف والجود والشجاعة وغير ذلك‪.‬‬
‫وكان من ضمن عاداتهم الذميمة خروج النساء متبّرجات كاشفات‬
‫الوجوه والعناق‪ ،‬باديات الزينة‪ ،‬ففرض الله الحجاب على المرأة‬
‫ساق‬ ‫ن كرامتها‪ ،‬ويمنع عنها أذى الف ّ‬ ‫بعد السلم ليرتقي بها ويصو َ‬
‫والمغرضين]‪.[7‬‬
‫ت بلباسهن الذي ل يجعلهن‬ ‫‪ -2‬إذا كانت النساء المسلمات راضيا ٍ‬
‫في زمرة الرجيعات والمتخلفات فما الذي يضير التقدميين في‬
‫ن يلبسن الحجاب ول يتأّففن منه فما الذي حشر‬ ‫ذلك؟! وإذا ك ّ‬
‫التقدميين في قضية فردية شخصية كهذه؟! ومن العجب أن‬
‫تسمع منهم الدعوة َ إلى الحرية الشخصية وتقديسها‪ ،‬فل يجوز أن‬
‫خلون في حرية غيرهم في ارتداء ما شاؤوا‬ ‫سها أحد‪ ،‬ثم هم يتد ّ‬ ‫يم ّ‬
‫من الثياب]‪.[8‬‬
‫ن التخلف له أسبابه‪ ،‬والتقدم له أسبابه‪ ،‬وإقحام شريعة‬ ‫‪ -3‬إ ّ‬
‫الستر والخلق في هذا المر خدعة مكشوفة‪ ،‬ل تنطلي إل على‬
‫متخّلف عن مستوى الفكر والنظر‪ ،‬ومنذ متى كان التق ّ‬
‫دم‬
‫ن الحضارة والتقدم‬ ‫قين بلباس النسان؟! إ ّ‬ ‫والحضارة متعل ّ َ‬
‫صل إليها النسان بعقله وإعمال‬ ‫ة أبحاث تو ّ‬ ‫والتطور كان نتيج َ‬
‫فكره‪ ،‬ولم تكن بثوبه ومظهره]‪.[9‬‬
‫الشبهة الثالثة‪ :‬الحجاب وسيلة لخفاء الشخصية‪:‬‬
‫ب يسّهل عملية إخفاء الشخصية‪ ،‬فقد‬ ‫ن الحجا َ‬ ‫يقول بعضهم‪ :‬إ ّ‬
‫يتسّتر وراءه بعض النساء اللواتي يقترفن الفواحش]‪.[10‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬يشرع للمرأة في السلم أن تستر وجهها لن ذلك أزكى‬
‫وأطهر لقلوب المؤمنين والمؤمنات‪ .‬وكل عاقل يفهم من سلوك‬
‫المرأة التي تبالغ في ستر نفسها حتى أنها ل تبدي وجًها ول كفا ـ‬
‫فضل ً عن سائر بدنها ـ أن هذا دليل الستعفاف والصيانة‪ ،‬وكل‬
‫ضا أن تبرج المرأة وإظهارها زينتها يشعر بوقاحتها‬ ‫عاقل يعلم أي ً‬
‫لولى أن ُيساء بها‬ ‫وقلة حيائها وهوانها على نفسها‪ ،‬ومن ثم فهي ا َ‬
‫رض زينتها كالسلعة‪ ،‬فتجّر‬ ‫الظن بقرينة مسلكها الوخيم حيث تع ِ‬
‫خبث النية وفساد الطوية وطمع الذئاب‬ ‫على نفسها وصمة ُ‬
‫البشرية]‪.[11‬‬
‫ن من المتواتر لدى الكافة أن المسلمة التي تتحجب في هذا‬ ‫‪ -2‬إ ّ‬
‫الزمان تذوق الويلت من الجهزة الحكومية والدارات الجامعية‬
‫والحملت العلمية والسفاهات من المنافقين في كل مكان‪ ،‬ثم‬
‫هي تصبر على هذا كله ابتغاء وجه الله تعالى‪ ،‬ول يفعل هذا إل‬
‫مؤمنة صادقة رباها القرآن والسنة‪ ،‬فإذا حاولت فاسقة مستهترة‬
‫ساقطة أن تتجلبب بجلباب الحياء وتواري عن العين بارتداء‬
‫شعار العفاف ورمز الصيانة وتستر عن الناس آفاتها وفجورها‬
‫بمظهر الحصان الرزان فما ذنب الحجاب إ ً‬
‫ذا؟!‬
‫ل ذي‬‫إن الستثناء يؤيد القاعدة ول ينقضها كما هو معلوم لك ّ‬
‫ن نفس هذه المجتمعات التي يرّوج فيها هذه الراجيف‬ ‫عقل‪ ،‬مع أ ّ‬
‫قد بلغت من النحدار والترّدي في مهاوي التبّرج والفسوق‬
‫ن إلى‬‫وجه ّ‬‫والعصيان ما يغني الفاسقات عن التسّتر‪ ،‬ول يح ِ‬
‫التواري عن العين‪.‬‬
‫ن في هذا خطًرا على ما‬ ‫دقون بأ ّ‬ ‫وإذا كان بعض المنافقين يتش ّ‬
‫ل بسبب المتحجبات‬ ‫مونه المن فليبينوا كيف يهتّز المن ويخت ّ‬ ‫يس ّ‬
‫المتسترات‪ ،‬مع أنه لم يتزلزل مرة واحدة بسبب السافرات‬
‫والمتبرجات!!]‪.[12‬‬
‫‪ -3‬لو أن رجل ً انتحل شخصية قائد عسكري كبير‪ ،‬وارتدى بزته‪،‬‬
‫وتحايل بذلك واستغل هذا الثوب فيما ل يباح له كيف تكون‬
‫عقوبته؟! وهل يصلح سلوكه مبرًرا للمطالبة بإلغاء الزي الممّيز‬
‫للعسكريين مثل ً خشية أن يسيء أحد استعماله؟!‬
‫ي‬
‫و‪ ،‬وز ّ‬
‫وما يقال عن البزة العسكرية يقال عن لباس الفت ّ‬
‫الرياضة‪ ،‬فإذا وجد في المجتمع الجندي الذي يخون والفتى الذي‬
‫ن على المة أن‬ ‫يسيء والرياضي الذي يذنب هل يقول عاقل‪ :‬إ ّ‬
‫وة وزيّ الرياضة لخيانات‬ ‫تحارب شعاَر العسكر ولباس الفت ّ‬
‫ظهرت وإساءات تكررت؟! فإذا كان الجواب‪" :‬ل" فلماذا يقف‬
‫أعداء السلم من الحجاب هذا الموقف المعادي؟! ولماذا يثيرون‬
‫حوله الشائعات الباطلة المغرضة؟!]‪.[13‬‬
‫‪ -4‬إن السلم كما يأمر المرأة بالحجاب يأمرها أن تكون ذات‬
‫خلق ودين‪ ،‬إنه يربي من تحت الحجاب قبل أن يسدل عليها‬
‫خي ٌْر{ ]العراف‪،[26:‬‬ ‫وىٰ ٰذل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ق َ‬
‫س ٱلت ّ ْ‬‫الجلباب‪ ،‬ويقول لها‪} :‬وَل َِبا ُ‬
‫حتى تصل إلى قمة الطهر والكمال قبل أن تصل إلى قمة الستر‬
‫والحتجاب‪ ،‬فإذا اقتصرت امرأة على أحدهما دون الخر تكون‬
‫كمن يمشي على رجل واحدة أو يطير بجناح واحد‪.‬‬
‫إن التصدي لهؤلء المستهترات ـ إذا وجدن ـ أن تصدر قوانين‬
‫ول له نفسه استغلل‬ ‫صارمة بتشديد العقوبة على كل من تس ّ‬
‫الحجاب لتسهيل الجرائم وإشباع الهواء‪ ،‬فمثل هذا التشديد جائز‬
‫عا في شريعة الله الغراء التي حرصت على صيانة النفس‬ ‫شر ً‬
‫ووقاية العرض‪ ،‬وجعلتهما فوق كل اعتبار‪ ،‬وإذا كان التخوف من‬
‫سوء استغلل الحجاب مخطرة محتملة إل أن المخطرة في‬
‫التبرج والسفور بنشر الفاحشة وفتح ذرائعها مقطوع بها لدى كل‬
‫عاقل]‪.[14‬‬
‫الشبهة الرابعة‪ :‬عفة المرأة في ذاتها ل في حجابها‪:‬‬
‫يقول البعض‪ :‬إن عفة الفتاة حقيقة كامنة في ذاتها‪ ،‬وليست‬
‫غطاء يلقى ويسدل على جسمها‪ ،‬وكم من فتاة محتجبة عن‬
‫الرجال في ظاهرها وهي فاجرة في سلوكها‪ ،‬وكم من فتاة‬
‫حاسرة الرأس كاشفة المفاتن ل يعرف السوء سبيل ً إلى نفسها‬
‫ول إلى سلوكها]‪.[15‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫فة مفقودة‪،‬‬ ‫إن هذا صحيح‪ ،‬فما كان للثياب أن تنسج لصاحبها ع ّ‬
‫ب فاجرة سترت فجورها‬ ‫ول أن تمنحه استقامة معدومة‪ ،‬ور ّ‬
‫بمظهر سترها‪.‬‬
‫ولكن من هذا الذي زعم أن الله إنما شرع الحجاب لجسم المرأة‬
‫ليخلق الطهارة في نفسها أو العفة في أخلقها؟! ومن هذا الذي‬
‫زعم أن الحجاب إنما شرعه الله ليكون إعلًنا بأن كل من لم‬
‫تلتزمه فهي فاجرة تنحط في وادي الغواية مع الرجال؟!‬
‫إن الله عز وجل فرض الحجاب على المرأة محافظة على عفة‬
‫ظا على عفتها‬ ‫الرجال الذين قد تقع أبصارهم عليها‪ ،‬وليس حفا ً‬
‫من العين التي تراها فقط‪ ،‬ولئن كانت تشترك معهم هي الخرى‬
‫في هذه الفائدة في كثير من الحيان إل أن فائدتهم من ذلك‬
‫أعظم وأخطر‪ ،‬وإل فهل يقول عاقل تحت سلطان هذه الحجة‬
‫المقلوبة‪ :‬إن للفتاة أن تبرز عارية أمام الرجال كلهم ما دامت‬
‫ليست في شك من قوة أخلقها وصدق استقامتها؟!‬
‫ت النساء‬ ‫إن بلء الرجال بما تقع عليه أبصارهم من مغريا ِ‬
‫ل‪ ،‬فكان في‬ ‫وفتنتهن هو المشكلة التي أحوجت المجتمعَ إلى ح ّ‬
‫فل به على أفضل وجه‪ ،‬وبلء الرجال إذا لم يجد‬ ‫شرع الله ما تك ّ‬
‫ل اللهي ما من ريب سيتجاوز بالسوء إلى‬ ‫في سبيله هذا الح ّ‬
‫ضا‪ ،‬ول يغني عن المر شيًئا أن تعتصم المرأة المتبرجة‬ ‫النساء أي ً‬
‫عندئذ باستقامةٍ في سلوكها أو عفة في نفسها‪ ،‬فإن في ضرام‬
‫ذلك البلء الهائج في نفوس الرجال ما قد يتغّلب على كل‬
‫استقامة أو عفة تتمّتع بها المرأة إذ تعرض من فنون إثارتها‬
‫وفتنتها أمامهم]‪.[16‬‬
‫الشبهة الخامسة‪ :‬دعوى أن الحجاب من وضع السلم‪:‬‬
‫زعم آخرون أن حجاب النساء نظام وضعه السلم فلم يكن له‬
‫وجود في الجزيرة العربية ول في غيرها قبل الدعوة المحمدية]‬
‫‪.[17‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن من يقرأ كتب العهد القديم وكتب الناجيل يعلم بغير عناء‬
‫كبير في البحث أن حجاب المرأة كان معروًفا بين العبرانيين من‬
‫عهد إبراهيم عليه السلم‪ ،‬وظل معروًفا بينهم في أيام أنبيائهم‬
‫جميًعا‪ ،‬إلى ما بعد ظهور المسيحية‪ ،‬وتكررت الشارة إلى البرقع‬
‫في غير كتاب من كتب العهد القديم وكتب العهد الجديد‪.‬‬
‫ففي الصحاح الرابع والعشرين من سفر التكوين عن )رفقة( أنها‬
‫رفعت عينيها فرأت إسحاق‪ ،‬فنزلت عن الجمل وقالت للعبد‪ :‬من‬
‫هذا الرجل الماشي في الحقل للقائي‪ ،‬فقال العبد‪ :‬هو سيدي‪،‬‬
‫فأخذت البرقع وتغطت‪.‬‬
‫وفي النشيد الخامس من أناشيد سليمان تقول المرأة‪ :‬أخبرني يا‬
‫من تحبه نفسي‪ ،‬أين ترعى عند الظهيرة؟ ولماذا أكون كمقنعة‬
‫عند قطعان أصحابك؟‬
‫وفي الصحاح الثالث من سفر أشعيا‪ :‬إن الله سيعاقب بنات‬
‫صهيون على تبرجهن والمباهاة برنين خلخيلهن بأن ينزع عنهن‬
‫زينة الخلخيل والضفائر والهلة والحلق والساور والبراقع‬
‫والعصائب‪.‬‬
‫ضا أن تامار‬
‫وفي الصحاح الثامن والثلثين من سفر التكوين أي ً‬
‫مضت وقعدت في بيت أبيها‪ ،‬ولما طال الزمان خلعت عنها ثياب‬
‫ترملها وتغطت ببرقع وتلففت‪.‬‬
‫ويقول بولس الرسول في رسالته كورنثوس الولى‪" :‬إن النقاب‬
‫شرف للمرأة‪ ،‬وكانت المرأة عندهم تضع البرقع على وجهها حين‬
‫تلتقي بالغرباء وتخلعه حين تنزوي في الدار بلباس الحداد]‪.[18‬‬
‫فالكتب الدينية التي يقرؤها غير المسلمين قد ذكرت عن البراقع‬
‫والعصائب مالم يذكره القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬وكان الرومان يسنون القوانين التي تحرم على المرأة الظهور‬
‫بالزينة في الطرقات قبل الميلد بمائتي سنة‪ ،‬ومنها قانون عرف‬
‫باسم "قانون أوبيا" يحرم عليها المغالة بالزينة حتى في البيوت]‬
‫‪.[19‬‬
‫‪ -3‬وأما في الجاهلية فنجد أن الخبار الواردة في تسّتر المرأة‬
‫ك سترها كان سبًبا‬ ‫العربية موفورة كوفرة أخبار سفورها‪ ،‬وانتها ُ‬
‫في اليوم الثاني من أيام حروب الفجار الول؛ إذ إن شباًبا من‬
‫قريش وبني كنانة رأوا امرأة جميلة وسيمة من بني عامر في‬
‫سوق عكاظ‪ ،‬وسألوها أن تسفر عن وجهها فأبت‪ ،‬فامتهنها‬
‫أحدهم فاستغاثت بقومها‪.‬‬
‫وفي الشعر الجاهلي أشعار كثيرة تشير إلى حجاب المرأة‬
‫العربية‪ ،‬يقول الربيع بن زياد العبسي بعد مقتل مالك بن زهير‪:‬‬
‫من كان مسروًرا بمقتل مالك *** فليـأت نسوتنا بوجه نهـار‬
‫يلطمن أوجههن بالسحـار‬ ‫يجد النسـاء حواسًرا يندبنه ***‬
‫قد كن يخبأن الوجـوه تستًرا *** فاليوم حيـن برزن للنظـار‬
‫مة لديهم أن النساء كن محجبات إل في مثل هذه‬ ‫فالحالة العا ّ‬
‫الحالة حيث فقدن صوابهن فكشفن الوجوه يلطمنها‪ ،‬لن الفجيعة‬
‫قد تنحرف بالمرأة عما اعتادت من تستر وقناع‪.‬‬
‫وقد ذكر الصمعي أن المرأة كانت تلقي خمارها لحسنها وهي‬
‫على عفة]‪.[20‬‬
‫وكانت أغطية رؤوس النساء في الجاهلية متنوعة ولها أسماء‬
‫شتى‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ف‬
‫الخمار‪ :‬وهو ما تغطي به المرأة رأسها‪ ،‬يوضع على الرأس‪ ،‬ويل ّ‬
‫على جزء من الوجه‪.‬‬
‫وقد ورد في شعر صخر يتحدث عن أخته الخنساء‪:‬‬
‫ولو هلكت مزقت خمارها‬ ‫***‬ ‫والله ل أمنحها شرارها‬
‫وجعلت من شعر صدارها‬
‫ولم يكن الخمار مقصوًرا على العرب‪ ،‬وإنما كان شائًعا لدى المم‬
‫القديمة في بابل وأشور وفارس والروم والهند]‪.[21‬‬
‫النقاب‪ :‬قال أبو عبيد‪" :‬النقاب عند العرب هو الذي يبدو منه‬
‫محجر العين‪ ،‬ومعناه أن إبداءهن المحاجر محدث‪ ،‬إنما كان‬
‫قا بالعين‪ ،‬وكانت تبدو إحدى العينين والخرى‬ ‫النقاب لص ً‬
‫مستوره"]‪.[22‬‬
‫الوصواص‪ :‬وهو النقاب على ماِرن النف ل تظهر منه إل العينان‪،‬‬
‫مى الخنق‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫وهو البرقع الصغير‪ ،‬ويس ّ‬
‫صا‬‫يا ليتها قد لبست وصوا ً‬
‫البرقع‪ :‬فيه خرقان للعين‪ ،‬وهو لنساء العرب‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها]‬
‫‪[23‬‬
‫دل‬‫الشبهة السادسة‪ :‬الحتجاج بقاعدة‪" :‬تبدل الحكام بتب ّ‬
‫الزمان"‪:‬‬
‫فهم أعداء الحجاب من قاعدة‪" :‬تبدل الحكام بتبدل الزمان"‬
‫ور‬
‫ورة بتط ّ‬ ‫كمة" أنه ما دامت أعرافهم متط ّ‬ ‫وقاعدة‪" :‬العادة مح ّ‬
‫الزمان فل بد ّ أن تكون الحكام الشرعية كذلك]‪.[24‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫ل ريب أن هذا الكلم لو كان مقبول ً على ظاهره لقتضى أن‬
‫يكون مصير شرعية الحكام كلها رهًنا بيد عادات الناس‬
‫وأعرافهم‪ ،‬وهذا ل يمكن أن يقول به مسلم‪ ،‬لكن تحقيق المراد‬
‫من هذه القاعدة أن ما تعارف عليه الناس وأصبح عرًفا لهم ل‬
‫يخلو من حالت‪:‬‬
‫ضا بأن أوجده الشرع‪ ،‬أو‬ ‫ما شرعًيا أي ً‬‫‪ -1‬إما أن يكون هو بعينه حك ً‬
‫كده‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬الطهارة من‬ ‫دا فيهم فدعا إليه وأ ّ‬ ‫كان موجو ً‬
‫النجس والحدث عند القيام إلى الصلة‪ ،‬وستر العورة فيها‪،‬‬
‫وحجب المرأة زينتها عن الجانب‪ ،‬والقصاص والحدود وما شابه‬
‫ذلك‪ ،‬فهذه كلها أمور تعد ّ من أعراف المسلمين وعاداتهم‪ ،‬وهي‬
‫في نفس الوقت أحكام شرعية يستوجب فعلها الثواب وتركها‬
‫العقاب‪ ،‬سواء منها ما كان متعارًفا عليه قبل السلم ثم جاء‬
‫سًنا له كحكم القسامة والديه‬ ‫دا ومح ّ‬
‫الحكم الشرعي مؤي ّ ً‬
‫والطواف بالبيت‪ ،‬وما كان غير معروف قبل ذلك‪ ،‬وإنما أوجده‬
‫السلم نفسه كأحكام الطهارة والصلة والزكاة وغيرها‪.‬‬
‫فهذه الصورة من العراف ل يجوز أن يدخلها التبديل والتغيير‬
‫مهما تبدلت الزمنة وتطورت العادات والحوال؛ لنها بحد ّ ذاتها‬
‫أحكام شرعية ثبتت بأدلة باقية ما بقيت الدنيا‪ ،‬وليست هذه‬
‫الصورة هي المعنية بقول الفقهاء‪" :‬العادة مح ّ‬
‫كمة"‪.‬‬
‫ما شرعًيا‪ ،‬ولكن تعّلق به الحكم الشرعي‬ ‫‪ -2‬وإما أن ل يكون حك ً‬
‫طا له‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬ما يتعارفه الناس من وسائل‬ ‫بأن كان منا ً‬
‫التعبير وأساليب الخطاب والكلم‪ ،‬وما يتواضعون عليه من‬
‫العمال المخّلة بالمروءة والداب‪ ،‬وما تفرضه سنة الخلق‬
‫والحياة في النسان مما ل دخل للرادة والكليف فيه كاختلف‬
‫عادات القطار في سن البلوغ وفترة الحيض والنفاس إلى غير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ما شرعية ولكنها متعّلق‬ ‫فهذه المثلة أمور ليست بحد ذاتها أحكا ً‬
‫ومناط لها‪ ،‬وهذه الصورة من العرف هي المقصودة من قول‬
‫الفقهاء‪" :‬العادة محكمة"‪ ،‬فالحكام المبنّية على العرف والعادة‬
‫ح أن يقال‪" :‬ل ينكر‬ ‫هي التي تتغّير بتغّير العادة‪ ،‬وهنا فقط يص ّ‬
‫خا للشريعة‪ ،‬لن‬ ‫دل الحكام بتبدل الزمان"‪ ،‬وهذا ل يعد ّ نس ً‬ ‫تب ّ‬
‫الحكم باق‪ ،‬وإنما لم تتوافر له شروط التطبيق فطّبق غيره‪.‬‬
‫ن العادة إذا تغيرت فمعنى ذلك أن حالة جديدة قد‬ ‫ضحه أ ّ‬‫يو ّ‬
‫طرأت تستلزم تطبيق حكم آخر‪ ،‬أو أن الحكم الصلي باق‪ ،‬ولكن‬
‫تغير العادة استلزم توافر شروط معينة لطبيقه]‪.[25‬‬

‫ن سافرات‪:‬‬ ‫الشبهة السابعة‪ :‬نساء خّيرات ك ّ‬


‫ج أعداء الحجاب بأن في شهيرات النساء المسلمات على‬ ‫احت ّ‬
‫اختلف طبقاتهن كثيًرا ممن لم يرتدين الحجاب ولم يتجّنبن‬
‫الختلط بالرجال‪.‬‬
‫وعمد المروجون لهذه الشبهة إلى التاريخ وكتب التراجم‪،‬‬
‫يفتشون في طولها وعرضها وينقبون فيها بحًثا عن مثل هؤلء‬
‫النساء حتى ظفروا بضالتهم المنشودة ودرتهم المفقودة‪،‬‬
‫فالتقطوا أسماء عدد من النساء لم يكن يبالين ـ فيما نقلته‬
‫الخبار عنهن ـ أن يظهرن سافرات أمام الرجال‪ ،‬وأن يلتقين‬
‫معهم في ندوات أدبية وعلمية دونما تحرز أو تحرج]‪.[26‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬من المعلوم والمتقرر شرعا أن الدلة الشرعية التي عليها‬
‫ي‬
‫تبنى الحكام هي الكتاب والسنة والجماع والقياس‪ ،‬فضمن أ ّ‬
‫ن‬
‫مصدر من مصادر التشريع تندرج مثل هذه الخبار‪ ،‬خاصة وأ ّ‬
‫أغلبها وقع بعد من التشريع وانقطاع الوحي؟!]‪.[27‬‬
‫‪ -2‬وإذا عِلم أن أحكام السلم إنما تؤخذ من نص ثابت في كتاب‬
‫الله تعالى أو حديث صحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أو قياس صحيح عليهما أو إجماع التقى عليه أئمة‬
‫ح حينئذ الستدلل بالتصّرفات‬ ‫المسلمين وعلماؤهم لم يص ّ‬
‫ميه الصوليون بـ"وقائع‬ ‫الفردية من آحاد الناس أو ما يس ّ‬
‫الحوال"‪ ،‬فإذا كانت هذه الوقائع الفردية من آحاد الناس ل تعتبر‬
‫ي حتى لو كان أصحابها من الصحابة‬ ‫دليل ً شرعًيا ليّ حكم شرع ّ‬
‫رضوان الله عليهم أو التابعين من بعدهم فكيف بمن دونهم؟!‬
‫بل المقطوع به عند المسلمين جميًعا أن تصرفاتهم هي التي‬
‫توزن ـ صحة وبطلًنا ـ بميزان الحكم السلمي‪ ،‬وليس الحكم‬
‫السلمي هو الذي يوزن بتصرفاتهم ووقائع أحوالهم‪ ،‬وصدق‬
‫القائل‪ :‬ل تعرف الحقّ بالرجال‪ ،‬اعرف الحقّ تعرف أهله]‪.[28‬‬
‫‪ -3‬ولو كان لتصرفات آحاد الصحابة أو التابعين مثل ً قوة الدليل‬
‫الشرعي دون حاجة إلى العتماد على دليل آخر لبطل أن يكونوا‬
‫معّرضين للخطأ والعصيان‪ ،‬ولوجب أن يكونوا معصومين مثل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وليس هذا لحد إل للنبياء‬
‫عليهم الصلة والسلم‪ ،‬أما من عداهم فحقّ عليهم قول رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪)) :‬كل بني آدم خطاء((‪ ،‬وإل ّ فما بالنا‬
‫جد فيمن سلف في القرون‬ ‫ل‪ :‬يحل شرب الخمر فقد و ِ‬ ‫ل نقول مث ً‬
‫الخّيرة من شربها؟!]‪.[29‬‬
‫‪ -4‬وما بال هؤلء الدعاة إلى السفور قد عمدوا إلى كتب التاريخ‬
‫والتراجم فجمعوا أسماء مثل هؤلء النسوة من شتى الطبقات‬
‫والعصور‪ ،‬وقد علموا أنه كان إلى جانب كل واحدة منهن سواد‬
‫جبات الساترات لزينتهن عن‬ ‫عظيم وجمع غفير من النساء المتح ّ‬
‫الجانب من الرجال؟! فلماذا لم يعتبر بهذه الجمهرة العظيمة‬
‫ولم يجعلها حجة بدل ً من حال أولئك القلة الشاذة المستثناة؟!‬
‫يقول الغزالي‪" :‬لم تزل الرجال على مر الزمان تكشف الوجوه‪،‬‬
‫والنساء يخرجن منتقبات أو يمنعن من الخروج"]‪ ،[30‬ويقول ابن‬
‫رسلن‪" :‬اتفق المسلمون على منع النساء من الخروج‬
‫سافرات"]‪.[31‬‬
‫ولماذا لم يحتج بمواقف نساء السلف من الصحابة والتابعين ومن‬
‫تبعهم بإحسان في تمسكهم بالحجاب الكامل واعتباره أصل ً‬
‫خا من أصول البنية الجتماعية؟!]‪.[32‬‬ ‫راس ً‬
‫الشبهة الثامنة‪ :‬الحجاب كبت للطاقة الجنسية‪:‬‬
‫ن الطاقة الجنسية في النسان طاقة كبيرة وخطيرة‪،‬‬ ‫قالوا‪ :‬إ ّ‬
‫وخطورتها تكمن في كبتها‪ ،‬وزيادة الضغط يوّلد النفجار‪ ،‬وحجاب‬
‫ن الشباب يظلون في كتب‬ ‫طي جمالها‪ ،‬وبالتالي فإ ّ‬ ‫المرأة يغ ّ‬
‫ي يكاد أن ينفجر أو ينفجر أحياًنا على شكل حوادث‬ ‫جنس ّ‬
‫الغتصاب وغيرها‪ ،‬والعلج لهذه المشكلة إنما يكمن في تحرير‬
‫المرأة من هذا الحجاب لكي ينفس الشباب الكبت الذي فيهم‪،‬‬
‫قا لذلك خطورة‬ ‫وبالتالي يحدث التشبع لهذه الحاجة‪ ،‬فيق ّ‬
‫ل طب ً‬
‫النفجار بسبب الكبت والختناق]‪.[33‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫حا لكانت أمريكا والدول الوربية وما‬ ‫‪ -1‬لو كان هذا الكلم صحي ً‬
‫ل الدول في العالم في حوادث الغتصاب‬ ‫شاكلها هي أق ّ‬
‫والتحّرش في النساء وما شاكلها من الجرائم الخلقية‪ ،‬ذلك لن‬
‫دا‬
‫أمريكا والدول الوربية قد أعطت هذا الجانب عناية كبيرة ج ً‬
‫بحجة الحرية الشخصية‪ ،‬فماذا كانت النتائج التي ترتبت على‬
‫النفلت والباحية؟ هل قّلت حوادث الغتصاب؟ هل حدث التشّبع‬
‫حميت المرأة من هذه الخطورة؟‬ ‫دثون عنه؟ وهل ُ‬ ‫الذي يتح ّ‬
‫جاء في كتاب "الجريمة في أمريكا"‪ :‬إنه تتم جريمة اغتصاب‬
‫بالقوة كل ستة دقائق في أمريكا]‪ .[34‬ويعني بالقوة‪ :‬أي تحت‬
‫تأثير السلح‪.‬‬
‫وقد بلغ عدد حالت الغتصاب في أمريكا عام ‪1978‬م إلى مائة‬
‫وسبعة وأربعين ألف وثلثمائة وتسع وثمانين حالة‪ ،‬لتصل في عام‬
‫‪1987‬م إلى مائتين وواحد وعشرين ألف وسبعمائة وأربع وستين‬
‫ذب هذه الدعوى]‪.[35‬‬ ‫حالة‪ .‬فهذه الحصائيات تك ّ‬
‫‪ -2‬إن الغريزة الجنسية موجودة في الرجال والنساء‪ ،‬وهي سّر‬
‫كم كثيرة‪ ،‬منها استمرار‬ ‫ح َ‬
‫أودعه الله تعالى في الرجل والمرأة ل ِ‬
‫النسل‪ .‬ول يمكن لحد أن ينكر وجود هذه الغريزة‪ ،‬ثم يطلب من‬
‫الرجال أن يتصرفوا طبيعًيا أمام مناظر التكشف والتعّري دونما‬
‫اعتبار لوجود تلك الغريزة]‪.[36‬‬
‫دعي أنه يمكن معالجة الكبت الجنسي بإشاعة‬ ‫‪ -3‬إن الذي ي ّ‬
‫مناظر التبّرج والتعري ليحدث التشبع فإنه بذلك يصل إلى‬
‫نتيجتين‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن هؤلء الرجال الذين ل تثيرهم الشهوات والعورات‬
‫البادية من فئة المخصّيين‪ ،‬فانقطعت شهوتهم‪ ،‬فما عادوا‬
‫يشعرون بشيء من ذلك المر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن هؤلء الرجال الذين ل تثيرهم العورات الظاهرة من‬
‫الذين أصابهم مرض البرود الجنسي‪.‬‬
‫فهل الذين يدعون صدقَ تلك الشبهة يريدون من رجال أمتنا أن‬
‫يكونوا ضمن إحدى هاتين الطائفتين من الرجال؟!]‪.[37‬‬
‫الشبهة التاسعة‪ :‬الحجاب يعطل نصف المجتمع‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬إن حجاب المرأة يعطل نصف المجتمع‪ ،‬إذ إن السلم‬
‫يأمرها أن تبقى في بيتها]‪.[38‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن الصل في المرأة أن تبقى في بيتها‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫جـهِل ِي ّةِ ٱلوَلىٰ{ ]الحزاب‪:‬‬
‫ج ٱل ْ َ ٰ‬‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ن ِفى ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن وَل َ ت َب َّر ْ‬
‫ج َ‬ ‫}وَقَْر َ‬
‫‪ .[33‬ول يعني هذا المر إهانة المرأة وتعطيل طاقاتها‪ ،‬بل هو‬
‫التوظيف المثل لطاقاتها]‪.[39‬‬
‫‪ -2‬وليس في حجاب المرأة ما يمنعها من القيام بما يتعلق بها‬
‫من الواجبات‪ ،‬وما ُيسمح لها به من العمال‪ ،‬ول يحول بينها وبين‬
‫اكتساب المعارف والعلوم‪ ،‬بل إنها تستطيع أن تقوم بكل ذلك مع‬
‫المحافظة على حجابها وتجنبها الختلط المشين‪.‬‬
‫وكثير من طالبات الجامعات اللتي ارتدين الثوب الساتر وابتعدن‬
‫عن مخالطة الطلب قد أحرزن قصب السبق في مضمار‬
‫المتحان‪ ،‬وكن في موضع تقدير واحترام من جميع المدرسين‬
‫والطلب]‪.[40‬‬
‫‪ -3‬بل إن خروج المرأة ومزاحمتها الرجل في أعماله وتركها‬
‫العمال التي ل يمكن أن يقوم بها غيرها هو الذي يعطل نصف‬
‫المجتمع‪ ،‬بل هو السبب في انهيار المجتمعات وفشو الفساد‬
‫سر‪ ،‬لن مهمة رعاية النشء وتربيتهم‬ ‫وانتشار الجرائم وانفكاك ال َ‬
‫والعناية بهم ـ وهي من أشرف المهام وأعظمها وأخطرها ـ‬
‫أضحت بل عائل ول رقيب‪.‬‬
‫الشبهة العاشرة‪ :‬التبرج أمر عادي ل يلفت النظر‪:‬‬
‫دعي أعداء الحجاب أن التبرج الذي تبدو به المرأة كاسية عارية‬ ‫ي ّ‬
‫ل يثير انتباه الرجال‪ ،‬بينما ينتبه الرجال عندما يرون امرأة‬
‫متحجبة حجاًبا كامل ً يستر جسدها كله‪ ،‬فيريدون التعّرف على‬
‫ل ممنوع مرغوب]‪.[41‬‬ ‫نك ّ‬ ‫شخصيتها ومتابعتها؛ ل ّ‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬ما دام التبرج أمر عادي ل يلفت النظار ول يستهوي القلوب‬
‫ملت أدوات التجميل‬ ‫فلماذا تبّرجت؟! ولمن تبرجت؟! ولماذا تح ّ‬
‫وأجرة الكوافير ومتابعة الموضات؟!]‪.[42‬‬
‫‪ -2‬وكيف يكون التبرج أمًرا عادًيا ونرى أن الزواج ـ مثل ً ـ تزداد‬
‫ملن‪ ،‬كما تزداد الشهوة إلى‬ ‫ن وتج ّ‬ ‫رغبتهم في زوجاتهم كلما تزي ّ‬
‫عا جميل ً في ترتيبه ولو لم يكن لذيذ‬ ‫قا متنو ً‬ ‫الطعام كلما كان منس ً‬
‫الطعم؟!]‪.[43‬‬
‫‪ -3‬إن الجاذبية بين الرجل والمرأة هي الجاذبية الفطرية‪ ،‬ل تتغير‬
‫مدى الدهر‪ ،‬وهي شيء يجري في عروقهما‪ ،‬وينبه في كل من‬
‫الجنسين ميوله وغرائزه الطبيعية‪ ،‬فإن الدم يحمل الفرازات‬
‫الهرمونية من الغدد الصماء المختلفة‪ ،‬فتؤثر على المخ‬
‫والعصاب وعلى غيرها‪ ،‬بل إن كل جزء من كل جسم يتميز عما‬
‫يشبهه في الجنس الخر؛ ولذلك تظهر صفات النوثة في المرأة‬
‫في تركيب جسمها كله وفي شكلها وفي أخلقها وأفكارها‬
‫وميولها‪ ،‬كما تظهر مميزات الذكورة في الرجل في بدنه وهيئته‬
‫وصوته وأعماله وميوله‪ .‬وهذه قاعدة فطرية طبيعية لم تتغير من‬
‫يوم خلق الله النسان‪ ،‬ولن تتغير حتى تقوم الساعة]‪.[44‬‬
‫‪ -4‬أودع الله الشبق الجنسي في النفس البشرية سّرا من‬
‫ل شأنه‪ ،‬وجعل الممارسة‬ ‫أسراره‪ ،‬وحكمة من روائع حكمه ج ّ‬
‫الجنسية من أعظم ما ينزع إليه العقل والنفس والروح‪ ،‬وهي‬
‫مطلب روحي وحسي وبدني‪ ،‬ولو أن رجل ً مرت عليه امرأة‬
‫حاسرة سافرة على جمال باهر وحسن ظاهر واستهواء بالغ ولم‬
‫يلتفت إليها وينزع إلى جمالها يحكم عليه الطب بأنه غير سوي‬
‫وتنقصه الرغبة الجنسية‪ ،‬ونقصان الرغبة الجنسية ـ في عرف‬
‫الطب ـ مرض يستوجب العلج والتداوي]‪.[45‬‬
‫‪ -5‬إن أعلى نسبة من الفجور والباحية والشذوذ الجنسي وضياع‬
‫العراض واختلط النساب قد صاحبت خروج النساء مترجات‬
‫كاسيات عاريات‪ ،‬وتتناسب هذه النسبة تناسًبا طردًيا مع خروج‬
‫النساء على تلك الصورة المتحللة من كل شرف وفضيلة‪ ،‬بل إن‬
‫أعلى نسبة من المراض الجنسية ـ كاليدز وغيره ـ في الدول‬
‫الباحية التي تزداد فيها حرية المرأة تفل ًّتا‪ ،‬وتتجاوز ذلك إلى أن‬
‫تصبح همجية وفوضى‪ ،‬بالضافة إلى المراض والعقد النفسية‬
‫التي تلجئ الشباب والفتيات للنتحار بأعلى النسب في أكثر بلد‬
‫العالم تحلل ً من الخلق]‪.[46‬‬
‫‪ -6‬أما أن العيون تتابع المتحجبة الساترة لوجهها ول تتابع‬
‫قا‪ ،‬ل تعلم محتوياته وعدد‬ ‫المتبرجة فإن المتحجبة تشبه كتاًبا مغل ً‬
‫صفحات وما يحمله من أفكار‪ ،‬فطالما كان المر كذلك‪ ،‬فإنه‬
‫مهما نظرنا إلى غلف الكتاب ودققنا النظر فإننا لن نفهم‬
‫محتوياته‪ ،‬ولن نعرفها‪ ،‬بل ولن نتأثر بها‪ ،‬وبما تحمله من أفكار‪،‬‬
‫وهكذا المتحجبة غلفها حجابها‪ ،‬ومحتوياتها مجهولة بداخله‪ ،‬وإن‬
‫النظار التي ترتفع إلى نورها لترتد حسيرة خاسئة‪ ،‬لم تظفر‬
‫ل القليل‪.‬‬ ‫شرَوى]‪ [47‬نقير ول بأق ّ‬
‫بِ َ‬
‫فحه اليدي‪ ،‬وتتداوله‬ ‫حا تتص ّ‬‫أما تلك المتبرجة فتشبه كتاًبا مفتو ً‬
‫العين سطًرا سطًرا‪ ،‬وصفحة صفحة‪ ،‬وتتأّثر بمحتوياته العقول‪،‬‬
‫فل يترك حتى يكون قد فقد رونق أوراقه‪ ،‬فتثنت بل تمزق‬
‫ما ل يستحق أن يوضع في واجهة مكتبة‬ ‫بعضها‪ ،‬إنه يصبح كتاًبا قدي ً‬
‫بيت متواضعة‪ ،‬فما بالنا بواجهة مكتبة عظيمة؟!]‪.[48‬‬
‫الشبهة الحادية عشرة‪ :‬السفور حقّ للمرأة والحجاب ظلم‪:‬‬
‫زعموا أن السفور حقّ للمرأة‪ ،‬سلبها إياه المجتمع‪ ،‬أو سلبها إياه‬
‫الرجل الناني المتحجر المتزمت‪ ،‬ويرون أن الحجاب ظلم لها‬
‫وسلب لحقها]‪.[49‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬لم يكن الرجل هو الذي فرض الحجاب على المرأة فترفع‬
‫ده لتتخّلص من الظلم الذي أوقعه عليها‪ ،‬كما كان َوض ُ‬
‫ع‬ ‫قضيتها ض ّ‬
‫القضية في أوربا بين المرأة والرجل‪ ،‬إنما الذي فرض الحجاب‬
‫على المرأة هو ربها وخالقها الذي ل تملك ـ إن كانت مؤمنة ـ أن‬
‫ما‬ ‫تجادله سبحانه فيما أمر به أو يكون لها الخيرة في المر‪} ،‬وَ َ‬
‫ن ل َهُ ُ‬
‫م‬ ‫كو َ‬ ‫مًرا َأن ي َ ُ‬ ‫ذا قَضى ٱلل ّه ورسول ُ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ُ ََ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫من َةٍ إ ِ َ‬
‫مؤ ْ ِ‬‫ن وَل َ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫ض َٰ‬ ‫خيرة ُ م َ‬
‫لـل ً‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬‫قد ْ َ‬‫ه فَ َ‬‫سول َ ُ‬ ‫ص ٱ لل ّ َ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫من ي َعْ ِ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مرِه ِ ْ‬‫نأ ْ‬‫ٱل ْ ِ َ َ ِ ْ‬
‫مِبيًنا{ ]الحزاب‪.[50][36:‬‬ ‫ّ‬
‫ب في ذاته ل يشكل قضية‪ ،‬فقد فرض الحجاب في‬ ‫‪ -2‬إن الحجا َ‬
‫عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ونفذ في عهد‪ ،‬واستمر‬
‫بعد ذلك ثلثة عشر قرًنا متوالية وما من مسلم يؤمن بالله‬
‫ورسوله يقول‪ :‬إن المرأة كانت في عهد رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم مظلومة‪.‬‬
‫فإذا وقع عليها الظلم بعد ذلك حين تخّلف المسلمون عن‬
‫عقيدتهم الصحيحة ومقتضياتها فلم يكن الحجاب ـ بداهة ـ هو‬
‫ما في خير القرون‬ ‫منبع الظلم ول سببه ول قرينه‪ ،‬لنه كان قائ ً‬
‫على الطلق‪ ،‬وكان قرين النظافة الخلقية والروحية‪ ،‬وقرين‬
‫الرفعة النسانية التي ل مثيل لها في تاريخ البشرية كله]‪.[51‬‬

‫الشبهة الثانية عشرة‪ :‬الحجاب رمز للغلو والتعصب الطائفي‬


‫والتطرف الديني‪:‬‬
‫زعم أعداء الحجاب أن حجاب المرأة رمز من رموز التطرف‬
‫والغلو‪ ،‬وعلمة من علمات التنطع والتشدد‪ ،‬مما يسبب تنافرا‬
‫في المجتمع وتصادما بين الفئتين‪ ،‬وهذا قد يؤول إلى الخلل‬
‫بالمن والستقرار‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬هذه الدعوى مرفوضة من أساسها‪ ،‬فالحجاب ليس رمزا لتلك‬
‫المور‪ ،‬بل ول رمزا من الرموز بحال‪ ،‬لن الرمز ما ليس له‬
‫وظيفة إل التعبير عن النتماء الديني لصاحبه‪ ،‬مثل الصليب على‬
‫صدر المسيحي أو المسيحية‪ ،‬والقلنسوة الصغيرة على رأس‬
‫اليهودي‪ ،‬فل وظيفة لهما إل العلن عن الهوية‪ .‬أما الحجاب فإن‬
‫كما نبيلة‪ ،‬هي الستر والحشمة والطهر‬ ‫ح َ‬‫له وظيفة معروفة و ِ‬
‫والعفاف‪ ،‬ول يخطر ببال من تلبسه من المسلمات أنها تعلن عن‬
‫نفسها وعن دينها‪ ،‬لكنها تطيع أمر ربها‪ ،‬فهو شعيرة دينية‪ ،‬وليس‬
‫رمزا للتطرف والتنطع‪.‬‬
‫ثم إن هذه الفرية التي أطلقوها على حجاب المرأة المسلمة‬
‫لماذا لم يطلقوها على حجاب الراهبات؟! لماذا لم يقولوا‪ :‬إن‬
‫ب اليهوديات والنصرانيات رمز للتعصب الديني والتميز‬ ‫حجا َ‬
‫الطائفي؟! لماذا لم يقولوا‪ :‬إن تعليق الصليب رمز من رموز‬
‫التطرف الديني وهو الذي جّر ويلت الحروب الصليبية؟! لماذا لم‬
‫يقولوا‪ :‬إن وضع اليهودي القلنسوة الصغيرة على رأسه رمز من‬
‫رموز التطرف الديني وبسببه يحصل ما يحصل من المجازر‬
‫والرهاب في فلسطين المحتلة؟!‬
‫ذبها التاريخ والواقع‪ ،‬فأين هذه المفاسد‬‫‪ -2‬إن هذه الفرية يك ّ‬
‫المزعومة والحجاب ترتديه المرأة المسلمة منذ أكثر من أربعة‬
‫عشر قرنا؟!‬
‫‪ -3‬إن ارتداء المرأة للحجاب تم من منطلق عقدي وقناعة‬
‫روحية‪ ،‬فهي لم تلَزم بالحجاب بقوة الحديد والنار‪ ،‬ولم تدع ُ غيرها‬
‫إلى الحجاب إل بالحكمة والحجج الشرعية والعقلية‪ ،‬بل عكس‬
‫القضية هو الصحيح‪ ،‬وبيان ذلك أن إلزام المرأة بخلع حجابها‬
‫وجعل ذلك قانونا وشريعة لزمة هو رمز التعصب والتطرف‬
‫اللديني‪ ،‬وهذا هو الذي يسبب التصادم وردود الفعال السيئة‪،‬‬
‫لنه اعتداء على الحرية الدينية والحرية الشخصية‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫شبهات حول المرأة ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬الحجاب‬
‫]‪ [1‬عودة الحجاب‪ :‬محمد أحمد إسماعيل المقدم )‪.(3/391‬‬
‫]‪ [2‬أخرجه البخاري في اليمان‪ ،‬باب‪ :‬الدين يسر )‪.(39‬‬
‫]‪ [3‬أخرجه مسلم في الجهاد )‪.(1732‬‬
‫]‪ [4‬عودة الحجاب )‪.(3/393‬‬
‫]‪ [5‬انظر‪ :‬عودة الحجاب )‪.(396-3/395‬‬
‫]‪ [6‬المتبرجات للزهراء فاطمة بنت عبد الله )‪.(122‬‬
‫]‪ [7‬انظر‪ :‬المتبرجات )‪.(122‬‬
‫]‪ [8‬المتبرجات )‪ (124‬بتصرف‪.‬‬
‫]‪ [9‬المترجات )‪.(125-124‬‬
‫]‪ [10‬عودة الحجاب )‪.(3/412‬‬
‫]‪ [11‬عودة الحجاب )‪ (413-3/412‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [12‬عودة الحجاب )‪.(413-3/412‬‬
‫]‪ [13‬إلى كل أب غيور يؤمن بالله لعبد الله ناصح علوان )‪،(44‬‬
‫انظر‪ :‬عودة الحجاب )‪.(3/414‬‬
‫]‪ [14‬عودة الحجاب )‪.(3/415‬‬
‫]‪ [15‬إلى كل فتاة تؤمن بالله‪ .‬د‪.‬محمد سعيد البوطي )‪.(97‬‬
‫]‪ [16‬إلى كل فتاة تؤمن بالله )‪.(99-97‬‬
‫]‪ [17‬يا فتاة السلم اقرئي حتى ل تخدعي للشيخ صالح البليهي‬
‫)‪.(124‬‬
‫]‪ [18‬يا فتاة السلم )‪ (126-128‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [19‬يا فتاة السلم )‪.(126‬‬
‫]‪ [20‬المرأة بين الجاهلية والسلم‪ ،‬محمد الناصر وخولة درويش‬
‫)‪.(170 ،169‬‬
‫]‪ [21‬المرأة بين الجاهلية والسلم )‪.(171‬‬
‫]‪ [22‬غريب الحديث )‪ ،(441-2/440‬عند شرح قول ابن سيرين‪:‬‬
‫"النقاب محدث"‪.‬‬
‫]‪ [23‬انظر‪ :‬المرأة بين الجاهلية والسلم )‪..(172-171‬‬
‫]‪ [24‬عودة الحجاب )‪.(3/403‬‬
‫]‪ [25‬عودة الحجاب )‪ [26] .(404-3/403‬عودة الحجاب )‬
‫‪.(3/409‬‬
‫]‪ [27‬عودة الحجاب )‪.(3/409‬‬
‫]‪ [28‬عودة الحجاب )‪.(410-3/409‬‬
‫]‪ [29‬عودة الحجاب )‪.(3/410‬‬
‫]‪ [30‬إحياء علوم الدين )‪.(2/74‬‬
‫]‪ [31‬انظر‪ :‬عون المعبود )‪.(4/106‬‬
‫]‪ [32‬عودة الحجاب )‪.(411-3/410‬‬
‫]‪ [33‬أختي غير المحجبة ما المانع من الحجاب؟ لعبد الحميد‬
‫البللي )‪.(7‬‬
‫]‪ [34‬هذا بالنسبة لعام )‪1988‬م( على ما في الكتاب‪.‬‬
‫]‪ [35‬أختي غير المحجبة )‪ (10 ،8‬بتصرف‪.‬‬
‫]‪ [36‬أختي غير المحجبة )‪.(12‬‬
‫]‪ [37‬أختي غير المحجبة )‪.(13-12‬‬
‫]‪ [38‬أختي غير المحجبة )‪.(64‬‬
‫]‪ [39‬أختي غير المحجبة )‪.(64‬‬
‫]‪ [40‬يا فتاة السلم اقرئي )‪.(40-39‬‬
‫]‪ [41‬المتبرجات )‪.(117‬‬
‫]‪ [42‬المتبرجات )‪.(117‬‬
‫]‪ [43‬المتبرجات )‪.(117‬‬
‫]‪ [44‬التبرج لنعمت صافي )‪.(24-23‬‬
‫]‪ [45‬الفتاوى للشيخ محمد متولي الشعراوي بمشاركة‪ :‬د‪.‬السيد‬
‫الجميلي‪ .‬انظر‪ :‬المتبرحات )‪(120-119‬‬
‫]‪ [46‬المتبرجات )‪ (120‬وللمزيد من ذلك انظر‪ :‬المرأة المتبرجة‬
‫وأثرها السيئ في المة لعبد الله التليدي )‪.(25-12‬‬
‫شروى كجدوى‪ :‬المثل‪) .‬القاموس المحيط‪ ،‬مادة‪ :‬شرى(‪.‬‬ ‫]‪ [47‬ال ّ‬
‫]‪ [48‬المتبرجات )‪.(118‬‬
‫]‪ [49‬قضية تحرير المرأة لمحمد قطب )‪.(21‬‬
‫]‪ [50‬قضية تحرير المرأة )‪.(19‬‬
‫]‪ [51‬قضية تحرير المرأة لمحمد قطب )‪.(20-19‬‬
‫=====================‬
‫مواجهات بين السلم وأعداء المرأة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫درج اعداء السلم منذ قيامه على مهاجمته و محاولة الصاق تهم‬
‫به هو منها براء ‪ ....‬و لعل من اطرف وسائلهم فى ابتكار‬
‫الكاذيب ‪ :‬نزع جلودهم القذرة و الصاقها ب السلم ثم مهاجمتها‬
‫‪!!!...‬‬
‫و فى هذا الموضوع نناقش احدى تلك القضايا التى اثارها اعداء‬
‫السلم بهذه الطريقة ذرا للرماد فى العيون عن حقيقة عقائدهم‬
‫الوثنية و عاداتهم التى اختلط فيها عهر النساء بدياثة الرجال ‪.‬‬
‫ذلك هو ‪ :‬قضية المرأة و حقوقها‬
‫ادعى اعداؤنا إن السلم قد سلب من المراة كل ما لها من‬
‫حقوق و الغى ادميتها و جعل منها اداة للمتعة و غيرها من‬
‫التهامات التى القيت جزافا ‪.‬‬
‫لكن بداية و قبل ان ابدا موضوعى و مناقشتى فقد حددت هدفه‬
‫موجها اياه الى طرفين ‪ :‬المسلمون ثم الطرف الخر هو ) اليهود‬
‫و النصارى ( ‪.‬‬
‫فالموضوع لم اكتبه لمناقشة العلمانيين او الملحدين ‪.‬‬
‫ذلك اننا لو قبلنا هجوما من هؤلء الملحدين على موقف السلم‬
‫من المراة فمن المستحيل ان نتقبله من اليهود و النصارى ‪.‬‬
‫ذلك ان العلمانى الذى ل دين له ليس له فكرة محددة او تصور‬
‫مسبق ثابت يمكننا مناقشته من خلله فى وجهة نظره فى‬
‫الحقوق المفترضة للمراة ‪.‬‬
‫اما اليهود و النصارى ‪ :‬فبين ايدينا كتبهم التى يؤمنون بها و‬
‫احتوت على ما يرون انه امر الله فى التعامل مع النساء ‪.‬‬
‫و فى هذا الموضوع مناقشتنا ستكون حول ‪ :‬المقارنة بين وضع‬
‫المرأة فى السلم ووضعها فى اليهودية و النصرانية ‪.‬‬
‫بماذا نبدأ ؟؟؟؟‬
‫فلنبدأ من اكثر النقاط شهرة ‪ ...‬المرأة ‪ ...‬انسان ام اداة للهو و‬
‫المتعة ؟؟؟ بين السلم و اليهودية و النصرانية ‪.‬‬
‫و لنبدأ بموقف السلم من المراة ‪....‬‬
‫و كما يعلم الجميع ‪ :‬ان مصدر المسلمين و معينهم هو القران و‬
‫السنة ‪ ...‬و سيكونان مرجعنا فى المناقشة عن موقف السلم و‬
‫قد نضيف بعض الحوادث التاريخية ‪.‬‬
‫فماذا يقول القران فى تلك المسألة ؟؟؟‬
‫نجد فى سورة النساء ‪:‬‬
‫الية‪} 124 :‬ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو‬
‫مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ول يظلمون نقيرا{‪.‬‬
‫و فى سورة النحل ‪:‬‬
‫الية‪} 97 :‬من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه‬
‫حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون{‪.‬‬
‫و فى سورة غافر ‪:‬‬
‫} يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الخرة هي دار القرار‪،‬‬
‫من عمل سيئة فل يجزى إل مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو‬
‫أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير‬
‫حساب {‬
‫فيا سبحان الله ‪ !!!...‬هذا هو قول القران الفصل ‪.‬‬
‫مقياس التفاضل بين البشر جميعا رجال او نساءا على قدم‬
‫المساواة هو ‪ :‬اليمان و العمل الصالح ‪.‬‬
‫فاذا اتجهنا الى سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وجدنا‬
‫المزيد ‪...‬‬
‫يقول المعصوم صلى الله عليه و سلم ‪ ) :‬إنما النساء شقائق‬
‫الرجال( و فسر العلماء كلمة ) شقائق ( بالمثال ‪ ...‬فالنساء فى‬
‫التكاليف و فى الحساب و العقاب و الثواب سواء مع الرجال ‪.‬‬
‫و انطلقا من هذه المفاهيم السلمية الصيلة شهد التاريخ‬
‫اسماء بنت ابى بكر رضى الله عنها تلك الفتاة المسلمة التى‬
‫تربت على يد خير خلق الله ‪ -‬محمد صلى الله عليه و سلم ‪-‬‬
‫تقف ثابتة الجنان امام الطاغية الكافر ابو جهل و هو يعنفها و‬
‫يسالها عن مكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يصفعها‬
‫صفعة تنشق لها اذنها و يسقط قرطها لشدة الصفعة فل تهتز‬
‫تلك الفتاة و ل تضطرب ‪ ....‬ثم يشهدها التاريخ و هى تحمل‬
‫الطعام فى غفلة من الكفار الى رسول الله صلى الله عليه و‬
‫سلم و صاحبه فى الغار ‪.‬‬
‫و يشهد التاريخ تلك المسلمة ‪ :‬نسيبة بنت كعب ‪...‬‬
‫تلك المراة التى حملت السيف و قاتلت فى غزوة احد و فاقت‬
‫بطولتها شجاعة صناديد قريش من المشركين ‪ ...‬تلك المراة‬
‫التى شهد لها رسول الله صلى الله عليه و سلم و شهد لها‬
‫الفاروق عمر رضى الله عنه‪...‬‬
‫و يذكر القران بالتعظيم و التوقير نماذجا لنساء ارتقين بطاعتهن‬
‫لله فيقول عز وجل فى سورة التحريم ‪:‬‬
‫َ‬ ‫)وضرب الل ّه مث ًَل ل ّل ّذين آمنوا ا ِ َ‬
‫ن ِلي‬ ‫ب اب ْ ِ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫ن إ ِذ ْ َقال ْ‬ ‫مَرأة َ فِْرع َوْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫عند َ َ‬
‫قوْم ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫جِني ِ‬ ‫مل ِهِ وَن َ ّ‬‫ن وَع َ َ‬
‫َ‬
‫من فِْرع َوْ َ‬ ‫جِني ِ‬ ‫جن ّةِ وَن َ ّ‬‫ك ب َي ًْتا ِفي ال َ‬ ‫ِ‬
‫خَنا‬‫ف ْ‬‫جَها فَن َ َ‬ ‫ت فَْر َ‬ ‫صن َ ْ‬‫ح َ‬ ‫ن ال ِّتي أ ْ‬ ‫مَرا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫م اب ْن َ َ‬ ‫مْري َ َ‬
‫ن }‪ {11‬وَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫ن}‬ ‫قان ِِتي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ت َرب َّها وَك ُت ُب ِهِ وَ َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ت ب ِك َل ِ َ‬ ‫صد ّقَ ْ‬ ‫حَنا وَ َ‬ ‫من ّرو ِ‬ ‫ِفيهِ ِ‬
‫‪( 12‬‬
‫ذلك هو مقياس الفضلية فى السلم ‪ ...‬التقوى و الطاعة ‪ ...‬و‬
‫ليس الجنس ‪.‬‬
‫فاذا كان هذا هو موقف السلم و صور لنساء تربين على السلم‬
‫‪ ...‬فما موقف اعدائه ؟؟؟ و ما هى صورة المراة التى افرزها و‬
‫يفرزها العهد القديم و العهد الجديد ؟؟؟‬
‫لنقرا عن تلك الصورة للمراة كما تراها كتب اليهود و النصارى‬
‫المقدسة ‪ ....‬لنقرا عن المرأة ‪ -‬البطلة ‪ -‬او بطولة المرأة كما‬
‫تصفها كتب اليهود و النصارى ‪.‬‬
‫يبدأ موقف اليهودية و النصرانية من المرأة من لدن امنا‬
‫حواء ‪ ....‬فقد حملها العهد القديم وزر الخطيئة الولى بالكامل ‪.‬‬
‫و لنقرأ من العهد القديم سفر التكوين ذلك الحوار بين اله الكتاب‬
‫المقدس و بين ادم ) الرجل الول ( و حواء ) المرأة الولى ( و‬
‫الحية ) الشيطان ( ‪:‬‬
‫‪ 11‬فقال من اعلمك انك عريان‪.‬هل اكلت من الشجرة التي‬
‫اوصيتك ان ل تأكل منها‪.‬‬
‫‪ 12‬فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة‬
‫فأكلت‪.‬‬
‫‪ 13‬فقال الرب الله للمرأة ما هذا الذي فعلت‪.‬فقالت المرأة‬
‫الحّية غّرتني فاكلت‪.‬‬
‫‪ 14‬فقال الرب الله للحّية لنك فعلت هذا ملعونة انت من جميع‬
‫البهائم ومن جميع وحوش البرية‪.‬على بطنك تسعين وترابا تأكلين‬
‫كل ايام حياتك‪.‬‬
‫‪ 15‬واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها‪.‬هو يسحق‬
‫راسك وانت تسحقين عقبه‪.‬‬
‫‪ 16‬وقال للمرأة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك‪.‬بالوجع تلدين اولدا‪.‬والى‬
‫رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك‪.‬‬
‫‪ 17‬وقال لدم لنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة‬
‫التي اوصيتك قائل ل تأكل منها ملعونة الرض بسببك‪.‬بالتعب تأكل‬
‫منها كل ايام حياتك‪.‬‬
‫‪ 18‬وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل‪.‬‬
‫‪ 19‬بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود الى الرض التي أخذت‬
‫منها‪.‬لنك تراب والى تراب تعود‬
‫نقرا بوضوح من هذا النص من العهد القديم ان خطأ ادم كان‬
‫بسبب حواء ‪ !!!..‬و ما عوقب ادم ال ل) سماعه لقول‬
‫امرأته (‪ !!!...‬فالشيطان اغوى المراة و المراة اغوت ادم ‪!!!...‬‬
‫و هكذا صار حمل المرأة وولدتها عقابا لها على اغوائها‬
‫لدم ‪ !!!...‬و هكذا يرينا النص نقطة مهمة من نظرة اليهود و‬
‫النصارى الى المراة ‪.‬‬
‫انها فى نظرهم ) عميل الشيطان ( لغواء الرجل ‪ !!!...‬فهى‬
‫السبب فى اخراج الرجل الول ) ادم ( من الجنة ‪.‬‬
‫و لنقارن ايها الخوة بين هذا النص و بين ما ورد فى القران‬
‫الكريم الذى اكد المسئولية الفردية عن الخطأ و لم يجعل الذنب‬
‫ذنب حواء ‪...‬‬
‫لنقرا من سورة طه ‪:‬‬
‫ما }‪{115‬‬ ‫ه ع َْز ً‬ ‫جد ْ ل َ ُ‬‫م نَ ِ‬ ‫ي وَل َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل فَن َ ِ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ْ ع َهِد َْنا إ َِلى آد َ َ‬ ‫) وَل َ َ‬
‫س أ ََبى }‪{116‬‬ ‫دوا إ ِّل إ ِب ِْلي َ‬ ‫ج ُ‬ ‫س َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫دوا ِلد َ َ‬ ‫ج ُ‬
‫س ُ‬ ‫مَلئ ِك َةِ ا ْ‬ ‫وَإ ِذ ْ قُل َْنا ل ِل ْ َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِ‬ ‫جن ّك ُ َ‬ ‫خرِ َ‬‫ك فََل ي ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك وَل َِزوْ ِ‬ ‫ذا ع َد ُوّ ل ّ َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫قل َْنا َيا آد َ ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫ك َل‬ ‫َ‬
‫جوع َ ِفيَها وََل ت َعَْرى }‪ {118‬وَأن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ك أّل ت َ ُ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫قى }‪ {117‬إ ِ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫شي ْ َ‬ ‫س إ ِل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫ل َيا آد َ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫طا ُ‬ ‫سو َ َ‬ ‫حى }‪ {119‬فَوَ ْ‬ ‫ض َ‬‫مأ ِفيَها وََل ت َ ْ‬ ‫ت َظ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من َْها‬ ‫ك ّل ي َب َْلى }‪ {120‬فَأك ََل ِ‬ ‫مل ْ ٍ‬
‫خل ْد ِ وَ ُ‬ ‫جَرةِ ال ْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ك ع ََلى َ‬ ‫ل أد ُل ّ َ‬ ‫هَ ْ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫من وََر ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ص َ‬‫خ ِ‬ ‫قا ي َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ما وَط َ ِ‬ ‫وآت ُهُ َ‬‫س ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ل َهُ َ‬ ‫فَب َد َ ْ‬
‫وى }‪({121‬‬ ‫ه فَغَ َ‬ ‫م َرب ّ ُ‬ ‫صى آد َ ُ‬ ‫وَع َ َ‬
‫و السؤال ‪ ...‬ايهما اكرم المراة ؟؟؟‬
‫اليهود و النصارى الذين ) لبسوا الخطيئة ( بالكامل لحواء و بناتها‬
‫‪ !!!...‬اما القران الذى نفى عنها هذه التهمة و جعل المسئولية و‬
‫المانة و التكليف مشتركة ؟؟‬
‫ثمة ملحظة اخرى فى نفس النص ‪...‬‬
‫ان الكتاب ) المقدس ؟؟!!!( يعلن بوضوح ان الحمل و الولدة و‬
‫المهما عقاب للمرأة على اغوائها لدم ‪ !!!...‬و على هذا فكلما‬
‫حملت امرأة او اشتاقت الى رجلها فعليها ان تتذكر ان هذا عقاب‬
‫لها على ذنبها و جرمها فى حق الرجل الذى اخرجته من‬
‫الجنة ‪!!!...‬‬
‫فاين هذا من القران الذى جعل هذه اللم فضيلة لها و سببا‬
‫لكرامها ؟؟‬
‫يقول القران الكريم فى سورة لقمان ‪:‬‬
‫ه ِفي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫) ووصينا اْلنسان بوال ِديه حمل َت ُ‬
‫صال ُ‬ ‫ن وَفِ َ‬ ‫ه وَهًْنا ع َلى وَهْ ٍ‬ ‫م ُ‬‫هأ ّ‬ ‫ِ َ َ ِ َ َْ ِ َ َ ْ ُ‬ ‫َ َ ّ َْ‬
‫داكَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫عامي َ‬
‫جاهَ َ‬ ‫صيُر }‪ {14‬وَِإن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ي ال َ‬ ‫وال ِد َي ْك إ ِل ّ‬‫شكْر ِلي وَل ِ َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫َ َ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ما ِفي‬ ‫حب ْهُ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫م فََل ت ُط ِعْهُ َ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ك ب ِهِ ِ‬ ‫س لَ َ‬‫ما ل َي ْ َ‬ ‫ك ِبي َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫على أن ت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫م فَأن َب ّئ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كم‬ ‫جعُك ُ ْ‬
‫مْر ِ‬ ‫ي َ‬‫م إ ِل ّ‬‫ي ثُ ّ‬‫ب إ ِل ّ‬ ‫ن أَنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫سِبي َ‬
‫ل َ‬ ‫معُْروًفا َوات ّب ِعْ َ‬ ‫الد ّن َْيا َ‬
‫ن }‪({15‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬‫كنت ُ ْ‬ ‫ما ُ‬‫بِ َ‬
‫و بهذا الوهن و الضعف و الم الحمل قدم رسول الله صلى الله‬
‫عليه و سلم حسن صحبتها على حسن صحبة الوالد ‪.‬‬
‫فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال ‪ } :‬جاء رجل فقال ‪:‬‬
‫مك‬ ‫ُ‬
‫يارسول الله من أحقّ الناس بحسن صحابتي ؟؟ قال ‪ :‬أ ّ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫م ْ‬‫مك قال ثم َ‬ ‫ن ؟؟ قال أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن قال ‪ :‬أمك قال ‪ :‬ثم َ‬ ‫م ْ‬ ‫قال ‪ :‬ثم َ‬
‫قال ‪ :‬أبوك {‬
‫و ل زال السؤال ساريا ‪ ...‬من انصف المرأة ؟؟؟‬
‫و العجيب ان اضطهاد المرأة و قهرها ليس فقط باشعارها ان‬
‫حملها وولدتها و المها عقابا على خطيئتها بل يمتد هذا الضطهاد‬
‫الى حالة ما اذا انجبت انثى ‪!!!...‬‬
‫و لنرى من الكتاب المقدس ما يحدث للمراة التى تنجب انثى و‬
‫نقارنه بتلك التى تنجب ذكرا ‪!!!....‬‬
‫يقول الكتاب ) المقدس ( فى سفر اللويين ‪:‬‬
‫‪ 2‬كلم بني اسرائيل قائل‪.‬اذا حبلت امرأة وولدت ذكرا تكون‬
‫نجسة سبعة ايام‪.‬كما في ايام طمث علتها تكون نجسة‪.‬‬
‫‪ 3‬وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته‬
‫‪ 4‬ثم تقيم ثلثة وثلثين يوما في دم تطهيرها‪.‬كل شيء مقدس ل‬
‫س والى المقدس ل تجيء حتى تكمل ايام تطهيرها‪.‬‬ ‫تم ّ‬
‫‪ 5‬وان ولدت انثى تكون نجسة اسبوعين كما في طمثها‪.‬ثم تقيم‬
‫ستة وستين يوما في دم تطهيرها‪.‬‬
‫‪ 6‬ومتى كملت ايام تطهيرها لجل ابن او ابنة تأتي بخروف حولي‬
‫محرقة وفرخ حمامة او يمامة ذبيحة خطية الى باب خيمة‬
‫الجتماع الى الكاهن‬
‫هكذا ‪ !!!...‬المرأة ) نجسة ( طوال ايام طمثها ثم عندما تلد‬
‫تصير ) نجسة ( ‪!!!...‬‬
‫فاين هذا من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ) ل ينجس‬
‫المؤمن حيا و ل ميتا ( ‪...‬؟؟؟؟‬
‫و الغرب ‪ :‬كون المراة التى تلد انثى ) نجسة ( ضعف الفترة‬
‫التى تبقى فيها ) نجسة ( حال ولدتها ذكرا ‪!!!...‬‬
‫ل زال السؤال يلح بقوة ‪ ...‬ايهما انصف المرأة ؟؟؟‬
‫فاذا كنا قد ذكرنا امثلة حية من التاريخ السلمى لنساء تربين‬
‫فى مدرسة القران و السنة ففى المقابل دعونا نبحث عن امثلة‬
‫لنساء افتخرت بهن كتب اليهود و النصارى و جعلت منهن بطلت‬
‫و امثلة تحتذى لجميع نسائهم ‪.‬‬
‫فلنبدأ بامرأة خلدتها التوراة ‪ -‬العهد القديم ‪ -‬فى سفر كامل افرد‬
‫لها و باسمها ليحكى قصتها ‪...‬‬
‫يهوديت ‪ ....‬تلك المرأة اليهودية التى نجحت فى سطر اسمها‬
‫فى الكتاب المقدس ‪ ...‬تلك المراة التى يردد مليين اليهود و‬
‫النصارى قصتها فى قراءتهم لكتبهم المقدسة ‪ ...‬بل و يتعبدون‬
‫بتلك القراءة ‪...‬‬
‫ترى من هى تلك البطلة ؟؟؟ و ما هى جلئل العمال التى قامت‬
‫بها لتستحق كل هذا التقدير ؟؟؟‬
‫لنقرا قصتها من ذلك السفر المسجل باسمها ‪ ...‬يصفها ذلك‬
‫السفر قائل ‪:‬‬
‫‪ 4‬و كانت يهوديت قد بقيت ارملة منذ ثلث سنين و ستة اشهر‬
‫‪ 5‬و كانت قد هيات لها في اعلى بيتها غرفة سرية و كانت تقيم‬
‫فيها مع جواريها و تغلقها‬
‫‪ 6‬و كان على حقويها مسح و كانت تصوم جميع ايام حياتها ما خل‬
‫السبوت و رؤوس الشهور و اعياد ال اسرائيل‬
‫ثم يقول ‪:‬‬
‫‪ 8‬و كانت لها شهرة بين جميع الناس من اجل انها كانت تتقي‬
‫الرب جدا و لم يكن احد يقول عليها كلمة سوء‬
‫و ل ينسى ذلك السفر ان يصف جمالها الخاذ فيقول ‪:‬‬
‫‪ 7‬و كانت جميلة المنظر جدا و قد ترك لها بعلها ثروة واسعة و‬
‫حشما كثيرين و املكا مملوءة باصورة البقر و قطعان الغنم‬
‫الى هنا نجد ان تلك المراة امرأة مثالية ‪ ...‬فهى تتقى الله و ل‬
‫يشوب سمعتها شائبة و ليس للناس اى مأخذ عليها ‪.‬‬
‫فما هى حقيقة تلك التقوى و تلك الوصاف الجليلة ؟؟؟ و ما هو‬
‫العمل العظيم الذى جعل من تلك المرأة تحوذ سفرا كامل من‬
‫اسفار العهد القديم ؟؟؟ الواقع ان تلك المرأة ظهرت فى‬
‫ظروف قرر فيها اليهود تسليم مدينتها الى الشوريين ‪ ...‬فغضبت‬
‫و قررت التدخل لمحاولة منع هذه الهزيمة من الحلول بشعب‬
‫الله المختار ‪ ...‬و يمضى ذلك السفر فيصف صلتها و تضرعها‬
‫لكى توفق فيما هى مقبلة عليه من عمل بطولى ‪ ...‬فماذا كان‬
‫ذلك العمل و تلك البطولة التى قامت بها يهوديت ؟؟؟‬
‫لنقرا من سفرها ‪:‬‬
‫‪ 2‬و دعت وصيفتها و نزلت الى بيتها و القت عنها المسح و نزعت‬
‫عنها ثياب ارمالها‬
‫‪ 3‬و استحمت و ادهنت باطياب نفيسة و فرقت شعرها و جعلت‬
‫تاجا على راسها و لبست ثياب فرحها و احتذت بحذاء و لبست‬
‫الدمالج و السواسن و القرطة و الخواتم و تزينت بكل زينتها‬
‫‪ 4‬و زادها الرب ايضا بهاء من اجل ان تزينها هذا لم يكن عن‬
‫شهوة بل عن فضيلة و لذلك زاد الرب في جمالها حتى ظهرت‬
‫في عيون الجميع ببهاء ل يمثل‬
‫‪ 5‬و حملت وصيفتها زق خمر و اناء زيت و دقيقا و تينا يابسا و‬
‫خبزا و جبنا و انطلقت‬
‫‪ 6‬فلما بلغتا باب المدينة وجدتا عزيا و شيوخ المدينة منتظرين‬
‫‪ 7‬فلما راوها اندهشوا و تعجبوا جدا من جمالها‬
‫فيؤيدها شيوخ اليهود فيما علموا انها مقبلة عليه ‪!!!...‬‬
‫‪) 8‬غير انهم لم يسالوها عن شيء بل تركوها تجوز قائلين اله‬
‫ابائنا يمنحك نعمة و يؤيد كل مشورة قلبك بقوته حتى تفتخر بك‬
‫اورشليم و يكون اسمك محصى في عداد القديسين و‬
‫البرار‪(!!!!...‬‬
‫ثم يمضى ذلك السفر فى وصف العمل البطولى الذى حملته تلك‬
‫المراة على عاتقها ‪ !!!....‬فهو يصف خداعها لقائد جيوش‬
‫الشوريين بجمالها و بالخمر حتى تستدرجه بهاتين الوسيلتين‬
‫الرخيصتين الى الفراش ‪ !!!...‬و حين يصيبه الضعف و ينام تقوم‬
‫بالجهاز عليه ‪!!!...‬‬
‫لنقرأ ‪:‬‬
‫‪ 12‬فدخل حينئذ بوغا على يهوديت و قال ل تحتشمي ايتها الفتاة‬
‫الصالحة ان تدخلي على سيدي و تكرمي امام وجهه و تاكلي معه‬
‫و تشربي خمرا بفرح‬
‫‪ 13‬فاجابته يهوديت من انا حتى اخالف سيدي‬
‫‪ 14‬كل ما حسن و جاد في عينيه فانا اصنعه و كل ما يرضى به‬
‫فهو عندي حسن جدا كل ايام حياتي‬
‫‪ 15‬ثم قامت و تزينت بملبسها و دخلت فوقفت امامه‬
‫‪ 16‬فاضطرب قلب اليفانا لنه كان قد اشتدت شهوته‬
‫‪ 17‬و قال لها اليفانا اشربي الن و اتكئي بفرح فانك قد ظفرت‬
‫امامي بحظوة‬
‫‪ 18‬فقالت يهوديت اشرب يا سيدي من اجل انها قد عظمت‬
‫نفسي اليوم اكثر من جميع ايام حياتي‬
‫‪ 19‬ثم اخذت و اكلت و شربت بحضرته مما كانت قد هياته لها‬
‫جاريتها‬
‫‪ 20‬ففرح اليفانا بازائها و شرب من الخمر شيئا كثيرا جدا اكثر‬
‫مما شرب في جميع حياته‬
‫‪ 1‬و لما امسوا اسرع عبيده الى منازلهم و اغلق بوغا ابواب‬
‫المخدع و مضى‬
‫‪ 2‬و كانوا جميعهم قد ثقلوا من الخمر‬
‫‪ 3‬و كانت يهوديت وحدها في المخدع‬
‫‪ 4‬و اليفانا مضطجع على السرير نائما لشدة سكره‬
‫‪ 5‬فامرت يهوديت جاريتها ان تقف خارجا امام المخدع و تترصد‬
‫‪ 6‬و وقفت يهوديت امام السرير و كانت تصلي بالدموع و تحرك‬
‫شفتيها و هي ساكتة‬
‫‪ 7‬و تقول ايدني ايها الرب اله اسرائيل و انظر في هذه الساعة‬
‫الى عمل يدي حتى تنهض اورشليم مدينتك كما وعدت و انا اتم‬
‫ما عزمت عليه واثقة باني اقدر عليه بمعونتك‬
‫‪ 8‬و بعد ان قالت هذا دنت من العمود الذي في راس سريره‬
‫فحلت خنجره المعلق به مربوطا‬
‫‪ 9‬و استلته ثم اخذت بشعر راسه و قالت ايدني ايها الرب الله‬
‫في هذه الساعة‬
‫‪ 10‬ثم ضربت مرتين على عنقه فقطعت راسه و نزعت خيمة‬
‫سريره عن العمد و دحرجت جثته عن السرير‬
‫و هكذا صارت هذه العاهرة القديسة نموذجا يحتذى لبطولة‬
‫المرأة فى الكتاب المقدس ‪ !!!...‬و هذا هو دور المرأة كما يراه‬
‫اليهود و النصارى ‪!!!...‬‬
‫اداة للجنس و المتعه لهم ‪ ....‬ووسيلة رخيصة للحرب و التسلل‬
‫الى فراش اعدائهم ‪!!!...‬‬
‫و لعل البعض يظن ان يهوديت كانت العاهرة الوحيدة التى دخلت‬
‫الكتاب المقدس من اوسع ابوابه ‪ ...‬باب الجنس و العهر ‪ ....‬ال‬
‫ان هذا غير حقيقى ‪ ...‬توجد اخرى نجحت فى انتزاع سفر اخر‬
‫من اسفار الكتاب المقدس باسمها ‪ !!!...‬حتى لكأن الكتاب‬
‫المقدس صار كتابا يتتبع اخبار الساقطات و قصص الشذوذ و‬
‫العهر ‪!!!...‬‬
‫و تلك الخرى هى استير ‪ ...‬تلك المرأة ) البطلة ( التى نجحت‬
‫فى انقاذ شعب الله المختار من اعدائه مستفيدة بمواهبها‬
‫) الجنسية ( الخارقة ‪ !!!!...‬و منعا للتطويل فاننا نحيل القارئ‬
‫مباشرة الى سفر استير ليقرأ قصة تلك العاهرة البطلة ‪....‬‬
‫و لمن ل يملك ذلك الكتاب ) المقدس ( يمكنه قراءة قصة‬
‫العاهرة فى اى رواية من روايات ) الف ليلة و ليله ( مع ابدال‬
‫اسم ) شهرزاد ( باسم ) استير ( ‪ !!!...‬سفران من اسفار‬
‫الكتاب المقدس تم تسميتهما باسماء عاهرتين ‪!!!...‬‬
‫و مع هذا ظل اسمه ) الكتاب المقدس ( ‪!!!....‬‬
‫ثم بطلة اخرى من بطلت الكتاب المقدس تم تكريمها فى العهد‬
‫القديم و نجحت فى انتزاع الحظوة لدى بولس ‪ -‬كبير محرفى‬
‫دين المسيح ‪-‬‬
‫راحاب الزانية الجاسوسة ‪!!!...‬‬
‫اعطاها العهد القديم التكريم و حق الحياة بعد ابادة اهل مدينتها‬
‫بالكامل ‪:‬‬
‫يشوع ‪ 6:17‬فتكون المدينة وكل ما فيها محّرما للرب‪.‬راحاب‬
‫الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت لنها قد خبأت‬
‫المرسلين اللذين ارسلناهما‪.‬‬
‫يشوع ‪ 6:23‬فدخل الغلمان الجاسوسان واخرجا راحاب واباها‬
‫وامها واخوتها وكل ما لها واخرجا كل عشائرها وتركاهم خارج‬
‫محّلة اسرائيل‪.‬‬
‫يشوع ‪ 6:25‬واستحيا يشوع راحاب الزانية وبيت ابيها وكل ما‬
‫لها‪.‬وسكنت في وسط اسرائيل الى هذا اليوم‪.‬لنها خبأت‬
‫سسا اريحا‬ ‫المرسلين اللذين ارسلهما يشوع لكي يتج ّ‬
‫ثم يجدد بولس ‪ -‬القديس ؟؟!!!‪ -‬تكريمها فيقول ‪:‬‬
‫عبرانيين ‪ 11:31‬باليمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ‬
‫قبلت الجاسوسين بسلم‪!!!!!..‬‬
‫هذا هو دور المرأة عند اليهود و النصارى ‪ !!!...‬عاهرة و اداة‬
‫متعة و جاسوسة ‪!!!...‬‬
‫و ل عزاء لنساء اليهود و النصارى لنشغالهن بالتدريب على فنون‬
‫الدعارة المقدسة ‪!!!....‬‬
‫دعونا بعد هذا نستمر فى مقارنة وضع المرأة فى السلم‬
‫بوضعها فى كتب اليهود و النصارى المقدسة ‪....‬‬
‫و لنبدأ بالميراث ‪..‬‬
‫يقول المولى عز وجل فى سورة النساء ‪:‬‬
‫الية‪} 7 :‬للرجال نصيب مما ترك الوالدان والقربون وللنساء‬
‫نصيب مما ترك الوالدان والقربون مما قل منه أو كثر نصيبا‬
‫مفروضا{‪.‬‬
‫فجعل الله عز وجل للمرأة حقا معلوما فى الميراث كما ان‬
‫للرجل حقا ‪...‬‬
‫يقول المام القرطبى فى مناسبة نزول هذه الية ‪:‬‬
‫) لما ذكر الله تعالى أمر اليتامى وصله بذكر المواريث‪ .‬ونزلت‬
‫الية في أوس بن ثابت النصاري‪ ،‬توفي وترك امرأة يقال لها‪ :‬أم‬
‫كجة وثلث بنات له منها؛ فقام رجلن هما ابنا عم الميت ووصياه‬
‫يقال لهما‪ :‬سويد وعرفجة؛ فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته وبناته‬
‫شيئا‪ ،‬وكانوا في الجاهلية ل يورثون النساء ول الصغير وإن كان‬
‫ذكرا‪ ،‬ويقولون‪ :‬ل يعطى إل من قاتل على ظهور الحيل‪ ،‬وطاعن‬
‫بالرمح‪ ،‬وضارب بالسيف‪ ،‬وحاز الغنيمة‪ .‬فذكرت أم كجة ذلك‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهما‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول الله‪،‬‬
‫ولدها ل يركب فرسا‪ ،‬ول يحمل كل ول ينكأ عدوا‪ .‬فقال عليه‬
‫السلم‪) :‬انصرفا حتى أنظر ما يحدث الله لي فيهن(‪ .‬فأنزل الله‬
‫هذه الية ردا عليهم‪ ،‬وإبطال لقولهم وتصرفهم بجهلهم؛ فإن‬
‫الورثة الصغار كان ينبغي أن يكونوا أحق بالمال من الكبار‪ ،‬لعدم‬
‫تصرفهم والنظر في مصالحهم‪ ،‬فعكسوا الحكم‪ ،‬وأبطلوا الحكمة‬
‫فضلوا بأهوائهم‪ ،‬وأخطؤوا في آرائهم وتصرفاتهم‪( .‬‬
‫ارايتم دفاعا عن المرأة و حقوقها كهذا ؟؟؟ تلك المراة لم تجد‬
‫ناصرا و ل حاميا لها ال شرع الله عز وجل ‪.‬‬
‫و يقول ايضا فى سورة النساء ‪:‬‬
‫}يا أيها الذين آمنوا ل يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ول‬
‫تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إل أن يأتين بفاحشة مبينة‬
‫وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا‬
‫ويجعل الله فيه خيرا كثيرا{‪.‬‬
‫و حدد الله عز وجل نصيب كل من الرجل و المرأة فى‬
‫الميراث ‪:‬‬
‫يقول عز وجل فى سورة النساء ‪:‬‬
‫}يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ النثيين فإن كن نساء‬
‫فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف‬
‫ولبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم‬
‫يكن له ولد وورثه أبواه فلمه الثلث فإن كان له إخوة فلمه‬
‫السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم ل‬
‫تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما‬
‫حكيما‪ ،‬ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن‬
‫كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو‬
‫دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد‬
‫فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان‬
‫رجل يورث كللة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما‬
‫السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد‬
‫وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم‬
‫حليم‪ ،‬تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري‬
‫من تحتها النهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم‪ ،‬ومن يعص الله‬
‫ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين{‬
‫فجعل الله للمرأة حقا معلوما محددا فل يعتدى عليه فهو ظالم‬
‫جعل الله عقابه نار جهنم و العذاب المهين ‪.‬‬
‫و مع هذا النصيب المفروض للمرأة فى الميراث لم يكلفها الله‬
‫بنفقة بل جعل النفاق وظيفة الرجل ‪.‬‬
‫فالرجل مسئول عن نفقات ما تحته من النساء ‪.‬‬
‫يقول عز وجل ‪:‬‬
‫)الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض‬
‫وبما أنفقوا من أموالهم (‬
‫و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ‪:‬‬
‫) حق المرأة على الزوج‪ :‬أن يطعمها إذا طعم‪ ،‬ويكسوها إذا‬
‫اكتسى‪ ،‬ول يضرب الوجه‪ ،‬ول يقبح‪ ،‬ول يهجر إل في البيت(‬
‫و فى عطايا الباء لبنائهم يقول صلى الله عليه و سلم ‪:‬‬
‫)ساووا بين أولدكم في العطية‪ ،‬فلو كنت مفضل أحدا لفضلت‬
‫النساء(‬
‫و اعطى السلم للمرأة الحرية المالية الكاملة و جعلها مستقلة‬
‫بمالها عن زوجها فان شاءت اعطته و ان شاءت منعته‬
‫عن‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬
‫ة فَِإن ط ِب ْ َ‬ ‫حل َ ً‬‫ن نِ ْ‬‫صد َُقات ِهِ ّ‬ ‫ساء َ‬ ‫قال عز وجل ‪َ ) :‬وآُتوْاالن ّ َ‬
‫ريًئا }‪({4‬‬ ‫م ِ‬ ‫سا فَك ُُلوه ُ هَِنيًئا ّ‬ ‫ف ً‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫يٍء ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫و من المواقف التى تؤكد هذه الستقللية المالية الكاملة هذا‬
‫الموقف ‪:‬‬
‫ة عن‬ ‫شعْب َ ُ‬ ‫ن ك َِثيرٍ أْنبأَنا ُ‬ ‫ة وأخبرنا اب ُ‬ ‫شعْب َ ُ‬ ‫مَر أخبرنا ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫صب ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح ْ‬
‫عن َ‬
‫س‬ ‫س وَ َ‬ ‫َ‬ ‫طاِء قال‪" :‬أ ْ‬ ‫ب عن ع َ َ‬
‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫شهِد َ اب ُ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫شهَد ُ ع َلى اب ِ‬ ‫أّيو َ‬
‫صّلى‬‫م فِط ْرٍ فَ َ‬ ‫ج ي َوْ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم أن ّ ُ‬ ‫ع ََلى رسو ِ‬
‫ر‪ :‬أك ْب َُر ِ ْ‬ ‫ن ك َِثي ٍ‬ ‫ه ب ِل َ ٌ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫خط َ َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫علم ِ‬ ‫ل ـ قال اب ُ‬ ‫معَ ُ‬‫ساَء وَ َ‬ ‫م أَتى الن ّ َ‬ ‫م َ‬
‫ن"‬‫قي َ‬ ‫ن ي ُل ْ ِ‬
‫جعَل ْ َ‬ ‫صد َقَةِ فَ َ‬ ‫ن بال ّ‬ ‫مَرهُ ّ‬ ‫ة ـ فأ َ‬ ‫شعْب َ َ‬ ‫ُ‬
‫فالمرأة فى نظر السلم عاقلة رشيدة ل تحتاج وصاية مالية‬
‫عليها ‪ ...‬بل هى قادرة على التصرف فى اموالها بمعرفتها و لها‬
‫مطلق الحرية و مطلق الهلية فى هذه المسالة ‪.‬‬
‫هذا موقف السلم رايناه فى القران و السنة ‪.‬‬
‫فما موقف كتب اليهود و النصارى فى المقابل ؟؟؟‬
‫هنا يمكننا ان نقول ان موقف النصارى ملخص فى هذه الجملة‬
‫من انجيل متى ‪ ) :‬متى ‪ 5:17‬ل تظنوا اني جئت لنقض الناموس‬
‫مل‪(.‬‬
‫او النبياء‪.‬ما جئت لنقض بل لك ّ‬
‫و عليه فوجهة النصارى تابعة لوجهة اليهود و مستمدة من شرائع‬
‫العهد القديم ‪.‬‬
‫فلننظر الى كتاب اليهود و النصارى المقدس لنتعرف على وجهة‬
‫نظرهم فى تلك المسالة كجزأ من نظرتهم الى المرأة ‪.‬‬
‫فالمراة فى كتبهم ل ميراث لها و ل حق ‪ .‍...‬فل يحق لها ان ترث‬
‫ال فى حال واحد ‪ :‬ال يكون لها اخوة ذكور ‪.‬‬
‫و لنقرأ هذا من سفر العدد ‪:‬‬
‫‪ 8‬وتكلم بني اسرائيل قائل أّيما رجل مات وليس له ابن تنقلون‬
‫ملكه الى ابنته‪.‬‬
‫‪ 9‬وان لم تكن له ابنة تعطوا ملكه لخوته‪.‬‬
‫‪ 10‬وان لم يكن له اخوة تعطوا ملكه لخوة ابيه‪.‬‬
‫‪ 11‬وان لم يكن لبيه اخوة تعطوا ملكه لنسيبه القرب اليه من‬
‫عشيرته فيرثه‪.‬فصارت لبني اسرائيل فريضة قضاء كما امر الرب‬
‫موسى‬
‫هكذا نرى ان كتابهم المقدس جعل الميراث كامل للبن الذكر ‪...‬‬
‫فان لم يكن للمتوفى ابن ذكر ففى هذه الحالة فقط ‪ :‬ترث‬
‫النثى ‪.‬‬
‫بل السوا للنثى انها ليست فقط محرومة من الميراث ‪ ...‬بل‬
‫انها ايضا محرومة من المهر ذلك الحق الذى اعطاه لها‬
‫السلم ‪ ...‬بل و السوا و النكى انها مطالبة بدفع بائنة ) دوطة (‬
‫لمن يتقدم لها للزواج ‪ ...‬فهى تدفع حتى يرضى الرجل بالزواج‬
‫منها و ال كانت العنوسة مصيرها ‪.‬‬
‫و الواقع اننى حينما اتحدث عن قضية ميراث المراة فى كتب‬
‫اليهود و النصارى المقدسة انما اتحدث عنه من نافلة القول ‪...‬‬
‫ذلك ان المراة ذاتها جزء من الميراث عند اليهود و النصارى ‪.‬‬
‫فالمرأة التى يموت عنها زوجها جزء من ميراث اخو الزوج ‪.....‬‬
‫يتزوجها و ان لم ترض به و ان كانت كارهة له ‪.‬‬
‫و الواقع ان هذه العملية ل تعتبر زواجا بالمعنى المفهوم بل هى )‬
‫ميراث ( او بالدق ) اغتصاب ( ‪.‬‬
‫لنقرا هذا من كتابهم المقدس فى سفر التثنية ‪:‬‬
‫‪ 5‬اذا سكن اخوة معا ومات واحد منهم وليس له ابن فل تصر‬
‫امرأة الميت الى خارج لرجل اجنبي‪.‬اخو زوجها يدخل عليها‬
‫ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب اخي الزوج‪.‬‬
‫‪ 6‬والبكر الذي تلده يقوم باسم اخيه الميت لئل يمحى اسمه من‬
‫اسرائيل‬
‫‪ 7‬وان لم يرضى الرجل ان يأخذ امرأة اخيه تصعد امرأة اخيه‬
‫الى الباب الى الشيوخ وتقول قد ابى اخو زوجي ان يقيم لخيه‬
‫اسما في اسرائيل‪.‬لم يشأ ان يقوم لي بواجب اخي الزوج‪.‬‬
‫ان هؤلء جعلوا المراة مجرد حيوان يرثه اهل المتوفى و لهم‬
‫مطلق الحرية فى التصرف فيه ‪.‬‬
‫هل راى احد القراء او سمع او تخيل امتهان للمراة و انسانيتها و‬
‫انوثتها بل و عفتها ابشع من ذلك ؟؟؟‬
‫فان كان النص السابق من سفر التثنية هو القانون او القاعدة‬
‫فدعونا نقرا من سفر التكوين تطبيق هذه النظرية ‪:‬‬
‫‪ 6‬واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار‪.‬‬
‫‪ 7‬وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب‪.‬فأماته الرب‪.‬‬
‫‪ 8‬فقال يهوذا لونان ) ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها واقم‬
‫نسل لخيك‪(.‬‬
‫‪ 9‬فعلم أونان )ان النسل ل يكون له(‪.‬فكان اذ دخل على امرأة‬
‫اخيه انه افسد على الرض لكيل يعطي نسل لخيه‪.‬‬
‫‪ 10‬فقبح في عيني الرب ما فعله‪.‬فاماته ايضا‪.‬‬
‫‪ 11‬فقال يهوذا لثامار كنته اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر‬
‫شيلة ابني‪.‬لنه قال لعله يموت هو ايضا كاخويه‪.‬فمضت ثامار‬
‫وقعدت في بيت ابيها‬
‫يحكى النص هنا عن تطبيق نظرية ميراث اخو المتوفى لرملة‬
‫اخيه ‪....‬‬
‫و المثال هنا هو ‪ :‬ان ) عير( ابن ) يهوذا ( توفى عن امراته‬
‫) ثامار ( فامر ) يهوذا ( ابنه ) اونان ( اخو ) عير( ان يدخل على‬
‫امراة اخيه حتى تلد ابنا يحمل اسم ) عير ( ‪.‬‬
‫ارايتم انحلل اشد من هذا ؟؟؟‬
‫لكن دعونا نستكمل فالبقية اشد و انكى ‪...‬‬
‫فلما علم اونان ان ابناءه من ثامار لن يكونوا باسمه بل باسم‬
‫اخيه المتوفى لم يقرب ثامار ‪ ....‬فغضب ) اله الكتاب المقدس (‬
‫على اونان فاماته ‪...‬‬
‫فامر يهوذا امراة ابنه ثامار ان تعود لبيت ابيها حتى يكبر ابنه‬
‫الثالث فيرثها هو الخر ‪.‬‬
‫ثم نتابع بقية القصة من سفر التكوين ‪:‬‬
‫‪ 12‬ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امرأة يهوذا‪.‬ثم تعّزى يهوذا‬
‫فصعد الى جزاز غنمه الى تمنة هو وحيرة صاحبه العدلمي‪.‬‬
‫‪ 13‬فاخبرت ثامار وقيل لها هوذا حموك صاعد الى تمنة ليجّز‬
‫غنمه‪.‬‬
‫ففت وجلست في‬ ‫‪ 14‬فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتل ّ‬
‫مدخل عينايم التي على طريق تمنة‪.‬لنها رأت ان شيلة قد كبر‬
‫وهي لم تعط له زوجة‪.‬‬
‫‪ 15‬فنظرها يهوذا وحسبها زانية‪.‬لنها كانت قد غطت وجهها‪.‬‬
‫‪ 16‬فمال اليها على الطريق وقال هاتي ادخل عليك‪.‬لنه لم يعلم‬
‫ي‪.‬‬
‫انها كنته‪.‬فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل عل ّ‬
‫‪ 17‬فقال اني ارسل جدي معزى من الغنم‪.‬فقالت هل تعطيني‬
‫رهنا حتى ترسله‪.‬‬
‫‪ 18‬فقال ما الرهن الذي اعطيك‪.‬فقالت خاتمك وعصابتك‬
‫وعصاك التي في يدك‪.‬فاعطاها ودخل عليها‪.‬فحبلت منه‪.‬‬
‫‪ 19‬ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها‬
‫‪ 20‬فارسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلمي ليأخذ الرهن‬
‫من يد المرأة‪.‬فلم يجدها‪.‬‬
‫‪ 21‬فسأل اهل مكانها قائل اين الزانية التي كانت في عينايم على‬
‫الطريق‪.‬فقالوا لم تكن ههنا زانية‪.‬‬
‫‪ 22‬فرجع الى يهوذا وقال لم اجدها‪.‬واهل المكان ايضا قالوا لم‬
‫تكن ههنا زانية‪.‬‬
‫‪ 23‬فقال يهوذا لتاخذ لنفسها لئل نصير اهانة‪.‬اني قد ارسلت هذا‬
‫الجدي وانت لم تجدها‬
‫‪ 24‬ولما كان نحو ثلثة اشهر أخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامار‬
‫كنتك‪.‬وها هي حبلى ايضا من الزنى‪.‬فقال يهوذا اخرجوها فتحرق‪.‬‬
‫‪ 25‬اما هي فلما اخرجت ارسلت الى حميها قائلة من الرجل‬
‫قق لمن الخاتم والعصابة والعصا‬ ‫الذي هذه له انا حبلى‪.‬وقالت ح ّ‬
‫هذه‪.‬‬
‫‪ 26‬فتحققها يهوذا وقال هي ابّر مني لني لم أعطها لشيلة‬
‫ابني‪.‬فلم يعد يعرفها ايضا‬
‫و العجيب انه من نسل هذا الزنا ) زنا المحارم ( ولد شخص له‬
‫شأن على حسب الناجيل ‪ ...‬انه اله النصارى يسوع المسيح ‪.‬‬
‫مرة اخرى و ليست اخيرة ‪ ...‬من انصف المرأة ؟؟؟ و من‬
‫ظلمها ؟؟؟‬
‫و مرة اخرى ‪ ....‬هنيئا للمسلمات اسلمهن ‪.‬‬
‫و مرة اخرى ‪ ...‬ل عزاء لنساء اليهود و النصارى ‪.‬‬
‫ناقشنا حتى الن ثلث حلقات من موقف السلم ثم من موقف‬
‫اليهود و النصارى من المرأة ‪.‬‬
‫دعونا بعد ذلك نرى بعضا من اوصاف النساء لدى كل من‬
‫الطرفين ‪.‬‬
‫يقول الله عز وجل فى وصف حال المؤمنين و المؤمنات ‪:‬‬
‫"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف‬
‫وينهون عن المنكر" ]التوبة‪[71 :‬‬
‫و يصفهن رسول الله صلى الله عليه و سلم وصفا رقيقاو يحنو‬
‫عليهن عندما يسرع حادى الجمال فى السير فى احدى السفار‬
‫فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم للحادى ‪) :‬رويدك يا‬
‫أنجشة‪ ،‬ل تكسر القوارير( قال قتادة‪ :‬يعني ضعفة النساء‪.‬‬
‫فهذا هو السلم ‪ ...‬يكرم المرأة و يرعاها و يحنو عليها و يعاملها‬
‫بما يليق بها ‪ ...‬فماذا عن كتب اليهود و النصارى المقدسة ؟؟؟‬
‫لنقرأ هذه المجموعة من الوصاف فى سفر الجامعة ‪ ...‬يقول‬
‫الحكيم فى وصف المرأة ‪:‬‬
‫‪ 23‬كل هذا امتحنته بالحكمة‪.‬قلت اكون حكيما‪.‬اما هي فبعيدة‬
‫عني‪.‬‬
‫‪ 24‬بعيد ما كان بعيدا والعميق العميق من يجده‪.‬‬
‫‪ 25‬درت انا وقلبي لعلم ولبحث ولطلب حكمة وعقل ولعرف‬
‫الشر انه جهالة والحماقة انها جنون‪.‬‬
‫‪ 26‬فوجدت امّر من الموت المرأة التي هي شباك وقلبها اشراك‬
‫ويداها قيود‪.‬الصالح قدام الله ينجو منها‪.‬اما الخاطئ فيؤخذ بها‪.‬‬
‫انظروا ‪ !!!...‬فى جملة واحدة من العهد القديم وصفت المرأة‬
‫بعدد من الصفات يشيب له الوليد ‪!!!...‬‬
‫فهى امر من الموت ‪ !!!!....‬و هى شباك ‪ !!!!...‬و قلبها‬
‫اشراك ‪ !!!....‬و يداها قيود ‪!!!....‬‬
‫و على هذا فان علمة الصالح ‪ :‬النجاة من شرها ‪!!!...‬‬
‫و لعل هذه الفقرة تكون من الطرائف ‪ ...‬فهى عن الرحم ‪...‬‬
‫رحم المرأة ‪.‬‬
‫فقد اكرم السلم هذا الرحم ‪ ...‬و جعل وصله فريضة ‪ ...‬و جعل‬
‫قطعه كبيرة ‪.‬‬
‫يقول الله عز وجل ‪:‬‬
‫}فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا‬
‫أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفل‬
‫يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها{‬
‫و يقول صلى الله عليه و سلم ‪:‬‬
‫"إن الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن‬
‫قطعني قطعه الله"‪.‬‬
‫و يقول عن الرحم ‪:‬‬
‫قال الله تبارك وتعالى للرحم‪ ) :‬خلقتك بيدي وشققت لك من‬
‫اسمي‪ ،‬وقرنت مكانك مني‪ ،‬وعزتي وجللي لصلن من وصلك‪،‬‬
‫ولقطعن من قطعك‪ ،‬ول أرضى حتى ترضى‪(.‬‬
‫فها هو السلم يجعل اسم الرحم مشتقا من اسم الله‬
‫) الرحمن ( ‪ ...‬فيصل الله من وصل رحمه ‪ ...‬و يقطع من قطع‬
‫هذا الرحم ‪...‬‬
‫و بهذا جعل السلم الصلة بين القارب موصولة بالرحم ‪ ...‬رحم‬
‫المرأة ‪ !!!...‬فماذا كان نصيب هذا الرحم من الغرب‬
‫النصرانى ؟؟؟!!!‬
‫لقد اطلقوا اسمه اللتينى ) هستيريا ( على الخلل النفسى ‪!!!...‬‬
‫فصار الرحم عندهم مرتبطا بالمرض النفسى ‪!!!!!!....‬‬
‫و لعل هذا يجلى لنا مكانة المرأة لدى الغرب النصرانى ‪!!!...‬‬
‫و لنقارن بين اية من القران و جملة من الناجيل ‪.....‬‬
‫يقول الله عز وجل فى سورة السراء ‪:‬‬
‫}وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك‬
‫الكبر أحدهما أو كلهما فل تقل لهما أف ول تنهرهما وقل لهما‬
‫قول كريما‪ ،‬واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب‬
‫ارحمهما كما ربياني صغيرا{‪.‬‬
‫حرم الله عز وجل ان ينطق البن امام ابيه او امه باقل كلمة‬
‫يبدو منها التضجر ‪ :‬أف ‪....‬‬
‫اهذا خير ام هذا الموقف الذى يحكيه يوحنا فى انجيله بين‬
‫المسيح و امه قائل ‪:‬‬
‫‪ 3‬ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر‪.‬‬
‫‪ 4‬قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة‪.‬لم تأت ساعتي بعد‪!!!!.‬‬
‫فلو ان يوحنا كان يكتب انجيله بالعاميه لكان قد قال على لسان‬
‫المسيح ‪ :‬انت مالك ياوليه مالكيش دعوه ‪!!!...‬‬
‫فايهما خير ؟؟؟ و ايهما انصف المرأة ؟؟؟‬
‫قارنوا هذا الموقف الذى ادعاه يوحنا فى انجيله بهذا الموقف‬
‫لرسول الله صلى الله عليه و سلم ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا‬ ‫جل ً أتى النب ّ‬ ‫ن َر ُ‬‫مر‪" :‬أ ّ‬ ‫ن عُ َ‬
‫عن اب ِ‬
‫ل لَ َ‬ ‫ظيما ً فَهَ ْ‬ ‫َ‬
‫من‬‫ك ِ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫ة؟ َقا َ‬
‫ل ِلي ت َوْب َ ٌ‬ ‫ت ذ َن ْب َا ً ع َ ِ‬
‫صب ْ ُ‬‫ل الله إّني أ َ‬ ‫رسو َ‬
‫ُ‬
‫ل‪ :‬نعم قال‪ :‬فَب ِّرها"‪.‬‬ ‫ة؟ َقا َ‬‫خال َ ٍ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫ل‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬هَ ْ‬ ‫م؟ قا َ‬‫أ ّ‬
‫ايهما خير للمرأة ؟؟؟‬
‫و لننطلق الى كيفية معاملة الرجل لزوجته ‪ ....‬كيف تصور‬
‫السلم هذه المعاملة ؟؟؟‬
‫بداية حافظ السلم على المرأة المسلمة ووقاها من الفتنة فى‬
‫دينها فمنع زواجها من كافر ‪...‬بل و فرق بين من تدخل السلم و‬
‫بين زوجها الكافر ‪.‬‬
‫يقول الله عز وجل فى سورة البقرة ‪:‬‬
‫}ول تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولمة مؤمنة خير من مشركة‬
‫ولو أعجبتكم ول تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير‬
‫من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى‬
‫الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون{‪.‬‬
‫فجعل زوج المسلمة لبد و ان يكون مسلما مثلها ‪ ....‬ثم بعد ذلك‬
‫حدد صفات هذا الزوج المقبول للمسلمة‬
‫يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ‪) :‬إذا أتاكم من ترضون‬
‫خلقه ودينه فزوجوه‪ .‬إل تفعلوا تكن فتنة في الرض وفساد‬
‫عريض(‪.‬‬
‫هذه صفات الزوج الذى ارتضاه السلم للمرأة ‪ ....‬فهو مسلم ‪...‬‬
‫و هو ملتزم بدينه ‪ ...‬و هو متين الخلق ‪.‬‬
‫فلكأن السلم اب حنون للمرأة يحنو عليها و هو يختار لها زوجا‬
‫يعينها فى دينها و دنياها ‪.‬‬
‫فماذا عن اعداء السلم ؟؟‬
‫لقد جعل اعداء السلم كما اسلفنا من قبل المرأة حيوانا يباع و‬
‫يشترى ‪ ...‬فهم يتاجرون بعرضها ‪ ...‬و هم يدفعون بها الى فرش‬
‫اعدائهم لتحقيق مصالحهم و اهوائهم ‪ ...‬و على هذا فقد كان‬
‫طبيعيا ان يتركوا تلك المراة نهبا لكل طامع و فاسق و كافر ‪.‬‬
‫اقرأوا موقف بولس من الزوج الكافر للمرأة المؤمنة ‪:‬‬
‫كورنثوس ‪ 7:13‬والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي ان‬
‫يسكن معها فل تتركه‪.‬‬
‫و هكذا يترك بولس القديس المرأة المؤمنة تحت وصاية زوجها و‬
‫لو كان كافرا ‪ ...‬فالمر يرجع لرغبة هذا الزوج ‪ ...‬ان اراد ان‬
‫يحبسها على نفسه فواجب المراة ان تطيعه ‪ !!...‬و ان لم يكن‬
‫له غرض منها فليلقيها فى الطريق ‪!!!...‬‬
‫و هكذا تردت المرأة فى نظر كتاب ) الكتاب المقدس ( الى‬
‫هاوية لم تتردى اليها حتى الحيوانات ‪!!!....‬‬
‫راينا كيف حرص السلم على المراة عند زواجها فحدد صفات‬
‫الزوج المناسب لها ‪ :‬دينه و خلقه ‪.‬‬
‫فلنرى الن ‪ :‬هل للمراة حق فى تقرير مصيرها فى الرتباط‬
‫بشخص معين ام ل ‪....‬‬
‫و السؤال ‪ :‬هل كفل السلم للمراة حق رفض او قبول الزوج‬
‫المتقدم لها ؟؟؟‬
‫يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ‪:‬‬
‫)آمروا النساء في أنفسهن‪ ،‬فإن الثيب تعرب عن نفسها‪ .‬وإذن‬
‫البكر صمتها(‬
‫و يقول ‪ ) :‬احملوا النساء على أهوائهن ( ]أي زوجوهن من‬
‫يرتضينه‪ ،‬إن كان كفؤا[ ‪.‬‬
‫و يقول صلى الله عليه و سلم ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫»ل َ ت ُن ْك َ ُ َ‬
‫ن« َقالوا‪َ :‬يا‬ ‫ست َأذ َ َ‬ ‫ح الب ِك ُْر َ‬
‫حّتى ت ُ ْ‬ ‫مَر وَل َ ت ُن ْك َ ُ‬
‫ست َأ َ‬
‫حّتى ت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ح الي ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ك َي ْ َ‬
‫ت«‬‫سك ُ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ل‪» :‬أ ْ‬ ‫ف إذ ْن َُها؟ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫هذا هو قول السلم و موقفه ‪...‬‬
‫بل إن السلم وصل لدرجة ابعد من هذا الى ابطال و رد عقد‬
‫الزواج الذى تكره عليه الفتاة و يتم بغير رضاها ‪.‬‬
‫فعن خنساء بنت خذام أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك‬
‫فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه ‪.‬‬
‫بل إن السلم اعطى لم الفتاة الحق فى ابداء رايها فى قبول‬
‫او رفض زوج ابنتها المستقبلى بحكم معرفتها بميول هذه البنة و‬
‫رغباتها ‪.‬‬
‫يقول المعصوم صلى الله عليه و سلم ‪) :‬آمروا النساء في‬
‫بناتهن(‬
‫بل و يصل الى ان يعطى المرأة الحق فى ان تطلب الزواج لمن‬
‫ترى فيه الصلح ‪....‬‬
‫فأن امرأة عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال‬
‫له رجل‪ :‬يا رسول الله زوجنيها‪ ،‬فقال‪) :‬ما عندك(‪ .‬قال‪ :‬ما عندي‬
‫شيء‪ ،‬قال‪) :‬اذهب فالتمس ولوخاتم من حديد(‪ .‬فذهب ثم رجع‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ل والله ما وجدت شيئا ول خاتما من حديد‪ ،‬ولكن هذا‬
‫إزاري ولها نصفه‪ ،‬قال سهل‪ :‬ما له رداء‪ ،‬فقال النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‪) :‬وما تصنع بإزارك‪ ،‬إن لبسته لم يكن عليها منه‬
‫شيء‪ ،‬وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء(‪ .‬فجلس الرجل حتى‬
‫إذا طال مجلسه قام‪ ،‬فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه‬
‫أودعي له‪ ،‬فقال له‪) :‬ماذا معك من القرآن(‪ .‬فقال‪ :‬معي سورة‬
‫كذا وسورة كذا‪ ،‬لسور يعددها‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪) :‬أمكناكها بما معك من القرآن(‪....‬‬
‫فاذا كان السلم قد اعطى هذه الحرية للمرأة فماذا اعطاها‬
‫اعداؤه ؟؟ ‍‬
‫؟‬
‫هل يجد اعداء السلم من اليهود و النصارى فى كتبهم مثل تلك‬
‫الحقوق التى مكن السلم المرأة منها ؟؟؟‬
‫هل اعطاها دينهم حق الموافقة على زوجها او حق اختياره و‬
‫جعل هذا شرطا لصحة الزواج ؟ ‍‬
‫؟‬
‫ل نملك هنا سوى تكرار عرض هذا النص من سفر العدد ‪:‬‬
‫‪ 5‬اذا سكن اخوة معا ومات واحد منهم وليس له ابن فل تصر‬
‫امرأة الميت الى خارج لرجل اجنبي‪.‬اخو زوجها يدخل عليها‬
‫ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب اخي الزوج‪.‬‬
‫‪ 6‬والبكر الذي تلده يقوم باسم اخيه الميت لئل يمحى اسمه من‬
‫اسرائيل‬
‫‪ 7‬وان لم يرضى الرجل ان يأخذ امرأة اخيه تصعد امرأة اخيه‬
‫الى الباب الى الشيوخ وتقول قد ابى اخو زوجي ان يقيم لخيه‬
‫اسما في اسرائيل‪.‬لم يشأ ان يقوم لي بواجب اخي الزوج‪.‬‬
‫والواقع ان اعداء السلم اعطوا المرأة حريات زائفة مخادعة ‪....‬‬
‫اعطوها حرية النحلل ‪ ...‬اعطوها حرية هدم القيم ‪ ....‬اعطوها‬
‫حرية العرى و العهر ‪ ...‬و منعوها حقوقها الفطرية التى اعطاها‬
‫لها الله ‪.‬‬
‫انها الفوضى تلك التى يسعى اليها اليهود و النصارى ‪ ....‬انها‬
‫الشيوعية الجنسية ‪ .‍...‬ل الحرية‬
‫انها المتعة الثمة ‪ ....‬ل الكرامة ‪.‬‬
‫ان الحرية تعنى اللتزام بالواجبات ل التمرد عليها مع الحصول‬
‫على الحقوق ل الفوضى ‪.‬‬
‫ثم لننظر بعد هذا الى كيفية معاملة الرجل و المراة كل منهما‬
‫للخر بعد الزواج ‪.‬‬
‫ما هى الضوابط التى وضعها السلم ثم اعداؤه للتعامل بين‬
‫طرفى هذا الرباط المقدس او الميثاق الغليظ ؟؟؟‬
‫بداية يحدد السلم حقوق كل طرف من طرفى هذه العلقة‬
‫وواجباته ‪ ....‬فواجب الرجل و حق المرأة حدده رسول الله صلى‬
‫الله عليه و سلم فى هذا الحديث ‪:‬‬
‫) حق المرأة على الزوج‪ :‬أن يطعمها إذا طعم‪ ،‬ويكسوها إذا‬
‫اكتسى‪ ،‬ول يضرب الوجه‪ ،‬ول يقبح‪ ،‬ول يهجر إل في البيت (‬
‫و يقول صلى الله عليه و سلم ‪:‬‬
‫) أى رجل لطم امرأته لطمة أمر الله عز وجل خازن النيران‬
‫فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة من نار جهنم (‬
‫بل و ان رسول الله صلى الله عليه و سلم اعطى المراة‬
‫خصوصية كبيرة ‪ :‬فنهى عن تتبع عثرات النساء ‪ ....‬فليس للرجل‬
‫ان يصير رقيبا على زوجته يتسقط لها الخطاء و يعاتبها و يشتد‬
‫فى عتابها و لومها ‪.‬‬
‫هل رايتم خيرا من هذا ؟؟؟‬
‫وواجب المرأة و حق الرجل يقول فيه صلى الله عليه و سلم ‪:‬‬
‫)خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا‬
‫غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك(‬
‫فهل تجدون اكثر عدل فى معاملة المراة من تحديد واجباتها و‬
‫حقوقها فل يعتد على هذه الحقوق ال ظالم معاقب ؟؟ ‍‬
‫؟‬
‫هل يجد اليهود او النصارى فى دينهم شيئا كهذا او قريبا منه فى‬
‫معاملة المرأة ؟؟‬
‫كتبه الخ ‪ /‬ابو جهاد‬
‫عودة‬
‫لماذا شرع السلم الطلق ؟؟‬
‫يأخذ الكثير من الغربيين على السلم أنه أباح الطلق ‪ ،‬ويعتبرون‬
‫ذلك دليل ً على استهانة السلم بقدر المرأة ‪ ،‬وبقدسية الزواج ‪،‬‬
‫وقلدهم في ذلك بعض المسلمين الذين تثقفوا بالثقافات‬
‫الغربية ‪ ،‬وجهلوا أحكام شريعتهم ‪ ،‬مع إن السلم ‪ ،‬لم يكن أول‬
‫من شرع الطلق ‪ ،‬فقد جاءت به الشريعة اليهودية من قبل ‪،‬‬
‫وعرفه العالم قديمًا‪.‬‬
‫وقد نظر هؤلء العائبون إلى المر من زاوية واحدة فقط ‪ ،‬هي‬
‫تضرر المرأة به ‪ ،‬ولم ينظروا إلى الموضوع من جميع جوانبه ‪،‬‬
‫كموا في رأيهم فيه العاطفة غير الواعية ‪ ،‬وغير المدركة‬ ‫ح ّ‬
‫و َ‬
‫للحكمة منه ولسبابه ودواعيه‪.‬‬
‫إن السلم يفترض أول ً ‪ ،‬أن يكون عقد الزواج دائما ً ‪ ،‬وأن تستمر‬
‫الزوجية قائمة بين الزوجين ‪ ،‬حتى يفرق الموت بينهما ‪ ،‬ولذلك ل‬
‫يجوز في السلم تأقيت عقد الزواج بوقت معين‪.‬‬
‫غير إن السلم وهو يحتم أن يكون عقد الزواج مؤبدا ً يعلم أنه‬
‫إنما يشرع لناس يعيشون على الرض ‪ ،‬لهم خصائصهم ‪،‬‬
‫وطباعهم البشرية ‪ ،‬لذا شرع لهم كيفية الخلص من هذا العقد ‪،‬‬
‫إذا تعثر العيش ‪ ،‬وضاقت السبل ‪ ،‬وفشلت الوسائل للصلح ‪،‬‬
‫وهو في هذا واقعي كل الواقعية ‪ ،‬ومنصف كل النصاف لكل من‬
‫الرجل والمرأة‪.‬‬
‫فكثيرا ً ما يحدث بين الزوجين من السباب والدواعي ‪ ،‬ما يجعل‬
‫الطلق ضرورة لزمة ‪ ،‬ووسيلة متعينة لتحقيق الخير ‪،‬‬
‫والستقرار العائلي والجتماعي لكل منهما ‪ ،‬فقد يتزوج الرجل‬
‫والمرأة ‪ ،‬ثم يتبين أن بينهما تباينا ً في الخلق ‪ ،‬وتنافرا ً في‬
‫الطباع ‪ ،‬فيرى كل من الزوجين نفسه غريبا ً عن الخر ‪ ،‬نافرا ً منه‬
‫طلع أحدهما من صاحبه بعد الزواج على ما ل يحب ‪ ،‬ول‬ ‫‪ ،‬وقد ي ّ‬
‫يرضى من سلوك شخصي ‪ ،‬أو عيب خفي ‪ ،‬وقد يظهر أن المرأة‬
‫عقيم ل يتحقق معها أسمى مقاصد الزواج ‪ ،‬وهو ل يرغب‬
‫التعدد ‪ ،‬أول يستطيعه ‪ ،‬إلى غير ذلك من السباب والدواعي ‪،‬‬
‫التي ل تتوفر معها المحبة بين الزوجين ول يتحقق معها التعاون‬
‫على شؤون الحياة ‪ ،‬والقيام بحقوق الزوجية كما أمر الله ‪،‬‬
‫فيكون الطلق لذلك أمرا ً ل بد منه للخلص من رابطة الزواج‬
‫التي أصبحت ل تحقق المقصود منها ‪ ،‬والتي لو ألزم الزوجان‬
‫بالبقاء عليها ‪ ،‬لكلت الضغينة قلبيهما ‪ ،‬ولكاد كل منهما لصاحبه ‪،‬‬
‫وسعى للخلص منه بما يتهيأ له من وسائل ‪ ،‬وقد يكون ذلك سببا ً‬
‫في انحراف كل منهما ‪ ،‬ومنفذا ً لكثير من الشرور والثام‪،‬‬
‫شرع الطلق وسيلة للقضاء على تلك المفاسد ‪ ،‬وللتخلص‬ ‫لهذا ُ‬
‫من تلك الشرور ‪ ،‬وليستبدل كل منهما بزوجه زوجا ً آخر ‪ ،‬قد يجد‬
‫معه ما افتقده مع الول ‪ ،‬فيتحقق قول الله تعالى‪ ) :‬وإن يتفرقا‬
‫يغن الله كل ً من سعته ‪ ،‬وكان الله واسعا ً حكيما ً (‪.‬‬
‫وهذا هو الحل لتلك المشكلت المستحكمة المتفق مع منطق‬
‫العقل والضرورة ‪ ،‬وطبائع البشر وظروف الحياة‪.‬‬
‫ول بأس أن نورد ما قاله ) بيتام ( رجل القانون النجليزي ‪ ،‬لندلل‬
‫للهثين خلف الحضارة الغربية ونظمها أن ما يستحسنونه من تلك‬
‫الحضارة ‪ ،‬يستقبحه أبناؤها العالمون بخفاياها ‪ ،‬والذين يعشون‬
‫نتائجها‪.‬‬
‫يقول ) بيتام (‪:‬‬
‫) لو وضع مشروع قانونا ً يحرم فض الشركات ‪ ،‬ويمنع رفع ولية‬
‫الوصياء ‪ ،‬وعزل الوكلء ‪ ،‬ومفارقة الرفقاء ‪ ،‬لصاح الناس‬
‫أجمعون‪ :‬أنه غاية الظلم ‪ ،‬واعتقدوا صدوره من معتوه أو مجنون‬
‫‪ ،‬فيا عجبا ً أن هذا المر الذي يخالف الفطرة ‪ ،‬ويجافي الحكمة ‪،‬‬
‫وتأباه المصلحة ‪ ،‬ول يستقيم مع أصول التشريع ‪ ،‬تقرره القوانين‬
‫بمجرد التعاقد بين الزوجين في أكثر البلد المتمدنة ‪ ،‬وكأنها‬
‫تحاول إبعاد الناس عن الزواج ‪ ،‬فإن النهي عن الخروج من‬
‫الشيء نهي عن الدخول فيه ‪ ،‬وإذا كان وقوع النفرة واستحكام‬
‫الشقاق والعداء ‪ ،‬ليس بعيد الوقوع ‪ ،‬فأيهما خير؟ ‪ ..‬ربط‬
‫الزوجين بحبل متين ‪ ،‬لتأكل الضغينة قلوبهما ‪ ،‬ويكيد كل منهما‬
‫للخر؟ أم حل ما بينهما من رباط ‪ ،‬وتمكين كل منهما من بناء‬
‫بيت جديد على دعائم قوية؟ ‪ ،‬أو ليس استبدال زوج بآخر ‪ ،‬خيرا ً‬
‫من ضم خليلة إلى زوجة مهملة أو عشيق إلى زوج بغيض (‪.‬‬
‫و السلم عندما أباح الطلق ‪ ،‬لم يغفل عما يترتب على وقوعه‬
‫من الضرار التي تصيب السرة ‪ ،‬خصوصا ً الطفال ‪ ،‬إل أنه لحظ‬
‫أن هذا أقل خطرا ً ‪ ،‬إذا قورن بالضرر الكبر ‪ ،‬الذي تصاب به‬
‫السرة والمجتمع كله إذا أبقى على الزوجية المضطربة ‪،‬‬
‫والعلئق الواهية التي تربط بين الزوجين على كره منهما ‪ ،‬فآثر‬
‫أخف الضررين ‪ ،‬وأهون الشرين‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه ‪ ،‬شرع من التشريعات ما يكون علجا ً لثاره‬
‫ونتائجه ‪ ،‬فأثبت للم حضانة أولدها الصغار ‪ ،‬ولقريباتها من‬
‫بعدها ‪ ،‬حتى يكبروا ‪ ،‬وأوجب على الب نفقة أولده ‪ ،‬وأجور‬
‫حضانتهم ورضاعتهم ‪ ،‬ولو كانت الم هي التي تقوم بذلك ‪ ،‬ومن‬
‫فر من الطلق وبغضه إلى النفوس فقال صلى الله‬ ‫جانب آخر ‪ ،‬ن ّ‬
‫عليه وسلم‪ ) :‬أيما امرأة سألت زوجها الطلق في غير بأس ‪،‬‬
‫فحرام عليها رائحة الجنة ( ‪ ،‬وحذر من التهاون بشأنه فقال عليه‬
‫الصلة والسلم‪ ) :‬ما بال أحدكم يلعب بحدود الله ‪ ،‬يقول‪ :‬قد‬
‫طلقت ‪ ،‬قد راجعت( ‪ ،‬وقال عليه الصلة والسلم‪ ) :‬أُيلعب بكتاب‬
‫الله وأنا بين أظهركم( ‪ ،‬قاله في رجل طلق زوجته بغير ما أحل‬
‫الله‪.‬‬
‫واعتبر الطلق آخر العلج ‪ ،‬بحيث ل يصار إليه إل عند تفاقم المر‬
‫‪ ،‬واشتداد الداء ‪ ،‬وحين ل يجدي علج سواه ‪ ،‬وأرشد إلى اتخاذ‬
‫الكثير من الوسائل قبل أن يصار إليه ‪ ،‬فرغب الزوج في الصبر‬
‫والتحمل على الزوجات ‪ ،‬وإن كانوا يكرهون منهن بعض المور ‪،‬‬
‫إبقاء للحياة الزوجية ‪ ) ،‬وعاشروهن بالمعروف ‪ ،‬فإن كرهتموهن‬
‫فعسى أن تكرهوا شيئا ً ويجعل الله فيه خيرا ً كثيرا ً (‪.‬‬
‫وأرشد الزوج إذا لحظ من زوجته نشوزا ً إلى ما يعالجها به من‬
‫التأديب المتدرج‪ :‬الوعظ ثم الهجر ‪ ،‬ثم الضرب غير المبرح ‪،‬‬
‫)واللتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع‬
‫واضربوهن فإن أطعنكم فل تبغوا عليهن سبي ً‬
‫ل(‪.‬‬
‫وأرشد الزوجة إذا ما أحست فتورا ً في العلقة الزوجية ‪ ،‬وميل‬
‫زوجها إليها إلى ما تحفظ به هذه العلقة ‪ ،‬ويكون له الثر الحسن‬
‫في عودة النفوس إلى صفائها ‪ ،‬بأن تتنازل عن بعض حقوقها‬
‫الزوجية ‪ ،‬أو المالية ‪ ،‬ترغيبا ً له بها وإصلحا ً لما بينهما‪.‬‬
‫وشرع التحكيم بينهما ‪ ،‬إذا عجزا عن إصلح ما بينهما ‪ ،‬بوسائلهما‬
‫الخاص‪.‬‬
‫كل هذه الجراءات والوسائل تتخذ وتجرب قبل أن يصار إلى‬
‫الطلق ‪ ،‬ومن هذا يتضح ما للعلئق والحياة الزوجية من شأن‬
‫عظيم عند الله‪.‬‬
‫م من‬ ‫فل ينبغي فصم ما وصل الله وأحكمه ‪ ،‬ما لم يكن ث َ ّ‬
‫الدواعي الجادة الخطيرة الموجبة للفتراق ‪ ،‬ول يصار إلى ذلك‬
‫إل بعد استنفاد كل وسائل الصلح‪.‬‬
‫ومن هدي السلم في الطلق ‪ ،‬ومن تتبع الدواعي والسباب‬
‫الداعية إلى الطلق يتضح أنه كما يكون الطلق لصالح الزوج ‪،‬‬
‫فإنه أيضا ً يكون لصالح الزوجة في كثير من المور ‪ ،‬فقد تكون‬
‫هي الطالبة للطلق ‪ ،‬الراغبة فيه ‪ ،‬فل يقف السلم في وجه‬
‫رغبتها وفي هذا رفع لشأنها ‪ ،‬وتقدير لها ‪ ،‬ل استهانة بقدرها ‪ ،‬كما‬
‫دعون ‪ ،‬وإنما الستهانة بقدرها ‪ ،‬بإغفال رغبتها ‪،‬‬‫دعي الم ّ‬‫ي ّ‬
‫وإجبارها على الرتباط برباط تكرهه وتتأذى منه‪.‬‬
‫وليس هو استهانة بقدسية الزواج كما يزعمون ‪ ،‬بل هو وسيلة‬
‫ليجاد الزواج الصحيح السليم ‪ ،‬الذي يحقق معنى الزوجية‬
‫وأهدافها السامية ‪ ،‬ل الزواج الصوري الخالي من كل معاني‬
‫الزوجية ومقاصدها‪.‬‬
‫إذ ليس مقصود السلم البقاء على رباط الزوجية كيفما كان ‪،‬‬
‫ولكن السلم جعل لهذا الرباط أهدافا ً ومقاصد ‪ ،‬ل بد أن تتحقق‬
‫منه ‪ ،‬وإل فليلغ ‪ ،‬ليحل محله ما يحقق تلك المقاصد والهداف‪.‬‬
‫ويثار كذلك عن الحكمة في جعل الطلق بيد الرجل ؟؟ واليس‬
‫في ذلك ما ينقص من شأن المرأة ؟؟‬
‫وفي ذلك نقول ‪ :‬إن فصم رابطة الزوجية أمر خطير ‪ ،‬يترتب‬
‫عليه آثار بعيدة المدى في حياة السرة والفرد والمجتمع ‪ ،‬فمن‬
‫الحكمة والعدل أل تعطى صلحية البت في ذلك ‪ ،‬وإنهاء الرابطة‬
‫تلك ‪ ،‬إل لمن يدرك خطورته ‪ ،‬ويقدر العواقب التي تترب عليه‬
‫حق قدرها ‪ ،‬ويزن المور بميزان العقل ‪ ،‬قبل أن يقدم على‬
‫النفاذ ‪ ،‬بعيدا ً عن النزوات الطائشة ‪ ،‬والعواطف المندفعة ‪،‬‬
‫والرغبة الطارئة‪.‬‬
‫والثابت الذي ل شك فيه أن الرجل أكثر إدراكا ً وتقديرا ً لعواقب‬
‫هذا المر ‪ ،‬وأقدر على ضبط أعصابه ‪ ،‬وكبح جماح عاطفته حال‬
‫الغضب والثورة ‪ ،‬وذلك لن المرأة خلقت بطباع وغرائز تجعلها‬
‫أشد تأثرا ً ‪ ،‬وأسرع انقيادا ً لحكم العاطفة من الرجل ‪ ،‬لن‬
‫وظيفتها التي أعدت لها تتطلب ذلك ‪ ،‬فهي إذا أحبت أو كرهت ‪،‬‬
‫وإذا رغبت أو غضبت اندفعت وراء العاطفة ‪ ،‬ل تبالي بما ينجم‬
‫عن هذا الندفاع من نتائج ول تتدبر عاقبة ما تفعل ‪ ،‬فلو جعل‬
‫الطلق بيدها ‪ ،‬لقدمت على فصم عرى الزوجية لتفه السباب ‪،‬‬
‫وأقل المنازعات التي ل تخلو منها الحياة الزوجية ‪ ،‬وتصبح‬
‫السرة مهددة بالنهيار بين لحظة وأخرى‪.‬‬
‫وهذا ل يعني أن كل النساء كذلك ‪ ،‬بل إن من النساء من هن‬
‫ذوات عقل وأناة ‪ ،‬وقدرة على ضبط النفس حين الغضب من‬
‫بعض الرجال ‪ ،‬كما أن من الرجال من هو أشد تأثرا ً وأسرع‬
‫انفعال ً من بعض النساء ‪ ،‬ولكن العم الغلب والصل أن المرأة‬
‫كما ذكرنا ‪ ،‬والتشريع إنما يبني على الغالب وما هو الشأن في‬
‫الرجال والنساء ‪ ،‬ول يعتبر النوادر والشواذ ‪ ،‬وهناك سبب آخر‬
‫لتفرد الرجل بحق فصم عرى الزوجية‪.‬‬
‫إن إيقاع الطلق يترتب عليه تبعات مالية ‪ُ ،‬يلزم بها الزواج‪ :‬فيه‬
‫يحل المؤجل من الصداق إن وجد ‪ ،‬وتجب النفقة للمطلقة مدة‬
‫العدة ‪ ،‬وتجب المتعة لمن تجب لها من المطلقات ‪ ،‬كما يضيع‬
‫على الزوج ما دفعه من المهر ‪ ،‬وما أنفقه من مال في سبيل‬
‫إتمام الزواج ‪ ،‬وهو يحتاج إلى مال جديد لنشاء زوجية جديدة ‪،‬‬
‫ول شك أن هذه التكاليف المالية التي تترتب على الطلق ‪ ،‬من‬
‫شأنها أن تحمل الزواج على التروي ‪ ،‬وضبط النفس ‪ ،‬وتدبر‬
‫المر قبل القدام على إيقاع الطلق ‪ ،‬فل يقدم عليه إل إذا رأى‬
‫أنه أمر ل بد منه ول مندوحة عنه‪.‬‬
‫أما الزوجة فإنه ل يصيبها من مغارم الطلق المالية شيء ‪ ،‬حتى‬
‫يحملها على التروي والتدبر قبل إيقاعه – إن استطاعت – بل هي‬
‫تربح من ورائه مهرا ً جديدا ً ‪ ،‬وبيتا ً جديدا ً ‪ ،‬وعريسا ً جديدًا‪.‬‬
‫فمن الخير للحياة الزوجية ‪ ،‬وللزوجة نفسها أن يكون البت في‬
‫مصير الحياة الزوجية في يد من هو أحرص عليها وأضن بها‪.‬‬
‫والشريعة لم تهمل جانب المرأة في إيقاع الطلق ‪ ،‬فقد منحتها‬
‫الحق في الطلق ‪ ،‬إذا كانت قد اشترطت في عقد الزواج شرطا ً‬
‫صحيحا ً ‪ ،‬ولم يف الزوج به ‪ ،‬وأباحت لها الشريعة الطلق بالتفاق‬
‫بينها وبين زوجها ‪ ،‬ويتم ذلك في الغالب بأن تتنازل للزوج أو‬
‫تعطيه شيئا ً من المال ‪ ،‬يتراضيان عليه ‪ ،‬ويسمى هذا بالخلع أو‬
‫الطلق على مال ‪ ،‬ويحدث هذا عندما ترى الزوجة تعذر الحياة‬
‫معه ‪ ،‬وتخشى إن بقيت معه أن تخل في حقوقه ‪ ،‬وهذا ما بينه‬
‫الله تعالى في قوله‪) :‬ول يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا ً‬
‫إل أن يخافا أل يقيما حدود الله ‪ ،‬فإن خفتم أل يقيما حدود الله‬
‫فل جناح عليهما فيما افتدت به(‪.‬‬
‫ُ‬
‫ولها طلب التفريق بينها وبينه ‪ ،‬إذا أعسر ولم يقدر على النفاق‬
‫عليها ‪ ،‬وكذا لو وجدت بالزوج عيبا ً ‪ ،‬يفوت معه أغراض الزوجية ‪،‬‬
‫ول يمكن المقام معه مع وجوده ‪ ،‬إل بضرر يلحق الزوجة ‪ ،‬ول‬
‫يمكن البرء منه ‪ ،‬أو يمكن بعد زمن طويل ‪ ،‬وكذلك إذا أساء‬
‫الزوج عشرتها ‪ ،‬وآذاها بما ل يليق بأمثالها ‪ ،‬أو إذا غاب عنها غيبة‬
‫طويلة‪.‬‬
‫كل تلك المور وغيرها ‪ ،‬تعطي الزوجة الحق في أن تطلب‬
‫التفريق بينها وبين زوجها ‪ ،‬صيانة لها أن تقع في المحظور ‪ ،‬وضنا ً‬
‫بالحياة الزوجية من أن تتعطل مقاصدها ‪ ،‬وحماية للمرأة من أن‬
‫تكون عرضة للضيم والتعسف‪.‬‬
‫منقول من موقع ‪islamunveiled‬‬
‫عودة‬
‫تعدد الزوجات قبل السلم‬
‫تعدد الزوجات من النظم التي تعرضت لهجمات المستشرقين‬
‫الشرسة في إطار حملت مسعورة لم تتوقف أبدا للطعن في‬
‫السلم العظيم و رسوله المين )صلى الله عليه وسلم( ‪.‬‬
‫والحملة على التعدد بدأها اليهود مبكرا في عهد الرسول عليه‬
‫الصلة و السلم ‪.‬‬
‫عن عمر مولى غفرة ‪ )) :‬قالت اليهود لما رأت الرسول )صلى‬
‫الله عليه وسلم( يتزوج النساء ‪ :‬انظروا إلى هذا الذي ل يشبع‬
‫من الطعام ‪ ،‬ول والله ماله همة إل النساء (( ‪ ،‬وحسدوه لكثرة‬
‫نسائه وعابوه بذلك ‪ ..‬وقالوا – لعنهم الله – )) لو كان نبيا ما‬
‫رغب في النساء ‪ ..‬وكان أشدهم في ذلك حيى بن أخطب ‪،‬‬
‫فكذبهم الله تعالى وأخبرهم بفضله وسعته على نبيه ‪ ،‬ونزل قوله‬
‫سبحانه ‪} :‬أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله { –‬
‫يعنى رسول الله )صلى الله عليه وسلم( – } فقد آتينا آل‬
‫إبراهيم الكتاب و الحكمة وآتيناهم ملكا عظيما { )‪ (1‬يعني‬
‫سبحانه ما آتى داود وسليمان عليهما السلم ‪ ،‬فقد تزوج كلهما‬
‫أكثر مما تزوج نبينا محمد )صلى الله عليه وسلم( ‪ ،‬وكان لكل‬
‫منهما من الجواري ما لم يمتلك مثله رسولنا عليه السلم ‪.‬‬
‫وعلى مر العصور ظل أعداء هذا الدين في الداخل و الخارج‬
‫يحاولون النتقاص من مبدأ التعدد ‪ ،‬واتخاذه ذريعة للتشكيك في‬
‫القرآن الكريم والرسول العظيم والشريعة الغراء ‪.‬‬
‫ووصل المر بإحدى الدول السلمية إلى حظر تعدد الزوجات‬
‫واعتباره جريمة يعاقب عليها ‪ ،‬على غرار الدول الغربية !! وفي‬
‫مصر‪ ..‬حاولت جيهان زوج الرئيس الراحل أنور السادات‬
‫استصدار قانون مشابه يمنع التعدد ‪ ،‬لكن رجال الزهر الشريف‬
‫والتيار السلمي الجارف نجحوا في إحباط المحاولة ‪ ،‬وإن كانت‬
‫جيهان قد نجحت في تمرير قانون يجعل اقتران الرجل بأخرى‬
‫إضرارا بالزوجة الولى يعطيها الحق في طلب الطلق !! وبعد‬
‫مقتل السادات وانهيار سطوة جيهان تم إلغاء هذه المادة‬
‫المخالفة للشريعة الغراء ‪.‬‬
‫ولكن وسائل العلم المختلفة لم تتوقف عن مهاجمة التعدد‬
‫الشرعي والسخرية منه ‪ ،‬والتندر على معددي الزوجات في‬
‫الفلم والمسلسلت الساقطة التي تقوم في ذات الوقت بتزيين‬
‫الفواحش ‪ ،‬وتعرض اتخاذ العشيقات على أنه أمر كوميدي‬
‫للتسلية والفكاهة والتبسيط !!! وخرجت امرأة علمانية على‬
‫شاشة محطة دولية تهاجم التعدد في السلم ‪!!..‬‬
‫ووصل البعض إلى غاية السفه والضلل عندما نشر في صحيفة‬
‫أسبوعية قاهرية سلسلة مقالت عنوانها )) تعدد الزوجات‬
‫حرام (( !! هكذا بكل بساطة يحاول جاهل مغمور إلغاء نصوص‬
‫القرآن والسنة بجرة قلم أحمق مخبول !!!‬
‫ووصل تضليل الرأي العام في البلد السلمية حدا جعل النساء‬
‫في ريف مصر يتداولون قول شائعا عن الرجل ‪ )) :‬جنازته ول‬
‫جوازته (( ‪ ،‬أي موته أفضل من زواجه بأخرى !!‬
‫لكل هذه السباب وغيرها جاء هذا )الكتاب( ‪ ..‬وهو محاولة‬
‫متواضعة لتصحيح المفاهيم ورد المور إلى نصابها ‪ ،‬والله‬
‫المستعان على ما يصفون ‪..‬‬
‫تعدد الزوجات قبل السلم‬
‫لم يبتكر السلم نظام التعدد ‪ ..‬فالثابت تاريخيا أن تعدد الزوجات‬
‫ظاهرة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور ‪ ..‬كانت الظاهرة‬
‫منتشرة بين الفراعنة ‪ ..‬وأشهر الفراعنة على الطلق وهو‬
‫رمسيس الثاني ‪ ،‬كان له ثماني زوجات وعشرات المحظيات و‬
‫الجواري ‪ ،‬وأنجب أكثر من مائة وخمسين ولدا وبنتا ‪ ..‬وأسماء‬
‫زوجاته ومحظياته وأولده منقوش على جدران المعابد حتى اليوم‬
‫‪..‬‬
‫وأشهر زوجات رمسيس الثاني هي الملكة الجميلة نفرتارى ‪..‬‬
‫وتليها في المكانة و الترتيب الملكة )) أيسه نفر (( أو )) إيزيس‬
‫نفر (( وهى والدة ابنه الملك )) مرنبتاح (( الذي تولى الحكم بعد‬
‫وفاة أبيه وإخوته الكبر سنا ‪.‬‬
‫ويروى أن فرعون موسى كانت له عدة زوجات منهن السيدة‬
‫)) آسيا (( عليها السلم ‪ ،‬وكانت ابنة عمه ‪ ،‬ولم تنجب أولدا‬
‫منه ‪ ،‬ولهذا احتضنت سيدنا موسى – على نبينا وعليه الصلة‬
‫والسلم – وقالت لفرعون عن الرضيع موسى الذي التقطته‬
‫الخادمات من صندوق عائم في مياه نهر النيل ‪ } :‬قرة عين لي‬
‫ولك ل تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا { ‪(2).‬‬
‫وكان تعدد الزوجات معروفا في عهد أبى النبياء خليل الرحمن‬
‫إبراهيم – صلى الله على نبينا وعليه وسلم – وأنجبت له السيدة‬
‫هاجر الذبيح )) إسماعيل (( جد العرب عليه السلم ‪ ،‬بينما رزقه‬
‫الله من )) سارة (( بسيدنا )) إسحاق (( عليه السلم ‪.‬‬
‫وجمع نبي الله يعقوب بين أختين – ابنتي خاله لبان – هما‬
‫)) ليا (( و )) راحيل (( )‪ (3‬وجاريتين لهما ‪ ،‬فكانت له أربع حلئل‬
‫في وقت واحد ‪..‬‬
‫وأنجب عليه السلم منهما السباط ) أحد عشر ولدا ( بالضافة‬
‫إلى سيدنا يوسف – عليه السلم ‪ ..‬وأمه هي )) راحيل (( التي‬
‫كانت أحب حليلت النبي يعقوب إلى قلبه ‪ ،‬وأنجبت له )) بنيامين‬
‫(( بعد يوسف – عليه السلم ‪.‬‬
‫***‬
‫وكانت لسيدنا داود – عليه السلم – عدة زوجات والعديد من‬
‫الجواري ‪ ..‬وكذلك كانت لبنه سليمان زوجات وجواري عديدات ‪.‬‬
‫ومن الضروري أن ننتبه هنا إلى ما بثه اليهود – قاتلهم الله – من‬
‫شائعات قبيحة ‪ ،‬وأكاذيب مفضوحة عن النبي الكريم داود – عليه‬
‫السلم – فقد زعم أعداء الله أن داود – عليه السلم – افتتن‬
‫بزوجة أحد قواده فأرسله إلى جبهة القتال ليموت هناك فيتزوج‬
‫داود من أرملته التي يريدها !! وهى فرية دنيئة أكد المفسرون‬
‫الكبار – ومنهم المام ابن كثير رضي الله عنه – أنها مكذوبة ‪،‬‬
‫ومن السرائيليات التي يجب طرحها وعدم اللتفاف إليها ‪(4) .‬‬
‫واليماء بعصمة النبياء عليهم السلم من ثوابت العقيدة ‪،‬‬
‫والطعن عمدا في طهارة المرسلين ونبل أخلقهم هو كفر صريح‬
‫يخرج من الملة – والعياذ بالله ‪..‬‬
‫لقد كان لداود وسليمان زوجات كثيرات وعشرات من الجواري )‬
‫ملك اليمين ( ‪ ،‬ومن ثم ل يتصور أن تبقى لي منهما حاجة إلى‬
‫غيرهن ‪ ..‬وليس نبي الله داود الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما‬
‫هو الذي يتحايل ليتخلص من قائده حتى يتزوج بعد ذلك من‬
‫أرملته !!‪..‬‬
‫***‬
‫وكان تعدد الزوجات منتشرا في جزيرة العرب قبل السلم‬
‫أيضا ‪..‬‬
‫روى المام البخاري – رضي الله عنه – بإسناده أن غيلن الثقفي‬
‫أسلم وتحته عشر نسوة ‪ ،‬فقال له النبي )صلى الله عليه‬
‫وسلم( ‪ ) :‬اختر منهن أربعا ( ‪.‬‬
‫وروى أبو داود – رضي الله عنه – بإسناده أن عميرة السدى قال‬
‫‪ :‬أسلمت وعندي ثماني نسوة ‪ ،‬فذكرت ذلك للنبي )صلى الله‬
‫عليه وسلم( فقال ‪ ) :‬اختر منهن أربعا ( ‪.‬‬
‫وقال المام الشافعي – رضي الله عنه – في مسنده ‪ :‬أخبرني‬
‫من سمع ابن أبى الزياد يقول أخبرني عبد المجيد عن ابن سهل‬
‫عن عبد الرحمن عن عوف بن الحارث عن نوفل ابن معاوية‬
‫الديلمى قال ‪ :‬أسلمت وعندي خمس نسوة ‪ ،‬فقال لي رسول‬
‫الله )صلى الله عليه وسلم( ‪ ) :‬اختر أربعا أيتهن شئت ‪ ،‬وفارق‬
‫الخرى ( ‪.‬‬
‫وروى البخاري في كتاب النكاح أن النبي )صلى الله عليه وسلم(‬
‫آخى بين عبد الرحمن بن عوف وبين سعد بن عوف النصاري ‪،‬‬
‫وعند النصاري امرأتان ‪ ،‬فعرض عليه أن يناصفه زوجتيه وماله ‪،‬‬
‫فقال له عبد الرحمن بن عوف ‪ )) :‬بارك الله لك في أهلك‬
‫ومالك ‪ ..‬دلني على السوق ‪. (( ..‬‬
‫***‬
‫وكان تعدد الزوجات شائعا في الشعوب ذات الصل‬
‫)) السلفى (( ‪..‬‬
‫وهى التي تسمى الن بالروس والصرب والتشيك والسلوفاك ‪..‬‬
‫وتضم أيضا معظم سكان ليتوانيا وأستونيا ومقدونيا ورومانيا‬
‫وبلغاريا ‪..‬‬
‫وكان شائعا أيضا بين الشعوب الجرمانية والسكسونية التي‬
‫ينتمي إليها معظم سكان ألمانيا والنمسا وسويسرا وبلجيكا‬
‫وهولندا والدانمارك والسويد والنرويج وانجلترا ‪..‬‬
‫ويلحظ أن التعدد كان ومازال منتشرا بين شعوب وقبائل أخرى‬
‫ل تدين ب السلم ‪ ..‬ومنها الشعوب الوثنية في أفريقيا والهند‬
‫والصين واليابان‬
‫ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا ‪.‬‬
‫***‬
‫ويقول الدكتور محمد فؤاد الهاشمي ‪ )) :‬إن الكنيسة ظلت حتى‬
‫القرن السابع عشر تعترف بتعدد الزوجات ((‪(5).‬‬
‫ول يوجد نص صريح في أي من الناجيل الربعة يحظر تعدد‬
‫الزوجات ‪ ،‬وكل ما حدث هو أن تقاليد بعض الشعوب الوروبية‬
‫الوثنية كانت تمنع تعدد الزوجات ) ونقول بعض الشعوب ‪ ،‬لن‬
‫أغلبها‪ -‬كما ذكرنا – كان يعرف تعدد الزوجات على أوسع‬
‫نطاق ( ‪ ،‬فلما اعتنقت هذه القلية التي تمنع التعدد النصرانية‬
‫فرضت تقاليدها السابقة على النصرانيين ‪ ،‬وبمرور الزمن ظن‬
‫الناس أن تحريم التعدد هو من صلب النصرانية ‪ ،‬بينما هو تقليد‬
‫قديم فرضه البعض على الخرين على مر السنين ‪..‬‬
‫ونحن نتحدى معارضي التعدد أن يأتونا بنص على تحريم التعدد‬
‫في أي إنجيل من الربعة التي تمثل العهد الجديد ‪..‬‬
‫أما العهد القديم أو التوراة ففيها نصوص صريحة على إباحة‬
‫التعدد في دين الخليل إبراهيم وإسحاق ويعقوب ‪ ،‬وشريعة داود‬
‫وسليمان ‪ ،‬وغيرهم من أنبياء بنى إسرائيل – على نبينا وعليهم‬
‫الصلة والسلم ‪..‬‬
‫بل إن علماء الجتماع والمؤرخين ‪ ،‬ومنهم وستر مارك و‬
‫هوبهوس و هيلير و جنربرج وغيرهم ‪ ،‬يلحظون أن التعدد لم‬
‫ينتشر إل بين الشعوب التي بلغت قدرا معينا من الحضارة ‪..‬‬
‫وهى الشعوب التي استقرت في وديان النهار ومناطق المطار‬
‫الغزيرة ‪ ،‬وتحولت إلى الزراعة المنظمة والرعي بدل من الصيد‬
‫وجمع ثمار الغابات و الزراعة البدائية ‪ ..‬ففي المرحلة البدائية‬
‫من عمر المجتمعات كان السائد هو نظام وحدة السرة ‪ ،‬ووحدة‬
‫الزوجة ‪..‬‬
‫ويرى هؤلء المؤرخون وعلماء الجتماع أن نظام التعدد سوف‬
‫يتسع نطاقه كلما تقدمت المدنية ‪ ،‬واتسع نطاق الحضارة في‬
‫العالم ‪.‬‬
‫وشهادة هؤلء العلماء – وهم جميعا من غير المسلمين – هي‬
‫أقوى رد على المغالطين من معارضي التعدد الذين يزعمون أنه‬
‫قد انقضى زمانه وانتهى عصره !!‬
‫***‬
‫لقد كان تعدد الزوجات – إذن – معروفا ومنتشرا في سائر أنحاء‬
‫العالم قبل أن يبعث النبي محمد )صلى الله عليه وسلم( رحمة‬
‫للعالمين ‪..‬‬
‫وكان التعدد مطلقا بل أية حدود أو ضوابط أو قيود ‪ ..‬لم يكن‬
‫هناك كما يتضح من المثلة السابقة حد أقصى لعدد الزوجات أو‬
‫المحظيات ‪..‬‬
‫ولم يكن هناك اشتراط على الزوج أن يعدل بين زوجاته ‪ ،‬أو‬
‫يقسم بينهن بالسوية – كما أمر بذلك السلم ‪..‬‬
‫أفإذا أمر السلم العظيم بالرحمة والعدل والمساواة بين‬
‫الزوجات ‪ ،‬وتحديد الحد القصى بأربع زوجات ‪ ،‬وحظر التعدد إذا‬
‫خشي الزوج أل يعدل – يأتي نفر من الجهلة والمتنطعين‬
‫ليعترضوا ؟! هل من المعقول أن تأتينا الرحمة من السماء‬
‫فنردها على الرحمن الرحيم ؟!‬
‫لقد كانت المجتمعات الجاهلية – قبل السلم – تموج بألوان‬
‫شتى من الظلم والجرائم والفواحش ما ظهر منها وما بطن ‪..‬‬
‫وكانت المرأة بالذات هي الضحية والمجني عليها على الدوام ‪،‬‬
‫وفى كل المجتمعات كان الزوج يقضى معظم أوقاته في أحضان‬
‫صاحبات الرايات الحمراء ‪ ،‬ول يعود إلى بيته إل مكدودا منهك‬
‫القوى خالي الوفاض من المال والعافية !!‬
‫وما كانت المرأة تجرؤ على النكار أو العتراض عليه !! وكان‬
‫آخر يمضى الشهر تلو الشهر عند الزوجة الجميلة ‪ ،‬ويؤثر أولده‬
‫منها بالهدايا والموال الطائلة ‪ ،‬ول تجرؤ الخرى أو الخريات ول‬
‫أولدهن على النطق بكلمة واحدة إزاء هذا الظلم الفادح ‪..‬‬
‫فهل إذا جاء السلم واشترط تحقيق العدالة والرحمة و البر‬
‫والكرام لكل الزوجات والولد على قدم المساواة ‪ ..‬هل إذا‬
‫جاءت مثل هذه الضوابط نرفضها ‪ ،‬ونتطاول على التشريع اللهي‬
‫وعلى النبي وعلى الدين كله ؟!‬
‫إنها حقا ل تعمى البصار ‪ ..‬ولكن تعمى القلوب التي في الصدور‬
‫السوداء !!‬
‫‪............‬‬
‫)‪ (1‬سورة النساء الية ‪.54‬‬
‫)‪ (2‬سورة القصص الية ‪9‬‬
‫)‪ (3‬كان الجمع بين الختين جائزا حتى ذلك الوقت ثم منعه‬
‫القرآن بعد ذلك بنص صريح ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ابن كثير – تفسير القرآن العظيم – تفسير سورة ص اليات‬
‫‪.25 – 21‬‬
‫)‪ ) (5‬كان نصرانيا وأسلم ( كتاب الديان في كفة الميزان ص‬
‫‪. 109‬‬
‫==============‬
‫أسباب تعدد الزوجات قبل السلم‬
‫حديث الرقام‬
‫يأبى الله جل وعل إل أن يظهر آيات قدرته ودلئل رحمته حينا بعد‬
‫حين ‪..‬‬
‫وإذا كان على المؤمن أن يخضع لحكم ربه ولو لم يدرك علة‬
‫الحكم ‪ ،‬فإن غير المؤمنين يكتشفون في كل حين من أسرار‬
‫التشريع اللهي وحكمته ‪ ،‬ما يجعل المنصفين منهم ينحنون إجلل‬
‫للرب العظيم ‪..‬‬
‫والمثال الواضح هنا إباحة تعدد الزوجات ‪..‬‬
‫ففي آخر الحصاءات الرسمية لتعداد السكان بالوليات المتحدة‬
‫المريكية تبين أن عدد الناث يزيد على عدد الرجال بأكثر من‬
‫ثمانية مليين امرأة ‪ ..‬وفى بريطانيا تبلغ الزيادة خمسة مليين‬
‫امرأة ‪ ،‬وفى ألمانيا نسبة النساء إلى الرجال هي ‪ .. 1 : 3‬وفى‬
‫إحصائية نشرتها مؤخرا جريدة )) الميدان (( السبوعية )‪ (1‬أكدت‬
‫الرقام أنه من بين كل عشر فتيات مصريات في سن الزواج‬
‫) الذي تأخر من ‪ 22‬إلى ‪ 32‬سنة ( تتزوج واحدة فقط !! والزوج‬
‫دائما يكون قد تخطى سن الخامسة والثلثين وأشرف على‬
‫الربعين ‪ ،‬حيث ينتظر الخريج ما بين ‪ 10‬إلى ‪ 12‬سنة ليحصل‬
‫على وظيفة ثم يدخر المهر ثم يبحث عن نصفه الخر !!‬
‫وقالت الصحيفة ‪ :‬إن العلقات المحرمة تزيد ‪ ،‬وكذلك ظاهرة‬
‫الزواج العرفي في ظل وجود مليين من النساء بل زواج ‪..‬‬
‫وأكدت الباحثتان غادة محمد إبراهيم و داليا كمال عزام في‬
‫دراستهما )‪ (2‬تراجع حالت الزواج بين الشباب بنسبة ‪% 90‬‬
‫بسبب الغلء والبطالة وأزمة المساكن ‪.‬‬
‫***‬
‫وتقول إحصائية رسمية أمريكية ‪ :‬إنه يولد سنويا في مدينة‬
‫نيويورك طفل غير شرعي من كل ستة أطفال يولدون هناك‬
‫] صحيفة الخبار المصرية عدد ‪ ، [ 1968 / 7 /2‬ول شك أن‬
‫العدد على مستوى الوليات المتحدة يبلغ المليين من مواليد‬
‫السفاح سنويا ‪.‬‬
‫وفى كل من العراق وإيران اختل التوازن العددي بين الرجال‬
‫والنساء بصورة مفزعة بسبب الحرب الضارية التي استمرت بين‬
‫البلدين ثماني سنوات ‪ ..‬فالنسبة تتراوح بين ‪ 1‬إلى ‪ 5‬في بعض‬
‫المناطق ) رجل لكل خمسة نساء ( و ‪ 1‬إلى ‪ 7‬في مناطق أخرى‬
‫‪ ..‬والمر شديد الغرابة والخطورة في جمهورية البوسنة‬
‫والهرسك التي فرضت عليها حرب عنصرية قذرة طحنت البلد‬
‫أربع سنوات كاملة ) من عام ‪ 1992‬حتى عام ‪.. ( 1996‬‬
‫فالنسبة في معظم أنحاء البوسنة والهرسك هي رجل لكل ‪27‬‬
‫امرأة !! نعم ‪ 1‬إلى ‪ !!! 27‬ولنا أن نتخيل حجم المأساة‬
‫الجتماعية التي يعيشها حاليا هذا البلد المسلم الذي فرضت عليه‬
‫الشيوعية عشرات السنين ‪ ،‬ثم تحرر من الشيوعية المجرمة‬
‫ليقع بين أنياب صليبية أشد فتكا وإجراما ‪ ..‬فماذا تفعل الفتيات‬
‫المسلمات اللئي ل يجدن أزواجا من المسلمين ؟ وهل نتركهن‬
‫ليتزوجن من شباب الصرب الرثوذكس أو الكروات الكاثوليك ‪،‬‬
‫لن بعض المتنطعين و المتنطعات يأبون تعدد الزوجات ؟!! أو أن‬
‫هؤلء يفضلون ويفضلن أن تتخذ الفتيات المسلمات عشاقا ) زناة‬
‫من خلف الستار ( على النمط الغربي المنحل ؟!!‬
‫***‬
‫وفى تحقيق ساخن عن )) انفجار العوانس (( تذكر السيدة تهاني‬
‫البرتقالي مراسلة الهرام في الكويت ما حدث منذ سنوات‬
‫عندما انتشرت ظاهرة إرسال مئات الخطابات من فتيات إلى‬
‫زوجات كويتيات تطالب كل فتاة في رسالتها المرأة المتزوجة‬
‫بقبول مشاركة امرأة أخرى لها في زوجها لحل مشكلة العنوسة‬
‫في المجتمع الكويتي والخليجي بصفة عامة ‪ ..‬ويقول التحقيق‬
‫الذي نشرته مجلة الهرام العربي في عددها الول ‪ :‬إن عدد‬
‫عوانس الكويت حوالي ‪ 40‬ألف فتاة ‪.‬‬
‫وهو عدد ليس بالقليل بالمقارنة بتعداد الشعب الكويتي ككل ‪،‬‬
‫وهو نصف مليون نسمة ) أي أن نسبة العوانس في الكويت تبلغ‬
‫‪ % 16‬من عدد النساء في الكويت ‪ ،‬الذي يزيد على الربع مليون‬
‫نسمة ( ‪.‬‬
‫***‬
‫حرمان المرأة من العواطف أشد خطورة من حرمانها الجنسي ‪..‬‬
‫فمتعة الشباع الجنسي بدون عواطف ليس لها أي تأثير لدى‬
‫المرأة ‪ ..‬بينما الكلمة الرقيقة واللمسة الحانية تأثيرها أكثر‬
‫بكثير ‪ ،‬وتجعلها تنعم بالشباع الجنسي ‪ ..‬هذا ما يؤكده الدكتور‬
‫سعيد عبد العظيم – أستاذ المراض النفسية و العصبية بطب‬
‫القاهرة – ويضيف أن الحرمان العاطفي عند المرأة هو الطريق‬
‫السريع إلى النحراف أو البرود الجنسي ‪ ،‬بالضافة إلى العديد‬
‫من المراض الجسدية والنفسية وغيرها ‪(3) ..‬‬
‫‪ $‬يقول الدكتور محمد هلل الرفاعى أخصائي أمراض النساء‬
‫والتوليد ‪:‬‬
‫عدم الزواج أو تأخيره يعرض المرأة لمراض الثدي أكثر من‬
‫المتزوجة ‪ ،‬وكذلك سرطان الرحم والورام الليفية ‪ ..‬وقد سألت‬
‫كثيرا من المترددات على العيادة ‪ :‬هل تفضلين عدم الزواج أم‬
‫الشتراك مع أخرى في زوج واحد ؟‬
‫كانت إجابة الغلبية الساحقة هي تفضيل الزواج من رجل متزوج‬
‫بأخرى على العنوسة الكئيبة ‪ ،‬بل إن بعضهن فضلت أن تكون‬
‫حتى زوجة ثالثة أو رابعة على البقاء في أسر العنوسة ‪.‬‬
‫وإذا كان هذا هو رأى العلم ‪ ،‬فإن المرأة الطبيبة تكون أقدر على‬
‫وصف الحال بأصدق مقال ‪ ..‬تقول طبيبة في رسالة بعثت بها‬
‫إلى الكاتب الكبير أحمد بهجت )) إنها قرأت إحصائية تقول ‪ :‬إن‬
‫هناك ما يقرب من عشرة مليين سيدة وآنسة بمصر يعشن‬
‫بمفردهن ‪ ..‬وهن إما مطلقات أو أرامل لم ينجبن أو أنجبن ‪ ،‬ثم‬
‫كبر البناء وتزوجوا أو هاجروا ‪ ،‬أو فتيات لم يتزوجن مطلقا ‪..‬‬
‫وتقول الطبيبة ‪ :‬هل يستطيع أحد أن يتخيل حجم المأساة التي‬
‫يواجهها عالم )النساء الوحيدات( ؟ إن نساء هذا العالم ل‬
‫يستطعن إقامة علقات متوازنة مع الخرين ‪ ،‬بل يعشن في حالة‬
‫من التوتر والقلق والرغبة في النزواء بعيدا عن مصادر العيون و‬
‫اللسنة والتهامات المسبقة بمحاولت خطف الزواج من‬
‫الصديقات أو القريبات أو الجارات ‪ ..‬وهذا كله يقود إلى مرض‬
‫الكتئاب ‪ ،‬ورفض الحياة ‪ ،‬وعدم القدرة على التكيف مع نسيج‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫وتدق الطبيبة ناقوس الخطر محذرة مما يواجه هؤلء النسوة من‬
‫أمراض نفسية وعضوية مثل الصداع النصفي و ارتفاع ضغط‬
‫الدم والتهابات المفاصل وقرحة المعدة والثنى عشر والقولون‬
‫العصبي واضطرابات الدورة الشهرية وسقوط الشعر والنحراف‬
‫الخلقي ‪ ..‬ويضطر الكثير منهن للرتباط برجل متزوج ‪(4).‬‬
‫و الطريف أن بعض الدول الغربية التي تعانى من المشكلة‬
‫المزعجة ‪ ،‬وهى زيادة عدد النساء فيها على عدد الرجال ‪،‬‬
‫اضطرت إلى القرار بمبدأ تعدد الزوجات ‪ ،‬لنه الحل الوحيد‬
‫أمامها لتفادى وقوع انفجار اجتماعي ل قبل لها بمواجهته ‪ ،‬أو‬
‫علج آثاره المدمرة ‪ ..‬حدث هذا في ذات الوقت الذي يرفع فيه‬
‫بعض المسلمين – اسما فقط – راية الحرب على تعدد الزوجات‬
‫وشرعيته !!‬
‫يحكى الدكتور محمد يوسف موسى ما حدث في مؤتمر الشباب‬
‫العالمي الذي عقد عام ‪ ، 1948‬بمدينة ميونخ اللمانية ‪ ..‬فقد‬
‫وجهت الدعوة إلى الدكتور محمد يوسف وزميل مصري له‬
‫للمشاركة في حلقة نقاشية داخل المؤتمر كانت مخصصة لبحث‬
‫مشكلة زيادة عدد النساء أضعافا مضاعفة عن عدد الرجال بعد‬
‫الحرب العالمية الثانية ‪ ..‬وناقشت الحلقة كل الحلول المطروحة‬
‫من المشاركين الغربيين ‪ ،‬وانتهت إلى رفضها جميعا ‪ ،‬لنها‬
‫قاصرة عن معالجة واحتواء المشكلة العويصة ‪ .‬وهنا تقدم‬
‫الدكتور محمد موسى وزميله الخر بالحل الطبيعي الوحيد ‪ ،‬وهو‬
‫ضرورة إباحة تعدد الزوجات ‪..‬‬
‫في البداية قوبل الرأي السلمي بالدهشة و النفور ‪ ..‬ولكن‬
‫الدراسة المتأنية المنصفة العاقلة انتهت بالباحثين في المؤتمر‬
‫إلى إقرار الحل السلمي للمشكلة ‪ ،‬لنه ل حل آخر سواه ‪..‬‬
‫وكانت النتيجة اعتباره توصية من توصيات المؤتمر الدولي ‪..‬‬
‫وبعد ذلك بعام واحد تناقلت الصحف ووكالت النباء مطالبة‬
‫سكان مدينة )) بون (( العاصمة اللمانية الغربية بإدراج نص في‬
‫الدستور اللماني يسمح بتعدد الزوجات )‪ (5‬وهكذا يتبين الحق‬
‫ولو كره العلمانيون !!‬
‫***‬
‫والخذ بنظام تعدد الزوجات جّنب المجتمعات السلمي شرورا‬
‫ومصائب ل حصر لها ‪ ..‬وتكفى مقارنة بسيطة بين المجتمع‬
‫السعودي مثل – الذي تندر فيه الجرائم الخلقية مثل الغتصاب‬
‫والدعارة – وبين المجتمع المريكي الذي تكاد نسبة العشيقات‬
‫فيه تزيد على نسبة الزوجات ‪ ..‬كما تبلغ نسبة الطفال غير‬
‫الشرعيين فيه أكثر من ‪ % 45‬من نسبة المواليد سنويا !! وتقول‬
‫الحصاءات الرسمية المريكية إن عدد الطفال غير الشرعيين‬
‫كان ‪ 88‬ألف مولود سنة ‪ ، 1938‬ثم ارتفع إلى ‪ 202‬ألف عام‬
‫‪ ، 1957‬ووصل إلى ربع مليون مولود من الزنا عام ‪ .. 1958‬ثم‬
‫قفز الرقم إلى المليين من ثمرات الزنا في التسعينيات !!‬
‫والرقام الحقيقية تكون عادة أضعاف الرقام الرسمية التي‬
‫تذكرها الحكومات ‪ ..‬وما خفي كان أعظم !!‬
‫ولكل هذا تساءل الكاتب الشهير الفرنسي أتيين دينيه ‪ )) :‬هل‬
‫حظر تعدد الزوجات له فائدة أخلقية ؟! ويجيب بنفسه ‪ :‬إن هذا‬
‫المر مشكوك فيه ‪ ..‬لن الدعارة النادرة في أكثر القطار‬
‫السلمية سوف تتفشى بآثارها المخربة ‪ ،‬وكذلك سوف تنتشر‬
‫عزوبة النساء بآثارها المفسدة ‪ ،‬على غرار البلد التي تحظر‬
‫التعدد ‪(6) .‬‬
‫ضوابط التعدد‬
‫قال الله تعالى ‪ } :‬وإن خفتم أل تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما‬
‫طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع فإن خفتم أل تعدلوا‬
‫فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أل تعولوا { ‪(7) .‬‬
‫قال ابن كثير في تفسير هذه الية التي نصت على إباحة تعدد‬
‫الزوجات‪ :‬أي أنه إذا كان تحت حجر أحدكم يتيمة وخاف أل‬
‫يعطيها مهر مثلها فليعدل إلى ما سواها من النساء فإنهن كثير‬
‫ولم يضيق الله عليه ‪(8) .‬‬
‫وروى البخاري – بإسناده – أن عروة بن الزبير سأل خالته‬
‫السيدة عائشة – رضي الله عنها – عن هذه الية فقالت ‪ ) :‬يا‬
‫ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله‬
‫ويعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط‬
‫] يعدل [ في صداقها ] مهرها [ فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ‪،‬‬
‫فنهى الولياء عن نكاح من عنده من اليتامى إل أن يقسطوا‬
‫إليهن ‪ ،‬ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق ] أي يعطوهن‬
‫أعلى مهر تحصل عليه نظائرهن [ ‪ ،‬وأمروا ] وفى حالة خشية‬
‫عدم العدل [ أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن ] من‬
‫غير اليتامى الموجودات في كفالة هؤلء [ (‪.‬‬
‫وروى أبو جعفر محمد بن جرير في تفسيره عن ربيعة في معنى‬
‫الية ‪ ،‬قال تعالى عن اليتامى ‪ :‬اتركوهن فقد أحللت لكم أربعا ‪..‬‬
‫وقال أبو جعفر أيضا نقل عن آخرين ‪ :‬انكحوا غيرهن من الغرائب‬
‫اللواتي أحلهن الله لكم وطيبهن من واحدة إلى أربع ‪ ،‬فإن خفتم‬
‫أن تظلموا إذا تزوجتم من الغرائب أكثر من واحدة ‪ ،‬فتزوجوا‬
‫منهن واحدة فقط ‪ ،‬أو ما ملكت أيمانكم ‪ ..‬وقال آخرون ‪ :‬بل‬
‫معنى ذلك النهي عن نكاح ما فوق الربع حرصا على أموال‬
‫اليتامى أن يتلفها الولياء ‪ ،‬وذلك أن قريشا – في الجاهلية – كان‬
‫الواحد منهم يتزوج العشرة من النساء أو أكثر أو أقل ‪ ،‬فإذا أنفق‬
‫ماله كله على زوجاته العشر و صار معدما تحول إلى مال‬
‫اليتامى فأنفقه على نسائه أو تزوج به أخريات فنهاهم الله تعالى‬
‫عن ذلك ‪(9) .‬‬
‫وقال المام النسفى في تفسيره ‪ )) :‬قيل ‪ :‬كانوا – في الجاهلية‬
‫– ل يتحرجون من الزنا ‪ ،‬ويتحرجون من ولية اليتامى ‪ ،‬فقيل لهم‬
‫إن خفتم ظلم اليتامى فخافوا كذلك من الزنا فتزوجوا ما حل‬
‫لكم من النساء ‪ ،‬ول تحوموا حول المحرمات ‪ ..‬أو أنهم كانوا‬
‫يتحرجون من الولية في أموال اليتامى ‪ ،‬ول يتحرجون من‬
‫الستكثار من النساء مع أن الظلم يقع بينهن إذا كثرن عن أربع ‪،‬‬
‫فكأنما يقال لهم ‪ :‬إذا تحرجتم من ظلم اليتامى فتحرجوا أيضا‬
‫من ظلم النساء الكثيرات ‪ ،‬فإن خفتم من عدم العدل بين‬
‫الزوجات فالزموا واحدة أو الماء ] الجواري [ بل حصر حتى ل‬
‫تظلموا أحدا ‪(10) ..‬‬
‫وأما معنى } خفتم { فهو ‪ :‬إذا غلب على الظن عدم القسط‬
‫] عدم العدل [ في اليتيمة فاعدلوا عنها ] اتركوها إلى غيرها [ ‪..‬‬
‫وليس القيد هنا لزما ‪ ،‬بمعنى أنه حتى في حالة من لم يخف‬
‫الظلم في اليتامى فله أن يتزوج أكثر من واحدة ] اثنتين أو ثلثا‬
‫أو أربعا [ مثل من يخاف الظلم تماما )‪ (11‬فإباحة التعدد حكم‬
‫عام لكل المسلمين بضوابطه ‪.‬‬
‫أما معنى قوله تعالى ‪ } :‬ذلك أدنى أل تعولوا { أي أقرب إلى أل‬
‫تظلموا ‪ ،‬وليس كما ذهب إليه البعض ‪) :‬أدنى أل تكثر عيالكم (‬
‫فقد نقل الطبري عن ابن عباس ومجاهد وابن عمير أن العول هو‬
‫الجور ] الظلم [ ‪ ،‬والميل كما أن المعنى ليس كما قال آخر ذلك‬
‫أدنى أل تفتقروا ‪ ،‬فالمعنى ل يستقيم بذلك ‪ ،‬وإنما الصحيح هو ما‬
‫ذهب إليه جمهور العلماء من أن الهدف هو أل تظلموا ول تميلوا‬
‫عن الحق ‪.‬‬
‫عدم الزيادة على أربع‬
‫يستفاد من نص الية الكريمة وأقوال المفسرين – رضي الله‬
‫عنهم – أن الله تعالى أحل للمسلم من زوجة إلى أربع ‪ ..‬فل‬
‫تجوز الزيادة على أربع في وقت واحد ‪ ،‬فإذا خاف الزوج أن‬
‫يظلم إذا تزوج أكثر من واحدة فإن عليه أن يكتفي بزوجة واحدة‬
‫فقط ‪.‬‬
‫وكذلك إذا خاف أل يعدل إن تزوج ثلثة فعليه الكتفاء باثنين ‪..‬‬
‫وإذا خاف زوج الثلث الظلم إن تزوج بالرابعة فعليه القتصار‬
‫على الثلث فقط ‪.‬‬
‫والشريعة الغراء تحظر حتى الزواج بواحدة فقط إذا خاف الزوج‬
‫أن يظلمها ‪ ..‬ف السلم العظيم حريص على العدل في كل‬
‫الظروف و الحوال ‪.‬‬
‫وهناك إجماع بين العلماء على عدم جواز الجمع بين أكثر من‬
‫أربع زوجات )‪ (12‬وإذا كان الرسول )صلى الله عليه وسلم( قد‬
‫جمع بين تسع زوجات ‪ ،‬فهذا حكم خاص به عليه السلم ‪ ،‬ول‬
‫يجوز القياس عليه أو تعميمه ‪.‬‬
‫وسوف نورد فيما بعد أسباب اقترانه عليه السلم بكل زوجة‬
‫وظروف كل زيجة ‪ ،‬لزالة اللبس وسوء الفهم والرد على أكاذيب‬
‫المستشرقين واليهود بهذا الصدد ‪..‬‬
‫قال المام الشافعي – رضي الله عنه – في مسنده ‪ )) :‬وقد‬
‫دلت سنة النبي )صلى الله عليه وسلم( المبينة عن الله تعالى أنه‬
‫ل يجوز لحد غير رسول الله )صلى الله عليه وسلم( أن يجمع‬
‫بين أكثر من أربع نسوة (( ‪ ..‬وذهب بعض الشيعة إلى جواز‬
‫الجمع بين تسع نسوة لكل مسلم ) مثنى ‪ +‬ثلث ‪ +‬رباع فيكون‬
‫المجموع تسعا ( !!‬
‫وفى رأى أخر شاذ ‪ ،‬بل يجوز الجمع بين ‪ 18‬زوجة ) على أساس‬
‫مثنى تفيد ‪ 2+2‬وثلث تفيد ‪ ، 3+3‬ورباع تفيد ‪ 4+4‬فيكون‬
‫المجموع ‪ 18‬زوجة ( !!!‬
‫ولكن نصوص السنة القاطعة وعمل الصحابة والتابعين ‪ ،‬تفيد‬
‫اقتصار المسلم على أربع فقط ‪ ،‬كما أجمع علماء أهل السنة من‬
‫السلف والخلف على أنه ل يجوز لغير النبي )صلى الله عليه‬
‫وسلم( الزيادة على أربع زوجات ‪ .‬ونشير هنا إلى الحاديث التي‬
‫سبق أن أوردناها في الفصل الول من هذا الكتاب ‪ ،‬ومنها حديث‬
‫المام البخاري – رضي الله عنه – ] كما رواه مالك والنسائي‬
‫والدارقطنى [ ‪ ،‬أن غيلن الثقفي قد أسلم وله عشر زوجات‬
‫فقال له النبي )صلى الله عليه وسلم( ‪ ) :‬اختر منهن أربعا وفارق‬
‫سائرهن ( ‪.‬‬
‫وكذلك حديث أبى داود أن حارث بن قيس السدى قال ‪ :‬أسلمت‬
‫وعندي ثمان نسوة ‪ ،‬فذكرت ذلك للنبي )صلى الله عليه وسلم(‬
‫فقال ‪ ) :‬اختر منهن أربعا( ‪(13).‬‬
‫وقال ابن كثير موضحا معنى } مثنى وثلث ورباع { ‪ :‬انكحوا من‬
‫شئتم من النساء إن شاء أحدكم اثنين وإن شاء ثلثا وإن شاء‬
‫أربعا ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ } :‬جاعل الملئكة رسل أولى أجنحة مثنى‬
‫وثلث ورباع { )‪ (14‬أي منهم من له جناحان ‪ ،‬ومنهم من له ثلثة‬
‫أجنحة ‪ ،‬ومنهم من له أربعة أجنحة ‪ ..‬والمقام هنا كما يقول ابن‬
‫عباس – رضي الله عنه – وجمهور العلماء وهو مقام امتنان‬
‫وإباحة ‪ ،‬فلو كان يجوز للرجال الجمع بين أكثر من أربع زوجات‬
‫لذكره تعالى ‪(15) .‬‬
‫ورد المام القرطبى على من زعم إباحة أكثر من أربع قائل ‪:‬‬
‫)) قال هذا من بعد فهمه للكتاب والسنة ‪ ،‬وأعرض عما كان عليه‬
‫سلف هذه المة ‪ ،‬وزعم أن )) الواو (( في الية جامعة ‪ ،‬والذي‬
‫صار إلى هذه الجهالة وقال هذه المقالة هم الرافضة وبعض أهل‬
‫الظاهر ‪ .‬وذهب البعض إلى أقبح منها فقالوا بإباحة الجمع بين‬
‫ثماني عشر زوجة ‪ ،‬وهذا كله جهل باللسان ] اللغة [ والسنة ‪،‬‬
‫ومخالفة لجماع المة ‪ ،‬إذ لم ُيسمع عن أحد من الصحابة أو‬
‫التابعين أنه جمع في عصمته أكثر من أربع (( ‪.‬‬
‫وبعد أن أورد الحاديث التي أمر الرسول )صلى الله عليه وسلم(‬
‫الصحابة المشار إليهم بإمساك أربع وتطليق ما زاد عليهن ‪ ،‬أكد‬
‫القرطبى )‪ (16‬أن ما أبيح للرسول )صلى الله عليه وسلم( من‬
‫الجمع بين تسع زوجات هو من خصوصياته )صلى الله عليه‬
‫وسلم( ثم قال القرطبى ‪ :‬الله تعالى خاطب العرب بأفصح‬
‫اللغات ‪ ،‬والعرب ل تدع أن تقول تسعة وتقول اثنين ثلثة أربعا ‪،‬‬
‫وكذلك تستقبح من يقول ‪ :‬أعط فلنا أربعة ستة ثمانية ول يقول‬
‫ثمانية عشر ‪ .‬وإنما الواو في الية الكريمة } مثنى وثلث‬
‫ورباع { ‪ ،‬هي بدل انحكوا ثلثا بدل من مثنى ‪ ،‬ورباعا بدل من‬
‫ثلث (( ‪ ..‬فإذا تزوج بخامسة يبطل العقد ‪ ،‬ويقام عليه الحد على‬
‫اختلف بين العلماء في ذلك ‪ ..‬وقيل ولماذا لم يستخدم الله‬
‫تعالى لفظ ) أو ( في الية ؟ ورد عليه القرطبى بأن ) أو ( لو‬
‫استخدمت لجاز أن يمنع زوج الثنين من اتخاذ ثالثة وزوج الثلث‬
‫من اتخاذ رابعة ‪ ،‬بينما هذا مباح له ‪.‬‬
‫القدرة على التعديد‬
‫أشرنا من قبل إلى أن القدرة شرط لستخدام رخصة تعدد‬
‫الزوجات ‪ ..‬وذلك لن زواج الثانية أو الثالثة أو الرابعة هو مثل‬
‫زواج الولى ‪ ،‬فيشترط فيه الستطاعة المالية والصحية والنفسية‬
‫‪ ..‬فإذا انتفى شرط القدرة أو الستطاعة فل يجوز التعدد ‪.‬‬
‫وذلك بديهي ‪ ،‬لن من ل يستطيع النفاق على بيتين يجب عليه‬
‫القتصار على واحدة ‪ .‬وزوج الثنين عليه الكتفاء بهما إذا لم يكن‬
‫في استطاعته أن يعول زوجة ثالثة أو رابعة وهكذا ‪..‬‬
‫والنفاق الذي نقصده إنما يمتد أيضا إلى أولده من الزوجة أو‬
‫الزوجات والستطاعة الصحية – في رأينا – هي القدرة على‬
‫ممارسة الجماع مع الزوجات ‪ ،‬لن واجب الزوج أن يلبى الرغبات‬
‫الطبيعية للزوجة أو الزوجات حتى يساعدهن على التزام العفة‬
‫والطهارة ‪ ..‬فإذا كان الزوج عاجزا جنسيا مثل فإنه ل يتصور‬
‫السماح له بإمساك حتى ولو زوجة واحدة ‪ ،‬لن في ذلك ظلما‬
‫فادحا لها ‪..‬‬
‫ونرى كذلك أن الرجل الذي تؤهله قدرته الجنسية للزواج بواحدة‬
‫فقط يحظر عليه القتران بغيرها حتى ل يظلمها ‪ ،‬ويفوت‬
‫مصلحتها من الزواج ‪ ،‬والمر في ذلك يتوقف على ظروف كل‬
‫حالة على حدة ‪ ،‬ويعتمد أول على ضمير الزوج وصدقه مع النفس‬
‫‪ ،‬وورعه في دينه سوف يمنعه من ظلم زوجته أو زوجاته‬
‫فإذا أصر الرجل على إمساك زوجة أو زوجات ل يقدر على‬
‫إمتاعهن بالجماع بالقدر المعقول ‪ ،‬فإن لها أو لهن الحق في‬
‫اللجوء إلى القضاء لطلب التطليق للضرر وخشية الفتنة ‪..‬‬
‫وللقاضي هنا سلطة واسعة في تقدير مدى الضرر حسب كل‬
‫حالة على حدة ‪..‬‬
‫أما القدرة النفسية فنعنى بها القدرة على تطبيق معايير العدالة‬
‫بين الزوجات في كل شئ ممكن بغير محاباة لحداهن أو لولده‬
‫منها ‪ ،‬على حساب زوجته أو زوجاته الخريات وأولدهن منه ‪..‬‬
‫فإذا تخلف أحد مقومات الستطاعة أو المقدرة الثلثة المذكورة‬
‫ل يجوز تعديد الزوجات مطلقا ‪.‬‬
‫العدل بين الزوجات‬
‫يقول الله تبارك وتعالى ‪ } :‬فإن خفتم أل تعدلوا فواحدة ‪) { ..‬‬
‫‪(17‬‬
‫ويقول عز من قائل ‪ } :‬ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو‬
‫حرصتم فل تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا‬
‫وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما ( )‪ (18‬فكيف يمكن التوفيق‬
‫بين النصين ؟ وما هي العدالة المطلوبة ؟‬
‫يقول المام القرطبى ‪ )) :‬أخبر الله تعالى بعدم استطاعة تحقيق‬
‫العدل بين النساء في ميل الطبع في المحبة والجماع والحظ من‬
‫القلب ‪ ،‬فوصف الله تعالى حالة البشر وأنهم بحكم الخلقة ل‬
‫يملكون ميل قلوبهم إلى بعض دون بعض ‪.‬‬
‫ولهذا كان )صلى الله عليه وسلم( يقسم بين زوجاته ] في‬
‫النفقات [ ‪ ،‬فيعدل ثم يقول ‪ ) :‬اللهم إن هذه قسمتي فيما أملك‬
‫فل تلمني فيما تملك ول أملك ( ‪ ..‬ثم نهى الله تعالى عن المبالغة‬
‫في الميل فقال ‪ } :‬فل تميلوا كل الميل { أي ل تتعمدوا الساءة‬
‫– كما قال مجاهد – الزموا التسوية في القسم والنفقة لن هذا‬
‫مما يستطاع (( ‪(19).‬‬
‫وروى قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبى‬
‫هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله )صلى الله عليه وسلم( ‪ ) :‬من‬
‫كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه مائل (‬
‫)‪ . (20‬والمقصود هنا الذي ل يعدل في النفقة والمبيت وليس‬
‫في الحب وهوى القلب ‪ ،‬فل أحد يملك القلوب سوى رب القلوب‬
‫مَعلقة {‬‫(‪ .‬وقال ابن عباس وابن جرير والحسن البصري ‪ } :‬كال ُ‬
‫أي تتركونها ل هي مطلقة ] فتبتغى زوجا آخر [ ول هي ذات زوج‬
‫] يرعاها ويقوم على شئونها ويعطيها حقوقها [ ‪ ،‬وقال قتادة‬
‫} كالمعلقة { أي كالمسجونة ‪ ..‬وكان أبى بن كعب – رضي الله‬
‫عنه – يقرأ الية هكذا ‪ } :‬فتذروها كالمسجونة { ‪..‬‬
‫وقرأ ابن مسعود – رضي الله عنه – } فتذروها كأنها معلقة {‬
‫وهى قراءات لتوضيح المعنى فحسب ‪ ،‬وليست تغييرا في‬
‫نصوص المصحف الشريف أو ألفاظه – حاشا لله ‪..‬‬
‫يقول الشيخ السيد سابق ‪ )) :‬فإن العدل المطلوب هو العدل‬
‫الظاهر المقدور عليه ‪ ،‬وليس هو العدل في المحبة و المودة و‬
‫الجماع (( ‪(21) .‬‬
‫قال محمد بن سيرين – رضي الله عنه – )) سألت عبيدة عن‬
‫هذه الية فقال ‪ :‬العدل المنفى في الحب والجماع (( ‪ .‬وقال أبو‬
‫بكر بن العربي ] عن الحب [ ‪ :‬ذلك ل يملكه أحد إذ قلبه بين‬
‫إصبعين من أصابع الرحمن يصرفه كيف يشاء ‪ ،‬وكذلك الجماع‬
‫فقد ينشط للواحدة ما ل ينشط للخرى ‪ ..‬فإن لم يكن ذلك‬
‫بقصد منه فل حرج عليه فيه ‪ ،‬فإنه ل يستطيعه فل يتعلق به‬
‫تكليف (( ‪.‬‬
‫وقال المام الخطابي ‪ )) :‬يجب القسم بين الحرائر الضرائر ‪،‬‬
‫وإنما المكروه في الميل هو ميل العشرة الذي يترتب عليه بخس‬
‫الحقوق ] المادية [ دون ميل القلوب (( ‪،‬ويقول الشيخ سيد‬
‫قطب رحمة الله عليه ‪ )) :‬المطلوب هو العدل في المعاملة‬
‫والنفقة والمعاشرة والمباشرة ‪ ..‬أما العدل في مشاعر القلوب‬
‫وأحاسيس النفوس فل يطالب به أحد من بنى النسان ‪ ،‬لنه‬
‫خارج عن إرادة النسان ‪ ،‬وهو العدل الذي قال الله عنه } ولن‬
‫تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء { هذه الية التي يحاول بعض‬
‫الناس أن يتخذ منها دليل على تحريم التعدد ‪ ،‬والمر ليس‬
‫كذلك ‪ ..‬وشريعة الله ليست هازلة حتى تشرع المر في آية‬
‫وتحرمه في آية أخرى ‪ ..‬ولن الشريعة ل تعطى باليمين وتسلب‬
‫بالشمال !!‬
‫فالعدل المطلوب في الية هو العدل في النفقة والمعاملة و‬
‫المعاشرة و المباشرة ‪ ،‬ويدونه يتعين عدم التعدد ‪ ،‬فهو يشمل‬
‫سائر الوضاع الظاهرة بحيث ل ينقص زوجة شيئا منها ‪ ،‬وبحيث‬
‫ل تؤثر إحدى الزوجات على الخريات بشيء من نفقة أو‬
‫معاشرة أو مباشرة ‪ ،‬وذلك على النحو الذي كان الرسول )صلى‬
‫الله عليه وسلم( – وهو أرفع إنسان عرفته البشرية – يفعله‬
‫ويقوم به ‪ ،‬في الوقت الذي كان الجميع ل يجهلون أنه عليه‬
‫السلم كان يحب عائشة لكن هذا لم يجعله يفضلها على غيرها‬
‫في القسم أو النفقة ‪(22).‬‬
‫***‬
‫والخلصة أن الميل القلبي أو الحب لزوجة أكثر من غيرها – فيما‬
‫نرى – يجب أن يظل في مكانه داخل الصدر ‪ ،‬ول يترجم إلى‬
‫تصرفات أو من أفعال من شأنها أن تجرح أحاسيس باقي‬
‫الزوجات أو تضر بمصالحهن ومصالح أولدهن لحساب الزوجة‬
‫المحظية وأولدها ‪..‬‬
‫ونحن أول وأخيرا بشر ولسنا ملئكة ‪ ،‬ولهذا يجب أن يقنع الجميع‬
‫بالعدالة فيما يستطاع ‪ ،‬فالعدل المطلق ل مكان له إل في الخرة‬
‫عند الله تعالى الذي ل يظلم عنده أحد ‪ ..‬ول سبيل إلى إجبار أحد‬
‫من البشر على العدل في المشاعر والحاسيس ‪..‬‬
‫والله تعالى بعدله ورحمته سوف يعوض تلك التي ل تحظى بقدر‬
‫كبير من الحب أو الجاذبية أو محبة زوجها ‪ ،‬سوف يعوضها إن‬
‫صبرت واتقت كل الخير في الدنيا والخرة ‪ ..‬ولعل هذا الوضع‬
‫يكون اختبارا لها وابتلء من الله تؤجر عليه إن صبرت وامتثلت‬
‫لمر الله ‪ ،‬ونذكر هنا مثل هذه الزوجة بأن بقاءها مع زوجها‬
‫وتمتعها بقدر منقوص من حبه ‪ ،‬مع كل حقوقها الخرى وحقوق‬
‫أولدها ‪ ،‬خير لها ألف مرة من الطلق البغيض والحرمان التام‬
‫من كل ذلك ‪ ..‬فالدنيا ليست دار بقاء ومتاعها ناقص وزائل في‬
‫النهاية ‪ ،‬والنعيم المقيم والسعادة التامة مكانها الجنة وليست‬
‫الرض ‪..‬‬
‫وأخيرا فإنه لو كان صحيحا أن الية ‪ 129‬من سورة النساء تحظر‬
‫التعدد ] لنها كما زعموا ‪ :‬قطعت بأن العدل بين النساء مستحيل‬
‫[ نقول لو كان هذا صحيحا لكان واجبا أن يطلق الرسول عليه‬
‫السلم وأصحابه زوجاتهم فور نزول الية ويكتفي كل منهم‬
‫بواحدة ‪ ،‬لكنهم لم يفعلوا ‪ ،‬وحاشا لله أن يخالف النبي )صلى‬
‫الله عليه وسلم( وصحابته أمر الله في مثل هذه الحالة أو‬
‫غيرها ‪..‬‬
‫ولهذا فالصحيح أن التعدد مسموح به ومباح إلى قيام الساعة ‪..‬‬
‫خاصة وأن من علمات الساعة أن ) تبقى النساء ويذهب الرجال‬
‫حتى يكون لخمسين امرأة قيم ] رجل [ واحد ( حديث شريف )‬
‫‪(23‬‬
‫القسم بين الزوجات‬
‫ة هو ‪ :‬توزيع النصاب‬ ‫قسم – بفتح القاف وسكون السين – لغ ً‬ ‫ال َ‬
‫قسم – بكسر القاف – فهو النصيب‬ ‫على عدد من الناس ‪ ..‬أما ال ِ‬
‫ذاته والجمع أقسام ‪.‬‬
‫وأما في اصطلح الفقهاء فمعناه العدل بين الزوجات في المبيت‬
‫والنفقة وغيرها )‪ (24‬والعدل أو القسم واجب على الزوج في‬
‫الطعام والسكن والكسوة والمبيت ] عند كل واحدة مثل‬
‫الخرى [ ‪ ،‬وسائر المور المادية بل تفرقة بين غنية وفقيرة أو‬
‫عظيمة وحقيرة ‪ ،‬فإذا خاف عدم العدل وعدم الوفاء بحقوقهن‬
‫جميعا فإنه يحرم عليه الجمع بينهن ‪(25) .‬‬
‫والعبرة في النفقة – طبقا للراجح من مذهب الحناف – هي‬
‫بحالة الزوج يسرا أو عسرا بغض النظر عن حال الزوجات ‪.‬‬
‫وعلى ذلك تجب التسوية بينهن في النفقة وتشمل المأكل‬
‫والمشرب والملبس والمسكن ‪..‬‬
‫لن القول بغير ذلك من شأنه أن يتسبب في الخلفات و الحقاد‬
‫والعداوات بين الزوجات وأولد كل منهن ‪ ،‬وهم أولد رجل واحد ‪.‬‬
‫ولذلك نشدد على ضرورة العدل التام في النفقات وسائر المور‬
‫المادية ‪ .‬كما يجب – في رأينا – أن يجتهد الب لخفاء مشاعره‬
‫ومحبته لحدى زوجاته عن الخريات ‪ ،‬فالفطنة والكياسة‬
‫والحكمة مطلوبة من الزوج حماية لكيان السرة ومنعا‬
‫للخلفات ‪..‬‬
‫وضع الفقهاء شروطا للقسم ‪ ...‬أولها العقل ‪ :‬إذ ل يجب القسم‬
‫على المجنون ‪ ،‬أما الزوجة المجنونة فيجب القسم لها إذا كانت‬
‫هادئة قائمة بمنزل زوجها بحيث يمكنه مباشرتها ‪ ،‬وإل فل قسم‬
‫لها ‪.‬‬
‫والشرط الثاني للقسم أن يكون الزوج بالغا ‪ ،‬أما الزوجة فل‬
‫يشترط لها البلوغ ‪ ،‬بل يكفى أن تكون مطيقة للوطء ‪ ،‬فإذا لم‬
‫يكن الزوج بالغا وظلم أحدى زوجاته ‪ ،‬فإن الثم يقع على وليه ‪،‬‬
‫لنه هو الذي زوجه ‪ ،‬وهو الذي احتمل مسئولية ذلك ‪ ،‬فعليه أن‬
‫يدور به على نسائه ليعدل بينهن ‪(26).‬‬
‫والشرط الثالث للقسم ‪ :‬أل تكون المرأة ناشزا ‪ ..‬فإن كانت‬
‫عاصية خارجة على طاعة زوجها فل حق لها في القسم ‪ ..‬ول‬
‫يسقط القسم وجود مانع يمنع الوطء ‪ ،‬سواء كان هذا المانع‬
‫بالزوجة مثل الحيض أو النفاس أو المرض ‪ ،‬أو كان المانع بالزوج‬
‫مثل المرض أو الضعف الجنسي ‪ ،‬لن الوطء ليس لزما للقسم ‪،‬‬
‫فالمبيت الغرض منه النس وليس الجماع بالضرورة ‪ ..‬فإذا كان‬
‫الزوج مريضا مرضا ل يستطيع معه النتقال فيجوز له أن يقيم‬
‫عند من يستريح لخدمتها وتمريضها ‪ ..‬وذلك مأخوذ من فعل‬
‫الرسول )صلى الله عليه وسلم( عندما داهمه مرض الموت‬
‫فأذنت له زوجاته – رضي الله عنهن – بأن يقيم في منزل السيدة‬
‫عائشة – رضي الله عنها – لما يعلمن من حبه لها وارتياحه‬
‫لتمريضها له وخدمتها إياه ‪..‬‬
‫ول يجوز مطلق ترك إحدى الزوجات بغير جماع عمدا بحجة عدم‬
‫الحب لها ‪ ،‬لن هذا يؤدى إلى تعريضها للفتنة و الفساد ‪ ..‬فإذا لم‬
‫يجامعها بالقدر الكافي لعفتها وإحصانها فل مفر من الطلق ‪،‬‬
‫ولعل الله يبدلها زوجا خيرا منه ‪ ،‬ويبدله زوجا خيرا له منها ‪.‬‬
‫وهناك رأى وجيه يحدد حق كل زوجة في المبيت عندها بليلة كل‬
‫أربع ليال على اعتبار أنه يحق له الزواج من أربع ‪ ..‬وهو ذات‬
‫الحق بالنسبة للمتزوج بواحدة الذي تشغله العبادة أو العمل‬
‫فعليه أن يبيت عند زوجته ليلة واحدة كل أربع ليال ‪ ،‬وله أن يتعبد‬
‫الثلث ليال الباقيات ‪..‬‬
‫وهناك الرأي الراجح الذي ذكرناه من قبل وذهب إلى ضرورة أن‬
‫يجامع الرجل كل زوجة بالقدر المعقول الذي يكفى لعفافها‬
‫وصرفها عن التعلق بغيره ‪ ..‬ويرى بعض الحناف أنه يجب الحكم‬
‫للزوجة قضاء بالوطء من وقت لخر ‪ ،‬بما يراه القاضي كافيا‬
‫لعفافها وإحصانها ‪..‬‬
‫ويرى المالكية أنه يحرم على الزوج المتناع عمدا عن جماع‬
‫إحدى الزوجات في نوبتها ليوفر قوته وحيويته لجماع أخرى أجمل‬
‫منها يتلذذ بها أكثر ‪ ..‬فإذا كان عند صاحبة النوبة ووجد في نفسه‬
‫الميل والقدرة على الجماع ثم امتنع عامدا ليوفر قوته للجمل‬
‫فنه يأثم بذلك ‪ ،‬لنه إضرار متعمد منه بصاحبة النوبة ‪ ،‬حتى ولو‬
‫لم تتضرر بالفعل ولم تبادر بالشكوى ‪..‬‬
‫وللزوج أن يقسم بين زوجاته حسب حالة ‪ ..‬فإن كان يعمل‬
‫بالنهار قسم بينهن بالليل ‪ ،‬ولو كان عمله الذي يكسب قوته منه‬
‫ليل ] مثل الحارس وغيره [ ‪ ،‬قسم بينهن بالنهار ‪ ..‬أي لكل‬
‫واحدة ليلة أو يوم مثل ‪ ،‬أو لكل واحدة يومان أو ليلتان ‪ ..‬ويجوز‬
‫أن يقسم بينهن ‪ :‬لكل واحدة أسبوع أو أكثر بالتراضي بينهن ‪،‬‬
‫على تفصيل واختلف في الراء بين المذاهب ‪(27).‬‬
‫ويحرم على الزوج أن يجامع غير صاحبة النوبة ‪ ،‬ول أن ُيقّبل‬
‫ضرتها ‪ ..‬ويجوز له الدخول على زوجاته من غير صاحبة اليوم أو‬
‫الليلة للضرورة أو لقضاء حاجة أو إذا احتاجت منه شيئا من‬
‫المصروفات أو لرعاية الولد وغير ذلك من المصالح الضرورية ‪.‬‬
‫ويرى الحنابلة أن القسم يجب أن يكون ليلة و ليلة ‪ ،‬بحيث ل‬
‫تزيد عن ذلك إل بالتراضي عليه ‪ ..‬وله أن يخرج في ليلة كل‬
‫واحدة منهن لقضاء ما جرت عليه العادة من صلوات وأداء حقوق‬
‫وواجبات وغيرها ‪ ..‬وليس له أن يتعمد الخروج الكثير في ليلة‬
‫إحداهن دون الخرى ‪ ،‬لن ذلك ظلم وإجحاف بها ] إل إذا رضيت‬
‫بذلك [ ‪.‬‬
‫ويضيف الحنابلة حكما طريفا آخر هو ‪ :‬أنه ل يجوز للزوج الدخول‬
‫على أي زوجة أخرى غير صاحبة النوبة ليل إل في النوازل‬
‫الشديدة ‪ ،‬مثل مرض الموت إذا كانت تريد أن توصى إليه وغير‬
‫ذلك من المور الخطيرة فحسب ‪ ..‬أما في النهار فيجوز له‬
‫الدخول على غير صاحبة النوبة لقضاء حاجة بشرط أل يطيل‬
‫البقاء عندها ‪ ،‬فإن أطال البقاء عندها يقضى اليوم لضرتها ‪ ،‬وإذا‬
‫جامع غير صاحبة النوبة فإنه يلتزم بقضاء الجماع لصاحبة النوبة ]‬
‫أي يجامعها مرة بدل وعوضا عن جماعه لغيرها [ خلفا لرأى‬
‫الشافعية ‪.‬‬
‫وبالنسبة للزوجة الجديدة نحن نرجح رأى الحناف الذي ل يعطى‬
‫لي زوجة قديمة أو جديدة استثناء في المبيت ‪ ،‬وكذلك ل فرق‬
‫بين البكر والثيب ] من سبق لها الزواج [ ولو تزوج بكرا جديدة أو‬
‫ثيبا جديدة يبدأ المبيت عندها ‪ :‬سبع ليال للبكر وثلث ليال إذا‬
‫كانت الجديدة ثيبا ‪ ،‬ثم يعوض نساءه الباقيات عن هذه المدة ‪،‬‬
‫فذلك هو ما يقتضيه مبدأ العدل بين الزوجات ‪ ..‬وسنة الرسول‬
‫)صلى الله عليه وسلم( تدل على التسوية في القسم ‪ ،‬ولكن‬
‫يكون البدء بالدور للجديدة فهذا جائز ‪ ،‬ثم يعطى الخريات من‬
‫اليام والليالي مثل ما أمضى عند الجديدة ‪..‬‬
‫ويجوز للزوجة أن تتنازل لضرتها عن نصيبها بمقابل أو بغير مقابل‬
‫‪ ..‬وإذا تنازلت لها ثم رجعت يجوز هذا الرجوع ‪(28) .‬‬
‫وقد تنازلت أم المؤمنين سودة بنت زمعة – رضي الله عنها –‬
‫عندما كبرت في السن عن ليلتها للسيدة عائشة – رضي الله‬
‫عنها – لما تعلمه من حب النبي )صلى الله عليه وسلم( لها ‪..‬‬
‫وهكذا ضربت السيدة سودة أروع المثلة ‪ ،‬واكتفت بأن تحشر‬
‫يوم القيامة ضمن أزواج المصطفى )صلى الله عليه وسلم(‬
‫وكفى بها نعمة ‪.‬‬
‫وفى حالة سفر الزوج هناك تفرقة بين سفر النتقال من بلد إلى‬
‫بلد آخر للستقرار فيه ] مثل من يسافر من الريف للستقرار‬
‫بمدينة معينة ‪ ،‬أو يهاجر نهائيا من دولة إلى أخرى [ ‪ ،‬وبين السفر‬
‫العارض المؤقت الذي يرجع بعده إلى بلده الذي به زوجاته ‪.‬‬
‫فإذا كان الزوج مسافرا إلى البلد الخر ليستقر به نهائيا فيجب‬
‫عليه اصطحاب كل الزوجات معه إن تيسر ذلك ‪ ،‬أو إجراء قرعة‬
‫بينهن ليأخذ الفائزة في القرعة معه بعض الوقت ثم يعيدها‬
‫وتسافر إليه أخرى ‪ ،‬وهكذا ‪ ..‬فإن تعذر عليه هذا الحل أيضا ل‬
‫مفر من تطليق من ل يريدها وإمساك من يريد اصطحابها معه‬
‫إلى حيث يستقر نهائيا ‪ ،‬فهذه الحالة ليست سفرا بالمعنى‬
‫الدقيق وإنما هي هجرة في حقيقة المر ‪ ،‬فل يجوز هنا هجر بعض‬
‫الزوجات واصطحاب البعض الخر إل برضا الجميع ‪ ،‬وهو يكاد‬
‫يكون مستحيل في هذه الحالة ‪ ،‬لن الزوجة المرغوب عنها سوف‬
‫تفقد زوجها نهائيا برحيله إلى البلد الخر ‪(29) .‬‬
‫أما إذا كان السفر مؤقتا لغرض التجارة أو الحج أو الغزو أو‬
‫العلج أو السياحة وغيرها ‪ ،‬فالرأي الذي نرجحه هو أنه يجب على‬
‫الزوج إجراء قرعة بين الزوجات لتحديد من تسافر معه ‪ ..‬ومدة‬
‫السفر المؤقت هنا تسقط من الحساب ‪ ،‬بمعنى أنها تعتبر من‬
‫نصيب الفائزة في القرعة وحدها ول تعويض للخريات عنها عند‬
‫العودة من السفر ‪ ..‬وإذا سافرت الزوجة وحدها فل تعويض لها‬
‫عما فاتها في غيابها ‪ ..‬أما إذا سافرت كل الزوجات مع زوجهن‬
‫فإن عليه القسم بينهن كما كان يفعل في بلده الول ‪..‬‬
‫وأخيرا ‪ :‬هل يجوز للزوج أن يجمع بين زوجاته في مكان واحد ؟‬
‫يرى الفقهاء أنه إذا كان المنزل يحتوى على عدة شقق أو أدوار‬
‫لكل منها باب خاص بها ولها منافع تامة مستقلة عن بقية الشقق‬
‫] دورة مياه و مطبخ ومنشر لتجفيف الملبس المغسولة [ فإنه‬
‫يجوز للزوج أن يجمع بين زوجاته في هذا المنزل ولو بدون رضا‬
‫كل منهن ‪ ،‬طالما أن كل واحدة سوف تسكن في شقة منفصلة‬
‫ومستقلة عن الخريات ‪(30) .‬‬
‫أما إذا كان المسكن له باب واحد ودورة مياه واحدة ومطبخ‬
‫واحد ‪ ،‬وبه عدة حجرات أو حجرة واحدة فل يجوز للرجل أن‬
‫يجمع كل زوجاته في مثل هذا المنزل إل برضائهن جميعا ‪..‬‬
‫وكذلك لو كانوا جميعا على سفر وأقاموا في غرفة أو خيمة‬
‫واحدة ] مثل السفر للحج مثل [ فيجوز في هذه الحالة برضاهن‬
‫أو بدون رضاهن في حالة الضرورة ] مثل تكدس الخيام في منى‬
‫وعرفات [ ‪.‬‬
‫وأفتى المالكية بأن مجامعة الرجل زوجته أمام الخرى أو‬
‫الخريات حرام ‪ ،‬وليس مكروها ‪ ،‬والحرمة تشمل كل الحالت‬
‫سواء كانت الزوجة محل الجماع مكشوفة العورة للخريات أم ل‬
‫)‪ ...(31‬ونحن نؤيد هذا الرأي المالكي السديد ‪ ،‬فالحقيقة أنه ل‬
‫يجوز مثل هذا الجماع من الناحية النسانية ‪ ،‬لن فيه جرحا عميقا‬
‫لمشاعر الخريات ‪ ،‬وإثارة سخيفة للغريزة والحقاد فيما بينهن ‪..‬‬
‫كما أن فيه خدشا لحياء من يجامعها زوجها أمام الخريات ‪..‬‬
‫والنسان الذي كرمه الله يختلف عن الحيوانات العجماوات ‪،‬‬
‫ولهذا ترفض الفطرة النسانية السليمة مثل هذا الجماع أمام‬
‫أخريات ‪ ..‬بل إن بعض الحيوانات مثل القطط يستحيل عليها‬
‫ممارسة الجنس إذا كان هناك من يراقبها أو يراها ‪ ،‬أو حتى يقف‬
‫قريبا منها ‪ ،‬ولو لم يكن يراها !! وسبحان الله الذي أعطى كل‬
‫شيء خلقه ثم هدى ‪...‬‬
‫ونرى أنه يمكن للزوج زيادة نفقة إحدى الزوجات عن الخريات‬
‫في حالت وظروف خاصة ‪ ،‬منها زيادة عدد أولدها عن‬
‫الخريات ‪.‬‬
‫فإذا أعطى مثل ستة أرغفة لزوجة عندها خمسة أطفال بينما‬
‫أعطى من لها ثلثة أربعة أرغفة فإنه ل يكون ظالما بداهة ‪ ..‬بل‬
‫هذا هو صميم العدل ‪ ،‬إذ القسمة هنا على أساس أن لكل فرد‬
‫رغيفا ‪ ..‬وكذلك إذا كانت أحدى الزوجات مريضة مرضا شديدا‬
‫يحتاج إلى علج ‪ .‬وعلى الزوجات الخريات أن يحمدن الله على‬
‫نعمة العافية ‪ ،‬ول يطلبن مقابل لما تكلفه علج أختهن المريضة ‪.‬‬
‫***‬
‫وإذا اشترطت المرأة في عقد الزواج أل يتزوج عليها ‪ ،‬فإن على‬
‫الزوج احترام العقد وعدم القتران بأخرى إل برضا الزوجة الولى‬
‫وتنازلها عن الشرط ‪ ..‬ففي الحديث الشريف ‪ ) :‬إن أحق‬
‫الشروط أن توفوا ما استحللتم به الفروج ( ]رواه البخاري‬
‫ومسلم[ ‪ ..‬ومعنى الحديث الواضح أن الشروط المدرجة في‬
‫عقد الزواج هي أولى الشروط بالحترام واللتزام ‪.‬‬
‫‪...‬‬
‫)‪ (1‬عدد الثلثاء ‪ 6‬مايو ‪. 1997‬‬
‫)‪ (2‬أعدت تحت أشراف أساتذة المركز القومي للبحوث‬
‫الجتماعية والجنائية‪.‬‬
‫)‪ (3‬مجلة طبيبك الخاص عدد مايو ‪. 1997‬‬
‫)‪ (4‬صندوق الدنيا – الهرام – عدد ‪ 13‬مايو ‪ 1997‬م ‪.‬‬
‫)‪ (5‬السيد سابق – فقه السنة – نظام السرة – المجلد الثاني –‬
‫ط مكتبة المسلم – ص ‪.104‬‬
‫)‪ (6‬كتاب محمد رسول الله ‪ ،‬ترجمة المرحوم الدكتور عبد‬
‫الحليم محمود شيخ الزهر السبق‬
‫)‪ (7‬الية ‪ 3‬من سورة النساء ‪.‬‬
‫)‪ (8‬ابن كثير – تفسير القرآن العظيم – تفسير الية ‪ 3‬من سورة‬
‫النساء ‪.‬‬
‫)‪ (9‬راجع جامع البيان في تفسير القرآن لبن جرير الطبري‬
‫تفسير سورة النساء ‪.‬‬
‫)‪ (10‬تفسير النسفى – سورة النساء ‪.‬‬
‫)‪ (11‬السيد سابق ‪ -‬فقه السنة – المجلد الثاني نظام السرة –‬
‫ط مكتبة المسلم ص ‪ 95‬الهامش ‪.‬‬
‫السيد سابق – المرجع السابق ‪.‬‬ ‫)‪(12‬‬
‫راجع الفصل الول "التعدد قبل السلم" من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫الية الولى من سورة فاطر‬ ‫)‪(14‬‬
‫ابن كثير‪ ...‬المرجع المشار إليه من قبل‬ ‫)‪(15‬‬
‫الجامع لحكام القرآن – القرطبى – ط الريان – ص ‪1578‬‬ ‫)‪(16‬‬
‫‪.‬‬
‫)‪ (17‬الية ‪ 3‬من سورة النساء ‪.‬‬
‫)‪ (18‬الية ‪ 129‬من سورة النساء ‪.‬‬
‫)‪ (19‬الجامع لحكام القرآن للقرطبى – الية ‪ 129‬من سورة‬
‫النساء ‪.‬‬
‫)‪ (20‬رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة والترمذي ‪.‬‬
‫)‪ (21‬فقه السنة – المجلد الثاني – نظام السرة ص ‪. 99‬‬
‫)‪ (22‬سيد قطب – في ظلل القرآن – الجزء الول – ط دار‬
‫الشروق – ص ‪. 582‬‬
‫)‪ (23‬رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه ‪.‬‬
‫)‪ (24‬الفقه على المذاهب الربعة – الجزء الرابع – قسم الحوال‬
‫الشخصية – ط الريان – ص ‪ 213‬وما بعدها ‪.‬‬
‫)‪ (25‬السيد سابق – فقه السنة – ط مكتبة المسلم – المجلد‬
‫الثاني ص ‪. 98‬‬
‫)‪ (26‬الفقه على المذاهب الربعة ‪.‬‬
‫)‪ (27‬الفقه على المذاهب الربعة – الجزء الرابع ص ‪ 216‬وما‬
‫بعدها ‪..‬‬
‫)‪ (28‬المرجع السابق ص ‪219‬‬
‫)‪ (29‬لمرجع السابق ص ‪. 220‬‬
‫)‪ (30‬راجع التفاصيل في المرجع السابق ص ‪. 223‬‬
‫)‪ (31‬المرجع السابق ص ‪. 224‬‬
‫====================‬
‫قضية تعدد الزوجات بأعين المم المعاصرة‬
‫قضية تعدد الزوجات بأعين المم المعاصرة ‪ ) ..‬نصرانية ترى‬
‫التعدد ضرورة ( !!!‬
‫من‬‫] موضوع طويل ولكن أرجو قراءته حتى نهايته ‪ ،‬فقد تض ّ‬
‫حقائق و‪ ..‬و ‪[ ...‬‬
‫أول ً ‪:‬‬
‫جِلهم زاعمين‬ ‫هذه القضية أجلب عليهـا أعداء السلم بخيلهـم وَر ِ‬
‫أن هذا الفعل – أي التعدد – وحشية ل ترتضى وشهوانيـة غير‬
‫م لها ‪ ،‬و …‬‫مقبولـة ‪ ،‬وانتقـاص لحـقّ المـرأة ل ُيستساغ ‪ ،‬و ظ ُل ْ ٌ‬
‫إلخ تلك الفتراءات ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬التعدد من منظور عصري !‬
‫"كيف يجوز أن يجـرؤ الغربيون على الثورة ضد تعدد الزوجات‬
‫المحدود عند الشرقيين ما دام البغاء شائعا ً في بلدهـم ؟ … فل‬
‫حدون للزوجـة ( ما دام‬ ‫ح أن ُيقـال عن بيئة ‪ :‬أن أهلها ) مو ّ‬ ‫َيص ّ‬
‫فيها إلى جانب الزوجة الشرعية خدينات من وراء ستار!‬
‫ومتى وََزّنـا المور بقسطاس مستقيم ظهـر لنا أن تعـدد‬
‫الزوجات السلمي الذي‬
‫َيحـفــظ‬
‫وَيحمــي‬
‫وُيغــذي‬
‫وَيكسو النساء‬
‫خـذ الرجل امرأة‬ ‫أرجح وَْزنـا ً من البغـاء الغربي الذي يسمح بأن ي َت ّ ِ‬
‫لمحض إشباع شهواته ‪ ،‬ثم يقـذف بها إلى الشـارع متى قضى‬
‫منها أوطاره "‬
‫] ليس هذا من قول أحـد دعـاة السـلم !!‬
‫إنما هو من قول ) أني بيزانت ( زعيمة التيوصوفية العالمية ‪،‬‬
‫وذلك في كتابهـا ‪ :‬الديان المنتشرة في الهند فاعتبروا يا أولي‬
‫البصار ! [‬
‫قـال ) اليوتنان كولـونيل كـادي ( ‪:‬‬
‫إن تعـدد الزوجـات ُتجيزه الشريعة السلمية بشروط محدودة ‪،‬‬
‫وبالفعل نرى العالم كله يستعمله ‪.‬‬
‫وقال أيضا ‪:‬‬
‫من الواضح أن الفرنسوي الثري الذي ُيمكنه أن يتزّوج باثنتين‬
‫فأكثر ‪ ،‬هو أقل حـال ً من المسلم الذي ل يحتاج إلى الختفاء إذا‬
‫أراد أن يعيش مع اثنتين فأكثر وينتج عن ذلك هذا الفرق ‪ :‬أن‬
‫معْت ََرف بهـم ‪،‬‬ ‫ددت زوجاته متساوون و ُ‬ ‫أولد المسلم الذي تع ّ‬
‫ويعيشون مع آبائهم جهرة بخلف أولد الفرنسوي الذين ُيولدون‬
‫ف فهم خارجون عن القانون ‪.‬‬ ‫خت َ ٍ‬
‫م ْ‬‫ش ُ‬‫في فـرا ٍ‬
‫صـين ( أن تعتزم إدخال تعديلت على قوانين‬ ‫وهذا ما دعا ) ال ّ‬
‫الزواج الحالية في محاولة للحد ّ من ظاهرتي‬
‫‪ ) :‬تنـامي العـلقـات غير الشرعيـة ‪ ،‬والعنـف بين المتزّوجين ( ‪.‬‬
‫ولذا يقول المسـؤول البرلماني الصيني )هو كانج شينج ( ‪ :‬إن‬
‫التشريع الحالي بحاجة إلى تحديث … وأن هناك حاجة إلى إجـراء‬
‫ضرا ً في‬‫تغييرات لتسهيل إيجـاد علقة زواج ونظام أسري أكثر تح ّ‬
‫المـــة ‪.‬‬
‫ضرا ً [ !!!!‬
‫] نظام أسري أكثر تح ّ‬
‫سون لوضع المجتمع الصيني أن نسبـة الطلق‬ ‫دارِ ُ‬ ‫وُيفيد ال ّ‬
‫ت السلطـات على اقتراح ] تجريـم‬ ‫فَز ْ‬‫ح َ‬‫المرتفعـة في الصين قد َ‬
‫! [ إقامة أي علقة خارج الزواج ‪ ،‬وإرغام مرتكبي الزنا على دفع‬
‫تعويضات لشركائهم في الزواج ‪ ،‬وإلزامهم بقضـاء ثلث سنـوات‬
‫منفصلين قبل إيقـاع الطلق ‪.‬‬
‫نشرت صحيفة الحــياة في العدد )‪ (13099‬أن أستاذة " لهوت‬
‫ت إلى السماح للبيض بتعدد الزوجات ‪،‬‬ ‫" في جنوب أفريقيا د َع َ ْ‬
‫لمواجهـة ارتفـاع معدل الطلق في البلد ‪ ،‬وهو من أعلى‬
‫المعدلت في العالم ‪.‬‬
‫وتقول الستاذة " لندمان " ‪:‬‬
‫ليس هناك سوى عـدد محدود للغاية من الرجال في العالم ‪ ،‬فقد‬
‫قُِتل بعضهم في الحروب ‪ ،‬والن حـان الوقت كي تختار المرأة‬
‫زوجـا ً من بين الرجال المتزوجين ‪ ،‬وأن تتفاوض مع زوجته على‬
‫أن ُتصبح فردا ً من أفراد أسرته … ) بتصّرف عن الصحيفة ( ‪.‬‬
‫حـل ّ لرتفاع معدل الطلق ‪ ،‬وقّلة‬ ‫ها نحن تراهم يعتبرون التعدد َ‬
‫الرجال !!‬
‫فأحكام الجاهلية المعاصرة مبنّية على الفساد !‬
‫حكـم غيره حكمـا ً جاهليا ً‬ ‫مى ُ‬ ‫وصدق الله الذي س ّ‬
‫حكما ً‬ ‫َ‬
‫حكم الجاهليةيبغون ( ؟؟ ) ومن أحسن من الله ُ‬ ‫فقال ‪ ) :‬أفَ ُ‬
‫لقوم يوقنون ( ؟ ]المائدة‪[50:‬‬
‫م جاهلي أي ّا ً كان ‪.‬‬ ‫حك ٌ‬ ‫حكم الله فهو ُ‬ ‫فما خالف ُ‬
‫ثالثا ً ‪ :‬السلم والتعدد‬
‫كلمة حق في موضوع الّتعدد سمعتها من أحد دعاة السـلم‬
‫حيث قال ‪:‬‬
‫دده ‪.‬‬ ‫حـ ّ‬
‫السـلم لم ُينشئ التعـدد ‪ ،‬وإنما َ‬
‫ده ‪.‬‬
‫خص فيه وقّيـ َ‬‫ولم يأمر بالتعـدد على سبيل الوجـوب ‪ ،‬وإنما ر ّ‬
‫اهـ ‪.‬‬

‫ن النساء ‪ ،‬حتى‬‫م ْ‬
‫نعم ‪ .‬لقد جاء السلم والرجل يتزوج بما شـاء ِ‬
‫أسلـم بعض أهل الجاهليـة وعنده عشر نسوة !!‬
‫فحدد السلم العدد بأربع نسوة فقط ‪.‬‬
‫ولما حدد الله التعدد بأربع لم ُيوجبه على عباده بل أباحـه لهم‬
‫بشروطه من العدل والستطاعة ‪.‬‬
‫ف الرجل بزوجة واحدة ‪ ،‬أو كانت زوجته عقيم ل ُتنجب‬ ‫إذا لم يكت ِ‬
‫‪ ،‬إلى غير ذلك ‪ ،‬فإن الشريعـة السلمية توجد له مخرجا ً وتفتح‬
‫ه أن يتزّوج أخرى ُتناسبه دون أن يلجأ للوقوع في‬ ‫لـه أفاقا ً ‪ ،‬فَل َ ُ‬
‫ش للمجتمع ‪ ،‬واختلط في‬ ‫أعراض الخرين ‪ ،‬وما يلي ذلك من غ ّ‬
‫النساب ‪ ،‬وما يعقب ذلك من حسرة الضمير ‪ ،‬وتأنيب النفس‬
‫اللوامة ‪.‬‬
‫أو يلجـأ للتخّلص من زوجته لتتاح لـه الفرصـة بالزواج بأخرى‬
‫أيريدون أن تكون الحيـاة الزوجية جحيم ل ُيطـاق ؟؟‬
‫فيلجأ الزواج حينئذ ٍ إلى قتل زوجاتهم غيلة ؟؟‬
‫وقد حدث هـذا في بلد الحضارة المادية !!‬
‫در‬
‫] في تقرير لمكتب البحث الفيدرالي المريكي عام ‪1979‬م ق ّ‬
‫أن )‪ ( %40‬من النساء اللتي يتعرضن للموت يقتلهن‬
‫أزواجهن ! [‬
‫] وتقرير للوكالة المريكية المركزية للفحص والتحقيق ‪ :‬هناك‬
‫زوجة يضربها زوجها كل ‪ 18‬ثانية في أمريكيا [‬
‫أيريدون ضرب وقتل الزوجات أم ُيريدون أن يبقى عدد من‬
‫النساء بل أزواج ؟‬
‫فمن المعلوم أن النساء أكثر من الرجال‬
‫مل النسـاء‬ ‫وأن الحـروب والحوادث تطحـن الرجـال فتتر ّ‬
‫فمن للرامل والمطلقات ؟‬
‫إن لم تكن قضية التعدد حـل ً من الحلـول ؟؟‬
‫ي زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب جاء عمر‬ ‫ولذا لمـا توفّ َ‬
‫يعرضها على أبي بكر وعثمان حتى تزوجها رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫وهذا باب واسع للمواساة في السلم ‪ ،‬وحكمة بالغة في‬
‫مشروعية التعدد ‪.‬‬
‫وإن غضبت النســـاء !‬
‫أو زمجر أعداء دين الله !‬
‫أليست المرأة يسوؤهـا أن تبقى مطلقـة ؟‬
‫شقّ عليها أن تظل أرملة ؟‬ ‫وي َ ُ‬
‫ويعييها أن تطول أيمتها ؟‬
‫ولكنها عاطفة المرأة التي تسبق عقلها في كثير من الحيان ‪،‬‬
‫والنصاف عزيز !‬
‫ملت أو ط ُّلقت‬ ‫فما دام المـركـذلك إذا تأّيمـت أو تر ّ‬
‫ل لمشكلة اجتماعية قد تقع هي فيها‬ ‫فلمـاذا ل ترضى بالتعدد كح ّ‬
‫يوما ً من اليام ؟‬
‫وقد تكون ضحّيتها هي فليس أحد من البشـر مخلـد ‪.‬‬
‫رهـم ‪ ) :‬وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ( ]النبياء‪:‬‬ ‫خي ْ ِ‬
‫وقد قيل ل ِ َ‬
‫‪. [34‬‬
‫إذا ً لتفترض المـرأة أن زوجها مات أو ُقتل أو أنها ط ُّلقت ‪ ..‬فكيف‬
‫يكون مصيرهـا ؟‬
‫أترضى أن تكـون قعيدة بيتها ؟‬
‫ل لئك ؟‬ ‫أم يكون عرضها عرضة لك ّ‬
‫عندها تصيح ‪ -‬وقد ل ُتسمع ‪ -‬المجتمع ظالم ظالم ظ َل َ َ‬
‫م‬
‫مطّلقة ‪ ،‬ما ذ َن ُْبها ؟‬ ‫ال ُ‬
‫أل ترحمون !‬
‫ونسبة النساء أعلى من نسبة الرجال ‪ ،‬وسوف يأتي زمان ُيصبح‬
‫الرجل الواحد في مقابل خمسين امرأة ‪.‬‬
‫وقـد ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك أنه قال ‪ :‬أل‬
‫أحدثكـم حـديثا سمعته مـن رسـول الله صلى الله عليه وسلم ل‬
‫يحدثكم أحد بعدي سمعه منه ؟ ‪ :‬إن من أشراط الساعـة أن‬
‫ُيرفع العلم ‪ ،‬ويظهر الجهل ‪ ،‬ويفشو الزنا وُيشرب الخمـر ‪،‬‬
‫ويذهب الرجال ‪ ،‬وتبقى النسـاء حتى يكون لخمسين امـرأة قّيم‬
‫واحـد ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫وفي حديث أبي موسى ‪ :‬وُيرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة‬
‫ن به من قِل ّةِ الرجال وكثرة النساء ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬ ‫ي َل ُذ ْ َ‬
‫إذا ً هـذه نتيجـة حتمية للحروب وكثرة القتل التي أخبر عنهـا‬
‫الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬والتي عّبر عنهـا‬
‫بالهـْرج ‪ ،‬حتى ل يدري القـاتل فيما قََتل ‪ ،‬ول المقتول فيما قُِتل !‬
‫جاء ذلك في صحيح مسلـم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‬
‫قال ‪ :‬قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬والذي نفسي‬
‫بيده ل تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم ل يدري القاتل فيم‬
‫قََتل ‪ ،‬ول المقتول فيـم قُِتل ‪ ،‬فقيل ‪ :‬كيـف يكـون ذلك ؟ قـال ‪:‬‬
‫الهـرج ‪ .‬القـاتل والمقتول في النار ‪.‬‬
‫وقد حدث ما ُيشبه هذا قبل أكثر من ثلثمـائة سنة !‬
‫فقد نقص عـدد رجـال اللمـان بعد حرب الثلثين سنة كثيرا ً ‪،‬‬
‫فقـّرر مجلس حكومـة ) فرانكونيـا ( إجـازة َ أن يتزّوج الرجل‬
‫بامرأتين !!‬
‫قـة على أن‬ ‫مط ْل َ َ‬
‫قـم الدليل حتى الن بأي طريقـة ُ‬ ‫] إنه لم ي َ ُ‬
‫تعـدد الزوجـات هو بالضـرورة شّر اجتماعي وعقبـة في طريق‬
‫دم … وفي استطاعتنا أيضا أن ُنصـّر على أنـه في بعض‬ ‫الّتقـ ّ‬
‫مراحـل الّتطـور الجتماعي عندما تنشأ أحوال خاصة بعينها – كأن‬
‫ُيقتل عـدد من الذكور ضخم إلى حـد ّ استثنائي في الحـرب مثل ً –‬
‫ُيصبح تعـدد الزوجـات ضــرورة اجتماعيـة ‪ ،‬وعلى أّيـة حـال‬
‫حـكـم على هذه الظاهـرة بمفاهيم العصـور‬ ‫فليس ينبغـي أن ن َ ْ‬
‫القديمـة المتأخرة ‪ ،‬لنها كانت في أيام محمـد صلى الله عليه‬
‫معَترفـا ً بهـا من وجهـة النظـر‬ ‫وسلم مقبولة قبول ً كامـل ً ‪ ،‬وكانت ُ‬
‫ن العـرب فحسب ‪ ،‬بل بين كثير مـن شعـوب‬ ‫الشرعيـة ‪ ،‬ل ب َي ْ َ‬
‫المنطقـة أيضا [‬
‫)هذا نص ترجمـة ما قالته الكاتبة اليطالية " لورافيشيا فاغليري‬
‫ن عليها الغارات !! وُتوصم بالّتخّلف والرجعية ؟!‬ ‫م َلـم ُتش ّ‬ ‫" َفـِلـ َ‬
‫أ َل َّنها إيطالية ؟! ذات دم ٍ أزرق وعيون زرقاء !! (‬
‫] وإذا طرأت على المـة حـال اجتاحت رجالهـا بالحـروب ‪ ،‬ولم‬
‫ت نسـاء‬‫يكن لكل رجـل في الباقين إل زوجـة واحـدة ‪ ،‬وَبقي َ ْ‬
‫عديدات بل أزواج ‪ ،‬ينتج عن ذلك نقص في عدد المواليد ل محالة‬
‫‪ ،‬ول يكون عددهم مسـاويا ً لعـدد الوفيات … وتكون النتيجـة أن‬
‫حدة للزوجات " تفنى أمام المة المعددة للزوجات [‬ ‫المـة " المو ّ‬
‫]هذا ما قاله الفيلسـوف النجليزي " سبنسر " في كتابه ‪ :‬أصول‬
‫الجتماع [‬
‫ن لمرأةِ المقتول ‪ ،‬خاصة إن كانت‬ ‫فإذا كان المر كذلك ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬
‫حديثة عهـد بعـرس !‬
‫وقد حدث هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫في قصة غسيل الملئكة ‪ ،‬وفي قصة الشاب النصاري‬
‫وإليك بيانهما ‪:‬‬
‫أما قصـة غسيل الملئكة حنظلة ‪ ،‬فقد روى الحاكم في‬
‫المستدرك أن حنظلة بن أبي عامر تزوج فدخل بأهله الليلة التي‬
‫ه " جميلة " فََعـاد َ‬ ‫كانت صبيحتها يوم أحد ‪ ،‬فلما صلى الصبح ل َزِ َ‬
‫مت ْ ُ‬
‫فكان معها ‪ ،‬فأجنب منها ثم أنه لحق برسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫سلته الملئكة‬ ‫قِتل يوم أحد وغ ّ‬ ‫ف ُ‬

‫وأما قصة الشاب النصاري فقد رواها المام مسلم في صحيحه‬


‫من طريق أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي‬
‫سعيد الخدري في بيته قال ‪ :‬فوجدته يصلي ‪ ،‬فجلست أنتظره‬
‫حتى يقضي صلته ‪ ،‬فسمعـت تحريكا في عراجين في ناحية‬
‫ي أن اجلس ‪،‬‬ ‫البيت فالتفت فإذا حّية فوثبت لقتلها فأشار إلـ ّ‬
‫فجلست ‪ ،‬فلمـا انصرف أشـار إلى بيت في الـدار ‪ ،‬فقال ‪ :‬أترى‬
‫هذا البيت ؟ فقلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان فيه فتى مّنا حديث عهد‬
‫بعرس قال ‪ :‬فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى‬
‫الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله ‪ ،‬فاستأذنه يوما ‪ ،‬فقال له‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬خذ عليك سلحـك فإني‬
‫أخشى عليك قريظـة ‪.‬‬
‫فأخذ الرجل سلحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمـة ‪،‬‬
‫فأهوى إليها الرمح ليطعنهـا به وأصابته غيرة ‪ ،‬فقالت لـه ‪ :‬اكفف‬
‫عليك ُرمحـك ‪ ،‬وادخل البيت حتى تنظـر ما الذي أخرجني ‪،‬‬
‫حي ّةٍ عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها‬ ‫فدخل فإذا ب ِ َ‬
‫بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركـزه فـي الدار فاضطربت عليه ‪،‬‬
‫فما ُيدرى أيهما كان أسرع موتا ً الحّية أم الفتى ؟ قال ‪ :‬فجئنا إلى‬
‫رسـول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له ‪ ،‬وقلنا ‪ :‬ادع‬
‫الله يحييه لنا ‪ ،‬فقال ‪ :‬استغفروا لصاحبكم ثم قال ‪ :‬إن بالمدينة‬
‫جنـا ً قد أسلموا ‪ ،‬فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلثة أيام ‪ ،‬فإن بدا‬ ‫ِ‬
‫لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان ‪.‬‬
‫ملت في أوج سعادتها ‪،‬‬ ‫فهذه من الشواهـد على أن هنـاك مـن تر ّ‬
‫م تبقَ مـع زوجها سوى ليلة أو‬ ‫وأول أيامها ‪ ،‬وعـّز شبابها ‪َ ،‬فـَلـ ْ‬
‫ل‬‫ليا ٍ‬
‫فمن لها بعد ذلك ؟؟‬
‫ماذا لو كانت ابنتك ؟‬
‫أو أختك ؟‬
‫أو قريبتك ؟‬
‫مـاذا كنت تتمّنى لها ؟‬
‫دد ؟‬ ‫مع ّ‬
‫ألست تطلب لها الستر ‪ ،‬ولو في ظل رجل ُ‬
‫بلى والله ‪.‬‬
‫حكم أحكم الحاكمين ؟؟؟‬ ‫فلماذا العتراض على ُ‬
‫ملة ؟‬ ‫ت أّيتها المرأة ماذا لو كنت أنت المتر ّ‬ ‫وأن ِ‬
‫دد ؟‬‫ن معـ ّ‬ ‫مس ّ‬ ‫أما كنت تبحثين عن ستر الله ‪ ،‬ولو مع ُ‬
‫إن لسـان حـال كثيرات ممن فاتهن قطـار الزواج ونعق الشيب‬
‫بمفارق رؤوسهن يقول مرحبا ً بـزوج أّيـا ً كان ذلك الزوج ‪ ،‬بل إننا‬
‫ن يتحسرن‬ ‫هـ ّ‬‫نسمع آهات الكثيرات منهن وقد فاتهن الزواج و ُ‬
‫دم إليهن ‪ ،‬ويشتكين هجران الناس لبواب آبائهن‬ ‫على رد ّ مـن تقـ ّ‬
‫‪ ،‬فل أحد يطرق الباب ول أحد يخطبهن ‪.‬‬
‫وض !‬ ‫فيا ضيعة العمار ل تتع ّ‬
‫قمن بلسان الحال أو المقـال على من تتشّبث بزوجها !! ول‬ ‫وي َن ْ ِ‬
‫ترضى أن ُيشاركها فيه غيرهـا ‪.‬‬
‫شرع لمصلحتك ‪ ،‬بل ولمصلحة بنات‬ ‫حكم ٍ ُ‬ ‫م عدم الرضا عن ُ‬ ‫فََعل َ‬
‫جنسك ؟؟‬
‫سّنتهم التعـدد ‪ ،‬ولكن مع العشيقـات والخليلت ‪،‬‬ ‫ما الغربيون ف ُ‬ ‫أ ّ‬
‫منا ً‬
‫فيّتخذ أحـدهم عشرات الخليلت ‪ ،‬وربمـا لم ُيعاشر زوجته ز َ‬
‫طويل ً فتلجـأ هي الخرى إلى تعديد الخدان ‪.‬‬
‫دثني طبيب مسلم ُيقيم في فرنسـا أن دار حوار بينه وبين‬ ‫]ح ّ‬
‫ت مع‬‫طبيبة فرنسية حول الخيانات الزوجية ‪ ،‬فسألها ‪ :‬لو كن ِ‬
‫ت عينيك ‪ ،‬هل تأمنيه أل ّ يخونك ؟!! فقالت ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫زوجك فأغمض ِ‬
‫ول هو يأمنني !! [‬
‫فمباح لهم اّتخاذ العشرات‬
‫وحـرام علينا تـزّوج ثانية أو ثالثة أو رابعة !!‬
‫مـون "شيعة المورمون "‬ ‫وهناك طائفـة مـن المريكـان ُيس ّ‬
‫وهم نصـارى ‪ ،‬ويقولون بتعدد الزوجات‬
‫ومن منسوبي تلك الطائفة من يتزّوج عشر نساء !!‬
‫بل كان لقائدهـم " يونج " عشـ ‪ 20‬ـرون زوجـة !!!‬
‫وللرجـل منهم أن يجمع بين الخوات ‪ ،‬وبين الم وابنتها …‬
‫ن ينتقد تلك الطائفة ‪،‬‬ ‫مـ ْ‬‫م نسمع يوما ً من اليام َ‬ ‫م َلـ ْ‬‫والسؤال ‪ِ :‬لـ َ‬
‫أو ُيشّنع عليها ؟؟؟‬
‫ل ُِتعلم حقيقة الهجـوم الصارخ على التعـدد ‪ ،‬وأنه جـزء من‬
‫الهجمة الشرسـة على دين السلم ‪ ،‬ل على التعـدد نفسه ‪.‬‬

‫حـلل للنصـارى من كل جنس ‪ ،‬حـرام على بني السلم !!‬


‫أو ُقـل ‪ :‬هو الكيل بمكيالين ‪ ،‬والوزن بميزانين ‪.‬‬
‫فـر‬‫حـ َ‬
‫ن سقط في ُ‬ ‫ول لـوم على من كان أعشى البصيرة أ ْ‬
‫ربقة التقليد‬ ‫وة الّتبعية ‪ ،‬أو خنق نفسه ب ِ ِ‬ ‫دى في هـ ّ‬ ‫الضلل ‪ ،‬أو تـر ّ‬
‫العمى !‬
‫مـه الزّبـال‬ ‫شـ ّ‬‫من َ‬ ‫ن مات ِ‬ ‫ج **أ ْ‬‫من حر ٍ‬ ‫واح ِ‬ ‫وما على العنبر الف ّ‬
‫جـَعـل !‬
‫وال ُ‬
‫طرفة ‪:‬‬‫ُ‬
‫حدثني أخي وقد ألقى محاضرة تعريفية عن السلم في جامعة‬
‫في فنزويل فسألته فتاة عن الحجاب فأجابها‬
‫ثم سألته أخرى عن تعدد الزوجات ‪ ،‬ولماذا يكون للرجال دون‬
‫النساء ؟‬
‫مـن يكون الولـد ؟‬ ‫فأجابها على الفور ‪ِ :‬لـ َ‬
‫فطأطأت رأسها ‪ ،‬وضحك عليها زملؤها وزميلتها !‬
‫)) فاتني التنبيه إلى أمر مهم‬
‫وفاتتني الشارة إلى أمر بالغ الهمية‬
‫ذلكم هو مناقشة قضية التعدد‬
‫ل يجوز مناقشة قضية التعدد هل تؤيد أو ُتعارض ؟‬
‫بل ذلك كفر بالله العظيم إذ هو متضمن لرد ّ ما شرعه الله العليم‬
‫الحكيم‬
‫ولكن يجوز أن ُنناقش هل ُيناسب التعدد فلن من الناس‬
‫أي قضية شخص بعينه‬
‫فقد ل ُيناسب التعدد شخصا ً بعينه ‪ ،‬إما لعدم استطاعته القيام‬
‫بحق الزوجات ‪ ،‬أو لعدم القدرة على العدل‬
‫وأذكر ان إحدى الخوات سألتني سؤال ً حول هذه القضية قالت‬
‫فيه ‪:‬‬
‫مع علمنا ان الله سبحانه وتعالى عادل واحكم الحاكمين أود ان‬
‫اقرا رأيك في التعدد بالزوجات بعد ان كنت اعلم انه ل يحق‬
‫للزوج ان يتزوج بامراة أخرى ال اذا كان له سبب الباحة وهي‬
‫أسباب مختلفة اذكر منها ما التذكرة وأرجو ان تعدل علي‬
‫وتخبرني الباقي ‪:‬‬
‫المرض‬
‫النشوز‬
‫حال النساء المؤمنات وان زاد تعدادهم عن الرجال في زمن‬
‫معين‬
‫عدم قدرة المراة على أداء واجباتها الزوجية )يتبع المرض (‬
‫اما اذا كانت المراة من اختيار الزوج ول تقصر في واجباتها‬
‫وليس بها ما بنفر فهل يحق للرجل التعدد في زمننا هذا‬
‫وبالطريقة التي بات الرجال يتبعونها فل ترى المراة ال وان‬
‫أصبحت الزوجة الخرى ويقال ان الرجل اشتهى أخرى فأين غض‬
‫البصر وأين واجب الزوج في ان يقضي شهواته في بيته حتى ان‬
‫غلبه المر ان يعود إلى بيته ‪....‬‬
‫فأجبتها ‪:‬‬
‫ول شك أن هذا خطأ في التصور وفي معرفة أحكام الشريعة‬
‫فكان أن أجبتها آنذاك‬
‫عليكم السلم ورحمة الله وبركاته‬
‫دين‬‫بارك الله فيك ورزقنا وإياك الفقه في ال ّ‬
‫قضية التعدد أختي الفاضلة ليست بالصورة التي تصورتيها ‪ ،‬وهي‬
‫تحتاج إلى تفصيل‬
‫أول ً ‪:‬‬
‫لُيعلم أن هذه قضية محسومة بكتاب الله ‪ ،‬فل يجوز أن ُيقال ‪ :‬ما‬
‫رأيك بقضية التعدد ‪ .‬هل تصلح أول ؟‬
‫وهناك فرق بين التعدد كقضية عامة وتشريع رباني ‪ ،‬وبين التعدد‬
‫ومناسبته لشخص بعينه ‪.‬‬
‫فالول عرضه ومناقشته كفر بالله ؛ لنه رد ّ للتشريع الرباني ‪.‬‬
‫والثاني وارد ؛ إذ ل يصلح التعدد لكل إنسان‬
‫وفرق بين القضيتين ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪:‬‬
‫التعدد كان ول يزال معروفا ً عند أمم الرض‬
‫وقد سمعت أحد دعاة السلم يقول ‪ :‬السـلم لم ُينشئ التعـدد ‪،‬‬
‫دده ‪ ،‬ولم يأمر بالتعـدد على سبيل الوجـوب ‪ ،‬وإنما‬ ‫حـ ّ‬‫وإنما َ‬
‫ده ‪ .‬انتهى كلمه ‪.‬‬ ‫خص فيه وقـّيـ َ‬ ‫ر ّ‬
‫ن النساء ‪ ،‬حتى‬ ‫م ْ‬ ‫نعم ‪ .‬لقد جاء السلم والرجل يتزوج بما شـاء ِ‬
‫أسلـم بعض أهل الجاهليـة وعنده عشر نسوة !! فحدد السلم‬
‫العدد ‪ ،‬ولما حدد الله التعدد بأربع لم ُيوجبه على عباده بل أباحـه‬
‫لهم بشروطه من العدل والستطاعة ‪.‬‬
‫ف الرجل بزوجة واحدة لقضاء وطره ‪ ،‬أو كانت زوجته‬ ‫إذا لم يكت ِ‬
‫عقيم ل ُتنجب ‪ ،‬أو اراد تكثير سواد المة ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪.‬‬
‫فإذا احتاج النسان إلى هذا الزواج الثاني أو الثالث أو الرابع فإن‬
‫ه أن‬ ‫الشريعـة السلمية توجد له مخرجا ً وتفتح لـه أفاقا ً ‪ ،‬فَل َ ُ‬
‫يتزّوج أخرى ُتناسبه دون أن يلجأ للوقوع في أعراض الخرين ‪،‬‬
‫ش للمجتمع ‪ ،‬واختلط في النساب ‪ ،‬وما‬ ‫وما يلي ذلك من غ ّ‬
‫يعقب ذلك من حسرة الضمير ‪ ،‬وتأنيب النفس اللوامة ‪.‬‬
‫ودون أن يلجـأ للتخّلص من زوجته لتتاح لـه الفرصـة بالزواج‬
‫بأخرى ‪ ،‬كما هو الحال عند النصارى ‪.‬‬
‫بالضافة إلى أن عدد النساء أكثر من الرجال في حالت الحروب‬
‫– مثل ً – وفي آخر الزمان ‪ ،‬فإن النبي صلى الله عليه على آله‬
‫وسلم أخبر النبي صلى الله عليه على آله وسلم عن ذلك بقوله ‪:‬‬
‫إن من أشراط الساعـة أن ُيرفع العلم ‪ ،‬ويظهر الجهل ‪ ،‬ويفشو‬
‫الزنا وُيشرب الخمـر ‪ ،‬ويذهب الرجال ‪ ،‬وتبقى النسـاء حتى‬
‫يكون لخمسين امـرأة قّيم واحـد ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫وفي حديث أبي موسى ‪ :‬وُيرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة‬
‫ن به من قِل ّةِ الرجال وكثرة النساء ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬ ‫ي َل ُذ ْ َ‬
‫فالله لم يشرع التعدد عبثا ً بل شرعه لعباده لحكمة ومصلحة‬
‫وليس رخصة ُيلجأ إليها عند الضرورة أو الحاجة ‪.‬‬
‫حوا ْ‬ ‫مى َفانك ِ ُ‬ ‫طوا ْ ِفي ال ْي ََتا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ق ِ‬‫م أ َل ّ ت ُ ْ‬
‫فت ُ ْ‬
‫خ ْ‬‫ن ِ‬ ‫ولذا قال سبحانه ‪ ) :‬وَإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫م أل ّ ت َعْد ُِلوا ْ‬ ‫مث َْنى وَث ُل َ َ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫ما َ‬
‫فت ُ ْ‬
‫خ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ث وَُرَباع َ فَإ ِ ْ‬ ‫ساء َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫كم ّ‬ ‫طا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ك أد َْنى أل ّ ت َُعوُلوا ْ (‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ذ َل ِ َ‬‫مان ُك ُ ْ‬‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬
‫ما َ‬‫حد َة ً أوْ َ‬‫وا ِ‬ ‫فَ َ‬
‫ملت أو ط ُّلقت ‪ .‬فمن لها ؟‬ ‫لتتصور المرأة أنها تر ّ‬
‫الشاب – غالبا ً – ُيريد شابة مثله‬
‫والمتزّوج ل ُتريده زوجته يتزّوج عليها !‬
‫فمن للمطلقة ؟‬
‫ومن للرملة ؟‬
‫وماذا لو كانت هي المطلقة أو الرملة ؟‬
‫سك الزوجات بأزواجهن أنانية ؟؟؟‬ ‫أليست تعتبر تم ّ‬
‫إذا ً فلننظر إلى التعدد من عدة جوانب ‪.‬‬
‫كر على قضية التعدد أن أساء استخدامها بعض أو كثير من‬ ‫ول ُيع ّ‬
‫الناس‬
‫دب الولى !‬ ‫فبعض الناس يتزّوج بأخرى لُيأ ّ‬
‫إذا ً صارت الزوجة الثانية ) عصـا ( !!!‬
‫وما أن تنتهي مرحلة التأديب والتلويح بالزوجة الثانية ُيطلقها‬
‫وتعود إلى بيت أهلها مطلقة !‬
‫أو يتزّوج ليتباهى بذلك‬
‫أو يتزّوج لمصلحة شخصية أو مقاصد مادية‬
‫أو غير ذلك من مقاصد الناس اليوم‬
‫إن مقاصد الشريعة أعظم من ذلك‬
‫إنه يجب على من أراد التعدد أن ُيحسن النّيـة في هذا الزواج‬
‫سواء كانت الثانية أو الثالثة أو الرابعة‬
‫بأن يكون قصده ‪:‬‬
‫إعفاف نفسه وأعفاف زوجاته‬
‫وتكثير سواد أمة محمد صلى الله عليه على آله وسلم القائل ‪:‬‬
‫مكاثر بكم المم ‪.‬‬ ‫تزوجوا الودود الولود فإني ُ‬
‫وستر عورة‬
‫وكفالة أيتام في حجر أرملة‬
‫ونحو ذلك‬
‫فقد تزّوج النبي صلى الله عليه على آله وسلم لهذه المقاصد ‪.‬‬
‫فلم يتزّوج بكرا ً سوى عائشة – رضي الله عنها – ولم يتزّوجها‬
‫لكونها بكر ‪ ،‬بل جاءه الملك بصورتها في قطعة حرير ‪ ،‬كما في‬
‫صحيح البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫فإذا تزّوج الرجل زوجة ثانية أو ثالثة فل ينبغي للمرأة أن ُتقيم‬
‫الدنيا وُتقعدها على زوجها ‪ ،‬وإنما عليها الصبر والحتساب ‪.‬‬
‫محّرما ‪ ،‬بل مارس حق من حقوقه‬ ‫لن الزوج لم يرتكب أمرا ً ُ‬
‫المشروعة ‪.‬‬
‫وبعض النساء إن لم يكن كثير منهن تعلم بوقوع زوجها في‬
‫ملت وسكتت ‪ ،‬لكن أن يتزّوج عليها زوجها‬ ‫فاحشة الزنا وربما تح ّ‬
‫فهذه قضية ل ُتغتفر !‬
‫مـل وتسكت في قضية التعدد‬ ‫إنه يجب أن تتح ّ‬
‫وُتقيم الدنيا ول تقعدها في قضية الفاحشة‬
‫دد العدل بين الزوجات في النفقة‬ ‫وواجب على الزوج إذا ع ّ‬
‫والمبيت ‪.‬‬
‫وأما من تزّوج عليها زوجها فإنها ُتنصح بالصبر‬
‫فقد تزّوج النبي صلى الله عليه على آله وسلم على زوجاته‬
‫وصبرن‬
‫حتى أن سودة – رضي الله عنها – وهبت ليلتها لعائشة خشية أن‬
‫مـا ً للمؤمنين‬ ‫ُ‬
‫ُتطّلق هي – رضي الله عنها – وطمعا ً أن تبقى أ ّ‬
‫وزوجة للنبي صلى الله عليه على آله وسلم في الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫وعلى هذه الزوجة التي تزّوج عليها زوجها أن تؤدي الواجبات‬
‫التي عليها ‪ ،‬وتسأل الحقوق التي لها‬
‫والغالب أن الزوج ل يتزّوج إل إذا كان هناك تقصير أو نقص‬
‫وقد تقول بعض النساء ‪:‬‬
‫ماذا ينقصه ؟‬
‫صرت في شيء !‬ ‫ما ق ّ‬
‫ونحو ذلك ‪.‬‬
‫فهل كانت تتعاهد مواضع عينه أن ل تقع على قبيح ؟‬
‫ن منها إل أطيب ريح ؟‬ ‫وهل كانت تتعاهد مواضع أنفه فل يشم ّ‬
‫وهل كانت تتعاهد جوعه ونومه ؟‬
‫مغضبة !‬ ‫ملَهبة … وتنغيص النوم َ‬ ‫فإن الجوع َ‬
‫كما قالت تلك المرأة الحكيمة لبنتها ليلة زفافها ‪.‬‬
‫ملحظ أن الزوجة بعد الطفال – خاصة مع كثرتهم – تتغيّر ‪،‬‬ ‫وال ُ‬
‫وربما انصرفت إلى أطفالها والهتمام بهم عن الهتمام بنفسها أو‬
‫بزوجها‬
‫والذي كان ينبغي أن توازن بين المور‬
‫فل ُتهمل نفسها‬
‫ول ُتهمل زوجها‬
‫ول ُتهمل أطفالها‬
‫قـه ‪.‬‬ ‫فُتعطي كل ذي حق ح ّ‬
‫وإنما أطلت للفائدة ‪(( .‬‬
‫لمصدر ‪http://saaid.net/Doat/assuhaim/index.htm :‬‬
‫عبد الرحمن بن عبد الله السحيم‬
‫======================‬
‫شبهة ‪ :‬تعدد الزوجات‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫إن بناء السرة يستغرق جهودا ً عظيمة ابتداء بالبناء العقدي‬
‫والخلقي ‪ ،‬ومن المعروف أن موقف السلم من المرأة يعد‬
‫رائدا ً متميزا ً مقارنة بالمم الخرى قديما ً وحديثا ً ‪ ،‬ومن الواضح‬
‫أن السرة المسلمة يتربى أفرادها أول ً تربية عقدية أخلقية ‪ ،‬ثم‬
‫ل يكون تأسيسها لسرة جديدة عشوائيا ً بل يخض لختبارات من‬
‫قبل أهل الفتاة ‪ ،‬وكذلك عند أهل الزوج حتى إذا تكونت السرة‬
‫واكبها السلم بالتوجيهات والنصح وأحاطها بالهداف السامية‬
‫العظيمة ‪.‬‬
‫لهذا كله لما جاء السلم ووجد أن التعدد موجد ولكن لينتظمه‬
‫نظام ول حدود ول قيود ما كان منه إل أن وضع له نظاما ً تشريعيا ً‬
‫‪ .‬ونود أن نشير هنا إلى أن الكتابة عن التعدد لم تكن تحتل‬
‫مستحة كبيرة في تراثنا السلمي أيام عظمة المسلمين‬
‫وحضاراتهم ‪ ،‬فما كان المر يتعدى كتاب النكاح والعدل بين‬
‫الزوجات دون إطالة زائدة أو حديث حول الصل في الزواج هل‬
‫هو التعدد أو الزوج الواحدة ‪ ،‬وما أجمل ما قاله سيد قطب رحمه‬
‫الله ‪) :‬أن السلم لم ينشئ التعدد بل حدده ‪ ،‬ولم يامر بالتعدد‬
‫بل رخص فيه وقيده وأنه رخص فيه لمواجهة واقعيات الحياة‬
‫البشرية ‪ ،‬وضرورات الفطر النسانية … فالحكمة والمصلحة‬
‫مفترضتان وواقعتنا في ك لتشريع إلهي سواء أدركها البشر أم‬
‫لم يدركوها في فترة من فترات التاريخ النساني القصير عن‬
‫طريق الدراك البشري المحدود( ) (‪.‬‬
‫وفي هذا الفصل نتناول الزواج بأكثر من زوجة بالحديث أول ً عن‬
‫التعدد عند اليهود وعند النصارى وفي الواقع الليم ثم نتناول‬
‫حكمة الزواج بأكثر من زوجة في السلم ونحاول بعد ذلك‬
‫التعرف على حكم هذا الزواج ‪ ،‬هل هو للضرورة أو للحاجة أو‬
‫هل هو مباح وغير ذلك من المصطلحات الفقهية ‪ ،‬ويكون خاتمة‬
‫البحث الحديث عن ضوابط الزواج بأكثر من زوجة ‪.‬‬
‫‪ : (1‬التعدد عند اليهود ‪:‬‬
‫هل تعدد الزوجات نظام جديد على البشرية ؟! الحقيقة أنه نظام‬
‫قديم جدا ً لكنه لم يعرف التنظيم والضوابط إل في التشريع‬
‫السلمي ؛ فاليهود عرفوا تعدد الزوجات وكان لهم أمرا ً طبيعيا ً‬
‫فقد كثر ذكر زوجات النبياء من بني إسرائيل كما وردت عبارات‬
‫في كتابهم )المحرف( حول مسائل التعدد من مثل "إذا كان‬
‫لرجل امرأتان إحداهما محبوبة والخرى مكروهة فولدتا له بنين‬
‫المحبوبة والمكروهة الخ") (‪.‬‬
‫ومن الدواعي للتعدد عند اليهود دعوة كتابهم )المقدس( لهم أن‬
‫يكثروا من التناسل ليملؤا الرض "خلق الله النسان ذكرا ً وأنثى‬
‫وخلقهم وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملؤا الرض‬
‫واخضعوها" ) (‪ ،‬وقد دعا هذا علماء اليهود أن يسنوا القوانين‬
‫الداعية للزواج كما جاء في كتاب الحكام العبرية ‪:‬‬
‫"النكاح بنية التناسل ودوام حفظ النوع النساني فرض على كل‬
‫يهودي ‪ ،‬ومن تأخر عن أداء هذا الفرض وعاش عزبا ً بدون زواج‬
‫كان سببا ً في غضب الله على بني إسرائيل" ) (‪.‬‬
‫ولما كان دأب اليهود والنصارى أن يخضعوا لحبارهم ورهبانهم‬
‫فيما يشرعون من دون الله فقد رأى هؤلء الزعماء الدينيين أن‬
‫يحدثوا تغييرات في شرع تعدد الزوجات ‪ ،‬فقد ذكر عبدالناصر‬
‫العطار بعد استقرائه لتشريعات اليهود أن "أحبارهم كرهوا تعدد‬
‫الزوجات فحاولوا التضييق منه وذلك لتحديد عدد الزوجات بأربع‬
‫واشتراط وجود مبرر شرعي عند الزواج بأخرى واشتراط قدرة‬
‫الرجل على النفاق على زوجاته واستطاعته العدل بينهن" ) (‪.‬‬
‫‪ (2‬التعدد عند النصارى ‪:‬‬
‫من المعلوم أن عيسى عليه السلم صرح لتباعه وفقا ً لما جاء‬
‫في النجيل أنه لم يأت بتشريع جديد "ل تظنوا أني جئت لنقص‬
‫الناموس أو النبياء ‪ ،‬ما جئت لنقص بل لكمل" ) (‪.‬‬
‫ومن أبرز النصوص التي زعم النصارى أنها تمنع تعدد الزوجات ما‬
‫جاء على لسان المسيح عند سؤاله عن الطلق قوله ‪" :‬من بدأ‬
‫الخليقة ذكرا ً وأنثى خلقهما الله ‪ ،‬من أجل هذا يترك الرجل أباه‬
‫وأمه ويلتصق )ويلزم( بامرأته ويكون الثنان جسدا ً واحدا ً إذ ليسا‬
‫بعد اثنين بل جسد واحد ‪ ،‬فالذي جمعه الله ليفرقه النسان" ) (‪.‬‬
‫وقد وردت تفسيرات عديدة لهذه العبارة أبرزها أنه لمنع الطلق‬
‫منعا ً باتا ً وليس لمنع التعدد ‪ ،‬ذلك أ‪ ،‬التعدد كان شائعا ً عند اليهود‬
‫ولم يأت المسيح عليه السلم إل مكمل ً وليس ناقضا ً ‪ ،‬وفي ذلك‬
‫يقول أحمد عبدالوهاب ‪) :‬إن الحديث عن الرجل والمرأة كجسد‬
‫واحد ليس إذن حديثا ً عن نظام الزوجة الوحدة لكنه حديث عن‬
‫استمرارية العلقة بينهما ومن ثم فهو حديث يتعلق بالطلق‬
‫وليس بتعدد الزوجات( ) (‪.‬‬
‫لكن هذا الموقف لم يتبناه جميع النصارى فقد ظهر منهم رجال‬
‫دين يبيحون الزواج مرة ثانية وثالثة ورابعة ‪ ،‬بل ويبيحون الجمع‬
‫بين أكثر من زوجة ‪ ،‬ومن هؤلء فرقة الن نابتست ‪،Ananabaptistes‬‬
‫والمورمون ‪ ، Mormons‬وهؤلء الخيرون ظلوا يمارسون التعدد‬
‫حتى أوائل القرن التاسع عشر ) (‪ ،‬بل ظهرت دعوات من‬
‫مفكرين وعلمائهم تدعو إلى إباحة التعدد الزوجات وبخاصة بعد‬
‫أن عانت أوروبا من نقص شديد في عدد الرجال نتيجة للحربين‬
‫العالميتين التي قتل فيهما أكثر من ثمانية وأربعين مليون رجل‬
‫) (‪ ،‬وكذلك لنتشار الفواحش والزنا وزيادة عدد اللقطاء ومن‬
‫هؤلء بول بيرو ‪ ، Boul Bureou‬وفردينا ند دريفوس ‪ ، Ferdinand Dryfus‬و‬
‫بن لندسي ‪ ، Ben Lindsey‬وغيرهم ‪.‬‬
‫‪ (3‬التعدد الثيم في الواقع الليم ‪:‬‬
‫ظن اليهود والنصارى أنهم بإصرارهم على منع التعدد وإجبار‬
‫الرجل على الزواج بزوجة واحدة قد بلغوا قمة العقل والرشد‬
‫في التشريع ‪ .‬مع أن حقيقة دينهم وكتبهم ـ مهما دخلها من‬
‫تحريف ـ ل تمنع التعدد مطلقا ً وإل كيف ينظرون إلى أنبيائهم‬
‫الذين تزوجوا العديد من النساء وكان لبعضهم السراري الكثر ؟‬
‫أليس النبي قدوة لمن آمن به ‪ ،‬لكنهم قوم يجهلون ‪.‬‬
‫ظل الطلق محرما ً في ظل الكنيسة زمنا ً طويل ً حتى حدث‬
‫النفصام بين الكنيسة والدولة فأباحت التشريعات الوضعية‬
‫الطلق ثم تبعتها بعض الطوائف المسيحية ‪ ،‬أما تعدد النساء فإنه‬
‫مازال محرما ً وإن نظرت إليه طائفة أو طائفتان على أنه مباح‬
‫وما زالوا يمارسونه بشكل سري في بعض الوليات المريكية ‪.‬‬
‫هل انتهى التعدد بمجرد وجود هذه التشريعات الجاهلة ؟ الحق‬
‫أنه موجود لكنه تعدد إباحي فاسق فاجر ‪ ،‬وإليك صورة موجزة‬
‫عن أحوال المرأة في المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعات‬
‫التي أخذت بقانون منع الزواج بأكثر من زوجة ‪.‬‬
‫قد تبدو الرقام التي سنوردها عن الخيانة الزوجية مبالغا ً فيها ‪،‬‬
‫ولكن المصدر الذي أورد هذه الحصائية وهي جريدة عربية يومية‬
‫تصدر في لندن وليس بقصد انتقاد الغرب أو إظهار محاسن‬
‫السلم بل لكونها مجرد خبر صحفي ‪ ،‬فقد جاء في هذه‬
‫الحصائية )‪ (29/5/1980‬أن ‪ %75‬من الزواج يخونون زوجاتهم‬
‫في أوروبا ‪ ،‬وأن نسبة أقل من المتزوجات يفعلن الشئ ذاته ) (‪.‬‬
‫وينقل المودودي رحمه الله تعالى عن بول بيورد عن انتشار‬
‫الزنى بين المتزوجين والمتزوجات قوله‪" :‬وإن زنا المحصنين‬
‫والمحصنات ل يعد من العيب أو اللوم في فرنسا ‪ ،‬فإذا كان أحد‬
‫من المحصنين متخذا ً خليلة دون زوجته فل يرى لخفاء المر‬
‫لزوم ويعد المجتمع فعله ذلك شيئا ً عاديا ً طبيعيا ً في الرجال" ) (‪.‬‬
‫أما عن نتائج هذه الباحية ومنع التعدد فمنها ازدياد الطفال غير‬
‫الشرعيين زيادة كبيرة جدا ً ‪ ،‬ففي إحدى الحصائيات أن عدد‬
‫هؤلء الطفال يفوق المليون سنويا ً في أمريكا وحدها وقد كان‬
‫هذا عام ‪1979‬م ‪ ،‬أما الن فقد يكون الرقم أكثر من هذا ) (‪.‬‬
‫ولن تكون هذه النتائج السيئة قاصرة على المجتمعات الغربية ‪،‬‬
‫فإن البلد السلمية التي تأثرت بالغرب ابتداء من إخراج المرأة‬
‫وسفورها ‪ ،‬واختلطها بالرجال بالضافة إلى دفعها للعمل تحت‬
‫شتى المبررات ومن التشريعات المختلفة للحد من الزواج بأكثر‬
‫من زوجة أو تحريمه مطلقا ً ‪ ،‬فل بد أن تكون قد جنت الثمار‬
‫الخبيثة لذلك كله ‪.‬‬

‫‪ (4‬الزواج مثنى وثلث ورباع ‪:‬‬


‫ل شك أن الذين كتبوا عن المرأة وأفردوا فصول ً للحديث عن‬
‫تعدد الزوجات قد تناولوا أسباب الزواج بأكثر من واحدة ‪ ،‬ولكن‬
‫هل يحتاج المر حقا ً إلى إجهاد الفكر للبحث عن أسباب التعدد‬
‫وحكمته؟ هل التعدد قضية ينبغي أن تنفرد بالكتابة حولها ؟ يبدو‬
‫أن احتكاك العالم السلمي بالغرب الوروبي النصراني واليهودي‬
‫والملحد زمنا ً طويل ً وتحول المسلمون من وضع المة الغالبة إلى‬
‫وضع المغلوب )المولع دائما ً بتقليد الغالب( قد فرض على الكتاب‬
‫السلميين والكتاب المتغربين أن يتناولوا هذه المسألة كل من‬
‫وجهة النظر التي يعتنقها ‪.‬‬
‫فالسلميون يرون أن السلم وحده هو الذي أعطى المرأة‬
‫حريتها وكرامتها واعترف بها إنسانا ً كامل النسانية ونظر إلى‬
‫طبيعتها وطبيعة الرجل فحدد نظاما ً اجتماعيا ً يكفل مشاركة‬
‫الجميع مشاركة فعالة‪ ،‬بينما يرى المتغربون ـ المغلوبون حقا ً ـ أن‬
‫السلم لم يعترف للمرأة بكيان مستقل وأنها في وضع أدنى من‬
‫الرجل وحرمها من المساواة التي يتطلع إليها هؤلء ‪.‬‬
‫ومن اللفت للنتباه أن الدراسات الغربية )باللغات الوروبية‬
‫المختلفة( حول المرأة في العالم السلمي تفوق بوضوح حجم‬
‫الكتابات التي كتبها السلميون ‪ ،‬كما تفوقها في النتشار ‪ ،‬ولعل‬
‫من أبرز الدلئل على هذا العدد الكبير من المجلت السوعية‬
‫النسائية وغير النسائية المنتشرة بلغات المسلمين وهي تحمل‬
‫الفكر المتغرب بصراحة ) (‪.‬‬
‫وما زالت الكتب الداعية إلى خروج المرأة وسفورها تصدر تباعا ً‬
‫منذ كتاب قاسم أمين "تحرير المرأة" وكتاب الطاهر الحداد‬
‫"امرأتنا في المجتمع والشريعة" حيث دعا كلهما إلى خروج‬
‫المرأة وسفورها وحارب الزواج بأكثر من زوجة ‪ .‬وبين يدي كتاب‬
‫تولت اليونسكو نشره باللغة النجليزية أول ً ثم مولت ترجمته‬
‫ونشره إلى اللغة العربية بعنوان "الدراسات الجتماعية عن‬
‫المرأة في العالم العربي" وفي هذا الكتاب تكرار لدعوة قاسم‬
‫أمين ولكن بأسلوب أكثر تطورا ً باستخدام معطيات عن الجتماع‬
‫ومصطلحاته ‪.‬‬
‫لهذا يبدوا أن لبد من الستمرار في الكتابة في هذا الموضوع‬
‫وإجراء البحوث والدراسات الجتماعية حول قضايا المة المختلفة‬
‫وبخاصة موضوع المرأة ‪ ،‬ولبد من أخذ زمام المبادرة من دعاة‬
‫التغريب ‪ ،‬ولقد أصبح القارئ من كثرة ما يجد من هذه الدراسات‬
‫التي تزعم لنفسها العلمية والمنهجية أن يقع فريسة لطروحاتها ‪.‬‬
‫أما الحكمة من إباحة السلم لتعدد الزوجات فيمكن أن نجدها‬
‫في معرفة البناء العقدي والخلقي للسلم ‪ ،‬فهل يرضى أحد‬
‫من المسلمين لمه أو أخته أو ابنته أو عمته أو خالته أن تكون‬
‫زانية ؟ هل يرضى مسلم أن تصبح مهنة الخنا والفجورمهنة‬
‫رسمية تصرح بها الحكومات وتفرض عليها الضرائب؟ هل يرضى‬
‫مسلم لبنه أن يكون من رواد مثل هذه الماكن القذرة؟ هل‬
‫ترضى مسلمة أن تعيش هانئة سعيدة وترى حولها نساء ل يجدن‬
‫فرصة لدخول أبواب الحياة الزوجية؟ أل يخالف موقف المرأة‬
‫الرافضة لمشاركة أخرى لها حديث الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم ) ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه() (‬
‫ل شك أن التربية العقدية والخلقية للمسلم تجعله ينفر من الزنا‬
‫والخنا والفجور لنه يسأل ربه دائما ً أن يرزقه العفاف والغنى‪،‬‬
‫كما أن التربية العقدية في السلم ل تركز على الجانب الفردي‬
‫على حساب الجماعة بل المسلم بطبيعته صاحب نظرة شاملة‬
‫يهمه دائما ً أمر السلم والمسلمين‪ .‬بالرغم من هذا الوضوح في‬
‫تشريعات السلم العقدية والخلقية إل ّ أنه ظهر من المسلمين‬
‫وغير المسلمين من أثار الشبهات حول إباحة التعدد ‪ ،‬وفيما يأتي‬
‫بعض هذه ان تلك الحكام التي أمر بعض البشر أن تكون كلمتهم‬
‫هي النافذة فيها ‪ ،‬وهي مسألة إن لم تكن أخطر المسائل فإنها‬
‫من أخطرها‪ .‬وليس الزواج بأكثر من واحدة مسألة جديدة فقد‬
‫حاربته أوروبا في عصر "النهضة الحديثة" حينما اتفق رجال الدين‬
‫عندهم مع رجال القانون المدني الوضعي على إلغاء حق الرجل‬
‫في الزواج بأكثر من واحدة مهما كانت السباب والدوافع خرجت‬
‫أوروبا من نطاق حدودها الجغرافية لتهيمن رجاء العالم السلمي‬
‫مبتدئة بالسيطرة العسكرية والسياسية والقتصادية ‪ ،‬حيث‬
‫سلبت الشعوب السلمية قدرتها على حكم نفسها واستغلل‬
‫ثرواتها ‪ .‬وتحول الستعمار فيما بعد إلى سيطرة على شؤون‬
‫الحياة حينما استسلم العالم السلمي لحالة التبعية المطلقة‬
‫ورضي أن يكون في وضع ))المغلوب المغرم دائما ً بتقليد‬
‫الغالب(( ‪ .‬وهذه هي المرحلة التي تكون فيها المة مغزوة في‬
‫عقيدتها وفكرها ‪.‬وكان مما تأثرنا به أن أصبحنا نستهجن تعدد‬
‫الزوجات كم يستهجنونه ‪ ،‬وأن نأكل الربا كما يأكلونه ‪ ،‬وأن‬
‫نستخف بالزنى والخنا كما يفعلون إل من رحم الله ‪ .‬اعلم أن‬
‫موضوع تعدد الزوجات ليس جديدا ً في تناوله من وجهة النظر‬
‫السلمية ‪ ،‬فثمة عشرات الكتب التي تناولته ‪ ،‬لمنها اختلفت‬
‫مس بالنفاق على العديد من أولده وزوجاته في الوقت الذي‬
‫ازدادت فيه مطالب كل فرد وقلت الموارد المالية ) (‪.‬‬
‫الرد على هذه الشبهات ‪:‬‬
‫إن معرفة السلم صحيحة كفيلة بالرد على هذه الشبهات‬
‫فالزعم بأن التعدد كان في بداية السلم منتشر في العالم حيث‬
‫كان ينظر إلى المرأة نظرة دونية ‪ .‬فإذا كان السلم قد جاء في‬
‫القرن السادس الميلدي فلماذا استمر نظام التعدد معمول ً به‬
‫في جميع أنحاء العالم حتى القرن السادس عشر ؟ فأي مغالطة‬
‫هذه ؟ أما المغالطة الثانية فهي ربط التعدد باحتقار المرأة ‪ ،‬أل‬
‫يكفيه أن يعرف حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم )النساء‬
‫شقائق الرجال( ) (‪ ،‬وحديث )إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلثا ً …(‬
‫) (‪ ،‬أو حديث )من كان عنده ثلث بنات أو ثلث أخوات أو ابنتان‬
‫أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة( ) (‪،‬‬
‫بالضافة إلى التشريعات السلمية كلها التي تساوي بين المرأة‬
‫والرجل في التكاليف والجر والثواب إل ما كان من اختلف في‬
‫الخلقة والتكوين بين المرأة والرجل ل شك أن إباحة الزواج بأكثر‬
‫من زوجة سيعطي الفرصة للكثير من النساء للنجاة من براثن‬
‫العنوسة بل ولعله يعطيهن الفرصة ليصبحن أمهات ويجدن من‬
‫يبرهن حين نعلم توجيه رسولنا صلى الله عليه وسلم لمن سأله ‪:‬‬
‫أي الناس أحق بحسن صحابتي ؟ فقال له ‪) :‬أمك ثم أمك ثم‬
‫أمك ثم أباك ‪.( ) (..‬‬
‫أما الدعاء بالمحافظة على شعور المرأة من أن تشاركها زوجة‬
‫أخرى في زوجها فأمر نرد عليه بأن نسأل هؤلء ‪ :‬هل الولى أن‬
‫تشاركها امرأة أخرى شريفة عفيفة ذات خلق إسلمي أو ترضى‬
‫لنفسها أن تستقبل زوجا ً يعاشر الساقطات ؟ إن المرأة تقبل‬
‫راضية أو كارهة أن ينشغل عنها زوجها بأعماله الكثيرة وسفره‬
‫المتواصل والتقائه مع النساء سواء في محيط عمله أو خارجه ول‬
‫ترضى أن يكون لها ضرة ‪ .‬ويبدو لي أن كثيرا ً من النساء يفضلن‬
‫زوجة أخرى على مثل هذا العمل الذي يساوي أكثر من عشرات‬
‫النساء ! ‪.‬‬
‫وحين يزعمون بوجود الخصومة والشقاق بين أبناء الرجل من‬
‫زوجات مختلفات ‪ ،‬فنذكر هؤلء بأن السلم حريص جدا ً على‬
‫تماسك المجتمع السلمي الباعد منهم والقارب ‪ ،‬وفيما ياتي‬
‫بعض التوجيهات القرآنية التي تؤكد ذلك [إنما المؤمنون‬
‫اخوة] ) ( ‪ ،‬وقوله تعالى [واعتصموا بحبل الله جميعا ً ولتفرقوا] )‬
‫(‪ ،‬ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم )ليؤمن أحدكم حتى‬
‫يحب لخيه ما يحب لنفسه] ) (وقوله صلى الله عليه وسلم‬
‫)المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده( ) (‪ ،‬هذا بين من‬
‫تجمعهم كذلك أخوة النسب بانتمائهم إلى أب واحد ‪ .‬إن المغالة‬
‫في تصوير النزاعات المتوهمة بين أبناء العلت قد سيقت‬
‫للتشكيك في إباحة تعدد الزوجات ‪ ،‬بل جعلهم ذلك يركبون‬
‫الصعب للعبث بالشريعة السلمية ‪ .‬فماذا عليهم لو حكموا‬
‫عقولهم ونظروا في أحوال البلد التي قيدت الزواج وقيدت‬
‫الطلق كيف أصبح حال شبابها ونسائها ‪ ،‬إن الدعاة قد أصبحت‬
‫في هذه البلد مؤسسة ضخمة تدر مئات المليين من الدولرات‬
‫شهريا ً أو سنويا ً ‪ ،‬وأصبح عدد اللقطاء قريبا ً من عدد البناء‬
‫الشرعيين ‪ ،‬بل إن البناء الشرعيين توشك شرعيتهم أن تضيع‬
‫لما أصاب النساء والرجال من النحراف والفساد ‪.‬‬
‫ويمكن أن نضيف التساؤل حول الرامل والمطلقات ول سيما‬
‫ذوات البناء هل يحرمون من الزواج من رجل متزوج من أجل‬
‫هذه النزاعات والشقاقات المتوهمة أو المتوقعة ؟ أما التاريخ‬
‫فيقول عن أبناء الرجال الذين تزوجوا زوجتين وأكثر هؤلء هم‬
‫الذين فتحوا الدنيا وأناروها بالسلم فلو كانوا حقا ً في شقاق‬
‫ونزاع لما خرجوا من جزيرة العرب بل هم لم يخرجوا من‬
‫الجزيرة حينما كانوا يعددون الزوجات بل حدود ول قيود وكانوا‬
‫ليقيمون للمرأة وزنا ‪.‬‬
‫وللرد على مسألة الحتياجات القتصادية فنقول بأن الرض لم‬
‫تضق يوما ً برزق من عليها والله عز وجل يقول ‪[ :‬وفي السماء‬
‫رزقكم وما توعدون] ) ( ويقول سبحانه [وما من دابة إل على‬
‫الله رزقها]) ( وقد قسمت الكرة الرضية بعد سيطرة الغرب‬
‫وهيمنته إلى قسمين ؛ مجتمعات الوفرة والفائض التي تحارب‬
‫التعدد ‪ ،‬ومجتمعات الجوع والفقر ‪ ،‬وليس سبب هذا التقسيم أن‬
‫الفقراء ل يملكون بل هم يملكون ول يعرفون كيف يستغلون ما‬
‫عندهم فيقعون ضحية لقوة الغرب الذي يأخذ ما عندهم‪ ،‬أل ترى‬
‫الدول الصناعية تأخذ الخامات من الدول الفقيرة لتصنيعها فإذا‬
‫ما صنعتها أعدتها منتجات )أوهموا العالم بأنها ضرورية( وبيعت‬
‫بأسعار تفوق قيمتها الحقيقة عشرات المرات بل بلغ من جشع‬
‫هذه الدول أنها تلقي بفائض إنتاجها في البحر أو تحرقه أو تتلفه‬
‫بأي وسيلة حتى ليتدنى سعره في السواق فأي حضارة هذه‬
‫تموت فيها المليين من أجل ترف المترفين ‪ .‬ولبد أن نذكر أن‬
‫المرأة حين تتزوج بصفتها ثانية أو ثالثة فهي تأتي برزقها ذلك أن‬
‫كل مولود يكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد قبل أن يولد ‪ .‬فهي‬
‫من مخلوقات الله التي تكفل برزقها كما أن هذه المرأة قد تكون‬
‫صاحبة فكر وتدبير أو صنعة أو مهن قد تعين الرجل في عمله‬
‫فينتقل من حالة الفقر والعوز إلى الغنى ‪.‬‬
‫ويزعمون أيضا ً أن التعدد برهان على تمكن الغريزة البهيمية من‬
‫الرجل ‪ ،‬فهل يقولون هذا من علم وبينة ؟ [قل هاتوا برهانكم إن‬
‫كنتم صادقين] ) (‪ ،‬هل الدين الذي يأمر بالعفة وغض البصر‬
‫وحفظ الفرج ويعاقب على الزنا ـ متى توفرت شروط العقوبة ـ‬
‫بالجلد أو الرجم هل مثل هذا الدين يسمح بالبهيمية ؟ أم أن‬
‫البهيمية تتمثل في الختلط والتبرج والسفور ووسائل الفن‬
‫الداعية إلى الرذيلة بما تعرضه من مفاتن المرأة ؟ ‪.‬‬
‫ولكن لنرد بأسلوب آخر فالمسلم يتحمل أضخم مسؤولية عرفها‬
‫النسان لن أمته هي المة الوسط وهو المسؤول عن دعوة‬
‫البشرية جمعا إلى الدين الحق وإقامة شرع الله فيها فالرسل‬
‫قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يبعثون إلى أقوامهم‬
‫خاصة وهم يتحملون مسؤولية الدعوة جميعها ‪ ،‬أما أتباع سيدنا‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم فقد أمروا أن يبلغوا فيشاركوا‬
‫الرسول في مهمته [قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة‬
‫أنا ومن اتبعني] ) (‪ ،‬وجاء عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫قوله )نضر الله امرءا ً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما وعاها‬
‫فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه إلى من هو أفقه‬
‫منه( ) (‪ ،‬فكيف لمن حمل هذه الدعوة والمسؤولية أن يكون‬
‫بهيميا ً ؟ كيف لمن حثه السلم على قيام الليل والغزو في سبيل‬
‫الله ‪ ،‬ولمن دعاه السلم إلى التقلل من متع الدنيا )كن في‬
‫الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل() ( أن يكون بهيمينا ً ؟ كيف لمن‬
‫يؤمن بالسلم الذي جاء من عند الله عز وجل القائل في كتابه [‬
‫زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير‬
‫المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والنعام والحرث‬
‫ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب] ) ( كيف لهذا أن‬
‫يكون بهيمينا ً ؟ المسلم الحق ل تسيطر عليه الشهوانية والبهيمية‬
‫إن سيطرت على غيره ‪ ،‬فهذه الصفة لو لم تكن حقا ً مسيطرة‬
‫على المجتمعات الغربية لما امتهنت المرأة هناك امتهانا ً مزريا ً بها‬
‫وأصبحت تمتهن البغاء أو تمارسه دون أن تمتهن غيره من‬
‫عشرات المجالت ‪ .‬ثم متى كانت المرأة محترمة إذا أوقفت في‬
‫شباك زجاجي لتتلوى كالثعبان تعرض الزياء ؟ أو تظهر في شتى‬
‫الصور المثيرة التي تعرض فيها منتجات هذه الحضارة من‬
‫الحذية إلى الطارات إلى الخطوط الجوية إلى أغلفة المجلت‬
‫والكتب وغيرها ‪.‬‬
‫وثمة جانب آخر فالسلم حين أباح التعدد راعى أن للمرأة غريزة‬
‫مثل الرجل ‪ ،‬وفي ذلك يقول محمد قطب ‪" :‬ولكن حاجتها‬
‫الطبيعية كيف تقضيها ؟ ومالم تكن معصومة فهل أمامها سبيل‬
‫إل الرتماء في أحضان الرجال لحظات خاطفة في ليل أو نهار ؟‬
‫ثم حاجتها إلى الولد … كيف تشبعها ؟ والنسل رغبة ل ينجو‬
‫منها أحد" ) (‪ ،‬ولكنها لدى المرأة أعمق بكثير من الرجل ‪ ،‬إلى‬
‫أن يقول ‪" :‬فهل من سبيل إلى قضاء تلك الحاجات بالنسبة‬
‫للمرأة بصرف النظر عن حاجة المجتمع إلى أخلق نظيفة‬
‫تحفظه من التحلل الذي أصاب دول ً كثيرة فأزالها من قائمة‬
‫الدول التي كان لها دور في التاريخ ـ هل من سبيل إلى ذلك غير‬
‫اشتراك أكثر من امرأة في رجل واحد علنية وبتصريح من‬
‫الشرع( ) (‪.‬‬
‫إن شرع الله ل يسأل فيه البشر أيرضونه أ‪ /‬ل ؟ أيحبونه أم ل ؟‬
‫ولكن متى كان دعاة ما يسمى بتحرير المرأة والنساء القاصرات‬
‫النظر اللتي تطغى عليهن غريزة حب التملك أو المتغربون الذين‬
‫باعوا عقولهم للغرب يسألون عن شرع الله ؟ إن الغرب نفسه‬
‫كما ذكرنا يشكو من مشكلة اللقطاء والبغا وبيع الطفال وقتل‬
‫الطفال المتسكعين بل مأوى ‪ ،‬هذا الغرب ل يمكن أن ينظر إلى‬
‫رأيه ‪ ،‬ثم هل درسنا التاريخ السلمي دراسة اجتماعية ؟ هل‬
‫سألنا النساء اللتي شاركن غيرهن في رجل يلتزم بقيم السلم‬
‫وأخلق ؟ ل شك أننا لو استقرأنا التاريخ استقراء صادقا ولو التزم‬
‫المسلمون بالسلم لما ظهرت مشكلة يطلق عليها تعدد‬
‫الزوجات ‪.‬‬
‫‪ (7‬السباب الداعية إلى الزواج مثنى وثلث ورباع ‪:‬‬
‫وإتماما ً للحديث عن هذه القضية نورد فيما يأتي السباب الداعية‬
‫للزواج بأكثر من زوجة كما أوردها بعض من سبق إلى درساة هذا‬
‫الموضوع ‪ ،‬هناك أسباب عامة وأخرى خاصة ‪ ،‬ولنبدأ بالسباب‬
‫العامة ‪.‬‬
‫أول ً ‪ :‬زيادة عدد العوانس والمطلقات ) (‪:‬‬
‫يزداد عدد العوانس في أي مجتمع يعزف الشباب فيه عن الزواج‬
‫لسباب عديدة قد يكون منها توفر الفرص لللتقاء بالنساء خارج‬
‫إطار الزواج ومسؤولياته ‪ ،‬أو قد تكون مسؤوليات الزواج‬
‫وتكاليفه مما تنوء به ظهور الشباب عندما ليجد المسكن‬
‫المناسب ‪ ،‬وإن وجده لي جد ما يدفع مهرا ً ‪ ،‬إلى غير ذلك من‬
‫تكاليف تجعله يعزف عن الزواج ‪ .‬وقد يزداد عدد العوانس‬
‫لسباب اجتماعية كأن ل يقبل الب زوجا ً لبنته إل من طبقة‬
‫اجتماعية أو انتماء قبلي معين ‪.‬‬
‫أما زيادة الرامل والمطلقات فيمكن أن تحدث لسباب منها ‪ :‬أن‬
‫مؤسسة الزواج أو السرة لم تعد لها احترامها ومكانتها فيكثر‬
‫الطلق ‪ ،‬أما الترمل فهو نتيجة الحداث والحوادث من حروب‬
‫وغيرها ‪ ،‬ويتعجب المرء حين يقرأ في تاريخنا السلمي أن امرأة‬
‫مات زوجها فتزوجها آخر بسرعة ‪ ،‬أ إن طلقها أحدهم تزوجها‬
‫الخر ‪ .‬هل كانت النساء قلة أو أن المرأة كانت شخصيتها في‬
‫ذلك الزمن أكثر جاذبية وأوقى مما وصلنا إليه في هذا الزمن ‪ .‬ل‬
‫شك أن في هذا المر بعض الصحة ‪ .‬ومن أسباب الترمل أيضا ً أن‬
‫النساء يعشن في المتوسط أكثر من الرجل لما يتعرض له‬
‫الرجل من مخاطر في حياته ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬نقص عدد الرجال نقصا ً كبيرا ً نتيجة الحروب ‪:‬‬
‫من المثلة الحديثة على هذا المر ما وقع في أوروبا من حربين‬
‫عالميتين قضت على المليين من الرجال مما دعا بعض‬
‫المفكرين الغربيين أن ينصحوا بإقرار تعدد الزوجات ‪ ،‬ولكن‬
‫أوروبا أصمت سمعها عن النصيحة مضحية بالقيم والخلق ‪.‬‬
‫السباب الخاصة للتعدد) ( ‪: ..‬‬
‫‪ (1‬العقم ‪:‬‬
‫من أبرز أهداف الزواج الذرية ‪ ،‬فلو ثبت أن المرأة ل تجنب‬
‫وعاش الرجل معها أعواما ً أينكر العشرة والمودة بينهما فيطلقها‬
‫ويتزوج أخرى أم يبقيها معززة مكرمة ؟ إن الطفال الذين قد‬
‫تنجبهم المرأة الخرى سيصبحون كأنهم أطفالها لصلتها بوالدهم ‪،‬‬
‫والواقع يصدق ذلك كثيرا ً ‪ ،‬كذلك سيكون بيت المرأة التي ليس‬
‫عندها أطفال مكانا لراحته وهدوئه فتكسبه مرتين ‪ .‬أما إذا كان‬
‫الرجل عقيما ً فمن حق المرأة أن تطلب الطلق ‪.‬‬
‫‪ (2‬العجز عن القيام بالواجبات الزوجية لمرض أو سواه‬
‫وهذا إكرام آخر للمرأة فإن قعد بها المرض عن أداء واجباتها‬
‫الزوجية فمن الوفاء لها إبقاؤها على ذمة الزوج والزواج بامرأة‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫‪)(3‬رغبة الرجل في القتران بامرأة أحبها‬
‫ثمة مناسبات تجعل الرجل يتعرف إلى امرأة ما وبخاصة‬
‫المجتمعات التي فيها قدر من الختلط أو سمع بمزاياها وقد ل‬
‫تكون لزوجته مثل هذه المزايا فيرغب في الزواج منها ‪ .‬فحرصا ً‬
‫على عفافه والتزامه الطريق السليم يتقدم للخرى ‪ .‬فهل يكون‬
‫من النصاف للولى أن يطلقها أو أن يحاول الوصول إلى المرأة‬
‫الخرى خارج نطاق الزواج ‪.‬‬
‫‪ (4‬كره الرجل لزوجته‬
‫)القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء( ) (‪،‬‬
‫فمن كان حبيب اليوم لقد تغير نحوه غدا ً وقد تشتد الكراهية‬
‫وتكثر الخصومات فبدل ً من التفريق بين الزوجين ‪ ،‬وبخاصة إذا‬
‫كان عندهما أطفال فل بأس أن يتزوج بأخرى ‪ ،‬المر الذي قد‬
‫يؤدي إلى هدوء العش الزوجي بل وربما عودة الحب من جديد ‪،‬‬
‫وكم من رجل كره زوجته وتزوج بأخرى فعاد إلى الولى أشد حبا ً‬
‫وتقديرا ً فتكون قد كسبت مرتين ‪ ،‬انتهاء الكراهية بينهما وازدياد‬
‫حبه لها من جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪ (5‬كثرة أسفار الزوج وإقامته في بلد آخر‬
‫قد تطول فهل يتخذ زوجة يعيش معها بطريقة مشروعة أو يترك‬
‫الرجل ليقع في الخطأ ؟ إن بعض الرجال ينتقل عمله من بلد‬
‫إلى آخر فتأبى زوجته النتقال معه وهو ل يريد مفارقتها فهل‬
‫يتركها وأطفالها بالطلق أو تبقى على ذمته يزورها ويؤدي واجبه‬
‫نحوها‪.‬‬
‫‪ (6‬الدافع الجنسي‬
‫سبق أن أوردنا الية [زين للناس حب الشهوات] ) ( وبعض‬
‫الرجال أصحاب طاقة تفوق المعدل بل إن طاقة الرجل حتى في‬
‫الحوال العادية تستطيع أن توفي بحق أكثر من زوجة والدليل‬
‫على ذلك أن المجتمعات الغربية )أو الشرقية( المنفتحة جدا ً قليل ً‬
‫ما تجد رجل ً يكتفي بزوجته الوحيدة ‪ ،‬ويمكن أن نضيف أن العلقة‬
‫بين الرجل والمرأة ليست دائما ً على نموذج قيس وليلى أو‬
‫روميو وجوليت أي رومانس )غرام( لمرأة واحدة ‪.‬‬
‫‪ (7‬نظرة المرأة إلى الرجل‬
‫قد يكون الرجل من أهل الصلح والورع أو صاحب شخصية جذابة‬
‫وذا مكانة اجتماعية مرموقة فترى كثير من النساء أنه مما‬
‫يشرفهن الرتباط بمثل هذا الرجل والمثل العلى للمسلمين هو‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وهبت بعض النساء‬
‫أنفسهن له وقد كان معروفا ً عن الحسن بن علي رضي الله‬
‫عنهما أنه خير من تزوج وخير من طلق ‪.‬‬
‫‪ (8‬زوجة واحدة أم تعدد ؟‬
‫يقول مصطفى السباعي ـ رحمه الله تعالى ـ ‪) :‬فما من شك أن‬
‫وحدة الزوجة أولى وأقرب للفطرة وأحق للسرة وأدعى‬
‫لتماسكها وتحاب أفرادها ‪ ،‬ومن أجل ذلك كان هذا النظام‬
‫الطبيعي الذي ل يفكر النسان المتزوج العاقل في العدول عنه‬
‫إل عند الضرورات وهي التي تسبغ عليه وصف الحسن وتضفي‬
‫عليه الحسنات( ) (‪.‬‬
‫ويقول محمد قطب ‪" :‬أما تعدد الزوجات فتشريع للطوارئ‬
‫وليس هو الصل في السلم" ) (‪.‬‬
‫والحقيقة أ‪ ،‬تشريع التعدد يستجيب للفطرة ويحقق العفة للرجل‬
‫والمرأة على السواء ‪ ،‬لذا بدأ القرآن بالتعدد وجعل الفراد هو‬
‫الستثناء ] فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع‬
‫فإن خفتم أل تعدلوا فواحدة] ) (‪ ،‬والقول بأن الخوف من عدم‬
‫العدل متحقق دائما ً يتعارض مع شرع التعدد مما ليتصور فيه أن‬
‫الشارع الحكيم قصد إليه ومن ثم فالولى هو القول بأن الخوف‬
‫من عدم العدل هو الستثناء وهو ما نتبينه من صياغة الية‬
‫الكريمة ‪ ،‬أما الحتجاج بالية الخرى [ولن تستطيعوا أن تعدلوا‬
‫بين النساء ولو حرصتم] ) (‪ ،‬فمردود بأن العدل المقصود هنا هو‬
‫العدل القلبي وهو غير مطلوب في القسمة بين النساء لنه غير‬
‫مقدور عليه ‪ ،‬أما العدل المقصود فهو العدل الظاهر في القسمة‬
‫بين النساء وهو عدل ممكن إذا تمسك الرجال بمبادئ السلم‬
‫وأخلقه ) (‪.‬‬
‫الضوابط ‪:‬‬
‫ونأتي هنا للضوابط التي وضعها السلم للزواج مثنى وثلث ورباع‬
‫ولعل أبرز هذه الضوابط أن ليتجاوز عدد النساء أربعة والعدل‬
‫بينهن ‪ ،‬ويضيف بعض الكتاب مسألة القدرة على النفاق ‪ ،‬ولكن‬
‫الحقيقة أنه ل يمكن للنسان أن يضمن ذلك ولو كان عنده زوجة‬
‫واحدة فقط ‪ ،‬وفي الغالب أن الرجل ل يقدم على الزواج إل وهو‬
‫يأنس من نفسه القدرة على النفاق ‪ ،‬أما اشتراط امتلك الرجل‬
‫للمال الوفير للزوج فلم يجعله السلم شرطا ً ‪ ،‬وإل كيف تفسر‬
‫تزويج الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل بأن قال له ‪) :‬التمس‬
‫ولو خاتما ً من حديد( ) (‪ ،‬وزوج الرجل نفسه بما معه من القرآن‬
‫الكريم أن يحفظ تلك السور زوجته ) (‪ ،‬والزوجة الولى أو غيرها‬
‫هي من عباد الله الذين تكفل الله لهم برزقهم كما جاء في الية‬
‫الكريمة [وفي السماء رزقكم وما توعدون] ) ( وورد في الحديث‬
‫الشريف أيضا ً أن كل نفس يكتب رزقها وأجلها قبل أن تولد ‪.‬‬
‫أما ضابط العدد فقد وردت الحاديث الشريفة أو السنة الفعلية‬
‫للرسول صلى الله عليه وسلم كما يأتي ‪:‬‬
‫‪(1‬‬
‫روى البخاري أن غيلن بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشرة‬
‫نسوة ‪ ،‬فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ‪) :‬اختر منهن أربعًا(‬
‫) (‪.‬‬
‫ومسألة العدل مسألة جوهرية في تربية المسلم وقد جاءت‬
‫اليات القرآنية الكثيرة التي تأمر بالعدل [إن الله يأمر بالعدل‬
‫والحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي‬
‫يعظكم لعلكم تذكرون] ) (‪ ،‬ومن أروع اليات التي تأمر بالعدل‬
‫وإن كان معناها جاء حول البيع [ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا‬
‫على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون] ) (‪،‬‬
‫وجاءت التوجيهات النبوية الكريمة تأمر بالعدل كما في حديث‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم ‪) :‬إذا كان عند الرجل امرأتان فلم‬
‫يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط( ) (‪ ،‬ومن صور العدل‬
‫"المساواة بين الزوجات في المعاملة" وذلك في نفقتها الخاصة‬
‫بمأكلها وملبسها بحيث ل تزيد واحدة عن أخرى ‪ ،‬وكذلك العدل‬
‫في المسكن حيث يكون لكل زوجة مسكن مستقل ‪ ،‬ومنذ لك‬
‫أيضا ً المساواة في المبيت ‪ ،‬أما الجانب الذي يصعب العدل فيه‬
‫فيكفينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي روته‬
‫عائشة وهو قوله صلى الله عليه وسلم ‪) :‬اللهم هذا قسمي فيما‬
‫أملك فل تلمني فيما تملك ول أملك( ) (‪.‬‬
‫وكان قدوتنا صلى الله عليه وسلم يضرب المثل في العدل حتى‬
‫لما كان في مرضه الذي مات فيه كان يسأل أين أنا غدا ً ؟ يريد‬
‫يوم عائشة فأذن له أزواجه أن يكون حيث يشاء فكان في بيت‬
‫عائشة حتى مات عندها ) (‪.‬‬
‫ومن عدله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد سفرا ً أقرع بين‬
‫نسائه ) ( وكيف ل يكون المسلم عادل ً ؟ وإن لم يكون المسلم‬
‫عادل ً فمن يكون ؟ وفي هذا يقول مصطفى السباعي )رحمه الله‬
‫تعالى(‪) :‬وكان من إصلح السلم في هذا المر أن ربى ضمير‬
‫الزوج على خوف الله ومراقبته ورغبته إن نفذ أوامره وخشيته‬
‫من عذابه إن خالفها() (‬
‫وثمة قيد آخر هو تحريم الجمع بين الختين أو بين المرأة وعمتها‬
‫أو ابنتها والعلة واضحة في ذلك وهي الحفاظ على المجتمع‬
‫السلمي من التمزق بسبب الغيرة التي يمكن أن تحدث بين‬
‫الضرائر‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫الزواج بأكثر من زوجة واحدة حتى أربع رخصة أو أمر أباحه‬
‫السلم للرجل الذي تربى عقديا ً وأخلقيا ً على مائدة القرآن ‪،‬‬
‫يعيش بضمير حي يراقب الله عز وجل فيما يفعل أو يترك ‪ .‬هذا‬
‫المسلم يعتقد أن "النساء شقائق الرجال" وأنهن كيان مستقل‬
‫يتحملن التكليف ويترقين في درجات التقوى حتى كانت منهن‬
‫مثلين للذين آمنوا كما جاء عن امرأة فرعون ومريم عليها السلم‬
‫والمرأة المسلمة تعتقد بقوامة الرجل عليها لنه مكلف بالنفاق‬
‫عليها زوجا ً أو أما ً أو أختا ً ‪ ،‬ومن تكاليف الرجل أن أوصي بإكرام‬
‫المرأة أما ً و زوجة )أمك ثم أمك ثم أمك تم أبوك(و)خيركم‬
‫خيركم لهله وأنا خيركم لهلي(وبنتا ً وأختا ً )من كان عنده أختان‬
‫أو ابنتان …‪(..‬‬
‫من هذه المنطلقات تبنى السرة المسلمة ‪ :‬اختيار للمرأة ذات‬
‫الدين‪ ،‬وللرجل المرضى في دينه وخلقه وبعد ذلك حدد الشرع‬
‫الكريم حقوق كل طرف‪.‬‬
‫وتناول البحث بإيجاز تعدد الزوجات تجنبنا فيه الخوض في‬
‫القضايا الفقهية التي لها أهلها ولكنت أوضحنا أن المجتمع‬
‫المسلم حين لم تكن قضية الزواج بأكثر من واحدة سوى مسألة‬
‫فرعية كان مشتغل ً بالدعوة إلى الله وكان همه إنقاذ البشرية مما‬
‫وصلت إليه من انحراف وفساد وزيغ وضلل‪ ،‬كانت قضية‬
‫المسلمين الولى أن يحكم شرع الله وهنا ساد أبناء الرجال‬
‫الذين تزوجوا بأكثر من واحدة ‪ ،‬وساروا على نهج آبائهم ‪.‬‬
‫ويهدف هذا الكتاب إلى وضع مسألة التعدد في وضعها الصحيح‬
‫بأن نخرج من دائرة النفوذ التغريبي الذي يستهجن الزواج بأكثر‬
‫من واحدة ‪ ،‬وليؤكد على أ‪ ،‬القضية الكبر هي طهارة المجتمع‬
‫المسلم أول ً ثم المجتمع النساني ثانيا ً من العقائد الفاسدة‬
‫والخلق المنحرفة وأن مسؤولية المسلمين في هذا الزمن أكبر‬
‫وأشد إلحاحا ً لتقدم وسائل المواصلت والتصالت فلم يعد ما‬
‫يحدث في أي بلد بعيد عنا مهما كانت المسافات ‪.‬‬
‫وقد أوضح هذا البحث كيف عانى الغرب ويعاني من منع التعدد‬
‫ومن غير ذلك من مثل التحلل من المثل والقيم ‪ ،‬وتجدر الشارة‬
‫إلى أ‪ ،‬هؤلء سرعان ما ينتقدون التعدد في السلم رغم ماتعج به‬
‫مجتمعاتهم من مشكلت ونحن في هذا نلتزم بالمنهج القرآني‬
‫في دعوة الكفار حيث يوضح القرآن الكريم عيوب مجتمعاتهم‬
‫وعيوب نظمهم بدل ً من الوقوف موقف الدفاع ‪.‬‬
‫والحقيقة أن تكون المرأة زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة خير بألف‬
‫مرة من أن تكون زوجة وحيدة عند أوروبي أو غيره بنى بها نتيجة‬
‫قصة غرام فما هو إل عنصر لوقت وتنطفئ شعلة الحب ثم ل‬
‫تجد منه المعروف والحسان وأنى له ذلك وهو ل يرجو الله ول‬
‫اليوم الخر ‪ .‬نرجوا الله أن يبصرنا بطريق الحق وأن يردنا إلى‬
‫السلم ردا ً جميل ً ‪ ،‬ونسأله سبحانه أن يغفر زلتنا إنه سميع‬
‫مجيب ‪.‬‬
‫=====================‬
‫ما أفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة‬
‫الرد على الشبهة‪:‬‬
‫صَرة "‪ ..‬وكل من ولى‬ ‫إن " الولية " بكسر الواو وفتحها هى " الن ّ ْ‬
‫ى‬
‫ى الذين آمنوا ( )‪) (2‬إن وَل ِي ّ َ‬ ‫أمر الخر فهو وليه)‪)(1‬الله ول ّ‬
‫ى المؤمنين( )‪) (4‬قل يا أيها الذين هادوا إن‬ ‫الله ( )‪) (3‬والله ول ّ‬
‫زعمتم أنكم أولياء ل ِل ّهِ من دون الناس فتمنوا الموت ( )‪) (5‬ما‬
‫لكم من َوليتهم من شىء ( )‪.(6‬‬
‫وإذا كانت " النصرة " هى معنى " الولية " ‪ ،‬فل مجال للخلف‬
‫على أن للمرأة نصرة وسلطانا ً ‪ ،‬أى ولية ‪ ،‬فى كثير من ميادين‬
‫الحياة‪..‬‬
‫فالمسلمون مجمعون على إن السلم قد سبق كل الشرائع‬
‫الوضعية والحضارات النسانية عندما أعطى للمرأة ذمة مالية‬
‫خاصة ‪ ،‬وولية وسلطانا على أموالها ‪ ،‬ملكا وتنمية واستثمارا‬
‫وإنفاقا ً ‪ ،‬مثلها فى ذلك مثل الرجل سواء بسواء‪ ..‬والولية المالية‬
‫والقتصادية من أفضل الوليات والسلطات فى المجتمعات‬
‫النسانية ‪ ،‬على مر تاريخ تلك المجتمعات‪ ..‬وفى استثمار الموال‬
‫ولية وسلطان يتجاوز الطار الخاص إلى النطاق العام‪..‬‬
‫والمسلمون مجمعون على أن للمرأة ولية على نفسها ‪ ،‬تؤسس‬
‫لها حرية وسلطانا فى شئون زواجها ‪ ،‬عندما يتقدم إليها الراغبون‬
‫فى القتران بها ‪ ،‬وسلطانها فى هذا يعلو سلطان وليها الخاص‬
‫والولى العام لمر أمة السلم‪..‬‬
‫والمسلمون مجمعون على أن للمرأة ولية ورعاية وسلطانا ً فى‬
‫بيت زوجها ‪ ،‬وفى تربية أبنائها‪ ..‬وهى ولية نص على تميزها بها‬
‫صل أنواع‬‫وفيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى ف ّ‬
‫وميادين الوليات‪:‬‬
‫] كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ‪ ،‬فالمير الذى على الناس‬
‫راع عليهم وهو مسئول عنهم ‪ ،‬والرجل راع على أهل بيته وهو‬
‫مسئول عنهم ‪ ،‬والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهى‬
‫مسئولة عنهم ‪ ،‬أل فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته [ )‪.(7‬‬
‫لكن قطاعا من الفقهاء قد وقف بالوليات المباحة والمفتوحة‬
‫ميادينها أمام المرأة عند " الوليات الخاصة " ‪ ،‬واختاروا حجب‬
‫المرأة عن " الوليات العامة "‪ ،‬التى تلى فيها أمر غيرها من‬
‫الناس ‪ ،‬خارج السرة وشئونها‪..‬‬
‫ونحن نعتقد أن ما سبق وقدمناه فى القسم الول من هذه‬
‫الدراسة من وقائع تطبيقات وممارسات مجتمع النبوة والخلفة‬
‫الراشدة لمشاركات النساء فى العمل العام بدءا ً من الشورى‬
‫فى المور العامة‪ ..‬والمشاركة فى تأسيس الدولة السلمية‬
‫الولى‪ .‬وحتى ولية الحسبة والسواق والتجارات ‪ ،‬التى و ّ‬
‫لها‬
‫شفاء بنت عبد الله بن عبد‬ ‫عمر بن الخطاب رضى الله عنه " لل ّ‬
‫شمس ] ‪ 20‬هجرية ‪641/‬م [‪ ..‬وانتهاء بالقتال فى ميادين‬
‫ضا ما أوردناه من اليات القرآنية الدالة على أن‬
‫الوغى‪ ..‬وأي ً‬
‫الموالة والتناصر بين الرجال والنساء فى العمل العام سائر‬
‫ميادين العمل العام وهى التى تناولها القرآن الكريم تحت فريضة‬
‫المر بالمعروف والنهى عن المنكر )والمؤمنون والمؤمنات‬
‫بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‬
‫ويقيمون الصلة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك‬
‫سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ( )‪.(8‬‬
‫نعتقد أن ما سبق وأوردناه حول هذه القضية ‪ -‬قضية ولية المرأة‬
‫ومشاركتها مع الرجل فى وليات العمل العام كاف وواف فى‬
‫الرد ّ على الذين يمارون فى ولية المرأة للعمل العام‪.‬‬
‫أما الضافة التى نقدمها فى هذا القسم من هذه الدراسة قسم‬
‫إزالة الشبهات فهى خاصة بمناقشة الفهم المغلوط للحديث‬
‫النبوى الشريف‪ ] :‬ما أفلح قوم يلى أمرهم امرأة [‪ ..‬إذ هو‬
‫الحديث الذى يستظل بظله كل الذين يحّرمون مشاركة المرأة‬
‫فى الوليات العامة والعمل العام‪..‬‬
‫ولقد وردت لهذا الحديث روايات متعددة ‪ ،‬منها‪ ] :‬لن يفلح قوم‬
‫تملكهم امرأة [‪ ] ..‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة [‪ ] ..‬ولن‬
‫يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة [ رواها‪ :‬البخارى والترمذى‬
‫والنسائى والمام أحمد‪..‬‬
‫وإذا كانت صحة الحديث من حيث " الرواية " هى حقيقة ل شبهة‬
‫فيها‪ ..‬فإن إغفال مناسبة ورود هذا الحديث يجعل " الدراية "‬
‫بمعناه الحقيقى مخالفة للستدلل به على تحريم ولية المرأة‬
‫للعمل العام‪..‬‬
‫ذلك أن ملبسات قول الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬لهذا‬
‫الحديث تقول‪ :‬إن نفرا ً قد قدموا من بلد فارس إلى المدينة‬
‫المنورة ‪ ،‬فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫‪ " -‬من يلى أمر فارس " ؟ ‪ " -‬قال ] أحدهم [‪ :‬امرأة‪.‬‬
‫‪ -‬فقال صلى الله عليه وسلم " ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة "‪.‬‬
‫فملبسات ورود الحديث تجعله نبوءة سياسية بزوال ملك فارس‬
‫وهى نبوءة نبوية قد تحققت بعد ذلك بسنوات– أكثر منه تشريعا ً‬
‫عاما يحرم ولية المرأة للعمل السياسى العام‪..‬‬
‫ثم إن هذه الملبسات تجعل معنى هذا الحديث خاصا ً " بالولية‬
‫العامة " أى رئاسة الدولة وقيادة المة‪..‬‬
‫فالمقام كان مقام الحديث عن امرأة تولت عرش الكسروية‬
‫الفارسية ‪ ،‬التى كانت تمثل إحدى القوتين العظم فى النظام‬
‫العالمى لذلك التاريخ‪ ..‬ول خلف بين جمهور الفقهاء باستثناء‬
‫طائفة من الخوارج على اشتراط " الذكورة " فيمن يلى "‬
‫المامة العظمى " والخلفة العامة لدار السلم وأمة السلم‪..‬‬
‫أما ماعدا هذا المنصب بما فى ذلك وليات القاليم والقطار‬
‫والدول القومية والقطرية والوطنية فإنها ل تدخل فى ولية‬
‫المامة العظمى لدار السلم وأمته‪ ..‬لنها وليات خاصة وجزئية ‪،‬‬
‫يفرض واجب المر بالمعروف والنهى عن المنكر المشاركة فى‬
‫حمل أماناتها على الرجال والنساء دون تفريق‪..‬‬
‫فالشبهة إنما جاءت من خلط مثل هذه الوليات الجزئية والخاصة‬
‫بالمامة العظمى والولية العامة لدار السلم وأمته وهى الولية‬
‫التى اشترط جمهور الفقهاء " الذكورة " فيمن يليها‪ ..‬ول حديث‬
‫للفقه المعاصر عن ولية المرأة لهذه المامة العظمى ‪ ،‬لن هذه‬
‫الولية قد غابت عن متناول الرجال ‪ ،‬فضل ً عن النساء ‪ ،‬منذ‬
‫سقوط الخلفة العثمانية ] ‪ 1342‬هجرية ‪1924‬م [ وحتى‬
‫الن !‪..‬‬
‫وأمر آخر لبد من الشارة إليه ‪ ،‬ونحن نزيل هذه الشبهة عن‬
‫ولية المرأة للعمل العام ‪ ،‬وهو تغير مفهوم الولية العامة فى‬
‫عصرنا الحديث ‪ ،‬وذلك بانتقاله من‪ ":‬سلطان الفرد " إلى "‬
‫سلطان المؤسسة " ‪ ،‬والتى يشترك فيها جمع من ذوى السلطان‬
‫والختصاص‪..‬‬
‫ول " القضاء " من قضاء القاضى الفرد إلى قضاء‬ ‫لقد تح ّ‬
‫مؤسسى ‪ ،‬يشترك فى الحكم فيه عدد من القضاة‪..‬‬
‫فإذا شاركت المرأة فى " هيئة المحكمة " فليس بوارد الحديث‬
‫عن ولية المرأة للقضاء ‪ ،‬بالمعنى الذى كان واردا ً فى فقه‬
‫القدماء ‪ ،‬لن الولية هنا الن لمؤسسة وجمع ‪ ،‬وليست لفرد من‬
‫الفراد ‪ ،‬رجل ً كان أو امرأة‪ ..‬بل لقد أصبحت مؤسسة التشريع‬
‫والتقنين مشاركة فى ولية القضاء ‪ ،‬بتشريعها القوانين التى‬
‫ينفذها القضاة‪ ..‬فلم يعد قاضى اليوم ذلك الذى يجتهد فى‬
‫استنباط الحكم واستخلص القانون ‪ ،‬وإنما أصبح " المنفذ "‬
‫للقانون الذى صاغته وقننته مؤسسة ‪ ،‬تمثل الجتهاد الجماعى‬
‫والمؤسسى ل الفردى فى صياغة القانون‪..‬‬
‫وكذلك الحال مع تحول التشريع والتقنين من اجتهاد الفرد إلى‬
‫اجتهاد مؤسسات الصياغة والتشريع والتقنين‪..‬‬
‫فإذا شاركت المرأة فى هذه المؤسسات ‪ ،‬فليس بوارد الحديث‬
‫عن ولية المرأة لسلطة التشريع بالمعنى التاريخى والقديم‬
‫لولية التشريع‪..‬‬
‫وتحولت سلطات صنع " القرارات التنفيذية " فى النظم الشورية‬
‫والديمقراطية عن سلطة الفرد إلى سلطان المؤسسات‬
‫المشاركة فى العداد لصناعة القرار‪ ..‬فإذا شاركت المرأة فى‬
‫هذه المؤسسات ‪ ،‬فليس بوارد الحديث عن ولية المرأة لهذه‬
‫السلطات والوليات ‪ ،‬بالمعنى الذى كان فى ذهن الفقهاء الذين‬
‫عرضوا لهذه القضية فى ظل " فردية " الوليات ‪ ،‬وقبل تعقد‬
‫النظم الحديثة والمعاصرة ‪ ،‬وتميزها بالمؤسسية والمؤسسات‪..‬‬
‫لقد تحدث القرآن الكريم عن ملكة سبأ ‪ -‬وهى امرأة ‪ -‬فأثنى‬
‫عليها وعلى وليتها للولية العامة ‪ ،‬لنها كانت تحكم بالمؤسسة‬
‫الشورية ل بالولية الفردية )قالت يا أيها المل أفتونى فى أمرى‬
‫ما كنت قاطعة أمرا ً حتى تشهدون( )‪ ..(9‬وذم القرآن الكريم‬
‫فرعون مصر ‪ -‬وهو رجل لنه قد انفرد بسلطان الولية العامة‬
‫وسلطة صنع القرار)قال فرعون ما أريكم إل ما أرى وما أهديكم‬
‫إل سبيل الرشاد ( )‪ ..(10‬فلم تكن العبرة بالذكورة أو النوثة فى‬
‫الولية العامة حتى الولية العامة وإنما كانت العبرة بكون هذه‬
‫الولية " مؤسسة شورية " ؟ أم " سلطانا فرديا ً مطلقا ً " ؟ أما‬
‫ولية المرأة للقضاء‪ ..‬والتى يثيرها البعض كشبهة على اكتمال‬
‫أهلية المرأة فى الرؤية السلمية‪..‬‬
‫فإن إزالة هذه الشبهة يمكن أن تتحقق بالتنبيه على عدد من‬
‫النقاط‪:‬‬
‫أولها‪ :‬أن ما لدينا فى تراثنا حول قضية ولية المرأة لمنصب‬
‫القضاء هو " فكر إسلمى " و " اجتهادات فقهية " أثمرت "‬
‫أحكاما ً فقهية "‪ ..‬وليس "دينا " وضعه الله سبحانه وتعالى وأوحى‬
‫به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فالقرآن الكريم لم يعرض‬
‫لهذه القضية ‪ ،‬كما لم تعرض لها السنة النبوية ‪ ،‬لن القضية لم‬
‫تكن مطروحة على الحياة الجتماعية والواقع العملى لمجتمع‬
‫صدر السلم ‪ ،‬فليس لدينا فيها نصوص دينية أصل ً ‪ ،‬ومن ثم فإنها‬
‫من مواطن ومسائل الجتهاد‪..‬‬
‫ثم إن هذه القضية هى من " مسائل المعاملت " وليست من "‬
‫شعائر العبادات "‪ ..‬وإذا كانت " العبادات توقيفية " ت ُل َْتمس من‬
‫النص وتقف عند الوارد فيه ‪ ،‬فإن " المعاملت " تحكمها المقاصد‬
‫الشرعية وتحقيق المصالح الشرعية المعتبرة‪..‬والموازنة بين‬
‫المصالح والمفاسد فيها‪ ..‬ويكفى فى " المعاملت " أن ل تخالف‬
‫ما ورد فى النص ‪ ،‬ل أن يكون قد ورد فيها نص‪..‬‬
‫ومعلوم أن " الحكام الفقهية " التى هى اجتهادات الفقهاء ‪،‬‬
‫مثلها كمثل الفتاوى ‪ ،‬تتغير بتغير الزمان والمكان والمصالح‬
‫الشرعية المعتبرة‪..‬‬
‫فتولى المرأة للقضاء قضية فقهية ‪ ،‬لم ولن ي ُغَْلق فيها باب‬
‫الجتهاد الفقهى السلمى‪..‬‬
‫وثانيها‪ :‬أن اجتهادات الفقهاء القدماء حول تولى المرأة لمنصب‬
‫القضاء هى اجتهادات متعددة ومختلفة باختلف وتعدد مذاهبهم‬
‫واجتهاداتهم فى هذه المسألة ‪ ،‬ولقد امتد زمن اختلفهم فيها جيل ً‬
‫بعد جيل‪..‬‬
‫ومن ثم فليس هناك " إجماع فقهى " فى هذه المسألة حتى‬
‫يكون هناك إلزام للخلف بإجماع السلف ‪ ،‬وذلك فضل ً عن أن‬
‫إلزام الخلف بإجماع السلف هو أمر ليس محل إجماع‪ ..‬ناهيكم‬
‫عن أن قضية إمكانية تحقق الجماع أى اجتماع سائر فقهاء عصر‬
‫ما على مسألة من مسائل فقه الفروع كهذه المسألة هو مما ل‬
‫ور حدوثه حتى لقد أنكر كثير من الفقهاء إمكانية حدوث‬ ‫ص ّ‬
‫ي ُت َ َ‬
‫الجماع فى مثل هذه الفروع أص ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ومن هؤلء المام أحمد بن حنبل ] ‪ 241 164‬هجرية ‪855 780‬‬
‫م [ الذى قال‪ " :‬من ادعى الجماع فقد كذب ! "‪.‬‬
‫فباب الجتهاد الجديد والمعاصر والمستقبلى فى هذه المسألة‬
‫وغيرها من فقه الفروع مفتوح‪ ..‬لنها ليست من المعلوم من‬
‫الدين بالضرورة أى المسائل التى لم ولن تختلف فيها مذاهب‬
‫فطر السليمة لعلماء وعقلء السلم‪..‬‬ ‫المة ول ال ِ‬
‫وثالثها‪ :‬أن جريان " العادة " فى العصر السلمية السابقة ‪،‬‬
‫على عدم ولية المرأة لمنصب القضاء ل يعنى " تحريم " الدين‬
‫لوليتها هذا المنصب ‪ ،‬فدعوة المرأة للقتال ‪ ،‬وانخراطها فى‬
‫معاركه هو مما لم تجربه " العادة " فى العصر السلمية‬
‫السابقة ‪ ،‬ولم يعن ذلك " تحريم " اشتراك المرأة فى الحرب‬
‫والجهاد القتالى عند الحاجة والستطاعة وتعّين فريضة الجهاد‬
‫القتالى على كل مسلم ومسلمة‪ ..‬فهى قد مارست هذا القتال‬
‫وشاركت فى معاركه على عصر النبوة والخلفة الراشدة‪ ..‬من‬
‫غزوة ُأحد ] ‪ 3‬هجرية ‪625‬م [ إلى موقعة اليمامة ] ‪ 12‬هجرية‬
‫‪ 633‬م [ ضد ردة مسيلمة الكذاب ] ‪ 12‬هجرية ‪ 633‬م [‪ ..‬وفى‬
‫" العادة " مرتبطة " بالحاجات " المتغيرة بتغير المصالح‬
‫والظروف والملبسات ‪ ،‬وليست هى مصدر الحلل والحرام‪..‬‬
‫رابعها‪ :‬أن علة اختلف الفقهاء حول جواز تولى المرأة لمنصب‬
‫القضاء ‪ ،‬فى غيبة النصوص الدينية – القرآنية والنبوية – التى‬
‫تتناول هذه القضية ‪ ،‬كانت اختلف هؤلء الفقهاء فى الحكم الذى‬
‫" قاسوا " عليه توليها للقضاء‪ .‬فالذين " قاسوا " القضاء على‪:‬‬
‫"المامة العظمى " التى هى الخلفة العامة على أمة السلم‬
‫ودار السلم مثل فقهاء المذهب الشافعى قد منعوا توليها‬
‫للقضاء ‪ ،‬لتفاق جمهور الفقهاء باستثناء بعض الخوارج على جعل‬
‫" الذكورة " شرطا من شروط الخليفة والمام ‪ ،‬فاشترطوا هذا‬
‫الشرط " الذكورة " – فى القاضى ‪ ،‬قياسا ً على الخلفة والمامة‬
‫العظمى‪.‬‬
‫ويظل هذا " القياس " قياسا ً على " حكم فقهى " – ليس عليه‬
‫إجماع وليس " قياسا ً " على نص قطعى الدللة والثبوت‪..‬‬
‫والذين أجازوا توليها القضاء ‪ ،‬فيما عدا قضاء " القصاص والحدود‬
‫" مثل أبى حنفية " ] ‪ 150 80‬هجرية ‪ 767 699 /‬م [ وفقهاء‬
‫مذهبه قالوا بذلك " لقياسهم " القضاء على " الشهادة " ‪،‬‬
‫فأجازوا قضاءها فيما أجازوا شهادتها فيه ‪ ،‬أى فيما عدا "‬
‫القصاص والحدود "‪.‬‬
‫فالقياس هنا أيضا ً على " حكم فقهى " وليس على نص قطعى‬
‫الدللة والثبوت‪..‬وهذا الحكم الفقهى المقيس عليه وهو شهادة‬
‫المرأة فى القصاص والحدود‪ ..‬أى فى الدماء ليس موضع‬
‫إجماع‪ ..‬فلقد سبق وذكرنا فى رد شبهة أن شهادة المرأة هى‬
‫على النصف من شهادة الرجل إجازة بعض الفقهاء لشهادتها فى‬
‫الدماء ‪ ،‬وخاصة إذا كانت شهادتها فيها هى مصدر البينة الحافظة‬
‫لحدود الله وحقوق الولياء‪..‬‬
‫أما الفقهاء الذين أجازوا قضاء المرأة فى كل القضايا مثل المام‬
‫محمد بن جرير الطبرى ] ‪ 224310‬هجرية ‪923 839 /‬م [ فقد‬
‫حكموا بذلك " لقياسهم " القضاء على " الفتيا "‪ ..‬فالمسلمون‬
‫قد أجمعوا على جواز تولى المرأة منصب الفتاء الدينى أى‬
‫التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من أخطر‬
‫المناصب الدينية وفى توليها للفتاء سنة عملية مارستها نساء‬
‫كثيرات على عهد النبوة من أمهات المؤمنين وغيرهن فقاس‬
‫هؤلء الفقهاء قضاء المرأة على فتياها ‪ ،‬وحكموا بجواز توليها كل‬
‫أنواع القضاء ‪ ،‬لممارستها الفتاء فى مختلف الحكام‪.‬‬
‫وهم قد عللوا ذلك بتقريرهم أن الجوهرى والثابت فى شروط‬
‫القاضى إنما يحكمه ويحدده الهدف والقصد من القضاء ‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫ضمان وقوع الحكم بالعدل بين المتقاضين‪ ..‬وبعبارة أبى الوليد‬
‫بن رشد الحفيد ] ‪ 520595‬هجرية ‪1198 1126 /‬م [‪ :‬فإن "‬
‫من رأى حكم المرأة نافذا فى كل شئ قال‪ :‬إن الصل هو أن‬
‫كل من يأتى منه الفصل بين الناس فحكمه جائز ‪ ،‬إل ما خصصه‬
‫الجماع من المامة الكبرى " )‪.(11‬‬
‫وخامسها‪ :‬أن " الذكورة " لم تكن الشرط الوحيد الذى اختلف‬
‫حوله الفقهاء من بين شروط من يتولى القضاء‪..‬‬
‫فهم مثل اختلفوا فى شرط " الجتهاد " فأوجب الشافعى ]‬
‫‪ 150204‬هجرية ‪767820 /‬م [ وبعض المالكية أن يكون‬
‫القاضى مجتهدًا‪ ..‬على حين أسقط أبو حنيفة هذا الشرط ‪ ،‬بل‬
‫وأجاز قضاء " العامى " أى المى فى القراءة والكتابة وهو غير‬
‫الجاهل ووافقه بعض الفقهاء المالكية قياسا على أمية النبى‬
‫صلى الله عليه وسلم )‪.(12‬‬
‫واختلفوا كذلك فى شرط كون القاضى " عامل " وليس مجرد "‬
‫عالم " بأصول الشرع الربعة‪ :‬الكتاب ‪ ،‬والسنة ‪ ،‬والجماع ‪،‬‬
‫والقياس‪ ..‬فاشترطه الشافعى ‪ ،‬وتجاوز عنه غيره من الفقهاء )‬
‫‪.(13‬‬
‫كما اشترط أبو حنيفة ‪ ،‬دون سواه أن يكون القاضى عربيا من‬
‫قريش )‪.(14‬‬
‫فشرط " الذكورة " فى القاضى ‪ ،‬هو واحد من الشروط التى‬
‫اختلف فيها الفقهاء ‪ ،‬حيث اشترطه البعض فى بعض القضايا‬
‫دون البعض الخر ‪ ،‬وليس فيه إجماع‪ ..‬كما أنه ليس فيه نصوص‬
‫دينية تمنع أو تقيد اجتهادات المجتهدين‪..‬‬
‫وسادسها‪ :‬أن منصب القضاء ووليته قد أصابها هى الخرى ما‬
‫أصاب الوليات السياسية والتشريعية والتنفيذية من تطور انتقل‬
‫بها من " الولية الفردية " إلى ولية " المؤسسة " فلم تعد "‬
‫ولية رجل " أو " ولية امرأة " ‪ ،‬وإنما أصبح " الرجل " جزءا ً من‬
‫المؤسسة والمجموع ‪ ،‬وأصبحت " المرأة " جزءا ً من المؤسسة‬
‫والمجموع‪ ..‬ومن ثم أصبحت القضية فى " كيف جديد " يحتاج‬
‫إلى " تكييف جديد " يقدمه الجتهاد الجديد لهذا الطور‬
‫المؤسسى الجديد الذى انتقلت إليه كل هذه الوليات‪ ..‬ومنها‬
‫ولية المرأة للقضاء‪..‬‬
‫)‪ (1‬الراغب الصفهانى ‪ ،‬أبو القاسم الحسين بن محمد‬
‫] المفردات فى غريب القرآن [ طبعة دار التحرير ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1991‬م‪.‬‬
‫)‪ (2‬البقرة‪.257 :‬‬
‫)‪ (3‬العراف‪.196 :‬‬
‫)‪ (4‬آل عمران‪.68 :‬‬
‫)‪ (5‬الجمعة‪.6 :‬‬
‫)‪ (6‬النفال‪.72 :‬‬
‫)‪ (7‬رواه البخارى ومسلم والمام أحمد‪..‬‬
‫)‪ (8‬التوبة‪.71 :‬‬
‫)‪ (9‬النمل‪.32 :‬‬
‫)‪ (10‬غافر‪.29 :‬‬
‫)‪ ] (11‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد [ ج ‪ 2‬ص ‪ .494‬طبعة‬
‫القاهرة سنة ‪1974‬م‪ .‬والماوردى ] أدب القاضى [ ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 628-625‬طبعة بغداد سنة ‪1971‬م‪ .‬والحكام السلطانية ص ‪65‬‬
‫طبعة القاهرة سنة ‪1973‬م‪.‬‬
‫)‪ ] (12‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد [ ج ‪ 2‬ص ‪.493،494‬‬
‫)‪ ](13‬أدب القاضى [ ج ‪ 1‬ص ‪.643‬‬
‫)‪ (14‬محمد محمد سعيد ] كتاب دليل السالك لمذهب المام‬
‫مالك [ ص ‪ 190‬طبعة القاهرة سنة ‪ 1923‬م‪.‬‬
‫الكاتب‪ :‬أ‪.‬د محمود حمدى زقزوق‪ ،‬وزير الوقاف‬
‫===================‬
‫شبهات حول حديث ‪ " :‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة‬ ‫ُ‬
‫دها‬ ‫" ور ّ‬
‫روى البخاري – بإسناده ‪ -‬عن أبي بكرة رضي الله عنه قال ‪ :‬لقد‬
‫نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫حق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم ‪-‬‬ ‫كدت أن أل ْ َ‬ ‫أيام الجمل بعد ما ِ‬
‫قال ‪ :‬لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد‬
‫مّلكوا عليهم بنت كسرى قال ‪ :‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة‬
‫وهم‬‫ح َ‬ ‫وُيوِرد بعض أعداء المّلة – من المستشرقين ومن ن َ َ‬
‫حا ن َ ْ‬
‫شبهات حول هذا الحديث ‪ ،‬وسأوِرد بعض ما‬ ‫دة ُ‬‫ع ّ‬
‫فهم – ِ‬ ‫فل ّ‬ ‫ول َ ّ‬
‫ت عليه من تلك الشبهات ‪ ،‬وُأجيب عنها – بمشيئة الله – ‪.‬‬ ‫ف ُ‬‫وقَ ْ‬
‫الشبهة الولى ‪:‬‬
‫لماذا لم يتذكر أبو بكرة راوية الحديث هذا الحديث إل بعد ربع‬
‫قرن وفجأة وفى ظل ظروف مضطربة ؟‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫لم ينفرد أبو بكرة رضي الله عنه بهذا المر ‪ ،‬فقد جاء مثل ذلك‬
‫كروا أحاديث سمعوها من‬ ‫عن عدد من الصحابة ‪ ،‬أي أنهم تذ ّ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يرووها إل في مناسباتها ‪ ،‬أو‬
‫كرها ‪.‬‬‫حين تذ ّ‬
‫فمن ذلك ‪:‬‬
‫‪ – 1‬ما قاله حذيفة رضي الله عنه قال ‪ :‬قام فينا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم مقاما ً ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫سَيه َ‬‫ظه ‪ ،‬ون َ ِ‬ ‫ف َ‬‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬
‫ظه َ‬ ‫ح ِ‬
‫دث به ‪َ ،‬‬ ‫إلى قيام الساعة إل ّ ح ّ‬
‫سَيه ‪ ،‬قد علمه أصحابي هؤلء ‪ ،‬وإنه ليكون منه الشيء قد‬ ‫نَ ِ‬
‫ه الّرجل إذا غاب عنه ثم‬ ‫جـ َ‬‫كر الرجل و ْ‬ ‫كره كما يذ ُ‬ ‫نسيته فأراه فأذ ُ‬
‫إذا رآه ع ََرَفـه ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬وروى مسلم عن عمرو بن أخطب قال صلى بنا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت‬
‫الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر‬
‫ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس‬
‫فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا‬
‫‪ – 3‬ما فعله عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما حينما توّلى‬
‫الخلفة سنة ‪ 64‬هـ ‪ ،‬فإنه أعاد بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ‪،‬‬
‫فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما ت ََرك ذلك إل لحدثان الناس‬
‫بالسلم ‪ ،‬فلما زالت هذه العِّلة أعاد ابن الزبير بناء الكعبة ‪.‬‬
‫ك عبد الملك بن مروان في ذلك فهدم الكعبة ‪ ،‬وأعاد بناءها‬ ‫وش ّ‬
‫على البناء الول ‪.‬‬
‫روى المام مسلم أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف‬
‫بالبيت إذ قال ‪ :‬قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم‬
‫المؤمنين ‪ ،‬يقول سمعتها تقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬يا عائشة لول حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى‬
‫جر ‪ ،‬فإن قومك قصروا في البناء ‪ ،‬فقال الحارث‬ ‫ح ْ‬
‫أزيد فيه من ال ِ‬
‫بن عبد الله بن أبي ربيعة ‪ :‬ل تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا‬
‫دث هذا ‪ .‬قال ‪ :‬لو كنت سمعته قبل أن‬ ‫سمعت أم المؤمنين تح ّ‬
‫أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير ‪.‬‬
‫فهذا عبد الملك يعود إلى قول ابن الزبير ‪ ،‬وذلك أن ابن الزبير‬
‫لم ينفرد بهذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها ‪ ،‬وإنما رواه‬
‫غيره عنها ‪.‬‬
‫هذا من جهة‬
‫كر ابن‬ ‫م لَ ْ‬
‫م يتذ ّ‬ ‫قل عبد الملك بن مروان ل ِ َ‬ ‫ومن جهة أخرى لم ي ُ‬
‫الزبير هذا إل بعد أن توّلى ‪ ،‬وبعد ما يزيد على خمسين سنة بعد‬
‫وفاة النبي صلى الله عليه وسلم !‬
‫إلى غير ذلك مما ل ُيذكر إل في حينه ‪ ،‬ول ُيذكر إل في مناسبته ‪.‬‬
‫رد برواية الحديث ‪ ،‬شأنه‬ ‫ثم إن أبا بكرة رضي الله عنه لم ينف ِ‬
‫كشأن حديث عائشة في بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ‪ ،‬إذ لم‬
‫ينفرد به ابن الزبير عن عائشة ‪.‬‬
‫فحديث ‪ :‬ل ُيفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة قد رواه الطبراني من‬
‫حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه ‪.‬‬
‫فزالت العِّلة التي عّللوا بها ‪ ،‬وهي تفّرد أبو بكرة بهذا الحديث ‪،‬‬
‫ولو تفّرد فإن تفّرده ل يضر ‪ ،‬كما سيأتي – إن شاء الله – ‪.‬‬
‫الشبهة الثانية ‪:‬‬
‫زعم بعضهم أن الحديث مكذوب ‪ ،‬فقال ‪ :‬الكذب في متن‬
‫الحديث فهو القول بأن النبي )صلى الله عليه وسلم( قاله لما‬
‫بلغه أن الفرس ولوا عليهم ابنة كسرى ‪ .‬في حين أنه ليس في‬
‫تاريخ الفرس أنهم ولوا عليهم ابنة كسرى ول أية امرأة أخرى ‪.‬‬
‫الجواب ‪ :‬هذا أول قائل إن في البخاري حديثا موضوعا مكذوبا ‪،‬‬
‫ولول أنه قيل به لما تعّرضت له ! لسقوط هذا القول ‪ ،‬ووهاء‬
‫هذه الشبهة !‬
‫فإن كل إنسان يستطيع أن ُيطلق القول على عواهنه ‪ ،‬غير أن‬
‫الدعاوى ل تثبت إل على قدم البّينة وعلى ساق الثبات ‪.‬‬
‫فإن قوله ‪ ) :‬في حين أنه ليس في تاريخ الفرس أنهم ولوا‬
‫عليهم ابنة كسرى ول أية امرأة أخرى (‬
‫دعوى ل دليل عليها ول مستند سوى النفي العام !‬
‫دم على النافي ‪.‬‬ ‫مق ّ‬ ‫مثِبت ُ‬ ‫في حين أن القاعدة ‪ :‬ال ْ ُ‬
‫كتب الحديث تنص على ذلك ‪.‬‬ ‫كتب التاريخ قبل ُ‬ ‫و ُ‬
‫قال ابن جرير الطبري في التاريخ ‪:‬‬
‫ثم ملكت بوران بنت كسرى أبرويز بن هرمز بن كسرى أنو‬
‫شروان ‪.‬‬
‫ظم ‪:‬‬ ‫وقال ابن الجوزي في المنت َ َ‬
‫ومن الحوادث ملك ) بوران ( بنت كسرى أبرويز ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫قد ابن الثير في كتابه ) الكامل في التاريخ ( بابا ً قال فيه ‪:‬‬ ‫وقد ع َ َ‬
‫ذكر ملك ) بوران ( ابنة ابرويز بن هرمز بن أنو شروان ‪.‬‬
‫ت الفرس ) بوران ( لنهم لم‬ ‫مل ّك َ ْ‬ ‫ثم قال ‪ :‬لما قُِتل شهريراز َ‬
‫ت السيرة في‬ ‫مّلكونه ‪ ،‬فلما أحسن ْ‬ ‫يجدوا من بيت المملكة رجل ي ُ َ‬
‫ت فيهم ‪ ،‬فأصلحت القناطر ‪ ،‬ووضعت ما بقي من‬ ‫رعيتها ‪ ،‬وعدل ْ‬
‫دت خشبة الصليب على ملك الروم ‪ ،‬وكانت مملكتها‬ ‫الخراج ‪ ،‬ور ّ‬
‫سنة وأربعة أشهر ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫صه ‪:‬‬
‫وفي البدء والتاريخ للمقدسي ما ن ّ‬
‫وكان باذان بعث برجلين إلى المدينة كما أمره ابرويز لياتياه‬
‫بالنبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فبينما هما عند النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم إذ قال لهما ‪ :‬إن ربى أخبرني إنه قََتل كسرى ابنه‬
‫هذه الليلة لكذا ساعات مضين منها ‪ ،‬فانصرف الرجلن ونظرا‬
‫فإذا هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم وثب شهرابراز‬
‫مَلك عشرين يوما ثم اغتالته‬ ‫الفارسي الذي كان بناحية الروم فَ َ‬
‫بوران دخت بنت ابرويز فقتلته ‪ ،‬وملكت بوران دخت سنة ونصف‬
‫ب الخراج ‪،‬‬ ‫ج ِ‬‫ت في الرعية ولم ت َ ْ‬ ‫سنة ‪ ،‬فأحسنت السيرة وع َد َل َ ْ‬
‫واد ‪ ،‬وفيها يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫وفّرقت الموال في الساورة والق ّ‬
‫دهقانة يسجد الملوك لها *** يجبى إليها الخراج في الجرب اهـ ‪.‬‬
‫مَلك فارس أكثر من امرأة في‬ ‫كر ابن كثير رحمه الله أنه َ‬ ‫بل ذ َ َ‬
‫أزمنة متقاِربة‬
‫قال ابن كثير في البداية والنهاية ‪:‬‬
‫فملكوا عليهم ابنة كسرى بوران بنت ابرويز ‪ ،‬فأقامت العدل‬
‫وأحسنت السيرة ‪ ،‬فأقامت سنة وسبع شهور ‪ ،‬ثم ماتت ‪ ،‬فمّلكوا‬
‫عليهم أختها ازرميدخت زنان ‪ ،‬فلم ينتظم لهم أمر ‪ ،‬فمّلكوا‬
‫عليهم سابور بن شهريار وجعلوا أمره إلى الفرخزاذ بن البندوان‬
‫ت ذلك ‪ ،‬وقالت ‪:‬‬ ‫فزّوجه سابور بابنة كسرى ازرميدخت ‪ ،‬فكرِهَ ْ‬
‫موا إليه‬‫إنما هذا عبد من عبيدنا ! فلما كان ليلة عرسها عليه هَ ّ‬
‫فقتلوه ‪ ،‬ثم ساروا إلى سابور فقتلوه أيضا ‪ ،‬ومّلكوا عليهم هذه‬
‫المرأة ‪ ،‬وهي ازرمدخيت ابنة كسرى ‪ ،‬ولعبت فارس بملكها لعبا‬
‫كثيرا ‪ ،‬وآخر ما استقر أمرهم عليه في هذه السنة أن مّلكوا‬
‫امرأة ‪ ،‬وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لن يفلح قوم‬
‫ولوا أمرهم امرأة ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫وقال الذهبي في التاريخ ‪ :‬ومات قتل ملك الفرس شهر براز ابن‬
‫شيرويه قتله أمراء الدولة وملكوا عليهم بوران بنت كسرى ‪.‬‬
‫اهـ ‪.‬‬
‫كم ‪.‬‬ ‫حـ ُ‬‫ول يخلو كتاب تاريخ من ِذكر توّلي ) بوران ( ال ْ ُ‬
‫كرها خليفة بن خياط ‪ ،‬واليعقوبي ‪ ،‬وابن خلدون ‪ ،‬واليافعي‬ ‫فقد ذ َ َ‬
‫كتب تواريخ المدن ‪ ،‬كتاريخ بغداد ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬ ‫‪،‬و ُ‬
‫ح )أنه ليس في تاريخ الفرس أنهم ولوا عليهم ابنة‬ ‫على أنه لو ص ّ‬
‫كسرى ول أية امرأة أخرى(‬
‫لكان فيه دليل على قائله وليس له !‬
‫كيف ذلك ؟‬
‫يكون قد أثبت أنه ل ُيعرف ل في جاهلية ول في إسلم أن امرأة‬
‫صبا ً !!‬ ‫توّلت َ‬
‫من ْ ِ‬
‫الشبهة الثالثة ‪:‬‬
‫قول القائل ‪ :‬هل من المعقول أن نعتمد في حديث خطير هكذا‬
‫على راوية قد تم جلده )أبو بكرة( في عهد عمر بن الخطاب‬
‫تطبيقا ً لحد القذف ؟!‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫سبق أن عِلمت أن أبا بكرة رضي الله عنه لم ينفرد برواية‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫ثم الجواب عن هذه الشبهة أن ُيقال ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬ل ُبـد ّ أن ُيعلم أن أبا بكرة رضي الله عنه صحابي جليل ‪.‬‬
‫دول بتزكية الله‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬الصحابة كّلهم عدول عند أهل السنة ‪ ،‬ع ُ ُ‬
‫ت عن كل‬ ‫لهم وبتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أغ ْن َ ْ‬
‫تزكية ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أبو بكرة رضي الله عنه لم يفسق بارتكاب كبيرة ‪ ،‬وإنما‬
‫شِهد في قضية ‪ ،‬فلما لم تتم الشهادة أقام عمر رضي الله عنه‬
‫حد ّ على من شِهدوا ‪ ،‬وكان مما قاله عمر رضي الله عنه ‪:‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫قبلت شهادته ‪.‬‬
‫قَبل ‪ ،‬ومن‬ ‫ت شهادته فيما ُيست َ ْ‬ ‫ب نفسه قَب ِل ْ ُ‬ ‫وقال لهم ‪ :‬من أك ْذ َ َ‬
‫جـْز شهادته ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫لم يفعل لم أ ِ‬
‫قل ‪ :‬لم أقبل روايته ‪.‬‬ ‫فعمر رضي الله عنه لم ي ُ‬
‫وفرق بين قبول الشهادة وبين قبول الرواية ‪.‬‬
‫فروق ‪.‬‬ ‫والفروق ذكرها القرافي في كتابه ‪ :‬ال ُ‬
‫كد الفرق بين الرواية والشهادة ما نقله ابن حجر‬ ‫رابعا ً ‪ :‬مما يؤ ّ‬
‫عن المهّلب حينما قال ‪:‬‬
‫واستنبط المهلب من هذا أن إكذاب القاذف نفسه ليس شرطا‬
‫في قبول توبته ‪ ،‬لن أبا بكرة لم ُيكذب نفسه ‪ ،‬ومع ذلك فقد‬
‫مُلوا بها ‪.‬‬‫قبل المسلمون روايته وع ِ‬
‫على أن آية القذف في قبول الشهادة ‪.‬‬
‫وعلى أن هناك فَْرقا ً بين القاِذف لغيره ‪ ،‬وبين الشاهد – كما‬
‫سيأتي – ‪.‬‬
‫سق ‪،‬‬ ‫خامسا ً ‪ :‬أبو بكرة رضي الله عنه لم َيـَر أنه ارتكب ما ُيف ّ‬
‫سقوني !‬ ‫ولذا لم ي ََر وجوب التوبة عليه ‪ ،‬وكان يقول ‪ :‬قد ف ّ‬
‫سق ‪.‬‬ ‫وهذا يعني أنه لم ي ََر أنه ارتكب ما ُيف ّ‬
‫قال البيهقي ‪ :‬إن صح هذا فلنه امتنع من التوبة من قَذ ِْفه ‪ ،‬وأقام‬
‫على ذلك ‪.‬‬
‫ذف المغيرة ‪ ،‬وإنما أنا‬ ‫قال الذهبي ‪ :‬قلت ‪ :‬كأنه يقول لم أق ِ‬
‫شاهد ‪ ،‬فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد ‪ ،‬إذ نصاب‬
‫موا قاِذفين ‪.‬‬ ‫س ّ‬‫م بالرابع لتعّين الرجم ‪ ،‬ولما ُ‬ ‫الشهادة لو ت ّ‬
‫سادسا ً ‪ :‬في الرواية ُتقبل رواية المبتدع ‪ ،‬إذا لم تكن بدعته‬
‫مّلي ( ‪،‬‬ ‫فرة ‪ ،‬وهذا ما ُيطلق عليه عند العلماء ) الفاسق ال ْ ِ‬ ‫مك ّ‬
‫ُ‬
‫الذي ِفسقه متعلق بالعقيدة ‪ ،‬ل بالعمل ‪.‬‬
‫وروى العلماء عن ُأناس تكّلموا في القدر ‪ ،‬ورووا عن الشيعة ‪،‬‬
‫وليس عن الرافضة الذين غ ََلوا في دين الله !‬
‫صدِقهم ‪.‬‬ ‫ورووا عن الخوارج ل ِ ِ‬
‫من يشرب النبيذ ‪.‬‬ ‫ورووا ع ّ‬
‫وعن غيرهم من خاَلف أو وقع في بدعة‬
‫فإذا كان هؤلء في نظر أهل العلم قد فسقوا بأفعاِلهم هذه ‪ ،‬فإنه‬
‫رووا عنهم لن هؤلء ل يرون أنهم فسقوا بذلك ‪ ،‬ولو رأوه فسقا ً‬
‫لتركوه !‬
‫مل الفرق البّين الواضح ‪.‬‬ ‫فتأ ّ‬
‫وأبو بكرة رضي الله عنه مع كونه صحابيا ً جاوز القنطرة ‪ ،‬إل أنه‬
‫سق ‪ ،‬ولو رأى ذلك ل ََتاب منه ‪.‬‬ ‫ت بما ُيف ّ‬ ‫يرى بنفسه أنه لم يأ ِ‬
‫سق ‪.‬‬ ‫ت بما ُيف ّ‬ ‫وهو – حقيقة – لم يأ ِ‬
‫ذف ابتداء ‪ ،‬كما‬ ‫غاية ما هناِلك أنه أدى شهادة ط ُِلبت منه ‪ ،‬فلم يق ِ‬
‫عِلمت ‪.‬‬
‫طعن فيمن‬ ‫طعن في الصحابة َ‬ ‫والصحابة قد جاوزوا القنطرة ‪ ،‬وال ّ‬
‫حبوا ‪.‬‬ ‫ص ِ‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله ‪:‬‬
‫حُبوا الرسول صلى الله عليه‬ ‫فإن القدح في خير القرون الذين ص ِ‬
‫ح في الرسول عليه السلم ‪ ،‬كما قال مالك وغيره من‬ ‫وسلم قَد ْ ٌ‬
‫أئمة العلم ‪ :‬هؤلء طعنوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وإنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل ‪ :‬رجل سوء كان‬
‫له أصحاب سوء ‪ ،‬ولو كان رجل صالحا لكان أصحابه صالحين ‪،‬‬
‫قُلوا القرآن والسلم وشرائع النبي صلى‬ ‫وأيضا فهؤلء الذين ن َ َ‬
‫الله عليه وسلم ‪ . .‬اهـ ‪.‬‬
‫داَلة ‪.‬‬ ‫صحبة كافية في العَ َ‬ ‫فإن مرتبة ال ّ‬
‫قل لغيرهم‬ ‫ولذا قيل لهم ما لم ي ُ َ‬
‫ْ‬
‫ونالوا من شرف المراتب ما لم ي َن َله غيرهم‬
‫فر لك ‪ ،‬سوى‬ ‫فإنه ل يوجد أحد قيل له ‪ :‬اعمل ما شئت فقد غ ُ ِ‬
‫أصحاب بدر ‪.‬‬
‫روى البخاري ومسلم عن علي رضي الله عنه قال ‪ :‬بعثنا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال ائتوا روضة‬
‫خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ‪ ،‬فانطلقنا تعادي بنا‬
‫خيلنا فإذا نحن بالمرأة فقلنا ‪ :‬اخرجي الكتاب ‪ .‬فقالت ‪ :‬ما معي‬
‫ن الكتاب أو لتلقين الثياب ‪ ،‬فأخرجته من‬ ‫كتاب ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬لتخرج ّ‬
‫عقاصها ‪ ،‬فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من‬
‫حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة‬
‫يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا حاطب ما هذا ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫ملصقا ً في قريش ‪ -‬قال‬ ‫ي يا رسول الله إني كنت أمرا ُ‬ ‫تعجل عل ّ‬
‫سفيان كان حليفا لهم ‪ -‬ولم يكن من أنفسها وكان ممن كان‬
‫معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم ‪ ،‬فأحببت إذ‬
‫مون بها قرابتي‬ ‫ح ُ‬‫خذ فيهم َيـدا ً ي َ ْ‬ ‫فاتني ذلك من النسب فيهم أن ات ّ ِ‬
‫كفرا ‪ ،‬ول ارتدادا عن ديني ‪ ،‬ول رضا بالكفر بعد‬ ‫‪ ،‬ولم أفعله ُ‬
‫دق ‪ ،‬فقال عمر ‪:‬‬ ‫ص َ‬‫السلم ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪َ :‬‬
‫دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق ! فقال ‪ :‬إنه قد‬
‫شهد بدرا ‪ ،‬وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا‬
‫ما شئتم فقد غفرت لكم ‪.‬‬
‫وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ً ‪ :‬إن الله عز وجل‬
‫اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ‪ .‬رواه‬
‫المام أحمد ‪.‬‬
‫فأنت ترى أن هذا الصحابي فََعل ما فََعل ‪ ،‬ولو فََعله غيره ممن‬
‫لم ي ََنل شرف شهود غزوة بدر ‪ ،‬لربما كان له شأن آخر ‪.‬‬
‫وُيقال مثل ذلك في حق أبي بكرة رضي الله عنه ‪ ،‬فإنه نال‬
‫شَرف تعديل وتوثيقا ً ‪.‬‬ ‫شرف الصحبة ‪ ،‬وكفى بهذا ال ّ‬
‫ثم إن أبا بكرة الثقفي له أربعة عشر حديثا في صحيح البخاري !‬
‫م لم ُيطَعن إل في هذا الحديث ؟‬ ‫فل ِ َ‬
‫أنا أخِبرك !‬ ‫ُ‬
‫لنه عاَرض أهواء أقوام ُيريدون إخراج المرأة !‬
‫الشبهة الرابعة ‪:‬‬
‫ِذكر بلقيس ملكة سبأ في القرآن الكريم ‪.‬‬
‫حيث قال القائل ‪) :‬ويكفينا إشادة القرآن ببلقيس ملكة سبأ وهى‬
‫امرأة(‬
‫دة أوجه ‪:‬‬ ‫شبهة من ع ّ‬ ‫والجواب عن هذه ال ّ‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن ُيقال أين هي الشادة ؟‬
‫كـفر ؟‬ ‫أفي نسبتها للضلل وال ُ‬
‫ن الل ّهِ إ ِن َّها‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬‫م ْ‬ ‫ت ت َعْب ُد ُ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ها َ‬ ‫صد ّ َ‬ ‫كما في قوله تعالى ‪) :‬وَ َ‬
‫ن(‬ ‫ري َ‬ ‫ن قَوْم ٍ َ‬
‫كافِ ِ‬ ‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫أم في ِذكر بعثها للرشوة باسم الهدية ؟!‬
‫ع‬
‫ج ُ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫م ب ِهَد ِي ّةٍ فََناظ َِرة ٌ ب ِ َ‬ ‫ة إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫سل َ ٌ‬ ‫مْر ِ‬ ‫كما في قوله تعالى ‪) :‬وَإ ِّني ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ما آَتان ِ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫دون َ ِ‬ ‫م ّ‬‫ل أت ُ ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫سلي ْ َ‬ ‫جاَء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن )‪ (35‬فَل َ ّ‬ ‫سُلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫خير مما آ َتاك ُم ب ْ َ‬
‫ن(‬ ‫حو َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ب ِهَد ِي ّت ِك ُ ْ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫ه َ ٌْ ِ ّ َ ْ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫كر عنها أنها كانت عاقلة حكيمة‬ ‫وربما ُيقصد بالشادة ما ذ ُ ِ‬
‫وهذا ُيجاب عنه في ‪:‬‬
‫ُ‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن ُيقال إنها كانت كافرة ‪ ،‬فهل إذا أثني على كافر‬
‫كفره ؟!‬ ‫ل يكون في هذا إشادة ب ِ ُ‬ ‫ق ٍ‬
‫ل أو ب ِعَ ْ‬ ‫ب ِعَد ْ ٍ‬
‫ن( فهل ُيمكن أن‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫فري ٌ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫بل وفي نفس القصة ‪َ) :‬قا َ‬
‫كم‬‫صب ! وُتح ّ‬ ‫ُيقال ‪ :‬هذا فيه ثناء على العفاريت ! فُتوّلـى المنا ِ‬
‫في الناس ؟!!!‬
‫م‬
‫ح أن فيه إشادة – مع ما فيه من ذ ّ‬ ‫الوجه الثالث ‪ :‬أن هذا لو ص ّ‬
‫– فليس فيه مستند ول دليل ‪.‬‬
‫أما لماذا ؟‬
‫فلن هذا من شرع من قبلنا ‪ ،‬وجاء شرعنا بخلفه ‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪:‬‬
‫ملك كان ِلبلقيس قبل إسلمها ‪ ،‬فإنها لما أسلمت لله‬ ‫أن هذا ال ْ ُ‬
‫سليمان عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فقد حكى الله‬ ‫ت ُ‬ ‫رب العالمين ت َب ِعَ ْ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬‫سل َ ْ‬ ‫سي وَأ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ب إ ِّني ظ َل َ ْ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫عنها أنها قالت ‪َ) :‬قال َ ْ‬
‫ن(‬‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬‫ن ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫حكم‬ ‫ملك ‪ ،‬بل صارت تحت ُ‬ ‫فلما أسلمت مع سليمان لم يُعد لها ُ‬
‫سليمان عليه الصلة والسلم ‪.‬‬
‫أخيرا ً ‪:‬‬
‫صب ‪ ،‬ومن‬ ‫إلى كل من خاض في مسألة تولية المرأة للمنا ِ‬
‫ُيطاِلب أن تكون المرأة ) قاضية ( !‬
‫فار قديما وحديثا ‪.‬‬ ‫بل ويستدل بعضهم بما كان من الك ّ‬
‫أما قديما فيستدّلون بقصة ِببلقيس !‬
‫حكم ) اليزابيث ( !‬ ‫وأما حديثا ً فيستشهدون ب ُ‬
‫ل على صحة‬ ‫وعجيب ممن ترك الكتاب والسنة وأصبح يستد ّ‬
‫أقواله بأحوال الكفار قديما وحديثا ً !‬
‫ومتى كانت أفعال الكفار مصدرا ً للتشريع ؟؟!!‬
‫حكم ملكة بريطانيا فإنه في الواقع تشريفي وراثي فحسب ‪.‬‬ ‫أما ُ‬
‫من الرجال‬ ‫ذين في السياسة والحياة العامة هم ِ‬ ‫ف ِ‬
‫ثم إن المتن ّ‬
‫سواء بسواء في بقية الدول الوربية ‪.‬‬
‫ولو لم يكن كذلك فإنه من أفعال النصارى التي ل مستند فيها ول‬
‫شبهة أصل ً !‬ ‫دليل ول ُ‬
‫ثم إنهم يزعمون أن المرأة الغربية أكثر حصول ً على الحقوق من‬
‫غيرها ‪ ،‬وهي ل تتوّلى المناصب الكبرى ذات الخطورة والهمية ‪.‬‬
‫" وحتى الن فجميع رؤساء الوليات المتحدة هم من الّرجال‬
‫الِبيض ذوي نفوذ مالي واجتماعي كبير "‬
‫كما قال د ‪ .‬المسلتي في كتابه ) أمريكا كما رأيتها ( ‪.‬‬
‫كـد أن الدعاوى في واد ٍ والواقع في واد ٍ آخر !!‬ ‫وهذا يؤ ّ‬
‫شبهات القوم إنما ُتثار في بلد السلم فحسب !‬ ‫كد أيضا أن ُ‬ ‫ويؤ ّ‬
‫صب‬ ‫وإل فما معنى أن ُتطاَلب المرأة أن تتوّلى القضاء والمنا ِ‬
‫القيادية ‪ ،‬وهي ل تأخذ نصيبها من قيادة وإدارة دّفـة‬
‫كـم ؟؟؟!!!‬ ‫حـ ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫والله نسأل أن يهدينا سواء السبيل ‪.‬‬
‫كتبه ‪ /‬عبد الرحمن السحيم‬
‫الرياض – ‪ 15/8/1425‬هـ ‪.‬‬
‫عبد الرحمن بن عبد الله السحيم‬
‫عضو مركز الدعوة والرشاد بالرياض‬
‫=====================‬
‫حجاب المرأة ليس في السلم فقط‬
‫ل امرأة تصّلي أو تتنّبأ‬ ‫ما ك ّ‬ ‫‪ 1‬كورنت ‪ (1 :11‬قال بولس‪ :‬وأ ّ‬
‫طى فتشين رأسها لّنها والمحلوقة شيء واحد‬ ‫ورأسها غير مغ ّ‬
‫طى‪ :‬فلُيقص شعُرها‪.‬‬ ‫بعينه‪ .‬إذ المرأة إن كانت ل تتغ ّ‬
‫)‪1‬كورنث ‪ (30 :11‬احكموا في أنفسكم‪ :‬هل يليق بالمرأة أن‬
‫طاة؟!‬ ‫تصّلي إلى الله وهي غير مغ ّ‬
‫)‪1‬تيمو ‪ (9 :2‬الّنساء يزِين ذواتهن بلباس الحشمة ل بضفائر أو‬
‫ذهب أو للئ أو ملبس كثيرة الّثمن‬
‫=====================‬
‫لماذا تنكرون التعدد في الزوجات في السلم وكتابكم المقدس‬
‫يقول ‪:‬‬
‫زوجات إبراهيم هن ‪:‬‬
‫‪ -1‬سارة أخته لبيه )تكوين ‪(12 :20‬‬
‫‪ -2‬هاجر )تكوين ‪(15 :16‬‬
‫‪ -3‬قطورة )تكوين ‪(1 :25‬‬
‫‪ -4‬حجور )الطبرى ج ‪ 1‬ص ‪(311‬‬
‫َ‬
‫ت‬‫كان َ ْ‬‫واِتي َ‬‫سَرارِيّ الل ّ َ‬ ‫ما ب َُنو ال ّ‬
‫‪ -5‬يقول سفر التكوين ‪ )) :‬وَأ ّ‬
‫شْرقا ً‬
‫حاقَ اب ْن ِهِ َ‬
‫س َ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫م عَ ْ‬‫صَرفَهُ ْ‬
‫طاَيا وَ َ‬ ‫م عَ َ‬ ‫هي ُ‬‫م إ ِب َْرا ِ‬ ‫م فَأ َع ْ َ‬
‫طاهُ ْ‬ ‫هي َ‬
‫ل ِب َْرا ِ‬
‫َ َ‬
‫ي‪ ((.‬تكوين ‪6 :25‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ق وَهُوَ ب َعْد ُ َ‬ ‫شرِ ِ‬‫م ْ‬‫ض ال ْ َ‬‫إ ِلى أْر ِ‬
‫ومعنى ذلك أنه كان سيدنا إبراهيم يجمع على القل ثلث زوجات‬
‫بالضافة إلى السرارى التي ذكرها الكتاب بالجمع‪.‬‬
‫وإذا علمنا أن سليمان كلن عنده ‪ 300‬من السرارى ‪ ،‬وداود ترك‬
‫جزء من سراريه لحفظ البيت ‪ ،‬ويبلغ عددهن ‪ 10‬سرارى‬
‫)صموئيل الثاني ‪.(16 :15‬‬
‫فإذا ما افترضنا بالقياس أن سيدنا إبراهيم كان عنده ‪ 10‬سرارى‬
‫فقط بالضافة إلى زوجاته‪ ،‬يكون قد جمع تحته ‪ 13‬زوجة‬
‫وسريرة‪.‬‬
‫وزوجات يعقوب هن ‪:‬‬
‫‪ -1‬ليئة‬
‫‪ -2‬راحيل‬
‫‪ -3‬زلفة‬
‫‪ -4‬بلهة‬
‫وبذلك يكون سيدنا يعقوب قد جمع ‪ 4‬زوجات في وقت واحد‪.‬‬
‫وزوجات موسى هن‪:‬‬
‫‪ -1‬صفورة )خروج ‪(22-11 :2‬‬
‫‪ -2‬امرأة كوشية )وهو في سن التسعين( عدد ‪15-1 :12‬‬
‫وبذلك يكون نبي الله موسى قد تزوج من اثنتين )يؤخذ في‬
‫العتبار أن اسم حمى موسى جاء مختلفًا‪ :‬فقد أتى رعوئيل‬
‫)خروج ‪ (28 :2‬ويثرون )خروج ‪ (1 :3‬وحوباب القينى قضاة ‪:1‬‬
‫‪ (16‬وقد يشير هذا إلى وجود زوجة ثالثة لموسى عليه السلم ؛‬
‫إل إذا اعترفنا بخطأ الكتاب في تحديد اسم حمى موسى عليه‬
‫السلم‪.‬‬
‫وزوجات جدعون هن ‪ )) :‬كان لجدعون سبعون ولدا ً خارجون من‬
‫صلبه ‪ ،‬لن كانت له نساء كثيرات (( قضاة ‪31-30 :8‬‬
‫وإذا ما حاولنا استقراء عدد زوجاته عن طريق عدد أولده ‪،‬‬
‫نقول‪ :‬أنجب إبراهيم ‪ 13‬ولدا ً من ‪ 4‬نساء‪ .‬فيكون المتوسط‬
‫التقريبى ‪ 3‬أولد لكل امرأة‪.‬‬
‫وكذلك أنجب يعقوب ‪ 12‬ولدا من ‪ 4‬نساء ‪ ،‬فيكون المتوسط‬ ‫ً‬
‫التقريبى ‪ 3‬أولد لكل امرأة‪.‬‬
‫ولما كان جدعون قد أنجب ‪ 70‬ولدًا‪ :‬فيكون عدد نسائه إذن ل‬
‫يقل عن ‪ 23‬امرأة‪.‬‬
‫وزوجات داود هن‪:‬‬
‫‪ -1‬ميكال ابنة شاول )صموئيل الول ‪(27-20 :18‬‬
‫‪ -2‬أبيجال أرملة نابال )صموئيل الول ‪(42 :25‬‬
‫‪ -3‬أخينوعيم اليزرعيلية )صموئيل الول ‪(43 :25‬‬
‫‪ -4‬معكة ابنت تلماى ملك جشور )صموئيل الثاني ‪(5-2 :3‬‬
‫‪ -5‬حجيث )صموئيل الثاني ‪(5-2 :3‬‬
‫‪ -6‬أبيطال )صموئيل الثاني ‪(5-2 :3‬‬
‫‪ -7‬عجلة )صموئيل الثاني ‪(5-2 :3‬‬
‫‪ -8‬بثشبع أرملة أوريا الحثى )صموئيل الثاني ‪(27 :11‬‬
‫‪ -9‬أبيشج الشونمية )ملوك الول ‪(4-1 :1‬‬
‫وجدير بالذكر أن زوجة نبي الله )أبيشج الشونمية( كانت في‬
‫عمر يتراوح بين الخامسة عشر والثامنة عشر ‪ ،‬وكان داود قد‬ ‫ُ‬
‫شاخ ‪ ،‬أى يتراوح عمره بين ‪ 65‬و ‪ 70‬سنة‪ .‬أى أن العمر بينه‬
‫وبين آخر زوجة له كان بين ‪ 45‬و ‪ 50‬سنة‪.‬‬
‫وكذلك كان عمر إبراهيم عندما تزوج هاجر ‪) 85‬أنجب إسماعيل‬
‫وعمره ‪ 86‬سنة ]تكوين ‪ .([16 :16‬وكان عمر هاجر عندما‬
‫طيت لسارة من‬ ‫ُ‬
‫تزوجها إبراهيم حوالى ‪ 25‬إلى ‪ 30‬سنة )فقد أع ِ‬
‫ضمن هدايا فرعون له ‪ ،‬وتزوجها بعد هذا الموعد بعشر سنوات‬
‫ديت‬ ‫ُ‬
‫هى مدة إقامته في أرض كنعان‪ .‬فمتوسط عمرها عندما أه ِ‬
‫لسارة بين ‪ 20 - 15‬سنة(‪.‬‬
‫وبذلك يكون الفرق في العمر بين إبراهيم وهاجر بين ‪ 55‬و ‪60‬‬
‫سنة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه قَد ْ َرفّ َ‬
‫ع‬ ‫ل‪ ،‬وَأن ّ ُ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫مِلكا ً ع ََلى إ ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ب قَد ْ أث ْب َت َ ُ‬ ‫ن الّر ّ‬ ‫داوُد ُ أ ّ‬ ‫م َ‬ ‫)) وَع َل ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ساًء‬‫سَرارِيَ وَن ِ َ‬ ‫داوُد ُ أْيضا ً َ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫ل‪13 .‬وَأ َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫شعْب ِهِ إ ِ ْ‬‫ل َ‬ ‫ج ِ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫مل ْك َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن أوُر َ‬ ‫ُ‬
‫داوُد َ ب َُنو َ‬‫ن‪ ،‬فوُل ِد َ أْيضا ل ِ َ‬ ‫حب ُْرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫جيئ ِهِ ِ‬
‫م ِ‬ ‫م ب َعْد َ َ‬‫شِلي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ت‪ ((.‬صموئيل الثاني ‪13-12 :5‬‬ ‫وَب ََنا ٌ‬
‫ويمكن استقراء عدد نساء داود في أورشليم كالتى‪:‬‬
‫ملك داود في حبرون على سبط يهوذا نحو ‪ 7‬سنين ‪ ،‬تزوج فيها‬
‫ست زوجات ‪ ،‬أى بمعدل زوجة جديدة كل سنة‪.‬‬
‫ولما نتقل داود إلى أورشليم ملكا ً على إسرائيل ‪ ،‬كان عمره ‪37‬‬
‫سنة ‪ ،‬وقد بدأت المملكة تستقر‪ .‬فمن المتوقع أن يستمر معدل‬
‫إضافة الزوجات الجدد كما كان سلفًا‪ ،‬أى زوجة جديدة كل سنة‪.‬‬
‫وإذا أخذنا عامل السن في العتبار ‪ ،‬فإننا يمكننا تقسيم مدة‬
‫حياته في أورشليم ‪ ،‬التي بلغت ‪ 33‬سنة إلى ثلث فترات ‪ ،‬تبلغ‬
‫كل منها احدى عشر سنة ‪ ،‬ويكون المعدل المقبول في الفترة‬
‫الولى زوجة جديدة كل سنة ‪ ،‬وفى الفترة الثانية زوجة جديدة‬
‫كل سنتين ‪ ،‬وفى الفترة الثالثة زوجة جديدة كل ثلث سنوات‪.‬‬
‫وبذلك يكون عدد زوجات داود الجدد الئى أخذهن في أورشليم‬
‫‪ 20‬زوجة على القل‪.‬‬
‫أما بالنسبة للسرارى فيقدرها العلماء ب ‪ 40‬امرأة على القل‪.‬‬
‫فقد هرب داود خوفا ً من الثورة التي شنها عليه ابنه أبشالوم مع‬
‫زوجاته وسراريه وترك عشر نساء من سراريه لحفظ البيت‬
‫)صموئيل الثاني ‪.(16-12 :15‬‬
‫وبذلك يكون لداود ‪ 29‬زوجة و ‪ 40‬سرية ‪ ،‬أى ‪ 69‬امرأة على‬
‫القل‪ .‬وهذا رقم متواضع إذا قورن بحجم نساء ابنه سليمان الذي‬
‫وصل إلى ‪ 1000‬امرأة‪.‬‬
‫نساء رحبعام هن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫سائ ِ ِ‬ ‫ميِع ن ِ َ‬ ‫ج ِ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬‫م أك ْث ََر ِ‬‫شاُلو َ‬
‫ت أب ْ َ‬‫ة ب ِن ْ َ‬ ‫معْك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫حب َْعا ُ‬‫ب َر ُ‬‫ح ّ‬ ‫)) وَأ َ‬
‫شرة َ ا َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ة وَوَل َد َ ث َ َ‬
‫مان ِي َ ً‬ ‫سّري ّ ً‬‫ن ُ‬‫سّتي َ‬‫مَرأة ً وَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي عَ َ َ‬ ‫مان ِ َ‬ ‫خذ َ ث َ َ‬
‫ه ات ّ َ‬ ‫سَراِريهِ لن ّ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ة‪ ((.‬أخبار اليام الثاني ‪21 :11‬‬ ‫ن اب ْن َ ً‬ ‫سّتي َ‬ ‫ن اْبنا ً وَ ِ‬ ‫ري َ‬‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬‫وَ ِ‬
‫نساء هوشع هن ‪:‬‬
‫زوجتين )هوشع ‪ 3-2 :1‬و هوشع ‪2-1 :3‬‬
‫=====================‬
‫عمل المرأة في الميزان‬
‫إن الصل في عمل المرأة في السلم أن تكون في البيت‬
‫راعية لمال زوجها ‪ ،‬مدبرة لمره ‪ ،‬قائمة على شؤون بيتها ‪،‬‬
‫عاملة لتحقيق أهداف الزوجية ‪ ،‬والمومة النبيلة بكل صدق‬
‫وإخلص ‪ ،‬فإذا كان على زوجها كسب المال ‪ ،‬فإن عليها إنفاق‬
‫ذلك لتدبير شؤون المنزل ‪ ،‬قال صلى الله عليه وسلم‪) :‬المرأة‬
‫راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها(‪.‬‬
‫وقد ألزم السلم الزوج بالنفاق عليها ‪ ،‬مهما كان مستواه‬
‫المادي ‪ ،‬هذا إذا كانت ذات زوج ‪ ،‬وإذا لم تكن ذات زوج فقد‬
‫ألزم السلم أقاربها‪ :‬أباها ‪ ،‬أو أخاها ‪ ،‬أو غيرهما ممن تلزمها‬
‫إعالتها ‪ ،‬ألزمهم بالنفاق عليها ‪ ،‬وإذا لم يكن هذا ول ذاك ‪ ،‬وهي‬
‫فقيرة ‪ ،‬فقد جعل السلم حق النفاق عليها وكفالتها ‪ ،‬على ولي‬
‫أمر المسلمين من بيت المال ‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪) :‬ما من مؤمن إل وأنا أولى الناس به في الدنيا والخرة ‪،‬‬
‫اقرؤوا إن شئتم‪) :‬النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم( ‪ ،‬فأيما‬
‫مؤمن ترك مال ً فلورثته ‪ ،‬وإن ترك دينا ً أو ضياعا ً ‪ ،‬فليأتني ‪ ،‬فأنا‬
‫موله(‪.‬‬
‫كل ذلك حرصا ً من السلم على أن تبقى المرأة في مكانها‬
‫الطبيعي )البيت( ل تبرحه ‪ ،‬تكريما ً لها ‪ ،‬وتقديرا ً لرسالتها في‬
‫الحياة وصونا ً لها من البتذال في زحمة الحياة ‪ ،‬ومتاهات البحث‬
‫عن مصدر للرزق ‪ ،‬لكن قد ل يتيسر للمرأة من يقوم بإعالتها‬
‫ممن ذكرنا ‪ ،‬أو تضطرها بعض الظروف إلى العمل مع وجود‬
‫العائل مثل خصاصة قّيم السرة أو ضآلة معاشه أو مرضه أو‬
‫عجزه أو سبب آخر من هذا القبيل ‪ ،‬حينئذ يكون الخروج من‬
‫البيت ضرورة ل بد منها‪.‬‬
‫وقد راعى السلم هذه الضرورات ‪ ،‬فأباح لذلك خروجها من‬
‫البيت ‪ ،‬والبحث عن مصدر للرزق ‪ ،‬تقضي به حاجتها وتسد‬
‫عوزها ‪ ،‬على أن يكون في مجال العمال المشروعة التي تحسن‬
‫أداءها‪.‬‬
‫ول تتنافر مع طبيعتها ‪ ،‬وأن تؤديه وهي في وقار وحشمة ‪ ،‬وفي‬
‫صورة بعيدة عن مظان الفتنة ‪ ،‬وأن ل يكون من شأن هذا العمل‬
‫أن يؤدي إلى ضرر اجتماعي ‪ ،‬أو خلقي ‪ ،‬أو يعوقها عن أداء‬
‫واجباتها الخرى ‪ ،‬نحو زوجها ‪ ،‬وأولدها ‪ ،‬وبيتها ‪ ،‬ويكلفها ما ل‬
‫تطيقه ‪ ،‬ول تخرج في زيها وزينتها ‪ ،‬وستر أعضاء جسمها ‪،‬‬
‫واختلطها بغيرها أثناء أدائها لعملها في الخارج عما سنته‬
‫الشريعة السلمية في هذه الشؤون‪.‬‬
‫هذا هو هدي السلم في عمل المرأة ‪ ،‬أما إتاحة الفرصة للمرأة‬
‫للعمل ‪ ،‬وإباحته لها مطلقا ً ‪ ،‬لضرورة ولغيرها ‪ ،‬فذلك مما يتنافى‬
‫مع الشريعة ‪ ،‬ومع الفطرة السليمة ‪ ،‬التي فطر الله عليها المرأة‬
‫‪ ،‬ويتنافى مع رسالتها الساسية في الحياة ‪ ،‬ومعطل لسمى‬
‫خصائص المرأة من ووظائفها الطبيعية ‪ ،‬والجتماعية ‪ ،‬ومعطل‬
‫لقوامة الرجل على المرأة‪.‬‬
‫وقد برر دعاة عمل المرأة مطلقا ً في أي حال بمبررات أعتقد‬
‫أنها ل تصمد أمام البحث والمناقشة ‪،‬‬
‫فمما قالوا‪ :‬إن عمل المرأة يقيها السأم القاتل الذي يورثها إياه‬
‫بقاؤها الطويل الذي تقضيه بين جدران البيت!!‬
‫ونقول‪:‬‬
‫إن قيام المرأة في بيت زوجها ‪ ،‬راعية لماله ‪ ،‬مدبرة لمره ‪،‬‬
‫مدركة لهداف زوجيتها ‪ ،‬وأمومتها ‪ ،‬عاملة لها في وعي ‪،‬‬
‫وصدق ‪ ،‬وإخلص ‪ ،‬كاف لملء فراغ قلبها وعقلها ووقتها ‪ ،‬الذي‬
‫دعون أنها تشكو منه ‪ ،‬وكفيل بأن يمل عليها بيتها بهجة ‪ ،‬ويحوله‬ ‫ي ّ‬
‫إلى جنة وارفة ‪ ،‬فيها من أنواع المتع النفسية ‪ ،‬والعقلية ‪ ،‬ما‬
‫دعونه ‪ ،‬ويمل نفسها بشعور‬ ‫ُيذهب عنها السأم والملل الذي ي ّ‬
‫السعادة والرتياح ‪ ،‬إن حققت رسالتها كاملة وقامت بواجبها كما‬
‫ينبغي‪.‬‬
‫صبوا أنفسهم للدفاع عن المرأة‪:‬‬ ‫وقد شهدت بذلك واحدة ممن ن ّ‬
‫)فيليس ماكجنلي( كاتبة أمريكية ‪ ،‬قالت في مقال لها بعنوان‪:‬‬
‫)البيت مملكة المرأة بدون منازع(‪:‬‬
‫)وهل ن ُعَد ّ – نحن النساء – بعد أن نلنا حريتنا أخيرا ً ‪ ،‬خائنات‬
‫لجنسنا إذا ارتددنا لدورنا القديم في البيوت(‪.‬‬
‫وتجيب على هذا السؤال بقولها‪:‬‬
‫)إن لي آراء حاسمة في هذه النقطة ‪ ،‬فإنني أصر على أن للنساء‬
‫أكثر من حق في البقاء كربات بيوت ‪ ،‬وإنني أقدر مهنتنا ‪،‬‬
‫وأهميتها في الحقل البشري ‪ ،‬إلى حد أدنى أراها كافية لن تمل‬
‫الحياة والقلب(‪.‬‬
‫إنه تقرير امرأة مثقفة ‪ ،‬غربية ‪ ،‬بإملء واقعها وتجربتها ‪ ،‬وهي‬
‫أدرى بمهام النثى وفطرتها من غيرها من غير جنسها‪.‬‬
‫وقالوا أيضًا‪:‬‬
‫إن مجد المة بكثرة اليدي العاملة ‪ ،‬وأن المرأة نصف المجتمع ‪،‬‬
‫وليس مما يتحقق به هذا المجد أن يكون نصف المجتمع عاط ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ونقول‪:‬‬
‫دعون ‪ ،‬بل إنه موكول إليه من المهام‬ ‫ل تعطيل لهذا النصف كما ت ّ‬
‫ما هو أصعب ‪ ،‬وأشق ‪ ،‬وأهم من المهام الموكولة إلى الرجال ‪،‬‬
‫فإذا كان بناء مجد المة في حاجة إلى اليدي العاملة ‪ ،‬والدمغة‬
‫المفكرة ‪ ،‬وينشئها ويتعهدها بالرعاية والتوجيه حتى تخرج إلى‬
‫معترك الحياة سوية قوية ‪ ،‬تخدم المة ‪ ،‬وتبني المجد ‪ ،‬ثم يؤمن‬
‫لها العش الدافئ ‪ ،‬والسكن النفسي ‪ ،‬عند أوبتها من معترك‬
‫سيه ومن‬ ‫الحياة متعبة ‪ ،‬مرهقة العصاب ‪ ،‬فيجد في عشه ما ين ّ‬
‫ينسيه ذلك التعب ‪ ،‬بل ويهبه العزم ‪ ،‬والتصميم على مواصلة‬
‫السير‪.‬‬
‫ل شك أنه عمل شاق ‪ ،‬ومهمة صعبة ‪ ،‬ورسالة سامية ‪ ،‬ومن لهذا‬
‫كله سوى المرأة‪.‬‬
‫فل تعطيل لهذا النصف إذا ً ‪ ،‬بل هو قائم برسالته التي أوجد من‬
‫أجلها ‪ ،‬وفي اليوم الذي حدث في هذه الرسالة تقصير وإهمال ‪،‬‬
‫ظهرت نتائج ذلك على البناء ‪ُ ،‬بناة المجد‪ :‬انحرافا ً في الخلق ‪،‬‬
‫وتشردا ً في الفاق ‪ ،‬وتفككا ً في السرة ‪ ،‬وانحلل ً وتدهورا ً في‬
‫المجتمعات ‪ ،‬وبالتالي تهدما ً وسقوطا ً للمجد الذي ُبني‪.‬‬
‫فما هو العمل في رأي هؤلء إن لم يكن ذلك منه ‪ ،‬بل أهمه‬
‫وأشقه وإذا كان مقياس العمل والعطل هو النتاج للحياة ‪ ،‬فإن‬
‫عمل المرأة – من حيث ذلك – هو المقدم ‪ ،‬أما أن يكون عمل‬
‫الرجل هو كل شيء ‪ ،‬وعمل المرأة ل شيء ‪ ،‬فذلك الظلم بعينه‬
‫لها ولرسالتها الجليلة في الحياة‪.‬‬
‫وسياسة الدولة كلها ليست بأعظم شأنا ً ‪ ،‬ول بأخطر عاقبة من‬
‫سياسة البيت ‪ ،‬لنهما عدلن متقاربان ‪ ،‬عالم العراك والجهاد ‪،‬‬
‫يقابله عالم السكينة والطمئنان ‪ ،‬وتدبير الجيل الحاضر ‪ ،‬يقابله‬
‫تدبير الجيل المقبل ‪ ،‬وكلهما في اللزوم ‪ ،‬وجللة الخطر سواء ‪،‬‬
‫ولول مركب النقص في المرأة لكان لها فخر بمملكة البيت‬
‫وتنشئة المستقبل فيه ‪ ،‬ول يقل عن فخر الرجال بسياسة‬
‫الحاضر ‪ ،‬وحسن القيام على مشكلت المجتمع ‪ ،‬وإنما كانت‬
‫الفة كلها من حب المحاكاة بغير نظر إلى معنى المحاكاة‪.‬‬
‫ل من الرجل والمرأة مسؤولية ‪ ،‬واختصاصه في بناء هذا‬ ‫فلك ّ‬
‫المجد ‪ ،‬كما قسمه الله بينهما ‪ ،‬وكل من هذين الختصاصين‬
‫قر منه ‪ ،‬أو يهون من شأنه ‪ ،‬أو يستغني‬ ‫مهم ‪ ،‬ول يمكن أن يح ّ‬
‫عنه ‪ ،‬فالرجل إلى النتاج ‪ ،‬وتنمية الثروة ‪ ،‬وكسب الرزق ‪،‬‬
‫وحماية العرين ‪ ،‬والمرأة إلى السرة ‪ ،‬إلى عمل أشق‪ :‬تحمل‬
‫الجنين ‪ ،‬وتلد وترضع ‪ ،‬وتربي ‪ ،‬وترعى الزوج والولد ‪ ،‬وُتمّرض ‪،‬‬
‫وتدبر شؤون المنزل ‪ ،‬وتثمر السكن ‪ ،‬والمودة والرحمة ‪ ،‬وتبذل‬
‫من ذات نفسها ‪ ،‬وجهدها الحسي ما تبذل ‪ ،‬لتوفر للزوجية‬
‫والمومة ظروف عملها الملئمة‪.‬‬
‫هل به‬ ‫ُ‬
‫وهذا الفتراق في العمل والمهام ‪ ،‬الذي هو مقتضى ما أ ّ‬
‫كل منهما ‪ ،‬هو عين التقائهما على السهام ‪ ،‬بأدنى ما يكون ‪ ،‬في‬
‫بناء المة ومجدها ‪ ،‬فإذا أدى كل منهما ما وجه إليه بحق ‪،‬‬
‫استقامت مصلحة المة على أكمل وجه‪.‬‬
‫ومما قالوا أي أيضًا‪:‬‬
‫قد تكون المرأة ل عائل لها ‪ ،‬وقد يتوفى عنها زوجها ‪ ،‬ويترك لها‬
‫أطفال ً صغارا ً ‪ ،‬ول شيء لها ول لهم ‪ ،‬فتجد في العمل عصمة لها‬
‫ولولدها من الضياع‪.‬‬
‫ونقول‪:‬‬
‫إن السلم قد أوجب على أقارب المرأة الفقيرة إعالتها ‪،‬‬
‫والنفقة عليها ‪ ،‬كما أوجب على أقارب أطفالها ذلك ‪ ،‬وإن لم‬
‫يوجد لها ولطفالها أقارب ‪ ،‬فقد أوجب لهما حقا ً في بيت مال‬
‫المسلمين ‪ ،‬فيقوم الحاكم بإعالتها ‪ ،‬والنفقة عليها ‪ ،‬وعلى أولدها‬
‫الصغار الفقراء ‪ ،‬حتى يشبوا ويقدروا على العمل ‪ ،‬هذا هو الصل‬
‫في السلم‪.‬‬
‫وإذا لم يحصل لها ذلك فقد أبيح لها القيام بعمل تقيم به أودها ‪،‬‬
‫وأود أطفالها ‪ ،‬في حدود ما شرعه السلم ‪ ،‬وضمن آدابه‬
‫وتعاليمه‪.‬‬
‫على أن ثمة عوارض أخرى طبيعية ‪ ،‬تشترك في تقرير عجز‬
‫المرأة عن عمل التكسب في الخارج ‪ ،‬تلك هي ما يعتور المرأة‬
‫من العادة الشهرية ‪ ،‬والحمل تسعة أشهر ‪ ،‬والولدة وما تتركه‬
‫من الثار النفسية والعقلية والبدنية ‪ ،‬في كيان المرأة العام كما‬
‫يقرر ذلك علم الطب‪.‬‬
‫وتدل مشاهدات أساطين علمي الحياء والتشريح ‪ ،‬على أن‬
‫المرأة تطرأ عليها في مدة حيضها التغيرات التية‪:‬‬
‫‪ -1‬تقل في جسمها قوة إمساك الحرارة ‪ ،‬فتنخفض حرارتها‪.‬‬
‫‪ -2‬يبطئ النبض ‪ ،‬وينقص ضغط الدم ‪ ،‬ويقل عدد خلياه‪.‬‬
‫‪ -3‬وتصاب الغدد الصماء واللوزتان ‪ ،‬والغدد اللمفاوية بالتغير‪.‬‬
‫‪ -4‬ويختل الهضم ‪ ،‬وتضعف قوة التنفس‪.‬‬
‫‪ -5‬يتلبد الحس ‪ ،‬فتتكاسل العضاء ‪ ،‬وتتخلف الفطنة ‪ ،‬وقوة‬
‫تركيز الفكر‪.‬‬
‫وكل هذه التغيرات ‪ ،‬تدني المرأة الصحيحة إلى حالة المرض‬
‫إدناء يستحيل معه التمييز بين صحتها ومرضها‪.‬‬
‫وأشد على المرأة من مدة الحيض زمان الحمل ‪ ،‬فيكتب الطبيب‬
‫)ريبريت(‪:‬‬
‫)ل تستطيع قوى المرأة أن تتحمل من مشقة الجهد البدني‬
‫والعقلي ما تتحمله في عامة الحوال ‪ ،‬وأن عوارض الحامل لو‬
‫عرضت لرجل ‪ ،‬أو امرأة غير حامل لحكم عليه أو عليها بالمرض‬
‫بدون شك ‪ ،‬ففي هذه المدة يبقى مجموعها العصبي مختل ً على‬
‫أشهر متعددة ‪ ،‬ويضطرب فيها التزان الذهني ‪ ،‬وتعود جميع‬
‫عناصرها الروحية في حالة فوضى دائمة(‪.‬‬
‫أما عقب وضع الحمل ‪ ،‬فتكون المرأة عرضة لمراض متعددة إذ‬
‫تكون جراح نفاسها مستعدة أبدا ً للتسمم ‪ ،‬وتصبح أعضاؤها‬
‫الجنسية في حركة لتقلصها إلى حالتها الطبيعية قبل الحمل ‪ ،‬مما‬
‫يختل به نظام جسمها كله ‪ ،‬ويستغرق بضعة أسابيع في عودته‬
‫إلى نصابه‪.‬‬
‫وبذلك تبقى المرأة سكنا ً للرجل ‪ ،‬ول يمكن أن يجد ذلك السكن‬
‫لدى امرأة ‪ ،‬يحضر فل يجدها ‪ ،‬لنها في عملها ‪ ،‬أو يجدها ‪ ،‬ولكنها‬
‫– مثله – مثقلة بتعب الفكر والنفس والجسم ‪ ،‬وقد أفقدها العمل‬
‫رهافة الحس ‪ ،‬ورقة النوثة ‪ ،‬بسبب قسوة العمل ومسؤولياته ‪،‬‬
‫واعتبرت نفسها أنها صنوه ‪ ،‬ومساوية له في الكسب ‪ ،‬وفي‬
‫تبعات البيت ولوازمه ‪ ،‬وفقد الرجل لذلك قوة البأس ‪ ،‬الذي كان‬
‫يمارسه ‪ ،‬ولذة الرضا منها بذلك البأس ‪ ،‬والستسلم لرجولته‬
‫والشعور بحمايته ‪ ،‬وفقد تبعا ً لذلك القوامة عليها ‪ ،‬والله يقول‪:‬‬
‫)الرجال قوامون على النساء( ‪ ،‬وإذا فقد الرجل هذا الحق اختل‬
‫نظام السرة ‪ ،‬والمجتمع ‪ ،‬لنه من القوانين التي ل تنعقد روابط‬
‫السرة إل بها‬
‫ثم إن عمل المرأة خارج البيت مدعاة لثارة المشاكل في‬
‫البيت ‪ ،‬مما ينتج عنه تفكك السرة ‪ ،‬فكثيرا ً ما تثور المشكلت‬
‫بين الزوجين بسبب العمل ‪ ،‬فمثل ً قد ترغب الزوجة في العمل‬
‫صر المرأة بحق الزوجية ‪،‬‬ ‫والزوج ل يرغب ‪ ،‬أو العكس ‪ ،‬وقد تق ّ‬
‫والبيت بسبب عملها بدون رضى زوجها ‪ ،‬وقد ينشأ الخلف على‬
‫مدى مساهمة الزوجة المادية ‪ ،‬بمتطلبات البيت ‪ ،‬ومدى‬
‫التزامات الرجل المادية نحو زوجته وبيته ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪ ،‬هذا‬
‫بالضافة إلى المشاكل التي تنشأ بين الزوجين بسبب احتكاكها‬
‫واختلطها بالرجال الخرين في العمل‪.‬‬
‫=====================‬
‫قوامة الرجل على المرأة ل يسلبها حريتها‬
‫يقول المتقولون على السلم‪ :‬إن السلم يجعل الرجل قواما ً‬
‫على المرأة )الرجال قوامون على النساء( ‪ ،‬قد فرض وصايته‬
‫عليها ‪ ،‬وسلبها بذلك حريتها وأه[ليتها ‪ ،‬وثقتها بنفسها‪.‬‬
‫ونقول‪ :‬ليس المر كما يرون ويفهمون من القوامة ‪ ،‬فليس‬
‫قوامة الرجل في السلم قوامة السطوة والستبداد والقوة‬
‫والستعباد ‪ ،‬ولكنها قوامة التبعات ‪ ،‬واللتزامات والمسؤوليات ‪،‬‬
‫قوامة مبينة على الشورى والتفاهم على أمور البيت والسرة ‪،‬‬
‫قوامة ليس منشؤها تفضيل عنصر الرجل على عنصر المرأة ‪،‬‬
‫وإنما منشؤها ما ركب الله في الرجل من ميزات فطرية ‪ ،‬تؤهله‬
‫لدور القوامة ل توجد في المرأة ‪ ،‬بينما ركب في المرأة ميزات‬
‫فطرية أخرى ‪ ،‬تؤهلها للقيام بما خلقت من أجله ‪ ،‬وهو المومة‬
‫ورعاية البيت وشؤونه الداخلية‪.‬‬
‫فهو أقوم منها في الجسم ‪ ،‬وأقدر على الكسب والدفاع عن بيته‬
‫وعرضه ‪ ،‬ل شك في ذلك ‪ ،‬وهو أقدر منها على معالجة المور ‪،‬‬
‫وحل معضلت الحياة بالمنطق والحكمة وتحكيم العقل ‪ ،‬والتحكم‬
‫بعواطفه ل شك في ذلك أيضا ً ‪ ،‬والمومة والبيت في حاجة إلى‬
‫نوع آخر من الميزات الفطرية ‪ ،‬في حاجة إلى العاطفة الدافقة‬
‫والحنان الدافئ ‪ ،‬والحساس المرهف ‪ ،‬لتضفي على البيت روح‬
‫الحنان والحب ‪ ،‬وتغمر أولدها بالعطف والشفقة‪.‬‬
‫وإذا سألنا هؤلء المدعين‪ :‬أيهما أجدر أن تكون له القوامة بما‬
‫فيها من تبعات‪ :‬الفكر والعقل ‪ ،‬أم العاطفة والنفعال؟ ل شك‬
‫أنهم يوافقوننا أن الفكر هو الجدر ‪ ،‬لنه هو الذي يستطيع تدبير‬
‫المور ‪ ،‬بعيدا ً عن النفعال الحاد الذي كثيرا ً ما يلتوي بالتفكير ‪،‬‬
‫فيحيد به عن الصراط المستقيم ‪ ،‬فالرجل بطبيعته المفكرة ل‬
‫المنفعلة ‪ ،‬وبما هيأه الله له من قدرة على الصراع واحتمال‬
‫أعصابه لنتائجه وتبعاته ‪ ،‬أصلح من المرأة في أمر القوامة على‬
‫البيت ‪ ،‬بل إن المرأة نفسها ‪ ،‬ل تحترم الرجل الذي تسّيره ‪،‬‬
‫فيخضع لرغباتها بل تحتقره بفطرتها ‪ ،‬ول تقيم له أي اعتبار‪.‬‬
‫والرجل أيضا ً أب الولد ‪ ،‬وإليه ينتسبون ‪ ،‬وهو المسؤول عن‬
‫نفقتهم ورعاية سائر شئونهم ‪ ،‬وهو صاحب المسكن ‪ ،‬عليه‬
‫إيجاده وحمايته ونفقته‪.‬‬
‫ونسأل هؤلء أيضا ً ‪ ،‬أليس من النصاف والعدل أن يكون من‬
‫كلف هذه التكاليف من أمور البيت وشئونه ‪،‬‬ ‫مل هذه التبعات و ُ‬‫ح ّ‬
‫ُ‬
‫كفلت لها جميع أمورها ‪ ،‬وجعلت‬ ‫أحق بالقوامة والرياسة ‪ ،‬ممن ُ‬
‫في حل من جميع اللتزامات؟ ل شك أن المنطق وبداهة المور ‪،‬‬
‫يؤيدان ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫فرياسة الرجل إذا ‪ ،‬إنما نشأت له في مقابل التبعات التي كلف‬
‫بها ‪ ،‬وما وهبه الله من ميزات فطرية ‪ ،‬تجعله مستعدا ً للقوامة‪.‬‬
‫ثم إن القوامة التي جعلها السلم للرجل ‪ ،‬ل استبداد فيها ‪ ،‬ول‬
‫استعباد للمرأة ‪ ،‬بل هي مبينة على الشورى والتفاهم بين‬
‫الشريكين‪.‬‬
‫وقد نبه السلم الرجال لذلك ‪ ،‬ووجههم إلى تحقيق معنى‬
‫القوامة التي يعنيها قال الله تعالى‪) :‬وعاشروهن بالمعروف( ‪،‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬خيرك خيركم لهله( ‪ ،‬وُيشعر‬
‫الرجال أن النساء بحاجة إلى الرعاية ‪ ،‬ل إلى التسلط والتشدد‪:‬‬
‫)استوصوا بالنساء خيرا ً ‪ ،‬فإنهن عوان عندكم( ‪ ،‬قال هذا في‬
‫حجة الوداع ‪ ،‬وهو من آخر ما قال صلى الله عليه وسلم عن‬
‫النساء ‪ ،‬ويقول صلى الله عليه وسلم‪) :‬خياركم ‪ ،‬خياركم‬
‫لنسائهم( ‪ ،‬ويوصيهم بالصبر والحتمال ‪ ،‬والصبر والحتمال من‬
‫خلقا ً ‪،‬‬
‫مقومات القوامة )ل يفرك مؤمن مؤمنة ‪ ،‬إن كره منها ُ‬
‫رضي منها آخر(‪.‬‬
‫وجماع القول‪ :‬أن نظرية السلم في المرأة أنها إنسان قبل كل‬
‫شيء ‪ ،‬والنسان له حقوقه النسانية ‪ ،‬وأنها شقيقة الرجل ‪،‬‬
‫خلقت من نفس عنصره الذي خلق منه ‪ ،‬فهو وهي سيان في‬
‫النسانية ‪) ،‬إنما النساء شقائق الرجال( ‪ ،‬هكذا يقول رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ويقول الله تعالى‪) :‬ومن آياته أن خلق‬
‫لكم من أنفسكم أزواجًا(‪.‬‬
‫وإذا استشعر الزوج ذلك ‪ ،‬وامتثل ما أمره الله ‪ ،‬وأمره رسوله به‬
‫‪ ،‬ل شك أنه سينصف المرأة ‪ ،‬ومن شذ عن ذلك ‪ ،‬واستبد ‪،‬‬
‫وتعالى ‪ ،‬وجار على المرأة ‪ ،‬فإن السلم ل يرضى منه ذلك ‪ ،‬ول‬
‫يؤخذ السلم بجريرة الشواذ ‪ ،‬العاصين لوامره ول يمكن أن‬
‫يحكم على السلم وصلحه بأفعالهم‪.‬‬
‫===================‬
‫القوامة‪ ..‬دكتاتورية وتسلط أم تهذيب وتبسط؟‬
‫ما هي القوامة؟‬
‫سبب قوامة الرجل على المرأة‬
‫هل تعني القوامة إلغاء شخصية المرأة؟‬
‫القوامة‪ :‬دكتاتورية وتسلط أم تهذيب وتبسط؟‬
‫استجابة المرأة الزوجة سّر نجاح زواجها!‬
‫هل قوامة الرجل على المرأة مقصورة على الحياة العائلية؟‬
‫الحمد لله رب العالمين على نعمه وآلئه المتوالية‪ ،‬وأصلي‬
‫وأسلم على نبيه المين الذي هدى البشرية والنسانية لدين رب‬
‫العالمين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فقد خلق الله ـ عز وجل ـ النسان‪ ،‬وجعل منه الزوجين الذكر‬
‫س إ ِّنا‬ ‫َ‬
‫والنثى‪ ،‬وحثنا على التعارف‪ ،‬فقال سبحانه‪َ }:‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫ُ‬
‫ل ل ِت ََعاَرُفوا{‪،‬وبّين‬ ‫شُعوًبا وَقََبائ ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَل َْناك ُ ْ‬ ‫من ذ َك َرٍ وَأنَثى وَ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫قَنا ُ‬ ‫خل َ ْ‬‫َ‬
‫ن ميزان كرامة النسان لديه‪ ،‬ذكرا ً وأنثى‪ ،‬هو التقوى‪،‬‬ ‫تعالى أ ّ‬
‫َ‬
‫عند َ الل ّهِ أت ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‪] {...‬الحجرات‪.[13/‬‬ ‫قاك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ن أك َْر َ‬ ‫فقال سبحانه‪} :‬إ ِ ّ‬
‫وكتاب الله تعالى جاء بتحقيق مصالح الناس‪ ،‬ودرء المفاسد‬
‫زيٌز{‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ه ل َك َِتا ٌ‬ ‫عنهم‪ ،‬في الدنيا والخرة‪ ،‬فقال تعالى‪ } :‬وَإ ِن ّ ُ‬
‫كيم ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ّ‬ ‫زي ٌ‬ ‫فهِ َتن ِ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ وََل ِ‬ ‫من ب َي ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫‪َ }41‬ل ي َأ ِْتيهِ ال َْباط ِ ُ‬
‫ميد ٍ { ]فصلت‪.[43،42:‬‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫يٍء‪] {..‬النحل‪:‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ب ت ِب َْياًنا لك ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وقال تعالى‪} :‬وَن َّزلَنا ع َلي ْك الك َِتا َ‬ ‫ْ‬
‫‪.[90‬‬
‫يٍء‪{...‬‬ ‫ش ْ‬ ‫من َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ما فَّرط َْنا ِفي الك َِتا ِ‬ ‫ل في عله‪ّ } :‬‬ ‫وقال ج ّ‬
‫]النعام‪.[38:‬‬
‫ومن هذه المور التي جاء الشرع المطهر ببيانها بيانا ً وافيا ً )في‬
‫القرآن والسنة(‪ ،‬ثم أفاض علماء المة في شرحها وتفسير‬
‫جا ُ‬
‫ل‬ ‫مجملها للناس‪ :‬أمر" القوامة"‪ ،‬فقال الله تعالى‪} :‬الّر َ‬
‫قوا ْ‬ ‫َ‬ ‫ضه ُ ْ َ‬
‫ف ُ‬ ‫ما أن َ‬ ‫ض وَب ِ َ‬ ‫م ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫ه ب َعْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ما فَ ّ‬ ‫ساء ب ِ َ‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬ ‫قَ ّ‬
‫َ‬
‫ظ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ف َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ت ل ّل ْغَي ْ ِ‬ ‫ظا ٌ‬ ‫حافِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت َقان َِتا ٌ‬ ‫حا ُ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫م َفال ّ‬ ‫وال ِهِ ْ‬‫م َ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫جِع‬‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫جُروهُ ّ‬ ‫ن َواهْ ُ‬ ‫ظوهُ ّ‬ ‫ن فَعِ ُ‬ ‫شوَزهُ ّ‬ ‫ن نُ ُ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫َوالل ِّتي ت َ َ‬
‫واضربوهُن فَإ َ‬
‫ن ع َل ِّيا‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫سِبيل ً إ ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م فَل َ ت َب ُْغوا ْ ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ن أط َعْن َك ُ ْ‬ ‫ّ ِ ْ‬ ‫َ ْ ُِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما‬
‫حك ً‬ ‫ن أهْل ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ّ‬ ‫حك ً‬ ‫ما َفاب ْعَُثوا َ‬ ‫قاقَ ب َي ْن ِهِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫م ِ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ك َِبيًرا{‪ }34‬وَإ ِ ْ‬
‫م َ‬
‫ما‬
‫ن ع َِلي ً‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬‫ن الل ّ َ‬‫ما إ ِ ّ‬ ‫ق الل ّ ُ‬
‫ه ب َي ْن َهُ َ‬ ‫صل َ ً‬
‫حا ي ُوَفّ ِ‬ ‫دا إ ِ ْ‬‫ري َ‬
‫ن أهْل َِها ِإن ي ُ ِ‬ ‫ّ ْ‬
‫خِبيًرا{ ]النساء‪.[35،34 /‬‬ ‫َ‬
‫ماهي القوامة؟‬
‫وام على المرأة ـ وهذا‬ ‫ن الرجل ق ّ‬ ‫إذا ً كان الله ـ عز وجل ـ ذكر أ ّ‬
‫ل يجادل فيه عاقل ـ ولكن الجدال والنقاش مع الذين يدورون‬
‫في رحى الخلف‪ :‬التحديد لماهية القوامة‪ ،‬وكيف يقوم الرجل‬
‫على امرأته؟ وما معنى القوامة هذه؟‬
‫ن أهل العلم السابقين تكلموا عن ذلك ‪ ،‬وشرحوا النصوص‬ ‫إ ّ‬
‫الربانية القرآنية بكل تحقيق وتدقيق‪ ،‬فأحسنوا وأبدعوا في إيصال‬
‫معانيها وفوائدها النفيسة‪.‬‬
‫ن‬
‫وهم أعلم بمقصود الية مّنا؛ لنهم قريبون من عهد النبوة‪ ،‬ول ّ‬
‫كثيرا ً منهم تلقى العلم عن الصحابة والتابعين‪ ،‬فسألوهم عن‬
‫ن الرسول تكلم عن القرون‬ ‫مراد الله ورسوله في كل آية‪ ،‬ثم إ ّ‬
‫التي عاشوا فيها فمدحها وأثنى عليها‪ ،‬فقال‪" :‬خير أمتي القرن‬
‫ت فيه‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم يخلف قوم‬ ‫الذي ُبعث ُ‬
‫سما‪ ،‬يشهدون قبل أن ُيستشهدوا" )‪(1‬‬ ‫يحبون ال ّ‬
‫وقد تكلم المفسرون في شرح آية القوامة السابقة كلما ً بديعًا‪،‬‬
‫وها أنذا ألتقط شيئا ً من درر كلمهم في شرحهم لماهية القوامة‬
‫وكيفيتها‪:‬‬
‫قال ابن كثير في تفسيره عن هذه الية‪:‬‬
‫ساء{ أي‪ :‬الرجل قيم على المرأة‪ ،‬أي‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ل قَ ّ‬‫جا ُ‬
‫} الّر َ‬
‫هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت‪.‬‬
‫ن ع ََلى‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ل قَ ّ‬ ‫جا ُ‬ ‫وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس‪} :‬الّر َ‬
‫ساء{‪ :‬يعني‪ :‬أمراء‪ :‬عليها أن تطيعه فيما أمرها به من طاعته‪،‬‬ ‫الن ّ َ‬
‫وطاعته أن تكون محسنة لهله‪ ،‬حافظة لماله‪ ،‬وكذا قال مقاتل‬
‫جا ُ‬
‫ل‬ ‫والسدي والضحاك‪ ..‬وقال الشعبي في هذه الية‪ ( :‬الّر َ‬
‫ساء) قال‪" :‬الصداق الذي أعطاها‪(2) ...‬‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫قَ ّ‬
‫وقال الشوكاني في تفسيره عن هذه الية الكريمة‪:‬‬
‫"والمراد‪ :‬أّنهم يقومون بالذب عنهن‪ ،‬كما تقوم الحكام والمراء‬
‫بالذب عن الرعية‪ ،‬وهم أيضا ً يقومون بما يحتجن إليه من النفقة‪،‬‬
‫ن{‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬ ‫والكسوة‪ ،‬والمسكن‪ ،‬وجاء بصيغة المبالغة قوله‪} :‬قَ ّ‬
‫ليدل على أصالتهم في هذا المر" اهـ‪.‬‬
‫وقال أبوبكر العربي في كتابه "أحكام القرآن"‪:‬‬
‫وام وقّيم‪ ،‬وهو فعال وفيعل من قام‪،‬‬ ‫ن{ يقال‪ :‬ق ّ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫"قوله‪} :‬قَ ّ‬
‫المعنى هو أمين عليها‪ ،‬يتولى أمرها‪ ،‬ويصلحها في حالها‪ ،‬قاله ابن‬
‫عباس‪ ،‬وعليها له الطاعة‪ ..‬ثم قال عندما ذكر القوامة‪" :‬فعليه أن‬
‫يبذل المهر والنفقة‪ ،‬ويحسن العشرة‪ ،‬ويحجبها‪ ،‬ويأمرها بطاعة‬
‫الله‪ ،‬ويرغب إليها شعائر السلم من صلة وصيام إذا وجبا على‬
‫المسلمين‪ ،‬وعليها الحفظ لماله‪ ،‬والحسان إلى أهله‪ ،‬واللتزام‬
‫لمره في الحجة وغيرها إل بإذنه‪ ،‬وقبول قوله في الطاعات" اهـ‪.‬‬
‫وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره‪:‬‬
‫وامون‬ ‫ساء{ أي‪ :‬ق ّ‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫ل قَ ّ‬ ‫جا ُ‬ ‫ن }الّر َ‬ ‫"يخبر الله تعالى أ ّ‬
‫عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى‪ ،‬من المحافظة على فرائضه‪،‬‬
‫وكفهن عن المفاسد‪ ،‬والرجال عليهم أن يلزموهم بذلك‪،‬‬
‫وامون عليهن أيضًا‪ ،‬بالنفاق عليهن‪،‬والكسوة‪ ،‬والمسكن" اهـ‪.‬‬ ‫وق ّ‬
‫ن معنى القوامة يدور‬ ‫وبمجموع كلم هؤلء المفسرين نستنتج أ ّ‬
‫على خمسة أشياء‪:‬‬
‫ن الرجل كالرئيس على المرأة والحاكم عليها والمير‪.‬‬ ‫•أ ّ‬
‫• مؤدبها إذا اعوجت وأخطأت وضّلت طريق الهدى‪.‬‬
‫ن الرجل يبذل لها المهر والصداق‪.‬‬ ‫•أ ّ‬
‫ن الرجل يتولى أمرها ويصلح حالها‪ ،‬ويحسن عشرتها‪ ،‬ويأمرها‬ ‫•أ ّ‬
‫بالحتجاب عن الجانب وأهل الشر والفتنة‪.‬‬
‫• إلزامهن بحقوق الله تعالى‪ ،‬بالمحافظة على فرائضه‪ ،‬والكف‬
‫عما نهى عنه‪.‬‬
‫وهذا يجرنا إلى الحديث عن‪:‬‬
‫سبب قوامة الرجل على المرأة‬
‫ذكر أبوبكر ابن العربي ـ رحمه الله ـ فيتفسيره أحكام القرآن)‪(3‬‬
‫ن سبب تفضيل الرجل على المرأة في القوامة ثلثة أشياء ‪،‬‬ ‫أ ّ‬
‫فقال‪" :‬وذلك لثلثة أشياء‪:‬‬
‫الول‪ :‬كمال العقل والتمييز‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬كمال الدين والطاعة في المر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر على العموم‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وهذا الذي بّين النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم في الحديث الصحيح‪" :‬ما رأيت من ناقصات عقل‬
‫ب الرجل الحازم منكن‪ .‬قلن‪ :‬وما ذلك يا رسول‬ ‫ودين أسلب لل ّ‬
‫الله؟ قال‪ :‬أليس إحداكن تمكث الليالي ل تصلي ول تصوم‪ ،‬فذلك‬
‫ص الله سبحانه على ذلك بالنقص‪،‬‬ ‫من نقصان عقلها"‪ .‬وقد ن ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫خَرى {‪.‬‬ ‫ما ال ْ‬ ‫داهُ َ‬ ‫ما فَت ُذ َك َّر إ ِ ْ‬
‫ح َ‬ ‫داهُ َ‬‫ح َ‬‫ل إْ ْ‬
‫ض ّ‬
‫فقال‪ } :‬أن ت َ ِ‬
‫ص الله عليها‬ ‫ه لها المال من الصداق والنفقة‪ ،‬وقد ن ّ‬ ‫الثالث‪ :‬بذل ُ‬
‫ها هنا" اهـ‪.‬‬
‫م ع ََلى‬‫ضهُ ْ‬
‫ه ب َعْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫ض َ‬‫ما فَ ّ‬ ‫قال الشوكاني )‪ (4‬في قوله تعالى‪ } :‬ب ِ َ‬
‫قوا ْ م َ‬ ‫ما َأن َ‬
‫ه { للسببية‪،‬‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ما فَ ّ‬ ‫م { قال‪ } :‬ب ِ َ‬ ‫وال ِهِ ْ‬‫م َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ض وَب ِ َ‬
‫ب َعْ ٍ‬
‫ض { للرجال والنساء‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ضه ُ ْ َ‬
‫م ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫والضمير في قوله‪ } :‬ب َعْ َ‬
‫إنما استحقوا هذه المزية لتفضيل الله للرجال على النساء بما‬
‫ضلهمبه من كون فيهم الخلفاء‪ ،‬والسلطين‪ ،‬والحكام‪ ،‬والمراء‪،‬‬ ‫ف ّ‬
‫والغزاة‪ ،‬وغير ذلك من المور‪.‬‬
‫م { أي‪ :‬وبسبب ما أنفقوا من‬ ‫قوا ْ م َ‬ ‫ما َأن َ‬
‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫قوله‪ }( :‬وَب ِ َ‬
‫ما‬
‫أموالهم‪ ،‬وما مصدرية‪ ،‬أو موصولة‪ ،‬وكذلك هي في قوله‪ } :‬ب ِ َ‬
‫ه { ومن تبعيضية‪ ،‬والمراد‪ :‬ما أنفقوه في النفاق على‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫ض َ‬ ‫فَ ّ‬
‫النساء‪ ،‬وبما دفعوه في مهورهن من أموالهم‪ ،‬وكذلك ما ينفقونه‬
‫في الجهاد‪ ،‬وما يلزمهم في العقل"‪.‬‬
‫ن الله تعالى‬ ‫وقال الشيخ محمد رشيد رضا )‪" : (5‬وسبب ذلك أ ّ‬
‫ضل الرجال على النساء في أصل الخلقة‪ ،‬وأعطاهم ما لم‬ ‫ف ّ‬
‫يعطهن من الحول والقوة‪ ،‬فكان التفاوت في التكاليف والحكام‬
‫أثر التفاوت في الفطرة والستعداد‪ ،‬ومن ثم سبب آخر كسبي‪،‬‬
‫يدعم السبب الفطري‪ ،‬وهو ما أنفق الرجال على النساء من‬
‫ن في المهور تعويضا ً للنساء ومكافأة على دخولهن‬ ‫أموالهم‪ ،‬فإ ّ‬
‫بعقد الزوجية تحت رياسة الرجال‪ ،‬فالشريعة كّرمت المرأة إذ‬
‫فرضت لها مكافأة عن أمر تقتضيه الفطرة ونظام المعيشة‪ ،‬وهو‬
‫أن يكون زوجها قّيما ً عليها‪ ،‬فجعل هذا المر من قبيل المور‬
‫ن‬‫العرفية التي يتواضع الّناس عليها بالعقود لجل المصلحة‪ ،‬كأ ّ‬
‫المرأة تنازلت باختيارها عن المساواة التامة وسمحت له بأن‬
‫يكون للرجل عليها درجة واحدة هي درجة القوامة والرياسة‪،‬‬
‫ورضت بعوض مالي عنها‪." ...‬‬
‫ما‬
‫وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره عن آية } ب ِ َ‬
‫ض {‪" :‬أي‪ :‬بسبب فضل الرجال على‬ ‫ضهُ ْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫ض َ‬ ‫فَ ّ‬
‫م ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫ه ب َعْ َ‬
‫النساء‪ ،‬وإفضالهم عليهم‪ ..‬فتفضيل الرجال على النساء من‬
‫وجوه متعددة؛ من كون الوليات مختصة بالرجال‪ ،‬والنبوة‬
‫والرسالة‪ ،‬واختصاصهم بكثير من العبادات‪ ،‬كالجهاد‪،‬والعياد‪،‬‬
‫صهم الله به من العقل‪ ،‬والرزانة‪ ،‬والصبر‪،‬‬ ‫والجمع‪ ،‬وبما خ ّ‬
‫صهم بالنفقات على‬ ‫جَلد‪ ،‬الذي ليس للنساء مثله‪ ،‬وكذلك خ ّ‬ ‫وال َ‬
‫الزوجات‪ ،‬بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال‪ ،‬ويتميزون عن‬
‫النساء‪(6) .‬‬
‫ل على‬ ‫قوا ْ { وحذف المفعول‪ ،‬ليد ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫َ‬
‫ما أن َ‬ ‫ولع ّ‬
‫ل هذا سر قوله‪ } :‬وَب ِ َ‬
‫ن الرجل كالوالي والسيد‬ ‫عموم النفقة‪ ،‬فعلم من هذا كله أ ّ‬
‫لمرأته‪ ،‬وهي عنده عانية أسيرة‪ ،‬فوظيفته أن يقوم بما استرعاه‬
‫الله به‪ "...‬اهـ‪.‬‬

‫وبعد هذا التتبع والستقراء‪ ،‬نستنبط من كلم هؤلء العلماء سبب‬


‫قوامة الرجل على المرأة‪:‬‬
‫• كمال عقل الرجل وتمييزه‪.‬‬
‫• كمال دينه كله ؛فطبيعة التي خلق عليها جعلت تكليفه أكثر من‬
‫المرأة ‪.‬‬
‫• إعطاء المرأة صداقها ومهرها‪ ،‬والنفقة عليها‪.‬‬
‫• أن الرجال عادة يكون منهم النبياء والرسل والخلفاء والغزاة‬
‫والمراء‪.‬‬
‫ن الرجل بطبيعته أقوى من المرأة قوة بدنية‪ ،‬ونفسية‪ ،‬فهو‬ ‫•أ ّ‬
‫مل المشاق والمتاعب والعباء‪.‬‬ ‫يتح ّ‬
‫هل تعني القوامة إلغاء شخصية المرأة؟‬
‫ن هذه القوامة‬ ‫قال سيد قطب ـ رحمه الله ـ‪" :‬ينبغي أن نقول‪ :‬إ ّ‬
‫ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت ول في المجتمع‬
‫النساني‪ ،‬ول إلغاء وضعها المدني‪ ..‬وإّنما هي وظيفة داخل كيان‬
‫السرة لدارة هذه المؤسسة الخطيرة‪ ،‬وصيانتها وحمايتها‪،‬‬
‫ووجود القيم في مؤسسة ما ل يلغي وجود ول شخصية ول حقوق‬
‫دد السلم في‬ ‫الشركاء فيها‪ ،‬والعاملين في وظائفها‪ ،‬فقد ح ّ‬
‫مواضع أخرى صفة قوامة الرجل وما يصاحبها من عطف ورعاية‬
‫وصيانة وحماية‪ ،‬وتكاليف في نفسه وماله‪ ،‬وآداب في سلوكه مع‬
‫زوجه وعياله")‪(7‬‬
‫القوامة‪ :‬دكتاتورية وتسلط أم تهذيب وتبسط؟‬
‫ساء{ فهذا‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل قَ ّ‬
‫وا ُ‬ ‫جا ُ‬ ‫يسيء بعض الناس فهم آية } الّر َ‬
‫الرجل تجده يشتم ويلطم ويضرب زوجته المسكينة‪ ،‬ثم إذا‬
‫ساء{‪،‬‬‫ن ع ََلى الن ّ َ‬‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫ل قَ ّ‬
‫جا ُ‬ ‫اعترضت عليه يقول‪:‬قال تعالى‪ }:‬الّر َ‬
‫وقد يكون ل يحفظ من القرآن إل القليل‪ ،‬وهذه الية؛ لّنها ـ على‬
‫وام على زوجته فليفعل بها ما‬ ‫ن الرجل ق ّ‬ ‫زعمه ـ آية واضحة في أ ّ‬
‫شاء‪.‬‬
‫ن معنى الية ليس هكذا‪ ،‬بل‬ ‫وهذا فهم سقيم‪ ،‬وتأويل فاسد؛ فإ ّ‬
‫المعنى هو ما سبق بيانه في تفاسير العلماء‪.‬‬
‫لذلك بعض النساء قد تحصل لهن ردة فعل أمام هذه التأويلت‬
‫الخاطئة‪ ،‬فل يثبتن للرجل القوامة‪ ،‬بل قد نجد نساء بدورهن‬
‫ن هذه الية‬ ‫يؤولن هذه الية تأويل ً مضحكا ً وغريبًا‪ ،‬كأن يرين أ ّ‬
‫مناسبة للعصر الذي كان يعيشه الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫ن النساء‬ ‫ما الن )في عصر العولمة( فإ ّ‬ ‫والصحابة من بعده‪ ،‬أ ّ‬
‫يستطعن أن يستظللن ببيوتهن وآرائهن‪.‬‬
‫دثني أحد الخوة الذين ذهبوا للدراسة في "باكستان" وقال‬ ‫وقد ح ّ‬
‫لي‪ :‬توجد بعض المناطق هناك‪ ..‬المرأة فيها هي التي تدفع المهر‬
‫للرجل‪ ،‬وهي التي تقود به في السيـارة‪ ،‬وهي التي تحاسب عند‬
‫محل "البنزين" وعند السـوق ونحوها‪ ..‬فالله المستعان!‬
‫ن قوامة الرجل على المرأة تعني تهذيبها وأمرها‬ ‫وعود على بدء‪ :‬إ ّ‬
‫بما تطيق وتستطيع ‪ ،‬وليس من القوامة‪ :‬الظلم والتسلط‪.‬‬
‫َ‬ ‫مُنوا ُقوا َأن ُ‬ ‫َ‬
‫م َناًرا‬ ‫م وَأهِْليك ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫نآ َ‬ ‫وقد قال تعالى‪َ } :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ة‪] {...‬التحريم‪ [6:‬فالقوامة هنا تعليم‬ ‫جاَر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫وَُقود ُ َ‬
‫الرجل امرأته وأولده دين الله؛ حتى يقيهم نار يوم القيامة‪.‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪" :‬خياركم خياركم لنسائهم" وقال‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬خيركم لهله‪ ،‬وأنا خيركم لهله"‪(8).‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم كما رواه عنه ابن عمر‪" :‬كلكم راع‪،‬‬
‫وكلكم مسؤول عن رعيته‪ ،‬فالمام راع وهو مسؤول عن رعيته‪،‬‬
‫والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته‪ ،‬والمرأة راعية في‬
‫بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها‪ ،‬والخادم راع في مال سيده‬
‫وهو مسؤول عن رعّيته‪ ،‬والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول‬
‫عن رعيته‪ ،‬فكلكم راع‪ ،‬وكلكم مسؤول عن رعيته"‪(9).‬‬
‫ن المرأة راعية فهي‬ ‫ن الرجل راع‪ ،‬وكذلك أ ّ‬ ‫ففي هذا الحديث أ ّ‬
‫ترعى البناء وترعى زوجها وتحفظ بيتها من كل سوء ومنكر‪.‬‬
‫ن المرأة‬ ‫وقالصلى الله عليه وسلم‪" :‬استوصوا بالنساء خيرًا‪ ،‬فإ ّ‬
‫خلقت من ضلع‪ ،‬وإن أعوج شيء في الضلع أعله‪ ،‬فإن ذهبت‬
‫تقيمه كسرته‪ ،‬وإن تركته لم يزل أعوج‪ ،‬فاستوصوا بالنساء‬
‫ن القوامة تعني المر‬ ‫خيرًا")‪ .(10‬ففي هذا الحديث ما يدل على أ ّ‬
‫بالمعروف بمحبة وألفة‪ ،‬والنهي عن المنكر برفق وتلطف‪ ،‬ل‬
‫بغلظة وتعسف‪.‬‬
‫إن المرأة بطبيعة الحال والخلقة التي ركبها الله فيها ضعيفة‪،‬‬
‫ن الله أسقط عنها الجهاد والقضاء وسائر الوليات‪،‬‬ ‫ولذا فإ ّ‬
‫ص الدين السلمي الرجال بفروض‬ ‫كالولية في النكاح‪ ،‬وقد خ ّ‬
‫وأسقطها عن النساء‪ ،‬مثل الجمع والجماعات والذان والقامة‪،‬‬
‫وجعل الطلق بيد الرجل ل بيدها‪.‬‬
‫ن الميراث جعل الله الرجل له حظ النثيين‪ ،‬وليس ذلك ظلم‬ ‫بل إ ّ‬
‫في السلم للمرأة ومصادرة حقوقها‪ ،‬بل هو العدل والنصاف؛‬
‫لّنه تدبير من عزيز عدل رحيم رؤوف حكيم ـ سبحانه وبحمده ـ‪،‬‬
‫ومن الحكم التي نلتمسها في أن الله جعل الميراث للذكر مثل‬
‫ن الرجل صاحبنفقات‪ ،‬فهو الذي ينفق على أهله‪،‬‬ ‫حظ النثيين أ ّ‬
‫والمرأة ل تنفق في بيت زوجها ـ إل برضا الطرفين ـ والرجل‬
‫ن الله أمرها بالقرار‬ ‫مشاغله كثيرة‪ ،‬والمرأة ليست كذلك‪ ،‬بل إ ّ‬
‫ة‬
‫جاه ِل ِي ّ ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن وََل ت َب َّر ْ‬‫ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫في البيت‪ ،‬فقال‪ }:‬وَقَْر َ‬
‫لوَلى { إلى غير ذلك من الحكم‪ .‬وقد تكون الحكمة في ذلك‬ ‫اُْ‬
‫ما‬ ‫من ّوْا ْ َ‬ ‫ن سبب نزول قول الله تعالى‪ } :‬وَل َ ت َت َ َ‬ ‫تعبدية‪ ،‬ولذا فإ ّ‬
‫سُبوا ْ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ل نَ ِ‬ ‫ض ّللّر َ‬
‫جا ِ‬ ‫ضك ُ ْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫ض َ‬‫فَ ّ‬
‫م ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫ه ب ِهِ ب َعْ َ‬
‫وللنساء نصيب مما اك ْتسبن وا َ‬
‫ن‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫من فَ ْ‬
‫ضل ِهِ إ ِ ّ‬ ‫ه ِ‬‫سأُلوا ْ الل ّ َ‬‫َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ِ ٌ ّ ّ‬ ‫َِ ّ َ‬
‫ما { ]النساء‪.[32/‬‬ ‫يٍء ع َِلي ً‬
‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ب ِك ُ ّ‬
‫وسبب نزولها ما رواه مجاهد)‪ (11‬قال‪ :‬قالت أم سلمة‪ :‬أي‬
‫رسول الله‪ :‬أيغزو الرجال ول نغزو‪ ،‬وإنما لنا نصف الميراث؟‬
‫ضل الله {‬ ‫فنزلت‪ } :‬ول تتمنوا ما ف ّ‬
‫كما أن المرأة ‪ -‬بحكم ضعفها التكويني الطبيعي‪ -‬تحتاج لمن‬
‫يقوم عليها ويكرمها بهذا القيام‪،‬حتى بلغ ببعض النساء في الغرب‬
‫إلى أن تعطي الرجل المهر حتى تكن‪-‬هي‪ -‬تحت رئاسته!‪ ،‬فهل‬
‫جبل عليها النسان؟!‬ ‫هذا إل بدافع الفطرة التي ُ‬
‫استسلم الزوجة سّر نجاح زواجها!‬
‫هذا عنوان كتاب أّلفته امرأة أمريكية تبلغ من العمر )‪ (32‬سنة‪،‬‬
‫اسمها "لوردا دويل"‪،‬يقول الستاذ "جاسم المطوع" )في مجلة‬
‫ه بعنوان‪" :‬القوامة على الطريقة‬ ‫لل ُ‬
‫المجتمع )‪ (12‬بمقا ٍ‬
‫المريكية" ‪:‬‬
‫"‪ ..‬وفكرة هذا الكتاب أّنها عرضت فيه تجربتها الشخصية مع‬
‫كم في كل شيء‬ ‫زوجها‪ ،‬وكيف كانت متسلطة تريد أن تتح ّ‬
‫ن زوجها في طريقه إلى‬ ‫وباستمرار‪ ،‬إلى أن بدت تشعر بأ ّ‬
‫ن زوجها بدأ يتهّرب منها‪،‬‬ ‫الفشل‪ ،‬واكتشفت ذلك عندما شعرت بأ ّ‬
‫ثم غّيرت منهجها في الحياة إلى الحوار الهادئ معه وعدم التدخل‬
‫في كل شؤونه وعدم مضايقته‪ ،‬والمسارعة إلى السمع والطاعة‬
‫في كل ما يطلبه‪ ،‬وتقول للزوجات‪ :‬كفوا عن التحكم في حياة‬
‫أزواجكن‪"!..‬‬
‫ن هذا الكلم قد ذكره الله من قبل )‪ (1400‬سنة‪ ،‬ولكن الكفار‬ ‫إ ّ‬
‫ل يعلمون } يعلمون ظاهرا ً من الحياة الدنيا وهم عن الخرة هم‬
‫غافلون { ]الروم‪ .[7/‬وقد قيل قديمًا‪" :‬والحق ما شهدت به‬
‫العداء"‪.‬‬

‫ويقول الدكتور "عبدالله وكيل الشيخ" في كتابه "المرأة وكيد‬


‫العداء"‪:‬‬
‫ن المرأة ل‬‫ما قوامة الرجل‪ ،‬فالمرأة أحوج إليها من الرجل؛ ل ّ‬ ‫"أ ّ‬
‫تشعر بالسعادة وهي في كنف رجل تساويه أو تستعلي عليه‪،‬‬
‫حتى لقد ذهبت إحداهن إلى القاضي تطلب طلقها من زوجها‪،‬‬
‫وحجتها في ذلك أّنها سئمت من نمط الحياة مع هذا الرجل الذي‬
‫ل‪ ،‬ولم يقل لها يوما ً من اليام كلمة‪" :‬ل"‪،‬‬
‫لم تسمع له رأيا ً مستق ً‬
‫أو "هكذا يجب أن تفعلي"‪ ،‬فقال لها القاضي مستغربًا‪ :‬أليس في‬
‫هذا الموقف من زوجك ما يعزز دعوة المرأة إلى الحرية‬
‫والمساواة؟ فصرخت قائلة‪ :‬كل‪ ..‬كل‪ ..‬أنا ل أريد منافسًا‪ ،‬بل أريد‬
‫زوجا ً يحكمني ويقودني")‪(13‬اهـ‪.‬‬
‫فيا سبحان الله! من هذه المرأة التي تعرف حق قوامة الزوج‬
‫على زوجته وإن لم يفعل معها زوجها تلك القوامة؟‬
‫وهكذا المرأة الصالحة التي تستسلم لوامر زوجها إن كانت‬
‫بطاعة الله عز وجل ول تحاول أن تعصيه‪ ،‬وقد ورد عن الترمذي‬
‫من حديث أبي هريرة مرفوعا ً للنبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬لو‬
‫كنت آمرا ً أحدا ً أن يسجد لحد‪ ،‬لمرت المرأة أن تسجد لزوجها")‬
‫‪(14‬‬
‫ومن اللطيف الظريف ما ذكره الشيخ "مازن الفريح" في كتابه‬
‫أسرة بل مشاكل‪) :‬قال الزوج لصاحبه‪ :‬من عشرين لم أَر ما‬
‫يغضبني من أهلي‪ ..‬فقال صاحبه متعجبًا‪ :‬وكيف ذلك؟ قال الزوج‪:‬‬
‫من أول ليلة دخلت على امرأتي‪ ،‬قمت إليها فمددت يدي نحوها‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬على رسلك يا أبا أمية‪ ..‬كما أنت‪ ،‬ثم قالت‪ :‬الحمد لله‬
‫وصلة على رسول الله‪ ..‬إني لمرأة غريبة ل علم لي بأخلقك‪،‬‬
‫فبّين لي ما تحبه فآتيه‪ ،‬وما تكره فأتركه‪ ،‬ثم قالت‪ :‬أقول قولي‬
‫هذا وأستغفر الله لي ولك‪.‬‬
‫قال الزوج لصاحبه‪ :‬فأحوجتني والله إلى الخطبة في ذلك‬
‫الموضع‪ ،‬فقلت‪ :‬الحمد لله وأصلي على النبي وآله وأسلم‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ت عليه يكن ذلك حظك‪ ،‬وإن تدعيه يكن‬ ‫ت كلما ً إن ث َب َ ّ‬
‫فإنك قل ِ‬
‫ة عليك‪ ..‬أحب كذا وكذا‪ ،‬وأكره كذا وكذا‪ ..‬وما رأيت من‬ ‫حج ً‬
‫حسنة فانشريها‪ ،‬وما رأيت من سيئة فاستريها‪ ،‬فقالت‪ :‬كيف‬
‫محبتك لزيارة أهلي؟ قال‪ :‬ما أحب أن يملني أصهاري‪) ..‬يعني ل‬
‫يريدها أن تكثر من الزيارة( فقالت‪ :‬فمن تحب من جيرانك أن‬
‫م‬
‫يدخل دارك فآذن له؟ ومن تكره فأكره؟ قلت‪ :‬بنو فلن قو ٌ‬
‫صالحون‪ ،‬وبنو فلن قوم سوء‪ ..‬قال الزوج لصاحبه‪ :‬فبت معها‬
‫بأنعم ليلة‪ ،‬وعشت معها حول ً ل أرى إل ما أحب‪ ..‬فلما كان رأس‬
‫م الزوجة في بيتي فقالت أم‬ ‫الحول‪ ..‬جئت من عملي‪ ..‬وإذا بأ ّ‬
‫الزوجة لي‪ :‬كيف رأيت زوجتك؟ قلت‪ :‬خير زوجة‪ ..‬قالت‪ :‬يا أبا‬
‫أمية‪ ..‬والله ما حاز الرجال في بيوتهم شرا ً من المرأة المدللة‪..‬‬
‫فأدب ما شئت أن تؤدب‪ ،‬وهذب ما شئت أن تهذب‪ ..‬قال الزوج‪:‬‬
‫فمكثت معي عشرين عاما ً لم أعتب عليها في شيء إل مرة‬
‫وكنت لها ظالمًا(‪.‬‬
‫قال الشيخ مازن الفريح‪" :‬ما أسعدها من حياة‪ ..‬والله ل أدري‬
‫أأعجب من الزوجة وكياستها‪ ،‬أم من الم وتربيتها‪ ،‬أم من الزوج‬
‫وحكمته؟! ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"‪.‬‬
‫هل قوامة الرجل على المرأة مقصورة على الحياة العائلية؟‬
‫أي‪ :‬هل قوامة الرجل على المرأة مقتصرة على الحياة العائلية‬
‫فقط أم على غيرها من أمور الخلفة والقضاء والسلطة وغيرها‪.‬‬
‫ن قوامة الرجل على المرأة ليست‬ ‫والجواب على ذلك أن ُيقال‪ :‬إ ّ‬
‫مقتصرة على الحياة العائلية‪ ،‬بل على كل شيء‪ ،‬فمثل ً الخلفة ل‬
‫يجوز للمرأة أن تتولها‪ ،‬وقد قال المام ابن حزم ـ رحمه الله ـ‬
‫صه‪" :‬ول‬‫في كتابه "الفصل في الملل والهواء والنحل" ما ن ّ‬
‫خلف بين أحد أّنهال تجوز للمرأة"‪(15).‬‬

‫يقول الستاذ أبو العلى المودودي ‪-‬رحمه الله‪-‬في قوله تعالى‪} :‬‬
‫وللرجال عليهن درجة {‪" :‬فالدرجة هي القوامة‪ ،‬وهي ليست‬
‫ن قوامة الدولة أخطر شأنا ً من‬ ‫مقصورة على الحياة العائلية‪ ،‬ل ّ‬
‫ن النص القرآني لم يقيد هذه القوامة بالبيوت"‪.‬‬ ‫قوامة البيت‪ ،‬ول ّ‬
‫ن قوامة الرجال على النساء ل تقتصر على البيوت‬ ‫ثم قال‪" :‬إ ّ‬
‫بدليل أّنه لم يذكر البيوت في الية‪ ،‬فهي إذا ً قوامة عامة لسائر‬
‫م إذا جعل الله قوامة على المرأة المفردة في‬ ‫البيوت كذلك‪ ،‬ث ّ‬
‫بيتها فهل يظن بالله أن يجعل قوامة على مليين في حين أنه لم‬
‫يجعلها لها على بيت هو بيتها" )‪(16‬‬
‫وإن أقوى الدلة في ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن‬
‫ن أهل فارس قد مّلكوا‬ ‫النبيصلى الله عليه وسلمحين علم أ َ‬
‫عليهم بنت كسرى قال‪":‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة")‪(17‬‬
‫والعجب من أناس يقولون عن هذا الحديث‪ :‬هذا مقّيد بزمان‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان الحكم فيه لبي جهل‬
‫ما الن فل‪ .‬والله المستعان‪.‬‬ ‫استبداديا ً أ ّ‬
‫بل إن الهدهد )الغيور على التوحيد( عندما رأى الملكة بلقيس‬
‫تحكم قوما ً جاء عند سليمان عليه السلم وقال له‪ } :‬إني وجدت‬
‫امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم‪ {..‬فبعد‬
‫ذلك جاء سليمان وأبطل حكمها ودخلت تحت وليته وقالت‪:‬‬
‫}أسلمت مع سليمان لله رب العالمين{ بعد أن قال سليمان‪:‬‬
‫} أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين{‪.‬‬
‫ل المرأة في‬ ‫ن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ي ُوَ ّ‬ ‫ولذا فإ ّ‬
‫حياته ول أوصى بعد مماته بأن تتولى المرأة أي منصب رفيع‪.‬‬
‫ن لها أن تتولى‬ ‫ن من ينادي بتحرير المرأة وأ ّ‬ ‫ولذا يتبين لنا‪،‬أ ّ‬
‫مناصب في الدولة ويكون تحتها أناس من الرجال تدير شؤونهم‬
‫قد أخطؤوا خطأ ً بينًا‪ ،‬وخالفوا هذه النصوص الواردة في ذلك‬
‫ولقد ألف أحد المفكرين العالميين وهو"بليرداجو" ـ رئيس‬
‫مدرسة التحليل النفسي العلمي‪ ،‬ومقرها سويسرا ـ كتابا ً اسمه‬
‫ن‬
‫"المرأة‪ :‬بحث في سيكولوجيا العماق" وذكر في هذا الكتاب أ ّ‬
‫أهم خدعة خدعت بها المرأة في هذا العصر هي التحرر والحرية‪،‬‬
‫ن المرأة‪ ،‬ولو علت وادعي أّنها متحررة وتمارس‬ ‫وفي الواقع أ ّ‬
‫شؤونها بنفسها إّنما هي قد سقطت أكثر في عبودية الرجل‪.‬‬
‫ن الخير كل الخير في‬ ‫فتأملي ـ أختاه ـ رعاك الله‪ ،‬واعلمي أ ّ‬
‫مد صلى الله‬ ‫إخلص الوجه والعبادة لله وحده‪ ،‬واتباع نبيه مح ّ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬والرضا بأحكام الله تعالى وأحكام رسوله صلى الله‬
‫عوا‬ ‫ذا د ُ ُ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ن قَوْ َ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وقد قال تعالى‪ }:‬إ ِن ّ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫معَْنا وَأط َعَْنا وَأوْل َئ ِ َ‬ ‫م َأن ي َ ُ‬
‫ك‬ ‫س ِ‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫م ب َي ْن َهُ ْ‬‫حك ُ َ‬‫سول ِهِ ل ِي َ ْ‬ ‫إ َِلى الل ّهِ وََر ُ‬
‫قهِ فَأ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه وَي َت ّ ْ‬ ‫ش الل ّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫سول َ ُ‬‫ه وََر ُ‬ ‫من ي ُط ِِع الل ّ َ‬ ‫ن * وَ َ‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫م ْ‬‫م ال ْ ُ‬ ‫هُ ُ‬
‫ن{ ]النور‪[52،51:‬‬ ‫فائ ُِزو َ‬ ‫ْ‬
‫م ال َ‬ ‫هُ ُ‬
‫ولنحذر جميعا ً من دعاة السوء والفتنة والشر والرذيلة‬
‫} ولتعرفنهم في لحن القول {‪.‬‬
‫ل يخدعنك عن دين الهدى نفر *** لم يرزقوا في التماس الحق‬
‫تأييدا‬
‫عمي القول عروا عن كل قائدة *** لنهم قــــــــد كفـــــروا‬
‫بالله تقليدا‬
‫س عرضك من الدعوة إلى التبرج‪،‬أو‬ ‫وابتعدي عن كل ما يم ّ‬
‫ك التي ُفطرتي عليها‪ ،‬وذودي حن حريتك‬ ‫الختلط‪ ،‬أو تنكر لفطرت ِ‬
‫دي عليهم في الجرائد والمجلت ما‬ ‫وحقك بقلمك ولسانك‪ ،‬وُر ّ‬
‫ن دين السلم يعلو ول ُيعلى عليه‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬فإ ّ‬ ‫استطعت إلى ذلك سبي ً‬
‫من الدين كشف الستر عن كل كاذب *** وعن كل بدعي أتى‬
‫بالعجائب‬
‫ولول رجــــــال مؤمــــــنون لهدمت *** صوامع دين الله من‬
‫كل جانب‬
‫وأقول لكل من قرأ ماكتبت ـ رجل ً كان أو امرأة ـ‪ :‬ليؤد ّ كل منكم‬
‫حقوق الله عّز وجل التي فرضها ؛ فمن الرجل القوامة والمر‬
‫بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بل غضب ومنكر‪ ،‬ومن‬
‫المرأة أداء حقوق زوجها عليها‪.‬‬
‫وأختم بكلم للمام ابن باز رحمه الله‪،‬هذا نصه‪:‬‬
‫ن الذي جعل الرجال قوامين على النساء هو الله عّز‬ ‫"ومعلوم أ ّ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫مو َ‬ ‫ل قَ ّ‬
‫وا ُ‬ ‫جا ُ‬ ‫وجل في قوله تعالى في سورة النساء‪( :‬الّر َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫قوا ْ ِ‬ ‫ف ُ‬‫ما أن َ‬ ‫ض وَب ِ َ‬ ‫م ع َلى ب َعْ ٍ‬
‫ضه ُ ْ َ‬ ‫ه ب َعْ َ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ما فَ ّ‬ ‫ساء ب ِ َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫م)‪ .‬فالطعن في قوامة الرجال على النساء اعتراض على‬ ‫َ‬
‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫أ ْ‬
‫الله عّز وجل‪ ،‬وطعن في كتابه الكريم وفي شريعته الحكيمة‪،‬‬
‫ص على ذلك غير‬ ‫وذلك كفر أكبر بإجماع علماء السلم‪ ،‬كما ن ّ‬
‫واحد من أهل العلم‪ (..‬اهـ)‪(18‬‬
‫والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات‪.‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫)‪) (1‬رواه مسلم(‪) .‬انظر صحيح الجامع الصغير‪ 1/622:‬ـ ‪624‬‬
‫فقد ذكر روايات عدة في هذا الموضوع(‪.‬‬
‫)‪ (2‬من تفسير ابن كثير‬
‫)‪) (3‬ذكرها في مجلد ‪(1/416‬‬
‫)‪" (4‬فتح القدير" )‪(1/414‬‬
‫)‪" (5‬تفسير المنار" ‪5/67‬‬
‫)‪ (6‬ص ‪142‬‬
‫)‪ (7‬في ظلل القرآن ‪.2/652‬‬
‫)‪ (8‬رواه الترمذي وصححه اللباني‬
‫)‪ (9‬رواه أحمد والترمذي وصححه اللباني‬
‫)‪ (10‬متفق عليه‬
‫)‪ (11‬رواه الطبري‪ ،‬والمام أحمد‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وغيرهم‬
‫)‪ (12‬العدد‪14/10/1422 :‬‬
‫)‪ (13‬ص ‪25‬‬
‫ث صحيح صححه المام اللباني وغيره ‪ ،‬ينظر سلسلة‬ ‫)‪ (14‬حدي ٌ‬
‫الحاديث الصحيحة حديث رقم‪3366:‬‬
‫)‪ ، 4/129(15‬وذكر المام الماوردي نحو هذا الكلم في كتابه‬
‫)الحكام السلطانية ص ‪.(46‬‬
‫)‪ (16‬ذكره في كتابه )نظرية السلم وهديه ص ‪(319‬‬
‫)‪) (17‬فتح الباري ‪ 8/159‬حديث ‪.(4425‬‬
‫)‪](18‬مجلة البحوث العلميــة‪ ،‬العــدد ‪ 32‬سنة ‪1412‬هـ[‬
‫خباب بن مروان الحمد‬
‫=====================‬
‫القوامة‬
‫إن الحمد لله نحمده ‪ ،‬و نستعينه ‪ ،‬و نستهديه و نستغفره ‪،‬‬
‫ونسترشده ‪ ،‬و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ‪ ،‬و سيئات أعمالنا ‪،‬‬
‫من يهده الله فل مضل له ‪ ،‬و من يضلل فل هادي له ‪ ،‬و أشهد أن‬
‫ل إله إل الله ‪ ،‬وحده ل شريك له ‪ ،‬و أشهد أن محمدا ً عبده‬
‫ورسوله ‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫موت ُ ّ‬‫قات ِهِ َول ت َ ُ‬ ‫حقّ ت ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫قال تعالى ‪َ ) :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن( )آل عمران‪. (102:‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫إ ِّل وَأن ْت ُ ْ‬
‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ف ٍ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫قك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫و قال أيضا ً ‪َ ) :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫قوا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ساًء َوات ّ ُ‬ ‫جال ً ك َِثيرا ً وَن ِ َ‬ ‫ما رِ َ‬ ‫من ْهُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫جَها وَب َ ّ‬ ‫من َْها َزوْ َ‬‫خل َقَ ِ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬ ‫َوا ِ‬
‫م َرِقيبًا( )النساء‪:‬‬ ‫َ‬
‫ن ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حا َ‬‫ن ب ِهِ َواْلْر َ‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪. (1‬‬
‫ه وَُقوُلوا قَوْل ً‬ ‫َ‬
‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال جل جلله ‪َ ):‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ديدا ً (‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن ي ُط ِِع الل ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م ذ ُُنوب َك ُ ْ‬‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫م وَي َغْ ِ‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫م أع ْ َ‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬ ‫صل ِ ْ‬‫)ي ُ ْ‬
‫ظيما( )الحزاب‪. (71-70 :‬‬ ‫ً‬ ‫وزا ع َ ِ‬ ‫ً‬ ‫قد ْ َفاَز فَ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فإن أحسن الكلم كلم الله ‪ ،‬عز و جل ‪ ،‬وخير الهدي هدي‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وشر المور محدثاتها ‪ ،‬وكل محدثة‬
‫بدعة ‪ ،‬و كل بدعة ضللة ‪ ،‬و كل ضللة في النار ‪[1].‬‬
‫و بعد ‪:‬‬
‫حاول الكثير من أعداء السلم التشنيع على الدين السلمي من‬
‫خلل آية القوامة كدليل على التمييز ضد المرأة ‪ ,‬و لعل أطرف‬
‫ما قيل ]‪:[2‬‬
‫‪ -1‬أن السلم قد سلب المرأة حريتها ‪ ،‬و أهليتها و ثقتها بنفسها‬
‫إذ جعل الرجل قواما على المرأة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن القوامة تمثل بقايا من عهد استعباد المرأة و إذللها ‪ ,‬يوم‬
‫أن كانت المرأة كما مهمل في البيت ‪ ,‬و فكرة مجهولة في‬
‫المجتمع و أما ً ذليلة مهينة للزوج ‪.‬‬
‫‪ -3‬ليس من المستساغ ‪ ،‬و ل من العدل أن ينفرد الرجل‬
‫بالقوامة ‪ ،‬و رياسة السرة من دون المرأة ‪ ،‬و هي قد حطمت‬
‫أغلل الرق ‪ ،‬و الستعباد ‪ ،‬وتساوت مع الرجل في كل الحقوق ‪،‬‬
‫و اللتزامات ‪.‬‬
‫و للرد على هذه الشبهات والمغالطات ‪ ,‬نرى أن نبسط القول‬
‫في قوامة الرجل على المرأة في الشريعة السلمية ‪:‬‬
‫م‬
‫ضه ُ ْ‬ ‫ه ب َعْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬‫ما فَ ّ‬ ‫ساِء ب ِ َ‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ل قَ ّ‬ ‫جا ُ‬ ‫قال تعالى ‪ ) :‬الّر َ‬
‫حافِ َ‬ ‫َ‬ ‫ما أ َن ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫ظا ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫ت َقان َِتا ٌ‬ ‫حا ُ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫م َفال ّ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ض وَب ِ َ‬ ‫ع َلى ب َعْ ٍ‬
‫ن‬‫ظوهُ ّ‬ ‫ن فَعِ ُ‬ ‫شوَزهُ ّ‬ ‫ن نُ ُ‬‫خاُفو َ‬ ‫ه َوالّلِتي ت َ َ‬ ‫ظ الل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ل ِل ْغَي ْ ِ‬
‫واهْجروهُن في ال ْمضاجع واضربوهُن فَإ َ‬
‫م َفل ت َب ُْغوا ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ن‬ ‫ن أط َعْن َك ُ ْ‬ ‫ّ ِ ْ‬ ‫َ َ ِ ِ َ ْ ُِ‬ ‫ّ ِ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ن ع َل ِي ّا كِبيرا( )النساء‪(34:‬‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ه كا َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫سِبيل ً إ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫إن القوامة في الشريعة السلمية ما هي إل آلية تنظيمية‬
‫تفرضها ضرورة السير المن للسرة المسلمة القائمة بين الرجل‬
‫‪ ،‬و المرأة و ما ينتج عنهما من نسل طيب ‪ ،‬و ما تستتبعه من‬
‫تبعات ‪.‬‬
‫و في شأن القوامة ما بين الرجل و المرأة هناك فروض ثلثة ‪:‬‬
‫فإما أن يكون الرجل هو القيم ‪ ،‬أو تكون المرأة هي القيم ‪ ،‬أو‬
‫يكونا معا قيمين ‪.‬‬
‫و حيث إن وجود رئيسين للعمل الواحد يؤدي إلى التنازع‬
‫والفساد ‪ ,‬لذلك سنستبعد هذا الفرض منذ البدء ‪.‬‬
‫ن الل ّهِ َر ّ‬
‫ب‬ ‫حا َ‬ ‫سد ََتا فَ ُ‬
‫سب ْ َ‬ ‫ه لَ َ‬
‫ف َ‬ ‫ة إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ما آل ِهَ ٌ‬
‫ن ِفيهِ َ‬
‫كا َ‬‫قال تعالى ‪ ) :‬ل َوْ َ‬
‫ن( )النبياء‪. (22:‬‬ ‫فو َ‬‫ص ُ‬‫ما ي َ ِ‬
‫ش عَ ّ‬ ‫ْ‬
‫العَْر ِ‬
‫و الفرض الثاني ‪ -‬أن تعطى المرأة القوامة ‪ ،‬و رئاسة السرة ‪:‬‬
‫و الم –كقاعدة عامة‪ -‬عاطفية انفعالية تتغلب عاطفتها على‬
‫عقلها في أي أزمة تمر بها هي ‪ ،‬أو أحد أفراد أسرتها ‪ ,‬و الذي‬
‫يدبر أموره ‪ ،‬و أمور غيره بالنفعال كثيرا ما يحيد عن الطريق‬
‫المستقيم ‪ ،‬و يعرض نفسه ‪ ،‬وغيره لزمات كان بالمكان تخطيها‬
‫‪ ،‬و عدم الوقوع بها ‪.‬‬
‫و العاقل الذي ل يحكمه هواه يستبعد هذا الفرض الذي ل يصلح‬
‫لقوامة ‪ ،‬و رياسة السرة ‪.‬‬
‫قال الشيخ محمد قطب ‪ ،‬حفظه الله ‪ ) :‬أن المرأة ذاتها ل‬
‫تحترم الرجل الذي تسيره فيخضع لرغبتها بل تحتقره لفطرتها ‪،‬‬
‫و ل تقيم له أي اعتبار ‪ ،‬فهذه هي المرأة المريكية بعد أن ساوت‬
‫الرجل مساواة كاملة ‪ ،‬و صار لها كيان ذاتي مستقل عادت‬
‫فاستعبدت نفسها للرجل فأصبحت هي التي تغازله ‪ ،‬وتتلطف له‬
‫ليرضى ! و تتحسس عضلته المفتولة ‪ ،‬و صدره العريض ‪ ،‬ثم‬
‫تلقي بنفسها بين أحضانه حيث تطمئن إلى قوته بالقياس إلى‬
‫ضعفها ]‪.[3‬‬
‫و حيث إننا استبعدنا الفرض الول والثاني لم يبق إل الفرض‬
‫الذي حكم به السلم لسببين ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الرجل بناء على طبيعته التي خلقها الله تعالى عليها يتمتع‬
‫بقدرات جسمية ‪ ،‬و عقلية أكبر بكثير على ‪ -‬وجه العموم ‪ -‬من‬
‫المرأة التي تكون عادة أقل حجما وقوة ‪ ،‬و يتحكم بانفعالتها و‬
‫أفعالها ‪ ،‬العواطف اليجابية و السلبية أكثر من حكمة العقل‬
‫ورجحانه ‪.‬‬
‫) و قد أثبتت البحاث الطبية أن دماغ الرجل أكبر من دماغ‬
‫المرأة ‪ ،‬و أن التلفيف الموجودة في مخ الرجل هي أكثر بكثير‬
‫من تلك الموجودة في مخ المرأة ‪ ،‬و تقول البحاث أن المقدرة‬
‫العقلية و الذكاء تعتمدان إلى حد كبير على حجم ‪ ،‬و وزن المخ و‬
‫عدد التلفيف الموجودة فيه ( ]‪. [4‬‬
‫‪ -2‬السلم فرض على الزوج النفاق على أسرته بالمعروف ‪,‬‬
‫كما كلفه بدفع المهر ‪ ،‬و غيره من اللتزامات ‪ ،‬و الواجبات ‪ ,‬و‬
‫ليس من العدالة و النصاف في شيء أن يكلف النسان بالنفاق‬
‫على أسرته دون أن يكون له حق القوامة ‪ ،‬و الشراف و‬
‫التربية ‪.‬‬
‫و قد ذكر الله سبحانه و تعالى إلى هذين السببين الرئيسيين‬
‫لختيار السلم الرجل للقوامة ‪.‬‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما فَ ّ‬
‫ض َ‬ ‫ساِء ب ِ َ‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫ل قَ ّ‬ ‫جا ُ‬ ‫بقوله تعالى ‪ ) :‬الّر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضهُ ْ َ‬
‫ت‬ ‫ت َقان َِتا ٌ‬ ‫حا ُ‬‫صال ِ َ‬‫م َفال ّ‬ ‫وال ِهِ ْ‬‫م َ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬
‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬
‫ما أن ْ َ‬ ‫ض وَب ِ َ‬ ‫م ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫ب َعْ َ‬
‫ن‬
‫ظوهُ ّ‬ ‫ن فَعِ ُ‬ ‫شوَزهُ ّ‬ ‫ن نُ ُ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫ه َوالّلِتي ت َ َ‬ ‫ظ الل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ت ل ِل ْغَي ْ ِ‬‫ظا ٌ‬‫حافِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬‫م َفل ت َب ُْغوا ع َلي ْهِ ّ‬ ‫ن أطعْن َك ُ ْ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬‫ضرُِبوهُ ّ‬‫جِع َوا ْ‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي ال َ‬ ‫جُروهُ ّ‬ ‫َواهْ ُ‬
‫ن ع َل ِي ّا ً ك َِبيرًا( )النساء‪(34:‬‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫سِبيل ً إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫قال المام ابن كثير عليه رحمة الله ‪ ) :‬أي هو رئيسها ‪ ،‬وكبيرها و‬
‫الحاكم عليها و مؤدبها إذ اعوجت ‪ ,‬بما فضل الله بعضهم على‬
‫بعض أي لن الرجال أفضل من النساء و الرجل خير من‬
‫المرأة ‪ ،‬و لهذا كانت النبوة مختصة بالرجال ‪ ،‬و كذلك الملك‬
‫العظم لقوله صلى الله عليه وسلم ‪) :‬لم يفلح قوم ولوا أمرهم‬
‫امرأة ‪ .[5](...‬و كذا منصب القضاء ‪ ،‬وغير ذلك ‪ ) ،‬و بما أنفقوا‬
‫من أموالهم ( أي من المهور ‪ ،‬و النفقات و الكلف التي أوجبها‬
‫الله عليهن في كتابه ‪ ،‬وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم ‪،‬‬
‫فالرجل أفضل من المرأة في نفسه ‪ ،‬و له الفضل عليها ‪،‬‬
‫والفضال ‪ ,‬فناسب أن يكون قيما عليها كما قال الله تعالى ‪ ) :‬و‬
‫للرجال عليهن درجة (‪.‬‬
‫و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهم ‪:‬‬
‫) الرجال قوامون على النساء ( )) يعني أمراء عليها أن تطيعه‬
‫فيما أمرها به من طاعته ‪ ،‬و طاعته أن تكون محسنة لهلها‬
‫حافظة لماله ((]‪[6‬‬
‫و قال المام البغوي عليه رحمة الله ‪ ) :‬بما فضل الله بعضهم‬
‫على بعض ( ‪ ,‬يعني الرجال على النساء بزيادة العقل ‪ ،‬و الدين و‬
‫الولية ‪ ,‬و قيل ‪ :‬بالشهادة ‪ ،‬لقوله تعالى ‪) :‬فإن لم يكونا رجلين‬
‫فرجل و امرأتان ‪ ,‬و قيل بالجهاد و قيل بالعبادات من الجمعة و‬
‫الجماعة ‪ ،‬و قيل هو الرجل ينكح أربعا ‪ .‬و ل يحل للمرأة إل زوج‬
‫واحد ‪ ,‬و قيل ‪ :‬بأن الطلق بيده ‪ ,‬و قيل ‪ :‬بالميراث ‪ ,‬و قيل ‪:‬‬
‫بالدية ‪ ،‬و قيل ‪ ,‬بالنبوة ( ]‪.[7‬‬
‫و قال البيضاوي عليه رحمة الله ‪ ) :‬الرجال قوامون على النساء‬
‫‪ ) :‬يقومون عليهن قيام الولية على الرعية وعلل ذلك بأمرين ‪ ,‬و‬
‫هبي ‪ ،‬وكسبي ‪ ,‬فقال ‪) :‬بما فضل الله بعضهم على بعض ( ‪,‬‬
‫بسبب تفضيله تعالى الرجال على النساء بكمال العقل ‪ ,‬و حسن‬
‫التدبير ‪ ,‬و مزيد القوة في العمال و الطاعات ‪ ,‬و لذلك خصوا‬
‫بالنبوة و المامة و الولية ‪ ,‬و إقامة الشعائر و الشهادة في‬
‫المجامع القضايا ‪ ،‬و وجوب الجهاد و الجمعة و نحوها ‪ ،‬و زيادة‬
‫السهم في الميراث ‪ ،‬و بأن الطلق بيده ) و بما أنفقوا من‬
‫أموالهم في نكاحهن كالمهر ‪ ،‬و النفقة ( ]‪.[8‬‬
‫فالسلم إذا جعل القوامة للرجل على المرأة ‪ ,‬لم يشرع‬
‫استبداد الرجل بالمرأة ‪ ,‬و ل بإرادة السرة ‪ ,‬ولم يرد أن تكون‬
‫تلك القوامة سيف مسلط على المرأة ‪ ,‬و إنما شرع القوامة‬
‫القائمة على الشورى ‪ ،‬و التعاون و التفاهم ‪ ،‬و التعاطف‬
‫المستمر بين الزوج و زوجته ‪.‬‬
‫قال تعالى )) و عاشروهن بالمعروف ((]‪ [9‬سورة النساء من‬
‫الية ‪.19‬‬
‫و لقوله صلى الله عليه وسلم )خيركم خير للنساء ولبناته((]‪[10‬‬
‫و لقوله صلى الله عليه و سلم )) أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم‬
‫خلقا و ألطفه بأهله ((]‪.[11‬‬
‫و لقوله صلى الله عليه وسلم ) الصلة الصلة ‪ ,‬و ما ملكت‬
‫إيمانكم ل تكلفوهم ما ل يطيقون الله الله في النساء ‪ ,‬فإنهن‬
‫عوان بين أيديكم أخذتموهن بأمانة الله ‪ ,‬و استحللتم فروجهم‬
‫بكلمة الله ( ]‪. [12‬‬
‫و ل يمكننا أن ننسى قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و‬
‫سلم )رفقا بالقوارير ( ]‪. [13‬‬

‫ضوابط القوامة ‪:‬‬


‫إن القوامة في الشريعة السلمية لها مدى تقف عنده ‪ ،‬و تنتهي‬
‫إليه ‪ ،‬فهي ل تمتد إلى حرية الدين ‪ ،‬و المعتقد ‪ ،‬فليس للزوج أن‬
‫يكره زوجته على تغير دينها إذا كانت كتابية و ل أن يجبرها على‬
‫اتباع مذهب معين ‪ ،‬أو اجتهاد محدد من الجتهادات الفقهية إذا‬
‫كانت من أهل القبلة مادام هذا الرأي ل يعتبر بدعة مضلة ‪ ،‬و ل‬
‫يخالف الحق و أهله ‪.‬‬
‫كما ل تمتد القوامة إلى حرية المرأة في أموالها الخاصة ‪ ،‬و ل‬
‫في المساواة بينها و الرجل في الحقوق التي أراد الله فيها‬
‫المساواة ‪ ،‬و ليس لها طاعته إذا ارتكب معصية ‪ ،‬لقوله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬ل طاعة لحد في معصية الله تبارك و تعالى ( ‪.‬‬
‫]‪[14‬‬
‫فإذا كانت قوامة الرجل ل تمتد إلى الحقوق الساسية للنسان‬
‫فما الذي يخيف دعاة ما يسمى بتحرير المرأة في قوامة‬
‫الرجل ؟‬
‫فماذا يريدون للمرأة افضل ‪ ،‬و أكرم من تلك المكانة المرموقة‬
‫التي بوأها السلم إياها إن كانوا حقا ينشدون خيرا للمرأة – كما‬
‫يزعمون ؟ ‪.‬‬
‫الحقيقة أنهم ل يريدون ذلك بل يريدون تحطيم ذلك الحصن‬
‫المنيع للمرأة المسلمة المتمثل ) في قوامة الرجل ( الذي جعله‬
‫السلم قلعة لحماية المرأة من عاديات الزمان وتقلباته ‪ ،‬و‬
‫رجاله ‪.‬‬
‫ذلك أن موضوع تشريع الحقوق ‪ ،‬و الواجبات لو أوكل إلى‬
‫النسان لشرع من الحقوق ما ل يناسبه ‪ ،‬و قد يأتي تشريعه‬
‫تسلطا على الخرين هذا من جانب ‪ ،‬و من جانب آخر ل توجد‬
‫الضمانات التي تحمل الخرين على قبول رأيه ‪ ,‬و تشريعه‬
‫للحقوق ‪ ,‬و هو إنسان مثلهم ‪ ،‬و خاصة مثل هذه التشريعات قد‬
‫تأتي وسيلة للتحكم ‪ ،‬و استغلل الخرين ‪.‬‬
‫أما عندما تكون من عند الله تعالى ‪ ,‬يتساوى أمامها الجميع‬
‫وتبرأ من الشهوة و الهوى ‪ ،‬و تحقق الستقرار ‪ ،‬و تنسخ فكرة‬
‫أن يتخذ الناس بعضهم أربابا من دون الله إلى جانب ما يمتاز به‬
‫الحق الذي شرعه الله ‪ ،‬و منحه من القدسية الثواب والعقاب‬
‫في الدنيا و الخرة ‪.‬‬
‫ت‬‫سب َ ْ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫ت وَع َل َي َْها َ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬ ‫سعََها ل ََها َ‬ ‫فسا ً إ ِّل وُ ْ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف الل ّ ُ‬‫) ل ي ُك َل ّ ُ‬
‫ْ‬
‫ما‬‫صرا ً ك َ َ‬ ‫ل ع َل َي َْنا إ ِ ْ‬‫م ْ‬‫ح ِ‬ ‫خط َأَنا َرب َّنا َول ت َ ْ‬ ‫سيَنا أ َوْ أ َ ْ‬
‫ن نَ ِ‬ ‫خذ َْنا إ ِ ْ‬ ‫َرب َّنا ل ت ُ َ‬
‫ؤا ِ‬
‫ة ل ََنا ب ِهِ َواع ْ ُ‬
‫ف‬ ‫طاقَ َ‬ ‫ما ل َ‬ ‫مل َْنا َ‬
‫ح ّ‬‫ن قَب ْل َِنا َرب َّنا َول ت ُ َ‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ع ََلى ال ّ ِ‬ ‫مل ْت َ ُ‬
‫ح َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن(‬ ‫ري َ‬ ‫قوْم ِ الكافِ ِ‬ ‫صْرَنا ع َلى ال َ‬ ‫ولَنا َفان ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫ت َ‬ ‫مَنا أن ْ َ‬‫ح ْ‬‫فْر لَنا َواْر َ‬ ‫ع َّنا َواغ ِ‬
‫)البقرة‪. (286:‬‬
‫الفصل الثالث ‪-‬كيف تقاوم هذه البدع‬
‫)) بدعة ما يسمى بالقضاء على التمييز ضد المرأة ((‬
‫كيف تقاوم هذه البدع التي تريد هلك النسل ‪ ،‬و الحرث ‪،‬‬
‫وخصوصا ً أن دعاتها كثيرا ً ما ينفذون ما يريدون ‪ ،‬وفقا ً لخطة‬
‫مدروسة ومرسومة ‪ ،‬فنراهم يحددون أهدافهم و يجيدون صناعة‬
‫‪ ،‬و صياغة المبررات للقناع البسطاء ‪ ،‬و من في قلبه هوى ‪.‬‬
‫قال المام الشاطبي عليه رحمة الله ‪ ) :‬و ل تجد مبتدعا ً ممن‬
‫ينتسب إلى الملة إل و هو يستشهد على بدعته بدليل شرعي ‪،‬‬
‫فينزله على ما وافق عقله ‪ ،‬و شهوته (( ]‪[15‬‬
‫كما نراهم يثيرون هذه البدع في فترات محددة بتكاتف ‪ ،‬و تجمع‬
‫مع كل أهل البدع و الهواء ‪ ،‬و ضعاف الدين و العقل ‪.‬‬
‫فحقيق على أهل العلم ‪ ،‬و الفضل ‪ ،‬أن يقابلوا هؤلء بخطط‬
‫مضادة ‪ ،‬مدروسة وفق منهج علمي سليم يجمع ما بين الستدلل‬
‫الشرعي الصحيح ‪ ،‬و العقلي السليم مستفيدين من التجارب‬
‫السابقة لمقاومة ‪ ،‬و مقارعة أمثال هؤلء ‪ ،‬لن أكبر أسباب‬
‫انتشار و قبول بعض القوم لهذه البدع هو تعدد أساليبهم القناعية‬
‫الخبيثة ‪ ،‬و ضعف طرقنا و أساليبنا ‪ ،‬و تشتتها مقارنة مع ‪،‬‬
‫وسائل هؤلء و طرقهم ‪.‬‬
‫و كي ل تتكرر الخطاء ‪ ،‬و الخفاقات بحقنا و نجاحات أهل البدع‬
‫و الهواء نضع هذا المنهج البسيط وفقا ً لما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد أهداف أهل البدع ) دعاة التغريب و تحرير المرأة و‬
‫مساواتها بالرجل ( بدقة متناهية ‪ ،‬و معرفة جميع الوسائل التي‬
‫تساعدهم على تحقيق أهدافهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة حقيقة موقفهم الحالي وفق ما تحقق ‪ ،‬و ما لم‬
‫يتحقق ‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع الحلول المناسبة لصد تلك الهجمات ‪.‬‬
‫‪ – 4‬التحصين داخليا وذلك بنشر العلم الشرعي وخاصة بين‬
‫نسائنا فلنسان عدو ما يجهل‬
‫أول ً ‪ :‬تحديد أهداف أهل البدع ‪ ،‬والهواء ‪:‬‬
‫لعل أوضح أهداف دعاة تحرير المرأة ودعاة القضاء على كافة‬
‫أشكال التمييز بحسب زعمهم بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬نزع حجاب الوجه كهدف قريب ‪ ،‬ثم القضاء عليه كله كهدف‬
‫بعيد ‪ ،‬وتشريع قوانين موجبة لهذا الجراء ‪ ،‬بحيث تصبح أي‬
‫معارضة لنزع حجاب المرأة مخالفة للقوانين والنظم المرعية ‪.‬‬
‫كما حدث في الكثير من البلدان مثل تركيا وفرنسا وتونس وكان‬
‫تقرير الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق النسان السنوي عن‬
‫عام ‪ 2002‬قد تحدث عن الحملت المنية والدارية ضد‬
‫المحجبات التونسيات‪ ،‬وجاء فيه أن العديد من المحجبات تعرضن‬
‫إلى المضايقات في الشوارع أو أماكن العمل‪ ،‬وتم تجريد العديد‬
‫منهن من الحجاب عنوة في بعض مراكز المن بالعاصمة‪،‬‬
‫وإجبارهن على التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى ارتداء الحجاب‬
‫‪.‬‬
‫كما أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق النسان كانت قد‬
‫دا من طالبات التعليم الثانوي‬ ‫ذكرت في ‪ 2003-5-28‬أن عد ً‬
‫منعن من اجتياز امتحانات نهاية العام بسبب ارتدائهن للحجاب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يذكر أنه في عام ‪ 1981‬أصدرت السلطات التونسية قانونا يعتبر‬
‫الحجاب زيا طائفيا‪ .‬ومنذ ذلك الحين والحكومة تلتزم بهذا‬
‫القانون ‪ ،‬إل أنه تم التشديد على منع المحجبات من دخول‬
‫الجامعات والدارات الحكومية منذ مطلع العقد الماضي‪ ،‬وهو ما‬
‫أثار انتقادات واسعة في الداخل والخارج‪ ،‬خصوصا من جانب‬
‫المنظمات الحقوقية التي ترى في منع الحجاب والتضييق على‬
‫المحجبات تدخل في الحرية الشخصية للمواطنين‪.‬‬
‫‪ -2‬تشجيع الختلط في كل مراحل التعليم ‪ ،‬وخصوصا ً المرحلة‬
‫البتدائية كهدف قريب ‪ ،‬ثم فرض الختلط في كل مراحل‬
‫التعليم وغير التعليم كهدف بعيد ‪.‬‬
‫‪ -3‬تشجيع المرأة على العمل بالنشاطات المختلفة كالعلم ‪ ،‬و‬
‫المهرجانات ‪ ،‬و غرف التجارة و الصناعة ‪ ،‬و جعل هذه المشاركة‬
‫مقبولة ‪ ،‬و مرغوبة من كل طبقات المجتمع كهدف قريب ‪ ،‬ثم‬
‫ترسيخ هذا العمل رسميا ً كهدف بعيد ‪.‬‬
‫‪ -4‬تشجيع المرأة على الخوض في غمار العمل السياسي ‪ ،‬و‬
‫إقرار حق النتخاب كخطوة أولى ‪ ،‬ثم إقرار حق الترشيح‬
‫لمجالس النواب و الشعب ‪ ...‬الخ كهدف قريب ‪ ،‬ثم السماح لها‬
‫للعمل بالقضاء ‪ ،‬و المحاماة ‪ ،‬و تولي الوزارات ‪ ،‬و غيرها من‬
‫المناصب و الوليات السياسية و القتصادية ‪ ،‬و الجتماعية‬
‫كهدف بعيد ‪.‬‬
‫‪ -5‬الترويج لفكرة المساواة ما بين المرأة ‪ ،‬و الرجل في كل‬
‫شؤون الحياة كهدف قريب ‪ ،‬ثم رفع القوامة ‪ ،‬قوامة الرجل عن‬
‫المرأة ‪ ،‬و منحها حقوقا ً و التزامات تساوي حقوق و التزاماته‬
‫بعيدا ً عن أية ضوابط شرعية صحيحة كهدف بعيد ‪.‬‬
‫ومن أجل تنفيذ خططهم الخبيثة نراهم كثيرا ً ما ينسبون تغطية‬
‫الوجه و الرأس و منع الختلط و القوامة ‪ ،‬إلى العادات و‬
‫التقاليد و الثقافة السائدة بحسب زعمهم ‪ ،‬و اتهام كل من‬
‫يعارضهم ‪ ،‬أو يقف بوجههم بالجهل ‪ ،‬و التخلق ‪،‬و عدم الفهم‬
‫الصحيح للسلم ‪،‬و أنه ل يريد مصلحة البلد ‪ ،‬و ل العباد ول يريد‬
‫التقدم القتصادي والرفاهية للمجتمع ‪.‬‬
‫فهؤلء يعزفون على وتر القتصاد و الفقر و الحاجة ‪ ،‬مستغلين‬
‫حاجة الناس إلى المال ‪ ،‬و العمل ‪ ،‬وحرص بعض المسؤولين‬
‫على تحسين الداء القتصادي ‪ ،‬وكل هذا ل يمكن أن يكون‬
‫بحسب زعمهم إل بنزع الحجاب ‪ ،‬و مشاركة المرأة للرجل في‬
‫كل أصناف العمل و ألوانه و تدرجاته ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ -‬وضع الحلول المناسبة ‪ ،‬لصد ووقف تلك الدعوات ‪ ،‬ثم‬
‫القضاء على هذه الفكار ‪ ،‬و الهجمات التي يشنها الغرب ‪ ،‬و من‬
‫يسير بركبهم من دعاة تحرير المرأة و تغريبها و مساواتها بالرجل‬
‫‪:‬‬
‫أهم السلحة التي يجب استعمالها لمحاربة بدع هؤلء ‪ ،‬و‬
‫أفكارهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬نشر الدعوة السلفية القائمة على الكتاب والسنة وفهم‬
‫السلف الصالح ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪)) :‬تركت فيكم شيئين لن‬
‫تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ‪ ،‬و لن يفترقا حتى يردا على‬
‫الحوض (( ]‪. [16‬‬
‫و قوله صلى الله عليه وسلم ‪ )) :‬من يعش منكم فسيرى اختلفا ً‬
‫كثيرا ً فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا‬
‫بها ‪ ،‬و عضوا عليها بالنواجذ ‪ ،‬و إياكم و محدثات المور ‪ ،‬فإن‬
‫كل محدثة بدعة ‪ ،‬و كل بدعة ضللة (( ]‪. [17‬‬
‫‪ -2‬تفعيل المر بالمعروف ‪ ،‬والنهي عن المنكر ‪ ،‬ومقاومة الظلم‬
‫الجتماعي والسياسي و القتصادي ‪ ،‬لن كل شر يقع على هذه‬
‫المة ل بد أن يكون بسبب ذنب جنته فعاقبها الله تعالى بذنبها ‪.‬‬
‫ْ‬
‫ن‬‫مُرو َ‬ ‫س ت َأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِللّنا‬ ‫ج ْ‬ ‫خرِ َ‬ ‫مة ٍ أ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫خي َْر أ ّ‬ ‫م َ‬ ‫قال الله تعالى ‪ )) :‬ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ب‬‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أ َهْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ وَل َوْ آ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫من ْك َرِ وَت ُؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ف وَت َن ْهَوْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن( )آل عمران‪:‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن وَأك ْث َُرهُ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫من ْهُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫خْيرا ً ل َهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫لَ َ‬
‫‪(110‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ديك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫صيب َةٍ فَب ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫صاب َك ُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫وقال تعالى ‪ )) :‬وَ َ‬
‫ن ك َِثير ( )الشورى‪. (30:‬‬ ‫فو ع َ ْ‬ ‫وَي َعْ ُ‬
‫مقاطعة بضائع الدول التي تروج لهذه البدع ‪ ،‬وتدعم أهل‬
‫الهواء ‪:‬‬
‫فاللمقاطعة الثر الحسن إذا ما استمرت و عممت في ردع‬
‫هؤلء و مناصريهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬نشر و دعم التعليم الشرعي بكل مراحله لتخريج دعاة يحبون‬
‫الله و رسوله ومتسلحين بالعلوم القرآنية و النبوية ‪ ،‬وغيرها من‬
‫المعارف العصرية التي تساعدهم على نشر الدعوة السلفية ‪ ،‬و‬
‫مقارعة أهل البدع و الهواء و مناصريهم ‪.‬‬
‫وأخيرا ً أختم هذا المبحث بقوله تبارك تعالى ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫) أ َم حسبت َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ما ي َأت ِك ُ ْ‬ ‫ة وَل َ ّ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫خُلوا ال ْ َ‬ ‫ن ت َد ْ ُ‬
‫ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫ْ َ ِ ُْ ْ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫قو َ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫ضّراُء وَُزل ْزُِلوا َ‬ ‫ساُء َوال ّ‬ ‫م ال ْب َأ َ‬ ‫ست ْهُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫م َ‬ ‫قَب ْل ِك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ب( )البقرة‪:‬‬ ‫ري ٌ‬ ‫صَر الل ّهِ قَ ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫صُر الل ّهِ أل إ ِ ّ‬ ‫مَتى ن َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫معَ ُ‬‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫‪(214‬‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا‬ ‫مُنوا ِفي ال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سل ََنا َوال ّ ِ‬ ‫صُر ُر ُ‬ ‫وقوله تعالى ‪ )) :‬إ ِّنا ل َن َن ْ ُ‬
‫د( )غافر‪(51:‬‬ ‫شَها ُ‬ ‫م اْل َ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫وَي َوْ َ‬
‫العبد الفقير إلى الله تعالى‬
‫مسلم بن محمد جودت اليوسف‬
‫‪abokotaiba@hotmail.com‬‬
‫‪moslem@scs-net.org‬‬
‫‪00963212262346‬‬
‫‪00963212268436‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]‪- [1‬هذه خطبة الحاجة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫يفتتح بها خطبته ‪ ،‬و يعلمها أصحابه ‪ ،‬و روى هذه الخطبة ستة من‬
‫الصحابة – رضوان الله عليهم – و قد أخرجها جمع من الئمة في‬
‫مصنفاتهم مثل ‪ :‬شرح صحيح مسلم للنووي ‪ ،‬ج ‪-156-6/153‬‬
‫‪ ، 157‬وأبو داود في السنن ج ‪.1/287‬برقم ‪.1097‬و النسائي‬
‫في المجتبى ‪،‬ج ‪-105-3/104‬والحاكم في المستدرك ج ‪-2/182‬‬
‫‪ 183‬والطيالسي في المسند برقم ‪ .338‬والبيهقي في السنن‬
‫الكبرى ‪،‬ج ‪7/146‬و ج ‪ .3/214‬وابن ماجه في السنن ج ‪.1/585‬‬
‫‪ -2‬شبهات حول السلم ‪ ,‬محمد قطب ‪ ,‬دار الشروق ‪ ,‬بيروت ‪,‬‬
‫ص ‪ -121‬وانظر قوامة الرجل على المراة موقع ‪. is lamunveileol‬‬
‫‪ -3‬شبهات حول السلم ‪ ,‬محمد قطب ‪,‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -4‬عمل المراة في الميزان ‪ ,‬د‪ .‬على البار ‪ ,‬موقع صيد الفوائد‪.‬‬
‫‪ -5‬وأصل هذا الحديث في صحيح البخاري ج ‪ 6/2600‬برقم‬
‫‪) 6686‬عن أبي بكرة ‪ ,‬قال ‪ :‬لقد نفعني الله بكلمة أيام الحمل‬
‫لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارسا ملكوا ابنة كسرى ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬لم يفلح قوم ولوا أمرهم ‪.‬‬
‫‪ -6‬تفسير ابن كثير ‪ ,‬ج ‪.492/ 1‬‬
‫‪ -7‬تفسير البغوي ‪ ,‬ج ‪.2/206‬‬
‫‪ -8‬تفسير البيضاوي ‪ ,‬ج ‪. 184 / 2‬‬
‫‪ -9‬شعب اليمان ‪ ,‬ج ‪ ,415 / 6‬برقم ‪. 8720‬‬
‫‪ -10‬شعب اليمان ‪ ،‬ج ‪ ،6/415‬برقم ‪.8720‬‬
‫‪ -11‬صحيح ابن حيان ‪ ,‬ج ‪ , 76 /2‬برقم ‪ 361‬المستدرك على‬
‫الصحيحين ‪ ,‬ج ‪ , 1/43‬برقم ‪ 1‬مجمع الحوادث ‪ ,‬ج ‪ , 58 /1‬باب‬
‫في كمال اليمان‪.‬‬
‫‪ -12‬صحيح مسلم ‪ ,‬ج ‪ , 889 / 2‬برقم ‪ . 1216‬المنتقى لبن‬
‫الجارود ‪ ,‬ج ‪ 125 / 1‬صحيح ابن حزيمة‪ .‬ج ‪ . 251 / 4‬صحيح ابن‬
‫حيان ‪ ,‬ج ‪. 251 / 4‬‬
‫‪ -13‬فتح الباري ‪ ,‬ج ‪ 594 / 10‬بالستيعاب لبن عبد البر‪ ,‬ج ‪/ 1‬‬
‫‪ 140‬تهذيب السماء ‪ ,‬ج ‪. 136‬‬
‫‪ -14‬مجمع الوائد ‪ ,‬ج ‪ ,5/225‬باب ل طاعة في معصية ‪.‬‬
‫‪ -15‬العتصام ‪ ،‬للشاطبي ج ‪. 134 / 1‬‬
‫‪ -16‬سنن الدارمي ‪ ،‬ج ‪ ، 245 / 4‬برقم ‪ ، 149‬سنن الدارقطني‬
‫‪ ،‬ج ‪ 114 / 10‬المستدرك على الصحيحين ‪ /‬ج ‪ ، 172 / 1‬برقم‬
‫‪. 319‬‬
‫‪ -17‬صحيح ابن حبان ج ‪ ، 179 / 1‬برقم ‪. 5‬‬
‫الدكتور مسلم اليوسف‬
‫=====================‬
‫أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل‬
‫الرد على الشبهة‪:‬‬
‫أما الشبهة الثانية والزائفة التى تثار حول موقف السلم من‬
‫شهادة المرأة‪ ..‬التى يقول مثيروها‪ :‬إن السلم قد جعل المرأة‬
‫نصف إنسان ‪ ،‬وذلك عندما جعل شهادتها نصف شهادة الرجل ‪،‬‬
‫مستدلين على ذلك بآية سورة البقرة‪):‬يا أيها الذين آمنوا إذا‬
‫تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل‬
‫ول يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذى عليه‬
‫الحق وليتق الله ربه ول يبخس منه شيئا ً فإن كان الذى عليه‬
‫الحق سفيها ً أو ضعيفا ً أو ل يستطيع أن يمل هو فليملل وليه‬
‫بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين‬
‫فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما‬
‫عوا ول تسأموا‬ ‫فتذكر إحداهما الخرى ول يأب الشهداء إذا ما د ُ ُ‬
‫أن تكتبوه صغيًرا أو كبيًرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم‬
‫للشهادة وأدنى أل ترتابوا إل أن تكون تجارة حاضرة تديرونها‬
‫بينكم فليس عليكم جناح أل تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ول يضار‬
‫كاتب ول شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم‬
‫الله والله بكل شىء عليم( )‪.(1‬‬
‫ومصدر الشبهة التى حسب مثيروها إن السلم قد انتقص من‬
‫أهلية المرأة ‪ ،‬بجعل شهادتها على النصف من شهادة الرجل‪:‬‬
‫] فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان [ هو الخلط بين " الشهادة‬
‫" وبين " الشهاد " الذى تتحدث عنه هذه الية الكريمة‪..‬‬
‫فالشهادة التى يعتمد عليها القضاء فى اكتشاف العدل المؤسس‬
‫على البينة ‪ ،‬واستخلصه من ثنايا دعاوى الخصوم ‪ ،‬ل تتخذ من‬
‫الذكورة أو النوثة معياًرا لصدقها أو كذبها ‪ ،‬ومن ثم قبولها أو‬
‫رفضها‪ ..‬وإنما معيارها تحقق اطمئنان القاضى لصدق الشهادة‬
‫بصرف النظرعن جنس الشاهد ‪ ،‬ذكًرا كان أو أنثى ‪ ،‬وبصرف‬
‫النظر عن عدد الشهود‪ ..‬فالقاضى إذا اطمأن ضميره إلى ظهور‬
‫البينة أن يعتمد شهادة رجلين ‪ ،‬أو امرأتين ‪ ،‬أو رجل وامرأة ‪ ،‬أو‬
‫رجل وامرأتين ‪ ،‬أو امرأة ورجلين ‪ ،‬أو رجل واحد أو امرأة‬
‫واحدة‪ ..‬ول أثر للذكورة أو النوثة فى الشهادة التى يحكم القضاء‬
‫بناًء على ما تقدمه له من البينات‪..‬‬
‫أما آية سورة البقرة ‪ ،‬والتى قالت‪ ] :‬واستشهدوا شهيدين من‬
‫رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من‬
‫الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الخرى[ فإنها تتحدث‬
‫عن أمر آخر غير" الشهادة " أمام القضاء‪ ..‬تتحدث عن " الشهاد‬
‫" الذى يقوم به صاحب الدين للستيثاق من الحفاظ على د َْينه ‪،‬‬
‫وليس عن " الشهادة " التى يعتمد عليها القاضى فى حكمه بين‬
‫المتنازعين‪ ..‬فهى ‪ -‬الية ‪ -‬موجهة لصاحب الحق الد ّْين وليس إلى‬
‫القاضى الحاكم فى النزاع‪ ..‬بل إن هذه الية ل تتوجه إلى كل‬
‫صاحب حق د َْين ول تشترط ما اشترطت من مستويات الشهاد‬
‫وعدد الشهود فى كل حالت الد ّْين‪ ..‬وإنما توجهت بالنصح‬
‫والرشاد فقط النصح والرشاد إلى دائن خاص ‪ ،‬وفى حالت‬
‫خاصة من الديون ‪ ،‬لها ملبسات خاصة نصت عليها الية‪ ..‬فهو‬
‫دين إلى أجل مسمى‪ ..‬ولبد من كتابته‪ ..‬ولبد من عدالة الكاتب‪.‬‬
‫ويحرم امتناع الكاتب عن الكتابة‪..‬ولبد من إملء الذى عليه‬
‫الحق‪ ..‬وإن لم يستطع فليملل وليه بالعدل‪ ..‬والشهاد ل بد أن‬
‫يكون من رجلين من المؤمنين‪ ..‬أو رجل وامرأتين من المؤمنين‪..‬‬
‫وأن يكون الشهود ممن ترضى عنهم الجماعة‪ ..‬ول يصح امتناع‬
‫الشهود عن الشهادة‪ ..‬وليست هذه الشروط بمطلوبة فى‬
‫التجارة الحاضرة‪ ..‬ول فى المبايعات‪..‬‬
‫ثم إن الية ترى فى هذا المستوى من الشهاد الوضع القسط‬
‫والقوم‪ ..‬وذلك ل ينفى المستوى الدنى من القسط‪..‬‬
‫ولقد فقه هذه الحقيقة حقيقة أن هذه الية إنما تتحدث عن "‬
‫الشهاد" فى د َْين خاص ‪ ،‬وليس عن الشهادة‪ ..‬وإنها نصيحة‬
‫وإرشاد لصاحب الد ّْين ذى المواصفات والملبسات الخاصة‬
‫وليست تشريعا ً موجها ً إلى القاضى الحاكم فى المنازعات‪ ..‬فقه‬
‫ذلك العلماء المجتهدون‪..‬‬
‫صلوا‬
‫ومن هؤلء العلماء الفقهاء الذين فقهوا هذه الحقيقة ‪ ،‬وف ّ‬
‫القول فيها شيخ السلم ابن تيمية ]‪ 661728‬هجرية ‪1263/‬‬
‫‪ [1328‬وتلميذه العلمة ابن القيم ]‪ 691751‬هجرية ‪1292 /‬‬
‫‪1350‬م [ من القدماء والستاذ المام الشيخ محمد عبده ]‬
‫‪ 12651323‬هجرية [ والمام الشيخ محمود شلتوت ]‬
‫‪ 13101383‬هجرية ‪18931963/‬م[ من المحدثين والمعاصرين‬
‫فقال ابن تيمية فيما يرويه عنه ويؤكد عليه ابن القيم‪:‬‬
‫قال عن " البينة " التى يحكم القاضى بناء عليها‪ ..‬والتى وضع‬
‫قاعدتها الشرعية والفقهية حديث رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ " :‬البينة على المدعى ‪ ،‬واليمين على المدعى عليه " رواه‬
‫البخارى والترمذى وابن ماجه‪:‬‬
‫" إن البينة فى الشرع ‪ ،‬اسم لما يبّين الحق ويظهره ‪ ،‬وهى تارة‬
‫تكون أربعة شهود ‪ ،‬وتارة ثلثة ‪ ،‬بالنص فى بينة المفلس ‪ ،‬وتارة‬
‫شاهدين ‪ ،‬وشاهد واحد ‪ ،‬وامرأة واحدة ‪ ،‬وتكون ُنكول ً )‪، (2‬‬
‫ويميًنا‪ ،‬أو خمسين يمينا ً أو أربعة أيمان ‪ ،‬وتكون شاهد الحال‪.‬‬
‫فقوله صلى الله عليه وسلم‪ " :‬البينة على المدعى " ‪ ،‬أى عليه‬
‫أن يظهر ما يبّين صحة دعواه ‪ ،‬فإذا ظهر صدقه بطريق من‬
‫كم له‪ (3) " ..‬فكما تقوم البينة بشهادة الرجل الواحد‬ ‫ح ِ‬
‫الطرق ُ‬
‫أو أكثر ‪ ،‬تقوم بشهادة المرأة الواحدة ‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬وفق معيار البينة‬
‫التى يطمئن إليها ضمير الحاكم ‪ -‬القاضى ‪..-‬‬
‫صل ابن تيمية القول فى التمييز بين طرق حفظ الحقوق ‪،‬‬ ‫ولقد ف ّ‬
‫التى أرشدت إليها ونصحت بها آية الشهاد ‪ -‬الية ‪ 282‬من سورة‬
‫دين " وبين طرق‬ ‫البقرة وهى الموجهة إلى صاحب " الحق ال ّ‬
‫البينة ‪ ،‬التى يحكم الحاكم القاضى بناء عليها‪ ..‬وأورد ابن القيم‬
‫تفصيل ابن تيمية هذا تحت عنوان ] الطرق التى يحفظ بها‬
‫النسان حقه [‪ ..‬فقال‪:‬‬
‫" إن القرآن لم يذكر الشاهدين ‪ ،‬والرجل والمرأتين فى طرق‬
‫الحكم التى يحكم بها الحاكم ‪ ،‬وإنما ذكر النوعين من البينات فى‬
‫الطرق التى يحفظ بها النسان حقه ‪ ،‬فقال تعالى‪)?? :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب‬
‫بينكم كاتب بالعدل ول يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب‬
‫وليملل الذى عليه الحق وليتق الله ربه ول يبخس منه شيئا ً فإن‬
‫كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو ل يستطيع أن يمل هو‬
‫فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم‬
‫يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ( )‪..(4‬‬
‫فأمرهم ‪ ،‬سبحانه ‪ ،‬بحفظ حقوقهم بالكتاب )‪ ، (5‬وأمر من عليه‬
‫الحق أن يملى الكاتب ‪ ،‬فإن لم يكن ممن يصح إملؤه أملى عنه‬
‫وليه ‪ ،‬ثم أمر من له الحق أن يستشهد على حقه رجلين ‪ ،‬فإن‬
‫لم يجد فرجل وامرأتان ‪ ،‬ثم نهى الشهداء المتحملين للشهادة‬
‫خص لهم فى‬ ‫عن التخلف عن إقامتها إذا ُ‬
‫طلبوا لذلك ‪ ،‬ثم ر ّ‬
‫التجارة الحاضرة أل يكتبوها ‪ ،‬ثم أمرهم بالشهاد عند التبايع ‪ ،‬ثم‬
‫أمرهم إذا كانوا على سفر ولم يجدوا كاتبا ً ‪ ،‬أن يستوثقوا بالرهان‬
‫المقبوضة‪.‬‬
‫كل هذا نصيحة لهم ‪ ،‬وتعليم وإرشاد لما يحفظون به حقوقهم ‪،‬‬
‫وما تحفظ به الحقوق شئ وما يحكم به الحاكم ] القاضى [‬
‫شئ ‪ ،‬فإن طرق الحكم أوسع من الشاهد والمرأتين ‪ ،‬فإن‬
‫الحاكم يحكم بالنكول ‪ ،‬واليمين المردودة ول ذكر لهما فى‬
‫القرآن وأيضًا‪ :‬فإن الحاكم يحكم بالقرعة بكتاب الله وسنة‬
‫رسوله الصريحة الصحيحة‪ ..‬ويحكم بالقافة )‪ (6‬بالسنة الصريحة‬
‫الصحيحة التى ل معارض لها ويحكم بالقامة )‪ (7‬بالسنة الصحيحة‬
‫الصريحة ‪ ،‬ويحكم بشاهد الحال إذا تداعى الزوجان أو الصانعان‬
‫متاع البيت والدكان ‪ ،‬ويحكم ‪ ،‬عند من أنكر الحكم بالشاهد‬
‫واليمين بوجود الجر فى الحائط ‪ ،‬فيجعله للمدعى إذا كان جهته‬
‫وهذا كله ليس فى القرآن ‪ ،‬ول حكم به رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ول أحد من أصحابه‪..‬‬
‫ل عن‬ ‫فإن قيل‪ :‬فظاهر القرآن يدل على أن الشاهد والمرأتين بد ٌ‬
‫ضى بهما إل عند عدم الشاهدين‪.‬‬ ‫ق َ‬
‫الشاهدين ‪ ،‬وأنه ل ي ُ ْ‬
‫قيل‪ :‬القرآن ل يدل على ذلك ‪ ،‬فإن هذا أمر لصحاب الحقوق بما‬
‫يحفظون به حقوقهم ‪ ،‬فهو سبحانه أرشدهم إلى أقوى الطرق ‪،‬‬
‫فإن لم يقدروا على أقواها انتقلوا إلى ما دونها‪ ..‬وهو سبحانه لم‬
‫يذكر ما يحكم به الحاكم ‪ ،‬وإنما أرشدنا إلى ما يحفظ به الحق ‪،‬‬
‫وطرق الحكم أوسع من الطرق التى ُتحفظ بها الحقوق " )‪..(8‬‬
‫وبعد إيراد ابن القيم لهذه النصوص نقل ً عن شيخه وشيخ السلم‬
‫ابن تيمية علق عليها ‪ ،‬مؤكدا ً إياها ‪ ،‬فقال‪ " :‬قلت ] أى ابن‬
‫كم إل بشاهدين ‪،‬أو‬ ‫ح َ‬
‫القيم [‪ :‬وليس فى القرآن ما يقتضى أنه ل ي ُ ْ‬
‫شاهد وامرأتين ‪ ،‬فإن الله سبحانه إنما أمر بذلك أصحاب الحقوق‬
‫أن يحفظوا حقوقهم بهذا الّنصاب ‪ ،‬ولم يأمر بذلك الحكام أن‬
‫يحكموا به ‪ ،‬فضل ً عن أن يكون قد أمرهم أل يقضوا إل بذلك‪.‬‬
‫ولهذا يحكم الحاكم بالنكول ‪ ،‬واليمين المردودة ‪ ،‬والمرأة‬
‫مط )‪(9‬‬ ‫ق ُ‬‫الواحدة ‪ ،‬والنساء المنفردات ل رجل معهن ‪ ،‬وبمعاقد ال ُ‬
‫‪ ،‬ووجوه الجّر ‪ ،‬وغير ذلك من طرق الحكم التى ُتذكر فى‬
‫القرآن‪..‬فطرق الحكم شئ ‪ ،‬وطرق حفظ الحقوق شئ آخر ‪،‬‬
‫وليس بينهما تلزم ‪ ،‬فُتحفظ الحقوق بما ل يحكم به الحاكم مما‬
‫يعلم صاحب الحق أنه يحفظ به حقه ‪ ،‬ويحكم الحاكم بما ل‬
‫يحفظ به صاحب الحق حقه ‪ ،‬ول خطر على باله‪.(10) " ..‬‬
‫فطرق الشهاد ‪ ،‬فى آية سورة البقرة التى تجعل شهادة‬
‫المرأتين تعدل شهادة رجل واحد هى نصيحة وإرشاد لصاحب‬
‫دين ذى الطبيعة الخاصة ‪ ..-‬وليست التشريع الموجه إلى‬ ‫ال ّ‬
‫الحاكم القاضى والجامع لطرق الشهادات والبينات‪ ..‬وهى أيضا ً‬
‫خاصة بد َْين له مواصفاته وملبساته ‪ ،‬وليست التشريع العام فى‬
‫البينات التى ُتظهر العدل فيحكم به القضاة‪..‬‬
‫* وبعد هذا الضبط والتمييز والتحديد‪ ..‬أخذ ابن تيمية يعدد حالت‬
‫البينات والشهادات التى يجوز للقاضى الحاكم الحكم بناء عليها‪..‬‬
‫فقال‪ " :‬إنه يجوز للحاكم ? ] القاضى [ ? الحكم بشهادة الرجل‬
‫الواحد إذا عرف صدقه فى غير الحدود ‪ ،‬ولم يوجب الله على‬
‫الحاكم أل يحكم إل بشاهدين أصل ً ‪ ،‬وإنما أمر صاحب الحق أن‬
‫يحفظ حقه بشاهدين ‪ ،‬أو بشاهد وامرأتين ‪ ،‬وهذا ل يدل علىأن‬
‫الحاكم ل يحكم بأقل من ذلك ‪ ،‬بل قد حكم رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬بالشاهد واليمين ‪ ،‬وبالشاهد فقط ‪ ،‬وليس ذلك‬
‫مخالفا ً لكتاب الله عند من فهمه ‪ ،‬ول بين حكم الله وحكم‬
‫رسوله خلف‪ ..‬وقد قبل النبى صلى الله عليه وسلم شهادة‬
‫العرابى وحده على رؤية هلل رمضان ‪ ،‬وتسمية بعض الفقهاء‬
‫ذلك إخبارا ً ‪ ،‬ل شهادة ‪ ،‬أمر لفظى ل يقدح فى الستدلل ‪ ،‬ولفظ‬
‫الحديث يرد ّ قوله ‪ ،‬وأجاز صلى الله عليه وسلم شهادة الشاهد‬
‫سَلب )‪ ، (11‬ولم يطالب القاتل بشاهد آخر ‪،‬‬ ‫الواحد فى قضية ال ّ‬
‫واستحلفه ‪ ،‬وهذه القصة ]وروايتها فى الصحيحين[ صريحة فى‬
‫ذلك‪ ..‬وقد صرح الصحاب‪ :‬أنه ُتقبل شهادة الرجل الواحد من‬
‫خَرقى ]‪ 334‬هجرية‬ ‫غير يمين عند الحاجة ‪ ،‬وهو الذى نقله ال ِ‬
‫‪945‬م [ فى مختصره ‪،‬فقال‪ :‬وِتقبل شهادة الطبيب العدل فى‬
‫الموضحة )‪ (12‬إذا لم يقدر على طبيبين ‪ ،‬وكذلك البيطار فى داء‬
‫الدابة‪.(13) "..‬‬
‫* وكما تجوز شهادة الرجل الواحد فى غير الحدود‪ ..‬وكما تجوز‬
‫شهادة الرجال وحدهم في الحدود ‪ ،‬تجوز عند البعض شهادة‬
‫النساء وحدهن فى الحدود‪ ..‬وعن ذلك يقول ابن تيمية ‪ ،‬فيما‬
‫نقله ابن القيم‪ " :‬وقد قبل النبى صلى الله عليه وسلم شهادة‬
‫المرأة الواحدة فى الرضاع ‪ ،‬وقد شهدت على فعل نفسها ‪ ،‬ففى‬
‫الصحيحين عن عقبة ابن الحارث‪ " :‬أنه تزوج أم يحيى بنت أبى‬
‫ت ذلك‬ ‫َ‬
‫ة سوداء ‪ ،‬فقالت‪ :‬قد أرضعتكما‪ .‬فذكر ُ‬ ‫م ٌ‬
‫إهاب ‪ ،‬فجاءت أ َ‬
‫ت‬‫للنبى صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأعرض عنى ‪ ،‬قال‪ :‬فتنحي ُ‬
‫ن قد أرضعتكما ! "‪.‬‬ ‫تأ ْ‬
‫ت ذلك له ‪ ،‬قال‪ :‬فكيف ؟ وقد زعم ْ‬ ‫فذكر ُ‬
‫وقد نص أحمد على ذلك فى رواية بكر بن محمد عن أبيه ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فى المرأة تشهد على مال يحضره الرجال من إثبات استهلل‬
‫مام يدخله النساء ‪ ،‬فتكون بينهن جراحات‪.‬‬ ‫الصبى )‪ ،(14‬وفى الح ّ‬
‫ت لحمد فى شهادة الستدلل‪" :‬‬ ‫وقال إسحاق بن منصور‪ :‬قل ُ‬
‫مام ‪،‬‬
‫تجوز شهادة امرأة واحدة فى الحيض والعدة والسقط والح ّ‬
‫وكل مال يطلع عليه إل النساء "‪.‬‬
‫فقال‪" :‬تجوز شهادة امرأة إذا كانت ثقة ‪ ،‬ويجوز القضاء بشهادة‬
‫النساء منفردات فى غير الحدود والقصاص عند جماعة من‬
‫خَلف والسلف "‪ .‬وعن عطاء ]‪ 114-27‬هجرية ‪732 647/‬م [‬ ‫ال َ‬
‫أنه أجاز شهادة النساء فى النكاح‪ .‬وعن شريح ]‪ 78‬هجرية ‪/‬‬
‫‪697‬م [ أنه أجاز شهادة النساء فى الطلق‪ .‬وقال بعض الناس‪:‬‬
‫تجوز شهادة النساء فى الحدود‪ .‬وقال مهنا‪ :‬قال لى أحمد بن‬
‫حنبل‪ :‬قال أبو حنيفة‪ :‬تجوز شهادة القابلة وحدها ‪ ،‬وإن كانت‬
‫يهودية أو نصرانية‪.(15) "..‬‬
‫ذلك أن العبرة هنا فى الشهادة إنما هى الخبرة والعدالة ‪،‬‬
‫وليست العبرة بجنس الشاهد ذكرا ً كان أو أنثى ففى مهن مثل‬
‫الطب‪ ..‬والبيطرة‪ ..‬والترجمة أمام القاضى‪ ..‬تكون العبرة‬
‫"بمعرفة أهل الخبرة " )‪.(16‬‬
‫* بل لقد ذكر ابن تيمية فى حديثه عن الشهاد الذى تحدثت عنه‬
‫آية سورة البقرة أن نسيان المرأة ‪ ،‬ومن ثم حاجتها إلى أخرى‬
‫تذكرها )أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الخرى)ليس طبًعا ول‬
‫ما فى كل أنواع الشهادات‪ ..‬وإنما‬ ‫جبلة فى كل النساء ‪ ،‬وليس حت ً‬
‫هو أمر له علقة بالخبرة والمران ‪ ،‬أى أنه مما يلحقه التطور‬
‫والتغيير‪ ..‬وحكى ذلك عنه ابن القيم فقال‪:‬‬
‫" قال شيخنا ابن تيمية ‪ ،‬رحمه الله تعالى‪ :‬قوله تعالى‪)::‬فإن لم‬
‫يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل‬
‫إحداهما فتذكر إحداهما الخرى)فيه دليل على أن استشهاد‬
‫امرأتين مكان رجل واحد إنما هو لذكار إحداهما للخرى ‪ ،‬إذا‬
‫ضلت ‪ ،‬وهذا إنما يكون فيما فيه الضلل فى العادة ‪ ،‬وهو‬
‫ف فيه‬‫النسيان وعدم الضبط‪ ..‬فما كان من الشهادات ل ُيخا ُ‬
‫الضلل فى العادة لم تكن فيه على نصف الرجل‪.(17) "..‬‬
‫دينه وفق‬ ‫فحتى فى الشهاد ‪ ،‬يجوز لصاحب الد ّْين أن يحفظ َ‬
‫نصيحة وإرشاد آية سورة البقرة بإشهاد رجل وامرأة ‪ ،‬أو امرأتين‬
‫‪ ،‬وذلك عند توافر الخبرة للمرأة فى موضوع الشهاد‪ ..‬فهى فى‬
‫هذا الشهاد ليست شهادتها دائما ً على النصف من شهادة‬
‫الرجل‪..‬‬
‫ولقد كرر ابن القيم وأكد هذا الذى أشرنا إلى طرف منه ‪ ،‬فى‬
‫غير كتابه ] الطرق الحكمية فى السياسة الشرعية [ فقال فى‬
‫كتابه " إعلم الموقعين عند رب العالمين" أثناء حديثه عن "‬
‫البينة " وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ " :‬البينة على‬
‫المدعى واليمين على من أنكر " خلل شرحه لخطاب عمر بن‬
‫الخطاب إلى أبى موسى الشعرى ] ‪21‬ق هجرية ‪ 44‬هجرية‬
‫‪665 -602‬م [ فى قواعد القضاء وآدابه ‪ -‬قال‪ " :‬إن البينة فى‬
‫كلم الله ورسوله ‪ ،‬وكلم الصحابة اسم لكل ما يبين الحق‪ ..‬ولم‬
‫يختص لفظ البينة بالشاهدين‪ ..‬وقال الله فى آية الد ّْين‪:‬‬
‫)واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل‬
‫وامرأتان )فهذا فى الّتحمل والوثيقة التى يحفظ بها صاحب المال‬
‫حقه ‪ ،‬ل فى طرق الحكم وما يحكم به الحاكم ‪ ،‬فإن هذا شئ‬
‫وهذا شئ ‪ ،‬فذكر سبحانه ما يحفظ به الحقوق من الشهود ‪ ،‬ولم‬
‫يذكر أن الحكام ل يحكمون إل بذلك‪ ..‬فإن طرق الحكم أعم من‬
‫طرق حفظ الحقوق‪ ..‬وقال سبحانه‪):‬ممن ترضون من الشهداء‬
‫)لن صاحب الحق هو الذى يحفظ ماله بمن يرضاه‪." ..‬‬
‫وعلل ابن تيمية حكمة كون شهادة المرأتين فى هذه الحالة‬
‫تعدلن شهادة الرجل الواحد ‪ ،‬بأن المرأة ليست مما يتحمل عادة‬
‫مجالس وأنواع هذه المعاملت‪ ..‬لكن إذا تطورت خبراتها‬
‫وممارساتها وعاداتها ‪ ،‬كانت شهادتها حتى فى الشهاد على حفظ‬
‫الحقوق والديون مساوية لشهادة الرجل‪ ..‬فقال‪:‬‬
‫" ول ريب أن هذه الحكمة فى التعدد هى فى التحمل ‪ ،‬فأما إذا‬
‫عقلت المرأة ‪ ،‬وحفظت وكانت ممن يوثق بدينها فإن المقصود‬
‫حاصل بخبرها كما يحصل بأخبار الديانات ‪ ،‬ولهذا ُتقبل شهادتها‬
‫وحدها فى مواضع ‪ ،‬وُيحكم بشهادة امرأتين ويمين الطالب فى‬
‫أصح القولين ‪ ،‬وهو قول مالك ] ‪ 179-93‬هجرية ‪795-712‬م [‬
‫وأحد الوجهين فى مذهب أحمد‪" ..‬‬
‫قف الحكم فى حفظ الحقوق البتة‬ ‫والمقصود أن الشارع لم ي َ ِ‬
‫على شهادة ذكرين ‪ ،‬ل فى الدماء ول فى الموال ول فى الفروج‬
‫ول فى الحدود‪ ..‬وسر المسألة أل يلزم من المر بالتعدد فى‬
‫جانب التحمل وحفظ الحقوق المر بالتعدد فى جانب الحكم‬
‫والثبوت ‪ ،‬فالخبر الصادق ل تأتى الشريعة برده أبدًا‪.‬‬
‫وهذا الذى قاله ابن تيمية وابن القيم فى حديثهما عن آية سورة‬
‫البقرة هو الذى ذكره المام محمد عبده ‪ ،‬عندما أرجع تميز‬
‫شهادة الرجال على هذا الحق الذى تحدثت عنه الية على شهادة‬
‫النساء ‪ ،‬إلى كون النساء فى ذلك التاريخ كن بعيدات عن حضور‬
‫مجالس التجارات ‪ ،‬ومن ثم بعيدات عن تحصيل التحمل‬
‫والخبرات فى هذه الميادين‪ ..‬وهو واقع تاريخى خاضع للتطور‬
‫والتغير ‪ ،‬وليس طبيعة ول جبلة فى جنس النساء على مر‬
‫العصور‪ ..‬ولو عاش المام محمد عبده إلى زمننا هذا ‪ ،‬الذى زخر‬
‫ويزخر بالمتخصصات فى المحاسبة والقتصاد وإدارة العمال ‪،‬‬
‫وب " سيدات العمال " اللئى ينافسن " رجال العمال " لفاض‬
‫وتوسع فيما قال ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فحسبه أنه قد تحدث قبل قرن من‬
‫الزمان فى تفسيره لية سورة البقرة هذه رافضا ً أن يكون‬
‫ما فى كل موضوعات الشهادات ‪،‬‬ ‫نسيان المرأة جبلة فيها وعا ّ‬
‫فقال‪:‬‬
‫" تكلم المفسرون فى هذا ‪ ،‬وجعلوا سببه المزاج ‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن‬
‫مزاج المرأة يعتريه البرد فيتبعه النسيان ‪ ،‬وهذا غير متحقق ‪،‬‬
‫والسبب الصحيح أن المرأة ليس من شأنها الشتغال بالمعاملت‬
‫المالية ونحوها من المعاوضات ‪ ،‬فلذلك تكون ذاكرتها ضعيفة ‪،‬ول‬
‫تكون كذلك فى المور المنزلية التى هى شغلها ‪ ،‬فإنها أقوى‬
‫ذاكرة من الرجل ‪ ،‬يعنى أن من طبع البشر ذكرانا ً وإناثا ً أن يقوى‬
‫تذكرهم للمور التى تهمهم ويكثر اشتغالهم بها " )‪.(18‬‬
‫ولقد سار الشيخ محمود شلتوت الذى استوعب اجتهادات ابن‬
‫تيمية وابن القيم ومحمد عبده مع هذا الطريق ‪ ،‬مضيفا ً إلى هذه‬
‫الجتهادات علما ً آخر عندما لفت النظر إلى تساوى شهادة الرجل‬
‫فى " اللعان "‪ ..‬فكتب يقول عن شهادة المرأة وكيف أنها دليل‬
‫على كمال أهليتها ‪ ،‬وذلك على العكس من الفكر المغلوط الذى‬
‫صا من إنسانيتها‪..‬‬ ‫يحسب موقف السلم من هذه القضية انتقا ً‬
‫كتب يقول‪:‬‬
‫إن قول الله سبحانه وتعالى‪) :‬فإن لم يكونا رجلين فرجل‬
‫وامرأتان )ليس واردا ً فى مقام الشهادة التى يقضى بها القاضى‬
‫ويحكم ‪ ،‬وإنما هو فى مقام الرشاد إلى طرق الستيثاق‬
‫والطمئنان على الحقوق بين المتعاملين وقت التعامل)يأيها الذين‬
‫آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم‬
‫كاتب بالعدل وليأب كاتب أن يكتب كما علمه الله )إلى أن قال‪:‬‬
‫)واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل‬
‫وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر‬
‫إحداهما الخرى ( )‪.(19‬‬
‫فالمقام مقام استيثاق على الحقوق ‪ ،‬ل مقام قضاء بها‪ .‬والية‬
‫ترشد إلى أفضل أنواع الستيثاق الذى تطمئن به نفوس‬
‫المتعاملين على حقوقهم‪.‬‬
‫وليس معنى هذا أن شهادة المرأة الواحدة أو شهادة النساء‬
‫اللتى ليس معهن رجل ‪ ،‬ليثبت بها الحق ‪ ،‬ول يحكم بها‬
‫القاضى ‪ ،‬فإن أقصى ما يطلبه القضاء هو " البينة "‪.‬‬
‫وقد حقق العلمة ابن القيم أن البينة فى الشرع أعم من‬
‫الشهادة ‪ ،‬وأن كل ما يتبين به الحق ويظهره ‪ ،‬هو بينة يقضى بها‬
‫القاضى ويحكم‪ .‬ومن ذلك‪ :‬يحكم القاضى بالقرائن القطعية ‪،‬‬
‫ويحكم بشهادة غير المسلم متى وثق بها واطمأن إليها‪.‬‬
‫واعتبار المرأتين فى الستيثاق كالرجل الواحد ليس لضعف عقلها‬
‫‪ ،‬الذى يتبع نقص إنسانيتها ويكون أثرا ً له ‪ ،‬وإنما هو لن المرأة‬
‫كما قال الشيخ محمد عبده " ليس من شأنها الشتغال‬
‫بالمعاملت المالية ونحوها من المعاوضات ‪ ،‬ومن هنا تكون‬
‫ذاكرتها فيها ضعيفة ‪ ،‬ول تكون كذلك فى المور المنزلية التى‬
‫هى شغلها ‪ ،‬فإنها فيها أقوى ذاكرة من الرجل ‪ ،‬ومن طبع البشر‬
‫عامة أن يقوى تذكرهم للمور التى تهمهم ويمارسونها ‪ ،‬ويكثر‬
‫اشتغالهم بها‪.‬‬
‫والية جاءت على ما كان مألوفا ً فى شأن المرأة ‪ ،‬ول يزال أكثر‬
‫النساء كذلك ‪ ،‬ل يشهدن مجالس المداينات ول يشتغلن بأسواق‬
‫المبايعات ‪ ،‬واشتغال بعضهن بذلك ل ينافى هذا الصل الذى‬
‫تقضى به طبيعتها فى الحياة‪.‬‬
‫وإذا كانت الية ترشد إلى أكمل وجوه الستيثاق ‪ ،‬وكان‬
‫المتعاملون فى بيئة يغلب فيها اشتغال النساء بالمبايعات وحضور‬
‫مجالس المداينات ‪ ،‬كان لهم الحق فى الستيثاق بالمرأة على‬
‫نحو الستيثاق بالرجل متى اطمأنوا إلى تذكرها وعدم نسيانها‬
‫على نحو تذكر الرجل وعدم نسيانه‪.‬‬
‫هذا وقد نص الفقهاء على أن من القضايا ما تقبل فيه شهادة‬
‫المرأة وحدها ‪ ،‬وهى القضايا التى لم تجر العادة بإطلع الرجال‬
‫على موضوعاتها ‪ ،‬كالولدة والبكارة ‪ ،‬وعيوب النساء والقضايا‬
‫الباطنية‪.‬‬
‫وعلى أن منها ما تقبل فيه شهادة الرجل وحده ‪ ،‬وهى القضايا‬
‫التى تثير موضوعاتها عاطفة المرأة ول تقوى على تحملها ‪ ،‬على‬
‫أنهم قدروا قبول شهادتها فى الدماء إذا تعينت طريقا ً لثبوت‬
‫الحق واطمئنان القاضى إليها‪ .‬وعلى أن منها ما تقبل شهادتهما‬
‫معًا‪.‬‬
‫ومالنا نذهب بعيدا ً ‪ ،‬وقد نص القرآن على أن المرأة كالرجل‬
‫سواء بسواء فى شهادات اللعان ‪ ،‬وهو ما شرعه القرآن بين‬
‫الزوجين حينما يقذف الرجل زوجه وليس له على ما يقول شهود‬
‫)والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إل أنفسهم فشهادة‬
‫أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين * والخامسة أن‬
‫لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين * ويدرأ عنها العذاب أن تشهد‬
‫أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين * والخامسة أن غضب الله‬
‫عليها إن كان من الصادقين ( )‪.(20‬‬
‫أربع شهادات من الرجل ‪ ،‬يعقبها استمطار لعنة الله عليه إن كان‬
‫من الكاذبين ‪ ،‬ويقابلها ويبطل عملها ‪ ،‬أربع شهادات من المرأة‬
‫يعقبها استمطار غضب الله عليها إن كان من الصادقين‪ ..‬فهذه‬
‫عدالة السلم فى توزيع الحقوق العامة بين الرجل والمرأة ‪،‬‬
‫وهى عدالة تحقق أنهما فى النسانية سواء‪.(21) ..‬‬
‫هكذا وضحت صفحة السلم‪ ..‬وصفحات الجتهاد السلمى فى‬
‫قضية مساواة شهادة المرأة وشهادة الرجل ‪ ،‬طالما امتلك‬
‫الشاهد أو الشاهدة مقومات ومؤهلت وخبرة هذه الشهادة‪ ..‬لن‬
‫الهلية النسانية بالنسبة لكل منهما واحدة ‪ ،‬ونابعة من وحدة‬
‫الخلق ‪ ،‬والمساواة فى التكاليف ‪ ،‬والتناصر فى المشاركة بحمل‬
‫المانة التى حملها النسان ‪ ،‬أمانة استعمار وعمران هذه الحياة‪.‬‬
‫*وأخيرا ً وليس آخرا ً فإن ابن القيم يستدل بالية القرآنية‪) :‬وكذلك‬
‫جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول‬
‫عليكم شهيدا ً ( )‪ .(22‬على أن المرأة كالرجل فى هذه الشهادة‬
‫على بلغ الشريعة ورواية السنة النبوية‪ ..‬فالمرأة كالرجل فى "‬
‫رواية الحديث " ‪ ،‬التى هى شهادة على رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪..‬‬
‫وإذا كان ذلك مما أجمعت عليه المة ‪ ،‬ومارسته راويات الحديث‬
‫النبوى جيل ً بعد جيل " والرواية شهادة " فكيف تقبل الشهادة من‬
‫المرأة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ول تقبل على واحد‬
‫من الناس ؟‪ ..‬إن المرأة العدل ] بنص عبارة ابن القيم [ كالرجل‬
‫فى الصدق والمانة والديانة )‪.(23‬‬
‫ذلكم هو منطق شريعة السلم وكلها منطق وهذا هوعدلها بين‬
‫النساء والرجال وكلها عدل وكما يقول ابن القيم‪ ":‬وما أثبت الله‬
‫سا أو عقل ً ‪،‬‬ ‫ورسوله قط حكما ً من الحكام ُيقطع ببطلن سببه ح ّ‬
‫ما منه‬‫فحاشا أحكامه سبحانه من ذلك ‪ ،‬فإنه ل أحسن حك ً‬
‫سبحانه وتعالى ول أعدل‪ .‬ول يحكم حكما ً يقول العقل‪ :‬ليته حكم‬
‫طر بحسنها ‪،‬‬ ‫ف َ‬‫بخلفه ‪ ،‬بل أحكامه كلها مما يشهد العقل وال ِ‬
‫ووقوعها على أتم الوجوه وأحسنها ‪ ،‬وأنه ل يصلح فى موضعها‬
‫سواها " )‪.(24‬‬
‫هذا‪ ..‬ولقد تعمدنا فى إزالة هذه الشبهة أمران‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬أن ندع نصوص أئمة الجتهاد السلمى هى التى تبدد‬
‫غيوم هذه الشبهة ‪ ،‬ل نصوصنا نحن‪ ..‬وذلك حتى ل ندع سبيل ً‬
‫لشبهات جديدة فى هذا الموضوع !‬
‫وثانيهما‪ :‬أن تكون هذه النصوص للئمة المبرزين فى إطار‬
‫السلف والسلفيين‪ ..‬وذلك حتى نقطع الطريق على أدعياء‬
‫السلفية الذين حملوا العادات الراكدة لمجتمعاتهم على دين‬
‫السلم ‪ ،‬فاستبدلوا هذه العادات بشريعة السلم !‪ ..‬وحتى نقطع‬
‫الطريق كذلك على غلة العلمانيين والعلمانيات ‪ ،‬الذين استبدلوا‬
‫البدع الفكرية الوافدة بحقائق وحقيقة السلم ‪ ،‬والذين‬
‫يتحسسون مسدساتهم إذا ذكرت مصطلحات السلفية والسلفيين‬
‫!‪..‬‬
‫فإنصاف المرأة ‪ ،‬وكمال واكتمال أهليتها هو موقف السلم ‪،‬‬
‫الذى نزل به الروح المين على قلب الصادق المين‪ ..‬وهو موقف‬
‫كل تيارات الجتهاد السلمى ‪ ،‬على امتداد تاريخ السلم‪.‬‬
‫)‪ (1‬البقرة‪.282 :‬‬
‫)‪ (2‬النكول‪ :‬هو المتناع عن اليمين‪.‬‬
‫)‪ (3‬ابن القيم ] الطرق الحكمية فى السياسة الشرعية [ ص ‪.34‬‬
‫تحقيق محمد جميل غازى‪ .‬طبعة القاهرة سنة ‪1977‬م‪.‬‬
‫)‪ (4‬سورة البقرة‪.282 :‬‬
‫)‪ (5‬أى الكتابة‪.‬‬
‫)‪ (6‬القافة‪ :‬مفردها قائف هو الذى يعرف الثار آثار القدام‬
‫ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه‪..‬‬
‫)‪ (7‬القامة‪ :‬اليمان ‪ ،‬تقسم على أهل المحلة الذين وجد المقتول‬
‫فيهم‪.‬‬
‫)‪ ] (8‬الطرق الحكمية فى السياسة الشرعية [ص ‪، 105-103‬‬
‫‪.219،236‬‬
‫)‪ (9‬مفردها قمط بكسر القاف وسكون الميم‪ :‬ما تشد به‬
‫الخصاص ومكونات البناء ولبناته‪.‬‬
‫)‪ ] (10‬الطرق الحكمية فى السياسة الشرعية [ ص ‪.198‬‬
‫سلب بفتح السين مشددة ‪ ،‬وفتح اللم ‪ :-‬هو متاع القتيل‬ ‫)‪ (11‬ال ّ‬
‫سل َب ُ ُ‬
‫ه "‪.‬‬ ‫وعدته ‪ ،‬يأخذه قاتله‪ ..‬وفى الحديث‪ " :‬من قتل قتيل ً فله َ‬
‫)‪ (12‬الموضحة‪ :‬هى الجراحات التى هى دون قتل النفس‪.‬‬
‫)‪ ] (13‬الطرق الحكمية فى السياسة الشرعية [ ص ‪، 113 ، 98‬‬
‫‪.123‬‬
‫)‪ (14‬استهلل الصبى‪ :‬هو أن يحدث منه ما يدل على حياته ساعة‬
‫الولدة من رفع صوت أو حركة عضو أو عين ‪ ،‬وهو شرط لتمتعه‬
‫بحقوق الحياء‪.‬‬
‫)‪] (15‬الطرق الحكمية فى السياسة الشرعية [ ص ‪.117-115‬‬
‫)‪ (16‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.193 ، 188‬‬
‫)‪ ] (17‬إعلم الموقعين عن رب العالمين [ ج ‪ 1‬ص ‪-94 ،92-90‬‬
‫‪ .103،104، 95‬طبعة بيروت سنة ‪1973‬م‪.‬‬
‫)‪ ] (18‬العمال الكاملة للمام محمد عبده [ ج ‪ 4‬ص ‪.732‬‬
‫دراسة وتحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد عمارة‪ .‬طبعة القاهرة سنة ‪1993‬م‪.‬‬
‫)‪ (19‬البقرة‪.282 :‬‬
‫)‪ (20‬النور‪.69:‬‬
‫)‪ ] (21‬السلم عقيدة وشريعة [ ص ‪ .241 -239‬طبعة القاهرة‬
‫سنة ‪ 1400‬هجرية سنة ‪1980‬م‪.‬‬
‫)‪ (22‬البقرة‪.143 :‬‬
‫)‪ ] (23‬الطرق الحكمية فى السياسة الشرعية [ ص ‪.244 ،236‬‬
‫)‪ (24‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.329‬‬
‫=====================‬
‫حفظ السلم حقوق المرأة‬
‫بقلم الستاذ علء أبوبكر‬
‫حقوق المرأة قبل السلم‪:‬‬
‫المرأة عند الشعوب البدائية‪:‬‬
‫كانت الفتاة فى الشعوب البدائية حين تبلغ طور المراهقة‪ُ ،‬تعَزل‬
‫فل تكلم أحدا ً غير أمها‪ ،‬ول تكلمها إل بصوت خفيض ‪ ،‬كما أن‬
‫الولد إذا وصل إلى مرحلة البلوغ يأخذونه ليغتسل فى بعض‬
‫العيون المقدسة ‪ ،‬وذلك لكى يخلص من روائح النوثة التى‬
‫علقت به من مصاحبته لمه‪.‬‬
‫المرأة عند الهنود القدماء‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كانت المرأة عند الهنود القدماء تعتبر مخلوقا نجسا ‪ ،‬ولم يكن‬
‫للمرأة فى شريعة مانو حق فى الستقلل عن أبيها أو زوجها أو‬
‫ولدها ‪ ،‬فإذا مات هؤلء جميعا ً وجب أن تنتمى إلى رجل من‬
‫أقارب زوجها ‪ ،‬وهى بذلك قاصرة طيلة حياتها ‪ ،‬ولم يكن لها حق‬
‫فى الحياة بعد وفاة زوجها ‪ ،‬وكانت إذا مات عنها زوجها ُتحَرق مع‬
‫جثته بالنار المقدسة ‪ ،‬بل إن بعض القبائل الهندية القديمة كانت‬
‫ل تراها أهل ً لُتحَرق مع جثة زوجها باعتبارها المخلوق النجس‪،‬‬
‫ولذلك كانوا يرون دفنها حية أو حرقها بعد موت زوجها‪ .‬فإذا كان‬
‫ن جميعًا‪.‬‬ ‫ن جميعا ً أو ُ‬
‫حرِقْ َ‬ ‫للرجل أكثر من زوجة د ُفِ ّ‬
‫ّ‬
‫وفى حياة الزوج كان له أن ُيطلق الزوجة متى شاء وكيف شاء ‪،‬‬
‫أما هى فليس لها الحق فى أن تطلب الطلق من زوجها مهما‬
‫يكن من أمر الزوج ‪ ،‬حتى لو أصيب بأمراض تمنع من أهليته‬
‫للحياة الزوجية‪.‬‬
‫وقد لقيت الحكومات الهندية أشد الفتن من مجتمعاتها ‪ ،‬خاصة‬
‫من رجال الدين الهنود‪ ،‬حين حاولت القضاء على مثل هذه‬
‫العادات المسترذلة والتى استمرت تهضم حقوق المرأة وكيانها‬
‫حتى القرن السابع عشر‪.‬‬
‫وفى شرائع الهندوس أنه‪) :‬ليس الصبر المقدر ‪ ،‬والريح ‪،‬‬
‫والموت ‪ ،‬والجحيم ‪ ،‬والسم ‪ ،‬والفاعى ‪ ،‬والنار‪ ،‬أسوأ من‬
‫المرأة(‬
‫)ويذكر جوستاف لوبون أن المرأة فى الهند )ت ُّعد بعلها ممثل ً‬
‫لللهة فى الرض ‪ ،‬وت ُعَد ّ المرأة العزب‪ ،‬والمرأة اليم‪ ،‬على‬
‫الخصوص من المنبوذين من المجتمع الهندوسى‪ ،‬والمنبوذ عندهم‬
‫فى رتبة الحيوان‪ ،‬والمرأة الهندوسية إذا فقدت زوجها ظلت فى‬
‫مل كإنسان‪ ،‬وع ُد ّ نظرها مصدرا ً‬ ‫الحداد بقية حياتها‪ ،‬وعادت ل ُتعا َ‬
‫لكل شؤم على ما تنظر إليه‪ ،‬وعدت مدنسة لكل شىء تلمسه‪،‬‬
‫وأفضل شىء لها أن تقذف نفسها‬
‫فى النار التى يحرق بها جثمان زوجها ‪ ،‬وإل لقيت الهوان الذى‬
‫يفوق عذاب النار‪(.‬‬
‫المرأة فى الصين‪:‬‬
‫كانت المرأة فى الصين ل تقل مهانة أو مأساة عن بقية‬
‫المجتمعات ‪ ،‬فكانت النظرة إليها واحدة ‪ ،‬ويظهر مدى امتهان‬
‫المرأة فى المثل الصينى الذى يقول‪ :‬إن المرأة كالكرة ‪ ،‬كلما‬
‫ركلتها برجلك ارتفعت إلى أعلى‪.‬‬
‫وشبهت المرأة عندهم بالمياه المؤلمة التى تغسل السعادة‬
‫والمال ‪ ،‬وللصينى الحق فى أن يبيع زوجته كالجارية‪ ،‬وإذا ترملت‬
‫المرأة الصينية أصبح لهل الزوج الحق فيها كإرث‪ ،‬وللصينى‬
‫الحق فى أن يدفن زوجته حية‪.‬‬
‫المرأة عند المصريين القدماء‪:‬‬
‫إن البلد الوحيدة التى نالت فيها المرأة بعض الحقوق قديما ً هى‬
‫مصر الفرعونية ‪ ،‬إذ كان لها أن تملك ‪ ،‬وأن ترث ‪ ،‬وأن تقوم‬
‫على شئون السرة فى غيبة الزوج ‪ ،‬ولكن مع ذلك فقد كان‬
‫الرجل سيدا ً على المرأة خاصة زوجته ‪ ،‬ولكن ليس بالفهوم الذى‬
‫رأيناه أنه يملكها وله الحق فى بيعها أو قتلها ‪ ،‬ولكن بمعنى أنه‬
‫م عليها وعلى بيته‪.‬‬ ‫قي ّ ٌ‬
‫المرأة الكلدانية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كانت المرأة الكلدانية خاضعة خضوعا تاما لرب السرة ‪ ،‬وكان‬
‫للوالد الحق فى أن يبذل زوجته أو ابنته لسداد دينه ‪ ،‬وكانت‬
‫المرأة تحتمل وحدها العباء المنزلية ‪ ،‬فتذهب كل يوم لجلب‬
‫الماء من النهر أو البئر ‪ ،‬وتقوم وحدها بطحن الحبوب بالرحى‬
‫وإعداد الخبز ‪ ،‬كما تقوم بغزل ونسج وحياكة الملبس‪ .‬وهذا كان‬
‫حالها فى الطبقات الفقيرة‪.‬‬
‫أما فى الطبقات الموسرة فكانت المرأة ل تخرج من منزلها ‪ ،‬بل‬
‫يقوم على خدمتها فى المنزل خدم وحشم‪ .‬وأما نساء الملوك‬
‫مح لحد برؤيتهن ول التحدث إليهن أو حتى‬ ‫الكلدانيين فكان ل ُيس َ‬
‫التحدث عنهن‪.‬‬
‫وكان من حق الرجل طلق زوجته متى أراد أما المرأة فإذا أبدت‬
‫رغبة فى الطلق‬
‫دت فى الشوارع‬ ‫حت فى النهر لتغرق ‪ ،‬أو طر َ‬ ‫من زوجها ط ُرِ َ‬
‫نصف عارية لتتعرض للمهانة والفجور‪.‬‬
‫وقد روى هيرودوت المؤرخ اليونانى القديم أن كل امرأة كلدانية‬
‫كان عليها فى مدينة بابل أن تذهب إلى الزهرة اللهة )مليتا(‬
‫ليواقعها أجنبى حتى ترضى عنها اللهة‪ .‬ولم يكن من حقها أن ترد‬
‫من يطلبها كائنا ً من كان ‪ ،‬ما دام أول رجل يرمى إليها بالجعالة‬
‫]المال المبذول والذى كان ُيعتبر حينئذ مال ً مقدسًا[ ثم ترجع بعد‬
‫ذلك إلى منزلها لتنتظر الزوج‪.‬‬
‫وكانت إذا تزوجت ولم تحمل لفترة طويلة اعتبرت أنها أصابتها‬
‫لعنة اللهة أو أصابها مس من الشيطان فتصبح فى حاجة إلى‬
‫الرقى والطلسم ‪ ،‬فإذا ضلت عاقرا ً بعد ذلك فلبد من موتها‬
‫للتخلص منها‪.‬‬
‫وهذا أقرب ما يكون للقانون اليهودى عند إصابة أحد بالمس فإنه‬
‫كان في رجل أ َو ا َ‬
‫ن‬
‫جا ّ‬‫مَرأةٍ َ‬
‫َ ُ ٍ ِ ْ‬ ‫ذا َ َ ِ‬ ‫ُيقَتل رجل ً كان أم امرأة‪»27) :‬وَإ ِ َ‬
‫ه«‪ (.‬لويين ‪:20‬‬ ‫ه ع َل َي ْ ِ‬
‫م ُ‬‫ه‪ .‬د َ ُ‬
‫مون َ ُ‬‫ج ُ‬ ‫جاَرةِ ي َْر ُ‬
‫ح َ‬‫ل‪ِ .‬بال ْ ِ‬
‫قت َ ُ‬
‫ه يُ ْ‬ ‫أ َوْ َتاب ِعَ ٌ‬
‫ة فَإ ِن ّ ُ‬
‫‪27‬‬
‫وكان معبد اللهة )عشتروت( فى بابل القديمة يمتلىء من‬
‫العاهرات اللئى يتقدمن إلى زائرى المعبد‪ .‬كما كان على كل‬
‫امرأة أن تتقدم مرة على القل إلى معبد فينوس ليواقعها أى‬
‫زائر فى المعبد‪ .‬وكانت الفتيات من الصين واليابان وغيرهما من‬
‫بلد العالم يتقدمن إلى الكهنة فى المعابد ‪ ،‬وكان من الشرف‬
‫الكبير أن يواقعها الكاهن الذى هو ممثل اللهة على الرض‪ .‬وكان‬
‫هذا النوع من البغاء ُيعَرف بالبغاء الدينى‪.‬‬
‫وهو قريب من قول نيكولوس فون كليمانجيس ‪Nikolaus von‬‬
‫‪) Clemanges‬أحد علماء اللهوت وعميد جامعة باريس سابقا‪) :‬أن‬
‫تترهبن المرأة اليوم فمعنى هذا أنها أسلمت نفسها للعهارة(‪.‬‬
‫وقد سبقه فى مثل هذا القول دومبريديجر جايلر فون قيصربرج‬
‫‪) Domprediger Geiler von Kayserberg‬إن المرأة فى الدير ليست إل‬
‫عاهرة(‬
‫وقد شاع المثل الشعبى فى العصور الوسطى القائل‪) :‬من لفت‬
‫رأسها ‪ ،‬عرت بطنها ‪ ،‬وهذه عادة كل الراهبات(‬
‫وقد اقترح أوجستين عام ‪ 388‬قانون يمنع أن يدخل شاب على‬
‫الراهبات أما العجائز‬
‫مسّنات فيسمح لهم بالدخول حتى البهو المامى فقط من‬ ‫ال ُ‬
‫ن فى حاجة إلى قسيس للصلة بهن ‪،‬‬ ‫الدير‪ ،‬ولن الراهبات ك ُ ّ‬
‫فقد سمح القيصر جوستنيان فقط للرجال الطاعنين فى السن أو‬
‫مح‬‫المخصيين بالدخول إليهن والصلة بهن‪ .‬حتى الطبيب لم ُيس َ‬
‫له بالدخول إلى الراهبات وعلجهن إل إذا كان طاعنا ً فى السن‬
‫أو من المخصيين‪ .‬وحتى المخصصين فقدوا الثقة فيهم‪ ،‬لذلك‬
‫قالت القديسة باول‪ :‬على الراهبات الهرب ليس فقط من‬
‫الرجال‪ ،‬ولكن من المخصيين أيضًا‪) .‬ص ‪ 136‬لديشنر(‬
‫وكان من يقتل بنتا ً ُيفَرض عليه أن يقدم ابنته لهل القتيلة‬
‫يقتلونها أو يملكونها‪ .‬وإذا لم ُيثمر الزواج مولودا ً خلل عشر‬
‫سنين ُيعتبر العقد فيه مفسوخًا‪ .‬وكان للرجل حق قتل أولده‬
‫وبيعهم‪ .‬ولم يحّرم ذلك إل فى القرن الخامس قبل الميلد‪ .‬ولم‬
‫تكن المرأة لترث‪ ،‬فإذا لم يكن هناك ذكور من أسرة الموروث‬
‫ورثوا الذكور من أسرة زوجته ولكن زوجته ل ترث‪.‬‬
‫المرأة عند اليونان‪:‬‬
‫كانت اليونان فى قديم الزمان أكثر المم حضارة ومدنية‪ .‬وكانت‬
‫أثينا مدينة الحكمة والفلسفة والطب والعلم ‪ ،‬ومع هذا كانت‬
‫محتقرة مهينة ‪ ،‬مثل أى سلعة تباع وُتشترى ‪،‬‬ ‫المرأة عندهم ُ‬
‫مسلوبة الحقوق ‪ ،‬محرومة من حق الميراث وحق التصرف فى‬
‫المال ‪ ،‬بل أكثر فقد سموها رجسا ً من عمل الشيطان ‪ ،‬ولم‬
‫يسمحوا لها إل بتدبير شئون البيت وتربية الطفال‪ .‬وكان الرجل‬
‫مح له أن يتزوج أى عدد يريده من النساء ‪ ،‬بل قيد ول‬ ‫فى أثينا ُيس َ‬
‫شرط‪.‬‬
‫ومما ُيذكر عن فيلسوفهم سقراط قوله‪) :‬إن وجود المرأة هو‬
‫أكبر منشأ ومصدر للزمة والنهيار فى العالم ‪ ،‬إن المرأة تشبه‬
‫شجرة مسمومة ‪ ،‬حيث يكون ظاهرها جميل ً ‪ ،‬ولكن عندما تأكل‬
‫منها العصافير تموت من فورها‪(.‬‬
‫كما كان لزوجها الحق فى بيعها وأن تظل عند المشترى فترة‬
‫تحت التجربة ‪ ،‬كما كان لزوجها الحق فى قتلها إذا اتهمت ولو‬
‫بمجرد النظر إلى شخص غريب ول مسئولية عليه فى ذلك‪ .‬ومع‬
‫هذا فإن له الحق فى أن يزنى فى منزل الزوجية ‪ ،‬وليس لزوجته‬
‫حق العتراض ‪ ،‬كما أن حق الطلق مكفول له متى شاء وكيف‬
‫شاء‪ .‬ومع ذلك فإنها تظل بعد طلقها منه مقيدة برأيه فى زواجها‬
‫لمن يريده‪ .‬ويوصى عند موته بزواجها ممن يرتضيه هو وليس لها‬
‫أو لحد من أهلها حق العتراض‪.‬‬
‫وتذكر الساطير اليونانية أن المرأة هى سبب الوجاع واللم‬
‫للعالم كله ‪ ،‬وذلك لن الناس فى اعتقادهم كانوا يعيشون فى‬
‫أفراح ول يعرفون معنى اللم ول الحزن ‪ ،‬ولكن حدث أن اللهة‬
‫أودعت أحد الناس صندوقا ً وأمرته أل يفتحه ‪ ،‬وكان له زوجة‬
‫مى )باندورا( مازالت تغريه بفتحه حتى فتحه فانطلقت منه‬ ‫ُتس ّ‬
‫الحشرات‪ .‬ومنذ تلك اللحظة أصيب الناس باللم والحزان‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فلهذا كانت المرأة سببا ً فى الكوارث التى حلت بالبشرية كلها‬
‫نتيجة لفضول المرأة وإغراء زوجها بالعصيان‪.‬‬
‫ولعلنا نلحظ شبها ً فى هذه الرواية بما تحدث عنه سفر التكوين‬
‫من إغواء حواء لدم بالكل من الشجرة المحرمة بعد أن أغوتها‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الحية‪6) :‬فَرأ َت ال ْ َ َ‬
‫ن‬‫ة ل ِل ْعُُيو ِ‬
‫ج ٌ‬‫ل وَأن َّها ب َهِ َ‬ ‫جي ّد َة ٌ ل ِلك ْ ِ‬
‫جَرة َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫َ‬
‫مْرأة ُ أ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت وَأع ْط َ ْ‬
‫ت‬ ‫ها وَأك َل َ ْ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ن ثَ َ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫خذ َ ْ‬ ‫ر‪ .‬فَأ َ‬‫ِ‬ ‫ة ِللن ّظ َ‬ ‫شهِي ّ ٌ‬‫جَرة َ َ‬ ‫ش َ‬‫ن ال ّ‬ ‫وَأ ّ‬
‫جعَل ْت ََها‬ ‫ل آدم‪» :‬ال ْ َ‬
‫مْرأة ُ ال ِّتي َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ َ ُ‬ ‫ل‪12 .. .. .. .‬فَ َ‬ ‫معََها فَأ َك َ َ‬ ‫َ‬
‫جل ََها أْيضا ً َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت«‪ (.‬تكوين ‪12-6 :3‬‬ ‫جَرةِ فَأك َل ْ ُ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫م َ‬‫ي أع ْط َت ِْني ِ‬ ‫مِعي ه ِ َ‬ ‫َ‬
‫وكان أرسطو يعيب على أهل إسبرطة التهاون مع النساء‬
‫ومنحهن بعض الحقوق ‪ ،‬بل إن سقراط كان يعزو سقوط‬
‫إسبرطة إلى منحها الحرية للنساء‪ .‬على الرغم من أن هذه‬
‫الحرية لم تنالها النساء إل لنشغال الرجال الدائم فى الحروب‪.‬‬
‫مح بها للرجل‬ ‫أما المرأة فى إسبرطة فكانت تستمتع بحرية ل ُيس َ‬
‫‪ ،‬ولكن حرية هى إلى الدعارة أقرب ‪ ،‬فكان لها أن تتزوج أكثر‬
‫من رجل واحد فى القوت الذى كان ُيحّرم فيه على الرجل أن‬
‫يتزوج من امرأة واحدة إل فى الحالت الضرورية جدًا‪.‬‬
‫ومن الغريب أن يرى الفيلسوف اليونانى أفلطون شيوعية‬
‫النساء ‪ ،‬وإلغاء نظام السرة على أن تتكفل الدولة بتربية البناء‪.‬‬
‫)ويحدثنا التاريخ عن اليونان فى إدبار دولتهم كيف فشت فيهم‬
‫الفواحش والفجور ‪ ،‬وع ُد ّ من الحرية أن تكون المرأة عاهرا ً ‪،‬‬
‫شاق ‪ ،‬ونصبوا التماثيل للغوانى والفاجرات ‪ ،‬وقد‬ ‫وأن يكون لها ع ُ ّ‬
‫أفرغوا على الفاحشة ألوان القداسة بإدخالها المعابد ‪ ،‬حيث اتخذ‬
‫البغاء صفة التقرب إلى آلهتهم ‪ ،‬ومن ذلك أنهم اتخذوا إلها ً‬
‫أسموه )كيوبيد( أى )ابن الحب( ‪ ،‬واعتقدوا أن هذا الله المزعوم‬
‫ثمرة خيانة إحدى آلهتهم )أفروديت( لزوجها مع رجل من البشر(‬
‫مح بتعليم المرأة اليونانية الحرة ‪ ،‬إنما كان التعليم‬ ‫ولم يكن ُيس َ‬
‫قاصرا ً على البغايا‪ .‬حتى كان الرجل الذى يكره الجهل فى المرأة‬
‫يلجأ إلى البغى‪.‬‬
‫المرأة عند البابليين‪:‬‬
‫عداد الماشية‬ ‫سب فى قانون حمورابى من ِ‬ ‫كانت المرأة ُتح َ‬
‫المملوكة ‪ ،‬وكان تشريع بابل يعطى رب السرة حق بيع أسرته‬
‫أو هبتهم إلى غيره مدة من الزمن ‪ ،‬وإذا طلق الزوج زوجته ُتلقى‬
‫فى النهر ‪ ،‬فإذا أراد عدم قتلها نزع عنها ثيابها وطردها من منزله‬
‫مباحا ً لكل إنسان‪ .‬وقضت‬ ‫عارية ‪ ،‬إعلنا ً منه بأنها أصبحت شيئا ً ُ‬
‫المادة ‪ 143‬من قانون حامورابى أنها إذا أهملت زوجها أو تسببت‬
‫قى فى الماء‪ .‬ومن قتل بنتا ً لرجل كان عليه أن‬ ‫فى خراب بيتها ُتل َ‬
‫ُيسِلم ابنته ليقتلها أو يمتلكها أو يبيعها إن شاء‪.‬‬
‫وقد أعطى تشريع حمورابى للمرأة بعض الحقوق ‪ ،‬وإن كان هذا‬
‫التشريع لم يمنع اتخاذ الخليلت إلى جانب الزوجات فى الوقت‬
‫الذى يقرر قيه إفرادية الزوجة‪ .‬وقد ظل هذا القانون يمنح الرجل‬
‫السيادة المطلقة على المرأة ‪ ،‬وإن كان قد منح الزوجة حق‬
‫الطلق إذا ثبت إلحاق الضرر بها‪ .‬أما إذا طلبت الطلق ‪ ،‬ولم‬
‫يثبت الضرر فُتطَرح فى النهر ‪ ،‬أو ُيقضى عليها بالحرق‪ .‬كما أنها‬
‫إذا نشزت عن زوجها بدون إشارة منه ُتغَرق ‪ ،‬والمرأة المسرفة‬
‫ُتطّلق أو يستعبدها زوجها‪.‬‬
‫المرأة عند الفرس‪:‬‬
‫وكانت المرأة عند الفرس قبل السلم ُينظر إليها نظرة كلها‬
‫احتقار‪ .‬وقد استمرت مهضومة الحق ‪ ،‬مجهولة القدر ‪ ،‬مظلومة‬
‫فى المعاملة ‪ ،‬حتى أنقذها السلم‪.‬‬
‫وقد ذكر هيرودوت المؤرخ اليونانى القديم أنه كان من آلهة‬
‫الفرس القديمة إلهة ُتسمى )عشتار( ‪ ،‬وهى عندهم بمثابة إلهة‬
‫مى نفسها إلهة‬ ‫الحب والجمال والشهوة والنسال ‪ ،‬وكانت ُتس ّ‬
‫دم لها هو الفتيات‬ ‫العهر أو العاهر الرحيمة‪ .‬وكان القربان الذى ُيق ّ‬
‫ن يذهبن إلى معبد اللهة ‪ ،‬وكان كل رجل تعجبه فتاة‬ ‫البكار ‪ ،‬فك ّ‬
‫يلقى فى حجرها قطعة من فضة ‪ ،‬ثم يقوم بفض بكارتها‪.‬‬
‫مات‬ ‫ُ‬
‫وقد أبيح للرجل الفارسى )الزواج بالمهات والخوات والع ّ‬
‫والخالت وبنات الخ وبنات الخت‪ ،‬وكانت ُتنفى النثى فى فترة‬
‫الطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة‪ ،‬ول يجوز لحد مخالطتها إل‬
‫الخدام الذين يقدمون لها الطعام ‪ ،‬وفضل ً عن هذا كله فقد كانت‬
‫المرأة الفارسية تحت سيطرة الرجل المطلقة ‪ ،‬يحق له أن‬
‫يحكم عليها بالموت ‪ ،‬أو ُينعم عليها بالحياة‪(.‬‬
‫فقد تزوج يزدجرد الثانى ‪ ،‬الذى حكم أواسط القرن الخامس‬
‫الميلدى ‪ ،‬ابنته ثم قتلها‪.‬‬
‫وقد تزوج بهرام جوبين ‪ ،‬الذى تملك فى القرن السادس ‪ ،‬بأخته‪.‬‬
‫وقد برر هؤلء تلك‬
‫العمال المشينة بأنها قربى إلى الله تعالى ‪ ،‬وأن اللهة أباحت‬
‫لهم الزواج بغير استثناء‪.‬‬
‫المرأة عند الرومان‪:‬‬
‫أما المرأة الرومانية فقد كانت تقاسى انتشار تعدد الزوجات عند‬
‫الرومان فى العرف ل فى القانون ‪ ،‬ولكن )فالنت َْيان الثانى(‬
‫العاهل الرومانى قد أصدر أمرأ رسميا ً أجاَز فيه لكل رومانى أن‬
‫يتزوج أكثر من امرأة إذا شاء‪ .‬المر الذى لم يستنكره رؤساء‬
‫الدين من الساقفة ‪ ،‬وقد حذا حذو )فالنت َْيان الثانى( كل من أتى‬
‫بعده‪.‬‬
‫واستمر تعدد الزوجات منتشرا ً بين الرومانيين حتى أتى‬
‫ن قوانين تمنع تعدد الزوجات‪ .‬إل أن الرجال‬ ‫)جوستنيان( ‪ ،‬فس ّ‬
‫من الرومانيين استمروا على عاداتهم فى التزوج بأكثر من‬
‫امرأة ‪ ،‬واستمر الرؤساء والحكام يرضون شهواتهم بالكثار من‬
‫الزوجات‪.‬‬
‫وتساهل رجال الدين ‪ ،‬وسمحوا للراغبين فى التزوج بأكثر من‬
‫واحدة بتحقيق رغباتهم ومطالبهم‪ .‬فكان الرئيس الدينى يعطى‬
‫ترخيصا ً بذلك لمن يريد‪ .‬واستمر تعدد الزوجات عندهم أسوة‬
‫بأنبيائهم وكتابهم المقدس )العهد القديم( ‪ ،‬واستمر رجال‬
‫الكنيسة ُيجيزون تعدد الزوجات حتى منتصف القرن الثامن‬
‫عشر ‪ ،‬ولم يمنعوا التعدد إل بعد هذا القرن ‪.‬‬
‫وكانت المرأة عندهم ت َُباع وُتشَترى كأى سلعة من السلع ‪ ،‬كما‬
‫أن زواجها كان يتم أيضا ً عن طريق بيعها لزوجها‪ .‬وكان لهذا‬
‫ظر إلى‬‫الزوج بعد ذلك السيادة المطلقة عليها‪ .‬ولم يكن ُين َ‬
‫المرأة كأنها ذو روح بل كانت ُتعَتبر مخلوقا ً بغير روح ‪ ،‬ولهذا كان‬
‫ُيحرم عليها الضحك والكلم إل بإذن‪ .‬كما كان بعضهم ُيغالى أحيانا ً‬
‫فيضع فى فمها قفل ً من حديد ‪ ،‬كانوا يسمونه الموسيلير ‪، Moselier‬‬
‫وكانوا يحرمون عليها أحيانا أكل اللحوم كما كانت تتعرض لشد‬
‫العقوبات البدنية باعتبارها أداة للغواية وأحبولة من حبائل‬
‫الشيطان‪ .‬وكان للرجل أن يتزوج من النساء ما يشاء ويتخذ من‬
‫الخليلت ما يريد‪.‬‬
‫وكانت الزوجة تكلف بأعمال قاسية وكان من حق الزوج بيعها أو‬
‫التنازل عنها للغير أو تأجيرها ‪ ،‬ولما اعتنق الرومان المسيحية‬
‫ن‬
‫أصبح للزوجة الولى بعض الميراث ـ أما بقية الزوجات فك ّ‬
‫ُيعَتبرن رفيقات‪ .‬والبناء منهن ُيعاملن معاملة أبناء الزنا اللقطاء ‪،‬‬
‫ولذلك ل يرثون وُيعتبرون منبوذين فى المجتمع‪.‬‬
‫ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر أن ما لقته المرأة فى‬
‫العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف "ليس للمرأة روح"‬
‫تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها ‪ ،‬وربطها بالعمدة ‪ ،‬بل‬
‫كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ‪ ،‬ويسرعون بها إلى أقصى‬
‫سرعة حتى تموت‪.‬‬
‫المرأة العربية فى الجاهلية قبل السلم‪:‬‬
‫كانت المرأة عند بعض العرب فى الجاهلية تعد ّ جزءا ً من ثروة‬
‫أبيها أو زوجها‪ .‬وكانوا في الجاهلية ل يورثون النساء ول الصغير‬
‫وإن كان ذكرا ‪ ،‬وكان ابن الرجل يرث أرملة أبيه بعد وفاتها‪.‬‬
‫وكان العرب قبل السلم يرثون النساء كرها ً ‪ ،‬بأن يأتى الوارث‬
‫ويلقى ثوبه على زوجة أبيه ‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ورثتها كما ورثت مال‬
‫أبى ‪ ،‬إل إذا سبقت ابنها أو ابن زوجها بالهرب إلى بيت أبيها ‪،‬‬
‫فليس له أن يرثها‪ .‬فإذا أراد أن يتزوجها تزوجها بدون مهر ‪ ،‬أو‬
‫م عليها أن‬ ‫م مهرها ممن تزوجها ‪ ،‬أو حّر َ‬ ‫زوجها لحد عنده وتسل ّ َ‬
‫تتزوج كى يرثها بعد موتها‪.‬‬
‫فمنعت الشريعة السلمية هذا الظلم ‪ /‬وهذا الرث ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ل ل َك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ها( النساء ‪19‬‬ ‫ساَء ك َْر ً‬
‫م أن ت َرُِثوا الن ّ َ‬
‫ْ‬ ‫ح ّ‬‫مُنوا ل َ ي َ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫)َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫فهذه الية نهت عن عادة الجاهلية من إرث الرجل نساء أقربائه‪.‬‬
‫وكان العرب فى الجاهلية يمنعون النساء من الزواج ‪ ،‬فالبن‬
‫الوارث كان يمنع زوجة أبيه من التزوج ‪ ،‬كى تعطيه ما أخذته من‬
‫ميراث أبيه ‪ ،‬والب يمنع ابنته من التزوج حتى تترك له ما‬
‫تملكه ‪ ،‬والرجل الذى ُيطّلق زوجته يمنع مطلقته من الزواج حتى‬
‫يأخذ منها ما يشاء ‪ ،‬والزوج المبغض لزوجته يسىء عشرتها ول‬
‫يطلقها حتى ترد إليه مهرها‪ .‬فحرم السلم هذه المور كلها بقوله‬
‫جل شأنه‪:‬‬
‫ن( النساء ‪19‬‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ل ِت َذ ْهَُبوا ب ِب َعْ ِ‬ ‫ضُلوهُ ّ‬ ‫)وَل َ ت َعْ ُ‬
‫وكانوا ل يعدلون بين النساء فى النفقة ول المعاشرة ‪ ،‬فأوجب‬
‫السلم العدالة بينهن‪:‬‬
‫َ‬
‫شي ًْئا‬
‫هوا َ‬ ‫سى أن ت َك َْر ُ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ف فَِإن ك َرِهْت ُ ُ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫)وَ َ‬
‫خي ًْرا ك َِثيًرا( النساء ‪19‬‬ ‫ه ِفيهِ َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫ومنع تعدد الزوجات إذا لم يتأكد الرجل من إقامة العدل بينهن‪،‬‬
‫فقال تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة( النساء ‪3‬‬ ‫حد َ ً‬‫وا ِ‬‫م أل ّ ت َعْد ِلوا فَ َ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫خ ْ‬‫ن ِ‬ ‫)فَإ ِ ْ‬
‫وكان الرجل قبل السلم إذا تزوج بأخرى ‪ ،‬رمى زوجته الولى‬
‫فى عرضها ‪ ،‬وأنفق ما أخذه منها على زوجته الثانية ‪ ،‬أو المرأة‬
‫الخرى التى يريد أن يتزوجها ‪ ،‬فحرم السلم على الرجل الظلم‬
‫والبغى فى قوله عز وجل‪:‬‬
‫طاًرا فَل َ‬ ‫ن قِن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫)وإ َ‬
‫داهُ ّ‬‫ح َ‬‫م إِ ْ‬‫ج َوآت َي ْت ُ ْ‬ ‫ن َزوْ ٍ‬ ‫كا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل َزوْ ٍ‬ ‫ْ‬
‫ست ِب ْ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ن أَرد ْت ّ ُ‬ ‫َِ ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫شي ًْئا أت َأ ُ‬
‫مِبيًنا( النساء ‪20‬‬ ‫ما ّ‬ ‫ه ب ُهَْتاًنا وَإ ِث ْ ً‬‫ذون َ ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ت َأ ُ‬
‫وكانت المرأة قبل السلم ت َُعد متاعا ً من المتعة ‪ ،‬يتصرف فيها‬
‫الزوج كما يشاء ‪ ،‬فيتنازل الزوج عن زوجته لغيره إذا أراد ‪،‬‬
‫بمقابل أو بغير مقابل ‪ ،‬سواء أقبلت أم لم تقبل‪ .‬كما كانوا‬
‫يتشاءمون من ولدة النثى ‪ ،‬وكانوا يدفنونهن عند ولدتهن أحياء‪،‬‬
‫خوفا ً من العار أو الفقر ‪ ،‬فقال الرحمن الرحيم‪:‬‬
‫م ِبال ُن َْثى ظ َ ّ‬ ‫ذا ب ّ َ‬
‫واَرى‬ ‫م‪ .‬ي َت َ َ‬‫ظي ٌ‬ ‫دا وَهُوَ ك َ ِ‬ ‫سو َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫شَر أ َ‬ ‫)وَإ ِ َ ُ‬
‫َ‬ ‫ه ع ََلى ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ه ِفي‬ ‫س ُ‬ ‫م ي َد ُ ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫هو ٍ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫شَر ب ِهِ أي ُ ْ‬ ‫ما ب ُ ّ‬ ‫سوِء َ‬ ‫من ُ‬ ‫قوْم ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن(النحل ‪59-58‬‬ ‫مو َ‬ ‫حك ُ ُ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫ب أل َ ساَء َ‬ ‫الت َّرا ِ‬
‫وكان أحدهم إذا أراد نجابة الولد حمل امرأته ـ بعد طهرها من‬
‫الحيض ـ إلى الرجل النجيب كالشاعر والفارس ‪ ،‬وتركها عنده‬
‫حتى يستبين حملها منه ‪ ،‬ثم عاد بها إلى بيته‪ ،‬وقد حملت بنجيب!‬
‫وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال‪) :‬كما كانوا ُيكرهون‬
‫إماءهم على الزنا ‪ ،‬ويأخذون ُأجورهم‪(.‬‬
‫وكان من المأكولت ما هو خالص للذكور ومحّرم على الناث‪.‬‬
‫عيسى عليه السلم والناموس )الشريعة(‪:‬‬
‫كان عيسى يعمل بناموس موسى عليهما السلم ‪ ،‬وكان اليهود‬
‫يستفتونه ويختبرونه فى الناموس ‪ ،‬بل كان ُيعّلم أتباع موسى‬
‫عليه السلم الناموس داخل معبدهم ‪ ،‬فقد كان هو الذى يقوم‬
‫بتدريس التوراة لليهود كافة من رؤساء الكهنة والكتبة‬
‫والفريسيين إلى عامة الشعب‪ .‬فمن المستحيل أن يأتى بدين‬
‫جديد ‪ ،‬ثم يذهب إلى أماكن العبادة الخاصة بأتباع دين آخر لينشر‬
‫دعوته هناك‪.‬‬
‫ألم يأمر من سأله عما يفعل ليرث الخلود فى الجّنة ‪ U‬باللتزام‬
‫بالناموس قائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫معا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مُعوا َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫دوقِّيي َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ه أب ْك َ َ‬ ‫مُعوا أن ّ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن فَل َ ّ‬ ‫سّيو َ‬ ‫فّري ِ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫)‪34‬أ ّ‬
‫‪35‬و َ‬
‫م أ َي ّ ُ‬
‫ة‬ ‫معَل ّ ُ‬ ‫ه‪َ»36 :‬يا ُ‬ ‫جّرب َ ُ‬ ‫ي ل ِي ُ َ‬ ‫س ّ‬ ‫مو ِ‬ ‫م وَهُوَ َنا ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ب‬‫ح ّ‬ ‫ع‪» :‬ت ُ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫س؟« ‪37‬فَ َ‬ ‫مو ِ‬ ‫مى ِفي الّنا ُ‬ ‫ي ال ْعُظ ْ َ‬ ‫صي ّةٍ ه ِ َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ل فِك ْرِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫ل قَلب ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ب إ ِلهَ َ‬ ‫َ‬ ‫الّر ّ‬
‫مث ْل َُها‪ :‬ت ُ ِ‬ ‫ُ‬
‫ب‬‫ح ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫مى‪َ39 .‬والّثان ِي َ ُ‬ ‫ة الوَلى َوال ْعُظ ْ َ‬ ‫صي ّ ُ‬ ‫ي ال ْوَ ِ‬ ‫‪38‬هَذ ِهِ ه ِ َ‬
‫س ك ُل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫مو ُ‬ ‫ن ي َت َعَل ّقُ الّنا ُ‬ ‫صي ّت َي ْ ِ‬ ‫ن ال ْوَ ِ‬ ‫ك‪40 .‬ب َِهات َي ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ك َن َ ْ‬ ‫ريب َ َ‬ ‫قَ ِ‬
‫َوال َن ْب َِياُء«‪ (.‬متى ‪40-34 :22‬‬
‫وها هو هنا يشتم ‪ U‬الكتبة والفريسيين ويتهمهم بالنفاق والرياء‬
‫دفاعا ً عن الناموس‪:‬‬
‫ن‬
‫شُرو َ‬ ‫م ت ُعَ ّ‬ ‫ن لن ّك ُ ْ‬
‫ؤو َ َ‬ ‫مَرا ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫سّيو َ‬ ‫فّري ِ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫م أ َي َّها ال ْك َت َب َ ُ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫)‪23‬وَي ْ ٌ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫حقّ َوالّر ْ‬ ‫س‪ :‬ال ْ َ‬ ‫مو ِ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫ق َ‬ ‫م أث ْ َ‬ ‫ن وَت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ث َوال ْك َ ّ‬ ‫شب ِ ّ‬ ‫الن ّعْن َعَ َوال ّ‬
‫ك‪ (.‬متى ‪:23‬‬ ‫كوا ت ِل ْ َ‬ ‫مُلوا هَذ ِهِ وَل َ ت َت ُْر ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‪َ .‬‬
‫ن ت َعْ َ‬ ‫ن ي َن ْب َِغي أ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫َوا ِ‬
‫‪23‬‬
‫وكان ُيعّلم جميع الشعب اليهودى ‪ U‬الشريعة والناموس ‪ ،‬إذ ل‬
‫ُيعقل أن يأتى صاحب ديانة أخرى ويدرسها فى مكان العبادة‬
‫الخاصة بطائفة أخرى غير طائفته‪:‬‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫شعْ ِ‬ ‫ميعُ ال ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫جاَء إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ح وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫صب ْ‬ ‫ل ِفي ال ّ‬ ‫ضَر أْيضا ً إ َِلى ال ْهَي ْك َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫)‪2‬ث ُ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫م إ ِل َي ْهِ ال ْك َت َب َ ُ‬
‫ت‬‫سك َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مَرأة ً أ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫سّيو َ‬ ‫فّري ِ‬ ‫م‪3 .‬وَقَد ّ َ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫س ي ُعَل ّ ُ‬ ‫جل َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫م هَذ ِ ِ‬ ‫معَل ّ ُ‬ ‫ه‪َ» :‬يا ُ‬ ‫ط ‪َ4‬قاُلوا ل َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ها ِفي ال ْوَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ما أَقا ُ‬ ‫ِفي ِزنًا‪ .‬وَل َ ّ‬
‫ال ْ َ ُ‬
‫سى ِفي‬ ‫مو َ‬ ‫ل ‪5‬وَ ُ‬ ‫فعْ ِ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ي ت َْزِني ِفي َ‬ ‫ت وَه ِ َ‬ ‫سك َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مْرأة ُ أ ْ‬ ‫َ‬
‫ت؟« ‪َ6‬قاُلوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل أن ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذا ت َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م‪ .‬فَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل هَذ ِهِ ت ُْر َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫صاَنا أ ّ‬ ‫س أوْ َ‬ ‫مو ِ‬ ‫الّنا ُ‬
‫ه‪ (.‬يوحنا ‪6-2 :8‬‬ ‫ن ب ِهِ ع َل َي ْ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫شت َ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫كو َ‬ ‫ي يَ ُ‬ ‫جّرُبوه ُ ل ِك َ ْ‬ ‫ذا ل ِي ُ َ‬ ‫هَ َ‬
‫ولم يجدوا ما يتهمونه به ‪ ،‬إذا ً فقد كان حافظا ً للناموس متبعا ً له‪.‬‬
‫وكذلك التزمت أمه مريم البتول بالناموس‪U:‬‬
‫دوا ب ِهِ إ َِلى‬ ‫م ت َط ِْهيرِ َ‬ ‫َ‬
‫صعِ ُ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫ريعَةِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬‫ب َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ها َ‬ ‫ت أّيا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ت َ ّ‬ ‫)‪22‬وَل َ ّ‬
‫َ‬ ‫ُأوُر َ‬
‫ن‬‫ب‪ :‬أ ّ‬ ‫س الّر ّ‬ ‫مو ِ‬ ‫ب ِفي َنا ُ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬ ‫ما هُوَ َ‬ ‫ب ‪23‬ك َ َ‬ ‫موه ُ ِللّر ّ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫م ل ِي ُ َ‬ ‫شِلي َ‬
‫ة‬
‫ح ً‬ ‫موا ذ َِبي َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫ي يُ َ‬ ‫ب‪24 .‬وَل ِك َ ْ‬ ‫دوسا ً ِللّر ّ‬ ‫عى قُ ّ‬ ‫حم ٍ ي ُد ْ َ‬ ‫ح َر ِ‬ ‫ل ذ َك َرٍ َفات ِ َ‬ ‫كُ ّ‬
‫َ‬
‫م‪ (.‬لوقا ‪:2‬‬ ‫ما ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َ‬ ‫خ ْ‬ ‫مام ٍ أوْ فَْر َ‬ ‫ج يَ َ‬ ‫ب َزوْ َ‬ ‫س الّر ّ‬ ‫مو ِ‬ ‫ل ِفي َنا ُ‬ ‫ما ِقي َ‬ ‫كَ َ‬
‫‪24-22‬‬
‫وأمر من أتى ليجربه أن ‪ U‬يتبع ما هو مكتوب فى الناموس‪:‬‬
‫ل ل َرِ َ‬ ‫ل‪» :‬يا معل ّم ما َ َ‬
‫ث‬ ‫م ُ‬ ‫ذا أع ْ َ‬ ‫ه َقائ ِ ً َ ُ َ ُ َ‬ ‫جّرب ُ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ي َقا َ‬ ‫س ّ‬ ‫مو ِ‬ ‫ذا َنا ُ‬ ‫)‪25‬وَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫س‪ .‬ك َي ْ َ‬
‫ف‬ ‫مو ِ‬ ‫ب ِفي الّنا ُ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬ ‫ما هُوَ َ‬ ‫ه‪َ » :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ة؟« ‪26‬فَ َ‬ ‫حَياة َ الب َد ِي ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن كُ ّ‬ ‫ل قَل ْب ِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ب إ ِل َهَ َ‬ ‫َ‬ ‫ت ْ ُ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ب الّر ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ب‪» :‬ت ُ ِ‬ ‫جا َ‬ ‫قَرأ؟« ‪27‬فَأ َ‬ ‫َ‬
‫ك«‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ريب َ َ‬ ‫ك وَقَ ِ‬ ‫ل فِك ْرِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫ل قُد َْرت ِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬
‫حَيا«‪ (.‬لوقا ‪-25 :10‬‬ ‫ذا فَت َ ْ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ت‪ .‬ا ِفْعَ ْ‬ ‫جب ْ َ‬ ‫بأ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ه‪ِ» :‬بال ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫‪28‬فَ َ‬
‫‪28‬‬
‫وأمر الرجل البرص أن يتطّهر على شريعة ‪ U‬موسى‪:‬‬
‫َ‬
‫ما َرأى‬ ‫مُلوٌء ب ََرصًا‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ذا َر ُ‬ ‫ن‪ .‬فَإ ِ َ‬ ‫مد ُ ِ‬ ‫دى ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِفي إ ِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫)‪12‬وَ َ‬
‫ل‪» :‬يا سيد إ َ‬
‫قد ِْر‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ن أَرد ْ َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ َقائ ِ ً َ َ ّ ُ ِ ْ‬ ‫جهِهِ وَط َل َ َ‬ ‫خّر ع ََلى وَ ْ‬ ‫سوع َ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه َقائ ِ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ل‪» :‬أِريد ُ َفاطهُْر«‪ .‬وَل ِلوَقْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫مد ّ ي َد َه ُ وَل َ‬ ‫ن ت ُطهَّرِني«‪13 .‬فَ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ض وَأ َِر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫ل »ا ْ‬ ‫د‪ .‬ب َ ِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن ل َ يَ ُ‬ ‫صاه ُ أ ْ‬ ‫ص‪14 .‬فَأوْ َ‬ ‫ه ال ْب ََر ُ‬ ‫ب ع َن ْ ُ‬ ‫ذ َهَ َ‬
‫َ‬
‫م«(‬ ‫شَهاد َة ً ل َهُ ْ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫مَر ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ك كَ َ‬ ‫ن ت َط ِْهيرِ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن وَقَد ّ ْ‬ ‫كاه ِ ِ‬ ‫ك ل ِل ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫نَ ْ‬
‫لوقا ‪14-12 :5‬‬
‫وأكد صراحة أنه لم يأت إل متبعا ً للناموس‪U:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت ل َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫س أوِ الن ْب َِياَء‪َ .‬‬ ‫مو َ‬ ‫ض الّنا ُ‬ ‫ق َ‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫)‪»17‬ل َ ت َظ ُّنوا أّني ِ‬
‫َ‬ ‫حقّ أ َُقو ُ‬ ‫قض ب َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ماءُ‬‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن ت َُزو َ‬ ‫م‪ :‬إ َِلى أ ْ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ل‪18 .‬فَإ ِّني ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِلك َ ّ‬ ‫لن ْ ُ َ‬
‫حّتى‬ ‫س َ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن الّنا ُ‬ ‫م َ‬ ‫حد َة ٌ ِ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫قط َ ٌ‬ ‫حد ٌ أ َوْ ن ُ ْ‬ ‫ف َوا ِ‬ ‫حْر ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ل َ ي َُزو ُ‬ ‫َوالْر ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫صغَْرى وَع َل ّ َ‬ ‫صاَيا ال ّ‬ ‫دى هَذ ِهِ ال ْوَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪19 .‬فَ َ‬ ‫ن ال ْك ُ ّ‬ ‫كو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ل‬‫م َ‬ ‫َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫س هَك َ َ‬
‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ت‪ .‬وَأ ّ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫كو ِ‬ ‫صغََر ِفي َ‬ ‫عى أ ْ‬ ‫ذا ي ُد ْ َ‬ ‫الّنا َ‬
‫ت‪ (.‬متى ‪-17 :5‬‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫كو ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ظيما ً ِفي َ‬ ‫عى ع َ ِ‬ ‫ذا ي ُد ْ َ‬ ‫م فَهَ َ‬ ‫وَع َل ّ َ‬
‫‪19‬‬
‫يقول كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس )إنجيل متى( بقلم‬
‫ر‪ .‬ت‪ .‬فرانس )صفحة ‪ :(117‬إن معنى كلمة ‪) plerosia‬يكمل(‬
‫الناموس أى )أنجز أو حقق أو أطاع أو أظهر المعنى الكامل‬
‫للناموس‪ .‬ومعنى ذلك أن عيسى عليه السلم لم يأت بتشريع‬
‫جديد ‪ ،‬وأنه جاء مفسرا ً للناموس ‪ ،‬شارحا ً له ‪ ،‬متبعا ً تعاليمه ‪،‬‬
‫مطيعا ً لها‪.‬‬
‫وقال يعقوب رئيس الحواريين من بعده‪U:‬‬
‫صاَر‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫ما ع َث ََر ِفي َوا ِ‬ ‫س‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫مو‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫ظ كُ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫)‪10‬ل َ ّ‬
‫ل أ َْيضًا‪» :‬ل َ‬ ‫ن« َقا َ‬ ‫ل‪» :‬ل َ ت َْز ِ‬ ‫ذي َقا َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ل‪11 .‬ل َ ّ‬ ‫رما ً ِفي ال ْك ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫س‪(.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ديا الّنا ُ‬ ‫ً‬ ‫مت َعَ ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫صْر َ‬ ‫قد ْ ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن قَت َل َ‬ ‫ْ‬ ‫ن وَلك ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫م ت َْز ِ‬ ‫نل ْ‬‫َ‬ ‫ل«‪ .‬فَإ ِ ْ‬ ‫قت ُ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫يعقوب ‪11-10 :2‬‬
‫كذلك لفظ معلم الذى كان ينادى به ‪ ،‬وطالب ‪ U‬أتباعه أن ُينادوه‬
‫به فهو نفس اللفظ الذى اتخذه أبناء هارون بنى لوى ‪ ،‬الذين‬
‫كانوا مخصصين لتدريس الدين ولشرح العقيدة فى المعبد‪ .‬فهو‬
‫َ‬
‫إذن كان ملتزم بالناموس والشريعة لنه كان شارحا ً لها‪8) :‬وَأ ّ‬
‫ما‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ميعا ً‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح وَأن ْت ُ ْ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫حد ٌ ا ل ْ َ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫معَل ّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫دي ل َ ّ‬ ‫سي ّ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫م فَل َ ت ُد ْع َ ْ‬ ‫أن ْت ُ ْ‬
‫عوا ل َك ُم َأبا ً ع ََلى ال َرض ل َ َ‬
‫ذي ِفي‬ ‫حد ٌ ا ل ّ ِ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫ن أَباك ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ة‪9 .‬وَل َ ت َد ْ ُ‬ ‫خو َ ٌ‬ ‫إِ ْ‬
‫ح‪(.‬‬ ‫سي ُ‬‫م ِ‬ ‫حد ٌ ا ل ْ َ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫معَل ّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫نل ّ‬ ‫مي َ‬ ‫معَل ّ ِ‬‫وا ُ‬ ‫ت‪10 .‬وَل َ ت ُد ْع َ ْ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫متى ‪10-8 :23‬‬
‫كذلك قميصه غير المخاط المذكور عند يوحنا لم يكن يلبسه إل‬
‫الكهنة ‪ U‬اللوّيون الذين كانوا يدرسون الشريعة والناموس فى‬
‫المعبد‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ها‬
‫جعَلو َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ذوا ث َِياب َ ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫سوع َ أ َ‬ ‫صلُبوا ي َ ُ‬ ‫كاُنوا قَد ْ َ‬ ‫سك ََر ل ّ‬ ‫ن العَ ْ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫)‪23‬ث ُ ّ‬
‫ص أْيضًا‪ .‬وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ذوا ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫سمًا‪ .‬وَأ َ‬ ‫َ‬ ‫أ َْرب َعَ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫مي َ‬ ‫ق ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫سك َرِيّ قِ ْ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سام ٍ ل ِك ُ ّ‬ ‫ة أقْ َ‬
‫ق‪ (.‬يوحنا ‪23 :19‬‬ ‫ن فَوْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سوجا ً ك ُل ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خَياط َةٍ َ‬ ‫ص ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وكذلك مناداة مريم له بكلمة )ربونى( ‪ ،‬فلم يأخذ هذا السم إل ‪U‬‬
‫اللويون‪:‬‬
‫ه‪َ» :‬رّبوِني«‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ك وََقال َ ْ‬ ‫ت ت ِل ْ َ‬ ‫فت َ ْ‬ ‫م!« َفال ْت َ َ‬ ‫مْري َ ُ‬ ‫ع‪َ» :‬يا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ل ََها ي َ ُ‬ ‫)‪َ16‬قا َ‬
‫م‪ (.‬يوحنا ‪16 :20‬‬ ‫معَل ّ ُ‬ ‫سيُره ُ َيا ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ت َ ْ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫بل لعن من ل يفهم الناموس‪U:‬‬
‫ن«‪ (.‬يوحنا‬ ‫مل ُْعو ٌ‬ ‫س هُوَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫فهَ ُ‬ ‫ذي ل َ ي َ ْ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫شعْ َ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫)‪49‬وَل َك ِ ّ‬
‫‪49 :7‬‬
‫سم الميراث بينه وبين أخيه )تبعا ً‬ ‫ألم يسأله أحد ‪ U‬الناس أن ُيق ّ‬
‫للشريعة الموسوية(؟‬
‫ألم ‪ U‬يطالبه اليهود برجم المرأة )تبعا ً للشريعة الموسوية( التى‬
‫ادعوا عليها الزنى؟‬
‫ألم يحتفل عيسى عليه السلم بعيد الفصح )تبعا ً للشريعة ‪U‬‬
‫الموسوية(؟‬
‫ملك الرب يسب امرأةويسميها )الشّر(‪:‬‬
‫كانت ا َ‬
‫شّر[‪.‬‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ل‪] :‬هَذ ِهِ ه ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪8 .‬فَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫لي َ‬ ‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ة ِفي وَ َ‬ ‫س ٌ‬ ‫جال ِ َ‬ ‫مَرأة ٌ َ‬ ‫)وَ َ َ ِ ْ‬
‫مَها‪ (.‬زكريا‬ ‫ص ع ََلى فَ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل الّر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ثِ ْ‬ ‫فةِ وَط ََر َ‬ ‫لي َ‬
‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫حَها إ َِلى وَ َ‬ ‫فَط ََر َ‬
‫‪8 :5‬‬
‫من البديهى أن ملك الرب ل يتحرك بدافع من نفسه ‪ ،‬بل هو‬
‫من‬ ‫رسول من عند الله ‪ ،‬ينفذ رغبة الله ‪ ،‬ويبلغ رسالته‪ .‬فُترى َ‬
‫الذى أرسل ملك الرب ليصف المرأة بالشر نفسه؟ وهل بعد‬
‫ذلك تبقى للمرأة كرامة إذا كان رب العّزة سبها ووصفها بالشر‬
‫نفسه؟ وماذا تنتظر من عباد الله المؤمنين أن يكون موقفهم‬
‫حيال المرأة التى وصفها الرب وملكه بالشر ‪ ،‬كما وصفها‬
‫الكتاب من بعد أنه سبب الخطية ‪ ،‬وسبب خروج البشر من الجنة‬
‫‪ ،‬وسبب شقاء البشرية جمعاء ‪ ،‬وحليف الشيطان الول ضد‬
‫البشرية ‪ ،‬وسبب قتل الله؟‬
‫ة حواَء بمكرها( كورنثوس الثانية ‪3 :11‬‬ ‫)كما خدعت الحي ّ ُ‬
‫ن المرأة ُأغوَِيت فحصلت فى التعدى( تيموثاوس‬ ‫)وآدم لم ي ُغْوَ لك ّ‬
‫الولى ‪14 :2‬‬
‫ذا‬‫ت وَهَك َ َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫خط ِي ّةِ ال ْ َ‬ ‫ة إ َِلى ال َْعال َم ِ وَِبال ْ َ‬ ‫خط ِي ّ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫حد ٍ د َ َ‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫)ب ِإ ِن ْ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ع‪ (.‬رومية ‪12 :5‬‬ ‫مي ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫خطأ ال َ‬ ‫س إ ِذ ْ أ ْ‬ ‫ميِع الّنا ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت إ ِلى َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫جَتاَز ال َ‬ ‫ا ْ‬
‫ة(‬
‫س ِللد ّي ُْنون َ ِ‬ ‫ميِع الّنا ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫حك ْ ُ‬ ‫صاَر ال ْ ُ‬ ‫حد َةٍ َ‬ ‫خط ِي ّةٍ َوا ِ‬ ‫ما ب ِ َ‬ ‫)‪18‬فَِإذا ً ك َ َ‬
‫رومية ‪18 :5‬‬
‫ذب الرب المرأة ‪،‬‬ ‫مَها( هكذا يع ّ‬ ‫ص ع َلى فَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ق َ‬ ‫)وَط ََر َ‬
‫صا ِ‬ ‫ل الّر َ‬ ‫ح ثِ ْ‬
‫فقط لنها أنثى! يا لها من دعوة لحترام المرأة ‪ ،‬ودورها فى‬
‫الحياة!‬
‫الكتاب المقدس يفرض على المرأة أن تتزوج أخى زوجها إذا‬
‫مات زوجها وُتكتب الولد باسم أخى زوجها‪:‬‬
‫ر‬
‫ص ِ‬ ‫ن َفل ت َ ِ‬ ‫ه اب ْ ٌ‬ ‫سل ُ‬ ‫م َولي ْ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫معا ً وَ َ‬ ‫خوَة ٌ َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫سك َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫)‪»5‬إ ِ َ‬
‫علي َْها‬ ‫ل َ‬ ‫خ ُ‬ ‫جَها ي َد ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا َ‬
‫خو َزوْ ِ‬ ‫ي‪ .‬أ ُ‬ ‫جن َب ِ ّ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ج ل َِر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خار‬ ‫ت ِإلى َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫مَرأة ُ ال َ‬ ‫ْ‬
‫ج‪َ6 .‬والب ِكُرْ‬ ‫َ‬ ‫خذ ُ َ‬
‫خي الّزوْ ِ‬ ‫بأ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م لَها ب ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ة وَي َ ُ‬
‫َ‬
‫ج ً‬ ‫سهِ َزوْ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ها ل ِن َ ْ‬ ‫وَي َت ّ ِ‬
‫سَراِئيل‪.‬‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س ُ‬ ‫حى ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت ل َِئل ي ُ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫خيهِ ال َ‬ ‫سم ِ أ ِ‬ ‫م ِبا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذي ت َل ِد ُه ُ ي َ ُ‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ج ُ‬
‫خيهِ ِإلى‬ ‫مَرأة ُ أ ِ‬ ‫صعَد ُ ا ْ‬ ‫خيهِ ت َ ْ‬ ‫مَرأة َ أ ِ‬ ‫خذ َ ا ْ‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ض الّر ُ‬ ‫م ي َْر َ‬ ‫نل ْ‬ ‫‪»7‬وَإ ِ ْ‬
‫سما ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪ :‬قَد ْ أَبى أ ُ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب ِإلى ال ّ‬
‫خيهِ ا ْ‬ ‫مل ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫جي أ ْ‬ ‫خو َزوْ ِ‬ ‫خ وَت َ ُ‬ ‫شُيو ِ‬ ‫الَبا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عوهُ‬ ‫ج‪8 .‬فَي َد ْ ُ‬ ‫خي ال َّزوْ ِ‬ ‫بأ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م ِلي ب ِ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫شأ أ ْ‬ ‫م يَ َ‬ ‫سَراِئيل‪ .‬ل ْ‬ ‫ِفي إ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دين َت ِهِ وَي َت َ َ‬
‫ها‬‫خذ َ َ‬ ‫ن أت ّ ِ‬ ‫ضى أ ْ‬ ‫صّر وََقال‪ :‬ل أْر َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ه‪ .‬فَإ ِ ْ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫كل ُ‬ ‫م ِ‬ ‫خ َ‬ ‫شُيو ُ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جل ِ ِ‬ ‫ن رِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫خلعُ ن َْعل ُ‬ ‫خ وَت َ ْ‬ ‫شُيو ِ‬ ‫م أع ْي ُ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫خيهِ ِإلي ْهِ أ َ‬ ‫مَرأة ُ أ ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫‪9‬ت َت َ َ‬
‫ت‬‫ذي ل ي َب ِْني ب َي ْ َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل ِبالّر ُ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ذا ي ُ ْ‬ ‫ل‪ :‬هَك َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫جهِهِ وَت َ ُ‬ ‫صقُ ِفي وَ ْ‬ ‫وَت َب ْ ُ‬
‫ل«‪) (.‬تثنية‬ ‫خُلوِع الن ّعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫سَراِئيل »ب َي ْ َ‬ ‫ه ِفي إ ِ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫س ُ‬ ‫عى ا ْ‬ ‫ه‪10 .‬فَي ُد ْ َ‬ ‫خي ِ‬ ‫أَ ِ‬
‫‪(10-5 :25‬‬
‫وبسبب كل هذه النصوص ‪ ،‬وهذا الفهم الخاطىء‪ ،‬اعتبروا المرأة‬
‫مسئولة عن هذا كله‪ ،‬فلول المرأة ماخرج آدم من الجنة ‪،‬‬
‫فقرروا‪:‬‬
‫أن الزواج دنس يجب ‪ ç‬البتعاد عنه‬
‫وأن العزب أكرم عند الله من المتزوج ‪ç‬‬
‫وأن السمو فى علقة ‪ ç‬النسان بربه ل يتحقق إل بالبعد عن‬
‫الزواج‪.‬‬
‫وأن الحمل والولدة ‪ ،‬والشهوة ‪ ç،‬واشتياق الرجل لمرأته ‪،‬‬
‫واشتياق المرأة لزوجها من الثام‪ ،‬التى جلبت على المرأة الويل‬
‫والعار على مدى التاريخ كله ‪ ،‬وهى عقوبة الرب لحواء على‬
‫خطيئتها الزلية‪.‬‬
‫وأعلنوا أنها باب الشيطان‪ç.‬‬
‫لذلك سأهتم هنا بذكر ما يتعلق بالجنس والمرأة والزواج بين آباء‬
‫الكنيسة ومفكرى الغرب المتأثرين بتعاليم الكتاب المقدس‬
‫والكنيسة‪:‬‬
‫فبالنسبة للجسد‪:‬‬
‫كان الجسد شرا ً ‪ ،‬فقد كان القديس امبروز )أسقف ميلنو فى‬
‫القرن الرابع( يعظ فى أمر الروح كنقيض للجسد الذى هو شر‪.‬‬
‫ولقد كانت تلك الفكرة مصدر إلهام لتلميذه الكبير القديس‬
‫أوغسطين ‪ ،‬الذى أصبح فيما بعد أسقفا ً لمدينة هبو فى شمال‬
‫أفريقيا‪ .‬فلقد كتب امبروز يقول‪) :‬فكر فى الروح بعد أن تكون‬
‫قد تحررت من الجسد ‪ ،‬ونبذت النغماس فى الشهوات ومتع‬
‫اللذات الجسدية ‪ ،‬وتخلصت من اهتمامها بهذه الحياة الدنيوية(‪.‬‬
‫فالنسبة لمبروز كان الجسد مجرد خرقة بالية ملطخة بالقذار ‪،‬‬
‫ُتطَرح جانبا ً عندما يتحد النسان بالله الروحانى بالكلية‪ .‬لقد كان‬
‫ل‪) :‬آه! خذ‬‫أوغسطين يردد هذه الفكرة باستمرار ‪ ،‬فكم صلى قائ ً‬
‫منى هذا الجسد ‪ ،‬وعندئذ أبارك الرب(‪.‬‬
‫وفى سير حياة القديسين المسيحيين الكبار نجد مثل هذا‬
‫الرتياب فى الجسد‪ .‬لقد اعتاد فرانسيس السيزى أن ينادى‬
‫ل‪) :‬أخى الحمار(! كما لو كان الجسد مجرد بهيمة غبية‬ ‫جسده قائ ً‬
‫شهوانية ‪ ،‬تستخدم لحمل الثقال ‪ ،‬وكثيرا ما كان القديسون‬
‫يتعهدون أجسادهم باعتداء يومى من أجل إماتتها بالتعذيب الذاتى‬
‫بطرق تقشعر من هولها‬
‫البدان‪) .‬تعدد نساء النبياء ومكانة المرأة ص ‪(225‬‬
‫ومن الرهبان من قضى حياته عاريا ً ‪ ،‬ومنهم من كان يمشى على‬
‫يديه ورجليه كالنعام ‪ ،‬ومنهم من كان يعتبر طهارة الجسم منافية‬
‫لطهارة الروح‪ .‬وكان أتقى الرهبان عندهم أكثرهم نجاسة‬
‫وقذارة‪ .‬حتى أن أحدهم يتباهى بأنه لم يقترف إثم غسل الرجلين‬
‫طول عمره‪ .‬وآخر يقسم أن الماء لم يمس وجهه ول يديه ول‬
‫رجليه مدى خمسين عاما ً ‪ ،‬وكان الكثير منهم ل يسكنون إل فى‬
‫المقابر والبار المنزوحة والمغارات والكهوف‪.‬‬
‫وقد روى بعض المؤرخين من ذلك العجائب‪:‬‬
‫فذكروا أن الراهب )مكاريوس( نام فى مستنقع آسن ستة‬
‫أشهر ‪ ،‬ليعرض جسمه للدغ البعوض والذباب والحشرات ‪ ،‬وكان‬
‫يحمل دائما ً قنطارا ً من الحديد‪.‬‬
‫وكان آخر يحمل قنطارين من الحديد ‪ ،‬وهو مقيم فى بئر مهجورة‬
‫مدة ثلثة أعوام قائما ً على رجل واحدة ‪ ،‬فإذا أنهكه التعب أسند‬
‫ظهره إلى صخرة‪) .‬نقل ً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية‬
‫والتبشير صفحة ‪(72-71‬‬
‫ل بد أن تتخلص المرأة فى المسيحية من أنوثتها ليتم خلصها فى‬
‫الخرة‪:‬‬
‫يقول اللواء أحمد عبد الوهاب‪) :‬على الرغم من أن الكنيسة فى‬
‫الغرب قد ل تسمح لعذاراها بالقيام بأعمال الرجال ‪ ،‬فقد كان‬
‫اللهوتيون واضحين فى أن العذراء البتول قد أصبحت رجل ً‬
‫قت للولدة‬ ‫شرفيًا‪ .‬لقد كتب جيروم يقول‪" :‬بما أن المرأة ُ‬
‫خل ِ َ‬
‫والطفال ‪ ،‬فهى تختلف عن الرجل ‪ ،‬كما يختلف الجسد عن‬
‫الروح‪ .‬ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من‬
‫العالم ‪ ،‬فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ‪ ،‬وستسمى‬
‫ل" )تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس(‬ ‫رج ً‬
‫وقد قرأنا أيضا ً ما قاله القديس امبروز )أسقف ميلنو فى القرن‬
‫الرابع( فهو يعتبر أن )الروح نقيض للجسد( وأن )الجسد شر(‪.‬‬
‫ويطالب امبروز بالتخلص من الجسد لسمو الروح‪) :‬فكر فى‬
‫الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد(‪.‬‬
‫المر الذى جعلهم يتخلصون من المرأة ‪ ،‬لنها الجسد الشرير ‪،‬‬
‫ومصدر متاعب الحياة وغضب الرب‪ :‬لذلك "تشكل مجلس‬
‫اجتماعى فى بريطانيا فى عام ‪ 1500‬لتعذيب النساء ‪ ،‬وابتدع‬
‫وسائل جديدة لتعذيبهن ‪ ،‬وقد أحرق اللف منهن أحياء ‪ ،‬وكانوا‬
‫يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "‬
‫ولذلك‪) :‬ظلت النساء طبقا ً للقانون النجليزى العام ـ حتى‬
‫منتصف القرن التاسع عشر تقريبا ً ـ غير معدودات من‬
‫"الشخاص" أو "المواطنين" ‪ ،‬الذين اصطلح القانون على‬
‫تسميتهم بهذا السم ‪ ،‬لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ‪ ،‬ول‬
‫حق فى الموال التى يكتسبنها ‪ ،‬ول حق فى ملكية شىء حتى‬
‫ن يلبسنها‪(.‬‬
‫الملبس التى ك ّ‬
‫ولذلك‪) :‬نص القانون المدنى الفرنسى )بعد الثورة الفرنسية(‬
‫ل عام‬‫على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ‪ ،‬حتى ع ُد ّ َ‬
‫‪ ، 1938‬ول تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة‬
‫المتزوجة‪) (.‬عودة الحجاب الجزء الثانى ص ‪(46‬‬
‫ولذلك‪ :‬كان شائعا ً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون‬
‫يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت‬
‫بمرض عضال"‬
‫ولذلك‪) :‬إن القانون النجليزى عام ‪ 1801‬م وحتى عام ‪1805‬‬
‫حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة‬
‫الزوجة(‬
‫لذلك‪ :‬أعلن البابا )اينوسنسيوس الثامن( فى براءة )‪ (1484‬أن‬
‫الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "‬
‫لذلك‪ :‬قال شوبنهاور )المرأة حيوان ‪ ،‬يجب أن يضربه الرجل‬
‫ويطعمه ويسجنه(‬
‫دق فى الحائط(‬ ‫لذلك قال لوثر‪) :‬المرأة كمسمار ي ُ ّ‬
‫لذلك قال أرسطو‪) :‬الذكر هو النموذج أو المعيار ‪ ،‬وكل امرأة‬
‫إنما هى رجل معيب(‬
‫لذلك قال الفيلسوف نتشه‪) :‬إنها ليست أهل ً للصداقة ‪ ،‬فما هى‬
‫إل هّرة ‪ ،‬وقد تكون عصفورا ً ‪ ،‬وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ‬
‫ح‬
‫ص ُ‬
‫وقلب المرأة عنده مكمن الشر ‪ ،‬وهى لغز يصعب حله ‪ ،‬وُين َ‬
‫الرجل بأل ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء(‪.‬‬
‫لذلك قال لوثر‪) :‬إذا تعبت النساء ‪ ،‬أو حتى ماتت ‪ ،‬فكل ذلك ل‬
‫يهم ‪ ،‬دعهن يمتن‬
‫فى عملية الولدة ‪ ،‬فلقد خلقن من أجل ذلك( )تعدد نساء النبياء‬
‫ص ‪(235‬‬
‫لذلك قال جيروم ممتهنا المرأة وحقوقها‪) :‬إذا امتنعنا عن التصال‬
‫الجنسى فإننا نكرم زوجاتنا ‪ ،‬أما إذا لم نمتنع‪ :‬حسنا ً فما هو‬
‫نقيض التكريم سوى الهانة(‬
‫ومن عجب العجاب أن تسمع لليوم عن رجال فى أمريكا وفرنسا‬
‫يقومون بتبادل الزوجات ‪ ،‬كما لو كانت المرأة عندهم من‬
‫الدواب!‬
‫وبالنسبة للجنس‪:‬‬
‫تقول الكاتبة كارين أرمسترونج‪) :‬فى القرن الثالث عشر‬
‫الميلدى قال الفيلسوف اللهوتى القديس توما الكوينى ‪ ،‬الذى‬
‫ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب ‪ ،‬أن الجنس كان دائما ً‬
‫شرا ً ‪ .. ..‬وعلى أى حال ‪ ،‬فإن هذا الموقف السلبى لم يكن‬
‫محصورا ً فى الكاثوليك ‪ ،‬فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى‬
‫أقصى حد بآراء أوغسطين ‪ ،‬وحمل مواقفه السلبية تجاه الجنس‬
‫والزواج إلى قلب حركة الصلح الدينى مباشرة‪ .‬لقد كره لوثر‬
‫الجنس بشكل خاص ‪ ،‬على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية‬
‫فى حركته المسيحية‪ .‬لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج‬
‫عمله هو أن يقدم علجا ً متواضعا ً لشهوة النسان التى ل يمكن‬
‫ل‪) :‬كم هو شىء مرعب وأحمق‬ ‫السيطرة عليها‪ .‬فكم صرخ قائ ً‬
‫تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى ل يمكن‬
‫سم لنا خصيصا ً‬
‫شفاؤه بأى دواء ‪ ،‬ولو كان حتى الزواج الذى ُر ِ ِ‬
‫من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا‪) (.‬تعدد نساء‬
‫النبياء ومكانة المرأة ص ‪(226‬‬
‫)لقد سلم أوغسطين ]القرن الرابع الميلدى[ إلى الغرب تراث‬
‫الخوف من الخطيئة ‪ ،‬كقوة ل يمكن السيطرة عليها ‪ ،‬فهناك فى‬
‫لب كل تشكيل للعقيدة ‪ ،‬توجد المرأة حواء ‪ ،‬سبب كل هذه‬
‫التعاسة ‪ ،‬وكل هذا الثقل من الذنب والشر ‪ ،‬وكل النغماس‬
‫البشرى فى الخطيئة‪ .‬لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معا ً‬
‫فى ثالوث غير مقدس‪ .‬فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين ‪ ،‬ل‬
‫يمكن فصل هذه العناصر الثلثة‪ .‬وفى الغرب بقيت المرأة هى‬
‫حواء إلى البد ‪ ،‬هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم‪ .‬بل إن‬
‫إنجاب الولد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى‬
‫وينبوع القدرات التى تمتلكها ‪ ،‬نجده فى المسيحية قد غلفه الشر‬
‫باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة(‬
‫)ويقول القديس جيروم‪) :‬إذا امتنعنا عن التصال الجنسى ‪ ،‬فإننا‬
‫نكرم زوجاتنا‪ .‬أما إذا لم نمتنع‪ :‬حسنًا! فما هو نقيض التكريم‬
‫سوى الهانة(‬
‫وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج‪) :‬إن المسيحية خلقت أتعس‬
‫جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كل من‬
‫يسوع والقديس بولس‪ .‬ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على‬
‫النساء‪ .‬فبالنسبة لوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ‪،‬‬
‫كانت النساء تعنى مجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك ‪ ،‬بعيدا ً‬
‫عن المان والماتة المقدسة لشهوته الجنسية‪ .‬أما كون العصاب‬
‫الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ‪ ،‬فهذا ما ُيرى‬
‫بوضوح من حقيقة أن النساء اللتى التحقن بالجماعات‬
‫الهرطيقية المعادية للجنس ‪ ،‬وصرن بتولت ‪ ،‬قد تمتعن بمكانة‬
‫واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية‬
‫التقليدية(‬
‫)لقد كانت المسيحية مشغولة طيلة مئات السنين بجعل النساء‬
‫يخجلن من أمورهن الجنسية ‪ ،‬ولقد عرفت النساء جيدا ً كما قال‬
‫أوغسطين ولوثر قبل عدة قرون ‪ ،‬أن تشريع الزواج كان مجرد‬
‫دواء ضعيف المفعول لمعالجة شرور الجنس(‬
‫)لقد كان ُينظر إلى جسد المرأة باشمئزاز على نحو خاص ‪ ،‬كما‬
‫كان مصدر إرباك لباء الكنيسة أن يسوع ولد من امرأة‪ .‬فكم‬
‫ضغطوا بشدة فى موعظة تلو موعظة ‪ ،‬وفى رسالة تلو رسالة‬
‫على أن مريم بقيت عذراء ‪ ،‬ليس فقط قبل ميلد المسيح بل‬
‫وبعده أيضا ً ‪(....‬‬
‫لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر‪) :‬إن معانقة امرأة‬
‫تعنى معانقة كيس من الزبالة(‪.‬‬
‫لقد كانت الحشاء الخفية للمرأة ‪ ،‬والتى تتسم بالقذارة ‪ ،‬مع‬
‫رحمها الذى ل يشبع ‪ ،‬موضع استقذار وفحش بشكل خاص‪ .‬وكان‬
‫الباء راغبين فى التأكيد على أن يسوع لم يكن له إل أقل القليل‬
‫من التصال بذلك الجسد البغيض(‬
‫)ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر‪ :‬أن كل‬
‫النساء بل استثناء مومسات ‪ ،‬وهن مثل حواء سبب كل الشرور‬
‫فى العالم(‬
‫وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى‬
‫أشعاره‪ :‬إنه ل توجد امرأة طيبة على وجه الرض(‬
‫وقال الراهب النجليزى اسكندر نكهام‪) :‬أنه نظرا ً لن المرأة ل‬
‫تشبع جنسيا ‪ ،‬فإنها غالبا ما تصطاد بائسا ً حقيرا ً لينام معها فى‬
‫فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك كان على الزواج أن يربوا أطفال ً ليسوا أولدهم(‬
‫وقال القديس ترتوليان‪) :‬إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس‬
‫النسان ‪ ،‬ناقضة لنواميس الله ‪ ،‬مشوهة للرجل(‬
‫اغتيال شخصية المرأة‪:‬‬
‫فقد عانت المرأة الويلت من جراء أقوال بولس هذه وغيرها‬
‫لمدة قرون من الزمان‪ ،‬فقد اعتبر رجال هذا الدين المنسوب‬
‫للمسيح "أن المرأة دنس يجب البتعاد عنه‪ ،‬وأن جمالها سلح‬
‫إبليس‪.‬‬
‫وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة‬
‫والشر فى هذا العالم‪ ،‬ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد‬
‫واستهلكها نفسيا تحت وطأة الشعور بالخزى والعار من طبيعتها‬
‫وكيانها البشرى‪.‬‬
‫وهذا العتقاد تسرب إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات‬
‫كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة‪ ،‬التى كانت تعتبر‬
‫المرأة تجسيدا ً للرواح الخبيثة‪ ،‬والتى كانت متفقة على تحقير‬
‫النساء وإذللهن‪ ،‬بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية‪،‬‬
‫ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد‬
‫موته وإحراق جثته مباشرة "‬
‫يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه )الصليب ذو الكنيسة ـ قصة‬
‫الحياة الجنسية للمسيحية( فى الفصل التاسع عشر ص ‪:230‬‬
‫)قال سيمون دى بوفوار ‪ : Simone de Beauvoir‬لقد أسهمت العقيدة‬
‫النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا(‬
‫كما قال ماركوس ‪) : Marcuse‬إن فكرة أن تكون المرأة حاملة‬
‫للخطيئة الزلية ‪ ،‬والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقا ً ل‬
‫تكاد تنفك منه أبدا ً ‪ ،‬هى التى أثرت أسوأ تأثيرا ً على الناحية‬
‫الجتماعية والقانونية للمرأة(‬
‫وقال دينس ديديروت ‪) :Denis Diderot‬إن فى كل عادات وتقاليد‬
‫الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة‬
‫‪ ،‬فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله(‬
‫لقد صنع تاريخ المرأة رجال كانوا يتخذون المرأة عدوا لهم منذ‬
‫العصور الولى للبابوية‪ .‬وكان الرجل يعتبرها فى العصور‬
‫المنصرمة للمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه ‪ ،‬وله أن يتصرف‬
‫فيها بالبيع أو القتل إن شاء‪ .‬ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم‬
‫ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك‪.‬‬
‫ح له أن يؤدب‬ ‫م َ‬
‫س ِ‬‫وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان ‪ ،‬و ُ‬
‫ح له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع‬ ‫م َ‬‫س ِ‬‫زوجته بالضرب كما ُ‬
‫أدنى عقوبة عليه‪.‬‬
‫كما كانت مخلوق ثانوى وشريكة للشيطان فى الخطيئة الزلية‪،‬‬
‫وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على‬
‫المستوى الكنسى‪.‬‬
‫فأهل الكتاب يرون أن المرأة هى ينبوع المعاصى ‪ ،‬وأصل السيئة‬
‫والفجور ‪ ،‬ويرى أن المرأة للرجل باب من أبواب جهنم من حيث‬
‫هى مصدر تحركه وحمله على الثام ‪ ،‬ومنها انبجست عيون‬
‫المصائب على النسانية جمعاء‪.‬‬
‫لذلك اغتنموا كل فرصة تتعلق بالمرأة لبث روح الحباط فيها ‪،‬‬
‫ولو كانت تتعلق بزى ترتديه‪ .‬فقد متب ترتليان فى القرن الثالث‬
‫رسالة تعالج زى المرأة ‪ ،‬قال فيها‪) :‬لقد كان حريا بها ]بالمرأة[‬
‫أن تخرج فى زى حقير ‪ ،‬وتسير مثل حواء ‪ ،‬ترثى لحالها ‪ ،‬نادمة‬
‫على ما كان ‪ ،‬حتى يكون زيها الذى يتسم بالحزن ‪ ،‬مكفرا ً عما‬
‫ورثته من حواء‪ :‬العار ‪ ،‬وأقصد بذلك الخطيئة الولى ‪ ،‬ثم الخزى‬
‫من الهلك البدى للنسانية‪ .‬فلقد قال الرب للمرأة‪») :‬ت َك ِْثيرا ً‬
‫شت َِياقُ ِ‬
‫ك‬ ‫نا ْ‬ ‫ك يَ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫ن أ َوْ َ‬
‫لدًا‪ .‬وَإ َِلى َر ُ‬ ‫دي َ‬
‫جِع ت َل ِ ِ‬‫ك‪ِ .‬بال ْوَ َ‬
‫حب َل ِ ِ‬
‫ب َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أك َث ُّر أت َْعا َ‬
‫ك«‪ (.‬تكوين ‪ 16 :3‬ألستن تعلمن أن كل واحدة‬ ‫سود ُ ع َل َي ْ ِ‬‫وَهُوَ ي َ ُ‬
‫منكن هى حواء؟(‬
‫لذلك قال القديس برنارد الذى فعل كل ما استطاع لنشر عبادة‬
‫العذراء فى الكنيسة عن أخته بعد زيارتها إياه فى الدير الذى‬
‫يقيم فيه مرتدية زيا ً جديدًا‪) :‬مومس قذرة ‪ ،‬وكتلة من الروث(‬
‫مجمع باكون‬
‫وفى القرن الخامس الميلدى اجتمع مجمع باكون وكانوا‬
‫يتباحثون‪) :‬هل المرأة جثمان بحت أم هى جسد ذو روح ُيناط به‬
‫الخلص والهلك؟( وقرر أن المرأة خالية من الروح الناجية ‪ ،‬التى‬
‫تنجيها من جهنم ‪ ،‬وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من‬
‫هذه الوصمة إل مريم عليها السلم‪:‬‬
‫كما قرر مجمع آخر‪ ،‬أن المرأة حيوان نجس ‪ ،‬يجب البتعاد عنه ‪،‬‬
‫وأنه لروح لها ول خلود ‪ ،‬ولُتلقن مبادئ الدين لنها لتقبل عبادتها‬
‫‪ ،‬ولتدخل الجنة ‪ ،‬والملكوت ‪ ،‬ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة‪،‬‬
‫وأن يكمم فمها كالبعير‪ ،‬أو كالكلب العقور‪ ،‬لمنعها من الضحك‬
‫ومن الكلم لنها أحبولة الشيطان "‪.‬‬
‫رائحة مركز البابا تزكم النوف‪:‬‬
‫يقول الدكتور لويس عوض فى كتابه "ثورة الفكر"‪) :‬كانت‬
‫الفضائح فى روما ‪ ،‬مركز البابوية ‪ ،‬تزكم النوف‪ .‬فالصل فى‬
‫العقيدة الكاثوليكية أن رجال الدين ل يتزوجون ‪ ،‬وأن الرهبان‬
‫ومنهم الكرادلة والباباوات ‪ ،‬ينذرون لله ثلثة نذور يوم يدخلون‬
‫باب الدير‪ :‬نذر العفة ‪ ،‬ونذر الفقر ‪ ،‬ونذر الطاعة‪ .‬وها نحن نرى‬
‫البابا اسكندر السادس )‪ (1503 - 1431‬جهارا ً نهارًا‪ ،‬له ثلثة‬
‫أولد غير شرعيين هم‪ :‬سيزار بورجيا دوق أوربينو )‪- 1475‬‬
‫‪ ،(1507‬ولوكريس بورجيا )‪ ،(1519 - 1480‬ودون كانديا‪.‬‬
‫وكانت خلفة البابا اينوتشنتو الثامن )الذى اعتلى الكرسى‬
‫البابوى من ‪ 1484‬إلى ‪ (1492‬فاقعة الفساد ‪ ،‬كولية خلفه زير‬
‫النساء البابا اسكندر السادس‪ .‬فقد اشتهر اينوتشنتو الثامن بأنه‬
‫كان رجل المحسوبية وخراب الذمة ‪ ،‬كما أنه كان أول بابا يعترف‬
‫علنا ً بأبنائه غير الشرعيين ‪ ،‬وكان دأبه توسيع أملك أسرته‪(.‬‬
‫ناهيك عن بيع صكوك الغفران ‪ ،‬وإرهاب مخالفيهم بقرارات‬
‫الحرمان ‪ ،‬وكذلك كان رجال الدين من رأس الكنيسة إلى أصغر‬
‫كاهن يكنزون المال ويقتنون الضياع‪ .‬فلقد كانت ممارسات رجال‬
‫الكليروس للتسرى مشاهدة فى كل مكان ‪ ،‬باعتباره شرعا ً‬
‫مقبول ً ‪ ،‬كما كان ُيتغاضى عن الشذوذ الجنسى ‪ ،‬دون أدنى‬
‫مبالة‪(.‬‬
‫لماذا خلق الله المرأة؟‬
‫يقول أوغسطين‪) :‬إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطيبة ‪،‬‬
‫فلقد كان من الفضل كثيرا ً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان معا ً‬
‫كصديقين ‪ ،‬بدل ً من رجل وامرأة(‬
‫وقد كان توما الكوينى متحيرا ً تماما ً مثل سلفه أوغسطين فى‬
‫سبب خلق الله للمرأة‪ ،‬فكتب يقول‪ :‬فبما يختص بطبيعة الفرد ‪،‬‬
‫فإن المرأة مخلوق معيب وجدير بالزدراء ‪ ،‬ذلك أن القوة الفّعالة‬
‫فى منى الذكر تنزع إلى انتاج مماثلة كاملة فى الجنس الذكرى ‪،‬‬
‫بينما تتولد المرأة عن معيب تلك القوة الفّعالة ‪ ،‬أو حدوث توعك‬
‫جسدى ‪ ،‬أو حتى نتيجة لمؤثر خارجى‪(.‬‬
‫)إن القول بأن طبيعة الفرد فى النساء معيبة ‪ ،‬إنما هى فكرة‬
‫التقطها من آراء أرسطو فى علم الحياء‪ .‬فالذكر هو النموذج أو‬
‫المعيار ‪ ،‬وكل امرأة إنما هى رجل معيب(‬
‫وهانت عليهم المرأة فكتب لوثر يقول‪) :‬إذا تعبت النساء ‪ ،‬أو‬
‫حتى ماتت ‪ ،‬فكل ذلك ل يهم ‪ ،‬دعهن يمتن فى عملية الولدة ‪،‬‬
‫فلقد خلقن من أجل ذلك(‬
‫هل المرأة إنسان ولها روح مثل الرجل؟‬
‫)وفى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام ‪ 586‬م ـ أى فى زمن‬
‫شباب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ـ مؤتمرا ً )مجمع‬
‫باسون( لبحث‪ :‬هل ُتعد المرأة إنسانا ً أم غير إنسان؟ وهل لها‬
‫روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم‬
‫روح إنسانية؟ وإذا كانت روحا ً إنسانيا ً ‪ ،‬فهل هى على مستوى‬
‫روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا‪ :‬قرروا أنها إنسان ‪ ،‬ولكنها‬
‫قت لخدمة الرجل فحسب‪(.‬‬ ‫خل ِ َ‬
‫ُ‬
‫المرأة فاقدة الهلية‪:‬‬
‫)ونص القانون المدنى الفرنسى )بعد الثورة الفرنسية( على أن‬
‫ل عام ‪، 1938‬‬ ‫القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ‪ ،‬حتى ع ُد ّ َ‬
‫ول تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة‪(.‬‬
‫وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلك العقارات أو المنقولت ‪،‬‬
‫ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حسابا ً فى البنك باسمها ‪ ،‬وبعد‬
‫أن سمحوا أن يكون لها حساب ‪ ،‬لم يكن لها الحق أن تسحب‬
‫منه ‪ ،‬فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ‪ ،‬المر‬
‫صر والمجانين‪.‬‬‫ق ّ‬
‫الذى ل يتم إل مع الولد ال ُ‬
‫بيع الزوجة أو إعارتها عمل ً مشروعًا‪:‬‬
‫وفى بريطانيا كان شائعا ً حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى‬
‫الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض‬
‫عضال"‬
‫هل تعرفون أن الفلح يأبى أن ُيعير بقرته للفلح زميله؟ فما‬
‫بالكم بمن ُيعير زوجته لخر؟ فهل هانت المرأة عندهم لدرجة‬
‫أنهم أنزلوها منزلة أقل من الحيوان؟ وهل كان يقصد القانون أن‬
‫ول الرجل إلى دّيوث والمرأة إلى عاهرة؟ وهل هذا قانون‬ ‫ُيح ّ‬
‫احترم المرأة؟ هل هذا قانون مي َّز المرأة على الحيوان أو‬
‫الجماد؟ فأى حياة هذه التى يطالب بها القانون مجتمعه؟ وأية‬
‫محبة وجدتها الكنيسة فى هذا القانون؟‬
‫صب الزيت المغلى على النساء عمل ً مشروعا ً للتسلية‪:‬‬
‫"وفى عام ‪ 1500‬تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا لتعذيب‬
‫النساء ‪ ،‬وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ‪ ،‬وقد أحرق اللف منهن‬
‫أحياء ‪ ،‬وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد‬
‫التسلية "‬
‫ل تعليق غير سؤال أطرحه للتفكير‪ُ :‬ترى كيف كان وضع هذه‬
‫المرأة التى يتسلى الرجال بسكب الزيت المغلى على‬
‫أجسادهن؟‬
‫ُيحّرم على المرأة قراءة الكتاب المقدس‪:‬‬
‫)وأصدر البرلمان النجليزى قرارا ً فى عصر هنرى الثامن ملك‬
‫ظر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى‬ ‫إنجلترا ُيح ّ‬
‫النجيل ‪ ،‬لنها تعتبر نجسة‪(.‬‬
‫فإذا كانت المرأة نجسة نصف عمرها بسبب فترات الحيض ‪،‬‬
‫وبعد الطمث لمدة سبعة أيام أخرى ‪ ،‬وحّرموا عليها مسك‬
‫الكتاب المقدس والقراءة فيه ‪ ،‬فما بال الرب )يسوع( كان يدخل‬
‫الخلء ‪ ،‬ويتبول ويتبرز ‪ ،‬كما كان من قبل يتبول ويتبرز فى‬
‫ملبسه ‪ ،‬أيام طفولته المبكرة؟ فهل كانت المرأة أكثر نجاسة‬
‫من البول والبراز؟‬
‫ليس للمرأة حق المواطنة‪:‬‬
‫)وظلت النساء طبقا ً للقانون النجليزى العام ـ حتى منتصف‬
‫القرن الماضى تقريبا ً ـ غير معدودات من "الشخاص" أو‬
‫"المواطنين" ‪ ،‬الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا السم ‪،‬‬
‫لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ‪ ،‬ول حق فى الموال التى‬
‫ن‬
‫يكتسبنها ‪ ،‬ول حق فى ملكية شىء حتى الملبس التى ك ّ‬
‫يلبسنها‪(.‬‬
‫وفى عام ‪ 1567‬م صدر قرار من البرلمان السكوتلندى بأن‬
‫المرأة ل يجوز أن ُتمَنح أى سلطة على أى شىء من الشياء‪.‬‬
‫ثمن الزوجة نصف شلن‪:‬‬
‫بل إن القانون النجليزى حتى عام ‪ 1805‬م كان يبيح للرجل أن‬
‫يبيع زوجته ‪ ،‬وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات )نصف شلن(‪.‬‬
‫وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام ‪ 1931‬م بخمسمائة جنيه ‪،‬‬
‫وقال محاميه فى الدفاع عنه‪) :‬إن القانون النجليزى عام ‪1801‬‬
‫م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة‬
‫ى عام ‪1805‬‬ ‫ُ‬
‫الزوجة( ‪ ،‬فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد ألغِ َ‬
‫م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ‪ ،‬وبعد المداولة‬
‫حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات‪(.‬‬
‫)وجاء فى مجلة "حضارة السلم" السنة الثانية صفحة ‪:1078‬‬
‫حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لخر على أقساط ‪،‬‬
‫فلما امتنع المشترى عن سداد القساط الخيرة قتله الزوج‬
‫البائع‪(.‬‬
‫طائفة من أقوال آباء الكنيسة وأدبائهم‪:‬‬
‫ضل ‪ E‬الجتماع بالشيطان على الجتماع بالمرأة‬ ‫أف ّ‬
‫المرأة باب جهنم ‪ ،‬وطريق الفساد ‪ E‬وإبرة العقرب ‪ ،‬وحليفة‬
‫الشيطان‬
‫وأعلن البابا )اينوسنسيوس الثامن( فى ‪ E‬براءة )‪ (1484‬أن‬
‫الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "‬
‫ومن أقوال ‪ E‬فلسفة أوربا ومشاهيرها فى عصر ما بعد النهضة‬
‫)إذا رأيتم امرأة ‪ ،‬فل تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريا ً ‪ ،‬بل ولكائنا ً‬
‫وحشيا ً وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته‪ ،‬والذى تسمعونه هو‬
‫صفير الثعبان( )من‬
‫وصايات سان بول فانتير ‪ -‬لتلميذه(‬
‫)المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ‪ ،‬بل لكى تتحمل ظلمه(‬
‫)أعترافات ‪ E‬جان جاك روسو(‬
‫)المرأة حيوان ‪ ،‬يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه(‪E‬‬
‫)شوبنهاور(‬
‫)ليوجد رجل فكر فى المرأة ثم احترمها ‪ ،‬فهو إما أن يحتقرها ‪E‬‬
‫وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية( )أوتو فيننجر(‬
‫)الرجل يمكن أن يتصور ‪ E‬نفسه بدون المرأة ‪ -‬أما المرأة فإنها‬
‫لتتصور نفسها بدون رجل( جوليان بندا‬
‫‪) E‬المرأة آلة للبتسام ‪ .‬تمثال حى للغباء( )الديب الفرنسى ‪-‬‬
‫لمنيه(‬
‫‪) E‬المرأة كائن نسبى( )المؤرخ ميشليه(‬
‫دون اختطاف الطفال ‪ E‬لتربيتهم على الرهبنة من‬ ‫)وكانوا ُيع ّ‬
‫القربات‪ .‬وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لعتقادهم‬
‫محِبط للعمال‪ -(.‬نقل ً عن معاول‬ ‫أن مجرد النظر إلى المرأة ُ‬
‫الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير إبراهيم سليمان‬
‫الجبهان ص ‪[75-72‬‬
‫)يجب ‪ E‬على المرأة أن تغطى شعرها لنها ليست صورة الله(‬
‫أمبروزيوس القرن الرابع الميلدى )ديشنر صفحة ‪(379‬‬
‫مشوهة لصورة الرجل‬
‫وقد قال تروتوليان – أحد أقطاب المسيحية الولى وأئمتها يبين‬
‫للبشرية نظرة المسيحية فى المرأة‪) :‬إنها مدخل الشيطان الى‬
‫نفس النسان‪ ،‬وإنها دافعة الى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون‬
‫الله ومشوهة لصورة الله – أي الرجل ‪ (-‬مستندا إلى قول‬
‫الكتاب المقدس )‪14‬وآدم ل َم يغْو ل َكن ال ْ َ ُ‬
‫ت‬‫صل َ ْ‬
‫ح َ‬‫ت فَ َ‬‫مْرأة َ أغ ْوِي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ما ِ‬ ‫لي َ‬‫ن ِفي ا ِ‬ ‫خل ُ ُ‬
‫ص ب ِوِل َد َةِ الوْل َِد‪ ،‬إ ِ ْ‬
‫ن ث َب َت ْ َ‬ ‫دي‪15 ،‬وَل َك ِن َّها َ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ِفي الت ّعَ ّ‬
‫ل‪ (.‬تيموثاوس الولى ‪15-14 :2‬‬ ‫ق ِ‬
‫معَ الت ّعَ ّ‬
‫سة ِ َ‬ ‫دا َ‬ ‫حب ّةِ َوال ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫م َ‬
‫ويقول الكتاب المقدس على لسان موسى أنه بسبب خيانتهن‬
‫م‬‫قي ْت ُ ْ‬‫هل أ َب ْ َ‬ ‫سى‪َ » :‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل الوباء على الجماعة‪) :‬وََقال لهُ ْ‬ ‫للرب ح ّ‬
‫ب َ‬ ‫ؤلِء ك ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫م‬
‫كلم ِ َبلَعا َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫سَراِئيل َ‬ ‫ن ل ِب َِني إ ِ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن هَ ُ‬ ‫ة؟ إ ِ ّ‬ ‫حي ّ ً‬‫كل أن َْثى َ‬
‫ب‪(.‬‬ ‫ُ‬ ‫مرِ فَُغوَر فَ َ‬ ‫َ‬
‫ماع َةِ الّر ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الوَب َأ ِفي َ‬ ‫كا َ‬ ‫ب ِفي أ ْ‬ ‫خَيان َةٍ ِللّر ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫سب َ َ‬‫َ‬
‫سفر العدد ‪18-15: 31‬‬
‫وقال سوستام الذي يعد من كبار أولياء الديانة المسيحية في‬
‫شأن المرأة‪) :‬هي شر ل بد منه ‪ ،‬ووسوسة جبلية‪ ،‬وآفة مرغوب‬
‫فيها وخطر على السرة والبيت ومحبوبة فتاكة‪ ،‬ومصيبة مطلية‬
‫مموهة( مستندا إلى قول الرب الذى أرسل ملكه ليقول عنها‬
‫مَرأ َةٌ‬ ‫تا ْ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ت‪ .‬وَ َ‬ ‫ص ُرفِعَ ْ‬ ‫صا ٍ‬ ‫ذا ب ِوَْزن َةِ َر َ‬ ‫إنها الشر بعينه‪7) :‬وَإ ِ َ‬
‫حَها إ َِلى‬ ‫شّر[‪ .‬فَط ََر َ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ل‪] :‬هَذ ِهِ ه ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪8 .‬فَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫لي َ‬ ‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ة ِفي وَ َ‬ ‫س ٌ‬‫جال ِ َ‬ ‫َ‬
‫مَها‪ (.‬زكريا ‪8-7 :5‬‬ ‫ص ع ََلى فَ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل الّر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ثِ ْ‬ ‫فةِ وَط ََر َ‬ ‫لي َ‬‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫وَ َ‬
‫انظروا لقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه المكنون ‪ ،‬الذى ل‬
‫يأتيه الباطل ‪ ،‬يعلن للعالم أجمع حرية المرأة وإنسانيتها ويرد لها‬
‫َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫كرامتها ‪ ،‬وأنها للرجل سكنا ً ومودة ً ورحمة‪) :‬وَ ِ‬
‫فسك ُ َ‬ ‫ل َك ُم م َ‬
‫ة‬‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫موَد ّة ً وََر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬‫جعَ َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َ‬ ‫م أْزَواجا ً ل ِت َ ْ‬ ‫ن أن ْ ُ ِ ْ‬ ‫ْ ِ ْ‬
‫ن( الروم‪21:‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫قوْم ٍ ي َت َ َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫ك َليا ٍ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫فإذا كان الكتاب المقدس بجزئيه جعل المرأة سببا ً فى خطيئة‬
‫آدم‪ ،‬وسبب فى خروجها من الجنة للعمل والشقاء‪ ،‬حتى إنجابها‬
‫للولد جعله تكفيرا ً عن هذه الخطيئة‪ ،‬فماذا تنتظر من أتباع هذا‬
‫الدين أن ُيحسنوا به إليها؟‬
‫حفظ السلم حقوق المرأة‪:‬‬
‫رأى السلم فى النثى وولدتها‪:‬‬
‫لم يكرم دين أو كتاب سماوى أو قانون وضعى المرأة كما كرمها‬
‫السلم‪ .‬فمن وقت أن أعلن الرب لملئكته أنه سيخلق فى‬
‫الرض بشرا ً ‪ ،‬جعلها خليفة لله ممثلة له على الرض وشريكة‬
‫للرجل فى استخلفها‪ .‬لذلك رفع عنها الغلل التى وضعتها الكتب‬
‫الخرى فى عنقها ‪ ،‬وكرمها إذ سفهها الناس وأصحاب الديان‬
‫الخرى ‪ ،‬ورفعها إذ وضعها الناس والفلسفة النصارى واليهود ‪،‬‬
‫فكرمها بنتا ً وأما ً وزوجة وأختًا‪ .‬ولك أن تتخيل أن الله جعل هدف‬
‫هاد تحت أقدام امرأة‪ :‬فقد ربط الجنة‬ ‫ساك والز ّ‬ ‫كل العّباد والن ّ‬
‫بأسفل أقدام الم ‪ ،‬امرأة‪.‬‬
‫وزاد فى تكريمها فجعل الدنيا مؤنثة ‪ ،‬والرجال يخدمونها ‪،‬‬
‫والذكور يعّبدونها ‪ ،‬ويعملون من أجلها ‪ ،‬والرض مؤنثة ‪ ،‬ومنها‬
‫مروا‬ ‫ُ‬
‫خلق آدم ‪ ،‬وخلقت البرية ‪ ،‬وفيها كثرت الذرية ‪ ،‬وأ ِ‬
‫بتعميرها ‪ ،‬والحفاظ عليها ‪ ،‬والقتال من أجل خلود شريعة الله‬
‫مُروا بالسجود لله عليها ‪ ،‬والسماء مؤنثة ‪ ،‬وقد زينت‬ ‫ُ‬
‫عليها‪ ،‬كما أ ِ‬
‫حل َّيت بالنجوم‪ ،‬التى تهدى الرجال فى طريقهم إلى‬ ‫بالكواكب‪ ،‬و ُ‬
‫بر المان‪ ،‬والنفس مؤنثة‪ ،‬وهى قوام البدان ‪ ،‬وملك الحيوان ‪،‬‬
‫والحياة مؤنثة ‪ ،‬ولولها لم تتصرف الجسام ‪ ،‬ول عرف النام ‪،‬‬
‫والجنة مؤنثة ‪ ،‬وبها وعد المتقون ‪ ،‬وفيها ينعم المرسلون‬
‫والشهداء والصالحون‪.‬‬
‫انظروا إلى تكريم الله للب الذى أنجب بنتًا‪:‬‬
‫وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول‪) :‬من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها‬
‫وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله التي أوسع عليه كانت‬
‫له منعة وسترا من النار( رواه الطبراني‬
‫وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪) :‬من‬
‫كن له ثلث بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة قلنا‬
‫وبنتين قال وبنتين قلنا وواحدة قال وواحدة( رواه الطبراني في‬
‫الوسط )مجمع الزوائد ج‪ 8 :‬ص‪(158 :‬‬
‫ولم تشمل هذه الرعاية والعناية بنات الرجل فقط ‪ ،‬بل أكثر من‬
‫ذلك فقد قرر الله أن الجنة مضير من أدب جاريته وأحسن إليها‪:‬‬
‫)عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬من كانت له جارية فعالها فأحسن‬
‫إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران( صحيح البخاري ج‪ 2 :‬ص‪:‬‬
‫‪899‬‬
‫فهذا شرف لم يعطيه الله للب الذى أنجب ولدًا!! لقد أدخله الله‬
‫مسابقة الفوز بالجنة! فقط لنه أب لبنة! فليفرح وليتفاخر الب‬
‫ذو البنات على الب ذو البنين!‬
‫تقول زيجريد هونكه‪) :‬إن الحلى التى يقدمها الوروبى لحبيبته أو‬
‫لزوجة صديقه أو رئيسه ‪ ،‬سواء أكانت ماسا ً أصليا ً أو زجاجا ً‬
‫مصقول ً ‪ ،‬هى عادة استوردت من الشرق ‪ ،‬ويمارسها الناس كل‬
‫يوم ‪ ،‬ول يعرفون لها مصدرًا‪(.‬‬
‫فى الحقيقة ل يعرف السلم التفرقة بين الرجل والمرأة على‬
‫أساس أفضلية أحدهم على الخر‪ ،‬ولكن تبعا ً لطبيعة كل منهما أو‬
‫مناطة بهما‪ .‬فقد ساوى السلم بينهما فى النسانية ‪،‬‬ ‫الواجبات ال ُ‬
‫وفى الواجبات ‪ ،‬وفى الحقوق ‪ ،‬بل أولى المرأة اهتماما ً ورعاية‬
‫لم يشملها الكتاب المقدس ول تاريخ الشعوب اليهودية أو‬
‫النصرانية أو حتى الوثنية‪ .‬ول أى قانون وضعى أنصف المرأة‬
‫ورفعها ‪ ،‬بل جعلها تاجا ً على رؤوس الرجال والمجتمع ‪ ،‬كما فعل‬
‫السلم‪.‬‬
‫فقد جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ‪ ،‬بصفات‬
‫غيرت وجه التاريخ القبيح ‪ ،‬لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في‬
‫حضاراتها أبدا ً ‪ ..‬وبذلك حرر السلم المرأة بكل ما تعنيه الكلمة‬
‫من معنى‪ :‬فقد حررها فى كل الجوانب النفسية والجسدية‬
‫والعقلية والمنية والعلمية‪.‬‬
‫معُْروف(‬ ‫ْ‬
‫ن ِبال َ‬ ‫َ‬
‫ذي ع َلي ْهِ ّ‬ ‫ّ‬
‫ل ال ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫فجاء السلم ليقول‪) :‬وَل َهُ ّ‬
‫ف(‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَ َ‬
‫ن(‬ ‫ضلوهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬فل ت َعْ ُ‬
‫قت ِرِ قَد َُر ُ‬
‫ه(‬ ‫م ْ‬‫سِع قَد َُره ُ وَع ََلى ال ْ ُ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫مت ُّعوهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫م(‬‫جد ِك ُ ْ‬ ‫ن وُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سك َن ْت ُ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬أ ْ‬
‫ن(‬‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ن ل ُِتضي ّ ُ‬ ‫ضاّروهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬ول ت ُ َ‬
‫ُ‬
‫ضة(‬ ‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬فآُتوهُ ّ‬
‫َ‬
‫ن َواْلقَْرُبو َ‬
‫ن(‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساِء ن َ ِ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَِللن ّ َ‬
‫ن(‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساِء ن َ ِ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَِللن ّ َ‬
‫كم(‬ ‫ذي آَتا ُ‬ ‫ّ‬
‫ل اللهِ ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬وآُتوهُ ْ‬
‫َ‬
‫ن(‬ ‫س ل َهُ ّ‬ ‫م ل َِبا ٌ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَأن ْت ُ ْ‬
‫ؤلِء بناِتي هُ َ‬
‫م(‬ ‫ن أط ْهَُر ل َك ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬هَ ُ‬
‫ل(‬ ‫سِبي ً‬ ‫ن َ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬فل ت َب ُْغوا ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ساَء ك َْرهًا(‬ ‫ل ل َك ُ َ‬
‫ن ت َرُِثوا الن ّ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬ل ي َ ِ‬
‫هن(‬ ‫مو ُ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫بوا ب ِب َعْ ِ‬ ‫ن ل ِت َذ ْهَ ُ‬ ‫ضُلوهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬ول ت َعْ ُ‬
‫َ‬ ‫سا ٌ‬
‫ن(‬‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ح ب ِإ ِ ْ‬ ‫ري ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ف أوْ ت َ ْ‬ ‫معُْرو ٍ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬فَإ ِ ْ‬
‫وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل صلى الله‬
‫عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟ قال ‪" :‬عائشة" ‪ ..‬وكان يؤتى‬
‫صلى الله عليه وسلم بالهدية ‪ ،‬فيقول‪ " :‬اذهبوا بها على فلنة ‪،‬‬
‫فإنها كانت صديقة لخديجة" ‪.‬‬
‫وهو القائل ‪) :‬استوصوابالنساء خيرًا(‬
‫وهو القائل ‪) :‬ل يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها‬
‫آخر(‬
‫وهو القائل ‪) :‬إنما النساء شقائق الرجال(‬
‫وهو القائل ‪) :‬خيركم خيركم لهله وأنا خيركم لهلي(‬
‫وهو القائل ‪) :‬ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف(‬
‫وهو القائل ‪) :‬أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك(‬
‫وهو القائل ‪) :‬من سعادة بن آدم المرأة الصالحة(‬
‫ومن هديه‪) :‬عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من إناء واحد(‬
‫وهو القائل‪) :‬وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة‬
‫التي ترفعها إلى في امرأتك(‬
‫ومن مشكاته ‪) :‬أن امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى‬
‫زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى زوجك(‬
‫وهناك الكثير والكثير من الدلة والبراهين ‪ ،‬على إن السلم هو‬
‫المحرر الحقيقي لعبودية المرأة ‪ ،‬وحتى ُيعلم هذا المر بصورة أو‬
‫ضح ‪ ،‬سأبين حفظ حقوق المرأة في السلم وهي جنين في‬
‫بطن أمها إلى أن تقابل ربها‬
‫‪ -1‬حفظ السلم حق المرأة قبل أن تولد ‪،‬فجعلها الله خليفة فى‬
‫ل‬‫الرض ‪ ،‬وأشركها فى التكليف مع آدم‪ ،‬فقال تعالى‪) :‬وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫َ‬
‫ة( البقرة ‪30‬‬ ‫ف ً‬ ‫خِلي َ‬ ‫ض َ‬ ‫ل ِفي الْر ِ‬ ‫ع ٌ‬ ‫جا ِ‬ ‫مل َئ ِك َةِ إ ِّني َ‬ ‫ك ل ِل ْ َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫‪ -‬حفظ السلم إنسانيتها وساواها بالرجل‪ :‬فقال تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫شُعوًبا وَقََبائ ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَل َْناك ُ ْ‬ ‫من ذ َك َرٍ وَأنَثى وَ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫قَنا ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫س إ ِّنا َ‬ ‫)َيا أي َّها الّنا ُ‬
‫خِبيٌر( الحجرات‬ ‫م َ‬ ‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫قاك ُ ْ‬ ‫عند َ الل ّهِ أ َت ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ن أك َْر َ‬
‫ل ِتعارُفوا إ َ‬
‫ِ ّ‬ ‫ََ َ‬
‫‪13‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬إنما النساء شقائق الرجال(‬
‫‪ -3‬حفظها السلم بأن جعلها آية من آياته‪ ،‬التى تتطلب شكر الله‬
‫فسك ُ َ‬ ‫كم م َ‬ ‫َ‬
‫جا‬ ‫م أْزَوا ً‬ ‫ن أن ُ ِ ْ‬ ‫خل َقَ ل َ ُ ّ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عليها ‪ ،‬فقال تعالى‪) :‬وَ ِ‬
‫قوْم ٍ‬ ‫ت لّ َ‬ ‫ك َلَيا ٍ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬ ‫موَد ّة ً وََر ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َ‬ ‫ل ّت َ ْ‬
‫ن( الروم ‪21‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫‪ -4‬حفظها السلم بأن جعلها هبة الله للبشرية ‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬
‫كوَر( الشورى ‪49‬‬ ‫شاُء الذ ّ ُ‬ ‫من ي َ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫شاُء إ َِناًثا وَي َهَ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫)ي َهَ ُ‬
‫‪ -5‬حفظ السلم كيانها فى المجتمع بأن اعتبرها مسئولة عن‬
‫قيام الفضيلة والقضاء على الرذيلة فى الرض ‪ ،‬عن طريق المر‬
‫ملها‬ ‫بالمعروف والنهى عن المنكر ‪ ،‬مثلها مثل الرجل‪ .‬وبذلك ح ّ‬
‫مسئولية الدين والدعوة إليه ‪ ،‬وجعله أمانة فى عنقها وعنق‬
‫الرجل‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ض ي َأ ُ‬ ‫م أوْل َِياء ب َعْ ٍ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ت ب َعْ ُ‬ ‫مَنا ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫)َوال ْ ُ‬
‫ه‬‫ن الل ّ َ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫كاة َ وَي ُ ِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫صل َة َ وَي ُؤ ُْتو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫منك َرِ وَي ُ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن عَ ُ ِ‬ ‫وَي َن ْهَوْ َ‬
‫م( التوبة ‪71‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيٌز َ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مه ُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫سي َْر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه أوْل َئ ِ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫‪ -6‬حفظ السلم النثى وجعل العتداء عليها من السفه بل‬
‫اعتبره من الثام وجعل البيت المسلم يبتهج لمقدمها‪:‬‬
‫لنَثى ظ َ ّ‬ ‫حد ُهُم با ُ‬ ‫ذا ب ّ َ‬
‫ن‬‫م َ‬‫واَرى ِ‬ ‫دا وَهُوَ ي َت َ َ‬ ‫سو َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫شَر أ َ‬ ‫)وَإ ِ َ ُ‬
‫َ‬ ‫م ع ََلى ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‬
‫س ُ‬ ‫م ي َد ُ ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫هو ٍ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ه‪%‬ك َ ِ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫شَر ب ِهِ أي ُ ْ‬ ‫ما ب ُ ّ‬ ‫سوِء َ‬ ‫من ُ‬ ‫قوْم ِ ِ‬
‫َ‬
‫ن( النحل ‪59-58‬‬ ‫مو َ‬ ‫حك ُ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ساَء َ‬ ‫ب أل َ َ‬ ‫ِفي الت َّرا ِ‬
‫َ‬
‫ما َرَزقَهُ ُ‬
‫م‬ ‫موا ْ َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫عل ْم ٍ وَ َ‬ ‫فًها ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ن قَت َُلوا ْ أوْل َد َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫سَر ال ّ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫)قَد ْ َ‬
‫ن( النعام ‪140‬‬ ‫دي َ‬ ‫مهْت َ ِ‬ ‫كاُنوا ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ضّلوا ْ وَ َ‬ ‫ه افْت َِراًء ع ََلى الل ّهِ قَد ْ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫‪ -‬حفظ السلم المرأة بأن جعل قتلها قتل للبشر جميعا ً ‪ ،‬وهى‬
‫ك ك َت َب َْنا‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫تتساوى فى هذا مع الرجل ‪ ،‬فقد قال تعالى‪) :‬م َ‬
‫ج ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ع ََلى بِني إسراِئي َ َ‬
‫ساد ٍ ِفي‬ ‫س أوْ فَ َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫سا ب ِغَي ْرِ ن َ ْ‬ ‫ف ً‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫من قَت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل أن ّ ُ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل الناس جميعا وم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫حَيا الّنا َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ها فَك َأن ّ َ‬ ‫حَيا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما قَت َ َ ّ َ َ ِ ً َ َ ْ‬ ‫ض فَك َأن ّ َ‬ ‫الْر ِ‬
‫ميًعا( المائدة ‪32‬‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫طلقت‬ ‫‪ -8‬حفظ السلم حق المرأة وهي في بطن أمها ‪ ،‬فإن ُ‬
‫أمها وهي حامل بها ‪ ،‬أوجب السلم على الب أن ينفق على الم‬
‫ن‬
‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل فَأ َن ْفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن أول ِ‬
‫فترة الحمل بها )وإن ك ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫َِ ْ‬
‫مل َُهن(‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -9‬حفظ السلم حق المرأة بحيث ل ُيقام على أمها الحد ‪ ،‬حتى‬
‫ل تتأثر وهي في بطن أمها )ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول‬
‫الله طهرني فقال لها‪ :‬حتى تضعي ما في بطنك(‬
‫‪ -10‬حفظ السلم حق المرأة راضعة ؛ فلما وضعت الغامدية‬
‫ولدها ‪ ،‬وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم )اذهبي‬
‫فأرضعيه حتى تفطميه(‬
‫‪ -11‬حفظ السلم حق المرأة مولودة من حيث النفقة والكسوة‬
‫معُْروف(‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫سوَت ُهُ ّ‬ ‫ن وَك ِ ْ‬ ‫ه رِْزقُهُ ّ‬ ‫موُْلود ِ ل َ ُ‬ ‫)وَع ََلى ال ْ َ‬
‫‪ -12‬حفظ السلم حق المرأة في فترة الحضانة التي تمتد إلى‬
‫بضع سنين ‪ ،‬وأوجب على الزوج النفقة عليها في هذه الفترة‬
‫لعموم أدلة النفقة على البناء‬
‫‪ -13‬حفظ السلم حق المرأة في الميراث عموما ً ‪ ،‬صغيرة كانت‬
‫ما‬‫ن ث ُل َُثا َ‬ ‫ن فَل َهُ ّ‬ ‫ساًء فَوْقَ اث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫أو كبيرة قال الله تعالي )فَإ ِ ْ‬
‫ف(‬ ‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫ت ََر َ‬
‫‪ -14‬حفظها السلم نفسيا ً ومعنويا ً وإجتماعيا ً بأن ساوى بينها‬
‫وبين الرجل فى أغلب التكاليف‪:‬‬
‫قْرَبى‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ساًنا وَب ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫شي ًْئا وَِبال ْ َ‬ ‫كوا ْ ب ِهِ َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫ه وَل َ ت ُ ْ‬ ‫دوا ْ الل ّ َ‬ ‫)َواع ْب ُ ُ‬
‫ب‬‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ب َوال ّ‬ ‫جن ُ ِ‬ ‫جارِ ال ْ ُ‬ ‫قْرَبى َوال ْ َ‬ ‫جارِ ِذي ال ْ ُ‬ ‫ن َوال ْ َ‬ ‫كي ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫َوال ْي ََتا َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫من َ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل َ يُ ِ‬ ‫ن ا لل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫مان ُك ُ ْ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ب َواب ْ ِ‬ ‫جن ِ‬ ‫ِبال َ‬
‫خوًرا( النساء ‪36‬‬ ‫خَتال ً فَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫سي َّئات ِهِ ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬ ‫ن ع َن ْهُ ْ‬ ‫فَر ّ‬ ‫ت ل َن ُك َ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَع َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫)َوال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬ ‫صي َْنا ا ْ ِ‬ ‫ن وَوَ ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫جزِي َن ّهُ ْ‬ ‫وَل َن َ ْ‬
‫ما‬ ‫م فََل ت ُط ِعْهُ َ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ك ب ِهِ ِ‬ ‫س لَ َ‬ ‫ما ل َي ْ ُ َ‬ ‫ك ِبي‪َ %‬‬ ‫شرِ َ‬ ‫ك ل ِت ُ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫جاهَ َ‬ ‫سًنا وَِإن َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ُ‬
‫ن(‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫كم ب ِ َ‬ ‫مُلوا‪%‬فَأن َب ّئ ُ ُ‬ ‫مُنوا وَع َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َوال ّ ِ‬ ‫جعُك ُ ْ‬ ‫مْر ِ‬ ‫ي َ‬ ‫إ ِل َ ّ‬
‫ن‬
‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫م ِفي ال ّ‬ ‫خل َن ّهُ ْ‬ ‫ت ل َن ُد ْ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫العنكبوت ْ‪%9-7‬ال ّ‬
‫ن‬ ‫قْرَبى َوَي َن َْهى ‪%‬ع َ ِ‬ ‫ن وَِإيَتاِء ِذي ال ْ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َوال ِ ْ‬ ‫مُر ِبال ْعَد ْ ِ‬ ‫ه ي َأ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫)إ ِ ّ‬
‫ن وَأوُْفوا ْ ب ِعَهْد ِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م ت َذ َك ُّرو َ‬ ‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫ي ي َعِظ ُك ُ ْ‬ ‫منك َرِ َوال ْب َغْ َِ‬ ‫شاِء َوال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬‫ه ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫م الل ّ َ‬ ‫جعَل ْت ُ ُ‬ ‫ها وَقَد ْ َ‬ ‫كيد ِ َ‬ ‫ن ب َعْد َ ت َوْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ضوا ْ الي ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫م وَل َ َتن ُ‬ ‫هدت ّ ْ‬ ‫عا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫إِ َ‬
‫ن(النحل ‪91-90‬‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فيل ً إ ِ ّ‬ ‫كَ ِ‬
‫دوْا‪%‬آ َ‬ ‫)ل ّ تجعل مع الل ّه إل َها وقَضى رب َ َ‬
‫ما‬ ‫مو ً‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫قعُد َ َ‬ ‫خَر فَت َ ْ‬ ‫ك أل ّ ت َعْب ُ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ِ ِ ً َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫عند َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ما‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫ك الك ِب ََر أ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي َب ْلغَ ّ‬ ‫ساًنا إ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ذول ً إ ِل ّ إ ِّياه ُ وَِبال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ّ‬
‫ما وَُقل‬ ‫ح‪%‬ت َن ْهَْرهُ َ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ل َهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ف وَل َ َوا ْ‬ ‫مآ أ ُ ّ‬ ‫قل ل ّهُ َ‬ ‫ما فَل َ ت َ ُ‬ ‫أوْ ك ِل َهُ َ‬
‫َ‬
‫ما َرب َّياِني‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫مهُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب اْر َ‬ ‫مةِ وَُقل ّر ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما ‪%‬الذ ّ ّ‬ ‫ري ً‬ ‫ِ‬ ‫ما قَوْل ً ك َ‬ ‫ل ّهُ َ‬
‫صِغيرا ربك ُ َ‬
‫ت‬ ‫ه َوآ ِ‬ ‫ن فَإ ِن ّ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫كوُنوا ْ َ‬ ‫م ِإن ت َ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫فو ِ‬ ‫ما ِفي ن ُ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫م أع ْل َ ُ‬ ‫َ ً ّ ّ ْ‬
‫ْ‬ ‫ن غَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‪َ %‬‬ ‫ْ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫مب َذ ِّري َ‬
‫ن‬ ‫ن ال ُ‬ ‫فوًرا إ ِ ّ‬ ‫ن ل ِلّواِبي َ‬ ‫كا َ‬ ‫كي َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َوال ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قْرَبى َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫طي ِ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وا َ‬ ‫خ َ‬ ‫ما‪%‬إ ِ ْ‬ ‫ذيًرا وَإ ِ ّ‬ ‫ل وَل َ ت ُب َذ ّْر ت َب ْ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كاُنوْا‪َ%‬واب ْ َ‬ ‫َ‬
‫ها‬
‫جو َ‬ ‫ك ت َْر ُ‬ ‫من ّرب ّ َ‬ ‫مة ٍ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫م اب ْت َِغاَء َر ْ‬ ‫ن ع َن ْهُ ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫فوًرا ت ُعْرِ َ‬ ‫ن ل َِرب ّهِ ك َ ُ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬‫سوًرا إ ِ ّ‬ ‫مي ْ ُ‬ ‫ل‪%‬قَوْل ً ّ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ة إ َِلى ع ُن ُ ِ‬ ‫مغُْلول َ ً‬ ‫ك َ‬ ‫ل ي َد َ َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫م وَل َ ت َ ْ‬ ‫قل ل ّهُ ْ‬ ‫فَ ُ‬
‫ق‬
‫ط الّرْز َ‬ ‫س ُ‬ ‫سوًرا ي َب ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ّ‬ ‫مُلو ً‬ ‫قعُد َ َ‬ ‫ط فَت َ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬ ‫سط َْها ك ُ ّ‬ ‫ك‪%‬ت َب ْ ُ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫َ‬
‫ة‬ ‫شي َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قت ُُلوا ْ أْولد َك ُ ْ‬ ‫خِبيًرا وَل َ ت َ ْ‬ ‫ن ب ِعَِباد ِهِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫قد ُِر إ ِن ّ ُ‬ ‫شاُء وَي َ ْ‬ ‫من ي َ َ‬ ‫لِ َ‬
‫م‬ ‫ن قَت ْلهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫كم إ ّ‬ ‫قَرُبوا الّزَنى‪%‬وَإ ِّيا ُ‬ ‫ْ‬ ‫صيًرا وَل َ ت َ ْ‬ ‫م‪%‬ب َ ِ‬ ‫ن ن َْرُزقُهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ق نّ ْ‬ ‫مل ٍ‬ ‫إِ ْ‬
‫ساَء‬ ‫ة وَ َ‬ ‫ش ً‬ ‫ح َ‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫س ال ِّتي‪%‬إ ِن ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫قت ُُلوا ْ الن ّ ْ‬ ‫طًءا ك َِبيًرا وَل َ ت َ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫جعَل َْنا ‪%‬ل ِوَل ِي ّ ِ‬
‫ه‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫مظ ُْلو ً‬ ‫ل َ‬ ‫من قُت ِ َ‬ ‫حقّ وَ َ‬ ‫ه إ ِل ّ ِبال َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫سِبيل ً َ‬ ‫َ‬
‫ما َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫قَرُبوا َ‬ ‫صوًرا وَل َ ت َ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل إ ِن ّ ُ‬ ‫قت ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫رف ّفي ال َ‬ ‫س ِ‬ ‫سلطاًنا فَل َ ي ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫شد ّه ُ وَأوُْفوا ِبالعَهْد ِ إ ِ ّ‬ ‫حّتى ‪%‬ي َب ْلغَ أ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ال ْي َِتيم ِ إ ِل ِبالِتي ه ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫س‬
‫سطاَ ِ‬
‫ق ْ َ‬ ‫م وَزُِنوا ْ ِبال ِ‬ ‫ل ِإذا ك ِل ْت ُ ْ‬ ‫ؤول ً وَأ َوُْفوا ال ْك َي ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ال ْعَهْد َ َ‬
‫ن‬
‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫خي ٌْر وَأ ْ‬ ‫ن‪َ %‬‬ ‫م إِ ّ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ك ب ِهِ ِ‬ ‫س لَ َ‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ك وَل َ ت َ ْ‬ ‫قيم ِ ذ َل ِ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ؤول ً‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ع َن ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ُأولئ ِ َ‬ ‫ؤاد َ ك ُ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫صَر َوال ْ ُ‬ ‫معَ َوال ْب َ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ل‪%‬ال ّ‬ ‫ت َأ ِْويل ً وَ َ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ض وََلن ت َب ْل ُغَ ‪ %‬ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ك َلن ت َ ْ‬ ‫حا إ ِن ّ َ‬ ‫ش ِفي ال َْر‬
‫خرِقَ الْر َ‬ ‫مَر ً‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫حى إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ُ‬
‫ك‬ ‫ما أوْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫طول ً ذ َل ِ َ‬ ‫جَبا َ‬ ‫ها‪%‬ال ْ ِ‬ ‫مك ُْرو ً‬ ‫ك َ‬ ‫عن ْد َ َرب ّ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫سي ّئ ُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫قى ِفي‬ ‫خَر فَت ُل ْ َ‬ ‫معَ ( السراء‪%‬الل ّهِ إ ِل ًَها آ َ‬ ‫ل َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫مةِ وَل َ ت َ ْ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫حوًرا ‪40-22‬‬ ‫مد ْ ُ‬ ‫ما ّ‬ ‫مُلو ً‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫َ‬
‫‪ -15‬حفظ لسلم المرأة بأن دافع عنها الله بنفسه وتوعد الذين‬
‫يؤذونهن ‪ ،‬وهى تشترك فى ذلك مع الرجل‪:‬‬
‫مُلوا‬ ‫حت َ َ‬ ‫قد ِ ا ْ‬ ‫سُبوا فَ َ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫ت ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ذو َ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫)َوال ّ ِ‬
‫مِبيًنا( الحزاب ‪58‬‬ ‫ما ّ‬ ‫ب ُهَْتاًنا وَإ ِث ْ ً‬
‫ب‬
‫ذا ُ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م ي َُتوُبوا فَل َهُ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن فَت َُنوا ال ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫)إ ِ ّ‬
‫ق( البروج ‪10‬‬ ‫ري ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وَل َهُ ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫َ‬
‫‪ -16‬حفظ السلم المرأة بأن أمر رسوله أن يستغفر الله لها‪:‬‬
‫)َفاع ْل َ َ‬
‫ت‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ك وَل ِل ْ ُ‬ ‫ذنب ِ َ‬ ‫فْر ل ِ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ه َوا ْ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ه َل إ ِل َ َ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫ْ‬
‫مد ‪19‬‬ ‫م( مح ّ‬ ‫واك ُ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫قل ّب َك ُ ْ‬ ‫مت َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫َوالل ّ ُ‬
‫‪ -17‬حفظ السلم أيضا ً المشركات بأن منع قتلهن فى الحروب‪:‬‬
‫دت امرأة مقتولة فى‬ ‫ج َ‬ ‫عن ابن عمر رضى الله عنهما قال‪) :‬وُ ِ‬
‫بعض مغازى النبى صلي الله عليه وسلم فنهى عن قتل النساء‬
‫والصبيان( ]الشيخان وغيرهما[‬
‫م وأدها صغيرة‪ ،‬وفرض حسن‬ ‫‪ -18‬حفظ السلم المرأة وحّر َ‬
‫تربيتها وتعليمها‪:‬‬
‫سئلت بأى ذنب قتلت(‬ ‫قال الله تعالى‪) :‬وإذا الموءودة ُ‬
‫وقال صلي الله عليه وسلم‪) :‬من كانت له أنثى ‪ ،‬فلم يئدها ‪ ،‬ولم‬
‫يهنها ‪ ،‬ولم يؤثر ولده عليها ‪ ،‬أدخله الله الجنة(‬
‫‪ -19‬حفظ السلم المرأة بأن اعتبرها من المكونات الساسية‬
‫لخيرات الدنيا والخرة‪:‬‬
‫ن فقد أعطى خير‬ ‫قال صلي الله عليه وسلم‪) :‬أربع من أعطيه ّ‬
‫الدنيا والخرة‪) :‬قلبا ً شاكرا ً ‪ ،‬ولسانا ً ذاكرا ً ‪ ،‬وبدنا ً على البلء‬
‫صابرا ً ‪ ،‬وزوجة ل تبغيه خوفا ً فى نفسها ول ماله(‬
‫‪ -20‬حفظ السلم المرأة بأن جعلها خير ما فى الدنيا كلها‪:‬‬
‫قال صلي الله عليه وسلم‪) :‬الدنيا متاع ‪ ،‬وخير متاعها المرأة‬
‫الصالحة(‪.‬‬
‫‪ -21‬حفظ السلم المرأة بأن جعل الجنة غاية حياة كل مؤمن‬
‫تحت أقدامها ‪ ،‬فأى شرف هذا الذى نالته المرأة فى السلم؟‬
‫وقال صلي الله عليه وسلم‪) :‬الجنة تحت أقدام المهات(‬
‫فقد روى أن رجل ً جاء إلى النبى صلي الله عليه وسلم فسأله‬
‫النبى‪) :‬هل لك من أم(؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فقال صلي الله عليه وسلم‪:‬‬
‫)الزمها ‪ ،‬فإن الجنة تحت رجلها(‪.‬‬
‫‪ -22‬حفظ السلم المرأة بأن نزع عنها لعنة الخطيئة البدية التى‬
‫وصمتها بها الديان السابقة ‪ ،‬واعتبرها وزوجها قد أذنبا ثم منحهما‬
‫َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫جه ُ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن ع َن َْها فَأ ْ‬ ‫طا ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫التوبة والغفران ‪ ،‬فقال تعالى‪) :‬فَأَزل ّهُ َ‬
‫ن(‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫س ل َهُ َ‬ ‫سو َ َ‬ ‫ه( البقرة ‪ ، 36‬وقال‪) :‬فَوَ ْ‬ ‫كاَنا ِفي ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫العراف ‪20‬‬
‫وعندما أدان شخصا ً بمفرده ‪ ،‬أدان آدم فقط ‪ ،‬فقال‬
‫ة‬
‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ك ع ََلى َ‬ ‫ل أ َد ُل ّ َ‬ ‫م هَ ْ‬ ‫ل َيا آد َ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫س إ ِل َي ْهِ ال ّ‬ ‫سو َ َ‬ ‫فو َ ْ‬ ‫تعالى َ‬
‫ك ّل ي َب َْلى( طه ‪120‬‬ ‫مل ْ ٍ‬ ‫خل ْد ِ وَ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪ -23‬حفظ السلم المرأة بأن جعل لها نصيبا ً فى الميراث ‪ ،‬بعد‬
‫ن‬‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫ل َنصي ِ ٌ‬ ‫جا ِ‬ ‫أن كات جزءا ً منه فقال تعالى‪ّ) :‬للّر َ‬
‫ل‬‫ما قَ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َوال َقَْرُبو َ‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساء ن َ ِ‬ ‫ن وَِللن ّ َ‬ ‫َوال َقَْرُبو َ‬
‫من َ‬
‫ضا( النساء ‪7‬‬ ‫فُرو ً‬ ‫م ْ‬ ‫صيًبا ّ‬ ‫ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ‬ ‫ِ ْ ُ‬
‫ُ‬ ‫ل َ ّ‬ ‫َ‬
‫ساء‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ن فَِإن ك ُ ّ‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫م ِللذ ّك َرِ ِ‬ ‫ه ِفي أوْل َد ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫صيك ُ ُ‬ ‫)ُيو ِ‬
‫ف‬‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ك وَِإن َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫ن ث ُل َُثا َ‬ ‫ن فَل َهُ ّ‬ ‫فَوْ َقَ اث ْن َت َي ْ ِ‬
‫ه وَل َد ٌ فَِإن ل ّ ْ‬
‫م‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ك ِإن َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫وَلب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كن ل ّه ول َد وورث َ َ‬
‫ه‬
‫م ِ‬ ‫خوَة ٌ فَل ّ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ث فَِإن َ‬ ‫مهِ الث ّل ُ ُ‬ ‫واه ُ فَل ّ‬ ‫ه أب َ َ‬ ‫ُ َ ٌ َ َ ِ ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م لَ‬ ‫م وَأبناؤ ُك ُ ْ‬ ‫ن آَبآؤ ُك ُ ْ‬ ‫صي ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫من ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َِليما‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫فعا ً فَ َ ِ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫م أقَْر ُ‬ ‫ن أي ّهُ ْ‬ ‫ت َد ُْرو َ‬
‫ن وَل َد ٌ فَِإن‬ ‫كن ل ّهُ ّ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫ك أْزَوا ُ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫م نِ ْ‬ ‫ما * وَل َك ُ ْ‬ ‫كي ً‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫كان ل َهن ول َد فَل َك ُم الربع مما ترك ْن من بعد وصية يوصين بها أوَ‬
‫ُ ّ ُ ُ ِ ّ ََ َ ِ َْ ِ َ ِ ّ ٍ ُ ِ َ َِ ْ‬ ‫َ َ ُ ّ َ ٌ‬
‫م وَل َد ٌ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَل َد ٌ َفإن َ‬ ‫كن ل ّك ُ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن الّرب ُعُ ِ‬ ‫ن وَل َهُ ّ‬ ‫د َي ْ ٍ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬‫ن وَِإن َ‬ ‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صو َ‬ ‫صي ّةٍ ُتو ُ‬ ‫من ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫ما ت ََرك ُْتم ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫فَل َهُ ّ‬
‫ما‬‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ت فَل ِك ُ ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫خ أ َوْ أ ُ ْ‬ ‫ه أَ ٌ‬ ‫مَرأة ٌ وَل َ ُ‬
‫ة َأو ا َ‬
‫ْ‬ ‫ث ك َل َل َ ً‬ ‫ل ُيوَر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫من ب َعْدِ‬ ‫ث ِ‬ ‫كاء ِفي الث ّل ُ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ك فَهُ ْ‬ ‫من ذ َل ِ َ‬ ‫كان ُوَا ْ أك ْث ََر ِ‬ ‫س فَِإن َ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ن اللهِ َوالل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬ ‫صي ّ ً‬‫ضآّر وَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن غ َي َْر ُ‬ ‫صى ب َِهآ أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي ّةٍ ُيو َ‬ ‫وَ ِ‬
‫م( النساء ‪12-11‬‬ ‫حِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫‪ -24‬حفظ السلم المرأة بأن وهبها جميع حقوقها المدنية‪ :‬فلها‬
‫الحق فى عقد العقود من بيع وشراء وإجازة وشركة وقرض‬
‫ورهن وهبة‪.‬‬
‫‪ -25‬حفظ السلم المرأة بأن أزال عنها القصر الدائم ‪ ،‬فأقر‬
‫أهليتها الكاملة ‪ ،‬مانحا ً إياها حق الولية على مالها وشئونها‪.‬‬
‫‪ -26‬حفظ السلم المرأة بأن ذكرها الله تعالى فقط عندما تكلم‬
‫ة فََل‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عن العمل الصالح فقال تعالى بالعموم‪َ ) :‬‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مث ْل ََها( ‪ ،‬أما فى الخير فقد جاء بالذكر والنثى)وَ َ‬ ‫جَزى إ ِّل ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة ي ُْرَزُقو َ‬
‫ن‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ك ي َد ْ ُ‬ ‫ن فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬ ‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫َ‬
‫ب( غافر ‪40‬‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ِفيَها ب ِغَي ْرِ ِ‬
‫‪ -27‬حفظ السلم حق المرأة في اختيار الزوج المناسب ‪ ،‬ولها‬
‫أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيبا ً لقوله عليه الصلة والسلم )ل‬
‫تنكح اليم حتى تستأمر(‬
‫‪ -28‬حفظ السلم حق المرأة إذا كانت بكرا ً فل تزوج إل بإذنها‬
‫لقوله عليه الصلة والسلم )ول تنكح البكر حتى تستأذن(‬
‫‪ -29‬حفظ السلم حق المرأة في صداقها ‪ ،‬وأوجب لها المهر‬
‫)فَما استمتعتم به منهن َفآتوهُ ُ‬
‫ة(‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ْ َُْ ْ ِ ِ ِ ُْ ّ‬ ‫َ‬
‫‪ -0‬حفظ السلم حق المرأة مختلعة ‪ ،‬إذا بد ّ لها عدم الرغبة في‬
‫زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلة والسلم )أقبل‬
‫الحديقة وطلقها(‬
‫مَتاعٌ‬ ‫ت َ‬ ‫قا ِ‬ ‫مط َل ّ َ‬ ‫‪ -31‬حفظ السلم حق المرأة مطلقة‪) :‬وَل ِل ْ ُ‬
‫ن(‬
‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬‫قا ً ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ف َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫‪ -32‬حفظ السلم حق المرأة أرملة ‪ ،‬وجعل لها حقا ً في تركة‬
‫م‬‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن الّرب ُعُ ِ‬ ‫زوجها‪ :‬قال الله تعالي )وَل َهُ ّ‬
‫م(‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫م وَل َد ٌ فَل َهُ ّ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫وَل َد ٌ فَإ ِ ْ‬
‫‪ -33‬حفظ السلم حق المرأة في الطلق قبل الدخول ‪ ،‬وذلك‬
‫َ‬
‫م‬
‫حت ُ ُ‬‫ذا ن َك َ ْ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫في عدم العدة ‪ ،‬قال الله تعالي )َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫قتموهُن من قَب َ‬
‫ن‬‫م ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫سوهُ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ّ ِ ْ ْ ِ‬ ‫م ط َل ّ ْ ُ ُ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫دون ََها(‬ ‫عد ّةٍ ت َعْت َ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ -34‬حفظ السلم حق المرأة يتيمة ‪ ،‬وجعل لها من المغانم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫يٍء فَأ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ما غ َن ِ ْ‬ ‫موا أن ّ َ‬ ‫نصيبا ً ‪ ،‬قال الله تعالي )َواع ْل َ ُ‬
‫مى( وجعل لها من بيت‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل وَل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه وَِللّر ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫المال نصيبا ً قال الله تعالي )ما أ ََفاَء الل ّه ع ََلى رسول ِه م َ‬
‫ن أهْ ِ‬ ‫َ ُ ِ ِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مى( وجعل لها في‬ ‫ْ‬
‫قْرَبى َوالي ََتا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل وَل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫قَرى فَل ِل ّهِ وَِللّر ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مى( وجعل‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ة ُأوُلو ال ْ ُ‬ ‫م َ‬‫س َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ضَر ال ْ ِ‬ ‫ح َ‬
‫ذا َ‬ ‫القسمة نصيبا ً )وَإ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َواْلقَْرِبي َ‬
‫ن‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬‫خي ْرٍ فَل ِل ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫قت ُ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫لها في النفقة نصيبا ً )قُ ْ‬
‫مى(‬ ‫َوال ْي ََتا َ‬
‫‪ -35‬حفظ السلم حق المرأة في حياتها الجتماعية ‪ ،‬وحافظ‬
‫على سلمة صدرها ‪ ،‬ووحدة صفها مع أقاربها ‪ ،‬فحرم الجمع بينها‬
‫وبين أختها ‪ ،‬وعمتها ‪ ،‬وخالتها ‪ ،‬كما في الية ‪ ،‬والحديث المتواتر‬
‫‪ -36‬حفظ السلم حق المرأة في صيانة عرضها ‪ ،‬فحرم النظر‬
‫م(‬ ‫ل ل ِل ْمؤ ْمِنين يغُضوا م َ‬ ‫إليها )قُ ْ‬
‫صارِه ِ ْ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ُ ِ َ َ ّ‬
‫‪ -37‬حفظ السلم حق المرأة في معاقبة من رماها بالفاحشة ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫م ي َأُتوا ب ِأْرب َعَ ِ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫صَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫مو َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫من غير بينة بالجلد )َوال ّ ِ‬
‫ة(‬ ‫جل ْد َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ماِني َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫داَء َفا ْ‬
‫جل ِ ُ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪ -38‬حفظ السلم حق المرأة إذا كانت أما ً ‪ ،‬أوجب لها‬
‫الحسان ‪ ،‬والبر ‪ ،‬وحذر من كلمة أف في حقها ‪ ،‬بل جعل دخول‬
‫الجنة متوقفا ً على رضاها‪.‬‬
‫ضعة ‪ ،‬فجعل لها أجرا ً ‪ ،‬وهو‬ ‫مر ِ‬ ‫‪ -39‬حفظ السلم حق المرأة ُ‬
‫َ‬
‫م َفآُتوهُ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫حق مشترك بين الراضعة والمرضعة )فَإ ِ ْ‬
‫ن(‬ ‫ُ‬
‫جوَرهُ ّ‬ ‫أ ُ‬
‫‪ -40‬حفظ السلم حق المرأة حامل ً ‪ ،‬وهو حق مشترك بينها‬
‫ن‬‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل فَأ َن ْفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬‫ت َ‬ ‫ن أول ِ‬
‫وبين المحمول )وإن ك ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫َِ ْ‬
‫ن(‬‫مل َهُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ث‬‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬ ‫‪ -41‬حفظ السلم حق المرأة في السكنى )أ ْ‬
‫م(‬‫جد ِك ُ ْ‬
‫ن وُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سك َن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -42‬حفظ السلم حق المرأة في صحتها فأسقط عنها الصيام‬
‫إذا كانت مرضع أو حبلى‬
‫‪ -43‬حفظ السلم حق المرأة في الوصية ‪ ،‬فلها أن توصي ِلما‬
‫ن(‬ ‫َ‬
‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي َ‬ ‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫ن ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫بعد موتها قال الله تعالي ) ِ‬
‫‪ -44‬حفظ السلم حق المرأة في جسدها بعد موتها ‪ ،‬وهذا‬
‫يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم )كسر‬
‫عظم الميت ككسره حيا(‬
‫‪ -45‬حفظ السلم حق المرأة وهي في قبرها ‪ ،‬وهذا يشترك فيه‬
‫الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم )لن يجلس أحدكم‬
‫على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس‬
‫على قبر(‬
‫‪ -46‬حفظ السلم حق المرأة فى الحساب أمام رب العالمين ‪،‬‬
‫وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة‪ :‬وبذلك ساوى بينهما فى‬
‫الثواب والعقاب فى الخرة‪:‬‬
‫ن‬‫قان ِِتي َ‬ ‫ْ‬
‫ت َوال َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن َوال ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ت َوال ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫)إ ِ ّ‬
‫ت‬‫صاب َِرا ِ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫صاد َِقا ِ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫قان َِتا ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫صائ ِ ِ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫صد َّقا ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫صد ِّقي َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ت َوال ْ ُ‬ ‫شَعا ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن َوال ْ َ‬ ‫شِعي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ه ك َِثيًرا‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ذاك ِ ِ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫ظا ِ‬ ‫حافِ َ‬ ‫م َوال ْ َ‬ ‫جه ُ ْ‬ ‫ن فُُرو َ‬ ‫ظي َ‬ ‫حافِ ِ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫صائ ِ َ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما( الحزاب ‪35‬‬ ‫ظي ً‬ ‫جًرا ع َ ِ‬ ‫فَرة ً وَأ ْ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ه ل َُهم ّ‬ ‫ت أع َد ّ الل ّ ُ‬ ‫ذاك َِرا ِ‬ ‫َوال ّ‬
‫حَياة ً ط َي ّب َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ه َ‬ ‫حي ِي َن ّ ُ‬‫ن فَل َن ُ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬ ‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫) َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن( النحل ‪97‬‬ ‫ملو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫ح َ‬ ‫هم ب ِأ ْ‬ ‫جَر ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫جزِي َن ّهُ ْ‬ ‫وَل َن َ ْ‬
‫من ذ َك َرٍ أ َْو‬ ‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مث ْل ََها وَ َ‬ ‫جَزى إ ِّل ِ‬ ‫ة فََل ي ُ ْ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫) َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب(‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِفيَها ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫ة ي ُْرَزُقو َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ك ي َد ْ ُ‬ ‫ن فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫أنَثى وَهُوَ ُ‬
‫غافر ‪40‬‬
‫ُ‬
‫ن فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫حا َ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫من ي َعْ َ‬ ‫)وَ َ‬
‫قيًرا( النساء ‪124‬‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ة وَل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫كم من ذ َك َر أوَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ ْ‬ ‫من ُ ّ‬ ‫ل ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ضيعُ ع َ َ‬ ‫م أّني ل َ أ ِ‬ ‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫ب لهُ ْ‬ ‫جا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫)َفا ْ‬
‫ض ُ‬ ‫ُ‬
‫ض( آل عمران ‪195‬‬ ‫ٍ‬ ‫من ب َعْ‬ ‫كم ّ‬ ‫أنَثى ب َعْ ُ‬
‫حت َِها ال َن َْهاُر‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫)وَع َد َ الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ن الل ّهِ أك ْب َُر‬ ‫ن ط َي ّب َ ً‬
‫م َ‬ ‫ن ّ‬ ‫وا ٌ‬ ‫ض َ‬ ‫ن وَرِ ْ‬ ‫ت ع َد ْ ٍ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫ساك ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفيَها وَ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫م( التوبة ‪72‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫فوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫حت َِها اْل َن َْهاُر‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫)ل ِي ُد ْ ِ‬
‫عند َ الل ّهِ فَوًْزا‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫سي َّئات ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫فَر ع َن ْهُ ْ‬ ‫ن ِفيَها وَي ُك َ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ما( الفتح ‪5‬‬ ‫ظي ً‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫م‬‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫هم ب َي ْ َ‬ ‫سَعى ُنوُر ُ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ت ََرى ال ْ ُ‬ ‫)ي َوْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫حت َِها اْل َن َْهاُر َ‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫شَراك ُ ُ‬ ‫مان ِِهم ب ُ ْ‬ ‫وَب ِأي ْ َ‬
‫م(الحديد ‪12‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫فوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫ِفيَها ذ َل ِ َ‬
‫فلم ينتقص السلم حق المرأة‪ ،‬أو ُيهن َْها‪ ،‬بل على النقيض من‬
‫ها فى كتابه‬ ‫خل ّد َ ُ‬ ‫ذلك ‪ ،‬فقد رفع شأنها‪ ،‬وحسبنا أن نعرف أن الله َ‬
‫الكريم‪ ،‬وجعل لها ثلث سور من القرآن الكريم‪ ،‬وهما سورة‬
‫النساء وسورة مريم‪ ،‬وسورة الطلق‪ ،‬وليس هناك سورة باسم‬
‫الرجال‪.‬‬
‫بل من جميل صنع الله بالمرأة أن جعل الرجل يتعامل مع‬
‫الجناس الدنيا من الوجود ‪ ،‬فإنه إما زارع يتعامل مع التربة‬
‫والمواشى والحيوانات ‪ ،‬وإما صانع يتعامل مع المادة الصماء ‪..‬‬
‫ولكن المرأة تتعامل مع أشرف شىء فى الوجود وهو النسان ‪،‬‬
‫والمرأة التى ل تريد القتناع بهذه المهمة تكون امرأة فاشلة‪.‬‬
‫بل خل ّد َ القرآن امرأة فى سورة المجادلة ‪ ،‬واحترم السلم رأيها‪،‬‬
‫وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول‪ ،‬وجمعها وإياه فى خطاب واحد‬
‫)والله يسمع تحاوركما( المجادلة‪ .1 :‬وقرر رأيها ‪ ،‬وجعله تشريعا ً‬
‫ما خالدًا‪ ..‬فكانت سورة المجادلة أثرا ً من آثار الفكر النسائى ‪،‬‬ ‫عا ّ‬
‫وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام‬
‫السلم لرأى المرأة ‪ ،‬ف السلم ل يرى المرأة مجرد زهرة ‪،‬‬
‫ينعم الرجل بشم رائحتها ‪ ،‬وإنما هى مخلوق عاقل مفكر ‪ ،‬له‬
‫رأى ‪ ،‬وللرأى قيمته ووزنه‪.‬‬
‫وكان النبى صلي الله عليه وسلم يقول عن نفسه‪) :‬أنا ابن‬
‫ن نساء من قريش ‪ ،‬كانت كل‬ ‫العواتك من قريش(‪ .‬والعواتك ه ّ‬
‫مى عاتكة‪.‬‬ ‫منهن ُتس ّ‬
‫وقال صلي الله عليه وسلم‪) :‬النساء شقائق الرجال( ‪ ،‬أى جزء‬
‫أو شق منهم‪.‬‬
‫وقال صلي الله عليه وسلم‪) :‬من سعى على ثلث بنات فهو فى‬
‫الجنة ‪ ،‬وكان له أجر المجاهدين صائما ً قائمًا‪(.‬‬
‫وقال صلي الله عليه وسلم‪) :‬خيركم خيركم لنسائه ‪ ،‬وأنا خيركم‬
‫لنسائى(‪.‬‬
‫وحتى ل يشقّ الرجال على نسائهم ‪ ،‬فقد قال صلي الله عليه‬
‫ن من ضلع أعوج ‪ ،‬إذا حاولت أن تقيمه‬ ‫خِلق َ‬
‫وسلم عنهن‪) :‬أنهن ُ‬
‫كسرته ‪ ،‬فسايسوهن تستمتعوا بهن(‪.‬‬
‫وعن أسماء بنت أبى بكر قالت‪) :‬قدمت على أمى وهى مشركة‬
‫في عهد قريش ‪ ،‬إذ عاهدوا رسول الله صلي الله عليه وسلم‪،‬‬
‫ومدتهم مع أبيها‪ ،‬فاستفتت النبي صلي الله عليه وسلم فقالت‬
‫ى وهي راغبة؟ أفأصلها؟‬ ‫له‪) :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن أمي قدمت عل ّ‬
‫قال‪) :‬نعم‪ ،‬صليها(‪.‬‬
‫جاء رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال‪) :‬أمك(‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫من؟ قال‪) :‬ثم أمك(‪ .‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪) :‬ثم أمك(‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫من؟ قال‪) :‬ثم أبوك(‪.‬‬
‫خمسها ‪ ،‬وصامت‬ ‫وقال صلي الله عليه وسلم‪) :‬إذا صلت المرأة َ‬
‫شهرها ‪ ،‬وحفظت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها ‪ ،‬قيل لها‪ :‬ادخلى‬
‫الجنة من أىّ البواب شئت‪(.‬‬
‫ويكفى النساء المسلمات شرفا ً على الرجال أن أول من آمن‬
‫بالرسول صلي الله عليه وسلم هى زوجته السيدة خديجة‪ ،‬وأول‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫مار بن ياسر‪ ،‬وأول من أؤت ُ ِ‬ ‫سمّية أم ع ّ‬
‫شهيدة فى السلم هى ُ‬
‫على حفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة بنت‬
‫عمر‪.‬‬
‫خُلقا ً‬‫وقال صلي الله عليه وسلم‪) :‬أكمل المؤمنين إيمانا ً أحسنهم ُ‬
‫‪ ،‬وخياركم لنسائهم خلقًا(‬
‫وقال صلي الله عليه وسلم‪) :‬خيركم خيركم لهله ‪ ،‬وأنا خيركم‬
‫ن إل لئيم(‬ ‫لهلى ‪ ،‬ما أكرم النساء إل كريم ‪ ،‬وما أهانه ّ‬
‫قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب المقدس وآراء آباء‬
‫وفلسفة المسيحية‪:‬‬
‫مم فمها بثقل من الرصاص‪:‬‬ ‫الرب يرسل ملكه ليسب المرأة وُيك ّ‬
‫كانت ا َ‬
‫شّر[‪.‬‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ل‪] :‬هَذ ِهِ ه ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪8 .‬فَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫لي َ‬ ‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ة ِفي وَ َ‬ ‫س ٌ‬ ‫جال ِ َ‬ ‫مَرأة ٌ َ‬ ‫)وَ َ َ ِ ْ‬
‫مَها‪ (.‬زكريا‬ ‫ص ع ََلى فَ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل الّر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ثِ ْ‬ ‫فةِ وَط ََر َ‬ ‫لي َ‬
‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫حَها إ َِلى وَ َ‬ ‫فَط ََر َ‬
‫‪8 :5‬‬
‫ن‬
‫م‪»26 :‬إ ِ ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ت وََقا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َفال ْت َ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫سائ ِ‬‫موع ٌ ك َِثيَرة ٌ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫)‪25‬وَ َ‬
‫ه وَأ َوْل َد َه ُ وَإ ِ ْ‬ ‫كان أ َحد يأ ِْتي إل َي ول َ يبغِض أ َباه وأ ُمه وا َ‬
‫ه‬
‫خوَت َ ُ‬ ‫مَرأت َ ُ‬ ‫ُ َ ُ َ ّ ُ َ ْ‬ ‫ِ ّ َ ُْ‬ ‫َ َ َ ٌ َ‬
‫ميذًا‪ (.‬لوقا ‪:14‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَأ َ َ‬
‫ن ِلي ت ِل ْ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫قد ُِر أ ْ‬ ‫ه أْيضا ً فَل َ ي َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫حّتى ن َ ْ‬ ‫وات ِهِ َ‬ ‫خ َ‬
‫‪26-25‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫دي‪،‬‬ ‫ت ِفي الت ّعَ ّ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫مْرأة َ أغ ْوِي َ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ي ُغْوَ ل َك ِ ّ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫)‪َ14‬وآد َ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫حب ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َوال َ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ن ِفي ا ِ‬ ‫ن ث َب َت ْ َ‬ ‫ص ب ِوِل َد َةِ الوْل َِد‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫خل ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫‪15‬وَل َك ِن َّها َ‬
‫ل‪ (.‬تيموثاوس الولى ‪15-14 :2‬‬ ‫ق ِ‬ ‫معَ الت ّعَ ّ‬ ‫سة ِ َ‬ ‫دا َ‬ ‫ق َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ويقول توماس الكوينى‪) :‬المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية‬
‫العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطريا ً من قبل الب‬
‫والبن والزوج(‬
‫أعلن البابا )اينوسنسيوس الثامن( فى براءة )‪ (1484‬أن الكائن‬
‫البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "‬
‫وقال الفيلسوف نتشه‪) :‬إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ‬
‫ح‬
‫ص ُ‬ ‫وقلب المرأة عنده مكمن الشر‪ ،‬وهى لغز يصعب حله‪ ،‬وُين َ‬
‫الرجل بأل ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء(‪.‬‬
‫لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر‪) :‬إن معانقة امرأة‬
‫تعنى معانقة كيس من الزبالة(‪.‬‬
‫وقال القديس ترتوليان‪) :‬إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس‬
‫النسان ‪ ،‬ناقضة لنواميس الله ‪ ،‬مشوهة للرجل(‪.‬‬
‫وهى منبوذة مثل الشيطان ‪ ،‬لنها المتسببة فى غواية آدم وسبب‬
‫إخراجه وذريته من الجنة ‪ ،‬وقد كانت أشد من الشيطان على‬
‫البشرية ‪ ،‬فلم يقدر الشيطان على آدم ‪ ،‬ولكن تمكنت حواء‬
‫ك‬‫ك أ َن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪» :‬م َ‬
‫ن أع ْل َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫حليفة الشيطان من غواية آدم‪11) :‬فَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع ُريان؟ هَ ْ َ‬
‫من َْها؟«‬ ‫ل ِ‬ ‫ن ل َ ت َأك ُ َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫صي ْت ُ َ‬ ‫جَرةِ ال ِّتي أوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل أك َل ْ َ‬ ‫ْ َ ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ي أع ْط َت ِْني ِ‬ ‫مِعي ه ِ َ‬ ‫جعَل ْت ََها َ‬ ‫مْرأة ُ ال ِّتي َ‬ ‫م‪» :‬ال ْ َ‬ ‫ل آد َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫‪12‬فَ َ‬
‫ل الرب الل َه ل ِل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫ة‪َ » :‬‬ ‫مْرأ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫قا َ ّ ّ‬ ‫ت«‪13 .‬فَ َ‬ ‫جَرةِ فَأك َل ْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ت«‪ (.‬تكوين ‪-11 :3‬‬ ‫ة غ َّرت ِْني فَأك َل ْ ُ‬ ‫حي ّ ُ‬ ‫ة‪» :‬ال ْ َ‬ ‫مْرأ َ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫قال َ ِ‬ ‫ت؟« فَ َ‬ ‫فَعَل ْ ِ‬
‫‪13‬‬
‫وما هى هذه الشجرة التى أكل منها آدم وحواء؟ إنها شجرة‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪ِ » :‬‬ ‫م َقائ ِ ً‬ ‫ه آد َ َ‬ ‫ب ال ِل َ ُ‬ ‫صى الّر ّ‬ ‫الشر‪16) :‬وَأوْ َ‬ ‫معرفة الخير من‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫شّر‬ ‫خي ْرِ َوال ّ‬ ‫معْرِفَةِ ال ْ َ‬ ‫جَرة ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل أك ْل ً ‪17‬وَأ ّ‬ ‫جن ّةِ ت َأك ُ ُ‬ ‫جرِ ال ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ميِع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت«‪ (.‬تكوين ‪-16 :2‬‬ ‫مو ُ‬ ‫وتا ً ت َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ت َأك ُ ُ‬ ‫ك ي َوْ َ‬ ‫من َْها لن ّ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫فَل َ ت َأك ُ ْ‬
‫‪17‬‬
‫ت‬ ‫كان َ ِ‬ ‫وهل صدق الرب؟ ل‪ .‬بل كان الشيطان أصدق منه‪1) :‬وَ َ‬
‫ال ْحي ُ َ‬
‫ت‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ب ال ِل َ ُ‬ ‫مل ََها الّر ّ‬ ‫ت ال ْب َّري ّةِ ال ِّتي ع َ ِ‬ ‫واَنا ِ‬ ‫َ‬ ‫حي َ‬ ‫ميِع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل َ‬ ‫حي َ َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫قال ِ‬ ‫ة؟« ‪2‬فَ َ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫جرِ ال َ‬ ‫ش َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ه ل َ ت َأك ُل َ ِ‬
‫م‬ ‫ل الل ُ‬ ‫قا َقا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة‪» :‬أ َ‬ ‫مْرأ ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫جَرةِ ال ِّتي‬ ‫ش َ‬ ‫مُر ال ّ‬ ‫ما ث َ َ‬
‫َ‬
‫ل ‪3‬وَأ ّ‬ ‫جن ّةِ ن َأ ْك ُ ُ‬ ‫جرِ ال ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ة‪ِ » :‬‬ ‫حي ّ ِ‬ ‫مْرأة ُ ل ِل ْ َ‬
‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫موَتا«‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ساه ُ ل ِئل ت َ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ه وَل ت َ َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ه‪ :‬ل ت َأكل ِ‬ ‫قال الل ُ‬ ‫جن ّةِ ف َ‬ ‫ط ال َ‬ ‫س ِ‬ ‫ِفي وَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫م ت َأك ُل َ ِ‬
‫ن‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫عال ِ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫موَتا! ‪5‬ب َ ِ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ة‪» :‬ل ْ‬ ‫مْرأ ِ‬ ‫ة ل ِل َ‬ ‫حي ّ ُ‬ ‫ت ال َ‬ ‫قال َ ِ‬ ‫‪4‬فَ َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما وَت َ ُ‬ ‫َ‬
‫شّر«‪ (.‬تكوين‬ ‫خي َْر َوال ّ‬ ‫عارِفَي ْ ِ‬ ‫كاللهِ َ‬ ‫كوَنا ِ‬ ‫ح أع ْي ُن ُك ُ َ‬ ‫فت ِ ُ‬ ‫ه ت َن ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫‪5-1 :3‬‬
‫وهذا ما اعترف به الرب فيما بعد ‪ ،‬مما اضطره لفرض حراسة‬
‫على شرقى جنة عدن لحراسة طريق شجرة الحياة ‪ ،‬فقال‪) :‬‬
‫عاِرفا ً‬ ‫مّنا َ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫صاَر ك َ َ‬ ‫ن ْقَد ْ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ذا ال ِن ْ َ‬ ‫ه‪» :‬هُوَ َ‬ ‫ب ال ِل َ ُ‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫‪22‬وََقا َ‬
‫حَياةِ أْيضا ً‬ ‫َ‬
‫جَرةِ ال ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫مد ّ ي َد َه ُ وَي َأ ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ن ل َعَل ّ ُ‬ ‫شّر‪َ .‬واْل َ‬ ‫خي َْر َوال ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫وَي َأ ْك ُ ُ‬
‫ن‬
‫جن ّةِ ع َد ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب ال ِل َ ُ‬ ‫ه الّر ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫د«‪23 .‬فَأ ْ‬ ‫حَيا إ َِلى ال َب َ ِ‬ ‫ل وَي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ض ال ِّتي أ ُ ِ‬ ‫ل ِي َعْم َ َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬‫ي َ‬ ‫شْرقِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن وَأَقا َ‬ ‫سا َ‬ ‫من َْها‪24 .‬فَط ََرد َ ال ِن ْ َ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫ل الْر َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ري ِ‬ ‫سة ِ ط ِ‬ ‫حَرا َ‬ ‫ب لِ ِ‬ ‫قل ٍ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫سي ْ ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫م وَلِهي َ‬ ‫ن الكُروِبي َ‬ ‫ع َد ْ ٍ‬
‫ة‪ (.‬تكوين ‪24-22 :3‬‬ ‫حَيا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وفى الحقيقة يتساءل المرء ذو العقل الطبيعى هنا‪ :‬ما حكمة‬
‫الرب فى البقاء على آدم وحواء فى سواد الجهل ‪ ،‬ل يعلمان‬
‫الخير من الشر؟ ولو لم يكون آدم قد عرف قبل الكل من‬
‫الشجرة الخير من الشر فكيف يحاسبه على خطئه وأكله من‬
‫الشجرة؟ وهل بعد أن أصبح عارفا للخير من الشر ينتقم منه‬
‫الرب ويطيح به خارج الجنة؟ وهل كان ينتظر هذا الله تعمير‬
‫الرض بأناس ل تعرف الخير من الشر؟ وما هى المبادىء التى‬
‫كان يتوقع الرب أن يعلمها آدم زريته لو لم يعلم الخير من الشر؟‬
‫ويقول فولتير تعليقا ً على الفقرة التوراتية السابقة‪) :‬إننا نعتقد أنه‬
‫كان ينبغى على السيد الرب أن يأمر النسان ‪ ،‬مخلوقه ‪ ،‬بأن‬
‫يأكل من شجرة معفة الخير من الشر ‪ ،‬قدر ما يستطيع ؛ لنه بما‬
‫أن الله منحه رأسا ً تفكر ‪ ،‬فقد كان من الضرورى تعليمه ‪ ،‬وكان‬
‫أكثر ضرورة إرغامه على إدراك الخير والشر ‪ ،‬كى يستطيع‬
‫القيام بالتزاماته على أكمل وجه‪ .‬لذلك كان ذاك التحريم غبيا ً‬
‫وقاسيًا! لقد كان أسوأ بألف مرة من منح النسان معدة ل تهضم‬
‫الطعام( نقل عن )محمد صلى الله عليه وسلم فى الترجوم‬
‫والتلمود والتوراة ص ‪ ، 169‬المأخوذة بدورها من )ليوتاكسل(‬
‫التوراة كتاب مقدس أم جمع من الساطير ص ‪(21‬‬
‫ووقف الرب إلى جانب الرجل ‪ ،‬ولم يحقق فى المر ‪ ،‬فصدق‬
‫كلم آدم ‪ ،‬وكان عنده من البرياء‪14) :‬وآدم ل َم يغْو ل َكن ال ْمرأةََ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َ ِ ّ‬
‫ُ‬
‫دي( تيموثاوس الولى ‪14 :2‬‬ ‫ت ِفي الت ّعَ ّ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫أغ ْوِي َ ْ‬
‫ة حواَء بمكرها( كورنثوس الثانية ‪3 :11‬‬ ‫)كما خدعت الحي ّ ُ‬
‫وإذا كان آدم لم يغو ‪ ،‬فيكون حكم الرب على آدم بالطرد من‬
‫الجنة ظلما ً ‪ ،‬ولم يكن هذا إل بسبب حواء‪ ،‬ويكون انتقامه من‬
‫المرأة بطردها من الجنة وموقفه هذا منها تشجيعا ً للمؤمنين ‪،‬‬
‫المحبين لله ‪ ،‬على اضطهادها ‪ ،‬وضربها ‪ ،‬وحرقها ‪ ،‬وقتلها‪.‬‬
‫كما أنها نجسة فى أيام حيضها ‪ ،‬وفى أيام طمسها‪ ،‬أو إذا جاءها‬
‫نزيف مهما كان سببه‪ ،‬ل يقربها إنسان أو حيوان وإل لكان نجسا ً‬
‫ت‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫هو الخر إلى المساء وعليه أن يستحم ليطهر‪»19) :‬وَإ ِ َ‬
‫ن ِفي‬ ‫كو ُ‬ ‫ة أ َّيام ٍ ت َ ُ‬ ‫سب ْعَ َ‬‫مَها فَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫دما ً ِفي ل َ ْ‬ ‫سي ْل َُها َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫سي ْ ٌ‬ ‫مَرأة ٌ ل ََها َ‬
‫ا َ‬
‫ْ‬
‫ما‬
‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫ساِء‪20 .‬وَك ّ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫جسا إ ِلى ال َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫ُ‬
‫سَها ي َكو ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫مث َِها‪ .‬وَك ّ‬ ‫ط ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كو ُ‬ ‫س ع َل َي ْهِ ي َ ُ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جسا ً وَك ُ ّ‬ ‫ن نَ ِ‬‫كو ُ‬ ‫مث َِها ي َ ُ‬ ‫جعُ ع َل َي ْهِ ِفي ط َ ْ‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬
‫كو ُ‬ ‫ماٍء وَي َ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫ل ث َِياب َ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫شَها ي َغْ ِ‬ ‫س فَِرا َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جسًا‪21 .‬وَك ُ ّ‬ ‫نَ ِ‬
‫ل‬‫س ُ‬ ‫س ع َل َي ْهِ ي َغْ ِ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫مَتاعا ً ت َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫ساِء‪22 .‬وَك ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫جسا ً إ َِلى ال ْ َ‬ ‫نَ ِ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ساِء‪23 .‬وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جسا ً إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫ماٍء وَي َ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫ث َِياب َ ُ‬
‫ة ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫س ٌ‬ ‫جال ِ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ذي ه ِ َ‬ ‫مَتاِع ال ّ ِ‬ ‫ش أوْ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫فَرا ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ساِء‪ (.‬ل ويين ‪23-19 :15‬‬ ‫م َ‬ ‫جسا ً إ َِلى ال ْ َ‬ ‫نَ ِ‬
‫فقد كانوا يعتبرون المرأة لعنة ‪ ،‬لنها أغوت آدم ‪ ،‬وعندما يصيبها‬
‫الحيض ل ُيجالسونها ول يؤاكلونها ول تلمس وعاء حتى ل يتنجس‪.‬‬
‫وكان بعضهم ينصب للحائض خيمة ‪ ،‬ويضع أمامها خبزا ً وماًء ‪،‬‬
‫ويجعلها فى هذه الخيمة حتى تطهر‪ .‬أى كانت كالمنبوذة ‪ ،‬أو‬
‫كالمصابة بالجرب أو الجزام‪ .‬وهى فى هذا الوضع ل تصلح أن‬
‫تعيش فى المجتمع‪ ،‬ول يجوز لها أن تعمل‪ ،‬لنها بهذا التفكير إما‬
‫ستتقاعد عن العمل وقت حيضها‪ ،‬وبذلك تعلن على العالم أجمع‬
‫أنها حائض ‪ ،‬وإما ستخالط المجتمع وتسبب نجاسة كل من‬
‫تتعامل معه سواء فى مجال العمل أو المواصلت‪.‬‬
‫مة‪،‬‬ ‫َ‬
‫)وكانت بعض الطوائف اليهودية تعتبر البنت فى مرتبة ال َ‬
‫وكان لبيها الحق فى أن يبيعها قاصرة‪ ،‬وما كانت ترث مع وجود‬
‫أخ لها‪ ،‬أو ما كان يتبرع لها به أبوها فى حياته‪ ،‬فقد كان الميراث‬
‫للذكر فقط‪ ،‬وحين ُتحَرم البنت من الميراث لوجود أخ لها ذكر ‪،‬‬
‫ُيثَبت لها على أخيها النفقة والمهر عند الزواج ‪ ،‬وإذا كان الب قد‬
‫ترك عقارا ً فيعطيها من العقار ‪ ،‬أما إذا ترك مال ً منقول ً فل شىء‬
‫لها من النفقة والمهر ‪ ،‬ولو ترك القناطير المقنطرة‪(.‬‬
‫وإذا آل الميراث إلى البنت لعدم وجود أخ لها ‪ ،‬لم يجز لها أن‬
‫تتزوج من سبط آخر ‪ ،‬ول يحق لها أن تنقل ميراثها إلى غير‬
‫سبطها‪ .‬أى تكون راعية له فقط )هذا إن جاز لنا استخدام هذا‬
‫اللفظ( ‪ ،‬وليست مالكة له‪.‬‬
‫مت بالزنا تتحقق براءتها بطريقة غريبة فيها من المهانة‬ ‫وإذا ات ُهِ َ‬
‫والذل ما لم تبحه شريعة ما ‪ ،‬فعليها أن تشرب ماًء ممزوجا ً‬
‫بالتراب ‪ ،‬وتثبت عليها التهمة إذا تورمت بطنها وتسقط فخذها‪) :‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كاه ِ ُ‬ ‫خذ ُ ال َ‬ ‫ف وَي َأ ُ‬ ‫خَز ٍ‬ ‫دسا ً ِفي إ َِناِء َ‬ ‫ق ّ‬ ‫م َ‬‫ماًء ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كاه ِ ُ‬ ‫خذ ُ ال َ‬ ‫‪17‬وَي َأ ُ‬
‫ف‬‫ماِء ‪18‬وَُيوقِ ُ‬ ‫ل ِفي ال َ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫سك َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ذي ِفي أ َْر‬ ‫الغَُبارِ ال ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ِفي ي َد َي َْها‬ ‫جعَ ُ‬ ‫مْرأةِ وَي َ ْ‬ ‫س ال َ‬ ‫ف َرأ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ب وَي َك ْ ِ‬ ‫م الّر ّ‬ ‫ما َ‬ ‫مْرأة َ أ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫كاه ِ ُ‬ ‫ال َ‬
‫ماُء‬ ‫ن َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كاه ِ ِ‬ ‫ة الغَي َْرةِ وَِفي ي َد ِ ال َ‬ ‫م ُ‬ ‫قد ِ َ‬ ‫ي تَ ْ‬ ‫كارِ الِتي ه ِ َ‬ ‫ة الت ّذ ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫قد ِ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ل ِفيَها‬ ‫خ ُ‬ ‫مّر فَي َد ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ماَء اللعْن َةِ ال ُ‬ ‫مْرأة َ َ‬ ‫قي ال َ‬ ‫س ِ‬‫مّر‪24 .. .. .. .‬وَي َ ْ‬ ‫اللعْن َةِ ال ُ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫خذ ُ ال َ‬ ‫ْ‬
‫ة الغَي َْر ِ‬ ‫م َ‬‫قد ِ َ‬ ‫مْرأةِ ت َ ْ‬ ‫ن ي َد ِ ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كاه ِ ُ‬ ‫ة‪25 .‬وَي َأ ُ‬ ‫مَراَر ِ‬ ‫ماُء اللعْن َةِ ِلل َ‬ ‫َ‬
‫ض ال َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كاه ِ ُ‬
‫ك يسقي المرأةََ‬
‫قب ِ ُ‬ ‫ح‪26 .‬وَي َ ْ‬ ‫مذ ْب َ ِ‬‫مَها ِإلى ال َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫ب وَي ُ َ‬ ‫م الّر ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ةأ َ‬ ‫م َ‬ ‫قد ِ َ‬ ‫وَي َُرد ّد ُ الت ّ ْ‬
‫َ ْ‬ ‫ح وَب َعْد َ ذ َل ِ َ َ ْ ِ‬ ‫مذ ْب َ ِ‬ ‫على ال َ‬ ‫ها وَُيوقِد ُه ُ َ‬ ‫كاَر َ‬ ‫مةِ ت ِذ ْ َ‬ ‫قد ِ َ‬ ‫ن الت ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫جلَها‬ ‫ت َر ُ‬ ‫خان َ ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ت قَد ْ ت َن َ ّ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ماَء فَإ ِ ْ‬ ‫ها ال َ‬ ‫قا َ‬
‫س َ‬ ‫مَتى َ‬ ‫ماَء‪27 .‬وَ َ‬ ‫ال َ‬
‫صيُر‬‫ها فَت َ ِ‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫ط فَ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م ب َط ْن َُها وَت َ ْ‬ ‫مَراَرةِ فَي َرِ ُ‬ ‫ماُء اللعْن َةِ ِلل َ‬ ‫ل ِفيَها َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫شعْب َِها‪ (.‬عدد ‪27-17 :5‬‬ ‫ط َ‬ ‫َ‬
‫س ِ‬ ‫ة ِفي وَ َ‬ ‫مْرأة ُ لعْن َ ً‬ ‫ال َ‬
‫ففى كل الحالتين ستتورم بطنها ‪ ،‬إن لم يصبها مرض يقضى‬
‫عليها‪ .‬وبذلك تكون فى كل الحالتين زانية وتثبت عليها تهمة‬
‫الزنا!! وفى كل الحالتين لن يسقط فخذها ‪ ،‬فلن تجنى إذن من‬
‫جّراء هذا العمل إل المرض أو الموت وإثبات تهمة الزنا عليها‬
‫ظلما وزورا‪ .‬وقد يكون هذا التحليل هو الذى أوصل بعض‬
‫علمائهم لعتبار المرأة عاهرة بغض النظر عن أخلقها أو دينها أو‬
‫حسبها أو نسبها‪ :‬لقد كتب جيروم يقول‪:‬‬
‫)ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر‪ :‬أن كل‬
‫النساء بل استثناء مومسات ‪ ،‬وهن مثل حواء سبب كل الشرور‬
‫فى العالم(‬
‫وقال الراهب النجليزى اسكندر نكهام‪) :‬أنه نظرا ً لن المرأة ل‬
‫تشبع جنسيا ‪ ،‬فإنها غالبا ما تصطاد بائسا ً حقيرا ً لينام معها فى‬
‫فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك كان على الزواج أن يربوا أطفال ً ليسوا أولدهم(‬
‫وقانون اختبار عفة المرأة هذا قريب مما جاء فى قانون‬
‫)حامورابى( مادة ‪ ، 129‬إذ كانت المرأة ُتخت ََبر فى سلوكها بأن‬
‫قى فى النهر ‪ ،‬فإن عامت على وجه الماء تكون بريئة ‪ ،‬وإن‬ ‫ُتل َ‬
‫غطست تكون آثمة!!‬
‫قارن هذا بالملعنة المذكورة فى القرآن فى سورة النور‪ :‬إذ‬
‫تحلف المرأة وكذلك الرجل خمس مرات على صدقهما من تهمة‬
‫الخيانة الزوجية‪ .‬وإن أصرت المرأة على براءتها لم يمسسها‬
‫سوء ‪ ،‬يتم فقط التفريق بينهما‪.‬‬
‫ولم يقف المر عند هذا الحد فنجاسة المرأة التى ضربت عليها‬
‫جعلت البرلمان النجليزى يصدر قرارا ً فى عصر الملك هنرى‬
‫الثامن يحظر على المرأة أن تقرأ العهد الجديد‪ .‬قارن هذا بإئتمان‬
‫المسلمين السيدة حفصة على كتاب الله القرآن الكريم!!!‬
‫بل إنه لما استخدم التخدير فى حالت الوضع عام ‪1847‬م‬
‫عارضته الكنيسة ؛ لن الله فى الكتاب المقدس ـ حسب زعمهم‬
‫ـ قال لحواء بعد سقوطهما فى الخطيئة وأكلهما من الشجرة‬
‫ن أ َوْ َ‬
‫لدًا(‬ ‫دي َ‬ ‫ك‪ِ .‬بال ْوَ َ‬
‫جِع ت َل ِ ِ‬ ‫حب َل ِ ِ‬
‫ب َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫المحرمة عليهما‪) :‬ت َك ِْثيرا ً أك َث ُّر أت َْعا َ‬
‫تكوين ‪ ، 13 :3‬فكأن لسان حالهم يقول‪ :‬كيف نرحم النساء من‬
‫اللم ‪ ،‬طالما أن الرب قد قرر تألمها أثناء الولدة؟ فعلينا إذن أن‬
‫نساعد الرب فى انتقامه من النساء!!‬
‫=====================‬
‫اشتراط الولي في النكاح ل يقيد حرية المرأة‬
‫من الشبه التي يثيرها أعداء السلم ‪ ،‬ويقولون بأنها تنافي حرية‬
‫المرأة في اختيار من ترضاه زوجا ً لها ‪ ،‬اشتراط الولي في النكاح‬
‫‪ ،‬فيقولون‪ :‬إن وجود الولي واشتراطه ‪ ،‬يمنع الفتاة من أن تختار‬
‫من تريده زوجا ً لها بحرية تامة ‪ ،‬بل كثيرا ً ما يفرض عليها الولي‬
‫من يرضاه هو ‪ ،‬ويختاره لها زوجا ً ‪ ،‬وهذا ينافي أبسط الحقوق‪.‬‬
‫هذا ملخص الشبهة التي يثيرها أعداء السلم ‪ ،‬ويظنون أنهم‬
‫وجهوا طعنة ل ترد ‪ ،‬ووجدوا ثغرة وثلما ً في السلم – زعموا –‬
‫يستطيعون من خللهما الطعن في عدالته في حق المرأة ‪،‬‬
‫والنيل منه‪.‬‬
‫ونقول‪ :‬إن ما زعموه من تحكم الولي بموليته في النكاح ‪ ،‬ليس‬
‫من السلم في شيء ‪ ،‬بل هو تقاليد لبعض المجتمعات‬
‫السلمية ‪ ،‬توارثوها عن آبائهم ‪ ،‬وأعراف تعارفوا عليها ‪ ،‬وبمرور‬
‫الزمن ‪ ،‬وتعاقب الجيال وبسبب الجهل بالدين ‪ ،‬أخذت تلك‬
‫العراف والتقاليد طابع الحترام والتقديس ‪ ،‬وأخيرا ً ُألصقت‬
‫بالدين ‪ ،‬والدين منها براء ‪ ،‬وقد أسلفنا الكلم على )رأي المرأة‬
‫في اختيار زوجها( وأوضحنا هدي السلم في هذا الموضوع ‪،‬‬
‫ودور الولي في هذا الشأن ‪ ،‬وذكرنا ما جاء عن رسوله صلى الله‬
‫عليه وسلم في ذلك ‪ ،‬وما فهمه السلف منه وطبقوه‪.‬‬
‫إن السلم أعطى للمرأة البالغة العاقلة‪ :‬بكرا ً ‪ ،‬أو ثيبا ً ‪ ،‬كامل‬
‫الحرية في قبول أو رفض من تقدم لخطبتها ‪ ،‬ولم يجعل لبيها ‪،‬‬
‫وهو أقرب الناس إليها ‪ ،‬ول لولي غيره أن يجبرها على من ل‬
‫ترضاه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬ل تنكح الّيم حتى‬
‫ُتستأمر ‪ ،‬ول تنكح البكر حتى ُتستأذن(‪.‬‬
‫بل وصل المر إلى رد الزواج ‪ ،‬وإبطال العقد ‪ ،‬إذا جرى بدون‬
‫رضاها ‪ ،‬كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في نكاح‬
‫خنساء بنت خدام ‪ ،‬حين زّوجها أبوها وهي ثيب من شخص ل‬
‫تريده ‪ ،‬حيث رد نكاحه‪.‬‬
‫ً‬
‫وخّير رسول الله صلى الله عليه وسلم فتاة بكرا ‪ ،‬زّوجها أبوها‬
‫من ابن أخيه ‪ ،‬وهي غير راضية ‪ ،‬خيرها بالمضاء أو الرد‪.‬‬
‫ولم يجعل السلم للولي حقا ً في تزويج موليته ‪ ،‬بغير إذنها ‪ ،‬إل‬
‫الب بالنسبة لبنته الصغيرة غير البالغة ‪ ،‬فقد أجمع أهل العلم‬
‫من المسلمين على أن للب – فقط – تزويجها بغير إذنها ‪ ،‬لما‬
‫روت عائشة رضي الله عنها‪) :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫تزوجها وهي بنت ست سنين ‪ ،‬وأدخلت عليه وهي بنت تسع‬
‫سنين( ‪ ،‬على أن يكون الزوج كفئا ً ‪ ،‬لن الله تعالى أقامه مقامها‬
‫ناظرا ً لها فيما فيه الحظ لنفسها ‪ ،‬فل يجوز له أن يفعل ما ل حظ‬
‫لها فيه ‪ ،‬ولنه إذا حرم عليه التصرف في مالها بما ل حظ لها فيه‬
‫‪ ،‬ففي نفسها أولى‪.‬‬
‫وقد جاز للب فقط تزويج الصغيرة غير البالغة ‪ ،‬لن عطف الب‬
‫وحبه لبنته يدعوانه إلى اختيار الصلح لها‪.‬‬
‫لما كانت المرأة عاطفية بطبعها ‪ ،‬مندفعة في تصرفاتها ‪ ،‬يغّرها‬
‫المظهر ‪ ،‬ول تسعى إلى معرفة المخبر من الرجل غالبا ً ‪ ،‬فقد‬
‫جعل السلم للولي حق منع الزواج إذا اختارت لنفسها زوجا ً غير‬
‫كفء لها ولسرتها ‪ ،‬وذلك لن المرأة وأسرتها يعيران بالزوج غير‬
‫الكفء ‪ ،‬ويلحقهما بسببه مذلة وعار ‪ ،‬وليس في هذا ما ينافي‬
‫حرية المرأة في اختيار من ترضاه ‪ ،‬لكن لكل حرية حدود تنتهي‬
‫إليها ‪ ،‬فليس لحد كائنا ً من كان مطلق الحرية في كل ما يفعل ‪،‬‬
‫بل هناك اعتبارات تجب مراعاتها ‪ ،‬وحدود ُينتهى إليها‪.‬‬
‫وأيضًا‪ :‬صيانة المرأة ‪ ،‬وتكريما ً لها ‪ ،‬ولما طبعها الله عليه من‬
‫الحياء ‪ ،‬فقد جعل السلم حق تولي العقد ومباشرته للولي ‪ ،‬فل‬
‫يصح أن تتولى المرأة مباشرة عقد نكاحها ‪ ،‬لقول رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪) :‬ل نكاح إل بولي( ‪ ،‬وقوله‪) :‬ل تزوج‬
‫المرأة المرأة ‪ ،‬ول تزوج المرأة نفسها(‪.‬‬
‫وروى عكرمة بن خالد قال‪ :‬جمعت الطريق ركبا ً ‪ ،‬فجعلت امرأة‬
‫منهم ثيب أمرها بيد رجل غير ولي ‪ ،‬فأنكحها ‪ ،‬فبلغ ذلك عمر ‪،‬‬
‫فجلد الناكح والمنكح ‪ ،‬ورد نكاحها‪.‬‬
‫وقد أجيب على من اعترض بالحاديث الخرى ‪ ،‬التي يفهم منها‬
‫أن للمرأة تولي عقد نكاحها بنفسها ‪ ،‬مثل‪) :‬الثيب أحق بنفسها‬
‫من وليها( ‪ ،‬وغيره ‪ ،‬بأن المراد اعتبار الرضى منها ‪ ،‬أما مباشرة‬
‫العقد ‪ ،‬فهي للولي ‪ ،‬جمعا ً بين الحاديث‪.‬‬
‫وليس في هذا أيضا ً ما يؤثر على حريتها في اختيار زوجها ‪ ،‬ول ما‬
‫يمس كرامتها بل العكس هو الصحيح ‪ ،‬ف السلم ينظر إلى‬
‫المرأة على أن لها من الكرامة والمنزلة وشفافية الشعور ‪،‬‬
‫ورهافة الحس ‪ ،‬ما جعله ينأى بها عن كل ما يخدش حياءها ‪ ،‬أو‬
‫يجرح مشاعرها وإحساسها ‪ ،‬لذلك جعل مباشرة عقد النكاح‬
‫للولي‪.‬‬
‫فمن مقاصد هذا التشريع الحكيم صيانة المرأة عن أن تباشر‬
‫بنفسها ما يشعر بوقاحتها ‪ ،‬ورعونتها ‪ ،‬وميلها إلى الرجال ‪ ،‬مما‬
‫ينافي حال أرباب الصيانة والمروءة‪.‬‬
‫كما أن المرأة لقلة تجربتها في المجتمع ‪ ،‬وعدم معرفتها شئون‬
‫الرجال وخفايا أمورهم ‪ ،‬غير مأمونة حين تستبد بالمر لسرعة‬
‫انخداعها ‪ ،‬وسهولة اغترارها بالمظاهر البراقة دون تَروّ وتفكير‬
‫في العواقب ‪ ،‬وقد اشترط إذن الولي مراعاة لمصالحها لنه أبعد‬
‫نظرا ً ‪ ،‬وأوسع خبرة ‪ ،‬وأسلم تقديرا ً ‪ ،‬وحكمه موضوعي ل دخل‬
‫فيه للعاطفة أو الهوى ‪ ،‬بل يبنيه على اختيار من يكون أدوم نكاحا ً‬
‫‪ ،‬وأحسن عشرة‪.‬‬
‫وكيف ل يكون لوليها سلطان في زواجها وهو الذي سيكون –‬
‫شاءت أم أبت ‪ ،‬بل شاء هو أو أبى – المرجع في حالة الختلف ‪،‬‬
‫وفي حالة فشل الزواج يبوء هو بآثار هذا الفشل ‪ ،‬ويجني ثمرات‬
‫خطأ فتاته التي تمردت عليه ‪ ،‬وانفردت بتزويج نفسها؟!‬
‫إن الهدف من رقابة الولي على اختيار الزوج ليس فقط تسهيل‬
‫الزواج ‪ ،‬وإنما أيضا ً تأمينه وتوفير عوامل الستقرار له ‪ ،‬ورعاية‬
‫مصالح الفتاة التي ائتمنه الله عليها ‪ ،‬وإن قصر نظرها عن‬
‫إدراكها ‪ ،‬ومن هنا كان مبنى الولية على حسن النظر ‪،‬‬
‫والشفقة ‪ ،‬وذلك معتبر بمظنته ‪ ،‬وهي القرابة ‪ ،‬فأقربهم منها‬
‫صبة‪.‬‬
‫أشفقهم عليها ‪ ،‬وهذا أغلب ما يكون في العَ َ‬
‫وأيضا ً يجب على ولي المرأة أن يتقي الله فيمن يزوجها منه ‪،‬‬
‫خُلقه ‪،‬‬
‫قه أو ُ‬‫خل ُ‬
‫وأن يراعي خصال الزوج ‪ ،‬فل يزوجها ممن ساء َ‬
‫صر عن القيام بحقها ‪ ،‬فإن النكاح يشبه الرق‬ ‫أو ضعف دينه ‪ ،‬أو ق ّ‬
‫‪ ،‬والحتياط في حقها أهم ‪ ،‬لنها رقيقة بالنكاح ل مخلص لها ‪،‬‬
‫والزوج قادر على الطلق بكل حال‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله‪:‬‬
‫وإذا رضيت رجل ً ‪ ،‬وكان كفؤا ً لها ‪ ،‬وجب على وليها – كالخ ثم‬
‫العم – أن يزوجها به ‪ ،‬فإن عضلها أو امتنع عن تزويجها زّوجها‬
‫الولي البعد منه أو الحاكم بغير إذنه باتفاق العلماء ‪ ،‬فليس‬
‫للولي أن يجبرها على نكاح من ل ترضاه ‪ ،‬ول يعضلها عن نكاح‬
‫من ترضاه إذا كان كفؤا ً باتفاق الئمة ‪ ،‬وإنما يجبرها ويعضلها أهل‬
‫الجاهلية والظلمة الذين يزوجون نساءهم لمن يختارونه لغرض ‪،‬‬
‫ل لمصلحة المرأة ‪ ،‬ويكرهونها على ذلك ‪ ،‬أو ُيخجلونها حتى تفعل‬
‫‪ ،‬ويعضلونها عن نكاح من يكون كفؤا ً لها لعداوة أو غرض ‪ ،‬وهذا‬
‫كله من عمل الجاهلية ‪ ،‬والظلم والعدوان ‪ ،‬وهو مما حرمه الله‬
‫ورسوله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬واتفق المسلمون على تحريمه ‪،‬‬
‫وأوجب الله على أولياء النساء أن ينظروا في مصلحة المرأة ‪ ،‬ل‬
‫في أهوائهم كسائر الولياء والوكلء ممن تصرف لغيره ‪ ،‬فإنه‬
‫يقصد مصلحة من تصرف له ‪ ،‬ل يقصد هواه ‪ ،‬فإن هذا من‬
‫المانة التي أمر الله أن تؤدى إلى أهلها فقال‪) :‬إن الله يأمركم‬
‫أن تؤدوا المانات إلى أهلها ‪ ،‬وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا‬
‫بالعدل(‪.‬‬
‫ومما سبق يتضح أن الولي في النكاح في الشريعة السلمية ‪،‬‬
‫ليس له منع المرأة من أن تختار لنفسها من ترضاه زوجا ً لها ‪ ،‬إذا‬
‫كان كفئا ً ‪ ،‬وليس للولي إجبارها على من يرضاه هو ‪ ،‬ول ترضاه‬
‫هي‪.‬‬
‫و السلم في هذا الباب ‪ ،‬قد أعطى المرأة من الحقوق والتكريم‬
‫ما لم تعطه امرأة من قبل في الديانات السماوية ‪ ،‬والنظم‬
‫الجتماعية ‪ ،‬ولن تعطى مثله أيضا ً مستقبل ً‬
‫=====================‬
‫هل المرأة أقل شأنا ومكانا من الرجل؟‬
‫إليكم أسئلة عده حول هذه الشبهات‬
‫قال تعالى ) ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا‬
‫إليها( فهل المقصود أن الله خلق الرجل ليعبده ويكون خليفته‬
‫في الرض وخلقت المرأة ليسكن إليها الرجل أم أن خلفة‬
‫الرض للنساء والرجال ليكمل بعضهما حيث تحتاج المرأة للرجل‬
‫ليحميها ويحتاج الرجل للمرأة ليسكن إليها وتقوم هي بتربيه‬
‫الولد ويقوم هو بالعمال الشاقه فتكتمل خلفتهما أم أن خلفه‬
‫الرض للرجال فقط؟‬
‫هل المرأة أقل شأنا ومكانا من الرجل؟‬
‫فتوى‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه‪،‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن السلم وضع المرأة في موضعها اللئق بها‪ ،‬كما هو شأنه‬
‫في كل ما جاء به من هداية‪ ،‬لنه تنزيل من حكيم حميد‪ ،‬فصحح‬
‫كثيرا من الفكار الخاطئة التي كانت مأخوذة عنها في الفلسفات‬
‫القديمة‪ ،‬وفي كلم من ينتمون إلى الديان ورد ّ لها اعتبارها‪،‬‬
‫وكرمها غاية التكريم‪ ،‬واعتبرها كاملة المسؤولية والهلية‬
‫كالرجل‪ ،‬وإن أول تكليف إلهي صدر للنسان كان للرجل والمرأة‬
‫م‬‫جميعا‪ ،‬حيث قال الله للنسان الول آدم وزوجه‪ :‬وَقُل َْنا َيا آ َد َ ُ‬
‫ما وََل ت َ ْ‬ ‫اسك ُ َ‬
‫قَرَبا‬ ‫شئ ْت ُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫دا َ‬ ‫من َْها َرغ َ ً‬ ‫ة وَك َُل ِ‬ ‫جن ّ َ‬‫ك ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ت وََزوْ ُ‬ ‫ن أن ْ َ‬‫ْ ْ‬
‫ن البقرة‪.{35 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫كوَنا ِ‬ ‫جَرة َ فَت َ ُ‬ ‫ش َ‬‫هَذ ِهِ ال ّ‬
‫وهي قسيمة الرجل‪ ،‬لها ما له من الحقوق‪ ،‬وعليها أيضا من‬
‫الواجبات ما يلئم فطرتها وتكوينها‪ ،‬وعلى الرجل بما اختص به‬
‫من شرف الرجولة وقوة الجلد أن يلي رئاستها‪ ،‬فهو بذلك وليها‬
‫يحوطها بقوته ويذود عنها بدمه‪ ،‬وينفق عليها من كسب يده‪ .‬قال‬
‫ل ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ن‬ ‫جا ِ‬ ‫ف وَِللّر َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫ذي ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫الله تعالى‪ :‬وَل َهُ ّ‬
‫ة }البقرة‪.{228 :‬‬ ‫ج ٌ‬
‫د ََر َ‬
‫وجعلها الله سكنا للرجل تكريما لهما بما ينشأ عن ذلك من‬
‫سك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ف ِ‬ ‫ن أ َن ْ ُ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫خل َقَ ل َك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ن آ ََيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫المودة والرحمة‪ .‬قال تعالى‪ :‬وَ ِ‬
‫َ‬
‫ة }الروم‪{21 :‬‬ ‫م ً‬‫ح َ‬ ‫موَد ّة ً وََر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫جعَ َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َ‬‫جا ل ِت َ ْ‬
‫أْزَوا ً‬
‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها‪ :‬معناه لتميلوا إليها وتألفوا بها‪ ،‬فإن‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬ل ِت َ ْ‬
‫الجنسية علة للضم والختلف سبب للتنافر‪ .‬راجع كتب التفسير‬
‫عند تفسير الية المذكورة‪.‬‬
‫والحاصل أن خلفة الرض قد جعلها الله للرجال والنساء جميعا‪،‬‬
‫فساوى بينهما في أصل التكليف‪ ،‬وخص كل منهما بما يليق به‪،‬‬
‫وجعل للرجل درجة على المرأة بما له من القوامة‪.‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫مسائل تتعلق بالمرأة في السلم‬
‫السؤال‬
‫لماذا خلق الله النساء‪ ،‬وما هو دور المرأة المسلمة في الحياة‪،‬‬
‫وهل عمل المرأة بخلف الشروط التي حددها رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم حرام؟‬
‫فتوى‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه‪،‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فقد منح السلم المرأة مكانة سامية‪ ،‬وكرمها أنثى وبنتا وأختا‬
‫وزوجة وأمًا‪ ،‬ووضعها في موضعها اللئق بها‪ ،‬وقد سبق تفصيل‬
‫القول في ذلك في الفتوى رقم‪.16441 :‬‬
‫وأما حكم عمل المرأة‪ ،‬فإن الصل فيه الباحة بشرط خلو العمل‬
‫من المحاذير الشرعية‪ ،‬وقد سبق الجابة على ذلك في عدة‬
‫مواضع‪ ،‬فانظر الفتاوى ذات الرقام التالية‪،44756 ،31817 :‬‬
‫‪.46908‬‬
‫وأما لماذا خلق الله عز وجل النساء؟ فإن الله تعالى لم يخلق‬
‫شيئا ً إل لحكمة‪ ،‬لكننا قد نعلم هذه الحكم وقد نجهلها‪ ،‬وقد نعلم‬
‫بعضها دون البعض الخر‪ ،‬وقد يعلمها بعض الناس دون بعض‪،‬‬
‫حسب ما يعطيهم الله تعالى من العلم والفهم‪.‬‬
‫وأما بخصوص المرأة‪ ،‬فإنها شقيقة الرجل‪ ،‬وهي إنسان كامل‬
‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫من ذ َك َ ٍ‬
‫ر‬ ‫كم ّ‬ ‫قَنا ُ‬ ‫س إ ِّنا َ‬ ‫النسانية‪ ،‬قال الله تعالى‪َ :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫ل ل ِتعارُفوا إ َ‬ ‫ُ‬
‫عند َ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬‫ن أك َْر َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫شُعوًبا وَقََبائ ِ َ َ َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَل َْناك ُ ْ‬ ‫وَأنَثى وَ َ‬
‫خِبيٌر }الحجرات‪ ،{13:‬وقال عز وجل‪َ :‬يا أ َي َّها‬ ‫م َ‬ ‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫قاك ُ ْ‬ ‫أ َت ْ َ‬
‫من َْها‬‫خل َقَ ِ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا ْ َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫الّنا ُ‬
‫ه‬
‫ن بِ ِ‬ ‫ساءُلو َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫ساء َوات ّ ُ‬ ‫جال ً ك َِثيًرا وَن ِ َ‬ ‫ما رِ َ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫ث ِ‬ ‫جَها وَب َ ّ‬ ‫َزوْ َ‬
‫م َرِقيًبا }النساء‪ ،{1:‬وقال النبي صلى‬ ‫ن ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫َوال َْر َ‬
‫الله عليه وسلم‪ :‬إنما النساء شقائق الرجال‪ .‬صحيح رواه أبو داود‬
‫والترمذي عن عائشة رضي الله عنها‪.‬‬
‫فالرجال والنساء من جنس واحد‪ ،‬ل قوام للنسانية ول استمرار‬
‫للبشرية إل بهما‪.‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫ط من منزلة المرأة‬ ‫حكم من ادعى بأن السلم قد ح ّ‬
‫السؤال‬
‫ما حكم من قال ‪ .. :‬لماذا ل يقف القانون في السماء والرض‬
‫مع المرأة ‪..‬؟ هل تجب عليها التوبة ‪.‬؟‬
‫فتوى‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه‪،‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فواجب المسلم أن يسلم لما قضى الله به وحكم‪ ،‬وينقاد له‬
‫من َةٍ إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َول ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ظاهرا وباطنا‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫قَضى الل ّه ورسول ُ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫خي ََرة ُ ِ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مرا ً أ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ ََ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫م}الحزاب‪ .{36 :‬وقال تعالى‪َ :‬فل وََرب ّ َ‬ ‫َ‬
‫حّتى‬ ‫ن َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ك ل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫مرِه ِ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫حَرجا ً ِ‬ ‫م َ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫دوا ِفي أ َن ْ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ل يَ ِ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫جَر ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫مو َ‬ ‫حك ّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫سِليما ً }النساء‪ .{65:‬وقال رسول الله صلى‬ ‫موا ت َ ْ‬ ‫سل ّ ُ‬‫ت وَي ُ َ‬ ‫ضي ْ َ‬ ‫قَ َ‬
‫الله عليه وسلم‪ :‬ل يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت‬
‫به‪ .‬رواه أبن أبي عاصم في السنة والحكيم الترمذي في نوادر‬
‫الصول‪ .‬وقد ضعفه بعض أهل الحديث ولكن له شواهد تقوية‪.‬‬
‫ثم إن المرأة لم تحظ بشيء من التكريم والتقدير مثلما حظيت‬
‫به في ظل السلم‪ ،‬فقد كرمها الله تعالى أما ً وبنتا وأختا وزوجة‪،‬‬
‫ورغب الشرع الحكيم في تربية البنات والحسان إليهن‪.‬‬
‫وعليه؛ فقائل هذا الكلم الذي سألت عنه ل علم له بما كانت‬
‫عليه المرأة قبل السلم‪ ،‬ول بما هي عليه الن في المجتمعات‬
‫غير المسلمة‪ ،‬ثم إنه أعظم القول فيما قاله‪ .‬وليبادر إلى التوبة‪،‬‬
‫فعَ ُ‬
‫ل‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫سأ َ ُ‬
‫ل عَ ّ‬ ‫فإن الله هو العدل الحكم اللطيف الخبير‪ .‬و}ل ي ُ ْ‬
‫وهم ي َ‬
‫ن{‪.‬‬‫سأُلو َ‬
‫َ ُ ْ ُ ْ‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫الموارد المالية للمرأة في السلم‬
‫وهذا العنوان يلزمني أن أكتب تفصيل ً لتلك الموارد بل إجمال‬
‫لمرها ‪ ،‬مع بيان لسندها الشرعي الذي ل يأتيه الباطل من بين‬
‫يديه ول من خلفه ‪ ،‬لنه تشريع الحكيم الحميد ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪-‬‬
‫وحتى نحسم شبهات الطاعنين الذين يحلو لهم اتخاذ شؤون‬
‫المرأة هدًفا لسهامهم الكليلة التي لن تنال من شرعة الله ‪-‬‬
‫تعالى ‪ -‬بحال ‪.‬‬
‫وهذا جانب ‪ -‬من جوانب حقوق المرأة في السلم ‪ -‬له تحديه‬
‫فةٍ من الناس أن‬ ‫ص َ‬
‫الصارم أمام قوانين الرض جميًعا ليعلم ذو ن َ َ‬
‫شرعة الله غالية ‪ ،‬وأنها منصفة ذات عدل ورحمة ‪ ،‬وتلك صورة‬
‫لما حضرني من موارد المرأة المالية في السلم ‪.‬‬
‫جا‬‫ما ومشرًبا وعل ً‬ ‫‪ .1‬حقها في النفقة عليها ‪ :‬سكًنا وكسوة ً ومطع ً‬
‫‪ ،‬أي ما يغطي حاجاتها جميًعا بالمعروف ‪.‬‬
‫هذا الحق كفله لها الشرع ‪ ،‬الشريف فألزم به أبويها ‪ ،‬أو‬
‫عصبتها ‪) ،‬نشأة ً إلى الدخول بها ( ‪ ،‬فلم ُيضيْعها ‪ 0‬كما تفعل‬
‫القوانين الغربية إذا بلغت الفتاة بينهم سن السادسة عشرة ؛‬
‫فإنها ل ُتلزم والديها بإيوائها ول بكفالتها ‪ ،‬وهذا أمر معروف ل‬
‫ضى له الكاتبون ضد السلم ‪.‬‬ ‫ي َعْ َ‬
‫إن البوين ‪ ،‬فالعصبة ملزمون بأداء هذا الحق من حقوقها حتى‬
‫ما بأداء هذا الحق‬ ‫تنتقل بالدخول بها إلى بيت زوجها ؛ فيكون ملز ً‬
‫لها ؛ فإذا فقدت الزوج ‪ -‬لوفاة أو طلق ‪ -‬كان لهذه الحقوق‬
‫عودة إلزام إلى البوين أو العصبة في حال افتقارها ‪.‬‬
‫ن الحق المالي بجواره إلزام من يتعلق به هذا‬ ‫م ْ‬‫وهذا الجانب َ‬
‫الحق بالمحافظة عليها ‪ ،‬وصيانتها ‪ ،‬وتوفير كرامتها ‪ .‬وقد تكفلت‬
‫مصادر الفقه السلمي بتفصيل هذا الحق ‪.‬‬
‫‪ .2‬وللمرأة نصيب مالي محدد ‪ -‬من "الميراث" حدده الكتاب‬
‫ما ‪ ،‬أو بنًتا‬ ‫العزيز على أي حال كان وضعها ‪ :‬زوجة ‪ ،‬أو جدة ً ‪ ،‬أو أ ً‬
‫‪ ،‬أو أخًتا ‪ ،‬وفي سورة النساء اليات الحادية عشرة والثانية‬
‫عشرة والثالثة عشرة ‪ ،‬ثم آخر آياتها تفصيل لنصيبها في أي‬
‫ل حظ‬ ‫مث ُ‬‫أحوالها قال تعالى ‪ ) :‬يوصيكم الله في أولدكم للذكر ِ‬
‫ن ثلثا ما ترك ‪ ،‬وإن كانت‬ ‫ن نساًء فوق اثنتين فله ّ‬ ‫النثيين ‪ ،‬فإن ك ّ‬
‫س مما ترك‬ ‫واحدة فلها النصف ‪ ،‬ولبويه لكل واحد ٍ منهما السد ُ‬
‫ه أبواه فلمهِ الثلث ‪،‬‬ ‫إن كان له ولد ‪ ،‬فإن لم يكن له ولد ٌ وَوَرِث َ ُ‬
‫صى بها أو‬ ‫س من بعد وصية يو ِ‬ ‫مه السد ُ‬ ‫فإن كان له إخوة ٌ فل ِ‬
‫دين ‪ ،‬أباؤكم وأبناؤكم ل تدرون أيهم أقرب لكم نفًعا فريضة من‬
‫ما ‪ ،‬ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن‬ ‫ما حكي ً‬ ‫الله ‪ ،‬إن الله كان علي ً‬
‫لم يكن لهن ولد ٌ ‪ ،‬فإن كان لهن ولد ٌ فلكم الربع مما تركن من‬
‫بعد وصيةٍ يوصين بها أو دين ‪ ،‬ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن‬
‫ن مما تركتم ‪ ،‬من بعد‬ ‫لكم ولد ٌ ‪ ،‬فإن كان لكم ولد ٌ فلهن الثم ُ‬
‫ة أو امرأةٌ‬ ‫ث كلل ً‬ ‫ل ُيوَر ُ‬ ‫وصيةٍ توصون بها أو دين ‪ ،‬وإن كان رج ٌ‬
‫ت فلكل واحد ٍ منهما السدس ‪ ،‬فإن كانوا أكثر من‬ ‫وله أخ أو أخ ُ‬
‫ن غير‬ ‫صى بها أو دي ٍ‬ ‫ذلك بهم شركاء في الثلث ‪ ،‬من بعد وصيةٍ ُيو َ‬
‫ة من الله والله عليم حليم ‪ ،‬تلك حدود الله ‪ ،‬ومن‬ ‫مضار ‪ ،‬وصي ً‬ ‫ُ‬
‫ت تجري من تحتها النهار خالدين‬ ‫يطع الله ورسوله ُيدخله جنا ٍ‬
‫فيها وذلك الفوز العظيم‪) .‬النساء ‪ ،‬آية ‪.(12 - 11 :‬‬
‫ول يفوتني ‪ -‬عقب الحديث عن حقها في الميراث ‪ -‬أن أبين هنا‬
‫أمرين ‪:‬‬
‫ل نفسها ‪ ،‬أو‬ ‫أولها ‪ :‬أن المرأة ليست ملزمة بنفقة شرعية ِقب َ‬
‫قِب َ َ‬
‫ل أحد ‪.‬‬
‫ثانيهما ‪ :‬أنها ‪ -‬باعتبار ما كفل لها الشرع الشريف من )ذمة مالية‬
‫مستقلة( لها أن تستغل مالها بطرق مشروعة ‪ ،‬مما يجعل نصيبها‬
‫المالي يتضاعف دون أن تنتقصه واجبة عكس الحال في الرجال ‪.‬‬
‫ل أو كُثر ‪ ،‬ليس لوليها أن‬ ‫‪" .3‬المهر " وهو حق مالي ثابت لها ق ّ‬
‫يغفله أو يتنازل عنه ‪ ،‬وليس له نهاية مالية محددة ‪ ،‬قال تعال ‪:‬‬
‫ة( سورة النساء ‪ : ،‬الية‪ ، (4 :‬أي ‪:‬‬ ‫)وأتوا النساء صدقاتهن ِنحل ً‬
‫آتو النساء مهورهن وجوًبا ‪ ،‬فالمهر ملك خالص لها ‪ ،‬مال تقدم‬
‫منه وما تأخر ‪ .‬قال تعالى ‪) :‬وءاتيتم إحداهن قنطاًرا فل تأخذوا‬
‫ما مبيًنا ( )سورة النساء ‪ :‬آية‪..(20 :‬‬ ‫منه شيئا ً أتأخذونه بهتاًنا وإث ً‬
‫وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد نهى عن كثرة الصداق‬
‫ثم رجع عن ذلك ‪ ..‬قال الحافظ أبو يعلى عن الشعبي عن‬
‫مسروق قال ‪ :‬ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ .‬ثم قال ‪ :‬ما إكثاركم في صداق النساء !! وقد‬
‫كان رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وأصحابه والصدقات‬
‫فيما بينهم أربعمائة درهم ‪ ،‬فما دون ذلك ‪ .‬ولو كان الكثار في‬
‫ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها ‪ .‬فلعرفن ما زاد‬
‫رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت ‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة‬
‫درهم ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬فقالت ‪ :‬أما سمعت ما أنزل الله في القرآن‬
‫؟ قال ‪ :‬وأي ذلك ؟ فقالت ‪ :‬أما سمعت الله يقول ‪) :‬وءاتيتم‬
‫إحداهن قنطاًرا( الية ‪ ،‬قال ‪ :‬اللهم غفًرا كل الناس أفقه من‬
‫عمر ‪ .‬ثم رجع فركب المنبر فقال ‪ :‬أيها الناس إني كنت نهيتكم‬
‫أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم ‪ ،‬فمن شاء‬
‫أن يعطى من ماله ما أحب ‪.‬‬
‫قال أبو يعلى ‪ :‬وأظنه قال ‪ :‬فمن طابت نفسه فليفعل‪.‬‬
‫إسناده جيد قوي‪.‬‬
‫وينبغي أل يفوتنا في هذا المقام أن هذا الحق المالي في المهر‬
‫ة‬
‫صا بالزوجة إذا كانت مسلمة فقط ‪ ،‬فهو حقها مسلم ً‬ ‫ليس خا ً‬
‫ة‪.‬‬‫كانت أو كتابي ً‬
‫ضا ‪ -‬للماء المؤمنات قال تعالى ‪ ) :‬ومن لم‬ ‫والمهر واجب ‪ -‬أي ً‬
‫يستطع منكم طول ً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت‬
‫أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بأيمانكم بعضكم من‬
‫بعض فأنكحوهن بإذن أهلهن وءاتوهن أجورهن بالمعروف (‬
‫)سورة النساء ‪ ،‬آية ‪ُ) .(25 :‬أجورهن‪ :‬مهورهن( ‪.‬‬
‫‪ .4‬وتعمل المرأة ‪ ،‬ول خلف في عملها عند حاجتها هي ‪ ،‬أو حاجة‬
‫المجتمع نفسه إليها ؛ كطبيبة أو مدرسة لبنات جنسها ‪ ،‬وقد تعمل‬
‫في مهنة تخص النساء داخل بيتها ‪ ،‬أو ل تخص النساء كأن تكون‬
‫أديبة تعكف على التأليف أو كتابة المقالت المفيدة ‪.‬‬
‫ذلك كله وما شابهه ‪ ،‬للمرأة أن تمارس العمل بها موفورة‬
‫الكرامة حريصة عليها ل ابتذال لشخصها في هذا العمل ‪ ،‬ول‬
‫لسري ‪ ،‬ولقد دلت الشريعة الغراء على ما‬ ‫تفريط في واجبها ا ُ‬
‫للشخص الذي نيط به أكثر من واجب ‪ -‬فاستوفاه بإحسان وأمانة‬
‫‪ -‬من أجر عظيم عند الله تعالى ‪.‬‬
‫فأما ما كان لها من مال من هذا العمل ‪ ،‬فهو ملكها الخالص ‪،‬‬
‫كما نص عليه أكثر الفقهاء ‪ ،‬وقد استشهد بعض العلماء ‪ -‬في هذا‬
‫ب مما اكتسبن( ‪) .‬سورة‬ ‫المقام ‪ -‬بقوله تعالى ‪ ) :‬وللنساء نصي ٌ‬
‫النساء ‪ ،‬آية ‪.(32 :‬‬
‫على أن ما تقدم بشأن عملها أمر ل خلف فيه‪.‬‬
‫‪ .5‬وبما للمرأة من ذمة مالية مستقلة ‪ ،‬فإنها تستطيع أن‬
‫)تضارب( بمالها مع أمين يحسن التجارة ‪ ،‬ويقوم عنها بالعمل ‪،‬‬
‫جا في هذا‬ ‫وقد اشترط بعض الفقهاء إ ِذ ْ َ‬
‫ن وليها ‪ :‬أًبا ‪ ،‬أو زو ً‬
‫المقام ليس للحكر عليها ‪ ،‬بل صوًنا لها من القيل والقال ‪ ،‬ومالها‬
‫وربحه حق لها ‪.‬‬
‫وبعد ‪ ..‬فذلك شيء مما كفله السلم للمسلمة من موارد مالية ‪،‬‬
‫وحسبي أن ألفت النظر ‪ -‬هنا ‪ -‬إلى مقال الستاذ الذكتورة‬
‫إسمت غنيم ‪ -‬بنفس هذا العدد لنتبين ما فعله السلم للمرأة ‪..‬‬
‫وما فعله الغرب بها ‪ ..‬ول تزال ‪ -‬إلى يومنا هذا ‪ -‬عرضة للتشرد‬
‫والضياع بالرغم مما نسمعه من حديث الغوغاء ‪.‬‬
‫ذلك ‪ -‬إذن ‪ -‬ما قدمه السلم ‪ ،‬أي ما فعله تشريًعا ل يمكن النيل‬
‫منه منذ كان السلم من خمسة عشر قرًنا إلى يومنا هذا ‪ ..‬إلى‬
‫يوم يبعثون ‪.‬‬
‫تشريع سماوي ‪ ..‬وليس تشريًعا وضعًيا كهذا الذي اكتسبت به‬
‫المرأة شيًئا من حقها في الغرب ‪ ،‬يمكن ‪ -‬فيما بعد ‪ -‬أن ينصل‬
‫ل في الحرب العالمية الثانية حيث أعدت‬ ‫ص َ‬
‫فيحول ‪ ،‬بل لقد ن َ َ‬
‫المرأة للترفيه عن الجنود ‪.‬‬
‫فأما لدى أهل الكتاب فتلك هي المرأة فيما يرون ‪ " :‬إنها أدنى‬
‫من الرجل لنها هي التي أغوت آدم بالكل من الشجرة‬
‫المحرمة ‪ ،‬ولذلك فالمرأة بطبعها خاطئة" ومن هنا نشأ مفهوم‬
‫جعلت حواء متسببة فيها ‪ .‬ولذا يشكر اليهودي‬ ‫الخطيئة الصلية و ُ‬
‫ربه صباح كل يوم على أنه لم يخلقه امرأة ‪ .‬كذلك فإننا نجد‬
‫بعض آبائهم الوائل أدانوا المرأة باعتبارها أقوى مصادر الخطيئة‬
‫والغواية ‪ ،‬ويوضح "ترتوليات الول " نظرته قائل ‪:" :‬إنها مدخل‬
‫الشيطان إلى نفس النسان ‪ ،‬وإنها دافعة بالمرء إلى الشجرة‬
‫الممنوعة ‪ ،‬ناقضة لقانون الله " ‪.‬‬
‫ولقد حدث أن قرر أحد المجامع في رومية أن المرأة حيوان‬
‫نجس ل روح له ول خلود ‪ ،‬ولكن يجب عليها العبادة والخدمة ‪،‬‬
‫وأن يكمم فمها كالبعير لمنعها من الضحك والكلم ‪ ،‬لنها أحبولة‬
‫الشيطان ‪ ،‬وما زالت تلك النظرة ضاربة بجذورها حتى اليوم‬
‫وليس أدل على ذلك من أن بعض الديرة في اليونان ‪ -‬على‬
‫سبيل المثال ‪ -‬ما زالت حتى الن تحرم دخول النساء إليها ‪.‬‬
‫وحينما نصل إلى طلئع العصر الحديث فإننا نجد المرأة الغربية‬
‫في مكانة متدهورة للغاية ‪ .‬ففي سنة ‪1790‬م ‪ ،‬بيعت امرأة في‬
‫أسواق انجلترا "بشلنين" لنها ثقلت بتكاليف معيشتها على‬
‫الكنيسة التي كانت تؤويها ‪ .‬وظلت المرأة إلى سنة ‪1882‬م ‪،‬‬
‫محرومة من حقها الكامل في ملك العقار وحرية المقاضاة ‪..‬‬
‫وكان تعليم المرأة يجلب لها العار ! حدث ‪ -‬حينما كانت‬
‫)اليصابات بلكويل( تتعلم في جامعة جنيف سنة ‪1849‬م ‪ -‬أن‬
‫النسوة المقيمات معها قاطعنها وزوين ذيولهن من طريقها‬
‫احتقاًرا لها كأنها دنس ‪ .‬فأين حقوقها المالية فضل ً‬
‫كمال السلم وسبقه في تكريم المرأة‬
‫السؤال‬
‫هناك العديد من النساء الغربيات يستغربن عدم مصافحة بعض‬
‫المسلمين لهن وبعضهن ل يتقبلنه ويرين أن هذا انتقاص لهن‪ ،‬أو‬
‫الذي رفض مصافحتهن متشدد أو ما إلى ذلك‪ ،‬خصوصا ً أنه يحدث‬
‫أمامهن أن بعض المسلمين يصافحهن والبعض الخر يرفض في‬
‫نفس المجلس‪ ،‬فأرجو من حضرتكم بيان عظمة السلم في‬
‫الحفاظ على المرأة بعدم السماح للرجال الجانب بمصافحتها‪،‬‬
‫وبيان أن هذا ليس انتقاصا ً لها أو أنها أدنى من الرجل‪ ....‬الرجاء‬
‫توضيح ذلك وما يتعلق به بطريقة منطقية يسهل معها إقناعهن أو‬
‫على القل بيان ذلك لهن‪ ،‬آخذين بعين العتبار أن هؤلء النساء‬
‫غربيات يعشن في بلد ‪ -‬في نظرهم‪ -‬تدعي الحرية أو بعضهن‬
‫يتمتعن بحقوق أمام القانون أفضل من الرجال كما في البلد‬
‫الوروبي الذي أنا فيه حاليًا؟ وجزاكم الله خيرًا‪.‬‬
‫فتوى‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه‪،‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن ما يثار على ألسنة بعض الغربيين وأتباعهم من شتى البلد‬
‫عن السلم إنما هو طنطنة وجعجعة ُيقصد بها التشويش على‬
‫صورة السلم الزاهية‪ ،‬وإدخال الشبهات على أهله‪ ،‬وتخويف غير‬
‫المسلمين منه‪ ،‬وقد تصدى العلماء قديما ً وحديثا ً للرد على‬
‫إفكهم‪ ،‬والذب عن دينهم‪ ،‬وبيان عوار أفكارهم وسفاهة أحلمهم‪،‬‬
‫ومن أهم الكتب في ذلك كتاب المرأة بين الفقه والقانون‬
‫للدكتور‪ /‬مصطفى السباعي رحمه الله‪ ،‬فليراجع هذا الكتاب فإنه‬
‫مفيد في موضوعه‪ ،‬وقد بينا حكم المصافحة في الفتوى رقم‪:‬‬
‫‪ ،29380‬والفتوى رقم‪.32160 :‬‬
‫كما بينا الرد على بعض الشبهات المثارة حول مكانة المرأة في‬
‫السلم وذلك في الفتاوى ذات الرقام التالية‪،3661 ،5729 :‬‬
‫‪.16441‬‬
‫علما ً بأن المسلم يجب عليه اليقين بصحة دين السلم وكمال‬
‫عدله مع المرأة وغيرها‪ ،‬فقد راعى السلم حقوق الحياء‬
‫والموات‪ ،‬والكبار والصغار‪ ،‬حتى أثبت حقوقا ً للجنة في بطون‬
‫أمهاتهم‪ ،‬بل وأثبت حقوقا ً للنسانية كلها كافرهم ومسلمهم‪ ،‬فأمر‬
‫بالقسط مع جميع الناس ولو كانوا كفارًا‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ن ]الحجرات‪ ،[9:‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫طي‬‫س ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ح ّ‬‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫طوا إ ِ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫وَأقْ ِ‬
‫شركين استجار َ َ‬ ‫وإ َ‬
‫م الل ّهِ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫معَ ك َل َ َ‬
‫س َ‬
‫حّتى ي َ ْ‬ ‫جْره ُ َ‬ ‫ك فَأ ِ‬ ‫م َْ ِ ِ َ ْ َ َ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٌ ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َِ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ]التوبة‪.[6:‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ل ّ ي َعْل ُ‬ ‫م قَوْ ٌ‬ ‫ك ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬‫من َ ُ‬
‫مأ َ‬ ‫ه َ‬ ‫أب ْل ِغْ ُ‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫الحكمة من جعل شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل‬
‫السؤال‬
‫لي قريبة ألمانية غير مسلمة تريد أن تستفسر لماذا شهادة‬
‫الرجل تعادل شهادة امرأتين‪ ....‬أرجو أن تكون إجابة مقنعة لغير‬
‫المسلمين؟‬
‫فتوى‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه‬
‫أما بعد‪ :‬فإنا ننصحك بتجنب مخالطة هذه المرأة إل بقدر ما‬
‫تتطلبه دعوتها إلى السلم‪ ،‬إذ ل تجوز الخلوة بها ول الدخول‬
‫عليها إل مع محرم‪ ،‬ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪~ :‬ل يخلون رجل بامرأة إل ومعها ذو محرم‪~~.‬‬
‫ذلك لن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم‪ ،‬وما خل رجل‬
‫بامرأة إل كان الشيطان ثالثهما‪ ،‬ثم عن سؤالك‪ ،‬فاعلم أن‬
‫المسلم يكفيه من تبرير الحكم أي حكم أنه ورد في كتاب الله‬
‫وأن عليه إجماع المة السلمية‪ ،‬وقد ورد في القرآن الكريم أن‬
‫دوا‬ ‫ست َ ْ‬
‫شه ِ ُ‬ ‫شهادة المرأة نصف شهادة الرجل‪ ،‬قال الله تعالى‪َ :‬وا ْ‬
‫ل وا َ‬ ‫كوَنا َر ُ َ‬
‫ن‬
‫مَرأَتا ِ‬‫ج ٌ َ ْ‬ ‫ن فََر ُ‬ ‫جلي ْ ِ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م فَإ ِ ْ‬‫جال ِك ُ ْ‬ ‫ن رِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِهيد َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫]البقرة‪ .[282:‬هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن ما تتميز به‬
‫المرأة من عواطف وانفعالت ووجدان وميوعة في المواقف‬
‫وميل إلى السكينة والراحة والخلود‪ ،‬كلها أمور تجعلها في رتبة‬
‫دون رتبة الرجل‪ ،‬وخاصة في مجال الشهادة والحكام التي‬
‫تترتب عليها نقل الملك وسائر أنواع الحقوق‪ .‬وقد ثبت عمليا ً‬
‫عن طريق تشريح الدماغ أن مخ الرجل يحتوي على خليا عصبية‬
‫تزيد بنسبة ‪ 16‬في المائة عن مخ المرأة‪ ،‬وهناك دراسات كثيرة‬
‫أثبتت فروقا ً حقيقية بين الرجل والمرأة في المجال الذهني‪،‬‬
‫نحيلك فيها على الفتوى رقم‪ .21357 :‬والله أعلم‪.‬‬
‫المفتي‪ :‬مركز الفتوى بإشراف د‪.‬عبدالله الفقيه‬
‫=====================‬
‫وجوه العجاز في حديث ناقصات عقل‬
‫عزيز محمد أبو خلف‬
‫باحث إسلمي‬
‫‪amkhalaf@ksu.edu.sa‬‬
‫كثيرا ما ُيتهم السلم بأنه ينتقص من حق المرأة في الحياة‬
‫والوجود والحقوق ‪ .‬وُتعقد لجل هذا البرامج والندوات‬
‫والمناظرات في أماكن مختلفة ‪ .‬واكثر ما يجري عليه التركيز هو‬
‫عقل المرأة وان السلم يعتبرها ناقصة عقل ‪ ،‬ويستشهدون‬
‫بالحديث الوارد في الصحيحين من أن النساء ناقصات عقل ‪.‬‬
‫فهل ما يقولونه حق وصحيح ‪ ،‬وهل المرأة فعل ناقصة عقل ‪،‬‬
‫وهل الرسول وصفها بذلك حقا وقصد ما فهموه هم من‬
‫الحديث ‪ ،‬أم يا ترى أن المر هو خلف ذلك؟‬
‫حديث ناقصات عقل‬
‫روى المام مسلم رحمه الله في صحيحه في باب اليمان عن‬
‫مْعشَر النساء‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ‪ } :‬يا َ‬
‫ن أكثر أهل النار ‪ .‬فقالت‬ ‫ن وأك ْث ِْرن الستغفار ‪ ،‬فإني رأُيتك ُ ّ‬ ‫صد ّقْ َ‬‫تَ َ‬
‫جْزلة ‪ :‬وما لنا يا رسول الله أكثُر أهل النار؟ قال ‪:‬‬ ‫امرأة منهن َ‬
‫ل‬
‫ت عق ٍ‬ ‫ن العشير ‪ ،‬وما رأيت من ناقصا ِ‬ ‫فْر َ‬ ‫ن الّلعن ‪ ،‬وت َك ْ ُ‬ ‫ت ُك ْث ِْر َ‬
‫ن‬
‫كن ‪ .‬قالت يا رسول الله وما نقصا ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫ب ِ‬ ‫ب لذي ل ّ‬ ‫ودين أغل َ‬
‫ن العقل فشهادة امرأتين تعْد ِ ُ‬
‫ل‬ ‫العقل والدين؟ قال ‪ :‬أما ُنقصا ُ‬
‫ث الليالي ما ُتصلي ‪،‬‬ ‫جل ‪ ،‬فهذا نقصان العقل ‪ ،‬وَتمك ُ‬ ‫شهادة َ َر ُ‬
‫جْزلة أي‬ ‫وُتفطر في رمضان ‪ ،‬فهذا نقصان الدين { ‪ .‬ومعنى ال َ‬
‫ن العشير أي ُتنكرن حق‬ ‫ذات العقل والرأي والوقار ‪ ،‬وت َك ْ ُ‬
‫فْر َ‬
‫الزوج ‪.‬‬
‫وهذا الحديث ل يمكن فهمه بمعزل عن آية الد ّْين التي تتضمن‬
‫شهدوا شهيدين‬ ‫نصاب الشهادة ‪ ،‬وذلك في قوله تعالى ‪ } :‬واست َ ْ‬
‫ون‬‫ض ْ‬‫من َتر َ‬ ‫م ّ‬
‫ل وامرأتان ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جل َْين فَر ُ‬ ‫من ِرجاِلكم ‪ ،‬فإن لم يكونا َر ُ‬
‫ل إحداهما فَت ُذ َك َّر إحداهما الخرى { البقرة‬ ‫ض ّ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫شهداء ‪ ،‬أ ْ‬ ‫من ال ّ‬
‫‪. 282‬‬
‫الفهم الخاطئ والمتناقض للحديث‬
‫يبدو أن ما يتبادر إلى أذهان هؤلء الذين يتيهون فرحا ً وطربا ً‬
‫باتهام السلم انه يعتبر المرأة ناقصة عقل قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪" :‬وما رأيت من ناقصات عقل" ‪ .‬فاستنتج هؤلء أن النساء‬
‫ناقصات عقل ‪ ،‬وان نقص العقل هو نقص في القدرات العقلية ‪،‬‬
‫أي أن قدرات النساء على التفكير هي اقل من قدرات الرجال ‪.‬‬
‫بمعنى أن المرأة تختلف عن الرجل في تركيبة العقل فهي اقل‬
‫منه وانقص ‪ ،‬أي أن تركيبة الدماغ عند المرأة هي غيرها عند‬
‫الرجل ‪ .‬ولو انهم تدّبروا الحديث لوجدوا أن هذا الفهم ل يمكن‬
‫أن يستوي ‪ ،‬وانه يتناقض مع واقع الحديث نفسه ‪ ،‬وذلك‬
‫للملحظات التالية ‪:‬‬
‫جْزلة ناقشت الرسول ‪ .‬والجزلة ‪،‬‬ ‫• ذكر الحديث أن امرأة منهن َ‬
‫كما قال العلماء ‪ ،‬هي ذات العقل والرأي والوقار ‪ ،‬فكيف تكون‬
‫هذه ناقصة عقل وذات عقل ووقار في نفس الوقت ؟ أليس هذا‬
‫مدعاة إلى التناقض؟‬
‫• تعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من قدرة النساء وان‬
‫الواحدة منهن تغلب ذا اللب أي الرجل الذكي جدا ‪ .‬فكيف تغلب‬
‫ناقصة العقل رجل ذكيا جدا؟‬
‫• أن هذا الخطاب موجه لنساء مسلمات ‪ ،‬وهو يتعلق بأحكام‬
‫إسلمية هي نصاب الشهادة والصلة والصوم ‪ .‬فهل يا ترى لو أن‬
‫امرأة كافرة ذكية وأسلمت ‪ ،‬فهل تصير ناقصة عقل بدخولها في‬
‫السلم؟!‬
‫فهذا الفهم حصر العقل في القدرات العقلية ولم يأخذ الحديث‬
‫بالكامل ‪ ،‬أي لم يربط أجزاءه ببعض ‪ ،‬كما لم يربطه مع الية‬
‫الكريمة ‪ .‬فالحديث يعلل نقصان العقل عند النساء بكون شهادة‬
‫امرأتين تعدل شهادة رجل واحد ‪ ،‬والية تعلل ذلك بالضلل‬
‫والتذكير ‪ .‬ولم تصرح الية بان النساء ناقصات عقل ‪ ،‬ول أن‬
‫الحاجة إلى نصاب الشهادة هذا لجل أن تفكير المرأة اقل من‬
‫تفكير الرجل ‪.‬‬
‫فما هو التفكير وما هو العقل؟‬
‫أنا اعرف التفكير كالتالي ‪:‬‬
‫سي مع الخبرة‬ ‫ح ّ‬
‫التفكير عملية ذهنية يتفاعل فيها الدراك ال ِ‬
‫والذكاء لتحقيق هدف ‪ ،‬ويحصل بدوافع وفي غياب الموانع ‪.‬‬
‫حيث يتكون الدراك الحسي من الحساس بالواقع والنتباه إليه ؛‬
‫أما الخبرة فهي ما اكتسبه النسان من معلومات عن الواقع ‪،‬‬
‫ومعايشته له‪ ،‬وما اكتسبه من أدوات التفكير وأساليبه ؛ وأما‬
‫الذكاء فهو عبارة عن القدرات الذهنية الساسية التي يتمتع بها‬
‫الناس بدرجات متفاوتة ‪ .‬ويحتاج التفكير إلى دافع يدفعه ‪ ،‬ول بد‬
‫من إزالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسية‬
‫مؤهلة ومهيأة للقيام به ‪.‬‬
‫إن هذا التصور للتفكير يتعلق بالنسان بغض النظر عن كونه رجل‬
‫دل‬‫أو امرأة ‪ ،‬فهو ينطبق على كل منهما على حد سواء ‪ .‬ول ت َ ُ‬
‫معطيات العلم المتعلقة بأبحاث الدماغ والتفكير والتعلم على أي‬
‫اختلف جوهري بين المرأة والرجل من حيث التفكير والتعلم ‪.‬‬
‫ف في قدرات الحواس والذكاء ‪ ،‬ول في‬ ‫كما ل تدل على اختل ٍ‬
‫تركيب الخليا العصبية المكونة للدماغ ‪ ،‬ول في طرق اكتساب‬
‫المعرفة ‪ .‬معنى هذا أن المرأة والرجل سواء بالفطرة من حيث‬
‫عملية التفكير ‪ ،‬ول يتميز أحدهما عن الخر إل في الفروق‬
‫الفردية ‪.‬‬
‫وعليه فان التفكير ليس مجرد قدرات عقلية أو ذكاء ‪ ،‬بل هو‬
‫أوسع من ذلك وتدخل فيه عوامل كثيرة ويمر في مراحل متعددة‬
‫‪ ،‬فهو عملية معقدة وليست بالبسيطة ‪ .‬كما أن العقل في مفهوم‬
‫القرآن والسنة هو أوسع من مجرد التفكير ‪ ،‬إذ هو لفت انتباه‬
‫للتفكير من اجل العمل ‪ .‬ولهذا فسوف نلحظ دقة التعبير في‬
‫الحديث ‪ ،‬فهو عبر بناقصات عقل مما يعني أن النقص هو في‬
‫عوامل أخرى تؤثر في التفكير وليس في نفس القدرات الفطرية‬
‫إلى ليس في قدرات الدماغ ‪ ،‬كما يتوهم كثيرون ‪.‬‬
‫أين العجاز في هذا؟‬
‫يكمن العجاز في الحديث عن نقصان عقل المرأة بهذه الطريقة‬
‫‪ ،‬فهذا ل يمكن أن يحيط به بشر ‪ .‬فنصوص القرآن والسنة ل‬
‫تفرق بين قدرات المرأة العقلية وقدرات الرجل ‪ ،‬ويتجلى ذلك‬
‫في الخطاب اليماني العام لكل من الرجل والمرأة ‪ .‬هذا‬
‫بالضافة إلى كثير من النصوص التي تتحدث عن ذكاء النساء‬
‫وقدراتهن وآرائهن السديدة في مواضع متعددة من الكتاب‬
‫والسنة ‪ .‬فإذا كان لم يثبت علميا أي اختلف في قدرات النساء‬
‫العقلية عن قدرات الرجال ‪ ،‬ونصوص القرآن والسنة ل تعارضان‬
‫هذا ‪ ،‬فمعنى هذا أن نقصان العقل المشار إليه ليس في القدرات‬
‫العقلية ‪ .‬فالتفكير عملية معقدة تدخل فيها القدرات العقلية ‪،‬‬
‫ويدخل فيها عوامل أخرى منها الدراك الحسي والدوافع والموانع‬
‫والخبرة ‪.‬‬
‫وإذا نظرنا إلى الية نجد أنها عللت الحاجة إلى نصاب الشهادة‬
‫المذكور بالضلل والتذكير ‪ ،‬وهذا أمر متعلق بالدراك الحسي‬
‫وبالدوافع والموانع ‪ .‬وهذا ينطبق على كل من الرجل والمرأة‬
‫لكن المرأة لها خصوصيتها من حيث أنها تمر في حالت وتتعرض‬
‫لتغيرات جسدية ونفسية تؤثر على طريقة تفكيرها ‪ .‬هذا بالضافة‬
‫إلى أن الحديث يجري عن أحكام إسلمية في مجتمع مسلم ‪،‬‬
‫والمرأة بحكم طبيعتها وعيشها في المجتمع السلمي خاصة‬
‫تكون خبرتها اقل من الرجال إجمال ل سيما في المجالت التي‬
‫يقل تواجدها فيه ‪ .‬إذن فنقصان العقل هو إشارة إلى عوامل‬
‫أخرى غير القدرات العقلية التي قد تتبادر إلى أذهان من‬
‫يتسرعون في إطلق الحكام وكيل التهامات دونما تحقيق أو‬
‫فهم صحيح ‪ .‬وقد آن الوان لهؤلء أن يتراجعوا وان ينصفوا‬
‫السلم حق النصاف ‪ ،‬وعلى المرأة إل تنجرف وراءهم وان تثق‬
‫بربها ودينها وتفاخر بذلك ‪.‬‬
‫ملحظة‬
‫هذه المقالة جزء من بحث أوسع و أكمل حول هذا الموضوع‬
‫تقدمنا به إلى مؤتمر العجاز العلمي في القرآن ‪ .‬ومن اجل‬
‫التمكن من متابعة الموضوع يرجى مطالعة المقالت التالية ‪:‬‬
‫تنمية مهارات التفكير‬
‫‪http://www.islamway.com/bindex.php?section=articles&article_id=269‬‬
‫مواجهة المشاكل والتغلب عليها‬
‫‪http://www.islamway.com/bindex?section=articles&article_id=340‬‬
‫كيف واجهت أم المؤمنين عائشة حادثة الفك؟‬
‫‪http://www.lahaonline.com/Daawa/DaawaObsta/a2-30-02-1424.doc_cvt.htm‬‬
‫=================‬
‫معنى نقص العقل والدين عند النساء‬
‫س ‪ :5‬دائمـا ً نسمـع الحـديث الشريف )) النساء ناقصات عقل‬
‫ودين (( ويـأتي به بعض الرجال للساءة للمرأة‪ .‬نرجو من‬
‫فضيلتكم توضيح معنى هذا الحديث؟‬
‫جـ ‪ :‬توضيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬من إكمال‬
‫بقيته حيث قال ‪)) :‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب‬
‫الرجل الحازم من إحداكن‪ ،‬فقيل يا رسول الله ما نقصان عقلها؟‬
‫قال‪ :‬أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل ؟ قيل يا رسول الله‬
‫ما‬
‫نقصان دينها ؟ قال ‪ :‬أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟!((‬
‫فقد بين ـ عليه الصلة والسلم ـ أن نقصان عقلها من جهة ضعف‬
‫حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى ‪ .‬وذلك لضبط‬
‫الشهادة بسبب أنها قد تنسى أو قد تزيد في الشهادة ‪ ،‬وأما‬
‫نقصان دينها فلنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلة وتدع‬
‫الصوم ول تقضي الصلة ‪ ،‬فهذا من نقصان الدين ‪ .‬ولكن هذا‬
‫النقص ليست مؤاخذة عليه‪ ،‬وإنما هو نقص حاصل بشرع الله ـ‬
‫عز وجل ـ هو الذي شرعه ـ سبحانه وتعالى ـ رفقا ً بها وتيسيرا ً‬
‫عليها لنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك ‪.‬‬
‫فمن رحمة الله أن شرع لها ترك الصيام ثم تقضيه‪ ،‬وأما الصلة ‪،‬‬
‫فلنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة ‪ .‬فمن رحمة‬
‫الله ـ عز وعل ـ أن شرع لها ترك الصلة ‪ ،‬وهكذا في النفاس ثم‬
‫شرع لها أل تقضي الصلة ‪ ،‬لن في القضاء مشقة كبيرة ‪ ،‬لن‬
‫الصلة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات ‪ .‬والحيض قد تكثر‬
‫أيامه ‪ .‬تبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام ‪ ،‬وأكثر النفاس قد يبلغ‬
‫أربعين يوما ً ‪ .‬فكان من رحمة الله عليها وإحسانه إليها أن أسقط‬
‫عنها الصلة أداًء وقضاًء ‪ ،‬ول يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها‬
‫في كل شيء ونقص دينها في كل شيء ‪ ،‬وإنما بين الرسول‬
‫صلى الله عليه وسلم أن نقصان عقلها من جهة ما يحصل لها من‬
‫ترك الصلة والصوم في حال الحيض والنفاس ‪.‬‬
‫ول يلزم من هذا أن تكون أيضا ً دون الرجال في كل شيء ‪ ،‬وأن‬
‫الرجل أفضل منها في كل شيء ‪ ،‬نعم جنس الرجال أفضل من‬
‫جنس النساء في الجملة ‪ ،‬لسباب كثيرة كما قال الله ـ سبحانه‬
‫وتعالى ـ ‪} :‬الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم‬
‫على بعض وبما أنفقوا من أموالهم{سورة النساء ‪ .‬لكن قد‬
‫تفوقه في بعض الحيان في أشياء كثيرة‪ ،‬فكم من امرأة فاقت‬
‫كثيرا ً من الرجال في عقلها ودينها وضبطها‪.‬‬
‫وقد تكثر منها العمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في‬
‫عملها الصالح وفي تقواها لله ـ عز وجل ـ وفي منزلتها في‬
‫الخرة ‪ ،‬وقد تكون لها عناية في بعض المور ‪ ،‬فتضبط ضبطا ً‬
‫كثيرا ً أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي‬
‫تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها ‪ ،‬فتكون مرجعا ً في التاريخ‬
‫السلمي وفي أمور كثيرة ‪ ،‬وهذا وأضح لمن تأمل أحوال النساء‬
‫في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك‪ ،‬وبهذا يعلم أن‬
‫هذا النقص ل يمنع من العتماد عليها في الرواية ‪ ،‬وهكذا في‬
‫الشهادة إذا انجبرت بامرأة أخرى‪ ،‬ول يمنع أيضا ً تقواها لله‬
‫وكونها من خيرة إماء الله ‪ ،‬إذا استقامت في دينها ‪ ،‬فل ينبغي‬
‫للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء ‪ ،‬وضعف الدين في كل‬
‫شيء ‪ ،‬وإنما هو ضعف خاص في دينها ‪ ،‬وضعف في عقلها فيما‬
‫يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك ‪ .‬فينبغي إنصافها وحمل كلم‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم على خير المحامل وأحسنه ‪ .‬والله‬
‫تعالى أعلم ‪.‬‬
‫سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله‬
‫===================‬
‫المرأة ليست ناقصة عقل !‬
‫تعّرض السلم ‪ ،‬ول يزال ‪ ،‬لحملت عدائية شتى ‪ ،‬منها موقفه‬
‫من المرأة ‪ ،‬ول سيما من ناحية عقلها ‪ ،‬حيث ي ُّتهم السلم بأنه‬
‫ينتقص من عقل المرأة وقدراتها ‪ ،‬وانه يحط منها بالمقارنة مع‬
‫الرجال ‪ .‬هذا في الوقت الذي اثبت فيه العلم عدم وجود أي‬
‫اختلف في قدرات التفكير عند المرأة والرجل ‪ .‬كما أن الواقع‬
‫يشهد بغير ذلك ‪ ،‬حيث وصلت المرأة إلى أعلى المراتب‬
‫والمناصب ‪ ،‬وحققت إنجازات وإبداعات فكرية عديدة ل سيما‬
‫في العالم الغربي ‪ .‬مما يعني ببساطة ‪ ،‬كما يزعمون ‪ ،‬أن‬
‫السلم يخالف العلم والواقع المحسوس ‪ ،‬وان أفكاره تتعارض‬
‫وتتناقض مع هذه المعطيات المحسوسة المشهودة على ارض‬
‫الواقع ‪.‬‬
‫غير أن هناك من يقول بان المرأة قد أتيحت لها فرصة عظيمة‬
‫من حيث حرية العمل وإبراز إمكاناتها ‪ ،‬ولكنها لم ُتثبت أنها على‬
‫قدم وساق مع الرجل ‪ .‬فالرجل هو الذي فسح لها هذا المجال‬
‫من الحرية ‪ ،‬ومع ذلك لم تصل إلى كثير من المناصب العالية‬
‫التي ل يزال يتربع عليها الرجل ‪ .‬كما انه هو الذي أتى بالفكار‬
‫العظيمة والمبادئ والنظريات والختراعات وغير ذلك مما له‬
‫شان يذكر ‪.‬‬
‫أساس هذه التهامات هو حديث صحيح ُيعرف بحديث ناقصات‬
‫عقل ‪ .‬وسوف نستعرض في هذه المقالة نص الحديث والقراءات‬
‫السريعة الخاطئة له ‪ ،‬ونبين أن وصف النساء بأنهن ناقصات‬
‫عقل ل يحط من قدر عقولهن ول من مكانتهن ‪ ،‬ل سيما إذا تبين‬
‫لنا أن هذا الوصف ينطبق أيضا على الرجال ‪ .‬كما أن أية امرأة‬
‫مسلمة سوف تفخر بكونها كذلك إذا ما جرت المقارنة بينها وبين‬
‫كثير من العظماء والزعماء والعلماء من الكفار الذين نفى الله‬
‫عنهم العقل بالكلية ‪ ،‬وان عقلوهم ومكانتهم ل تغني عنهم من‬
‫الله شيئا إذ لم يتوصلوا بها إلى أن ينالوا رضوان الله وجنته ‪ .‬بل‬
‫يمكن القول أن أية امرأة مسلمة هي اعقل من اينشتاين الذي‬
‫يضرب بذكائه المثل ‪ ،‬ولكنه لم يوصله إلى الدخول في السلم‬
‫ول نيل الجنة ‪.‬‬
‫حديث ناقصات عقل‬
‫هذا الحديث رواه الشيخان )البخاري ومسلم( وأصحاب السنن ‪،‬‬
‫وهو صحيح السناد والمتن ‪ .‬وسوف نكتفي برواية مسلم ‪ ،‬فقد‬
‫روى رحمه الله في صحيحه في باب اليمان عن رسول الله‬
‫صد ّقْ َ‬
‫ن‬ ‫مْعشَر النساء ت َ َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم انه قال ‪ } :‬يا َ‬
‫ن أكثر أهل النار ‪ .‬فقالت امرأة‬ ‫وأك ْث ِْرن الستغفار ‪ ،‬فإني رأُيتك ُ ّ‬
‫جْزلة ‪ :‬وما لنا يا رسول الله أكثُر أهل النار؟ قال ‪ :‬ت ُك ْث ِْر َ‬
‫ن‬ ‫منهن َ‬
‫ل ودين‬ ‫ت عق ٍ‬ ‫ن العشير ‪ ،‬وما رأيت من ناقصا ِ‬ ‫فْر َ‬‫الّلعن ‪ ،‬وت َك ْ ُ‬
‫ن العقل‬ ‫كن ‪ .‬قالت يا رسول الله وما نقصا ُ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ب ِ‬ ‫ب لذي ل ّ‬ ‫أغل َ‬
‫ل شهادةَ‬ ‫ن العقل فشهادة امرأتين تعْد ِ ُ‬ ‫والدين؟ قال ‪ :‬أما ُنقصا ُ‬
‫ث الليالي ما ُتصلي ‪ ،‬وُتفطر‬ ‫جل ‪ ،‬فهذا نقصان العقل ‪ ،‬وَتمك ُ‬ ‫َر ُ‬
‫جْزلة أي ذات‬ ‫في رمضان ‪ ،‬فهذا نقصان الدين { ‪ .‬ومعنى ال َ‬
‫ن العشير أي ُتنكرن حق الزوج ‪.‬‬ ‫فْر َ‬ ‫العقل والرأي والوقار ‪ ،‬وت َك ْ ُ‬
‫ول يمكن فهم هذا الحديث بمعزل عن آية الد ّْين التي تتضمن‬
‫شهدوا شهيدين‬ ‫نصاب الشهادة ‪ ،‬وذلك في قوله تعالى ‪ } :‬واست َ ْ‬
‫ون‬ ‫ض ْ‬ ‫من َتر َ‬ ‫م ّ‬
‫ل وامرأتان ِ‬ ‫ج ٌ‬‫جل َْين فَر ُ‬
‫من ِرجاِلكم ‪ ،‬فإن لم يكونا َر ُ‬
‫ل إحداهما فَت ُذ َك َّر إحداهما الخرى { البقرة‬ ‫ض ّ‬
‫ن تَ ِ‬ ‫من ال ّ‬
‫شهداء ‪ ،‬أ ْ‬
‫‪ . 282‬فالعلقة بين هذه الية والحديث وثيقة الصلة ‪ ،‬بل يكاد‬
‫الحديث ُيحيلنا إلى الية صراحة ‪.‬‬
‫الفهم الخاطئ للحديث والمناقض للواقع‬
‫من الواضح أن الذين يتهمون السلم بأنه ينتقص من عقل‬
‫المرأة قد بنوا أفكارهم على الحديث السابق ‪ .‬فقد فهموا منه أن‬
‫النساء ناقصات عقل ‪ ،‬أي أن قدرات النساء على التفكير هي‬
‫اقل من قدرات الرجال ‪ .‬وهذا جريا ً على المعنى الدارج للعقل‬
‫من انه عضو التفكير ‪ ،‬ولسان حالهم يقول بان جهاز التفكير عند‬
‫المرأة اضعف من جهاز التفكير عند الرجل ‪ ،‬وان هذا ينطبق‬
‫على أية امرأة وعلى أي رجل في الدنيا ‪.‬‬
‫ولكن الحديث نفسه ‪ ،‬وجريا ً على هذا المفهوم ‪ ،‬يبين أن المرأة‬
‫ل تقل في عقلها عن الرجل من حيث أنها ناقشت الرسول ‪،‬‬
‫وأنها جزلة أي ذات عقل وافر ‪ ،‬ومن حيث أن الواحدة منهن‬
‫َتذهب بعقل اللبيب أي الوافر العقل ‪ .‬فكيف َتذهب بعقله إذا لم‬
‫تكن أذكى منه أو انه ناقص عقل على اقل الحتمالت؟ ‪.‬‬
‫بالضافة إلى ذلك فان السلم يعتبر أن المرأة والرجل سواء‬
‫أمام التكاليف الشرعية من حيث الداء والعقوبة ‪ ،‬فلو كانت‬
‫المرأة ناقصة عقل ‪ ،‬فكيف يكون أداؤها وعقوبتها بنفس‬
‫المستوى الذي للرجل ‪ ،‬فهذا ينافي العدل الذي يتصف به الله‬
‫وينادي به السلم ‪ .‬فناقص العقل ل ُيكّلف بمثل ما يكلف به من‬
‫هو اكمل منه عقل ً ‪ ،‬ول ُيحاسب بنفس القدر الذي ُيحاسب به ‪،‬‬
‫على فرض أن الرجل اكمل عقل ً من المرأة ‪.‬‬
‫ما هو التفكير؟‬
‫التفكير أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم ‪ ،‬ومع ذلك فهو‬
‫ل‬‫دها استعصاًء على التعريف ‪ .‬ولع ّ‬ ‫من اكثر المفاهيم غموضا ً وأش ّ‬
‫مرد ّ ذلك إلى أن التفكير ل يقتصر أمُره على مجرد فهم اللية‬
‫التي يحصل بها ‪ ،‬بل هو عملية معقدة متعددة الخطوات ‪ ،‬تتداخل‬
‫فيها عوامل كثيرة تتأثر بها وتؤثر فيها ‪ .‬فهو نشاط يحصل في‬
‫ي ما‬ ‫ل ذهن ّ‬ ‫الدماغ بعد الحساس بواقع معّين ‪ ،‬مما يؤدي إلى تفاع ٍ‬
‫درات الدماغ وهذا الحساس والخبرات الموجودة لدى‬ ‫بين قُ ُ‬
‫الشخص المفكر ‪ ،‬ويحصل ذلك بناًء على دافٍع لتحقيق هدف‬
‫معين بعيدا ً عن تأثير المعوقات أو الموانع ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تعدد الجوانب وكثرة العوامل المتداخلة‬
‫والمؤثرة في التفكير والمتأثرة به ‪ ،‬فان البحاث المستفيضة‬
‫والكتابات الكثيرة حول الموضوع تؤكد أن عناصر التفكير‬
‫الساسية هي الدراك الحسي والمعالجة والنتاج ‪ .‬حيث يقوم‬
‫الدماغ باستكشاف الخبرة وربطها مع الدراك الحسي للخروج‬
‫بالفكرة ‪ .‬وهذا ما تؤكد عليه أبحاث علم النفس والعصاب‬
‫والفلسفة والفكر السلمي ‪ ،‬بالضافة إلى البرامج العملية حول‬
‫تنمية مهارات التفكير وتعليمه ‪ .‬وليس أدل على صدق هذا‬
‫التصور من التطبيقات العملية التي نقوم بها في مجال تنمية‬
‫وتطوير وتحسين مهارات التفكير بطريقة عملية تطبيقية ‪.‬‬
‫علقة العقل بالتفكير‬
‫ما يتبادر إلى الذهن ‪ ،‬أو ما هو دارج على السنة الناس ‪ ،‬هو أن‬
‫العقل اسم لعضو التفكير ‪ ،‬وليس المر كذلك ‪ ،‬فليس في جسم‬
‫النسان عضو اسمه العقل يمكن أن ُيشار إليه بالَبنان ‪ .‬فالتفكير‬
‫كما بّينا سابقا ً عملية متعددة الخطوات والمراحل ‪ ،‬وليس يختص‬
‫بها عضو معين واحد يصفها وصفا ً شامل ً ‪ .‬وإنما هناك اكثر من‬
‫عضو يمكن أن يشترك في عملية التفكير أو يخدمها ‪ ،‬مثل العين‬
‫والذن وباقي الحواس والدماغ وما يرتبط به من الذاكرة والتخيل‬
‫وغير ذلك ‪.‬‬
‫ولم ُتستخدم كلمة العقل في القرآن الكريم ول في السنة‬
‫المطهرة لتشير إلى عضو التفكير مطلقا ً ‪ ،‬كما لم ترد كلمة‬
‫العقل على المصدرية في القرآن الكريم ‪ .‬وإنما اسُتخدمت هذه‬
‫الكلمة بصيغة الجمع على ‪ :‬يعقلون وتعقلون ونعقل وعقلوه‬
‫ويعقلها ‪ ،‬وذلك في تسع وأربعين موضعا ‪ .‬ولم ترد بصيغة‬
‫الماضي إل مرة واحدة ‪ ،‬ووردت في باقي المواضع بصيغة‬
‫الحاضر أو المستقبل ‪ .‬والمعنى المستفاد من هذه الصيغ غالبا هو‬
‫لفت النتباه للتفكير من اجل إدراك العاقبة واتخاذ خطوة نحو‬
‫العمل ‪ .‬وهو بذلك يكون في معناه أوسع من مجرد التفكير ؛‬
‫فنحن إذا فكرنا ننتج الفكرة ‪ ،‬أما إذا عقلنا فندرك ما وراء هذه‬
‫الفكرة من أبعاد متعلقة بالتصديق والعمل ‪ .‬فالسمة الساسية‬
‫للعقل وفق اصطلح الكتاب والسنة هي إدراك العاقبة المنشودة‬
‫والعمل لها والثبات على ذلك ‪.‬‬
‫وقد لخص ابن تيمية رحمه الله المعنى اللغوي والشرعي للعقل‬
‫احسن تلخيص فقال في الفتاوى ‪" :‬العقل في لغة المسلمين‬
‫مصدر عقل يعقل عقل ً ‪ ،‬يراد به القوة التي يعقل بها ‪ ،‬وعلوم‬
‫وأعمال تحصل بذلك ‪ .‬وهو علم يعمل بموجبه ‪ ،‬فل يسمى عاقل‬
‫من عرف الشر فطلبه والخير فتركه" ‪ .‬أما الحاديث المتعلقة‬
‫بالعقل فلم يصح منها شيء ‪ ،‬فقد قال ابن حبان البستي ‪" :‬‬
‫لست احفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم خيرا صحيحا في‬
‫العقل " ‪ .‬وقال ابن تيمية ‪ ":‬أما حديث العقل فهو كذب موضوع‬
‫عند أهل العلم بالحديث ليس هو في شيء من كتب السلم‬
‫المعتمدة"‬
‫التفكير عند المرأة والرجل‬
‫إن هذا التصور للتفكير يتعلق بالنسان بغض النظر عن كونه رجل‬
‫أو امرأة ‪ ،‬فهو ينطبق على كل منهما على حد سواء ‪ .‬ولذلك فان‬
‫برامج تنمية وتعليم التفكير ل تميز بين الجنسين في هذه‬
‫دل معطيات العلم المتعلقة بأبحاث الدماغ والتفكير‬ ‫الناحية ‪ .‬ول ت َ ُ‬
‫والتعلم على أي اختلف جوهري بين المرأة والرجل من حيث‬
‫ف في قدرات الحواس‬ ‫التفكير والتعلم ‪ .‬كما ل تدل على اختل ٍ‬
‫والذكاء ‪ ،‬ول في تركيب الخليا العصبية المكونة للدماغ ‪ ،‬ول في‬
‫طرق اكتساب المعرفة ‪ .‬فلم تظهر البحاث المتعلقة بالدماغ‬
‫فروقا جوهرية ‪ ،‬إل في حدود ضيقة ل تتجاوز ربع انحراف معياري‬
‫واحد ‪ .‬فقد أكدت كثير من البحاث تماثل نصفي الدماغ عند‬
‫النساء بشكل اكبر منه عند الرجال ‪ ،‬لكن لم يتأكد أي شيء يدل‬
‫على اختلف في التفكير بناء على ذلك ‪ .‬معنى هذا أن المرأة‬
‫والرجل سواء بالفطرة من حيث عملية التفكير ‪ ،‬ول يتميز‬
‫أحدهما عن الخر إل في الفروق الفردية ‪ ،‬أي في مستوى الذكاء‬
‫ودرجته وليس في نوعيته ‪.‬‬
‫التغيرات الجسدية والنفسية التي تتعرض لها المرأة‬
‫تتعرض المرأة لتغيرات جسدية كثيرة ومتكررة ‪ ،‬وهذا ل يخفى‬
‫على المرأة ول على غيرها ‪ ،‬ويمكن ملحظته دون عناء ‪ .‬كما أن‬
‫البحاث العلمية المستفيضة قد أظهرت التأثيرات النفسية التي‬
‫تتعرض لها المرأة نتيجة مرورها بهذه الحوال الجسدية ‪ .‬فالمرأة‬
‫تأتيها الدورة الشهرية ‪ ،‬وإذا حملت فإنها تمر في فترات ما قبل‬
‫الحمل وما بعده وما بعد الولدة ‪ ،‬وإذا أسقطت جنينها أو أجهضته‬
‫تعرض جسدها لكثير من التغيرات ‪ .‬كما يمكن أن تعاني من عدم‬
‫الخصوبة ‪ ،‬أو العقم ‪ ،‬والمرور بفترة اليأس وما يترتب على ذلك‬
‫من تغيرات قبلها وبعدها ‪ .‬وهكذا فالمرأة تمر بفترات وتغيرات‬
‫جسدية قد تعاني منها كثيرا ‪ ،‬وقد يكون لذلك أثره البالغ على‬
‫نفسيتها ‪ ،‬وطريقة تعاملها مع الناس ‪ ،‬وكذلك على طريقة‬
‫تفكيرها ‪.‬‬
‫فقد أكدت كثير من البحاث الطبية أن التغيرات الجسدية التي‬
‫تمر بها المرأة تؤثر على نفسيتها فتعرضها للصابة بالحباط وقلة‬
‫التركيز والكسل وتأثر الذاكرة قصيرة المدى عندها ‪ .‬كما قد تؤثر‬
‫على سرعة النفعال عندها ‪ ،‬وتصيبها بالقلق والوهن وتغير‬
‫المزاج والتوتر والشعور بالوحدة والبلدة وثقل الجسم ‪ .‬هذا‬
‫بالضافة إلى التغيرات التي تحصل في العوامل المؤثرة في‬
‫الحركة والعمل والنشاط الذهني كدرجة الحرارة والضغط وزيادة‬
‫الفرازات الهرمونية المختلفة ‪.‬‬

‫ماذا نستنتج من كل ذلك؟‬


‫• ليس في الية ول في الحديث ما يدل على أن قدرات التفكير‬
‫عند المرأة اقل من قدرات الرجل ‪ ،‬ول أن الرجل يفكر بالنيابة‬
‫عن المرأة ‪ .‬وهذا عام في باقي نصوص الكتاب والسنة بدليل‬
‫الخطاب اليماني العام لكل من الرجل والمرأة ‪ ،‬مما يؤكد على‬
‫الوحدة النسانية في العقل والغرائز والحاجات العضوية عند كل‬
‫منهما ‪ .‬هذا بالضافة إلى العديد من النصوص التي تدلل على‬
‫قدرة المرأة على التفكير والتصرف في احلك المواقف ‪ ،‬وهذا‬
‫كثير في كل من الكتاب والسنة ‪ .‬وأما النصوص التي تجعل‬
‫للرجل قوامة وميزات أخرى ‪ ،‬فهي أحكام شرعية تتناسب مع‬
‫طبيعة المجتمع السلمي ‪ ،‬وليس لها علقة بالقدرات العقلية ‪.‬‬
‫• يشير الحديث إلى أن النساء ناقصات عقل ‪ ،‬لكنه يعلل ذلك‬
‫بكون شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد ‪ .‬وفي هذا إحالة‬
‫إلى آية الد ّْين ‪ ،‬والتي تعلل الحاجة إلى امرأتين بالضلل‬
‫والتذكير ‪ .‬والضلل هو العدول عن الطريق المستقيم ‪ ،‬ومنه‬
‫النسيان ‪ ،‬وقد يؤدي إليه ‪ .‬والتذكير فيه لفت النتباه ‪ ،‬ويتأثر‬
‫بالحالة النفسية وقد تحجبه كليا عن رؤية الحق والواقع ‪ .‬فالذي ل‬
‫يرى إل جانبا ً معينا ً من الواقع ول يرى غيره يكون تفكيره ناقصا‬
‫سواء كان رجل ً أو امرأة ‪.‬‬
‫• الكلم في كل من الية والحديث هو عن أحكام إسلمية في‬
‫مجتمع مسلم ‪ ،‬والمرأة بحكم طبيعتها وعيشها في المجتمع‬
‫السلمي خاصة تكون خبرتها اقل من الرجال إجمال ً أي من حيث‬
‫المعلومات وتعلقها بالواقع المعين ‪ ،‬ل سيما في المجالت التي‬
‫يقل تواجدها فيه ‪ .‬لذلك كان ل بد من الستيثاق في الشهادة‬
‫ليرتاح صاحب المعاملة المالية من حيث ضمان حقه ‪.‬‬
‫• إذا ما أخذنا في الحسبان كل هذه الحقائق والوقائع ثم قابلنا‬
‫بينها وبين واقع العقل والتفكير وواقع الية والحديث ‪ ،‬فإننا نخلص‬
‫إلى أن نقص العقل ليس هو في قدرات التفكير ول في تركيبة‬
‫الدماغ ‪ ،‬وانما في العوامل المؤثرة في التفكير والعقل ‪ .‬وهو‬
‫ينحصر على وجه التحديد في الخبرة ومنها المعلومات وفي‬
‫موانع التفكير ؛ فان كون المرأة المسلمة بعيدة عن واقع‬
‫المجتمع والمعاملت المالية بالذات ‪ ،‬فل بد أن خبرتها اقل من‬
‫الرجال المنخرطين في هذه المعاملت ‪ .‬كما أن المرأة تمر في‬
‫تغيرات جسمانية تؤثر على حالتها النفسية ‪ ،‬هذا بالضافة إلى‬
‫عاطفتها الزائدة والتي يمكن أن تجعلها تنحاز في تفكيرها وفي‬
‫قراراتها ‪ ،‬كما لو كان المعني بالمر ابنها مثل فل بد أنها ستميل‬
‫إليه ‪.‬‬
‫• إذن فالحديث عن أن المرأة ناقصة عقل جاء بالشارة إلى آية‬
‫الدين ‪ ،‬ول يعني أن الرجل ل يمكن أن يوصف بمثل هذا‬
‫الوصف ‪ .‬بل هناك آيات قرآنية تنفي العقل عن كبراء القوم‬
‫وعظمائهم من الكفار والمنافقين وأهل الكتاب ‪ .‬وهذا يعني أن‬
‫المر طبيعي وليس فيه أن قدرات المرأة على التفكير اقل من‬
‫قدرات الرجل ول أنها ناقصة عقل بالمفهوم الشائع ‪ .‬فليس في‬
‫نصوص الكتاب والسنة ما يشين المرأة من هذه الناحية ول ما‬
‫يحط من قدرها أبدا ‪.‬‬
‫مواضيع ذات صلة بالموضوع‬
‫• دلئل العجاز في حديث ناقصات عقل‬
‫‪http://islamonline.net/arabic/adam/2003/07/article11.shtml‬‬
‫• العجاز الفكري في القرآن والسنة‬
‫‪http://www.lahaonline.com/Studies/DesertedSu/a1-11-07- 2003.doc_cvt.htm‬‬
‫• التفكير ومهارات التفكير‬
‫‪http://www.islamway.com/bindex.php?section=articles&article_id=269‬‬
‫• حاجة المة إلى التفكير‬
‫‪http://www.saaid.net/arabic/ar108.htm‬‬
‫عزيز محمد أبوخلف‬
‫باحث إسلمي‬
‫‪amkhalaf@ksu.edu.sa‬‬
‫====================‬
‫هل المرأة ناقصة عقل ودين أو الرجل ؟؟!!‬
‫ينعق بعض بني قومي ممن طمس الله بصائرهم‬
‫ينعقون بما ل يفقهون‬
‫رفون بما ل يعرفون‬ ‫ويه ِ‬
‫ددون كترديد الببغاوات‬ ‫وُير ّ‬
‫جحون بملء أفواههم – فض الله أفواههم –‬ ‫فيتب ّ‬
‫دده أسيادهم من الغرب أو الشرق‬ ‫بما ر ّ‬
‫بأن السلم ظلم المرأة وأهانها وانتقصها‬
‫قلنا ‪ :‬ومتى ؟؟‬
‫قالوا ‪ :‬عندما قال عنها ‪ :‬ناقصة عقل ودين !‬
‫قلنا ‪ :‬كيف ؟؟‬
‫ضَلع !‬
‫خِلقت من ِ‬ ‫قالوا ‪ :‬بقوله ‪ُ :‬‬
‫قلنا ‪ :‬فض الله أفواها ً تنطق بما ل تفقه‬
‫متون ‪ ...‬ل تجيدون سوى الدعاء على‬ ‫قالوا ‪ :‬كعادتكم أيها المتز ّ‬
‫خصومكم !‬
‫عـوا ‪.‬‬ ‫قلنا ‪ :‬إذا ً اسمعوا و ُ‬
‫اسمعوا شهادة أسيادكم ‪ ،‬ومأوى أفئدتكم !‬
‫أيها المتعالمون ‪:‬‬
‫م الغربيون أنفسهم أن السـلم كـّرم المـرأة ‪.‬‬ ‫لقد ع َل ِ َ‬
‫حتى قال أحد علماء النجليز ‪ ،‬وهو ) هلمتن ( قال ‪ :‬إن أحكام‬
‫السلم في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية بوقايتها من كل‬
‫ما يؤذيها وُيشين سمعتها ‪.‬‬
‫وقالت جريدة ) المونيتور ( الفرنسية ‪:‬‬
‫قد أوجد السلم إصلحا ً عظيما ً في حالة المرأة في الهيئة‬
‫الجتماعية ‪ ،‬ومما يجب التنويه به أن الحقوق الشرعية التي‬
‫منحها السلم للمرأة تفوق كثيرا ً الحقوق الممنوحة للمرأة‬
‫الفرنسية ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫غير أن الطاعنين في دين السلم يعتمدون في دعاواهم والحطّ‬
‫من قيمة المـرأة ومكانتها في السلم يعتمدون على فهم قاصر‬
‫لبعض اليات أو الحاديث التي يظنون – ظن ّا ً كاذبا ً – أن فيها‬
‫هموا‬ ‫انتقاصا ً للمرأة ‪ ،‬وليس المر كما ظّنوا أو تو ّ‬
‫مـّر ‪.‬‬‫والطعن يكون إما نتيجة جهل أو تجاهل ‪ ،‬وكلهما ُ‬
‫دها بعضهم انتقاصا ً للمرأة ‪ ،‬وآخرون ي َظ ُّنون‬ ‫ومن المور التي ي َُعـ ّ‬
‫أن فيه احتقارا ً وازدراء لها ‪ ،‬وليس المر كما يظنون ‪ ،‬ول هو كما‬
‫يزعمون ‪.‬‬
‫هو قوله عليه الصلة والسلم عن النساء ‪ : -‬ناقصـات عقل ودين‬
‫‪ .‬كما في صحيح البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫هكذا يبترون النصوص ليستدلوا استدلل ً سقيما ً !‬
‫أو استدلل بعضهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن‬
‫ضَلع ‪ ،‬وإن أعوج شيء في الضلع أعله ‪.‬‬ ‫خِلقت من ِ‬ ‫المرأة ‪ُ :‬‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫خِلقت لطيفـة لتتودد إلى‬ ‫قِتها ‪ ،‬وأصل تركيبتها ‪ُ ،‬‬ ‫خل ْ َ‬
‫فهذه طبيعة ِ‬
‫خِلقت من ضلع ‪ ،‬وطبيعـة‬ ‫زوجهـا ‪ ،‬وتحنو على أولدها ‪ ،‬وهي ُ‬
‫وس لحماية التجويف الصدري بل لحماية ملك العضاء‬ ‫الضلع التق ّ‬
‫‪ ،‬أعني القلب ‪ ،‬ثم هي ضعيفـة ل تحتمل الشدائد ‪:‬‬
‫حل ْي َةِ وَهُوَ ِفي ال ْ ِ‬‫شؤا ِفي ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن(‬ ‫مِبي ٍ‬‫صام ِ غ َي ُْر ُ‬‫خ َ‬ ‫من ي ُن َ ّ‬ ‫) أوَ َ‬
‫دة في الرجال والرقـة في‬ ‫ل الله الش ّ‬ ‫جعَ َ‬ ‫وتلك حكمة بالغة أن َ‬
‫النساء ‪ ،‬رّقة ُتزين المرأة ل تعيبها ‪ ،‬فقد شبهها المعصوم صلى‬
‫الله عليه وسلم بشفافية الزجاج الذي يؤثـر فيه أدنى خدش ‪،‬‬
‫ويكسره السقوط ولو كان يسيرا ً ‪.‬‬
‫َ‬
‫حاِديهِ – الذي يحدو وُينشد‬
‫م يقل النبي صلى الله عليه وسلم ل ِ َ‬ ‫أل َ ْ‬
‫سن‪ : -‬ويحك يا أنجشة ! رويدك سوقك بالقوارير ‪ .‬قال‬ ‫بصوت ح َ‬
‫أبو قلبة ‪ :‬فتكّلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكّلم بها‬
‫موها عليه ‪ ،‬قوله ‪ :‬سوقك بالقوارير ‪ .‬رواه البخاري‬ ‫بعضكم ل َعِب ْت ُ ُ‬
‫ومسلم ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم قال أنس ‪ :‬كان لرسول الله صلى الله عليه‬
‫حاد ٍ حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم َ‬
‫وسلم ‪ :‬رويدا يا أنجشة ل تكسر القوارير ‪ .‬يعني ضعفة النساء‬ ‫ً‬
‫قصهن‬ ‫فهذا من باب الوصية بالنساء ل من باب عيبهن أو تن ّ‬
‫مى النساء قوارير لضعف عزائمهن‬ ‫قال النووي ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬س ّ‬
‫‪ ،‬تشبيها ً بقارورة الزجاج لضعفها وإسراع النكسار إليها ‪.‬‬
‫وقال الرامهرمزي ‪ :‬كّنىعن النساء بالقوارير ل ِرِّقتهن وضعفهن عن‬
‫ن بالقوارير في الّرّقة واللطافة وضعف‬ ‫الحركـة ‪ ،‬والنساء ي ُ َ‬
‫شب ّهْ َ‬
‫البنية ‪ ).‬نقله عنه ابن حجر في فتح الباري (‬
‫يا بني قومي أل تفقهون ؟؟‬
‫ما بالكم تبترون النصوص وتستدّلون ببعضها دون بعض ؟؟‬
‫إن نص الحديث – كما في الصحيحين – ‪ :‬استوصوا بالنساء ‪ ،‬فإن‬
‫خلقت من ضلع ‪ ،‬وإن أعوج شيء في الضلع أعله ‪ ،‬فإن‬ ‫المرأة ُ‬
‫ذهبت تقيمه كسرته ‪ ،‬وإن تركته لم يزل أعوج ‪ ،‬فاستوصوا‬
‫بالنساء ‪.‬‬
‫أين أنتم من هذه الوصية بالنساء ؟؟‬
‫افتتح الحديث بقوله ‪ :‬استوصوا بالنساء‬
‫واختتم الحديث بقوله ‪ :‬فاستوصوا بالنساء‬
‫فأين أنتم من هـذا ؟؟‬
‫‪--------------‬‬
‫صم النساء – إما نتيجة جهل أو تجاهل – بأنهن‬ ‫ومن الك ُّتاب من ي َ ِ‬
‫ناقصات عقل ودين على سبيل الزراء والحتقار ‪ ،‬وسمعت‬
‫أحدهم يقول ذلك في مجمع فيه رجال ونساء ثم وصف النساء‬
‫بضعف العقل ‪ ،‬وزاد المر سوءا ً أن اعتذر عن قولـه بأن هذا هو‬
‫قول الرسول صلى الله عليه وسلم ! ثم أورد الحديث ‪ :‬ما رأيت‬
‫ب الرجل الحازم من إحداكن ‪.‬‬ ‫من ناقصات عقل ودين أذهب لل ّ‬
‫رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫وب عليه المام النووي ‪ :‬باب نقصان اليمان بنقص‬ ‫وقد ب ّ‬
‫الطاعات ‪.‬‬
‫وهذا القول له جوابان أجاب بهما من ل ينطـق عن الهوى صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫أما الول ‪:‬‬
‫فهـو إجابته صلى الله عليه وسلم على سؤال النساء حين‬
‫سألنه ‪ :‬وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟‬
‫فقال ‪ :‬أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟‬
‫ن عقلها ‪.‬‬‫م ْ‬
‫قلن ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فذلك نقصان ِ‬
‫صـم ؟‬‫أليس إذا حاضت لم ُتصل ولم ت َ ُ‬
‫قلـن ‪ :‬بلى ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فذلك من نقصان دينها ‪.‬والحديث في الصحيحين ‪.‬‬
‫ل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫فهذه العّلة التي عل ّ‬
‫نقصان الدين والعقل ‪ ،‬فل يجوز الُعدول عنهـا إلى غيرها ‪ ،‬كما ل‬
‫يجوز تحميل كلمه صلى الله عليه وسلم ما ل يحتمل أو تقويله‬
‫قـل ‪.‬‬‫ما لم ي َ ُ‬
‫قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية ‪:‬‬
‫فيجب أن يفهم عن الرسول مراده من غير غلو ول تقصير فل‬
‫مل كلمه ما ل يحتمله ‪ ،‬ول ُيقصر به عن مراده وما قصده من‬ ‫يح ّ‬
‫الهدى والبيان ‪ ،‬فكم حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلل‬
‫والعدول عن الصواب ما ل يعلمه إل الله ‪ ،‬بل سوء الفهم عن‬
‫الله ورسوله أصل كل بدعة وضللة نشأت في السلم ‪ ،‬وهو‬
‫أصل كل خطأ في الفروع والصول ‪ ،‬ول سيما إن أضيف إليه‬
‫سوء القصد ‪ ،‬والله المستعان ‪.‬‬
‫] وأصل الكلم لبن القيم في كتاب الروح [‬
‫دين ؛ فلنها تمكث أياما ً ل تصوم فيها ول تصّلي ‪،‬‬ ‫أما نقصان ال ّ‬
‫وهذا بالنسبة للمرأة ُيعـد ّ كمال ً !‬
‫كيف ذلك ؟‬
‫من المعلوم أن التي ل تحيض تكون – غالبا ً – عقيما ً ل تحمل ول‬
‫تلد ؛ وقد جعل الله الدم غذاًء للجنين ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬خروج دم الحيض من المرأة هو عين مصلحتها‬
‫وكمالها ‪ ،‬ولهذا يكون احتباسه لفساد في الطبيعة ونقص فيها ‪.‬‬
‫اهـ ‪.‬‬
‫ثم إن نقص الدين ليس مختصا بالمرأة وحدها ‪.‬‬
‫وب عليه المام‬ ‫فاليمان ينقص بالمعصية وبترك الطاعة – كما ب ّ‬
‫النووي في ترجمة هذا الحديث –‬
‫ثم إننا ل نرى الناس يعيبون أصحاب المعاصي الذين َيعملـون‬
‫عهم وإرادتهم – عن طريق زيادة‬ ‫على إنقاص إيمانهم – ب ِط َوْ ِ‬
‫معاصيهم وعن طريق التفريط في الطاعات ‪ ،‬ولسنا نراهم‬
‫مـد إذهاب عقله بما ُيخامره من خمرةٍ وعشق‬ ‫يعيبون من تع ّ‬
‫مسبل إزاره‬ ‫ونحو ذلك فشارب الخمر – مثل – إيمانه ناقص ‪ ،‬وال ُ‬
‫خن ‪ ،‬وغيرهم من أصحاب المعاصي ؛‬ ‫مد ّ‬ ‫في إيمانه نقص ‪ ،‬وكذا ال ُ‬
‫ومع ذلك لم نسمعهم يوما من اليام يقولون عن شارب الخمر ‪:‬‬ ‫ً‬
‫إنه ناقص دين !‬
‫صف الزاني – الذي ُيسافـر إلى دول الكفـر والعهـر‬ ‫بل ربما وُ ِ‬
‫لجل الزنا – بأنه بطل صاحب مغامـرات ومقامرات !!‬
‫وهذا شيٌء ُيلمون عليه ‪ ،‬بينما ل ُتلم المـرأة على شيٍء ك َت َب َ ُ‬
‫ه‬
‫الله عليها ‪ ،‬ول َيـد َ لها فيه ‪.‬‬
‫قال المام الذهبي في سير أعلم النبلء ‪:‬‬
‫فتأمل هذه الكلمة الجامعة وهي قوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫مة كان ناقص‬ ‫الدين النصيحة " فمن لم ينصح لله وللئمة وللعا ّ‬
‫ت ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫ضب ْ َ‬‫ت ‪ :‬يا ناقص الدين ؛ ل َغَ ِ‬ ‫عي ْ َ‬
‫الدين ‪ ،‬وأنت لو د ُ ِ‬
‫وأما نقصان عقل المرأة ؛ فلن المرأة تغلب عليها العاطفة ورّقة‬
‫الطبع ‪ -‬الذي هو زينة لها ‪ -‬فشهادة المرأة على النصف من‬
‫حكم الله وعذٌر لها ‪.‬‬ ‫شهادة الرجل ‪ ،‬وذلك ُ‬
‫ت عقل‬ ‫سل َب َ ْ‬‫تو َ‬ ‫سب َ ْ‬‫ثم إن في هذا الحديث بيان أن المرأة ربما َ‬
‫الرجل ‪ ،‬وليس أي رجل ‪ ،‬بل الرجل الحازم الذي يستشيره قومه‬
‫مت الخطوب ‪.‬‬ ‫في الملمات ‪ ،‬ويستأنسون برأيه إذا ادله ّ‬
‫وكما قيل ‪:‬‬
‫ن أضعف خلق الله‬ ‫ب حتى ل حراك به *** وه ّ‬ ‫ن ذا الل ّ‬ ‫صَرع ْ َ‬
‫يَ ْ‬
‫إنسانا‬
‫وكما أن شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل‬
‫فإن الرجل أحيانا ً يكون على أقل من النصف من شهادة‬
‫مّتهما ً في دينه ‪.‬‬ ‫المرأة ‪ ،‬فقد ُترد ّ شهادته إذا كان فاسقا ً أو كان ُ‬
‫وأما الثاني‬
‫من أجوبته عليه الصلة والسلم‬
‫ج فعّزاها قائل ً ‪: -‬‬ ‫فهو قوله لعائشة ‪ -‬لما حاضت في طريقها للح ّ‬
‫هذا شيء ك َت ََبه الله على بنات آدم ‪.‬‬
‫وفي رواية ‪ :‬هذا أمـٌر ك َت ََبه الله على بنات آدم ‪ .‬رواه البخاري‬
‫ومسلم ‪.‬‬
‫فما حيلة المرأة في أمرٍ مكتوب عليها ل حول لها فيه ول طول ‪،‬‬
‫فل ُيعاب الرجل بأنه يأكل ويشرب ويحتاج إلى قضاء الحاجة ‪،‬‬
‫شٌر يأكلون الطعام‬ ‫وقد عاب المشركون رسل الله بأنهم ب َ َ‬
‫مل ما حكاه الله عنهم بقوله ‪:‬‬ ‫ويمشون في السواق ‪ .‬تأ ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق(‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬‫شي ِفي ال ْ‬ ‫م ِ‬
‫م وَي َ ْ‬ ‫ل الط َّعا َ‬
‫ل ي َأك ُ ُ‬ ‫سو ِ‬‫ذا الّر ُ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫) وََقاُلوا َ‬
‫ما ِ‬
‫َ‬
‫ن‬‫سِلي َ‬‫مْر َ‬ ‫ن‪‬ال ْ ُ‬‫م َ‬ ‫سل َْنا‪‬قَب ْل َ َ‬
‫ك‪ِ ‬‬ ‫َفرد ّ عليهم رب العـزة بقوله ‪َ ) :‬وما‪‬أْر َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق ( ]الفرقان‪. [20:‬‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن‪ِ‬في‪‬ال ْ‬ ‫شو َ‬ ‫م ُ‬‫م وَي َ ْ‬ ‫ن الط َّعا َ‬ ‫م‪‬ل َي َأك ُُلو َ‬
‫إ ِل ّ‪‬إ ِن ّهُ ْ‬
‫وقال سبحانه وتعالى عن رسله‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ن(‬ ‫دي َ‬‫خال ِ ِ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ن الطَعا َ‬ ‫دا ل ي َأك ُُلو َ‬ ‫س ً‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َْناهُ ْ‬‫ما َ‬ ‫) وَ َ‬
‫وكان أبلغ رد ّ على من زعموا ألوهية عيسى أن أثبت الله أنـه‬
‫يأكل الطعام ‪ ،‬وبالتالي يحتاج إلى ما يحتاجـه سائر البشـر ‪ ،‬قال‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫خل َ ْ‬‫ل قَد ْ َ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م إ ِل ّ َر ُ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬‫ح اب ْ ْ ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫تبارك وتعـالى ‪َ ) :‬‬
‫قَبل ِه الرس ُ ُ‬
‫م( ]المائدة‪. [75:‬‬ ‫ن الط َّعا َ‬ ‫كل ِ‬ ‫كاَنا ي َأ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ق ٌ‬‫دي َ‬ ‫ص ّ‬‫ه ِ‬ ‫م ُ‬‫ل وَأ ّ‬ ‫ْ ِ ّ ُ‬
‫أخُلص من هذا كّله إلى أن المرأة ل ُتعـاب بشيء ل َيـد َ لها فيه ‪،‬‬
‫بل هو أمـٌر مكتوب عليها وعلى بنات جنسها ‪ ،‬أمـٌر قد ُفـ ِ‬
‫رغ‬
‫ره ‪ ،‬إذ أن‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫منه ‪ ،‬وكما ل ُيعاب الطويل بطوله ‪ ،‬ول القصير ب ِ ِ‬
‫سّبة الخالق ‪ ،‬فل‬ ‫م َ‬ ‫خلقة من َ‬ ‫الكل من خلق الله ومسّبة ال ِ‬
‫يستطيع أحد أن يكون كما يريد إل في الشياء المكتسبة ‪ ،‬وذلك‬
‫بتوفيق الله وحده ‪.‬‬
‫إذا تأملت هذا ‪ ،‬وتأملت ما سبق من أقوال أهل العلم حول هذه‬
‫المسألة ‪ ،‬فإني أدعوك لتقف مرة أخرى على شيء من أقوال‬
‫أهل هذا العصر من الغربيين وغيرهم ‪.‬‬
‫كرك – أخيرا ً – بأن رّقة المرأة وأنوثتها وُلطفها وشفافية‬ ‫وأذ ّ‬
‫معدنها ُيكسبها جمال ً وأنوثة تزينها ول تعيبها‬
‫قال جول سيمون ‪ :‬يجب أن تبقى المرأة امرأة فإنها بهذه الصفة‬
‫تستطيع أن تجد سعادتها ‪ ،‬وأن تهبها لسواها ‪.‬اهـ ‪.‬‬
‫ومعنى أن تبقى المـرأة امرأة ‪ ،‬أن تبقى كما خلقها الله ‪ ،‬ولجل‬
‫جدت من أجلها ‪.‬‬ ‫المهمة التي وُ ِ‬
‫ويعني أيضا أن ل تتدرج المرأة في أعمال الرجل ‪ ،‬فإنها بذلك‬
‫تفقد أنوثتها ورّقتها التي هي زينة لها ‪.‬‬
‫ولذا لما ُأجريَ استفتاء في إنجلترا عن المرأة العاملة كان من‬
‫نتائجه ‪:‬‬
‫أن الفتاة الهادئة هي الكثر أنوثة ‪ ،‬لنها ُتوحي بالضعف ‪،‬‬
‫والضعف هو النوثة !‬
‫أن النوثة ل يتمّتع بها إل المرأة التي تقعد في بيتها ‪.‬‬
‫فقولهم ‪ :‬الضعف هو النوثة ‪.‬‬
‫هذا ل ُيعد ّ انتقاصا ً لنه ‪!!! made in England ...‬‬
‫لنه نتاج بريطاني !!‬
‫ما لو قال هذا الكلمة رجل مسلم أو داعيـة مصلح ‪ ،‬لُعـد ّ هذا‬ ‫أ َ‬
‫تجّنيا ً على المرأة وانتقاصا ً لها ‪ ،‬فإلى الله المشتكى ‪.‬‬
‫وختاما ً ‪:‬‬
‫ل بد أن ُيعلم أنه ل يجوز أن ُيطلق هذا اللفظ على إطلقه‬
‫أعني قول بعضهم ‪ :‬المرأة ناقصة عقل ودين ‪.‬‬
‫هكذا على إطلقه ‪.‬‬
‫إذ أن هذا القول مرتبط بخلفية المتكّلم الذي ينتقص المرأة بهذا‬
‫القول ‪ ،‬ويتعالى عليها بمقالته تلك ‪.‬‬
‫وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنما النساء شقائق الرجال‬
‫‪ .‬رواه المام أحمد وغيره ‪ ،‬وهو حديث حسن ‪.‬‬
‫كما أنه ل يجوز لنسان أن يقرأ ) ول تقربوا الصلة ( ويسكت‬
‫أو يقرأ ) ويل للمصلين ( ويسكت !‬
‫فل يجوز أن ُيطلق هذا القول على عواهنه‬
‫إذ قد بّين النبي صلى الله عليه وسلم سبب قوله ‪ ،‬فل ُيعدل عن‬
‫بيانه صلى الله عليه وسلم إلى فهم غيره ‪.‬‬
‫وأعتذر أخيرا ً عن الطــــــــــالــــــــة‬
‫لمصدر ‪http://saaid.net/Doat/assuhaim/index.htm :‬‬
‫عبد الرحمن بن عبد الله السحيم‬
‫=====================‬
‫هذه القضايا تهم المرأة‬
‫خباب بن مروان الحمد‬
‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف النبياء‬
‫والمرسلين ‪ ،‬نبينا محمد وعلى آله أفضل الصلة ‪ ،‬وأزكى‬
‫ما بعد‪:‬‬‫التسليم أ ّ‬
‫فهذا عرض يسير لبعض القضايا التي يحصل اللبس في فهمها‬
‫من الرجل أو المرأة على السواء ‪ ،‬والتي تحتاج لتوضيح ‪ ،‬ودفع‬
‫الفهم الخاطئ لها‪ ،‬حاولت الختصار في عرضها ونقاشها ‪ ،‬لتكون‬
‫سهلة المنال ‪ ،‬ميسرة للفهم ‪ ،‬واضحة المعنى ‪ ،‬سائل ً ربي‬
‫التوفيق والسداد ‪ ،‬وإليه الستناد ‪ ،‬وعليه العتماد‪.‬‬
‫* هل المرأة مساوية للرجل في كل شيء؟‬
‫ن المرأة مساوية للرجل في النسانية وفي‬ ‫والجواب عن ذلك ‪ :‬أ ّ‬
‫أغلب تكاليف السلم وفي جزاء الخرة كما قال تعالى‪:‬‬
‫ل منكم من ذكر أو‬ ‫}فاستجاب لهم ربهم أني ل أضيع عمل عام ٍ‬
‫أنثى بعضكم من بعض{وكذا في الموالة والتناصر؛ ولذا قال‬
‫النبي ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ ‪):‬النساء شقائق الرجال(أخرجه‬
‫أحمد)‪(6/256‬وأبوداود في الطهارة)‪ (236‬من حديث عائشة‪،‬‬
‫ححه اللباني في الصحيحة)‪ .(2863‬ولكن السلم مع ذلك‬ ‫وص ّ‬
‫نظر في طبيعة المرأة ومدى تحملها لبعض العبادات وصعوبتها‬
‫كالجهاد في سبيل الله‪ ،‬أو لعدم ملءمتها للمرأة كملبس‬
‫الحرام‪ ،‬فأسقطها عنها‪ .‬ومن ذلك عدم جواز تولية المرأة‬
‫للمناصب العامة كالخلفة والقضاء ؛ لذا يقول رسول الهدى ـ‬
‫ما ما‬ ‫صّلى الله عليه وسّلم ـ )ل يفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة(‪ ،‬وأ ّ‬
‫يورده بعضهم إن السلم ظلم المرأة في إعطاء الذكر من‬
‫الميراث ضعفيها ‪ ،‬فإّنه يقال لهؤلء‪ :‬مادام أّنه تعالى قد شرع‬
‫ذلك فينبغي على العبد المسلم أن يستسلم لشرعه ول يعترض‬
‫ن الله مادام قد خلقنا‬ ‫مإ ّ‬ ‫عليه كما قال تعالى‪):‬ويسّلموا تسليما( ث ّ‬
‫ما يفعل وهم‬ ‫فل اعتراض عليه لقوله تعالى )ل ُيسئل ع ّ‬
‫يسألون(وقد قال تعالى‪):‬أل له الخلق والمر(فما دام الشرع من‬
‫عنده تعالى فينبغي على عبيده الستسلم والخضوع لمره‪،‬‬
‫ن الشريعة السلمية لم تعط المرأة أقل من‬ ‫ويقال كذلك ‪ :‬إ ّ‬
‫الرجل في جميع المورايث ‪ ،‬فإّنه في العصبات قد تستحقّ المرأة‬
‫طردة في إعطاء‬ ‫نصف الميراث أو أكثر ‪ ،‬فليست المواريث م ّ‬
‫ن الشريعة‬ ‫ل من الرجل ‪ ،‬ومما يجاب على ذلك بأ ّ‬ ‫المرأة أق ّ‬
‫وام على‬ ‫ظ النثيين ؛ لن الرجل هو الق ّ‬ ‫فرضت للذكر مثل ح ّ‬
‫المرأة ‪ ،‬والمتولي شؤونها فيما تحتاجه‪ ،‬فالقضية ليست للتفضيل‬
‫الذي ل يستند إلى حكمة من ورائه بقدر ما هي للفرق بين‬
‫المسؤوليات‪.‬‬
‫ولقد بان حقا ً أن المرأة لو بلغت ما بلغت من العلم والثروة‬
‫كبها الله فيها‬ ‫الفكرية ‪ ،‬أو المخزون المعلوماتي ‪ ،‬فللفطرة التي ر ّ‬
‫جعلتها تطلب الفوارق عن الرجال في معاملة الدارات لها ؛‬
‫ن‬
‫فالمرأة في الغرب تجد روح المساواة في العمل ‪ ،‬ولكّنه ّ‬
‫ن ‪ ،‬فأين إذا ً دعاوى‬ ‫يطالبن بإجازات وضع الحمل ‪ ،‬ورعاية أطفاله ّ‬
‫المساواة بين الرجل والمرأة حتى في مجال العمل؟!‬
‫خلقت من نفس واحدة ‪ ،‬إذ كان وجودها الول مستندا ً‬ ‫ن المرأة ُ‬ ‫إ ّ‬
‫لوجود آدم ـ عليه الصلة والسلم ـ وقد بّين الله سبحانه وتعالى‬
‫جَها{‬‫من َْها َزوْ َ‬‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬‫م َ‬ ‫حد َةٍ ث ُ ّ‬
‫س َوا ِ‬‫ف ٍ‬‫من ن ّ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫خل َ َ‬
‫ق ُ‬ ‫ذلك فقال‪َ } :‬‬
‫)الزمر‪.(6:‬‬
‫وهذا أمر كوني قدري من الله‪ ،‬أنشأ المرأة في إيجادها الول‬
‫عليه‪ ،‬وجاء الشرع الكريم المنزل من عند الله ليعمل به في‬
‫أرضه‪ ،‬بمراعاة هذا المر الكوني القدري في حياة المرأة في‬
‫واما ً عليها ‪ ،‬وجعلها مستندة إليه‬ ‫جميع النواحي‪ ،‬فجعل الرجل ق ّ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫ل قَ ّ‬‫جا ُ‬ ‫في جميع شؤونها‪ ،‬كما قال تعالى‪ }:‬الّر َ‬
‫ساء{ )النساء‪.(34:‬‬ ‫الن ّ َ‬
‫فمحاولة مساواة المرأة مع الرجل في جميع نواحي الحياة غير‬
‫ل‪ ،‬وشرعا ً منزل ً‬ ‫ن الفوارق بين النوعين كونا ً وقدرا ً أو ً‬ ‫متحققة؛ ل ّ‬
‫ثانيًا‪ ،‬تمنع من ذلك منعا ً باتا ً ‪ ،‬ولهذا يقول تعالى في محكم‬
‫ن درجة{ يعني في الحقوق الزوجية‬ ‫التنزيل ‪}:‬وللرجال عليه ّ‬
‫ولوضوح الفوارق الكونية والقدرية والشرعية بين الذكر والنثى‪،‬‬
‫ح عن النبي صلى الله عليه وسلم أّنه لعن المتشبه من‬ ‫وص ّ‬
‫ن سبب هذا اللعن هو محاولة من أراد‬ ‫النوعين بالخر‪ .‬ول شك أ ّ‬
‫التشبه منهم بالخر لتحطيم هذه الفوارق الفطرية والشرعية‬
‫طم‪.‬‬ ‫التي ل يمكن أن تتح ّ‬
‫كما نص القرآن على أن شهادة امرأتين بمنزلة شهادة رجل‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ن فََر ُ‬ ‫كوَنا َر ُ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫واحد‪ ،‬في قوله تعالى‪ } :‬فَِإن ل ّ ْ‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫وا َ‬
‫ن‪) {...‬البقرة‪ ،(82:‬فالله الذي خلقهما ل شك أّنه أعلم‬ ‫مَرأَتا ِ‬ ‫َ ْ‬
‫بحقيقتهما‪ ،‬وقد صرح في كتابه بقيام الرجل مقام امرأتين في‬
‫الشهادة‪.‬‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ضك ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ما فَ ّ‬ ‫ْ‬ ‫قال تعالى‪} :‬وَل َ ت َت َ َ‬
‫َ‬ ‫م ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫ه ب ِهِ ب َعْ َ‬
‫ل الل ُ‬ ‫من ّوْا َ‬
‫سأُلوا ْ‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫سب ْ َ‬‫ما اك ْت َ َ‬‫م ّ‬‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساء ن َ ِ‬ ‫سُبوا ْ وَِللن ّ َ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ل نَ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ّللّر َ‬
‫ه‪) {..‬النساء‪)(32:‬وانظر بتوسع‪:‬أضواء البيان‬ ‫من فَ ْ‬
‫ضل ِ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫للشنقيطي ‪(5/169‬‬
‫ومن جميل ما أختم به هذه القضّية ما قاله الديب مصطفى‬
‫وس‬ ‫صادق الرافعي ـ رحمه الله ـ للمرأة المسلمة‪):‬احذري ته ّ‬
‫الوربية في طلب المساواة بالرجل ‪ ،‬لقد ساوته في الذهاب إلى‬
‫لق لم يجد اللحية!( وحي القلم)‪(1/264‬‬ ‫ن الح ّ‬ ‫لق ‪ ،‬ولك ّ‬ ‫الح ّ‬
‫* هل النساء ناقصات عقل ودين ؟‬
‫قبل البدء بمناقشة هذه القضّية يحسن عرض حديث من أحاديث‬
‫المصطفى ـ صلى الله عليه وسّلم ـ في الموضوع ذاته ‪ ،‬فقد‬
‫ن رسول الله‬ ‫روى المام مسلم في صحيحه في كتاب اليمان ‪ ،‬أ ّ‬
‫ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ قال‪):‬يا معشر النساء تصدقن وأكثرن‬
‫ن أكثر أهل النار ‪ ،‬فقالت امرأة جزلة‬ ‫الستغفار؛ فإّني رأيتك ّ‬
‫ن‪ :‬وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ فقال‪ :‬تكثرن اللعن ‪،‬‬ ‫منه ّ‬
‫وتكفرن العشير ‪ ،‬وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي‬
‫ن ‪ .‬قالت‪ :‬يا رسول الله ! وما نقصان العقل والدين؟‬ ‫ب منك ّ‬ ‫ل ّ‬
‫ما نقصان العقل ؛ فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل ‪،‬‬ ‫قال‪ :‬أ ّ‬
‫فهذا نقصان العقل‪ ،‬وتمكث الليالي ما تصلي ‪ ،‬وتفطر في‬
‫رمضان ‪ ،‬فهذا نقصان الدين(‪.‬‬
‫]معنى الجزلة‪:‬أي ذات العقل والرأي والوقار ‪ ،‬وتكفرن العشير‪:‬‬
‫ن فضله[‬ ‫أي تنكر َ‬
‫وقد اختلف كثير من المعاصرين خصوصا ً حيال توضيح نقص‬
‫العقل والدين ‪ ،‬وكان منهم من خضع للروح الغربية ‪ ،‬فسرت في‬
‫سر الحديث على حسب‬ ‫نفسه مظاهر الهزيمة الداخلية ‪ ،‬وبدأ يف ّ‬
‫دعى‬ ‫ما يفهم ‪ ،‬من خلل الروح النهزامية الدخيلة ‪ ،‬وبعضهم ا ّ‬
‫ن مقصده من ذلك الممازحة للنساء‬ ‫زورا ً على رسول الله بأ ّ‬
‫اللواتي كان يمازحهن في حديثه هذا ‪ ،‬فكان ذلك من قبيل‬
‫قه‬‫ق في ح ّ‬ ‫م غير لئ ٍ‬‫ن ليس إل ّ ! وهذا زع ٌ‬ ‫المباسطة والمداعبة له ّ‬
‫مة‪.‬‬
‫ـ عليه الصلة والسلم ـ وهو في مقام التبليغ والنصح لل ّ‬
‫ما الذين هداهم الله ووفقهم لذكر الصواب في هذه القضية فهم‬ ‫أ ّ‬
‫السواد العظم ـ ولله الحمد ـ من أهل العلم‪ ،‬وقد كانت‬
‫تفسيراتهم موافقة لمراد رسول الله ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ‬
‫ما من حاول المناكفة والجدل في ذلك‬ ‫في إيراده لهذا الحديث‪ ،‬أ ّ‬
‫صة من النساء المتحررات من‬ ‫على غير الفهم الصحيح ‪ ،‬وبخا ّ‬
‫صة حدثت قبل فترة في‬ ‫ربقة العبودية لله ‪ ،‬فيحلو لي أن أذكر ق ّ‬
‫ن الشيخ‬ ‫مجلس حاشد جمع أكابر أهل العلم والثقافة ؛ حيث إ ّ‬
‫مصطفى السباعي ـ رحمه الله ـ كان في أحد المؤتمرات يحاضر‬
‫حول بعض قضايا السلم ‪ ،‬وبعد أن انتهى من ذلك ‪ ،‬قامت امرأة‬
‫معترضة عليه وقد كانت تحمل شهادة عالية في أحد التخصصات‬
‫النادرة ‪ ،‬حيث قالت‪ :‬أوضح لي يا سيدي كيف قال الرسول‪):‬ما‬
‫م عينيك إلى‬ ‫رأيت من ناقصات عقل ودين‪ (..‬وأنت ترى بأ ّ‬
‫المستويات التي وصلنا لها من التخصصات الصعبة والنادرة ‪،‬‬
‫وسنصل فيما بعد إلى أعلى من ذلك ‪ ،‬فأجابها الشيخ مصطفى‬
‫السباعي ـ رحمه الله ـ ‪:‬صدقت ! لكن حين قال رسول الله ـ‬
‫صلى الله عليه وسلم ـ ‪):‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين( كان‬
‫بخطابه ذاك يقصد نساء الصحابة أما أنت وأمثالك ؛ فل عقل ول‬
‫دين!!‬
‫ما عن تفسيرات العلماء لهذا النص النبوي فقد جاءت على عدة‬ ‫أ ّ‬
‫ن مختلفة ‪ ،‬واختلفها من باب اختلف التنوع ل اختلف‬ ‫معا ٍ‬
‫التضاد‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ن نقصان عقلها‬ ‫‪1‬ـ أّنه ـ عليه الصلة والسلم ـ بّين في الحديث أ ّ‬
‫جَبر بشهادة امرأة أخرى؛‬ ‫ن شهادتها ت ُ ْ‬‫من جهة ضعف حفظها ‪ ،‬وأ ّ‬
‫وذلك لضبط الشهادة بسبب أّنها قد تنسى أو تزيد في الشهادة ‪،‬‬
‫ولهذا قال تعالى ) أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الخرى(‬
‫سره أهل العلم بأّنه النسيان ‪ ،‬والمرأة معروفة‬ ‫والضلل هنا ف ّ‬
‫بطبيعة الحال بأّنها في التفكير والبداع قد تكون أقوى من الرجل‬
‫لّنها تستغل التفكير بالعقل اليمن المتجه للبداع والمهارات‬
‫البتكارية ‪ ،‬ولكّنها في الحفظ واستذكار المعلومات فهي قليلة‬
‫الضبط لها ‪ ،‬وأكثر نسيانا ً من الرجل ؛ وذلك لطبيعة الفطرة التي‬
‫كبها الله فيها‪ ،‬ولذا قال تعالى ‪ ):‬أن تضل إحداهما فتذكر‬ ‫ر ّ‬
‫ما سبب نقصان دينها فلّنها في حال الحيض‬ ‫إحداهما الخرى(‪.‬وأ ّ‬
‫والنفاس تدع الصلة وتدع الصوم‪ ،‬ول تقضي الصلة )فهذا من‬
‫ن المرأة غير مؤاخذة‬ ‫نقصان الدين(‪ .‬ومما ينبغي التنبيه إليه أ ّ‬
‫ن ذلك أمر كتبه الله على بنات آدم ‪،‬‬ ‫على هذا النقصان ؛ ل ّ‬
‫ن عليه ‪ ،‬رفقا ً بهن وتيسيرا ً لمرهن‬ ‫وفطره ّ‬
‫ن تكون المرأة ‪،‬‬ ‫ما ُيفهم من هذا الحديث أ ْ‬ ‫نم ّ‬
‫‪2‬ـ وقال بعضهم إ ّ‬
‫بطبيعتها النثوية أنقص عقل ً من زوجها ‪ ،‬لتستطيع أن تخلب لّبه ‪،‬‬
‫وقد جاء في حديث آخر‪):‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب‬
‫ن( ولذا فقد تفعل المرأة بعض‬ ‫ب الرجل الحازم من إحداك ّ‬ ‫لل ّ‬
‫الشياء ‪ ،‬لتحّبب زوجها فيها من حسن تبعلها له ‪ ،‬وحسن تدللها‪،‬‬
‫لينجذب لها ‪ ،‬ويميل لحبها ‪ ،‬وقد وصف العرب النساء بهذه‬
‫صّية فقال شاعرهم‪:‬‬ ‫الخا ّ‬
‫ن أضعف خلق الله إنسانا‬ ‫يصرعن ذا اللب حتى ل حراك به وه ّ‬
‫لهذا فالمرأة ط َب َعََها الله على ذلك لتؤدي دورها في الحياة‬
‫ن الرجل جبله الله على الخشونة والقيام بأمور‬ ‫الزوجية ‪ ،‬كما أ ّ‬
‫زوجه ‪ ،‬لتتعادل الحياة الزوجية ما بين الخشونة والنعومة ‪ ،‬ويؤدي‬
‫ب الزينة‬ ‫ل من الزوجين دوره تجاه الخر‪ ،‬لهذا كانت المرأة تح ّ‬ ‫ك ّ‬
‫والتجمل والحلي ‪ ،‬ومن كانت هذه غالب اهتماماته الدنيوية ‪ ،‬فإّنه‬
‫سيكون عقله منشغل ً بها عن غيرها من الهتمامات الخرى‪،‬‬
‫ل على ذلك‬ ‫للتصدر للناس في الدعوة والتربية والتعليم ؛ ومما يد ّ‬
‫قوله تعالى ‪):‬أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين(‬
‫فطبيعة من نشأ في الجو المخملي والمترف ‪ ،‬ومن يبحث عن‬
‫الزياء و)الموضة(وأدوات التجميل ‪،‬أن يكون أكثر تفكيره وطلبه‬
‫مّتجها ً لذاك الشيء ‪ ،‬ول يعير اهتماما ً لهموم أخرى إل ّ ما رحم‬
‫الله ‪ ،‬وإن كان قد ذكر التأريخ السلمي قديما ً وحديثا ً من النساء‬
‫ن ‪ ،‬أو بدعوتهن وتوجيههن ‪ ،‬أو بدمائهن ‪،‬‬ ‫طرن بأقلمه ّ‬ ‫اللواتي س ّ‬
‫ن المرأة‬ ‫ما يفتخر المسلمون به ‪ ،‬ويفاخرون به المم ‪،‬ول ريب أ ّ‬
‫المسلمة لعبت دورا ً كبيرا ً في الدعوة إلى السلم والتعلم ‪،‬‬
‫والجهاد من أجله‪.‬‬
‫ن المرأة تمّر بفترات وتغّيرات جسدية قد تعاني منها كثيرا‬ ‫‪3‬ـ أ ّ‬
‫ً‪،‬وقد يكون لذلك أثره البالغ على نفسيتها‪ ،‬وطريقة تعاملها مع‬
‫الناس‪ ،‬وكذلك على طريقة تفكيرها ‪ ،‬وقد أكدت كثير من‬
‫ن له تأثيرا ً شديدا ً على نفسية المرأة ‪،‬‬‫البحاث الطبية هذا ‪ ،‬وأ ّ‬
‫ما يعّرضها للصابة بالحباط ‪ ،‬وقّلة التركيز والكسل ‪،‬‬ ‫م ّ‬
‫واضطراب الذاكرة ‪ ،‬كما قد تؤثر على سرعة النفعال عندها ‪،‬‬
‫وتصيبها بالقلق ‪ ،‬والوهن ‪ ،‬وتغير المزاج ‪ ،‬والتوتر ‪ ،‬والشعور‬
‫بالوحدة ‪ ،‬وثقل الجسم‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ العقل جاء لعرض الراء ‪ ،‬واختيار الرأي الفضل ‪ ،‬وآفة‬
‫الختيار الهوى والعاطفة ‪ ،‬والمرأة بطبعها تتحيز إلى العاطفة‬
‫وتتميز بها ‪ ،‬فهي معرضة للحمل ‪ ،‬واحتضان الوليد ‪ ،‬فالصفة‬
‫الغالبة عليها العاطفة وهذا مفسد للرأي ؛ ولهذا فهي تحكم على‬
‫جبلت عليها‪،‬فكانت النساء ناقصات‬ ‫الشياء متأثرة بعواطفها التي ُ‬
‫ملها‬ ‫ن أزيد ‪ .‬وأكبر دليل على عاطفة المرأة تح ّ‬ ‫ن عاطفته ّ‬
‫عقل ؛ل ّ‬
‫لمتاعب الحمل والولدة ‪ ،‬وصبرها على رعاية طفلها‪ ،‬ويصعب‬
‫على الرجل أن يتحمل ما تتحمله المرأة في ذلك‪.‬‬
‫ولهذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسّلم ـ يأمر بمراعاة‬
‫مشاعر المرأة ؛ لّنها رقيقة ‪ ،‬وعاطفتها تجيش بسرعة وتندفع‬
‫بقوة ‪ ،‬وحين كان حادي رسول الله ـ صلى الله عليه وسّلم ـ‬
‫يحدو في سفره وهو يسوق ليرّوح عن الناس تعبهم وعن البل‬
‫جهدها ‪ ،‬ناداه ـ عليه الصلة والسلم ـ قائل ً له‪) :‬يا أنجشة رفقا ً‬
‫ى الله عليه وسّلم ـ النساء‬ ‫ّ‬
‫بالقوارير( فشّبه رسول الله ـ صل َ‬
‫ن‪.‬‬
‫ن ومشاعره ّ‬ ‫بأّنهن قوارير‪ ،‬مراعاة لعواطفه ّ‬
‫ن المرأة ُتعفى من فروض وواجبات ل‬ ‫ما عن نقصان دينها ؛ فل ّ‬ ‫أ ّ‬
‫يعفى منها الرجل ‪ ،‬فهي تعفى من الصلة في دورتها الشهرية ‪،‬‬
‫وتعفى كذلك من الصيام وقت حيضها ‪ ،‬أو حملها ورضاعها ‪،‬‬
‫وتعفى من الجهاد ‪ ،‬وصلة الجمعة ‪ ،‬والجماعة في المسجد‪،‬‬
‫ل من تكاليف الرجل الدينية ‪،‬‬ ‫فصارت تكاليف المرأة الدينية أق ّ‬
‫جب ِل ِّتها التي فُط َِرت عليها‪ ،‬وصدق الله حين‬ ‫وذلك تقدير من الله ل ِ‬
‫ما‬
‫ما اكتسبوا وللنساء نصيب م ّ‬ ‫قال‪):‬للرجال نصيب م ّ‬
‫اكتسبن(النساء)‪(32‬‬
‫ن وصف المرأة بهذا الوصف ل يعني‬ ‫ما تجدر الشارة إليه أ ّ‬ ‫وم ّ‬
‫ذلك نفيه عن بعض الرجال ‪ ،‬وأّنهم ل يمكن أن يوصفوا به ‪،‬‬
‫فهناك الكثير من اليات القرآنية التي نفت العقل عن كبراء‬
‫القوم ‪ ،‬وعظمائهم من المنافقين والكفار‪ ،‬لتنكبهم صراط الله‬
‫المستقيم ‪ ،‬وإيثارهم الزائلة الفانية ‪ ،‬على الدائمة الباقية‪ ،‬فهم‬
‫ناقصو عقول ‪ ،‬ومنعدمو دين ـ عياذا بالله من ذلك ـ‬
‫* هل السلم يدعو إلى ضرب المرأة وانتهاك كرامتها؟!‬
‫ما بّين حقوق الزوجين ‪ ،‬وما‬ ‫والجواب عن ذلك إن السلم ل ّ‬
‫ن المرأة إذا بدأت منها‬ ‫ل منهما في حقّ الخر‪ ،‬بّين أ ّ‬ ‫يراعيه ك ّ‬
‫علمات النشوز ‪ ،‬فليكن موقف الزوج تجاهها عادل ً ‪ ،‬فل تأخذه‬
‫ن هذا موكل لترتيبات الشارع‬ ‫الهواء أو النزعات النفعالية ‪ ،‬فإ ّ‬
‫الحكيم ‪ ،‬في علج تلك المشكلة ‪ ،‬فل يكون الضرب أو الطلق‬
‫أولها ‪ ،‬ولذا كانت مراتب التأديب كما يلي‪:‬‬
‫لتي تخافون‬ ‫‪1‬ـ الوعظ بل هجر ول ضرب ‪ :‬قال تعالى ‪) :‬وال ّ‬
‫ن على‬ ‫كرن بكتاب الله ‪ ،‬وحقوقه ّ‬ ‫ن‪ (...‬أي فَي ُذ َ ّ‬ ‫ن فعظوه ّ‬‫نشوزه ّ‬
‫ن ‪ ،‬فإن أبت الزوجة ‪ ،‬ولم ينفع معها الوعظ والتذكير ‪،‬‬ ‫أزواجه ّ‬
‫فينتقل إلى المرتبة الثانية‪.‬‬
‫ن في المضاجع‪(...‬‬ ‫‪2‬ـ الهجر في المضاجع ‪ :‬قال تعالى‪):‬واهجروه ّ‬
‫وذلك بأن يوّليها ظهره في المضجع ‪ ،‬أو ينفرد عنها في فراش‬
‫ح عنه صّلى‬ ‫يخصه ‪ ،‬كما يجوز له أن يهجرها فترة طويلة ؛ فقد ص ّ‬
‫وز أهل العلم‬ ‫الله عليه وسّلم أّنه هجر نساءه شهرا ً ‪ ،‬ولهذا ج ّ‬
‫هجر الزوج لزوجه أكثر من ثلثة أيام بسبب عذره الشرعي‬
‫لنشوز المرأة ‪ ،‬وترفعها عنه كما ذكره المام الخطابي في معالم‬
‫السنن ‪ ،‬وغيره من أهل العلم‪.‬‬
‫وهذا يخص من أحاديث النهي العامة التي تنهى عن هجر المسلم‬
‫لخيه المسلم أكثر من ثلث ‪ ،‬كما في قوله صّلى الله عليه‬
‫ل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث( أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫وسّلم )ل يح ّ‬
‫ن ذلك بداية‬ ‫ن( ول يك ْ‬ ‫‪3‬ـ الضرب‪ :‬كما قال الله تعالى‪):‬واضربوه ّ‬
‫ن آخر العلج الكي‪ ،‬ولذا كان‬ ‫علج الداء ‪ ،‬وليكن هو آخره ؛ فإ ّ‬
‫القول الحقّ من أقوال العلماء أن ل يبدأ الرجل بضرب زوجه‬
‫بداية نشوزها ‪ ،‬كما هو مذهب المام أحمد ‪ ،‬وقول ابن عّباس ‪،‬‬
‫وغيرهم كثير من أهل العلم ‪.‬‬
‫دة شروط‪:‬‬ ‫ن الضرب للزوجة ‪ ،‬ليس على إطلقه بل له ع ّ‬ ‫مإ ّ‬‫ث ّ‬
‫أ ـ أن تصّر المرأة على النشوز والعصيان‪.‬‬
‫ب ـ أن يتناسب نوع العقاب مع نوع التقصير‪.‬‬
‫ج ـ أن يراعي الرجل ‪ ،‬مقصوده من الضرب ‪ ،‬وأّنه للعلج‬
‫والتأديب ل غير ‪ ،‬فينبغي التخفيف منه بقدر المكان ‪ ،‬ويتحقق‬
‫ذلك كما ذكره أهل العلم )باللكزة ونحوها أو بالسواك( ولهذا‬
‫مته في‬ ‫صى رسول الرحمة محمد ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ أ ّ‬ ‫و ّ‬
‫ن‬‫ل‪...):‬اّتقوا الله في النساء ‪ ،‬فإّنكم أخذتموه ّ‬ ‫حجة الوداع قائ ً‬
‫ن أن‬ ‫ن لكم عليه ّ‬ ‫ن بكلمة الله ‪ ،‬وإ ّ‬ ‫بأمانة الله ‪ ،‬واستحللتم فروجه ّ‬
‫ن ضربا ً غير‬ ‫ل يوطئن فرشكم أحدا ً تكرهونه ‪ ،‬فإن فعلن فاضربوه ّ‬
‫مبرح( وقد عد ّ اللوسي الضرب غير المبرح بأّنه)الذي ل يقطع‬
‫لحما ً ‪ ،‬ول يكسر عظمًا( روح المعاني)‪(5/562‬‬
‫ويجب كذلك على من ابتلي بترفع زوجته عنه ‪ ،‬ولم يكن لها علج‬
‫إل الضرب ‪ ،‬بأن يتقي الله في ضربه ‪ .‬قال عطاء ‪ :‬قلت لبن‬
‫عّباس ‪ :‬ما الضرب غير المبرح ؟ قال‪ :‬السواك ونحوه‪.‬ويتجّنب‬
‫ن الرسول ـ‬ ‫المواضع المخوفة كالرأس والبطن ‪ ،‬وكذا الوجه ؛ فإ ّ‬
‫صّلى الله عليه وسّلم ـ نهى عن ضرب الوجه نهيا ً عامًا‪ ،‬ولذا ذكر‬
‫ن الرجل لو ابتلي بضرب‬ ‫المحققون من أهل العلم ‪ ،‬كالنووي بأ ّ‬
‫ن زوجها يجب‬ ‫زوجه ‪ ،‬وأفضى ذلك إلى تلف بعض أعضائها ‪ ،‬بأ ّ‬
‫ن ذلك منه للتلف ل‬ ‫عليه الغرم ؛ لّنه كما قال النووي تبّين بأ ّ‬
‫للصلح‪.‬‬
‫وقد أخرج أبو داود من حديث معاوية بن حيدة القشيري ـ رضي‬
‫الله عنه ـ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ! ما حقّ زوجة أحدنا عليه ؟‬
‫قال‪):‬أن تطعمها إذا طعمت ‪ ،‬وتكسوها إذا اكتسيت ‪ ،‬أو‬
‫اكتسبت ‪ ،‬ول تضرب الوجه ‪ ،‬ول تقّبح ‪ ،‬ول تهجر إل ّ في‬
‫ححه ابن الملقن في البدر المنير)‬ ‫البيت(أخرجه أبو داود وص ّ‬
‫‪ (8/289‬وكذا قال اللباني‪):‬حسن صحيح( في صحيح سنن أبي‬
‫داود‪/‬صـ ‪.402‬‬
‫فهذا هو موقف السلم من قضية ضرب المرأة ‪ ،‬وليس كما‬
‫يمّثله العلمانيين ‪ ،‬والذين يقولون إن السلم يأمر بضرب المرأة‬
‫وإهانتها ‪ ،‬أو المنهزمون الذين ينفون ذلك عن السلم بروح‬
‫طلعهم على النصوص‬ ‫الهزيمة لقّلة تضلعهم بعلم الشريعة ‪ ،‬وا ّ‬
‫صا مبتسرا ً من عدة نصوص من‬ ‫التي تعرضت لذلك ‪ ،‬آخذين ن ّ‬
‫الكتاب والسنة ‪ ،‬مع عدم ذكر سباق النص ولحاقه ‪ ،‬ليتضح‬
‫المعنى ‪ ،‬وتبين الصورة ‪.‬‬
‫ن الرجل إذا استخدم هذا العلج الخير مع زوجه‬ ‫ول يعني ذلك أ ّ‬
‫ل‪...‬فالرجل قد يضرب ابنه على‬ ‫ً‬
‫ن لها حقدا ؛ ك ّ‬ ‫أّنه يكرهها ‪ ،‬أو يك ّ‬
‫ب الناس إليه ‪ ،‬لكنه فعل ذلك لجل‬ ‫معصية ارتكبها ‪ ،‬وابنه من أح ّ‬
‫حّبه لبنه ‪ ،‬فيكون رجل ً مستقيما ً على دينه ‪ ،‬ومرضيا ً عند ربه‪.‬‬
‫ن‬
‫ن كيد المرأة أعظم من كيد الشيطان‪،‬ل ّ‬ ‫* هل من المعقول أ ّ‬
‫ن‬
‫ن عظيم( ويقول عن الشيطان )إ ّ‬ ‫ن كيدك ّ‬ ‫الله يقول عن النساء)إ ّ‬
‫كيد الشيطان كان ضعيفًا(؟!‬
‫ن هذه المسألة قد اختلف فيها أهل العلم على قولين‪:‬‬ ‫والحقّ أ ّ‬
‫ص الية؛‬
‫ن كيد المرأة أعظم من كيد الشيطان لظاهر ن ّ‬ ‫‪1‬ـ أ ّ‬
‫وممن اختار هذا القول من العلماء المعاصرين الشيخ محمد‬
‫المين الشنقيطي صاحب أضواء البيان ؛ حيث يقول في كتابه‬
‫المذكور)‪):(2/217‬كيد النساء أعظم من كيد الشيطان ‪ ،‬والية‬
‫ن كيد الشيطان كان ضعيفًا(فقوله في‬ ‫المذكورة هي قوله‪):‬إ ّ‬
‫ن كيد الشيطان‬ ‫ن عظيم(وقوله في الشيطان)إ ّ‬ ‫ن كيدك ّ‬ ‫النساء)إ ّ‬
‫ن كيدهن أعظم من كيده‪.‬‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫كان ضعيفًا(يد ّ‬
‫ويضيف الشيخ ـ رحمه الله ـ ‪ :‬قال مقاتل عن يحيى بن أبي‬
‫كثير ‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ ‪):‬إ ّ‬
‫ن‬
‫ن‬‫ن الله تعالى يقول‪):‬إ ّ‬ ‫كيد النساء أعظم من كيد الشيطان ؛ ل ّ‬
‫كيد الشيطان كان ضعيفا ً ( وقال تعالى‪):‬إن كيدكن عظيم( ا‪.‬هـ‬
‫وقال الديب الحسن بن آية الحسني الشنقيطي‪:‬‬
‫ن هنه(ا‪.‬هـ‬‫ما استعظم الله كيدهنه إل ّ لنهن ه ّ‬
‫ن المسألة تحتاج لتوضيح‪ ،‬وتبيين ما في‬ ‫‪2‬ـ الرأي الخر يرى أ ّ‬
‫اليتين من فروق ومن ذلك‪:‬‬
‫ن الظاهر ل مقابلة بين العظيم والضعيف‪.‬‬ ‫أـأ ّ‬
‫ن ‪ ،‬وبالنسبة للشيطان‬ ‫ب ـ الكيد بالنسبة للنساء هو لجنسه ّ‬
‫للعموم‪.‬‬
‫ً‬
‫ج ـ كيد الشيطان كان ضعيفا ؛ لّنه يمكن دحره والتخلص منه‬
‫بالستعاذة ‪ ،‬أو الذان ‪ ،‬أو ذكر الله عمومًا‪ ،‬وكيد النساء عظيم ؛‬
‫لنه من الصعب طردها!‬
‫ن قوله تعالى‪):‬الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين‬ ‫دـ أ ّ‬
‫ن‬
‫كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إ ّ‬
‫كيد الشيطان كان ضعيفا( فالية تقابل بين من يقاتل في سبيل‬
‫الله ومن يقاتل في سبيل الطاغوت الذي هو الشيطان ‪ ،‬فمن‬
‫ك أّنه الشيطان ‪ ،‬فكيد الشيطان‬ ‫الذي سيكون كيده ضعيفًا؟ل ش ّ‬
‫بالنسبة لولياء الله الصادقين ضعيف ل يقدر عليهم‪ ،‬كما أخبر‬
‫الله تعالى )إّنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم‬
‫يتوكلون( فمن كان يسنده القوي فأّنى يضعف؟!‬
‫ما ما ورد في سورة يوسف ‪ ،‬فالمقابلة بين كيد المرأة وكيد‬ ‫أ ّ‬
‫ن أعظم من كيد الرجل ـ والقصص في‬ ‫ن كيده ّ‬ ‫الرجل‪ ،‬ول ش ّ‬
‫كأ ّ‬
‫ن على العظمة المطلقة‬ ‫ذلك كثيرة جدا ً ـ وجاء وصف كيده ّ‬
‫ن‪ ،‬وقد نّبه على هذه النقطة‬ ‫مبالغة في تحقيق ذلك الوصف فيه ّ‬
‫الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في بعض دروسه‬
‫وشروحاته والله أعلم ‪.‬‬
‫ن كيد المرأة ليس أقوى من‬ ‫فيتبين أن الراجح ـ والله أعلم ـ أ ّ‬
‫كيد الشيطان ‪ ،‬فقد وصف الله كيد المرأة في سياق معين ‪،‬‬
‫ووصف كيد الشيطان في سياق معين ‪ ،‬وكيد الشيطان أعظم‬
‫ن كيد المرأة جزء من كيد الشيطان ‪ ،‬ولكن‬ ‫من كيد المرأة ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن كيد الشيطان عن طريق الوسوسة ‪،‬‬ ‫ذكر بعض أهل العلم أ ّ‬
‫بينما كيد المرأة عن طريق المباشرة ‪ ،‬والمواجهة وهذا يكون له‬
‫أعظم الدور في التأثير على المقابل‪.‬‬
‫وة ‪ ،‬بل‬‫ن هذا الكيد يعد ّ مظهرا ً من مظاهر الق ّ‬ ‫وليس يعني ذلك أ ّ‬
‫هو من مظاهر الضعف كما بّينه الستاذ الدكتور محمد السيد‬
‫الدسوقي ؛ فكيد المرأة ل علقة له بكيد الشيطان بحال من‬
‫قا ً ‪ ،‬ل‬
‫الحوال ‪ ،‬لّنه أسلوب الضعيف الذي يحاول أن ينال ح ّ‬
‫يستطيع الوصول إليه صراحة ‪.‬‬
‫وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫أجمعين‬
‫=====================‬
‫لماذا ل يتحجب الرجل‬
‫عزيز محمد أبو خلف‬
‫باحث إسلمي‬
‫‪amakhalaf@gawab.com‬‬
‫تزداد الحملت العدائية الموجهة ضد السلم يوما ً بعد يوم ‪ ،‬وذلك‬
‫من اجل التأثير على أفكار معتنقيه وتنفير الخرين منه ‪ .‬ول يعدو‬
‫المر أن يكون محاولة لبعاد السلم والمسلمين عن الحياة‬
‫العملية ‪ ،‬لن السلم دين مؤثر عمليا ً ‪ ،‬وسبق أن حكم به‬
‫المسلمون الدنيا فترة طويلة ‪ ،‬ومن غير المستبعد أن تتكرر هذه‬
‫التجربة مرة أخرى ‪.‬‬
‫تتركز المحاولت بشراسة من اجل محاولة النفاذ إلى السلم‬
‫من خلل المرأة ؛ فالمرأة مقتل لية أمة يمكن الوصول إليها من‬
‫خللها ‪ ،‬وذلك ِلما للمرأة من أدوار فعالة ل تقوم الحياة بدونها ‪.‬‬
‫كما أن أعداد النساء الداخلت في السلم في ازدياد ل سيما‬
‫في بلد الغرب ‪ ،‬مما يشجع على تصويب السهام تجاه الفكار‬
‫الخاصة بالمرأة ‪ .‬لذلك تجد الهجوم يتركز على عقل المرأة وأن‬
‫السلم ينتقص منه ‪ ،‬وعلى الحجاب ‪ ،‬وعلى التعدد ‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من الفكار السلمية ‪.‬‬
‫فلسفة السلم في النظرة إلى الرجل والمرأة‬
‫يسلط السلم النظر في العلقة ما بين المرأة والرجل على‬
‫التكاثر وبناء السرة السعيدة ‪ ،‬في علقة متكاملة ما بين الفرد‬
‫والجماعة ؛ فتراه ُيسهل كل ما يؤدي إلى ذلك ‪ ،‬ويحد من كل ما‬
‫يعيق تحقيق هذه المهمة ‪ .‬وهو بهذا يخالف الحضارة الغربية التي‬
‫تجعل من الجنس هدفا ً ‪ ،‬فتسهل كل ما يحقق هذا الهدف ‪ ،‬في‬
‫حين إن السلم يعتبره وسيلة لتحقيق الهدف المنشود ‪ ،‬وانه‬
‫يأتي بشكل تلقائي في سعينا لتحقيق ذلك الهدف ‪.‬‬
‫السلم يحصر العلقة ما بين الرجل والمرأة في الزواج ويحث‬
‫عليه ويسهل كل ما يؤدي إليه ‪ ،‬ويحث على تكثير النسل ‪ .‬كما‬
‫انه يمنع الختلط لغير سبب ‪ ،‬ويمنع التبرج والخلوة ‪ ،‬ويدعو إلى‬
‫ستر العورات ‪ ،‬كما انه يمنع شيوع الفكار الجنسية والمثيرة من‬
‫قصص وكتابات وأفلم ومسلسلت يمكن أن تؤدي إلى تسهيل‬
‫شيوع الفاحشة والدعوة إليها ‪.‬‬
‫كما إن السلم يراعي الفطرة والتكوين الجسدي لكل من‬
‫المرأة والرجل من الناحية النسانية ‪ ،‬ويراعى الفروق بينهما ‪.‬‬
‫فهو ل ُيغفل أمر الغرائز في النسان ‪ ،‬ول يطلق لها العنان ول‬
‫يكبتها كل الكبت ‪ ،‬بل يراعي العوامل المؤثرة فيها ‪ ،‬ويضبطها‬
‫بضوابط تكفل لها السير الحسن ‪ ،‬ويهذبها ويسيرها في اتجاه‬
‫السعادة ‪ .‬ويجعل التعاون أساسا للعلقة ما بين الرجل والمرأة‬
‫من اجل أن يتحقق الهدف المنشود ‪ ،‬ويدعو إلى عدم النظر إلى‬
‫الخر بنظرة الحسد وتمنى ما لم يحصل عليه ‪ .‬كما انه يجعل‬
‫للعقل سلطانا ً ليدرك به صاحبه عاقبة المور ولينظر فيما يضمن‬
‫تحقيق الهدف ‪ .‬وبغير ذلك تستوي المور بين النسان والبهائم ‪،‬‬
‫لن هذه تسير وفق الغرائز المبرمجة فيها ‪ ،‬والنسان له عقل‬
‫يميز به الشياء ويدرك به عاقبة المور ‪.‬‬
‫وهذا يعني أن المسلم إذا نظر إلى المرأة فإن نظرته تكون لجل‬
‫الزوجية أي التكاثر ‪ ،‬والمرأة المسلمة إذا نظرت إلى الرجل‬
‫تكون نظرتها لجل ذلك أيضا ‪ .‬ول بد من غض البصر على مبدأ‬
‫أن النظرة الولى لك والثانية عليك ‪ ،‬فل ينظر أي منهما للخر‬
‫نظرة شهوة إل على أساس من الحلل الذي هدفه التكاثر ‪ .‬وبناء‬
‫عليه فان للرجل أن يطلب اكثر من امرأة للزواج إلى الحد‬
‫القصى وهو أربع نسوة ‪ ،‬في حين أن المرأة ل يمكنها أن تعدد‬
‫لن ذلك يتنافى مع مبدأ التكاثر الذي أشرنا إليه ‪ .‬فالرجل يمكنه‬
‫أن ينجب من اكثر من واحدة ‪ ،‬أما المرأة فل يمكنها أن تنجب إل‬
‫من واحد مهما كثر عدد المجتمعين عليها ‪.‬‬
‫لماذا ل يتحجب الرجل؟‬
‫الحجاب شعار متحرك في الطرقات والمحال والمؤسسات‬
‫وأماكن العمل ‪ ،‬فهو وسيلة دعوية متحركة وفاعلة حتى لو لم‬
‫تد ْع ُ صاحبته إلى ذلك ‪ ،‬أو لم تكن هي نفسها قدوة تحترم هذا‬
‫الزي الذي ترتديه ‪ .‬فمجرد وجود هذا الحجاب أو اللباس الشرعي‬
‫كاف لثارة أعداء السلم والعمل على محاربته ‪ .‬وقد تنوعت‬
‫أساليب العمل على خلع الحجاب والتخلص منه ‪ ،‬ومنها المناداة‬
‫بحجاب للرجل مثل حجاب المرأة ‪ .‬وبما انهم يعلمون تماما انه ل‬
‫حجاب على الرجل في السلم ‪ ،‬فانهم اتخذوا ذلك منفذا‬
‫للتخفيف من حجاب المرأة ‪ .‬والحجة في ذلك أن ما يثير الرجل‬
‫من المرأة هو نفسه ما يثير المرأة من الرجل ‪ ،‬فل بد أن‬
‫يتساوى الثنان في اللباس ‪ .‬فإذا لم يحصل وكان الرجل له الحق‬
‫في التخفيف من اللبس كالقميص والبنطلون وغير ذلك ‪ ،‬فل اقل‬
‫أن ُيسمح للمرأة بذلك ‪.‬‬
‫لكن السلم يوجب ستر العورة لكل من الرجل والمرأة ‪ ،‬على‬
‫اختلف في المذاهب على مستوى الستر ؛ فيتراوح عند المرأة‬
‫ما بين جميع الجسد أو الوجه والكفين ‪ ،‬وما بين السرة والركبة‬
‫عند الرجل ‪ .‬كما ُيشترط في اللباس أل يصف ‪ ،‬ول يشف ما تحته‬
‫‪ ،‬ول يكون مثيرا ً أو ملفتا ً للنظر ‪ ،‬مع مطالبة الطرفين بغض‬
‫البصر ‪ .‬فهل يعني الختلف في اللباس ما بين المرأة والرجل‬
‫وجود اختلف أيضا في طبيعة الثارة وطبيعة الجسد عند كل‬
‫منهما؟ هذا مع العلم أن كل من المرأة والرجل إنسان بالدرجة‬
‫الولى ‪ ،‬وما عند هذا من الغرائز هو ما عند تلك ‪ ،‬فأين الفرق؟‬
‫المرأة بحكم طبيعة تكوينها الجسدي مثيرة ‪ ،‬لذلك جاء التركيز‬
‫على لباسها لمنع الثارة والذى ‪ .‬فالمرأة مطلوبة ‪ ،‬وذلك على‬
‫الرغم من أن لها نفس غرائز الرجل وما يثيرها يثيره ‪ ،‬لكن‬
‫الختلف يكمن في المستوى ونقطة البدء ‪ .‬فإذا كان الرجل‬
‫مثارا ً ومهيئا ً أي تغلب عليه الشهوة لي سبب فانه يطلب‬‫ُ‬
‫المرأة ‪ ،‬وقد يلجا إلى العنف ‪ ،‬وإذا لم يكن هناك ما يردعه‬
‫فسيقضي شهوته منها رغما ً عنها ‪ .‬لكن لننظر إلى العكس ‪ ،‬لو‬
‫أن المرأة هي التي تشتهي الرجل وطلبته ‪ ،‬فانه يلزمها في هذه‬
‫الحالة أن تثيره أول ً ‪ ،‬ثم بعد ذلك تقضي منه شهوتها ‪ .‬أما إذا لم‬
‫يتهيج فمن العسير عليها أن تأخذ منه شيئا ‪ ،‬ومن هنا كانت‬
‫الثارة من قبل المرأة سواء كانت طالبة أم مطلوبة ‪.‬‬
‫ومما يؤكد أن المرأة هي المطلوبة وأنها عرضة للذى ‪ ،‬ما يحصل‬
‫في الحروب وفي حالت الغتصاب ؛ فنرى كيف ينقض الجنود‬
‫المحتلون على النساء مثل الكلب المسعورة ‪ .‬أما ما يقال من‬
‫أن الغتصاب انعكاس لمرض نفسي فغير صحيح ‪ ،‬بل هو دليل‬
‫على شدة طلب الرجل للمرأة ‪ ،‬وانه يحصل على ما يريد منها‬
‫بالقوة لنها تقاوم بطبيعتها فيبادل المقاومة بأخرى ‪.‬‬
‫شبهات أخرى‬
‫• الحجاب ل يمنع الرجل من أن يهاجم المرأة ل في الحرب ول‬
‫في السلم ‪ ،‬والدليل ما حصل في البوسنة والهرسك وحالت‬
‫الغتصاب للمحجبات وغيرهن ‪ .‬نقول أن هذا ل يمنعه البتة ولكنه‬
‫يخففه ‪ ،‬كما انه يؤكد أن المرأة مطلوبة سواء كانت محجبة أم ل‬
‫‪ ،‬لكن الحجاب يضع في طريقه عقبات كثيرة ‪.‬‬
‫• المرأة تتحجب خوفا من الرجال ‪ .‬الحجاب فرض من الله‬
‫ويجب أن يكون طاعة لله وخوفا من عقوبته ‪ .‬لنه إذا كان‬
‫اللباس بسبب معين فانه يمكن أن يزول بزوال هذا السبب ‪،‬‬
‫وهذا غير صحيح ‪ ،‬بل لن الله فرضه وهذا دائم ‪ .‬ولباس المرأة‬
‫فرض سواء حدثت إثارة أم لم تحدث ‪ ،‬وسواء تعرضت لعتداء‬
‫الرجال أم ل ‪ ،‬وسواء فتنت الرجال أم ل ‪ ،‬وسواء افتتن بها‬
‫الرجال أم ل ‪.‬‬
‫• التركيز على الحجاب يعني أن المرأة سلعة جنسية ‪ ،‬وان‬
‫المقصود هو حماية الرجل ‪ .‬وهل هناك من ينكر أن المرأة فيها‬
‫غريزة الجنس وان الرجل فيه نفس الغريزة؟ ثم إنها حماية لكل‬
‫منهما وليس لواحد على حساب الخر ‪ ،‬لكننا بّينا أن المرأة لها‬
‫وضعية تختلف عن الرجل من حيث إثارته ‪ ،‬فهي المطلوبة وهي‬
‫العرضة للذى في النهاية ‪ .‬والوضع إجمال هو حماية لكل منهما‬
‫على حد سواء ‪ ،‬لن الحياة ل تستقيم والشهوات مثارة ‪ ،‬فمصير‬
‫ذلك القلق الدائم ‪.‬‬
‫هل لنا أن نتساءل؟‬
‫هناك من يتساءل ‪ :‬إذا كان السلم دين الله فكيف يستطيع‬
‫هؤلء أن يشككوا فيه ويعملوا على تفكيك عراه الواحدة تلو‬
‫الخرى؟ وبدل ً من الحديث عن تقاعس أهله عن القيام به ‪ ،‬أو‬
‫عزو المر إلى شدة بأس أعدائه وما إلى ذلك ‪ ،‬ل بد من إظهار‬
‫الجانب الفكري في الموضوع ‪ .‬فنقول إن الذي يسهل مهاجمة‬
‫مطّبق ؛ ف السلم‬ ‫أفكار السلم هو النظر إليه مجزءا ً وغير ُ‬
‫بطبيعته متكامل وينبع من أصول ل بد من مراعاتها في النظر‬
‫إلى أحكامه ‪ .‬وهذه الحكام يرتبط بعضها ببعض من حيث‬
‫التطبيق الشامل لها والتعاون ما بين الفرد والجماعة ‪ ،‬لذلك من‬
‫الصعب أن نلمس أثرها وهي غير مطبقة بهذا الشكل ‪ .‬أضف‬
‫إلى ذلك أن كثيرا ً من الجتهادات ليست عملية ‪ ،‬ولم تج ِ‬
‫ر‬
‫مراجعتها على مر الزمن ‪ ،‬كما أن هناك الكثير من الحكام التي‬
‫كم المستفادة منها ‪ ،‬ل سيما ما‬ ‫ح َ‬ ‫يجهل المسلمون واقعها وال ِ‬
‫يمكن أن نخاطب به الناس بلغة العصر الحاضر‬
‫=====================‬
‫السؤال‪ :‬ما هي حقوق المرأة في السلم ؟ وكيف‬
‫تغيرت منذ العصر الذهبي للسلم ) من القرن‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫أول ‪:‬‬
‫ما ً (‬ ‫ُ‬
‫لقد كرم السلم المرأة تكريما عظيما ‪ ،‬كرمها باعتبارها ) أ ّ‬
‫يجب برها وطاعتها والحسان إليها ‪ ،‬وجعل رضاها من رضا الله‬
‫تعالى ‪ ،‬وأخبر أن الجنة عند قدميها ‪ ،‬أي أن أقرب طريق إلى‬
‫الجنة يكون عن طريقها ‪ ،‬وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد‬
‫التأفف ‪ ،‬وجعل حقها أعظم من حق الوالد ‪ ،‬وأكد العناية بها في‬
‫حال كبرها وضعفها ‪ ،‬وكل ذلك في نصوص عديدة من القرآن‬
‫والسنة ‪.‬‬
‫ساًنا (‬ ‫ح َ‬ ‫وال ِد َي ْهِ إ ِ ْ‬
‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫صي َْنا ال ِن ْ َ‬ ‫ومن ذلك ‪ :‬قوله تعالى ‪ ) :‬وَوَ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫وال ِ ُد َي ْ ِ‬ ‫دوا ِإل إ ِّياه ُ وَِبال ْ َ‬ ‫ك أل ت َعْب ُ ُ‬ ‫ضى َرب ّ َ‬ ‫الحقاف‪ ، 15/‬وقوله ‪ ) :‬وَقَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ما أ ّ‬ ‫ل ل َهُ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ما َفل ت َ ُ‬ ‫كلهُ َ‬ ‫ما أوْ ِ‬ ‫ك ال ْك ِب ََر أ َ‬
‫حد ُهُ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬
‫ن ِ‬ ‫ما ي َب ْل ُغَ ّ‬
‫ساًنا إ ِ ّ‬‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ح الذ ّ ّ‬ ‫جَنا َ‬‫ما َ‬ ‫ض ل َهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬
‫ما َوا ْ‬ ‫ري ً‬ ‫ول ك َ ِ‬‫ما قَ ْ‬ ‫ل ل َهُ َ‬ ‫ما وَقُ ْ‬ ‫َول ت َن ْهَْرهُ َ‬
‫صِغيًرا ( السراء‪. 24 ،23/‬‬ ‫ما َرب َّياِني َ‬ ‫ما ك َ َ‬‫مه ُ َ‬‫ح ْ‬‫ب اْر َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫مةِ وَقُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ي رضي‬ ‫م ّ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫جاه ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫مَعاوِي َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وروى ابن ماجه )‪ (2781‬ع َ ْ‬
‫َ‬
‫ت ‪َ :‬يا‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م فَ ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫الله عنه َقال ‪ :‬أت َي ْ ُ‬
‫ه الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ج َ‬ ‫ك وَ ْ‬ ‫ك أ َب ْت َِغي ب ِذ َل ِ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫جَهاد َ َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ت أَرد ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ إ ِّني ك ُن ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬
‫ع‬
‫ج ْ‬ ‫ل ‪ :‬اْر ِ‬ ‫ت ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ك ؟ قُل ُ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫حي ّ ٌ‬ ‫كأ َ‬ ‫ل ‪ :‬وَي ْ َ‬ ‫خَرة َ ‪َ :‬قا َ‬ ‫داَر ال ِ‬ ‫َوال ّ‬
‫ل الل ّهِ ‪ ،‬إ ِّني‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫خرِ فَ ُ‬ ‫ب ال َ‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م أت َي ْت ُ ُ‬ ‫ها ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫فَب َّر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خَرة َ ‪،‬‬ ‫داَر ال ِ‬ ‫ه الل ّهِ َوال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ك وَ ْ‬ ‫ك أب ْت َِغي ب ِذ َل ِ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫جَهاد َ َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ت أَرد ْ ُ‬ ‫ك ُن ْ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سو َ‬ ‫م َيا َر ُ‬ ‫ت ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ك ؟ قُل ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫حي ّ ٌ‬ ‫ك!أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪ :‬وَي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ل الل ّهِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫مه ِ ف َ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م أت َي ْت ُ ُ‬ ‫ها ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫جعْ إ ِل َي َْها فَب َّر َ‬ ‫َفاْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خَرة َ ‪،‬‬ ‫داَر ال ِ‬ ‫ه الل ّهِ َوال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ك وَ ْ‬ ‫ك أب ْت َِغي ب ِذ َل ِ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫جَهاد َ َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ت أَرد ْ ُ‬ ‫إ ِّني ك ُن ْ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سو َ‬ ‫م َيا َر ُ‬ ‫ت ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ك ؟ قُل ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫حي ّ ٌ‬ ‫ك!أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪ :‬وَي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ة ( صححه اللباني في صحيح سنن‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫جل ََها فَث َ ّ‬ ‫م رِ ْ‬ ‫ك ال َْز ْ‬ ‫ح َ‬ ‫وَي ْ َ‬
‫مَها فَإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ابن ماجة ‪ .‬وهو عند النسائي )‪ (3104‬بلفظ ‪َ ) :‬فال َْز ْ‬
‫جل َي َْها ( ‪.‬‬ ‫ت رِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي‬ ‫وروى البخاري )‪ (5971‬ومسلم )‪ (2548‬ع َ َ‬
‫ض َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ َر ِ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫سل َ‬ ‫ّ‬ ‫ه ع َلي ْهِ وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صلى الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل إ َِلى َر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫ل‪َ ):‬‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫حاب َِتي ؟ َقا َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫س بِ ُ‬ ‫حقّ ُالّنا ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ ،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن ؟ َقا َ‬ ‫ك ‪َ .‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ؟ َقا َ‬ ‫ك ‪َ .‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬
‫م‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ك(‪.‬‬ ‫م أ َُبو َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ن ؟ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ك ‪َ.‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫أ ّ‬
‫ُ‬
‫إلى غير ذلك من النصوص التي ل يتسع المقام لذكرها ‪.‬‬
‫وقد جعل السلم من حق الم على ولدها أن ينفق عليها إذا‬
‫احتاجت إلى النفقة ‪ ،‬ما دام قادرا مستطيعا ‪ ،‬ولهذا لم يعرف عن‬
‫أهل السلم طيلة قرون عديدة أن المرأة ُتترك في دور العجزة ‪،‬‬
‫أو يخرجها ابنها من البيت ‪ ،‬أو يمتنع أبناؤها من النفقة عليها ‪ ،‬أو‬
‫تحتاج مع وجودهم إلى العمل لتأكل وتشرب ‪.‬‬
‫ة ‪ ،‬فأوصى بها الزواج خيرا ‪ ،‬وأمر‬ ‫وكرم السلم المرأة زوج ً‬
‫بالحسان في عشرتها ‪ ،‬وأخبر أن لها من الحق مثل ما للزوج إل‬
‫أنه يزيد عليها درجة ‪ ،‬لمسئوليته في النفاق والقيام على شئون‬
‫السرة ‪ ،‬وبين أن خير المسلمين أفضُلهم تعامل مع زوجته ‪،‬‬
‫وحرم أخذ مالها بغير رضاها ‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى ‪:‬‬
‫ذي‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ف ( النساء‪ ، 19/‬وقوله ‪ ) :‬وَل َهُ ّ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫) وَ َ‬
‫م(‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيٌز َ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ة َوالل ّ ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن د ََر َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫ف وَِللّر َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫البقرة‪. 228/‬‬
‫خي ًْرا ( رواه‬ ‫ساِء َ‬ ‫صوا ِبالن ّ َ‬ ‫ست َوْ ُ‬ ‫وقوله صلى الله عليه وسلم ‪ ) :‬ا ْ‬
‫البخاري )‪ (3331‬ومسلم )‪(1468‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫م لهْل ِهِ وَأَنا َ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫وقوله صلى الله عليه وسلم ‪َ ) :‬‬
‫ل َهِْلي ( رواه الترمذي )‪ (3895‬وابن ماجه )‪ (1977‬وصححه‬
‫اللباني في صحيح الترمذي ‪.‬‬
‫وكرمها بنتا ‪ ،‬فحث على تربيتها وتعليمها ‪ ،‬وجعل لتربية البنات‬
‫ل‬‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫أجرا عظيما ً ‪ ،‬ومن ذلك ‪ :‬قوله صلى الله عليه وسلم ‪َ ) :‬‬
‫ه ( رواه‬ ‫جاريتين حتى تبل َُغا جاَء يوم ال ْقيامة أ َنا وهُو وض َ‬
‫صاب ِعَ ُ‬‫مأ َ‬ ‫َ ْ َ ِ َ َ ِ َ َ َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ََِْ ِ َ ّ َْ‬
‫مسلم )‪. (2631‬‬
‫مرٍ رضي الله عنه قال ‪:‬‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ة بْ َ‬ ‫قب َ َ‬‫وروى ابن ماجه )‪ (3669‬عن ع ُ ْ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ):‬‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫سل ّ َ‬‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ساهُ ّ‬ ‫ن وَك َ َ‬ ‫قاهُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مه ُ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأطعَ َ‬ ‫صب ََر ع َلي ْهِ ّ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ث ب ََنا ٍ‬ ‫َثل ُ‬
‫مةِ ( وصححه اللباني في‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫ن الّنارِ ي َوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جاًبا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫جد َت ِهِ ك ُ ّ‬ ‫ِ‬
‫صحيح ابن ماجه ‪.‬‬
‫دته( أي من غناه ‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫وقوله ‪) :‬من ِ‬
‫وكرم السلم المرأة أختا وعمة وخالة ‪ ،‬فأمر بصلة الرحم ‪،‬‬
‫وحث على ذلك ‪ ،‬وحرم قطيعتها في نصوص كثيرة ‪ ،‬منها ‪ :‬قوله‬
‫َ‬ ‫س ‪ ،‬أ َفْ ُ‬ ‫َ‬
‫موا‬ ‫م ‪ ،‬وَأط ْعِ ُ‬ ‫سل َ‬ ‫شوا ال ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪َ ) :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫خُلوا‬ ‫م ‪ ،‬ت َد ْ ُ‬ ‫س ن َِيا ٌ‬ ‫ل َوالّنا ُ‬ ‫صّلوا ِبالل ّي ْ ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫حا َ‬ ‫صُلوا ال َْر َ‬ ‫م ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫الط َّعا َ‬
‫سلم ٍ ( رواه ابن ماجه )‪ (3251‬وصححه اللباني في‬ ‫ة بِ َ‬ ‫جن ّ َ‬‫ال ْ َ‬
‫صحيح ابن ماجه ‪.‬‬
‫م أنه‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫وروى البخاري )‪ (5988‬ع َ ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صل ْت ُ ُ‬‫ك وَ َ‬ ‫صل َ ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه تعالى – عن الرحم‪َ ) : -‬‬ ‫ل ‪ :‬قال الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ه(‪.‬‬ ‫ك قَط َعْت ُ ُ‬ ‫قَط َعَ ِ‬
‫وقد تجتمع هذه الوجه في المرأة الواحدة ‪ ،‬فتكون زوجة وبنتا‬
‫وأما وأختا وعمة وخالة ‪ ،‬فينالها التكريم من هذه الوجه‬
‫مجتمعة ‪.‬‬
‫وبالجملة ؛ ف السلم رفع من شأن المرأة ‪ ،‬وسوى بينها وبين‬
‫الرجل في أكثر الحكام ‪ ،‬فهي مأمورة مثله باليمان والطاعة ‪،‬‬
‫ومساوية له في جزاء الخرة ‪ ،‬ولها حق التعبير ‪ ،‬تنصح وتأمر‬
‫بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الله ‪ ،‬ولها حق التملك ‪،‬‬
‫تبيع وتشتري ‪ ،‬وترث ‪ ،‬وتتصدق وتهب ‪ ،‬ول يجوز لحد أن يأخذ‬
‫مالها بغير رضاها ‪ ،‬ولها حق الحياة الكريمة ‪ ،‬ل ُيعتدى عليها ‪ ،‬ول‬
‫ُتظلم ‪ .‬ولها حق التعليم ‪ ،‬بل يجب أن تتعلم ما تحتاجه في دينها ‪.‬‬
‫ومن قارن بين حقوق المرأة في السلم وما كانت عليه في‬
‫الجاهلية أو في الحضارات الخرى علم حقيقة ما قلناه ‪ ،‬بل‬
‫نجزم بأن المرأة لم تكرم تكريما أعظم مما كرمت به في‬
‫السلم ‪.‬‬
‫ول داعي لن نذكر حال المرأة في مجمتع الغريق أو الفرس أو‬
‫اليهود ‪ ،‬لكن حتى المجتمعات النصرانية كان لها موقف سيء مع‬
‫المرأة ‪ ،‬فقد اجتمع اللهوتيون في "مجمع ماكون" ليبحثوا ‪ :‬هل‬
‫المرأة جسد بحت أم جسد ذو روح ؟! وغلب على آرائهم أنها‬
‫خْلو من الروح الناجية ‪ ،‬ول يستثنى من ذلك إل مريم عليها‬ ‫ِ‬
‫السلم ‪.‬‬
‫وعقد الفرنسيون مؤتمرا سنة ‪586‬م للبحث في شأن المرأة ‪:‬‬
‫هل لها روح أم ل ؟ وإذا كانت لها روح هي روح حيوانية أم روح‬
‫إنسانية ؟ وأخيرا قرروا أنها إنسان ! ولكنها خلقت لخدمة الرجل‬
‫فحسب ‪.‬‬
‫وأصدر البرلمان النجليزي قرارا في عصر هنري الثامن يحظر‬
‫على المرأة أن تقرأ "العهد الجديد" لنها تعتبر نجسة ‪.‬‬
‫والقانون النجليزي حتى عام ‪ 1805‬م كان يبيح للرجل أن يبيع‬
‫زوجته ‪ ،‬وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات ‪.‬‬
‫وفي العصر الحديث أصبحت المرأة تطرد من المنزل بعد سن‬
‫الثامنة عشرة لكي تبدأ في العمل لنيل لقمة العيش ‪ ،‬وإذا ما‬
‫رغبت في البقاء في المنزل فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها‬
‫وثمن طعامها وغسيل ملبسها !‬
‫ينظر ‪" :‬عودة الحجاب" )‪. (56 -2/47‬‬
‫فكيف يقارن هذا ب السلم الذي أمر ببرها والحسان إليها‬
‫وإكرامها ‪ ،‬والنفاق عليها ؟!‬
‫ثانيا ً ‪ :‬وأما تغير هذه الحقوق عبر العصور ‪ ،‬فل تغير فيها من حيث‬
‫المبدأ والتأصيل النظري ‪ ،‬وأما من حيث التطبيق فالذي ل شك‬
‫فيه أن العصر الذهبي للسلم كان المسلمون فيه أكثر تطبيقا‬
‫لشريعة ربهم ‪ ،‬ومن أحكام هذه الشريعة ‪ :‬بر الم والحسان إلى‬
‫الزوجة والبنت والخت والنساء بصفة عامة ‪ .‬وكلما ضعف التدين‬
‫كلما حدث الخلل في أداء هذه الحقوق ‪ ،‬لكن ل تزال طائفة إلى‬
‫يوم القيامة تتمسك يدينها ‪ ،‬وتطبق شريعة ربها ‪ ،‬وهؤلء هم أولى‬
‫الناس بتكريم المرأة وإيصال حقوقها إليها ‪.‬‬
‫ورغم ضعف التدين عند كثير من المسلمين اليوم إل أن المرأة‬
‫ما ً وبنتا وزوجة وأختا ‪ ،‬مع التسليم‬ ‫تبقى لها مكانتها ومنزلتها ‪ ،‬أ ّ‬
‫بوجود التقصير أو الظلم أو التهاون في حقوق المرأة عند بعض‬
‫الناس ‪ ،‬وكل مسئول عن نفسه ‪.‬‬
‫السلم سؤال وجواب‬
‫====================‬
‫المعاشرة بالمعروف‬
‫إن الزواج مبني على التفاهم والمحبة والتراحم والمعاشرة‬
‫الحسنة بالمعروف وإعطاء كل من الزوجين للخر حقه‪ ....‬قال‬
‫ف }النساء‪ ،{19:‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬
‫الله تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫ف }البقرة‪.{228:‬‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫ذي ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫مث ْ ُ‬ ‫وَل َهُ ّ‬
‫ن ِ‬
‫وينبغي لكل الزوجين أن يكون سترا ً ولباسا ً لصاحبه يعفه عن‬
‫التطلع إلى ما حرم الله تعالى‪ ،‬وأن يقيما حياتهما على طاعة الله‬
‫ومن ذلك تشاورهما في برامجهما‪ ،‬ولكن شرع الله حاكم عليهما‬
‫ويجب التسليم له دائمًا‪ ،‬ول شك أن امتناع الزوجة عن موافقة‬
‫زوجها في طلب الفراش معصية خطيرة يجب الحذر منها‪ ،‬لما‬
‫توجبه من سخط الله ولعن الملئكة‪ ،‬كما في الصحيحين عن أبي‬
‫هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬إذا‬
‫دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته‪ ،‬فبات غضبان عليها لعنتها‬
‫الملئكة حتى تصبح‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪ :‬والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته‬
‫إلى فراشه فتأبى عليه إل كان الذي في السماء ساخطا ً عليها‬
‫حتى يرضى عنها‪.‬‬
‫ومحل هذا إذا لم يكن لديها عذر شرعي كالصيام الواجب‬
‫والمرض أو نحو ذلك‪ ،‬فإذا كانت المرأة معذورة شرعًا‪ ،‬كأن‬
‫ل‪ ،‬فل حرج عليها إن لم تجبه إلى‬ ‫كانت مريضة ل تطيق الجماع مث ً‬
‫ذلك‪ ،‬بل قد يحرم عليها إجابته إلى الجماع أحيانًا‪ ،‬كأن دعاها إليه‬
‫وهي حائض‪ ،‬أو صائمة في صيام واجب أو محرمة بنسك‪.‬‬
‫ولكن مما ينبغي التنبه له أن الدعوة إلى الفراش أعم من‬
‫الجماع‪ ،‬فيجب عليها أن تجيبه للستمتاع بها بما فوق الزار إن‬
‫كانت حائضًا‪ ،‬وبما تطيقه إن كانت مريضة‪ ،‬قال النووي في‬
‫شرحه لهذا الحديث‪ :‬فيه دليل على تحريم امتناعها من فراشه‬
‫لغير عذر شرعي‪ ،‬وليس الحيض بعذر في المتناع لن له حقا من‬
‫الستمتاع بما فوق الزار‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال الشوكاني في نيل الوطار‪ :‬قوله‪" :‬فبات غضبان عليها"‬
‫المعصية منها تتحقق بسبب الغضب منه‪ ،‬بخلف ما إذا لم يغضب‬
‫من ذلك فل تكون المعصية متحققة‪ ،‬إما لنه عذرها‪ ،‬وإما لنه‬
‫ترك حقه من ذلك‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫كما يجب على المسلم الستسلم لما حكم الله به ورسوله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬والبعد عن العتراض وتحكيم العقول فيما ثبتت‬
‫ن وََل‬ ‫م ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫ن لِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫فيه نصوص الوحي‪ ،‬فقد قال الله تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫خي ََرة ُ ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫مًرا َأن ي َ ُ‬ ‫ذا قَضى الل ّه ورسول ُ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ُ ََ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫من َةٍ إ ِ َ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫مِبيًنا }الحزاب‪:‬‬ ‫ضَلًل ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ص الل ّ َ‬ ‫من ي َعْ ِ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مرِه ِ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫م‬‫ن ل َهُ ُ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫خَتاُر َ‬ ‫شاء وَي َ ْ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫خل ُقُ َ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫‪ ،{36‬وقال تعالى‪ :‬وََرب ّ َ‬
‫ن }القصص‪ ،{68:‬وقال‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ وَت ََعاَلى ع َ ّ‬ ‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬‫خي ََرة ُ ُ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫م ثُ ّ‬
‫م‬ ‫جَر ب َي ْن َهُ ْ‬‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫مو َ‬ ‫حك ّ ُ‬ ‫ى يُ َ‬‫حت ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ك ل َ ي ُؤ ْ ِ‬ ‫الله تعالى‪ :‬فَل َ وََرب ّ َ‬
‫ما }النساء‪:‬‬ ‫سِلي ً‬ ‫موا ْ ت َ ْ‬ ‫سل ّ ُ‬‫ت وَي ُ َ‬ ‫ضي ْ َ‬ ‫ما قَ َ‬ ‫م ّ‬ ‫جا ّ‬ ‫حَر ً‬ ‫م َ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫دوا ْ ِفي َأن ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل َ يَ ِ‬
‫‪.{65‬‬
‫وقال العلمة ابن القيم رحمة الله عليه‪ :‬أقسم سبحانه بنفسه‬
‫المقدسة قسما مؤكدا ً بالنفي قبله على عدم إيمان الخلق حتى‬
‫يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الصول والفروع‪،‬‬
‫وأحكام الشرع المعاد‪ ،‬ولم يثبت لهم اليمان بمجرد هذا التحكيم‬
‫حتى ينتفي عنهم الحرج‪ ،‬وهو ضيق الصدر‪ ،‬وتنشرح صدورهم‬
‫لحكمه كل النشراح‪ ،‬وتقبله كل القبول‪ ،‬ولم يثبت لهم اليمان‬
‫بذلك حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضى والتسليم وعدم‬
‫المنازعة‪ ،‬وانتفاء المعارضة والعتراض‪.‬‬
‫وقال عز وجل في كتابه مبينا أن السخط من أحكامه وعدم‬
‫َ‬ ‫الرضا بها كفر‪ :‬ذ َل َ َ‬
‫ه‬‫وان َ ُ‬‫ض َ‬‫هوا رِ ْ‬ ‫ه وَك َرِ ُ‬‫ط الل ّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫س َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م ات ّب َُعوا َ‬ ‫ك ب ِأن ّهُ ُ‬ ‫ِ‬
‫فَأ َحب َ َ‬
‫م }محمد‪ ،{28:‬وذكر العلماء سبعة شروط لـ )ل‬ ‫مال َهُ ْ‬‫ط أع ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫إله إل الله( حتى ينتفع بها قائلها‪ ،‬ومنها‪ :‬النقياد والقبول لما دلت‬
‫عليه ل إله إل الله من‪ :‬إفراده تعالى بالعبادة والطاعة‪ ،‬ثم إن الله‬
‫تعالى جعل للمرأة حقوقا على الرجل يجب عليه أن يسلمها لها‪،‬‬
‫وأوجب عليها مقابل ذلك طاعته وتسليم نفسها له إن أرادها‬
‫للفراش وكانت مستطيعة‪ ،‬لن الزوج يستحق بالعقد تسليم‬
‫العوض عن ما أصدقها وهو الستمتاع بها‪ ،‬كما تستحق المرأة‬
‫العوض وهو الصداق‪ ،‬فمتى ما طلب الرجل زوجته وجب عليها‬
‫طاعته في ذلك ما لم يمنعها منه مانع شرعي‪ ،‬أو مانع في نفسها‬
‫كمرض ونحوه‪ ،‬ول يخفى أن على الرجل أن يراعي حقوق زوجته‬
‫ل‬‫مث ْ ُ‬‫ن ِ‬ ‫ويتقي الله تعالى فيها‪ ،‬فالله سبحانه وتعالى يقول‪ :‬وَل َهُ ّ‬
‫ف }البقرة‪.{228:‬‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ذي ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫الريحانه‬
‫================‬
‫ختان النساء‬
‫أول مشروعية الختان‬
‫أخرج المام احمد و ابن ماجة و الترمذى و اللفظ لحمد قال‬
‫ن ع َب ْدِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫ت الب َُنان ِ ّ‬ ‫ن َثاب ِ ٍ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ماد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح ّ‬
‫خب ََرَنا َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫زيد ُ َقا َ‬ ‫حد ّث ََنا ي َ ِ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫ش َ‬‫عائ ِ َ‬‫ن َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن الن ّعْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫زيزِ ب ْ ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ العَ ِ‬ ‫ح عَ ْ‬ ‫ن َرَبا ٍ‬ ‫اللهِ ب ْ ِ‬
‫ل‬‫س ُ‬‫ب ال ْغُ ْ‬ ‫ج َ‬‫ن وَ َ‬ ‫خَتاَنا ِ‬ ‫قى ال ْ ِ‬ ‫ذا ال ْت َ َ‬ ‫م َقا َ‬
‫ل إِ َ‬ ‫سل ّ َ‬‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫و فى صحيح مسلم و حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن‬
‫عبد الله النصاري حدثنا هشام بن حسان حدثنا حميد بن هلل‬
‫عن أبي بردة عن أبي موسى الشعري ح و حدثنا محمد بن‬
‫المثنى حدثنا عبد العلى وهذا حديثه حدثنا هشام عن حميد بن‬
‫هلل قال ول أعلمه إل عن أبي بردة عن أبي موسى قال اختلف‬
‫في ذلك رهط من المهاجرين والنصار فقال النصاريون ل يجب‬
‫الغسل إل من الدفق أو من الماء وقال المهاجرون بل إذا خالط‬
‫فقد وجب الغسل قال قال أبو موسى فأنا أشفيكم من ذلك‬
‫فقمت فاستأذنت على عائشة فأذن لي فقلت لها يا أماه أو يا أم‬
‫المؤمنين إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أستحييك فقالت ل‬
‫تستحيي أن تسألني عما كنت سائل عنه أمك التي ولدتك فإنما‬
‫أنا أمك قلت فما يوجب الغسل قالت على الخبير سقطت قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس بين شعبها الربع‬
‫ومس الختان الختان فقد وجب الغسل‬
‫قال العسقلنى‪ :‬الختان اى الموضع الذى يختن‬
‫قلت فهذا يدل على ان النساء فى عهد النبى كن يختتن‬
‫فقد اشار الى فرج النثى بلفظ الختان‬
‫و اخرج ابو داوود فى سننه قال‬
‫ن ع َب ْدِ‬ ‫ب بْ ُ‬ ‫ها ِ‬ ‫ي وَع َب ْد ُ ال ْوَ ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الد ّ َ‬ ‫م ِ‬‫ح َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬‫حد ّث ََنا ُ‬ ‫َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫ي َقاَل َ‬ ‫َ‬
‫حيم ِ اْل ْ‬
‫ل‬ ‫سا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬
‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬‫ن َ‬ ‫مْرَوا ُ‬ ‫حد ّث ََنا َ‬ ‫جعِ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫الّر ِ‬
‫ة‬
‫م ع َط ِي ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ب ال ُ‬ ‫ْ‬
‫نأ ّ‬ ‫مي ْرٍ ع َ ْ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ك بْ ِ‬ ‫مل ِ ِ‬‫ن ع َب ْد ِ ال َ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫كوفِ ّ‬ ‫ها ِ‬ ‫ع َب ْد ُ الوَ ّ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫صارِي ّ ِ‬ ‫اْلن ْ َ‬
‫ه ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ل ل ََها الن ّب ِ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫دين َةِ فَ َ‬ ‫م ِ‬‫ن ِبال ْ َ‬
‫خت ِ ُ‬‫ت تَ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫مَرأ َة ً َ‬ ‫نا ْ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ظى ل ِل ْ َ‬ ‫وسل ّم َل تنهكي فَإن ذ َل ِ َ َ‬
‫ب إ َِلى ال ْب َعْ ِ‬
‫ل‬ ‫ح ّ‬ ‫مْرأةِ وَأ َ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ُِْ ِ‬ ‫َ َ َ‬
‫قال العلمة اللبانى " حديث صحيح"‬
‫‪http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=16216‬‬
‫قلت ‪ :‬و لعل قول النبى ل تنهى اى ل تبالغى فى ازاله الغلفة‬
‫و ما عليه العلماء المعتبرون هو ازالة الجلدة التى كعرف‬
‫الديك) الغلفة( او بعضها‬
‫مي وََل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫دة َ‬
‫ش ّ‬‫م ع َط ِّية ‪ " :‬أ ِ‬ ‫ديث أ ّ‬ ‫ح ِ‬
‫م ‪ .‬وَِفي َ‬ ‫م َ‬‫ش َ‬ ‫ما ّ‬‫وَِفي الن َّهاَية ِفي َ‬
‫مَبال ََغة ِفي ِ‬
‫ه‪/‬‬ ‫حة َوالن ّْهك ال ْ ُ‬ ‫مام ِ الّرائ ِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫سير ب ِإ ِ ْ‬ ‫طع ال ْي َ ِ‬‫ق ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫كي " َ‬
‫شب ّ َ‬ ‫ت ُن ْهِ ِ‬
‫عون المعبود شرح سنن أبى داوود‬
‫َ‬
‫قط َ َ‬
‫ع‬ ‫ن تَ ْ‬‫خَتان َُها أ ْ‬
‫ن" اى المرأة" وَ ِ‬ ‫خت َت ِ ُ‬‫م تَ ْ‬ ‫و قال المام ابن تيمية‪ :‬ن َعَ ْ‬
‫َ‬
‫ك‬
‫دي ِ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫جل ْد َةِ ال ِّتي ك َعُْر ِ‬ ‫أع َْلى ال ْ ِ‬
‫و قال ابن القيم‪ :‬قال الماوردي والسنة أن يستوعب القلفة التي‬
‫تغشى الحشفة بالقطع من أصلها وأقل ما يجزئ فيه أن ل‬
‫يتغشى بها شيء من الحشفة وأما خفض المرأة فهو قطع جلدة‬
‫في الفرج فوق مدخل الذكر ومخرج البول على أصل كالنواة" و‬
‫النواة هى نفس العضو ‪ clitoris‬الذى تغشاه الغلفة ‪" prepuce‬ويؤخذ‬
‫منه الجلدة المستعلية دون أصلها‬
‫‪http://arabic.islamicweb.com/Books/t...book=95&id=191‬‬
‫و قال المام تقى الدين ابن تيمية‬
‫عندما سئل هل تختتن المراة؟‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك }و‬ ‫دي ِ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫جل ْد َةِ ال ِّتي ك َعُْر ِ‬ ‫قط َعَ أع َْلى ال ْ ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫خَتان َُها أ ْ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫خت َت ِ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫تلك الجلدة هى القلفة ‪ prepuce‬او ‪clitoralhood‬‬
‫‪{ http://en.wikipedia.org/wiki/Image:C...er_anatomy.gif‬‬
‫ة‪-‬‬‫خات ِن َ ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ضةِ ‪ -‬وَه ِ َ‬ ‫خافِ َ‬ ‫م ل ِل ْ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫{َقا َ‬
‫ظى ل ََها ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج{‬ ‫عن ْد َ الّزوْ ِ‬ ‫جهِ وَأ ْ‬ ‫ه أب َْهى ل ِل ْوَ ْ‬ ‫كي فَإ ِن ّ ُ‬ ‫مي وََل ت ُن ْهِ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫‪}:‬أ ِ‬
‫قط ْع وذ َل ِ َ َ‬
‫ل‬‫ج ِ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫خَتا ِ‬ ‫صود َ ب ِ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كأ ّ‬ ‫ي َعِْني ‪َ :‬ل ت َُبال ِِغي ِفي ال ْ َ ِ َ‬
‫ن‬‫خَتا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صود ُ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قل ْفَةِ َوال ْ َ‬ ‫قن َةِ ِفي ال ْ ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سة ِ ا ل ْ ُ‬ ‫جا َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َط ِْهيُره ُ ِ‬
‫ديد َةَ‬ ‫ة َ‬ ‫ت قلفاء َ‬ ‫ذا َ‬ ‫شهْوَت َِها فَإ ِن َّها إ َ‬ ‫ل َ‬ ‫دي ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ش ِ‬ ‫م ً‬ ‫مغْت َل ِ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫مْرأةِ ت َعْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن القلفاء!!! فَإ ِ ّ‬ ‫مةِ ‪َ :‬يا اب ْ َ‬ ‫شات َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِفي ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫قا ُ‬ ‫ذا ي ُ َ‬ ‫شهْوَةِ ‪ .‬وَل ِهَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ش ِفي‬ ‫ح ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫م ْ‬ ‫جد ُ ِ‬ ‫ذا ُيو َ‬ ‫ل أك ْث ََر وَل ِهَ َ‬ ‫جا ِ‬ ‫القلفاء ت َت َط َل ّعُ إَلى الّر َ‬
‫ذا‬‫ن وَإ ِ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ساِء ال ْ ُ‬ ‫جد ُ ِفي ن ِ َ‬ ‫ما َل ُيو َ‬ ‫ج َ‬ ‫ساِء ال ِفْرِن ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ساِء التتر وَن ِ َ‬ ‫نِ َ‬
‫صود ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫شهْوَة ُ فَل ي َك ْ ُ‬‫َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ف ْ‬ ‫ضعُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خَتا ِ‬ ‫ْ‬
‫ة ِفي ال ِ‬ ‫مَبالغَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت ال ُ‬ ‫صل ْ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫هّ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ .‬وَالل ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫صود ُ ِباع ْت ِ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال َ‬‫ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ح َ‬ ‫مَبال ِغَةٍ َ‬ ‫ن غي ْرِ ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا قُط ِعَ ِ‬ ‫ل فَإ ِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬
‫أع ْل َ ُ‬
‫م‬
‫قلت‪ :‬فالختان المشروع هو ازالة القلفة التى تحيط ببظر الفتاة‬
‫‪.removal or splitting of the clitoral hood‬‬
‫و هذا يوازى فى ختان الذكور ازالة القلفة التى فى مقدمة ذكر‬
‫الصبى‬
‫و ليس ازلة البظر ‪ clitoris‬او حتى جزء منه فهذا مما نهى عنه‬
‫النبى صلى الله عليه و سلم بقوله للخافضة‬
‫َ‬
‫كي‬ ‫مي وََل ت ُن ْهِ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫أ ِ‬
‫ووضح العلة من ذلك بقوله‬
‫َ‬ ‫ظى ل ِل ْ َ‬ ‫فَإن ذ َل ِ َ َ‬
‫ب إ َِلى ال ْب َعْ ِ‬
‫ل‬ ‫ح ّ‬ ‫مْرأةِ وَأ َ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ِ ّ‬
‫اراء المذاهب‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫وا ٍ‬ ‫ن ع ََلى أقْ َ‬ ‫خَتا ِ‬ ‫حك ْم ِ ال ْ ِ‬ ‫قَهاُء ِفي ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ن‪:‬ا ْ‬ ‫خَتا ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫حك ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫شاذ ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ة وَهُوَ وَ ْ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ل ‪ - 2 :‬ذ َهَ َ‬ ‫ل اْلوّ ُ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ال ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫سن ّ ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫خَتا َ‬ ‫مد َ ‪ :‬إَلى أ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫شافِعِي ّةِ ‪ ،‬وَرَِواي َ ً‬ ‫ال ّ‬
‫شَعائ ِرِ السلم ‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فط َْرةِ وَ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ‪ .‬وَهُوَ ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ل وَل َي ْ َ‬ ‫جا ِ‬ ‫الّر َ‬
‫ما ل َوْ ت ََر ُ‬ ‫َ‬
‫كوا‬ ‫م ‪ ،‬كَ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫م اْل ِ َ‬ ‫حاَرب َهُ ْ‬ ‫ل ب َل ْد َةٍ ع ََلى ت َْرك ِهِ َ‬ ‫معَ أهْ ُ‬ ‫جت َ َ‬ ‫فَل َوْ ا ْ‬
‫َ‬ ‫اْل َ َ‬
‫في ّةِ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫مال ِك ِي ّةِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫مْرأةِ ِ‬ ‫حقّ ال ْ َ‬ ‫ب ِفي َ‬ ‫دو ٌ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ‪ .‬وَهُوَ َ‬ ‫ذا َ‬
‫ل‬‫سن ّةٍ ‪ ،‬وَِفي قَوْ ٍ‬ ‫س بِ ُ‬ ‫ة وَل َي ْ َ‬ ‫م ً‬ ‫مك ُْر َ‬ ‫خَتان َُها َ‬ ‫حَناب ِل َةِ ِفي رَِواي َةٍ ي ُعْت َب َُر ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ه‬
‫ث ‪ :‬إن ّ ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَِفي َثال ِ ٍ‬ ‫ن ك َذ َل ِ َ‬ ‫قه ِ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫سن ّ ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫في ّةِ ‪ :‬إن ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ما‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ض َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ث اب ْ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫سن ّي ّةِ ب ِ َ‬ ‫ست َد َلوا ِلل ّ‬ ‫ب ‪َ .‬وا ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ث أِبي‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ساِء { وَب ِ َ‬ ‫ة ِللن ّ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مكُر َ‬ ‫ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ة ِللّر َ‬ ‫سن ّ ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫خَتا ُ‬ ‫ْ‬
‫عا ‪ } :‬ال ِ‬ ‫مْرفو ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫داد ُ ‪ ،‬وَن َت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ن ‪َ ،‬واِل ْ‬ ‫خَتا ُ‬ ‫فط َْرةِ ال ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫عا } َ‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫هَُري َْرة َ َ‬
‫ن ِفي‬ ‫خَتا ُ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ب { ‪ .‬وَقَد ْ قُرِ َ‬ ‫شارِ ِ‬ ‫ص ال ّ‬ ‫فارِ ‪ ،‬وَقَ ّ‬ ‫م اْل َظ ْ َ‬ ‫قِلي ُ‬ ‫ط ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫اْل ِب ِ ِ‬
‫ل ع ََلى‬ ‫ما ي َد ُ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫جًبا ‪ .‬وَ ِ‬ ‫ك َوا ِ‬ ‫س ذ َل ِ َ‬ ‫ب وَغ َي ْرِهِ وَل َي ْ َ‬ ‫شارِ ِ‬ ‫ص ال ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫ث بِ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ع َدم ال ْوجوب ك َذ َل ِ َ َ‬
‫م‬ ‫داًء فَل َ ْ‬ ‫سد ِ اب ْت ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جْزءٍ ِ‬ ‫ن قَط ْعُ ُ‬ ‫خَتا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫كأ ّ‬ ‫َ ِ ُ ُ ِ‬
‫فارِ ‪ .‬ال ْ َ‬ ‫ص اْلظ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل الّثاِني ‪- 3 :‬‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫سا ع ََلى قَ ّ‬ ‫شْرِع قَِيا ً‬ ‫جًبا ِبال ّ‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫ي َك ُ ْ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حُنو ٍ‬ ‫س ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ضى قَوْ ِ‬ ‫قت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ‪ ،‬وَهُوَ ُ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ذ َهَ َ‬
‫ست َد َّلوا‬ ‫َ‬
‫ساِء ‪َ .‬وا ْ‬ ‫ل َوالن ّ َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ب ع ََلى الّر َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫خَتا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫مال ِك ِي ّةِ ‪ :‬إَلى أ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫قول ِه تعاَلى ‪ } :‬ث ُ َ‬
‫م‬‫هي َ‬ ‫ة إب َْرا ِ‬ ‫ن ات ّب ِعْ ِ‬ ‫حي َْنا إل َْيك أ ْ‬ ‫م أوْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ب بِ َ ْ ِ َ َ‬ ‫جو ِ‬ ‫ل ِل ْوُ ُ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ه ‪َ -‬قا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ث أِبي هَُري َْرة َ ‪َ -‬ر ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫جاَء ِفي َ‬ ‫فا { قَد ْ َ‬ ‫حِني ً‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫هي ُ‬ ‫ن إب َْرا ِ‬ ‫خت َت َ َ‬ ‫م‪}:‬ا ْ‬ ‫سل َ‬ ‫ّ‬ ‫ه ع َلي ْهِ وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صلى الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل اللهِ َ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ُ‬ ‫ة ِبال ْ َ‬
‫مْرَنا‬ ‫دوم ِ { وَأ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ماِني َ‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫م وَهُوَ اب ْ ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫مورِ الِتي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل ت ِل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ك ال ُ‬ ‫فعْ ِ‬ ‫مٌر لَنا ب ِ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سل َ‬ ‫ه ع َلي ْهِ وَ َ‬ ‫صلى الل ُ‬ ‫م َ‬ ‫هي َ‬ ‫ِبات َّباِع إب َْرا ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬‫ك ‪ } :‬أل ِ‬ ‫ث ك َذ َل ِ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫عَنا ‪ .‬وَوََرد َ ِفي ال ْ َ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫فعَل َُها فَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫جًبا‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن ل َوْ ل َ ْ‬ ‫خَتا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ن { َقاُلوا ‪ :‬وَِل َ ّ‬ ‫خت َت ِ ْ‬ ‫فرِ َوا ْ‬ ‫شعَْر ال ْك ُ ْ‬ ‫ع َْنك َ‬
‫ن إل َي َْها‬ ‫جاَز ن َظ َُر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫خات ِ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫جل ِهِ ‪ ،‬وَل َ ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ْعَوَْرةِ ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫جاَز ك َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫لَ َ‬
‫شَعاِر‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫وكَلهُما حرام ‪ ،‬ومن أ َدل ّة ال ْوجوب ك َذ َل ِ َ َ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫خَتا َ‬ ‫كأ ّ‬ ‫َ ِ ْ ِ ِ ُ ُ ِ‬ ‫َ َ َ ٌ‬ ‫َ ِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م ‪ .‬وَِفي قَوْل ِهِ َ‬ ‫شَعارِه ِ ْ‬ ‫سائ ِرِ ِ‬ ‫جًبا ك َ َ‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل ع ََلى أ ّ‬
‫ن‬ ‫ل { د َِلي ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫ب ال ْغُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫خَتاَنا ِ‬ ‫قى ال ْ ِ‬ ‫ذا ال ْت َ َ‬ ‫م‪}:‬إ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫كالّر ُ‬ ‫ب إَزال َت َُها َ‬ ‫ج َ‬ ‫ة فَوَ َ‬ ‫ضل َ ً‬ ‫ك فَ ْ‬ ‫ن هَُنا َ‬ ‫ن ؛ وَِل َ ّ‬ ‫خت َت ِ ّ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ساَء ك ُ ّ‬ ‫الن ّ َ‬
‫قل ْ َ‬ ‫قاَء ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫من َ ُ‬ ‫ة وَي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫جا َ‬ ‫س الن ّ َ‬ ‫حب ِ ُ‬ ‫فةِ ي َ ْ‬ ‫ن بَ َ‬ ‫بأ ّ‬ ‫جو ِ‬ ‫ن اْلد ِل ّةِ ع ََلى ال ْوُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ ِ‬
‫ص‬
‫ل نَ ّ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ث ‪ - 4 :‬هَ َ‬ ‫ل الّثال ِ ُ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫ب إَزال َت َُها ‪ .‬ال ْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫صَلةِ فَت َ ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ِ‬
‫ب ع ََلى‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ج ٌ‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫خَتا َ‬ ‫مغِْني ‪ ،‬وَهُوَ أ ّ‬ ‫ة ِفي ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫ن قُ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ اب ْ ُ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ب ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ج ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ساِء وَل َي ْ َ‬ ‫حقّ الن ّ َ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مك ُْر َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَ َ‬ ‫جا ِ‬ ‫الّر َ‬
‫‪http://feqh.al-islam.com/Display.asp...23%23%23%23%23‬‬
‫قلت و خلصة القول‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ساِء‬
‫حقّ الن ّ َ‬
‫ة ِفي َ‬ ‫مك ُْر َ‬
‫م ٌ‬ ‫ل ‪ ،‬وَ َ‬
‫جا ِ‬
‫ب ع َلى الّر َ‬‫ج ٌ‬‫ن َوا ِ‬ ‫خَتا َ‬ ‫وَهُوَ أ ّ‬
‫ب ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ن‬ ‫ج ٍ‬ ‫وا ِ‬‫س بِ َ‬‫وَل َي ْ َ‬
‫السباب الطبية لجراحة الختان الشرعى‪:‬‬
‫أسباب عضوية‪:‬‬
‫ـ حجم القلفة وزيادة طولها‪.‬‬
‫ـ وجود التهابات بينها وبين البظر مما يؤدي إلى شدة حساسية‬
‫البظر واللم عند لمسه‪.‬‬
‫ـ تراكم اللخن مما يزيد من تكاثر البكتريا والتهابات الجهاز البولي‬
‫الصاعد‪.‬‬
‫ـ اللتصاقات التي تحدث نتيجة لهذه اللتهابات‪ ،‬والتي تؤدي إلى‬
‫قفل المجرى البولي والتناسلي خاصة في الطفال قبل سن‬
‫البلوغ وفي مرحلة الكبر في سن اليأس )نسبة لقلة هرمون‬
‫الستروجين(‪.‬‬
‫أسباب جنسية‪:‬‬
‫ـ قلة الرتواء الجنسي نسبة لضيق القلفة لللتصاقات أو كبر‬
.‫ وبعد البظر إلى داخل الجسم‬،‫حجمها‬
‫ـ شدة الشبق الجنسي نتيجة لللتصاقات والحكة وكثرة النشغال‬
.‫بالمنطقة وملمستها‬
:‫أسباب نفسية‬
‫ بعض حالت الكتئاب‬،‫ التبول اللإرادي‬،‫ الهستريا‬،‫البرود الجنسي‬
"‫ حالة النيمفومينيا " الهوس الجنسى‬،‫النفسي‬
‫و يؤيد ذلك ما ورد فى دائرة المعارف المجانية‬
http://en.wikipedia.org/wiki/Female_circumcision
Clitoridotomy
Clitoridotomy" (also called "hoodectomy" as a slang term) involves the removal or"
splitting of the clitoral hood. The United Nations Population Fund states that this is
comparable to male circumcision.[1] In the United States and other Western
countries, clitoridotomy is usually performed on adult women rather than on children.
(Sunna circumcision, named after the Arabic word for anything approved by Islamic
law and centred in Islamic tradition: in fact, there is no genuine approval for this, and
some Muslim clergy oppose all forms of FGC
‫و فى نفس المصدر السابق‬
Through the 1950s, some doctors continued to advocate clitoridotomy for hygienic
reasons or to reduce masturbation. For example, C.F. McDonald wrote in a 1958
paper titled Circumcision of the Female [4],[5], "If the male needs circumcision for
cleanliness and hygiene, why not the female? I have operated on perhaps 40 patients
who needed this attention." The author describes symptoms as "irritation, scratching,
irritability, masturbation, frequency and urgency," and in adults, smegmaliths causing
"dyspareunia and frigidity." The author then reported that a two-year old was no
longer masturbating so frequently after the procedure. Of adult women, the author
stated that "for the first time in their lives, sex ambition became normally satisfied."
In the U.S., the last documented clitoridotomy to reduce sexual activity occurred in
1958. The procedure was performed on a 5-year-old girl, reportedly to stop her from
.masturbating
medical discussion of the topic of female sunna circumcision
this message deals with the topic of female circumcision it's mostly written in English
so it will be difficult for those who dont have medical background to cope with
I apologize for any scientific mistakes that may be encountered. in fact the data on the
web are some what controversial ,contradicting and some times misleading
"medical indications of female circumcision" hoodectomy
Two Common Abnormalities
The two common problems that make the highly sensitive area of the clitoris unable
to be stimulated are phimosis and redundancy. Sebaceous glands about the clitoris
attempt to prevent adhesions of the prepuce to it. This sometimes fails and the clitoris
is tightly adherent to the prepuce. This defect is recorded as 1 plus or 25 per cent of
the normal surface adherent, to 4 plus or complete coverage. A prepuce for the
protection of the clitoris is normal and useful, but if it is excessive and extends past
the eminence of clitoris it can prevent contact and is harmful : said doctor W.G.
: Rathmann, M.D and He added
Additional Indications
The following situations would indicate the need for circumcision although less
.phimosis or redundancy is present
If the patient is quite adipose, a circumcision could be indicated although she has .1
less anatomic defect. Obstruction by the adjacent tissues adds to her problem. This
.operation may help cure her adiposity by relieving psychosomatic factors
If the husband is unusually awkward or difficult to educate, one should at times .2
.make the clitoris easier to find
If the clitoris is quite small and is difficult to contact, a circumcision might help .3
by making it more accessible
dr. Rathmann made a Questionnaire on a groupe of women on which he perfomed the
surgical procedure " hoodectomy" and received 112 Questionnaires
:the results
in
:women" had never experienced an orgasm"73
(Not Successful (12.4% 9
(Successful (87.6% 64
in
:women" had experienced an orgasm with difficulty"39
(Not Improved (12.5% 5
(improved (87.5% 34
http://www.noharmm.org/femcirctech.htm
: in an article published on scientific American .com
Why do so many women have difficulty reaching orgasm? A new study suggests that,
for some, an anatomical disorder may be to blame. Researchers at Boston University
School of Medicine report that roughly one quarter of the women they have treated
for sexual dysfunction have clitoral phimosis, which means the hood of skin
surrounding their clitoris is too tight or there is no opening in the skin for the glans of
the clitoris to protrude for stimulation. The scientists, who were led by Irwin
Goldstein, presented their findings at the Female Sexual Function Forum, a four-day
.meeting in Boston of physicians and therapists that ended Sunday
The analysis was based on photographs taken of the vulvas of roughly 200 women
who have been evaluated at Boston University's Woman's Sexual Health Clinic since
.its opening in 1998
:It adds
Goldstein and his co-workers found that women with the highest degrees of phimosis
were the most likely to report problems experiencing orgasm. Clitoral phimosis is
.roughly equivalent to an uncircumcised man with an extremely tight foreskin
http://www.sciam.com/article.cfm?art...D9F&sc=I100322
: on wikipedia .org
Through the 1950s, some doctors continued to advocate clitoridotomy for hygienic
reasons or to reduce masturbation. For example, C.F. McDonald wrote in a 1958
paper titled Circumcision of the Female [4],[5], "If the male needs circumcision for
cleanliness and hygiene, why not the female? I have operated on perhaps 40 patients
who needed this attention." The author describes symptoms as "irritation, scratching,
irritability, masturbation, frequency and urgency," and in adults, smegmaliths causing
"dyspareunia and frigidity." The author then reported that a two-year old was no
longer masturbating so frequently after the procedure. Of adult women, the author
stated that "for the first time in their lives, sex ambition became normally satisfied."
In the U.S., the last documented clitoridotomy to reduce sexual activity occurred in
1958. The procedure was performed on a 5-year-old girl, reportedly to stop her from
masturbating. Justification of the procedure on hygienic grounds, or to reduce
masturbation, has since declined. The view that masturbation is a cause of mental and
physical illness has dissipated since the mid-20th century
http://en.wikipedia.org/wiki/Clitoridotomy
:i say
so justification of the procedure on hygienic grounds or to reduce masturbation has
declined as the view that masturbation causes mental or physical illness has
dissipated!!!! Ofcourse they" infidels"don’t care if the girl is a chronic maturbator
.sexually hyperactive or not ,
:The part to be taken during hoodectomy
!!.I say just what makes the clitoris easier to find
Just to expose part of the clitoris like the glans or more to make the clitoris accessible
This procedure is to be performed only if the clitoris is redundant or tight
‫مقدار ما يؤخذ فى الختان‬
:‫قال صلى الله عليه و سلم فى الحديث الذى رواه ابو داوود قال‬
ِ‫ن ع َب ْد‬ ُ ْ‫ب ب‬ ِ ‫ها‬ ّ َ‫ي وَع َب ْد ُ ال ْو‬ ّ ‫ق‬ ِ ‫ش‬ ْ ‫م‬ َ ّ ‫ن الد‬ ِ ‫م‬ َ ‫ح‬ ْ ‫ن ع َب ْد ِ الّر‬ ُ ْ‫ن ب‬ ُ ‫ما‬ َ ْ ‫سل َي‬ ُ ‫حد ّث ََنا‬ َ
َ ‫ن َقا‬ َ
َ ‫ي َقال‬ َ ْ
‫ل‬ َ ‫سا‬ ّ ‫ح‬ َ ‫ن‬ ُ ْ ‫مد ُ ب‬
ّ ‫ح‬ َ ‫م‬ ُ ‫حد ّث ََنا‬َ ‫ن‬ ُ ‫مْرَوا‬ َ ‫حد ّث ََنا‬ ّ ِ‫جع‬ َ ‫ش‬ْ ‫حيم ِ ال‬ ِ ‫الّر‬
ُ
‫ة‬
َ ّ ‫م ع َط ِي‬ ّ ‫نأ‬ ْ َ ‫مي ْرٍ ع‬ َ ُ‫ن ع‬ ِ ْ‫ك ب‬ ِ ِ ‫مل‬َ ْ ‫ن ع َب ْد ِ ال‬ ْ َ‫ي ع‬ ّ ِ‫كوف‬ ُ ْ ‫ب ال‬ ِ ‫ها‬ ّ َ‫ع َب ْد ُ ال ْو‬
َ
‫ة‬
ِ ّ ‫صارِي‬ َ ْ ‫اْلن‬
ِ ْ ‫ه ع َل َي‬
‫ه‬ ُ ّ ‫صّلى الل‬ َ ‫ي‬ ّ ِ ‫ل ل ََها الن ّب‬ َ ‫قا‬ َ َ‫دين َةِ ف‬ ِ ‫م‬َ ْ ‫ن ِبال‬ ُ ِ ‫خت‬ْ َ‫ت ت‬ ْ َ ‫كان‬ َ ً ‫مَرأ َة‬ ْ ‫نا‬ ّ ‫أ‬
َ
َ َ ْ ‫ظى ل ِل‬ َ َ ِ ‫وسل ّم َل تنهكي فَإن ذ َل‬
ِ ْ‫ب إ َِلى ال ْب َع‬
‫ل‬ ّ ‫ح‬ َ ‫مْرأةِ وَأ‬ َ َ ‫ح‬ ْ ‫كأ‬ ّ ِ ِ ُِْ َ َ َ
"‫قال العلمة اللبانى " حديث صحيح‬
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=16216
‫ و لعل قول النبى ل تنهى اى ل تبالغى فى ازاله الغلفة‬: ‫قلت‬
‫و ما عليه العلماء المعتبرون هو ازالة الجلدة التى كعرف‬
‫الديك) الغلفة( او بعضها‬
‫مي وََل‬ َ ُ َ ‫دة‬
ّ ‫ش‬ِ ‫ " أ‬: ‫م ع َط ِّية‬ ّ ‫ديث أ‬ ِ ‫ح‬
َ ‫ وَِفي‬. ‫م‬ َ ‫م‬َ ‫ش‬ ّ ‫ما‬َ ‫وَِفي الن َّهاَية ِفي‬
ِ ‫مَبال ََغة ِفي‬
/‫ه‬ ُ ْ ‫حة َوالن ّْهك ال‬ َ ِ ‫مام ِ الّرائ‬ َ ‫ش‬ ْ ِ ‫سير ب ِإ‬ ِ َ ‫طع ال ْي‬ْ ‫ق‬ َ ْ ‫ه ال‬ َ " ‫كي‬
َ ّ ‫شب‬ ِ ِ‫ت ُن ْه‬
‫عون المعبود شرح سنن أبى داوود‬
َ
َ َ ‫قط‬
‫ع‬ ْ َ‫ن ت‬ْ ‫خَتان َُها أ‬
ِ َ‫ن" اى المرأة" و‬ ُ ِ ‫خت َت‬ْ َ‫م ت‬ ْ َ‫ ن َع‬:‫و قال المام ابن تيمية‬
َ
‫ك‬
ِ ‫دي‬ ّ ‫ف ال‬ ِ ‫جل ْد َةِ ال ِّتي ك َعُْر‬ ِ ْ ‫أع َْلى ال‬
‫ قال الماوردي والسنة أن يستوعب القلفة التي‬:‫و قال ابن القيم‬
‫تغشى الحشفة بالقطع من أصلها وأقل ما يجزئ فيه أن ل‬
‫يتغشى بها شيء من الحشفة وأما خفض المرأة فهو قطع جلدة‬
‫في الفرج فوق مدخل الذكر ومخرج البول على أصل كالنواة" و‬
‫ "ويؤخذ‬prepuce ‫ الذى تغشاه الغلفة‬clitoris ‫النواة هى نفس العضو‬
‫منه الجلدة المستعلية دون أصلها‬
http://arabic.islamicweb.com/Books/t...book=95&id=191
But some argue that the prepuce covers the clitoris and prevents any painful tactile
stimulation of it
i say: this occur in some not all women whose clitorises are too sensitive after orgasm,
making additional stimulation painful; they are probably not able to experience
"multiple orgasms. " as said by the article published on psychcentral.com
http://psychcentral.com/psypsych/Org..._female_orgasm
But during the preceding phases of orgasm " namely excitation, plateau and orgasmic
phases" stimulation of clitoris is beneficial for optimum sexual pleasure and the
woman " whose clitoris is too sensitive and had hoodectomy"can already have a
successful orgasm but those who argue talk about the miracle called multiple
orgasms!! Namely successive orgasms
They want to say, seemingly, ahusband should leave the clitoris untouched during
intercourse definitely after the woman first orgasm so lets the woman to have multiple
orgasms and that comes when the prepuce covers the clitoris so if she loses her
prepuce the clitoris will be exposed" i say: this can be avoided by chosing a sexual
" position with which its impossible to the clitoris to be touched by the husband
So the uncircumcised woman can experience what is called multiple orgasms and she
knows when to stimulate manually her clitoris and when not to ;of course if her
clitoris is too sensitive she avoid s touching it after orgasm in order to attain
additional ones! Adding the view that women can attain orgasms even without direct
"stimulation of their clitorises what is called vaginal orgasm " but this is controversial
Vaginal Orgasms
A vaginal orgasm is achieved via stimulation of the interior of the vagina, which
includes the G-Spot, the interior walls and the cervix. Vaginal orgasms are usually
described as "deep" and "relaxing", and can be followed by a profound sense of calm.
There is a difference in physiological response between the two types of orgasms as
well. Masters & Johnson, who began their human sexuality studies in the 1950's and
who are considered to be pioneers in the filed of human physiology, reported that
"during a vaginal orgasm the internal organs are pushed downward, contracting the
."upper half of the vagina
Clitoral Orgasms
The clitoral orgasm is achieved by direct stimulation of the clitoris. This can be
achieved either manually, orally, during intercourse or with the aid of sex toys. The
clitoral orgasm is probably the most common form of orgasm among women. In fact,
the clitoris is actually very similar in structure to the penis. It is made up of the same
type of tissue, and is lined with the same sensitive nerve endings. Clitoral orgasms are
typically described as "higher" and "intense" and can be accompanied by a sense of
over stimulation. Many women report that their clitoris is too sensitive to be touched
directly following an orgasm. Masters & Johnson also discovered that there are
physiological changes during clitoral orgasms that do not exist during a vaginal
orgasm. They described the response to clitoral stimulation as "tenting", which means
that the internal organs, for example the bladder and the uterus, are "pulled up
."towards the breast, expanding the top of the vagina
‫‪So if the woman is to or should!! have multiple orgasms and her clitoris is too‬‬
‫‪sensitive and even painful to touch after orgasm she must depend on or shift to what is‬‬
‫‪called vaginal orgasm!! so just she lets her husband's copulatory organ in and out‬‬
‫‪without touching the clitoris‬‬
‫بن مريم‬
‫=====================‬
‫حقوق المرأة في الرث إسلميا‬
‫‪ -1‬في الحضارات السابقة للسلم ‪:‬‬
‫كانت المرأة‪ ,‬في الحضارات القديمة تحرم من حقها في الرث‬
‫حتى ل ينتقل المال بزواج البنت من بيت الب الى بيت الزوج‪,‬‬
‫وكان ينحصر الرث في البن الكبر البالغ القوي القادر على حمل‬
‫السلح والدفاع عن القبيلة ‪0‬‬
‫‪ -2‬في الشريعة السلمية ‪:‬‬
‫لقد تناولت الشريعة السلمية مسائل التوريث بإفاضة وتفصيل‬
‫وتحديد شمل جميع حالت التوارث وسببه وموانعه وترتيبه ‪0‬‬
‫أ ‪) -‬حق المرأة في الرث( ‪:‬‬
‫أعطى السلم المرأة الحق في إرث والديها وأقاربها وجعله‬
‫ك‬‫ما ت ََر َ‬‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫ل َنصي ِ ٌ‬ ‫جا ِ‬ ‫نصيبا ً مفروضا ً لها لقوله تعالى ‪ّ ):‬للّر َ‬
‫ن‬‫ن َوال َقَْرُبو َ‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬‫ك ال ْ َ‬
‫ما ت ََر َ‬‫م ّ‬
‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬‫ساء ن َ ِ‬ ‫ن َوال َقَْرُبو َ‬
‫ن وَِللن ّ َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وال ِ َ‬
‫ل من َ‬
‫ضا )‪(7‬النساء(‪0‬‬ ‫فُرو ً‬ ‫م ْ‬
‫صيًبا ّ‬‫ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ‬
‫ما قَ ّ ِ ْ ُ‬ ‫م ّ‬‫ِ‬
‫ويرى فقهاء المسلمين أن هذه الية تقرر قاعدة عامة في تثبيت‬
‫شرعية الرث الذي يحق للجنسين ‪-‬الرجال والنساء‪ -‬كما يرون‬
‫فيه تشريعا ً حقوقيا ً لسنة جديدة لم تكن مألوفة من قبل وهي‬
‫توريث المرأة ‪0‬‬
‫وتنحصر أسباب الرث في الشريعة السلمية في ثلثة ‪ :‬الزوجية‬
‫والقرابة والتعصيب ‪ 0‬وأنواعه بثلثة أيضا ً ‪ } :‬الرث بالفرض و‬
‫الرث بالتعصيب و الرث بالرحم {‬
‫‪} -1‬الرث بالفرض{ ‪:‬‬
‫والفرض "لغة " معناه التقدير‪ ,‬وقد أطلق الفقهاء على بحث‬
‫المواريث " علم الفرائض " لن أنصباء الورثة محدودة‬
‫مقطوعة ‪ 0‬فالتوريث بالفرض يعتبر‪ ,‬بمثابة ميراث بالتخصيص أي‬
‫أن أصحاب الفروض يأخذون فرضهم أو حصتهم المحفوظة من‬
‫التركة قبل أي وارث آخر نزول ً عند حديث الرسول الشريف ‪" :‬‬
‫الحقوا الفرائض بأهلها ‪ ,‬فما بقي فهي لولى رجل ذكر "‪0‬‬
‫ترث المرأة بالفرض في ثمانية حالت في حين ل يرث الرجل‬
‫بالفرض إل في أربعة حالت فقط ‪0‬‬
‫وهذه الحالت التي ترث فيها المرأة بالفرض هي ‪:‬‬
‫*الزوجة ‪ :‬ونصيبها محدد بالية ‪:‬‬
‫م وَل َد ٌ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَل َد ٌ فَِإن َ‬ ‫كن ل ّك ُ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن الّرب ُعُ ِ‬ ‫)وَل َهُ ّ‬
‫َ‬
‫ن)‬ ‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صو َ‬ ‫صي ّةٍ ُتو ُ‬ ‫من ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫ما ت ََرك ُْتم ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫فَل َهُ ّ‬
‫‪(12‬النساء(‬
‫*الم ‪ :‬ونصيبها محدد بالية ‪:‬‬
‫ه وَل َد ٌ فَِإن‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ك ِإن َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫)وَل َب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كن ل ّه ول َد وورث َ َ‬
‫مهِ‬ ‫خوَة ٌ فَل ّ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ث فَِإن َ‬ ‫مهِ الث ّل ُ ُ‬ ‫واه ُ فَل ّ‬ ‫ه أب َ َ‬ ‫ُ َ ٌ َ َ ِ ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫لّ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م لَ‬ ‫م وَأبناؤ ُك ُ ْ‬ ‫ن آَبآؤ ُك ُ ْ‬ ‫صي ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫من ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َِليما‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫فعا ً فَ ِ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫م أقَْر ُ‬ ‫ن أي ّهُ ْ‬ ‫ت َد ُْرو َ‬
‫ما )‪(11‬النساء(‬ ‫كي ً‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫*البنت ‪ :‬فرض لها النصف إذا لم يكن معها أخ أو أخت ‪) :‬وَِإن‬
‫ف )‪ (11‬النساء (‬ ‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫*بنت البن ‪ :‬ترث بالفرض إذا لم يكن يحجبها فرع وارث أعلى‬
‫منها ل من الذكور ول من الناث ‪0‬‬
‫*الخت الشقيقة ‪ :‬ترث أخاها المتوفي النصف فرضا ً إن كانت‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫واحدة أي ليس لها أخ أو أخت شقيقة وأل ترث وفق )وَِإن َ‬
‫ما‬
‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ت فَل ِك ُ ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫خ أ َوْ أ ُ ْ‬ ‫ه أَ ٌ‬ ‫ة َأو ا َ‬
‫مَرأة ٌ وَل َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ث ك َل َل َ ً‬ ‫ل ُيوَر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫من ب َعْدِ‬ ‫ث ِ‬ ‫كاء ِفي الث ّل ُ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ك فَهُ ْ‬ ‫من ذ َل ِ َ‬ ‫كان ُوَا ْ أك ْث ََر ِ‬ ‫س فَِإن َ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ن الل ّهِ َوالل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬‫صي ّ ً‬ ‫ضآّر وَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن غ َي َْر ُ‬ ‫صى ب َِهآ أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي ّةٍ ُيو َ‬ ‫وَ ِ‬
‫م )‪ (12‬النساء(‪0‬‬ ‫حِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫*الخت لب ‪ :‬إذا لم يكن معها أخت شقيقة للمتوفي تخضع‬
‫لنفس أحكام الخت الشقيقة ‪0‬‬
‫*الجدة الصحيحة ‪ :‬وهي أم لب أو أم أب الب ‪ ,‬أو أم الب‬
‫وكذلك أم الم‪ ,‬وهي ترث بواقع السدس إن كانت واحدة ‪0‬‬
‫‪} -2‬الرث بالتعصيب{‪:‬‬
‫ترث المرأة بالتعصيب إذا كانت تشترك في جهة القرابة بدرجة‬
‫واحدة كالخ مع أخته الشقيقة أو أخوته‪ ,‬وكبنت البن مع ابن‬
‫مساو لها في الدرجة ولم يحجبهم من هو أقرب منهم درجة ‪0‬‬
‫ففي هذه الحالت ترث النثى نصف ما‬
‫يرثه الذكر طبقا ً للقاعدة السلمية واستنادا ً إلى الية ‪:‬‬
‫ل َ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ن )‪(11‬النساء(‪0‬‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬‫م ِللذ ّك َرِ ِ‬ ‫ه ِفي أوْل َد ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫صيك ُ ُ‬ ‫) ُيو ِ‬
‫والحالت التي ترث فيها النثى بالتعصيب هي ‪ :‬البنت‪ ,‬بنت البن‪,‬‬
‫الخت لبوين‪ ,‬والخت لب ‪0‬‬
‫‪} -3‬الرث بالرحم{ ‪:‬‬
‫يعرف الفقهاء ذوي الرحام‪ ,‬بالقارب من غير أصحاب الفروض‬
‫أو العصاب مثل ‪ :‬أولد البنت‪ ,‬والجد غير الصحيح )وهو أبو الم‬
‫وأبو أم الب( والجدة غير الصحيحة وأبناء الخوة لم وأولد‬
‫الخوات وبنات الخوة ‪0‬‬
‫والشريعة السلمية لم تورد نصا ً صريحا ً في تأريث ذوي الرحام‬
‫ولكن جمهور الفقهاء يرى تأريثهم بترتيبهم في الرث‪ ,‬وفي حال‬
‫لم يترك المتوفي أحدا ً من أصحاب الفروض ول من العصبة من‬
‫أقاربه‬
‫ب ‪) -‬النتقادات(‬
‫على الرغم من كل هذه الحقوق المتعددة التي منحتها الشريعة‬
‫السلمية للمرأة في الميادين المختلفة جميعها وعلى الرغم من‬
‫أن معظم هذه الحقوق لم تنلها " المرأة العالمية " اليوم في‬
‫مختلف دول العالم إل بعد جهود كبيرة ومتتابعة وظلت في أكثرها‬
‫بشكل مطالب تسعى إلى تنفيذها المم المتحدة‪ ,‬فإن بعض‬
‫المتحاملين على السلم ‪ ,‬تذرعوا " بقاعدة الرث " عند‬
‫المسلمين التي تقول ‪ " :‬للذكر مثل حظ النثيين " ليوجهوا‬
‫انتقاداتهم اللذعة فيقولون ‪:‬‬
‫" إن هذه القاعدة تكرس مبدأ التمييز ضد المرأة وهي تلحق بها‬
‫الجور والضرر على أعتبار أن الولد يرث ضعفي ما ترثه البنت‬
‫من البوين ‪ 0‬ومن هذه النتقادات ما جاء على لسان " جبريال‬
‫بير " من قوله ‪ ":‬إن قضية الرث ونصيب المرأة منه نصف‬
‫نصيب الرجل لهو بدون شك سبب مهم بالنسبة لدونية المرأة‬
‫العربية المسلمة"‪0‬‬
‫وقد لقى هؤلء المتحاملين على السلم ‪ ,‬صدى ليس فقط عند‬
‫غير المسلمين بل عند بعض الفئات المسلمة الجاهلة جهل ً مطبقا ً‬
‫لحكام الشريعة والغاية النبيلة التي وضعت من أجلها‪ ,‬فطالبت‬
‫هي الخرى بتعديل هذه القاعدة حتى يتساوى نصيب الذكر و‬
‫النثى في الميراث ‪0‬‬
‫فلهؤلء نقول ‪:‬‬
‫إن قاعدة " التنصيف " هذه ليست قاعدة مطردة وثابتة في‬
‫جميع أنصبة الرث التي تتعلق بالنساء فهناك حالت ‪:‬‬
‫‪ -1‬يتساوى فيها الذكر مع النثى في نصيبهما من الرث ‪ 0‬فقد‬
‫تساوى نصيب الب وهو مذكر ‪ ,‬مع نصيب الم وهي أنثى في‬
‫ميراث أبنهما ‪ 0‬وكذلك يتعادل نصيب الخ والخت في الميراث‬
‫إذا كان رجل يورث كللة )أي ليس له والد ول ولد(‪ 0‬فلكل واحد‬
‫منهما السدس ‪0‬‬
‫‪ -2‬إن قاعدة التنصيف مفروضة فقط في أنصبة الرث وليس‬
‫على مال التركة كله ‪ 0‬إذ قد تزيد حصة الناث على حصة الذكور‬
‫في مجموع مال التركة ‪ 0‬مثل ً ‪ :‬إذا توفي رجل وله زوجة وأم‬
‫وثلث بنات ومولود ذكر ‪ ,‬فإن مجموع ما ترثه الناث يفوق ما‬
‫يرثه الذكر ‪0‬‬
‫‪ -3‬إن هذه القاعدة ل تطبق في المال الموهوب‪ ,‬إذ للبنت أن‬
‫تتساوى مع أخيها في الهبة أي في العطاء البوي الممنوح وهو‬
‫على قيد الحياة بل يحظر تفضيل البن على البنت لقوله) ( ‪" :‬‬
‫سوٌوا بين أولدكم في العطية ‪ ,‬فلو كنت مفضل ً أحدا ً لفضلت‬
‫النساء "‪0‬‬
‫‪ -4‬كذلك المر في الوصية ‪ 0‬وهي بتعريف الفقهاء ‪ :‬تمليك‬
‫مضاف إلى ما بعد الموت بطريق الشرع ‪ 0‬فإنه يجوز للموصي‬
‫أن يطبق قاعدة المساواة في الوصية بين الذكور والناث‪ ,‬أو أن‬
‫يراعي قاعدة التنصيف إن أراد ذلك ‪0‬‬
‫‪ -5‬وأخيرا ً إن قاعدة التنصيف مستثناة في الراضي الميرية التي‬
‫يراعى فيها مبدأ التساوي بين الذكور والناث في إنتقال الراضي‬
‫الميرية من شخص إلى آخر ‪0‬‬
‫*****‬
‫الحكمة الشرعية من هذه القاعدة ‪:‬‬
‫إن التمييز الحاصل في الميراث بين الذكور والناث من الولد ‪,‬‬
‫ل يقصد منه أبدا ً " التهوين " أو التقليل من اعتبارهن كونهن "‬
‫إناث " كما يدعي البعض ‪ 0‬لن هذا النصاب قد حدد من وجهة‬
‫الشرع السلمي على أساس المهام بين أعباء الرجل القتصادية‬
‫في الحياة العائلية ‪ ,‬وبين أعباء المرأة ‪0‬‬
‫لذا يرى رجال الدين السلمي أن جعل نصيب المرأة في‬
‫الميراث نصف نصيب الرجل " ينبغي أل ينفك عن تحديد‬
‫مسؤوليات الرجل الشرعية‪ ,‬مادية ومعنوية ومنها إلتزام النفاق‬
‫على المرأة التي هي في وليته زوجة وبنتًا‪ ,‬أما ً أو أختًا‪ ,‬أو قريبة‬
‫تلزمه النفقة عليها ‪0‬‬
‫فالتفاوت في التبعات المالية هو الذي أدى إلى تفاوت في أنصبة‬
‫الميراث ‪0‬‬
‫والتزام الرجل بها شرعا ً بل منة ول تمنين‪ ,‬هو الذي حدا بالشرع‬
‫السلمي إلى أن يحكم للمرأة نصف نصيب الرجل في الرث ‪0‬‬
‫وأننا لو ألقينا نظرة سريعة على وجوه وجوب النفاق المكلف بها‬
‫الرجل شرعا ً لدركنا في نهاية المطاف أن المرأة هي الرابحة‬
‫ماديًا‪ ,‬لن الرجل مطلوب منه شرعا ً وباختصار ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتكفل أمه وأباه ‪ ,‬واخنه وأخاه‪ ,‬وأقاربه الدنى فالدنى إن‬
‫كانوا معسرين ‪ 0‬والمرأة معفاة من هذا الواجب لقوله تعالى ‪:‬‬
‫ن‬ ‫خي ْرٍ فَل ِل ْ َ‬
‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫قُتم ّ‬ ‫ما َأن َ‬
‫ف ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قُ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ذا ُينفِ ُ‬‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫سأ َُلون َ َ‬ ‫)ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ل )‪ (215‬البقرة(‪0‬‬ ‫سِبي ِ‬‫ن ال ّ‬
‫ن َواب ْ ِ‬ ‫كي ِ‬
‫سا ِ‬‫م َ‬‫مى َوال ْ َ‬ ‫ن َوال ْي ََتا َ‬ ‫َوالقَْرِبي َ‬
‫كذلك لبد من التنويه بأن الشرع السلمي هو أول شرع قرر‬
‫للمرأة حقها في الرث منذ ‪1400‬سنة ونيف ‪ 0‬وقد خطا خطوة‬
‫كبيرة في مجال القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة‪ ,‬إذ منحها‬
‫من الحقوق المالية أكثر بكثير مما تطمح إليه " المرأة العالمية "‬
‫اليوم في تحقيق ما تصبو اليه في مجال المساواة في الحقوق‬
‫المالية والقتصادية والسرية كماورد في المادة الثالثة عشر‪,‬‬
‫وفي البند " ح " من المادة السادسة عشرة من أتفاقية القضاء‬
‫على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ‪0‬‬
‫وأن ما ترثه المرأة المسلمة تدخره لتتمكن من النفاق على‬
‫نفسها في حال عدم زواجها ‪ ,‬أو في حال وفاة الزوج إذا لم يترك‬
‫لهاما يقوم بأودها ‪ 0‬فيكون المال الذي ورثته بمثابة مال أحتياطي‬
‫تنفقه عند الضرورة على نفسها أو على أسرتها ‪0‬‬
‫وتجدر الشارة هنا إلى أنه إن قدر للمرأة أن تساعد في عملية‬
‫النفاق بسبب ضيق حال الزوج‪ ,‬أو بسبب إعساره‪ ,‬أو بسبب‬
‫أرتفاع مستوى المعيشة‪ ,‬أو لي سبب أخر فإنها تقوم بعملها هذا‬
‫متطوعة ومحتسبة في عملها هذا أجرا ً وثوابا ً من الله تعالى ‪0‬‬
‫جاء في حديث للرسول ) ( عن أم سلمة أنها قالت ‪ " :‬يا رسول‬
‫الله‪ ,‬هل لي في بني أبي سلمة أجر أن أنفق عليهم‪ ,‬ولست‬
‫بتاركتهم هكذا‪ ,‬ول هكذا )أي يتفرقون في طلب القوت يمينا ً‬
‫ل( إنا هم بني ‪0‬‬ ‫وشما ً‬
‫فقال النبي ) ( ‪ " :‬لك أجر ما أنفقت عليهم "‪0‬‬
‫‪ -2‬أن يعول زوجه وأولده ‪ ,‬ويؤمن لهم المسكن والمأكل‬
‫والمشرب والملبس وسائر مصاريف تكاليف الحياة المعيشية من‬
‫تطبيب وتعليم وترفيه‪ ,‬والمرأة معفاة من ذلك ‪0‬‬
‫‪ -3‬أن يؤمن نفقة الزوجة إذاما طلقت حتى تنتهي مدة عدتها‪,‬‬
‫وقد تمتد فترة النفقة إذا ما كانت حامل ً إلى أن تضع حملها ‪ 0‬كما‬
‫يطلب من الرجل أن يؤمن أجرة الرضاعة إذا أمتنعت الم عن‬
‫إرضاع رضيعها ‪ 0‬والمرأة معفاة من ذلك ‪0‬‬
‫ف لَ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫سوَت ُهُ ّ‬‫ن وَك ِ ْ‬ ‫ه رِْزقُهُ ّ‬ ‫موُْلود ِ ل َ ُ‬ ‫يقول تعالى ‪َ ) :‬وعَلى ال ْ َ‬
‫سعََها )‪ (233‬البقرة(‪0‬‬ ‫س إ ِل ّ وُ ْ‬‫ٌ‬ ‫ت ُك َل ّ ُ‬
‫ف نَ ْ‬
‫ف‬
‫ن)‬‫مل َهُ ّ‬
‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل فََأنفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬‫ن أوَل ِ‬
‫) وإن ك ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫َِ‬
‫‪(6‬الطلق(‬
‫خَرى )‪(6‬الطلق (‪0‬‬ ‫ه أُ ْ‬‫ضعُ ل َ ُ‬ ‫ست ُْر ِ‬ ‫م فَ َ‬ ‫سْرت ُ ْ‬ ‫) وَِإن ت ََعا َ‬
‫‪ -4‬أن يقدم المهر لعروسه قل أو كثر و ل تتكلف المرأة شيئا ً‬
‫ة )‪(4‬النساء(‪0‬‬ ‫حل َ ً‬ ‫صد َُقات ِهِ ّ‬
‫ن نِ ْ‬ ‫ساء َ‬ ‫لقوله تعالى ‪َ) :‬وآُتوا ْ الن ّ َ‬
‫إذن هذه العباء المالية الملقاة على عاتق الرجل شرعًا‪ ,‬هي‬
‫التي أدت الى هذا التفاوت في أنصبة الرث بينه وبين المرأة ‪0‬‬
‫وعليه يمكن القول بأن الرجل والمرأة متعاكسان في الملك‬
‫والمصروف‪ ,‬فليس هناك من غبن أو ظلم‪ -‬كما يتوهم المغرضون‬
‫‪ -‬في قضية الميراث عند المسلمين بتطبيق قاعدة التنصيف ‪0‬‬
‫ومقارنة سريعة وبسيطة بين ما يمكن أن تملكه النساء‬
‫المسلمات عن طريق الرث وما يمكن أن تحصل عليه النساء‬
‫غير المسلمات في العالم من أموال معتمدين على ماجاء في‬
‫تقرير برنامج ‪:‬‬
‫" خطة العمل العالمية للنصف الثاني من عقد المم المتحدة‬
‫للمرأة العالمية عام ‪" 1980‬‬
‫لدركنا بطلن التعرض لهذه القاعدة موضوع النتقادات ‪0‬‬
‫يقول التقرير ‪ " :‬فبينما تمثل المرأة ‪ %50‬من سكان العالم‬
‫الراشدين وثلث قوة العمل الرسمية ‪ ,‬فإنها تعمل تقريبا ً ثلثي‬
‫ساعات العمل ول تتلقى إل عشر الدخل العالمي‪ ,‬وتمتلك أقل‬
‫من واحد بالمائة من الممتلكات في العالم "‪0‬‬
‫بينما مقدار أو نسبة ما تملكه المرأة المسلمة عن طريق الرث‬
‫يمثل ‪ 33.33‬بالمائة رغم قاعدة التنصيف ‪ 0‬فالدعوة إلى تغير "‬
‫قاعدة التنصيف " في قضية الرث دعوة ل يمكن أن تعطي ثمارا ً‬
‫مقنعة للداعين لها‪ ,‬هذا فضل ً عن أنها حكم شرعي إلهي ل يقبل‬
‫التعديل ول التبديل ومن أعلم بمصلحة الخلق إل هو سبحانه‬
‫وتعالى ؟‪0‬‬
‫‪ -5‬رأي المنصفين بنظام التوريث عند السلم ‪:‬‬
‫جاء على لسان " أنا بيزنت " في كتابها ‪ " :‬الديان المنتشرة في‬
‫الهند " ما يلي ‪:‬‬
‫" إن قاعدة الرث في السلم للمرأة‪ ,‬أكثر عدل ً وأوسع حرية‬
‫من ناحية الستقلل الذي يمنحه إياه القانون المسيحي النكليزي‬
‫‪ 0‬وما سنه السلم للمرأة يعتبر قانونا ً نموذجا ً إذ تكفل بحمايتها‬
‫في كل ما تملكه عن أقاربها أو زوجها أو أبيها "‪0‬‬
‫كما جاء على لسان " غوستاف لوبون " في هذا الموضوع ما يلي‬
‫‪:‬‬
‫" منح القرآن المرأة حقوقا ً إرثية بأحسن مما في قوانيننا‬
‫الوروبية ‪ 0‬وإن قوانين الميراث التي نص عليهاالقرآن على جانب‬
‫كبير من العدل والنصاف ‪ 0‬وأن الشريعة السلمية منحت‬
‫الزوجان حقوقا ً في المواريث ل نجد مثلها في قوانيننا "‪0‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫منقول عن‪ ) :‬حقوق المرأة بين الشرع السلمي والشرعة‬
‫العالمية لحقوق النسان (‬
‫================‬
‫الشبهة)‪ : (2‬قولهم بالمساواة ) التامة (بين الرجل‬
‫والمرأة‬
‫وى فيها السلم بين‬ ‫س ّ‬ ‫والجواب أن يقال ‪ :‬ما هي الموُر التي َ‬
‫ة؟ وما هي الموُر التي فَّرق فيها بينهما؟ ل شك أن‬ ‫الرجل والمرأ ِ‬
‫ل‬ ‫م الفص ِ‬ ‫ن السؤالين ضرورِيّ حتى ل ُيؤِدي عد ُ‬ ‫ذي ِ‬ ‫ب عن ه َ‬ ‫الجوا ِ‬
‫ن من‬ ‫عي ِ‬ ‫ض ل َِنو َ‬ ‫ة‪ .‬وفيما يأتي عْر ٌ‬ ‫في هذهِ المسألةِ إلى ظلم ِ المرأ ِ‬
‫ت‬ ‫مغَْزى وراء التفريقا ِ‬ ‫ل في ت ِْبيان اِلحكمةِ وال ْ‬ ‫ن الدخو ِ‬ ‫الحكام ِ دو َ‬
‫ب التبريرِ والدفاِع عن‬ ‫ب أسلو ِ‬ ‫ج البحث في اجتنا ِ‬ ‫ما مع منه ِ‬ ‫اْنسجا ً‬
‫ه‪:‬‬ ‫أحكام ِ شرِع الل ِ‬
‫ققت فيها المساواة ُ بين الرجل والمرأة وهي‬ ‫أ‪ -‬الحكام التي َتح ّ‬
‫كثيرة ٌ منها‪:‬‬
‫ت‬ ‫ج وزكاةٍ مع اختلفا ٍ‬ ‫َ‬
‫ت من طهارةٍ وصلةٍ وصوم ٍ وح ٍ‬ ‫‪ -1‬العبادا ُ‬
‫ست‪ .‬أما‬ ‫ف َ‬ ‫ت أو ن َ‬ ‫ض ْ‬ ‫صوم ِ ُتفطر المرأة ُ ُوجوبا إذا حا َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫يسيرة‪ .‬فَ َ‬
‫س‪،‬‬ ‫في الصلةِ فل اختلف بينها وبين الرجل إطلًقا إل في اللبا ِ‬
‫ن‬‫د‪ ،‬وكو ِ‬ ‫ل من صلِتها في المسج ِ‬ ‫ن صلِتها في بيِتها أفض ُ‬ ‫وفي كو ِ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ف الرجا ِ‬ ‫صفو ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل ِ‬ ‫ف النساء في الجماعةِ آخَرها ب ِ ِ‬ ‫خيرِ صفو ِ‬
‫ل‪ ،‬وفي‬ ‫ح كالرجا ِ‬ ‫ق ل بالتسبي ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫سَها بالت ّ ْ‬ ‫م إذا َ‬ ‫وفي ت َْنبيهَِها الما َ‬
‫ة‬
‫رها بالقراءةِ في الصل ِ‬ ‫جه ْ ِ‬ ‫عدم جوازِ إمامِتها للرجال‪ ،‬وفي َ‬
‫قد ْرٍ يؤمن معه‬ ‫ب فَت َْرفعُ صوَتها ب ِ َ‬ ‫ل الجان ِ‬ ‫م الرجا ِ‬ ‫الجهرية أما َ‬
‫ة‪.‬‬ ‫الفتن ُ‬
‫ذنيَها‬ ‫ُ‬
‫حذاء أ ُ‬ ‫ض الفقهاء من أنها ل ت َْرفَعُ يد َْيها ِ‬ ‫أما ما ذهب إليه بع ُ‬
‫ة‪ .‬وذهب آخرون‬ ‫ل والمرأ ِ‬ ‫سنة للرج ِ‬ ‫ذه هي ال ّ‬ ‫من ْك َب َْيها فه ِ‬ ‫بل حذاَء ِ‬
‫صح في هذا‬ ‫عها وسجوِدها؛ ول ي َ ِ‬ ‫خد َي َْها في ُركو ِ‬ ‫م فَ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫إلى أنها ت َ ُ‬
‫ل بأنها ل تفرج أصاب َِعها في الركوِع‪ ،‬وبأنها تضع‬ ‫ل‪ ،‬وكذلك القو ُ‬ ‫دلي ٌ‬
‫مْيها أو أنها تضع يد َي َْها في التشهدِ‬ ‫شماِلها تحت قد َ َ‬ ‫يميَنها على ِ‬
‫َ‬
‫ل بأنها‬ ‫كبتيها‪ .‬أما القو ُ‬ ‫صابعها ُر ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫على فخديها حتى تب ْل ُغَ ُرؤو ُ‬
‫ة‬
‫سن ُ‬ ‫صد َ التشهد َ الخيَر فال ّ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫سها للتشهد ِ فإ ْ‬ ‫جُلو ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫تتورك في حا ِ‬
‫متوركا بالنسبةِ للرجل والمرأة على السواء‪ ،‬وكذلك‬ ‫س ُ‬ ‫فيهِ الجلو ُ‬
‫د‪.‬‬
‫ة الصلة في المسج ِ‬ ‫ل يصح القول إنه ي ُك َْره ُ حضوُرها جماع َ‬
‫ي كأنك تراها‬ ‫ة صلةِ النب ّ‬ ‫خ اللباني في نهايةِ كتابه »صف ُ‬ ‫قال الشي ُ‬
‫ه‬
‫ل ما تقدم من صفةِ صلت ِ‬ ‫م« ما نصه‪ :‬ك ُ‬ ‫من التكبيرِ إلى التسلي ِ‬
‫ل والنساُء‪ ،‬ولم ي َرِد ْ في‬ ‫صلى الله عليه وسلم يستوي فيه الرجا ُ‬
‫م قوِله صلى‬ ‫ض ذلك‪ ،‬بل إن عمو َ‬ ‫من َبع ِ‬ ‫ضي استثناًء ِ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫سنةِ ما ي َ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫صّلي« يشملهن‪ ،‬وهو قول‬ ‫ُ‬
‫وني أ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ما َرأي ْت ُ ُ‬ ‫صّلوا ك َ َ‬ ‫الله عليه وسلم » َ‬
‫ل المرأة ُ في َالصلةِ كما يفعل‬ ‫ي قال‪ »:‬تفعَ ُ‬ ‫خعِ ّ‬ ‫إبراهيم الن ّ َ‬
‫داَء »أنها‬ ‫م الد ّْر َ‬ ‫ح عن أ ّ‬ ‫ل«)‪ ،(583‬وروى البخاري بسن َد ٍ صحي ٍ‬ ‫الرج ُ‬
‫ة )‪ (584‬أما‬ ‫قيهَ ً‬ ‫ل وكانت ف ِ‬ ‫ة الرج ِ‬ ‫جْلس َ‬ ‫س في صلِتها ِ‬ ‫كانت تجل ِ ُ‬
‫ث انضمام ِ المرأة في السجود وأنها ليست في ذلك كالرجل‪،‬‬ ‫حدي ُ‬
‫ح‪ .‬رواه أبو داود في »المراسيل« عن يزيد ِ بن‬ ‫ص ّ‬ ‫ل ول ي َ ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫مْر َ‬‫فهو ُ‬
‫ن عمَر أنه كان يأمُر‬ ‫ب‪ .‬وأما ما رواه المام أحمد عن اب ِ‬ ‫أبي حبي ٍ‬
‫ح إسناد ُه ُ لن فيه عبد الله بن‬ ‫ِنساَءه ُ ي َت ََرب ّْعن في الصلة فل يص ّ‬
‫عمر العمري وهو ضعيف« )‪. (585‬‬
‫ة‬
‫ل إل في أمورٍ معدود ٍ‬ ‫ف عن الرج ِ‬ ‫ج فإن المرأة َ ل تختل ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫وفي ال َ‬
‫صر ول‬ ‫ق ّ‬ ‫سها المشروِع‪ ،‬وأنها ت ُ َ‬ ‫من لبا ِ‬ ‫قليلةٍ هي‪ :‬أّنها ل ت َن ْزِع ُ شيئا ً ِ‬
‫ق‪ ،‬إّنما‬ ‫حل ْ ٌ‬ ‫س على النساِء َ‬ ‫حِلق لقوِله صلى الله عليه وسلم‪» :‬ل َي ْ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫شعَْرها َفتقص منه قَ ْ‬
‫در‬ ‫معُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫على النساء التقصيُر« )‪ ، (586‬فَت َ ْ‬
‫وداع إذا‬ ‫مَلة‪ ،‬وأنها إن حاضت فل تنتظر ل ِت َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ف ال َ‬ ‫ف طوا َ‬ ‫طو َ‬ ‫الن ْ ُ‬
‫ت‬‫ل البي ِ‬ ‫ف النساِء حو َ‬ ‫ة‪ .‬وطوا ُ‬ ‫ف الَفاض ِ‬ ‫طوا َ‬‫ت َ‬ ‫كانت قد طاف ْ‬
‫حو َ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫ل عليهِ ّ‬ ‫م َ‬
‫ي‪ ،‬فل َر َ‬ ‫ش ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن بين الصفا والمروةِ ك ُل ُ‬ ‫سعْي ُهُ ّ‬ ‫و َ‬
‫طباع ٌ )‪. (587‬‬ ‫ض ّ‬ ‫ت ول بين الصفا والمروة وليس عليهن ا ْ‬ ‫البي ِ‬
‫جهًْرا فَُيجاب عنه أن عائشة رضي الله‬ ‫ل بأنها ل ت ُل َّبي َ‬ ‫أما القو ُ‬
‫ة‪:‬‬ ‫ل‪ ،‬قال أبو عطي َ‬ ‫مَعها الرجا ُ‬ ‫عنها كانت ترفع صوَتها حتى يس َ‬
‫م كيف كانت ت َل ِْبي ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫ة رسو ِ‬ ‫ت عائشة تقول‪ :‬إني لع ْل َ ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ُ ،‬ثم سمعها ُتلّبي ب َعْد َ ذلك )‪ .(588‬وعلى‬
‫فت َْنة‪.‬‬ ‫ش ال ِ‬ ‫خ َ‬ ‫هذا فإن المرأة ت َُلبي وترفعُ صوَتها ما لم ت َ ْ‬
‫ة ل عند‬ ‫ف في ع ََرفَ َ‬ ‫موقِ ِ‬ ‫ف في حاشيةِ ال َ‬ ‫ق ُ‬‫ل بأنها ت ِ‬ ‫وأما القو ُ‬
‫ل يكون راكبًا‪ ،‬فهذا مما ل‬ ‫قعُد ُ في حين أن الرج َ‬ ‫ت وت ْ‬ ‫خرا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫َال ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ف له دلي ً‬ ‫أعرِ ُ‬
‫ف لنه‬ ‫ل عدا الطوا َ‬ ‫فعُله الرج َ‬ ‫ل ما ي ْ‬ ‫حج تفعل ك ّ‬ ‫ض في ال َ‬ ‫والحائ ِ ُ‬
‫ت‪»:‬افْعَِلي ما‬ ‫ض ْ‬ ‫ة لما حا َ‬ ‫صلة ٌ قال صلى الله عليه وسلم لعائش َ‬
‫ري« )‪. (589‬‬ ‫ت حتى ت َط ْهُ ِ‬ ‫طوفي بالبي ِ‬ ‫ج‪ ،‬غ َي َْر أل ت َ ُ‬ ‫ل الحا ُ‬ ‫يفعَ ُ‬
‫‪ -2‬المعاملت‪ :‬ل تشترط الذكورة في عقود البيع والتجارة‬
‫والقرض والهبة والوقف والحوالة والضمان والقراض والشركة‬
‫والجارة والجعالة والمساقاة والمزارعة والرهن والشفعة وغيرها‬
‫من العقود‪ ،‬ولذا فإن الرجل والمرأة في النشطة المالية‬
‫والقتصادية المختلفة سواء‪.‬‬
‫‪ -3‬الحدود والقصاص‪ :‬تستوي المرأة والرجل في كل ما يتعلق‬
‫جم بلباسها‬ ‫جم الزانية فإنها ت ُْر َ‬ ‫بالحدود والقصاص إل فيما يخص ر ْ‬
‫ما وهذا اجتهاد ٌ فقهي وليس‬ ‫ة والرجل قائ ً‬ ‫الشرعي‪ ،‬وُتجلد جالس ً‬
‫ة‬
‫ما َيعتمد على نص‪ ،‬فما ُرِوي من أنه »ُتضَرب المرأة جالس ً‬ ‫حك ً‬
‫ما« ل يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم )‪.(590‬‬ ‫والرجل قائ ً‬
‫صن‪ ،‬ول‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫فى الزاني غير ال ُ‬ ‫صنة وي ُن ْ َ‬ ‫ح َ‬
‫م ْ‬ ‫فى الزانية غير ال ُ‬ ‫ول ت ُن ْ َ‬
‫تدخل مع العاقلة فل شئ عليها من الدية‪ .‬ول يصح القول‪ :‬إن‬
‫ل المرأة ُ إذا‬ ‫قت َ ُ‬‫دا على حديث »ل ت ُ ْ‬ ‫دت ل تقتل اعتما ً‬ ‫المرأة إذا ارت ّ ّ‬
‫ارتدت« قال الداَرقطني‪ :‬ل يصح هذا الحديث عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم )‪. (591‬‬
‫حكى بعض أهل‬ ‫دية‪ ،‬وقد َ‬ ‫ول تستوى المرأة مع الرجل في ال ّ‬
‫الجماع على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل منهم ابن‬
‫مْرِوي عن عمر‬ ‫المنذر وابن عبد البر وابن حزم وغيرهم وهو َ‬
‫وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت وغيرهم رضي الله عنهم ولم‬
‫قل عن أحد خلُفه ممن ي ُعَْتد به سوى الصم وابن ع ُل َّية من‬ ‫ي ُن ْ َ‬
‫كتب‬ ‫المعتزلة حكاه عنهما الشوكاني في الّنيل نقل ً عن البحر من ُ‬
‫الزيدية ومثل هذين ل ي ُعَْتد بخلفهما« )‪.(592‬‬
‫‪ -4‬الصيد والذبائح واليمان والنذور فالرجل والمرأة فيها سواء‪.‬‬
‫‪ -5‬الفتاء‪ :‬فللمرأة العالمة بالحكام الشرعية المتمكنة من‬
‫فِتي النساء والرجال على حد سواء ضمن‬ ‫الفتاء الشرعي أن ت ُ ْ‬
‫حدود الشريعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحكام والمسائل التي ثبت فيها التفريق بين الرجل‬
‫والمرأة‪:‬‬
‫َ‬
‫مث ْ ُ‬
‫ل‬ ‫م ِللذ ّك َرِ ِ‬ ‫ه ِفي أوْل َد ِك ُ ْ‬ ‫م الل ُ‬ ‫صيك ُ ُ‬ ‫‪ -1‬الميراث‪ :‬قال تعالى‪ُ} :‬يو ِ‬
‫َ‬ ‫َ ّ ُ‬
‫جك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ك أْزَوا ُ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫م نِ ْ‬ ‫ن{)‪ ،(593‬وقال تعالى }وَل َك ُ ْ‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬
‫من‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ت ََرك ْ َ‬ ‫م ّ‬‫م الّرب ُعُ ِ‬ ‫ن وَل َد ٌ فَل َك ُ ُ‬ ‫ن ل َهُ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ن وَل َد ٌ فَِإن َ‬ ‫كن ل ّهُ ّ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ِإن ل ّ ْ‬
‫َ‬
‫كن‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن الّرب ُعُ ِ‬ ‫ن وَل َهُ ّ‬ ‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي َ‬ ‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫ب َعْد ِ وَ ِ‬
‫ما ت ََرك ُْتم{ )‪.(594‬‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫م وَل َد ٌ فَل َهُ ّ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَل َد ٌ فَِإن َ‬ ‫ل ّك ُ ْ‬
‫‪ -2‬الشهادة وفيها تفصيل كما يأتي‪:‬‬
‫شْرب‬ ‫ة كحد ال ّ‬ ‫قَبل شهادة النساء في القصاص والحدود كاف ً‬ ‫أ‪ -‬ل ت ُ ْ‬
‫وقطع الطريق والقتل بالّردة وكذلك التعزير فل بد في كل هذه‬
‫قَبل فيها‬ ‫من شهادة رجلين إل الزنا واللواط وإتيان البهائم فل ي ُ ْ‬
‫ت ثُ ّ‬
‫م‬ ‫صَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل لقوله تعالى‪َ } :‬وال ّ ِ‬ ‫أربعة رجا ٍ‬ ‫ل من‬ ‫أق ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫داَء {)‪.(595‬‬ ‫شه َ َ‬ ‫م ي َأُتوا ب ِأْرب َعَةِ ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫خْلع‬‫جعة وال ُ‬ ‫ب‪ -‬ما ي َط ِّلع عليه الرجال عادة كالّنسب والطلق والّر ْ‬
‫والولدة والنكاح والوصية والتوكيل في المال فلبد فيها من‬
‫حه‬ ‫ج َ‬ ‫قبل فيه شهادة النساء ور ّ‬ ‫شهادة رجلين‪ ،‬وقال أبو حنيفة ت ُ ْ‬
‫َ‬
‫م {)‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫ل ّ‬ ‫دوا ذ َوَيْ ع َد ْ ٍ‬ ‫شه ِ ُ‬ ‫ابن قيم الجوزية‪ .‬قال تعالى‪ } :‬وَأ ْ‬
‫‪.(596‬‬
‫قْرض والجارة والرهن والوديعة‬ ‫ج‪ -‬المعاملت المالية كالبيع وال َ‬
‫قا مالًيا‬ ‫صب والوْقف‪ ،‬وكذلك قتل الخطأ لن ح ً‬ ‫والقرار والغَ ْ‬
‫يترتب عليه‪ ،‬فيكفي في هذا كله رجلن أو رجل وامرأتان لقوله‬
‫ن‬ ‫كوَنا َر ُ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م فَِإن ل ّ ْ‬ ‫جال ِك ُ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫من ّر َ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِهيد َي ْ ِ‬ ‫شه ِ ُ‬ ‫تعالى‪َ } :‬وا ْ‬
‫ل وا َ‬
‫داِء{ )‪. (597‬‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضو ْ َ‬ ‫من ت َْر َ‬ ‫م ّ‬‫ن ِ‬ ‫مَرأَتا ِ‬ ‫ج ٌ َ ْ‬ ‫فََر ُ‬
‫د‪ -‬ما ل يط ّل ِعُ عليه الرجال عادة ً وت َغِْلب على النساء معرفته‬
‫قبل فيه شهادة امرأتين كعُُيوب النساء تحت‬ ‫والطلع عليه فت ُ ْ‬
‫حل الجماع‬ ‫م َ‬ ‫ثيابهن والولدة والَبكارة والثيوبة والقْرن )انسداد َ‬
‫ظم( والرتق )انسداد محل الجماع بلحم( والب ََرص‪ .‬ول يصح ما‬ ‫ب ِعَ ْ‬
‫ذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز شهادة‬ ‫ح َ‬‫ُرِوي عن ُ‬
‫القابلة وحدها« )‪. (598‬‬
‫هـ‪ -‬الرضاعة‪ :‬وتقبل فيها شهادة امرأة واحدة عدل لقوله صلى‬
‫الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري من حديث عقبة بن الحارث‬
‫كما« وَترجم له‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ت أنها قد أْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف وََقد َزع َ َ‬ ‫رضي الله عنه »ك َي ْ َ‬
‫ضعة« )‪. (599‬‬ ‫مْر ِ‬ ‫البخاري بقوله‪» :‬باب شهادة ال ُ‬
‫ل أو‬ ‫و‪ -‬رؤية هلل رمضان وُتقبل فيه شهادة رجل مسلم واحد ٍ عد ٍ‬
‫شهادة مسلمةٍ واحدةٍ على السواء‪.‬‬
‫ذبح من النعام عند الولدة إذ ي َُعق عن‬ ‫‪ -3‬العقيقة‪ :‬وهي ما ي ُ ْ‬
‫ن‬‫الذكر شاتان وعن النثى شاة‪ .‬قال صلى الله عليه وسلم »ع َ ِ‬
‫ن وعن الجارية شاة« )‪.(600‬‬ ‫كاِفئتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫الُغلم ِ شاتان ُ‬
‫‪ -4‬الجهاد بالنفس فل يجب على المرأة‪ ،‬وإنما ُتجاهد ِبمالها‬
‫وكذلك بالحج »فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت‪ :‬يا رسول‬
‫د؟ قال‪ :‬نعم عليهن جهاد ٌ ل قتال فيه‪:‬‬ ‫الله هل على النساء جها ٌ‬
‫حج والُعمرة« )‪. (601‬‬ ‫ال َ‬
‫قبور ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث‬ ‫‪ -5‬زيارة ال ُ‬
‫الصحيح ‪ " :‬لعن الله زائرات القبور " ‪ .‬ولكن لو مرت بقبر أو‬
‫بسور المقبرة فل حرج أن تقف وُتسلم على الموتى ‪.‬‬
‫‪ -6‬العورة‪ :‬ففي حين أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة فإن‬
‫ة في‬ ‫رق ٌ‬ ‫ف ِ‬‫المرأة كلها عورة في النظر‪ .‬وينشأ عن هذا الفرق ت َ ْ‬
‫ستر جسدها كله‪ .‬وفي حين أن‬ ‫اللباس‪ .‬ذلك أن المرأة مأمورة ٌ ب َ‬
‫الرجل مأموٌر بأل يتجاوز ثوبه كعبيه والفضل أن يكون لمنتصف‬
‫ة في جر الزار لنه يكون أستر لهن قال‬ ‫ساقيه فإن للمرأة رخص ً‬
‫م‬
‫ه إليه يو َ‬ ‫م ي َن ْظ ُرِ الل ُ‬ ‫خَيلء‪ ،‬ل َ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جّر ث َوْب َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪َ »:‬‬
‫ن؟ قال‪:‬‬ ‫ة‪ :‬فَك َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫قيامةِ فَ َ‬
‫صن َعُ النساُء ب ِذ ُِيول ِهِ ّ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫سلم َ‬ ‫م َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫قال ْ‬ ‫ال ِ‬
‫عا‬
‫ه ِذرا ً‬ ‫ن‪ ،‬قال‪ :‬فَي ُْر ِ‬
‫خي ْن َ ُ‬ ‫مه ّ‬‫ف أْقدا ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن ت َن ْك َ ِ‬‫شب ًْرا‪ ،‬فقالت‪ :‬إ ِذ َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫خي َ‬ ‫ي ُْر ِ‬
‫ن ع ََليه« )‪. (602‬‬ ‫ل ي َزِد ْ َ‬
‫‪َ -7‬بول الصبي والصبية‪ :‬ذلك أن بول الصبي الذي لم ُيجاِوز‬
‫ضح‪ .‬أما بول الصبية فلبد فيه من الَغسل‪ ،‬قال‬ ‫سن ََتين يكفيه الن ّ ْ‬
‫سل« )‬ ‫ضح‪ ،‬وبول الجارية ي ُغْ َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم »بول الُغلم ي ُن ْ َ‬
‫‪.(603‬‬
‫معت َب ًَرا ع ُْرًفا إل‬ ‫‪ -8‬السفر ‪ :‬فل يجوز للمرأة أن تسافر سفًرا ُ‬
‫حَرم حتى لو كان السفر للحج‪ .‬وما ذهبت إليه‬ ‫م ْ‬ ‫صحَبة َزوج أو َ‬ ‫بِ ُ‬
‫قة النساء فل يصح‪ ،‬وذلك‬ ‫بعض المذاهب من جواز سفرها في رِفْ َ‬
‫ضت ِهِ للحاديث الصحيحة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫لمعار َ‬
‫مَعها‬ ‫ل إل و َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل عليها َر َ‬ ‫خ ُ‬ ‫حَرم ول ي َد ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫»ل ُتسافر امرأة ٌ إل مع ِذي َ‬
‫حَرم« )‪. (604‬‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -9‬ومما تفترق به المرأة عن الرجل اختصاص الم بقد ْرٍ زائد ٍ من‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫هريرة رضي الله عنه قال‪»:‬جاء َر َ‬ ‫ب‪ .‬فعن أبي ُ‬ ‫الب ِّر عن ال ِ‬
‫س‬ ‫َ‬
‫حقّ النا ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫سو ِ‬ ‫إلى ر ُ‬
‫من؟ قال‪ :‬أمك‪ .‬قال ثم‬ ‫ك‪ .‬قال‪ُ :‬ثم َ‬ ‫م ْ‬ ‫صحاَبتي؟ قال أ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫بِ ُ‬
‫مِغيرة‬ ‫من؟ قال‪ :‬أمك‪ .‬قال ثم من؟ قال‪ :‬أبوك« )‪ . (605‬وعن ال ُ‬
‫شْعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫بن ُ‬
‫عقوقَ المهات ووأد َ البنات« )‪(606‬‬ ‫ْ‬ ‫كم ُ‬ ‫م علي ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫قال‪» :‬إ ّ‬
‫ما بأن عقوق الوالدين‬ ‫عل ً‬ ‫ث بالذكر عقوق المهات ِ‬ ‫خص الحدي ُ‬ ‫فَ َ‬
‫م‪.‬‬
‫حّر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫كليهما ُ‬
‫سط‬ ‫‪ -10‬ومما تفترق فيه النساء عن الرجال أنه ليس لهن و َ‬
‫الطريق‪ ،‬وأنه ينبغي عليهن اجتناب الرجال في الط ُّرقات قال‬
‫ط الطريق« )‪. (607‬‬ ‫س ُ‬ ‫س للنساِء وَ َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪» :‬ل َي ْ َ‬
‫‪ -11‬اختصاص البنات بقد ْرٍ زائد ٍ في التربية عن النباء‪ .‬قال صلى‬
‫ن‬ ‫صَبر عَليهن‪ ،‬وأ َط ْعَ ََُ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َ‬
‫م ّ‬ ‫ّ‬ ‫ث بنا ٍ‬ ‫الله عليه وسلم‪» :‬من كان له ثل ُ‬
‫ة«‬ ‫قيام ِ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن النارِ َيو َ‬ ‫م َ‬ ‫حجاًبا ِ‬ ‫ن له ِ‬ ‫جد َِته‪ ،‬ك ُ ّ‬ ‫ن من ِ‬ ‫ن وكساهُ ّ‬ ‫وسقاهُ ّ‬
‫ت‬‫من هذ ِهِ البنا ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ن اب ْت ُل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫)‪ ، (608‬وقال صلى الله عليه وسلم » َ‬
‫من النار« )‪. (609‬‬ ‫َ‬
‫ست ًْرا ِ‬ ‫ن‪ ،‬كن له ِ‬ ‫ن إليهِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ئ‪ ،‬فأ ْ‬ ‫بش ٍ‬
‫‪ -12‬تقديم النساء على الرجال في الحضانة‪ ،‬ذلك أنه في حالة‬
‫ض فإن الم أحق بحضانة الولد من الب‬ ‫افتراق الزوجين عن بع ٍ‬
‫ما لم تتزوج‪ ،‬فعن عمرو بن العاص أن امرأة ً قالت‪» :‬يا رسو َ‬
‫ل‬
‫حواًء‪ ،‬وث َد ِْيي له‬ ‫جري له ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن اب ِْني هذا كان بط ِْني له ِوعاًء و ِ‬ ‫اللهِ إ ّ‬
‫ل الله صلى الله‬ ‫مّني‪ ،‬فقال رسو ُ‬ ‫عه ِ‬ ‫عم أبوه أن ين ْزِ َ‬ ‫سقاًء‪ ،‬وَز َ‬ ‫ِ‬
‫ت أحقّ ب ِهِ ما لم ت ُن ْكحي« )‪. (610‬‬ ‫َ‬ ‫عليه وسلم‪ :‬أن ِ‬
‫ه رسول الله‬ ‫حّرم ُ‬ ‫‪ -13‬الغتسال في الحمامات العامة ‪ :‬فقد َ‬
‫ه من الفقهاء‬ ‫ح ُ‬ ‫صلى الله عليه وسلم على النساء‪ .‬ومن أبا َ‬
‫ث غير صحيح‪.‬‬ ‫فساء والمريضة فقد استدل على ذلك بحدي ٍ‬ ‫للن ّ َ‬
‫والصواب أن دخول المسلمة الحمام العمومي ل يصح‪ .‬ولو بمئزٍر‬
‫ن‬‫م ُ‬ ‫من كان ي ُؤ ْ ِ‬ ‫لما ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم‪َ » :‬‬
‫من كان يؤمن‬ ‫م بغيرِ إزاٍر‪ ،‬و َ‬ ‫ما َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ ِ‬ ‫خرِ فل يد ْ ُ‬ ‫بالله واليوم ِ ال ِ‬
‫ه الحمام‪ ،‬ومن كان يؤمن بالله‬ ‫حِليل َت َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫خ ْ‬ ‫خرِ فل ي ُد ْ ِ‬ ‫بالله واليوم ال ِ‬
‫مُر«)‪.(611‬‬ ‫خ ْ‬ ‫س على مائدةٍ ُيداُر عليها ال َ‬ ‫جل ْ‬ ‫واليوم الخر فل ي َ ْ‬
‫‪ -14‬الملعنة ‪ :‬فهي خاصة بالرجل دون المرأة‪ .‬فللرجل أن‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ت على زوجته بالزنا‪ .‬قال تعالي‪َ }:‬وال ّ ِ‬ ‫شَهد أربع شهادا ٍ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫حد ِه ِ ْ‬ ‫شَهاد َة ُ أ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫داُء إ ِل ّ أن ْ ُ‬ ‫شه َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫كن ل ّهُ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م وَل َ ْ‬ ‫جه ُ ْ‬ ‫ن أْزَوا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫ن{ )‪. (612‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه لَ ِ‬ ‫ت ِباللهِ إ ِن ّ ُ‬ ‫دا ٍ‬ ‫شَها َ‬ ‫أ َْرب َعُ َ‬
‫ص بخصوص قذف المرأة لزوجها بالزنا فيظل‬ ‫وبما أنه لم ي َرِد ْ ن َ ّ‬
‫مل به ِنصاب‬ ‫الحكم كما هو أي أنه ي ُط َْلب منها إحضار ما ي َك ْ ُ‬
‫جِلدت حد القذف‪.‬‬ ‫الشهادة وإل ُ‬
‫خرى‪ ،‬ول‬ ‫ُ‬
‫ولية في الزواج ‪ :‬فليس للمرأة أن ُتزّوج امرأة ً أ ْ‬ ‫‪ -15‬ال ِ‬
‫سها قال صلى الله عليه وسلم‪»:‬ل ت ُزِّوج المرأةُ‬ ‫ف َ‬ ‫أن ت َُزّوج ن َ ْ‬
‫فسها« )‪. (613‬‬ ‫ة‪ ،‬ول ت َُزّوج المرأة ُ ن َ ْ‬ ‫المرأ َ‬
‫عا‬ ‫َ‬
‫‪ -16‬وجوب استئذان الزوجة زوجها إن أرادت أن تصوم ت َطوّ ً‬
‫في حين ل يجب عليه أن يستأذنها إن أراد أن يفعل ذلك‪.‬‬
‫‪ -17‬التعدد في الزواج ‪ :‬فقد أباح الشرع السلمي للرجل أن‬
‫يتزوج أربعا ً دون أن يبيح للمرأة أن تتزوج بأكثر من رجل‪ .‬ول‬
‫ح ل يحتاج‬ ‫دا التساؤل عن الحكمة في ذلك؛ لنه أمٌر واض ٌ‬ ‫يصح أب ً‬
‫لجواب‪ ،‬فاختلط النساب أمٌر وارد ٌ في ت َعَد ّد ِ الزواج دون تعدد‬
‫ن أشد‬ ‫جنا ِ‬ ‫سته ِ‬ ‫ذوق البشرِّيين ي َ ْ‬ ‫فطرة وال ّ‬ ‫الزوجات‪.‬كما أن ال ِ‬
‫قبلن تعدد الزوجات‪.‬‬ ‫الستهجان تعدد الزواج بينما ي َ ْ‬
‫‪ -18‬ولية أمور المسلمين ويشمل المنع من السياسة والقضاء‬
‫ة« )‬ ‫مرأ ً‬ ‫ما ْ‬ ‫مَرهُ ُ‬ ‫م وَّلوا أ ْ‬ ‫ح قَوْ ٌ‬ ‫فل ِ َ‬
‫ن يُ ْ‬‫قال صلى الله عليه وسلم »ل َ ْ‬
‫‪. (614‬‬
‫حُرم عليها ذلك بخلف الرجل‪ ،‬قال‬ ‫طر خارج المنزل فَي َ ْ‬ ‫‪ -19‬التع ّ‬
‫مّرت‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪» :‬أّيا امرأةٍ است َعْط ََرت ثم خرجت‪ ،‬فَ َ‬
‫ن زانية« )‪. (615‬‬ ‫عي ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ة‪ ،‬وك ّ‬ ‫حها فهي زاني ٌ‬ ‫جدوا رِي ْ َ‬ ‫على َقوم ٍ ِلي ِ‬
‫‪ -20‬إباحة الذهب والحرير‪ ،‬فهو أمٌر خاص بالنساء دون الرجال‪.‬‬
‫ب على‬ ‫س الحريرِ والذ ّهَ ِ‬ ‫م ِلبا ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم‪ُ » :‬‬
‫لناث ِِهم« )‪. (616‬‬ ‫ل ِ‬ ‫ح ّ‬‫مِتي وأ ُ ِ‬ ‫ُ‬
‫كورِ أ ّ‬ ‫ذُ ُ‬
‫رع‬ ‫ش ِ‬ ‫شَرع للرجل على زوجته المتوفاة‪ ،‬و ُ‬ ‫‪ -21‬الحداد ‪ ،‬فلم ي ُ ْ‬
‫ح ّ‬
‫ل‬ ‫للمرأة على زوجها المتوّفى‪ .‬قال صلى الله عليه وسلم‪»:‬ل ي َ ِ‬
‫ث َليا ٍ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ت َفوقَ ثل ِ‬ ‫مي ٍ‬ ‫حد ّ على َ‬ ‫خرِ أن ت َ ِ‬ ‫ن بالله واليوم ال ِ‬ ‫م ُ‬ ‫لمرأةٍ ت ُؤ ْ ِ‬
‫إل الزوج‪ ،‬فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا« )‪. (617‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫متوّفى عنها زوجها والمطلقة قال تعالى‪َ} :‬وال ّ ِ‬ ‫‪ -22‬العدة لل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫ش َهُ ٍ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ن أْرب َعَ َ‬ ‫سهِ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ب ِأن ْ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫جا ي َت ََرب ّ ْ‬ ‫ن أْزَوا ً‬ ‫م وَي َذ َُرو َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ن ِ‬ ‫ي ُت َوَفّوْ َ‬
‫ن‬
‫سه ِ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ب ِأن ْ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ي َت ََرب ّ ْ‬ ‫قا ُ‬ ‫مط َل ّ َ‬ ‫شًرا{ )‪ ، (618‬وقال تعالى‪َ } :‬وال ْ ُ‬ ‫وَع َ ْ‬
‫مَنع من‬ ‫عدة ٌ لكنه ي ُ‬ ‫ة قُُروٍء{ )‪ . (619‬وليس على الرجل ِ‬ ‫ث َل َث َ َ‬
‫الزواج حتى تنتهي عدة زوجته الرابعة )‪. (620‬‬
‫‪ -23‬اتباع الجنائز‪ ،‬لنهي النبي صلى الله عليه وسلم النساء عن‬
‫ه‪ .‬فقد صح عن أم عطية رضي الله‬ ‫ي تنزي ٍ‬ ‫اتباع الجنائز وهو نه ُ‬
‫م علينا«)‬ ‫عنها قولها‪» :‬نهانا رسول الله عن اتباِع الجنائز‪ ،‬ولم ي َعْزِ ْ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ح ٌ‬ ‫مست َ َ‬ ‫‪ . (621‬أما الرجال فإن اتباع الجنائز في حقهم ُ‬
‫‪ -24‬إنزال الميت في القبر‪ :‬فهو خاص بالرجال ي َت َوَل ّوَْنه‪ ،‬ولو كان‬
‫الميت أنثى وذلك لما يأتي‪:‬‬
‫أ – أنه المعهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجرى عليه‬
‫عمل المسلمين حتى اليوم‪.‬‬
‫ب– أن الرجال أقوى على ذلك‪.‬‬
‫ن‬
‫ف شئ من أبدان ِهِ ّ‬ ‫ضى ذلك إلى اْنكشا ِ‬ ‫ج‪ -‬لو ت َوَل ّْته النساء لفْ َ‬
‫أمام الرجال )‪. (622‬‬
‫ة بالقتال‪ ،‬لكن‬ ‫م َ‬
‫كلف ٌ‬ ‫‪ -25‬اقتسام غنائم الحرب‪ :‬فالمرأة ليست ُ‬
‫ضخ لها إن قاتلت؛‬ ‫َ‬
‫إذا أِذن لها المام واشتركت في المعركة ُير َ‬
‫طي‬ ‫بمعني أن المام يعطيها عطاًء غير محدد‪ ،‬لكن دون أن ت ُعْ َ‬
‫مقاتلين‪ .‬وما رواه حشرج بن زياد عن جدته‪:‬‬ ‫صص ال ُ‬ ‫ح َ‬‫ةك ِ‬ ‫حص ً‬ ‫ِ‬
‫خي َْبر« فهو‬ ‫ن يوم َ‬ ‫م له ُ ّ‬‫سه َ َ‬‫»أن النبي صلى الله عليه وسلم أ ْ‬
‫حديث ضعيف )‪. (623‬‬
‫ض على كل مسلم ٍ ذكر‪،‬‬ ‫‪ -26‬الختان ‪ :‬ففي حين أن الختان فَْر ٌ‬
‫خَتن إل إن ظهرت لختان‬ ‫فإنه ليس كذلك بالنسبة للنساء فل ي ُ ْ‬
‫بعضهن حاجة‪ .‬أما إن لم تكن حاجة فل ختان‪ ،‬وذلك يختلف من‬
‫امرأةٍ لمرأة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -27‬وث َ ْ‬
‫م على الذكور؛ لنهم‬ ‫ن جائٌز بحق النساء حرا ٌ‬ ‫قب الذ ُ ِ‬
‫جْعل القراط في آذانهم‪.‬‬ ‫ممنوعون من َ‬
‫جليها بالحناء فإنه ليس‬ ‫ضب َيدْيها ورِ ْ‬ ‫خ ْ‬
‫‪ -28‬وفي حين أن للمرأة َ‬
‫ل ما‬‫ب الّرج ِ‬ ‫للرجل أن يفعل ذلك قال صلى الله عليه وسلم »ط ِي ْ ُ‬
‫ي ريحه«‬ ‫ف َ‬‫خ ِ‬‫طيب النساء ما ظهر لونه و َ‬ ‫ي ل َوُْنه‪ ،‬و ِ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ِ‬ ‫حه و َ‬ ‫ظ َهََر رِي ْ ُ‬
‫)‪.(624‬‬
‫حِلق رأسها بخلف الرجل؛ لما في ذلك‬ ‫‪ -29‬ول يجوز للمرأة أن ت ْ‬
‫محّرم‪.‬‬ ‫مث َْلة‪ ،‬ولما فيه من التشّبه بالرجال وكل ذلك ُ‬ ‫من ال ُ‬
‫‪ -30‬استحقاقها المهر عند الزواج وليس ذلك للرجل‪.‬‬
‫ة الذ ِك ْرِ بين الرجل والمرأة يجد أن‬ ‫وبعد فإن الدارس للفروق آنف َ‬
‫ب معينةٍ اقتضاها العدل بين الجنسين‪،‬‬ ‫ة لسبا ٍ‬ ‫تلك الفروق راجع ٌ‬
‫وأن المساواة بينهما في مثل هذه الحالت من التفريق تؤدي إلى‬
‫م أن المساواة في كثيرٍ من الحيان تؤدي‬ ‫الظلم‪ .‬وكما هو معلو ٌ‬
‫إلى الظلم‪ ،‬وأن العدل كثيًرا ما يقتضي التفرقة والتفريق بإعطاء‬
‫ف بما يناسب قدراته ويتناسب‬ ‫مك َل ّ ٍ‬
‫قه‪ ،‬وتكليف كل ُ‬ ‫قح ّ‬ ‫ل ِذي ح ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫مع طبيعته‪ .‬ولذا فإن كل مساواةٍ يقتضيها العدل وتقتضيها‬
‫الفطرة حققها السلم فعل ً بين الجنسين كالمساواة في الكرامة‬
‫النسانية وفي أصل التكليف وفي الثواب والعقاب‪ .‬أما التكاليف‬
‫وى السلم بين الرجل والمرأة في كل ما من‬ ‫س ّ‬‫الشرعية فقد َ‬
‫ما بأحدهما بتحميله فوق طاقته‪ .‬أو بتكليفه‬ ‫حق ظل ً‬ ‫شأنه أن ل ي ُل ْ ِ‬
‫لنثوية كإعفاء المرأة من‬ ‫بما ل يتناسب مع طبيعته الذ ّك َرية أو ا ُ‬
‫ِ‬
‫الجهاد‪ ،‬والختلف في اللباس نظًرا لختلف أجساد الجنسين‪.‬‬
‫وأن الفاحص لكثيرٍ من الفروق بين الجنسين في التكاليف يجد‬
‫أنها من باب التنوع والختصاص في المهام والوظائف‪ ،‬وليس‬
‫هناك من يقبل القول‪ :‬إن التنوع في التخصص والوظيفة بين‬
‫خر‪ ،‬بل إن ما‬ ‫المهندس والطبيب يعني أن أحدهما أفضل من ال َ‬
‫خر‪ .‬فهما يكملن بعضهما بعضا ً‬ ‫يقوم به أحدهما ل يقوم به ال َ‬
‫كليهما‪ ،‬وصدق رسول الله صلى الله عليه‬ ‫والمجتمع بحاجةٍ ل ِ‬
‫وسلم إذ قال‪»:‬النساء شقائقُ الرجال« )‪. (625‬‬
‫مال ي ُعَد ّ تفريقا ً بين الرجل والمرأة‪:‬‬
‫ضا للمسائل التي تستوي فيها المرأة مع الرجل‪،‬‬ ‫ما سبق كان عر ً‬
‫والمسائل التي يفرق فيها بينهما‪ .‬والصل أن الرجل والمرأة‬
‫سواء في كل شئ إل ما ثبت فيه التفرقة‪.‬‬
‫) المرجع ‪ :‬المرأة المسلمة بين اجتهادات الفقهاء وممارسات‬
‫المسلمين ‪ ،‬ص ‪138-123‬بتصرف يسير( ‪ .‬وانظر للزيادة ‪:‬‬
‫رسالة " الحكام التي تخالف فيها المرأة الرجل ‪ ،‬للستاذ سعد‬
‫الحربي " ‪.‬‬
‫الشبهة )‪ : (3‬دعوتهم لتولية المرأة للمناصب السياسية‬
‫روى البخاري – بإسناده ‪ -‬عن أبي بكرة رضي الله عنه قال ‪ :‬لقد‬
‫نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫حق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم ‪-‬‬ ‫كدت أن أل ْ َ‬
‫أيام الجمل بعد ما ِ‬
‫قال ‪ :‬لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد‬
‫مّلكوا عليهم بنت كسرى قال ‪ :‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة‬
‫وهم‬ ‫ح َ‬ ‫وُيوِرد بعض أعداء المّلة – من المستشرقين ومن ن َ َ‬
‫حا ن َ ْ‬
‫شبهات حول هذا الحديث ‪ ،‬وسأوِرد بعض ما‬ ‫دة ُ‬ ‫ع ّ‬
‫فهم – ِ‬ ‫فل ّ‬‫ولَ ّ‬
‫ُ‬
‫ت عليه من تلك الشبهات ‪ ،‬وأجيب عنها – بمشيئة الله – ‪.‬‬ ‫وقَ ْ‬
‫ف ُ‬
‫الشبهة الولى ‪:‬‬
‫لماذا لم يتذكر أبو بكرة راوية الحديث هذا الحديث إل بعد ربع‬
‫قرن وفجأة وفى ظل ظروف مضطربة ؟‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫لم ينفرد أبو بكرة رضي الله عنه بهذا المر ‪ ،‬فقد جاء مثل ذلك‬
‫كروا أحاديث سمعوها من‬ ‫عن عدد من الصحابة ‪ ،‬أي أنهم تذ ّ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يرووها إل في مناسباتها ‪ ،‬أو‬
‫كرها ‪.‬‬‫حين تذ ّ‬
‫فمن ذلك ‪:‬‬
‫‪ – 1‬ما قاله حذيفة رضي الله عنه قال ‪ :‬قام فينا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم مقاما ً ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫سَيه َ‬ ‫ظه ‪ ،‬ون َ ِ‬ ‫ف َ‬‫ح ِ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬‫ظه َ‬‫ف َ‬‫ح ِ‬
‫دث به ‪َ ،‬‬ ‫إلى قيام الساعة إل ّ ح ّ‬
‫سَيه ‪ ،‬قد علمه أصحابي هؤلء ‪ ،‬وإنه ليكون منه الشيء قد‬ ‫نَ ِ‬
‫ه الّرجل إذا غاب عنه ثم‬ ‫ج َ‬‫كر الرجل و ْ‬ ‫كره كما يذ ُ‬ ‫نسيته فأراه فأذ ُ‬
‫إذا رآه ع ََرَفه ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬وروى مسلم عن عمرو بن أخطب قال صلى بنا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت‬
‫الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر‬
‫ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس‬
‫فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا‬
‫ّ‬
‫‪ – 3‬ما فعله عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما حينما تولى‬
‫الخلفة سنة ‪ 64‬هـ ‪ ،‬فإنه أعاد بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ‪،‬‬
‫فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما ت ََرك ذلك إل لحدثان الناس‬
‫ب السلم ‪ ،‬فلما زالت هذه العِّلة أعاد ابن الزبير بناء الكعبة ‪.‬‬
‫ك عبد الملك بن مروان في ذلك فهدم الكعبة ‪ ،‬وأعاد بناءها‬ ‫وش ّ‬
‫على البناء الول ‪.‬‬
‫روى المام مسلم أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف‬
‫بالبيت إذ قال ‪ :‬قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم‬
‫المؤمنين ‪ ،‬يقول سمعتها تقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬يا عائشة لول حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى‬
‫جر ‪ ،‬فإن قومك قصروا في البناء ‪ ،‬فقال الحارث‬ ‫ح ْ‬‫أزيد فيه من ال ِ‬
‫بن عبد الله بن أبي ربيعة ‪ :‬ل تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا‬
‫دث هذا ‪ .‬قال ‪ :‬لو كنت سمعته قبل أن‬ ‫سمعت أم المؤمنين تح ّ‬
‫أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير ‪.‬‬
‫فهذا عبد الملك يعود إلى قول ابن الزبير ‪ ،‬وذلك أن ابن الزبير‬
‫لم ينفرد بهذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها ‪ ،‬وإنما رواه‬
‫غيره عنها ‪.‬‬
‫هذا من جهة‬
‫كر ابن‬ ‫م يتذ ّ‬ ‫م لَ ْ‬
‫قل عبد الملك بن مروان ل ِ َ‬ ‫ومن جهة أخرى لم ي ُ‬
‫الزبير هذا إل بعد أن توّلى ‪ ،‬وبعد ما يزيد على خمسين سنة بعد‬
‫وفاة النبي صلى الله عليه وسلم !‬
‫إلى غير ذلك مما ل ُيذكر إل في حينه ‪ ،‬ول ُيذكر إل في مناسبته ‪.‬‬
‫رد برواية الحديث ‪ ،‬شأنه‬ ‫ثم إن أبا بكرة رضي الله عنه لم ينف ِ‬
‫كشأن حديث عائشة في بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ‪ ،‬إذ لم‬
‫ينفرد به ابن الزبير عن عائشة ‪.‬‬
‫فحديث‪ :‬ل ُيفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة قد رواه الطبراني من‬
‫حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه ‪.‬‬
‫فزالت العِّلة التي عّللوا بها ‪ ،‬وهي تفّرد أبو بكرة بهذا الحديث ‪،‬‬
‫ولو تفّرد فإن تفّرده ل يضر ‪ ،‬كما سيأتي – إن شاء الله – ‪.‬‬
‫الشبهة الثانية ‪:‬‬
‫زعم بعضهم أن الحديث مكذوب ‪ ،‬فقال ‪ :‬الكذب في متن‬
‫الحديث فهو القول بأن النبي )صلى الله عليه وسلم( قاله لما‬
‫بلغه أن الفرس ولوا عليهم ابنة كسرى ‪ .‬في حين أنه ليس في‬
‫تاريخ الفرس أنهم ولوا عليهم ابنة كسرى ول أية امرأة أخرى ‪.‬‬
‫الجواب ‪ :‬هذا أول قائل إن في البخاري حديثا موضوعا مكذوبا ‪،‬‬
‫ولول أنه قيل به لما تعّرضت له ! لسقوط هذا القول ‪ ،‬ووهاء‬
‫هذه الشبهة !‬
‫فإن كل إنسان يستطيع أن ُيطلق القول على عواهنه ‪ ،‬غير أن‬
‫الدعاوى ل تثبت إل على قدم البّينة وعلى ساق الثبات ‪.‬‬
‫فإن قوله ‪ ) :‬في حين أنه ليس في تاريخ الفرس أنهم ولوا‬
‫عليهم ابنة كسرى ول أية امرأة أخرى (‬
‫دعوى ل دليل عليها ول مستند سوى النفي العام !‬
‫دم على النافي ‪.‬‬ ‫مق ّ‬‫مثِبت ُ‬ ‫في حين أن القاعدة ‪ :‬ال ْ ُ‬
‫كتب الحديث تنص على ذلك ‪.‬‬ ‫كتب التاريخ قبل ُ‬ ‫و ُ‬
‫قال ابن جرير الطبري في التاريخ ‪:‬‬
‫ثم ملكت بوران بنت كسرى أبرويز بن هرمز بن كسرى أنو‬
‫شروان‬
‫ظم ‪:‬‬ ‫وقال ابن الجوزي في المنت َ َ‬
‫ومن الحوادث ملك ) بوران ( بنت كسرى أبرويز ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫قد ابن الثير في كتابه ) الكامل في التاريخ ( بابا ً قال فيه ‪:‬‬ ‫وقد ع َ َ‬
‫ذكر ملك ) بوران ( ابنة ابرويز بن هرمز بن أنو شروان ‪.‬‬
‫ت الفرس ) بوران ( لنهم لم‬ ‫مل ّك َ ْ‬‫ثم قال ‪ :‬لما قُِتل شهريراز َ‬
‫ت السيرة في‬ ‫مّلكونه ‪ ،‬فلما أحسن ْ‬ ‫يجدوا من بيت المملكة رجل ي ُ َ‬
‫ت فيهم ‪ ،‬فأصلحت القناطر ‪ ،‬ووضعت ما بقي من‬ ‫رعيتها ‪ ،‬وعدل ْ‬
‫دت خشبة الصليب على ملك الروم ‪ ،‬وكانت مملكتها‬ ‫الخراج ‪ ،‬ور ّ‬
‫سنة وأربعة أشهر ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫صه ‪:‬‬‫وفي البدء والتاريخ للمقدسي ما ن ّ‬
‫وكان باذان بعث برجلين إلى المدينة كما أمره أبرويز ليأتياه‬
‫بالنبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فبينما هما عند النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم إذ قال لهما ‪ :‬إن ربى أخبرني إنه قََتل كسرى ابنه‬
‫هذه الليلة لكذا ساعات مضين منها ‪ ،‬فانصرف الرجلن ونظرا‬
‫فإذا هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم وثب شهرابراز‬
‫مَلك عشرين يوما ثم اغتالته‬ ‫الفارسي الذي كان بناحية الروم فَ َ‬
‫بوران دخت بنت ابرويز فقتلته ‪ ،‬وملكت بوران دخت سنة ونصف‬
‫ب الخراج ‪،‬‬ ‫ج ِ‬‫ت في الرعية ولم ت َ ْ‬ ‫سنة ‪ ،‬فأحسنت السيرة وع َد َل َ ْ‬
‫واد ‪ ،‬وفيها يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫وفّرقت الموال في الساورة والق ّ‬
‫دهقانة يسجد الملوك لها *** يجبى إليها الخراج في الجرب اهـ ‪.‬‬
‫مَلك فارس أكثر من امرأة في‬ ‫كر ابن كثير رحمه الله أنه َ‬ ‫بل ذ َ َ‬
‫أزمنة متقاِربة‬
‫قال ابن كثير في البداية والنهاية ‪:‬‬
‫فملكوا عليهم ابنة كسرى بوران بنت ابرويز ‪ ،‬فأقامت العدل‬
‫وأحسنت السيرة ‪ ،‬فأقامت سنة وسبع شهور ‪ ،‬ثم ماتت ‪ ،‬فمّلكوا‬
‫عليهم أختها ازرميدخت زنان ‪ ،‬فلم ينتظم لهم أمر ‪ ،‬فمّلكوا‬
‫عليهم سابور بن شهريار وجعلوا أمره إلى الفرخزاذ بن البندوان‬
‫ت ذلك ‪ ،‬وقالت ‪:‬‬ ‫فزّوجه سابور بابنة كسرى ازرميدخت ‪ ،‬فكرِهَ ْ‬
‫موا إليه‬ ‫إنما هذا عبد من عبيدنا ! فلما كان ليلة عرسها عليه هَ ّ‬
‫فقتلوه ‪ ،‬ثم ساروا إلى سابور فقتلوه أيضا ‪ ،‬ومّلكوا عليهم هذه‬
‫المرأة ‪ ،‬وهي ازرمدخيت ابنة كسرى ‪ ،‬ولعبت فارس بملكها لعبا‬
‫كثيرا ‪ ،‬وآخر ما استقر أمرهم عليه في هذه السنة أن مّلكوا‬
‫امرأة ‪ ،‬وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لن يفلح قوم‬
‫ولوا أمرهم امرأة ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫وقال الذهبي في التاريخ ‪ :‬ومات قتل ملك الفرس شهر براز ابن‬
‫شيرويه قتله أمراء الدولة وملكوا عليهم بوران بنت كسرى ‪.‬‬
‫اهـ ‪.‬‬
‫كم ‪.‬‬‫ح ُ‬ ‫ول يخلو كتاب تاريخ من ِذكر توّلي ) بوران ( ال ْ ُ‬
‫كرها خليفة بن خياط ‪ ،‬واليعقوبي ‪ ،‬وابن خلدون ‪ ،‬واليافعي‬ ‫فقد ذ َ َ‬
‫كتب تواريخ المدن ‪ ،‬كتاريخ بغداد ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬ ‫‪،‬و ُ‬
‫ح )أنه ليس في تاريخ الفرس أنهم ولوا عليهم ابنة‬ ‫على أنه لو ص ّ‬
‫كسرى ول أية امرأة أخرى(‬
‫لكان فيه دليل على قائله وليس له !‬
‫كيف ذلك ؟‬
‫يكون قد أثبت أنه ل ُيعرف ل في جاهلية ول في إسلم أن امرأة‬
‫صبا ً !!‬ ‫توّلت َ‬
‫من ْ ِ‬
‫الشبهة الثالثة ‪:‬‬
‫قول القائل ‪ :‬هل من المعقول أن نعتمد في حديث خطير هكذا‬
‫على راوية قد تم جلده )أبو بكرة( في عهد عمر بن الخطاب‬
‫تطبيقا ً لحد القذف ؟!‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫سبق أن عِلمت أن أبا بكرة رضي الله عنه لم ينفرد برواية‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫ثم الجواب عن هذه الشبهة أن ُيقال ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬ل ب ُد ّ أن ُيعلم أن أبا بكرة رضي الله عنه صحابي جليل ‪.‬‬
‫دول بتزكية الله‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬الصحابة كّلهم عدول عند أهل السنة ‪ ،‬ع ُ ُ‬
‫ت عن كل‬ ‫لهم وبتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أغ ْن َ ْ‬
‫تزكية ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أبو بكرة رضي الله عنه لم يفسق بارتكاب كبيرة ‪ ،‬وإنما‬
‫شِهد في قضية ‪ ،‬فلما لم تتم الشهادة أقام عمر رضي الله عنه‬
‫حد ّ على من شِهدوا ‪ ،‬وكان مما قاله عمر رضي الله عنه‪ :‬قبلت‬ ‫ال ْ َ‬
‫شهادته ‪.‬‬
‫قَبل ‪ ،‬ومن‬ ‫ت شهادته فيما ُيست َ ْ‬ ‫ب نفسه قَب ِل ْ ُ‬ ‫وقال لهم ‪ :‬من أك ْذ َ َ‬
‫جْز شهادته ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫لم يفعل لم أ ِ‬
‫قل ‪ :‬لم أقبل روايته ‪.‬‬ ‫فعمر رضي الله عنه لم ي ُ‬
‫وفرق بين قبول الشهادة وبين قبول الرواية ‪.‬‬
‫فروق ‪.‬‬ ‫والفروق ذكرها القرافي في كتابه ‪ :‬ال ُ‬
‫كد الفرق بين الرواية والشهادة ما نقله ابن حجر‬ ‫رابعا ً ‪ :‬مما يؤ ّ‬
‫عن المهّلب حينما قال ‪:‬‬
‫واستنبط المهلب من هذا أن إكذاب القاذف نفسه ليس شرطا‬
‫في قبول توبته ‪ ،‬لن أبا بكرة لم ُيكذب نفسه ‪ ،‬ومع ذلك فقد‬
‫مُلوا بها ‪.‬‬ ‫قبل المسلمون روايته وع ِ‬
‫على أن آية القذف في قبول الشهادة ‪.‬‬
‫وعلى أن هناك فَْرقا ً بين القاِذف لغيره ‪ ،‬وبين الشاهد – كما‬
‫سيأتي –‬
‫سق ‪،‬‬ ‫خامسا ً ‪ :‬أبو بكرة رضي الله عنه لم ي ََر أنه ارتكب ما ُيف ّ‬
‫سقوني !‬ ‫ولذا لم ي ََر وجوب التوبة عليه ‪ ،‬وكان يقول ‪ :‬قد ف ّ‬
‫سق ‪.‬‬ ‫وهذا يعني أنه لم ي ََر أنه ارتكب ما ُيف ّ‬
‫قال البيهقي ‪ :‬إن صح هذا فلنه امتنع من التوبة من قَذ ِْفه ‪ ،‬وأقام‬
‫على ذلك ‪.‬‬
‫ذف المغيرة ‪ ،‬وإنما أنا‬ ‫قال الذهبي ‪ :‬قلت ‪ :‬كأنه يقول لم أق ِ‬
‫شاهد ‪ ،‬فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد ‪ ،‬إذ نصاب‬
‫موا قاِذفين ‪.‬‬ ‫س ّ‬‫م بالرابع لتعّين الرجم ‪ ،‬ولما ُ‬ ‫الشهادة لو ت ّ‬
‫سادسا ً ‪ :‬في الرواية ُتقبل رواية المبتدع ‪ ،‬إذا لم تكن بدعته‬
‫مّلي ( ‪،‬‬ ‫فرة ‪ ،‬وهذا ما ُيطلق عليه عند العلماء ) الفاسق ال ْ ِ‬ ‫مك ّ‬ ‫ُ‬
‫الذي ِفسقه متعلق بالعقيدة ‪ ،‬ل بالعمل ‪.‬‬
‫وروى العلماء عن ُأناس تكّلموا في القدر ‪ ،‬ورووا عن الشيعة ‪،‬‬
‫وليس عن الرافضة الذين غ ََلوا في دين الله !‬
‫صدِقهم ‪.‬‬ ‫ورووا عن الخوارج ل ِ ِ‬
‫من يشرب النبيذ ‪.‬‬ ‫ورووا ع ّ‬
‫وعن غيرهم من خاَلف أو وقع في بدعة‬
‫فإذا كان هؤلء في نظر أهل العلم قد فسقوا بأفعاِلهم هذه ‪ ،‬فإنه‬
‫رووا عنهم لن هؤلء ل يرون أنهم فسقوا بذلك ‪ ،‬ولو رأوه فسقا ً‬
‫لتركوه !‬
‫مل الفرق البّين الواضح ‪.‬‬ ‫فتأ ّ‬
‫وأبو بكرة رضي الله عنه مع كونه صحابيا ً جاوز القنطرة ‪ ،‬إل أنه‬
‫سق ‪ ،‬ولو رأى ذلك ل ََتاب منه ‪.‬‬ ‫ت بما ُيف ّ‬ ‫يرى بنفسه أنه لم يأ ِ‬
‫سق ‪.‬‬ ‫ت بما ُيف ّ‬ ‫وهو – حقيقة – لم يأ ِ‬
‫ذف ابتداء ‪ ،‬كما‬ ‫غاية ما هناِلك أنه أدى شهادة ط ُِلبت منه ‪ ،‬فلم يق ِ‬
‫عِلمت ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫والصحابة قد جاوزوا القنطرة ‪ ،‬والطعن في الصحابة طعن فيمن‬
‫حبوا ‪.‬‬‫ص ِ‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله ‪:‬‬
‫حُبوا الرسول صلى الله عليه‬ ‫فإن القدح في خير القرون الذين ص ِ‬
‫ح في الرسول عليه السلم ‪ ،‬كما قال مالك وغيره من‬ ‫وسلم قَد ْ ٌ‬
‫أئمة العلم ‪ :‬هؤلء طعنوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وإنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل ‪ :‬رجل سوء كان‬
‫له أصحاب سوء ‪ ،‬ولو كان رجل صالحا لكان أصحابه صالحين ‪،‬‬
‫قُلوا القرآن و السلم وشرائع النبي صلى‬ ‫وأيضا فهؤلء الذين ن َ َ‬
‫الله عليه وسلم ‪ . .‬اهـ ‪.‬‬
‫داَلة ‪.‬‬ ‫صحبة كافية في العَ َ‬ ‫فإن مرتبة ال ّ‬
‫قل لغيرهم‬ ‫ولذا قيل لهم ما لم ي ُ َ‬
‫ونالوا من شرف المراتب ما لم ي َن َْله غيرهم‬
‫فر لك ‪ ،‬سوى‬ ‫فإنه ل يوجد أحد قيل له ‪ :‬اعمل ما شئت فقد غ ُ ِ‬
‫أصحاب بدر ‪.‬‬
‫روى البخاري ومسلم عن علي رضي الله عنه قال ‪ :‬بعثنا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال ائتوا روضة‬
‫خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ‪ ،‬فانطلقنا تعادي بنا‬
‫خيلنا فإذا نحن بالمرأة فقلنا ‪ :‬اخرجي الكتاب ‪ .‬فقالت ‪ :‬ما معي‬
‫ن الكتاب أو لتلقين الثياب ‪ ،‬فأخرجته من‬ ‫كتاب ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬لتخرج ّ‬
‫عقاصها ‪ ،‬فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من‬
‫حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة‬
‫يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا حاطب ما هذا ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫ملصقا ً في قريش ‪ -‬قال‬ ‫ي يا رسول الله إني كنت أمرا ُ‬ ‫تعجل عل ّ‬
‫سفيان كان حليفا لهم ‪ -‬ولم يكن من أنفسها وكان ممن كان‬
‫معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم ‪ ،‬فأحببت إذ‬
‫مون بها‬ ‫ح ُ‬‫خذ فيهم َيدا ً ي َ ْ‬ ‫فاتني ذلك من النسب فيهم أن ات ّ ِ‬
‫كفرا ‪ ،‬ول ارتدادا عن ديني ‪ ،‬ول رضا بالكفر‬ ‫قرابتي ‪ ،‬ولم أفعله ُ‬
‫دق ‪ ،‬فقال‬ ‫ص َ‬ ‫بعد السلم ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪َ :‬‬
‫عمر ‪ :‬دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق ! فقال ‪ :‬إنه‬
‫قد شهد بدرا ‪ ،‬وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال‬
‫اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ‪.‬‬
‫وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ً ‪ :‬إن الله عز وجل‬
‫اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ‪ .‬رواه‬
‫المام أحمد ‪.‬‬
‫فأنت ترى أن هذا الصحابي فََعل ما فََعل ‪ ،‬ولو فََعله غيره ممن‬
‫لم ي ََنل شرف شهود غزوة بدر ‪ ،‬لربما كان له شأن آخر ‪.‬‬
‫وُيقال مثل ذلك في حق أبي بكرة رضي الله عنه ‪ ،‬فإنه نال‬
‫شَرف تعديل وتوثيقا ً ‪.‬‬ ‫شرف الصحبة ‪ ،‬وكفى بهذا ال ّ‬
‫ثم إن أبا بكرة الثقفي له أربعة عشر حديثا في صحيح البخاري !‬
‫م لم ُيطَعن إل في هذا الحديث ؟‬ ‫فل ِ َ‬
‫أنا أخِبرك !‬ ‫ُ‬
‫لنه عاَرض أهواء أقوام ُيريدون إخراج المرأة !‬
‫الشبهة الرابعة ‪:‬‬
‫ِذكر بلقيس ملكة سبأ في القرآن الكريم ‪.‬‬
‫حيث قال القائل ‪) :‬ويكفينا إشادة القرآن ببلقيس ملكة سبأ وهى‬
‫امرأة(‬
‫دة أوجه ‪:‬‬ ‫شبهة من ع ّ‬ ‫والجواب عن هذه ال ّ‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن ُيقال أين هي الشادة ؟‬
‫كفر ؟‬ ‫أفي نسبتها للضلل وال ُ‬
‫ن الل ّهِ إ ِن َّها‬‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ت َعْب ُد ُ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ها َ‬ ‫صد ّ َ‬ ‫كما في قوله تعالى ‪} :‬وَ َ‬
‫ن{‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬‫ن قَوْم ٍ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫أم في ِذكر بعثها للرشوة باسم الهدية ؟!‬
‫م ب ِهَد ِي ّةٍ فََناظ َِرة ٌ ب ِ َ‬
‫م‬ ‫ة إ ِل َي ْهِ ْ‬‫سل َ ٌ‬‫مْر ِ‬ ‫كما في قوله تعالى ‪ } :‬وَإ ِّني ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ما آَتان ِ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫دون َ ِ‬ ‫م ّ‬‫ل أت ُ ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫جاَء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن * فَل َ ّ‬ ‫سُلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫جعُ ال ْ ُ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{‬ ‫حو َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ب ِهَد ِي ّت ِك ُ ْ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫م بَ ْ‬‫ما آَتاك ُ ْ‬ ‫م ّ‬
‫خي ٌْر ِ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫كر عنها أنها كانت عاقلة حكيمة‬ ‫وربما ُيقصد بالشادة ما ذ ُ ِ‬
‫وهذا ُيجاب عنه في ‪:‬‬
‫ُ‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن ُيقال إنها كانت كافرة ‪ ،‬فهل إذا أثني على كافر‬
‫كفره ؟!‬ ‫ل يكون في هذا إشادة ب ِ ُ‬ ‫ق ٍ‬ ‫ل أو ب ِعَ ْ‬ ‫ب ِعَد ْ ٍ‬
‫ن( فهل ُيمكن أن‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫فري ٌ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫بل وفي نفس القصة ‪َ) :‬قا َ‬
‫كم‬ ‫صب ! وُتح ّ‬ ‫ُيقال ‪ :‬هذا فيه ثناء على العفاريت ! فُتوّلى المنا ِ‬
‫في الناس ؟!!!‬
‫م‬
‫ح أن فيه إشادة – مع ما فيه من ذ ّ‬ ‫الوجه الثالث ‪ :‬أن هذا لو ص ّ‬
‫– فليس فيه مستند ول دليل ‪.‬‬
‫أما لماذا ؟‬
‫فلن هذا من شرع من قبلنا ‪ ،‬وجاء شرعنا بخلفه ‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪:‬‬
‫ملك كان ِلبلقيس قبل إسلمها ‪ ،‬فإنها لما أسلمت لله‬ ‫أن هذا ال ْ ُ‬
‫سليمان عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فقد حكى الله‬ ‫ت ُ‬ ‫رب العالمين ت َب ِعَ ْ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬
‫ت َ‬‫م ُ‬‫سل َ ْ‬
‫سي وَأ ْ‬ ‫ف ِ‬
‫ت نَ ْ‬
‫م ُ‬‫ب إ ِّني ظ َل َ ْ‬
‫ت َر ّ‬‫عنها أنها قالت ‪َ) :‬قال َ ْ‬
‫ن(‬
‫مي َ‬‫ب ال َْعال َ ِ‬‫ن ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬‫ُ‬
‫حكم‬‫ملك ‪ ،‬بل صارت تحت ُ‬ ‫فلما أسلمت مع سليمان لم يُعد لها ُ‬
‫سليمان عليه الصلة والسلم ‪.‬‬
‫أخيرا ً ‪:‬‬
‫صب ‪ ،‬ومن‬ ‫إلى كل من خاض في مسألة تولية المرأة للمنا ِ‬
‫ُيطاِلب أن تكون المرأة ) قاضية ( !‬
‫فار قديما وحديثا ‪.‬‬ ‫بل ويستدل بعضهم بما كان من الك ّ‬
‫أما قديما فيستدّلون بقصة ِببلقيس !‬
‫حكم ) اليزابيث ( !‬ ‫وأما حديثا ً فيستشهدون ب ُ‬
‫ل على صحة‬ ‫وعجيب ممن ترك الكتاب والسنة وأصبح يستد ّ‬
‫أقواله بأحوال الكفار قديما وحديثا ً !‬
‫ومتى كانت أفعال الكفار مصدرا ً للتشريع ؟؟!!‬
‫حكم ملكة بريطانيا فإنه في الواقع تشريفي وراثي فحسب ‪.‬‬ ‫أما ُ‬
‫من الرجال‬ ‫ذين في السياسة والحياة العامة هم ِ‬ ‫ف ِ‬
‫ثم إن المتن ّ‬
‫سواء بسواء في بقية الدول الوربية ‪.‬‬
‫ولو لم يكن كذلك فإنه من أفعال النصارى التي ل مستند فيها ول‬
‫شبهة أصل ً !‬ ‫دليل ول ُ‬
‫ثم إنهم يزعمون أن المرأة الغربية أكثر حصول ً على الحقوق من‬
‫غيرها ‪ ،‬وهي ل تتوّلى المناصب الكبرى ذات الخطورة والهمية ‪.‬‬
‫" وحتى الن فجميع رؤساء الوليات المتحدة هم من الّرجال‬
‫الِبيض ذوي نفوذ مالي واجتماعي كبير‬
‫كما قال د ‪ .‬المسلتي في كتابه ) أمريكا كما رأيتها ( ‪.‬‬
‫كد أن الدعاوى في واد ٍ والواقع في واد ٍ آخر !!‬ ‫وهذا يؤ ّ‬
‫شبهات القوم إنما ُتثار في بلد السلم فحسب !‬ ‫كد أيضا أن ُ‬ ‫ويؤ ّ‬
‫صب‬ ‫وإل فما معنى أن ُتطاَلب المرأة أن تتوّلى القضاء والمنا ِ‬
‫القيادية ‪ ،‬وهي ل تأخذ نصيبها من قيادة وإدارة دّفة‬
‫كم ؟؟؟!!!‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫والله نسأل أن يهدينا سواء السبيل ‪.‬‬
‫كتبه ‪ /‬عبد الرحمن السحيم‬
‫الرياض‬
‫‪---‬‬
‫)‪ (583‬أخرجه ابن أبي شيبة )‪ (1/75/2‬بسند صحيح‪.‬‬
‫)‪ (584‬رواه البخاري في »التاريخ الصغير« ص ‪.95‬‬
‫)‪ (585‬صفة صلة النبي ‪.170‬‬
‫)‪ (586‬صحيح أخرجه أبو زرعة في »تاريخ دمشق« ت )‪(88/1‬‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ً به وأخرجه أبو داود )‬
‫‪ (1985‬والدارمي )‪ (2/64‬والدارقطني ص ‪ 277‬وانظر‬
‫»السلسلة الصحيحة« )‪.(2/605‬‬
‫)‪ (587‬انظر‪ :‬المغني لبن قدامة )‪.(3/394‬‬
‫)‪ (588‬أخرجه البخاري )‪-769‬مختصرة( والطيالسي )‪(1513‬‬
‫وأحمد )‪.(180-100-6/32‬‬
‫)‪ (589‬صحيح انظر إرواء الغليل )‪.(4/1121‬‬
‫)‪ (590‬إرواء الغليل )‪.(7/2332‬‬
‫)‪ (591‬ابن قيم‪ ،‬المنار‪.‬‬
‫)‪ (592‬انظر‪» :‬موسوعة الجماع للسعدي« و»فقه عمر بن‬
‫الخطاب« للدكتور رويعي الرحيلي )‪.(3/470‬‬
‫)‪ (593‬سورة النساء‪.11:‬‬
‫)‪ (594‬سورة النساء‪.12 :‬‬
‫)‪ (595‬سورة النور‪.4 :‬‬
‫)‪ (596‬سورة الطلق‪.2 :‬‬
‫)‪ (597‬سورة البقرة‪.282:‬‬
‫)‪ (598‬ضعيف أخرجه الدارقطني )‪ (524‬والبيهقي )‪(10/151‬‬
‫وانظر »إرواء الغليل‪.(8/2684) ،‬‬
‫ضا صحيح سنن الترمذي )‪.(1/337‬‬ ‫)‪ (599‬وانظر لذلك أي ً‬
‫)‪ (600‬رواه الترمذي )‪ (1/286‬وأحمد )‪ (158-6/31‬وابن ماجه )‬
‫‪ (3263‬وابن حبان )‪ .(1058‬والبيهقي )‪ (9/301‬وإسناده صحيح‬
‫على شرط مسلم‪.‬‬
‫)‪ (601‬رواه أحمد )‪ (6/165‬وابن ماجه )‪ (2901‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫)‪ (602‬صحيح‪.‬أخرجه الترمذي‪ 22 :‬باب ‪ 8‬وأحمد )‪(2/9‬‬
‫والبخاري )‪3665‬ح ‪ (5783‬في اللباس ومسلم ك ‪37‬ح ‪50-42‬‬
‫عن ابن عمر رضي الله عنهما‪.‬‬
‫)‪ (603‬صحيح‪ .‬رواه أحمد )‪ (97-1/76‬وأبو داود )‪(378‬‬
‫والترمذي )‪ (1/119‬وابن ماجه )‪ (525‬والطحاوي )‪(1/55‬‬
‫والدارقطني ص ‪ 47‬وانظر إرواء الغليل )‪.(166‬‬
‫)‪ (604‬رواه أحمد بإسناد صحيح )‪.(1/222‬‬
‫)‪ (605‬طرف من حديث صحيح رواه البخاري ح ‪ 5971‬ومسلم‬
‫ك ‪45‬ح ‪ 4-1‬عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه‪.‬‬
‫)‪ (606‬رواه المخلص في »الفوائد المنتقاة )‪ (9/5/2‬وابن حبان‬
‫في »صحيحه« )‪ (1969‬وابن عدي )‪ (192/1‬عن أبي هريرة‬
‫رضي الله عنه‪ ،‬وسنده حسن‪.‬وانظر )السلسلة الصحيحة« )‬
‫‪.(1/856‬‬
‫)‪ (607‬رواه ابن حبان كما في الموارد ‪ ،1969‬والكامل لبن‬
‫عدي ‪ (192/1‬والبيهقي في الشَعب ‪ 2/475/2‬عن أبي هريرة‬
‫وصححه اللباني في الصحيحة ح ‪.856‬‬
‫)‪ (608‬صحيح ابن ماجه )‪ (3669‬والبخاري في »الدب المفرد )‬
‫‪ (76‬وأحمد )‪ (4/154‬عن عقبة بن عامر رضي الله عنه وانظر‬
‫السلسلة الصحيحة )‪.(1027-293‬‬
‫)‪ (609‬رواه البخاري ومسلم وأحمد ‪ 33،87 ،6/27،29‬عن‬
‫عائشة رضي الله عنها‪.‬‬
‫)‪ (610‬صحيح‪ ،‬وتقدم ص ‪.114‬‬
‫)‪ (611‬حديث حسن‪ .‬أخرجه الترمذي والحاكم عن جابر بن عبد‬
‫الله رضي الله عنهما؛ وتقدم تخريجه ص ‪.117‬‬
‫)‪ (612‬سورة النور‪.6 :‬‬
‫)‪ (613‬صحيح‪ .‬أخرجه ابن ماجه )‪ (1882‬والدارقطني )‪(384‬‬
‫والبيهقي )‪ (7/110‬عن أبي هريرة رضي الله عنه وانظر »إرواء‬
‫الغليل« )‪.(6/1841‬‬
‫)‪ (614‬حديث صحيح‪ .‬أخرجه البخاري ‪ 4425‬ح ‪ 7099‬في الفتن‬
‫والترمذي ك ‪ 31‬باب ‪ 75‬وأحمد ‪ 43 ،5/38‬عن أبي بكرة رضي‬
‫الله عنه وانظر الضعيفة )‪ (1/436‬و »إرواء الغليل« )‪.(2613‬‬
‫)‪ (615‬حديث حسن‪ .‬رواه النسائي ‪8/153‬ح ‪ 5126‬والحاكم في‬
‫المستدرك ‪ 2/396‬وأحمد في المسند ‪ 4/400‬عن أبي موسى‬
‫رضي الله عنه وانظر صحيح الجامع )‪.(2701‬‬
‫)‪ (616‬صحيح‪ .‬أخرجه الترمذي)‪ (1/321‬والنسائي)‪(2/285‬‬
‫والطيالسي)‪ (506‬وأحمد)‪ (4/394‬والبيهقي)‪ .(3/275‬وانظر‬
‫السلسلة الصحيحة ‪663-1/662‬‬
‫)‪ (617‬أخرجه البخاري )‪ (401-9/400-3/114‬عن أم حبيبة‬
‫رضي الله عنها‪.‬‬
‫)‪ (618‬سورة البقرة‪.234 :‬‬
‫)‪ (619‬سورة البقرة‪.228 :‬‬
‫مَنع من الزواج من أخت مطلقته طلًقا‬ ‫)‪ (620‬قلت‪ :‬وكذالك ي ُ ْ‬
‫رجعًيا أو عمتها أو خالتها‪.‬‬
‫)‪ (621‬أخرجه البخاري )‪ (1/328‬ومسلم )‪ (3/47‬والسياق له‬
‫وأبو داود )‪ (2/63‬وابن ماجه )‪ (1/487‬وأحمد )‪ (6/408‬والبيهقي‬
‫)‪.(4/77‬‬
‫)‪ (622‬اللباني‪ ،‬أحكام الجنائز ص ‪.147‬‬
‫)‪ (623‬إرواء الغليل )‪.(5/1238‬‬
‫)‪ (624‬صحيح أخرجه الترمذي ك ‪ 41‬باب ‪35‬ح ‪2939 ،2938‬‬
‫وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه‪.‬‬
‫)‪ (625‬سبق في التعليق ص ‪ 129‬بيان صحة الحديث ومخرجيه‪.‬‬
‫=====================‬
‫الشبهة)‪:(1‬تركيب المرأة الجسدي يعارض دعوتهم‬
‫للمساواة التامة‬
‫كيان المرأة النفسي‬ ‫أثبتت الدراسات الطّبية المتعددة أن ِ‬
‫والجسدي قد خلقه الله تعالى على هيئةٍ تخالف تكوين الرجل‪،‬‬
‫ة‪ ،‬كما‬ ‫ة كامل ً‬ ‫وقد ب ُِني جسم المرأة ليلئم وظيفة المومة ملءم ً‬
‫أن نفسيتها قد هُي َّئت لتكون ربة أسرةٍ وسيدة البيت وقد كان‬
‫ة في‬ ‫لخروج المرأة إلى العمل وتركها بيتها وأسرتها نتائج فادح ً‬
‫شر في العام‬ ‫كل مجال‪ .‬ويقول تقرير هيئة الصحة العالمية الذي ن ُ ِ‬
‫مه المتواصلة لمد‬ ‫ُ‬
‫ل مولود ٍ يحتاج إلى رعاية أ ّ‬ ‫ن كل طف ٍ‬ ‫الماضي أ ّ‬
‫ن هذه الرعاية يؤدي إلى‬ ‫قدا َ‬ ‫ت على القل‪ .‬وأن فُ ْ‬ ‫ث سنوا ٍ‬ ‫ة ثل ِ‬
‫دى الطفل كما يؤدي إلى انتشار جرائم الُعنف‬ ‫اختلل الشخصية ل َ َ‬
‫ريعةٍ في المجتمعات الغربية وطالبت هذه‬ ‫م ِ‬‫الذي انتشر بصورةٍ ُ‬
‫موَّقرة بتفريغ المرأة للمنزل وطلبت من جميع حكومات‬ ‫الهيئة ال ُ‬
‫دفع لها راتبا ً شهريا ً إذا لم يكن لها من‬ ‫فّرغ المرأة وت ً ْ‬ ‫العالم أن ت ُ َ‬
‫ي َُعوُلها حتى تستطيع أن تقوم بالرعاية الكاملة لطفالها‪.‬‬
‫ضن وَرْوضات‬ ‫محا ِ‬ ‫وقد أثبتت الدراسات الطبية والنفسية أن ال َ‬
‫الطفال ل تستطيع القيام بد َْور الم في التربية ول في إعطاء‬
‫ن الداِفق الذي ُتغذيه به‪.‬‬ ‫الطفل الحنا َ‬
‫الختلف على مستوى الخليا‪:‬‬
‫إن هيكل المرأة الجسدي يختلف عن هيكل الرجل‪ ،‬بل إن كل‬
‫خلية من خليا جسم المرأة تختلف في خصائصها وتركيبها عن‬
‫جَهر ل ََهاَلنا أن نجد الفروق‬ ‫م ْ‬ ‫قنا النظر في ال ِ‬ ‫خليا الرجل‪ .‬وإذا دقّ ْ‬
‫ة بين خلية الرجل وخلية المرأة‪ ..‬ستون مليون خلية في‬ ‫واضح ً‬
‫ة في المجهر ت ُن ْب ُِئك‬ ‫جسم النسان ومع هذا فإن نظرة ً فاحص ً‬
‫خَبر اليقين‪ :‬هذه خلية رجل وهذه خلية امرأة‪ ،‬كل خليةٍ فيها‬ ‫ال َ‬
‫ة بطابع النوثة‪.‬‬ ‫طبوع ٌ‬ ‫م ْ‬‫ذكورة أو َ‬ ‫سم ال ّ‬ ‫مي ْ ِ‬‫ة بِ َ‬‫م ٌ‬
‫سو َ‬ ‫مو ْ ُ‬
‫َ‬
‫ة بين خلية دم ٍ بيضاَء‬ ‫وفي الصورة التالية نرى الفروق واضح ً‬
‫جِليا ً بين خلية من فم ِ امرأ ٍ‬
‫ة‬ ‫ل وأخرى لمرأةٍ كما نرى الفرق َ‬ ‫لرج ٍ‬
‫ل‪ ،‬ثم ننظر في الصورة على مستوى أعمق من‬ ‫وخليةٍ من َفم رج ٍ‬
‫صبغيات أو‬ ‫جسيمات الملونة )ال ّ‬ ‫مستوى الخليا إلى مستوى ال ُ‬
‫ة‬
‫الكروموسومات(‪ .‬هذه الجسميات الملونة موجودة ٌ في كل خلي ٍ‬
‫س بالنجستروم )واحد على بليون من الميليمتر( في َثخانتها‬ ‫وُتقا ُ‬
‫ج؛منها واحد ٌ مسؤول عن الذكورة‬ ‫وهي موجودة ٌ على هيئة أزوا ٍ‬
‫والنوثة‪.‬‬
‫ضح في الصورة على‬ ‫مو َ ّ‬ ‫ففي خلية الذكر نجد هذا الزوج كما هو ُ‬
‫هيئة ‪ x y‬بينما هو في خلية المرأة على هيئة ‪ xx‬والصورة التالية‬
‫ُتوضح هذه الفروق الثلثة‪.‬‬
‫مّيز عن‬ ‫م َ‬‫ون )صبغ( للذكورة يختلف في شكله ال ُ‬ ‫مل َ ّ‬
‫سيم ال ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫إ ّ‬
‫صبغ النوثة‪ ،‬بل ول يقتصر الختلف على الشكل والمظهر إنما‬ ‫ِ‬
‫ك بالنسبة‬ ‫سمي ٌ‬ ‫خَبر فصبغ الذكورة قصيٌر َ‬ ‫م ْ‬‫يتعداه إلى الحقيقة وال َ‬
‫صبغ النوثة ومع ذلك فهو يجعل الخلية الذكرية أكثر نشاطا ً‬ ‫لِ ِ‬
‫من شقيقتها النثوية‪.‬‬ ‫ة وأكثر إقداما ً ِ‬ ‫كيم ً‬ ‫وأقوى ش ِ‬
‫الختلف على مستوى النطفة‪:‬‬
‫سلية‬ ‫سّلم الفروق وارتفعنا إلى مستوى الخليا التنا ُ‬ ‫سرنا في ُ‬ ‫وإذا ِ‬
‫ة‬ ‫ن هائل ً بين الحيونات المنوية )ن ُط ْ َ‬
‫ف ُ‬ ‫سعا ً والب َوْ َ‬ ‫سنجد الفرق شا ِ‬
‫ويضة )ُنطفة المرأة(‪.‬‬ ‫الرجل( وبين الب ُ َ‬
‫صية مئات المليين من الحيونات المنوية في كل قَذ ْفَ ِ‬
‫ة‬ ‫خ ْ‬ ‫رز ال ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫ة‬
‫ويضة واحدة ً في الشهر‪ .‬ونظرة ٌ فاحص ٌ‬ ‫مب َْيض ب ُ َ‬ ‫رز ال ِ‬ ‫ف ِ‬
‫ي بينما ي ُ ْ‬ ‫من ِ ّ‬ ‫َ‬
‫مَنويّ الذي ُيقاس بالميكرون )واحد على‬ ‫لخصائص الحيوان ال َ‬
‫سد خصائص الرجولة‪.‬‬ ‫ج ّ‬ ‫مليون من المليمتر( تجعلنا‪ .‬ن ُوِْقن بأنه ي ُ َ‬
‫جسد خصائص النوثة‪ .‬فالحيوان المنوي له‬ ‫بينما نرى البويضة ت ُ َ‬
‫ل وهو سريع‬ ‫ل طوي ٌ‬ ‫ة وله ذ َي ْ ٌ‬ ‫فح ٌ‬ ‫ص ّ‬‫م َ‬ ‫سوة ٌ ُ‬ ‫ب وعليه قُل ُن ْ ُ‬ ‫مد َب ّ ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫رأ ٌ‬
‫قّر له َقراٌر حتى يصل إلى هدفه أو‬ ‫شكيمة ل ي َ ِ‬ ‫الحركة قوِيّ ال ّ‬
‫يموت‪ .‬بينما البويضة كبيرة الحجم )‪ ،1/5‬ميليمتر( وت ُعَْتبر أكبر‬
‫خليةٍ في جسم النسان الذي يحتوي على ستين مليون خلية‪.‬‬
‫ع‬
‫ش ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل وعليها تا ٌ‬ ‫دى باختيا ٍ‬ ‫ل وت ََتها َ‬ ‫دل ٍ‬ ‫ة َتسير ب ِ َ‬ ‫ة ساكن ٌ‬ ‫وهي هادئ ٌ‬
‫حه ول ُتفارقه‪ ،‬فإن‬ ‫يدعو الراغبين إليها وهي في مكانها ل ت َب َْر ُ‬
‫أتاها زوجها و إل ماتت في مكانها ثم قذفها الرحم مع دم‬
‫ث‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫الط ّ ْ‬
‫ي الرجل تحت المجهر‬ ‫من ِ ّ‬ ‫قنا النظر في قطرةٍ صغيرةٍ من َ‬ ‫وإذا دقّ ْ‬
‫ب‬‫عبا َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م ُ‬
‫لهالنا ما نرى‪ ..‬مئات المليين من الحيوانات المنوية ت َ ْ‬
‫جري في طريقها‬ ‫ذيالها ل ِت َ ْ‬ ‫رب بأ ْ‬ ‫طم وهي َتض ِ‬ ‫متل ِ‬ ‫مّني ال ُ‬ ‫حرِ ال َ ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫مخاطر حتى تصل‬ ‫فاِوز وال َ‬ ‫م َ‬ ‫فوف ِبال َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عر ال َ‬ ‫الشاق الطويل الوَ ِ‬
‫إلى البويضة‪ ،‬وفي أثناء هذه الرحلة الشاقة الهاد َِرة تموت مليين‬
‫الحيوانات المنوية ول يصل إلى البويضة إل بضع مئات‪.‬‬
‫ذن لها‬ ‫وهناك على ذلك الجدار تقف هذه الحيوانات تنتظر أن ي ُؤ ْ َ‬
‫جدار‬ ‫رز ك ُوّة ً في ِ‬ ‫دعة فَت ُب ْ ِ‬ ‫مب ْ ِ‬‫درة اللهية ال ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫بالدخول وتتحرك ي َد ُ ال ُ‬
‫ح تلك‬ ‫ق َ‬ ‫من َوِيّ قداختارته العناية اللهية ل ِي ُل َ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫البويضة أما حيوا ٍ‬
‫وة‬ ‫ً‬
‫مك ُْنونة وي َِلج الحيوان المنوىّ سريعا إلى هذه الك ُ ّ‬ ‫درة ال َ‬ ‫ال ّ‬
‫ضي لها‬ ‫ف ِ‬ ‫قف وجها ً ِلوجهٍ أما م البويضة‪ ..‬وهناك ي ُ ْ‬ ‫فْرجة ل ِي َ ِ‬ ‫وال ُ‬
‫ونا‬‫حدان ل ِي ُك َ ّ‬ ‫طيه‪ .‬ويت ّ ِ‬ ‫طيها أسرار الوراثة وت ُعْ ِ‬ ‫سّره وي ُعْ ِ‬ ‫كنون ِ‬ ‫م ْ‬ ‫بِ َ‬
‫خلق الله سبحانه وتعالى منها النسان‬ ‫ُ‬ ‫مشاج التي ي َ ْ‬ ‫ة ال ِ‬‫الّنطف َ‬
‫كام ً‬
‫ل‪.‬‬
‫الختلف على مستوى النسجة والعضاء‪:‬‬
‫وإذا ارتفعنا من مستوى الصبغيات )الكروموسومات( والخليا إلى‬
‫مستوى النسجة والعضاء وجدنا الفروق الهائلة الواضحة لكل‬
‫ة‬
‫شدودة ٌ قوي ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫فَتى َ‬ ‫ضلت ال َ‬ ‫ذي ع َي َْنين بين الذكورة والنوثة‪ ..‬فَعَ َ‬
‫وض‬ ‫ح ْ‬ ‫من ْك ََبين واسعُ الصدر ضّيق البطن صغير ال َ‬ ‫عريض ال ِ‬ ‫وهو َ‬
‫سمه توزيعا ً‬ ‫ج ْ‬ ‫دهن ِ‬ ‫وزع ال ّ‬ ‫جز كبير‪ ..‬ي َت َ ّ‬ ‫ف له ول ع َ ُ‬ ‫سِبيًا‪ ,‬ل أْردا َ‬ ‫نِ ْ‬
‫ة‪ ..‬وينمو‬ ‫م محدودة ٌ بسيط ٌ‬ ‫دهن في الغالب الع َ ّ‬ ‫عادل ً وط ََبقة ال ّ‬
‫شْعر‬ ‫عذاِريه وينمو َ‬ ‫شْعر ُ‬ ‫سّرة كما ينمو َ‬ ‫حوَ ال ّ‬ ‫جها ً ن َ ْ‬ ‫مت ّ ِ‬‫شعُْر الَعاَنة ُ‬ ‫َ‬
‫ش‪ ..‬بينما نجد عضلت‬ ‫َ‬ ‫ذ َقِْنه وشارِِبه وي َغْل ُ ُ‬
‫ج ّ‬ ‫صُبح أ َ‬ ‫ظ صوُته وي ُ ْ‬
‫سِتدارةً‬ ‫ب الجسم ا ْ‬ ‫س ُ‬ ‫هنيةٍ ت ُك ْ ِ‬ ‫مكسوة ً بطبقةٍ د ُ ْ‬ ‫ةو َ‬ ‫الفتاة »رقيق ً‬
‫متعاِقبة‬ ‫فر والن ُّتوءات الواضحة ال ُ‬ ‫مْرغوًبا فيه خاليا ً من ال ُ‬
‫ح َ‬ ‫وامتلًء َ‬
‫التي ل ترتاح الَعين لُرؤيِتها« كما يقول أستاذ علم التشريح‬
‫الدكتور شفيق عبد الملك في كتابه مبادئ علم التشريح ووظائف‬
‫العضاء ويواصل الدكتور شفيق كلمه فيقول‪:‬‬
‫»و ل تقتصر هذه الطبقة الدهنية على استدارة الجسم وستر ما‬
‫ظى‬ ‫ح َ‬ ‫ت بل إن بعض المناطق الخاصة ت َ ْ‬ ‫فرٍ أو ن ُُتوءا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َعْت َوُِره من ُ‬
‫ن ويتخذ ُ‬ ‫ديرا ِ‬ ‫ذين ي َك ُْبران ويست ِ‬ ‫مْثل‪ :‬الثد َْيين الل ّ َ‬ ‫ب وافرٍ منها ِ‬ ‫ب َِنصي ٍ‬
‫هرة وال ِْليتان وكما‬ ‫كرة‪ ،‬وكذلك منطقة الّز ْ‬ ‫كل منهما شكل ِنصف ُ‬
‫حوض‬ ‫خدان و غيرهما من مواضعَ خاصة‪ .‬وي َّتسع ال َ‬ ‫ف ِ‬ ‫يستدير ال َ‬
‫مو‬ ‫صص له ويكتمل ن ُ ُ‬ ‫حذا ً شكل ً مناسبا ً يّتفق مع العمل الذي خ ّ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ُ‬
‫مْبيض الذي يقوم بعملية‬ ‫أعضاء التناسل الباطنة كالرحم وال ِ‬
‫البياض السابقة للطمث وكذلك العضاء التناسلية الظاهرة‬
‫فَرين الكبيرين ويتخذ كل منهما شكله وحجمه وُقوامه‬ ‫ش َ‬‫كال ّ‬
‫قة الزهرة‬ ‫شعر في منط َ‬ ‫ضعه في البالغ ‪,‬ويظهر ال ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫وب ُْنيانه و َ‬
‫صبغةِ الطفولة‪.‬‬ ‫صبوغا ً ب ِ‬ ‫والبطين وي َن َْعم الصوت بعد أن كان م ْ‬
‫وغرض كل هذه التغييرات في الفتاة اكتساب جمال المنظر‬
‫مة‬ ‫سن ون ُُعو َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ضارة الط ّْلعة مما يتفق مع ُ‬ ‫قوام ون َ َ‬ ‫ورشاقة ال َ‬
‫ة للغراء«‪.‬‬ ‫ضارة النوثة؛وكلها عوامل قوي ٌ‬ ‫ون َ َ‬
‫وتختلف العضاء التناسلية للرجل والمرأة اختلفا ً يعرفه كل‬
‫ل فَد َوَْرةٌ‬ ‫ط به الحمل فإن لم يكن حم ٌ‬ ‫منو ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ح ٌ‬ ‫إنسان فللمرأة ر ِ‬
‫مل أو تتوقف الحياة الجنسية‬ ‫ح َ‬
‫ض( حتى ت َ ْ‬ ‫حي ْ ٌ‬ ‫ث) َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ة وط َ ْ‬ ‫شهري ٌ‬
‫ذية‬ ‫للمرأة‪ .‬وللمرأة أثداء لها وظيفة جمالية كما لها وظيفة ت َغْ ِ‬
‫مه بأحسن وأنظف وأل َْيق غذاء‪ ..‬ليس‬ ‫الطفل منذ ِولدته إلى ِفطا ِ‬
‫سب ولكن تركيب العظام يختلف في الرجل عن المرأة‬ ‫هذا فح ْ‬
‫سَعة وفي الشكل والزاوية‪.‬‬ ‫ضيق وال ّ‬ ‫في القوة والمتانة وفي ال ّ‬
‫وإذا نظرنا لحوض المرأة مثل ً وجدناه يختلف عن حوض الرجل‬
‫اختلفا كبيرا ً يقول الدكتور شفيق عبد الملك أستاذ التشريح ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫قيامه بوظيفة‬ ‫»يمتاز حوض السيدة عن حوض الرجل بالنسبة ل ِ ِ‬
‫ضروريات اللزمة التي ل يحتاج‬ ‫مةٍ ِإضافيةٍ تت َط َّلب منه بعض ال ّ‬ ‫ٍها ّ‬
‫ذيِته‬ ‫ُ‬
‫مو الجنين في الحوض وطُرق ت َغْ ِ‬ ‫إليها حوض الرجل‪ ..‬فَن ُ ُ‬
‫ت الولدة‬ ‫جه وقْ َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫من َ‬ ‫ف الحوض و ِ‬ ‫مروِره بتجوي ِ‬ ‫فظه ثم ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫و ِ‬
‫سُهل معها اتمام‬ ‫زم بعض التغييرات والتعديلت التي ي َ ْ‬ ‫مما يستل ْ ِ‬
‫حصر كل هذه التغييرات في أن‬ ‫لم والطفل‪ ,‬وتن ْ َ‬ ‫الولدة بالنسبة ل ُ‬
‫عظامه أَرقّ‬ ‫ن تكون ِ‬ ‫صر‪ ،‬وأ ْ‬ ‫يكون تجويف حوض السيدة أوسع وأقْ َ‬
‫ط َتضاريسا ً ‪,‬ثم َيذكر الدكتور ‪ 19‬فرقا ً بين‬ ‫س َ‬ ‫ة وأب ْ َ‬ ‫خشون ً‬ ‫ل ُ‬ ‫وأ َقَ ّ‬
‫حوض الرجل والمرأة ينبغي على طالب الطب أن يحفظها‬
‫خِتم ذلك بقوله‪:‬‬ ‫وي َعَِيها‪ ،‬وي َ ْ‬
‫صَغر‬ ‫»وإن تكن رِّقة الِعظام وُنعومتها وبساطة تضاريسها و ِ‬
‫ة في أكثر عظام الهيكل في‬ ‫جِلي ً‬
‫رها ظاهرة ً َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح َ‬‫ور ُ‬ ‫وكاتها وقلة غ َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ل في عظام الحوض للنثى‬ ‫جّلى بأوضح شك ٍ‬ ‫المرأة غير أنها ت َت َ َ‬
‫ر‬
‫ط واف ٍ‬ ‫س ٍ‬ ‫ق ْ‬‫التي بل نزاع ُتشارك صفات عظام الهيكل الخرى ب ِ‬
‫ي الخاص‬ ‫ع ّ‬ ‫فها @ الن ّوْ ِ‬ ‫مّيزة للنوثة زيادة ً على ت َك َي ّ ِ‬ ‫م َ‬‫في صفاتها ال ُ‬
‫بما ُيناسب ما يتطلب منها القيام بعمل تنفرد به دون غيرها من‬
‫عظام الهيكل«‪.‬‬
‫وخلصة القول‪:‬أن أعضاء المرأة الظاهرة والخفية وعضلتها‬
‫وعظامها تختلف إلى حد ٍ كبيرٍ عن تركيب أعضاء الرجل الظاهرة‬
‫ملها‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫والخفية كما تختلف عضلته وعظامه في شدتها وقوةِ ت َ َ‬
‫خَتلف ع َب َث َا ً إذ ليس في‬ ‫م ْ‬‫وليس هذا البناء الهَْيكلي والُعضوي ال ُ‬
‫سواء عِلمناها أم‬ ‫ة َ‬ ‫م ٌ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ئ إل ّ وله ِ‬ ‫جسم النسان ول في الكون ش ٌ‬
‫جِهلناها‪ ،‬وما أكثَر ما نجهل وأقل ما نعلم‪.‬‬
‫والحكمة في الختلف الب َّين في التركيب التشريحي والوظيفي‬
‫ي‬
‫)الفسيولوجي( بين الرجل والمرأة هو أن هيكل الرجل قد ب ُن ِ َ‬
‫قى المرأة في المنزل‬ ‫دح ويكافح وت َب ْ َ‬ ‫مْيدان العمل ل ِي َك ْ َ‬ ‫خُرج إلى َ‬ ‫ل ِي َ ْ‬
‫طها الله بها؛وهي الحمل والولدة‪,‬‬ ‫تؤدي وظيفتها العظيمة التي أنا َ‬
‫كن إليها الرجل‬ ‫س ُ‬ ‫ش الّزْوجية؛ حتى ي َ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫وتربية الطفال ‪,‬وتهيئة ِ‬
‫ن‬ ‫خل َقَ ل َ ُ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عند عودته من خارج المنزل‪+ .‬وَ ِ‬
‫فسك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫موَد ّة ً وََر ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َ‬ ‫جا ل ّت َ ْ‬ ‫م أْزَوا ً‬‫أن ْ ُ ِ ْ‬
‫والفرق تراه في الرجل البالغ والمرأة البالغة كما تراه في‬
‫ة ل تتحرك إل‬ ‫ة هادئ ٌ‬ ‫الحيوان المنوي والبويضة‪ .‬البويضة ساكن ٌ‬
‫فح‬‫ص ّ‬‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫شع‪ ،‬والحيوان المنوي صارو ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫بمقدار وعليها الّتاج ال ُ‬
‫مفاِوز ِلتفوز ب َِغرضها وغايتها أو‬ ‫ة ت َن ْط َِلق ع َْبر المخاطر وال َ‬ ‫ذيف ٌ‬ ‫وقَ ِ‬
‫تموت‪ ..‬ليس ذلك فحسب بل ترى الفرق في كل خليةٍ من خليا‬
‫المرأة وفي كل خليةٍ من خليا الرجل‪ .‬تراه في الد ّم ِ والعظام‪،‬‬
‫ضِلي وتراه في‬ ‫تراه في الجهاز التناسلي‪ ،‬تراه في الجهاز العَ َ‬
‫اختلف الُهرمونات هرمونات الذكورة وهرمونات النوثة وتراه‬
‫بعد هذا وذاك في الختلف النفسي بين إقدام الرجل وصلبته‬
‫فر المرأة ودللها‪.‬‬ ‫خ َ‬‫و َ‬
‫من موازين قد قلبناها‪ ،‬فإننا‬ ‫م ِ‬ ‫قِلب الموازين‪ ،‬وك َ ْ‬ ‫وإذا أردنا أن ن َ ْ‬
‫ن‬
‫طرنا الله عليها ‪,‬وُنصاِدم التكوي َ‬ ‫فطرة التي فَ َ‬ ‫ُنصاِدم بذلك ال ِ‬
‫َ‬
‫الب َُيولوجي والنفسي الذي خلقنا الله عليه‪..‬‬
‫هل التكوين النفسي‬ ‫جا ُ‬ ‫فطرة وت َ َ‬ ‫دمة ال ِ‬ ‫مصا َ‬ ‫وتكون نتيجة ُ‬
‫ه‬
‫ة الل ِ‬ ‫سن ّ ُ‬ ‫والجسدي للمرأة وبال ً على المرأة وعلى المجتمع‪ ,‬و ُ‬
‫ل"‪.‬‬‫دي ً‬ ‫سن ّةِ اللهِ ت َب ْ ِ‬ ‫جد َ ل ِ ُ‬ ‫ة ‪+‬وََلن ت َ ِ‬ ‫ماضي ٌ‬
‫فروق أخرى جسدية ونفسية بين الذكر والنثى ‪:‬‬
‫فروق الفسيولوجية )الوظيفية( والتشريحية بين الذكر‬ ‫ن ال ُ‬ ‫إ ّ‬
‫ي َتبتدئ بالفروق على‬ ‫د‪َ ..‬فه َ‬ ‫صى وت ُعَ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫والنثى أكثر من أن ت ُ ْ‬
‫ملونة أو الكروموسومات( التي‬ ‫سيمات ال ُ‬ ‫ج َ‬ ‫صب ِْغيات )ال ُ‬ ‫مستوي ال ّ‬
‫خاَنتها ُتقاس‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫تتحكم في الوراثة‪ ..‬والتي ت َد ِقّ وت َد ِقّ حتى أ ّ‬
‫بالنجستروم )واحد على بليون من الملميتر(‪ ...‬وترتفع إلى‬
‫ضح لك تلك‬ ‫مستوى الخليا وكل خلية في جسم النسان ُتو ِ‬
‫الحقيقة الفاصلة بين الذكورة والنوثة‪ ..‬تتجلى الفروق بأوضح ما‬
‫طفة الذكر )الحيونات المنوية( ونطفة المرأة‬ ‫يكون في ن ُ ْ‬
‫)البويضة(‪ ...‬ثم ترتفع الفروق بعد ذلك في أجهزة الجسم‬
‫ح في اختلف‬ ‫وضو ٍ‬ ‫ضلت‪ ...‬وتتجّلى ب ِ ُ‬ ‫المختلفة من العظام إلى العَ َ‬
‫الجهزة التناسلية بين الذكر والنثى‪ ...‬ول تقتصر الفروق على‬
‫ق‬
‫الجهاز التناسلي وإنما تشمل جميع أجهزة الجسم‪ ..‬ولكنها ت َد ِ ّ‬
‫ماء‬ ‫ص ّ‬ ‫دد ال ّ‬ ‫وت َد ِقّ في بعض الجهزة وتتضح في أخرى‪ ..‬وجهاز الغُ َ‬
‫هو أحد الجهزة التي تتجلى فيها الفروق كأوضح ما يكون‪...‬‬
‫هرمونات النوثة في تأثيرها‬ ‫ذكورة تختلف عن ُ‬ ‫فهُْرمونات ال ّ‬
‫ط ويَتمّثل في ِزياد ِ‬
‫ة‬ ‫اختلفا ً كبيرا ً رغم أن الفرق الكيماوِيّ بسي ٌ‬
‫إلى التركيب‬ ‫‪cH3‬‬ ‫ت من الهيدروجين‬ ‫ذ َّرةٍ من الكربون وثلثة ذرا ٍ‬
‫الجزئي ‪ molecular structure‬في هرمون النوثة‪..‬‬
‫ل‬
‫جا ِ‬ ‫وهذه ملحظة أخرى هامة أشار إليها القرآن الكريم " وَِللّر َ‬
‫ة "‪.‬‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن د ََر َ‬‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫هرمون النوثة )مجموعة مثيلية( وكذلك‬ ‫ذكورة ُيساوي ُ‬ ‫فُهرمون ال ّ‬
‫الجهاز التناسلي للرجل يساوي الجهاز التناسلي للمرأة @ أعضاء‬
‫إضافية‪.‬‬
‫وفي أثناء تكوين الجنين في مراحله الولي يكون جنين الذكر‬
‫صُعب التفريق بينهما إل‬ ‫مشابها ً في أّول المر لجنين النثى وي َ ْ‬
‫سْرعان ما‬ ‫صبغيات )الكروموسومات(‪ ...‬ولكن ُ‬ ‫على مستوى ال ّ‬
‫دى الجنين‬ ‫مهاد ‪ Hypothalamus‬ل َ َ‬ ‫عى تحت ال ِ‬ ‫تتميز منطقة في المخ ت ُد ْ َ‬
‫مخ‬ ‫ذكر عن مثيله الجنين النثى‪ ..‬وهذه الضافة والزيادة فى ُ‬ ‫ال ّ‬
‫جنين الذكر تؤدي إلى الفروق الهائلة فيما ب َْعد بين الجهاز‬
‫التناسلي للذكر والجهاز التناسلى للنثى‪ ..‬كما يؤدى إلى الفروق‬
‫صماء وغدد النثى‪ .....‬وتؤثر هذه الغدد‬ ‫غدد الذكر ال ّ‬ ‫الهائلة بين ُ‬
‫م يختلف‬ ‫على مختلف أنشطة الجسم وعلى هيكله أيضًا‪ ..‬ومن ث َ ّ‬
‫ِبناُء هيكل الذكر عن بناء هيكل النثى كما تختلف الوظائف تبعا ً‬
‫مخ بين جنين‬ ‫مهاد من ال ُ‬ ‫ماُيز منطقةِ تحت ال ِ‬ ‫لذلك‪ ..‬والسبب في ت َ َ‬
‫ة‬
‫م ُ‬ ‫شي َ‬ ‫م ِ‬ ‫فرُِزه َ‬ ‫هرمون التستسرون الذي ت ُ ْ‬ ‫الذكر وجنين النثى هو ُ‬
‫الجنين الذكر‪ ...‬ثم تنمو الُغدة التناسلية وتؤثر بالتالي على‬
‫خية تحت المهاد« )‪.(578‬‬ ‫م ّ‬ ‫المنطقة ال ُ‬
‫م أساسا ً على هيكل النثى‬ ‫م ُ‬‫ص ّ‬‫ومن الغريب حقا ً أن هيكل البناء ي ُ َ‬
‫فإذا وجد صبغ الذكورة )كروموسوم الذكورة( فإنه ُيضيف إلى‬
‫ت تجعل النهاية ذكرًا‪ .‬أما إذا اختفى هذا‬ ‫كيان إضافا ٍ‬ ‫ذلك ال ِ‬
‫صل في‬ ‫ح ُ‬ ‫قحة كما ي َ ْ‬ ‫مل َ ّ‬ ‫م من تركيب البويضة ال ُ‬ ‫الكروموسوم الها ّ‬
‫ن‬
‫ل فإ ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫رينا ُقدرة المولى عّز و َ‬ ‫بعض الحالت النادرة التي ت ُ ِ‬
‫ن كانت ناقصة التكوين ففي‬ ‫النتيجة النهائية هي جسم امرأةٍ وإ ْ‬
‫قحة تحتوي فقط على‬ ‫مل َ ّ‬ ‫حالة ترنر ‪ Turner Syndrome‬فإن البويضة ال ُ‬
‫ة على‬ ‫حتوية على ‪ xx‬ول ذكٌر محتوي ٌ‬ ‫م ْ‬‫موسوم ‪ x‬فل هي أنثى ُ‬ ‫كرو ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ ..xy‬فماذا تكون النتيجة؟‬
‫مل ول ت َِلد‪ ...‬أما إذا‬ ‫ح َ‬ ‫حيض ول ت َ ْ‬ ‫تكون النتيجة أنثى غير أنها ل ت َ ِ‬
‫صل في حالة كلينفلتر ‪Kleinfelter‬‬ ‫ح ُ‬ ‫كانت نتيجة التلقيح مثل ً ‪ xxy‬كما ي ْ‬
‫صبغيات‬ ‫‪ Syndrome‬فإن الطفل المولود يكون ذكرا ً رغم وجود ِ‬
‫شْهوة‬ ‫مة باِرد ال ّ‬ ‫ف الهِ ّ‬ ‫ن كان ذكرا ً ضعي َ‬ ‫ة‪ ..‬وإ ْ‬ ‫النوثة بصورةٍ كامل ٍ‬
‫صبغ النوثة فيه‪..‬‬ ‫كم ِ‬ ‫خائَر العزيمة‪ ...‬وذلك ل َِترا ُ‬
‫حة وصار حاصلها‬ ‫ق َ‬ ‫مل َ ّ‬‫ذكورة في البويضة ال ُ‬ ‫صب ْغُ ال ّ‬
‫أما إذا زاد ِ‬
‫صبغين )كروموسومين( كاملين من‬ ‫الكروموسومي ‪ xyy‬أي أن بها ِ‬
‫كيمة شديد َ‬ ‫أصباغ الذكورة فإن النتيجة تكون ذكرا ً قويّ الش ِ‬
‫جرَِيت لع َْتى‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فحوصات التي أ ْ‬ ‫دوان‪ ..‬حتى أن ال ُ‬ ‫البأس كثيَر العُ ْ‬
‫ن كثيرا ً‬ ‫تأ ّ‬ ‫دهم بأسا ً وِإقداما ً أظ ْهََر ْ‬ ‫رمين في السجون وأش ّ‬ ‫ج ِ‬‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫صبغ )كروموسوم( الذكورة!!‪.‬‬ ‫منهم كانوا ممن لديهم زيادة ٌ في ِ‬
‫حص الرجال المشهورون في التاريخ بزيادة الشجاعة‬ ‫ولَعله لو فُ ِ‬
‫جُعه في‬ ‫مْر ِ‬ ‫والقدام والرجولة والخشونة ل َُربما وجدنا أن ذلك َ‬
‫كثيرٍ من الحالت إلى زيادة صبغ الذكورة ‪ y‬لدى هؤلء‬
‫سواَء كان ذلك في مجال‬ ‫جْرأتهم وإقدامهم َ‬ ‫صوفين بزيادة ُ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ال َ‬
‫الخير أو في مجال الشر‪.‬‬
‫ل وآخر من حيث القدام وصفات الرجولة يرجع‬ ‫والفرق بين رج ٍ‬
‫في بعض الحيان إلى زيادة هرمون الرجولة َلدى هذا وقِّلته‬
‫سبية َلدى ذاك‪.‬‬ ‫الن ّ ْ‬
‫رينا كيف‬ ‫صي ُُهم قَْبل الُبلوغ ت ُ ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صّيين الذين ت َ ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬‫ونظرة ٌ إلى ال َ‬
‫ي‬
‫ص ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عذاِرى ال َ‬ ‫شعٌْر ِ‬ ‫حول رجولتهم إلى النوثة‪ ...‬ول ينبت َ‬ ‫ت َت َ َ‬
‫دهن بنفس الطريقة التي يتوزع فيها‬ ‫وزع ال ّ‬ ‫وذ َقِْنه وشاِربه‪ ..‬وي َت َ َ‬
‫ق‪...‬‬ ‫عظامه وت َرِ ّ‬ ‫جز‪ ...‬وَتلين ِ‬ ‫ف والعَ ُ‬ ‫في النثى‪ ...‬أي في الْردا ِ‬
‫قى صوَته رخيما ً على ن َْبرة الطفولة دون أن ُتصيَبه ِغلظة‬ ‫وي َب ْ َ‬
‫خشونتها‪.‬‬ ‫الرجولة و ُ‬
‫سرعان‬ ‫ُ‬
‫ن علمات الّرجولة ُ‬ ‫صوا ب َْعد البلوغ فإ ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫ما أولئك الذين أ ْ‬ ‫أ ّ‬
‫ة‪.‬‬‫موّ ثاني ً‬ ‫ذقن والشاِرب ول يعود إلى الن ّ ُ‬ ‫شعر ال ّ‬ ‫قط َ‬ ‫ما ت َْندِثر ويس ُ‬
‫هل‪ ...‬كما تبدأ الصفات النثوية والنفسية‬ ‫وتبدأ العضلت في الت َّر ّ‬
‫في الظهور لول مرة‪..‬‬
‫وى الّتماُثل الفكري بين‬ ‫ضح د َع ْ َ‬ ‫البحاث العلمية الحديثة تف َ‬
‫الجنسين‪:‬‬
‫شَرْته مجلة الريدرز دايجست الواسعة النتشار في‬ ‫ل نَ َ‬‫وفي مقا ٍ‬
‫عدد ديسمبر ‪ 1979‬تحت عنوان »لماذا يفكر الولد تفكيرا ً‬
‫خص لكتاب »الدماغ‪ :‬آخر الحدود«‬ ‫مل َ ّ‬
‫مختلفا ً عن البنات« وهو ُ‬
‫للدكتور ريتشارد ديستاك »‪ «The Brain: The Last Frontier‬جاء ما يلي‪:‬‬
‫غم أن هذه‬ ‫مَغايرةٍ لتفكير البنات ر ْ‬ ‫صْبيان يفكرون بطريقةٍ ُ‬ ‫»إن ال ّ‬
‫عين إلى المساواة‬ ‫دا ِ‬
‫دم أنصار المرأة وال ّ‬ ‫ص ُ‬‫صَعة ست ْ‬ ‫الحقيقة النا ِ‬
‫ْ‬
‫مة بين الجنسين‪ ..‬ولكن المساواة الجتماعية في َرأِينا تعتمد‬ ‫التا ّ‬
‫رفة الفروق في كيفية السلوك ومعرفة الفروق بين مخ‬ ‫معْ ِ‬
‫على َ‬
‫الفتى ومخ الفتاة‪.‬‬
‫وفي الوقت الحاضر فإن الفروق بين الولد والبنات التي لحظها‬
‫ما ً‬
‫هل تجاهُل ً تا ّ‬ ‫الباء والمعلمون والباحثون على مدار السنين تتجا َ‬
‫ماثل‪.‬‬ ‫مت َ َ‬‫ي ُ‬‫ج ِدراس ّ‬ ‫دم للطلبة والطالبات منه ٌ‬ ‫ق َ‬ ‫وي ُ َ‬
‫ن ط َُرقَ التدريس في المدارس البتدائية ُتلئم البنات أكثر مما‬ ‫إ ّ‬
‫ما في المراحل‬ ‫تلئم الولد وِلذا فُهم ُيعانون في هذه المرحلة‪ ..‬أ ّ‬
‫التي ت َِليها حتى الجامعة فَِهي ُتلئم الفتيان أكثر مما تلئم‬
‫الفتيات‪..‬‬
‫ويعتقد الباحثون الجتماعيون أن الختلف في سلوك الولد عن‬
‫البنات راجعٌ إلى التوجيه والتربية في البيت والمدرسة والمجتمع‬
‫مقداما ً كثيَر الحركة بل‬ ‫و التي ترى أن الولد يجب أن يكون ِ‬
‫فين ‪,‬بينما ترى في الفتاة‬ ‫ي ب ِهَّز الك َت ِ َ‬ ‫دوان ّ‬‫ك عُ ْ‬ ‫سلو ٍ‬‫مْنه أيّ ُ‬ ‫قَبل ِ‬ ‫وت َ ْ‬
‫ة‪.‬‬
‫ة لطيف ً‬ ‫ة هادئ ً‬ ‫أن تكون رقيق ً‬
‫ولكن البحاث العلمية ت ُب َّين أن الختلف بين الجنسين ليس عائدا ً‬
‫شأة والتربية وإنما َيعود أيضا ً إلى اختلف التركيب‬ ‫سب إلى الن ّ ْ‬ ‫فح ْ‬
‫البيوليجي وإلى اختلف تكوين المخ لدى الفتى عن الفتاة‪.‬‬
‫مط َْلقة بين الفتى‬ ‫وحتى لو حاول الداعون إلى المساواة ال ُ‬
‫طى ل َِعب‬ ‫شئوهما على نفس المنهج حتى ل َت ُعْ ِ‬ ‫ن ي ُن ْ ّ‬‫والفتاة أ ْ‬
‫طى الَعرائس للولد فإن‬ ‫دسات وآلت الحرب للفتيات وُتع ِ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫ال ُ‬
‫ض نفسها وتؤدي إلى‬ ‫الفروق البيولوجية العميقة الجذور ستفرِ ُ‬
‫مَغاِير بين الفتى والفتاة‪.‬‬ ‫السلوك ال ُ‬
‫ن‬
‫مق هذه الفروق فوجدوا أ ّ‬ ‫ولقد أدرك العلماء والباحثون ع ُ ْ‬
‫جْنسه‪ ..‬فالِبنت‬ ‫سب ِ‬ ‫الطفل الرضيع يختلف في سلوكه على ح ْ‬
‫بعد ولدتها بأيام تنتبه إلى الصوات وخاصة صوت الم بينما الولد‬
‫ت‬ ‫ث صو ٍ‬ ‫حدا ِ‬ ‫رث لذلك‪ ..‬ولهذا فإن ّالرضيعة يمكن إخافَُتها ب ِإ ِ ْ‬ ‫ل يك ْت َ ِ‬
‫ئ بأكثر مما يمكن إخافة أخيها‪..‬‬ ‫مفاج ٍ‬ ‫ُ‬
‫مّيز‬
‫وتقول الدراسة أن الطفلة تستطيع في الشهر الخامس أن ت ُ َ‬
‫محاوََلة الكلم‬ ‫مْعهودة ل َد َْيها‪ ..‬وتبدأ الطفلة ُ‬ ‫صور ال َ‬ ‫سُهولةٍ بين ال ّ‬ ‫بِ َ‬
‫مُناغاة من الشهر الخامس إلى الثامن بينما يفشل أخوها في‬ ‫وال ُ‬
‫ة‪ ..‬وتبدأ الطفلة في الحديث‬ ‫ن ووجه ل ُعْب َ ٍ‬ ‫التفريق بين وجه إنسا ٍ‬
‫كن من ت َعَّلم اللغات في الغالب أكثر من‬ ‫عادة ً قَْبل أخيها‪ ..‬وتتم ّ‬
‫أخيها‪.‬‬
‫رية وفي‬ ‫ص ِ‬ ‫وي ُظ ِْهر الولد تفوقا ً كبيرا ً على البنات في المور الب َ َ‬
‫الشياء التي تت َط َّلب َتواُزًنا كامل ً في الجسم‪ ..‬ويقوم الطفل‬
‫ماز‬ ‫ضوٍْء غ َ ّ‬‫ك أوْ ليّ َ‬ ‫ذكر بالستجابة السريعة ليّ جسم متحر ٍ‬ ‫ال ّ‬
‫سرعة أكبر من أخته وله‬ ‫َ‬
‫كما أنه ي َن ْت َِبه إلى الشكال الهندسية ب ِ ُ‬
‫ة على محاولة الت ّعَّرف عليها وتفكيكها‪..‬‬ ‫قدرة ٌ فائق ٌ‬
‫ن الولد يُتوُقون إلى الت ّعَّرف على بيئاتهم‬ ‫صبا فإ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫س ّ‬‫وفي ِ‬
‫ميل البنات‬ ‫ن إلى آخر لكتشافها بينما ت َ ِ‬ ‫وي َن َْتقلون بك َْثرةٍ من مكا ٍ‬
‫إلى البقاء في أماكنهم‪..‬‬
‫مهارةٍ أكبَر في كل ما يتعلق بالشكال‬ ‫ويستطيع الولد التصرف ب ِ َ‬
‫ت ُثلثية »‪«Three Dimensional objects‬‬ ‫الهندسية وفي كل ما له اتجاها ٌ‬
‫مث َل ً‬‫وى َ‬ ‫ق ّ‬‫م َ‬ ‫ق ُ‬ ‫معَّينا ً من وََر ٍ‬ ‫ون شكل ً ُ‬ ‫من الولد أن ي ُك َ ّ‬ ‫وعندما ي ُط َْلب ِ‬
‫وقا ً كبيرًا‪.‬‬ ‫ف ّ‬‫وق على أخته في ذلك ت َ‬ ‫ف ّ‬
‫فإنه يت َ‬
‫درات والمعلومات في‬ ‫مذه ِل ً هو؛أن تخزين الق ُ‬ ‫وما ي ُعْت ََبر اكتشافا ً ُ‬
‫مع‬ ‫دماغ يختلف في الولد عنه في البنت‪ ..‬ففي الفتى تتج ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ف عن القدرات الهندسية‬ ‫ن مختل ٍ‬ ‫درات الكلمية في مكا ٍ‬ ‫ق ُ‬ ‫ال ُ‬
‫دى الفتاة‬ ‫مخ ل َ َ‬ ‫صي ال ُ‬ ‫كل فَ ّ‬ ‫والفراغية بينما هي موجودة ٌ في ِ‬
‫مخ أخته‪.‬‬ ‫من ُ‬ ‫صصا ً ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ومعنى ذلك أن دماغ الفتى أكثر ت َ َ‬
‫جْزِئيا؛لماذا نرى‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫سر ولو ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫فة حديًثا ت ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫مك ْت َ َ‬
‫ولعل هذه الحقائق ال ُ‬
‫مْعمارِّيين من الذكور دون الناث‪ ..‬وقد كان‬ ‫أغلب المهندسين ال ِ‬
‫أول من اكتشف هذه الحقيقة الباحث النفسي لنسدل من‬
‫كد‬ ‫َ‬
‫المعهد القومي للصحة في الوليات المتحدة عام ‪ 1962‬ثم أ ّ‬
‫هذه البحاث كثيرون؛منهم ُأستاذة علم النفس في جامعة‬
‫مكماستر بكندا ‪,‬الدكتورة‪ ,‬ساندرا ويلسون‪.‬‬
‫رينا تساويا ً بين الفتى والفتاة ما‬ ‫ولهذا نجد أن اختبارات الذكاء ت ُ ِ‬
‫حص ترتيب الصور والفراغات بين‬ ‫صين منهما‪ ...‬وهما فَ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫عدا فَ ْ‬
‫وقا ً كبيرا ً في‬ ‫ريانا تف ّ‬ ‫الصابع ‪ Picture arrangment and digial span‬فإنهما ي ُ ِ‬
‫صالح الولد على البنات‪.‬‬
‫وق الولد‬ ‫ف ّ‬ ‫ما إلى ت َ َ‬ ‫حص الذكاء في مجموعةٍ يؤدي دائ ً‬ ‫ولهذا فإن ف ْ‬
‫على البنات‪.‬‬
‫ويقول أستاذ علم النفس في جامعة جورجيا البروفسور توراناس‬
‫ة ك َْأداَء في القدرات‬ ‫قب َ ً‬
‫كل ع َ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫»إن المساواة بين الجنسين ت ُ َ‬
‫دى الفتاة تحتاج إلى الحساسية‬ ‫لقة ل َ َ‬ ‫قدرات الخ ّ‬ ‫لقة‪ .‬فال ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫ال َ‬
‫والصفات النثوية بينما تحتاج في الفتى إلى الستقللية وصفات‬
‫الرجولة«‪.‬‬
‫ئ‬‫ميلون إلى كثرة الحركة وش ٍ‬ ‫ن أغلب الولد ي َ ِ‬ ‫وتقول الدراسة إ ّ‬
‫كينة والهدوء وقِّلة الحركة‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫من العُْنف بينما أكثر الفتيات إلى ال ّ‬
‫إن هذه الدراسات احصائية وتتحدث عن الجنسين على صورة‬
‫ة‪ :‬أيْ أنها ل تتحدث عن هذا‬ ‫الُعموم ولكنها ليست شخصي ً‬
‫الشخص أو ذاك وإنما تتحدث عن المجموع والصبغة الغالبة‪..‬‬
‫شد ّ فرد ٌ من هذا الجنس أو ذاك عن القاعدة أمٌر ل‬ ‫ن يَ ُ‬
‫مكاِنية أ ْ‬ ‫وإ ْ‬
‫ي ُل ِْغي القاعدة في ذاتها‪.‬‬
‫وعلينا أن ل نتجاهل الحقائق العلمية البيولجية فنحاول أن نجعل‬
‫ة لتربية الفتاة‪ ,‬ودوَر الفتى في الحياة مماثل ً‬ ‫تربية الفتى مماثل ً‬
‫ي على‬ ‫مي ْن ِ ّ‬‫دورِ الفتاة لننا فقط نرغب في ذلك‪ ...‬فهذا التفكير ال َ‬ ‫لِ َ‬
‫الرغبات ‪ُ Wishful Thinking‬يصاِدم الحقائق العلمية«‪.‬‬
‫ا ه‪ -‬مقال الريدرز دايجست‬
‫وقد أثبتت البحاث الطبية أن دماغ الرجل أكبر من دماغ المرأة‬
‫وأن التلفيف الموجودة في مخ الرجل هي أكثر بكثيرٍ من تلك‬
‫الموجودة في مخ المرأة‪.‬‬
‫وتقول البحاث أن المقدرة العقلية والذكاء تعتمدان إلى حد كبير‬
‫على حجم ووَْزن المخ وعدد التلفيف الموجودة فيه‪.‬‬
‫مقاَرنة‬ ‫فالنسان ي ُعْت ََبر صاحب أكبر دماغ بين جميع الحيوانات بال ُ‬
‫خه أكثر بكثير مما هي عليه‬ ‫م ّ‬‫مع حجم ووزن جسمه‪ ..‬وتلفيف ُ‬
‫في أي من الحيوانات الدنيا أو العليا‪.‬‬
‫ن وزن وحجم المخ يعتمد على وزن وحجم‬ ‫وقد يقال إ ّ‬
‫الشخص‪.‬وهذا صحيح فإن مخ الفيل أكبر من مخ النسان ولكن‬
‫ل جدًا‪ ..‬وأما مخ النسان‬ ‫مخ الفيل بالنسبة لوزنه وحجمه ضئي ٌ‬
‫فإنه كبير بالقياس إلى جسمه ومقارنته ببقية الحيوانات‪.‬‬
‫سبان فإن دماغ الرجل‬ ‫ح ْ‬ ‫وحتى لو أخذنا هذه الحقيقة في ال ُ‬
‫قل وأكثر تلفيفا ً من دماغ المرأة‪.‬‬ ‫ظل أكبر وأث ْ َ‬ ‫سي َ َ‬
‫ويزيد مخ الرجل في المتوسط عن مخ المرأة بمقدار مائة‬
‫جرام‪ ...‬كما يزيد حجمه بمعدل مائتي سنتيمتر مكعب‪ .‬ونسبة‬
‫وزن مخ الرجل إلى جسمه هي ‪ 1/40‬بينما نسبة مخ المرأة إلى‬
‫سب‪.‬‬ ‫جسمها تبلغ ‪ 1/44‬فح ْ‬
‫من‬ ‫شريف ِ‬ ‫ولعل في هذا دليل ً على ما ورد في الحديث الن َب َوِيّ ال ّ‬
‫قل المرأة بالنسبة للرجل‪.‬‬ ‫قصان ع َ ْ‬ ‫نُ ْ‬
‫ل واحدٍ‬ ‫ة لشهادة رج ٍ‬ ‫وجعل الله سبحانه شهادة المرأتين مساوي ً‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ن فََر ُ‬ ‫كوَنا َر ُ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م فَِإن ل ّ ْ‬ ‫جال ِك ُ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫من ّر َ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِهيد َي ْ ِ‬ ‫شه ِ ُ‬
‫َ‬
‫}َوا ْ‬
‫ما فَت ُذ َك َّر‬ ‫داهُ َ‬‫ح َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫ض ّ‬‫داِء أن ت َ ِ‬ ‫شهَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫ضو ْ َ‬ ‫من ت َْر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫مَرأَتا ِ‬ ‫َوا ْ‬
‫خَرى{]البقرة ‪.[281‬‬ ‫ما ال ُ ْ‬ ‫داهُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ة{‬ ‫ج ٌ‬‫ن د ََر َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫هذه الفروق كلها تؤكد إعجاز الية} وَِللّر َ‬
‫صرة ً فقط على التركيب البيولوجي ولكنها‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫وليست الدرجة ُ‬
‫ضا تشمل التركيب النفسي‪ ...‬والقدرات العقلية والكلمية‪..‬‬ ‫أي ً‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن(‪.‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫صام ِ غ َي ُْر ُ‬ ‫خ َ‬ ‫حل ْي َةِ وَهُوَ ِفي ال ْ ِ‬ ‫شأ ِفي ال ْ ِ‬ ‫من ي ُن َ ّ‬ ‫فّنية ) أوَ َ‬ ‫وال َ‬
‫ت في التاريخ وجدت النابغين في كل فَْرٍع من فروع‬ ‫فإذا ن َظ َْر َ‬
‫ص‪...‬‬ ‫ح ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫صيهم ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫المعرفة والختراع والحياة من الرجال ل َيكاد ي ُ ْ‬
‫بينما النابغات من النساء في أي مجال من مجالت المعرفة أو‬
‫كر المئات من‬ ‫الختراع محدودات معدودات وتستطيع أن ت َذ ْ ُ‬
‫ن من فنون المعرفة‪ ..‬وفي ِقيادة الجيوش وفي‬ ‫الرجال في كل ف ّ‬
‫سر‬‫الختراعات وفي الصناعة وفي المال والقتصاد‪ ..‬ولكنه سي َعْ ُ‬
‫ن ت َعُد ّ العشرات من النساء في أي من هذه الفنون‬ ‫عليك أ ْ‬
‫المختلفة من المعارف النسانية والصناعات والختراعات‪...‬‬
‫وتستطيع أن تعد عشرات النبياء والمرسلين وهم صفوة البشر‪..‬‬
‫ف بصفات الن ُّبوة‬ ‫جد َ واحدة ً ت َّتص ُ‬ ‫ولكنك ل تستطيع أن ت َ ِ‬
‫مهات النبياء‬ ‫ُ‬ ‫ع َ‬
‫ظم بعض هؤلء النساء من أ ّ‬ ‫والرسالة‪ ...‬رغم ِ‬
‫دة النساء في زمانها‪...‬‬ ‫سي ّ َ‬ ‫ذراُء َ‬ ‫م العَ ْ‬ ‫مْري َ ُ‬ ‫وزوجاتهم وبناتهم‪ ...‬ف َ‬
‫ن أحد ٌ من‬ ‫ضارِع ُهُ ّ‬ ‫هراء سيدة نساء العالمين‪ ...‬ل ي ُ َ‬ ‫وفاطمة الّز ْ‬
‫ن‬
‫ف الرجال‪ ..‬لك ّ‬ ‫من آل ِ‬ ‫ل الواحدةِ منهن خيٌر ِ‬ ‫النساء‪ ..‬وِنعا ُ‬
‫ف‬ ‫مصا ّ‬ ‫قى بعد ذلك أّنه لم ت َْرقَ واحدة ٌ منهن إلى َ‬ ‫الحقيقة ت َب ْ َ‬
‫الن ُّبوة‪...‬‬
‫دحا ً في المرأة‪ ...‬فإن أعظم العباقرة يَتصاغ َُر أمام‬ ‫وليس هذا قَ ْ‬
‫م قادةِ الدنيا من الرجال أن‬ ‫ط المهات‪ ...‬ول يستطيع أعظ َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫أب َ‬
‫ن‪ ...‬إنه ل يستطيع أن ي ُْنجب‬ ‫جهُل ُهُ ّ‬ ‫فَعل ما تفعُله أبسط النساء وأ ْ‬ ‫ي ْ‬
‫َ‬ ‫مَله في بطنه ِتسعة أ ْ‬
‫عه‬ ‫مك ُِنه إ ِْرضا ُ‬ ‫شهرٍ كما أّنه ل ي ُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫طفل ً وي َ ْ‬
‫وتربيته مهما كان له من العبقرية والّنبوغ!!‬
‫ظه‬‫ل مهما كان ح ّ‬ ‫ُ‬
‫مومة ل يستطيع أن يقوم بها أيّ رج ٍ‬ ‫فوظيفة ال ُ‬
‫عظيما من الّنبوغ‪ ..‬ووظيفة المومة تتصاغر أمامها كل الوظائف‬
‫ة‬
‫جن ّ ُ‬‫جّنة تحت أقدامها »ال َ‬ ‫جعل الرسول الكريم ال َ‬ ‫الخرى‪ ..‬حتى ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ضعاف‬ ‫رعاية الم بأ ْ‬ ‫مَته ب ِ ِ‬ ‫صي أصحابه وأ ّ‬ ‫ت« وي ُوْ ِ‬ ‫مها ِ‬ ‫دام ِ ال ّ‬ ‫ت أقْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬
‫ت اللهِ وسلمه عليه‬ ‫وا ُ‬ ‫صل َ‬ ‫صطفى َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ب‪ .‬فعندما ُ‬ ‫جُبه ِلل ِ‬ ‫ما ي ُوْ ِ‬
‫حب َِتي وب ِّري‪ ,‬قال‬ ‫ص ْ‬ ‫سن ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س بِ ُ‬ ‫حقّ النا ُ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ِ أصحابه‪َ :‬‬ ‫من أ َ‬ ‫ِ‬
‫دنا َ‬ ‫دنا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ك«‪.‬‬ ‫ك فأ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أبوك ث ُ ّ‬ ‫مك ث ُ ّ‬ ‫مأ ّ‬ ‫مك ث ُ ّ‬ ‫مأ ّ‬ ‫مك ث ُ ّ‬ ‫المصطفى‪» :‬أ ّ‬
‫َ‬
‫ث‬‫ح ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ث ع َل َي ِْهما أي ّ َ‬ ‫ن الكريم على ب ِّر الوالدين وح ّ‬ ‫قرآ ُ‬ ‫كز ال ُ‬ ‫ور ّ‬
‫ضِلها‪.‬‬ ‫مزيد َ فَ ْ‬ ‫ُ‬
‫زيادة ذكرٍ ل ِي ُب َّين َ‬ ‫ِ‬ ‫م بِ‬ ‫ص ال ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫و َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫ه وَهًْنا ع َلى وَهْ ٍ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫مل َت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وال ِد َي ْهِ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫صي َْنا ال ِن ْ َ‬ ‫قال تعالى‪ }:‬وَوَ ّ‬
‫َ‬
‫ك { ] لقمان[ ‪.‬‬ ‫وال ِد َي ْ َ‬ ‫شك ُْر ِلي وَل ِ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫نأ ِ‬ ‫مي ْ ِ‬‫عا َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫صال ُ ُ‬ ‫وَفِ َ‬
‫ُ‬
‫ه‬
‫م ُ‬‫هأ ّ‬ ‫مل َت ْ ُ‬‫ح َ‬ ‫ساًنا َ‬ ‫ح َ‬ ‫وال ِد َي ْهِ إ ِ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫صي َْنا ال ِن ْ َ‬ ‫وقال عَز ّمن قائل } وَوَ ّ‬
‫شهًْرا { ]الحقاف[ ‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ه ث َل َُثو َ‬ ‫صال ُ ُ‬ ‫ه وَفِ َ‬ ‫مل ُ ُ‬‫ح ْ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫ه ك ُْر ً‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫ك ُْر ً‬
‫}وقَضى رب َ َ‬
‫ك‬‫عن ْد َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي َب ْل ُغَ ّ‬ ‫ساًنا إ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وال ِ ُد َي ْ ِ‬ ‫دوا إ ِل ّ إ ِّياه ُ وَِبال ْ َ‬ ‫ك أل ّ ت َعْب ُ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ما وَُقل لهُ َ‬ ‫ف وَل َ ت َن ْهَْرهُ َ‬ ‫ما أ ّ‬ ‫قل لهُ َ‬ ‫ما فَل َ ت َ ُ‬ ‫ما أوْ ك ِل َهُ َ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫ال ْك ِب ََر أ َ‬
‫ب‬‫مةِ وَُقل ّر ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ح الذ ّ ّ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ل َهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما َوا ْ‬ ‫ري ً‬ ‫قَوْل ً ك َ ِ‬
‫صِغيًرا{ ] السراء[‪.‬‬ ‫ما َرب َّياِني َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫مه ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫اْر َ‬
‫ويقول الستاذ العقاد رحمه الله في المرأة في القرآن في فصل‬
‫ست شواه ِد ُ التاريخ الحاضر‬ ‫ِ»وللرجال عليهن درجة« »فَل َي ْ َ‬
‫قيم الفارق بين الجنسين‪ .‬إذ‬ ‫سَتفيضة بالظاهرة الوحيدة التي ت ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ل من الشواهد التاريخية والشواهد‬ ‫ل شك أن طبيعة الجنس أد َ ّ‬
‫ص بها الذكوُر من نوع‬ ‫خت ُ ّ‬ ‫الحاضرة على القوامة الطبيعية التي ا ْ‬
‫قل من جميع النواع التي تحتاج إلى هذه‬ ‫ن لم ن َ ُ‬ ‫النسان إ ْ‬
‫ل ما في طبيعة الجنس الفسيولوجية في أصل‬ ‫قوامة‪ ..‬فَك ُ ّ‬ ‫ال َ‬
‫قّبل وبين‬ ‫س ي َت َ َ‬ ‫جن ْ ٍ‬ ‫س ُيريد و ِ‬ ‫ة بين جن ٍ‬ ‫ل على أنه علق ٌ‬ ‫التركيب ي َد ُ ّ‬
‫جيب َةٍ تتمثلن على هذا النحو في جميع‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫غبةٍ داعيةٍ ورغبة ُ‬ ‫َر ْ‬
‫مِلك الرادة وترتبط بالعلقة الجنسية وقتا ً‬ ‫أنواع الحيوانات التي ت َ ْ‬
‫من الوقات‪.‬‬
‫وعلى وجود الرغبة الجنسية عند الذكور والناث ل تبدأ النثى‬
‫بالرادة والدعوة ول بالِعراك ل ِْلغَلبة على الجنس الخر‪..‬‬
‫رضه‬ ‫ف ِ‬ ‫وليس هذا مما ي َْرجع في ُأصوله إلى الحياء الذي ت َ ْ‬
‫هد ذلك‬ ‫ب الدين والخلق؛بل ُيشا َ‬ ‫كيه واج ُ‬ ‫المجتمعات الدينية وي َُز ّ‬
‫ف حياُء الدب والدين‪ .‬فل‬ ‫بين ذكور الحيوان وإناثه حيث ل ي ُعَْر ُ‬
‫ذكور بل تت َعَّرض لها لتراها وت َت ّب َِعها‬ ‫ب ال ّ‬ ‫م الناث على ط َل َ ِ‬ ‫قد ِ ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫ة‬
‫ج ِ‬
‫ظر ل ِن َِتي َ‬ ‫من ْت َ ِ‬ ‫موِْقف ال ُ‬ ‫طر عليها باختيارها ول تزال النثى ب ِ َ‬ ‫سي ِْ ِ‬ ‫وت ُ َ‬
‫عها‪.‬‬ ‫فر بها أقْد َُرها على ان ِْتزا ِ‬ ‫الِعراك عليها بين الذكور ل ِي َظ ْ َ‬
‫ب إذا‬ ‫ن الغ ِْتصا َ‬ ‫من ذلك على طبيعة السيطرة الجنسية أ ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫وأد َ ّ‬
‫ن هناك‬ ‫ني ُ‬ ‫َ‬
‫كو َ‬ ‫صل من الذكر للنثى ول ي َت َأّتى أ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫صل إ ِّنما ي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫شهوة الجنسية‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ذكر‪ ..‬وإن غ َل َب َ َ‬ ‫سد ِيّ من أنثى ل ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ب َ‬ ‫اغ ِْتصا ٌ‬
‫ضراوة والسيطرة وتنتهي بالمرأة إلى‬ ‫ت َن ْت َِهي بالرجل إلى ال ّ‬
‫عن طبيعة‬ ‫مقُ من ذلك في البان َةِ َ‬ ‫شية‪ ...‬وأع ْ َ‬ ‫الستسلم والغَ ْ‬
‫قية في العلمات‬ ‫مت َل َ ّ‬ ‫ة ُ‬ ‫سل ِْبي ّ‬ ‫ض النوثة تكاد تكون َ‬ ‫وارِ َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫الجنس؛أ ّ‬
‫هرمونات الذكورة‬ ‫فت ُ‬ ‫مونها بالعلمات الثانوية فإذا ضعُ َ‬ ‫س ّ‬
‫التي ي ُ َ‬
‫ة على الكائن‬ ‫دها صفات النوثة غالب ً‬ ‫قَيت ب َعْ َ‬ ‫وقَّلت إْفرازاُتها ب َ ِ‬
‫مشاهَد ٌ عند إخصاء الذكور‬ ‫الحي كائنا ً ما كان جنسه )وذلك ما هو ُ‬
‫ن صفات‬ ‫ل صفات الذكورة(‪ ..‬ولك َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ض َ‬ ‫فتظهر الصفات النثوية وت ْ‬
‫ظهر‬ ‫فت هرمونات النوثة‪ ...‬إنما ي َ ْ‬ ‫الذكورة ل تأتي وحدها إذا ضعُ َ‬
‫منها ما كان ي َُعوُقه عائق عن الظهور‪.‬‬
‫شِبه‬ ‫ص ل يُ ْ‬ ‫ي خا ّ‬ ‫ن عاطف ّ‬ ‫ومن الطبيعي أن يكون للمرأة تكوي ٌ‬
‫دي‬ ‫تكوين الرجل لن ملزمة الطفل الوليد ل ت َْنتهي بمناول َِته الث َ ْ‬
‫عي‬ ‫شعورية َتستد ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫مجاوَب َ ٌ‬ ‫مَعها من ت َعَهّد ٍ دائم و ُ‬ ‫عه‪ ..‬ولُبد َ‬ ‫وإْرضا ِ‬
‫شيئا ً كثيرا ً من التناسب بين مزاجها ومزاجه‪ ..‬وبين فهمها وفهمه‬
‫ومدارج حسه وعطفه‪ ..‬وهذه حالة من حالت النوثة شوهدت‬
‫كر إلى شيخوختها العالية فل‬ ‫صباها البا ِ‬ ‫كثيرا ً في أطوار حياتها من ِ‬
‫مشاَبهة للطفل من الرضى والغضب وفي التدليل‬ ‫تخلو من ُ‬
‫ملها ولو كان في‬ ‫من ُيعا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫حد ْ ِ‬ ‫ولية وال َ‬ ‫حب ال ِ‬ ‫مجافاةِ ‪,‬وفي ُ‬ ‫وال ُ‬
‫سن أبنائها‪..‬‬ ‫سّنها أو ِ‬ ‫مْثل ِ‬ ‫ِ‬
‫صطن ُِعه المرأة أو تتركه باختيارها إذ كانت‬ ‫َ‬ ‫خلق مما ت َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫وليس هذا ال ُ‬
‫رن فيها أدواته الجسدية ول‬ ‫قت َ ِ‬‫ة للرضاع ت َ ْ‬ ‫م ً‬‫حضانة الطفال ت َت ِ ّ‬
‫تنفصل إحداهما عن الخرى‪ .‬ول شك أن الخلئق الضرورية‬
‫لنثوي‬ ‫ل من أصول الّلين ا ُ‬ ‫ص ٌ‬
‫ِ‬ ‫صغار أ ْ‬ ‫للحضانة وت َعَّهد الطفال ال ّ‬
‫س والستجابة للعاطفة‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫الذي جعل المرأة سريعة النقياد لل ِ‬
‫قليب‬ ‫سُهل على الرجل من تحكيم ِ العقل وت َ ْ‬ ‫صُعب عليها ما ي ْ‬ ‫وي ْ‬
‫مزاج‬ ‫ْ‬
‫ي وصلبة العزيمة‪ ...‬فهما ول شك مختلفان في هذا ال ِ‬ ‫الرأ ِ‬
‫ماراة فيه«‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫اختلفا ً ل سبيل إلى ال ُ‬
‫ض هو‬ ‫تتعّرض المرأة وتنتظُر والرجل يطلب ويسعى والت ّعَّر ُ‬
‫ُ‬
‫غواُء‬ ‫وراَءه ال ْ‬ ‫ف فَ َ‬ ‫ريق الغراء ‪,‬فإن لم ي َك ْ ِ‬ ‫وة الولى في ط َ ِ‬ ‫خط ْ َ‬ ‫ال ُ‬
‫ري ُ‬
‫ك‬ ‫ح ِ‬ ‫مْعناه ت َ ْ‬ ‫سل بالّزين َةِ والْيماء‪ .‬وكل ذلك َ‬ ‫حي ْلة والت ّوَ ّ‬ ‫َ‬ ‫بالت ّن ِْبيهِ وال ِ‬
‫رين والنتظار«‪.‬‬ ‫خ ِ‬ ‫إرادة ال َ‬
‫» فإرادة المرأة تتحقق بأمرين‪ :‬النجاح في أن ت َُراد والقدرة على‬
‫النتظار‪ .‬ولهذا كانت إرادة المرأة سلبية في الشؤون الجنسية‬
‫قل في جميع الشؤون«‪.‬‬ ‫ن لم ن َ ُ‬ ‫لإ ْ‬ ‫على الق ّ‬
‫من‬ ‫سرة بل ِ‬ ‫ف للنثى ول حاجة بها إلى الرادة القا ِ‬ ‫»فالغواء كا ٍ‬
‫دها بالرادة التي ت َغِْلب بها الذكر ع ُْنوة لنها متى‬ ‫ث ت َْزِوي ُ‬ ‫العَب َ ِ‬
‫جد َْوى‬ ‫مل ِبغير َ‬ ‫طوال فترة الح ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫ضي َعَ ٌ‬
‫م ْ‬‫مَلت كانت هذه الرادة َ‬ ‫ح َ‬
‫دوه‬ ‫ن ي ُؤ َ ّ‬ ‫مط َْلب الّنوع مرة أ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫على حين أن الذكور قادرون إذا أ ّ‬
‫ت بل عائق من التركيب والتكوين‪ ...‬وليس هذا في حالة‬ ‫مرا ٍ‬
‫النثى بميسورٍ على وجهٍ من الوجوه«‪.‬‬
‫ده؛‬ ‫وعلى هذا يعتز الرجل بأن يريد المرأة ول ت َعْت َّز المرأة بأن ُتري َ‬
‫سن في النساء ‪,‬والرادة الغالبة هي‬ ‫محا ِ‬ ‫حوَُر ال َ‬ ‫م ْ‬
‫لن الغواء هو ِ‬
‫دة‬ ‫دت الطبيعة المرأة ب ِعِ ّ‬ ‫محور المحاسن في الرجال‪ .‬ولذا َزوَّ َ‬
‫دة الغََلبة والعزيمة‪ .‬بل جعلتها حين ت ُغَْلب‬ ‫ع ّ‬ ‫عن ِ‬ ‫ضْتها َ‬ ‫الغواء ‪,‬وع َوّ َ‬
‫سواء«‪.‬‬ ‫مشيئة الجنسين على ال ّ‬ ‫هي الغالبة في تحقيق َ‬
‫ا‪.‬ه ‪ -‬كلم الستاذ العقاد‬
‫جنين من الشهر الرابع حيث‬ ‫والفروق بين الذكر والنثى في ال َ‬
‫ذكورة وأعضاء النوثة‪ ..‬وحيث يكون المخ ومنطقة‬ ‫ت ََتميز أعضاء ال ّ‬
‫مّيزت كامل ً بين الجنين الذكر والجنين النثى‪.‬‬ ‫»تحت المهاد« قد ت َ َ‬
‫وقد لحظ العلماء والطباء والمَرّبون الختلف الشاسع في‬
‫وأمين‪..‬‬ ‫سلوك الطفل الذكر عن سلوك شقيقته النثى ولو كانا ت َ ْ‬
‫دراكا ً من أخته‪.‬‬ ‫عنفا ً ونشاطا ً وإ ْ‬ ‫صبي عادة ً أكثر ُ‬ ‫فال ّ‬
‫سّببونه‬ ‫ن الزائد وما ي ُ َ‬ ‫وتشكو المهات في العادة من َنشاط أولده ِ ّ‬
‫ن من متاعب وتحطيم ٍ في أثاث المنزل بينما البنات في العادة‬ ‫له َ ُ‬
‫ت‪..‬‬ ‫هادئا ٌ‬
‫حِهن والعناية‬ ‫ري ِ‬ ‫س ِ‬‫صغيرات إلى اللعب بالعرائس وإلى ت َ ْ‬ ‫ميل ال ّ‬ ‫وت َ ِ‬
‫ُ‬
‫صِبي فِْعل ذلك‬ ‫صُعب على ال ّ‬ ‫من ت ِْلقائًيا ب ِد َْور الم بينما ي َ ْ‬ ‫ق ْ‬
‫بهن وي َ ُ‬
‫ُ‬
‫مزقها ل ِي َْنظر ما‬ ‫ن أع ْط َِيت له وي ُ ّ‬ ‫وي َرَقبة العروسة إ ْ‬ ‫وسرعان ما ي َل ْ ِ‬
‫في أحشائها؟‬
‫ة من الولد والبنات‬ ‫ويعرف الباء والمهات الذين رزقهم الله ذ ُّري ً‬
‫قف البنت الصغيرة أمام‬ ‫الفروق الشاسعة بين أطفالهم‪ ..‬وت َ ِ‬
‫هن لم‬ ‫المرآة وت َت َد َّلل ِتلقائيًا‪ ..‬وكثيرا ً ما كنت أسمع من بناتي و ُ‬
‫جاوِْزن بعد سن الثالثة عند ل ِْبسها ثوبا ً جديدا ً واستعدادها للخروج‬ ‫يُ َ‬
‫شوف الجمال!!‪ ..‬أو يا بابا إيه رأيك في الفستان‬ ‫مع أمها‪ :‬يا بابا ُ‬
‫حلوة دي«‪.‬‬ ‫ده »أو يا بابا شوف الّتسريحة ال ُ‬ ‫الجميل َ‬
‫ل منذ‬ ‫فَعل مثل ذلك بل هو مشغو ٌ‬ ‫طر ِببال الصبي أن ي ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ولم ي ْ‬
‫طفولته الباكرة باللعب بالكرة أو ب َِتفكيك اللعاب التي ت ُْهدى له‬
‫ل ِي َْعرف ما بداخلها‪.‬‬
‫ج اختلفها عند‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وتستمر الفروق تنمو يوما بعد يوم حتى ت َب ْلغ أوَْ َ‬
‫شط‬ ‫جعَِتها الطويلة وت َن ْ َ‬ ‫البلوغ عندما تستيقظ الُغدد التناسلية من هَ ْ‬
‫فَت ُْرسل هرمونات الذكورة إلى الصبي لُيصبح رجل ً فينمو شعر‬
‫ش غليظًا‪ ...‬وتنمو عضلته‬ ‫ج ّ‬ ‫عذاِريه وذ َْقنه وشاربه ويصبح صوته أ َ‬ ‫ُ‬
‫ل‪ ..‬ويكون‬ ‫وى‪ ..‬ويتوزع الدهن في جسمه توزيعا ً عاد ً‬ ‫ق َ‬‫وعظامه وت َ ْ‬
‫ذراعين‪ ..‬أما الفتاة‬ ‫دين مفتول ال ّ‬ ‫وي الساع َ‬ ‫كبين قَ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫عريض ال ِ‬
‫ؤها وأجهزتها التناسلية‬ ‫مر عليها هرمونات النوثة فتنمو أْثدا ُ‬ ‫فتنهَ ِ‬
‫في أيّ ن ُُتوٍء أو‬ ‫خ ِ‬‫وتبدأ الحيض‪ ..‬ويتوزع الدهن في جسمها بحيث ي ُ ْ‬
‫زها‪..‬‬ ‫ج ِ‬ ‫فَرةٍ ل ترتاح لها العين‪ ..‬ويزداد الدهن في أْردافها وع َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ُ‬
‫ن الهرمونات‬ ‫صير رخيما‪ ..‬ليس هذا فحسب ‪,‬ولك ّ‬ ‫ً‬ ‫وي َن ُْعم صوتها وي َ ِ‬
‫ل الفتى‬ ‫شَية فَتجع َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوام وال ِ‬ ‫ؤثر في السلوك كما تؤثر في ال َ‬ ‫تُ َ‬
‫ة‬
‫مّيال ً‬ ‫فر والحياء َ‬ ‫خ ْ‬‫مغامرة وتجعل الفتاة شديدة ال َ‬ ‫حبا ً ل ِل ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫قداما ً ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫دلل والت ّغَّنج‪.‬‬ ‫إلى ال ّ‬
‫ظهر في‬ ‫وهي فروقٌ تظهر في الحيوان المنويّ والبويضة كما ت َ ْ‬
‫الفتاة اليافَِعة والشاب الذي طّر شارُِبه‪.‬‬
‫وظائف المرأة الفسيولوجية ت َُعوُقها عن العمل خارج المنزل‪:‬‬
‫حْيض والحمل‬ ‫ري المرأة في ال َ‬ ‫وإذا نظرنا فقط إلى ما ي َعْت َ ِ‬
‫والولدة ل ََعرْفنا أن خروجها إلى مجال العمل إنما هو تعطيل‬
‫فطرتها وتكوينها البيولوجي الذي ل‬ ‫مل ِ‬ ‫مصاد ِ ٌ‬ ‫العمل ذاته‪ ..‬كما أنه ُ‬
‫ة عنه ‪..‬‬ ‫ح َ‬‫دو َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫َ‬
‫)أ ( المحيض‪:‬‬
‫قَردة والورانج‬ ‫ن أنثي النسان‪ ..‬والثد ِْييات الُعليا مثل‪ :‬ال ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫مّية كاملة‪ ..‬أما بقّية‬ ‫ح ِ‬ ‫حيض ولها د َوَْرة َر ِ‬ ‫والشمبانزي هي التي ت َ ِ‬
‫ضبع‬‫حْيض الرنب وال ّ‬ ‫الحيوانات فل تحيض إناثها رغم ما ُيشاع عن َ‬
‫زل دما ً من أرحامها‬ ‫خفاش‪ ..‬فهذه جميعا ً ل تحيض وإن كانت ت ُن ْ ِ‬ ‫وال ّ‬
‫ي الشديد‪.‬‬ ‫جها الجنس ّ‬ ‫عند اهِْتيا ِ‬
‫ي وعادة ً ما‬ ‫وللحيوانات جميِعها فترة ٌ محدودة للنشاط الجنس ّ‬
‫ل‬‫ص ٌ‬‫مت ّ ِ‬ ‫صل الربيع بينما النشاط الجنسي للنسان ُ‬ ‫يكون في ف ْ‬
‫رز الناث من هذه الحيوانات بويضاتها إل‬ ‫ف ِ‬‫مدار العام‪ ..‬ول ت ُ ْ‬ ‫على َ‬
‫في فترةٍ محدودةٍ من العام بينما ُتفرز المرأة ُبويضة مرة ً في كل‬
‫ن اليْأس‪ ..‬أ َيْ خلل ما َيزيد على ثلثين‬ ‫س ّ‬ ‫شهرٍ منذ البلوغ إلى ِ‬
‫حيض في كل شهر‬ ‫ْ‬
‫ة ل ِل َ‬ ‫ض ٌ‬ ‫معَّر َ‬ ‫مدة ُ‬ ‫ة‪ ..‬وهي طوال هذه ال ُ‬ ‫عاما ً كامل ً‬
‫ة‬
‫معانا ٍ‬ ‫مل وت َت ََعرض المرأة في أثناء الحيض للم و ُ‬ ‫ح ْ‬‫إل إذا وقع ال َ‬
‫صها فيما يلي‪:‬‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ُل َ ّ‬
‫ظهر وأسفل‬ ‫‪ُ (1‬تصاب أكثر النساء بآلم وأْوجاع في أسفل ال ّ‬
‫ٍ‬
‫عي‬ ‫ست َد ْ ِ‬ ‫البطن‪ ..‬وتكون آلم بعض النساء فوق الحتمال مما ي َ ْ‬
‫كنة لللم‪.‬‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫استدعاء الطبيب واستعمال الدوية ال ُ‬
‫ضيق أثناء الحيض‬ ‫‪ُ (2‬تصاب كثيٌر من النساء بحالةٍ من الكآبة وال ّ‬
‫مزاج سريعة‬ ‫قّلبة ال ِ‬ ‫مت َ َ‬
‫ة عند بدايته‪ ..‬وتكون المرأة عادة ً ُ‬ ‫وخاص ً‬
‫ن حالتها العقلية والفكرية تكون‬ ‫ة الحتمال‪ ..‬كما أ ّ‬ ‫الهِْتياج قليل َ‬
‫مستوىً لها‪.‬‬ ‫دنى ُ‬ ‫في أ ْ‬
‫ب بداية‬ ‫قة( قُْر َ‬ ‫قي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ي )ال ّ‬ ‫صف ّ‬ ‫صداع الن ّ ْ‬ ‫‪ُ (3‬تصاب بعض النساء بال ّ‬
‫ئ‪.‬‬‫صحبها َزغ َْللة في الرؤية وَقَ ّ‬ ‫حة وت َ ْ‬ ‫مب ْرِ َ‬ ‫الحيض‪ ..‬وتكون اللم ُ‬
‫قل الرغبة الجنسية لدى المرأة وخاصة عند بداية الحيض‪..‬‬ ‫َ‬ ‫‪ (4‬ت ُ ِ‬
‫كينة‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ميل كثيٌر من النساء في َفترة الحيض إلى العُْزلة وال ّ‬ ‫وت َ‬
‫ن فترة الحيض هي فترة َنزيف‬ ‫ي وفسيولوجي؛إذ ْ أ ّ‬ ‫وهذا أمٌر طبيع ٌ‬
‫موِيّ من قُْعر الرحم‪ ..‬وتكون الجهزة التناسلية بأكملها في حالةٍ‬ ‫د َ‬
‫مَرضية‪.‬‬ ‫شب ْهِ َ‬ ‫ِ‬
‫قد‬ ‫ف ِ‬ ‫قر الدم )النيميا( الذي ين ُْتج عن النزيف الشهريّ إذ ْ ت َ ْ‬ ‫‪ (5‬فَ ْ‬
‫ة‬
‫مية من امرأ ٍ‬ ‫مية من الدم في أثناء حيضها‪ ..‬وتختلف الك ِ ّ‬ ‫المرأة ك ِ ّ‬
‫جد‬ ‫ة الدم أثناء الحيض وزنا ً وحجما ً فَوُ ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫ست ك ِ ّ‬ ‫خَري وقد قِي ْ َ‬ ‫إلى أ ُ ْ‬
‫ما بين ُأوقي ََّتين )‪ 60‬ميليليتر( وثمان أوقيات )مائتين وأربعين‬
‫ميليلتر(‪.‬‬
‫ة‪..‬‬
‫ويةٍ كامل ٍ‬ ‫مئ َ ِ‬
‫‪ (6‬تنخفض درجة حرارة المرأة أثناء الحيض بدرجةٍ ِ‬
‫ي‬‫ف في جسم الكائن الح ّ‬ ‫وذلك لن العمليات الحيوية التي ل ت َك ُ ّ‬
‫مي هذه العمليات‬ ‫س ّ‬ ‫تكون في أد َْنى مستوياتها أثناء الحيض‪ .‬وت ُ َ‬
‫قل‬ ‫قل إنتاج الطاقة كما ت َ ِ‬ ‫بال َْيض أو الستقلب ‪ Metabolism‬وي َ ِ‬
‫عمليات التمثيل الغذائي‪ ..‬وتقل كمية استقلب المواد الّنشوية‬
‫والدهون والبروتين‪..‬‬
‫قل إفرازاتها‬ ‫صماء بالت ّغَّير أثناء الحيض فت َ ِ‬ ‫دد ال ّ‬ ‫‪ُ (7‬تصاب الغُ َ‬
‫الحيوية الهامة للجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض‪.‬‬
‫طئ‬ ‫ة للعوامل السابقة تنخفض درجة حرارة الجسم وي ُب ْ ِ‬ ‫نتيج ً‬
‫الن ّْبض وينخفض ضغط الدم وُتصاب كثير من النساء بالشعور‬
‫فُتور أثناء فترة الحيض‪..‬‬ ‫سل وال ُ‬ ‫دوخة والك َ َ‬ ‫بال ّ‬
‫دة والخروج خارج المنزل‬ ‫جه ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن العمال ال ُ‬ ‫من المعلوم أ ّ‬ ‫و ِ‬
‫على قد ْرٍ من القوة والنشاط‬ ‫صعاب الحياة تحتاج إلى أ ْ‬ ‫مواجهة ِ‬ ‫و ُ‬
‫جه كل شهرٍ هذه‬ ‫َ‬
‫والطاقة‪ ..‬فكيف ي َت َأّتى للمرأة ذلك وهي ُتوا ِ‬
‫شْبه مريضة‪ ..‬وفي‬ ‫التغييرات الفيسيولوجية الطبيعية التي تجعلها ِ‬
‫سدية والفكرية‪..‬‬ ‫أدنى حالتها الج َ‬
‫ُ‬
‫ول ودعا‬ ‫مه ل َوَل ْ َ‬ ‫قد فيه ُرْبع ل ِت ْرٍ من د َ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫ل بن َْز ٍ‬ ‫صيب رج ٌ‬ ‫وَلو أ ِ‬
‫لمور وطلب أجازة ً من عمله‪ ..‬فكيف‬ ‫عظاِئم ا ُ‬ ‫ِبالوَْيل والث ُّبور و َ‬
‫ت إليها أحد‪..‬‬ ‫ف ُ‬ ‫زف كل شهرٍ ول ي َل ْت َ ِ‬ ‫سكينة التي ت َن ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫بال ِ‬
‫ف عنها واجباتها اثناء‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬ ‫حمةِ الله بالمرأة‪ ..‬كيف َ‬ ‫ظر إلى آثارِ ر ْ‬ ‫وان ْ ُ‬
‫عفاها من‬ ‫ضائها‪ ..‬وأ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫فاها من الصلة ولم ُيطالبها ب َ‬ ‫الحيض فأع ْ َ‬
‫جْنسًيا‬ ‫ُ‬
‫عفاها من الّتصال ِ‬ ‫خر وأ ْ‬ ‫الصوم وطالبها القضاء في أيام أ َ‬
‫طلب منهما أن‬ ‫ذى و َ‬ ‫ن الحيض أ َ‬ ‫خَبر زوجها بأ ّ‬ ‫خَبرها وأ ْ‬ ‫ب َِزْوجها وأ ْ‬
‫ن‬ ‫سألون َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي َعَْتزل ك ّ‬
‫ك عَ ِ‬ ‫ل منهما الخر في الحيض قال تعالى‪ ) :‬وَي َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫قَرُبوهُ ّ‬ ‫ض وَل َ ت َ ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ساَء ِفي ال ْ َ‬ ‫ل هُوَ أذ ًىً َفاع ْت َزُِلوا الن ّ َ‬ ‫ض قُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫حي‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ذا تط َهرن فَأ ْتوهُن من حي ُ َ‬
‫ه‬‫ن الل َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫م الل ُ‬ ‫مَرك ُ ُ‬ ‫ثأ َ‬ ‫ّ ِ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن فَإ ِ َ َ ّ ْ َ‬ ‫حّتى ي َط ْهُْر َ‬ ‫َ‬
‫ن( )‪.(579‬‬ ‫ري َ‬ ‫َ‬
‫مت َطهّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ب ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن وَي ُ ِ‬ ‫واِبي َ‬ ‫ب الت ّ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫)ب( الحمل‪:‬‬
‫مل فيه بفاِرغ‬ ‫ح ِ‬ ‫ظر اليوم الذي ت َ ْ‬ ‫ل َتكاد الفتاة تتزوج حتى تنت َ ِ‬
‫ل لّول مّرة‪ .‬ومع‬ ‫حا عندما ت َعَْلم بأنها حام ٌ‬ ‫طير فََر ً‬ ‫صْبر وتكاد ت َ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫هن‪..‬‬ ‫هذه السعادة الغامرة تبدأ اللم والْوجاع والوَ ْ‬
‫}ووصينا النسان بوال ِديه حمل َت ُ‬
‫ه ِفي‬ ‫صال ُ ُ‬ ‫ن وَفِ َ‬ ‫ه وَهًْنا ع َلى وَهْ ٍ‬
‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫ِْ َ َ ِ َ َ ْ ِ َ َ ْ ُ‬ ‫َ َ ّ َْ‬
‫صيُر{ ] لقمان[‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وال ِد َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫ي ال َ‬ ‫ك إ ِل ّ‬ ‫شكْر ِلي وَل ِ َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫عا َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ها‬‫ه ك ُْر ً‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫ه ك ُْر ً‬ ‫م ُ‬‫هأ ّ‬ ‫مل َت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ساًنا َ‬ ‫ح َ‬ ‫وال ِد َي ْهِ إ ِ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫صي َْنا ال ِن ْ َ‬ ‫}وَوَ ّ‬
‫شهًْرا{ ]الحقاف[‬ ‫ن َ‬ ‫ه ث َل َُثو َ‬ ‫صال ُ ُ‬ ‫ه وَفِ َ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫وَ َ‬
‫قئ‪..‬‬ ‫كيان المرأة أثناء الحمل ويبدأ الحمل بالغََثيان وال َ‬ ‫قِلب ِ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫شُهر الْولى من‬ ‫ُ‬ ‫دا وخاصة في ال ْ‬ ‫وكثيًرا ما يكون ذلك شدي ٍ‬
‫جِنيَنها كل ما يحتاج إليه من مواد غذائية‬ ‫طي الم َ‬ ‫الحمل‪ .,.‬وت ُعْ ِ‬
‫ضومةٍ جاهزةٍ حتى ولو كانت هي في أشد الحاجة إليها‪ ..‬بل إن‬ ‫مه ْ ُ‬
‫صل على حاجاته من د َم ِ الم‬ ‫ن الجنين يح ُ‬ ‫المر أب َْعد من ذلك‪ ..‬فإ ّ‬
‫عظامها‪..‬‬ ‫طيه ما يحتاج إليه من ِ‬ ‫ضط َّرت الم المسكينة أن ت ُعْ ِ‬ ‫ولو ا ْ‬
‫ب‬‫ح ِ‬ ‫جّراء س ْ‬ ‫وس السنان من َ‬ ‫س ّ‬‫ن العظام وت َ َ‬ ‫َ‬
‫حتى لُتصاب ب ِِلي ِ‬
‫الجنين للكالسيوم وفيتامين »د« من دم الم وعظامها‪.‬‬
‫صْبن بفقر الدم أثناء الحمل وخاصة في‬ ‫مْعظم المهات ي ُ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كما أ ّ‬
‫صْنع‬‫مة ل ِ ُ‬ ‫مواد الها ّ‬ ‫صف الثاني من مدة الحمل‪ ..‬وذلك لن ِْتقال ال ُ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫خْزِنها في جسم‬ ‫ن َ‬ ‫الدم من الم إلى الجنين وسحبها من أماك ِ ِ‬
‫الم‪.‬‬
‫دي إلى‬ ‫جُته فإنه ي ُؤ َ ّ‬ ‫وفقر الدم )النيميا( ي ُن ِْهك الم وإذا زادت در َ‬
‫ط القلب‪.‬‬ ‫هبو ِ‬ ‫ُ‬
‫حب كل ما يحتاج إليه من مواد‬ ‫س َ‬‫ن الجنين ي َ ْ‬ ‫سب ولك ّ‬ ‫ليس هذا فح ْ‬
‫ل‪ُ ..‬يعاني من ِلين‬ ‫هزي ً‬ ‫حا َ‬ ‫شب َ ً‬ ‫وه حتى ولو َترك الم َ‬ ‫م ّ‬ ‫مه ون ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل ِِبناِء ِ‬
‫ة‬
‫ضي ً‬ ‫قص الفيتامينات وفقر الدم‪ ..‬وهي تفعل ذلك را ِ‬ ‫العظام ون َ ْ‬
‫مة التي ُيفرزها‬ ‫خذ ِ جميع المواد السا ّ‬ ‫ختارة‪ ..‬كما تقوم الم بأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫جسم الجنين وت َطُردها ب َد َل ً عنه‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ضد ّ‬‫عة ِ‬ ‫منا َ‬ ‫طي جنينها مواد ال َ‬ ‫ل هذا بل ت ُعْ ِ‬ ‫في الم بك ّ‬ ‫ول تك ْت َ ِ‬
‫ضّره من مواد ٍ موجودةٍ في‬ ‫ل ما ي َ ُ‬ ‫مة ك ّ‬ ‫شي َ‬ ‫م ِ‬ ‫منع عنه ال َ‬ ‫المراض وت َ ْ‬
‫صد عنه دخول‬ ‫دم الم ول تسمح لها بالمرور إلى الجنين كما أنها ت َ ُ‬
‫در‪.‬‬ ‫الميكروبات إل فيما ن َ ُ‬
‫مُله قُب َْيل‬ ‫ضعاف ما يتح ّ‬ ‫ضعاف أ ْ‬ ‫حمل القلب أ ْ‬ ‫وفي الحمل يت َ َ‬
‫ويتين كاملتين؛ دورة ٌ للم‬ ‫م ِ‬‫ن يقوم ب ِد َوَْرت َْين د َ َ‬ ‫ن ع َليه أ ْ‬ ‫َ‬ ‫الحمل‪ ..‬فإ ّ‬
‫مل ت َب َِعات هاتين الد ّْورَتين‪ ..‬وتزداد كمية الدم‬ ‫ح ّ‬ ‫دورة ٌ للجنين ويت َ‬ ‫و َ‬
‫ضخه يومًيا‬ ‫في ما ي َ ُ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫خها قلب الم إلى ما َيزيد عن ِ‬ ‫ض ّ‬‫التي ي ُ‬
‫ما في أثناء‬ ‫)يضخ القلب قبل الحمل حوالي ‪ 6500‬لتر يومًيا‪ .‬أ ّ‬
‫ضخها القلب إلى‬ ‫كمية التي ي َ ُ‬ ‫صل ال ِ‬ ‫ب نهايته فَت َ ِ‬ ‫ة قُْر َ‬ ‫الحمل وخاص ً‬
‫‪ 15,000‬لتر يومًيا(‪.‬‬
‫طن‬‫متلِء الب ْ‬ ‫ل‪ ..‬وبا ْ‬ ‫مه قلي ً‬ ‫ج ُ‬‫وتزداد سرعة القلب ونبضاته‪ ..‬ويك ُْبر ح ْ‬
‫ب الحاجز على القلب والرئتين فُيصِبح‬ ‫حجا ُ‬ ‫موّ الجنين َيضَغط ال ِ‬ ‫ون ُ ُ‬
‫ق التنفس والن ََهجان )‬ ‫ضي ِ‬ ‫شكو الحامل من ِ‬ ‫ة وت َ ْ‬ ‫صعوب ً‬ ‫فس أكثر ُ‬ ‫الت ّن َ ّ‬
‫ظهرها‪..‬‬ ‫قي على َ‬ ‫ست َل ْ ِ‬‫‪ (580‬وخاصة عندما ت َ ْ‬
‫ئ هذه‬ ‫متل ِ ُ‬ ‫م على الوِْردة العائدة من الساَقين فت ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَيضَغط الر ِ‬
‫ورم‬ ‫ي الساَقين‪ ..‬كما ت َت َ ّ‬ ‫ة د ََوال َ‬ ‫سّبب ً‬ ‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ف ُ‬‫الخيرة بالدماء وتن ْت َ ِ‬
‫خر الحمل‪..‬‬ ‫دمان قليل ً في أ ََوا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ال َ‬
‫قئ‬ ‫ي من أّول الحمل فَي َك ُْثر ال َ‬ ‫َ‬
‫وُيصاب الجهاز الهضم ّ‬
‫ذع والتهابات‬ ‫حْرقة والل ّ ْ‬ ‫قل‪.‬الشهية‪ُ ,‬ثم بعد ذلك َتزداد ال ُ‬ ‫والغََثيان‪.‬وت َ ِ‬
‫طرب الُغدد‬ ‫ض َ‬ ‫مساك وت َ ْ‬ ‫المعدة‪ ..‬كما ُتصاب الحامل في العادة بال ْ‬
‫الصماء في وظائفها‪ ..‬وُتصاب بعض النساء ب ِت َوَّرم الغدد الد َّرِقية‬
‫أثناء الحمل نتيجة نقص الُيود‪.‬‬
‫كل هذه التغيرات وأكثر منها تحدث في الحمل الطبيعي‪..‬‬
‫جاِري‬ ‫م َ‬ ‫ن ُيضاف إلى هذه المتاعب التهابات ال َ‬ ‫وفي كثيرٍ من الحيا ِ‬
‫الب َوِْلية‪ ..‬التي تزداد زيادة ً كبيرة ً أثناء الحمل‪ ..‬مما يؤدي إلى‬
‫جل والقدام‬ ‫ول وت َوَّرم الْر ُ‬ ‫قدان البروتين )الّزلل( من الب َ ْ‬ ‫فُ ْ‬
‫جه وارتفاع ضغط الدم‪..‬‬ ‫والوَ ْ‬
‫مم الحمل‬ ‫س ّ‬‫تت َ‬ ‫ل في حدوث حال ِ‬ ‫وهذا الخير ي ُعَْتبر أهم عام ٍ‬
‫رض نفسها على الطبيب‬ ‫ن ت َعْ ِ‬ ‫ن على الحامل أ ْ‬ ‫الخطيرة‪ِ .‬لذا فإ ّ‬
‫ن‬‫شهر الحمل الخيرة ينبغي أ ْ‬ ‫مُتابعة حالتها وفي أ ْ‬ ‫مرة ً كل شهر ل ِ‬
‫عين‪..‬‬ ‫ُ‬
‫يراها الطبيب مرة كل أسبو َ‬
‫مضاعفاِته ‪,‬ول عن الحمل خارج‬ ‫مل الّتوائ ِم ِ و ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫دث عن َ‬ ‫ولن نتح ّ‬
‫حم وخطورته على حياة الم‪ ..‬ول عن أمراض القلب وأمراض‬ ‫الر ِ‬
‫خر‪ ..‬ولكننا ُنشير‬ ‫لآ َ‬ ‫كل هذه لها مجا ٌ‬ ‫مم الحمل‪ .‬فَ ُ‬ ‫س ّ‬ ‫الك َُلى وت َ َ‬
‫مشاقّ أثناء الحمل الطبيعي‪.‬‬ ‫ده الم من َ‬ ‫فقط إلى ما ُتكاب ِ ُ‬
‫دل كيلو جرام وُربع‪ ,‬كل‬ ‫معَ ّ‬ ‫وفي أثناء الحمل يزداد وَْزن الم ب ِ ُ‬
‫شهر حتى إذا بلغ الحمل ِنهايته كانت الزيادة عشرة كيلو‬
‫ة منها‬ ‫شيمة‪ ..‬وثلث ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫شيته وال َ‬ ‫ة منها للجنين وأغ ْ ِ‬ ‫جرامات؛ سْبع ٌ‬
‫ة في وَْزن الحامل‪..‬‬ ‫زيادة ٌ فِعِْلي ٌ‬
‫ب النساء والولدة في كتاب‬ ‫من أساتذةِ ط ِ ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫موع ٌ‬ ‫ج ُ‬ ‫ويقول م ْ‬
‫»الحمل والولدة‪ .‬والعقم عند الجنسين«‪»:‬والطفل ي ُعَْتبر كالنبات‬
‫ستمد كل ما يحتاج إليه من الشجرة التي يتعلق‬ ‫في ِْلي الذي ي َ ْ‬ ‫الط ّ َ‬
‫بها فهو يعيش ويأخذ غذاءه من الم كامل ً مهما كانت حالتها أو‬
‫حًا«‪.‬‬ ‫شب َ َ‬ ‫ظروفها حتي لو تركها َ‬
‫ن‬
‫طباء – وهذا صحيح – أ ّ‬ ‫معظم ال ِ‬ ‫خر يقول »يعْت َِبر ُ‬ ‫ضٍع آ َ‬ ‫وفي موْ ِ‬
‫ن المواد الغذائية‬ ‫ُ‬ ‫ف ٌ‬ ‫مت َط َ ّ‬
‫مه ل ّ‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫الجنين داخل الرحم ُ‬
‫ميِنة والجلوكوز وكذا الفيتامينات والملح ‪,‬كالحديد‬ ‫كالحماض ال ِ‬
‫والكالسيوم والفسفور وغيرها تنتقل من الم إلى الجنين خلل‬
‫مية حتى‬ ‫صفةٍ إْلزا ِ‬ ‫ن ط ََلبات الجنين ت ُل َّبي ب ِ‬ ‫المشيمة‪ ..‬والمعروف أ ّ‬
‫ص في كل أو بعض هذه المواد الحيوية عند‬ ‫ق ٌ‬ ‫ن كان هناك ن ْ‬ ‫وإ ْ‬
‫الم«‪.‬‬
‫ن‬
‫سب ولك ّ‬ ‫ول ُتعاني الم من كل هذه المتاعب الجسدية فح ْ‬
‫ب فهي بين الخوف‬ ‫طرا ٍ‬ ‫ض ِ‬ ‫رب أّيما ا ْ‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫فسية كذلك ت ْ‬ ‫حالَتها الن ْ‬
‫متاعبه والولدة ومتاعبها والرجاء‬ ‫والرجاء‪ ..‬الخوف من الحمل و َ‬
‫والفرح بالمولود الجديد‪ ..‬وتضطرب نفسيُتها وُتصاب في كثيرٍ من‬
‫مل‬‫كتاب »الح ْ‬ ‫مزاج‪ ..‬ويقول ِ‬ ‫قّلب ال ِ‬ ‫الحيان بالقلق والكآَبة‪ ..‬وت َ َ‬
‫مشار إليه آِنفًا‪» :‬تحتاج )الحامل( إلى عنايةٍ شديد ٍ‬
‫ة‬ ‫والولدة« ال ُ‬
‫طين بها في هذه الفترة بالذات‪ .‬إذ ْ تكون أكثر حساسي ً‬
‫ة‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬
‫من ال ُ‬
‫مْيل إلى الهموم‬ ‫ت سريعة التأثير والنفعال وال َ‬ ‫ض ْ‬ ‫م َ‬ ‫من أيّ فترةٍ َ‬ ‫ِ‬
‫فهِ السباب‪ ..‬وذلك بسبب التغير الفيسيولوجي في‬ ‫والحثْزن لت ْ َ‬
‫جوّ من الحنان والب ُْعد عن‬ ‫حاط ب ِ َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫جزاء الجسم‪ِ ..‬لذا يجب أ ْ‬ ‫كل أ ْ‬
‫السباب التي ت ُؤ َّدي إلى تأثرها وانفعالها وخاصة من ناحية الزوج‬
‫أو الذين يعيشون ويتعاملون معها«‪..‬‬
‫جوٍّ من الحنان في‬ ‫ن ُتحاط ب ِ َ‬ ‫كن أ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ِلي باللهِ عليك هل ي ُ ْ‬ ‫وقُ ْ‬
‫مه حالُتها‬ ‫مل ل ت ُهِ ّ‬ ‫مك َْتب‪ ..‬وصاحب العَ َ‬ ‫جر أو في ال َ‬ ‫مت ْ َ‬ ‫صَنع أو ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال َ‬
‫الفيسيولوجية ول َيعرف حاجتها البيولوجية إلى الحنان‪ ..‬إنه‬
‫مقاب َِله راتبا ً مهما كانت‬ ‫ْ‬
‫خذ ُ ُ‬ ‫ن تؤدي عمل ً تأ ُ‬ ‫ن عليها أ ْ‬ ‫يعرف فقط أ ّ‬
‫ظروفها‪..‬‬
‫مِلها‪) ..‬وحتى لو كان المسؤول عن‬ ‫ح ْ‬ ‫وليس هو مسؤول ً عن َ‬
‫حملها فإنه ل ي َْهتم لذلك في الغالب(‪ ،‬كما أنه لم يكن مسؤول ً‬
‫عن حالتها أثناء الحيض‪..‬‬
‫مت َك َّررة وحالت الحمل والولدة تتناَقض‬ ‫ل شك أن حالة الحيض ال ُ‬
‫ة العمل‪ .‬وخروجها إلى العمل ل ُِتناِفس الرجال ُيصاِدم‬ ‫ومصلح َ‬
‫ة في أمراض الحيض‪ ..‬كما يسبب‬ ‫ملحوظ ً‬ ‫سّبب زيادة ً َ‬ ‫فطرة‪ ..‬وي ُ َ‬ ‫ال ِ‬
‫صح‬ ‫ما ما ي َن ْ َ‬ ‫زيادة ملحوظة في مضاعفات الحمل والولدة‪ ..‬ودائ ً‬
‫ي‪..‬‬ ‫فس ّ‬ ‫الطباء الحوامل بالراحة واجتناب الْرهاق الجسديّ والن ْ‬
‫فوا عنها ما‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫كما ينصحون زوج الحامل وأفراد ُأسرتها بأن ي ُ َ‬
‫ملوا ما قَد ْ ي َب ْد ُُر‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن ُيعاملوها بالّرْفق والحنان وأ ْ‬ ‫استطاعوا وأ ْ‬
‫غير‬ ‫خلق على َ‬ ‫ُ‬ ‫ة‪ ..‬أو سوء ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫معاملةٍ أو ِغلظ ٍ‬ ‫سوِء ُ‬ ‫فاٍء أوْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫من َ‬ ‫منها ِ‬
‫عادتها وطبيعتها‪..‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫تأ ْ‬ ‫ج فإذا أَرد ْ َ‬ ‫ضل ٍَع أع ْوَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ن المرأة قد ُ‬ ‫وفي الحديث‪):‬إ ّ‬
‫سْرَتها‪ ..‬ولكن عليك أن تستمتع بها على ما فيها من‬ ‫مها ك َ‬ ‫ُتقي ْ َ‬
‫كم لهِْلي«‪.‬‬ ‫ه وأنا خيُر ُ‬ ‫َ‬ ‫كم خيُر ُ‬ ‫وج‪» (..‬وخيُر ُ‬
‫كم لهْل ِ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن(‪.‬‬ ‫ه وَهًْنا ع َلى وَهْ ٍ‬ ‫م ُ‬‫هأ ّ‬ ‫مل َت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وصدق الله العظيم حيث يقول‪َ ) :‬‬
‫ها{‪.‬‬ ‫ه ك ُْر ً‬ ‫ه ك ُْر ً‬ ‫وحيث يقول }حمل َت ُ‬
‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫َ َ ْ ُ‬
‫ره‪ ..‬وهي في آلم ٍ وأْوجاٍع‬ ‫خ ِ‬ ‫من أّول الحمل إلى آ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫فهي في وَهْ ٍ‬
‫جه ب َعْد َ‬ ‫ضَعه‪ُ ..‬ثم ُتوا ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫مِله إلى أ ْ‬ ‫من أّول ح ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ب وأْوصا ٍ‬ ‫ومصاع َ‬
‫مشقة التربية‪.‬أَفل تكون بعد هذا كله‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫ة الّرضاعة و َ‬ ‫ق َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ذلك َ‬
‫فّرغ الكامل لها‬ ‫وفير الت ّ َ‬ ‫وقير والحترام‪ ..‬وت َ ْ‬ ‫جديَرة ً بالتكريم والت ّ ْ‬ ‫َ‬
‫طة بها‪.‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤديَ هذه الوظيفة العظيمة ال َ‬ ‫ل ِت ُ َ‬
‫قيت ل ِد َْور الم العظيم حينما‬ ‫م ِ‬ ‫فر ال َ‬ ‫حض والك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫أل إنه الجهل ال َ‬
‫دام‪.‬‬ ‫كب والقْ َ‬ ‫منا ِ‬ ‫خُرج من بيتها ل ُِتناِفس الّرجال بال َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ي ُط َْلب منها أ ْ‬
‫)ج( آلم الولدة‪:‬‬
‫خَر‪ ..‬ومع هذا فل َتكاد المرأة ت َن َْتهي‬ ‫َ‬
‫فوقُ أيّ أل َم ٍ آ َ‬ ‫م الط ّْلق ت َ ُ‬ ‫ن آل َ‬ ‫إ ّ‬
‫خرج إلى‬ ‫طفل ي َ ْ‬ ‫خَرى‪ ..‬ول َيكاد ال ّ‬ ‫ُ‬
‫ولدةٍ أ ْ‬ ‫ست َعِد ّ ل ِ ِ‬ ‫من ولدةٍ حتى ت َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ة‬
‫مت ْعَب َ ٍ‬ ‫فت َّر ث َغُْرها عن اب ِْتسامةٍ ُ‬ ‫مس جسمه جسمها حتى ي َ ْ‬ ‫الدنيا وُيل ِ‬
‫من ث َد ِْيها‪.‬‬ ‫ضعةٍ له ِ‬ ‫طيه أّول َر ْ‬ ‫وهي ت ُعْ ِ‬
‫ملية شديدة الخطورة وت َن َْتهي كثيٌر‬ ‫وفي الماضي كانت الولدة ع َ‬
‫وفاة الم أ َ َوفاة الجنين أو وفاتهما مًعا‪..‬‬ ‫من حالتها ب ِ َ‬
‫قد ْ‬ ‫شرة بين الوالدات‪ ..‬والحمد لله ف َ‬ ‫من ْت َ ِ‬ ‫مى الّنفاس ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫كما كانت ُ‬
‫فات الولدة على الم‬ ‫مضاع َ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن في العصور الحديثة َ‬ ‫مك َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫طر الولدة‪..‬‬ ‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫كن من ِإزالةِ جميع َ‬ ‫م ّ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫طب ل ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫والجنين ‪,‬ولك ّ‬
‫جموعة‬ ‫م ُ‬‫رية‪ ..‬و َ‬ ‫ص ِ‬ ‫قي ْ َ‬ ‫ن بالعملية ال َ‬ ‫ة من النساء ي َل ِد ْ َ‬ ‫جموع ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ول َتزا ُ‬
‫قد حياتها أثناء‬ ‫ف ِ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫ة قليل ً‬ ‫ن مجموع ً‬ ‫ت‪ ..‬كما أ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫دن بال ِ‬ ‫خرى ي َل ِ ْ‬ ‫أُ ْ‬
‫حم‪..‬‬ ‫مّزق الّر ِ‬ ‫مى الّنفاس أو ت َ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫الولدة أو بسبب ُ‬
‫منة الناتجة عن الحمل والولدة فل تزال ‪,‬رغم‬ ‫مْز ِ‬ ‫أما المراض ال ُ‬
‫َ‬
‫مراض الك ُلى‬ ‫مها أ ْ‬ ‫دم الط ّّبي الهائل ‪,‬ليست بالقليلة‪ .‬وأهَ ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫الت ّ َ‬
‫وضغط الدم وأمراض القلب وأمراض الجهاز التناسلي وأمراض‬
‫فسية وحالت الكآبة ت َك ُْثر أثناء الحمل‬ ‫الكبد‪ ..‬كما أن ّالمراض الن ْ‬
‫وفي فْترة الّنفاس‪..‬‬
‫)د( فترة النفاس‪:‬‬
‫ه بالمريضة‪ ..‬وت َُعاِني من الْرهاق‬ ‫شب َ َ‬ ‫قي الم في فترة النفاس أ ْ‬ ‫ت َب ْ َ‬
‫ه أثناء الحمل والولدة‪.‬‬ ‫َ‬
‫جُهود الشاقّ الذي بذ َلت ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َْعد ال َ‬
‫عظم‬ ‫ويف البطن من َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مل ت َ ْ‬ ‫حم الذي كان ي َ‬ ‫ن الر ِ‬ ‫مةِ اللهِ أ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫من ر ْ‬ ‫و ِ‬
‫سّرة‬ ‫مستوى ال ّ‬ ‫مباشرة ً بعد الولدة إلى ُ‬ ‫العانة إلى القص َينزل ُ‬
‫دل سنتيمترين يومًيا‪ ..‬وفي خلل‬ ‫معَ ّ‬ ‫مستواه تدريجًيا ب ِ ُ‬ ‫فض ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫وي َن ْ َ‬
‫مل‪...‬‬ ‫جه إلى ما كان عليه َقبل الح ْ‬ ‫ست ّةِ أسابيعَ ي َُعود ُ أد َْرا ُ‬ ‫ِ‬
‫خّيل حالة الرحم في نهاية الحمل وهو يّتسع لكثَر من‬ ‫ن ت َت َ َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ول َ َ‬
‫سع‬ ‫ضوٍ ل يت ّ ِ‬ ‫سْبعةِ آلف ميليلتر ل َِيعود بعد نهاية النفاس إلى ع ُ ْ‬
‫من ميليلترين فقط‪ ..‬كما أن وزنه عند نهاية الحمل‬ ‫لكثَر ِ‬
‫بمحتوياته تبلغ ستة آلف جرام منها‪:‬‬
‫‪1000‬جرام وزن الرحم ذاته‪.‬‬
‫‪3500‬جرام وزن الجنين‪.‬‬
‫‪1000‬جرام وزن السائل المينوس المحيط بالجنين‪.‬‬
‫‪ 500‬جرام وزن المشيمة‪.‬‬
‫أما في نهاية فترة النفاس فيعود الرحم إلى وزنه الطبيعي وهو‬
‫ول وخاصة‬ ‫صعوبةٍ أثناء الت ّب َ ّ‬ ‫فساء من ُ‬ ‫ما وُتعاني الن ّ َ‬ ‫خمسون جرا ً‬
‫مهَْبل‬ ‫سّلخات جدار ال ِ‬ ‫لوَلى ع َ ِ‬ ‫في اليام ا ُ‬
‫ة ل ِت َ َ‬ ‫قب الولدة نتيج ً‬
‫جَرى الَبول أثناء الولدة‪ ..‬ولكن سرعان ما تزول‬ ‫م ْ‬ ‫فْرج و َ‬ ‫حة ال َ‬ ‫وفَت ْ َ‬
‫هذه اللم‪..‬‬
‫ي‬
‫مل أ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة القلب ل ت َت َ َ‬ ‫ضل َ َ‬‫ن عَ َ‬ ‫فساء ب َِعدم الجهاد ل ّ‬ ‫صح الن ّ َ‬ ‫وت ُن ْ َ‬
‫د‪ ..‬ولكن ليس معنى ذلك أل ّ تتحّرك الّنفساء؛ بل إ ّ‬
‫ن‬ ‫مجهود ٍ شدي ٍ‬
‫طلوبة ل ِت َْنشيط الدورة الدموية وخاصة في‬ ‫م ْ‬ ‫حرك ََتها الخفيفة َ‬
‫ط‬
‫صل حالت هبو ٍ‬ ‫ح ُ‬ ‫الساقين‪ ..‬ولكن الجهاد ضاّر بالم‪ ,‬وقد ت َ ْ‬
‫ئ نتيجة استعجال الم في الحركة الشديدة‪.‬‬ ‫ج ٍ‬ ‫مفا ِ‬ ‫ُ‬
‫صن على‬ ‫حرِ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ل السابق من المهات ك ُ ّ‬ ‫جي َ‬ ‫قا أن ّال ِ‬ ‫والغريب ح ّ‬
‫ل‬‫جي ْ ِ‬ ‫ما ال ِ‬‫مَبال ٍَغ فيها‪ ..‬أ ّ‬ ‫مة أثناء فترة الّنفاس بدرجةٍ ُ‬ ‫الراحة التا ّ‬
‫ة‬
‫رص على الحركة والجهاد بصور ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫قْيض ذلك ي َ ْ‬ ‫ي فَعََلى ن َ ِ‬ ‫الحال ّ‬
‫صلحة‬ ‫م ْ‬ ‫حد ِ الجانبين ليس في َ‬ ‫مغالة في أ َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ة‪ ..‬ول شك أ ّ‬ ‫مزعج ٍ‬ ‫ُ‬
‫ن خير المور أوسطها‪.‬‬ ‫فساء‪ ..‬وأ ّ‬ ‫الن ّ َ‬
‫مى الّنفاس‪ ..‬والحمد لله بفضل‬ ‫ح ّ‬ ‫خشاه النفساء هو ُ‬ ‫وأخشى ما ت َ ْ‬
‫الله‪ُ ,‬ثم بفضل الت ّْعقيم والمحافظة التامة على النظافة أثناء‬
‫الولدة وقبلها وبعدها فإن حدوث هذه الحالت أصبح نادرا‪ ..‬وكم‬
‫مى النفاس في الماضي فقد كانت‬ ‫ح ّ‬ ‫دت بها ُ‬ ‫من حياةٍ ياِنعةٍ أوْ َ‬
‫ضع الذين هم أكثر‬ ‫شًعا ي َْغتال الوالدات‪ ..‬وي ُي َّتم الطفال الّر ّ‬ ‫غ ُوْل ً ب َ ِ‬
‫ما يكونون حاجة لمهاتهم‪.‬‬
‫)هـ( الرضاعة‪:‬‬
‫قّرر السلم حقّ الطفل المولود في الّرضاعة فقال تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫كامل َين ل ِم َ‬ ‫ن َ َ‬ ‫} وال ْوال ِدات يرضع َ‬
‫م‬
‫ن أَراد َ أن ي ُت ِ ّ‬ ‫ن َ ِ ْ ِ َ ْ‬ ‫حوْلي ْ ِ‬ ‫ن أوْل َد َهُ ّ‬ ‫َ َ َ ُ ُْ ِ ْ َ‬
‫ة{‪.‬‬ ‫ضاع َ َ‬ ‫الّر َ‬
‫قت في أثناء الحمل‬ ‫قة حتى ولو ط ُل ّ َ‬ ‫ف َ‬ ‫كما قّرر حق أمه في الن ّ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن أن‬ ‫جل ُهُ ّ‬ ‫لأ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫ضع حملها}وَأوْل َ ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫دتها أ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫فجعل نهاية ِ‬
‫َ‬ ‫مل َه‬
‫من‬ ‫سك َن ُْتم ّ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ن ِ‬ ‫ّ‬ ‫سك ُِنوهُ‬ ‫ن{ وقال تعالى‪} :‬أ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫يَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قوا‬ ‫ل فَأن ْفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن أوْل َ ِ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ضي ّ ُ‬ ‫ن ل ِت ُ َ‬ ‫ضاّروهُ ّ‬ ‫م وَل َ ت ُ َ‬ ‫جد ِك ُ ْ‬ ‫وّ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫م َفآُتوهُ ّ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫مل َهُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ق‬
‫ف ْ‬ ‫خَرى‪ .‬ل ِي ُن ْ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ضعُ ل َ ُ‬ ‫ست ُْر ِ‬ ‫م فَ َ‬ ‫سْرت ُ ْ‬ ‫ن ت ََعا َ‬ ‫ف وَإ ِ ْ‬ ‫معُْرو ٍ‬ ‫م بِ َ‬ ‫مُروا ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫وَأت َ ِ‬
‫ه لَ‬ ‫ما آَتاه ُ الل ُ‬ ‫م ّ‬ ‫فقْ ِ‬ ‫ه فَل ْي ُن ْ ِ‬ ‫ن قُد َِر ع َل َي ْهِ رِْزقُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سعَت ِهِ وَ َ‬ ‫من َ‬ ‫سعَةٍ ّ‬ ‫ذو َ‬ ‫ُ‬
‫سًرا{‪.‬‬ ‫سرٍ ي ُ ْ‬ ‫ه ب َعْد َ ع ُ ْ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫سي َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ما آَتا َ‬ ‫سا إ ِل ّ َ‬ ‫ف ً‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف الل ُ‬ ‫ي ُك َل ّ ُ‬
‫موَْلى ‪,‬عز وجل‪ ,‬حقّ الطفل في‬ ‫قّرر ال َ‬ ‫في هذه اليات الكريمة ي ُ َ‬
‫جه‬ ‫ضعَْته‪ ..‬وي ُوَ ّ‬ ‫مه في النفقة إذا أْر َ‬ ‫الرضاعة كما ُيقرر حق أ ّ‬
‫دهما‪ ..‬رغم‬ ‫ْ‬
‫مرا ويتشاَورا في أمر وَِلي ِ‬ ‫ن يأت َ ِ‬ ‫الوالدين كليهما إلى ا ْ‬
‫وة والطلق‪ ..‬وي َْربط ذلك كله بتقوى الله وي َُرّقق‬ ‫ف َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال َ‬
‫ت ول‬ ‫سعَِته دون ع َن َ ٍ‬ ‫من َ‬ ‫فق ِ‬ ‫ن ي ُن ْ ِ‬ ‫بأ ْ‬ ‫مشاعرهما‪ ..‬وَيطلب من ال ِ‬
‫ي‬
‫سر الن ّد ِ ّ‬ ‫سماحة والي ُ ْ‬ ‫خل‪ ..‬وإنما هي ال ّ‬ ‫قِتيرٍ ول ب ُ ْ‬ ‫إْرهاق‪ ,‬ودون ت ْ‬
‫في أمر هذا الدين كله‪..‬‬
‫ن‬‫شَر قْرًنا من نزول هذه اليات الكريمة فإ ّ‬ ‫ةع َ‬ ‫ي أْربع َ‬ ‫ض ّ‬ ‫م ِ‬ ‫وبعد ُ‬
‫جير حتى اليوم‪ ..‬ول َيزال الوليد‬ ‫ديا ِ‬ ‫ط في ال ّ‬ ‫خب ِ ُ‬ ‫النسانية ل تزال ت َ ْ‬
‫موْه ُ عام‬ ‫س َ‬ ‫معاناة حتى في عامنا هذا الذي أ ْ‬ ‫والم يعانون أشد ّ ال ُ‬
‫صحة‬ ‫ت الد ّوَِلية وهيئة ال ّ‬ ‫ظما ُ‬ ‫الطفل )‪ ..(1979‬ول تزال المن َ ّ‬
‫ضْعن‬ ‫ن ي ُْر ِ‬ ‫در البيان ت ِل ْوَ البيان ُتناِدي المهات أ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫العالمية ت ُ ْ‬
‫أولدهن‪ ..‬ول تزال الهيئات الطبية تصدر النشرات والمقالت‬
‫صر)‬ ‫ح َ‬ ‫جد َْوى الّرضاعة من الم وفوائدها التي ل َتكاد ت ُ ْ‬ ‫حول َ‬
‫ة‬
‫ة كامل ً‬ ‫ق ً‬ ‫ف ًَ‬ ‫ضع ن َ َ‬ ‫مْر ِ‬ ‫رض القانون الدولي للم ال ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫‪ ..(581‬أما أ ْ‬
‫مَر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صل إليه حضارة القرن العشرين التِعيسة‪ ..‬بينما قد أ َ‬ ‫مٌر لم ت َ ِ‬ ‫فأ ْ‬
‫شَر قرًنا من الزمان‪ .‬وفوائد الرضاعة‬ ‫ةع َ‬ ‫السلم بذلك منذ أربع َ‬
‫جُزها هنا فيما يلي‪:‬‬ ‫صي ولكنا ن ُوْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫من أ ْ‬ ‫للطفل والم أكثُر ِ‬
‫فوائد الرضاعة للوليد‪:‬‬
‫متكّررة‬ ‫وية ال ُ‬ ‫معَ ّّ‬
‫معَ ِ‬ ‫ت ال َ‬ ‫قل بذلك الن ََزل ُ‬ ‫قم جاهٌز‪ ..‬وت َ ِ‬ ‫‪ (1‬لبن الم ُ‬
‫ضعون من القاروَرة‪.‬‬ ‫واللتهابات التي ُتصيب الطفال الذين َير َ‬
‫ي وذلك بسبب‬ ‫وكذلك تقل اللتهابات التي ُتصيب الجهاز التنفس ّ‬
‫مضادةٍ للميكروبات في لبن الم‪.‬‬ ‫ُوجود مواد ٍ ُ‬
‫ضر من الجاموس أو البقار‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫خر ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ماِثله أيّ لب ٍ‬ ‫‪ (2‬لبن الم ل ي ُ َ‬
‫ما ب َِيوم‬ ‫حاجات الطفل يو ً‬ ‫في ب ِ َ‬ ‫كب ل ِي َ ِ‬ ‫مم وُر ّ‬ ‫ص ّ‬
‫أو الغنام فهو قد ُ‬
‫فطام‪ ..‬فتْركيب اللبا وهو‬ ‫ن ال ِ‬ ‫س ّ‬ ‫منذ ولدته وحتى يك ُْبر إلى ِ‬
‫مباشرة ً ولمدة ثلثة‬ ‫ي بعد الولدة ُ‬ ‫رزه الثد ْ ِ‬ ‫ف ِ‬‫السائل الصفر الذي ي ُ ْ‬
‫كزةٍ من البروتينات‬ ‫مَر ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫ميا ٍ‬ ‫أو أربعة أيام ٍ يحتوي على ك ِ ّ‬
‫مضادات للميكروبات‬ ‫حتوية على ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ضومة والمواد ال ُ‬ ‫مه ْ ُ‬ ‫ال َ‬
‫ضد المراض من‬ ‫قل جهاز المناعة ِ‬ ‫والجراثيم )‪ ..(582‬كما أنها ت َن ْ ُ‬
‫الم إلى الطفل‪..‬‬
‫ب‬
‫س ٍ‬‫كر وب ِن ِ َ‬ ‫س ّ‬‫‪ (3‬يحتوي لبن الم على كمية كافيةٍ من البروتين وال ّ‬
‫سب الطفل تمامًا‪ ..‬بينما المواد البروتينية الموجودة في لبن‬ ‫ُتنا ِ‬
‫البقار والغنام وغيرها من الحيوانات تناسب أطفال تلك‬
‫ن َنوعية‬ ‫ي كما أ ّ‬ ‫الحيوانات أكثر من مناسبتها للطفل النسان ّ‬
‫ما من‬ ‫ض ً‬ ‫سكريات الموجودة في لبن الم أسهل ه ْ‬ ‫البروتينات وال ّ‬
‫تلك الموجودة في اللبان الخرى‪.‬‬
‫ضعون من القارورة الوفيات‬ ‫دى الطفال الذين َير َ‬ ‫‪ (4‬تك ُْثر ل َ َ‬
‫مهاد« وهذا النوع من‬ ‫ت ال ِ‬ ‫موْ ُ‬ ‫عى »‪َ Cot Death‬‬ ‫جئة التي ت ُد ْ َ‬ ‫مفا ِ‬ ‫ال ُ‬
‫قمون أْثداء أمهاتهم‪.‬‬ ‫دى الطفال الذين ي َل ْت َ ِ‬ ‫الوفيات ل ي ُعَْرف ل َ‬
‫سرع وأكمل من‬ ‫مو الطفال الذين َيرضعون من أمهاتهم أ ْ‬ ‫‪ (5‬ن ُ ُ‬
‫أولئك الذين يرضعون من القارورة‪.‬‬
‫ما بينما تكُثر‬ ‫وا سلي ً‬ ‫م ّ‬ ‫‪ (6‬ينمو الطفل الذي َيرضع من أمه نفسًيا ن ُ ُ‬
‫دى أولئك الذين يرضعون من‬ ‫المراض والعلل النفسية ل َ‬
‫القارورة‪.‬‬
‫ففة بواسطة‬ ‫ج ّ‬‫م َ‬ ‫ضعون اللبان ال ُ‬ ‫‪ (7‬يَتعّرض الطفال الذين ُير َ‬
‫جلدية بأنواعها والّرْبو‬ ‫القارورة إلى أمراض الحساسية ال ِ‬
‫ي بالضافة إلى النزلت المعوية‬ ‫م ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫وحساسية الجهاز اله ْ‬
‫ي ل ُيعانون‬ ‫ضعون من الثد ْ ِ‬ ‫المتكررة بينما نجد الطفال الذين ي ُْر َ‬
‫من هذه المراض إل ّ ناِدرًا‪.‬‬
‫الفوائد للم‪:‬‬
‫م‬
‫مهِ ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫ى بين الم وطفلها أثناء الّرضاعة عام ٌ‬ ‫‪ (1‬الرتباط النفس ّ‬
‫سّية الم والطفل‪.‬‬ ‫ف ِ‬ ‫ل ِن َ ْ‬
‫جسم الم إلى رشاقته وحجمه الطبيعي بسرعةٍ إذا‬ ‫‪َ (2‬يعود ِ‬
‫قامت الم بإرضاع وليدها‪.‬‬
‫ضعه الطبيعي أثناء‬ ‫حم بسرعةٍ إلى حجمه وَوَ ْ‬ ‫‪ (3‬يعود الَر ِ‬
‫هرمون‬ ‫ي ُيؤدي إلىإفراز ُ‬ ‫ن امتصاص الثد ِ‬ ‫الّرضاعة‪ ..‬وذلك ل ّ‬
‫ودة الرحم إلى حالته‬ ‫رع ب ِعَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫الكسوتوسن ‪ Oxytocine‬الذي ي ُ ْ‬
‫الطبيعية‪..‬‬
‫صيب الرحم بالْنتان ‪ Sepsis‬واللتهابات المتكررة‪ .‬كما‬ ‫ُ‬
‫ولول ذلك ل ِ‬
‫مى الّنفاس‪..‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ذلك يساعد على حصول ُ‬ ‫أ ّ‬
‫مدة الرضاعة‪:‬‬
‫مال الّرضاعة‬ ‫ن كَ َ‬ ‫قّرر السلم حق الوليد في الّرضاعة ‪ ,‬وذ َك ََر أ ّ‬
‫ن َ َ‬ ‫حول َين كاملين قال تعالى } وال ْوال ِدات يرضع َ‬
‫ن‬‫حوْلي ْ ِ‬ ‫ن أوْل َد َهُ ّ‬ ‫َ َ َ ُ ُْ ِ ْ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫ه ِفي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كا ِ َ‬ ‫َ‬
‫صال ُ‬ ‫ة{ وقال تعالى‪}:‬وَفِ َ‬ ‫ضاع َ َ‬ ‫م الّر َ‬ ‫ن أَراد َ أن ي ُت ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬‫ملي ْ ِ‬
‫ن{‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫عا َ‬ ‫َ‬
‫شهًْرا{ ومنها‬ ‫ن َ‬ ‫ه ث َل َُثو َ‬ ‫صال ُ ُ‬ ‫ه وَفِ َ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ح ْ‬‫وقال في موضع آخر }وَ َ‬
‫شهر‪.‬‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ست ّ َ‬‫مل ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أقَ ّ‬ ‫ي َرضي الله عنه‪ ,‬على أ ّ‬ ‫ل عل ِ ّ‬ ‫استد ّ ّ‬
‫صحة العالمية أن‬ ‫ب هيئة ال ّ‬ ‫قّرُره الطب اليوم‪.‬وُتطال ُ‬ ‫ضا ما ي ُ َ‬ ‫وهذا أي ً‬
‫وه‬ ‫م ّ‬
‫فّرغ الم لكل مولود ٍ ثلثة أعوام ٍ كاملةٍ لهمية الم في ن ُ ُ‬ ‫ت َت َ َ‬
‫ي والجسديّ السليم‪.‬‬ ‫النفس ّ‬
‫ن العالم الثالث‬ ‫جدت هيئة الصحة العالمية والُيوِنيسف أ ّ‬ ‫وقد وَ َ‬
‫حوَ إ ِْلقام ِ أطفالهن‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫جه ْ َ‬ ‫ن المهات ات َ َ‬ ‫ة حقيقية حيث أ ّ‬ ‫جه أْزم ً‬ ‫ُيوا ِ‬
‫القارورة بدل ً من الثدي‪ .‬ففي البرازيل كانت نسبة الطفال الذين‬
‫خفضت إلى‬ ‫سَنة ‪ .1940‬وقد ان ْ َ‬ ‫يرضعون من أمهاتهم ‪ 96‬بالمائة َ‬
‫‪ 40‬بالمائة عام ‪ 1974‬وفي تشيلي كانت النسبة ‪ 95‬بالمائة سنة‬
‫‪ 1955‬وقد انخفضت إلى ‪ 20‬بالمائة فقط عام ‪ .82‬ونفس‬
‫قيةِ د َُول أمريكا اللتينية وبقية دول العالم‬ ‫الظاهرة موجودة ٌ في ب َ ِ‬
‫ي لمدة أسبوع‬ ‫ع ّ‬ ‫صنا ِ‬ ‫فة الّلبن ال ّ‬ ‫الثالث‪ ..‬والغريب حقا ً أن ك ُل ْ َ‬
‫ست َهِْلك أكثر من ِنصف دخل العامل في أوْغ َْندا ون َْيجيريا وجامايكا‬ ‫تَ ْ‬
‫ف صغيرٍ في إندونسيا أو سيريلنكا‪ ،‬والكاسب‬ ‫موَظ ّ ٍ‬ ‫جر ُ‬ ‫أو ِنصف أ ْ‬
‫الوحيد هو الشركات الحتكارية الغربية التي تكسب في عام ٍ‬
‫صّنعة للطفال في دول‬ ‫م َ‬ ‫ذية ال ُ‬ ‫ي مليون دولر من ب َْيع الغ ْ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ال َ‬
‫العالم الثالث‪..‬‬
‫قْته الصحة العالمية‬ ‫سم »قاتل الطفال« الذي أط ْل َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫قا ي َْبدو أ ّ‬ ‫وح ً‬
‫على هذه الشركات هو السم المناسب لها‪.‬‬
‫ضْعن‬ ‫ن ي ُْر ِ‬ ‫صقاِع الْرض المهات على أ ْ‬ ‫ث الطباء في كاّفة أ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫وي َ ُ‬
‫َ‬
‫كنة‪ ..‬وفي أغلب الحوال ل َتزيد هذه‬ ‫م ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مد ّةٍ ُ‬ ‫ول ُ‬ ‫أولدهن لط ْ َ‬
‫دة التي يعيشها النسان‬ ‫شهُرٍ نتيجة للحياة الن ّك ِ َ‬ ‫سّتة أ ْ‬ ‫المدة عن ِ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫في القرن العشرين‪ ..‬بل ل تزال كثيٌر من المهات ي ُل ْ ِ‬
‫مِهم أْثدائه ّ‬
‫ن‪..‬‬ ‫أْولدهن القارورة ب َد َل ً من إ ِْلقا ِ‬
‫ن رأيت الفروق الفيسيولوجية والتشريحية بين الرجل‬ ‫والن بعد أ ْ‬
‫ة في‬ ‫طرة ٌ ل ِْلبقاء في الب َْيت وخاص ً‬ ‫ض ّ‬‫م ْ‬ ‫ن المرأة ُ‬ ‫والمرأة وكيف أ ّ‬
‫مجال ً‬ ‫دع َ‬ ‫كد لك بما ل ي َ َ‬‫سي ََتأ ّ‬
‫فترة الحمل والولدة والّرضاعة َ‬
‫معْت ََرك الحياة وتْرك‬ ‫دعوة إلى خروج المرأة إلى ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫شك بأ ّ‬ ‫لل ّ‬
‫ما‬‫ة وبعيدة ٌ كل ّالب ُْعد ع ّ‬
‫بيتها وأولدها وزوجها هي دعوة ٌ جاهِلي ٌ‬
‫ف ْ‬
‫طرة‬ ‫قّرره علوم البيولوجيا والطب‪ ..‬وهي دعوة ٌ ُتصاِدم ال ِ‬ ‫تُ َ‬
‫ب‬
‫خيمة على الم والطفل وال ِ‬ ‫ة‪ ..‬وتكون نتائجها و ِ‬ ‫ة واضح ً‬ ‫دم ً‬‫مصا َ‬ ‫ُ‬
‫ره‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س ِ‬‫والسرة بل والمجتمع ب ِأ ْ‬
‫) المرجع ‪ " :‬عمل المرأة في الميزان " للدكتور محمد علي البار‬
‫‪ ،‬ص ‪. (105-63‬‬
‫‪---‬‬
‫)‪ (578‬من كتاب علم الفيسيولوجيا للدكتورة فلور ستراند طبعة‬
‫‪.1978‬‬
‫‪.Physiology: A Regulatory Systems Approach by Fleur Strand 1978‬‬
‫)‪ (579‬انظر المزيد من التفصيل في فصل »المحيض« من كتاب‬
‫»دورة الرحام« للمؤلف‪.‬‬
‫)‪ (580‬هذا التعبير شائع ولعل الصواب نهج ويعني ذلك صعوبة‬
‫في التنفس‪.‬‬
‫)‪ (581‬نشرت صحيفة ‪ Arab News‬في عددها الصادر في ‪ 10‬فبراير‬
‫‪ 1981‬تقريرا جديدا عن هيئة الصحة العالمية يهاجم فيه أغذية‬
‫الطفال المصنعة ويتهم الشركات الغربية التي تبيع في كل عام‬
‫بما قيمته ألفي مليون دولر من أغذية الطفال بأنها تساهم في‬
‫قتل الطفال في البلد النامية ‪ ..‬وذلك لن الغذية المصنعة‬
‫واللبان المجففة تمنع الم من الرضاعة‪ ..‬واستعمال القارورة‬
‫يؤدي إلى كثير من النزلت المعوية الخطيرة نتيجة عدم التعقيم‬
‫ولذا فإن تقرير الصحة العالمية يدعو الحكومات وخاصة في البلد‬
‫النامية إلى محاربة هذه الغذية المصنعة وتقول البحاث الطبية‬
‫الحديثة أن حوالي عشرة مليين طفل يلقون حتفهم نتيجة‬
‫استخدام القارورة في دول العالم الثالث سنويًا‪ ..‬وذلك نتيجة‬
‫الصابة بالنزلت المعوية وسواء التغذية التي تصاحب استخدام‬
‫القارورة ‪ .‬وفي تقرير لليونيسف نشرته جريدة المدينة في ‪10‬‬
‫ديسمبر ‪ 1983‬جاء فيه أن أطفال الزجاجات هم أكثر عرضة‬
‫لسوء التغذية بثلثة أضعاف الذين يرضعون من أمهاتهم وفي‬
‫ن نسبة الوفيات هي خمس‬ ‫مماثلة أ ّ‬ ‫ظهرت دراسات ُ‬ ‫مصر أ ْ‬
‫أضعاف ما هي عليه عند الطفال الذين َيرضعون الْثداَء‪ .‬ونفس‬
‫شيِلي والبرازيل والفيليبين‪.‬‬ ‫ت في الِهند وت ْ ِ‬ ‫جد َ ْ‬
‫النسبة وُ ِ‬
‫)‪ (582‬يحتوي اللبا بصورة خاصة على كميات من البروتيين‬
‫الواقي ضد الهجوم الميكروبي والذي تصنعه بأمر الله الخليا‬
‫مفاوية الموجودة أصل ً في أمعاء الم ‪ ..‬ثم ُتهاجر هذه الخليا‬ ‫الل ّ ْ‬
‫لبا‪ ،‬وأهم هذه البروتينات هو ‪IgA:‬‬ ‫فَرز مع ال ّ‬
‫إلى الثدي ومن هناك ت ُ ْ‬
‫وهذا البروتين متخصص في الدفاع عن الجسم في المعاء‬
‫والجهاز التنفسي ‪ ..‬وهذان الجهازان هما اللذان يتعرضان للهجوم‬
‫ي في وفيات‬ ‫الميكروبي في الطفال ‪ ...‬بل وهما السبب الرئيس ّ‬
‫ة في دول العالم الثالث‪.‬‬ ‫الطفال وخاص ً‬
‫=====================‬
‫رياسة الرجل ليس ظلما ً للمرأة‬
‫كان الرجل في المجتمع العربي الجاهلي هو صاحب السلطان‬
‫المطلق ‪ ،‬ورب السرة المهيمن على جميع أمورها ‪ ،‬ولم يكن‬
‫هناك نظام يحدد صلحياته في السرة ويبين حقوق زوجه عليه‬
‫ضح السس لعلقاتهما ومعاملة كل منهما‬ ‫وحقوقه عليها ‪ ،‬ويو ّ‬
‫للخر‪.‬‬
‫وقد كانت الحال كذلك في المجتمعات الخرى ‪ ،‬التي كانت قائمة‬
‫قبل ظهور السلم ‪ ،‬بل وأسوأ من ذلك‪.‬‬
‫وجاء السلم فأحدث انقلبا ً على وضع المرأة السائد آنذاك ‪،‬‬
‫فقلب المفاهيم التي كانت سائدة عن المرأة ‪ ،‬وألغى النظريات‬
‫التي كانت المرأة تعامل على أساسها ‪ ،‬وأنزل المرأة منزلة‬
‫رفيعة ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق ما كان مثار دهشة وإعجاب‬
‫الصحابة أنفسهم قبل غيرهم‪.‬‬
‫ومما جاء به السلم في العلقة بين الزوج وزوجته – وكان‬
‫الساس الذي بنى عليه السلم علقة الرجل بالمرأة ‪ ،‬وبموجبه‬
‫يتم التعامل بينهما – ما أشار إليه سبحانه في قوله‪:‬‬
‫)ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ً لتسكنوا إليها ‪،‬‬
‫وجعل بينكم مودة ورحمة( بين لهم أنها مخلوقة من أنفس‬
‫الرجال ‪ ،‬ل من طينة أخرى أحقر وأقل فتحتقر ‪ ،‬وتمتهن ‪،‬‬
‫وخلقت لتكون زوجا ً ‪ ،‬ل لتكون خادما ً ‪ ،‬زوجا ً يسكن إليها الرجل ‪،‬‬
‫ويجد بجانبها طمأنينة النفس ‪ ،‬وراحة البال ‪ ،‬في جو تسوده‬
‫المودة ‪ ،‬ويحكمه التراحم ‪ ،‬والتعاطف ‪ ،‬ل التحكم والتسلط‪:‬‬
‫)وجعل بينكم مودة ورحمة(‪.‬‬
‫على تلك السس السامية شرع السلم علقة المرأة بالرجل ‪،‬‬
‫وقرر ما للزوج وما للزوجة من حقوق وواجبات كل منهما قَِبل‬
‫الخر‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪) :‬ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ‪ ،‬وللرجال‬
‫عليهن درجة(‬
‫قررت الية أن لها من الحقوق قبل الرجل مثلما عليها للرجل ‪،‬‬
‫وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع بعض‬
‫ما للمرأة من حقوق على الرجل ‪ ،‬وما له عليها ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫)ولكم عليهن أل يوطئن فرشكم أحدا ً تكرهونه ‪ ،‬فإن فعلن ذلك‬
‫فاضربوهن ضربا ً غير مبرح ‪ ،‬ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن‬
‫بالمعروف(‬
‫سئل‪ :‬ما حق زوجة أحدنا؟ ‪ ،‬قال‪) :‬أن‬ ‫وفي حديث آخر عندما ُ‬
‫تطعمها إذا طعمت ‪ ،‬وتكسوها إذا اكتسيت ول تضرب الوجه ‪ ،‬ول‬
‫تقبح ‪ ،‬ول تهجر إل في البيت(‪.‬‬
‫فالرجل والمرأة طرفان ‪ ،‬يتبادلن الحقوق والواجبات في شركة‬
‫الحياة الزوجية ‪ ،‬ول تعني الية التماثل الحسي العيني بين حقوق‬
‫الرجل والمرأة ‪ ،‬إنما هو تماثل التكافؤ في الحق بينهما ‪ ،‬فإن‬
‫حقوقها ل تماثل عين حقوقه ‪ ،‬وحقوقه ل تماثل عين حقوقها‪.‬‬
‫فعن ابن عباس ‪ ،‬قال‪) :‬إني لحب أن أتزين للمرأة ‪ ،‬كما أحب‬
‫أن تتزين لي المرأة ‪ ،‬لن الله يقول‪) :‬ولهن مثل الذي عليهن‬
‫بالمعروف((‪.‬‬
‫فهذا تطبيق دقيق لوامر الله من السلف حتى في مثل هذه‬
‫المور‪.‬‬
‫ول شك أن الزينة التي يتزين بها الرجل غير الزينة التي تتزين بها‬
‫المرأة ‪ ،‬ولكنهما يتماثلن فيما وراء الشكل والصور من أهداف‬
‫ونتائج‪.‬‬
‫وقال بعض أهل العلم‪ :‬التماثل هاهنا في تأدية كل واحد منهما ما‬
‫عليه من الحق لصاحبه بالمعروف ‪ ،‬ول يماطله به ‪ ،‬ول يظهر‬
‫الكراهة ‪ ،‬بل ببشر وطلقة ‪ ،‬ول يتبعه أذى ومنة‪) :‬وعاشروهن‬
‫بالمعروف( وهذا من المعروف‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪) :‬وللرجال عليهن درجة(‪ :‬في هذا تقرير لمبدأ زيادة‬
‫حق الرجل على حق المرأة ‪ ،‬وهي زيادة اقتضاها العدل ‪،‬‬
‫وفرضتها طبيعة الشياء ‪ ،‬وأيدها العقل والمنطق ‪ ،‬وقد بين الله‬
‫هذه الدرجة وسببها في قوله تعالى‪) :‬الرجال قوامون على‬
‫ضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من‬ ‫النساء بما ف ّ‬
‫أموالهم(‪.‬‬
‫والسرة والبيت منظمة اجتماعية ‪ ،‬والحياة الزوجية شركة في‬
‫هذه الحياة ‪ ،‬فلبد أن يكون لها رئيس ‪ ،‬وطرفا تلك الشركة هما‪:‬‬
‫الزوج والزوجة ‪ ،‬فلبد أن يختار النسب والكفأ منهما لرئاسة‬
‫وإدارة تلك الشركة ‪ ،‬ولم يترك الختيار لهما أو لغيرهما من بني‬
‫البشر ‪ ،‬تحكمه العواطف ‪ ،‬وتسيره المصالح والهواء ‪ ،‬بل تولى‬
‫الله سبحانه وتعالى هذا الختيار ‪ ،‬وبين سبب هذا الختيار قال‬
‫تعالى‪) :‬الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على‬
‫بعض وبما أنفقوا من أموالهم(‪.‬‬
‫فالرياسة في السرة للرجل بأمر الله ‪ ،‬وذلك مقتضى العقل‬
‫وطبيعة الشياء ‪ ،‬فالرجل مقدم على المرأة في العقل والدين‪.‬‬
‫وهو أقدر منها على معالجة المور ‪ ،‬والتحكم بالعواطف ‪ ،‬والنظر‬
‫إلى الشياء بمنظار الواقع والمنطق والعقل ‪ ،‬كما أنه أبو الولد ‪،‬‬
‫إليه ينتسبون ‪ ،‬وهو المسئول عن نفقتهم ‪ ،‬ورعاية سائر شئونهم‬
‫في الخارج ‪ ،‬وهو صاحب المسكن ‪ ،‬وعليه إعداده ‪ ،‬وحمايته‬
‫ونفقته‪.‬‬
‫ً‬
‫فرياسته للسرة إذا أمر طبيعي ل يحتمل الجدل والمعارضة ‪،‬‬
‫وليس في ذلك ظلم للمرأة ‪ ،‬أو جور على حق من حقوقها ‪،‬‬
‫ورياسة الرجل في الحقيقة إن هي إل امتياز نشأ للرجل بمقابل‬
‫التبعات الكثيرة ‪ ،‬والختصاصات الواسعة المسندة إليه ‪ ،‬وليس‬
‫فيها ما يعني إلغاء إرادة الزوجة ‪ ،‬ول إهدار شخصيتها ‪ ،‬فهي‬
‫رياسة المسئوليات ل التحكم الذي يجور على حقوق العدل ‪،‬‬
‫والمساواة ‪ ،‬والشورى‪.‬‬
‫وما برح السلم ينبه الرجال إلى هذه الحقيقة ‪ ،‬لرياستهم‬
‫للسرة والبيت ويحثهم على تطبيقها ‪ ،‬وأخذ أنفسهم بها ‪ ،‬والتقيد‬
‫بأوامر الشريعة ونواهيها في المعاشرة بين الزوجين بالمعروف‬
‫في حالة الحب والكره ‪ ،‬والرضا والسخط ‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫)وعاشروهن بالمعروف ‪ ،‬فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ً‬
‫ويجعل الله فيه خيرا ً كثيرًا(‪.‬‬
‫وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬ل يفرك مؤمن مؤمنة ‪،‬‬
‫إن كره منها خلقا ً رضي منها آخر(‪.‬‬
‫والفرك ضد الحب بين الزوجين ‪ ،‬فالحديث بمعنى الية ‪،‬‬
‫والقاعدة الشرعية في نظام المنزل التزام كل من الزوجين‬
‫العمل بإرشاد الشرع ‪ ،‬ومنع الضرر والضرار بينهما ‪ ،‬وعدم‬
‫تكليف الخر ما ليس في وسعه‪.‬‬
‫فالشرع ينبه الزوج إلى طبيعة رياسته في البيت ‪ ،‬ويشعر‬
‫الزوجين بما يجب أن تكون عليه العلقة بينهما من حب وتآلف‬
‫وتعاطف وتراحم ‪ ،‬ليتحقق المعنى السامي للزواج‪) :‬ومن آياته‬
‫أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ً لسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً‬
‫ورحمة(‪.‬‬
‫=====================‬
‫المرأة‪..‬قبل وبعد السلم‬
‫• تمهيد *‬
‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسلم على رسوله المين‪..‬‬
‫أما بعد‬
‫اخوتي العزاء ‪ :‬لقد كلفني هذا البحث وقتا ً ل يستهان به ‪ ،‬وكلي‬
‫رجاء أن ينال حظ القراءة منكم ‪ ،‬حتى يتم لي مناي المتمثل في‬
‫تعميم الفائدة ‪ ،‬وعند الله كرم الجر ‪ ،‬وجزيل الثواب‬
‫• حقائق *‬
‫الحق أن هذه المرأة عانت معاناة كثيرة ‪ ،‬بل كانت ضحية كل‬
‫نظام ‪ ،‬وحسرة كل زمان ‪ ،‬صفحات الحرمان ‪ ،‬ومنابع الحزان ‪،‬‬
‫ظلمت ظلما ً ‪ ،‬وهضمت هضما ً ‪ ،‬لم تشهد البشرية مثله أبدا ً‬
‫• صفحات من العار *‬
‫إن من صفحات العار على البشرية ‪ ،‬أن تعامل المرأة على أنها‬
‫ليست من البشر ‪ ،‬لم تمر حضارة من الحضارات الغابرة ‪ ،‬إل‬
‫وسقت هذه المرأة ألوان العذاب ‪ ،‬وأصناف الظلم والقهر‬
‫فعند الغريق قالوا عنها ‪:‬شجرة مسمومة ‪ ،‬وقالوا هي رجس من‬
‫عمل الشيطان ‪ ،‬وتباع كأي سلعة متاع‪.‬‬
‫وعند الرومان قالوا عنها ‪:‬ليس لها روح ‪ ،‬وكان من صور عذابها‬
‫أن يصب عليها الزيت الحار ‪ ،‬وتسحب بالخيول حتى الموت ‪.‬‬
‫وعند الصينيين قالوا عنها ‪:‬مياه مؤلمة تغسل السعادة ‪ ،‬وللصيني‬
‫حق لهله أن يرثوه فيها ‪.‬‬ ‫الحق أن يدفن زوجته حية ‪ ،‬وإذا مات ُ‬
‫وعند الهنود قالوا عنها ‪:‬ليس الموت ‪ ،‬والجحيم ‪ ،‬والسم ‪،‬‬
‫والفاعي ‪ ،‬والنار ‪ ،‬أسوأ من المرأة ‪ ،‬بل وليس للمرأة الحق عند‬
‫الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ‪ ،‬بل يجب أن تحرق معه ‪.‬‬
‫وعند الفرس أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء ‪ ،‬ويجوز‬
‫للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت ‪.‬‬
‫وعند اليهود قالوا عنها ‪ :‬لعنة لنها سبب الغواية ‪ ،‬ونجسة في‬
‫حال حيضها ‪ ،‬ويجوز لبيها بيعها ‪.‬‬
‫وعند النصارى عقد الفرنسيون في عام ‪586‬م مؤتمرا ً للبحث‪:‬‬
‫هل تعد المرأة إنسانا ً أم غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست‬
‫لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح‬
‫إنسانية؟ وإذا كانت روحا ً إنسانية فهل هي على مستوى روح‬
‫الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا" قرروا أّنها إنسان ‪ ،‬ولكنها خلقت‬
‫لخدمة الرجل فحسب"‪ .‬وأصدر البرلمان النكليزي قرارا ً في‬
‫عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب‬
‫)العهد الجديد( أي النجيل)المحرف(؛ لّنها تعتبر نجسة‬
‫وعند العرب قبل السلم تبغض بغض الموت ‪ ،‬بل يؤدي الحال‬
‫إلى وأدها ‪ ،‬أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب‬
‫الميتة ‪.‬‬
‫* تحرير المرأة *‬
‫ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ‪ ،‬بصفات غيرت‬
‫وجه التاريخ القبيح ‪ ،‬لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها‬
‫أبدا ً ‪..‬‬
‫معُْروف ((‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ذي ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫جاء السلم ليقول )) وَل َهُ ّ‬
‫ف((‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫جاء السلم ليقول )ٍ) وَ َ‬
‫ن ((‬ ‫ضلوهُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫جاء السلم ليقول )) َفل ت َعْ ُ‬
‫ر‬
‫قت ِ ِ‬
‫م ْ‬‫سِع قَد َُره ُ وَع ََلى ال ْ ُ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫مت ُّعوهُ ّ‬ ‫جاء السلم ليقول )) وَ َ‬
‫ه((‬‫قَد َُر ُ‬
‫َ‬
‫م ((‬ ‫جد ِك ُ ْ‬‫ن وُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سك َن ْت ُ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬ ‫جاء السلم ليقول )) أ ْ‬
‫ن ((‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ضي ّ ُ‬ ‫ن ل ِت ُ َ‬ ‫ضاّروهُ ّ‬ ‫جاء السلم ليقول )) َول ت ُ َ‬
‫ُ‬
‫ضة ((‬ ‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫جاء السلم ليقول )) َفآُتوهُ ّ‬
‫ن‬‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬‫ك ال ْ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساِء ن َ ِ‬ ‫جاء السلم ليقول )) وَِللن ّ َ‬
‫َواْل َقَْرُبو َ‬
‫ن ((‬
‫ن ((‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساِء ن َ ِ‬ ‫جاء السلم ليقول)) وَِللن ّ َ‬
‫كم ((‬ ‫ذي آَتا ُ‬ ‫ّ‬
‫ل اللهِ ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جاء السلم ليقول )) َوآُتوهُ ْ‬
‫َ‬
‫ن ((‬ ‫س ل َهُ ّ‬ ‫م ل َِبا ٌ‬ ‫جاء السلم ليقول )) وَأن ْت ُ ْ‬
‫ؤلِء بناِتي هُ َ‬
‫م ((‬ ‫ن أط ْهَُر ل َك ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫جاء السلم ليقول )) هَ ُ‬
‫سِبيل ً ((‬ ‫ن َ‬ ‫جاء السلم ليقول )) َفل ت َب ُْغوا ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ساَء ك َْرها ً ((‬ ‫ل ل َك ُ َ‬
‫ن ت َرُِثوا الن ّ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫جاء السلم ليقول )) ل ي َ ِ‬
‫هن ((‬ ‫مو ُ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫بوا ب ِب َعْ ِ‬ ‫ن ل ِت َذ ْهَ ُ‬ ‫ضُلوهُ ّ‬ ‫جاء السلم ليقول )) َول ت َعْ ُ‬
‫َ‬ ‫سا ٌ‬
‫ن ((‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ح ب ِإ ِ ْ‬‫ري ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ف أوْ ت َ ْ‬ ‫معُْرو ٍ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫جاء السلم ليقول )ِ) فَإ ِ ْ‬
‫وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل صلى الله‬
‫عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟ قال ‪ " :‬عائشة " ‪..‬وكان‬
‫يؤتى صلى الله عليه وسلم بالهدية ‪ ،‬فيقول ‪ " :‬اذهبوا بها على‬
‫فلنة ‪ ،‬فإنها كانت صديقة لخديجة " ‪.‬‬
‫وهو القائل ‪ )) :‬استوصوا بالنساء خيرا ً ((‬
‫وهو القائل ‪ )) :‬ل يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى‬
‫منها آخر ((‬
‫وهو القائل ‪ )) :‬إنما النساء شقائق الرجال ((‬
‫وهو القائل ‪ )) :‬خيركم خيركم لهله وأنا خيركم لهلي ((‬
‫وهو القائل ‪ )) :‬ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ((‬
‫وهو القائل ‪ )) :‬أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك ((‬
‫وهو القائل ‪ )) :‬من سعادة بن آدم المرأة الصالحة ((‬
‫ومن هديه ‪)) :‬عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ((‬
‫وهو القائل ‪ )) :‬وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى‬
‫اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك ((‬
‫ومن مشكاته ‪ )) :‬أن امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى‬
‫زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى‬
‫زوجك ((‬
‫وهناك الكثير والكثير من الدلة والبراهين ‪ ،‬على إن السلم هو‬
‫المحرر الحقيقي لعبودية المرأة ‪ ،‬وحتى ُيعلم هذا المر بصورة أو‬
‫ضح ‪ ،‬سأبين حفظ حقوق المرأة في السلم وهي جنين في‬
‫بطن أمها إلى أن تنزل قبرها‬
‫*بيانات وآيات *‬
‫طلقت‬ ‫‪.1‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬وهي في بطن أمها ‪ ،‬فإن ُ‬
‫أمها وهي حامل بها ‪ ،‬أوجب السلم على الب أن ينفق على الم‬
‫حّتى‬ ‫ن َ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل فَأ َن ْفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬
‫ت َ‬ ‫ن أول ِ‬
‫فترة الحمل بها )) وإن ك ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫َِ ْ‬
‫مل َُهن((‬ ‫ح ْ‬‫ن َ‬ ‫ضعْ َ‬‫يَ َ‬
‫‪ .2‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬بحيث ل ُيقام على أمها الحد ‪،‬‬
‫حتى ل تتأثر وهي في بطن أمها )) ولما جاءت الغامدية وقالت يا‬
‫رسول الله طهرني فقال لها ‪ :‬حتى تضعي ما في بطنك ((‬
‫‪ .3‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬راضعة ؛ فلما وضعت الغامدية‬
‫ولدها ‪ ،‬وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم )) اذهبي‬
‫فأرضعيه حتى تفطميه ((‬
‫‪ .4‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬مولودة من حيث النفقة والكسوة‬
‫معُْروف ((‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫سوَت ُهُ ّ‬ ‫ن وَك ِ ْ‬ ‫ه رِْزقُهُ ّ‬ ‫موُْلود ِ ل َ ُ‬‫)) وَع ََلى ال ْ َ‬
‫‪ .5‬حفظ السلم حق المرأة‪ -:‬في فترة الحضانة التي تمتد إلى‬
‫بضع سنين ‪ ،‬وأوجب على الب النفقة عليها في هذه الفترة‬
‫لعموم أدلة النفقة على البناء‬
‫‪ .6‬حفظ السلم حق المرأة‪ -:‬في الميراث عموما ً ‪ ،‬صغيرة كانت‬
‫ما‬‫ن ث ُل َُثا َ‬‫ن فَل َهُ ّ‬‫ساًء فَوْقَ اث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫أو كبيرة قال الله تعالي )) فَإ ِ ْ‬
‫ف ((‬ ‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫ن َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫ك وَإ ِ ْ‬‫ت ََر َ‬
‫‪ .7‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬في اختيار الزوج المناسب ‪ ،‬ولها‬
‫أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيبا ً لقوله عليه الصلة والسلم‬
‫)) ل تنكح اليم حتى تستأمر ((‬
‫‪ .8‬حفظ السلم حق المرأةحفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬إذا كانت‬
‫بكرا ً فل تزوج إل بإذنها لقوله عليه الصلة والسلم )) ول تنكح‬
‫البكر حتى تستأذن ((‬
‫‪ .9‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬في صداقها ‪ ،‬وأوجب لها المهر ))‬
‫فَما استمتعتم به منهن َفآتوهُ ُ‬
‫ة ((‬ ‫ض ً‬
‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ْ َُْ ْ ِ ِ ِ ُْ ّ‬ ‫َ‬
‫‪.10‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬مختلعة ‪ ،‬إذا بد ّ لها عدم الرغبة‬
‫في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلة والسلم‬
‫)) أقبل الحديقة وطلقها ((‬
‫مَتاعٌ‬ ‫ت َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ّ‬
‫مطل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ .11‬حفظ السلم حق المرأة‪ -:‬مطلقة ‪ )) ،‬وَل ِل ُ‬
‫ن((‬ ‫قي َ‬ ‫قا ً ع ََلى ال ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ف َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫‪ .12‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬أرملة ‪ ،‬وجعل لها حقا ً في تركة‬
‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن الّرب ُعُ ِ‬ ‫زوجها ‪ ،‬قال الله تعالي )) وَل َهُ ّ‬
‫م ((‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫م وَل َد ٌ فَل َهُ ّ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫وَل َد ٌ فَإ ِ ْ‬
‫‪ .13‬حفظ السلم حق المرأة‪ -:‬في الطلق قبل الدخول ‪ ،‬وذلك‬
‫َ‬
‫م‬
‫حت ُ ُ‬ ‫ذا ن َك َ ْ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫في عدم العدة ‪ ،‬قال الله تعالي )) َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫قتموهُن من قَب َ‬
‫ن‬ ‫م ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫سوهُ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ّ ِ ْ ْ ِ‬ ‫م ط َل ّ ْ ُ ُ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫دون ََها ((‬ ‫عد ّةٍ ت َعْت َ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ .14‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬يتيمة ‪ ،‬وجعل لها من المغانم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫يٍء فَأ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ما غ َن ِ ْ‬ ‫موا أن ّ َ‬ ‫نصيبا ً ‪ ،‬قال الله تعالي)) َواع ْل َ ُ‬
‫مى (( وجعل لها من بيت‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل وَل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه وَِللّر ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ل‬
‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سول ِهِ ِ‬ ‫ه ع َلى َر ُ‬ ‫ما أَفاَء الل ُ‬ ‫المال نصيبا قال الله تعالي )) َ‬
‫مى(( وجعل لها في‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل وَل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫قَرى فَل ِل ّهِ وَِللّر ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مى ((‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ة ُأوُلو ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ضَر ال ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫القسمة نصيبا ً )) وَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫خي ْرٍ فَل ِل ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قت ُ ْ‬ ‫ما أن ْفَ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫وجعل لها في النفقة نصيبا ً )) قُ ْ‬
‫َ‬
‫مى ((‬ ‫ن َوال ْي ََتا َ‬ ‫َواْلقَْرِبي َ‬
‫‪ .15‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬في حياتها الجتماعية ‪ ،‬وحافظ‬
‫على سلمة صدرها ‪ ،‬ووحدة صفها مع أقاربها ‪ ،‬فحرم الجمع بينها‬
‫وبين أختها ‪ ،‬وعمتها ‪ ،‬وخالتها ‪ ،‬كما في الية ‪ ،‬والحديث المتواتر‬
‫‪ .16‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬في صيانة عرضها ‪ ،‬فحرم النظر‬
‫م ((‬ ‫ل ل ِل ْمؤ ْمِنين يغُضوا م َ‬ ‫إليها )) قُ ْ‬
‫صارِه ِ ْ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ُ ِ َ َ ّ‬
‫‪ .17‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬في معاقبة من رماها‬
‫م‬‫ت ثُ ّ‬ ‫صَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫بالفاحشة ‪ ،‬من غير بينة بالجلد )) َوال ّ ِ‬
‫جل ْد َة ً ((‬ ‫ن َ‬ ‫ماِني َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫جل ِ ُ‬‫داَء َفا ْ‬ ‫شه َ َ‬ ‫م ي َأ ُْتوا ب ِأ َْرب َعَةِ ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫‪ .18‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬إذا كانت أما ً ‪ ،‬أوجب لها‬
‫الحسان ‪ ،‬والبر ‪ ،‬وحذر من كلمة أف في حقها‬
‫ضعة ‪ ،‬فجعل لها أجرا ً ‪ ،‬وهو‬ ‫مر ِ‬ ‫‪ .19‬حفظ السلم حق المرأة ‪ُ -:‬‬
‫َ‬
‫م َفآُتوهُ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫حق مشترك بين الراضعة والمرضعة )) فَإ ِ ْ‬
‫ن ((‬ ‫ُ‬
‫جوَرهُ ّ‬ ‫أ ُ‬
‫‪ .20‬حفظ السلم حق المرأة‪ -:‬حامل ً ‪ ،‬وهو حق مشترك بينها‬
‫ن‬
‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل فَأ َن ْفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن أول ِ‬
‫وبين المحمول )) وإن ك ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫َِ ْ‬
‫ن ((‬ ‫مل َهُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬ ‫‪ .21‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬في السكنى )) أ ْ‬
‫جد ِك ُ ْ‬
‫م ((‬ ‫ن وُ ْ‬‫م ْ‬ ‫سك َن ْت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ث َ‬
‫حي ْ ُ‬
‫َ‬
‫‪ .22‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬في صحتها فأسقط عنها الصيام‬
‫إذا كانت مرضع أو حبلى‬
‫‪ .23‬حفظ السلم حق المرأة‪ -:‬في الوصية ‪ ،‬فلها أن توصي ِلما‬
‫ن ((‬ ‫َ‬
‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي َ‬
‫صي ّةٍ ُيو ِ‬
‫ن ب َعْد ِ وَ ِ‬
‫م ْ‬
‫بعد موتها قال الله تعالي)) ِ‬
‫‪ .24‬حفظ السلم حق المرأة‪ -:‬في جسدها بعد موتها ‪ ،‬وهذا‬
‫يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم‬
‫)) كسر عظم الميت ككسره حيا ((‬
‫‪ .25‬حفظ السلم حق المرأة ‪ -:‬وهي في قبرها ‪ ،‬وهذا يشترك‬
‫فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم )) لن يجلس‬
‫أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن‬
‫يجلس على قبر ((‬
‫والحق أنني ل أستطيع أن أجمل حقوق المرأة في السلم‬
‫فضل ً عن تفصيلها‬
‫*الحضارة الغربية *‬
‫والسؤال هنا لي شيٍء دعت الحضارة المدنية اليوم ؟ وماهي‬
‫الحقوق التي ضمنتها للمرأة ؟‬
‫‪ .1‬أجمل لك القول أن الحضارة الغربية اليوم هي ‪ :‬ضمان‬
‫للمارسة قتل هوية المرأة ‪ ،‬وهضم لدنى حقوقها‬
‫‪ .2‬المرأة الغربية حياتها منذ الصغر نظر إلى مستقبل في صورة‬
‫شبح قاتل ‪ ،‬ل تقوى على صراعه ‪ ،‬فهي منذ أن تبلغ السادسة‬
‫عشرة تطرد من بيتها ‪ ،‬لُتسِلم ُأنوثتها مخالب الشهوات‬
‫الباطشة ‪ ،‬وأنياب الستغلل العابثة ‪ ،‬أوساط الرجال ‪.‬‬
‫‪ .3‬فما إن تدخل زحمة الوهام الحضارية ‪ ،‬وإذا بأعين الناس‬
‫تطاردها بمعاول النظر التي تحبل منها العذارى ‪.‬‬
‫‪ .4‬تتوجه نحوها الكلمات الفاسدة ‪ ،‬وكأنها لكمات قاتلت ‪ ،‬تبلد‬
‫من الحياء ‪ ،‬وتفقدها أغلى صفة ميزها الله بها ‪ ،‬هي ‪ " :‬حلوة‬
‫أنوثتها " التي هي أخص خصائصها ‪ ،‬ورمز هويتها ‪.‬‬
‫‪ُ .5‬تستغل أحوالها المادية ‪ ،‬فتدعى لكل رذيلة ‪ ،‬حتى تصبح كأي‬
‫سلعة ‪ ،‬تداولها أيدي تجار الخلق ‪ ،‬وبأبخس الثمان ‪ ،‬فإذا فقدت‬
‫شرفها ‪ ،‬وهان الثم عندها ‪ ،‬هان عليها ممارسته ‪.‬‬
‫‪ .6‬يخلق النظام الخلقي الغربي اليوم في المجتمعات ثمرات‬
‫سامة لكل مقومات الحياة ‪ ،‬أولها الحكم على هوية المرأة‬
‫بالعدام السريع ‪ ،‬على بوابة شهوات العالم الليبرالي ‪،‬‬
‫الديمقراطي ‪ ،‬والرأسمالي ‪.‬‬
‫‪ .7‬فالمرأة اليوم أسوأ حال ً مما مضى ‪ ،‬كانوا من قبل يقتلون‬
‫المرأة ‪ ،‬فاليوم يجعلون المرأة هي التي تقوم بقتل نفسها‪.‬‬
‫• شهادات الغرب *‬
‫شهد القوم على فساد نهجهم ‪..‬‬
‫• تقول " هيليسيان ستانسيري "" امنعوا الختلط ‪ ،‬وقّيدوا حرية‬
‫الفتاة‪ ،‬بل ارجعوا إلى عصر الحجاب ‪ ،‬فهذا خير لكم من إباحية‬
‫وانطلق ومجون أوربا ‪ ،‬وأمريكا ‪".‬‬
‫• وتقول " بيرية الفرنسية " وهي تخاطب بنات السلم " ل‬
‫ن ‪ ،‬لن عائلتها هي ُأنموذج‬ ‫ن من العائلة الوربية مثال ً لك ُ ّ‬‫تأخذ ّ‬
‫رديء ل يصلح مثال ً يحتذى ‪.‬‬
‫• وتقول الممثلة الشهيرة "مارلين مونرو" التي كتبت قبيل‬
‫انتحارها نصيحة لبنات جنسها تقول فيها ‪ " :‬احذري المجد …‬
‫احذري من كل من يخدعك بالضواء …إنى أتعس امرأة على‬
‫هذه الرض… لم أستطع أن أكون أما … إني امرأة أفضل البيت‬
‫… الحياة العائلية الشريفة على كل شيء … إن سعادة المرأة‬
‫الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة بل إن هذه الحياة‬
‫العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل النسانية " وتقول في النهاية‬
‫" لقد ظلمني كل الناس … وأن العمل في السينما يجعل من‬
‫المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة‬
‫الزائفة "‬
‫• وتقول وتقول الكاتبة " اللدى كوك " أيضا ‪ " :‬إن الختلط‬
‫يألفه الرجال ‪ ،‬ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها ‪ ،‬وعلى‬
‫قدر الختلط تكون كثرة أولد الزنا ‪ ،‬ول يخفى ما فى هذا من‬
‫البلء العظيم عن المرأة ‪ ،‬فيه أيها الباء ل يغرونكم بعض‬
‫دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن فى المعامل ونحوها‬
‫ومصيرهن إلى ما ذكرنا فعلموهن البتعاد عن الرجال ‪ ،‬إذا دلنا‬
‫الحصاء على أن البلء الناتج عن الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر‬
‫الختلط بين الرجال والنساء ‪ .‬ألم تروا أن أكثر أولد الزنا‬
‫أمهاتهن من المشتغلت فى المعامل ومن الخادمات فى البيوت‬
‫ومن أكثر السيدات المعرضات للنظار ‪ ..‬ولول الطباء الذين‬
‫يعطون الدوية للسقاط لرأينا أضعاف مما نرى الن ‪ ،‬ولقد أدت‬
‫بنا الحال إلى حد من الدناءة لم يكن تصوره فى المكان حتى‬
‫أصبح رجال مقاطعات فى بلدنا ل يقبلون البنت ما لم تكن‬
‫مجربة ‪ ،‬أعنى عندها أولد من الزنا ‪ ،‬فينتفع بشغلهم وهذا غاية‬
‫الهبوط فى المدينة ‪ ،‬فكم قاست هذه المرأة من مرارة الحياة‬
‫• وتقول ‪ .‬تقول الكاتبة النجليزية " أنى رود " عن ذلك ‪ " :‬إذا‬
‫اشتغلت بناتنا فى البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلء من‬
‫اشتغالهن فى المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب‬
‫برونق حياتها إلى البد ‪ ...‬أياليت بلدنا كبلد المسلمين حيث فيها‬
‫الحشمة والعفاف والطهارة رداء الخادمة والرقيق اللذين يتنعمان‬
‫بأرغد عيش ويعاملن معاملة أولد رب البيت ول يمس عرضهما‬
‫بسوء ‪ .‬نعم إنه عار على بلد النكليز أن تجعل بناتها مثل للرذائل‬
‫بكثرة مخالطتهن للرجال ‪ ،‬فما بالنا ل نسعى وراء ما يجعل البنت‬
‫تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضت بذلك الديانة‬
‫السماوية وترك أعمال الرجال للرجال سلمة لشرفها‬
‫• نشرت صحيفة الخبار المصرية ) في عددها الصادر في‬
‫‪20/10/1972‬م ‪ ،‬ص ‪ : (4‬أنه قد أقيمت في هذا السبوع الحفلة‬
‫السنوية لسيدة العام وحضرها عدد كبير من السيدات على‬
‫اختلف مهنهن ‪ ..‬وكان موضوع الحديث والخطب التي ألقيت في‬
‫حضور الميرة ) آن ( البريطانية هو حرية المرأة وماذا تطلب‬
‫المرأة ‪ ..‬وحصلت على تأييد الجتماع الشامل فتاة عمرها ‪17‬‬
‫عاما ً رفضت رفضا ً باتا ً حركة التحرير النسائية وقالت أنها تريد أن‬
‫تظل لها أنوثتها ول تريد أن ترتدي البنطلون بمعنى تحدي‬
‫الرجل ‪ .‬وأنها تريد أن تكون امرأة وتريد زوجها أن يكون رجل ً ‪.‬‬
‫وصفق لها الجميع وعلى رأسهن الميرة ) آن ( ) كتاب المرأة‬
‫العربية المعاصرة إلى أين ؟! ص ‪. ( 50‬‬
‫• ومن هذا صرح الدكتور " جون كيشلر " أحد علماء النفس‬
‫المريكيين في شيكاغو ) أن ‪ %90‬من المريكيات مصابات‬
‫بالبرود الجنسي وأن ‪ %40‬من الرجال مصابون بالعقم ‪ ،‬وقال‬
‫الدكتور أن العلنات التي تعتمد على صور الفتيات العارية هي‬
‫السبب في هبوط المستوى الجنسي للشعب المريكي ‪ .‬ومن‬
‫شاء المزيد فليرجع الى تقرير لجنة الكونجرس المريكية لتحقيق‬
‫جرائم الحداث في أمريكا تحت عنوان ) أخلق المجتمع‬
‫المريكي المنهارة ( ‪ ) .‬المجتمع العاري بالوثائق والرقام ‪ ،‬ص‬
‫‪. (11‬‬
‫• خاتمة *‬
‫يتضح لنا جليا ً مما مضى أن اّلذين يدعون لتحرير المرأة من‬
‫تعاليم السلم ينقسمون إلى ثلثة أقسام‬
‫من لم يدينوا بالملة‬
‫‪ -1‬إما أن يكونوا أعداًء للسلم وأهله ‪ ،‬م ّ‬
‫السمحة ‪ ،‬ولزموا الكفر ‪ ،‬وهنا ليس بعد الكفر ذنب كما يقال ‪.‬‬
‫‪ -2‬وإما أن يكونوا تحت مسمى السلم من المنافقين ‪،‬‬
‫والعلمانيين ‪ ،‬لكنهم عملء يتاجرون بالديانة ‪ ،‬ول يرقبون في‬
‫ق إل ً ول ذمة ‪.‬‬
‫مخلو ٍ‬
‫‪ -3‬أن يكون مسلما ً لكنه جاهل ل يعرف السلم ول أحكامه ول‬
‫يعرف معنى الحضارة القائمة اليوم ملبس عليه ‪.‬‬
‫ن‬
‫ن أنه َ‬ ‫ولكن كيف يصل هذا البيان إلى نساء أهل السلم ‪ ،‬ليعلم َ‬
‫ن جوهرة الحياة ‪ ،‬ودرة الوجود ‪ ،‬ومنبع السعادة ‪ ،‬وروح‬ ‫أضاع َ‬
‫ن تعاليم هذا الدين‬ ‫السرور ‪ ،‬ونكهة اللذائذ ‪ ،‬عندما ترك َ‬
‫ن على‬ ‫ن حياته َ‬
‫ومن يخبر المسلمة ان الكافرات يتمنين أن يعش َ‬
‫منهج أهل السلم ‍‬
‫؟‬
‫من يقنع المسلمات اليوم أن الحضارة الغربية هي ‪ -:‬الحكم‬
‫السريع بالعدام على هوية المرأة ‪..‬‬
‫أخوكم ‪ /‬ابن القرية المعتصم ‪ 1424 / 3 /4‬هـ‬
‫====================‬
‫حفظ السلم حقوق المرأة"‬
‫حفظ السلم حقوق المرأة‬
‫بقلم الستاذ علء أبوبكر‬
‫حقوق المرأة قبل السلم‪:‬‬
‫المرأة عند الشعوب البدائية‪:‬‬
‫كانت الفتاة فى الشعوب البدائية حين تبلغ طور المراهقة‪ُ ،‬تعَزل‬
‫فل تكلم أحدا ً غير أمها‪ ،‬ول تكلمها إل بصوت خفيض ‪ ،‬كما أن‬
‫الولد إذا وصل إلى مرحلة البلوغ يأخذونه ليغتسل فى بعض‬
‫العيون المقدسة ‪ ،‬وذلك لكى يخلص من روائح النوثة التى‬
‫علقت به من مصاحبته لمه‪.‬‬
‫المرأة عند الهنود القدماء‪:‬‬
‫كانت المرأة عند الهنود القدماء تعتبر مخلوقا ً نجسا ً ‪ ،‬ولم يكن‬
‫للمرأة فى شريعة مانو حق فى الستقلل عن أبيها أو زوجها أو‬
‫ولدها ‪ ،‬فإذا مات هؤلء جميعا ً وجب أن تنتمى إلى رجل من‬
‫أقارب زوجها ‪ ،‬وهى بذلك قاصرة طيلة حياتها ‪ ،‬ولم يكن لها حق‬
‫فى الحياة بعد وفاة زوجها ‪ ،‬وكانت إذا مات عنها زوجها ُتحَرق مع‬
‫جثته بالنار المقدسة ‪ ،‬بل إن بعض القبائل الهندية القديمة كانت‬
‫ل تراها أهل ً لُتحَرق مع جثة زوجها باعتبارها المخلوق النجس‪،‬‬
‫ولذلك كانوا يرون دفنها حية أو حرقها بعد موت زوجها‪ .‬فإذا كان‬
‫ن جميعًا‪.‬‬ ‫ن جميعا ً أو ُ‬
‫حرِقْ َ‬ ‫للرجل أكثر من زوجة د ُفِ ّ‬
‫وفى حياة الزوج كان له أن ُيطّلق الزوجة متى شاء وكيف شاء ‪،‬‬
‫أما هى فليس لها الحق فى أن تطلب الطلق من زوجها مهما‬
‫يكن من أمر الزوج ‪ ،‬حتى لو أصيب بأمراض تمنع من أهليته‬
‫للحياة الزوجية‪.‬‬
‫وقد لقيت الحكومات الهندية أشد الفتن من مجتمعاتها ‪ ،‬خاصة‬
‫من رجال الدين الهنود‪ ،‬حين حاولت القضاء على مثل هذه‬
‫العادات المسترذلة والتى استمرت تهضم حقوق المرأة وكيانها‬
‫حتى القرن السابع عشر‪.‬‬
‫وفى شرائع الهندوس أنه‪) :‬ليس الصبر المقدر ‪ ،‬والريح ‪،‬‬
‫والموت ‪ ،‬والجحيم ‪ ،‬والسم ‪ ،‬والفاعى ‪ ،‬والنار‪ ،‬أسوأ من‬
‫المرأة(‬
‫)ويذكر جوستاف لوبون أن المرأة فى الهند )ت ُّعد بعلها ممثل ً‬
‫لللهة فى الرض ‪ ،‬وت ُعَد ّ المرأة العزب‪ ،‬والمرأة اليم‪ ،‬على‬
‫الخصوص من المنبوذين من المجتمع الهندوسى‪ ،‬والمنبوذ عندهم‬
‫فى رتبة الحيوان‪ ،‬والمرأة الهندوسية إذا فقدت زوجها ظلت فى‬
‫مل كإنسان‪ ،‬وع ُد ّ نظرها مصدرا ً‬ ‫الحداد بقية حياتها‪ ،‬وعادت ل ُتعا َ‬
‫لكل شؤم على ما تنظر إليه‪ ،‬وعدت مدنسة لكل شىء تلمسه‪،‬‬
‫وأفضل شىء لها أن تقذف نفسها‬
‫فى النار التى يحرق بها جثمان زوجها ‪ ،‬وإل لقيت الهوان الذى‬
‫يفوق عذاب النار‪(.‬‬
‫المرأة فى الصين‪:‬‬
‫كانت المرأة فى الصين ل تقل مهانة أو مأساة عن بقية‬
‫المجتمعات ‪ ،‬فكانت النظرة إليها واحدة ‪ ،‬ويظهر مدى امتهان‬
‫المرأة فى المثل الصينى الذى يقول‪ :‬إن المرأة كالكرة ‪ ،‬كلما‬
‫ركلتها برجلك ارتفعت إلى أعلى‪.‬‬
‫وشبهت المرأة عندهم بالمياه المؤلمة التى تغسل السعادة‬
‫والمال ‪ ،‬وللصينى الحق فى أن يبيع زوجته كالجارية‪ ،‬وإذا ترملت‬
‫المرأة الصينية أصبح لهل الزوج الحق فيها كإرث‪ ،‬وللصينى‬
‫الحق فى أن يدفن زوجته حية‪.‬‬
‫المرأة عند المصريين القدماء‪:‬‬
‫إن البلد الوحيدة التى نالت فيها المرأة بعض الحقوق قديما ً هى‬
‫مصر الفرعونية ‪ ،‬إذ كان لها أن تملك ‪ ،‬وأن ترث ‪ ،‬وأن تقوم‬
‫على شئون السرة فى غيبة الزوج ‪ ،‬ولكن مع ذلك فقد كان‬
‫الرجل سيدا ً على المرأة خاصة زوجته ‪ ،‬ولكن ليس بالفهوم الذى‬
‫رأيناه أنه يملكها وله الحق فى بيعها أو قتلها ‪ ،‬ولكن بمعنى أنه‬
‫م عليها وعلى بيته‪.‬‬ ‫قي ّ ٌ‬
‫المرأة الكلدانية‪:‬‬
‫كانت المرأة الكلدانية خاضعة خضوعا ً تاما ً لرب السرة ‪ ،‬وكان‬
‫للوالد الحق فى أن يبذل زوجته أو ابنته لسداد دينه ‪ ،‬وكانت‬
‫المرأة تحتمل وحدها العباء المنزلية ‪ ،‬فتذهب كل يوم لجلب‬
‫الماء من النهر أو البئر ‪ ،‬وتقوم وحدها بطحن الحبوب بالرحى‬
‫وإعداد الخبز ‪ ،‬كما تقوم بغزل ونسج وحياكة الملبس‪ .‬وهذا كان‬
‫حالها فى الطبقات الفقيرة‪.‬‬
‫أما فى الطبقات الموسرة فكانت المرأة ل تخرج من منزلها ‪ ،‬بل‬
‫يقوم على خدمتها فى المنزل خدم وحشم‪ .‬وأما نساء الملوك‬
‫مح لحد برؤيتهن ول التحدث إليهن أو حتى‬ ‫الكلدانيين فكان ل ُيس َ‬
‫التحدث عنهن‪.‬‬
‫وكان من حق الرجل طلق زوجته متى أراد أما المرأة فإذا أبدت‬
‫رغبة فى الطلق‬
‫دت فى الشوارع‬ ‫حت فى النهر لتغرق ‪ ،‬أو طر َ‬ ‫من زوجها ط ُرِ َ‬
‫نصف عارية لتتعرض للمهانة والفجور‪.‬‬
‫وقد روى هيرودوت المؤرخ اليونانى القديم أن كل امرأة كلدانية‬
‫كان عليها فى مدينة بابل أن تذهب إلى الزهرة اللهة )مليتا(‬
‫ليواقعها أجنبى حتى ترضى عنها اللهة‪ .‬ولم يكن من حقها أن ترد‬
‫من يطلبها كائنا ً من كان ‪ ،‬ما دام أول رجل يرمى إليها بالجعالة‬
‫]المال المبذول والذى كان ُيعتبر حينئذ مال ً مقدسًا[ ثم ترجع بعد‬
‫ذلك إلى منزلها لتنتظر الزوج‪.‬‬
‫وكانت إذا تزوجت ولم تحمل لفترة طويلة اعتبرت أنها أصابتها‬
‫لعنة اللهة أو أصابها مس من الشيطان فتصبح فى حاجة إلى‬
‫الرقى والطلسم ‪ ،‬فإذا ضلت عاقرا ً بعد ذلك فلبد من موتها‬
‫للتخلص منها‪.‬‬
‫وهذا أقرب ما يكون للقانون اليهودى عند إصابة أحد بالمس فإنه‬
‫كان في رجل أ َو ا َ‬
‫ن‬
‫جا ّ‬‫مَرأةٍ َ‬
‫َ ُ ٍ ِ ْ‬ ‫ذا َ َ ِ‬ ‫ُيقَتل رجل ً كان أم امرأة‪»27) :‬وَإ ِ َ‬
‫ه«‪ (.‬لويين ‪:20‬‬ ‫ه ع َل َي ْ ِ‬
‫م ُ‬‫ه‪ .‬د َ ُ‬
‫مون َ ُ‬‫ج ُ‬ ‫جاَرةِ ي َْر ُ‬
‫ح َ‬‫ل‪ِ .‬بال ْ ِ‬
‫قت َ ُ‬
‫ه يُ ْ‬ ‫أ َوْ َتاب ِعَ ٌ‬
‫ة فَإ ِن ّ ُ‬
‫‪27‬‬
‫وكان معبد اللهة )عشتروت( فى بابل القديمة يمتلىء من‬
‫العاهرات اللئى يتقدمن إلى زائرى المعبد‪ .‬كما كان على كل‬
‫امرأة أن تتقدم مرة على القل إلى معبد فينوس ليواقعها أى‬
‫زائر فى المعبد‪ .‬وكانت الفتيات من الصين واليابان وغيرهما من‬
‫بلد العالم يتقدمن إلى الكهنة فى المعابد ‪ ،‬وكان من الشرف‬
‫الكبير أن يواقعها الكاهن الذى هو ممثل اللهة على الرض‪ .‬وكان‬
‫هذا النوع من البغاء ُيعَرف بالبغاء الدينى‪.‬‬
‫وهو قريب من قول نيكولوس فون كليمانجيس ‪Nikolaus von‬‬
‫‪) Clemanges‬أحد علماء اللهوت وعميد جامعة باريس سابقا‪) :‬أن‬
‫تترهبن المرأة اليوم فمعنى هذا أنها أسلمت نفسها للعهارة(‪.‬‬
‫وقد سبقه فى مثل هذا القول دومبريديجر جايلر فون قيصربرج‬
‫‪) Domprediger Geiler von Kayserberg‬إن المرأة فى الدير ليست إل‬
‫عاهرة(‬
‫وقد شاع المثل الشعبى فى العصور الوسطى القائل‪) :‬من لفت‬
‫رأسها ‪ ،‬عرت بطنها ‪ ،‬وهذه عادة كل الراهبات(‬
‫وقد اقترح أوجستين عام ‪ 388‬قانون يمنع أن يدخل شاب على‬
‫الراهبات أما العجائز‬
‫مسّنات فيسمح لهم بالدخول حتى البهو المامى فقط من‬ ‫ال ُ‬
‫ن فى حاجة إلى قسيس للصلة بهن ‪،‬‬ ‫الدير‪ ،‬ولن الراهبات ك ُ ّ‬
‫فقد سمح القيصر جوستنيان فقط للرجال الطاعنين فى السن أو‬
‫مح‬
‫المخصيين بالدخول إليهن والصلة بهن‪ .‬حتى الطبيب لم ُيس َ‬
‫له بالدخول إلى الراهبات وعلجهن إل إذا كان طاعنا ً فى السن‬
‫أو من المخصيين‪ .‬وحتى المخصصين فقدوا الثقة فيهم‪ ،‬لذلك‬
‫قالت القديسة باول‪ :‬على الراهبات الهرب ليس فقط من‬
‫الرجال‪ ،‬ولكن من المخصيين أيضًا‪) .‬ص ‪ 136‬لديشنر(‬
‫وكان من يقتل بنتا ً ُيفَرض عليه أن يقدم ابنته لهل القتيلة‬
‫يقتلونها أو يملكونها‪ .‬وإذا لم ُيثمر الزواج مولودا ً خلل عشر‬
‫سنين ُيعتبر العقد فيه مفسوخًا‪ .‬وكان للرجل حق قتل أولده‬
‫وبيعهم‪ .‬ولم يحّرم ذلك إل فى القرن الخامس قبل الميلد‪ .‬ولم‬
‫تكن المرأة لترث‪ ،‬فإذا لم يكن هناك ذكور من أسرة الموروث‬
‫ورثوا الذكور من أسرة زوجته ولكن زوجته ل ترث‪.‬‬
‫المرأة عند اليونان‪:‬‬
‫كانت اليونان فى قديم الزمان أكثر المم حضارة ومدنية‪ .‬وكانت‬
‫أثينا مدينة الحكمة والفلسفة والطب والعلم ‪ ،‬ومع هذا كانت‬
‫محتقرة مهينة ‪ ،‬مثل أى سلعة تباع وُتشترى ‪،‬‬ ‫المرأة عندهم ُ‬
‫مسلوبة الحقوق ‪ ،‬محرومة من حق الميراث وحق التصرف فى‬
‫المال ‪ ،‬بل أكثر فقد سموها رجسا ً من عمل الشيطان ‪ ،‬ولم‬
‫يسمحوا لها إل بتدبير شئون البيت وتربية الطفال‪ .‬وكان الرجل‬
‫مح له أن يتزوج أى عدد يريده من النساء ‪ ،‬بل قيد ول‬ ‫فى أثينا ُيس َ‬
‫شرط‪.‬‬
‫ومما ُيذكر عن فيلسوفهم سقراط قوله‪) :‬إن وجود المرأة هو‬
‫أكبر منشأ ومصدر للزمة والنهيار فى العالم ‪ ،‬إن المرأة تشبه‬
‫شجرة مسمومة ‪ ،‬حيث يكون ظاهرها جميل ً ‪ ،‬ولكن عندما تأكل‬
‫منها العصافير تموت من فورها‪(.‬‬
‫كما كان لزوجها الحق فى بيعها وأن تظل عند المشترى فترة‬
‫تحت التجربة ‪ ،‬كما كان لزوجها الحق فى قتلها إذا اتهمت ولو‬
‫بمجرد النظر إلى شخص غريب ول مسئولية عليه فى ذلك‪ .‬ومع‬
‫هذا فإن له الحق فى أن يزنى فى منزل الزوجية ‪ ،‬وليس لزوجته‬
‫حق العتراض ‪ ،‬كما أن حق الطلق مكفول له متى شاء وكيف‬
‫شاء‪ .‬ومع ذلك فإنها تظل بعد طلقها منه مقيدة برأيه فى زواجها‬
‫لمن يريده‪ .‬ويوصى عند موته بزواجها ممن يرتضيه هو وليس لها‬
‫أو لحد من أهلها حق العتراض‪.‬‬
‫وتذكر الساطير اليونانية أن المرأة هى سبب الوجاع واللم‬
‫للعالم كله ‪ ،‬وذلك لن الناس فى اعتقادهم كانوا يعيشون فى‬
‫أفراح ول يعرفون معنى اللم ول الحزن ‪ ،‬ولكن حدث أن اللهة‬
‫أودعت أحد الناس صندوقا ً وأمرته أل يفتحه ‪ ،‬وكان له زوجة‬
‫مى )باندورا( مازالت تغريه بفتحه حتى فتحه فانطلقت منه‬ ‫ُتس ّ‬
‫الحشرات‪ .‬ومنذ تلك اللحظة أصيب الناس باللم والحزان‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فلهذا كانت المرأة سببا ً فى الكوارث التى حلت بالبشرية كلها‬
‫نتيجة لفضول المرأة وإغراء زوجها بالعصيان‪.‬‬
‫ولعلنا نلحظ شبها ً فى هذه الرواية بما تحدث عنه سفر التكوين‬
‫من إغواء حواء لدم بالكل من الشجرة المحرمة بعد أن أغوتها‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الحية‪6) :‬فَرأ َت ال ْ َ َ‬
‫ة ل ِل ْعُُيو ِ‬
‫ن‬ ‫ج ٌ‬
‫ل وَأن َّها ب َهِ َ‬ ‫جي ّد َة ٌ ل ِلك ْ ِ‬
‫جَرة َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫َ‬
‫مْرأة ُ أ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت وَأع ْط َ ْ‬
‫ت‬ ‫ها وَأك َل َ ْ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ن ثَ َ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫خذ َ ْ‬ ‫ر‪ .‬فَأ َ‬‫ِ‬ ‫ة ِللن ّظ َ‬ ‫شهِي ّ ٌ‬ ‫جَرة َ َ‬ ‫ش َ‬‫ن ال ّ‬ ‫وَأ ّ‬
‫جعَل ْت ََها‬‫مْرأة ُ ال ِّتي َ‬
‫ل آدم‪» :‬ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫قا َ َ ُ‬ ‫ل‪12 .. .. .. .‬فَ َ‬ ‫معََها فَأ َك َ َ‬ ‫َ‬
‫جل ََها أْيضا ً َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت«‪ (.‬تكوين ‪12-6 :3‬‬ ‫جَرةِ فَأك َل ْ ُ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫م َ‬ ‫ي أع ْط َت ِْني ِ‬ ‫مِعي ه ِ َ‬ ‫َ‬
‫وكان أرسطو يعيب على أهل إسبرطة التهاون مع النساء‬
‫ومنحهن بعض الحقوق ‪ ،‬بل إن سقراط كان يعزو سقوط‬
‫إسبرطة إلى منحها الحرية للنساء‪ .‬على الرغم من أن هذه‬
‫الحرية لم تنالها النساء إل لنشغال الرجال الدائم فى الحروب‪.‬‬
‫مح بها للرجل‬ ‫أما المرأة فى إسبرطة فكانت تستمتع بحرية ل ُيس َ‬
‫‪ ،‬ولكن حرية هى إلى الدعارة أقرب ‪ ،‬فكان لها أن تتزوج أكثر‬
‫من رجل واحد فى القوت الذى كان ُيحّرم فيه على الرجل أن‬
‫يتزوج من امرأة واحدة إل فى الحالت الضرورية جدًا‪.‬‬
‫ومن الغريب أن يرى الفيلسوف اليونانى أفلطون شيوعية‬
‫النساء ‪ ،‬وإلغاء نظام السرة على أن تتكفل الدولة بتربية البناء‪.‬‬
‫)ويحدثنا التاريخ عن اليونان فى إدبار دولتهم كيف فشت فيهم‬
‫الفواحش والفجور ‪ ،‬وع ُد ّ من الحرية أن تكون المرأة عاهرا ً ‪،‬‬
‫شاق ‪ ،‬ونصبوا التماثيل للغوانى والفاجرات ‪ ،‬وقد‬ ‫وأن يكون لها ع ُ ّ‬
‫أفرغوا على الفاحشة ألوان القداسة بإدخالها المعابد ‪ ،‬حيث اتخذ‬
‫البغاء صفة التقرب إلى آلهتهم ‪ ،‬ومن ذلك أنهم اتخذوا إلها ً‬
‫أسموه )كيوبيد( أى )ابن الحب( ‪ ،‬واعتقدوا أن هذا الله المزعوم‬
‫ثمرة خيانة إحدى آلهتهم )أفروديت( لزوجها مع رجل من البشر(‬
‫مح بتعليم المرأة اليونانية الحرة ‪ ،‬إنما كان التعليم‬ ‫ولم يكن ُيس َ‬
‫قاصرا ً على البغايا‪ .‬حتى كان الرجل الذى يكره الجهل فى المرأة‬
‫يلجأ إلى البغى‪.‬‬
‫المرأة عند البابليين‪:‬‬
‫عداد الماشية‬ ‫سب فى قانون حمورابى من ِ‬ ‫كانت المرأة ُتح َ‬
‫المملوكة ‪ ،‬وكان تشريع بابل يعطى رب السرة حق بيع أسرته‬
‫أو هبتهم إلى غيره مدة من الزمن ‪ ،‬وإذا طلق الزوج زوجته ُتلقى‬
‫فى النهر ‪ ،‬فإذا أراد عدم قتلها نزع عنها ثيابها وطردها من منزله‬
‫مباحا ً لكل إنسان‪ .‬وقضت‬ ‫عارية ‪ ،‬إعلنا ً منه بأنها أصبحت شيئا ً ُ‬
‫المادة ‪ 143‬من قانون حامورابى أنها إذا أهملت زوجها أو تسببت‬
‫قى فى الماء‪ .‬ومن قتل بنتا ً لرجل كان عليه أن‬ ‫فى خراب بيتها ُتل َ‬
‫ُيسِلم ابنته ليقتلها أو يمتلكها أو يبيعها إن شاء‪.‬‬
‫وقد أعطى تشريع حمورابى للمرأة بعض الحقوق ‪ ،‬وإن كان هذا‬
‫التشريع لم يمنع اتخاذ الخليلت إلى جانب الزوجات فى الوقت‬
‫الذى يقرر قيه إفرادية الزوجة‪ .‬وقد ظل هذا القانون يمنح الرجل‬
‫السيادة المطلقة على المرأة ‪ ،‬وإن كان قد منح الزوجة حق‬
‫الطلق إذا ثبت إلحاق الضرر بها‪ .‬أما إذا طلبت الطلق ‪ ،‬ولم‬
‫يثبت الضرر فُتطَرح فى النهر ‪ ،‬أو ُيقضى عليها بالحرق‪ .‬كما أنها‬
‫إذا نشزت عن زوجها بدون إشارة منه ُتغَرق ‪ ،‬والمرأة المسرفة‬
‫ُتطّلق أو يستعبدها زوجها‪.‬‬
‫المرأة عند الفرس‪:‬‬
‫وكانت المرأة عند الفرس قبل السلم ُينظر إليها نظرة كلها‬
‫احتقار‪ .‬وقد استمرت مهضومة الحق ‪ ،‬مجهولة القدر ‪ ،‬مظلومة‬
‫فى المعاملة ‪ ،‬حتى أنقذها السلم‪.‬‬
‫وقد ذكر هيرودوت المؤرخ اليونانى القديم أنه كان من آلهة‬
‫الفرس القديمة إلهة ُتسمى )عشتار( ‪ ،‬وهى عندهم بمثابة إلهة‬
‫مى نفسها إلهة‬ ‫الحب والجمال والشهوة والنسال ‪ ،‬وكانت ُتس ّ‬
‫دم لها هو الفتيات‬ ‫العهر أو العاهر الرحيمة‪ .‬وكان القربان الذى ُيق ّ‬
‫ن يذهبن إلى معبد اللهة ‪ ،‬وكان كل رجل تعجبه فتاة‬ ‫البكار ‪ ،‬فك ّ‬
‫يلقى فى حجرها قطعة من فضة ‪ ،‬ثم يقوم بفض بكارتها‪.‬‬
‫مات‬ ‫ُ‬
‫وقد أبيح للرجل الفارسى )الزواج بالمهات والخوات والع ّ‬
‫والخالت وبنات الخ وبنات الخت‪ ،‬وكانت ُتنفى النثى فى فترة‬
‫الطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة‪ ،‬ول يجوز لحد مخالطتها إل‬
‫الخدام الذين يقدمون لها الطعام ‪ ،‬وفضل ً عن هذا كله فقد كانت‬
‫المرأة الفارسية تحت سيطرة الرجل المطلقة ‪ ،‬يحق له أن‬
‫يحكم عليها بالموت ‪ ،‬أو ُينعم عليها بالحياة‪(.‬‬
‫فقد تزوج يزدجرد الثانى ‪ ،‬الذى حكم أواسط القرن الخامس‬
‫الميلدى ‪ ،‬ابنته ثم قتلها‪.‬‬
‫وقد تزوج بهرام جوبين ‪ ،‬الذى تملك فى القرن السادس ‪ ،‬بأخته‪.‬‬
‫وقد برر هؤلء تلك‬
‫العمال المشينة بأنها قربى إلى الله تعالى ‪ ،‬وأن اللهة أباحت‬
‫لهم الزواج بغير استثناء‪.‬‬
‫المرأة عند الرومان‪:‬‬
‫أما المرأة الرومانية فقد كانت تقاسى انتشار تعدد الزوجات عند‬
‫الرومان فى العرف ل فى القانون ‪ ،‬ولكن )فالنت َْيان الثانى(‬
‫العاهل الرومانى قد أصدر أمرأ رسميا ً أجاَز فيه لكل رومانى أن‬
‫يتزوج أكثر من امرأة إذا شاء‪ .‬المر الذى لم يستنكره رؤساء‬
‫الدين من الساقفة ‪ ،‬وقد حذا حذو )فالنت َْيان الثانى( كل من أتى‬
‫بعده‪.‬‬
‫ً‬
‫واستمر تعدد الزوجات منتشرا بين الرومانيين حتى أتى‬
‫ن قوانين تمنع تعدد الزوجات‪ .‬إل أن الرجال‬ ‫)جوستنيان( ‪ ،‬فس ّ‬
‫من الرومانيين استمروا على عاداتهم فى التزوج بأكثر من‬
‫امرأة ‪ ،‬واستمر الرؤساء والحكام يرضون شهواتهم بالكثار من‬
‫الزوجات‪.‬‬
‫وتساهل رجال الدين ‪ ،‬وسمحوا للراغبين فى التزوج بأكثر من‬
‫واحدة بتحقيق رغباتهم ومطالبهم‪ .‬فكان الرئيس الدينى يعطى‬
‫ترخيصا ً بذلك لمن يريد‪ .‬واستمر تعدد الزوجات عندهم أسوة‬
‫بأنبيائهم وكتابهم المقدس )العهد القديم( ‪ ،‬واستمر رجال‬
‫الكنيسة ُيجيزون تعدد الزوجات حتى منتصف القرن الثامن‬
‫عشر ‪ ،‬ولم يمنعوا التعدد إل بعد هذا القرن ‪.‬‬
‫وكانت المرأة عندهم ت َُباع وُتشَترى كأى سلعة من السلع ‪ ،‬كما‬
‫أن زواجها كان يتم أيضا ً عن طريق بيعها لزوجها‪ .‬وكان لهذا‬
‫الزوج بعد ذلك السيادة المطلقة عليها‪ .‬ولم يكن ُين َ‬
‫ظر إلى‬
‫المرأة كأنها ذو روح بل كانت ُتعَتبر مخلوقا ً بغير روح ‪ ،‬ولهذا كان‬
‫ُيحرم عليها الضحك والكلم إل بإذن‪ .‬كما كان بعضهم ُيغالى أحيانا ً‬
‫فيضع فى فمها قفل ً من حديد ‪ ،‬كانوا يسمونه الموسيلير ‪، Moselier‬‬
‫وكانوا يحرمون عليها أحيانا أكل اللحوم كما كانت تتعرض لشد‬
‫العقوبات البدنية باعتبارها أداة للغواية وأحبولة من حبائل‬
‫الشيطان‪ .‬وكان للرجل أن يتزوج من النساء ما يشاء ويتخذ من‬
‫الخليلت ما يريد‪.‬‬
‫وكانت الزوجة تكلف بأعمال قاسية وكان من حق الزوج بيعها أو‬
‫التنازل عنها للغير أو تأجيرها ‪ ،‬ولما اعتنق الرومان المسيحية‬
‫ن‬
‫أصبح للزوجة الولى بعض الميراث ـ أما بقية الزوجات فك ّ‬
‫ُيعَتبرن رفيقات‪ .‬والبناء منهن ُيعاملن معاملة أبناء الزنا اللقطاء ‪،‬‬
‫ولذلك ل يرثون وُيعتبرون منبوذين فى المجتمع‪.‬‬
‫ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر أن ما لقته المرأة فى‬
‫العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف "ليس للمرأة روح"‬
‫تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها ‪ ،‬وربطها بالعمدة ‪ ،‬بل‬
‫كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ‪ ،‬ويسرعون بها إلى أقصى‬
‫سرعة حتى تموت‪.‬‬
‫المرأة العربية فى الجاهلية قبل السلم‪:‬‬
‫كانت المرأة عند بعض العرب فى الجاهلية تعد ّ جزءا ً من ثروة‬
‫أبيها أو زوجها‪ .‬وكانوا في الجاهلية ل يورثون النساء ول الصغير‬
‫وإن كان ذكرا ‪ ،‬وكان ابن الرجل يرث أرملة أبيه بعد وفاتها‪.‬‬
‫وكان العرب قبل السلم يرثون النساء كرها ً ‪ ،‬بأن يأتى الوارث‬
‫ويلقى ثوبه على زوجة أبيه ‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ورثتها كما ورثت مال‬
‫أبى ‪ ،‬إل إذا سبقت ابنها أو ابن زوجها بالهرب إلى بيت أبيها ‪،‬‬
‫فليس له أن يرثها‪ .‬فإذا أراد أن يتزوجها تزوجها بدون مهر ‪ ،‬أو‬
‫م عليها أن‬ ‫م مهرها ممن تزوجها ‪ ،‬أو حّر َ‬ ‫زوجها لحد عنده وتسل ّ َ‬
‫تتزوج كى يرثها بعد موتها‪.‬‬
‫فمنعت الشريعة السلمية هذا الظلم ‪ /‬وهذا الرث ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ل ل َك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ها( النساء ‪19‬‬ ‫ساَء ك َْر ً‬ ‫م أن ت َرُِثوا الن ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫مُنوا ل َ ي َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫)َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫فهذه الية نهت عن عادة الجاهلية من إرث الرجل نساء أقربائه‪.‬‬
‫وكان العرب فى الجاهلية يمنعون النساء من الزواج ‪ ،‬فالبن‬
‫الوارث كان يمنع زوجة أبيه من التزوج ‪ ،‬كى تعطيه ما أخذته من‬
‫ميراث أبيه ‪ ،‬والب يمنع ابنته من التزوج حتى تترك له ما‬
‫تملكه ‪ ،‬والرجل الذى ُيطّلق زوجته يمنع مطلقته من الزواج حتى‬
‫يأخذ منها ما يشاء ‪ ،‬والزوج المبغض لزوجته يسىء عشرتها ول‬
‫يطلقها حتى ترد إليه مهرها‪ .‬فحرم السلم هذه المور كلها بقوله‬
‫جل شأنه‪:‬‬
‫ن( النساء ‪19‬‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ُ‬‫ض َ‬ ‫ن ل ِت َذ ْهَُبوا ب ِب َعْ ِ‬ ‫ضُلوهُ ّ‬ ‫)وَل َ ت َعْ ُ‬
‫وكانوا ل يعدلون بين النساء فى النفقة ول المعاشرة ‪ ،‬فأوجب‬
‫السلم العدالة بينهن‪:‬‬
‫َ‬
‫شي ًْئا‬
‫هوا َ‬ ‫سى أن ت َك َْر ُ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ف فَِإن ك َرِهْت ُ ُ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫)وَ َ‬
‫خي ًْرا ك َِثيًرا( النساء ‪19‬‬ ‫ه ِفيهِ َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫ومنع تعدد الزوجات إذا لم يتأكد الرجل من إقامة العدل بينهن‪،‬‬
‫فقال تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ة( النساء ‪3‬‬ ‫حد َ ً‬‫وا ِ‬ ‫م أل ّ ت َعْد ُِلوا فَ َ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫خ ْ‬‫ن ِ‬ ‫)فَإ ِ ْ‬
‫وكان الرجل قبل السلم إذا تزوج بأخرى ‪ ،‬رمى زوجته الولى‬
‫فى عرضها ‪ ،‬وأنفق ما أخذه منها على زوجته الثانية ‪ ،‬أو المرأة‬
‫الخرى التى يريد أن يتزوجها ‪ ،‬فحرم السلم على الرجل الظلم‬
‫والبغى فى قوله عز وجل‪:‬‬
‫ن قِن ْ َ‬
‫طاًرا فَل َ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫)وإ َ‬
‫داهُ ّ‬‫ح َ‬‫م إِ ْ‬ ‫ج َوآت َي ْت ُ ْ‬ ‫ن َزوْ ٍ‬ ‫كا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل َزوْ ٍ‬ ‫ْ‬
‫ست ِب ْ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ن أَرد ْت ّ ُ‬ ‫َِ ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫شي ًْئا أت َأ ُ‬
‫مِبيًنا( النساء ‪20‬‬ ‫ما ّ‬ ‫ه ب ُهَْتاًنا وَإ ِث ْ ً‬
‫ذون َ ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ت َأ ُ‬
‫وكانت المرأة قبل السلم ت َُعد متاعا ً من المتعة ‪ ،‬يتصرف فيها‬
‫الزوج كما يشاء ‪ ،‬فيتنازل الزوج عن زوجته لغيره إذا أراد ‪،‬‬
‫بمقابل أو بغير مقابل ‪ ،‬سواء أقبلت أم لم تقبل‪ .‬كما كانوا‬
‫يتشاءمون من ولدة النثى ‪ ،‬وكانوا يدفنونهن عند ولدتهن أحياء‪،‬‬
‫خوفا ً من العار أو الفقر ‪ ،‬فقال الرحمن الرحيم‪:‬‬
‫م ِبال ُن َْثى ظ َ ّ‬ ‫ذا ب ّ َ‬
‫واَرى‬ ‫م‪ .‬ي َت َ َ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫دا وَهُوَ ك َ ِ‬ ‫سو َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫شَر أ َ‬ ‫)وَإ ِ َ ُ‬
‫َ‬ ‫ه ع ََلى ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ه ِفي‬ ‫س ُ‬ ‫م ي َد ُ ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫هو ٍ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫شَر ب ِهِ أي ُ ْ‬ ‫ما ب ُ ّ‬ ‫سوِء َ‬ ‫من ُ‬ ‫قوْم ِ ِ‬ ‫م َ‬‫ِ‬
‫ن(النحل ‪59-58‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫حك ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ب أل ساَء َ‬ ‫الت َّرا ِ‬
‫وكان أحدهم إذا أراد نجابة الولد حمل امرأته ـ بعد طهرها من‬
‫الحيض ـ إلى الرجل النجيب كالشاعر والفارس ‪ ،‬وتركها عنده‬
‫حتى يستبين حملها منه ‪ ،‬ثم عاد بها إلى بيته‪ ،‬وقد حملت بنجيب!‬
‫وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال‪) :‬كما كانوا ُيكرهون‬
‫إماءهم على الزنا ‪ ،‬ويأخذون ُأجورهم‪(.‬‬
‫وكان من المأكولت ما هو خالص للذكور ومحّرم على الناث‪.‬‬
‫عيسى عليه السلم والناموس )الشريعة(‪:‬‬
‫كان عيسى يعمل بناموس موسى عليهما السلم ‪ ،‬وكان اليهود‬
‫يستفتونه ويختبرونه فى الناموس ‪ ،‬بل كان ُيعّلم أتباع موسى‬
‫عليه السلم الناموس داخل معبدهم ‪ ،‬فقد كان هو الذى يقوم‬
‫بتدريس التوراة لليهود كافة من رؤساء الكهنة والكتبة‬
‫والفريسيين إلى عامة الشعب‪ .‬فمن المستحيل أن يأتى بدين‬
‫جديد ‪ ،‬ثم يذهب إلى أماكن العبادة الخاصة بأتباع دين آخر لينشر‬
‫دعوته هناك‪.‬‬
‫ألم يأمر من سأله عما يفعل ليرث الخلود فى الجّنة‪ ‬باللتزام‬
‫بالناموس قائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫معا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مُعوا َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫دوقِّيي َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ه أب ْك َ َ‬ ‫مُعوا أن ّ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن فَل َ ّ‬ ‫سّيو َ‬ ‫فّري ِ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫)‪34‬أ ّ‬
‫‪35‬و َ‬
‫م أ َي ّ ُ‬
‫ة‬ ‫معَل ّ ُ‬ ‫ه‪َ»36 :‬يا ُ‬ ‫جّرب َ ُ‬ ‫ي ل ِي ُ َ‬ ‫س ّ‬ ‫مو ِ‬ ‫م وَهُوَ َنا ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫سأل َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ب‬‫ح ّ‬ ‫ع‪» :‬ت ُ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫س؟« ‪37‬فَ َ‬ ‫مو ِ‬ ‫مى ِفي الّنا ُ‬ ‫ي ال ْعُظ ْ َ‬ ‫صي ّةٍ ه ِ َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ل فِك ْرِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫ل قَل ْب ِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ب إ ِل َهَ َ‬ ‫الّر ّ‬
‫مث ْل َُها‪ :‬ت ُ ِ‬ ‫ُ‬
‫ب‬
‫ح ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫مى‪َ39 .‬والّثان ِي َ ُ‬ ‫ة الوَلى َوال ْعُظ ْ َ‬ ‫صي ّ ُ‬ ‫ي ال ْوَ ِ‬ ‫‪38‬هَذ ِهِ ه ِ َ‬
‫س ك ُل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫مو ُ‬ ‫ن ي َت َعَل ّقُ الّنا ُ‬ ‫صي ّت َي ْ ِ‬ ‫ن ال ْوَ ِ‬ ‫ك‪40 .‬ب َِهات َي ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ك َن َ ْ‬ ‫ريب َ َ‬ ‫قَ ِ‬
‫َوال َن ْب َِياُء«‪ (.‬متى ‪40-34 :22‬‬
‫وها هو هنا يشتم‪ ‬الكتبة والفريسيين ويتهمهم بالنفاق والرياء‬
‫دفاعا ً عن الناموس‪:‬‬
‫ن‬
‫شُرو َ‬ ‫م ت ُعَ ّ‬ ‫ن لن ّك ُ ْ‬
‫ؤو َ َ‬ ‫مَرا ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫سّيو َ‬ ‫فّري ِ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫م أ َي َّها ال ْك َت َب َ ُ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫)‪23‬وَي ْ ٌ‬
‫َ‬
‫ة‬‫م َ‬ ‫ح َ‬‫حقّ َوالّر ْ‬ ‫س‪ :‬ال ْ َ‬ ‫مو ِ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫ق َ‬ ‫م أث ْ َ‬ ‫ن وَت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ث َوال ْك َ ّ‬ ‫شب ِ ّ‬ ‫الن ّعْن َعَ َوال ّ‬
‫ك‪ (.‬متى ‪:23‬‬ ‫كوا ت ِل ْ َ‬ ‫مُلوا هَذ ِهِ وَل َ ت َت ُْر ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‪َ .‬‬
‫ن ت َعْ َ‬ ‫ن ي َن ْب َِغي أ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫َوا ِ‬
‫‪23‬‬
‫وكان ُيعّلم جميع الشعب اليهودى‪ ‬الشريعة والناموس ‪ ،‬إذ ل‬
‫ُيعقل أن يأتى صاحب ديانة أخرى ويدرسها فى مكان العبادة‬
‫الخاصة بطائفة أخرى غير طائفته‪:‬‬
‫َ‬
‫ب‬‫شعْ ِ‬ ‫ميعُ ال ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫جاَء إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ح وَ َ‬ ‫ِ‬ ‫صب ْ‬ ‫ل ِفي ال ّ‬ ‫ضَر أْيضا ً إ َِلى ال ْهَي ْك َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫)‪2‬ث ُ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫م إ ِل َي ْهِ ال ْك َت َب َ ُ‬
‫ت‬‫سك َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مَرأة ً أ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫سّيو َ‬ ‫فّري ِ‬ ‫م‪3 .‬وَقَد ّ َ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫س ي ُعَل ّ ُ‬ ‫جل َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫م هَذ ِ ِ‬ ‫معَل ّ ُ‬ ‫ه‪َ» :‬يا ُ‬ ‫ط ‪َ4‬قاُلوا ل َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ها ِفي ال ْوَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ما أَقا ُ‬ ‫ِفي ِزنًا‪ .‬وَل َ ّ‬
‫ال ْ َ ُ‬
‫سى ِفي‬ ‫مو َ‬ ‫ل ‪5‬وَ ُ‬ ‫فعْ ِ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ي ت َْزِني ِفي َ‬ ‫ت وَه ِ َ‬ ‫سك َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مْرأة ُ أ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ت؟« ‪َ6‬قالوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل أن ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذا ت َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م‪ .‬فَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل هَذ ِهِ ت ُْر َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫صاَنا أ ّ‬ ‫س أوْ َ‬ ‫مو ِ‬ ‫الّنا ُ‬
‫ه‪ (.‬يوحنا ‪6-2 :8‬‬ ‫ن ب ِهِ ع َل َي ْ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫شت َ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫كو َ‬ ‫ي يَ ُ‬ ‫جّرُبوه ُ ل ِك َ ْ‬ ‫ذا ل ِي ُ َ‬ ‫هَ َ‬
‫ولم يجدوا ما يتهمونه به ‪ ،‬إذا ً فقد كان حافظا ً للناموس متبعا ً له‪.‬‬
‫وكذلك التزمت أمه مريم البتول بالناموس‪:‬‬
‫دوا ب ِهِ إ َِلى‬ ‫م ت َط ِْهيرِ َ‬ ‫َ‬
‫صعِ ُ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫ريعَةِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ب َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ها َ‬ ‫ت أّيا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ت َ ّ‬ ‫)‪22‬وَل َ ّ‬
‫َ‬ ‫ُأوُر َ‬
‫ن‬‫ب‪ :‬أ ّ‬ ‫س الّر ّ‬ ‫مو ِ‬ ‫ب ِفي َنا ُ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬ ‫ما هُوَ َ‬ ‫ب ‪23‬ك َ َ‬ ‫موه ُ ِللّر ّ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫م ل ِي ُ َ‬ ‫شِلي َ‬
‫ة‬
‫ح ً‬ ‫موا ذ َِبي َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫ي يُ َ‬ ‫ب‪24 .‬وَل ِك َ ْ‬ ‫دوسا ً ِللّر ّ‬ ‫عى قُ ّ‬ ‫حم ٍ ي ُد ْ َ‬ ‫ح َر ِ‬ ‫ل ذ َك َرٍ َفات ِ َ‬ ‫كُ ّ‬
‫م‪ (.‬لوقا ‪:2‬‬ ‫ما ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َ‬ ‫خ ْ‬ ‫مام ٍ أ َوْ فَْر َ‬ ‫ج يَ َ‬ ‫ب َزوْ َ‬ ‫س الّر ّ‬ ‫مو ِ‬ ‫ل ِفي َنا ُ‬ ‫ما ِقي َ‬ ‫كَ َ‬
‫‪24-22‬‬
‫وأمر من أتى ليجربه أن‪ ‬يتبع ما هو مكتوب فى الناموس‪:‬‬
‫ل ل َرِ َ‬ ‫ل‪» :‬يا معل ّم ما َ َ‬
‫ث‬ ‫م ُ‬ ‫ذا أع ْ َ‬ ‫ه َقائ ِ ً َ ُ َ ُ َ‬ ‫جّرب ُ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ي َقا َ‬ ‫س ّ‬ ‫مو ِ‬ ‫ذا َنا ُ‬ ‫)‪25‬وَإ ِ َ‬
‫س‪ .‬ك َي ْ َ‬
‫ف‬ ‫مو ِ‬ ‫ب ِفي الّنا ُ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬ ‫ما هُوَ َ‬ ‫ه‪َ » :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ة؟« ‪26‬فَ َ‬ ‫حَياة َ ال َب َد ِي ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن كُ ّ‬ ‫ل قَل ْب ِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ب إ ِل َهَ َ‬ ‫َ‬ ‫ت ْ ُ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ب الّر ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ب‪» :‬ت ُ ِ‬ ‫جا َ‬ ‫قَرأ؟« ‪27‬فَأ َ‬ ‫َ‬
‫ك«‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ريب َ َ‬ ‫ك وَقَ ِ‬ ‫ل فِك ْرِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫ل قُد َْرت ِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬
‫حَيا«‪ (.‬لوقا ‪-25 :10‬‬ ‫ذا فَت َ ْ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ت‪ .‬ا ِفْعَ ْ‬ ‫جب ْ َ‬ ‫بأ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ه‪ِ» :‬بال ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫‪28‬فَ َ‬
‫‪28‬‬
‫وأمر الرجل البرص أن يتطّهر على شريعة‪ ‬موسى‪:‬‬
‫َ‬
‫ما َرأى‬ ‫مُلوٌء ب ََرصًا‪ .‬فَل َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ذا َر ُ‬ ‫ن‪ .‬فَإ ِ َ‬ ‫مد ُ ِ‬ ‫دى ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِفي إ ِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫)‪12‬وَ َ‬
‫ل‪» :‬يا سيد إ َ‬
‫قد ِْر‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ن أَرد ْ َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ َقائ ِ ً َ َ ّ ُ ِ ْ‬ ‫جهِهِ وَط َل َ َ‬ ‫خّر ع ََلى وَ ْ‬ ‫سوع َ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ل‪» :‬أِريد ُ َفاط ْهُْر«‪ .‬وَل ِل ْوَقْ ِ‬ ‫ه َقائ ِ ً‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫مد ّ ي َد َه ُ وَل َ َ‬ ‫ن ت ُط َهَّرِني«‪13 .‬فَ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ض وَأ َِر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫ل »ا ْ‬ ‫د‪ .‬ب َ ِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن ل َ يَ ُ‬ ‫صاه ُ أ ْ‬ ‫ص‪14 .‬فَأوْ َ‬ ‫ه ال ْب ََر ُ‬ ‫ب ع َن ْ ُ‬ ‫ذ َهَ َ‬
‫َ‬
‫م«(‬ ‫شَهاد َة ً ل َهُ ْ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫مَر ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ك كَ َ‬ ‫ن ت َط ِْهيرِ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن وَقَد ّ ْ‬ ‫كاه ِ ِ‬ ‫ك ل ِل ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫نَ ْ‬
‫لوقا ‪14-12 :5‬‬
‫وأكد صراحة أنه لم يأت إل متبعا ً للناموس‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت ل َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫س أوِ الن ْب َِياَء‪َ .‬‬ ‫مو َ‬ ‫ض الّنا ُ‬ ‫ق َ‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫)‪»17‬ل َ ت َظ ُّنوا أّني ِ‬
‫َ‬ ‫حقّ أ َُقو ُ‬ ‫قض ب َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ماءُ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن ت َُزو َ‬ ‫م‪ :‬إ َِلى أ ْ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ل‪18 .‬فَإ ِّني ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِلك َ ّ‬ ‫لن ْ ُ َ‬
‫حّتى‬ ‫س َ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن الّنا ُ‬ ‫م َ‬ ‫حد َة ٌ ِ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫قط َ ٌ‬ ‫حد ٌ أ َوْ ن ُ ْ‬ ‫ف َوا ِ‬ ‫حْر ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ل َ ي َُزو ُ‬ ‫َوالْر ُ‬
‫َ‬
‫م‬‫صغَْرى وَع َل ّ َ‬ ‫صاَيا ال ّ‬ ‫دى هَذ ِهِ ال ْوَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪19 .‬فَ َ‬ ‫ن ال ْك ُ ّ‬ ‫كو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫س هَك َ َ‬
‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ت‪ .‬وَأ ّ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫كو ِ‬ ‫صغََر ِفي َ‬ ‫عى أ ْ‬ ‫ذا ي ُد ْ َ‬ ‫الّنا َ‬
‫ت‪ (.‬متى ‪-17 :5‬‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫كو ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ظيما ً ِفي َ‬ ‫عى ع َ ِ‬ ‫ذا ي ُد ْ َ‬ ‫م فَهَ َ‬ ‫وَع َل ّ َ‬
‫‪19‬‬
‫يقول كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس )إنجيل متى( بقلم‬
‫ر‪ .‬ت‪ .‬فرانس )صفحة ‪ :(117‬إن معنى كلمة ‪) plerosia‬يكمل(‬
‫الناموس أى )أنجز أو حقق أو أطاع أو أظهر المعنى الكامل‬
‫للناموس‪ .‬ومعنى ذلك أن عيسى عليه السلم لم يأت بتشريع‬
‫جديد ‪ ،‬وأنه جاء مفسرا ً للناموس ‪ ،‬شارحا ً له ‪ ،‬متبعا ً تعاليمه ‪،‬‬
‫مطيعا ً لها‪.‬‬
‫وقال يعقوب رئيس الحواريين من بعده‪:‬‬
‫صاَر‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫ما ع َث ََر ِفي َوا ِ‬ ‫س‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫مو‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫ظ كُ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫)‪10‬ل َ ّ‬
‫ل أ َْيضًا‪» :‬ل َ‬ ‫ن« َقا َ‬ ‫ل‪» :‬ل َ ت َْز ِ‬ ‫ذي َقا َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ل‪11 .‬ل َ ّ‬ ‫رما ً ِفي ال ْك ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫س‪(.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ديا الّنا ُ‬ ‫ً‬ ‫مت َعَ ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫صْر َ‬ ‫قد ْ ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َ‬ ‫ْ‬
‫ن قَت َل َ‬ ‫ن وَلك ِ ْ‬‫َ‬ ‫م ت َْز ِ‬ ‫َ‬
‫نل ْ‬ ‫ل«‪ .‬فَإ ِ ْ‬ ‫قت ُ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫يعقوب ‪11-10 :2‬‬
‫كذلك لفظ معلم الذى كان ينادى به ‪ ،‬وطالب‪ ‬أتباعه أن ُينادوه‬
‫به فهو نفس اللفظ الذى اتخذه أبناء هارون بنى لوى ‪ ،‬الذين‬
‫كانوا مخصصين لتدريس الدين ولشرح العقيدة فى المعبد‪ .‬فهو‬
‫َ‬
‫إذن كان ملتزم بالناموس والشريعة لنه كان شارحا ً لها‪8) :‬وَأ ّ‬
‫ما‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ميعا ً‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح وَأن ْت ُ ْ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫حد ٌ ا ل ْ َ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫معَل ّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫دي ل َ ّ‬ ‫سي ّ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫م فَل َ ت ُد ْع َ ْ‬ ‫أن ْت ُ ْ‬
‫عوا ل َك ُم َأبا ً ع ََلى ال َرض ل َ َ‬
‫ذي ِفي‬ ‫حد ٌ ا ل ّ ِ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫ن أَباك ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ة‪9 .‬وَل َ ت َد ْ ُ‬ ‫خو َ ٌ‬ ‫إِ ْ‬
‫ح‪(.‬‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ْ‬
‫حد ٌ ا ل َ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫معَل َ‬ ‫ن ُ‬ ‫نل ّ‬ ‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫معَل ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ت‪10 .‬وَل َ ت ُد ْع َ ْ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫متى ‪10-8 :23‬‬
‫كذ‪‬لك قميصه غير المخاط المذكور عند يوحنا لم يكن يلبسه‬
‫إل الكهنة اللوّيون الذين كانوا يدرسون الشريعة والناموس فى‬
‫المعبد‪:‬‬
‫جعَُلو َ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ذوا ث َِياب َ ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫سوع َ أ َ‬ ‫صل َُبوا ي َ ُ‬ ‫كاُنوا قَد ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫سك ََر ل َ ّ‬ ‫ن ال ْعَ ْ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫)‪23‬ث ُ ّ‬
‫ص أْيضًا‪ .‬وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ذوا ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫سمًا‪ .‬وَأ َ‬ ‫َ‬ ‫أ َْرب َعَ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫مي َ‬ ‫ق ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫سك َرِيّ قِ ْ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سام ٍ ل ِك ُ ّ‬ ‫ة أقْ َ‬
‫ق‪ (.‬يوحنا ‪23 :19‬‬ ‫ن فَوْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سوجا ً ك ُل ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خَياط َةٍ َ‬ ‫ص ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وكذلك مناداة مريم له بكلمة )ربونى( ‪ ،‬فلم يأخذ هذا السم إل‬
‫‪ ‬اللويون‪:‬‬
‫ه‪َ» :‬رّبوِني«‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ك وََقال َ ْ‬ ‫ت ت ِل ْ َ‬ ‫فت َ ْ‬ ‫م!« َفال ْت َ َ‬ ‫مْري َ ُ‬ ‫ع‪َ» :‬يا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ل ََها ي َ ُ‬ ‫)‪َ16‬قا َ‬
‫م‪ (.‬يوحنا ‪16 :20‬‬ ‫معَل ّ ُ‬ ‫سيُره ُ َيا ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ت َ ْ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫بل لعن من ل يفهم الناموس‪:‬‬
‫ن«‪ (.‬يوحنا‬ ‫مل ُْعو ٌ‬ ‫س هُوَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫فهَ ُ‬ ‫ذي ل َ ي َ ْ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫شعْ َ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫)‪49‬وَل َك ِ ّ‬
‫‪49 :7‬‬
‫سم الميراث بينه وبين أخيه )تبعا ً‬ ‫ألم يسأله أحد‪ ‬الناس أن ُيق ّ‬
‫للشريعة الموسوية(؟‬
‫ألم‪ ‬يطالبه اليهود برجم المرأة )تبعا ً للشريعة الموسوية( التى‬
‫ادعوا عليها الزنى؟‬
‫ألم يحتفل عيسى عليه السلم بعيد الفصح )تبعا ً للشريعة‪‬‬
‫الموسوية(؟‬
‫ملك الرب يسب امرأةويسميها )الشّر(‪:‬‬
‫كانت ا َ‬
‫شّر[‪.‬‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ل‪] :‬هَذ ِهِ ه ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪8 .‬فَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫لي َ‬ ‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ة ِفي وَ َ‬ ‫س ٌ‬ ‫جال ِ َ‬ ‫مَرأة ٌ َ‬ ‫)وَ َ َ ِ ْ‬
‫مَها‪ (.‬زكريا‬ ‫ص ع ََلى فَ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل الّر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ثِ ْ‬ ‫فةِ وَط ََر َ‬ ‫لي َ‬ ‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫حَها إ َِلى وَ َ‬ ‫فَط ََر َ‬
‫‪8 :5‬‬
‫من البديهى أن ملك الرب ل يتحرك بدافع من نفسه ‪ ،‬بل هو‬
‫من‬ ‫رسول من عند الله ‪ ،‬ينفذ رغبة الله ‪ ،‬ويبلغ رسالته‪ .‬فُترى َ‬
‫الذى أرسل ملك الرب ليصف المرأة بالشر نفسه؟ وهل بعد‬
‫ذلك تبقى للمرأة كرامة إذا كان رب العّزة سبها ووصفها بالشر‬
‫نفسه؟ وماذا تنتظر من عباد الله المؤمنين أن يكون موقفهم‬
‫حيال المرأة التى وصفها الرب وملكه بالشر ‪ ،‬كما وصفها‬
‫الكتاب من بعد أنه سبب الخطية ‪ ،‬وسبب خروج البشر من الجنة‬
‫‪ ،‬وسبب شقاء البشرية جمعاء ‪ ،‬وحليف الشيطان الول ضد‬
‫البشرية ‪ ،‬وسبب قتل الله؟‬
‫ة حواَء بمكرها( كورنثوس الثانية ‪3 :11‬‬ ‫)كما خدعت الحي ّ ُ‬
‫ن المرأة أغوَِيت فحصلت فى التعدى( تيموثاوس‬ ‫ُ‬
‫)وآدم لم ي ُغْوَ لك ّ‬
‫الولى ‪14 :2‬‬
‫ذا‬‫ت وَهَك َ َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫خط ِي ّةِ ال َ‬ ‫ْ‬
‫ة إ ِلى الَعالم ِ وَِبال َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫خط ِي ّ ُ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ْ‬ ‫خل ِ‬ ‫َ‬ ‫حد ٍ د َ َ‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫)ب ِإ ِن ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‪ (.‬رومية ‪12 :5‬‬ ‫مي ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫خط َأ ال ْ َ‬ ‫س إ ِذ ْ أ ْ‬ ‫ميِع الّنا ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت إ َِلى َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫جَتاَز ال ْ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ة(‬
‫س ِللد ّي ُْنون َ ِ‬ ‫ميِع الّنا ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫حك ْ ُ‬ ‫صاَر ال ْ ُ‬ ‫حد َةٍ َ‬ ‫خط ِي ّةٍ َوا ِ‬ ‫ما ب ِ َ‬ ‫)‪18‬فَِإذا ً ك َ َ‬
‫رومية ‪18 :5‬‬
‫ذب الرب المرأة ‪،‬‬ ‫مَها( هكذا يع ّ‬ ‫ص ع ََلى فَ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل الّر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ثِ ْ‬ ‫)وَط ََر َ‬
‫فقط لنها أنثى! يا لها من دعوة لحترام المرأة ‪ ،‬ودورها فى‬
‫الحياة!‬
‫الكتاب المقدس يفرض على المرأة أن تتزوج أخى زوجها إذا‬
‫مات زوجها وُتكتب الولد باسم أخى زوجها‪:‬‬
‫ر‬
‫ص ِ‬ ‫ن َفل ت َ ِ‬ ‫ه اب ْ ٌ‬ ‫سل ُ‬ ‫م َولي ْ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫معا ً وَ َ‬ ‫خوَة ٌ َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫سك َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫)‪»5‬إ ِ َ‬
‫علي َْها‬ ‫ل َ‬ ‫خ ُ‬ ‫جَها ي َد ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا َ‬
‫خو َزوْ ِ‬ ‫ي‪ .‬أ ُ‬ ‫جن َب ِ ّ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ج ل َِر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خار‬ ‫ت ِإلى َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫مَرأة ُ ال َ‬ ‫ْ‬
‫ج‪َ6 .‬والب ِك ُْر‬ ‫َ‬ ‫خذ ُ َ‬
‫خي الّزوْ ِ‬ ‫بأ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م لَها ب ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ة وَي َ ُ‬
‫َ‬
‫ج ً‬ ‫سهِ َزوْ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ها ل ِن َ ْ‬ ‫وَي َت ّ ِ‬
‫سَراِئيل‪.‬‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س ُ‬ ‫حى ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت ل َِئل ي ُ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫خيهِ ال َ‬ ‫سم ِ أ ِ‬ ‫م ِبا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذي ت َل ِد ُه ُ ي َ ُ‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ج ُ‬
‫خيهِ ِإلى‬ ‫مَرأة ُ أ ِ‬ ‫صعَد ُ ا ْ‬ ‫خيهِ ت َ ْ‬ ‫مَرأة َ أ ِ‬ ‫خذ َ ا ْ‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ض الّر ُ‬ ‫م ي َْر َ‬ ‫نل ْ‬ ‫‪»7‬وَإ ِ ْ‬
‫سما ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪ :‬قَد ْ أَبى أ ُ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب ِإلى ال ّ‬
‫خيهِ ا ْ‬ ‫مل ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫جي أ ْ‬ ‫خو َزوْ ِ‬ ‫خ وَت َ ُ‬ ‫شُيو ِ‬ ‫الَبا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عوهُ‬ ‫ج‪8 .‬فَي َد ْ ُ‬ ‫خي ال َّزوْ ِ‬ ‫بأ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م ِلي ب ِ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫شأ أ ْ‬ ‫م يَ َ‬ ‫سَراِئيل‪ .‬ل ْ‬ ‫ِفي إ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دين َت ِهِ وَي َت َ َ‬
‫ها‬‫خذ َ َ‬ ‫ن أت ّ ِ‬ ‫ضى أ ْ‬ ‫صّر وََقال‪ :‬ل أْر َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ه‪ .‬فَإ ِ ْ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫كل ُ‬ ‫م ِ‬ ‫خ َ‬ ‫شُيو ُ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جل ِ ِ‬ ‫ن رِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫خلعُ ن َْعل ُ‬ ‫خ وَت َ ْ‬ ‫شُيو ِ‬ ‫م أع ْي ُ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫خيهِ ِإلي ْهِ أ َ‬ ‫مَرأة ُ أ ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫‪9‬ت َت َ َ‬
‫ت‬‫ذي ل ي َب ِْني ب َي ْ َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل ِبالّر ُ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ذا ي ُ ْ‬ ‫ل‪ :‬هَك َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫جهِهِ وَت َ ُ‬ ‫صقُ ِفي وَ ْ‬ ‫وَت َب ْ ُ‬
‫ل«‪) (.‬تثنية‬ ‫خُلوِع الن ّعْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫سَراِئيل »ب َي ْ َ‬ ‫ه ِفي إ ِ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫س ُ‬ ‫عى ا ْ‬ ‫ه‪10 .‬فَي ُد ْ َ‬ ‫خي ِ‬ ‫أَ ِ‬
‫‪(10-5 :25‬‬
‫وبسبب كل هذه النصوص ‪ ،‬وهذا الفهم الخاطىء‪ ،‬اعتبروا المرأة‬
‫مسئولة عن هذا كله‪ ،‬فلول المرأة ماخرج آدم من الجنة ‪،‬‬
‫فقرروا‪:‬‬
‫أن‪ ‬الزواج دنس يجب البتعاد عنه‬
‫وأن العزب أكرم عند الله من المتزوج‪‬‬
‫وأن‪ ‬السمو فى علقة النسان بربه ل يتحقق إل بالبعد عن‬
‫الزواج‪.‬‬
‫وأن الحمل‪ ‬والولدة ‪ ،‬والشهوة ‪ ،‬واشتياق الرجل لمرأته ‪،‬‬
‫واشتياق المرأة لزوجها من الثام‪ ،‬التى جلبت على المرأة الويل‬
‫والعار على مدى التاريخ كله ‪ ،‬وهى عقوبة الرب لحواء على‬
‫خطيئتها الزلية‪.‬‬
‫وأعلنوا أنها باب الشيطان‪.‬‬
‫لذلك سأهتم هنا بذكر ما يتعلق بالجنس والمرأة والزواج بين آباء‬
‫الكنيسة ومفكرى الغرب المتأثرين بتعاليم الكتاب المقدس‬
‫والكنيسة‪:‬‬
‫فبالنسبة للجسد‪:‬‬
‫كان الجسد شرا ً ‪ ،‬فقد كان القديس امبروز )أسقف ميلنو فى‬
‫القرن الرابع( يعظ فى أمر الروح كنقيض للجسد الذى هو شر‪.‬‬
‫ولقد كانت تلك الفكرة مصدر إلهام لتلميذه الكبير القديس‬
‫أوغسطين ‪ ،‬الذى أصبح فيما بعد أسقفا ً لمدينة هبو فى شمال‬
‫أفريقيا‪ .‬فلقد كتب امبروز يقول‪) :‬فكر فى الروح بعد أن تكون‬
‫قد تحررت من الجسد ‪ ،‬ونبذت النغماس فى الشهوات ومتع‬
‫اللذات الجسدية ‪ ،‬وتخلصت من اهتمامها بهذه الحياة الدنيوية(‪.‬‬

‫فالنسبة لمبروز كان الجسد مجرد خرقة بالية ملطخة بالقذار ‪،‬‬
‫ُتطَرح جانبا ً عندما يتحد النسان بالله الروحانى بالكلية‪ .‬لقد كان‬
‫ل‪) :‬آه! خذ‬‫أوغسطين يردد هذه الفكرة باستمرار ‪ ،‬فكم صلى قائ ً‬
‫منى هذا الجسد ‪ ،‬وعندئذ أبارك الرب(‪.‬‬
‫وفى سير حياة القديسين المسيحيين الكبار نجد مثل هذا‬
‫الرتياب فى الجسد‪ .‬لقد اعتاد فرانسيس السيزى أن ينادى‬
‫ل‪) :‬أخى الحمار(! كما لو كان الجسد مجرد بهيمة غبية‬ ‫جسده قائ ً‬
‫شهوانية ‪ ،‬تستخدم لحمل الثقال ‪ ،‬وكثيرا ما كان القديسون‬
‫يتعهدون أجسادهم باعتداء يومى من أجل إماتتها بالتعذيب الذاتى‬
‫بطرق تقشعر من هولها‬
‫البدان‪) .‬تعدد نساء النبياء ومكانة المرأة ص ‪(225‬‬
‫ومن الرهبان من قضى حياته عاريا ً ‪ ،‬ومنهم من كان يمشى على‬
‫يديه ورجليه كالنعام ‪ ،‬ومنهم من كان يعتبر طهارة الجسم منافية‬
‫لطهارة الروح‪ .‬وكان أتقى الرهبان عندهم أكثرهم نجاسة‬
‫وقذارة‪ .‬حتى أن أحدهم يتباهى بأنه لم يقترف إثم غسل الرجلين‬
‫طول عمره‪ .‬وآخر يقسم أن الماء لم يمس وجهه ول يديه ول‬
‫رجليه مدى خمسين عاما ً ‪ ،‬وكان الكثير منهم ل يسكنون إل فى‬
‫المقابر والبار المنزوحة والمغارات والكهوف‪.‬‬
‫وقد روى بعض المؤرخين من ذلك العجائب‪:‬‬
‫فذكروا أن الراهب )مكاريوس( نام فى مستنقع آسن ستة‬
‫أشهر ‪ ،‬ليعرض جسمه للدغ البعوض والذباب والحشرات ‪ ،‬وكان‬
‫يحمل دائما ً قنطارا ً من الحديد‪.‬‬
‫وكان آخر يحمل قنطارين من الحديد ‪ ،‬وهو مقيم فى بئر مهجورة‬
‫مدة ثلثة أعوام قائما ً على رجل واحدة ‪ ،‬فإذا أنهكه التعب أسند‬
‫ظهره إلى صخرة‪) .‬نقل ً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية‬
‫والتبشير صفحة ‪(72-71‬‬
‫ل بد أن تتخلص المرأة فى المسيحية من أنوثتها ليتم خلصها فى‬
‫الخرة‪:‬‬
‫يقول اللواء أحمد عبد الوهاب‪) :‬على الرغم من أن الكنيسة فى‬
‫الغرب قد ل تسمح لعذاراها بالقيام بأعمال الرجال ‪ ،‬فقد كان‬
‫اللهوتيون واضحين فى أن العذراء البتول قد أصبحت رجل ً‬
‫قت للولدة‬ ‫شرفيًا‪ .‬لقد كتب جيروم يقول‪" :‬بما أن المرأة ُ‬
‫خل ِ َ‬
‫والطفال ‪ ،‬فهى تختلف عن الرجل ‪ ،‬كما يختلف الجسد عن‬
‫الروح‪ .‬ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من‬
‫العالم ‪ ،‬فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ‪ ،‬وستسمى‬
‫ل" )تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس(‬ ‫رج ً‬
‫وقد قرأنا أيضا ً ما قاله القديس امبروز )أسقف ميلنو فى القرن‬
‫الرابع( فهو يعتبر أن )الروح نقيض للجسد( وأن )الجسد شر(‪.‬‬
‫ويطالب امبروز بالتخلص من الجسد لسمو الروح‪) :‬فكر فى‬
‫الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد(‪.‬‬
‫المر الذى جعلهم يتخلصون من المرأة ‪ ،‬لنها الجسد الشرير ‪،‬‬
‫ومصدر متاعب الحياة وغضب الرب‪ :‬لذلك "تشكل مجلس‬
‫اجتماعى فى بريطانيا فى عام ‪ 1500‬لتعذيب النساء ‪ ،‬وابتدع‬
‫وسائل جديدة لتعذيبهن ‪ ،‬وقد أحرق اللف منهن أحياء ‪ ،‬وكانوا‬
‫يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "‬
‫ولذلك‪) :‬ظلت النساء طبقا ً للقانون النجليزى العام ـ حتى‬
‫منتصف القرن التاسع عشر تقريبا ً ـ غير معدودات من‬
‫"الشخاص" أو "المواطنين" ‪ ،‬الذين اصطلح القانون على‬
‫تسميتهم بهذا السم ‪ ،‬لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ‪ ،‬ول‬
‫حق فى الموال التى يكتسبنها ‪ ،‬ول حق فى ملكية شىء حتى‬
‫ن يلبسنها‪(.‬‬
‫الملبس التى ك ّ‬
‫ولذلك‪) :‬نص القانون المدنى الفرنسى )بعد الثورة الفرنسية(‬
‫ل عام‬ ‫على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ‪ ،‬حتى ع ُد ّ َ‬
‫‪ ، 1938‬ول تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة‬
‫المتزوجة‪) (.‬عودة الحجاب الجزء الثانى ص ‪(46‬‬
‫ولذلك‪ :‬كان شائعا ً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون‬
‫يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت‬
‫بمرض عضال"‬
‫ولذلك‪) :‬إن القانون النجليزى عام ‪ 1801‬م وحتى عام ‪1805‬‬
‫حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة‬
‫الزوجة(‬
‫لذلك‪ :‬أعلن البابا )اينوسنسيوس الثامن( فى براءة )‪ (1484‬أن‬
‫الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "‬
‫لذلك‪ :‬قال شوبنهاور )المرأة حيوان ‪ ،‬يجب أن يضربه الرجل‬
‫ويطعمه ويسجنه(‬
‫دق فى الحائط(‬ ‫لذلك قال لوثر‪) :‬المرأة كمسمار ي ُ ّ‬
‫لذلك قال أرسطو‪) :‬الذكر هو النموذج أو المعيار ‪ ،‬وكل امرأة‬
‫إنما هى رجل معيب(‬
‫لذلك قال الفيلسوف نتشه‪) :‬إنها ليست أهل ً للصداقة ‪ ،‬فما هى‬
‫إل هّرة ‪ ،‬وقد تكون عصفورا ً ‪ ،‬وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ‬
‫ح‬
‫ص ُ‬
‫وقلب المرأة عنده مكمن الشر ‪ ،‬وهى لغز يصعب حله ‪ ،‬وُين َ‬
‫الرجل بأل ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء(‪.‬‬
‫لذلك قال لوثر‪) :‬إذا تعبت النساء ‪ ،‬أو حتى ماتت ‪ ،‬فكل ذلك ل‬
‫يهم ‪ ،‬دعهن يمتن‬
‫فى عملية الولدة ‪ ،‬فلقد خلقن من أجل ذلك( )تعدد نساء النبياء‬
‫ص ‪(235‬‬
‫لذلك قال جيروم ممتهنا المرأة وحقوقها‪) :‬إذا امتنعنا عن التصال‬
‫الجنسى فإننا نكرم زوجاتنا ‪ ،‬أما إذا لم نمتنع‪ :‬حسنا ً فما هو‬
‫نقيض التكريم سوى الهانة(‬
‫ومن عجب العجاب أن تسمع لليوم عن رجال فى أمريكا وفرنسا‬
‫يقومون بتبادل الزوجات ‪ ،‬كما لو كانت المرأة عندهم من‬
‫الدواب!‬
‫وبالنسبة للجنس‪:‬‬
‫تقول الكاتبة كارين أرمسترونج‪) :‬فى القرن الثالث عشر‬
‫الميلدى قال الفيلسوف اللهوتى القديس توما الكوينى ‪ ،‬الذى‬
‫ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب ‪ ،‬أن الجنس كان دائما ً‬
‫شرا ً ‪ .. ..‬وعلى أى حال ‪ ،‬فإن هذا الموقف السلبى لم يكن‬
‫محصورا ً فى الكاثوليك ‪ ،‬فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى‬
‫أقصى حد بآراء أوغسطين ‪ ،‬وحمل مواقفه السلبية تجاه الجنس‬
‫والزواج إلى قلب حركة الصلح الدينى مباشرة‪ .‬لقد كره لوثر‬
‫الجنس بشكل خاص ‪ ،‬على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية‬
‫فى حركته المسيحية‪ .‬لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج‬
‫عمله هو أن يقدم علجا ً متواضعا ً لشهوة النسان التى ل يمكن‬
‫ل‪) :‬كم هو شىء مرعب وأحمق‬ ‫السيطرة عليها‪ .‬فكم صرخ قائ ً‬
‫تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى ل يمكن‬
‫سم لنا خصيصا ً‬
‫شفاؤه بأى دواء ‪ ،‬ولو كان حتى الزواج الذى ُر ِ ِ‬
‫من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا‪) (.‬تعدد نساء‬
‫النبياء ومكانة المرأة ص ‪(226‬‬
‫)لقد سلم أوغسطين ]القرن الرابع الميلدى[ إلى الغرب تراث‬
‫الخوف من الخطيئة ‪ ،‬كقوة ل يمكن السيطرة عليها ‪ ،‬فهناك فى‬
‫لب كل تشكيل للعقيدة ‪ ،‬توجد المرأة حواء ‪ ،‬سبب كل هذه‬
‫التعاسة ‪ ،‬وكل هذا الثقل من الذنب والشر ‪ ،‬وكل النغماس‬
‫البشرى فى الخطيئة‪ .‬لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معا ً‬
‫فى ثالوث غير مقدس‪ .‬فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين ‪ ،‬ل‬
‫يمكن فصل هذه العناصر الثلثة‪ .‬وفى الغرب بقيت المرأة هى‬
‫حواء إلى البد ‪ ،‬هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم‪ .‬بل إن‬
‫إنجاب الولد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى‬
‫وينبوع القدرات التى تمتلكها ‪ ،‬نجده فى المسيحية قد غلفه الشر‬
‫باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة(‬

‫)ويقول القديس جيروم‪) :‬إذا امتنعنا عن التصال الجنسى ‪ ،‬فإننا‬


‫نكرم زوجاتنا‪ .‬أما إذا لم نمتنع‪ :‬حسنًا! فما هو نقيض التكريم‬
‫سوى الهانة(‬
‫وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج‪) :‬إن المسيحية خلقت أتعس‬
‫جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كل من‬
‫يسوع والقديس بولس‪ .‬ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على‬
‫النساء‪ .‬فبالنسبة لوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ‪،‬‬
‫كانت النساء تعنى مجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك ‪ ،‬بعيدا ً‬
‫عن المان والماتة المقدسة لشهوته الجنسية‪ .‬أما كون العصاب‬
‫الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ‪ ،‬فهذا ما ُيرى‬
‫بوضوح من حقيقة أن النساء اللتى التحقن بالجماعات‬
‫الهرطيقية المعادية للجنس ‪ ،‬وصرن بتولت ‪ ،‬قد تمتعن بمكانة‬
‫واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية‬
‫التقليدية(‬

‫)لقد كانت المسيحية مشغولة طيلة مئات السنين بجعل النساء‬


‫يخجلن من أمورهن الجنسية ‪ ،‬ولقد عرفت النساء جيدا ً كما قال‬
‫أوغسطين ولوثر قبل عدة قرون ‪ ،‬أن تشريع الزواج كان مجرد‬
‫دواء ضعيف المفعول لمعالجة شرور الجنس(‬
‫)لقد كان ُينظر إلى جسد المرأة باشمئزاز على نحو خاص ‪ ،‬كما‬
‫كان مصدر إرباك لباء الكنيسة أن يسوع ولد من امرأة‪ .‬فكم‬
‫ضغطوا بشدة فى موعظة تلو موعظة ‪ ،‬وفى رسالة تلو رسالة‬
‫على أن مريم بقيت عذراء ‪ ،‬ليس فقط قبل ميلد المسيح بل‬
‫وبعده أيضا ً ‪(....‬‬
‫لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر‪) :‬إن معانقة امرأة‬
‫تعنى معانقة كيس من الزبالة(‪.‬‬
‫لقد كانت الحشاء الخفية للمرأة ‪ ،‬والتى تتسم بالقذارة ‪ ،‬مع‬
‫رحمها الذى ل يشبع ‪ ،‬موضع استقذار وفحش بشكل خاص‪ .‬وكان‬
‫الباء راغبين فى التأكيد على أن يسوع لم يكن له إل أقل القليل‬
‫من التصال بذلك الجسد البغيض(‬
‫)ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر‪ :‬أن كل‬
‫النساء بل استثناء مومسات ‪ ،‬وهن مثل حواء سبب كل الشرور‬
‫فى العالم(‬
‫وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى‬
‫أشعاره‪ :‬إنه ل توجد امرأة طيبة على وجه الرض(‬
‫وقال الراهب النجليزى اسكندر نكهام‪) :‬أنه نظرا ً لن المرأة ل‬
‫تشبع جنسيا ‪ ،‬فإنها غالبا ما تصطاد بائسا ً حقيرا ً لينام معها فى‬
‫فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك كان على الزواج أن يربوا أطفال ً ليسوا أولدهم(‬
‫وقال القديس ترتوليان‪) :‬إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس‬
‫النسان ‪ ،‬ناقضة لنواميس الله ‪ ،‬مشوهة للرجل(‬
‫اغتيال شخصية المرأة‪:‬‬
‫فقد عانت المرأة الويلت من جراء أقوال بولس هذه وغيرها‬
‫لمدة قرون من الزمان‪ ،‬فقد اعتبر رجال هذا الدين المنسوب‬
‫للمسيح "أن المرأة دنس يجب البتعاد عنه‪ ،‬وأن جمالها سلح‬
‫إبليس‪.‬‬
‫وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة‬
‫والشر فى هذا العالم‪ ،‬ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد‬
‫واستهلكها نفسيا تحت وطأة الشعور بالخزى والعار من طبيعتها‬
‫وكيانها البشرى‪.‬‬
‫وهذا العتقاد تسرب إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات‬
‫كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة‪ ،‬التى كانت تعتبر‬
‫المرأة تجسيدا ً للرواح الخبيثة‪ ،‬والتى كانت متفقة على تحقير‬
‫النساء وإذللهن‪ ،‬بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية‪،‬‬
‫ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد‬
‫موته وإحراق جثته مباشرة "‬
‫يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه )الصليب ذو الكنيسة ـ قصة‬
‫الحياة الجنسية للمسيحية( فى الفصل التاسع عشر ص ‪:230‬‬
‫)قال سيمون دى بوفوار ‪ : Simone de Beauvoir‬لقد أسهمت العقيدة‬
‫النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا(‬
‫كما قال ماركوس ‪) : Marcuse‬إن فكرة أن تكون المرأة حاملة‬
‫للخطيئة الزلية ‪ ،‬والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقا ً ل‬
‫تكاد تنفك منه أبدا ً ‪ ،‬هى التى أثرت أسوأ تأثيرا ً على الناحية‬
‫الجتماعية والقانونية للمرأة(‬
‫وقال دينس ديديروت ‪) :Denis Diderot‬إن فى كل عادات وتقاليد‬
‫الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة‬
‫‪ ،‬فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله(‬
‫لقد صنع تاريخ المرأة رجال كانوا يتخذون المرأة عدوا لهم منذ‬
‫العصور الولى للبابوية‪ .‬وكان الرجل يعتبرها فى العصور‬
‫المنصرمة للمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه ‪ ،‬وله أن يتصرف‬
‫فيها بالبيع أو القتل إن شاء‪ .‬ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم‬
‫ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك‪.‬‬
‫ح له أن يؤدب‬ ‫م َ‬
‫س ِ‬
‫وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان ‪ ،‬و ُ‬
‫ح له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع‬ ‫م َ‬
‫س ِ‬
‫زوجته بالضرب كما ُ‬
‫أدنى عقوبة عليه‪.‬‬
‫كما كانت مخلوق ثانوى وشريكة للشيطان فى الخطيئة الزلية‪،‬‬
‫وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على‬
‫المستوى الكنسى‪.‬‬
‫فأهل الكتاب يرون أن المرأة هى ينبوع المعاصى ‪ ،‬وأصل السيئة‬
‫والفجور ‪ ،‬ويرى أن المرأة للرجل باب من أبواب جهنم من حيث‬
‫هى مصدر تحركه وحمله على الثام ‪ ،‬ومنها انبجست عيون‬
‫المصائب على النسانية جمعاء‪.‬‬
‫لذلك اغتنموا كل فرصة تتعلق بالمرأة لبث روح الحباط فيها ‪،‬‬
‫ولو كانت تتعلق بزى ترتديه‪ .‬فقد متب ترتليان فى القرن الثالث‬
‫رسالة تعالج زى المرأة ‪ ،‬قال فيها‪) :‬لقد كان حريا بها ]بالمرأة[‬
‫أن تخرج فى زى حقير ‪ ،‬وتسير مثل حواء ‪ ،‬ترثى لحالها ‪ ،‬نادمة‬
‫على ما كان ‪ ،‬حتى يكون زيها الذى يتسم بالحزن ‪ ،‬مكفرا ً عما‬
‫ورثته من حواء‪ :‬العار ‪ ،‬وأقصد بذلك الخطيئة الولى ‪ ،‬ثم الخزى‬
‫من الهلك البدى للنسانية‪ .‬فلقد قال الرب للمرأة‪») :‬ت َك ِْثيرا ً‬
‫شت َِياقُ ِ‬
‫ك‬ ‫نا ْ‬ ‫ك يَ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫ن أ َوْ َ‬
‫لدًا‪ .‬وَإ َِلى َر ُ‬ ‫دي َ‬ ‫ك‪ِ .‬بال ْوَ َ‬
‫جِع ت َل ِ ِ‬ ‫حب َل ِ ِ‬
‫ب َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أك َث ُّر أت َْعا َ‬
‫ك«‪ (.‬تكوين ‪ 16 :3‬ألستن تعلمن أن كل واحدة‬ ‫سود ُ ع َل َي ْ ِ‬‫وَهُوَ ي َ ُ‬
‫منكن هى حواء؟(‬
‫لذلك قال القديس برنارد الذى فعل كل ما استطاع لنشر عبادة‬
‫العذراء فى الكنيسة عن أخته بعد زيارتها إياه فى الدير الذى‬
‫يقيم فيه مرتدية زيا ً جديدًا‪) :‬مومس قذرة ‪ ،‬وكتلة من الروث(‬
‫مجمع باكون‬
‫وفى القرن الخامس الميلدى اجتمع مجمع باكون وكانوا‬
‫يتباحثون‪) :‬هل المرأة جثمان بحت أم هى جسد ذو روح ُيناط به‬
‫الخلص والهلك؟( وقرر أن المرأة خالية من الروح الناجية ‪ ،‬التى‬
‫تنجيها من جهنم ‪ ،‬وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من‬
‫هذه الوصمة إل مريم عليها السلم‪:‬‬
‫كما قرر مجمع آخر‪ ،‬أن المرأة حيوان نجس ‪ ،‬يجب البتعاد عنه ‪،‬‬
‫وأنه لروح لها ول خلود ‪ ،‬ولُتلقن مبادئ الدين لنها لتقبل عبادتها‬
‫‪ ،‬ولتدخل الجنة ‪ ،‬والملكوت ‪ ،‬ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة‪،‬‬
‫وأن يكمم فمها كالبعير‪ ،‬أو كالكلب العقور‪ ،‬لمنعها من الضحك‬
‫ومن الكلم لنها أحبولة الشيطان "‪.‬‬
‫رائحة مركز البابا تزكم النوف‪:‬‬
‫يقول الدكتور لويس عوض فى كتابه "ثورة الفكر"‪) :‬كانت‬
‫الفضائح فى روما ‪ ،‬مركز البابوية ‪ ،‬تزكم النوف‪ .‬فالصل فى‬
‫العقيدة الكاثوليكية أن رجال الدين ل يتزوجون ‪ ،‬وأن الرهبان‬
‫ومنهم الكرادلة والباباوات ‪ ،‬ينذرون لله ثلثة نذور يوم يدخلون‬
‫باب الدير‪ :‬نذر العفة ‪ ،‬ونذر الفقر ‪ ،‬ونذر الطاعة‪ .‬وها نحن نرى‬
‫البابا اسكندر السادس )‪ (1503 - 1431‬جهارا ً نهارًا‪ ،‬له ثلثة‬
‫أولد غير شرعيين هم‪ :‬سيزار بورجيا دوق أوربينو )‪- 1475‬‬
‫‪ ،(1507‬ولوكريس بورجيا )‪ ،(1519 - 1480‬ودون كانديا‪.‬‬
‫وكانت خلفة البابا اينوتشنتو الثامن )الذى اعتلى الكرسى‬
‫البابوى من ‪ 1484‬إلى ‪ (1492‬فاقعة الفساد ‪ ،‬كولية خلفه زير‬
‫النساء البابا اسكندر السادس‪ .‬فقد اشتهر اينوتشنتو الثامن بأنه‬
‫كان رجل المحسوبية وخراب الذمة ‪ ،‬كما أنه كان أول بابا يعترف‬
‫علنا ً بأبنائه غير الشرعيين ‪ ،‬وكان دأبه توسيع أملك أسرته‪(.‬‬
‫ناهيك عن بيع صكوك الغفران ‪ ،‬وإرهاب مخالفيهم بقرارات‬
‫الحرمان ‪ ،‬وكذلك كان رجال الدين من رأس الكنيسة إلى أصغر‬
‫كاهن يكنزون المال ويقتنون الضياع‪ .‬فلقد كانت ممارسات رجال‬
‫الكليروس للتسرى مشاهدة فى كل مكان ‪ ،‬باعتباره شرعا ً‬
‫مقبول ً ‪ ،‬كما كان ُيتغاضى عن الشذوذ الجنسى ‪ ،‬دون أدنى‬
‫مبالة‪(.‬‬
‫لماذا خلق الله المرأة؟‬
‫يقول أوغسطين‪) :‬إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطيبة ‪،‬‬
‫فلقد كان من الفضل كثيرا ً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان معا ً‬
‫كصديقين ‪ ،‬بدل ً من رجل وامرأة(‬
‫وقد كان توما الكوينى متحيرا ً تماما ً مثل سلفه أوغسطين فى‬
‫سبب خلق الله للمرأة‪ ،‬فكتب يقول‪ :‬فبما يختص بطبيعة الفرد ‪،‬‬
‫فإن المرأة مخلوق معيب وجدير بالزدراء ‪ ،‬ذلك أن القوة الفّعالة‬
‫فى منى الذكر تنزع إلى انتاج مماثلة كاملة فى الجنس الذكرى ‪،‬‬
‫بينما تتولد المرأة عن معيب تلك القوة الفّعالة ‪ ،‬أو حدوث توعك‬
‫جسدى ‪ ،‬أو حتى نتيجة لمؤثر خارجى‪(.‬‬
‫)إن القول بأن طبيعة الفرد فى النساء معيبة ‪ ،‬إنما هى فكرة‬
‫التقطها من آراء أرسطو فى علم الحياء‪ .‬فالذكر هو النموذج أو‬
‫المعيار ‪ ،‬وكل امرأة إنما هى رجل معيب(‬

‫وهانت عليهم المرأة فكتب لوثر يقول‪) :‬إذا تعبت النساء ‪ ،‬أو‬
‫حتى ماتت ‪ ،‬فكل ذلك ل يهم ‪ ،‬دعهن يمتن فى عملية الولدة ‪،‬‬
‫فلقد خلقن من أجل ذلك(‬

‫هل المرأة إنسان ولها روح مثل الرجل؟‬


‫)وفى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام ‪ 586‬م ـ أى فى زمن‬
‫شباب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ـ مؤتمرا ً )مجمع‬
‫باسون( لبحث‪ :‬هل ُتعد المرأة إنسانا ً أم غير إنسان؟ وهل لها‬
‫روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم‬
‫روح إنسانية؟ وإذا كانت روحا ً إنسانيا ً ‪ ،‬فهل هى على مستوى‬
‫روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا‪ :‬قرروا أنها إنسان ‪ ،‬ولكنها‬
‫قت لخدمة الرجل فحسب‪(.‬‬ ‫خل ِ َ‬
‫ُ‬
‫المرأة فاقدة الهلية‪:‬‬
‫)ونص القانون المدنى الفرنسى )بعد الثورة الفرنسية( على أن‬
‫ل عام ‪، 1938‬‬ ‫القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ‪ ،‬حتى ع ُد ّ َ‬
‫ول تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة‪(.‬‬
‫وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلك العقارات أو المنقولت ‪،‬‬
‫ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حسابا ً فى البنك باسمها ‪ ،‬وبعد‬
‫أن سمحوا أن يكون لها حساب ‪ ،‬لم يكن لها الحق أن تسحب‬
‫منه ‪ ،‬فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ‪ ،‬المر‬
‫صر والمجانين‪.‬‬‫ق ّ‬
‫الذى ل يتم إل مع الولد ال ُ‬
‫بيع الزوجة أو إعارتها عمل ً مشروعًا‪:‬‬
‫وفى بريطانيا كان شائعا ً حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى‬
‫الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض‬
‫عضال"‬
‫هل تعرفون أن الفلح يأبى أن ُيعير بقرته للفلح زميله؟ فما‬
‫بالكم بمن ُيعير زوجته لخر؟ فهل هانت المرأة عندهم لدرجة‬
‫أنهم أنزلوها منزلة أقل من الحيوان؟ وهل كان يقصد القانون أن‬
‫ول الرجل إلى دّيوث والمرأة إلى عاهرة؟ وهل هذا قانون‬ ‫ُيح ّ‬
‫احترم المرأة؟ هل هذا قانون مي َّز المرأة على الحيوان أو‬
‫الجماد؟ فأى حياة هذه التى يطالب بها القانون مجتمعه؟ وأية‬
‫محبة وجدتها الكنيسة فى هذا القانون؟‬
‫صب الزيت المغلى على النساء عمل ً مشروعا ً للتسلية‪:‬‬
‫"وفى عام ‪ 1500‬تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا لتعذيب‬
‫النساء ‪ ،‬وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ‪ ،‬وقد أحرق اللف منهن‬
‫أحياء ‪ ،‬وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد‬
‫التسلية "‬
‫ل تعليق غير سؤال أطرحه للتفكير‪ُ :‬ترى كيف كان وضع هذه‬
‫المرأة التى يتسلى الرجال بسكب الزيت المغلى على‬
‫أجسادهن؟‬
‫ُيحّرم على المرأة قراءة الكتاب المقدس‪:‬‬
‫)وأصدر البرلمان النجليزى قرارا ً فى عصر هنرى الثامن ملك‬
‫ظر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى‬ ‫إنجلترا ُيح ّ‬
‫النجيل ‪ ،‬لنها تعتبر نجسة‪(.‬‬
‫فإذا كانت المرأة نجسة نصف عمرها بسبب فترات الحيض ‪،‬‬
‫وبعد الطمث لمدة سبعة أيام أخرى ‪ ،‬وحّرموا عليها مسك‬
‫الكتاب المقدس والقراءة فيه ‪ ،‬فما بال الرب )يسوع( كان يدخل‬
‫الخلء ‪ ،‬ويتبول ويتبرز ‪ ،‬كما كان من قبل يتبول ويتبرز فى‬
‫ملبسه ‪ ،‬أيام طفولته المبكرة؟ فهل كانت المرأة أكثر نجاسة‬
‫من البول والبراز؟‬
‫ليس للمرأة حق المواطنة‪:‬‬
‫)وظلت النساء طبقا ً للقانون النجليزى العام ـ حتى منتصف‬
‫القرن الماضى تقريبا ً ـ غير معدودات من "الشخاص" أو‬
‫"المواطنين" ‪ ،‬الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا السم ‪،‬‬
‫لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ‪ ،‬ول حق فى الموال التى‬
‫ن‬
‫يكتسبنها ‪ ،‬ول حق فى ملكية شىء حتى الملبس التى ك ّ‬
‫يلبسنها‪(.‬‬
‫وفى عام ‪ 1567‬م صدر قرار من البرلمان السكوتلندى بأن‬
‫المرأة ل يجوز أن ُتمَنح أى سلطة على أى شىء من الشياء‪.‬‬
‫ثمن الزوجة نصف شلن‪:‬‬
‫بل إن القانون النجليزى حتى عام ‪ 1805‬م كان يبيح للرجل أن‬
‫يبيع زوجته ‪ ،‬وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات )نصف شلن(‪.‬‬
‫وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام ‪ 1931‬م بخمسمائة جنيه ‪،‬‬
‫وقال محاميه فى الدفاع عنه‪) :‬إن القانون النجليزى عام ‪1801‬‬
‫م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة‬
‫ى عام ‪1805‬‬ ‫ُ‬
‫الزوجة( ‪ ،‬فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد ألغِ َ‬
‫م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ‪ ،‬وبعد المداولة‬
‫حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات‪(.‬‬
‫)وجاء فى مجلة "حضارة السلم" السنة الثانية صفحة ‪:1078‬‬
‫حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لخر على أقساط ‪،‬‬
‫فلما امتنع المشترى عن سداد القساط الخيرة قتله الزوج‬
‫البائع‪(.‬‬
‫طائفة من أقوال آباء الكنيسة وأدبائهم‪:‬‬
‫ضل الجتماع بالشيطان على الجتماع بالمرأة‪‬‬ ‫أف ّ‬
‫‪ ‬المرأة باب جهنم ‪ ،‬وطريق الفساد وإبرة العقرب ‪ ،‬وحليفة‬
‫الشيطان‬
‫وأعلن‪ ‬البابا )اينوسنسيوس الثامن( فى براءة )‪ (1484‬أن‬
‫الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "‬
‫ومن أقوال فلسفة أوربا ومشاهيرها فى عصر ما بعد النهضة‪‬‬
‫)إذا رأيتم امرأة ‪ ،‬فل تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريا ً ‪ ،‬بل ولكائنا ً‬
‫وحشيا ً وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته‪ ،‬والذى تسمعونه هو‬
‫صفير الثعبان( )من‬
‫وصايات سان بول فانتير ‪ -‬لتلميذه(‬
‫)المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ‪ ،‬بل لكى تتحمل‪ ‬ظلمه(‬
‫)أعترافات جان جاك روسو(‬

‫)المرأة حيوان ‪ ،‬يجب أن يضربه الرجل ويطعمه‪ ‬ويسجنه(‬


‫)شوبنهاور(‬
‫)ليوجد رجل فكر فى المرأة ثم احترمها ‪ ،‬فهو إما أن‪‬‬
‫يحتقرها وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية( )أوتو فيننجر(‬
‫)الرجل يمكن أن‪ ‬يتصور نفسه بدون المرأة ‪ -‬أما المرأة فإنها‬
‫لتتصور نفسها بدون رجل( جوليان بندا‬
‫‪-‬‬ ‫)المرأة آلة للبتسام ‪ .‬تمثال حى للغباء( )الديب الفرنسى‬
‫لمنيه(‬
‫)المرأة كائن نسبى( )المؤرخ ميشليه(‪‬‬
‫دون‪ ‬اختطاف الطفال لتربيتهم على الرهبنة من‬ ‫)وكانوا ُيع ّ‬
‫القربات‪ .‬وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لعتقادهم‬
‫محِبط للعمال‪ -(.‬نقل ً عن معاول‬ ‫أن مجرد النظر إلى المرأة ُ‬
‫الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير إبراهيم سليمان‬
‫الجبهان ص ‪[75-72‬‬
‫‪) ‬يجب على المرأة أن تغطى شعرها لنها ليست صورة الله(‬
‫أمبروزيوس القرن الرابع الميلدى )ديشنر صفحة ‪(379‬‬
‫مشوهة لصورة الرجل‬
‫وقد قال تروتوليان – أحد أقطاب المسيحية الولى وأئمتها يبين‬
‫للبشرية نظرة المسيحية فى المرأة‪) :‬إنها مدخل الشيطان الى‬
‫نفس النسان‪ ،‬وإنها دافعة الى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون‬
‫الله ومشوهة لصورة الله – أي الرجل ‪ (-‬مستندا إلى قول‬
‫َ‬ ‫الكتاب المقدس )‪14‬وآدم ل َم يغْو ل َكن ال ْ َ ُ‬
‫ت‬‫صل ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫مْرأة َ أغ ْوِي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ن ِفي ا ِ‬ ‫ن ث َب َت ْ َ‬ ‫ص ب ِوِل َد َةِ الوْل َِد‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫دي‪15 ،‬وَل َك ِن َّها َ‬ ‫ِفي الت ّعَ ّ‬
‫ل‪ (.‬تيموثاوس الولى ‪15-14 :2‬‬ ‫ق ِ‬ ‫معَ الت ّعَ ّ‬ ‫سة ِ َ‬ ‫دا َ‬ ‫حب ّةِ َوال ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫م َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ويقول الكتاب المقدس على لسان موسى أنه بسبب خيانتهن‬
‫م‬‫قي ْت ُ ْ‬ ‫هل أ َب ْ َ‬ ‫سى‪َ » :‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل الوباء على الجماعة‪) :‬وََقال لهُ ْ‬ ‫للرب ح ّ‬
‫ب َ‬ ‫ؤلِء ك ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫م‬
‫كلم ِ َبلَعا َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫سَراِئيل َ‬ ‫ن ل ِب َِني إ ِ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن هَ ُ‬ ‫ة؟ إ ِ ّ‬ ‫حي ّ ً‬‫كل أن َْثى َ‬
‫ب‪(.‬‬ ‫ُ‬ ‫مرِ فَُغوَر فَ َ‬ ‫َ‬
‫ماع َةِ الّر ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الوَب َأ ِفي َ‬ ‫كا َ‬ ‫ب ِفي أ ْ‬ ‫خَيان َةٍ ِللّر ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫سب َ َ‬‫َ‬
‫سفر العدد ‪18-15: 31‬‬
‫وقال سوستام الذي يعد من كبار أولياء الديانة المسيحية في‬
‫شأن المرأة‪) :‬هي شر ل بد منه ‪ ،‬ووسوسة جبلية‪ ،‬وآفة مرغوب‬
‫فيها وخطر على السرة والبيت ومحبوبة فتاكة‪ ،‬ومصيبة مطلية‬
‫مموهة( مستندا إلى قول الرب الذى أرسل ملكه ليقول عنها‬
‫مَرأ َةٌ‬ ‫تا ْ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ت‪ .‬وَ َ‬ ‫ص ُرفِعَ ْ‬ ‫صا ٍ‬ ‫ذا ب ِوَْزن َةِ َر َ‬ ‫إنها الشر بعينه‪7) :‬وَإ ِ َ‬
‫حَها إ َِلى‬ ‫شّر[‪ .‬فَط ََر َ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ل‪] :‬هَذ ِهِ ه ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪8 .‬فَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫لي َ‬ ‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ة ِفي وَ َ‬ ‫س ٌ‬ ‫جال ِ َ‬ ‫َ‬
‫مَها‪ (.‬زكريا ‪8-7 :5‬‬ ‫ص ع ََلى فَ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل الّر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ثِ ْ‬ ‫فةِ وَط ََر َ‬ ‫لي َ‬‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫وَ َ‬
‫انظروا لقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه المكنون ‪ ،‬الذى ل‬
‫يأتيه الباطل ‪ ،‬يعلن للعالم أجمع حرية المرأة وإنسانيتها ويرد لها‬
‫َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫كرامتها ‪ ،‬وأنها للرجل سكنا ً ومودة ً ورحمة‪) :‬وَ ِ‬
‫فسك ُ َ‬ ‫ل َك ُم م َ‬
‫ة‬‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫موَد ّة ً وََر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬‫جعَ َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َ‬ ‫م أْزَواجا ً ل ِت َ ْ‬ ‫ن أن ْ ُ ِ ْ‬ ‫ْ ِ ْ‬
‫ن( الروم‪21:‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫قوْم ٍ ي َت َ َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫ك َليا ٍ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫فإذا كان الكتاب المقدس بجزئيه جعل المرأة سببا ً فى خطيئة‬
‫آدم‪ ،‬وسبب فى خروجها من الجنة للعمل والشقاء‪ ،‬حتى إنجابها‬
‫للولد جعله تكفيرا ً عن هذه الخطيئة‪ ،‬فماذا تنتظر من أتباع هذا‬
‫الدين أن ُيحسنوا به إليها؟‬
‫حفظ السلم حقوق المرأة‪:‬‬
‫رأى السلم فى النثى وولدتها‪:‬‬
‫لم يكرم دين أو كتاب سماوى أو قانون وضعى المرأة كما كرمها‬
‫السلم‪ .‬فمن وقت أن أعلن الرب لملئكته أنه سيخلق فى‬
‫الرض بشرا ً ‪ ،‬جعلها خليفة لله ممثلة له على الرض وشريكة‬
‫للرجل فى استخلفها‪ .‬لذلك رفع عنها الغلل التى وضعتها الكتب‬
‫الخرى فى عنقها ‪ ،‬وكرمها إذ سفهها الناس وأصحاب الديان‬
‫الخرى ‪ ،‬ورفعها إذ وضعها الناس والفلسفة النصارى واليهود ‪،‬‬
‫فكرمها بنتا ً وأما ً وزوجة وأختًا‪ .‬ولك أن تتخيل أن الله جعل هدف‬
‫هاد تحت أقدام امرأة‪ :‬فقد ربط الجنة‬ ‫ساك والز ّ‬‫كل العّباد والن ّ‬
‫بأسفل أقدام الم ‪ ،‬امرأة‪.‬‬
‫وزاد فى تكريمها فجعل الدنيا مؤنثة ‪ ،‬والرجال يخدمونها ‪،‬‬
‫والذكور يعّبدونها ‪ ،‬ويعملون من أجلها ‪ ،‬والرض مؤنثة ‪ ،‬ومنها‬
‫مروا‬ ‫ُ‬
‫خلق آدم ‪ ،‬وخلقت البرية ‪ ،‬وفيها كثرت الذرية ‪ ،‬وأ ِ‬
‫بتعميرها ‪ ،‬والحفاظ عليها ‪ ،‬والقتال من أجل خلود شريعة الله‬
‫مُروا بالسجود لله عليها ‪ ،‬والسماء مؤنثة ‪ ،‬وقد زينت‬ ‫ُ‬
‫عليها‪ ،‬كما أ ِ‬
‫حل َّيت بالنجوم‪ ،‬التى تهدى الرجال فى طريقهم إلى‬ ‫بالكواكب‪ ،‬و ُ‬
‫بر المان‪ ،‬والنفس مؤنثة‪ ،‬وهى قوام البدان ‪ ،‬وملك الحيوان ‪،‬‬
‫والحياة مؤنثة ‪ ،‬ولولها لم تتصرف الجسام ‪ ،‬ول عرف النام ‪،‬‬
‫والجنة مؤنثة ‪ ،‬وبها وعد المتقون ‪ ،‬وفيها ينعم المرسلون‬
‫والشهداء والصالحون‪.‬‬
‫انظروا إلى تكريم الله للب الذى أنجب بنتًا‪:‬‬
‫وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول‪) :‬من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها‬
‫وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله التي أوسع عليه كانت‬
‫له منعة وسترا من النار( رواه الطبراني‬
‫وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪) :‬من‬
‫كن له ثلث بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة قلنا‬
‫وبنتين قال وبنتين قلنا وواحدة قال وواحدة( رواه الطبراني في‬
‫الوسط )مجمع الزوائد ج‪ 8 :‬ص‪15 :‬‬
‫ولم تشمل هذه الرعاية والعناية بنات الرجل فقط ‪ ،‬بل أكثر من‬
‫ذلك فقد قرر الله أن الجنة مضير من أدب جاريته وأحسن إليها‪:‬‬
‫)عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬من كانت له جارية فعالها فأحسن‬
‫إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران( صحيح البخاري ج‪ 2 :‬ص‪:‬‬
‫‪899‬‬
‫فهذا شرف لم يعطيه الله للب الذى أنجب ولدًا!! لقد أدخله الله‬
‫مسابقة الفوز بالجنة! فقط لنه أب لبنة! فليفرح وليتفاخر الب‬
‫ذو البنات على الب ذو البنين!‬
‫تقول زيجريد هونكه‪) :‬إن الحلى التى يقدمها الوروبى لحبيبته أو‬
‫لزوجة صديقه أو رئيسه ‪ ،‬سواء أكانت ماسا ً أصليا ً أو زجاجا ً‬
‫مصقول ً ‪ ،‬هى عادة استوردت من الشرق ‪ ،‬ويمارسها الناس كل‬
‫يوم ‪ ،‬ول يعرفون لها مصدرًا‪(.‬‬
‫فى الحقيقة ل يعرف السلم التفرقة بين الرجل والمرأة على‬
‫أساس أفضلية أحدهم على الخر‪ ،‬ولكن تبعا ً لطبيعة كل منهما أو‬
‫مناطة بهما‪ .‬فقد ساوى السلم بينهما فى النسانية ‪،‬‬ ‫الواجبات ال ُ‬
‫ً‬
‫وفى الواجبات ‪ ،‬وفى الحقوق ‪ ،‬بل أولى المرأة اهتماما ورعاية‬
‫لم يشملها الكتاب المقدس ول تاريخ الشعوب اليهودية أو‬
‫النصرانية أو حتى الوثنية‪ .‬ول أى قانون وضعى أنصف المرأة‬
‫ورفعها ‪ ،‬بل جعلها تاجا ً على رؤوس الرجال والمجتمع ‪ ،‬كما فعل‬
‫السلم‪.‬‬
‫فقد جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ‪ ،‬بصفات‬
‫غيرت وجه التاريخ القبيح ‪ ،‬لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في‬
‫حضاراتها أبدا ً ‪ ..‬وبذلك حرر السلم المرأة بكل ما تعنيه الكلمة‬
‫من معنى‪ :‬فقد حررها فى كل الجوانب النفسية والجسدية‬
‫والعقلية والمنية والعلمية‪.‬‬
‫معُْروف(‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ذي ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫فجاء السلم ليقول‪) :‬وَل َهُ ّ‬
‫ف(‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَ َ‬
‫ن(‬ ‫ضلوهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬فل ت َعْ ُ‬
‫قت ِرِ قَد َُر ُ‬
‫ه(‬ ‫م ْ‬‫سِع قَد َُره ُ وَع ََلى ال ْ ُ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫مت ُّعوهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫م(‬‫جد ِك ُ ْ‬ ‫ن وُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سك َن ْت ُ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬أ ْ‬
‫ن(‬‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ن ل ُِتضي ّ ُ‬ ‫ضاّروهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬ول ت ُ َ‬
‫ُ‬
‫ضة(‬ ‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬فآُتوهُ ّ‬
‫َ‬
‫ن َواْلقَْرُبو َ‬
‫ن(‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساِء ن َ ِ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَِللن ّ َ‬
‫ن(‬‫سب ْ َ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساِء ن َ ِ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَِللن ّ َ‬
‫كم(‬ ‫ذي آَتا ُ‬ ‫ل الل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬وآُتوهُ ْ‬
‫َ‬
‫ن(‬ ‫س ل َهُ ّ‬ ‫م ل َِبا ٌ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬وَأن ْت ُ ْ‬
‫ؤلِء بناِتي هُ َ‬
‫م(‬‫ن أط ْهَُر ل َك ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬هَ ُ‬
‫ل(‬ ‫سِبي ً‬ ‫ن َ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬فل ت َب ُْغوا ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ساَء ك َْرهًا(‬ ‫ل ل َك ُ َ‬
‫ن ت َرُِثوا الن ّ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬ل ي َ ِ‬
‫هن(‬ ‫مو ُ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ل ِت َذ ْهَُبوا ب ِب َعْ ِ‬ ‫ضُلوهُ ّ‬ ‫وجاء ليقول‪َ) :‬ول ت َعْ ُ‬
‫َ‬ ‫سا ٌ‬
‫ن(‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ح ب ِإ ِ ْ‬ ‫ري ٌ‬‫س ِ‬ ‫ف أوْ ت َ ْ‬ ‫معُْرو ٍ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫وجاء ليقول‪) :‬فَإ ِ ْ‬
‫وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل صلى الله‬
‫عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟ قال ‪" :‬عائشة" ‪ ..‬وكان يؤتى‬
‫صلى الله عليه وسلم بالهدية ‪ ،‬فيقول‪ " :‬اذهبوا بها على فلنة ‪،‬‬
‫فإنها كانت صديقة لخديجة" ‪.‬‬
‫وهو القائل ‪) :‬استوصوابالنساء خيرًا(‬
‫وهو القائل ‪) :‬ل يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها‬
‫آخر(‬
‫وهو القائل ‪) :‬إنما النساء شقائق الرجال(‬
‫وهو القائل ‪) :‬خيركم خيركم لهله وأنا خيركم لهلي(‬
‫وهو القائل ‪) :‬ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف(‬
‫وهو القائل ‪) :‬أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك(‬
‫وهو القائل ‪) :‬من سعادة بن آدم المرأة الصالحة(‬
‫ومن هديه‪) :‬عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من إناء واحد(‬
‫وهو القائل‪) :‬وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة‬
‫التي ترفعها إلى في امرأتك(‬
‫ومن مشكاته ‪) :‬أن امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى‬
‫زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى زوجك(‬
‫وهناك الكثير والكثير من الدلة والبراهين ‪ ،‬على أن السلم هو‬
‫المحرر الحقيقي لعبودية المرأة ‪ ،‬وحتى ُيعلم هذا المر بصورة أو‬
‫ضح ‪ ،‬سأبين حفظ حقوق المرأة في السلم وهي جنين في‬
‫بطن أمها إلى أن تقابل ربها‬
‫‪ -1‬حفظ السلم حق المرأة قبل أن تولد ‪،‬فجعلها الله خليفة فى‬
‫الرض ‪ ،‬وأشركها فى التكليف مع آدم‪ ،‬فقال تعالى‪) :‬وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫ل‬
‫َ‬
‫ة( البقرة ‪30‬‬ ‫ف ً‬
‫خِلي َ‬ ‫ض َ‬ ‫ل ِفي الْر ِ‬ ‫ع ٌ‬ ‫جا ِ‬ ‫مل َئ ِك َةِ إ ِّني َ‬ ‫ك ل ِل ْ َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫‪ -2‬حفظ السلم إنسانيتها وساواها بالرجل‪ :‬فقال تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫شُعوًبا وَقََبائ ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَل َْناك ُ ْ‬ ‫من ذ َك َرٍ وَأنَثى وَ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫قَنا ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫س إ ِّنا َ‬ ‫)َيا أي َّها الّنا ُ‬
‫خِبيٌر( الحجرات‬ ‫م َ‬ ‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫قاك ُ ْ‬ ‫عند َ الل ّهِ أ َت ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬
‫ل ِتعارُفوا إ َ‬
‫ن أك َْر َ‬‫ِ ّ‬ ‫ََ َ‬
‫‪13‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬إنما النساء شقائق الرجال(‬
‫‪ -3‬حفظها السلم بأن جعلها آية من آياته‪ ،‬التى تتطلب شكر الله‬
‫فسك ُ َ‬ ‫كم م َ‬ ‫َ‬
‫جا‬ ‫م أْزَوا ً‬ ‫ن أن ُ ِ ْ‬ ‫خل َقَ ل َ ُ ّ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عليها ‪ ،‬فقال تعالى‪) :‬وَ ِ‬
‫قوْم ٍ‬ ‫ت لّ َ‬‫ك َلَيا ٍ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ة إِ ّ‬‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫موَد ّة ً وََر ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َ‬ ‫ل ّت َ ْ‬
‫ن( الروم ‪21‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫‪ -4‬حفظها السلم بأن جعلها هبة الله للبشرية ‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬
‫كوَر( الشورى ‪49‬‬ ‫شاُء الذ ّ ُ‬ ‫من ي َ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫شاُء إ َِناًثا وَي َهَ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫)ي َهَ ُ‬
‫‪ -5‬حفظ السلم كيانها فى المجتمع بأن اعتبرها مسئولة عن‬
‫قيام الفضيلة والقضاء على الرذيلة فى الرض ‪ ،‬عن طريق المر‬
‫ملها‬ ‫بالمعروف والنهى عن المنكر ‪ ،‬مثلها مثل الرجل‪ .‬وبذلك ح ّ‬
‫مسئولية الدين والدعوة إليه ‪ ،‬وجعله أمانة فى عنقها وعنق‬
‫الرجل‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ض ي َأ ُ‬ ‫م أوْل َِياء ب َعْ ٍ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ت ب َعْ ُ‬ ‫مَنا ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫)َوال ْ ُ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫طيُعو َ‬ ‫كاة َ وَي ُ ِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫صل َة َ وَي ُؤ ُْتو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫منك َرِ وَي ُ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن عَ ُ ِ‬ ‫وَي َن ْهَوْ َ‬
‫م( التوبة ‪71‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيٌز َ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مه ُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫سي َْر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه أوَْلـئ ِ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫‪ -6‬حفظ السلم النثى وجعل العتداء عليها من السفه بل‬
‫اعتبره من الثام وجعل البيت المسلم يبتهج لمقدمها‪:‬‬
‫لنَثى ظ َ ّ‬ ‫حد ُهُم با ُ‬ ‫شر يتوارى م َ‬
‫و‬
‫دا وَهُ َ‬ ‫سوَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ن‪‬أ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ذا ب ُ ّ َ َ َ َ َ‬ ‫)وَإ ِ َ‬
‫َ‬ ‫ه ع ََلى ُ‬ ‫َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ه‬
‫س ُ‬‫م ي َد ُ ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫هو ٍ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫شَر ب ِهِ أي ُ ْ‬ ‫ما ب ُ ّ‬ ‫سوِء َ‬ ‫من ُ‬ ‫قوْم ِ ِ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫كَ ِ‬
‫َ‬
‫ن( النحل ‪59-58‬‬ ‫مو َ‬ ‫حك ُ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ساَء َ‬ ‫ب أل َ َ‬ ‫ِفي الت َّرا ِ‬
‫َ‬
‫ما َرَزقَهُ ُ‬
‫م‬ ‫موا ْ َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫عل ْم ٍ وَ َ‬ ‫فًها ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ن قَت َُلوا ْ أوْل َد َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫سَر ال ّ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫)قَد ْ َ‬
‫ن( النعام ‪140‬‬ ‫دي َ‬ ‫مهْت َ ِ‬ ‫كاُنوا ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ضّلوا ْ وَ َ‬ ‫ه افْت َِراًء ع ََلى الل ّهِ قَد ْ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫‪ -7‬حفظ السلم المرأة بأن جعل قتلها قتل للبشر جميعا ً ‪ ،‬وهى‬
‫ك ك َت َب َْنا‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫تتساوى فى هذا مع الرجل ‪ ،‬فقد قال تعالى‪) :‬م َ‬
‫ج ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ع ََلى بِني إسراِئي َ َ‬
‫ساد ٍ ِفي‬ ‫س أوْ فَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫سا ب ِغَي ْرِ ن َ ْ‬
‫ف‬ ‫ف ً‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫من قَت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل أن ّ ُ‬ ‫َِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫حَيا الّنا َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ها فَك َأن ّ َ‬ ‫حَيا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ميًعا وَ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫ما قَت َ َ‬ ‫ض فَك َأن ّ َ‬ ‫الْر ِ‬
‫ميًعا( المائدة ‪32‬‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫طلقت‬ ‫‪ -8‬حفظ السلم حق المرأة وهي في بطن أمها ‪ ،‬فإن ُ‬
‫أمها وهي حامل بها ‪ ،‬أوجب السلم على الب أن ينفق على الم‬
‫ن‬
‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل فَأ َن ْفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن أول ِ‬
‫فترة الحمل بها )وإن ك ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫َِ ْ‬
‫مل َُهن(‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -9‬حفظ السلم حق المرأة بحيث ل ُيقام على أمها الحد ‪ ،‬حتى‬
‫ل تتأثر وهي في بطن أمها )ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول‬
‫الله طهرني فقال لها‪ :‬حتى تضعي ما في بطنك(‬
‫‪ -10‬حفظ السلم حق المرأة راضعة ؛ فلما وضعت الغامدية‬
‫ولدها ‪ ،‬وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم )اذهبي‬
‫فأرضعيه حتى تفطميه(‬
‫‪ -11‬حفظ السلم حق المرأة مولودة من حيث النفقة والكسوة‬
‫معُْروف(‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫سوَت ُهُ ّ‬ ‫ن وَك ِ ْ‬ ‫ه رِْزقُهُ ّ‬ ‫موُْلود ِ ل َ ُ‬ ‫)وَع ََلى ال ْ َ‬
‫‪ -12‬حفظ السلم حق المرأة في فترة الحضانة التي تمتد إلى‬
‫بضع سنين ‪ ،‬وأوجب على الزوج النفقة عليها في هذه الفترة‬
‫لعموم أدلة النفقة على البناء‬
‫‪ -13‬حفظ السلم حق المرأة في الميراث عموما ً ‪ ،‬صغيرة كانت‬
‫ما‬ ‫ن ث ُل َُثا َ‬ ‫ن فَل َهُ ّ‬ ‫ساًء فَوْقَ اث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫أو كبيرة قال الله تعالي )فَإ ِ ْ‬
‫ف(‬ ‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫ت ََر َ‬
‫‪ -14‬حفظها السلم نفسيا ً ومعنويا ً وإجتماعيا ً بأن ساوى بينها‬
‫وبين الرجل فى أغلب التكاليف‪:‬‬
‫قْرَبى‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ساًنا وَب ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫شي ًْئا وَِبال ْ َ‬ ‫كوا ْ ب ِهِ َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫ه وَل َ ت ُ ْ‬ ‫دوا ْ الل ّ َ‬ ‫)َواع ْب ُ ُ‬
‫ب‬‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ب َوال ّ‬ ‫جن ُ ِ‬ ‫جارِ ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫قْرَبى َوال َ‬ ‫ْ‬
‫جارِ ِذي ال ُ‬ ‫ن َوال َ‬ ‫ْ‬ ‫كي‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال َ‬ ‫ْ‬ ‫َوال ْي ََتا َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫من َ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل َ يُ ِ‬ ‫ن ا لل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫مان ُك ُ ْ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ب َواب ْ ِ‬ ‫جن ِ‬ ‫ِبال َ‬
‫خوًرا( النساء ‪36‬‬ ‫خَتال ً فَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫سي َّئات ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ع َن ْهُ ْ‬ ‫فَر ّ‬ ‫ت لن ُك َ ّ‬ ‫َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ملوا ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫مُنوا وَع َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫)َوال ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬ ‫صي َْنا ا ْ ِ‬ ‫ن وَوَ ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫جزِي َن ّهُ ْ‬ ‫وَل َن َ ْ‬
‫ما‬ ‫م فََل ت ُط ِعْهُ َ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ك ب ِهِ ِ‬ ‫س لَ َ‬ ‫ما ل َي ْ ُ َ‬ ‫ك ِبي‪َ ‬‬ ‫شرِ َ‬ ‫ك ل ِت ُ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫جاهَ َ‬ ‫سًنا وَِإن َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ملو َ‬ ‫ُ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫كم ب ِ َ‬ ‫ملوا‪‬فَأن َب ّئ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫مُنوا وَع َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َوال ِ‬ ‫ّ‬ ‫جعُك ُ ْ‬ ‫مْر ِ‬ ‫ي َ‬ ‫إ ِل ّ‬ ‫َ‬
‫ن العنكبوت ‪9-7‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫م ِفي ال ّ‬ ‫خل َن ّهُ ْ‬ ‫ت ل َن ُد ْ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫‪‬ال ّ‬
‫ن وَِإيَتاِء ِذي ال ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫قْرَبى وَي َن َْهى ع َ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َوال ِ ْ‬ ‫مُر ِبال ْعَد ْ ِ‬ ‫ه ي َأ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫)إ ِ ّ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬
‫هدت ّ ْ‬ ‫عا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م وَأوُْفوا ب ِعَهْد ِ اللهِ إ ِ َ‬ ‫ي ي َعِظك ُ ْ‬ ‫منك َرِ َوالب َغْ ِ‬ ‫شاِء َوال ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ْ‬
‫َ‬
‫م الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫جعَل ْت ُ ُ‬ ‫ها وَقَد ْ َ‬ ‫كيد ِ َ‬ ‫ن ب َعْد َ ت َوْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ضوا ْ الي ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن َتن ُ‬ ‫م ت َذ َك ُّرو َ‬ ‫وَل َ‪‬ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫ن(النحل ‪91-90‬‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فيل ً إ ِ ّ‬ ‫م كَ ِ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ذول ً أل ّ‬ ‫معَ الل ّهِ إ ِل ًَها آ َ‬ ‫ضى َرب ّ َ‬
‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ّ‬ ‫مو ً‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫قعُد َ َ‬ ‫خَر فَت َ ْ‬ ‫ك‪َ ‬‬ ‫جَعل وَقَ َ‬ ‫)ل ّ ت َ ْ‬
‫ك ال ْكبر أ َحدهُما أوَ‬
‫ََِ َ ُ َ ْ‬ ‫عند َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي َب ْل ُغَ ّ‬ ‫ساًنا إ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وال ِد َي ْ‬ ‫دوا ْ إ ِل ّ إ ِّياه ُ وَِبال ْ َ‬ ‫ت َعْب ُ ُ‬
‫ُ‬
‫ما قَوْل ً‬ ‫ما وَُقل ل ّهُ َ‬ ‫ف وَل َ ت َن ْهَْرهُ َ‬ ‫ما‪‬أ ّ‬ ‫ض ل َهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫مآ َوا ْ‬ ‫قل ل ّهُ َ‬ ‫ما فَل َ ت َ ُ‬ ‫ك ِل َهُ َ‬
‫م‬‫ما َرب َّياِني ّرب ّك ُ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫مه ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب اْر َ‬ ‫مةِ وَُقل ّر ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ح الذ ّ ّ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ري ً‬ ‫َك َ ِ‬
‫قْرَبى‬ ‫ذا ال ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫صِغيًرا َوآ ِ‬ ‫ن‪َ ‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫كوُنوا ْ َ‬ ‫م ِإن ت َ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫فو ِ‬ ‫ما ِفي ن ُ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫ل وَل َ ت ُب َذ ّْر‬ ‫ن‪َ‬وال ْ ِ‬ ‫ن غَ ُ‬ ‫كا َ َ‬ ‫ه َ‬
‫سِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َواب ْ َ‬ ‫كي َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فوًرا إ ِ ّ‬ ‫ن ل ِلّواِبي َ‬ ‫ه‪‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن ل َِرب ّ ِ‬ ‫شي ْطا ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن وَكا َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مب َذ ِّري َ‬ ‫ْ‬
‫طي ِ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫وا َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن كاُنوا إ ِ ْ‬ ‫ذيًرا ال ُ‬ ‫ت َب ْ ِ‬
‫ك‬ ‫ل ي َد َ َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫فوًرا وَل َ ت َ ْ‬ ‫ك‪‬ك َ ُ‬ ‫من ّرب ّ َ‬ ‫مة ٍ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫م اب ْت َِغاَء َر ْ‬ ‫ن ع َن ْهُ ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫ما ت ُعْرِ َ‬ ‫وَإ ِ ّ‬
‫ل‬‫سط َْها ك ُ ّ‬ ‫ك وَل َ ت َب ْ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫سوًرا إ َِلى ع ُن ُ ِ‬ ‫مي ْ ُ‬ ‫م قَوْل ً ّ‬ ‫قل ل ّهُ ْ‬ ‫ها فَ ُ‬ ‫جو َ‬ ‫ة‪‬ت َْر ُ‬ ‫مغُْلول َ ً‬ ‫َ‬
‫شاُء‬ ‫من ي َ َ‬ ‫سط الّرْزقَ ل ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك ي َب ْ ُ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫سوًرا إ ِ ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ّ‬ ‫ملو ً‬ ‫ُ‬ ‫قعُد َ َ‬ ‫ط فَت َ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫الب َ ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫صيًرا‬ ‫خِبيًرا ب َ ِ‬ ‫ق‪‬ب ِعَِباد ِهِ َ‬ ‫مل ٍ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫شي َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قت ُُلوا ْ أْولد َك ُ ْ‬ ‫ن‪ ‬وَل َ ت َ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫قد ُِر إ ِن ّ ُ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫قَرُبوا ْ‬ ‫طًءا ك َِبيًرا وَل َ‪‬ت َ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن قَت ْل َهُ ْ‬ ‫كم إ ّ‬ ‫م وَإ ِّيا ُ‬ ‫ن ن َْرُزقُهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَل َ‪‬ن ّ ْ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫حّر َ‬ ‫س ال ِّتي َ‬ ‫ف َ‬ ‫قت ُُلوا ْ الن ّ ْ‬ ‫سِبيل ً ت َ ْ‬ ‫ساَء َ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫ش ً‬ ‫ح َ‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫الّزَنى إ ِن ّ ُ‬
‫رف‬ ‫س ِ‬ ‫طاًنا فَل َ ي ُ ْ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫جعَل َْنا ل ِوَل ِي ّهِ ُ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫مظ ُْلو ً‬ ‫ل َ‬ ‫من قُت ِ َ‬ ‫حقّ وَ َ‬ ‫إ ِل ّ ِبال َ‬
‫ي‬ ‫صوًرا ه ِ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ال ْي َِتيم ِ إ ِل ّ ِبال ِّتي‪‬إ ِن ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫قَرُبوا ْ َ‬ ‫ل وَل َ ت َ ْ‬ ‫قت ْ ِ‬ ‫ّفي ال ْ َ‬
‫ن ال ْعَهْد َ وَأوُْفوا ال ْك َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ِإذا‬ ‫شد ّه ُ وَأوُْفوا ْ ِبال ْعَهْد ِ إ ِ ّ‬ ‫حّتى ي َب ْل ُغَ أ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫قيم ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س‪‬ال ْ ُ‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ؤول ً وَل َ ت َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫س‪َ ‬‬ ‫طا ِ‬
‫س َ‬ ‫ق ْ‬ ‫م وَزُِنوا ْ ِبال ِ‬ ‫ك ِل ْت ُ ْ‬
‫صَر َوال ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ؤاد َ ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ف َ‬ ‫معَ َوال ْب َ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ك ب ِهِ ِ‬ ‫ن ت َأِويل ً ل َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫خي ٌْر وَأ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ؤول ً‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ق‪‬ع َن ْ ُ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ك َلن ت َ ْ‬ ‫حا إ ِن ّ َ‬ ‫مَر ً‬ ‫ض َ‬ ‫ش ِفي الْر ِ‬
‫َ‬
‫م ِ‬ ‫ن وَل َ ت َ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ُأولئ ِ َ‬
‫ل ُ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫طول ً ذ َل ِ َ‬ ‫جَبا َ‬ ‫ض وََلن ت َب ْل ُغَ ال ْ ِ‬ ‫عن ْد َ‪‬الْر َ‬ ‫ه ِ‬ ‫سي ّئ ُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫كُ ّ‬
‫معَ الل ّهِ إ ِل ًَها‬ ‫مك ُْرو ً‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫حى إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫ها وَل َ ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ة‪َ‬رب ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ك َرب ّ َ‬ ‫أوْ َ‬
‫حوًرا السراء ‪40-22‬‬ ‫مد ْ ُ‬ ‫ما ‪ّ ‬‬ ‫مُلو ً‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫قى ِفي َ‬ ‫خَر فَت ُل ْ َ‬ ‫آ َ‬
‫‪ -15‬حفظ لسلم المرأة بأن دافع عنها الله بنفسه وتوعد الذين‬
‫يؤذونهن ‪ ،‬وهى تشترك فى ذلك مع الرجل‪:‬‬
‫مُلوا‬
‫حت َ َ‬ ‫قد ِ ا ْ‬ ‫سُبوا فَ َ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫ت ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ذو َ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫)َوال ّ ِ‬
‫مِبيًنا( الحزاب ‪58‬‬ ‫ما ّ‬ ‫ب ُهَْتاًنا وَإ ِث ْ ً‬
‫ب‬‫ذا ُ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م ي َُتوُبوا فَل َهُ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن فَت َُنوا ال ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫)إ ِ ّ‬
‫ق( البروج ‪10‬‬ ‫ري ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وَل َهُ ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫َ‬
‫‪ -16‬حفظ السلم المرأة بأن أمر رسوله أن يستغفر الله لها‪:‬‬
‫)َفاع ْل َ َ‬
‫ت‬‫مَنا ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫ك وَل ِل ْ ُ‬ ‫ذنب ِ َ‬‫فْر ل ِ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ه َوا ْ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ه َل إ ِل َ َ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫ْ‬
‫مد ‪19‬‬ ‫م( مح ّ‬ ‫ُ‬
‫واك ْ‬ ‫مث َ‬‫ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ُ‬
‫قلب َك ْ‬ ‫ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬
‫ه ي َعْل ُ‬ ‫َوالل ّ ُ‬
‫‪ -17‬حفظ السلم أيضا ً المشركات بأن منع قتلهن فى الحروب‪:‬‬
‫دت امرأة مقتولة فى‬ ‫ج َ‬‫عن ابن عمر رضى الله عنهما قال‪) :‬وُ ِ‬
‫بعض مغازى النبى صلى الله عليه وسلم فنهى عن قتل النساء‬
‫والصبيان( ]الشيخان وغيرهما[‬
‫م وأدها صغيرة‪ ،‬وفرض حسن‬ ‫‪ -18‬حفظ السلم المرأة وحّر َ‬
‫تربيتها وتعليمها‪:‬‬
‫سئلت بأى ذنب قتلت(‬ ‫قال الله تعالى‪) :‬وإذا الموءودة ُ‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬من كانت له أنثى ‪ ،‬فلم يئدها ‪،‬‬
‫ولم يهنها ‪ ،‬ولم يؤثر ولده عليها ‪ ،‬أدخله الله الجنة(‬
‫‪ -19‬حفظ السلم المرأة بأن اعتبرها من المكونات الساسية‬
‫لخيرات الدنيا والخرة‪:‬‬
‫ن فقد أعطى خير‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم‪) :‬أربع من أعطيه ّ‬
‫الدنيا والخرة‪) :‬قلبا ً شاكرا ً ‪ ،‬ولسانا ً ذاكرا ً ‪ ،‬وبدنا ً على البلء‬
‫صابرا ً ‪ ،‬وزوجة ل تبغيه خوفا ً فى نفسها ول ماله(‬
‫‪ -20‬حفظ السلم المرأة بأن جعلها خير ما فى الدنيا كلها‪:‬‬
‫قال صلى الله عليه وسلم‪) :‬الدنيا متاع ‪ ،‬وخير متاعها المرأة‬
‫الصالحة(‪.‬‬
‫‪ -21‬حفظ السلم المرأة بأن جعل الجنة غاية حياة كل مؤمن‬
‫تحت أقدامها ‪ ،‬فأى شرف هذا الذى نالته المرأة فى السلم؟‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬الجنة تحت أقدام المهات(‬
‫فقد روى أن رجل ً جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فسأله‬
‫النبى‪) :‬هل لك من أم(؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فقال صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫)الزمها ‪ ،‬فإن الجنة تحت رجلها(‪.‬‬
‫‪ -22‬حفظ السلم المرأة بأن نزع عنها لعنة الخطيئة البدية التى‬
‫وصمتها بها الديان السابقة ‪ ،‬واعتبرها وزوجها قد أذنبا ثم منحهما‬
‫َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫جه ُ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن ع َن َْها فَأ ْ‬ ‫طا ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫التوبة والغفران ‪ ،‬فقال تعالى‪) :‬فَأَزل ّهُ َ‬
‫ن(‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫س ل َهُ َ‬ ‫سو َ َ‬ ‫ه( البقرة ‪ ، 36‬وقال‪) :‬فَوَ ْ‬ ‫كاَنا ِفي ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫العراف ‪20‬‬
‫وعندما أدان شخصا بمفرده ‪ ،‬أدان آدم فقط ‪ ،‬فقال‬ ‫ً‬
‫ة‬
‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ك ع ََلى َ‬ ‫ل أ َد ُل ّ َ‬ ‫م هَ ْ‬ ‫ل َيا آد َ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫س إ ِل َي ْهِ ال ّ‬ ‫سو َ َ‬ ‫فو َ ْ‬ ‫تعالى َ‬
‫ك ّل ي َب َْلى( طه ‪120‬‬ ‫مل ْ ٍ‬ ‫خل ْد ِ وَ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫‪ -23‬حفظ السلم المرأة بأن جعل لها نصيبا ً فى الميراث ‪ ،‬بعد‬
‫ن‬‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫ل َنصي ِ ٌ‬ ‫جا ِ‬ ‫أن كات جزءا ً منه فقال تعالى‪ّ) :‬للّر َ‬
‫ل‬‫ما قَ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َوال َقَْرُبو َ‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساء ن َ ِ‬ ‫ن وَِللن ّ َ‬ ‫َوال َقَْرُبو َ‬
‫من َ‬
‫ضا( النساء ‪7‬‬ ‫فُرو ً‬ ‫م ْ‬ ‫صيًبا ّ‬ ‫ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ‬ ‫ِ ْ ُ‬
‫ُ‬ ‫ل َ ّ‬ ‫َ‬
‫ساء‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ن فَِإن ك ُ ّ‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫م ِللذ ّك َرِ ِ‬ ‫ه ِفي أوْل َد ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫صيك ُ ُ‬ ‫)ُيو ِ‬
‫ف‬ ‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ك وَِإن َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫ن ث ُل َُثا َ‬ ‫ن فَل َهُ ّ‬ ‫فَوْ َقَ اث ْن َت َي ْ ِ‬
‫ه وَل َد ٌ فَِإن ل ّ ْ‬
‫م‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ك ِإن َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫وَلب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ِ‬ ‫خوَة ٌ فَل ّ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ث فَِإن َ‬ ‫مهِ الث ّل ُ ُ‬ ‫واه ُ فَل ّ‬ ‫ه أب َ َ‬ ‫ه وَل َد ٌ وَوَرِث َ ُ‬ ‫كن ل ّ ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م لَ‬ ‫م وَأبناؤ ُك ُ ْ‬ ‫ن آَبآؤ ُك ُ ْ‬ ‫صي ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫من ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ه َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َِليما‬ ‫كا َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ن اللهِ إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫فعا فَ َ ِ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ب لك ُ ْ‬ ‫م أقَْر ُ‬ ‫ن أي ّهُ ْ‬ ‫ت َد ُْرو َ‬
‫ن وَل َد ٌ فَِإن‬ ‫كن ل ّهُ ّ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫ك أْزَوا ُ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫م نِ ْ‬ ‫ما * وَل َك ُ ْ‬ ‫كي ً‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫كان ل َهن ول َد فَل َك ُم الربع مما ترك ْن من بعد وصية يوصين بها أوَ‬
‫ُ ّ ُ ُ ِ ّ ََ َ ِ َْ ِ َ ِ ّ ٍ ُ ِ َ َِ ْ‬ ‫َ َ ُ ّ َ ٌ‬
‫م وَل َد ٌ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَل َد ٌ َفإن َ‬ ‫كن ل ّك ُ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن الّرب ُعُ ِ‬ ‫ن وَل َهُ ّ‬ ‫د َي ْ ٍ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ن وَِإن َ‬ ‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صو َ‬ ‫صي ّةٍ ُتو ُ‬ ‫من ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫ما ت ََرك ُْتم ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫فَل َهُ ّ‬
‫ما‬‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ت فَل ِك ُ ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫خ أ َوْ أ ُ ْ‬ ‫ه أَ ٌ‬ ‫مَرأة ٌ وَل َ ُ‬
‫ة َأو ا َ‬
‫ْ‬ ‫ث ك َل َل َ ً‬ ‫ل ُيوَر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫من ب َعْدِ‬ ‫ث ِ‬ ‫كاء ِفي الث ّل ُ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ك فَهُ ْ‬ ‫من ذ َل ِ َ‬ ‫كان ُوَا ْ أك ْث ََر ِ‬ ‫س فَِإن َ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ن الل ّهِ َوالل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬ ‫صي ّ ً‬ ‫ضآّر وَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن غ َي َْر ُ‬ ‫صى ب َِهآ أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي ّةٍ ُيو َ‬ ‫وَ ِ‬
‫م( النساء ‪12-11‬‬ ‫حِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫‪ -24‬حفظ السلم المرأة بأن وهبها جميع حقوقها المدنية‪ :‬فلها‬
‫الحق فى عقد العقود من بيع وشراء وإجازة وشركة وقرض‬
‫ورهن وهبة‪.‬‬
‫‪ -25‬حفظ السلم المرأة بأن أزال عنها القصر الدائم ‪ ،‬فأقر‬
‫أهليتها الكاملة ‪ ،‬مانحا ً إياها حق الولية على مالها وشئونها‪.‬‬
‫‪ -26‬حفظ السلم المرأة بأن ذكرها الله تعالى فقط عندما تكلم‬
‫ة فََل‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عن العمل الصالح فقال تعالى بالعموم‪َ ) :‬‬
‫ل‬‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مث ْل ََها( ‪ ،‬أما فى الخير فقد جاء بالذكر والنثى)وَ َ‬ ‫جَزى إ ِّل ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ة ي ُْرَزُقو َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ك ي َد ْ ُ‬ ‫ن فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬ ‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫َ‬
‫ب( غافر ‪40‬‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ِفيَها ب ِغَي ْرِ ِ‬
‫‪ -27‬حفظ السلم حق المرأة في اختيار الزوج المناسب ‪ ،‬ولها‬
‫أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيبا ً لقوله عليه الصلة والسلم )ل‬
‫تنكح اليم حتى تستأمر(‬
‫‪ -28‬حفظ السلم حق المرأة إذا كانت بكرا ً فل تزوج إل بإذنها‬
‫لقوله عليه الصلة والسلم )ول تنكح البكر حتى تستأذن(‬
‫‪ -29‬حفظ السلم حق المرأة في صداقها ‪ ،‬وأوجب لها المهر‬
‫)فَما استمتعتم به منهن َفآتوهُ ُ‬
‫ة(‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ْ َُْ ْ ِ ِ ِ ُْ ّ‬ ‫َ‬
‫‪ -30‬حفظ السلم حق المرأة مختلعة ‪ ،‬إذا بد ّ لها عدم الرغبة‬
‫في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلة والسلم‬
‫)أقبل الحديقة وطلقها(‬
‫مَتاعٌ‬ ‫ت َ‬ ‫قا ِ‬ ‫مط َل ّ َ‬ ‫‪ -31‬حفظ السلم حق المرأة مطلقة‪) :‬وَل ِل ْ ُ‬
‫ن(‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫قا ً ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ف َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫‪ -32‬حفظ السلم حق المرأة أرملة ‪ ،‬وجعل لها حقا ً في تركة‬
‫م‬‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن الّرب ُعُ ِ‬ ‫زوجها‪ :‬قال الله تعالي )وَل َهُ ّ‬
‫م(‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫م وَل َد ٌ فَل َهُ ّ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫وَل َد ٌ فَإ ِ ْ‬
‫‪ -33‬حفظ السلم حق المرأة في الطلق قبل الدخول ‪ ،‬وذلك‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ذا ن َك َ ْ‬
‫حت ُ ُ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫في عدم العدة ‪ ،‬قال الله تعالي )َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫قتموهُن من قَب َ‬
‫ن‬‫م ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫سوهُ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ّ ِ ْ ْ ِ‬ ‫م ط َل ّ ْ ُ ُ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫دون ََها(‬ ‫عد ّةٍ ت َعْت َ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ -34‬حفظ السلم حق المرأة يتيمة ‪ ،‬وجعل لها من المغانم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫يٍء فَأ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ما غ َن ِ ْ‬ ‫موا أن ّ َ‬ ‫نصيبا ً ‪ ،‬قال الله تعالي )َواع ْل َ ُ‬
‫مى( وجعل لها من بيت‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل وَل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه وَِللّر ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سول ِهِ ِ‬ ‫ه ع ََلى َر ُ‬ ‫ما أَفاَء الل ّ ُ‬ ‫المال نصيبا ً قال الله تعالي ) َ‬
‫مى( وجعل لها في‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل وَل ِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫قَرى فَل ِل ّهِ وَِللّر ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ُ‬
‫مى( وجعل‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ة أوُلو ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ضَر ال ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫القسمة نصيبا ً )وَإ ِ َ‬
‫ن َواْلقَْرِبي َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫خي ْرٍ فَل ِل ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قت ُ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ما أ َن ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫لها في النفقة نصيبا ً )قُ ْ‬
‫مى(‬ ‫َوال ْي ََتا َ‬
‫‪ -35‬حفظ السلم حق المرأة في حياتها الجتماعية ‪ ،‬وحافظ‬
‫على سلمة صدرها ‪ ،‬ووحدة صفها مع أقاربها ‪ ،‬فحرم الجمع بينها‬
‫وبين أختها ‪ ،‬وعمتها ‪ ،‬وخالتها ‪ ،‬كما في الية ‪ ،‬والحديث المتواتر‬
‫‪ -36‬حفظ السلم حق المرأة في صيانة عرضها ‪ ،‬فحرم النظر‬
‫م(‬ ‫ل ل ِل ْمؤ ْمِنين يغُضوا م َ‬ ‫إليها )قُ ْ‬
‫صارِه ِ ْ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ُ ِ َ َ ّ‬
‫‪ -37‬حفظ السلم حق المرأة في معاقبة من رماها بالفاحشة ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ة‬
‫م ي َأُتوا ب ِأْرب َعَ ِ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫صَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫من غير بينة بالجلد )َوال ّ ِ‬
‫ة(‬ ‫جل ْد َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ماِني َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫جل ِ ُ‬‫داَء َفا ْ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪ -38‬حفظ السلم حق المرأة إذا كانت أما ً ‪ ،‬أوجب لها‬
‫الحسان ‪ ،‬والبر ‪ ،‬وحذر من كلمة أف في حقها ‪ ،‬بل جعل دخول‬
‫الجنة متوقفا ً على رضاها‪.‬‬
‫ضعة ‪ ،‬فجعل لها أجرا ً ‪ ،‬وهو‬ ‫مر ِ‬ ‫‪ -39‬حفظ السلم حق المرأة ُ‬
‫َ‬
‫م َفآُتوهُ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫حق مشترك بين الراضعة والمرضعة )فَإ ِ ْ‬
‫ن(‬ ‫ُ‬
‫جوَرهُ ّ‬ ‫أ ُ‬
‫‪ -40‬حفظ السلم حق المرأة حامل ً ‪ ،‬وهو حق مشترك بينها‬
‫ن‬‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل فَأ َن ْفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬‫ت َ‬ ‫ن أول ِ‬
‫وبين المحمول )وإن ك ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫َِ ْ‬
‫ن(‬ ‫مل َهُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ث‬‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬ ‫‪ -41‬حفظ السلم حق المرأة في السكنى )أ ْ‬
‫م(‬ ‫جد ِك ُ ْ‬ ‫ن وُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سك َن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -42‬حفظ السلم حق المرأة في صحتها فأسقط عنها الصيام‬
‫إذا كانت مرضع أو حبلى‬
‫‪ -43‬حفظ السلم حق المرأة في الوصية ‪ ،‬فلها أن توصي ِلما‬
‫ن(‬ ‫َ‬
‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي َ‬ ‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫ن ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫بعد موتها قال الله تعالي ) ِ‬
‫‪ -44‬حفظ السلم حق المرأة في جسدها بعد موتها ‪ ،‬وهذا‬
‫يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم )كسر‬
‫عظم الميت ككسره حيا(‬
‫‪ -45‬حفظ السلم حق المرأة وهي في قبرها ‪ ،‬وهذا يشترك فيه‬
‫الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم )لن يجلس أحدكم‬
‫على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس‬
‫على قبر(‬
‫‪ -46‬حفظ السلم حق المرأة فى الحساب أمام رب العالمين ‪،‬‬
‫وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة‪ :‬وبذلك ساوى بينهما فى‬
‫الثواب والعقاب فى الخرة‪:‬‬
‫ن‬‫قان ِِتي َ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ت َوال ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫)إ ِ ّ‬
‫ت‬
‫صاب َِرا ِ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫صاد َِقا ِ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫قان َِتا ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫صائ ِ ِ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫صد َّقا ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫صد ِّقي َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ت َوال ْ ُ‬ ‫شَعا ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن َوال ْ َ‬ ‫شِعي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ه ك َِثيًرا‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ذاك ِ ِ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫ظا ِ‬ ‫حافِ َ‬ ‫م َوال ْ َ‬ ‫جه ُ ْ‬ ‫ن فُُرو َ‬ ‫ظي َ‬ ‫حافِ ِ‬ ‫ت َوال ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫صائ ِ َ‬ ‫َوال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما( الحزاب ‪35‬‬ ‫ظي ً‬ ‫جًرا ع َ ِ‬ ‫فَرة ً وَأ ْ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ه ل َُهم ّ‬ ‫ت أع َد ّ الل ّ ُ‬ ‫ذاك َِرا ِ‬ ‫َوال ّ‬
‫حَياة ً ط َي ّب َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ه َ‬ ‫حي ِي َن ّ ُ‬‫ن فَل َن ُ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬ ‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫) َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن( النحل ‪97‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ْ ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ح َ‬ ‫هم ب ِأ ْ‬ ‫جَر ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫جزِي َن ّهُ ْ‬ ‫وَل َن َ ْ‬
‫من ذ َك َرٍ أ َْو‬ ‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مث ْل ََها وَ َ‬ ‫جَزى إ ِّل ِ‬ ‫ة فََل ي ُ ْ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫) َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب(‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِفيَها ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫ة ي ُْرَزُقو َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ك ي َد ْ ُ‬ ‫ن فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫أنَثى وَهُوَ ُ‬
‫غافر ‪40‬‬
‫ُ‬
‫ن فَأوَْلـئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫حا َ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫من ي َعْ َ‬ ‫)وَ َ‬
‫قيًرا( النساء ‪124‬‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ة وَل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫كم من ذ َك َر أوَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ ْ‬ ‫من ُ ّ‬ ‫ل ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ضيعُ ع َ َ‬ ‫م أّني ل َ أ ِ‬ ‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫ب ل َهُ ْ‬ ‫جا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫)َفا ْ‬
‫ض ُ‬ ‫ُ‬
‫ض( آل عمران ‪195‬‬ ‫من ب َعْ ٍ‬ ‫كم ّ‬ ‫أنَثى ب َعْ ُ‬
‫حت َِها ال َن َْهاُر‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫)وَع َد َ الل ّ ُ‬
‫ن الل ّهِ أ َك ْب َُر‬ ‫م َ‬ ‫ن ّ‬ ‫وا ٌ‬ ‫ض َ‬‫ن وَرِ ْ‬ ‫ت ع َد ْ ٍ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫ن ط َي ّب َ ً‬ ‫ساك ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفيَها وَ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫م( التوبة ‪72‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫فوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫حت َِها اْل َن َْهاُر‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫)ل ِي ُد ْ ِ‬
‫عند َ الل ّهِ فَوًْزا‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫سي َّئات ِهِ ْ‬‫م َ‬ ‫فَر ع َن ْهُ ْ‬ ‫ن ِفيَها وَي ُك َ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ما( الفتح ‪5‬‬ ‫ظي ً‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫م‬‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫هم ب َي ْ َ‬ ‫سَعى ُنوُر ُ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ت ََرى ال ُ‬ ‫)ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫حت َِها اْلن َْهاُر َ‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫شَراك ُ ُ‬ ‫مان ِِهم ب ُ ْ‬ ‫وَب ِأي ْ َ‬
‫م(الحديد ‪12‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫فوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫ِفيَها ذ َل ِ َ‬
‫فلم ينتقص السلم حق المرأة‪ ،‬أو ُيهن َْها‪ ،‬بل على النقيض من‬
‫ها فى كتابه‬ ‫خل ّد َ ُ‬ ‫ذلك ‪ ،‬فقد رفع شأنها‪ ،‬وحسبنا أن نعرف أن الله َ‬
‫الكريم‪ ،‬وجعل لها ثلث سور من القرآن الكريم‪ ،‬وهما سورة‬
‫النساء وسورة مريم‪ ،‬وسورة الطلق‪ ،‬وليس هناك سورة باسم‬
‫الرجال‪.‬‬
‫بل من جميل صنع الله بالمرأة أن جعل الرجل يتعامل مع‬
‫الجناس الدنيا من الوجود ‪ ،‬فإنه إما زارع يتعامل مع التربة‬
‫والمواشى والحيوانات ‪ ،‬وإما صانع يتعامل مع المادة الصماء ‪..‬‬
‫ولكن المرأة تتعامل مع أشرف شىء فى الوجود وهو النسان ‪،‬‬
‫والمرأة التى ل تريد القتناع بهذه المهمة تكون امرأة فاشلة‪.‬‬
‫بل خل ّد َ القرآن امرأة فى سورة المجادلة ‪ ،‬واحترم السلم رأيها‪،‬‬
‫وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول‪ ،‬وجمعها وإياه فى خطاب واحد‬
‫)والله يسمع تحاوركما( المجادلة‪ .1 :‬وقرر رأيها ‪ ،‬وجعله تشريعا ً‬
‫ما خالدًا‪ ..‬فكانت سورة المجادلة أثرا ً من آثار الفكر النسائى ‪،‬‬ ‫عا ّ‬
‫وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام‬
‫السلم لرأى المرأة ‪ ،‬فالسلم ل يرى المرأة مجرد زهرة ‪ ،‬ينعم‬
‫الرجل بشم رائحتها ‪ ،‬وإنما هى مخلوق عاقل مفكر ‪ ،‬له رأى ‪،‬‬
‫وللرأى قيمته ووزنه‪.‬‬
‫وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول عن نفسه‪) :‬أنا ابن‬
‫ن نساء من قريش ‪ ،‬كانت كل‬ ‫العواتك من قريش(‪ .‬والعواتك ه ّ‬
‫مى عاتكة‪.‬‬ ‫منهن ُتس ّ‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬النساء شقائق الرجال( ‪ ،‬أى جزء‬
‫أو شق منهم‪.‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬من سعى على ثلث بنات فهو‬
‫فى الجنة ‪ ،‬وكان له أجر المجاهدين صائما ً قائمًا‪(.‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬خيركم خيركم لنسائه ‪ ،‬وأنا‬
‫خيركم لنسائى(‪.‬‬
‫وحتى ل يشقّ الرجال على نسائهم ‪ ،‬فقد قال صلى الله عليه‬
‫ن من ضلع أعوج ‪ ،‬إذا حاولت أن تقيمه‬ ‫خِلق َ‬ ‫وسلم عنهن‪) :‬أنهن ُ‬
‫كسرته ‪ ،‬فسايسوهن تستمتعوا بهن(‪.‬‬
‫وعن أسماء بنت أبى بكر قالت‪) :‬قدمت على أمى وهى مشركة‬
‫في عهد قريش ‪ ،‬إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫ومدتهم مع أبيها‪ ،‬فاستفتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‬
‫ى وهي راغبة؟ أفأصلها؟‬ ‫له‪) :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن أمي قدمت عل ّ‬
‫قال‪) :‬نعم‪ ،‬صليها(‪.‬‬
‫جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال‪) :‬أمك(‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫من؟ قال‪) :‬ثم أمك(‪ .‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪) :‬ثم أمك(‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫من؟ قال‪) :‬ثم أبوك(‪.‬‬
‫خمسها ‪،‬‬ ‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬إذا صلت المرأة َ‬
‫وصامت شهرها ‪ ،‬وحفظت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها ‪ ،‬قيل لها‪:‬‬
‫ادخلى الجنة من أىّ البواب شئت‪(.‬‬
‫ويكفى النساء المسلمات شرفا ً على الرجال أن أول من آمن‬
‫بالرسول صلى الله عليه وسلم هى زوجته السيدة خديجة‪،‬‬
‫مار بن ياسر‪ ،‬وأول من‬ ‫سمّية أم ع ّ‬ ‫وأول شهيدة فى السلم هى ُ‬
‫ن على حفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة‬ ‫م َ‬ ‫أؤت ُ ِ‬
‫بنت عمر‪.‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬أكمل المؤمنين إيمانا ً أحسنهم‬
‫خُلقا ً ‪ ،‬وخياركم لنسائهم خلقًا(‬ ‫ُ‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬خيركم خيركم لهله ‪ ،‬وأنا خيركم‬
‫ن إل لئيم(‬ ‫لهلى ‪ ،‬ما أكرم النساء إل كريم ‪ ،‬وما أهانه ّ‬
‫قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب المقدس وآراء آباء‬
‫وفلسفة المسيحية‪:‬‬
‫مم فمها بثقل من الرصاص‪:‬‬ ‫الرب يرسل ملكه ليسب المرأة وُيك ّ‬
‫كانت ا َ‬
‫شّر[‪.‬‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ل‪] :‬هَذ ِهِ ه ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪8 .‬فَ َ‬ ‫ف ِ‬‫لي َ‬ ‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ة ِفي وَ َ‬ ‫س ٌ‬‫جال ِ َ‬ ‫مَرأة ٌ َ‬ ‫)وَ َ َ ِ ْ‬
‫مَها‪ (.‬زكريا‬ ‫ص ع ََلى فَ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل الّر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ثِ ْ‬ ‫فةِ وَط ََر َ‬ ‫لي َ‬
‫طا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫حَها إ َِلى وَ َ‬ ‫فَط ََر َ‬
‫‪8 :5‬‬
‫ن‬
‫م‪»26 :‬إ ِ ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ت وََقا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َفال ْت َ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫سائ ِ‬‫موع ٌ ك َِثيَرة ٌ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫)‪25‬وَ َ‬
‫ه وَأ َوْل َد َه ُ وَإ ِ ْ‬ ‫كان أ َحد يأ ِْتي إل َي ول َ يبغِض أ َباه وأ ُمه وا َ‬
‫ه‬
‫خوَت َ ُ‬ ‫مَرأت َ ُ‬ ‫ُ َ ُ َ ّ ُ َ ْ‬ ‫ِ ّ َ ُْ‬ ‫َ َ َ ٌ َ‬
‫ميذًا‪ (.‬لوقا ‪:14‬‬ ‫َ‬ ‫ه أ َْيضا ً فَل َ ي َ ْ‬ ‫وَأ َ َ‬
‫ن ِلي ت ِل ْ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫قد ُِر أ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫حّتى ن َ ْ‬ ‫وات ِهِ َ‬ ‫خ َ‬
‫‪26-25‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫دي‪،‬‬ ‫ت ِفي الت ّعَ ّ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫مْرأة َ أغ ْوِي َ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ي ُغْوَ ل َك ِ ّ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫)‪َ14‬وآد َ ُ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫حب ّ ِ‬ ‫ن َوال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ن ِفي ا ِ‬ ‫ن ث َب َت ْ َ‬ ‫ص ب ِوِل َد َةِ الوْل َِد‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫ست َ ْ‬‫‪15‬وَل َك ِن َّها َ‬
‫ل‪ (.‬تيموثاوس الولى ‪15-14 :2‬‬ ‫ق ِ‬ ‫معَ الت ّعَ ّ‬ ‫سة ِ َ‬ ‫دا َ‬ ‫ق َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ويقول توماس الكوينى‪) :‬المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية‬
‫العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطريا ً من قبل الب‬
‫والبن والزوج(‬
‫أعلن البابا )اينوسنسيوس الثامن( فى براءة )‪ (1484‬أن الكائن‬
‫البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "‬
‫وقال الفيلسوف نتشه‪) :‬إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ‬
‫ح‬‫ص ُ‬ ‫وقلب المرأة عنده مكمن الشر‪ ،‬وهى لغز يصعب حله‪ ،‬وُين َ‬
‫الرجل بأل ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء(‪.‬‬
‫لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر‪) :‬إن معانقة امرأة‬
‫تعنى معانقة كيس من الزبالة(‪.‬‬
‫وقال القديس ترتوليان‪) :‬إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس‬
‫النسان ‪ ،‬ناقضة لنواميس الله ‪ ،‬مشوهة للرجل(‪.‬‬
‫وهى منبوذة مثل الشيطان ‪ ،‬لنها المتسببة فى غواية آدم وسبب‬
‫إخراجه وذريته من الجنة ‪ ،‬وقد كانت أشد من الشيطان على‬
‫البشرية ‪ ،‬فلم يقدر الشيطان على آدم ‪ ،‬ولكن تمكنت حواء‬
‫ك أ َن ّ َ‬
‫ك‬ ‫م َ‬ ‫ن أع ْل َ َ‬
‫ل‪» :‬م َ‬
‫َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫حليفة الشيطان من غواية آدم‪11) :‬فَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع ُريان؟ هَ ْ َ‬
‫من َْها؟«‬ ‫ل ِ‬ ‫ن ل َ ت َأك ُ َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫صي ْت ُ َ‬ ‫جَرةِ ال ِّتي أوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل أك َل ْ َ‬ ‫ْ َ ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ي أع ْط َت ِْني ِ‬ ‫مِعي ه ِ َ‬ ‫جعَل ْت ََها َ‬ ‫مْرأة ُ ال ِّتي َ‬ ‫م‪» :‬ال ْ َ‬ ‫ل آد َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫‪12‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫ة‪َ » :‬‬ ‫مْرأ ِ‬ ‫ه ل ِل ْ َ‬ ‫ب ال ِل َ ُ‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ت«‪13 .‬فَ َ‬ ‫جَرةِ فَأك َل ْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت«‪ (.‬تكوين ‪-11 :3‬‬ ‫ة غ َّرت ِْني فَأك َل ْ ُ‬ ‫حي ّ ُ‬ ‫ة‪» :‬ال ْ َ‬ ‫مْرأ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫قال َ ِ‬ ‫ت؟« فَ َ‬ ‫فَعَل ْ ِ‬
‫‪13‬‬
‫وما هى هذه الشجرة التى أكل منها آدم وحواء؟ إنها شجرة‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل‪ِ » :‬‬ ‫م َقائ ِ ً‬ ‫ه آد َ َ‬ ‫ب ال ِل َ ُ‬ ‫صى الّر ّ‬ ‫الشر‪16) :‬وَأوْ َ‬ ‫معرفة الخير من‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫شّر‬ ‫خي ْرِ َوال ّ‬ ‫معْرِفَةِ ال ْ َ‬ ‫جَرة ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل أك ْل ً ‪17‬وَأ ّ‬ ‫جن ّةِ ت َأك ُ ُ‬ ‫جرِ ال ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ميِع َ‬ ‫ج ِ‬‫َ‬
‫ت«‪ (.‬تكوين ‪-16 :2‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫م ت َأك ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫من َْها لن ّ َ‬ ‫ُ‬
‫فَل َ ت َأك ْ‬‫ْ‬
‫مو ُ‬ ‫وتا ت َ ُ‬ ‫م ْ‬‫من َْها َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك ي َوْ َ‬ ‫ل ِ‬
‫‪17‬‬
‫ت‬ ‫كان َ ِ‬ ‫وهل صدق الرب؟ ل‪ .‬بل كان الشيطان أصدق منه‪1) :‬وَ َ‬
‫ال ْحي ُ َ‬
‫ت‬‫قال َ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ب ال ِل َ ُ‬ ‫مل ََها الّر ّ‬ ‫ت ال ْب َّري ّةِ ال ِّتي ع َ ِ‬ ‫واَنا ِ‬ ‫َ‬ ‫حي َ‬ ‫ميِع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل َ‬ ‫حي َ َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫قال ِ‬ ‫ة؟« ‪2‬فَ َ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫جرِ ال َ‬ ‫ش َ‬ ‫ل َ‬ ‫نك ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ه ل ت َأكل ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫قا َقا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة‪» :‬أ َ‬ ‫مْرأ ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫جَرةِ ال ِّتي‬ ‫ش َ‬ ‫مُر ال ّ‬ ‫ما ث َ َ‬
‫َ‬
‫ل ‪3‬وَأ ّ‬ ‫جن ّةِ ن َأ ْك ُ ُ‬ ‫جرِ ال ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ة‪ِ » :‬‬ ‫حي ّ ِ‬ ‫مْرأة ُ ل ِل ْ َ‬
‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫موَتا«‪.‬‬ ‫ساه ُ ل ِئ َل ت َ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ه وَل َ ت َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه‪ :‬ل َ ت َأكل َ ِ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫جن ّةِ فَ َ‬ ‫ط ال َ‬ ‫س ِ‬ ‫ِفي وَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ت َأك ُل َ ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫عال ِ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫موَتا! ‪5‬ب َ ِ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ة‪» :‬ل َ ْ‬ ‫مْرأ ِ‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬ ‫حي ّ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫قال َ ِ‬ ‫‪4‬فَ َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما وَت َ ُ‬ ‫فت ِ َ‬
‫شّر«‪ (.‬تكوين‬ ‫خي َْر َوال ّ‬ ‫عارِفَي ْ ِ‬ ‫كاللهِ َ‬ ‫كوَنا ِ‬ ‫ح أع ْي ُن ُك ُ َ‬ ‫ه ت َن ْ َ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫‪5-1 :3‬‬
‫وهذا ما اعترف به الرب فيما بعد ‪ ،‬مما اضطره لفرض حراسة‬
‫على شرقى جنة عدن لحراسة طريق شجرة الحياة ‪ ،‬فقال‪) :‬‬
‫عاِرفا ً‬ ‫مّنا َ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫صاَر ك َ َ‬ ‫ن قَد ْ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ذا ال ِن ْ َ‬ ‫ه‪» :‬هُوَ َ‬ ‫ب ال ِل َ ُ‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫‪22‬وََقا َ‬
‫حَياةِ أ َْيضا ً‬ ‫ْ‬
‫جَرةِ ال ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫مد ّ ي َد َه ُ وَي َأ ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ن ل َعَل ّ ُ‬ ‫شّر‪َ .‬واْل َ‬ ‫خي َْر َوال ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫وَي َأ ْك ُ ُ‬
‫ن‬‫جن ّةِ ع َد ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب ال ِل َ ُ‬ ‫ه الّر ّ‬ ‫ج ُ‬‫خَر َ‬ ‫د«‪23 .‬فَأ ْ‬ ‫حَيا إ َِلى ال َب َ ِ‬ ‫ل وَي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ض ال ِّتي أ ُ ِ‬ ‫ل ِي َعْم َ َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬‫ي َ‬ ‫شْرقِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن وَأَقا َ‬ ‫سا َ‬ ‫من َْها‪24 .‬فَط ََرد َ ال ِن ْ َ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫ل الْر َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ن الك َُروِبي َ‬‫ْ‬
‫ري ِ‬ ‫سة ِ ط ِ‬ ‫حَرا َ‬ ‫ب لِ ِ‬ ‫قل ٍ‬ ‫مت َ َ‬
‫ف ُ‬ ‫سي ْ ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫م وَلِهي َ‬ ‫ع َد ْ ٍ‬
‫ة‪ (.‬تكوين ‪24-22 :3‬‬ ‫حَيا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وفى الحقيقة يتساءل المرء ذو العقل الطبيعى هنا‪ :‬ما حكمة‬
‫الرب فى البقاء على آدم وحواء فى سواد الجهل ‪ ،‬ل يعلمان‬
‫الخير من الشر؟ ولو لم يكون آدم قد عرف قبل الكل من‬
‫الشجرة الخير من الشر فكيف يحاسبه على خطئه وأكله من‬
‫الشجرة؟ وهل بعد أن أصبح عارفا للخير من الشر ينتقم منه‬
‫الرب ويطيح به خارج الجنة؟ وهل كان ينتظر هذا الله تعمير‬
‫الرض بأناس ل تعرف الخير من الشر؟ وما هى المبادىء التى‬
‫كان يتوقع الرب أن يعلمها آدم زريته لو لم يعلم الخير من الشر؟‬
‫ويقول فولتير تعليقا ً على الفقرة التوراتية السابقة‪) :‬إننا نعتقد أنه‬
‫كان ينبغى على السيد الرب أن يأمر النسان ‪ ،‬مخلوقه ‪ ،‬بأن‬
‫يأكل من شجرة معفة الخير من الشر ‪ ،‬قدر ما يستطيع ؛ لنه بما‬
‫أن الله منحه رأسا ً تفكر ‪ ،‬فقد كان من الضرورى تعليمه ‪ ،‬وكان‬
‫أكثر ضرورة إرغامه على إدراك الخير والشر ‪ ،‬كى يستطيع‬
‫القيام بالتزاماته على أكمل وجه‪ .‬لذلك كان ذاك التحريم غبيا ً‬
‫وقاسيًا! لقد كان أسوأ بألف مرة من منح النسان معدة ل تهضم‬
‫الطعام( نقل عن )محمد صلى الله عليه وسلم فى الترجوم‬
‫والتلمود والتوراة ص ‪ ، 169‬المأخوذة بدورها من )ليوتاكسل(‬
‫التوراة كتاب مقدس أم جمع من الساطير ص ‪(21‬‬
‫ووقف الرب إلى جانب الرجل ‪ ،‬ولم يحقق فى المر ‪ ،‬فصدق‬
‫كلم آدم ‪ ،‬وكان عنده من البرياء‪14) :‬وآدم ل َم يغْو ل َكن ال ْمرأةََ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َ ِ ّ‬
‫ُ‬
‫دي( تيموثاوس الولى ‪14 :2‬‬ ‫ت ِفي الت ّعَ ّ‬ ‫صل َ ْ‬‫ح َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫أغ ْوِي َ ْ‬
‫ة حواَء بمكرها( كورنثوس الثانية ‪3 :11‬‬ ‫)كما خدعت الحي ّ ُ‬
‫وإذا كان آدم لم يغو ‪ ،‬فيكون حكم الرب على آدم بالطرد من‬
‫الجنة ظلما ً ‪ ،‬ولم يكن هذا إل بسبب حواء‪ ،‬ويكون انتقامه من‬
‫المرأة بطردها من الجنة وموقفه هذا منها تشجيعا ً للمؤمنين ‪،‬‬
‫المحبين لله ‪ ،‬على اضطهادها ‪ ،‬وضربها ‪ ،‬وحرقها ‪ ،‬وقتلها‪.‬‬
‫كما أنها نجسة فى أيام حيضها ‪ ،‬وفى أيام طمسها‪ ،‬أو إذا جاءها‬
‫نزيف مهما كان سببه‪ ،‬ل يقربها إنسان أو حيوان وإل لكان نجسا ً‬
‫ت‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫هو الخر إلى المساء وعليه أن يستحم ليطهر‪»19) :‬وَإ ِ َ‬
‫ن ِفي‬ ‫كو ُ‬ ‫ة أ َّيام ٍ ت َ ُ‬ ‫سب ْعَ َ‬ ‫مَها فَ َ‬ ‫ح ِ‬‫دما ً ِفي ل َ ْ‬ ‫سي ْل َُها َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫سي ْ ٌ‬ ‫مَرأة ٌ ل ََها َ‬
‫ا َ‬
‫ْ‬
‫ما‬‫ل َ‬ ‫ساِء‪20 .‬وَك ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫جسا ً إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫سَها ي َ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫مث َِها‪ .‬وَك ُ ّ‬ ‫طَ ْ‬
‫ن‬ ‫كو ُ‬ ‫س ع َل َي ْهِ ي َ ُ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جسا ً وَك ُ ّ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫مث َِها ي َ ُ‬ ‫جعُ ع َل َي ْهِ ِفي ط َ ْ‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬
‫كو ُ‬ ‫ماٍء وَي َ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫ل ث َِياب َ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫شَها ي َغْ ِ‬ ‫س فَِرا َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جسًا‪21 .‬وَك ُ ّ‬ ‫نَ ِ‬
‫ل‬ ‫س ُ‬ ‫س ع َل َي ْهِ ي َغْ ِ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫مَتاعا ً ت َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ساِء‪22 .‬وَك ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫جسا ً إ َِلى ال ْ َ‬ ‫نَ ِ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ساِء‪23 .‬وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جسا ً إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫ماٍء وَي َ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫ث َِياب َ ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ة ع َلي ْهِ ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫جال ِ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ذي ه ِ َ‬ ‫مَتاِع ال ِ‬ ‫ش أوْ ع َلى ال َ‬ ‫فَرا ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ساِء‪ (.‬ل ويين ‪23-19 :15‬‬ ‫م َ‬ ‫جسا ً إ َِلى ال ْ َ‬ ‫نَ ِ‬
‫فقد كانوا يعتبرون المرأة لعنة ‪ ،‬لنها أغوت آدم ‪ ،‬وعندما يصيبها‬
‫الحيض ل ُيجالسونها ول يؤاكلونها ول تلمس وعاء حتى ل يتنجس‪.‬‬
‫وكان بعضهم ينصب للحائض خيمة ‪ ،‬ويضع أمامها خبزا ً وماًء ‪،‬‬
‫ويجعلها فى هذه الخيمة حتى تطهر‪ .‬أى كانت كالمنبوذة ‪ ،‬أو‬
‫كالمصابة بالجرب أو الجزام‪ .‬وهى فى هذا الوضع ل تصلح أن‬
‫تعيش فى المجتمع‪ ،‬ول يجوز لها أن تعمل‪ ،‬لنها بهذا التفكير إما‬
‫ستتقاعد عن العمل وقت حيضها‪ ،‬وبذلك تعلن على العالم أجمع‬
‫أنها حائض ‪ ،‬وإما ستخالط المجتمع وتسبب نجاسة كل من‬
‫تتعامل معه سواء فى مجال العمل أو المواصلت‪.‬‬
‫مة‪،‬‬ ‫َ‬
‫)وكانت بعض الطوائف اليهودية تعتبر البنت فى مرتبة ال َ‬
‫وكان لبيها الحق فى أن يبيعها قاصرة‪ ،‬وما كانت ترث مع وجود‬
‫أخ لها‪ ،‬أو ما كان يتبرع لها به أبوها فى حياته‪ ،‬فقد كان الميراث‬
‫للذكر فقط‪ ،‬وحين ُتحَرم البنت من الميراث لوجود أخ لها ذكر ‪،‬‬
‫ُيثَبت لها على أخيها النفقة والمهر عند الزواج ‪ ،‬وإذا كان الب قد‬
‫ترك عقارا ً فيعطيها من العقار ‪ ،‬أما إذا ترك مال ً منقول ً فل شىء‬
‫لها من النفقة والمهر ‪ ،‬ولو ترك القناطير المقنطرة‪(.‬‬
‫وإذا آل الميراث إلى البنت لعدم وجود أخ لها ‪ ،‬لم يجز لها أن‬
‫تتزوج من سبط آخر ‪ ،‬ول يحق لها أن تنقل ميراثها إلى غير‬
‫سبطها‪ .‬أى تكون راعية له فقط )هذا إن جاز لنا استخدام هذا‬
‫اللفظ( ‪ ،‬وليست مالكة له‪.‬‬
‫مت بالزنا تتحقق براءتها بطريقة غريبة فيها من المهانة‬ ‫وإذا ات ُهِ َ‬
‫والذل ما لم تبحه شريعة ما ‪ ،‬فعليها أن تشرب ماًء ممزوجا ً‬
‫بالتراب ‪ ،‬وتثبت عليها التهمة إذا تورمت بطنها وتسقط فخذها‪) :‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كاه ِ ُ‬ ‫خذ ُ ال َ‬ ‫ف وَي َأ ُ‬ ‫خَز ٍ‬ ‫دسا ً ِفي إ َِناِء َ‬ ‫ق ّ‬ ‫م َ‬ ‫ماًء ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كاه ِ ُ‬ ‫خذ ُ ال َ‬ ‫‪17‬وَي َأ ُ‬
‫ف‬ ‫ماِء ‪18‬وَُيوقِ ُ‬ ‫ل ِفي ال َ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫سك َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ذي ِفي أ َْر‬ ‫الغَُبارِ ال ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ِفي ي َد َي َْها‬ ‫جعَ ُ‬ ‫مْرأةِ وَي َ ْ‬ ‫س ال َ‬ ‫ف َرأ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ب وَي َك ْ ِ‬ ‫م الّر ّ‬ ‫ما َ‬ ‫مْرأة َ أ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫كاه ِ ُ‬ ‫ال َ‬
‫ماُء‬ ‫ن َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كاه ِ ِ‬ ‫ة الغَي َْرةِ وَِفي ي َد ِ ال َ‬ ‫م ُ‬ ‫قد ِ َ‬ ‫ي تَ ْ‬ ‫كارِ الِتي ه ِ َ‬ ‫ة الت ّذ ْ َ‬ ‫م َ‬
‫قد ِ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ل ِفيَها‬ ‫خ ُ‬ ‫مّر فَي َد ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ماَء اللعْن َةِ ال ُ‬ ‫مْرأة َ َ‬ ‫قي ال َ‬ ‫س ِ‬‫مّر‪24 .. .. .. .‬وَي َ ْ‬ ‫اللعْن َةِ ال ُ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫خذ ُ ال َ‬ ‫ْ‬
‫ة الغَي َْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫قد ِ َ‬ ‫مْرأةِ ت َ ْ‬ ‫ن ي َد ِ ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كاه ِ ُ‬ ‫ة‪25 .‬وَي َأ ُ‬ ‫مَراَر ِ‬ ‫ماُء اللعْن َةِ ِلل َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ض الكاه ِ ُ‬
‫ك يسقي المرأةََ‬
‫قب ِ ُ‬ ‫ح‪26 .‬وَي َ ْ‬ ‫مذ ْب َ ِ‬ ‫مَها ِإلى ال َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫ب وَي ُ َ‬ ‫م الّر ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ةأ َ‬ ‫م َ‬ ‫قد ِ َ‬ ‫وَي َُرد ّد ُ الت ّ ْ‬
‫َ ْ‬ ‫ح وَب َعْد َ ذ َل ِ َ َ ْ ِ‬ ‫مذ ْب َ ِ‬ ‫على ال َ‬ ‫ها وَُيوقِد ُه ُ َ‬ ‫كاَر َ‬ ‫مةِ ت ِذ ْ َ‬ ‫قد ِ َ‬ ‫ن الت ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫جلَها‬ ‫ت َر ُ‬ ‫خان َ ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ت قَد ْ ت َن َ ّ‬ ‫ن كان َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ماَء فَإ ِ ْ‬ ‫ها ال َ‬ ‫قا َ‬ ‫س َ‬ ‫مَتى َ‬ ‫ماَء‪27 .‬وَ َ‬ ‫ال َ‬
‫صيُر‬ ‫ها فَت َ ِ‬‫خذ ُ َ‬‫ط فَ ْ‬ ‫سقُ ُ‬ ‫م ب َط ْن َُها وَت َ ْ‬‫مَراَرةِ فَي َرِ ُ‬ ‫ماُء اللعْن َةِ ِلل َ‬
‫ل ِفيَها َ‬ ‫خ ُ‬‫ي َد ْ ُ‬
‫شعْب َِها‪ (.‬عدد ‪27-17 :5‬‬ ‫ط َ‬ ‫َ‬
‫س ِ‬ ‫ة ِفي وَ َ‬‫مْرأة ُ لعْن َ ً‬‫ال َ‬
‫ففى كل الحالتين ستتورم بطنها ‪ ،‬إن لم يصبها مرض يقضى‬
‫عليها‪ .‬وبذلك تكون فى كل الحالتين زانية وتثبت عليها تهمة‬
‫الزنا!! وفى كل الحالتين لن يسقط فخذها ‪ ،‬فلن تجنى إذن من‬
‫جّراء هذا العمل إل المرض أو الموت وإثبات تهمة الزنا عليها‬
‫ظلما وزورا‪ .‬وقد يكون هذا التحليل هو الذى أوصل بعض‬
‫علمائهم لعتبار المرأة عاهرة بغض النظر عن أخلقها أو دينها أو‬
‫حسبها أو نسبها‪ :‬لقد كتب جيروم يقول‪:‬‬
‫)ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر‪ :‬أن كل‬
‫النساء بل استثناء مومسات ‪ ،‬وهن مثل حواء سبب كل الشرور‬
‫فى العالم(‬
‫ً‬
‫وقال الراهب النجليزى اسكندر نكهام‪) :‬أنه نظرا لن المرأة ل‬
‫تشبع جنسيا ‪ ،‬فإنها غالبا ما تصطاد بائسا ً حقيرا ً لينام معها فى‬
‫فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك كان على الزواج أن يربوا أطفال ً ليسوا أولدهم(‬
‫وقانون اختبار عفة المرأة هذا قريب مما جاء فى قانون‬
‫)حامورابى( مادة ‪ ، 129‬إذ كانت المرأة ُتخت ََبر فى سلوكها بأن‬
‫قى فى النهر ‪ ،‬فإن عامت على وجه الماء تكون بريئة ‪ ،‬وإن‬ ‫ُتل َ‬
‫غطست تكون آثمة!!‬
‫قارن هذا بالملعنة المذكورة فى القرآن فى سورة النور‪ :‬إذ‬
‫تحلف المرأة وكذلك الرجل خمس مرات على صدقهما من تهمة‬
‫الخيانة الزوجية‪ .‬وإن أصرت المرأة على براءتها لم يمسسها‬
‫سوء ‪ ،‬يتم فقط التفريق بينهما‪.‬‬
‫ولم يقف المر عند هذا الحد فنجاسة المرأة التى ضربت عليها‬
‫جعلت البرلمان النجليزى يصدر قرارا ً فى عصر الملك هنرى‬
‫الثامن يحظر على المرأة أن تقرأ العهد الجديد‪ .‬قارن هذا بإئتمان‬
‫المسلمين السيدة حفصة على كتاب الله القرآن الكريم!!!‬
‫بل إنه لما استخدم التخدير فى حالت الوضع عام ‪1847‬م‬
‫عارضته الكنيسة ؛ لن الله فى الكتاب المقدس ـ حسب زعمهم‬
‫ـ قال لحواء بعد سقوطهما فى الخطيئة وأكلهما من الشجرة‬
‫لدًا(‬‫ن أ َوْ َ‬‫دي َ‬‫جِع ت َل ِ ِ‬‫ك‪ِ .‬بال ْوَ َ‬
‫حب َل ِ ِ‬
‫ب َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫المحرمة عليهما‪) :‬ت َك ِْثيرا ً أك َث ُّر أت َْعا َ‬
‫تكوين ‪ ، 13 :3‬فكأن لسان حالهم يقول‪ :‬كيف نرحم النساء من‬
‫اللم ‪ ،‬طالما أن الرب قد قرر تألمها أثناء الولدة؟ فعلينا إذن أن‬
‫نساعد الرب فى انتقامه من النساء!!‬
‫=====================‬
‫ثانًيا‪ :‬المساواة‬
‫الشبهة الول‪ :‬النساء شقائق الرجال‪:‬‬
‫انطلقا من هذا الصل يقّرر أعداء الحجاب أن النساء والرجال‬
‫ن ما عليهم‪ ،‬ول فرق بين الصنفين في‬ ‫سواء‪ ،‬لهن ما لهم‪ ،‬وعليه ّ‬
‫جميع الحكام؛ لن النساء شقائق الرجال]‪.[1‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬الفوارق بين الرجل والمراة الجسدية والمعنوية والشرعية‬
‫سا وعق ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫عا وح ّ‬ ‫ثابتة قدًرا وشر ً‬
‫بيان ذلك أن الله سبحانه خلق الرجل والمرأة شطرين للنوع‬
‫لنَثىٰ{‬ ‫جي ْن ٱلذ ّك َر وٱ ُ‬ ‫ه َ َ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫خلقَ ٱلّزوْ َ ِ‬ ‫النساني‪ :‬ذكًرا وأنثى‪} ،‬وَأن ّ ُ‬
‫ل فيما يخصه‪،‬‬ ‫]النجم‪ ،[25:‬يشتركان في عمارة الكون‪ ،‬ك ّ‬
‫ويشتركان في عمارته بالعبودية لله تعالى بل فرق بين الرجال‬
‫والنساء في عموم الدين‪ ،‬في التوحيد والعتقاد وحقائق اليمان‬
‫ضا في عموم التشريع في الحقوق‬ ‫والثواب والعقاب‪ ،‬وبل فرق أي ً‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أن َْثىٰ وَهُوَ ُ‬ ‫حا ّ‬
‫صـل ِ ً‬‫ل َٰ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬‫م ْ‬
‫والواجبات كافة‪َ } ،‬‬
‫ة{ ]النحل‪.[97:‬‬ ‫حَيوٰة ً ط َي ّب َ ً‬
‫ه َ‬ ‫فَل َن ُ ْ‬
‫حي ِي َن ّ ُ‬
‫لكن لما قدر الله وقضى أن الذكر ليس كالثنى في صفة الخلقة‬
‫وة طبيعية‪،‬‬ ‫خلقي وق ّ‬ ‫والهيئة والتكوين‪ ،‬ففي الذكورة كمال َ‬
‫ة لما يعتريها من الحيض‬ ‫والنثى أنقص منه خلقة وجبّلة وطبيع ً‬
‫والحمل والمخاض والرضاع وشؤون الرضيع وتربية جيل المة‬
‫المقبل‪ ،‬ولهذا خلقت النثى من ضلع آدم عليه السلم‪ ،‬فهي جزء‬
‫منه‪ ،‬تابع له ومتاع له‪ ،‬والرجل مؤتمن على القيام بشؤونها‬
‫وحفظها والنفاق عليها وعلى نتاجهما من الذرية؛ كان من آثار‬
‫هذا الختلف في الخلقة الختلف بينهما في القوى والقدرات‬
‫الجسدية والعقلية والفكرية والعاطفية والرادية‪ ،‬وفي العمل‬
‫ب‬‫صل إليه علماء الط ّ‬ ‫والداء والكفاية في ذلك‪ ،‬إضافة إلى ما تو ّ‬
‫الحديث من عجائب الثار من تفاوت الخلق بين الجنسين‪.‬‬
‫وهذان النوعان من الختلف أنيطت بهما جملة كبيرة من أحكام‬
‫التشريع‪ ،‬فقد أوجبا الختلف والتفاوت والتفاضل بين الرجل‬
‫والمرأة في بعض أحكام التشريع‪ ،‬في المهمات والوظائف التي‬
‫ل واحد منهما في خلقته وتكوينه‪ ،‬وفي قدراته وأدائه‬ ‫تلئم ك ّ‬
‫واختصاص كل منهما في مجاله من الحياة النسانية؛ لتتكامل‬
‫الحياة‪ ،‬وليقوم كل منهما بمهمته فيها]‪.[2‬‬
‫‪ -2‬لو حصلت المساواة في جميع الحكام مع الختلف في‬
‫سا في الفطرة‪ ،‬ولكان هذا هو‬ ‫الخلقة والكفاية لكان هذا انعكا ً‬
‫عين الظلم للفاضل والمفضول‪ ،‬بل ظلم لحياة المجتمع‬
‫النساني؛ لما يلحقه من حرمان ثمرة قدرات الفاضل‪ ،‬والثقال‬
‫على المفضول فوق قدرته]‪.[3‬‬
‫‪ -3‬وبجانب رفض مبدأ المساواة المطَلق فإن هناك قدًرا من‬
‫المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬والذي ينبغي أن يطلق عليه لفظ‬
‫العدل وليس المساواة‪.‬‬
‫أ‪ -‬فالمرأة تساوي الرجل في أصل التكليف بالحكام الشرعية مع‬
‫بعض الختلف في بعض الحكام التفصيلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬والمرأة تساوي الرجل في الثواب والعقاب الدنوي والخروي‬
‫ض‬ ‫في الجملة‪} ،‬وٱل ْمؤ ْمنون وٱل ْمؤ ْمنـٰت بعضه َ‬
‫م أوْل َِياء ب َعْ ٍ‬ ‫ُ ِ َ ِ َْ ُ ُ ْ‬ ‫ُ ِ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫لوةَ‬ ‫َ‬
‫ص ٰ‬ ‫ن ٱل ّ‬ ‫مو َ‬‫قي ُ‬ ‫َ‬
‫من ْكرِ وَي ُ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ٱل ُ‬ ‫ن عَ‬
‫ف وَي َن ْهَوْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ب ِٱل ْ َ‬‫مُرو َ‬ ‫ي َأ ُ‬
‫ِ‬
‫ه‬‫م ٱ لل ّ ُ‬ ‫مهُ ُ‬ ‫ح ُ‬‫سي َْر َ‬
‫ك َ‬‫ه أ ُوَْلـئ ِ َ‬
‫سول َ ُ‬
‫ه وََر ُ‬‫ن ٱ لل ّ َ‬‫طيُعو َ‬ ‫ن ٱلّز َ‬
‫كوٰة َ وَي ُ ِ‬ ‫وَي ُؤ ُْتو َ‬
‫م{ ]التوبة‪.[71:‬‬ ‫كي ٌ‬‫ح ِ‬
‫زيٌز َ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ن ٱ لل ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫ج‪ -‬والمرأة تساوي الرجل في الخذ بحقها وسماع القاضي لها‪.‬‬
‫د‪ -‬والمرأة كالرجل في تملكها لما لها وتصرفها فيه‪.‬‬
‫هـ‪ -‬وهي كالرجل في حرية اختيار الزوج‪ ،‬فل تكره على ما ل‬
‫تريد]‪.[4‬‬
‫الشبهة الثانية‪ :‬القوامة للرجل دون المرأة‪:‬‬
‫يتخذ أعداء السلم من كون الرجال هم القوامين على النساء‬
‫ده‪ ،‬ولتحريض‬ ‫بمقتضى أحكام الشريعة السلمية مجال ً للثرثرة ض ّ‬
‫المرأة المسلمة حتى تتمّرد على تعاليمه‪ ،‬فيغمزون السلم بأنه‬
‫لم يسوّ بين الرجال والنساء في مسألة القوامة]‪.[5‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن قوامة الرجال على النساء مسألة تفرضها ضرورة الحياة‬
‫الفضلى من الناحيتين الفطرية والفكرية‪.‬‬
‫ل من‬ ‫أما الناحية الفطرية فإن الخصائص النفسية المزود بها ك ّ‬
‫مل‬ ‫هل الرجل بشكل أمثل لتح ّ‬ ‫الرجل والمرأة بصفة عامة تؤ ّ‬
‫مسؤوليات إدارة شؤون السرة والقيام على رعايتها والتصدي‬
‫لزعامتها‪ ،‬وفي المقابل نلحظ أن خصائص المرأة بشكل عام‬
‫دا وقوة إرادة واستقراَر‬ ‫تحّبب إليها أن تجد لدى الرجل ملجأ وسن ً‬
‫عاطفة وحكمة في تصريف المور وسلطاًنا ترى في النضواء‬
‫تحته أنسها وطمأنينتها وأمنها وراحة بالها‪.‬‬
‫ولذلك يلحظ أثر هذا التكوين الفطري ظاهًرا في كل مجموعة‬
‫زمها به أنظمة أو تعاليم‪ ،‬وربما شذ ّ عنه نفر‬ ‫إنسانية‪ ،‬ولو لم تل ِ‬
‫ذة ل‬ ‫قليل اختّلت فيه خصائص الذكورة والنوثة‪ ،‬وهي حالت شا ّ‬
‫تستحقّ تعديل ً في أصل القاعدة الفطرية‪.‬‬
‫وأما الناحية الفكرية فإن الحكمة في المجتمعات النسانية تقضي‬
‫ة‬
‫بأن يكون لكل مجتمع صُغر أو كبر قّيم يقوده ويدير شؤونه حماي ً‬
‫له من الفوضى والّتصادم والصراع الدائم‪ ،‬والسرة أحد هذه‬
‫مة‬‫هلت القوا َ‬ ‫المجتمعات التي تحتاج إلى قّيم تتوافر فيه مؤ ّ‬
‫بشكل أمثل‪.‬‬
‫‪ -2‬لدى أهل الفكر في مسألة القوامة داخل السرة مجموعة من‬
‫الحتمالت‪:‬‬
‫أول ً‪ :‬أن يكون الرجل هو القّيم في السرة باستمرار‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬أن تكون المرأة هي القّيم في السرة باستمرار‪.‬‬
‫ما على سبيل الشركة‬ ‫ل من الرجل والمرأة قي ّ ً‬ ‫ثالًثا‪ :‬أن يكون ك ّ‬
‫المتساوية‪.‬‬
‫ة زمنية‪.‬‬ ‫رابًعا‪ :‬أن يتناوبا القوامة وفقَ قسم ً‬
‫سا‪ :‬أن يتقاسما القوامة‪ ،‬بأن يكون لكل منهما اختصاصات‬ ‫خام ً‬
‫يكون هو القّيم فيها‪.‬‬
‫ل شيء وفي ك ّ‬
‫ل‬ ‫أما الشركة في القوامة سواء أكانت في ك ّ‬
‫وقت‪ ،‬أو كانت على سبيل التناوب الزمني‪ ،‬أو كانت على سبيل‬
‫ما إلى الفوضى‬ ‫دي حت ً‬ ‫التقاسم في الختصاصات‪ ،‬فإنها ستؤ ّ‬
‫ل فريق بأن يعلو على صاحبه ويستبد ّ به‪ ،‬وقد‬ ‫والتنازع ورغبة ك ّ‬
‫أّيدت تجارب المجتمعات النسانية فساد الشركة في الرئاسة‪.‬‬
‫أما إسناد القوامة إلى المرأة دون الرجل فهو أمر ينافي ما‬
‫ما إلى‬‫تقتضيه طبيعة التكوين الفطري لكل منهما‪ ،‬وهو يؤدي حت ً‬
‫اختلل ونقص في نظام الحياة الجتماعية لما فيه من عكس‬
‫لطبائع الشياء‪ ،‬فلم يبق إل الحتمال الول‪ ،‬وهو أن يكون الرجل‬
‫هو القيم في السرة]‪.[6‬‬

‫م خصائص القوامة المثلى رجحان العقل على العاطفة‪،‬‬ ‫‪ -3‬أه ّ‬


‫مة أكثر من توافره‬‫وهذا الرجحان متوافر في الرجال بصفة عا ّ‬
‫في النساء‪ ،‬لن النساء بمقتضى ما هن مؤهلت له من إيناس‬
‫للزوج وحنان عليه وأمومة رؤوم وصبر على تربية الطفولة تترجح‬
‫لديهن العاطفة على العقل‪ ،‬ولن تكون قوامة مثلى ليّ مجتمع‬
‫إنساني صغيًرا كان أو كبيًرا إذا كانت العاطفة فيها هي الراجحة‬
‫على العقل‪.‬‬
‫كم فيهم عواطفهم أكثر من عقولهم‪،‬‬ ‫ولئن كان بعض الرجال تتح ّ‬
‫وبعض النساء تتحكم فيهن عقولهن أكثر من عواطفهن‪ ،‬فذلك‬
‫ح أن تتغّير من أجله قاعدة عامة]‪.[7‬‬ ‫أمر نادر ل يص ّ‬
‫جحات إسناد القوامة في السرة إلى الرجل أنه هو‬ ‫‪ -4‬ومن مر ّ‬
‫المسؤول في نظام السلم عن النفقة عليها‪ ،‬ومسؤوليته عن‬
‫حف ً‬
‫ظا واحتراًزا من الستجابة‬ ‫النفقة على أسرته تجعله أكثر ت ّ‬
‫السريعة للشهوات العابرة والنفعالت الحادة الرعناء‪ ،‬بخلف‬
‫المرأة في ذلك‪ ،‬لنها بحكم عدم مسؤوليتها عن النفقة وعن‬
‫ل لديها التحفظ والحتراز‪ ،‬وتكون في‬ ‫السعي لكتساب الرزق يق ّ‬
‫أغلب أحوالها ذات استجابة سريعة لشهواتها وانفعالتها التي قد‬
‫ح المفرط]‬ ‫تتطلب منها نفقات مالية باهظة‪ ،‬أو تدفعها إلى الش ّ‬
‫‪.[8‬‬
‫‪ -5‬أعطى السلم للمرأة حقّ التدخل في اختيار زوجها‪ ،‬وبهذا‬
‫فهي تختار القّيم عليها‪ ،‬ولها أن تلحظ فيه المقدرة على القوامة‬
‫الرشيدة]‪.[9‬‬
‫الشبهة الثالثة‪ :‬مستلزمات القوامة‪:‬‬
‫ل ٱ لل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬ ‫ما فَ ّ‬ ‫ساء ب ِ َ‬‫ن ع ََلى ٱلن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ل قَ ّ‬ ‫جا ُ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬ٱلّر َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ضهُ ْ َ‬
‫ت‬‫ت َقـٰن َِتـٰ ٌ‬ ‫حـٰ ُ‬ ‫م فَٱل ّ‬
‫صـٰل ِ َ‬ ‫موٰل ِهِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬
‫ما أن َ‬ ‫ض وَب ِ َ‬ ‫م ع َلىٰ ب َعْ ٍ‬ ‫ب َعْ َ‬
‫ن‬ ‫شوَزهُ ّ‬ ‫ن نُ ُ‬ ‫خاُفو َ‬‫لـِتى ت َ َ‬ ‫ه وَٱل ّ ٰ‬ ‫ظ ٱ لل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ِ‬‫ما َ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ت ل ّل ْغَي ْ ِ‬ ‫ف َ‬
‫ظـٰ ٌ‬ ‫حـ ِ‬‫َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ن أط َعْن َك ُ ْ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫ضرُِبوهُ ّ‬‫جِع وَٱ ْ‬ ‫ضا ِ‬‫م َ‬ ‫ن ِفى ٱل ْ َ‬ ‫جُروهُ ّ‬ ‫ن وَٱهْ ُ‬ ‫ظوهُ ّ‬ ‫فَعِ ُ‬
‫ن ع َل ِّيا ك َِبيًرا{ ]النساء‪.[34:‬‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ن ٱ لل ّ َ‬ ‫سِبيل ً إ ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫فَل َ ت َب ُْغوا ْ ع َل َي ْهِ ّ‬
‫يتصّيد أعداء السلم من قوله تعالى في هذا النص القرآني‪:‬‬
‫ة ينتقدون بها تعاليم السلم وأحكامه ليضّلوا‬ ‫ن{ شبه ً‬ ‫ضرُِبوهُ ّ‬ ‫}وَٱ ْ‬
‫بها الجيال الناشئة من فتيان المسلمين وفتياتهم]‪.[10‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬لما اقتضت الحكمة أن يكون الرجل هو القّيم على زوجته‬
‫ل منهما حقوق على الخر‬ ‫ضا أن يكون لك ّ‬ ‫ي أمرها اقتضت أي ً‬ ‫وول ّ‬
‫وواجبات نحوه‪.‬‬
‫ومن حقوق الزوج على زوجته أن ل تكون ناشًزا خارجة عن‬
‫طاعته ما لم يأمرها بما فيه معصية لله‪ ،‬أو هضم لحقوقها التي‬
‫شرفها الله لها‪.‬‬
‫سسة اجتماعية ل بد ّ أن يكون في يد صاحب المر فيها‬ ‫وأية مؤ ّ‬
‫م هذه المؤسسة حتى ل تتعّرض للفوضى‪،‬‬ ‫وسائل يضبط بها نظا َ‬
‫كك والنحلل‪.‬‬ ‫فالفساد‪ ،‬فالتف ّ‬
‫وأبرز عناصر وحدة مؤسسة اجتماعية إنما هو عنصر طاعة‬
‫أعضائها لصاحب المر فيها‪ ،‬والخروج عن هذه الطاعة نشوز‬
‫سسة منحلة أو في حكم المنحّلة‪.‬‬ ‫يجعل المؤ ّ‬
‫ولما كان في طبائع الناس نزوع إلى التحّرر من قيود الطاعة‬
‫كانت المؤسسات الجتماعية النسانية عرضة للنحلل والتفكك‬
‫باستمرار مالم تهيمن على أفرادها الضوابط الجتماعية المعنوية‬
‫والمادية‪ ،‬ومن الضوابط الجتماعية التي تصون وحده الجماعة‬
‫وسائل التربية والتأديب التي تسمح بها العراف النسانية‬
‫الكريمة‪.‬‬
‫وقد أرشدت الحكمة النظرية والتطبيقية الناس إلى استخدام‬
‫طائفة من وسائل التربية والتأديب‪ ،‬وهي تتفاوت فيما بينها رغبة‬
‫دة‪.‬‬‫قا وش ّ‬ ‫ورهبة‪ ،‬ورف ً‬
‫ويختار بعض أولي المر أسلوب العنف والقسوة فيفشلون‪،‬‬
‫ويختار بعضهم أسلوب الرفق واللين باستمرار فيتطاول عليهم‬
‫الباغون المنحرفون‪ ،‬فينزعون منهم سلطانهم‪.‬‬
‫أما الحكماء العقلء فيستخدمون الوسائل كلها‪ ،‬إل أنهم يضعون‬
‫كل ً منها في موضعه‪ ،‬وبذلك يسلم لهم المر‪ ،‬وهذا ما أرشد إليه‬
‫السلم أولياء المور بشكل عام]‪.[11‬‬
‫‪ -2‬لقد أرشد السلم إلى استخدام وسائل التربية والتأديب‬
‫الحكيمة‪ ،‬وجعلها على مراحل‪:‬‬
‫المرحلة الولى‪ :‬الموعظمة‪ ،‬ولها درجات كثيرة‪ ،‬تبدأ بمعاريض‬
‫القول والشارات الخفيفة والتلويح‪ ،‬ثم ترتقي إلى لفت النظر‬
‫والتنبيه والتصريح مع الرفق في الموعظة‪ ،‬ثم التصريح‬
‫المصحوب بشيء من العنف‪ ،‬ثم الزجر والتعنيف‪ ،‬وأخيًرا قد‬
‫تصل درجة التوبيخ والنذار‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬الهجر في المضطجع‪ ،‬وهو أبلغ أنواع الهجر‬
‫ب ليس بالهين على زوجة عاقلة حريصة على زوجها‪،‬‬ ‫وعقا ٌ‬
‫وللهجر في المضطجع درجات بعضها أقسى من بعض‪ ،‬يعرفها‬
‫العقلء الحكماء من الرجال‪ .‬وجعل السلم الهجر ل يزيد على‬
‫ر{‬ ‫ص أ َْرب َعَةِ أ َ ْ‬
‫شه ُ ٍ‬ ‫م ت ََرب ّ ُ‬
‫سائ ِهِ ْ‬
‫من ن ّ َ‬ ‫ن ِ‬‫ن ي ُؤ ُْلو َ‬
‫ذي َ‬‫أربعة أشهر‪} :‬ل ّل ّ ِ‬
‫]البقرة‪ ،[226:‬وبعد ذلك إما أن يعودوا إلى معاشرتهن‪ ،‬وإما أن‬
‫يكون لزوجاتهم الحقّ بأن يطالبن بالفراق‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرتبة الضرب غير المبّرح الذي ل يصل إلى أدنى‬
‫الحدود الشرعية‪.‬‬
‫جه لها أشد ّ درجات الموعظة فل‬ ‫فغالب الظن أن أي امرأة تو ّ‬
‫ضا‪ ،‬إل أن تكون‬ ‫جر أبلغ أنواع الهجر فل تستقيم أي ً‬ ‫تستقيم ثم ته َ‬
‫مبّلدة الحس سّيئة العشيرة كريهة الطبع‪ ،‬فهي تستحقّ التأديب‬
‫بالضرب‪ ،‬أو أن تكون كارهة تبغي الفراق لكن ل تصّرح به لغرض‬
‫في نفسها‪ ،‬فإذا كانت كارهة راغبة في الفراق فإن لديها من‬
‫الوسائل ما يبلغها مرادها دون أن تكاره الزوج بالنشوز‬
‫ما في نفسها منذ استخدام‬ ‫والعصيان‪ ،‬ويمكنها أن تعرب ع ّ‬
‫المرتبة الولى والثانية‪.‬‬
‫أما إذا لم تعلن رغبتها بمفارقته فالظاهر من أمرها أنها امرأة إما‬
‫أن تكون ممن يصلحهن الضرب‪ ،‬أو أن يكون نصيبها الفراق‪ ،‬إل‬
‫أن إهانتها بالفراق ووسمها بأنها امرأة ل تصلح للمعاشرة الزوجية‬
‫أقسى عليها وأشد ّ من إهانتها بالضرب غير المبرح]‪.[12‬‬
‫ب النفسية قد دلت أن بعض‬ ‫‪ -3‬بالضافة إلى ذلك فإن التجار َ‬
‫الناس مصابون بانحراف نفسي غريب المزاج‪ ،‬يلذ لهم أن يتلقوا‬
‫معاملة قاسية مؤلمة جسدية أو نفسية‪ ،‬فل يطيب مزاجهم ول‬
‫يعتدلون إل بالضرب أو ما يشبهه من مؤلمات‪ ،‬وأكثر ما يكون هذا‬
‫اللون من النحارف في صنف النساء‪ ،‬ويطلق عليه علماء النفس‬
‫اسم )الماسوشزم(]‪.[13‬‬
‫‪ -4‬إن وجود َ التشريع الذي يأذن للزوج بتأديب زوجته بالضرب في‬
‫آخر المراحل ل يعني أن هذا السلح سيستخدمه كل زوج‪،‬‬
‫دبة بآداب السلم ل تعرف في حياتها الهجر‬ ‫فمعظم السر المؤ ّ‬
‫في المضاجع فضل ً عن الضرب‪ ،‬لن التربية السلمية العامة‬
‫للرجال والنساء متى ما استوفت شروطها فل بد أن تجعل السر‬
‫السلمية في وضع من الوئام والتفاهم والود ل يسمح بأكثر من‬
‫استخدام الدرجات الخفيفة من درجات الموعظة التي يشترك‬
‫فيها كل من الزوجين]‪.[14‬‬
‫الشبهة الرابعة‪ :‬نقصان العقل والدين‪:‬‬
‫زعموا أن السلم أهان المرأة وجعلها ناقصة عقل ودين‪ ،‬وجعل‬
‫شهادة نصف شهادة الرجل‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬ورد هذا الكلم في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‬
‫قال‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو في‬
‫فطر إلى المصلى‪ ،‬فمر على النساء فقال‪)) :‬يا معشر النساء‪،‬‬
‫تصدقن فإني ريتكن أكثر أهل النار((‪ ،‬فقلن‪ :‬وبم يا رسول الله؟‬
‫قال‪)) :‬تكثرن اللعن وتكفرن العشير‪ ،‬ما رأيت من ناقصات عقل‬
‫ب الرجل الحازم من إحداكن((‪ ،‬قلن‪ :‬وما نقصان‬ ‫ودين أذهب لل ّ‬
‫ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال‪)) :‬أليس شهادة المرأة مثل‬
‫نصف شهادة الرجل؟!(( قلن‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪)) :‬فذلك من نقصان‬
‫عقلها‪ .‬أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟!(( قلن‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫))فذلك من نقصان دينها((]‪.[15‬‬
‫قال الشيخ عبد العزيز بن باز‪" :‬بين عليه الصلة والسلم أن‬
‫نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة‬
‫امرأة أخرى؛ وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى فتزيد‬
‫ن‬ ‫دوا ْ َ‬
‫شِهيد َي ْ ِ‬ ‫شه ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬
‫في الشهادة أو تنقصها كما قال سبحانه‪} :‬وَٱ ْ‬
‫ل وٱ َ‬ ‫كوَنا َر ُ َ‬
‫ن‬‫ضو ْ َ‬‫من ت َْر َ‬‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫مَرأَتا ِ‬‫ج ٌ َ ْ‬ ‫ن فََر ُ‬ ‫جلي ْ ِ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م فَِإن ل ّ ْ‬‫جال ِك ُ ْ‬
‫من ّر َ‬‫ّ‬
‫خَرىٰ{‬ ‫ما ٱل ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫داهُ َ‬
‫ح َ‬
‫ما فت ُذكَر إ ِ ْ‬ ‫داهُ َ‬‫ح َ‬
‫ضل إ ْ‬ ‫داء أن ت َ ِ‬ ‫ن ٱلش ه َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫]البقرة‪.[282:‬‬
‫وأما نقصان دينها فلنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلة‬
‫وتدع الصوم ول تقضي الصلة‪ ،‬فهذا من نقصان الدين‪ ،‬ولكن هذا‬
‫النقص ليست مؤاخذة عليه‪ ،‬وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز‬
‫قا بها وتيسيًرا عليها‪...‬‬ ‫وجل هو الذي شرعه عز وجل رف ً‬
‫ول يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء ونقص دينها‬
‫في كل شيء‪ ،‬وإنما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقص‬
‫دينها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلة والصوم في حال‬
‫ضا دون الرجل في‬ ‫الحيض والنفاس‪ ،‬ول يلزم من هذا أن تكون أي ً‬
‫كل شيء وأن الرجل أفضل منها في كل شيء‪ ،‬نعم جنس‬
‫الرجل أفضل من جنس النساء في الجملة‪ ،‬لكن قد تفوقه في‬
‫بعض الحيان في أشياء كثيرة‪ ،‬فكم لله من امرأة فوق كثير من‬
‫الرجال في عقلها ودينها وضبطها‪ ،‬وإنما ورد عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي‬
‫الدين من هاتين الحيثيتين اللتين بينهما النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫وقد تكثر منها العمال الصالحة فتربو على كثير من الرجال في‬
‫عملها الصالح وفي تقواها لله عز وجل وفي منزلتها في الخرة‪،‬‬
‫طا كثيًرا أكثر‬ ‫وقد تكون لها عناية في بعض المور فتضبطها ضب ً‬
‫من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها‬
‫وتجتهد في حفظها وضبطها‪ ،‬فتكون مرجًعا في التاريخ السلمي‬
‫مل أحاول النساء في عهد‬ ‫وفي أمور كثيرة‪ ،‬وهذا واضح لمن تأ ّ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك"]‪.[16‬‬
‫‪ -2‬أما أن شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل فقد جاء‬
‫َ‬
‫ما فَت ُذ َك َّر‬
‫داهُ َ‬ ‫ل إْ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ض ّ‬ ‫معلل في النص القرآني بقوله تعالى‪} :‬أن ت َ ِ‬
‫خَرىٰ{ ]البقرة‪ ،[282:‬والضلل هنا ينشأ من أسباب‬ ‫ما ٱل ْ‬
‫داهُ َ‬
‫ح َ‬
‫إِ ْ‬
‫كثيرة‪ ،‬فقد ينشأ من قلة خبرة المرأة بموضوع التعاقد‪ ،‬مما‬
‫يجعلها ل تستوعب كل دقائقه وملبساته‪ ،‬ومن ثم ل يكون من‬
‫الوضوح في عقلها بحيث تؤدي عنه شهادة دقيقة عند القتضاء‪،‬‬
‫فتذكرها الخرى بالتعاون مًعا على تذكر ملبسات الموضوع كّله‪.‬‬
‫وقد ينشأ من طبيعة المرأة النفعالية‪ ،‬فإن وظيفة المومة‬
‫ما‪ ،‬يستدعي أن‬ ‫العضوية تستدعي مقابل ً نفسًيا في المرأة حت ً‬
‫تكون المرأة شديدة الستجابة الوجدانية النفعالية لتلبية مطالب‬
‫طفلها بسرعة وحيوية ل ترجع فيهما إلى التفكير البطيء‪ ،‬وذلك‬
‫من فضل الله على المرأة وعلى الطفولة‪ ،‬وهذه الطبيعة ل‬
‫تتجزأ‪ ،‬فالمرأة شخصية موحدة هذه طابعها حين تكون امرأة‬
‫سوية‪ ،‬بينما الشهادة على التعاقد في مثل هذه المعاملت في‬
‫حاجة إلى تجرد كبير من النفعال‪ ،‬ووقوف عند الوقائع بل تأثير‬
‫ول إيحاء‪ ،‬ووجود امرأتين فيه ضمانة أن تذكر إحداهما الخرى إذا‬
‫انحرفت مع أي انفعال‪ ،‬فتتذكر وتفيء إلى الوقائع المجردة]‪.[17‬‬
‫دم هو بالنسبة للشهادة على الحقوق المالية‪ ،‬أما في‬ ‫‪ -3‬وما تق ّ‬
‫المور الخرى التي يضعف فيها تدخل العواطف النسانية فإن‬
‫شهادة المرأة فيها مثل شهادة الرجل‪ ،‬وذلك حينما يكون العتماد‬
‫على مجرد الذكاء والحفظ‪ ،‬ومن أجل ذلك قبلت التعاليم‬
‫السلمية رواية المرأة لنصوص الشريعة وأخبارها في التاريخ‬
‫ضا شهادة المرأة‬ ‫والعلوم‪ ،‬وساوتها في ذلك بالرجل‪ ،‬وقبلت أي ً‬
‫الواحدة في إثبات الولدة والرضاع‪ ،‬وجعلتها مثل شهادة الرجل‪،‬‬
‫إلى غير ذلك من أمور يضعف فيها تدخل العواطف النسانية]‬
‫‪.[18‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫]‪ [1‬المرأة المسلمة أمام التحديات لحمد الحصين )‪.(232‬‬
‫]‪ [2‬حراسة الفضيلة )‪ (17-15‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [3‬حراسة الفضيلة )‪.(23‬‬
‫]‪ [4‬المرأة وكيد العداء‪ .‬د‪ /‬عبد الله بن وكيل الشيخ )‪،(22‬‬
‫وللتوسع انظر‪ :‬المرأة المسلمة‪ ،‬للشيخ وهبي غاوجي )‪.(48-32‬‬
‫]‪ [5‬أجنحة المكر الثلثة لعبد الرحمن حسن حبنكة الميداني )‬
‫‪.(601 ،597‬‬
‫]‪ [6‬أجنحة المكر الثلثة )‪ (600-559‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [7‬أجنحة المكر الثلثة )‪.(600‬‬
‫]‪ [8‬أجنحة المكر الثلثة )‪.(600‬‬
‫]‪ [9‬السلم في قفص التهام‪ ،‬شوقي أبو خليل )‪.(235‬‬
‫]‪ [10‬أجنحة المكر الثلثة )‪.(602‬‬
‫]‪ [11‬أجنحة المكر الثلثة )‪.(603‬‬
‫]‪ [12‬أجنحة المكر الثلثة )‪ (605-603‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [13‬أجنحة المكر الثلثة )‪.(606‬‬
‫]‪ [14‬أجنحة المكر الثلثة )‪.(606‬‬
‫]‪ [15‬أخرجه البخاري في الحيض‪ ،‬باب ترك الحائض الصوم )‬
‫‪ ،(304‬وأخرجه مسلم ف اليمان )‪ (80‬بمعناه‪.‬‬
‫]‪ [16‬مجموع فتاوى ومقالت متنوعة )‪.(293-4/292‬‬
‫]‪ [17‬في ظلل القرآن )‪.(1/336‬‬
‫]‪ [18‬أجنحة المكر الثلثة )‪ (597‬باختصار‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬موقع المنبر‬
‫===================‬
‫ثالًثا‪ :‬تعليم‬
‫الشبهة الولى‪ :‬السلم ل يشجع تعليم المرأة‪:‬‬
‫جع‬ ‫يموه بعض المغرضين ويزعم بعض الجاهلين أن السلم ل يش ّ‬
‫ضل أن تبقى جاهلة أو أقرب إلى‬ ‫على تعليم المرأة‪ ،‬وأنه يف ّ‬
‫الجهل]‪.[1‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن أول ما بدئ به من الوحي قول الله لرسوله محمد صلى‬
‫ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫سـ َ‬‫لن َ‬‫خل َقَ ا ِ‬‫خل َقَ * َ‬ ‫ذى َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫سم ِ َرب ّ َ‬ ‫الله عليه وسلم‪} :‬اقَْرأ ِبا ْ‬
‫ع َل َق * اقْرأ ْ ورب ّ َ َ‬
‫ما ل َ ْ‬
‫م‬ ‫ن َ‬ ‫سـ َ‬‫لن َ‬‫ما ِ‬‫قل َم ِ * ع َل ّ َ‬‫م ِبال ْ َ‬ ‫ذى ع َل ّ َ‬ ‫م * ال ّ ِ‬ ‫ك الك َْر ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ٍ‬
‫م{ ]العلق‪.[5-1:‬‬ ‫ي َعْل َ ْ‬
‫ولقد بدأ الوحي بالمر بالقراءة لنها أهم وسائل تثبيت المعرفة‬
‫ومتابعة حلقاتها‪ ،‬والقراءة إنما تكون بعد الكتابة‪ ،‬ومن أجل ذلك‬
‫أظهر الله منته على عباده إذ علم بالقلم‪ ،‬فعلم النسان ـ كل‬
‫النسان بشطريه الذكر والنثى ـ ما لم يعلم‪.‬‬
‫وهذه الدعوة التي دعا الله بها النسان إلى العلم منذ اللحظات‬
‫الولى التي بدأ بها إنزال تعاليم السلم أكبر برهان يدل على‬
‫التسوية التامة بين شطري النسان الذكر والنثى في ميدان‬
‫دعوتهما إلى العلم والمعرفة]‪.[2‬‬
‫‪ -2‬وقد حرص السلم كل الحرص على تعليم المرأة ما تكون به‬
‫عنصَر صلح وإصلح في مجتمع إسلمي متطور إلى الكمال‪،‬‬
‫متقدم إلى القوة والمجد‪ ،‬آمن مطمئن سعيد‪ .‬ولتحقيق هذا‬
‫الهدف حرص على اشتراكها في المجامع السلمية العامة‬
‫الكبرى منها والصغرى‪ ،‬فأذن لها بحضور صلة الجماعة‪ ،‬وأن‬
‫تشهد صلة الجمعة وخطبتها‪ ،‬ورغبها في أن تشهد صلة العيد‬
‫وخطبتها حتى ولو كانت في حالة العذر المانع لها من أداء‬
‫الصلة‪ ،‬وأمرها بالحج والعمرة‪ ،‬وحثها على حضور مجالس العلم‪،‬‬
‫وخاطب الله النساء بمثل ما خاطب به الرجال‪ ،‬وجعلهن‬
‫صا‬‫مندرجات في عموم خطاب الرجال في معظم الحوال حر ً‬
‫على تعليمهن وتثقيفهن وتعريفهن أمور دينهن ومشاركتهن في‬
‫القضايا العامة]‪.[3‬‬
‫ما‬
‫وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصص للنساء أيا ً‬
‫يجتمعن فيها‪ ،‬ويعلمهن مما علمه الله‪ ،‬إضافة إلى اليام التي‬
‫يحضرن فيها مع الرجال‪ ،‬ليتزودن من العلم ما يخصهن ويتعلق‬
‫بشؤونهن مما ينفردن به عن الرجال بمقتضى تكوينهن الجسدي‬
‫والنفسي‪.‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‪ :‬جاءت امرأة رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فقالت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ذهب الرجال‬
‫ما نأتيك فيه‪ ،‬تعلمنا مما علمك‬ ‫بحديثك‪ ،‬فاجعل لنا من نفسك يو ً‬
‫الله‪ ،‬قال‪)) :‬اجتمعن يوم كذا وكذا((‪ ،‬فاجتمعن فأتاهن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله الحديث]‪.[4‬‬
‫وثبت أن الشفاء بنت عبد الله المهاجرة القرشية العدوية عّلمت‬
‫حفصة أم المؤمنين الكتابة بإقرار من رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم]‪ ،[5‬وهذه أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله‬
‫عنهما كانت من أفقه نساء العالم‪ ،‬كثيرة الحديث عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -4‬والتاريخ السلمي حافل بأخبار نساء المسلمين اللتي بلغن‬
‫من العلم درجة رفيعة ومكانة عالية‪ ،‬فكان منهن الديبات‬
‫والشاعرات والفقيهات‪ .‬فهذه زبيدة زوجة هارون الرشيد كانت‬
‫عالمة‪ .‬وكريمة بنت محمد المروزية جاورت بمكة‪ ،‬وروت صحيح‬
‫البخاري‪ ،‬وكانت نابغة في الفهم والنباهة وحدة الذهن بحيث‬
‫يرحل إليها أفاضل العلماء‪ .‬وزينب بنت أبي القاسم كانت عالمة‪،‬‬
‫أدركت جماعة من أعيان العلماء وأخذت عنهم‪ ،‬وأجازها أبو‬
‫القاسم محمود بن عمر الزمخشري والمؤرخ ابن خلكان‪.‬‬
‫وعائشة بنت محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد ابن قدامة‬
‫المقدسي‪ ،‬سمعت صحيح البخاري على حافظ العصر المعروف‬
‫بالحجار‪ ،‬وروى عنها الحافظ ابن حجر‪ ،‬وانفردت في آخر عمرها‬
‫بعلم الحديث‪ .‬وذكر عبد الواحد المراكشي أنه كان بالربض‬
‫الشرقي في قرطبة ‪ 470‬امرأة كلهن يكتب المصاحف بالخط‬
‫الكوفي‪ .‬وغير هذا كثير‪.‬‬
‫فلم يكن السلم مانًعا لتعلم المرأة وتقدمها في حضارة الحياة‬
‫فا في حقها ومهيًنا لكرامتها]‪.[6‬‬‫العلمية والعملية‪ ،‬ولم يكن مجح ً‬
‫الشبهة الثانية ‪ :‬نصوص نهي المرأة عن التعلم‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬إن من المرويات عن عندكم حديث عائشة رضي الله عنها‬
‫مرفوعا‪)) :‬ل تنزلوهن الغرف‪ ،‬ول تعلموهن الكتابة‪ ،‬وعلموهن‬
‫المغزل وسورة النور((]‪.[7‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫دة وهنه لن في‬ ‫هذا الحديث قد تلكم العلماء في بيان ضعفه وش ّ‬
‫سنده محمد بن إبراهيم الشامي‪ .‬قال ابن الجوزي‪" :‬هذا الحديث‬
‫ل يصح‪ ،‬محمد بن إبراهيم الشامي كان يضع الحديث"]‪ .[8‬ونقل‬
‫الذهبي عن الدارقطني تكذيبة]‪ .[9‬وقال ابن حجر‪" :‬منكر‬
‫الحديث"]‪ .[10‬وقال شمس الحق العظيم آبادي‪" :‬هو منكر‬
‫الحديث ومن الواضاعين"]‪.[11‬‬
‫وأما تصحيح الحاكم للرواية التي أخرجها فقد تعقبه الحافظ ابن‬
‫حجر بقوله‪" :‬بل عبد الوهاب بن الضحاك متروك‪ ،‬وقد تابعه‬
‫محمد بن إبراهيم الشامي عن شعيب بن إسحاق‪ ،‬وإبراهيم رماه‬
‫ابن حبان بالوضع"]‪.[12‬‬
‫وقال شمس الحق آبادي‪" :‬وأحاديث النهي عن الكتابة كلها من‬
‫دا منها‪ ،‬ما عدا‬
‫الباطيل والموضوعات ولم يصحح العلماء واح ً‬
‫الحاكم الحافظ أبا عبد الله‪ ،‬وتساهله في التصحيح معروف‪،‬‬
‫ضا صحح‬ ‫وتصحيحه متعقب عليه‪ ...‬ومن قال‪ :‬إن البيهقي أي ً‬
‫حديث النهي وتبعه جلل الدين السيوطي فهذا افتراء عظيم على‬
‫البيهقي والسيوطي"‪.‬‬

‫إلى أن قال‪" :‬وخلصة الكلم أنه ل ريب في جواز تعليم الكتابة‬


‫للنساء البالغات المشتهيات بواسطة النساء الخريات أو بواسطة‬
‫محارمهن‪ ،‬أما البنات غير البالغات وغير المشتهيات فيتعلمن‬
‫ممن شئن‪.‬‬
‫وليست الكتابة سبًبا للفتتان لنها إن كانت سبًبا للفتنة لما أباحها‬
‫سّيا{ ]مريم‪ ،[64:‬والتي تصاب بفتنة‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ك نَ ِ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫الشارع‪} ،‬وَ َ‬
‫إنما تصاب بأمر غير الكتاب"]‪.[13‬‬
‫قال الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود‪" :‬أما ما يذكر من نهي‬
‫النساء عن الكتابة فإن الحديث مكذوب على رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬وقد حقق العلماء بطلنه فسقط الحتجاج به‪.‬‬
‫وقول الحق هو أن المرأة كالرجل في تعلم الكتابة والقراءة‬
‫والمطالعة في كتب الدين والخلق وقوانين الصحة والتدبير‬
‫وتربية العيال ومبادئ العلوم والفنون‪ ،‬من العقائد الصحيحة‬
‫والتفاسير والسير والتاريخ وكتب الحديث والفقه‪ ،‬كل هذا حسن‬
‫في حقها‪ ،‬تخرج به عن حضيض جهلها‪ ،‬ول يجادل في حسنه‬
‫عاقل‪ ،‬مع اللتزام بالحشمة والصيانة وعدم الختلط بالرجال‬
‫الجانب"]‪.[14‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫]‪ [1‬أجنحة المكر الثلثة )‪.(586‬‬
‫]‪ [2‬أجنحة المكر الثلثة )‪ (587-586‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [3‬أجنحة المكر الثلثة )‪.(588‬‬
‫]‪ [4‬أخرجه البخاري في العلم‪ ،‬باب‪ :‬هل يجعل للنساء يوم على‬
‫حدة في العلم؟ )‪ ،(101‬ومسلم في البر والصلة )‪.(2634‬‬
‫]‪ [5‬أخرجه أحمد )‪ ،(6/372‬وأبو داود في الطب‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء‬
‫في الرقى )‪ ،(3887‬والحاكم )‪ (57-4/56‬وصححه‪ ،‬ووافقه‬
‫الذهبي واللباني في السلسلة الصحيحة )‪ ،(178‬وهو في صحيح‬
‫سنن أبي داود )‪.(3291‬‬
‫]‪ [6‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪(64 ،62‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [7‬أخرجه الطبراني في الوسط )‪ ،(6/34‬والحاكم في‬
‫المستدرك )‪ ،(2/396‬والبيهقي في الشعب )‪ ،(2/477‬وقال‬
‫الحاكم‪" :‬صحيح السناد"‪.‬‬
‫]‪ [8‬انظر‪ :‬عقود الجمان في جواز تعليم الكتابة للنسوان‪ ،‬لبي‬
‫الطيب شمس الحق آبادي )‪.(22‬‬
‫]‪ [9‬ميزان العتدال )‪.(4/445‬‬
‫]‪ [10‬تقريب التهذيب )‪.(2/141‬‬
‫]‪ [11‬عقود الجمان في جواز تعليم الكتابة للنسوان )‪.(22‬‬
‫]‪ [12‬انظر‪ :‬عقود الجمان )‪.(24‬‬
‫]‪ [13‬عقود الجمان )‪.(36 ،34‬‬
‫]‪ [14‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(65-64‬‬
‫المصدر ‪ :‬موقع المنبر‬
‫=================‬
‫عا‪ :‬العمل‬‫راب ً‬
‫الشبهة الولى‪ :‬دعوى وجوب عمل المرأة لنها نصف المجتمع‪:‬‬
‫يقول المنادون بتحرير المرأة‪ :‬يجب أن تشتغل المرأة لنها نصف‬
‫المجتمع‪ ،‬وحتى يكمل النصف الخر‪ ،‬فتزداد الثروة الوطنية‪،‬‬
‫ل لحركتها‬‫وحبسها بين أربعة جدران فيه هدر لكرامتها وش ّ‬
‫وتعطيل لطاقاتها ولنتاجها العلمي والعملي والفكري]‪.[1‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬ل ينازع أحد يفقه أحكام السلم في أن عقود المرأة‬
‫وتصرفاتها التجارية صحيحة منعقدة ل تتوقف على إجازة أحد من‬
‫ولي أو زوج‪ .‬ول ينازع أحد في أن المرأة إذا لم تجد من يعولها‬
‫من زوج أو أقرباء ولم يقم بيت المال بواجبه نحوها أنه يجوز لها‬
‫أن تعمل لتكسب قوتها]‪.[2‬‬
‫‪ -2‬إن المرأة ـ بوجه عام ـ في السلم ل يصح أن تكلف بالعمل‬
‫لتنفق على نفسها‪ ،‬بل على ولي أمرها من أب أو زوج أو أخ أو‬
‫غيرهم أن يقوم بالنفاق عليها لتتفّرغ لحياة الزوجية والمومة‪،‬‬
‫وآثار ذلك واضحة في انتظام شؤون البيت والشراف على تربية‬
‫الولد وصيانة المرأة من عبث الرجال وإغرائهم وكيدهم‪ ،‬لتظل‬
‫لها سمعتها الكريمة النظيفة في المجتمع]‪.[3‬‬
‫‪ -3‬راعى السلم طبيعة المرأة وما فطرت عليه من استعدادات‪،‬‬
‫وقد أثبتت الدراسات الطبية المتعددة أن كيان المرأة النفسي‬
‫والجسدي قد خلقه الله على هيئة تخالف تكوين الرجل‪ .‬وقد‬
‫أثبت العلم أن الخلف شديد بين الرجل والمرأة ابتداء من‬
‫الخلّية‪ ،‬وانتهاء بالنسجة والعضاء؛ إذ ترى الخلف في الدم‬
‫والعظام وفي الجهاز التناسلي والجهاز العضلي وفي اختلف‬
‫الهرمونات وفي الختلف النفسي كذلك‪ ،‬فنرى إقدام الرجل‬
‫وصلبته مقابل خفر المرأة وحيائها‪ ،‬وجاءت البحاث الحديثة‬
‫لتفضح دعوى التماثل الفكري بين الجنسين‪ ،‬ذلك أن الصبيان‬
‫يفكرون بطريقة مغايرة لتكفير البنات‪ ،‬وتخزين القدرات‬
‫والمعلومات في الدماغ يختلف في الولد عنه في البنت‪ ،‬ودماغ‬
‫الرجل أكبر وأثقل وأكثر تلفيف من دماغ المرأة‪ ،‬وباستطلع‬
‫ص‪ ،‬بينما‬
‫التاريخ نجد أن النابغين في كل فن ل يكاد يحصيهم مح ٍ‬
‫نجد أن النابغات من النساء معدودات في أي مجال من هذه‬
‫المجالت]‪.[4‬‬
‫‪ -4‬إن وظائف المرأة الفسيولوجية تعيقها عن العمل خارج‬
‫المنزل‪ ،‬ويكفي أن ننظر إلى ما يعتري المرأة في الحيض‬
‫والحمل والولدة لنعرف أن خروجها إلى العمل خارج بيتها يعتبر‬
‫تعطيل ً لعملها الصلي ذاته‪ ،‬ويصادم فطرتها وتكوينها البيولوجي‪.‬‬
‫فخلل الحيض مثل ً تتعرض المرأة للم شديدة‪:‬‬
‫أ‪ -‬فتصاب أكثر النساء بآلم وأوجاع في أسفل الظهر وأسفل‬
‫البطن‪.‬‬
‫ب‪ -‬ويصاب أكثرهن بحالة من الكآبة والضيق أثناء الحيض‪ ،‬وتكون‬
‫المرأة عادة متقلبة المزاج سريعة الهتياج قليلة الحتمال‪ ،‬كما‬
‫أن حالتها العقلية والفكرية تكون في أدنى مستوى لها‪.‬‬
‫ح‪ -‬وتصاب بعض النساء بالصداع النصفي قرب بداية الحيض‪،‬‬
‫فتكون اللم مبرحة‪ ،‬تصحبها زغللة في الرؤية‪.‬‬
‫د‪ -‬ويميل كثير من النساء في فترة الحيض إلى العزلة والسكينة‪،‬‬
‫لن هذه الفترة فترة نزيف دموي من قعر الرحم‪ ،‬كما أن المرأة‬
‫تصاب بفقر الدم الذي ينتج عن هذا النزيف‪.‬‬
‫هـ‪ -‬وتصاب الغدد الصماء بالتغير‪ ،‬فتقل إفرازاتها الحيوية الهامة‬
‫للجسم‪ ،‬وينخفض ضغط الدم ويبطؤ النبض‪ ،‬وتصاب كثير من‬
‫النساء بالدوخة والكسل والفتور أثناء فترة الحيض‪.‬‬
‫وأما خلل فترة الحمل والنفاس والرضاع فتحتاج المرأة على‬
‫رعاية خاصة‪ ،‬حيث ينقلب كيانها خلل فترة الحمل فيبدأ الغثيان‬
‫والقيء‪ ،‬وتعطي الم جنينها كل ما يحتاج إليه من مواد غذائية‬
‫مهضومة جاهزة‪ ،‬ويسحب كل ما يحتاج إليه من مواد لبناء جسمه‬
‫ونموه حتى ولو ترك الم شبحا هزيل ً يعاني من لين العظام‬
‫ونقص الفيتامينات وفقر الدم‪.‬‬
‫وتضطرب نفسية الم عادة‪ ،‬وتصاب في كثير من الحيان بالقلق‬
‫والكآبة لذلك يجب أن تحاط بجو من الحنان والبعد عن السباب‬
‫التي تؤدي إلى تأثرها وانفعالها‪ ،‬وتنصح بعدم الجهاد‪ ،‬ويحث‬
‫الطباء المهات على أن يرضعن أولدهن أطول مدة ممكنة‪ ،‬وفي‬
‫أغلب الحوال ل تزيد هذه المدة عن ستة أشهر نتيجة للحياة‬
‫النكدة التي يعيشها النسان في القرن العشرين]‪.[5‬‬
‫‪ -5‬للمرأة في بيتها من العمال ما يستغرق جهدها وطاقتها إذا‬
‫أحسنت القيام بذلك خير قيام‪:‬‬
‫أ‪ -‬فهي مطالبة بتوفير جو الزوجية الندي بالمودة والرحمة‪ ،‬العبق‬
‫ة‬
‫حد َ ٍ‬‫س وٰ ِ‬
‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬‫م ّ‬ ‫خل َ َ‬
‫قك ُ ْ‬ ‫بحسن العشرة ودوام اللفة‪} ،‬هُوَ ٱل ّ ِ‬
‫ذى َ‬
‫ن إ ِل َي َْها{ ]العراف‪.[189:‬‬ ‫سك ُ َ‬
‫جَها ل ِي َ ْ‬
‫من َْها َزوْ َ‬
‫ل ِ‬‫جعَ َ‬
‫وَ َ‬
‫فليست المرأة متعة جسدية يقصد من ورائها الصلة الجنسية‬
‫فحسب‪ ،‬بل هي قبل ذلك وبعده روح لطيفة ونفس شريفة‪ ،‬يصل‬
‫إليها زوجها ينوء كاهله بالعمال‪ ،‬وتتكدر نفسه بما يلقيه في‬
‫ف‪،‬‬ ‫عمله‪ ،‬فما يلبث عندها إل يسيًرا وإذا بكاهله يخف وبنفسه تر ّ‬
‫فتعود إلى سابق عهدها من النس واللطف‪ ،‬والمرأة العاملة إن‬
‫ل من أنه يضعف كثيًرا‪.‬‬ ‫لم ينعدم منها هذا السكن فل أق ّ‬
‫ب‪ -‬وهي مطالبة بالقيام بحق الطفل وحاجاته المتنوعة‪ .‬فهناك‬
‫حاجات عضوية من الجوع والعطش والنظافة‪ ،‬وحاجة إلى المن‬
‫النفسي الناتج من العتدال في النقد‪ ،‬والمحافظة على الطفل‬
‫من عواقب الهمال‪ ،‬وحاجات إلى التقدير الجتماعي بعدم‬
‫الستهجان أو الكراهية وعدم التكليف بما ل يطيق‪ .‬وهناك الحاجة‬
‫إلى اللعب‪ ،‬والحاجة إلى الحرية والستقلل‪.‬‬
‫ج‪ -‬وهي مطالبة بالقيام بشؤون البيت العادية‪ ،‬وهي تستغرق‬
‫دا كبيًرا‪.‬‬ ‫جه ً‬
‫ومن العجيب أن عمل المرأة في البيت يصنف في ضمن العمال‬
‫دا كبيًرا علوة على ساعات طويلة‬ ‫الشاقة‪ ،‬فهو يتطلب مجهو ً‬
‫تتراوح بين ‪ 10‬و ‪ 12‬ساعة يومًيا‪.‬‬
‫فهذه جوانب كبيرة لعمل المرأة في المنزل‪ ،‬ل تستطيع الوفاء‬
‫بها على وجه التمام مع انشغالها الكبير بالعمل]‪.[6‬‬
‫‪ -6‬من الثار السلبية على عمل المرأة وخروجها من بيتها‪:‬‬
‫أ‪ -‬آثار على الطفل‪ :‬إن المرأة العاملة تعود من عملها مرهقة‬
‫متعبة‪ ،‬فل تستطيع أن تتحمل أبناءها‪ ،‬وقد يدفعها ذلك إلى‬
‫حا‪ ،‬حتى انتشرت في الغرب ظاهرة الطفل‬ ‫ضربهم ضرًبا مبر ً‬
‫المضروب‪ ،‬وظهر من إحدى البحوث التي أجريت على نساء‬
‫عاملت أن هناك ‪ 22‬أثًرا تتعلق بصحة الطفل‪ ،‬منها‪ :‬الضطرار‬
‫إلى ترك الطفل مع من ل يرعاه‪ ،‬والمتناع عن إرضاع الطفل‬
‫عا طبيعًيا‪ ،‬ورفض طلبات الطفال في المساعدة على‬ ‫إرضا ً‬
‫استذكار الدروس‪ ،‬وترك الطفل المريض في البيت أحياًنا‪.‬‬
‫إن من أعظم وأخطر أضرار عمل المرأة على طفلها الهمال في‬
‫تربيته‪ ،‬ومن ثم تهيئة الجو للنحراف والفساد‪ ،‬ولقد شاع في‬
‫الغرب عصابات الجرام من مدخني الحشيش والفيون وأرباب‬
‫القتل والغتصاب الجنسي‪ ،‬وأكثرهم نتاج للتربية السيئة أو‬
‫لهمال البوين‪.‬‬
‫ب‪ -‬آثار سلبية على الزوج‪ ،‬ومنها‪ :‬مضايقة الزوج بغيابها عن‬
‫دا فيه‪ ،‬وإثارة أعصابه بالكلم حول‬ ‫البيت عندما يكون متواج ً‬
‫مشكلت عملها مع رؤسائها وزملئها‪ ،‬وتألم الزوج بترك امرأته له‬
‫دا في حالت مرضه الشديد‪ ،‬وقلق الزوج من تأجيل فكرة‬ ‫وحي ً‬
‫إنجاب طفل آخر وغير ذلك‪.‬‬
‫ج‪ -‬آثار سلبية على المجتمع‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬عمل المرأة بدون قيود يساهم مساهمة فعالة في زيادة عدد‬
‫البطالة‪ ،‬فهي بعملها تكسب مال ً قد يضيع فيما ل فائدة فيه‪،‬‬
‫ويحرم من ذلك المال رجل يقوم على نفقة أسرة كاملة‪.‬‬
‫‪ -‬ساهم عمل المرأة مساهمة فعالة في قضية العنوسة‪ ،‬فالمرأة‬
‫التي ترغب العمل ل توافق على زواج قد يقطعها عن الدراسة‬
‫التي هي بريد العمل‪ ،‬وإذا عزفت عن الزواج في السن المبكر‬
‫فربما ل تجد من يتقدم لها بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬الحد من عدد الولد‪ ،‬وذلك أمر طبيعي عند المرأة التي تريد‬
‫العمل وتحتاج إلى الراحة‪ ،‬وقد وجد من دراسة أجريت على ‪260‬‬
‫أسرة عاملة أن ‪ %67.31‬أطفالهن من ‪ ،3-1‬و ‪ %8.46‬أطفالهن‬
‫من ‪ ،6-4‬و ‪ %1.92‬أطفالهن من سبعة فما فوق]‪.[7‬‬
‫‪ -7‬أقوال الغربيين في عمل المرأة ونتائجه‪:‬‬
‫يقول النجليزي سامويل سمايلس]‪" :[8‬إن النظام الذي يقضي‬
‫بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلد فإن‬
‫نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية‪ ،‬لنه هاجم هيكل المنزل‪،‬‬
‫وقوض أركان السرة‪ ،‬ومزق الروابط الجتماعية‪ ،‬فإنه بسلبه‬
‫الزوجة من زوجها والولد من أقاربهم صار بنوع خاص ل نتيجة له‬
‫إل تسفيل أخلق المرأة‪ ،‬إذ وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام‬
‫بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتبرية أولدها والقتصاد‬
‫في وسائل معيشتها‪ ،‬مع القيام بالحتياجات البيتية‪ ،‬ولكن‬
‫المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل‬
‫غير منازل‪ ،‬وأضحت الولد تشب على عدم التربية وتلقى في‬
‫زوايا الهمال‪ ،‬وطفأت المحبة الزوجية‪ ،‬وخرجت المرأة عن كونها‬
‫الزوجة الظريفة القرينة المحبة للرجل‪ ،‬وصارت زميلته في‬
‫العمل والمشاق‪ ،‬وباتت معرضة للتأثيرات التي تمحو ـ غالًبا ـ‬
‫التواضع الفكري والخلقي الذي عليه مدار حفظ ألف معرضة‬
‫للتأثيرات التي تمحو ـ غالًبا ـ التواضع الفكري والخلقي الذي‬
‫عليه‬
‫الشبهة الثانية‪ :‬الحتجاج بزيادة الثروة القومية‪:‬‬
‫يحتج المنادون بوجوب اشتغال المرأة بأن اشتغالها يزيد في‬
‫الثروة القومية للبلد‪ ،‬وأن البلد تخسر كثيًرا بقصر عمل المرأة‬
‫على أعمال البيت‪ ،‬عدا ما فيه من تعويد ٍ على الكسل وقتل وقتها‬
‫بما ل يفيد]‪.[12‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن اشتغال المرأة يؤثر على الحياة القتصادية تأثيًرا سيًئا‪،‬‬
‫باعتبار أن اشتغالها فيه مزاحمة للرجل في ميدان نشاطه‬
‫الطبيعي‪ ،‬مما يؤدي إلى نشر البطالة في صفوف الرجال]‪.[13‬‬
‫‪ -2‬إذا ثبت أن اشتغال المرأة يؤدي إلى بطالة الرجل كان من‬
‫المحتمل أن يكون هذا الرجل الذي زاحمته زوجها أو أباها أو‬
‫أخاها‪ ،‬فأي ربح اقتصادي للسرة إذا كان اشتغال المرأة يؤدي‬
‫إلى بطالة عميدها والمكلف بالنفاق عليها؟!]‪.[14‬‬
‫ما بالمقياس المادي البحت‪،‬‬ ‫ن مصالح الشعوب ل تقاس دائ ً‬ ‫‪ -3‬إ ّ‬
‫فلو فرضنا أن اشتغال المرأة يزيد في الثروة القومية‪ ،‬إل أنه من‬
‫المؤكد أن المة تخسر بذلك خسارة معنوية واجتماعية ل تقدر‪،‬‬
‫تلك هي خسارتها لنسجام السرة وتماسكها‪ ،‬فأي الخسارتين‬
‫أبلغ ضرًرا في المة‪ :‬الخسارة المادية أم الخسارة الجتماعية؟!]‬
‫‪.[15‬‬
‫‪ -4‬هذه النظرة المادية ل تنطبق على واقع حياتنا وحياة‬
‫المجتمعات الخرى حتى في الشيوعية‪ ،‬فهنالك في كل مجتمع‬
‫فئات معطلة عن النتاج المادي‪ ،‬فالجيوش والموظفون ل يزيدون‬
‫في ثروة المة المادية‪ ،‬وقد رضيت كل المم بأن يتفرغ الجيش‬
‫لحماية البلد دون أن تلزمه بالعمل والكسب‪ ،‬فهل يقال‪ :‬إن هذا‬
‫تعطيل للثروة البشرية ويؤدي إلى انخفاض الثروة القومية في‬
‫البلد؟!‬
‫ن حياة الناس ليست كلها تحسب بحساب الربح والخسارة‬ ‫إ ّ‬
‫المادية‪ ،‬فالكرم والشهامة والتضحية والوفاء وبذل العون للخرين‬
‫كل ذلك خسران مادي‪ ،‬لكنه ربح عظيم ل يتخلى عنه الناس‬
‫الشرفاء الذين يعتزون بكرامتهم النسانية‪.‬‬
‫وليست صيانة السرة ورعاية الطفولة وتربية الولد بأقل شأًنا‬
‫في نظر السنان الراقي من تلك القيم الخلقية التي ل تقاس‬
‫بالمقياس المادي البحت]‪.[16‬‬
‫ودها الكسل‬ ‫ما من يقول‪ :‬إن وجود المرأة في البيت يع ّ‬ ‫‪ -5‬أ ّ‬
‫ولذلك تسمن نساؤنا أكثر من الغربيين‪ ،‬فإن هؤلء ل يعرفون‬
‫متاعب البيت وأعماله‪ ،‬وكيف تشكو المرأة من عنائه‪ ،‬فما يمسي‬
‫المساء إل وهي منهوكة القوى‪ ،‬تروح عن نفسها بالجتماع إلى‬
‫جاراتها وصديقاتها‪ .‬والبنت ما دامت في المدرسة فهي تتلقى‬
‫العلم فل يجوز إرهاقها بالعمل معه‪ ،‬وإذا انتهت من المدرسة ل‬
‫تمكث في بيت أبيها وأمها إل بمقدار ما تتهيأ للنتقال إلى بيت‬
‫سا عملية عن أمها في‬ ‫الزوجية‪ ،‬فهي في هذه الحالة تتلقى درو ً‬
‫إدارة البيت‪ ،‬وأعماله وشؤونه‪ ،‬فل يجوز مع ذلك إرهاقها بالعمل‬
‫خارج البيت‪.‬‬
‫فأعمال المرأة في البيت ‪-‬بنًتا كانت أم زوجة‪ -‬ل تقل عن أعمالها‬
‫ق]‬
‫خارج البيت مشقة وعناًء‪ ،‬وكثيًرا ما تكون أكثر مشقة وإرها ً‬
‫‪.[17‬‬
‫الشبهة الثالثة‪ :‬الستعانة بالخادمات في رعاية البيت‪:‬‬
‫يقول دعاة خروج المرأة من بيتها للعمل‪ :‬ما تقولون في المرأة‬
‫إذا أرادت العمل المشروع خارج البيت وجاءت بالخادمة تنوب‬
‫عنها في عمل البيت وحضانة الطفال وتربيتهم؟!]‪.[18‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬يبقى العمل في حقها محظوًرا خارج البيت ما دامت غير‬
‫مضطرة إليه‪ ،‬ول يعفيها من ارتكاب هذا المحظور جلب الخادمة‪،‬‬
‫ول يدفع عنها الخلل بأداء واجباتها في البيت‪ ،‬لن تربية الطفال‬
‫من قبل أمهم وإحاطتهم بعطف المومة وحنانها ل يمكن تحصيله‬
‫عن طريق الخادمات]‪.[19‬‬
‫‪ -2‬قول هذا المعترض يعني أنه ل يقيم وزًنا ول اعتباًرا للخادمات‪،‬‬
‫وأنهن في نظره غير جديرات بالرعاية والهتمام‪ ،‬وأنهن بمنزلة‬
‫أدنى من غيرهن‪ ،‬ومثل هذا النظر غير صحيح ول يجوز‪ ،‬لننا‬
‫عندما نقول بمنع عمل المرأة خارج البيت فهذا القول حكم عام‬
‫وغ‬‫يشمل جميع النساء الخادمات والمخدومات‪ ،‬فكيف نس ّ‬
‫للخادمات العمل خارج بيوتهن وهو محظور عليهن‪ ،‬ونسمح‬
‫للمخدومات في العمل خارج بيوتهن وهو محظور عليهن؟! وهل‬
‫هذا إل من قبيل ارتكاب محظورين للخلص من محظور واحد؟!]‬
‫‪.[20‬‬
‫‪ -3‬وجود الخادمة في البيت أو المربية له آثار سلبية كثيرة على‬
‫الطفال خصوصا وعلى السرة عموم]‪.[21‬‬
‫______________‬
‫]‪ [1‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(96‬‬
‫]‪ [2‬المرأة بين الفقه والقانون للدكتور مصطفى السباعي )‬
‫‪.(170‬‬
‫]‪ [3‬المرأة بين الفقه والقانون )‪.(171‬‬
‫]‪ [4‬المرأة بين الجاهلية والسلم لمحمد الناصر وخولة درويش )‬
‫‪ (226-225‬باختلصار وتصرف يسير‪.‬‬
‫]‪ [5‬المرأة بين الجاهلية والسلم )‪ (227-226‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [6‬تأملت في عمل المرأة د‪ .‬عبد الله بن وكيل الشيخ )‪-22‬‬
‫‪ (26‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [7‬تأملت في عمل المرأة )‪.(45-35‬‬
‫]‪ [8‬وهو من أركان النهضة النجليزية كما قال الدكتور مصطفى‬
‫السباعي رحمه الله‪.‬‬
‫]‪ [9‬انظر‪ :‬المرأة بين الفقه والقانون )‪.(202‬‬
‫]‪ [10‬انظر‪ :‬المرأة بين الفقه والقانون )‪.(178‬‬
‫]‪ [11‬انظر‪ :‬المرأة بين الفقه والقانون )‪.(179‬‬
‫]‪ [12‬المرأة بين الفقة والقانون )‪.(192‬‬
‫]‪ [13‬المرأة بين الفقة والقانون )‪.(193‬‬
‫]‪ [14‬المرأة بين الفقة والقانون )‪.(193‬‬
‫]‪ [15‬المرأة بين الفقة والقانون )‪.(193‬‬
‫]‪ [16‬المرأة بين الفقة والقانون )‪.(195-194‬‬
‫]‪ [17‬المرأة بين الفقة والقانون )‪.(196-195‬‬
‫]‪ [18‬المفصل في أحكام المرأة‪ .‬د‪ .‬عبد الكريم زيدان )‪.(4/266‬‬
‫]‪ [19‬المفصل في أحكام المرأة )‪.(4/266‬‬
‫]‪ [20‬المفصل في أحكام المرأة )‪.(4/266‬‬
‫]‪ [21‬تأملت في عمل المرأة )‪ (39‬وهذه الثار هي نتائج‬
‫دراسات أجريت على منطقة الخليج‬
‫=================‬
‫سا‪ :‬الولية والقيادة‬ ‫خام ً‬
‫الشبهة الولى‪ :‬دعاة التحرير وموقعة الجمل‪:‬‬
‫يقول دعاة تحرير المرأة‪ :‬إن عائشة رضي الله عنها قادت‬
‫الجيش السلمي في موقعة الجمل‪ ،‬وهذا دليل شرعي على أن‬
‫المرأة يجوز لها قيادة الجيوش والجهاد كالرجل‪ ،‬ومن ثم احتج‬
‫دعاة التخريب وطبلوا وزمروا بهذه الحادثة داعين إلى اشتغال‬
‫المرأة بالسياسة والدارة وغيرها]‪.[1‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن عائشة رضي الله عنها لم يرها أحد‪ ،‬لنها كانت في هودج‬
‫وهو الستار الذي يوضع فوق الجمل‪ ،‬فهي ل ُترى ول يسمع‬
‫صوتها من داخل الهودج]‪.[2‬‬
‫‪ -2‬إن عائشة رضي الله عنها لم تقصد بفعلها هذا الشتغال‬
‫بالسياسة وأن تتزعم فئة سياسية‪ ،‬ولم تخرج محاربة ول قائدة‬
‫جيش تحارب‪ ،‬وإنما خرجت رضي الله عنها لتصلح بين فئتين‬
‫متحاربتين‪ ،‬وفعل عائشة رضي الله عنها ليس فيه دليل شرعي‬
‫يصح الستناد عليه‪ ،‬ففعلها هذا اجتهاد منها رضي الله عنها]‪.[3‬‬
‫‪ -3‬وقد أنكر عليها بعض الصحابة هذا الخروج‪ ،‬وفي مقدمتهم أم‬
‫المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها‪ ،‬وكتبت إليها كتاًبا بذلك]‪.[4‬‬
‫وكذلك سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما‪،‬‬
‫فقد نصحا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعدم خروجها من‬
‫بيتها‪ ،‬وأن الرجوع إلى بيتها خير لها من خروجها هذا‪.‬‬
‫وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما نصح أم المؤمنين وأمرها‬
‫بالتزام بيتها وترك الخروج لثأر الصحابي عثمان بن عفان رضي‬
‫الله عنه‪ .‬وكذلك أبو بكرة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما]‬
‫‪.[5‬‬
‫‪ -4‬إذا وجد في التاريخ نساء قدن الجيوش وخضن المعارك فإنهن‬
‫من الندرة والقلة بجانب الرجال ما ل يصح أن يتناسى معه‬
‫طبيعة الجمهرة الغالبة من النساء في جميع عصور التاريخ وفي‬
‫جميع الشعوب]‪.[6‬‬
‫الشبهة الثانية‪ :‬دعوى أن عمر بن الخطاب ولى امرأة‪:‬‬
‫ادعى المنادون بجواز تولي المرأة الحكم والقضاء بما نسب إلى‬
‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه استعمل امرأة ـ وهي‬
‫الشفاء ـ على حسبة السوق]‪.[7‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫قال ابن العربي في هذا الخبر‪" :‬لم يصح‪ ،‬فل تلتفتو إليه‪ ،‬فإنما‬
‫هو من دسائس المبتدعة في الحاديث"]‪.[8‬‬
‫وحاشا عمر أن يعمل عمل ً يخالف فيه سنة رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم وخليفته الول أبا بكر الصديق رضي الله عنه‪ ،‬فإن‬
‫صح الخبر فربما كان المر متعلق بالنساء]‪.[9‬‬
‫الشبهة الثالثة‪ :‬اعتبار النهي للتنزيه‪:‬‬
‫اعتقد البعض أن النهي عن تولي المرأة للمامة والقضاء نهي‬
‫تنزيه‪ ،‬ويعتقد أن توليتها تنفي عمن ولها الفلح فقط‪ ،‬وهذا في‬
‫نظر البعض مسألة سهلة وهينة]‪.[10‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫هذا من المكابرات العظيمة والخطاء الجسيمة‪ ،‬فقول رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪)) :‬لن يفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة((‬
‫من اتصف بهذه الصفة‪ ،‬ومعنى الفلح الفوز‬ ‫نفي لكل الفلح ع ّ‬
‫بالجنة والبقاء فيها ورضا الرب سبحانه وتعالى عن العبد‪ ،‬هذا من‬
‫الناحية الدينية‪ ،‬أما في المور المعاشية فمعناه الظفر المطلوب‬
‫والنجاة من المرهوب‪ .‬فأيّ خسارة للشقياء الذين نفى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم عنهم الفلح؟! وأي نجاح بعد هذا‬
‫يؤملون؟! ولو لم يكن في ذلك خسران إل مخالفة الرسول صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬فقد قال تعالى محذًرا عن مخالفة أمر الرسول‬
‫مرِهِ َأن‬ ‫فون ع َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫خـٰل ِ ُ َ‬
‫ن يُ َ‬ ‫حذ َرِ ٱل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪} :‬فَل ْي َ ْ‬
‫م{ ]النور‪.[11][63:‬‬ ‫َ‬ ‫م عَ َ‬ ‫تصيبهم فتن ٌ َ‬
‫ب أِلي ٌ‬‫ذا ٌ‬ ‫صيب َهُ ْ‬
‫ة أوْ ي ُ ِ‬ ‫ُ ِ َُ ْ ِ َْ‬
‫‪--------------------‬‬
‫]‪ [1‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [2‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [3‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [4‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [5‬انظر تفصيل ذلك في المرأة المسلمة أمام التحديات )‪-109‬‬
‫‪.(111‬‬
‫]‪ [6‬المرأة بين الفقه والقانون )‪.(41‬‬
‫]‪ [7‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء‪ ،‬المين الحاج‬
‫محمد أحمد )‪.(48‬‬
‫]‪ [8‬الجامع لحكام القرآن )‪.(13/183‬‬
‫]‪ [9‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء )‪.(48‬‬
‫]‪ [10‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء )‪.(49‬‬
‫]‪ [11‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء )‪.(50-49‬‬
‫المصدر ‪ :‬موقع المنبر‬
‫================‬
‫سا‪ :‬الختلط‬ ‫ساد ً‬
‫سا‪ :‬الختلط‬ ‫شبهات حول المرأة ‪ ..‬ساد ً‬
‫الشبهة الولى‪ :‬حديث الفارسي‪:‬‬
‫ل بعض دعاة الختلط بين الرجال والنساء بحديث أنس‬ ‫استد ّ‬
‫بن مالك ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬أن جاًرا لرسول الله ‪-‬صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ -‬فارسًيا كان طيب المرق‪ ،‬فصنع لرسول الله ‪-‬صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ -‬ثم جاء يدعوه‪ ،‬فقال‪) :‬وهذه؟( لعائشة‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪،‬‬
‫فقال رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪) :-‬ل(‪ ،‬فعاد يدعوه‪،‬‬
‫فقال رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪) :-‬وهذه؟( قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‬
‫رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪) :-‬ل(‪ ،‬ثم عاد يدعوه‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪) :-‬وهذه؟( قال‪ :‬نعم‪ ،‬في‬
‫الثالثة‪ .‬فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله ]‪.[12‬‬
‫قالوا‪ :‬ففي هذا الحديث تسويغٌ للمسلم أن يصحب زوجته إلى‬
‫المآدب يقيمها جار أو صديق ]‪.[13‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬هذا الحديث ل يدل على أكثر من شيء واحد وهو أن‬
‫رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬اصطحب عائشة معه إلى بيت‬
‫الرجل الفارسي‪ ،‬وهو كما دلت أحاديث كثيرة أخرى على‬
‫اصطحاب الصحابة نساءهم إلى المساجد‪ ،‬وكما دلت أحاديث‬
‫أخرى على زيارة كثير من الصحابة لمهات المؤمنين عامة‬
‫وعائشة ‪-‬رضي الله عنها‪ -‬خاصة‪ ،‬من أجل رواية الحديث أو أخذ‬
‫الفتاوى أو السؤال عن بعض أحوال النبي عليه الصلة والسلم‪.‬‬
‫فأي تعارض بين هذه الدللة التي ل إشكال فيها ول نزاع وبين‬
‫الحكم اللهي القاضي باحتجاب المرأة عن الرجال والمر لهم إذا‬
‫جاؤوا يسألونهن حاجة أن يسألوهن من وراء حجاب؟! ]‪.[14‬‬
‫ما أن يرفض رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬ ‫‪ -2‬أ ّ‬
‫الستجابة لدعوة الفارسي إل أن تصحبه عائشة ‪-‬رضي الله عنها‪-‬‬
‫فشيء ثابت ل إشكال فيه ول منقصة‪ ،‬بل إن فيه الصورة البارزة‬
‫الحية لجميل خلقه ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬مع أهله وعظيم‬
‫رحمته وعاطفته تجاهها‪ ،‬فقد كانت تمر اليام الطويلة ول يوقد‬
‫في بيت رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬نار لطعام‪ ،‬وإّنما‬
‫طعامه وطعام أهله السودان‪ :‬التمر والماء ]‪ ،[15‬أفيترك رسول‬
‫الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬أهله ‪-‬وهي إنما ترضى بالشظف‬
‫أسوة به‪ -‬ليجلس من ورائها إلى مائدة شهية عامرة عند جاره‬
‫الفارسي؟! ما كان خلق رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬
‫ليرضى بذلك‪.‬‬
‫ن عائشة ‪-‬رضي الله‬ ‫ما أن يكون في ذلك ما يدل على أ ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫عنها‪ -‬ذهبت مع رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬متبرجة‬
‫وجلست أمام الفارسي سافرة واختلطت العائلت على نحو ما‬
‫يتم اليوم فهو شيء ل دللة عليه‪ ،‬وحمل الحديث على هذا‬
‫المعنى كحمل الشرق على أن يولد من داخله الغرب ]‪.[16‬‬
‫الشبهة الثانية‪ :‬حديث زوجة أبي أسيد الساعدي‪:‬‬
‫ما عرس أبو‬ ‫عن سهل بن سعد ‪-‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪ :‬ل ّ‬
‫أسيد الساعدي دعا النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬وأصحابه‪ ،‬فما‬
‫ما ول قربه إليهم إل امرأته أم أسيد‪ ،‬بّلت تمرات‬ ‫صنع لهم طعا ً‬
‫ما فرغ النبي ‪-‬صلى الله‬ ‫في تور ]‪ [17‬من حجارة من الليل‪ ،‬فل ّ‬
‫عليه وسلم‪ -‬من الطعام أماثته له ]‪ ،[18‬فسقته تتحفه بذلك ]‬
‫‪.[19‬‬
‫قالوا‪ :‬فالحديث يدل على أّنه يسوغ للمسلم أن يدع زوجته‬
‫تستقبل ضيوفه وأن تشرف بنفسها على تكريمهم‪ ،‬وأن هذا ليس‬
‫مما يأباه السلم ]‪.[20‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬لقد علم الفقهاء وعلماء المسلمين جميًعا أّنه ل ضير في‬
‫أن تتقدم المرأة ِبسرتها السلمي الكامل فتقدم إلى ضيوف في‬
‫ما أو شراًبا تكرمهم به وزوجها أو قريبها جالس‪ .‬وهذا‬ ‫دارها طعا ً‬
‫هو الذي وقع من امرأة أبي أسيد في حفل عرسه‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن‬
‫ن محل ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب‬ ‫يدعوه‪ ،‬ول يخفى أ ّ‬
‫عليها من الستر" ]‪.[21‬‬
‫وليس كثيًرا في حفل يحضره رسول الله ‪-‬صلى الله عليه‬
‫وسلم‪-‬أن تكرم العروس مقدم رسول الله ‪-‬صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،-‬فتتولى بنفسها إكرام رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬
‫وتقديم الضيافة إليه‪ ،‬وليس في ذلك ما يشينها‪ ،‬كما أّنه ليس فيه‬
‫ما يلصق به عليه الصلة والسلم أي‪ :‬منقصة‪.‬‬
‫وإّنما الشين واقع فيما لو عثر المتعلق بهذا الحديث على أّنها‬
‫برزت أمام الرجال سافرة بادية الجسم والزينة‪ ،‬وهذا ما ل يمكن‬
‫أن يعثر عليه‪ ،‬وما ل دليل عليه في الحديث ]‪.[22‬‬
‫‪ -2‬لقد ظهر الكثير من نساء الصحابة في صفوف القتال‬
‫يضمدن الرجحى ويسقين العطاش ومنهن أم سليم ‪-‬رضي الله‬
‫ن المرأة ل حرج عليها في‬ ‫ن ذلك دليل على أ ّ‬ ‫عنها‪ ،-‬فمن قال‪ :‬إ ّ‬
‫أن تختلط بالرجال كما تشاء وأن تتزين كما تريد؟!‬
‫ن قول القائل‪» :‬قامت العروس بنفسها تقدم الشراب إلى‬ ‫إ ّ‬
‫ذا فللمرأة أن تعرض زينتها ومفاتنها أمام الرجال"‬ ‫رسول الله‪ ،‬إ ً‬
‫ليس إل كقول الخر‪" :‬لقد شرع الله التجارة بالمال والسعي في‬
‫ذا فل بأس أن يخدع ويغبن« ]‪.[23‬‬ ‫الرض من أجل الرزق‪ ،‬إ ً‬
‫الشبهة الثالثة‪ :‬الختلط في التعليم للصغار‪:‬‬
‫ن‬
‫ينادي بعض الناس بالختلط في المدارس للصغار بحجة أ ّ‬
‫ن المرأة أشد لباقة‬
‫ذلك ل يضرهم ول يؤثر عليهم‪ ،‬وبحجة أ ّ‬
‫وأحسن معايشة للصغار ]‪.[24‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫ن هذه الخطوة يتبعها خطوات‪ ،‬ويصبح المر سهًل‪ ،‬ويأتي‬ ‫‪ -1‬إ ّ‬
‫من يقره عبر المراحل الدراسية الطويلة على تلك الحال‬
‫الممقوتة‪ ،‬فأول الغيث قطرة‪ ،‬ومعظم النار من مستصغر الشرر‪،‬‬
‫والسلم العظيم وضع القواعد والسس الثاتبة التي ل تتغير ول‬
‫تتبدل أحكامها وقوانينها‪ ،‬ومنع الحيل وأمر بسد الذرائع ]‪.[25‬‬
‫ن فكرة الختلط في التعليم أو غيره بين الرجال والنساء‬ ‫‪ -2‬إ ّ‬
‫فكرة ماسونية وبذورها استعمارية دخيلة على المة‪ ،‬وهي أشد‬
‫ضرًرا على هذه المة من الدعوة إلى السفور علنية والتبرج‬
‫ونزع الحجاب؛ لنها تشتمل على هذا كله وأكثر منه ]‪.[26‬‬
‫ن الطفل يبدأ في النمو والتفتح والتطلع إلى المعرفة من‬ ‫‪ -3‬إ ّ‬
‫السنة السادسة وهذا أمر واقع وثابت بالتجربة‪.‬‬
‫فها هو يدرس ويتعلم ويحفظ ويحرص على العلم والتعلم‬
‫والمعرفة من هذا السن بل قبلها‪ ،‬وتجد أن السلم أمر البوين‬
‫بأن يأمرا صغيرهما بالصلة من بعد السنة السابعة بنين وبنات‪،‬‬
‫وأمر بعزل البنين عن البنات في سن العاشرة وهو سن التمييز‪،‬‬
‫فالبن يبدأ تفتحه وتحرك غرائزه من هذا السن‪ ،‬ويبدأ يدرك فيها‬
‫كثيًرا من أمور الحياة‪.‬‬
‫ن بعض الصغار من بنين وبنات يبلغون سن‬ ‫وبالتجربة فإ ّ‬
‫الرشد من بعد التاسعة‪ ،‬وقد يتخلف بعضهم في الدراسة الولى‬
‫فيصل عمره إلى الثانية عشرة تقريًبا أو أكثر وهو في الصف‬
‫الثاني أو الثالث‪ ،‬وهذه بداية سن المراهقة ]‪.[27‬‬
‫‪ -4‬إذا رجعنا إلى الحصائيات التي تأتي من البلد المختلطة‬
‫ما النسبة العالية في انتشار جرائم الزنا واللواط بين‬ ‫عرفنا تما ً‬
‫الصغار‪ ،‬ونسبة الحوامل فيمن سنهن في حدود الثانية عشرة من‬
‫أعمارهن‪ ،‬وكثرة الشذوذ بين الجنس الذكري‪ ،‬تقول اللدي كوك‪:‬‬
‫»إن الختلط يألفه الرجال‪ ،‬ولهذا طمعت المرأة بما يخالف‬
‫فطرتها‪ ،‬وعلى قدر كثرة الختلط تكون كثرة أولد الزنا‪ ،‬وها هنا‬
‫البلء العظيم على المرأة« ]‪.[28‬‬
‫وذكر الستاذ سيد قطب من مشاهداته في أمريكا أّنه ظهر‬
‫ن نسبة الفتيات الحوامل في إحدى المدارس الثانوية هناك‬ ‫أ ّ‬
‫‪.[29] %48‬‬
‫‪ -5‬ومن نتائج الختلط في التعليم ضعف سوية التعليم وتدني‬
‫نسبة الستفادة العلمية‪ ،‬ومن يزور بعض الفروع الجامعية‬
‫المختلطة أو ينظر في نتائج المتحانات آخر العام الدراسي يتبين‬
‫له ذلك‪.‬‬
‫ن جميع‬‫وقد زار بعض الكتاب مدرسة في بلجيكا ولحظ أ ّ‬
‫ما سأل عن ذلك أجابته المديرة بقولها‪» :‬قد‬ ‫طلبها بنات‪ ،‬فل ّ‬
‫لمسنا أضرار اختلط الطفال حتى في سن المرحلة البتدائية« ]‬
‫‪.[30‬‬
‫من القاضي لندسي المريكي أن ‪ %45‬من فتيات‬ ‫ويخ ّ‬
‫المدارس يدنسن أعراضهن قبل خروجهن منها‪ ،‬وترتفع هذه‬
‫النسبة كثيًرا في مراحل التعليم العالية ]‪.[31‬‬
‫الشبهة الرابعة‪ :‬الختلط يخفف الشهوة‪:‬‬
‫ن اختلط الرجال بالنساء يمكن أن‬ ‫يدعي دعاة الختلط أ ّ‬
‫يخفف من حدة إثارة الدافع الجنسي لدى كل من الرجل والمرأة‬
‫]‪.[32‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫ما‪ ،‬فإن الختلط يزيد من شدة إثارة‬ ‫‪ -1‬المر بالعكس تما ً‬
‫ن اختلط الرجل بالمرأة غير المحرمة‬ ‫الدافع الجنسي‪ ،‬ولو أ ّ‬
‫يخفف من حدة الدافع الجنسي لدى كل من الرجل والمرأة‬
‫ن هذا الدافع يخف تدريجًيا ثم يصل إلى درجة النعدام‬ ‫لوجدنا أ ّ‬
‫عند كل واحد من الزوجين بعد فترة من زواجهما لشدة اختلط‬
‫أحدهما بالخر بشكل مستديم‪ ،‬ولكن الواقع هو عكس ذلك‪ ،‬إذ‬
‫يستمر هذا الدافع لدى كل منهما ما دام أنه سوي في صحته‬
‫الجسمية والعقلية ]‪.[33‬‬
‫ما بعد يوم في مجتمع يتزايد‬‫ولقد ظهر زيف هذه الخرافة يو ً‬
‫فيه الختلط بدون قيود‪ ،‬ففي كل يوم يزداد فيه الختلط تزداد‬
‫فيه الشهوة الجنسية استعاًرا‪ .‬وتشير بعض التقارير إلى أن أكثر‬
‫من تسعين في المائة من النساء غير المتزوجات في أوربا‬
‫وأمريكا يمارسن الزنا إما بطلقة أو من حين لخر ]‪.[34‬‬
‫‪ -2‬قد يكون ما يذهب إليه دعاة تهذيب الشهوة صحيح من‬
‫بعض نواحيه‪ ،‬وإن كان كثير من الشهوات الجامحة الجارفة‬
‫يستعصي على الترويض‪ ،‬وأغلب الظن أن إدمان الخضوع للتجربة‬
‫على تعاقب اليام قد ينتهي إلى ما يريده المروضون من دعاة‬
‫التهذيب‪ ،‬ولكن أي شيء يمكن أن يسمى هذا الذي يسعون إليه؟‬
‫أليس هو البرود الجنسي؟! إذا رأى الرجل المرأة فلم يِثر فيه‬
‫هذا اللقاء ما يثور عادة في الرجال عند رؤية النساء ولم يطرأ‬
‫على الرجل أي تغيير جنسي جسدي وكان قصارى ما يستتبعه‬
‫ذلك كله هو أن تسري في جسده نشوة ل تدفع به إلى الحالة‬
‫اليجابية العضوية أليس يكون قد بلغ ما يسمى بالبرود‬
‫ضا يسعى المصابون به إلى‬ ‫الجنسي؟! أليس البرود الجنسي مر ً‬
‫الطباء يلتمسون عندهم البرء والشفاء من أعراضه؟! فكيف‬
‫نجعل هذا المرض غاية من الغايات نسعى إليها باسم التنفيس‬
‫عن الكبت أو تهذيب الغريزة الجنسية؟! وكيف يكون الحال لو‬
‫تصورنا التهذب في سائر الخلق‪ ،‬فبطل تجاذب السالب للموجب‬
‫أو فتر‪ ،‬فأصبح من غير المؤكد أن يترتب على التقائهما الشوق‬
‫الشديد والميل العنيف الذي ل يقاوم إلى الندماج الكامل‪ ،‬أليس‬
‫يفسد الكون كله؟!‬
‫ن حدة الشهوة وقوتها سبيل إلى تحسين النسل وداعية إلى‬ ‫إ ّ‬
‫إبراز أحسن خصائصه وأفضل صفاته‪ ،‬كما أن فتور الشهوة‬
‫وبرودها سبيل إلى ضعف النسل وداعية إلى تدهور خصائصه‬
‫وانحطاط صفات‪.‬‬
‫ونتيجة خطيرة لشيوع البرود الجنسي وهي انتشار الشذوذ‬
‫ن الرجل الذي ألف أن يقع نظره على‬ ‫الجنسي‪ ،‬فهي راجعة إلى أ ّ‬
‫مفاتن المرأة فل يثور يحتاج لكي يثور إلى مناظر وأوضاع تخالف‬
‫ما ألف‪ ،‬ومصيبته بالبرود الجنسي تحرمه من الحساس بذكورته‪،‬‬
‫ما يحسه في أعماق نفسه من الذلة والمهانة‪،‬‬ ‫فيعاني أشد اللم م ّ‬
‫ويدفعه ذلك إلى أن يحاول تحقيق متعة التصال الجنسي وإثباتها‬
‫من كل الوجوه‪ ،‬عن طريق التقلب بين الخليلت وبائعات الهوى‪،‬‬
‫والتماس الشاذ الغريب من الساليب والوضاع رجاء انبعاث ما‬
‫ركد من ذكورته‪ ،‬وقد تدفعه مع ذلك إلى إغراق نفسه في‬
‫ضا لما فقده من لذة أو إلى الجرام أو المغامرة‬ ‫الخدرات تعوي ً‬
‫إثباًتا لذكروته من وجه آخر ]‪.[35‬‬
‫‪ -3‬من نتائج الختلط عند الغرب بأقلم علمائهم‪:‬‬
‫يقول الدكتور جون كيشلر أحد علماء النفس المريكيين في‬
‫ن ‪ %90‬من المريكيات مصابات بالبرود الجنسي و‬ ‫شيكاغو‪ :‬إ ّ‬
‫ن العلنات التي‬ ‫‪ %40‬من الرجال مصابون بالعقم‪ ،‬وقال‪ :‬إ ّ‬
‫تعتمد على صور الفتيات العارية هي السبب في هبوط المستوى‬
‫الجنسي للشعب المريكي‪ ،‬وبسبب الختلط الذي سبب ما سبب‬
‫في المجتمع البريطاني أصبحت المرأة التي تركت أنوثتها‬
‫واتصفت بصفات الرجالت تسمى بالجنس الثالث‪ ،‬فهذا الجنس‬
‫الثالث يخالف الرجال طبيعة وتركيًبا ويخالف النساء وظائف‬
‫ل ]‪.[36‬‬ ‫وأعما ً‬
‫وصلى الله على نبينا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬وسلم تسليما‬
‫كثيرا‪،،،‬‬
‫________________‬
‫]‪ [1‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [2‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [3‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [4‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [5‬انظر تفصيل ذلك في المرأة المسلمة أمام التحديات )‬
‫‪.(111-109‬‬
‫]‪ [6‬المرأة بين الفقه والقانون )‪.(41‬‬
‫]‪ [7‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء‪ ،‬المين الحاج‬
‫محمد أحمد )‪.(48‬‬
‫]‪ [8‬الجامع لحكام القرآن )‪.(13/183‬‬
‫]‪ [9‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء )‪.(48‬‬
‫]‪ [10‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء )‪.(49‬‬
‫]‪ [11‬حكم تولي المراة المامة الكبرى والقضاء )‪.(50-49‬‬
‫]‪ [12‬أخرجه مسلم في الشربة )‪.(2037‬‬
‫]‪ [13‬ماذا عن المرأة؟ )‪.(171‬‬
‫]‪ [14‬إلى كل فتاة تؤمن بالله )‪.(71‬‬
‫]‪ [15‬أخرجه البخاري في الهبة‪ ،‬باب الهبة وفضلها والتحريض‬
‫عليها )‪ ،(2567‬ومسلم في الزهد والرقائق )‪.(2972‬‬
‫]‪ [16‬إلى كل فتاة تؤمن بالله )‪ (73-72‬باختصار‪.‬‬
‫]‪ [17‬إناء يكون من نحاس وغيره‪ ،‬وبين هنا أنه من حجارة‪.‬‬
‫فتح الباري )‪.(9/160‬‬
‫]‪ [18‬أي‪ :‬مرسته بيدها‪ .‬فتح الباري )‪.(9/160‬‬
‫]‪ [19‬أخرجه البخاري في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬قيام المرأة على‬
‫الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس )‪ ،(5182‬ومسلم في‬
‫الشربة )‪.(2006‬‬
‫]‪ [20‬ماذا عن المرأة )‪.(171‬‬
‫]‪ [21‬فتح الباري )‪.(9/160‬‬
‫]‪ [22‬إلى كل فتاة تؤمن بالله )‪.(77-76‬‬
‫]‪ [23‬إلى كل فتاة تؤمن بالله )‪.(77‬‬
‫]‪ [24‬مهًل يا دعاة الختلط‪ ،‬د‪ .‬محمد بن ناصر الجعوان )‪.(30‬‬
‫]‪ [25‬مهًل يا دعاة الختلط )‪.(28‬‬
‫]‪ [26‬مهًل يا دعاة الختلط )‪.(29‬‬
‫]‪ [27‬مهًل يا دعاة الختلط )‪.(38-37‬‬
‫]‪ [28‬مهًل يا دعاة الختلط )‪.(40-39‬‬
‫]‪ [29‬انظر‪ :‬المرأة المسلمة‪ .‬وهبي غاوجي )‪.(238‬‬
‫]‪ [30‬المرأة المسلمة )‪.(239-238‬‬
‫]‪ [31‬المرأة المسلمة )‪.(242‬‬
‫]‪ [32‬عوامل النحراف الجنسي ومنهج السلم في الوقاية‬
‫منها وعلجها‪ .‬عبد الرحيم صالح عبد الله )‪.(117‬‬
‫]‪ [33‬عوامل النحراف الجنسي )‪.(118-117‬‬
‫]‪ [34‬عوامل النحراف الجنسي )‪.(119-118‬‬
‫]‪ [35‬السلم في قفص التهام‪ .‬شوقي أبو خليل )‪(245-243‬‬
‫باختصار وبعض تصرف‪.‬‬
‫]‪ [36‬السلم في قفص التهام )‪(247-246‬‬
‫==================‬
‫شبهات وأباطيل لخصوم السلم حول ميراث المرأة‬
‫بدأت في أوروبا خلل الفترة الخيرة هجمة شرسة ضد السلم ‪،‬‬
‫فقد صدر أخيًرا آلف الكتب التي تهاجم الدين السلمي ‪ ،‬وسبب‬
‫هذه الهجوم أن عدد الذين يعتنقون السلم في دول أوروبا زاد‬
‫زيادة كبيرة ‪ ،‬وشعرت أوروبا بنوع من الخطر تجاه هذه الزيادة‬
‫أدلة العدوان على السلم ‪:‬‬
‫ومن الدلة على العدوانية الغربية التي تستهدف السلم وأهله‬
‫قديمـا وحديثـا ‪ ،‬ما قاله الرئيس المريكي السبق "ريتشارد‬
‫نيكسون" في كتابه الخير "اقتناص اللحظة " ص ‪" : " 195 :‬‬
‫يحذر بعض المراقبين من أن السلم سوف يكون قوة جغرافية‬
‫متعصبة ومتراصة ‪ ،‬وأن نمو عدد أتباعه ‪ ،‬ونمو قوته المالية‬
‫سوف يفرضان تحديـا رئيسيـا ‪ ،‬وأن الغرب سوف يضطر‬
‫لتشكيل حلف جديد مع موسكو من أجل مواجهة عالم إسلمي‬
‫معاد وعنيف " ‪ ..‬ويضيف نيكسون ‪ " :‬إن السلم و الغرب على‬
‫تضاد ‪ ،‬وأن المسلمين ينظرون إلى العالم على أنه يتألف من‬
‫معسكرين ل يمكن الجمع بينهما ‪ ،‬دار السلم ودار الحرب " ‪، .‬‬
‫وأنه بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط التحاد السوفيتي ‪،‬‬
‫وانحلل حلف "وارسو " جرى تصعيد متعمد للعدوانية الغربية ضد‬
‫السلم ‪ ،‬حتى إن مدير معهد " بروكنغر " في واشنطون "‬
‫هيلموت سونفيل " يقول ‪ " :‬إن ملف شمال الطلسي سوف‬
‫يعيش ‪ ،‬وأن حلف الغرب سيبقى مجموعة دول لها قيم أساسية‬
‫مشتركة ‪ ،‬وستبقى هذه المجموعة متماسكة معـا من خلل‬
‫الشعور بخطر خارجي من الفوضى أو التطرف السلمي " ‪.‬‬
‫ويقول وزير الخارجية المريكية السبق "هنري كيسنجر" في‬
‫إبريل سنة "‪1990‬م "في خطابه أمام المؤتمر السنوي لغرفة‬
‫التجارة الدولية ‪ " :‬إن الجبهة الجديدة التي على الغرب مواجهتها‬
‫هي العالم السلمي ‪ ،‬باعتبار هذا العالم العدو الجديد للغرب ‪،‬‬
‫ق رغم انخفاض حدة التوتر بين الشرق‬ ‫وأن حلف الطلسي با ٍ‬
‫والغرب في أوروبا ‪ ،‬ذلك أن أكثر الخطار المهددة للغرب في‬
‫السنوات القادمة آتية من خارج أوروبا ‪ ،‬وفي نهاية التسعينيات‬
‫فإن أخطر التحديات للغرب ستأتي من ناحية الجنوب ـ أي‬
‫المغرب العربي ـ والشرق الوسط " ‪.‬‬
‫سلح العدوان على السلم ‪:‬‬
‫وهنا أخذت أوروبا بتجنيد المستشرقين ليكتبوا ضد السلم ‪،‬‬
‫فالستشراق لم يكن في أي وقت من الوقات مجرد بحث علمي‬
‫كما ينظر إليه بعض المتساهلين ‪ ،‬بل يخدم بدرجة أولى ونهائية‬
‫موقف التعبئة الشاملة لدراسة " العدو السلمي " ‪ ،‬والنفاذ إليه‬
‫" فالقلم والفكر والسلح " كلها مداخل أساسية اعتمد عليها‬
‫الستعمار التقليدي والجديد على حد سواء لتطويق العالم‬
‫السلمي ‪ ،‬وفرض الهيمنة عليه ‪ ،‬ولذلك ما إن انتهت مرحلة‬
‫الستعمار القديم وأنماطه حتى ظهر نجم الستشراق الذي ل‬
‫يعيش إل في ظل الحرب ‪ ،‬ولكنه تحول إلى قطاعات ووسائل‬
‫أخرى تتصل بميادين التبشير والعلم ‪ ،‬وهذا ما يفسر لنا‬
‫الحملت الشعواء التي يرفعها العلم الغربي باستمرار على‬
‫السلم والمسلمين ‪ ،‬أو المطبوعات الغزيرة التي تنهض بها‬
‫الجامعات بنية إثارة الشكوك والتشويه ‪.‬‬
‫وتركيز المستشرقين في الهجوم على السلم يتم من ناحية‬
‫المرأة في كثير من النواحي ‪ ،‬فقد حاول أعداء السلم النيل من‬
‫نظام الرث ومهاجمته ‪ ،‬واستدلوا في هجومهم على أن المرأة‬
‫ظلت فيه مظلومة ؛ لن للذكر مثل حظ النثيين ‪ ،‬واستغلوا هذه‬
‫القسمة وادعوا على الله كذبـا أنها قسمة غير عادلة ‪ ،‬وأن‬
‫السلم قد فضل فيها البن على حساب حق البنت ‪ ،‬وأن ذلك‬
‫يتنافى مع مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في السلم ‪ ،‬ولذلك‬
‫ظهرت في عالمنا السلمي حركات التحرر والسفور ‪ ،‬تريد بها‬
‫المرأة رفع ما وقع عليها من ظلم ‪ ،‬سواًء أكان ذلك حقيقة أو‬
‫حرمت منه من حقوق ‪ ،‬إما‬ ‫شعوًرا خاصـا بها ‪ ،‬وتسعى لنيل ما ُ‬
‫أن يكون الدين قد كفلها لها ‪ ،‬وإما أن تكون حقوقـا رأت غيرها‬
‫من النساء نالتها ‪ ،‬أو تسعى لنيلها بصرف النظر عن‬
‫مشروعيتها ‪ ،‬وتبغي بحركتها هذه المساواة مع الرجل في كل ما‬
‫يتمتع به من حقوق أو في أغلبها على حسب ما تراه هي ‪.‬‬
‫ومن المؤسف أن بعض الدول السلمية الحاضرة جرت وراء‬
‫التقليد واستجابت لصيحات النساء المتحررات ‪ ،‬فقضت بمساواة‬
‫المرأة مع الرجل في الميراث ‪ ،‬وهو خروج على أمر الله ليس له‬
‫فيما أعلم أية شبهة يمكن الستناد إليها ‪ ،‬وقد مرت قرون طويلة‬
‫على المسلمين ‪ ،‬وهم ل يبغون بشرع الله بديل ً ‪.‬‬
‫مهاجمة نظام المواريث السلمي ‪:‬‬
‫إن أعداء السلم الذين يهاجمون نظام الرث في السلم ‪،‬‬
‫ويدعون أن المرأة مظلومة ؛ لن للذكر مثل حظ النثيين ‪ ،‬فهذا‬
‫ادعاء باطل ومردود عليه ‪ ،‬ولم يقصد به إل الهجوم غير القائم‬
‫على أساس من منطق أو تفكير ‪ ،‬فنظام الرث في السلم‬
‫نظام مثالي ‪ ،‬فهو إذ يقرر للمرأة نصف نصيب الرجل ‪ ،‬فإنه قد‬
‫حقق العدالة الجتماعية بينهما ‪.‬‬
‫فالمرأة قديمـا كانت تباع وتشترى ‪ ،‬فل إرث لها ول ملك ‪ ،‬وإن‬
‫بعض الطوائف اليهودية كانت تمنع المرأة من الميراث مع إخوتها‬
‫الذكور ‪ ،‬وإن الزوجة كانت تباع في إنجلترا حتى القرن الحادي‬
‫عشر ‪ ،‬وفي سنة " ‪1567‬م " صدر قرار من البرلمان‬
‫السكتلندي يحظر على المرأة أن يكون لها سلطة على شيء‬
‫من الشياء ‪.‬‬
‫أما عرب الجاهلية فقد وضعوا المرأة في أخس وأحقر مكان في‬
‫المجتمع ‪ ،‬فكانت توأد طفلة وُتوَرث المرأة كما يورث المتاع ‪،‬‬
‫وكانوا ل يورثون النساء والطفال‬
‫رفعت مرسي طاحون‬
‫==============‬
‫هذه القضايا تهم المرأة‬
‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف النبياء‬
‫والمرسلين ‪ ،‬نبينا محمد وعلى آله أفضل الصلة ‪ ،‬وأزكى‬
‫ما بعد‪:‬‬‫التسليم أ ّ‬
‫فهذا عرض يسير لبعض القضايا التي يحصل اللبس في فهمها‬
‫من الرجل أو المرأة على السواء ‪ ،‬والتي تحتاج لتوضيح ‪ ،‬ودفع‬
‫الفهم الخاطئ لها‪ ،‬حاولت الختصار في عرضها ونقاشها ‪ ،‬لتكون‬
‫سهلة المنال ‪ ،‬ميسرة للفهم ‪ ،‬واضحة المعنى ‪ ،‬سائل ً ربي‬
‫التوفيق والسداد ‪ ،‬وإليه الستناد ‪ ،‬وعليه العتماد‪.‬‬
‫* هل المرأة مساوية للرجل في كل شيء؟‬
‫ن المرأة مساوية للرجل في النسانية وفي‬ ‫والجواب عن ذلك ‪ :‬أ ّ‬
‫أغلب تكاليف السلم وفي جزاء الخرة كما قال تعالى‪:‬‬
‫ل منكم من ذكر أو‬ ‫}فاستجاب لهم ربهم أني ل أضيع عمل عام ٍ‬
‫أنثى بعضكم من بعض{وكذا في الموالة والتناصر؛ ولذا قال‬
‫النبي ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ ‪):‬النساء شقائق الرجال(أخرجه‬
‫أحمد)‪(6/256‬وأبوداود في الطهارة)‪ (236‬من حديث عائشة‪،‬‬
‫ححه اللباني في الصحيحة)‪ .(2863‬ولكن السلم مع ذلك‬ ‫وص ّ‬
‫نظر في طبيعة المرأة ومدى تحملها لبعض العبادات وصعوبتها‬
‫كالجهاد في سبيل الله‪ ،‬أو لعدم ملءمتها للمرأة كملبس‬
‫الحرام‪ ،‬فأسقطها عنها‪ .‬ومن ذلك عدم جواز تولية المرأة‬
‫للمناصب العامة كالخلفة والقضاء ؛ لذا يقول رسول الهدى ـ‬
‫ما ما‬‫صّلى الله عليه وسّلم ـ )ل يفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة(‪ ،‬وأ ّ‬
‫ن السلم ظلم المرأة في إعطاء الذكر من‬ ‫يورده بعضهم أ ّ‬
‫الميراث ضعفيها ‪ ،‬فإّنه يقال لهؤلء‪ :‬مادام أّنه تعالى قد شرع‬
‫ذلك فينبغي على العبد المسلم أن يستسلم لشرعه ول يعترض‬
‫ن الله مادام قد خلقنا‬ ‫مإ ّ‬ ‫عليه كما قال تعالى‪):‬ويسّلموا تسليما( ث ّ‬
‫ما يفعل وهم‬ ‫فل اعتراض عليه لقوله تعالى )ل ُيسئل ع ّ‬
‫يسألون(وقد قال تعالى‪):‬أل له الخلق والمر(فما دام الشرع من‬
‫عنده تعالى فينبغي على عبيده الستسلم والخضوع لمره‪،‬‬
‫ن الشريعة السلمية لم تعط المرأة أقل من‬ ‫ويقال كذلك ‪ :‬إ ّ‬
‫الرجل في جميع المورايث ‪ ،‬فإّنه في العصبات قد تستحقّ المرأة‬
‫طردة في إعطاء‬ ‫نصف الميراث أو أكثر ‪ ،‬فليست المواريث م ّ‬
‫ن الشريعة‬ ‫ل من الرجل ‪ ،‬ومما يجاب على ذلك بأ ّ‬ ‫المرأة أق ّ‬
‫وام على‬ ‫ظ النثيين ؛ لن الرجل هو الق ّ‬ ‫فرضت للذكر مثل ح ّ‬
‫المرأة ‪ ،‬والمتولي شؤونها فيما تحتاجه‪ ،‬فالقضية ليست للتفضيل‬
‫الذي ل يستند إلى حكمة من ورائه بقدر ما هي للفرق بين‬
‫المسؤوليات‪.‬‬
‫ولقد بان حقا ً أن المرأة لو بلغت ما بلغت من العلم والثروة‬
‫كبها الله فيها‬ ‫الفكرية ‪ ،‬أو المخزون المعلوماتي ‪ ،‬فللفطرة التي ر ّ‬
‫جعلتها تطلب الفوارق عن الرجال في معاملة الدارات لها ؛‬
‫ن‬
‫فالمرأة في الغرب تجد روح المساواة في العمل ‪ ،‬ولكّنه ّ‬
‫ن ‪ ،‬فأين إذا ً دعاوى‬ ‫يطالبن بإجازات وضع الحمل ‪ ،‬ورعاية أطفاله ّ‬
‫المساواة بين الرجل والمرأة حتى في مجال العمل؟!‬
‫خلقت من نفس واحدة ‪ ،‬إذ كان وجودها الول مستندا ً‬ ‫ن المرأة ُ‬ ‫إ ّ‬
‫لوجود آدم ـ عليه الصلة والسلم ـ وقد بّين الله سبحانه وتعالى‬
‫جَها{‬‫من َْها َزوْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد َةٍ ث ُ ّ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬
‫ذلك فقال‪َ } :‬‬
‫)الزمر‪.(6:‬‬
‫وهذا أمر كوني قدري من الله‪ ،‬أنشأ المرأة في إيجادها الول‬
‫عليه‪ ،‬وجاء الشرع الكريم المنزل من عند الله ليعمل به في‬
‫أرضه‪ ،‬بمراعاة هذا المر الكوني القدري في حياة المرأة في‬
‫واما ً عليها ‪ ،‬وجعلها مستندة إليه‬ ‫جميع النواحي‪ ،‬فجعل الرجل ق ّ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫ل قَ ّ‬ ‫جا ُ‬ ‫في جميع شؤونها‪ ،‬كما قال تعالى‪ }:‬الّر َ‬
‫ساء{ )النساء‪.(34:‬‬ ‫الن ّ َ‬
‫فمحاولة مساواة المرأة مع الرجل في جميع نواحي الحياة غير‬
‫ل‪ ،‬وشرعا ً منزل ً‬ ‫ن الفوارق بين النوعين كونا ً وقدرا ً أو ً‬ ‫متحققة؛ ل ّ‬
‫ثانيًا‪ ،‬تمنع من ذلك منعا ً باتا ً ‪ ،‬ولهذا يقول تعالى في محكم‬
‫ن درجة{ يعني في الحقوق الزوجية‬ ‫التنزيل ‪}:‬وللرجال عليه ّ‬
‫ولوضوح الفوارق الكونية والقدرية والشرعية بين الذكر والنثى‪،‬‬
‫ح عن النبي صلى الله عليه وسلم أّنه لعن المتشبه من‬ ‫وص ّ‬
‫ن سبب هذا اللعن هو محاولة من أراد‬ ‫النوعين بالخر‪ .‬ول شك أ ّ‬
‫التشبه منهم بالخر لتحطيم هذه الفوارق الفطرية والشرعية‬
‫طم‪.‬‬ ‫التي ل يمكن أن تتح ّ‬
‫كما نص القرآن على أن شهادة امرأتين بمنزلة شهادة رجل‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ن فََر ُ‬ ‫كوَنا َر ُ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫واحد‪ ،‬في قوله تعالى‪ } :‬فَِإن ل ّ ْ‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫وا َ‬
‫ن‪) {...‬البقرة‪ ،(82:‬فالله الذي خلقهما ل شك أّنه أعلم‬ ‫مَرأَتا ِ‬ ‫َ ْ‬
‫بحقيقتهما‪ ،‬وقد صرح في كتابه بقيام الرجل مقام امرأتين في‬
‫الشهادة‪.‬‬
‫ض‬ ‫ضك ُ ْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ما فَ ّ‬ ‫من ّوْا ْ َ‬
‫قال تعالى‪} :‬وَل َ ت َت َ َ‬
‫َ‬ ‫م ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫ه ب ِهِ ب َعْ َ‬
‫سأُلوا ْ‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫م ّ‬‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساء ن َ ِ‬ ‫سُبوا ْ وَِللن ّ َ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ل نَ ِ‬
‫جا ِ‬ ‫ّللّر َ‬
‫ه‪) {..‬النساء‪)(32:‬وانظر بتوسع‪:‬أضواء البيان‬ ‫ضل ِ ِ‬‫من فَ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫للشنقيطي ‪(5/169‬‬
‫ومن جميل ما أختم به هذه القضّية ما قاله الديب مصطفى‬
‫وس‬ ‫صادق الرافعي ـ رحمه الله ـ للمرأة المسلمة‪):‬احذري ته ّ‬
‫الوربية في طلب المساواة بالرجل ‪ ،‬لقد ساوته في الذهاب إلى‬
‫لق لم يجد اللحية!( وحي القلم)‪(1/264‬‬ ‫ن الح ّ‬‫لق ‪ ،‬ولك ّ‬ ‫الح ّ‬
‫* هل النساء ناقصات عقل ودين ؟‬
‫قبل البدء بمناقشة هذه القضّية يحسن عرض حديث من أحاديث‬
‫المصطفى ـ صلى الله عليه وسّلم ـ في الموضوع ذاته ‪ ،‬فقد‬
‫ن رسول الله‬ ‫روى المام مسلم في صحيحه في كتاب اليمان ‪ ،‬أ ّ‬
‫ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ قال‪):‬يا معشر النساء تصدقن وأكثرن‬
‫ن أكثر أهل النار ‪ ،‬فقالت امرأة جزلة‬ ‫الستغفار؛ فإّني رأيتك ّ‬
‫ن‪ :‬وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ فقال‪ :‬تكثرن اللعن ‪،‬‬ ‫منه ّ‬
‫وتكفرن العشير ‪ ،‬وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي‬
‫ن ‪ .‬قالت‪ :‬يا رسول الله ! وما نقصان العقل والدين؟‬ ‫ب منك ّ‬ ‫ل ّ‬
‫ما نقصان العقل ؛ فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل ‪،‬‬ ‫قال‪ :‬أ ّ‬
‫فهذا نقصان العقل‪ ،‬وتمكث الليالي ما تصلي ‪ ،‬وتفطر في‬
‫رمضان ‪ ،‬فهذا نقصان الدين(‪.‬‬
‫]معنى الجزلة‪:‬أي ذات العقل والرأي والوقار ‪ ،‬وتكفرن العشير‪:‬‬
‫ن فضله[‬ ‫أي تنكر َ‬
‫وقد اختلف كثير من المعاصرين خصوصا ً حيال توضيح نقص‬
‫العقل والدين ‪ ،‬وكان منهم من خضع للروح الغربية ‪ ،‬فسرت في‬
‫سر الحديث على حسب‬ ‫نفسه مظاهر الهزيمة الداخلية ‪ ،‬وبدأ يف ّ‬
‫دعى‬‫ما يفهم ‪ ،‬من خلل الروح النهزامية الدخيلة ‪ ،‬وبعضهم ا ّ‬
‫ن مقصده من ذلك الممازحة للنساء‬ ‫زورا ً على رسول الله بأ ّ‬
‫اللواتي كان يمازحهن في حديثه هذا ‪ ،‬فكان ذلك من قبيل‬
‫قه‬‫ق في ح ّ‬ ‫م غير لئ ٍ‬ ‫ن ليس إل ّ ! وهذا زع ٌ‬ ‫المباسطة والمداعبة له ّ‬
‫مة‪.‬‬‫ـ عليه الصلة والسلم ـ وهو في مقام التبليغ والنصح لل ّ‬
‫ما الذين هداهم الله ووفقهم لذكر الصواب في هذه القضية فهم‬ ‫أ ّ‬
‫السواد العظم ـ ولله الحمد ـ من أهل العلم‪ ،‬وقد كانت‬
‫تفسيراتهم موافقة لمراد رسول الله ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ‬
‫ما من حاول المناكفة والجدل في ذلك‬ ‫في إيراده لهذا الحديث‪ ،‬أ ّ‬
‫صة من النساء المتحررات من‬ ‫على غير الفهم الصحيح ‪ ،‬وبخا ّ‬
‫صة حدثت قبل فترة في‬ ‫ربقة العبودية لله ‪ ،‬فيحلو لي أن أذكر ق ّ‬
‫ن الشيخ‬ ‫مجلس حاشد جمع أكابر أهل العلم والثقافة ؛ حيث إ ّ‬
‫مصطفى السباعي ـ رحمه الله ـ كان في أحد المؤتمرات يحاضر‬
‫حول بعض قضايا السلم ‪ ،‬وبعد أن انتهى من ذلك ‪ ،‬قامت امرأة‬
‫معترضة عليه وقد كانت تحمل شهادة عالية في أحد التخصصات‬
‫النادرة ‪ ،‬حيث قالت‪ :‬أوضح لي يا سيدي كيف قال الرسول‪):‬ما‬
‫م عينيك إلى‬ ‫رأيت من ناقصات عقل ودين‪ (..‬وأنت ترى بأ ّ‬
‫المستويات التي وصلنا لها من التخصصات الصعبة والنادرة ‪،‬‬
‫وسنصل فيما بعد إلى أعلى من ذلك ‪ ،‬فأجابها الشيخ مصطفى‬
‫السباعي ـ رحمه الله ـ ‪:‬صدقت ! لكن حين قال رسول الله ـ‬
‫صلى الله عليه وسلم ـ ‪):‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين( كان‬
‫بخطابه ذاك يقصد نساء الصحابة أما أنت وأمثالك ؛ فل عقل ول‬
‫دين!!‬

‫ما عن تفسيرات العلماء لهذا النص النبوي فقد جاءت على عدة‬ ‫أ ّ‬
‫ن مختلفة ‪ ،‬واختلفها من باب اختلف التنوع ل اختلف‬ ‫معا ٍ‬
‫التضاد‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ن نقصان عقلها‬ ‫‪1‬ـ أّنه ـ عليه الصلة والسلم ـ بّين في الحديث أ ّ‬
‫جَبر بشهادة امرأة أخرى؛‬ ‫ن شهادتها ت ُ ْ‬
‫من جهة ضعف حفظها ‪ ،‬وأ ّ‬
‫وذلك لضبط الشهادة بسبب أّنها قد تنسى أو تزيد في الشهادة ‪،‬‬
‫ولهذا قال تعالى ) أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الخرى(‬
‫سره أهل العلم بأّنه النسيان ‪ ،‬والمرأة معروفة‬ ‫والضلل هنا ف ّ‬
‫بطبيعة الحال بأّنها في التفكير والبداع قد تكون أقوى من الرجل‬
‫لّنها تستغل التفكير بالعقل اليمن المتجه للبداع والمهارات‬
‫البتكارية ‪ ،‬ولكّنها في الحفظ واستذكار المعلومات فهي قليلة‬
‫الضبط لها ‪ ،‬وأكثر نسيانا ً من الرجل ؛ وذلك لطبيعة الفطرة التي‬
‫كبها الله فيها‪ ،‬ولذا قال تعالى ‪ ):‬أن تضل إحداهما فتذكر‬ ‫ر ّ‬
‫ما سبب نقصان دينها فلّنها في حال الحيض‬ ‫إحداهما الخرى(‪.‬وأ ّ‬
‫والنفاس تدع الصلة وتدع الصوم‪ ،‬ول تقضي الصلة )فهذا من‬
‫ن المرأة غير مؤاخذة‬ ‫نقصان الدين(‪ .‬ومما ينبغي التنبيه إليه أ ّ‬
‫ن ذلك أمر كتبه الله على بنات آدم ‪،‬‬ ‫على هذا النقصان ؛ ل ّ‬
‫ن عليه ‪ ،‬رفقا ً بهن وتيسيرا لمرهن ‪.‬‬
‫ً‬ ‫وفطره ّ‬
‫ن تكون المرأة ‪،‬‬ ‫ما ُيفهم من هذا الحديث أ ْ‬ ‫نم ّ‬‫‪2‬ـ وقال بعضهم إ ّ‬
‫بطبيعتها النثوية أنقص عقل ً من زوجها ‪ ،‬لتستطيع أن تخلب لّبه ‪،‬‬
‫وقد جاء في حديث آخر‪):‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب‬
‫ن( ولذا فقد تفعل المرأة بعض‬ ‫ب الرجل الحازم من إحداك ّ‬ ‫لل ّ‬
‫الشياء ‪ ،‬لتحّبب زوجها فيها من حسن تبعلها له ‪ ،‬وحسن تدللها‪،‬‬
‫لينجذب لها ‪ ،‬ويميل لحبها ‪ ،‬وقد وصف العرب النساء بهذه‬
‫صّية فقال شاعرهم‪:‬‬ ‫الخا ّ‬
‫ن أضعف خلق الله إنسانا‬ ‫يصرعن ذا اللب حتى ل حراك به وه ّ‬
‫لهذا فالمرأة ط َب َعََها الله على ذلك لتؤدي دورها في الحياة‬
‫ن الرجل جبله الله على الخشونة والقيام بأمور‬ ‫الزوجية ‪ ،‬كما أ ّ‬
‫زوجه ‪ ،‬لتتعادل الحياة الزوجية ما بين الخشونة والنعومة ‪ ،‬ويؤدي‬
‫ب الزينة‬ ‫ل من الزوجين دوره تجاه الخر‪ ،‬لهذا كانت المرأة تح ّ‬ ‫ك ّ‬
‫والتجمل والحلي ‪ ،‬ومن كانت هذه غالب اهتماماته الدنيوية ‪ ،‬فإّنه‬
‫سيكون عقله منشغل ً بها عن غيرها من الهتمامات الخرى‪،‬‬
‫ل على ذلك‬ ‫للتصدر للناس في الدعوة والتربية والتعليم ؛ ومما يد ّ‬
‫قوله تعالى ‪):‬أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين(‬
‫فطبيعة من نشأ في الجو المخملي والمترف ‪ ،‬ومن يبحث عن‬
‫الزياء و)الموضة(وأدوات التجميل ‪،‬أن يكون أكثر تفكيره وطلبه‬
‫مّتجها ً لذاك الشيء ‪ ،‬ول يعير اهتماما ً لهموم أخرى إل ّ ما رحم‬
‫الله ‪ ،‬وإن كان قد ذكر التأريخ السلمي قديما ً وحديثا ً من النساء‬
‫ن ‪ ،‬أو بدعوتهن وتوجيههن ‪ ،‬أو بدمائهن ‪،‬‬ ‫طرن بأقلمه ّ‬ ‫اللواتي س ّ‬
‫ن المرأة‬ ‫ما يفتخر المسلمون به ‪ ،‬ويفاخرون به المم ‪،‬ول ريب أ ّ‬
‫المسلمة لعبت دورا ً كبيرا ً في الدعوة إلى السلم والتعلم ‪،‬‬
‫والجهاد من أجله‪.‬‬
‫ن المرأة تمّر بفترات وتغّيرات جسدية قد تعاني منها كثيرا‬ ‫‪3‬ـ أ ّ‬
‫ً‪،‬وقد يكون لذلك أثره البالغ على نفسيتها‪ ،‬وطريقة تعاملها مع‬
‫الناس‪ ،‬وكذلك على طريقة تفكيرها ‪ ،‬وقد أكدت كثير من‬
‫ن له تأثيرا ً شديدا ً على نفسية المرأة ‪،‬‬ ‫البحاث الطبية هذا ‪ ،‬وأ ّ‬
‫ّ‬
‫ما يعّرضها للصابة بالحباط ‪ ،‬وقلة التركيز والكسل ‪،‬‬ ‫م ّ‬
‫واضطراب الذاكرة ‪ ،‬كما قد تؤثر على سرعة النفعال عندها ‪،‬‬
‫وتصيبها بالقلق ‪ ،‬والوهن ‪ ،‬وتغير المزاج ‪ ،‬والتوتر ‪ ،‬والشعور‬
‫بالوحدة ‪ ،‬وثقل الجسم‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ العقل جاء لعرض الراء ‪ ،‬واختيار الرأي الفضل ‪ ،‬وآفة‬
‫الختيار الهوى والعاطفة ‪ ،‬والمرأة بطبعها تتحيز إلى العاطفة‬
‫وتتميز بها ‪ ،‬فهي معرضة للحمل ‪ ،‬واحتضان الوليد ‪ ،‬فالصفة‬
‫الغالبة عليها العاطفة وهذا مفسد للرأي ؛ ولهذا فهي تحكم على‬
‫جبلت عليها‪،‬فكانت النساء ناقصات‬ ‫الشياء متأثرة بعواطفها التي ُ‬
‫ملها‬ ‫ن أزيد ‪ .‬وأكبر دليل على عاطفة المرأة تح ّ‬ ‫ن عاطفته ّ‬‫عقل ؛ل ّ‬
‫لمتاعب الحمل والولدة ‪ ،‬وصبرها على رعاية طفلها‪ ،‬ويصعب‬
‫على الرجل أن يتحمل ما تتحمله المرأة في ذلك‪.‬‬
‫ولهذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسّلم ـ يأمر بمراعاة‬
‫مشاعر المرأة ؛ لّنها رقيقة ‪ ،‬وعاطفتها تجيش بسرعة وتندفع‬
‫بقوة ‪ ،‬وحين كان حادي رسول الله ـ صلى الله عليه وسّلم ـ‬
‫يحدو في سفره وهو يسوق ليرّوح عن الناس تعبهم وعن البل‬
‫جهدها ‪ ،‬ناداه ـ عليه الصلة والسلم ـ قائل ً له‪) :‬يا أنجشة رفقا ً‬
‫ى الله عليه وسّلم ـ النساء‬ ‫ّ‬
‫بالقوارير( فشّبه رسول الله ـ صل َ‬
‫ن‪.‬‬
‫ن ومشاعره ّ‬ ‫بأّنهن قوارير‪ ،‬مراعاة لعواطفه ّ‬
‫ن المرأة ُتعفى من فروض وواجبات ل‬ ‫ما عن نقصان دينها ؛ فل ّ‬ ‫أ ّ‬
‫يعفى منها الرجل ‪ ،‬فهي تعفى من الصلة في دورتها الشهرية ‪،‬‬
‫وتعفى كذلك من الصيام وقت حيضها ‪ ،‬أو حملها ورضاعها ‪،‬‬
‫وتعفى من الجهاد ‪ ،‬وصلة الجمعة ‪ ،‬والجماعة في المسجد‪،‬‬
‫ل من تكاليف الرجل الدينية ‪،‬‬ ‫فصارت تكاليف المرأة الدينية أق ّ‬
‫جب ِل ِّتها التي فُط َِرت عليها‪ ،‬وصدق الله حين‬‫وذلك تقدير من الله ل ِ‬
‫ما‬
‫ما اكتسبوا وللنساء نصيب م ّ‬ ‫قال‪):‬للرجال نصيب م ّ‬
‫اكتسبن(النساء)‪(32‬‬
‫ن وصف المرأة بهذا الوصف ل يعني‬ ‫ما تجدر الشارة إليه أ ّ‬ ‫وم ّ‬
‫ذلك نفيه عن بعض الرجال ‪ ،‬وأّنهم ل يمكن أن يوصفوا به ‪،‬‬
‫فهناك الكثير من اليات القرآنية التي نفت العقل عن كبراء‬
‫القوم ‪ ،‬وعظمائهم من المنافقين والكفار‪ ،‬لتنكبهم صراط الله‬
‫المستقيم ‪ ،‬وإيثارهم الزائلة الفانية ‪ ،‬على الدائمة الباقية‪ ،‬فهم‬
‫ناقصو عقول ‪ ،‬ومنعدمو دين ـ عياذا بالله من ذلك ـ‬

‫* هل السلم يدعو إلى ضرب المرأة وانتهاك كرامتها؟!‬


‫ما بّين حقوق الزوجين ‪ ،‬وما‬ ‫ن السلم ل ّ‬ ‫والجواب عن ذلك أ ّ‬
‫ن المرأة إذا بدأت منها‬ ‫ل منهما في حقّ الخر‪ ،‬بّين أ ّ‬ ‫يراعيه ك ّ‬
‫علمات النشوز ‪ ،‬فليكن موقف الزوج تجاهها عادل ً ‪ ،‬فل تأخذه‬
‫ن هذا موكل لترتيبات الشارع‬ ‫الهواء أو النزعات النفعالية ‪ ،‬فإ ّ‬
‫الحكيم ‪ ،‬في علج تلك المشكلة ‪ ،‬فل يكون الضرب أو الطلق‬
‫أولها ‪ ،‬ولذا كانت مراتب التأديب كما يلي‪:‬‬
‫لتي تخافون‬ ‫‪1‬ـ الوعظ بل هجر ول ضرب ‪ :‬قال تعالى ‪) :‬وال ّ‬
‫ن على‬ ‫كرن بكتاب الله ‪ ،‬وحقوقه ّ‬ ‫ن‪ (...‬أي فَي ُذ َ ّ‬‫ن فعظوه ّ‬ ‫نشوزه ّ‬
‫ن ‪ ،‬فإن أبت الزوجة ‪ ،‬ولم ينفع معها الوعظ والتذكير ‪،‬‬ ‫أزواجه ّ‬
‫فينتقل إلى المرتبة الثانية‪.‬‬
‫ن في المضاجع‪(...‬‬ ‫‪2‬ـ الهجر في المضاجع ‪ :‬قال تعالى‪):‬واهجروه ّ‬
‫وذلك بأن يوّليها ظهره في المضجع ‪ ،‬أو ينفرد عنها في فراش‬
‫ح عنه صّلى‬ ‫يخصه ‪ ،‬كما يجوز له أن يهجرها فترة طويلة ؛ فقد ص ّ‬
‫وز أهل العلم‬ ‫الله عليه وسّلم أّنه هجر نساءه شهرا ً ‪ ،‬ولهذا ج ّ‬
‫هجر الزوج لزوجه أكثر من ثلثة أيام بسبب عذره الشرعي‬
‫لنشوز المرأة ‪ ،‬وترفعها عنه كما ذكره المام الخطابي في معالم‬
‫السنن ‪ ،‬وغيره من أهل العلم‪.‬‬
‫وهذا يخص من أحاديث النهي العامة التي تنهى عن هجر المسلم‬
‫لخيه المسلم أكثر من ثلث ‪ ،‬كما في قوله صّلى الله عليه‬
‫ل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث( أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫وسّلم )ل يح ّ‬
‫ن ذلك بداية‬ ‫ن( ول يك ْ‬ ‫‪3‬ـ الضرب‪ :‬كما قال الله تعالى‪):‬واضربوه ّ‬
‫ن آخر العلج الكي‪ ،‬ولذا كان‬ ‫علج الداء ‪ ،‬وليكن هو آخره ؛ فإ ّ‬
‫القول الحقّ من أقوال العلماء أن ل يبدأ الرجل بضرب زوجه‬
‫بداية نشوزها ‪ ،‬كما هو مذهب المام أحمد ‪ ،‬وقول ابن عّباس ‪،‬‬
‫وغيرهم كثير من أهل العلم ‪.‬‬
‫دة شروط‪:‬‬ ‫ن الضرب للزوجة ‪ ،‬ليس على إطلقه بل له ع ّ‬ ‫مإ ّ‬‫ث ّ‬
‫أ ـ أن تصّر المرأة على النشوز والعصيان‪.‬‬
‫ب ـ أن يتناسب نوع العقاب مع نوع التقصير‪.‬‬
‫ج ـ أن يراعي الرجل ‪ ،‬مقصوده من الضرب ‪ ،‬وأّنه للعلج‬
‫والتأديب ل غير ‪ ،‬فينبغي التخفيف منه بقدر المكان ‪ ،‬ويتحقق‬
‫ذلك كما ذكره أهل العلم )باللكزة ونحوها أو بالسواك( ولهذا‬
‫مته في‬ ‫صى رسول الرحمة محمد ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ أ ّ‬ ‫و ّ‬
‫ن‬‫ل‪...):‬اّتقوا الله في النساء ‪ ،‬فإّنكم أخذتموه ّ‬ ‫حجة الوداع قائ ً‬
‫ن أن‬ ‫ن لكم عليه ّ‬ ‫ن بكلمة الله ‪ ،‬وإ ّ‬ ‫بأمانة الله ‪ ،‬واستحللتم فروجه ّ‬
‫ن ضربا ً غير‬ ‫ل يوطئن فرشكم أحدا ً تكرهونه ‪ ،‬فإن فعلن فاضربوه ّ‬
‫مبرح( وقد عد ّ اللوسي الضرب غير المبرح بأّنه)الذي ل يقطع‬
‫لحما ً ‪ ،‬ول يكسر عظمًا( روح المعاني)‪(5/562‬‬
‫ويجب كذلك على من ابتلي بترفع زوجته عنه ‪ ،‬ولم يكن لها علج‬
‫إل الضرب ‪ ،‬بأن يتقي الله في ضربه ‪ .‬قال عطاء ‪ :‬قلت لبن‬
‫عّباس ‪ :‬ما الضرب غير المبرح ؟ قال‪ :‬السواك ونحوه‪.‬ويتجّنب‬
‫ن الرسول ـ‬ ‫المواضع المخوفة كالرأس والبطن ‪ ،‬وكذا الوجه ؛ فإ ّ‬
‫صّلى الله عليه وسّلم ـ نهى عن ضرب الوجه نهيا ً عامًا‪ ،‬ولذا ذكر‬
‫ن الرجل لو ابتلي بضرب‬ ‫المحققون من أهل العلم ‪ ،‬كالنووي بأ ّ‬
‫ن زوجها يجب‬ ‫زوجه ‪ ،‬وأفضى ذلك إلى تلف بعض أعضائها ‪ ،‬بأ ّ‬
‫ن ذلك منه للتلف ل‬ ‫عليه الغرم ؛ لّنه كما قال النووي تبّين بأ ّ‬
‫للصلح‪.‬‬
‫وقد أخرج أبو داود من حديث معاوية بن حيدة القشيري ـ رضي‬
‫الله عنه ـ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ! ما حقّ زوجة أحدنا عليه ؟‬
‫قال‪):‬أن تطعمها إذا طعمت ‪ ،‬وتكسوها إذا اكتسيت ‪ ،‬أو‬
‫اكتسبت ‪ ،‬ول تضرب الوجه ‪ ،‬ول تقّبح ‪ ،‬ول تهجر إل ّ في‬
‫ححه ابن الملقن في البدر المنير)‬ ‫البيت(أخرجه أبو داود وص ّ‬
‫‪ (8/289‬وكذا قال اللباني‪):‬حسن صحيح( في صحيح سنن أبي‬
‫داود‪/‬صـ ‪.402‬‬
‫فهذا هو موقف السلم من قضية ضرب المرأة ‪ ،‬وليس كما‬
‫ن السلم يأمر بضرب المرأة‬ ‫يمّثله العلمانيين ‪ ،‬والذين يقولون إ ّ‬
‫وإهانتها ‪ ،‬أو المنهزمون الذين ينفون ذلك عن السلم بروح‬
‫طلعهم على النصوص‬ ‫الهزيمة لقّلة تضلعهم بعلم الشريعة ‪ ،‬وا ّ‬
‫صا مبتسرا ً من عدة نصوص من‬ ‫التي تعرضت لذلك ‪ ،‬آخذين ن ّ‬
‫الكتاب والسنة ‪ ،‬مع عدم ذكر سباق النص ولحاقه ‪ ،‬ليتضح‬
‫المعنى ‪ ،‬وتبين الصورة ‪.‬‬
‫ن الرجل إذا استخدم هذا العلج الخير مع زوجه‬ ‫ول يعني ذلك أ ّ‬
‫ل‪...‬فالرجل قد يضرب ابنه على‬ ‫ن لها حقدا ً ؛ ك ّ‬ ‫أّنه يكرهها ‪ ،‬أو يك ّ‬
‫ب الناس إليه ‪ ،‬لكنه فعل ذلك لجل‬ ‫معصية ارتكبها ‪ ،‬وابنه من أح ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حّبه لبنه ‪ ،‬فيكون رجل ً مستقيما على دينه ‪ ،‬ومرضيا عند ربه‪.‬‬
‫ن‬
‫ن كيد المرأة أعظم من كيد الشيطان‪،‬ل ّ‬ ‫* هل من المعقول أ ّ‬
‫ن‬
‫ن عظيم( ويقول عن الشيطان )إ ّ‬ ‫ن كيدك ّ‬ ‫الله يقول عن النساء)إ ّ‬
‫ً‬
‫كيد الشيطان كان ضعيفا(؟!‬
‫ن هذه المسألة قد اختلف فيها أهل العلم على قولين‪:‬‬ ‫والحقّ أ ّ‬
‫ص الية؛‬
‫ن كيد المرأة أعظم من كيد الشيطان لظاهر ن ّ‬ ‫‪1‬ـ أ ّ‬
‫وممن اختار هذا القول من العلماء المعاصرين الشيخ محمد‬
‫المين الشنقيطي صاحب أضواء البيان ؛ حيث يقول في كتابه‬
‫المذكور)‪):(2/217‬كيد النساء أعظم من كيد الشيطان ‪ ،‬والية‬
‫ن كيد الشيطان كان ضعيفًا(فقوله في‬ ‫المذكورة هي قوله‪):‬إ ّ‬
‫ن كيد الشيطان‬ ‫ن عظيم(وقوله في الشيطان)إ ّ‬ ‫ن كيدك ّ‬ ‫النساء)إ ّ‬
‫ن كيدهن أعظم من كيده‪.‬‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫كان ضعيفًا(يد ّ‬
‫ويضيف الشيخ ـ رحمه الله ـ ‪ :‬قال مقاتل عن يحيى بن أبي‬
‫كثير ‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال ـ صّلى الله عليه وسّلم ـ ‪):‬إ ّ‬
‫ن‬
‫ن‬‫ن الله تعالى يقول‪):‬إ ّ‬ ‫كيد النساء أعظم من كيد الشيطان ؛ ل ّ‬
‫كيد الشيطان كان ضعيفا ً ( وقال تعالى‪):‬إن كيدكن عظيم( ا‪.‬هـ‬
‫وقال الديب الحسن بن آية الحسني الشنقيطي‪:‬‬
‫ما استعظم الله كيدهنه إل ّ لنهن ه ّ‬
‫ن هنه(ا‪.‬هـ‬
‫ن المسألة تحتاج لتوضيح‪ ،‬وتبيين ما في‬ ‫‪2‬ـ الرأي الخر يرى أ ّ‬
‫اليتين من فروق ومن ذلك‪:‬‬
‫ن الظاهر ل مقابلة بين العظيم والضعيف‪.‬‬ ‫أـأ ّ‬
‫ن ‪ ،‬وبالنسبة للشيطان‬ ‫ب ـ الكيد بالنسبة للنساء هو لجنسه ّ‬
‫للعموم‪.‬‬
‫ج ـ كيد الشيطان كان ضعيفا ً ؛ لّنه يمكن دحره والتخلص منه‬
‫بالستعاذة ‪ ،‬أو الذان ‪ ،‬أو ذكر الله عمومًا‪ ،‬وكيد النساء عظيم ؛‬
‫لنه من الصعب طردها!‬
‫ن قوله تعالى‪):‬الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين‬ ‫دـ أ ّ‬
‫ن‬
‫كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إ ّ‬
‫كيد الشيطان كان ضعيفا( فالية تقابل بين من يقاتل في سبيل‬
‫الله ومن يقاتل في سبيل الطاغوت الذي هو الشيطان ‪ ،‬فمن‬
‫ك أّنه الشيطان ‪ ،‬فكيد الشيطان‬ ‫الذي سيكون كيده ضعيفًا؟ل ش ّ‬
‫بالنسبة لولياء الله الصادقين ضعيف ل يقدر عليهم‪ ،‬كما أخبر‬
‫الله تعالى )إّنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم‬
‫يتوكلون( فمن كان يسنده القوي فأّنى يضعف؟!‬
‫ما ما ورد في سورة يوسف ‪ ،‬فالمقابلة بين كيد المرأة وكيد‬ ‫أ ّ‬
‫ن أعظم من كيد الرجل ـ والقصص في‬ ‫ن كيده ّ‬ ‫الرجل‪ ،‬ول ش ّ‬
‫كأ ّ‬
‫ن على العظمة المطلقة‬ ‫ذلك كثيرة جدا ً ـ وجاء وصف كيده ّ‬
‫ن‪ ،‬وقد نّبه على هذه النقطة‬ ‫مبالغة في تحقيق ذلك الوصف فيه ّ‬
‫الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في بعض دروسه‬
‫وشروحاته والله أعلم ‪.‬‬
‫ن كيد المرأة ليس أقوى من‬ ‫فيتبين أن الراجح ـ والله أعلم ـ أ ّ‬
‫كيد الشيطان ‪ ،‬فقد وصف الله كيد المرأة في سياق معين ‪،‬‬
‫ووصف كيد الشيطان في سياق معين ‪ ،‬وكيد الشيطان أعظم‬
‫ن كيد المرأة جزء من كيد الشيطان ‪ ،‬ولكن‬ ‫من كيد المرأة ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن كيد الشيطان عن طريق الوسوسة ‪،‬‬ ‫ذكر بعض أهل العلم أ ّ‬
‫بينما كيد المرأة عن طريق المباشرة ‪ ،‬والمواجهة وهذا يكون له‬
‫أعظم الدور في التأثير على المقابل‪.‬‬
‫وة ‪ ،‬بل‬ ‫ن هذا الكيد يعد ّ مظهرا ً من مظاهر الق ّ‬ ‫وليس يعني ذلك أ ّ‬
‫هو من مظاهر الضعف كما بّينه الستاذ الدكتور محمد السيد‬
‫الدسوقي ؛ فكيد المرأة ل علقة له بكيد الشيطان بحال من‬
‫قا ً ‪ ،‬ل‬
‫الحوال ‪ ،‬لّنه أسلوب الضعيف الذي يحاول أن ينال ح ّ‬
‫يستطيع الوصول إليه صراحة ‪.‬‬
‫وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫خباب بن مروان الحمد‬
‫==================‬
‫شبهات حول حقوق المرأة في السلم‬
‫يكثر الحديث في هذه اليام عن حقوق المرأة وحريتها حيث‬
‫يحاول العلمانيون أن يشوهوا صورة المرأة في السلم‬
‫ويظهروها وكأنها مسلوبة الحقوق مكسورة الجناح ‪ ،‬فالسلم‬
‫بنظرهم فّرق بينها وبين الرجل في الحقوق وجعل العلقة بينهما‬
‫تقوم على الظلم والستبداد ل على السكن والمودة‪ ،‬المر الذي‬
‫يستدعي من وجهة نظرهم قراءة الدين قراءة جديدة تقوم على‬
‫مراعاة الحقوق التي أعطتها التفاقيات الدولية للمرأة ومحاولة‬
‫تعديل مفهوم النصوص الشرعية الثابتة كي تتوافق مع هذه‬
‫التفاقيات ‪.‬‬
‫في البدء من المفيد الشارة إلى أن السلم كان ول زال سباقا ً‬
‫فى إعطاء النسان حقوقه كاملة ‪ ،‬فأهلية التملك ثابتة للجنين في‬
‫بطن أمه ومنذ أن يولد يكون عضوا ً كامل ً في المجتمع ‪ ،‬يحتمل‬
‫ويحمل يملك ويهب وَفْقَ قواعد معينة ‪ ،‬وإن كان صغيرا ً يتولى‬
‫عنه وليه ذلك ‪ ،‬وستبقى كلمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه‬
‫مدوية ‪ " :‬متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ً ؟ " ‪،‬‬
‫حّر ل يقع تحت اليد"‪،‬‬ ‫وستبقى القاعدة الفقهية قائمة ‪" :‬ال ُ‬
‫فالنسان له حق الحياة وحق الرث وحق العتقاد وحق التملك‬
‫طبقتها على بعض‬ ‫وكثير من الحقوق التي نادت بها جماعات و ّ‬
‫الناس دون بعض ‪.‬‬
‫إن الدعوة إلى تعديل التشريعات السماوية ليست دعوة حديثة‬
‫بل هي من طروحات التي ُروج لها منذ مطلع القرن الحالي وهي‬
‫ل تخرج عن إطار الطروحات الغربية التي يدعو لها‬
‫المستشرقون وحكوماتهم ‪ ،‬وقد انبرى علماء السلم منذ تلك‬
‫الفترة إلى الرد على هؤلء بردود ل تزال تصلح لهذا اليوم لنها ما‬
‫تغيرت وما جاءت بجديد ‪ ،‬ومن العلماء الذين ردوا على‬
‫المستشرقين وأسيادهم وأتباعهم الدكتور علي عبد الواحد وافي‬
‫والدكتور مصطفى السباعي و الدكتور البهي الخولي وغيرهم‬
‫رحمهم الله تعالى دنيا وآخرة ‪.‬‬
‫ولت له نفسه التهجم على الدين‬ ‫ولقد رد ّ العلماء على كل من س ّ‬
‫عبر الدعوة إلى إعادة النظر في تشريعه المستمد من الكتاب‬
‫والسنة وعبر المطالبة بفتح باب الجتهاد في مسائل يرى‬
‫المهاجمون أن الزمن قد تعداها ‪ ،‬ومن هذه المسائل ‪:‬‬
‫حق تأديب المرأة ول سيما ضربها ‪.‬‬
‫صيغة الطلق المعطاة للرجل ‪.‬‬
‫سلطة الزوج ) القوامة ( ‪.‬‬
‫تعدد الزوجات ‪.‬‬
‫الرث‬
‫الشهادة‬
‫م الرد عليها إن شاء الله ‪،‬‬ ‫وسنقوم بعرض لهذه الفكار ومن ث ّ‬
‫ولكن في البداية ل بد من توضيح النقاط العامة التالية ‪:‬‬
‫‪ -1-‬إن السلم نظام عالمي لكل الزمنة والمكنة وأي إساءة في‬
‫استخدام هذا التشريع ل تعود للتشريع نفسه وإنما تعود‬
‫للشخاص الذين يسيئون فهمه أو يجهلون أحكامه ‪ "،‬فالسلم‬
‫أقام دعامته الولى في أنظمته على يقظة ضمير المسلم‬
‫واستقامته ومراقبته لربه ‪ ،‬وقد سلك لذلك سبل ً متعددة تؤدي ‪،‬‬
‫إذا روعيت بدقة وصدق ‪ ،‬إلى يقظة ضمير المسلم وعدم إساءته‬
‫ل إليه من صلحيات وأكبر دليل على ذلك أن الطلق ل يقع‬ ‫ما وُك ِ َ‬
‫عندنا في البيئات المتدينة تدينا ً صحيحا ً صادقا ً إل نادرا ً ‪ ،‬بينما يقع‬
‫في غير هذه الوساط ل فرق بين غنّيها وفقيرها " ‪.‬‬
‫من هنا فإن إساءة استعمال التشريع الرباني ل يقتضي إلغاءه‬
‫وإعادة النظر فيه وإنما يقتضي منع تلك الساءة عبر تنشيط‬
‫الوازع الديني الذي يؤدي إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ -2-‬إن فتح باب الجتهاد الذي يتستر وراءه البعض هو أمر غير‬
‫مقبول لكون الذين يدعون لهذا المطلب أصحاب أهواء يفتقدون‬
‫لدنى صفات المجتهد من جهة ولكونهم يهدفون إلى ضرب‬
‫النصوص الشرعية الثابتة في القرآن والسنة خدمة لمصالح غربية‬
‫معلنة في إعلنات عالمية تهدف إلى تقويض عرى السرة‬
‫السلمية من جهة أخرى ‪ ،‬وهذا واضح في "إعلن القضاء على‬
‫جميع أشكال التمييز ضد المرأة " الذي أورد في مادته السادسة‬
‫عشر أهم أسس تساوي الرجل والمرأة والتي منها‪:‬‬
‫"أ – نفس الحق في عقد الزواج ‪.‬‬
‫ب‪ -‬نفس الحق في حرية اختيار الزوج ‪ ،‬وفي عدم عقد الزواج إل‬
‫برضاها الحر الكامل ‪.‬‬
‫ج‪ -‬نفس الحقوق والمسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه ‪.‬‬
‫د‪ -‬نفس الحقوق والمسؤوليات كوالدة ‪ ،‬بغض النظر عن حالتها‬
‫الزوجية ‪ ،‬في المور المتعلقة بأطفالها ؛ وفي جميع الحوال ‪،‬‬
‫تكون مصالح الطفال هي الراجحة ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬نفس الحقوق في أن تقرر بحرية وبشعور من المسؤولية‬
‫عدد أطفالها والفترة بين إنجاب طفل وآخر ‪ ،‬وفي الحصول على‬
‫المعلومات والتثقيف والوسائل الكفيلة بتمكينها من ممارسة هذه‬
‫الحقوق ‪.‬‬
‫و‪ -‬نفس الحقوق والمسؤوليات فيما يتعلق بالولية والقوامة‬
‫والوصاية على الطفال وتبنيهم ‪ ،‬أو ما شابه ذلك من النظمة‬
‫المؤسسية الجتماعية …‬
‫ز‪ -‬نفس الحقوق الشخصية للزوج والزوجة بما في ذلك الحق في‬
‫اختيار اسم السرة والمهنة والوظيفة‪.‬‬
‫إن هذه البنود تخالف الشريعة السلمية في معظمها إل في البند‬
‫) ب ( الذي ينص على حرية المرأة في اختيار الزوج ‪ ،‬أما في‬
‫باقي البنود فإنها تتعارض مع الشريعة السلمية التي أعطت‬
‫للمرأة والرجل حقوقا ً أثناء الزواج تقوم على المبادئ التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬المساواة ‪ :‬قال تعالى ‪ ) :‬ولهن مثل الذي عليهم‬
‫بالمعروف ( ‪ ،‬إي أن كل حق وواجب للمرأة يقابله حق وواجب‬
‫كر أنه يجب عليه مثله ‪ ،‬عدا أمر‬ ‫للرجل ‪ ،‬وكلما طالبها بأمر ت َذ َ ّ‬
‫واحد هو القوامة ‪ ،‬وتقسم الواجبات حسب طبيعة كل منهما‪.‬‬
‫‪ -2‬القوامة ‪ :‬معناها القيام بشؤون السرة ورئاستها وحماية‬
‫أفرادها وسيتم الحديث عن هذا الموضوع فيما بعد إن شاء الله‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫‪ -3‬التشاور في شؤون السرة ويستمر التشاور حتى بعد الطلق‬
‫في شؤون الولد ‪.‬‬
‫‪ -4‬التعامل بالمعروف وحسن المعاشرة لقوله تعالى ‪:‬‬
‫) وعاشروهن بالمعروف (‬
‫‪ -5‬على المرأة حضانة طفلها في سنواته الولى والشراف على‬
‫إدارة البيت والخدم وطاعة زوجها في المعروف‪.‬‬
‫‪ -6‬على الزوجين التعاون في تربية الولد لقول رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪):‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته (‪.‬‬
‫‪ -7‬على الرجل معاونة زوجته في أعمال البيت ‪ ،‬وقد كان النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يعاون زوجاته ‪.‬‬
‫هذا باختصار تلخيص لحقوق المرأة أثناء الزواج كما يقره السلم‬
‫‪ ،‬أما المطالبة بالمساواة في الحقوق بين المرأة والرجل التي‬
‫يدعو إليها بعض دعاة التحرر من أتباع العلنات العالمية فيعود‬
‫لجهلهم بحقوق المرأة في السلم وتجاهلهم للختلفات‬
‫البيولوجية بين الرجل والمرأة مما دفعهم إلى اعتبار أن العلقة‬
‫بين الرجل والمرأة علقة تماثل ل علقة تكامل ‪ ،‬فتجدهم‬
‫دقون ما يقوله غيرهم عن حرمان المرأة في السلم من‬ ‫يص ّ‬
‫حقوقها ‪ ،‬أو يصدقون ما يقوله المستشرقون من ضرورة تأويل‬
‫النصوص التي ل تتوافق مع الواقع الراهن رافعين بذلك شعار "‬
‫تاريخية النصوص " أو شعار "التعبير عن واقع حال " بهدف‬
‫تحويل المضامين وإلباسها اللباس الغربي ‪ ،‬وهكذا تصبح قوامة‬
‫الرجل على بيته وحقه في تأديب زوجته الناشز وحقه في الطلق‬
‫مجرد "عبارات تاريخية " أساء الفقهاء تأويلها بهدف "تقييم دور‬
‫الرجل "‪.‬‬

‫وبالعودة إلى الردود الجزئية على الطروحات العلمانية نقول ما‬


‫يلي ‪:‬‬

‫‪ -1-‬حق تأديب الزوجة ول سيما ضربها‬


‫يستند الداعون إلى إبطال صيغة الضرب الموجودة في القرآن‬
‫الكريم والسنة النبوية الشريفة إلى أن قاعدة حق تأديب المرأة‬
‫مة لنقل‬
‫" ول سيما ضربها هي عبارة تاريخية كان لها فعالية ج ّ‬
‫الذهنية الجاهلية من قتل المرأة إلى التساؤل حول ضربها "‬
‫وليست قاعدة شرعية ‪.‬‬
‫وللرد على هذا المر نورد في البداية بعض اليات والحاديث التي‬
‫ذكرت هذا المر ‪ ،‬ثم نورد بعد ذلك الرد إن شاء الله تعالى ‪،‬‬
‫يقول عز وجل ‪:‬‬
‫}الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض‬
‫وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما‬
‫حفظ الله واللتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في‬
‫المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فل تبغوا عليهن سبيل إن الله‬
‫كان عليا ً كبيرا ً { ‪.‬‬
‫جة الوداع ‪ ) :‬أل واستوصوا‬ ‫ح ّ‬
‫ويقول عليه الصلة والسلم في َ‬
‫ً‬
‫ن عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير‬ ‫ن عوا ٌ‬‫بالنساء خيرا فإنما ه ّ‬
‫ذلك إل أن يأتين بفاحشة مبينة ‪ ،‬فإن فعلن فاهجروهن في‬
‫المضاجع واضربوهن ضربا ً غير مبرح فإن أطعنكم فل تبغوا‬
‫عليهن سبيل ً ‪ ،‬إل أن لكم على نسائكم حقا ً ولنسائكم عليكم حقا‬
‫شكم من تكرهون ول‬ ‫طئن فُُر َ‬ ‫فأما حقكم على نسائكم فل يو ِ‬
‫ْ‬
‫ن في بيوتكم من تكرهون أل وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن‬ ‫يأذ َ ّ‬
‫في كسوتهن وطعامهن ( ‪.‬‬
‫والملحظ أن هؤلء الشخاص تحت شعار إنسانية المرأة‬
‫وكرامتها يأخذون من الية ما يريدون فقط وهي كلمة الضرب‬
‫ح‬‫وينسون التسلسل الذي ورد في الية حيث ورد في البداية مد ٌ‬
‫م ورد ذكر الناشز ‪،‬‬ ‫للمرأة المؤمنة الحافظة لحدود الزوج ومن ث َ ّ‬
‫فالكلم إذا ً يتعلق بنوع خاص من النساء وليس كل النساء ‪،‬‬
‫والمعروف أن طبائع الناس تختلف من شخص لخر وما ينفع‬
‫الواحد ل ينفع الثاني‪ ،‬ومن عدالة السلم أنه أورد العلج لكل‬
‫حالة من الحالت ‪ ،‬فما دام " يوجد في هذا العالم امرأة من ألف‬
‫امرأة تصلحها هذه العقوبة ‪ ،‬فالشريعة التي يفوتها هذا الغرض‬
‫شريعة غير تامة ‪ ،‬لنها بذلك ُتؤِثر هدم السرة على هذا الجراء‬
‫وهذا ليس شأنه شريعة السلم المنزلة من عند الله " ‪.‬‬
‫والواقع أن " التأديب لرباب الشذوذ والنحراف الذين ل تنفع‬
‫طر ويقضي به نظام‬ ‫ف َ‬ ‫فيهم الموعظة ول الهجر أمر تدعو إليه ال ِ‬
‫كلته الطبيعة من البناء إلى الباء كما وكلته من‬ ‫المجتمع ‪ ،‬وقد وَ َ‬
‫المم إلى الحكام ولوله لما بقيت أسرة ول صلحت أمة ‪ .‬وما‬
‫كانت الحروب المادية التي عمادها الحديد والنار بين المم‬
‫المتحضرة الن إل نوعا ً من هذا التأديب في نظر المهاجمين وفي‬
‫تقدير الشرائع لظاهرة الحرب والقتال " ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ } :‬فإن بغت إحداهما على الخرى فقاتلوا التي تبغي‬
‫حتى تفيء إلى أمر الله { ‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن الضرب الوارد في الية مشروط بكونه ضربا ً‬
‫غير مبرح وقد فسر المفسرون الضرب غير المبرح بأنه ضرب‬
‫غير شديد ول شاق ‪ ،‬ول يكون الضرب كذلك إل إذا كان خفيفا ً‬
‫وبآلة خفيفة ‪ ،‬كالسواك ونحوه ‪.‬‬
‫ول يكون القصد من هذا الضرب اليلم وإطفاء الغيظ ولكن‬
‫التأديب والصلح والتقويم والعلج ‪ ،‬والمفترض أن التي تتلقى‬
‫الضرب امرأة ناشز ‪ ،‬لم تنفع معها الموعظة والهجر ‪ ،‬لذلك جاء‬
‫الضرب الخفيف علجا ً لتفادي الطلق ‪ ،‬خاصة أن نشوز بعض‬
‫ك لعواقب خراب البيوت وتفتت‬ ‫ي وإدرا ٍ‬
‫النساء يكون عن غير وع ٍ‬
‫السرة ‪.‬‬
‫إن سعي بعض الداعي لبطال مفعول آية الضرب تحت حجة‬
‫المساواة لن يفيد في إيقاف عملية الضرب إذ إن المراة ستبقى‬
‫فية كما يحصل في دول العالم الغربي الحافل بالقوانين‬ ‫خ ْ‬
‫ُتضرب ِ‬
‫البشرية التي تمنع الضرب ‪ ،‬وتشير إحدى الدراسات الميركية‬
‫التي أجريت عام ‪ 1987‬إلى أن ‪ %79‬من الرجال يقومون‬
‫بضرب النساء … ) هذا عام ‪ 87‬فكيف النسبة اليوم ( ويقدر عدد‬
‫النساء اللواتي ُيضربن في بيوتهن كل عام بستة مليين امرأة ‪.‬‬
‫فإذا كان هذا العدد في تزايد في تلك الدول التي تحّرم الضرب ‪،‬‬
‫فلماذا ل يوجد في بيئاتنا السلمية هذا العدد مع أن شريعتنا تبيح‬
‫الضرب ؟ أليس لن قاعدة السكن والمودة هي الساس بينما‬
‫در بضوابطها وكما‬ ‫ق ّ‬
‫العظة والهجران والضرب هي حالت شاذة ت ُ َ‬
‫قال تعالى في نهاية الية ‪ } :‬فإن أطعنكم فليس لكم عليهن‬
‫سبيل ً { ‪.‬‬
‫‪ -2-‬صيغة الطلق المعطاة للرجل‬
‫يعترض كثير من المعاصرين على كون الطلق بيد الرجل ويرون‬
‫في التشريع التونسي حل ً حيث جاءت المادة ‪ 31‬منه لتقول ‪" :‬‬
‫إن المحكمة هي التي تعلن الطلق بناء لطلب أحد الزوجين‬
‫بسبب ما حصل له من ضرر وُيقضى لمن تضرر من الزوجين‬
‫بتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الناجم عن الطلق " ‪.‬‬
‫ويرى أنصار هذا القانون "أنه أكثر ملءمة باعتباره أكثر إنصافا ً ‪.‬‬
‫إنه يحرر المرأة من حق يتمسك به الزوج ‪ ،‬أصبح جائرا ً جدا ً‬
‫بحقها " ‪.‬‬
‫والواقع أن هذه الطروحات حول الطلق ل تخرج كثيرا ً عن ما‬
‫يدعو إليه علماء الغرب وأتباعهم من الكتاب الذين يريدون بذلك‬
‫تنفيذ القانون المدني الفرنسي ‪ ،‬وهنا من المفيد الشارة إلى‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1-‬إن قبول الزوجين الرتباط السلمي يفرض عليهما اللتزام‬
‫بأحكام الشرع التي ل تخلو من بعض الحقوق التي يمكن للزوجة‬
‫الخائفة على نفسها من الزوج أن تحمي بها نفسها كأن تجعل‬
‫العصمة بيدها وأن تشترط في عقد الزواج شروطا ً خاصة ‪.‬‬
‫‪ -2-‬إن حصر السلم الطلق في يد الزوج إنما يعود لعدة أسباب‬
‫أهمها كونه المتضرر الول من الطلق من الناحية المادية فهو‬
‫الذي يجب عليه المهر والنفقة لمطلقته ولعياله طوال فترة العدة‬
‫والحضانة ‪ ،‬هذا المر يجعله أكثر ضبطا ً لنفسه من المرأة التي‬
‫قد ل يكلفها أمر رمي يمين الطلق شيئًا‪.‬‬
‫‪ -3-‬إن حصر الطلق بيد الزوج وعدم إعلنه للقاضي إل في‬
‫حالت قصوى إنما يعود لمبدأ التستر الذي يدعو إليه السلم لن‬
‫" معظم أسباب الطلق تتمثل في أمور ل يصح إعلنها ‪ ،‬حفاظا ً‬
‫على كرامة السرة وسمعة أفرادها ومستقبل بناتها وبنيها " ‪.‬‬

‫كما أن حصر الطلق بيد القاضي أمر أثبتت التجارب عدم جدواه‬
‫وذلك من نواح عدة منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفشل في التقليل من نسب الطلق وهذا أمر أثبتته‬
‫إحصائيات الطلق التي سجلت في تونس حيث أن العدد لم‬
‫ينقص بل على العكس من ذلك فلقد ارتفع ارتفاعا ً ملحوظا ً "‬
‫دم لنتزاع سلطة الطلق من يد الزوج‬ ‫رغم أن المبرر الذي قُ ّ‬
‫وإيكاله إلى القاضي هو حماية السرة بإتاحة فرصة للقاضي‬
‫ليراجع فيها الزوجين ويحاول الصلح بينهما‪ ،‬فإن الواقع يثبت أن‬
‫نسبة المصالحات الناجحة ضئيلة جدًا‪ ،‬فمن بين ‪ 1417‬قضية‬
‫طلق منشورة في المحكمة البتدائية بتونس في الموسم‬
‫القضائي ‪ 81-80‬لم يتم المصالحة إل في عشر منها ‪ ،‬بينما كان‬
‫العتقاد أن تعدد الزوجات وجعل العصمة الزوجية بيد الرجل‬
‫وعدم تغريمه لفائدة الزوجة هي السباب الرئيسية للطلق وأن‬
‫القضاء عليها سيقلل من نسب الطلق ‪ ،‬والحصائيات تثبت أن‬
‫شيئا ً من ذلك لم يحدث " ‪.‬‬
‫‪ -2‬لجوء بعض المحاكم الغربية التي تتوكل بنفسها أمور الطلق‬
‫في محاولة منها إلى خفض نسبة الطلق إلى رفض التطليق إذا‬
‫لم يكن بسبب الزنى لذلك كثيرا ً ما يتواطأ الزوجان " فيما بينهما‬
‫على الرمي بهذه التهمة ليفترقا ‪ ،‬وقد يلفقان شهادات ووقائع‬
‫مفتعلة لثبات الزنى حتى تحكم المحكمة بالطلق‪.‬‬
‫فأي الحالتين أكرم وأحسن وأليق بالكرامة ؟ أن يتم الطلق‬
‫بدون فضائح ؟ أم أن ل يتم إل بعد الفضائح ؟ " ‪.‬‬
‫‪ -3-‬سلطة الزوج ) القوامة (‬
‫يعترض المخالفون للشريعة السلمية على مبدأ القوامة الذي‬
‫يطلق البعض عليه لفظ "قيمومية " قاصدين بذلك تعريف‬
‫القوامة بأنها " تقييم دور الرجل " ‪ ،‬فيتساءلون‪ " :‬إن هذه‬
‫الحقوق الممنوحة للزوج والتي تدعم هذه السلطة أعطته إياها‬
‫النصوص القرآنية أو أنها تشكل تحديدا ً " لحالت واقعية " تترجم‬
‫فكرة " الدور " الخاص بالرجل والذي ل بد من حمايته ؟" ‪.‬‬
‫إن التخليط في فهم مفهوم القوامة إنما يعود لعتبارهم رئاسة‬
‫الرجل على المرأة رئاسة تقوم على الستبداد والظلم ‪ ،‬بينما هي‬
‫في الحقيقة رئاسة رحمة ومودة وحماية من الخوف والجوع ‪ ،‬إنه‬
‫لو كان في المر استبداد وتسلط من الرجل على المرأة لكان‬
‫يحق للرجل أن يمد يده إلى مال زوجته أو يمنعها من أن تتاجر‬
‫بمالها والسلم يمنعه من ذلك ‪ ،‬أو أن يجبرها على تغيير دينها‬
‫والمعروف ان السلم أباح للمسلم أن يتزوج النصرانية واليهودية‬
‫مع احتفاظ كل منهما بدينه ‪.‬‬
‫إن هذه القوامة مبنية على كون الرجل " هو المكلف النفاق‬
‫على السرة ‪ ،‬ول يستقيم مع العدالة في شيء أن يكّلف فرد‬
‫النفاق على هيئة ما دون أن يكون له القيام عليها والشراف‬
‫على شئونها ‪ ،‬وعلى هذا المبدأ قامت الديمقراطيات الحديثة ‪،‬‬
‫ويلخص علماء القانون الدستوري هذا المبدأ في العبارة التالية ‪:‬‬
‫" من ينفق يشرف " أو " من يدفع يراقب " ‪.‬‬
‫هذا هو الصل ‪ ،‬الزوج ملزم بالعمل والمرأة ليست كذلك ‪ ،‬إذا‬
‫أحبت عملت وإذا كرهت جلست ‪ ،‬وما أجمل ما قالته إحدى‬
‫الكاتبات المشهورات " أجاتا كريستي " حيث قالت ‪ " :‬إن المرأة‬
‫مغفلة ‪ :‬لن مركزها في المجتمع يزداد سوءا ً ‪ ،‬يوما ً بعد يوم ‪،‬‬
‫فنحن النساء نتصرف تصرفا ً أحمق ‪ ،‬لننا بذلنا الجهد الكبير خلل‬
‫السنين الماضية للحصول على حق العمل … والمساواة في‬
‫العمل مع الرجل‪ ،‬والرجال ليسوا أغبياء فقد شجعونا على ذلك‬
‫معلنين أنه ل مانع مطلقا ً من أن تعمل الزوجة وتضاعف دخل‬
‫الزوج ‪.‬‬
‫ومن المحزن أننا أثبتنا ‪ ،‬نحن النساء‪ ،‬أننا الجنس اللطيف ‪ ،‬ثم‬
‫جهْد ِ والعرق اللذين كانا من نصيب‬ ‫نعود لنتساوى اليوم في ال َ‬
‫الرجل وحده " ‪.‬‬
‫‪ -4-‬تعدد الزوجات‬
‫يعترض أنصار حقوق المرأة على نظام تعدد الزوجات الذي يقره‬
‫السلم ويعتبرون أن فيه إهدارا ً لكرامة المرأة وإجحافا ً بحقها‬
‫واعتداًء على مبدأ المساواة بينها وبين الرجل ‪ ،‬إضافة إلى أن‬
‫في هذا المر مدعاة للنزاع الدائم بين الزوج وزوجاته وبين‬
‫الزوجات بعضهن مع بعض فتشيع الفوضى ويشيع الضطراب في‬
‫حياة السرة ‪ ،‬ولذلك هم َيدعون إلى التأسي بتركيا وتونس اللتان‬
‫ألغتا نظام التعدد وفرضتا نظام آحادية الزواج ‪ ،‬مع أن هؤلء‬
‫الشخاص لو اطلعوا على إحصاءات المحاكم في هاتين الدولتين‬
‫لبدلوا رأيهم أو بعضا ً من آرائهم ‪.‬‬
‫إن أبرز نتائج إلغاء نظام التعدد نورده على لسان الغربيين‬
‫أنفسهم الذين يؤكدون على الخلل الذي أصاب المجتمع نتيجة‬
‫تزايد عدد النساء بشكل عام حيث تزايد هذا العدد إلى ثمانية‬
‫مليين امرأة في أميركا‪ ،‬وقد أرسلت فتاة أميركية اسمها " ليندا‬
‫" رسالة إلى مجلس الكنائس العالمي تقول فيها ‪":‬إن‬
‫الحصاءات قد أوضحت أن هناك فجوة هائلة بين عدد الرجال‬
‫والنساء فهناك سبعة مليين وثمانية آلف امرأة زيادة في عدد‬
‫النساء عن عدد الرجال في أميركا ‪ ،‬وتختم رسالتها قائلة ‪:‬‬
‫أرجوكم أن تنشروا رسالتي هذه لنها تمس كل النساء ‪ ،‬حتى‬
‫أولئك المتزوجات ‪ ،‬فطالما أن النسبة بين الرجال والنساء غير‬
‫متكافئة ‪ ،‬فالنتيجة الكيدة هي أن الرجال سيخونون زوجاتهم ‪،‬‬
‫حتى ولو كانت علقتهم الزوجية قائمة على أساس معقول " ‪.‬‬
‫إن تزايد عدد النسوة عن عدد الرجال له مبررات عدة منها ما هو‬
‫طبيعي ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو خاص ‪.‬‬
‫أما المبررات الطبيعية فتتمثل في القوانين التي تخضع لها‬
‫الفصيلة النسانية فيما يتعلق بالنسبة بين الذكور والناث ‪ ،‬فيما‬
‫ترجع أهم المبررات الجتماعية إلى أمرين ‪ :‬أحدهما يعود إلى‬
‫أعباء الحياة الجتماعية وتوزيع العمال بين الجنسين وكل ذلك‬
‫يجعل الذكور أكثر تعرضا ً للوفاة من الناث وأقصَر منهن أعمارا ً ‪،‬‬
‫وثانيهما أن الرجل ل يكون قادرا ً على الزواج بحسب الوضاع‬
‫الجتماعية إل إذا كان قادرا ً على نفقات المعيشة لزوجته وأسرته‬
‫وبيته في المستوى اللئق به‪...‬على حين أن كل بنت تكون‬
‫صالحة للزواج وقادرة عليه بمجرد وصولها إلى سن البلوغ ‪.‬‬
‫بينما تتمثل المبررات الخاصة فيما يطرأ أحيانا ً على الحياة‬
‫الزوجية من أمور تجعل التعدد ضرورة لزمة فقد تكون الزوجة‬
‫عقيما ً ‪ ،‬أو قد تصير إثر إصابتها بمرض جسمي أو عصبي أو بعاهة‬
‫غير صالحة للحياة الزوجية ‪.‬‬
‫فأي المور أصلح للزوجة أن ت َط َّلق وهي مريضة تحتاج إلى‬
‫العناية والهتمام وينعت الرجل حينذاك بالصفات الدنيئة من قلة‬
‫سة ‪ ،‬والمثل المعروف يقول "أكلها لحمة ورماها‬ ‫خ ّ‬‫الوفاء وال ِ‬
‫عظمة " أم يكون من الشرف للزوجة أن يتزوج عليها مع‬
‫احتفاظها بحقوقها المادية كافة ؟‬
‫م اختياريٌ وليس إجباريا ً وهو ل يكون إل برضا‬ ‫إن نظام التعدد نظا ٌ‬
‫المرأة ‪ ،‬هذا الرضا الذي يحاول كثير من الناس أن ينزعه عن‬
‫الفقه السلمي مدعين بأن السلم حرم المرأة من حقها في‬
‫اختيار الزوج ‪ ،‬إل أن نظرة ً إلى هذا الفقه تشير إلى اتفاق‬
‫الفقهاء على أن المرأة البالغة الثّيب ُيشترط إذنها ورضاها‬
‫الصريحين قبل توقيع العقد ‪ ،‬وهذا النوع من النساء هن في‬
‫الغالب من يرتضين أن يكن زوجات ثانيات ‪ ،‬أما المرأة البالغة‬
‫غير الثّيب فقد اتفق الفقهاء على أن سكوتها المنبئ عن الرضا‬
‫يجزئ في صحة العقد ‪ ،‬أما إذا كان هناك قرينة على رفضها‬
‫فهناك خلف بين الفقهاء ‪ ،‬يقول الحناف أنه ل يجوز لوليها أن‬
‫يزوجها ‪ ،‬بينما قال الشافعية أنه يجوز لولي الجبار وهو ) الب أو‬
‫الجد ( أن يزوجها ولكن بشروط منها ‪:‬‬
‫‪-1‬أن ل يكون بينه وبينها عداوة ‪.‬‬
‫‪-2‬أن يزوجها من كفء ‪ ،‬والكفاءة معتبرة في الدين والعائلة‬
‫والمستوى الجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الزوج قادرا ً على تسليم معجل المهر ‪.‬‬
‫كل هذا يصح به العقد وإن كان يفضل أن يتخير لها الولي من‬
‫ترتضيه‪.‬‬
‫أما بالنسبة للزوجة الولى فإن السلم لم يحرمها رضاها بالزوجة‬
‫الثانية إذ أباح لها السلم إذا كرهت زواج زوجها عليها أن تشترط‬
‫ذلك عند العقد ‪ ،‬فتحمي بذلك نفسها من التجربة ‪.‬‬
‫هذا من وجهة النظر الشرعية أما من ناحية الواقع فإن "‬
‫الحصاءات التي تنشر عن الزواج والطلق في البلد العربية‬
‫السلمية تدل على أن نسبة المتزوجين بأكثر من واحدة نسبة‬
‫ضئيلة جدا ً ل تكاد تبلغ الواحد باللف ‪.‬‬
‫والسبب في ذلك واضح ‪ ،‬وهو تطور الحياة الجتماعية ‪،‬وارتفاع‬
‫مستوى المعيشة‪،‬وازدياد نفقات الولد في معيشتهم وتعليمهم‬
‫والعناية بصحتهم " ‪ ،‬إضافة إلى خوف الزوج وخاصة المتدين من‬
‫عدم العدل بين الزوجات ‪ ،‬فقد ورد عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قوله ‪ ) :‬من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء‬
‫يوم القيامة وأحد شقيه ) خديه ( ساقط ( ‪.‬‬
‫وفي ختام موضوع تعدد الزوجات نؤكد على أن طرح رفض تعدد‬
‫الزوجات إنما يخدم أهدافا ً غربية تقوم على تحديد النسل بغية‬
‫إضعاف أمة السلم وتقليل عدد أبنائها بحيث ل يشكلون قوة ل‬
‫يستهان بها في المستقبل ‪.‬‬
‫‪-5‬الرث‬
‫إن المطالبة بالمساواة في الرث بين الرجال والنساء أمر غير‬
‫غريب على السلم بل إن بوادر هذا المر بدأت منذ نزول الوحي‬
‫‪ ،‬فقد جاء في إحدى الروايات عن أسباب نزول الية ‪ 32‬من‬
‫سورة النساء في قوله تعالى ‪ } :‬ول تتمنوا ما فضل الله به‬
‫بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب‬
‫مما اكتسبن ‪ ،‬واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء‬
‫عليما ( أن أم سلمة رضي الله عنها قالت " يا رسول الله يغزو‬
‫الرجال ول نغزو ‪ ،‬ولنا نصف الميراث " ‪.‬‬
‫فلول وهلة قد يبدو أن السلم ظلم البنت إذ جعل لها نصف حظ‬
‫كة الب ‪ ،‬إل أن هذا المر ينافي الواقع إذ إن السلم‬ ‫أخيها من ت َرِ َ‬
‫كلف الرجل بما لم يكلف به المرأة فهو المسؤول عن نفقتها‬
‫ونفقة عياله وحتى أخواته إذا لم يكن لهن معيل ‪ ،‬بينما لم يكلف‬
‫الشرع المرأة بأية مسؤوليات ‪ ،‬فالمال الذي ترثه من أبيها يبقى‬
‫لها وحدها ل يشاركها فيه مشارك ‪ ،‬فنصيب البن " معرض‬
‫للنقص بما ألقى عليه السلم من التزامات متوالية متجددة ‪،‬‬
‫ونصيب البنت معرض للزيادة بما تقبض من مهور وهدايا" ‪.‬‬
‫أما حجة نساء اليوم بأن المرأة تعمل وتنفق على بيتها كالزوج‬
‫وتشاركه في العباء فلهذا انتفى الحكم التاريخي لهذه الية ‪ ،‬هذا‬
‫القول هو أمر مرفوض شرعا ً حتى لو اتفق الزوجين على كتابة‬
‫شرط عمل المرأة في العقد صح العقد وبطل الشرط بخلف‬
‫بعض القوانين الغربية ومنها القانون الفرنسي الذي يشترط‬
‫مساهمة الزوجة في النفقة ‪.‬‬
‫ومن المفيد الشارة هنا إلى أن قاعدة التنصيف في الرث‬
‫المبنية على قوله تعالى ‪ ) :‬للذكر مثل حظ النثيين ( ليست‬
‫قاعدة مطردة ‪ ،‬لن هناك حالت يتساوى فيها الذكر والنثى كما‬
‫في حال تساوي نصيب الب وهو ذكر مع نصيب الم وهي أنثى‬
‫في ميراث ابنهما ‪.‬‬
‫‪ -6‬الشهادة‬
‫تطالب الجمعيات النسائية بتعديل القانون اللبناني منسجما ً مع‬
‫التفاقيات الدولية التي تدعو إلى إعطاء المرأة الهلية الكاملة‬
‫في مركزها وحقوقها القانونية ‪ ،‬وهم يرون أن السلم يقف عائقا ً‬
‫أمام تساوي الرجل والمرأة في الشهادة معتبرين أن " قضية‬
‫الشهادة هذه منافية لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ‪ ،‬وأنها‬
‫مظهر آخر من مظاهر الدونية للمرأة في الشريعة السلمية"‬
‫وللرد على مزاعمهم نؤكد على أن التمييز في الشهادة بين‬
‫الرجل والمرأة ليست مطلقة بل هي تختلف من حالة إلى‬
‫أخرى ‪ ،‬وهي على أقسام ‪:‬‬
‫‪ -1‬شهادة التي ل يقبل فيها شهادة المرأة مطلقا ً وهي شهادة‬
‫القصاص والحدود ذلك لن هذه القضايا تثير موضوعاتها عاطفة‬
‫المرأة ول تقوى على تحملها‪.‬‬
‫‪ -2‬شهادة المبايعة والمداينة وهي التي ُيطلب فيها شهادة رجلين‬
‫أو رجل وامرأتين بناء على قوله تعالى ‪) :‬واستشهدوا شهيدين‬
‫من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون‬
‫من الشهداء أن تضل إحداهما تذكر إحداهما الخرى (‬
‫وهذا التمييز في هذا النوع من الشهادة ليس تمييزا ً عبثيا وإنما‬
‫ً‬
‫يعود إلى الفوارق الفطرية والطبيعية بين الرجل والمرأة ‪ ،‬حيث‬
‫أن المرأة لقلة اشتغالها بالمبايعات معرضة أكثر من الرجل‬
‫للضلل الذي هو نسيان جزء وتذكر جزء آخر ‪ ،‬ويعود سبب ضلل‬
‫المرأة أكثر من الرجل إلى طبيعة تركيبة جسمها الذي يجعلها‬
‫تتأثر بسرعة مما يعرضها لعدم الثبات‪.‬‬
‫‪ -3‬شهادة اللعان التي تتساوى فيها شهادة الرجل وشهادة المرأة‬
‫كما في حال اللعان‪ ،‬وهي الحالة التي يحصل فيها اتهام بالخيانة‬
‫الزوجية ‪ ،‬قال تعالى ‪) :‬والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم‬
‫شهداء إل أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن‬
‫الصادقين * والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين *‬
‫ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين‬
‫* والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ( ‪.‬‬
‫‪ -4‬شهادة الولدة وإحقاق النسب للمولود والرضاعة كلها‬
‫شهادات التي تنفرد فيها المرأة دون الرجل ‪ ،‬كما جاء عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم " فقد روي عن عقبة بن الحارث‪ ،‬أنه‬
‫تزوج أم يحيى بنت أبي أهاب ‪ .‬فجاءت امرأة وقالت ‪" :‬لقد‬
‫أرضعتكما " فسأل عقبة النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬كيف‬
‫وقد قيل ؟ ففارقها عقية ‪ ،‬فنكحت زوجا ً غيره " ‪.‬‬
‫يتبين لنا مما سبق أن وجوب وجود امرأتين في الشهادة مع رجل‬
‫واحد ‪ ،‬هو أمر خاص في المداينة فقط دون سائر أنواع‬
‫الشهادات مما ينفي وجود تمييز في الحقوق بين الرجل والمرأة‬
‫ل ما في المر أن الدين‬ ‫ج ّ‬
‫ومما ينفي المساس بكرامة المرأة بل ُ‬
‫الحنيف يهدف إلى توفير الضمانات في الشهادة وزيادة الستيثاق‬
‫ليصال الحق إلى أصحابه ‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫إن السلم أعطى المرأة حقوقا ً وفرض عليها واجبات يجب عليها‬
‫مراعاتها عندما تطالب بأي حق يمكن أن ل يتناسب مع ما فرضه‬
‫عليها السلم ‪ ،‬من هذه الحقوق تلك التي تطالب التفاقيات‬
‫الدولية بها والتي يتعارض تطبيقها مع الشريعة السلمية في عدة‬
‫نواح منها‪:‬‬
‫ل ما تطالب به من‬ ‫ج ّ‬‫‪ -1‬كونها ل ترضي المرأة المسلمة لن ُ‬
‫حقوق قد مارستها المرأة المسلمة منذ أربعة عشر قرنا ً ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الحقوق التي شرعها السلم للمرأة هي ثابتة لنها موثقة‬
‫بآيات قرآنية وبأحاديث نبوية شريفة وهي بالتالي ملزمة للرجل‬
‫والمرأة على حد سواء ‪.‬‬
‫‪ -3‬إن هذه التفاقيات أغفلت ناحية هامة هي الناحية الروحية‬
‫والعقائدية ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن حقوق المرأة في التجاهات الدولية هي حقوق غير ثابتة‬
‫لنها من وضع النسان ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن هذه التفاقيات بمجمل موادها أغفلت الخصائص المميزة‬
‫لكل شطر من شطري النفس الواحدة أعني الذكورة والنوثة‬
‫والختلفات الجسدية والفيزيولوجية منها ‪.‬‬
‫في الختام ‪ ،‬ندعو الله سبحانه وتعالى أن يثبت المرأة المسلمة‬
‫على دينها ويهديها إلى ما يحاك لها من مؤامرات تهدف إلى‬
‫تدميرها عبر تدمير أسرتها ودفعها إلى مخالفة فطرتها‪،‬‬
‫فالتفاقيات الدولية ل تهتم بسعادة المرأة أو شقائها وإنما تهتم‬
‫بقضايا أكبر تطال الدول الكبرى التي وضعتها والتي من أهمها‬
‫تحديد النسل في الدول النامية حتى ل تشكل في المستقبل قوة‬
‫تشكل خطرا ً عليها ‪ ،‬وهذا المر أكد عليه " هنري كيسنجر "‬
‫مستشار الرئيس الميركي السبق عام ‪1974‬م‪ .‬عندما قال ‪:‬‬
‫"إن هناك ‪ 13‬دولة من بينها ست دول مسلمة ذات كثافة سكانية‬
‫عالية وللوليات المتحدة فيها مصالح سياسية واستراتيجية ‪ ،‬لهذا‬
‫ل بد من تنفيذ سياسات لخفض سكانها حتى ل تصبح أكثر قوة‬
‫مما هي عليه الن " ‪.‬‬
‫هذا ما يخطط لنا فهل من يسمع أو يعتبر ‪ ...‬والسلم عليكن‬
‫ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫الفهرس‬
‫القرآن الكريم‬
‫كتب السنة النبوية الشريفة ‪.‬‬
‫‪-1‬الدكتور مصطفى السباعي ‪ ،‬المراة بين الفقه والقانون ‪،‬‬
‫المكتب السلمي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة السادسة ‪1404 ،‬هـ ‪،‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬الدكتورة سامية عبد المولى الشعار ‪ ،‬أسس حرية المراة في‬
‫التشريع السلمي ‪ ،‬دار الفلح للنشر‪ ،‬الطبعة الولى ‪1420 ،‬هـ ‪،‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬الدكتورة سامية عبد المولى الشعار ‪ ،‬بحث تحت عنوان "‬
‫منهجية في التقارب ما بين الفقه السلمي وقوانين الحوال‬
‫الشخصية " ‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد رشيد العويد ‪ ،‬من أجل تحرير حقيقي للمراة ‪ ،‬دار ابن‬
‫حزم ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1413 ،‬هـ ‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬الشيخ راشد الغنوشي ‪ ،‬المراة بين القرآن وواقع المسلمين ‪،‬‬
‫المركز المغاربي للبحوث والترجمة ‪ ،‬لندن ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬‬
‫‪1421‬هـ ‪2000 ،‬م‪. .‬‬
‫‪ -6‬فدى عبد الرزاق القصير ‪ ،‬المراة السملمة بين الشريعة‬
‫السلمية والضاليل الغربية ‪ ،‬مؤسسة الريان ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1420 ،‬هـ ‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬الدكتور علي عبد الواح وافي ‪ ،‬المرأة في السلم ‪ ،‬دار نهضة‬
‫مصر للطبع والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.‬‬
‫د‪ .‬نهى قاطرجي‬
‫==================‬
‫رسالة إلى المرأة‬
‫رسالتي هذه إلى المرأة‪،‬الم الرؤوم الحنون‪،‬والزوجة العفيفة‬
‫المصون‪،‬والخت والبنة الغالية اللؤ المكنون‪.‬رسالة إلى صانعة‬
‫الرجال‪،‬إلى مربية الجيال‪.‬رسالة إلى جالبة العظماء ومقدمة‬
‫الشهداء‪.‬‬
‫تحية طيبة عطرة نقية سلم الله عليك ورحمته وبركاته أما بعد‪:‬‬
‫مما ل شك فيه ان المرأة في المجتمع كالقلب في الجسد إذا‬
‫ما‬
‫صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع كله‪ .‬ول ّ‬
‫رأيت تلك الهجمة الشرسة وتلك الضربات الموجعة للمرأة‬
‫للمرأة المسلمة عامة والشرقية العربية خلصة لزم التنويه‪:‬‬
‫أختي في الله لقد نصب دعاة التحرير والتغريب شراكهم لليقاع‬
‫بك ووجهوا اسهمهم نحوك لليقاع بك ‪،‬حقدا وحسدا من عند‬
‫ما رأوا تكريم السلم لك أختي‬ ‫أنفسهم ‪ ،‬لقد أكلهم الكره أكل ل ّ‬
‫وهنا مربط الفرس "تكريم السلم" تعالي أختي نناقش هذه‬
‫المسألة بمنطق عقلي‪:‬‬
‫ما المسألة ‪" :‬يقولون أن السلم حرر المرأة وكرمها دون سائر‬
‫الديان ولكنه في حقيقة المر استعبدها واستبقاها خادمة للرجل"‬
‫هذه هي المسألة إذا فلنحرر المرأة ولكن مهل أي تحرير‬
‫تقصدون يا سادة؟‪:‬‬
‫يردون قائلين‪:‬‬
‫أول‪ :‬أن تخلع النسوة حجابهن فهو رمز للتخلف والتأخر وأن‬
‫للمرأة أن تساير الموضة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن تتعلم جنبا إلى جنب مع الرجل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن تعمل فأي المجالت شاءت‪.‬‬
‫فهذا هو التحرر وياله من تحرير‪.‬أن تتحرر المرأة بخلع‬
‫الحجاب‪،‬ومال الحجاب ومال الحرية‪-‬ألم أقل إنه حقد وكره‪ -‬هل‬
‫سيعوق الجلباب والخمار وأحيانا النقاب تلك الحرية ام ماذا؟أم‬
‫أن هذه الشياء تكبلها؟وإذا خلعتها هل هي حرة؟ هيهات هيهات‬
‫وكيف ذلك؟‬
‫عندما خلعت المرأة حجابها وتنازلت عن جلبابه وخمارها ونقابها‬
‫أصبحت تركض وراء المموضة وتلهث خلفها‪،‬ظهر الفستان‬
‫الفلني في المكان كذا ولون الشعر هذا يقدمه المحل ذاك‬
‫وهكذا وهكذا وهكذا وهكذا‪ ....‬فأصبحت لعبة في يد مصمم أزياء‬
‫ومصفف شعر وهوس صاحب محل وثقافة استهلكية جامحة‪،‬بل‬
‫الدهى والمر عندما تخلت المرأة المسلمة عن حجابها كان ولبد‬
‫وأن تتجه النظار إليها إذا فلبد وأن تحافظ على جسمها ونقلوا‬
‫لنا المواصفات القياسية لهذا الجسم فترى كثيرا من البنات إذا‬
‫زدن جراما واحا أصابهن الرق والقلق من هذا الجرام والبعض‬
‫الخر يتبعن نظام حمية قاس)ريجيم( ولكن ما لم ينقلوه لنا هو‬
‫أن بعض تلك النظمة تفضي إلى الكتئاب وفي بعض حالته‬
‫النتحار‪.‬كنت قد قرأت في أحد المواقع أن هناك في الغرب‬
‫مرض يدعى اضطراب الكل أو الخوف من الكل يصل إلى درجة‬
‫التقيؤ عند أكل أي شئ فيصاب المريض إلى انهيار في أجهزته‬
‫الداخلية وخلص صاحب البحث أن سبب قلة وجود هذا المرض‬
‫في المجتمعات المسلمة هو الحجاب‪-‬الجلباب والخمار‪-‬لن‬
‫المرأة المسلمة ليست في حاجة إلى ان تكشف عن جسدها‬
‫وبالتالي لن يحملق فيها الغادي والرائح ول تستطيع رد أسهم‬
‫إبليس الموجهة نحوها من منافقي هذا العصر ‪،‬فها أنت أصبحت‬
‫أسيرة جسدك بل والطامة الكبرى والبلء العظم أنك أصبحت‬
‫أسيرة –وياللمفارقة‪ -‬للرجل!!!‪.‬‬
‫هل لحظتي أنه الن ليوجد إعلن إل وفيه بنت تتعرى وتتلوى‬
‫لماذا ؟ لتشد النظار لها ويستطيع صاحب العلن أن أن يجعل‬
‫المشاهد يسمع كل ما يريد فأصبحت بذلك يا أختي عبدة لذلك‬
‫الرجل المريض والمشاهد الشره وكذلك في المحال التجارية‬
‫والشركات‪،‬المرأة ممزقة بين هذا وذاك‪،‬فتحرري يا أختي بحجابك‬
‫الشرعي تحرري من سيطرة هؤلء عليك هذا من ناحية ترك‬
‫الحجاب والتحرر‪.‬فماذا عن التعلم جنبا إلى جنب مع الرجل؟‪ .‬هل‬
‫ل يجوز العلم إّل بجانب الرجال ومنهم البر والفاجر؟أم ماذا؟ أين‬
‫التحرر هنا؟هل في إغواء الرجال للنساء وإيذائهم لهن أم في‬
‫إغواء النسوة للرجال؟هل في معاداة الرجال ومناطحتهم؟ل‬
‫أدري صراحة في أي من ذلك تكون المساواة والحرية؟‪ ،‬ماذا عن‬
‫المواصلت؟لو دققت النظر أختاه لوجدت أنك فعل قد ظلمت‪،‬‬
‫فأنت مضطرة إلى مكابدة عناء المواصلت والزحام يوميا‬
‫ومشاحنة الرجال بل أحيانا الركض وراء المواصلت لكي تلحقي‬
‫بعملك وللسف قد ذهبت غيرة النساء على أنفسهن والرجال‬
‫على زوجاتهن وأصبح التلمس ليمثل مشكلة‪.‬وكل هذا لماذا؟‬
‫لكي تأتي في آخر الشهر وتعطي المرتب لزوجك –مازلت‬
‫تعملين للرجل‪ -‬وتأخذي نصفه إن لم يكن ثلثة أرباعه دواء لك –‬
‫ضغط‪،‬أعصاب‪،‬برد‪ -‬ودعك من المادة ماذا عن زوجك واولدك ألم‬
‫تقصري في حقوقهم بما ل تعوضه نقود الدنيا ومن النسوة من‬
‫يقلن أنا أعمل لبني مستقبلي وأثبت ذاتي فأقول لها اعملي‬
‫واجتهدي ولشك عندي أنك ستنجحين بل وتصبحين وزيرة‬
‫ورئيسة دولة ولكن بعد ماذا بعد أن أصبحت رجل ونسيت انوثتك‬
‫ولكن هذه النوثة ستظل قابعة في مكان ما مظلم من وجدانك‬
‫تنتظر اللحظة المناسبة لتنقض عليك وتفترسك جّراء ما فعلته بها‬
‫فتشعرين بها عندما ل تجدين حولك سكنك )زوجك( وأولدك‬
‫وماذا تنتظرين من زوج تركتيه وأولد هجرتيهم عندها فقط‬
‫ستعترفي بأنك إمرأة‪ .‬ها قد ناقشنا في إيجاز بعض شروط‬
‫التحرر الغربي)السر والعبودية والذل والمهانة والوحدة( ونكمل‬
‫في المرة القادمة كلمنا –إن شاء الله‪ -‬فإلى لقاء عسى أن‬
‫يكون قريبا‪.‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك ل إله أنت أستغفرك وأتوب إليك‪.‬‬
‫إسماعيل أمين‬
‫==================‬
‫متعلقة بالمـرأة‬ ‫مثارة حـول ‪ :‬حول قضايا ُ‬ ‫شبهات ُ‬
‫المسلمـة‬
‫الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم‬
‫هذا السؤال وصلني عبر البريد ‪:‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫إلى ‪ /‬الشيخ العلمة أمد الله في عمره‬
‫شيخنا الجليل ‪ :‬بعد الحتلل المريكي صدر كتاب اسمه ‪ ) :‬قضايا‬
‫مثارة حول المرأة المسلمة ( لكاتب معروف بدرجة أستاذ دكتور‬
‫‪ -‬رئيس ما يسمى بالحزب السلمي العراقي ‪ -‬وقد تضمن هذا‬
‫الكتاب الكثير من الراء التي فاجأتنا نرجو من سيادتكم الجابة‬
‫عليها ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ذكر حالت جديدة في عصرنا حول موضوع سفر المرأة‬
‫فقال في ص ‪: 33‬‬
‫أستاذة في كلية علمية ُتدعى مع زميلتها ومع زملئها إلى مؤتمر‬
‫زلن في فندق‬ ‫عالمي يسافرن بالطائرة في إطار وفد علمي ‪ ،‬وين ْ ِ‬
‫معروف مهيأ للوفد جميعا ‪ ،‬فل يمكن أن نقول إن سفرهن حرام‬
‫لنهن لسن مع أزواجهن ‪ ،‬لن طبيعة هذا السفر ل تشبه السفار‬
‫القديمة ‪ ،‬ولكن لبد أن يوافق الزوج على هذا السفر ‪ ،‬والزوج‬
‫الذي زوجه بهذا المستوى العلمي لبد أن يكون في مستواها ول‬
‫يتعسف في استعمال حقه ‪.‬‬
‫‪2‬ـ وقال في ص ‪ 49‬من الكتاب ‪:‬‬
‫فالنقاب ل يدخل في أصل الحجاب ول في قوله تعالى ‪ ) :‬إل ما‬
‫ظهر منها (‬
‫والحجاب الكامل فرض على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫والدليل على أن هذا الحجاب الكامل خاص بنساء النبي صلى الله‬
‫َ‬
‫ساِء (‬
‫ن الن ّ َ‬
‫م َ‬
‫حد ٍ ِ‬ ‫ن ك َأ َ‬ ‫ي لَ ْ‬
‫ست ُ ّ‬ ‫ساَء الن ّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم قوله تعالى ‪َ ) :‬يا ن ِ َ‬
‫‪.‬‬
‫إلى أن قال ‪ :‬ولكني أدعو النساء إلى عدم لبس النقاب في‬
‫عصرنا هذا لنه منفر مخالف للخذ باليسر ‪ ،‬ولنهن في الكليات‬
‫والدوائر والمؤسسات وحتى الطرقات يحتجن إلى إظهار‬
‫وجوههن لكي يعرفن ‪.‬‬
‫‪3‬ـ في ص ‪ 70‬وعند كلمه عن صوت المرأة هل هو عورة أم‬
‫ل ؟ و هل الغناء حرام أم ل ؟ قال ‪:‬‬
‫فإذا كان صوت المرأة ليس عورة في الكلم الطبيعي ‪ ،‬فلماذا‬
‫يكون عورة إذا أنشدت قصيدة أو أنشودة في الفضيلة والجهاد ‪،‬‬
‫والدعوة إلى السلم والخير أمام الرجال في احتفال عام على‬
‫خشبة المسرح أو بدون حضور الرجال ‪ ،‬إذا كانت في كل ذلك‬
‫ملتزمة بضوابط الحجاب السلمي ‪ ،‬وعدم الخضوع بالقول‬
‫والتصنع في إغراء الرجال ‪.‬‬
‫‪4‬ـ وفي ص ‪ 71‬قال عن تمثيل المرأة ‪:‬‬
‫وأما تمثيل المرأة سواء أكانت على خشبة المسرح أم في‬
‫المسلسلت أم في الفلم ‪ ،‬إذا انضبط بضوابط السلم مع وجود‬
‫المحارم ‪ ،‬فلماذا يكون حراما ‪ ،‬إذا لم يحصل فيه الختلء أو‬
‫الختلط الفاحش ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ في ص ‪ 86‬في حديثه عن اتخاذ الرقاء قال ‪:‬‬
‫وفي العصر الحديث أدركت البشرية ظلم هذا النظام القاهر ‪،‬‬
‫فقررت دولها إلغاءه نهائيا من حياة البشرية ‪ ،‬وأقرت ذلك في‬
‫مواثيق حقوق النسان الصادرة من المم المتحدة ‪.‬‬
‫والسلم يرحب بذلك أعظم ترحيب ‪ ،‬لنه دين الخوة النسانية ‪،‬‬
‫ولذلك وقعت الدول السلمية على تلك المواثيق ‪ .‬إن إطاعة‬
‫لشريعة السلم أو اّتباعا للسياسة الدولية ‪ ،‬والمسلمون عند‬
‫شروطهم ول يجوز لهم اتخاذ العبيد في الحرب طالما أن المم‬
‫الخرى ل تفعل ذلك‬
‫فما هو الرأي الشرعي في هذه المسائل ؟‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫بارك الله فيك أخي الكريم‬
‫وأريد أن أسأل سؤال قبل الرد والجواب ‪:‬‬
‫عرف هذا الدكتور ؟!‬ ‫ما هو الحرام إذا ً في ُ‬
‫وما هي الضوابط الشرعية التي أبقاها ِلحفظ العراض ؟!‬
‫وأقول ‪ :‬كان حق هذا الكتاب أن يكون الجزء الثاني من كتاب ‪:‬‬
‫الحلل والحلل في نظره !‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫وَيصدق على هذا الكتاب وهذه الراء قوله تعالى ‪) :‬فَت ََرى ال ّ ِ‬
‫م(‬‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫ض يُ َ‬‫مَر ٌ‬‫م َ‬ ‫ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬
‫قال المام ابن جرير الطبري في التفسير ‪ :‬فتأويل الكلم إذن ‪:‬‬
‫فترى يا محمد الذين في قلوبهم مرض وشك إيمان بنبوتك‬
‫وتصديق ما جئتهم به من عند ربك ُيساِرعون فيهم يعني في‬
‫اليهود والنصارى ‪ .‬ويعني بمسارعتهم فيهم مسارعتهم في‬
‫مصانعتهم ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫موالتهم و ُ‬
‫م( ‪ :‬في ِرضاهم ‪.‬‬ ‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬‫وقال ابن قتيبة )ي ُ َ‬
‫شُبهات أقول مستعينا بالله ‪:‬‬ ‫وقبل الرد ّ على هذه ال ّ‬
‫أول ً ‪ :‬ل ُبـد ّ أن ُيعلم أن دين الله واحد ثابت ل يتغّير ‪ ،‬وقد تتغّير‬
‫الفتاوى الجتهادية ) المبنية على اجتهاد ( أما ثوابت السلم‬
‫دل ‪.‬‬ ‫وقواطع الدلة فل تتغّير ول تتب ّ‬
‫فل يصح – عقل ً ول شرعا ً – أن يأتي مأفون فيقول ‪ :‬الصلة كانت‬
‫مة رياضة ونوادٍ‬ ‫ُتناسب ذلك الوقت والّزمان حيث لم يكن ث ّ‬
‫رياضية ! أما اليوم فتوجد أندية رياضية وممارسات رياضية ُتغني‬
‫جد من قال بهذا القول الساقط المرذول من‬ ‫عن الصلة ! وقد وُ ِ‬
‫كل وجه !‬
‫ول يصح – عقل ً ول شرعا ً – أن ُيقال ‪ :‬إن الحج ل ُيناسب العصر‬
‫قة !‬ ‫لما فيه من ِزحام ومش ّ‬
‫دل ‪.‬‬
‫لن هذه ثوابت شرعية ل تتغّير ول تتب ّ‬
‫كفر‬‫كما ل يصح – عقل ً ول شرعا ً – إلغاء الحدود لن بعض أمم ال ُ‬
‫ترفض إقامة الحدود !‬
‫خْلق هو الذي شرع الشرع بأوامره ونواهيه‬ ‫خَلق ال ْ َ‬‫والذي َ‬
‫ف‬
‫طي ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خلقَ وَهُوَ الل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬
‫وزواجره ‪ .‬قال تعالى ‪ ) :‬أل ي َعْل ُ‬
‫خِبيُر ( ‪.‬‬‫ال ْ َ‬
‫ص‬‫ددون في هذا الجانب ‪ ،‬فل يجوز رد ّ ن ّ‬ ‫وقد كان السلف ُيش ّ‬
‫صحيح لمتغّيرات العصر ‪ ،‬ول ل ِعَد َم ِ قبول بعض العقول له !‬
‫ي حديثا ‪ ،‬فقال له رجل ‪ :‬تأخذ به يا‬ ‫ذكر الشافع ّ‬ ‫قال الحميدي ‪َ :‬‬
‫أبا عبد الله ؟ فقال ‪ :‬أفي الكنيسة أنا ؟! أو ترى على وسطي‬
‫زنارا ؟! نعم أقول به ‪ ،‬وكلما بلغني عن النبي صلى الله عليه‬
‫ت به ‪.‬‬ ‫وسلم ُقل ُ‬
‫وقال الربيع بن سليمان ‪ :‬سمعت الشافعي وسأله رجل عن‬
‫مسألة ‪ ،‬فقال له ُروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه‬
‫المسألة كذا وكذا ‪ ،‬فقال له السائل ‪ :‬يا أبا عبد الله تقول به ؟‬
‫قال ‪ :‬فرأيت الشافعي أرعد وانتفض ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا هذا أي ارض‬
‫ظلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله‬ ‫قّلني ‪ ،‬وأي سماء ت ُ ِ‬ ‫تُ ِ‬
‫ي السمع والبصر ‪.‬‬ ‫عليه وسلم حديثا فلم أُقل به ؟ نعم ع َل َ ّ‬
‫دث أبو معاوية الضرير هارون الرشيد بحديث " احتج آدم‬ ‫وح ّ‬
‫وموسى " فقال رجل شريف ‪ :‬فأين لقيه ؟ فغضب الرشيد وقال‬
‫‪ :‬النطع والسيف ! زنديق يطعن في الحديث ‪ .‬فما زال أبو‬
‫كـنه ويقول ‪ :‬بادرة منه يا أمير المؤمنين ‪ .‬حتى سكن ‪.‬‬ ‫معاوية يس ّ‬
‫حد ّث ْ َ‬
‫ت‬ ‫قال المام الذهبي بعد أن ساق قول أبي قلبة ‪ " :‬إذا َ‬
‫سنة فقال ‪ :‬دعنا من هذا ‪ ،‬وهات كتاب الله ‪ ،‬فاعلم أنه‬ ‫الرجل بال ّ‬
‫ضال ‪.‬‬
‫ثم عّلق عليه بقوله ‪:‬‬
‫قلت أنا ‪ :‬وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول ‪ :‬دعنا من الكتاب‬
‫والحاديث الحاد وهات العقل ‪ ،‬فاعلم أنه أبو جهل !!‬
‫من العقل‬ ‫من النقل و ِ‬ ‫وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول ‪ :‬دعنا ِ‬
‫وهات الذوق والوجد فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر ‪ ،‬أو‬
‫ل فيه ! فإن جبنت منه فاهرب وإل فاصرعه وابرك على‬ ‫ح ّ‬‫قد َ‬
‫صدره واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه ! انتهى كلمه ‪.‬‬
‫وقال أبو سليمان الداراني ‪ :‬إنه لتمر بقلبي النكتة من نكت القوم‬
‫فل أقبلها إل بشاهدي عدل من الكتاب والسنة ‪.‬‬
‫وقال النصر آبادي ‪ :‬أصل هذا المذهب ملزمة الكتاب والسنة ‪،‬‬
‫وترك الهواء والبدع ‪ ،‬والقتداء بالسلف ‪ ،‬وترك ما أحدثه‬
‫الخرون ‪ ،‬والقامة على ما سلكه الولون ‪.‬‬
‫طراح الحاديث ورد ّ الدلة بهذه الصورة ِبدعوى‬ ‫فل َيجوز ا ّ‬
‫مسايرة الواقع !‬ ‫التماشي مع روح العصر – زعموا – أو ُ‬
‫ثانيا ً ‪ :‬ل ُبـد ّ أن ُيعَلم أن الشريعة السلمية جاءت بتحقيق‬
‫المصالح وتكميلها ‪ ،‬وإعدام المفاسد وتقليلها ‪.‬‬
‫قة أو راجحة ‪ ،‬ول تنهى عن‬ ‫ق َ‬‫متح ّ‬ ‫وأنها ل تأمر بشيء إل ومصلحته ُ‬
‫قة أو راجحة ‪.‬‬ ‫ق َ‬
‫متح ّ‬ ‫شيء إل ومفسدته ُ‬
‫فليست ألوامر والنواهي لمجّرد التكليف ‪ ،‬ول لتعذيب العباد‬
‫لنفسهم ‪ ،‬بل هي الغاية في تحقيق المصالح ودفع المفاسد‬
‫مضاّر ‪.‬‬ ‫وال ْ َ‬
‫كما أن الشريعة السلمية جاءت ِبحفظ الضرورات الخمس ‪،‬‬
‫وهي ‪:‬‬
‫فس والِعرض والمال ‪.‬‬ ‫دين والعقل والن ّ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫قال المام الشاطبي ‪ :‬فقد اتفقت المة بل سائر الملل على أن‬
‫ت للمحافظة على الضروريات الخمس ‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫ضع ْ‬ ‫الشريعة وُ ِ‬
‫الدين والنفس والنسل والمال والعقل وعلمها عند المة‬
‫كالضروري‬
‫ت في‬ ‫صل َ ْ‬
‫ف ّ‬ ‫وقال ‪ :‬فالضروريات الخمس كما تأصلت في الكتاب ت َ َ‬
‫سنة ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫محَرم ‪،‬‬ ‫حفظ المرأة ‪ ،‬وأن ل ُتسافر إل مع ذي َ‬ ‫ومن هذا الباب ِ‬
‫ليس ِلعدم الثقة بها ‪ ،‬وإنما من باب المحافظة عليها ‪ ،‬لنها‬
‫عف ‪ ،‬كما في‬ ‫مضا َ‬ ‫ت من ضعف ُ‬ ‫خِلق ْ‬ ‫خلقتها ‪ ،‬إذ ُ‬ ‫ضعيفة في اصل ِ‬
‫ن ب َعْدِ‬‫م ْ‬ ‫ل ِ‬‫جعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ف ثُ ّ‬ ‫ضعْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫قك ُ ْ‬‫خل َ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫قوله تعالى ‪) :‬الل ّ ُ‬
‫خِلق من‬ ‫ة( فالّرجل ُ‬ ‫فا وَ َ‬
‫شي ْب َ ً‬ ‫ضعْ ً‬ ‫ن ب َعْد ِ قُوّةٍ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ف قُوّة ً ث ُ ّ‬ ‫ضعْ ٍ‬ ‫َ‬
‫ت حواء ‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫خِلق ْ‬ ‫ضعف ‪ ،‬ومن هذا الضعف ُ‬
‫جَها( ‪.‬‬ ‫من َْها َزوْ َ‬ ‫خل َقَ ِ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬‫خل َ َ‬ ‫) َ‬
‫ق‬
‫وهذا الضعف أنسب للمرأة إذ هو أنسب للنثى لتكون أر ّ‬
‫حـَنى على ولدها ‪ ،‬وطبيعة المرأة شاهدة بذلك‬ ‫طف ‪ ،‬ولتكون أ ْ‬ ‫وأل َ‬
‫‪.‬‬
‫فظ هو ما يكون له َقدر كبير ‪ ،‬وله مكانة في‬ ‫ثم إن ما ُيح َ‬
‫قده‬ ‫فس ‪ ،‬وَيعّز على النسان أن َيف ِ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫طرح الّزَبل‬ ‫أل ترى أن النسان ُيغلق البواب على أمواله ‪ ،‬بينما ي َ ّ‬
‫كلب ؟!‬ ‫في ممّر ال ِ‬
‫زلة الّزَبالة !‬ ‫ت المرأة بمن ْ ِ‬ ‫جَعل ْ‬ ‫فالحضارة الغربية َ‬
‫درة والجوهرة النفيسة ‪.‬‬ ‫جَعل المرأة بمثابة ال ّ‬ ‫بينما السلم َ‬
‫فظ المرأة من كل ما َيشينها أو َيخدش حياءها ‪.‬‬ ‫فالسلم ح ِ‬
‫مسِلمة‬ ‫ذف ُ‬ ‫رع جلد من قَ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫فظ لها كرامتها وصاِنها ‪ ،‬ولذا ُ‬ ‫وح ِ‬
‫مهِْلكات ‪ ،‬كما في قوله‬ ‫عفيفة ‪ ،‬واعت ُِبر ذلك في السلم من ال ْ ُ‬
‫كر منهن – ‪:‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬اجتنبوا السبع الموبقات – وَذ َ َ‬
‫وقذف المحصنات المؤمنات الغافلت ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫محَرم ‪:‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬ما يتعلق ِبسفر المرأة من غير َ‬
‫فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة من غير‬
‫محَرم ولو كان ذلك لداء فريضة الله التي َفرض على عباده ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ولو كان ذلك لداء فريضة الحج ‪.‬‬
‫ن رج ٌ‬
‫ل‬ ‫ولذا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ل يخلوَ ّ‬
‫حَرم ‪ ،‬ول تسافر المرأة إل مع ذي محرم ‪.‬‬ ‫بامرأةٍ إل ّ مع ذي َ‬
‫م ْ‬
‫ت‬‫ة ‪ ،‬واكت ََتب ُ‬ ‫ج ً‬
‫جت حا ّ‬ ‫خر َ‬‫ل الله امرأتي َ‬ ‫ل فقال ‪ :‬يا رسو َ‬ ‫قام رج ٌ‬
‫ج مع امرأِتك ‪ .‬رواه‬ ‫ح ّ‬ ‫في غزوةِ كذا وكذا ‪ ،‬قال ‪ :‬انطلق ف ُ‬
‫البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫فهذا الرجل لم يأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج‬
‫للجهاد في سبيل الله ويترك امرأته تذهب للحج‬
‫ج مع امرأته‬‫بل أمره أن ينطلق ليح ّ‬
‫ل على‬ ‫وفي تعبيره صلى الله عليه وسلم بـ " انطلق " ما يد ّ‬
‫السرعة ‪.‬‬
‫كما أنه عليه الصلة والسلم لم يسأله ‪ :‬هل امرأتك مع رفقة‬
‫صالحة ؟ ونحو ذلك ‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ :‬ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم‬
‫حَرم ‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬ ‫م ْ‬‫الخر ُتسافر مسيرة يوم إل مع ذي َ‬
‫‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم ‪ :‬ل يحل لمرأة مسلمة تسافر مسيرة ليلة إل‬
‫ومعها رجل ذو حرمة منها ‪.‬‬
‫ت روايات فيها يومين ‪ ،‬وأخرى فيها ‪ :‬ثلثة أيام ‪.‬‬ ‫وقد وََرد ْ‬
‫وهذا يقول فيه العلماء ‪ :‬ل مفهوم للعدد ‪.‬‬
‫قال المام النووي ‪ :‬وفي رواية لبي داود ‪ " :‬ول تسافر َبريدا ً "‬
‫والبريد مسيرة نصف يوم ‪ .‬قال العلماء ‪ :‬اختلف هذه اللفاظ‬
‫خِتلف المواطن ‪ ،‬وليس في النهي عن‬ ‫خِتلف السائلين وا ْ‬ ‫ل ْ‬
‫الثلثة تصريح بإباحة اليوم والليلة أو البريد ‪ .‬قال البيهقي كأنه‬
‫سِئل عن المرأة ُتسافر ثلثا بغير محرم‬ ‫صلى الله عليه وسلم ُ‬
‫سئل عن سفرها يومين بغير محرم فقال ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬ل ‪ .‬و ُ‬
‫دى كل منهم‬ ‫سئل عن سفرها يوما فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬وكذلك البريد ‪ ،‬فأ ّ‬ ‫و ُ‬
‫مَعه في‬ ‫ما سمعه ‪ ،‬وما جاء منها مختلفا عن رواية واحد فس ِ‬
‫مواطن ؛ فروى تارة هذا وتارة هذا ‪ ،‬وكله صحيح ‪ ،‬وليس في هذا‬
‫رد صلى الله‬ ‫ل ما يقع عليه اسم السفر ‪ ،‬ولم ي ُ ِ‬ ‫كله تحديد لق ّ‬
‫عليه وسلم تحديد أقل ما يسمى سفرا ً ‪ ،‬فالحاصل أن كل ما‬
‫يسمى سفرا ت ُن َْهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم ‪ ،‬سواء كان‬
‫ثلثة أيام ‪ ،‬أو يومين ‪ ،‬أو يوما ‪ ،‬أو بريدا ً ‪ ،‬أو غير ذلك ‪ ،‬لرواية بن‬
‫عباس المطلقة وهي آخر روايات مسلم السابقة ‪ " :‬ل تسافر‬
‫مى سفرا ً ‪.‬‬ ‫س ّ‬ ‫امرأة إل مع ذي محرم " وهذا يتناول جميع ما ي ُ َ‬
‫والله أعلم ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫ل إجماع بين العلماء ‪.‬‬ ‫مح ّ‬ ‫محرم َ‬ ‫وتحريم سفر المرأة من غير َ‬
‫ل به على عدم‬ ‫قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ‪ :‬واست ُد ِ ّ‬
‫جواز السفر للمرأة بل محرم ‪ ،‬وهو إجماع في غير الحج والعمرة‬
‫ل ذلك من شرائط الحج‬ ‫جعَ َ‬ ‫والخروج من دار الشرك ‪ ،‬ومنهم من َ‬
‫‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫ج‪.‬‬‫حَرم من شروط الح ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫أي أن من العلماء من جعل ال َ‬
‫محَرم إل في‬ ‫فلم َيختِلف العلماء في تحريم سفر المرأة من غير َ‬
‫مسألتين – ذكرهما ابن حجر – وهي‪:‬‬
‫الحج والعمرة والهجرة من دار الشرك ‪.‬‬
‫والصحيح أنه ل َيجوز للمرأة أن ُتسافر للحج أو العمرة إل مع ذي‬
‫محرم للحديث السابق ‪.‬‬ ‫َ‬
‫وأما قوله ‪) :‬فل يمكن أن نقول إن سفرهن حرام لنهن لسن مع‬
‫أزواجهن ‪ ،‬لن طبيعة هذا السفر ل تشبه السفار القديمة(‬
‫زلون في خيام أو‬ ‫فأقول ‪ :‬كان الناس في السفار القديمة ي َن ْ ِ‬
‫تحت أشجار ‪ ،‬وهي ل َتستر ول َتحجب إل قليل ً ‪ ،‬وهو أبعد عن‬
‫الخلوة ‪ ،‬خاصة في أسفار الجماعات ‪.‬‬
‫لكنه في هذا الزمان ُيرى في الطائرات – فضل عن الفنادق‬
‫علم يقين أن فساد الناس في هذا‬ ‫والمقاهي – ما ُيعَلم معه ِ‬
‫الزمان أولى بالمنع ‪.‬‬
‫مّتجهة إلى شرق آسيا ‪ ،‬وهي‬ ‫كنا في طائرة ُ‬ ‫ول زلت أذكر أننا ُ‬
‫مليئة بالنساء من غير محاِرم لهن ‪ ،‬وفي الطائرة بعض سفهاء‬
‫الحلم ! فما أن أقلعت الطائرة حتى تأّبط كل واحد منهم ذراع‬
‫خذ امرأة !‬‫أو ف ِ‬
‫قل على العفاف السلم !‬ ‫وإذا غاب الرقيب ف ُ‬
‫عم أحدهم أنه يتفاهم معها ! كما َزعم أن لديها‬ ‫فلما أنكرت ذلك َز َ‬
‫عمالة !‬ ‫مكتب استقدام ! وأنه يتفق معها على استقدام َ‬
‫فاه ؟!‬ ‫ش َ‬ ‫فقلت له ‪ :‬عجبا ! أوَ َيكون التفاهم بال ّ‬
‫صل بك سوء الظن إلى هذه الدرجة ؟!‬ ‫قال ‪ :‬وَ َ‬
‫قلت ‪ :‬إذا كان المر كما تقول ‪ :‬فما حاجة أن يكون فخذك بين‬
‫فخذيها في طائرة ؟!‬
‫جل وأطرق ‪،‬‬ ‫خ ِ‬‫فَنظر إلى فخذه ‪ ،‬وإذا هو ل َيزال بين فخذيها ! ف َ‬
‫ثم أبدى اعتذاره فيما بعد ‪.‬‬
‫فالشاهد من هذا أن وسائل السفر الحديثة وكذلك وسائل‬
‫سبق في‬ ‫عى لرتكاب الفاحشة ‪ ،‬ولوقوع المحذور مما َ‬ ‫السكن أد ْ َ‬
‫الزمنة الماضية ‪.‬‬
‫والفنادق في زماننا هذا ادعى للفساد والّريَبة ‪ ،‬وذلك لوجود‬
‫زيل فندق أن يتصل وأن ُيرّتب أمره ‪،‬‬ ‫وسائل التصال ‪ ،‬فُيمكن لن َ ِ‬
‫وأن يستقبل من شاء ‪ ،‬وأن َيخلو به ‪ ،‬من غير حسيب ول رقيب ‪.‬‬
‫جر بالغرائز ‪ ،‬وُتثير‬ ‫ضف إلى ذلك ُوجود القنوات الفضائية التي ُتتا ِ‬ ‫أ ِ‬
‫شهوات ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫وكم من الناس سأل عن وقوعه في الفاحشة ‪ ،‬وكان سبب ذلك‬
‫جرة ‪،‬‬ ‫أنه سكن في فندق فنظر ابتداء إلى تلك القنوات الفا ِ‬
‫ت عليه شابة تعمل‬ ‫خل ْ‬ ‫فتأججت شهوته ‪ ،‬وثارت غريزته ‪ ،‬وربما د َ َ‬
‫ت له َقصدا ً ؛ إما لغوائه ‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬
‫سل ْ‬ ‫في الفندق ‪ ،‬أو تكون أر ِ‬
‫لبتزازه ! أو لهما معا ً !‬
‫مْنع‬‫ثم إن فساد كثير من الناس – أو ُقل بعض الناس – يستدعي َ‬
‫محّرم ‪.‬‬ ‫مَباح فضل عما هو ُ‬ ‫ما هو ُ‬
‫ن رسول‬ ‫ومن هنا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ‪ :‬لو أ ّ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد‬
‫ت نساء بني إسرائيل ‪ .‬قال يحيى بن سعيد ‪ :‬فقلت‬ ‫من ِعَ ْ‬
‫كما ُ‬
‫لعمرة ‪ :‬أنساء بني إسرائيل منعهن المسجد ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫ن‬
‫سع َ‬ ‫ن وتو ّ‬ ‫حد َث ْ َ‬‫منعت نساء بني إسرائيل من المساجد لما أ ْ‬ ‫وإنما ُ‬
‫في المر من الزينة والطيب وحسن الثياب ‪ .‬ذكره النووي في‬
‫شرح مسلم ‪.‬‬
‫ومن باب السياسة الشرعية والداب المرعية أن ُيمَنع الناس‬
‫سعوا فيه ‪.‬‬ ‫مندوحة إذا تو ّ‬ ‫فيما لهم فيه َ‬
‫قال ابن حجر في موضوع آخر مشابه ‪ :‬وفائدة نهيهن – أي‬
‫ضي بهن‬ ‫ف ِ‬ ‫ن فيه في ُ ْ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ست َْر ِ‬
‫النساء – عن المر المباح خشية أن ي َ ْ‬
‫إلى المر المحّرم لضعف صبرهن ‪ ،‬فيستفاد منه جواز النهي عن‬
‫حُرم ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫المباح عند خشية إفضائه إلى ما ي َ ْ‬
‫رابعا ً ‪ :‬قوله ‪) :‬فالنقاب ل يدخل في أصل الحجاب ول في قوله‬
‫تعالى ‪ ) :‬إل ما ظهر منها (‬
‫والحجاب الكامل فرض على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫والدليل على أن هذا الحجاب الكامل خاص بنساء النبي صلى الله‬
‫َ‬
‫ساِء (‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫ن ك َأ َ‬‫ست ُ ّ‬ ‫ي لَ ْ‬ ‫ساَء الن ّب ِ ّ‬ ‫عليه وسلم قوله تعالى ‪َ ) :‬يا ن ِ َ‬
‫‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬هذا خطأ في فهم الية ‪ ،‬إذ قال الله في آية الحزاب ‪:‬‬
‫) َيا أ َي ّها الن ّبي قُ ْ َ‬
‫ن ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ي ُد ِْني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ساءِ ال ْ ُ‬ ‫ك وَن ِ َ‬ ‫ك وَب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬‫ل لْزَوا ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫من جلبيبهن ذ َل ِ َ َ‬
‫فوًرا‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ن َفل ي ُؤ ْذ َي ْ َ‬ ‫ن ي ُعَْرفْ َ‬ ‫ك أد َْنى أ ْ‬ ‫ِ ْ َ ِ ِِ ّ‬
‫ما )‪. ( (59‬‬ ‫حي ً‬ ‫َر ِ‬
‫ن( ؟‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ساِء ال ْ ُ‬ ‫فماذا ُيفَهم من قوله تعالى ‪) :‬وَن ِ َ‬
‫ل ُيفَهم منه إل ِذكر نساء المؤمنين بعد ِذكر أمهات المؤمنين ‪.‬‬
‫قال المام الشنقيطي في التفسير ‪:‬‬
‫منها هذا الكتاب المبارك أن يقول بعض‬ ‫من أنواع البيان التي تض ّ‬ ‫و ِ‬
‫ل على‬ ‫العلماء في الية قول ً ‪ ،‬ويكون في نفس الية قرينة تد ّ‬
‫من أمثلته ‪:‬‬ ‫ُبطلن ذلك القول ‪ ...‬و ِ‬
‫قول كثير من الناس ‪ " :‬إن آية الحجاب ‪ ،‬أعني قوله تعالى ‪:‬‬
‫ذا سأ َل ْتموهن متاعا َفا َ‬
‫ب( الية – خاصة‬ ‫جا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وََراِء ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سأُلوهُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫)وَإ ِ َ َ ُ ُ ُ ّ َ َ ً‬
‫حكم الذي‬ ‫بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم " فإن تعليله لهذا ال ْ ُ‬
‫هو إيجاب الحجاب بكونه أطهر لقلوب الّرجال والنساء من الريبة‬
‫ن( قرينة واضحة على‬ ‫م وَقُُلوب ِهِ ّ‬ ‫قُلوب ِك ُ ْ‬ ‫م أ َط ْهَُر ل ِ ُ‬ ‫في قوله ‪) :‬ذ َل ِك ُ ْ‬
‫قل أحد من جميع المسلمين إن غير‬ ‫حكم ‪ ،‬إذ لم ي َ ُ‬ ‫قصد تعميم ال ْ ُ‬
‫أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ل حاجة إلى طهارة قلوبهن ‪،‬‬
‫ول إلى طهارة قلوب الّرجال من الّريبة منهن ‪ ،‬وقد تقرر في‬
‫معلولها ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫الصول أن العِّلة قد ُتعمم َ‬
‫وأقول ‪ :‬لو افترضنا اختصاص أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ص‬
‫ن أمهات للمؤمنين ب ِن َ ّ‬ ‫زلة المهات ‪ ،‬بل هُ ّ‬ ‫ن بمن ْ ِ‬ ‫بالحجاب ‪ ،‬وهُ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫مَهات ُهُ ْ‬ ‫هأ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫م وَأْزَوا ُ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن أن ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ي أوَْلى ِبال ْ ُ‬ ‫قوله تعالى ‪) :‬الن ّب ِ ّ‬
‫ن من باب أولى وأولى أن َيدخلن في هذا الخطاب ‪.‬‬ ‫( ‪ ،‬فغيره ّ‬
‫وَيلزم من القول باختصاص أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بالحجاب اختصاصهن بعدم الخضوع بالقول ‪ ،‬وجوازه لغيرهن من‬
‫النساء ! وهذا ل ُيقول به عاقل !‬
‫َ‬
‫ن‬‫ساِء إ ِ ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫ن ك َأ َ‬ ‫ست ُ ّ‬ ‫ي لَ ْ‬ ‫ساَء الن ّب ِ ّ‬ ‫كما أن قوله تعالى ‪َ) :‬يا ن ِ َ‬
‫ول‬‫ن قَ ْ‬ ‫ض وَقُل ْ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ذي ِفي قَل ْب ِهِ َ‬ ‫معَ ال ّ ِ‬ ‫ل فَي َط ْ َ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َفل ت َ ْ‬ ‫قي ْت ُ ّ‬
‫ات ّ َ‬
‫ُ‬
‫جاه ِل ِي ّةِ الوَلى‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َول ت َب َّر ْ‬ ‫ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫معُْروًفا )‪ (32‬وَقَْر َ‬ ‫َ‬
‫هّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ريد ُ الل ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ه إ ِن ّ َ‬ ‫سول ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ن الّزكاة َ وَأط ِعْ َ‬ ‫صلة َ وَآِتي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫وَأقِ ْ‬
‫َ‬
‫م ت َط ِْهيًرا )‪َ (33‬واذ ْك ُْر َ‬
‫ن‬ ‫ت وَي ُط َهَّرك ُ ْ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬ ‫س أهْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫ب ع َن ْك ُ ُ‬‫ل ِي ُذ ْه ِ َ‬
‫ن لَ ِ‬ ‫َ‬
‫فا‬‫طي ً‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مة ِ إ ِ ّ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ت الل ّهِ َوال ْ ِ‬ ‫ن آَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي ُت َْلى ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫جه لمهات المؤمنين أزواج النبي صلى‬ ‫مو ّ‬ ‫خِبيًرا( الخطاب فيه ُ‬ ‫َ‬
‫حكم عام ‪.‬‬ ‫الله عليه وسلم ورضي الله عنهن ‪ ،‬إل أن ال ْ ُ‬
‫فتحريم الخضوع بالقول ليس خاصا ً بأمهات المؤمنين ‪ ،‬بل هو‬
‫عام لكل مؤمنة ُتؤمن بالله واليوم الخر‬
‫وكذلك النهي عن التبّرج ‪.‬‬
‫قل أحد‬ ‫والمر بالصلة والزكاة ‪ ،‬كل هذا عام لكل مؤمنة ‪ ،‬ولم ي َ ُ‬
‫باختصاص أمهات المؤمنين به ‪.‬‬
‫زمه أن يقول‬ ‫ومن قال باختصاص أمهات المؤمنين بالحجاب ل ِ‬
‫باختصاص أمهات المؤمنين بهذه المنهّيات وبهذه الوامر ‪.‬‬
‫وقوله ‪ ) :‬ولكني أدعو النساء إلى عدم لبس النقاب في عصرنا‬
‫منفر مخالف للخذ باليسر ‪ ،‬ولنهن في الكليات والدوائر‬ ‫هذا لنه ُ‬
‫والمؤسسات وحتى الطرقات يحتجن إلى إظهار وجوههن لكي‬
‫يعرفن ( ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬ما هو الضابط للتنفير ؟‬
‫ثم ما هو الضابط في الخذ باليسر ؟‬
‫فطر السليمة‬ ‫قل أحد من المسلمين ذوي ال ِ‬ ‫أما التنفير ‪ ،‬فلم ي َ ُ‬
‫خلف‬‫َ‬ ‫من ال َ‬‫سلف ول ِ‬ ‫َ‬ ‫فر ‪ ،‬ل من ال ّ‬ ‫من ّ‬
‫بأنه ُ‬
‫شرعته ‪.‬‬ ‫وإنما قد يقول به من ل يرتضي ِدين الله و ِ‬
‫غربا ً – َيحترمون من‬ ‫فار في بلدهم – شرقا ً أو َ‬ ‫والمشاهد أن الك ّ‬
‫سك ِبمبادئه ‪ ،‬ويلتزم بشخصيته ‪ ،‬بينما َيكرهون من يكون‬ ‫يتم ّ‬
‫مَتقّلبا ً ‪.‬‬ ‫ونا ً ُ‬ ‫متل ّ‬
‫ُ‬
‫وكم كان حجاب المرأة المسلمة في أوربا أو في أمريكا دعوة‬
‫مثيرا ً للسؤال ‪ :‬لماذا تلبس هذه هذا اللباس ؟‬ ‫صامتة ‪ ،‬ومظهرا ً ُ‬
‫من ِدين المرأة المسلمة ‪ ،‬كان سببا في‬ ‫ُ‬
‫ت بأن هذا ِ‬ ‫فإذا أجيب ْ‬
‫م دخوله ‪.‬‬ ‫دين ‪ ،‬ومن ث ّ‬ ‫البحث عن هذا ال ّ‬
‫بل قد صّرحت غير واحدة أنه ما دعاها إلى السلم إل حجاب‬
‫المرأة المسلمة ‪.‬‬
‫ت كاتبة بريطانية قبل أكثر من مائة عام بأن مظاهر‬ ‫وصّرح ْ‬
‫التعّري عار على بلدها !‬
‫شرت عام‬ ‫تقول الكاتبة الشهيرة " آتي رود " ‪ -‬في مقالة ن ُ ِ‬
‫‪1901‬م ‪ : -‬لن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم ‪،‬‬
‫ف بلًء من اشتغالهن في المعامل حيث ُتصبح البنت‬ ‫خير وأخ ّ‬
‫هب برونق حياتها إلى البد ‪ ،‬أل ليت بلدنا كبلد‬ ‫ن َتذ َ‬ ‫ملوثة بأدرا ٍ‬
‫حشمة والعفاف والطهارة … نعم ! إنه ل ََعاٌر‬ ‫المسلمين ‪ ،‬فيهـا ال ِ‬
‫على بلد النجليز أن تجعل بناتها مث َل ً للرذائل بكثرة مخالطة‬
‫الرجال ‪ ،‬فما بالنا ل نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما ُيوافق‬
‫فطرتها الطبيعية من القيام في البيت ‪ ،‬وترك أعمال الرجال‬
‫شَرِفها ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫ة لِ َ‬ ‫للرجال سلم ً‬
‫وقد ذ َك ََر الدكتور مصطفى السباعي – رحمه الله – أنه كان في‬
‫قى فتاة‬ ‫رحلة علمية من ميناء " دوفر " إلى ميناء " أوستن " فال ْت َ َ‬
‫دث مع تلك‬ ‫درس الحقوق في جامعة أكسفورد وتح ّ‬ ‫إيطالية ت َ ْ‬
‫الفتاة عن المرأة المسلمة وحقوقها ‪ ،‬وكيف تعيش ‪ .‬قالت الفتاة‬
‫‪ :‬إنني أغبط المرأة المسلمة ‪ ،‬وأتمّنى أن لو كنت مولودة في‬
‫بلدكم ‪.‬‬
‫ب أعضاء‬ ‫ولما قام إمبراطور ألمانيا " غليوم " بزيارة ِلتركيا أح ّ‬
‫دنهم ! فأخرجوا‬ ‫جمعية التحاد والّترقي التركية أن ُيظهروا له تم ّ‬
‫ن متبرجات لستقباله ‪ ،‬واستغرب‬ ‫بعض بنات المدارس وهُ ّ‬
‫المبراطور ‪ ،‬وقال للمسؤولين ‪ :‬إني كنت آمل أن أشاهد في‬
‫تركيا الحشمة والحجاب بحكم دينكم السلمي ‪ ،‬وإذا بي أشاهد‬
‫التبرج الذي نشكو منه في أوربا ‪ ،‬ويقودنا إلى ضياع السرة ‪،‬‬
‫وخراب الوطان ‪ ،‬وتشريد الطفال !!‬
‫أقول ‪ :‬وها نحن ُندعى لخوض غمار تجربة فاشلة ! بحجة أن‬
‫فر !‬ ‫من ّ‬
‫الحجاب غير لئق بعصرنا ‪ ،‬وأنه ُ‬
‫وإظهار المرأة لوجهها فيه فتنة له ولغيرها ‪ ،‬فإنها إذا كانت جميلة‬
‫ت ‪ ،‬وفي كل‬ ‫دري ْ‬‫قرت واز ُ‬ ‫طاردتها العيون ‪ ،‬وإن كانت غير ذلك احت ُ ِ‬
‫فعل له أثر نفسي بالغ على المرأة ‪.‬‬ ‫لحالتين هذا ال ِ‬
‫وليس كونه فتنة في بلد المسلمين فحسب بل حتى في بلد‬
‫ت لنا وسائل‬ ‫قل ْ‬ ‫سخ والُعري – فقد ن َ َ‬ ‫الحضارة المادية – بلد التف ّ‬
‫التصال أن شابا ً يعيش في بلد الغرب رأى فتاة فاتنة ‪ ،‬فما زال‬
‫ُيلحقها وُيراودها عن نفسها وهي تتمّنع ‪ ،‬فما كان منه إل أن ألقى‬
‫وهه !‬ ‫مادة حارقة ) ماء النار ( على وجهها فش ّ‬
‫فر أو أن تركه من باب اليسر ‪ ،‬فإن هذا‬ ‫وأما كون الحجاب ُين ّ‬
‫سوف َيفتح بابا ً عظيما من الشّر ‪.‬‬
‫م ضابط للتنفير ‪ ،‬ول ضابط للتيسير في ظل هذا القول ‪.‬‬ ‫فليس ث ّ‬
‫فر ‪،‬‬‫من ّ‬
‫فقد يأتي من يقول ‪ :‬لباس الحشمة ) اللباس الساتر ( ُ‬
‫وتركه أخذ باليسر خاصة في المدارس والكليات وأماكن العمل ‪،‬‬
‫كما قال الدكتور !‬
‫ونحن نرى اليوم دعوة في دول الُعريّ بل دعوات ل َِنبذ ِ الختلط ‪،‬‬
‫وهم الذين كانوا بالمس ُينادون بضرورة الختلط لكسر الحواجز‬
‫خر !‬ ‫التي بين الجنسين ! ولزالة رغبة كل طرف بال َ‬
‫دعوا إلى‬ ‫فلما ذاقوا ويلت هذا الختلط ‪ ،‬واكتووا ِبناِره صرخوا و َ‬
‫ضرورة الفصل بين الجنسين حتى في أمريكا ! فضل عن غيرها !‬
‫وأما معرفة المرأة فل مصلحة فيها ‪ ،‬أعني معرفة شخصها وعينها‬
‫حـّرة عفيفة فل َيتعّرض‬ ‫جبة أنها ُ‬ ‫‪ ،‬وإنما المصلحة أن ُتعرف المح ّ‬
‫لها أحد بسوء ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال تعالى ‪) :‬ذ َل ِ َ‬
‫ن َفل ي ُؤ ْذ َي ْ َ‬
‫ن(‬ ‫ن ي ُعَْرفْ َ‬‫ك أد َْنى أ ْ‬
‫جزي الكلبي في التفسير ‪ :‬أي ذلك أقرب إلى أن ُيعرف‬ ‫قال ابن ُ‬
‫حرة لم ُتعارض بما‬ ‫رف أن المرأة ُ‬ ‫الحرائر من الماء ‪ ،‬فإذا ع ُ ِ‬
‫مة ‪ ،‬وليس المعنى أن ُتعرف المرأة حتى ُيعلم من‬ ‫ُتعارض به ال َ‬
‫هي ‪ ،‬إنما المراد أن ُيفّرق بينها وبين المة ‪ ،‬لنه كان بالمدينة‬
‫إماء يعرفن بالسوء ‪ ،‬وربما تعرض لهن السفهاء ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬قوله ‪ ) :‬فإذا كان صوت المرأة ليس عورة في الكلم‬
‫الطبيعي ‪ ،‬فلماذا يكون عورة إذا أنشدت قصيدة أو أنشودة في‬
‫الفضيلة والجهاد ‪ ،‬والدعوة إلى السلم والخير أمام الرجال في‬
‫احتفال عام على خشبة المسرح أو بدون حضور الرجال ‪ ،‬إذا‬
‫كانت في كل ذلك ملتزمة بضوابط الحجاب السلمي ‪ ،‬وعدم‬
‫الخضوع بالقول والتصنع في إغراء الرجال (‬
‫أما صوت المرأة فالصحيح أنه ليس عورة ‪ ،‬ولكن ليس معنى هذا‬
‫طب !‬ ‫أن تتغّنى أمام الّرجال ‪ ،‬ول أن َتخ ُ‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫مر ْ‬ ‫من الفتنة لبعض الّرجال ‪ ،‬أ ِ‬ ‫ولما كان صوت المرأة قد َيتض ّ‬
‫فق في الصلة ‪ ،‬وأن ل تقول ‪ :‬سبحان الله ‪ ،‬مع‬ ‫المرأة أن ُتص ّ‬
‫كونه من الذكار ‪ ،‬وليس من الناشيد ول التأّوه !‬
‫كبت أخف المفسدتين ‪ ،‬ود ُِفع أعظم الضررين بأصغرهما ‪،‬‬ ‫وارت ُ ِ‬
‫من مفسدة وفتنة ‪ ،‬والتصفيق منهي‬ ‫ّ‬
‫وذلك أن تكلم المرأة قد يتض ّ‬
‫عنه ‪ ،‬فارُتكب المنهي عنه لنه أقل في الفتنة ‪ ،‬دفعا للفتنة ‪،‬‬
‫ودرءا ً للمفسدة ‪.‬‬
‫قال عليه الصلة والسلم ‪ :‬التسبيح للرجال ‪ ،‬والتصفيق للنساء ‪.‬‬
‫رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫فكيف ُيقال بعد ذلك بجواز إنشاد المرأة أمام الّرجال ‪ ،‬وظهورها‬
‫على المسارح ‪ ،‬وخلع جلباب الحياء ‪ ،‬ونبذ الخلق الفاضلة ؟‬
‫أما لو كان هذا جائزا ً لِذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهو‬
‫عليه الصلة والسلم لم يأذن به للنساء ل في جهاد ول في‬
‫سفر ‪،‬‬ ‫غيره ‪ ،‬وقد أِذن للّرجال بالنشاد والحداء في الجهاد وال ّ‬
‫كما في الصحيحين ‪.‬‬
‫بينما لم يأذن فيما يتعلق بالنساء إل للجواري الصغار أن َيضربن‬
‫ف في نكاح أو عيد ‪ ،‬وفي حديث عائشة ‪ :‬دخل أبو بكر‬ ‫بالد ّ‬
‫وعندي جاريتان من جواري النصار تغنيان بما تقاولت النصار يوم‬
‫بعاث ‪ .‬قالت ‪ :‬وليستا بمغنيتين ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪ :‬أمزامير‬
‫الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في‬
‫يوم عيد ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا أبا بكر إن‬
‫لكل قوم عيدا ‪ ،‬وهذا ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫فهما أول ً جاريتان صغيرتان ‪ ،‬ثم إنهما ليستا بمغنيتين ‪ ،‬فلم يكن‬
‫ذلك لهما مهنة ‪ ،‬ول اعتادتا عليه ‪.‬‬
‫مـة ُترد ّ به !‬
‫والعلماء َيعترون الغناء عيبا في ال َ‬
‫فكيف ُيطَلب العيب لل ُ‬
‫حـّرة !‬
‫" أما مالك بن أنس فإنه ن ََهى عن الغناء وعن استماعه ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫دها بالعيب ‪ ،‬وهو مذهب‬ ‫مغنية كان له ر ّ‬ ‫إذا اشترى جارية ووجدها ُ‬
‫سائر أهل المدينة " قال القرطبي ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫مغنية ‪ ،‬فاحتاج‬ ‫سئل ] أحمد [ عن رجل مات وخّلف ولدا وجارية ُ‬
‫مغنية‬‫الصبي إلى بيعها ‪ ،‬فقال ‪ُ :‬تباع على أنها ساذجة ل على أنها ُ‬
‫‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إنها تساوي ثلثين ألفا ‪ ،‬ولعلها إن ِبيعت ساذجة‬
‫تساوي عشرين ألفا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل ُتباع إل ّ على أنها ساذجة ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫زم بها ؟‬
‫وأي فضيلة سوف تدعو إليها امرأة لم تلت ِ‬
‫أي فضيلة سوف تدعو إليها امرأة تقف على مسرح أمام‬
‫العشرات بل المئات ؟‬
‫فلـة ؟‬ ‫َ‬
‫متب َذ ّلـة ت َ ِ‬
‫وهل سوف َتخرج أمامهم ُ‬
‫هذا ما ل ُيمكن !‬
‫ل ُيمكن أن َتخرج امرأة لتقف أمام الناس بلباس عادي ! بل‬
‫جد من ُيفتيها بأن هذا من‬ ‫سوف تأخذ كامل زينتها ! وسوف ت ِ‬
‫مصلحة الدعوة ! أو من الحث على الفضيلة !‬
‫وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من َتخرج إلى المسجد أن ل‬
‫َتخرج ِبزينة مرئية أو محسوسة !‬
‫فقال عليه الصلة والسلم ‪ :‬ل تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن‬
‫فلت ‪ .‬رواه المام أحمد وأبو داود ‪.‬‬ ‫ليخرجن وهن ت ِ ِ‬
‫قال ابن حجر ‪ :‬أي غير متطيبات ‪ ،‬ويقال ‪ :‬امرأة تفلة إذا كانت‬
‫متغيرة الريح ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫س‬
‫قال عليه الصلة والسلم ‪ :‬إذا شهدت إحداكن المسجد فل تم ّ‬
‫طيبا ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬أيما امرأة أصابت َبخورا ً فل تشهد معنا العشاء الخرة ‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬أيما أمرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي‬
‫زانية ‪ .‬رواه المام أحمد وغيره ‪.‬‬
‫طرت أن تغتسل‬ ‫بل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تع ّ‬
‫حتى لو كانت تريد المسجد ‪.‬‬
‫ي أبو هريرة رضي الله عنه امرأة ً فوجد منها ريح الطيب‬ ‫فقد لق َ‬
‫ينفح ولذيلها إعصار ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أمة الجبار ! جئت من المسجد ؟‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪.‬قال ‪ :‬وله تطيبت ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬إني سمعت‬
‫حبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول ‪ :‬ل ُتقبل صلةٌ‬
‫لمرأة تطيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من‬
‫الجنابة ‪ .‬رواه المام أحمد وأبو داود ‪ ،‬وحسنه اللباني ‪.‬‬
‫طر وأخذ الزينة إذا‬ ‫فهذه الحاديث تدل على منع المرأة من التع ّ‬
‫ت وإن كان ذلك لطهر الماكن وأحبها إلى الله ‪ :‬المساجد ‪.‬‬ ‫خَرج ْ‬
‫َ‬
‫فكيف بغيرها من الماكن ؟‬
‫ت استشرفها الشيطان وزّينها في عيون‬ ‫خَرج ْ‬
‫كما أن المرأة إذا َ‬
‫الّرجال ‪ ،‬وإن كانت تمشي في طريق ‪.‬‬
‫ت أمام الّرجال – أو أشباه الّرجال – تتغّنى‬ ‫فكيف بها لو وقف ْ‬
‫شد ؟!‬ ‫وُتن ِ‬
‫هل سوف تقف كالخشبة ؟!‬
‫ور ذلك !‬ ‫ل ُيتص ّ‬
‫بل سوف تتحّرك وتتمايل بما يقتضيه الن َّغم أو اليقاع ! ونحو ذلك‬
‫‪.‬‬
‫خَرجوا على المساِرح تزّينوا ! ولم‬ ‫إن الشباب المنشدين لما َ‬
‫دوه إلى الحرام ‪ ،‬من إسبال وغيره !‬ ‫َيقتصروا على المباح بل تع ّ‬
‫شدة ؟!‬ ‫من ْ ِ‬
‫ت أمام الّرجال ُ‬ ‫فكيف سوف تكون المرأة إذا وقف ْ‬
‫ثم ُيدعى أنها سوف تدعو إلى الجهاد والفضيلة !‬
‫نعم سوف تدعو ‪ ..‬ولكن إلى غير الفضيلة !‬
‫ت إليه أم كلثوم ! كانت بلدها ُتقصف‬ ‫وقد تدعو إلى ما د َع َ ْ‬
‫ب‬‫ك ‪ ،‬وهي ُتمارس دور تخدير الشعوب ‪ :‬هل رأى الح ّ‬ ‫وُتد ّ‬
‫سكارى مثلنا ؟!‬ ‫ُ‬
‫ت إلى الل فضيلة !!‬ ‫ت ! ود َع َ ْ‬ ‫ت وأنجح ْ‬ ‫فأفلح ْ‬
‫قف عند حـد ّ ‪ ..‬بل سوف يأخذ أشكال ً‬ ‫كما أن إنشاد المرأة لن ي َ ِ‬
‫ويمر بأطوار ‪..‬‬
‫وسف ترى إذا انجلى الغبار ! أفرس تحتك أم حمار !‬
‫والمطالبة بإنشاد المرأة ووقوفها على المسرح بحجة الدعوة إلى‬
‫الجهاد والفضيلة ! هو خطوة من خطوات الشيطان لها ما بعدها ‪،‬‬
‫مـة ما بعدها !‬ ‫وعلى ال ّ‬
‫متاجرة بقضايا المرأة المسلمة !‬ ‫كفى ُ‬
‫ت المرأة إلى‬ ‫وُيقال لهذا الدكتور ومن على شاكلته ‪ :‬لو د َع َ ِ‬
‫الجهاد لكان أول من ُيحاربها من كان على شاكلتكم ! ولما‬
‫مـة بهذا التطّرف والرهاب الناعم !!‬ ‫ت الع ّ‬ ‫ضي َ ْ‬
‫َر ِ‬
‫سادسا ً ‪:‬‬
‫قوله ‪ ) :‬وأما تمثيل المرأة سواء أكانت على خشبة المسرح أم‬
‫في المسلسلت أم في الفلم ‪ ،‬إذا انضبط بضوابط السلم مع‬
‫وجود المحارم ‪ ،‬فلماذا يكون حراما ؟ إذا لم يحصل فيه الختلء‬
‫أو الختلط الفاحش ( ‪.‬‬
‫ُيقال في التمثيل ما قيل في النشاد ‪.‬‬
‫جن َْته أمة السلم من الرقص والتمثيل ؟!‬ ‫وأقول ‪ :‬أي خير َ‬
‫مسلسل أو مسرحية ؟!‬ ‫وة من ُ‬ ‫وأي فائدة مرج ّ‬
‫فالتمثيل من أوله إلى آخره هو بضاعة نصرانية !‬
‫خداع والكذب !‬ ‫وهو َيعتمد على ال ْ ِ‬
‫كما أن المتاجرة به طريقة يهودية !‬
‫واستوديوهات ) هوليود ( شاهدة بذلك وشاهدة على ذلك !‬
‫ور الدكتور أن من ُتريد التمثيل سوف تأتي بزوجها أو‬ ‫وهل َيتص ّ‬
‫محَرم منها ليكون معها على خشبة المسرح ! أو داخل غرفة‬ ‫ِبذي َ‬
‫التصوير ) الستوديو ( ؟!‬
‫هذا ُيخاِلف أصول هذا العمل ! وُيخاِلف أصول ذلك المجتمع‬
‫مجتمع العفن الفني ( !‬ ‫سـن ) ُ‬ ‫ال ِ‬
‫كيد !‬ ‫وقوله ‪) :‬إذا انضبط بضوابط السلم( أقول ‪ :‬هذا قيد ال َ‬
‫ل من أراد أن يكيد المة أو يخترق صفوفها أو ُيرّوج باطل‬ ‫فك ّ‬
‫فه بهذا الوصف ‪ :‬في ضوء الشريعة! في إطار الشريعة !‬ ‫ص َ‬‫و َ‬
‫وفق الشريعة السلمية !‬
‫ّ‬
‫حكات عن اللصوص وقُطاع‬ ‫ت ُتروى طرائف ومض ِ‬ ‫حتى صار ْ‬
‫الطريق أنهم استخدموا ذلك القيد !‬
‫بل حتى الفجار والكفار ُيعّبرون بهذه التعابير !‬
‫وما ذلك إل ِلعلمهم أن الباطل ل َيروج إل بمثل هذا اللبوس !‬
‫ة‬
‫جَر ِ‬
‫ش َ‬‫ك ع ََلى َ‬ ‫ل أ َد ُل ّ َ‬
‫م هَ ْ‬ ‫ل َيا آ َد َ ُ‬ ‫وقديما قال إبليس في ك َي ْ ِ‬
‫ده ‪َ) :‬قا َ‬
‫ك ل ي َب َْلى( ‪.‬‬ ‫مل ْ ٍ‬
‫خل ْد ِ وَ ُ‬‫ال ْ ُ‬
‫فأنت ترى رأس الكفر وإمامه أول من استعمل هذا القيد لترويج‬
‫الباطل !‬
‫وأما قوله ‪) :‬إذا لم يحصل فيه الختلء أو الختلط الفاحش(‬
‫فأقول ‪ :‬هذا مستحيل !‬
‫ت إليه – ثم ما‬ ‫ف َ‬‫ت إليه أول المر – إذا الت ُ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ثم إن هذا القيد قد ي ُل ْت َ َ‬
‫يلبث أن يتلشى وَيزول !‬
‫صف ُوجود المحرم بالتشديد ومناقضة أوصل المهنة !‬ ‫وسوف ُيو َ‬
‫وما لبث الدكتور أن ناقض نفسه بنفسه !‬
‫سفر لم يشترط المحَرم ‪ ،‬وهو هنا يشترطه من‬ ‫فهو في مسألة ال ّ‬
‫سفر !‬ ‫غير َ‬
‫فهو هنا يقول ‪) :‬إذا انضبط بضوابط السلم مع وجود المحارم(‬
‫رم !‬ ‫مح ِ‬‫وفي السفر ‪ :‬ل َيحتاج ُوجود َ‬
‫ج بقوله هو في مسألة سفر المرأة ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬ ‫محت ّ‬‫ج عليه ُ‬ ‫حت ّ‬‫وقد ي َ ْ‬
‫ل حاجة إلى المحرم طالما أن المرأة سوف ُتمّثل مع مجموعة‬
‫من النساء !‬
‫ول ُيستغرب أيضا أن يقول قائل ‪ :‬مع مجموعة من النساء‬
‫سيرة ! [ !‬ ‫الموثوقات ! ]المعروفات بسوء ال ّ‬
‫ثم قّيد الدكتور الختلط بأن ل َيكون فاحشا ً !‬
‫فحش عند الدكتور ؟!‬ ‫فما هو حد ال ُ‬
‫ولماذا َيمنع منه طالما أنه َيدعو إليه ؟!‬
‫ل أو كُثر‬ ‫إن الختلط ل َيصلح منه قليل ول كثير ول خير فيه ق ّ‬
‫وكيف َيرضى عاقل لقريبته أن تختلط بالّرجال الجانب دونما‬
‫نكير ؟‬
‫حسن المقصد ‪.‬‬ ‫والختلط ممنوع وإن كان في أطهر البقاع مع ُ‬
‫فقد روى البخاري عن ابن جريج قال ‪ :‬أخبرني عطاء إذ منع ابن‬
‫هشام النساء الطواف مع الرجال ‪ .‬قال ‪ :‬كيف َتمنعهن وقد طاف‬
‫نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال ؟‬
‫قلت ‪ :‬أبعد الحجاب أو قبل ؟‬
‫قال ‪ :‬إي لعمري ‪ .‬لقد أدركته بعد الحجاب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كيف ُيخاِلطن الرجال ؟‬
‫قال ‪ :‬لم يكن يخالطن ‪ ،‬كانت عائشة رضي الله عنها تطوف‬
‫جرة من الرجال ل تخالطهم ‪ ،‬فقالت امرأة ‪ :‬انطلقي نستلم يا‬ ‫ح ْ‬‫َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫َ‬
‫ك ‪ ،‬وأب َ ْ‬ ‫أم المؤمنين قالت ‪ :‬عن ِ‬
‫جَرة ( أي ناحية ‪ .‬يعني أنـها ل ُتـزاحم الرجال في‬ ‫ح ْ‬‫ومعنى ) َ‬
‫الطواف ‪.‬‬
‫ت " ‪ :‬أي رفضت وامتنعت أن ُتزاحم الرجال ِلتستلم‬ ‫ومعنى " أب َ ْ‬
‫جر أو الّركن ‪.‬‬ ‫الح َ‬
‫ولما دخلت مولة لعائشة عليها فقالت لها ‪ :‬يا أم المؤمنين طفت‬
‫بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلثا ‪ ،‬فقالت لها عائشة‬
‫رضي الله عنها ‪ :‬ل آجرك الله ‪ .‬ل آجــرك الله ‪ُ .‬تدافعين‬
‫ت ‪ .‬رواه الشافعي والبيهقي ‪.‬‬ ‫مرر ِ‬ ‫تو َ‬‫الرجال ؟ أل كّبر ِ‬
‫ثم إن مثل هذه المور ل ُيمكن أن ُتضبط مع فساد الوسط الفّني‬
‫مـة ‪.‬‬‫بعا ّ‬
‫ت السياسة الشرعية أن ُيمنع منه لما ُيفضي‬ ‫ولو كان جائزا لقتض ْ‬
‫إليه من المفاسد‬
‫وقواعد الشرع تنص على ‪:‬‬
‫محّرم‬ ‫محّرم فهو ُ‬ ‫ما أفضى إلى ُ‬
‫دم على جلب المصالح‬ ‫مق ّ‬ ‫ودرء المفاسد ُ‬
‫والضرر ُيزال‬
‫والذرائع ُيسد ّ بابها‬
‫دين وكلّياته َتمنع من مثل هذا‬ ‫فهذه قواعد الشريعة وأصول ال ّ‬
‫محّرم أصل ً ‪.‬‬‫مباحا ً ‪ ،‬فكيف به وهو ُ‬ ‫الفعل ‪ ،‬لو كان ُ‬
‫أعني تحريم الخلوة والختلط ‪ ،‬بل والتمثيل ‪ ،‬فقد بين ذلك‬
‫الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله – في رسالة له بعنوان ‪:‬‬
‫حكمه ‪.‬‬ ‫التمثيل ‪ :‬حقيقته ‪ ،‬تاريخه ‪ُ ،‬‬
‫قال الشيخ في خاتمة البحث ‪:‬‬
‫عرضا ‪،‬‬‫سبا ً ‪ ،‬و َ‬
‫والخلصة أن التمثيل ‪ :‬حرفة ‪ ،‬وأداء ‪ ،‬وتك ّ‬
‫ي ‪ : ،‬لوقف‬ ‫هدة ‪ ،‬ل َيجوز ‪ ،‬لنه إن كان تمثيل دينيا فهو ِبدع ّ‬ ‫مشا َ‬ ‫و ُ‬
‫العبادات على النص ومورده ‪ ،‬وِلما عِلمت من أصله لدى‬
‫النصارى واليونان ‪.‬‬
‫محّرم ‪ ،‬لما فيه من التشّبه ‪ ،‬ولما‬ ‫وإن كان غير ذلك فهو لهوٌ ُ‬
‫رأيته من تفاريق الدلة ‪ ،‬وما َيحتوي عليه ‪ ،‬ويترّتب عنه من الثار‬
‫المعاِرضة لداب الشريعة ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫سابعا ً ‪:‬‬
‫قوله عن الّرق ‪) :‬والسلم يرحب بذلك أعظم ترحيب ‪ ،‬لنه دين‬
‫الخوة النسانية ‪ ،‬ولذلك وقعت الدول السلمية على تلك‬
‫المواثيق ‪ .‬إن إطاعة لشريعة السلم أو اّتباعا للسياسة الدولية ‪،‬‬
‫والمسلمون عند شروطهم ول يجوز لهم اتخاذ العبيد في الحرب‬
‫طالما أن المم الخرى ل تفعل ذلك (‬
‫مخاِلف للنقل والعقل بل‬ ‫أقول ‪ :‬هذا الذي َيدعو إليه الدكتور ُ‬
‫مخاِلف للواقع ‪.‬‬ ‫و ُ‬
‫فأما النقل فجواز ذلك في الجهاد ‪ ،‬أي جواز وتشريع الّرق في‬
‫وره‬
‫سن السلم ل من مساوئه كما ُيص ّ‬ ‫السلم ‪ ،‬وهو من محا ِ‬
‫علمه ‪ ،‬أو نقص فهمه !‬ ‫ل ِ‬‫بعض من ق ّ‬
‫فالّرق ليس ِلذات الّرق ‪ ،‬وليس من باب الّتشّهي ‪ ،‬بل هو مقصود‬
‫لما يترّتب عليه من مصالح ‪ ،‬لعل من أبرزها ‪:‬‬
‫أن يعيش هؤلء الرقاء بين المسلمين فَيتأّثرون بالسلم‬
‫فَيدخلونه ‪.‬‬
‫ومن هذا الباب جاء المر بالحسان إلى الرقيق وإعانته ‪ ،‬بل‬
‫ي حّر طعام ‪ ،‬كما في الصحيح‬ ‫وإعطائه اللقمة إذا وَل ِ َ‬
‫كل ذلك من باب الحسان إليه وترغيبه في دخول السلم ‪.‬‬
‫مسِلما ً ‪ ،‬ثم جاء السلم بالحث‬ ‫خل في دين السلم صار ُ‬ ‫فإذا د َ‬
‫فارات ‪ ،‬فمن ذلك ‪:‬‬ ‫على العِْتق ‪ ،‬وجاء الِعتق أيضا في الك ّ‬
‫في كفارة قتل النفس خطأ‬
‫ظهار‬‫في كفارة ال ّ‬
‫كفارة الوطء في نهار رمضان‬
‫في كفارة اليمين‬
‫وانظر كيف جاء الحث على الِعتق وتحرير الّرقاب في الكفارة‬
‫ظهار‬‫الكبيرة والصغيرة ‪ ،‬فهي في قتل النفس وفي في كفارة ال ّ‬
‫وفي كفارة الوطء في نهار رمضان ‪ ،‬وهي ُتقاِبل صيام شهرين‬
‫متتاِبعين ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مقاِبل صيام ثلثة أيام في كفارة اليمين ‪.‬‬ ‫كما جاءت في ُ‬
‫وجاء الترغيب في العتق من غير سبب طلبا لمرضات الله ‪ ،‬كما‬
‫جاء الترغيب في العتق َتقّربا إلى الله‬
‫وجاء المر بالمكاتبة ‪ ،‬وتخليص الرقيق من رِّقـه إذا رغب في‬
‫ما‬ ‫م ّ‬‫ب ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫ن ي َب ْت َُغو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذلك ‪ ،‬فقال الله تبارك وتعالى ‪َ ) :‬وال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خي ًْرا وَآُتوهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِفيهِ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬‫ن ع َل ِ ْ‬‫م إِ ْ‬‫كات ُِبوهُ ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫مان ُك ُ ْ‬‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫م(‪.‬‬ ‫ذي آَتاك ُ ْ‬ ‫اللهِ ال ِ‬
‫ن عليهم ول‬ ‫مـ ّ‬ ‫وقد ُيقال ‪ :‬لماذا ل ُيترك أسرى الحرب وي ُ َ‬
‫ُيستَرّقون ؟‬
‫فالجواب ‪:‬‬
‫ب‬ ‫ضْر َ‬ ‫فُروا فَ َ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قيت ُ ُ‬ ‫أن الفداء مشروع بقوله تعالى ‪) :‬فَِإذا ل َ ِ‬
‫داًء‬
‫ما فِ َ‬ ‫مّنا ب َعْد ُ وَإ ِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫دوا ال ْوََثاقَ فَإ ِ ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫م فَ ُ‬ ‫موهُ ْ‬ ‫ذا أ َث ْ َ‬
‫خن ْت ُ ُ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫الّرَقا ِ‬
‫َ‬
‫ها(‬
‫ب أوَْزاَر َ‬ ‫حْر ُ‬ ‫ضعَ ال ْ َ‬ ‫حّتى ت َ َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫وأن من مقاصد ذلك أن يتخلص من قيد الكفر ‪ ،‬ويكون بعيدا عن‬ ‫ّ‬
‫كفر ‪.‬‬ ‫بيئة ال ُ‬
‫حـّرا ً في اّتخاذ القرار ‪.‬‬ ‫وأنه ب ُِبعده عن بيئته سوف يكون ُ‬
‫فر فلما عاش في‬ ‫وكم رأينا ممن عاش ردحا ً من الزمن على الك ُ ْ‬
‫خل في ِدين الله عن قناعة‬ ‫بلد المسلمين وابتعد عن بيئته د َ َ‬
‫تامة ‪.‬‬
‫وأما قوله ‪) :‬والمسلمون عند شروطهم ول يجوز لهم اتخاذ العبيد‬
‫في الحرب طالما أن المم الخرى ل تفعل ذلك (‬
‫دة أوجه ‪:‬‬ ‫أقول ‪ :‬هذا القول مردود من ع ّ‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن الشروط التي َيجب الوفاء بها ما لم ُتخاِلف‬
‫مخاِلف‬ ‫كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهذا ُ‬
‫سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫ِلشرع الله ول ِ ُ‬
‫وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ما بال أناس َيشترطون‬
‫ت في كتاب الله ‪ ،‬من اشترط شرطا ليس في‬ ‫شروطا ليس ْ‬
‫كتاب الله فهو باطل ‪ ،‬وإن اشترط مائة شرط ‪ ،‬شرط الله أحق‬
‫وأوثق ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫قال ابن حجر ‪ :‬قال القرطبي ‪ :‬قوله ‪ " :‬ولو كان مائة شرط "‬
‫ج مخرج التكثير ‪ ،‬يعني أن الشروط الغير المشروعة باطلة‬ ‫خَر َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫ولو ك َث َُر ْ‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن هذه التفاقية لم ُتوّقع عليها المم المتحدة ‪،‬‬
‫فهي منقوضة بفعل الكفار أنفسهم !‬
‫وهو ما يتعلق بأسرى الحرب ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أن الّرق أخف بلء وأرحم مائة مرة من السر‬
‫الذي تستعمله أمم الحضارة المادية اليوم !‬
‫فو الله إنه لرحم ألف مرة أن يعيش الرقيق بين المسلين يذهب‬
‫طعم وُيضمن له الملبس والسكن – خير‬ ‫وَيجيء ‪َ ،‬يروح وَيغدو ‪ ،‬ي ُ َ‬
‫وأخف بلء مما َيعيشه أسرى ) جوانتانامو ( في حر الصيف وَبرد‬
‫ل وقهر ‪ ،‬بل ُأصيب بعضهم بأمراض نفسية‬ ‫الشتاء ‪ ،‬في ذ ّ‬
‫وعضوية تحت نظر وسمع العاَلم‬
‫ت تلك المعتقلت ‪ ،‬فكتبت‬ ‫ت بذلك صحفّية يهودية زار ْ‬ ‫وقد شِهد ْ‬
‫شر في صفحات الشبكة اللكترونية ‪.‬‬ ‫مقال ن ُ ِ‬
‫تقول الصحفّية " أورلي أزولي كاتس " مراسلة صحيفة يديعوت‬
‫أحرونوت في واشنطن ‪:‬‬
‫وصل السرى إلى معتقل 'جوانتنامو ' الكوبي على متن طائرات‬
‫مقيدين بالعصابات ‪،‬ووجوههم مخفية بنوع‬ ‫عسكرية أمريكية ُ‬
‫سميك من القماش ل يمكن لحد منهم رؤية أي طيف من تحته‬
‫أو من خلله علوة على لون القماش السود القاتم‪.‬‬
‫ولم يسمح الجنود المريكيون المرافقون للسرى بأن يتوجه أي‬
‫منهم لقضاء حاجته في المراحيض الموجودة بالطائرات ' مثل أي‬
‫إنسان ' لكن إذا كان لبد فاعل ً فليفعلها في نفس مكانه بعد أن‬
‫أحضروا دلوا ً بلستيكيا ً متوسط الحجم للجميع ‪ ،‬وقد وقف الجنود‬
‫مدججون بالسلحة في وجوه السرى وهم يتبولون أو يتبرزون ‪،‬‬
‫فيما قام بعض السرى بالتبول في ملبسه بعد أن أعيته الحيل ‪.‬‬
‫وتقول ‪:‬‬
‫هؤلء السرى ل يحق لهم مقابلة محامييهم لعدم وجود اعتراف‬
‫أمريكي بهذا المبدأ في هذه المعتقلت ‪ ،‬ول يحق لي أسير أن‬
‫يتعرف على لئحة التهام الموجهة إليه !‬
‫كما تقول ‪:‬‬
‫حاول ‪ 29‬أسيرا ً النتحار سواء عن طريق شنق أنفسهم في‬
‫سقف المعتقل أو تقطيع البعض لشرايين أجسامهم ‪.‬‬
‫وجود ‪ 90‬أسيرا ً بصفة مستمرة لدى طبيب نفسي في المعتقل‬
‫يعانون من أقصى أنواع الكتئاب‪ ] .‬وهذا حسب المصادر‬
‫العسكرية المريكية ومن المعتقد أن أغلب هؤلء قد اتخذوا هذه‬
‫الوسيلة لتخفيف التعذيب المريكي وأمل ً في إفراج السلطات‬
‫المريكية عنهم [‬
‫وجود عدد غير قليل من المعتقلين يتناولون يوميا ً القراص‬
‫المهدئة وحقن المسكنات ‪.‬‬
‫وفي نهاية رحلتها إلى اشهر معسكر اعتقال في العالم تكشف‬
‫أزولي عن وجود ‪ 3‬معتقلين من الحداث تم وضعهم في قسم‬
‫يسمى ' إيجوانا ' حيث يمكن للحداث الثلثة أن يشاهدوا من‬
‫زنزانتهم مياه المحيط من خلل ثقب صغير في قطعة قماش‬
‫ضخم تم وضعها على الزنزانة من الخارج ‪ ،‬والغريب أن هؤلء‬
‫الحداث الثلثة ل يعرفون الجرم الذي ارتكبوه أو نوعية التهامات‬
‫الموجهة إليهم والتي أوصلتهم إلى جوانتانامو ‪.‬‬
‫] من مقال بعنوان ‪ :‬رحلة إلى جوانتانامو 'بعيون إسرائيلية' موقع‬
‫كرة السلم الثلثاء ‪ 7‬ذو القعدة ‪1424‬هـ ‪ 30 -‬ديسمبر‬ ‫مف ّ‬‫ُ‬
‫‪2003‬م [‬
‫وهنا أسأل من كان له ذّرة من عقل ‪:‬‬
‫حسن التعامل مع‬ ‫فل ُ‬‫جرما ‪ ..‬الّرق الذي ك َ َ‬ ‫أيهما أشد بلء وأعظم ُ‬
‫ت ببعضه صحفية يهودية ؟‬ ‫سر الذي شِهد ْ‬ ‫أسير الحرب ‪ ،‬أو ال ْ‬
‫مقارنة بين الّرق في السلم‬ ‫ك عاقل أنه ل ُيمكن إجراء ُ‬ ‫ل يش ّ‬
‫دة !‬‫سر في ظل الوليات المتح ّ‬ ‫وال ْ‬
‫ول يشك عاقل أن الّرق في السلم أرحم ألف مّرة من يوم‬
‫واحد في جوانتانامو !‬
‫كر الدكتور بما ُيسمى " تجارة الرقيق البيض " وهذا ليس‬ ‫كما ُأذ ّ‬
‫في دول العالم الثالث كما ُيسمونها بل في دول الحضارة المادية‬
‫‪.‬‬
‫فتحت عنوان ‪ " :‬مليار دولر أرباح التجارة في الرقيق البيض‬
‫بـ'إسرائيل' " جاء ما يلي ‪:‬‬
‫أفاد تقرير لموقع 'نيوز إسرائيل' العبري على شبكة النترنت‬
‫اليوم الربعاء أن حجم الرباح الناجمة عن تجارة الرقيق البيض‬
‫في 'إسرائيل' وصلت لمليار دولر سنوًيا ‪ .‬وقال الموقع ‪ :‬إن‬
‫ولت لصناعة في 'إسرائيل' ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫التجارة في الرقيق البيض تح ّ‬
‫وتحت عنوان ‪ " :‬عائدات تجارة الرقيق البيض في البلقان " جاء‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫في دراسة صدرت عن منظمة اليونيسيف التابعة للمم المتحدة‬
‫عن التجارة الدولية غير المشروعة بالنساء والطفال خاصة في‬
‫أوروبا !‬
‫وتقدر عائدات تجارة الرقيق البيض عبر منطقة البلقان من ‪ 9‬ـ‬
‫‪ 12‬مليار دولر سنوًيا ‪.‬‬
‫وصدر عن منظمة الهجرة العالمية عام ‪ 1997‬أن نحو ‪ 175‬ألف‬
‫امرأة تم التجار بهن عبر البلقان استقدمن من آسيا الوسطى‬
‫إلى دول التحاد الوروبي ‪.‬‬
‫سر ؟!‬ ‫فأي شروط ُيريد الدكتور أن ُيلَتزم بها ‪ ،‬وأبناؤنا في رق ال ْ‬
‫جر بها تجار الحروب ؟!‬ ‫ونساؤنا ُتباع في البلقان إذ كان يتا ِ‬
‫ولن نذهب بعيدا فالعراق اليوم يشهد بسوء صنيع العدو ‪ ،‬وسوء‬
‫معاملة السرى ‪ ..‬ليست معاملة بشرية بل معاملة وحشية ‪ ،‬ل‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫صلـة !‬‫ت إلى البشرية بل ول إلى أخلق أهل الجاهلية ب ِ ِ‬ ‫تم ّ‬
‫مل به أسرى الحرب في العراق ‪،‬‬ ‫عو ِ‬
‫فقد شهد العالم أجمع ما ُ‬
‫من وحشية في التعذيب ‪ ،‬وامتهان لدنى حقوق البشر ‪ ،‬إلى‬
‫إعدام لنسانية السير !‬
‫فقد َفعلوا بأسرى العراق ما لم يفعله أبو جهل في جاهليته !‬
‫وأظهرت وسائل العلم والمواقع الكثيرة الوحشية التي يتعامل‬
‫بها الجنود المريكيين مع أسرى الحرب في العراق ‪.‬‬
‫معتذرا بعذر بارد باهت ‪ :‬هذه تصرفات شخصية !‬ ‫وقال بعضهم ُ‬
‫ونحن نعلم أنها تصرفات ل تزال ُترَتكب بوحشية وهمجية لم‬
‫يسبق لها مثيل !‬
‫مل به أسرانا ‪ ..‬فكيف عامل السلم أسرى الحروب‬ ‫هذا ما ُيعا َ‬
‫على مر التاريخ ؟‬

‫سؤال نوجهه للدكتور !‬


‫محاربا ُندخله بلد المسلمين بل قيد ول‬ ‫حرام أن نسترقّ أسيرا ُ‬
‫ِغل ؟!‬
‫وحلل ما َيجري في جوانتانامو وما يجري في العراق ؟!‬
‫أم أن ألمر كما قيل ‪:‬‬
‫س ؟!‬‫حرام على بلبله الدوح *** حلل للطير من كل جن ِ‬
‫وخلصة القول الرق في السلم ‪:‬‬
‫أنه ليس هو الحل الوحيد في حق أسرى الحرب ‪ ،‬بل أسير‬
‫الحرب أمام خيارات ‪:‬‬
‫ن عليه‬ ‫إما أن ُيعفى عنه وُيم ّ‬
‫وإما أن ُيفاِدي نفسه‬
‫وإما أن يتم تبادل السرى بين المسلمين وعدّوهم‬
‫وإما أن ُيسترقّ‬
‫وكما أن السترقاق ليس هو الخيار الوحيد فكذلك خيار الحْرب‬
‫ليس هو الخيار الوحيد ‪.‬‬
‫حْرب ل ُيلجأ إليها بدئ ذي بدء ‪ ،‬وإنما تكون بعد استنفاذ‬ ‫فال ْ َ‬
‫الجهود السلمية ‪ ،‬وذلك بـ ‪:‬‬
‫َ‬
‫خل فيه فَله ما‬‫‪ – 1‬الدعوة إلى الدخول في ِدين السلم ‪َ ،‬فمن د َ َ‬
‫للمسلمين ‪ ،‬وعليه ما عليهم ‪.‬‬
‫دفع الجزية ‪ ،‬ولهم الحماية في ظل السلم‬ ‫‪ – 2‬الستسلم و َ‬
‫) خاصة مع أهل الكتاب ( فالغُْنم بالغُْرم فهم َيدفعون جزية‬
‫مقاِبل تقديم الحماية لهم في‬ ‫مقاِبل إقرارهم على ِدينهم ‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬
‫المجتمع المسلم ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الحرب والقتال ‪ ،‬وهو كما ترى ليس هو الحل الول وليس‬
‫هو الخيار الوحيد ‪ ،‬بل هو الخيار الثالث ‪.‬‬
‫في حين تلجأ بعض دول الحضارة المادية اليوم إلى الحرب كخيار‬
‫أول وأخير ! الحرب والحرب فقط !‬
‫ن الحرب في‬ ‫ش ّ‬ ‫ودويلة اليهود – ومن يقف وراءها وُيساندها – ت َ ُ‬
‫ضعاف ع ُّزل !‬ ‫كل يوم على ِ‬
‫سْلم ‪ ،‬واختار‬ ‫فإذا اختار طرف من الطراف الحرب ‪ ،‬ورفض ال ّ‬
‫سر والّرق ‪.‬‬ ‫مل نتيجته ‪ ،‬ومن نتائجه ال ْ‬ ‫هذا الحل ! فعليه تح ّ‬
‫وهذا الّرق له فوائد ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫أن يعيش بين المسلمين ‪ ،‬وأن يتأّثر بهم ‪ ،‬فيتم استنقاذه من‬
‫الكفر إلى السلم ‪.‬‬
‫أن يكون بعيدا عن التأثير والضغوط فُيقّرر بنفسه ويختار لها ‪.‬‬
‫سْلم‬ ‫ل نتيجة اختياره الحرب على ال ّ‬ ‫أن يشعر بالذ ّ‬
‫كما جاء المر بإكرام الرقيق ‪ ،‬فمن ذلك ‪:‬‬
‫اعتباره أخـا ً للمسلمين إذا أسَلم‬
‫وإطعامه وتأمين الملبس والمسكن له ‪.‬‬
‫وأن ل ُيكّلف فوق طاقته ‪ ،‬فهذا من الرفق به ‪.‬‬
‫دوا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫وقد أمر الله بالحسان إلى الرقيق فقال تعالى ‪َ ) :‬واع ْب ُ ُ‬
‫مى‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ساًنا وَب ِ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫شي ًْئا وَِبال ْ َ‬
‫كوا ب ِهِ َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫َول ت ُ ْ‬
‫ب‬‫جن ْ ِ‬‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬
‫ب َوال ّ‬ ‫جارِ ال ْ ُ‬
‫جن ُ ِ‬ ‫قْرَبى َوال ْ َ‬ ‫جارِ ِذي ال ْ ُ‬ ‫ن َوال ْ َ‬‫ِ‬ ‫كي‬
‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫َ‬
‫م(‬ ‫مان ُك ُ ْ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬
‫ما َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫سِبي ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫َواب ْ ِ‬
‫خوَُلكم‬ ‫وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إخوانكم َ‬
‫جعلهم الله تحت أيديكم ‪ ،‬فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما‬
‫يأكل ‪ ،‬وليلبسه مما َيلبس ‪ ،‬ول تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم‬
‫فأعينوهم ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ :‬للمملوك طعامه وكسوته ‪ ،‬ول ُيكّلف‬
‫من العمل إل ما ُيطيق ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ :‬إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن‬
‫لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين أو لقمة أو لقمتين ؛ فإنه‬
‫حـّره وعلجه ‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬ ‫ولي َ‬
‫وهذا فيه مراعاة لنفسيته فضل عن تكليفه ما ل ُيطاق ‪.‬‬
‫عف له‬ ‫ضو ِ‬ ‫حسن إسلمه ُ‬ ‫ومن باب التكريم أن الرقيق إذا أسلم و ُ‬
‫الجر ‪.‬‬
‫قال عليه الصلة والسلم ‪ :‬العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة‬
‫ربه كان له أجره مرتين ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬للعبد المملوك المصِلح أجران ‪ .‬وكان أبو هريرة يقول ‪:‬‬
‫والذي نفس أبي هريرة بيده لول الجهاد في سبيل الله والحج وبّر‬
‫أمي لحببت أن أموت وأنا مملوك ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫وإن كانت امرأة فأحسن إليها وليها ثم أعتقها وتزّوجها كان له‬
‫أجران ‪.‬‬
‫قال عليه الصلة والسلم ‪ :‬من كانت له جارية فعالها فأحسن‬
‫إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫وهذا فيه حث على العتق أيضا ‪.‬‬
‫سبة وفي غير مناسبة ‪.‬‬ ‫ث على العتق في منا َ‬ ‫دم أن السلم ح ّ‬ ‫وتق ّ‬
‫بسبب أو بغير سبب ‪.‬‬
‫مكاَتبة الرقيق إذا رغب في ذلك ‪ ،‬وأراد فك ربقة‬ ‫كما حث على ُ‬
‫الرق من رقبته ‪ ،‬فإنه ل ُيماَنع من ذلك ‪ ،‬بخلف أسير الحرب‬
‫لدى أمم الرض قاطبة !‬
‫كما أن السير إذا است ُرِقّ لم ُيجعل في رجِله قيد ‪ ،‬ول في يده‬
‫غل ‪ ،‬بل هو حّر طليق في بلد المسلمين ‪ ،‬إل أنه مملوك فحسب‬
‫‪.‬‬
‫شـّتان ما بين الّرق في السلم ‪ ،‬وما بين معاملة أسرى‬ ‫فَ َ‬
‫الحروب في كل مكان !‬
‫ونحن ُنطالب اليوم بمعاملة أسرى الحرب معاملة الرقيق في‬
‫السلم ! وقد رضينا بذلك !‬
‫سواء من كانوا في جوانتانامو أو كانوا في العراق !‬
‫ِلـُيـْعـَلم أن الرق في السلم رحمـة وليس ِنقمة ‪.‬‬
‫كتبه ‪/‬‬
‫عبد الرحمن السحيم‬
‫‪ - 26‬ربيع الول ‪ 1426 -‬هـ‬
‫===================‬
‫الحرية المفترى عليها‬
‫الذين يتحدثون عن حرية المرأة تحار عن أي حرية يتحدثون؟‬
‫حيث إنك إذا تأملت في دعاواهم لم تجد إل بريقا ً زائفا ً يخدع‬
‫البصار‪ ،‬والجوهر يفتقر لي قيمة ذات بال‪ ،‬فالحرية والعدل‬
‫صنوان ل يصح أن يجني أحدهما على الخر ؛ بينما هم قد انتهكو‬
‫العدل والقسط في دعوى مطالباتهم بالحرية المزعومة‪.‬‬
‫ومحال أن تكون هناك حرية حقيقة تجني على مبدأ العدل‬
‫والحق‪ ،‬كما أنه من المحال أن يكون هناك حق وعدل يجني على‬
‫الحرية الشرعية للنسان‪ ،‬ولذلك مثل ً عندما أعلنت أمريكا أن‬
‫حملتها على العراق لتحقيق الحرية‪ ،‬فانتهكت العراض‪ ،‬وخربت‬
‫البلد‪ ،‬وأهلكت الحرث والنسل‪ ،‬شهد العالم أن هذا هو الظلم‬
‫والعدوان والبغي والفساد‪ ،‬وإن أسمتها أمريكا وحلفاؤها ما‬
‫أسمتها‪ ،‬فالعبرة بالحقائق والمقاصد‪ ،‬ل بالدعاوى والكاذيب‪.‬‬
‫وهكذا هم دعاة حرية المرأة في عصرنا الحاضر‪ ،‬يريدون إخراجها‬
‫من النور إلى الظلمات‪ ،‬ومن السعادة إلى الشقاء‪ ،‬ومن العدل‬
‫إلى الظلم والبغي‪ ،‬والفرع إذا عاد على الصل بالفساد فهو‬
‫باطل‪.‬‬
‫ويجب أن نفرق ونحن نتحدث عن هذه القضية بين ما شرعه‬
‫السلم للمرأة‪ ،‬وما قرره من قواعد وأصول ومنطلقات في كل‬
‫شؤون حياتها‪ ،‬وبين بعض الممارسات الظالمة من بعض‬
‫المسلمين جهل ً أو عدوانا ً في شأن المرأة‪ ،‬كما هو واقع في كثير‬
‫من شؤون الحياة في حق الرجال أو النساء أو الموال أو‬
‫العراض‪ ،‬وهلم جّرا‪.‬‬
‫فالقسم الثاني ل يسلم منه شعب أو بلد‪ ،‬وليس خاصا ً‬
‫بالمسلمين‪ ،‬لذا هو عمل بشري ل علقة للسلم به‪ ،‬فل يحمل‬
‫خَرى" )النعام‪ :‬من الية ‪.(164‬‬ ‫وزره "َول ت َزُِر َوازَِرة ٌ وِْزَر أ ُ ْ‬
‫كما أنه ليس خاصا ً بالمرأة‪ ،‬بل واقع عليها وعلى غيرها‪.‬‬
‫ومن هنا فحصر الحديث عن انتهاك حرية المرأة‪ ،‬وإلصاق ذلك‬
‫بالسلم‪ ،‬هو خروج عن الحرية‪ ،‬ووقوع في الظلم والبغي‬
‫والعدوان‪ ،‬ودعونا نتجاوز هذه المقدمة على أهميتها إلى النظر‬
‫والتأمل في بعض دعاوى أولئك‪ ،‬ومدى مصداقيتها‪.‬‬
‫ل‪ :‬المطالبة بمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات‪،‬‬ ‫فمث ً‬
‫باسم تحقيق الحرية يجعلنا نتساءل لماذا ل يطالبون بالمساواة‬
‫بين الرجال بعضهم ببعض‪ ،‬وهم يشاهدون هذا البون الشاسع في‬
‫حقوق وواجبات الرجال منذ عرفت البشرية‪ ،‬فهذا سّيد وهذا‬
‫مسود‪ ،‬وهذا أمير وهذا مأمور‪ ،‬وآخر يأخذ أعلى المرتبات وذاك‬
‫ينال أدناها‪ ،‬وهلم جّرا‪ ،‬الجواب الطبيعي أن هذا المر لختلف‬
‫الفراد في نشأتهم وتعلمهم وعقولهم ومواهبهم‪ ،‬فنقول‪ :‬لماذا‬
‫جاز هذا في حق الرجال‪ ،‬ولم يجز في الشأن بين النساء‬
‫والرجال‪ .‬كما أنهم هم يمارسون التفرقة في بيوتهم ودولهم‪،‬‬
‫ومؤسساتهم بينهم وبين نسائهم‪ ،‬بل ل توجد أمة من المم‬
‫ساوت بين الرجال والنساء‪ ،‬حتى أعلها صراخا ً في هذا الشأن‪،‬‬
‫والحقيقة خير شاهد‪ ،‬فكم عدد النساء اللتي تولين رئاسة أمريكا‬
‫منذ نشأتها؟ وكم نائب للرئيس من النساء منذ استقللها‪ ،‬بل كم‬
‫نسبة النساء إلى الرجال في مجالس قيادتها كمجلس النواب‬
‫والكونغرس وغيرها؟‬
‫إنها الدعاوى التي يخالفها الواقع وتدمغها الحقائق‪.‬‬
‫ولو أخذنا موضوع سفر المرأة في السلم ووجوب وجود محَرم‬
‫لها‪ ،‬وادعاؤهم أن هذا يقيد حرية المرأة‪ ،‬فنقول لهم‪ :‬هل رأيتم‬
‫رئيس دولة أو كبير قوم سافر وحده‪ ،‬ولماذا هو هنا مشروع‬
‫وممتدح‪ ،‬وهناك ممنوع وتقييد للحرية‪ ،‬أليس المحَرم إذا سافر‬
‫مع من هو محرم لها يقوم بصيانتها وحراستها وحفظها وخدمتها‪،‬‬
‫وهي سيدة معززة مكرمة مصونة تأوي إلى ركن شديد‪ ،‬فأي‬
‫فرق بين المرين إن كنتم تعقلون؟!‬
‫ونختم بمثال ثالث مما يكثرون الدندنة حوله في دعوى مطالباتهم‬
‫بحرية المرأة‪ ،‬وهو موضوع القوامة‪.‬‬
‫والجواب أنه كما ل تستقيم حياة البشر إل بالنظام وتحديد‬
‫الختصاصات وفق المكانات والقدرات والمواهب‪ ،‬ولذلك فهم‬
‫يعترفون بقوامة الرئيس على المرؤوسين‪ ،‬والوزير على من‬
‫تحت يده‪ ،‬وقائد الجيش على جنوده‪ ،‬وهكذا وهو أمر مسّلم‬
‫تتوارثه البشرية منذ وجدت على ظهر الرض‪ ،‬ل ينازع في ذلك‬
‫عاقل‪ ،‬أو ينكره سوي‪ .‬فكذلك قوامة الرجل على المرأة تدخل‬
‫ضمن هذا الصل والمنطلق‪ ،‬وإل فسدت الرض‪ ،‬واختل النظام‪،‬‬
‫وحدثت الفوضى‪ .‬وإذا كانت قوامة المير والوزير والقائد ليست‬
‫مطلقة‪ ،‬فكذلك هي في قوامة الرجل على المرأة لها ضوابطها‬
‫وشروطها وأصولها‪ ،‬بل إن الشريعة جعلت من الضوابط في‬
‫موضوع القوامة ما ل نجده من ضوابط البشر في قوامة الرؤساء‬
‫والوزراء والقادة‪ ،‬فأي الفريقين أحق بالعدل إن كنتم تعلمون؟‬
‫وخلصة القول‪ :‬إن القضية التي يتحدثون عنها ل رصيد لها عند‬
‫التأمل والتدبر‪ ،‬وهي مسألة صنعت من فراغ‪ ،‬أو نقلت من حيز‬
‫العمل البشري الذي يعتريه الظلم والنقص إلى أن تلصق‬
‫بالسلم ظلما ً وحيدة ً وعدوانًا‪.‬‬
‫وواجب المة أن تكون عند حدود مسؤوليتها‪ ،‬وأن تعي ما يكاد‬
‫لها‪ ،‬وأل تخدع فيما يطلق خصومها ومنافقوا أمتها‪ ،‬وأن تتجاوز‬
‫اللحظة الحاضرة إلى النظر والتدبر والتأمل قبل الستسلم‬
‫والخضوع لكل ناعق ومنافق‪.‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬ولهمية هذا المر‪ ،‬ولبيان الحق‪ ،‬وإزالة اللبس‪ ،‬والجابة‬
‫على بعض ما يحدث في ا لنفس من شبهة أو سؤال جاء ملف‬
‫)المسلمة( تتصدره هذه الوثيقة التي صهرها هذا الجمع الغفير‬
‫من علماء المة ومفكريها وعقلئها رجال ً ونساًء؛ لتكون نبراسا ً‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫على الحقيقة‪" ،‬ي ُ ِ‬ ‫يضيء الطريق‪ ،‬ويزيل الشبهة‪ ،‬ويوقف‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ُنوَره ُ وَل َوْ ك َرِهَ‬ ‫ه إ ِّل أ ْ‬
‫ن ي ُت ِ ّ‬ ‫م وَي َأَبى الل ّ ُ‬‫واه ِهِ ْ‬‫فُئوا ُنوَر الل ّهِ ب ِأفْ َ‬ ‫ن ي ُط ْ ِ‬‫أ ْ‬
‫ن" )التوبة‪ ،(32:‬وجاء توقيت هذا الملف لما تمر به المة‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عموما ً وبلدنا خصوصا ً من هجمة شرسة من أعداء المة والملة‬
‫ن قَب ْ ُ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬‫ضّلوا ِ‬
‫ويتحمل وزرها العلمانيون والمخدوعون الذين " َ‬
‫َ‬
‫ل" )المائدة‪ :‬من الية ‪.(77‬‬ ‫سِبي ِ‬
‫واِء ال ّ‬ ‫س َ‬
‫ن َ‬ ‫ضّلوا ع َ ْ‬ ‫ضّلوا ك َِثيرا ً وَ َ‬ ‫وَأ َ‬
‫والشكر موصول لكل من ساهم في هذا الملف ابتداًء وانتهاًء‪،‬‬
‫والله ل يضيع أجر المحسنين‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬ناصر بين سليمان العمر‬
‫====================‬
‫شبهة تتعلق بحديث )الشؤم في ثلث وذكر المرأة(‬
‫الحمد للـه العزيز الحكيم‪ ،‬والصلة والسلم على النبي الذي‬
‫وصفه ربه في القرآن‬
‫فقال عنه ]بالمؤمنين رؤوف رحيم[‪..‬‬
‫وبعد‪،‬‬
‫ن أعداء السلم ما فتئوا يثيرون الشبهات المغرضة حول‬ ‫فإ ّ‬
‫السلم ونبي السلم وأحكام السلم‪ ،‬ولهم في ذلك أساليب‬
‫ل عجيبة‪ ،‬فـإنهم تارة يبترون النصوص الشرعية ] فمثل‬ ‫حـَيـ ٌ‬‫و ِ‬
‫ن النساء ناقصات‬ ‫يبترون الحديث الشريف الذي ورد في ثناياه أ ّ‬
‫عقل ودين‪ -‬على تفصيل ذكره النبي الكريم‪ ،-‬ويتغافلون عن سرد‬
‫النص الكامل للحديث [‪ ،‬وتارة يلوون المعاني ويلبسون على‬
‫العوام دينهم ] فمثل يزعمون أن القرآن فيه آية )وترى الملئكة‬
‫))حافيين(( حول العرش( والصواب أن نص الية هو } وترى‬
‫الملئكة حاّفين حول العرش{ فشتان ما بين )حاّفين بالعرش(‬
‫أي محيطين به وما بين )حافيين( أي غير منتعلين![‪..‬‬
‫ن‬
‫وما درى هؤلء المغرضون الحاقدون –نسأل الـله لهم الهداية‪ -‬أ ّ‬
‫ديننا دين سماوي كامل‪ ،‬وأن القرآن }ل يأتيه الباطل من بين‬
‫ن محمدا صلى الـله عليه وسلم قد حاز‬ ‫يديه ول من خلفه{‪ ،‬وأ ّ‬
‫إعجاب الكافر قبل المسلم‪..‬‬
‫من يقبل على دراسة‬ ‫من المستشرقين َ‬ ‫ن ِ‬‫ن المرء ليرى أ ّ‬‫بل إ ّ‬
‫السلم وتعاليمه وشمائل نبيه ليثير الشبهات وينشر الباطيل‪،‬‬
‫من هؤلء من يعود إليه رشده وصوابه فيتخذ جانب‬ ‫جـد ِ‬ ‫فـن ِ‬
‫النصاف والحياد‪ ،‬هذا إن لم يشهر إسلمه –وقد حصل‪ ،-‬وما ذاك‬
‫إل لما رأوا من عظمة هذا الدين العظيم –نسأل الـله أن يحيينا‬
‫مسلمين وأن يميتنا مسلمين‪..-‬‬
‫وسأتناول في هذا المقام شبهة تثار عن المرأة في السلم ]وهم‬
‫إنما يركزون على المرأة لن معظم من يدخلون في السلم في‬
‫ديار النصارى هم من النساء لما يرون في السلم من عدل‬
‫وإنصاف لهن[ وهذه الشبهة تنطلي على الكثير من عوام‬
‫المسلمين مع السف‪ ،‬وتتعلق هذه الشبهة بالحديث الشريف‬
‫الذي أورده المام البخاري في صحيحه عن عبد الـله بن عمر‬
‫رضي الـله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‬
‫)إنما الشؤم في ثلثة في الفرس والمرأة والدار( ]صحيح‬
‫البخاري‪-‬كتاب الجهاد والسير‪ -‬باب ما يذكر من شؤم الفرسٍ[‪..‬‬
‫وروى هذا الحديث أيضا المام مسلم في صحيحه عن عبد الله‬
‫ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال )الشؤم في‬ ‫بن عمر أ ّ‬
‫الدار والمرأة والفرس( ]صحيح مسلم‪-‬كتاب السلم‪-‬باب الطيرة‬
‫والفأل وما يكون فيه من الشؤم[‪ ،‬كما رواه المام الترمذي في‬
‫سننه عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر عن أبيهما أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال )الشؤم في ثلثة في‬
‫المرأة والمسكن والدابة( ]سنن الترمذي‪-‬كتاب الدب عن رسول‬
‫الله‪ -‬باب ما جاء في الشؤم[‪..‬‬
‫وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪ " :‬إن كان‬
‫الشؤم في شيء ففي المرأة والدابة والسكن " رواه الشيخان‬
‫عن ابن عمر رضي الله عنهما‪..‬‬
‫وأخرج أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث سعد مرفوعا‪:‬‬
‫" من سعادة ابن آدم ثلثة المرأة الصالحة والمسكن الصالح‬
‫والمركب الصالح ‪ ,‬ومن شقاوة ابن آدم ثلثة المرأة السوء‬
‫والمسكن السوء والمركب السوء"‪..‬‬
‫وفي رواية للحاكم ‪ " :‬ثلثة من الشقاء المرأة تراها فتسوؤك‬
‫وتحمل لسانها عليك ‪.‬‬
‫والدابة تكون قطوفا‪ ،‬فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحق‬
‫أصحابك ‪ ,‬والدار تكون ضيقة قليلة المرافق"‪..‬‬
‫فهذه بعض طرق الحديث كما وردت عن رسول الهدى سيدنا‬
‫محمد صلى الـله عليه وسلم‪ ،‬والمشككون المغرضون يقولون‬
‫في دعاواهم أن النبي يجعل المرأة مصدرا للشؤم وسببا له‬
‫وقرينة له متجاهلين الطرق المتعددة التي ورد بها الحديث‪،‬‬
‫ومجمل الطرق تزيل اللبس عن القارئ المنصف اللبيب‪..‬‬
‫ن الحديث وردت فيه كلمة )الشؤم( وهي مصدر في اللغة‬ ‫فإ ّ‬
‫العربية‪ ،‬ونفهم من الحديث أّنه إن كان يمكننا التشاؤم من شيء‬
‫فمن المرأة أو الدابة أو الدار‪ ،‬ول مجال لفهم الحديث على أّنه‬
‫ن‬‫اعتبار لحصول التشاؤم مطلقا من المرأة والدابة والدار‪ ،‬فإ ّ‬
‫الرسول الكريم صلى الـله عليه وسلم تزوج النساء وروي أنه‬
‫قال‪) :‬حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني‬
‫ح عن النبي أنه اتخذ دارا للسكنى وركب في‬ ‫في الصلة(‪ ،‬وص ّ‬
‫ن الدعاء بأن المراد من الحديث توكيد‬ ‫سفره الدواب‪ ،‬وعليه فإ ّ‬
‫حصول التشاؤم مطلقا من المرأة والدار والدابة ادعاء مردود‬
‫لغة وشرعا وعقل تبطله طرق الحديث المتعددة‪ ،‬كرواية أحمد‬
‫وابن حبان والحاكم عن سعد عن النبي صلى الـله عليه وسلم "‬
‫من سعادة ابن آدم ثلثة المرأة الصالحة والمسكن الصالح‬
‫والمركب الصالح ‪ ،‬ومن شقاوة ابن آدم ثلثة المرأة السوء‬
‫والمسكن السوء والمركب السوء"‪..‬‬
‫وعلماء السلم –رحمهم الـله‪ -‬لم يفهموا الحديث الشريف‬
‫)الشؤم في ثلث‪( ....‬‬
‫إل على أّنه تخصيص لحصول التشاؤم من المرأة التي تحصل‬
‫منها العداوة والفتنة‪ ،‬وإل فالمرأة مكرمة مصونة في السلم أما‬
‫وبنتا وأختا وزوجة؛ ورد في الحديث عن الرسول صلى الـله عليه‬
‫وسلم أنه قال‪" :‬حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت‬
‫قرة عيني في الصلة" ]رواه أحمد[ فالمرأة كالصلة إيمان‬
‫وطهر وهي كالطيب إنعاش وسكون نفس!‪ ،‬بل إن السلم يبشر‬
‫من يعول جاريتين حتى تبلغا بالجر العظيم والثواب الجزيل‪ ،‬لذا‬
‫أدعو القارئ الكريم إلى التمعن فيما أورده المام ابن حجر‬
‫العسقلني في كتابه )فتح الباري بشرح صحيح البخاري( في‬
‫معرض شرحه لحديث"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من‬
‫النساء"‪ ،‬حيث كتب المام العسقلني ما نصه‪)) :‬قال الشيخ تقي‬
‫الدين السبكي ‪ :‬في إيراد البخاري هذا الحديث عقب حديثي ابن‬
‫عمر وسهل بعد ذكر الية في الترجمة إشارة إلى تخصيص‬
‫الشؤم بمن تحصل منها العداوة والفتنة ‪ ،‬ل كما يفهمه بعض‬
‫الناس من التشاؤم بكعبها أو أن لها تأثيرا في ذلك ‪ ،‬وهو شيء ل‬
‫يقول به أحد من العلماء ‪ ،‬ومن قال إنها سبب في ذلك فهو‬
‫جاهل ‪ ،‬وقد أطلق الشارع على من ينسب المطر إلى النوء‬
‫الكفر فكيف بمن ينسب ما يقع من الشر إلى المرأة مما ليس‬
‫لها فيه مدخل‪،‬وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر فتنفر النفس من‬
‫ذلك ‪ ،‬فمن وقع له ذلك فل يضره أن يتركها من غير أن يعتقد‬
‫نسبة الفعل إليها((ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫فتى الفسطاط‬
‫==================‬
‫هل تستطيع المرأة أن تعيش بل رجل ؟؟‬
‫هل تستطيع المرأة أن تعيش بل رجل أم أنها يوما ما ستحتاجه ؟‬
‫ن تأمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إن من أشراط‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫الساعـة أن ُيرفع العلم ‪ ،‬ويظهر الجهل ‪ ،‬ويفشو الزنا ‪ ،‬وُيشرب‬
‫الخمـر ‪ ،‬ويذهب الرجال ‪ ،‬وتبقى النسـاء حتى يكون لخمسين‬
‫امـرأة قّيم واحـد ‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬
‫وفي الحديث الخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬وُيرى‬
‫ن به من قِل ّةِ الرجال وكثرة‬
‫الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة ي َل ُذ ْ َ‬
‫النساء ‪ .‬رواه البخاري ومسلم أيضا ‪ .‬فهل من تلوذ به تستغني‬
‫عنه ؟؟!!‬
‫فل غنى للمرأة عن الرجل ‪ ،‬كما ل غنى للرجل عن المرأة ‪ ،‬فكل‬
‫واحد منهما يكمل الخر ‪.‬‬
‫وصدق الله ‪ ) :‬ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين (‬
‫وليس هذا في حق بني آدم فحسب ‪ ،‬بل في جميع المخلوقات ‪،‬‬
‫ففي الجن كذلك ذكران وإناث ‪ ،‬وفي الطير والحشرات ‪ ،‬وفي‬
‫الوحش ‪ ،‬وفي المخلوقات البحرية ‪ ،‬بل حتى في الشجار ‪،‬‬
‫فوجود زوجين اثنين للتكامل ل للتناحر !!‬
‫فالمرأة أما ‪ ،‬وأختا ‪ ،‬وزوجة ‪ ،‬وبنتا ‪ ،‬وجارة ‪ ،‬و‪...‬‬
‫والرجل أبا ‪ ،‬وأخا ‪ ،‬وزوجا ‪ ،‬وابنا ‪ ،‬وجارا ‪ ،‬و‪....‬‬
‫وصدق الحق سبحانه ) هن لباس لكم ( ‪ ) ،‬وأنتم لباس لهن ( ‪.‬‬
‫فهل يستغني النسان عن لباسه ؟؟‬
‫حتى المجنون ل يستغني عن اللباس !! وكذا الصغير ‪.‬‬
‫قال البغوي في معالم التنزيل في قوله تعالى ‪ ) :‬هن لباس‬
‫لكم ( أي سكن لكم ‪.‬‬
‫) وأنتم لباس لهن ( أي سكن لهن ‪ ،‬دليله قوله تعالى ‪ ) :‬وجعل‬
‫منها زوجها ليسكن إليها ( ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل يسكن شيء إلى شيء‬
‫كسكون أحد الزوجين إلى الخر ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫وقد قال الله تبارك وتعالى ‪ ) :‬ومن آياته أن خلق لكم من‬
‫أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في‬
‫ذلك ليات لقوم يتفكرون ( ‪.‬‬
‫أما ما يستدل به المخالف ‪ ،‬من أن بعض العلماء ترك الزواج‬
‫وكذلك المرأة التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم وقد سألته‬
‫عن حق الزوج فقالت له ‪ :‬ل أتزوج أبدا ‪.‬‬
‫فهو يذكرني بما قيل لمام أهل السنة المام أحمد – رحمه الله –‬
‫غب فيه ‪ ،‬فقال السائل ‪:‬‬ ‫ث عليه ور ّ‬ ‫حيث سئل عن الزواج ‪ ،‬فح ّ‬
‫فإن إبراهيم بن أدهم لم يتزوج ؟‬
‫ت في بنّيـات الطريق ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬أّوه ! وقع َ‬
‫قال بقّية ‪ :‬جلست إلى إبراهيم بن أدهم فقلت ‪ :‬أل تتزوج ؟‬
‫قال ‪ :‬ما تقول في رجل غر امرأة مسلمة وخدعها ؟ قلت ‪ :‬ما‬
‫ينبغي هذا ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعلت أثني عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ألك عيال ؟ قلت ‪:‬‬
‫بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬روعة تروعك عيالك أفضل مما أنا فيه ‪.‬‬
‫وقال مرة ‪ :‬روعة من روعة عيالك أفضل مما أنا فيه ‪.‬‬
‫لقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزّوج النبياء من‬
‫قبله ‪.‬‬
‫قال الله عز وجل ‪ ) :‬ولقد أرسلنا رسل من قبلك وجعلنا لهم‬
‫أزواجا وذرية ( ‪.‬‬
‫فهذه سنة النبياء ولكل قاعدة شواذ – كما قيل – فليس الصل‬
‫عدم الزواج ‪ ،‬بل الصل هو الزواج وطلب سكن النفس وزينة‬
‫الحياة الدنيا ) البنين ( ‪.‬‬
‫فالمرأة التي قالت ‪ :‬ل أتزوج أبدا ‪ .‬لم تكن هي النمط السائد‬
‫في أي مجتمع ‪ ،‬بل هي حالة فردية وواقعة عين ليس لها عموم ‪،‬‬
‫ومثل ذلك ما وقع لبعض العلماء العزاب ‪.‬‬
‫غير أن الحكم للعم الغلب ‪ ،‬والغلب – كما ذكرت – هو‬
‫الزواج ‪.‬‬
‫وأنا ذكرت أن المرأة تكون أما وزوجة وأختا وبنتا ‪.‬‬
‫وكذلك الرجل بالنسبة للمرأة ‪ ،‬فلم أقصر الحديث على الزوجين‬
‫فحسب ‪.‬‬
‫مـا ً‬
‫وإن استغنى الرجل عن المرأة كزوجة فلن يستغني عنها أ ّ‬
‫وأختا وبنتا ‪.‬‬
‫وإن استغنت المرأة عن الرجل كزوج فلن تستغني عنه أبـا ً وأخـا ً‬
‫وابنا ‪.‬‬
‫وإن استغنت عنه زوجا فهي تشعر بالنقص ‪ ،‬كما هو الحال‬
‫بالنسبة للرجل ‪.‬‬
‫فل غنى للرجل عن المرأة ‪ ،‬كما ل غنى للمرأة عن الرجل ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬متى تنال المرأة من الحقوق أكثر من الرجل ؟‬
‫سبب هذا السؤال ‪:‬‬
‫رقــوا بدين الله ‪ ،‬ومن أعداء‬ ‫أن هناك من أعداء السلم ممن َ‬
‫ش ِ‬
‫جحون بأن السلم هضم المرأة حقها ‪ ،‬وبأن المرأة‬ ‫المرأة من يتب ّ‬
‫في السلم ليس لها حقوق ‪...‬‬
‫إلى غير ذلك من الدعاوى والكلمات المتهافتة ) كُبرت كلمة‬
‫تخرج من أفواههم إن يقولون إل كذبا (‬
‫وأنتظر الجابات ثم آتي بما عندي ‪.‬‬
‫أما جواب السؤال المتقدم ‪:‬‬
‫فإن المرأة قد تنال من الحقوق أكثر من الرجل في حالة كونها‬
‫مـا ً ‪.‬‬
‫زوجة وأ ّ‬
‫مـا ً ولها على أولدها حقوق ‪ ،‬وهي المقدمة‬ ‫فمن ناحية تكون أ ّ‬
‫على الب في هذا المقام ‪ ،‬لنها كما وصفها الله – وهو أصدق‬
‫القائلين – ‪ ) :‬حملته كرها ووضعته كرها ( ولذا أوصى الله‬
‫النسان بوالديه إحسانا ثم خص الم بالوصية لهذا المعنى ‪ ،‬وهو‬
‫أنها حملته كرها ووضعته كرها وأرضعته وأزالت عنه الذى‬
‫بيدها ‪ ...‬إلى غير ذلك مما هو معلوم ‪.‬‬
‫وقد كانوا يعرفون حق المهات لما لهن من فضل عظيم على‬
‫الولد ‪.‬‬
‫فبينما رجل يطوف بأمه قد حملها على عنقه رفع رأسه إليها ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا أمه تريني جزيتك ؟ وابن عمر قريب منه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أي‬
‫لكع ! ل والله ول طلقة واحدة ‪ .‬أي من آلم الطلق والولدة ‪.‬‬
‫سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬من أحق الناس‬ ‫وقد ُ‬
‫بحسن صحابتي ؟ قال ‪ :‬أمك قال ‪ :‬ثم من ؟ قال ‪ :‬ثم أمك قال ‪:‬‬
‫ثم من ؟ قال ‪ :‬ثم أمك قال ‪ :‬ثم من ؟ قال ‪ :‬ثم أبوك ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫ثم إن المرأة التي كانت أما ‪ ،‬تكون غالبا زوجة من جهة أخرى‬
‫فلها على زوجها حقوق ‪ ،‬فمن ذلك ‪:‬‬
‫سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حق زوجة أحدنا‬ ‫لما ُ‬
‫عليه ؟ قال ‪ :‬أن تطعمها إذ طعمت ‪ ،‬وتكسوها إذا اكتسيت أو‬
‫اكتسبت ول تضرب الوجه ‪ ،‬ول تقّبح ‪ ،‬ول تـهجر إل في البيت ‪.‬‬
‫قال أبو داود ‪ :‬ول تقبح أن تقول ‪ :‬قبحك الله ‪ .‬رواه أحمد وأبو‬
‫داود ‪ ،‬وهو حديث صحيح ‪.‬‬

‫وأعلن صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم عرفة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ولهن عليكم رزقهن وكسوتـهن بالمعروف ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫فللمرأة على زوجها حق ‪:‬‬
‫‪ – 1‬النفقـة ‪ ،‬ولو كانت ذات مال ‪.‬‬
‫‪ – 2‬السكنى ‪ ،‬فيوفر لها المسكن المناسب لمثلها حسب‬
‫استطاعته ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الكسوة ‪ ،‬فيكسوها إذا اكتسى ‪ ،‬مما يناسب مثلها في حدود‬
‫استطاعته ‪.‬‬
‫‪ – 4‬العشرة بالمعروف ‪ ،‬ومن ذلك ‪:‬‬
‫‪ – 5‬عدم ضرب الوجه ‪.‬‬
‫‪ – 6‬عدم التلفظ بألفاظ سيئة على زوجته ‪.‬‬
‫‪–7‬‬
‫عبد الرحمن بن عبد الله السحيم‬
‫==================‬
‫باب المرأة في السلم‬
‫مطابقة التكليف الشرعي السلمي الفطرة البشرية تماما ‪:‬‬
‫فتطابق هذا التكليف مع خلقة هذا النسان في كل مكان وزمان ‪،‬‬
‫لهو أمر عجيب جدا لول أن القرآن الذي هو أساس هذا الدين‬
‫معجزة من الله تعالى ‪ .‬فالعادة جرت أن القوانين والحكام‬
‫الوضعية توضع من قبل هئيات كثيرة ومجالس تشريعية ‪ ..‬ولبلد‬
‫واحد تقريبا ‪ ،‬أو دول قليلة ولكن متشابهه من حيث الثقافة‬
‫والدخل ‪...‬الخ‪ .‬وهذا القانون ل يحقق الحق والعدالة أبدا ‪ .‬ذلك‬
‫أنهم ما يلبثوا أن يكفروا به بعد مدة وجيزة ‪ .‬ويقولوا أنه عقيما‬
‫ول يحقق مصالح أولئك الناس ‪ ،‬أو ) عفى عليه الزمن (‪ ...‬ثم هو‬
‫ل يتعرض لدقائق المور ول لحياة هؤلء بعد وفاتهم أبدا ‪ ....‬وهو‬
‫طبعا ل يختص إل بفئات محددة من البشر ومواقع جغرافية‬
‫محددة ‪...‬‬
‫ثم هو ل يطابق ما يخفى على الناس من مصالح أجسادهم ‪....‬‬
‫وما يناسب خلقتهم‬
‫أما في السلم ‪ ،‬فالقانون هو حكم الله تعالى ‪ ،‬خالق هذا‬
‫النسان في كل زمان ومكان ‪ .‬فالله تعالى علمنا بالوحي النازل‬
‫على النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أدق المور المتعلقة بحياتنا‬
‫كبشر ‪ ،‬كيف نأكل وكيف نشرب وكيف ‪ ...‬وكيف ‪ ...‬من أدق‬
‫المور إلى المور المصيرية بنا كأفراد وكأمة معا ‪ ،‬وكثير من هذه‬
‫المور ل نعرف لها تعليل مع أننا نعترف أن فيها الخير والصلح لنا‬
‫‪ ..‬وكما دلت على ذلك كثير من المكتشفات العصرية في هذا‬
‫الزمان ‪ ،‬والحمد لله ‪ ،‬ومع ذلك ل يعلم نهاية الخير من فعل هذه‬
‫المور إل الله تعالى ‪ .‬وذلك أن هذا الشرع هو من خالق هذا‬
‫الجسم العلم به ‪ ،‬تبارك وتعالى وله الحمد والمنة ‪.‬‬
‫وهذا من أعظم أوجه العجاز في القرآن الكريم حيث المطابقة‬
‫التامة بين التكليف والفطرة البشرية ‪ ،‬وهذه المطابقة ل تبلى‬
‫عبر الزمان ول تتلشى بإختلف المكان أبدا ‪.....‬‬
‫أما القوانين الوضعية فتختلف من مكان لمكان ولو كانا‬
‫قريبين ؟؟ ومن زمان لزمان ولو كان متقاربين ‪...‬‬
‫فكيف لو عملنا مثل بقوانين العصور الوسطى ؟؟ هذا ناهيك عن‬
‫أن كثيرا من قوانين القرن الحادي والعشرين في أكثر البلدان‬
‫تقدما ل تقل سوءا وجهل وظلما عن قوانين العصور الوسطى !!‬
‫فمثل ‪ ..‬كيف بتلك القوانين التي تحترم الحيوان وتحافظ عليه‬
‫وتدافع عنه وهم في نفس الوقت يحتقرون النسان الذي أكرمه‬
‫الله تعالى ؟؟‪ .‬فكيف بقوانين التسامح مع المجرمين مثل ؟؟‬
‫أليس هذا التسامح مع المجرم إل على حساب البرياء ؟؟ أنترك‬
‫المجتمع ساحة تجربة لنعرف هل ‪ 000000‬المجرم غير سلوكه‬
‫الجرامي أم ل ؟؟ ‪..‬‬
‫ولنأخذ مثل موضوع النساء ببعض التفصيل وحيث ‪ ،‬الحق أنها‬
‫أصبحت ضحية للشهوات العابرة والهواء الزائغة ‪ ..‬في هذا‬
‫الطار خاصة ‪ ،‬حيث يحاول الكثير من الغاوين من الجنسين إقناع‬
‫المرأة على النسلخ من مطابقة الشرع لفطرتها ‪ ،‬والتنكر لما‬
‫أمر به الذي خلقها أصل وله الحمد والمنة ‪.‬‬
‫فـــصل ‪ :‬المرأة في السلم‬
‫المقدمة‬
‫لقد كثر الكلم في هذا العصر عن المرأة وماهو وضعها في‬
‫السلم ‪ .‬وأصبح الكثير يتكلم في المر من عند نفسه ‪ ،‬مستهينا‬
‫بأمر الله تعالى ‪ ،‬دون أن يكلف نفسه عناء الرجوع الى الحق‬
‫وهو الكتاب والسنة‪ .‬وما ذلك إل لستهانته بالحق ‪ .‬وأنه أراد أن‬
‫يأكل به ثمنا بخسا‪ .‬والمحزن أن من هؤلء من ينسب نفسه أو‬
‫ينسبه الناس زورا وبهتانا الى السلم وعلومه الشرعيه‪ ،‬مع أنه‬
‫يتكلم من عند نفسه ول يمت الى العلوم الشرعيه بصلة‪ ،‬إل انه‬
‫أحب أن يأكل بدينه ثمنا قليل‪ ،‬فهو بدل من أن يبحث عن رضى‬
‫الله تعالى في فتاويه ‪ ،‬أصبح يبحث عن هوى نفسه ‪ ،‬وشهوته أو‬
‫مقتضيات وظيفته ‪ ،‬نسأل الله العافيه ‪ ..،‬فهو ل يرجع ل الى‬
‫كتاب الله ول الى سنة نبيه صلى ألله عليه وسلم ‪ .‬وهم ل يفتون‬
‫إل بما تقتضيه مناصبهم ‪ ..‬أو ما تشتهيه أعين أعين الناس وحتى‬
‫يكبر في عيونهم ‪ ..‬نسأل الله العافية ‪ .‬وقد قال النبي صلى ألله‬
‫عليه وسلم ‪ :‬أول ما تسعر النار في ثلثة أحدهم " عالم " ولكنه‬
‫تعلم ليقال عالم وقد قيل ‪ .....‬والعياذ بالله ‪.‬‬
‫المهم اني اردت أن أحذر أن هؤلء ل ينقلون صورة ‪ ،‬ول أية‬
‫صورة عن الحكام الشرعية السلمية ‪ ،‬ومن هذه المور "مكانة‬
‫المرأة في السلم " فعلى العموم فإن صفات ومؤهلت العالم‬
‫الذي ينبغي أن يرجع اليه مشروحة ومفصلة في كتاب الله وسنة‬
‫نبيه صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ومن هذه الصفات تقوى الله فقد قال‬
‫تعالى " واتقوا الله ويعلمكم ا لله " ‪ 282‬البقره‪ .‬وقال تعالى ‪" :‬‬
‫أنما يخشى الله من عباده العلماء " ‪ 28‬فاطر ‪ .‬وعن الذين‬
‫يأمرون الناس بالمعروف وهم يمارسون المنكر قال تعالى‬
‫) أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفل‬
‫تعقلون ( ‪ 44‬البقرة ‪.‬‬
‫والكثير من هؤلء يحملون شهادات من جهات ل تقيم للشريعة‬
‫وزنا أصل ‪ .‬ومن كان كذلك فهو عدو للشريعة ‪ .‬فسبحان الله ‪،‬‬
‫كيف أذن يعطي عدو الشريعة شهادات في الشريعة ؟؟ ‪.‬‬
‫أما مثل هؤلء الذين يطلق عليهم زورا وبهتانا )علماء( ‪ ،‬فهم‬
‫يتكلمون أصل من منطلق مناصبهم وما تقتضيه مصالحهم‬
‫الشخصية ‪ ،‬وما تمليه شهواتهم من حب الحياة الدنيا وإثيارها‬
‫على الحق ‪ .‬فهم بذلك آثروا الحياة الدنيا على الخرة ‪ ،‬نسأل‬
‫الله العافية ‪.‬‬
‫وهم بذلك يدخلون في تحريف الكلم عن مواضعه ‪ ،‬ذلك أن‬
‫القرآن محفوظ من الله ول يمكن بحال تحريفه بذاته ‪ ،‬كما‬
‫حرفت الكتب السابقة ‪ ،‬التي لم يشأ الله تعالى حفظها ‪ ..‬فيعمد‬
‫أهل الضلل والزيغ إلى تحريف معانيه ‪ ...‬وتفسيره على وجوه‬
‫تناسب الهوى والزيغ الذي في قلوبهم ‪ ..‬قال تعالى ‪:‬‬
‫)هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب‬
‫وأخر متشابهات ‪ ،‬فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه‬
‫منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إل الله ‪،‬‬
‫والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر‬
‫إل أولوا اللباب ( ‪ 7‬آل عمران ‪.‬‬
‫فلهذا ارتأيت بكرم من الله وله الحمد والمنة ‪ ،‬ان أكتب هذا‬
‫الموضوع عن وضع النساء في السلم ‪ ،‬وهو موضوع كسائر‬
‫الحكام الشرعية السلمية ‪ ،‬يمثل جانبا من اعجاز القرآن من‬
‫حيث كمال موافقة التكليف الشرعي للفطرة البشرية ‪ ،‬وأنه في‬
‫كل شيء‪ ،‬وفيما يتعلق بالمرأة هو الحق المبين ‪ ،‬قال تعالى )ل‬
‫يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد (‬
‫‪ 42‬فصلت ‪ .‬ذلك ان الشارع تبارك وتعالى هو الفاطر الخالق‬
‫العليم الحكيم بخلقه سبحانه وتعالى‪ .‬وحيث انه من أصول‬
‫اليمان ان الله تعالى لم يكلف العباد ال بما يستطيعون ‪ ،‬وهذا‬
‫ثابت في الكتاب والسنة ‪ .‬قال تعالى )يريد الله بكم اليسر ول‬
‫يريد بكم العسر ( البقره ‪ ،‬وقال تبارك وتعالى )ل يكلف الله‬
‫نفسا ال ما أتاها ( ‪ .‬فهو‪ ،‬تبارك وتعالى ‪ ،‬ما كلف المرأة بشيء‬
‫إل ضمن إستطاعتها ‪ .‬وقال النبي صلى الله عليه وسلم )أذا‬
‫أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم (‪ .‬وكذلك ‪ ،‬ما كلف العباد ال‬
‫بما فيه الخير والصلح ومن ذلك ما يخص النساء فهم ان فعلوا‬
‫ذلك اعزهم الله‪ ،‬وأن أبوا وأعرضوا أذلهم الله وعذبهم في الدنيا‬
‫والخره قال تعالى )ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا‬
‫ونحشره يوم القيامة أعمى ( ‪ 124‬طــه‪ .‬فالله أمرنا بأمور منها‬
‫الصلة والصوم وغض البصر والتستر والطهارة ولبس الملبس‬
‫الشرعيه … وتجنب الربا سواء أكان عيانا أو مقنع كما هو منتشر‬
‫هذه اليام والبعد عن البدع في الدين ‪..‬وعلى العموم ترك‬
‫الفواحش ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬كل هذه المور متيسرة لمن‬
‫اراد رضى الله تبارك وتعالى ‪ .‬فإن فعل الناس ما يقدرون عليه‬
‫نصرهم الله ومكنهم من الذي ل يقدرون عليه منفردين مثل عزة‬
‫المة وتحسين المعيشة ‪ ..‬وهذا اصل ثابت في الشريعه ‪.‬‬
‫وضع النساء في الجاهلية وفي المجتمعات الغير مسلمه‬
‫فقد بين الحق تبارك وتعالى وضع النساء في الجاهلية في بلد‬
‫العرب ‪.‬وهذا يقاس عليه وضع النساء في كل مكان وزمان ‪،‬غير‬
‫المنهج الحق الموحى من الله تعالى ‪ :‬السلم ‪.‬‬
‫فقبل السلم ‪ ،‬فذلك اختصارا‪ ،‬كان وضعها ‪ ،‬يترواح من أعتبارها‬
‫مجرد متاع يورث مع باقي الشياء إلى وأدها وهي حية ‪.‬‬
‫فالمشركون من العرب كانوا يحتقرون النساء لحد انهم كانوا‬
‫يعمدون الى وأد بعض بناتهم خوفا من العار‪ .‬قال تبارك وتعالى‬
‫)وأذا النفوس زوجت *وأذا ألمؤودة سئلت *بأي ذنب قتلت (‬
‫أليات ‪9،8،7‬التكوير ‪.‬‬
‫وكانوا يعتبرون البنات عيبا ومنقصة ‪ ،‬قال الحق تعالى ) وإذا بشر‬
‫أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم‬
‫من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب أل‬
‫ساء ما يحكمون ( ‪ 59،58‬النحل ‪ .‬هذا في بلد العرب اختصارا‬
‫…‬
‫أما عند المم الخرى فالمر يتراوح بين طقوس تحتم عليها أن‬
‫تحرق اذا مات زوجها‪ ،‬كما عند الهندوس ‪ ،‬الى اعتبارها مكان‬
‫الرجل كما في بلد الشرق القصى حيث كانت النساْء تتولى‬
‫الحروب هناك ‪ .‬وهذا كله مرافق إلى إستخدامها للمتعة‬
‫الشيطانية العابرة كالمتاع ‪ … .‬وإلى بلد أخرى… ل تعتبر ذات‬
‫روح …‪ .‬إلى هذا الزمان في ظل الحضارة الغربية المادية حيث‬
‫تعتبر رسميا مساوية للرجل ‪ ،‬وهذا ظلم لها لن بنيتها تشهد بغير‬
‫ذلك ‪ .‬وعمليا احتقارها جدا الى درجة استخدامها في الدعايات‬
‫وقضاء الشهوات العابرة ومساواتها مع الرجل جسما وهو مخالف‬
‫لتكوينها الجسمي ‪ .‬فالدعاء انها قادرة على تحمل المشاق‪ .‬وكان‬
‫هذا على حساب مهمتها الصلية الموافقة لفطرتها من تربية‬
‫الطفال والمحافظة على البيت ‪ ..‬فالنتيجة هدم البيت وضاعت‬
‫المرأة والرجل ‪ ،‬وهدمت السرة نسأل الله العافية الله ‪ ..‬وأصبح‬
‫النسان الذي عبد المادة الناتجة من اللة الصناعية كاللة تماما‬
‫… ل مشاعر إنسانية ول صفات بشرية …‪.‬‬
‫الله تبارك وتعالى أكرم النسان )رجال ونساء( وفضله على كثير‬
‫من خلقه‬
‫فالمرأة من حيث الصل تشترك مع الرجل ‪ ،‬والحمد لله رب‬
‫العالمين في أن الله تعالى أكرمها ‪ ،‬فهي ابنة آدم عليه الصلة‬
‫والسلم ‪ ،‬بل كانت اول امرأة خلقها الحق تبارك وتعالى جزأ من‬
‫آدم عليه السلم قال تعالى )هو الذي خلقكم من نفس واحدة‬
‫وجعل منها زوجها ليسكن أليها …(‪ 189‬العراف ‪ ,‬وهو الذي‬
‫أكرمه الله تبارك وتعالى إكراما عظيما‪ ،‬فقد خلقه بيده وعلمه‬
‫السماء كلها وأسجد له الملئكه‪ ،‬وأعطاه القدرة على ألتمييز‬
‫والعقل وأستخلفه في الرض وأمره وكلفه بأعظم وأشرف‬
‫المور وهو الحق المتمثل بعبادة الله جل وعل عبادة تكليفية‬
‫أختيارية اضافة للعبادة الكونية‪ .‬فل يعبد مخلوقا مثله ‪ .‬وانما يعبد‬
‫الخالق المستحق حقا للعبادة‪ .‬وكذلك جعل تبارك وتعالى الرسل‬
‫من بني آدم ‪ .‬فهم للنس والجن والحمد لله فقال تبارك وتعالى‬
‫" يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق‬
‫منها زوجها وبث منهما رجال كثيرا ونساء" ‪-1‬سورة النساء ‪.‬‬
‫وقال تبارك وتعالى ) واذ قال ربك للملئكة أني جاعل فى الرض‬
‫خليفه ‪ 30 (…..‬البقره‪.‬‬
‫وقال تبارك وتعالى )أذ قال ربك للملئكة أني خالق بشرا من‬
‫طين*فأذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (‪-71‬‬
‫‪72‬ص ‪.‬‬
‫وقال تبارك وتعالى )ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر‬
‫والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا‬
‫تفضيل(‪ 70‬السراء‪.‬‬
‫واسكن آدم وزوجه الجنة قال تبارك وتعالى )وقلنا يا آدم أسكن‬
‫أنت وزوجك ألجنة وكل منهارغدا حيث شئتما ول تقربا هذه‬
‫ألشجرة فتكونا من ألظالمين( ‪35‬البقرة ‪ .‬فهذه من الدلة على‬
‫أكرام بني آدم رجال ونساءا ‪.‬‬
‫ومشيئة الله تعالى في إكرام النسان ‪ ،‬أمر قدري من ألله تبارك‬
‫وتعالى‪ ،‬وهذا أمر يجري على جميع ألناس عند ولدتهم …‪.‬أي‬
‫على الفطرة الصلية ‪ ،‬والفطرة مطابقة للدين ‪.‬‬
‫الحق‪ :‬السلم … قال تعالى )فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة‬
‫الله التي فطر الناس عليها ل تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم‬
‫ولكن أكثر ألناس ل يعلمون ( ‪- 30‬الروم ‪ ،‬وقال النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم "يولد ألمولود على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه‬
‫او يمجسانه" متفق عليه واللفظ لمسلم )لفظ البخاري بدون‬
‫"يمجسانه"‪ .‬فالنسان دون أستثناء مكرم بخلقته سواء أكان رجل‬
‫أو أمرأه‪ ،‬طويل أو قصير‪ ،‬أسود أو أبيضأ و أصفر أو أحمر ‪ ،‬عربي‬
‫أو أعجمي …ألخ ‪.‬‬
‫الخلقة‬
‫أن الخلقة التي أعطاها الله تعالى لكل مخلوق ‪ ،‬هي أمر كوني‬
‫قدري منه تبارك وتعالى‪ .‬سواء من حيث نوع المخلوق أو جنسه‬
‫أو لونه او طوله ‪......‬الخ او طريقة معيشته أو أية صفة أخرى‬
‫وهو أحكم الحاكمين وهو أعلم بخلقه وهو على كل شيء قدير‬
‫قال تبارك وتعالى )والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي‬
‫على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على‬
‫أربع يخلق الله ما يشاء أن ألله على كل شيء قدير( ‪ 45‬النور‪.‬‬
‫وقال تبارك وتعالى )ومن آياته خلق ألسماوات والرض وما بث‬
‫فيهما من دابة وهو على جمعهم أذا يشاء قدير( ‪ 29‬النور ‪ .‬والله‬
‫تبارك وتعالى هو الذي أعطى كل كائن من هذه الكائنات فطرتها‬
‫الصليه التي بها تعيش ‪.‬وقد أجاب موسى عليه السلم فرعون‬
‫عندما سأله كما يقول ألحق تبارك وتعالى في محكم ألتنزيل‬
‫)قال فمن ربكما ياموسى * قال ربنا ألذي أعطى كل شيء خلقه‬
‫ثم هدى ( اليات ‪ 49،50‬طـه ‪ .‬فالله سبحانه خلق كل شيء‬
‫وأعطاه فطرته التي أرادها لـــه فل يمكن لهذا المخلوق الخروج‬
‫عنها أبدا ‪ .‬ومهما فعل في هذا ألتجاه فل يزيد نفسه ال عذابا‬
‫وشقاءا وخساره‪ ،‬وبخصوص هذا النسان فأن الله فطره على‬
‫عبادته تبارك وتعالى وهذا هو عين الحق وقال النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم )ان ألله قد خلق الخلق حنفاء فاجتالتهم الشياطيين (‬
‫فمن لم يرضى بخلقته فيشقى ويتعب ويضل‪،‬والعياذ بالله‪،‬‬
‫وأضافة لذلك ينال سخط ألله ويكون مأواه ألجحيم كما وعد الله‬
‫تبارك وتعالى‪،‬والله اعلم بخلقه وهو يعلم ان الله خلق السموات‬
‫والرض ومن فيهن‬
‫)أفمن يخلق كمن ل يخلق مالكم كيف تحكمون( سورة النحل ‪.‬‬
‫وهذا أحتجاج على خلق الله تبارك وتعالى وهو أحتجاج المخلوق‬
‫على خلقته يعني أحتجاجه على حكم الله وارادته وهو بذلك‬
‫والعياذ بالله يخاصم الحق تبارك وتعالىوهو أحكم ألحاكمين قال‬
‫تعالى )أولم يرى النسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم‬
‫مبين*وضرب لنا مثل ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي‬
‫رميم*قل يحيها ألذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم(‪-77‬‬
‫‪79‬يـــس …‬
‫ونذكر هنا ان النسان ‪ -‬رجل كان أو إمرأة بصفاته الصلية‬
‫المفطور عليها وأولها اطاعة خالقه الله تعالى‪ ،‬وهو الدين ‪ ..‬وهو‬
‫السلم الحق ‪ ..‬قال تعالى ) إن الدين عند الله السلم … الية (‬
‫‪ 19‬آل عمران ‪-‬مخلوق على احسن تقويم أي في أحسن هيئة‪.‬‬
‫قال تبارك وتعالى ‪ ):‬والتين والزيتون ‪،‬وطور سنين ‪ ،‬وهذا البلد‬
‫ألمين‪ ،‬لقد خلقنا النسان في أحسن تقويم ‪،‬ثم رددناه اسفل‬
‫سافلين ‪،‬ال الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون‪،‬‬
‫فما يكذبك بعد بالدين اليس الله بأحكم الحاكمين ( سور التين ‪.‬‬
‫والله تبارك وتعالى قد بين لنا كما في اليات أعله ‪ ،‬أن النسان ‪،‬‬
‫رجل كان أم إمرأة ‪ ،‬ل يمكن أن يكون سعيدا إل بصفاته التي‬
‫فطره الله عليها‪.‬‬
‫ونشير هنا كذلك ‪ ،‬إلى أن الله قد خلق المرأة‪ ،‬ضعيفة الجسم‬
‫والنفس ‪ .‬خصوصا من حيث السيطرة عل ‪0‬ى عواطفها عند‬
‫الشدائد قال تعالى ‪:‬‬
‫)أومن ينشؤ في ألحلية وهو في ألخصام غير مبين )‪(18‬وجعلوا‬
‫ألملئكة الذين هم عباد الرحمن أناثا أشهدوا خلقهم ‪،‬ستكتب‬
‫شهادتهم ويسئلون)‪ (19‬الزخرف‪.‬‬
‫وفي هذا من الخير العظيم الذي ل يعلم نهايته إل الله تعالى‪،‬‬
‫وذلك حتى تناسب وتقبل برغبة على المور المنزلية والجتماعية‬
‫من تربية الطفال ‪.....‬الخ‪.‬‬
‫فمن اقبح المور‪ ،‬عدم رضى النسان على خلقته التي أرادها الله‬
‫له ‪ ،‬ومن ذلك تشبه المرأة بالرجل والرجل بالمرأة مستحق‬
‫للعنة الله تعالى …‪..‬فقد روى المام البخاري في صحيحه عن‬
‫عبد الله بن عباس قال ‪:‬‬
‫) لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات‬
‫من النساء بالرجال( البخاري حديث رقم ‪ . 5885‬ورواه مسلم‬
‫وأحمد أيضا ‪.‬‬
‫وبالمناسبة‪ ،‬وطالما أننا نتحدث عن خلق الله ‪ ..‬نذكر أن الله‬
‫تبارك وتعالى لم يتخذ ولدا أبدا كما تزعم اليهود والنصارى ‪ :‬قال‬
‫تعالى ) وقالوا أتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد‬
‫السماوات يتفطرن منه وتنشق الرض وتخر الجبال هدا * أن‬
‫دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * إن كل‬
‫من في السماوات والرض ال آتي الرحمن عبدا * ( اليات ‪-88‬‬
‫‪ 93‬مريم‬
‫وقد زين الله تعالى للذين ل يؤمنون به أعمالهم ‪ ،‬عقابا لهم على‬
‫كفرهم وعنادهم وإصرارهم على المعاصي والجحود ‪ ،‬بحيث‬
‫يدعون في كل زمان إلى أمور عجيبة مثل مساواة الرجال‬
‫بالنساء ‪ ،‬وإلى قلب الخلقة البشرية والعياذ بالله ‪ ..‬فقال تعالى )‬
‫إن الذين ليؤمنون بالخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون (‪27‬‬
‫النمل ‪.‬‬
‫أسباب الخلق ‪:‬عبادة الله تبارك وتعالى‬
‫ثم ان النسان‪،‬رجال ونساء‪ ،‬قد خلق من أجل اسمى واشرف‬
‫الغايات في هذا الوجود‪،‬وهو عبادة الخالق تارك وتعالى ‪ .‬فاطر‬
‫هذا الكون وما فيه ‪ ،‬وهو القيوم عليه ‪ ،‬عبادته وحده ل شريك له‪،‬‬
‫قال تبارك وتعالى‪ ) :‬وما خلقت الجن والنس ال ليعبدون * ما‬
‫اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون أن الله هو الرزاق ذو‬
‫القوة المتين (‪ 57-56‬الذاريات ‪ .‬وهذا يدل على أن هذا المخلوق‬
‫مكرم عند الله‪ .‬وعلى قدر هذه المهمة التي من أجلها خلق‪ .‬ذلك‬
‫أن هذه المهمة هي عبادة طوعية تكليفية كما ذكرنا ‪ .‬أما العبادة‬
‫الكونية فهو يشترك مع باقي المخلوقات في العبودية لله تبارك‬
‫وتعالى‪ .‬ولكن تلك عبادة كونية قدريه أي ل يستطيع المخلوق‬
‫الخروج عنها قال تبارك وتعالى )ولله يسجد من السماوات و‬
‫الرض طوعا و كرها وظللهم بالغدو والصال( ‪ 15‬ألرعد‬
‫والمرأة)مثلها مثل الرجل ( ان ارتضت بذلك وأطاعت ربها ‪،‬‬
‫وقامت بما كلفت به من أخلص العبادة لله ‪ ،‬فأنها موعودة‬
‫بالخلود بالجنة ورضوان الله ‪ ،‬وكل ما وعد به تبارك وتعالى ‪ .‬قال‬
‫تعالى ‪) :‬وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها‬
‫النهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من‬
‫الله أكبر ذلك هو الفوز ألعظيم( ‪72‬سورة التوبه ‪ .‬وهو تبارك‬
‫وتعالى ل يخلف ألميعاد ‪ ،‬قال تعالى )ربنا أنك جامع الناس ليوم‬
‫ل ريب فيه أن ألله ل يخلف ألميعاد( ‪-9‬آلعمران ‪ .‬وهذه هي‬
‫أعظم جائزة يمكن أن يحصل عليها النسان‪ ،‬وهذا النعيم يبدأ من‬
‫ساعة وفاتها كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ان النسان‬
‫اذا مات فهو)مستريح ومستراح منه ‪ ،‬قالوا يا رسول الله ما‬
‫مستريح ومستراح منه ؟ قال المؤمن يستريح من عناء الدنيا ‪.‬‬
‫والفاجر يستريح منه كل شيء ‪ ( ..‬مسلم ‪ .‬فالمرأة أذن مخلوق‬
‫مشرف مكرم ‪ .‬تماما في ذلك مثل ألرجل ‪ .‬ل فرق بينهما في‬
‫ذلك‪ ،‬وهي موعودة بما هو موعود به ‪ .‬وبالمناسبة نذكر‪..‬‬
‫بفلسفات النظم الجتماعية الدنيوية جميعا ‪ ..‬من حضارة غربية‬
‫وغيرها ‪ ..‬هل تعد النسان بشيء فيما بعد القبر ‪..‬؟؟ وإن‬
‫وعدت ‪ ..‬فهو كلم زائف غير صحيح لنه مجرد ظنون وأوهام‬
‫وتحريف ليس إل…‪ ..‬أما الوعود في السلم فهي قائمة بالدليل‬
‫القاطع ‪ :‬المعجزة الخالدة‪ :‬القرآن … قال تعالى ) إن يتبعون إل‬
‫الظن وما تهوى النفس ولقد جائهم من ربهم الهدى ( ‪23‬‬
‫النجم ‪.‬‬
‫التكليف الشرعي السلمي‬
‫المرأة تماما مثلها مثل الرجل ‪ ،‬مكلفة شرعا بنفس الحكام‬
‫الشرعية من أركان السلم الخمسة ‪) .‬مع وجود رخص خاصة بها‬
‫بسبب خلقتها( مكلفة بجميع المور الخرى وتجري عليها نفس‬
‫العقوبات الدنيوية ‪ .‬وهي مكلفة تماما بعدم الختلط مع الرجال ‪.‬‬
‫و حيث يجعلها هذا الختلط رخيصة ويفقدها العفة والمنعة‬
‫الخلقية‪ .‬ومع فقدان هذه المور تصبح حياتها‪ ،‬وحياة الرجل‬
‫كذلك قطعة من العذاب ‪ .‬إلى جانب فساد الرجل ‪ ...‬وفساد‬
‫العلقة الفطرية والميزان الخلقي في نفسيهما وبالتالي دمار‬
‫هذا النسان ‪.‬‬
‫وحيث أنها مكلفة فطرة وشرعا بتربية الطفال الذين تنجبهم‬
‫وبالمحافظة على البيت من الداخل‪ .‬فالصل العمل بقول الله‬
‫تبارك وتعالى )وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية الولى‬
‫وأقمن الصلة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله‬
‫ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا( ‪33‬‬
‫ألحزاب ‪ .‬فألية تتحدث عن أزواج النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪..‬فما بالك بأزواجنا نحن ‪..‬؟؟ فعلم من الية أن الفضل لها‬
‫التزام بيتها ‪ .‬وأمرت المرأة بتجنب البتذال والثارة‪ ،‬فقال‬
‫تعالى ‪ ) :‬ول يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا‬
‫إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ( ‪ 31‬النور ‪ .‬وفي‬
‫هذا المحافظة على عفتها وجاذبيتها واحترامها ‪.‬‬
‫ومن صميم عمل المرأة‪ ،‬المحافظة على البيت ورعاية الطفال ‪،‬‬
‫وبحيث يصبح هؤلء الطفال عامل ربط بين الزوج وزوجته فأن‬
‫خرجت فقد ضاع الطفال واصبحوا هم الخرون عامل تدمير‬
‫اضافي للمجتمع ‪ .‬فأين دعاة النحلل من الجنسين من هذا ؟؟‬
‫وأين السعادة ألمزعومة ؟؟ وهل الحرية التي يقولون عنها أل‬
‫دمارا للمرأة والرجل معا ومن ثم للسرة ومن بعد للمة قاطبة‬
‫وللبشرية جمعاء …وهل نتيجة ذلك ال الشقاء والخوف …‬
‫والعذاب في الدنيا والخرة ؟؟ أن السلم هو الحل اللهي لهموم‬
‫النسان فان أطاع الله فاز بخيري الدنيا والخرة …… وطالما‬
‫نحن نتحدث عن البتذال فأريد أن أذكر بحديث النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم " صنفان من أهل النار لم أرهما‪ ،‬قوم معهم سياط‬
‫كأذناب البقر يضربون بها الناس ‪ ،‬ونساء كاسيات عاريات‬
‫مميلت مائلت ‪ ،‬رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ‪ ،‬ل يدخلن‬
‫الجنة ول يجدن ريحها ‪,‬وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا‬
‫… ( مسلم في الفتن ‪ :‬وحول المجاهرة بالعري وغيره من‬
‫المعاصي فقد قال عليه الصلة والسلم " كل أمتي يدخل الجنة‬
‫إل المجاهرون …" نسأل الله العافيه… ‪ .‬ونذكر كذلك أن الوعيد‬
‫بالعذاب واقع على المرأة ووليها ‪ ..‬إن علم بالمنكر …‪ .‬وللمرأة‬
‫ألل تطيع مثل هذا الوليي ان امرها بالمعاصي ومنها الملبس‬
‫الملبس الفاضحة ‪.........‬فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ) ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق( وحيث ان المر‬
‫خطير للغاية فالعاقبة هي الخلود في الجنة او في ألنار قال تبارك‬
‫…‪ .‬والله المستعان ‪.‬‬
‫ففي المتثال لوامر الله تعالى السعادة للنسان وليس العكس‬
‫…‪..‬‬
‫ثم هل الدعوات للنحلل ال مستوردة من المم المشركة ؟‬
‫فترك المسلم لدينه وعقيدة القائمة على الحق المطلق وهو‬
‫المعجزة الربانية‪ -:‬القرآن واتباع اهل الشرك ال الرتداد عن‬
‫السلم …؟؟ وبالتالي الخسارة كل الخسارة في الدارين ‪..‬؟؟؟‬
‫نسأل الله العافيه وهذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فقال )لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ‪ ،‬قالوا‬
‫النصارى واليهود قال فمن ؟؟( متفق عليه ‪.‬‬
‫ودعنا نعتبر لما حدث في بلد الشرك كنتيجة لهذه الممارسات‬
‫المسماه حرية ومساواه وغير ذلك ‪ :‬ان هذا انحلل قد أدى الى‬
‫تدمير السرة ومن ثم المجتمع نهائيا حتى ان بعض المم‬
‫ألمشركة اصبحت تخشى على نفسها من النقراض ‪ .‬فليس سرا‬
‫أن السلم يبكى عليه دموعا حاليا في الغرب وحيث تسود‬
‫الدعوات الشيطانية ألمدمرة من كل نوع )والعقلء ( محكومين‬
‫بشهوات الرياسة ‪ .‬ولكن كما قال الله تبارك وتعالى )أولئك لم‬
‫يكونوا معجزين فــــــي الرض وما كان لهم من دون الله من‬
‫اولياء* يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا‬
‫يبصرون(‪20‬هود ‪ .‬فالسمع هنا معناه الستجابة فما كانوا‬
‫يستطيعون الستجابة من شدة اتباع الهوى والشهوات او الحسد‬
‫أو الكبر ‪ ..‬فكيف يتبعون امرا جاء به المسلمون المتخلفون ؟؟ ‪.‬‬
‫ولو كان هذا هو الحق … تماما كما قال قوم فرعون لعنةالله‬
‫عليهم عندما جاءهم موسى وهارون بالحق ) فقالوا أنؤمن‬
‫لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ( ‪ 47‬المؤمنون ‪.‬‬
‫أن هذه الدعوات الشيطانية بالرغم من أن لها آثارا تدميرية على‬
‫المجتمع والبشرية عموما‪ .‬وخصوصا في هذا الزمان ‪ ،‬حيث‬
‫وسائل التصال والبث المسموع والمرئي لم يسبق لها مثيل‪ ،‬ال‬
‫اننا نجد الساسة ومراكز النفوذ في الدوائر الحاكمة المسيطرة‬
‫على مقدرات المم اقتصاديا وسياسيا يؤيدون هذه الدعوات‬
‫التخريبية تحت شعارات براقة هم أول من ينقضها مثل المساواة‬
‫بين الرجل والمرأة والحريات بجميع انواعها الجنسية والشاذة‬
‫والممارسات التي يتأفف الحيوان عنها … ليس لشىء ال لشباع‬
‫انانيتهم وشهوتهم للرئاسة والمال وهم يعلمون تمام العلم انها‬
‫دعوات هدامة تخريبية مريبة‪ .‬وهذا ما تقوله مراكز الدراسات‬
‫لديهم لقد اصبح مثل هؤلء الساسة اسرى الحصول على الصوت‬
‫النتخابي فقط‪ ،‬فهم يؤيدون الدعوات المذكورة للحصول على‬
‫اصوات حتى الشواذ ‪ .‬وأصبح لصحاب الممارسات الشاذة‬
‫احزاب وتجمعات ضغط لتحصيل مصالحهم والعتراف بهم ونشر‬
‫شذوذهم ‪-‬والضغط مقابل اصواتهم‪ -‬مع أنهم حقا يحملون بذور‬
‫تدمير المجتمع نهائيا الذي من شأنه قلب الميزان البشري الذي‬
‫هو على فطرة ألخالق تبارك وتعالى‪ .‬إن ممارسات هؤلء تنزل‬
‫بالنسان عن فطرته الصلية القائمة على البراءة ليصبح شر من‬
‫البهائم والعياذ بالله … وقد اصبح لتلك الممارسات المقيتة اثارا‬
‫صحية قاتله عقابا على افعالهم الرديئة التي هي وصمة عار في‬
‫جبين النسان ومع ذلك فالبعض يسميها " تقدما وحضاره"‪.‬‬
‫فالجميع عليه أن يحذر ‪ ..‬والحمد لله القائل )و اتقوا فتنة ل‬
‫تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه ‪ ،‬واعلموا أن الله شديد‬
‫العقاب ( ‪25‬النفال ‪ -‬وكنتيجة للعراض عن ذكر ألله تبارك‬
‫وتعالى وللفراط في النانية والستكبار كما ذكرنا آنفا فقد اصبح‬
‫للشواذ نساء و رجال هيئات وجماعات )محترمة( ممثلة في‬
‫البرلمانات ومجالس الحكم الخرى ‪ .‬بسبب التهافت في‬
‫الحضارة العصرية على المادة من قبل الفئات الحاكمة وأنانيتها‬
‫وخطب ود أي )شيء( له صوت انتخابي لتحقيق انانيتهم وحبهم‬
‫للظهور في هذه الدنيا وزخرفها الفاني والصبح تحقيقا ان الفئات‬
‫العامة التي ل تعقل وراء الشهوة شيئا هي التي تتحكم بأولياء‬
‫أمور الناس في الحياة العصرية الديمقراطيه فحقيقة هذا النظام‬
‫انه يجعل ألحاكم الذي يفترض ان يكون دارسا فاهما لمور الحياة‬
‫الدنيا)نذكر أن الفلسفة الديمقراطية الغربية ل تقيم وزنا للخرة‬
‫أو الجانب الروحي للنسان!!( عالما بتحقيق مصالح شعبه رهينة‬
‫لذلك العامي الجاهل الغارق في الشهوات‪ ،‬واصبح ذلك الحاكم‬
‫العالم ببواطن أمور شعبة وحقيقة اموره ل ينصح لشعبه بل‬
‫يغشهم ويقرهم على كثير من ممارساتهم بل وأحيانا كثيرة يكون‬
‫أولئك مشاركين في تلك التصرفات التي سوف تؤدي بشعبه الى‬
‫الهاوية والمحق الكامل‪ ،‬وحتى اصبحنا نقرأ عن انغماس بعضهم‬
‫في تصرفات مقرفة شاذة نتحرج من ذكرها ويندى لها الجبين‬
‫نسأل الله العافيه ‪ ..‬وهذا يشبه ال حد بعيد ما ذكر الله تبارك‬
‫وتعالى عن قوم لوط وما كانوا يفعلون حتى ان الله عاقبهم عقابا‬
‫شديدا وحيث انهم مثل هؤلء المعاصرين يقولون عن اهل‬
‫اللتزام بالسلم الذين يدعونهم الى الفضيلة أنهم قوم متخلفون‬
‫متشددون بل انهم يعيرون المسلمين الملتزمين بالسلم بأنهم‬
‫"يتطهرون" وهم بذلك اشبه ما يكونوا بقوم لوط عليه السلم‬
‫قال تبارك وتعالى ‪) :‬ولوطا اذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما‬
‫سبقكم بها من أحد من العالمين‪،‬أنكم لتأتون ألرجال شهوة من‬
‫دون ألنساء بل أنتم قوم مسرفون‪ ،‬وما كان جواب قومه ال ان‬
‫قالوا أخرجوهم من قريتكم أنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله‬
‫ال أمرأته كانت من ألغابرين ‪،‬وأمطرنا عليهم مطرافأنظر كيف‬
‫كانت عاقبة المجرمين (‪ 84-80‬العراف ‪.‬‬
‫فهذه دعوة للنجاة لكل واحد من بني آدم ‪ ..‬ليعلم الخير الذي‬
‫انزله الله تبارك وتعالى بالسلم ‪ ..‬النجاة ‪ ..‬النجاة … في الدنيا‬
‫والخرة ‪ .‬الخير الذي انزله الله للبشرية والحكام ألشرعية‬
‫الرادعة للبغاة الفجرة من رجم الزناة وقتل القتلة …ألخ فأن في‬
‫هذا صلح للنسانية وردع للشواذ والعياذ بالله وكما اخبر الحق‬
‫تبارك وتعالى ‪) :‬ولكم في القصاص حياة ياأولى أللباب لعلكم‬
‫تتقون" البقرة ‪ – 179‬وقال تبارك وتعالى )اليوم أكملت لكم‬
‫دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا ( ‪3‬‬
‫المائده وقال تعالى )وما أرسلناك أل رحمة للعالمين ( ‪107‬‬
‫ألنبياء وهذا كما ذكرنا مرارا وتكرارا شيء بسيط جدا مع ما أعد‬
‫الله للمؤمنين من ألنعيم في الخرة ‪).‬راجع خاتمة هذا الموضوع‬
‫والخاتمة العامة للكتاب(‪.‬‬
‫إن سفينة النجاة هي السلم والحمد لله ‪.‬فاتباع اوامر الله‬
‫والقتداء بالصحابة ‪ ،‬المهاجريين والنصار في اتباعهم للحق‬
‫‪،‬ألكتاب والسنة ‪،‬هو الصلح والمصلحة وهو الخير الذي ل ينضب‬
‫ل في دنيا ول في آخرة )والسابقون الولون من المهاجرين‬
‫والنصار والذين اتبعوهم بأحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه‬
‫وأعد لهم جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها ابدا ذلك‬
‫الفوز العظيم( ‪– 100‬التوبه ‪.‬‬
‫الرجال قوامون على النساء‬
‫وقضى الله تعالى ‪ ،‬كما أخبرنا في هذا الميثاق الذي أنزله على‬
‫نبينا صلى الله عليه وسلم أن الرجال قوامون على النساء ‪ ،‬قال‬
‫تبارك وتعالى ‪) :‬ألرجال قوامون على النساء بما فضل ألله‬
‫بعضهم على بعض‪ ،‬وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات‬
‫حافظات للغيب بما حفظ ألله واللتي تخافون نشوزهن فعظوهن‬
‫واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فل تبغوا عليهن‬
‫سبيل أن الله كان عليا كبيرا(‪ 34‬ألنساء‪.‬‬
‫فالخالق تبارك وتعالى قد جعل الرجال قوامون على النساء‬
‫بصفات قدرية ثابته بما فضلهم عليهن من التكوين الجسمي‬
‫الفطري وبما يكسب بجسمه من الرزق … ألخ‪.‬‬
‫وقد يقول بعض الناس إن المرأة في هذا الزمان تعمل وتكسب‬
‫مثلها مثل الرجل ‪ .‬فهذا يرد عليه بأمرين ‪ :‬أولهما ‪ :‬أن التكوين‬
‫الجسمي ثابت وهذا تفضيل ثابت ‪ .‬وثانيهما ‪ :‬أن المرأة تكسب‬
‫الرزق هذه اليام بطرق حرام أي بمعصية الله تعالى ‪ .‬إل من‬
‫رحم ربي ‪ .‬للختلط في العمل وغير ذلك كثير ‪ .‬بل الصل أن‬
‫تقر المرأة في بيتها ‪ .‬وهذا قضاء قضاه الله ‪ ،‬ل ينبغي للمسلم‬
‫حياله إل أن يقول ‪ ) :‬سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير(‪،‬‬
‫فالصالحات يطعن ربهن تبارك وتعالى ويقنتن له سبحانه وتعالى‬
‫ويبتغين ما وعد الله تعالى في الغيب من الجنة للمؤمنين ويخفن‬
‫من النار ألموعود بها الفجرة الكفرة ‪ .‬ويرضين بأن هذا هو‬
‫احسن ما يكون لهن وللنسان عامة‪ .‬وهؤلء ل يجوز ال احترامهن‬
‫والمحافظة عليهن وأعطائهن حقوقهن المنصوص عليها شرعا‪.‬‬
‫وقد شاء الحق أن يكون هذا النسان مكون من جزأين وأن يكون‬
‫أحد هذين الجزئين خاضعا للخر ومستكينا له وتابعا له ‪ .‬وذلك‬
‫مضبوط بضوابط مثبتة منه تبارك وتعالى بمعجزة ربانية ثابتة‬
‫وهي القرآن الكريم ‪ .‬فالجميع ملزم ومطالب ومحاسب بما أمره‬
‫ألله فيه وما هو مشروح في السنة ألنبويه وهو مثاب عليه يوم‬
‫القيامة ‪ ..‬فمن قبل بالمعجزة قلبا وقالبا بقي على الئيمان وهو‬
‫الفطرة الصلية ومن اراد خلف هذا خاب وخسر نسأل الله‬
‫العافية ‪..‬‬
‫ومما أنزل الله في هذا الوحي أن للرجل الصالح ان يعظها‬
‫ويهجرها وذلك أول للنص الشرعي من الله تبارك وتعالى كما في‬
‫الية أعله ‪ .‬فالنشوز معناه الضياع لها والهيمان وسوف تفسد‬
‫نفسها وغيرها لنها ستكون صيد لكثير من الفجرة ‪ .‬وقد تستمرأ‬
‫ذلك وتصبح فاجرة مثلهم وطبعا ستفقد الطمأنينة والسكن التي‬
‫تتوفر لها بالسرة )وهذا ما هو حادث حاليا في المجتمعات الغير‬
‫مسلمه – والعياذ بالله( ‪ .‬وفي نفس الوقت يؤدي ذلك الى‬
‫الضرار بالمجتمع وبالتالي تخسر الدنيا والخرة‪ .‬أضافة الى‬
‫انفلت كثير من اللواتي سيقلدنها …‪ ..‬فما هو الفضل إذن ؟؟ ان‬
‫تهجر الناشز وتضرب ضربا غير مبرح ‪ ..‬وتصلح هي وغيرها ام كل‬
‫هذه المفاسد للمجتمع كامل ‪..‬؟ هذا طبعا بعد الصل العام الثابت‬
‫وهو أن هذا الضرب هو بأمر خالقها الرحم بها ‪ .‬قال تبارك‬
‫وتعالى )أليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت‬
‫لكم السلم دينا …‪.‬أليه( ‪ -3‬المائده واليات والحاديث التي تدل‬
‫على ان الله ما شرع لنا ال ما فيه ألخير لنا كثيرة جدا وألحمد‬
‫لله ‪.‬‬
‫وكما ذكرنا اعله فهذا التفضيل امر كوني من الله تبارك وتعالى‬
‫وهو واضح جلي من طبيعة كل منهما فالرجل اقوى جسما وعقل‬
‫وكذلك اشد صبرا وجلدا وهو مفطور على العمل والمور الجدية‬
‫و مثل الضرب في الرض طلبا لما رزقه الله تعالى‪ ،‬وامور‬
‫الحرب والحكم وما اشبه ذلك بينما المرأة بين من خلقتها أنها‬
‫مختلفة حيث تلد وتحيض وتربي الولد وذات عاطفة قوية‪،‬‬
‫وناعمة وذات فتنة وجاذبية للرجل‪..‬وتحب المور الجمالية‪ ،‬فهي ل‬
‫تملك نفسها في المور الجدية مثل الخصومات قال تبارك‬
‫وتعالى )او من ينشا في الحلية وهو في الخصام غير مبين ( ‪18‬‬
‫الزخرف ‪ .‬ونقصان العقل ثابت من الخالق العليم تبارك وتعالى ‪،‬‬
‫)والعقل كما قال أهل العلم هو القوة التي يعقل بها ( وهذا‬
‫ألتعريف منقول عن شيخ السلم( فاخبر تبارك وتعالى ان شهادة‬
‫امرأتين تعدل شهادة رجل كما ذكر الحق في آية الدين من‬
‫سورة البقرة قال تعالى )واستشهدوا شهيدين من رجالكم فأن‬
‫لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان مما ترضون من ألشهداء أن‬
‫تضل أحداهما فتذكر أحداهما ألخرى ‪ .(.‬الية ‪ 282‬البقرة ‪.‬‬
‫وليس كما يظن البعض ان نقصان العقل هو في ألمقدرة على‬
‫الحفظ خاصة وانما هو ولذلك قال النبي صلى ألله عليه وسلم‬
‫)ما افلح قوم ولو أمرهم أمرأه( ‪ - -‬والنبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قد أحتج بالنص القرآني على نقصان الدين أي التكليف الشرعي‬
‫حيث تتوقف بسبب الحيض عن الصلة ول تقضيها وعن الصوم‬
‫وتقضيه‪ ،‬وقد سؤلت السيدة عائشه رضوان الله عليها من‬
‫أمرأة ‪ ،‬قالت مابال المرأة تقضي الصوم ول تقضي الصلة ‪،‬‬
‫فقالت أحرورية أنت؟؟ قد كان يصيبنا ذلك على عهد رسول الله‬
‫فكنا نؤمر بقضاء الصوم ول نقضي الصله ‪ (.... .‬أي احتجت أم‬
‫المؤمنين رضوان الله عليها بما كان يأممر به النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم …‬

‫فهل يستطيع دعاة المساواة تبديل الصفات الخلقية وتوزيعها بين‬


‫ألرجل والمرأة بالتساوي ‪ ...‬؟؟ ‪ .‬تعالى الله عما يقولون علوا‬
‫كبيرا ‪.....‬‬
‫فالخلق صفة لله تبارك وتعالى ‪ ..‬وحده ل شريك له ‪ ..‬قال تعالى‬
‫‪:‬‬
‫‪) :‬أفمن يخلق كمن ل يخلق أفل تذكرون ( ) ‪ 17‬النحل (‬
‫وقال تعالى ‪ ) :‬والذين يدعون من دون الله ل يخلقون شيئا وهم‬
‫يخلقون ( ‪ 20‬النحل ‪.‬‬
‫ولو سألتهم لقالوا ‪ :‬ل ليس هذا الذي نريد ‪ ....‬بل هم على كل‬
‫حال – والعياذ بالله – يستدركون على قالهم ويصححون له ‪.‬‬
‫نسأل الله العافية ‪.‬‬
‫تعدد الزوجات‬
‫قال تعالى )وأن خفتم أل تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب‬
‫لكم من النساء مثنى وثلث ورباع فأن خفتم أل تعدلوا فواحدة أو‬
‫ما ملكت أيمانكم ذلك ادنى ال تعولوا ( ‪ 3‬ألنساء ‪.‬‬
‫وقد تضمن السلم اباحة تعدد الزوجات للرجل الواحد الى اربعة‬
‫زوجات‪،‬وطبعا هذا ممكن من حيث خلقة كل منهما طالما أنه‬
‫حكم الله الخالق تبارك وتعالى وهو أعلم بما خلق‪ ،‬ومن قال‬
‫خلف هذا فأنه نصب نفسه أعلم من خالقه – والعياذ بالله ‪ .‬وهو‬
‫بذلك قد جنح الى دركات سفلى من الباطل والكفر بالله العظيم‬
‫ومن ألموعودين بالعذاب بنار جهنم والعياذ بالله‪ ،..‬فالكفر كل‬
‫الكفر ان يستدرك المخلوق على الخالق فيقول‪ ،‬والعياذ بالله‪ ،‬ان‬
‫هذا ل يصلح‪،‬أوهذا يصلح …‪.‬‬
‫ثم أن هذا المر طالما انه حكم الله فل بد ان يكون فيه من‬
‫الخير ما ل يوصف ابدا لكل زمان ومكان حيث ان الحق سبحانه‬
‫لم يشرع لنا ال ما فيه الخير الراجح والمصلحة الكيده وكما بينا‬
‫في هذا البحث‪ .‬ومن حيث الرأي العقلي فأن العمل بتعدد‬
‫الزوجات وانتشاره يوجد الحترام الشديد للمرأة ‪ .‬وذلك بالطلب‬
‫الشديد عليها‪ .‬فأي إمرأة تستطيع أن تتوقع مجيء من يخطبها‬
‫بسرعة ولو كان متزوج وهي بذلك تصبح محترمة وصاحبة أولد‬
‫وأسرة ولها عائلة ويتحقق لها السكن والطمأنينة التي جعل الله‬
‫تعالى للزوج والزوجة معا‪ ،‬ولو كان متزوج ‪ ،‬و تصبح محترمة‬
‫وصاحبة أولد وأسرة… فمن افضل‪ -‬بالله عليكم ‪ ،‬هذا أم تبقى‬
‫هائمة على وجهها رخيصة مبتذلة ‪ .‬وبذلك اضاعت دنياها‬
‫وآخرتها ‪ ،‬وأصبحت متاعا للشهوة السريعة ؟؟ … وتبرز فوائد‬
‫التعدد بشدة في احوال ارتفاع اعداد النساء مقابل الرجال كما‬
‫هو في المستقبل من اليام حيث اخبر النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم )ان من اشراط الساعة ان يرفع العلم ويفشو الجهل‬
‫ويكثر الزنا ويشرب الخمر ويقل الرجال وكثر النساء حتى يعود‬
‫للقيم الواحد خمسين أمرأة يذدن به ( البخاري – كتاب الفتن ‪..‬‬
‫نسال الله العافية ‪ .‬ف!‬
‫ماذا فعلت التشريعات التي منعت تعدد الزوجات أو جعلت المر‬
‫صعبا للغاية ؟؟ ‪.‬‬
‫ومن الذين أوجدوا تشريعات صعبوا بها تعدد الزوجات ‪ ،‬من يحتج‬
‫بالية الكريمة )فإن خفتم أل تعدلوا فواحدة أو ما ملكت‬
‫أيمانكم ( ‪ 3‬النساء ‪.‬‬
‫فهم بذلك قد أخطؤوا خطأ فادحا ‪ :‬وذلك ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬إن العدل المطلوب بين أزواج الرجل الواحد ‪ ،‬ليس في‬
‫جميع المور مهما كانت دقيقة ول في الشعور القلبي وما شابه‬
‫ذلك ‪ .‬ذلك أن هذه نوازع ربما ل يستطيع أحد من الناس العدل‬
‫فيها ‪ .‬وإنما المطلوب هو عدم الجحاف والميل حتى يبلغ المر‬
‫درجة الظلم ‪ ...‬وذلك بأن يدع الرجل زوجته ل معلقة ول‬
‫مطلقة !! فقال تعالى‪:‬‬
‫)ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ‪ ،‬فل تميلوا كل‬
‫الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا‬
‫رحيما ( ‪ 129‬النساء‪.‬‬
‫وبخصوص العدل ‪ .‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ).‬أللهم هذا‬
‫فيما أملك فل تآخذني فيما تملك ول أملك (‪ .‬وهذا النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ .‬الذي ما أرسل إل رحمة للعالمين ‪.‬‬
‫فالمنهي عنه ليس الذي ل يستطيع النسان ضبطه وإقامته ‪ .‬بل‬
‫الجحاف في الحقوق المادية من كل نوع ‪ ،‬سواء أكان عنده‬
‫زوجة واحدة أو أربعة زوجات ‪ ...‬فمن فعل ذلك فهو آثم ‪..‬‬
‫وخصوصا أن يذر امرأته كالمعلقة كما أشرنا أعله‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬هذا أمر تكليفي شخصي واقع على الرجل المسلم ‪ ..‬والله‬
‫تبارك وتعالى لم يقننه أو يجعله مشروطا من جهة التنفيذ ‪ ،‬فتعدد‬
‫الزوجات مباح للمسلم وهو مسؤول عنه أما خالقه تبارك‬
‫وتعالى ‪..‬فمن هذا الذي يستدرك عليه ‪ ،‬ويضع شروطا تعجيزية‬
‫على أمرالله تبارك وتعالى ‪....‬؟؟‪ .‬وقد سارت المة عليه منذ‬
‫عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى يومنا الحاضر ‪ ،‬وكانت‬
‫المرأة محترمة في جميع الزمان أكثر من هذا الزمان ‪ ،‬ولم تكن‬
‫العوانس بهذا العدد أبدا ول قريبا منه ‪ ...‬ولم تكن الفاحشة‬
‫منتشرة مثل هذا الزمان نسأل الله العافية ‪.‬‬
‫أما ما كان يحدث ‪ ،‬من الظلم فهذا مرده إلى تصرفات الناس ‪...‬‬
‫وشذوذ الفرق الضالة المنشقة علن السلم مثل الرافضة حيث‬
‫يباح عندهم زواج المتعة ‪ ..‬وهو جرح شديد لكرامة المرأة ‪...‬ول‬
‫يصلح لكل زمان أبدا ‪ ..‬ولذل أبيح هو لفترة محددة على عهد‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ثم نسخ ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أن كثيرا من الدول التي يقتدي بها أدعياء النفور من التعدد‬
‫ويقولون أنه أمر ليس بحضاري والعياذ بالله من قولهم ‪ ،‬يطبق‬
‫فيها ‪ ،‬قانونا ويمارس ‪ ،‬أمورا ل يمكن تخيلها أبدا ‪ .‬وفيها من‬
‫الشمئزاز والقرف ما ل يوصف مثل أن يتزوج رجل رجل آخر أو‬
‫إمرأة امرأة أخرى والعياذ بالله ‪ .‬وحتى الكلب والحمير والبهائم‬
‫تتأفف عن أفعالهم الشنيعة والعياذ بالله ‪ ...‬فالحمد لله ثم الحمد‬
‫لله على نعمة السلم ‪.. ...‬‬
‫وقد يقول قائل أن مثل هذه الممارسات موجود في كل‬
‫المجتمعات قديما وحاضرا ‪ ،‬كما هو قوم لوط ‪ .‬فهذا نقول له ‪:‬‬
‫أنه في هذه الدول هذه الممارسات والزيجات المقرفة الملعونة‬
‫إنما تمارس وتحمى ويدافع عنها بقوانين مصادق عليها من قبل‬
‫أغلبية ممثلي الشعب واللجان الحكيمة ومجالس الشيوخ وغير‬
‫ذلك نسأل الله العافية والعفو ‪....‬‬
‫وقد سمعت من بعض الصحاب ‪ ،‬أن استفتاء قد جرى في مجتمع‬
‫غير مسلم … يشتهر بارتفاع عدد النساء جدا مقابل الرجال ‪،‬‬
‫حــــول تعدد الزوجات فكانت الجابات أنهن يفضلن أن يكن‬
‫الزوجة رقم )‪ (10‬على العنوسة !!‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬

‫فالذين تجرأوا على حكم الله تعالى بتعدد الزوجات قد أخطأوا‬


‫خطأ عظيما ‪ .‬أول بإعتراضهم على حكم الله وزعمهم أنه يصلح‬
‫لزمان دون زمان ‪ .‬وكذلك بحق المرأة فعذبوها عذابا شديدا ‪..‬‬
‫وذلك بإغلق سبل الزواج أمامها‪ .‬ومنعوها بالتالي من تحصيل‬
‫السكن والطمأنينة التي جعلها الله لها في بيت الزوجية كما‬
‫أشرنا أعله ‪ .‬وكانت النتيجة ‪ ،‬هذه الرقام المفزعة في العنوسة‬
‫في المجتمعات السلمية ‪....‬‬
‫ومهما كانت السباب التي تمنع الشاب العزب من الزواج ‪،‬‬
‫سواء لعدم توفر الباءة أو لستهتار هذا الشاب !! وانحرافه ‪ ..‬فما‬
‫ذنب الفتاه ‪..‬؟؟ اتنتظره حتى يصبح معه مال ‪ ...‬أو يصبح صالحا‬
‫مثل ؟؟ والله أباح لها إن تقدم لها مسلم صالح ومعه الباءة أن‬
‫تتزوجه ولو كان متزوج ‪ ...‬طالما أن هذا موافق للشريعة ومما‬
‫أباحه الله تبارك وتعالى ‪ .‬فمن كان يحب المرأة كنصف المجتمع‬
‫ويحب لها السعادة فليشجع على تعدد الزوجات ‪.‬‬
‫ثم إن من أعظم اسباب العزوف عن الزواج ‪ .‬هو الختلط‬
‫والباحية المنتشرة هذه اليام ‪ .‬ولئن للنسان شهوات وغرائز‬
‫تجاه الجنس الخر ‪ .‬والله تعالى جعل تحقيق هذه الغرائز بالزواج‬
‫‪ .‬ونهي عن الختلط والباحية‪ ،‬وهي الطريق للفاحشة واتخاذها‬
‫كوسائل لتفريغ هذه الغرائز ‪ ،‬والعياذ بالله وذكر أنها من أسباب‬
‫دمار هذا النسان ‪ ،‬وأنه بالتالي سيخسر الدنيا والخرة معا ‪.‬‬
‫الحكم العام والخاص بيد الرجل‬
‫فرض الشارع تبارك وتعالى أن قيادة المة والمارات الفرعية‬
‫هي حصر على الرجل ل غير وهذا مفهوم من قوله تبارك وتعالى‬
‫)الرجال قوامون على ألنساء بما فضل بعضهم على بعض وبما‬
‫أنفقوا من أموالهم ( البقرة‪ .‬ومن عموم نصوص الكتاب والسنة‬
‫وقد قال صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى ) ما أفلح قوم ولو‬
‫أمرهم أمرأه( رواه البخاري _‬
‫فنحن نؤمن بهذا والحمد لله أول لنه خبر الرسول الذي ل ينطق‬
‫عن الهوى ‪–.‬ولو قال اصحاب الشهوات ‪ -‬انظر الى المة‬
‫المتحضرة الفلنية اليس ملكتها امرأة او رئيسة وزرائها ‪..‬او ولى‬
‫المر فيها ‪ ..‬فالرد عليه أن الفلح ليس ما تنظر اليه من امر هذه‬
‫الدنيا فحسب ‪ .‬وانه حتى على مستوى هذه الدنيا فليس ضروريا‬
‫أن يظهر فورا عدم الفلح هذا‪،‬والحقيقة انهم لم يفلحوا ال اذا‬
‫اعتبرنا مجرد الكل والشرب والتمتع بالملذات العابرة هو الفلح‬
‫أي تماما على قاعدة ان النسان يعيش ليأكل وليس يأكل ليعيش‬
‫‪..‬وهذه هي الخسارة بحد ذاتها حيث ان ذلك هو رد النسان عن‬
‫انسانيته وجعله تماما مثل الحيوان والعياذ بالله هذا اضافة الى‬
‫الحقيقة الدامغة وهو ان هذا المتعة زائلة سريعة … فكل انسان‬
‫ل بد ان يواجه حقيقة الموت … الرحيل من هذه الدنيا …‪ .‬وهناك‬
‫يوم حساب ‪ ..‬فمن فاز به فقد فاز وأفلح حقا ‪ ،‬ومن خسر‪،‬‬
‫والعياذ بالله فقد خسر ‪ ..‬قال تعالى ( قل إن الخاسرين الذين‬
‫خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة أل ذلك هو الخسران المبين‬
‫( ‪ 15‬الزمر ‪ .‬فأخي المسلم … أختي المسلمة … ل يتزعزع‬
‫أيمانكما ويقينكما بالقاويل الفارغة ‪ ..‬فنحن أنشاء الله أهل‬
‫الفلح والفوز وليس غيرنا …‪.‬‬
‫فالفلح الحقيقي هو معرفة النسان خالقه وخالق الكون سبحانه‬
‫وتعالى وما فيه والستجابة لمره وهو عبادته وتوحيده وبالتالي‬
‫الفوز برضاه تبارك وتعالى والخلود في الجنة …‪..‬‬
‫وهذا ليس مجرد ظنا بل هو الحق المبين المثبت بالمعجزة‬
‫الربانيه فإن ما قال النبى صلى الله عليه وسلم هو الحق لنه )ل‬
‫ينطق عن الهوى ان هو ال وحي يوحى (‪ .‬النجم‬
‫وكذلك فأن الرجل هو المسؤول من حيث الخلقة والتكليف‬
‫الشرعي معا عن العمال الشاقة مثل الحروب والبناء والمناجم‬
‫والنقل والسفر … الخ وهذه اعمال يتعرضون فيها للموت خاصة‬
‫الحروب وبالتالي يقل عدد الرجال عن النساء فل بد من حل‬
‫مشكلتهن‪ ،‬وهذا الحل ضرورة ملحة للبقاء على النوع النساني‬
‫فما الحل ‪ ...‬أن الله تبارك وتعالى قد أوجد لنا الحل وهو تعدد‬
‫ألزوجات كما ذكرنا آنفا ‪...‬‬
‫وكما ذكرنا في المقدمة أن لعلماء السوء المرتع الخصب في هذا‬
‫الباب خصوصا في هذا الزمان فضلوا وأضلوا …‪.‬‬
‫فالذي يريد ألحق فالحق باقي الى يوم القيامة‪ ،‬والمؤمن ليس‬
‫وحيدا في كل زمان فهناك قوم على الحق ثابتون فلنكن منهم‬
‫إنشاء ‪ ،‬فعن ثوبان ان النبي صلى ألله عليه وسلم قال ) أخشى‬
‫ما أخشى على أمتي ألئمة ألمضلين وأذا وضع السيف في أمتي‬
‫فل يرفع عنهم إلى يوم القيامة ول تزال طائفة من أمتي على‬
‫الحق ظاهرين ل يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر‬
‫الله وهم كذلك( ذكره الذهبي بسند صحيح في سير أعلم‬
‫النبلء ‪ ،‬وهو حديث ثابت ‪./‬فل حتى أصبح هؤلء يحرف معاني‬
‫نصوص الدين ليوافق اهل الفجور اينما ذهبوا في ألتفنن‬
‫بالفسوق والفواحش …‪ .‬فعندهم الفتاوي جاهزة على كل‬
‫المقاسات‪ ،‬ولكن ل يتبع هؤلء ال من استهان بدينه ول يتبع ال‬
‫هواه والعياذ بالله فاصبح هؤلء يحلون ويجوزون كل شي مثل‬
‫العري والنفلت وأن تعمل المرأة كما تشاء‪ .‬أما اهل العلم‬
‫الحقيقيين فهم الذين يردون الناس الى الدين الموجود في‬
‫الدليل ألشرعي من الكتاب والسنة الذي به ينال النسان رضى‬
‫الله ويدخل الجنة وكما قال ألله تبارك وتعالى في قصة قارون‬
‫حيث قال اهل العلم ناصحين للذين فتنوا بقارون وماله )وقال‬
‫الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ول‬
‫يلقاها ال الصابرون(…القصص ‪80‬‬
‫فعن حذيفة ‪،‬قال النبي صلى الله عليه وسلم )…‪ .‬فلت يا رسول‬
‫الله فهل بعد ذلك الخير شر ؟ قال نعم ‪ .‬دعاه على أبواب جهنم‬
‫من أجابهم اليها قذفوه فيها ( قطعة من حديث حذيفة المتفق‬
‫عليه ‪ .‬فهذا يدل على أن من أستفتى أحدا يرى أنه ليس أهل‬
‫للفتوى وأنه‪-‬أي المستفتى ‪ ،‬ل يخشى الله‪ ،‬فأنه أي المستفتي‪ -‬ل‬
‫يكون بريئا امام الله تعالى وإنما يقذف في جهنم والعياذ بالله…‬
‫…‪.‬‬
‫وفي طريق للحديث عند المام مسلم ‪ ،‬قال النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬عن هؤلء الدعاة ‪ " :‬لهم قلوب الشياطين في‬
‫جثمان النس " نسأل الله العافية …‬
‫ومثل هؤلء فإنما يغشون الناس لنه أما ‪* :‬أفتى بغير علم ) هذا‬
‫أن لم يكن أهل للفتاء فمعناه بما عرف الله في شريعته العلماء‬
‫من العلم والحفظ والتقوى والعمل بما يعلم (‪.....‬أو الكذب على‬
‫النبي صلى ألله عليه وسلم )قال صلى ألله عليه وسلم من كذب‬
‫علي عامدا متعمدا فليتبؤ مقعده من ألنار (‪ .‬متفق عليه ‪ .‬وقال‬
‫صلى الله عليه وسلم) يؤتي بالرجل فيلقى في النار فتندلق‬
‫اقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى ‪ ,‬فيجتمع عليه‬
‫اهل النار فيقولون يا فلن مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى‬
‫عن ألمنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ول آتيه وأنهى عن‬
‫المنكر وآتيه ( متفق عليه ‪ .‬وكما قلت أعله فمن صدق هؤلء‬
‫واتبعهم فأنما يتبعهم الى الجحيم لنه اصل ما انخدع بهم ال لنه‬
‫عديم التقوى مثلهم ‪ ،‬هذا إن لم يكن جاهل يعذر به ‪ ،‬والله أعلم‬
‫بما في الصدور ‪ ،‬قال الله تعالى عن سبب اتباع قوم فرعون‬
‫لفرعون )فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين(‪54‬‬
‫الزخرف‪ .‬وبالمناسبة فكما قال شيخ السلم ابن تيمية رحمة الله‬
‫عليه ان هذا هو تحريف الكلم عن مواضعه كما فعلت اليهود ال‬
‫ان القران محفوظ من الله فيعمد هؤلء الى تحريف معناه نسأل‬
‫الله العافيه‪ ،‬فالركان اصل ليست بحاجة الى علم والتعري‬
‫معروف معلوم لكل من كان عنده أئيمان بالله واليوم الخر انه‬
‫من افحش واقبح المور واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫عن ألكاسيات العاريات مثل معروفة مشهورة‬
‫فمثل فقط ل حصرا هناك من يقول بجواز اختلط الرجال بالنساء‬
‫ومن المور الراسخة في الشرع عدم الختلط‪ .‬قال تعالى عن‬
‫أزواج النبي صلى الله عليه وسلم )واذا سألتموهن متاعا‬
‫فسالوهن من وراء حجاب ( الحزاب ‪.‬فكيف بباقي النساء …‪ .‬؟؟‬
‫وثابت ان من اهل النار والعياذ بالله الكاسيات العاريات وهناك‬
‫من يغش الناس فيقول غير ذلك‪ ،‬عن هذا الموضوع …‬
‫وهناك من يقول بجواز السلم على الجنبيه …‪ .‬وبدعوى‬
‫‪..‬للسف حديث النبي صلى الله عليه وسلم " أنما العمال‬
‫بالنيات " بينما الحق ان المعصية ل تحتاج لنية ابدا ا فطالما ثبت‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مصافحة ألجنبية حرام فهو‬
‫أثم بغض النظر عن النية ‪ ..‬تماما مثل الزنا أو شرب الخمر‬
‫‪..‬فهل هذه المعاصي ‪..‬حسب النيية أيضا ‪..‬؟؟‪.‬‬
‫ثم هناك سؤال لماذا ل تنطلي أكاذيب هؤلء على اهل الصلة في‬
‫المسجد والسر الملتزمة بكتاب الله وبسنة النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬؟؟ للن هؤلء يريدون الحق والحمد لله ‪.‬‬
‫فالمسألة مسألة قلب وطاعة‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم كل امتي يدخل ألجنة ال من أبي قيل ومن يأبى يا رسول‬
‫الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى أو كما‬
‫قال عليه الصلة والسلم ‪.‬‬
‫ومن هؤلء ) الدعاه ( من نسمع ان له مجالس ضخمة فيها‬
‫اختلط بين الرجال والنساء لبسات من شتى أنواع الملبس‬
‫الغير الفاضحة …‪ ،‬فنسأل نحن السؤال التالي إلى ماذا يدعو هذا‬
‫) الداعية ( ؟؟ أليس الى غض البصر والفضائل الخرى التي أمر‬
‫الله بها ؟؟ فلماذا ينظر هو ‪ ...‬؟؟ هل هو مستثنى من الحكم‬
‫الشرعي ‪..‬؟؟‪.‬‬
‫ثم ألم يدعو النبي صلى الله عليه وسلم من هم أشد قسوة‬
‫وعنادا من هؤلء ‪ ،‬فهل تنازل عن شيء من دينه ؟؟ ل والله‬
‫وحاشى لله …‪ ،..‬ثم طالما هو ثابت أن الختلط بين الرجال‬
‫والنساء هو محل الفتن ‪ ،‬وهو محرم ‪ ،‬وهو مرتع خصب‬
‫للفاحشة ‪ ..‬فكيف تكون هذه البيئة مجالس للدعوة ‪...‬؟؟‪.‬‬
‫ثم لماذا ل يأمر هؤلء "الدعاة" بوضع مجرد ستارة بين الرجال‬
‫والنساء ؟؟‬
‫ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دعى من هو اشد من هؤلء ‪.‬‬
‫فهل تنازل عن شيء من دينه ‪..‬؟ وقد روي عن السيدة عائشة‬
‫مثل ) ما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في يد أمرأة‬
‫تحل له ( ‪-‬ثم اليس هؤلء من بلد اسلمي ويعشن في مجتمع‬
‫اسلمي ‪ ...‬فالدين ‪..‬وطرق الدعوة االشرعية اليه ‪ ،‬اذن معروفة‬
‫لهن ‪......‬‬
‫ويدعي البعض ان هناك مصالح مثل اهتداء بعض النساء ‪ ...‬فلو‬
‫كان هذا الكلم صحيحا‪ ،‬فليس على هذا يقاس الدين ‪ ،‬هذا أول ‪،‬‬
‫وثانيا ‪ :‬هل تأمل هؤلء بالمفاسد العظيمة المتأتية من هذه البدعة‬
‫المنكرة المتمثلة مجالس دعوة مختلطة بين رجال ونساء‬
‫كاسيات عاريات ‪ ..‬وبجميع أنواع الفتنة ‪..‬؟؟ والله اعلم وله‬
‫الحمد والمنه ‪.‬‬
‫وفي الخاتمة من هذا الموضوع فان الحق تبارك وتعالى قد بين‬
‫في كتابه العزيز المشروح بسنة نبيه محمدا عليه الصلة والسلم‬
‫كل شيء عن المرأة والرجل ‪ ،‬قال تعالى )ما فرطنا في الكتاب‬
‫من شيء( وقال تبارك وتعالى )وأنزلنا اليك الكتاب فيه تفصيل‬
‫كل شيء( وقد عمل النبي صلى ألله عليه وسلم بكتاب الله‬
‫ونحن مأمورين باتباع سنته كل حسب درجات الشريعة من‬
‫واجب وسنة راتبة وفضائل أعمال مستحبة ‪.‬‬
‫وقد عمل السلف الكرام‪ ،‬الصحابة رجال ونساءا‪ ،‬بهذا الدين ‪،‬‬
‫وكان عملهم على حياة النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬والوحي ل‬
‫زال ينزل ‪ ،‬وقد أثنى الله تبارك وتعالى عليهم كثيرا في هذا‬
‫الوحي من كتاب وسنة ‪ ،‬ووعدهم بالجنة والتمكين في الدنيا‬
‫كذلك …ليس هم فقط ‪..‬ولكن من اتبعهم بإحسان ‪ ..‬فقال تعالى‬
‫‪:‬‬
‫)والسابقون الولون من المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم‬
‫بأحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من‬
‫تحتها النهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم " ‪– 100‬ألتوبه ‪.‬‬
‫ولهم كذلك التمكين في الدنيا أنشاء الله‪ ،‬قال تعالى )وعد الله‬
‫الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الرض كما‬
‫أستخلف ألذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم‬
‫وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا‪ ،‬يعبدونني ل يشركون بي شيئا‬
‫ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون(‪-55‬النور‪.‬‬
‫فهذا ثابت معروف من النصر الذي تحقق لهم على جميع القوى‬
‫والممالك ‪ ..‬والحمد لله واستمر النصر الى قرون حتى فتر‬
‫تمسك الناس بالدين ‪ .‬وقد تحقق النصر للمة في كل زمان‬
‫رجعت الى دين الله تعالى‪.. ،‬زمن صلح الدين ‪ .‬والمماليك ‪.‬‬
‫وفي القرون الولى من عهد الخلفة العثمانيه … فالله تعالى ل‬
‫يخلف الميعاد والحمد لله‪.‬‬
‫أن السبب في أيراد هذه النبذة البديهية هي لتبيان ان الحق ثابت‬
‫بين في جميع ألمور على الطلق علم ذلك من علمه وجهله من‬
‫جهله ومن هذه المور ما يتعلق بنصف المجتمع او النسان وهو‬
‫)ألنساء(‪.‬ان فهم هذا القرآن اصبح كامل تاما منذ عهد النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم لمن اراد العمل به والنجاة بنفسه في ألدنيا‬
‫والخرة ول يوجد لبس في ذلك ول غموض والحمد لله رب‬
‫العالمين …‪ ..‬والمراد من كلمي هذا وجود بعض من ينسب‬
‫نفسه زورا وبهتانا للعلوم الشرعية ومنهم من يحمل درجات في‬
‫العلوم الشرعية من جامعات هي اول من يحارب الشريعة‬
‫السلميه‪ ،‬فهذه الشهادات أن لم يتق اصحابها الله ويعملوا‬
‫بخشيته وطاعته ‪ ،‬تصبح في الواقع شهادات في "الصد عن‬
‫الشريعة" وليس شهادات في الشريعة‪ .‬فمن خريجي هذه‬
‫الجامعات‪ ،‬من أصبح وامسى ليس لهم شغل ال تحليل ما حرم‬
‫الله من الختلط بين الرجال والنساء‪ ،‬والعري وتخريج شباب ل‬
‫يعرفون السلم ول يصلون وأجازتهم بدرجات في الشريعة من‬
‫هذه الجامعات ليتكلموا بأسم الدين فالعجب العجب من هؤلء ول‬
‫عجب اذا علمنا اننا في زمان العجب ‪ ..‬زمان الفتن ‪ ..‬نسأل الله‬
‫العافيه ‪...‬ومن هؤلء "شيخات" كاسيات عاريات مائعات كذلك‬
‫يحملن هذه الشهادات ‪ ..‬ويتكلمن بأسم الدين ‪ ،‬فأصبح عندهم‬
‫المر بالمنكر النهي عن العروف هو الدين فهؤلء هم أخطر‬
‫الزنادقة وألجهميه ال ان من اراد النجاة فمؤهلت اهل العلم ‪،‬‬
‫كما ذكرنا ‪،‬فأولها تقوى الله وخشية قال تبارك وتعالى )أنما‬
‫يخشى الله من عباده العلماء أن الله عزيز غفور (‪-28‬فاطر‪.‬‬
‫فهذا الذي يسمى زورا)شيخا(يحاور امرأة صحفية كاسية عارية‬
‫هل أمن على نفسه الفتنة واذا كان هو غير مهتم بآخرته فيا ترى‬
‫اكان يهتم بأخارتك انت ايها السائل ؟؟ طبعا ل يقع في حبائل‬
‫مثل هؤلء ال من هو بعيد عن الدين لن هؤلء الزنادقة والحمد‬
‫لله مكشوفين لهل المساجد المحافظين على ألسنن أقول‬
‫لهؤلء البعيدين –من باب الدعوة الى الله ‪ -‬أن ينتبهوا لنفسهم‬
‫ويتبعوا أوامر الله …‪.‬‬
‫ل يجوز للمسلمة أن تتزوج مشركا بحال من الحوال ويجوز‬
‫للمسلم أن يتزوج من مشركي أهل الكتاب ‪...‬‬
‫بين الحق تبارك وتعالى في شرعه الكريم ) سورة الممتحنة‬
‫وغيرها( وسنة النبي صلى الله عليه وسلم في العمل بمقتضى‬
‫أمر الله ‪ ،‬أنه ل يجوز بحال للمسلمة أن تتزوج أو تبقى زوجة‬
‫لمشرك إن دخلت السلم قبله ) وهذا معروف عند أهل السنة‬
‫والجماعة – والحمد لله( ‪ .‬بينما للمسلم أن يتزوج من الكتابية –‬
‫إن شاء – مع إن الفضل الزواج من المسلمات الصالحات ‪ ،‬لمر‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪)0‬تنكح المرأة لحسبها ولمالها‬
‫ولجمالها ‪ ،‬فظفر بذات الدين تربت يداك ( الحديث ‪...‬‬
‫وهذا أمر قضى به الرحمن تبارك وتعالى‬
‫وفي هذا المر من المور العجيبة من أن السلم هو تمام الحق‬
‫المطلق والخير التام للبشرية ‪....‬‬
‫ذلك أن المرأة –وحسب تكوينها الخلقي تابعة للرجل ‪ ..‬والمرأة‬
‫بذلك تتبع زوجها – لمحالة – في غالب الحوال ) إل من جاهدت‬
‫الدنيا للخلص من الشرك إلى السلم ‪ .. (...‬فلو سمح السلم‬
‫للمسلمة أن يتزوجها المشرك ‪ ،‬لكان ذلك ظلما عظيما لها ‪،‬‬
‫وكأنه – دفع بها للشرك وبالتالي إلى الجحيم ‪ ..‬والعياذ بالله ‪...‬‬
‫أما زواج المسلم من الكتابية ‪ ،‬فهو العكس تماما فهو تقريب لها‬
‫للسلم وإعطائها أعظم الفرص للدخول في السلم ومن ثم‬
‫النجاة في الدنيا والخرة حيث أن غالب المر أنها ستتبع زوجها‬
‫وأولدها ‪ ..‬وهذا ما يحدث فعل ‪ ..‬وقال تعالى )وما أرسلناك إل‬
‫رحمة للعالمين ( ألنبياء‪ .‬إل والعياذ بالله مع أولئك الذين ل‬
‫يحملون من السلم إل السم المسلم والعياذ بالله ‪ ....‬فهؤلء‬
‫والعياذ بالله ضلوا وأضلوا ‪..‬‬
‫الخاتمه‬
‫ومن هنا نعلم أن المر ل يوصف من حيث الجدية والخطوره وانه‬
‫الحق من الخالق تبارك وتعالى ‪ ،‬ونلخص هذه المقالة بما يلي ‪:‬‬
‫‪ (1‬إن أحكام الشرع السلمي ومنها ما يتعلق بالنساء من‬
‫تصرفات ولباس وتعدد زوجات ‪...‬انما هو حكم الرب تبارك‬
‫وتعالى ‪ ،‬خالق هذا النسان وهو كما أخبر في كتابه ‪ ،‬أرحم‬
‫الراحمين ‪ .‬وكون هذه الحكام منه تبارك وتعالى ثابتة بمعجزة‬
‫ألقرآن ألكريم ‪.‬الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه‬
‫تنزيل من حكيم حميد ‪ ...‬وليس كباقي النظمة او المناهج‬
‫الحياتية التي هي من صنع النسان ‪....‬‬
‫‪ (2‬أنه تبارك وتعالى قد اخبر في هذه ألمعجزة الربانيه انه شرع‬
‫لهم مافيه الخير الراجح لهم رجال ونساء‪ .‬وأن الخير والفوز ‪ :‬أول‬
‫‪ :‬آت حقا لنه وعد من الرب تعالى‪ .‬ثانيا ‪ :‬أنه يمتد إلى ما بعد‬
‫الموت بخلف الدعوات الدنيوية الوضعيه …‪ .‬التي إنما تضر‬
‫النسان ول تنفعه ‪..‬لنها إنما تشغله عن ذلك الخير العظيم‪.‬‬
‫‪ (3‬بالعمل بالسلم رجال ونساءا ‪ ، ...‬يصبح النسان هو الكرم‬
‫عند الله ‪ .‬لنه يرد على فطرته الصلية ‪.‬‬
‫قال تبارك وتعالى )يا أيها ألناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى‬
‫وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند ألله أتقاكم أن‬
‫ألله عليم خبير " ‪ 13‬الحجرات ‪.‬‬
‫‪ (4‬أن الله تبارك وتعالى لم يكلف النسان ال في حدود‬
‫استطاعته فقط‪ .‬قال تعالى )ل يكلف الله نفسا إل وسعها ‪(..‬‬
‫البقرة ‪ ...‬وليس هذا فقط ‪ .‬بل كلفهم بما يوافق فطرتهم ‪..‬‬
‫ولذلك فإن كل حكم في السلم ‪ .‬ما تعلق بالرجل أو بالمرأة‬
‫موافق للفطرة الصلية لهذا الكائن ‪ .‬قال تعالى ‪ :‬فأقم وجك‬
‫للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها ل تبديل لخلق‬
‫الله (‪.‬‬
‫‪ (5‬ان العالم الذي بفتاوه تبرأ ذمة النسان معروف صفاته في‬
‫كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهو العمل بما يعلم‪،‬‬
‫أي تقوى الله ‪ ،‬لن هذا الشرع يدعوا الى تقوى الله تعالى ‪ ،‬وقد‬
‫قال تعالى ) كبر مقتا عند الله أن تقولوا مال تفعلون ( ‪ 3‬الصف ‪.‬‬
‫أو يصبح النسان مثل اليهود ‪ ،‬والعياذ بالله ‪ ،‬قال تعالى عنهم‬
‫) أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفل‬
‫تعقلون ( ‪ 44‬البقره ‪.‬‬
‫‪(6‬أن هذا الشرع شامل لجميع بني البشر مهما كان الجنس أو‬
‫اللغة او اللون فهو مخاطب به ومكلف به ومسؤول يوم‬
‫القيامة ‪ ..‬قال تعالى )وما أرسلناك ال كافة للناس بشيرا ونذيرا (‬
‫‪.‬‬
‫بل والجن كذلك مكلفين به قال تبارك وتعالى )وما أرسلناك أل‬
‫رحمة للعالمين ( ‪ 107‬ألنبياء ‪.‬‬
‫‪ (7‬إن الدعوات الخرى غير ما شرع الله حقيقة في كتابه وسنة‬
‫نبيه‪ ،‬وخصوصا منع أو تعقيد تعدد الزوجات قد أضرت بالمرأة‬
‫ضررا فاحشا ‪ .‬والحقت بها ظلما عظيما‪ .‬لنها إنما حرمتها حكما‬
‫حكمه خالقها العلم بالرجل والمرأة وهو أرحم الراحمين ‪ .‬تبارك‬
‫وتعالى ‪ ،‬فحرمت بتشريعاتهم الوضعية هذه فرص الزواج‬
‫وتحصيل السكن والطمأنينة التي جعلها الله في الزواج وتأسيس‬
‫عائلة ‪ ...‬وحرمتها كذلك المومة ‪ .‬وبدل من ذلك يجعلها متاعا‬
‫سهل وأداة لقضاء الرغبات السريعة بينما هي تحترق من‬
‫الداخل ‪ ..‬لنها إنسان ‪ ...‬بشر وليس مجرد متاع ‪ .‬كما ويشغلها‬
‫هذا ألضراب وعدم الطمأنينة يشغلها عن عبادة ربها والفوز‬
‫بالنعيم المقيم في الدار الخره‪..‬‬
‫ولهذا فانني ادعو الى التوبة والرجوع وطلب المغفرة من الله‬
‫لن الصلة ‪ ،‬إن قصد بها‬ ‫تبارك وتعالى وأقامة الصلة قلبا وقالبا ْ‬
‫وجه الله تعالى ‪ ،‬فل بد أن تنهى عن الفحشاء والمنكر(‪ .‬كما قال‬
‫تعالى ) إن الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر‬
‫والله يعلم ما تصنعون ( ‪ 45‬العنكبوت ‪.‬‬
‫ربنا تقبل منا وأرحمنا وأغفر لنا أنك أنت السميع العليم‪ ،‬وصلي‬
‫اللهم على نبيك محمدا‪ ،‬المبعوث رحمة للعالمين … وآخر دعوانا‬
‫أن الحمد لله رب ألعالمين …‬
‫**** انتهى ****‬
‫سليمان الصقر‬
‫=================‬
‫لماذا ل يتحجب الرجل؟‬
‫ً‬
‫تزداد الحملت العدائية الموجهة ضد السلم يوما بعد يوم ‪ ،‬وذلك‬
‫من اجل التأثير على أفكار معتنقيه وتنفير الخرين منه ‪ .‬ول يعدو‬
‫المر أن يكون محاولة لبعاد السلم والمسلمين عن الحياة‬
‫العملية ‪ ،‬لن السلم دين مؤثر عمليا ً ‪ ،‬وسبق أن حكم به‬
‫المسلمون الدنيا فترة طويلة ‪ ،‬ومن غير المستبعد أن تتكرر هذه‬
‫التجربة مرة أخرى ‪.‬‬
‫تتركز المحاولت بشراسة من اجل محاولة النفاذ إلى السلم‬
‫من خلل المرأة ؛ فالمرأة مقتل لية أمة يمكن الوصول إليها من‬
‫خللها ‪ ،‬وذلك ِلما للمرأة من أدوار فعالة ل تقوم الحياة بدونها ‪.‬‬
‫كما أن أعداد النساء الداخلت في السلم في ازدياد ل سيما في‬
‫بلد الغرب ‪ ،‬مما يشجع على تصويب السهام تجاه الفكار‬
‫الخاصة بالمرأة ‪ .‬لذلك تجد الهجوم يتركز على عقل المرأة وأن‬
‫السلم ينتقص منه ‪ ،‬وعلى الحجاب ‪ ،‬وعلى التعدد ‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من الفكار السلمية ‪.‬‬
‫فلسفة السلم في النظرة إلى الرجل والمرأة‬
‫يسلط السلم النظر في العلقة ما بين المرأة والرجل على‬
‫التكاثر وبناء السرة السعيدة ‪ ،‬في علقة متكاملة ما بين الفرد‬
‫والجماعة ؛ فتراه ُيسهل كل ما يؤدي إلى ذلك ‪ ،‬ويحد من كل ما‬
‫يعيق تحقيق هذه المهمة ‪ .‬وهو بهذا يخالف الحضارة الغربية التي‬
‫تجعل من الجنس هدفا ً ‪ ،‬فتسهل كل ما يحقق هذا الهدف ‪ ،‬في‬
‫حين أن السلم يعتبره وسيلة لتحقيق الهدف المنشود ‪ ،‬وانه‬
‫يأتي بشكل تلقائي في سعينا لتحقيق ذلك الهدف ‪.‬‬
‫فالسلم يحصر العلقة ما بين الرجل والمرأة في الزواج ويحث‬
‫عليه ويسهل كل ما يؤدي إليه ‪ ،‬ويحث على تكثير النسل ‪ .‬كما‬
‫انه يمنع الختلط لغير سبب ‪ ،‬ويمنع التبرج والخلوة ‪ ،‬ويدعو إلى‬
‫ستر العورات ‪ ،‬كما انه يمنع شيوع الفكار الجنسية والمثيرة من‬
‫قصص وكتابات وأفلم ومسلسلت يمكن أن تؤدي إلى تسهيل‬
‫شيوع الفاحشة والدعوة إليها ‪.‬‬
‫كما أن السلم يراعي الفطرة والتكوين الجسدي لكل من‬
‫المرأة والرجل من الناحية النسانية ‪ ،‬ويراعى الفروق بينهما ‪.‬‬
‫فهو ل ُيغفل أمر الغرائز في النسان ‪ ،‬ول يطلق لها العنان ول‬
‫يكبتها كل الكبت ‪ ،‬بل يراعي العوامل المؤثرة فيها ‪ ،‬ويضبطها‬
‫بضوابط تكفل لها السير الحسن ‪ ،‬ويهذبها ويسيرها في اتجاه‬
‫السعادة ‪ .‬ويجعل التعاون أساسا للعلقة ما بين الرجل والمرأة‬
‫من اجل أن يتحقق الهدف المنشود ‪ ،‬ويدعو إلى عدم النظر إلى‬
‫الخر بنظرة الحسد وتمنى ما لم يحصل عليه ‪ .‬كما انه يجعل‬
‫للعقل سلطانا ً ليدرك به صاحبه عاقبة المور ولينظر فيما يضمن‬
‫تحقيق الهدف ‪ .‬وبغير ذلك تستوي المور بين النسان والبهائم ‪،‬‬
‫لن هذه تسير وفق الغرائز المبرمجة فيها ‪ ،‬والنسان له عقل‬
‫يميز به الشياء ويدرك به عاقبة المور ‪.‬‬
‫وهذا يعني أن المسلم إذا نظر إلى المرأة فإن نظرته تكون لجل‬
‫الزوجية أي التكاثر ‪ ،‬والمرأة المسلمة إذا نظرت إلى الرجل‬
‫تكون نظرتها لجل ذلك أيضا ‪ .‬ول بد من غض البصر على مبدأ‬
‫أن النظرة الولى لك والثانية عليك ‪ ،‬فل ينظر أي منهما للخر‬
‫نظرة شهوة إل على أساس من الحلل الذي هدفه التكاثر ‪ .‬وبناء‬
‫عليه فان للرجل أن يطلب اكثر من امرأة للزواج إلى الحد‬
‫القصى وهو أربع نسوة ‪ ،‬في حين أن المرأة ل يمكنها أن تعدد‬
‫لن ذلك يتنافى مع مبدأ التكاثر الذي أشرنا إليه ‪ .‬فالرجل يمكنه‬
‫أن ينجب من اكثر من واحدة ‪ ،‬أما المرأة فل يمكنها أن تنجب إل‬
‫من واحد مهما كثر عدد المجتمعين عليها ‪.‬‬
‫لماذا ل يتحجب الرجل؟‬
‫الحجاب شعار متحرك في الطرقات والمحال والمؤسسات‬
‫وأماكن العمل ‪ ،‬فهو وسيلة دعوية متحركة وفاعلة حتى لو لم‬
‫تد ْع ُ صاحبته إلى ذلك ‪ ،‬أو لم تكن هي نفسها قدوة تحترم هذا‬
‫الزي الذي ترتديه ‪ .‬فمجرد وجود هذا الحجاب أو اللباس الشرعي‬
‫كاف لثارة أعداء السلم والعمل على محاربته ‪ .‬وقد تنوعت‬
‫أساليب العمل على خلع الحجاب والتخلص منه ‪ ،‬ومنها المناداة‬
‫بحجاب للرجل مثل حجاب المرأة ‪ .‬وبما انهم يعلمون تماما انه ل‬
‫حجاب على الرجل في السلم ‪ ،‬فانهم اتخذوا ذلك منفذا‬
‫للتخفيف من حجاب المرأة ‪ .‬والحجة في ذلك أن ما يثير الرجل‬
‫من المرأة هو نفسه ما يثير المرأة من الرجل ‪ ،‬فل بد أن‬
‫يتساوى الثنان في اللباس ‪ .‬فإذا لم يحصل وكان الرجل له الحق‬
‫في التخفيف من اللبس كالقميص والبنطلون وغير ذلك ‪ ،‬فل اقل‬
‫أن ُيسمح للمرأة بذلك ‪.‬‬
‫لكن السلم يوجب ستر العورة لكل من الرجل والمرأة ‪ ،‬على‬
‫اختلف في المذاهب على مستوى الستر ؛ فيتراوح عند المرأة‬
‫ما بين جميع الجسد أو الوجه والكفين ‪ ،‬وما بين السرة والركبة‬
‫عند الرجل ‪ .‬كما ُيشترط في اللباس أل يصف ‪ ،‬ول يشف ما تحته‬
‫‪ ،‬ول يكون مثيرا ً أو ملفتا ً للنظر ‪ ،‬مع مطالبة الطرفين بغض‬
‫البصر ‪ .‬فهل يعني الختلف في اللباس ما بين المرأة والرجل‬
‫وجود اختلف أيضا في طبيعة الثارة وطبيعة الجسد عند كل‬
‫منهما؟ هذا مع العلم أن كل من المرأة والرجل إنسان بالدرجة‬
‫الولى ‪ ،‬وما عند هذا من الغرائز هو ما عند تلك ‪ ،‬فأين الفرق؟‬
‫المرأة بحكم طبيعة تكوينها الجسدي مثيرة ‪ ،‬لذلك جاء التركيز‬
‫على لباسها لمنع الثارة والذى ‪ .‬فالمرأة مطلوبة ‪ ،‬وذلك على‬
‫الرغم من أن لها نفس غرائز الرجل وما يثيرها يثيره ‪ ،‬لكن‬
‫الختلف يكمن في المستوى ونقطة البدء ‪ .‬فإذا كان الرجل‬
‫مثارا ً ومهيئا ً أي تغلب عليه الشهوة لي سبب فانه يطلب‬‫ُ‬
‫المرأة ‪ ،‬وقد يلجا إلى العنف ‪ ،‬وإذا لم يكن هناك ما يردعه‬
‫فسيقضي شهوته منها رغما ً عنها ‪ .‬لكن لننظر إلى العكس ‪ ،‬لو‬
‫أن المرأة هي التي تشتهي الرجل وطلبته ‪ ،‬فانه يلزمها في هذه‬
‫الحالة أن تثيره أول ً ‪ ،‬ثم بعد ذلك تقضي منه شهوتها ‪ .‬أما إذا لم‬
‫يتهيج فمن العسير عليها أن تأخذ منه شيئا ‪ ،‬ومن هنا كانت‬
‫الثارة من قبل المرأة سواء كانت طالبة أم مطلوبة ‪.‬‬
‫ومما يؤكد أن المرأة هي المطلوبة وأنها عرضة للذى ‪ ،‬ما يحصل‬
‫في الحروب وفي حالت الغتصاب ؛ فنرى كيف ينقض الجنود‬
‫المحتلون على النساء مثل الكلب المسعورة ‪ .‬أما ما يقال من‬
‫أن الغتصاب انعكاس لمرض نفسي فغير صحيح ‪ ،‬بل هو دليل‬
‫على شدة طلب الرجل للمرأة ‪ ،‬وانه يحصل على ما يريد منها‬
‫بالقوة لنها تقاوم بطبيعتها فيبادل المقاومة بأخرى ‪.‬‬
‫شبهات أخرى‬
‫• الحجاب ل يمنع الرجل من أن يهاجم المرأة ل في الحرب ول‬
‫في السلم ‪ ،‬والدليل ما حصل في البوسنة والهرسك وحالت‬
‫الغتصاب للمحجبات وغيرهن ‪ .‬نقول أن هذا ل يمنعه البتة ولكنه‬
‫يخففه ‪ ،‬كما انه يؤكد أن المرأة مطلوبة سواء كانت محجبة أم ل‬
‫‪ ،‬لكن الحجاب يضع في طريقه عقبات كثيرة ‪.‬‬
‫• المرأة تتحجب خوفا من الرجال ‪ .‬الحجاب فرض من الله‬
‫ويجب أن يكون طاعة لله وخوفا من عقوبته ‪ .‬لنه إذا كان‬
‫اللباس بسبب معين فانه يمكن أن يزول بزوال هذا السبب ‪،‬‬
‫وهذا غير صحيح ‪ ،‬بل لن الله فرضه وهذا دائم ‪ .‬ولباس المرأة‬
‫فرض سواء حدثت إثارة أم لم تحدث ‪ ،‬وسواء تعرضت لعتداء‬
‫الرجال أم ل ‪ ،‬وسواء فتنت الرجال أم ل ‪ ،‬وسواء افتتن بها‬
‫الرجال أم ل ‪.‬‬
‫• التركيز على الحجاب يعني أن المرأة سلعة جنسية ‪ ،‬وان‬
‫المقصود هو حماية الرجل ‪ .‬وهل هناك من ينكر أن المرأة فيها‬
‫غريزة الجنس وان الرجل فيه نفس الغريزة؟ ثم إنها حماية لكل‬
‫منهما وليس لواحد على حساب الخر ‪ ،‬لكننا بّينا أن المرأة لها‬
‫وضعية تختلف عن الرجل من حيث إثارته ‪ ،‬فهي المطلوبة وهي‬
‫العرضة للذى في النهاية ‪ .‬والوضع إجمال هو حماية لكل منهما‬
‫على حد سواء ‪ ،‬لن الحياة ل تستقيم والشهوات مثارة ‪ ،‬فمصير‬
‫ذلك القلق الدائم ‪.‬‬
‫هل لنا أن نتساءل؟‬
‫هناك من يتساءل ‪ :‬إذا كان السلم دين الله فكيف يستطيع‬
‫هؤلء أن يشككوا فيه ويعملوا على تفكيك عراه الواحدة تلو‬
‫الخرى؟ وبدل ً من الحديث عن تقاعس أهله عن القيام به ‪ ،‬أو‬
‫عزو المر إلى شدة بأس أعدائه وما إلى ذلك ‪ ،‬ل بد من إظهار‬
‫الجانب الفكري في الموضوع ‪ .‬فنقول إن الذي يسهل مهاجمة‬
‫مطّبق ؛ فالسلم‬ ‫أفكار السلم هو النظر إليه مجزءا ً وغير ُ‬
‫بطبيعته متكامل وينبع من أصول ل بد من مراعاتها في النظر‬
‫إلى أحكامه ‪ .‬وهذه الحكام يرتبط بعضها ببعض من حيث‬
‫التطبيق الشامل لها والتعاون ما بين الفرد والجماعة ‪ ،‬لذلك من‬
‫الصعب أن نلمس أثرها وهي غير مطبقة بهذا الشكل ‪ .‬أضف‬
‫إلى ذلك أن كثيرا ً من الجتهادات ليست عملية ‪ ،‬ولم تج ِ‬
‫ر‬
‫مراجعتها على مر الزمن ‪ ،‬كما أن هناك الكثير من الحكام التي‬
‫كم المستفادة منها ‪ ،‬ل سيما ما‬ ‫ح َ‬
‫يجهل المسلمون واقعها وال ِ‬
‫يمكن أن نخاطب به الناس بلغة العصر الحاضر‬
‫عزيز محمد أبوخلف‬
‫باحث إسلمي‬
‫‪amakhalaf@gawab.com‬‬
‫================‬
‫لماذا الهتمام بالحجاب وهو ليس من أركان‬ ‫‪• 1‬‬
‫السلم‬
‫لماذا الهتمام بالحجاب وهو ليس من أركان السلم‬
‫سؤال رقم ‪9515‬‬
‫سؤال‪:‬‬
‫هل بوسع أحد أن يقول أنه إذا كان الحجاب ليس من أركان‬
‫السلم الخمسة فإنه ليس بتلك الهمية ؟‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫هذا خطأ ‪ ،‬فالحجاب فرض على المرأة ‪ ،‬وهو أمرها بستر زينتها‬
‫بما في ذلك وجهها وصدرها وسائر زينتها ‪ ،‬وقد فرض عليها‬
‫حماية لها ‪ ،‬وصيانه لها عن البتذال وعن المتهان ‪ ،‬وذلك لن‬
‫ل لنظر المفتونين فإذا تكشفت‬ ‫ل للشهوة ‪ ،‬ومح ٌ‬‫المرأة مح ٌ‬
‫وأظهرت زينتها تبعتها الشهوات ‪ ،‬وتعلق بها الناس وتابعوها ‪،‬‬
‫وكان ذلك سببا في كثرة الفواحش من الزنا ومقدماته ‪ ،‬ففرض‬
‫عليها وأمرت به بقوله تعالى ‪ ) :‬وليضربن بخمرهن على‬
‫جيوبهن ( والخمار هو ما يتدلى من الرأس فيغطي الوجه ‪،‬‬
‫وكذلك الجلباب وهو الرداء الذي تستر به نفسها فل يبدو منها‬
‫شيئا ‪.‬‬
‫وقال تعالى ‪ ) :‬وإذا سألتموهن متاعا ً فسألوهن من وراء حجاب (‬
‫فهو إذن حماية للمرأة حتى ل تكون محل لتلعب الناس بها ‪.‬‬
‫الشيخ عبد الله بن جبرين ‪.‬‬
‫=================‬
‫هل السلم يساوي بين الرجل والمرأة‬ ‫‪• 2‬‬
‫هل هناك ذكر لمساواة المرأة بالرجل في القرآن الكريم ؟‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫أول ‪:‬‬
‫مصطلح ‪ -‬المساواة – الذي ينادي به كثير من المفكرين في‬
‫الشرق والغرب في مجالت الحياة المتعددة مصطلح يقوم على‬
‫اعوجاج وقلة إدراك ل سيما إن تحدث المتحدث ونسب المساواة‬
‫للقرآن الكريم أو للدين الحنيف ‪.‬‬
‫ومما يخطئ الناس في فهمه قولهم ‪ :‬السلم دين المساواة ‪،‬‬
‫والصحيح أن يقولوا ‪ :‬السلم دين العدل ‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى ‪: -‬‬
‫وهنا يجب أن نعرف أن من الناس من يستعمل بدل العدل‬
‫المساواة وهذا خطأ ‪ ،‬ل يقال ‪ :‬مساواة ؛ لن المساواة تقتضي‬
‫عدم التفريق بينهما ‪ ،‬ومن أجل هذه الدعوة الجائرة إلى‬
‫التسوية صاروا يقولون ‪ :‬أي فرق بين الذكر والنثى ؟ سووا بين‬
‫الذكور والناث ‪ ،‬حتى إن الشيوعية قالت ‪ :‬أي فرق بين الحاكم‬
‫والمحكوم ؟ ل يمكن أن يكون لحد سلطة على أحد حتى بين‬
‫م جّرا ً ‪.‬‬
‫الوالد والولد ليس للوالد سلطة على الولد ‪ ،‬وهل ّ‬
‫لكن إذا قلنا بالعدل وهو إعطاء كل أحد ٍ ما يستحقه ‪ :‬زال هذا‬
‫المحذور ‪ ،‬وصارت العبارة سليمة ‪ ،‬ولهذا لم يأت في القران‬
‫أبدا ً ‪ " :‬إن الله يأمر بالتسوية " لكن جاء ‪ } :‬إن الله يأمر بالعدل‬
‫{ النحل‪ } ، 90/‬وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل {‬
‫من قال ‪ :‬إن دين السلم دين‬ ‫النساء‪ ، 58/‬وكذب على السلم َ‬
‫المساواة ‪ ،‬بل دين السلم دين العدل وهو الجمع بين المتساوين‬
‫والتفريق بين المفترقين ‪.‬‬
‫من يعرف دين السلم ‪ ،‬بل‬ ‫أما أنه دين مساواة فهذه ل يقولها َ‬
‫الذي يدلك على بطلن هذه القاعدة أن أكثر ما جاء في القرآن‬
‫هو نفي المساواة ‪ } :‬قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل‬
‫يعلمون { الزمر‪ } ، 9/‬قل هل يستوي العمى والبصير أم هل‬
‫تستوي الظلمات والنور { الرعد‪ } ، 16/‬ل يستوي منكم من‬
‫أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا‬
‫من بعد وقاتلوا { الحديد‪ } ، 10/‬ل يستوي القاعدون من‬
‫المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم‬
‫وأنفسهم { النساء‪ ، 95/‬ولم يأت حرف واحد في القرآن يأمر‬
‫بالمساواة أبدا ً إنما يأمر بالعدل ‪ ،‬وكلمة العدل أيضا تجدونها‬
‫مقبولة لدى النفوس فأنا أشعر أن لي فضل ً على هذا الرجل‬
‫بالعلم ‪ ،‬أو بالمال ‪ ،‬أو بالورع ‪ ،‬أو ببذل المعروف ‪ ،‬ثم ل أرضى‬
‫بأن يكون مساويا ً لي أبدا ً ‪.‬‬
‫كل إنسان يعرف أن فيه غضاضة إذا قلنا بمساواة ذكر بأنثى ‪.‬‬
‫" شرح العقيدة الواسطية " ) ‪. ( 181-180 / 1‬‬
‫وعليه ‪ :‬فالسلم لم يساو بين الرجل والمرأة في المور التي لو‬
‫ساوى بينهما لظلم أحدهما ؛ لن المساواة في غير مكانها ظلم‬
‫شديد ‪.‬‬
‫فالقرآن أمر المرأة أن تلبس غير الذي أمر به الرجل ‪ ،‬للفارق‬
‫في فتنة كل من الجنسين بالخر فالفتنة بالرجل أقل من الفتنة‬
‫بالمرأة فكان لباسها غير لباسه ‪ ،‬إذ ليس من الحكمة أن يأمر‬
‫المرأة أن تكشف من بدنها ما يكشف الرجل لختلف الفتنة في‬
‫بدنها وبدنه – كما سنبينه ‪. -‬‬
‫ثانيا ً ‪:‬‬
‫هناك أموٌر تختلف فيها المرأة عن الرجل في الشريعة السلمية‬
‫ومنها ‪:‬‬
‫القوامة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قال الله تعالى ‪ } :‬الرجال قوامون على النساء بما فضل الله‬
‫بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم { النساء‪. 34/‬‬
‫قال ابن كثير – رحمه الله تعالى ‪: -‬‬
‫يقول تعالى } الرجال قوامون على النساء { أي ‪ :‬الرجل قّيم‬
‫على المرأة ‪ ،‬أي ‪ :‬هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا‬
‫اعوجت ‪.‬‬
‫} بما فضل الله بعضهم على بعض { أي ‪ :‬لن الرجال أفضل من‬
‫النساء ‪ ،‬والرجل خير من المرأة ‪ ،‬ولهذا كانت النبوة مختصة‬
‫ملك العظم ‪ ،‬لقوله صلى الله عليه وسلم "‬ ‫بالرجال ‪ ،‬وكذلك ال ُ‬
‫لن يفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة " رواه البخاري من حديث عبد‬
‫الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ‪ ،‬وكذا منصب القضاء ‪ ،‬وغير ذلك ‪.‬‬
‫} وبما أنفقوا من أموالهم { أي ‪ :‬من المهور والنفقات والكلف‬
‫التي أوجبها الله عليهم لهن في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فالرجل أفضل من المرأة في نفسه وله الفضل عليها‬
‫والفضال فناسب أن يكون قّيما ً عليها كما قال الله تعالى‬
‫} وللرجال عليهن درجة { الية ‪.‬‬
‫وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ‪ } :‬الرجال قوامون‬
‫على النساء { يعنى أمراء عليهن أي ‪ :‬تطيعه فيما أمرها الله به‬
‫من طاعته ‪ ،‬وطاعته أن تكون محسنة لهله حافظة لماله‪". .‬‬
‫تفسير ابن كثير " ) ‪. ( 490 / 1‬‬
‫الشهادة ‪ :‬إذ جعل القرءان شهادة الرجل بشهادة امرأتين‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.‬‬
‫قال الله تعالى ‪ }:‬واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا‬
‫رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل‬
‫إحداهما فتذكر إحداهما الخرى { البقرة‪. 282/‬‬
‫قال ابن كثير ‪:‬‬
‫وإنما أقيمت المرأتان مقام الرجل لنقصان عقل المرأة كما قال‬
‫مسلم في صحيحه …‪.‬عن أبي هريرة عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬أنه قال ‪ " :‬يا معشر النساء تصدقن ‪ ،‬وأكِثرن الستغفار‬
‫فإني رأيتكن أكثر أهل النار ‪ ،‬فقالت امرأة منهن جزلة ‪ :‬وما لنا يا‬
‫رسول الله أكثر أهل النار؟ قال ‪ :‬تكثرن اللعن ‪ ،‬وتكفرن‬
‫العشير ‪ ،‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن ‪،‬‬
‫قالت يا رسول الله ‪ :‬ما نقصان العقل والدين ؟ قال ‪ :‬أما نقصان‬
‫عقلها فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل‬
‫وتمكث الليالي ل تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين‬
‫" ‪ ".‬تفسير ابن كثير " ) ‪. ( 336 / 1‬‬
‫وقد يوجد بعض النساء أعقل من بعض الرجال ولكن ليس هذا‬
‫هو الصل ول الكثر والشريعة مبناها على العم الغلب ‪.‬‬
‫وليس نقص عقل المرأة يعني أنها مجنونة ولكن تغلب عاطفتها‬
‫عقلها في كثير من الحيان ‪ ،‬وتحدث لها هذه الحالة أكثر مما‬
‫يحدث عند الرجل ول ُينكر هذا إل مكابر ‪.‬‬
‫‪ -3‬المرأة ترث نصف الرجل ‪:‬‬
‫قال الله تعالى ‪ } :‬يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ‬
‫النثيين { النساء‪. 11/‬‬
‫قال القرطبي ‪:‬‬
‫ولن الله تعالى أعلم بمصالحهم منهم فوضع القسمة بينهم على‬
‫التفاوت على ما علم من مصالحهم ‪.‬‬
‫" تفسير القرطبي " ) ‪. ( 164 / 5‬‬
‫ومن ذلك أن الرجل عليه نفقات أكثر مما على المرأة فيناسب‬
‫أن يكون له من الميراث أكثر مما للمرأة ‪.‬‬
‫‪ -4‬اللباس ‪:‬‬
‫فعورة المرأة تكون في بدنها كله وأقل ما قيل في عورتها أنها ل‬
‫تكشف إل الكفين والوجه ‪ .‬وقيل ل تكشف شيئا من ذلك ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ } :‬يا أيها النبي قل لزواجك وبناتك ونساء المؤمنين‬
‫يدنين عليهن من جلبيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فل يؤذين وكان‬
‫الله غفورا رحيما ً { الحزاب‪. 59/‬‬
‫والرجل عورته من السرة إلى الركبة‬
‫قيل لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب حدثنا ما سمعت من‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رأيت منه ول تحدثنا عن‬
‫غيره وإن كان ثقة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬ما بين السرة إلى الركبة عورة " ‪.‬‬
‫سنه اللباني في "‬ ‫رواه الحاكم في المستدرك ) ‪ . ( 6418‬وح ّ‬
‫صحيح الجامع " ) ‪. ( 5583‬‬
‫والمثلة على سبيل التوضيح ل الحصر ‪,‬‬
‫وهناك فوارق أخرى بين الجنسين منها ‪:‬‬
‫أن الرجل يتزوج أربع نسوة ‪ ،‬والمرأة ليس لها إل زوج واحد ‪.‬‬
‫ومن ذلك ‪ :‬أن الرجل يملك الطلق ويصح منه ‪ ،‬ول يصح منها‬
‫الطلق ول تملكه ‪.‬‬
‫ومن ذلك ‪ :‬أن الرجل يتزوج من الكتابية ‪ ،‬والمرأة المسلمة ل‬
‫تتزوج إل مسلما ً ‪.‬‬
‫ومن ذلك ‪ :‬أن الرجل يسافر بل زوجة أو أحد من محارمه ‪، ،‬‬
‫والمرأة ل تسافر إل مع محرم ‪.‬‬
‫ومن ذلك ‪ :‬أن الصلة في المسجد حتم على الرجال ‪ ،‬وهي على‬
‫النساء على خلف ذلك ‪ ،‬وصلتها في بيتها أحب إلى الله ‪.‬‬
‫وهي تلبس الحرير والذهب ‪ ،‬ول يلبسه الرجل ‪.‬‬
‫م على اختلف الرجل عن المرأة ؛ لن الذكر‬ ‫ذكر قائ ٌ‬‫وكل ما ُ‬
‫ليس كالنثى ‪ ،‬فقد قال الله تعالى ‪ } :‬وليس الذكر كالنثى { آل‬
‫عمران‪ ، 36/‬فالذكر يفارق النثى في أمور كثيرة في قوته ‪ ،‬وفي‬
‫بدنه ‪ ،‬وصلبته ‪ ،‬وخشونته ‪ ،‬والمرأة ناعمة لينة رقيقة ‪.‬‬
‫عرف الرجل بقوة إدراكه ‪ ،‬وذاكرته‬ ‫ويختلف عنها في العقل إذ ُ‬
‫بالنسبة إليها ‪ ،‬وهي أضعف منه ذاكرة وتنسى أكثر منه ‪،‬وهذا‬
‫مشاهد في أغلب العلماء والمخترعين في العالم هم من‬
‫الرجال ‪ ،‬ويوجد بعض النساء أذكى من بعض الرجال وأقوى منهم‬
‫ذاكرة ولكن هذا ل ُيلغي الصل والكثر كما تقدم ‪.‬‬
‫وفي العواطف فهو يتملكها عند غضبه وفرحه ‪ ،‬وهي تتأثر بأقل‬
‫المؤثرات العاطفية ‪ ،‬فدموعها ل تلبث أن تستجيب لقل حادثة‬
‫عاطفية ‪.‬‬
‫ومن ذلك أن الجهاد على الرجال ‪ ،‬والنساء ليس عليهن جهاد‬
‫القتال ‪ ،‬وهذا من رحمة الله بهن ومن المراعاة لحالهن ‪.‬‬
‫فحتم أن نقول ‪ :‬وليست أحكام الرجل كأحكام النثى ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪:‬‬
‫وى الشرع بين المرأة والرجل في كثير من العبادات‬ ‫س ّ‬
‫والمعاملت ‪ :‬فمن ذلك أنها تتوضأ كوضوء الرجل ‪ ،‬وتغتسل‬
‫كغسله ‪ ،‬وتصلي كصلته ‪ ،‬وتصوم كصيامه إل أن تكون في حال‬
‫حيض أو نفاس ‪ ،‬وتزكي كما أنه يزكي ‪ ،‬وتحج كحجه – وتخالفه‬
‫في يسير من الحكام ‪ -‬ويجوز البيع منها ويقبل ‪ ،‬وكذا لو تصدقت‬
‫جاز منها ‪ ،‬ويجوز لها أن تعتق من عبيدها ما ملكت يمينها ‪ ،‬وغير‬
‫ذلك كثير لن النساء شقائق الرجال كما في الحديث ‪:‬‬
‫عن عائشة قالت ‪ :‬سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن‬
‫الرجل يجد البلل ول يذكر احتلما‪ ،‬قال‪ :‬يغتسل ‪ ،‬وعن الرجل‬
‫يرى أنه قد احتلم ولم يجد بلل ً ‪ ،‬قال‪ :‬ل غسل عليه ‪ ،‬قالت أم‬
‫سلمة ‪ :‬يا رسول الله هل على المرأة ترى ذلك غسل ؟ قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬إن النساء شقائق الرجال ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ) ‪ ( 113‬وأحمد )‪ (25663‬وصححه اللباني في "‬
‫صحيح الترمذي " ) ‪. ( 98‬‬
‫فالخلصة ‪:‬‬
‫أن المرأة تماثل الرجل في أمور وتفارقه في أخرى وأكثر أحكام‬
‫الشريعة السلمية تنطبق على الرجال والنساء سواء ‪ ،‬وما جاء‬
‫من التفريق بين الجنسين ينظر إليه المسلم على أنه من رحمة‬
‫الله وعلمه بخلقه ‪ ،‬وينظر إليه الكافر المكابر على أنه ظلم ‪،‬‬
‫ويركب رأسه ليزعم المساواة بين الجنسين فليخبرنا كيف يحمل‬
‫الرجل جنينا ً ويرضعه ويركب رأسه وهو يرى ضعف المرأة وما‬
‫ينزل عليها من الدم حال الدورة الشهرية ‪ ،‬وهكذا يظل راكبا ً‬
‫ل المسلم مطمئنا ً‬ ‫رأسه حتى يتحطم على صخرة الواقع ‪ ،‬ويظ ّ‬
‫باليمان مستسلما ً لمر الله ) أل يعلم من خلق وهو اللطيف‬
‫الخبير ( الملك‪14/‬‬
‫والله أعلم ‪.‬‬
‫الشيخ محمد صالح المنجد‬
‫====================‬
‫إذا جاز للمرأة أن تسكن بمفردها فلم ل‬ ‫‪• 3‬‬
‫تسافر دون محرم؟‬
‫هل يجوز للمرأة أن تعيش بمفردها ؟ إذا كان يجوز لها السكن‬
‫بمفردها فلماذا ل يجوز لها السفر بمفردها ؟‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫للمرأة أن تعيش بمفردها بشرط أن تأمن على نفسها ‪ ،‬وليست‬
‫من أهل التهمة والريبة ‪ ،‬وأما سفرها بل محرم ‪ ،‬فهو منهي عنه‬
‫نهيا صريحا‪ ،‬كما في الحديث الذي رواه البخاري )‪ (1729‬ومسلم‬
‫صّلى‬ ‫ي َ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬‫س َر ِ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫)‪ (2391‬ع َ ْ‬
‫َ‬
‫خ ُ‬
‫ل‬ ‫حَرم ٍ َول ي َد ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫معَ ِذي َ‬ ‫مْرأة ُ ِإل َ‬ ‫سافِْر ال ْ َ‬ ‫م ‪ ) :‬ل تُ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬‫الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ل الل ّهِ إ ِّني أِريد ُ أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫حَر ٌ‬ ‫م ْ‬‫معََها َ‬‫ل ِإل وَ َ‬ ‫ع َل َي َْها َر ُ‬
‫ج ٌ‬
‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫معََها (‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫خُر ْ‬ ‫لا ْ‬‫قا َ‬ ‫ج فَ َ‬ ‫ريد ُ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫مَرأِتي ت ُ ِ‬ ‫ذا َوا ْ‬ ‫ذا وَك َ َ‬
‫ش كَ َ‬ ‫جي ْ ِ‬ ‫ج ِفي َ‬ ‫خُر َ‬
‫وهذا من تمام الحكمة ‪ ،‬فإن السفر مظنة التعب والمشقة ‪،‬‬
‫والمرأة لضعفها تحتاج لمن يؤازرها ويقف إلى جوارها ‪ ،‬وقد ينزل‬
‫بها ما يفقدها صوابها ‪ ،‬ويخرجها عن طبيعتها ‪ ،‬في حال غياب‬
‫محرمها ‪ ،‬وهذا مشاهد معلوم اليوم لكثرة حوادث السيارت‬
‫وغيرها من وسائل النقل ‪.‬‬
‫وأيضا ‪ :‬سفرها بمفردها يعرضها للغراء والمراودة على الشر ‪،‬‬
‫لسيما مع كثرة الفساد ‪ ،‬فقد يجلس إلى جوارها من ل يخاف‬
‫الله ‪ ،‬ول يتقيه ‪ ،‬فيزين لها الحرام ‪.‬‬
‫ولو فرض أنها تسافر وحدها في سياراتها ‪ ،‬فهي معرضة لمخاطر‬
‫أخرى من نحو تعطل سيارتها ‪ ،‬أو تآمر أهل السوء عليها ‪ ،‬وغير‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫وبهذا يتضح أن السلم سبق النظم كلها في رعاية المرأة‬
‫وحفظها واحترامها وتقديرها‪ ،‬واعتبارها درة ثمينة يجب أن تصان‬
‫عن المفاسد والشرور‪.‬‬
‫ونحن نسلم لمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ونعلم‬
‫أن فيه تمام الحكمة والرحمة‪ ،‬لن الله تعالى ل يحرم على عباده‬
‫إل ما فيه مفسدة ومضرة لهم ‪.‬‬
‫ول يصح أن يقال السفر على إقامة المرأة في بيت بمفردها في‬
‫بلدها ‪ ،‬لن المخاطر في السفر أكثر منها في بلد القامة ‪ ،‬فإنها‬
‫في بلدها لو حدث لها شيء أو احتاجت من يغيثها لوجدت من‬
‫يساعدها ‪ ،‬ويخشى أهل الشر والفساد من العتداء عليها وهي‬
‫في بلدها وبيتها ما ل يخشون في حال سفرها ‪.‬‬
‫والله أعلم ‪.‬‬
‫السلم سؤال وجواب‬
‫===============‬
‫شبهات من نصراني حائر‬ ‫‪• 4‬‬
‫سؤال‪:‬‬
‫قرأت في الصحيفة أن ‪ %15‬من القرآن يتحدث عن المسيح ؛‬
‫وكذلك فقد قرأت في النسخة النجليزية )لمعاني( القرآن أن‬
‫محمدا كان يؤمن بالمسيح وإبراهيم وبجميع النبياء وبكتبهم التي‬
‫سبقت القرآن ‪ .‬إذا كان المر كذلك‪ ,‬فلماذا يقبل القرآن ببعض‬
‫التعاليم الواردة في الكتاب المقدس ‪ ,‬مثل معجزات المسيح ‪,‬‬
‫وعدم وقوعه في المعصية‪ ,‬وأنه نبي‪ ... ,‬إلى غير ذلك ‪ ,‬ويتناقض‬
‫مع العديد من التعاليم الواردة فيه مثل إلهية المسيح كما ورد في‬
‫"إيسا" ‪ 9:6‬و"جان" ‪ ,1:1‬و ‪ ,3:16‬وتألم المسيح وموته تكفيرا‬
‫عن خطايا البشر كما ورد في العهدين القديم والجديد ؟‬
‫إذا كان القرآن خاليا من الخطأ‪ ,‬فلماذا توجد كل هذه الطوائف‬
‫في السلم مثل "شوهيت)؟(" و"الشيعة" على التوالي؟‬
‫لماذا يسمح القرآن بتعدد الزوجات‪ ,‬بينما يمنع الكتاب المقدس‬
‫من ذلك كما ورد في "جن‪ 2:24 ".‬و"مات‪ 19:5 ".‬؟‬
‫إن روحي تبحث عن الحقيقة‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫أول ً ‪:‬‬
‫إن الله تبارك وتعالى قد أكثر من ذكر المسيح عيسى ابن مريم‬
‫عليه السلم في كتابه لسباب عديدة منها ‪:‬‬
‫ي من أنبيائه ‪ ،‬بل ومن أولي العزم من رسله إلى خلقه‬ ‫‪ .1‬أنه نب ّ‬
‫وعباده ‪ ،‬واليمان به واجب كباقي النبياء كما أمر الله سبحانه‬
‫بقوله } قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم‬
‫وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والسباط وما أوتي موسى وعيسى‬
‫وما أوتي النبيون من ربهم ل نفرق بين أحد منهم ونحن له‬
‫مسلمون { البقرة‪. 36/‬‬
‫‪ .2‬إن أولى الناس بالعناية الدعوية هم أهل الكتاب من اليهود‬
‫والنصارى ؛ وذلك أنهم أقرب المم ممن جاءتهم الرسل من آخر‬
‫المم التي بعث فيها آخر الرسل ‪ ،‬وقد علم ك ّ‬
‫ل من اليهود‬
‫والنصارى مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأوصافه مكتوبة‬
‫عندهم في التوراة والنجيل ‪ ،‬والواجب أن ل ينكروها وأن‬
‫يسارعوا إلى اليمان به ؛ لنهم يؤمنون من قبل بالرسل خلفا ً‬
‫لغيرهم من عبدة الوثان ‪ ،‬فلما لم يكن منهم ما ُأمروا به من‬
‫اليمان بآخر الرسل عليه الصلة والسلم ‪ :‬كان لبد من الرد‬
‫عليهم وتبين ما آلو إليه من تحريف التوحيد والحكام فكثر ذكرهم‬
‫في اليات لذلك ‪.‬‬
‫‪ .3‬وهو أصل الصول ‪ ،‬وعليه قوام الدين والدنيا ‪ ،‬وبه تكون‬
‫النجاة من النار ‪ ،‬والدخول إلى الجنان ‪ ،‬وهو تقرير التوحيد لله‬
‫الواحد الحد ‪ ،‬وذلك أن اليهود والنصارى اختلفوا في عيسى عليه‬
‫جال أفاك كذاب مفتر على الله‬ ‫السلم فقالت اليهود ‪ :‬هو د ّ‬
‫وجب قتله ! والنصارى كان خلفهم أشد فمنهم من قال ‪ :‬إنه الله‬
‫! ومنهم من قال ‪ :‬إنه ابن الله متحد مع الله في القانيم ‪ ،‬في‬
‫الظاهر ابن الله وفي الحقيقة الله ! ومنهم من قال ‪ :‬هو ثالث‬
‫القانيم التي هي مرجع أصل التوحيد ومدار التثليث ! وآخرون‬
‫قالوا ‪ :‬بل هو رسول من عند الله وبشر كسائر الخلق لكن الله‬
‫خرون هم‬ ‫خصه بمعجزات ليقيم الحجة على العباد ‪ ،‬وال ِ‬
‫المصيبون فكان لبد من تفصيل الحال وبيان حقيقة المر وإظهار‬
‫عيسى بما يليق به ول ُينقصه كسائر النبياء والمرسلين أنه بشر‬
‫مخلوق من طين اختاره الله عن سائر البشر ليكون من غير أب‬
‫إظهارا ً لقدرة الله على إيجاد الخلق مع زوال السباب ‪ ،‬وإن مثل‬
‫مَثل‬
‫عيسى عند الله كمثل آدم كما قال الحق سبحانه ‪ ) :‬إن َ‬
‫عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون (‬
‫آل عمران‪ 59/‬فهذا الفيصل في خلق نبي الله عيسى مع إعجازه‬
‫أمام أعين البشر وآدم عليه السلم أكثر إعجازا ً منه ‪.‬‬
‫فإن كان عيسى عليه السلم ُولد من غير أب ‪ :‬فإن آدم خلقه‬
‫الله من غير أب وأم وهذا أدعى لظهار قدرة الله سبحانه وتعالى‬
‫في الخلق والبداع وأعظم إعجازا من خلق عيسى عليه السلم‬
‫فلكل ذلك وغيره كان لبد من التفصيل في أمر عيسى عليه‬
‫السلم ووضع المور في نصابها وبيانها على حقيقتها ‪.‬‬
‫والخلصة ‪ :‬أن المعجزات التي وهبها الله تبارك وتعالى لعيسى‬
‫عليه السلم إنما هي كسائر معجزات النبياء للتدليل على صدقه‬
‫قا ً فخلط المحّرفون هذه المعجزات على‬ ‫وأنه رسول الله ح ّ‬
‫بسطاء الناس ‪ ،‬وجعلوا من معجزاته وسلية للقول بأنه ابن الله‬
‫أو أنه الله ‪ ،‬وهذا كله تحريف لتعاليم المسيح ورسالة المسيح‬
‫عليه السلم ‪.‬‬
‫ومن ثم لو أن كل من اتبع نبي ّا ً جعل من معجزاته التي وهبه الله‬
‫ه لكان كل النبياء آلهة فما من نبي إل وتميز عن غيره‬ ‫إياها أّنه إل ٌ‬
‫بمعجزاته فالجبال سّبحت مع داود عليه السلم وما سبحت مع‬
‫شق لموسى وكّلم رّبه وكلمه رّبه فكان كليم‬ ‫عيسى ‪ ،‬والبحر ُ‬
‫الله وما كان هذا لعيسى عليهما السلم ‪ ،‬ونوح أغرق الله الرض‬
‫بدعائه وما كان هذا لعيسى ومحمد صلى الله خصه الله بكلمه‬
‫وحفظ له معجزته من الزوال والتحريف وبعث للناس كافة وكان‬
‫له من المعجزات ما لم يكن لعيسى فهل يجوز أن يكونوا‬
‫آلهة ؟ ! ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪:‬‬
‫م توجد هذه الفرق‬ ‫أما القول أنه إذا لم يكن القرآن محّرفا ً فل َ‬
‫الكثيرة من شيعة وغيرها من الفرق ؟‬
‫والجواب على هذا السؤال ‪ :‬أنه ل دخل للقرآن بصواب الّناس‬
‫وخطئهم ؛ لن القرآن الكريم هو سبيل الهداية للّناس وهذه‬
‫ذر الله تبارك وتعالى منها ‪ ،‬ونهى أن نتشبه بالمم‬ ‫الفرق قد ح ّ‬
‫التي فّرقت دينها كما قال الله تبارك وتعالى ‪ }:‬ول تكونوا من‬
‫المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم‬
‫فرحون { الروم‪ ، 32-31/‬وقال الله تعالى } ول تكونوا كالذين‬
‫تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب‬
‫عظيم { آل عمران‪ ، 105/‬وأمرهم الله سبحانه بالعتصام بكتابه‬
‫واتباع سّنة نبّيه صلى الله عليه وسلم فقال ‪ } :‬واعتصموا بحبل‬
‫الله جميعا ول تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء‬
‫فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة‬
‫من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون {‬
‫آل عمران‪ ، 103/‬وقال سبحانه } يا أيها الذين آمنوا ل تقدموا‬
‫بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع بصير {‬
‫الحجرات‪ 11/‬أي ‪ :‬ل تقولوا قول ً ول تفعلوا فعل ً خلف كتاب الله‬
‫وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫فالمراد ‪ :‬بيان أن الله تبارك وتعالى نهى الناس عن الفرقة‬
‫وأمرهم بالجتماع فاّتبعوا أهواءهم وتترسوا خلف شهواتهم‬
‫وشبهاتهم ونبذوا كتاب الله خلف ظهورهم وإن حملوا آية من‬
‫كتاب الله لم يرجعوا في فهمها إلى سنة رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم بل يكون الرأي عندهم هو الحكم وعقلوهم الفاسدة‬
‫هي المرجع وكل ذلك ليس من كتاب الله ول من سنة رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪:‬‬
‫أما السؤال عن تعدد الزوجات في السلم ومنعها في العهد‬
‫ة‬
‫الجديد ‪ :‬فاعلم أن الله تبارك وتعالى جعل لكل رسول شرع ً‬
‫ي أرسله الله إل وأمره بالتوحيد ‪ ،‬وأما الشرائع‬ ‫ومنهاجا ً فما ِ‬
‫من نب ّ‬
‫فكانت مختلفة ناسخة لبعضها البعض ‪ ،‬فما كان جائزا ً في زمن‬
‫ضه في زمن نوح‬ ‫آدم عليه السلم من الحكام والشرائع ُنسخ بع ُ‬
‫عليه السلم ‪.‬‬
‫وما كان في زمن موسى نسخ بعضه في زمن عيسى عليه‬
‫السلم وهذا كما قال الحق سبحانه وتعالى ‪ } :‬لكل جعلنا منكم‬
‫ة ومنهاجا ً { ‪ ،‬فإذا فهمت هذا فاعلم أن تعدد الزوجات لم‬ ‫شرع ً‬
‫يكن في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وحسب بل كان‬
‫التعدد في شرائع النبياء السابقين ومثاله أن يعقوب عليه السلم‬
‫قد تزوج من امرأتين وجمع بين أختين على ما ذكر في العهد‬
‫القديم من سفر التكوين في الباب التاسع والعشرين ) ‪35 – 15‬‬
‫(‪.‬‬
‫وأبو النبياء إبراهيم عليه السلم كان قد تزوج من امرأتين وهما‬
‫هاجر وسارة وذكر العهد القديم أن نبي الله داود تزوج من‬
‫سبعين امرأة أو تسع وتسعين على حد قول العهد القديم ‪،‬‬
‫وسليمان قد تزوج من مائة امرأة‪ ،‬وغير ذلك مما يبين لك أن ك ّ‬
‫ل‬
‫ي من النبياء يطبق ما شرع الله له من الحكام ‪ ،‬وأن تعدد‬ ‫نب ّ‬
‫صا بهذه المة ‪ ،‬وأما منع النصارى من هذا‬‫ً‬ ‫الزوجات ليس خا ّ‬
‫التعدد فيمكن أن يكون لسببين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنه من شرع الله ‪ ،‬وهذا واجب التطبيق قبل مبعث محمد‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ .‬والثاني ‪ :‬أّنهم ابتدعوه من عند أنفسهم‬
‫تشديدا ً عليها كما فعلوا في الرهبانية التي ابتدعوها ولم تكن قد‬
‫كتبت عليهم لكن أرادوا منها أن يرضوا الله عز وجل بها ‪.‬‬
‫والله اسأل لك الهداية والتوفيق لبلوغ دين الحق وهو السلم‬
‫وعلى سنة نبي الرحمة عليه الصلة والسلم بفهم أصحابه الغر‬
‫الميامين الكرام ‪.‬‬
‫والله الهادي‬
‫السلم سؤال وجواب‬
‫================‬
‫لماذا شعرت سارة بالغيرة مع جللة قدرها‬ ‫‪• 5‬‬
‫من هاجر ؟‬
‫سؤال‪:‬‬
‫هل أحست سارة بالغيرة من " هاجر " عندما ولدت إسماعيل‬
‫) عليه السلم ( ؟ إذا كان الجواب بنعم ‪ :‬فلماذا تشعر امرأة‬
‫رفيعة المنزلة مثل " سارة " بالغيرة ؟ وهل كان شعورها بالغيرة‬
‫مَر إبراهيم ) عليه السلم ( بإرسال "‬ ‫هو السبب الذي من أجله أ ِ‬
‫هاجر " و " إسماعيل " ) عليه السلم ( إلى الصحراء ؟‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫جبلت عليه ‪ ،‬وهو غير مكتسب ‪،‬‬ ‫غيرة المرأة من ضرائرها أمٌر ُ‬
‫ولذا فإنها ل تؤاخذ عليه إل أن تتعدى ‪ ،‬وتقع بسبب الغيرة فيما‬
‫حرم الله عليها من ظلم أختها ‪ ،‬فتقع في غيبة أو نميمة أو تؤدي‬
‫بها غيرتها إلى طلب طلق ضرتها أو الكيد لها وما شابه ذلك ‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ‪:‬‬
‫وأصل الغيرة غير مكتسب للنساء ‪ ،‬لكن إذا أفرطت في ذلك‬
‫بقدر زائد عليه تلم ‪ ،‬وضابط ذلك ما ورد في الحديث عن جابر‬
‫ه ع َّز‬ ‫ب الل ّ ُ‬‫ح ّ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ن ال ْغَي َْرةِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫بن عتيك النصاري رفعه ‪ ) :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ب الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ح ّ‬ ‫ما ال ْغَي َْرة ُ ال ِّتي ي ُ ِ‬ ‫ل ‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ض الل ّ ُ‬ ‫ما ي َب ْغُ ُ‬‫من َْها َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه ع َّز‬ ‫ض الل ُ‬ ‫ما الغَي َْرة ُ الِتي ي َب ْغُ ُ‬ ‫ل َفالغَي َْرة ُ ِفي الّريب َةِ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ج ّ‬‫ع َّز وَ َ‬
‫ل َفال ْغَي َْرة ُ ِفي غ َي ْرِ ِريب َةٍ ( حسنه الشيخ اللباني في "الرواء" )‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫‪ ، - (7/80‬فالغيرة منهما – أي ‪ :‬من الزوج والزوجة ‪ -‬إن كانت‬
‫لما في الطباع البشرية التي لم يسلم منها أحد من النساء ‪،‬‬
‫فتعذر فيها ‪ ،‬ما لم تتجاوز إلى ما يحرم عليها من قول أو فعل ‪،‬‬
‫وعلى هذا يحمل ما جاء من السلف الصالح عن النساء في ذلك ‪.‬‬
‫" فتح الباري " ) ‪. ( 326 / 9‬‬
‫وقال ابن مفلح رحمه الله ‪:‬‬
‫قال الطبري وغيره من العلماء ‪ :‬الغيرة مسامح للنساء فيها ل‬
‫جِبلن عليه من ذلك ‪ " .‬الداب الشرعية "‬ ‫عقوبة عليهن فيها لما ُ‬
‫) ‪. ( 248 / 1‬‬
‫وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله شرحا ً لحديث كسر عائشة‬
‫لناء إحدى ضرائرها ‪:‬‬
‫دم‬ ‫شاَرة إ َِلى ع َ َ‬ ‫وقالوا ‪ :‬أي جميع من شرحوا الحديث ‪ِ :‬فيهِ إ ِ َ‬
‫قلَها‬ ‫كون ع َ ْ‬ ‫حاَلة ي َ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫من َْها ‪ ،‬ل َن َّها ِفي ت ِل ْ َ‬ ‫در ِ‬ ‫ص ُ‬‫ما ي َ ْ‬‫ذة ال ْغَي َْراء ب ِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ؤا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه الغَي َْرة ‪ .‬وَقَد ْ أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ج أُبو ي َعْلى‬ ‫خَر َ‬ ‫ذي أَثاَرت ْ ُ‬ ‫ضب ال ِ‬ ‫شد ّةِ الغَ َ‬ ‫جوًبا ب ِ ِ‬ ‫ح ُ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫فل‬ ‫س َ‬‫صر أ ْ‬ ‫ن الغَي َْراء ل ت ُب ْ ِ‬ ‫عا ‪ ) :‬أ ّ‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫شة َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سن َد ٍ ل ب َأس ب ِهِ ع َ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫عله ُ ( ‪ " .‬فتح الباري " ) ‪. ( 325 / 9‬‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫واِدي ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وما وقع من فضليات النساء من الغيرة إنما هو مما لم يسلم منه‬
‫ن غير مؤاخذات عليه لنه ليس في فعلهن تعد ّ على‬ ‫أحد ‪ ،‬وه ّ‬
‫شرع الله تعالى ‪.‬‬
‫وما حصل من غيرة " سارة " من هاجر هو من هذا الباب ‪،‬‬
‫فطلب الزوجة من زوجها أن ل ترى ضرتها أو أن ل تجاورها أمٌر‬
‫غير مستنكر ‪ ،‬مع أن الذي ذكره أهل العلم أن إبراهيم عليه‬
‫السلم هو الذي خرج بهاجر وابنه ل أن سارة زوجه طلبت منه‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ‪:‬‬
‫ويقال ‪ :‬إن سارة اشتدت بها الغيرة فخرج إبراهيم بإسماعيل‬
‫وأمه إلى مكة لذلك ‪ " .‬فتح الباري " ) ‪. ( 401 / 6‬‬
‫ويدل عليه قول هاجر ‪ " :‬يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا‬
‫الوادي الذي ليس فيه إنس ول شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا ً‬
‫وجعل ل يلتفت إليها فقالت له ‪ :‬أالله الذي أمرك بهذا ؟ قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬قالت ‪ :‬إذن ل يضيعنا " ‪ -‬رواه البخاري ) ‪. - ( 3184‬‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‪ :‬لما كان بين إبراهيم وبين‬
‫أهله ما كان ‪ :‬خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء‬
‫‪ ...‬رواه البخاري ) ‪. ( 3185‬‬
‫قال الحافظ ‪:‬‬
‫قوله – أي ‪ :‬ابن عباس ‪ " : -‬لما كان بين إبراهيم وبين أهله "‬
‫يعني ‪ :‬سارة " ما كان " يعني ‪ :‬من غيرة سارة لما ولدت هاجر‬
‫إسماعيل ‪ " .‬فتح الباري " ) ‪. ( 407 / 6‬‬
‫والله أعلم ‪.‬‬
‫السلم سؤال وجواب‬
‫================‬
‫لماذا ل يدخل صدر الرجل في حدود عورته‬ ‫‪• 6‬‬
‫لنه يفتن النساء ؟‬
‫سؤال‪:‬لما كان الحكمة من اللباس ستر العورة لحفظ النفس من‬
‫الغراء فلماذا إذن عورة الرجل من السرة إلى الركبة ول تشمل‬
‫الصدر الذي هو أكثر مناطق جسم الرجل جذبا للجنس الخر ؟‬
‫أجابني بعض المشايخ الكرام أن ذلك لن المرأة تتأثر باللمس‬
‫ل صلى الله عليه وسلم‬ ‫والرجل بالرؤية ‪ ،‬فإذن لماذا منع الرسو ُ‬
‫م‬
‫عائشة من الجلوس عندما زاره ابن أم مكتوم – الضرير ‪ -‬ول َ‬
‫نزلت الية الكريمة التي تقول – بالمعنى – " يا أيها النبي قل‬
‫لزواجك وبناتك ونساء المسلمين أن يغضضن من أبصارهن " ؟‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫أول ً ‪:‬‬
‫في السؤال خطأ في الحديث والية ول بد من التنبيه عليهما قبل‬
‫الجابة ‪:‬‬
‫أما الحديث ‪ :‬فليس فيه ِذكر عائشة – رضي الله عنها ‪ ، -‬ثم هو‬
‫غير صحيح ‪.‬‬
‫عن أم سلمة أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وميمونة قالت ‪ :‬فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه ‪-‬‬
‫وذلك بعد ما أمرنا بالحجاب ‪ -‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬احتجبا منه ‪ ،‬فقلت يا رسول الله ‪ :‬أليس هو أعمى ل‬
‫يبصرنا ول يعرفنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫أفعمياوان أنتما ؟ ألستما تبصرانه ؟ ‪ .‬رواه الترمذي ) ‪( 2778‬‬
‫وأبو داود ) ‪. ( 4112‬‬
‫والحديث ‪ :‬فيه نبهان مولى أم سلمة وهو مجهول ‪ ،‬وقد ضعفه‬
‫الشيخ اللباني في " إرواء الغليل " ) ‪. ( 1806‬‬
‫وأما الية المذكورة في السؤال فهي من مجموع آيتين ‪:‬‬
‫الولى ‪َ ) :‬يا أ َي ّها الن ّبي قُ ْ َ‬
‫ن‬
‫ن ي ُد ِْني َ‬‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ساِء ال ْ ُ‬ ‫ك وَن ِ َ‬ ‫ك وَب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل لْزَوا ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬
‫هّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ُ‬ ‫َ‬
‫ن وَكا َ‬ ‫ن َفل ي ُؤ ْذ َي ْ َ‬ ‫ن ي ُعَْرفْ َ‬ ‫ن ذ َل ِك أد َْنى أ ْ‬ ‫َ‬ ‫جلِبيب ِهِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫حيما ً ( الحزاب‪. 59/‬‬ ‫فورا ً َر ِ‬ ‫غَ ُ‬
‫ف ُ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫جه ُ ْ‬ ‫ظوا فُُرو َ‬ ‫ح َ‬‫م وَي َ ْ‬ ‫صارِه ِ ْ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫ن ي َغُ ّ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫والثانية ‪ ) :‬قُ ْ‬
‫ت‬‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫ن ‪ .‬وَقُ ْ‬ ‫صن َُعو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫خِبيٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫كى ل َهُ ْ‬ ‫ك أ َْز َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫يغْضضن م َ‬
‫ن ( النور‪. 31 ، 30/‬‬ ‫جه ُ ّ‬ ‫ن فُُرو َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫صارِه ِ ّ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫َ ُ ْ َ ِ ْ‬
‫ثانيا ً ‪:‬‬
‫وأما نظر المرأة إلى الرجل الجنبي عنها ‪ ،‬فقد سبق في إجابة‬
‫السؤال ‪ (49038) :‬أنه جائز بشرط أل يكون بشهوة ول يخشى‬
‫منه الفتنة ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪:‬‬
‫ل يعني أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة جواز إظهار‬
‫الرجل صدره أمام الرجال فضل ً عن إظهاره أمام النساء ‪ ،‬فإذا‬
‫لم يكن الصدر من العورة فكشفه من خوارم المروءة ‪ ،‬ومن‬
‫ساق ‪.‬‬ ‫ل الف ّ‬ ‫فِعْ ِ‬
‫ومما ينبغي أن ُيعلم أن الشيء المباح إذا كان يترتب على فعله‬
‫مفسدة فإنه يمنع من أجل تلك المفسدة ‪ .‬فإذا كان كشف‬
‫الرجال صدره سيكون سببا ً للفتنة أو يفتح بابا ً من أبواب الشر ‪،‬‬
‫فإنه يمنع من أجل ذلك ‪.‬‬
‫شرع اللباس لحكم عديدة منها ‪ :‬موافقة الفطرة ‪ ،‬والزينة ‪،‬‬ ‫وقد ُ‬
‫والوقاية من الحر والبرد ‪ ،‬وستر العورة عن النظر إليها ‪.‬‬
‫ولما امتن الله على عباده بخلقه اللباس الذي يواري السوءات‬
‫نّبه على لباس آخر أعظم وهو لباس التقوى ‪.‬‬
‫َ‬
‫م‬‫وآت ِك ُ ْ‬‫س ْ‬ ‫واِري َ‬ ‫م ل َِباسا ً ي ُ َ‬ ‫م قَد ْ أنَزل َْنا ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫قال تعالى ‪َ ) :‬يا ب َِني آد َ َ‬
‫ت الل ّهِ ل َعَل ّهُ ْ‬
‫م‬ ‫ن آَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫خي ٌْر ذ َل ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫وى ذ َل ِ َ‬ ‫ق َ‬‫س الت ّ ْ‬ ‫وَِريشا ً وَل َِبا ُ‬
‫خر َ‬ ‫طان ك َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ج أب َوَي ْك ُ ْ‬ ‫ما أ ْ َ َ‬ ‫شي ْ َ ُ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫فت ِن َن ّك ُ ْ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫ن ‪َ .‬يا ب َِني آد َ َ‬ ‫ي َذ ّك ُّرو َ‬
‫ما ‪ ( ...‬العراف‪، 26/‬‬ ‫وآت ِهِ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ما ل ِي ُرِي َهُ َ‬ ‫سه ُ َ‬ ‫ما ل َِبا َ‬ ‫جن ّةِ َينزِع ُ ع َن ْهُ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪. 27‬‬
‫قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله ‪: -‬‬
‫ثم امتن عليهم بما يسر لهم من اللباس الضروري ‪ ،‬واللباس‬
‫الذي المقصود منه الجمال ‪ ،‬وهكذا سائر الشياء ‪ ،‬كالطعام‬
‫والشراب والمراكب ‪ ،‬والمناكح ونحوها ‪ ،‬قد يسر الّله للعباد‬
‫ضروريها ‪ ،‬ومكمل ذلك ‪ ،‬و] بين لهم [ أن هذا ليس مقصودا‬
‫بالذات ‪ ،‬وإنما أنزله الّله ليكون معونة لهم على عبادته وطاعته ‪،‬‬
‫خي ٌْر ( من اللباس الحسي ‪،‬‬ ‫ك َ‬‫وى ذ َل ِ َ‬ ‫ق َ‬
‫س الت ّ ْ‬‫ولهذا قال ‪ ) :‬وَل َِبا ُ‬
‫فإن لباس التقوى يستمر مع العبد ‪ ،‬ول يبلى ول يبيد ‪ ،‬وهو جمال‬
‫القلب والروح ‪.‬‬
‫وأما اللباس الظاهري ‪ :‬فغايته أن يستر العورة الظاهرة ‪ ،‬في‬
‫وقت من الوقات ‪ ،‬أو يكون جمال للنسان ‪ ،‬وليس وراء ذلك منه‬
‫نفع ‪.‬‬
‫وأيضا فبتقدير عدم هذا اللباس تنكشف عورته الظاهرة ‪ ،‬التي ل‬ ‫ً‬
‫يضره كشفها مع الضرورة ‪ ،‬وأما بتقدير عدم لباس التقوى فإنها‬
‫تنكشف عورته الباطنة ‪ ،‬وينال الخزي والفضيحة ‪.‬‬
‫ن ( أي ‪ :‬ذلك المذكور‬ ‫ت الل ّهِ ل َعَل ّهُ ْ‬
‫م ي َذ ّك ُّرو َ‬ ‫ن آَيا ِ‬
‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫وقوله ‪ ) :‬ذ َل ِ َ‬
‫لكم من اللباس مما تذكرون به ما ينفعكم ويضركم وتستعينون‬
‫باللباس الظاهر على الباطن ‪ " .‬تفسير السعدي " ) ص ‪. ( 248‬‬
‫والله أعلم ‪.‬‬
‫السلم سؤال وجواب‬
‫=================‬
‫الفرق بين الحرائر والماء في الحجاب‬ ‫‪• 7‬‬
‫السؤال ‪ :‬هل صحيح أن نساء الطبقة المحترمة من المسلمات‬
‫يرتدين الحجاب أما من دون ذلك فل‪ .‬البعض هنا يعتقد ذلك بناًء‬
‫على حديث في البخاري وهو كالتي‪ :‬روى أنس بن مالك رضي‬
‫الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بين خيبر‬
‫والمدينة ‪ 3‬ليال وتزوج صفية فدعوت المسلمين إلى وليمته ولم‬
‫يكن هناك لحم ول خبز ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أمر‬
‫بلل ً فمد البسط وعليها تمر وأقط فقال المسلمون في أنفسهم‪:‬‬
‫هل تكون أما ً للمؤمنين أم سريرة أم مما ملكت يمينه فقال‬
‫بعضهم‪ :‬إن أمرها النبي بالحجاب فهي أم للمؤمنين وإن لم‬
‫يأمرها بالحجاب فهي أمته‪ .‬فلما رحل أركبها الناقة وراءه وأمرها‬
‫بالحجاب‪ .‬أريد أن أعرف هل هذا الحديث كان قبل أم بعد آية‬
‫الحجاب )الحزاب ‪ (59‬وأريد أن أعرف رأيك وبعض البحث في‬
‫الحاديث‪.‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫الحديث بعد نزول الحجاب وفرضه على النساء المؤمنات ‪ ،‬لكن‬
‫الحجاب الكامل للحرائر من النساء ‪ ،‬وأما الماء وملك اليمين فل‬
‫مة أن‬ ‫َ‬
‫يتشبهن بالحرائر في الحجاب الكامل ‪ ،‬فليس على ال َ‬
‫تغطي وجهها ‪ ،‬وكان عمر رضي الله عنه يمنعهن من ذلك ‪ ،‬وهذا‬
‫مع أمن الفتنة فيهن ‪ ،‬وأما إذا وجدت الفتنه فعليهن فعل ما يحول‬
‫دون هذه الفتنة ‪.‬‬
‫كتبه ‪ :‬الشيخ الخضير‬
‫===============‬
‫أختها مهتمة بالسلم وتسأل عن الروح‬ ‫‪• 8‬‬
‫والرث‬
‫السؤال ‪:‬الحمد لله الذي هداني للسلم قبل ‪ 9‬سنوات ‪ ،‬أختي‬
‫مهتمة الن بالسلم ولكن ل زال عندها بعض المعارضة فهي‬
‫تسأل أسئلة ليس لها صلة بالموضوع مثل‪ :‬لماذا ترث المرأة‬
‫نصف ما يرثه الرجل ؟ قلت لها بأن الرجل هو المسئول عن‬
‫المصروفات المادية ‪ ،‬فقالت وماذا إذا كانت هي التي تعمل ؟‬
‫قلت أنه في جميع الحالت الرجل هو المسئول عنها ماديا ً وعندما‬
‫يرث مال ً فهو كذلك المسئول عنها حتى لو أنها تعتمد على نفسها‬
‫في الدخل‪.‬‬
‫ً‬
‫سألت أيضا ماذا يحدث للروح عند النوم ؟ قلت الله يأخذها‬
‫)حسبما قرأت( ‪ ،‬قالت أحيانا ً نستيقظ في الليل أليس هذا‬
‫تناقض ؟ قلت ل وأنا لست عالمة بهذه المور وهناك أمور أهم‬
‫يجب أن نعرفها كأمور العقيدة والعبادة والفقه وهكذا‪.‬‬
‫قالت فكيف تعلمين بأنك على الطريق الصحيح ؟ هذه السئلة‬
‫تجعلني أظن بأنها تبتعد عن السلم ‪ ،‬أحاول أن أعطيها كتبا ً‬
‫ولكنها ل تقرأ ‪ .‬هي دائما ً تريدني أن أخبرها بهذه الشياء ‪.‬‬
‫والدتي تحاول أن تفرق بيني وبينها لنها ل تريدني أن أتحدث مع‬
‫أختي عن السلم ‪.‬‬
‫اليوم قالت لي إذا واصلتي الحديث معها عن السلم فسوف‬
‫نقطع علقتنا بك ‪ ،‬كما أن والدتي تسب السلم وتسب النبي‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم أمامي وتريدني أن أنزع نقابي ‪.‬‬
‫لست أدري ماذا أفعل ‪ ،‬والدتي الن ستغادر البلد مع أختي ‪.‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫عليك بمواصلة دعوة أختك إلى السلم لقوله تعالى ‪ ) :‬ادع إلى‬
‫سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ‪ ...‬الية ( وعليك بالصبر‬
‫على أذى والدتك كما أوصى الله نبيه محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم بذلك في قوله ‪) :‬واصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك‬
‫قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ‪ ، ( ...‬ول تيأسي من إعراض‬
‫أختك ‪ ،‬ول تتحسري بعد بذل الوقت في دعوتها إلى السلم إذا‬
‫لم تستجب قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ) :‬فل‬
‫تذهب نفسك عليهم حسرات ( ‪.‬‬
‫وقوله ‪ ) :‬فلعلك باخع نفسكم على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا‬
‫الحديث أسفا ً ( ‪.‬‬
‫وأما ما أجبت به عن أسئلتها فصحيح ‪ ،‬وأما الستيقاظ في الليل‬
‫در على أخذ‬ ‫مع أخذ الله للروح عند النوم فل يتعارضان فالذي قَ ِ‬
‫الروح هو الذي يقدر على ردها ولهذا ُأسُتحب لمن استيقظ من‬
‫نومه أن يقول ) الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في‬
‫جسدي وأذن لي بذكره ( حسنه اللباني )‪ (1/329‬صحيح‬
‫الجامع ‪.‬‬
‫وأما ما يتعلق بميراث المرأة فإنها ‪ -‬كما ذكرت ‪ -‬ليست مسؤولة‬
‫عن النفقة وإنما ذلك على الرجل ‪ ،‬كما أن الرجل يدفع إليها‬
‫المهر ويوجد لها المسكن ‪ ...‬إلخ فهي منتظرة الريادة مطلقا ً‬
‫بخلف الرجل فليس من العدل المساواة بينها وبين الرجل في‬
‫الميراث والله تعال أعدل العادلين وأحكم الحاكمين ‪.‬‬
‫وهذا واسأل الله أن يثبِتك وأن يأجرك على دعوتك وعليك بالرفق‬
‫ب لدينهم فيحملهم ذلك على‬ ‫بهم ول يبدر منك استفزاز لهم أو س ٌ‬
‫سب الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬والله ولي التوفيق ‪.‬‬
‫السلم سؤال وجواب‬
‫الشيخ محمد صالح المنجد‬
‫=================‬
‫السبب في تفضيل الزوج وجعل القوامة بيده‬ ‫‪• 9‬‬
‫سؤال‪:‬أنا فتاة مسلمة والحمد لله وقرأت كثيرا وسمعت من‬
‫العلماء عن حق الزوج على زوجته وكم هو عظيم سمعت‬
‫أحاديث تشدد من عصيان المرأة لزوجها وإني لمتثل لمر الله‬
‫ورسوله إذا تزوجت بإذن الله تعالى ولكن لدى استفسار إن جاز‬
‫لي السؤال حيث هو استفسار يدور برأس الكثيرات ويخجلن من‬
‫ذكره خوفا من اتهامهن بالجهل أو إنكار أمر الله ورسوله وهو ما‬
‫هو فضل الزوج حتى يستحق كل هذا الحق علينا معشر النساء‬
‫حتى إنه يفوق حق ؟‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫عظم حق الزوج على زوجته أمر قررته الشريعة ‪ ،‬كما في قوله‬
‫ن‬‫ل ع َل َي ْهِ ّ‬‫جا ِ‬ ‫ف وَِللّر َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫ذي ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِ‬‫سبحانه ‪ ) :‬وَل َهُ ّ‬
‫م ( البقرة‪228/‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيٌز َ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ة َوالل ّ ُ‬ ‫ج ٌ‬
‫د ََر َ‬
‫م ع ََلى‬ ‫ضه ُ ْ‬‫ه ب َعْ َ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما فَ ّ‬
‫ض َ‬ ‫ساِء ب ِ َ‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ل قَ ّ‬ ‫جا ُ‬ ‫وقوله ‪ ) :‬الّر َ‬
‫َ‬ ‫ما أ َن ْ َ‬
‫ت ل ِل ْغَي ْ ِ‬
‫ب‬ ‫ظا ٌ‬ ‫حافِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت َقان َِتا ٌ‬‫حا ُ‬ ‫صال ِ َ‬‫م َفال ّ‬ ‫وال ِهِ ْ‬‫م َ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ض وَب ِ َ‬‫ب َعْ ٍ‬
‫ن ِفي‬ ‫جُروهُ ّ‬ ‫ن َواهْ ُ‬ ‫ظوهُ ّ‬ ‫ن فَعِ ُ‬ ‫شوَزهُ ّ‬ ‫ن نُ ُ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫ه َواللِتي ت َ َ‬ ‫ظ الل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ِ‬
‫ما َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫سِبيل ً إ ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م َفل ت َب ُْغوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ن أط َعْن َك ُ ْ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬‫ضرُِبوهُ ّ‬‫جِع َوا ْ‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ع َل ِي ّا ً ك َِبيرا ً ( النساء‪34/‬‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫وقوله صلى الله عليه وسلم "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير‬
‫الله لمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده ل‬
‫تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها‬
‫وهي على قتب لم تمنعه " رواه ابن ماجه )‪ (1853‬وصححه‬
‫اللباني في صحيح ابن ماجة ‪.‬‬
‫ومعنى القتب ‪ :‬رحل صغير يوضع على البعير ‪.‬‬
‫إلى غير ذلك من النصوص ‪.‬‬
‫م ع ََلى‬ ‫ضه ُ ْ‬
‫ه ب َعْ َ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما فَ ّ‬
‫ض َ‬ ‫والحكمة بينها الله تعالى بقوله ‪ ) :‬ب ِ َ‬
‫م ( فهذا تفضيل قضاه الله عز وجل‬ ‫قوا م َ‬ ‫ما أ َن ْ َ‬
‫وال ِهِ ْ‬
‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ض وَب ِ َ‬ ‫ب َعْ ٍ‬
‫وحكم به ‪ ،‬ل يسأل سبحانه عما يفعل وهم يسألون ‪ ،‬ثم لما يقوم‬
‫به الرجل من النفاق على أهله والسعي في طلب رزقهم ‪.‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره )‪ ) : (1/363‬وقوله ‪" :‬‬
‫خلق‬ ‫خلق وال ُ‬ ‫وللرجال عليهن درجة " أي في الفضيلة في ال َ‬
‫والمنزلة وطاعة المر والنفاق والقيام بالمصالح والفضل في‬
‫الدنيا والخرة ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ " :‬الرجال قوامون على النساء‬
‫بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " ( ‪.‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫وقال أيضا )‪ ) : (1/653‬يقول تعالى ‪" :‬الرجال قوامون على‬
‫النساء" أي الرجل قيم على المرأة ‪ ،‬أي هو رئيسها وكبيرها‬
‫والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت ‪ " ،‬بما فضل الله بعضهم على‬
‫بعض" أي لن الرجال أفضل من النساء ‪ ،‬والرجل خير من المرأة‬
‫‪ ،‬ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال ‪ ،‬وكذلك الملك العظم‬
‫لقوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة "‬
‫رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ‪،‬‬
‫وكذا منصب القضاء وغير ذلك ‪" ،‬وبما أنفقوا من أموالهم" أي‬
‫من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهن في‬
‫كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فالرجل أفضل من‬
‫المرأة في نفسه ‪ ،‬وله الفضل عليها والفضال ‪ ،‬فناسب أن يكون‬
‫قيما عليها ‪ ،‬كما قال الله تعالى ‪ " :‬وللرجال عليهن درجة" الية ‪،‬‬
‫وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس‪" :‬الرجال قوامون على‬
‫النساء" يعني أمراء ‪ ،‬عليها أن تطيعه فيما أمرها به من طاعته ‪،‬‬
‫وطاعته أن تكون محسنة لهله حافظة لماله ( اهـ‪.‬‬
‫وقال البغوي في تفسيره )‪ ) : (2/206‬بما فضل الله بعضهم‬
‫على بعض ‪ ،‬يعني ‪ :‬الرجال على النساء بزيادة العقل والدين‬
‫والولية ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بالشهادة ‪ ،‬لقوله تعالى ‪ " :‬فإن لم يكونا رجلين‬
‫فرجل وامرأتان " وقيل ‪ :‬بالجهاد ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بالعبادات من الجمعة‬
‫والجماعة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو أن الرجل ينكح أربعا ً ول يحل للمرأة إل‬
‫زوج واحد ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بأن الطلق بيده ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بالميراث ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫بالدية ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بالنبوة (‪.‬‬
‫وقال البيضاوي في تفسيره )‪ " ) :(2/184‬الرجال قوامون على‬
‫النساء " يقومون عليهن قيام الولة على الرعية ‪ ،‬وعلل ذلك‬
‫بأمرين‪ ،‬وهبي وكسبي فقال ‪" :‬بما فضل الله بعضهم على بعض"‬
‫بسبب تفضيله تعالى الرجال على النساء بكمال العقل وحسن‬
‫التدبير ‪ ،‬ومزيد القوة في العمال والطاعات ‪ ،‬ولذلك خصوا‬
‫بالنبوة والمامة والولية وإقامة الشعائر ‪ ،‬والشهادة في مجامع‬
‫القضايا ‪ ،‬ووجوب الجهاد والجمعة ونحوها ‪ ،‬وزيادة السهم في‬
‫الميراث وبأن الطلق بيده ‪" .‬وبما أنفقوا من أموالهم" في‬
‫نكاحهن كالمهر والنفقة ( انتهى بتصرف يسير ‪.‬‬
‫والحاصل أن الرجل أعطي القوامة لهذين السببين المذكورين‬
‫في الية ‪ ،‬وأحد السببين هبة من الله تعالى ‪ ،‬وهو تفضيل الله‬
‫الرجال على النساء والخر يناله الرجل بكسبه ‪ ،‬وهو إنفاقه‬
‫المال على زوجته ‪.‬‬
‫والله أعلم ‪.‬‬
‫السلم سؤال وجواب‬
‫============‬
‫عندها إشكالت في حق المرأة في السلم‬ ‫‪• 10‬‬
‫سؤال‪:‬أنا في حيرة من أمري ‪ ،‬فقد عشت سنين عمري أتعامل‬
‫وأعامل على كوني إنسانا ً قبل أن أصنف إلى كوني أنثى ] وأمة [‬
‫من عمل خيرا ً من‬ ‫الله قدر استطاعتي ‪ ،‬ومن هذا المنطلق أن َ‬
‫ذكر أو أنثى فله أجره ‪ ،‬ومن عمل إثما فعليه وزره ‪ ،‬ولكن بعد‬
‫زواجي فوجئت بأحكام تخرجني من نطاق النسانية لكون مجرد‬
‫متاع للرجل ‪ ،‬فمثل تلعنني الملئكة إن امتنعت عنه تحت أي‬
‫ظرف ‪ ،‬في حين أنه ليس عليه أي وزر إن هو امتنع عن جماع‬
‫زوجته ولو من باب الضرار بها ‪ ،‬فهو له أجر صدقة إن جامعها‬
‫وهو مستمتع بها وهي ليس لها أجر وإن لّبت وهي كارهة ‪ ،‬وإذا‬
‫ي مصالحته‬ ‫أغضبني وأهانني أمام الناس وامتهن كرامتي يجب عل ّ‬
‫واسترضاؤه وإل لعنتني الملئكة ‪ ،‬وأنا طبعا ً ل يحق لي مخالفته‬
‫في رأي ومراجعته ول يغفر لي أي قدر من النفعال ‪ ،‬كما أنكم‬
‫أفتيتم بأن ثواب صلة الجماعة هو خاص بالرجال من دون النساء‬
‫فهل هذا ما شرعه الله لنا ؟ هل هذا هو قدر المرأة المسلمة إذا‬
‫أحسنت وأدت ما عليها ؟ فإن هي تجنبت الثم فليس لها أي‬
‫فضل وإن أخلت كانت من الملعونين المطرودين من رحمة الله‬
‫أنا وإبليس اللعين سواء ‪.‬‬
‫أرجو الهتمام بهذا السؤال لنني أفتن في ديني ‪ ،‬وإن كان هذا‬
‫هو شرع الله فسمعا وطاعة ول حول ول قوة إل بالله ‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫لم نزل متعجبين مما ورد في سؤال الخت من ظنها ما ليس من‬
‫دين الله منسوبا ً إليه ‪ ،‬واعتقادها لحكام لم ينزل الله بها‬
‫سلطانا ً ‪ ،‬ومن ذلك قولها " ولكن بعد زواجي فوجئت بأحكام‬
‫تخرجني من نطاق النسانية لكون مجرد متاع للرجل " ! ‪.‬‬
‫وسنرتب الكلم معها من خلل هذه النقاط ‪:‬‬
‫أول ً ‪:‬‬
‫ما ً‬
‫أكرم الله تبارك وتعالى المرأة غاية الكرام ‪ ،‬فقد أكرمها بنتا ً وأ ّ‬
‫وزوجة ‪ ،‬وجعل لها من الحقوق والفضل ووجوب البر ما ليس‬
‫للرجل في كثير من الحيان ‪.‬‬
‫ولم ينزع السلم عنها إنسانيتها ‪ ،‬بل أعطاها حقها ورفع لها‬
‫قدرها ‪ ،‬وقد كانت متاعا ً وسلعة قبل أن يكرم الله الناس‬
‫بالسلم ‪ ،‬فقد كانت تورث كما يورث المتاع ‪ ،‬وكانت ُتعّلق فل‬
‫هي بالزوجة ول هي بالمطلقة ‪ ،‬وكانت تمكث سنة كاملة بعد‬
‫وفاة زوجها ل تمس ماء ول تخرج من بيتها حتى إن الطير‬
‫والبهيمة ليموتان من شمهما رائحتها ! وكانت ُتحَرم من‬
‫الميراث ‪ ،‬فضل ً عن وأدها وهي حّية ‪ ،‬وغير ذلك كثير ‪.‬‬
‫فجاء السلم وحّرم الوأد وجعله قتل ً للنفس وهو من كبائر‬
‫الذنوب ‪ ،‬وحّرم تعليقها بيمين أو تحريمها بظهار ‪ ،‬وأعطاها نصيبها‬
‫من الميراث ‪ ،‬وجعل عدتها من وفاة زوجها أربعة أشهر وعشرا ً‬
‫تغتسل وتلبس الثياب وترى النساء والمحارم ‪ ،‬وأجاز لها البيع‬
‫غبها في العلم والدعوة إلى الله تعالى ‪،‬‬ ‫والشراء والتملك ‪ ،‬ور ّ‬
‫ما ً بل جعل حقها في البر ثلثة‬ ‫وأمر بإكرامها زوجة ‪ ،‬وببرها أ ّ‬
‫أضعاف الب ‪ ،‬وغير ذلك كثير ‪ ،‬وليس هذا مجال بسط ذلك ‪،‬‬
‫إنما أردنا التنبيه والتذكير ‪ ،‬ويمكن مراجعة جواب السؤال رقم )‬
‫‪ ( 21010‬لترى المزيد ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪:‬‬
‫قالت الخت السائلة ‪ " :‬فمثل تلعنني الملئكة إن امتنعت عنه‬
‫تحت أي ظرف " !‬
‫وهذا ليس بصحيح ‪ ،‬بل ل تلعن الملئكة الزوجة الممتنعة عن‬
‫فراش زوجها إل أن تكون غير معذورة ‪ ،‬فإن كانت معذورة‬
‫بمرض أو حيض أو نفاس أو صوم واجب ‪ :‬فإنها ل ُتلعن ‪ ،‬بل يأثم‬
‫زوجها الذي يدعوها ويصر على دعوتها أو يكرهها وهو يعلم‬
‫حالها ‪.‬‬
‫وقد ورد في جواب السؤال ) ‪ ( 33597‬في الموقع ‪:‬‬
‫ليس للمرأة أن تمنع نفسها من زوجها ‪ ،‬بل يجب عليها أن تلبي‬
‫طلبه كلما دعاها ما لم يضرها أو يشغلها عن واجب ‪.‬‬
‫وفي سؤال رقم ) ‪ ( 9602‬ورد ‪:‬‬
‫قال ابن حزم ‪:‬‬
‫وفرض على المة والحرة أن ل يمنعا السيد والزوج الجماع متى‬
‫دعاهما ما لم تكن المدعوة حائضا أو مريضة تتأذى بالجماع أو‬
‫صائمة فرض فإن امتنعت لغير عذر فهي ملعونة ‪ ".‬المحلى " )‬
‫‪. ( 40 / 10‬‬
‫وهذا اللعن مقّيد بما إذا بات غضبانا ً عليها ‪ ،‬أما إذا دعاها فأبت‬
‫عليه ‪ ،‬ثم تنازل عن حقه فإنها ل يلحقها لعن ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪:‬‬
‫وقالت الخت السائلة ‪ " :‬في حين أنه ليس عليه أي وزر إن هو‬
‫امتنع عن جماع زوجته ولو من باب الضرار بها " !‬
‫وهذا أيضا ً ليس بصحيح ‪ ،‬فقد حّرم السلم الضرار بالخرين‬
‫ومنه إضرار الزوج بزوجته بمنعها من إرضاع ولدها أو بمنعها من‬
‫حقها في الجماع والستمتاع ‪.‬‬
‫وقد ورد في جواب ) ‪ - ( 10680‬في سياق بيان حقوق الزوجة‬
‫على زوجها ‪: -‬‬
‫عدم الضرار بالزوجة ‪ :‬وهذا من أصول السلم ‪ ،‬وإذا كان إيقاع‬
‫الضرر محرما على الجانب فلن يكون محرما إيقاعه على‬
‫الزوجة أولى وأحرى ‪.‬‬
‫عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قضى " أن ل ضرر ول ضرار " رواه ابن ماجه ) ‪. ( 2340‬‬
‫والحديث ‪ :‬صححه المام أحمد والحاكم وابن الصلح وغيرهم ‪.‬‬
‫انظر ‪ " :‬خلصة البدر المنير " ) ‪. ( 438 / 2‬‬
‫وقد ورد في جواب السؤال ) ‪: ( 5971‬‬
‫ل يجوز للرجل أن يهجر امرأته إضرارا ً بها إل إذا ظهر منها‬
‫النشوز والعصيان ‪ ،‬ولكن ل يأثم إذا ترك الضطجاع معها غير‬
‫مضاّر بها لن الحاجة له وترجع إلى شهوته ول يملك إثارة‬ ‫ُ‬
‫الشهوة فإن هجرها فهو آثم بذلك لنه ل ضرر ول ضرار ‪ ،‬والله‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪:‬‬
‫قالت الخت السائلة ‪ ، " :‬فهو له أجر صدقة إن جامعها وهو‬
‫مستمتع بها وهي ليس لها أجر وإن لّبت وهي كارهة " !‬
‫وهذا أيضا ً ليس بصحيح ‪ ،‬بل تؤجر الزوجة على الجماع من‬
‫وجهين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬من كونها شقيقة الرجل في الحكام والجور ‪ ،‬إل ما‬
‫ُ‬ ‫استثناه النص ‪ ،‬قال تعالى ‪ ) :‬فاستجاب ل َهم ربه َ‬
‫ع‬
‫ضي ُ‬ ‫م أّني ل َ أ ِ‬ ‫ْ َ َ َ ُ ْ َ ُّ ْ‬
‫ّ‬ ‫ض ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ض َفال ِ‬ ‫من ب َعْ ٍ‬ ‫كم ّ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى ب َعْ ُ‬ ‫كم ّ‬ ‫من ُ‬ ‫ل ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫عَ َ‬
‫سِبيِلي وََقات َُلوا ْ وَقُت ُِلوا ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ذوا ْ ِفي َ‬ ‫م وَأو ُ‬ ‫من د َِيارِه ِ ْ‬ ‫جوا ْ ِ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫جُروا ْ وَأ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لك َ ّ‬ ‫ُ‬
‫حت َِها الن َْهاُر‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫خلن ّهُ ْ‬ ‫م وَلد ْ ِ‬ ‫سي َّئات ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ع َن ْهُ ْ‬ ‫فَر ّ‬
‫ب ( أل عمران ‪. 195 /‬‬ ‫وا ِ‬ ‫ن الث ّ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫عند َه ُ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫عند ِ الل ّهِ َوالل ّ ُ‬ ‫من ِ‬ ‫واًبا ّ‬ ‫ثَ َ‬
‫الثاني ‪ :‬أنها سبب أجر الزوج ‪ ،‬ومن كان سببا ً في ثواب غيره ‪:‬‬
‫شاركه في الجر دون أن ينقص من أجره شيء ‪.‬‬
‫وعن أبي ذر أن ناسا ً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا رسول الله ذهب أهل‬
‫الدثور بالجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون‬
‫بفضول أموالهم ‪ ،‬قال ‪ :‬أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟‬
‫إن بكل تسبيحة صدقة ‪ ،‬وكل تكبيرة صدقة ‪ ،‬وكل تحميدة صدقة‬
‫‪ ،‬وكل تهليلة صدقة ‪ ،‬وأمر بالمعروف صدقة ‪ ،‬ونهي عن منكر‬
‫صدقة ‪ ،‬وفي ُبضع أحدكم صدقة ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول الله أيأتي‬
‫أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال ‪ :‬أرأيتم لو وضعها في‬
‫حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلل كان له‬
‫أجر ‪ .‬رواه مسلم ) ‪. ( 1006‬‬
‫ومعنى الُبضع ‪ :‬الجماع‬
‫فالزوجة مأجورة كما هو حال زوجها ‪ ،‬كما أنها تأثم على شهوتها‬
‫لو وضعتها في الحرام كما هو حال زوجها ‪.‬‬
‫قال النووي ‪:‬‬
‫َ‬
‫صد ََقة (‬ ‫م َ‬ ‫حدك ُ ْ‬ ‫ضع أ َ‬ ‫م ‪ ) :‬وَِفي ب ُ ْ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫صّلى الّله ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫وله َ‬ ‫قَ ْ‬
‫صير َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫عات ِبالن ّّيا ِ‬ ‫طا َ‬ ‫حات ت َ ِ‬ ‫مَبا َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ذا د َِليل ع ََلى أ ّ‬ ‫ِفي هَ َ‬
‫جة‬ ‫حقّ الّزوْ َ‬ ‫ضاء َ‬ ‫وى ب ِهِ قَ َ‬ ‫ذا ن َ َ‬ ‫دة إ ِ َ‬ ‫عَبا َ‬ ‫كون ِ‬ ‫ماع ي َ ُ‬ ‫ج َ‬‫صاد َِقات ‪َ ,‬فال ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب وَل َدٍ‬ ‫مَر الّله ت ََعاَلى ب ِهِ ‪ ,‬أوْ ط َل َ َ‬ ‫ذي أ َ‬ ‫ف ال ّ ِ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫شَرت ََها ِبال ْ َ‬ ‫مَعا َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ميًعا ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ما َ‬ ‫من ْعَهُ َ‬ ‫جة وَ َ‬ ‫فاف الّزوْ َ‬ ‫سهِ أوْ إ ِع ْ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ف نَ ْ‬ ‫فا َ‬ ‫ح ‪ ,‬أوْ إ ِع ْ َ‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ير‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪,‬‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪,‬‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫كر‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪,‬‬ ‫رام‬ ‫ح‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ظر‬ ‫َ‬
‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ ّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬
‫حة اهـ ‪.‬‬ ‫صال ِ َ‬ ‫صد ال ّ‬ ‫قا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خامسا ً ‪:‬‬
‫قالت الخت السائلة ‪ " :‬وإذا أغضبني وأهانني أمام الناس‬
‫ي مصالحته واسترضاؤه وإل لعنتني‬ ‫وامتهن كرامتي يجب عل ّ‬
‫الملئكة " !‬
‫وهذا ليس بصحيح ‪ ،‬فأما اللعن فإنما هو في امتناع الزوجة عن‬
‫فراش زوجها من غير عذر مع مبيت زوجها وهو عليها غضبان –‬
‫كما سبق بيانه ‪. -‬‬
‫وأما إهانة الزوج لها وامتهان كرامتها ‪ :‬فهو آثم على فعله هذا ول‬
‫شك ‪ ،‬وقد أجاز لها الشرع أن تستوفي حقها بالرد عليه بقدر‬
‫ظلمه لها ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ ) :‬ولمن انتصر بعض ظلمه فأولئك ما عليهم من‬
‫سبيل ( أي ليس عليهم إثم ‪.‬‬
‫ن ( هنا عام فتدخل فيه المرأة أيضا ً ‪.‬‬ ‫م ْ‬‫ولفظ ) َ‬
‫أو أن تصبر على قوله وظلمه وتحتسب الجر عند الله لتأخذ‬
‫الثواب الكمل والفضل والعلى والواجب عليه ‪ :‬هو أن يصالحها‬
‫ويسترضيها ل العكس ‪ ،‬فالذي ظلم هو الذي يجب عليه لتمام‬
‫توبته أن ُيرضي المظلوم بالعتذار والكلم الحسن ‪.‬‬
‫سادسا ً ‪:‬‬

‫قالت الخت الفاضلة ‪ " :‬وأنا طبعا ً ل يحق لي مخالفته في رأي‬


‫ومراجعته ول يغفر لي أي قدر من النفعال " !‬
‫وهذا ليس بصحيح ‪ ،‬فيجوز للمرأة أن تراجع زوجها وأن تخالفه‬
‫في الرأي ‪ ،‬لكن ليس لها أن تمتنع عما يأمرها به – وإن كانت‬
‫مخالفة له – إذا لم يأمرها بمعصية ‪ ،‬فل طاعة لحد في معصية‬
‫الخالق ‪ ،‬وهذا إنما هو من منطلق القوامة الذي جعله الله تعالى‬
‫للزوج في مقابل ما أوجب عليه من نفقة وحماية ورعاية ‪ ،‬قال‬
‫وامون على النساء بما فضل الله بعضهم على‬ ‫تعالى ‪ ) :‬الرجال ق ّ‬
‫بعض وبما أنفقوا من أموالهم ( النساء‬
‫ن يراجعنهم‬‫وقد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم أن نساءهم ك ّ‬
‫في المر ‪ ،‬بل كان هذا فعل أمهات المؤمنين مع نبينا عليه‬
‫الصلة والسلم ‪ ،‬كما قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه‬
‫وسلم " وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على النصار‬
‫إذا قوم تغلبهم نساؤهم ‪ ،‬فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء‬
‫ت على امرأتي ) أي ‪ :‬غضبت ( فراجعتني‬ ‫النصار ‪ ،‬فصخب ُ‬
‫ت أن تراجعني قالت ‪ :‬ولم تنكر أن أراجعك ؟ فو الله إن‬ ‫فأنكر ُ‬
‫أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ‪ – " ...‬رواه البخاري‬
‫) ‪ ( 4895‬ومسلم ) ‪. ( 1479‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر – في سياق فوائد الحديث ‪: -‬‬
‫وفيه ‪ :‬أن شدة الوطأة على النساء مذموم ؛ لن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أخذ بسيرة النصار في نسائهم ‪ ،‬وترك سيرة قومه ‪.‬‬
‫" فتح الباري " ) ‪. ( 291 / 9‬‬
‫أما ما ذكرته الخت من أنه ل يغفر لها أي قدر من النفعال ‪،‬‬
‫فهذا ل يصح على إطلقه إذ من النفعالت ما ل يحاسب عليه‬
‫النسان إذا لم يتكلم به أو يعمل ‪ ،‬لقوله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫) إن الله تجاوز لمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو‬
‫يعملوا ( ومنها ما ل يكون بقصد النسان التام إما بسبب شدة‬
‫غضب أو نحوه مما هو خارج عن طاقة النسان ‪ ،‬وقد ورد في‬
‫آخر سورة البقرة دعاء المؤمنين ‪ ) :‬ربنا ول تحملنا ما ل طاقة لنا‬
‫به ( البقرة ‪ ،‬وثبت في السنة أن الله تعالى قد أجاب هذا الدعاء‬
‫بقوله ‪ ) :‬قد فعلت ( ‪.‬‬
‫سابعا ً ‪:‬‬
‫قالت الخت السائلة ‪ " :‬كما أنكم أفتيتم بأن ثواب صلة الجماعة‬
‫هو خاص بالرجال من دون النساء " !‬
‫وهذا أيضا ً ليس بصحيح ‪ ،‬بل الذي قلنا – بناء على أحاديث النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم – أن أجر السبع وعشرين درجة خاص‬
‫طبون بصلة الجماعة دون النساء ‪،‬‬ ‫بالرجال لنهم هم المخا َ‬
‫وصلة الجماعة للنساء مستحبة ‪ ،‬ولكن ل تجزم بأنه لها أجر‬
‫السبع وعشرين درجة ‪ ،‬ويجوز للمرأة أن تشهد الصلة في‬
‫المسجد ‪ ،‬ول يحل للرجل أن يمنعها من الذهاب ‪ ،‬فإن ذهبت‬
‫وصّلت معهم ‪ :‬شاركتهم في أجر صلة الجماعة ‪.‬‬
‫ومع هذا فبناًء على الحاديث الصحيحة فإنها لو صّلت في بيتها ‪:‬‬
‫لخذت ما هو أفضل من أجر صلتها جماعة في المسجد ‪.‬‬
‫عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تمنعوا‬
‫نساءكم المساجد ‪ ،‬وبيوتهن خير لهن " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ) ‪ ( 567‬وأحمد – واللفظ له ‪. ( 5445 ) -‬‬
‫قال عبد العظيم آبادي ‪:‬‬
‫" وبيوتهن خير لهن " ‪ :‬أي ‪ :‬صلتهن في بيوتهن خير لهن من‬
‫صلتهن في المساجد لو علمن ذلك ‪ ,‬لكنهن لم يعلمن فيسألن‬
‫الخروج إلى المساجد ويعتقدن أن أجرهن في المساجد أكثر ‪.‬‬
‫ووجه كون صلتهن في البيوت أفضل ‪ :‬المن من الفتنة ‪ ,‬ويتأكد‬
‫ذلك بعد وجود ما أحدث النساء من التبرج والزينة ‪.‬‬
‫" عون المعبود " ) ‪. ( 193 / 2‬‬
‫ثامنا ً ‪:‬‬
‫قالت الخت السائلة ‪ " :‬هل هذا هو قدر المرأة المسلمة إذا‬
‫أحسنت وأدت ما عليها ؟ فإن هي تجنبت الثم فليس لها أي‬
‫فضل وإن أخلت كانت من الملعونين المطرودين من رحمة الله‬
‫أنا وإبليس اللعين سواء " !‬
‫ك ليس بصحيح اطلقا ً ‪.‬‬ ‫وهذا من سوء الظن بالله ‪ ،‬وكلم ِ‬
‫قال الله تعالى ‪ } :‬من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن‬
‫فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون {‬
‫النحل ‪. 97 /‬‬
‫وقال تعالى ‪ } :‬فاستجاب لهم ربهم أني ل أضيع عمل عامل‬
‫منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا‬
‫من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لكفرن عنهم‬
‫سيئاتهم ولدخلنهم جنات تجري من تحتها النهار ثوابا من عند‬
‫الله والله عنده حسن الثواب { آل عمران ‪. 195 /‬‬
‫وقال تعالى ‪ } :‬إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات‬
‫والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات‬
‫والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين‬
‫والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا‬
‫والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ً { الحزاب ‪. 35 /‬‬
‫وأما ذكرته الخت من أنها إذا أخلت كانت هي وإبليس سواء فهذا‬
‫تشنيع ل محل له هنا ‪ ،‬وتشبيه غير مقبول إذ لعنة الله لبليس‬
‫اللعنة البدية التي ل تقبل فيها أي توبة ‪ ،‬ل تقارن بما يكون من‬
‫اللعن في حق من كان مسلما ً موحدا ً لله مذعنا ً له ووقع في‬
‫بعض الكبائر ‪.‬‬
‫وفي هذا القدر من اليات البينات والكلم كفاية في بيان خطأ‬
‫ك ‪ ،‬ونسأل الله تعالى أن يفقهك في الدين ‪ ،‬وأن يثبتك على‬ ‫قول ِ‬
‫الخير والهدى ‪.‬‬
‫كما ل يفوتنا في نهاية هذه الجابة أن نحمد لهذه الخت السائلة‬
‫صراحتها في السؤال عما يقذفه الشيطان في قلبها من‬
‫الشكالت عن المور الشرعية التي لو كتمتها في نفسها لربما‬
‫أفسدت عليها دينها وأورثتها من الوساوس ما ُينغص عليها عيشها‬
‫‪ ،‬وبمثل هذا السؤال يزول الشكال ويندفع عن النفس الشك ‪.‬‬
‫وإن كان ينبغي في طرح مثل هذه السئلة أن يكون بأسلوب أكثر‬
‫ملئمة للسؤال عن حكمة الله في تشريعاته ‪ ،‬وأن يبتعد السائل‬
‫عن كل ما ُيشعر بروح العتراض على الحكم إذا عقول البشر‬
‫تقصر عن إدراك عظيم حكمة الله وواسع فضله على خلقه ‪.‬‬
‫ومما يحمد أيضا ً للخت السائلة رضاها وتسليمها بشرع الله ‪،‬‬
‫وذلك في قولها ) وإن كان هذا هو شرع الله فسمعا ً وطاعة ( ‪،‬‬
‫وهكذا يجب أن يكون المؤمن ‪.‬‬
‫نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه ‪ ،‬وأن يلهمنا رشدنا ‪.‬‬
‫والله تعالى أعلم ‪.‬‬
‫السلم سؤال وجواب‬
‫===================‬
‫شبهات دعاة تغريب المرأة‬
‫الشبهة)‪:(1‬تركيب المرأة الجسدي يعارض دعوتهم للمساواة‬
‫التامة‬
‫كيان المرأة النفسي‬ ‫أثبتت الدراسات الطّبية المتعددة أن ِ‬
‫والجسدي قد خلقه الله تعالى على هيئةٍ تخالف تكوين الرجل‪،‬‬
‫ة‪ ،‬كما‬ ‫ة كامل ً‬ ‫وقد ب ُِني جسم المرأة ليلئم وظيفة المومة ملءم ً‬
‫أن نفسيتها قد هُي َّئت لتكون ربة أسرةٍ وسيدة البيت وقد كان‬
‫ة في‬ ‫لخروج المرأة إلى العمل وتركها بيتها وأسرتها نتائج فادح ً‬
‫شر في العام‬ ‫كل مجال‪ .‬ويقول تقرير هيئة الصحة العالمية الذي ن ُ ِ‬
‫مه المتواصلة لمد‬ ‫ُ‬
‫ل مولود ٍ يحتاج إلى رعاية أ ّ‬ ‫ن كل طف ٍ‬ ‫الماضي أ ّ‬
‫ن هذه الرعاية يؤدي إلى‬ ‫قدا َ‬ ‫ت على القل‪ .‬وأن فُ ْ‬ ‫ث سنوا ٍ‬ ‫ة ثل ِ‬
‫دى الطفل كما يؤدي إلى انتشار جرائم الُعنف‬ ‫اختلل الشخصية ل َ َ‬
‫ريعةٍ في المجتمعات الغربية وطالبت هذه‬ ‫م ِ‬‫الذي انتشر بصورةٍ ُ‬
‫موَّقرة بتفريغ المرأة للمنزل وطلبت من جميع حكومات‬ ‫الهيئة ال ُ‬
‫دفع لها راتبا ً شهريا ً إذا لم يكن لها من‬ ‫فّرغ المرأة وت ً ْ‬ ‫العالم أن ت ُ َ‬
‫ي َُعوُلها حتى تستطيع أن تقوم بالرعاية الكاملة لطفالها‪.‬‬
‫ضن وَرْوضات‬ ‫محا ِ‬ ‫وقد أثبتت الدراسات الطبية والنفسية أن ال َ‬
‫الطفال ل تستطيع القيام بد َْور الم في التربية ول في إعطاء‬
‫ن الداِفق الذي ُتغذيه به‪.‬‬ ‫الطفل الحنا َ‬
‫الختلف على مستوى الخليا‪:‬‬
‫إن هيكل المرأة الجسدي يختلف عن هيكل الرجل‪ ،‬بل إن كل‬
‫خلية من خليا جسم المرأة تختلف في خصائصها وتركيبها عن‬
‫جَهر ل ََهاَلنا أن نجد الفروق‬ ‫م ْ‬ ‫قنا النظر في ال ِ‬ ‫خليا الرجل‪ .‬وإذا دقّ ْ‬
‫ة بين خلية الرجل وخلية المرأة‪ ..‬ستون مليون خلية في‬ ‫واضح ً‬
‫ة في المجهر ت ُن ْب ُِئك‬ ‫جسم النسان ومع هذا فإن نظرة ً فاحص ً‬
‫خَبر اليقين‪ :‬هذه خلية رجل وهذه خلية امرأة‪ ،‬كل خليةٍ فيها‬ ‫ال َ‬
‫ة بطابع النوثة‪.‬‬ ‫طبوع ٌ‬ ‫م ْ‬‫ذكورة أو َ‬ ‫سم ال ّ‬ ‫مي ْ ِ‬‫ة بِ َ‬‫م ٌ‬
‫سو َ‬ ‫مو ْ ُ‬
‫َ‬
‫ة بين خلية دم ٍ بيضاَء‬ ‫وفي الصورة التالية نرى الفروق واضح ً‬
‫جِليا ً بين خلية من فم ِ امرأ ٍ‬
‫ة‬ ‫ل وأخرى لمرأةٍ كما نرى الفرق َ‬ ‫لرج ٍ‬
‫ل‪ ،‬ثم ننظر في الصورة على مستوى أعمق من‬ ‫وخليةٍ من َفم رج ٍ‬
‫صبغيات أو‬ ‫جسيمات الملونة )ال ّ‬ ‫مستوى الخليا إلى مستوى ال ُ‬
‫ة‬
‫الكروموسومات(‪ .‬هذه الجسميات الملونة موجودة ٌ في كل خلي ٍ‬
‫س بالنجستروم )واحد على بليون من الميليمتر( في َثخانتها‬ ‫وُتقا ُ‬
‫ج؛منها واحد ٌ مسؤول عن الذكورة‬ ‫وهي موجودة ٌ على هيئة أزوا ٍ‬
‫والنوثة‪.‬‬
‫ضح في الصورة على‬ ‫مو َ ّ‬ ‫ففي خلية الذكر نجد هذا الزوج كما هو ُ‬
‫هيئة ‪ x y‬بينما هو في خلية المرأة على هيئة ‪ xx‬والصورة التالية‬
‫ُتوضح هذه الفروق الثلثة‪.‬‬
‫مّيز عن‬ ‫م َ‬‫ون )صبغ( للذكورة يختلف في شكله ال ُ‬ ‫مل َ ّ‬
‫سيم ال ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫إ ّ‬
‫صبغ النوثة‪ ،‬بل ول يقتصر الختلف على الشكل والمظهر إنما‬ ‫ِ‬
‫ك بالنسبة‬ ‫سمي ٌ‬ ‫خَبر فصبغ الذكورة قصيٌر َ‬ ‫م ْ‬ ‫يتعداه إلى الحقيقة وال َ‬
‫صبغ النوثة ومع ذلك فهو يجعل الخلية الذكرية أكثر نشاطا ً‬ ‫لِ ِ‬
‫من شقيقتها النثوية‪.‬‬ ‫ة وأكثر إقداما ً ِ‬ ‫كيم ً‬ ‫وأقوى ش ِ‬
‫الختلف على مستوى النطفة‪:‬‬
‫سلية‬ ‫سّلم الفروق وارتفعنا إلى مستوى الخليا التنا ُ‬ ‫سرنا في ُ‬ ‫وإذا ِ‬
‫ة‬ ‫ن هائل ً بين الحيونات المنوية )ن ُط ْ َ‬
‫ف ُ‬ ‫سعا ً والب َوْ َ‬ ‫سنجد الفرق شا ِ‬
‫ويضة )ُنطفة المرأة(‪.‬‬ ‫الرجل( وبين الب ُ َ‬
‫صية مئات المليين من الحيونات المنوية في كل قَذ ْفَ ِ‬
‫ة‬ ‫خ ْ‬ ‫رز ال ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫ة‬
‫ويضة واحدة ً في الشهر‪ .‬ونظرة ٌ فاحص ٌ‬ ‫مب َْيض ب ُ َ‬ ‫رز ال ِ‬ ‫ف ِ‬
‫ي بينما ي ُ ْ‬ ‫من ِ ّ‬ ‫َ‬
‫مَنويّ الذي ُيقاس بالميكرون )واحد على‬ ‫لخصائص الحيوان ال َ‬
‫سد خصائص الرجولة‪.‬‬ ‫ج ّ‬ ‫مليون من المليمتر( تجعلنا‪ .‬ن ُوِْقن بأنه ي ُ َ‬
‫جسد خصائص النوثة‪ .‬فالحيوان المنوي له‬ ‫بينما نرى البويضة ت ُ َ‬
‫ل وهو سريع‬ ‫ل طوي ٌ‬ ‫ة وله ذ َي ْ ٌ‬ ‫فح ٌ‬ ‫ص ّ‬
‫م َ‬ ‫سوة ٌ ُ‬ ‫ب وعليه قُل ُن ْ ُ‬ ‫مد َب ّ ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫رأ ٌ‬
‫قّر له َقراٌر حتى يصل إلى هدفه أو‬ ‫شكيمة ل ي َ ِ‬ ‫الحركة قوِيّ ال ّ‬
‫يموت‪ .‬بينما البويضة كبيرة الحجم )‪ ،1/5‬ميليمتر( وت ُعَْتبر أكبر‬
‫خليةٍ في جسم النسان الذي يحتوي على ستين مليون خلية‪.‬‬
‫ع‬
‫ش ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل وعليها تا ٌ‬ ‫دى باختيا ٍ‬ ‫ل وت ََتها َ‬ ‫دل ٍ‬ ‫ة َتسير ب ِ َ‬ ‫ة ساكن ٌ‬ ‫وهي هادئ ٌ‬
‫حه ول ُتفارقه‪ ،‬فإن‬ ‫يدعو الراغبين إليها وهي في مكانها ل ت َب َْر ُ‬
‫أتاها زوجها و إل ماتت في مكانها ثم قذفها الرحم مع دم‬
‫ث‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫الط ّ ْ‬
‫ي الرجل تحت المجهر‬ ‫من ِ ّ‬ ‫قنا النظر في قطرةٍ صغيرةٍ من َ‬ ‫وإذا دقّ ْ‬
‫ب‬
‫عبا َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م ُ‬‫لهالنا ما نرى‪ ..‬مئات المليين من الحيوانات المنوية ت َ ْ‬
‫جري في طريقها‬ ‫ذيالها ل ِت َ ْ‬ ‫رب بأ ْ‬ ‫طم وهي َتض ِ‬ ‫متل ِ‬ ‫مّني ال ُ‬ ‫حرِ ال َ ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫مخاطر حتى تصل‬ ‫فاِوز وال َ‬ ‫م َ‬ ‫فوف ِبال َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عر ال َ‬ ‫الشاق الطويل الوَ ِ‬
‫إلى البويضة‪ ،‬وفي أثناء هذه الرحلة الشاقة الهاد َِرة تموت مليين‬
‫الحيوانات المنوية ول يصل إلى البويضة إل بضع مئات‪.‬‬
‫ذن لها‬ ‫وهناك على ذلك الجدار تقف هذه الحيوانات تنتظر أن ي ُؤ ْ َ‬
‫جدار‬ ‫رز ك ُوّة ً في ِ‬ ‫دعة فَت ُب ْ ِ‬ ‫مب ْ ِ‬
‫درة اللهية ال ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫بالدخول وتتحرك ي َد ُ ال ُ‬
‫ح تلك‬ ‫ق َ‬ ‫من َوِيّ قداختارته العناية اللهية ل ِي ُل َ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫البويضة أما حيوا ٍ‬
‫وة‬ ‫مك ُْنونة وي َِلج الحيوان المنوىّ سريعا ً إلى هذه الك ُ ّ‬ ‫درة ال َ‬ ‫ال ّ‬
‫ضي لها‬ ‫ف ِ‬ ‫قف وجها ً ِلوجهٍ أما م البويضة‪ ..‬وهناك ي ُ ْ‬ ‫فْرجة ل ِي َ ِ‬ ‫وال ُ‬
‫ونا‬ ‫حدان ل ِي ُك َ ّ‬ ‫طيه‪ .‬ويت ّ ِ‬ ‫طيها أسرار الوراثة وت ُعْ ِ‬ ‫سّره وي ُعْ ِ‬ ‫كنون ِ‬ ‫م ْ‬ ‫بِ َ‬
‫خُلق الله سبحانه وتعالى منها النسان‬ ‫مشاج التي ي َ ْ‬ ‫ة ال ِ‬‫الّنطف َ‬
‫كام ً‬
‫ل‪.‬‬
‫الختلف على مستوى النسجة والعضاء‪:‬‬
‫وإذا ارتفعنا من مستوى الصبغيات )الكروموسومات( والخليا إلى‬
‫مستوى النسجة والعضاء وجدنا الفروق الهائلة الواضحة لكل‬
‫ة‬
‫شدودة ٌ قوي ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫فَتى َ‬ ‫ضلت ال َ‬ ‫ذي ع َي َْنين بين الذكورة والنوثة‪ ..‬فَعَ َ‬
‫وض‬ ‫ح ْ‬ ‫من ْك ََبين واسعُ الصدر ضّيق البطن صغير ال َ‬ ‫عريض ال ِ‬ ‫وهو َ‬
‫سمه توزيعا ً‬ ‫ج ْ‬‫دهن ِ‬ ‫وزع ال ّ‬ ‫جز كبير‪ ..‬ي َت َ ّ‬ ‫ف له ول ع َ ُ‬ ‫سِبيًا‪ ,‬ل أْردا َ‬ ‫نِ ْ‬
‫ة‪ ..‬وينمو‬ ‫م محدودة ٌ بسيط ٌ‬ ‫دهن في الغالب الع َ ّ‬ ‫عادل ً وط ََبقة ال ّ‬
‫شْعر‬ ‫عذاِريه وينمو َ‬ ‫شْعر ُ‬ ‫سّرة كما ينمو َ‬ ‫حوَ ال ّ‬ ‫جها ً ن َ ْ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫شعُْر الَعاَنة ُ‬ ‫َ‬
‫ش‪ ..‬بينما نجد عضلت‬ ‫َ‬ ‫ذ َقِْنه وشارِِبه وي َغْل ُ ُ‬
‫ج ّ‬ ‫صُبح أ َ‬ ‫ظ صوُته وي ُ ْ‬
‫سِتدارةً‬ ‫ب الجسم ا ْ‬ ‫س ُ‬‫هنيةٍ ت ُك ْ ِ‬ ‫مكسوة ً بطبقةٍ د ُ ْ‬ ‫ةو َ‬ ‫الفتاة »رقيق ً‬
‫متعاِقبة‬ ‫فر والن ُّتوءات الواضحة ال ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ً‬
‫مْرغوًبا فيه خاليا من ال ُ‬ ‫وامتلًء َ‬
‫التي ل ترتاح الَعين لُرؤيِتها« كما يقول أستاذ علم التشريح‬
‫الدكتور شفيق عبد الملك في كتابه مبادئ علم التشريح ووظائف‬
‫العضاء ويواصل الدكتور شفيق كلمه فيقول‪:‬‬
‫»و ل تقتصر هذه الطبقة الدهنية على استدارة الجسم وستر ما‬
‫ظى‬ ‫ح َ‬ ‫ت بل إن بعض المناطق الخاصة ت َ ْ‬ ‫فرٍ أو ن ُُتوءا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َعْت َوُِره من ُ‬
‫ن ويتخذ ُ‬ ‫ديرا ِ‬ ‫ذين ي َك ُْبران ويست ِ‬ ‫مْثل‪ :‬الثد َْيين الل ّ َ‬ ‫ب وافرٍ منها ِ‬ ‫ب َِنصي ٍ‬
‫هرة وال ِْليتان وكما‬ ‫كرة‪ ،‬وكذلك منطقة الّز ْ‬ ‫كل منهما شكل ِنصف ُ‬
‫حوض‬ ‫خدان و غيرهما من مواضعَ خاصة‪ .‬وي َّتسع ال َ‬ ‫ف ِ‬ ‫يستدير ال َ‬
‫مو‬ ‫صص له ويكتمل ن ُ ُ‬ ‫حذا ً شكل ً مناسبا ً يّتفق مع العمل الذي خ ّ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ُ‬
‫مْبيض الذي يقوم بعملية‬ ‫أعضاء التناسل الباطنة كالرحم وال ِ‬
‫البياض السابقة للطمث وكذلك العضاء التناسلية الظاهرة‬
‫فَرين الكبيرين ويتخذ كل منهما شكله وحجمه وُقوامه‬ ‫ش َ‬‫كال ّ‬
‫قة الزهرة‬ ‫شعر في منط َ‬ ‫ضعه في البالغ ‪,‬ويظهر ال ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫وب ُْنيانه و َ‬
‫صبغةِ الطفولة‪.‬‬ ‫صبوغا ً ب ِ‬ ‫والبطين وي َن َْعم الصوت بعد أن كان م ْ‬
‫وغرض كل هذه التغييرات في الفتاة اكتساب جمال المنظر‬
‫مة‬ ‫سن ون ُُعو َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ضارة الط ّْلعة مما يتفق مع ُ‬ ‫قوام ون َ َ‬ ‫ورشاقة ال َ‬
‫ة للغراء«‪.‬‬ ‫ضارة النوثة؛وكلها عوامل قوي ٌ‬ ‫ون َ َ‬
‫وتختلف العضاء التناسلية للرجل والمرأة اختلفا ً يعرفه كل‬
‫ل فَد َوَْرةٌ‬ ‫ط به الحمل فإن لم يكن حم ٌ‬ ‫منو ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ح ٌ‬ ‫إنسان فللمرأة ر ِ‬
‫مل أو تتوقف الحياة الجنسية‬ ‫ح َ‬‫ض( حتى ت َ ْ‬ ‫حي ْ ٌ‬ ‫ث) َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ة وط َ ْ‬ ‫شهري ٌ‬
‫ذية‬
‫للمرأة‪ .‬وللمرأة أثداء لها وظيفة جمالية كما لها وظيفة ت َغْ ِ‬
‫مه بأحسن وأنظف وأل َْيق غذاء‪ ..‬ليس‬ ‫الطفل منذ ِولدته إلى ِفطا ِ‬
‫سب ولكن تركيب العظام يختلف في الرجل عن المرأة‬ ‫هذا فح ْ‬
‫سَعة وفي الشكل والزاوية‪.‬‬ ‫ضيق وال ّ‬ ‫في القوة والمتانة وفي ال ّ‬
‫وإذا نظرنا لحوض المرأة مثل ً وجدناه يختلف عن حوض الرجل‬
‫اختلفا كبيرا ً يقول الدكتور شفيق عبد الملك أستاذ التشريح ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫قيامه بوظيفة‬ ‫»يمتاز حوض السيدة عن حوض الرجل بالنسبة ل ِ ِ‬
‫ضروريات اللزمة التي ل يحتاج‬ ‫مةٍ ِإضافيةٍ تت َط َّلب منه بعض ال ّ‬ ‫ٍها ّ‬
‫ذيِته‬ ‫مو الجنين في الحوض وط ُُرق ت َغْ ِ‬ ‫إليها حوض الرجل‪ ..‬فَن ُ ُ‬
‫ت الولدة‬ ‫جه وقْ َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫من َ‬ ‫ف الحوض و ِ‬ ‫مروِره بتجوي ِ‬ ‫فظه ثم ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫و ِ‬
‫سُهل معها اتمام‬ ‫زم بعض التغييرات والتعديلت التي ي َ ْ‬ ‫مما يستل ْ ِ‬
‫حصر كل هذه التغييرات في أن‬ ‫لم والطفل‪ ,‬وتن ْ َ‬ ‫الولدة بالنسبة ل ُ‬
‫عظامه أَرقّ‬ ‫ن تكون ِ‬ ‫صر‪ ،‬وأ ْ‬ ‫يكون تجويف حوض السيدة أوسع وأقْ َ‬
‫ط َتضاريسا ً ‪,‬ثم َيذكر الدكتور ‪ 19‬فرقا ً بين‬ ‫س َ‬ ‫ة وأب ْ َ‬ ‫خشون ً‬ ‫ل ُ‬ ‫وأ َقَ ّ‬
‫حوض الرجل والمرأة ينبغي على طالب الطب أن يحفظها‬
‫خِتم ذلك بقوله‪:‬‬ ‫وي َعَِيها‪ ،‬وي َ ْ‬
‫صَغر‬ ‫»وإن تكن رِّقة الِعظام وُنعومتها وبساطة تضاريسها و ِ‬
‫ة في أكثر عظام الهيكل في‬ ‫جِلي ً‬ ‫رها ظاهرة ً َ‬ ‫ف ِ‬‫ح َ‬‫ور ُ‬ ‫وكاتها وقلة غ َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ل في عظام الحوض للنثى‬ ‫جّلى بأوضح شك ٍ‬ ‫المرأة غير أنها ت َت َ َ‬
‫ر‬
‫ط واف ٍ‬ ‫س ٍ‬ ‫ق ْ‬ ‫التي بل نزاع ُتشارك صفات عظام الهيكل الخرى ب ِ‬
‫ي الخاص‬ ‫ع ّ‬ ‫فها @ الن ّوْ ِ‬ ‫مّيزة للنوثة زيادة ً على ت َك َي ّ ِ‬ ‫م َ‬
‫في صفاتها ال ُ‬
‫بما ُيناسب ما يتطلب منها القيام بعمل تنفرد به دون غيرها من‬
‫عظام الهيكل«‪.‬‬
‫وخلصة القول‪:‬أن أعضاء المرأة الظاهرة والخفية وعضلتها‬
‫وعظامها تختلف إلى حد ٍ كبيرٍ عن تركيب أعضاء الرجل الظاهرة‬
‫ملها‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫والخفية كما تختلف عضلته وعظامه في شدتها وقوةِ ت َ َ‬
‫خَتلف ع َب َث َا ً إذ ليس في‬ ‫م ْ‬
‫وليس هذا البناء الهَْيكلي والُعضوي ال ُ‬
‫سواء عِلمناها أم‬ ‫ة َ‬ ‫م ٌ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ئ إل ّ وله ِ‬ ‫جسم النسان ول في الكون ش ٌ‬
‫جِهلناها‪ ،‬وما أكثَر ما نجهل وأقل ما نعلم‪.‬‬
‫والحكمة في الختلف الب َّين في التركيب التشريحي والوظيفي‬
‫ي‬
‫)الفسيولوجي( بين الرجل والمرأة هو أن هيكل الرجل قد ب ُن ِ َ‬
‫قى المرأة في المنزل‬ ‫دح ويكافح وت َب ْ َ‬ ‫مْيدان العمل ل ِي َك ْ َ‬ ‫خُرج إلى َ‬ ‫ل ِي َ ْ‬
‫طها الله بها؛وهي الحمل والولدة‪,‬‬ ‫تؤدي وظيفتها العظيمة التي أنا َ‬
‫كن إليها الرجل‬ ‫س ُ‬ ‫ش الّزْوجية؛ حتى ي َ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫وتربية الطفال ‪,‬وتهيئة ِ‬
‫ن‬ ‫خل َقَ ل َ ُ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عند عودته من خارج المنزل‪+ .‬وَ ِ‬
‫فسك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫موَد ّة ً وََر ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬‫جعَ َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َ‬ ‫جا ل ّت َ ْ‬‫م أْزَوا ً‬ ‫أن ْ ُ ِ ْ‬
‫والفرق تراه في الرجل البالغ والمرأة البالغة كما تراه في‬
‫ة ل تتحرك إل‬ ‫ة هادئ ٌ‬ ‫الحيوان المنوي والبويضة‪ .‬البويضة ساكن ٌ‬
‫فح‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫شع‪ ،‬والحيوان المنوي صارو ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫بمقدار وعليها الّتاج ال ُ‬
‫مفاِوز ِلتفوز ب َِغرضها وغايتها أو‬ ‫ة ت َن ْط َِلق ع َْبر المخاطر وال َ‬ ‫ذيف ٌ‬ ‫وقَ ِ‬
‫تموت‪ ..‬ليس ذلك فحسب بل ترى الفرق في كل خليةٍ من خليا‬
‫المرأة وفي كل خليةٍ من خليا الرجل‪ .‬تراه في الد ّم ِ والعظام‪،‬‬
‫ضِلي وتراه في‬ ‫تراه في الجهاز التناسلي‪ ،‬تراه في الجهاز العَ َ‬
‫اختلف الُهرمونات هرمونات الذكورة وهرمونات النوثة وتراه‬
‫بعد هذا وذاك في الختلف النفسي بين إقدام الرجل وصلبته‬
‫فر المرأة ودللها‪.‬‬ ‫خ َ‬ ‫و َ‬
‫من موازين قد قلبناها‪ ،‬فإننا‬ ‫م ِ‬ ‫قِلب الموازين‪ ،‬وك َ ْ‬ ‫وإذا أردنا أن ن َ ْ‬
‫ن‬
‫طرنا الله عليها ‪,‬وُنصاِدم التكوي َ‬ ‫فطرة التي فَ َ‬ ‫ُنصاِدم بذلك ال ِ‬
‫الب َُيولوجي والنفسي الذي خَلقنا الله عليه‪..‬‬
‫هل التكوين النفسي‬ ‫جا ُ‬ ‫فطرة وت َ َ‬ ‫دمة ال ِ‬ ‫مصا َ‬ ‫وتكون نتيجة ُ‬
‫ه‬
‫ة الل ِ‬ ‫سن ّ ُ‬‫والجسدي للمرأة وبال ً على المرأة وعلى المجتمع‪ ,‬و ُ‬
‫دي ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫سن ّةِ اللهِ ت َب ْ ِ‬ ‫ة ‪+‬وََلن ت َ ِ‬
‫جد َ ل ِ ُ‬ ‫ماضي ٌ‬
‫فروق أخرى جسدية ونفسية بين الذكر والنثى ‪:‬‬
‫فروق الفسيولوجية )الوظيفية( والتشريحية بين الذكر‬ ‫ن ال ُ‬ ‫إ ّ‬
‫ي َتبتدئ بالفروق على‬ ‫د‪َ ..‬فه َ‬ ‫صى وت ُعَ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫والنثى أكثر من أن ت ُ ْ‬
‫ملونة أو الكروموسومات( التي‬ ‫سيمات ال ُ‬ ‫ج َ‬‫صب ِْغيات )ال ُ‬ ‫مستوي ال ّ‬
‫خاَنتها ُتقاس‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫تتحكم في الوراثة‪ ..‬والتي ت َد ِقّ وت َد ِقّ حتى أ ّ‬
‫بالنجستروم )واحد على بليون من الملميتر(‪ ...‬وترتفع إلى‬
‫ضح لك تلك‬ ‫مستوى الخليا وكل خلية في جسم النسان ُتو ِ‬
‫الحقيقة الفاصلة بين الذكورة والنوثة‪ ..‬تتجلى الفروق بأوضح ما‬
‫طفة الذكر )الحيونات المنوية( ونطفة المرأة‬ ‫يكون في ن ُ ْ‬
‫)البويضة(‪ ...‬ثم ترتفع الفروق بعد ذلك في أجهزة الجسم‬
‫ح في اختلف‬ ‫وضو ٍ‬ ‫ضلت‪ ...‬وتتجّلى ب ِ ُ‬ ‫المختلفة من العظام إلى العَ َ‬
‫الجهزة التناسلية بين الذكر والنثى‪ ...‬ول تقتصر الفروق على‬
‫ق‬
‫الجهاز التناسلي وإنما تشمل جميع أجهزة الجسم‪ ..‬ولكنها ت َد ِ ّ‬
‫ماء‬ ‫ص ّ‬ ‫دد ال ّ‬ ‫وت َد ِقّ في بعض الجهزة وتتضح في أخرى‪ ..‬وجهاز الغُ َ‬
‫هو أحد الجهزة التي تتجلى فيها الفروق كأوضح ما يكون‪...‬‬
‫هرمونات النوثة في تأثيرها‬ ‫ذكورة تختلف عن ُ‬ ‫فهُْرمونات ال ّ‬
‫ط ويَتمّثل في ِزياد ِ‬
‫ة‬ ‫اختلفا ً كبيرا ً رغم أن الفرق الكيماوِيّ بسي ٌ‬
‫ت من الهيدروجين ‪ cH3‬إلى التركيب‬ ‫ذ َّرةٍ من الكربون وثلثة ذرا ٍ‬
‫الجزئي ‪ molecular structure‬في هرمون النوثة‪..‬‬
‫ل‬
‫جا ِ‬ ‫وهذه ملحظة أخرى هامة أشار إليها القرآن الكريم " وَِللّر َ‬
‫ة "‪.‬‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن د ََر َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫هرمون النوثة )مجموعة مثيلية( وكذلك‬ ‫ذكورة ُيساوي ُ‬ ‫فُهرمون ال ّ‬
‫الجهاز التناسلي للرجل يساوي الجهاز التناسلي للمرأة @ أعضاء‬
‫إضافية‪.‬‬
‫وفي أثناء تكوين الجنين في مراحله الولي يكون جنين الذكر‬
‫صُعب التفريق بينهما إل‬ ‫مشابها ً في أّول المر لجنين النثى وي َ ْ‬
‫سْرعان ما‬ ‫صبغيات )الكروموسومات(‪ ...‬ولكن ُ‬ ‫على مستوى ال ّ‬
‫دى الجنين‬ ‫َ‬
‫مهاد ‪ Hypothalamus‬ل َ‬ ‫عى تحت ال ِ‬ ‫تتميز منطقة في المخ ت ُد ْ َ‬
‫مخ‬ ‫ذكر عن مثيله الجنين النثى‪ ..‬وهذه الضافة والزيادة فى ُ‬ ‫ال ّ‬
‫جنين الذكر تؤدي إلى الفروق الهائلة فيما ب َْعد بين الجهاز‬
‫التناسلي للذكر والجهاز التناسلى للنثى‪ ..‬كما يؤدى إلى الفروق‬
‫صماء وغدد النثى‪ .....‬وتؤثر هذه الغدد‬ ‫غدد الذكر ال ّ‬ ‫الهائلة بين ُ‬
‫م يختلف‬ ‫على مختلف أنشطة الجسم وعلى هيكله أيضًا‪ ..‬ومن ث َ ّ‬
‫ِبناُء هيكل الذكر عن بناء هيكل النثى كما تختلف الوظائف تبعا ً‬
‫مخ بين جنين‬ ‫مهاد من ال ُ‬ ‫ماُيز منطقةِ تحت ال ِ‬ ‫لذلك‪ ..‬والسبب في ت َ َ‬
‫ة‬
‫م ُ‬ ‫شي َ‬‫م ِ‬ ‫فرُِزه َ‬ ‫هرمون التستسرون الذي ت ُ ْ‬ ‫الذكر وجنين النثى هو ُ‬
‫الجنين الذكر‪ ...‬ثم تنمو الُغدة التناسلية وتؤثر بالتالي على‬
‫خية تحت المهاد« )‪.(578‬‬ ‫م ّ‬‫المنطقة ال ُ‬
‫م أساسا ً على هيكل النثى‬ ‫م ُ‬‫ص ّ‬‫ومن الغريب حقا ً أن هيكل البناء ي ُ َ‬
‫فإذا وجد صبغ الذكورة )كروموسوم الذكورة( فإنه ُيضيف إلى‬
‫ت تجعل النهاية ذكرًا‪ .‬أما إذا اختفى هذا‬ ‫كيان إضافا ٍ‬ ‫ذلك ال ِ‬
‫صل في‬ ‫ح ُ‬ ‫قحة كما ي َ ْ‬ ‫مل َ ّ‬ ‫م من تركيب البويضة ال ُ‬ ‫الكروموسوم الها ّ‬
‫ن‬
‫ل فإ ّ‬ ‫ج ّ‬ ‫رينا ُقدرة المولى عّز و َ‬ ‫بعض الحالت النادرة التي ت ُ ِ‬
‫ن كانت ناقصة التكوين ففي‬ ‫النتيجة النهائية هي جسم امرأةٍ وإ ْ‬
‫قحة تحتوي فقط على‬ ‫مل َ ّ‬ ‫حالة ترنر ‪ Turner Syndrome‬فإن البويضة ال ُ‬
‫ة على‬ ‫حتوية على ‪ xx‬ول ذكٌر محتوي ٌ‬ ‫م ْ‬‫موسوم ‪ x‬فل هي أنثى ُ‬ ‫كرو ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ ..xy‬فماذا تكون النتيجة؟‬
‫مل ول ت َِلد‪ ...‬أما إذا‬ ‫ح َ‬ ‫حيض ول ت َ ْ‬ ‫تكون النتيجة أنثى غير أنها ل ت َ ِ‬
‫صل في حالة كلينفلتر ‪Kleinfelter‬‬ ‫ح ُ‬ ‫كانت نتيجة التلقيح مثل ً ‪ xxy‬كما ي ْ‬
‫صبغيات‬ ‫‪ Syndrome‬فإن الطفل المولود يكون ذكرا ً رغم وجود ِ‬
‫شْهوة‬ ‫مة باِرد ال ّ‬ ‫ف الهِ ّ‬ ‫ن كان ذكرا ً ضعي َ‬ ‫ة‪ ..‬وإ ْ‬ ‫النوثة بصورةٍ كامل ٍ‬
‫صبغ النوثة فيه‪..‬‬ ‫كم ِ‬ ‫خائَر العزيمة‪ ...‬وذلك ل َِترا ُ‬
‫حة وصار حاصلها‬ ‫ق َ‬ ‫مل َ ّ‬‫ذكورة في البويضة ال ُ‬ ‫صب ْغُ ال ّ‬
‫أما إذا زاد ِ‬
‫صبغين )كروموسومين( كاملين من‬ ‫الكروموسومي ‪ xyy‬أي أن بها ِ‬
‫كيمة شديد َ‬ ‫أصباغ الذكورة فإن النتيجة تكون ذكرا ً قويّ الش ِ‬
‫جرَِيت لع َْتى‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فحوصات التي أ ْ‬ ‫دوان‪ ..‬حتى أن ال ُ‬ ‫البأس كثيَر العُ ْ‬
‫ن كثيرا ً‬ ‫تأ ّ‬ ‫دهم بأسا ً وِإقداما ً أظ ْهََر ْ‬ ‫رمين في السجون وأش ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫صبغ )كروموسوم( الذكورة!!‪.‬‬ ‫منهم كانوا ممن لديهم زيادة ٌ في ِ‬
‫حص الرجال المشهورون في التاريخ بزيادة الشجاعة‬ ‫ولَعله لو فُ ِ‬
‫جُعه في‬ ‫مْر ِ‬ ‫والقدام والرجولة والخشونة ل َُربما وجدنا أن ذلك َ‬
‫كثيرٍ من الحالت إلى زيادة صبغ الذكورة ‪ y‬لدى هؤلء‬
‫سواءَ كان ذلك في مجال‬
‫جْرأتهم وإقدامهم َ‬
‫صوفين بزيادة ُ‬
‫مو ْ ُ‬
‫ال َ‬
‫الخير أو في مجال الشر‪.‬‬

‫ل وآخر من حيث القدام وصفات الرجولة يرجع‬ ‫والفرق بين رج ٍ‬


‫في بعض الحيان إلى زيادة هرمون الرجولة َلدى هذا وقِّلته‬
‫سبية َلدى ذاك‪.‬‬ ‫الن ّ ْ‬
‫رينا كيف‬ ‫صي ُُهم قَْبل الُبلوغ ت ُ ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صّيين الذين ت َ ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ونظرة ٌ إلى ال َ‬
‫ي‬
‫ص ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عذاِرى ال َ‬ ‫شعٌْر ِ‬ ‫حول رجولتهم إلى النوثة‪ ...‬ول ينبت َ‬ ‫ت َت َ َ‬
‫دهن بنفس الطريقة التي يتوزع فيها‬ ‫وزع ال ّ‬ ‫وذ َقِْنه وشاِربه‪ ..‬وي َت َ َ‬
‫ق‪...‬‬ ‫عظامه وت َرِ ّ‬ ‫جز‪ ...‬وَتلين ِ‬ ‫ف والعَ ُ‬ ‫في النثى‪ ...‬أي في الْردا ِ‬
‫قى صوَته رخيما ً على ن َْبرة الطفولة دون أن ُتصيَبه ِغلظة‬ ‫وي َب ْ َ‬
‫خشونتها‪.‬‬ ‫الرجولة و ُ‬
‫سرعان‬ ‫ُ‬
‫ن علمات الّرجولة ُ‬ ‫صوا ب َْعد البلوغ فإ ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫ما أولئك الذين أ ْ‬ ‫أ ّ‬
‫ة‪.‬‬
‫موّ ثاني ً‬ ‫ذقن والشاِرب ول يعود إلى الن ّ ُ‬ ‫شعر ال ّ‬ ‫قط َ‬ ‫ما ت َْندِثر ويس ُ‬
‫هل‪ ...‬كما تبدأ الصفات النثوية والنفسية‬ ‫وتبدأ العضلت في الت َّر ّ‬
‫في الظهور لول مرة‪..‬‬
‫وى الّتماُثل الفكري بين‬ ‫ضح د َع ْ َ‬ ‫البحاث العلمية الحديثة تف َ‬
‫الجنسين‪:‬‬
‫شَرْته مجلة الريدرز دايجست الواسعة النتشار في‬ ‫ل نَ َ‬‫وفي مقا ٍ‬
‫عدد ديسمبر ‪ 1979‬تحت عنوان »لماذا يفكر الولد تفكيرا ً‬
‫خص لكتاب »الدماغ‪ :‬آخر الحدود«‬ ‫مل َ ّ‬
‫مختلفا ً عن البنات« وهو ُ‬
‫للدكتور ريتشارد ديستاك »‪ «The Brain: The Last Frontier‬جاء ما يلي‪:‬‬
‫غم أن هذه‬ ‫مَغايرةٍ لتفكير البنات ر ْ‬ ‫صْبيان يفكرون بطريقةٍ ُ‬ ‫»إن ال ّ‬
‫عين إلى المساواة‬ ‫دا ِ‬
‫دم أنصار المرأة وال ّ‬ ‫ص ُ‬‫صَعة ست ْ‬ ‫الحقيقة النا ِ‬
‫ْ‬
‫مة بين الجنسين‪ ..‬ولكن المساواة الجتماعية في َرأِينا تعتمد‬ ‫التا ّ‬
‫رفة الفروق في كيفية السلوك ومعرفة الفروق بين مخ‬ ‫معْ ِ‬
‫على َ‬
‫الفتى ومخ الفتاة‪.‬‬
‫وفي الوقت الحاضر فإن الفروق بين الولد والبنات التي لحظها‬
‫ما ً‬
‫هل تجاهُل ً تا ّ‬ ‫الباء والمعلمون والباحثون على مدار السنين تتجا َ‬
‫ماثل‪.‬‬ ‫مت َ َ‬‫ي ُ‬
‫ج ِدراس ّ‬ ‫دم للطلبة والطالبات منه ٌ‬ ‫ق َ‬ ‫وي ُ َ‬
‫ن ط َُرقَ التدريس في المدارس البتدائية ُتلئم البنات أكثر مما‬ ‫إ ّ‬
‫ما في المراحل‬ ‫تلئم الولد وِلذا فُهم ُيعانون في هذه المرحلة‪ ..‬أ ّ‬
‫التي ت َِليها حتى الجامعة فَِهي ُتلئم الفتيان أكثر مما تلئم‬
‫الفتيات‪..‬‬
‫ويعتقد الباحثون الجتماعيون أن الختلف في سلوك الولد عن‬
‫البنات راجعٌ إلى التوجيه والتربية في البيت والمدرسة والمجتمع‬
‫مقداما ً كثيَر الحركة بل‬ ‫و التي ترى أن الولد يجب أن يكون ِ‬
‫فين ‪,‬بينما ترى في الفتاة‬ ‫ي ب ِهَّز الك َت ِ َ‬ ‫دوان ّ‬ ‫ك عُ ْ‬ ‫سلو ٍ‬ ‫مْنه أيّ ُ‬ ‫قَبل ِ‬ ‫وت َ ْ‬
‫ة‪.‬‬‫ة لطيف ً‬ ‫ة هادئ ً‬ ‫أن تكون رقيق ً‬
‫ولكن البحاث العلمية ت ُب َّين أن الختلف بين الجنسين ليس عائدا ً‬
‫شأة والتربية وإنما َيعود أيضا ً إلى اختلف التركيب‬ ‫سب إلى الن ّ ْ‬ ‫فح ْ‬
‫البيوليجي وإلى اختلف تكوين المخ لدى الفتى عن الفتاة‪.‬‬
‫مط َْلقة بين الفتى‬ ‫وحتى لو حاول الداعون إلى المساواة ال ُ‬
‫طى ل َِعب‬ ‫َ‬
‫شئوهما على نفس المنهج حتى لت ُعْ ِ‬ ‫ن ي ُن ْ ّ‬‫والفتاة أ ْ‬
‫طى الَعرائس للولد فإن‬ ‫دسات وآلت الحرب للفتيات وُتع ِ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫ال ُ‬
‫ض نفسها وتؤدي إلى‬ ‫الفروق البيولوجية العميقة الجذور ستفرِ ُ‬
‫مَغاِير بين الفتى والفتاة‪.‬‬ ‫السلوك ال ُ‬
‫ن‬
‫مق هذه الفروق فوجدوا أ ّ‬ ‫ولقد أدرك العلماء والباحثون ع ُ ْ‬
‫جْنسه‪ ..‬فالِبنت‬ ‫سب ِ‬ ‫الطفل الرضيع يختلف في سلوكه على ح ْ‬
‫بعد ولدتها بأيام تنتبه إلى الصوات وخاصة صوت الم بينما الولد‬
‫ت‬ ‫ث صو ٍ‬ ‫حدا ِ‬ ‫رث لذلك‪ ..‬ولهذا فإن ّالرضيعة يمكن إخافَُتها ب ِإ ِ ْ‬ ‫ل يك ْت َ ِ‬
‫ئ بأكثر مما يمكن إخافة أخيها‪..‬‬ ‫مفاج ٍ‬ ‫ُ‬
‫مّيز‬
‫وتقول الدراسة أن الطفلة تستطيع في الشهر الخامس أن ت ُ َ‬
‫محاوََلة الكلم‬ ‫مْعهودة ل َد َْيها‪ ..‬وتبدأ الطفلة ُ‬ ‫صور ال َ‬ ‫سُهولةٍ بين ال ّ‬ ‫بِ َ‬
‫مُناغاة من الشهر الخامس إلى الثامن بينما يفشل أخوها في‬ ‫وال ُ‬
‫ة‪ ..‬وتبدأ الطفلة في الحديث‬ ‫ن ووجه ل ُعْب َ ٍ‬ ‫التفريق بين وجه إنسا ٍ‬
‫كن من ت َعَّلم اللغات في الغالب أكثر من‬ ‫عادة ً قَْبل أخيها‪ ..‬وتتم ّ‬
‫أخيها‪.‬‬
‫رية وفي‬ ‫ص ِ‬ ‫وي ُظ ِْهر الولد تفوقا ً كبيرا ً على البنات في المور الب َ َ‬
‫الشياء التي تت َط َّلب َتواُزًنا كامل ً في الجسم‪ ..‬ويقوم الطفل‬
‫ماز‬ ‫ضوٍْء غ َ ّ‬ ‫ك أوْ ليّ َ‬ ‫ذكر بالستجابة السريعة ليّ جسم متحر ٍ‬ ‫ال ّ‬
‫سرعة أكبر من أخته وله‬ ‫َ‬
‫كما أنه ي َن ْت َِبه إلى الشكال الهندسية ب ِ ُ‬
‫ة على محاولة الت ّعَّرف عليها وتفكيكها‪..‬‬ ‫قدرة ٌ فائق ٌ‬
‫ن الولد يُتوُقون إلى الت ّعَّرف على بيئاتهم‬ ‫صبا فإ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫س ّ‬ ‫وفي ِ‬
‫ميل البنات‬ ‫ن إلى آخر لكتشافها بينما ت َ ِ‬ ‫وي َن َْتقلون بك َْثرةٍ من مكا ٍ‬
‫إلى البقاء في أماكنهم‪..‬‬
‫مهارةٍ أكبَر في كل ما يتعلق بالشكال‬ ‫ويستطيع الولد التصرف ب ِ َ‬
‫ت ُثلثية »‪«Three Dimensional objects‬‬ ‫الهندسية وفي كل ما له اتجاها ٌ‬
‫مث َل ً‬‫وى َ‬ ‫ق ّ‬‫م َ‬‫ق ُ‬ ‫معَّينا ً من وََر ٍ‬ ‫ون شكل ً ُ‬ ‫من الولد أن ي ُك َ ّ‬ ‫وعندما ي ُط َْلب ِ‬
‫وقا ً كبيرًا‪.‬‬ ‫ف ّ‬
‫وق على أخته في ذلك ت َ‬ ‫ف ّ‬‫فإنه يت َ‬
‫درات والمعلومات في‬ ‫مذه ِل ً هو؛أن تخزين الق ُ‬ ‫وما ي ُعْت ََبر اكتشافا ً ُ‬
‫مع‬ ‫دماغ يختلف في الولد عنه في البنت‪ ..‬ففي الفتى تتج ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ف عن القدرات الهندسية‬ ‫ن مختل ٍ‬ ‫درات الكلمية في مكا ٍ‬ ‫ق ُ‬ ‫ال ُ‬
‫دى الفتاة‬ ‫مخ ل َ َ‬ ‫صي ال ُ‬ ‫كل فَ ّ‬ ‫والفراغية بينما هي موجودة ٌ في ِ‬
‫مخ أخته‪.‬‬ ‫من ُ‬ ‫صصا ً ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ومعنى ذلك أن دماغ الفتى أكثر ت َ َ‬
‫جْزِئيًا؛لماذا نرى‬ ‫سر وَلو ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫فة حديًثا ت ُ َ‬ ‫مك ْت َ َ‬
‫ش َ‬ ‫ولعل هذه الحقائق ال ُ‬
‫مْعمارِّيين من الذكور دون الناث‪ ..‬وقد كان‬ ‫أغلب المهندسين ال ِ‬
‫أول من اكتشف هذه الحقيقة الباحث النفسي لنسدل من‬
‫كد‬ ‫َ‬
‫المعهد القومي للصحة في الوليات المتحدة عام ‪ 1962‬ثم أ ّ‬
‫هذه البحاث كثيرون؛منهم ُأستاذة علم النفس في جامعة‬
‫مكماستر بكندا ‪,‬الدكتورة‪ ,‬ساندرا ويلسون‪.‬‬
‫رينا تساويا ً بين الفتى والفتاة ما‬ ‫ولهذا نجد أن اختبارات الذكاء ت ُ ِ‬
‫حص ترتيب الصور والفراغات بين‬ ‫صين منهما‪ ...‬وهما فَ ْ‬ ‫عدا فَ ْ‬
‫ح َ‬
‫وقا ً كبيرا ً في‬ ‫ريانا تف ّ‬ ‫الصابع ‪ Picture arrangment and digial span‬فإنهما ي ُ ِ‬
‫صالح الولد على البنات‪.‬‬
‫وق الولد‬ ‫ف ّ‬‫ما إلى ت َ َ‬ ‫حص الذكاء في مجموعةٍ يؤدي دائ ً‬ ‫ولهذا فإن ف ْ‬
‫على البنات‪.‬‬
‫ويقول أستاذ علم النفس في جامعة جورجيا البروفسور توراناس‬
‫ة ك َْأداَء في القدرات‬ ‫قب َ ً‬
‫كل ع َ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫»إن المساواة بين الجنسين ت ُ َ‬
‫دى الفتاة تحتاج إلى الحساسية‬ ‫لقة ل َ َ‬ ‫قدرات الخ ّ‬ ‫لقة‪ .‬فال ُ‬ ‫خ ّ‬‫ال َ‬
‫والصفات النثوية بينما تحتاج في الفتى إلى الستقللية وصفات‬
‫الرجولة«‪.‬‬
‫ئ‬
‫ميلون إلى كثرة الحركة وش ٍ‬ ‫ن أغلب الولد ي َ ِ‬ ‫وتقول الدراسة إ ّ‬
‫كينة والهدوء وقِّلة الحركة‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫من العُْنف بينما أكثر الفتيات إلى ال ّ‬
‫إن هذه الدراسات احصائية وتتحدث عن الجنسين على صورة‬
‫ة‪ :‬أيْ أنها ل تتحدث عن هذا‬ ‫الُعموم ولكنها ليست شخصي ً‬
‫الشخص أو ذاك وإنما تتحدث عن المجموع والصبغة الغالبة‪..‬‬
‫شد ّ فرد ٌ من هذا الجنس أو ذاك عن القاعدة أمٌر ل‬ ‫ن يَ ُ‬
‫مكاِنية أ ْ‬‫وإ ْ‬
‫ي ُل ِْغي القاعدة في ذاتها‪.‬‬
‫وعلينا أن ل نتجاهل الحقائق العلمية البيولجية فنحاول أن نجعل‬
‫ة لتربية الفتاة‪ ,‬ودوَر الفتى في الحياة مماثل ً‬ ‫تربية الفتى مماثل ً‬
‫ي على‬ ‫مي ْن ِ ّ‬‫دورِ الفتاة لننا فقط نرغب في ذلك‪ ...‬فهذا التفكير ال َ‬ ‫لِ َ‬
‫الرغبات ‪ُ Wishful Thinking‬يصاِدم الحقائق العلمية«‪.‬‬
‫ا ه‪ -‬مقال الريدرز دايجست‬
‫وقد أثبتت البحاث الطبية أن دماغ الرجل أكبر من دماغ المرأة‬
‫وأن التلفيف الموجودة في مخ الرجل هي أكثر بكثيرٍ من تلك‬
‫الموجودة في مخ المرأة‪.‬‬
‫وتقول البحاث أن المقدرة العقلية والذكاء تعتمدان إلى حد كبير‬
‫على حجم ووَْزن المخ وعدد التلفيف الموجودة فيه‪.‬‬
‫مقاَرنة‬ ‫فالنسان ي ُعْت ََبر صاحب أكبر دماغ بين جميع الحيوانات بال ُ‬
‫خه أكثر بكثير مما هي عليه‬ ‫م ّ‬ ‫مع حجم ووزن جسمه‪ ..‬وتلفيف ُ‬
‫في أي من الحيوانات الدنيا أو العليا‪.‬‬
‫ن وزن وحجم المخ يعتمد على وزن وحجم‬ ‫وقد يقال إ ّ‬
‫الشخص‪.‬وهذا صحيح فإن مخ الفيل أكبر من مخ النسان ولكن‬
‫ل جدًا‪ ..‬وأما مخ النسان‬ ‫مخ الفيل بالنسبة لوزنه وحجمه ضئي ٌ‬
‫فإنه كبير بالقياس إلى جسمه ومقارنته ببقية الحيوانات‪.‬‬
‫سبان فإن دماغ الرجل‬ ‫ح ْ‬ ‫وحتى لو أخذنا هذه الحقيقة في ال ُ‬
‫قل وأكثر تلفيفا ً من دماغ المرأة‪.‬‬ ‫ظل أكبر وأث ْ َ‬ ‫سي َ َ‬
‫ويزيد مخ الرجل في المتوسط عن مخ المرأة بمقدار مائة‬
‫جرام‪ ...‬كما يزيد حجمه بمعدل مائتي سنتيمتر مكعب‪ .‬ونسبة‬
‫وزن مخ الرجل إلى جسمه هي ‪ 1/40‬بينما نسبة مخ المرأة إلى‬
‫سب‪.‬‬ ‫جسمها تبلغ ‪ 1/44‬فح ْ‬
‫من‬ ‫شريف ِ‬ ‫ولعل في هذا دليل ً على ما ورد في الحديث الن َب َوِيّ ال ّ‬
‫قل المرأة بالنسبة للرجل‪.‬‬ ‫قصان ع َ ْ‬ ‫نُ ْ‬
‫ل واحدٍ‬ ‫ة لشهادة رج ٍ‬ ‫وجعل الله سبحانه شهادة المرأتين مساوي ً‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ن فََر ُ‬ ‫كوَنا َر ُ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م فَِإن ل ّ ْ‬ ‫جال ِك ُ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫من ّر َ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِهيد َي ْ ِ‬ ‫شه ِ ُ‬
‫َ‬
‫}َوا ْ‬
‫ما فَت ُذ َك َّر‬ ‫داهُ َ‬‫ح َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫ض ّ‬‫داِء أن ت َ ِ‬ ‫شهَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضو ْ َ‬ ‫من ت َْر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫مَرأَتا ِ‬ ‫َوا ْ‬
‫خَرى{]البقرة ‪.[281‬‬ ‫ما ال ُ ْ‬ ‫داهُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ة{‬ ‫ج ٌ‬‫ن د ََر َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫هذه الفروق كلها تؤكد إعجاز الية} وَِللّر َ‬
‫صرة ً فقط على التركيب البيولوجي ولكنها‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫وليست الدرجة ُ‬
‫ضا تشمل التركيب النفسي‪ ...‬والقدرات العقلية والكلمية‪..‬‬ ‫أي ً‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن(‪.‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫صام ِ غ َي ُْر ُ‬ ‫خ َ‬ ‫حل ْي َةِ وَهُوَ ِفي ال ْ ِ‬ ‫شأ ِفي ال ْ ِ‬ ‫من ي ُن َ ّ‬ ‫فّنية ) أوَ َ‬ ‫وال َ‬
‫ت في التاريخ وجدت النابغين في كل فَْرٍع من فروع‬ ‫فإذا ن َظ َْر َ‬
‫ص‪...‬‬ ‫ح ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫صيهم ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫المعرفة والختراع والحياة من الرجال ل َيكاد ي ُ ْ‬
‫بينما النابغات من النساء في أي مجال من مجالت المعرفة أو‬
‫كر المئات من‬ ‫الختراع محدودات معدودات وتستطيع أن ت َذ ْ ُ‬
‫ن من فنون المعرفة‪ ..‬وفي ِقيادة الجيوش وفي‬ ‫الرجال في كل ف ّ‬
‫سر‬ ‫الختراعات وفي الصناعة وفي المال والقتصاد‪ ..‬ولكنه سي َعْ ُ‬
‫ن ت َعُد ّ العشرات من النساء في أي من هذه الفنون‬ ‫عليك أ ْ‬
‫المختلفة من المعارف النسانية والصناعات والختراعات‪...‬‬
‫وتستطيع أن تعد عشرات النبياء والمرسلين وهم صفوة البشر‪..‬‬
‫ف بصفات الن ُّبوة‬ ‫جد َ واحدة ً ت َّتص ُ‬ ‫ولكنك ل تستطيع أن ت َ ِ‬
‫مهات النبياء‬ ‫ُ‬ ‫ع َ‬
‫ظم بعض هؤلء النساء من أ ّ‬ ‫والرسالة‪ ...‬رغم ِ‬
‫دة النساء في زمانها‪...‬‬ ‫سي ّ َ‬ ‫ذراُء َ‬ ‫م العَ ْ‬ ‫مْري َ ُ‬ ‫وزوجاتهم وبناتهم‪ ...‬ف َ‬
‫ن أحد ٌ من‬ ‫ضارِع ُهُ ّ‬ ‫هراء سيدة نساء العالمين‪ ...‬ل ي ُ َ‬ ‫وفاطمة الّز ْ‬
‫ن‬
‫ف الرجال‪ ..‬لك ّ‬ ‫من آل ِ‬ ‫ل الواحدةِ منهن خيٌر ِ‬ ‫النساء‪ ..‬وِنعا ُ‬
‫ف‬ ‫مصا ّ‬ ‫قى بعد ذلك أّنه لم ت َْرقَ واحدة ٌ منهن إلى َ‬ ‫الحقيقة ت َب ْ َ‬
‫الن ُّبوة‪...‬‬
‫دحا ً في المرأة‪ ...‬فإن أعظم العباقرة يَتصاغ َُر أمام‬ ‫وليس هذا قَ ْ‬
‫م قادةِ الدنيا من الرجال أن‬ ‫ط المهات‪ ...‬ول يستطيع أعظ َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫أب َ‬
‫ن‪ ...‬إنه ل يستطيع أن ي ُْنجب‬ ‫جهُل ُهُ ّ‬ ‫فَعل ما تفعُله أبسط النساء وأ ْ‬ ‫ي ْ‬
‫َ‬ ‫مَله في بطنه ِتسعة أ ْ‬
‫عه‬ ‫مك ُِنه إ ِْرضا ُ‬ ‫شهرٍ كما أّنه ل ي ُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫طفل ً وي َ ْ‬
‫وتربيته مهما كان له من العبقرية والّنبوغ!!‬
‫ظه‬ ‫ل مهما كان ح ّ‬ ‫ُ‬
‫مومة ل يستطيع أن يقوم بها أيّ رج ٍ‬ ‫فوظيفة ال ُ‬
‫عظيما من الّنبوغ‪ ..‬ووظيفة المومة تتصاغر أمامها كل الوظائف‬
‫ة‬
‫جن ّ ُ‬‫جّنة تحت أقدامها »ال َ‬ ‫جعل الرسول الكريم ال َ‬ ‫الخرى‪ ..‬حتى ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ضعاف‬ ‫رعاية الم بأ ْ‬ ‫مَته ب ِ ِ‬ ‫صي أصحابه وأ ّ‬ ‫ت« وي ُوْ ِ‬ ‫مها ِ‬ ‫دام ِ ال ّ‬ ‫ت أقْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬
‫ت اللهِ وسلمه عليه‬ ‫وا ُ‬ ‫صل َ‬ ‫صطفى َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ب‪ .‬فعندما ُ‬ ‫جُبه ِلل ِ‬ ‫ما ي ُوْ ِ‬
‫حب َِتي وب ِّري‪ ,‬قال‬ ‫ص ْ‬ ‫سن ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫س بِ ُ‬ ‫حقّ النا ُ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ِ أصحابه‪َ :‬‬ ‫من أ َ‬ ‫ِ‬
‫دنا َ‬ ‫دنا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ك«‪.‬‬ ‫ك فأ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أبوك ث ُ ّ‬ ‫مك ث ُ ّ‬ ‫مأ ّ‬ ‫مك ث ُ ّ‬ ‫مأ ّ‬ ‫مك ث ُ ّ‬ ‫المصطفى‪» :‬أ ّ‬
‫َ‬
‫ث‬‫ح ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ث ع َل َي ِْهما أي ّ َ‬ ‫ن الكريم على ب ِّر الوالدين وح ّ‬ ‫قرآ ُ‬ ‫كز ال ُ‬ ‫ور ّ‬
‫ضِلها‪.‬‬ ‫مزيد َ فَ ْ‬ ‫ُ‬
‫زيادة ذكرٍ ل ِي ُب َّين َ‬ ‫ِ‬ ‫م بِ‬ ‫ص ال ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫و َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫ه وَهًْنا ع َلى وَهْ ٍ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫مل َت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وال ِد َي ْهِ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫صي َْنا ال ِن ْ َ‬ ‫قال تعالى‪ }:‬وَوَ ّ‬
‫َ‬
‫ك { ] لقمان[ ‪.‬‬ ‫وال ِد َي ْ َ‬ ‫شك ُْر ِلي وَل ِ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫نأ ِ‬ ‫مي ْ ِ‬‫عا َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫صال ُ ُ‬ ‫وَفِ َ‬
‫ُ‬
‫ه‬
‫م ُ‬‫هأ ّ‬ ‫مل َت ْ ُ‬‫ح َ‬ ‫ساًنا َ‬ ‫ح َ‬ ‫وال ِد َي ْهِ إ ِ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫صي َْنا ال ِن ْ َ‬ ‫وقال عَز ّمن قائل } وَوَ ّ‬
‫شهًْرا { ]الحقاف[ ‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ه ث َل َُثو َ‬ ‫صال ُ ُ‬ ‫ه وَفِ َ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫ه ك ُْر ً‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫ك ُْر ً‬
‫}وقَضى رب َ َ‬
‫ك‬‫عن ْد َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي َب ْل ُغَ ّ‬ ‫ساًنا إ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وال ِ ُد َي ْ ِ‬ ‫دوا إ ِل ّ إ ِّياه ُ وَِبال ْ َ‬ ‫ك أل ّ ت َعْب ُ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ما وَُقل لهُ َ‬ ‫ف وَل َ ت َن ْهَْرهُ َ‬ ‫ما أ ّ‬ ‫قل لهُ َ‬ ‫ما فَل َ ت َ ُ‬ ‫ما أوْ ك ِل َهُ َ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫ال ْك ِب ََر أ َ‬
‫ب‬‫مةِ وَُقل ّر ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ح الذ ّ ّ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ل َهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما َوا ْ‬ ‫ري ً‬ ‫قَوْل ً ك َ ِ‬
‫صِغيًرا{ ] السراء[‪.‬‬ ‫ما َرب َّياِني َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫مه ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫اْر َ‬
‫ويقول الستاذ العقاد رحمه الله في المرأة في القرآن في فصل‬
‫ست شواه ِد ُ التاريخ الحاضر‬ ‫ِ»وللرجال عليهن درجة« »فَل َي ْ َ‬
‫قيم الفارق بين الجنسين‪ .‬إذ‬ ‫سَتفيضة بالظاهرة الوحيدة التي ت ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ل من الشواهد التاريخية والشواهد‬ ‫ل شك أن طبيعة الجنس أد َ ّ‬
‫ص بها الذكوُر من نوع‬ ‫خت ُ ّ‬ ‫الحاضرة على القوامة الطبيعية التي ا ْ‬
‫قل من جميع النواع التي تحتاج إلى هذه‬ ‫ن لم ن َ ُ‬ ‫النسان إ ْ‬
‫ل ما في طبيعة الجنس الفسيولوجية في أصل‬ ‫قوامة‪ ..‬فَك ُ ّ‬ ‫ال َ‬
‫قّبل وبين‬ ‫س ي َت َ َ‬ ‫جن ْ ٍ‬ ‫س ُيريد و ِ‬ ‫ة بين جن ٍ‬ ‫ل على أنه علق ٌ‬ ‫التركيب ي َد ُ ّ‬
‫جيب َةٍ تتمثلن على هذا النحو في جميع‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫غبةٍ داعيةٍ ورغبة ُ‬ ‫َر ْ‬
‫مِلك الرادة وترتبط بالعلقة الجنسية وقتا ً‬ ‫أنواع الحيوانات التي ت َ ْ‬
‫من الوقات‪.‬‬
‫وعلى وجود الرغبة الجنسية عند الذكور والناث ل تبدأ النثى‬
‫بالرادة والدعوة ول بالِعراك ل ِْلغَلبة على الجنس الخر‪..‬‬
‫رضه‬ ‫ف ِ‬ ‫وليس هذا مما ي َْرجع في ُأصوله إلى الحياء الذي ت َ ْ‬
‫هد ذلك‬ ‫ب الدين والخلق؛بل ُيشا َ‬ ‫كيه واج ُ‬ ‫المجتمعات الدينية وي َُز ّ‬
‫ف حياُء الدب والدين‪ .‬فل‬ ‫بين ذكور الحيوان وإناثه حيث ل ي ُعَْر ُ‬
‫ذكور بل تت َعَّرض لها لتراها وت َت ّب َِعها‬ ‫ب ال ّ‬ ‫م الناث على ط َل َ ِ‬ ‫قد ِ ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫ة‬
‫ج ِ‬
‫ظر ل ِن َِتي َ‬ ‫من ْت َ ِ‬ ‫موِْقف ال ُ‬ ‫طر عليها باختيارها ول تزال النثى ب ِ َ‬ ‫سي ِْ ِ‬ ‫وت ُ َ‬
‫عها‪.‬‬ ‫فر بها أقْد َُرها على ان ِْتزا ِ‬ ‫الِعراك عليها بين الذكور ل ِي َظ ْ َ‬
‫ب إذا‬ ‫ن الغ ِْتصا َ‬ ‫من ذلك على طبيعة السيطرة الجنسية أ ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫وأد َ ّ‬
‫ن هناك‬ ‫ني ُ‬ ‫َ‬
‫كو َ‬ ‫صل من الذكر للنثى ول ي َت َأّتى أ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫صل إ ِّنما ي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫شهوة الجنسية‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ذكر‪ ..‬وإن غ َل َب َ َ‬ ‫سد ِيّ من أنثى ل ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ب َ‬ ‫اغ ِْتصا ٌ‬
‫ضراوة والسيطرة وتنتهي بالمرأة إلى‬ ‫ت َن ْت َِهي بالرجل إلى ال ّ‬
‫عن طبيعة‬ ‫مقُ من ذلك في البان َةِ َ‬ ‫شية‪ ...‬وأع ْ َ‬ ‫الستسلم والغَ ْ‬
‫قية في العلمات‬ ‫مت َل َ ّ‬ ‫ة ُ‬ ‫سل ِْبي ّ‬ ‫ض النوثة تكاد تكون َ‬ ‫وارِ َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫الجنس؛أ ّ‬
‫هرمونات الذكورة‬ ‫فت ُ‬ ‫مونها بالعلمات الثانوية فإذا ضعُ َ‬ ‫س ّ‬
‫التي ي ُ َ‬
‫ة على الكائن‬ ‫دها صفات النوثة غالب ً‬ ‫قَيت ب َعْ َ‬ ‫وقَّلت إْفرازاُتها ب َ ِ‬
‫مشاهَد ٌ عند إخصاء الذكور‬ ‫الحي كائنا ً ما كان جنسه )وذلك ما هو ُ‬
‫ن صفات‬ ‫ل صفات الذكورة(‪ ..‬ولك َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ض َ‬ ‫فتظهر الصفات النثوية وت ْ‬
‫ظهر‬ ‫فت هرمونات النوثة‪ ...‬إنما ي َ ْ‬ ‫الذكورة ل تأتي وحدها إذا ضعُ َ‬
‫منها ما كان ي َُعوُقه عائق عن الظهور‪.‬‬
‫شِبه‬ ‫ص ل يُ ْ‬ ‫ي خا ّ‬ ‫ن عاطف ّ‬ ‫ومن الطبيعي أن يكون للمرأة تكوي ٌ‬
‫دي‬ ‫تكوين الرجل لن ملزمة الطفل الوليد ل ت َْنتهي بمناول َِته الث َ ْ‬
‫عي‬ ‫شعورية َتستد ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫مجاوَب َ ٌ‬ ‫مَعها من ت َعَهّد ٍ دائم و ُ‬ ‫عه‪ ..‬ولُبد َ‬ ‫وإْرضا ِ‬
‫شيئا ً كثيرا ً من التناسب بين مزاجها ومزاجه‪ ..‬وبين فهمها وفهمه‬
‫ومدارج حسه وعطفه‪ ..‬وهذه حالة من حالت النوثة شوهدت‬
‫كر إلى شيخوختها العالية فل‬ ‫صباها البا ِ‬ ‫كثيرا ً في أطوار حياتها من ِ‬
‫مشاَبهة للطفل من الرضى والغضب وفي التدليل‬ ‫تخلو من ُ‬
‫ملها ولو كان في‬ ‫من ُيعا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫حد ْ ِ‬ ‫ولية وال َ‬ ‫حب ال ِ‬ ‫مجافاةِ ‪,‬وفي ُ‬ ‫وال ُ‬
‫سن أبنائها‪..‬‬ ‫سّنها أو ِ‬ ‫مْثل ِ‬ ‫ِ‬
‫صطن ُِعه المرأة أو تتركه باختيارها إذ كانت‬ ‫َ‬ ‫خلق مما ت َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫وليس هذا ال ُ‬
‫رن فيها أدواته الجسدية ول‬ ‫قت َ ِ‬‫ة للرضاع ت َ ْ‬ ‫م ً‬‫حضانة الطفال ت َت ِ ّ‬
‫تنفصل إحداهما عن الخرى‪ .‬ول شك أن الخلئق الضرورية‬
‫لنثوي‬ ‫ل من أصول الّلين ا ُ‬ ‫ص ٌ‬
‫ِ‬ ‫صغار أ ْ‬ ‫للحضانة وت َعَّهد الطفال ال ّ‬
‫س والستجابة للعاطفة‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫الذي جعل المرأة سريعة النقياد لل ِ‬
‫قليب‬ ‫سُهل على الرجل من تحكيم ِ العقل وت َ ْ‬ ‫صُعب عليها ما ي ْ‬ ‫وي ْ‬
‫مزاج‬ ‫ْ‬
‫ي وصلبة العزيمة‪ ...‬فهما ول شك مختلفان في هذا ال ِ‬ ‫الرأ ِ‬
‫ماراة فيه«‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫اختلفا ً ل سبيل إلى ال ُ‬
‫ض هو‬ ‫تتعّرض المرأة وتنتظُر والرجل يطلب ويسعى والت ّعَّر ُ‬
‫ُ‬
‫غواُء‬ ‫وراَءه ال ْ‬ ‫ف فَ َ‬ ‫ريق الغراء ‪,‬فإن لم ي َك ْ ِ‬ ‫وة الولى في ط َ ِ‬ ‫خط ْ َ‬ ‫ال ُ‬
‫ري ُ‬
‫ك‬ ‫ح ِ‬ ‫مْعناه ت َ ْ‬ ‫سل بالّزين َةِ والْيماء‪ .‬وكل ذلك َ‬ ‫حي َْلة والت ّوَ ّ‬ ‫بالت ّن ِْبيهِ وال ِ‬
‫رين والنتظار«‪.‬‬ ‫خ ِ‬ ‫إرادة ال َ‬
‫» فإرادة المرأة تتحقق بأمرين‪ :‬النجاح في أن ت َُراد والقدرة على‬
‫النتظار‪ .‬ولهذا كانت إرادة المرأة سلبية في الشؤون الجنسية‬
‫قل في جميع الشؤون«‪.‬‬ ‫ن لم ن َ ُ‬ ‫لإ ْ‬ ‫على الق ّ‬
‫من‬ ‫سرة بل ِ‬ ‫ف للنثى ول حاجة بها إلى الرادة القا ِ‬ ‫»فالغواء كا ٍ‬
‫دها بالرادة التي ت َغِْلب بها الذكر ع ُْنوة لنها متى‬ ‫ث ت َْزِوي ُ‬ ‫العَب َ ِ‬
‫جد َْوى‬ ‫مل ِبغير َ‬ ‫طوال فترة الح ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫ضي َعَ ٌ‬
‫م ْ‬‫مَلت كانت هذه الرادة َ‬ ‫ح َ‬
‫دوه‬ ‫ن ي ُؤ َ ّ‬ ‫مط َْلب الّنوع مرة أ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫على حين أن الذكور قادرون إذا أ ّ‬
‫ت بل عائق من التركيب والتكوين‪ ...‬وليس هذا في حالة‬ ‫مرا ٍ‬
‫النثى بميسورٍ على وجهٍ من الوجوه«‪.‬‬
‫ده؛‬‫وعلى هذا يعتز الرجل بأن يريد المرأة ول ت َعْت َّز المرأة بأن ُتري َ‬
‫سن في النساء ‪,‬والرادة الغالبة هي‬ ‫محا ِ‬ ‫حوَُر ال َ‬ ‫م ْ‬‫لن الغواء هو ِ‬
‫دة‬ ‫دت الطبيعة المرأة ب ِعِ ّ‬ ‫محور المحاسن في الرجال‪ .‬ولذا َزوَّ َ‬
‫دة الغََلبة والعزيمة‪ .‬بل جعلتها حين ت ُغَْلب‬ ‫ع ّ‬ ‫عن ِ‬ ‫ضْتها َ‬ ‫الغواء ‪,‬وع َوّ َ‬
‫سواء«‪.‬‬ ‫مشيئة الجنسين على ال ّ‬ ‫هي الغالبة في تحقيق َ‬
‫ا‪.‬ه ‪ -‬كلم الستاذ العقاد‬
‫جنين من الشهر الرابع حيث‬ ‫والفروق بين الذكر والنثى في ال َ‬
‫ذكورة وأعضاء النوثة‪ ..‬وحيث يكون المخ ومنطقة‬ ‫ت ََتميز أعضاء ال ّ‬
‫مّيزت كامل ً بين الجنين الذكر والجنين النثى‪.‬‬ ‫»تحت المهاد« قد ت َ َ‬
‫وقد لحظ العلماء والطباء والمَرّبون الختلف الشاسع في‬
‫وأمين‪..‬‬ ‫سلوك الطفل الذكر عن سلوك شقيقته النثى ولو كانا ت َ ْ‬
‫دراكا ً من أخته‪.‬‬ ‫عنفا ً ونشاطا ً وإ ْ‬ ‫صبي عادة ً أكثر ُ‬ ‫فال ّ‬
‫سّببونه‬ ‫ن الزائد وما ي ُ َ‬ ‫وتشكو المهات في العادة من َنشاط أولده ِ ّ‬
‫ن من متاعب وتحطيم ٍ في أثاث المنزل بينما البنات في العادة‬ ‫له َ ُ‬
‫ت‪..‬‬ ‫هادئا ٌ‬
‫حِهن والعناية‬ ‫ري ِ‬ ‫س ِ‬‫صغيرات إلى اللعب بالعرائس وإلى ت َ ْ‬ ‫ميل ال ّ‬ ‫وت َ ِ‬
‫ُ‬
‫صِبي فِْعل ذلك‬ ‫صُعب على ال ّ‬ ‫من ت ِْلقائًيا ب ِد َْور الم بينما ي َ ْ‬ ‫ق ْ‬
‫بهن وي َ ُ‬
‫ُ‬
‫مزقها ل ِي َْنظر ما‬ ‫ن أع ْط َِيت له وي ُ ّ‬ ‫وي َرَقبة العروسة إ ْ‬ ‫وسرعان ما ي َل ْ ِ‬
‫في أحشائها؟‬
‫ة من الولد والبنات‬ ‫ويعرف الباء والمهات الذين رزقهم الله ذ ُّري ً‬
‫قف البنت الصغيرة أمام‬ ‫الفروق الشاسعة بين أطفالهم‪ ..‬وت َ ِ‬
‫هن لم‬ ‫المرآة وت َت َد َّلل ِتلقائيًا‪ ..‬وكثيرا ً ما كنت أسمع من بناتي و ُ‬
‫جاوِْزن بعد سن الثالثة عند ل ِْبسها ثوبا ً جديدا ً واستعدادها للخروج‬ ‫يُ َ‬
‫شوف الجمال!!‪ ..‬أو يا بابا إيه رأيك في الفستان‬ ‫مع أمها‪ :‬يا بابا ُ‬
‫حلوة دي«‪.‬‬ ‫ده »أو يا بابا شوف الّتسريحة ال ُ‬ ‫الجميل َ‬
‫ل منذ‬ ‫فَعل مثل ذلك بل هو مشغو ٌ‬ ‫طر ِببال الصبي أن ي ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ولم ي ْ‬
‫طفولته الباكرة باللعب بالكرة أو ب َِتفكيك اللعاب التي ت ُْهدى له‬
‫ل ِي َْعرف ما بداخلها‪.‬‬
‫ج اختلفها عند‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وتستمر الفروق تنمو يوما بعد يوم حتى ت َب ْلغ أوَْ َ‬
‫شط‬ ‫جعَِتها الطويلة وت َن ْ َ‬ ‫البلوغ عندما تستيقظ الُغدد التناسلية من هَ ْ‬
‫فَت ُْرسل هرمونات الذكورة إلى الصبي لُيصبح رجل ً فينمو شعر‬
‫ش غليظًا‪ ...‬وتنمو عضلته‬ ‫ج ّ‬ ‫عذاِريه وذ َْقنه وشاربه ويصبح صوته أ َ‬ ‫ُ‬
‫ل‪ ..‬ويكون‬ ‫وى‪ ..‬ويتوزع الدهن في جسمه توزيعا ً عاد ً‬ ‫ق َ‬ ‫وعظامه وت َ ْ‬
‫ذراعين‪ ..‬أما الفتاة‬ ‫دين مفتول ال ّ‬ ‫وي الساع َ‬ ‫كبين قَ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫عريض ال ِ‬
‫ؤها وأجهزتها التناسلية‬ ‫مر عليها هرمونات النوثة فتنمو أْثدا ُ‬ ‫فتنهَ ِ‬
‫في أيّ ن ُُتوٍء أو‬ ‫خ ِ‬‫وتبدأ الحيض‪ ..‬ويتوزع الدهن في جسمها بحيث ي ُ ْ‬
‫زها‪..‬‬ ‫ج ِ‬ ‫فَرةٍ ل ترتاح لها العين‪ ..‬ويزداد الدهن في أْردافها وع َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ُ‬
‫ن الهرمونات‬ ‫صير رخيما‪ ..‬ليس هذا فحسب ‪,‬ولك ّ‬ ‫ً‬ ‫وي َن ُْعم صوتها وي َ ِ‬
‫ل الفتى‬ ‫شَية فَتجع َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوام وال ِ‬ ‫ؤثر في السلوك كما تؤثر في ال َ‬ ‫تُ َ‬
‫ة‬
‫مّيال ً‬ ‫فر والحياء َ‬ ‫خ ْ‬‫مغامرة وتجعل الفتاة شديدة ال َ‬ ‫حبا ً ل ِل ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫قداما ً ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫دلل والت ّغَّنج‪.‬‬ ‫إلى ال ّ‬
‫ظهر في‬ ‫وهي فروقٌ تظهر في الحيوان المنويّ والبويضة كما ت َ ْ‬
‫الفتاة اليافَِعة والشاب الذي طّر شارُِبه‪.‬‬
‫وظائف المرأة الفسيولوجية ت َُعوُقها عن العمل خارج المنزل‪:‬‬
‫حْيض والحمل‬ ‫ري المرأة في ال َ‬ ‫وإذا نظرنا فقط إلى ما ي َعْت َ ِ‬
‫والولدة ل ََعرْفنا أن خروجها إلى مجال العمل إنما هو تعطيل‬
‫فطرتها وتكوينها البيولوجي الذي ل‬ ‫مل ِ‬ ‫مصاد ِ ٌ‬ ‫العمل ذاته‪ ..‬كما أنه ُ‬
‫ة عنه ‪..‬‬ ‫ح َ‬ ‫دو َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫َ‬
‫)‍أ( المحيض‪:‬‬
‫قَردة والورانج‬ ‫ن أنثي النسان‪ ..‬والثد ِْييات الُعليا مثل‪ :‬ال ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫مّية كاملة‪ ..‬أما بقّية‬ ‫ح ِ‬ ‫حيض ولها د َوَْرة َر ِ‬ ‫والشمبانزي هي التي ت َ ِ‬
‫ضبع‬ ‫حْيض الرنب وال ّ‬ ‫الحيوانات فل تحيض إناثها رغم ما ُيشاع عن َ‬
‫زل دما ً من أرحامها‬ ‫خفاش‪ ..‬فهذه جميعا ً ل تحيض وإن كانت ت ُن ْ ِ‬ ‫وال ّ‬
‫ي الشديد‪.‬‬ ‫جها الجنس ّ‬ ‫عند اهِْتيا ِ‬
‫ي وعادة ً ما‬ ‫وللحيوانات جميِعها فترة ٌ محدودة للنشاط الجنس ّ‬
‫ل‬‫ص ٌ‬‫مت ّ ِ‬ ‫صل الربيع بينما النشاط الجنسي للنسان ُ‬ ‫يكون في ف ْ‬
‫رز الناث من هذه الحيوانات بويضاتها إل‬ ‫ف ِ‬ ‫مدار العام‪ ..‬ول ت ُ ْ‬ ‫على َ‬
‫في فترةٍ محدودةٍ من العام بينما ُتفرز المرأة ُبويضة مرة ً في كل‬
‫ن اليْأس‪ ..‬أ َيْ خلل ما َيزيد على ثلثين‬ ‫س ّ‬ ‫شهرٍ منذ البلوغ إلى ِ‬
‫حيض في كل شهر‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬ ‫ض ٌ‬ ‫معَّر َ‬ ‫مدة ُ‬ ‫ة‪ ..‬وهي طوال هذه ال ُ‬ ‫عاما ً كامل ً‬
‫ة‬
‫معانا ٍ‬ ‫مل وت َت ََعرض المرأة في أثناء الحيض للم و ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫إل إذا وقع ال َ‬
‫صها فيما يلي‪:‬‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ُل َ ّ‬
‫ظهر وأسفل‬ ‫‪ُ (1‬تصاب أكثر النساء بآلم وأْوجاع في أسفل ال ّ‬
‫ٍ‬
‫عي‬ ‫ست َد ْ ِ‬ ‫البطن‪ ..‬وتكون آلم بعض النساء فوق الحتمال مما ي َ ْ‬
‫كنة لللم‪.‬‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫استدعاء الطبيب واستعمال الدوية ال ُ‬
‫ضيق أثناء الحيض‬ ‫‪ُ (2‬تصاب كثيٌر من النساء بحالةٍ من الكآبة وال ّ‬
‫مزاج سريعة‬ ‫قّلبة ال ِ‬ ‫مت َ َ‬
‫ة عند بدايته‪ ..‬وتكون المرأة عادة ً ُ‬ ‫وخاص ً‬
‫ن حالتها العقلية والفكرية تكون‬ ‫ة الحتمال‪ ..‬كما أ ّ‬ ‫الهِْتياج قليل َ‬
‫مستوىً لها‪.‬‬ ‫دنى ُ‬ ‫في أ ْ‬
‫ب بداية‬ ‫قة( قُْر َ‬ ‫قي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ي )ال ّ‬ ‫صف ّ‬ ‫صداع الن ّ ْ‬ ‫‪ُ (3‬تصاب بعض النساء بال ّ‬
‫ئ‪.‬‬‫صحبها َزغ َْللة في الرؤية وَقَ ّ‬ ‫حة وت َ ْ‬ ‫مب ْرِ َ‬‫الحيض‪ ..‬وتكون اللم ُ‬
‫قل الرغبة الجنسية لدى المرأة وخاصة عند بداية الحيض‪..‬‬ ‫َ‬ ‫‪ (4‬ت ُ ِ‬
‫كينة‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ميل كثيٌر من النساء في َفترة الحيض إلى العُْزلة وال ّ‬ ‫وت َ‬
‫ن فترة الحيض هي فترة َنزيف‬ ‫ي وفسيولوجي؛إذ ْ أ ّ‬ ‫وهذا أمٌر طبيع ٌ‬
‫موِيّ من قُْعر الرحم‪ ..‬وتكون الجهزة التناسلية بأكملها في حالةٍ‬ ‫د َ‬
‫مَرضية‪.‬‬ ‫شب ْهِ َ‬ ‫ِ‬
‫قد‬ ‫ف ِ‬‫قر الدم )النيميا( الذي ين ُْتج عن النزيف الشهريّ إذ ْ ت َ ْ‬ ‫‪ (5‬فَ ْ‬
‫ة‬
‫مية من امرأ ٍ‬ ‫مية من الدم في أثناء حيضها‪ ..‬وتختلف الك ِ ّ‬ ‫المرأة ك ِ ّ‬
‫جد‬ ‫ة الدم أثناء الحيض وزنا ً وحجما ً فَوُ ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫ست ك ِ ّ‬ ‫خَري وقد قِي ْ َ‬ ‫إلى أ ُ ْ‬
‫ما بين ُأوقي ََّتين )‪ 60‬ميليليتر( وثمان أوقيات )مائتين وأربعين‬
‫ميليلتر(‪.‬‬
‫ة‪..‬‬
‫ويةٍ كامل ٍ‬ ‫مئ َ ِ‬
‫‪ (6‬تنخفض درجة حرارة المرأة أثناء الحيض بدرجةٍ ِ‬
‫ي‬‫ف في جسم الكائن الح ّ‬ ‫وذلك لن العمليات الحيوية التي ل ت َك ُ ّ‬
‫مي هذه العمليات‬ ‫س ّ‬ ‫تكون في أد َْنى مستوياتها أثناء الحيض‪ .‬وت ُ َ‬
‫قل‬ ‫قل إنتاج الطاقة كما ت َ ِ‬ ‫بال َْيض أو الستقلب ‪ Metabolism‬وي َ ِ‬
‫عمليات التمثيل الغذائي‪ ..‬وتقل كمية استقلب المواد الّنشوية‬
‫والدهون والبروتين‪..‬‬
‫قل إفرازاتها‬ ‫صماء بالت ّغَّير أثناء الحيض فت َ ِ‬ ‫دد ال ّ‬ ‫‪ُ (7‬تصاب الغُ َ‬
‫الحيوية الهامة للجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض‪.‬‬
‫طئ‬ ‫ة للعوامل السابقة تنخفض درجة حرارة الجسم وي ُب ْ ِ‬ ‫نتيج ً‬
‫الن ّْبض وينخفض ضغط الدم وُتصاب كثير من النساء بالشعور‬
‫فُتور أثناء فترة الحيض‪..‬‬ ‫سل وال ُ‬ ‫دوخة والك َ َ‬ ‫بال ّ‬
‫دة والخروج خارج المنزل‬ ‫جه ِ َ‬‫م ْ‬
‫ن العمال ال ُ‬ ‫من المعلوم أ ّ‬ ‫و ِ‬
‫على قد ْرٍ من القوة والنشاط‬ ‫صعاب الحياة تحتاج إلى أ ْ‬ ‫مواجهة ِ‬ ‫و ُ‬
‫جه كل شهرٍ هذه‬ ‫َ‬
‫والطاقة‪ ..‬فكيف ي َت َأّتى للمرأة ذلك وهي ُتوا ِ‬
‫شْبه مريضة‪ ..‬وفي‬ ‫التغييرات الفيسيولوجية الطبيعية التي تجعلها ِ‬
‫سدية والفكرية‪..‬‬ ‫أدنى حالتها الج َ‬
‫ُ‬
‫ول ودعا‬ ‫مه ل َوَل ْ َ‬ ‫قد فيه ُرْبع ل ِت ْرٍ من د َ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫ل بن َْز ٍ‬ ‫صيب رج ٌ‬ ‫وَلو أ ِ‬
‫لمور وطلب أجازة ً من عمله‪ ..‬فكيف‬ ‫عظاِئم ا ُ‬ ‫ِبالوَْيل والث ُّبور و َ‬
‫ت إليها أحد‪..‬‬ ‫ف ُ‬ ‫زف كل شهرٍ ول ي َل ْت َ ِ‬ ‫سكينة التي ت َن ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫بال ِ‬
‫ف عنها واجباتها اثناء‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬ ‫حمةِ الله بالمرأة‪ ..‬كيف َ‬ ‫وان ْظر إلى آثارِ ر ْ‬ ‫ُ‬
‫عفاها من‬ ‫ضائها‪ ..‬وأ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫فاها من الصلة ولم ُيطالبها ب َ‬ ‫الحيض فأع ْ َ‬
‫جْنسًيا‬ ‫ُ‬
‫عفاها من الّتصال ِ‬ ‫خر وأ ْ‬ ‫الصوم وطالبها القضاء في أيام أ َ‬
‫ذى وطلب منهما أن‬ ‫َ‬ ‫ن الحيض أ َ‬ ‫خَبر زوجها بأ ّ‬ ‫خَبرها وأ ْ‬ ‫ب َِزْوجها وأ ْ‬
‫ن‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫َ‬ ‫ي َعَْتزل ك ّ‬
‫ك عَ ِ‬ ‫ل منهما الخر في الحيض قال تعالى‪ ) :‬وَي َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫قَرُبوهُ ّ‬ ‫ض وَل َ ت َ ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ساَء ِفي ال ْ َ‬ ‫ل هُوَ أذ ًىً َفاع ْت َزُِلوا الن ّ َ‬ ‫ض قُ ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه‬‫ن الل َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫م الل ُ‬ ‫مَرك ُ ُ‬ ‫ثأ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن فَأُتوهُ ّ‬ ‫ذا ت َط َهّْر َ‬ ‫ن فَإ ِ َ‬ ‫حّتى ي َط ْهُْر َ‬ ‫َ‬
‫ن( )‪.(579‬‬ ‫ري َ‬ ‫َ‬
‫مت َطهّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ب ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن وَي ُ ِ‬ ‫واِبي َ‬ ‫ب الت ّ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫)ب( الحمل‪:‬‬
‫مل فيه بفاِرغ‬ ‫ح ِ‬ ‫ظر اليوم الذي ت َ ْ‬ ‫ل َتكاد الفتاة تتزوج حتى تنت َ ِ‬
‫ل لّول مّرة‪ .‬ومع‬ ‫حا عندما ت َعَْلم بأنها حام ٌ‬ ‫طير فََر ً‬ ‫صْبر وتكاد ت َ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫هن‪..‬‬ ‫هذه السعادة الغامرة تبدأ اللم والْوجاع والوَ ْ‬
‫ه ِفي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫}ووصينا النسان بوال ِديه حمل َت ُ‬
‫صال ُ‬ ‫ن وَفِ َ‬ ‫ه وَهًْنا ع َلى وَهْ ٍ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫ِْ َ َ ِ َ َ ْ ِ َ َ ْ ُ‬ ‫َ َ ّ َْ‬
‫َ‬
‫صيُر{ ] لقمان[‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ك إ ِل َ ّ‬ ‫وال ِد َي ْ َ‬ ‫شك ُْر ِلي وَل ِ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫نأ ِ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫عا َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ها‬‫ه ك ُْر ً‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫ه ك ُْر ً‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫مل َت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ساًنا َ‬ ‫ح َ‬ ‫وال ِد َي ْهِ إ ِ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫صي َْنا ال ِن ْ َ‬ ‫}وَوَ ّ‬
‫شهًْرا{ ]الحقاف[‬ ‫ن َ‬ ‫ه ث َل َُثو َ‬ ‫صال ُ ُ‬ ‫ه وَفِ َ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫وَ َ‬
‫قئ‪..‬‬ ‫كيان المرأة أثناء الحمل ويبدأ الحمل بالغََثيان وال َ‬ ‫قِلب ِ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫شُهر الْولى من‬ ‫ُ‬ ‫دا وخاصة في ال ْ‬ ‫وكثيًرا ما يكون ذلك شدي ٍ‬
‫جِنيَنها كل ما يحتاج إليه من مواد غذائية‬ ‫طي الم َ‬ ‫الحمل‪ .,.‬وت ُعْ ِ‬
‫ضومةٍ جاهزةٍ حنى ولو كانت هي في أشد الحاجة إليها‪ ..‬بل إن‬ ‫مه ْ ُ‬
‫صل على حاجاته من د َم ِ الم‬ ‫ن الجنين يح ُ‬ ‫المر أب َْعد من ذلك‪ ..‬فإ ّ‬
‫عظامها‪..‬‬ ‫طيه ما يحتاج إليه من ِ‬ ‫ضط َّرت الم المسكينة أن ت ُعْ ِ‬ ‫ولو ا ْ‬
‫ب‬‫ح ِ‬ ‫جّراء س ْ‬ ‫وس السنان من َ‬ ‫س ّ‬
‫ن العظام وت َ َ‬ ‫َ‬
‫حتى لُتصاب ب ِِلي ِ‬
‫الجنين للكالسيوم وفيتامين »د« من دم الم وعظامها‪.‬‬
‫صْبن بفقر الدم أثناء الحمل وخاصة في‬ ‫مْعظم المهات ي ُ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كما أ ّ‬
‫صْنع‬‫مة ل ِ ُ‬ ‫مواد الها ّ‬ ‫صف الثاني من مدة الحمل‪ ..‬وذلك لن ِْتقال ال ُ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫خْزِنها في جسم‬ ‫ن َ‬ ‫الدم من الم إلى الجنين وسحبها من أماك ِ ِ‬
‫الم‪.‬‬
‫دي إلى‬ ‫جُته فإنه ي ُؤ َ ّ‬ ‫وفقر الدم )النيميا( ي ُن ِْهك الم وإذا زادت در َ‬
‫ط القلب‪.‬‬ ‫هبو ِ‬ ‫ُ‬
‫حب كل ما يحتاج إليه من مواد‬ ‫س َ‬ ‫ن الجنين ي َ ْ‬ ‫سب ولك ّ‬ ‫ليس هذا فح ْ‬
‫ل‪ُ ..‬يعاني من ِلين‬ ‫هزي ً‬ ‫حا َ‬ ‫شب َ ً‬ ‫وه حتى ولو َترك الم َ‬ ‫م ّ‬ ‫مه ون ُ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل ِِبناِء ِ‬
‫ة‬
‫ضي ً‬
‫قص الفيتامينات وفقر الدم‪ ..‬وهي تفعل ذلك را ِ‬ ‫العظام ون َ ْ‬
‫مة التي ُيفرزها‬ ‫خذ ِ جميع المواد السا ّ‬ ‫ختارة‪ ..‬كما تقوم الم بأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫جسم الجنين وت َطُردها ب َد َل عنه‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ضد ّ‬ ‫عة ِ‬ ‫منا َ‬ ‫طي جنينها مواد ال َ‬ ‫ل هذا بل ت ُعْ ِ‬ ‫في الم بك ّ‬ ‫ول تك ْت َ ِ‬
‫ضّره من مواد ٍ موجودةٍ في‬ ‫ل ما ي َ ُ‬ ‫مة ك ّ‬ ‫شي َ‬ ‫م ِ‬ ‫منع عنه ال َ‬ ‫المراض وت َ ْ‬
‫صد عنه دخول‬ ‫دم الم ول تسمح لها بالمرور إلى الجنين كما أنها ت َ ُ‬
‫در‪.‬‬ ‫الميكروبات إل فيما ن َ ُ‬
‫مله قُب َْيل‬ ‫ُ‬ ‫ضعاف ما يتح ّ‬ ‫ضعاف أ ْ‬ ‫حمل القلب أ ْ‬ ‫وفي الحمل يت َ َ‬
‫ويتين كاملتين؛ دورة ٌ للم‬ ‫م ِ‬‫ن يقوم ب ِد َوَْرت َْين د َ َ‬ ‫ن ع ََليه أ ْ‬ ‫الحمل‪ ..‬فإ ّ‬
‫مل ت َب َِعات هاتين الد ّْورَتين‪ ..‬وتزداد كمية الدم‬ ‫ح ّ‬ ‫دورة ٌ للجنين ويت َ‬ ‫و َ‬
‫ضخه يومًيا‬ ‫في ما ي َ ُ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫خها قلب الم إلى ما َيزيد عن ِ‬ ‫ض ّ‬‫التي ي ُ‬
‫ما في أثناء‬ ‫)يضخ القلب قبل الحمل حوالي ‪ 6500‬لتر يومًيا‪ .‬أ ّ‬
‫ضخها القلب إلى‬ ‫كمية التي ي َ ُ‬ ‫صل ال ِ‬ ‫ب نهايته فَت َ ِ‬ ‫ة قُْر َ‬ ‫الحمل وخاص ً‬
‫‪ 15,000‬لتر يومًيا(‪.‬‬
‫طن‬‫متلِء الب ْ‬ ‫ل‪ ..‬وبا ْ‬ ‫مه قلي ً‬ ‫ج ُ‬‫وتزداد سرعة القلب ونبضاته‪ ..‬ويك ُْبر ح ْ‬
‫ب الحاجز على القلب والرئتين فُيصِبح‬ ‫حجا ُ‬ ‫موّ الجنين َيضَغط ال ِ‬ ‫ون ُ ُ‬
‫ق التنفس والن ََهجان )‬ ‫ضي ِ‬ ‫شكو الحامل من ِ‬ ‫ة وت َ ْ‬ ‫صعوب ً‬ ‫فس أكثر ُ‬ ‫الت ّن َ ّ‬
‫ظهرها‪..‬‬ ‫قي على َ‬ ‫ست َل ْ ِ‬ ‫‪ (580‬وخاصة عندما ت َ ْ‬
‫ئ هذه‬ ‫متل ِ ُ‬ ‫م على الوِْردة العائدة من الساَقين فت ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَيضَغط الر ِ‬
‫ورم‬ ‫ي الساَقين‪ ..‬كما ت َت َ ّ‬ ‫ة د ََوال َ‬ ‫سّبب ً‬ ‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ف ُ‬‫الخيرة بالدماء وتن ْت َ ِ‬
‫خر الحمل‪..‬‬ ‫دمان قليل ً في أ ََوا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ال َ‬
‫قئ‬ ‫ي من أّول الحمل فَي َك ُْثر ال َ‬ ‫َ‬
‫وُيصاب الجهاز الهضم ّ‬
‫ذع والتهابات‬ ‫حْرقة والل ّ ْ‬ ‫قل‪.‬الشهية‪ُ ,‬ثم بعد ذلك َتزداد ال ُ‬ ‫والغََثيان‪.‬وت َ ِ‬
‫طرب الُغدد‬ ‫ض َ‬ ‫مساك وت َ ْ‬ ‫المعدة‪ ..‬كما ُتصاب الحامل في العادة بال ْ‬
‫الصماء في وظائفها‪ ..‬وُتصاب بعض النساء ب ِت َوَّرم الغدد الد َّرِقية‬
‫أثناء الحمل نتيجة نقص الُيود‪.‬‬
‫كل هذه التغيرات وأكثر منها تحدث في الحمل الطبيعي‪..‬‬
‫جاِري‬ ‫م َ‬ ‫ن ُيضاف إلى هذه المتاعب التهابات ال َ‬ ‫وفي كثيرٍ من الحيا ِ‬
‫الب َوِْلية‪ ..‬التي تزداد زيادة ً كبيرة ً أثناء الحمل‪ ..‬مما يؤدي إلى‬
‫جل والقدام‬ ‫ول وت َوَّرم الْر ُ‬ ‫قدان البروتين )الّزلل( من الب َ ْ‬ ‫فُ ْ‬
‫جه وارتفاع ضغط الدم‪..‬‬ ‫والوَ ْ‬
‫مم الحمل‬ ‫س ّ‬‫تت َ‬ ‫ل في حدوث حال ِ‬ ‫وهذا الخير ي ُعَْتبر أهم عام ٍ‬
‫رض نفسها على الطبيب‬ ‫ن ت َعْ ِ‬
‫ن على الحامل أ ْ‬ ‫الخطيرة‪ِ .‬لذا فإ ّ‬
‫ن‬
‫شهر الحمل الخيرة ينبغي أ ْ‬ ‫مُتابعة حالتها وفي أ ْ‬ ‫مرة ً كل شهر ل ِ‬
‫عين‪..‬‬ ‫ُ‬
‫يراها الطبيب مرة كل أسبو َ‬
‫مضاعفاِته ‪,‬ول عن الحمل خارج‬ ‫مل الّتوائ ِم ِ و ُ‬ ‫ح ْ‬‫دث عن َ‬ ‫ولن نتح ّ‬
‫حم وخطورته على حياة الم‪ ..‬ول عن أمراض القلب وأمراض‬ ‫الر ِ‬
‫خر‪ ..‬ولكننا ُنشير‬ ‫لآ َ‬ ‫كل هذه لها مجا ٌ‬ ‫مم الحمل‪ .‬فَ ُ‬ ‫س ّ‬ ‫الك َُلى وت َ َ‬
‫مشاقّ أثناء الحمل الطبيعي‪.‬‬ ‫ده الم من َ‬ ‫فقط إلى ما ُتكاب ِ ُ‬
‫دل كيلو جرام وُربع‪ ,‬كل‬ ‫معَ ّ‬ ‫وفي أثناء الحمل يزداد وَْزن الم ب ِ ُ‬
‫شهر حتى إذا بلغ الحمل ِنهايته كانت الزيادة عشرة كيلو‬
‫ة منها‬ ‫شيمة‪ ..‬وثلث ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫شيته وال َ‬ ‫ة منها للجنين وأغ ْ ِ‬ ‫جرامات؛ سْبع ٌ‬
‫ة في وَْزن الحامل‪..‬‬ ‫زيادة ٌ فِعِْلي ٌ‬
‫ب النساء والولدة في كتاب‬ ‫من أساتذةِ ط ِ ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫موع ٌ‬ ‫ج ُ‬ ‫ويقول م ْ‬
‫»الحمل والولدة‪ .‬والعقم عند الجنسين«‪»:‬والطفل ي ُعَْتبر كالنبات‬
‫ستمد كل ما يحتاج إليه من الشجرة التي يتعلق‬ ‫في ِْلي الذي ي َ ْ‬ ‫الط ّ َ‬
‫بها فهو يعيش ويأخذ غذاءه من الم كامل ً مهما كانت حالتها أو‬
‫حًا«‪.‬‬ ‫شب َ َ‬ ‫ظروفها حتي لو تركها َ‬
‫ن‬
‫طباء – وهذا صحيح – أ ّ‬ ‫معظم ال ِ‬ ‫خر يقول »يعْت َِبر ُ‬ ‫ضٍع آ َ‬ ‫وفي موْ ِ‬
‫ن المواد الغذائية‬ ‫ُ‬ ‫ف ٌ‬ ‫َ‬
‫مه ل ّ‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫مت َط ّ‬ ‫الجنين داخل الرحم ُ‬
‫ميِنة والجلوكوز وكذا الفيتامينات والملح ‪,‬كالحديد‬ ‫كالحماض ال ِ‬
‫والكالسيوم والفسفور وغيرها تنتقل من الم إلى الجنين خلل‬
‫مية حتى‬ ‫صفةٍ إْلزا ِ‬ ‫ن ط ََلبات الجنين ت ُل َّبي ب ِ‬ ‫المشيمة‪ ..‬والمعروف أ ّ‬
‫ص في كل أو بعض هذه المواد الحيوية عند‬ ‫ق ٌ‬ ‫ن كان هناك ن ْ‬ ‫وإ ْ‬
‫الم«‪.‬‬
‫ن‬
‫سب ولك ّ‬ ‫ول ُتعاني الم من كل هذه المتاعب الجسدية فح ْ‬
‫ب فهي بين الخوف‬ ‫طرا ٍ‬ ‫ض ِ‬ ‫رب أّيما ا ْ‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫فسية كذلك ت ْ‬ ‫حالَتها الن ْ‬
‫والرجاء‪ ..‬الخوف من الحمل ومـتاعبه والولدة ومتاعبها والرجاء‬
‫والفرح بالمولود الجديد‪ ..‬وتضطرب نفسيُتها وُتصاب في كثيرٍ من‬
‫مل‬‫كتاب »الح ْ‬ ‫مزاج‪ ..‬ويقول ِ‬ ‫قّلب ال ِ‬ ‫الحيان بالقلق والكآَبة‪ ..‬وت َ َ‬
‫مشار إليه آِنفًا‪» :‬تحتاج )الحامل( إلى عنايةٍ شديد ٍ‬
‫ة‬ ‫والولدة« ال ُ‬
‫طين بها في هذه الفترة بالذات‪ .‬إذ ْ تكون أكثر حساسي ً‬
‫ة‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬
‫من ال ُ‬
‫مْيل إلى الهموم‬ ‫ت سريعة التأثير والنفعال وال َ‬ ‫ض ْ‬ ‫م َ‬ ‫من أيّ فترةٍ َ‬ ‫ِ‬
‫فهِ السباب‪ ..‬وذلك بسبب التغير الفيسيولوجي في‬ ‫والحثْزن لت ْ َ‬
‫جوّ من الحنان والب ُْعد عن‬ ‫حاط ب ِ َ‬ ‫ن تُ َ‬‫جزاء الجسم‪ِ ..‬لذا يجب أ ْ‬ ‫كل أ ْ‬
‫السباب التي ت ُؤ َّدي إلى تأثرها وانفعالها وخاصة من ناحية الزوج‬
‫أو الذين يعيشون ويتعاملون معها«‪..‬‬
‫جوٍّ من الحنان في‬ ‫ن ُتحاط ب ِ َ‬ ‫كن أ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ِلي باللهِ عليك هل ي ُ ْ‬ ‫وقُ ْ‬
‫مه حالُتها‬ ‫مل ل ت ُهِ ّ‬ ‫مك َْتب‪ ..‬وصاحب العَ َ‬ ‫جر أو في ال َ‬ ‫مت ْ َ‬ ‫صَنع أو ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال َ‬
‫الفيسيولوجية ول َيعرف حاجتها البيولوجية إلى الحنان‪ ..‬إنه‬
‫مقاب َِله راتبا ً مهما كانت‬ ‫ْ‬
‫خذ ُ ُ‬ ‫ن تؤدي عمل ً تأ ُ‬ ‫ن عليها أ ْ‬ ‫يعرف فقط أ ّ‬
‫ظروفها‪..‬‬
‫مِلها‪) ..‬وحتى لو كان المسؤول عن‬ ‫ح ْ‬ ‫وليس هو مسؤول ً عن َ‬
‫حملها فإنه ل ي َْهتم لذلك في الغالب(‪ ،‬كما أنه لم يكن مسؤول ً‬
‫عن حالتها أثناء الحيض‪..‬‬
‫مت َك َّررة وحالت الحمل والولدة تتناَقض‬ ‫ل شك أن حالة الحيض ال ُ‬
‫ة العمل‪ .‬وخروجها إلى العمل ل ُِتناِفس الرجال ُيصاِدم‬ ‫ومصلح َ‬
‫ة في أمراض الحيض‪ ..‬كما يسبب‬ ‫ملحوظ ً‬ ‫سّبب زيادة ً َ‬ ‫فطرة‪ ..‬وي ُ َ‬ ‫ال ِ‬
‫صح‬ ‫ما ما ي َن ْ َ‬ ‫زيادة ملحوظة في مضاعفات الحمل والولدة‪ ..‬ودائ ً‬
‫ي‪..‬‬ ‫فس ّ‬ ‫الطباء الحوامل بالراحة واجتناب الْرهاق الجسديّ والن ْ‬
‫فوا عنها ما‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫كما ينصحون زوج الحامل وأفراد ُأسرتها بأن ي ُ َ‬
‫ملوا ما قَد ْ ي َب ْد ُُر‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن ُيعاملوها بالّرْفق والحنان وأ ْ‬ ‫استطاعوا وأ ْ‬
‫غير‬ ‫خُلق على َ‬ ‫ة‪ ..‬أو سوء ُ‬ ‫معاملةٍ أو ِغل ْظ َ ٍ‬ ‫سوِء ُ‬ ‫فاٍء أوْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫من َ‬ ‫منها ِ‬
‫عادتها وطبيعتها‪..‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تأ ْ‬ ‫ج فإذا أَرد ْ َ‬ ‫ضلٍع أع ْوَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ن المرأة قد ُ‬ ‫وفي الحديث‪):‬إ ّ‬
‫سْرَتها‪ ..‬ولكن عليك أن تستمتع بها على ما فيها من‬ ‫مها ك َ‬ ‫ُتقي ْ َ‬
‫كم لهِْلي«‪.‬‬ ‫ه وأنا خيُر ُ‬ ‫َ‬ ‫كم خيُر ُ‬ ‫وج‪» (..‬وخيُر ُ‬
‫كم لهْل ِ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ِ‬
‫ن(‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه وَهًْنا ع َلى وَهْ ٍ‬ ‫م ُ‬‫هأ ّ‬ ‫ملت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وصدق الله العظيم حيث يقول‪َ ) :‬‬
‫وحيث يقول }حمل َت ُ‬
‫ها{‪.‬‬ ‫ه ك ُْر ً‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫ه ك ُْر ً‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫َ َ ْ ُ‬
‫ره‪ ..‬وهي في آلم ٍ وأْوجاٍع‬ ‫خ ِ‬ ‫من أّول الحمل إلى آ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫فهي في وَهْ ٍ‬
‫جه ب َعْد َ‬ ‫ضَعه‪ُ ..‬ثم ُتوا ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫مِله إلى أ ْ‬ ‫من أّول ح ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ب وأْوصا ٍ‬ ‫ومصاع َ‬
‫مشقة التربية‪.‬أَفل تكون بعد هذا كله‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫ة الّرضاعة و َ‬ ‫ق َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ذلك َ‬
‫فّرغ الكامل لها‬ ‫وفير الت ّ َ‬ ‫وقير والحترام‪ ..‬وت َ ْ‬ ‫جديَرة ً بالتكريم والت ّ ْ‬ ‫َ‬
‫مُنوطة بها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ؤديَ هذه الوظيفة العظيمة ال َ‬ ‫ل ِت ُ َ‬
‫قيت ل ِد َْور الم العظيم حينما‬ ‫م ِ‬ ‫فر ال َ‬ ‫حض والك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫أل إنه الجهل ال َ‬
‫دام‪.‬‬ ‫كب والقْ َ‬ ‫منا ِ‬ ‫خُرج من بيتها ل ُِتناِفس الّرجال بال َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ي ُط َْلب منها أ ْ‬
‫)ج( آلم الولدة‪:‬‬
‫خَر‪ ..‬ومع هذا فل َتكاد المرأة ت َن َْتهي‬ ‫فوقُ أيّ أل َم ٍ آ َ‬‫َ‬ ‫م الط ّْلق ت َ ُ‬ ‫ن آل َ‬ ‫إ ّ‬
‫خرج إلى‬ ‫طفل ي َ ْ‬ ‫خَرى‪ ..‬ول َيكاد ال ّ‬ ‫ُ‬
‫ولدةٍ أ ْ‬ ‫ست َعِد ّ ل ِ ِ‬ ‫من ولدةٍ حتى ت َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ة‬
‫مت ْعَب َ ٍ‬ ‫فت َّر ث َغُْرها عن اب ِْتسامةٍ ُ‬ ‫مس جسمه جسمها حتى ي َ ْ‬ ‫الدنيا وُيل ِ‬
‫من ث َد ِْيها‪.‬‬ ‫ضعةٍ له ِ‬ ‫طيه أّول َر ْ‬ ‫وهي ت ُعْ ِ‬
‫ملية شديدة الخطورة وت َن َْتهي كثيٌر‬ ‫وفي الماضي كانت الولدة ع َ‬
‫وفاة الم أ َ َوفاة الجنين أو وفاتهما مًعا‪..‬‬ ‫من حالتها ب ِ َ‬
‫قد ْ‬ ‫شرة بين الوالدات‪ ..‬والحمد لله ف َ‬ ‫من ْت َ ِ‬ ‫مى الّنفاس ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫كما كانت ُ‬
‫فات الولدة على الم‬ ‫مضاع َ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن في العصور الحديثة َ‬ ‫مك َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫طر الولدة‪..‬‬ ‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫كن من ِإزالةِ جميع َ‬ ‫م ّ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫طب ل ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫والجنين ‪,‬ولك ّ‬
‫جموعة‬ ‫م ُ‬‫رية‪ ..‬و َ‬ ‫ص ِ‬ ‫قي ْ َ‬ ‫ن بالعملية ال َ‬ ‫ة من النساء ي َل ِد ْ َ‬ ‫جموع ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ول َتزا ُ‬
‫قد حياتها أثناء‬ ‫ف ِ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫ة قليل ً‬ ‫ن مجموع ً‬ ‫ت‪ ..‬كما أ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫دن بال ِ‬ ‫خرى ي َل ِ ْ‬ ‫أُ ْ‬
‫حم‪..‬‬ ‫مّزق الّر ِ‬ ‫مى الّنفاس أو ت َ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫الولدة أو بسبب ُ‬
‫منة الناتجة عن الحمل والولدة فل تزال ‪,‬رغم‬ ‫مْز ِ‬ ‫أما المراض ال ُ‬
‫مراض الك َُلى‬ ‫مها أ ْ‬ ‫دم الط ّّبي الهائل ‪,‬ليست بالقليلة‪ .‬وأهَ ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫الت ّ َ‬
‫وضغط الدم وأمراض القلب وأمراض الجهاز التناسلي وأمراض‬
‫فسية وحالت الكآبة ت َك ُْثر أثناء الحمل‬ ‫الكبد‪ ..‬كما أن ّالمراض الن ْ‬
‫وفي فْترة الّنفاس‪..‬‬
‫)د( فترة النفاس‪:‬‬
‫ه بالمريضة‪ ..‬وت َُعاِني من الْرهاق‬ ‫شب َ َ‬ ‫قي الم في فترة النفاس أ ْ‬ ‫ت َب ْ َ‬
‫ه أثناء الحمل والولدة‪.‬‬ ‫جُهود الشاقّ الذي بذ َل َت ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َْعد ال َ‬
‫عظم‬ ‫ويف البطن من َ‬ ‫ج ِ‬‫مل ت َ ْ‬ ‫حم الذي كان ي َ‬ ‫ن الر ِ‬ ‫مةِ اللهِ أ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫من ر ْ‬ ‫و ِ‬
‫سّرة‬ ‫مستوى ال ّ‬ ‫مباشرة ً بعد الولدة إلى ُ‬ ‫العانة إلى القص َينزل ُ‬
‫دل سنتيمترين يومًيا‪ ..‬وفي خلل‬ ‫معَ ّ‬ ‫مستواه تدريجًيا ب ِ ُ‬ ‫فض ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫وي َن ْ َ‬
‫مل‪...‬‬ ‫جه إلى ما كان عليه َقبل الح ْ‬ ‫ست ّةِ أسابيعَ ي َُعود ُ أد َْرا ُ‬ ‫ِ‬
‫خّيل حالة الرحم في نهاية الحمل وهو يّتسع لكثَر من‬ ‫ن ت َت َ َ‬‫كأ ْ‬ ‫ول َ‬ ‫َ‬
‫سع‬ ‫ضوٍ ل يت ّ ِ‬ ‫سْبعةِ آلف ميليلتر ل َِيعود بعد نهاية النفاس إلى ع ُ ْ‬
‫من ميليلترين فقط‪ ..‬كما أن وزنه عند نهاية الحمل‬ ‫لكثَر ِ‬
‫بمحتوياته تبلغ ستة آلف جرام منها‪:‬‬
‫‪1000‬جرام وزن الرحم ذاته‪.‬‬
‫‪3500‬جرام وزن الجنين‪.‬‬
‫‪1000‬جرام وزن السائل المينوس المحيط بالجنين‪.‬‬
‫‪ 500‬جرام وزن المشيمة‪.‬‬
‫أما في نهاية فترة النفاس فيعود الرحم إلى وزنه الطبيعي وهو‬
‫ول وخاصة‬ ‫صعوبةٍ أثناء الت ّب َ ّ‬ ‫فساء من ُ‬ ‫ما وُتعاني الن ّ َ‬ ‫خمسون جرا ً‬
‫مهَْبل‬ ‫سّلخات جدار ال ِ‬ ‫لوَلى ع َ ِ‬ ‫في اليام ا ُ‬
‫ة ل ِت َ َ‬‫قب الولدة نتيج ً‬
‫جَرى الَبول أثناء الولدة‪ ..‬ولكن سرعان ما تزول‬ ‫م ْ‬‫فْرج و َ‬ ‫حة ال َ‬ ‫وفَت ْ َ‬
‫هذه اللم‪..‬‬
‫ي‬
‫مل أ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة القلب ل ت َت َ َ‬ ‫ضل َ َ‬‫ن عَ َ‬ ‫فساء ب َِعدم الجهاد ل ّ‬ ‫صح الن ّ َ‬ ‫وت ُن ْ َ‬
‫د‪ ..‬ولكن ليس معنى ذلك أل ّ تتحّرك الّنفساء؛ بل إ ّ‬
‫ن‬ ‫مجهود ٍ شدي ٍ‬
‫طلوبة ل ِت َْنشيط الدورة الدموية وخاصة في‬ ‫م ْ‬ ‫حرك ََتها الخفيفة َ‬
‫ط‬
‫صل حالت هبو ٍ‬ ‫ح ُ‬ ‫الساقين‪ ..‬ولكن الجهاد ضاّر بالم‪ ,‬وقد ت َ ْ‬
‫ئ نتيجة استعجال الم في الحركة الشديدة‪.‬‬ ‫ج ٍ‬ ‫مفا ِ‬ ‫ُ‬
‫صن على‬ ‫حرِ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ل السابق من المهات ك ّ‬ ‫جي َ‬ ‫قا أن ّال ِ‬ ‫والغريب ح ّ‬
‫ل‬‫جي ْ ِ‬ ‫ما ال ِ‬‫مَبال ٍَغ فيها‪ ..‬أ ّ‬ ‫مة أثناء فترة الّنفاس بدرجةٍ ُ‬ ‫الراحة التا ّ‬
‫ة‬
‫رص على الحركة والجهاد بصور ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫قْيض ذلك ي َ ْ‬ ‫ي فَعََلى ن َ ِ‬ ‫الحال ّ‬
‫صلحة‬ ‫م ْ‬ ‫حد ِ الجانبين ليس في َ‬ ‫مغالة في أ َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ة‪ ..‬ول شك أ ّ‬ ‫مزعج ٍ‬ ‫ُ‬
‫ن خير المور أوسطها‪.‬‬ ‫فساء‪ ..‬وأ ّ‬ ‫الن ّ َ‬
‫مى الّنفاس‪ ..‬والحمد لله بفضل‬ ‫ح ّ‬‫خشاه النفساء هو ُ‬ ‫وأخشى ما ت َ ْ‬
‫الله‪ُ ,‬ثم بفضل الت ّْعقيم والمحافظة التامة على النظافة أثناء‬
‫الولدة وقبلها وبعدها فإن حدوث هذه الحالت أصبح نادرا‪ ..‬وكم‬
‫مى النفاس في الماضي فقد كانت‬ ‫ح ّ‬ ‫دت بها ُ‬ ‫من حياةٍ ياِنعةٍ أوْ َ‬
‫ضع الذين هم أكثر‬ ‫شًعا ي َْغتال الوالدات‪ ..‬وي ُي َّتم الطفال الّر ّ‬ ‫غ ُوْل ً ب َ ِ‬
‫ما يكونون حاجة لمهاتهم‪.‬‬
‫)هـ( الرضاعة‪:‬‬
‫قّرر السلم حقّ الطفل المولود في الّرضاعة فقال تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫كامل َين ل ِم َ‬ ‫ن َ َ‬ ‫} وال ْوال ِدات يرضع َ‬
‫م‬
‫ن أَراد َ أن ي ُت ِ ّ‬ ‫ن َ ِ ْ ِ َ ْ‬ ‫حوْلي ْ ِ‬ ‫ن أوْل َد َهُ ّ‬ ‫َ َ َ ُ ُْ ِ ْ َ‬
‫ة{‪.‬‬ ‫ضاع َ َ‬ ‫الّر َ‬
‫قت في أثناء الحمل‬ ‫قة حتى ولو ط ُل ّ َ‬ ‫ف َ‬ ‫كما قّرر حق أمه في الن ّ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن أن‬ ‫جل ه ُ ّ‬ ‫لأ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫ضع حملها}وَأوْل َ ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫دتها أ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫فجعل نهاية ِ‬
‫َ‬ ‫مل َه‬
‫من‬ ‫سك َن ُْتم ّ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ن ِ‬ ‫ّ‬ ‫سك ُِنوهُ‬ ‫ن{ وقال تعالى‪} :‬أ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫يَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قوا‬ ‫ل فَأن ْفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن أوْل َ ِ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ضي ّ ُ‬ ‫ن ل ِت ُ َ‬ ‫ضاّروهُ ّ‬ ‫م وَل َ ت ُ َ‬ ‫جد ِك ُ ْ‬ ‫وّ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫م َفآُتوهُ ّ‬ ‫ن لك ُ ْ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫مل ه ُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ق‬
‫ف ْ‬ ‫خَرى‪ .‬ل ِي ُن ْ ِ‬ ‫ه أُ ْ‬ ‫ضعُ ل َ ُ‬ ‫ست ُْر ِ‬ ‫م فَ َ‬ ‫سْرت ُ ْ‬ ‫ن ت ََعا َ‬ ‫ف وَإ ِ ْ‬ ‫معُْرو ٍ‬ ‫م بِ َ‬ ‫مُروا ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫وَأت َ ِ‬
‫ْ‬
‫ه لَ‬ ‫ما آَتاه ُ الل ُ‬ ‫م ّ‬ ‫فقْ ِ‬ ‫ه فَل ْي ُن ْ ِ‬ ‫ن قُد َِر ع َل َي ْهِ رِْزقُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سعَت ِهِ وَ َ‬ ‫من َ‬ ‫سعَةٍ ّ‬ ‫ذو َ‬ ‫ُ‬
‫سًرا{‪.‬‬ ‫سرٍ ي ُ ْ‬ ‫ه ب َعْد َ ع ُ ْ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫سي َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ما آَتا َ‬ ‫سا إ ِل ّ َ‬ ‫ف ً‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف الل ُ‬ ‫ي ُك َل ّ ُ‬
‫موَْلى ‪,‬عز وجل‪ ,‬حقّ الطفل في‬ ‫قّرر ال َ‬ ‫في هذه اليات الكريمة ي ُ َ‬
‫جه‬ ‫ضعَْته‪ ..‬وي ُوَ ّ‬ ‫مه في النفقة إذا أْر َ‬ ‫الرضاعة كما ُيقرر حق أ ّ‬
‫دهما‪ ..‬رغم‬ ‫ْ‬
‫مرا ويتشاَورا في أمر وَِلي ِ‬ ‫ن يأت َ ِ‬ ‫الوالدين كليهما إلى ا ْ‬
‫وة والطلق‪ ..‬وي َْربط ذلك كله بتقوى الله وي َُرّقق‬ ‫ف َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال َ‬
‫ت ول‬ ‫سعَِته دون ع َن َ ٍ‬ ‫من َ‬ ‫فق ِ‬ ‫ن ي ُن ْ ِ‬ ‫بأ ْ‬ ‫مشاعرهما‪ ..‬وَيطلب من ال ِ‬
‫ي‬
‫سر الن ّد ِ ّ‬ ‫سماحة والي ُ ْ‬ ‫خل‪ ..‬وإنما هي ال ّ‬ ‫قِتيرٍ ول ب ُ ْ‬ ‫إْرهاق‪ ,‬ودون ت ْ‬
‫في أمر هذا الدين كله‪..‬‬
‫ن‬‫شَر قْرًنا من نزول هذه اليات الكريمة فإ ّ‬ ‫ةع َ‬ ‫ي أْربع َ‬ ‫ض ّ‬ ‫م ِ‬ ‫وبعد ُ‬
‫جير حتى اليوم‪ ..‬ول َيزال الوليد‬ ‫ديا ِ‬ ‫ط في ال ّ‬ ‫خب ِ ُ‬ ‫النسانية ل تزال ت َ ْ‬
‫موْه ُ عام‬ ‫س َ‬ ‫معاناة حتى في عامنا هذا الذي أ ْ‬ ‫والم يعانون أشد ّ ال ُ‬
‫صحة‬ ‫ت الد ّوَِلية وهيئة ال ّ‬ ‫ظما ُ‬ ‫الطفل )‪ ..(1979‬ول تزال المن َ ّ‬
‫ضْعن‬ ‫ن ي ُْر ِ‬ ‫در البيان ت ِل ْوَ البيان ُتناِدي المهات أ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫العالمية ت ُ ْ‬
‫أولدهن‪ ..‬ول تزال الهيئات الطبية تصدر النشرات والمقالت‬
‫صر)‬ ‫ح َ‬ ‫جد َْوى الّرضاعة من الم وفوائدها التي ل َتكاد ت ُ ْ‬ ‫حول َ‬
‫ة‬
‫ة كامل ً‬ ‫ق ً‬ ‫ف ًَ‬ ‫ضع ن َ َ‬ ‫مْر ِ‬ ‫رض القانون الدولي للم ال ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫‪ ..(581‬أما أ ْ‬
‫مَر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صل إليه حضارة القرن العشرين التِعيسة‪ ..‬بينما قد أ َ‬ ‫مٌر لم ت َ ِ‬ ‫فأ ْ‬
‫شَر قرًنا من الزمان‪ .‬وفوائد الرضاعة‬ ‫ةع َ‬ ‫السلم بذلك منذ أربع َ‬
‫جُزها هنا فيما يلي‪:‬‬ ‫صي ولكنا ن ُوْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫من أ ْ‬ ‫للطفل والم أكثُر ِ‬
‫فوائد الرضاعة للوليد‪:‬‬
‫متكّررة‬ ‫وية ال ُ‬ ‫معَ ّّ‬
‫معَ ِ‬ ‫ت ال َ‬ ‫قل بذلك الن ََزل ُ‬ ‫قم جاهٌز‪ ..‬وت َ ِ‬ ‫‪ (1‬لبن الم ُ‬
‫ضعون من القاروَرة‪.‬‬ ‫واللتهابات التي ُتصيب الطفال الذين َير َ‬
‫ي وذلك بسبب‬ ‫وكذلك تقل اللتهابات التي ُتصيب الجهاز التنفس ّ‬
‫مضادةٍ للميكروبات في لبن الم‪.‬‬ ‫ُوجود مواد ٍ ُ‬
‫ضر من الجاموس أو البقار‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫خر ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ماِثله أيّ لب ٍ‬ ‫‪ (2‬لبن الم ل ي ُ َ‬
‫ما ب َِيوم‬ ‫حاجات الطفل يو ً‬ ‫في ب ِ َ‬ ‫كب ل ِي َ ِ‬ ‫مم وُر ّ‬ ‫ص ّ‬‫أو الغنام فهو قد ُ‬
‫فطام‪ ..‬فتْركيب اللبا وهو‬ ‫ن ال ِ‬ ‫س ّ‬ ‫منذ ولدته وحتى يك ُْبر إلى ِ‬
‫مباشرة ً ولمدة ثلثة‬ ‫ي بعد الولدة ُ‬ ‫رزه الثد ْ ِ‬ ‫ف ِ‬‫السائل الصفر الذي ي ُ ْ‬
‫كزةٍ من البروتينات‬ ‫مَر ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫ميا ٍ‬ ‫أو أربعة أيام ٍ يحتوي على ك ِ ّ‬
‫مضادات للميكروبات‬ ‫حتوية على ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ضومة والمواد ال ُ‬ ‫مه ْ ُ‬ ‫ال َ‬
‫ضد المراض من‬ ‫قل جهاز المناعة ِ‬ ‫والجراثيم )‪ ..(582‬كما أنها ت َن ْ ُ‬
‫الم إلى الطفل‪..‬‬
‫ب‬
‫س ٍ‬‫كر وب ِن ِ َ‬ ‫س ّ‬‫‪ (3‬يحتوي لبن الم على كمية كافيةٍ من البروتين وال ّ‬
‫سب الطفل تمامًا‪ ..‬بينما المواد البروتينية الموجودة في لبن‬ ‫ُتنا ِ‬
‫البقار والغنام وغيرها من الحيوانات تناسب أطفال تلك‬
‫ن َنوعية‬ ‫ي كما أ ّ‬ ‫الحيوانات أكثر من مناسبتها للطفل النسان ّ‬
‫ما من‬ ‫ض ً‬‫سكريات الموجودة في لبن الم أسهل ه ْ‬ ‫البروتينات وال ّ‬
‫تلك الموجودة في اللبان الخرى‪.‬‬
‫ضعون من القارورة الوفيات‬ ‫دى الطفال الذين َير َ‬ ‫‪ (4‬تك ُْثر ل َ َ‬
‫مهاد« وهذا النوع من‬ ‫ت ال ِ‬ ‫موْ ُ‬ ‫عى »‪َ Cot Death‬‬ ‫جئة التي ت ُد ْ َ‬ ‫مفا ِ‬ ‫ال ُ‬
‫قمون أْثداء أمهاتهم‪.‬‬ ‫دى الطفال الذين ي َل ْت َ ِ‬ ‫الوفيات ل ي ُعَْرف ل َ‬
‫سرع وأكمل من‬ ‫مو الطفال الذين َيرضعون من أمهاتهم أ ْ‬ ‫‪ (5‬ن ُ ُ‬
‫أولئك الذين يرضعون من القارورة‪.‬‬
‫ما بينما تكُثر‬ ‫وا سلي ً‬ ‫م ّ‬ ‫‪ (6‬ينمو الطفل الذي َيرضع من أمه نفسًيا ن ُ ُ‬
‫دى أولئك الذين يرضعون من‬ ‫المراض والعلل النفسية ل َ‬
‫القارورة‪.‬‬
‫ففة بواسطة‬ ‫ج ّ‬
‫م َ‬ ‫ضعون اللبان ال ُ‬ ‫‪ (7‬يَتعّرض الطفال الذين ُير َ‬
‫جلدية بأنواعها والّرْبو‬ ‫القارورة إلى أمراض الحساسية ال ِ‬
‫ي بالضافة إلى النزلت المعوية‬ ‫م ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫وحساسية الجهاز اله ْ‬
‫ي ل ُيعانون‬ ‫ضعون من الثد ْ ِ‬ ‫المتكررة بينما نجد الطفال الذين ي ُْر َ‬
‫من هذه المراض إل ّ ناِدرًا‪.‬‬
‫الفوائد للم‪:‬‬
‫م‬
‫مهِ ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫ى بين الم وطفلها أثناء الّرضاعة عام ٌ‬ ‫‪ (1‬الرتباط النفس ّ‬
‫سّية الم والطفل‪.‬‬ ‫ف ِ‬ ‫ل ِن َ ْ‬
‫جسم الم إلى رشاقته وحجمه الطبيعي بسرعةٍ إذا‬ ‫‪َ (2‬يعود ِ‬
‫قامت الم بإرضاع وليدها‪.‬‬
‫ضعه الطبيعي أثناء‬ ‫حم بسرعةٍ إلى حجمه وَوَ ْ‬ ‫‪ (3‬يعود الَر ِ‬
‫هرمون‬ ‫ي ُيؤدي إلىإفراز ُ‬ ‫ن امتصاص الثد ِ‬ ‫الّرضاعة‪ ..‬وذلك ل ّ‬
‫ودة الرحم إلى حالته‬
‫رع ب ِعَ ْ‬
‫س ِ‬
‫الذي ي ُ ْ‬ ‫‪Oxytocine‬‬ ‫الكسوتوسن‬
‫الطبيعية‪..‬‬
‫صيب الرحم بالْنتان ‪ Sepsis‬واللتهابات المتكررة‪ .‬كما‬ ‫ُ‬
‫ولول ذلك ل ِ‬
‫مى الّنفاس‪..‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ذلك يساعد على حصول ُ‬ ‫أ ّ‬
‫مدة الرضاعة‪:‬‬
‫مال الّرضاعة‬ ‫ن كَ َ‬ ‫قّرر السلم حق الوليد في الّرضاعة ‪ ,‬وذ َك ََر أ ّ‬
‫ن َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫حوْلي ْ ِ‬ ‫ن أوْل َد َهُ ّ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫ت ي ُْر ِ‬ ‫دا ُ‬ ‫وال ِ َ‬‫حوْل َْين كاملين قال تعالى } َوال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه ِفي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صال ُ‬ ‫ة{ وقال تعالى‪}:‬وَفِ َ‬ ‫ضاع َ َ‬ ‫م الّر َ‬ ‫ن أَراد َ أن ي ُت ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬‫ملي ْ ِ‬ ‫كا ِ‬
‫ن{ ‪.‬‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫عا َ‬ ‫َ‬
‫شهًْرا{ ومنها‬ ‫ن َ‬ ‫ه ث َل َُثو َ‬ ‫ُ‬
‫صال ُ‬ ‫ه وَفِ َ‬ ‫ُ‬
‫مل ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫وقال في موضع آخر }وَ َ‬
‫شهر‪.‬‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ست ّ َ‬‫مل ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أقَ ّ‬ ‫ي َرضي الله عنه‪ ,‬على أ ّ‬ ‫ل عل ِ ّ‬ ‫استد ّ ّ‬
‫صحة العالمية أن‬ ‫ب هيئةال ّ‬ ‫قّرُره الطب اليوم‪.‬وُتطال ُ‬ ‫ضا ما ي ُ َ‬ ‫وهذا أي ً‬
‫وه‬ ‫م ّ‬ ‫فّرغ الم لكل مولود ٍ ثلثة أعوام ٍ كاملةٍ لهمية الم في ن ُ ُ‬ ‫ت َت َ َ‬
‫ي والجسديّ السليم‪.‬‬ ‫النفس ّ‬
‫ن العالم الثالث‬ ‫جدت هيئة الصحة العالمية والُيوِنيسف أ ّ‬ ‫وقد وَ َ‬
‫حوَ إ ِلقام ِ أطفالهن‬ ‫ْ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫جه ْ َ‬ ‫ن المهات ات َ َ‬ ‫ة حقيقية حيث أ ّ‬ ‫جه أْزم ً‬ ‫ُيوا ِ‬
‫القارورة بدل ً من الثدي‪ .‬ففي البرازيل كانت نسبة الطفال الذين‬
‫خفضت إلى‬ ‫سَنة ‪ .1940‬وقد ان ْ َ‬ ‫يرضعون من أمهاتهم ‪ 96‬بالمائة َ‬
‫‪ 40‬بالمائة عام ‪ 1974‬وفي تشيلي كانت النسبة ‪ 95‬بالمائة سنة‬
‫‪ 1955‬وقد انخفضت إلى ‪ 20‬بالمائة فقط عام ‪ .82‬ونفس‬
‫قيةِ د َُول أمريكا اللتينية وبقية دول العالم‬ ‫الظاهرة موجودة ٌ في ب َ ِ‬
‫ي لمدة أسبوع‬ ‫ع ّ‬ ‫صنا ِ‬ ‫فة الّلبن ال ّ‬ ‫الثالث‪ ..‬والغريب حقا ً أن ك ُل ْ َ‬
‫ست َهِْلك أكثر من ِنصف دخل العامل في أوْغ َْندا ون َْيجيريا وجامايكا‬ ‫تَ ْ‬
‫ف صغيرٍ في إندونسيا أو سيريلنكا‪ ،‬والكاسب‬ ‫موَظ ّ ٍ‬ ‫جر ُ‬ ‫أو ِنصف أ ْ‬
‫الوحيد هو الشركات الحتكارية الغربية التي تكسب في عام ٍ‬
‫صّنعة للطفال في دول‬ ‫م َ‬ ‫ذية ال ُ‬ ‫ي مليون دولر من ب َْيع الغ ْ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ال َ‬
‫العالم الثالث‪..‬‬
‫قْته الصحة العالمية‬ ‫سم »قاتل الطفال« الذي أط ْل َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫قا ي َْبدو أ ّ‬ ‫وح ً‬
‫على هذه الشركات هو السم المناسب لها‪.‬‬
‫ضْعن‬ ‫ن ي ُْر ِ‬ ‫صقاِع الْرض المهات على أ ْ‬ ‫ث الطباء في كاّفة أ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫وي َ ُ‬
‫َ‬
‫كنة‪ ..‬وفي أغلب الحوال ل َتزيد هذه‬ ‫م ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مد ّةٍ ُ‬ ‫ول ُ‬ ‫أولدهن لط ْ َ‬
‫دة التي يعيشها النسان‬ ‫شهُرٍ نتيجة للحياة الن ّك ِ َ‬ ‫سّتة أ ْ‬ ‫المدة عن ِ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫في القرن العشرين‪ ..‬بل ل تزال كثيٌر من المهات ي ُل ْ ِ‬
‫ن‪..‬‬‫مِهم أْثدائه ّ‬ ‫أْولدهن القارورة ب َد َل ً من إ ِْلقا ِ‬
‫ن رأيت الفروق الفيسيولوجية والتشريحية بين الرجل‬ ‫والن بعد أ ْ‬
‫ة في‬ ‫طرة ٌ ل ِْلبقاء في الب َْيت وخاص ً‬ ‫ض ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن المرأة ُ‬ ‫والمرأة وكيف أ ّ‬
‫مجال ً‬ ‫دع َ‬ ‫كد لك بما ل ي َ َ‬ ‫سي ََتأ ّ‬ ‫فترة الحمل والولدة والّرضاعة َ‬
‫معْت ََرك الحياة وتْرك‬ ‫دعوة إلى خروج المرأة إلى ُ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شك بأ ّ‬ ‫لل ّ‬
‫ما‬
‫ة وبعيدة ٌ كل ّالب ُْعد ع ّ‬
‫بيتها وأولدها وزوجها هي دعوة ٌ جاهِلي ٌ‬
‫ف ْ‬
‫طرة‬ ‫قّرره علوم البيولوجيا والطب‪ ..‬وهي دعوة ٌ ُتصاِدم ال ِ‬ ‫تُ َ‬
‫ب‬
‫خيمة على الم والطفل وال ِ‬ ‫ة‪ ..‬وتكون نتائجها و ِ‬ ‫ة واضح ً‬ ‫دم ً‬
‫مصا َ‬ ‫ُ‬
‫ره‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س ِ‬
‫والسرة بل والمجتمع ب ِأ ْ‬
‫) المرجع ‪ " :‬عمل المرأة في الميزان " للدكتور محمد علي البار‬
‫‪ ،‬ص ‪. (105-63‬‬

‫)‪ (578‬من كتاب علم الفيسيولوجيا للدكتورة فلور ستراند طبعة‬


‫‪.1978‬‬
‫‪.Physiology: A Regulatory Systems Approach by Fleur Strand 1978‬‬
‫)‪ (579‬انظر المزيد من التفصيل في فصل »المحيض« من كتاب‬
‫»دورة الرحام« للمؤلف‪.‬‬
‫)‪ (580‬هذا التعبير شائع ولعل الصواب نهج ويعني ذلك صعوبة‬
‫في التنفس‪.‬‬
‫)‪ (581‬نشرت صحيفة ‪ Arab News‬في عددها الصادر في ‪ 10‬فبراير‬
‫‪ 1981‬تقريرا جديدا عن هيئة الصحة العالمية يهاجم فيه أغذية‬
‫الطفال المصنعة ويتهم الشركات الغربية التي تبيع في كل عام‬
‫بما قيمته ألفي مليون دولر من أغذية الطفال بأنها تساهم في‬
‫قتل الطفال في البلد النامية ‪ ..‬وذلك لن الغذية المصنعة‬
‫واللبان المجففة تمنع الم من الرضاعة‪ ..‬واستعمال القارورة‬
‫يؤدي إلى كثير من النزلت المعوية الخطيرة نتيجة عدم التعقيم‬
‫ولذا فإن تقرير الصحة العالمية يدعو الحكومات وخاصة في البلد‬
‫النامية إلى محاربة هذه الغذية المصنعة وتقول البحاث الطبية‬
‫الحديثة أن حوالي عشرة مليين طفل يلقون حتفهم نتيجة‬
‫استخدام القارورة في دول العالم الثالث سنويًا‪ ..‬وذلك نتيجة‬
‫الصابة بالنزلت المعوية وسواء التغذية التي تصاحب استخدام‬
‫القارورة ‪ .‬وفي تقرير لليونيسف نشرته جريدة المدينة في ‪10‬‬
‫ديسمبر ‪ 1983‬جاء فيه أن أطفال الزجاجات هم أكثر عرضة‬
‫لسوء التغذية بثلثة أضعاف الذين يرضعون من أمهاتهم وفي‬
‫ن نسبة الوفيات هي خمس‬ ‫مماثلة أ ّ‬ ‫ظهرت دراسات ُ‬ ‫مصر أ ْ‬
‫أضعاف ما هي عليه عند الطفال الذين َيرضعون الْثداَء‪ .‬ونفس‬
‫شيِلي والبرازيل والفيليبين‪.‬‬ ‫ت في الِهند وت ْ ِ‬ ‫جد َ ْ‬
‫النسبة وُ ِ‬
‫)‪ (582‬يحتوي اللبا بصورة خاصة على كميات من البروتيين‬
‫الواقي ضد الهجوم الميكروبي والذي تصنعه بأمر الله الخليا‬
‫مفاوية الموجودة أصل ً في أمعاء الم ‪ ..‬ثم ُتهاجر هذه الخليا‬ ‫الل ّ ْ‬
‫لبا‪ ،‬وأهم هذه البروتينات هو ‪IgA:‬‬ ‫فَرز مع ال ّ‬ ‫إلى الثدي ومن هناك ت ُ ْ‬
‫وهذا البروتين متخصص في الدفاع عن الجسم في المعاء‬
‫والجهاز التنفسي ‪ ..‬وهذان الجهازان هما اللذان يتعرضان للهجوم‬
‫ي في وفيات‬ ‫الميكروبي في الطفال ‪ ...‬بل وهما السبب الرئيس ّ‬
‫ة في دول العالم الثالث‪.‬‬ ‫الطفال وخاص ً‬
‫‪-------------‬‬
‫الشبهة)‪ : (2‬قولهم بالمساواة ) التامة (بين الرجل والمرأة‬
‫م بين‬ ‫وى فيها السل ُ‬ ‫س ّ‬ ‫والجواب أن يقال ‪ :‬ما هي الموُر التي َ‬
‫ة؟ وما هي الموُر التي فَّرق فيها بينهما؟ ل شك أن‬ ‫الرجل والمرأ ِ‬
‫ل‬ ‫م الفص ِ‬ ‫ن السؤالين ضرورِيّ حتى ل ُيؤِدي عد ُ‬ ‫ذي ِ‬ ‫ب عن ه َ‬ ‫الجوا ِ‬
‫ن من‬ ‫عي ِ‬ ‫ض ل َِنو َ‬ ‫ة‪ .‬وفيما يأتي عْر ٌ‬ ‫في هذهِ المسألةِ إلى ظلم ِ المرأ ِ‬
‫ت‬ ‫مغَْزى وراء التفريقا ِ‬ ‫ل في ت ِْبيان اِلحكمةِ وال ْ‬ ‫ن الدخو ِ‬ ‫الحكام ِ دو َ‬
‫ب التبريرِ والدفاِع عن‬ ‫ب أسلو ِ‬ ‫ج البحث في اجتنا ِ‬ ‫ما مع منه ِ‬ ‫اْنسجا ً‬
‫ه‪:‬‬ ‫أحكام ِ شرِع الل ِ‬
‫ققت فيها المساواة ُ بين الرجل والمرأة وهي‬ ‫أ‪ -‬الحكام التي َتح ّ‬
‫كثيرة ٌ منها‪:‬‬
‫ت‬ ‫ج وزكاةٍ مع اختلفا ٍ‬ ‫َ‬
‫ت من طهارةٍ وصلةٍ وصوم ٍ وح ٍ‬ ‫‪ -1‬العبادا ُ‬
‫ست‪ .‬أما‬ ‫ف َ‬ ‫ت أو ن َ‬ ‫ض ْ‬ ‫صوم ِ ُتفطر المرأة ُ ُوجوبا إذا حا َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫يسيرة‪ .‬فَ َ‬
‫س‪،‬‬ ‫في الصلةِ فل اختلف بينها وبين الرجل إطلًقا إل في اللبا ِ‬
‫ن‬‫د‪ ،‬وكو ِ‬ ‫ل من صلِتها في المسج ِ‬ ‫ن صلِتها في بيِتها أفض ُ‬ ‫وفي كو ِ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ف الرجا ِ‬ ‫صفو ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل ِ‬ ‫ف النساء في الجماعةِ آخَرها ب ِ ِ‬ ‫خيرِ صفو ِ‬
‫ل‪ ،‬وفي‬ ‫ح كالرجا ِ‬ ‫ق ل بالتسبي ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ص ِ‬‫سَها بالت ّ ْ‬ ‫م إذا َ‬ ‫وفي ت َْنبيهَِها الما َ‬
‫ة‬
‫رها بالقراءةِ في الصل ِ‬ ‫جه ْ ِ‬‫عدم جوازِ إمامِتها للرجال‪ ،‬وفي َ‬
‫قد ْرٍ يؤمن معه‬ ‫ب فَت َْرفعُ صوَتها ب ِ َ‬ ‫ل الجان ِ‬ ‫م الرجا ِ‬ ‫الجهرية أما َ‬
‫ة‪.‬‬
‫الفتن ُ‬
‫ذنيَها‬ ‫ُ‬
‫حذاء أ ُ‬ ‫ض الفقهاء من أنها ل ت َْرفَعُ يد َْيها ِ‬ ‫أما ما ذهب إليه بع ُ‬
‫ة‪ .‬وذهب آخرون‬ ‫ل والمرأ ِ‬ ‫سنة للرج ِ‬ ‫ذه هي ال ّ‬ ‫من ْك َب َْيها فه ِ‬ ‫بل حذاَء ِ‬
‫صح في هذا‬ ‫عها وسجوِدها؛ ول ي َ ِ‬ ‫خد َي َْها في ُركو ِ‬ ‫م فَ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫إلى أنها ت َ ُ‬
‫ل بأنها ل تفرج أصاب َِعها في الركوِع‪ ،‬وبأنها تضع‬ ‫ل‪ ،‬وكذلك القو ُ‬ ‫دلي ٌ‬
‫مْيها أو أنها تضع يد َي َْها في التشهدِ‬ ‫شماِلها تحت قد َ َ‬ ‫يميَنها على ِ‬
‫َ‬
‫ل بأنها‬ ‫كبتيها‪ .‬أما القو ُ‬ ‫صابعها ُر ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫على فخديها حتى تب ْل ُغَ ُرؤو ُ‬
‫ة‬
‫سن ُ‬ ‫صد َ التشهد َ الخيَر فال ّ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫سها للتشهد ِ فإ ْ‬ ‫جُلو ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫تتورك في حا ِ‬
‫متوركا بالنسبةِ للرجل والمرأة على السواء‪ ،‬وكذلك‬ ‫س ُ‬ ‫فيهِ الجلو ُ‬
‫د‪.‬‬
‫ة الصلة في المسج ِ‬ ‫ل يصح القول إنه ي ُك َْره ُ حضوُرها جماع َ‬
‫ي كاَنك تراها‬ ‫ة صلةِ النب ّ‬ ‫خ اللباني في نهايةِ كتابه »صف ُ‬ ‫قال الشي ُ‬
‫ه‬
‫ل ما تقدم من صفةِ صلت ِ‬ ‫م« ما نصه‪ :‬ك ُ‬ ‫من التكبيرِ إلى التسلي ِ‬
‫ل والنساُء‪ ،‬ولم ي َرِد ْ في‬ ‫صلى الله عليه وسلم يستوي فيه الرجا ُ‬
‫م قوِله صلى‬ ‫ض ذلك‪ ،‬بل إن عمو َ‬ ‫من بع ِ‬ ‫ضي استثناًء ِ‬ ‫قت َ ِ‬‫سنةِ ما ي َ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫صّلي« يشملهن‪ ،‬وهو قول‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وني أ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ما َرأي ْت ُ ُ‬ ‫صّلوا ك َ َ‬ ‫الله عليه وسلم » َ‬
‫ل المرأة ُ في َالصلةِ كما يفعل‬ ‫ي قال‪ »:‬تفعَ ُ‬ ‫خعِ ّ‬‫إبراهيم الن ّ َ‬
‫داَء »أنها‬ ‫م الد ّْر َ‬ ‫ح عن أ ّ‬ ‫ل«)‪ ،(583‬وروى البخاري بسن َد ٍ صحي ٍ‬ ‫الرج ُ‬
‫ة )‪ (584‬أما‬ ‫قيهَ ً‬ ‫ل وكانت ف ِ‬ ‫ة الرج ِ‬ ‫جْلس َ‬ ‫س في صلِتها ِ‬ ‫كانت تجل ِ ُ‬
‫ث انضمام ِ المرأة في السجود وأنها ليست في ذلك كالرجل‪،‬‬ ‫حدي ُ‬
‫ح‪ .‬رواه أبو داود في »المراسيل« عن يزيد ِ بن‬ ‫ص ّ‬ ‫ل ول ي َ ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫مْر َ‬ ‫فهو ُ‬
‫ن عمَر أنه كان يأمُر‬ ‫ب‪ .‬وأما ما رواه المام أحمد عن اب ِ‬ ‫أبي حبي ٍ‬
‫ح إسناد ُه ُ لن فيه عبد الله بن‬ ‫ِنساَءه ُ ي َت ََرب ّْعن في الصلة فل يص ّ‬
‫عمر العمري وهو ضعيف« )‪. (585‬‬
‫ة‬
‫ل إل في أمورٍ معدود ٍ‬ ‫ف عن الرج ِ‬ ‫ج فإن المرأة َ ل تختل ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫وفي ال َ‬
‫صر ول‬ ‫ق ّ‬ ‫سها المشروِع‪ ،‬وأنها ت ُ َ‬ ‫من لبا ِ‬ ‫قليلةٍ هي‪ :‬أّنها ل ت َن ْزِع ُ شيئا ً ِ‬
‫ق‪ ،‬إّنما‬ ‫حل ْ ٌ‬ ‫س على النساِء َ‬ ‫حِلق لقوِله صلى الله عليه وسلم‪» :‬ل َي ْ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫شعَْرها َفتقص منه قَ ْ‬
‫در‬ ‫معُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫على النساء التقصيُر« )‪ ، (586‬فَت َ ْ‬
‫وداع إذا‬ ‫مَلة‪ ،‬وأنها إن حاضت فل تنتظر ل ِت َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ف ال َ‬ ‫ف طوا َ‬ ‫طو َ‬ ‫الن ْ ُ‬
‫ت‬‫ل البي ِ‬ ‫ف النساِء حو َ‬ ‫ة‪ .‬وطوا ُ‬ ‫ف الَفاض ِ‬ ‫طوا َ‬ ‫ت َ‬ ‫كانت قد طاف ْ‬
‫حو َ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫ل عليهِ ّ‬ ‫م َ‬‫ي‪ ،‬فل َر َ‬ ‫ش ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن بين الصفا والمروةِ ك ُل ُ‬ ‫سعْي ُهُ ّ‬ ‫و َ‬
‫طباع ٌ )‪. (587‬‬ ‫ض ّ‬ ‫ت ول بين الصفا والمروة وليس عليهن ا ْ‬ ‫البي ِ‬
‫جهًْرا فَُيجاب عنه أن عائشة رضي الله‬ ‫ل بأنها ل ت ُل َّبي َ‬ ‫أما القو ُ‬
‫ة‪:‬‬ ‫ل‪ ،‬قال أبو عطي َ‬ ‫مَعها الرجا ُ‬ ‫عنها كانت ترفع صوَتها حتى يس َ‬
‫م كيف كانت ت َل ِْبي ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫ة رسو ِ‬ ‫ت عائشة تقول‪ :‬إني لع ْل َ ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ُ ،‬ثم سمعها ُتلّبي ب َعْد َ ذلك )‪ .(588‬وعلى‬
‫فت َْنة‪.‬‬‫ش ال ِ‬ ‫خ َ‬ ‫هذا فإن المرأة ت َُلبي وترفعُ صوَتها ما لم ت َ ْ‬
‫ة ل عند‬ ‫ف في ع ََرفَ َ‬ ‫موقِ ِ‬ ‫ف في حاشيةِ ال َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ل بأنها ت ِ‬ ‫وأما القو ُ‬
‫ل يكون راكبًا‪ ،‬فهذا مما ل‬ ‫قعُد ُ في حين أن الرج َ‬ ‫ت وت ْ‬ ‫خرا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫َال ّ‬
‫ف له دلي ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫أعرِ ُ‬
‫ف لنه‬ ‫ل عدا الطوا َ‬ ‫فعُله الرج َ‬ ‫ل ما ي ْ‬ ‫حج تفعل ك ّ‬ ‫ض في ال َ‬ ‫والحائ ِ ُ‬
‫ت‪»:‬افْعَِلي ما‬ ‫ض ْ‬ ‫ة لما حا َ‬ ‫صلة ٌ قال صلى الله عليه وسلم لعائش َ‬
‫ري« )‪. (589‬‬ ‫ت حتى ت َط ْهُ ِ‬ ‫طوفي بالبي ِ‬ ‫ج‪ ،‬غ َي َْر أل ت َ ُ‬ ‫ل الحا ُ‬ ‫يفعَ ُ‬
‫‪ -2‬المعاملت‪ :‬ل تشترط الذكورة في عقود البيع والتجارة‬
‫والقرض والهبة والوقف والحوالة والضمان والقراض والشركة‬
‫والجارة والجعالة والمساقاة والمزارعة والرهن والشفعة وغيرها‬
‫من العقود‪ ،‬ولذا فإن الرجل والمرأة في النشطة المالية‬
‫والقتصادية المختلفة سواء‪.‬‬
‫‪ -3‬الحدود والقصاص‪ :‬تستوي المرأة والرجل في كل ما يتعلق‬
‫جم بلباسها‬ ‫جم الزانية فإنها ت ُْر َ‬ ‫بالحدود والقصاص إل فيما يخص ر ْ‬
‫ما وهذا اجتهاد ٌ فقهي وليس‬ ‫ة والرجل قائ ً‬ ‫الشرعي‪ ،‬وُتجلد جالس ً‬
‫ة‬
‫ما َيعتمد على نص‪ ،‬فما ُرِوي من أنه »ُتضَرب المرأة جالس ً‬ ‫حك ً‬
‫ما« ل يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم )‪.(590‬‬ ‫والرجل قائ ً‬
‫صن‪ ،‬ول‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫فى الزاني غير ال ُ‬ ‫صنة وي ُن ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫فى الزانية غير ال ُ‬ ‫ول ت ُن ْ َ‬
‫تدخل مع العاقلة فل شئ عليها من الدية‪ .‬ول يصح القول‪ :‬إن‬
‫ل المرأة ُ إذا‬ ‫قت َ ُ‬ ‫دا على حديث »ل ت ُ ْ‬ ‫دت ل تقتل اعتما ً‬ ‫المرأة إذا ارت ّ ّ‬
‫ارتدت« قال الداَرقطني‪ :‬ل يصح هذا الحديث عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم )‪. (591‬‬
‫حكى بعض أهل‬ ‫دية‪ ،‬وقد َ‬ ‫ول تستوى المرأة مع الرجل في ال ّ‬
‫الجماع على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل منهم ابن‬
‫مْرِوي عن عمر‬ ‫المنذر وابن عبد البر وابن حزم وغيرهم وهو َ‬
‫وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت وغيرهم رضي الله عنهم ولم‬
‫قل عن أحد خلُفه ممن ي ُعَْتد به سوى الصم وابن ع ُل َّية من‬ ‫ي ُن ْ َ‬
‫كتب‬ ‫المعتزلة حكاه عنهما الشوكاني في الّنيل نقل ً عن البحر من ُ‬
‫الزيدية ومثل هذين ل ي ُعَْتد بخلفهما« )‪.(592‬‬
‫‪ -4‬الصيد والذبائح واليمان والنذور فالرجل والمرأة فيها سواء‪.‬‬
‫‪ -5‬الفتاء‪ :‬فللمرأة العالمة بالحكام الشرعية المتمكنة من‬
‫فِتي النساء والرجال على حد سواء ضمن‬ ‫الفتاء الشرعي أن ت ُ ْ‬
‫حدود الشريعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحكام والمسائل التي ثبت فيها التفريق بين الرجل‬
‫والمرأة‪:‬‬
‫َ‬
‫مث ْ ُ‬
‫ل‬ ‫م ِللذ ّك َرِ ِ‬ ‫ه ِفي أوْل َد ِك ُ ْ‬ ‫م الل ُ‬ ‫صيك ُ ُ‬ ‫‪ -1‬الميراث‪ :‬قال تعالى‪ُ} :‬يو ِ‬
‫َ‬ ‫َ ّ ُ‬
‫جك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ك أْزَوا ُ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫م نِ ْ‬ ‫ن{)‪ ،(593‬وقال تعالى }وَل َك ُ ْ‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬
‫من‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ت ََرك ْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫م الّرب ُعُ ِ‬ ‫ن وَل َد ٌ فَل َك ُ ُ‬ ‫ن ل َهُ ّ‬ ‫كا َ‬‫ن وَل َد ٌ فَِإن َ‬ ‫كن ل ّهُ ّ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ِإن ل ّ ْ‬
‫َ‬
‫كن‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬‫ن الّرب ُعُ ِ‬ ‫ن وَل َهُ ّ‬ ‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي َ‬ ‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫ب َعْد ِ وَ ِ‬
‫ما ت ََرك ُْتم{ )‪.(594‬‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫م وَل َد ٌ فَل َهُ ّ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬‫كا َ‬ ‫م وَل َد ٌ فَِإن َ‬ ‫ل ّك ُ ْ‬
‫‪ -2‬الشهادة وفيها تفصيل كما يأتي‪:‬‬
‫شْرب‬ ‫ة كحد ال ّ‬ ‫قَبل شهادة النساء في القصاص والحدود كاف ً‬ ‫أ‪ -‬ل ت ُ ْ‬
‫وقطع الطريق والقتل بالّردة وكذلك التعزير فل بد في كل هذه‬
‫قَبل فيها‬ ‫من شهادة رجلين إل الزنا واللواط وإتيان البهائم فل ي ُ ْ‬
‫ت ثُ ّ‬
‫م‬ ‫صَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل لقوله تعالى‪َ } :‬وال ّ ِ‬ ‫أربعة رجا ٍ‬ ‫ل من‬ ‫أق ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫داَء {)‪.(595‬‬ ‫شه َ َ‬ ‫م ي َأُتوا ب ِأْرب َعَةِ ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫خْلع‬‫جعة وال ُ‬ ‫ب‪ -‬ما ي َط ِّلع عليه الرجال عادة كالّنسب والطلق والّر ْ‬
‫والولدة والنكاح والوصية والتوكيل في المال فلبد فيها من‬
‫حه‬ ‫ج َ‬ ‫قبل فيه شهادة النساء ور ّ‬ ‫شهادة رجلين‪ ،‬وقال أبو حنيفة ت ُ ْ‬
‫َ‬
‫م {)‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫ل ّ‬ ‫دوا ذ َوَيْ ع َد ْ ٍ‬ ‫شه ِ ُ‬ ‫ابن قيم الجوزية‪ .‬قال تعالى‪ } :‬وَأ ْ‬
‫‪.(596‬‬
‫قْرض والجارة والرهن والوديعة‬ ‫ج‪ -‬المعاملت المالية كالبيع وال َ‬
‫قا مالًيا‬ ‫صب والوْقف‪ ،‬وكذلك قتل الخطأ لن ح ً‬ ‫والقرار والغَ ْ‬
‫يترتب عليه‪ ،‬فيكفي في هذا كله رجلن أو رجل وامرأتان لقوله‬
‫ن‬ ‫كوَنا َر ُ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م فَِإن ل ّ ْ‬ ‫جال ِك ُ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫من ّر َ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِهيد َي ْ ِ‬ ‫شه ِ ُ‬ ‫تعالى‪َ } :‬وا ْ‬
‫ل وا َ‬
‫داِء{ )‪. (597‬‬ ‫شه َ َ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضو ْ َ‬
‫من ت َْر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫مَرأَتا ِ‬ ‫ج ٌ َ ْ‬ ‫فََر ُ‬
‫د‪ -‬ما ل يط ّل ِعُ عليه الرجال عادة ً وت َغِْلب على النساء معرفته‬
‫قبل فيه شهادة امرأتين كعُُيوب النساء تحت‬ ‫والطلع عليه فت ُ ْ‬
‫حل الجماع‬ ‫م َ‬
‫ثيابهن والولدة والَبكارة والثيوبة والقْرن )انسداد َ‬
‫ظم( والرتق )انسداد محل الجماع بلحم( والب ََرص‪ .‬ول يصح ما‬ ‫ب ِعَ ْ‬
‫ذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز شهادة‬ ‫ح َ‬‫ُرِوي عن ُ‬
‫القابلة وحدها« )‪. (598‬‬
‫هـ‪ -‬الرضاعة‪ :‬وتقبل فيها شهادة امرأة واحدة عدل لقوله صلى‬
‫الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري من حديث عقبة بن الحارث‬
‫كما« وَترجم له‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ت أنها قد أْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف وََقد َزع َ َ‬ ‫رضي الله عنه »ك َي ْ َ‬
‫ضعة« )‪. (599‬‬ ‫مْر ِ‬ ‫البخاري بقوله‪» :‬باب شهادة ال ُ‬
‫ل أو‬ ‫و‪ -‬رؤية هلل رمضان وُتقبل فيه شهادة رجل مسلم واحد ٍ عد ٍ‬
‫شهادة مسلمةٍ واحدةٍ على السواء‪.‬‬
‫ذبح من النعام عند الولدة إذ ي َُعق عن‬ ‫‪ -3‬العقيقة‪ :‬وهي ما ي ُ ْ‬
‫ن‬‫الذكر شاتان وعن النثى شاة‪ .‬قال صلى الله عليه وسلم »ع َ ِ‬
‫ن وعن الجارية شاة« )‪.(600‬‬ ‫كاِفئتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫الُغلم ِ شاتان ُ‬
‫‪ -4‬الجهاد بالنفس فل يجب على المرأة‪ ،‬وإنما ُتجاهد ِبمالها‬
‫وكذلك بالحج »فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت‪ :‬يا رسول‬
‫د؟ قال‪ :‬نعم عليهن جهاد ٌ ل قتال فيه‪:‬‬ ‫الله هل على النساء جها ٌ‬
‫حج والُعمرة« )‪. (601‬‬ ‫ال َ‬
‫قبور ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث‬ ‫‪ -5‬زيارة ال ُ‬
‫الصحيح ‪ " :‬لعن الله زائرات القبور " ‪ .‬ولكن لو مرت بقبر أو‬
‫بسور المقبرة فل حرج أن تقف وُتسلم على الموتى ‪.‬‬
‫‪ -6‬العورة‪ :‬ففي حين أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة فإن‬
‫ة في‬ ‫رق ٌ‬ ‫ف ِ‬‫المرأة كلها عورة في النظر‪ .‬وينشأ عن هذا الفرق ت َ ْ‬
‫ستر جسدها كله‪ .‬وفي حين أن‬ ‫اللباس‪ .‬ذلك أن المرأة مأمورة ٌ ب َ‬
‫الرجل مأموٌر بأل يتجاوز ثوبه كعبيه والفضل أن يكون لمنتصف‬
‫ة في جر الزار لنه يكون أستر لهن قال‬ ‫ساقيه فإن للمرأة رخص ً‬
‫م‬
‫ه إليه يو َ‬ ‫م ي َن ْظ ُرِ الل ُ‬ ‫خَيلء‪ ،‬ل َ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جّر ث َوْب َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪َ »:‬‬
‫ن؟ قال‪:‬‬ ‫ة‪ :‬فَك َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫قيامةِ فَ َ‬
‫صن َعُ النساُء ب ِذ ُِيول ِهِ ّ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫سلم َ‬ ‫م َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫قال ْ‬ ‫ال ِ‬
‫عا‬
‫ه ِذرا ً‬ ‫ن‪ ،‬قال‪ :‬فَي ُْر ِ‬
‫خي ْن َ ُ‬ ‫مه ّ‬ ‫ف أْقدا ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن ت َن ْك َ ِ‬‫شب ًْرا‪ ،‬فقالت‪ :‬إ ِذ َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫خي َ‬ ‫ي ُْر ِ‬
‫ن ع ََليه« )‪. (602‬‬ ‫ل ي َزِد ْ َ‬
‫‪َ -7‬بول الصبي والصبية‪ :‬ذلك أن بول الصبي الذي لم ُيجاِوز‬
‫ضح‪ .‬أما بول الصبية فلبد فيه من الَغسل‪ ،‬قال‬ ‫سن ََتين يكفيه الن ّ ْ‬
‫سل« )‬ ‫ضح‪ ،‬وبول الجارية ي ُغْ َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم »بول الُغلم ي ُن ْ َ‬
‫‪.(603‬‬
‫معت َب ًَراع ُْرًفا إل‬ ‫‪ -8‬السفر ‪ :‬فل يجوز للمرأة أن تسافر سفًرا ُ‬
‫حَرم حتى لو كان السفر للحج‪ .‬وما ذهبت إليه‬ ‫م ْ‬
‫صحَبة َزوج أو َ‬ ‫بِ ُ‬
‫قة النساء فل يصح‪ ،‬وذلك‬ ‫بعض المذاهب من جواز سفرها في رِفْ َ‬
‫ضت ِهِ للحاديث الصحيحة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫لمعار َ‬
‫مَعها‬ ‫ل إل و َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل عليها َر َ‬ ‫خ ُ‬ ‫حَرم ول ي َد ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫»ل ُتسافر امرأة ٌ إل مع ِذي َ‬
‫حَرم« )‪. (604‬‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -9‬ومما تفترق به المرأة عن الرجل اختصاص الم بقد ْرٍ زائد ٍ من‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫هريرة رضي الله عنه قال‪»:‬جاء َر َ‬ ‫ب‪ .‬فعن أبي ُ‬ ‫الب ِّر عن ال ِ‬
‫س‬ ‫َ‬
‫حقّ النا ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫سو ِ‬ ‫إلى ر ُ‬
‫من؟ قال‪ :‬أمك‪ .‬قال ثم‬ ‫ك‪ .‬قال‪ُ :‬ثم َ‬ ‫م ْ‬ ‫صحاَبتي؟ قال أ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫بِ ُ‬
‫مِغيرة‬ ‫من؟ قال‪ :‬أمك‪ .‬قال ثم من؟ قال‪ :‬أبوك« )‪ . (605‬وعن ال ُ‬
‫شْعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫بن ُ‬
‫عقوقَ المهات ووأد َ البنات« )‪(606‬‬ ‫ْ‬ ‫كم ُ‬ ‫م علي ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫قال‪» :‬إ ّ‬
‫ما بأن عقوق الوالدين‬ ‫عل ً‬ ‫ث بالذكر عقوق المهات ِ‬ ‫خص الحدي ُ‬ ‫فَ َ‬
‫م‪.‬‬
‫حّر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫كليهما ُ‬
‫سط‬ ‫‪ -10‬ومما تفترق فيه النساء عن الرجال أنه ليس لهن و َ‬
‫الطريق‪ ،‬وأنه ينبغي عليهن اجتناب الرجال في الط ُّرقات قال‬
‫ط الطريق« )‪. (607‬‬ ‫س ُ‬ ‫س للنساِء وَ َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪» :‬ل َي ْ َ‬
‫‪ -11‬اختصاص البنات بقد ْرٍ زائد ٍ في التربية عن النباء‪ .‬قال صلى‬
‫ن‬ ‫صَبر عَليهن‪ ،‬وأ َط ْعَ ََُ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َ‬
‫م ّ‬ ‫ّ‬ ‫ث بنا ٍ‬ ‫الله عليه وسلم‪» :‬من كان له ثل ُ‬
‫ة«‬ ‫قيام ِ‬ ‫م ال ِ‬‫ن النارِ َيو َ‬ ‫م َ‬ ‫حجاًبا ِ‬ ‫ن له ِ‬ ‫جد َِته‪ ،‬ك ُ ّ‬ ‫ن من ِ‬ ‫ن وكساهُ ّ‬ ‫وسقاهُ ّ‬
‫ت‬‫من هذ ِهِ البنا ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ن اب ْت ُل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫)‪ ، (608‬وقال صلى الله عليه وسلم » َ‬
‫من النار« )‪. (609‬‬ ‫َ‬
‫ست ًْرا ِ‬ ‫ن‪ ،‬كن له ِ‬ ‫ن إليهِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ئ‪ ،‬فأ ْ‬ ‫بش ٍ‬
‫‪ -12‬تقديم النساء على الرجال في الحضانة‪ ،‬ذلك أنه في حالة‬
‫ض فإن الم أحق بحضانة الولد من الب‬ ‫افتراق الزوجين عن بع ٍ‬
‫ما لم تتزوج‪ ،‬فعن عمرو بن العاص أن امرأة ً قالت‪» :‬يا رسو َ‬
‫ل‬
‫حواًء‪ ،‬وث َد ِْيي له‬ ‫جري له ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن اب ِْني هذا كان بط ِْني له ِوعاًء و ِ‬ ‫اللهِ إ ّ‬
‫ل الله صلى الله‬ ‫مّني‪ ،‬فقال رسو ُ‬ ‫عه ِ‬ ‫عم أبوه أن ين ْزِ َ‬ ‫سقاًء‪ ،‬وَز َ‬ ‫ِ‬
‫ت أحقّ ب ِهِ ما لم ت ُن ْكحي« )‪. (610‬‬ ‫َ‬ ‫عليه وسلم‪ :‬أن ِ‬
‫ه رسول الله‬ ‫حّرم ُ‬ ‫‪ -13‬الغتسال في الحمامات العامة ‪ :‬فقد َ‬
‫ه من الفقهاء‬ ‫ح ُ‬‫صلى الله عليه وسلم على النساء‪ .‬ومن أبا َ‬
‫ث غير صحيح‪.‬‬ ‫فساء والمريضة فقد استدل على ذلك بحدي ٍ‬ ‫للن ّ َ‬
‫والصواب أن دخول المسلمة الحمام العمومي ل يصح‪ .‬ولو بمئزٍر‬
‫ن‬‫م ُ‬ ‫من كان ي ُؤ ْ ِ‬ ‫لما ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم‪َ » :‬‬
‫من كان يؤمن‬ ‫م بغيرِ إزاٍر‪ ،‬و َ‬ ‫ما َ‬
‫ح ّ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ ِ‬ ‫خرِ فل يد ْ ُ‬ ‫بالله واليوم ِ ال ِ‬
‫ه الحمام‪ ،‬ومن كان يؤمن بالله‬ ‫حِليل َت َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫خ ْ‬ ‫خرِ فل ي ُد ْ ِ‬ ‫بالله واليوم ال ِ‬
‫مُر«)‪.(611‬‬ ‫خ ْ‬ ‫س على مائدةٍ ُيداُر عليها ال َ‬ ‫جل ْ‬ ‫واليوم الخر فل ي َ ْ‬
‫‪ -14‬الملعنة ‪ :‬فهي خاصة بالرجل دون المرأة‪ .‬فللرجل أن‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ت على زوجته بالزنا‪ .‬قال تعالي‪َ }:‬وال ّ ِ‬ ‫شَهد أربع شهادا ٍ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫حد ِه ِ ْ‬ ‫شَهاد َة ُ أ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫داُء إ ِل ّ أن ْ ُ‬ ‫شه َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫كن ل ّهُ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م وَل َ ْ‬ ‫جه ُ ْ‬ ‫ن أْزَوا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫ن{ )‪. (612‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه لَ ِ‬ ‫ت ِباللهِ إ ِن ّ ُ‬ ‫دا ٍ‬ ‫شَها َ‬ ‫أ َْرب َعُ َ‬
‫ص بخصوص قذف المرأة لزوجها بالزنا فيظل‬ ‫وبما أنه لم ي َرِد ْ ن َ ّ‬
‫مل به ِنصاب‬ ‫الحكم كما هو أي أنه ي ُط َْلب منها إحضار ما ي َك ْ ُ‬
‫جِلدت حد القذف‪.‬‬ ‫الشهادة وإل ُ‬
‫خرى‪ ،‬ول‬ ‫ُ‬
‫ولية في الزواج ‪ :‬فليس للمرأة أن ُتزّوج امرأة ً أ ْ‬ ‫‪ -15‬ال ِ‬
‫سها قال صلى الله عليه وسلم‪»:‬ل ت ُزِّوج المرأةُ‬ ‫ف َ‬ ‫أن ت َُزّوج ن َ ْ‬
‫فسضها« )‪. (613‬‬ ‫ة‪ ،‬ول ت َُزّوج المرأة ُ ن َ ْ‬ ‫المرأ َ‬
‫عا‬ ‫َ‬
‫‪ -16‬وجوب استئذان الزوجة زوجها إن أرادت أن تصوم ت َطوّ ً‬
‫في حين ل يجب عليه أن يستأذنها إن أراد أن يفعل ذلك‪.‬‬
‫‪ -17‬التعدد في الزواج ‪ :‬فقد أباح الشرع السلمي للرجل أن‬
‫يتزوج أربعا ً دون أن يبيح للمرأة أن تتزوج بأكثر من رجل‪ .‬ول‬
‫ح ل يحتاج‬ ‫دا التساؤل عن الحكمة في ذلك؛ لنه أمٌر واض ٌ‬ ‫يصح أب ً‬
‫لجواب‪ ،‬فاختلط النساب أمٌر وارد ٌ في ت َعَد ّد ِ الزواج دون تعدد‬
‫ن أشد‬ ‫جنا ِ‬ ‫سته ِ‬ ‫ذوق البشرِّيين ي َ ْ‬ ‫فطرة وال ّ‬ ‫الزوجات‪.‬كما أن ال ِ‬
‫قبلن تعدد الزوجات‪.‬‬ ‫الستهجان تعدد الزواج بينما ي َ ْ‬
‫‪ -18‬ولية أمور المسلمين ويشمل المنع من السياسة والقضاء‬
‫ة« )‬ ‫مرأ ً‬ ‫ما ْ‬ ‫مَرهُ ُ‬ ‫م وَّلوا أ ْ‬ ‫ح قَوْ ٌ‬ ‫فل ِ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم »ل َ ْ‬
‫‪. (614‬‬
‫حُرم عليها ذلك بخلف الرجل‪ ،‬قال‬ ‫طر خارج المنزل فَي َ ْ‬ ‫‪ -19‬التع ّ‬
‫مّرت‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪» :‬أّيا امرأةٍ است َعْط ََرت ثم خرجت‪ ،‬فَ َ‬
‫ن زانية« )‪. (615‬‬ ‫عي ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ة‪ ،‬وك ّ‬ ‫حها فهي زاني ٌ‬ ‫جدوا رِي ْ َ‬ ‫على َقوم ٍ ِلي ِ‬
‫‪ -20‬إباحة الذهب والحرير‪ ،‬فهو أمٌر خاص بالنساء دون الرجال‪.‬‬
‫ب على‬ ‫س الحريرِ والذ ّهَ ِ‬ ‫م ِلبا ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم‪ُ » :‬‬
‫لناث ِِهم« )‪. (616‬‬ ‫ل ِ‬ ‫ح ّ‬‫مِتي وأ ُ ِ‬ ‫ُ‬
‫كورِ أ ّ‬ ‫ذُ ُ‬
‫رع‬ ‫ش ِ‬ ‫شَرع للرجل على زوجته المتوفاة‪ ،‬و ُ‬ ‫‪ -21‬الحداد ‪ ،‬فلم ي ُ ْ‬
‫ل‬‫ح ّ‬ ‫للمرأة على زوجها المتوّفى‪ .‬قال صلى الله عليه وسلم‪»:‬ل ي َ ِ‬
‫ث َليا ٍ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ت َفوقَ ثل ِ‬ ‫مي ٍ‬ ‫حد ّ على َ‬ ‫خرِ أن ت َ ِ‬ ‫ن بالله واليوم ال ِ‬ ‫م ُ‬ ‫لمرأةٍ ت ُؤ ْ ِ‬
‫إل الزوج‪ ،‬فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا« )‪. (617‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫متوّفى عنها زوجها والمطلقة قال تعالى‪َ} :‬وال ّ ِ‬ ‫‪ -22‬العدة لل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫ش َهُ ٍ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ن أْرب َعَ َ‬ ‫سهِ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ب ِأن ْ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫جا ي َت ََرب ّ ْ‬ ‫ن أْزَوا ً‬ ‫م وَي َذ َُرو َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ي ُت َوَفّوْ َ‬
‫ن‬
‫سه ِ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ب ِأن ْ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ي َت ََرب ّ ْ‬ ‫قا ُ‬ ‫مط َل ّ َ‬ ‫شًرا{ )‪ ، (618‬وقال تعالى‪َ } :‬وال ْ ُ‬ ‫وَع َ ْ‬
‫مَنع من‬ ‫عدة ٌ لكنه ي ُ‬ ‫ة قُُروٍء{ )‪ . (619‬وليس على الرجل ِ‬ ‫ث َل َث َ َ‬
‫الزواج حتى تنتهي عدة زوجته الرابعة )‪. (620‬‬
‫‪ -23‬اتباع الجنائز‪ ،‬لنهي النبي صلى الله عليه وسلم النساء عن‬
‫ه‪ .‬فقد صح عن أم عطية رضي الله‬ ‫ي تنزي ٍ‬ ‫اتباع الجنائز وهو نه ُ‬
‫م علينا«)‬ ‫عنها قولها‪» :‬نهانا رسول الله عن اتباِع الجنائز‪ ،‬ولم ي َعْزِ ْ‬
‫ب‪.‬‬‫ح ٌ‬ ‫مست َ َ‬ ‫‪ . (621‬أما الرجال فإن اتباع الجنائز في حقهم ُ‬
‫ّ‬
‫‪ -24‬إنزال الميت في القبر‪ :‬فهو خاص بالرجال ي َت َوَلوَْنه‪ ،‬ولو كان‬
‫الميت أنثى وذلك لما يأتي‪:‬‬
‫أ – أنه المعهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجرى عليه‬
‫عمل المسلمين حتى اليوم‪.‬‬
‫ب– أن الرجال أقوى على ذلك‪.‬‬
‫ن‬
‫ف شئ من أبدان ِهِ ّ‬ ‫ضى ذلك إلى اْنكشا ِ‬ ‫ج‪ -‬لو ت َوَل ّْته النساء لفْ َ‬
‫أمام الرجال )‪. (622‬‬
‫ة بالقتال‪ ،‬لكن‬ ‫م َ‬
‫كلف ٌ‬ ‫‪ -25‬اقتسام غنائم الحرب‪ :‬فالمرأة ليست ُ‬
‫ضخ لها إن قاتلت؛‬ ‫َ‬
‫إذا أِذن لها المام واشتركت في المعركة ُير َ‬
‫طي‬ ‫بمعني أن المام يعطيها عطاًء غير محدد‪ ،‬لكن دون أن ت ُعْ َ‬
‫مقاتلين‪ .‬وما رواه حشرج بن زياد عن جدته‪:‬‬ ‫صص ال ُ‬ ‫ح َ‬‫ةك ِ‬ ‫حص ً‬ ‫ِ‬
‫خي َْبر« فهو‬ ‫ن يوم َ‬ ‫م له ُ ّ‬‫سه َ َ‬‫»أن النبي صلى الله عليه وسلم أ ْ‬
‫حديث ضعيف )‪. (623‬‬
‫ض على كل مسلم ٍ ذكر‪،‬‬ ‫‪ -26‬الختان ‪ :‬ففي حين أن الختان فَْر ٌ‬
‫خَتن إل إن ظهرت لختان‬ ‫فإنه ليس كذلك بالنسبة للنساء فل ي ُ ْ‬
‫بعضهن حاجة‪ .‬أما إن لم تكن حاجة فل ختان‪ ،‬وذلك يختلف من‬
‫امرأةٍ لمرأة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -27‬وث َ ْ‬
‫م على الذكور؛ لنهم‬ ‫ن جائٌز بحق النساء حرا ٌ‬ ‫قب الذ ُ ِ‬
‫جْعل القراط في آذانهم‪.‬‬ ‫ممنوعون من َ‬
‫جليها بالحناء فإنه ليس‬ ‫ضب َيدْيها ورِ ْ‬ ‫خ ْ‬
‫‪ -28‬وفي حين أن للمرأة َ‬
‫ل ما‬‫ب الّرج ِ‬ ‫للرجل أن يفعل ذلك قال صلى الله عليه وسلم »ط ِي ْ ُ‬
‫ي ريحه«‬ ‫ف َ‬ ‫خ ِ‬‫طيب النساء ما ظهر لونه و َ‬ ‫ي ل َوُْنه‪ ،‬و ِ‬ ‫ف َ‬‫خ ِ‬ ‫ظ َهََر رِي ْ ُ‬
‫حه و َ‬
‫)‪.(624‬‬
‫حِلق رأسها بخلف الرجل؛ لما في ذلك‬ ‫‪ -29‬ول يجوز للمرأة أن ت ْ‬
‫محّرم‪.‬‬ ‫مث َْلة‪ ،‬ولما فيه من التشّبه بالرجال وكل ذلك ُ‬ ‫من ال ُ‬
‫‪ -30‬استحقاقها المهر عند الزواج وليس ذلك للرجل‪.‬‬
‫ة الذ ِك ْرِ بين الرجل والمرأة يجد أن‬ ‫وبعد فإن الدارس للفروق آنف َ‬
‫ب معينةٍ اقتضاها العدل بين الجنسين‪،‬‬ ‫ة لسبا ٍ‬ ‫تلك الفروق راجع ٌ‬
‫وأن المساواة بينهما في مثل هذه الحالت من التفريق تؤدي إلى‬
‫م أن المساواة في كثيرٍ من الحيان تؤدي‬ ‫الظلم‪ .‬وكما هو معلو ٌ‬
‫إلى الظلم‪ ،‬وأن العدل كثيًرا ما يقتضي التفرقة والتفريق بإعطاء‬
‫ف بما يناسب قدراته‬ ‫مك َل ّ ٍ‬‫قه‪ ،‬وتكليف كل ُ‬ ‫قح ّ‬ ‫ل ِذي ح ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ويتناسب مع طبيعته‪ .‬ولذا فإن كل مساواةٍ يقتضيها العدل‬
‫وتقتضيها الفطرة حققها السلم فعل ً بين الجنسين كالمساواة‬
‫في الكرامة النسانية وفي أصل التكليف وفي الثواب والعقاب‪.‬‬
‫وى السلم بين الرجل والمرأة في‬ ‫س ّ‬
‫أما التكاليف الشرعية فقد َ‬
‫ما بأحدهما بتحميله فوق طاقته‪.‬‬ ‫حق ظل ً‬ ‫كل ما من شأنه أن ل ي ُل ْ ِ‬
‫لنثوية كإعفاء‬ ‫أو بتكليفه بما ل يتناسب مع طبيعته الذ ّك َرية أو ا ُ‬
‫ِ‬
‫المرأة من الجهاد‪ ،‬والختلف في اللباس نظًرا لختلف أجساد‬
‫الجنسين‪ .‬وأن الفاحص لكثيرٍ من الفروق بين الجنسين في‬
‫التكاليف يجد أنها من باب التنوع والختصاص في المهام‬
‫والوظائف‪ ،‬وليس هناك من يقبل القول‪ :‬إن التنوع في التخصص‬
‫والوظيفة بين المهندس والطبيب يعني أن أحدهما أفضل من‬
‫خر‪ .‬فهما يكملن‬ ‫خر‪ ،‬بل إن ما يقوم به أحدهما ل يقوم به ال َ‬ ‫ال َ‬
‫كليهما‪ ،‬وصدق رسول الله صلى‬ ‫بعضهما بعضا ً والمجتمع بحاجةٍ ل ِ‬
‫الله عليه وسلم إذ قال‪»:‬النساء شقائقُ الرجال« )‪. (625‬‬
‫مال ي ُعَد ّ تفريقا ً بين الرجل والمرأة‪:‬‬
‫ضا للمسائل التي تستوي فيها المرأة مع الرجل‪،‬‬ ‫ما سبق كان عر ً‬
‫والمسائل التي يفرق فيها بينهما‪ .‬والصل أن الرجل والمرأة‬
‫سواء في كل شئ إل ما ثبت فيه التفرقة‪.‬‬
‫) المرجع ‪ :‬المرأة المسلمة بين اجتهادات الفقهاء وممارسات‬
‫المسلمين ‪ ،‬ص ‪138-123‬بتصرف يسير( ‪ .‬وانظر للزيادة ‪:‬‬
‫رسالة " الحكام التي تخالف فيها المرأة الرجل ‪ ،‬للستاذ سعد‬
‫الحربي " ‪.‬‬
‫الشبهة )‪ : (3‬دعوتهم لتولية المرأة للمناصب السياسية‬
‫روى البخاري – بإسناده ‪ -‬عن أبي بكرة رضي الله عنه قال ‪:‬‬
‫لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه‬
‫حق بأصحاب الجمل فأقاتل‬ ‫كدت أن أل ْ َ‬ ‫وسلم ‪ -‬أيام الجمل بعد ما ِ‬
‫معهم ‪ -‬قال ‪ :‬لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل‬
‫فارس قد مّلكوا عليهم بنت كسرى قال ‪ :‬لن يفلح قوم ولوا‬
‫أمرهم امرأة‬
‫وهم‬ ‫ح َ‬ ‫وُيوِرد بعض أعداء المّلة – من المستشرقين ومن ن َ َ‬
‫حا ن َ ْ‬
‫شبهات حول هذا الحديث ‪ ،‬وسأوِرد بعض ما‬ ‫دة ُ‬‫ع ّ‬‫فهم – ِ‬ ‫فل ّ‬‫ول َ ّ‬
‫ت عليه من تلك الشبهات ‪ ،‬وُأجيب عنها – بمشيئة الله – ‪.‬‬ ‫ف ُ‬‫وقَ ْ‬
‫الشبهة الولى ‪:‬‬
‫لماذا لم يتذكر أبو بكرة راوية الحديث هذا الحديث إل بعد ربع‬
‫قرن وفجأة وفى ظل ظروف مضطربة ؟‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫لم ينفرد أبو بكرة رضي الله عنه بهذا المر ‪ ،‬فقد جاء مثل ذلك‬
‫كروا أحاديث سمعوها من‬ ‫عن عدد من الصحابة ‪ ،‬أي أنهم تذ ّ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يرووها إل في مناسباتها ‪ ،‬أو‬
‫كرها ‪.‬‬‫حين تذ ّ‬
‫فمن ذلك ‪:‬‬
‫‪ – 1‬ما قاله حذيفة رضي الله عنه قال ‪ :‬قام فينا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم مقاما ً ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫سَيه َ‬‫ظه ‪ ،‬ون َ ِ‬ ‫ف َ‬‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ظه َ‬‫ف َ‬ ‫ح ِ‬
‫دث به ‪َ ،‬‬ ‫إلى قيام الساعة إل ّ ح ّ‬
‫سَيه ‪ ،‬قد علمه أصحابي هؤلء ‪ ،‬وإنه ليكون منه الشيء قد‬ ‫نَ ِ‬
‫ه الّرجل إذا غاب عنه ثم‬ ‫جـ َ‬‫كر الرجل و ْ‬ ‫كره كما يذ ُ‬ ‫نسيته فأراه فأذ ُ‬
‫إذا رآه ع ََرَفـه ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬وروى مسلم عن عمرو بن أخطب قال صلى بنا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت‬
‫الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر‬
‫ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس‬
‫فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا‬
‫‪ – 3‬ما فعله عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما حينما توّلى‬
‫الخلفة سنة ‪ 64‬هـ ‪ ،‬فإنه أعاد بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ‪،‬‬
‫فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما ت ََرك ذلك إل لحدثان الناس‬
‫بالسلم ‪ ،‬فلما زالت هذه العِّلة أعاد ابن الزبير بناء الكعبة ‪.‬‬
‫ك عبد الملك بن مروان في ذلك فهدم الكعبة ‪ ،‬وأعاد بناءها‬ ‫وش ّ‬
‫على البناء الول ‪.‬‬
‫روى المام مسلم أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف‬
‫بالبيت إذ قال ‪ :‬قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم‬
‫المؤمنين ‪ ،‬يقول سمعتها تقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬يا عائشة لول حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى‬
‫جر ‪ ،‬فإن قومك قصروا في البناء ‪ ،‬فقال الحارث‬ ‫ح ْ‬‫أزيد فيه من ال ِ‬
‫بن عبد الله بن أبي ربيعة ‪ :‬ل تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا‬
‫دث هذا ‪ .‬قال ‪ :‬لو كنت سمعته قبل أن‬ ‫سمعت أم المؤمنين تح ّ‬
‫أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير ‪.‬‬
‫فهذا عبد الملك يعود إلى قول ابن الزبير ‪ ،‬وذلك أن ابن الزبير‬
‫لم ينفرد بهذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها ‪ ،‬وإنما رواه‬
‫غيره عنها ‪.‬‬
‫هذا من جهة‬
‫كر ابن‬‫م يتذ ّ‬ ‫م لَ ْ‬
‫قل عبد الملك بن مروان ل ِ َ‬ ‫ومن جهة أخرى لم ي ُ‬
‫الزبير هذا إل بعد أن توّلى ‪ ،‬وبعد ما يزيد على خمسين سنة بعد‬
‫وفاة النبي صلى الله عليه وسلم !‬
‫إلى غير ذلك مما ل ُيذكر إل في حينه ‪ ،‬ول ُيذكر إل في مناسبته ‪.‬‬
‫رد برواية الحديث ‪ ،‬شأنه‬ ‫ثم إن أبا بكرة رضي الله عنه لم ينف ِ‬
‫كشأن حديث عائشة في بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ‪ ،‬إذ لم‬
‫ينفرد به ابن الزبير عن عائشة ‪.‬‬
‫فحديث‪ :‬ل ُيفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة قد رواه الطبراني من‬
‫حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه ‪.‬‬
‫فزالت العِّلة التي عّللوا بها ‪ ،‬وهي تفّرد أبو بكرة بهذا الحديث ‪،‬‬
‫ولو تفّرد فإن تفّرده ل يضر ‪ ،‬كما سيأتي – إن شاء الله – ‪.‬‬
‫الشبهة الثانية ‪:‬‬
‫زعم بعضهم أن الحديث مكذوب ‪ ،‬فقال ‪ :‬الكذب في متن‬
‫الحديث فهو القول بأن النبي )صلى الله عليه وسلم( قاله لما‬
‫بلغه أن الفرس ولوا عليهم ابنة كسرى ‪ .‬في حين أنه ليس في‬
‫تاريخ الفرس أنهم ولوا عليهم ابنة كسرى ول أية امرأة أخرى ‪.‬‬
‫الجواب ‪ :‬هذا أول قائل إن في البخاري حديثا موضوعا مكذوبا ‪،‬‬
‫ولول أنه قيل به لما تعّرضت له ! لسقوط هذا القول ‪ ،‬ووهاء‬
‫هذه الشبهة !‬
‫فإن كل إنسان يستطيع أن ُيطلق القول على عواهنه ‪ ،‬غير أن‬
‫الدعاوى ل تثبت إل على قدم البّينة وعلى ساق الثبات ‪.‬‬
‫فإن قوله ‪ ) :‬في حين أنه ليس في تاريخ الفرس أنهم ولوا‬
‫عليهم ابنة كسرى ول أية امرأة أخرى (‬
‫دعوى ل دليل عليها ول مستند سوى النفي العام !‬
‫دم على النافي ‪.‬‬ ‫مق ّ‬‫مثِبت ُ‬ ‫في حين أن القاعدة ‪ :‬ال ْ ُ‬
‫كتب الحديث تنص على ذلك ‪.‬‬ ‫كتب التاريخ قبل ُ‬ ‫و ُ‬
‫قال ابن جرير الطبري في التاريخ ‪:‬‬
‫ثم ملكت بوران بنت كسرى أبرويز بن هرمز بن كسرى أنو‬
‫شروان‬
‫ظم ‪:‬‬ ‫وقال ابن الجوزي في المنت َ َ‬
‫ومن الحوادث ملك ) بوران ( بنت كسرى أبرويز ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫قد ابن الثير في كتابه ) الكامل في التاريخ ( بابا ً قال فيه ‪:‬‬ ‫وقد ع َ َ‬
‫ذكر ملك ) بوران ( ابنة ابرويز بن هرمز بن أنو شروان ‪.‬‬
‫ت الفرس ) بوران ( لنهم لم‬ ‫مل ّك َ ْ‬‫ثم قال ‪ :‬لما قُِتل شهريراز َ‬
‫ت السيرة في‬ ‫مّلكونه ‪ ،‬فلما أحسن ْ‬ ‫يجدوا من بيت المملكة رجل ي ُ َ‬
‫ت فيهم ‪ ،‬فأصلحت القناطر ‪ ،‬ووضعت ما بقي من‬ ‫رعيتها ‪ ،‬وعدل ْ‬
‫دت خشبة الصليب على ملك الروم ‪ ،‬وكانت مملكتها‬ ‫الخراج ‪ ،‬ور ّ‬
‫سنة وأربعة أشهر ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫صه ‪:‬‬‫وفي البدء والتاريخ للمقدسي ما ن ّ‬
‫وكان باذان بعث برجلين إلى المدينة كما أمره أبرويز ليأتياه‬
‫بالنبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فبينما هما عند النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم إذ قال لهما ‪ :‬إن ربى أخبرني إنه قََتل كسرى ابنه‬
‫هذه الليلة لكذا ساعات مضين منها ‪ ،‬فانصرف الرجلن ونظرا‬
‫فإذا هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم وثب شهرابراز‬
‫مَلك عشرين يوما ثم اغتالته‬ ‫الفارسي الذي كان بناحية الروم فَ َ‬
‫بوران دخت بنت ابرويز فقتلته ‪ ،‬وملكت بوران دخت سنة ونصف‬
‫ب الخراج ‪،‬‬ ‫ج ِ‬
‫ت في الرعية ولم ت َ ْ‬ ‫سنة ‪ ،‬فأحسنت السيرة وع َد َل َ ْ‬
‫واد ‪ ،‬وفيها يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫وفّرقت الموال في الساورة والق ّ‬
‫دهقانة يسجد الملوك لها *** يجبى إليها الخراج في الجرب اهـ ‪.‬‬
‫مَلك فارس أكثر من امرأة في‬ ‫كر ابن كثير رحمه الله أنه َ‬ ‫بل ذ َ َ‬
‫أزمنة متقاِربة‬
‫قال ابن كثير في البداية والنهاية ‪:‬‬
‫فملكوا عليهم ابنة كسرى بوران بنت ابرويز ‪ ،‬فأقامت العدل‬
‫وأحسنت السيرة ‪ ،‬فأقامت سنة وسبع شهور ‪ ،‬ثم ماتت ‪ ،‬فمّلكوا‬
‫عليهم أختها ازرميدخت زنان ‪ ،‬فلم ينتظم لهم أمر ‪ ،‬فمّلكوا‬
‫عليهم سابور بن شهريار وجعلوا أمره إلى الفرخزاذ بن البندوان‬
‫ت ذلك ‪ ،‬وقالت ‪:‬‬ ‫فزّوجه سابور بابنة كسرى ازرميدخت ‪ ،‬فكرِهَ ْ‬
‫موا إليه‬ ‫إنما هذا عبد من عبيدنا ! فلما كان ليلة عرسها عليه هَ ّ‬
‫فقتلوه ‪ ،‬ثم ساروا إلى سابور فقتلوه أيضا ‪ ،‬ومّلكوا عليهم هذه‬
‫المرأة ‪ ،‬وهي ازرمدخيت ابنة كسرى ‪ ،‬ولعبت فارس بملكها لعبا‬
‫كثيرا ‪ ،‬وآخر ما استقر أمرهم عليه في هذه السنة أن مّلكوا‬
‫امرأة ‪ ،‬وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لن يفلح قوم‬
‫ولوا أمرهم امرأة ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫وقال الذهبي في التاريخ ‪ :‬ومات قتل ملك الفرس شهر براز ابن‬
‫شيرويه قتله أمراء الدولة وملكوا عليهم بوران بنت كسرى ‪.‬‬
‫اهـ ‪.‬‬
‫كم ‪.‬‬‫حـ ُ‬ ‫ول يخلو كتاب تاريخ من ِذكر توّلي ) بوران ( ال ْ ُ‬
‫كرها خليفة بن خياط ‪ ،‬واليعقوبي ‪ ،‬وابن خلدون ‪ ،‬واليافعي‬ ‫فقد ذ َ َ‬
‫كتب تواريخ المدن ‪ ،‬كتاريخ بغداد ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬ ‫‪،‬و ُ‬
‫ح )أنه ليس في تاريخ الفرس أنهم ولوا عليهم ابنة‬ ‫على أنه لو ص ّ‬
‫كسرى ول أية امرأة أخرى(‬
‫لكان فيه دليل على قائله وليس له !‬
‫كيف ذلك ؟‬
‫يكون قد أثبت أنه ل ُيعرف ل في جاهلية ول في إسلم أن امرأة‬
‫صبا ً !!‬ ‫توّلت َ‬
‫من ْ ِ‬
‫الشبهة الثالثة ‪:‬‬
‫قول القائل ‪ :‬هل من المعقول أن نعتمد في حديث خطير هكذا‬
‫على راوية قد تم جلده )أبو بكرة( في عهد عمر بن الخطاب‬
‫تطبيقا ً لحد القذف ؟!‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫سبق أن عِلمت أن أبا بكرة رضي الله عنه لم ينفرد برواية‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫ثم الجواب عن هذه الشبهة أن ُيقال ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬ل ُبـد ّ أن ُيعلم أن أبا بكرة رضي الله عنه صحابي جليل ‪.‬‬
‫دول بتزكية الله‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬الصحابة كّلهم عدول عند أهل السنة ‪ ،‬ع ُ ُ‬
‫ت عن كل‬ ‫لهم وبتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أغ ْن َ ْ‬
‫تزكية ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أبو بكرة رضي الله عنه لم يفسق بارتكاب كبيرة ‪ ،‬وإنما‬
‫شِهد في قضية ‪ ،‬فلما لم تتم الشهادة أقام عمر رضي الله عنه‬
‫حد ّ على من شِهدوا ‪ ،‬وكان مما قاله عمر رضي الله عنه‪ :‬قبلت‬ ‫ال ْ َ‬
‫شهادته ‪.‬‬
‫قَبل ‪ ،‬ومن‬ ‫ت شهادته فيما ُيست َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ب نفسه قَب ِل ُ‬ ‫وقال لهم ‪ :‬من أك ْذ َ َ‬
‫جـْز شهادته ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫لم يفعل لم أ ِ‬
‫قل ‪ :‬لم أقبل روايته ‪.‬‬ ‫فعمر رضي الله عنه لم ي ُ‬
‫وفرق بين قبول الشهادة وبين قبول الرواية ‪.‬‬
‫فروق ‪.‬‬ ‫والفروق ذكرها القرافي في كتابه ‪ :‬ال ُ‬
‫كد الفرق بين الرواية والشهادة ما نقله ابن حجر‬ ‫رابعا ً ‪ :‬مما يؤ ّ‬
‫عن المهّلب حينما قال ‪:‬‬
‫واستنبط المهلب من هذا أن إكذاب القاذف نفسه ليس شرطا‬
‫في قبول توبته ‪ ،‬لن أبا بكرة لم ُيكذب نفسه ‪ ،‬ومع ذلك فقد‬
‫مُلوا بها ‪.‬‬ ‫قبل المسلمون روايته وع ِ‬
‫على أن آية القذف في قبول الشهادة ‪.‬‬
‫وعلى أن هناك فَْرقا ً بين القاِذف لغيره ‪ ،‬وبين الشاهد – كما‬
‫سيأتي –‬
‫سق ‪،‬‬ ‫خامسا ً ‪ :‬أبو بكرة رضي الله عنه لم َيـَر أنه ارتكب ما ُيف ّ‬
‫سقوني !‬ ‫ولذا لم ي ََر وجوب التوبة عليه ‪ ،‬وكان يقول ‪ :‬قد ف ّ‬
‫سق ‪.‬‬‫وهذا يعني أنه لم ي ََر أنه ارتكب ما ُيف ّ‬
‫قال البيهقي ‪ :‬إن صح هذا فلنه امتنع من التوبة من قَذ ِْفه ‪ ،‬وأقام‬
‫على ذلك ‪.‬‬
‫ذف المغيرة ‪ ،‬وإنما أنا‬ ‫قال الذهبي ‪ :‬قلت ‪ :‬كأنه يقول لم أق ِ‬
‫شاهد ‪ ،‬فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد ‪ ،‬إذ نصاب‬
‫موا قاِذفين ‪.‬‬ ‫س ّ‬‫م بالرابع لتعّين الرجم ‪ ،‬ولما ُ‬ ‫الشهادة لو ت ّ‬
‫سادسا ً ‪ :‬في الرواية ُتقبل رواية المبتدع ‪ ،‬إذا لم تكن بدعته‬
‫مّلي ( ‪،‬‬
‫فرة ‪ ،‬وهذا ما ُيطلق عليه عند العلماء ) الفاسق ال ْ ِ‬ ‫مك ّ‬
‫ُ‬
‫الذي ِفسقه متعلق بالعقيدة ‪ ،‬ل بالعمل ‪.‬‬
‫وروى العلماء عن ُأناس تكّلموا في القدر ‪ ،‬ورووا عن الشيعة ‪،‬‬
‫وليس عن الرافضة الذين غ ََلوا في دين الله !‬
‫صدِقهم ‪.‬‬ ‫ورووا عن الخوارج ل ِ ِ‬
‫من يشرب النبيذ ‪.‬‬ ‫ورووا ع ّ‬
‫وعن غيرهم من خاَلف أو وقع في بدعة‬
‫فإذا كان هؤلء في نظر أهل العلم قد فسقوا بأفعاِلهم هذه ‪ ،‬فإنه‬
‫رووا عنهم لن هؤلء ل يرون أنهم فسقوا بذلك ‪ ،‬ولو رأوه فسقا ً‬
‫لتركوه !‬
‫مل الفرق البّين الواضح ‪.‬‬ ‫فتأ ّ‬
‫ً‬
‫وأبو بكرة رضي الله عنه مع كونه صحابيا جاوز القنطرة ‪ ،‬إل أنه‬
‫سق ‪ ،‬ولو رأى ذلك ل ََتاب منه ‪.‬‬ ‫ت بما ُيف ّ‬ ‫يرى بنفسه أنه لم يأ ِ‬
‫سق ‪.‬‬ ‫ت بما ُيف ّ‬ ‫وهو – حقيقة – لم يأ ِ‬
‫ذف ابتداء ‪ ،‬كما‬ ‫ُ‬
‫غاية ما هناِلك أنه أدى شهادة طِلبت منه ‪ ،‬فلم يق ِ‬
‫عِلمت ‪.‬‬
‫طعن فيمن‬ ‫طعن في الصحابة َ‬ ‫والصحابة قد جاوزوا القنطرة ‪ ،‬وال ّ‬
‫حبوا ‪.‬‬ ‫ص ِ‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله ‪:‬‬
‫حُبوا الرسول صلى الله عليه‬ ‫فإن القدح في خير القرون الذين ص ِ‬
‫ح في الرسول عليه السلم ‪ ،‬كما قال مالك وغيره من‬ ‫وسلم قَد ْ ٌ‬
‫أئمة العلم ‪ :‬هؤلء طعنوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وإنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل ‪ :‬رجل سوء كان‬
‫له أصحاب سوء ‪ ،‬ولو كان رجل صالحا لكان أصحابه صالحين ‪،‬‬
‫قُلوا القرآن والسلم وشرائع النبي صلى‬ ‫وأيضا فهؤلء الذين ن َ َ‬
‫الله عليه وسلم ‪ . .‬اهـ ‪.‬‬
‫داَلة ‪.‬‬
‫صحبة كافية في العَ َ‬ ‫فإن مرتبة ال ّ‬
‫قل لغيرهم‬ ‫ولذا قيل لهم ما لم ي ُ َ‬
‫ونالوا من شرف المراتب ما لم ي َن َْله غيرهم‬
‫فر لك ‪ ،‬سوى‬ ‫فإنه ل يوجد أحد قيل له ‪ :‬اعمل ما شئت فقد غ ُ ِ‬
‫أصحاب بدر ‪.‬‬
‫روى البخاري ومسلم عن علي رضي الله عنه قال ‪ :‬بعثنا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال ائتوا روضة‬
‫خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ‪ ،‬فانطلقنا تعادي بنا‬
‫خيلنا فإذا نحن بالمرأة فقلنا ‪ :‬اخرجي الكتاب ‪ .‬فقالت ‪ :‬ما معي‬
‫ن الكتاب أو لتلقين الثياب ‪ ،‬فأخرجته من‬ ‫كتاب ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬لتخرج ّ‬
‫عقاصها ‪ ،‬فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من‬
‫حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة‬
‫يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا حاطب ما هذا ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫ملصقا ً في قريش ‪ -‬قال‬ ‫ي يا رسول الله إني كنت أمرا ُ‬ ‫تعجل عل ّ‬
‫سفيان كان حليفا لهم ‪ -‬ولم يكن من أنفسها وكان ممن كان‬
‫معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم ‪ ،‬فأحببت إذ‬
‫مون بها قرابتي‬ ‫ح ُ‬ ‫خذ فيهم َيـدا ً ي َ ْ‬ ‫فاتني ذلك من النسب فيهم أن ات ّ ِ‬
‫كفرا ‪ ،‬ول ارتدادا عن ديني ‪ ،‬ول رضا بالكفر بعد‬ ‫‪ ،‬ولم أفعله ُ‬
‫دق ‪ ،‬فقال عمر ‪:‬‬ ‫ص َ‬ ‫السلم ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪َ :‬‬
‫دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق ! فقال ‪ :‬إنه قد‬
‫شهد بدرا ‪ ،‬وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا‬
‫ما شئتم فقد غفرت لكم ‪.‬‬
‫وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ً ‪ :‬إن الله عز وجل‬
‫اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ‪ .‬رواه‬
‫المام أحمد ‪.‬‬
‫فأنت ترى أن هذا الصحابي فََعل ما فََعل ‪ ،‬ولو فََعله غيره ممن‬
‫لم ي ََنل شرف شهود غزوة بدر ‪ ،‬لربما كان له شأن آخر ‪.‬‬
‫وُيقال مثل ذلك في حق أبي بكرة رضي الله عنه ‪ ،‬فإنه نال‬
‫شَرف تعديل وتوثيقا ً ‪.‬‬ ‫شرف الصحبة ‪ ،‬وكفى بهذا ال ّ‬
‫ثم إن أبا بكرة الثقفي له أربعة عشر حديثا في صحيح البخاري !‬
‫م لم ُيطَعن إل في هذا الحديث ؟‬ ‫فل ِ َ‬
‫أنا أخِبرك !‬ ‫ُ‬
‫لنه عاَرض أهواء أقوام ُيريدون إخراج المرأة !‬
‫الشبهة الرابعة ‪:‬‬
‫ِذكر بلقيس ملكة سبأ في القرآن الكريم ‪.‬‬
‫حيث قال القائل ‪) :‬ويكفينا إشادة القرآن ببلقيس ملكة سبأ وهى‬
‫امرأة(‬
‫دة أوجه ‪:‬‬ ‫شبهة من ع ّ‬ ‫والجواب عن هذه ال ّ‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن ُيقال أين هي الشادة ؟‬
‫كـفر ؟‬ ‫أفي نسبتها للضلل وال ُ‬
‫ن الل ّهِ إ ِن َّها‬
‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ت َعْب ُد ُ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ها َ‬ ‫صد ّ َ‬‫كما في قوله تعالى ‪} :‬وَ َ‬
‫ن{‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬‫ن قَوْم ٍ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫أم في ِذكر بعثها للرشوة باسم الهدية ؟!‬
‫م ب ِهَد ِي ّةٍ فََناظ َِرة ٌ ب ِ َ‬
‫م‬ ‫ة إ ِل َي ْهِ ْ‬‫سل َ ٌ‬ ‫مْر ِ‬ ‫كما في قوله تعالى ‪ } :‬وَإ ِّني ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ما آَتان ِ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ما ٍ‬‫ن بِ َ‬ ‫دون َ ِ‬ ‫م ّ‬‫ل أت ُ ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫جاَء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن * فَل َ ّ‬ ‫سُلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫جعُ ال ْ ُ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{‬ ‫حو َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ب ِهَد ِي ّت ِك ُ ْ‬‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫م بَ ْ‬‫ما آَتاك ُ ْ‬ ‫م ّ‬‫خي ٌْر ِ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫كر عنها أنها كانت عاقلة حكيمة‬ ‫وربما ُيقصد بالشادة ما ذ ُ ِ‬
‫وهذا ُيجاب عنه في ‪:‬‬
‫ُ‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن ُيقال إنها كانت كافرة ‪ ،‬فهل إذا أثني على كافر‬
‫كفره ؟!‬ ‫ل يكون في هذا إشادة ب ِ ُ‬ ‫ق ٍ‬‫ل أو ب ِعَ ْ‬ ‫ب ِعَد ْ ٍ‬
‫ن( فهل ُيمكن أن‬ ‫ج ّ‬‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬‫ت ِ‬ ‫فري ٌ‬ ‫ع ْ‬
‫ل ِ‬ ‫بل وفي نفس القصة ‪َ) :‬قا َ‬
‫صب ! وُتح ّ‬
‫كم‬ ‫ُيقال ‪ :‬هذا فيه ثناء على العفاريت ! فُتوّلـى المنا ِ‬
‫في الناس ؟!!!‬
‫م‬
‫ح أن فيه إشادة – مع ما فيه من ذ ّ‬ ‫الوجه الثالث ‪ :‬أن هذا لو ص ّ‬
‫– فليس فيه مستند ول دليل ‪.‬‬
‫أما لماذا ؟‬
‫فلن هذا من شرع من قبلنا ‪ ،‬وجاء شرعنا بخلفه ‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪:‬‬
‫ملك كان ِلبلقيس قبل إسلمها ‪ ،‬فإنها لما أسلمت لله‬ ‫أن هذا ال ْ ُ‬
‫سليمان عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فقد حكى الله‬ ‫ت ُ‬ ‫رب العالمين ت َب ِعَ ْ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬
‫ت َ‬‫م ُ‬‫سل َ ْ‬ ‫سي وَأ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬‫م ُ‬ ‫ب إ ِّني ظ َل َ ْ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫عنها أنها قالت ‪َ) :‬قال َ ْ‬
‫ن(‬‫مي َ‬‫ب ال َْعال َ ِ‬‫ن ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ُ‬
‫حكم‬ ‫ملك ‪ ،‬بل صارت تحت ُ‬ ‫فلما أسلمت مع سليمان لم يُعد لها ُ‬
‫سليمان عليه الصلة والسلم ‪.‬‬
‫أخيرا ً ‪:‬‬
‫صب ‪ ،‬ومن‬ ‫إلى كل من خاض في مسألة تولية المرأة للمنا ِ‬
‫ُيطاِلب أن تكون المرأة ) قاضية ( !‬
‫فار قديما وحديثا ‪.‬‬ ‫بل ويستدل بعضهم بما كان من الك ّ‬
‫أما قديما فيستدّلون بقصة ِببلقيس !‬
‫حكم ) اليزابيث ( !‬ ‫وأما حديثا ً فيستشهدون ب ُ‬
‫ل على صحة‬ ‫وعجيب ممن ترك الكتاب والسنة وأصبح يستد ّ‬
‫أقواله بأحوال الكفار قديما وحديثا ً !‬
‫ومتى كانت أفعال الكفار مصدرا ً للتشريع ؟؟!!‬
‫حكم ملكة بريطانيا فإنه في الواقع تشريفي وراثي فحسب ‪.‬‬ ‫أما ُ‬
‫من الرجال‬ ‫ذين في السياسة والحياة العامة هم ِ‬ ‫ف ِ‬‫ثم إن المتن ّ‬
‫سواء بسواء في بقية الدول الوربية ‪.‬‬
‫ولو لم يكن كذلك فإنه من أفعال النصارى التي ل مستند فيها ول‬
‫شبهة أصل ً !‬ ‫دليل ول ُ‬
‫ثم إنهم يزعمون أن المرأة الغربية أكثر حصول ً على الحقوق من‬
‫غيرها ‪ ،‬وهي ل تتوّلى المناصب الكبرى ذات الخطورة والهمية ‪.‬‬
‫" وحتى الن فجميع رؤساء الوليات المتحدة هم من الّرجال‬
‫الِبيض ذوي نفوذ مالي واجتماعي كبير "‬
‫كما قال د ‪ .‬المسلتي في كتابه ) أمريكا كما رأيتها ( ‪.‬‬
‫كـد أن الدعاوى في واد ٍ والواقع في واد ٍ آخر !!‬ ‫وهذا يؤ ّ‬
‫شبهات القوم إنما ُتثار في بلد السلم فحسب !‬ ‫كد أيضا أن ُ‬ ‫ويؤ ّ‬
‫صب‬ ‫وإل فما معنى أن ُتطاَلب المرأة أن تتوّلى القضاء والمنا ِ‬
‫القيادية ‪ ،‬وهي ل تأخذ نصيبها من قيادة وإدارة دّفـة‬
‫كـم ؟؟؟!!!‬ ‫ال ْ ُ‬
‫حـ ْ‬
‫والله نسأل أن يهدينا سواء السبيل ‪.‬‬
‫كتبه ‪ /‬عبد الرحمن السحيم‬
‫الرياض‬
‫_____________‬
‫)‪ (583‬أخرجه ابن أبي شيبة )‪ (1/75/2‬بسند صحيح‪.‬‬
‫)‪ (584‬رواه البخاري في »التاريخ الصغير« ص ‪.95‬‬
‫)‪ (585‬صفة صلة النبي ‪.170‬‬
‫)‪ (586‬صحيح أخرجه أبو زرعة في »تاريخ دمشق« ت )‪(88/1‬‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ً به وأخرجه أبو داود )‬
‫‪ (1985‬والدارمي )‪ (2/64‬والدارقطني ص ‪ 277‬وانظر‬
‫»السلسلة الصحيحة« )‪.(2/605‬‬
‫)‪ (587‬انظر‪ :‬المغني لبن قدامة )‪.(3/394‬‬
‫)‪ (588‬أخرجه البخاري )‪-769‬مختصرة( والطيالسي )‪(1513‬‬
‫وأحمد )‪.(180-100-6/32‬‬
‫)‪ (589‬صحيح انظر إرواء الغليل )‪.(4/1121‬‬
‫)‪ (590‬إرواء الغليل )‪.(7/2332‬‬
‫)‪ (591‬ابن قيم‪ ،‬المنار‪.‬‬
‫)‪ (592‬انظر‪» :‬موسوعة الجماع للسعدي« و»فقه عمر بن‬
‫الخطاب« للدكتور رويعي الرحيلي )‪.(3/470‬‬
‫)‪ (593‬سورةالنساء‪.11:‬‬
‫)‪ (594‬سورة النساء‪.12 :‬‬
‫)‪ (595‬سورة النور‪.4 :‬‬
‫)‪ (596‬سورة الطلق‪.2 :‬‬
‫)‪ (597‬سورة البقرة‪.282:‬‬
‫)‪ (598‬ضعيف أخرجه الدارقطني )‪ (524‬والبيهقي )‪(10/151‬‬
‫وانظر »إرواء الغليل‪.(8/2684) ،‬‬
‫ضا صحيح سنن الترمذي )‪.(1/337‬‬ ‫)‪ (599‬وانظر لذلك أي ً‬
‫)‪ (600‬رواه الترمذي )‪ (1/286‬وأحمد )‪ (158-6/31‬وابن ماجه‬
‫)‪ (3263‬وابن حبان )‪ .(1058‬والبيهقي )‪ (9/301‬وإسناده صحيح‬
‫على شرط مسلم‪.‬‬
‫)‪ (601‬رواه أحمد )‪ (6/165‬وابن ماجه )‪ (2901‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫)‪ (602‬صحيح‪.‬أخرجه الترمذي‪ 22 :‬باب ‪ 8‬وأحمد )‪(2/9‬‬
‫والبخاري )‪3665‬ح ‪ (5783‬في اللباس ومسلم ك ‪37‬ح ‪50-42‬‬
‫عن ابن عمر رضي الله عنهما‪.‬‬
‫)‪ (603‬صحيح‪ .‬رواه أحمد )‪ (97-1/76‬وأبو داود )‪(378‬‬
‫والترمذي )‪ (1/119‬وابن ماجه )‪ (525‬والطحاوي )‪(1/55‬‬
‫والدارقطني ص ‪ 47‬وانظر إرواء الغليل )‪.(166‬‬
‫)‪ (604‬رواه أحمد بإسناد صحيح )‪.(1/222‬‬
‫)‪ (605‬طرف من حديث صحيح رواه البخاري ح ‪ 5971‬ومسلم‬
‫ك ‪45‬ح ‪ 4-1‬عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه‪.‬‬
‫)‪ (606‬رواه المخلص في »الفوائد المنتقاة )‪ (9/5/2‬وابن حبان‬
‫في »صحيحه« )‪ (1969‬وابن عدي )‪ (192/1‬عن أبي هريرة‬
‫رضي الله عنه‪ ،‬وسنده حسن‪.‬وانظر )السلسلة الصحيحة« )‬
‫‪.(1/856‬‬
‫)‪ (607‬رواه ابن حبان كما في الموارد ‪ ،1969‬والكامل لبن‬
‫عدي ‪ (192/1‬والبيهقي في الشَعب ‪ 2/475/2‬عن أبي هريرة‬
‫وصححه اللباني في الصحيحة ح ‪.856‬‬
‫)‪ (608‬صحيح ابن ماجه )‪ (3669‬والبخاري في »الدب المفرد )‬
‫‪ (76‬وأحمد )‪ (4/154‬عن عقبة بن عامر رضي الله عنه وانظر‬
‫السلسلة الصحيحة )‪.(1027-293‬‬
‫)‪ (609‬رواه البخاري ومسلم وأحمد ‪ 33،87 ،6/27،29‬عن‬
‫عائشة رضي الله عنها‪.‬‬
‫)‪ (610‬صحيح‪ ،‬وتقدم ص ‪.114‬‬
‫)‪ (611‬حديث حسن‪ .‬أخرجه الترمذي والحاكم عن جابر بن عبد‬
‫الله رضي الله عنهما؛ وتقدم تخريجه ص ‪.117‬‬
‫)‪ (612‬سورة النور‪.6 :‬‬
‫)‪ (613‬صحيح‪ .‬أخرجه ابن ماجه )‪ (1882‬والدارقطني )‪(384‬‬
‫والبيهقي )‪ (7/110‬عن أبي هريرة رضي الله عنه وانظر »إرواء‬
‫الغليل« )‪.(6/1841‬‬
‫)‪ (614‬حديث صحيح‪ .‬أخرجه البخاري ‪ 4425‬ح ‪ 7099‬في الفتن‬
‫والترمذي ك ‪ 31‬باب ‪ 75‬وأحمد ‪ 43 ،5/38‬عن أبي بكرة رضي‬
‫الله عنه وانظر الضعيفة )‪ (1/436‬و »إرواء الغليل« )‪.(2613‬‬
‫)‪ (615‬حديث حسن‪ .‬رواه النسائي ‪8/153‬ح ‪ 5126‬والحاكم‬
‫في المستدرك ‪ 2/396‬وأحمد في المسند ‪ 4/400‬عن أبي‬
‫موسى رضي الله عنه وانظر صحيح الجامع )‪.(2701‬‬
‫)‪ (616‬صحيح‪ .‬أخرجه الترمذي)‪ (1/321‬والنسائي)‪(2/285‬‬
‫والطيالسي)‪ (506‬وأحمد)‪ (4/394‬والبيهقي)‪ .(3/275‬وانظر‬
‫السلسلة الصحيحة ‪663-1/662‬‬
‫)‪ (617‬أخرجه البخاري )‪ (401-9/400-3/114‬عن أم حبيبة‬
‫رضي الله عنها‪.‬‬
‫)‪ (618‬سورة البقرة‪.234 :‬‬
‫)‪ (619‬سورة البقرة‪.228 :‬‬
‫مَنع من الزواج من أخت مطلقته طلًقا‬ ‫)‪ (620‬قلت‪ :‬وكذالك ي ُ ْ‬
‫رجعًيا أو عمتها أو خالتها‪.‬‬
‫)‪ (621‬أخرجه البخاري )‪ (1/328‬ومسلم )‪ (3/47‬والسياق له‬
‫وأبو داود )‪ (2/63‬وابن ماجه )‪ (1/487‬وأحمد )‪ (6/408‬والبيهقي‬
‫)‪.(4/77‬‬
‫)‪ (622‬اللباني‪ ،‬أحكام الجنائز ص ‪.147‬‬
‫)‪ (623‬إرواء الغليل )‪.(5/1238‬‬
‫)‪ (624‬صحيح أخرجه الترمذي ك ‪ 41‬باب ‪35‬ح ‪2939 ،2938‬‬
‫وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه‪.‬‬
‫)‪ (625‬سبق في التعليق ص ‪ 129‬بيان صحة الحديث ومخرجيه‪.‬‬
‫=======================‬
‫السؤال‪ :‬ما هي حقوق المرأة في السلم ؟ وكيف‬
‫تغيرت منذ العصر الذهبي للسلم ) من القرن‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله‬
‫أول ‪:‬‬
‫ما ً (‬ ‫ُ‬
‫لقد كرم السلم المرأة تكريما عظيما ‪ ،‬كرمها باعتبارها ) أ ّ‬
‫يجب برها وطاعتها والحسان إليها ‪ ،‬وجعل رضاها من رضا الله‬
‫تعالى ‪ ،‬وأخبر أن الجنة عند قدميها ‪ ،‬أي أن أقرب طريق إلى‬
‫الجنة يكون عن طريقها ‪ ،‬وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد‬
‫التأفف ‪ ،‬وجعل حقها أعظم من حق الوالد ‪ ،‬وأكد العناية بها في‬
‫حال كبرها وضعفها ‪ ،‬وكل ذلك في نصوص عديدة من القرآن‬
‫والسنة ‪.‬‬
‫ساًنا (‬ ‫ح َ‬ ‫وال ِد َي ْهِ إ ِ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫سا َ‬ ‫صي َْنا ال ِن ْ َ‬ ‫ومن ذلك ‪ :‬قوله تعالى ‪ ) :‬وَوَ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬‫وال ِ ُد َي ْ ِ‬ ‫دوا ِإل إ ِّياه ُ وَِبال ْ َ‬ ‫ك أل ت َعْب ُ ُ‬ ‫ضى َرب ّ َ‬ ‫الحقاف‪ ، 15/‬وقوله ‪ ) :‬وَقَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ما أ ّ‬ ‫ل ل َهُ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ما َفل ت َ ُ‬ ‫كلهُ َ‬ ‫ما أوْ ِ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫ك ال ْك ِب ََر أ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي َب ْل ُغَ ّ‬ ‫ساًنا إ ِ ّ‬‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ح الذ ّ ّ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ل َهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما َوا ْ‬ ‫ري ً‬ ‫ول ك َ ِ‬ ‫ما قَ ْ‬ ‫ل ل َهُ َ‬ ‫ما وَقُ ْ‬ ‫َول ت َن ْهَْرهُ َ‬
‫صِغيًرا ( السراء‪. 24 ،23/‬‬ ‫ما َرب َّياِني َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫مه ُ َ‬ ‫ح ْ‬‫ب اْر َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫مةِ وَقُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ي رضي‬ ‫م ّ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫م َ‬‫جاه ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة بْ ِ‬ ‫مَعاوِي َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وروى ابن ماجه )‪ (2781‬ع َ ْ‬
‫َ‬
‫ت ‪َ :‬يا‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م فَ ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫الله عنه َقال ‪ :‬أت َي ْ ُ‬
‫ه الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ج َ‬ ‫ك وَ ْ‬ ‫ك أ َب ْت َِغي ب ِذ َل ِ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫جَهاد َ َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ت أَرد ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل الل ّهِ إ ِّني ك ُن ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ج ْ‬ ‫ل ‪ :‬اْر ِ‬ ‫م ‪َ .‬قا َ‬ ‫ت ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ك ؟ قُل ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫حي ّ ٌ‬ ‫كأ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪ :‬وَي ْ َ‬ ‫خَرة َ ‪َ :‬قا َ‬ ‫داَر ال ِ‬ ‫َوال ّ‬
‫ل الل ّهِ ‪ ،‬إ ِّني‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫خرِ فَ ُ‬ ‫ب ال َ‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫م أت َي ْت ُ ُ‬ ‫ها ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫فَب َّر َ‬
‫خَرة َ ‪،‬‬ ‫داَر ال ِ‬ ‫ه الل ّهِ َوال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ك وَ ْ‬ ‫ك أ َب ْت َِغي ب ِذ َل ِ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫جَهاد َ َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ت أَرد ْ ُ‬
‫َ‬
‫ك ُن ْ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سو َ‬ ‫م َيا َر ُ‬ ‫ت ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ك ؟ قُل ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫حي ّ ٌ‬ ‫ك!أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪ :‬وَي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ل الل ّهِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫مه ِ ف َ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م أت َي ْت ُ ُ‬ ‫ها ‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫جعْ إ ِل َي َْها فَب َّر َ‬ ‫َفاْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خَرة َ ‪،‬‬ ‫داَر ال ِ‬ ‫ه الل ّهِ َوال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ك وَ ْ‬ ‫ك أب ْت َِغي ب ِذ َل ِ َ‬ ‫معَ َ‬ ‫جَهاد َ َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫ت أَرد ْ ُ‬ ‫إ ِّني ك ُن ْ ُ‬
‫ل الل ّهِ ‪َ .‬قا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سو َ‬ ‫م َيا َر ُ‬ ‫ت ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ك ؟ قُل ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫حي ّ ٌ‬ ‫ك!أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪ :‬وَي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ة ( صححه اللباني في صحيح سنن‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫جل ََها فَث َ ّ‬ ‫م رِ ْ‬ ‫ك ال َْز ْ‬ ‫ح َ‬ ‫وَي ْ َ‬
‫ن‬‫مَها فَإ ِ ّ‬ ‫ْ‬
‫ابن ماجة ‪ .‬وهو عند النسائي )‪ (3104‬بلفظ ‪َ ) :‬فالَز ْ‬
‫جل َي َْها ( ‪.‬‬ ‫ت رِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي‬ ‫وروى البخاري )‪ (5971‬ومسلم )‪ (2548‬ع َ َ‬
‫ض َ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ َر ِ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ّ‬
‫سل َ‬ ‫ه ع َلي ْهِ وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صلى الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل إ َِلى َر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَء َر ُ‬ ‫ل‪َ ):‬‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫حاب َِتي ؟ َقا َ‬ ‫ل الل ّه ‪ ،‬م َ‬ ‫سو َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ص َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫س بِ ُ‬ ‫حقّ ُالّنا ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫ِ َ ْ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬
‫ن ؟ َقا َ‬ ‫ك ‪َ .‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ؟ َقا َ‬ ‫ك ‪َ .‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬
‫م‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ك(‪.‬‬ ‫م أ َُبو َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ن ؟ َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫ك ‪َ.‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫أ ّ‬
‫ُ‬
‫إلى غير ذلك من النصوص التي ل يتسع المقام لذكرها ‪.‬‬
‫وقد جعل السلم من حق الم على ولدها أن ينفق عليها إذا‬
‫احتاجت إلى النفقة ‪ ،‬ما دام قادرا مستطيعا ‪ ،‬ولهذا لم يعرف عن‬
‫أهل السلم طيلة قرون عديدة أن المرأة ُتترك في دور العجزة ‪،‬‬
‫أو يخرجها ابنها من البيت ‪ ،‬أو يمتنع أبناؤها من النفقة عليها ‪ ،‬أو‬
‫تحتاج مع وجودهم إلى العمل لتأكل وتشرب ‪.‬‬
‫ة ‪ ،‬فأوصى بها الزواج خيرا ‪ ،‬وأمر‬ ‫وكرم السلم المرأة زوج ً‬
‫بالحسان في عشرتها ‪ ،‬وأخبر أن لها من الحق مثل ما للزوج إل‬
‫أنه يزيد عليها درجة ‪ ،‬لمسئوليته في النفاق والقيام على شئون‬
‫السرة ‪ ،‬وبين أن خير المسلمين أفضُلهم تعامل مع زوجته ‪،‬‬
‫وحرم أخذ مالها بغير رضاها ‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى ‪:‬‬
‫ذي‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ف ( النساء‪ ، 19/‬وقوله ‪ ) :‬وَل َهُ ّ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫) وَ َ‬
‫م(‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيٌز َ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ة َوالل ّ ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن د ََر َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫ف وَِللّر َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫البقرة‪. 228/‬‬
‫خي ًْرا ( رواه‬ ‫ساِء َ‬ ‫صوا ِبالن ّ َ‬ ‫ست َوْ ُ‬ ‫وقوله صلى الله عليه وسلم ‪ ) :‬ا ْ‬
‫البخاري )‪ (3331‬ومسلم )‪. (1468‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خي ُْرك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م لهْل ِهِ وَأَنا َ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫وقوله صلى الله عليه وسلم ‪َ ) :‬‬
‫ل َهِْلي ( رواه الترمذي )‪ (3895‬وابن ماجه )‪ (1977‬وصححه‬
‫اللباني في صحيح الترمذي ‪.‬‬
‫وكرمها بنتا ‪ ،‬فحث على تربيتها وتعليمها ‪ ،‬وجعل لتربية البنات‬
‫ل‬‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫أجرا عظيما ً ‪ ،‬ومن ذلك ‪ :‬قوله صلى الله عليه وسلم ‪َ ) :‬‬
‫ه ( رواه‬ ‫جاريتين حتى تبل َُغا جاَء يوم ال ْقيامة أ َنا وهُو وض َ‬
‫صاب ِعَ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫َ ْ َ ِ َ َ ِ َ َ َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ََِْ ِ َ ّ َْ‬
‫مسلم )‪. (2631‬‬
‫مرٍ رضي الله عنه قال ‪:‬‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ة بْ َ‬ ‫قب َ َ‬‫وروى ابن ماجه )‪ (3669‬عن ع ُ ْ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ):‬‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫سل ّ َ‬‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ساهُ ّ‬ ‫ن وَك َ َ‬ ‫قاهُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مه ُ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وَأط ْعَ َ‬ ‫صب ََر ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ث ب ََنا ٍ‬ ‫َثل ُ‬
‫مةِ ( وصححه اللباني في‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن الّنارِ ي َوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جاًبا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫جد َت ِهِ ك ُ ّ‬ ‫ِ‬
‫صحيح ابن ماجه‬
‫دته( أي من غناه ‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫وقوله ‪) :‬من ِ‬
‫وكرم السلم المرأة أختا وعمة وخالة ‪ ،‬فأمر بصلة الرحم ‪،‬‬
‫وحث على ذلك ‪ ،‬وحرم قطيعتها في نصوص كثيرة ‪ ،‬منها ‪ :‬قوله‬
‫َ‬ ‫س ‪ ،‬أ َفْ ُ‬ ‫َ‬
‫موا‬ ‫م ‪ ،‬وَأط ْعِ ُ‬ ‫سل َ‬ ‫شوا ال ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪َ ) :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫خُلوا‬ ‫م ‪ ،‬ت َد ْ ُ‬ ‫س ن َِيا ٌ‬ ‫ل َوالّنا ُ‬ ‫صّلوا ِبالل ّي ْ ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫حا َ‬ ‫صُلوا ال َْر َ‬ ‫م ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫الط َّعا َ‬
‫سلم ٍ ( رواه ابن ماجه )‪ (3251‬وصححه اللباني في‬ ‫ة بِ َ‬ ‫جن ّ َ‬‫ال ْ َ‬
‫صحيح ابن ماجه ‪.‬‬
‫م أنه‬ ‫سل َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه ع َلي ْهِ وَ َ‬ ‫ّ‬
‫صلى الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫وروى البخاري )‪ (5988‬ع َ ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صل ْت ُ ُ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫صل َ ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه تعالى – عن الرحم‪َ ) : -‬‬ ‫ل ‪ :‬قال الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ه(‪.‬‬ ‫ك قَط َعْت ُ ُ‬ ‫قَط َعَ ِ‬
‫وقد تجتمع هذه الوجه في المرأة الواحدة ‪ ،‬فتكون زوجة وبنتا‬
‫وأما وأختا وعمة وخالة ‪ ،‬فينالها التكريم من هذه الوجه‬
‫مجتمعة ‪.‬‬
‫وبالجملة ؛ فالسلم رفع من شأن المرأة ‪ ،‬وسوى بينها وبين‬
‫الرجل في أكثر الحكام ‪ ،‬فهي مأمورة مثله باليمان والطاعة ‪،‬‬
‫ومساوية له في جزاء الخرة ‪ ،‬ولها حق التعبير ‪ ،‬تنصح وتأمر‬
‫بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الله ‪ ،‬ولها حق التملك ‪،‬‬
‫تبيع وتشتري ‪ ،‬وترث ‪ ،‬وتتصدق وتهب ‪ ،‬ول يجوز لحد أن يأخذ‬
‫مالها بغير رضاها ‪ ،‬ولها حق الحياة الكريمة ‪ ،‬ل ُيعتدى عليها ‪ ،‬ول‬
‫ُتظلم ‪ .‬ولها حق التعليم ‪ ،‬بل يجب أن تتعلم ما تحتاجه في دينها ‪.‬‬
‫ومن قارن بين حقوق المرأة في السلم وما كانت عليه في‬
‫الجاهلية أو في الحضارات الخرى علم حقيقة ما قلناه ‪ ،‬بل‬
‫نجزم بأن المرأة لم تكرم تكريما أعظم مما كرمت به في‬
‫السلم ‪.‬‬
‫ول داعي لن نذكر حال المرأة في مجمتع الغريق أو الفرس أو‬
‫اليهود ‪ ،‬لكن حتى المجتمعات النصرانية كان لها موقف سيء مع‬
‫المرأة ‪ ،‬فقد اجتمع اللهوتيون في "مجمع ماكون" ليبحثوا ‪ :‬هل‬
‫المرأة جسد بحت أم جسد ذو روح ؟! وغلب على آرائهم أنها‬
‫خْلو من الروح الناجية ‪ ،‬ول يستثنى من ذلك إل مريم عليها‬ ‫ِ‬
‫السلم ‪.‬‬
‫وعقد الفرنسيون مؤتمرا سنة ‪586‬م للبحث في شأن المرأة ‪:‬‬
‫هل لها روح أم ل ؟ وإذا كانت لها روح هي روح حيوانية أم روح‬
‫إنسانية ؟ وأخيرا قرروا أنها إنسان ! ولكنها خلقت لخدمة الرجل‬
‫فحسب ‪.‬‬
‫وأصدر البرلمان النجليزي قرارا في عصر هنري الثامن يحظر‬
‫على المرأة أن تقرأ "العهد الجديد" لنها تعتبر نجسة ‪.‬‬
‫والقانون النجليزي حتى عام ‪ 1805‬م كان يبيح للرجل أن يبيع‬
‫زوجته ‪ ،‬وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات ‪.‬‬
‫وفي العصر الحديث أصبحت المرأة تطرد من المنزل بعد سن‬
‫الثامنة عشرة لكي تبدأ في العمل لنيل لقمة العيش ‪ ،‬وإذا ما‬
‫رغبت في البقاء في المنزل فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها‬
‫وثمن طعامها وغسيل ملبسها !‬
‫ينظر ‪" :‬عودة الحجاب" )‪. (56 -2/47‬‬
‫فكيف يقارن هذا بالسلم الذي أمر ببرها والحسان إليها‬
‫وإكرامها ‪ ،‬والنفاق عليها ؟!‬
‫ثانيا ً ‪:‬‬
‫وأما تغير هذه الحقوق عبر العصور ‪ ،‬فل تغير فيها من حيث‬
‫المبدأ والتأصيل النظري ‪ ،‬وأما من حيث التطبيق فالذي ل شك‬
‫فيه أن العصر الذهبي للسلم كان المسلمون فيه أكثر تطبيقا‬
‫لشريعة ربهم ‪ ،‬ومن أحكام هذه الشريعة ‪ :‬بر الم والحسان إلى‬
‫الزوجة والبنت والخت والنساء بصفة عامة ‪ .‬وكلما ضعف التدين‬
‫كلما حدث الخلل في أداء هذه الحقوق ‪ ،‬لكن ل تزال طائفة إلى‬
‫يوم القيامة تتمسك يدينها ‪ ،‬وتطبق شريعة ربها ‪ ،‬وهؤلء هم أولى‬
‫الناس بتكريم المرأة وإيصال حقوقها إليها ‪.‬‬
‫ورغم ضعف التدين عند كثير من المسلمين اليوم إل أن المرأة‬
‫ما ً وبنتا وزوجة وأختا ‪ ،‬مع التسليم‬‫تبقى لها مكانتها ومنزلتها ‪ ،‬أ ّ‬
‫بوجود التقصير أو الظلم أو التهاون في حقوق المرأة عند بعض‬
‫الناس ‪ ،‬وكل مسئول عن نفسه ‪.‬‬
‫السلم سؤال وجواب‬
‫===================‬
‫حقوق المرأة في الرث إسلميا‬
‫‪ -1‬في الحضارات السابقة للسلم ‪:‬‬
‫كانت المرأة‪ ,‬في الحضارات القديمة تحرم من حقها في الرث‬
‫حتى ل ينتقل المال بزواج البنت من بيت الب الى بيت الزوج‪,‬‬
‫وكان ينحصر الرث في البن الكبر البالغ القوي القادر على حمل‬
‫السلح والدفاع عن القبيلة ‪0‬‬
‫‪ -2‬في الشريعة السلمية ‪:‬‬
‫لقد تناولت الشريعة السلمية مسائل التوريث بإفاضة وتفصيل‬
‫وتحديد شمل جميع حالت التوارث وسببه وموانعه وترتيبه ‪0‬‬
‫‍أ‪) -‬حق المرأة في الرث( ‪:‬‬
‫أعطى السلم المرأة الحق في إرث والديها وأقاربها وجعله‬
‫ما ت ََر َ‬
‫ك‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫ل َنصي ِ ٌ‬ ‫جا ِ‬ ‫نصيبا ً مفروضا ً لها لقوله تعالى ‪ّ ):‬للّر َ‬
‫ن‬‫ن َوال َقَْرُبو َ‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬‫ك ال ْ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساء ن َ ِ‬ ‫ن وَِللن ّ َ‬ ‫ن َوال َقَْرُبو َ‬ ‫دا ِ‬‫وال ِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل من َ‬
‫ضا )‪(7‬النساء(‪0‬‬ ‫فُرو ً‬ ‫م ْ‬
‫صيًبا ّ‬ ‫ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ‬ ‫ما قَ ّ ِ ْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫ويرى فقهاء المسلمين أن هذه الية تقرر قاعدة عامة في تثبيت‬
‫شرعية الرث الذي يحق للجنسين ‪-‬الرجال والنساء‪ -‬كما يرون‬
‫فيه تشريعا ً حقوقيا ً لسنة جديدة لم تكن مألوفة من قبل وهي‬
‫توريث المرأة ‪0‬‬
‫وتنحصر أسباب الرث في الشريعة السلمية في ثلثة ‪ :‬الزوجية‬
‫والقرابة والتعصيب ‪ 0‬وأنواعه بثلثة أيضا ً ‪ } :‬الرث بالفرض و‬
‫الرث بالتعصيب و الرث بالرحم {‬
‫‪} -1‬الرث بالفرض{ ‪:‬‬
‫والفرض "لغة " معناه التقدير‪ ,‬وقد أطلق الفقهاء على بحث‬
‫المواريث " علم الفرائض " لن أنصباء الورثة محدودة‬
‫مقطوعة ‪ 0‬فالتوريث بالفرض يعتبر‪ ,‬بمثابة ميراث بالتخصيص أي‬
‫أن أصحاب الفروض يأخذون فرضهم أو حصتهم المحفوظة من‬
‫التركة قبل أي وارث آخر نزول ً عند حديث الرسول الشريف ‪" :‬‬
‫الحقوا الفرائض بأهلها ‪ ,‬فما بقي فهي لولى رجل ذكر "‪0‬‬
‫ترث المرأة بالفرض في ثمانية حالت في حين ل يرث الرجل‬
‫بالفرض إل في أربعة حالت فقط ‪0‬‬
‫وهذه الحالت التي ترث فيها المرأة بالفرض هي ‪:‬‬
‫*الزوجة ‪ :‬ونصيبها محدد بالية ‪:‬‬
‫م وَل َد ٌ‬‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَل َد ٌ فَِإن َ‬ ‫كن ل ّك ُ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬ ‫ما ت ََرك ْت ُ ْ‬‫م ّ‬‫ن الّرب ُعُ ِ‬ ‫)وَل َهُ ّ‬
‫َ‬
‫ن)‬ ‫ن ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صو َ‬ ‫صي ّةٍ ُتو ُ‬ ‫من ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫ما ت ََرك ُْتم ّ‬ ‫م ّ‬‫ن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫فَل َهُ ّ‬
‫‪(12‬النساء(‬
‫*الم ‪ :‬ونصيبها محدد بالية ‪:‬‬
‫ه وَل َد ٌ فَِإن‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ك ِإن َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬
‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ّ‬‫ل َوا ِ‬ ‫)وَل َب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كن ل ّه ول َد وورث َ َ‬
‫ه‬
‫م ِ‬‫خوَة ٌ فَل ّ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ث فَِإن َ‬ ‫مهِ الث ّل ُ ُ‬ ‫واه ُ فَل ّ‬ ‫ه أب َ َ‬ ‫ُ َ ٌ َ َ ِ ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫لّ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م لَ‬ ‫م وَأبناؤ ُك ُ ْ‬ ‫ن آَبآؤ ُك ُ ْ‬‫صي ب َِها أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي ّةٍ ُيو ِ‬ ‫من ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َِليما‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫فعا ً فَ ِ‬‫م نَ ْ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫م أقَْر ُ‬ ‫ن أي ّهُ ْ‬ ‫ت َد ُْرو َ‬
‫ما )‪(11‬النساء(‬ ‫كي ً‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫*البنت ‪ :‬فرض لها النصف إذا لم يكن معها أخ أو أخت ‪) :‬وَِإن‬
‫ف )‪ (11‬النساء (‬ ‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫*بنت البن ‪ :‬ترث بالفرض إذا لم يكن يحجبها فرع وارث أعلى‬
‫منها ل من الذكور ول من الناث ‪0‬‬
‫*الخت الشقيقة ‪ :‬ترث أخاها المتوفي النصف فرضا ً إن كانت‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫واحدة أي ليس لها أخ أو أخت شقيقة وأل ترث وفق )وَِإن َ‬
‫ما‬
‫من ْهُ َ‬
‫حد ٍ ّ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ت فَل ِك ُ ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫خ أ َوْ أ ُ ْ‬
‫ه أَ ٌ‬ ‫ة َأو ا َ‬
‫مَرأة ٌ وَل َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ث ك َل َل َ ً‬ ‫ل ُيوَر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫من ب َعْدِ‬ ‫ث ِ‬ ‫كاء ِفي الث ّل ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ك فَهُ ْ‬ ‫من ذ َل ِ َ‬ ‫كان ُوَا أك ْث ََر ِ‬ ‫س فَِإن َ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ن الل ّهِ َوالل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬‫صي ّ ً‬‫ضآّر وَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن غ َي َْر ُ‬ ‫صى ب َِهآ أوْ د َي ْ ٍ‬ ‫صي ّةٍ ُيو َ‬ ‫وَ ِ‬
‫م )‪ (12‬النساء(‪0‬‬ ‫حِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫*الخت لب ‪ :‬إذا لم يكن معها أخت شقيقة للمتوفي تخضع‬
‫لنفس أحكام الخت الشقيقة ‪0‬‬
‫*الجدة الصحيحة ‪ :‬وهي أم لب أو أم أب الب ‪ ,‬أو أم الب‬
‫وكذلك أم الم‪ ,‬وهي ترث بواقع السدس إن كانت واحدة ‪0‬‬
‫‪} -2‬الرث بالتعصيب{‪:‬‬
‫ترث المرأة بالتعصيب إذا كانت تشترك في جهة القرابة بدرجة‬
‫واحدة كالخ مع أخته الشقيقة أو أخوته‪ ,‬وكبنت البن مع ابن‬
‫مساو لها في الدرجة ولم يحجبهم من هو أقرب منهم درجة ‪0‬‬
‫ففي هذه الحالت ترث النثى نصف ما‬
‫يرثه الذكر طبقا ً للقاعدة السلمية واستنادا إلى الية ‪:‬‬
‫ً‬
‫ل َ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ن )‪(11‬النساء(‪0‬‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫م ِللذ ّك َرِ ِ‬
‫مث ْ ُ‬ ‫ه ِفي أوْل َد ِك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫صيك ُ ُ‬
‫) ُيو ِ‬
‫والحالت التي ترث فيها النثى بالتعصيب هي ‪ :‬البنت‪ ,‬بنت البن‪,‬‬
‫الخت لبوين‪ ,‬والخت لب ‪0‬‬
‫‪} -3‬الرث بالرحم{ ‪:‬‬
‫يعرف الفقهاء ذوي الرحام‪ ,‬بالقارب من غير أصحاب الفروض‬
‫أو العصاب مثل ‪ :‬أولد البنت‪ ,‬والجد غير الصحيح )وهو أبو الم‬
‫وأبو أم الب( والجدة غير الصحيحة وأبناء الخوة لم وأولد‬
‫الخوات وبنات الخوة ‪0‬‬
‫والشريعة السلمية لم تورد نصا ً صريحا ً في تأريث ذوي الرحام‬
‫ولكن جمهور الفقهاء يرى تأريثهم بترتيبهم في الرث‪ ,‬وفي حال‬
‫لم يترك المتوفي أحدا ً من أصحاب الفروض ول من العصبة من‬
‫أقاربه‬
‫‪0‬‬
‫ب‪) -‬النتقادات(‬ ‫‍‬
‫على الرغم من كل هذه الحقوق المتعددة التي منحتها الشريعة‬
‫السلمية للمرأة في الميادين المختلفة جميعها وعلى الرغم من‬
‫أن معظم هذه الحقوق لم تنلها " المرأة العالمية " اليوم في‬
‫مختلف دول العالم إل بعد جهود كبيرة ومتتابعة وظلت في أكثرها‬
‫بشكل مطالب تسعى إلى تنفيذها المم المتحدة‪ ,‬فإن بعض‬
‫المتحاملين على السلم ‪ ,‬تذرعوا " بقاعدة الرث " عند‬
‫المسلمين التي تقول ‪ " :‬للذكر مثل حظ النثيين " ليوجهوا‬
‫أنتقاداتهم اللذعة فيقولون ‪:‬‬
‫" إن هذه القاعدة تكرس مبدأ التمييز ضد المرأة وهي تلحق بها‬
‫الجور والضرر على أعتبار أن الولد يرث ضعفي ما ترثه البنت‬
‫من البوين ‪ 0‬ومن هذه النتقادات ما جاء على لسان " جبريال‬
‫بير " من قوله ‪ ":‬إن قضية الرث ونصيب المرأة منه نصف‬
‫نصيب الرجل لهو بدون شك سبب مهم بالنسبة لدونية المرأة‬
‫العربية المسلمة"‪0‬‬
‫وقد لقى هؤلء المتحاملين على السلم ‪ ,‬صدى ليس فقط عند‬
‫غير المسلمين بل عند بعض الفئات المسلمة الجاهلة جهل ً مطبقا ً‬
‫لحكام الشريعة والغاية النبيلة التي وضعت من أجلها‪ ,‬فطالبت‬
‫هي الخرى بتعديل هذه القاعدة حتى يتساوى نصيب الذكر و‬
‫النثى في الميراث ‪0‬‬
‫فلهؤلء نقول ‪:‬‬
‫إن قاعدة " التنصيف " هذه ليست قاعدة مطردة وثابتة في‬
‫جميع أنصبة الرث التي تتعلق بالنساء فهناك حالت ‪:‬‬
‫‪ -1‬يتساوى فيها الذكر مع النثى في نصيبهما من الرث ‪ 0‬فقد‬
‫تساوى نصيب الب وهو مذكر ‪ ,‬مع نصيب الم وهي أنثى في‬
‫ميراث أبنهما ‪ 0‬وكذلك يتعادل نصيب الخ والخت في الميراث‬
‫إذا كان رجل يورث كللة )أي ليس له والد ول ولد(‪ 0‬فلكل واحد‬
‫منهما السدس ‪0‬‬
‫‪ -2‬إن قاعدة التنصيف مفروضة فقط في أنصبة الرث وليس‬
‫على مال التركة كله ‪ 0‬إذ قد تزيد حصة الناث على حصة الذكور‬
‫في مجموع مال التركة ‪ 0‬مثل ً ‪ :‬إذا توفي رجل وله زوجة وأم‬
‫وثلث بنات ومولود ذكر ‪ ,‬فإن مجموع ما ترثه الناث يفوق ما‬
‫يرثه الذكر ‪0‬‬
‫‪ -3‬إن هذه القاعدة ل تطبق في المال الموهوب‪ ,‬إذ للبنت أن‬
‫تتساوى مع أخيها في الهبة أي في العطاء البوي الممنوح وهو‬
‫على قيد الحياة بل يحظر تفضيل البن على البنت لقوله) ( عن‬
‫أم سلمة أنها قالت ‪ " :‬يا رسول الله‪ ,‬هل لي في بني أبي سلمة‬
‫أجر أن أنفق عليهم‪ ,‬ولست بتاركتهم هكذا‪ ,‬ول هكذا )أي‬
‫يتفرقون في طلب القوت يمينا ً وشما ً‬
‫ل( إنا هم بني ‪0‬‬
‫فقال النبي " لك أجر ما أنفقت عليهم "‪0‬‬
‫‪ -2‬أن يعول زوجه وأولده ‪ ,‬ويؤمن لهم المسكن والمأكل‬
‫والمشرب والملبس وسائر مصاريف تكاليف الحياة المعيشية من‬
‫تطبيب وتعليم وترفيه‪ ,‬والمرأة معفاة من ذلك ‪0‬‬
‫‪ -3‬أن يؤمن نفقة الزوجة إذاما طلقت حتى تنتهي مدة عدتها‪,‬‬
‫وقد تمتد فترة النفقة إذا ما كانت حامل ً إلى أن تضع حملها ‪ 0‬كما‬
‫يطلب من الرجل أن يؤمن أجرة الرضاعة إذا أمتنعت الم عن‬
‫إرضاع رضيعها ‪ 0‬والمرأة معفاة من ذلك ‪0‬‬
‫ف لَ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫سوَت ُهُ ّ‬‫ن وَك ِ ْ‬ ‫ه رِْزقُهُ ّ‬ ‫موُْلود ِ ل َ ُ‬ ‫يقول تعالى ‪َ ) :‬وعَلى ال ْ َ‬
‫سعََها )‪ (233‬البقرة(‪0‬‬ ‫س إ ِل ّ وُ ْ‬‫ف ٌ‬ ‫ت ُك َل ّ ُ‬
‫ف نَ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن)‬ ‫مل َهُ ّ‬‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل فَأنفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬‫ن أوَل ِ‬ ‫) وَِإن ك ُ ّ‬
‫‪(6‬الطلق(‬
‫ُ‬
‫خَرى )‪(6‬الطلق (‪0‬‬ ‫هأ ْ‬ ‫ضعُ ل َ ُ‬ ‫ست ُْر ِ‬ ‫م فَ َ‬ ‫سْرت ُ ْ‬ ‫) وَِإن ت ََعا َ‬
‫‪ -4‬أن يقدم المهر لعروسه قل أو كثر و ل تتكلف المرأة شيئا ً‬
‫ة )‪(4‬النساء(‪0‬‬ ‫حل َ ً‬ ‫صد َُقات ِهِ ّ‬
‫ن نِ ْ‬ ‫ساء َ‬ ‫لقوله تعالى ‪َ) :‬وآُتوا ْ الن ّ َ‬
‫إذن هذه العباء المالية الملقاة على عاتق الرجل شرعًا‪ ,‬هي‬
‫التي أدت الى هذا التفاوت في أنصبة الرث بينه وبين المرأة ‪0‬‬
‫وعليه يمكن القول بأن الرجل والمرأة متعاكسان في الملك‬
‫والمصروف‪ ,‬فليس هناك من غبن أو ظلم‪ -‬كما يتوهم المغرضون‬
‫‪ -‬في قضية الميراث عند المسلمين بتطبيق قاعدة التنصيف ‪0‬‬
‫ومقارنة سريعة وبسيطة بين ما يمكن أن تملكه النساء‬
‫المسلمات عن طريق الرث وما يمكن أن تحصل عليه النساء‬
‫غير المسلمات في العالم من أموال معتمدين على ماجاء في‬
‫تقرير برنامج ‪:‬‬
‫" خطة العمل العالمية للنصف الثاني من عقد المم المتحدة‬
‫للمرأة العالمية عام ‪" 1980‬‬
‫لدركنا بطلن التعرض لهذه القاعدة موضوع النتقادات ‪0‬‬
‫يقول التقرير ‪ " :‬فبينما تمثل المرأة ‪ %50‬من سكان العالم‬
‫الراشدين وثلث قوة العمل الرسمية ‪ ,‬فإنها تعمل تقريبا ً ثلثي‬
‫ساعات العمل ول تتلقى إل عشر الدخل العالمي‪ ,‬وتمتلك أقل‬
‫من واحد بالمائة من الممتلكات في العالم "‪0‬‬
‫بينما مقدار أو نسبة ما تملكه المرأة المسلمة عن طريق الرث‬
‫يمثل ‪ 33.33‬بالمائة رغم قاعدة التنصيف ‪ 0‬فالدعوة إلى تغير "‬
‫قاعدة التنصيف " في قضية الرث دعوة ل يمكن أن تعطي ثمارا ً‬
‫مقنعة للداعين لها‪ ,‬هذا فضل ً عن أنها حكم شرعي إلهي ل يقبل‬
‫التعديل ول التبديل ومن أعلم بمصلحة الخلق إل هو سبحانه‬
‫وتعالى ؟‪0‬‬
‫‪ -5‬رأي المنصفين بنظام التوريث عند السلم ‪:‬‬
‫جاء على لسان " أنا بيزنت " في كتابها ‪ " :‬الديان المنتشرة في‬
‫الهند " ما يلي ‪:‬‬
‫" إن قاعدة الرث في السلم للمرأة‪ ,‬أكثر عدل ً وأوسع حرية‬
‫من ناحية الستقلل الذي يمنحه إياه القانون المسيحي النكليزي‬
‫‪ 0‬وما سنه السلم للمرأة يعتبر قانونا ً نموذجا ً إذ تكفل بحمايتها‬
‫في كل ماتملكه عن أقاربها أو زوجها أو أبيها "‪0‬‬
‫كما جاء على لسان " غوستاف لوبون " في هذا الموضوع ما يلي‬
‫‪:‬‬
‫ً‬
‫" منح القرآن المرأة حقوقا إرثية بأحسن مما في قوانيننا‬
‫الوروبية ‪ 0‬وإن قوانين الميراث التي نص عليهاالقرآن على جانب‬
‫كبير من العدل والنصاف ‪ 0‬وأن الشريعة السلمية منحت‬
‫الزوجان حقوقا ً في المواريث ل نجد مثلها في قوانيننا "‪0‬‬
‫‪--------------‬‬
‫منقول عن‪ ) :‬حقوق المرأة بين الشرع السلمي والشرعة‬
‫العالمية لحقوق النسان (‬
‫====================‬
‫الرد على افتراء لعنة الملئكة للمرأة التى ترفض دعوة‬
‫زوجها للفراش‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫إن الزواج مبني على التفاهم والمحبة والتراحم والمعاشرة‬
‫الحسنة بالمعروف وإعطاء كل من الزوجين للخر حقه‪ ....‬قال‬
‫ف }النساء‪ ،{19:‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫معُْرو ِ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬
‫الله تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫ف }البقرة‪.{228:‬‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫ذي ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫مث ْ ُ‬ ‫وَل َهُ ّ‬
‫ن ِ‬
‫وينبغي لكل الزوجين أن يكون سترا ً ولباسا ً لصاحبه يعفه عن‬
‫التطلع إلى ما حرم الله تعالى‪ ،‬وأن يقيما حياتهما على طاعة الله‬
‫ومن ذلك تشاورهما في برامجهما‪ ،‬ولكن شرع الله حاكم عليهما‬
‫ويجب التسليم له دائمًا‪ ،‬ول شك أن امتناع الزوجة عن موافقة‬
‫زوجها في طلب الفراش معصية خطيرة يجب الحذر منها‪ ،‬لما‬
‫توجبه من سخط الله ولعن الملئكة‪ ،‬كما في الصحيحين عن أبي‬
‫هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬إذا‬
‫دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته‪ ،‬فبات غضبان عليها لعنتها‬
‫الملئكة حتى تصبح‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪ :‬والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته‬
‫إلى فراشه فتأبى عليه إل كان الذي في السماء ساخطا ً عليها‬
‫حتى يرضى عنها‪.‬‬
‫ومحل هذا إذا لم يكن لديها عذر شرعي كالصيام الواجب‬
‫والمرض أو نحو ذلك‪ ،‬فإذا كانت المرأة معذورة شرعًا‪ ،‬كأن‬
‫ل‪ ،‬فل حرج عليها إن لم تجبه إلى‬ ‫كانت مريضة ل تطيق الجماع مث ً‬
‫ذلك‪ ،‬بل قد يحرم عليها إجابته إلى الجماع أحيانًا‪ ،‬كأن دعاها إليه‬
‫وهي حائض‪ ،‬أو صائمة في صيام واجب أو محرمة بنسك‪.‬‬
‫ولكن مما ينبغي التنبه له أن الدعوة إلى الفراش أعم من‬
‫الجماع‪ ،‬فيجب عليها أن تجيبه للستمتاع بها بما فوق الزار إن‬
‫كانت حائضًا‪ ،‬وبما تطيقه إن كانت مريضة‪ ،‬قال النووي في‬
‫شرحه لهذا الحديث‪ :‬فيه دليل على تحريم امتناعها من فراشه‬
‫لغير عذر شرعي‪ ،‬وليس الحيض بعذر في المتناع لن له حقا من‬
‫الستمتاع بما فوق الزار‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال الشوكاني في نيل الوطار‪ :‬قوله‪" :‬فبات غضبان عليها"‬
‫المعصية منها تتحقق بسبب الغضب منه‪ ،‬بخلف ما إذا لم يغضب‬
‫من ذلك فل تكون المعصية متحققة‪ ،‬إما لنه عذرها‪ ،‬وإما لنه‬
‫ترك حقه من ذلك‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫كما يجب على المسلم الستسلم لما حكم الله به ورسوله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬والبعد عن العتراض وتحكيم العقول فيما ثبتت‬
‫ن وََل‬ ‫م ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫ن لِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫فيه نصوص الوحي‪ ،‬فقد قال الله تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫خي ََرة ُ ِ‬ ‫ْ‬
‫م ال ِ‬ ‫َ‬
‫ن لهُ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫مًرا َأن ي َ ُ‬ ‫ذا قَضى الل ّه ورسول ُ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ُ ََ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫من َةٍ إ ِ َ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫مِبيًنا }الحزاب‪:‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ضلل ّ‬ ‫ل َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫سول ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ص الل َ‬ ‫من ي َعْ ِ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مرِه ِ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫م‬‫ن ل َهُ ُ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫خَتاُر َ‬ ‫شاء وَي َ ْ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫خل ُقُ َ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫‪ ،{36‬وقال تعالى‪ :‬وََرب ّ َ‬
‫ن }القصص‪ ،{68:‬وقال‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ وَت ََعاَلى ع َ ّ‬ ‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬‫خي ََرة ُ ُ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫م ثُ ّ‬
‫م‬ ‫جَر ب َي ْن َهُ ْ‬‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫مو َ‬ ‫حك ّ ُ‬ ‫ى يُ َ‬ ‫حت ّ َ‬‫ن َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ك ل َ ي ُؤ ْ ِ‬ ‫الله تعالى‪ :‬فَل َ وََرب ّ َ‬
‫ما }النساء‪:‬‬ ‫سِلي ً‬ ‫موا ْ ت َ ْ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫ت وَي ُ َ‬ ‫ضي ْ َ‬‫ما قَ َ‬ ‫م ّ‬ ‫جا ّ‬ ‫حَر ً‬ ‫م َ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬‫دوا ْ ِفي َأن ُ‬ ‫ج ُ‬‫ل َ يَ ِ‬
‫‪.{65‬‬

‫وقال العلمة ابن القيم رحمة الله عليه‪ :‬أقسم سبحانه بنفسه‬
‫المقدسة قسما مؤكدا ً بالنفي قبله على عدم إيمان الخلق حتى‬
‫يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الصول والفروع‪،‬‬
‫وأحكام الشرع المعاد‪ ،‬ولم يثبت لهم اليمان بمجرد هذا التحكيم‬
‫حتى ينتفي عنهم الحرج‪ ،‬وهو ضيق الصدر‪ ،‬وتنشرح صدورهم‬
‫لحكمه كل النشراح‪ ،‬وتقبله كل القبول‪ ،‬ولم يثبت لهم اليمان‬
‫بذلك حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضى والتسليم وعدم‬
‫المنازعة‪ ،‬وانتفاء المعارضة والعتراض‪.‬‬
‫وقال عز وجل في كتابه مبينا أن السخط من أحكامه وعدم‬
‫َ‬ ‫الرضا بها كفر‪ :‬ذ َل َ َ‬
‫ه‬
‫وان َ ُ‬
‫ض َ‬
‫هوا رِ ْ‬ ‫ط الل ّ َ‬
‫ه وَك َرِ ُ‬ ‫خ َ‬
‫س َ‬
‫ما أ ْ‬
‫م ات ّب َُعوا َ‬
‫ك ب ِأن ّهُ ُ‬‫ِ‬
‫فَأ َحب َ َ‬
‫م }محمد‪ ،{28:‬وذكر العلماء سبعة شروط لـ )ل‬ ‫مال َهُ ْ‬
‫ط أع ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫إله إل الله( حتى ينتفع بها قائلها‪ ،‬ومنها‪ :‬النقياد والقبول لما دلت‬
‫عليه ل إله إل الله من‪ :‬إفراده تعالى بالعبادة والطاعة‪ ،‬ثم إن الله‬
‫تعالى جعل للمرأة حقوقا على الرجل يجب عليه أن يسلمها لها‪،‬‬
‫وأوجب عليها مقابل ذلك طاعته وتسليم نفسها له إن أرادها‬
‫للفراش وكانت مستطيعة‪ ،‬لن الزوج يستحق بالعقد تسليم‬
‫العوض عن ما أصدقها وهو الستمتاع بها‪ ،‬كما تستحق المرأة‬
‫العوض وهو الصداق‪ ،‬فمتى ما طلب الرجل زوجته وجب عليها‬
‫طاعته في ذلك ما لم يمنعها منه مانع شرعي‪ ،‬أو مانع في نفسها‬
‫كمرض ونحوه‪ ،‬ول يخفى أن على الرجل أن يراعي حقوق زوجته‬
‫مث ْ ُ‬
‫ل‬ ‫ويتقي الله تعالى فيها‪ ،‬فالله سبحانه وتعالى يقول‪ :‬وَل َهُ ّ‬
‫ن ِ‬
‫ف }البقرة‪.{228:‬‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫معُْرو ِ‬ ‫ذي ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ال ّ ِ‬
‫==============‬
‫سلب أو تقييد حق الرجل في الطلق‬
‫مما يزيد المر وضوحا ً بتبعية أولئك القوم للغرب ‪ ،‬وانسياقهم‬
‫وراء حضارته وقوانينه وأفكاره ‪ ،‬ما ينادون به ويطالبون‬
‫حكوماتهم بتنفيذه من سلب الزواج حق إيقاع الطلق بمفردهم ‪،‬‬
‫وجعله في يد القاضي ‪ ،‬بحيث ل يكون للزوج أن ينفرد بإيقاع‬
‫الطلق ‪ ،‬ول للزوجين أن يتراضيا على الطلق فيما بينهما ‪ ،‬بل ل‬
‫بد من رفع دعوى أمام القضاء ‪ ،‬وتقتنع المحكمة بوجاهة السباب‬
‫الداعية إلى الطلق ‪ ،‬تماما ً كما تجري عليه القوانين الغربية‬
‫وبخاصة القانون الفرنسي‪.‬‬
‫دعون أنهم يهدفون بهذا التقييد إلى حفظ حقوق المرأة‬ ‫وهم ي ّ‬
‫من أن تنتقص ‪ ،‬وإلى حفظ رباط الزوجية من أن ينفصم لسباب‬
‫قد ل تكون من الهمية بحيث تقطع العلئق الزوجية من أجلها‪.‬‬
‫وفات هؤلء أن انفراد الزوج بإيقاع الطلق بحيث ل يملكه غيره‬
‫أحد إل بتوكيل منه أو تفويض منه ‪ ،‬حق أعطاه الله له ‪ ،‬وتشريع‬
‫شرعه الله سبحانه وتعالى ل يجوز سلبه ‪ ،‬أو النتقاص منه ‪ ،‬إل‬
‫بأمر الشارع ‪ ،‬وبشروطه التي ذكرت في الشريعة ‪ ،‬كما دلت‬
‫النصوص على ذلك ‪ ،‬قال تعالى‪) :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم‬
‫المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن‬
‫جناح عليك إن طلقتم النساء‬ ‫دونها( ‪ ،‬وقال تعالى‪) :‬ل ُ‬ ‫من عدة تعت ّ‬
‫ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة( ‪ ،‬وقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪) :‬إنما الطلق لمن أخذ بالساق( ‪ ،‬وقد ورد أنه‬
‫مَته‬ ‫َ‬
‫قال ذلك لما جاءه رجل وقال‪ :‬يا رسول الله سيدي زّوجني أ َ‬
‫وهو يريد أن يفرق بيني وبينها ‪ ،‬فجمع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم الناس ثم صعد على المنبر وقال ذلك‪.‬‬
‫وهي نصوص صريحة واضحة الدللة على تولي الزوج وحده إيقاع‬
‫الطلق بأمر الله وتشريعه‪.‬‬
‫والسلم إنما أجاز تدخل القضاء في هذه الشؤون حينما تدعو‬
‫إلى ذلك ضرورة كما إذا فات المساك بالمعروف ‪ ،‬وامتنع الزوج‬
‫من التسريح بالحسان ‪ ،‬فيقوم القاضي بالتفريق بينهما دفعا ً‬
‫للظلم عن الزوجة ‪ ،‬وكذلك في حالة العسار بالنفقة أو غيبته‬
‫غيبة طويلة وطلبت الزوجة التفريق ‪ ،‬أو لي سبب آخر أعطى‬
‫فيه الشرع الحق للوالي بتولي التفريق بين الزوجين‪.‬‬
‫سلب الزواج هذا الحق في جميع الحالت كان ذلك مخالفا ً‬ ‫فإذا ُ‬
‫للمقرر في الشريعة وهو ل يجوز‪.‬‬
‫وجعل الطلق في يد القاضي كما يريد هؤلء هو في الواقع حكم‬
‫على الرجال جميعا ً – بغير فرق بين عاقل وسفيه وبين مثقف‬
‫وجاهل – بأنهم سفهاء ‪ ،‬ل يحسنون التصرف ‪ ،‬ول يوثق بهم في‬
‫أخص شأن من شؤونهم ‪ ،‬ومن ثم يجب الحجر عليهم في إيقاع‬
‫الطلق ‪ ،‬صيانة لرابطة الزواج من العبث وسوء الستعمال‪.‬‬
‫والعجب من أناس أكرمهم الله بالعقل ‪ ،‬وخاطبهم بشرائعه‬
‫واما ً على زوجاتهم‬ ‫وأحكامه ‪ ،‬وجعلهم أهل ً لكافة التصرفات ‪ ،‬وقُ ّ‬
‫وأولدهم ‪ ،‬ثم يأبون هذا التكريم ‪ ،‬ويعلنون أنهم ليسوا موضعا ً‬
‫لهذه الثقة ‪ ،‬ول أهل ً لهذه القوامة ‪ ،‬وأنهم في حاجة إلى فرض‬
‫رقابة قضائية عليهم ‪ ،‬عند الرغبة في إنهاء العلقة بينهم وبين‬
‫زوجاتهم‪.‬‬
‫ثم إن ذلك سوف يفشل عند التطبيق أو يحدث المضار‬
‫والمساوئ أضعاف محاسنه المزعومة‪.‬‬
‫فقد يكون سبب عدم الوفاق أمورا ً ل يمكن ضبطها وإثباتها مثل‬
‫النفور الطبيعي بينهما أو عدم التلؤم في الخلق والطباع ‪ ،‬فإنها‬
‫أمور نفسية يعسر إثباتها‪.‬‬
‫فما هي الوسيلة التي يستطيع الزوج بها إثبات بغضه؟ وما هو‬
‫الميزان الذي يزن به القاضي مقدار البغض الذي يستوجب‬
‫الطلق؟ وهل يطلق القاضي حينئذ أم ل يطلق؟ فإن طلق فما‬
‫الفرق بين طلقه حينئذ وطلق الزوج نفسه؟ وإن لم يطلق فإنها‬
‫لن تكون هناك حياة زوجية مستقرة ‪ ،‬يشعر فيها الزوجان‬
‫بالسكن إلى بعضهما ‪ ،‬والتعاطف والتراحم فيما بينهما ‪ ،‬ويتربى‬
‫في ظلها البناء تربية سليمة ‪ ،‬والمصلحة تقضي بقطع هذه‬
‫العلقة وإنهاء الرباط ‪ ،‬وقد يكون سبب عدم الوفاق أمورا ً ل يصح‬
‫إعلنها ‪ ،‬حفاظا ً على كرامة السرة وسمعة أفرادها أو مستقبل‬
‫أبنائها وبناتها ‪ ،‬فإذا فرض على الناس أل يطلقوا إل بعد إعلن‬
‫هذه السباب ‪ ،‬أمام المحاكم ‪ ،‬وتقديم الدلة القاطعة عليها ‪،‬‬
‫واقتناع القاضي بها ‪ ،‬فإنهم بذلك سيكونون أمام خيارين كلهما‬
‫مر ‪،‬‬
‫‪ -‬إما أن يؤثروا عدم فضيحة أنفسهم وزوجاتهم وأسرهم بإعلن‬
‫أسباب الطلق أمام المحاكم ‪ ،‬فيبقوا بذلك على أوضاع تأباها‬
‫الكرامة ‪ ،‬ويأباها الخلق الفاضل ‪ ،‬وتأباها مصلحة السرة نفسها‪.‬‬
‫‪ -‬وإما أن يعلنوها فيسجلوا بذلك عارا ً كبيرا ً على أنفسهم ‪ ،‬وعلى‬
‫أسرهم ‪ ،‬وإذا توعرت طرق الطلق إلى هذا الحد ‪ ،‬فقد يحمل‬
‫أحد الطرفين عناده ورغبته في النفصال على اختلق تهم ‪،‬‬
‫وإلصاقها بالطرف الخر لتتم له رغبته ‪ ،‬كما يحدث الن في‬
‫الغرب ‪ ،‬وسوف يترتب على هذا أضرار بليغة تلحق بالسرة بوجه‬
‫خاص ‪ ،‬وتفسد شؤون التقاضي والنظام الجتماعي والخلقي‬
‫بوجه عام‪.‬‬
‫ومن المساوئ الكبرى أن في حكم السلم إذا تلفظ الزوج‬
‫بكلمة الطلق فإنه يقع وكما قال صلى الله عليه وسلم‪) :‬ثلث‬
‫جدهن جد ‪ ،‬وهزلهن جد‪ (..‬الحديث ‪ ،‬ثم ذكر منها‪) :‬الطلق( ‪،‬‬
‫فإذا طلق الرجل امرأته وإن كان مازحا ً وأوقع عليها الطلق‬
‫وبدون أي موانع فالشرع يوقع الطلق ويعتبرها طلقة ‪ ،‬ولكن‬
‫والحالة هذه وُرفع المر للقاضي وحكم بعدم جواز الطلق ‪ ،‬فهل‬
‫يعيش معها ويعاشرها ولربما تكون امرأته قد بانت منه بينونة‬
‫كبرى أو صغرى فيعيش معها في الحرام مع العلم أنه طلقها‬
‫أمام الله أم ماذا يفعل في ظل هذا الحكم المخالف لدين‬
‫السلم‪.‬‬
‫وأيضا ً تقييد الطلق بهذه القيود الثقيلة سوف يكون سببا ً في‬
‫إغلق باب الزواج ونفور الناس منه ‪ ،‬لن من يعرف أنه إذا دخل‬
‫من باب أغلق عليه ل يدخله أبدا ً ‪ ،‬وبذلك تشيع الفاحشة وتنحل‬
‫السرة ويستشري الفساد‪.‬‬
‫ثم إن القوانين الغربية التي يطالبون باستيرادها إلى بلد‬
‫السلم ‪ ،‬والخذ بها ‪ ،‬قد أخفقت لدى أصحابها إخفاقا ً مبينا ً ‪ ،‬في‬
‫تحقيق الستقرار العائلي السليم ‪ ،‬فبعض هذه القوانين جردت‬
‫عقد الزواج مما له من حرمة وجلل وقدسية ‪ ،‬فأباحت الطلق‬
‫لتفه السباب ‪ ،‬كما هو الحال في بعض الوليات في أمريكا‬
‫الشمالية ‪ ،‬والبعض الخر ضيقت المجال بحيث لم تبحه إل في‬
‫حالت محدودة ‪ ،‬وبطرق وإجراءات معقدة كما هو الحال في‬
‫معظم المم الكاثوليكية‪.‬‬
‫فالقانون الفرنسي مثل ً ل يبيح الطلق إل لواحد من ثلثة أسباب‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬الزنا من أحد الزوجين‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬تجاوز الحد والهانة البالغة في معاملة أحد الزوجين‬
‫للخر‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬الحكم على أحد الزوجين بعقوبة قضائية مهينة‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن الطلق ل يتم إل بعد إجراءات معقدة ‪ ،‬وتستغرق‬
‫وقتا ً طويل ً ‪ ،‬ونفقات باهظة ‪ ،‬ل يتحملها إل ذوو الثروة ‪ ،‬ولهذا‬
‫تهّيب الناس الطلق ‪ ،‬وكثر لذلك – في معظم البلد الغربية –‬
‫اتخاذ الزواج للخليلت ‪ ،‬واتخاذ الزوجات للخلء ‪ ،‬وهجر الزواج‬
‫والزوجات منزل الزوجية ‪ ،‬كما كثر فرار الزواج مع عشيقاتهم ‪،‬‬
‫والزوجات مع عشاقهن ‪ ،‬وأصبحت هذه المور وما إليها في كثير‬
‫من بلد أوربا وأمريكا شيئا ً عاديا ً ‪ ،‬وأصبحت السرة شيئا ً ل قيمة‬
‫له ‪ ،‬كما أن صلة البناء بآبائهم أصبحت موضع الشك وموطن‬
‫الرتياب‪.‬‬
‫وقد يقول قائل منهم‪ :‬إن السلم قد أخذ بنظام التحكيم وفيه‬
‫يتولى الحكمان التحقيق في أسباب الخلف ‪ ،‬وسماع تلك‬
‫السباب من الزوجين ‪ ،‬ويصدران حكمهما بالطلق إن رأيا‬
‫المصلحة في ذلك ‪ ،‬وهذا مماثل لما ننادي به‪.‬‬
‫ونقول لهم‪ :‬إن السلم قد قرر نظام التحكيم بين الزوجين فيما‬
‫يشجر بينهما من خلف ‪ ،‬ولكنه قرره في صورة كريمة نبيلة ل‬
‫تنطوي على تلك المساوئ التي يسببها تولي القاضي التطليق ‪،‬‬
‫فقد قرر السلم أن يتألف مجلس التحكيم من حكمين‪ :‬حكم من‬
‫أهل الزوجة ‪ ،‬وحكم من أهل الزوج ‪ ،‬أي رجلين ل يرى كل‬
‫الزوجين غضاضة في الفضاء إليهما بما في نفسيهما ‪ ،‬وبأسباب‬
‫شقاقهما ‪ ،‬والحكمان من جهة أخرى ل يقلن عن الزوجين في‬
‫حرصهما على كتمان كل ما يسيء إلى سمعة السرة المتخاصمة‬
‫‪ ،‬وعدم إذاعته بين الناس ‪ ،‬لن كل ما يسئ إلى سمعة هذه‬
‫السرة يسئ إلى سمعة الحكمين نفسيهما ‪ ،‬لرتباطهما بهذه‬
‫السرة برابطة القرابة‪.‬‬
‫ففرق بين هذا وبين ما يحدث في المحاكم ‪ ،‬إذ يتم ذلك على‬
‫رؤوس الشهاد علنا ً ‪ ،‬ويعلمه موظفو المحكمة ويسجل في‬
‫سجلتها‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فهذه بعض مساوئ النظمة والقوانين التي يريد أولئك‬
‫القوم المفتونون بحضارة الغرب وقوانينها وأنظمتها ‪ ،‬ويريدون‬
‫تطبيقها في بلد السلم ‪ ،‬وقد وضعت في بلد ولمة ليس لها من‬
‫المقومات والماضي ما لمتنا وبلدنا ‪ ،‬وليس لها من المبادئ‬
‫والخلق والمثل ما لمتنا ‪ ،‬فهي غريبة في بلدنا وعن أمتنا وبيئتنا‬
‫‪ ،‬وسنفشل عند تطبيقها لو قدر لها أن تطبق – ل سمح الله – ما‬
‫دامت هذه المة تتمسك بدينها ‪ ،‬لنها تتعارض مع مقومات هذه‬
‫المة الساسية‪.‬‬
‫لذا فإن كل من له عقل سليم ‪ ،‬وقد خل من الغرض والهوى ‪ ،‬ل‬
‫يستسيغ الخذ بشيء من هذه القوانين ‪ ،‬ويقبل بصدر رحب‬
‫استمرار العمل بنظام السلم في الطلق‬
‫===============‬
‫جعل الطلق بيد الرجل ل ينقص من شأن المرأة‬
‫إن فصم رابطة الزوجية أمر خطير ‪ ،‬يترتب عليه آثار بعيدة‬
‫المدى في حياة السرة والفرد والمجتمع ‪ ،‬فمن الحكمة والعدل‬
‫أل تعطى صلحية البت في ذلك ‪ ،‬وإنهاء الرابطة تلك ‪ ،‬إل لمن‬
‫يدرك خطورته ‪ ،‬ويقدر العواقب التي تترب عليه حق قدرها ‪،‬‬
‫ً‬
‫ويزن المور بميزان العقل ‪ ،‬قبل أن يقدم على النفاذ ‪ ،‬بعيدا عن‬
‫النزوات الطائشة ‪ ،‬والعواطف المندفعة ‪ ،‬والرغبة الطارئة‪.‬‬
‫والثابت الذي ل شك فيه أن الرجل أكثر إدراكا ً وتقديرا ً لعواقب‬
‫هذا المر ‪ ،‬وأقدر على ضبط أعصابه ‪ ،‬وكبح جماح عاطفته حال‬
‫الغضب والثورة ‪ ،‬وذلك لن المرأة خلقت بطباع وغرائز تجعلها‬
‫أشد تأثرا ً ‪ ،‬وأسرع انقيادا ً لحكم العاطفة من الرجل ‪ ،‬لن‬
‫وظيفتها التي أعدت لها تتطلب ذلك ‪ ،‬فهي إذا أحبت أو كرهت ‪،‬‬
‫وإذا رغبت أو غضبت اندفعت وراء العاطفة ‪ ،‬ل تبالي بما ينجم‬
‫عن هذا الندفاع من نتائج ول تتدبر عاقبة ما تفعل ‪ ،‬فلو جعل‬
‫الطلق بيدها ‪ ،‬لقدمت على فصم عرى الزوجية لتفه السباب ‪،‬‬
‫وأقل المنازعات التي ل تخلو منها الحياة الزوجية ‪ ،‬وتصبح‬
‫السرة مهددة بالنهيار بين لحظة وأخرى‪.‬‬
‫وهذا ل يعني أن كل النساء كذلك ‪ ،‬بل إن من النساء من هن‬
‫ذوات عقل وأناة ‪ ،‬وقدرة على ضبط النفس حين الغضب من‬
‫بعض الرجال ‪ ،‬كما أن من الرجال من هو أشد تأثرا ً وأسرع‬
‫انفعال ً من بعض النساء ‪ ،‬ولكن العم الغلب والصل أن المرأة‬
‫كما ذكرنا ‪ ،‬والتشريع إنما يبني على الغالب وما هو الشأن في‬
‫الرجال والنساء ‪ ،‬ول يعتبر النوادر والشواذ ‪ ،‬وهناك سبب آخر‬
‫لتفرد الرجل بحق فصم عرى الزوجية‪.‬‬
‫إن إيقاع الطلق يترتب عليه تبعات مالية ‪ُ ،‬يلزم بها الزواج‪ :‬فيه‬
‫يحل المؤجل من الصداق إن وجد ‪ ،‬وتجب النفقة للمطلقة مدة‬
‫العدة ‪ ،‬وتجب المتعة لمن تجب لها من المطلقات ‪ ،‬كما يضيع‬
‫على الزوج ما دفعه من المهر ‪ ،‬وما أنفقه من مال في سبيل‬
‫إتمام الزواج ‪ ،‬وهو يحتاج إلى مال جديد لنشاء زوجية جديدة ‪،‬‬
‫ول شك أن هذه التكاليف المالية التي تترتب على الطلق ‪ ،‬من‬
‫شأنها أن تحمل الزواج على التروي ‪ ،‬وضبط النفس ‪ ،‬وتدبر‬
‫المر قبل القدام على إيقاع الطلق ‪ ،‬فل يقدم عليه إل إذا رأى‬
‫أنه أمر ل بد منه ول مندوحة عنه‪.‬‬
‫أما الزوجة فإنه ل يصيبها من مغارم الطلق المالية شيء ‪ ،‬حتى‬
‫يحملها على التروي والتدبر قبل إيقاعه – إن استطاعت – بل هي‬
‫تربح من ورائه مهرا ً جديدا ً ‪ ،‬وبيتا ً جديدا ً ‪ ،‬وعريسا ً جديدًا‪.‬‬
‫فمن الخير للحياة الزوجية ‪ ،‬وللزوجة نفسها أن يكون البت في‬
‫مصير الحياة الزوجية في يد من هو أحرص عليها وأضن بها‪.‬‬
‫والشريعة لم تهمل جانب المرأة في إيقاع الطلق ‪ ،‬فقد منحتها‬
‫الحق في الطلق ‪ ،‬إذا كانت قد اشترطت في عقد الزواج شرطا ً‬
‫صحيحا ً ‪ ،‬ولم يف الزوج به ‪ ،‬وأباحت لها الشريعة الطلق بالتفاق‬
‫بينها وبين زوجها ‪ ،‬ويتم ذلك في الغالب بأن تتنازل للزوج أو‬
‫تعطيه شيئا ً من المال ‪ ،‬يتراضيان عليه ‪ ،‬ويسمى هذا بالخلع أو‬
‫الطلق على مال ‪ ،‬ويحدث هذا عندما ترى الزوجة تعذر الحياة‬
‫معه ‪ ،‬وتخشى إن بقيت معه أن تخل في حقوقه ‪ ،‬وهذا ما بينه‬
‫الله تعالى في قوله‪) :‬ول يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا ً‬
‫إل أن يخافا أل يقيما حدود الله ‪ ،‬فإن خفتم أل يقيما حدود الله‬
‫فل جناح عليهما فيما افتدت به(‪.‬‬
‫ُ‬
‫ولها طلب التفريق بينها وبينه ‪ ،‬إذا أعسر ولم يقدر على النفاق‬
‫عليها ‪ ،‬وكذا لو وجدت بالزوج عيبا ً ‪ ،‬يفوت معه أغراض الزوجية ‪،‬‬
‫ول يمكن المقام معه مع وجوده ‪ ،‬إل بضرر يلحق الزوجة ‪ ،‬ول‬
‫يمكن البرء منه ‪ ،‬أو يمكن بعد زمن طويل ‪ ،‬وكذلك إذا أساء‬
‫الزوج عشرتها ‪ ،‬وآذاها بما ل يليق بأمثالها ‪ ،‬أو إذا غاب عنها غيبة‬
‫طويلة‪.‬‬
‫كل تلك المور وغيرها ‪ ،‬تعطي الزوجة الحق في أن تطلب‬
‫التفريق بينها وبين زوجها ‪ ،‬صيانة لها أن تقع في المحظور ‪ ،‬وضنا ً‬
‫بالحياة الزوجية من أن تتعطل مقاصدها ‪ ،‬وحماية للمرأة من أن‬
‫تكون عرضة للضيم والتعسف‪.‬‬
‫=================‬
‫عناية السلم بالمرأة )‪(1‬‬
‫أوًل‪ :‬المرأة الجاهلية في القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪ -1‬الستياء منها ودفنها حية‪:‬‬
‫ُ‬
‫م ب ِٱلن َْثىٰ ظ َ ّ‬ ‫ذا ب ّ َ‬
‫دا‬‫سو َ ّ‬‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جه ُ ُ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫حد ُهُ ْ‬‫شَر أ َ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَإ ِ َ ُ‬
‫َ‬ ‫ن ٱل ْ َ‬
‫سك ُ ُ‬
‫ه‬ ‫م ِ‬ ‫شَر ب ِهِ أي ُ ْ‬ ‫ما ب ُ ّ‬ ‫سوء َ‬ ‫من ُ‬ ‫قوْم ِ ِ‬ ‫م َ‬‫واَرىٰ ِ‬ ‫م ﴿‪ ﴾58‬ي َت َ َ‬ ‫وَهُوَ ك َ ِ‬
‫ظي ٌ‬
‫َ‬ ‫هو َ‬
‫ن﴾ ]النحل‪،58:‬‬ ‫مو َ‬ ‫حك ُ ُ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫ب أل َ َ‬
‫سآء َ‬ ‫ه ِفى ٱلت َّرا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م ي َد ُ ّ‬
‫نأ ْ‬‫ع ََلىٰ ُ ٍ‬
‫‪.[59‬‬
‫قال البغوي‪" :‬وكان الرجل من العرب إذا ُولدت له بنت وأراد‬
‫ة من صوف أو شعر وتركها ترعى له البل‬ ‫أن يستحي َِيها ألبسها جب َ‬
‫والغنم في البادية‪ ،‬وإذا أراد أن يقتلها تركها حتى إذا صارت‬
‫سداسية قال لمها‪ :‬زّينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها‪ ،‬وقد حفر‬
‫لها بئًرا في الصحراء‪ ،‬فإذا بلغ بها البئر قال لها‪ :‬انظري إلى هذه‬
‫البئر‪ ،‬فيدفعها من خلفها في البئر ثم يهيل على رأسها التراب‬
‫حتى يستوي البئر بالرض"] معالم التنزيل )‪.[(5/25‬‬
‫‪ -2‬حرمانها من الميراث‪:‬‬
‫ن وَٱلقَْرُبو َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫كٱ ْٰ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫قال الله تعالى‪ّ﴿ :‬للّر َ‬
‫لوِلدٰ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫ل َنصي ِ ٌ‬ ‫جا ِ‬
‫ه أ َوْ ك َث َُر‬‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫ما قَ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن وَٱل َقَْرُبو َ‬ ‫ك ٱْلوِٰلدٰ ِ‬ ‫ما ت ََر َ‬‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساء ن َ ِ‬ ‫وَِللن ّ َ‬
‫ض﴾ ]النساء‪.[7:‬‬ ‫فُرو ً‬ ‫م ْ‬
‫صيًبا ّ‬ ‫نَ ِ‬
‫قال سعيد بن جبير وقتادة‪" :‬كان المشركون يجعلون المال‬
‫للرجال الكبار ول يورثون النساء والطفال شيًئا فأنزل الله‪﴿ :‬‬
‫ما‬
‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساء ن َ ِ‬ ‫ن وَِللن ّ َ‬ ‫ن وَٱل َقَْرُبو َ‬ ‫ك ٱْلوِٰلدٰ ِ‬ ‫ما ت ََر َ‬
‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫ل َنصي ِ ٌ‬ ‫جا ِ‬‫ّللّر َ‬
‫ل من َ‬
‫صيًبا‬ ‫ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ‬‫ما قَ ّ ِ ْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن وَٱل َقَْرُبو َ‬ ‫ك ٱْلوِٰلدٰ ِ‬ ‫ت ََر َ‬
‫ض﴾ ]النساء‪ ]"[7:‬انظر‪ :‬تفسير ابن كثير )‪.[(1/465‬‬ ‫فُرو ً‬ ‫م ْ‬
‫ّ‬
‫‪ -3‬إباحة حلئل الباء لبنائهم بعد الموت والجمع بين الختين‪:‬‬
‫ما‬‫ساء إ ِل ّ َ‬ ‫ن ٱلن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ّ‬ ‫ح ءاَباؤ ُك ُ ْ‬‫ما ن َك َ َ‬‫حوا ْ َ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَل َ َتنك ِ ُ‬
‫ل﴾ ]النساء‪.[22:‬‬ ‫سِبي ً‬
‫ساء َ‬ ‫قًتا وَ َ‬ ‫م ْ‬
‫ة وَ َ‬ ‫ش ً‬ ‫ح َ‬‫ن َفـٰ ِ‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫سل َ َ‬
‫ف إ ِن ّ ُ‬ ‫قَد ْ َ‬
‫قال قتادة‪" :‬كان أهل الجاهلية يحرمون ما حرم الله إل أن‬
‫الرجل كان يخُلف على حليلة أبيه ويجمعون بين الختين"] جامع‬
‫البيان )‪.[(3/393‬‬

‫‪ -4‬عدم معاشرة الحائض في البيت‪:‬‬


‫و‬
‫ل هُ َ‬ ‫ض قُ ْ‬‫حي ِ‬ ‫م ِ‬‫ن ٱل ْ َ‬ ‫ك عَ ِ‬ ‫سـئ َُلون َ َ‬
‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَي َ ْ‬
‫ذى﴾ ]البقرة‪.[222:‬‬ ‫أَ ً‬
‫قال قتادة‪" :‬كان أهل الجاهلية ل تساكنهم حائض في بيت ول‬
‫جها ما‬ ‫تؤاكلهم في إناء؛ فأنزل الله تعالى في ذلك‪ ،‬فحرم فر َ‬
‫ل ما سوى ذلك؛ أن تصبغ لك رأسك وتؤاكلك‬ ‫ضا‪ ،‬وأح ّ‬
‫دامت حائ ً‬
‫من طعامك‪ ،‬وأن تضاجعك في فراشك إذا كان عليها إزار‬
‫فتحجزه به دونك"] جامع البيان )‪.[(2/393‬‬
‫‪ -5‬التبّرج‪:‬‬
‫ة‬ ‫ج ٱل ْ َ ٰ‬
‫جـهِل ِي ّ ِ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ن وَل َ ت َب َّر ْ‬
‫ج َ‬ ‫ن ِفى ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَقَْر َ‬
‫لوَلىٰ﴾ ]الحزاب‪.[33:‬‬ ‫ٱ ُ‬
‫قال مجاهد‪" :‬كانت المرأة تخرج تمشي بين الرجال فذلك‬
‫تبّرج الجاهلية"] تفسير ابن كثير )‪ (3/768‬ط‪ .‬التجارية[‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬وصية الرسول ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬بالنساء‪:‬‬
‫عن أبي هريرة رضي الله عنه‪ ،‬عن النبي ‪-‬صلى الله عليه‬
‫وسلم‪-‬قال‪) :‬واستوصوا بالنساء خيًرا؛ فإنهن خلقن من ضلع‪ ،‬وإن‬
‫أعوج شيء في الضلع أعله‪ ،‬فإن ذهبت تقيمه كسرَته‪ ،‬وإن‬
‫تركته لم يزل أعوج‪ ،‬فاستوصوا بالنساء خير( ] أخرجه البخاري‬
‫في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬الوصاة بالنساء )‪ ،(5186 ،5185‬ومسلم في‬
‫الرضاع )‪.[(1468‬‬
‫قال الطيبي‪» :‬والمعنى‪ :‬أوصيكم بهن خيًرا‪ ،‬فاقبلوا وصيتي‬
‫قا فيه اعوجاج‪،‬‬ ‫فيهن‪) ،‬فإنهن خلقن من ضلع( أي‪ :‬خلقن خل ً‬
‫ج‪ ،‬فل يتهيأ النتفاع بهن إل بمداراتهن‬ ‫وكأنهن خلقن من أصل معو ّ‬
‫والصبر على اعوجاجهن« ] شرح الطيبي على مشكاة المصابيح‬
‫)‪.[(6/306‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين‪» :‬وفي هذا توجيه من رسول الله‬
‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬إلى معاشرة النسان لهله‪ ،‬وأنه ينبغي أن‬
‫خذ ِ‬‫يأخذ منهم العفو وما تيسر كما قال تعالى‪ُ ﴿ :‬‬
‫فوَ﴾ ]العراف‪ ،[199:‬يعني‪ :‬ما عفا وسهل من أخلق‬ ‫ٱل ْعَ ْ‬
‫ن ٱل ْ َ ٰ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن﴾ ]العراف‪«[199:‬‬ ‫جـهِِلي َ‬ ‫رض ع َ ِ‬ ‫مْر ب ِٱل ْعُْر ِ‬
‫ف وَأع ْ ِ‬ ‫الناس‪﴿ ،‬وَأ ُ‬
‫] شرح رياض الصالحين )‪.[(140-5/139‬‬
‫ثالًثا‪ :‬حق المرأة في العبادة‪:‬‬
‫‪ -1‬الصل مساواة المرأة للرجل في الحكام الشرعية‪:‬‬
‫والدليل على ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن مناط التكليف بأحكام الشريعة السلمية كون النسان‬
‫بالًغا عاقًل لحديث‪) :‬رفع القلم عن ثلثة‪ :‬عن النائم حتى‬
‫يستيقظ‪ ،‬وعن الصبي حتى يحتلم‪ ،‬وعن المجنون حتى يفيق(‬
‫)] أخرجه أحمد )‪ ،(101-6/100‬وأبو داود في الحدود‪ ،‬باب‪ :‬في‬
‫دا )‪ ،(4398‬والنسائي في الطلق‪،‬‬ ‫المجنون يسرق أو يصيب ح ً‬
‫باب‪ :‬من ل يقع طلقه من الزواج )‪ ،(3432‬وابن ماجه في‬
‫الطلق‪ ،‬باب‪ :‬طلق المعتوه والصغير والنائم )‪ ،(2041‬وصححه‬
‫الحاكم )‪ ،(2/59‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وخرجه اللباني في الرواء )‬
‫‪ (297‬وقال‪" :‬صحيح"[(‪ ،‬فإذا بلغ النسان الحلم وكانت أقواله‬
‫قا للمألوف المعتاد بين الناس مما يستد ّ‬
‫ل به‬ ‫وأفعاله جارية وف ً‬
‫كم بتكليفه بأحكام الشريعة لتوّفر مناط‬ ‫ح ِ‬
‫على سلمة عقله ُ‬
‫التكليف‪ ،‬والمرأة يتحقق فيها هذا المعنى كما يتحقق في‬
‫الرجل]المفصل في أحكام المرأة )‪.[(176 /4‬‬
‫ب‪ -‬قول النبي صلى الله عليه وسلم‪) :‬إنما النساء شقائق‬
‫الرجال(] أخرجه أحمد )‪ ،(256 /6‬وأبو داود في الطهارة‪ ،‬باب‪:‬‬
‫في الرجل يجد البلة في منامه )‪ ،(236‬والترمذي في الطهارة‪،‬‬
‫ما )‪ (113‬عن‬ ‫باب‪ :‬ما جاء فيمن يستيقظ فيرى بلًل ول يذكر احتل ً‬
‫عائشة رضي الله عنها‪ ،‬وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه‬
‫على الترمذي بشواهده )‪ ،(192-1/190‬واللباني في السلسلة‬
‫الصحيحة )‪.[(2863‬‬
‫قال الخطابي‪" :‬أي‪ :‬نظائرهم وأمثالهم في الخلق والطباع‪،‬‬
‫ن الخطاب إذا ورد‬ ‫ققن من الرجال‪ .‬وفيه من الفقه‪ ...‬أ ّ‬ ‫ش ِ‬‫فكأنهن ُ‬
‫بلفظ الذكور كان خطاًبا للنساء إل مواضع الخصوص التي قامت‬
‫أدلة التخصيص فيها"] معالم السنن )‪.[(1/161‬‬
‫ج‪ -‬أن الرسول ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬مبعوث إلى الرجال‬
‫والنساء جميعا‪.‬‬
‫قال ابن حزم‪" :‬ولما كان رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬
‫مبعوًثا إلى الرجال والنساء بعًثا مستوًيا وكان خطاب الله تعالى‬
‫دا لم‬ ‫وخطاب نبيه ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬للرجال والنساء واح ً‬
‫ي‬
‫ص جل ّ‬ ‫ل دون النساء إل بن ّ‬ ‫ص بشيء من ذلك الرجا ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫يجز أن ي َ‬
‫أو إجماع"] الحكام في أصول الحكام )‪.[(3/337‬‬
‫ضا‪" :‬وقد تيقّنا أن رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬ ‫وقال أي ً‬
‫مبعوث إليهن كما هو إلى الرجال‪ ،‬وأن الشريعة التي هي شريعة‬
‫السلم لزمة لهن كلزومها للرجال‪ ،‬وأيقّنا أن الخطاب بالعبادات‬
‫ص‬
‫صهن أو خ ّ‬ ‫جهه إلى الرجال إل ما خ ّ‬ ‫جه إليهن كتو ّ‬‫والحكام متو ّ‬
‫ل دونهن‬ ‫ل‪ ،‬وكل هذا يوجب أن ل ُيفرد الرجا ُ‬ ‫ل منهن دلي ٌ‬ ‫الرجا َ‬
‫ك الجميع فيه إل بنص أو إجماع"] الحكام‬ ‫ح اشترا ُ‬ ‫بشيء قد ص ّ‬
‫في أصول الحكام )‪.[(342-3/341‬‬
‫‪ -2‬إسقاط بعض العبادات عن المرأة نظًرا لطبيعتها‪:‬‬
‫وهذا له صور كثيرة منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬إسقاط الصلة والصوم عن الحائض والنفساء‪:‬‬
‫ل ولم‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم‪) :‬أليس إذا حاضت لم تص ّ‬
‫تصم؟! فذلك نقصان دينه(] أخرجه البخاري في الحيض‪ ،‬باب‪:‬‬
‫ترك الحائض الصوم )‪ ،(304‬ومسلم في اليمان )‪ (79‬عن أبي‬
‫سعيد الخدري رضي الله عنه[‪.‬‬
‫قال النووي‪" :‬أجمع المسلمون على أن الحائض والنفساء ل‬
‫تجب عليهما الصلة ول الصوم في الحال"] شرح صحيح مسلم )‬
‫‪.[(1/637‬‬
‫وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن البخاري)]هو من‬
‫علماء الحنفية‪ ،‬توفي في جمادى الخرة سنة ‪546‬هـ‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الجواهر المضية‪ ،‬وأبجد العلوم )‪ ([(2/497‬في بيان الحكمة من‬
‫خَلقهن‬ ‫ف النساء وفتوَرهن إذ هو َ‬ ‫ذلك‪" :‬عِلم الله تعالى ضع َ‬
‫فا‬
‫قهن وتخفي ً‬ ‫ض العبادات ترفيًها في ح ّ‬ ‫ب أن يضع عنهن بع َ‬ ‫فأح ّ‬
‫ة بأشد‬ ‫ة الحيض إذ هي متلوث ٌ‬ ‫لهن‪ ،‬فكان أليقَ الحوال بالوضع حال ُ‬
‫ذى﴾ ]البقرة‪:‬‬ ‫َ‬
‫ل هُوَ أ ً‬ ‫ذى بقوله‪﴿ :‬قُ ْ‬ ‫الشياء لوًثا سماه الله تعالى أ ً‬
‫شح فيه من جميع‬ ‫‪ ،[222‬وهو الدم المخصوص بالرحم يتر ّ‬
‫العضاء‪ ،‬ويجتمع في الرحم‪ ،‬ثم يخرج في هذه اليام المعدودة‪،‬‬
‫ص بالطهارة نحو الصلة‬ ‫ل عبادة تخت ّ‬‫فوضع الله تعالى عنها ك ّ‬
‫ف‬‫س المصحف ودخول المسجد والطوا ِ‬ ‫وقراءة القرآن وم ّ‬
‫طا لداء الصوم‪ ،‬وإذا كان‬ ‫بالبيت‪ ،‬وجعل الطهارة عن الحيض شر ً‬
‫ص بالطهارة عن سائر الحداث إظهاًرا لفحش هذه‬ ‫الصوم ل يخت ّ‬
‫الحالة وإظهاًرا لشرف هذه العبادة‪ ،‬فوضع العبادات عنها ونهاها‬
‫عن إقامة شيء من هذه العبادات لتنتهي بنهي الله تعالى‪،‬‬
‫فيحصل لها ثواب النتهاء كما يحصل لها ثواب الئتمار حالة‬
‫الطهر"] محاسن السلم )ص ‪.[(35‬‬
‫ب‪ -‬إلزامها بقضاء الصوم دون الصلة بعد زوال الحيض‪:‬‬
‫عن معاذة قالت‪ :‬سألت عائشة فقلت‪ :‬ما بال الحائض تقضي‬
‫الصوم ول تقضي الصلة؟! فقال‪ :‬أحرورية أنت؟! قلت‪ :‬لست‬
‫بحرورية ولكني أسأل‪ ،‬قالت‪ :‬كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء‬
‫الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة]أخرجه البخاري في الحيض‪ ،‬باب‪:‬‬
‫ل تقضي الحائض الصلة )‪ ،(321‬ومسلم في الحيض‪ ،‬باب‪:‬‬
‫وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلة )‪.[(335‬‬
‫قال ابن المنذر‪" :‬أجمع أهل العلم على أن عليها الصوم بعد‬
‫الطهر‪ ،‬ونفى الجميع عنها وجوب الصلة"] الوسط )‪.[(2/203‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬والذي ذكره العلماء في الفرق بين الصلة‬
‫والصيام أن الصلة تتكرر فلم يجب قضاؤها للحرج بخلف‬
‫الصيام"] فتح الباري )‪.[(1/502‬‬
‫ج‪ -‬وضع الصيام عن الحامل والمرضع‪:‬‬
‫عن أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه أن رسول الله‬
‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬قال‪) :‬إن الله تعالى وضع عن المسافر‬
‫الصوم وشطر الصلة‪ ،‬وعن الحامل أو المرضع الصوم أو‬
‫الصيام(] أخرجه الترمذي في الصوم‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء في الرخصة‬
‫في الفطار للحبلى والمرضع )‪ ،(715‬والنسائي في الصيام‪ ،‬ذكر‬
‫اختلف معاوية بن سلم وعلي بن المبارك )‪ ،(2274‬وقال‬
‫الترمذي‪" :‬حسن"‪ ،‬وصححه اللباني في صحيح سنن الترمذي )‬
‫‪.[(575‬‬
‫قال ابن قدامة‪" :‬وجملة ذلك أن الحامل والمرضع إذا خافتا‬
‫على أنفسهما فلهما الفطر وعليهما القضاء فحسب‪ ،‬ل نعلم بين‬
‫أهل العلم اختلًفا؛ لنهما بمنزلة المريض الخائف على نفسه‪،‬‬
‫وإن خافتا على ولديهما أفطرتا وعليهما القضاء وإطعام مسكين‬
‫عن كل يوم"] المغني )‪.[(394 /4‬‬
‫د‪ -‬إسقاط طواف الوداع عن الحائض‪:‬‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ُ :‬أمر الناس أن يكون آخر‬
‫فف عن الحائض]أخرجه البخاري في‬ ‫عهدهم بالبيت إل أنه خ ّ‬
‫الحج‪ ،‬باب‪ :‬طواف الوداع )‪ ،(1755‬ومسلم في الحج )‪.[(1328‬‬
‫دع خرجت ول‬ ‫قال الخرقي‪" :‬والمرأة إذا حاضت قبل أن تو ّ‬
‫وداع عليها ول فدية"‪ ،‬قال ابن قدامة‪" :‬وهذا قول عامة فقهاء‬
‫المصار"] المغني )‪.[(5/341‬‬
‫رابًعا‪ :‬العناية بالمرأة في العرض والكرامة‪:‬‬
‫جعل الشرع للحفاظ على عرض المرأة وصيانة كرامتها‬
‫ما كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫أحكا ً‬
‫‪ -1‬المر بالقرار في البيوت‪:‬‬
‫ن﴾ ]الحزاب‪.[33:‬‬ ‫ن ِفى ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَقَْر َ‬
‫قال القرطبي‪" :‬معنى هذه الية‪ :‬المر بلزوم البيت‪ ،‬وإن كان‬
‫الخطاب لنساء النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬فقد دخل غيرهن‬
‫ص جميعَ النساء‪ ،‬كيف‬ ‫فيه بالمعنى‪ ،‬هذا لو لم يرد دليل يخ ّ‬
‫والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والنكفاف عن الخروج‬
‫منها إل لضرورة"] الجامع لحكام القرآن )‪.[(176 /14‬‬
‫‪ -2‬المر بالحجاب‪:‬‬
‫ك وَب ََنـٰت ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ساء‬‫ك وَن ِ َ‬ ‫ى ُقل لْزوٰ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬يٰأي َّها ٱلن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن فَل َ‬ ‫ك أد َْنىٰ أن ي ُعَْرفْ َ‬ ‫ن ذٰل ِ َ‬ ‫جَلـِٰبيب ِهِ ّ‬
‫من َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ّ‬‫ن ي ُد ِْني َ‬
‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ٱل ْ ُ‬
‫م﴾ ]الحزاب‪.[59:‬‬ ‫حي ً‬ ‫فوًرا ّر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ن ٱ لل ّ ُ‬ ‫كا َ‬‫ن وَ َ‬ ‫ي ُؤ ْذ َي ْ َ‬
‫قال ابن عطية‪" :‬لما كانت عادة العربيات التبذل في معنى‬
‫ن يكشفن وجوههن كما يفعل الماء‪ ،‬وكان ذلك داعية‬ ‫الحجبة‪ ،‬وك ّ‬
‫إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكر فيهن؛ أمر الله تعالى‬
‫رسوله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬بأمرهن بإدلء الجلبيب ليقع‬
‫سترهن‪ ،‬ويبين الفرق بين الحرائر والماء فيعرف الحرائر‬
‫بسترهن"] المحرر الوجيز )‪.[(4/399‬‬
‫َ‬ ‫قال‪" :‬وقوله‪﴿ :‬ذٰل ِ َ َ‬
‫ن﴾ ]الحزاب‪[59:‬‬ ‫ن فَل َ ي ُؤ ْذ َي ْ َ‬ ‫ك أد َْنىٰ أن ي ُعَْرفْ َ‬
‫عرفن لم‬ ‫أي‪ :‬على الجملة بالفرق حتى ل يختلطن بالماء‪ ،‬فإذا ُ‬
‫ة‬
‫ضة]أي‪ :‬لم يعترض عليهن أحد[ مراقب ً‬ ‫ذى من المعاَر َ‬ ‫يقابلن بأ ً‬
‫لرتبة الحرية‪ ،‬وليس المعنى أن ُتعرف المرأة حتى يعلم من‬
‫هي"] المحرر الوجيز )‪.[(4/399‬‬
‫‪ -3‬النهي عن التبرج‪:‬‬
‫ة‬ ‫ج ٱل ْ َ ٰ‬
‫جـهِل ِي ّ ِ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬‫ن وَل َ ت َب َّر ْ‬ ‫ن ِفى ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَقَْر َ‬
‫ٱلوَلىٰ﴾ ]الحزاب‪.[33:‬‬
‫قال الشيخ ابن باز‪" :‬ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار‬
‫الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع‬
‫والساق ونحو ذلك من الزينة‪ ،‬لما في ذلك من الفساد العظيم‬
‫والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا‪،‬‬
‫ت المؤمنين من هذه الشياء‬ ‫ذر أمها ِ‬ ‫وإذا كان الله سبحانه يح ّ‬
‫المنكرة مع صلحهن وإيمانهن فغيرهن أولى وأولى بالتحذير‬
‫والنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة"] حكم السفور‬
‫والحجاب‪ ،‬مجلة البحوث السلمية‪ ،‬العدد ‪1405 ،14‬هـ ‪-‬‬
‫‪1406‬ه[‪.‬‬
‫‪ -4‬المر بغض البصار وحفظ الفروج‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫صـرِه ِ ّ‬
‫ن أب ْ َ ٰ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬‫ض َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ت ي َغْ ُ‬ ‫مَنـٰ ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَُقل ل ّل ْ ُ‬
‫ن﴾ ]النور‪.[31:‬‬ ‫جه ُ ّ‬‫ن فُُرو َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬‫وَي َ ْ‬
‫قال ابن كثير‪" :‬هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات‪،‬‬
‫وغيرة منه لزواجهن عباِده المؤمنين‪ ،‬وتمييٌز لهن عن صفة نساء‬
‫الجاهلية وفعال المشركات"] تفسير القرآن العظيم )‪.[(3/311‬‬
‫ض البصر وحفظ‬ ‫قال الشيخ ابن باز‪" :‬فأمر المؤمنات بغ ّ‬
‫ة لهن من أسباب الفتنة‬ ‫الفرج كما أمر المؤمنين بذلك صيان ً‬
‫ضا لهن على أسباب العفة والسلمة"] التبرج والسفور‪،‬‬ ‫وتحري ً‬
‫مجلة البحوث السلمية‪ ،‬العدد ‪.[14‬‬
‫‪ -5‬النهي عن إظهار الزينة لغير المحارم‪:‬‬
‫ه﴾ ]النور‪.[31:‬‬ ‫من ْ َ‬ ‫ما ظ َهََر ِ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫ن ِزين َت َهُ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَل َ ي ُب ْ ِ‬
‫قال ابن كثير‪" :‬أي‪ :‬ل يظهرن شيًئا من الزينة للجانب إل ما ل‬
‫يمكن إخفاؤه‪ ،‬قال ابن مسعود‪) :‬كالرداء والثياب( يعني‪ :‬على ما‬
‫كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجّلل ثيابها وما يبدو‬
‫من أسافل الثياب فل حرج عليها فيه؛ لن هذا ل يمكنها إخفاؤه"]‬
‫تفسير القرآن العظيم )‪.[(3/312‬‬
‫ة لفطرتها‪،‬‬ ‫ل للمرأة تلبي ً‬ ‫قال الستاذ سيد قطب‪" :‬والزينة حل ٌ‬
‫ة وأن تبدوَ جميلة‪ ،‬والزينة تختلف‬ ‫ة بأن تكون جميل ً‬ ‫ل أنثى مولع ٌ‬ ‫فك ّ‬
‫من عصر إلى عصر‪ ،‬ولكن أساسها في الفطرة واحد ٌ هو الرغبة‬
‫في تحصيل الجمال أو استكماله وتجليته للرجال‪ ،‬والسلم ل‬
‫ظمها ويضبطها ويجعلها‬ ‫ة الفطرية‪ ،‬ولكنه ين ّ‬ ‫يقاوم هذه الرغب َ‬
‫طلع منها‬ ‫ة‪ ،‬ي ّ‬ ‫تتبلور في التجاه بها إلى رجل واحد هو شريك الحيا ِ‬
‫طلع أحد سواه‪ ،‬ويشترك معه في الطلع على بعضها‬ ‫على ما ل ي ّ‬
‫م المذكورون في الية بعد‪ ،‬ممن ل يثير شهواتهم ذلك‬ ‫المحار ُ‬
‫ع"] في ظلل القرآن )‪.[(4/2512‬‬ ‫الطل ُ‬
‫‪ -6‬النهي عن الخضوع بالقول‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ساء إ ِ ِ‬ ‫ن ٱلن ّ َ‬ ‫م َ‬‫حد ٍ ّ‬‫ن ك َأ َ‬ ‫ى لَ ْ‬
‫ست ُ ّ‬ ‫ساء ٱلن ّب ِ ّ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬يٰن ِ َ‬
‫ذى ِفى قَل ْب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫معَ ٱل ّ ِ‬ ‫ل فَي َط ْ َ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ن ب ِٱل ْ َ‬
‫ضعْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن فَل َ ت َ ْ‬ ‫قي ْت ُ ّ‬
‫ٱت ّ َ‬
‫ض﴾ ]الحزاب‪.[32:‬‬ ‫مَر ٌ‬ ‫َ‬
‫قال ابن كثير‪" :‬ومعنى هذا أنها تخاطب الجانب بكلم ليس‬
‫ب كما تخاطب‬ ‫فيه ترخيم‪ ،‬أي‪ :‬ل تخاطب المرأة الجان َ‬
‫زوجها"] تفسير القرآن العظيم )‪.[(3/531‬‬
‫ن القول عند مخاطبة الناس كما‬ ‫قال الشوكاني‪" :‬أي‪ :‬ل ُتل ّ‬
‫ريَبات من النساء فإنه يتسّبب عن ذلك مفسدة عظيمة‪،‬‬ ‫تفعله الم ِ‬
‫ض﴾ ]الحزاب‪ [32:‬أي‪:‬‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ذى ِفى قَل ْب ِهِ َ‬ ‫معَ ٱل ّ ِ‬
‫وهي قوله‪﴿ :‬فَي َط ْ َ‬
‫ك ونفاق"] فتح القدير )‪.[(4/277‬‬ ‫فجور وش ّ‬
‫‪ -7‬تحريم الخلوة بالجانب وتحريم سفرها بل محرم‪:‬‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬سمعت النبي ‪-‬صلى‬
‫ن رجل بامرأة إل ومعها‬ ‫الله عليه وسلم‪-‬يخطب يقول‪) :‬ل يخلوَ ّ‬
‫ذو محرم‪ ،‬ول تسافر المرأة إل مع ذي محرم(‪ ،‬فقام رجل فقال‪:‬‬
‫ت في غزوة‬ ‫ة‪ ،‬وإني اكت ُِتب ُ‬ ‫يا رسول الله‪ ،‬إن امرأتي خرجت حاج ً‬
‫كذا وكذا‪ ،‬قال‪) :‬انطلق فحج مع امرأتك(] أخرجه البخاري في‬
‫الحج‪ ،‬باب‪ :‬حج النساء )‪ ،(1862‬ومسلم في الحج )‪.[(1341‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬فيه منع الخلوة بالجنبية وهو إجماع"] فتح‬
‫الباري )‪.[(4/92‬‬
‫ة ممنوع ٌ النفراد بها لما‬ ‫قال القاضي عياض‪" :‬والمرأة فتن ٌ‬
‫سّلط عليهم‬ ‫س البشر من الشهوة فيهن‪ ،‬و ُ‬ ‫جِبلت عليه نفو ُ‬ ‫ُ‬
‫ضم]الوضم‪ :‬كل شيء‬ ‫ن بواسطتهن‪ ،‬ولنهن لحم على وَ َ‬ ‫الشيطا ُ‬
‫يوضع عليه اللحم من خشب أو بارّية يوقى به من الرض‪ .‬مختار‬
‫ب عنه‪ ،‬وعورة ٌ مضطرة إلى صيانة‬ ‫الصحاح )ص ‪ [(302‬إل ما ذ ُ ّ‬
‫ظ وِذي غيرة يحميها ويصونها‪ ،‬وطبع الله في ذوي المحارم‬ ‫وحف ٍ‬
‫من عليهن في‬ ‫ب عنهن ما يؤ َ‬ ‫من الغيرة على محارمهم والذ ّ‬
‫السفر معهم ما ُيخشى"] إكمال المعلم )‪.[(4/448‬‬
‫‪ -8‬التحذير من الدخول على النساء لغير المحارم‪:‬‬
‫عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله ‪-‬صلى الله‬
‫عليه وسلم‪-‬قال‪) :‬إياكم والدخول على النساء(‪ ،‬فقال رجل من‬
‫النصار‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أفرأيت الحمو؟ قال‪) :‬الحمو الموت(‬
‫] أخرجه البخاري في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬ل يخلون رجل بامرأة إل ذو‬
‫محرم والدخول على المغيبة )‪ ،(5232‬ومسلم في الدب )‬
‫‪.[(2083‬‬
‫قال القرطبي‪" :‬قوله‪) :‬الحمو الموت( أي‪ :‬دخوله على زوجة‬
‫ت في الستقباح والمفسدة‪ ،‬أي‪ :‬فهو محّرم‬ ‫أخيه يشبه المو َ‬
‫معلوم التحريم‪ ،‬وإنما بالغ في الزجر عن ذلك وشّبهه بالموت‬
‫فهم ذلك‪،‬‬ ‫لتسامح الناس في ذلك من جهة الزوج والزوجة لل ِ‬
‫ي من المرأة عادة‪ ،‬وخرج هذا مخرج قول‬ ‫حتى كأنه ليس بأجنب ّ‬
‫العرب‪ :‬السد الموت‪ ،‬والحرب الموت‪ ،‬أي‪ :‬لقاؤه يفضي إلى‬
‫الموت‪ ،‬وكذلك دخول الحمو على المرأة يفضي إلى موت الدين‪،‬‬
‫أو إلى موتها بطلقها عند غيرة الزوج‪ ،‬أو برجمها إن زنت‬
‫معه"] المفهم )‪.[(5/501‬‬
‫‪ -9‬البتعاد عن مخالطة الرجال حتى في أماكن العبادة‪:‬‬
‫عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪) :‬خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها‪ ،‬وخير‬
‫صفوف النساء آخرها وشرها أوله(] أخرجه مسلم في الصلة )‬
‫‪.[(349‬‬
‫ف الول من صفوف النساء فإنما‬ ‫قال القرطبي‪" :‬فأما الص ّ‬
‫كان شًرا من آخرها لما فيه من مقاربة أنفاس الرجال للنساء‪،‬‬
‫وش المرأة على الرجل والرجل على‬ ‫فقد يخاف أن تش ّ‬
‫المرأة"] المفهم )([‪.‬‬
‫ضل آخَر صفوف النساء الحاضرات مع‬ ‫قال النووي‪" :‬وإنما ف ّ‬
‫الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم‬
‫م أّول صفوفهن‬ ‫عند رؤية حركاتهم وسماع كلمهم ونحو ذلك‪ ،‬وذ ّ‬
‫لعكس ذلك"] شرح صحيح مسلم )‪.[(160-4/159‬‬
‫قال الشيخ ابن باز‪" :‬وكان النساء في عهد النبي ‪-‬صلى الله‬
‫عليه وسلم‪-‬ل يختلطن بالرجال ل في المساجد ول في السواق‬
‫الختلط الذي ينهى عنه المصلحون اليوم ويرشد القرآن والسنة‬
‫علماَء المة إلى التحذير منه حذًرا من فتنته‪ ،‬بل كان النساء في‬
‫مسجده ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬يصلين خلف الرجال في صفوف‬
‫متأخرة عن الرجال‪ ،‬وكان يقول صلى الله عليه وسلم‪) :‬خير‬
‫صفوف الرجال أولها وشّرها آخرها‪ ،‬وخير صفوف النساء آخرها‬
‫وشرها أوله( حذًرا من افتتان آخر صفوف الرجال بأول صفوف‬
‫النساء‪ ،‬وكان الرجال في عهده ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬يؤمرون‬
‫بالترّيث في النصراف حتى يمضي النساء ويخرجن من المسجد‬
‫ن الرجال في أبواب المساجد مع ما هم عليه جميًعا‬ ‫لئل يختلط به ّ‬
‫من بعدهم؟!‬ ‫رجاًل ونساء من اليمان والتقوى‪ ،‬فكيف بحال َ‬
‫مرن بلزوم حاّفات‬ ‫ققن الطريقَ وُيؤ َ‬‫وكانت النساء ُينَهين أن يتح ّ‬
‫ضا‬‫سة بعضهم بع ً‬ ‫الطريق حذًرا من الحتكاك بالرجال والفتنة بمما ّ‬
‫عند السير في الطريق"] حكم الختلط في التعليم‪ ،‬نشر مجلة‬
‫البحوث السلمية‪ .‬العدد ‪1406 /15‬ه[‪.‬‬
‫طرة‪:‬‬ ‫‪ -10‬التشديد في خروج المرأة متع ّ‬
‫عن أبي موسى الشعري رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪) :‬أيما امرأة استعطرت فمّرت على قوم‬
‫ليجدوا من ريحها فهي زانية(] أخرجه أبو داود في الترجل‪ ،‬باب‪:‬‬
‫في طيب المرأة للخروج )‪ ،(4167‬والترمذي في الستئذان‪،‬‬
‫باب‪:‬ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة )‪،(2937‬‬
‫والنسائي في الزينة‪ ،‬باب‪ :‬ما يكره للنساء من الطيب )‪(5126‬‬
‫واللفظ له‪ ،‬قال الترمذي‪" :‬حديث حسن صحيح"‪ ،‬وصححه‬
‫اللباني في اية المرام )‪.[(84‬‬
‫قال المباركفوري‪" :‬لنها هّيجت شهوة َ الرجال بعطرها‬
‫وحملتهم على النظر إليها‪ ،‬ومن نظر إليها فقد زنى بعينيه‪ ،‬فهي‬
‫سبب زنا العين‪ ،‬فهي آثمة"] تحفة الحوذي )‪.[(8/58‬‬
‫‪ -11‬الغيرة على النساء‪:‬‬
‫قال الشيخ محمد أحمد المقدم‪" :‬إن من آثار تكريم السلم‬
‫للمرأة ما غرسه في نفوس المسلمين من الغيرة‪ ،‬ويقصد‬
‫بالغيرة تلك العاطفة التي تدفع الرجل لصيانة المرأة عن كل‬
‫محّرم وشين وعار‪ ،‬ويعد ّ السلم الدفاع َ عن العرض والغيرة َ على‬
‫حى في سبيله بالنفس‪،‬‬ ‫دا يبذل من أجله الدم‪ ،‬ويض ّ‬ ‫الحريم جها ً‬
‫ويجازي فاعَله بدرجة الشهيد في الجنة‪ ،‬فعن سعيد بن زيد قال‪:‬‬
‫سمعت رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬يقول‪) :‬من قتل دون‬
‫ماله فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دمه فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون‬
‫دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد(] أخرجه أحمد )‬
‫‪ ،(1/190‬وأبو داود في السنة‪ ،‬باب‪ :‬في قتل اللصوص )‪،(4772‬‬
‫والترمذي في الديات‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو‬
‫شهيد )‪ ،(1418‬وابن ماجه في الحدود‪ ،‬باب‪ :‬من قتل دون ماله‬
‫فهو شهيد )‪ ،(2580‬وقال الترمذي‪" :‬حسن صحيح"‪ ،‬وصححه‬
‫أحمد شاكر في تعليقه على المسند )‪ ،(3/119‬واللباني في‬
‫إرواء الغليل )‪ ،[(708‬بل يعد ّ السلم الغيرة َ من صميم أخلق‬
‫اليمان‪ ،‬فمن ل غيرة له ل إيمان له‪ ،‬ولهذا كان رسول الله صلى‬
‫الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬أغيَر الخلق على المة‪ ،‬فعن المغيرة‬
‫بن شعبة رضي الله عنه قال‪ :‬قال سعد بن عبادة‪ :‬لو رأيت رجًل‬
‫مع امرأتي لضربته بالسيف غيَر مصفح‪ ،‬فبلغ ذلك رسول الله‬
‫ه‪،‬‬
‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬فقال‪) :‬تعجبون من غيرة سعد؟! والل ِ‬
‫ه أغير مني‪ ،‬ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش‬ ‫لنا أغير منه‪ ،‬والل ُ‬
‫ما ظهر منها وما بطن( الحديث]رواه البخاري في المحاربين‪،‬‬
‫باب‪ :‬من رأى مع امرأته رجًل فقتله )‪ ،(6846‬ومسلم في اللعان‬
‫)‪ ،[(1499‬وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ‪-‬صلى‬
‫الله عليه وسلم‪-‬قال‪) :‬إن الله يغار وإن المؤمن يغار‪ ،‬وإن غيرة‬
‫الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه(] رواه البخاري في‬
‫النكاح‪ ،‬باب‪ :‬الغيرة )‪ ،(5223‬ومسلم في التوبة )‪.[(2761‬‬
‫ة المحب وحمّيته أن‬ ‫وإن من ضروب الغيرة المحمودة أن َفَ َ‬
‫عا من أنواع‬ ‫يشاركه في محبوبه غيُره‪ ،‬ومن هنا كانت الغيرة نو ً‬
‫ضا مثاَر‬
‫الثرة ل بد منه لحياطة الشرف وصيانة العرض‪ ،‬وكانت أي ً‬
‫ة له ول حفيظة‪.‬‬ ‫الحمية والحفيظة فيمن ل حمي َ‬
‫ث في أهله أو يشتغل‬ ‫وضد ّ الغيور الدّيوث‪ ،‬وهو الذي يقّر الخب َ‬
‫بالقيادة‪ ،‬قال العلماء‪ :‬الديوث الذي ل غيرة َ له على أهل بيته‪،‬‬
‫وقد ورد الوعيد الشديد في حقه‪ ،‬فعن عبد الله بن عمر رضي‬
‫الله عنهما قال‪ :‬قال رسول الله صلى عليه وسلم‪) :‬ثلثة ل ينظر‬
‫الله عز وجل إليهم يوم القيامة‪ :‬العاق لوالديه والمرأة المترجلة‬
‫والديوث( الحديث]أخرجه أحمد )‪ ،(2/134‬والنسائي في الزكاة‪،‬‬
‫باب‪ :‬المنان بما أعطى )‪ ،(2561‬وصححه أحمد شاكر في تعليقه‬
‫على المسند )‪ ،(9/34‬واللباني في صحيح سنن النسائي )‬
‫‪.[(2402‬‬
‫ن العروبة وقوام أخلقها في‬ ‫فة رك ُ‬ ‫إن الغيرة َ على حرمة الع ّ‬
‫الجاهلية والسلم؛ لنها طبيعة الفطرة البشرية الصافية النقية‪،‬‬
‫ولنها طبيعة النفس الحرة البية"] عودة الحجاب )‪-3/114‬‬
‫‪.[(115‬‬
‫سا‪ :‬المرأة في المجتمع‪:‬‬ ‫خام ً‬
‫للمرأة في المجتمع المسلم مكانة عظيمة وحقوق تتمّتع بها‪،‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫مهات‪:‬‬
‫‪ -1‬تحريم عقوق ال ّ‬
‫عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال‪ :‬قال النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‪) :‬إن الله حرم عليكم عقوقَ المهات ووأد البنات‬
‫ومنعَ وهات‪ ،‬وكره لكم‪ :‬قيل وقال وكثرة َ السؤال وإضاعة المال(‬
‫] رواه البخاري في الستقراض‪ ،‬باب‪ :‬ما ينهى من إضاعة المال )‬
‫‪ ،(2408‬ومسلم في القصية )‪.[(1715‬‬
‫ت بالذكر لن العقوق إليهن‬ ‫ص المها ِ‬ ‫قال ابن حجر‪" :‬قيل‪ :‬خ ّ‬
‫دم على‬ ‫أسرع من الباء لضعف النساء‪ ،‬ولينّبه على أن بّر الم مق ّ‬
‫بّر الب في التلطف والحنو ونحو ذلك" ] فتح الباري )‪.[(5/83‬‬
‫‪ -2‬تقديم الم في البر على الب‪:‬‬
‫عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‪ :‬جاء رجل إلى رسول الله‬
‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬فقال‪ :‬من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟‬
‫قال‪) :‬أمك(‪ ،‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪) :‬ثم أمك(‪ ،‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪:‬‬
‫)ثم أمك(‪ ،‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪) :‬ثم أبوك( ] أخرجه البخاري في‬
‫الدب‪ ،‬باب‪ :‬من أحق الناس بحسن الصحبة؟ )‪ ،(597‬ومسلم‬
‫في البر )‪.[(2548‬‬
‫قال النووي‪" :‬وفيه الحث على بر القارب‪ ،‬وأن الم أحقهم بذلك‪،‬‬
‫ثم بعدها الب‪ ،‬ثم القرب فالقرب‪ ،‬قال العلماء‪ :‬وسبب تقديم‬
‫الم كثرة ُ تعبها عليه وشفقتها وخدمتها‪ ،‬ومعاناة المشاق في‬
‫حمله ثم وضعه ثم إرضاعه ثم تربيته وخدمته وتمريضه وغير‬
‫ذلك" ] شرح صحيح مسلم )‪.[(16/102‬‬
‫‪ -3‬تحريم وأد البنات‪:‬‬
‫عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم‪) :‬إن‬
‫الله حرم عليكم عقوق المهات ووأد البنات‪ (...‬الحديث ]رواه‬
‫البخاري في الستقراض‪ ،‬باب‪ :‬ما ينهى من إضاعة المال )‬
‫‪ ،(2408‬ومسلم في القصية )‪.[(1715‬‬
‫متن تحت‬ ‫ن في حياتهن في ُ‬‫قال النووي‪" :‬وأما وأد البنات فهو دفنه ّ‬
‫التراب‪ ،‬وهو من الكبائر الموبقات؛ لنه قتل نفس بغير حق‪،‬‬
‫ضا قطيعة الرحم‪ ،‬وإنما اقتصر على البنات لنه المعتاد‬ ‫ويتضمن أي ً‬
‫الذي كانت الجاهلية تفعله" ] شرح صحيح مسلم )‪.[(12/12‬‬
‫ث على تربية البنات وفضله‪:‬‬ ‫‪ -4‬الح ّ‬
‫عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫ن له ستًرا‬ ‫وسلم‪) :‬من يلي من هذه البنات شيًئا فأحسن إليهن ك ّ‬
‫من النار( ] أخرجه البخاري في الدب‪ ،‬باب‪ :‬رحمة الولد )‬
‫‪ ،(5995‬ومسلم في البر )‪.[(2629‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬وفي الحديث تأكيد حقّ البنات لما فيهن من‬
‫الضعف غالًبا عن القيام بصالح أنفسهن‪ ،‬بخلف الذكور لما فيهم‬
‫من قوة البدن وجزالة الرأي وإمكان التصرف في المور المحتاج‬
‫إليها في أكثر الحوال" ] فتح الباري )‪.[(10/443‬‬
‫وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪) :‬من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا‬
‫م أصابعه ]رواه مسلم في البر )‪.[(2631‬‬ ‫وهو( وض ّ‬
‫قال النووي‪" :‬فيه فضل الحسان إلى البنات والنفقة عليهن‬
‫والصبر عليهن وعلى سائر أمورهن" ] شرح صحيح مسلم )‬
‫‪.[(16/179‬‬
‫‪ -5‬حقّ المرأة في التعّلم‪:‬‬
‫ل أهَله‪:‬‬‫أ‪ -‬فضل تعليم الرج ِ‬
‫قال البخاري في صحيحه‪" :‬باب تعليم الرجل أمته وأهله"‪.‬‬
‫وأخرج عن أبي موسى الشعري رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬ثلثة لهم أجران‪ :‬رجل من أهل‬
‫الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم‪ ،‬والعبد‬
‫دى حقّ الله وحقّ مواليه‪ ،‬ورجل كانت عنده أمة‬ ‫المملوك إذا أ ّ‬
‫فأدبها فأحسن تأديبها وعّلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها‬
‫فله أجران( ] صحيح البخاري‪ :‬كتاب العلم )‪.[(97‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬مطابقة الحديث للترجمة في المة بالنص‪ ،‬وفي‬
‫الهل بالقياس؛ إذ العتناء بالهل الحرائر في تعليم فرائض الله‬
‫وسنن رسوله آكد من العتناء بالماء" ] فتح الباري )‪.[(1/229‬‬
‫ب‪ -‬المام العظم يعظ النساء ويعلمهن‪:‬‬
‫قال البخاري في صحيحه‪" :‬باب عظة المام النساء وتعليمهن"‪.‬‬
‫ثم أخرج عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ‪-‬صلى الله‬
‫ن أنه لم ُيسمع‪ ،‬فوعظهن‬ ‫عليه وسلم‪-‬خرج ومعه بلل‪ ،‬فظ ّ‬
‫م‪ ،‬وبلل‬ ‫وأمرهن بالصدقة‪ ،‬فجعلت المرأة تلقي القر َ‬
‫ط والخات َ‬
‫يأخذ في طرف ثوبه ]صحيح البخاري‪ :‬كتاب العلم )‪ ،(98‬ومسلم‬
‫في صلة العيدين )‪.[(884‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬نبه بهذه الترجمة على أن ما سبق من الندب‬
‫صا بأهلهن‪ ،‬بل ذلك مندوب للمام‬ ‫إلى تعليم الهل ليس مخت ً‬
‫العظم ومن ينوب عنه‪ ،‬واسُتفيد التعليم من قوله‪) :‬وأمرهن‬
‫بالصدقة( كأنه أعلمهن أن في الصدقة تكفيًرا لخطاياهن" ] فتح‬
‫الباري )‪.[(1/232‬‬
‫قال ابن بطال‪" :‬فيه أنه يجب على المام افتقاد أمور رعيته‬
‫وتعليمهم ووعظهم‪ ،‬الرجال والنساء في ذلك سواء‪ ،‬لقوله عليه‬
‫السلم‪) :‬المام راع ومسئول عن رعيته( ] صحيح البخاري‪:‬‬
‫الجمعة‪ ،‬باب الجمعة في القرى والمدن )‪ ،(893‬ومسلم في‬
‫المارة )‪ (1829‬عن ابن عمر رضي الله عنهم[‪ ،‬فدخل في ذلك‬
‫الرجال والنساء" ] شرح صحيح البخاري )‪.[(1/175‬‬
‫غب لها تعّلم أمور دينها‪:‬‬ ‫ج‪ -‬الحائض ير ّ‬
‫حّيض يوم العيدين وذوات‬ ‫ُ‬
‫عن أم عطية قالت‪ :‬أمرنا أن نخرج ال ُ‬
‫الخدور فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحّيض عن‬
‫مصلهن ]أخرجه البخاري في الصلة‪ ،‬باب‪ :‬وجوب الصلة في‬
‫الثياب )‪ ،(351‬ومسلم في صلة العيدين )‪.[(890‬‬
‫قال الحافظ‪" :‬فيه أن الحائض ل تهجر ذكر الله ول مواطن الخير‬
‫كمجالس العلم والذكر سوى المساجد" ] فتح الباري )‪.[(1/505‬‬
‫د‪ -‬تخصيص النساء بأيام خاصة لتعليمهن‪:‬‬
‫م على حدة في‬ ‫قال البخاري‪" :‬باب‪ :‬هل ُيجعل للنساء يو ٌ‬
‫العلم؟"‪.‬‬
‫ثم أخرج عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‪ :‬قالت‬
‫النساء للنبي صلى الله عليه وسلم‪ :‬غلبنا عليك الرجال‪ ،‬فاجعل‬
‫ما لقيهن فيه‪ ،‬فوعظهن وأمرهن‪،‬‬ ‫ن يو ً‬
‫ما من نفسك‪ ،‬فوعده ّ‬ ‫لنا يو ً‬
‫دم ثلثة من ولدها إل كان‬ ‫فكان فيما قال لهن‪) :‬ما منكن امرأة تق ّ‬
‫لها حجاًبا من النار(‪ ،‬فقالت امرأة‪ :‬واثنين؟ فقال‪) :‬واثنين(‬
‫] صحيح البخاري‪ :‬كتاب العلم )‪ ،(101‬ومسلم في البر )‪.[(2633‬‬
‫قال ابن بطال‪" :‬وفيه سؤال النساء عن أمور دينهن‪ ،‬وجواز‬
‫كلمهن مع الرجال في ذلك فيما لهن الحاجة إليه‪ ،‬وقد أخذ العلم‬
‫عن أزواج النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬وعن غيرهن من نساء‬
‫السلف" ] شرح صحيح البخاري )‪.[(1/178‬‬
‫قال ابن الجوزي‪" :‬المرأة شخص مكّلف كالرجل‪ ،‬فيجب عليها‬
‫طلب علم الواجبات عليها لتكون من أدائها على يقين‪ .‬فإن كان‬
‫لها أب أو أخ أو زوج أو محَرم يعّلمها الفرائض ويعّرفها كيف‬
‫تؤدي الواجبات كفاها ذلك‪ ،‬وإن لم تكن سألت وتعّلمت‪ ،‬فإن‬
‫قدرت على امرأة تعلمت ذلك وتعرفت منها‪ ،‬وإل تعلمت من‬
‫الشياخ وذوي السنان من غير خلوة بها‪ ،‬وتقتصد على قدر‬
‫اللزم‪ ،‬ومتى حدثت لها حادثة في دينها سألت ولم تستحي؛ فإن‬
‫الله ل يستحيي من الحق" ] انظر‪ :‬أحكام النساء )ص ‪.[(25‬‬
‫ّ‬
‫وقال الشيخ عبد الله آل محمود‪" :‬إن المرأة كالرجل في تعلم‬
‫الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين والخلق وقوانين‬
‫الصحة والتدبير وتربية العيال ومبادئ العلوم والفنون من العقائد‬
‫الصحيحة والتفاسير والسير والتاريخ وكتب الحديث والفقه‪ ،‬كل‬
‫هذا حسن في حقها تخرج به عن حضيض جهلها‪ ،‬ول يجادل في‬
‫ل‪ ،‬مع اللتزام بالحشمة والصيانة وعدم الختلط‬ ‫حسنه عاق ٌ‬ ‫ُ‬
‫بالرجال الجانب" ] انظر‪ :‬المرأة المسلمة أمام التحديات لحمد‬
‫الحصين )ص ‪.[(65-64‬‬
‫وقال الشيخ أحمد الحصين‪" :‬إن الله لم يحرم تعليم الفتاة‪ ،‬إنما‬
‫ث على تعليمها‪ ،‬ولكن نجد اليوم بنات المسلمين في أنحاء‬ ‫ح ّ‬
‫العالم السلمي يدُرسن مواد ّ ل تصلح لنوثتهن وطبيعتهن التي‬
‫خلقها الله‪ ،‬فهي تخالف تكوينها الجسمي مثل الجيولوجيا‬
‫والكيمياء والتنقيب عن البترول‪ ،‬والطامة الكبرى أننا نرى الفتيات‬
‫المسلمات يسافرن إلى بلد أوروبا أو بلد الشيوعية للدراسة‬
‫ما عليهن‪ ،‬ومن ثم نرى التعليم اليوم‬ ‫والتعليم‪ ،‬وهذا يكون محّر ً‬
‫دا كل البعد عن الدين‬ ‫في أغلب بلد العالم العربي والسلمي بعي ً‬
‫وشئون المرأة الذي يسير مع تكوينها الجسمي والعقلي‪ ،‬ومن ثم‬
‫المنهج التعليمي التربوي أكثره تضعه هيئة اليونسكو التابعة للمم‬
‫المتحدة التي ل تعرف عن ديننا إل ما تتلقاه من المستشرقين‬
‫والمبشرين‪ ،‬فحين أمرنا السلم بتعليم الناث أمَر بتعليمهن‬
‫ومات الحياة التي تليق بالمرأة والتي‬ ‫الشياء التي تصلح لمق ّ‬
‫ت مشرفة على شئون منزلها مثل التطريز‬ ‫تحتاج إليها كرّبة بي ٍ‬
‫والخياطة والطهي وتربية الولد وتعليمهن الدين من عقائد‬
‫وعبادات وتهذيب وسيرة وغيرها من العلوم النافعة التي تنفعها‬
‫في الدنيا والخرة‪ ،‬ولكن اليدي الخفية ل ترى هذا‪ ،‬إنها تريد‬
‫تدميرها وانحرافها عن طريق الحق إلى طريق الهاوية" ] المرأة‬
‫المسلمة أمام التحديات )ص ‪.[(67-66‬‬
‫‪ -6‬المرأة والعمل‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصل في المرأة قرارها في البيت‪:‬‬
‫ن﴾ ]الحزاب‪.[33:‬‬ ‫ن ِفى ب ُُيوت ِك ُ ٌّ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَقَْر َ‬
‫قال القرطبي‪" :‬معنى هذه الية‪ :‬المر بلزوم البيت‪ ،‬وإن كان‬
‫الخطاب لنساء النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬فقد دخل غيرهن‬
‫ص جميعَ النساء‪ ،‬كيف‬ ‫فيه بالمعنى‪ ،‬هذا لو لم يرد دليل يخ ّ‬
‫والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والنكفاف عن الخروج‬
‫منها إل لضرورة" ] الجامع لحكام القرآن )‪.[(176 /14‬‬
‫ب‪ -‬واجب المرأة في بيتها‪:‬‬
‫إن واجب المرأة في بيتها هو القيام بأعمال البيت وما تتطلبه‬
‫الحياة الزوجية والوفاء بحق الزوج عليها‪ ،‬وقيامها بشؤون أولدها‬
‫دا ومتِعبة‪ ،‬وتحتاج‬ ‫وتربيتهم وخدمتهم‪ .‬وهذه الواجبات كثيرة ج ً‬
‫م بالعمل‬ ‫إلى تفرغ المرأة لها‪ ،‬وبالتالي ل يمكنها عادة ً وغالًبا القيا ُ‬
‫ج البيت إل على حساب التفريط بهذه الواجبات‬ ‫المباح لها خار َ‬
‫والتقصير في أدائها إن لم نقل إهمالها‪ ،‬وحيث إن من أصول‬
‫م جواز مزاحمة ما هو حق للنسان لما هو‬ ‫الحقوق والواجبات عد َ‬
‫ت‬‫ح لها واجبا ِ‬ ‫ل المرأة المبا ُ‬ ‫م عم ُ‬ ‫واجب عليه فل يجوز أن يزاح َ‬
‫المرأة في البيت ]المفصل في أحكام المرأة )‪.[(4/265‬‬
‫ج‪ -‬ضمان النفقة للمرأة‪:‬‬
‫من قُد َِر ع َل َي ْهِ رِْزقُ ُ‬
‫ه‬ ‫سعَت ِهِ وَ َ‬ ‫من َ‬ ‫سعَةٍ ّ‬ ‫ذو َ‬ ‫فقْ ُ‬‫قال تعالى‪﴿ :‬ل ُِين ِ‬
‫ه﴾ ]الطلق‪.[7:‬‬ ‫ما ءاَتاه ُ ٱلل ّ ٌُ‬ ‫م ّ‬ ‫فَل ُْين ِ‬
‫فقْ ِ‬
‫قال القرطبي‪" :‬أي‪ :‬لينفق الزوج على زوجته وعلى ولده الصغير‬
‫سًعا عليه‪ ،‬ومن‬ ‫سع عليهما إذا كان مو ّ‬ ‫على قدر ُوسعه حتى يو ّ‬
‫كان فقيًرا فعلى قدر ذلك" ] الجامع لحكام القرآن )‪.[(18/170‬‬
‫وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله‬
‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬قال في خطبة عرفة‪) :‬ولهن عليكم‬
‫رزقهن وكسوتهن بالمعروف( ] رواه مسلم في الحج )‪.[(1218‬‬
‫قال النووي‪" :‬فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها‪ ،‬وذلك ثابت‬
‫بالجماع" ] شرح صحيح مسلم )‪.[(8/184‬‬
‫ب من العبرة‪ ،‬وهو أن المرأة محبوسة‬ ‫قال ابن قدامة‪" :‬وفيه ضر ٌ‬
‫على الزوج يمنعها من التصرف والكتساب‪ ،‬فل بد من أن ينفق‬
‫عليها كالعبد مع سيده" ] المغني )‪.[(11/348‬‬
‫قال الدكتور عبد الله الطريقي‪" :‬المرأة باعتبارات شرعية‬
‫منعت من‬ ‫اقتضتها متطلبات حالها الملزمة للستر والعفاف ُ‬
‫قا‬
‫جعل النفاق عليها ح ً‬ ‫مخالطة الرجال لجل كسب القوت‪ ،‬و ُ‬
‫ما أو بنًتا أو قريبة‬ ‫جا أو أ ً‬ ‫على الغير من زوج أو قريب لكونها زو ً‬
‫ذات رحم محرم عليها‪ ،‬فلها حق الرعاية والنفاق متى ما كانت‬
‫مستحقة لذلك" ] نفقة المرأة الواجبة على زوجها‪ ،‬نشر مجلة‬
‫البحوث السلمية‪ ،‬عدد ‪1407 ،19‬ه[‪.‬‬
‫د‪ -‬الضرورة تبيح العمل للمرأة‪:‬‬
‫قال الشيخ عبد الكريم زيدان‪" :‬وإذا كان الصل في عمل المرأة‬
‫ج البيت هو المنع والحظر فإن الجواز هو الستثناء إذا اقتضت‬ ‫خار َ‬
‫الضرورة ذلك؛ لن الضرورات تبيح المحظورات‪ ،‬وهي من‬
‫القواعد الثابتة في الشريعة السلمية التي ل خلف فيها‪ ،‬فإذا‬
‫ب المرأة عن طريق العمل المشروع ما‬ ‫اقتضت ضرورة ٌ اكتسا َ‬
‫تسد ّ به متطّلبات معيشتها جاز لها هذا العمل" ] المفصل في‬
‫أحكام المرأة )‪.[(268-4/267‬‬
‫ومن أدلة ذلك‪:‬‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ة ّ‬
‫م ً‬ ‫جد َ ع َل َي ْهِ أ ّ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مد ْي َ َ‬‫ماء َ‬
‫ما وََرد َ َ‬‫‪ -1‬قول الله تعالى‪﴿ :‬وَل َ ّ‬
‫ما‬
‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ذو َ‬ ‫ن تَ ُ‬‫ِ‬ ‫مَرأ ََتي‬‫مٱ ْ‬‫دون ِهِ ُ‬
‫من ُ‬ ‫جد َ ِ‬ ‫ن وَوَ َ‬ ‫قو َ‬‫س ُ‬‫س يَ ْ‬‫ٱلّنا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شي ْ ٌ‬
‫خ‬ ‫عاء وَأُبوَنا َ‬ ‫صد َِر ٱلّر َ‬ ‫حّتىٰ ي ُ ْ‬
‫قى َ‬ ‫س ِ‬‫ما َقالَتا ل َ ن َ ْ‬‫خط ْب ُك ُ َ‬
‫َ‬
‫ك َِبي ٌٌر﴾ ]القصص‪.[22:‬‬
‫قال الشيخ عبد الكريم زيدان‪" :‬ووجه الدللة بالية الكريمة أن‬
‫شعيًبا عليه السلم أذن لبنتيه أن تسقيا الغنام خارج البيت من‬
‫ماء مدين؛ لنه في حالة عجز عن القيام بمهمة السقي‪ ،‬فهو إ ً‬
‫ذا‬
‫في حالة ضرورة أباحت له أن يأذن لبنتيه بالقيام بهذا العمل"‬
‫] المفصل في أحكام المرأة[‪.‬‬

‫‪ -2‬عن أسماء بنت أبي بكر رض الله عنهما قالت‪ :‬تزوجني الزبير‬
‫وما له في الرض من مال ول مملوك ول شيء غير ناضح وغير‬
‫غرَبه‪ ،‬وأعجن‪،‬‬ ‫فرسه‪ ،‬فكنت أعلف فرسه‪ ،‬وأستقي الماء‪ ،‬وأخرُِز َ‬
‫ولم أكن أحسن أخبز‪ ،‬وكان يخبز جارات لي من النصار‪ ،‬وكن‬
‫صدق‪ ،‬وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه‬ ‫نسوة ِ‬
‫رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬على رأسي وهي مني على‬
‫ثلثي فرسخ‪ ...‬الحديث ]أخرجه البخاري في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬الغيرة )‬
‫‪.[(5224‬‬
‫بين ابن حجر أن السبب الحامل لسماء بنت أبي بكر رضي الله‬
‫عنهما على الصبر على هذه العمال الشاّقة التي جاءت في هذا‬
‫الحديث وسكوت زوجها وأبيها على ذلك هو انشغالهما بالجهاد‬
‫وغيره مما يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فكان الزبير‬
‫رضي الله عنه ل يتفرغ للقيام بهذه العمال التي كانت تقوم بها‪،‬‬
‫ضا لم يكن باستطاعته أن يستأجر من يقوم له بهذه العمال‪،‬‬ ‫وأي ً‬
‫ولم يكن عنده مملوك يقوم له بهذه العمال‪ ،‬فانحصر المر في‬
‫زوجته ]انظر‪ :‬فتح الباري )‪.[(9/235‬‬

‫قال الشيخ عبد الكريم زيدان‪" :‬وفي قصة أسماء وحملها النوى‬
‫من أرض بعيدة عن بيتها لحاجة زوجها لهذا العمل واطلع النبي‬
‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬على حالها وفعلها وسكوته ‪-‬صلى الله‬
‫عليه وسلم‪-‬دليل واضح على جواز عمل المرأة خارج البيت إذا‬
‫كان هناك ضرورة لعملها" ] المفصل في أحكام المرأة )‬
‫‪.[(4/270‬‬
‫هـ‪ -‬شروط عمل المرأة‪:‬‬
‫‪ -1‬اللتزام بالحجاب الشرعي‪.‬‬
‫‪ -2‬المن من الفتنة كالختلط بالرجال أو الخلوة بهم‪.‬‬
‫‪ -3‬إذن الولي‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ل يستغرق العمل وقتها أو يتنافى مع طبيعتها‪.‬‬
‫‪ -5‬أن ل يكون في العمل تسّلط على الرجال‪.‬‬
‫والهدف من اشتراط هذه الشروط هو بناء مجتمع متكامل‬
‫مترابط‪ ،‬وتهذيب المة وتربيتها على المثل العليا والخلق الحميد‪،‬‬
‫ووقاية الفراد من المراض الجتماعية والنفسية والخلقية ]انظر‪:‬‬
‫عمل المرأة وموقف السلم منه للدكتور عبد الرب نواب الدين‬
‫)ص ‪.[(196-182‬‬
‫سا‪ :‬حق المرأة في المال‪:‬‬ ‫ساد ً‬
‫‪ -1‬حق المرأة في المال كحق الرجل‪:‬‬
‫تتمتع المرأة بالحقوق الخاصة المالية كالرجل‪ ،‬فلها أن تكتسب‬
‫ل‬ ‫جا ِ‬ ‫المال بأسباب كسبه المشروعة كالرث‪ ،‬قال تعالى‪ّ﴿ :‬للّر َ‬
‫ك‬‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساء ن َ ِ‬ ‫ن وَِللن ّ َ‬ ‫ن وَٱلقَْرُبو َ‬ ‫ك ٱْلوِٰلدٰ ِ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬‫ب ّ‬ ‫َنصي ِ ٌ‬
‫َ‬ ‫ٱ ْٰ‬
‫ض﴾ ]النساء‪:‬‬ ‫فُرو ًٌ‬ ‫م ْ‬ ‫صيًبا ّ‬‫ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما قَ ّ‬ ‫م ّ‬‫ن ِ‬ ‫ن وَٱلقَْرُبو َ‬ ‫لوِلدٰ ِ‬
‫‪ ] [7‬المفصل في أحكام المرأة )‪.[(4/291‬‬
‫‪ -2‬مباشرة المعاملت المختلفة‪:‬‬
‫للمرأة أن تباشر المعاملت المختلفة لكسب المال كالجارة‪ ،‬قال‬
‫م َأن‬ ‫تعالى في استئجار الظئر لرضاع الطفل‪﴿ :‬وإ َ‬
‫ن أَردت ّ ْ‬ ‫َِ ْ‬
‫ح ع َل َي ْك ُ ٌْ‬ ‫َ‬
‫م﴾ ]البقرة‪.[233:‬‬ ‫م فَل َ ُ‬
‫جَنا َ‬ ‫ضُعوا ْ أوَْلـٰد َك ُ ْ‬ ‫ست َْر ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫من يسترضع‬ ‫قال الكاساني‪" :‬نفى الله سبحانه وتعالى الجناح ع ّ‬
‫ده‪ ،‬والمراد منه السترضاع بالجرة بدليل قوله تعالى‪﴿ :‬إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫ول َ‬
‫ح‬ ‫ف﴾ ]البقرة‪ [233:‬بعد قوله‪﴿ :‬فَل َ ُ‬
‫جَنا َ‬ ‫معُْرو ِ ٌ‬ ‫ما ءات َي ُْتم ب ِٱل ْ َ‬ ‫مُتم ّ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫َ‬
‫م﴾ ]البقرة‪ ] "[233:‬انظر‪ :‬المفصل في أحكام المرأة )‬ ‫ع َل َي ْك ُ ٌْ‬
‫‪.[(4/291‬‬
‫‪ -3‬التوكيل في المعاملت‪:‬‬
‫كل من تشاء في سائر ما تملكه من تصّرفات‬ ‫وللمرأة أن تو ّ‬
‫كل على غيرها‪.‬‬ ‫كالبيع والشراء وغير ذلك كما يجوز لها أن تتو ّ‬
‫ح تصّرفه في شيء بنفسه وكان‬ ‫قال ابن قدامة‪" :‬وكل من ص ّ‬
‫كل فيه رجل كان أو امرأة حًرا كان أو‬‫ً‬ ‫ح أن يو ّ‬ ‫مما تدخله النيابة ص ّ‬
‫دا" ] المغني )‪.[(7/197‬‬ ‫عب ً‬
‫ضا‪" :‬ل نعلم خلًفا في جواز التوكيل في البيع والشراء‪،‬‬ ‫وقال أي ً‬
‫وقد ذكرنا الدليل عليه من الية والخبر‪ ،‬ولن الحاجة داعية إلى‬
‫التوكيل فيه؛ لنه قد يكون ممن ل يحسن البيع والشراء أو ل‬
‫يمكنه الخروج إلى السوق‪ ،‬وقد يكون له مال ول يحسن التجارة‬
‫فيه‪ ،‬وقد يحسن ول يتفرغ‪ ،‬وقد ل تليق به التجارة لكونه امرأة" ]‬
‫المغني )‪.[(7/198‬‬
‫سابًعا‪ :‬حقوق المرأة الزوجية‪:‬‬
‫‪ -1‬استئذانها في التزويج‪:‬‬
‫عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬
‫قال‪) :‬ل تنكح اليم حتى تستأمر‪ ،‬ول تنكح البكر حتى تستأذن(‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬وكيف إذنها؟ قال‪) :‬أن تسكت( ] أخرجه‬
‫البخاري في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬ل ينكح الب وغيره البكر والثيب إل‬
‫برضاهما )‪.[(5136‬‬
‫قال ابن تيمية‪" :‬المرأة ل ينبغي لحد أن يزّوجها إل بإذنها كما أمر‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فإن كرهن ذلك لم تجبر على النكاح‬
‫إل الصغيرة البكر‪ ،‬فإن أباها يزّوجها ول إذن لها‪ ،‬وأما البالغ الثيب‬
‫فل يجوز تزويجها بغير إذنها ل للب ول لغيره بإجماع المسلمين‪،‬‬
‫وكذلك البكر البالغ ليس لغير الب والجد تزويجها بدون إذنها‬
‫بإجماع المسلمين‪ ،‬وأما الب والجد فينبغي لهما استئذانها‪،‬‬
‫واختلف العلماء في استئذانها‪ :‬هل هو واجب أو مستحب؟‬
‫والصحيح أنه واجب" ] مجموع الفتاوى )‪.[(40-32/39‬‬
‫‪ -2‬المهر‪:‬‬
‫ة﴾ ]النساء‪.[4:‬‬‫حل َ ًٌ‬ ‫ن نِ ْ‬‫صد َُقـٰت ِهِ ّ‬ ‫ساء َ‬ ‫قال تعالى‪َ﴿ :‬وءاُتوا ْ ٱلن ّ َ‬
‫قال القرطبي‪" :‬هذه الية تدل على وجوب الصداق للمرأة‪ ،‬وهو‬
‫مجمع عليه ول خلف فيه" ] الجامع لحكام القرآن )‪.[(5/24‬‬
‫قال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن البخاري‪" :‬ومن محاسن‬
‫النكاح أن لم يشرع في حق النساء إل بصداق‪ ،‬قال الله تعالى‪﴿ :‬‬
‫م﴾ ]النساء‪ ،[24:‬فإنها لو‬ ‫م َأن ت َب ْت َُغوا ْ ب ِأ َ ْ ٰ‬
‫مول ِك ُ ٌْ‬ ‫ما وََراء ذ َل ِك ُ ْ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬
‫م ّ‬ ‫ح ّ‬‫وَأ ُ ِ‬
‫ل وضاعت بأسرع الوقات‪ ،‬فلم‬ ‫حّلت بغير بدل لكان في ذلك ذ ّ‬
‫ف المطالبة بالصداق‬ ‫يشرع عقد النكاح إل ببدل يلزمه ليكون خو ُ‬
‫مانًعا له عن الطلق فيدوم‪ ،‬وإذا دام حصل مقصود البقاء‬
‫والتوالد" ] محاسن السلم )ص ‪.[(46‬‬
‫‪ -3‬وجوب النفقة والكسوة‪:‬‬
‫في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله‬
‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬قال في خطبة عرفة‪) :‬ولهن عليكم‬
‫رزقهن وكسوتهن بالمعروف( ] رواه مسلم في الحج )‪.[(1218‬‬
‫قال النووي‪" :‬فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها‪ ،‬وذلك ثابت‬
‫بالجماع" ] شرح صحيح مسلم )‪.[(8/184‬‬
‫‪ -4‬وجوب السكنى‪:‬‬
‫م﴾ ]الطلق‪.[6:‬‬ ‫جد ِك ُ ٌْ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫من وُ ْ‬ ‫كنُتم ّ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬أ ْ‬
‫حقّ على زوجها مد ّةَ‬ ‫قال الماوردي‪" :‬يعني سكن الزوجة مست َ‬
‫دة طلقها بائًنا كان أو رجعًيا" ] النكت والعيون )‬ ‫نكاحها وفي ع ّ‬
‫‪.[(6/32‬‬
‫‪ -5‬حفظ دين الزوجة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م َناًرا وَُقود ُ َ‬
‫ها‬ ‫م وَأهِْليك ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫مُنوا ُقوا أن ُ‬ ‫ن ءا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬يٰأي َّها ٱل ّ ِ‬
‫جاَرة ٌُ﴾ الية ]التحريم‪.[6:‬‬ ‫ح َ‬ ‫س وَٱل ْ ِ‬
‫ٱلّنا ُ‬
‫قال قتادة‪" :‬يقيهم أن يأمرهم بطاعة الله‪ ،‬وينهاهم عن معصيته‪،‬‬
‫وأن يقوم عليهم بأمر الله‪ ،‬يأمرهم به ويساعدهم عليه‪ ،‬فإذا‬
‫رأيت لله معصية ردعَتهم وزجرتهم عنها" ] انظر‪ :‬جامع البيان )‬
‫‪.[(12/157‬‬
‫‪ -6‬المعاشرة بالمعروف‪:‬‬
‫ف﴾ ]النساء‪.[19:‬‬ ‫معُْرو ِ ٌ‬ ‫ن ب ِٱل ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬وَ َ‬
‫سنوا أفعاَلكم‬ ‫ن‪ ،‬وح ّ‬ ‫قال ابن كثير‪" :‬أي‪ :‬طّيبوا أقواَلكم له ّ‬
‫ب ذلك منها‪ ،‬فافعل أنت بها مثله‬ ‫وهيئاتكم حسب قدرتكم كما تح ّ‬
‫ف﴾‪ ،‬وقال‬ ‫معُْرو ِ ٌ‬ ‫ن ب ِٱل ْ َ‬ ‫ذى ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل ٱل ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬‫ن ِ‬ ‫كما قال تعالى‪﴿ :‬وَل َهُ ّ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬خيركم خيركم لهله‪ ،‬وأنا‬
‫خيركم لهلي( ] رواه الترمذي في المناقب‪ ،‬باب‪ :‬فضل أزواج‬
‫النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ ( 3895)-‬وقال‪" :‬حسن غريب‬
‫صحيح"‪ ،‬وابن ماجة في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬حسن معاشرة النساء )‬
‫‪ ،(1977‬والدارمي في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬في حسن معاشرة النساء‪،‬‬
‫وصححه اللباني في السلسلة الصحيحة )‪ ،[(285‬وكان من‬
‫م البشر‪،‬‬ ‫أخلقه ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬أنه جميل العشرة دائ َ‬
‫ة‪ ،‬ويضاحك نساءه حتى‬ ‫طف بهم ويوسعهم نفق ً‬ ‫يداعب أهَله ويتل ّ‬
‫دد إليها‬‫ة أم المؤمنين رضي الله عنها يتو ّ‬ ‫إنه كان يسابق عائش َ‬
‫بذلك‪ ،‬قالت‪ :‬سابقني رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬فسبقته‪،‬‬
‫ت اللحم‬ ‫وذلك قبل أن أحمل اللحم‪ ،‬ثم سابقته بعدما حمل ُ‬
‫فسبقني فقال‪) :‬هذه بتلك( ] رواه أحمد )‪ ،(6/264‬وأبو داود في‬
‫الجهاد‪ ،‬باب‪ :‬في السبق على الرجل )‪ ،(2578‬وابن حبان في‬
‫صحيحه‪ :‬كتاب السير‪ ،‬ذكر إباحة المسابقة بالقدام )‪،(4691‬‬
‫والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب السبق والرمي باب‪ :‬ما جاء‬
‫في المسابقة بالعدو‪ ،‬وصححه اللباني في السلسلة الصحيحة )‬
‫ل ليلة في بيت التي يبيت عندها فيأكل‬ ‫‪ ،[(131‬ويجمع نساءه ك ّ‬
‫معهن العشاء بعض الحيان‪ ،‬ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها‪،‬‬
‫وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه‬
‫الرداء وينام بالزار‪ ،‬وكان إذا صّلى العشاء يدخل منزله يسمر مع‬
‫أهله قليًل قبل أن ينام‪ ،‬يؤانسهم بذلك ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬
‫سن َ ٌٌ‬ ‫ُ‬
‫ة﴾‬ ‫ح َ‬ ‫ل ٱلل ّهِ أ ْ‬
‫سوَة ٌ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م ِفى َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫وقد قال الله تعالى‪﴿ :‬ل ّ َ‬
‫قد ْ َ‬
‫]الحزاب‪ ] "[21:‬تفسير ابن كثير )‪.[(1/477‬‬
‫‪ -7‬العدل بين الزوجات‪:‬‬
‫عن أبي هريرة رضي الله عنه‪ ،‬عن النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬
‫قال‪) :‬من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة‬
‫وشقه مائل( ] رواه أبو داود في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬في القسم بين‬
‫النساء )‪ ،(2133‬والترمذي في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء في التسوية‬
‫بين الضرائر )‪ ،(1141‬وابن ماجه في النكاح‪ ،‬باب‪ :‬القسمة بين‬
‫النساء )‪ ،(1969‬وصححه اللباني في صحيح أبي داود )‪.[(2/400‬‬
‫قال شمس الحق أبادي‪" :‬والحديث دليل على أنه يجب على‬
‫الزوج التسوية بين الزوجات ويحرم عليه الميل إلى إحداهن"‬
‫] عون المعبود )‪.[(6/112‬‬
‫‪ -8‬الوفاء للزوجة بعد موتها‪:‬‬
‫عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬ما ِغرت على أحد ٍ من نساء‬
‫ت على خديجة‪ ،‬وما رأيتها‬ ‫النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬ما ِغر ُ‬
‫ولكن كان النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬يكثر ذكرها‪ ،‬وربما ذبح‬
‫الشاة َ ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة‪ ،‬فربما قلت‬
‫له‪ :‬كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إل خديجة!! فيقول‪) :‬إنها كانت‬
‫وكانت‪ ،‬وكان لي منها ولد( ] رواه البخاري في مناقب النصار‪،‬‬
‫باب‪ :‬تزويج النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬خديجة وفضلها )‬
‫‪ ،(3818‬ومسلم في الفضائل )‪.[(2437‬‬
‫قال النووي‪" :‬في هذا دليل لحسن العهد وحفظ الود ّ ورعاية‬
‫حرمة الصاحب والعشير في حياته ووفاته وإكرام أهل ذلك‬
‫الصاحب" ] شرح صحيح مسلم )‪.[(15/202‬‬
‫وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪،،‬‬
‫================‬
‫ظلم المرأة في ظل الحضارة الغربية‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وبعد ‪ /‬فتعاني‬
‫المرأة الغربية من الويلت في ظل الحضارة الغربية المعاصرة‬
‫ومن تلك الويلت التي فتكت بالمرأة الغربية ظواهر وعلمات‬
‫نحاول أن نبينها في هذه المقالة‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬استخدام المرأة في الدعاية والعلن‬
‫ل يخفى على المتأمل في واقع المرأة الغربية أنها استغلت‬
‫استغلل سيئا ً من خلل الغراء بها في وسائل الدعاية والعلن‬
‫لمنتجات مختلفة‪ ،‬بعضها متعلق بالمرأة والخر ل علقة لها‬
‫بالمرأة ‪..‬ففي مجال الفلم تستخدم المرأة استغلل تجاوز كل‬
‫الحدود الشرعية والنسانية في عرض المرأة عرضا فاتنا‬
‫صارخا ً ‪ ،‬والمجلت الهابطة ل يمشي سوقها إل إذا ملئت المجلة‬
‫بصور النساء الجميلت ‪..‬ففتاة الغلف تختار بعناية لجذب الزبائن‬
‫‪..‬وهناك في الغرب ‪..‬فئات كثيرة من التجار يضعون في محلتهم‬
‫التجارية نساء جميلت تقف عند أبواب متجارهم لجذب الزبائن‬
‫والتأثير عليهم‪ ،‬والتلطف معهم حتى يدخل المحل ‪.‬‬
‫وهكذا فالمرأة تبتز بشكل بشع في المجتمعات الغربية ‪.‬‬
‫)وحسب بحث الماجستير للباحثة جيهان البيطار)حول أخلقيات‬
‫العلن( فقد جاء فيها ‪:‬‬
‫* ‪ 93%‬تستخدم السيدات ‪.‬‬
‫* ‪ 73%‬منها يتم تقديمها من خلل حركة المرأة ‪.‬‬
‫* أكثر من النصف يحتوي إثارة في المضمون ]‪[1‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬فتح مجالت عمل ل تتناسب مع طبيعة المرأة ‪.‬‬
‫فبناء على نظرية المساواة المزعومة في العالم الغربي‬
‫طالبوا بأن تعمل المرأة كما يعمل الرجل‪ ،‬فهي تعمل في‬
‫المناجم وصناعة المواد الثقيلة وتنظيف الشوارع وقيادة‬
‫الشاحنات وحمل السلح وحراسة المن وغيرها من العمال التي‬
‫ل تليق إل بالرجال‪ ،‬وهذا من ظلم المرأة‪ ،‬والتي سببت لها آثارا ً‬
‫عظيمة على أنوثتها وعفافها وصحتها الجسدية والنفسية‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬العنف والعتداء على المرأة ‪.‬‬
‫وصور العتداء على المرأة إما أن يكون بالضرب أو‬
‫التحرشات الجنسية أو الغتصاب وأخيرا القتل ‪.‬‬
‫العتداء عليها بالتحرشات الجنسية ‪:‬‬
‫لقد كشف مسح استطلعي أعدته وزارة الداخلية البريطانية‬
‫أن ‪ ) %80‬نعم‪ ..‬ثمانون في المائة( من ضابطات الشرطة ‪ ،‬أي‬
‫بنسبة أربعة إلى خمسة ‪ ،‬يتعرضن للمضايقات الجنسية خلل‬
‫نوبات العمل الرسمية ‪.‬‬
‫شارك في الستطلع ‪ 1800‬ضابطة في عشر مديريات أمن‬
‫في إنكلترا وويلز ‪ ،‬وأشرفت عليه الدكتورة )جنيفر بروان( وهي‬
‫باحثة اجتماعية في الوحدة الملحقة في مديرية أمن‬
‫)نيوهامبشاير( أليست نسبة مفزعة ؟ أربعة أخماس الشرطيات ـ‬
‫عفوا ضابطات الشرطة ـ يتعرضن للمضايقات الجنسية ‪ ،‬ومتى ؟‬
‫خلل نوبات العمل الرسمية !! خلل العمل على حفظ المن !! ]‬
‫‪[2‬‬
‫هذا في حق حامية المن‪ ،‬أما في حق الساهرات على مصلحة‬
‫المرضى فهناك أفعال يندى لها الجبين ‪.‬‬
‫أشارت دراسة صدرت عن جمعية علم النفس البريطانية إلى‬
‫أن ‪ % 60‬من الممرضات اللتي تم استطلع آرائهن قد عانين‬
‫من التحرش الجنسي من مرضاهن الرجال ‪.‬‬
‫وأوضحت الدراسة أن أشكال التحرش الجنسي تمثلت في‬
‫ممازحات صفيقة ‪ ،‬واقتراحات تتضمن الدعوة إلى ممارسة‬
‫الجنس‪ ،‬بالضافة إلى الملمسة الجسدية مباشرة‪ ،‬واتضح أن‬
‫معظم الممرضات يعانين في صمت‪ ،‬ويفضلن عدم البلغ عن‬
‫تلك الحوادث بنسبة ‪. %76‬‬
‫وقد دعت الباحثة النفسية البريطانية سارة فينيز خلل مؤتمر‬
‫لجمعية علم النفس البريطانية عقد في لندن ‪ ،‬إلى ضرورة‬
‫صياغة توجيهات ولوائح داخلية تلزم الممرضة بالبلغ عن جميع‬
‫حالت التحرش الجنسي التي تعاني منها خلل العمل ‪ ،‬على أمل‬
‫أن يؤدي ذلك إلى الحد من تلك الظاهرة المسيئة لمهنة التمريض‬
‫ومؤامرة الصمت التي تحيط بها ‪.‬‬
‫وقد أشارت الدراسة إلى أن الرجال )المرضى( ل يتورعون‬
‫عن التيان بأفعال يندى لها الجبين خلل قيام الممرضات‬
‫بمساعدتهم ]‪.[3‬‬
‫هل رأيتم وتأملتم ل آلم المرضى ‪،‬ول اقتراب الموت ‪ ،‬ول‬
‫أجواء المستشفى ؛ جميعها لم يمنع هؤلء المرضى من القيام‬
‫بتلك الفعال التي وصفتها الدراسة بـ ) يندى لها الجبين( ‪.‬‬
‫علما ً أن الدراسة لم تتحدث عن الطباء والممرضين ‪،‬‬
‫واكتفت بالمرضى ‪ ،‬ول ندري كم تبلغ النسبة حين تضاف إليها‬
‫اعتداءات أولئك ؟!!‬
‫العتداء عليها بالغتصاب ‪:‬‬
‫أعلن مركز الضحايا الوطني الذي يناصر حقوق ضحايا جرائم‬
‫العنف ‪ :‬أن معدل الغتصاب في الوليات المتحدة أصبح يبلغ ‪1.3‬‬
‫امرأة بالغة في الدقيقة الواحدة ؛ أي ‪ 68000‬امرأة في العام ‪.‬‬
‫وأضاف المركز أن واحدة من كل ثماني بالغات في الوليات‬
‫المتحدة تعرضت للغتصاب ليكون إجمالي من اغتصبن اثني‬
‫عشر مليونا ومائة ألف امرأة على القل ‪.‬‬
‫ويشير المسح إلى أن ‪ % 61‬من حالت الغتصاب تمت‬
‫لفتيات تقل أعمارهن عن ‪ 18‬عاما ً ‪ ،‬وأن ‪ % 29‬من كل حالت‬
‫الغتصاب تمت ضد أطفال تقل أعمارهم عن ‪ 11‬عاما‪.‬‬
‫وأظهرت الرقام زيادة معدل الغتصاب عن العام الذي سبقه‬
‫بنسبة ‪[4] !! % 59‬‬
‫وتقول دراسة أمريكية ‪ :‬إن جرائم الغتصاب شأن هجمات‬
‫واعتداءات الغرباء ‪ ،‬تنخفض خلل الشتاء ؛ لن الناس ل يخرجون‬
‫كثيرا ً ‪ ...‬وبالتالي فإن فرص اللتقاء تكون أقل ]‪.[5‬‬
‫ولو أردنا أن نترجم هذا الكلم إلى نتيجة علمية فإننا نقول ‪:‬‬
‫عندما يقل الختلط ‪ ..‬يقل الغتصاب ‪.‬‬
‫أي أن السلم العظيم حين يحد من الختلط‪ ،‬ويضيق من‬
‫فرصه ومجالته فإنه يحد من جرائم الغتصاب ‪ ،‬ويحد من فرصها‬
‫ومجالتها ‪ ..‬وهذه مجتمعاتنا المسلمة ‪ ،‬رغم عدم التزامها التام‬
‫بالسلم تنخفض فيها نسب جرائم الغتصاب ‪..‬وإذا كانت بعض‬
‫مجتمعات المسلمين بدأت تعاني من تزايد جرائم الغتصاب‬
‫فيها ‪ ،‬فإنما هذا بقدر بعدها عن السلم والتزامها بأوامره ]‪.[6‬‬
‫رابعًا‪ :‬استغلل المرأة في التجارة الجسدية ‪.‬‬
‫لقد استغلت المرأة هناك جسديا ً حتى ظهرت ظاهرة تسمى‬
‫بتجارة الرقيق البيض بلغت أرباحها بالمليين وإليك بعض‬
‫الرقام ‪:‬‬

‫ألقت الشرطة التشيكية القبض على أربعة رجال وامرأة كانوا‬


‫يشكلون عصابة لستدراج الفتيات التشيكيات إلى الغرب عن‬
‫طريق وعدهن بالعمل في الغناء والرقص في النوادي الليلية‬
‫مقابل رواتب مغرية فيما كان الهدف من ذلك إجبارهن على‬
‫ممارسة الدعارة أو المشاركة في تمثيل أفلم جنسية‪.‬‬
‫وذكرت بلنكا كوسينوفا المتحدثة الصحافية باسم رئاسة‬
‫الشرطة التشيكية أن العصابة استدرجت ‪ 25‬فتاة تشيكية‪ ،‬وأن‬
‫أحد أفرادها أجنبي من دولة من جنوب شرق أوروبا غير أنه انتحر‬
‫قبل إلقاء الشرطة القبض عليه‪ ،‬أما زعيم العصابة فألقت‬
‫النتربول القبض عليه في برشلونه وسيسلم إلى القضاء‬
‫التشيكي لحقا‪ .‬ورغم هذا النجاح للشرطة التشيكية إل أن‬
‫ظاهرة استدراج أو "تصدير" الفتيات من تشيكيا ومن دول أوروبا‬
‫الشرقية الخرى بمختلف الساليب ل تزال تعتبر من الظواهر‬
‫المقلقة التي تعيشها هذه الدول منذ سقوط النظمة الشيوعية‬
‫فيها‪ ،‬وما أعقب ذلك من تراجع مستويات المعيشة وسهولة‬
‫النتقال عبر الحدود واللهث وراء المال بأي ثمن كان‪.‬‬
‫ويؤكد تقرير حديث لمنظمة الهجرة الدولية أنه يجري سنويا‬
‫بيع نصف مليون امرأة إلى شبكات الدعارة في العالم‪ ،‬وأن‬
‫النساء من دول أوروبا الشرقية يشكلن ثلثي هذا العدد‪ ،‬أما‬
‫أعمارهن فتتراوح بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين‬
‫وتعترف منظمة الشرطة الوروبية "أوروبول" بأن تجارة‬
‫الرقيق البيض منظمة بشكل جيد أما المنظمات غير الحكومية‬
‫المهتمة بهذه المسألة وبعض الجهزة المنية في أوروبا الشرقية‬
‫فتؤكد أن الكثير من النساء يقعن في فخ الستدراج الذي يجري‬
‫عادة عن طريق نشر إعلنات مكثفة في مختلف الصحف في‬
‫دول أوروبا الشرقية عن الحاجة إلى مربيات أو نادلت في‬
‫المطاعم أو مغنيات أو راقصات أو عارضات أزياء للعمل في‬
‫الغرب أو في بعض الدول البلقانية بعروض مغرية‪ .‬وبعد وصول‬
‫الفتيات إلى )أماكن العمل( تصادر جوازات سفرهن ويحتجزن‬
‫لعدة أسابيع يتعرضن خللها للهانات والتعذيب ثم يجبرن على‬
‫ممارسة الجنس مع كثير من الرجال إلى أن يروضن تماما ً ثم‬
‫يبيعهن القوادون إلى عصابات مختلفة المر الذي يجعل عودتهن‬
‫إلى بلدانهن أو الوصول إلى الشرطة صعبا‪.‬‬
‫وتؤكد العديد من المصادر المتابعة لتجارة الرقيق البيض في‬
‫أوروبا أن العديد من الدول والمناطق في البلقان غدت مفترق‬
‫طرق بالنسبة للكثير من النساء ولسيما اللواتي يستدرجن من‬
‫جمهوريات رابطة الدول المستقلة كأوكرانيا أوملدوفيا وروسيا‬
‫البيضاء‪ ،‬فالنساء الكثر جمال ً يرسلن إلى أوروبا الغربية ولسيما‬
‫إلى المانيا وفرنسا وإيطاليا ‪ ،‬في حين أن القل جمال وجاذبية‬
‫يرسلن إلى تركيا واليونان والشرق الوسط‪.‬‬
‫ويؤكد الكسندر لوناس الجنرال في الشرطة الرومانية الذي‬
‫يترأس المركز القليمي لمكافحة الجريمة المنظمة أن مدينة‬
‫برتشكو الواقعة في البوسنه والهرسك واقليم كوسوفو أصبحا‬
‫من المعاقل الرئيسية لتجارة الرقيق البيض‪ ،‬وأن أغلب الفتيات‬
‫اللواتي يجري التجار بأجسادهن تتراوح أعمارهن بين ‪24-18‬‬
‫عامًا‪.‬‬
‫وكمثال حي على الطريقة التي تتبع للستدراج يورد الجنرال‬
‫قصة بطلة ملدوفيا السابقة في القفز سفيتلنا البالغة من العمر‬
‫‪ 28‬عاما التي استجابت لعلن نشر في إحدى صحف بلدها‬
‫طلب فتيات للعمل في يوغوسلفيا السابقة في جني الخضار‬
‫وبدل من أن تمارس بهذا العمل انتهى مطاف هذه الفتاة‬
‫الشقراء القادمة من كوسوفو في مكان قريب من الحدود مع‬
‫ألبانيا وهناك باعها واشتراها ستة من أصحاب بيوت الدعارة‬
‫وعندما تمردت على ذلك دفعت ثمنا كان سبعة كسور في‬
‫أضلعها ثم نقلت بعد ذلك ومن المستشفى مباشرة إلى منزل‬
‫معاون النائب العام السابق في جمهورية الجبل السود زوران‪،‬‬
‫غير أن الخير لم يساعدها لنه هو نفسه كان ينظم حفلت‬
‫الجنس الصاخبة لمسؤولين كبار في هذه الجمهورية البلقانية‬
‫الصغيرة ولم تتمكن من الهرب إل بعد إلقاء القبض عليه وسجنه‪.‬‬
‫وفي دليل على الحجم الخطير الذي وصلت إليه هذه التجارة‬
‫يقول تقرير حديث للمجلس الوروبي إن أرباح القوادين‬
‫ومجموعات المافيا التي تعمل في هذا المجال في دول التحاد‬
‫الوروبي ارتفعت في العوام العشرة الماضية بنسبة ‪%400‬‬
‫وإن شبكات الدعارة هذه تعرض الن نصف مليون امرأة للبيع‬
‫يبلغ الدخل الذي تحققه النساء فيها للقوادين ومزوري الوثائق‬
‫ومهربي البشر وغيرهم ‪ 13‬مليار يورو سنويا‪.‬‬
‫وتعيد الدراسات الجتماعية هنا سبب تفشي ظاهرة تجارة‬
‫الرقيق البيض في دول أوروبا الشرقية باحجام كبيرة إلى تفشي‬
‫الفقر وانتشار الفساد على نطاق واسع لدى أجهزة المن‬
‫والقضاء وسهولة النتقال عبر الحدود ووجود طلب كبير في‬
‫الغرب على الفتيات الوروبيات الشرقيات ورخص أسعارهن‬
‫إضافة الى تعاون المافيات المحلية مع المافيات الغربية في ظل‬
‫ضعف أداء أجهزة المن‪ .‬ويسود اعتقاد لدى المنظمات غير‬
‫الحكومية المتابعة لهذه المسألة بأن العديد من دول أوروبا‬
‫الشرقية ستظل ولسنوات طويلة أخرى مراكز رئيسية في أوروبا‬
‫لتجارة الرقيق البيض‪(.‬‬
‫وصدر عن منظمة الهجرة العالمية عام ‪ 1997‬أن نحو ‪175‬‬
‫ألف امرأة تم التجار بهن عبر البلقان استقدمن من آسيا‬
‫الوسطى إلى دول التحاد الوروبي‪ 1000 .‬ألف امرأة ألبانية‬
‫وقعن فريسة لهذه التجارة‪.‬‬
‫)و أكد خبراء في المم المتحدة‪ ،‬أن تجارة الرقيق البيض‪،‬‬
‫أصبحت تحتل المركز الثالث عالميًا‪ ،‬بين النشاطات غير‬
‫المشروعة‪.‬‬
‫وجاء في ندوة عقدها مسؤولون من مكتب المم المتحدة‬
‫لمكافحة الجريمة والمخدرات في البرازيل‪ ،‬وشارك فيها خبراء‬
‫دوليون‪ ،‬ومسؤولون من النتربول‪ ،‬وشرطة اسكوتلنديارد‪ ،‬أن‬
‫هذه التجارة تحقق عوائد بلغت أكثر من سبعة مليارات من‬
‫الدولرات في العام الواحد‪ ،‬ويبلغ عدد ضحاياها أكثر من أربعة‬
‫مليين شخص‪ ،‬يهاجرون من بلدهم بصورة غير مشروعة سنويًا‪،‬‬
‫المر الذي دفع وزير العدل البرازيلي إلى وصف الدعارة بأنها‬
‫"مرض العصر (‬
‫خامسا ً ‪ :‬حرمانها من الحياة الزوجية السعيدة‬
‫في » مانهاتن« المدينة الميريكية التي اخترعت بدعة العزاب‬
‫المتمايليين تعيش النساء أزمة حادة‬
‫فقد تبين من آخر إحصاء؛ أن هنالك امرأتين تعيشان دون‬
‫زواج ؛ مقابل كل رجل أعزب ‪،‬وهذا يعني أن جيل من النساء‬
‫يتعرضن لخطر العنوسة‬
‫وتذكر الحصائيات العلمية أن المرأة التي يتراوح عمرها ما‬
‫بين ‪35‬ـ ‪ 39‬عاما ً ل تتوفر لها فرص الزواج إل بنسبة ‪%38‬‬
‫فقط ‪.‬‬
‫ففي نيويورك ‪ -‬مقصد الشاذين والمتسكعين ‪ -‬أصبح العجز‬
‫في عدد الرجال الذين يمكن الزواج منهم حادا جدا ً ‪..‬إلى درجة‬
‫أن آلف النساء الجميلت والذكيات والناجحات أصبحن يائسات‬
‫من نجاح محاولتهن الظفر بأزواج لهن !‬
‫ولقد جعل هذا الوضع النساء الخريات ‪ -‬القل جمال ونجاحا ‪-‬‬
‫يقتنصن كل فرصة سانحة للقاء رجال ‪ ،‬وإقامة علقات معهم ‪،‬‬
‫حتى دون زواج ‪ ،‬إلى حد قيام بعضهن بدفع تحويشة العمر‬
‫للحصول على حصة بيت على الشاطئ تمضي فيه الصيف مع‬
‫رجل ! كما أن بعضهن يلجأن إلى العلن في الصحف والمجلت‬
‫عن حاجتهن إلى رجال( ]‪[7‬‬
‫العجيب أن المرأة هناك هي التي تبحث عن الزوج وتحاول‬
‫جاهدة أن تكرم صديقها وخليلها حتى يقبلها زوجة له ‪ ،‬بل وصل‬
‫المر إلى أنها تخشى أن تفاتحه بالزواج فيتركها ويبحث عن‬
‫أخرى‬
‫يقول الدكتور عبد الله الخاطر‪ -‬رحمه الله ‪ ) : -‬كنت أستغرب‬
‫عند بداية إقامتي في بريطانيا أن المرأة هي التي تنفق على‬
‫الرجل ‪ ،‬وكنت أشاهد هذه الظاهرة عندما أركب القطار ‪ ،‬أو‬
‫أدخل المطعم ‪ ،‬إذ ليس في قاموس الغربيين شيء اسمه )كرم(‬
‫وبعد حين زال هذا الستغراب ‪ ،‬وأخبرني المرضى عن أسباب‬
‫هذه الظاهرة ‪ ،‬وفهمت منهم بأن الرجل ل يحب الرتباط بعقد‬
‫زواج‪ ،‬ويفضل ماأسموه )صديقة( والمرأة تسميه )صديقًا( وليس‬
‫هو أو هي من الصدق في شيء ‪ ،‬وكم أساءوا لهذه الكلمة النبيلة‬
‫‪ ،‬فالصديق يعني‪ :‬الصدق والمحبة والمروءة والنخوة والكرم‬
‫والوفاء ‪ ،‬وما إلى ذلك من معان طيبة كريمة ‪.‬‬
‫والصديق عندهم يعيش مع امرأة شهورا ً أو سنينا ً ‪ ،‬ول ينفق‬
‫عليها ‪ ،‬بل هي تنفق عليه في معظم الحالت ‪ ،‬وقد يغادر البيت‬
‫متى شاء ‪ ،‬أو قد يطلب منها مغادرة بيته ‪ ،‬إن كانت تعيش معه‬
‫في البيت ‪ ،‬ولهذا فالمرأة عندهم تعيش في قلق وخوف شديدين‬
‫‪ ،‬وتخشى أن يرتبط صديقها)!!( بامرأة ثانية ويطردها ‪ ،‬ثم ل تجد‬
‫صديقا ً آخر ‪!!.‬‬
‫وكما يقولون )بالمثال يتضح المقال( فسوف أختار مثال واحدا‬
‫من أمثلة كثيرة تبين وضع المرأة عندهم ‪:‬‬
‫رأيت في عيادة المراض النفسية امرأة في العشرينات من‬
‫عمرها وكانت حالتها منهارة ‪ ،‬وبعد حين من الزمن شعرت بشيء‬
‫من التحسن ‪ ،‬وأصبحت تتحدث عن وعي ‪ ،‬فسألتها عن حياتها‬
‫فأجابت ؛ والدموع تنهمر من عينيها ‪ ،‬قالت ‪ :‬مشكلتي الوحيدة‬
‫أنني أعيش بقلق واضطراب ‪ ،‬ول أدري متى سينفصل عني‬
‫صديقي‪ ،‬ول أستطيع مطالبته بالزواج مني‪ ،‬لنني أخشى من‬
‫ت بالعمل على إنجاب طفل منه ‪ ،‬لعل هذا‬ ‫موقف يتخذه ‪ ،‬وُنصح ُ‬
‫الطفل يرغبه في الزواج ‪ ،‬وبعدها أنت ترى الطفل ‪ ،‬كما أنك‬
‫تراني ل ينقصني جمال ‪ ،‬ومع هذا وذاك فأبذل كل السبل ؛ من‬
‫تقديم خدمات ! وإنفاق مال ! ‪ ،‬ولم أنجح في إقناعه بالزواج ‪،‬‬
‫وهذا سر مرضي ‪ ،‬وسبب قهري ‪ ،‬إني أشعر بأنني وحدي في هذا‬
‫المجتمع ‪ ،‬فليس لي زوج يساعدني على أعباء الحياة ‪ ،‬ولي أهل‬
‫ولكن وجودهم وعدمهم سواء ‪ ،‬وليتني بقيت بدون طفل لنني ل‬
‫أريد أن يتعذب ويشقى في هذه الحياة كما تعذبت وشقيت ‪..‬‬

‫وهذه المريضة ليست من شواذ المجتمع الغربي ‪ ،‬بل الشواذ‬


‫هم الذين يعيشون حياة هادئه ( ]‪[8‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬الضياع النفسي والروحي‬
‫المرأة الغربية محرومة من الستقرار والراحة فهي دائما ً في‬
‫قلق واضطراب وخوف رهيب من المستقبل المجهول ‪ ) ،‬ففي‬
‫فرنسا وحدها عشرة مليين أرملة يستشرن منجمات ‪ -‬عّرافات ‪-‬‬
‫كل عام ؛ بسبب خوفهن من المستقبل ‪ ،‬تحت وطأة الضياع‬
‫ن ُوصفت بأنها »المنجمة‬ ‫م ْ‬‫النفسي والروحي ( هذا ما أكدته َ‬
‫الفرنسية المعروفة ليليان جرتييه« ‪.‬‬
‫فكم مليونا ً من النساء في سائر أوروبا ‪ ،‬وفي أمريكا ‪ ،‬وفي‬
‫باقي دول العالم ؟ ألسن عشرات من المليين الخرى ؟! وحتى‬
‫ل يقول أحد ‪ :‬إنما تذهب هؤلء الفرنسيات إلى المنجمات‬
‫والمنجمين تسلية وليس اعتقادا ؛ فإننا ننقل ما قالته المنجمة‬
‫الشهيرة نفسها عن النساء اللتي يقصدنها‪» :‬إنهن يعتقدن أنني‬
‫أمثل المفتاح السحري الذي يحل مشكلتهن من مرة واحدة وفي‬
‫زمن قياسي« !! ولهذا فهن » يفرغن جيوبهن من أجل الهدف‬
‫نفسه « أي إنهن يدفعن بسخاء ]‪[9‬‬
‫سابعًا‪ :‬تعريضها للمراض المختلفة‬
‫تتعرض المرأة الغربية لمراض مختلفة ومتنوعة ما بين‬
‫المراض الجنسية إلى أمراض السرطان إلى غيرها من المراض‬
‫كل ذلك بسبب تلك الحضارة الغربية التي أوصلتها إلى هذه‬
‫المأساة العظيمة‬
‫فمن تلك المراض ‪:‬‬
‫* سرطان الجلد‬
‫ً‬
‫)أكدت أبحاث أجريت مؤخرا ؛ أن النساء اللواتي يأخذن‬
‫حمامات الشمس بالمايوه البيكيني ؛ يتعرضن للصابة بسرطان‬
‫الجلد ‪ 13‬ضعاف عن النساء اللواتي يرتدين المايوه من قطعة‬
‫واحدة تغطي الظهر ‪،‬أفل يعني هذا أن المرأة المحجبة ‪..‬أقل‬
‫نساء الرض عرضة للصابة بسرطان الجلد ‪..‬لنها تستر جسدها‬
‫كله عن أشعة الشمس ؟!‬
‫يقول أحد الطباء إنه يوجد كل إنسان أوروبي حوالي ثلثين‬
‫ندبة ‪ ،‬ويعود سبب وجود الندبات المرضية منها إلى أشعة‬
‫الشمس ‪،‬ويتحول بعضها تلقائيا إلى النوع الخبيث ( ]‪.[10‬‬
‫ومن تلك المراض وعدد المصابين بها]‪:[11‬‬
‫* مرض السفلس‬
‫)أعلن الدكتور )برك جونز( عام ‪1974‬م أن خمسين مليون‬
‫شخص يصابون بمرض السفلس كل عام ( ]‪[12‬‬
‫_ ) بلغ عدد المصابين المسجلين رسميا ً لعام )‪1418‬هـ ‪-‬‬
‫‪1998‬م( – حسب تقرير منظمة الصحة العالمية – فيبلغ حوالي‬
‫خمسة مليين شخص‪ .‬ويبلغ عدد الوفيات – حسب ذات التقرير ‪-‬‬
‫) ‪ ( 159,000‬تسعة وخمسون ومائة ألف شخص(‬
‫* مرض السيلن‬
‫)يعتبر هذا المرض من أكثر المراض المعدية انتشارا ً في‬
‫الوقت الحاضر‪ ،‬وقد يصاب به ‪ 500-200‬مليون شخص في كل‬
‫عام‪ ،‬معظمهم في سن الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين ‪15‬و‬
‫‪ 28‬سنة‪ .‬وغالبيتهم من طلب المدارس والجامعات‪.‬‬
‫ففي الوليات المتحدة المريكية ‪ -‬مثل ً ‪ -‬يتراوح عدد الصابات‬
‫المسجلة رسميا ً بالسيلن ما بين ‪4‬و ‪5‬مليين إصابة‪.‬‬
‫أما في البرازيل فتسجل يوميا ً حوالي عشرين ألف إصابة‬
‫جديدة في العيادات والمستشفيات‪.‬‬
‫وفي فرنسا يقدر عدد المصابين بالسيلن سنويا ً بـ ‪ 500‬ألف‬
‫رجل وامرأة وطفل‪.‬‬
‫وقد بلغ عدد المصابين بالسيلن لعام )‪1418‬هـ ‪1998-‬م(‬
‫حسب تقرير منظمة الصحة العالمية حوالي خمسة مليين‬
‫شخص‪.‬‬
‫أما الوفيات فيبلغ عددهم حسب ذات التقرير ثمانية آلف‬
‫شخص ‪.‬‬
‫* مرض الهربس الزهري‬
‫يحتل الهربس الزهري ‪ -‬أو القوباء التناسلية ‪ -‬المرتبة‬
‫الخامسة من حيث النتشار في سلسلة المراض الجنسية‪.‬‬
‫وقد تضاعف عدد المصابين في العالم بهذا المرض منذ عام )‬
‫‪1390‬هـ ‪1970-‬م(‪.‬‬
‫ففي الوليات المتحدة المريكية تسجل سنويا ً مليون إصابة‬
‫جديدة‪ ،‬ويقدر عدد المصابين فيها بحوالي ‪ 25‬مليون شخص‪.‬‬
‫وتشكل هذه الصابات ‪ %15‬من مجموعة المراض الجنسية‪.‬‬
‫وفي اليابان يفوق عدد الصابات الجديدة بالقوباء عدة مرات‬
‫عدد الصابات بالسيلن والسفلس‪.‬‬
‫وفي أوربا الغربية يشكل الهربس التناسلي ‪ %20‬من مجموع‬
‫المراض المتناقلة عبر الجنس‪ ،‬فقد تم رصد أكثر من عشرة‬
‫آلف حالة في بريطانيا وحدها عام )‪1400‬هـ ‪1980-‬م(‪.‬‬
‫وقد ذكر الدكتور )مورس( ]‪[13‬اختصاصي أمراض الهربس‬
‫أن نتيجة الدراسة التي قام بها في بريطانيا تشير إلى أن انتشار‬
‫هذا المرض يزداد يوما ً بعد يوم‪ ،‬وأن أكثر الصابات به تقع بين‬
‫الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 30-15‬سنة‪ .‬وأن‬
‫هذا المرض يتناسب طرديا ً مع الجنس وطرق ممارسته وازدياده‬
‫في المجتمع بطرق غير صحيحة‪ ،‬فيما يقل بالمقابل عند الذين‬
‫يحبون العفاف ويسعون إليه‪.‬‬
‫وقد انتقل المرض إلى عواصم عالمية أخرى مثل‪ :‬بروكسل‬
‫وأمستردام وكوبنهاجن وستوكهولم وبرلين وباريس وجنوب‬
‫إفريقية( ‪.‬‬
‫* مرض اليدز‬
‫) إن عدد الصابات بوباء اليدز منذ اكتشافه في أوائل‬
‫الثمانينات حتى يومنا هذا في تصاعد مستمر ومخيف‪.‬‬
‫فحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي كشف النقاب‬
‫عنها في المؤتمر العالمي الخامس ضد مرض اليدز المنعقد في‬
‫مونتريال بكندا عام )‪1409‬هـ –‪1989‬م(‪ ،‬فإن عدد الصابات‬
‫بمرض اليدز حتى عام )‪1405‬هـ ‪1985-‬م( لم يتجاوز ‪70,000‬‬
‫إصابة‪.‬‬
‫ثم ارتفع هذا العدد ما بين عامي )‪1406‬و ‪1408‬هـ ‪1986-‬و‬
‫‪1988‬م(‪ ،‬ليصبح حوالي ‪ 300,000‬إصابة‪.‬‬
‫ويقدر عدد الصابات ما بين عامي )‪1409‬و ‪1410‬هـ‪- -‬‬
‫‪1989‬و ‪1990‬م( بأنه يتراوح ما بين ‪ 700,000‬إصابة ومليون‬
‫ونصف المليون إصابة‪.‬‬
‫وقد بينت منظمة الصحة العالمية بأنه إذا لم يستطع الطباء‬
‫إيجاد وسيلة فعالة للقضاء على هذا الوباء في السنوات المقبلة‪،‬‬
‫فإن عدد الصابات سيبلغ في أواخر هذا القرن خمسة مليين‬
‫إصابة‪.‬‬
‫ولكن يبدو أن توقعات منظمة الصحة العالمية عن عدد‬
‫المصابين بهذا المرض كانت متواضعة جدًا‪ .‬فقد بلغ عدد‬
‫المصابين باليدز بنهاية عام )‪1418‬هـ –‪1998‬م( ‪70,930,000‬‬
‫إصابة )‪ 35‬مليون مصاب من الذكور‪ ،‬و ‪ 34‬مليون مصاب من‬
‫الناث تقريبا ً (‪.‬‬
‫وبلغ عدد الوفيات ‪ 2,285,000‬شخص ‪.‬‬
‫وذلك حسب الحصاءات الصادرة عن المنظمة نفسها عام )‬
‫‪1419‬هـ ‪1999-‬م(‪ .‬فهذه لمحة خاطفة عن حال المرأة في‬
‫عصر الحضارة المسماة ) حضارة القرن العشرين( ‪.‬‬
‫وما هي بحضارة ‪ ،‬وإنما هي قذارة وفجارة‬
‫ن‬‫سعـد َ النسا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫إيهِ عصَر العشرين ظنوك عصرا ً ني َّر الوجه ُ‬
‫م مذ جعلت النسان‬ ‫لست )نورًا( بل أنت )ناٌر( وظل ٌ‬
‫ن ]‪[14‬‬ ‫كالحيوا ِ‬
‫َ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ذ ِك ْ ِ‬
‫ري فَإ ِ ّ‬ ‫ض عَ ْ‬
‫ن أع َْر َ‬
‫م ْ‬
‫وصدق الله تعالى إذ يقول‪ ﴿ :‬وَ َ‬
‫ضْنكا ً ﴾]طـه‪[124 :‬‬ ‫ة َ‬ ‫مِعي َ‬
‫ش ً‬ ‫َ‬
‫‪00000000‬‬
‫]‪ [1‬مجلة البيان عدد ربيع الخر ‪1420‬هـ‬
‫]‪ [2‬جريدة الشرق الوسط في عددها )‪ . ( 5170‬نقل من‬
‫) إنهم يتفرجون على اغتصابها ( محمد العويد ‪ .‬ص ‪23‬‬
‫]‪ [3‬الوطن الكويتية العدد )‪ . (5711‬نقل من ) إنهم يتفرجون‬
‫على اغتصابها ( محمد العويد ‪ .‬ص ‪. 27‬‬
‫]‪ [4‬جريدة صوت الكويت العدد ‪ . 542‬نقل من ‪ :‬إنهم‬
‫يتفرجون على اغتصابها ص ‪.40‬‬
‫]‪ [5‬جريدة الشرق الوسط العدد )‪. (5130‬‬
‫]‪ [6‬انظر ‪ ) :‬إنهم يتفرجون على اغتصابها ( محمد العويد ‪.‬‬
‫ص ‪. 13‬‬
‫]‪ [7‬انظر ‪ :‬وبضدها تتبين المسلمات ‪ ،‬محمد العويد ص ‪. 11‬‬
‫]‪ [8‬انظر ‪ :‬مشاهداتي في بريطانيا ص ‪ 10‬د ‪ .‬عبد الله‬
‫الخاطر رحمه الله ‪.‬‬
‫]‪ [9‬انظر ‪ :‬وبضدها تتبين المسلمات ص ‪ 8-7‬بتصرف ‪ .‬محمد‬
‫العويد ‪.‬‬
‫]‪ [10‬انظر ‪ :‬من أجل تحرير حقيقي للمرأة ص ‪153‬‬
‫بتصرف ‪.‬‬
‫]‪ [11‬انظر ‪ :‬قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية ص ‪ .‬د ‪.‬‬
‫فؤاد آل عبدالكريم ص ‪ 673‬وما بعدها ‪.‬‬
‫]‪ [12‬انظر ‪ :‬غضب الله تعالى يلحق المتمردين ) اليدز (‬
‫لفؤاد بن سيد الرفاعي ص ‪ 40‬وما بعده ‪.‬‬
‫]‪ [13‬الدكتور مورس لونقستن‪ ،‬أستاذ الفيروسات الطبية في‬
‫كلية طب جامعة مانشستر ‪ -‬بريطانيا‪ .‬انظر‪ :‬المراض الجنسية‬
‫عقوبة إلهية‪/‬عبدالحميد القضاة ص ‪.90‬‬
‫]‪ [14‬عودة الحجاب )‪. (2/56‬‬
‫======================‬
‫دور المرأة في تربية السرة‬
‫الشيخ‪/‬صالح الفوزان‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله من‬
‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فل مضل له‪،‬‬
‫ومن يضلل فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك‬
‫دا عبده ورسوله‪ ،‬صلى الله عليه‪ ،‬وعلى آله‬ ‫له وأشهد أن محم ً‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فحديثنا يتعلق بالمرأة المسلمة‪ ،‬والحديث عنها أحسبه‬
‫ما؛ ذلك لن المرأة في مجتمعنا تتعرض لهجمة‬ ‫في هذا الوقت ها ّ‬
‫شرسة من أعداء هذا الدين حيث يطرح ما يسمى بقضية أو‬
‫قضايا المرأة‪ ،‬ويقصدون به إخراج المرأة عن الوضع الذي أراد‬
‫الله لها‪...‬‬
‫ونحن ل نعرف للمرأة قضية غير قضية أمتها‪ .‬إن جهل المة‬
‫بدينها‪ ،‬وضعفها في الخذ به هو قضية المة والمرأة‪ .‬وهو ما‬
‫نحاول إيضاح شيء منه في هذه المقالة ولنا مع هذا العنوان‬
‫وقفات‪.‬‬
‫الولى‪ :‬حول مفهوم التربية‪ ،‬حيث نقصد بها المعنى الواسع‬
‫للبناء وما يلزم له من تعهد السرة ورعايتها‪ ،‬حتى ل يظن البعض‬
‫أن التربية مجرد تهذيب الخلق وتقويمها وهذا من مشمولت‬
‫التربية‪ ،‬والتربية للسرة أوسع مجال ً من هذا‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬أنه قد يفهم من العنوان أن للمرأة دوًرا في تربية‬
‫السرة ولكنه عمل ثانوي لها‪ ،‬والحقيقة أن عمل المرأة في تربية‬
‫السرة هو عملها الرئيس وما عداه فهو استثناء‪.‬‬
‫مكان المرأة‪:‬‬
‫وهذه المسألة بحاجة إلى توضيح وجلء فنقول‪ :‬إن مكان‬
‫المرأة الطبيعي هو البيت وهو مكان عملها‪ ،‬هذا هو الصل‪ ،‬وهذا‬
‫ما تدعمه أدلة الشرع‪ ،‬وهو منطق الفطرة التي فطرت المرأة‬
‫عليها‪.‬‬
‫أما دللة الشرع على هذا فالنصوص والوقائع التي تشهد له‬
‫كثيرة منها‪:‬‬
‫ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن‬ ‫‪ 1‬ـ قال تعالى مخاطًبا أمهات المؤمنين‪ ﴿ :‬وَقَْر َ‬
‫﴾)‪ ،(1‬يقول سيد قطب‪ » :‬فيها إيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت‬
‫هو الصل في حياتهن‪ ،‬وهو المقر‪ ،‬وما عداه استثناًء طارًئا ل‬
‫يثقلن فيه ول يستقررن إنما هي الحاجة تقضى وبقدرها «)‪. (2‬‬
‫ن ﴾)‪،(3‬‬ ‫ج َ‬ ‫خُر ْ‬ ‫ن َول ي َ ْ‬ ‫من ب ُُيوت ِهِ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫جوهُ ّ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫‪ 2‬ـ ويقول تعالى‪ ﴿ :‬ل ت ُ ْ‬
‫وهي وإن كانت في المعتدة فقد قال العلماء‪ :‬إن الحكم ل يختص‬
‫ن﴾ مع أنها في‬ ‫ن﴾ ﴿ب ُُيوت ِهِ ّ‬ ‫بها بل يتعداها‪ .‬فدللة الضافة ﴿ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫الغالب للزواج فهي إضافة إسكان ل تمليك‪ ،‬كأن الصل لها‬
‫سكًنا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ في قصص النبياء دروس وعبر‪ .‬قصة موسى مع‬
‫ُ‬
‫ن‬‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫س يَ ْ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ّ‬ ‫م ً‬ ‫جد َ ع َل َي ْهِ أ ّ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مد ْي َ َ‬ ‫ماَء َ‬ ‫ما وََرد َ َ‬ ‫المرأتين ﴿وَل َ ّ‬
‫قي‬ ‫س ِ‬ ‫ما َقال ََتا ل ن َ ْ‬ ‫خط ْب ُك ُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ذو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫رأت َي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ْ‬ ‫دون ِهِ ُ‬ ‫من ُ‬ ‫جد َ ِ‬ ‫وَوَ َ‬
‫َ‬
‫ما َيا‬ ‫داهُ َ‬ ‫ح َ‬‫ت إِ ْ‬ ‫خ ك َِبيٌر﴾ إلى قوله‪َ﴿ :‬قال َ ْ‬ ‫شي ْ ٌ‬ ‫عاُء وَأُبوَنا َ‬ ‫صد َِر الّر َ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ن‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل إ ِّني أِريد ُ‬ ‫مي ُ‬ ‫قوِيّ ال ِ‬ ‫جْر َ‬ ‫ست َأ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خي َْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫جْره ُ إ ِ ّ‬ ‫ست َأ ِ‬ ‫تا ْ‬ ‫أب َ ِ‬
‫ن‪ ( 4 )﴾...‬لنتأمل هذه الدروس في‬ ‫ح َ‬ ‫أَ ُ‬
‫هات َي ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫دى اب ْن َت َ ّ‬ ‫ح َ‬‫ك إِ ْ‬ ‫ن أنك ِ َ‬ ‫ْ‬
‫الية‪ .‬فهذا موسى يجد الرعاة على الماء ومن دونهم امرأتين‬
‫تذودان غنمهما لئل تختلط بغنم الناس؟ يسألهما ما شأنكما؟‬
‫لماذا ل تسقيان غنمكما مع الناس؟‬
‫يأتي الجواب‪ :‬ل نسقي حتى يصدر الرعاء‪ .‬إن لديهما تقوى‬
‫عا يمنعانهما من الختلط بالرجال‪ ،‬فكأنه يأتي سؤال آخر‪ ،‬ما‬ ‫وور ً‬
‫خ ك َِبيٌر﴾ فهي‬ ‫شي ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫الذي أخرجكما؟ ثم يأتي الجواب مباشرة ﴿وَأُبوَنا َ‬
‫الضرورة والحاجة دعت لذلك‪ ،‬ولما اضطرتا للخروج لزمتا الخلق‬
‫والدب‪ ،‬فلم تختلطا بالرجال‪.‬‬
‫ثم يأتي درس آخر حيث تفكر إحدى المرأتين أن الوقت قد‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫جْرهُ‬ ‫ست َأ ِ‬ ‫تا ْ‬ ‫ما َيا أب َ ِ‬ ‫داهُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫حان لتعود المور إلى طبيعتها ﴿ َقال َ ْ‬
‫ْ‬
‫ن ﴾ واقتنع شعيب بالحل فعرض‬ ‫مي ُ‬‫قوِيّ ال َ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫جْر َ‬ ‫ست َأ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خي َْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫إِ ّ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫ح َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫على موسى‪َ ﴿ :‬قا َ‬
‫هات َي ْ ِ‬‫ي َ‬ ‫دى اب ْن َت َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫ن أنك ِ َ‬ ‫ل إ ِّني أِريد ُ أ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ج‪ ﴾...‬ويقبل موسى العرض وتعود المور‬ ‫ج ٍ‬
‫ح َ‬
‫ي ِ‬
‫مان ِ َ‬‫جَرِني ث َ َ‬ ‫أن ت َأ ُ‬
‫إلى نصابها فيعمل موسى بالرعي وتعود المرأة زوجة عاملة في‬
‫بيتها‪ .‬هكذا يقص علينا القرآن وإن في قصصهم لعبرة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الصلة في المسجد مشروعة في حق الرجال ومن‬
‫أفضل العمال فكيف إذا كانت في مسجد رسول الله ـ صلى‬
‫الله عليه وسلم ـ ومعه‪ ،‬ومع ذلك يحث رسول الله ـ صلى الله‬
‫عليه وسلم ـ المرأة على الصلة في بيتها‪ .‬عن امرأة أبي حميد‬
‫الساعدي‪ ،‬أنها جاءت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت‪ :‬يا‬
‫رسول الله إني أحب الصلة معك‪ .‬فقال‪ ) :‬قد علمت أنك تحبين‬
‫الصلة معي‪ ،‬وصلتك في بيتك خير من صلتك في حجرتك‪،‬‬
‫وصلتك في حجرتك خير من صلتك في دارك‪ ،‬وصلتك في دارك‬
‫خير من صلتك في مسجد قومك‪ ،‬وصلتك في مسجد قومك خير‬
‫من صلتك في مسجدي (‪ .‬فأمرت فُبني لها مسجد ٌ في أقصى‬
‫شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز‬
‫وجل ]‪. [5‬‬
‫وإيحاء الحديث واضح في أن الصل قرار المرأة في بيتها‪،‬‬
‫حتى فضل الصلة في بيتها على الصلة في مسجده ـ صلى الله‬
‫عليه وسلم ـ مع أنه أذن للمرأة في الذهاب للمسجد‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ واقع المرأة في القرون المفضلة الولى – التي هي‬
‫مكان القدوة – يؤيد هذا‪ ،‬حيث نجد أن خروج المرأة وقيامها‬
‫بعمل خارج البيت يكاد يكون حوادث معدودة لها أسبابها الداعية‬
‫لها‪ ،‬بل هذا هو فهم الصحابة‪ .‬ورد أن امرأة ابن مسعود طلبت أن‬
‫يكسوها جلباًبا فقال‪ :‬أخشى أن تتركي جلباب الله الذي جلببك‪،‬‬
‫قالت‪ :‬ما هو؟ قال‪ :‬بيتك‪.‬‬
‫َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬‫‪ 6‬ـ ما جاء به الشرع هو الموافق للفطرة ﴿ أل ي َعْل َ ُ‬
‫خِبيُر ﴾]‪ [6‬إن قرار المرأة في بيتها هو منطق‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫طي ُ‬‫وَهُوَ الل ّ ِ‬
‫الفطرة الذي يوافق وظائفها وطبيعتها‪ ،‬ويقيها التشتت والتناقض‬
‫ولقد أثبتت التجارب العلمية والنفسية ما يؤيد هذا‪ ،‬كما نادى‬
‫بعض الباحثين المنصفين في الغرب لتلفي خطر تشغيل المرأة‬
‫بما يخالف فطرتها وطبيعتها‪ ،‬ولكن أصحاب الشهوات صم عن‬
‫كل داع لذلك بل يتهمونه بأنه يدعو للعودة بالمرأة إلى عهود‬
‫الرجعية والرق كذا زعموا! ويأتي مزيد بيان لهذا في ثنايا‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫الموقف حول خروج المرأة‪:‬‬
‫عا على إطلقه‪ ،‬فقد‬ ‫بقي أن يفهم أن خروج المرأة ليس ممنو ً‬
‫وردت نصوص تدل على جواز خروج المرأة وعملها خارج المنزل‪،‬‬
‫لكن هذه الحالة ليست هي الصل بل هي استثناء وضرورة‪.‬‬
‫ومما ورد في هذا إذن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‬
‫ضل الصلة في بيتها‪.‬‬ ‫للمرأة في الصلة بالمسجد مع أنه ف ّ‬
‫ومن ذلك ما ورد من مشاركة بعض النساء في بعض المعارك‬
‫في السقي ومداواة الجرحى‪.‬‬
‫وقد تمسك بهذا دعاة تحرير المرأة‪ ،‬بل دعاة إفسادها من‬
‫أصحاب الهواء‪ ،‬كما استدل بها بعض الطيبين الذين انهزموا أمام‬
‫عا عن السلم في ظنهم‪.‬‬ ‫ضغط الحضارة الوافدة دفا ً‬
‫وللجابة على هذا نقول‪ :‬إن خروج المرأة وعملها خارج البيت‬
‫عا على الطلق‪ ،‬بل قد تدعو إليه الحاجة كما خرجت‬ ‫ليس ممنو ً‬
‫بنتا شعيب‪ ،‬وقد يكون ضرورة للمة كتعليم المرأة بنات جنسها‬
‫وتطبيبهن وعليه تحمل أدلة خروج المرأة‪ ،‬وهي حالة استثناء‬
‫ل‪ ،‬ولهذا نجد المام ابن حجر يقول‪ :‬لعل خروج المرأة‬ ‫وليست أص ً‬
‫مع الجيش قد نسخ‪ ،‬حيث أورد في "الصابة" ترجمة أم كبشة‬
‫القضاعية وقال‪ :‬أخرج حديثها أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني‬
‫وغيرهما من طريق السود بن قيس عن سعيد بن عمرو‬
‫القرشي أن أم كبشة امرأة من قضاعة قالت‪ :‬يا رسول الله‬
‫ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا‪ .‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول‬
‫الله‪ :‬إني لست أريد أن أقاتل‪ :‬إنما أريد أن أداوي الجرحى‬
‫والمرضى وأسقي الماء‪ .‬قال‪ ) :‬لول أن تكون سنة‪ ،‬ويقال‪ :‬فلنة‬
‫خرجت لذنت لك‪ ،‬ولكن اجلسي (‪.‬وأخرجه ابن سعد‪ ،‬وفي آخره‬
‫دا يغزو بامرأة ( ثم قال‪:‬‬ ‫) اجلسي ل يتحدث الناس أن محم ً‬
‫يمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان السلمي‬
‫أن هذا ناسخ لذاك؛ لن ذلك كان بخيبر وكان هذا بعد الفتح ]‬
‫‪. [7‬‬
‫وعلى كل حال فالدلة ثابتة في خروج بعض النساء‬
‫والمشاركة في مداواة الجرحى والسقي‪ ،‬ولكنها حالت محدودة‬
‫تقدر بقدرها ول تغّلب على الصل‪ ،‬ومن المهم أن يتضح الفرق‬
‫بين كون عمل المرأة خارج البيت أصل‪ ،‬وبين كونه استثناء‪.‬‬
‫فإذا كان استثناء لحالت معينة فلن نعدم الحلول للسلبيات‬
‫المتوقعة من الخروج‪ ..‬وليس هذا مجال طرحها‪ ،‬أما إذا كان‬
‫الخروج أصل ً كما يرى بعض المستغربين حيث يرى أن المرأة‬
‫ستبقى معطلة إذا عملت في البيت‪ ،‬وأن هذا شلل لنصف‬
‫المجتمع‪ .‬أقول‪ :‬إن سرنا في هذا التجاه فستقع سلبيات الخروج‬
‫وما يترتب عليه‪ ،‬كما حصل في المجتمعات الغربية‪.‬‬
‫ستقع مفاسد الختلط‪ ،‬ومفاسد خلو البيوت من الم‪ ،‬مهما‬
‫اتخذنا من إجراءات وكنا صادقين في ذلك‪ ،‬ولو حاول البعض أن‬
‫يغطيها بالشعار الخادع‪» :‬خروج في ظل تعاليم شريعتنا‪ ،‬وحسب‬
‫تقاليدنا«‪ .‬ثم لبد أن نفهم أنه إذا تقرر لدينا أن الصل هو عمل‬
‫المرأة في بيتها‪ ،‬وأن عملها خارج البيت استثناء‪ ،‬وأن هذا مقتضى‬
‫أدلة الشرع فلسنا بعد ذلك مخيرين بين اللتزام بهذا أو عدمه إن‬
‫ضى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ذا قَ َ‬ ‫من َةٍ إ ِ َ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َول ُ‬ ‫م ٍ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫قا‪ ﴿ .‬وَ َ‬ ‫كنا مسلمين ح ّ‬
‫َ‬ ‫مًرا َأن ي َ ُ‬ ‫ورسول ُ َ‬
‫ص الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫من ي َعْ ِ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مرِه ِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ََرة ُ ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬‫ن ل َهُ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫ن﴾]‪ [8‬فالية وإن نزلت في قضية‬ ‫مِبي ً‬ ‫ضلل ً ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سول َ ُ‬‫وََر ُ‬
‫معينة‪ ،‬فمفهومها عام‪ .‬ثم هي جاءت بعد اليات التي أمرت نساء‬
‫النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالقرار في بيوتهن‪.‬‬
‫ولقد بّين الله أن ترك شريعته والعراض عنها سبب حتمي –‬
‫عن‬ ‫ض َ‬ ‫ل شك – للشقاء كحال أكثر أمم الرض اليوم ﴿وم َ‬
‫ن أع َْر َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ك﴾]‪ [9‬وإن حال المة التي لديها المنهج‬ ‫ضن ً‬ ‫ة َ‬ ‫ش ً‬ ‫مِعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ري فَإ ِ ّ‬ ‫ذ ِك ْ ِ‬
‫القويم ثم تتركه وتبحث في زبالة أفكار الرجال كقول الشاعر‪:‬‬
‫كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها‬
‫محمول‬
‫ما هي السرة؟‬
‫الوقفة الثالثة مع العنوان عن "السرة"‪ :‬ما هي السرة التي‬
‫هي مجال عمل المرأة‪ ،‬ما أهميتها؟‬
‫دا فل‬ ‫السرة أحد المؤسسات التربوية الدائمة التي ل تنفك أب ً‬
‫نتصور مجتمًعا بدون أسرة‪.‬‬
‫وإن وجودها واستمرارها واستقرارها من مقاصد الشرع ﴿َيا‬
‫َ‬
‫من َْها‬ ‫خل َقَ ِ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬
‫س َوا ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬‫خل َ َ‬‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا ْ َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫أي َّها الّنا ُ‬
‫ساًء﴾]‪. [10‬‬ ‫جال ً ك َِثيًرا وَن ِ َ‬ ‫ما رِ َ‬ ‫من ْهُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫جَها وَب َ ّ‬ ‫َزوْ َ‬
‫توحي الية أن أصل البشر أسرة واحدة»نفس واحدة وخلق‬
‫ذي‬ ‫منها زوجها« ومن الزوجين بث أسًرا كثيرة‪ .‬ويقول‪﴿ :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫صهًْر﴾]‪ [11‬نسًبا بالنسبة‬ ‫سًبا وَ ِ‬ ‫ه نَ َ‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫شًرا فَ َ‬ ‫ماِء ب َ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫خل َقَ ِ‬ ‫َ‬
‫للذكور‪ ،‬وصهًرا بالنسبة للناث‪.‬‬
‫ث السلم على تكوينها متى توفرت المكانات‪ ،‬قال ـ‬ ‫وقد ح ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬يا معشر الشباب من استطاع منكم‬
‫الباءة فليتزوج (]‪ ،[12‬وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬تزوجوا‬
‫الودود الولود (]‪. [13‬‬
‫بّين السلم دور السرة وأثرها العظيم إذ هي التي تحدد‬
‫مسار حياته ودينه‪ ،‬قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬كل مولود‬
‫يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه‪]( ..‬‬
‫‪. [14‬‬
‫جاءت تشريعات السلم كلها لتنظيم السرة وحمايتها من‬
‫التفكك‪ ،‬ومن ذلك أحكام النكاح والطلق والعدد وحقوق الباء‬
‫ل على تلك المكانة التي أولها‬ ‫والمهات‪ ،‬وغيرها كثير‪ ،‬كلها تد ّ‬
‫السلم للسرة‪ ،‬لنها مكان نشوء الجيال‪ ،‬وعلى قدر ما تكون‬
‫السرة يكون مستقبل المة‪.‬‬
‫وإن المرأة هي العمود الفقري لهذه السرة‪ ،‬وكما قيل‪ :‬وراء‬
‫كل عظيم امرأة تربى في حجرها‪.‬‬
‫غا‪ ،‬وهل عمل المرأة‬ ‫أل تستحق هذه السرة من المرأة تفر ً‬
‫فيها جهد ضائع؟ إن رسالة المرأة هي المومة بما تحمله‪ ،‬وهي‬
‫أوسع من مجرد النجاب‪ ،‬بل التربية التي تعد الفرد الصالح‪.‬‬
‫إن عمل المرأة في بيتها إن ظنه البعض صغيًرا فهو كبير‬
‫تلتقي فيه كثير من التخصصات ويحتاج لما تحتاج له دولة‪ ،‬يحتاج‬
‫للعلم والفكر‪ ،‬يحتاج الدقة‪ ،‬يحتاج الدارة‪ ،‬يحتاج القتصاد‪ ،‬يحتاج‬
‫الرقة والحساس‪ ،‬يحتاج لسمو المبادئ‪.‬‬

‫إن المرأة التي تنظر لعمل البيت نظرة استصغار لدليل على‬
‫أنها لم تفهمه حق الفهم‪ ،‬ومن ثم لن تقوم به‪ ،‬كذلك الذين يرون‬
‫أنها معطلة في بيتها إما أنهم ل يفهمون هذا العمل‪ ،‬أو أنهم‬
‫يفهمونه ولكن في قلوبهم مرض‪.‬‬
‫هل يصح أن نقول‪ :‬إن المرأة إذا تفرغت للعناية بالسرة تبقى‬
‫معطلة ويخسر المجتمع نصف طاقاته‪.‬‬
‫من الضروري أن تفهم المرأة هذا الدور الكبير في ظل‬
‫ب‬‫ماِتي ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫م َ‬
‫حَيايَ وَ َ‬ ‫م ْ‬‫كي وَ َ‬ ‫صل َِتي وَن ُ ُ‬
‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫العقيدة ﴿قُ ْ‬
‫ن﴾]‪ [15‬إنه عبادة‪ ،‬فليس عمل ً قسرًيا‪ ،‬أو عمل ً روتينًيا‪ ،‬بل‬ ‫مي َ‬ ‫ال َْعال َ ِ‬
‫هو عمل فيه روح لمن أدركت أهداف الحياة وسر وجود النسان‪.‬‬
‫قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬إذا صلت المرأة‬
‫خمسها‪ ،‬وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها دخلت‬
‫من أي أبواب الجنة شاءت (]‪. [16‬‬
‫وبعد هذه الوقفات يأتي الحديث عن أعمال المرأة داخل بيتها‬
‫والتي تمثل دورها الرئيسي في هذه الحياة لتساهم في بناء‬
‫المة‪ ،‬وسوف يتضح لنا أنها أعمال كبيرة وعظيمة إذا أعطيت‬
‫حقها فإنها تستغرق جل وقتها‪ ،‬وهذه العمال‪:‬‬
‫أعمال المرأة في بيتها‪:‬‬
‫ل‪ :‬عبادة الله‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫ن‬
‫ج ّ‬‫ت ال ْ ِ‬‫ق ُ‬ ‫خل َ ْ‬‫ما َ‬ ‫لن ذلك هو الغاية من وجود النسان ككل ﴿وَ َ‬
‫ن﴾]‪. [17‬‬ ‫دو ِ‬‫س ِإل ل ِي َعْب ُ ُ‬ ‫لن َ‬ ‫َوا ِ‬
‫لذا نجد التوجيه اللهي لمهات المؤمنين لما أمرن بالقرار في‬
‫ج‬
‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬‫ن َول ت َب َّر ْ‬ ‫ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫البيوت‪ ،‬قال الله تعالى‪﴿ :‬وَقَْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬‫ن الل ّ َ‬ ‫كاة َ وَأط ِعْ َ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫صلة َ َوآِتي َ‬ ‫ن ال ّ‬‫م َ‬‫جاه ِل ِي ّةِ الوَلى وَأقِ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‪. [18] ﴾...‬‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫ومفهوم العبادة وإن كان أوسع من أداء الشعائر التعبدية‪،‬‬
‫لكنها جزء كبير من العبادة‪ ،‬وأداء العبادة هو أكبر معين للمرأة‬
‫على أداء دورها بإتقان في بيتها فالمرأة الصالحة هي التي تؤدي‬
‫دورها على الوجه المطلوب‪ ،‬كما أن ذلك هو أساس التربية‬
‫الصالحة بالقدوة‪ ،‬حيث إن قيام المرأة بأداء العبادة بخشوع‬
‫وطمأنينة له أكبر الثر على من في البيت من الطفال وغيرهم‪،‬‬
‫فحينما تحسن المرأة الوضوء‪ ،‬ثم تقف أمام ربها خاشعة خاضعة‬
‫ستربى في الطفال هذه المعاني بالقدوة إضافة للبيان والتوجيه‬
‫بالكلم‪.‬‬
‫ما لكن لبد أن تتضح أهدافه‬ ‫وهذا الجانب وإن كان معلو ً‬
‫دا عن الروتين القاتل للمعاني السامية‪.‬‬ ‫وغاياته وأثره وُيفهم بعي ً‬
‫ثانًيا‪ :‬المرأة في البيت سكن واستقرار للزوج والبيت‪:‬‬
‫فسك ُ َ‬ ‫كم م َ‬ ‫َ‬
‫جا‬
‫م أْزَوا ً‬‫ن أن ُ ِ ْ‬ ‫خل َقَ ل َ ُ ّ ْ‬ ‫ن َ‬‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬وَ ِ‬
‫قوْم ٍ‬‫ت لّ َ‬ ‫ك لَيا ٍ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ة إِ ّ‬
‫م ً‬‫ح َ‬‫موَد ّة ً وََر ْ‬‫كم ّ‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬‫جعَ َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها وَ َ‬‫ل ّت َ ْ‬
‫ن﴾]‪. [19‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫التعبير بـ »سكن« وما يحمله من معنى‪ .‬إن كلمة »سكن«‬
‫ما للستقرار والراحة والطمأنينة في البيت‪ ،‬ولو‬ ‫تحمل معنى عظي ً‬
‫ظا يعبر عما تحمله ما استطعنا ولن نستطيع‪،‬‬ ‫حاولنا أن نوجد لف ً‬
‫ذلك كلم رب العالمين الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من‬
‫خلفه‪ .‬فالمرأة سكن للزوج‪ ،‬سكن للبيت‪ .‬ثم وصف العلقة بأنها‬
‫"مودة ورحمة"‪.‬‬
‫جَها‬‫من َْها َزوْ َ‬
‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬‫س َوا ِ‬‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال‪﴿ :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫ه﴾]‪ [20‬أي يأنس بها ويأوي إليها‪ ،‬ولنفهم سر التعبير‬ ‫ن إ ِل َي ْ َ‬‫سك ُ َ‬‫ل ِي َ ْ‬
‫»إليها« في اليتين حيث أعاد السكن إلى المرأة فهي مكانه‬
‫وموطنه‪ ،‬فالزوج يسكن إليها‪ ،‬والبيت بمن فيه يسكن إليها ﴿‬
‫سك ُُنوا إ ِل َي َْها ﴾ ول تكون المرأة سكًنا لزوجها حتى تفهم حقه‬ ‫ل ّت َ ْ‬
‫ومكانته‪ ،‬ثم تقوم بحقوقه عليها طائعة لربها فرحة راضية‪.‬‬
‫لذا يحرص السلم على تقرير مكانة الزوج لنها الساس‪،‬‬
‫دا أن‬ ‫يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬لو كنت آمًرا أح ً‬
‫يسجد لحد لمرت المرأة أن تسجد لزوجه (]‪[21‬‬
‫بل الشعار بمكانته حتى بعد وفاته ) ل يحل لمرأة تؤمن بالله‬
‫واليوم والخر أن تحد على ميت فوق ثلث إل على زوج فإنها تحد‬
‫عليه أربعة أشهر وعشًرا‪. [22]( ...‬‬
‫وليفهم أن الحداد أمر زائد على العدة‪ ،‬ففيه إشعار بحق‬
‫الزوج على الزوجة‪ .‬وقد شرع في السلم أحكام تكفل أداء‬
‫حقوق الزوج‪ ،‬ومن ثم يكون البيت سكًنا ويصبح بيئة صالحة‪.‬‬
‫على أن هذه الحكام والتشريعات ليست خاصة بالمرأة بل‬
‫هي على الزوجين‪ ،‬لكن دور المرأة فيها أكبر لنها العمود كما‬
‫ذكرنا‪ ،‬وحيث مجال حديثنا عن المرأة وعن دورها في تربية‬
‫السرة‪ ،‬لبد من الشارة لبعض المسئوليات والوسائل اللزمة لها‬
‫التي تجعل البيت سكًنا كما أراد الله‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الطاعة التامة للزوج فيما ل معصية فيه لله‪:‬‬
‫هذه الطاعة هي أساس الستقرار‪ ،‬لن القوامة للرجل ﴿‬
‫ساِء‪ [23]﴾...‬فل نتصور قوامة بدون‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬
‫مو َ‬ ‫ل قَ ّ‬
‫وا ُ‬ ‫جا ُ‬
‫الّر َ‬
‫طاعة‪ ...‬والبيت مدرسة أو إدارة‪ ،‬فلو أن مديًرا في مؤسسة أو‬
‫مدرسة لديه موظفون ل يطيعونه‪ ،‬هل يمكن أن يسير العمل‪،‬‬
‫فالبيت كذلك‪ .‬إن طاعة الزوج واجب شرعي تثاب المرأة على‬
‫فعله‪ ،‬بل نجد طاعة الزوج مقدمة على عبادة النفل‪ ،‬قال ـ صلى‬
‫الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬ل تصوم المرأة وبعلها شاهد إل بإذنه ( ]‬
‫‪ . [24‬وفيه إشارة إلى أهمية طاعة الزوج حتى قدمت على‬
‫عبادة صيام النفل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ القيام بأعمال البيت التي هي قوام حياة السرة من طبخ‬
‫ونظافة وغسيل وغير ذلك‪:‬‬
‫وحتى يؤدي هذا العمل ثمرته لبد أن يكون بإتقان جيد‪،‬‬
‫وبراحة نفس ورضى وشعور بأن ذلك عبادة‪.‬‬
‫وإليك أيها الخت نماذج من السيرة ومن سلف هذه المة‪.‬‬
‫أخرج المام أحمد بسنده عن ابن أعبد قال‪ :‬قال لي علي بن أبي‬
‫طالب رضي الله عنه‪ :‬أل أخبرك عني وعن فاطمة رضي الله‬
‫عنها كانت ابنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت من‬
‫أكرم أهله عليه‪ ،‬وكانت زوجتي‪ ،‬فجّرت بالرحى حتى أّثر الرحى‬
‫مت البيت‬ ‫بيدها‪ ،‬وأسقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وق ّ‬
‫حتى اغبرت ثيابها‪ ،‬وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها‪،‬‬
‫فأصابها من ذلك ضرر‪ ،‬فقدم على رسول الله ـ صلى الله عليه‬
‫وسلم ـ بسبي أو خدم‪ ،‬قال‪ :‬فقلت لها‪ :‬انطلقي إلى رسول الله ـ‬
‫ما يقيك حر ما أنت فيه‪،‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم ـ فاسأليه خاد ً‬
‫فانطلقت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوجدت عنده‬
‫ك‬‫ما فرجعت ولم تسأله فذكر الحديث فقال‪ ) :‬أل أدل ِ‬ ‫ما أو خدا ً‬ ‫خد ً‬
‫ك سبحي ثلًثا‬ ‫ت إلى فراش ِ‬ ‫ك من خادم إذا أوي ِ‬ ‫على ما هو خير ل ِ‬
‫وثلثين واحمدي ثلًثا وثلثين وكبري أربًعا وثلثين ( فأخرجت‬
‫رأسها فقالت‪ :‬رضيت عن الله ورسوله مرتين‪ . [25] ..‬فلم ينكر‬
‫قيامها بهذا المجهود‪ ،‬ومن هي في فضلها وشرفها‪ ،‬بل أقرها‬
‫وأرشدها إلى عبادة تستعين بها على ذلك‪ ،‬وأن ذلك خير لها من‬
‫خادم‪.‬‬
‫روى ابن إسحاق بسنده عن أسماء بنت عميس قالت‪ :‬لما‬
‫ي رسول الله ـ صلى الله عليه‬ ‫أصيب جعفر وأصحابه دخل عل ّ‬
‫وسلم ـ وقد دبغت أربعين منا‪ ،‬وعجنت عجيني وغسلت بّنى‬
‫ودهنتهم ونظفتهم‪ .‬قالت‪ :‬فقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه‬
‫وسلم ـ‪ ) :‬اتيني ببني جعفر ( قالت‪ :‬فأتيته بهم‪ ،‬فتشممهم‬
‫وذرفت عيناه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول الله بأبي أنت وأمي‪ ،‬ما يبكيك؟‬
‫أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال‪ ) :‬نعم‪ ،‬أصيبوا هذا اليوم (‬
‫‪ ...‬الحديث ]‪. [26‬‬
‫‪ 3‬ـ استجابتها لزوجها فيما أحل الله له‪:‬‬
‫قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬إذا دعا الرجل امرأته إلى‬
‫فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح (]‪[27‬‬
‫‪ .‬بل الولى في حقها أن تتقرب إليه دون الطلب‪ ،‬وأن تتهيأ لذلك‬
‫وتتجمل‪ .‬وإنه لمن المؤسف أن بعض النساء تتجمل لخروجها –‬
‫وقد ُنهيت عن ذلك – أكثر مما تتجمل لزوجها – وقد ُأمرت به –‬
‫وكل ذلك يدل على جهل بالمسؤولية‪ ،‬أو عدم اتباع لشرع الله‪.‬‬
‫إن لقيام المرأة بهذا المر‪ ،‬وحسن الخذ به أثًرا كبيًرا على‬
‫استقرار البيت‪ ،‬حيث عفة الزوج ورضاه بما عنده وعدم شعوره‬
‫بالحباط والحرمان‪ ،‬ومن ثم الستقرار النفسي‪.‬‬
‫ما أكثر الرجال الذين يعيشون حياة غير مستقرة بسبب‬
‫ما‪ ،‬أو لم‬ ‫شعورهم بالحرمان‪ ،‬لن المرأة لم تعر هذا الجانب اهتما ً‬
‫تعرف كيف تقوم به حق القيام‪ ،‬فلتدرك المرأة دورها في ذلك‪،‬‬
‫ثم لتفكر وتبحث كيف تؤديه‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ حفظ سره وعرضه‪:‬‬
‫فل تتعرض للفتنة ول للتبرج‪ ،‬ول تتساهل في التعرض للرجال‬
‫في باب المنزل أو النافذة أو خارج البيت‪ ،‬ولتكن محتشمة عند‬
‫خروجها‪.‬‬
‫قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬فأما حقكم على نسائكم فل‬
‫ن في بيوتكم لمن تكرهون (]‬ ‫يوطين فرشكم من تكرهون ول يأذ ّ‬
‫‪. [28‬‬
‫إن هذا يعطي صيانة أخلقية للبيت‪ ،‬وثقة للزوج‪ ،‬وتربية للبناء‬
‫على العفة‪ ،‬وأن البيت الذي يحصل فيه شيء من التساهل في‬
‫حا‪ ،‬ول مكان استقرار‪.‬‬ ‫أي أمر من هذه المور لن يكون سكًنا مري ً‬
‫‪ 5‬ـ حفظ المال‪:‬‬
‫يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬والمرأة راعية في بيت‬
‫زوجها ومسؤولة عن رعيته (]‪ . [29‬وقال ـ صلى الله عليه‬
‫وسلم ـ‪ ) :‬خير نساء ركبن البل صالح نساء قريش‪ .‬أحناه على‬
‫ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده (]‪. [30‬‬
‫وقضية المال قضية هامة يتعلق بها أمور منها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الصلح في البيوت بحفظ ما فيها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عدم التبذير والسراف‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ عدم تحميل الزوج ما ل يطيق من النفقات‪.‬‬
‫والمور المالية اليوم أصبح لها نظام وحساب فكم من‬
‫شا هنيًئا مع عدم التكلفة‬ ‫الوسائل والطرق توفر للسرة عي ً‬
‫المالية‪ ،‬وقد أصبحت فّنا يدرس‪ ،‬فهل تعي الزوجة دورها في‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ المعاملة الحسنة‪:‬‬
‫فالزوج له القوامة فلبد من أن تكون المعاملة تنطلق من هذا‬
‫ومن صور حسن المعاملة‪.‬‬
‫ـ تحمل خطئه إذا أخطأ‪.‬‬
‫ـ استرضاؤه إذا غضب‪.‬‬
‫ـ إشعاره بالحب والتقدير‪.‬‬
‫ـ الكلمة الطيبة والبسمة الصادقة‪ ،‬قال ـ صلى الله عليه‬
‫وسلم ـ‪ ) :‬تبسمك في وجه أخيك صدقة (]‪. [31‬‬
‫فكيف إذا كانت من زوجة لزوجها‪.‬‬
‫ـ النتباه لموره الخاصة من طعام وشراب ولباس من ناحية‬
‫النوع والوقت‪ .‬ولتعلم المرأة أنها حين تقوم بهذه المور ليس فيه‬
‫ط من مكانتها بل هذا هو طريق‬ ‫اعتداء على شخصيتها أو ح ّ‬
‫السعادة‪ ،‬ولن تكون السعادة إل في ظل زوج تحسن معاملته‬
‫ساِء ﴾]‪[32‬‬ ‫ن ع ََلى الن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل قَ ّ‬
‫وا ُ‬ ‫جا ُ‬ ‫وذلك تقدير العزيز العليم ﴿الّر َ‬
‫دا أن يسجد‬ ‫يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬لو كنت آمًرا أح ً‬
‫لحد لمرت المرأة أن تسجد لزوجه (]‪. [33‬‬
‫فلتفهمي مقاصد الشرع ول تغتري بالدعاية الكاذبة وليكن‬
‫شعارك سمعنا وأطعنا‪.‬‬
‫قى﴾ ]‬ ‫ل وَل َ ي َ ْ‬
‫ش َ‬ ‫ض ّ‬‫دايَ فَل َ ي َ ِ‬
‫ن ات ّب َعَ هُ َ‬‫م ِ‬‫دى فَ َ‬ ‫مّني هُ ً‬ ‫ما َيأت ِي َن ّ ُ‬
‫كم ِ‬ ‫﴿فَإ ِ ّ‬
‫‪. [34‬‬
‫‪ 7‬ـ تنظيم الوقت‪:‬‬
‫احرصي على تنظيم وقتك حتى يكون عملك متعة‪ ،‬واجعلي‬
‫ما كالروضة نظافة وترتيًبا‪ ،‬فالبيت دليل على صاحبته‪،‬‬ ‫البيت دائ ً‬
‫وبالنظافة والترتيب يكون البيت بأجمل صورة‪ ،‬ولو كان الثاث‬
‫متواضًعا والعكس بالعكس‪.‬‬
‫إن الزوج والولد حينما يعودون من أعمالهم ودراستهم‬
‫فا يخف عنهم العناء والرهاق‪،‬‬ ‫ما نظي ً‬ ‫متعبين فيجدون بيًتا منظ ً‬
‫والعكس بالعكس؛ فنظافة السكن ونظامه من أهم السباب‬
‫لكونه سكًنا وراحة‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ قفي مع زوجك‪:‬‬
‫ديه‬
‫في الحداث والزمات وما أكثرها في هذه الدنيا! أم ّ‬
‫بالصبر والرأي‪ ،‬اجعليه عند الزمات يهرب لبيته‪ ،‬لزوجته‪ ،‬لسكنه‪،‬‬
‫ل يهرب عنها‪ ،‬فذلك من أكبر السباب للوئام‪ ،‬وبهذا يكون البيت‬
‫سكًنا‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ الصدق معه‪:‬‬
‫صا فيما يحدث وهو‬ ‫كوني صادقة معه في كل شيء وخصو ً‬
‫خارج البيت‪ ،‬وابتعدي عن الكذب والتمويه‪ ،‬فإن المر إن انطلى‬
‫مرة فلن يستمر ثم تفقد الثقة‪ ،‬فإذا فقدت الثقة فلن يكون‬
‫حا‪ ،‬ول مكاًنا للتربية الصالحة‪.‬‬
‫البيت سكًنا مري ً‬
‫‪ 10‬ـ كيف تتصرفين عند حصول الخلف؟‬
‫وأخيًرا اعلمي أننا بشر‪ ،‬فل بد من الضعف‪ ،‬ولبد من وقوع‬
‫اختلف حول بعض المور‪ ،‬لكن المهم كيف تعالج الخلفات فإذا‬
‫كان من الطبيعي حصول بعض الخلف‪ ،‬فليس من الجائز أن‬
‫يتحول كل خلف إلى مشكلة قد تقوض كيان البيت‪ ،‬وإليك بعض‬
‫التوصيات التي ينبغي النتباه لها عند حصول خلف‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ تجنبي الستمرار في النقاش حالة الغضب والنسحاب‬
‫حتى تهدأ العصاب‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ استعملي أسلوب البحث ل الجدال والتعرف على‬
‫المشكلة وأسبابها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ البعد عن المقاطعة والستماع الجيد‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ لبد من إعطاء المشاعر الطيبة‪ ،‬وبيان أن كل طرف‬
‫يحب الخر‪ ،‬ولكن يريد حل المشكلة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ لبد من الستعداد للتنازل‪ ،‬فإن إصرار كل طرف على ما‬
‫هو عليه يؤدي إلى تأزم الموقف‪ ،‬وقد ينتهي إلى الطلق‪.‬‬
‫هذا بعض ما ينبغي للمرأة أن تسلكه في بيتها حتى تكون قد‬
‫شاركت في إيجاد السكن الحقيقي‪ ،‬البيت الذي يعيش فيه الزوج‬
‫هادًئا آمًنا مستقًرا فينتج لمته‪ ،‬وفيه يتربى الولد التربية السليمة‬
‫فتصلح المة بصلح الجيال‪ ،‬والزوجان هما أساس السرة فإذا‬
‫كانت العلقة بينهما سيئة فل استقرار للبيت‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬جعل السرة في إطارها الواسع سكًنا‪:‬‬
‫من العمال التي تقوم بها المرأة في بيتها لتؤدي دورها في‬
‫تربية السرة حرصها على جعل السرة سكًنا واستقراًرا في إطار‬
‫س السرة‬ ‫السرة الواسع‪ ،‬إن الحديث في الفقرة السابقة يم ّ‬
‫في إطارها الضيق الزوج والزوجة والولد‪ ،‬لكن هناك إطار‬
‫للسرة أوسع من ذلك يشمل الم والب والخوة والخوات‪ ،‬ولهم‬
‫حقوق سواء كانوا مع الزوج في البيت أو ليسوا معه‪ .‬ولبد أن‬
‫يلتئم شملهم وتصلح العلقات بينهم‪ ،‬حيث يتعلق بذلك أحكام‬
‫كثيرة‪ ،‬منها بر الوالدين وصلة الرحام‪.‬‬
‫وللمرأة دور خطير في ذلك‪ ،‬فكم من امرأة بوعيها بهذا‬
‫الجانب وخوفها من الله‪ ،‬كانت سبًبا للصلة بين زوجها وأمه وأبيه‬
‫وإخوته وأرحامه‪ ،‬فأصبحت أداة خير تجمع السرة على الخير‪،‬‬
‫وكم من امرأة جاهلة بواجبها في هذا الجانب‪ ،‬أو تعرفه لكنها ل‬
‫تخاف الله فسببت فرقة السرة فكان عقوق الباء والمهات‪،‬‬
‫وكان قطيعة الرحم كل ذلك بسبب جهل المرأة بدورها في هذا‬
‫الجانب وعدم القيام به‪.‬‬
‫رابًعا‪ :‬تربية الولد‪:‬‬
‫من المجالت التي يظهر فيها دور المرأة في تربية السرة‬
‫) تربية الطفل ( وهذا من أهم المجالت وأخطرها لسببين‪:‬‬
‫الول‪ :‬لنه موجه للطفل ومن الطفل تتكون المة‪ ،‬وعلى أي‬
‫حال كان واقع الطفل وتربيته اليوم سيكون وضع المة في‬
‫المستقبل كذلك‪ ،‬ومن هنا ندرك أنه سيمر عبر مدرسة الم أفراد‬
‫المة كلهم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ولن الطفل كثير المجاهيل ينطبق عليه أنه واضح‬
‫غامض‪ ،‬سهل صعب‪ ،‬لذا فرعايته وتربيته تحتاج لجهد ليس سه ً‬
‫ل‪،‬‬
‫وهذا ما سوف نوضحه فيما يأتي‪.‬‬
‫إن رعاية الطفل مسؤولية البوين مًعا‪ ،‬قال ـ صلى الله عليه‬
‫وسلم ـ‪ ) :‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع في‬
‫بيته ومسؤول عن رعيته‪ ،‬والمرأة راعية في بيت زوجها‬
‫ومسؤولة عن رعيته (]‪. [35‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َناًرا‬‫م وَأهِْليك ُ ْ‬
‫سك ُ ْ‬ ‫مُنوا ُقوا أن ُ‬
‫ف َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ويقول تعالى‪َ﴿ :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫جاَرة ُ﴾]‪. [36‬‬ ‫ح َ‬‫س َوال ْ ِ‬ ‫وَُقود ُ َ‬
‫ها الّنا ُ‬
‫ولكننا إذا نظرنا إلى واقع المر وجدنا أن الرجل ل يقضي في‬
‫بيته ومع أطفاله إل جزًءا يسيًرا من الوقت هذا من حيث الكم‪،‬‬
‫كا من العمل‪ ،‬يطلب‬ ‫ومن حيث الكيف فهذا الوقت يكون فيه منه ً‬
‫الراحة‪ ،‬وليس لديه قدرة على التفكير في شأن أولده‪ .‬لذا يظهر‬
‫لنا أن الدور الكبر في هذا هو دور المرأة ومسؤوليتها‪ ،‬أخرج‬
‫البخاري عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال‪ ) :‬هلك أبي‬
‫وترك سبع بنات‪ ،‬أو تسع بنات‪ ،‬فتزوجت امرأة ثيًبا فقال لي‬
‫رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ :‬تزوجت يا جابر فقلت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬بكًرا أم ثيًبا قلت‪ :‬بل ثيًبا‪ .‬قال‪ :‬فهل جارية تلعبها‬
‫وتلعبك‪ ،‬وتضاحكها وتضاحكك قال‪ :‬قلت له‪ :‬إن عبد الله هلك‬
‫ن بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم‬ ‫وترك بنات وإني كرهت أن أجيئ َهُ ّ‬
‫عليهن وتصلحهن‪ ،‬فقال‪ :‬بارك الله لك‪ ،‬أو قال‪ :‬خيًر (]‪. [37‬‬
‫ل على مشاركة المرأة زوجها في تربية الولد بل‬ ‫الحديث د ّ‬
‫إن الدور الول هو دورها‪ ) :‬تقوم عليهن وتصلحهن ( ‪.‬‬
‫أيتها الخت‪:‬‬
‫إن قيامك بهذه المهمة العظيمة يتطلب فهمك التام لها حتى‬
‫تؤديها على وجهها المطلوب‪ ،‬إن رعاية الطفل وتربيته التربية‬
‫الجيدة لبد له من معرفة بعض الجوانب التي تتعلق بالطفل‪،‬‬
‫وأعرض لبعض منها‪:‬‬
‫أول ً الجانب الصحي‪ :‬إن الطفل المريض أو المعوق لن يكون‬
‫دا للمة‪.‬‬
‫ما مفي ً‬‫دا تا ّ‬
‫فر ً‬
‫لذا فأول أمر تعمله المرأة وتوليه عناية‪ ،‬صحة طفلها‪ ،‬ولقد‬
‫كتبت في هذا الموضوع كتابات متعددة ومن ذلك كتاب )رعاية‬
‫الطفل الصحية( للدكتور "نبيه الغبرة" فهو يعرض رعاية الطفل‬
‫الصحية بأسلوب سهل ميسر تفهمه كل امرأة لديها قدر يسير‬
‫من الطلع‪ ،‬ومن الملحظات التي تتعلق بصحة الطفل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ المرأة الحامل وعنايتها بصحتها‪ ،‬حيث صحتها صحة‬
‫للجنين‪ ،‬ولبد من عمل اللزم لذلك‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ما بعد الولدة يمر الطفل بأدوار‪ ،‬لكل دور حالة خاصة‬
‫ورعاية صحية خاصة‪ ،‬ونجملها فيما يلي‪.‬‬
‫ـ الوليد في شهره الول حيث دقة حساسيته في هذا السن‪،‬‬
‫لبد أن تعرف الم‪ :‬ما هي المظاهر الصحية وغير الصحية في‬
‫تلك الفترة‪ ،‬كيف تعامله‪ ،‬مكان نومه المناسب‪ ،‬الرضاع السليم‪،‬‬
‫اللباس‪ ..‬إلى غير ذلك‪.‬‬
‫ـ المرحلة الثانية‪ :‬ما بعد الوليد وهي الرضيع وفيها يحصل‬
‫المشي‪ ،‬والنطق وما يلزم لها من رعاية صحية‪ ،‬فعند محاولة‬
‫الطفل المشي ل يكلف فوق طاقته ول داعي لعانته بحاجة‬
‫يمشي عليها بل يترك لقدرته‪.‬‬
‫النطق‪ :‬أل تعلمين أن اضطرابات النطق سببها تشخيص الهل‬
‫لها‪ ،‬أي‪ :‬قولهم بوجودها واتخاذ الوسائل لمعالجتها‪.‬‬
‫ـ المرحلة الثالثة‪ :‬سن ما قبل المدرسة‪ ،‬وفيها يتم إعداده‬
‫للمدرسة‪ ،‬يراعى قدرة الطفل‪ ،‬جعل المدرسة والقراءة محببة‬
‫إليه‪.‬‬
‫ـ ثم تأتي مرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة والتي يكون‬
‫الجهد التربوي فيها صعًبا‪.‬‬
‫ثم تذكري بعض القضايا الصحية التي يجب أن يكون لديك‬
‫خبرة بها‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ لقاحات الطفل ما هي‪ ،‬أوقاتها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ النمو السليم للطفل‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مجارات ملكات الطفل‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ِلعب الطفل وُلعبه‪.‬‬
‫أهمية اللعب في حياة الطفل ليس مجرد تسلية بل وسيلة‬
‫للتعليم وتنمية المواهب‪.‬‬
‫ن ُلعب معّينة تناسبه‪ ،‬لو أعطي لعبة أقل من مستواه‬ ‫لكل س ّ‬
‫الذهني لم يحفل بها‪ ،‬ولو أعطي لعبة فوق مستواه يحتاج لجهد‬
‫أكبر من طاقته‪ ،‬وقد يفسدها وهناك لعب ضارة يحذر منها‪.‬‬
‫ـ السلس أو التبول الليلي أسبابه كيف يعالج بصورة صحيحة‪.‬‬
‫ـ الطفل العسر‪ :‬البيئة والتوجيه‪ .‬لهما دور كبير‪.‬‬
‫ـ الحوادث‪ :‬السقوط‪ ،‬البتلع‪ ،‬التسمم‪ ،‬الحروق‪ ،‬الدهس‪..‬‬
‫إلخ لكل سن حوادث خطرة كيف تقين طفلك؟]‪. [38‬‬
‫هذا جانب من جوانب العناية بالطفل‪ ،‬هل لديك فيه الخبرة‬
‫الكافية؟ لم يكن القصد من ذكرها التفصيل وإعطاء منهج صحي‬
‫فليس هذا موضعه‪ ،‬وإنما إشارة إلى أن المر ليس بالسهولة‬
‫المتوقعة‪.‬‬
‫إذا انتقلنا إلى الجانب الخر وهو جانب تربية الطفل خلقّيا‬
‫حا وغرس العادات الطيبة وإبعاده عن العادات‬ ‫وبنائه بناًء صال ً‬
‫حا يكون قّرة عين لوالديه‪ ،‬إن هذا‬ ‫دا صال ً‬‫السيئة حتى ينشأ ول ً‬
‫الجانب يحتاج لمحاضرات متعددة؛ لنه موضوع ذو تشعب‪ .‬إن‬
‫من يقوم على تربية الطفل لبد أن يعرف ما هي خصائص‬
‫الطفل حتى يتعامل معه على بّينة‪ ،‬ثم ما هي الوسائل الجيدة‬
‫والمجدية للتربية‪ ،‬ولبد أن تدركي أيتها الخت أن لكل سن في‬
‫حياة الطفل طبيعة خاصة ولها وسائلها التربوية الخاصة والكتابات‬
‫في هذا الجانب كثيرة‪ ،‬وإذا كنت تؤمنين بأن هذا جزء هام من‬
‫دورك العظيم في تربية السرة فل بد أن يكون لديك فيه اللمام‬
‫الذي يمكنك من القيام برسالتك العظيمة ]‪ . [39‬وأنا أذكر‬
‫إشارات بسيطة في هذا‪:‬‬
‫خصائص الطفل‪:‬‬
‫وهذه الخصائص لبد أن يعرفها من أراد أن يربي الطفل على‬
‫منهج تربوي وسليم ومنها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ القابلية‪ ،‬فالطفل صفحة بيضاء لم يتعمق لديه أي سلوك‬


‫أو أفكار‪ ،‬قابل للتعديل والتوجيه‪ .‬مثل الغصن اللين قابل‬
‫للتشكيل على أي شكل تريد‪ ،‬إذن فل بد أن تعي المرأة دورها‬
‫في هذا المر‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مادية في التفكير‪ ،‬فل تقلق الم إذا لم يفهم بعض المور؛‬
‫لنه يربط ما أمامه بالتفكير المادي‪ ،‬فلو قلت له ثلثة زائد ثلثة‬
‫لم يفهم‪ ،‬لكن ضع أمامه ثلثة أقلم‪ ،‬وثلثة‪ ،‬يقول‪ :‬ستة وهكذا‪.‬‬
‫من أجل هذا فهو ل يكلف إل بعد البلوغ ولتربيته على الصفات‬
‫الحميدة لبد أن تربط بآثارها العملية المحسوسة له‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الفردية‪ ،‬والنانية‪ ،‬كل شيء له‪ ،‬دور المربي إخراجه منها‬
‫حتى يحترم الخرين‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الطفل له حاجات لبد منها إذا لم توفر له تعرقل نموه‪،‬‬
‫أو تنشئ عنده سلوكيات سيئة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أ ـ الحب والمن من أبويه‪.‬‬
‫ب ـ التقدير والثقة فإنه إذا لم يحترم ويعطى الثقة ينشأ‬
‫عنده عدم الثقة بالنفس‪.‬‬
‫جـ ـ الرفقة‪ ،‬لبد له من صحبة‪ ،‬فينبغي اختيار الرفقة الذين‬
‫اعتني بتربيتهم حتى ل يقع التناقض‪.‬‬
‫كيف نربي الطفل؟‬
‫كل ما نعمله من وسائل لتربية الطفل يرجع إلى أحد الطرق‬
‫التية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التلقين وهذا يعتمد فيه على مجرد المر وهو غير مجد‬
‫كثيًرا‪ ،‬وللسف أنه المستعمل لدى كثير من الناس‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ يضاف مع التلقين أمر آخر كالنصح أو الترغيب والترهيب‪،‬‬
‫وهذا أجدى من سابقه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ بالملحظة والتقليد‪ ،‬وهذا أهمها وأخطرها وهنا دور‬
‫القدوة والسلوكيات في البيت وسلوك الم كيف يكون حال‬
‫الطفل‪ ،‬فلن تستطيع تعليمه الصدق ونهيه عن الكذب وهي‬
‫تكذب أمامه‪.‬‬
‫بعد هذا هناك ملحوظات عامة حول تربية الطفل ومنها‪:‬‬
‫ـ الضرب وسوء استعماله‪ ،‬ل شك أن الضرب وسيلة تربوية‬
‫لكن كيف ومتى يستعمل؟ هذا أمر مهم‪.‬‬
‫ـ تخويف الطفل بالبعبع وآثاره على نفسية الطفل‪.‬‬
‫ـ التربية بين التدليل والقسوة‪.‬‬
‫ـ إبعاد الطفل عن الطفال غير المهذبين‪.‬‬
‫ـ متابعة الطفل في دراسته‪.‬‬
‫ـ تربية البنت على الحياء‪.‬‬
‫ـ التربية بالنظرة وتعويد الطفل على ذلك‪.‬‬
‫ـ عدم التناقض بين الزوجين في التوجيه فهذا يأمر وهذا ينهى‬
‫عن نفس الفعل‪.‬‬
‫ـ عدم التناقض بين القول والفعل‪.‬‬
‫ـ مراقبة الطفال في البيت من حيث ل يشعرون‪.‬‬
‫ـ الدعاء واستعمال الكلمات النابية‪.‬‬
‫ول شك أن كل نقطة مما سبق بحاجة إلى شرح وإفاضة‪،‬‬
‫وليس المجال شرح وسائل التربية وطرقها‪ ،‬وإنما ذكرت ذلك‬
‫لبّين أن عمل المرأة في تربية الطفل ليس عمل ً يسيًرا بل هو‬
‫دا في المتابعة‪.‬‬‫عمل يحتاج للعلم‪ ،‬ويحتاج جه ً‬
‫سا‪ :‬أعمال أخرى‪:‬‬‫خام ً‬
‫تلك المجالت الربعة السابقة هي أهم مجالت عمل المرأة‬
‫دا‬
‫في بيتها والتي من خللها تشارك في إعداد السرة إعدا ً‬
‫ما‪ ،‬ولكن هناك أعمال أخرى فيها نفع للسرة ماد ّّيا أو تربوّيا‬ ‫سلي ً‬
‫إن بقي لدى المرأة متسع من الوقت – بعد قيامها بالعمال‬
‫الرئيسة السابقة – وهذه العمال كثيرة ل تنحصر‪ ،‬وهي متجددة‬
‫حسب الظروف المادية والجتماعية للسرة وحسب جهد المرأة‬
‫وتفكيرها‪ ،‬ومنها على سبيل المثال ل الحصر‪:‬‬
‫ـ خياطة الملبس‪ ،‬كم تنفق السرة من المال في هذا‬
‫الجانب‪ ،‬إضافة إلى آثارها السلبية الخرى‪ ،‬حيث تقضي المرأة‬
‫وقًتا طويل ً أمام هذا الخياط الجنبي وهي تحاول أن تشرح له ما‬
‫تريد وهو أعجمي في الغالب يفهم بعض الكلم ول يدرك أكثره‪،‬‬
‫إضافة لما يجلب للبيوت من الموديلت والموضات المخالفة‬
‫للشرع وللخلق والذوق الجتماعي‪.‬‬
‫إنه من العجيب أن تخرج المرأة للعمل خارج المنزل لكتساب‬
‫بعض الريالت‪ ،‬ثم يصرف هذا الراتب على الخياط‪ ،‬وعلى‬
‫المربية التي تقوم على الطفال‪ ،‬ترى لو تفرغت المرأة لتربية‬
‫أطفالها وما بقي لديها من وقت قضته في خياطة ملبسها كم‬
‫ستوفر للمة‪ ،‬ليس مبلًغا من المال إنما حفظ أجيال المة وحفظ‬
‫أخلقها‪ ،‬وهذا ليس على العموم‪ ،‬فقد مر بنا أن المة بحاجة‬
‫للمرأة العاملة في بعض المجالت التي ل يقوم بها غيرها‪ ،‬لكن‬
‫فرق أن يكون هذا استثناًء أو هو الحالة العامة‪.‬‬
‫ـ من العمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة في البيت‬
‫صناعة بعض التحف والشكال الجمالية‪ .‬إن طلب الجمال أمر‬
‫مركوز في الفطرة‪ ،‬فحب النسان للمناظر الجميلة والشكال‬
‫الرائعة أمر مباح‪ ،‬وللنسان أن يطلبها ويعملها إذا لم يكن فيها‬
‫إسراف‪ ،‬ول محذور شرعي كوجود الصور‪ .‬وإن كثيًرا من تلك‬
‫الشكال قد تعملها المرأة‪ .‬إن بعض الناس مولع بتلك التحف‬
‫ويبذل كثيًرا من المال لقتنائها‪ ،‬ماذا لو استغلت المرأة بعض‬
‫وقتها وعملت شيًئا من تلك التحف ووفرت هذا المال‪ .‬هذا‬
‫الجانب من العمال ليس ذا أهمية كبيرة‪ ،‬لكن ذكرته لبين أن‬
‫أمام المرأة مجال ً للتفكير في استغلل فاضل وقتها فيما ينفعها‬
‫وينفع أسرتها‪.‬‬
‫وبعد أن استعرضنا تلك العمال الهامة التي تقوم بها المرأة‬
‫في بيتها وتشارك من خللها في تربية السرة‪ .‬هل يصح أن‬
‫نقول‪ :‬إن المرأة إذا جلست في بيتها وتفرغت لتلك المهمات‬
‫تبقى معطلة‪ ،‬وهل تصح مقولة الذين يقولون‪ :‬إن بقاء المرأة في‬
‫بيتها يجعل نصف المجتمع عاطل ً عن العمل؟‬
‫ما هي المقاييس الصحيحة للبطالة؟ تخرج المرأة لتترك‬
‫أقدس وظيفة وأخطرها لتؤدي دور كاتب صادر أو وارد‪ ،‬أو ناسخ‬
‫آلة يؤديها أي شاب من الشباب العاطلين! وتترك المرأة‬
‫بخروجها رعاية أطفالها وتربيتهم للخادمة والحاضنة! ثم تعود‬
‫لتنفق هذا المال الذي تركت وظيفتها الساسية من أجله تعود‬
‫لتنفق هذا المال على تلك الخادمة وعلى السائق وعلى أماكن‬
‫الخياطة! ولكن مرض النفوس وانتكاس الفطرة‪.‬‬
‫ض‬ ‫َ‬
‫ن أع َْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫إنها انتكاسات البشر حين يحيدون عن منهج الله ﴿وَ َ‬
‫َ‬
‫مى﴾ ]‬ ‫مةِ أع ْ َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫ح ُ‬
‫شُره ُ ي َوْ َ‬ ‫ضن ً‬
‫كا وَن َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫مِعي َ‬
‫ش ً‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫عن ذ ِك ْ ِ‬
‫ري فَإ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫‪ [40‬قد يقول بعض من فرض عليهم الواقع ضغوطه وأصبحوا ل‬
‫يفكرون إل من خلل أوضاع اجتماعية معينة يقول هؤلء‪ :‬إن هذا‬
‫كلم عاطفي بعيد عن الواقع العملي‪.‬‬
‫صور من واقع المرأة في الغرب‪:‬‬
‫أقول لمثل هؤلء تعالوا واسمعوا إلى صيحات بعض الغربيين‬
‫الذين هالهم ما وصلت إليه مجتمعاتهم عندما خرجت المرأة‬
‫خر اجتماعّيا‬ ‫دم ماد ّّيا لكنه تأ ّ‬ ‫وتركت البيت‪ ،‬إن الغرب وإن تق ّ‬
‫وخلقّيا وأصبحت حضارته معرضة للسقوط‪ ،‬وبدأ المفكرون‬
‫الغربيون ينذرون بالخطر ويحذرون مما وصلت إليه حالة السرة‪،‬‬
‫وحالة المرأة بعد نزولها لميدان العمل خارج المنزل‪ ،‬يقول‬
‫) أجوست كونت مؤسس علم الجتاع ( ‪ ) :‬يجب أن يغذي‬
‫الرجل المرأة‪ ،‬هذا هو القانون الطبيعي لنوعنا النساني‪ ،‬وهو‬
‫قانون يلئم الحياة الصلية المنزلية للجنس المحب ) النساء ( ‪،‬‬
‫وهذا الجبار يشبه ذلك الجبار الذي يقضي على الطبقة العاملة‬
‫من الناس بأن تغذي الطبقة المفكرة منهم‪ ،‬لتستطيع هذه أن‬
‫تتفرغ باستعداد تام لداء وظيفتها الصلية‪ ،‬غير أن واجبات‬
‫الجنس العامل من الجهة المادية ) الرجل ( نحو الجنس المحب‬
‫) المرأة ( هي أقدس من تلك تبًعا لكون الوظيفة النسوية‬
‫تقتضي الحياة المنزلية (]‪. [41‬‬
‫وهذه كاتبة غربية شهيرة تقول في مقال نشر في جريدة‬
‫) السترن ميل ( في ‪ 10‬مايو ‪ 1901‬تقول‪ ) :‬لن يشتغل بناتنا‬
‫في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلء من اشتغالهن في‬
‫المعامل‪ ،‬حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى‬
‫البد‪ ،‬أل ليت بلدنا كبلد المسلمين‪ ،‬فيها الحشمة والعفاف‬
‫والطهارة رداء‪ ،‬الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيش‪ ،‬ويعاملن‬
‫كما يعامل أولد البيت ول تمس العراض بسوء‪ .‬نعم إنه لعار‬
‫على بلد النجليز أن تجعل بناتها مثل ً للرذائل بكثرة مخالطة‬
‫الرجال‪ .‬فما بالنا ل نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق‬
‫فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال‬
‫للرجال سلمة لشرفه (]‪. [42‬‬
‫انظر إلى كلم هذه المرأة في أوائل هذه القرن‪ ،‬وقد زاد حال‬
‫المرأة الغربية سوًءا بعد ذلك‪ ،‬فأين عقول دعاة التحرير أم ران‬
‫عليها مرض الشهوة‪.‬‬
‫ويقول جول سيمون‪ ) :‬المرأة التي تشتغل خارج بيتها تؤدي‬
‫عمل عامل بسيط ولكنها ل تؤدي عمل امرأة ( ]‪. [43‬‬
‫وهذه امرأة تدعى "كاتلين ليند" زوجة رائد الفضاء المريكي‬
‫"د‪ .‬دون ليزي ليند" فليست أسرة أمية‪ ،‬بل هي أسرة غربية في‬
‫قمة التقدم العلمي‪ ،‬تقول هذه المرأة‪ » :‬كربة بيت فإنني أقضي‬
‫معظم وقتي في البيت‪ .‬وكامرأة فإنني أرى أن المرأة يجب أن‬
‫تعطي كل وقتها لبيتها وزوجها وأولدها‪ ..‬ولزلت أذكر حديًثا لحد‬
‫دا على سؤال‪ :‬إذا كان مصير المرأة بيتها فلماذا‬ ‫رجال الدين ر ّ‬
‫إذن تتعلم؟ لقد قال يومها لصاحبة السؤال‪ :‬إذا علمت رجل ً فإنك‬
‫دا‪ ،‬وإذا علمت امرأة فأنت تعلم جيل ً أو أمة‪.«.‬‬ ‫تعلم فر ً‬
‫دا من بقائي في البيت إلى جانب‬ ‫ثم تقول‪ » :‬وأنا مسرورة ج ّ‬
‫زوجي وأطفالي حتى في اليام العصيبة – وأقصد اليام التي كنا‬
‫في حاجة فيها إلى المال – لم يطلب مني زوجي أن أعمل‬
‫وكانت فلسفته أننا نستطيع أن نوفر احتياجاتنا الضرورية لكننا ل‬
‫نستطيع أن نربي أولدنا إذا أفلت الزمام من بين أيدينا‪] « ...‬‬
‫‪. [44‬‬
‫إن هذه النصوص واضحة‪ ،‬وليست بحاجة إلى تعليق‪ ،‬بل لسنا‬
‫بحاجة إليها فإننا نؤمن بأن ما اختار الله للبشر هو الصلح‪ ،‬وهو‬
‫ضى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ذا قَ َ‬‫من َةٍ إ ِ َ‬
‫مؤ ْ ِ‬‫ن َول ُ‬ ‫م ٍَ‬‫مؤ ْ ِ‬
‫ن لِ ُ‬‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫ما جاء به دين السلم ﴿وَ َ‬
‫ص الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫من ي َعْ ِ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مرِه ِ ْ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫خي ََرة ُ ِ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬
‫كو َ‬‫مًرا َأن ي َ ُ‬ ‫ورسول ُ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫ن﴾ ]‪. [45‬‬ ‫مِبي ً‬‫ضلل ً ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬
‫قد ْ َ‬‫ه فَ َ‬ ‫سول َ ُ‬‫وََر ُ‬
‫سؤال أخير‪:‬‬
‫دا‪ ،‬هل كل امرأة‬ ‫وبعد هذا يأتي سؤال أخير وهو مهم ج ّ‬
‫تستطيع القيام بهذه الوظيفة الكبيرة‪ ،‬وهل مجرد جلوس المرأة‬
‫في بيتها كاف لتتم هذه الوظيفة؟‬
‫وجواًبا على هذا السؤال نقول‪ :‬إن الشرط الساسي في‬
‫المرأة التي تستطيع القيام بهذه المهمة هو أن تكون امرأة‬
‫صالحة كما أرشد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهذا بقوله‪:‬‬
‫) تنكح المرأة لربع‪ :‬لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها‪ ،‬فاظفر‬
‫بذات الدين تربت يداك (]‪. [46‬‬
‫وم الناس‬ ‫بّين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المعايير التي يق ّ‬
‫عليها شريكة الحياة‪ ،‬ثم أمر بتقديم معيار الدين‪ .‬إن بعض الناس‬
‫يجعل الميزان هو الجمال ويتفنن الناس في رسمه‪ ،‬وبعضهم‬
‫دا أو مكتسًبا‪.‬‬‫يجعل المال هو المعيار سواء كان موجو ً‬
‫وبعضهم يجعل الحسب والنسب معياًرا‪ ،‬ولكن معيار الشرع‬
‫هو الدين‪ .‬والمرأة الصالحة هي المؤتمنة للقيام بهذه المهمة‬
‫العظيمة‪.‬‬
‫دا‬
‫إن الذي يختار المرأة الدينة يكون قد وفر على نفسه جه ً‬
‫ما‪.‬‬
‫عظي ً‬
‫وإذا توفرت المرأة الصالحة فلبد أن يكون لديها قدر من‬
‫العلم الذي يجعلها مؤهلة للقيام بعملها خير قيام‪ ،‬تعرف ما يجب‬
‫عليها‪ ،‬واعية ومدركة لرسالتها في الحياة‪ ،‬وبهذا ندرك أن‬
‫المقصود بالعلم هنا ليس الشهادة والمؤهل‪ ،‬وإنما العلم بوظائفها‬
‫التي يحب أن تقوم بها والعلم بالوسائل التي تعينها على ذلك‪.‬‬
‫فيلزم المرأة بعد تعّلم دينها أن تعلم كل ما يلزم لها مما يعينها‬
‫لتقوم بوظيفتها في البيت‪ ،‬تقوم بمتابعة كل ما يستجد مما يكتب‬
‫حول الموضوعات التي تهمها كالموضوعات المتعلقة بالطفل‬
‫سواء ما كان حول صحته أو عن تربيته‪ ،‬والموضوعات المتعلقة‬
‫بالبيت والتدبير المنزلي‪ ،‬والموضوعات المتعلقة ببعض المواضيع‬
‫الجتماعية‪ ،‬والمواضيع التي تكتب حول المرأة وغيرها مما يهم‬
‫المرأة‪.‬‬
‫إن وجود المرأة الصالحة مع العلم هو المؤشر على إمكانية‬
‫أداء المرأة لوظيفتها‪.‬‬
‫وإن جهل المرأة وعدم صلحها سبب للضياع حتى ولو كانت‬
‫المرأة متفرغة غير عاملة فإنها سوف تضيع الوقت في الزيارات‬
‫الفارغة والقيل والقال وتتبع الموضات‪ ،‬ومثل هذه ل يرجى منها‬
‫حا‪ .‬والله أعلم وصلى‬ ‫أن تقوم بدور مهم ول أن تخرج جيل ً صال ً‬
‫الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫]من محاضرة الشيخ فوزان بتصرف[‬
‫‪----------------‬‬
‫)‪ (1‬الحزاب‪33 :‬‬
‫)‪ (2‬في ظلل القرآن ‪ ) 28/5 ،59‬ط‪ -‬العاشرة –‬
‫الشروق (‬
‫)‪ (3‬الطلق‪1:‬‬
‫)‪ (4‬القصص‪23] :‬ـ ‪[27‬‬
‫)‪] (5‬الحديث أخرجه أحمد ‪ ،6/371‬وابن خزيمة في صحيحه‬
‫‪ ،3/95‬والحديث حسن انظر حاشية العظمي على صحيح ابن‬
‫خزيمة[‬
‫)‪] (6‬الملك‪[14 :‬‬
‫)‪] (7‬الصابة ‪[4/463‬‬
‫)‪] (8‬الحزاب‪[36 :‬‬
‫)‪] (9‬ط‪[125 :‬‬
‫)‪] (10‬النساء‪[1 :‬‬
‫)‪] (11‬الفرقان‪[54 :‬‬
‫)‪] (12‬أخرجه البخاري في كتاب النكاح‪ ،‬باب قول النبي ـ‬
‫صلى الله عليه وسلم ـ‪ :‬من استطاع الباءة فليتزوج‪ ،‬ومسلم في‬
‫كتاب النكاح‪ ،‬باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد‬
‫مؤنة[‬
‫)‪] (13‬أخرجه أبو داود في كتاب النكاح‪ ،‬باب النهي عن تزوج‬
‫من لم يلد من النساء‪ ،‬والنسائي في كتاب النكاح‪ ،‬باب كراهية‬
‫تزويج العقيم‪ ،‬والحديث حسن صحيح‪ ،‬انظر صحيح أبي داود‪.‬‬
‫حديث ‪ ،1805‬وصحيح النسائي حديث ‪[3026‬‬
‫)‪] (14‬أخرجه البخاري في كتاب الجنائز‪ ،‬باب ما قيل في‬
‫أولد المشركين‪ ،‬وباب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه‪،‬‬
‫ومسلم في كتاب القدر باب معنى كل مولود يولد على الفطرة[‬
‫)‪] (15‬النعام‪[162 :‬‬
‫)‪] (16‬رواه أحمد ‪ ،1/191‬والحديث في مجمع الزوائد‬
‫‪ ،4/306‬وقال‪ ) :‬وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن‪ ،‬وبقية رجاله‬
‫رجال الصحيح ( وقال شاكر‪ ) :‬إسناده منقطع فيما أرى (‬
‫المسند ‪[3/128‬‬
‫)‪] (17‬الذاريات‪[56 :‬‬
‫)‪] (18‬الحزاب‪[33 :‬‬
‫)‪] (19‬الروم‪[21 :‬‬
‫)‪] (20‬العراف‪[189 :‬‬
‫)‪] (21‬أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع‪ ،‬باب في حق‬
‫الزوج على المرأة‪ ،‬وابن ماجه في كتابه النكاح‪ ،‬باب حق الزوج‬
‫على المرأة‪ ،‬والحديث صحيح انظر صحيح الترمذي حديث رقم‬
‫‪[926‬‬
‫)‪] (22‬أخرجه البخاري في كتاب الجنائز‪ ،‬باب حد المرأة‬
‫على غير زوجها‪ ،‬ومسلم في كتاب الطلق‪ ،‬باب وجوب الحداد‬
‫في عدة الوفاة[‬
‫)‪] (23‬النساء‪[34 :‬‬
‫)‪ (24‬متفق عليه ]البخاري في كتاب النكاح‪ ،‬باب صوم‬
‫عا‪ ،‬ومسلم في كتاب الزكاة‪ ،‬باب ما أنفق‬ ‫المرأة بإذن زوجها تطو ً‬
‫العبد من مال موله[‬
‫)‪] (25‬مسند المام أحمد ‪ ،1/153‬وهو في البخاري أخصر‬
‫من هذا في كتاب فرض الخمس‪ ،‬باب الدليل على أن الخمس‬
‫لنوائب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمساكين‪ .‬وفي‬
‫مسلم كتاب الذكر والدعاء‪ ،‬باب التسبيح أول النهار وعند النوم‪،‬‬
‫وأبو داود في أبواب النوم باب في التسبيح عند النوم‪ ،‬والترمذي‬
‫في أبواب الدعوات باب في التسبيح والتكبير والتحميد عند‬
‫المنام[‬
‫)‪] (26‬سيرة ابن هشام ‪[3/380‬‬
‫)‪] (27‬البخاري‪ ،‬كتاب بدء الخلق‪ ،‬باب إذا قال أحدكم‬
‫"آمين"‪ .‬ومسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب تحريم امتناعها من فراش‬
‫زوجه[‬
‫)‪] (28‬بهذا اللفظ أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع‪ ،‬باب‬
‫ما جاء في حق المرأة على زوجها‪ .‬وهو حديث حسن‪ ،‬انظر‬
‫صحيح سنن الترمذي ‪ ،1/341‬أخرجه مسلم من حديث جابر في‬
‫صفة حج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كتاب الحج‪ ،‬باب‬
‫حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ،‬دون – قوله‪ ) :‬ول يأذن في‬
‫بيوتكم لمن تكرهون ( [‬
‫)‪] (29‬أخرجه البخاري في كتاب الجمعة‪ ،‬باب الجمعة في‬
‫القرى والمدن‪ ،‬ومسلم في كتاب المارة‪ ،‬باب فضيلة المام‬
‫العادل[‬
‫)‪] (30‬البخاري في كتاب النكاح‪ ،‬باب إلى من ينكح‪ ،‬وأي‬
‫النساء خير ومسلم في كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب فضائل نساء‬
‫قريش[‬
‫)‪] (31‬أخرجه الترمذي في أبواب البر والصلة‪ ،‬باب ما جاء‬
‫في صنائع المعروف‪ ،‬والحديث صحيح انظر صحيح سنن الترمذي‬
‫‪[2/186‬‬
‫)‪] (32‬النساء‪[34 :‬‬
‫)‪] (33‬أخرجه أبو داود في كتاب النكاح باب في حق المرأة‬
‫على زوجها والترمذي في أبواب الرضاع‪ ،‬باب في حق الزوج‬
‫على المرأة والحديث صحيح انظر صحيح سنن أبي داود ‪[2/402‬‬
‫)‪] (34‬طه‪[123 :‬‬
‫)‪] (35‬البخاري في كتاب الجمعة‪ ،‬باب الجمعة في القرى‬
‫والمدن‪ ،‬ومسلم في كتاب المارة‪ ،‬باب فضيلة المام العادل[‬
‫)‪] (36‬التحريم‪[6 :‬‬
‫)‪] (37‬البخاري كتاب النفقات‪ ،‬باب عون المرأة زوجها في‬
‫ولده[‬
‫)‪] (38‬انظر كتاب "رعاية الطفل الصحية" للدكتور نبيه‬
‫الغبرة[‬
‫)‪] (39‬مما أنصح به في هذا الجانب سماع محاضرة مسجلة‬
‫للدكتور عبد العزيز النغيمشي بعنوان ) واقع الطفل المسلم ( [‬
‫)‪] (40‬طه‪[125 :‬‬
‫)‪] (41‬المرأة بين الفقه والقانون ص ‪[22‬‬
‫)‪] (42‬المرأة بين الفقه والقانون للسباعي ص ‪ ،178‬عن‬
‫مجلة المنار لرشيد رض[‬
‫)‪] (43‬المرأة بين الفقه والقانون ص ‪[179‬‬
‫)‪] (44‬رسالة إلى حواء ص ‪ ،2/61‬نقل ً عن جريدة النباء‬
‫الكويتية[‬
‫)‪] (45‬الحزاب‪[36 :‬‬
‫)‪] (46‬الحديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة‪ ،‬كتاب النكاح‪/‬‬
‫باب ) الكفاء في الدين ( ومسلم كتاب الرضاع‪ ،‬باب‬
‫) استحباب نكاح ذات الدين ( [‬
‫=========================‬
‫إلى من كتبت عن حرية المرأة‬
‫أم معاوية‬
‫كتبت إحداهن ـ أو كتب لها ـ في إحدى الصحف اليومية مقال ً‬
‫تحت عنوان " حرية المرأة ‪ ..‬وقدرها في المجتمع " ‪ ..‬ولم يجئ‬
‫المقال بجديد ‪ ..‬إنما جاء بقديم ردده ول يزال يردده من لم يفهم‬
‫حقيقة هذا الدين "السلم"‪ ،‬ومن لم يفهم طبيعة المرأة فهما ً‬
‫سليما ً ‪ ..‬بل لم يفهم ـ أيديولوجية ـ قيام المجتمعات النسانية‬
‫وتطور الحضارة فيها ‪ ..‬إنما فقط تشرب بوعي أو بدون وعي ما‬
‫يريده الغرب الصليبي في بلد السلم ـ حماها الله ـ‪.‬‬
‫وتكلمت في كلمتها عن وضع المرأة ‪ ..‬وظلم المرأة ! ‪..‬‬
‫وحبس المرأة! ‪ ..‬ولعمر الله كلها شعارات رددها الحتلل‬
‫الصليبي في بلد المسلمين ‪ ..‬وروج لها كل من تربوا على‬
‫أعينهم من المسلمين المخدوعين‪.‬‬
‫فقد افتتحت كلمتها بأن كل مجتمع له تقاليده وعاداته ‪..‬‬
‫* ثم قالت ‪ " :‬لكن تبقى المرأة ضحية العادات والتقاليد في‬
‫كل مجتمع ‪ ..‬هل المرأة محكوم بالظلم والقهر دائما ً " ا‪.‬هـ‬
‫أية عادات وتقاليد هذه التي تتكلم عنها ؟ ‪ ..‬لم توضحها!! وأي‬
‫ظلم وقهر؟ ‪ ..‬لم تحدده ‪ !! ..‬لننظر بقية الكلمة‪.‬‬
‫* تتساءل ‪ " :‬أليست المرأة )إنسانا ً روحا وكيانا( مثل الرجل‬
‫تماما ً ؟ " ا‪.‬هـ‬
‫نعم هي روح وكيان ‪ ..‬وهل قال السلم إنها غير ذلك؟! ‪ ..‬إنما‬
‫الذي اجتمع ليقرر هي روح مثل الرجل أم ل ‪ ..‬هو مجمع ماكون‬
‫النصراني‪ ،‬وكذا عند الحضارات القديمة واليهودية ‪ ..‬أما السلم‬
‫فقد قرر أن " النساء شقائق الرجال " كما قال النبي ـ صلى الله‬
‫عليه وسلم ـ ‪ ..‬وأنها مخلوق مثل الرجل تماما "ولهن مثل الذي‬
‫عليهن بالمعروف"‪.‬‬
‫* ثم تتساءل قائلة‪ :‬معنى هذا أن الجنسين روح وكيان‪ ،‬إذا ً‬
‫لماذا التفرقة الظالمة بين الرجل والمرأة ؟" ا‪.‬هـ‬
‫أية تفرقة وأي ظلم ؟ ‪ ..‬لقد قرر الطب الحديث ‪ ..‬طب‬
‫القرن العشرين! ‪ ..‬أن المرأة مختلفة تماما ً من الناحية ـ‬
‫الفسيولوجية ـ عن الرجل ‪ ..‬وكذا من الناحية النفسية ‪ ..‬ومعنى‬
‫هذا أن ما يناسب الرجل في بعض المور ل يناسب المرأة‪ ،‬وما‬
‫يناسب المرأة في بعض المور ل يناسب الرجل ‪ ..‬فما هذا‬
‫الدعاء بأنه تفرقة ؟! ‪ ..‬وإذا شذ أحدهما عن طبيعته وتكوينه تعب‬
‫وشقى ‪ ..‬وهذا هو واقع المرأة الوروبية والمريكية اليوم ‪ ..‬ثم‬
‫أي نوع من التفرقة تقصدين ؟ ‪ ..‬لم توضحي شيئا ً !!‪.‬‬
‫* وتتساءلين ‪ " :‬لماذا يفرض على المرأة )قيودًا( صارمة ول‬
‫يفرض على الرجل إل في حالت نادرة ؟! "‬
‫قد فرض السلم على الرجل قيودا ً ‪ ..‬أو هي على الصحيح‬
‫واجبات وليست قيودا ً ‪ ..‬وكذلك فرض على المرأة واجبات‪ ،‬وأمر‬
‫كل منهما بالتزام واجباته التي تتفق مع فطرته وتكوينه بما ل‬
‫يشق عليه ‪ ..‬ول يخالف فطرته‪.‬‬
‫* ثم تقولين‪ " :‬والرجل في نظرهم ل يعيبه شيء أما المرأة‬
‫فهي عورة " ا‪.‬هـ‬
‫لماذا لم تفصحي عما تريدين بالتحديد ؟! ‪ ..‬إن المرأة والرجل‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫أمام أحكام السلم وشريعته وحلله وحرامه سواء " ﴿ َ‬
‫َ ُ‬
‫م‬ ‫ة وَل َن َ ْ‬
‫جزِي َن ّهُ ْ‬ ‫حَياة ً ط َي ّب َ ً‬
‫ه َ‬ ‫ن فَل َن ُ ْ‬
‫حي ِي َن ّ ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫ن ذ َك َرٍ أوْ أن َْثى وَهُوَ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫م َْ‬‫صاِلحا ً ِ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ ]النحل‪ .. [97:‬وهما كذلك في‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ملو َ‬ ‫ما كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن َ‬‫س ِ‬‫ح َ‬‫م ب ِأ ْ‬
‫جَرهُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫حدود الله ‪..‬‬
‫َ‬
‫ما ﴾]المائدة‪﴿ .. [38:‬‬ ‫ة َفاقْط َُعوا أي ْد ِي َهُ َ‬ ‫سارِقَ ُ‬ ‫سارِقُ َوال ّ‬ ‫﴿ َوال ّ‬
‫ما ﴾]النور‪ .. [2:‬هكذا إلى‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫دوا ك ُ ّ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ة َوالّزاِني َفا ْ‬ ‫الّزان ِي َ ُ‬
‫آخر حدوده وأحكامه ‪ ..‬فأي شيء محظور على المرأة وهو مباح‬
‫للرجل في ذلك ؟! ‪ ..‬أما قولك " المرأة عورة " فهو قول رسولنا‬
‫الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ‪ ) :‬المرأة عورة ( فهل تؤمنين أن‬
‫محمدا ً رسول الله ؟ ‪ ..‬وهل تفهمين معنى عورة ؟! ‪..‬‬

‫* ثم تعقبين قائلة ‪ " :‬هذه النظرة السخيفة والتفرقة الظالمة‬


‫هي التي جعلت الرجل سيدًا‪ ،‬والمرأة مملوكة‪ ،‬وجعلت الرجل‬
‫جلدًا‪ ،‬والمرأة أسيرة‪ ،‬هذا الظلم موجود في مجتمعنا رغم قرب‬
‫دخولنا أبواب القرن الواحد والعشرين "‪.‬‬
‫إن الرجل والمرأة إذا فهما دينهما ـ السلم ـ والتزما تعاليمه‬
‫ل يكون بينهما سيد وأمة ‪ ..‬ول جلد وأسيرة ‪ ..‬فهذا قول من لم‬
‫يدرك السلم ‪ ..‬ولم يهضم تعاليمه ‪ ..‬فالرجل والمرأة متساويان‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ضيعُ‬‫في النسانية والكرامة والهلية ‪ ..‬كما قال تعالى ﴿ ‪ ..‬أّني ل أ ِ‬
‫َ ُ‬
‫ض ﴾ ]آل‬‫ن ب َعْ ٍ‬
‫م ْ‬ ‫ضك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ذ َك َرٍ أوْ أن َْثى ب َعْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل ِ‬
‫م ٍ‬
‫عا ِ‬ ‫م َ‬
‫ل َ‬ ‫عَ َ‬
‫عمران‪ .. [195:‬أي الذكر من النثى‪ ،‬والنثى من ذكر ‪ ..‬فكل‬
‫واحد منهما يؤدي واجباته في حدود فهمه وإدراكه لفطرته‬
‫وطبيعة تكوينه ‪ ..‬ولماذا خلقه الله تعالى في هذه الحياة الدنيا ‪..‬‬
‫وفي ضوء فهمه لعبادة الله عز وجل يؤدي ما عليه برضى تام ‪..‬‬
‫فالرجل لن يكون امرأة ‪ ..‬والمرأة لن تكون رجل ً ! ‪ ..‬وإذا تمثلت‬
‫المرأة وتشبهت بالرجل فلن تكون رجل ً ول امرأة إنما تصبح‬
‫جنسا ً ثالثا ً شاذا ً مخنثا ً !! ‪ ..‬ولن يبقى للرجل إليها حاجة ‪ ..‬لنها‬
‫ستصبح نمطا ً ممسوخا ً مشوها ً منه ‪ ..‬وكذا إذا تمثل الرجل‬
‫بالمرأة فلن يكون رجل ً ول امرأة وإنما يصبح من هذا الجنس‬
‫الثالث المخنث‪ ،‬وستزهد فيه المرأة ‪ ..‬فما تعنين بقولك "‬
‫مملوكة وأسيرة " في مقابل " سيد جلد " ؟‪.‬‬
‫إن قوامة الرجل في السلم قوامة حق وعدل إن جاءت‬
‫صحيحة وفقا ً لما قضى هذا الدين الحنيف وهي ترضى جميع‬
‫الطراف من الجنسين‪ ،‬ول تتعارض مع فطرة أحدهما ‪ ..‬فأي‬
‫ظلم تعنين يابنة القرن العشرين ‪ ..‬القرن الذي ظلمت فيه‬
‫المرأة أشد من ظلمها في الجاهلية !!‪.‬‬
‫* ثم تقولين ‪ " :‬إذا أرادت الفتاة أن تكمل تعليمها "ماجستيرـ‬
‫دكتوراه" ؟! وتريد أن تحقق طموحها في سبيل ذلك قوبل ذلك‬
‫بالسخرية "ا‪.‬هـ‬
‫أي ماجستير ودكتوراه ؟! ‪ ..‬وأي طموح يمنعها منه المجتمع ‪،‬‬
‫إن المجتمعات كلها ل تقيد هذا‪ ،‬ولكن ليت النساء حقا إن خرجن‬
‫للعلم يخرجن للعلم ل لشيء آخر ـ أقولها متأسفة ‪ ..‬ليتهن‬
‫التزمن تعاليم الله في خروجهن ‪ ..‬ولكن الواقع يكذب ذلك فل‬
‫تخادعي نفسك ‪ ..‬وإنما خرجت المرأة لتتهرب من مسؤولية بيتها‬
‫التي أصبحت أضعف من أن تقوم بها ‪ ..‬هذا إل قلة ـ رحمها الله‬
‫وعصمها من السقوط ـ ‪ ..‬وهذه القلة عندها من الشعور بثقل‬
‫مسؤوليتها ما يمنعها من مثل هذه المهاترات ‪ ..‬وعندها من‬
‫العتزاز بدينها والنقياد لشريعتها والفهم لحقيقة دورها ما يمنعها‬
‫من النظر إلى الرجل بروح الندية والتحدي والعداوة ‪ ..‬وحسبها‬
‫فخرا ً أنها هي التي تصنع الرجال وتربي الجيال ‪ ..‬إن العلقة بين‬
‫أمثال هؤلء النساء الصالحات وبين الرجال دافئة حميمة قائمة‬
‫على المشاركة والتعاون والحترام المتبادل والعتراف بالجميل‪،‬‬
‫وشتان بين من قدوتها خديجة وعائشة وزينب وأم سلمة ‪ ..‬ومن‬
‫قدوتها هدى شعراوي ونوال السعداوي !!‬
‫فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بما فيه ينضح !!‬
‫* ثم تقولين‪ " :‬إذا لم تتغير هذه النظرة للمرأة ونحن في هذا‬
‫العصر المبهر فانتظروا الهلك "ا‪.‬هـ‬
‫نعم هو عصر مبهر لكن لمن ؟ ‪ ..‬وهو عصر مظلم‪ ،‬وأيم الله‬
‫لقد ازداد ظلمه بإفساد أهل الرض ‪ ..‬واستباحتهم الحرمات‬
‫وانتهاكهم المحرمات ‪..‬‬
‫* وتقولين‪ " :‬فممارسة المرأة لمهنة الطب والتدريس فقط‬
‫ليست كافية‪ ،‬بل يجب أن يفتح أمامها المجالت دون تقصير لن‬
‫المرأة عنصر فعال وحتى تقوم بدور إيجابي إذا فسح لها المجال‬
‫وعلينا شطب قاموس "العيب" "‪ .‬ا‪.‬هـ‬
‫أما قولك "علينا شطب قاموس "العيب" " فسأترك الرد عليه‬
‫للقارئ اللبيب والقارئة !! ‪ ..‬فرب صمت أبلغ من كلم ‪ ..‬وأدعو‬
‫أهل الغَِير والنخوة خاصة للتدبر في هذه الكلمة " علينا بشطب‬
‫قاموس "العيب" " ‪..‬‬
‫ثم أي مجالت تريدين المرأة الدخول فيها دون تقصير ‪ ..‬هل‬
‫تريدينها عاملة بناء تحمل القصعة على رأسها؟ ‪ ..‬وسائقة تاكسي‬
‫‪ ..‬وكناسة في الشوارع‪ ،‬وكهربائية‪ ،‬وميكانيكية‪ ،‬وعاملة في‬
‫المصانع‪ ،‬وفي محطات الوقود‪ ،‬ل تستطيعين تمييزها من الرجال‬
‫كما حدث في أوروبا وأمريكا؟ ‪ ..‬يا للذلة والمهانة ‪..‬‬
‫إن هذا من تحقير المرأة وظلمها‪ ،‬وليس من حريتها وتحررها‬
‫في شيء‪ ،‬بل هذا حقا ً هو العبودية ‪ ..‬وكانت المة المملوكة في‬
‫الجاهلية هي التي تقوم بأعمال الرجال مثل هذه التي تتكلمين‬
‫عنها اليوم !! أما الحرة فهي أصون وأكرم من أن تذل وتبتذل‬
‫وتمتهن كرامتها على هذا النحو الذي تريدينه للمرأة ‪ ..‬ليتك أردت‬
‫لها خيرا ً ‪ ..‬واحسرتاه !‬
‫ثم هل انعدم الرجال ؟! ‪ ..‬حتى تترك المرأة مملكتها وأطفالها‬
‫الذين هم رجال المستقبل ونساؤه ‪ ..‬أرجو أن تنظري نظرة‬
‫إنصاف في الشوارع والسواق وكثير من المجالس لتدركي حمى‬
‫البطالة التي استشرت في الرجال اليوم! ‪ ..‬هذا وأرجو أل‬
‫تقترحي على الرجال البقاء في البيوت لداء مهمة المرأة‪ ،‬فأنت‬
‫تعرفين أن دور المرأة ل تحسنه إل المرأة‪.‬‬
‫* ثم تقولين‪ " :‬بل العيب والخطأ أن نستخدم هذا المصطلح‬
‫"العيب" ونحن في هذا العصر ـ عصر التقدم والتكنولوجيا "‪.‬‬
‫لعمر الله ما نادى أحد بتبذل المرأة وامتهانها إل وكان جاهل ً‬
‫بمعنى التقدم والتكنولوجيا ‪ ..‬هل تقدمت أوروبا وأمريكا‬
‫بانكشاف المرأة وخروجهن يستجدين لقمة عيش تقيم أودهن ؟!‪.‬‬
‫ثم مرة أخرى تعيبين مصطلح العيب !! هل تريدين للمرأة‬
‫انخلعا من الخلق ‪ ..‬وبهيمية في سوق البتذال كما حدث‬
‫للمرأة التي تشيرين إليها في الشعوب المتطورة ‪ ..‬وهل هذا هو‬
‫التطور أم العودة إلى "جبلية" القرود وبدائية ما قبل التاريخ ؟!‪.‬‬
‫* وتقولين‪ " :‬إذا أعطوها حريتها فسوف ترون ماذا تفعل ما‬
‫لم يفعله الرجل "‪.‬‬
‫ما شاء الله ‪ ...‬ما هذه العنترية الناعمة ؟! ‪ ..‬للرجل يا‬
‫عزيزتي مجال‪ ،‬وللمرأة مجال‪ ،‬وتصدي أحدهما للخر لن يقدم‬
‫شيئا ً للمجتمع الذي ل ينفعه إل انسجام أفراده وتعاون رجاله‬
‫ونسائه ‪ ..‬ثم أية حرية تريدين ؟ ‪ ..‬هل هي حرية المرأة الغربية‬
‫المزعومة التي تئن منها الن ؟! ‪ ..‬ألم تطلعي على مظاهرات‬
‫النساء هناك ‪ ..‬أعيدونا إلى البيت‪ ،‬العش المن الدافي الذي‬
‫حرمنا منه ‪ ..‬ول مجيب لهن كأنهن كلب تعوي !! ‪ ..‬ألم تقرئي‬
‫نتائج البحوث التي أجريت لستطلع رأي المرأة هناك‪ ،‬أعني‬
‫العاملة التي جاءت تئن ألما ً وتقطر دما ً وحزنا ً من سوء أحوالهن‬
‫النفسية والجسدية والجتماعية ‪ ..‬لنهن خالفن فطرتهن وتحملن‬
‫ما ل يطقن ؟ ‪ ..‬فهل هذه حرية ـ أم هو غاية الظلم والعبودية‪.‬‬
‫حسبنا هذا ‪ ..‬فتريثي في اندفاعك‪.‬‬
‫* ثم تقولين‪ " :‬لكنها مكبوتة ل تستطيع أن تحقق هذه‬
‫الطموحات في ظل هذه الظروف الصعبة )الذي( "هي كتبتها‬
‫هكذا والصحيح )التي يفرضها(" يفرضه المجتمع عليها من قيود‬
‫وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان "‪.‬‬
‫ن ﴾ ]الحزاب‪:‬‬ ‫ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ألم تقرئي قول الله تعالى‪ ﴿ :‬وَقَْر َ‬
‫‪ .. [33‬وألم تقرئي قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم )المرأة‬
‫عورة إذا خرجت استشرفها الشيطان( ‪ ..‬ألم تقرئي قول عائشة‬
‫ـ رضي الله عنها‪ " :‬لو رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‬
‫ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد كما منعته نساء بني‬
‫إسرائيل "‪..‬‬
‫ب أهُله‪،‬‬
‫وهذا في زمان عائشة ـ رضي الله عنها ـ زمان طي ٌ‬
‫موه ‪ ..‬وليس في فساد القرن العشرين المبهر لكل‬ ‫ح مسل ُ‬ ‫صال ٌ‬
‫من ضل عن طريق الحق ! ‪..‬‬
‫* ثم تقولين‪ " :‬فالمجتمع يبقى مشلول ً إذا انعدمت مشاركة‬
‫المرأة " ا‪.‬هـ‬
‫نعم هو كذلك‪ ،‬ولذلك فالمرأة المسلمة في المجتمع ليست‬
‫عاطلة كما يتشدق المتشدقون ‪ ..‬ولكن أية مشاركة تعنين ؟! ‪..‬‬
‫هل هي مشاركة متفلتة هوائية ؟! ‪ ..‬أم هي مشاركة وضحها الله‬
‫عز وجل وبينها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ‪ ..‬فل تخلطي‬
‫الصدق بالكذب ول تمزجي الطيب بالخبيث ‪..‬‬
‫* ثم تعقبين قائلة‪ " :‬فالعمل القائم على أسس سليمة وهدفه‬
‫بناء الوطن ورفاهية الشعب‪ ..‬أمر يقره الدين بل ويعتبر في حد‬
‫ذاته عبادة لكن عاداتنا وتقاليدنا هي التي تحرم وتفرض قيودا ً غير‬
‫منطقية على المرأة‪ ،‬وكأن المرأة خلقت فقط لتتزوج وتنجب‪ ،‬ثم‬
‫تحبس في البيت‪ ،‬فالمرأة ليست حيوانا ً هدفها فقط النجاب "‪.‬‬
‫نعم أقر الدين للمرأة أن تعمل‪ ،‬ولكن أي عمل تعمله ؟ عليها‬
‫مسئولية بيتها فإن هي ضيعتها ضاع النسل رجال ونساء‪ ،‬وهذا هو‬
‫واقع أكثر بيوت المسلمين اليوم ‪ ..‬والمرأة مصونة عن أن تتبذل‬
‫لكسب قوتها بنفسها‪ ،‬بل هي مكرمة في ذلك‪ ،‬مكفولة من أبيها‬
‫وزوجها أو ابنها أو أخيها ‪ ..‬وإن لم يكن فمن بيت مال‬
‫المسلمين ‪ ..‬والمرأة خلقت لعبادة الله ‪ ..‬ومن ضمن عبادته أن‬
‫تتزوج وتنجب الطفال ‪ ..‬وهي ليست حيوانا ولكن الله عز وجل‬
‫جعل منزلتها كأم أعلى منزلة في المجتمع ‪ ..‬أعلى من منزلة‬
‫الب ومن أية منزلة ‪ ..‬فإن هي لم تنجب لم تنل هذه المنزلة‬
‫الرفيعة ‪ ..‬ولم يجعلها بإنجابها حيوانا ً ‪ ..‬وإنما هذا قول الكفار ‪..‬‬
‫أرادوا ترويجه بين المسلمين‪ ،‬فافهمي هذا قبل أن تتكلمي يا‬
‫عزيزتي ‪ ..‬وانظري إلى قول الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد‬
‫بن السكن ـ رضي الله عنها ـ فقد أتت النبي ـ صلى الله عليه‬
‫وسلم ـ فقالت له " بأبي أنت وأمي يا رسول الله ‪ ..‬أنا وافدة‬
‫النساء إليك ‪ ..‬إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء كافة‬
‫فآمنا بك وصدقناك ‪ ..‬وإنا معشر النساء محصورات مقصورات‪،‬‬
‫قواعد بيوتكم‪ ،‬وحاملت أولدكم‪ ،‬وإنكم معشر الرجال فضلتم‬
‫علينا بالجمع والجماعات‪ ،‬وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج‬
‫بعد الحج‪ ،‬وأفضل من هذا الجهاد في سبيل الله عز وجل ‪ ..‬وإن‬
‫أحدكم إذا خرج حاجا أو معتمرا ً أو مرابطا ً حفظنا لكم أموالكم ‪..‬‬
‫وغزلنا ثيابكم ‪ ..‬وربينا أولدكم ‪ ..‬أفنشارككم في هذا الجر‬
‫والخير؟ ‪."..‬‬
‫سبحان الله ! ‪ ..‬انظري يا عزيزتي إلى ماذا تريد الصحابيات ‪..‬‬
‫وماذا تريد من يردن أباطيل روجها الحتلل بيننا طويل ً ‪ ..‬تريد‬
‫الجر والمثوبة لنها تنظر إلى قرارها في بيتها التي تسمينه حبسا ً‬
‫‪ ..‬وتنظر إلى إنجاب النشء المسلم الصالح الذي يوحد الله عز‬
‫وجل ويعبده‪ ،‬والتي تسمينها كالحيوان إن كان هدفها النجاب‬
‫فقط‪ ،‬تنظر إلى هذا كله على أنه عباده الله عز وجل وترجو ثوابه‬
‫في الجنة ‪..‬‬
‫ثم انظري ماذا فعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ‪ ..‬قد‬
‫التفت النبي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال مثنيا ً عليها ـ رضي‬
‫الله عنها )هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في‬
‫أمر دينها من هذه ؟! ( فقالوا‪ " :‬يا رسول الله ما ظننا أن امرأة‬
‫تهتدي إلى مثل هذا !" ‪ ..‬فانظري إلى هذه الصحابية التي أثنى‬
‫عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهي قد أدركت حقيقة‬
‫اسلمها وإيمانها ‪ ..‬ورضخت لحكم الله عز وجل وحكم‬
‫رسوله ‪..‬‬
‫ثم انظري ماذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫)افهمي أيتها المرأة وَأعلمي من خلفك من النساء ‪ ..‬إن حسن‬
‫تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته "يعنى في‬
‫المعروف" يعدل ذلك كله( ‪..‬‬
‫فلماذا تحقرين وظيفة المرأة التي خلقها الله لها وأمرها بها‬
‫ورضي لها ذلك ‪ ..‬والتي ل تنجح فيها إل عاقلة أحسنت اليمان‬
‫بالله وبرسوله‪ ،‬والتي تفشل فيها كل ضعيفة تافهة ضالة عن‬
‫سبيل الله متمردة على حكمه ‪ ..‬ثم لماذا ل تتفانى المرأة في‬
‫بيتها وتعمل فيه بإخلص إن كانت حقا ً تريد ـ كما تقولين ـ رفعة‬
‫وطنها وتقدمه ‪ ..‬فلتبدأ بما فرضه الله عليها ‪ ..‬تبدأ بحسن تبعلها‬
‫لزوجها ‪ ..‬وحسن قيامها على بيتها ‪ ..‬وعلى رعاية أولدها ‪..‬‬
‫فالمرأة التي تكتفي مع أولدها بمجرد أن تنجبهم ثم تمضي‬
‫لعملها خارج البيت وتتركهم للخادمة ‪ ..‬وهذه امرأة فاشلة فشلت‬
‫في مهمتها ‪ ..‬وعلى حد تعبير أحد مفكري الغرب من عقلئهم ‪..‬‬
‫" أنها نجحت في عمل يستطيع أن يقوم به أي عامل بسيط ‪..‬‬
‫ولكنها فشلت في عملها كامرأة "! ‪ ..‬فالمرأة راعية في بيت‬
‫زوجها ومسئولة عن رعيتها ‪ ..‬وهذه التي تترك أولدها لخادمة أو‬
‫غيرها وترجع من عملها منهكة ل تستطيع أن تمنح شيئا ً ‪ ..‬فاقد‬
‫الشيء ل يعطيه ‪ ..‬سوف تمنحهم اضطرابها النفسي والفكري يا‬
‫عزيزتي ‪ ..‬سوف تخرب ذريتها رجال ً ونساء ‪ ..‬وسوف يشقى‬
‫ل هذه صفته‪ ،‬فتأملي قولك مليًا‪.‬‬ ‫المجتمع ويتأخر بنس ٍ‬
‫* ثم تقولين ‪ " :‬ل بد أن يأتي "يوم" تتحرر فيه المرأة من‬
‫القيود التي فرضها المجتمع عليها "ا‪.‬هـ‬
‫أية قيود وأي تحرر؟! ‪ ..‬قد أتى السلم فحرر المرأة فهي‬
‫ليست بحاجة إلى الحرية المزعومة المكذوبة ‪ ..‬واعلمي أن الله‬
‫عز وجل ارتضى لها القرار في بيتها وصانها معززة مكرمة فيه ‪..‬‬
‫ول يعترض على هذا ويرفضه إل منافق ‪..‬‬
‫ثم كأن المرأة قد علقت لها المشنقة لن الله عز وجل أمرها‬
‫بالقرار في بيتها ‪ ..‬وإذا خرجت مصونة محجبة ‪ ..‬هل هذه كل‬
‫القيود التي تؤرقك وتريدين تحرير المرأة منها ؟! ‪ ..‬وهذه لم‬
‫يفرضها المجتمع بل فرضها الله عز وجل ‪ ..‬فهل انفلت المرأة‬
‫وتفسخها عن حكم الله وحكم رسوله يعتبر تحررا ً ؟!! ‪ ..‬لبئس ما‬
‫تنادون به من تحرر ‪ ..‬هذه ليست عزة ‪ ..‬بل هي غاية الذلة ‪..‬‬
‫وهذا ليس تحررا ً ‪ ..‬هل هو عودة للغوغائية والجاهلية وبهيمية‬
‫الغاب‪.‬‬
‫* ثم تختتمين كلمتك التي كثرت بها الخطاء اللغوية والنحوية‬
‫فضل ً عن المفاهيم الشرعية ‪ ..‬قائلة ‪ " :‬ويدرك حينها أن‬
‫المساواة بين الجنسين أمر هام وضروري لمواكبة التطور‬
‫والتقدم كالتي وصلت )إليها( المجتمعات الخرى "ا‪.‬هـ‬
‫أية مساواة التي تريدينها ؟ ‪ ..‬هل تريدين للمرأة أن تخرج من‬
‫ثوب أنوثتها وتتحول إلى رجل أم ماذا تريدين ؟! ‪ ..‬كل شيء‬
‫خلقه الله في الكون جعله ذكرا ً وأنثى ‪ ..‬فالقطب الموجب ل‬
‫يشبه القطب السالب ول يعمل عمله‪ ،‬وإن شابهه خربت‬
‫المور ‪ ..‬وهكذا في كل شيء ‪ ..‬فهل تريدين أن تمسخي جنس‬
‫المرأة ليصبح صورة مشوهة لجنس الرجل ؟! ‪ ..‬ولن يكون !!‬
‫لقد اختلطت عليك المور يا عزيزتي ‪ ..‬فتقدم أوروبا وأمريكا‬
‫العلمي يواكبه أعظم تخلف اجتماعي حدث في تاريخ البشرية ‪..‬‬
‫وأعظم شرخ حدث في شخصية الرجال والنساء وفي صرح‬
‫السرة ‪ ..‬فهل هذا هو التقدم ‪ ..‬والله إنه لنذير بالزوال‪.‬‬
‫* ثم تقولين‪ " :‬لكن المجتمع يمنعها من ممارسة هذه العمال‬
‫ومن هنا ينشأ التخلف الجتماعي بل والقتصادي وتخلف في‬
‫جميع المستويات "ا‪.‬هـ‬
‫ولماذا تعلقين تخلف المجتمع بقرار المرأة في بيتها وصيانتها‬
‫عن التبذل ؟! ‪ ..‬عجبا ً لك ‪ ..‬هل أفلحت المرأة في مهمتها وفي‬
‫تربية أطفالها وفي حسن تبعلها لزوجها ‪ ..‬ول يغررك زيف الحياة‬
‫الوروبية والمريكية فعقلؤهم ينادون بعودة المرأة إلى البيت ‪..‬‬
‫وهذا هو الوضع الصحيح ول يصح إل الصحيح ولكن قد أفلتت‬
‫المور من أيديهم واتسع الخرق على الراقع‪.‬‬
‫فهل تريدين لمجتمع المسلمين أن يمضي نحو الهاوية‬
‫الجتماعية والسقوط الجتماعي الذي سقطوا فيه ؟! ‪ ..‬وأن‬
‫يشرب من نفس الكأس المسموم ؟! أم ماذا تريدين ؟ ‪..‬‬
‫* ثم هل تقولين هذا مخدوعة بزيف حياتهم ل تدركين حقيقة‬
‫المظلمة ؟! ‪..‬‬
‫* أم تقولينه خادعة تريدين أن تضلي غيرك ‪ ..‬فل تأمني مكر‬
‫الله فإنه ل يصلح عمل المفسدين‬
‫* أم أنك تشعرين أنك مملوكة أسيرة مظلومة مقهورة ؟!‬
‫أم انه مجرد إحساس بالضعف والنهزام النفسي ‪ ..‬أل‬
‫فاعلمي أن هذا من سمات الضعفاء كما يقرره ابن خلدون في‬
‫مقدمته ‪!! ..‬‬
‫** وختاما ً فاعلمي يا عزيزتي أنه ليس بيني وبينك ثأر! ‪..‬‬
‫وإياك أن يخدعك الشيطان فيزين لك أنني وإياك فرسا رهان ‪..‬‬
‫أو أننا ندان! ‪ ..‬كل ‪ ..‬بل اعلمي أنني أدعو لك بالهداية والتوفيق‪.‬‬
‫﴿ ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من‬
‫الخاسرين ﴾ ‪ ..‬مع تمنياتي لك بالتوفيق ‪..‬‬
‫=================‬
‫المضحكات المبكيات‬
‫أم معاوية‬
‫المرأة ‪ ..‬هذه النسانة التي جعلها كل من هب ودب قضيته !‬
‫حتى وإن أساؤا إليها ولم يحسنوا ‪ ..‬فأثاروا حولها الشبهات دون‬
‫شبهات!! ‪ ..‬ونادو بتحريرها من قيود السلم التي كبلها بها ‪..‬‬
‫زعموا ‪ ...‬باطل ً وزورًا‪.‬‬
‫قالوا إن السلم لم ينصفها ‪ ..‬واضطهدها وانتقصها حقوقها ‪..‬‬
‫وتشعبت بهم الطرق ‪ ...‬طرق الضللة ‪ ..‬فذهبوا في كل واد وناد‬
‫يدعون لتحريرها !! ‪ ..‬تحريرها مماذا ؟! ‪ ..‬مما يصون كرامتها‪،‬‬
‫ويحفظ عزتها‪ ،‬ويدعون الحرص على إعطائها كافة حقوقها‬
‫ومساواتها بالرجل في كل شيء !! ‪ ..‬فهل حقا ً ما ذهبوا‬
‫إليه ؟! ‪ ..‬لندع التاريخ بحقائقه يرد على شبهاتهم وإفتراءاتهم ‪..‬‬
‫ولننظر ماذا قدم السلم للمرأة ‪ ..‬وماذا قدم غيره من المناهج‬
‫المختلفة والشرائع المتباينة ‪ ..‬وبمقارنةٍ سريعةٍ ‪ ..‬بين حالة‬
‫المرأة في الشرائع المختلفة‪ ،‬وحالتها في شريعة السلم‬
‫الغراء ‪ ..‬يمكن أن تتضح الصورة وتظهر الحقائق ‪..‬‬
‫فعند اليونان ‪ ..‬ماذا كانت؟ ‪ ..‬في أول عهدها كانت محتقرة‬
‫مهينة حتى جعلوها رجسا ً من عمل الشيطان ‪ ..‬كانت كسقط‬
‫المتاع تباع وتشترى في السواق ! ‪ ..‬محرومة من حق الميراث‬
‫والتملك ول أهلية لها ‪ ..‬يقول فيلسوفهم سقراط‪ " :‬إن وجود‬
‫المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للزمة والنهيار في العالم ‪ ..‬إن‬
‫المرأة تشبة شجرة مسمومة‪ ،‬حيث يكون ظاهرها جميل ً ولكن‬
‫عندما تأكل منها العصافير تموت حال ً "! ‪..‬‬
‫ثم في أوج حضارتهم تبدلت المرأة‪ ،‬واختلطت بالرجال‪،‬‬
‫وشاعت الفاحشة ‪ ..‬حتى أصبح الزنا علنا ً ‪ ..‬واتخذوا التماثيل‬
‫العارية باسم الدب والفن! ‪ ..‬وع ُد ّ من الحرية أن تكون المرأة‬
‫عاهرا ً لها عشاق!! ‪ ..‬وأفرغوا على الفاحشة ألوان القداسة‬
‫بإدخالها المعابد!! ‪ ..‬فماذا كان المصير؟ سقطت اليونان‪،‬‬
‫قَرى‬ ‫ذا أ َ َ‬
‫خذ َ ا ل ْ ُ‬ ‫ك أَ ْ‬
‫خذ ُ َرب ّ َ‬
‫ك إِ َ‬ ‫وانهارت حضارتها‪ ،‬وزالت ‪ ﴿ ..‬وَك َذ َل ِ َ‬
‫ة ﴾]هود‪.[102:‬‬ ‫م ٌ‬ ‫ي َ‬
‫ظال ِ َ‬ ‫وَه ِ َ‬
‫أما عند الرومان ‪ ..‬فلم تكن بأحسن حال ً منها عند اليونان ‪..‬‬
‫إذ كان الشعار عندهم فيما يتعلق بالمرأة " إن قيدها ل ينزع‪،‬‬
‫ون َي َْرها ل يخلع " ‪ ..‬وكان الب غير ملزم بضم أبنائه إليه ‪ ..‬وله أن‬
‫يضم لسرته من الجانب عنها ما شاء ‪ ..‬ويخرج منها من أبنائه ـ‬
‫عن طريق البيع ـ ما شاء!‪ .‬وكانت سلطة رب السرة على أبنائه‬
‫وبناته وزوجته وزوجات أبنائه تشمل البيع والنفى والتعذيب وربما‬
‫القتل أحيانا ً ! ‪ ..‬حتى جاء قانون "جوستيان عام ‪565‬م" فجعل‬
‫سلطة الب تأديبية فقط ‪..‬‬
‫وليس للمراة عند الرومان أية حقوق أهلية أو مالية بل لم‬
‫يكن لها التصرف في مالها الخاص ‪ ..‬فهو يخضع لبيها ثم للوصي‬
‫الشرعي عليها من بعده ‪ ..‬فهى في حالة رق مدى حياتها ‪..‬‬
‫تنتقل من رق أبيها إلى رق زوجها ‪..‬‬
‫وعندهم في قوانين اللواح الثنى عشر أن فقدان الهلية هي‬
‫السن والحالة العقلية والجنس ـ أى النوثة ـ ولذا كانوا يفرضون‬
‫الحجر عليها لنوثتها !!!‬
‫هذا في حين أننا نجد المرأة عند الصينيين القدماء مشبهة‬
‫بالمياه المؤلمة تغسل السعادة والمال وكان للصيني الحق في‬
‫بيع زوجته أو دفنها حية‪ ،‬وإذا مات تورث لهله!‪.‬‬
‫بينما نجدها في قانون حمورابي في عداد الماشية المملوكة ‪..‬‬
‫فمن قتل بنتا ً لرجل أعطاه ابنته ليقتلها أو يتملكها‪.‬‬
‫أما عند اليهود ففي شريعة مانو أن المرأة ل تعرف السلوك‬
‫السوى ول الشرف ول الفضيلة وإنما تحب الشهوات الدنسة‬
‫والزينة والتمرد والغضب‪ ،‬لذا لم يكن لها الحق في الستقلل عن‬
‫أبيها أو زوجها أو ولدها‪ ،‬وهي قاصرة طيلة حياتها‪ ،‬بل لم يكن لها‬
‫حق الحياة بعد وفاة زوجها فهي تحرق معه حية على موقد واحد‬
‫يوم وفاته وإل ‪ ..‬عادت لتعامل كإنسانة ‪ ..‬فقد كانوا ينظرون إلى‬
‫المرأة التي ل زوج لها على أنها منبوذة ومدنسة لكل شيء‬
‫تمسه ‪ ..‬والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوان ! ‪..‬‬
‫وفي شرائع الهندوس يقولون‪ :‬ليس الصبر المقدر والريح‬
‫والموت والجحيم والسم والفاعى والنار أسوأ من المرأة ‪ ..‬فيا‬
‫عجبا ً ‪ ..‬كيف جعلوا المرأة بلية فوق كل بلية ‪! ..‬‬
‫وفي شريعة الفرس أبيح الزواج من المحارم كالمهات‬
‫والخوات والعمات والخالت ‪ ..‬إلى آخره ‪ ..‬وكانت تحت سلطة‬
‫الرجل المطلقة ‪ ..‬يحق له أن يحكم عليها بالموت ‪ ..‬أو ينعم‬
‫عليها بالحياة!! ‪ ..‬وكانت ت ُْنفى أيام الحيض إلى مكان بعيد‪ ،‬ل‬
‫يجوز لحد مخالطتها! ‪..‬‬
‫ثم نادى " مزدك " فيهم باقتسام الموال والنساء والمتعة‪،‬‬
‫فشاعت الفوضى وعم الدمار ‪ ..‬وأصبح الرجل يدخل على نساء‬
‫ف الرجل منهم ولده ‪ ..‬ول المولود يعرف‬ ‫غيره ‪ ..‬حتى صار ل ي َْعر ُ‬
‫ة‬
‫ن َباقِي َ ٍ‬‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫أباه فماذا عنها ؟ ‪ ..‬انهارت وسقطت ﴿ فَهَ ْ‬
‫ل ت ََرى لهُ ْ‬
‫﴾ ]الحاقة ـ آية ‪[8:‬‬
‫وعند اليهود كانت تعتبرها بعض الطوائف في مرتبة‬
‫الخادم ‪ ! ..‬وكان لبيها الحق في بيعها قاصرة‪ ،‬وهي ل ترث إذا‬
‫كان لبيها بنون ‪..‬‬
‫واليهود يعتبرون المرأة لعنة لنها أغوت آدم ‪ ..‬جاء في التوراة‬
‫)المحرفة(‪ " :‬المرأة أمّر من الموت "‪.‬‬
‫وعندما يصيبها الحيض ل يجالسونها ول يؤاكلونها‪ ،‬بل يعتبرونها‬
‫نجسة‪ ،‬وكل ما تلمسه من طعام أو إنسان أو حيوان نجسا ً ‪..‬‬
‫فبعضهم يطردها خارج البيت حتى تطهر ‪ ..‬وبعضهم ينصب لها‬
‫خيمة يجعلها فيها ويضع أمامها خبزا ً وماًء ‪!! ..‬‬
‫فتأمل مدى القسوة التي كانت تعامل بها في أيام تكون فيها‬
‫مضطربة النفس ‪ ..‬ومحتاجة إلى شيء من العطف والرفق ‪..‬‬
‫وفي النصرانية هال رجال المسيحية الوائل ما رأوا في‬
‫المجتمع الروماني من انتشار الفواحش وما آل إليه حالهم من‬
‫انحلل أخلقي شنيع‪ ،‬فاعتبروا المرأة بابا ً للشيطان‪ ،‬وأنها‬
‫مسئولة عن هذا كله لختلطها بالرجال في فوضي شديدة ‪..‬‬
‫فقرروا أن الزواج دنس يجب البتعاد عنه ‪ ..‬وأن العلقة بالمرأة‬
‫رجس في ذاتها ‪! ..‬‬
‫قال أحد قديسيهم ويسمى ترتوليان‪ " :‬إنها مدخل الشيطان‬
‫إلىالنفس‪ ،‬ناقضة لنواميس الله ‪ ..‬مشوهة للرجل " ‪! ..‬‬
‫وقال آخر وُيسمى سوستام‪ " :‬إنها شر لبد منه‪ ،‬وآفة مرغوب‬
‫فيها‪ ،‬وخطر على السرة والبيت‪ ،‬ومحبوبة فتاكة‪ ،‬ومصيبة مطلية‬
‫مموهة "‪.‬‬
‫وكان من المضحكات المبكيات أن يجتمع مجمع " ماكون "‬
‫ليبحث فيما إذا كانت المرأة مجرد جسم ل روح فيه أم لها‬
‫روح ؟!!‬
‫ثم انتهوا إلى أنها خلو من الروح الناجية " أى من عذاب القبر‬
‫" ‪ ..‬عدا مريم أم المسيح عليهما السلم ‪..‬‬
‫ثم عقد الفرنسيون عام ‪ 586‬للميلد مؤتمر للبحث‪ :‬هل تعد‬
‫خلق‬ ‫المرأة إنسانا ً أم غير إنسان ؟! ‪ ..‬وأخيرا ً قرروا أنها إنسان ُ‬
‫لخدمة الرجل فحسب !‬
‫ثم أصدر البرلمان النجليزى في عصر هنري الثامن قرارا ً‬
‫يحظر على المرأة أن تقرأ " العهد الجديد " لنها تعتبر‬
‫نجسة ‪!! ..‬‬
‫شكل مجلس إجتماعي في بريطانيا‬ ‫وفي سنة ‪ 1500‬للميلد ُ‬
‫خصيصا ً لتعذيب النساء ‪ ..‬وكان ضمن مواده ‪ ..‬تعذيبهن وهن‬
‫أحياء بالنار !!‪ ..‬وذلك في القرن الخامس عشر!‬
‫ومن الظريف أ ن القانون النجليزي عام ‪ 1805‬للميلد وكان‬
‫يبيح للرجل أن يبيع زوجته بستة بنسات ـ يعنى نصف شلن ـ فما‬
‫أرخص المرأة عندهم ! ‪..‬‬
‫ضع عقب الثورة الفرنسية في‬ ‫أما القانون الفرنسي الذي وُ ِ‬
‫نهاية القرن الثاني عشر والتي أعلنت تحرير النسان من العبودية‬
‫والمهانة‪ ،‬فقد نص على أن المرأة ليست أهل ً للتعاقد ! ‪ ..‬كما‬
‫نص على أن القاصرين الذين يحجر عليهم هم‪ :‬الصبى المجنون‬
‫عدل ! ‪..‬‬ ‫والمرأة ‪ ..‬واستمر الحال كذلك حتى عام ‪ 1938‬حتى ُ‬
‫وإذا نظرنا إلى حالة المرأة عند العرب قبل السلم فسنراها‬
‫لرث ‪ ..‬فقد كانوا‬ ‫مهضومة في كثير من حقوقها ‪ ،‬ليس لها حق ا ِ‬
‫يقولون‪ " :‬ل يرثنا إل من يحمل السيف ويحمى البيضة " ‪ ..‬ولم‬
‫يكن لها على زوجها أى حق ‪ ،‬وليس للطلق عدد معين ‪ ..‬ول‬
‫لتعدد الزوجات عدد محدود ‪..‬‬
‫وإن مات الرجل عن زوجته وله أولد من غيرها ‪ ..‬كان الولد‬
‫الكبر أحق بزوجة أبيه " نكاح المقت " ويعتبرها إرثا ً كبقية أموال‬
‫أبيه‪ ،‬إن شاء ألقى عليها ثوبًا؛ إظهارا ً لرغبته في زواجها ‪ ..‬أو‬
‫يتركها لهلها‪ ،‬أو يحبسها حتى تفتدى نفسها‪ ،‬أو تموت فيذهب‬
‫بمالها ‪..‬‬
‫أما بعض القبائل فكانت تتشاءم من ولدة النثى فتئذها؛ إما‬
‫خشية العار أو خشية الفقر ‪ ..‬وكانت هذه العادة منتشرة في‬
‫كندة وتميم وطييء ‪ ..‬ومنهم‬ ‫"بعض" القبائل فقط ‪ ،‬منها ربيعة و ِ‬
‫من دفن في الجاهلية إحدى عشرة بنتا ً موؤودة ! ‪..‬‬
‫وكان عندهم أنواع من الزواج بغيضة فاسدة ‪ ..‬أبطلها السلم‬
‫جميعا ً ما عدا الزواج الراقي التي كانت ُتعرف به قريش من‬
‫خطبة ومهر وعقد فقد أقره السلم مع إبطال بعض العادات‬
‫الظالمة للنساء فيه من استبداد في تزويجهن كرها ً أو عضلهن أو‬
‫أكل مهورهن ‪..‬‬
‫وما كانت المرأة العربية تفتخر بشيء قبل السلم على‬
‫أخواتها في العالم كله سوى حماية الرجل لها‪ ،‬والدفاع عن‬
‫شرفها‪ ،‬والثأر لمتهان كرامتها ‪ ..‬وهذا لم يكن عند كل العرب ؛‬
‫وإنما كان من بعض القبائل دون غيرها‪.‬‬
‫ل شريعته‬ ‫ل السلم ‪ ..‬وما أج ّ‬ ‫أما المرأة في السلم ‪ ..‬فما أج ّ‬
‫وأحكامه ‪ ..‬فلم يعتبرها جرثومة خبيثة كما اعتبرها الخرون ـ‬
‫ولكنه قرر أنها بين يدى السلم قسيمة الرجل ‪..‬‬
‫وبداية ‪ ..‬قرر أنها والرجل في النسانية والكرامة والهلية‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا ْ َرب ّك ُ ُ‬‫س ات ّ ُ‬ ‫سواّء بسواء ‪ ..‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫حد َةٍ ﴾]النساء‪ .. [1:‬وقال رسول الله صلى‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫الله عليه وسلم‪] :‬إنما النساء شقائق الرجال[ رواه أحمد و‬
‫الترمذي وأبو داود عن عائشة‪.‬‬
‫وقد وردت آيات كثيرة تساوى الرجال بالنساء في النسانية ‪..‬‬
‫كما وردت اليات تساويهن بالرجال في اليمان ‪ ..‬والجزاء‬
‫ُ‬ ‫والمثوبة‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬فاستجاب ل َهم ربه َ‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫ضيعُ ع َ َ‬ ‫م أّني ل َ أ ِ‬ ‫ْ َ َ َ ُ ْ َ ُّ ْ‬
‫ض ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ض ﴾]آل عمران‪[195:‬‬ ‫ٍ‬ ‫من ب َعْ‬ ‫كم ّ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى ب َعْ ُ‬ ‫كم ّ‬ ‫من ُ‬ ‫ل ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫عا ِ‬‫َ‬
‫َ‬
‫حت َِها الن َْهاُر‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫‪ ﴿ ..‬وَع َد َ الل ّ ُ‬
‫ه ﴾]التوبة‪.[72:‬‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫دي َ‬‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ثم إن السلم كرمها وليدة ً ‪ ..‬وصبية ‪ ..‬وأختا ً ‪ ..‬وزوجا ً ‪..‬‬
‫مًا‪ .‬والحاديث الصحيحة في هذا كثيرة ‪ ..‬ولو ذهبنا نعدد اليات‬ ‫وأ ّ‬
‫والحاديث التي جاءت توصي بالمرأة خيرا ً منذ ولدتها حتى‬
‫مماتها ‪ ..‬ومن ترغيب الب في رحمتها وحسن رعايتها وتأديبها‬
‫ابنة ‪ ..‬وحفاظا على كرامتها وصونها أختا وحسن عشرتها‬
‫والحسان إليها زوجة ‪ ..‬والشفقة بها والحنو عليها والتلطف‬
‫ما ً ‪ ..‬لفاض الكلم واتسع ‪ ..‬ولكن حسبنا التنويه‬ ‫والتأدب معها أ ّ‬
‫بالحقائق والثوابت ‪..‬‬
‫فمن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمل‬
‫ل العبادات ‪..‬‬ ‫ة ابنته زينب وهو يصلى ‪ ..‬والصلة من أج ّ‬ ‫أمامة ابن َ‬
‫ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم‪ ] :‬استوصوا بالنساء خيرا ً [‬
‫)متفق عليه(‪ ،‬وعن عائشة رضى الله عنها قالت‪ ] :‬ما ضرب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادما ً قط ول امرأة [‬
‫)رواه مسلم( ‪ ..‬فأين هذا من إهانتها وتعذيبها وضربها في‬
‫الشرائع السابقة التي أوردتها ‪..‬‬
‫ً‬
‫ثم إن السلم جعل لها الحق في الميراث ‪ ..‬خلفا للشرائع‬
‫الخرى‪ ،‬وجعل لها الهلية الكاملة في التعامل والبيع والشراء‬
‫والتصرف في أموالها‪ ،‬ولها حق التملك ولم يحجر عليها كما في‬
‫الشرائع الخرى ‪..‬‬
‫ثم جعل كرامتها مثل كرامة الرجل سواًء بسواء ‪ ..‬فقد قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لم هانيء بنت‬
‫أبي طالب ـ وقد أجارت رجلين من أحمائها قد استوجبا القتل ـ‬
‫منت [)رواه‬ ‫مّنا من أ ّ‬
‫] قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء‪ ،‬وأ ّ‬
‫البخارى بنحوه(‪.‬‬
‫أما مراعاته لمشاعرها ونفسيتها ففي هذا يفيض الكلم فانظر‬
‫كيف كان يعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحائض ‪..‬‬
‫فعن عائشة رضي الله عنها قالت‪ ]:‬كنت أشرب من الناء وأنا‬
‫حائض ثم أناوله للنبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على‬
‫ي [)رواه مسلم(‪.‬‬ ‫موضع ف ّ‬
‫وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ] كان يتكيء في حجري‬
‫وأنا حائض فيقرأ القرآن [)متفق عليه( ‪ ..‬وهذا خلفا لمن يعدونها‬
‫نجسة ‪ ..‬ويطردونها من البيت إن حاضت ‪ ..‬فتأمل ‪ ..‬حتى في‬
‫آخر خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع‬
‫أوصى بالنساء خيرا ً ‪ ..‬وكان آخر ما وصى به رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ثلث كلمات‪ ،‬ظل يتكلم بهن حتى تلجلج لسانه‬
‫صلى الله عليه وسلم جعل يقول‪ ]:‬الصلة الصلة ‪ ..‬وما ملكت‬
‫أيمانكم‪ ،‬لتكلفوهم مال يطيقون ‪ ..‬الله الله في النساء فإنهن‬
‫عوان في أيديكم [)رواه النسائي وابن ماجه(‪.‬‬
‫فهل هناك مقارنة بين ما أكرمها به السلم وبين ما كانت‬
‫ن وضعة ؟!‬ ‫عليه من امتها ٍ‬
‫إذا قيل‪ :‬إن السيف خيّر‬ ‫ألم ترى أن السيف يصغر قدُره‬
‫من العصا ؟!‬
‫===================‬
‫دور المرأة في الصلح‬
‫الشيخ‪/‬محمد حسين يعقوب‬
‫أهمية الوقت لدى المرأة وأضرار إضاعته ‪:‬‬
‫لقد جرت العادة في أكثر بلد المسلمين أن تخصص المرأة فترةً‬
‫ف في‬ ‫بعد العصر لستقبال صديقاتها ‪،‬أو زيارتهن على اختل ٍ‬
‫طريقة الزيارة أهي دورية منظمة أم عفوية؟ ‪ ،‬وأيا ً كانت الحال‬
‫فل يخلو البيت يومها من إعلن حالة طوارئ فيها‪ .‬فاستعدادات‬
‫فوق العادة‪ ،‬تستنزف الجهد ‪ ،‬وتضيع الوقت ‪ ،‬وتبعثر المال‪.‬‬
‫وتحول يوم الستقبال إلى مباراة بين السر فيما يقدم للضيوف ‪،‬‬
‫وفي إبراز مظهر البيت ولباس أهله‪.‬‬
‫ت غالبية النساء عن الهدف من هذه الزيارة؟ لكان‬ ‫سئل ْ‬
‫ولو ُ‬
‫أحسن ما يفصحن به إنه التلقي لقتل الوقت والتسلية ودفع‬
‫السأم والملل عنهن‪.‬‬
‫ول أدري هل الوقت إل عمر النسان الذي يسأل عنه ؟ ومتى‬
‫السؤال؟ إنه يوم الفزع الكبر‪ ..‬يوم ل تملك نفس لنفس شيئا ً‬
‫والمر يومئذ لله‪.‬‬
‫عن أبي بردة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أن رسول الله ـ صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬قال‪ ) :‬ل تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن‬
‫أربع‪ :‬عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ما عمل به؟ وعن ماله‬
‫م أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبله؟ ( ‪.‬‬ ‫من أين اكتسبه؟ وفي َ‬
‫ومن السائل؟ إنه رب العالمين الذي خلق الجن والنس لعبادته ل‬
‫من ل ّد ُّنا إن ك ُّنا‬ ‫للهو ول للتسلية؛ ? ل َوْ أ ََرد َْنا َأن ن ّت ّ ِ‬
‫خذ َ ل َْهوا ً ل ّت ّ َ‬
‫خذ َْناه ُ ِ‬
‫ن ? ]النبياء‪.[ 17:‬‬ ‫َفا ِ‬
‫عِلي َ‬
‫فماذا نقول لرب العالمين؟ إذا سألنا عن الوقت المهدور الذي إن‬
‫لم يخل من المحرمات فل يخلو من لغو الكلم والثرثرة التي‬
‫ي‬
‫ذمها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) إن أبغضكم إل ّ‬
‫وأبعدكم مني يوم القيامة‪ :‬الثرثارون المتشدقون والمتفيهقون ( ‪.‬‬
‫ومن أضاع وقته فقد أضاع جزءا ً ل يعوض من حياته‪ ،‬وجديٌر أن‬
‫تطول عليه حسرته ‪ ،‬وهل الوقت للمرأة وحدها؟! أين حق الزوج‬
‫والولد؟ ومتى تؤدي حقوق مجتمعها وأمتها السلمية؟‬
‫لمن تترك مهمتها إذا كان همها الخروج من البيت واللهو الفارغ؟‬
‫وقد تقول إحداهن‪ :‬إنها أدت واجباتها‪ ،‬ظنا ً منها أن مهمتها‬
‫محصورة في التنظيف وإرضاء الزوج والنجاب ‪ ،‬وإن التفتت إلى‬
‫تربية من أنجبتهم فقد ل يتعدى اهتمامها إطعامهم وكسوتهم‬
‫المناسبة ودراستهم المتفوقة‪.‬‬

‫ل يا أختاه ‪ ،‬فأنت مربية الجيال ‪ ،‬وممولة للمجتمع المسلم ببناته‬


‫من نساء ورجال ‪ ،‬إن واجبي وواجبك التربية الرشيدة لبنائنا ‪،‬‬
‫وإعدادهم إعدادا ً إسلميا ً يجعلهم قادرين على حمل المانة‬
‫والنهوض بالمة وبناء المجتمع الفاضل المنشود‪.‬‬
‫ك أبناءنا والتفتنا للتسلية فقد خلفنا أبناًء هم اليتام‬
‫ت وإيا ِ‬
‫فإن ترك ُ‬
‫حقا ً رغم وجود أبويهم ‪،‬إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو‬
‫ً‬
‫أبا ً مشغول ً ‪ ،‬بل من فقد والديه بالموت قد يجد من يشفق عليه‬
‫ويرعاه ويحنو عليه‪،‬أما من فقدهما في اللهو عنه فأنى يجد من‬
‫يرحمه ويفطن لمأساته ‪ ،‬فالمرأة المشغولة بنفسها دائما ً لن تجد‬
‫الوقت الكافي للشراف على فلذات كبدها وتوجيههم ومتابعتهم‬
‫والنس بهم ‪ ،‬مما يساعدها على أداء رسالتها وإرضاء ربها‪.‬‬
‫ح أن الدنيا ‪ -‬هي دار المتحان ‪ -‬مليئة بالمتاعب والصعاب‬ ‫صحي ٌ‬
‫وفي اللقاء تسلية ومؤانسة‪ ...‬لكن هل التسلية غاية من تشعر‬
‫أنها على ثغر من ثغور السلم ‪ ،‬فل يؤتى من قبلها؟ أم هي غاية‬
‫العابثات؟ أما وإن الترويح ضروري بين الفينة والخرى فليكن‬
‫على غير حساب الخريات وأوقاتهن‪!!...‬‬
‫كثيرا ً ما نشكوا من غزو أعدائنا الفكري ‪ ...‬وأننا مستهدفون‬
‫صنا‬
‫محاربون‪ ،‬فهل أعددنا العدة لمجابهتهم‪ ،‬أو على القل هل ح ّ‬
‫أنفسنا ضدهم روحيا ً وثقافيا ً لنطالب بالتسلية؟ ول تنصر الدعوات‬
‫وتنتشر بالتشكي والسى‪.‬‬
‫إن ما نعانيه يوجب علينا أن نراعي واقعنا على أسس إسلمية‬
‫لنستطيع النهوض من كبوتنا ‪ ،‬وإل ستبقى آمالنا سرابا ً وأمانينا‬
‫حلما ً نرجوا أن يتحقق ‪ ،‬وهيهات أن يتحقق بدون عمل وجهد‬
‫سب ُل ََنا ? ]العنكبوت‪.[ 69:‬‬
‫م ُ‬‫دوا ِفيَنا ل َن َهْد ِي َن ّهُ ْ‬‫جاهَ ُ‬
‫ن َ‬ ‫وجهاد‪ ? .‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫إن العقوبات التي يوقعها الله في أمتنا ما هي إل لتخاذلنا عن‬
‫نصرة ديننا وعدم القيام بواجبنا ‪ ،‬والنهزامات التي أصابتنا قد‬
‫ساهمت بها المرأة من حيث ل تدري ‪ ،‬يوم بدأ دورها ينحسر‬
‫وتخلت عن القيام بواجبها كما ينبغي في التربية والتنشئة‬
‫والتعليم‪.‬‬
‫وهذه الحقيقة المؤلمة التي تدمي القلب وتحز في النفس ‪،‬‬
‫تدفعنا في الوقت نفسه إلى الستفادة من أوقاتنا للقيام بمهمتنا‬
‫التي سنسأل عنها‪ ) :‬المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن‬
‫رعيتها ( ‪.‬‬
‫فلنقم بواجبنا في تربية رجال وأمهات المستقبل ثم لنلتفت إلى‬
‫التسلية‪ .‬هذا وإن الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬دلنا على‬
‫طريقة لبعاد الهم عن النفس أل وهى توثيق الصلة بالله ‪ ،‬نقبل‬
‫عليه بالطاعات‪ ،‬ونجعل همنا الدار الخرة‪ ،‬فما الهم إل نتيجة‬
‫الحرص على الفانية‪.‬‬
‫عن أنس بن مالك ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ـ‬
‫صلى الله عليه وسلم ـ ‪ ) :‬من كانت الخرة همه جعل الله غناه‬
‫في قلبه ‪ ،‬وجمع له شمله‪ ،‬وأتته الدنيا وهى راغمة‪ ،‬ومن كانت‬
‫الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه‪ ،‬وفرق عليه شمله‪ ،‬ولم يأته‬
‫در له (‪.‬‬ ‫من الدنيا إل ما ق ّ‬
‫ولقد قال تعالى مبينا ً مدى الضيق والضنك ‪ ،‬والعيش النكد الذي‬
‫يكون فيه الغافل المعرض عن ذكر الله‪ ،‬وذلك في الدنيا قبل‬
‫الخرة‪ ? :‬وم َ‬
‫شُرهُ‬‫ح ُ‬‫ضنكا ً ون َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ش ً‬‫مِعي َ‬‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬‫ري َفإ ّ‬ ‫ِ‬ ‫عن ذ ِك ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ن أع َْر َ‬ ‫َ ْ‬
‫ت‬ ‫مى وقَد ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫مى ?‪َ ?124‬قا َ‬ ‫َ‬
‫كن ُ‬ ‫شْرت َِني أع ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫مةِ أع ْ َ‬
‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬‫ي َوْ َ‬
‫سيت ََها وك َذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ك َذ َل ِ َ‬
‫ك أت َت ْ َ‬ ‫صيرا ً ?‪َ ?125‬قا َ‬
‫م‬‫ك الي َوْ َ‬ ‫ك آَيات َُنا فَن َ ِ‬ ‫بَ ِ‬
‫سى ? ]طه‪ 124:‬ـ ‪[ 126‬‬ ‫ُتن َ‬
‫فلنجعل غايتنا رضا الله تعالى‪ ،‬وسبيلنا اتباع شريعته‪ ،‬عندها نشعر‬
‫أنه ل فراغ يثقل على النفس ويجلب الهم والحزن‪ ،‬بل أوقاتنا‬
‫معمورة بذكر الله وطاعته‪ ،‬والحياة كلها تصبح عبادة وُقربة‪،‬‬
‫واستفادة من كل لحظة في حياة النسان عمل ً بقول المصطفى‬
‫ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‪ ) :‬اغتنم خمسا ً قبل خمس‪ :‬حياتك قبل‬
‫موتك‪ ،‬وصحتك قبل سقمك‪ ،‬وفراغك قبل شغلك‪ ،‬وشبابك قبل‬
‫هرمك‪ ،‬وغناك قبل فقرك (‪.‬‬
‫وإن كان ابن الجوزي قد عجب من أهل زمانه وإضاعتهم للوقت‬
‫فقال‪ » :‬رأيت عموم الخلئق يدفعون الزمان دفعا ً عجيبًا‪ ،‬وإن‬
‫ث ل ينفع أو بقراءة كتاب فيه غزاة وسمر‪ ،‬وإن‬ ‫طال الليل فبحدي ٍ‬
‫طال النهار فبالنوم وهم في أطراف النهار على دجلة أو في‬
‫السواق نشبههم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم وما‬
‫م في‬ ‫عندهم خبر‪ ،‬ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود‪ ،‬فَهُ ْ‬
‫تعبئة الزاد للرحيل‪ ،‬إل أنهم يتفاوتون ‪ ،‬وسبب تفاوتهم قلة العلم‬
‫وكثرته بما ينفق في بلد القامة « ‪.‬‬
‫فماذا نقول نحن عن الناس في زماننا؟! وقد أصبح العبث الفارغ‬
‫أساس حياة أكثرهم ‪ ،‬والتبرم بالحياة سببا ً في أمراض نفسية‬
‫غريبة ‪ ،‬وصار الضيق والهلع من المجهول شبحا ً يطارد ضعاف‬
‫النفوس واليمان؟!‬
‫إن أساليبهم في اللهو وإضاعة الوقات تفوق الخيال‪ :‬فبعد السهر‬
‫والسحر ‪ -‬على شتى البرامج في وسائل اللهو الحديثة المحرمة‬
‫والمباحة‪ -‬النوم حتى الضحى ‪ ،‬واللهاث بقية النهار للدنيا فقط ‪،‬‬
‫وفي أعمال الدنيا‪ ..‬وكثرة النوم والتناوم هو شأن الخاملين‬
‫اللهين‪ .‬أما الجادون فيحرصون على أوقاتهم حرص الشحيح على‬
‫ماله أو أشد حرصًا‪ .‬حقًا‪ » :‬نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس‪:‬‬
‫الصحة والفراغ « ‪.‬‬
‫أيهما أفضل المخالطة أم النفراد؟‬
‫وكأني بك أختي المسلمة تتساءلين‪ :‬وهل هذا يعني البعد عن‬
‫الناس وعدم الختلط بهم؟‬
‫إن اختيار المخالطة مطلقا ً خطأ ‪ ،‬واختيار النفراد مطلقا ً خطأ ‪،‬‬
‫والسلم دين تجمع وألفة ‪ ،‬والختلط بالناس والتعارف بينهم من‬
‫تعاليمه الساسية ‪ ،‬وقد فضل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪-‬‬
‫المسلم الذي يخالط الناس على ذلك الذي هجرهم ونأى عنهم‪:‬‬
‫» المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي‬
‫ل يخالط الناس ول يصبر على أذاهم « وكيف يكون الحسان‬
‫للجيران والقارب إل بمواصلتهم ومعرفة أحوالهم؟‬
‫فكم من زيارة دلت على خير في الدنيا والخرة مسحت بها‬
‫المسلمة آلم أختها المصابة‪ ،‬تقوي عزيمتها‪ ،‬تشد أزرها وتدفعها‬
‫إلى الصبر ‪ ،‬تحس عندها حسن الظن بالله وقرب الفرج‪،‬‬
‫تشاركها أفراحها‪ ،‬تعلمها ما تجهله من أمور الدنيا والدين ‪ ،‬تتناصح‬
‫وإياها وتتشاور لما فيه خيرها وخير المسلمين‪ .‬أما المخالطة‬
‫العشوائية التي ل يأبه لها كثير من النساء فما هي إل مظهر من‬
‫مظاهر انهزام المرأة وتخاذلها عن القيام بواجباتها السرية‪،‬‬
‫وهروب من التبعات المنزلية لتمضي مع صويحباتها فترة لهو‬
‫ولغو‪ .‬وهى حالة مرضية من حيث الهدف والمضمون‪ .‬فحري بنا‬
‫أن نسعى حثيثا ً للعلج قبل أن يأتي يوم ل مرد له من الله‪? .‬‬
‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫معَ الّر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫خذ ْ ُ‬‫ل َيا ل َي ْت َِني ات ّ َ‬‫قو ُ‬ ‫م ع ََلى ي َد َي ْهِ ي َ ُ‬‫ظال ِ ُ‬‫ض ال ّ‬ ‫م ي َعَ ّ‬ ‫وي َوْ َ‬
‫ضل ِّني‬ ‫َ‬ ‫خِليل ً ?‪ ?28‬ل َ َ‬ ‫خذ ْ ُفلنا ً َ‬ ‫َ‬
‫قد ْ أ َ‬ ‫م أت ّ ِ‬ ‫سِبيل ً ?‪َ ?27‬يا وي ْل ََتى ل َي ْت َِني ل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ذول ?‬ ‫خ ُ‬
‫ن َ‬ ‫سا ِ‬‫ن ِللن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫جاَءِني و َ‬ ‫ن الذ ّك ْرِ ب َعْد َ إذ ْ َ‬ ‫عَ ِ‬
‫]الفرقان‪.[ 29-27:‬‬
‫ولما للمرأة من مكانة عظيمة في توجيه الناشئة وغرس العقيدة‬
‫الصافية في نفوس البناء‪ ،‬أجيال المستقبل‪ ،‬كان لبد من محاولة‬
‫جادة للستفادة من وقتها وعدم إضاعته سدى في مجاملت‬
‫تافهة ‪ ،‬ومظاهر فارغة‪.‬‬
‫لقد كانت المرأة أما ً وزوجة خير عون على الخير لما تطلعت‬
‫نحوه ‪ ،‬وشر دافع نحو الخراب والدمار لما سعت إليه‪ .‬كانت‬
‫مطية للفكار الهدامة في القرن العشرين ‪ ،‬وستكون مشعل نور‬
‫للجيال إن تمسكت بعقيدتها ودينها‪.‬‬
‫ه أسأل أن يجعل هذه المحاولة لبنة تعين السرة المسلمة‬ ‫والل َ‬
‫على إكمال رسالتها ‪،‬وأن يلهم مسلمة عصرنا رشدها لتعود‬
‫كسالفتها الصالحة مرشدة لكل خير وفضيلة‪.‬‬
‫استئذان الزوج في الخروج ‪:‬‬
‫إن السلم يأمر بالنظام في كل الحالت‪ ،‬في العادات‬
‫والمعاملت‪ ،‬في السفر والحضر‪ ،‬فإذا خرج ثلثة في سفر دعا‬
‫إلى تأمير أحدهم ؛ لذلك وتنظيما ً للمجتمع فقد جعل قوامة‬
‫السرة للرجل ‪ ،‬فهو أقدر على القيام بهذا الختصاص من‬
‫المرأة ‪ ،‬إذ جعل مجالها الطبيعي يتناسب مع فطرتها النفسية‬
‫وتكوينها الجسمي‪ ،‬وهو إمداد المجتمع المسلم بالجيال المؤمنة‬
‫المهيأة لحمل رسالة هذا الدين‪.‬‬
‫ول أحد ينكر فضل الختصاص من حيث قلة الجهد ‪ ،‬وجودة‬
‫المردود ‪ ،‬سواء في النواحي المادية أو النسانية‪ ،‬هذه الرئاسة‬
‫والقوامة تقتضي وجوب طاعة المرأة لزوجها‪ ،‬وقد جاء في‬
‫الفتاوى لبن تيمية‪ » :‬والمرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها‬
‫من أبويها ‪ ،‬وطاعة زوجها أوجب‪ ،‬وفي الحديث عن النبي ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬أنه قال ‪ ) :‬الدنيا متاع ‪ ،‬وخير متاعها المرأة‬
‫الصالحة ‪ ،‬إذا نظرت إليها سرتك ‪ ،‬وإذا أمرتها أطاعتك ‪ ،‬وإذا‬
‫غبت عنها حفظتك في نفسك و مالك ( ‪.‬‬
‫وفى الترمذي عن أم سلمة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬قالت ‪ :‬قال‬
‫رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪ ) :‬أيما امرأة ماتت وزوجها‬
‫ض عنها دخلت الجنة ( وقال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫را ٍ‬
‫وقد ورد أيضا ً في المسند وسنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان عن‬
‫ابن أبى أوفى قال ‪ :‬لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬فقال ‪ :‬ما هذا يا معاذ ؟ قال‪ :‬أتيت الشام‬
‫فوجدتهم يسجدون لساقفتهم وبطارقتهم‪ ،‬فوددت في نفسي أن‬
‫نفعل ذلك بك يا رسول الله‪ .‬فقال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ـ‪ ) :‬لتفعلوا ذلك‪ ،‬فإني لو كنت آمرا ً أحدا ً أن يسجد لغير‬
‫الله‪ ،‬لمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده ل‬
‫تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها‬
‫وهى على قتب لم تمنعه ( ‪.‬‬
‫وإذا أراد الرجل أن ينتقل بها إلى مكان آخر مع قيامه بما يجب‬
‫عليه وحفظ حدود الله فيها‪ ،‬ونهاها أبواها عن طاعته في ذلك‬
‫فعليها أن تطيع زوجها دون أبويها‪.‬‬
‫وإذا نهاها الزوج عما أمر الله أو أمرها بما نهى الله عنه لم يكن‬
‫لها أن تطيعه في ذلك ‪ ،‬فإن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬قال ‪:‬‬
‫) ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق ( ‪.‬‬
‫هذا‪ :‬وطاعة الزوج ليست تسلطا ً منه‪ ،‬ول امتهانا ً للمرأة‪،‬‬
‫وانتقاصا ً لشخصيتها‪ ،‬إنما هي من طاعة الله والقربات إليه التي‬
‫تثاب عليها ويجب أن تعتز بها ‪ ...‬وهذا ما يميز المسلمة الواقفة‬
‫عند حدود الله عن العابثة المتسيبة‪ ،‬التي ل أب يردها ول زوج‬
‫يمنعها‪ ،‬تخرج من البيت متى تشاء وحيث تشاء ‪ ،‬فتزرع هذا الشر‬
‫لتحصد الندامة فيما بعد بمشاكل ل تنتهي ‪ ،‬واتهامات كثيرة ‪،‬‬
‫وواقع مرير ‪ ،‬ونتائج وخيمة ‪ ،‬ول ينجي من ذلك إل العودة إلى‬
‫ل‬
‫جا ِ‬‫ف وِللّر َ‬‫معُْرو ِ‬‫ن ِبال ْ َ‬
‫ذي ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ل ال َ ِ‬
‫مث ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫تحكيم شرع الله ‪ ? :‬ول َهُ ّ‬
‫ة ?]البقرة‪ ،[228:‬وهذه الدرجة هي قوامة السرة‪.‬‬ ‫ج ٌ‬ ‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ن د ََر َ‬
‫ول يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إل بإذن زوجها ‪ ،‬سواء كان‬
‫ذلك لكونها مرضعا ً أو لكونها قابلة أو غير ذلك من الصناعات ‪،‬‬
‫وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزا ً عاصية لله‬
‫ورسوله ومستحقة للعقوبة‪.‬‬
‫وهكذا فخروجها للعمل بغير إذن زوجها نشوز عن طاعة زوجها‬
‫وعصيان لله ولرسوله فكيف إذا خرجت للتزاور أيا ً كان‬
‫السبب ؟!! ولو كان ذلك لزيارة والديها المريضين‪.‬‬
‫للزوج منعها من الخروج من منزلها إلى ما لها منه بد ‪ ،‬سواء‬
‫أرادت زيارة والديها ‪ ،‬أو عيادتهما ‪ ،‬أو حضور جنازة أحدهما‪ .‬قال‬
‫أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة ‪ :‬طاعة زوجها أوجب عليها‬
‫من أمها ‪ ،‬إل أن يأذن لها ‪.‬‬
‫وحتى الخروج للعبادة تحتاج معه إلى إذنه فعن ابن عمر ‪ -‬رضي‬
‫الله عنهما ‪ -‬عن النبي‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬قال ‪ ) :‬إذا‬
‫استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد للعبادة فأذنوا لهن (‪.‬‬
‫وعن ابن حبان من حديث زيد بن خالد ‪ ) :‬ل تمنعوا إماء الله‬
‫مساجد الله ( قال القسطلني ‪ :‬أي إذا أمنت المفسدة منهن‬
‫وعليهن ‪ ،‬وذلك هو الغلب في ذلك الزمان ‪ ،‬بخلف زماننا هذا‬
‫الكثير الفساد والمفسدين وقد ورد في بعض طرق الحديث ما‬
‫يدل على أن صلة المرأة في بيتها أفضل من صلتها في المسجد‬
‫وذلك في رواية حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر بلفظ‪ ) :‬ل‬
‫تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن (‪ ،‬وحديث عائشة ‪-‬‬
‫رضى الله عنها‪ -‬في منع النساء علقته على شرط ) لو رأى‬
‫رسول الله ما أحدثته النساء (‪.‬‬
‫وفى رواية عند البخاري عن ابن عمر ‪ -‬رضي الله عنهما‪ -‬مرفوعا ً‬
‫‪ ) :‬إذا استأذنت امرأة أحدكم ـ أي أن تخرج إلى المسجد أو ما‬
‫في معناه كشهود العيد وعيادة المريض ـ فل يمنعها (‪.‬‬
‫قال القسطلني‪ :‬وليس في الحديث التقييد بالمسجد ‪ ،‬إنما هو‬
‫مطلق يشمل مواضع العبادة وغيرها‪.‬‬
‫ومقتضى الحديث ‪ :‬أن جواز خروج المرأة يحتاج إلى إذن الزوج ‪.‬‬
‫أما قول القائل ‪ :‬إنهن ل يخرجن من بيوتهن مطلقا ً لقوله‬
‫ن ? فليس بحجة له بدليل قوله تعالى‬ ‫ن في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫تعالى ‪ ?:‬وقَْر َ‬
‫ُ‬
‫جاه ِل ِي ّةِ الوَلى ? والمقصود به عند‬
‫ج ال َ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬
‫ج َ‬
‫بعدها ‪ ? :‬ول ت َب َّر ْ‬
‫خروجهن‪.‬‬
‫ومعنى هذه الية ‪ :‬المر بلزوم البيت وإن كان الخطاب لنساء‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى ‪.‬‬
‫هذا لو لم يرد دليل يخصص جميع النساء ‪ ،‬كيف والشريعة‬
‫طافحة بلزوم النساء بيوتهن والنكفاف عن الخروج منها إل‬
‫لضرورة ‪.‬‬
‫وليس معنى هذا المر ملزمة البيوت فل يبرحنها إطلقا ً ‪ ،‬وإنما‬
‫هي إيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت هو الصل في حياتهن وهو‬
‫المقر وما عداه استثناًء طارئا ً ل يثقلن فيه ول يستقررن وإنما‬
‫هي الحاجة وتقضى بقدرها ‪.‬‬
‫وقد عرف عن أمهات المؤمنين والصحابيات أنهن كن يخرجن في‬
‫حوائجهن وللمشاركة في الغزو‪.‬‬
‫فكان رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬يغزو بأم سليم ونسوة‬
‫من النصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى ‪.‬‬
‫وفيه خروج للنساء في الغزو والنتفاع بهن في السقي والمداواة‬
‫لمحارمهن وأزواجهن وغيرهم مما ل يكون فيه مس بشرة إل‬
‫موضع الحاجة‪.‬‬
‫وهذه أم عمارة تحدثنا حديثها يوم أحد ‪) :‬خرجت أول النهار‬
‫ومعي سقاء فيه ماء ‪ ،‬فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وهو في أصحابه والريح والدولة للمسلمين ‪ ،‬فلما انهزم‬
‫المسلمون ‪ ،‬انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ -‬بالسيف وأرمى بالقوس حتى خلصت إّلى الجراحة (‪.‬‬
‫وعن عمر ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ -‬يقول ‪ ) :‬ما التفت يوم أحد يمينا ً ول شمال ً إل‬
‫ورأيتها تقاتل دوني ( ‪.‬‬
‫وتستأذنه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬أم سنان السلمية في الخروج‬
‫إلى خيبر للسقيا ومداواة الجرحى فقال لها عليه الصلة‬
‫والسلم‪ ) :‬فإن لك صواحب قد أذنت لهن من قومك ومن غيرهم‬
‫فكوني مع أم سلمة (‪.‬‬
‫وفي خيبر أيضا ً عن امرأة من بني غفار قالت ‪ :‬أتيت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في نسوة من بني غفار فقلنا ‪ :‬يا رسول‬
‫الله قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك هذا ‪ -‬وهو يسير إلى خيبر‬
‫‪ -‬فنداوي الجرحى ونعين المسلمين بما استطعنا‪ .‬فقال ‪ ) :‬على‬
‫بركة الله ( فخرجنا معه‪.‬‬
‫حتى المقعدة فلها الخروج في حوائجها نهارا ً ‪ ،‬سواء كانت‬
‫ت خالتي ثلثا ً‬ ‫طلق ْ‬‫مطلقة ‪ ،‬أو متوفى عنها ‪ ،‬لما روى جابر قال‪ُ :‬‬
‫فخرجت تجذ نخلها فلقيها رجل فنهاها ‪ ،‬فذكرت ذلك للنبي صلى‬
‫الله عليه وسلم فقال ‪ ) :‬اخرجي فجذي نخلك لعلك أن تتصدقي‬
‫منه أو تفعلي خيرا (‪.‬‬
‫وروى مجاهد قال ‪ :‬استشهد رجال يوم أحد فجاءت نساؤهم‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬وقلن‪ :‬يا رسول الله‬
‫نستوحش بالليل أفنبيت عند إحدانا فإذا أصبحنا بادرنا إلى بيوتنا؟‬
‫فقال رسول الله‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ ) :‬تحدثن عند إحداكن‬
‫حتى إذا أردتن النوم فلتؤب كل واحدة إلى بيتها ( ‪.‬‬
‫ويدخل الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬على عائشة ‪ -‬رضى‬
‫الله عنها‪ -‬وعندها امرأة قال‪ ) :‬من هذه ؟ قالت‪ :‬فلنة ‪ ،‬تذكر من‬
‫صلتها‪ ،‬قال‪ ) :‬مه ‪ ،‬عليكم بما تطيقون فوالله ل يمل الله حتى‬
‫تملوا‪ ،‬فكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه ( ]أخرجه‬
‫البخاري في كتاب اليمان[‪.‬‬
‫كما طلب من الشفاء – وهى من المهاجرات الول وبايعت النبي‬
‫‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬وكانت من عقلء النساء وفضلئهن –‬
‫قال لها صلى الله عليه وسلم ‪ » :‬علمي حفصة رقية النملة كما‬
‫علمتها الكتابة«‪.‬‬
‫وكيف يكون تعليمها إل بلقائها معها وخروجها إليها ؟!!‪.‬‬
‫فهذه كلها حالت تخرج فيها المرأة بمعرفة الرسول ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ -‬وإقراره بخروجها أو أمره وإذنه الصريح به ‪ ،‬فلو كان‬
‫المقصود بالقرار في البيت عدم الخروج المطلق لنهى عن‬
‫الخروج ولما أذن به‪.‬‬
‫ثم إن الحبس الدائم للمرأة في البيت ما هو إل عقوبة شرعية ‪-‬‬
‫كان قبل أن يشرع حد الزنا فنسخت هذه العقوبة بالحد الشرعي‬
‫– أقول‪ :‬كان الحبس في البيوت للمرأة التي تأتي الفاحشة وذلك‬
‫دوا‬ ‫ست َ ْ‬
‫شه ِ ُ‬ ‫سائ ِك ُ ْ‬
‫م َفا ْ‬ ‫من ن ّ َ‬‫ة ِ‬‫ش َ‬‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن ال َ‬
‫َ‬ ‫لقوله تعالى ‪ ? :‬والل ِّتي ي َأ ِْتي‬
‫َ‬
‫حّتى‬‫ت َ‬ ‫ن في الب ُُيو ِ‬ ‫كوهُ ّ‬‫س ُ‬‫م ِ‬ ‫دوا فَأ ْ‬ ‫شهِ ُ‬ ‫م َفإن َ‬ ‫منك ُ ْ‬
‫ة ّ‬‫ن أ َْرب َعَ ً‬
‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫َ‬
‫سِبيل ? ] النساء‪.[ 15:‬‬ ‫ن َ‬ ‫ه ل َهُ ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫جعَ َ‬
‫ت أوْ ي َ ْ‬ ‫موْ ُ‬‫ن ال َ‬ ‫ي َت َوَّفاهُ ّ‬
‫أما المرأة العفيفة الملتزمة بأحكام دينها ‪ ،‬والتي تراقب الله‬
‫تعالى في حركاتها وسكناتها فهي تقدر شرف مهمتها وعظم‬
‫مسئوليتها ‪ :‬إنها إن قرت في بيتها فهي في عمل واٍع يقظ ‪ ،‬ل‬
‫فراغ اللهيات ول تفاهة العابثات من ربات الفيديو والزياء‬
‫والسينما‪...‬‬
‫إنها تعد لمتها السلمية أبطالها الذين يستعيدون مجدها فتربيهم‬
‫على العتزاز بقيم السلم ليفدوه بأنفسهم إن واجههم الخصوم ‪،‬‬
‫ويعملون وسعهم لعلء كلمة الله‪.‬‬
‫وإن أرادت الخروج من بيتها فلن يكون ذلك إل إن كانت المصلحة‬
‫الشرعية في الخروج راجحة عنها في البقاء‪.‬‬
‫وإن خرجت ‪ :‬فبالحدود المشروعة وبالطريقة المشروعة ‪،‬‬
‫تستأذن الزوج المسلم ول تخرج بغير إذنه ‪ ،‬وإل اعتبرت عاصية‬
‫لمله ولرسوله ‪ ،‬وبالمقابل فزوجها المسلم يرعى الله فيما ائتمنه‬
‫‪ ،‬فيحرص على أن يبعدها عن الشبهات ومواطن الزلل‪ .‬ويأخذ‬
‫بيدها إلى كل خير ‪ ،‬ليشاركها أجرها سواء كان زيارة أقاربها‬
‫وصلتهم أو بر والديها ‪ ،‬أو صلة أخواتها في الله ‪ ،‬أو العلم‬
‫المشروع‪.‬‬
‫أصل بناء البيت‪:‬‬
‫ثم إن الصل أن ينبني البيت المسلم على المودة والرحمة ‪ ،‬ل‬
‫الغلظة والتسلط‪ .‬فالزوج والزوجة كلهما يحكم الشرع ويزن‬
‫المور بمقياسه ‪ ،‬فل يتعسف الرجل في استعمال حقه الذي‬
‫منحه الله إياه ويحفظ وصية الرسول‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬
‫بالمرأة ‪ ) :‬استوصوا بالنساء خيرا ً ( وبالمقابل ل يجمح الهوى‬
‫بالمرأة ول تستكبر عن طاعة زوجها فتكون في عداد النواشز ‪.‬‬
‫أما عند عدم الزوج لوفاته ‪ ،‬أو لعدم زواج المرأة‪ .‬فتستأذن أبويها‬
‫وهذا من برهما وحسن صحبتهما فهما أحرص الناس على حسن‬
‫سمعتها وجلب الخير لها‪.‬‬
‫إن المؤمنة حيثما جالست غيرها تحرص على أن ل تقذف بكلمها‬
‫دون تمحيص ‪ ،‬فهي تسعى لتكون أقوالها فضل ً عن أفعالها في‬
‫ميزان حسناتها‪.‬‬
‫لذا تتواصى مع أخواتها المؤمنات بكل ما فيه خير وصلح ‪ ،‬تأمر‬
‫بالمعروف وتنهى عن المنكر ‪ ،‬وإن لمست نفورا ً وشقاقا ً بين‬
‫البعض منهن فهي تعمل على إصلح ذات البين ‪ ،‬وإطفاء نار‬
‫م إل ّ‬
‫واهُ ْ‬
‫ج َ‬
‫من ن ّ ْ‬‫خي َْر ِفي ك َِثيرٍ ّ‬ ‫العداوة ‪ ،‬تتمثل قوله تعالى ‪ ? :‬ل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫س ? ]النساء ‪.[114‬‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫ح ب َي ْ َ‬
‫صل ٍ‬
‫ف أوْ إ ْ‬ ‫صد َقَةٍ أوْ َ‬
‫معُْرو ٍ‬ ‫مَر ب ِ َ‬
‫نأ َ‬‫َ ْ‬
‫المتأمل في هذه الية يجد أن غالبية النجوى ل خير فيها إل هذه‬
‫الثلث ‪:‬‬
‫‪ -1‬المر بالصدقة‪.‬‬
‫‪ -2‬المر بالمعروف ‪ ،‬ونجمعهما تحت عنوان الدللة على الخير‪.‬‬
‫‪ -3‬الصلح بين الناس‪.‬‬
‫ومن تكلم بها أو بأحدها فهو في قربة إلى الله تعالى ‪ ،‬بل وكلمه‬
‫من أفضل الذكر‪ ،‬فقد قال ابن تيمية رحمه الله‪:‬‬
‫” إن كل ما تكلم به اللسان‪ ،‬وتصوره القلب ‪ ،‬مما يقرب إلى‬
‫الله ‪ ،‬من تعلم علم ‪ ،‬وتعليمه ‪ ،‬وأمر بمعروف ‪ ،‬ونهي عن منكر ‪،‬‬
‫فهو من ذكر الله ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع ‪ ،‬بعد أداء‬
‫الفرائض ‪ ،‬أو جلس مجلسا ً يتفقه أو يفقه فيه الفقه الذي سماه‬
‫الله ورسوله فقها ً فهذا أيضا ً من أفضل ذكر الله “ ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬الدللة على الخير ‪:‬‬
‫فإذا رزقك الله فهما ً وعلما ً ‪ ،‬أو قوة وعافية ؛ فاستخدميها‬
‫لمعاونة المسلمين وتسهيل حاجاتهم ‪ ،‬سواء بعملها بيدك ؛ أو‬
‫بتعليمها غيرك ‪ ،‬فما ذلك إل زكاة الصحة التي حباك الله إياها‪.‬‬
‫) كل سلمى من الناس عليه صدقة ‪ ،‬كل يوم تطلع فيه الشمس‬
‫‪ ،‬تعدل بين الثنين صدقة ‪ ،‬وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها‬
‫أو ترفع له عليها متاعه صدقة ‪ ،‬والكلمة الطيبة صدقة ‪ ،‬وبكل‬
‫خطوة تمشيها إلى الصلة صدقة ‪ ،‬وتميط الذى عن الطريق‬
‫صدقة ( ‪.‬‬
‫إن كثيرا ً من بلدنا المسلمة مليئة بالزمات القتصادية بسبب‬
‫القحط أو الحروب‪ .‬وتنشط المؤسسات التبشيرية والشيوعية‬
‫للستفادة من تقصيرنا جميعا ً ‪ ،‬فتستغل آلم المكلومين لتقدم‬
‫لهم الغذاء واللباس والدواء طعما ً لجذبهم به لمصيدتها ‪ ،‬وتعمل‬
‫جاهدة بكل الوسائل لجلبهم لساحتها ‪ ،‬بتربية أبنائهم أو تعليمهم‬
‫أو تطبيبهم‪...‬‬
‫فهل استفدنا من زياراتنا ووقتنا الضائع؟! فتدارسنا أحوال أمتنا ‪،‬‬
‫وعلمنا بعضنا أن نخيط الثياب التي تستر عورات أخواتنا‬
‫المسلمات المحتاجات‪.‬‬
‫ولنصنع من الطعام ما يمكن أن يرسل لهن‪ .‬ولنثبت أننا‬
‫المسلمات اللتي يهمهن أمر المة المسلمة‪ .‬ل الدمى المتحركة‬
‫التي ُتزين لتلهي من حولها وتبعد عن جادة الصواب‪ ..‬فهل‬
‫النصرانيات أقدر منا؟؟ أم أنهن أكثر تضحية وإيمانًا؟ نحن‬
‫حفيدات عائشة وخديجة وأسماء ‪ ،‬أولسنا أجدر أن نضحي من‬
‫أجل حقنا الكيد أكثر من تضحيتهن من أجل باطلهن؟‪.‬‬
‫ويتامى المسلمين؟! من ينجينا من الثم إذ ُيحملون إلى البلد‬
‫الشيوعية أو النصرانية ليربوهم على دينهم؟‪.‬‬
‫ماذا نقول غدا ً لرب العالمين إن سألنا عنهم وعن تفريطنا‬
‫وتقصيرنا في حقهم؟‬
‫أفل يجدر بنا أن نتكفلهم؟ وماذا لو ضمت السرة إليها فردا ً أو‬
‫اثنين لتنشئتهم )ل تبنيهم فهو محرم ( وتربيتهم؟‪.‬‬
‫أو إن عملت الجمعيات الخيرية المسلمة لرعايتهم ‪ ،‬وساهمت‬
‫المرأة المسلمة بما تستطيع ‪ ،‬سواء بالمادة أو بالجهد الذي تقدر‬
‫عليه ‪ ،‬من عمل يدوي أو تعليمي أو توجيهي؟!‬
‫قد يقال ‪ :‬إن هذه أعمال ضخمة ل تقدر عليها جهود فردية قليلة‬
‫المورد‪.‬‬
‫َ‬
‫م ? ]الرعد ‪[11‬‬ ‫سهِ ْ‬
‫ف ِ‬‫ما ب ِأن ُ‬
‫حّتى ي ُغَي ُّروا َ‬
‫قوْم ٍ َ‬
‫ما ب ِ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ل ي ُغَي ُّر َ‬ ‫?إ ّ‬
‫فهذه الفكرة إن اقتنعت وإياي بها وأقنعت في زيارتك صديقَتك‬
‫ة لبد وأن نحقق خيرا ً كثيرا ً للمسلمين ‪،‬‬ ‫ة وجارَتك المسلم َ‬ ‫المؤمن َ‬
‫ونكون قد ساهمنا معا ً في النهضة السلمية‪.‬‬
‫ولشك أن ذلك مطلب شرعي بدل ً من أن تظل المسلمة مجال‬
‫تنافس الدول لتلهيها عن رسالتها بمستحضرات التجميل ‪،‬‬
‫وأدوات الترهل والترفيه‪.‬‬
‫وبذلك نكون قد ارتقينا بزياراتنا عن اللغو إلى التناصح لما فيه‬
‫خيرنا وخير المسلمين ‪ ،‬وفي عملك ذلك أجر الصدقة‪.‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الله أي‬
‫العمال أفضل؟ قال‪ ) :‬اليمان بالله‪ ،‬والجهاد في سبيله‪ .‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬ثم أي الرقاب أفضل؟ قال ‪ :‬أنفسها ثمنا ً عند أهلها وأكثرها‬
‫نفعًا‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فإن لم أفعل؟ قال ‪ :‬تعين صانعا ً أو تصنع لخرق‬
‫(‪.‬‬
‫ً‬
‫فلك في معاونتك لختك المسلمة أيا كانت تلك المعاونة الثواب‬
‫الجزيل فعملك من أفضل القربات‪.‬‬
‫فإن كانت مريضة أعجزها المرض عن أداء مهمتها تساعدينها في‬
‫تعليم أولدها الصغار ‪ ،‬أو عمل طعام لهم‪ ،‬أو ترتيب بيتها وتنسيقه‬
‫بدل أن تكون زيارتها للكلم والتسلية فحسب‪.‬‬
‫ضها ألم الولدة ‪ :‬تقومين على رعايتها ورعاية‬ ‫وإن كانت نفساء أم ّ‬
‫وليدها‪ .‬فهذا أجر قد ساقه الله إليك‪ ،‬ول يقدر عليه غيرك‪ ،‬وإن‬
‫كانت جاهلة بفنون المنزل‪ ،‬أو حتى في التعامل الجتماعى‬
‫تعلمينها وتنصحينها فالدين النصيحة‪ ،‬ولك في كل ذلك أجر‬
‫الصدقة‪ ،‬ولنذكر معا ً حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‪:‬‬
‫) من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته‪ ،‬ومن فرج عن‬
‫مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم‬
‫القيامة‪ ،‬ومن ستر مسلما ً ستره الله يوم القيامة ( ‪.‬‬
‫فلنكن في حاجة أخواتنا المسلمات‪ ،‬والله معنا في قضاء حاجاتنا‬
‫وتفريج كرباتنا‪ .‬وأينا تستغني عن غيرها؟! وإن استغنت الواحدة‬
‫عن غيرها بأعمالها ‪ ،‬فلبد أن تحتاج إلى التناصح والمشاورة‬
‫معهن‪.‬‬
‫فما أجدرنا نحن المسلمات الحريصات على حسن تنشئة أبنائنا‬
‫ونراقب الله في تربيتهم ما أجدرنا أن نستفيد من فترة زياراتنا‬
‫للتناصح في تربيتهم‪ ،‬وحل مشكلتهم ليحل العمل والتوجيه محل‬
‫الشكوى والسى الذي ل يصحح خطأ ول يغير واقعًا‪.‬‬
‫فإن أقلقنا أن نجد بعضا ً من أبناء المسلمين يفوتهم الفكر الديني‬
‫الواعي‪ ،‬أو ل يلتزم آخرون بالتعاليم الشرعية‪ ،‬أو ل يجيد الكثير‬
‫منهم التعامل مع الخرين ‪ ...‬فعلينا نحن المسلمات أن نسعى‬
‫إلى تصحيح هذا الواقع المرير بكل ما نستطيع وبصبر وجلد‪.‬‬
‫ذلك أن التربية ليست أن تلقي الكلمة والتوجيه على أبنائنا ثم‬
‫ننتظر الستجابة‪ ،‬فالمغريات كثيرة ل تنتهي‪ ...‬والتربية طويلة‬
‫وشاقة تبدأ من نعومة أظفارهم‪.‬‬
‫فلبد من الرعاية الدؤوب لهم دون ملل‪ .‬نتابعهم باستمرار في‬
‫جدهم وهزلهم‪ ،‬لعبهم ومذاكرتهم‪.‬‬
‫وبعد أن نعمل جهدنا لنكون القدوة الحسنة لهم في كل خلق‬
‫فاضل كريم‪ ،‬نتناصح مع أخواتنا المؤمنات في حسن اختيار‬
‫القصص المفيدة التي تثقف الطفل وتعده لحياته المستقبلة‪،‬‬
‫وتربي وجدانه فيعرف كيف يعطي كل ذي حق حقه‪ .‬ونبعده عن‬
‫القصص الخرافية والبوليسية وكذلك عن البرامج العلمية التي ل‬
‫تليق‪ ،‬ونسعى بالتشاور مع بعضنا لنحيط أبناءنا بالصحبة الطيبة‬
‫التي تعينهم على الخير‪.‬‬
‫فالشر كالداء المعدي‪ ،‬سرعان ما ينتشر بالمخالطة‪ .‬فنبعدهم‬
‫عنه لنحفظ عليهم دينهم وخلقهم‪.‬‬
‫وهكذا نشحذ هممنا لتكون زياراتنا هادفة لما يرضي الله وينفع‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫عن عبد الله بن عمر ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬أن رجل ً جاء إلى‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فقال‪ :‬يا رسول الله‪ .‬أي‬
‫الناس أحب إلى الله؟ قال‪ ) :‬أحب الناس إلى الله أنفعهم‬
‫للناس‪ ،‬وأحب العمال إلى الله ‪-‬عز وجل‪ -‬سرور تدخله على‬
‫قلب مسلم ( ‪.‬‬
‫فلنحرص على نفع المسلمات وإدخال المسرة على قلوبهن ‪ ،‬ول‬
‫نبخل بنعمة حبانا الله إياها أن نخدم بها مسلمة فنفرج بها كربتها‬
‫ونعمل ما فيه مصلحتها ‪ ،‬وندعوها إلى اتباع الخير الذي نريده‬
‫ض‬ ‫لنفسنا‪ ،‬قال تعالى‪ ? :‬وال ْمؤ ْمنون وال ْمؤ ْمنات بعضه َ‬
‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬‫ُ ِ َ ُ َْ ُ ُ ْ‬ ‫ُ ِ ُ َ‬
‫ْ‬
‫ن‬‫صلة َ وي ُؤ ُْتو َ‬‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫منك َرِ وي ُ ِ‬
‫قي ُ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ن ع َ ُِ‬ ‫ف وي َن ْهَوْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬‫ن ِبال ْ َ‬‫مُرو َ‬ ‫ي َأ ُ‬
‫زيٌز‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫هإ ّ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫مه ُ ُ‬
‫ح ُ‬‫سي َْر َ‬
‫ك َ‬ ‫ه أوْل َئ ِ َ‬‫سول َ ُ‬‫ه وَر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫طيُعو َ‬‫كاة َ وي ُ ِ‬ ‫الّز َ‬
‫م ? ]التوبة ‪.[71‬‬ ‫كي ٌ‬‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ل المسلمة‪ :‬مالي وللناس‪ ،‬فإني أدعهم وشأنهم ول أتدخل‬ ‫ق ْ‬‫ول ت َ ُ‬
‫في خصوصياتهم ‪ .‬نعم ذلك في أمور الدنيا المباحة التي يستوي‬
‫فيها عملها وتركها «فمن حسن إسلم المرء تركه مال يعنيه» أما‬
‫ما فيه خطر محقق وحتى لو كان ذلك في أمور الدنيا‪ ،‬فالواجب‬
‫النصح فالدين النصيحة‪.‬‬

‫إن المؤمنة عليها مهمة النصح والدعوة إلى دينها على قدر ما‬
‫تستطيع‪ ،‬ومن روائع ما روته لنا السيرة ‪ ،‬قصة الصحابية الجليلة‬
‫أم سليم‪.‬‬
‫)كانت أم سليم أم أنس بن مالك من السابقات للسلم من‬
‫النصار خطبها أبو طلحة قبل أن يسلم وبعد وفاة زوجها فقالت ‪:‬‬
‫يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده نبت من الرض ؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ .‬قالت ‪ :‬فل تستحي أن تعبد شجرة؟! إن أسلمت فإني‬
‫ل أريد صداقا ً غيره‪ .‬قال‪ :‬حتى أنظر في أمري‪ .‬فذهب ثم جاء‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله وأن محمدا ً رسول الله‪ .‬فقالت ‪ :‬يا‬
‫أنس زوج أبا طلحة‪ .‬فزوجه (‪.‬‬
‫إنه مهر كريم لمرأة داعية كريمة ‪ ،‬دعته إلى عبادة الله وحده ‪،‬‬
‫م به من‬ ‫والبعد عن الشرك به ‪ ،‬فشرح الله صدره وآمن فأكرِ ْ‬
‫مهر‪.‬‬
‫وما هلك بنو إسرائيل إل لتركهم فضيلة المر بالمعروف والنهي‬
‫ما َ‬
‫كاُنوا‬ ‫س َ‬ ‫منك َرٍ فَعَُلوه ُ ل َب ِئ ْ َ‬
‫عن ّ‬ ‫ن َ‬‫كاُنوا ل ي َت ََناهَوْ َ‬ ‫عن المنكر‪َ ? :‬‬
‫ن ? أما اعتزال الناس اعتقادا ً بعدم صلحهم‪ ،‬فهو كما‬ ‫فعَُلو َ‬
‫يَ ْ‬
‫يقال ‪ :‬آخر الدواء الكي ذلك أننا حين نعتزل الناس لننا نحس أننا‬
‫أطهر منهم روحا ً أو أطيب منهم قلبا ً ‪ ،‬أو أرحب منهم نفسا ً ‪ ،‬أو‬
‫أذكى منهم عقل ً ل نكون قد صنعنا شيئا ً كبيرًا‪ .‬لقد اخترنا لنفسنا‬
‫أيسر السبل وأقلها مؤونة‪.‬‬
‫إن العظمة الحقيقية أن نخالط هؤلء الناس مشبعين بروح‬
‫ح الرغبة‬ ‫السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم ورو ِ‬
‫الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما‬
‫نستطيع‪.‬‬
‫إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العالية ‪ ،‬ومثلنا السامية ‪،‬‬
‫أو أن نتملق هؤلء الناس ‪ ،‬ونثني على رذائلهم أو أن نشعرهم‬
‫أننا أعلى منهم أفقًا‪ .‬إن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة‬
‫الصدر لما يطلبه هذا التوفيق من جهد هو العظمة الحقيقية ‪.‬‬
‫وهكذا ‪ ...‬فبعد أن تتعهد المسلمة نفسها بالصلح فتلتزم السنة‬
‫وتعض عليها بالنواجذ‪ ،‬تساهم بالدعوة إلى الخير بين النساء‪.‬‬
‫وهذا واجب ديني تأثم إن قصرت به‪ ،‬مهما كان مستواها الثقافي‪،‬‬
‫فتعمل بقدر طاقاتها وإمكانياتها‪ ،‬تأمر بالمعروف بلفظ لين وقول‬
‫لطيف‪ ،‬والله تعالى يقول لرسوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ ? :‬ول َ ْ‬
‫و‬
‫ك ? ]آل عمران ‪، [159‬‬ ‫حوْل ِ َ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬
‫ضوا ِ‬ ‫ف ّ‬‫ب لن َ‬ ‫قل ْ ِ‬ ‫ت َفظا ً غ َِلي َ‬
‫ظ ال َ‬ ‫كن َ‬‫ُ‬
‫ترفق بمن حولها‪ ،‬توقر الكبيرة وترحم الصغيرة ‪ ،‬ول تنسى أنها‬
‫صاحبة هدف جليل تسعى لتحقيقه بأسلوب يرضي الله تعالى‬
‫ويؤدي للنتيجة التي ترجوها‪.‬‬
‫فكما يسعى أصحاب الهداف الدنيوية لتحقيق أهدافهم‪،‬‬
‫فيتحسسون مداخل نفوس من يتعاملون معهم‪ ،‬ليعرفوا كيف‬
‫الوصول لغايتهم‪ ،‬يجب أن نكون نحن المسلمات أكثر اهتماما ً‬
‫بمعرفة من ندعوهن لتكون دعوتنا كما أراد الله تعالى‪ ?:‬اد ْع ُ إَلى‬
‫َ‬
‫ن‬
‫س ُ‬‫ح َ‬‫يأ ْ‬ ‫جاد ِل ُْهم ِبال ِّتي ه ِ َ‬
‫سن َةِ و َ‬ ‫عظ َةِ ال َ‬
‫ح َ‬ ‫مو ْ ِ‬‫مةِ وال ْ َ‬
‫حك ْ َ‬‫ك ِبال ْ ِ‬
‫ل َرب ّ َ‬
‫سِبي ِ‬
‫َ‬
‫? ]النحل ‪.[125‬‬
‫‪ -2‬الصلح بين المؤمنات ‪:‬‬
‫كما نجعل من زياراتنا مجال ً خصبا ً للصلح بين الناس ‪ ،‬فإن عمل‬
‫الشيطان على إثارة العداوة بين المسلمات نزيلها بالصلح‬
‫بينهن‪ ،‬فإن إزالة الخصام دليل سمو النفس التي تعمل على‬
‫إشاعة المودة بين الخرين‪ ،‬ليحل الوفاق محل الشقاق‪ ،‬والصلة‬
‫مكان القطيعة‪ ،‬لذا كانت درجة من يصلح بين الناس أفضل من‬
‫درجة الصيام والصلة والصدقة التطوع ل الواجبة ‪.‬‬
‫عن أبي الدرداء ‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪-‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ) :‬أل أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلة‬
‫والصدقة؟ قالوا ‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬إصلح ذات البين‪ ،‬فإن فساد ذات‬
‫البين هي الحالقة ( ‪ .‬ويروى عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫أنه قال‪ ) :‬هي الحالقة‪ :‬ل أقول تحلق الشعر ‪ ،‬ولكن تحلق‬
‫الدين (‪.‬‬
‫ذلك أن الفساد بين الخرين يؤدي إلى القطيعة التي حرمها‬
‫الشرع كما جاء في الحديث الشريف‪ ) :‬ل يحل لمسلم أن يهجر‬
‫أخاه فوق ثلث‪ ،‬يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي‬
‫يبدأ بالسلم ( ‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬منفرا ً من الشحناء والقطيعة‬
‫ومبينا ً سخط الله تعالى على المتقاطعين حتى يصطلحا‪ ) :‬تفتح‬
‫أبواب الجنة يوم الثنين‪ ،‬ويوم الخميس‪ ،‬فيغفر لكل عبد ل يشرك‬
‫بالله شيئًا‪ ،‬إل رجل ً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال‪ :‬انظروا‬
‫هذين حتى يصطلحا ثلثا ً (‪.‬‬
‫فإن حصلت جفوة بين المسلمات نسارع إلى الصلح بينهن‬
‫للتغاضي عن هفوة المخطئة‪ ،‬فإذا بالعيش صافيا ً بعد كدر ‪،‬‬
‫والوداد عاد بعد الجفاء‪.‬‬
‫والواجب أن تقبل عذر من تعتذر‪ ،‬ل أن تشيح بوجهها بعيدا ً عن‬
‫أختها ‪ ،‬إصرارا ً على مواصلة القطيعة‪ ،‬وعدم قبول العذر‪ :‬إذ من‬
‫شرار الناس من ل يقبل عثرة‪ ،‬ول يقبل معذرة كما بين الرسول‬
‫‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫عن ابن عباس ‪ -‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ـ ‪ ) :‬أل أنبئكم بشراركم؟ قالوا‪ :‬بلى إن شئت يا‬
‫رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬إن شراركم الذي ينزل وحده‪ ،‬ويجلد عبده‪،‬‬
‫ويمنع رفده‪ .‬أفل أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا‪ :‬بلى إن شئت يا‬
‫رسول الله‪ .‬قال‪ :‬من يبغض الناس ويبغضونه‪ ،‬قال‪ :‬أفل أنبئكم‬
‫بشر من ذلك؟ قالوا‪ :‬بلى إن شئت يا رسول الله‪ .‬قال‪ :‬الذين ل‬
‫يقبلون عثرة ول يقبلون معذرة ول يغتفرون ذنبًا‪ ،‬قال‪ :‬أفل أنبئكم‬
‫بشر من ذلك؟ قالوا ‪ :‬بلى يا رسول الله ‪ :‬قال ‪ :‬من ل يرجى‬
‫خيره ول يؤمن شر ‪. ( 5‬‬
‫وهكذا أختي المسلمة يتلخص دورك في الصلح في ‪:‬‬
‫• إصلح نفسك برفع الجهل عنها وتزكيتها بالعبادات والنوافل ‪،‬‬
‫والزيادة في الطاعات يوما ً بعد يوم ‪.‬‬
‫• إصلح شأن بيتك وتربية أولدك على الدين ‪.‬‬
‫• إصلح أخواتك المسلمات بأمرين ‪:‬‬
‫• الدللة على الخير ‪.‬‬
‫• الربط بينهن بالصلح والزيارة ‪.‬‬
‫وأخيرا ً ‪ ....‬اعلمي أنك مهمة جدا ً ولك شأن في هذه المة ‪،‬‬
‫فلست على هامش الحياة أبدا ً ‪ ،‬بل أنت نصف المة وتلدين لنا‬
‫النصف الخر ‪ ،‬فأنت أمة بأسرها ‪ ،‬فبصلحك وإصلحك تنصلح‬
‫المة ويتغير واقعنا ؛ فكوني ‪ -‬رعاك الله ‪ -‬على قدر المسئولية ؛‬
‫والجنة في انتظارك بإذن الله ‪..‬‬
‫=======================‬
‫دية المرأة نصف دية الرجل ‪ ..‬لماذا؟‬
‫كتبه ‪ * :‬عابدة فضيل المؤيد‬
‫تعلمين أن دية المرأة نصف دية الرجل‪ ،‬وتعرفين السبب بالتأكيد‬
‫وهو‪ :‬أن الدية ليست تقديرا ً لقيمة المقتول النسانية إنما هي‬
‫تعويض مادي ل معنوي لهل القتيل جزاء ما لحق بهم من ضرر‬
‫مادي‪ .‬ونظرا ً لن الرجل هو المعيل والمنفق على السرة‬
‫تضاعف ديته عن دية المرأة‪ .‬فهل تعلمين ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ هل تعلمين أن الدية ل تغني عن العقوبة الدنيوية شيئًا؟ فلبد‬
‫ض يهودي رأس جارية بين‬ ‫من تعمد القتل‪» :‬ر ّ‬ ‫من موت َ‬
‫حجرين ‪ ...‬فلم يزل به النبي )ص( حتى أقره فرض رأسه‬
‫بالحجارة«‪ .‬وهل تعلمين أن عقوبة القتل هذه نافذة في قتل‬
‫الرجل والمرأة على السواء؟ فتقتل المرأة بالرجل‪ ،‬ويقتل الرجل‬
‫بالمرأة مع أنها امرأة وهو رجل! قال بهذا أهل العلم ومنهم مالك‬
‫والشافعي وأحمد وإسحاق والثوري وأبو ثور‪ ،‬وذهب الجمهور إلى‬
‫أنه يقتل الرجل بالمرأة‪ ،‬وقد بسط الشوكاني البحث في نيل‬
‫الوطار‪ ،‬وعلق الحافظ ابن حجر‪» :‬أراد بأهل العلم الجمهور‪ ،‬قال‬
‫ابن المنذر‪ :‬أجمعوا على أن الرجل يقتل بالمرأة«‪ ،‬وذلك لن‬
‫المسلمين ـ ذكورا ً وإناثا ً ـ سواء في النسانية ولهذا تتكافأ‬
‫من سواهم‪،‬‬ ‫دماؤهم‪» :‬المؤمنون تتكافأ دماؤهم‪ ،‬وهم على يد َ‬
‫ويسعى بذمتهم أدناهم‪ ،‬ال ل يقتل مؤمن بكافر«‪.‬‬
‫وهل تعلمين ـ بمناسبة الكلم عن »القتل« ـ ما خصت به المرأة‬
‫وما امتازت به عن الرجل )وإن كان هذا خارجا ً عن موضوع‬
‫الدية(؟ لقد كرم السلم المرأة ـ مشركة ومسلمة ـ وكان ذلك‬
‫حين منع إهدار دمها‪ ،‬وأمر بعدم التعرض لها‪ ،‬إذ جاء النهي عن‬
‫قتلها عند الغزو‪ ،‬قال بهذا مالك وأصحاب الرأي مستدلين‬
‫بأحاديث منها‪» :‬وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول‬
‫الله )ص( فنهى عن قتل النساء والصبيان«‪ ،‬وقال )ع(‪» :‬ل تقتلوا‬
‫شيخا ً فانيًا‪ ،‬ول طفل ً ول امرأة«‪ .‬وذلك لعظم حرمة دماء‬
‫المسلمين والمسلمات‪ ،‬وإن قتل مسلم واحد )ظلما ً وعدوانًا(‬
‫من قتل نفسا ً بغير نفس أو‬ ‫يعدل عند الله قتل الناس جميعًا‪َ ) :‬‬
‫فساد في الرض فكأنما قتل الناس جميعًا( المائدة‪ .32 :‬وقد بالغ‬
‫السلم في حفظ حياة المرأة وإن كانت مشركة‪» :‬حتى قال‬
‫مالك والوزاعي‪ :‬ل يجوز قتل النساء والصبيان بحال‪ ،‬حتى لو‬
‫تترس أهل الحرب بالنساء والصبيان‪ ،‬أو تحصنوا بحصن أو سفينة‬
‫وجعلوا معهم النساء والصبيان لم يجز رميهم ول تحريقهم‪ .‬وعلق‬
‫محمد رشيد العويد على هذا بقوله‪ :‬أليس للمرأة غير المسلمة‪،‬‬
‫بعد هذا‪ ،‬أن تفخر على قومها بأنها سبب لحمايتهم وحفظهم؟‬
‫وإذا كان السلم يحفظ حياتها ويحميها‪ ،‬وهي غير مسلمة‪ ،‬فإنه‬
‫أكثر حفظا ً لها وحماية لحياتها وهي مسلمة«‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وهل تعلمين أن المرأة ل تكلف ـ مقابل تنصيف ديتها ـ‬
‫بالمساهمة في أداء الدية إلى أهل القتيل‪ ،‬بل يكلف به العاقلة‬
‫من الرجال‪ ،‬والغريب من هذا الحكم يسري ولو كانت هي‬
‫القاتلة‪» :‬ل تدخل )المرأة( مع العاقلة فل شيء عليها من الدية‬
‫لو قتلت خطأ بخلف الرجل فإن القاتل كأحدهم«‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وهل تعلمين أن المرأة التي أعفيت من أداء الدية تتشارك‬
‫مع العاقلة في الرث! فترث من دية قريبها المقتول‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وهل تعلمين أنه ل توجد قيمة معينة موحدة للدية؟ وذلك لنها‬
‫ـ وكما مر ـ تعويض مادي‪ ،‬والتعويض المادي يقدر بقدره فتفرضه‬
‫الظروف وتغيره أحوال الناس‪ ،‬وهذا ما قيل‪» :‬ومما يؤكد هذا‬
‫المعنى أن قوانيننا الحاضرة جعلت للدية حدا ً أعلى وحدا ً أدنى‪،‬‬
‫وتركت للقاضي تقدير الدية بما ل يقل عن الدنى ول يزيد عن‬
‫العلى‪ ،‬وما ذلك إل لتفسح المجال لتقدير الضرار التي لحقت‬
‫بالسرة من خسارتها بالقتيل‪ ،‬وهي تتفاوت بين كثير من الناس‬
‫من يعمل وينفق‬ ‫ممن يعملون ويكدحون فكيف ل تتفاوت بين َ‬
‫من يعمل ول يكلف بالنفاق على أحد‪ ،‬بل كان‬ ‫على أسرته‪ ،‬وبين َ‬
‫ممن ينفق عليه؟«‪.‬‬
‫وهل تعلمين ماذا ينبني على تلك المقدمة؟ يتابع المؤلف السابق‬
‫كلمه ليبين أمرا ً مهما ً جدًا‪» :‬أما في المجتمعات التي تقوم‬
‫فلسفتها على عدم إعفاء المرأة من العمل لتعيل نفسها وتسهم‬
‫في النفاق على بيتها وأطفالها‪ ،‬فإن من العدالة حينئذ أن تكون‬
‫ديتها إذا قتلت معادلة على العموم لدية الرجل القتيل«‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ وهل تعلمين ما توصل إليه الباحث مصطفى عيد الصياصنة‪،‬‬
‫ومن ثم ألف كتابا ً سماه »دية المرأة‪ ،‬في ضوء الكتاب والسنة‬
‫)تمام دية المرأة‪ ،‬وتهافت دعوى التنصيف( «؟ لقد توصل هذا‬
‫الباحث في الصفحة ‪ 145‬وما بعدها إلى ما يلي‪» :‬من دراستنا‬
‫الموسعة والمستفيضة‪ ،‬لمسألة دية المرأة في الكتاب والسنة‪،‬‬
‫والثار الواردة عن بعض أفراد الصحابة والتابعين‪ ،‬إضافة إلى‬
‫معالجتنا لطبيعة دعوى الجماع والقياس‪ ،‬بخصوص هذه المسألة‪،‬‬
‫فإننا نستطيع القول ـ وبكل الطمئنان والثقة ـ ‪ :‬إن دية المرأة‬
‫على مثل دية الرجل سواء بسواء وذلك لتضافر الدلة‬
‫والمرجحات‪ ،‬التي تؤكد هذه الحقيقة‪ ،‬وهي مجموعة أدلة‬
‫ومرجحات يمكن إجمالها في التي‪ (1) :‬إن الية التي أثبتت‬
‫مشروعية الدية في القرآن الكريم‪ ،‬شملت بإجماع الفقهاء‬
‫والمفسرين الرجل والمرأة على حد سواء‪ ،‬ولم تفرق بينهما‬
‫بشيء‪) :‬ودية مسلمة إلى أهله( ‪ ...‬لم يثبت ـ في السنة‬
‫المطهرة ـ حديث واحد صحيح صريح‪ ،‬يدل على تنصيف دية‬
‫المرأة ‪ ..‬فقد احتجوا بحديث معاذ بن جبل )رض(‪ ،‬الذي يقول‪:‬‬
‫»دية المرأة على النصف من دية الرجل«‪ ،‬وقد حكم العلماء‬
‫بضعفه )وذكر حديثين آخرين ثم تابع(‪ ،‬فتبين من ذلك كله‪ ،‬أن‬
‫قولهم بتنصيف دية المرأة‪ ،‬ل يعتمد على حديث صحيح بالمرة‪،‬‬
‫وهذه كتب السنة بين أيديهم فإن وجدوا فيها حديثا ً صحيحا ً‬
‫صريحا ً ـ واحدا ً فقط ـ يقول بتنصيف دية المرأة‪ ،‬رجعنا إلى‬
‫قولهم‪ ،‬وإن لم يجدوا ـ ونحن متأكدون أنهم لن يجدوا ـ فالحق‬
‫أولى أن يتبع‪ ،‬والدليل أجدر وأحق أن يقتفى ‪ ..‬ليس في الثار‬
‫الواردة عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين‪ ،‬أثر واحد صحيح‬
‫صريح‪ ،‬ينص على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل ‪...‬‬
‫وقد وقفنا عليها واحدا ً واحدًا‪ ،‬وعالجنا أسانيدها‪ ،‬ولمسنا ما هي‬
‫عليه من الضعف والوهي‪ ،‬وما قاله العلماء المحققون في توهينها‬
‫والحكم بردها ‪ ..‬فتبين لنا من ذلك كله‪ ،‬أن القول بتنصيف دية‬
‫المرأة ل يعتمد ولو على أثر واحد صحيح منقول عن الصحابة‪،‬‬
‫فكيف بعامتهم ينسب إليهم انهم قضوا بنحو ذلك؟! إن ادعاء‬
‫الجماع علي تنصيف دية المرأة‪ ،‬إنما هو مجرد دعوى ل أكثر‪ ،‬إذ‬
‫هو منقوض بالتي‪ :‬أ ـ عدم وجود نقل صحيح ثابت عن حصول‬
‫مثل هذا الجماع‪ ،‬ومتى كان وممن كان؟؟ ‪ ..‬ب ـ تعذر إجماع‬
‫الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ـ بعد وفاة النبي )ص( وفي‬
‫أواخر العصر الول ـ على شيء من ذلك‪ ،‬لكثرتهم أول ً ولتفرقهم‬
‫في المصار المتباعدة ثانيًا‪ ،‬ولصعوبة التصال بهم ثالثا ً ‪ ..‬لقد‬
‫تبين لنا أنه لم يثبت عن بعض أفراد الصحابة أنهم قالوا بذلك‪،‬‬
‫فكيف يمكن إذن أن يقال باجتماعهم جميعا ً عليه؟؟‪ ..‬ج ـ نقض‬
‫دعوى انعقاد إجماع العلماء على تنصيف دية المرأة‪ ،‬بوجود‬
‫المخالف‪ ،‬الذي يعتد بمخالفته‪ ،‬ويرجع إلى اجتهاده ‪ ...‬وابن حزم‬
‫ومن ورائه المدرسة الظاهرية ‪ ..‬فقد قال هؤلء بمساواة دية‬
‫المرأة بدية الرجل في النفس والعضاء ‪ ...‬إن الحاديث‬
‫الصحيحة التي وردت في الدية‪ ،‬إنما جاءت شاملة للرجال‬
‫والنساء دون تمييز‪ ،‬وكذلك الحاديث الواردة في الجراحات ‪: ...‬‬
‫»وفي النفس المؤمنة مئة من البل‪ ،‬وفي العين خمسون وفي‬
‫اليد خمسون‪ ،‬وفي الرجل خمسون« ‪ ...‬فإذا كان الرجل يقتل‬
‫بالمرأة‪ ،‬ويقاد بها عينا ً بعين‪ ،‬وأذنا ً بأذن‪ ،‬وسنا ً بسن‪ ،‬ويقتص لها‬
‫منه في كل الجراحات فما الذي يمنع من أن تكون ديتها‬
‫كديته؟؟ ‪ ...‬قلت‪ :‬ومن الغريب أن النصوص صريحة في عدم‬
‫قتل المسلم بالكافر‪ ،‬وفيج عل دية الكافر الكتابي على النصف‬
‫من دية المسلم‪ ،‬ومع ذلك لم يأخذوا بها وقالوا بخلفها‪ ،‬في حين‬
‫لم يثبت حديث واحد صحيح يصرح بتنصيف دية المرأة‪ ،‬ومع ذلك‬
‫تمسكوا بهذا القول ول دليل معه«‪.‬‬
‫وقد أكد القرضاوي ما توصل إليه هذا الباحث فقال‪» :‬وأما الدية‬
‫فليس فيها حديث متفق على صحته‪ ،‬ول إجماع مستيقن ‪ ...‬وإذا‬
‫لم يصح حديث في القضية يحتج به‪ ،‬فكذلك لم يثبت فيها‬
‫إجماع ‪ ...‬بل ذهب ابن علية والصم ـ من فقهاء السلف ـ إلى‬
‫التسوية بين الرجل والمرأة في الدية‪ ،‬وهو الذي يتفق مع عموم‬
‫النصوص القرآنية والنبوية الصحيحة وإطلقها‪ .‬ولو ذهب إلى ذلك‬
‫ذاهب اليوم‪ ،‬ما كان عليه من حرج ‪ ...‬وهو ما ذهب إليه شيخنا‬
‫الشيخ محمود شلتوت في كتابه »السلم عقيدة وشريعة«‪ .‬قال‬
‫تحت عنوان »دية الرجل والمرأة سواء«‪» :‬وإذا كانت إنسانية‬
‫المرأة من إنسانية الرجل‪ ،‬ودمعها من دمه‪ ،‬والرجل من المرأة‬
‫والمرأة من الرجل‪ ،‬وكان »القصاص« هو الحكم بينهما في‬
‫العتداء على النفس‪ ،‬وكانت جهنم والخلود فيها‪ ،‬وغضب الله‬
‫ولعنته‪ ،‬هو الجزاء الخروي في قتل الرجل‪ ،‬فإن الية في قتل‬
‫المرأة خطأ‪ ،‬هي الية في قتل الرجل خطأ‪ .‬ونحن ما دمنا نستقي‬
‫الحكام أول ً من القرآن‪ ،‬فعبارة القرآن في الدية عامة مطلقة لم‬
‫من قتل مؤمنا ً خطأ‬ ‫تخص الرجل بشيء منها عن المرأة‪) :‬و َ‬
‫فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله( النساء‪ .92 :‬وهو‬
‫واضح في أنه ل فرق في وجوب الدية بالقتل الخطأ بين الذكر‬
‫والنثى«‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ولكن هل تعلمين أهم شيء في المر كله؟‪ :‬إن تنصيف دية‬
‫المرأة ل ينصف أجرها‪ ،‬ول ينقص من حسناتها شيئًا‪ ،‬ول يقلل من‬
‫ثوابها مثقال ذرة عن ثواب الرجل في مثل وضعها وظروفها )أي‬
‫عندما تقتل(‪ ،‬فهي شهيدة إن ماتت دون نفسها أو مالها ‪ ...‬ولها‬
‫ثواب وأجر الشهادة كامل ً كالرجل سواء بسواء‪ ،‬ولها منزلة‬
‫الشهيد في الجنة ولها ما وعد به من الدرجات والمغفرة ‪...‬‬
‫فهل ترين بعد هذا في قضية »الدية« ظلما ً أو هضمًا؟!‬
‫المصدر‪ :‬موقع مؤسسة البلغ‬
‫===================‬
‫شبهات وأباطيل لخصوم السلم حول ميراث المرأة‬
‫كتبه ‪ :‬رفعت مرسي طاحون‬
‫بدأت في أوروبا خلل الفترة الخيرة هجمة شرسة ضد‬
‫السلم ‪ ،‬فقد صدر أخيًرا آلف الكتب التي تهاجم الدين السلمي‬
‫‪ ،‬وسبب هذه الهجوم أن عدد الذين يعتنقون السلم في دول‬
‫أوروبا زاد زيادة كبيرة ‪ ،‬وشعرت أوروبا بنوع من الخطر تجاه‬
‫هذه الزيادة‬
‫أدلة العدوان على السلم ‪:‬‬
‫ومن الدلة على العدوانية الغربية التي تستهدف السلم وأهله‬
‫قديمـا وحديثـا ‪ ،‬ما قاله الرئيس المريكي السبق "ريتشارد‬
‫نيكسون" في كتابه الخير "اقتناص اللحظة " ص ‪" : " 195 :‬‬
‫يحذر بعض المراقبين من أن السلم سوف يكون قوة جغرافية‬
‫متعصبة ومتراصة ‪ ،‬وأن نمو عدد أتباعه ‪ ،‬ونمو قوته المالية‬
‫سوف يفرضان تحديـا رئيسيـا ‪ ،‬وأن الغرب سوف يضطر‬
‫لتشكيل حلف جديد مع موسكو من أجل مواجهة عالم إسلمي‬
‫معاد وعنيف " ‪ ..‬ويضيف نيكسون ‪ " :‬إن السلم و الغرب على‬
‫تضاد ‪ ،‬وأن المسلمين ينظرون إلى العالم على أنه يتألف من‬
‫معسكرين ل يمكن الجمع بينهما ‪ ،‬دار السلم ودار الحرب " ‪، .‬‬
‫وأنه بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط التحاد السوفيتي ‪،‬‬
‫وانحلل حلف "وارسو " جرى تصعيد متعمد للعدوانية الغربية ضد‬
‫السلم ‪ ،‬حتى إن مدير معهد " بروكنغر " في واشنطون "‬
‫هيلموت سونفيل " يقول ‪ " :‬إن ملف شمال الطلسي سوف‬
‫يعيش ‪ ،‬وأن حلف الغرب سيبقى مجموعة دول لها قيم أساسية‬
‫مشتركة ‪ ،‬وستبقى هذه المجموعة متماسكة معـا من خلل‬
‫الشعور بخطر خارجي من الفوضى أو التطرف السلمي " ‪.‬‬
‫ويقول وزير الخارجية المريكية السبق "هنري كيسنجر" في‬
‫إبريل سنة "‪1990‬م "في خطابه أمام المؤتمر السنوي لغرفة‬
‫التجارة الدولية ‪ " :‬إن الجبهة الجديدة التي على الغرب مواجهتها‬
‫هي العالم السلمي ‪ ،‬باعتبار هذا العالم العدو الجديد للغرب ‪،‬‬
‫ق رغم انخفاض حدة التوتر بين الشرق‬ ‫وأن حلف الطلسي با ٍ‬
‫والغرب في أوروبا ‪ ،‬ذلك أن أكثر الخطار المهددة للغرب في‬
‫السنوات القادمة آتية من خارج أوروبا ‪ ،‬وفي نهاية التسعينيات‬
‫فإن أخطر التحديات للغرب ستأتي من ناحية الجنوب ـ أي‬
‫المغرب العربي ـ والشرق الوسط " ‪.‬‬
‫سلح العدوان على السلم ‪:‬‬
‫وهنا أخذت أوروبا بتجنيد المستشرقين ليكتبوا ضد السلم ‪،‬‬
‫فالستشراق لم يكن في أي وقت من الوقات مجرد بحث علمي‬
‫كما ينظر إليه بعض المتساهلين ‪ ،‬بل يخدم بدرجة أولى ونهائية‬
‫موقف التعبئة الشاملة لدراسة " العدو السلمي " ‪ ،‬والنفاذ إليه‬
‫" فالقلم والفكر والسلح " كلها مداخل أساسية اعتمد عليها‬
‫الستعمار التقليدي والجديد على حد سواء لتطويق العالم‬
‫السلمي ‪ ،‬وفرض الهيمنة عليه ‪ ،‬ولذلك ما إن انتهت مرحلة‬
‫الستعمار القديم وأنماطه حتى ظهر نجم الستشراق الذي ل‬
‫يعيش إل في ظل الحرب ‪ ،‬ولكنه تحول إلى قطاعات ووسائل‬
‫أخرى تتصل بميادين التبشير والعلم ‪ ،‬وهذا ما يفسر لنا‬
‫الحملت الشعواء التي يرفعها العلم الغربي باستمرار على‬
‫السلم والمسلمين ‪ ،‬أو المطبوعات الغزيرة التي تنهض بها‬
‫الجامعات بنية إثارة الشكوك والتشويه ‪.‬‬
‫وتركيز المستشرقين في الهجوم على السلم يتم من ناحية‬
‫المرأة في كثير من النواحي ‪ ،‬فقد حاول أعداء السلم النيل من‬
‫نظام الرث ومهاجمته ‪ ،‬واستدلوا في هجومهم على أن المرأة‬
‫ظلت فيه مظلومة ؛ لن للذكر مثل حظ النثيين ‪ ،‬واستغلوا هذه‬
‫القسمة وادعوا على الله كذبـا أنها قسمة غير عادلة ‪ ،‬وأن‬
‫السلم قد فضل فيها البن على حساب حق البنت ‪ ،‬وأن ذلك‬
‫يتنافى مع مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في السلم ‪ ،‬ولذلك‬
‫ظهرت في عالمنا السلمي حركات التحرر والسفور ‪ ،‬تريد بها‬
‫المرأة رفع ما وقع عليها من ظلم ‪ ،‬سواًء أكان ذلك حقيقة أو‬
‫حرمت منه من حقوق ‪ ،‬إما‬ ‫شعوًرا خاصـا بها ‪ ،‬وتسعى لنيل ما ُ‬
‫أن يكون الدين قد كفلها لها ‪ ،‬وإما أن تكون حقوقـا رأت غيرها‬
‫من النساء نالتها ‪ ،‬أو تسعى لنيلها بصرف النظر عن‬
‫مشروعيتها ‪ ،‬وتبغي بحركتها هذه المساواة مع الرجل في كل ما‬
‫يتمتع به من حقوق أو في أغلبها على حسب ما تراه هي ‪.‬‬
‫ومن المؤسف أن بعض الدول السلمية الحاضرة جرت وراء‬
‫التقليد واستجابت لصيحات النساء المتحررات ‪ ،‬فقضت بمساواة‬
‫المرأة مع الرجل في الميراث ‪ ،‬وهو خروج على أمر الله ليس له‬
‫فيما أعلم أية شبهة يمكن الستناد إليها ‪ ،‬وقد مرت قرون طويلة‬
‫على المسلمين ‪ ،‬وهم ل يبغون بشرع الله بديل ً ‪.‬‬
‫مهاجمة نظام المواريث السلمي ‪:‬‬
‫إن أعداء السلم الذين يهاجمون نظام الرث في السلم ‪،‬‬
‫ويدعون أن المرأة مظلومة ؛ لن للذكر مثل حظ النثيين ‪ ،‬فهذا‬
‫ادعاء باطل ومردود عليه ‪ ،‬ولم يقصد به إل الهجوم غير القائم‬
‫على أساس من منطق أو تفكير ‪ ،‬فنظام الرث في السلم‬
‫نظام مثالي ‪ ،‬فهو إذ يقرر للمرأة نصف نصيب الرجل ‪ ،‬فإنه قد‬
‫حقق العدالة الجتماعية بينهما ‪.‬‬
‫فالمرأة قديمـا كانت تباع وتشترى ‪ ،‬فل إرث لها ول ملك ‪ ،‬وإن‬
‫بعض الطوائف اليهودية كانت تمنع المرأة من الميراث مع إخوتها‬
‫الذكور ‪ ،‬وإن الزوجة كانت تباع في إنجلترا حتى القرن الحادي‬
‫عشر ‪ ،‬وفي سنة " ‪1567‬م " صدر قرار من البرلمان‬
‫السكتلندي يحظر على المرأة أن يكون لها سلطة على شيء‬
‫من الشياء ‪.‬‬

‫أما عرب الجاهلية فقد وضعوا المرأة في أخس وأحقر مكان في‬
‫المجتمع ‪ ،‬فكانت توأد طفلة وُتوَرث المرأة كما يورث المتاع ‪،‬‬
‫وكانوا ل يورثون النساء والطفال ‪ ،‬حيث كان أساس التوريث‬
‫عندهم الرجولة والفحولة والقوة ‪ ،‬فورثوا القوى والقدر من‬
‫الرجال على الذود عن الديار ؛ لنهم كانوا يميلون إلى الفروسية‬
‫والحرب ‪ ،‬وكانوا أهل كر وفر وغارات من أجل الغنائم ‪.‬‬
‫نظام الرث في السلم مثالي‬
‫إن السلم عامل المرأة معاملة كريمة وأنصفها بما ل تجد له‬
‫مثيل ً في القديم ول الحديث ؛ حيث حدد لها نصيبـا في الميراث‬
‫سواًء قل الرث أو كثر ‪ ،‬حسب درجة قرابتها للميت ‪ ،‬فالم‬
‫والزوجة والبنة ‪ ،‬والخوات الشقيقات والخوات لب وبنات البن‬
‫ن نصيب مفروض من التركة ‪.‬‬ ‫والجدة ‪ ،‬له ّ‬
‫َ‬
‫ساءِ‬ ‫ن َوالقَْرُبو َ‬
‫ن وَِللن ّ َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫وال ِ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬
‫م ّ‬
‫ب ِ‬‫صي ٌ‬
‫ل نَ ِ‬ ‫جا ِ‬‫قال تعالى ‪ِ) :‬للّر َ‬
‫صيبا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ‬
‫من ْ ُ‬‫ل ِ‬‫ما قَ ّ‬ ‫م ّ‬
‫ن ِ‬ ‫ن َوالقَْرُبو َ‬‫دا ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫وال ِ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬‫م ّ‬
‫ب ِ‬
‫صي ٌ‬
‫نَ ِ‬
‫فُروضًا(]النساء‪ ، [7/‬وبهذا المبدأ أعطى السلم منذ أربعة‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫ن نصيبـا‬ ‫عشر قرنا حق النساء في الرث كالرجال ‪ ،‬أعطاه ّ‬ ‫ً‬
‫مفروضـا ‪ ،‬وكفى هذا إنصافـا للمرأة حين قرر مبدأ المساواة في‬
‫الستحقاق ‪ ،‬والسلم لم يكن جائًرا أو مجاوًزا لحدود العدالة ‪،‬‬
‫ول يحابي جنسـا على حساب جنس آخر حينما جعل نصيب‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫صيك ُ ُ‬ ‫المرأة نصف نصيب الرجل ‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪ُ) :‬يو ِ‬
‫ل َ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ساًء َفَوْقَ اث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫حظ الن ْث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫م ِللذ ّك َرِ ِ‬ ‫ِفي أْولد ِك ُ ْ‬
‫حد ٍ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ف وَلب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫ن ث ُل َُثا َ‬ ‫فَل َهُ ّ‬
‫ه‬‫ه وَل َد ٌ وَوَرِث َ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ه وَل َد ٌ فَإ ِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫س ِ‬‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫صي ّ ٍ‬‫ن ب َعْد ِ وَ ِ‬ ‫م ْ‬‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫مهِ ال ّ‬ ‫خوَة ٌ فَِل ّ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ث فَإ ِ ْ‬ ‫مهِ الث ّل ُ ُ‬ ‫واه ُ فَِل ّ‬ ‫أب َ َ‬
‫فعا ً‬ ‫يوصي بها أ َو دين آباؤ ُك ُم وأ َبناؤ ُك ُم ل تدرون أ َيه َ‬
‫م نَ ْ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫م أقَْر ُ‬ ‫َ ُْ َ ُّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َِ ْ َْ ٍ َ‬ ‫ُ ِ‬
‫كيما(]النساء‪. [11/‬‬ ‫ً‬ ‫ح ِ‬ ‫ً‬
‫ن ع َِليما َ‬ ‫ه كا َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫ّ‬
‫ن اللهِ إ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ض ً‬‫ري َ‬ ‫فَ ِ‬
‫فالتشريع السلمي وضعه رب العالمين الذي خلق الرجل‬
‫والمرأة ‪ ،‬وهو العليم الخبير بما يصلح شأنهم من تشريعات ‪،‬‬
‫وليس لله مصلحة في تمييز الرجل على المرأة أو المرأة على‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قَراُء إ َِلى الل ّهِ َوالل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ف َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫س أن ْت ُ ُ‬ ‫الرجل ‪ ،‬قال تعالى ‪َ) :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫د(]فاطر‪. [15/‬‬ ‫مي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫هُوَ ال ْغَن ِ ّ‬
‫فقد حفظ السلم حق المرأة على أساس من العدل والنصاف‬
‫والموازنة ‪ ،‬فنظر إلى واجبات المرأة والتزامات الرجل ‪ ،‬وقارن‬
‫بينهما ‪ ،‬ثم بين نصيب كل واحد ٍ من العدل أن يأخذ البن " الرجل‬
‫" ضعف البنة " المرأة " للسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬فالرجل عليه أعباء مالية ليست على المرأة مطلقـا ‪.‬‬
‫ة(‬‫حل َ ً‬ ‫ن نِ ْ‬ ‫صد َُقات ِهِ ّ‬ ‫ساَء َ‬ ‫فالرجل يدفع المهر ‪ ،‬يقول تعالى ‪َ) :‬وآُتوا الن ّ َ‬
‫]النساء‪ ] ، [4/‬نحلة ‪ :‬أي فريضة مسماة يمنحها الرجل المرأة‬
‫عن طيب نفس كما يمنح المنحة ويعطي النحلة طيبة بها نفسه [‬
‫‪ ،‬والمهر حق خالص للزوجة وحدها ل يشاركها فيه أحد فتتصرف‬
‫فيه كما تتصرف في أموالها الخرى كما تشاء متى كانت بالغة‬
‫عاقلة رشيدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬والرجل مكلف بالنفقة على زوجته وأولده ؛ لن السلم لم‬
‫يوجب على المرأة أن تنفق على الرجل ول على البيت حتى ولو‬
‫كانت غنية إل أن تتطوع بمالها عن طيب نفس‬
‫ن قُد َِر ع َل َي ْهِ رِْزقُ ُ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫سعَت ِهِ وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫سعَةٍ ِ‬ ‫ذو َ‬ ‫فقْ ُ‬ ‫يقول الله تعالى ‪) :‬ل ِي ُن ْ ِ‬
‫ها…(]الطلق‪[7/‬‬ ‫ما آَتا َ‬ ‫فسا ً إ ِل ّ َ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫ه ل ي ُك َل ّ ُ‬ ‫ما آَتاه ُ الل ّ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫فقْ ِ‬ ‫فَل ْي ُن ْ ِ‬
‫ن‬
‫سوَت ُهُ ّ‬ ‫ن وَك ِ ْ‬ ‫ه رِْزقُهُ ّ‬ ‫موُْلود ِ ل َ ُ‬ ‫‪ ،‬وقوله تعالى ‪…) :‬وَع ََلى ال ْ َ‬
‫ف …(]البقرة‪. [233/‬‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حجة الوداع عن‬
‫ن عوان عندكم‬ ‫جابر رضي الله عنه ‪ " :‬اتقوا الله في النساء فإنه ّ‬
‫ن‬
‫ن بكلمة الله ‪ ،‬واستحللتم فروجهن بكلمة الله ‪ ،‬وله ّ‬ ‫أخذتموه ّ‬
‫ن بالمعروف " ‪.‬‬ ‫ن وكسوته ّ‬ ‫عليكم رزقه ّ‬
‫والرجل مكلف أيضـا بجانب النفقة على الهل بالقرباء وغيرهم‬
‫ممن تجب عليه نفقته ‪ ،‬حيث يقوم بالعباء العائلية واللتزامات‬
‫دا له‬ ‫الجتماعية التي يقوم بها المورث باعتباره جزًءا منه أو امتدا ً‬
‫أو عاصبـا من عصبته ‪ ،‬ولذلك حينما تتخلف هذه العتبارات كما‬
‫هي الحال في شأن توريث الخوة والخوات لم ‪ ،‬نجد أن الشارع‬
‫وى بين نصيب الذكر ونصيب النثى منهم في‬ ‫الحكيم قد س ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَرأة ٌ وَل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ة أوِ ا ْ‬ ‫كلل َ ً‬ ‫ث َ‬ ‫ل ُيوَر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫الميراث قال تعالى ‪…) :‬وَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫خ أ َوْ أ ُ ْ‬ ‫أَ ٌ‬
‫ك‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كاُنوا أك ْث ََر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س فَإ ِ ْ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬‫حد ٍ ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ت فَل ِك ُ ّ‬ ‫خ ٌ‬
‫ث…(]النساء‪. [12/‬‬ ‫كاُء ِفي الث ّل ُ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫فَهُ ْ‬
‫فالتسوية هنا بين الذكور والناث في الميراث ‪ ،‬لنهم يدلون إلى‬
‫ة لمورثهم‬ ‫الميت بالم ‪ ،‬فأصل توريثهم هنا الرحم ‪ ،‬وليسوا عصب ً‬
‫دا له من دون المرأة ‪ ،‬فليست هناك‬ ‫حتى يكون الرجل إمتدا ً‬
‫مسؤوليات ول أعباء تقع على كاهله ‪.‬‬
‫بينما المرأة مكفية المؤونة والحاجة ‪ ،‬فنفقتها واجبة على ابنها أو‬
‫مها أو غيرهم من القارب‬ ‫أبيها أو أخيها شريكها في الميراث أو ع ّ‬
‫‪.‬‬
‫مما سبق نستنتج أن المرأة غمرت برحمة السلم وفضله فوق‬
‫ما كانت تتصور بالرغم من أن السلم أعطى الذكر ضعف النثى‬
‫ـ فهي مرفهة ومنعمة أكثر من الرجل ‪ ،‬لنها تشاركه في الرث‬
‫دون أن تتحمل تبعات ‪ ،‬فهي تأخذ ول تعطي وتغنم ول تغرم ‪،‬‬
‫وتدخر المال دون أن تدفع شيئـا من النفقات أو تشارك الرجل‬
‫في تكاليف العيش ومتطلبات الحياة ‪ ،‬ولربما تقوم بتنمية مالها‬
‫في حين أن ما ينفقه أخوها وفاًء باللتزامات الشرعية قد‬
‫يستغرق الجزء الكبر من نصيبه في الميراث‪.‬‬
‫وهنا يجب أن يكون السؤال ‪ :‬لماذا أنصف الله المرأة ؟‬
‫والجابة ‪ :‬لن المرأة عرض فصانها ‪ ،‬إن لم تتزوج تجد ما تنفقه ‪،‬‬
‫وإن تزوجت فهذا فضل من الله ‪.‬‬
‫وتفوق الرجل على المرأة في الميراث ليس في كل الحوال ‪،‬‬
‫ففي بعض الحوال تساويه ‪ ،‬وفي بعض الحيان قد تتفوق المرأة‬
‫على الرجل في الميراث ‪ ،‬وقد ترث النثى والذكر ل يرث ‪.‬‬
‫متى تحصل المرأة على نصف نصيب الرجل ؟‬
‫المرأة ل تحصل على نصف نصيب الرجل إل إذا كانا متساويين‬
‫في الدرجة ‪ ،‬والسبب الذي يتصل به كل منهما إلى الميت ‪.‬‬
‫فمثل ً ‪ :‬البن والبنت … والخ والخت ‪ ،‬يكون نصيب الرجل هنا‬
‫َ‬
‫ه ِفي أْولد ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫صيك ُ ُ‬ ‫ضعف نصيب المرأة ‪ ،‬قال تعالى ‪ُ) :‬يو ِ‬
‫ظ ال ُن ْث َي َْين…(]النساء‪. [11/‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ِللذ ّك َرِ ِ‬
‫ح ّ‬
‫ظ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬‫ساًء فَِللذ ّك َرِ ِ‬ ‫جال ً وَن ِ َ‬ ‫خوَة ً رِ َ‬‫كاُنوا إ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وقال تعالى ‪…) :‬وَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م(]النساء‪/‬‬ ‫يٍء ع َِلي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ب ِك ُ ّ‬‫ضّلوا َوالل ّ ُ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬‫ن الل ّ ُ‬‫ن ي ُب َي ّ ُ‬ ‫الن ْث َي َي ْ ِ‬
‫‪. [176‬‬
‫متى تتساوى المرأة والرجل في الميراث‬
‫‪1‬ـ في ميراث الب والم فإن لكل واحد منهما السدس ‪ ،‬إن كان‬
‫للميت فرع وإرث مذكر وهو البن وإبن البن وإن سفل ‪.‬‬
‫ما‬
‫م ّ‬ ‫س ِ‬ ‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬‫حد ٍ ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫كما في قوله تعالى ‪…) :‬وَل َب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ‬
‫ه وََلد…(]النساء‪[11/‬‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك إِ ْ‬‫ت ََر َ‬
‫مثال ‪ :‬مات شخص وترك " أب ‪ ،‬وأم ‪ ،‬وإبن " فما نصيب كل‬
‫منهم ؟‬
‫الحل ‪ :‬الب ‪ 6/1 :‬فرضـا لوجود النوع الوارث المذكر ‪.‬‬
‫الم ‪ 6/1 :‬فرضـا لوجود الفرع الوارث ‪.‬‬
‫البن ‪ : :‬الباقي تعصيبـا ‪ ،‬لما روى البخاري ومسلم عن ابن‬
‫عباس رضي الله عنهما قال ‪ :‬قال رسول الله ـ صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ألحقوا الفرائض بأهلها ‪ ،‬فما بقي فلولى رجل ذكر " ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ويكون ميراث الخوة لم ـ ذكرهم وأنثاهم ـ سواٌء في‬
‫الميراث ‪ ،‬فالذكر يأخذ مثل نصيب النثى في حالة إذا لم يكن‬
‫للميت فرع وارث مذكر ذكرا ً أو مؤنثا ً ‪ ،‬أو أصل وارث مذكرا ً "‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫الب أو الجد وإن عل " ‪ ،‬كما قال تعالى ‪… ) :‬وَإ ِ ْ‬
‫س‬
‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬‫حد ٍ ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ت فَل ِك ُ ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫خ أ َوْ أ ُ ْ‬ ‫ه أَ ٌ‬ ‫ة أ َو ا َ‬
‫مَرأة ٌ وَل َ ُ‬ ‫كلل َ ً ِ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫ُيوَر ُ‬
‫َ‬
‫ث…(]النساء‪. [12/‬‬ ‫كاُء ِفي الث ّل ُ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ك فَهُ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كاُنوا أك ْث ََر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫مثال ‪ :‬مات شخص عن " أخت شقيقة ‪ ،‬وأم ‪ ،‬وأخ وأخت لم "‬
‫فما نصيب كل منهم ؟‬
‫الحل ‪ :‬الخت الشقيقة ‪ 2/1 :‬فرضـا ‪ ،‬لنفرادها ولعدم وجود أعل‬
‫منها درجة ‪ ،‬ولعدم وجود من يعصبها ‪.‬‬
‫الم ‪ 6/1 :‬فرضـا ‪ ،‬لوجود عدد من الخوة ‪.‬‬
‫الخ والخت لم ‪ 3/1 :‬فرضـا بالتساوي بينهما ‪.‬‬
‫متى تتفوق المرأة على الرجل في الميراث‬
‫‪ -‬هناك صور من الميراث تأخذ فيه المرأة أضعاف الرجل ‪ ،‬كما‬
‫ما ت ََر َ‬
‫ك‬ ‫ن ث ُل َُثا َ‬ ‫ن فَل َهُ ّ‬ ‫ساًء فَوْقَ اث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫ن نِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫في قوله تعالى ‪…) :‬فَإ ِ ْ‬
‫س‬
‫سد ُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫من ْهُ َ‬‫حد ٍ ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ف وَل َب َوَي ْهِ ل ِك ُ ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫حد َة ً فَل ََها الن ّ ْ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫كان َ ْ‬‫ن َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ه وَل َد ٌ (]النساء‪. [11/‬‬ ‫ن لَ ُ‬‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬‫ِ‬
‫فهنا الب يأخذ السدس ‪ ،‬وهو أقل بكثير مما أخذت البنت أو‬
‫البنات ‪ ،‬ومع ذلك لم يقل أحد إن كرامة الب منقوصة بهذا‬
‫الميراث ‪.‬‬
‫وقد تتفوق المرأة على الرجل في الميراث إذا كانت في درجة‬
‫متقدمة كـ " البنت مع الخوة الشقاء ‪ ،‬أو الب والبنت مع‬
‫العمام " ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬مات شخص عن " بنت وأخوين شقيقين " ‪ ،‬فما نصيب‬
‫كل منهم ؟‬
‫الحل ‪ :‬البنت ‪ 2/1 :‬فرضـا لنفرادها ‪ ،‬ولعدم وجود من يعصبها ‪.‬‬
‫الخوان الشقيقان ‪ :‬الباقي تعصيبـا بالتساوي بينهما ‪ ،‬فيكون‬
‫نصيب كل أخ شقيق ‪ ، 4/1‬وهنا يكون نصيب أقل من النثى ‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ :‬مات شخص عن بنتين ‪ ،‬وعمين شقيقين ‪ ،‬فما نصيب‬
‫كل منهم ؟‬
‫ن‬
‫ن ‪ ،‬ولعدم وجود من يعصبه ّ‬ ‫الحل ‪ :‬البنتان ‪ 3/2 :‬فرضـا لتعدده ّ‬
‫بالتساوي بينهما ‪ ،‬فيكون نصيب كل بنت = ‪ 3/1‬فرضـا ‪.‬‬
‫العمان الشقيقان ‪ :‬الباقي تعصبـا ‪ ،‬فيكون نصيب كل عم = ‪6/1‬‬
‫‪ ،‬وهنا يكون نصيب الذكر أقل من النثى ‪.‬‬
‫متى ترث النثى وليرث الذكر ؟‬
‫وقد ترث النثى والذكر ل يرث في بعض الصور ‪:‬‬
‫مثال ‪ :‬مات شخص عن ابن ‪ ،‬وبنت ‪ ،‬وأخوين شقيقين ‪ ،‬فما‬
‫نصيب كل منهم ؟‬
‫الحل ‪ :‬البن والبنت ‪ :‬لهما التركة كلها للذكر مثل حظ الثنيين ‪.‬‬
‫الخوان الشقيقان ‪ :‬ل شيء لهما لحجبهما بالفرع الوارث المذكر‬
‫‪ ،‬وهنا نجد أن النثى " البنت " ترث ‪ ،‬والذكر " الخ الشقيق " ل‬
‫يرث ‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬الشبكة السلمية‬
‫=================‬
‫شبهات حول المرأة القيادة والولية‬
‫الشبهة الولى‪ :‬دعاة التحرير وموقعة الجمل‪:‬‬
‫يقول دعاة تحرير المرأة‪ :‬إن عائشة رضي الله عنها قادت‬
‫الجيش السلمي في موقعة الجمل‪ ،‬وهذا دليل شرعي على أن‬
‫المرأة يجوز لها قيادة الجيوش والجهاد كالرجل‪ ،‬ومن ثم احتج‬
‫دعاة التخريب وطبلوا وزمروا بهذه الحادثة داعين إلى اشتغال‬
‫المرأة بالسياسة والدارة وغيرها]‪.[1‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن عائشة رضي الله عنها لم يرها أحد‪ ،‬لنها كانت في هودج‬
‫وهو الستار الذي يوضع فوق الجمل‪ ،‬فهي ل ُترى ول يسمع‬
‫صوتها من داخل الهودج]‪.[2‬‬
‫‪ -2‬إن عائشة رضي الله عنها لم تقصد بفعلها هذا الشتغال‬
‫بالسياسة وأن تتزعم فئة سياسية‪ ،‬ولم تخرج محاربة ول قائدة‬
‫جيش تحارب‪ ،‬وإنما خرجت رضي الله عنها لتصلح بين فئتين‬
‫متحاربتين‪ ،‬وفعل عائشة رضي الله عنها ليس فيه دليل شرعي‬
‫يصح الستناد عليه‪ ،‬ففعلها هذا اجتهاد منها رضي الله عنها]‪.[3‬‬
‫‪ -3‬وقد أنكر عليها بعض الصحابة هذا الخروج‪ ،‬وفي مقدمتهم أم‬
‫المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها‪ ،‬وكتبت إليها كتاًبا بذلك]‪.[4‬‬
‫وكذلك سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما‪،‬‬
‫فقد نصحا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعدم خروجها من‬
‫بيتها‪ ،‬وأن الرجوع إلى بيتها خير لها من خروجها هذا‪.‬‬
‫وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما نصح أم المؤمنين وأمرها‬
‫بالتزام بيتها وترك الخروج لثأر الصحابي عثمان بن عفان رضي‬
‫الله عنه‪ .‬وكذلك أبو بكرة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما]‬
‫‪.[5‬‬
‫‪ -4‬إذا وجد في التاريخ نساء قدن الجيوش وخضن المعارك فإنهن‬
‫من الندرة والقلة بجانب الرجال ما ل يصح أن يتناسى معه‬
‫طبيعة الجمهرة الغالبة من النساء في جميع عصور التاريخ وفي‬
‫جميع الشعوب]‪.[6‬‬
‫الشبهة الثانية‪ :‬دعوى أن عمر بن الخطاب ولى امرأة‪:‬‬
‫ادعى المنادون بجواز تولي المرأة الحكم والقضاء بما نسب إلى‬
‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه استعمل امرأة ـ وهي‬
‫الشفاء ـ على حسبة السوق]‪.[7‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫قال ابن العربي في هذا الخبر‪" :‬لم يصح‪ ،‬فل تلتفتو إليه‪ ،‬فإنما‬
‫هو من دسائس المبتدعة في الحاديث"]‪.[8‬‬
‫وحاشا عمر أن يعمل عمل ً يخالف فيه سنة رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم وخليفته الول أبا بكر الصديق رضي الله عنه‪ ،‬فإن‬
‫صح الخبر فربما كان المر متعلق بالنساء]‪.[9‬‬
‫الشبهة الثالثة‪ :‬اعتبار النهي للتنزيه‪:‬‬
‫اعتقد البعض أن النهي عن تولي المرأة للمامة والقضاء نهي‬
‫تنزيه‪ ،‬ويعتقد أن توليتها تنفي عمن ولها الفلح فقط‪ ،‬وهذا في‬
‫نظر البعض مسألة سهلة وهينة]‪.[10‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫هذا من المكابرات العظيمة والخطاء الجسيمة‪ ،‬فقول رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪)) :‬لن يفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة((‬
‫من اتصف بهذه الصفة‪ ،‬ومعنى الفلح الفوز‬ ‫نفي لكل الفلح ع ّ‬
‫بالجنة والبقاء فيها ورضا الرب سبحانه وتعالى عن العبد‪ ،‬هذا من‬
‫الناحية الدينية‪ ،‬أما في المور المعاشية فمعناه الظفر المطلوب‬
‫والنجاة من المرهوب‪ .‬فأيّ خسارة للشقياء الذين نفى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم عنهم الفلح؟! وأي نجاح بعد هذا‬
‫يؤملون؟! ولو لم يكن في ذلك خسران إل مخالفة الرسول صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬فقد قال تعالى محذًرا عن مخالفة أمر الرسول‬
‫مرِهِ َأن‬ ‫فون ع َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫خـ?ل ِ ُ َ‬
‫ن يُ َ‬ ‫حذ َرِ ?ل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪} :‬فَل ْي َ ْ‬
‫م{ ]النور‪.[11][63:‬‬ ‫َ‬ ‫م عَ َ‬ ‫تصيبهم فتن ٌ َ‬
‫ب أِلي ٌ‬
‫ذا ٌ‬ ‫صيب َهُ ْ‬‫ة أوْ ي ُ ِ‬ ‫ُ ِ َُ ْ ِ َْ‬
‫‪-----------------------‬‬
‫]‪ [1‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [2‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [3‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [4‬المرأة المسلمة أمام التحديات )‪.(109‬‬
‫]‪ [5‬انظر تفصيل ذلك في المرأة المسلمة أمام التحديات )‪-109‬‬
‫‪.(111‬‬
‫]‪ [6‬المرأة بين الفقه والقانون )‪.(41‬‬
‫]‪ [7‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء‪ ،‬المين الحاج‬
‫محمد أحمد )‪.(48‬‬
‫]‪ [8‬الجامع لحكام القرآن )‪.(13/183‬‬
‫]‪ [9‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء )‪.(48‬‬
‫]‪ [10‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء )‪.(49‬‬
‫]‪ [11‬حكم تولي المرأة المامة الكبرى والقضاء )‪.(50-49‬‬
‫المصدر ‪ :‬موقع المنبر‬
‫=====================‬
‫متى تنزل المرأة إلى ميدان العمل وكيف؟‬
‫مريم فضل الله‬
‫إن الفتاة لها أن تعمل وتكسب‪ ،‬والمرأة المتزوجة أيضًا‪ ،‬ولكن‬
‫المتزوجة يجب عليها أن تحافظ على مهمتها الساسية‪ ،‬وهي بناء‬
‫المجتمع الصالح والمحافظة على بيتها وأطفالها‪.‬‬
‫ومن أجل أن تتفرغ لعملها الساسي‪ ،‬فقد أوجب الله سبحانه‬
‫وتعالى النفقة لها على الزوج حتى لتضطر إلى ترك بيتها‪،‬‬
‫وتعريض أطفالها إلى الحرمان العاطفي‪ ،‬والجفاف النفسي الذي‬
‫ليتوفر إل بحنان الم‪.‬‬
‫ما بقاء الكون إل بحنان البوين(‬
‫لتستطيع دور الحضانة أو المربيات أو الخادمات‪ ،‬أن تعوض على‬
‫الطفل حنان أمه وعطفها‪.‬‬
‫إن دور الحضانة قد تربي أطفال ً أصحاء جسديًا‪ ،‬ولكن الطفال‬
‫ربما يعاني أكثرهم‪ ،‬من اضطرابات نفسية نتيجة فقدان رعاية‬
‫الم الكافية‪.‬‬
‫أما إذا اضطرت المرأة للعمل‪ ،‬وذلك لعالة نفسها‪ ،‬أو إعانة‬
‫زوجها أو مساعدة أولدها‪ ،‬فل حرج عليها من أن تخرج إلى‬
‫العمل الشريف مع اعتبار رضى الزوج وأذنه إذا كانت متزوجة‪.‬‬
‫لم يحرم التشريع السلمي المرأة من ثمرة أتعابها‪ ،‬فإن المال‬
‫الذي تجنيه من عملها هو ملك لها وليس لزوجها أو أبيها أو أحد‬
‫من الناس‪ .‬فالمال الذي جنته من أتعابها بالوجه الشرعي هو لها‪،‬‬
‫تتصرف به كيف تشاء‪.‬‬
‫)الناس مسلطون على أموالهم(‪.‬‬
‫إن كثيرا ً من الناس من يستثمر جهود المرأة وثمرة أتعابها كأبيها‬
‫أو زوجها أو أخيها‪ ،‬فهذا الستثمار ليقره الضمير والوجدان‪،‬‬
‫وحتى الدين إذا كان بغير رضى منها‪ ،‬إل إذا سمحت بالعطاء‪.‬‬
‫وقد روي عن النبي )ص( )عندما جاءت إليه الصحابية السيدة‬
‫ريطة بنت عبدالله بن معاوية الثقفية‪ .‬وكانت ريطة امرأة ذات‬
‫صنعة تبيع منها‪ ،‬وليس لها ول لزوجها ول لولدها شيء من حطام‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫فسألت النبي )ص( عن النفقة عليهم‪ ،‬فقال‪) :‬لك في ذلك أجر‬
‫ما أنفقت عيهم(‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬موقع البلغ‬
‫==================‬
‫المرأة العربية والعلم‬
‫ورقة عمل مقدمة من الدكتورة شعلة شكيب‪ ،‬في المؤتمر‬
‫الثالث للتحاد النسائي السلمي العالمي‪/‬مارس ‪2003‬‬
‫ل‪ :‬مقدمة‬‫** أو ً‬
‫إن دور أجهزة العلم المختلفة وخصوصا ً الذاعة والتلفزيون‬
‫المتوفرين في كل بيت واللذين اصبحا يبثان على مدار الساعة‬
‫لهو دور شمولي يتعدى مداه وسرعة الستجابة إليه ما يمكن أن‬
‫يتم بثه من خلل المؤسسات التعليمية المختلفة‪ ،‬هذه الجهزة‬
‫والتي تطورت بسرعة مذهلة خلل النصف الخر من القرن‬
‫الماضي أصبحت قادرة على أداء أدوارها في فترات قياسية‪.‬‬
‫ما يميز الجهزة العلمية أمران‪ ،‬هما قدرتها على المخاطبة عن‬
‫بعد بالصوت والصورة فهي قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية‬
‫وبهذا تستطيع مخاطبة جموع هائلة في آن واحد‪ ،‬أيضا استطاعتها‬
‫مخاطبة جميع فئات المجتمع المختلفة حتى أولئك الذين يجهلون‬
‫القراءة والكتابة‪.‬‬
‫أصبح العلم علما يدرس وله موئسات ومعاهد متخصصة‬
‫وأصبحت وسائله ذات تقنية عالية وأصبح للعلم اليوم بجانب‬
‫دورة الترفيهي والترويحي أدوارا ً أخرى واضحة تعمل على صياغة‬
‫المجتمعات وتشكيل الرأي العام العالمي وإيجاد نمط حياتي‬
‫جديد للمجتمع العالمي فالعلم اليوم يوظف الترفيه والتسلية‬
‫لداء رسالة وإيصال فكرة وتشكيل عقل وصناعة ذوق عام‬
‫وزراعة اهتمامات معينة حتى أنه لم يكتف برصد الحدث وإيصال‬
‫المعلومة بل أصبح بما يمتلك من قوة وعوامل تأثير وضغط‬
‫وتحكم يقوم بصنع الحدث والتحضير له في نفس الوقت‪.‬‬
‫أن هذه الروية العلمية الجديدة تقوم بها المؤسسات العلمية‬
‫الضخمة في الدول الغربية وهى تملك أساسيات التقنية المتقدمة‬
‫وتحتكر المعلومات وتنتج المادة العلمية وتهيمن على عمليات‬
‫البث والتوزيع في العالم‪ ،‬وأما الجانب الخر‪ ،‬العالم العربي فهو‬
‫مستهلك للمادة العلمية الغربية ول يملك وسائل التقنية الحديثة‬
‫وليس لدية البديل المنافس للمادة العلمية‪ ,‬لذا خضع العلم‬
‫العربي لمطلوبات العلم الغربي‪.‬‬
‫** ثانيًا‪ :‬الستعمار الغربي وآثاره على العلم العربي‬
‫أن الستعمار الستراتيجي كان له دور في تغيير معالم الحضارة‬
‫العربية والسلمية في الوطن العربي فطيلة فترة الحتلل عمل‬
‫المستعمر على إنشاء النظم السياسية والجهزة التشريعية‬
‫والمؤسسات التعليمية والعلمية على النمط الغربي وكانت له‬
‫في هذا أهداف واضحة فعمل على استبدال الستعمار العسكري‬
‫بالستعمار الثقافي والفكري فالول ينتهي برحيل العسكر وأما‬
‫الثاني فله الديمومة والستمرارية ويعمل على استيعاب الشعوب‬
‫في منهج الثقافة الغربية‪.‬‬
‫من أخطر وسائل واليات التغيير الثقافي التي لجأ لها المستعمر‬
‫هي العلم بكل أنواعه وجميع مستوياته‪ ،‬هذه السياسات‬
‫التغريبية الستيعابية قد نجحت وساعد على نجاحها النفتاح‬
‫العالمي والتقدم المذهل في وسائل التصال حيث تساقطت‬
‫الحدود الجغرافية والسياسية وتسابق أصحاب اليدلوجيات في‬
‫ميدان العلم مستخدمين أحدث الوسائل للوصول إلى قلوب‬
‫الجماهير وعقول الناس‪.‬‬
‫أهم المرتكزات التي استند عليها العلم الغربي في نجاحه هو‬
‫المشاركة الفاعلة للمرأة بنمط معين ومنهج مدروس ونتائج‬
‫محسوبة وفقا ً لفلسفة الحياة العصرية في المجتمع الغربي‬
‫معتمدة على رفع شعارات مثل الحرية والمساواة لذلك نرى أن‬
‫أصحاب الحاجات من سياسيين واقتصاديين وتجار وأصحاب‬
‫المذاهب والعقائد المختلفة في خضم المنافسة لجل الربح‬
‫السريع والعائد المادي عملوا على توظيف خصائص الجمال‬
‫والفتنة لدى المرأة وأهملوا خواصها النسانية الخرى وأصبحت‬
‫صورتها في العلم مرهونة بالفائدة المادية ففي مجال الدعاية‬
‫والعلن تصور النساء أما ربات بيوت ينحصر اهتمامهن في‬
‫الحتياجات المنزلية أو عنصر أغراء جنسي يضفي على البضاعة‬
‫المعروضة جاذبية أكثر لليحاء باقتنائها‪ ،‬وتكونت لدى المرأة‬
‫بالتالي قناعات عملت على صياغة شخصيتها وتركيبتها النفسية‬
‫وتعتمد أساسا على مقاييس الشكل والجمال‪.‬‬
‫** ثالثًا‪ :‬إنعكاس المرأة في العلم‬
‫أ‪ -‬صورة المرأة في العلم العربي‬
‫إن مكانة المرأة في المجتمعات العربية تتباين من بلد عربي‬
‫لخر‪ ،‬أن معظم الفكار السائدة عن المرأة سواء في عقلية‬
‫الرجال أو وسائل العلم المختلفة تتناقض تماما ً مع الموقف‬
‫المعلن لغالبية الدول العربية‪ ،‬فتجد بعضها يعلن انحيازه المطلق‬
‫لكافة حقوق المرأة ثم تفاجأ بها تأتي سلوكيات من شأنها ترسيخ‬
‫مفاهيم التبعية وتثبيت صورة المرأة بوصفها كائنا ضعيفا يشغل‬
‫الترتيب الثاني في سلم المجتمع‪ ،‬مواقف مؤسسات العلم‬
‫العربية تتباين بدورها في النظرة للمرأة‪ ،‬فهناك من ترى ظهور‬
‫المرأة في وسائل العلم متعارضا ً مع تقاليدها وربما مع التعاليم‬
‫السلمية غير أن الدول التي تمل الدنيا طنينا ً بالحديث عن حقوق‬
‫المرأة تتورط هي الخرى في ترسيخ مفاهيم تنال من الحقوق‬
‫الساسية للمرأة العربية‪.‬‬
‫إن صورة المرأة العربية وحقوقها أصبحت منذ أحداث الحادي‬
‫عشر من سبتمبر سلحا ً في يد بعض وسائل العلم الغربية التي‬
‫تنشر الفكار المغلوطة عن المرأة لتشويه أمة بأكملها‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن أية محاولة لتحسين صورة السلم والمسلمين ل بد أن تبدأ‬
‫من الصورة المغلوطة المرسخة في أذهان الغرب وعبر تقديم‬
‫نموذج للمرأة الواعية المتحضرة كاملة الحقوق دون الخلل‬
‫بالعادات والتقاليد العربية والسلمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬صورة المرأة في العلم عامة‬
‫يمكن تصنيف صورة المرأة في العلنات إلى أربعة نماذج هي‪:‬‬
‫المرأة التقليدية‪ ،‬والمرأة الجسد‪ ،‬والمرأة الشيء‪ ،‬والمرأة‬
‫السطحية‪ ،‬هزة النماذج الربعة تعمل على تشويه صورة المرأة‬
‫وتنتقص من قيمتها كإنسان فاعل له دور في الحياة غير الدور‬
‫الترويجي المؤسف‪ ،‬كما تساهم في تعزيز النزعة الستهلكية‬
‫لديها على حساب الروح النتاجية الواجب أن تسود عقل ووجدان‬
‫المرأة وتحكم سلوكياتها‪ ،‬وتقدم هذه النماذج قدوة سيئة‬
‫للمراهقات في المجتمع وتكرس مفاهيم خاطئة عن العمال‬
‫المميزة التي يمكن أن تمارسها المرأة وتكسب من ورائها المال‬
‫الكثير خاصة أن العاملت في العلن يحققن ثروات طائلة من‬
‫هذا العمل‪.‬‬
‫هذا الختلف في صور المرأة لم يمنع من تشكيل ملمح وسمات‬
‫عامة لصورة المرأة في العلميين المرئي والمسموع في العالم‬
‫العربي‪ ،‬فمن السمات الغالبة على صورة المرأة أن جميع وسائل‬
‫العلم تركز على المرأة في الفئات الجتماعية الميسورة أو‬
‫المرأة في المدن وبعض المهن كالطبيبة أو حتى البائعة في‬
‫المحال التجارية‪ ،‬وذلك دون التطرق لبعض الشرائح النسائية‬
‫المشاركة بفاعلية في مناقشة قضايا مجتمعها أو حتى المرأة‬
‫التي تقطن الحياء الشعبية داخل المدن الكبرى ومناقشة‬
‫همومها وقضاياها الخاصة‪.‬‬
‫ج‪ -‬صورة المرأة كإعلمية‬
‫المرأة العلمية العربية تتأخر كثيرا ً عن مسيرة الرجل العلمي‬
‫العربي رغم أنها قد بدأت في هذا المجال مبكرا ولكنها لم تتقدم‬
‫بخطوات كبيرة‪ ,‬وتحتل عدد بسيط من النساء مواقع قيادية في‬
‫أجهزتنا العلمية العربية واثنتان أو ثلث ويترأسن قنوات تلفازيه‬
‫لكن دون أن نلحظ تغيير أو تأثير فيما تبثه هذه القنوات ويصل‬
‫المر إن تصبح القيادية العلمية رجل أكثر من الرجل في تناوله‬
‫التجاري للمرأة‪.‬‬
‫كما إن ظهورها على أجهزة العلم المختلفة أنما هو وفقا لتقاليد‬
‫الثقافة الغربية شكل ً ومضمونًا‪ ،‬فالمعايير التي يتم بموجبها اختيار‬
‫المرأة للعمل في مجال العلم ل تقوم على قيم ومبادئ‬
‫المجتمع العربي وليست مستوحاة من البيئة العربية بل خاضعة‬
‫للمعايير الغربية ويتم اختيار النساء المتمدنات أكثر من نساء‬
‫الريف‪ ،‬وذلك ربما يرجع إلى إبراز نساء يرتدين أزياء أنيقة ول‬
‫يتقيدن بالذي السلمي المحتشم ول بأسلوب المخاطبة الوقور‬
‫الذي يلئم المرأة المسلمة‪ ،‬حتى المواضيع المطروحة تهمل‬
‫القطاع العظم من النساء العربيات في الريف والبادية‪.‬‬
‫** رابعًا‪ :‬التحديات التي تواجه إنخراط المرأة العربية في العمل‬
‫العلمي‬
‫من المؤكد أن مشاركة المرأة في العمل العلمي تصطدم‬
‫بالعديد من المعوقات‪ ،‬من جملة ذلك ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المعوقات الجتماعية‬
‫أن المجتمعات العربية ما زالت مجتمعات ذكورية تمنع على‬
‫المرأة ممارسة أعمال بعينها وتراها الطرف الضعيف الذي يحتاج‬
‫إلى حماية ورعاية من الرجل الزوج أو الب الذي يحدد مساحة‬
‫مشاركة المرأة في الحياة العامة‪ ،‬المجتمعات الذكورية تنظر‬
‫لمسألة أمن المرأة باعتباره مسؤولية الرجل رغم أن الواقع يؤكد‬
‫أن أمن المجتمع كله مسؤولية الطرفين‪.‬‬

‫ب‪ -‬المعوقات السياسية‬


‫أن تدني مشاركة المرأة في العمل العلمي يعود إلى أن‬
‫المؤسسات العلمية تعمل وفق السياسات العلمية للدول فهي‬
‫قدم على توظيف غير النساء المتمدينات من سكان المدن‬ ‫ل تُ ْ‬
‫على وجه الخصوص معتبرة أن ذلك يرجع إلى أن الصور التي‬
‫تريد هذه المؤسسات أن تعكسها عن المرأة هي صورة المرأة‬
‫التي ترتدي الثياب النيقة المتحضرة بالمفاهيم الغربية المتعارضة‬
‫في أحيان كثيرة مع التقاليد والمبادئ السلمية‪.‬‬
‫أن المرأة برغم كل ما اكتسبته من حقوق على مر التاريخ ما‬
‫زالت مهمشة في مشاريع التنمية البشرية التي تنهض بها الدول‬
‫العربية‪ ،‬فما زالت المرأة غير متساوية تماما ً مع الرجل في‬
‫الفرص المتاحة أمام الطرفين على أرضية الكفاءة والقدرة وما‬
‫زالت منقوصة في الحقوق السياسية فهي بعيدة عن مراكز‬
‫القيادة وصنع القرار‪ ،‬إن تقرير التنمية البشرية الصادر عام‬
‫‪ 1995‬والذي أكد أن المرأة في مختلف دول العالم ل تحظى‬
‫بنفس الفرص المتاحة أمام الرجل وهو ما ينعكس على‬
‫ممارستها لحقوقها السياسية والقتصادية على وجه الخصوص‬
‫حيث تشغل المرأة نحو ‪ %12‬من المقاعد البرلمانية و ‪ %14‬من‬
‫المناصب الدارية والتنظيمية‪.‬‬
‫ج‪-‬المعوقات القتصادية‬
‫المرأة هي الفقر في العالم حيث تمثل ‪ %75‬من فقراء العالم‬
‫البالغ عددهم ‪ 1,3‬مليار‪ ،‬لندرة الفرص المتاحة أمامها وبذلها‬
‫أعمال ً غير مأجورة تستنزف ما يزيد على ‪ %75‬من وقتها‪.‬‬
‫** خامسًا‪ :‬كيف نعزز دور المرأة العلمي؟‬
‫أ‪ -‬على المستوى الفردي‬
‫بداية لبد من التسليم بأن جزء من الغبن الواقع على المرأة‬
‫إعلميا ً تساهم فيه شخصيا ً بتساهلها في حقوقها وتباطئها في رد‬
‫فعلها واكتفائها بمقعد المتفرج السلبي بدل ً من المشاركة‬
‫الفاعلة‪ ،‬فمن أجل أنسنة صورتها عليها أن تضحى ربما بقليل من‬
‫وقتها لتدفع بعجلة التنمية والتغيير‪ .‬وقبل هذا على المرأة أن‬
‫تؤمن بقدراتها وإمكاناتها وتعتز بخصوصيتها الجميلة كامرأة ول‬
‫تتنكر لها كخصوصية منتقصة‪ ،‬فإعلئها لقيم الحب والخير‬
‫والجمال لنتقص من رجاحة عقل المرأة وخفضها لجناح الذل‬
‫والرحمة هو مصدر تحليق الجنس البشرى‪ ،‬كما أن على المرأة‬
‫أن تؤمن بأنها من خلل أي موقع يمكنها أن تسهم في التغيير‪.‬‬
‫ب‪ -‬على المستوى الهلي‬
‫يجب أن تعني الجمعيات الهلية وخاصة النسائية بهموم وقضايا‬
‫المرأة وتشكل أوراقا ً ضاغطة على الحكومات لتغيير سياساتها‬
‫العلمية‪ ،‬وعليها خلق شبكة معلومات جيده حول كل المنظمات‬
‫والجمعيات الهلية المعنية بشئون المرأة أو تدرجها ضمن‬
‫اهتماماتها‪.‬‬
‫‪-‬تكوين رابطة للعلميات العربيات‪.‬‬
‫‪-‬منظمة المرأة العربية يجب أن ترفع التوصيات التالية إلى‬
‫مجلس وزراء العلم العرب‪:‬‬
‫‪ -1‬توفير مساحة لبرامج توعية جادة للمرأة حول حقوقها‬
‫القانونية والمدنية وتشجيع إشراكها في الحوارات والمناقشات‪.‬‬
‫‪ -2‬إعطاء المرأة الفرص لتولي مناصب قيادية إعلمية‪.‬‬
‫‪ -3‬إشراك المرأة في صياغة الستراتيجية العلمية‪.‬‬
‫‪ -4‬تشجيع المرأة على النخراط في برامج التدريب والتأهيل‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ج‪ -‬على المستوى الحكومي‬
‫على الحكومات أن تهتم بالتنمية الشاملة لشعوبها‪ ،‬وذلك في‬
‫المجالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬في مجال تنمية الموارد البشرية‬
‫إحداث أي تغيير في أي نمط من أنماط السلوك الجتماعي‬
‫يتطلب ذلك إحداث تغيير مواز في مفاهيم أفراد المجتمع‪ ،‬وذلك‬
‫يتطلب إحداث تغيير جوهري وأساسي في أدوار المؤسسات‬
‫التربوية في المقام الول ثم المؤسسات العلمية اللتان‬
‫تتكاملن مع بعضهما في غرس المفاهيم والثقافات النسانية‪.‬‬

‫لذا يجب الهتمام بالتأهيل والتدريب للكادر العلمي من النساء‬


‫لكي ل ينحصر دورهن في الربط والتقديم والدور العلني فقط‬
‫وهذا يشكل الخطوة الولى في دمجها في خطة التنمية‪.‬‬
‫‪ -2‬في مجال التنمية القتصادية‬
‫وذلك بإحداث تغييرات جوهرية في الهياكل القتصادية للمجتمع‬
‫بهدف إحداث معدلت نمو متزايدة للقتصاد القومي إلى جانب‬
‫التغييرات اللزمة للنمو القتصادي‪.‬‬
‫** سادسًا‪ :‬وضع إستراتيجية إعلمية في ظل شريعتنا السمحاء‬
‫إن المجتمع العربي والمجتمع المسلم مجتمع رسالي يحتاج‬
‫لوضع فقه للعمل العلمي مستمد من القران الكريم ومن تراث‬
‫الحضارة العربية والسلمية ويكون في نفس الوقت أنموذجا‬
‫يستوعب فلسفة الحياة العصرية ويلبى حاجات المجتمع‪ ،‬وقد‬
‫أرسى القران الكريم مبادئ وقيم تخدم المصلحة العامة للمجتمع‬
‫وتدخل في صميم العمل العلمي وهى المانة وتحرى الدقة في‬
‫نقل المعلومة والصدق في الحديث والبعد عن البتذال في‬
‫المظهر والحديث والمقال‪.‬‬
‫يجب أعادة النظر في الستراتيجية العلمية لدولنا‪ ,‬ماذا نريد‬
‫كأمة عربية أعلما متطورا يلعب دوره كسلطة رابعة أم نريد‬
‫أعلما خاضعا يستخدم لتخدير الشعوب وأشغالها عن قضاياها‬
‫المصيرية‪ ،‬إننا عندما نطرح إشكالية المرأة العربية والعلم‬
‫تطرح علينا تساؤلت عديدة ومتعددة هل أعلمنا يطرح ويتناول‬
‫حقيقة أوضاع النساء ببلدنا بما يكفى من الجرأة والموضوعية من‬
‫قبيل ‪ /‬العنف ضد النساء ‪ /‬الستغلل الجنسي ‪ /‬البطالة المؤنثة ‪/‬‬
‫الفقر والمية ‪ /‬الخ‪.‬‬
‫إن استراتيجية العلم العربي يجب أن تتجه نحو السرة العربية‬
‫التي أصبحت تعيش في زمن العولمة ول ينبغي أن تقتصر على‬
‫مجرد تحسين صورة المرأة أو إتاحة مساحة ل بأس بها لصوتها‬
‫أو تقديم هامش يعبر عن قضاياها ويطالب بحقوقها‪ ،‬بل ل بد أن‬
‫تقوم هذه الستراتيجية على مبدأ أن المرأة تمتلك قدرة على‬
‫التأثير الخلق في بناء المجتمع المتطور الذي ننشده وهي القدر‬
‫على تفهم واستيعاب القضايا التربوية التي يقوم عليها بناء‬
‫الجيال القادمة‪.‬‬
‫** ختاما ً‬
‫تحية إجلل وإكبار للمرأة الفلسطينية في نضالها من أجل الحرية‬
‫والستقلل؛ وصمودها وكفاحها ضد الممارسات السرائيلية‬
‫الظالمة ونؤكد وقوفنا إلى جوارها ودعم نضالها وكفاحها حتى‬
‫تقام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني‬
‫وعاصمتها القدس الشريف‪.‬‬
‫شكرا لستماعكم‪،،،‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬أمان ‪ -‬المركز العربي للمصادر والمعلومات‬
‫===================‬
‫العائلة العربية هرمية على أساس الجنس والعمر‬
‫"ظاهرتي اضطهاد المرأة والطفل"‬
‫نتناول هنا ظاهرتي اضطهاد المرأة والطفل‪ ،‬فالعائلة العربية‬
‫منظمة في بنيتها تنظيما ً طبقيا ً هرميا ً على أساس دونية النساء‬
‫والصغار وسيطرة الرجال والكبار‪.‬‬
‫** دونية النساء‬
‫يتفق الباحثون والمراقبون العاديون على أن المرأة تحتل موقعا ً‬
‫دونيا ً في بنية العائلة العربية القديمة منها والمعاصرة‪ ،‬أما في ما‬
‫يتعلق بتفسير هذه الدونية وموقف الباحثين منها‪ ،‬فإن هناك‬
‫تيارات محافظة وتحررية‪ :‬هناك أو ً‬
‫ل‪ ،‬تيار يقول إن الدين‪ ،‬أو‬
‫وى بين الرجل والمرأة‪ ،‬وإن دونية المرأة‬ ‫السلم بكلم أدق‪ ،‬س ّ‬
‫تعود لسباب اجتماعية واقتصادية وثقافية أخرى أو لسوء تفسير‬
‫الدين‪ ،‬تؤكد الكاتبة المصرية أمينة السعيد أن السلم جاء )بمثابة‬
‫أضخم ثورة اجتماعية في تاريخ الوضاع النسائية‪ ،‬ل عندنا وحدنا‬
‫بل في الدنيا بكاملها‪ ،‬فقبل مجيئه‪ ...‬لم تكن المرأة‪ ،‬في أي ركن‬
‫من العالم‪ ،‬أكثر من كائن حي‪ ،‬ل حقوق لها ول احترام لدميتها‪،‬‬
‫م إذا بالدين الذي ظهر في منطقة صحراوية جرداء يسكنها قوم‬ ‫ث ّ‬
‫ً‬
‫خشنون على الفطرة‪ ،‬يقلب الوضع رأسا على عقب‪ ،‬ويعترف‬
‫للمرأة بكامل آدميتها‪ ،‬ويسّلحها بالستقلل القتصادي على أوسع‬
‫معانيه‪ ،‬ويحررها من ولية الرجل عليها فيما يتصل بجواهر‬
‫الحقوق‪ ،‬مثل التعليم والبيع والشراء والعمل والتجارة‪ ،‬بل‬
‫واشراكها أيضا ً في تدبير شؤون الدين والسياسة(‪.‬‬
‫كرنا دعاة هذا التيار‪ ،‬عادة‪ ،‬بظاهرة وأد البنات من قبل بعض‬ ‫ويذ ّ‬
‫القبائل في عصر الجاهلية الول‪ ،‬ويذهب البعض إلى تفسير هذه‬
‫الظاهرة تفسيرا ً أخلقيا ً فيعتبر الوأد وسيلة )لتجنب سبي النساء(‬
‫يقتضيها مفهوم العرض أو الشرف في حالت الغزو والسبي بين‬
‫القبائل‪.‬‬
‫ويفسر البعض ظاهرة وأد البنات في الجاهلية تفسيرا ً واقعيًا‪،‬‬
‫فيقال مثل ً إن الوأد قصد به حرمان القبائل الغازية من سبي‬
‫نساء القبائل المغزوة كي ليستعملن )أدوات انجاب وقوة‪ ...‬فوأد‬
‫البنات في الجاهلية يساوي إذن عدم تمكين الخصم من ان يزيد‬
‫وته عن طريق استيلد البناء من نساء يمكنه سبيهن(‪ ،‬وقد‬ ‫من ق ّ‬
‫يذهب بعض أصحاب التفسير الواقعي إلى أن منزلة الزوجة في‬
‫بيت زوجها كانت في الجاهلية )تتوقف إلى حد بعيد على منزلة‬
‫أهلها وقوتها بين القبائل‪ ...‬فإذا كانت الزوجة صاحبة منزلة عالية‬
‫في بيتها‪ ،‬شاورها الزوج في المور البيتية والمعيشية وقدر لها‬
‫رأيها‪ ...‬أما إذا كانت منزلتها وضيعة‪ ،‬فلم يكترث الزوج لشأنها‬
‫ولرغباتها وقل احترامه لها(‪.‬‬
‫ونجد بين أصحاب التيار الذي يقول بمساواة المرأة بالرجل في‬
‫السلم من يعترفون ببعض الفروقات‪ ،‬ولكنهم يسوغونها أو‬
‫يجدون مبررات لها‪ ،‬فقد اعتبر الشيخ محمد عبده )‪ 1849‬ـ‬
‫‪ (1905‬إن السلم ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق‬
‫دمه عليها درجة‪ ،‬وعرف )درجة( بأنها تعني‬ ‫والواجبات ولكنه ق ّ‬
‫القيادة أو الرياسة التي تقتضيها ضرورات توزيع العمل في الحياة‬
‫الجتماعية‪ ،‬إذ )لبد لكل اجتماع من رئيس‪ ...‬والرجل أحق‬
‫بالرياسة لنه أعلم بالمصلحة‪ ،‬وأقدر على التنفيذ بقوته وماله‪،‬‬
‫ومن ثم كان هو المطالب شرعا ً بحماية المرأة والنفقة عليها‪،‬‬
‫وكانت هي مطالبة بطاعته في المعروف(‪ ،‬في ضوء هذا التعريف‬
‫يفسر محمد عبده الية القرآنية )الرجال قوامون على النساء(‬
‫يقوله أن )المراد بالقيام هنا هو الرياسة التي يتصرف فيها‬
‫المرؤوس بارادته واختياره‪ ،‬وليس معناها أن يكون المرؤوس‬
‫مقهورا ً مسلوب الرادة ليعمل عمل ً إل ما يوجهه إليه رئيسه‪،‬‬
‫فإن كون الشخص قيما ً على آخر هو عبارة عن ارشاده والمراقبة‬
‫عليه في تنفيذ ما يرشده إليه‪ ...،‬أن المرأة من الرجل والرجل‬
‫من المرأة بمنزلة العضاء من بدن الشخص الواحد‪ ،‬فالرجل‬
‫بمنزلة الرأس والمرأة بمنزلة البدن(‪.‬‬
‫إنطلقا ً من هذا المفهوم يتحدث محمد عبده عن )ان المرأة‬
‫أضعف من الرجل( مستعينا ً بمفاهيم الدين و)الفطرة(‪ ،‬وعن‬
‫ل‪ ،‬وقبل كل شيء‪ ،‬ثم بعضا ً‬ ‫ضرورة )تعليم المرأة أمور دينها‪ ،‬أو ً‬
‫من أمور الدنيا( مما يطلبه منها )نظام بيتها وتربية أولدها(‪.‬‬
‫وترى مجلة الفكر السلمي الصادرة عن دار الفتوى في لبنان )‬
‫‪ (1975‬ان النساء صنو الرجال‪ ،‬فهن المهات والخوات والزواج‬
‫والبنات‪ ،‬والحاضنات‪ ،‬والمربيات‪ ،‬وان السلم كّرم المرأة‬
‫وى بينها وبين الرجل فيما يمكن التسوية فيه فقال تعالى‪:‬‬ ‫)وس ّ‬
‫)ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف‪ (...‬وقد فاضل بينهما فيما‬
‫ليمكن التسوية فيه فقال تعالى‪) :‬الرجال قوامون على لنساء‬
‫بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم(‪،‬‬
‫فأوجب على الرجال الجهاد‪ ...‬والسعي على العيال‪ .‬وخفف عن‬
‫المرأة في ذلك مراعاة لمكاناتها الجسدية وظروفها الشخصية‬
‫وتكاليفها العائلية‪.‬‬
‫وترى زاهية قدورة في العدد نفسه من المجلة ان السلم جعل‬
‫الرجل والمرأة من نفس واحدة‪ ،‬ولكنها تورد قول ً للرسول )ص(‬
‫جاء فيه‪) :‬إنما المرأة خلقت من ضلع عوجاء فإن تحرص على‬
‫اقامتها تكسرها فدارها تعش بها(‪.‬‬
‫ويتناول أحمد شلبي موضوع الرث موضحا ً أن السلم يجعل‬
‫للذكر مثل حظ النثيين لنه )يرفع التكاليف المالية عن المرأة‬
‫في مختلف مراحل حياتها‪ ،‬فالب يحمل مسؤوليتها قبل زواجها‪،‬‬
‫والزوج يحمل هذه المسؤولية بعد الزواج‪ ،‬والبناء يحملونها لو‬
‫مات الزوج‪ ...‬ومن هنا فالرجل بمسؤولياته عن المرأة والبيت‬
‫أخذ ضعف المرأة ولهذا فمن الواضح أن خمس أوراق نقدية من‬
‫دون مسؤوليات اثمن وأبقى من عشرة بمسؤوليات جسام(‪.‬‬
‫ويطرح الشيخ حمزة شكر في عدد المجلة نفسه مسألة‬
‫مل المرأة )مسؤولية‬ ‫مسؤولية المرأة‪ ،‬فيذهب إلى أن السلم ح ّ‬
‫تتوافق وتكوينها الجسماني( وان حق )القوامة مستمد من‬
‫التفوق الطبيعي في استعداد ارجل‪ ،‬ومستمد من نهوضه بأعباء‬
‫المجتمع وتكاليف الحياة‪ ،‬أليس هو أقدر من المرأة على الكفاح‬
‫في خضم الحياة‪ ...‬ولكن في عرف الحياة قليلت من هن في‬
‫مستوى ا لرجال عقل ً وجسما ً وارادة وامكانية جسمانية(‪.‬‬
‫ينعكس هذا التيار التقليدي في القول الخير وفي مقولت‬
‫وعبارات وتعميمات لتحصى‪ ،‬ترد دائما ً في الكتب والحاديث‬
‫العابرة‪ ،‬تضمن كتاب إحياء علوم الدين للمام الغزالي فصل ً‬
‫خاصا ً حول )آداب النكاح( ورد فيه أن على الزوج أن يكون حسن‬
‫الخلق مع النساء )واحتمال الذي منهن ترحما ً عليهن لقصور‬
‫عقلهن(‪ ،‬وعدم التبسط )في الدعابة وحسن الخلق والموافقة‬
‫باتباع هواها إلى حد يفسد خلقها ويسقط بالكلية هيبته عندها‪...‬‬
‫قال الحسن‪ :‬والله ما أصبح رجل يطيع امرأته فيها تهوى إل كبه‬
‫الله في النار‪ .‬وقال عمر )رض(‪ :‬خالفوا النساء فإن في خلفهن‬
‫البركة‪ ،‬وقد قيل شاوروهن وخالفوهن‪ ...‬إذ حق الرجل أن يكون‬
‫متبوعا ً ل تابعًا‪ ،‬وقد سمى الله الرجال قوامين على النساء‬
‫وسمى الزوج سيدًا‪ ...‬قال الشافعي )رض(‪ :‬ثلثة إن أكرمتهم‬
‫أهانوك وإن أهنتهم أكرموك‪ :‬المرأة‪ ،‬والخادم‪ ،‬والنبطي‪.‬‬
‫وفي العصر الحديث يقدم الكاتب المصري عباس محمود العقاد‬
‫موقفا ً رجعيا ً مشابها ً في كتابه المرأة في القرآن‪ ،‬فيؤكد على‬
‫قوامة الرجال على النساء ويعمم )ان الواقع المتكرر في‬
‫المجتمعات النسانية كافة‪ ،‬أن المرأة تتلقى عرفها من الرجال‪،‬‬
‫حتى فيما يخصها من خلئق الحياة والحنان والنظافة‪ ...‬فهي إنما‬
‫تستحي لنها تتلقى خليقة الحياء من الطبيعة أنها تخجل من‬
‫مفاتحة الرجل بدوافعها الجنسية‪ ،‬وتنتظر المفاتحة من جانبه‪،‬‬
‫وإن سبقته إلى الحب والرغبة‪ .‬وشأنها في ذلك شأن جميع الناث‬
‫في جميع أنواع الحيوان‪ ،‬فأنها تنتظر ول تتقدم‪ ،‬أو تتعرض ول‬
‫تهجم‪ ،‬ويمنعها أن تفعل ذلك مانع من تركيب الوظيفة ليصدر عن‬
‫وازع أخلقي‪ ،‬ول عن أدب من آداب السلوك‪ ...‬فإنما خلق تركيب‬
‫النثى للستجابة ولم يخلق للبتداء والرغام‪.‬‬
‫)‪ ...‬والصق من الحياة بالمرأة حنانها المشهور‪ ،‬ول سيما الحنان‬
‫للطفال من أبنائها وغير أبنائها‪ ،‬وهذه صفة من صفات الغرائز‪،‬‬
‫توجد في أناث الحياء‪ ،‬ول تمتاز فيها أنثى النسان إلى على قدر‬
‫امتياز العاقل على غير العاقل‪.(...‬‬
‫)‪ ...‬أما النظافة فليست هي من خصائص النوثة إل لتصالها‬
‫بالزينة‪ ،‬وحب الحظوة في أعين الجنس الخر(‪.‬‬
‫وهناك مقابل هذا التيار المحافظ‪ ،‬تيارات اصلحية تحررية منها ما‬
‫هو ليبرالي غربي ومنها ما هو راديكالي ثوري‪ .‬وكثيرا ً ما يعود‬
‫الباحثون إلى قاسم أمين )‪ 1865‬ـ ‪ (1908‬الذي نشر سنة‬
‫‪ 1899‬كتابا ً في تحرير المرأة‪ ،‬ربط فيه بين دور المرأة في‬
‫المجتمع و)اصلح أخلق المة(‪ .‬رأى في هذا الكتاب إن النظام‬
‫القائم يقوم على احتقار القوي للضعيف وامتهان الرجل للمرأة‪،‬‬
‫ففقدت حقوقها الضرورية للقيام بدورها في المجتمع‪ ،‬وقد اعتبر‬
‫قاسم أمين أن مركزة المرأة يتحسن بالتربية التي تشمل اعداد‬
‫المرأة لكسب الرزق بالضافة إلى القراءة والكتابة والعناية‬
‫بتدبير المنزل‪ ،‬وقبل أن تتمكن المرأة من إعالة نفسها‪ ،‬تظل‬
‫رهينة باستبداد الرجل وتحت رحمته‪ ،‬يجردها من مزاياها‬
‫النسانية ويحصر وظيفتها بالنجاب والتمتع بجسدها وتدبير‬
‫المنزل‪ ،‬وتقوم علقته بها على عدم الثقة بها‪ ،‬وقد سخر أمين‬
‫من المعتقدات السائدة حول المرأة واقترح أن يتحجب الرجال‬
‫أنفسهم طالما يظنون أن المرأة تستسلم بسهولة لجاذبيتهم التي‬
‫ل تقاوم‪ ،‬وأن يكون لها حق الرجل في الطلق‪.‬‬
‫ونّزه قاسم أمين السلم عن امتهان حقوق المرأة في هذا‬
‫الكتاب واعتبر أن الشريعة ساوت المرأة بالرجل إل في حالة‬
‫تعدد الزوجات‪ ،‬وكان حذرا ً فلم يقل بمنح المرأة حقوقها‬
‫السياسية‪ ،‬واعتبر أن المرة بحاجة إلى وقت طويل من التثقيف‬
‫قبل أن تصبح جديرة بالشتراك في الحياة العامة‪ ،‬رغم ذلك آثار‬
‫كتابه هذا عاصفة من التهجم والتأييد‪ ،‬فرد على نقاده بكتاب ثان‬
‫حول المرأة الجديدة تجاوز فيه موقفه الول معتمدا ً على العلوم‬
‫الجتماعية بدل ً من النصوص والمراجع الدينية‪ ،‬ومصرا ً على‬
‫استقلل النسان في التفكير والرادة والفعل‪ ،‬وعلى اعتبار حرية‬
‫المرأة أساسا ً لجميع الحريات الخرى‪ .‬ثم انه في هذا الكتاب‬
‫أظهر العلقة بين اضطهاد المرأة والضطهادات الخرى في‬
‫المجتمع فقال‪) :‬فانظر إلى البلد الشرقية‪ ،‬تجد أن المرأة في‬
‫رق الرجل‪ ،‬والرجل في رق الحاكم‪ ،‬فهو ظالم في بيته‪ ،‬مظلوم‬
‫إذا خرج منه(‪ ،‬وهو اضافة إلى ذلك يرفض )تحري الكمال في‬
‫الماضي‪ ،‬حتى في الماضي السلمي‪ ،‬وإذا كان له أن يوجد‪،‬‬
‫فسيوجد فقط في المستقبل البعيد(‪.‬‬
‫ويتمثل هذا التيار التحرري أيضا ً في اعمال سلمة موسى وخاصة‬
‫في كتابه المرأة ليست لعبة الرجل‪ ،‬وفي أعمال نساء معاصرات‬
‫بينهن الكاتبة الجزائرية فاضلة مرابط في كتاب لها حول المرأة‬
‫الجزائرية‪ ،‬والكاتبة المغربية فاطمة مرنيسي في كتاب لها‬
‫بالنكليزية حول ديناميكية علقة الرجل ـ المرأة في مجتمع‬
‫اسلمي‪ ،‬وخالدة سعيد في بعض مقالتها‪ ،‬ونوال السعداوي في‬
‫مجموعة من الكتب وغيرهن‪.‬‬
‫ترى خالدة سعيد ان المرأة العربية كائن بغيره ل بذاته‪ ،‬إذ تحدد‬
‫هويتها بكونها )زوجة فلن أو بنت فلن أو أم فلن أو أخته‪ ...‬هي‬
‫أنثى الرجل‪ ،‬هي الم‪ ،‬هي الزوجة‪ ،‬وهي باختصار تعرف بالنسبة‬
‫إلى الرجل‪ ،‬إذ ليس لها وجود مستقل‪ ،‬إنها الكائن بغيره ل بذاته‪،‬‬
‫ولنها كائن بغيره فل يمكنها‪ ،‬في إطار الوضاع التقليدية‪ ،‬أن‬
‫تعيش بذاتها‪ ،‬ل هي تشعر الكتمال بذاتها‪ ،‬ول المجتمع يقبلها‬
‫ككائن بذاته‪ ،‬إنها المثال النموذجي للغتراب‪ ،‬ذلك ان واحدا ً من‬
‫أبعاد شخصيتها يطغى على سائر البعاد‪ ،‬أو على انسانيتها كلها‪،‬‬
‫وما دامت كائنا ً موجودا ً بغيره‪ ،‬فهي تسعى بكل الوسائل إلى‬
‫الدخول في آلة مهما صار إليه وضعها في هذه اللة‪ ،‬واللة‬
‫التقليدية هي مؤسسة الزواج(‪ ،‬ضمن هذا الطار التقليدي ترتبط‬
‫قضية المرأة بالنظام الطبقي‪ ،‬فحيث تكون العلقات علقات‬
‫)بين سيد ومسود‪ ،‬يصعب أن تجد فيه المرأة الحرية الحقيقية‪،‬‬
‫وأن تستعيد فيه انسانيتها( فتعاني المرأة من )اغترابين‪ :‬اغتراب‬
‫طبقي واغتراب على صعيد البنية التحتية في نطاق السرة‪ ،‬فهي‬
‫عبدة العبد‪ ،‬حتى لقد رأي ماركس في علقة الرجل بالمرأة‬
‫خلصة اضطهادات النسان واغتراباته‪ ،‬وليس مؤكدا ً أن تتحرر‬
‫بتحرر البروليتاريا‪ ،‬فقد ليرفعها هذا إل درجة واحدة في سلم‬
‫العبودية‪ ،‬إذ ان استغلل المرأة لينتفي بالضرورة بانتفاء‬
‫الستغلل القتصادي وإن كانت السباب القتصادية في أصل‬
‫استعباد الرجل للمرأة(‪ ،‬وضمن هذا الطار الطبقي ليعني‬
‫التخلص من )الحجاب( ولبس )الميني جوب( أن المرأة قد‬
‫تحررت حقًا‪ ،‬فكلهما )في مستوى واحد باعتبار الحالين اقرارا ً‬
‫بأن المرأة أول ً وآخرا ً جسد يمتلك ويصان ويخبأ أو يعرض(‪.‬‬
‫وتفضح الطبيبة المصرية نوال السعداوي الزدواجية الخلقية في‬
‫علقة الرجل بالمرأة في المجتمع العربي المعاصر‪) ،‬فالب الذي‬
‫يضرب ابنته لنها حادثت زميل ً لها يخون زوجته في معظم‬
‫الحيان‪ ،‬والخ الذي يتظاهر بالتدين بالنهار يمد يده في الليل‬
‫ليلمس جسد أخته الصغيرة(‪ ،‬وتتجلى هذه الزدواجية أيضا ً من‬
‫خلل القيم التجارية السائدة التي تشجع )عرض أفلم الجنس‬
‫والرقصات العارية وأجساد النساء وتأوهات المطربين‬
‫والمطربات ليل نهار في الراديو والتلفزيون وعرض الفخاذ‬
‫والنهود العارية في صفحات المجلت‪ ،‬ويصبح علي البنت‬
‫المصرية أن تحل وحدها المعادلة الصعبة‪ ،‬عليها أن تتشبع بهذه‬
‫الفلم والصور والصوات الصارخة بالجنس والشبق‪ ،‬وعليها في‬
‫الوقت نفسه إل تتأثر بها(‪ ،‬وتعتبر السعداوي أن علقة الزوج‬
‫بالزوجة تشبه علقة السيد بالعبد فل تختلف )ملكية الرجل‬
‫للمرأة كثيرا ً عن ملكية السيد للعبد‪ ،‬فالرجل يشتري المرأة‬
‫بمقدم الصداق‪ ،‬وينص عقد الزواج في أول بنوجه على أن‬
‫الزوجة ملك لزوجها واجبها الطاعة المطلقة‪ ،‬وتخدم الزوجة في‬
‫بيت زوجها بغير أجر فإن عصيت أو تذمرت أو مرضت أو وهنت‬
‫باعها الرجل بحقه المطلق في الطلق(‪ ،‬وتدعم السعداوي‬
‫استنتاجها هذا بالعودة إلى نص المادة )‪ (67‬من مواد قانون‬
‫الزواج في مصر الذي يقول )لتجب النفقة للزوجة إذا امتنعت‬
‫مختارة عن تسليم نفسها بدون حق‪ ،‬أو اضطرت إلى ذلك بسبب‬
‫ليس من قبل الزوج‪ .‬كما لتستحق النفقة إذا حبست ولو بغير‬
‫حق‪ ،‬أو اعتقلت‪ ،‬أو غصبت‪ ،‬أو ارتدت‪ ،‬أو منعها أولياؤها‪ ،‬أو كانت‬
‫في حالة ليمكن النتفاع بها كزوجة(‪ ،‬كذلك تذكر السعداوي انه‬
‫كما كان العبيد يخصون لتفرض عليهم العفة فقد كانت الناث في‬
‫المجتمع المصري تجرى لهن عملية الختان التي هي أشبه ما‬
‫تكون بالخصاء لفرض العفة عليهن‪ ،‬ولن )الرجل يشتري المرأة‬
‫بالزواج لتخدمه وتكون أداة أمتاعه ووعاء ينجب أطفاله فهو يختار‬
‫تلك الفتاة التي تصغره في السن بأعوام كثيرة ليظل جسدها‬
‫شابا ً قادرا ً على الخدمة والنجاب طوال حياتها معه(‪ ،‬وفيما يتعلق‬
‫بتغيير وضع المرأة وتحريرها ترى السعداوي )إن تحرير المرأة ل‬
‫يمكن أن يحدث في مجتمع رأسمالي‪ ،‬وان مساواة المرأة‬
‫بالرجل ليمكن أن تحدث في مجتمع يفرق بين فرد وفرد‪ ،‬وبين‬
‫طبقة وطبقة‪ ،‬ولهذا‪ ،‬فإن أول ما يجب أن تدركه المرأة أن‬
‫تحريرها إنما هو جزء من تحرير المجتمع كله من النظام‬
‫الرأسمالي(‪.‬‬
‫إن التيار التحرري يرفض ادعاء المساواة والتسويغات التي يلجأ‬
‫إليها بعض الذين يعترفون بعدم وجود مساواة‪ ،‬ويرفض‬
‫التفسيرات التقليدية التي تنسب تخلف المرأة لعوامل طبيعية‬
‫وليس للعوامل الجتماعية التي تربط بين التخلف وبين عزل‬
‫المرأة عن المشاركة في الحياة العامة وتجريدها من‬
‫مسؤولياتها‪.‬‬
‫ان أوضاع المرأة الجتماعية والقتصادية وليس طبيعتها‬
‫الجسمانية هي التي تحيلها إلى كائن مغترب‪ ،‬ويسبب الوضاع‬
‫السائدة التقليدية تتحول المرأة إلى كائن يتصف بما يلي‪:‬‬
‫ـ انها مضطرة أن تعتمد على الزواج‪ ،‬وبدونه يعتبرها المجتمع‬
‫عانسا ً )وليس للرجل الذي يظل عازبا ً مثل هذا اللقب السلبي(‬
‫وعالة وموضوع سخرية أو شفقة أو كليهما معًا‪.‬‬
‫در المجتمع في المرأة تلك الصفات التي تتعلق بالنوثة‬ ‫ـ يق ّ‬
‫والمومة والزوجية والمهارة في الشؤون المنزلية‪ ،‬وبكونها‬
‫موضوعا ً جنسيا ً فيكون جمالها رأسمالها الهم‪ ،‬ولبد للمرأة أن‬
‫تفرض وجودها كانسان قبل كل شيء‪ ،‬وليس لكونها مجرد دور‬
‫)أم‪ ،‬أخت‪ ،‬زوجة‪ ،‬بنت‪ ...‬الخ( فتعرف بالنسبة للرجل وليس‬
‫بالنسبة لكونها كائنا ً مستق ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ـ تعتبر المرأة في المجتمع التقليدي مسؤولة ليس عن انحرافها‬
‫وحسب‪ ،‬بل عن انحراف الرجل أيضًا‪ ،‬فهي في نظر التقاليد أصل‬
‫الغواية والفتنة والشر والتعاسة‪ ،‬ولذلك عرف المجتمع جرائم‬
‫الشرف ضد المرأة‪ ،‬وليس ضد الرجل‪.‬‬
‫ـ ينتظر المجتمع التقليدي من المرأة أن تكون مطيعة ومخلصة‬
‫وأمينة لزوجها وتدبر شؤون منزلها‪ ،‬وتحترم أهل الزوج وأقربائه‬
‫وراضية بمعيشتها ما دام يؤمن لهاه حاجاتها المادية‪ .‬مقابل ذلك‪،‬‬
‫ليلزم الزوج بواجبات أخلقية مماثلة تجاه زوجته‪ ،‬من هنا‬
‫الزدواجية التي يمارسها المجتمع وخاصة كما يظهر في أمور‬
‫الزواج والطلق والرث واللتزامات الخلقية‪.‬‬
‫إن الموقف التحرري في المجتمع العربي يرفض شرعية الوضاع‬
‫القائمة ويدعو إلى إلغاء الزدواجية في المجالت المذكورة‬
‫سابقًا‪ ،‬وفي مجالت النتخابات والعمل والتعلم والرث وادلء‬
‫الشهادة وفي التصرف الجنسي‪ ،‬ان قيما ً جديدة تنبثق وتفرض‬
‫نفسها في المجتمع العربي‪ ،‬ولذلك نلمس مزيدا ً من تحرر المرأة‬
‫واقبالها على العلم والعمل خارج المنزل والمشاركة في النتاج‬
‫القتصادي والعمل السياسي والدفاع عن البلد‪ ،‬وبقدر ما تتعلم‬
‫وتعمل وتنتج وتستقل اقتصاديا ً وتسهم في صنع مصيرها ومصير‬
‫المجتمع‪ ،‬يصبح أمر مساواتها بالرجل واقعا ً حقيقيا‪ ،‬وحتى يتحقق‬
‫هذا المر‪ ،‬ومهما كان تقديرنا للنجازات التي تحققت حتى الن‪،‬‬
‫فإن المرأة لتزال مغتربة تعاني من مشكلت أساسية‪ ،‬بما في‬
‫ذلك موضوع الحجاب )رمز النفصام بين عالم المرأة وعالم‬
‫الرجال( الذي ليزال سائدا ً في عدد من البلدان العربية ومنتشرا ً‬
‫في بعضها الخر‪.‬‬
‫ان هرمية العائلة هي جزء من هرمية المجتمع‪ ،‬فل يتم تحرير‬
‫المرأة بمعزل عن عملية تحرير المجتمع نفسه‪ ،‬هذا ليعني أن‬
‫تؤجل مسألة تحرير المرأة حتى يتحرر المجتمع‪ ،‬إن هناك علقة‬
‫تفاعلية جدلية بين عمليتي التحرر‪ ،‬وتكون البداية بالنسبة للمرأة‬
‫بمزيد من مشاركتها في قوة العمل والحصول على الستقلل‬
‫القتصادي‪ ،‬وحتى الن كانت نسبة مشاركة المرأة في العمل‬
‫القتصادي النتاجي متدنية جدا ً في البلدان العربية‪ ،‬حتى‬
‫بالمقارنة مع دول العالم الثالث القل نموا‪ ،‬صحيح ان المرأة‬
‫العربية تسهم بالنتاج القتصادي وبنسبة أعلى من النسب‬
‫الضئيلة التي توردها الحصاءات‪ ،‬ولكن هذا النتاج لم يكن مستقل ً‬
‫عن سيطرة الرجل واشرافه وملكيته لوسائل النتاج ومن ضمن‬
‫نشاطاتها المنزلية الغالبة‪ .‬وما زال النظام العام يضع الحواجز‬
‫في طريق اشتراك المرأة في قوة العمل متسلحا ً بمسوغات‬
‫عدة غير التسويغات الغيبية التي أشرنا إليها‪ ،‬كالقول ان‬
‫اشتراكها سيؤدي إلى زيادة حدة مشكلة البطالة وإلى نتائج‬
‫سلبية في حياة السرة‪.‬‬
‫** دونية الصغار‬
‫وتقوم بنية العائلة الهرمية على أساس العمر كما تقوم على‬
‫أساس الجنس‪ ،‬فالصغار تقليديا ً عيال على الكبار وتوجب عليهم‬
‫الطاعة شبه المطلقة في علقة سلطوية‪ ،‬ويتم التواصل تقليديا ً‬
‫بين الكبار والصغار ليس أفقيا ً بل عموديًا‪ ،‬فيتخذ من فوق إلى‬
‫تحت طابع الوامر والتبليغ وتوجيه التعليمات والتلقين والمنع‬
‫والتحذير والتخويف والتهديد والتوبيخ والتنديد والتخجيل‬
‫والستهزاء والذلل والشتم والتحريم وتوليد الشعور بالذنب‬
‫والقلق‪ ...‬الخ‪ .‬وقد يقترن هذا التواصل من فوق إلى تحت‬
‫بالعقاب والحرمان والغضب والصفع والخضاع وكسر )النف( أو‬
‫)الشوكة( أو العنفوان‪ ،‬أما التواصل من تحت إلى فوق فيتخذ‬
‫طابع الترجي والصغاء ورفع التقارير والنصياع والسترحام‬
‫والتذلل والستعلم والترديد والتجاوب والستجابة مقترنا ً بالبكاء‬
‫والكتب والصمت والنسحاب واحناء الرأس والمراقبة الذاتية‬
‫واخفاء السرار والمشاكل والتكتم والتخفي والتحجج والمكر‬
‫والمسايرة والستغابة والحذر والحساس بالذنب والقلق والخوف‬
‫والرضوخ‪ ...‬الخ‪ ،‬ويتي كل ذلك نتيجة لعلقات الستبداد التي‬
‫تعتمد فلسفة تربوية تقوم على الترهيب والترغيب وليس على‬
‫القناع‪.‬‬
‫في بحثه حول أثر طرق تربية الطفل في العائلة البرجوازية‪ ،‬يرى‬
‫شرابي أن الب يضطهد الصبي فيما تسحق الم شخصيته عن‬
‫طريق الفراط في حمايته‪ ،‬أما البنت فتدفعها العائلة منذ‬
‫طفولتها المبكرة إلى الشعور بأنها عبء وغير مرغوب فيها‪ ،‬ان‬
‫هذا الفراط في الحماية وهذه السلطوية في العقاب يؤديان إلى‬
‫شعور البناء بالعجز‪ ،‬والتكالية‪ ،‬والتهرب من المسؤولية‪ ،‬ويرى‬
‫شرابي انه )خلفا ً لما يعتقده الكثيرون‪ ،‬فإن نظام العائلة عندنا ـ‬
‫على ما فيه من حسنات كاحترام الكبار وحماية أفراد العائلة‬
‫بعضهم بعضا ً في الملمات يقوم على التنابذ والخلف أكثر مما‬
‫يقوم على التعاون والوثام‪ ،‬إن الغيرة والحسد يسودان علقات‬
‫أفراد العائلة أكثر مما تسودها المحبة والتسامح‪ ،‬وهكذا الحال‬
‫تماما ً في علقات أعضاء المجتمع بعضهم ببعض‪ ،‬أن أولدنا‬
‫يتعلمون منذ الصغر كيف يجري اغتياب الصدقاء والقرباء وكيف‬
‫يجهر النسان بما ليضمره ومن أين تؤكل الكتف‪ ،‬وفي تنافسهم‬
‫على محبة الم وعطفها يتعلمون بشكل تلقائي كراهية الشقاء‬
‫واعتبارهم منافسين ومنافسات يجب التحسب لهم‪ ،‬كذلك فإن‬
‫الوالدين ينميان روحا ً لغيرة في نفوس أطفالهما وذلك‬
‫بتصرفاتهما اللواعية نحوهم‪ ،‬فإذا ميزت الم‪ ،‬ولو بكلمة واحدة‪،‬‬
‫بين ولد وآخر فإنها قد تسبب عند الواحد أو الخر نقمة أو شعورا ً‬
‫بالنقص يصبح جزءا ً من تركيب شخصيته فيؤثر في سلوكه تجاه‬
‫نفسه وتجاه الخرين(‪.‬‬
‫ويظهر واضحا ً ان البناء في العائلت التقليدية نادرا ما يشاركون‬
‫ً‬
‫أهلهم أسرارهم أو يستشيرونهم في حل مشاكلهم‪ ،‬وكثيرا ً ما‬
‫يلجأون إلى أترابهم بدل أن يلجأوا إلى أهلهم‪ ،‬وبقدر ما تتصف‬
‫العلقات بالسلطوية‪ ،‬يمارس البناء والبنات الرقابة على‬
‫تصرفاتهم ومشاعرهم في حضور الهل‪ ،‬كذلك يمارس الهل‬
‫بدورهم نوعا ً من الرقابة فيمتنعون عن بعض التصرفات أو عن‬
‫بحث المور بحضور أبنائهم وبناتهم‪ ،‬ونلحظ أن المشاركة‬
‫والستشارة والتعبير العفوي تزداد بازدياد العلقات الديمقراطية‬
‫ضمن العائلة‪.‬‬
‫كذلك يظهر الهل‪ ،‬تقليديًا‪ ،‬تحذيرا ً لبعض البناء والبنات حسب‬
‫العمر والجنس‪ ،‬وأحيانا ً حسب الجمال والذكاء وطاعة الهل‬
‫ومسايرتهم‪ ،‬وقد عرف المجتمع العربي عادة تفضيل الهل للبن‬
‫الكبر ومنحه حقوقا ً وامتيازات ل تمنح لغيره‪ ،‬ورغم اضمحلل‬
‫عادة حصر الرث والسلطة بالبن الكبر‪ ،‬فإن الكثير من آثار هذه‬
‫المفاضلة لتزال تعكس نفسها بشكل أو بآخر في الحياة اليومية‪،‬‬
‫وتحدث المفاضلة أكثر ما تحدث على أساس الجنس وخاصة‬
‫بالنسبة للرث وتوفير فرص التعليم‪ ،‬وليس من النادر أن نصدف‬
‫في الوقت الحاضر عائلة أصبح ابناؤها أطباء ومهندسين ومحامين‬
‫وأساتذة فيما ظلت البنات دون علم أو مهنة‪ ،‬بل كثيرا ً ما تتخذ‬
‫الخوات دور الم‪ ،‬فيخدمن إخوتهن منذ الصغر‪ ،‬وقد تستمر هذه‬
‫العلقة حتى بعد الزواج‪.‬‬
‫وقد ينشأ لدى بعض البناء إحساس بأن المتيازات التي يتمتعون‬
‫بها على حساب الخوات والخوة الصغار إنما هي حقوق طبيعية‬
‫نادرا ً ما يتساءلون حولها‪ ،‬كذلك قد ينشأ عند بعض الخوات‬
‫احساس بأن هذه المتيازات حقوق طبيعية للخوة وانهن عندما‬
‫يخدمن اخوتهن إنما يفعلن واجباتهن ليس إل‪ ،‬فيظهرن استعدادا ً‬
‫هائل ً للتضحية‪ .‬وكثيًر ما تتخلى بعض الخوات عن حقوقهن بارث‬
‫العائلة‪ ،‬وقد يرتبط ذلك بحس المرأة بعد زواجها أن بيت أهلها هو‬
‫بيتها الحقيقي وان الزواج نفي اختياري اضطراري معًا‪ ،‬ربما لذلك‬
‫تبكي عندما تخرج عروسا ً من بيت أهلها‪ .‬ولذا قد ليشكل الطلق‬
‫صدمة عاطفية‪ ،‬إذ بامكانها أن تعود إلى أهلها إذا شاءت أو‬
‫اضطرت إلى ذلك‪.‬‬
‫وليس التنظيم العائلي الهرمي هو وحده المسؤول عن هذه‬
‫النتائج السلبية‪ ،‬فللمؤسسات الجتماعية الخرى أنظمتها الهرمية‬
‫الخاصة التي تعزز واقع التنشئة هذا في العائلة‪ ،‬ثم ان بعض هذه‬
‫الوصاف لتنطبق على جميع العائلت العربية‪ ،‬إن تعميمات‬
‫شرابي نفسها تقتصر على ذلك النموذج العائلي الذي يجسد‬
‫)القيم والمواقف السائدة في وسط اسلمي مدني‪ ،‬وفي طبقة‬
‫اجتماعية وسطى أو أقرب إلى الوسطي‪ ،‬هذا مع العلم أن بعض‬
‫التعميمات يمكن أن تنطبق على المجتمع العربي ككل بما فيه‬
‫ل‪ ،‬قد لتنطبق على أطفال‬ ‫البدو والفلحون‪ ،‬إن نزعة التكالية‪ ،‬مث ً‬
‫العائلت الفقيرة الذين يضطرون للعمل الشاق والكفاح منذ‬
‫صغرهم‪.‬‬
‫ان محور العلقات في العائلة العربية ليس الفرد بل الجماعة‪،‬‬
‫ويرتبط ذلك ارتباطا ً وثيقا ً بكونها عائلة ممتدة بالضافة إلى أنها‬
‫وحدة إنتاجية اجتماعية معًا‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬أمان ‪ -‬المركز العربي للمصادر والمعلومات‬
‫=====================‬
‫حقوق النسان بين الشريعة والقانون‪ ..‬نصا ً ومقارنة‬
‫وتطبيقا ً‬

‫كتبه ‪ :‬المحامي محمد عنجريني ‪...‬‬


‫** المبادئ الساسية لتكريم المرأة في السلم‬
‫خص المبادئ الصلحية التي أعلنها السلم على لسان محمد‬ ‫)تتل ّ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالمرأة في المبادئ‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إن المرأة كالرجل في النسانية سواء بسواء قال الله‬
‫تعالى‪ :‬؟ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة؟‬
‫)‪ (174‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬إنما النساء‬
‫شقائق الرجال()‪.(175‬‬
‫ب ‪ -‬دفع السلم عن المرأة اللعنة التي كان يصفها بها رجال‬
‫الديانات السابقة‪ ،‬فلم يجعل عقوبة آدم بالخروج من الجنة ناشئا ً‬
‫منها وحدها بل منهما معا ً قال تعالى‪:‬؟ فأزلهما الشيطان عنها‬
‫فأخرجهما مما كانا فيه)‪ (176‬ثم قرر مبدأ آخر يعفي المرأة من‬
‫مسؤولية أمها حواء وهو يشمل المرأة والرجل على السواء‪ ،‬تلك‬
‫أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم)‪.(177‬‬
‫جـ – إن المرأة أهل للتدين والعبادة ودخول الجنة إن أحسنت‪،‬‬
‫أما إذا أساءت فمعاقبتها كالرجل سواء بسواء قال الله تعالى‪:‬؟‬
‫من عمل صالحا ً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة‬
‫ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون؟ )‪.(178‬‬
‫د – حارب السلم التشاؤم بها والحزن لولدتها كما كان شأن‬
‫العرب‪ ،‬ول يزال شأن كثير من المم‪ ،‬فقال الله تعالى منكرا ً هذه‬
‫العادة السيئة‪ :‬وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا ً وهو‬
‫كظيم‪ ،‬يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون‬
‫أم يدسه في التراب أل ساء ما يحكمون؟)‪.(179‬‬
‫هـ ‪ -‬أمر إكرامها‪ :‬بنتًا‪ ،‬وزوجًا‪ ،‬وأمًا‪ ،‬قال تعالى‪:‬؟ ومن آياته أن‬
‫خلق لكم من أنفسكم أزواجا ً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة‬
‫ورحمة؟)‪.(180‬‬
‫وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحق الناس بحسن‬
‫صحبتي؟ )قال‪ :‬أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك()‬
‫‪.(181‬‬
‫وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من‬
‫عال جاريتين )أي بنتين( حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين‬
‫وضم أصابعه)‪.(182‬‬
‫و ‪ -‬رغب في تعليمها‪ ،‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫)طلب العلم فريضة على كل مسلم()‪ (183‬ولفظ مسلم هنا‬
‫يشمل الذكر والنثى‪.‬‬
‫ز‪ -‬أعطاها حقها في الرث‪ :‬أمًا‪ ،‬وزوجة‪ ،‬وبنتًا‪ ،‬كبيرة كانت أم‬
‫صغيرة أم حمل ً في بطن أمها‪.‬‬
‫ح ‪ -‬نظم حقوق الزوجين وجعل لها حقوقا ً كحقوق الرجل مع‬
‫رئاسة الرجل لشؤون البيت‪ ،‬وهي رئاسة غير مستبدة‪ ،‬ول‬
‫ظالمة‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬؟ ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف‬
‫وللرجال عليهن درجة؟)‪.(184‬‬
‫ومن هذا يتبين أن السلم أحل المرأة المكانة اللئقة بها في‬
‫مجالت ثلثة‪:‬‬
‫)‪ (1‬المجال النساني‪ :‬فقد إعترف بإنسانيتها كاملة كالرجل وهذا‬
‫ما كان محل شك‪ ،‬أو إنكار المم المتحدثة السابقة‪.‬‬
‫)‪ (2‬المجال الجتماعي‪ :‬فقد فتح أمامهما مجال التعليم‪ ،‬وأسبغ‬
‫عليها مكانا ً اجتماعيا ً كريما ً في مختلف مراحل حياتها منذ‬
‫طفولتها حتى نهاية حياتها‪ ،‬بل إن هذه الكرامة تنمو كلما تقدمت‬
‫في العمر من طفلة‪ ،‬إلى زوجة‪ ،‬إلى أم‪ ،‬حيث تكون في سن‬
‫الشيخوخة التي تحتاج معها إلى مزيد من الحب‪ ،‬والحنو‪،‬‬
‫والكرام‪.‬‬
‫)‪ (3‬المجال الحقوقي‪ :‬فقد أعطاها الهلية المالية الكاملة في‬
‫جميع التصرفات حين تبلغ سن الرشد‪ ،‬ولم يجعل لحد عليها‬
‫ولية من أب أو زوج‪ ،‬أو رب أسرة( )‪.(185‬‬
‫** الحقوق التي أعطاها السلم للمرأة في الشؤون الجتماعية‬
‫أ ‪ -‬حق التعليم‬
‫ث السلم على العلم ورغب به الرجال والنساء على السواء‬ ‫ح ّ‬
‫وليس فيه نص واحد صحيح يحرم على المرأة أن تتعلم‪ ،‬وإن في‬
‫التاريخ السلمي مئات العاملت والديبات‪ ،‬والمحدثات ممن‬
‫اشتهرن بذلك ودونت سيرتهن في كتب التراجم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق المرأة في العمل والوظيفة‬
‫ل يوجد في السلم ما يمنع من تولي المرأة الوظائف لكمال‬
‫أهليتها‪ ،‬ولكن يجب أن يتم ذلك وفق مبادئ السلم وأخلقه‪ ،‬فل‬
‫يصح أن تكون الوظيفة معطلة لعمل الم في بيتها وإشرافها‬
‫على شؤون عائلتها)‪.(186‬‬
‫قال الستاذ الشيخ محمد أبو زهرة‪:‬‬
‫أما تمكين المرأة من العمل فقد قررنا أن الشريعة ل تعارضه‪،‬‬
‫لكن على أساس أن عمل المرأة في الحياة هو أن تكون ربة‬
‫أسرة‪ ،‬فهي التي تظلها بعطفها‪ ،‬وحنانها‪ ،‬ترعى أم أولدها‪،‬‬
‫وتغذيهم بأعلى الحاسيس الجتماعية وهي التي تربي فيهم روح‬
‫الئتلف مع المجتمع حتى يخرجوا إليه وهم يألفون وُيؤلفون‪.‬‬

‫إن الغذاء الروحي الذي تقدمه الم لولدها يربي أجسامه‬


‫وينميهم فقد أثبتت التجارب العملية التي أجريت لختبار نمو‬
‫الطفال الذين يتربون بين آبائهم وأمهاتهم أنه بعد تجاوز السنة‬
‫الولى من أعمارهم يكون نمو الطفل بين أبويه أوضح وأكثر لنه‬
‫يحتاج بعد السنة الولى إلى غذاء من العواطف كما يحتاج إلى‬
‫غذاء من المادة‪ ،‬بل ثبت أن غذاء العاطفة ينميه ولو لم تكن‬
‫الرعاية الصحية كاملة من كل الوجوه‪ ..‬أما النمو النفسي‪،‬‬
‫والعقلي‪ ،‬والتهذيب‪ ،‬والسيطرة على الغرائز‪ ،‬فإنه يكون كامل ً في‬
‫الطفل بين أبويه بينما يكون دون ذلك بكثير في الملجأ أو دار‬
‫الحضانة‪.‬‬
‫ول يمكن تنظيم السرة من غير ربة بيت راعية كاملة كما قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬المرأة راعية في بيت زوجها‬
‫ومسؤولة عن رعيتها()‪.(187‬‬
‫وذلك ليس هو النظام الشرعي الجتماعي فقط بل هو النظام‬
‫الطبيعي‪ ،‬ولهذا قلنا‪ :‬إن عمل المرأة ل يكون من الناحية‬
‫الجتماعية أصل ً بل يكون استثنائيا ً وذلك في الحوال التالية‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن تكون المرأة ذات نبوغ خاص يندر في الرجال والنساء‬
‫معًا‪ ،‬والمصلحة الجتماعية توجب في هذه الحالة أن تعمل ليعود‬
‫ذلك النبوغ على المجتمع بنفع عام‪ ،‬وفي هذا تترك جزء من‬
‫أمومتها في سبيل المصلحة العامة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن تتولى المرأة عمل ً هو أليق بالنساء كتربية الطفال‬
‫وتعليمهم فيكون الطفل في حضانة أمه داخل البيت‪ ،‬وفي عطف‬
‫المرأة ورعايتها في المدرسة‪ ،‬ومثل تعليم الطفال تطبيب‬
‫النساء‪ ،‬ولقد قرر الفقهاء أن بعض هذه العمال فرض كفاية‬
‫كالقابلت فإن عملهن من فروض الكفاية ولذلك قرر أحد كبار‬
‫فقهاء الحنفية وهو كمال الدين ابن همام أن الزوج ليس له منع‬
‫امرأته من الخروج إذا كانت تحترف عمل ً من فروض الكفاية‬
‫الخاصة بالمرأة‪ ،‬ولكنه نصح هذه المحترفة بأل تخرج متبرجة غير‬
‫كاملة في تصرفاتها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن تعين زوجها في ذات عمله‪ ،‬وهذا كثير في الريف‪،‬‬
‫فالمرأة الريفية إذا كان زوجها عامل ً زراعيًا‪ ،‬أو مالكا ً غيرًا‪ ،‬أو‬
‫مستأجرا ً لمساحة ضئيلة تعاونه امرأته في عمله‪ ،‬فهو يخرج من‬
‫داره حامل ً فأسه‪ ،‬وهي معه حاملة وعاء البذر‪ ،‬وحولهما أولدهما‬
‫يتعلقون بثيابها‪ ،‬ويحملن بعضهما على أذرعهما ولو كان للمرأة‬
‫صورة مثالية في مجتمعنا لكانت صورة تلك المرأة الكادحة‬
‫العاملة العاطفة‪ ،‬ل هؤلء النساء اللتي يغشين الندية والملهي‬
‫ودور الغناء‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن تكون في حاجة إلى العمل لقوتها‪ ،‬وقوت عيالها إذا‬
‫فقدت العائل هي وهم‪ ،‬فكان ل بد أن تعمل هذه الضرورة أو تلك‬
‫الحاجة الملحة‪ .‬ونقرر هنا أن المبادئ السلمية ما كانت لتجعل‬
‫مثل هذه المرأة في حاجة لن تعمل‪ ،‬لن بيت المال كان يتولى‬
‫النفاق عليها ويجري لها رزقا ً منتظما ً من بيت مال الذكوات أو‬
‫بيت مال الخراج والجزية إن لم تكن مسلمة وذلك تطبيقا ً لقول‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬من ترك مال ً فلورثته ومن‬
‫ترك دينا ً وعيال ً فإلي وعلي( )‪(189 ،188‬‬
‫** حق المرأة في النفقة‬
‫هناك فلسفتان في هذا الموضوع ولكل منها آثارهما الواضحة في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫الولى ‪ -‬فلسفة السلم في أن البنت والمرأة بوجه عام ل يصح‬
‫ن على أبيها‪ ،‬أو زوجها‬ ‫أن تكلف بالعمل لتنفق على نفسها‪ ،‬بل إ ّ‬
‫أو أخيها مثل ً أن يقوم بالنفاق عليها‪ ،‬لتتفرغ لحياة الزوجية‬
‫والمومة وآثار ذلك جلية واضحة في انتظام شؤون البيت‪،‬‬
‫والشراف على تربية الولد‪ ،‬وصيانة المرأة من عبث الرجال‪،‬‬
‫وإغرائهم‪ ،‬وكيدهم‪ ،‬لتظل لها سمعتها الكريمة النظيفة في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫الثانية ‪ -‬فلسفة الغربيين في أن البنت متى بلغت سنا ً معينة وهو‬
‫الغالب سبعة عشر عامًا‪ ،‬ل يجب على أبيها أو أقربائها النفاق‬
‫عليها‪ ،‬بل يجب أن تفتش عن عمل لها تعيش منه‪ ،‬وتدخر ما‬
‫تقدمه بائنة )دوطه( لزوجها المرتقب‪.‬‬
‫فإذا تزوجت كان عليها أن تسهم مع زوجها في نفقات البيت‪،‬‬
‫والولد‪ ،‬فإذا شاخت‪ ،‬وكانت ل تزال قادرة على الكسب وجب‬
‫عليها أن تستمر في العمل لكسب قوتها ولو كان ابنها من أغنى‬
‫الناس‪ ،‬إن أهم آثار هذه الفلسفة المادية أنها خالية من كل تقدير‬
‫لرسالة المرأة الخطيرة في الحياة‪ ،‬وأنها تلقى في أتون شهوات‬
‫الرجال وشرهم الجنسي لقاء لقمة العيش‪ ،‬وأنها ترهق المرأة‬
‫من أمرها عسرا ً فوق إرهاقها الطبيعي بالحمل والولدة‪ ،‬وأنها‬
‫تودي إلى تفكك السرة‪ ،‬وتشتت شملها ونشوء الولد بعيدين‬
‫عن مراقبة آبائهم وأمهاتهم‪(190).‬‬
‫** الحقوق السياسية للمرأة‬
‫)‪ (1‬حق النتخاب‬
‫)النتخاب هو اختيار المة لوكلء ينوبون عنها في التشريع‬
‫ومراقبة الحكومة‪ ،‬فعملية النتخاب عملية توكيل‪ ،‬يذهب شخص‬
‫إلى مركز القتراع فيدلي بصوته لمن يختارهم وكلء عنه في‬
‫المجلس النيابي‪ ،‬يتكلمون باسمه‪ ،‬ويدافعون عن حقوقه‪ ،‬والمرأة‬
‫في السلم ليست ممنوعة من أن توكل إنسانا ً بالدفاع عن‬
‫حقوقها والتعبير عن إرادتها كمواطنة في المجتمع()‪.(191‬‬
‫)‪ (2‬حق النيابة‬
‫إن النيابة عن المة ل تخلو من ثلثة أعمال رئيسة‪:‬التشريع‪،‬‬
‫والمراقبة‪ ،‬والشورى‪.‬‬
‫الول‪ :‬التشريع‪ :‬تشريع القوانين والنظمة‪ ،‬فليس في السلم ما‬
‫يمنع أن تكون المرأة مشرعة لن التشريع يحتاج قبل كل شيء‬
‫إلى العلم مع معرفة حاجات المجتمع وضروراته التي ل بد منها‪،‬‬
‫والسلم يعطي حق العلم للرجل والمرأة على السواء‪.‬‬
‫والثاني في المراقبة‪ :‬وأما في مراقبة السلطة التنفيذية فإنه ل‬
‫يخلو من أن يكون أمرا ً بالمعروف ونهيا ً عن المنكر‪ ،‬والرجل‬
‫والمرأة في ذلك سواء في نظر السلم قال الله تعالى في‬
‫القرآن الكريم‪ :‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض‪،‬‬
‫يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)‪.(192‬‬
‫ففي السنة الثالثة عشرة من البعثة النبوية أي السنة التي هاجر‬
‫فيها النبي صلى الله عليه وسلم قدم لديه خمسة وسبعون‬
‫مسلما ً من المدينة منهم ثلثة وسبعون رجل ً وامرأتان‪ ،‬وبايعوه‬
‫جميعا ً بيعة العقبة الثانية‪ ،‬وهي بيعة حرب وقتال‪ ،‬وبيعة سياسية‪،‬‬
‫وبعد أن فرغوا من بيعته قال لهم جميعًا‪) :‬أخرجوا إلي منكم اثني‬
‫عشر نقيبا ً يكونون على قومهم بما فيهم كفلء )‪ (193‬وهذا أمر‬
‫من رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه للجميع بأن ينتخبوا‬
‫من الجميع‪ ،‬ولم يخصص الرجل‪ ،‬ولم يستثن النساء‪ ،‬ل فيمن‬
‫َينتخب ول فيمن ُينتخب‪ ،‬والمطلق يجرى على إطلقه ما لم يرد‬
‫دليل التقييد‪ ،‬كما أن العام يجري على عمومه ما لم يرد دليل‬
‫التخصيص‪.‬‬
‫وهنا جاء الكلم عاما ً ومطلقًا‪ ،‬ولم يرد دليل التقيد أو التخصيص‬
‫فيدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المرأتين أن‬
‫تنتخبا النقباء وجعل لكل من المرأتين حق انتخابها من المسلمين‬
‫نقيبتين‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الشورى‬
‫لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلح الحديبية‬
‫ولقي مقاومة عنيفة من المسلمين لشروطها‪ ،‬وأمرهم أن‬
‫ينحروا‪ ،‬ويحلقوا‪ ،‬فرفض المسلمون جميعا ً ذلك‪ ،‬فدخل على‬
‫زوجته أم سلمة رضي الله عنها‪ ،‬وأخبرها بما صنعه المسلمون‬
‫فأشارت عليه أن يخرج‪ ،‬وينحر‪ ،‬ويحلق‪ ،‬فأخذ برأيها‪ ،‬وفعل كما‬
‫ب المسلمون ينحرون ويحلقون حتى كادوا‬ ‫قالت له‪ ،‬فه ّ‬
‫يتذابحون؟ لسرعتهم في التقيد بفعل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم)‪ (194‬وهذا يدل على حق المرأة في الشورى‪ ،‬وأن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كان يشاور النساء‪ ،‬ويأخذ برأيهن‪،‬‬
‫فيجوز أن تكون عضوا ً في مجلس الشورى لتعطي رأيها كما‬
‫فعلت أم سلمة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم)‪.(195‬‬
‫)‪ (3‬حق تولي المناصب الحكومية‬
‫يرى أكثر الفقهاء على أن المناصب الحكومية ليست ممنوعة‬
‫على المرأة سوى رئاسة الدولة العليا لقول رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم حين بلغه أن الفرس ولوا الرئاسة عليهم إحدى‬
‫بنات كسرى بعد موته فقال‪) :‬ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة(‪.‬‬
‫وإن أبا حنيفة النعمان يجيز أن تتولى القضاء في بعض الحيان‪.‬‬
‫ويرى الدكتور مصطفى السباعي في كتابه المرأة بين الفقه‬
‫والقانون بأن منع المرأة من تولي رئاسة الدولة العليا ل علقة له‬
‫بموقف السلم من إنسانية المرأة‪ ،‬وكرامتها‪ ،‬وأهليتها‪ ،‬وإنما هو‬
‫وثيق الصلة بمصلحة المة وبحالة المرأة النفسية ورسالتها‬
‫الجتماعية‪ ،‬ويقول‪) :‬إن رئيس الدولة في السلم ليس صورة‬
‫رمزية للزينة والتوقيع‪ ،‬وإنما هو قائد المجتمع‪ ،‬ورأسه المفكر‪،‬‬
‫ووجه البارز فهو الذي يعلن الحرب على العداء‪ ،‬ويقود جيش‬
‫المة في ميادين الكفاح‪ ،‬ويقرر السلم والمهادنة إن كانت‬
‫المصلحة فيها‪ ،‬أو الحرب والستمرار فيها إن كانت المصلحة‬
‫تقتضيها‪ ،‬وطبيعي أن يكون ذلك كله بعد استشارة أهل الحل‬
‫والعقد في المة عمل ً بقول الله تعالى‪ :‬وشاورهم في المر؟ )‬
‫‪ (196‬ولكنه هو الذي يعلن قرارهم‪ ،‬ويرجع ما اختلفوا فيه عمل ً‬
‫بقول الله تعالى بعد ذلك‪ :‬فإذا عزمت فتوكل على الله)‪.(197‬‬
‫ورئيس الدولة في السلم يتولى خطابة الجمعة في المسجد‬
‫الجامع‪ ،‬وإمامة الناس في الصلوات‪ ،‬والفقهاء بين الناس في‬
‫الخصومات إذا اتسع وقته لذلك‪.‬‬
‫ومما ل ينكر أن هذه الوظائف الخطيرة ل تتفق مع تكوين المرأة‬
‫النفسي‪ ،‬والعاطفي‪ ،‬وبخاصة ما يتعلق بالحروب وقيادة الجيوش‬
‫فإن ذلك يقتضي من قوة العصاب‪ ،‬وتغليب العقل على العاطفة‬
‫والشجاعة في حوض المعارك‪ ،‬ورؤية الدماء ما نحمد الله على‬
‫أن المرأة ليست كذلك وإل فقدت الحياة أجمل ما فيها من رحمة‬
‫ووداعة وحنان‪ ،‬ويرى الدكتور محمد سليم العوا‪ :‬إن الفقهاء حين‬
‫تحدثوا عن منع المرأة من تولي رئاسة الدولة كان المقصود منها‬
‫دولة الخلفة‪ ،‬أما الدولة المعاصرة فهي دولة دستورية فيها‬
‫قوانين محددة لكل سلطة‪ ،‬وفيها فصل بين السلطات ول يمكن‬
‫أن يكون فيها اختصاصات الرئيس يعفي منها اختصاص الخليفة‪،‬‬
‫فهناك منعت المرأة لماذا؟ يقول الدكتور محمد سليم العوا‪ :‬لنها‬
‫ل تستطع أن تؤم الرجال بالصلة‪ ،‬ورئيس الدولة الن غير‬
‫مطلوب منه أن يؤم الصلة‪ ،‬وهي ل تستطيع تولي القضاء العام‬
‫لنها كانت من مهمات الخليفة أما اليوم فرئيس الدولة ليس‬
‫قاضياً‪ ،‬هناك سلطة قضائية مستقلة‪ ،‬والخليفة كان مشرعًا‪،‬‬
‫واليوم هناك فصل بين السلطات‪ ،‬فرئيس الدولة ل يشرع وإنما‬
‫البرلمان الذي يشرع وفيه رجال ونساء‪ ،‬وينتهي الدكتور عوا إلى‬
‫القول بأنه ل يرى مانعا ً يحول دون أن تتولى المرأة أي منصب‬
‫كان بما في ذلك رئاسة الدولة‪ ،‬ودولة الخلفة هي التي لن يصلح‬
‫فيها قوم ولوا أمرهم امرأة‪ ،‬ونحن ل نتبنى رأي الدكتور محمد‬
‫سليم العوا وإنما نورد رأيه إغناًء للبحث‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬حقوق النسان القتصادية والجتماعية والثقافية‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حقوق النسان الجتماعية‬
‫ثالثا ً ‪ -‬حقوق المرأة‬
‫‪ - 1‬التطور التاريخي لحقوق المرأة‬
‫أ ‪ -‬حقوق المرأة عند اليونان‪:‬‬
‫كانت المرأة في المجتمع اليوناني في أول عهده بالحضارة‬
‫محصنة وعفيفة ل تغادر البيت‪ ،‬وتقوم فيه بكل ما يحتاج إليه من‬
‫رعاية‪ ،‬وكانت محرومة من الثقافة ل تسهم في الحياة العامة‬
‫بقليل ول كثير‪ ،‬وكانت محتقرة حتى سموها رجسا ً من عمل‬
‫الشيطان‪ ،‬وكان الحجاب شائعا ً عندهم في البيوتات العالية‪ ،‬أما‬
‫من الوجهة القانونية فقد كانت المرأة عندهم كسقط المتاع‪ ،‬تباع‬
‫وتشترى بالسواق‪ ،‬وهي مسلوبة الحرية والمكانة في كل ما‬
‫يرجع إلى حقوقها المدنية‪ ،‬ولم يعطوها حقا ً في الميراث‪ ،‬وأبقوها‬
‫طيلة حياتها خاضعة لسلطة الرجل‪ ،‬ووكلوا إليه أمر رزقها‪ ،‬فهو‬
‫يستطيع أن يفرض عليها من يشاء زوجًا‪ ،‬وعهدوا إليه بالشراف‬
‫عليها في إدارة أموالها‪ ،‬فهي ل تستطيع أن تبرم عقدا ً دون‬
‫موافقته‪ ،‬وجعلوا للرجل الحق المطلق في فصل عرى الزوجية‪،‬‬
‫بينما لم يمنحوا للمرأة حق طلب الطلق إل في حالت استثنائية‪،‬‬
‫بل وضعوا العراقيل في سبيل الوصول إلى هذا الحق‪ ،‬ومن ذلك‬
‫أن المرأة إذا أرادت أن تذهب إلى المحكمة لطلب الطلق‪،‬‬
‫تربص بها الرجل في الطريق فأسرها وأعادها قسرا ً إلى البيت‪.‬‬
‫أما في )إسبارطة( فقد توسعوا في إعطائها شيئا ً من الحقوق‬
‫المدنية‪ ،‬فأعطوها شيئا ً من الحق في الرث والبائنة )الدوطة(‬
‫وأهلية التعامل‪ ،‬وما كان ذلك عن سماحة منهم واعتراف بأهلية‬
‫المرأة‪ ،‬وإنما كان لوضع المدينة الحربي حيث كان أهلها في‬
‫حرب وقتال‪ ،‬فكان الرجال يشتغلون بالحرب دائمًا‪ ،‬ويتركون‬
‫التصرف في حال غيبتهم للنساء ومن هنا كانت المرأة أكثر‬
‫خروجا ً إلى الشارع وأوسع حرفة من أختها في أثينا وسائر مدن‬
‫اليونان‪.‬‬
‫ومع هذا فقد كان أرسطو يعيب على أهل إسبارطة هذه الحرية‬
‫والحقوق التي أعطوها للمرأة‪ ،‬ويعزو سقوط إسبارطة وانحللها‬
‫إلى هذه الحرية والحقوق‪.‬‬
‫وفي أوج حضارة اليونان تعدلت أوضاع المرأة واختلطت بالرجال‬
‫في الندية‪ ،‬والمجتمعات‪ ،‬فشاعت الفاحشة حتى أصبح الزنا أمرا ً‬
‫غير منكر‪ ،‬وحتى غدت دور البغايا مراكز للسياسة والدب‪ ،‬ثم‬
‫اتخذوا التماثيل العارية باسم الدب والفن‪ ،‬ثم اعترفت ديانتهم‬
‫بالعلقة الثمة بين الرجل والمرأة‪ ،‬فمنهم آلهتهم )أفروديت( التي‬
‫خانت مع ثلثة آلهة وهي زوجة إله واحد‪ ،‬وكان من أخدانها رجل‬
‫من عامة البشر فولدت )كيوبيد( إله الحب عندهم‪.‬‬
‫ولم يشبع ذلك غرائزهم حتى انتشر عندهم التصال الجنسي‬
‫الشاذ بين الرجل والرجل‪ ،‬وأقاموا لذلك تمثال )هرموديس( و‬
‫)وارستوجنتين( وهما في علقة آثمة‪ ،‬وكان ذلك خاتمة المطاف‬
‫في حضارتهم فانهارت وزالوا‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حقوق المرأة عند الرومان‪:‬‬
‫أما عند الرومان فقد كان لمر عندهم في العصر القديم أن الب‬
‫ليس ملزما ً بقبول ضم ولده منه إلى أسرته ذكرا ً كان أم أنثى‪،‬‬
‫بل كان يوضع الطفل بعد ولدته عند قدميه‪ ،‬فإذا رفعه وأخذه‬
‫كان دليل ً على أنه ضمه إلى أسرته‪ ،‬وإل فإنه يعني رفضه لذلك‪،‬‬
‫فيؤخذ الوليد إلى الساحة العامة أو إلى باحات هياكل العبادة‬
‫فيطرح هناك‪ ،‬فمن شاء أخذه إذا كان ذكرًا‪ ،‬وإل فإنه يموت جوعا ً‬
‫وعطشا ً وتأثرا ً من حرارة الشمس أو برودة الشتاء‪.‬‬
‫وكان لرب السرة أن يدخل في أسرته من الجانب من يشاء‬
‫ويخرج منها من أبنائه من يشاء‪ ،‬عن طريق البيع‪ ،‬وكانت سلطته‬
‫على أبنائه وبناته تمتد حتى وفاته مهما بلغ سن البناء والبنات‪،‬‬
‫كما كانت له سلطة على زوجته وزوجات أبنائه وأبناء أبنائه‪،‬‬
‫وكانت هذه السلطة تشمل البيع والنفي والتعذيب والقتل‪ ،‬فكانت‬
‫سلطته سلطة ملك ل حماية‪ ،‬ولم يلغ ذلك إل في عهد جوشنياف‬
‫)المتوفى عام ‪565‬م( فإن سلطة الب لم تعد تتجاوز التأديب‪.‬‬
‫وكان رب السرة هو مالك كل أموالها‪ ،‬فليس لفرد فيها حق‬
‫التملك‪ ،‬وإنما هو الذي يقوم بتزويج البناء والبنات دون إرادتهم‪.‬‬
‫أما الهلية المالية فلم يكن للبنت حق التملك وإذا اكتسبت مال ً‬
‫أضيف إلى أموال السرة‪ ،‬ول يؤثر على ذلك بلوغها ول زواجها‪،‬‬
‫وفي العصور المتأخرة في عصر قسطنطين تقرر أن الموال‬
‫التي تحوزها البنت عن طريق ميراث أمها تتميز عن أموال أبيها‪،‬‬
‫ولكن له الحق في استعمالها واستغللها‪ ،‬وعند تحرير البنت من‬
‫سلطة رب السرة يحتفظ الب بثلث أموالها كملك له ويعطيها‬
‫الثلثين‪.‬‬
‫وفي عهد جوستثيان قرر أنه كلما تكتسبه البنت بسبب عملها أو‬
‫عن طريق شخص آخر غير رب أسرتها يعتبر ملكا ً لها‪ ،‬أما‬
‫الموال التي يعطيها رب السرة فتظل ملكا ً له‪ ،‬على أنها وإن‬
‫أعطيت حق تملك تلك الموال فإنها لم تكن تستطيع التصرف‬
‫فيها دون موافقة رب السرة‪ .‬وإذا مات رب السرة يتحرر البن‬
‫إذا كان بالغًا‪ ،‬أما الفتاة فتنتقل الولية عليها إلى الوصي ما دامت‬
‫دل ذلك أخيرا ً بحيلة للتخلص من ولية‬ ‫على قيد الحياة‪ ،‬ثم ع ّ‬
‫الوصي الشرعي بأن تبيع المرأة نفسها لولي تختاره‪ ،‬فيكون‬
‫متفقا ً فيما بينهما أن هذا البيع لتحريرها من قيود الولية‪ ،‬فل‬
‫يعارضها الولي الذي اشتراها في أي تصرف تقوم به‪.‬‬
‫وإذا تزوجت الفتاة أبرمت مع زوجها عقدا ً يسمى )اتفاق‬
‫السيادة( أي بسيادة الزوج عليها بإحدى ثلث طرق‪:‬‬
‫‪ - 1‬في حفلة دينية على يد الكاهن‪.‬‬
‫‪ - 2‬بالشراء الرمزي أي يشتري الزوج زوجته‪.‬‬
‫‪ - 3‬بالمعاشرة الممتدة بعد الزواج إلى سنة كاملة‪.‬‬
‫وبذلك يفقد رب السرة سلطته البوية على ابنته‪ ،‬وتنتقل‬
‫السلطة إلى الزوج‪ ،‬وقد تحولت السلطة على المرأة في عهد‬
‫الزدهار العلمي للقانون الروماني من سلطة ملك إلى سلطة‬
‫حماية‪ ،‬ولكنها مع ذلك بقيت قاصرة الهلية‪.‬‬
‫كانت قوانين اللواح الثني عشر تعتبر السباب الثلثة التية‬
‫أسبابا ً لعدم ممارسة الهلية وهي‪ :‬السن‪ ،‬الحالة العقلية‪ ،‬الجنس‬
‫أي النوثة‪ ،‬وكان الفقهاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر‬
‫على النساء بقولهم‪:‬‬
‫لطيش عقولهن‪ ،‬جاء قانون جوستنيان ينص على أنه يشترط‬
‫لصحة التعاقد أهلية حقوقية وأهلية فعلية واقعية‪.‬‬
‫أما الهلية الحقوقية فيعتبر فاقدا ً لها‪:‬‬
‫‪ - 1‬الرقيق‪ -2 ،‬الجانب في العقود الوطنية‪ -3 ،‬الخاضعات‬
‫لسلطة رئيس السرة‪ ،‬وهن البنات والزوجات‪.‬‬
‫وأما الهلية الفعلية الواقعية فيعتبر فاقدا ً لها‪:‬‬
‫‪ - 1‬الولد الصغار والمعتوهون‪.‬‬
‫‪ - 2‬السفهاء في الحالة التي يصبحون فيها مدينين‪.‬‬
‫‪ - 3‬البنات والسيدات البالغات الخاضعات لسلطة رئيس أسرة‬
‫)أب أو زوج(‪.‬‬
‫‪ - 4‬النساء البالغات المستقلت‪ ،‬وذلك في الحالة التي يصبحن‬
‫فيها مدينات دون إذن من الوصي عليهن‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬حقوق المرأة في شريعة حمورابي‪:‬‬
‫كانت المرأة في شريعة حمورابي تحسب في عداد الماشية‬
‫المملوكة‪ ،‬فمن قتل بنتا ً لرجل كان عليه أن يسّلم ابنته ليقتلها أو‬
‫يمتلكها‪.‬‬
‫د ‪ -‬حقوق المرأة في شريعة مانو الهندية‪:‬‬
‫لم يكن للمرأة في شريعة مانو الحق في الستقلل عن أبيها أو‬
‫زوجها أو ولدها‪ ،‬فإذا مات هؤلء جميعا ً وجب أن تنتمي إلى رجل‬
‫من أقارب زوجها‪ ،‬وهي قاصرة طيلة حياتها‪ ،‬ولم يكن لها حق في‬
‫الحياة بعد وفاة زوجها بل يجب أن تموت يوم موت زوجها‪ ،‬وأن‬
‫تحرق معه وهي حية على موقد واحد‪.‬‬
‫واستمرت هذه العادة حتى القرن السابع عشر حيث أبطلت على‬
‫كره من رجال الدين الهنود‪.‬‬
‫وكانت تقدم قربانا ً لللهة لترضى‪ ،‬أو تأمر بالمطر أو الرزق‪ ،‬وفي‬
‫مناطق الهند القديمة شجرة يجب أن يقدم لها أهل المنطقة فتاة‬
‫تأكلها كل سنة‪.‬‬
‫وجاء في شرائع الهندوس‪ :‬ليس الصبر المقدر والريح ‪ ،‬والموت‬
‫والجحيم والسم والفاعي والنار أسوأ من المرأة‪.‬‬
‫د ‪ -‬حقوق المرأة عند اليهود‪:‬‬
‫كانت بعض طوائف اليهود تعتبر البنت في مرتبة الخادم‪ ،‬وكان‬
‫لبيها الحق في أن يبيعها قاصرة‪ ،‬وما كانت ترث إل إذا لم يكن‬
‫لبيها ذرية من البنين‪ ،‬وإل ما كان يتبرع بها لها أبوها في حياته‪.‬‬
‫وحين تحرم البنت من الميراث لوجود أخ لها ذكر‪ ،‬يثبت لها على‬
‫أخيها النفقة والمهر عند الزواج إذا كان الب قد ترك عقارا ً‬
‫فيعطيها من العقار‪ ،‬أما إذا ترك مال ً فل شيء لها من النفقة‬
‫والمهر ولو ترك القناطير المقنطرة‪ ،‬واليهود يعتبرون المرأة لعنة‬
‫لنها أغوت آدم‪ ،‬وقد جاء في توراتهم‪) :‬المرأة من الموت‪ ،‬وإن‬
‫الصالح أمام الله ينجو منها ‪-‬رجل ً واحدا ً بين ألف وجدت‪ ،‬أما‬
‫المرأة فبين كل أولئك لم أجد(‪.‬‬
‫هـ‪ -‬حقوق المرأة عند المسيحيين‪:‬‬

‫لقد هال رجال المسيحية الوائل ما رأوا في المجتمع الروماني‬


‫من انتشار الفواحش والمنكرات‪ ،‬وما آل إليه من انحلل أخلقي‬
‫شنيع‪ ،‬فاعتبروا المرأة مسؤولة عن هذا كله لنها كانت تخرج إلى‬
‫المجتمعات‪ ،‬وتتمتع بما تشاء من اللهو‪ ،‬وتختلط بمن تشاء من‬
‫الرجال كما تشاء‪ ،‬فقرروا أن الزواج دنس يجب البتعاد عنه‪ ،‬وإن‬
‫العزب عند الله أكرم من المتزوج‪ ،‬وأعلنوا أن المرأة باب‬
‫الشيطان‪ ،‬وأنها يجب أن تسخر من جمالها لنه سلح إبليس‬
‫للفتنة والغراء‪.‬‬
‫وقال القديس سوستان‪ :‬إنها شر لبد منه‪ ،‬وآفة مرغوب فيها‪،‬‬
‫وخطر على السرة والبيت‪ ،‬ومحبوبة فتاكة‪ ،‬ومصيبة مطلية‬
‫مموهة‪.‬‬
‫وفي القرن الخامس الميلدي اجتمع مجمع )ماكون( للبحث في‬
‫المسألة التالية‪ :‬هل المرأة مجرد جسم ل روح فيه؟ أم لها روح؟‬
‫وأخيرا ً قرروا أنها خلو من الروح الناجية من عذاب جهنم ماعدا‬
‫أم المسيح‪.‬‬
‫ولما دخلت أمم الغرب في المسيحية كانت آراء رجال الدين قد‬
‫أثرت في نظرتهم إلى المرأة‪ ،‬فعقد الفرنسيون مؤتمرا ً في عام‬
‫‪ 586‬للميلد )أي أيام شباب النبي محمد صلى الله عليه وسلم(‬
‫للبحث‪ :‬هل تعد المرأة إنسانا ً أم غير إنسان؟ وأخيرا ً قرروا أنها‬
‫إنسان خلقت لخدمة الرجل فحسب‪.‬‬
‫واستمر الغرب في احتقار المرأة وحرمانها لحقوقها طوال‬
‫القرون الوسطى حتى إن عهد الفروسية الذي كان يظن فيه أن‬
‫المرأة احتلت شيئا ً من المكانة الجتماعية‪ ،‬حيث كان الفرسان‬
‫يتغزلون بها ويرفعون من شأنها‪ ،‬لم يكن عهد خير لها بالنسبة‬
‫لوضعها القانوني والجتماعي‪ ،‬فقد ظلت تعتبر قاصرة لحق لها‬
‫في التصرف بأموالها دون إذن زوجها‪ .‬ومن الطريف بالذكر أن‬
‫القانون النجليزي حتى عام ‪ 1805‬كان يبيح للرجل أن يبيع‬
‫زوجته‪ ،‬وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات‪ ،‬فقد حدث أن باع‬
‫إنجليزي زوجته بمبلغ قدره خمسمائة جنيه وقال محاميه في‬
‫الدفاع عنه‪ :‬إن القانون النجليزي قبل مئة عام كان يبيح للزوج‬
‫أن يبيع زوجته بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة‪،‬‬
‫فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد ألغي عام ‪ 1805‬بقانون‬
‫يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن‪ ،‬وبعد المداولة حكمت‬
‫المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة أشهر‪.‬‬
‫ولما قامت الثورة الفرنسية وأعلنت تحرير النسان لم تشمل‬
‫بحنوها المرأة‪ ،‬فنص القانون المدني الفرنسي على أنها ليست‬
‫أهل ً للتعاقد دون رضا وليها إن كانت غير متزوجة‪.‬‬
‫وقد جاء النص على أن القاصرين هم‪ :‬الصبي‪ ،‬والمجنون‪،‬‬
‫والمرأة‪ ،‬واستمر ذلك حتى عام ‪ 1938‬حيث عدلت هذه‬
‫النصوص لمصلحة المرأة‪ ،‬ول تزال فيها بعض القيود على‬
‫تصرفات المرأة المتزوجة)‪.(163‬‬
‫‪ - 2‬الحقوق التي حصلت عليها المرأة عن طريق المم المتحدة‪:‬‬
‫لقد تبّين لنا من التطور التاريخي لحقوق المرأة أن العالم دخل‬
‫الثورة الصناعية‪ ،‬والمرأة مضطهدة‪ ،‬وقد تخلى الرجل عن إعالتها‬
‫وحرمت من التعليم‪ ،‬ومن حق التصرف في مالها‪ ،‬ومن حق‬
‫الختيار في الزواج‪ ،‬وأمام حاجتها لعالة نفسها‪ ،‬وحاجة المصانع‬
‫الجديدة ليدي عاملة رخيصة‪ ،‬اضطر لخراج المرأة من البيت‪،‬‬
‫وانتهز حاجتها واستغل فرصة زيادة العرض ليرخص من أجورها‪،‬‬
‫واستغنى أصحب العمال بالمرأة الرخيصة الجر عن العامل‬
‫الذي يرفع رأسه ويطالب بأجر كريم‪ .‬وحين طالبت المرأة‬
‫بالمساواة‪ ،‬كانت تعني أول ً وبالذات المساواة في الجور لتأكل‬
‫وتعيش‪ ،‬ولما لم تتمكن من تحقيق هذه المساواة طالبت بحق‬
‫النتخاب‪ ،‬ليكون لها صوت يحسب حسابه‪ ،‬ثم طالبت بدخول‬
‫البرلمانات ليكون لها صوت إيجابي في تقرير المساواة لن‬
‫القوانين التي تحكم لجميع يسّنها الرجل وحده‪.‬‬
‫ويجب أن نذكر أن فرنسا حتى عهد الجمهورية الرابعة بعد‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬لم تمنح المرأة حق التصرف في مالها إل‬
‫بإذن من وليها في حين منحتها حق ممارسة الدعارة العلنية‪.‬‬
‫أ ‪ -‬المساواة بين الرجل والمرأة‪:‬‬
‫لقد جاء في ديباجة ميثاق المم المتحدة ما يلي‪:‬‬
‫)نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الساسية للنسان‪ ،‬وبكرامة‬
‫الفرد وقيمته‪ ،‬وبما للرجال والنساء والمم كبيرها وصغيرها من‬
‫حقوق متساوية(‪.‬‬
‫كما أن أحد أهداف المم المتحدة‪ ،‬كما هو مبّين بالمادة الولى‬
‫ل المشكلت‬ ‫من الميثاق هو )تحقيق التعاون الدولي على ح ّ‬
‫العالمية القتصادية والجتماعية‪ ،‬والثقافية والنسانية‪ ،‬والعمل‬
‫على تعزيز احترام حقوق النسان وحرياته دون تمييز(‪.‬‬
‫وتعلن المادة الثانية أنه‪) :‬ل تفرض المم المتحدة قيودا ً تحد ّ بها‬
‫جواز اختيار الرجال والنساء للشتراك بأية صفة‪ ،‬وعلى وجه‬
‫المساواة في فروعها الرئيسة والثانوية(‪.‬‬
‫والعهدان الدوليان الخاصان بحقوق النسان يحظران التمييز على‬
‫أساس الجنس‪.‬‬
‫ب ‪ -‬العلن العالمي للقضاء على التمييز ضد المرأة‪:‬‬
‫في تاريخ ‪ 7/11/1967‬أعلنت الجمعية العامة قرارها )‪(2263‬‬
‫وهو العلن العالمي للقضاء على التمييز ضد المرأة‪.‬‬
‫وقد جاء في ديباجة هذا العلن ما يعكس قلق الجمعية العامة‬
‫على استمرار التمييز ضد المرأة‪ ،‬وقد جاء فيها‪:‬‬

‫)رغم ميثاق المم المتحدة‪ ،‬والعلن العالمي لحقوق النسان‪،‬‬


‫والتفاقيتين الدوليتين الخاصتين بحقوق النسان‪ ،‬والوثائق‬
‫الخرى الصادرة عن المم المتحدة والوكالت المتخصصة ‪-‬ورغم‬
‫م إحرازه في ميدان المساواة في الحقوق‪ ،‬فإنه ل‬ ‫التقدم الذي ت ّ‬
‫يزال هناك قدر كبير من التمييز ضد المرأة(‪.‬‬
‫ويبّين العلن في مادته الولى‪:‬‬
‫ن التمييز ضد المرأة بإنكار أو تقييد تساويها في الحقوق مع‬ ‫‪-1‬أ ّ‬
‫الرجل‪ ،‬يمثل إجحافا ً أساسيًا‪ ،‬ويعد ّ جريمة مخّلة بالكرامة‬
‫النسانية‪.‬‬
‫ويدعو في مواد أخرى إلى اتخاذ التدابير لضمان العتراف‬
‫العالمي قانونا ً وواقعا ً بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬ومن‬
‫هذه التدابير‪:‬‬
‫‪ -‬إلغاء القوانين والعادات والنظمة والممارسات القائمة‬
‫المنطوية على أي تمييز ضد المرأة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الحماية القانونية الكافية لتأمين تساوي حقوق الرجل‬
‫والمرأة‪.‬‬
‫‪ -‬الهابة بالحكومات والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬والفراد لتعزيز‬
‫تنفيذ المبادئ الواردة بهذا العلن‪.‬‬
‫ويتناول مواد أخرى‪ :‬الحقوق السياسية‪ ،‬وحق الجنسية‪ ،‬والحقوق‬
‫في القانون المدني‪ ،‬والبنود القائمة على التمييز في قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬والتجار في المرأة‪ ،‬وحقوق التعليم‪ ،‬والحقوق‬
‫القتصادية والجتماعية‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬معاهدة القضاء على التمييز ضد المرأة‪:‬‬
‫منذ عام ‪ 1974‬والجهزة المختصة بالمم المتحدة مشغولة‬
‫بإعداد معاهدة دولية بشأن القضاء على التمييز ضد المرأة‪ .‬وفي‬
‫عام ‪ 1976‬استطاعت الموافقة على مسودة لمعاهدة وضعت‬
‫م إقرارها‬‫على أساس مواد قامت مجموعة العمل بصياغتها‪ ،‬وت ّ‬
‫عام ‪.1978‬‬
‫د ‪ -‬حق المرأة في النتخاب‬
‫ابتداء من عام ‪ 1977‬اعترفت )‪ (139‬من الدول العضاء البالغ‬
‫عددها الجمالي )‪ (147‬بحق المرأة في النتخاب‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬المعاهدة الخاصة بجنسية المرأة المتزوجة‬
‫لقد أقّرت الجمعية العامة للمم المتحدة بدورتها رقم )‪ (11‬عام‬
‫‪ ،1957‬بالقرار رقم )‪ (104‬المعاهدة الخاصة بجنسية المرأة‬
‫المتزوجة‪ ،‬وحددت المعاهدة اللتزامات التالية بالنسبة لكل دولة‬
‫موقعة‪:‬‬
‫)‪ (1‬يراعى أل يؤّثر الرتباط بالزواج‪ ،‬أو حدوث الطلق بين إحدى‬
‫رعاياها‪ ،‬وأي أجنبي أو تغيير جنسية الزوج خلل الزواج على‬
‫جنسية الزوجة بصورة آلية‪.‬‬
‫)‪ (2‬يراعى أل ّ يحول الحصول الختياري على جنسية دولة أخرى‪،‬‬
‫أو تخلي أحد رعاياها عن جنسيته دون احتفاظ هذا المواطن‬
‫بجنسيتها‪.‬‬
‫)‪ (3‬يجوز لي زوجة أجنبية أن تحصل بناء على طلبها على جنسية‬
‫زوجها عن طريق إجراءات خاصة وتفصيلية لمنح الجنسية‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يخضع منح هذه الجنسية للقيود التي قد تفرضها مصالح المن‬
‫القومي‪ ،‬والسياسة العامة‪.‬‬
‫)‪ (4‬يراعى أل تؤول هذه المعاهدة على أنها تؤثر على أي تشريع‪،‬‬
‫أو ممارسة قضائية يجوز بمقتضاها أن تحصل الزوجة الجنبية‬
‫لحد مواطنيها بناء على طلبه للحصول على جنسية زوجها‪ .‬كحق‬
‫من الحقوق المسلم به‪.‬‬
‫و ‪ -‬المعاهدة الخاصة بحظر التجار في الشخاص والبغاء التي‬
‫وافقت عليها الجمعية العامة عام ‪.1949‬‬
‫ووفق هذه المعاهدة توافق الدول الطراف على معاقبة أي‬
‫شخص يقوم من أجل إشباع الرغبات الجنسية للخرين‪ :‬بجلب أو‬
‫م هذا بموافقة‬ ‫غواية أو قوادة شخص آخر بغرض البغاء حتى لو ت ّ‬
‫ذلك الشخص‪ ،‬أو يقوم باستغلل شخص آخر للبغاء‪ ،‬ولو كان‬
‫برضا هذا الشخص أو بامتلك أو إدارة أو تمويل ماخور عن علم‪،‬‬
‫أو السماح بتأخير مبنى أو مكان آخر‪ ،‬أو جزء من ذلك المكان‬
‫بغرض البغاء‪.‬‬
‫ز ‪ -‬المعاهدة التكميلية بإلغاء العبودية وتجارة الرقيق والعادات‬
‫والممارسات التي تمثل العبودية‪.‬‬
‫تعدد هذه المعاهدات التي أقرها مؤتمر للمبعوثين السياسيين‬
‫عقد المجلس القتصادي والجتماعي عام ‪ 1956‬العادات‬
‫والممارسات التي تماثل العبودية وهي أي عادة‪ ،‬أو ممارسة‬
‫بمقتضاها‪:‬‬
‫)‪ (1‬توعد أي امرأة بالزواج‪ ،‬أو تزوجها دون منحها حق الرفض‬
‫مقابل مال يدفع نقدا ً أو عينا ً لوالديها‪ ،‬أو للوصي‪ ،‬أو للسرة أو‬
‫أي شخص أو مجموعة أشخاص آخرين‪.‬‬
‫)‪ (2‬يكون لزوج امرأة ما أو لسرته‪ ،‬أو عشيرته الحق في نقلها‬
‫قاها أو خلف ذلك‪.‬‬ ‫إلى شخص آخر مقابل قيمة يتل ّ‬
‫)‪ (3‬تتعرض أي امرأة بعد زواجها لن يتوارثها شخص آخر‪.‬‬
‫ح ‪ -‬السن الدنى للزواج‪.‬‬
‫إن التوجه التي أقرتها الجمعية العامة للمم المتحدة عام ‪1965‬‬
‫بالقرار رقم ‪ 2018‬دورة ‪:20‬‬
‫إن السن الدنى للزواج ل يجوز أن يقل بأي حال عن ‪ /15/‬عامًا‪.‬‬
‫ط ‪ -‬المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق في حالة حل‬
‫الزواج‪ ،‬أو إلغائه أو النفصال القانوني‪.‬‬
‫لقد أوصى المجلس القتصادي والجتماعي بأن تتخذ الحكومات‬
‫جميع التدابير الممكنة لضمان المساواة في الحقوق بين الرجل‬
‫والمرأة في حالة حل الزواج أو إلغائه أو النفصال القانوني‬
‫المبادئ التالية‪:‬‬
‫)‪ (1‬توفير تسهيلت التصالح‪.‬‬
‫)‪ (2‬يراعي عدم منح الطلق أو النفصال القانون إل عن طريق‬
‫السلطة القضائية المختصة ويراعي تسجيله قانونيًا‪.‬‬
‫)‪ (3‬يراعي تمتع كل الزوجين بالقواعد القانونية نفسها والدفاع‬
‫القانوني عن إجراءات الطلق أو إلغاء الزواج أو النفصال‬
‫القانوني‪.‬‬

‫)‪ (4‬يراعي أن يكفل القانون لكل الزوجين الحق في تقديم‬


‫الموافقة الكاملة والحرة‪ ،‬أو المساك عنها في حالة الطلق على‬
‫أساس الموافقة المشتركة في البلد التي تكون الموافقة‬
‫المشتركة فيها شرطا ً للطلق‪.‬‬
‫)‪ (5‬في الجراءات القضائية المتصلة بحضانة الطفال يراعي أن‬
‫يعطى لمصلحة الطفال العتبار الكبر‪.‬‬
‫)‪ (6‬يراعي أل يحدث نتيجة للطلق‪ ،‬أو إلغاء الزواج‪ ،‬أو النفصال‬
‫القانوني‪ ،‬أو حل الزواج بالوفاة عدم مساواة بين الرجل والمرأة‬
‫في الوضع والهلية القانونيتين‪.‬‬
‫ي ‪ -‬حرية وصول المرأة إلى التعليم والتدريب‪.‬‬
‫لقد اهتم عدد من أجهزة المم المتحدة على مّر السنين بصياغة‬
‫تدابير لتحسين حرية وصول المرأة والفتاة إلى التعليم والتدريب‪.‬‬
‫وكانت هذه الجهزة تهتدي في هذا الشأن بما ورد في العلن‬
‫العالمي‪ ،‬والمعاهدات الدولية وقرار المم المتحدة المتعلقة‬
‫بحقوق النسان‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1960‬أقر المؤتمر العام لليونسكو معاهدة وتوصية‬
‫اليونسكو للقضاء على التميز في التعليم‪ .‬والن تقوم اليونسكو‬
‫على فترات منتظمة بتقديم تقارير إلى اللجنة الخاصة بوضع‬
‫المرأة بشأن مختلف أوجه حرية وصول الفتاة والمرأة إلى‬
‫التعليم والتدريب وتقارير بشأن أنشطتها ذات الهتمام الخاص‬
‫بالمرأة وعلى أساس هذه المعلومات وغيرها من المعلومات‬
‫المتاحة أقرت اللجنة وأجهزة المم المتحدة الخرى المعينة‬
‫قرارات ومقررات استهدفت ضمان المساواة في المعاملة على‬
‫المستويات كافة وفي جميع المجالت وفي التدريب التقني‬
‫والمهني وكذا في التدريب النظري‪.‬‬
‫وفيما يتصل بالتعليم البتدائي قام المجلس القتصادي‬
‫والجتماعي بناء على مبادرة اللجنة الخاصة بمركز المرأة‬
‫بالتوصية في عام ‪ 1962‬بمراعاة تقديم التعليم الولي المجاني‬
‫واللزامي والشامل للطفال من كل الجنسين‪ ،‬وأن تتخذ التدابير‬
‫لزيادة حضور الفتيات في التعليم الولي‪ ،‬وأن تطور أشكال‬
‫خاصة من تعليم الكبار للمرأة‪.‬‬
‫وفيما يتصل بالتعليم الثانوي اقترح المجلس في عام ‪ 1965‬أن‬
‫تراعى الدول عند التخطيط لنظامها التربوي اتخاذ تدابير من‬
‫شأنها أن تضمن للفتيات على قدم المساواة التامة مع الولد‬
‫حرية الوصول إلى التعليم الثانوي سواء العادي منه أو الخاص‬
‫بإعداد المعلمين المهني أو التقني‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1966‬أقرت اليونسكو برنامجا ً طويل المدى من أجل‬
‫تقديم المرأة من خلل حرية الوصول إلي التعليم والعلوم‬
‫والثقافة‪ ،‬وطبقا ً لهذا البرنامج يقوم منذ ذلك الوقت بتنفيذ عدد‬
‫من المشروعات التجريبية لتشجيع تكافؤ الفرص للمرأة والفتاة‬
‫في التعليم مع التركيز على محور المية والتعليم المهني والتقني‬
‫والتعليم في إطار التنمية الريفية باعتبارها مجالت ذات أولوية‪.‬‬
‫وفي السنوات الخيرة اتسعت جهود اليونسكو التي ل تزال‬
‫تشتمل على عنصر تربوي كبير‪ ،‬بحيث اشتملت على اهتمامات‬
‫أخرى وعلى وجه الخصوص تعزيز دور المرأة في عمليات صنع‬
‫القرار وتعزيز السلم‪ ،‬وتدريس أوضاع المرأة باعتبارها جزءا ً ل‬
‫يتجزأ من تدريس حقوق النسان وحرية وصول المرأة إلى‬
‫العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ودراسة هيكل وسائل التصال الجماهيرية‬
‫في المجتمع وعلقتها بوضع المرأة‪.‬‬
‫ك‪ -‬تحسين الوضع والدور القتصادي للمرأة والفتاة‪:‬‬
‫على مّر السنين كانت أجهزة المم المتحدة تسعى لقرار تدابير‬
‫لتحسين الوضع‪ ،‬والدور القتصادي للمرأة والفتاة‪ ،‬وكانت هذه‬
‫الجهود تهتدي بالعلن العالمي لحقوق النسان ولوائح حقوق‬
‫النسان‪ ،‬وبمعاهدة منظمة العمل الدولية الخاصة بالجر‬
‫المتكافئ التي تكفل أجرا ً متساويا ً عن نفس العمل للعمال من‬
‫الرجال والنساء‪ ،‬والمعاهدة المنقحة للعمل الليلي للمرأة‬
‫والمعاهدة المنقحة للعمل تحت الرض‪.‬‬
‫ن المشكلت التي تصادف المرأة والفتاة فيما يتصل‬ ‫على أ ّ‬
‫بوضعهما ودورهما في الحياة القتصادية لمجتمعاتها المحلية تنشأ‬
‫عن الممارسة أكثر منها نتيجة للقانون‪.‬‬
‫ل ‪ -‬معاهدة وتوصية منظمة العمل الدولية بشأن المكافأة‬
‫المتساوية‪.‬‬
‫لقد أقر المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية في ‪ 29‬حزيران‬
‫‪ 1951‬المعاهدة والتوصية بشأن المكافأة المتساوية للعامل‬
‫والعاملة عن العمل ذي القيمة )المتكافئة(‪.‬‬
‫وفي المعاهدة عرفت كلمة )متكافئة( بأنها تتضمن )الجر‬
‫والراتب العادي أو الساسي أو الدنى‪ ،‬وأي مبالغ إضافية أيا ً‬
‫كانت بصورة مباشرة أو غير مباشرة نقدا ً أو عينا ً إلى العامل‬
‫نتيجة لستخدامه‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬حقوق النسان القتصادية والجتماعية والثقافية‬
‫الفصل الرابع‪ :‬حقوق النسان الجتماعية في الشريعة السلمية‬
‫ثالثا ً ‪ -‬حقوق المرأة في السلم‬
‫‪ - 1‬المبادئ الساسية لتكريم المرأة في السلم‬
‫خص المبادئ الصلحية التي أعلنها السلم على لسان محمد‬ ‫)تتل ّ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالمرأة في المبادئ‬
‫التالية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬إن المرأة كالرجل في النسانية سواء بسواء قال الله‬


‫تعالى‪? :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة?)‬
‫‪ (174‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬إنما النساء‬
‫شقائق الرجال()‪.(175‬‬
‫ب ‪ -‬دفع السلم عن المرأة اللعنة التي كان يصفها بها رجال‬
‫الديانات السابقة‪ ،‬فلم يجعل عقوبة آدم بالخروج من الجنة ناشئا ً‬
‫منها وحدها بل منهما معا ً قال تعالى‪? :‬فأزلهما الشيطان عنها‬
‫فأخرجهما مما كانا فيه?)‪ (176‬ثم قرر مبدأ آخر يعفي المرأة من‬
‫مسؤولية أمها حواء وهو يشمل المرأة والرجل على السواء ?تلك‬
‫أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم?‪.(177).‬‬
‫جـ ‪ -‬إن المرأة أهل للتدين والعبادة ودخول الجنة إن أحسنت‪ ،‬أما‬
‫إذا أساءت فمعاقبتها كالرجل سواء بسواء قال الله تعالى‪? :‬من‬
‫عمل صالحا ً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة‬
‫ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون?‪.(178) .‬‬
‫د ‪ -‬حارب السلم التشاؤم بها والحزن لولدتها كما كان شأن‬
‫العرب‪ ،‬ول يزال شأن كثير من المم‪ ،‬فقال الله تعالى منكرا ً هذه‬
‫العادة السيئة‪? :‬وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا ً وهو‬
‫كظيم‪ ،‬يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون‬
‫أم يدسه في التراب أل ساء ما يحكمون?)‪.(179‬‬
‫هـ ‪ -‬أمر إكرامها‪ :‬بنتًا‪ ،‬وزوجًا‪ ،‬وأمًا‪ ،‬قال تعالى‪? :‬ومن آياته أن‬
‫خلق لكم من أنفسكم أزواجا ً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة‬
‫ورحمة?)‪.(180‬‬
‫وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحق الناس بحسن‬
‫صحبتي؟ )قال‪ :‬أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك()‬
‫‪.(181‬‬
‫وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من‬
‫عال جاريتين )أي بنتين( حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين‬
‫وضم أصابعه)‪.(182‬‬
‫و ‪ -‬رغب في تعليمها‪ ،‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫)طلب العلم فريضة على كل مسلم()‪ (183‬ولفظ مسلم هنا‬
‫يشمل الذكر والنثى‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ز‪ -‬أعطاها حقها في الرث‪ :‬أما‪ ،‬وزوجة‪ ،‬وبنتا‪ ،‬كبيرة كانت أم‬
‫صغيرة أم حمل ً في بطن أمها‪.‬‬
‫ح ‪ -‬نظم حقوق الزوجين وجعل لها حقوقا ً كحقوق الرجل مع‬
‫رئاسة الرجل لشؤون البيت‪ ،‬وهي رئاسة غير مستبدة‪ ،‬ول‬
‫ظالمة‪ ،‬قال الله تعالى‪? :‬ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف‬
‫وللرجال عليهن درجة?)‪.(184‬‬
‫ومن هذا يتبين أن السلم أحل المرأة المكانة اللئقة بها في‬
‫مجالت ثلثة‪:‬‬
‫)‪ (1‬المجال النساني‪ :‬فقد اعترف بإنسانيتها كاملة كالرجل وهذا‬
‫ما كان محل شك‪ ،‬أو إنكار المم المتحدثة السابقة‪.‬‬
‫)‪ (2‬المجال الجتماعي‪ :‬فقد فتح أمامهما مجال التعليم‪ ،‬وأسبغ‬
‫عليها مكانا ً اجتماعيا ً كريما ً في مختلف مراحل حياتها منذ‬
‫طفولتها حتى نهاية حياتها‪ ،‬بل إن هذه الكرامة تنمو كلما تقدمت‬
‫في العمر من طفلة‪ ،‬إلى زوجة‪ ،‬إلى أم‪ ،‬حيث تكون في سن‬
‫الشيخوخة التي تحتاج معها إلى مزيد من الحب‪ ،‬والحنو‪،‬‬
‫والكرام‪.‬‬
‫)‪ (3‬المجال الحقوقي‪ :‬فقد أعطاها الهلية المالية الكاملة في‬
‫جميع التصرفات حين تبلغ سن الرشد‪ ،‬ولم يجعل لحد عليها‬
‫ولية من أب أو زوج‪ ،‬أو رب أسرة( )‪.(185‬‬
‫‪ - 2‬الحقوق التي أعطاها السلم للمرأة في الشؤون الجتماعية‬
‫أ ‪ -‬حق التعليم‪:‬‬
‫ث السلم على العلم ورغب به الرجال والنساء على السواء‬ ‫ح ّ‬
‫وليس فيه نص واحد صحيح يحرم على المرأة أن تتعلم‪ ،‬وإن في‬
‫التاريخ السلمي مئات العاملت والديبات‪ ،‬والمحدثات ممن‬
‫اشتهرن بذلك ودونت سيرتهن في كتب التراجم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق المرأة في العمل والوظيفة‪:‬‬
‫ل يوجد في السلم ما يمنع من تولي المرأة الوظائف لكمال‬
‫أهليتها‪ ،‬ولكن يجب أن يتم ذلك وفق مبادئ السلم وأخلقه‪ ،‬فل‬
‫يصح أن تكون الوظيفة معطلة لعمل الم في بيتها وإشرافها‬
‫على شؤون عائلتها)‪.(186‬‬
‫قال الستاذ الشيخ محمد أبو زهرة‪:‬‬
‫أما تمكين المرأة من العمل فقد قررنا أن الشريعة ل تعارضه‪،‬‬
‫لكن على أساس أن عمل المرأة في الحياة هو أن تكون ربة‬
‫أسرة‪ ،‬فهي التي تظلها بعطفها‪ ،‬وحنانها‪ ،‬ترعى أم أولدها‪،‬‬
‫وتغذيهم بأعلى الحاسيس الجتماعية وهي التي تربي فيهم روح‬
‫الئتلف مع المجتمع حتى يخرجوا إليه وهم يألفون وُيؤلفون‪.‬‬
‫إن الغذاء الروحي الذي تقدمه الم لولدها يربي أجسامه‬
‫وينميهم فقد أثبتت التجارب العملية التي أجريت لختبار نمو‬
‫الطفال الذين يتربون بين آبائهم وأمهاتهم أنه بعد تجاوز السنة‬
‫الولى من أعمارهم يكون نمو الطفل بين أبويه أوضح وأكثر لنه‬
‫يحتاج بعد السنة الولى إلى غذاء من العواطف كما يحتاج إلى‬
‫غذاء من المادة‪ ،‬بل ثبت أن غذاء العاطفة ينميه ولو لم تكن‬
‫الرعاية الصحية كاملة من كل الوجوه‪ ..‬أما النمو النفسي‪،‬‬
‫والعقلي‪ ،‬والتهذيب‪ ،‬والسيطرة على الغرائز‪ .‬فإنه يكون كامل ً في‬
‫الطفل بين أبويه بينما يكون دون ذلك بكثير في الملجأ أو دار‬
‫الحضانة‪.‬‬
‫ول يمكن تنظيم السرة من غير ربة بيت راعية كاملة كما قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬المرأة راعية في بيت زوجها‬
‫ومسؤولة عن رعيتها()‪.(187‬‬

‫وذلك ليس هو النظام الشرعي الجتماعي فقط بل هو النظام‬


‫الطبيعي‪ ،‬ولهذا قلنا‪ :‬إن عمل المرأة ل يكون من الناحية‬
‫الجتماعية أصل ً بل يكون استثنائيا ً وذلك في الحوال التالية‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن تكون المرأة ذات نبوغ خاص يندر في الرجال والنساء‬
‫معًا‪ ،‬والمصلحة الجتماعية توجب في هذه الحالة أن تعمل ليعود‬
‫ذلك النبوغ على المجتمع بنفع عام‪ ،‬وفي هذا تترك جزء من‬
‫أمومتها في سبيل المصلحة العامة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن تتولى المرأة عمل ً هو أليق بالنساء كتربية الطفال‬
‫وتعليمهم فيكون الطفل في حضانة أمه داخل البيت‪ ،‬وفي عطف‬
‫المرأة ورعايتها في المدرسة‪ ،‬ومثل تعليم الطفال تطبيب‬
‫النساء‪ ،‬ولقد قرر الفقهاء أن بعض هذه العمال فرض كفاية‬
‫كالقابلت فإن عملهن من فروض الكفاية ولذلك قرر أحد كبار‬
‫فقهاء الحنفية وهو كمال الدين ابن همام أن الزوج ليس له منع‬
‫امرأته من الخروج إذا كانت تحترف عمل ً من فروض الكفاية‬
‫الخاصة بالمرأة‪ ،‬ولكنه نصح هذه المحترفة بأل تخرج متبرجة غير‬
‫كاملة في تصرفاتها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن تعين زوجها في ذات عمله‪ ،‬وهذا كثير في الريف‪،‬‬
‫فالمرأة الريفية إذا كان زوجها عامل ً زراعيًا‪ ،‬أو مالكا ً غيرًا‪ ،‬أو‬
‫مستأجرا ً لمساحة ضئيلة تعاونه امرأته في عمله‪ ،‬فهو يخرج من‬
‫داره حامل ً فأسه‪ ،‬وهي معه حاملة وعاء البذر‪ ،‬وحولهما أولدهما‬
‫يتعلقون بثيابها‪ ،‬ويحملن بعضهما على أذرعهما ولو كان للمرأة‬
‫صورة مثالية في مجتمعنا لكانت صورة تلك المرأة الكادحة‬
‫العاملة العاطفة‪ ،‬ل هؤلء النساء اللتي يغشين الندية والملهي‬
‫ودور الغناء‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن تكون في حاجة إلى العمل لقوتها‪ ،‬وقوت عيالها إذا‬
‫فقدت العائل هي وهم‪ ،‬فكان ل بد أن تعمل هذه الضرورة أو تلك‬
‫الحاجة الملحة‪ .‬ونقرر هنا أن المبادئ السلمية ما كانت لتجعل‬
‫مثل هذه المرأة في حاجة لن تعمل‪ ،‬لن بيت المال كان يتولى‬
‫النفاق عليها ويجري لها رزقا ً منتظما ً من بيت مال الذكوات أو‬
‫بيت مال الخراج والجزية إن لم تكن مسلمة وذلك تطبيقا ً لقول‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬من ترك مال ً فلورثته ومن‬
‫ترك دينا ً وعيال ً فإلي وعلي( )‪(189 ،188‬‬
‫جـ ‪ -‬حق المرأة في النفقة‪:‬‬
‫هناك فلسفتان في هذا الموضوع ولكل منها آثارهما الواضحة في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫الولى ‪ -‬فلسفة السلم في أن البنت والمرأة بوجه عام ل يصح‬
‫ن على أبيها‪ ،‬أو زوجها‬‫أن تكلف بالعمل لتنفق على نفسها‪ ،‬بل إ ّ‬
‫أو أخيها مثل ً أن يقوم بالنفاق عليها‪ ،‬لتتفرغ لحياة الزوجية‬
‫والمومة وآثار ذلك جلية واضحة في انتظام شؤون البيت‪،‬‬
‫والشراف على تربية الولد‪ ،‬وصيانة المرأة من عبث الرجال‪،‬‬
‫وإغرائهم‪ ،‬وكيدهم‪ ،‬لتظل لها سمعتها الكريمة النظيفة في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫الثانية ‪ -‬فلسفة الغربيين في أن البنت متى بلغت سنا ً معينة وهو‬
‫الغالب سبعة عشر عامًا‪ ،‬ل يجب على أبيها أو أقربائها النفاق‬
‫عليها‪ ،‬بل يجب أن تفتش عن عمل لها تعيش منه‪ ،‬وتدخر ما‬
‫تقدمه بائنة )دوطه( لزوجها المرتقب‪.‬‬
‫فإذا تزوجت كان عليها أن تسهم مع زوجها في نفقات البيت‪،‬‬
‫والولد‪ ،‬فإذا شاخت‪ ،‬وكانت ل تزال قادرة على الكسب وجب‬
‫عليها أن تستمر في العمل لكسب قوتها ولو كان ابنها من أغنى‬
‫الناس‪ .‬إن أهم آثار هذه الفلسفة المادية أنها خالية من كل تقدير‬
‫لرسالة المرأة الخطيرة في الحياة‪ ،‬وأنها تلقى في أتون شهوات‬
‫الرجال وشرهم الجنسي لقاء لقمة العيش‪ ،‬وأنها ترهق المرأة‬
‫من أمرها عسرا ً فوق إرهاقها الطبيعي بالحمل والولدة‪ ،‬وأنها‬
‫تودي إلى تفكك السرة‪ ،‬وتشتت شملها ونشوء الولد بعيدين‬
‫عن مراقبة آبائهم وأمهاتهم‪(190).‬‬
‫د ‪ -‬الحقوق السياسية للمرأة‬
‫)‪ (1‬حق النتخاب‪:‬‬
‫)النتخاب هو اختيار المة لوكلء ينوبون عنها في التشريع‬
‫ومراقبة الحكومة‪ ،‬فعملية النتخاب عملية توكيل‪ ،‬يذهب شخص‬
‫إلى مركز القتراع فيدلي بصوته لمن يختارهم وكلء عنه في‬
‫المجلس النيابي‪ ،‬يتكلمون باسمه‪ ،‬ويدافعون عن حقوقه‪ ،‬والمرأة‬
‫في السلم ليست ممنوعة من أن توكل إنسانا ً بالدفاع عن‬
‫حقوقها والتعبير عن إرادتها كمواطنة في المجتمع()‪.(191‬‬
‫)‪ (2‬حق النيابة‪:‬‬
‫إن النيابة عن المة ل تخلو من ثلثة أعمال رئيسة‪:‬‬
‫التشريع‪ ،‬والمراقبة‪ ،‬والشورى‪.‬‬
‫الول ‪ :‬التشريع‪ :‬تشريع القوانين والنظمة‪ ،‬فليس في السلم ما‬
‫يمنع أن تكون المرأة مشرعة لن التشريع يحتاج قبل كل شيء‬
‫إلى العلم مع معرفة حاجات المجتمع وضروراته التي ل بد منها‪،‬‬
‫والسلم يعطي حق العلم للرجل والمرأة على السواء‪.‬‬
‫والثاني في المراقبة‪ :‬وأما في مراقبة السلطة التنفيذية فإنه ل‬
‫يخلو من أن يكون أمرا ً بالمعروف ونهيا ً عن المنكر‪ ،‬والرجل‬
‫والمرأة في ذلك سواء في نظر السلم قال الله تعالى في‬
‫القرآن الكريم‪? :‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض‪،‬‬
‫يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر?)‪.(192‬‬

‫ففي السنة الثالثة عشرة من البعثة النبوية أي السنة التي هاجر‬


‫فيها النبي صلى الله عليه وسلم قدم لديه خمسة وسبعون‬
‫مسلما ً من المدينة منهم ثلثة وسبعون رجل ً وامرأتان‪ ،‬وبايعوه‬
‫جميعا ً بيعة العقبة الثانية‪ ،‬وهي بيعة حرب وقتال‪ ،‬وبيعة سياسية‪،‬‬
‫وبعد أن فرغوا من بيعته قال لهم جميعًا‪) :‬أخرجوا إلي منكم اثني‬
‫عشر نقيبا ً يكونون على قومهم بما فيهم كفلء )‪ (193‬وهذا أمر‬
‫من رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه للجميع بأن ينتخبوا‬
‫من الجميع‪ ،‬ولم يخصص الرجل‪ ،‬ولم يستثن النساء‪ ،‬ل فيمن‬
‫َينتخب ول فيمن ُينتخب‪ ،‬والمطلق يجرى على إطلقه ما لم يرد‬
‫دليل التقييد‪ ،‬كما أن العام يجري على عمومه ما لم يرد دليل‬
‫التخصيص‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وهنا جاء الكلم عاما ومطلقا‪ ،‬ولم يرد دليل التقيد أو التخصيص‬
‫فيدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المرأتين أن‬
‫تنتخبا النقباء وجعل لكل من المرأتين حق انتخابها من المسلمين‬
‫نقيبتين‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الشورى‪:‬‬
‫لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلح الحديبية‬
‫ولقي مقاومة عنيفة من المسلمين لشروطها‪ ،‬وأمرهم أن‬
‫ينحروا‪ ،‬ويحلقوا‪ ،‬فرفض المسلمون جميعا ً ذلك‪ ،‬فدخل على‬
‫زوجته أم سلمة رضي الله عنها‪ ،‬وأخبرها بما صنعه المسلمون‬
‫فأشارت عليه أن يخرج‪ ،‬وينحر‪ ،‬ويحلق‪ ،‬فأخذ برأيها‪ ،‬وفعل كما‬
‫ب المسلمون ينحرون ويحلقون حتى كادوا‬ ‫قالت له‪ ،‬فه ّ‬
‫يتذابحون؟ لسرعتهم في التقيد بفعل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم)‪ (194‬وهذا يدل على حق المرأة في الشورى‪ ،‬وأن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كان يشاور النساء‪ ،‬ويأخذ برأيهن‪،‬‬
‫فيجوز أن تكون عضوا ً في مجلس الشورى لتعطي رأيها كما‬
‫فعلت أم سلمة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم)‪.(195‬‬
‫)‪ (3‬حق تولي المناصب الحكومية‪:‬‬
‫يرى أكثر الفقهاء على أن المناصب الحكومية ليست ممنوعة‬
‫على المرأة سوى رئاسة الدولة العليا لقول رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم حين بلغه أن الفرس ولوا الرئاسة عليهم إحدى‬
‫بنات كسرى بعد موته فقال‪) :‬ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة(‪.‬‬
‫وإن أبا حنيفة النعمان يجيز أن تتولى القضاء في بعض الحيان‪.‬‬
‫ويرى الدكتور مصطفى السباعي في كتابه المرأة بين الفقه‬
‫والقانون بأن منع المرأة من تولي رئاسة الدولة العليا ل علقة له‬
‫بموقف السلم من إنسانية المرأة‪ ،‬وكرامتها‪ ،‬وأهليتها‪ ،‬وإنما هو‬
‫وثيق الصلة بمصلحة المة وبحالة المرأة النفسية ورسالتها‬
‫الجتماعية‪ ،‬ويقول‪) :‬إن رئيس الدولة في السلم ليس صورة‬
‫رمزية للزينة والتوقيع‪ ،‬وإنما هو قائد المجتمع‪ ،‬ورأسه المفكر‪،‬‬
‫ووجه البارز فهو الذي يعلن الحرب على العداء‪ ،‬ويقود جيش‬
‫المة في ميادين الكفاح‪ ،‬ويقرر السلم والمهادنة إن كانت‬
‫المصلحة فيها‪ ،‬أو الحرب والستمرار فيها إن كانت المصلحة‬
‫تقتضيها‪ ،‬وطبيعي أن يكون ذلك كله بعد استشارة أهل الحل‬
‫والعقد في المة عمل ً بقول الله تعالى‪? :‬وشاورهم في المر? )‬
‫‪ (196‬ولكنه هو الذي يعلن قرارهم‪ ،‬ويرجع ما اختلفوا فيه عمل ً‬
‫بقول الله تعالى بعد ذلك‪? :‬فإذا عزمت فتوكل على الله?)‪.(197‬‬
‫ورئيس الدولة في السلم يتولى خطابة الجمعة في المسجد‬
‫الجامع‪ ،‬وإمامة الناس في الصلوات‪ ،‬والفقهاء بين الناس في‬
‫الخصومات إذا اتسع وقته لذلك‪.‬‬
‫ومما ل ينكر أن هذه الوظائف الخطيرة ل تتفق مع تكوين المرأة‬
‫النفسي‪ ،‬والعاطفي‪ ،‬وبخاصة ما يتعلق بالحروب وقيادة الجيوش‬
‫فإن ذلك يقتضي من قوة العصاب‪ ،‬وتغليب العقل على العاطفة‬
‫والشجاعة في حوض المعارك‪ ،‬ورؤية الدماء ما نحمد الله على‬
‫أن المرأة ليست كذلك وإل فقدت الحياة أجمل ما فيها من رحمة‬
‫ووداعة وحنان‪ ،‬ويرى الدكتور محمد سليم العوا‪ :‬إن الفقهاء حين‬
‫تحدثوا عن منع المرأة من تولي رئاسة الدولة كان المقصود منها‬
‫دولة الخلفة‪ ،‬أما الدولة المعاصرة فهي دولة دستورية فيها‬
‫قوانين محددة لكل سلطة‪ ،‬وفيها فصل بين السلطات ول يمكن‬
‫أن يكون فيها اختصاصات الرئيس يعفي منها اختصاص الخليفة‪،‬‬
‫فهناك منعت المرأة لماذا؟ يقول الدكتور محمد سليم العوا‪ :‬لنها‬
‫ل تستطع أن تؤم الرجال بالصلة‪ ،‬ورئيس الدولة الن غير‬
‫مطلوب منه أن يؤم الصلة‪ ،‬وهي ل تستطيع تولي القضاء العام‬
‫لنها كانت من مهمات الخليفة أما اليوم فرئيس الدولة ليس‬
‫قاضياً‪ ،‬هناك سلطة قضائية مستقلة‪ .‬والخليفة كان مشرعًا‪،‬‬
‫واليوم هناك فصل بين السلطات‪ ،‬فرئيس الدولة ل يشرع وإنما‬
‫البرلمان الذي يشرع وفيه رجال ونساء‪ ،‬وينتهي الدكتور عوا إلى‬
‫القول بأنه ل يرى مانعا ً يحول دون أن تتولى المرأة أي منصب‬
‫كان بما في ذلك رئاسة الدولة‪ ،‬ودولة الخلفة هي التي لن يصلح‬
‫فيها قوم ولوا أمرهم امرأة‪ ،‬ونحن ل نتبنى رأي الدكتور محمد‬
‫سليم العوا وإنما نورد رأيه إغناًء للبحث‪.‬‬
‫==================‬
‫حق الطلق بين الرجل والمرأة‬
‫الرد على شبهات المجتمع‬
‫‪ -‬إنكم فرقتم بين الرجل والمرأة في حق الطلق ‪ ،‬وجعلتم‬
‫الطلق بيد الرجل لعدم ثقتكم بقدرات المرأة وكفائتها ‪ ،‬وأردتم‬
‫أن يكون استقرار بيتها وسعادتها مرهونان بيد الرجل ‪،‬فإن شاء‬
‫طلقها ‪ ،‬وإن شاء أبقاها وهي مهددة في الحالتين‪.‬‬
‫الرد على شببهة عدم مساواة المرأة بالرجل في حق الطلق‪:‬‬
‫‪-1‬ل بد أن نفرق أول ً ما بين جمال النظام وعدالته وبين سوء‬
‫استخدامه والتعسف في تطبيقه ‪ ،‬فإذا أساء الرجال أو النساء‬
‫استخدام الحق فل يعني ذلك سوء النظام وظلمه ‪ ،‬وإنما يعني‬
‫ذلك سوء النفس النسانية التي تعسفت في استخدامه‪.‬‬
‫‪-2‬إن هناك نوعين من الطلق‪ :‬الول يقع بإرادة الطرفين ‪ ،‬وهو‬
‫مايسمى )بالرادة المشتركة ( ‪ ،‬والثاني يتم بإرادة منفردة أما‬
‫بإرادة الزوج والزوجة غير راغبة ‪،‬أو بإرادة الزوجة والزوج غير‬
‫راغب ‪ ،‬وهذان النظامان كلهما موجود في شريعتنا ‪ ،‬فإذن نحن‬
‫لم نجعل الطلق بيد الرجل فقط و إنما راعت الشريعة‬
‫جميعالحالت والظروف ‪.‬‬
‫‪-3‬إن دعاة المساواة ليس لديهم تحفظ على الطلق الذي يقع‬
‫بإرادة منفردة ‪ ،‬لذا نحتاج أن نفصل في ذلك قلي ً‬
‫ل‪:‬‬
‫فلو وقع الطلق من الرجل ‪ ،‬فالشريعة تعطي للمرأة تعويضا ً‬
‫نفسيا ً وماليا ً وهو نفقة للعدة ونفقة للمتعة ويكون لها المهر ول‬
‫يستثنى من ذلك إل حالة النشوز ولو وقع الطلق بطلب المرأة‬
‫فالقاضي يوقع الطلق وتأخذ حقوقها المالية إذا كان الزوج ناشزا ً‬
‫‪ ،‬وأما إن كان طلبها للطلق مزاجيا ً فتعطي الرجل تعويضا ً ماليا ً‬
‫وهذا ما يسمى ) بالمخالعة ( ‪.‬‬
‫‪-4‬إن المتتبع لليان والمذاهب في موضوع الطلق يرى أن منها‬
‫من يحرم الطلق والفراق بين الزوجين ‪ ،‬وتكون علقتهما أبدية ‪،‬‬
‫ومنها من ل يرى للطلق قيمة ول لعقد الزواج قدسية ‪ ،‬فالباب‬
‫مفتوح دائما ً ‪ ،‬ولكن السلم دين الوسطية والعتدال ‪ ،‬قد شرع‬
‫الطلق وحدد له شروطا ً وضوابط ‪ ،‬حتى ل يكون أداة هدم لهم‬
‫مؤسسة في الكون ‪ ،‬فهو أي الطلق رحمة للسرة تستخدمه‬
‫متى احتاجت إليه‪.‬‬
‫‪-5‬من الخطأ عن مالقانونين أن نحكم على نص من غير النظر‬
‫في الدستور كله وفهم العلقة بين نصوصه ‪ ،‬وهذا ما نريد أن‬
‫نقوله في موضوع الطلق ‪ ،‬فالسلم تعامل مع نص الطلق بين‬
‫الطرفين كما يتعامل الصائغ مع كفتي الميزان ‪ ،‬فجعل كفة بيد‬
‫الرجل ) في بعض الحالت ( وأعطى ) المهر والنفقة الشهرية (‬
‫للمرأة ‪ ،‬فلكل طرف حق مربوط بالطرف الخر ) فهو مغرم‬
‫ومغنم لكل طرف ( ‪.‬‬
‫‪-6‬من المفارقات كما يقول الشيخ الغزالي‪ " :‬في الوقت الذي‬
‫تحتج فيه المرأة المصرية على الطلق " تحتج المرأة النجليزية‬
‫على أبدية الزواج ‪ ،‬وقد تقمت النائبة النجليزية ) مسز هوايت (‬
‫إلى مجلس العموم البريطاني بمشروع يقضي بإقرار الطلق بين‬
‫كل زوجين انفصل أكثر من سبع‬
‫سنوات ‪.‬‬
‫‪-7‬إن السلم عندما أقر الطلق حدد له وقتا ً وعين له مراحل ‪،‬‬
‫فل يطلق الرجل وهو غضبان أو مكره أو وزوجته حائض وقسم‬
‫بين الطلق السني والبدعي وأعطى مجال ً للصلح بل وحدد عددا ً‬
‫للطلقات‪:‬‬
‫الطلقة الولى‪ :‬محك وتجربة ‪.‬‬
‫الطلقة الثانية‪:‬امتحان أخير للعلقة ‪.‬‬
‫الطلقة الثالثة‪:‬دليل على فساد العلقة ‪ ،‬فالمسألة ليست عبثا ً ‪.‬‬
‫‪ -8‬لقد أبدعت الشريعة السلمية وانفردت في موضوع "‬
‫المراجعة " دون الشرائع النظمة الخرى لن النسان معرض‬
‫للخطأ والتقصير ‪ ،‬كما وأن في المراجعة حفظ لحقوق المرأة‬
‫وحريتها وكرامتها ‪ ،‬وجعل الشارع ضابطها انقضاء العدة حتى ل‬
‫تكون المرأة لعبة بيد الرجل متى ومتى شاء طلقها ومتى شاء‬
‫أرجعها ‪ ،‬فلو انتهت العدة فل يستطيع أن يرجعها إل بعقد ومهر‬
‫جديدين ‪ ،‬وللمرأة هنا أن تشترط ما يضمن حققها لوكان الرجل‬
‫هو المتسبب في الطلق وأرادت أن ترجع إليه‪.‬‬
‫‪ -9‬ل يختلف اثنان اليوم على استخدا م اكثر الرجال للجانب‬
‫اليسر من المخ ‪ ،‬وأقوى ما فيه الواقعية والعقلنية ‪ ،‬واستخدام‬
‫اكثر النساء الجانب اليمن وأقوى ما فيه الخيال والبداع‬
‫والعاطفة ‪ ،‬فالشارع راعى الفروق الفردية بين الجنسين عندما‬
‫جعل قرار الطلق بيد الرجل ‪ ،‬ومع ذلك أعطى للمرأة حقها‬
‫بطرق ووسائل تتناسب وطبيعتها العاطفية ‪.‬‬
‫‪ -10‬حدث في تونس أن أعطيت المرأة حق الطلق بنفس‬
‫وسائل الرجل وطرقه ‪ ،‬فإزدادت نسب الطلق في تلك السنة‬
‫أضعافا ً مضاعفة‪،‬ثم تم تعديل القانون ‪ ،‬وتبين أن أكثر النساء‬
‫اللتي أوقعن الطلق كان تطليقهن لزواجهن بسبب ردة فعل‬
‫عاطفية تجاه موقف من الزوج فتلفظن بالطلق ‪ ،‬ثم ندم الكثير‬
‫منهن على هذا التصرف ‪.‬‬
‫‪ -11‬في بعض الوليات المتحدة بأمريكا إذا حصل طلق بين‬
‫الطرفين فللمرأة نصف ممتلكات الزوج ‪ ،‬وفي ذلك ظلم‬
‫للطرفين ‪ ،‬فالمرأة يدخل في ملكيتها مال ليس ملكا ً لها وهذا‬
‫ظلم ‪ ،‬والرجل يسلب منه ما يملك من غير رضاه ‪ ،‬وهذا ظلم‬
‫آخر ‪ ،‬وإني أعرف رجل ً يملك عقارات وأسهم بالمليين ‪ ،‬وعندما‬
‫طلق زوجته باع كل ما يملك بمائة دولر‪ ،‬فأعطى لزوجته‬
‫خمسين دولرا ً وأخذ هو خمسين دولر ا ً نكاية فيها حتى ل تستفيد‬
‫من ماله وكان ذلك بحكم المحكمة ‪.‬‬
‫‪ -12‬مع كل ماسبق فإن الشريعة اعطت المرأة الحق في أن‬
‫تجعل الطلق بيدها دون وساطة القاضي ‪ ،‬وفي هذه الحالة تكون‬
‫العصمة بيدها إذا وافق الزوج ‪ ،‬فتستوي معه في التمكن من هذا‬
‫الحق ‪ ،‬ولكن عليها أن تشترط ذلك في عقد الزواج ‪.‬‬
‫‪ -13‬أدركت بعض الدول الغربية والتي كانت تحرم الطلق‬
‫وتمنعه خطأها فيسرت الحصول على الطلق ‪ ،‬وكانت آخر هذه‬
‫الدول ايطاليا ‪ ،‬حيث أباحته عام ‪1971‬م ويكفي أن نعلم إنه ما‬
‫إن أقر الطلق في إيطاليا حتى قدم إلى المحاكم أكثر من مليون‬
‫طلب طلق ‪.‬‬
‫كما نشرت مجلة السبوع العربي ‪ ،‬العدد)‪ -( 681‬ص ‪ :65‬بدأت‬
‫صناعة بطاقات التهنئة في العالم ‪ ،‬تتجه إلى قضايا الطلق‬
‫بإعتبارها أمرا ً واقعا ً فظهرت في بعض أسواق الدول الغربية‬
‫بطاقات مخصصة للشخاص الذين أنهوا علقاتهم الزوجية ‪،‬‬
‫وللشخاص الذين يودون تهنئتهم بذلك ‪ ،‬فقد حوت بعض‬
‫البطاقات عبارات مثل " تهانينا لطلقكم " " ونحسدكم على‬
‫حريتكم " و " وما أجمل ما صنعتم ‪ ..‬حظا ً سعيدا ً "‪.‬‬
‫‪ -14‬أعطت الشريعة للمرأة الحق في طلب الطلق في حالة‬
‫غياب زوجها عنها أكثر من سنة أو امتناعه عن النفاق ‪ ،‬أو إن‬
‫كان به علة كمرض البرص والعنة وغيرهما ‪ ،‬أو للضرر ‪ ،‬سواء‬
‫كان الضرر ماديا ً ‪،‬أو نفسيا ً ‪ ،‬وقد اطلعت على حكم صدر في‬
‫مصر بتطليق زوجة للضرر وكان الضرر في هذه القضية هو "‬
‫صمت الزوج " وقد تم تأييد الحكم بالستئناف والتمييز ‪.‬‬
‫‪ -15‬إن مشاهير النساء في الغرب إذا تزوجن فإنهن يكتبن ورقة‬
‫على أزواجهن في حالة حدوث الطلق فل يأخذ المطلق أكثر من‬
‫) ‪ ( 100‬ألف دولر مثل ً ‪ ،‬وهذا ما حصل مع " مادونا " عندما‬
‫تزوجت ممثل مشهور ولم يستمر زواجهما أكثر من سنة هل هذه‬
‫العدالة المطلوبة ‪.‬‬
‫===============‬
‫الرد على شبهات المجتمع‬
‫عدم مساواة المرأة بالرجل في توزيع التركة؟‬
‫الرد على شبهات المجتمع‬
‫يعلق الكثير من المشككين على الية الكريمة‪ " :‬يوصيكم الله‬
‫في أولدكم للذكر مثل حظ النثيين " فيقولون ‪ :‬إنكم فرقتم بين‬
‫الرجل والمرأة في توزيع الرث ‪ ،‬فأعطيتم للرجل ضعف المرأة ‪،‬‬
‫وإن كان هذا المر مقبول ً في القديم لن وظيفة المرأة بيتية ‪،‬‬
‫واليوم المرأة شريكة الرجل في جميع العمال وتتحمل معه‬
‫المصاريف ‪ ،‬فلماذا فرقتم بينهما بالميراث ؟‪.‬‬
‫‪ -1‬قبل أن نخوض في الرد لنتعرف على أهداف نظام الرث ‪:‬‬
‫‪ -‬يقوي العلقة بين أفراد السرة الواحدة ‪ ،‬فالبناء يرثون من‬
‫والديهم ويشعرون أنهما أصحاب فضل عليهم ‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الرث يساعد على إلغاء التضخم المالي فتوزع الثروة‬
‫التي كان يملكها شخص على مجموعة أفراد ‪.‬‬
‫‪ -‬يشجع الفراد على العمل ‪ ،‬فالفرد الذي علم أن أحب الناس‬
‫إليه سيرثه سيزداد في النتاج حبا ً له ‪.‬‬
‫‪ -2‬لنأخذ فكرة عن نظام الرث عند بعض المذاهب والديان ‪:‬‬
‫فعند الفرس كان الزوج يورث أحب الزوجات إليه وتحرم‬
‫الباقيات كما تحرم الم والخت والبنت عندهم ‪ ،‬أما اليهود‬
‫فيعتبرون البن الذكر الوارث الوحيد لوالده ‪ ،‬أما عرب الجاهلية‬
‫فيرون أن المرأة ل تستحق الرث من أقاربها ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن المدقق في الية الكريمة يجد أن الله أوصى بالولد ‪ ،‬ثم‬
‫بين أن للذكر مثل حظ النثيين ‪ ،‬فقال تعالى ) يوصيكم الله في‬
‫أولدكم للذكر مثل حظ النثيين ( فالصل الوصية بالولد ‪ ،‬وأما‬
‫للذكر مثل حظ النثيين فهي حالة من حالت الميراث الربع‬
‫والعشرين ‪ ،‬ول ينطبق هذه التقسيم على كل حالت الميراث ‪.‬‬
‫‪ -4‬ولنضرب ثلث أمثلة من حالت " تساوي المرأة بالرجل في‬
‫قسمة الميراث ‪ ،‬والمثلة غيرها كثيرة ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ترك الميت أولدا ً وأبا ًَ وأما ً ‪ ،‬ورث كل من أبويه سدس‬
‫التركة ‪ ،‬دون تفريق بين ذكورة الب وأنوثة الم لقوله تعالى‪:‬‬
‫) ولبويه لكل واحد منهما السدس ( ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ترك الميت أخا ً لمه ‪ ،‬ولم يكن ثمة من يحجبها من الميراث‬
‫فإن كل ً من الخ والخت يرث السدس ‪ ،‬وذلك عمل ً بقوله تعالى‬
‫) وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس (‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ترك الميت عددا ً من الخوة للم ‪ ،‬اثنين فصاعدا ً ‪ ،‬وعددا ً‬
‫من الخوات للم ‪ ،‬اثنتين فصاعدا ً فإن الخوة يرثون الثلث‬
‫مشاركة ‪ ،‬والخوات أيضا ً يرثن الثلث مشاركة ‪ ،‬دون تفريق بين‬
‫الناث والذكور ‪ ،‬وذلك بموجب قوله عز وجل ‪ ) :‬فإن كانوا أكثر‬
‫من ذلك فهم شركاء في الثلث( ‪.‬‬
‫‪ -5‬ولنضرب مثالين آخرين من حالت أخذ المرأة أضعاف الرجل‬
‫من قسمة الميراث والمثلة غيرها كثيرة‪:‬‬
‫‪-‬إذا تركت المرأة المتوفاة زوجها وابنتها ‪ ،‬فإن ابنتها ترث النصف‬
‫ويرث والدها الذي هو زوج المتوفاة الربع ‪ ،‬أي أن النثى ترث هنا‬
‫ضعف ما يرثه الذكر ‪.‬‬
‫‪-‬إذا ترك الميت زوجة وابنتين وأخا ً له ‪ ،‬فإن الزوجة ترث ثمن‬
‫المال ‪ ،‬وترث البنتان الثلثين ‪ ،‬وما بقى فهو لعمهما ‪ ،‬وهو شقيق‬
‫الميت ‪ ،‬وبذلك يرث كل من البنتين أكثر من عمهما ‪ ،‬إذ إن‬
‫نصيب كل منهما يساوي ) ‪ (8/24‬بينهما نصيب عمهما يساوي)‬
‫‪.( 5/24‬‬
‫‪ -6‬يتبين لنا أن قسمة الميراث في الشريعة ليست بسبب‬
‫الذكورة والنوثة ‪ ،‬وإنما بسبب الوظائف التي يقوم بها كل من‬
‫الرجل والمرأة ‪ ،‬ومراعا ً لمدى حاجة الوارث ‪ ،‬ونوع العلقة بينه‬
‫وبين مورثه ‪ ،‬فالقضية اقتصادية بحتة ‪ ،‬ولهذا لحظنا سابقا ً أن‬
‫هناك حالت ترث فيها المرأة مثل الرجل ‪ ،‬وحالت أخرى ترث‬
‫أضعاف الرجل ‪.‬‬
‫‪ -7‬أما الحالت التي أعطى الشرع فيها الذكر أكثر من النثى‬
‫فليس ذلك عبثا ً وإنما بسبب مكانته في النفاق العائلي ‪ ،‬فرب‬
‫السرة يتولى النفاق على إخوته وأهله ‪ ،‬ولو كان أعزبا ً وعند‬
‫زواجه يدفع المهر ويأمن المسكن والثاث ‪ ،‬وعليه تقع مسؤولية‬
‫نفقة الزوجة والولد ‪ ،‬وكذلك يتحمل دية القتل الخطأ ومصاريف‬
‫الجهاد ‪ ،‬والمحكمة تلزمه بذلك كله كما ل يحق للمحكمة إلزام‬
‫المرأة بكل هذه المصاريف ‪ ،‬فلو حسبنا ماأخذه الرجل بنظام‬
‫محاسبي بعد إنفاقه لتبين أنه مساو لما أخذته المرأة إن لم يكن‬
‫أقل ‪.‬‬
‫‪ -8‬إن النظام الغربي وبالخص المريكي ‪ ،‬يقسم الميراث على‬
‫حسب التفاق الحاصل بين الزوجين قبل الوفاة ‪ ،‬وفي هذا‬
‫النظام ظلم كبير فهو لم يراع الوظائف الفردية للجنسين ‪ ،‬وقد‬
‫يحرم من التركة من هو أحق بها وقد ل يكون هناك اتفاق أصل ً‬
‫بين الطرفين فيتعرى هذه النظام مشاكل كبيرة ‪.‬‬
‫‪ -9‬أما من يقول أن الوضع اختلف وأن المرأة بعد أن كانت بيتية‬
‫في الماضي‪ ،‬أصبحت اليوم موظفة ‪ ،‬فنقول ‪ :‬مهما تغيرت‬
‫أوضاع المرأة فإنها تبقى غير ملزمة بالنفاق على أولدها وزوجه‬
‫وبيتها ‪ ،‬وإن أرادت المشاركة والمساهمة فإن ذلك تطوع منها ‪.‬‬
‫ولن ذلك أدعى لحفظ كرامتها واحترام حريتها ‪ ،‬فقد جعل‬
‫الشارع من هو مسؤول عن النفاق عليها من يوم ولدتها وحتى‬
‫وفاتها ‪.‬‬
‫‪ -10‬لو تخيلناأن الشارع الزم المرأة بالنفاق على البيت فإنه يتبع‬
‫ذلك إلزامها بالخروج لكسب الرزق مما يجر السرة إلى الوقوع‬
‫في المشكلت التي وقعت فيها المرأة الغربية ‪ ،‬ولكن الشريعة‬
‫أرادت أن تحترم المرأة وكرمتها من خلل تأمين رزقها لتكون‬
‫مطمئنة فتبدع في صناعة الجيال ورعاية البيت ‪ ،‬وفي الوقت‬
‫نفسه وفرت لها الحرية القتصادية عندما فتحت لها مجال العمل‬
‫واعتبرته اختياريا ً لها بينما ألزمت بذلك الرجل ‪ ،‬لو كسبت المرأة‬
‫مال ً فإن ذمتها المالية منفصلة عن غيرها ‪ ،‬ول يحق لحد أن يأخذ‬
‫منها إل برضاها ‪.‬‬
‫‪ -11‬إن مسألة التركة مسألة حسابية ل مسألة عواطف وإدعاء ‪،‬‬
‫وتأخذ المرأة ‪ ،‬ثلث الثروة المورثة لتنفقها على نفسها ‪ ،‬بينما‬
‫يأخذ الرجل ثلثي الثروة لينفقها أول ً على زوجته – أي إمرأة –‬
‫وثانيا ً على أسرته وأولده فأيهما يصيب أكثر من الخر بمنطق‬
‫الحساب والرقام ؟ وإذا كانت هناك حالت شاذة لرجل ينفقون‬
‫كل ثرواتهم على انفسهم ول يتزوجون ول يبنون أسرة ‪ ،‬فتلك‬
‫أمثلة نادرة ‪.‬‬
‫على أن هذه النسبة من الميراث إنما تكون في المال الموروث‬
‫بل تعب ‪ ،‬فهو يقسم بمقتضى العدل الرباني الذي يعطي " لكل‬
‫حسب حاجته " ومقياس الحاجة هنا التكاليف المنوطة بكل من‬
‫الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫أما المال المكتسب بكافة أنواعه كالجر على العمل والربح في‬
‫التجارة وربع الرض ‪ ،‬فل تفرقة فيه بين رجل وامرأة لنه يتبع‬
‫مقاسا ً آخر هو المساواة بين الجهد والجزاء ‪.‬‬
‫‪ -12‬إن أخذ المرأة نصف ما يأخذه الرجل في التركة في بعض‬
‫الحالت هو عين العدالة ‪ ،‬لن مال الرجل سيزول بالمهر والنفاق‬
‫العائلي وماليها سيزيد بالمهر والستثمار لو استثمرته‪.‬‬
‫‪-13‬إن البلد السكندنافية ل يزال كثير منها يميز حتى الن بين‬
‫الذكور والناث في الميراث ‪ ،‬فيعطي الذكر أكثر من النثى رغم‬
‫تساويهما في الواجبات والعباء المالية ‪.‬‬
‫‪ -14‬طرفة ‪ :‬توفى انكليزي بعد أن أوصى بكل أملكه وعقاراته‬
‫وسياراته لسكرتيرته ‪ ،‬ولم يترك لزوجته قرشا ً واحدا ً ‪ ،‬لنها كانت‬
‫سببا ً في نكده ‪ ،‬فهل هذه مساواة ؟ ‪.‬‬
‫‪ -15‬إن المرأة في السلم حصلت على حقها في الميراث دون‬
‫مؤتمرات وثورات ‪ ..‬بينما النساء في العالم حصلن عليه نتيجة‬
‫الضرابات والمؤتمرات ‪.‬‬
‫‪ -16‬مثال‪ :‬لو كان في الشركة مدير يتقاضى ) ‪ ( 1000‬دينار‬
‫ونائبه يتقاضى ) ‪ ( 800‬دينار ‪ ،‬وكان المدير ذكرا ً بينما النائب‬
‫أنثى لكانت القسمة صحيحة ‪ ،‬وكذلك لو كانت المدير انثى‬
‫والنائب ذكرا ً فإن القسمة صحيحة لن المال يوزع على حسب‬
‫الجهد والمسؤولية ‪ ،‬فالقضية ليس لها علقة بجنس الذكورة‬
‫والنوثة وإنما بحسب موقع الشخص والمسؤوليات التي على‬
‫عاتقه وكذلك الحالة التي ناقشناها ‪.‬‬
‫يعلق الكثيرون على الية الكريمة‪ " :‬الرجال قوامون على النساء‬
‫" فيقولون‪:‬‬
‫•انتم فرقتم بين الرجل والمرأة في إدارة البيت وجعلتم القوامة‬
‫بيد الرجل وأجحفتم في حق المرأة‪ ،‬وهذا ينافي المساواة بين‬
‫الجنسين‪ ،‬كما وأن واقعنا اليوم تغير وأصبحت المرأة‬
‫في كثير من الحيان هي سيدة البيت‪ ،‬بل وأحيانا ً تدير الرجل‬
‫الرد على شبهة عدم مساواة المرأة بالرجل بجعل القوامة بيد‬
‫الرجل‪:‬‬
‫‪ -1‬قبل أن نرد على الشبهة لنتعرف على معنى‬
‫القوامة‪..‬فالقوامة معناها الدارة والمارة‪ ،‬نقول فلن قائم على‬
‫الدار‪ ،‬أي مديرها‪.‬‬
‫ومعروف في علم الدارة أن المدير ليس بالضرورة أفضل ممن‬
‫يديرهم فالمراد بالقوامة هنا قوامة رعاية وإدارة‪ ،‬وليست قوامة‬
‫هيمنة وتسلط‪.‬‬
‫‪ -2‬إن المتبع للنظام العام للشريعة يجد أن مفهوم الدارة نظام‬
‫معتمد في جميع المشاريع‪ ،‬وحتى في السفر‪ ،‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ) :‬إذا كان ثلثة في سفر فليؤمروا‬
‫أحدهم ( ‪ ،‬ونلحظ إن النص يقول‪ ) :‬فليؤمروا أحدهم ( ‪ ،‬وهذا‬
‫يدل على أن المير ليس بالضرورة أفضلهم ‪ ،‬إنما المهم أن يكون‬
‫على مستوى تحمل المسؤولية ‪ ،‬فإذا كان الشارع يحرص على‬
‫أن ل يسير ثلثة في طريق إل ويحددوا مديرهم فهو بالتأكيد أشد‬
‫حرصا ً على تحديد المدير في مسيرة السرة‪.‬‬
‫‪ -3‬ولنناقش احتمالت الدارة في البيت ‪ ،‬طالما إننا متفقون على‬
‫أنه ل بد من وجود رئيس في المؤسسة ‪ ،‬فالحتمال الول‪ :‬أن‬
‫يكون الرجل هو المدير ‪ ،‬والثاني ‪ :‬المرأة ‪ ،‬والثالث‪ :‬هما معا ً ‪،‬‬
‫فأما الثالث فهو مستبعد لنه ل يصلح أن يكون للسفينة ربانان ‪،‬‬
‫كما أن علم النفس يؤكد اختلل عواطف البناء واضطراب‬
‫نفوسهم عند تنازع الوالدين على السيادة‪ ،‬وأما احتمال المرأة‬
‫فنحن نعرف الجانب العاطفي عند المرأة ‪ ،‬وأن الدارة تحتاج إلى‬
‫زيادة في الحزم والعقلنية ‪ ،‬وهو ما يميز الرجل بالضافة إلى‬
‫الجانب المالي الملزم به ‪ ،‬مما يترجح معه اتجاه إعطاء الدارة‬
‫للرجل ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن الدراسات الحديثة تؤكد رغبة المرأة بالعمل تحت إمرأة‬
‫شخص آخر وهو ما أكدته العالمة النفسية " كليف دالسون"‬
‫وتبين لها من الدراسة أن المرأة تفضل أن تكون مرؤوسة‬
‫وبإشراف رئيس‪ ،‬وقد نقلت ذلك مجلة " مرآة اليوم" عدد رقم )‬
‫‪ (101‬كما أن المرأة تحب أن تشعر بأنها محمية ‪ ،‬وبأن هناك‬
‫رجل حام ‪ ،‬فهما شعوران طبيعيان فيها‪.‬‬
‫‪ -5‬إن تحميل المرأة مسؤولية نفقتها على نفسها وتأمين دخل لها‬
‫تلبي به حاجاتها المستمرة يشكل قيدا ً قاسيا ً عليها‪ ،‬كما أن‬
‫حرمانها من الحماية يحرمها المن وحرمانها من المن ينشىء‬
‫عليها قيود الخوف والقلق وعدم الستقرار‪.‬‬
‫ولذلك كان من مستلزمات القوامة أن يوفر الرجل للمرأة "‬
‫كفاية الرزق ‪ ،‬ونعمة المن" فيحميها من ) الجوع والخوف(‪،‬‬
‫فالقوامة إذن مسألة ذي شقين حق للرجل وواجب عليه ‪ ،‬فهي‬
‫ليست امتيازا ً ول تشرفا ً له بل تكليفا ً يتبعه شدة محاسبة الرب‬
‫جل وعل ‪.‬‬
‫‪ -6‬إن القوامة التي دعى إليها السلم هي قوامة رحيمة تقوم‬
‫على التفاهم والتشاور ‪ ،‬وليست قوامة تسلط وهيمنة ‪ ،‬أساسها‬
‫" وعاشروهن بالمعروف" كما قال تعالى‪ ) :‬وخيركم خيركم لهله‬
‫( كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫والرجل ل في كل حين وإنما عند اختلف وجهات النظر‪ ،‬ولكن‬
‫الصل أن يعرف كل طرف مسؤوليته ودوره في السرة ‪ ،‬فكلكم‬
‫راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪.‬‬
‫‪ -7‬نلحظ أن النص القرآني‪ ) :‬الرجال قوامون على النساء( ولم‬
‫يقل ) الرجال سادة على النساء( ‪ ،‬ففي القوامة معنى الصلح‬
‫والعدل ‪ ،‬وليس الستبداد والسيادة والظلم ‪ ،‬فهي قوامة فيما‬
‫ليمس كرامة المرأة وكيانها ‪.‬‬
‫ونضيف على ذلك بأن السلم أعطى للمرأة حق التدخل في‬
‫اختيار زوجها ‪ ،‬ولهذا فهي‬
‫تختار القيم عليها ‪.‬‬
‫‪ -8‬إن النظام العالمي في الدارة يقول‪ ) :‬من ينفق يشرف (‪،‬‬
‫وهذا معموله به حتى في الشركات ‪ ،‬فأكثر المساهمين مال ً يحق‬
‫لهم الشراف والمساءلة ‪ ،‬ومن أمثلة الشركات العالمية المطبقة‬
‫لهذا النص شركة مايكروسوفت والتي يملكها " بلجيت" فعندما‬
‫طرح اسهمها للبيع للجمهور حرص أن يبيع من اسهمها ما نسبته)‬
‫‪ (% 49‬وأبقى له )‪ (% 51‬من السهم حتى يبقى هو صاحب‬
‫القرار فيها والقيم عليها ‪.‬‬
‫ولو طبقنا هذا على الواقع وفي السرة فإن الرجل يدفع المهر‬
‫وينفق على زوجته وأولده كما أنه مكلف بإطعامهم وإلباسهم‬
‫وشراء الدواء لهم‪ ،‬لذا فإن له حق الشراف لنه‬
‫" من ينفق يشرف" ‪.‬‬
‫‪ -9‬من الطرائف في وضع السرة بالغرب أن الزوجين إذا دخل‬
‫في مطعم لتناول العشاء مثل ً ‪ ،‬فإن كل واحد منهما يحاسب عن‬
‫نفسه‪ ،‬وذلك لن النظام الغربي في الدارة يختلف عن النظام‬
‫الرباني في جعل الرجل مكلفا ً بحماية المرأة من الجوع والخوف‪.‬‬
‫ولهذا فقد الرجل صلحيته هناك‪ ،‬ففي كل اثنى عشرة ثانية‬
‫تحصل حادثة ضرب من زوج لزوجته في أمريكا‪ ،‬ولعل هذا مؤشر‬
‫على تنازع السلطات‪.‬‬
‫ومع هذا نقول لو تنازل الزوج عن تأمين حماية الجوع والخوف‬
‫فل قوامة له ‪.‬‬
‫‪ -10‬مهم جدا ً أن نتفق على أن السلم لم يفرق بين الرجل‬
‫والمرأة من حيث الذات‪ ،‬وإنما راعي الفروق الفردية في‬
‫المهمات‪ ،‬وهنا نذكر بعض النصوص في المساواة‪:‬‬
‫•قال تعالى‪ ) :‬فاستجاب لهم ربهم أني ل أضيع عمل عامل منكم‬
‫من ذكر أو أنثى بعضكم‬
‫من بعض (‪ •.‬ويقول‪ :‬أيضا ً ‪ ):‬من عمل صالحا ً من ذكر أو أنثى‬
‫وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ‪ ،‬ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما‬
‫كانوا يعملون( ‪.‬‬
‫•ويقول عزوجل‪ ) :‬ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى‬
‫وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ول يظلمون نقيرًا( ‪ ،‬ثم أن‬
‫البيان يعود فيزيد هذه الحقيقة تأكيدا ً ‪ ،‬إذ يبرزها فيما يشبه‬
‫الصياغة المحددة القانونية‪ ،‬فيقول‪ ) :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم‬
‫من ذكر وأنثى‪ ،‬وجعلناكم شعوبا ً وقبائل لتعارفوا‪ ،‬إن أكرمكم عند‬
‫الله أتقاكم‪ ،‬إن الله عليم خبير (‪.‬‬
‫‪ -11‬قد يعترض قائل بأن الله تعالى قال‪ ) :‬الرجال قوامون على‬
‫النساء بما فضل الله بعضهم على بعض( ‪ ،‬فأنتم تفضلون الرجل‬
‫على المرأة !‬
‫وهنا نقول‪ :‬بأن الفضلية هنا للتناسب المصلحي وليس الجنس ‪.‬‬
‫فالرجل من أهم وظائفه الجتماعية توفير المسكن والعيش‬
‫الكريم‪ ،‬والمرأة من أهم وظائفها الجتماعية الرضاعة والحضانة‬
‫ورعاية الطفال ‪ ،‬وكل واحد منهما أفضل من الخر‬
‫بموقعه ‪ ،‬وهذا معنى " بما فضل الله بعضهم على بعض" فهو‬
‫تفضيل بما يتناسب وقدرات النسان ‪،‬وإل فنحن متفقون أن‬
‫القوامة " رعاية وإدارة " وليست تفضيل ً ‪.‬‬
‫‪ -12‬لو أسقطنا عن الرجل قوامته وجعلناها للمرأة ‪ ،‬فإننا نكون‬
‫قد أسقطنا عنه مسؤولية النفقة‪ ،‬وهنا تلزم المرأة بتأمين‬
‫الحماية المستقبلية للسرة وتوفير المن والطعام مما سيؤثر‬
‫على أولوياتها الجتماعية من حفظ البيت ورعاية البناء ‪.‬‬
‫من أجل ذلك حرر السلم المرأة من مسؤولية العمل في الوقت‬
‫الذي لم يمنعها منه‪،‬‬
‫حتى تختار ما يناسبها ‪.‬‬
‫‪ -13‬إن القانون النجليزي حتى عام ‪ 1805‬كان يجيز بيع الرجل‬
‫لزوجته‪ ،‬بما أنه قيم عليها‪ ،‬وبقيت عملية البيع قائمة حتى بداية‬
‫القرن العشرين‪ ،‬كما أن البرلمان النجليزي في عهد هنري‬
‫الثامن أصدر حظرا ً على المرأة يمنعها من قراءة النجيل ‪.‬‬
‫بينما عندنا نحن حفظت النسخة الوحيدة لفضل كتاب على وجه‬
‫الرض بيد إمرأة أل وهي السيدة " حفصة بنت عمر " رضي الله‬
‫عنها ‪.‬‬
‫‪ -14‬إن مما تقوله المرأة في قسم الزواج عند النصارى "‬
‫وأقسم أن أكون مطيعة لزوجي" بينما عندنا في السلم تقول‪" :‬‬
‫قبلت هذا الزوج " ‪.‬‬
‫‪ -15‬يجوز في السلم أن تكون المرأة وصية على الصغار‬
‫وناقصي الهلية ‪ ،‬وأن تكون وكيلة عن أي شخص حتى عن‬
‫والديها أو زوجها في أعمالهم وتصريف أموالهم إذن القوامة كما‬
‫ذكرنا رعاية وإدارة وليست رئاسة وتسلط ‪.‬‬
‫شبهة ) ‪( 6‬‬
‫•إنكم فرقتم بين الرجل والمرأة في موضع التعدد‪ ،‬وأجزتم‬
‫للرجل أن يعدد ولم تسمحوا للمرأة بذلك على الرغم من أن كل‬
‫الطرفين له حاجات نفسية وجنسية‪ ،‬وهذا يتنافى مع مبدأ حرية‬
‫المرأة ومساواتها بالرجل ‪.‬‬
‫وقد ذكر الله تعالى ذلك في قوله‪ ) :‬فانكحوا ما طاب لكم من‬
‫النساء مثنى وثلث ورباع‬
‫فإن خفتم أل تعدلوا فواحدة (‪.‬‬
‫الرد على شبهة مساواة المرأة بالرجل في قضية التعدد‬
‫‪-1‬إن السلم يتعامل مع المجتمعات النسانية بواقعية ل بمثل‬
‫ونظريات ‪ ،‬ومن الحلول الواقعية لعلج كثير من المشاكل‬
‫العائلية " نظام التعدد" وإن كان هذا النظام ليس بجديد‪ ،‬فالتعدد‬
‫معروف منذ القديم‪ ،‬ولكن الضافة كانت في تقنينه ووضع‬
‫ضوابطه له‪.‬‬
‫فالتعدد معروف عند الصينية والهنود والبابليين والشوريين‬
‫والمصريين وإل أنه لم يكن عندهم حد معين‪ ،‬لعدد الزوجات فقد‬
‫سمحت شريعة " ليكي" الصينية بالتعدد إلى )‪ (130‬إمرأة ‪ ،‬أما‬
‫الشريعة اليهودية فليس فيها حد للتعدد‪ ،‬وكما أن التعدد كان‬
‫موجودا ً في أوربا حتى القرن ‪ 17‬م‪.‬‬
‫‪-2‬إن الصل أن يكتفي كل زوج بزوجة فيسعدا جميعًا‪ ،‬ولكن‬
‫الشريعة راعت بعض الظروف العائلية القسرية في عدم الكتفاء‬
‫بواحدة ‪ ،‬فما الحل عند وقوع هذه المشكلة؟‬
‫هناك حلن‪ :‬إما أن يصبر الزوج ويتحمل المعاناة أو أن ينزلق في‬
‫ارتكاب الفاحشة ‪ ،‬ونظرا ً لن الزوج بشر ومعرض للنحراف وهو‬
‫ليس ملكا ً ‪ ،‬رجحت الشريعة الحتمال الثاني ولكنها قننته بعقد‬
‫الزواج ليكون شرعيًا‪،‬وألزمت الزوج بالتزامات مالية على الزوجة‬
‫الثانية ليتحقق قانون العدالة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن تشريع التعدد " للطواريء" وليس هوالصل ‪ ،‬فالصل هو‬
‫وحدانية الزواج ولكن‬
‫هناك حالت تكون الوحدانية فيها ظلمًا‪ ،‬وعندها يلجأ الرجل إلى‬
‫تشريع الضرورة مع‬
‫العلم أن العدالة المطلقة فيه غير مضمونة ‪ ،‬ولكن يضطر لذلك‬
‫حتى يتقي ضررا ً أكبر‬
‫بضرر أخف‪.‬‬
‫‪ -4‬كنت في مجلس نسائي مرة أتحدث عن قضية التعدد فقالت‬
‫إحدى النساء معترضة‪ :‬ولكن‬
‫السلم لم يراع عواطف الزوجة الولى ومشاعرها؟ فردت إحدى‬
‫الحاضرات قائلة‪:‬‬
‫وماذا عن عواطف ومشاعر الزوجة الثانية والتي تحلم بالزواج‪،‬‬
‫أليس من العدالة أن يفكر‬
‫بها السلم كذلك ؟!‬
‫ً‬
‫فقلت‪ :‬أشكركما على هذا الحوار‪ ،‬وهذا ما نؤكده دائما من أن‬
‫النظام السلمي يراعي‬
‫المصلحة العامة ‪.‬‬
‫‪ .5‬وهناك حالت فردية معروفة لدى الفقهاء يكون التعدد فيها‬
‫ضرورة منها‪ :‬الطاقة الجنسية‬
‫الحادة‪ ،‬وعقم الزوجة‪ ،‬وحالت المرض الدائم الذي يمنع‬
‫التصال ‪ ،‬وحالت النفور التي‬
‫ل يملك النسان دفعها‪ ،‬وفي جميع هذه الحالت يبقى الزوج على‬
‫زوجته الولى وفاًء‬
‫لعشرتها ‪ ،‬وهو شعور كريم مع زواجه من أخرى لتحقيق الهدف‬
‫المنشود من الزواج‬
‫في الستقرار‪.‬‬
‫‪ -6‬إن مثل هذا التشريع قد ل يكون مقبول ً في مجتمع‪ ،‬ولكنه‬
‫مقبول في مجتمع آخر‪ ،‬فل‬
‫يعني ذلك ظلم النظام أو سوءه ‪ ،‬بل إن وجوده ضرورة حتى‬
‫يعمل به عند الحاجة‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال في دول جنوب أفريقيا الصل عندهم في الزواج هو‬
‫التعدد‪ ،‬وأذكر أنه‬
‫حدثني صديق من موريتانيا يقول‪ :‬الصل عندنا الزواج من أربع‪.‬‬
‫‪ -7‬إن الشريعة فتحت باب التعدد بمقدار وشروط ولكنهم في‬
‫الغرب يفتحون باب التعدد دون‬
‫القتصار على أربع بل يمتد التعدد عندهم إلى مال نهاية‪ ،‬ولم‬
‫يضعوا له ضوابط كما أنهم‬
‫لم يحملوا الرجل المسؤولية نحو النساء اللتي يتصل بهن ويلوث‬
‫سمعتهن ثم يتركهن‬
‫يتحملن آلم الحمل والولدة فيخرج نتيجة هذه العلقات أبناء غير‬
‫شرعيين حتى وصلت‬
‫نسبتهم في بعض البلدان الغربية إلى ) ‪.( % 60‬‬
‫‪ -8‬إن الفوضى الجنسية التي يعيشها الناس في الغرب فتحت‬
‫أمامهم مجال ً للشذوذ الجنسي‬
‫) اللواط ‪،‬والسحاق(‪ ،‬لو شرع التعدد عندهم لضبط المسألة‪ ،‬وقد‬
‫نشرت مجلة التايم عدد‬
‫ديسمبر ‪ 1998‬هذه الرقام )‪ (12‬طفل غير شرعي في أمريكا‪،‬‬
‫و)‪ (250‬مليون مصاب‬
‫بالسيلن سنويا ً في العالم و )‪ (50‬مليون بالزهري ‪ ،‬و)‪( % 75‬‬
‫من الزواج يخونون‬
‫زوجاتهم في أوربا ‪ ،‬و)‪ (17‬مليون شاذ جنسيا ً في أمريكا ‪ ،‬و )‪(8‬‬
‫مليين إمرأة بالغة‬
‫غير متزوجة في بريطانيا‪ ( % 90) ،‬منهن يمارسن الجنس ‪ ،‬وكل‬
‫أسرة من )‪ (10‬أسر‬
‫أمريكا تمارس نكاح المحارم ‪ ،‬وازداد حتى أصبح من كل خمس‬
‫أسر أسرة ‪ ،‬فمن يفكر‬
‫بهذه النتائج ل شك أنه يعجب بالنظام السلمي وكيفية معالجته‬
‫للمور‪.‬‬
‫‪ -9‬إن الباحثين والكتاب الغربيين يستغربون من وجود )‪(15‬‬
‫مليون شخص مصاب‬
‫بالمراض التناسلية في أمريكا ومن السباب الرئيسية لنتشار‬
‫هذه المراض التصال‬
‫الجنسي خارج نطاق الزوجية ‪ ،‬علما ً بأن من يصاب باليدز وحده‬
‫يوميا ً حسب تقرير‬
‫منظمة الصحة العالمية لعام ‪1998‬م نحو )‪ ( 700‬شخص ‪،‬‬
‫فأيهما أفضل؟ هذه النتائج‬
‫المدمرة أم تشريع تعدد الزوجات مع ضوابطه ؟!‬
‫‪ -10‬إن السلم عندما شرع التعدد وضع له ضوابط وشروط‬
‫منها‪ :‬أن يفرد الزوج للزوجة‬
‫الثانية سكنا ً مستقل ً ‪ ،‬وأن يساوي بين الزوجين بالنفاق والميت‪،‬‬
‫وكذلك في‬
‫المعاملة والمحادثة‪.‬‬
‫‪ -11‬ومع هذا كله نجد أن نسبة تعدد الزوجات في سائر البلد‬
‫العربية في السنوات العشر‬
‫الماضية حسب إحصائية جامعة الدول العربية من ) ‪( 10 -7‬‬
‫حالة تعدد لكل ألف زيجة‪.‬‬
‫‪ -12‬ل ننسى أن ألمانيا لجأت إلى إباحة تعدد الزوجات حل ً‬
‫لمشكلة الزيادة في عدد النساء‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية ولوضع حد لتزايد نسبة الولد غير‬
‫الشرعيين ‪ ،‬قد تقدم‬
‫أهالي مدينة " بون " عام ‪1949‬م إلى السلطات يطالبون‬
‫بإضافة نص الدستور اللماني‬
‫يبيح التعدد ‪ ،‬وقد أرسلت الحكومة اللمانية إلى مشيخة الزهر‬
‫تطلب منه شرحا ً لنظام‬
‫التعدد في السلم لتستفيد منه‪.‬‬
‫‪ -13‬لو تخيلنا أن عدد النساء يساوي عدد الرجال أو أقل منهم‬
‫فإن هذا التشريع سيختفي‬
‫من تلقاء نفسه‪ ،‬وسيكتفي كل إمريء بما عنده‪.‬‬
‫أما إذا كان عدد النساء أكثر فنحن أمام احتمالت ثلثة‪:‬‬
‫‪ -‬إما أن نقضي على بعضهم بالحرمان حتى الموت‪.‬‬
‫‪ -‬أو نبيح اتخاذ الخليلت ونقر بجريمة الزنا‪.‬‬
‫‪ -‬وإما أن نسمح بتعدد الزوجات‪.‬‬
‫فماذا يختار العقلء ؟!‬
‫‪ -14‬ومع هذا كله فإن السلم أوجد حل ً للزوجة التي تريد الزواج‬
‫من آخر لعلقة عاطفية‬
‫أو لضرورة المتعة الجنسية‪ ،‬وذلك بأن تطلب الفراق من زوجها ‪،‬‬
‫ولو رفض ‪ ،‬فإن‬
‫القضاء الشرعي سيؤيدها في طلبها‪ ،‬وبذلك ترعى المرأة حقها‬
‫المشروع‪.‬‬
‫‪ -15‬أن تتزوج المرأة بأكثر من رجل في وقت واحد ‪ ،‬فهذا‬
‫يتعارض مع نظام الرئاسة‪،‬‬
‫ففي جميع الشرائع رئاسة السرة تكون للرجل ‪ ،‬فإذا أبحنا‬
‫للمرأة تعدد الزواج فلمن‬
‫ستكون الرئاسة ؟! أتخضع لزواجها جميعا ً ‪ ،‬وهذا مستحيل ‪ ،‬أو‬
‫تفضل أحدهم وهذا‬
‫بالطبع سيسخط الخرين؟ كما أننا لو أبحنا لها التعدد فإن نظام‬
‫النسب سيتخلخل‪،‬‬
‫فلو حملت المرأة المعددة فمن أي الرجال يكون المولود؟!‬
‫وحتى لو كانت المرأة عقيما ً‬
‫ول يضرها الزواج بأكثر من رجل ‪ ،‬فإن التشريع كما ذكرنا يشرع‬
‫للمصلحة الكلية‬
‫وليس لحالت استثنائية‪.‬‬
‫‪ -16‬يؤكد علماء النفس أن المرأة أحادية العاطفة‪ ،‬بينما الرجل‬
‫يستطيع أن يعدد عاطفيًا‪.‬‬
‫‪ -17‬إن الزواج في السلم ل يتم بالكراه ‪ ،‬وتستطيع أي كارهة‬
‫للتعدد أن ترفضه‪،‬‬
‫فذلك حق لها ‪ ،‬فالسلم لم يجبرها على التعدد‪.‬‬
‫‪ -18‬كما أن السلم أعطى للمرأة التي تخشى من زوجها أن‬
‫يعدد عليها أن تشترط أل تكون‬
‫لها ضرة ‪ ،‬وعلى الزوج أن يلتزم ويوفي بالشروط وإل طلقت‬
‫زوجته منه‪.‬‬
‫‪ -19‬من فوائد نظام التعدد‪ :‬تقليل نسبة العنوسة في المجتمعات‬
‫‪ ،‬وبقاء النوع النساني ‪،‬‬
‫وكثرة التناسل ‪ ،‬وتأمين العفة وتيسيرها ‪ ،‬كما أنه يقوي أواصر‬
‫الرحم ويقلل من نسبة‬
‫المطلقات والرامل ‪ ،‬ويحقق التكافل الجتماعي‪.‬‬
‫‪ -20‬نقول لمنكري التعدد‪ :‬ما هو الحل الذي تقدمونه لزيادة نسبة‬
‫الناث إلى الذكور على‬
‫مستوى العالم؟! ونقدم دليل ً على ذلك هذه الحصائية التي‬
‫نشرت في مجلة المجتمع‬
‫العدد) ‪ ،( 847‬عن نسب الذكور مقابل الناث حول العالم وهي‪:‬‬
‫السويد )‪ (1‬ذكر مقابل‬
‫)‪ (4‬إناث ‪ ،‬وكذلك أمريكا ‪ ،‬وأما روسيا )‪ (1‬مقابل )‪ ، (5‬وكذلك‬
‫في أفريقيا ‪ ،‬أما في‬
‫الخليج )‪ (1‬مقابل )‪ ، (3‬وفي بعض مناطق الصين كل )‪ (1‬ذكر‬
‫مقابل ) ‪ ( 10‬إناث‬
‫أما اليابان فكل ذكر تقابله )‪ (6‬أنثى‪.‬‬
‫شبهة ) ‪( 5‬‬
‫•أنتم تفرقون بين الرجل والمرأة في علج النشوز‪ ،‬فأعطيتم‬
‫الرجل ثلث وسائل لعلج المرأة الناشز وهي النصيحة ثم الهجر‬
‫في المضجع وأخيرا ً الضرب‪ ،‬وأما المرأة إذا نشز زوجها فليس‬
‫لها إل وسيلة واحدة معه وهي النصح والرشاد ‪ ،‬وهذا فيه ظلم‬
‫للمرأة ‪،‬‬
‫فلماذا الرجل يضرب ويهجر وليس للمرأة هذا الحق ؟‬
‫وقد ذكر الله تعالى ذلك بقوله" ) واللتي تخافون نشوزهن‬
‫فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ( ‪.‬‬
‫الرد على شبهة مساواة المرأة بالرجل في علج النشوز‬
‫بالضرب‪:‬‬
‫‪ -1‬لنتفق أول ً على أن تساوي الرجل والمرأة في الكرامة ل‬
‫يستلزم وحدة السبل التي ينبغي أن تتخذ لرعاية هذه الكرامة‪،‬‬
‫فلكل جنس طريقته في التعامل‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الضرب الذي ورد في الية ل يحق للرجل استخدامه في‬
‫كل الظروف والحالت‪ ،‬وإنما في حالة واحدة فقط‪ ،‬هي نشوز‬
‫الزوجة‪ ،‬ول يستخدم هذه الطريقة على سبيل اللزام‪ ،‬وإنما على‬
‫باختياره‪ ،‬كما أنها ل تكون أول وسيلة للعلج‪ ،‬وإنما هي الخيرة‪.‬‬
‫‪ -3‬مع تشريع الضرب تم تحديد نوعيته وماهيته فهو ليس ضرب‬
‫انتقام وتشفي ‪،‬‬
‫وإنما الحكمة منه توصيل رسالة بعدم الرضى‪.‬‬
‫وقال ابن عباس وعطاء‪ " :‬الضرب غير المبرح بالسواك‪ ،‬ويتجنب‬
‫الوجه‪ ،‬وأن ل يترك الضرب أثرا ً على الجسد"‪.‬‬
‫‪ -4‬مع تشريع الضرب كوسيل إل أن هناك أحاديث كثيرة نهت‬
‫عنه مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم‪ :‬أما يستحي أحدكم‬
‫أن يضرب إمرأته كما يضرب العبد؟ يضربها أول الليل ثم يجامعها‬
‫آخره " – رواه البخاري‪.‬‬
‫وقال عندما سئل‪ :‬ما حق زوجة أحدنا عليه ؟‬
‫" إن تطعمها إذا أطعمت وتكسوها إذا اكتسيت‪ ،‬ول تضرب الوجه‬
‫ولتقبح ول تهجر‬
‫إل في البيت " ‪ .‬رواه أبوداود‪.‬‬
‫‪ -5‬وفي بعض حالت النحراف السيكولوجي ل تجدي مع‬
‫المصاب إل وسيلة الضرب‪ ،‬ويطلق علماء النفس على هذا‬
‫النحراف اسم " الماسوشزم‪ ،‬وصاحب هذا المرض ل يتعدل‬
‫مزاجه إل بعد معاملة قاسية حسيا ً ومعنويًا‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫النحراف كما يقرر علم النفس أكثر ما يصيب النساء‪ ،‬إذ يصاب‬
‫الرجل بانحراف " السادزم" وهو التمتع باستعمال العنف أما في‬
‫الحالت الخرى التي ل تصل إلى مرتبة المرض‪ ،‬فل يجوز‬
‫استعمال الضرب‪،‬‬
‫إذ ل ضرورة له ول يجوز المبادرة إليه‪.‬‬
‫ولعل ذلك يصلح مع بعض حالت الناس‪.‬‬
‫‪ -6‬إن عطاء المرأة وسيلة النصح والرشاد في حالة نشوز زوجها‬
‫ليس قاصرا ً على هذه الوسيلة فقط في علج المشكلة‪ ،‬ولكن‬
‫لها أن تبتكر ما تشاء من الوسائل لصلح زوجها‬
‫مع ابتعادها عن ضربة لن الرجل لو ضربته المرأة لتحول إلى‬
‫وحش كاسر‬
‫يؤذيها ويحطمها‪.‬‬
‫‪ -7‬إن الشريعة راعت خصائص كل طرف وإمكانياته وقدراته ‪،‬‬
‫ومع ذلك فإنها أعطت المرأة حق الضرب ‪ ،‬ولكن بشخص ينوب‬
‫عنها فيه ويكون رجل ً حتى يتحمل ما يلقيه من الرجل ‪ ،‬وتكون‬
‫المعركة بينهما ول تدخل المرأة طرفا ً في المعركة القتالية ‪،‬‬
‫وهذا الشخص هو وليها أو القاضي فهما ينوبان عنها في أخذ‬
‫حقها‪.‬‬
‫‪ -8‬وكذلك الهجر في المضجع فهو ليس خاص في الرجل في‬
‫حالة نشوز زوجته‪،‬‬
‫وإنما للزوجة كذلك في بعض الحالت منها‪ :‬أن يلزمها زوجها‬
‫بجماعها أثناء المحيض‬
‫أو من الدبر ‪.‬‬
‫‪ -9‬إن وجود حق الضرب أو الهجر ل يستلزم تنفيذه فالمرأة‬
‫العاقلة يكفيها الحوار والنقاش لعلج النشوز الصادر منها‪ ،‬ولكن‬
‫إذا لم ينفع الحوار بوسائله المختلفة‪ ،‬هنا يحتاج الرجل إلى‬
‫استخدام الوسائل الخرى ‪.‬‬
‫‪ -10‬إن تنفيذ الوسائل العلجية يجب فيه التدرج والمرحلية ‪،‬‬
‫ونلحظ أن الوسيلة الولى"عقلنية" من خلل الحوار والنصح‪،‬‬
‫والثانية" عاطفية" من خلل هجر المضاجع ‪ ،‬فإذا لم ينفع مع‬
‫المرأة الوسائل العقلنية والعاطفية‪ ،‬هنا سمح بالضرب وفق‬
‫شروطه وحدوده الواردة‪ ،‬وكما قلنا فهو الحق للثنين معا ً ‪.‬‬
‫‪ -11‬الغريب في المر أن في الغرب من يعترض على السلم‬
‫في حلوله لمسألة النشوزعلى الرغم من أنه لم تسجل حالت‬
‫كثيرة عندنا في الهجر والضرب المشروع ‪ ،‬بينما في أمريكا مثل ً‬
‫في كل اثنى عشر ثانية تضرب إمرأة من زوجها وبعضهن يقتل‬
‫من شدة الضرب‪.‬‬
‫‪ -12‬نحن ل نقول ما يقوله المثل اليطالي‪ :‬العصا للمرأة‬
‫الصالحة والطالحة‪ ،‬وإنما الشريعة حددت الضرب في حالة‬
‫خاصة‪ ،‬وهو آخر الدواء ‪ ،‬كما أن الشريعة ل تجيز أن يكون‬
‫الضرب بالعصا ‪ ،‬ولو نفدت كل وسائل الصلح ولم يبق أمام‬
‫الرجل إل الضرب ‪ ،‬وعلم مسبقا ًَ بأن الضرب غير المبرح لن‬
‫يردع زوجته فإنه يؤثم لو ضربها‪.‬‬
‫‪ -13‬إن مبدأ التأديب لرباب الشذوذ والنحراف تدعو إليه‬
‫الفطرة السليمة ويقضي به نظام المجتمع‪ ،‬وهذا المبدأ يعتمد‬
‫على مستوى النسانية حتى بين الشعوب وحكامها‪ ،‬ولوله لما‬
‫بقيت أسرة ولما صلحت أمة‪.‬‬
‫‪ -14‬رغم أن المشرع أجاز الضرب‪ ،‬إل أن الضرب لم يرد عن‬
‫كبار الصحابة ول تابعيهم ول حتى صغارهم ‪ ،‬وإنما ورد عن الجهال‬
‫من العامة في كل زمان ومكان‪ ،‬بل إن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم رأى أحد الصحابة يضرب عبدا ً فقال له‪ :‬يافلن إن الله‬
‫أقدر عليك من قدرتك على عبدك‪ ،‬فقال‪ :‬يارسول الله‪ :‬هو حر‬
‫لوجه الله ‪.‬‬
‫‪-15‬إن المرأة التي ارتضت رئاسة الرجل وقوامته‪ ،‬عليها أن‬
‫ترضى تأديبه لها بالمعروف حين نشوزها‪.‬‬
‫‪-16‬إن السلم حين وضع نظاما ً للنشوز‪ ،‬فقد سبقه بأنظمة‬
‫كثيرة لعدم حصول النشوز ومنها دعمه لحسن الخلق والمعاشرة‬
‫بالمعروف والرفق في التعامل مع الزوجة ‪ ،‬وخير الناس من كان‬
‫خيرا ً لزوجته‪.‬‬
‫•شبهة ) ‪( 2‬‬
‫•إنكم تتعاملون مع المرأة وكأنها سلعة تباع وتشتري ‪ ،‬وذلك‬
‫يتحقق جليا ً عندما يدفع الرجل المهر للمرأة في عقد الزواج‬
‫وكأنه قد اشتراها بهذا المبلغ من المال‪.‬‬
‫‪ -‬الرد على شبهة التعامل مع المرأة وكأنها سلعة من خلل المهر‬
‫المقدم لها‪:‬‬
‫‪-1‬إن المهر هو عبارة عن قيمة مضافة في عقد الزواج‪ ،‬ومعنى‬
‫القيمة هذه‪ ،‬هو إعطاء معنى الجدية من قبل الرجل في الرتباط‬
‫بالمرأة‪ ،‬فهو قيمة رمزية أكثر منها قيمة حقيقية مادية‪.‬‬
‫‪-2‬إن السلم ل يقبل أن ُيشترى النسان أو يباع‪ ،‬وإنما للنسان‬
‫كرامة والناس يتفاضلون بالتقوى‪ ،‬وليس للمال أي إعتبار في‬
‫تقييم النسان‪ ،‬فهذا هو النظام الساسي في السلم ولهذا فإن‬
‫المهر ليس الهدف منه شراء رقبة المرأة‪ ،‬وإنما هو هدية تقدم‬
‫لها لتعينها على تسهيل أمورها واحتياجاتها‪.‬‬
‫‪-3‬أكثر النصوص الشرعية تحث الرجال على عدم المغالة‬
‫بالمهور‪،‬وأكثر النساء بركة أقلهن مهرا ً كما أخبر النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم فالموضوع إذن ليس له علقة بالبيع والشراء‪ ،‬وإنما‬
‫تعامل السلم مع ) المهر ( مثلما تتعامل القوانين مع مفهوم‬
‫) التأمين ( في العقد ليكون أكثر جدية واستمرارية‪.‬‬
‫‪-4‬من الخطأ أن نرى ما يدفعه الرجل من مهر أو ما يعطيه من‬
‫هدايا أيام الخطبة والزواج على أنه ) شراء رقبة المرأة ( ‪ ،‬فهذا‬
‫نظر قاصر‪ ،‬وهناك فرق شاسع بين من يشتري العلقة ومن‬
‫يشتري الرقبة‪.‬فالطالب عندما يدفع المال للمدرسة هل يمتلك‬
‫المدرسة؟ أم أنه يشتري الخدمة والعلم؟ ولم نسمع يوما ً أن ذلك‬
‫مناف لكرامة العلم‪ ،‬فالرجل بالمهر يشتري مودة المرأة ل‬
‫رقبتها‪.‬‬
‫‪-5‬لقد راعت الشريعة طريقة تفكير كل جنس‪ ،‬فالرجل يهتم‬
‫بالمال ويسعى لكسبه ويفكر كثيرا ً قبل اتخاذ أي قرار لو كان‬
‫القرار له متعلق مالي‪ ،‬وإلزام الشريعة للرجل بدفع المهر وتوفير‬
‫المسكن وتأثيثه والنفقة الشهرية من الوسائل المعينة على طول‬
‫عمر الزواج‪ ،‬فالرجل يفكر ألف مرة بالخسائر المالية التي‬
‫ستترتب على قرار الطلق قبل اتخاذه‪ ،‬ومنها مصاريف الزواج‬
‫والمهر‪.‬‬
‫‪-6‬يجعل المهر الرجل يفكر بشكل أكبر قبل اتخاذ قرار الطلق‪،‬‬
‫لنه سيتزوج ثانية وهو ملزم بدفع مهر جديد آخر وكذلك باقي‬
‫مصاريف الزواج الثاني مما يدعوه‬
‫إلى التريث في قرار الطلق ومحاولة علج المور والصلح ما‬
‫استطاع لتحقيق الهدف السامي للشريعة‪ ،‬وهو استقرار البيت ‪.‬‬
‫‪ -7‬في بعض البلدان والمذاهب ومنها أمريكا ‪ ،‬تلزم المرأة بدفع‬
‫المهر للزوج! فهل نقول‬
‫بأن الرجل أصبح بضاعة يشتري ويباع ؟‬
‫‪ -8‬من المهم أن نعلم أن المرجع في المهر هو الزوجة‪،‬فلها أن‬
‫تقرر إذا إرادت المهر مبلغا ً‬
‫من المال أم حاجة عينية أخرى ‪ ،‬ولها أن تقرر مقدار المبلغ على‬
‫حسب ما ترى من ثبات واستقرار الحياة الزوجية المقبلة عليها‬
‫فالمهر صمام أمان لها‪.‬ولو كان المهر من حق الب لقلنا أن الب‬
‫زوج ابنته مقابل مبلغ من المال‪ ،‬ولكن المهر من حق الفتاة‬
‫ولها ‪ ،‬فهل معنى هذا أنها باعت نفسها؟ وهل هي تملك نفسها‬
‫حتى تبيعها؟!‬
‫‪ -9‬إن فكرة المهمر قائمة على اسلوب التقديم اللطيف‬
‫للمشروع الهم ‪ ،‬وهذه عادة العمال الجليلة والكبيرة مثل‪:‬‬
‫المقبلت قبل الوجبة الرئيسية‪ ،‬ومقدمات الجماع قبله‪ ،‬وكذلك‬
‫الخطبة قبل‬
‫الزواج‪ ،‬وهذا السلوب الراقي هو الذي يميز النسان عن‬
‫الحيوان‪.‬‬
‫‪ -10‬قال تعالى‪":‬وأتوا النساء صدقتهن نحلة فإن طبن لكم عن‬
‫شي منه نفسا ً فكلوه هنيئا ً‬
‫مريئًا" ) وهذا يعني أن المهر هبة وليس صيغة للجر ( ‪.‬‬
‫‪ -11‬لو كان المهر عبارة عن أجر تشترى به المرأة ومتعتها‬
‫طوال الحياة‪ ،‬لما استطاع‬
‫الرجل أن يدفع القيمة الحقيقية لهذا التفاق لن ثمنه سيكون‬
‫غاليًا‪ ،‬فكيف وقد حث‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ً على عدم المغالة بالمهور‪ ،‬بل‬
‫وزوج ابنته فاطمة من‬
‫على رضي الله عنه على درع‪ ،‬وهي بنت سيد الخلق وسيدة‬
‫نساء العالمين في زمانها‪.‬‬
‫‪ -12‬لقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة على‬
‫خاتم من حديد‪،‬‬
‫ل‪ ،‬وكما‬ ‫والبعض بسورة البقرة‪ ،‬فل يشترط أن يكون المهر ما ً‬
‫ذكرنا سابقا ً فالقرار هنا بيد المرأة‬
‫=================‬
‫مكانة المرأة في السلم‬
‫كانة المرأة في السلم ‪ -‬د محمد بن عبد الله بن صالح السحيم‬
‫أرسل يوم ‪ 1426-7-26‬هـ بواسطة ‪rudood.com‬‬
‫مقالت إسلمية متنوعةزائر المراسل "‬
‫د محمد بن عبد الله بن صالح السحيم‬
‫بلغت المرأة في السلم مكانة عالية ‪ ,‬لم تبلغها ملة ماضية ‪,‬‬
‫ولم تدركها أمة تالية ‪ ,‬إذ إن تكريم السلم‬
‫للنسان تشترك فيه المرأة و الرجل على حد سواء ‪ ,‬فهم أمام‬
‫أحكام الله في هذه الدنيا سواء‪ ,‬كما أنهم أمام ثوابه وجزاءه في‬
‫الدار الخرة سواء ‪ ,‬قال تعالى ‪:‬‬
‫)) ولقد كرمنا بني آدم (( سورة السراء ‪ , 70 :‬وقال عز من‬
‫قائل ‪ )) :‬للرجال نصيب مما ترك الوالدان والقربون وللنساء‬
‫نصيب مما ترك الوالدان والقربون (( سورة النساء ‪ ,7 :‬وقال‬
‫جل ثناؤه )) ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف (( سورة البقرة ‪:‬‬
‫‪ ,228‬وقال سبحانه ‪ )) :‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء‬
‫بعض (( سورة التوبة ‪ , 71 :‬وقال تعالى )) وقضى ربك أل تعبدوا‬
‫ن عندك الكبر أحدهما أوكلهما‬ ‫ما يبُلغ ّ‬
‫إل إياه وبالوالدين إحسانا ً إ ّ‬
‫فل تقل لهما أف ول تنهرهما وقل لهما قول ً كريما ً ‪ -‬واخفض لهما‬
‫جناح الذل من الرحمة وقل ّرب ارحمهما كما ربياني صغيرا ً ((‬
‫سورة السراء ‪. 24, 23 :‬‬
‫وقال تعالى ‪ )) :‬فاستجاب لهم ربهم أّني ل أضيع عمل عامل‬
‫منكم من ذكر أو أنثى (( سورة آل عمران ‪ ,195 :‬وقال جل‬
‫ثناؤه ‪ )) :‬من عمل صالحا ً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه‬
‫حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (( سورة‬
‫النحل ‪ , 97 :‬وقال عز من قائل ‪ )) :‬ومن يعمل من الصالحات‬
‫من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ول يظلمون‬
‫نقيرا ً (( سورة النساء‪. 124/‬‬
‫وهذا التكريم الذي حظيت به المرأة في السلم ل يوجد له مثيل‬
‫في أي ديانة أو ملة أو قانون فقد أقرت الحضارة الرومانية أن‬
‫تكون المرأة رقيقا ً تابعا ً للرجل ‪ ,‬ول حقوق لها على الطلق ‪,‬‬
‫واجتمع في روما مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة فقرر أنها‬
‫فس له ‪ ,‬وأنها لهذا لن ترث الحياة الخروية ‪ ,‬وأنها‬ ‫كائن ل ن ْ‬
‫رجس ‪.‬‬
‫وكانت المرأة في أثينا تعد من سقط المتاع ‪ ,‬فكانت تباع‬
‫وتشترى ‪ ,‬وكانت تعد رجسا ً من عمل الشيطان ‪.‬‬
‫وقررت شرائع الهند القديمة ‪ :‬أن الوباء والموت والجحيم وسم‬
‫الفاعي والنار خير من المرأة ‪ ,‬وكان حقها في الحياة ينتهي‬
‫بانتهاء أجل زوجها ‪ -‬الذي هو سيدها ‪ -‬فإذا رأت جثمانه يحرق‬
‫ألقت بنفسها في نيرانه ‪ ,‬وإل حاقت عليها اللعنة ‪.‬‬
‫أما المرأة في اليهودية فقد جاء الحكم عليها في العهد القديم ما‬
‫يلي ‪ ) :‬درت أنا وقلبي لعلم ولبحث ولطلب حكمة وعقل ً ‪,‬‬
‫ولعرف الشر أنه جهالة ‪ ,‬والحماقة أنها جنون ؛ فوجدت أمّرا ً من‬
‫الموت ‪ :‬المرأة التي هي شباك ‪ ,‬وقلبها شراك ‪ ,‬ويدها قيود (‬
‫سفر الجامعة ‪ ,‬الصحاح ‪ , 26 , 25 : 7‬ومن المعلوم أن العهد‬
‫القديم يقدسه ويؤمن به اليهود والنصارى ‪.‬‬
‫تلك هي المرأة في العصور القديمة ‪ ,‬أما حالها في العصور‬
‫الوسطى والحديثة فتوضحها الوقائع التالية ‪:‬‬
‫شرح الكاتب الدانمركي ‪ wieth kordsten‬اتجاه الكنيسة الكالوثوليكية‬
‫نحو المرأة بقوله ‪ ) :‬خلل العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة‬
‫الوربية محدودا ً جدا ً تبعا ً لتجاه المذهب الكاثوليكي الذي كان يعد‬
‫المرأة مخلوقا ً في المرتبة الثانية ( ‪ ,‬وفي فرنسا عقد اجتماع‬
‫عام ‪ 586‬م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنسانا ً أو ل تعد‬
‫إنسانا ً ؟ وبعد النقاش ‪ :‬قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ‪,‬‬
‫ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل ‪.‬‬
‫وقد نصت المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون‬
‫الفرنسي على ما يلي ‪ ) :‬المرأة المتزوجة ‪ -‬حتى لو كان زواجها‬
‫قائما ً على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها ‪ -‬ل يجوز لها‬
‫أن تهب ‪ ,‬ول أن تنقل ملكيتها ول أن ترهن ‪ ,‬ول أن تملك بعوض‬
‫أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقته عليه‬
‫موافقة كتابية ( ‪.‬‬
‫وفي إنجلترا حّرم هنري الثامن على المرأة النجليزية قراءة‬
‫الكتاب المقدس وظلت النساء حتى عام ‪ 1850‬م غير معدودات‬
‫من المواطنين ‪ ,‬وظللن حتى عام ‪ 1882‬م ليس لهن حقوق‬
‫شخصية ‪ ,‬سلسلة مقارنة الديان ‪ ,‬تأليف د ‪ .‬أحمد شلبي ‪ ,‬ج ‪, 3‬‬
‫ص‪. 213 - 210 :‬‬
‫أما المرأة المعاصرة في أوروبا وأمريكا وغيرها من البلد‬
‫الصناعية فهي مخلوق مبتذل مستهلك في الغراض التجارية ‪ ,‬إذ‬
‫هي جزء من الحملت العلنية الدعائية ‪ ,‬بل وصل بها الحال إلى‬
‫أن تجرد ملبسها لتعرض عليها السلع في واجهات الحملت‬
‫التجارية وأبيح جسدها و عرضها بموجب أنظمة قررها الرجال‬
‫لتكون مجرد متعة لهم في كل مكان‪.‬‬
‫وهي محل العناية ما دامت قادرة على العطاء والبذل من يدها أو‬
‫فكرها أو جسدها ‪ ,‬فإذا كبرت وفقدت مقومات العطاء تخلى‬
‫عنها المجتمع بأفراده ومؤسساته ‪ ,‬وعاشت وحيدة في بيتها أو‬
‫في المصحات النفسية ‪.‬‬
‫قارن هذا ‪ -‬ول سواء ‪ -‬بما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى‬
‫‪ )) :‬المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض (( سورة التوبة‪71/‬‬
‫‪ ,‬وقوله جل ثناؤه ‪ )) :‬ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف (( سورة‬
‫البقرة ‪ . 228 /‬وقوله عز وجل ‪ )) :‬وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه‬
‫ن عندك الكبر أحدهما أوكلهما فل تقل‬ ‫ما يبُلغ ّ‬
‫وبالوالدين إحسانا ً إ ّ‬
‫لهما أف ول تنهرهما وقل لهما قول ً كريما ً ‪ -‬واخفض لهما جناح‬
‫الذل من الرحمة وقل ّرب ارحمهما كما ربياني صغيرا ً (( سورة‬
‫السراء ‪. 24 ,23 /‬‬
‫وحينما كرمها ربها هذا التكريم أوضح للبشرية قاطبة بأنه خلقها‬
‫لتكون أما ً وزوجة وبنتا ً وأختا ً ‪ ,‬وشرع لذلك شرائع خاصة تخص‬
‫المرأة دون الرجل ‪.‬‬
‫من كتاب السلم أصوله ومبادؤه تأليف ‪ :‬د محمد بن عبد الله بن‬
‫صالح السحيم‪(www.islam-qa.com) .‬‬
‫================‬
‫موقف القرآن من حقوق النسان والمرأة‬
‫د‪ .‬البوطى‬
‫إلى الذي كتب يهذي حول موقف القرآن من حقوق النسان‬
‫والمرأة في جريدة اللوفيغارو ـ الفرنسية‬
‫د‪ .‬محمد سعيد رمضان البوطى‬
‫إن أحكام الشريعة السلمية تؤخذ من مصدرين اثنين‪ :‬القرآن‬
‫الذي هو كالدستور الجامع‪ ،‬والسنة النبوية التي هي شرح وبيان‪.‬‬
‫والشريعة السلمية تقرر‪ ،‬بناء على هذين المصدرين‪ ،‬أن المرأة‬
‫كالرجل تماما ً في الحقوق والواجبات‪ .‬ويقول كلم الله تعالى في‬
‫ُ‬ ‫بيان ذلك‪َ} :‬فاستجاب ل َهم ربه َ‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ل ِ‬‫م ٍ‬ ‫م َ‬
‫ل عا ِ‬ ‫ضيعُ ع َ َ‬
‫م أّني ل أ ِ‬‫َ ُ ْ َ ُّ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ض{ ]آل عمران‪.[195/3 :‬‬ ‫ن ب َعْ ٍ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬‫ضك ْ‬ ‫ن ذ َك َرٍ أوْ أن َْثى ب َعْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫وتقرر الشريعة السلمية مبدأ الولية المتبادلة بين الرجل‬
‫والمرأة‪ ،‬أي إنها تقرر أن للمرأة ولية على الرجل ترعاه وتهتم‬
‫به بموجبها‪ ،‬وأن للرجل ولية على المرأة يرعاها ويهتم بها‬
‫بموجبها‪ .‬والنص القرآني الذي يقرر هذه الولية هو قول الله‬
‫ض{ ]التوبة‪:‬‬ ‫تعالى‪} :‬وال ْمؤ ْمنون وال ْمؤ ْمنات بعضه َ‬
‫م أوِْلياُء ب َعْ ٍ‬ ‫َ ُ ِ ُ َ َ ُ ِ ُ َْ ُ ُ ْ‬
‫‪ .[9/71‬والقوانين الغربية ل تعلم إلى اليوم في نطاق مساواة‬
‫الرجل مع المرأة هذا الذي تسميه الشريعة السلمية ))الولية‬
‫المتبادلة((‪.‬‬
‫ما مسألة ضرب المرأة‪ ،‬فإن القرآن إنما تحدث عن ذلك في‬ ‫أ ّ‬
‫مجال الحديث عن العقوبات المشروعة لدى ارتكاب الجرائم أو‬
‫الجنح‪ ،‬تماما ً كما يتحدث القانون الفرنسي أو غيره عن العقوبات‬
‫التي يجوز للقضاء أن يعتمدها في مجال الردع‪ ،‬لكل من الرجل‬
‫والمرأة‪ ..‬ولم يتحدث القرآن عن ذلك في مجال رسم العلقات‬
‫الجتماعية بين الرجل والمرأة في الظروف العادية‪.‬‬
‫إن النظام الجتماعي الذي يرسم علقة الرجل بالمرأة في‬
‫المجتمع السلمي يتمثل في قول الله تعالى في القرآن الذي‬
‫يقرر كرامة النسان ومساواة الرجل والمرأة في ميزان هذه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫جعَْلناك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ذ َك َرٍ وَأن َْثى وَ َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫قناك ُ ْ‬ ‫خل َ ْ‬‫س إ ِّنا َ‬ ‫ل‪} :‬يا أّيها الّنا ُ‬ ‫الكرامة قائ ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م{ ]الحجرات‪:‬‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ أْتقاك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬‫ن أك َْر َ‬ ‫ل ل َِتعاَرُفوا إ ِ ّ‬‫شُعوبا ً وََقبائ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫‪.[49/13‬‬
‫ويتمثل في هذا النص القرآني الذي يأمر الرجل بأن يعاشر‬
‫المرأة بالحترام والتكريم‪ ،‬حتى ولو كرهها لسباب نفسية‬
‫شْيئا ً‬ ‫َ‬
‫هوا َ‬ ‫ن ت َك َْر ُ‬‫سى أ ْ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ن ك َرِهْت ُ ُ‬ ‫ف فَإ ِ ْ‬ ‫معُْرو ِ‬‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫}َوعا ِ‬
‫خْيرا ً ك َِثيرًا{ ]النساء‪.[4/19 :‬ويتمثل في هذا‬ ‫ه ِفيهِ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫جعَ َ‬‫وَي َ ْ‬
‫النص من كلم رسول الله‬
‫‪)) :‬النساء شقائق الرجال‪ ،‬ما أكرمهن إل ّ كريم‪ ،‬وما أهانهن إل ّ‬
‫لئيم(( وفي هذا النص الثاني‪)) :‬أقربكم مني مجالس يوم القيامة‪،‬‬
‫ألطفكم بأهله((‪.‬‬
‫وبناء على هذه النصوص وغيرها‪ ،‬فقد قررت الشريعة السلمية‬
‫أن للمرأة أن تشترك مع الرجل في الوظائف المشروعة كلها‪،‬‬
‫تقود الجيوش‪ ،‬وترأس المنظمات‪ ،‬وتشترك في مجالس الشورى‬
‫خب وت ُن َْتخب‪ ،‬وتتقلد الوزارات بمجرد شرط الكفاء والهلية‪،‬‬ ‫ت َْنت ِ‬
‫وتمارس القضاء‪ ،‬مع ضمانة الشريعة السلمية حمايتها ضد ّ‬
‫الستغلل الجنسي )شبكات النخاسة لتصيد ّ الفتيات كما هو في‬
‫الغرب(‪ ،‬ومع ضمانة الشريعة لكفايتها المالية عن طريق الب‬
‫قبل الزواج‪ ،‬وعن طريق الزوج بعد الزواج‪ ،‬كي ل تضطرها الفاقة‬
‫إلى أن تزج نفسها في أعمال ل تتفق مع كرامتها أو مع أنوثتها‪،‬‬
‫كما هو الحاصل في الغرب‪.‬‬
‫وفي ظل هذه الحكام‪ ،‬فإن المرأة في البيت السلمي‪ ،‬تزداد‬
‫احتراما ً وتقديسا ً من قبل أقاربها ومجتمعها كلما تقدم بها السن‪،‬‬
‫قطع دونها بأمر‪،‬‬ ‫ت البيت( ل ي ُ ْ‬‫فالمرأة المسنة في الدار )س ّ‬
‫والكل في المنزل خدم لها‪) .‬تماما ً كما هو الحال اليوم في‬
‫الغرب(؟!!!‪..‬‬
‫ن امرأة‬‫وفي ظل هذه الحكام‪ ،‬لم يسمع التاريخ السلمي‪ ،‬أ ّ‬
‫ت في بيت مسلم في عصر الصحابة وفي العصر‬ ‫ضرِب َ ْ‬
‫مسلمة ُ‬
‫الذي يليه والذي يليه‪ ،‬ل من قبل زوج ول من قبل أب‪ .‬اللهم إل‬
‫ما يتعلق بالجنايات أو الجنح التي ترتفع إلى القضاء‪ ،‬فذلك شيء‬
‫يستوي فيه الرجال والنساء‪.‬‬
‫هذا الذي يتحدث عنه الكاتب )مشكلة ضرب المرأة( هي مشكلة‬
‫الغرب المريكي والوربي‪ ،‬وليس مشكلة الشريعة السلمية في‬
‫العصور التي طبق فيها السلم‪ ،‬بل في عصرنا الذي نعيش فيه‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫كر الكاتب في هذا الذي يقوله عن القرآن والسلم‪ ،‬بحال‬ ‫ولقد ذ ّ‬
‫ك‬‫ذلك الذي يعاني من عادية جرب في جسمه‪ ،‬وبدل ً من أن يح ّ‬
‫أماكن الجرب من جسده تمتد ّ يده دون شعور منه إلى جسد‬
‫جاره السليم فيمعن فيه حكًا؟!‪..‬‬
‫ألم يسمع الكاتب بالملجئ الكثيرة التي تنتشر اليوم في أوربا‬
‫وأمريكا‪ ،‬لستقبال النساء اللتي أتيح لهن الفرار من وابل‬
‫الضرب من قبل أزواج أو أصدقاء؟‬
‫ألم يسمع بالندوات والمقالت الكثيرة التي يقوم ويقعد بها‬
‫الغرب اليوم‪ ،‬للبحث عن علج ما لمشكلة ضرب النساء؟‬
‫كتب ‪ Richard F. Jones‬الستاذ في معهد القبالة وأمراض النساء في‬
‫أمريكا‪ ،‬مقال ً عن هذه الظاهرة الوبائية المخيفة في المجلة‬
‫العائدة لهذا المعهد في عدد يناير عام ‪ 1992‬بعنوان‪:‬‬
‫‪Domestic Violence: Let our voices be heard‬‬
‫أي‪ :‬فلندع أصواتنا ترفع الغتصاب العائلي أو المنـزلي‪.‬‬
‫افتتحه بقوله‪:‬‬
‫))هنالك وباء يجتاح بلدنا! إنه َلشنيع!‪ ..‬وإنه غير قابل للتجاوز عنه‬
‫أو التساهل في أمره‪ ..‬إنه يجب أن يوقف‪ ،‬وإنه لمرض يبعث‬
‫على الشمئزاز(( ثم قال الكاتب‪)) :‬إنه في كل ‪12‬ثانية في‬
‫الوليات المتحدة المريكية تخضع امرأة للضرب إلى درجة القتل‬
‫أو التحطيم من قبل زوج أو صديق((‪.‬‬
‫والدنيا كلها تعلم أن أوربا اليوم تمارس سباقا ً مع أمريكا في هذا‬
‫المضمار‪.‬‬
‫لعل الكاتب يراجع طبيب العيون‪ ،‬ويعيد النظر في صلحية نظارته‬
‫الطبية‪ ،‬كي لينظر إلى الدنيا التي من حوله على طريقة صاحب‬
‫العين الحولء‪.‬‬
‫وإنا لنتمنى له من كل قلوبنا الشفاء‬
‫المصدر ‪ :‬موقع الشيخ‬
‫===============‬
‫ما الحكمة من تعدد زواج الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم ؟ ‪..‬سؤال وجواب‬
‫كيف تجيبي على الفتراء "السئلة"على رسولنا الكريم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ ..‬والحمـد لله رب العالمين ‪...‬‬
‫والصـلة والسـلم على المبعوث رحمة للعالمين ‪..‬حبيبنا‬
‫المصطفى صلوات ربى وسـلمه عليه وعلى آله وصحبه‬
‫وتابعيه ‪...‬‬
‫إخوتى وأخواتى فى الله سـلم الله عليكم جميعـا ورحمـته‬
‫وبركـاته ‪...‬‬
‫كثيٌر ما نجد من المقالت التى تتحدث عن شبهة تعدد زواج‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم وتوضيحها والرد على ذلك الفتراء‬
‫وادعاء أن ذلك كان لشهوة أو دونها‪ -‬حاشاه الحبيب صلوات رى‬
‫وسـلمه عليه ‪..‬‬
‫ة‪...‬لم أجد من الردود والدلئل فى السرد والدقة والحجة‬ ‫وحقيق ً‬
‫البينة أجمل من ذلك المقال ‪ ..‬أضعه بين ايديكم ‪..‬وأسأل الله‬
‫العلى العظيم أن ينفع بذلك النفع العظيم ‪ ...‬وأن يوفقنا ويوفق‬
‫ل الُهدى والرشـاد‪ ..‬اللهم آمين يارب العالمين ‪..‬‬
‫سب ُ ِ‬
‫بنا إلى ُ‬
‫ما الحكمة من كثرة زواج الرسول؟ ماذا ستجيب؟‬
‫إذا جاءك أحد وسألك بنية غير سليمة وفهمت منها نية الحراج‬
‫والتشكيك في نوايا الرسول ‪-‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬من تعدد‬
‫زواجه‪....‬‬
‫فهل تعرف الجابة؟‬
‫وهل تملك دفع هذا الحرج الذي سببه عدم معرفتك معرفة تامة‬
‫بظروف وحقيقة زواج النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم من عدة‬
‫نساء؟‬
‫أول ‪ :‬لنتسائل بداية كم هن عدد زوجات الرسول ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ -‬؟‬
‫عددهن ‪ 12‬زوجة‬
‫والرسول ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬توفي وعنده عشر زوجات‬
‫حيث توفيت في حياته السيدة خديجة والسيدة زينب بنت‬
‫خزيمة ‪...‬‬
‫رضي الله عنهما ‪...‬‬
‫ثانيا‪ :‬هل تحفظون إخوتي أسماء أمهاتكم ‪...‬أمهات‬
‫المؤمنين ‪...‬؟؟‬
‫عفى الله عني وعنكم‬
‫سنذكر الن أسماء الزوجات ‪:‬‬
‫‪1-‬خديجة بنت خويلد‬
‫‪2-‬سودة بنت زمعة‬
‫‪3-‬عائشة بنت ابي بكر‬
‫‪4-‬حفصة بنت عمر‬
‫‪5-‬زينب بنت خزيمة‬
‫‪6-‬أم سلمة هند بنت عتبة‬
‫‪7-‬زينب بنت جحش‬
‫‪8-‬جويرية بنت الحارث‬
‫‪9-‬صفية بنت حيي بن أخطب‬
‫‪10-‬أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان‬
‫‪ 11-‬ماريا بنت شمعون المصرية‬
‫‪12-‬ميمونة بنت الحارث‬
‫لنسأل السؤال التالي بعد ذكر أسماء زوجاته ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم ‪: -‬‬
‫كم واحدة بكر وكم واحدة كانت متزوجة من قبل؟‬
‫واحدة بكر وهي السيدة عائشة ‪-‬رضي الله عنها ‪ -‬والباقي ثيبات‬
‫هل كن عربيات؟‬
‫كلهن عربيات باستثناء السيدة )ماريا (فقد كانت من خارج‬
‫الجزيرة العربية وكانت من ارض مصر‬
‫هل كن مسلمات كلهن؟‬
‫نعم إل اثنتين ‪ :‬السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت‬
‫مسيحية ‪ ,‬رضي الله عنهن جميعا‪.‬‬
‫والن ‪...‬‬
‫لنجيب على السؤال التالي ‪:‬‬
‫هل كان سبب تعدد الزواج من قبل الرسول ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬شهوة؟‬
‫إذا تأملنا مراحل حياة الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬الزوجية‬
‫نجد أن الشهوة اختفت من حياته‬
‫والدليل عقلي هذه المرة ‪,‬لنتأمل ‪:‬‬
‫‪ 1-‬الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬منذ نشأته و حتى سن ‪25‬‬
‫كان أعزبا‬
‫‪2-‬الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم من سن ‪ 25‬إلى ‪) 50‬وهي‬
‫فورة الشباب(‬
‫متزوج سيدة أكبر منه ب ‪ 15‬سنة ومتزوجة من قبله برجلين ولها‬
‫اولد‬
‫‪3-‬الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬من سن ‪ 50‬إلى ‪ 52‬سنة‬
‫من غير زواج حزنا ووفاء لزوجته الولى‬
‫‪4-‬الرسول ‪ -‬صلى الله علسه وسلم ‪ -‬من سن ‪ 52‬إلى ‪60‬‬
‫تزوج عدة زوجات لسباب سياسية ودينية واجتماعية سنأتي على‬
‫تفصيلها فيما بعد‬
‫إذا ‪...‬‬
‫هل من المعقول أن الشهوة ظهرت فجأة من سن ‪ 52‬سنة؟‬
‫وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة‬
‫شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها ‪ 25‬سنة من غير‬
‫أن يتزوج بغيرها‬
‫ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها!‬
‫ثم إنه عليه الصلة والسلم عند زواجه بعد السيدة خديجة تزوج‬
‫السيدة سودة وكان عمرها )‪ (80‬سنة حيث كانت اول أرملة في‬
‫السلم ‪ -‬واراد عليه الصلة والسلم أن يكرمها ويكرم النساء‬
‫اللواتي مثلها حيث ابتدا بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها ‪ ,‬بل هو‬
‫عليه الصلة والسلم قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل‬
‫النساني قدوة من بعده‬
‫بعد ما قلناه نخلص إلى النتيجة التالية ‪:‬‬
‫الرسول ‪-‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬تزوج بطريقتين ‪:‬‬
‫‪ 1-‬محمد الرجل )تزوج بالسيدة خديجة)‬
‫‪ 2-‬محمد الرسول )تزوج باقي نسوته)‬
‫ولنسأل السؤال التالي ‪:‬‬
‫هل الرسول محمد ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬هو الوحيد الذي عدد‬
‫أم أن هنالك انبياء عددوا أيضا؟‬
‫الجواب نعم‬
‫لقد عدد المرسلون والنبياء ‪ -‬صلى الله عليه وسلم كسيدنا‬
‫إبراهيم وسيدنا داود وسليمان ‪ -‬صلوات الله وسلمه عليهم‬
‫أجمعين‬
‫وهذا مكتوب في الكتب السماوية كلها ‪ ,‬فلماذا يهاجمنا بها‬
‫الغرب ‪ ,‬وهم معترفون أصل ومكتوبة عندهم!‬
‫نأتي الن لذكر الدواعي السياسية والجتماعية والدينية التي‬
‫دعت الرسول لتعديد زوجاته‬
‫أول ‪ :‬توريث السلم والدعوة بدقة تفاصيلهما وخصوصياتهما‬
‫)كالصلة وحركاتها ( فل بد من دخول ناس لبيت الرسول ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ -‬لنقل التفاصيل المطلوبة لتعليم المة ‪...‬‬
‫فأراد الله ‪ -‬عزوجل ‪ -‬بزواج الرسول من السيدة عائشة حيث‬
‫كانت صغيرة تتعلم منه الكثير بحكم سنها )والعلم في الصغر‬
‫كالنقش على الحجر ( وعاشت بعده ‪ 42‬سنة تنشر العلم ‪..‬‬
‫والحديث في علم السيدة عائشة يطول حيث أنها كانت أعلم‬
‫الناس بالفرائض والنوافل ‪...‬‬
‫وإجمالي عدد الحاديث المروية عن زوجات الرسول ‪ -‬علسه‬
‫الصلة والسلم ‪ 3000 -‬حديث‬
‫أما شبهة زواج السيدة عائشة وهي صغيرة فقد كانت طبيعة‬
‫البيئة الصحراوية أن الفتاة تبلغ بسرعة وكان متعارفعلى تزويج‬
‫الصغيرات ليس عند العرب فحسب بل عن الروم والفرس ‪....‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تأصيل العلقة بين الصحابة وتشبيكها مما يؤدي إلى‬
‫تماسك المة‬
‫فها هو عليه السلم يتزوج بابنة أبي بكر وأخت عمر بن الخطاب‬
‫ويزوج ابنتيه لسيدنا عثمان‬
‫والبنت الثالثة لسيدنا علي‬
‫رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الرحمة بالرامل حيث تزوج الرسول ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬من الرامل )السيدة سودة وأم سلمة وأم حبيبة (‬
‫رابعا‪ :‬استكمال تشريع السلم حيث يقوم الرسول بالفعل بنفسه‬
‫ليكون قدوة واسوة للمسلمين من بعده‬
‫سواء كان بتكريم الرامل أو الرحمة بمن اسلم من غير‬
‫المسلمين كزواجه بصفية بعدما أسلم أبوها‬
‫ورفعة لشأنه عند حاسديه من اليهود‬
‫خامسا ‪ :‬محبة الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬لعقد الصلة‬
‫والرابطة بين أقطار الرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة‬
‫ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله والرسول عليه الصلة‬
‫والسلم تزوج السيدة جويرية حتى يسلم بنو المصطلق حيث‬
‫كانوا أسرى بيد المسلمين بعد غزوة بني المصطلق والقصة‬
‫معروفة‬
‫بعد هذا العرض نأتي للخاتمة ‪...‬‬
‫مشروعية التعدد بهذا العدد )فوق أربع زوجات ( كانت خصوصية‬
‫من خصوصيات الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬كخاصية وصال‬
‫الصيام والقيام ‪...‬‬
‫فلماذا نترك كل خصوصيات الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫فل نطبقها ‪...‬‬
‫ونأتي لهذه الخاصية ونطبقها ‪...‬؟؟؟؟‬
‫وإن أحب أحد أن يعدد ويقتدي بالنبي ‪ -‬صلوات الله وسلمه عليه‬
‫‪ -‬فليكمل القتداء ولتكن دواعي زواجه كدواعي زواج الرسول‬
‫ليكتمل الجر!!!!! وينتفي الثم الذي حذر منه الله عزوجل)ولن‬
‫تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فل تميلوا كل الميل‬
‫فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما)‬
‫سورة النساء ‪(129‬‬
‫==================‬
‫شبهة أن التشريع السلمي يحدد عدد الزوجات بأربعة‬
‫فقط ‪ ,‬بينما رسول الله تزوج بأكثر من أربع‬
‫بعض المشككيين يثيرون شبهة أن التشريع السلمي يحدد عدد‬
‫الزوجات بأربعة فقط ‪ ,‬بينما رسول الله تزوج بأكثر من ذلك‬
‫و للرد على هذه الشبهه‬
‫يجب ترتيب الفكار كالتالي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تعدد الزوجات كان موجود قبل السلم و لم يبتدعه ‪ ,‬والفرق‬
‫أنه كان بل عدد محدد بل كان على إطلقه‬
‫‪ - 2‬الرسول منع من التزوج بأكثر مما لديه في آية كريمة ‪,‬‬
‫جاءت و لم يكن تشريع الربعة زوجات نزل بعد‬
‫‪ - 3‬و عليه فقد منع الرسول من الزواج بأكثر من تسعة بينما‬
‫كان مباح لباقي المسلمين‬
‫‪ - 4‬نزل تشريع بتحريم الزواج بزوجات الرسول ‪ ,‬لذلك تجد‬
‫الرسول لم يطلق طوال حياته لنه كان طلق أمهات المؤمنين‬
‫يعني تدمير حياتهن الجتماعة تدمير شامل‬
‫‪ - 5‬نزل تشريع الحد القصى من الزوجات بأربعة للمسلمين‬
‫‪ - 6‬طلق المسلمين زوجاتهم اللئي يزدن عن الحد المسموح‬
‫فمن له خمسة طلق واحدة و من له عشرة طلق ستة منهن‬
‫‪ - 7‬لم يطلق الرسول ما زاد على أربعة بسبب النقطة رقم ‪, 4‬‬
‫و كان إبقائهن رحمة بهن‬
‫و الله أعلم‬
‫الصلة و السلم عليك يا سيد الخلق يا سيدي يا رسول الله‬
‫==============‬
‫شبهة عدم مساواة المرأة بالرجل في علج النشوز‬
‫بالضرب‬
‫نص الشبهة‪:‬‬
‫أنتم تفرقون بين الرجل والمرأة في علج النشوز‪ ،‬فأعطيتم‬
‫الرجل ثلث وسائل لعلج المرأة الناشز وهي النصيحة ثم الهجر‬
‫في المضجع وأخيرا ً الضرب‪ ،‬وأما المرأة إذا نشز زوجها فليس‬
‫لها إل وسيلة واحدة معه وهي النصح والرشاد ‪ ،‬وهذا فيه ظلم‬
‫للمرأة ‪،‬فلماذا الرجل يضرب ويهجر وليس للمرأة هذا الحق ؟‬
‫وقد ذكر الله تعالى ذلك بقوله" ) واللتي تخافون نشوزهن‬
‫فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ( ‪.‬‬
‫الرد على شبهة مساواة المرأة بالرجل في علج النشوز‬
‫بالضرب‪:‬‬
‫‪ -‬لنتفق أول ً على أن تساوي الرجل والمرأة في الكرامة ل‬
‫يستلزم وحدة السبل التي ينبغي أن تتخذ لرعاية هذه الكرامة‪،‬‬
‫فلكل جنس طريقته في التعامل‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الضرب الذي ورد في الية ل يحق للرجل استخدامه في‬
‫كل الظروف والحالت‪ ،‬وإنما في حالة واحدة فقط‪ ،‬هي نشوز‬
‫الزوجة‪ ،‬ول يستخدم هذه الطريقة على سبيل اللزام‪ ،‬وإنما على‬
‫باختياره‪ ،‬كما أنها ل تكون أول وسيلة للعلج‪ ،‬وإنما هي الخيرة‪.‬‬
‫‪ -3‬مع تشريع الضرب تم تحديد نوعيته وماهيته فهو ليس ضرب‬
‫انتقام وتشفي ‪،‬‬
‫وإنما الحكمة منه توصيل رسالة بعدم الرضى‪.‬‬
‫وقال ابن عباس وعطاء‪ " :‬الضرب غير المبرح بالسواك‪ ،‬ويتجنب‬
‫الوجه‪ ،‬وأن ل يترك الضرب أثرا ً على الجسد"‪.‬‬
‫‪ -4‬مع تشريع الضرب كوسيل إل أن هناك أحاديث كثيرة نهت‬
‫عنه مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم‪ :‬أما يستحي أحدكم‬
‫أن يضرب إمرأته كما يضرب العبد؟ يضربها أول الليل ثم يجامعها‬
‫آخره " – رواه البخاري‪.‬‬
‫وقال عندما سئل‪ :‬ما حق زوجة أحدنا عليه ؟‬
‫" إن تطعمها إذا أطعمت وتكسوها إذا اكتسيت‪ ،‬ول تضرب الوجه‬
‫ولتقبح ول تهجر‬
‫إل في البيت " ‪ .‬رواه أبوداود‪.‬‬
‫‪ -5‬وفي بعض حالت النحراف السيكولوجي ل تجدي مع‬
‫المصاب إل وسيلة الضرب‪ ،‬ويطلق علماء النفس على هذا‬
‫النحراف اسم " الماسوشزم‪ ،‬وصاحب هذا المرض ل يتعدل‬
‫مزاجه إل بعد معاملة قاسية حسيا ً ومعنويًا‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫النحراف كما يقرر علم النفس أكثر ما يصيب النساء‪ ،‬إذ يصاب‬
‫الرجل بانحراف " السادزم" وهو التمتع باستعمال العنف أما في‬
‫الحالت الخرى التي ل تصل إلى مرتبة المرض‪ ،‬فل يجوز‬
‫استعمال الضرب‪،‬‬
‫إذ ل ضرورة له ول يجوز المبادرة إليه‪.‬‬
‫ولعل ذلك يصلح مع بعض حالت الناس‪.‬‬
‫‪ -6‬إن عطاء المرأة وسيلة النصح والرشاد في حالة نشوز زوجها‬
‫ليس قاصرا ً على هذه الوسيلة فقط في علج المشكلة‪ ،‬ولكن‬
‫لها أن تبتكر ما تشاء من الوسائل لصلح زوجها‬
‫مع ابتعادها عن ضربة لن الرجل لو ضربته المرأة لتحول إلى‬
‫وحش كاسر يؤذيها ويحطمها‪.‬‬
‫‪ -7‬إن الشريعة راعت خصائص كل طرف وإمكانياته وقدراته ‪،‬‬
‫ومع ذلك فإنها أعطت المرأة حق الضرب ‪ ،‬ولكن بشخص ينوب‬
‫عنها فيه ويكون رجل ً حتى يتحمل ما يلقيه من الرجل ‪ ،‬وتكون‬
‫المعركة بينهما ول تدخل المرأة طرفا ً في المعركة القتالية ‪،‬‬
‫وهذا الشخص هو وليها أو القاضي فهما ينوبان عنها في أخذ‬
‫حقها‪.‬‬
‫‪ -8‬وكذلك الهجر في المضجع فهو ليس خاص في الرجل في‬
‫حالة نشوز زوجته‪،‬‬
‫وإنما للزوجة كذلك في بعض الحالت منها‪ :‬أن يلزمها زوجها‬
‫بجماعها أثناء المحيض أو من الدبر ‪.‬‬
‫‪ -9‬إن وجود حق الضرب أو الهجر ل يستلزم تنفيذه فالمرأة‬
‫العاقلة يكفيها الحوار والنقاش لعلج النشوز الصادر منها‪ ،‬ولكن‬
‫إذا لم ينفع الحوار بوسائله المختلفة‪ ،‬هنا يحتاج الرجل إلى‬
‫استخدام الوسائل الخرى ‪.‬‬
‫‪ -10‬إن تنفيذ الوسائل العلجية يجب فيه التدرج والمرحلية ‪،‬‬
‫ونلحظ أن الوسيلة الولى"عقلنية" من خلل الحوار والنصح‪،‬‬
‫والثانية" عاطفية" من خلل هجر المضاجع ‪ ،‬فإذا لم ينفع مع‬
‫المرأة الوسائل العقلنية والعاطفية‪ ،‬هنا سمح بالضرب وفق‬
‫شروطه وحدوده الواردة‪ ،‬وكما قلنا فهو الحق للثنين معا ً ‪.‬‬
‫‪ -11‬الغريب في المر أن في الغرب من يعترض على السلم‬
‫في حلوله لمسألة النشوزعلى الرغم من أنه لم تسجل حالت‬
‫كثيرة عندنا في الهجر والضرب المشروع ‪ ،‬بينما في أمريكا مثل ً‬
‫في كل اثنى عشر ثانية تضرب إمرأة من زوجها وبعضهن يقتل‬
‫من شدة الضرب‪.‬‬
‫‪ -12‬نحن ل نقول ما يقوله المثل اليطالي‪ :‬العصا للمرأة‬
‫الصالحة والطالحة‪ ،‬وإنما الشريعة حددت الضرب في حالة‬
‫خاصة‪ ،‬وهو آخر الدواء ‪ ،‬كما أن الشريعة ل تجيز أن يكون‬
‫الضرب بالعصا ‪ ،‬ولو نفدت كل وسائل الصلح ولم يبق أمام‬
‫الرجل إل الضرب ‪ ،‬وعلم مسبقا ًَ بأن الضرب غير المبرح لن‬
‫يردع زوجته فإنه يؤثم لو ضربها‪.‬‬
‫‪ -13‬إن مبدأ التأديب لرباب الشذوذ والنحراف تدعو إليه‬
‫الفطرة السليمة ويقضي به نظام المجتمع‪ ،‬وهذا المبدأ يعتمد‬
‫على مستوى النسانية حتى بين الشعوب وحكامها‪ ،‬ولوله لما‬
‫بقيت أسرة ولما صلحت أمة‪.‬‬
‫‪ -14‬رغم أن المشرع أجاز الضرب‪ ،‬إل أن الضرب لم يرد عن‬
‫كبار الصحابة ول تابعيهم ول حتى صغارهم ‪ ،‬وإنما ورد عن الجهال‬
‫من العامة في كل زمان ومكان‪ ،‬بل إن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم رأى أحد الصحابة يضرب عبدا ً فقال له‪ :‬يافلن إن الله‬
‫أقدر عليك من قدرتك على عبدك‪ ،‬فقال‪ :‬يارسول الله‪ :‬هو حر‬
‫لوجه الله ‪.‬‬
‫‪-15‬إن المرأة التي ارتضت رئاسة الرجل وقوامته‪ ،‬عليها أن‬
‫ترضى تأديبه لها بالمعروف حين نشوزها‪.‬‬
‫‪-16‬إن السلم حين وضع نظاما ً للنشوز‪ ،‬فقد سبقه بأنظمة‬
‫كثيرة لعدم حصول النشوز ومنها دعمه لحسن الخلق والمعاشرة‬
‫بالمعروف والرفق في التعامل مع الزوجة ‪ ،‬وخير الناس من كان‬
‫خيرا ً لزوجته‪.‬‬
‫==========================‬
‫شبهة عدم مساواة المرأة بالرجل يجعل القوامة بيد‬
‫الرجل‬
‫نص الشبهة‪:‬يعلق الكثيرون على الية الكريمة‪ " :‬الرجال قوامون‬
‫على النساء " فيقولون‪:‬‬
‫•انتم فرقتم بين الرجل والمرأة في إدارة البيت وجعلتم القوامة‬
‫بيد الرجل وأجحفتم في حق المرأة‪ ،‬وهذا ينافي المساواة بين‬
‫الجنسين‪ ،‬كما وأن واقعنا اليوم تغير وأصبحت المرأة‬
‫في كثير من الحيان هي سيدة البيت‪ ،‬بل وأحيانا ً تدير الرجل‬
‫الرد على شبهة عدم مساواة المرأة بالرجل بجعل القوامة بيد‬
‫الرجل‪:‬‬
‫‪ -1‬قبل أن نرد على الشبهة لنتعرف على معنى‬
‫القوامة‪..‬فالقوامة معناها الدارة والمارة‪ ،‬نقول فلن قائم على‬
‫الدار‪ ،‬أي مديرها‪.‬‬
‫ومعروف في علم الدارة أن المدير ليس بالضرورة أفضل ممن‬
‫يديرهم فالمراد بالقوامة هنا قوامة رعاية وإدارة‪ ،‬وليست قوامة‬
‫هيمنة وتسلط‪.‬‬
‫‪ -2‬إن المتبع للنظام العام للشريعة يجد أن مفهوم الدارة نظام‬
‫معتمد في جميع المشاريع‪ ،‬وحتى في السفر‪ ،‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ) :‬إذا كان ثلثة في سفر فليؤمروا‬
‫أحدهم ( ‪ ،‬ونلحظ إن النص يقول‪ ) :‬فليؤمروا أحدهم ( ‪ ،‬وهذا‬
‫يدل على أن المير ليس بالضرورة أفضلهم ‪ ،‬إنما المهم أن يكون‬
‫على مستوى تحمل المسؤولية ‪ ،‬فإذا كان الشارع يحرص على‬
‫أن ل يسير ثلثة في طريق إل ويحددوا مديرهم فهو بالتأكيد أشد‬
‫حرصا ً على تحديد المدير في مسيرة السرة‪.‬‬
‫‪ -3‬ولنناقش احتمالت الدارة في البيت ‪ ،‬طالما إننا متفقون على‬
‫أنه ل بد من وجود رئيس في المؤسسة ‪ ،‬فالحتمال الول‪ :‬أن‬
‫يكون الرجل هو المدير ‪ ،‬والثاني ‪ :‬المرأة ‪ ،‬والثالث‪ :‬هما معا ً ‪،‬‬
‫فأما الثالث فهو مستبعد لنه ل يصلح أن يكون للسفينة ربانان ‪،‬‬
‫كما أن علم النفس يؤكد اختلل عواطف البناء واضطراب‬
‫نفوسهم عند تنازع الوالدين على السيادة‪ ،‬وأما احتمال المرأة‬
‫فنحن نعرف الجانب العاطفي عند المرأة ‪ ،‬وأن الدارة تحتاج إلى‬
‫زيادة في الحزم والعقلنية ‪ ،‬وهو ما يميز الرجل بالضافة إلى‬
‫الجانب المالي الملزم به ‪ ،‬مما يترجح معه اتجاه إعطاء الدارة‬
‫للرجل ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن الدراسات الحديثة تؤكد رغبة المرأة بالعمل تحت إمرأة‬
‫شخص آخر وهو ما أكدته العالمة النفسية " كليف دالسون"‬
‫وتبين لها من الدراسة أن المرأة تفضل أن تكون مرؤوسة‬
‫وبإشراف رئيس‪ ،‬وقد نقلت ذلك مجلة " مرآة اليوم" عدد رقم )‬
‫‪ (101‬كما أن المرأة تحب أن تشعر بأنها محمية ‪ ،‬وبأن هناك‬
‫رجل حام ‪ ،‬فهما شعوران طبيعيان فيها‪.‬‬
‫‪ -5‬إن تحميل المرأة مسؤولية نفقتها على نفسها وتأمين دخل لها‬
‫تلبي به حاجاتها المستمرة يشكل قيدا ً قاسيا ً عليها‪ ،‬كما أن‬
‫حرمانها من الحماية يحرمها المن وحرمانها من المن ينشىء‬
‫عليها قيود الخوف والقلق وعدم الستقرار‪.‬‬
‫ولذلك كان من مستلزمات القوامة أن يوفر الرجل للمرأة "‬
‫كفاية الرزق ‪ ،‬ونعمة المن" فيحميها من ) الجوع والخوف(‪،‬‬
‫فالقوامة إذن مسألة ذي شقين حق للرجل وواجب عليه ‪ ،‬فهي‬
‫ليست امتيازا ً ول تشرفا ً له بل تكليفا ً يتبعه شدة محاسبة الرب‬
‫جل وعل ‪.‬‬
‫‪ -6‬إن القوامة التي دعى إليها السلم هي قوامة رحيمة تقوم‬
‫على التفاهم والتشاور ‪ ،‬وليست قوامة تسلط وهيمنة ‪ ،‬أساسها‬
‫" وعاشروهن بالمعروف" كما قال تعالى‪ ) :‬وخيركم خيركم لهله‬
‫( كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫والرجل ل في كل حين وإنما عند اختلف وجهات النظر‪ ،‬ولكن‬
‫الصل أن يعرف كل طرف مسؤوليته ودوره في السرة ‪ ،‬فكلكم‬
‫راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪.‬‬
‫‪ -7‬نلحظ أن النص القرآني‪ ) :‬الرجال قوامون على النساء( ولم‬
‫يقل ) الرجال سادة على النساء( ‪ ،‬ففي القوامة معنى الصلح‬
‫والعدل ‪ ،‬وليس الستبداد والسيادة والظلم ‪ ،‬فهي قوامة فيما‬
‫ليمس كرامة المرأة وكيانها ‪.‬‬
‫ونضيف على ذلك بأن السلم أعطى للمرأة حق التدخل في‬
‫اختيار زوجها ‪ ،‬ولهذا فهي تختار القيم عليها ‪.‬‬
‫‪ -8‬إن النظام العالمي في الدارة يقول‪ ) :‬من ينفق يشرف (‪،‬‬
‫وهذا معموله به حتى في الشركات ‪ ،‬فأكثر المساهمين مال ً يحق‬
‫لهم الشراف والمساءلة ‪ ،‬ومن أمثلة الشركات العالمية المطبقة‬
‫لهذا النص شركة مايكروسوفت والتي يملكها " بلجيتس" فعندما‬
‫طرح اسهمها للبيع للجمهور حرص أن يبيع من اسهمها ما نسبته)‬
‫‪ (% 49‬وأبقى له )‪ (% 51‬من السهم حتى يبقى هو صاحب‬
‫القرار فيها والقيم عليها ‪.‬‬
‫ولو طبقنا هذا على الواقع وفي السرة فإن الرجل يدفع المهر‬
‫وينفق على زوجته وأولده كما أنه مكلف بإطعامهم وإلباسهم‬
‫وشراء الدواء لهم‪ ،‬لذا فإن له حق الشراف لنه " من ينفق‬
‫يشرف" ‪.‬‬
‫‪ -9‬من الطرائف في وضع السرة بالغرب أن الزوجين إذا دخل‬
‫في مطعم لتناول العشاء مثل ً ‪ ،‬فإن كل واحد منهما يحاسب عن‬
‫نفسه‪ ،‬وذلك لن النظام الغربي في الدارة يختلف عن النظام‬
‫الرباني في جعل الرجل مكلفا ً بحماية المرأة من الجوع والخوف‪.‬‬
‫ولهذا فقد الرجل صلحيته هناك‪ ،‬ففي كل اثنى عشرة ثانية‬
‫تحصل حادثة ضرب من زوج لزوجته في أمريكا‪ ،‬ولعل هذا مؤشر‬
‫على تنازع السلطات‪.‬ومع هذا نقول لو تنازل الزوج عن تأمين‬
‫حماية الجوع والخوف فل قوامة له ‪.‬‬
‫‪ -10‬مهم جدا ً أن نتفق على أن السلم لم يفرق بين الرجل‬
‫والمرأة من حيث الذات‪ ،‬وإنما راعي الفروق الفردية في‬
‫المهمات‪ ،‬وهنا نذكر بعض النصوص في المساواة‪:‬‬
‫•قال تعالى ‪ ) :‬فاستجاب لهم ربهم أني ل أضيع عمل عامل‬
‫منكم من ذكر أو أنثى بعضكم‬
‫من بعض (‪ •.‬ويقول‪ :‬أيضا ً ‪ ) :‬من عمل صالحا ً من ذكر أو أنثى‬
‫وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ‪ ،‬ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما‬
‫كانوا يعملون( ‪.‬‬
‫•ويقول عزوجل‪ ) :‬ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى‬
‫وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ول يظلمون نقيرًا( ‪ ،‬ثم أن‬
‫البيان يعود فيزيد هذه الحقيقة تأكيدا ً ‪ ،‬إذ يبرزها فيما يشبه‬
‫الصياغة المحددة القانونية‪ ،‬فيقول‪ ) :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم‬
‫من ذكر وأنثى‪ ،‬وجعلناكم شعوبا ً وقبائل لتعارفوا‪ ،‬إن أكرمكم عند‬
‫الله أتقاكم‪ ،‬إن الله عليم خبير (‪.‬‬
‫‪ -11‬قد يعترض قائل بأن الله تعالى قال‪ ) :‬الرجال قوامون على‬
‫النساء بما فضل الله بعضهم على بعض( ‪ ،‬فأنتم تفضلون الرجل‬
‫على المرأة !‬
‫وهنا نقول‪ :‬بأن الفضلية هنا للتناسب المصلحي وليس الجنس ‪.‬‬
‫فالرجل من أهم وظائفه الجتماعية توفير المسكن والعيش‬
‫الكريم‪ ،‬والمرأة من أهم وظائفها الجتماعية الرضاعة والحضانة‬
‫ورعاية الطفال ‪ ،‬وكل واحد منهما أفضل من الخر‬
‫بموقعه ‪ ،‬وهذا معنى " بما فضل الله بعضهم على بعض" فهو‬
‫تفضيل بما يتناسب وقدرات النسان ‪،‬وإل فنحن متفقون أن‬
‫القوامة " رعاية وإدارة " وليست تفضيل ً ‪.‬‬
‫‪ -12‬لو أسقطنا عن الرجل قوامته وجعلناها للمرأة ‪ ،‬فإننا نكون‬
‫قد أسقطنا عنه مسؤولية النفقة‪ ،‬وهنا تلزم المرأة بتأمين‬
‫الحماية المستقبلية للسرة وتوفير المن والطعام مما سيؤثر‬
‫على أولوياتها الجتماعية من حفظ البيت ورعاية البناء ‪.‬‬
‫من أجل ذلك حرر السلم المرأة من مسؤولية العمل في الوقت‬
‫الذي لم يمنعها منه‪ ،‬حتى تختار ما يناسبها ‪.‬‬
‫‪ -13‬إن القانون النجليزي حتى عام ‪ 1805‬كان يجيز بيع الرجل‬
‫لزوجته‪ ،‬بما أنه قيم عليها‪ ،‬وبقيت عملية البيع قائمة حتى بداية‬
‫القرن العشرين‪ ،‬كما أن البرلمان النجليزي في عهد هنري‬
‫الثامن أصدر حظرا ً على المرأة يمنعها من قراءة النجيل ‪.‬‬
‫بينما عندنا نحن حفظت النسخة الوحيدة لفضل كتاب على وجه‬
‫الرض بيد إمرأة أل وهي السيدة " حفصة بنت عمر " رضي الله‬
‫عنها ‪.‬‬
‫‪ -14‬إن مما تقوله المرأة في قسم الزواج عند النصارى "‬
‫وأقسم أن أكون مطيعة لزوجي" بينما عندنا في السلم تقول‪" :‬‬
‫قبلت هذا الزوج " ‪.‬‬
‫‪ -15‬يجوز في السلم أن تكون المرأة وصية على الصغار‬
‫وناقصي الهلية ‪ ،‬وأن تكون وكيلة عن أي شخص حتى عن‬
‫والديها أو زوجها في أعمالهم وتصريف أموالهم إذن القوامة كما‬
‫ذكرنا رعاية وإدارة وليست رئاسة وتسلط ‪.‬‬
‫====================‬
‫الرد على شبهة ان السلم جحد حق المرأة بأن جعل‬
‫شهادتها تعادل نصف شهادة الرجل‬
‫والذين يظنون أن آية سورة البقرة‪:‬‬
‫)يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه‬
‫وليكتب بينكم كاتب بالعدل ول يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله‬
‫فليكتب وليملل الذى عليه الحق وليتق الله ربه ول يبخس منه‬
‫فا أو ل يستطيع أن‬ ‫شيًئا فإن كان الذى عليه الحق سفيًها أو ضعي ً‬
‫يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم‬
‫فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء‬
‫أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الخرى ول يأب الشهداء إذا ما‬
‫دعوا ول تسأموا أن تكتبوه صغيًرا أو كبيًرا إلى أجله ذلكم أقسط‬
‫عند الله وأقوم للشهادة وأدنى أل ترتابوا إل أن تكون تجارة‬
‫حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح أل تكتبوها وأشهدوا إذا‬
‫تبايعتم ول يضار كاتب ول شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم‬
‫واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شىء عليم * وإن كنتم على‬
‫ضا‬
‫سفر ولم تجدوا كاتًبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بع ً‬
‫فليؤد ّ الذى اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ول تكتموا الشهادة ومن‬
‫يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم ( ‪.‬‬
‫الذين يظنون أن هذه الية ـ ‪282‬ـ تجعل شهادة المرأة نصف‬
‫شهادة الرجل بإطلق ‪ ،‬وفى كل الحالت مخطئون وواهمون‪..‬‬
‫دين خاص‪ ..‬فى وقت خاص ‪ ،‬يحتاج إلى‬ ‫فهذه الية تتحدث عن َ‬
‫كاتب خاص ‪ ،‬وإملء خاص ‪ ،‬وإشهاد خاص‪..‬‬
‫وهذه الية ـ فى نصها ـ استثناء‪:‬‬
‫)‪ ..‬إل أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح‬
‫أل تكتبوها(‪.‬‬
‫ثم إنها تستثنى من هذه الحالة الخاصة الشهاد على البيوع ‪ ،‬فل‬
‫تقيدها بما قيدت به حالة هذا الدين الخاص‪ ..‬ثم إنها تتحدث ‪،‬‬
‫مخاطبة ‪ ،‬لصاحب الدين ‪ ،‬الذى يريد أن يستوثق لدينه الخاص‬
‫هذا بأعلى درجات الستيثاق‪ ..‬ول تخاطب الحاكم ـ القاضى ـ‬
‫الذى له أن يحكم بالبينة واليمين ‪ ،‬بصرف النظر عن جنس‬
‫الشاهد وعدد الشهود الذين تقوم بهم البينة‪ ..‬فللحاكم ـ القاضى‬
‫ـ أن يحكم بشهادة رجلين‪ ..‬أو امرأتين‪ ..‬أو رجل وامرأة‪ ..‬أو رجل‬
‫واحد‪ ..‬أو امرأة واحدة‪ ..‬طالما قامت البينة بهذه الشهادة‪..‬‬
‫ومن يرد الستزادة من الفقه السلمى فى هذه القضية ـ التى‬
‫يجهلها الكثيرون ـ فعليه أن يرجع إلى آراء شيخ السلم ابن تيمية‬
‫] ‪661‬ـ ‪728‬هـ‪1263/‬ـ ‪1328‬م[ وتلميذه العظيم ابن قيم‬
‫الجوزية ]‪691‬ـ ‪751‬هـ‪1262/‬ـ ‪1350‬م[ فى كتابه ] الطرق‬
‫الحكمية فى السياسة الشرعية [ ‪ ..‬ففيه ـ وفق نص ابن تيمية ـ‬
‫أن ماجاء عن شهادة المرأة فى آية سورة البقرة ‪ ،‬ليس حصًرا‬
‫لطرق الشهادة وطرق الحكم التى يحكم بها الحاكم ‪ ،‬وإنما ذكر‬
‫لنوعين من البينات فى الطرق التى يحفظ بها النسان حقه‪..‬‬
‫فالية نصيحة لهم وتعليم وإرشاد لما يحفظون به حقوقهم ‪ ،‬وما‬
‫تحفظ به الحقوق شىء وما يحكم به الحاكم شىء ‪ ،‬فإن طرق‬
‫الحكم أوسع من الشاهدين والمرأتين‪.‬‬
‫ولقد قال المام أحمد بن حنبل ]‪164‬ـ ‪241‬هـ‪780/‬ـ ‪855‬م[ إن‬
‫شهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين فيما هو أكثر خبرة فيه ‪ ،‬وأن‬
‫شهادة المرأة تعدل شهادة رجلين فيما هى أكثر خبرة فيه من‬
‫الرجل‪ ..‬فالباب مفتوح أمام الخبرة التى هى معيار درجة‬
‫الشهادة ‪ ،‬فإذا تخلفت خبرة الرجل فى الميدان تراجع مستوى‬
‫شهادته فيه‪ ..‬وإذا تقدمت وزادت خبرة المرأة فى الميدان ارتفع‬
‫مستوى شهادتها فيه‪ ..‬وليس هناك فى الفقه السلمى تعميم‬
‫وإطلق فى هذا الموضوع ‪ ،‬إذ الشهادة سبيل للبينة التى يحكم‬
‫الحاكم ـ القاضى ـ بناء عليها ‪ ،‬بصرف النظر عن جنس الشهود‬
‫وعددهم‪.‬‬
‫==================‬
‫شبهات النصارى حول وضع المرأة في شرائع المجتمع‬
‫المسلم‬
‫وردودهـــــــــــــــا من كتابهم المقدس‬
‫يلمز النصارى وضع المرأة في المجتمع المسلم‪ ،‬و يرون في‬
‫بعض شرائعه انتقاصا ً لها ‪ ،‬و من ذلك تعدد الزوجات حيث يقول‬
‫القس شروش‪ ":‬يسوع أعلن أن الذي خلقهم من البدء خلقهم‬
‫رجل ً و امرأة ‪ ،‬و لو أراد الله الرجل أن تكون له أربع زوجات‬
‫لخلق من البدء أكثر من حواء " ‪.‬‬
‫و يقول القس سويجارت مفاخرا ً بتشريع الكنيسة في قصر‬
‫الزواج على واحدة ‪ " :‬المسيحية تسمح لنا بواحدة فقط ‪ ،‬و لذلك‬
‫ارتضي أفضلهن من أول قذيفة " ‪.‬‬
‫و تقول منظمة الباء البيض في رسالتها لرابطة العالم السلمي‬
‫و هي تعتب القول بتفوق الرجال على النساء فتقول ‪ ":‬لماذا‬
‫يقبل تفوق جنس على آخر؟‬
‫و هو مانراه من خلل النقاط التالية‬
‫‪ -1‬قبول تعدد الزوجات مع تحريم تعدد الزواج‪.‬‬
‫‪ -2‬إمكانية هجر الرجل لزوجته دون أن يقدم تبريرا ً لعمله )يقصد‬
‫الطلق(‪.‬‬
‫‪ -3‬الب حق الوصاية أو الولية على البناء دائما ً و إن كان‬
‫الطفال في حضانة الم…‬
‫‪ -4‬بالنسبة للمواريث نجد أن نصيب المرأة و في أغلب الحيان‬
‫هو أقل من نصف حصة الرجل "‬
‫ويمضي القس أنيس شروش في عرضه لما يراه مثالب ارتكبها‬
‫السلم بحق المرأة فيقول‪":‬بإمكان الرجل المسلم أن يطلق‬
‫زوجته دون أن يعطي لذلك سببا ً واحدا ً و من غير إشعار ‪ ،‬فالزوج‬
‫له السلطة المطلقة الفورية في الطلق غير القابلة للنقاش ‪ ،‬و‬
‫يمكنه أن يعلن أمام زوجته أنه يطلقها ثلث مرات ‪ ،‬فترحل ‪،‬‬
‫ليس هناك امتيازات و ل ترابط شعوري " ‪ ،‬ثم يعرض فيذكر آية‬
‫القوامة و ما تضمنته من جواز ضرب الناشز ‪ ،‬ثم آية توريث‬
‫الذكر مثل حظ النثيين ‪ ،‬ثم يقول‪ ":‬على العكس من ذلك فإن‬
‫الرب يوصي المسيحيين بحب الزوج للزوجة مثلما أحب المسيح‬
‫الكنيسة " ‪.‬‬
‫و في الجابة عن هذه الشبهات أوضح المسلمون موقف السلم‬
‫المكرم للمرأة ‪ ،‬و بينوا ما تعرضت له من انتقاص على يد‬
‫الجاهليات المختلفة و منها النصرانية المحرفة ‪ ،‬فالوثنيات‬
‫القديمة العربية و اليونانية و سواها ظلمت المرأة ظلما ً كبيرا ً ‪،‬‬
‫فقد جعلت منها سلعة تباع كسائر المتاع ‪ ،‬و تورث أيضا ً إذا مات‬
‫زوجها كسائر متاع بيتها ‪ ،‬و حرمتها الجاهلية الوثنية من حق‬
‫الحياة بوأدها طفلة أو تقديمها قربانا ً لللهة إلى غير ذلك من‬
‫الصور المستبشعة‬
‫المرأة في النصرانية ‪:‬‬
‫أما في النصرانية و المجتمع النصراني فكانت الساءة للمرأة‬
‫أكبر حيث أكدت النصوص التوراتية على بعض التشريعات التي‬
‫تحط من قدر المرأة و من ذلك أن النصوص تقر بيعها ‪ ،‬فقد جاء‬
‫ة ل تخرج كما يخرج‬ ‫في سفر الخروج " و إذا باع رجل ابنته أم ً‬
‫العبيد" )الخروج ‪ ، (21/7‬و في أيام القضاة اشترى بوعز جميع‬
‫أملك أليمالك و مالكليون و محلون ‪،‬و من ضمن ما اشتراه‬
‫راعوث المؤابية امرأة محلون )انظر راعوث ‪ ، (10-4/9‬وتقول‬
‫التوراة أيضا ً " فوجدت أمّر من الموت ‪ :‬المرأة التي هي شباك ‪،‬‬
‫و قلبها أشراك ‪ ،‬و يداها قيود ‪ ،‬الصالح قدام الله ينجو منها‪ .‬أما‬
‫الخاطئ فيؤخذ بها…رجل ً واحدا ً بين ألف وجدت ‪ ،‬أما امرأة فبين‬
‫كل أولئك لم أجد " ) الجامعة ‪.( 28-7/26‬‬
‫و يقرن سفر اللويين المطلقة و الرملة بالزانية ‪ ،‬فيعتبرهن دنايا ً‬
‫يحرم على الكاهن الزواج منهن )انظر اللويين ‪ (15-21/10‬كما‬
‫يفرض السفر أحكاما ً غاية في القسوة على المرأة حال حيضتها‬
‫حتى أن مجرد مسها ينجس الماس إلى المساء كما ينجس كل‬
‫من مس فراشها أو شيئا ً من متاعها ) انظر اللويين ‪-15/19‬‬
‫‪.( 32‬‬
‫و في النصرانية يحمل بولس المرأة خطيئة آدم ‪ ،‬ثم يحتقر‬
‫المرأة تبعا ً لذلك فيقول ‪ ":‬لتتعلم المرأة بسكوت في كل‬
‫خضوع ‪ ،‬و لكن لست آذن للمرأة أن تعّلم ‪ ،‬و ل تتسلط على‬
‫الرجل‪ ،‬بل تكون في سكوت‪ ،‬لن المرأة أغويت ‪ ،‬فحصلت في‬
‫التعدي " )تيموثاوس)‪ ، (14-2/11 (1‬و يقول مؤكدا ً ما يكنه من‬
‫ازدراء للمرأة "الرجل ليس من المرأة ‪ ،‬بل المرأة من الرجل ‪،‬‬
‫ولن الرجل لم يخلق من أجل المرأة ‪ ،‬بل المرأة أجل الرجل "‬
‫)كورنثوس)‪(9-11/8 (1‬‬
‫و منذ ألبس بولس المرأة خطيئة البوين ‪ ،‬والفكر النصراني‬
‫يضطهد المرأة و يعتبرها بابا ً للشيطان ‪ ،‬و يرها مسئولة عن‬
‫انحلل الخلق و تردي المجتمعات البشرية ‪ ،‬و من ذلك يقول‬
‫القديس ترتليان )ق ‪ " : (3‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس‬
‫النسان ‪ ،‬ناقضة لنواميس الله ‪ ،‬مشوهة لصورة الله )الرجل( "‪،‬‬
‫و يقول أيضا ً بعد حديثه عن دور حواء في الخطيئة الولى‪":‬‬
‫ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هي حواء ؟!…أنتن المدخل‬
‫الذي يلجه الشيطان‪..‬لقد دمرتن بمثل هذه السهولة الرجل‬
‫صورة َ الله " ‪.‬‬
‫و يقول القديس سوستام عن المرأة ‪ " :‬إنها شر ل بد منه ‪ ،‬و‬
‫آفة مرغوب فيها ‪ ،‬و خطر على السرة و البيت ‪ ،‬و محبوبة فتاكة‬
‫‪ ،‬و مصيبة مطلية مموهة "‪ ،‬و يقول القديس جيروم )ق ‪ (5‬في‬
‫نصيحته لمرأة طلبت منه النصح ‪ " :‬المرأة إذن هي ألد أعداء‬
‫الرجل ‪ ،‬فهي المومس التي تغوي الرجل إلى هلكه البدي ‪ ،‬لنها‬
‫حواء ‪ ،‬لنها مثيرة جنسيا ً "‪.‬‬
‫و يتساءل القديس أوغسطين )ق ‪ (5‬لماذا خلق الله النساء ؟‪ .‬ثم‬
‫يقول " إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطبية‪ ،‬فلقد كان من‬
‫الفضل كثيرا ً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان كصديقين بدل ً‬
‫من رجل و امرأة "‪ ،‬ثم تبين له أن العلة من خلقها هي فقط‬
‫إنجاب الولد ‪ ،‬و منه استوحى لوثر فقال‪ " :‬إذا تعبت النساء أو‬
‫حتى ماتت فكل ذلك ل يهم ‪ ،‬دعهن يمتن في عملية الولدة ‪،‬‬
‫فلقد خلقن من أجل ذلك "‪.‬‬
‫و عقدت الكنيسة مؤتمرات غريبة لبحث أمر هذا الكائن‬
‫) المرأة ( ‪ ،‬ففي القرن الخامس عقد مؤتمر ماكون للنظر هل‬
‫للمرأة روح أم ل ؟ و قرر المؤتمر خلو المرأة عن الروح الناجية ‪.‬‬
‫و قال القديس جيروم‪ " :‬المرأة عندما تكون صالحة تكون رجل ً‬
‫"‪.‬أي شذت عن مثيلتها الناث فكانت مثل الرجال ‪.‬‬
‫و في عام ‪586‬م عقد مؤتمر لبحث إنسانية المرأة ‪ ،‬ثم قرر‬
‫المؤتمر بأغلبية صوت واحد بأن المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل‬
‫‪ .‬و بعد ظهور البروتستانت في القرن السادس عشر عقد‬
‫اللوثريون مؤتمرا ً في وتنبرج لبحث إنسانية المرأة ‪.‬‬
‫و قد انعكست هذه الصورة القاتمة للمرأة على القوانين المدنية‬
‫و التي كانت تفرض غير بعيد عن رأي القسس و الساقفة ‪ ،‬فقد‬
‫بقيت المرأة في القانون النجليزي تباع من زوجها لخر بست‬
‫بنسات ‪ ،‬و استمر هذا القانون ساريا ً حتى عام ‪1805‬م ‪ ،‬فيما‬
‫اعتبر قانون الثورة الفرنسية المرأة قاصرا ً كالصبي و المجنون ‪،‬‬
‫و استمر ذلك حتى عام ‪1938‬م ‪.‬‬
‫و كان قمة الضطهاد الذي تعرضت له المرأة في ظل سيطرة‬
‫الكنيسة في القرن السادس عشر و السابع عشر حيث انعكست‬
‫الصورة السوداوية التي تنظر بها الكنيسة إلى المرأة بظهور‬
‫فكرة اجتاحت أوربا و هي وجود نساء متشيطنات أي تلبسهن‬
‫روح شيطانية‪ ،‬فهن يعادين الله ‪ ،‬و يعادين المجتمع ‪ ،‬تقول كارن‬
‫ارمسترنج في كتابها " إنجيل المرأة " ‪ " :‬لقد كان تعقب‬
‫المتشيطنات بدعة مسيحية ‪ ،‬و كان ينظر إليها على أنها واحدة‬
‫من أخطر أنواع الهرطقات…و من الصعب الن معرفة عدد‬
‫النساء اللئي قتلن خلل الجنون الذي استمر مائتي عام ‪ ،‬و إن‬
‫كان بعض العلماء يؤكد أنه مات في موجات تعقب المتشيطنات‬
‫بقدر ما مات في جميع الحروب الوربية حتى عام ‪1914‬م…يبدو‬
‫أن العداد كانت كبيرة بدرجة مفزعة " ‪.‬‬
‫إذن كان هذا هو موقف النصرانية من المرأة ‪ ،‬و هو صورة قاتمة‬
‫مغايرة كل المغايرة لصورة المرأة في المجتمع المسلم‪.‬‬
‫المرأة في المجتمع المسلم ‪:‬‬
‫فالسلم يقرر إنسانية المرأة إذ هي أصل النسان } يا أيها‬
‫الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى { و يقرر النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ذلك بقوله ‪ ":‬إنما النساء شقائق الرجال " و يقرر القرآن‬
‫أهلية المرأة لليمان و التكليف و العبادة ‪ ،‬و من ثم المحاسبة و‬
‫الجزاء } من عمل صالحا ً من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه‬
‫حياة طيبة * و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون { و‬
‫يقول تعالى } فاستجاب لهم ربهم أني ل أضيع عمل عامل منكم‬
‫من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض { ‪.‬‬
‫و يجعل القرآن الكريم آدم و زوجته شريكين في الخطيئة الولى‬
‫و التوبة منها‪ ،‬شريكين في جزائها } فأزلهما الشيطان عنها‬
‫فأخرجهما مما كانا فيه { } قال ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر‬
‫لنا و ترحمنا لنكون من الخاسرين { و رغم ذلك فإن أحدا ً‬
‫سواهما لن يحاسب على فعلهما } تلك أمة قد خلت لها ما‬
‫كسبت و لكم ما كسبتم و ل تسئلون عما كانوا يعملون { و قد‬
‫نعى الله على الجاهلية كرهها لميلد البنت } و إذا بشر أحدهم‬
‫بالنثى ظل وجهه مسودا ً و هو كظيم * يتوارى من القوم من‬
‫سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه بالتراب أل ساء ما‬
‫يحكمون {‪.‬‬
‫و قد أوصى السلم بالمرأة مولودا ً فحذر من وأدها } و إذا‬
‫المؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت { ‪ ،‬و أمر بالحسان إليها بنتا ً ‪،‬‬
‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من بلي من هذه البنات‬
‫شيئا ً فأحسن إليهن كن له سترا ً من النار" و ذكر ثلثة يؤتون‬
‫أجرهم مرتين فذكر منهم " الرجل تكون له المة فيعلمها‬
‫فيحسن تعليمها ‪ ،‬و يؤدبها فيحسن أدبها ‪ ،‬ثم يعتقها فيتزوجها ‪،‬‬
‫فله أجران " ‪.‬‬
‫كما أمر الله و رسوله بالحسان إلى الم في نصوص كثيرة‬
‫خصت في بعضها بمزيد تأكيد عن الب‪.‬‬
‫و أما كون المرأة زوجا ً فذاك عقد منح القرآن المرأة فيه أهلية‬
‫التعاقد ‪ ،‬فجعلها صاحبة الحق في أمر نكاحها } فإن طلقها فل‬
‫تحل له من بعد تنكح زوجا ً غيره { و يقول } و إذا طلقتم النساء‬
‫فبلغن أجلهن فل تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم‬
‫بالمعروف { ‪.‬‬
‫و قد جعل الله عز و جل مهرها حقا ً لها تتصرف فيه وفق‬
‫مشيئتها لكمال أهليتها في التصرف } و آتوا النساء صدقاتهن‬
‫نحلة { ‪ ،‬وفي دفع المهر إليها من الكرامة ما ل يخفى ‪ ،‬و جعل‬
‫الله لها من الحقوق على زوجها ما يناسب دورها } و لهن مثل‬
‫الذي عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة { ‪ ،‬و هذه الدرجة‬
‫ليست لقعود جنس النساء عن جنس الرجال ‪ ،‬بل هي لما أودعه‬
‫الله في الرجل من استعدادات فطرية تلئم مهمته و دوره في‬
‫المجتمع كما قال تعالى } الرجال قوامون على النساء بما فضل‬
‫الله به بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم فالصالحات‬
‫قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله { ‪.‬‬
‫و يحث القرآن على الحسان إلى الزوجة و حسن العشرة لها‬
‫حتى عند كراهيتها } و عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن‬
‫فعسى أن تكرهوا شيئا ً و يجعل الله فيه خيرا ً كثيرا ً { ‪.‬‬
‫و هكذا يظهر الفرق جليا ً بين مكانة المرأة في السلم و مكانتها‬
‫في النصرانية‬
‫قوامة الرجل على المرأة ‪:‬‬
‫يشغب النصارى بإثارة بعض المسائل يريدون منها لمز مكانة‬
‫المرأة في السلم و المجتمع السلمي‪ ،‬و من هذه المسائل‬
‫قوامة الرجل على المرأة في عصر يتنادى المتنادون فيه إلى‬
‫مساواتها بالرجال‪.‬‬
‫و قد تجاهل هؤلء وجود فرق في الستعدادات الفطرية بين‬
‫الرجال و النساء ‪ ،‬فكل أعطي من الخصائص ما يتناسب و دوره‬
‫في الحياة ‪.‬‬
‫فقد جعل الله من المرأة مربية في بيتها لبنائها تعمل في صناعة‬
‫النسان ‪ ،‬فيما أوكل إلى الرجل أمر وليتها و النفاق عليها ‪،‬‬
‫سواء أكانت فقيرة أم غنية ‪ ،‬و وليته عليها ولية رعاية ل ولية‬
‫استبداد أو تملك‪.‬‬
‫و قد أشار بولس إلى هذا التفوق الفطري المستلزم للقوامة‬
‫فقال‪ " :‬يا أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب ‪ ،‬لن الرجل‬
‫هو رأس المرأة في كل شيء " )أفسس ‪ ، (24-5/22‬و لم يبين‬
‫بولس سبب هذا المتياز للرجال‪ .‬و يقول‪ " :‬أريد أن تعلموا أن‬
‫رأس كل رجل هو المسيح ‪ ،‬و أما رأس المرأة فهو الرجل "‬
‫) كورنثوس)‪( 11/3 (1‬‬
‫ل من الجنسين عن الخر‬ ‫و ل يستطيع أحد أن ينكر تمايز ك ٍ‬
‫بخصائص خلقه الله عليها ‪ ،‬و حتى أدعياء المساواة ل يدعون أن‬
‫قدرات الرجال و النساء واحدة ‪ ،‬و إل فما تزال دول المساواة‬
‫تحكم بالرجال دون النساء في سائر مستوياتها السياسية و‬
‫الجتماعية من رؤساء و وزراء و برلمانيين و…‪.‬‬
‫ما جاء في ضرب النساء ‪:‬‬
‫و أما ما جاء في إباحة ضرب النساء في قوله } و اللتي تخافون‬
‫نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن‬
‫أطعنكم فل تبغوا عليهن سبيل ً { ‪.‬‬
‫فإن ذلك خاص بالمرأة الناشز التي تستخف بحقوق زوجها‬
‫والعاصية له ‪ ،‬فإنها ان لم تستجيب للنصح أول ً و ل للهجر ثانيا ً ‪،‬‬
‫فالضرب غير المبرح هو آخر أسلوب في معالجة نشوزها ‪ ،‬و هو‬
‫بكل حال أهون من الوصول إلى حال الطلق الذي يحرمه‬
‫النصارى ‪.‬‬
‫هذا و لم يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ً من‬
‫نسائه قط ‪ ،‬بل إنه لما بلغه أن قوما ً يضربون نسائهم غضب و‬
‫قال‪ ":‬ل يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ‪ ،‬ثم يجامعها آخر اليوم " ‪،‬‬
‫و لما أتته امرأة تستشيره في أمر زواجها أبان لها علة في أحد‬
‫خاطبيها فقال‪ " :‬و أما أبو الجهم فإنه ضراب للنساء " ‪ ،‬وقد‬
‫أخرج الترمذي وصححه‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫الحوص ‪ :‬أنه شهد خطبة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وفيها أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم » أل‬
‫ن عوار عندكم ليس تملكون‬ ‫واستوصوا بالنساء خيرًا‪ ،‬فإنما ه ّ‬
‫ن شيئا ً غير ذلك إل أن يأتين بفاحشة مبينة‪ ،‬فإن فعلن‪،‬‬ ‫منه ّ‬
‫ن ضربا ً غير مبرح }فإن‬ ‫ن في المضاجع‪ ،‬واضربوه ّ‬ ‫فاهجروه ّ‬
‫ل{«‪ .‬وقوله عليه الصلة والسلم ‪:‬‬ ‫ن سبي ً‬ ‫أطعنكم فل تبغوا عليه ّ‬
‫)) أل وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن ((‬
‫وهكذا فإن الضرب المأذون به في شريعتنا ليس لحرائر النساء‬
‫الكريمات ‪ ،‬و إنما هو دواء يلجأ إليه عندما يستفحل الداء ‪ .‬فهو‬
‫ضرب المربي المؤدب ل ضرب المعتدى الثم ‪...‬‬
‫حل الطلق وكونه من حقوق الرجل ‪:‬‬
‫و مما يشعب به النصارى على مكانة المرأة في السلم إباحته‬
‫للطلق‪ ،‬و جعله في يد الرجال دون النساء‪.‬‬
‫و في الجابة عن هذه الشبهة أكد علماؤنا أن حل الطلق شرعية‬
‫توراتية ‪ ،‬فقد أبيح الطلق إل في حالة واحدة ‪ ،‬و هي زواج رجل‬
‫من فتاة قد زنى بها ‪ ،‬فيعطي لبيها خمسين من الفضة ‪ ،‬و تكون‬
‫له زوجة " ل يقدر أن يطلقها كل أيامه " ) التثنية ‪.( 28 /22‬‬
‫و أما في العهد الجديد فيفترض أن يبقى التشريع قائما ً حتى ل‬
‫ينقض الناموس ‪ ،‬لكن متى يقول ‪ " :‬و جاء إليه ) أي المسيح (‬
‫الفريسيون ليجربوه قائلين له‪ :‬هل يحل للرجل أن يطلق امرأته‬
‫لكل سبب ؟ فأجاب و قال لهم‪ :‬أما قرأتم أن الذي خلق من‬
‫البدء خلقهما ذكرا ً و أنثى…فالذي جمعه الله ل يفرقه إنسان‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فلماذا أوصى موسى أن يعطي كتاب طلق فتطلق ؟ قال‬
‫لهم‪ :‬إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا‬
‫نساءكم ‪ ،‬و لكن من البدء لم يكن هكذا ‪ ،‬و أقول لكم‪ :‬إن من‬
‫طلق امرأته إل بسبب الزنا ‪ ،‬و تزوج بأخرى يزني…ليس الجميع‬
‫يقبلون هذا الكلم " ‪ ،‬ثم حدثهم عن الخصيان الذين خصوا‬
‫أنفسهم ابتغاء الملكوت فقال‪ ":‬من استطاع أن يقبل فليقبل "‬
‫)متى ‪ ، (12-19/3‬و قد فهمت الكنيسة من هذا النص تحريم‬
‫الطلق‪.‬‬
‫و يرى أحمد عبد الوهاب أن النص النجيلي ما هو إل إضافة‬
‫أخلقية ‪ ،‬ولم يجره المسيح مجر اللزام والتشريع بدليل قوله‪":‬‬
‫من استطاع أن يقبل فليقبل "‪ ،‬وكان قبل قد ذكر أن ليس كل‬
‫أحد يطيق كلمه هذا‪.‬‬
‫ويرى أحمد عبد الوهاب أيضا ً أن الستثناء في قوله " إل بسبب‬
‫الزنا " قول دخيل على النجيل ‪ ،‬وأنه بشهادة العلماء من وضع‬
‫الكنيسة ‪ ،‬بدليل أن حد المرأة المتزوجة ‪ -‬في التوراة ‪ -‬إذا زنت ‪:‬‬
‫القتل ) انظر التثنية ‪. ( 22/22‬‬
‫ولم يكن لهذا النص النجيلي أن يغير سنة جارية في الحياة ‪ ،‬يلجأ‬
‫إليها الزوجان عندما تستحيل بينهما الحياة‪،‬لذلك سنت دول‬
‫النصرانية في العصور الحديثة قوانين تسمح بالطلق لسباب‬
‫مختلفة ‪ ،‬كالرضا من الزوجين أو سوء المعاملة أو الغياب‬
‫الطويل …وكل ذلك إقرار بضرورة وجود هذا التشريع‬
‫كما بين علماؤنا النظم التي وضعها السلم لتشريع الطلق والتي‬
‫يجهلها الذين ينكرون على السلم إباحته‪،‬فقد رغب السلم في‬
‫إمساك الرجل زوجته على كراهته لها ‪ ،‬ثم أذن له بطلقها مرتين‬
‫من غير أن يخرجها من بيتها قبل انتهاء عدتها ‪ ،‬و أن يكون طلقه‬
‫لها في طهر لم يجامعها فيه ‪ ،‬ثم } الطلق مرتان فإمساك‬
‫بمعروف أو تسريح بإحسان { ‪ ،‬و للزوج رد زوجته حال عدتها ‪،‬‬
‫فإن انقضت فل بد من عقد و مهر جديدين ‪ ،‬فإن طلقها الثالثة ل‬
‫تحل له حتى تنكح زوجا ً غيره‪.‬‬
‫و يفرض القرآن للمطلقة حقا ً على زوجها ‪ ،‬و هو المتعة } و‬
‫للمطلقات متاع بالمعروف حقا ً على المتقين { ‪ ،‬ويقول تعالى‬
‫عن مقدار المتعة } و متعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر‬
‫قدره متاعا ً بالمعروف حقا ً على المحسنين { ‪.‬‬
‫و قد وضع السلم ‪ -‬كما الشرائع السابقة ‪ -‬الطلق بيد الرجل‬
‫لحكمة ل تخفى إذ رأينا من عاطفية المرأة ما يؤدي إلى تسرعها‬
‫في المور‪ ،‬بينما الرجل بعقليته الغالبة أقدر على تحمل مثل هذا‬
‫القرار‪.‬‬
‫كما أن المرأة يجوز لها أن تطلب من القاضي أن يطلقها من‬
‫زوجها بعد أن تبدي لذلك السباب الموجبة ‪ ،‬و يجيز فقهاء‬
‫السلم لها أن تشترط في عقدها حقها في طلق نفسها إن‬
‫شاءت‪ .‬و في كل ذلك ما يبرئ ساحة شريعة السلم من الغبن‬
‫الذي ألحقه النصارى بها ‪ ،‬و يؤكد واقعية هذه الشريعة و مثاليتها‬
‫في آن واحد ‪.‬‬
‫حقوق المرأة والميراث ‪:‬‬
‫و يرى النصارى أن السلم يغبن المرأة حين يجعل لها من‬
‫الميراث نصف ما للرجل ‪ ،‬كما يجعل شهادتها نصف شهادة‬
‫الرجل‪.‬‬
‫و بداية فلئن كان القرآن يجعل للمرأة من الميراث نصف ما‬
‫للرجل فإن التوراة تحرم المرأة من الميراث كلية حال وجود‬
‫ل…أيما رجل مات و ليس له‬ ‫أشقاء لها " فكلم الرب موسى قائ ً‬
‫ابن تنقلون ملكه إلى ابنته " )العدد ‪ ، (8-27/6‬و يفهم من‬
‫السياق أن وجود البن يمنع توريث البنة‪.‬‬
‫أما في شريعة السلم فإن الذكر و النثى قد يتساويان في‬
‫الميراث كما في مسألة الكللة } و إن كان رجل يورث كللة أو‬
‫امرأة و له أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر‬
‫من ذلك فهم شركاء في الثلث { و قضى عمر بالتساوي بين‬
‫الخوة لم ‪ ،‬قال الزهري‪" :‬و ل أرى عمر قضى بذلك حتى علم‬
‫ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم "‪.‬‬
‫و مرة أخرى ساوت الشريعة بين الوالدين في إرثهما من ولدهما‬
‫} و لبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد {‬
‫و قضى الشارع الحكيم بتوريث الذكر ضعف النثى كما في‬
‫التوارث بين الزوجين و توراث أولد المتوفى ‪ ،‬لكن ذلك يتناسب‬
‫مع المسئولية المالية الملقاة على عاتق الزوج أو الخ ‪ ،‬إذ كل‬
‫منهما ملزم بالنفاق على زوجته أو أخته‪ ،‬و هذا غرم يستحق غنما ً‬
‫‪.‬‬
‫كما أن شرائع السلم تلزم الرجل نفقات لتلزم المرأة كالمهر‬
‫والدية التي يتحملها العصبة من الرجال دون النساء ‪.‬‬
‫وهكذا حين جعل الله للذكر مثل حظ انثيين من الميراث لم يقض‬
‫بهوان النساء ‪ ،‬إنما قسم المال تقسيما ً ماديا ً بحتا ً يتناسب‬
‫والمسئوليات المنوطة بكل منهما ‪.‬‬
‫شهادة المرأة ‪:‬‬
‫و أما جعل شهادة المرأتين بشهادة رجل واحد فذلك ليس مطردا ً‬
‫في سائر الشهادات ‪ ،‬فشهاداتها الربع في اللعان تعدل شهادات‬
‫زوجها‪.‬‬
‫و قد يجعل الشارع شهادة المرأة معتبرة في بعض المسائل و ل‬
‫يقبل فيها شهادة الرجال كالمور النسائية التي ل يطلع عليها‬
‫الرجال عادة كحيضة المطلقة و طهرها في قوله } و المطلقات‬
‫يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء و ل يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله‬
‫في أرحامهن إن كن يؤمن بالله و اليوم الخر { ‪.‬‬
‫فيما جعل القرآن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في‬
‫المسائل التي ل تضبطها النساء عادة كما في بعض المعاملت‬
‫المالية و التجارية كحفظ الدين الذي نصت عليه آية الدين‪.‬‬
‫و عليه فإن جعل شهادتها بنصف شهادة الرجل ليس إجحافا ً‬
‫بحقها أو استهانة بمقامها و إنسانيتها ‪ ،‬و إنما هو مراعاة لقدراتها‬
‫و مواهبها‪ .‬و إل فإن أهليتها كأهلية الرجل تماما ً في كثير من‬
‫المعاملت كالبيع و الشفعة و الجارة و الوكالة و الشركة و‬
‫الوقف و العتق…‪..‬‬
‫تعدد الزوجات ‪:‬‬
‫و قد تعلق النصارى طويل ً في شبهة تعدد الزوجات في السلم ‪،‬‬
‫و تساءلت منظمة الباء البيض التبشيرية لم ل يسمح السلم‬
‫للمرأة بتعدد الزواج ‪.‬‬
‫و في بيان و دفع هذه الشبهة نقل علماؤنا نصوصا ً مطولة من‬
‫التوراة تتحدث عن تعداد النبياء و غيرهم للزوجات ‪ ،‬كما أنه أمر‬
‫معتاد عند سائر المجتمعات البشرية ‪ ،‬و ل يوجد في العهد الجديد‬
‫ما يمنع تعدد الزوجات ‪ ،‬فتحريم التعدد نقض للناموس ‪ ،‬و‬
‫المسيح يقول ‪ " :‬ما جئت لنقض بل لكمل ‪ ،‬فإن الحق أقول‬
‫لكم‪ :‬إلى أن تزول السماء و الرض ل يزول حرف واحد أو نقطة‬
‫واحدة من الناموس حتى يكون الكل " )متى ‪.(18-5/17‬‬
‫و ثمة إشارات من المسيح يستنبط من دراستها جواز التعدد ‪،‬‬
‫ففي المثال الذي ضربه المسيح للملكوت شبه الملكوت بعشر‬
‫عذارى أخذن مصابيحهن و خرجن للقاء العريس ‪ ،‬و قد أخذت‬
‫خمس منهن معها زيتا ً للمصباح ‪ ،‬فلما مر العريس "المستعدات‬
‫)الخمس( دخلن معه إلى العريس ‪ ،‬و أغلقن الباب")متى‬
‫‪.(25/10‬‬
‫و في كلم بولس ما يفهم منه جواز التعدد لغير الكاهن حيث‬
‫يقول‪ ":‬فيجب أن يكون السقف بل لوم بعل امرأة واحدة …‬
‫ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة" )تيموثاوس )‪(1‬‬
‫‪.(3/2،12‬‬
‫و يرى أحمد بن عبد الوهاب أن ليس من حجة صحيحة في قول‬
‫المسيح عن الزوجين ‪" :‬يترك أباه و أمه ‪ ،‬و يلتصق بامرأته ‪ ،‬و‬
‫يكون الثنان جسدا ً واحدا ً ‪ ،‬إذا ً ليسا بعد اثنين‪ ،‬بل جسد واحد "‬
‫)متى ‪ (6-19/5‬فليس في النص ما يمنع تعدد الزوجات ‪ ،‬فهذه‬
‫الوحدة المجازية يجوز أن يشترك بها أكثر من اثنين كما جاء في‬
‫يوحنا في قول المسيح عن تلميذه " ليكونوا هم أيضا ً فينا "‬
‫)يوحنا ‪. (17/21‬‬
‫و قد بقيت قضية تعدد الزوجات صيحة تنادي بها فرق مسيحية‬
‫شتى مثل "الناببشيت" في ألمانيا في أواسط القرن السادس‬
‫عشر للميلد ‪ ،‬وكان القس فونستير)‪ (1531‬يقول ‪:‬من يريد أن‬
‫يكون مسيحيا ً حقيقيا ً فعليه أن يتزوج عدة زوجات‪ .‬و بمثله نادت‬
‫فرقة " اللممعدانيين " في نفس القرن ‪ ،‬و نادى به اللمان بقوة‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬و يجدر بالذكر هنا أن إرساليات‬
‫التبشير في أفريقيا ل تمانع من بقاء الفريقي المتنصر متزوجا ً‬
‫بأكثر من زوجة ‪.‬‬
‫و قد أباح السلم تعدد الزوجات الذي أباحته النبوات السابقة ‪ ،‬و‬
‫شرط الشارع على الزوج العدل بين زوجاته فيما يقدر عليه ‪ ،‬و‬
‫عفى عما ل يتعلق بقدرته كالمحبة ‪ ،‬كما حدد التعدد بأربع حسما ً‬
‫للفوضى والعبث ‪.‬‬
‫وقد كانت إباحة الشارع لتعدد الزوجات شيئا ً من حكمة الله‬
‫الحكيم ‪ ،‬إذ واقع الرض ل يصلح إل بمثل هذا التشريع ‪ ،‬فعدد‬
‫نساء البشر اليوم يربو على رجالها بأربعمائة مليون امرأة ‪ ،‬مما‬
‫يجعل تعدد الزوجات ضرورة ملحة لكل مجتمع يخشى الفساد و‬
‫النحلل‪.‬‬
‫و قد تنبأ إشعيا بزيادة عدد النساء على الرجال فقال و هو‬
‫يتحدث عن آثار الحروب‪ ":‬فتمسك سبع نساء برجل واحد في‬
‫ذلك اليوم قائلت‪ :‬نأكل خبزنا ‪ ،‬و نلبس ثيابنا ‪ ،‬ليدع فقط اسمك‬
‫علينا‪ .‬انزع عارنا ")إشعيا ‪.(4/1‬‬
‫كما أن تعدد الزوجات ينسجم مع ما جاء في التوراة من أمر آدم‬
‫وذريته بكثرة التوالد والذرية ‪ ،‬فقد قال لدم ‪ ":‬أثمروا واكثروا‬
‫واملوا الرض " )التكوين ‪ ، (1/28‬فتعدد الزوجات سبب في‬
‫كثرة النسل‪،‬فيما القصر على زوجة واحدة يمنع الزوج من‬
‫الستمتاع بنعمة النجاب لضعف المرأة ثم عجزها عن النجاب‬
‫في سن مبكرة عن الرجل‪.‬‬
‫كما أن تعدد الزوجات يعين الرجل على العفة والفضيلة ‪ ،‬إذ من‬
‫طبيعة الرجل أن يميل إلى التعدد لسباب مختلفة كعقم الزوجة‬
‫أو طمثها أو مرضها ‪ ،‬و قصر الزواج على زوجة واحدة يدفع إلى‬
‫البغاء ‪ ،‬و هذا القس سويجارت يقول في مناظرته لديدات‪" :‬‬
‫المسيحية تسمح لنا بواحدة فقط ‪ ،‬و لذلك أرتضي أفضلهن من‬
‫أول قذيفة"‪ .‬و ما هي إل شهور حتى ظهر على شاشات التلفاز‬
‫يعتذر لشعب الكنيسة عن فعله البغاء طوال سنين مع إحدى‬
‫المومسات ‪ ،‬و يعلن اعتزاله العمل الكنسي ‪ ،‬ليكون دليل ً على‬
‫حكمة السلم البالغة حين أباحت تعدد الزوجات‪.‬‬
‫و القس سويجارت ليس بدعا ً بين أقرانه و أهل دينه ففضائح‬
‫الرهبان تدوي بين اليوم و آخر ‪ ،‬و أصبح الصل في المجتمعات‬
‫النصرانية القتصار على زوجة مع تعدد العشيقات‪.‬‬
‫و صدق لوثر في نقده المرير لواقع الكنيسة و المجتمع النصراني‬
‫حين قال‪ " :‬إن نبضة الجنس قوية لدرجة أنه ل يقدر على العفة‬
‫إل القليل…من أجل ذلك الرجل المتزوج أكثر عفة من الراهب…‬
‫بل إن الزواج بامرأتين قد يسمح به أيضًا‪ ،‬كعلج لقتراف الثم ‪،‬‬
‫كبديل عن التصال الجنسي غير المشروع " ‪.‬‬
‫و من ذلك ندرك الحكمة التي من أجلها شرع تعدد الزوجات ‪ ،‬و‬
‫لم يشرع تعدد الزواج فذلك ضد فطرة النسان ‪ ،‬و هو مفض‬
‫ل ما يصونه النسان‬ ‫إلى اختلط النساب التي هي من أج ّ‬
‫====================‬
‫الرد على التبرج‬
‫تنساق كثير من الفتيات وراء أهوائهن‪ ،‬ليتملصن من اللتزام‬
‫بالمظهر السلمي‪ ،‬ويتذرعن بحجج واهية‪ ،‬ل يقرها شرع الّله‬
‫تعالى‪ ،‬وليس لصاحبتها إل غضب الّله وعذابه‪ .‬إن الفتاة المؤمنة‬
‫تقبل على أمر ربها‪ ،‬إقبال من ل تجد حرجا ً في نفسها‪ ،‬مما قضى‬
‫الّله ورسوله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وتسّلم تسليمًا‪.‬‬
‫ومن هذه الحجج‪:‬‬
‫دعي أن طهارة القلب‪ ،‬وسلمة النية يغنيان‬ ‫الحجة الولى‪ :‬من ت ّ‬
‫عن الحجاب‪.‬‬
‫أما الرد عليها فهو‪:‬‬
‫إن قولهم هذا فاسد يناقض بعضه بعضًا؛ لن القلب إذا صلح‬
‫والباطن إذا طهر والروح إذا زكت‪ ،‬ل محالة يكون السلوك وفق‬
‫ما أمر الّله تعالى بشأنه‪ ،‬ول محالة أن تخضع جوارحه للستسلم‪،‬‬
‫وتنقاد أعضاؤه لمتثال أوامر الّله واجتناب نواهيه‪ ،‬ول يجتمع‬
‫صفاء الباطن وطهارة القلب مع الصرار على المعصية صغيرةً‬
‫كانت أو كبيرة‪.‬‬
‫فيت باطني‪،‬‬ ‫ت قلبي‪ ،‬وطهرت روحي‪ ،‬وص ّ‬ ‫فمن قال إني أصلح ُ‬
‫ب‬‫ومع ذلك يخالف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فهو كاذ ٌ‬
‫في قوله‪ ،‬تسّلط عليه الشيطان في شؤونه؛ لن هذين المرين ل‬
‫يجتمعان‬
‫دعين أن إيمانك يكفي لرضا الّله بينما‬ ‫فكيف أيتها المتبرجة! ت ّ‬
‫ترفضين النقياد لّله الذي أمرك بعدم التبرج‪ .‬قال جل شأنه‪[ :‬‬
‫وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية الولى] ]الحزاب‪/‬‬
‫‪.[33‬‬
‫الحجة الثانية‪:‬‬
‫دعي أن الصوم والصلة يغنيان عن الحجاب‪.‬‬ ‫من ت ّ‬
‫أما الرد عليها فهو‪:‬‬
‫إن الصلة تهذب الخلق‪ ،‬وتستر العورة‪ ،‬وتنهى صاحبها عن كل‬
‫منكر وزور‪ ،‬فيستحي أن يراه الّله في موضٍع نهاه عنه‪ ،‬تنهاه عن‬
‫الفحشاء والمنكر‪ ،‬وأي فحشاٍء ومنكر أكبر من خروج المرأة‬
‫ضّلة؟ ولو كان الحجاب مظهرا ً‬ ‫كاسية عارية مميلة مائلة ضالة م ِ‬
‫عد الّله المتبرجات بالحرمان من الجنة‪ ،‬وعدم شم‬ ‫أجوف؛ لما تو ّ‬
‫ريحها‪.‬‬
‫إن الحجاب هو الذي يميز بين العفيفة الطائعة‪ ،‬والمتبرجة‬
‫الفاسقة‪ ،‬ولو كان مظهرا ً أجوف؛ لما استحق كل هذا العقاب‬
‫لتاركته‪ ،‬بل والحاديث واليات القرآنية الحافلة بذكره‪ ،‬بل ولما‬
‫ترتب على تركه فسق الشباب وتركهم للجهاد‪ ،‬وكيف يلتفت‬
‫الشاب المسلم إلى واجبه المقدس وهو تائه الفكر‪ ،‬منشغل‬
‫الضمير‪ ،‬مشتت الوجدان أقصى ما يطمح إليه نظرة من هذه‪ ،‬أو‬
‫بسمة من تلك؟! وإن حال التي تستجيب لبعض أوامر الّله‪،‬‬
‫وتترك بعضها هي من ذمهم الّله تعالى بقوله‪[ :‬أفتؤمنون ببعض‬
‫الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إل خزي‬
‫في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله‬
‫بغافل عما تعملون] ]البقرة[‪.‬‬
‫الحجة الثالثة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫دعي أن حبها لله ولرسوله كفيلن برضا الله عنها بدون‬ ‫من ت ّ‬
‫عمل‪.‬‬
‫أما الرد عليها فهو‪:‬‬
‫قال تعالى‪) :‬قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر‬
‫لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ‪ ،‬قل أطيعوا الله والرسول فإن‬
‫تولوا فإن الله ل يحب الكافرين( ]آل عمران[‪.‬‬
‫لو انتسبت إلى معهد أو مدرسة‪ ،‬أليس المطلوب منك أن‬
‫تحضري الدروس‪ ،‬وتداومي وتعملي كل ما تأمرك به إدارة ذلك‬
‫المعهد أو تلك المدرسة‪ ،‬فإذا عصيت أمر الدارة‪ ،‬ولم تسمعي‬
‫ل‪ ،‬وخالفت قوانين وأنظمة المدرسة أو المعهد‪ ،‬فهل تبقين‬ ‫لها قو ً‬
‫ة إليه أو تفصلين منه‪ .‬ل شك أنك تفصل‪ ،‬ول ينفعك هذا‬ ‫منتسب ً‬
‫النتساب شيئًا‪ .‬فكيف تدعين حب الّله ورسوله‪ ،‬وتنتسبين إلى‬
‫السلم في البطاقات الشخصية‪ ،‬وشهادات الميلد‪ ،‬وسائر‬
‫الوراق الرسمية‪ ،‬وتأَبين إل البتعاد عن شرع الّله‪ ،‬ثم ادعاء‬
‫محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فأي سفاهة أبلغ من‬
‫ذلك؟!‬
‫الحجة الرابعة‪:‬‬
‫مت وتحتج بأن الدين يسر‪.‬‬ ‫دعي أن الحجاب تز ّ‬ ‫من ت ّ‬
‫أما الرد عليها فهو‪:‬‬
‫إن تعاليم الدين السلمي‪ ،‬وتكاليفه الشرعية جميعها يسر‪ ،‬ل‬
‫عسر فيها‪ ،‬وكلها في متناول يد المسلم المكلف بها‪ ،‬وفي‬
‫استطاعته تنفيذها‪ ،‬إل من كان من أصحاب العذار‪ ،‬فإن الّله عز‬
‫وجل قد جعل لهم أمرا ً خاصًا‪ .‬يقول تعالى‪[ :‬يريد الله بكم اليسر‬
‫ول يريد بكم العسر] ]البقرة‪.[185/‬‬
‫وإن يسر الدين ل يعني إلغاء أوامره‪ ،‬وإل فما الفائدة من‬
‫خص‬ ‫فرضيتها؟ وإنما تخفف لدى الضرورة فقط وبالكيفية التي ر ّ‬
‫لنا بها الّله ورسوله‪ ،‬فمثل ً يجب على المصلي أن يصلي قائمًا‪،‬‬
‫ل قاعدًا‪ ،‬فإن لم يستطع‬ ‫ولكن إن لم يستطع القيام فليص ّ‬
‫خص له الفطار في‬ ‫فبالكيفية التي يقدر عليها‪ ،‬كما أن الصائم ير ّ‬
‫رمضان إن كان مسافرًا‪ ،‬أو مريضًا‪ ،‬ولكن ل بد من القضاء‪ ،‬أو‬
‫الفدية في بعض الحالت‪ ،‬أو الفدية والقضاء في حالت أخرى‪،‬‬
‫وكل ذلك من يسر السلم وسماحته‪ ،‬أما أن نترك الصلة‪ ،‬أو‬
‫ة واحدة ونقول‪ :‬إن‬ ‫الصوم‪ ،‬أو غيرهما من التكاليف الشرعية جمل ً‬
‫الدين يسر‪ ،‬وما جعل الّله علينا في الدين من حرج‪ ،‬فإن ذلك ل‬
‫يجوز‪ ،‬ومثل ذلك الحجاب؛ فإن تركه ل يجوز‪ ،‬علما ً بأن له رخصة‬
‫كغيره من أوامر الشرع وهي أن الّله تعالى وضع الجلباب عن‬
‫القواعد من النساء‪ ،‬وحتى في هذه الحالة اشترط عليهن عدم‬
‫التبرج‪.‬‬
‫وقد جهلت هذه أن الّله أمر به على الوجوب‪ ،‬وأن الحاديث‬
‫النبوية فرضته‪ ،‬ومعلوم أن الحاديث واليات القرآنية حافلة بذمه‬
‫واعتباره من الذنوب الموجبة لدخول النار‪ ،‬فهل بعد ذلك كله‬
‫تجادل النساء في وجوبه وفرضيته؟!‬
‫الحجة الخامسة‪:‬‬
‫دعي أن التبرج أمر عادي ل يلفت النظر‪.‬‬ ‫من ت ّ‬
‫أما الرد عليها فهو‪:‬‬
‫كيف يكون التبرج أمرا ً عاديا ً ونحن نرى أن الزواج )على سبيل‬
‫ملن‪ ،‬كما تزداد‬ ‫ن وتج ّ‬ ‫المثال( تزداد رغبتهم في زوجاتهم كلما تزي ّ ّ‬
‫الشهوة على الطعام كلما كان منسقًا‪ ،‬متنوعًا‪ ،‬جميل ً في ترتيبه‪،‬‬
‫حتى ولو لم يكن لذيذ الطعم؟‬
‫ولو كان التزيين أمرا ً عاديا ً لما تنافس الناس في تزيين البيوت‬
‫وزخرفتها وفرشها بأفخر المفروشات‪ ،‬وكل ذلك لتتمتع أنظارهم‪،‬‬
‫ولما تكّبد الناس مشاق السفر‪ ،‬وتكاليفه الباهظة في الرحلت‬
‫إلى مختلف بلد العالم‪ ،‬وكل ذلك للمتعة والتغيير‪ ،‬ويزداد‬
‫سرورهم كلما شاهدوا في رحلتهم مناظر جميلة وأشكال ً‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫بل لو كان التبرج أمرا ً عاديا ً لما نهى الّله عنه‪ ،‬لن الّله هو الذي‬
‫خلق النسان‪ ،‬ويعلم ما يصلحه وما يفسده‪ ،‬ولول أن الفساد‬
‫الحاصل من التبرج كبير لما نهى الّله عنه‪ ،‬ولما جعله الّله تعالى‬
‫على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الذنوب‪.‬‬
‫وإليكم شهادة من طبيب يكذب الزعم القائل بأن التبرج أمٌر‬
‫عادي‪:‬‬
‫»أودع الّله الشبق الجنسي في النفس البشرية سرا ً من أسراره‪،‬‬
‫ل شأنه‪ ،‬وجعل الممارسة الحسية من‬ ‫ة من روائع حكمه ج ّ‬ ‫وحكم ً‬
‫أعظم ما نزع إليه العقل والنفس والروح‪ ،‬وهي مطلب روحي‬
‫وحسي وبدني‪ ،‬ولو أن رجل ً مرت عليه امرأة ٌ حاسرة سافرة‬
‫ن ظاهر‪ ،‬واستهواٍء بالغ‪ ،‬ولم يخف إليها‪،‬‬ ‫ل باهر‪ ،‬وحس ٍ‬ ‫على جما ٍ‬
‫وينزع إلى جمالها‪ ،‬يحكم عليه الطب بأنه غير سويّ وتنقصه‬
‫الرغبة الجنسية‪ ،‬ونقصان الرغبة الجنسية_ في عرف الطب_‬
‫مرض يستوجب العلج والتداوي‪ ،‬ناهيكم عن انعدام الرغبة‬
‫ض عضال«‪.‬‬ ‫تمامًا‪ ...‬وهذا بدوره مر ٌ‬
‫أقول‪ :‬هذه الشهادة من طبيب حجة على من يزعمون أن خروج‬
‫المرأة كاسية عارية بدون حجاب ل يثير الشهوات ول يحرك‬
‫النفوس‪ ،‬ويكذبون ويعتبرونه أمرا ً عاديًا‪ ،‬فإن أعلى نسبة من‬
‫الفجور‪ ،‬والباحية‪ ،‬والشذوذ الجنسي‪ ،‬وضياع العراض‪ ،‬واختلط‬
‫النساب قد صاحبت خروج النساء متبرجات كاسيات عاريات‪،‬‬
‫وتتناسب هذه النسبة تناسبا ً طرديا ً مع خروج النساء على تلك‬
‫الصورة المتحللة من كل شرف وفضيلة‪ ،‬بل إننا نجد أعلى نسبة‬
‫من المراض الجنسية‪ ،‬ومنها‪ :‬مرض اليدز القاتل الذي انتشر‬
‫حديثا ً في الدول الباحية التي تزداد فيها حرية المرأة تفلتًا‪،‬‬
‫وتتجاوز ذلك إلى أن تصبح همجية وفوضى! ناهيك عن المراض‬
‫والعقد النفسية التي تلجئ الشباب للنتحار بأعلى النسب في‬
‫أكثر بلد العالم تحلل ً من الخلق‪ ،‬وأعظمها إباحية وفوضى‬
‫كالسويد‪ ،‬وغيرها من دول الغرب!‬
‫ل عميق‪ ،‬وإثارته في كل‬ ‫إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة مي ٌ‬
‫حين تزيد من عرامته‪ ،‬فالنظرة تثير‪ ،‬والحركة تثير‪ ،‬والضحكة‬
‫تثير‪ ،‬والدعابة تثير‪ ،‬والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات‪،‬‬
‫وذلك هو المنهج الذي يختاره السلم‪ ،‬مع تهذيب الطبع‪ ،‬وتشغيل‬
‫الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة‪ ،‬غير تلبية دافع اللحم‬
‫والدم‬
‫الحجة السادسة‪:‬‬
‫دعي أن الحجاب عادات جاهلية أو رجعية‬ ‫من ت ّ‬
‫أما الرد عليها فهو‪:‬‬
‫إن الحجاب الذي فرضه السلم على المرأة لم يعرفه العرب‬
‫جه‬ ‫م الّله تعالى تبرج نساء الجاهلية‪ ،‬فو ّ‬ ‫قبل السلم‪ ،‬بل لقد ذ ّ‬
‫ل شأنه‪[ :‬وقرن‬ ‫نساء المسلمين إلى عدم التبرج مثلهن‪ ،‬فقال ج ّ‬
‫في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية الولى] ]الحزاب‪.[33/‬‬
‫صحيح إن السلم أبطل عادات ذميمة للعرب‪ ،‬ولكن بالضافة‬
‫إلى ذلك كانت لهم عادات حميدة أقّرها السلم‪ ،‬فلم يبطلها‪،‬‬
‫كإكرام الضيف‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وكان من ضمن عاداتهم الذميمة‬
‫خروج النساء متبرجات كاشفات الوجوه والعناق‪ ...‬باديات‬
‫الزينة‪ ،‬ففرض الّله الحجاب على المرأة بعد السلم‪ ،‬ليرتقي بها‪،‬‬
‫ويصون كرامتها‪ ،‬ويمنع عنها أذى الفساق والمغرضين‪ ،‬وإننا ونحن‬
‫نتحدث عن العرب في جاهليتهم أقول‪ :‬إن العصر الحديث شهد‬
‫ة عظمى لم تشهدها العصور السابقة‪ ،‬ول‬ ‫ة كبرى وانتكاس ً‬ ‫جاهلي ً‬
‫حتى العرب في جاهليتهم‪ ،‬إننا مسلمون نؤمن بديننا‪ ،‬ونقدس‬
‫تعاليمه‪ ،‬ونحب ربنا ونبينا أكثر من حبنا لنفسنا‪ ،‬ولن نتأثر بدعاوى‬
‫الجاهلية الحديثة التي هي أشد من جاهلية أبي جهل‪ ،‬فإذا كان‬
‫التبرج في الجاهلية الولى يتضمن إظهار المرأة لوجهها وعنقها‬
‫وحليها فقط‪ ،‬وتمشي بين الرجال بهذه الهيئة‪ ،‬فإنه في الجاهلية‬
‫المعاصرة أصبحنا نرى المرأة تكاد ل تغطي شيئا ً من حرمات‬
‫ة من حرمات الّله‪ ،‬وحد من‬ ‫الّله‪ ،‬ونسيت أنها في حد ذاتها حرم ٌ‬
‫حدوده‪ ،‬ل يجوز أن يقربها أحد إل أن يكون زوجها‪ ،‬ول أن يرى‬
‫ل في هذه الية‬ ‫زينتها أحد إل أن يكون ممن بّينهم الّله عّز وج ّ‬
‫الكريمة‪:‬‬
‫ن وََل‬ ‫َ‬
‫جه ُ ّ‬‫ن فُُرو َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬‫صارِه ِ ّ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ت ي َغْ ُ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫[وَُقل ل ّل ْ ُ‬
‫ن وََل‬ ‫جُيوب ِه ّ‬ ‫ن ع ََلى ُ‬ ‫مرِه ِ ّ‬ ‫خ ُ‬‫ن بِ ُ‬‫ضرِب ْ َ‬ ‫من َْها وَل ْي َ ْ‬ ‫ما ظ َهََر ِ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫ن ِزين َت َهُ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ي ُب ْ ِ‬
‫عول َت ِهن أ َو أ َبنائ ِه ِن أوَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ّ ْ َْ ِ ّ ْ‬ ‫ن أوْ آَباء ب ُ ُ‬ ‫ن أوْ آَبائ ِهِ ّ‬ ‫ن إ ِّل ل ِب ُُعول َت ِهِ ّ‬ ‫ن ِزين َت َهُ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ي ُب ْ ِ‬
‫خوات ِهن أوَ‬ ‫خوان ِهن أ َو بِني أ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ِ ّ ْ‬ ‫ن أوْ ب َِني إ ِ ْ َ ِ ّ ْ َ‬ ‫وان ِهِ ّ‬ ‫خ َ‬‫ن أوْ إ ِ ْ‬ ‫أب َْناء ب ُُعول َت ِهِ ّ‬
‫ُ‬ ‫ن ِسائ ِهن أ َو ما مل َك َت أ َيمانه َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ن غ َي ْرِ أوِْلي اْل ِْرب َةِ ِ‬ ‫ن أوِ الّتاب ِِعي َ‬ ‫ْ ْ َ ُُ ّ‬ ‫َ ِ ّ ْ َ َ‬
‫ساء وَلَ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫َ‬
‫م ي َظهَُروا ع َلى ع َوَْرا ِ‬ ‫ْ‬ ‫نل ْ‬ ‫َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ل ال ِ‬ ‫ف ِ‬‫ل أ َوِ الط ّ ْ‬ ‫جا ِ‬ ‫الّر َ‬
‫َ‬
‫ميًعا‬ ‫ج ِ‬‫ن وَُتوُبوا إ َِلى الل ّهِ َ‬ ‫من ِزين َت ِهِ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل ِي ُعْل َ َ‬‫جل ِهِ ّ‬ ‫ن ب ِأْر ُ‬ ‫ضرِب ْ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ن] ]النور[‪.‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ن ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫أي َّها ال ْ ُ‬
‫جح على خالقه‪،‬‬ ‫ول لنسان نفسه أن يتب ّ‬ ‫ولست أدري كيف تس ّ‬
‫ويرمي ما أمر به من سترٍ وصيانة وعفةٍ وطهارة بأنه رجعية؟‬
‫ولماذا هذه الحملة المسعورة على الحجاب السلمي بالذات ول‬
‫يتكلم أحد عن حدائق العراة‪ ،‬وبيوت الدعارة في كثيرٍ من ديار‬
‫المسلمين؟‬
‫إن الرجعية الحقيقية هي ما عليه هؤلء التقدميين من إلحاد‬
‫وإنكار للبعث والحساب‪ ،‬بل لوجود الخالق‪ ،‬وتأليههم للطبيعة‬
‫والفراد‪ ،‬وكل هذه المور‪ ،‬والفكار الوثنية كانت قبل السلم‪،‬‬
‫ولما كان كل ما بعد السلم هو في نظرهم رجعي‪ ،‬إذ إنهم‬
‫يعتبرون أن التمسك بتعاليم الديان‪) ،‬ومن أبرزها تعاليم السلم(‬
‫رجعية‪ ،‬فلنكن رجعيين‪ ،‬لكنهم أشد منا تأخرا ً ورجعية؛ لن ما هم‬
‫عليه من رجعية سبقت ما نحن عليه من رجعية‪ ،‬وأكرم برجعيتنا‬
‫من رجعية فنحن رجعنا إلى الشرف والعفة والفضيلة‪ ،‬وهم‬
‫رجعوا إلى الفساد والطغيان والرذيلة‪.‬‬
‫الحجة السابعة‪ :‬من تحتج بأنها ستتحجب عندما تقتنع أو ً‬
‫ل‪.‬‬
‫أما الرد عليها فهو‪:‬‬
‫قضية القتناع التي تطرحها المرأة اليوم في أمر الحجاب قو ٌ‬
‫ل‬
‫ث‬‫ل وغرور‪ ،‬فمن أين يأتي القتناع؟ هل سيأتي من بح ٍ‬ ‫فيه جه ٌ‬
‫ودراسة وتحليل آيات الّله وحديث رسوله؟ أم أن المرأة تنتظر‬
‫ة من السماء؟ أو أن يوحى إليها‪ ،‬فيترتب على‬ ‫أن تنزل عليها آي ٌ‬
‫ذلك اقتناعها بأمر الّله؟‬
‫ونقول لها‪ :‬إن لم تقنعك آيات الّله وحديث رسوله صلى الله عليه‬
‫وسلم فلن تقتنعي إذا ً أبدًا‪ ،‬فإن أطعت وهو أحرى بك فإنك من‬
‫المؤمنات الطائعات الحييات من الّله‪ ،‬وإن لججت في القول فهو‬
‫الضلل المبين‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬هل كتاب الّله الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من‬
‫خلفه‪ ،‬والذي تنزل من لدن حكيم ٍ خبير‪ ،‬أو أن أقوال رسول الّله‬
‫صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى رأي المتبرجة القاصر وجهلها‬
‫ي عنها وعن اقتناعها‪ ،‬أتحسب أن أوامر‬ ‫المركب؟ إن الّله لغن ّ‬
‫الدين ونواهيه بضاعة تقتنع بشراء بعضها‪ ،‬وترك البعض الخر؟!‬
‫أل تستحي هذه أن ترفض أوامر الّله بحجة أنها لم تقتنع بها بعد؟‬
‫إن في آيات الّله الشفاء لك من جميع الفات الجتماعية‬
‫والنفسية وغيرها‪ ،‬هبي أن طبيبا ً وصف لك دواًء وأمرك بشربه‪،‬‬
‫هل ستقولين له‪ :‬لن أشربه حتى أقتنع بأنه سيشفيني؟‪ ...‬إنني‬
‫لواثقة أنك لن تترددي في شربه رغم أنه ليس مضمونا ً أن‬
‫يشفيك من المرض‪ ،‬ولكنك لم تشككي‪ ،‬ولم تترددي؛ لنك ظننت‬
‫أن في كلم الطبيب الصدق‪ ،‬وأن في إطاعة أوامره صلح‬
‫جسدك وشفاءك‪ ،‬فكيف بالّله تترددين في قبول أمر من خلقك‬
‫وخلق الطبيب‪ ،‬ولم تصدقي أن في أمره الخير والفلح‬
‫والصلح؟!‬
‫========================‬
‫شبهات مثارة حول )الحجاب الكامل للمرأة المسلمة(‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫إلى ‪ /‬الشيخ العلمة أمد الله في عمره ‪:‬عبد الرحمن بن عبد الله‬
‫السحيم‬
‫شيخنا الجليل ‪ :‬بعد الحتلل المريكي صدر كتاب اسمه ‪ ) :‬قضايا‬
‫مثارة حول المرأة المسلمة ( لكاتب معروف بدرجة أستاذ دكتور‬
‫‪ -‬رئيس ما يسمى بالحزب السلمي العراقي ‪ -‬وقد تضمن هذا‬
‫الكتاب الكثير من الراء التي فاجأتنا نرجو من سيادتكم الجابة‬
‫عليها‬
‫وقال في ص ‪ 49‬من الكتاب ‪:‬‬
‫فالنقاب ل يدخل في أصل الحجاب ول في قوله تعالى ‪ ) :‬إل ما‬
‫ظهر منها (‬
‫والحجاب الكامل فرض على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫والدليل على أن هذا الحجاب الكامل خاص بنساء النبي صلى الله‬
‫َ‬
‫ساِء (‬‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٍ ِ‬‫ن ك َأ َ‬ ‫ست ُ ّ‬ ‫ي لَ ْ‬ ‫ساَء الن ّب ِ ّ‬ ‫عليه وسلم قوله تعالى ‪َ ) :‬يا ن ِ َ‬
‫‪.‬‬
‫إلى أن قال ‪ :‬ولكني أدعو النساء إلى عدم لبس النقاب في‬
‫عصرنا هذا لنه منفر مخالف للخذ باليسر ‪ ،‬ولنهن في الكليات‬
‫والدوائر والمؤسسات وحتى الطرقات يحتجن إلى إظهار‬
‫وجوههن لكي يعرفن ‪.‬‬
‫الجابه عن الشبهوالحجاب الكامل فرض على نساء النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬والدليل على أن هذا الحجاب الكامل خاص‬
‫ي‬
‫ساَء الن ّب ِ ّ‬ ‫بنساء النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ‪َ ) :‬يا ن ِ َ‬
‫َ‬
‫ساِء ( ‪.‬‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫ن ك َأ َ‬‫ست ُ ّ‬‫لَ ْ‬
‫أقول ‪ :‬هذا خطأ في فهم الية ‪ ،‬إذ قال الله في آية الحزاب ‪:‬‬
‫) َيا أ َي ّها الن ّبي قُ ْ َ‬
‫ن ع َل َي ْهِ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ي ُد ِْني َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ساءِ ال ْ ُ‬ ‫ك وَن ِ َ‬‫ك وَب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل لْزَوا ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فوًرا‬ ‫هغ ُ‬ ‫ن الل ُ‬ ‫ن وَكا َ‬ ‫ن َفل ي ُؤ ْذ َي ْ َ‬ ‫ن ي ُعَْرفْ َ‬ ‫ن ذ َل ِك أد َْنى أ ْ‬ ‫جلِبيب ِهِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ما )‪. ( (59‬‬ ‫حي ً‬ ‫َر ِ‬
‫ن( ؟‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ساِء ال ْ ُ‬ ‫فماذا ُيفَهم من قوله تعالى ‪) :‬وَن ِ َ‬
‫ل ُيفَهم منه إل ِذكر نساء المؤمنين بعد ِذكر أمهات المؤمنين ‪.‬‬
‫من أنواع البيان التي‬ ‫قال المام الشنقيطي في التفسير ‪ :‬و ِ‬
‫منها هذا الكتاب المبارك أن يقول بعض العلماء في الية‬ ‫تض ّ‬
‫ل على ُبطلن ذلك‬ ‫قول ً ‪ ،‬ويكون في نفس الية قرينة تد ّ‬
‫من أمثلته ‪:‬‬ ‫القول ‪ ...‬و ِ‬
‫قول كثير من الناس ‪ " :‬إن آية الحجاب ‪ ،‬أعني قوله تعالى ‪:‬‬
‫ذا سأ َل ْتموهن متاعا َفا َ‬
‫ب( الية – خاصة‬ ‫جا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وََراِء ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سأُلوهُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫)وَإ ِ َ َ ُ ُ ُ ّ َ َ ً‬
‫حكم الذي‬ ‫بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم " فإن تعليله لهذا ال ْ ُ‬
‫هو إيجاب الحجاب بكونه أطهر لقلوب الّرجال والنساء من الريبة‬
‫ن( قرينة واضحة على‬ ‫م وَقُُلوب ِهِ ّ‬ ‫قُلوب ِك ُ ْ‬ ‫م أ َط ْهَُر ل ِ ُ‬ ‫في قوله ‪) :‬ذ َل ِك ُ ْ‬
‫قل أحد من جميع المسلمين إن غير‬ ‫حكم ‪ ،‬إذ لم ي َ ُ‬ ‫قصد تعميم ال ْ ُ‬
‫أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ل حاجة إلى طهارة قلوبهن ‪،‬‬
‫ول إلى طهارة قلوب الّرجال من الّريبة منهن ‪ ،‬وقد تقرر في‬
‫معلولها‬ ‫الصول أن العِّلة قد ُتعمم َ‬
‫وأقول ‪ :‬لو افترضنا اختصاص أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ص‬‫ن أمهات للمؤمنين ب ِن َ ّ‬ ‫زلة المهات ‪ ،‬بل هُ ّ‬ ‫ن بمن ْ ِ‬ ‫بالحجاب ‪ ،‬وهُ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫مَهات ُهُ ْ‬
‫هأ ّ‬‫ج ُ‬
‫م وَأْزَوا ُ‬
‫سهِ ْ‬
‫ف ِ‬
‫ن أن ْ ُ‬‫م ْ‬‫ن ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ي أوَْلى ِبال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫قوله تعالى ‪) :‬الن ّب ِ ّ‬
‫ن من باب أولى وأولى أن َيدخلن في هذا الخطاب ‪.‬‬ ‫( ‪ ،‬فغيره ّ‬
‫وَيلزم من القول باختصاص أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بالحجاب اختصاصهن بعدم الخضوع بالقول ‪ ،‬وجوازه لغيرهن من‬
‫النساء ! وهذا ل ُيقول به عاقل !‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ساِء إ ِ ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٍ ِ‬ ‫ن ك َأ َ‬ ‫ست ُ ّ‬ ‫يل ْ‬ ‫ساَء الن ّب ِ ّ‬ ‫كما أن قوله تعالى ‪َ) :‬يا ن ِ َ‬
‫ول‬‫ن قَ ْ‬ ‫ض وَقُل ْ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ذي ِفي قَل ْب ِهِ َ‬ ‫معَ ال ّ ِ‬ ‫ل فَي َط ْ َ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َفل ت َ ْ‬ ‫قي ْت ُ ّ‬
‫ات ّ َ‬
‫ُ‬
‫جاه ِل ِي ّةِ الوَلى‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬‫ج َ‬ ‫ن َول ت َب َّر ْ‬ ‫ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫معُْروًفا )‪ (32‬وَقَْر َ‬ ‫َ‬
‫هّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ريد ُ الل ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬
‫ه إ ِن ّ َ‬‫سول ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن الل َ‬ ‫كاة َ وَأط ِعْ َ‬ ‫صلة َ وَآِتي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫وَأقِ ْ‬
‫َ‬
‫م ت َط ِْهيًرا )‪َ (33‬واذ ْك ُْر َ‬
‫ن‬ ‫ت وَي ُط َهَّرك ُ ْ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬‫س أهْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫ب ع َن ْك ُ ُ‬‫ل ِي ُذ ْه ِ َ‬
‫ن لَ ِ‬ ‫َ‬
‫فا‬‫طي ً‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مة ِ إ ِ ّ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ت الل ّهِ َوال ْ ِ‬ ‫ن آَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي ُت َْلى ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫جه لمهات المؤمنين أزواج النبي صلى‬ ‫مو ّ‬ ‫خِبيًرا( الخطاب فيه ُ‬ ‫َ‬
‫حكم عام ‪.‬‬ ‫الله عليه وسلم ورضي الله عنهن ‪ ،‬إل أن ال ْ ُ‬
‫فتحريم الخضوع بالقول ليس خاصا ً بأمهات المؤمنين ‪ ،‬بل هو‬
‫عام لكل مؤمنة ُتؤمن بالله واليوم الخر‬
‫وكذلك النهي عن التبّرج ‪.‬‬
‫قل أحد‬ ‫والمر بالصلة والزكاة ‪ ،‬كل هذا عام لكل مؤمنة ‪ ،‬ولم ي َ ُ‬
‫باختصاص أمهات المؤمنين به‬
‫زمه أن يقول‬ ‫ومن قال باختصاص أمهات المؤمنين بالحجاب ل ِ‬
‫باختصاص أمهات المؤمنين بهذه المنهّيات وبهذه الوامر‬
‫وقوله ‪ ) :‬ولكني أدعو النساء إلى عدم لبس النقاب في عصرنا‬
‫منفر مخالف للخذ باليسر ‪ ،‬ولنهن في الكليات والدوائر‬ ‫هذا لنه ُ‬
‫والمؤسسات وحتى الطرقات يحتجن إلى إظهار وجوههن لكي‬
‫يعرفن ( ‪.‬أقول ‪ :‬ما هو الضابط للتنفير ؟‬
‫ثم ما هو الضابط في الخذ باليسر ؟‬

‫فطر السليمة‬‫قل أحد من المسلمين ذوي ال ِ‬ ‫أما التنفير ‪ ،‬فلم ي َ ُ‬


‫خَلف‬ ‫سَلف ول ِ‬
‫من ال َ‬ ‫فر ‪ ،‬ل من ال ّ‬ ‫من ّ‬ ‫بأنه ُ‬
‫شرعته ‪.‬‬ ‫وإنما قد يقول به من ل يرتضي ِدين الله و ِ‬
‫غربا ً – َيحترمون من‬
‫فار في بلدهم – شرقا ً أو َ‬ ‫والمشاهد أن الك ّ‬
‫سك ِبمبادئه ‪ ،‬ويلتزم بشخصيته ‪ ،‬بينما َيكرهون من يكون‬ ‫يتم ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫مَتقلبا ‪.‬‬ ‫ً‬
‫ونا ُ‬ ‫متل ّ‬
‫ُ‬
‫وكم كان حجاب المرأة المسلمة في أوربا أو في أمريكا دعوة‬
‫مثيرا ً للسؤال ‪ :‬لماذا تلبس هذه هذا اللباس ؟‬ ‫صامتة ‪ ،‬ومظهرا ً ُ‬
‫من ِدين المرأة المسلمة ‪ ،‬كان سببا في‬ ‫ُ‬
‫ت بأن هذا ِ‬ ‫فإذا أجيب ْ‬
‫م دخوله ‪.‬‬ ‫دين ‪ ،‬ومن ث ّ‬ ‫البحث عن هذا ال ّ‬
‫بل قد صّرحت غير واحدة أنه ما دعاها إلى السلم إل حجاب‬
‫المرأة المسلمة ‪.‬‬
‫ت كاتبة بريطانية قبل أكثر من مائة عام بأن مظاهر‬ ‫وصّرح ْ‬
‫التعّري عار على بلدها !‬
‫شرت عام‬ ‫تقول الكاتبة الشهيرة " آتي رود " ‪ -‬في مقالة ن ُ ِ‬
‫‪1901‬م ‪ : -‬لن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم ‪،‬‬
‫ف بلًء من اشتغالهن في المعامل حيث ُتصبح البنت‬ ‫خير وأخ ّ‬
‫هب برونق حياتها إلى البد ‪ ،‬أل ليت بلدنا كبلد‬ ‫ن َتذ َ‬ ‫ملوثة بأدرا ٍ‬
‫حشمة والعفاف والطهارة … نعم ! إنه ل ََعاٌر‬ ‫المسلمين ‪ ،‬فيهـا ال ِ‬
‫على بلد النجليز أن تجعل بناتها مث َل ً‬
‫للرذائل بكثرة مخالطة الرجال ‪ ،‬فما بالنا ل نسعى وراء ما يجعل‬
‫البنت تعمل بما ُيوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت ‪،‬‬
‫شَرِفها ‪ .‬اهـ ‪.‬‬ ‫ة لِ َ‬ ‫وترك أعمال الرجال للرجال سلم ً‬
‫وقد ذ َك ََر الدكتور مصطفى السباعي – رحمه الله – أنه كان في‬
‫قى فتاة‬ ‫رحلة علمية من ميناء " دوفر " إلى ميناء " أوستن " فال ْت َ َ‬
‫دث مع تلك‬ ‫درس الحقوق في جامعة أكسفورد وتح ّ‬ ‫إيطالية ت َ ْ‬
‫الفتاة عن المرأة المسلمة وحقوقها ‪ ،‬وكيف تعيش ‪ .‬قالت الفتاة‬
‫‪ :‬إنني أغبط المرأة المسلمة ‪ ،‬وأتمّنى أن لو كنت مولودة في‬
‫بلدكم‬
‫ب أعضاء‬ ‫ولما قام إمبراطور ألمانيا " غليوم " بزيارة ِلتركيا أح ّ‬
‫دنهم ! فأخرجوا‬ ‫جمعية التحاد والّترقي التركية أن ُيظهروا له تم ّ‬
‫ن متبرجات لستقباله ‪ ،‬واستغرب‬ ‫بعض بنات المدارس وهُ ّ‬
‫المبراطور ‪ ،‬وقال للمسؤولين ‪ :‬إني كنت آمل أن أشاهد في‬
‫تركيا الحشمة والحجاب بحكم دينكم السلمي ‪ ،‬وإذا بي أشاهد‬
‫التبرج الذي نشكو منه في أوربا ‪ ،‬ويقودنا إلى ضياع السرة ‪،‬‬
‫وخراب الوطان ‪ ،‬وتشريد الطفال !!‬
‫أقول ‪ :‬وها نحن ُندعى لخوض غمار تجربة فاشلة ! بحجة أن‬
‫فر !‬ ‫من ّ‬‫الحجاب غير لئق بعصرنا ‪ ،‬وأنه ُ‬
‫وإظهار المرأة لوجهها فيه فتنة له ولغيرها ‪ ،‬فإنها إذا كانت جميلة‬
‫ت ‪ ،‬وفي كل‬ ‫دري ْ‬
‫قرت واز ُ‬ ‫طاردتها العيون ‪ ،‬وإن كانت غير ذلك احت ُ ِ‬
‫فعل له أثر نفسي بالغ على المرأة ‪.‬‬ ‫لحالتين هذا ال ِ‬
‫وأما معرفة المرأة فل مصلحة فيها ‪ ،‬أعني معرفة شخصها وعينها‬
‫حـّرة عفيفة فل َيتعّرض‬ ‫جبة أنها ُ‬ ‫‪ ،‬وإنما المصلحة أن ُتعرف المح ّ‬
‫لها أحد بسوء ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال تعالى ‪) :‬ذ َل ِ َ‬
‫ن(‬‫ن َفل ي ُؤ ْذ َي ْ َ‬ ‫ن ي ُعَْرفْ َ‬
‫ك أد َْنى أ ْ‬
‫جزي الكلبي في التفسير ‪ :‬أي ذلك أقرب إلى أن ُيعرف‬ ‫قال ابن ُ‬
‫حرة لم ُتعارض بما‬ ‫رف أن المرأة ُ‬ ‫الحرائر من الماء ‪ ،‬فإذا ع ُ ِ‬
‫مة ‪ ،‬وليس المعنى أن ُتعرف المرأة حتى ُيعلم من‬ ‫ُتعارض به ال َ‬
‫هي ‪ ،‬إنما المراد أن ُيفّرق بينها وبين المة ‪ ،‬لنه كان بالمدينة‬
‫إماء يعرفن بالسوء ‪ ،‬وربما تعرض لهن السفهاء‬
‫=====================‬
‫حجاب ولباس النساء بين القرآن والكتاب المقدس‬
‫هناك بعض من النصارى الحاقدين يحاولون مهاجمة المرأة‬
‫المسلمة من خلل حديثهم عن لباسها المحتشم وحجابها الذي‬
‫أوجبه السلم عليها ‪ .‬ولهؤلء الحاقدين نقول ‪:‬‬
‫ان اللباس المحتشم الذي ل يظهر تفاصيل جسد المرأة ول‬
‫يتسبب بفتنة الرجال وإغوائهم ل شك بأنه مطلب وأمر إلهي ‪،‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ت ي َغْ ُ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫يقول الله سبحانه وتعالى ‪ } :‬وَقُ ْ‬
‫َ‬
‫من َْها‬ ‫ما ظ َهََر ِ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫ن ِزين َت َهُ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ن وََل ي ُب ْ ِ‬ ‫جه ُ ّ‬ ‫ن فُُرو َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫صارِه ِ ّ‬ ‫أب ْ َ‬
‫ن أ َْو‬‫ن إ ِّل ل ِب ُُعول َت ِهِ ّ‬ ‫ن ِزين َت َهُ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ن وََل ي ُب ْ ِ‬ ‫جُيوب ِهِ ّ‬ ‫ن ع ََلى ُ‬ ‫مرِه ِ ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ضرِب ْ َ‬ ‫وَل ْي َ ْ‬
‫َ‬
‫ن ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ميًعا أي َّها ال ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ‪ . . . .‬وَُتوُبوا إ َِلى الل ّهِ َ‬ ‫آَبائ ِهِ ّ‬
‫ن { ] سورة النور ‪[ 31 :‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫ولكن السؤال البرز هل يوافق كتابكم المقدس على هذا اللباس‬
‫المحتشم الذي تهاجمون المرأة المسلمة من خلله ؟ الجواب ‪:‬‬
‫لنقرأ ما جاء في رسالة بطرس الولى ] ‪: [ 1 : 3‬‬
‫ج‬‫ن الّزوْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫حّتى وَإ ِ ْ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫جك ُ ّ‬ ‫ن لْزَوا ِ‬
‫َ‬
‫ضعْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ك‪ ،‬أ َي ّت َُها النساء‪ ،‬ا ْ‬ ‫)) ك َذ َل ِ َ‬
‫ق‬‫صّرفَِها الل ّئ ِ ِ‬ ‫ن‪ ،‬ب ِت َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ه إ َِلى ا ِ‬ ‫جت ُ ُ‬ ‫ه َزوْ َ‬ ‫جذ ِب ُ ُ‬ ‫ة‪ ،‬ت َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ِبال ْك َل ِ َ‬ ‫م ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫غ َي َْر ُ‬
‫ها‪3 .‬وَع ََلى‬ ‫طاه َِر وَوََقاَر َ‬ ‫سُلوك ََها ال ّ‬ ‫ظ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ي ُل َ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫م‪2 ،‬وَذ َل ِ َ‬ ‫ن َك َل ََ ٍ‬ ‫دو َ‬ ‫ُ‬
‫ر‬
‫شعْ ِ‬ ‫فرِ ال ّ‬ ‫ض ْ‬ ‫مال َِها‪ ،‬ب ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ة ل ِظ َْهارِ َ‬ ‫جي ّ َ‬ ‫خارِ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫مد َ الّزين َ َ‬ ‫مْرأةِ أل ّ ت َعْت َ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة‬ ‫مد ِ الّزين َ َ‬ ‫ما ل ِت َعْت َ ِ‬ ‫ة‪ .‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫س الث َّيا ِ‬ ‫ب وَلب ْ ِ‬
‫حّلي ِبالذ ّهَ ِ ُ‬ ‫َوالت ّ َ‬
‫ي‬
‫دوِء‪ .‬هَذ ِهِ ه ِ َ‬ ‫داع َةِ َوال ْهُ ُ‬ ‫ح ال ْوَ َ‬ ‫مت ََزّينا ب ُِرو ِ‬
‫ً‬ ‫ن قَل ْب َُها ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ة‪ ،‬ل ِي َ ُ‬ ‫خل ِي ّ َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ت‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ه! ‪5‬وَب َِها َ‬ ‫ن ِفي ن َظ َرِ الل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ة الث ّ َ‬ ‫غال ِي َ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫فَنى‪ ،‬وَه ِ َ‬ ‫ة ال ِّتي ل َ ت َ ْ‬ ‫الّزين َ ُ‬
‫ل ع ََلى اللهِ‬ ‫ن ت َت ّك ِ ُ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫حد َة ُ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ديمًا‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت قَ ِ‬ ‫قّيا ُ‬ ‫ساُء الت ّ ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫ت َت ََزي ّ ُ‬
‫جَها‪ ] (( .‬ترجمة كتاب الحياة [‬ ‫ضعُ ل َِزوْ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫وَت َ ْ‬
‫نعم فل يجوز للمؤمنات من أتباع الكتاب المقدس بأن يتزينوا‬
‫لغير أزواجهن ويرتدون اللباس الكاشف ليتسببن بفتنة وإغواء‬
‫الرجال وقد جاء شبيه هذا التحذير في الرسالة الولى إلى‬
‫تيموثاوس ] ‪: [ 9 : 2‬‬
‫ّ‬ ‫ساُء ب ِ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫)) ك َ ُ‬
‫س‪،‬‬‫شوم ِ اللَبا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ق َ‬ ‫مظهَرٍ ل َئ ِ ٍ‬ ‫ن ت َظ ْهََر الن ّ َ‬ ‫ما أِريد ُ أْيضًا‪ ،‬أ ْ‬ ‫َ‬
‫ل َوالذ ّهَ ِ‬
‫ب‬ ‫دائ ِ ِ‬‫ج َ‬ ‫ْ‬
‫ت ِبال َ‬ ‫حلَيا ٍ‬ ‫ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ة‪ ،‬غي َْر ُ‬ ‫َ‬ ‫حَياِء َوالّرَزان َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ت ِبال َ‬ ‫مت ََزي َّنا ٍ‬ ‫ُ‬
‫ن ع ََلنا ً‬ ‫ساٍء ي َعْت َرِفْ َ‬ ‫ما ي َِليقُ ب ِن ِ َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫ن‪10 ،‬ب َ ْ‬ ‫ل ال َْغال ِي َةِ الث ّ َ‬ ‫حل َ ِ‬ ‫َوالّلِليِء َوال ْ ُ‬
‫م ِ‬
‫ة! (( ] ترجمة كتاب‬ ‫َ‬ ‫ن ي َعِ ْ‬ ‫َ‬
‫ح ِ‬‫صال ِ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه‪ِ ،‬بالع ْ َ‬ ‫وى الل ِ‬ ‫ق َ‬
‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ب ِأن ّهُ ّ‬
‫الحياة [‬
‫السؤال هو ماذا تكسب المرأة المسيحية التي تظهر محاسنها‬
‫ومفاتنها للخرين ؟‬
‫وهل تصيبها خسارة ما إذا أخفت هذه المحاسن والمفاتن ؟‬
‫قطعا ً ل ‪ .‬بل انها تكسب النصياع لمشيئة الله المدونه في كتابها‬
‫المقدس ‪ ،‬ولكن قد تقول إحداهن أنا أريد أن يمدح الخرين‬
‫جمالي ‪ .‬نقول ‪ :‬جمال المرأة الذي يستحق المدح ليس في‬
‫جسدها حيث نقرأ في سفر المثال ] ‪: [ 30 : 31‬‬
‫ل‪ ،‬أ َما ال ْ َ‬
‫ب فَهِ َ‬
‫ي‬ ‫ة الّر ّ‬
‫قي ّ ُ‬ ‫مْرأة ُ ال ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل َباط ِ ٌ‬
‫ما ُ‬ ‫ش َوال ْ َ‬
‫ج َ‬ ‫ن ِغ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫)) ال ْ ُ‬
‫ها من ث َمر يديها‪ ،‬ول ْتك ُ َ‬ ‫ح‪ .‬أ َع ْ ُ‬
‫صد ََر الث َّناِء‬ ‫مال َُها َ‬
‫م ْ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫طو َ ِ ْ َ ِ َ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫مد َ ُ‬‫ال ِّتي ت ُ ْ‬
‫ع َل َي َْها (( ] ترجمة كتاب الحياة [‬
‫وعليه فإننا نقول لهؤلء الحاقدين ان كتابكم يوافق السلم‬
‫وكتابه في هذه المسألة )اللباس المحتشم( ‪.‬‬
‫وإليكم هذه النصوص أيضا ً والتي تأمر المرأة بأن تغطي رأسها ‪:‬‬
‫جاء في الرسالة الولى إلى كورنثس ] ‪ [ 1 : 11‬ما يلي ‪:‬‬
‫)) وأما كل إمرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها‬
‫لنها والمحلوقة شيىء واحــد بعينه ‪ .‬إذ المرأة إن كانت ل‬
‫تتغطى ‪ :‬فليقص شعرها ‪(( .‬‬
‫وجاء في نفس الرسالة أيضا َ ] ‪: [ 13 : 11‬‬
‫)) أحكموا في أنفسكم ‪ :‬هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله‬
‫وهي غير مغطاه ؟! ((‬
‫ووكما مر في الرسالة الولى إلى تيموثاوس ] ‪: [ 9 : 2‬‬
‫)) النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة ‪ ،‬مع ورع وتعقل ‪ ،‬ل‬
‫بضفائر أو ذهب أو للىء أو ملبس كثيرة الثمن ((‬
‫إن المرأة المسلمة المحجبة هي أقرب في حجابها إلى مريم‬
‫العذراء من النصارى الذين يكرهون المسلمة المحجبة في حين‬
‫تمتلىء بيوتهم وكنائسهم بصور مريم وهي تبدو في الصورة‬
‫محجبة بنفس الحجاب الذي تلبسه المسلمة ‪.‬‬
‫لقد تمسك أحد المتعصبين بأن النص يأمر بالحجاب في الكنيسة‬
‫وليس في غيرها من الماكن ‪ .‬ولكن ‪ :‬هل العفة مطلوبة في‬
‫الكنيسة فقط ؟ أم أن الحاجة إلى العفة والحجاب أولى في‬
‫أماكن أخرى غير الكنيسة كالسوق والشارع ‪ .‬ثم أليس من‬
‫النفاق أن تغطي رأسها في الكنيسة ثم إذا خرجت كشفت عن‬
‫أفخاذها وصدرها ؟!‬
‫ها هو الحجاب واللباس المحتشم الذي يعيرنا به بعض المبشرين‬
‫الحاقدين نجده معترف به في العهد الجديد بل وفي العهد القديم‬
‫أيضا ً ففي الصحاح الرابع والعشرين من سفر التكوين العدد‬
‫َ‬
‫ساِء فََرفَ َ‬
‫ع‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫عن ْد َ إ ِقَْبا ِ‬‫ل ِ‬ ‫ق ِ‬‫ح ْ‬‫ل ِفي ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫حاقُ ل ِي َت َأ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ج إِ ْ‬ ‫خَر َ‬‫‪ )) : 63‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫قب ِل َ ٌ‬ ‫ع َي ْن َي ْهِ وَن َظ ََر وَإ ِ َ‬
‫ت‬‫ة ع َي ْن َي َْها فََرأ ْ‬ ‫ت رِفْ َ‬
‫ق ُ‬ ‫ة‪64 .‬وََرفَعَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ل ُ‬ ‫ما ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫ذا ِ‬
‫ج ُ‬
‫ل‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫د‪َ » :‬‬ ‫ت ل ِل ْعَب ْ ِ‬ ‫ل‪65 .‬وََقال َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ج َ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت عَ‬ ‫حاقَ فَن ََزل َ ْ‬‫س َ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫خذ َ ِ‬‫دي«‪ .‬فَأ َ‬ ‫سي ّ ِ‬ ‫د‪» :‬هُوَ َ‬ ‫ل ال ْعَب ْ ُ‬ ‫قا َ‬‫قائ َِنا؟« فَ َ‬ ‫ل ل ِل ِ َ‬‫ق ِ‬ ‫ح ْ‬‫شي ِفي ال ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت‪(( .‬‬ ‫ال ْب ُْرقُعَ وَت َغَط ّ ْ‬
‫لقد جاء السلم والحجاب موجود في كل مكان فتصرف معه كما‬
‫تصرف في غيره من التقاليد والعادات بما يلئم مصلحة النسان‬
‫والمثل العليا فلم يجعله عنوانا ً لتهام المرأة ‪ ،‬أو عنوانا ً لسيطرة‬
‫الرجل واعتبارها جزءا ً من ممتلكاته يتصرف فيها كما يشاء تبعا ً‬
‫لهواه ومصلحته ‪ .‬بل جعله أدبا ً خلقيا ً واجب الحترام واللتزام ‪.‬‬
‫وعليه نقول ‪:‬‬
‫انه ينبغي على المرأة المسيحية أن تغطي رأسها بحجاب يخفي‬
‫شعرها وبلباس محتشم ل يظهر تفاصيل جسدها بحيث ل يتسبب‬
‫هذا اللباس بفتنة الرجال الغرباء وليس هذا تخلفا ً كما يزعم هؤلء‬
‫الجهلة بل امتثال للوامر المدونة في كتابها المقدس ‪ .‬وأي‬
‫محاولة للهروب من هذا الواقع يعتبر تهربا وتقصيرا ً تجاه الدين ‪.‬‬
‫والواجب على هؤلء المسيحيين الحاقدون أن ينشروا هذا التعليم‬
‫بين النساء المسيحيات ل أن يهاجموا المرأة المسلمة من خلله ‪.‬‬
‫====================‬
‫نظرة السلم إلى المرأة كإنسان‬
‫وضع المرأة في السلم وبعبارة أخرى نظرة السلم الى المرأة‬
‫كانسان منطلقين فيها من قول رسول الله انما النساء شقائق‬
‫الرجال وفي هذا القول الوجيز منتهى الوضوح في وحدة بني‬
‫النسان بنوعيه من ذكور واناث في حقوق النسان‬
‫ولول شبهات حول حقوق المرأة في السلم ل تقوم على أساس‬
‫من العلم بحقائق السلم لكان من الواجب علينا أن نكتفي بما‬
‫نقلناه من النص النبوي الصريح في مساواة المرأة للرجل في‬
‫انسانيتها وفي حقوقها والتي تدعمه النصوص القرآنية الكثيرة‬
‫بصراحتها معلنة‬
‫أول وحدة خلق النسان بنوعيه من نفس واحدة كما جاء في‬
‫مطالع سورة النساء من القرآن الكريم يا أيها الناس اتقوا ربكم‬
‫الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجال‬
‫كثيرا ونساءا‬
‫ثانيا وحدة ما على النساء من حقوق نحو الرجال وما على‬
‫الرجال من حقوق نحو النساء ال ما جعل للرجال من حق في‬
‫رئاسة السرة وتحمل مسئولياتها في النفاق لما بني عليه تكوين‬
‫الرجال من خصائص تجعلهم في الصل أرجح في حمل هذه‬
‫المسئولية الجتماعية الثقيلة عمل بقول القرآن الكريم ولهن مثل‬
‫الذي عليهن بالمعروف أي من الحقوق وللرجال عليهم درجة‬
‫وعمل بقوله تعالى الرجال قوامون على النساء بما فضل الله‬
‫بعضهم على بعض وبما أنفقو من أموالهم‬
‫نظرة السلم الى المرأة ل تدرك أبعادها ال بالشارة الى وضع‬
‫المرأة قبل السلم‬
‫‪:‬ول بد لنا من التأكيد على أن نظرة السلم الى المرأة‬
‫في اعلن مساواتها للرجل في الحقوق‪-‬‬
‫في اعلن مساواتها للرجل في النسانية‪-‬‬
‫فيما قد حققه السلم للمرأة من معاني الكرامة والحرية‪-‬‬
‫فيما قد حققه للمرأة من انجازات تاريخية تشريعية جذرية‬
‫كاملةل يمكن ادراك ابعاد هذه النجازات كلها ال بالشارة‬
‫الوجيزة الى ما كان عليه وضع المرأة قبل السلم وفي عالم‬
‫حضارات النسان في تلك الزمان ولسنا في حاجة ال الى‬
‫وقفات سريعة‬
‫أول على ما كان عليه وضع المرأة في شريعة الرومان وأثارها‬
‫حتى الن‬
‫ثانيا على ما وصل اليه وضع المرأة في بعض الندوات الدينية في‬
‫القرون الوسطى من شكوك حتى في انسانيتها وطبيعة روحها‬
‫ثالثا على ما كانت عليه أوضاع المرأة في كثير من قبائل جزيرة‬
‫العرب من تقزز وامتهان الى ظهور دعوة محمد الى السلم‬
‫وضع المرأة في شريعة الرومان وآثارها حتى اليوم‬
‫أما فيما يتعلق بوضع المرأة في شريعة الرومان مما كان شائعا‬
‫ومتعارفا عليه في معظم عالم الحضارة القديم فقد كان قائما‬
‫أول على عدم العتراف بأية أهلية حقوقية للمرأة‬
‫ثانيا على وضعها بسبب جنسها تحت الوصاية الدائمة ل فرق في‬
‫المرأة بين ضغرها أو بلوغها سن الرشد فهي تحت وصاية الب‬
‫اول والزوج ثانيا ول تملك أي حرية في تصرفاتها وهي في ذلك‬
‫في الجملة موروثة ل وارثة‬
‫وبالنتيجة فان المرأة في الشريعة الرومانية كانت شيئا من‬
‫الشياء التابعة للرجل وهي لذلك فاقدة لكل شخصية لها‬
‫محرومة من كل اعتبار لحرية تصرفاتها‬
‫وضع المرأة في بعض الندوات الدينية في القرون الوسطى‬
‫واما فيما يتعلق بما وصل اليه وضع المرأة في بعض الندوات‬
‫الدينية في القرون الوسطى من شكوك حتى في انسانيتها‬
‫وطبيعة روحها فقد حدثنا التاريخ بأن مؤتمرات عقدت في روما‬
‫للبحث حول المرأة وحول روحها وهل هي تتمتع بروح كروح‬
‫الرجل أو أن روحها كروح الحيوانات مثل الثعابين والكلب‬
‫بل ان أحد هذه الجتماعات في روما قرر أنه ل روح لها على‬
‫الطلق وانها لن تبعث في الحياة الخرى‬
‫وضع المرأة في جزيرة العرب قبل السلم‬
‫وأما فيما يتعلق بما كانت عليه أوضاع المرأة في كثير من قبائل‬
‫جزيرة العرب من تقزز وامتهان حين ظهور دعوة محمد الى‬
‫السلم فكانت شرا من كل ذلك فقد كانت المرأة العربية في‬
‫الجملة قبل السلم عارا يحرص أولياؤها الذكور على التخلص‬
‫منها ووأدها حية ساعة ولدتها وذلك لعوامل مختلفة أهمها ضعف‬
‫بنيتها في الشدائد وضآلة كسب الرجل في الحياة ولقد وقفت‬
‫دعوة محمد عليه الصلة والسلم منذ ظهورها الى التنديد بهذا‬
‫الوضع الليم وجاهر به القرآن في أيات متعددة وفي ظروف‬
‫مختلفة فقال مرة واذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو‬
‫كظيم يتوارى مع القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون‬
‫أم يدسه في التراب الساء ما يحكمون وقال مرة في اعلن‬
‫مسئولية الرجل عن وأد الوليدة وهي حية ساعة ولدتها واذا‬
‫الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت وقال مرة أخرى ول تقتلوا أولدكم‬
‫خشية املق نحن نرزقكم واياهم‬
‫كيف عالج السلم هذا الوضع الشائن قبل منظمات المم‬
‫ومواثيق حقوق النسان‬
‫وبعد أيها السادة فهذا مجمل وضع المرأة قبل ظهور السلم في‬
‫بلد العرب ومعظم بلد العالم من وضع في منتهى المهانة‬
‫وفقدان الكرامة واذا بدعوة محمد تسبق منظمات المم ومواثيق‬
‫حقوق النسان منذ أربعة عشر قرنا وفي قلب تلك الظلمات من‬
‫اليام وتظع مشكلة المرأة في مقدمة مشاكل النسان التي‬
‫عالجها السلم بمنتهى الجرأة والحزم واليمان معلنا‬
‫أول كامل انسانيتها الى جانب الرجال ويقول رسول الله عليه‬
‫الصلة والسلم في ذلك النساء شقائق الرجال وذلك في جميع‬
‫ما نادى به السلم من حقوق للنسان مما قد سبقت الشارة‬
‫اليه في مطلع حديثنا الن‬
‫ثانيا كامل أهليتها في جميع حقوقها وتصرفاتها تملكا وبيعا وشراءا‬
‫وزواجا من غير وصاية عليها أو تحديد في تصرفاتها خلفا للكثير‬
‫من أوضاع المرأة التى ل تزال قائمة في بعض قوانين العالم‬
‫الحديث‬
‫بل ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفع شأن المرأة‬
‫الى أبعد من ذلك فقد الم في الكرامة والبر على الب حين‬
‫سأل سائل يا رسول الله من أحق بحسن صحبتي قال أمك قال‬
‫ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك وفي‬
‫حديث آخر عن رسول الله ان الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم‬
‫بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بالقرب فالقرب‬
‫وقال أيضا الجنة تحت أقدام المهات‬
‫شبهات على حقوق المرأة في السلم والرد عليها‬
‫وأخيرا وتأكيدا لهذه المفاهيم السامية في انسانية المرأة‬
‫وحقوقها في السلم سو نتناول فيما يلى بكل ايجاز جميع ما‬
‫أورده بعض الملحظين من الشبهات على مساواة المرأة في‬
‫الحقوق للرجال في شريعة القرآن وهذه الشبهات تنحصر في‬
‫المور التالية‬
‫أول عدم مساواة المرأة للرجل في الميراث‬
‫ثانيا عدم مساواة المرأة للرجل في نصاب الشهادة‬
‫ثالثا استئثار الرجل بايقاع الطلق‬
‫رابعا تعدد الزوجات‬
‫خامسا الحجاب‬
‫سادسا العقوبات الجسدية في حالت السرقة والزنا وهو على‬
‫السواء للرجال والنساء‬
‫حول عدم مساواة المرأة للرجل في الميراث في السلم‬
‫أما فيما يتعلق بالزعم بعدم مساواة المرأة للرجل في الميراث‬
‫فهو زعم يتناقض المبدأ الصلي في المساواة الثابت في السلم‬
‫فيما بين حقوق النساء والرجال والذي نقلنا فيه من قبل قول‬
‫القرآن ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف أي من الحقوق‬
‫وللرجال عليهن درجة وقد حدد القرآن بنفسه هذه الدرجة وذلك‬
‫بنصوص صريحة في رئاسة السرة وتحمل مسئولياتها في‬
‫النفاق تبعا لما بني عليه تكوين الرجل من خصائص تجعله في‬
‫الصل أرجح في حمل هذه المسئولية الجتماعية الثقيلة وليس‬
‫في ذلك كما ترون ال عبء ثقيل وضع على عاتق الرجل وحررت‬
‫منه المرأة من دون أن يكون في ذلك مساس في مساواة‬
‫المرأة للرجل في الكرامة وفي الحقوق وفي ذلك منتهى العدل‬
‫والبتعاد عن الظلم بين النوعين من الذكور والناث وقد جاء في‬
‫القرآن في ذلك ما كنا نقلناه من قبل الرجال قوامون عاى‬
‫النساء أي بالرئاسة والنفاق وذلك بما فضل الله بعضهم على‬
‫بعض وبما أنفقوا من اموالهم‬
‫أما القول بعد ذلك بعدم مساواة المرأة للرجل اعتمادا على ما‬
‫جاء في القرآن الكريم من الجهر بأن للذكر مثل حظ النثيين فهو‬
‫أول ليس مطلقا في جميع الحالت وانما يجري في بعض الحالت‬
‫لسباب أساسية تتعلق باقامة العدل نفسه بين الذكور والناث‬
‫وقد نص القرآن الكريم‬
‫أول على المساواة في الرث بين الم والب من ولدهما فيما اذا‬
‫كان لولدهما أولد ذكور‬
‫ثانيا على المساواة في الرث بين الخت والخ لم اذا لم يكن‬
‫لخيهما أصل من الذكور ول فرع وارث وفي ذلك كما نرى‬
‫مساواة في الرث بين الرجال والنساء‬
‫غير أن هذا المبدأ قد يعدل عنه كما أشرنا اليه من قبل تحقيقا‬
‫للعدالة أيضا وفي حالت حددها القرأن وذلك كما يلي‬
‫أول في حالة وجود أولد للمتوفي فتكون القاعدة عندئذ بينهم‬
‫للذكر مثل حظ النثيين ويلحق بها حالت أخرى مشابهة‬
‫ثانيا في حالة الزوجين فالزوج يرث من زوجته ضعف ما ترثه هي‬
‫منه‬
‫أما العلة في الحالة الولى وهي عدم المساواة في الرث بين‬
‫أولد المتوفي وفي أمثالهم من الحالت المشابهة لها من حالت‬
‫التعصيب فهي مسئولية النفاق عند القتضاء على من تبقى من‬
‫أسرة المتوفي ونحو ذلك وهذه المسئولية تقع على عاتق الذكور‬
‫دون الناث ولذلك يرث الذكور عند ئذ على أساس قاعدة للذكر‬
‫مثل حظ النثيين وليس من العدل ان تعطى النثى مثل حصة‬
‫الذكر وهو يتحمل النفاق مال تتحمله النثى‬
‫وعلى هذا الساس أيضا من العدالة يجري التوارث بين الزوجين‬
‫حيث أن الزوج يرث من زوجته ضعف ما ترثه الزوجة منه وذلك‬
‫لن الزوج يكون مسئول عن الستمرار في النفاق على الولد‬
‫بينما حين ترث الزوجة زوجها فهي غير مسئولة عن النفاق على‬
‫الولد بل تكون نفقتها عند القتضاء قائمة على مسئولية الولد‬
‫الذكور فيما ملكوه أو ورثوه من أبيهم‬
‫ويتضح من كل ذلك أنه ليس من الصحيح الزعم القائل بعدم‬
‫مساواة المرأة للرجل في الميراث مطلقا وأن هذا المبدأ اذا لم‬
‫يعمل به مباشرة أحيانا فذلك عمل بمبدأ العدالة والمساواة في‬
‫حالت المسئولية في النفاق الملقاة على عاتق الذكور دون‬
‫الناث وفقا للقاعدة الشرعية الغنم بالغرم أو الغرم بالغنم أي أن‬
‫النسان انما يعطي على حسب مسئوليته‬
‫حول عدم مساواة المرأة للرجل في نصاب الشهادة‬
‫أما فيما يتعلق بالزعم بعدم مساواة المرأة للرجل في نصاب‬
‫الشهادة عمل بما جاء في القرآن الكريم واستشهدوا شهيدين‬
‫من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون‬
‫من الشهداء أن تضل احداهما فتذكر احداهما الخرى فليس ذلك‬
‫من موضوع حقوق النسان وانما هو من موضوع العباء التي‬
‫يدعى لتحملها النسان ويتوجب عليه أداؤها عمل بقول القرآن‬
‫أيضا ول تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه أثم قلبه وقد أوجبت‬
‫أحكام القرآن ان يزاد في نصاب الشهادة من النساء وهذا ما‬
‫يدعوا أصحاب الحاجة عندئذ الى التماس الشهداء من الرجال‬
‫دون النساء وأن يضعوا بذلك عبء الشهادة الثقيل على الرجال‬
‫ما استطاعوا خاصة وان النسان بنوعيه عرضة للنسيان وللضعف‬
‫في النتباه لدقائق الشهادة والمرأة معرضة لذلك اكثر من‬
‫الرجال وهو ما أشارت اليه الية الكريمة دون ان تنفيه عن‬
‫الرجال وليس في ذلك كما نرى شيء مما يمس اعتبار المرأة‬
‫هذا ول بد من الشارة أيضا الى ان الشريعة السلمية اتجهت‬
‫الى تعزيز الشهادة حتى ل تكون عرضة للتهام ولذلك عززت‬
‫شهادة الرجل الواحد نفسه بشهادة رجل آخر ولم يعتبر ذلك‬
‫ماسا بكرامة الرجل ما دام ذلك التعزيز أضمن لحقوق النسان‬
‫وبناء عليه فاذا لم يكن هناك ال شاهد من الرجال واحتيج في‬
‫الشهادة الى المرأة كان تعزيز شهادة المرأة بشهادة امرأة ثانية‬
‫جاريا على نفس الصل الذي يجري على تعزيز شهادة الرجل‬
‫الواحد بشهادة رجل آخر فضل عما ذكرناه من اسباب اعله‬
‫وخاصة ما قلنا من ان الموضوع ليس من مواضيع حقوق النسان‬
‫وانما يتعلق بموضوع العباء التى يدعى لتحملها النسان وكان‬
‫من الخير صرف أصحاب الحاجة عن تحميل هذه العباء للنساء‬
‫حول القول باستئثار الرجل بالطلق في السلم‬
‫وأما فيما يتعلق بالقول باستئثار الرجل بالطلق وقصر هذا الحق‬
‫عليه دون المرأة فل بد من لفت النظر الى أن الزواج في‬
‫السلم من ناحيته العقدية هو عقد رضائي علني يقوم على‬
‫العطاء المتبادل بين الزوجين في شخصيهما وفقا للحكام‬
‫الشرعية ليتمتع كل منهما بشخص الخر تمتعا كان محرما عليهما‬
‫لول هذا العقد‬
‫غير أن المرأة في عطائها امتازت على الرجل في استحقاقها‬
‫المهر حسب شروطها وأما عطاء الرجل فكان هدرا بدون عوض‬
‫من هذه الناحية ولذلك كان العقد هنا قائما فقط على عطاء‬
‫المرأة الذي قبظت عليه المهر وان فسح العقد من قبلها في‬
‫هذه الحالة يعتبر اقالة للعقد ضارة بالطرف الخر مثل اقالة‬
‫العقد في أي موضوع آخر من العقود اللزمة ومن المعلوم في‬
‫علم الحقوق ان مثل هذه القالة للعقود اللزمة ل تصح‬
‫حول القول في تعدد الزوجات في السلم‬
‫وأما فيما يتعلق بتعدد الزوجات فلم يكن السلم الباديء لفتح‬
‫بابه بل ان هذا الباب كان مفتوحا من غير حد ول شرط ومنذ‬
‫الديانة اليهودية التي هي أصل الديانة المسيحية ومن المعلوم‬
‫لدى الديانتين ان تعدد الزوجات كان قائما بين انبياء العهد القديم‬
‫منذ ابراهيم أبي النبياء لدى العرب ولدى اليهود ولدى المسلمين‬
‫وهو ل يزال قائما فعل بطرق غير مشروعة لدى المانعين كما هو‬
‫معلوم وبشكل يضر ضررا فاحشا ماديا ومعنويا واجتماعيا بكل‬
‫من الزوج والزوجات والولد‬
‫ولذلك عالج السلم هذه الوضاع وحرم أول ما فوق الربع‬
‫زوجات واغلق بذلك الباب المفتوح سابقا من غير تحديد وكان‬
‫في ذلك اصلحه الول‬
‫أما اصلحه الثاني فقد اشترط فيه على الزوج العدالة بين‬
‫الزوجات في الحقوق وجعل للزوجة في ذلك حق مراجعة القضاء‬
‫عند عدم العدل طلبا للعدالة أو فسخا للزواج‬
‫هذا وان تعدد الزوجات بالنسبة للزوجة الجديدة هو تعدد برضائها‬
‫لتكون زوجة شرعية تتمتع بالحقوق الزوجية عوصا من ان تكون‬
‫خليلة غير محترمة في الحياة الجتماعية وهي صاحبة الحق في‬
‫هذا الختبار انقاذا لنفسها من الدعارة ولزوجها من الخيانة وان‬
‫منعها من ذلك فيه عدوان صارخ على حقها في الزوجية الشرعية‬
‫غير أن التعدد للزوجة الولى فالغالب فيه أل يكون برضائها‬
‫ولذلك كان لها الحق عند عقد الزواج ان تشترط لنفسها حق‬
‫الطلق في حالة اقدام زوجها على التعدد بدون موافقتها وهذا هو‬
‫الصلح الثالث في موضوع تعدد الزوجات في السلم دين‬
‫السلم‬
‫====================‬
‫فقه المرأة المسلمة‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف المرسلين‬
‫سيدنا محمد النبي المين وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ..‬وبعد ‪،‬‬
‫فيكثر السؤال عن وضع المرأة في السلم‪ ،‬وهذا يجعلنا نرجع‬
‫إلى مصادره وإلى نتاج المسلمين الفكري وإلى واقعهم التاريخي‬
‫وإلى واقعهم المعيشي‪ ،‬والمرأة أحد نوعي الجنس البشري‪ ،‬وقد‬
‫م‬
‫مَنا ب َِنى آد َ َ‬‫قد ْ ك َّر ْ‬‫كرمه الله على كثير من خلقه قال تعالى ‪" :‬وَل َ َ‬
‫م ع ََلى‬‫ضل َْناهُ ْ‬
‫ت وَفَ ّ‬ ‫ن الط ّي َّبا ِ‬
‫م َ‬ ‫م ِفى الب َّر َوال ْب َ ْ‬
‫حرِ وََرَزقَْنا ُ‬
‫هم ّ‬ ‫مل َْناهُ ْ‬
‫ح َ‬
‫وَ َ‬
‫ضيًل" ]السراء ‪ ،[70:‬ول شك أن هذا التكريم‬ ‫ف ِ‬ ‫خل َ ْ‬
‫قَنا ت َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َِثيرٍ ّ‬
‫م ّ‬
‫يشمل الذكر والنثى‪ ،‬فالرجل مكرم باعتباره إنسان‪ ،‬والمرأة‬
‫مكرمة باعتبارها إنسان كذلك‪ ،‬كرم الله المرأة ولم يظلمها فيما‬
‫ملها ما ل تطيق لنه سبحانه خالقها‬ ‫تستحقه من حقوق‪ ،‬ولم يح ّ‬
‫وهو أعلم بما يناسبها من حقوق وما يتوافق معها من واجبات‬
‫َ‬
‫خِبيُر" ]الملك ‪:‬‬ ‫ف ال َ‬ ‫طي ُ‬ ‫خل َقَ وَهُوَ الل ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬‫قال سبحانه ‪":‬أل َ ي َعْل َ ُ‬
‫‪ ،[14‬فقضية العدل والنصاف مع المرأة ينبغي أن تكون‬
‫متكاملة‪ ،‬فل ينظر لها من جانب الحقوق فحسب‪ ،‬بل يمتد النظر‬
‫ليشمل جانب الواجبات؛ فإن الله لم يخلق النسان ـ أرقى‬
‫مخلوقاته ـ عبثا ً ليمتعه بمجموعة من الحقوق دون أن يطلب منه‬
‫َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫واجبات يقول الله تعالى ‪" :‬أ َفَحسبت َ‬
‫م ع َب ًَثا وَأن ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قَناك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م أن ّ َ‬‫َ ِ ُْ ْ‬
‫ن" ]المؤمنون ‪ .[115:‬وهناك حقائق لبد أن تكون‬ ‫جُعو َ‬ ‫إ ِل َي َْنا ل َ ت ُْر َ‬
‫مستقرة في عقل وقلب كل مسلم والتي عبر عنها القرآن بقوله‬
‫ن فَِتيًل"‬ ‫تعالى ‪ " :‬ول َ يظ ْل ِم رب َ َ‬
‫مو َ‬ ‫دا" ]الكهف ‪" ،[49:‬وَل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ح ً‬ ‫كأ َ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫َ َ‬
‫ما‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫د" ]الحج ‪" ، [10:‬وَ َ‬ ‫س ب ِظلم ٍ للعَِبي ِ‬ ‫ه لي ْ َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫]النساء ‪" ، [49:‬وَأ ّ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫مث ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه ل َ ي َظ ْل ِ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م" ]العنكبوت ‪ " ، [40:‬إ ِ ّ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ه ل ِي َظ ْل ِ َ‬‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫قيًرا" ]النساء ‪" ، [124:‬فَ َ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫مو َ‬‫ة" ]النساء ‪" ، [40:‬وَل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ذ َّر ٍ‬
‫م"]التوبة ‪. [70:‬‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ه ل ِي َظ ْل ِ َ‬‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫فكل هذه اليات وغيرها كثير تؤكد على حقيقة مهمة يجب أن‬
‫تكون راسخة في عقيدة كل مسلم شهد رسول الله وهي أن‬
‫عدل الله مطلق وليس‪‬أن ل إله إل الله وأن سيدنا محمد في‬
‫شرعه ظلم لبشر أو لي أحد من خلقه‪ ،‬والله ل يوزن حكمه‬
‫بموازين البشر بل المقياس اللهي هو الذي ينبغي أن تقاس به‬
‫أفعال العباد‪.‬‬
‫وإن المشكلة التي نواجهها في أيامنا هذه هي أن قضية المرأة‬
‫وحقوقها في الشريعة السلمية سارت موضع نقاش وجدل بين‬
‫من ل يعرف المرأة وحقيقتها‪ ،‬ول يعرف الشريعة السلمية‬
‫وحقيقتها‪ ،‬وأصبح الحوار أشبه بحوار الطرشان‪ ،‬وقد دفعني هذا‬
‫الواقع المؤلم إلى أن أجمع بحًثا عن المرأة المسلمة في مصادر‬
‫الشريعة والواقع التاريخي لها وسميته ‪ » :‬المرأة المسلمة في‬
‫مصادر الشريعة والواقع التاريخي « وقد قسمته لعدة فصول‬
‫وهي ‪:‬‬
‫الباب الول ‪ :‬المرأة في نصوص الشرع الشريف‪ ،‬وفيه فصلن ‪:‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬المرأة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬المرأة في السنة النبوية‪.‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬المرأة المسلمة في التراث الفقهي‪ ،‬وفيه ثمانية‬
‫فصول ‪:‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬ميراث المرأة بين الحقائق والفتراءات‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬شهادة المرأة المسلمة ورد الشبه حولها‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬تعدد الزوجات وحقيقته‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬حق المرأة في اختيار زوجها‪.‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬إمامة المرأة في الصلة‪.‬‬
‫الفصل السادس ‪ :‬ختان الناث‪.‬‬
‫الفصل السابع ‪ :‬حقوق المرأة السياسية‪.‬‬
‫الفصل الثامن ‪ :‬ضرب النساء في السلم‪.‬‬
‫الباب الثالث ‪ :‬المرأة المسلمة في الواقع التاريخي‪ ،‬وفيه خمسة‬
‫فصول ‪:‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬نساء حاكمات‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬نساء قاضيات‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬نساء محاربات‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬نساء مفتيات وعالمات‪.‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬نساء تولين الحسبة )السلطة التنفيذية(‪.‬‬
‫خاتمة ‪ :‬في أوضاع المرأة غير المسلمة قديما ً وحديثًا‪.‬‬
‫عورة المرأة في الصلة‬
‫شرع الله الصلة وجعل لها شرائط لصحتها تنبيها للعبد على‬
‫خطورة وعظمة موقفه بين يدي الله جل وعل‪ ،‬ومن هذه‬
‫الشرائط ستر العورة‪ ،‬وقد أشار الله تعالى إليه في كتابه العزيز‬
‫بقوله‪) :‬خذوا زينتكم عند كل مسجد( [العراف‪ ]31:‬أي ما يستر‬
‫عورتكم عند الصلة والطواف‪ .‬كما في الجللين‪.‬‬
‫ة وحياء فهو‬ ‫والعورة في اللغة‪ :‬كل شيء يستره النسان أ َن َ َ‬
‫ف ً‬
‫عورة ‪ .‬وهي في الصطلح‪ :‬ما يحرم كشفه من الجسم سواء‬
‫من الرجل أو المرأة ‪ ,‬أو هي ما يجب ستره وعدم إظهاره من‬
‫دها يختلف باختلف الجنس وباختلف العمر ‪ ,‬كما‬ ‫ح ّ‬
‫الجسم ‪ ,‬و َ‬
‫يختلف من المرأة بالنسبة للمحرم وغير المحرم على التفصيل‬
‫الذي يأتي ‪ ,‬وقال الشربيني الخطيب ‪ :‬هي ما يحرم النظر إليه ‪.‬‬
‫سْترة بالضم مثله ‪ ,‬والصلة بين‬ ‫سْتر لغة ‪ :‬ما ُيستر به ‪ ,‬وال ّ‬
‫وال ّ‬
‫العورة والستر أن الستر مطلوب لتغطية العورة‪.‬اهـ موسوعة‬
‫الفقه بتصرف‪.‬‬
‫وملخص أقوال أهل العلم في حكم ستر العورة في الصلة ما‬
‫قاله ابن قدامة‪ :‬ستر العورة عن النظر بما ل يصف البشرة‬
‫واجب ‪ ,‬وشرط لصحة الصلة ‪ .‬وبه قال الشافعي وأصحاب‬
‫الرأي وقال بعض أصحاب مالك ‪ :‬سترها واجب ‪ ,‬وليس بشرط‬
‫لصحة الصلة ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬هي شرط مع الذكر دون السهو ‪.‬‬
‫احتجوا على أنها ليست شرطا بأن وجوبها ل يختص بالصلة ‪ ,‬فلم‬
‫يكن شرطا ‪ ,‬كاجتناب الصلة في الدار المغصوبة ‪ .‬ولنا ما روت‬
‫عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪ ":‬ل يقبل الله صلة‬
‫حائض إل بخمار"‪.‬رواه أبو داود والترمذي وقال‪ :‬حديث حسن ‪,‬‬
‫وقال سلمة بن الكوع‪ :‬قلت يا رسول الله ‪ ,‬إني أكون في الصيد‬
‫في القميص الواحد ؟ قال ‪ ":‬نعم ‪ ,‬وازرره ولو بشوكة"‪.‬حديث‬
‫حسن‪ .‬وما ذكروه ينتقض باليمان والطهارة‪ ,‬فإنها تجب لمس‬
‫المصحف ‪ ,‬والمسألة ممنوعة ‪ ,‬قال ابن عبد البر ‪ :‬احتج من قال‬
‫الستر من فرائض الصلة بالجماع على إفساد من ترك ثوبه وهو‬
‫عريانا ‪ ,‬قال ‪ :‬وهذا أجمعوا عليه‬
‫قادر على الستتار به وصلى ُ‬
‫كلهم‪ .‬المغني )‪ (1/336‬بتصرف‪.‬‬
‫والمرأة البالغة إذا صلت يجب عليها ستر بدنها كله إل الوجه‬
‫والكفين‪ ،‬وبهذا صرح أهل العلم‪ ،‬قال الشيرازي‪ :‬الحرة جميع‬
‫بدنها عورة إل الوجه والكفين لقوله تعالى ‪ } :‬ول يبدين زينتهن‬
‫إل ما ظهر منها { ] النور ‪ [ 31 :‬قال ابن عباس رضي الله عنهما‬
‫‪ :‬وجهها وكفيها‪ .‬ولن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المرأة في‬
‫الحرام عن لبس القفازين والنقاب‪ ،‬ولو كان الوجه والكف عورة‬
‫لما حرم سترهما في الحرام‪ ،‬ولن الحاجة تدعو إلى إبراز الوجه‬
‫في البيع والشراء وإلى إبراز الكف للخذ و العطاء فلم يجعل‬
‫ذلك عورة‪ .‬المهذب )‪.(1/123‬‬
‫وقال ابن قدامة‪ :‬ل يختلف المذهب في أنه يجوز للمرأة كشف‬
‫وجهها في الصلة ‪ ,‬ول نعلم فيه خلفا بين أهل العلم ‪ .‬وأنه ليس‬
‫لها كشف ما عدا وجهها وكفيها ‪ ,‬وفي الكفين روايتان ‪ .‬واختلف‬
‫أهل العلم ; فأجمع أكثرهم على أن لها أن تصلي مكشوفة الوجه‬
‫‪ ,‬وأجمع أهل العلم على أن للمرأة الحرة أن تخمر رأسها إذا‬
‫صلت ‪ ,‬وعلى أنها إذا صلت وجميع رأسها مكشوف أن عليها‬
‫العادة‪ .‬وقال مالك ‪ ,‬والوزاعي ‪ ,‬والشافعي ‪ :‬جميع المرأة عورة‬
‫إل وجهها وكفيها‪ ,‬وما سوى ذلك يجب ستره في الصلة‪ .‬المغني‬
‫)‪.(1/349‬‬
‫ويكره أن تصلي في نقاب وبرقع بل حاجة‪ .‬قال ابن عبد البر ‪:‬‬
‫أجمعوا على أن على المرأة أن تكشف وجهها في الصلة‬
‫والحرام‪ .‬ولن ستر الوجه يخل بمباشرة المصلي بالجبهة والنف‬
‫ل عنه‪.‬‬‫‪ ,‬ويغطي الفم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرج َ‬
‫فإن كان لحاجة كحضور أجانب ‪ ,‬فل كراهة‪ .‬كشاف القناع )‬
‫‪.(1/268‬‬
‫واختلفوا في ظهور قدميها‪ ،‬فقال مالك والليث بن سعد‪ :‬تستر‬
‫قدميها في الصلة‪.‬قال مالك‪ :‬فإن لم تفعل أعادت ما دامت في‬
‫الوقت‪ ،‬وعند الليث تعيد أبدا‪ .‬وقال الشافعي‪ :‬ما عدا وجهها‬
‫وكفيها عورة فإن انكشف ذلك منها في الصلة أعادت ـ ول إعادة‬
‫عنده مقصورة على الوقت في شيء من الصلة وكل ما قال فيه‬
‫عليه العادة وذلك عنده في الوقت وبعده ـ وقال أبو حنيفة‬
‫والثوري‪ :‬قدم المرأة ليست بعورة إن صلت وقدمها مكشوفة لم‬
‫تعد‪ .‬قال أبو عمر‪ :‬ل خلف علمته بين الصحابة في ستر ظهور‬
‫قدمي المرأة في الصلة وحسبك بما جاء في ذلك عن أمهات‬
‫المسلمين رضي الله عنهن‪ .‬الستذكار )‪.(2/194‬‬
‫قال ابن قدامة‪ :‬والدليل على وجوب تغطية القدمين ما روت أم‬
‫سلمة ‪ ,‬قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ,‬أتصلي المرأة في درع‬
‫وخمار وليس عليها إزار ؟ قال‪ ":‬نعم ‪ ,‬إذا كان سابغا يغطي‬
‫فه جماعة على أم سلمة‪,‬‬ ‫ظهور قدميها"‪ .‬رواه أبو داود وقال ‪ :‬وَقَ َ‬
‫ورفعه عبد الرحمن ابن عبد الله بن دينار‪ .‬وروى ابن عمر أن‬
‫جّر‬‫ن َ‬‫م ْ‬‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬ل ينظر الله إلى َ‬
‫خيلء"‪ .‬فقالت أم سلمة‪ :‬كيف يصنع النساء بذيولهن ؟ قال‪:‬‬ ‫ذيله ُ‬
‫"يرخين شبرا "‪ .‬فقالت ‪ :‬إذن تنكشف أقدامهن‪ .‬قال ‪":‬فيرخينه‬
‫ذراعا‪ ،‬ل يزدن عليه"‪ .‬رواه الترمذي وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪..‬‬
‫وهذا يدل على وجوب تغطية القدمين ‪ ,‬ولنه محل ل يجب كشفه‬
‫في الحرام فلم يجب كشفه في الصلة‪ ,‬كالساقين‪ .‬المغني )‬
‫‪.(1/349‬‬
‫ومال ابن تيمية إلى الرخصة فقال‪ :‬وتغطية هذا في الصلة فيه‬
‫حرج عظيم‪ ،‬وأم سلمة قالت‪ :‬تصلى المرأة في ثوب سابغ‬
‫يغطي ظهر قدميها‪ .‬فهي إذا سجدت قد يبدو باطن القدم‪.‬‬
‫وبالجملة قد ثبت بالنص والجماع أنه ليس عليها في الصلة أن‬
‫تلبس الجلباب الذي يسترها إذا كانت في بيتها وإنما ذلك إذا‬
‫ن ُرؤي وجهها ويداها وقدماها‬ ‫خرجت‪ ،‬وحينئذ فتصلي في بيتها وإ ْ‬
‫ن يمشين أول قبل المر بإدناء الجلبيب عليهن‪ ،‬فليست‬ ‫كما ك ُ ّ‬
‫العورة فى الصلة مرتبطة بعورة النظر ل طردا ول عكسا‪.‬‬
‫مجموع الفتاوى )‪.(22/115‬‬
‫صفيق أو‬ ‫ويجب ستر العورة بما ل يصف لون البشرة من ثوب َ‬
‫جلد أو ورق ‪ ,‬فإن ستر بما يظهر منه لون البشرة من ثوب رقيق‬
‫لم يجز ; لن الستر ل يحصل بذلك‪.‬اهـ من المهذب للشيرازي‪.‬‬
‫قال النووي في الشرح‪ :‬قال أصحابنا ‪ :‬يجب الستر بما يحول بين‬
‫الناظر ولون البشرة ‪ ,‬فل يكفي ثوب رقيق يشاهد من ورائه‬
‫سواد البشرة أو بياضها ‪ ,‬ول يكفي أيضا الغليظ المهلهل النسج‬
‫الذي يظهر العورة من خلله ‪ ,‬فلو ستر اللون ووصف حجم‬
‫البشرة كالركبة واللية ونحوهما صحت الصلة فيه لوجود الستر ‪,‬‬
‫وحكى الدارمي وصاحب البيان وجها أنه ل يصح إذا وصف الحجم‪,‬‬
‫وهو غلط ظاهر‪ .‬ويكفي الستر بجميع أنواع الثياب والجلود‬
‫والورق والحشيش المنسوج وغير ذلك مما يستر لون البشرة ‪,‬‬
‫وهذا ل خلف فيه ‪ ,‬ولو ستر بعض عورته بشيء من زجاج بحيث‬
‫ترى البشرة منه لم تصح صلته بل خلف ‪ ,‬ولو وقف في ماء‬
‫صاف لم تصح صلته إل إذا غلبت الخضرة لتراكم الماء ‪ ,‬فإن‬
‫انغمس إلى عنقه ومنعت الخضرة رؤية لون البشرة أو وقف في‬
‫در صحت على الصح‪ .‬وصورة الصلة في الماء أن يصلي‬ ‫ماء ك َ ِ‬
‫طـّين عورته فاستتر اللون أجزأه على الصحيح‬ ‫على جنازة ‪ ,‬ولو َ‬
‫وبه قطع الصحاب سواء وجد ثوبا أم ل ‪ ,‬وفيه وجه حكاه‬
‫الرافعي أنه ل يصح‪ ،‬وهو شاذ مردود ‪ .‬قال أصحابنا ‪ :‬ويشترط‬
‫ستر العورة من أعلى ومن الجوانب‪ ,‬ول يشترط من أسفل‬
‫الذيل والزار‪ .‬ويشترط في الساتر أن يشمل المستور‪ ،‬إما‬
‫بالل ّْبس كالثوب والجلد ونحوهما ‪ ,‬وإما بغيره كالتطين ‪ ,‬فأما‬
‫الخيمة الضيقة ونحوها فإذا دخل إنسان وصلى مكشوف العورة‬
‫لم تصح صلته ; لنها ليست سترة ول يسمى مستترا ‪ .‬المجموع‬
‫)‪.(3/176‬‬
‫وقال ابن قدامة‪ :‬الواجب الستر بما يستر لون البشرة ‪ ,‬فإن كان‬
‫خفيفا يبين لون الجلد من ورائه ‪ ,‬فُيعلم بياضه أو حمرته ‪ ,‬لم تجز‬
‫الصلة فيه ; لن الستر ل يحصل بذلك ‪ .‬وإن كان يستر لونها ‪,‬‬
‫خْلقة ‪ ,‬جازت الصلة ; لن هذا ل يمكن التحرز منه ‪,‬‬ ‫ويصف ال ِ‬
‫فيقا‪ .‬المغني )‪.(1/804‬‬ ‫ص ِ‬
‫وإن كان الساتر َ‬
‫كره‪.‬‬ ‫ن وصف الساتر الحجم مع إمكان التحرز ُ‬ ‫فإ ْ‬
‫قال الخطيب الشربيني‪) :‬وشرطه( أي‪ :‬الساتر ) ما ( أي‪ :‬جزم‬
‫) منع إدراك لون البشرة ( ل حجمها‪ ،‬فل يكفي ثوب رقيق ول‬
‫مهلهل ل يمنع إدراك اللون‪،‬ول زجاج يحكي اللون؛ لن مقصود‬
‫الستر ل يحصل بذلك ‪ .‬أما إدراك الحجم فل يضر ‪ ،‬لكنه للمرأة‬
‫مكروه ‪ ،‬وللرجل خلف ال َوَْلى ‪ .‬مغني المحتاج )‪.(1/398‬‬
‫والله ولي التوفيق‪،‬‬
‫المرأة في القرآن الكريم‬
‫ساوى الله بين الرجل والمرأة في أصل الخلقة‪ ،‬فأخبر سبحانه‬
‫بوحدة الصل النساني الذي خلق منه الرجال والنساء في أكثر‬
‫قوا‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫َ‬
‫من موضع من القرآن الكريم قال تعالى ‪َ" :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫ما‬
‫من ْهُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫جَها وَب َ ّ‬ ‫من َْها َزوْ َ‬ ‫خل َقَ ِ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬
‫ف‬ ‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬‫خل َ َ‬ ‫ذى َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫َرب ّك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ن ب ِهِ َوال َْر َ‬
‫حا َ‬ ‫ساءَُلو َ‬ ‫ذى ت َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫ساًء َوات ّ ُ‬ ‫جاًل ك َِثيًرا وَن ِ َ‬ ‫رِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫شأ ُ‬ ‫ذى أن َ‬ ‫] ]النساء ‪ ، [1:‬وقال سبحانه ‪" :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫ن"‬ ‫قُهو َ‬ ‫ف َ‬ ‫قوْم ٍ ي َ ْ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫صل َْنا الَيا ِ‬ ‫ست َوْد َع ٌ قَد ْ فَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫قّر وَ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حد َةٍ فَ ُ‬ ‫َوا ِ‬
‫س‬‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬‫ذى َ‬ ‫]النعام ‪ ، [98:‬وقال عز من قائل ‪" :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫ن إ ِل َي َْها" ]العراف ‪ ، [189:‬وقال‬ ‫سك ُ َ‬‫جَها ل ِي َ ْ‬ ‫من َْها َزوْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬ ‫َوا ِ‬
‫جَها" ]الزمر ‪:‬‬ ‫من َْها َزوْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد َةٍ ث ُ ّ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬‫تعالى ‪َ " :‬‬
‫‪ . [6‬كما ساوى ربنا بينهما في أصل العبودية له وحده والتكاليف‬
‫الشرعية‪ ،‬ولم يفضل جنسا ً على آخر‪ ،‬بل جعل مقياس التفضيل‬
‫كم‬ ‫قَنا ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫س إ ِّنا َ‬ ‫َ‬
‫التقوى والصلح والصلح قال تعالى ‪َ" :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫ل ل ِتعارُفوا إ َ‬ ‫ُ‬
‫عند َ‬ ‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ن أك َْر َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫شُعوًبا وَقََبائ ِ َ َ َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَل َْناك ُ ْ‬ ‫من ذ َك َرٍ وَأنَثى وَ َ‬ ‫ّ‬
‫خِبيٌر" ]الحجرات ‪ ، [13:‬ويتساوى‬ ‫م َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ن الل َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫قاك ْ‬ ‫اللهِ أت ْ َ‬
‫الرجال والنساء بل النسان وجميع خلق الله في أصل العبودية‬
‫ن‬ ‫ض إ ِل ّ آِتى الّر ْ‬ ‫َ‬ ‫قال تعالى ‪ِ" :‬إن ك ُ ّ‬
‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫من ِفى ال ّ‬ ‫ل َ‬
‫دا" ]مريم ‪. [93:‬‬ ‫ع َب ْ ً‬
‫وساوى الله بين الرجال والنساء في أصل التكاليف الشرعية‪،‬‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫والثواب والعقاب على فعلها وتركها ‪ ،‬قال تعالى ‪َ " :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُ َ‬
‫و‬ ‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مث ْل ََها وَ َ‬ ‫جَزى إ ِل ّ ِ‬ ‫ة فَل َ ي ُ ْ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن فَأوْلئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ب" ]غافر ‪:‬‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِفيَها ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫ة ي ُْرَزُقو َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫خلو َ‬ ‫ك ي َد ْ ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫ضيعُ ع َ َ‬ ‫م أّنى ل أ ِ‬ ‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫ب لهُ ْ‬ ‫جا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫‪ ، [40‬وقال سبحانه ‪َ" :‬فا ْ‬
‫ض ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ض" ]آل عمران ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ن ب َعْ‬ ‫م ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى ب َعْ ُ‬ ‫كم ّ‬ ‫من ُ‬ ‫ل ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫من ي َعْ َ‬ ‫‪ ، [195‬وقال تعالى ‪" :‬وَ َ‬
‫قيًرا" ]النساء ‪:‬‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ة وَل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ك ي َد ْ ُ‬ ‫ن فَأ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫وَهُوَ ُ‬
‫ُ‬
‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ ، [124‬وقال سبحانه وتعالى ‪َ " :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫هم ب ِأ ْ‬ ‫جَر ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫جزِي َن ّهُ ْ‬ ‫ة وَل َن َ ْ‬ ‫حَياة ً ط َي ّب َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫حي ِي َن ّ ُ‬ ‫ن فَل َن ُ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫وَهُوَ ُ‬
‫ن" ]النحل ‪. [97:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ي َعْ َ‬
‫ل‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫كما ساوى ربنا بينهما في أصل الحقوق والواجبات "وَل َهُ ّ‬
‫ل‬ ‫جا ِ‬ ‫ف" ]البقرة ‪ ، [228:‬وقال تعالى‪ِ" :‬للرِ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ذى ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ما ت ََر َ‬
‫ك‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساِء ن َ ِ‬ ‫ن وَِللن َ‬ ‫ن َوال َقَْرُبو َ‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫نَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضا" ]النساء ‪:‬‬ ‫فُرو ً‬ ‫م ْ‬ ‫صيًبا ّ‬ ‫ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما قَ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َوالقَْرُبو َ‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ال َ‬
‫‪ ، [7‬وجرم سبحانه وتعالى ما كان يفعله العرب قبل السلم من‬
‫ذا ب ّ َ‬
‫هم‬ ‫حد ُ ُ‬ ‫شَر أ َ‬ ‫كراهية أن يرزقه الله بالنثى‪ ،‬حيث قال تعال ‪" :‬وَإ ِ َ ُ‬
‫سوءِ‬ ‫دا وَهُوَ ك َ ِ‬ ‫لنَثى ظ َ ّ‬ ‫با ُ‬
‫من ُ‬ ‫قوْم ِ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫واَرى ِ‬ ‫م * ي َت َ َ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫سو َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ساَء َ‬ ‫ب أل َ َ‬ ‫ه ِفى الت َّرا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م ي َد ُ ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫هو ٍ‬ ‫ه ع َلى ُ‬ ‫سك ُ‬ ‫م ِ‬ ‫شَر ب ِهِ أي ُ ْ‬ ‫ما ب ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ن" ]النحل ‪[59 ، 58 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫حك ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ولم تقتصر نصوص الشرع الشريف على المساواة في أصل‬
‫التكليف‪ ،‬وأصل الحقوق والواجبات‪ ،‬وإنما تعدى المر إلى‬
‫التوصية بالمرأة ؛ وذلك لرقة طبعها وخجلها أن تطالب بحقوقها‪،‬‬
‫فأوصى الرجال بهن خيرا ً وأن يتعاملوا معهن بالمعروف في أكثر‬
‫ن‬‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫من موضع في القرآن الكريم‪ .‬قال تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫ه‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫شي ًْئا وَي َ ْ‬ ‫هوا َ‬ ‫سى َأن ت َك َْر ُ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ف فَِإن ك َرِهْت ُ ُ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫سِع‬ ‫مو ِ‬ ‫ن ع ََلى ال ُ‬ ‫مت ُّعوهُ ّ‬ ‫خي ًْرا ك َِثيًرا" ]النساء ‪، [19:‬وقوله "وَ َ‬ ‫ِفيهِ َ‬
‫ن"‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قا ع ََلى ال ُ‬ ‫ح ً‬ ‫ف َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫عا ِبال ْ َ‬ ‫مَتا ً‬ ‫قت ِرِ قَد َُره ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قَد َُره ُ وَع ََلى ال ُ‬
‫من‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫كنُتم ّ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ن ِ‬ ‫ّ‬ ‫سك ُِنوهُ‬ ‫]البقرة ‪ ، [236:‬وقوله سبحانه ‪" :‬أ ْ‬
‫قوا‬ ‫ل فََأنفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن أْول ِ‬
‫قوا ع َل َيهن وإن ك ُ ُ‬
‫ّ‬ ‫َِْ ّ َِ‬ ‫ضي ّ ُ‬ ‫ن ل ِت ُ َ‬ ‫ضاّروهُ ّ‬ ‫م وَل َ ت ُ َ‬ ‫جد ِك ُ ْ‬ ‫وُ ْ‬
‫ُ‬
‫ن‬‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫م َفآُتوهُ ّ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫مل َهُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ّ‬
‫مُروا ب َي ْن َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ف" ]الطلق ‪ ، [6:‬وقوله تعالى‪َ" :‬فآُتوهُ ّ‬
‫ن‬ ‫معُْرو ٍ‬ ‫كم ب ِ َ‬ ‫وَأت َ ِ‬
‫ُ‬
‫من‬ ‫هم ّ‬ ‫ة" ]النساء ‪ ، [24:‬وقال عز وجل ‪َ" :‬وآُتو ُ‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫أ ُ‬
‫م" ]النور ‪ ، [33:‬وقوله تعالى ‪" :‬فَل َ ت َب ُْغوا‬ ‫ذى آَتاك ُ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ّ‬
‫ن ع َل ًِيا ك َِبيًرا" ]النساء ‪ ، [34:‬وقوله‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫سِبيل إ ِ ّ‬ ‫ً‬ ‫ن َ‬ ‫ع َلي ْهِ ّ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ح ّ‬ ‫ن وَل َ ي َ ِ‬ ‫َ‬ ‫سا ٌ‬
‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ح ب ِإ ِ ْ‬ ‫ري ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ف أوْ ت َ ْ‬ ‫معُْرو ٍ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫سبحانه وتعالى ‪"َ :‬إ ِ ْ‬
‫ْ‬
‫شي ًْئا" ]البقرة ‪. [229:‬‬ ‫ن َ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫م َأن ت َأ ُ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫كما ساوى ربنا بينهما في أصل العبودية له وحده والتكاليف‬
‫الشرعية‪ ،‬ولم يفضل جنسا ً على آخر‪ ،‬بل جعل مقياس التفضيل‬
‫كم‬ ‫قَنا ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫س إ ِّنا َ‬ ‫َ‬
‫التقوى والصلح والصلح قال تعالى ‪َ" :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫ل ل ِتعارُفوا إ َ‬ ‫ُ‬
‫عند َ‬ ‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ن أك َْر َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫شُعوًبا وَقََبائ ِ َ َ َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَل َْناك ُ ْ‬ ‫من ذ َك َرٍ وَأنَثى وَ َ‬ ‫ّ‬
‫خِبيٌر" ]الحجرات ‪ ، [13:‬ويتساوى‬ ‫م َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه ع َِلي ٌ‬ ‫ن الل َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫قاك ْ‬ ‫اللهِ أت ْ َ‬
‫الرجال والنساء بل النسان وجميع خلق الله في أصل العبودية‬
‫ن‬ ‫ض إ ِل ّ آِتى الّر ْ‬ ‫َ‬ ‫قال تعالى ‪ِ" :‬إن ك ُ ّ‬
‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫من ِفى ال ّ‬ ‫ل َ‬
‫دا" ]مريم ‪ . [93:‬وساوى الله بين الرجال والنساء في أصل‬ ‫ع َب ْ ً‬
‫التكاليف الشرعية‪ ،‬والثواب والعقاب على فعلها وتركها ‪ ،‬قال‬
‫من‬ ‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مث ْل ََها وَ َ‬ ‫جَزى إ ِل ّ ِ‬ ‫ة فَل َ ي ُ ْ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫تعالى ‪َ " :‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ر‬
‫ن ِفيَها ب ِغَ َي ْ ِ‬ ‫ة ي ُْرَزُقو َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ك ي َد ْ ُ‬ ‫ن فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬
‫م أّنى‬ ‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫ب ل َهُ ْ‬ ‫جا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ب" ]غافر ‪ ، [40:‬وقال سبحانه ‪َ" :‬فا ْ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫ض ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض" ]آل‬ ‫ن ب َعْ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫من ذ َك َرٍ أوْ أنَثى ب َعْ ُ‬ ‫كم ّ‬ ‫من ُ‬ ‫ل ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ضيعُ ع َ َ‬ ‫لَأ ِ‬
‫من‬ ‫ت ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫من ي َعْ َ‬ ‫عمران ‪ ، [195:‬وقال تعالى ‪" :‬وَ َ‬
‫قيًرا"‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ة وَل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ك ي َد ْ ُ‬ ‫ن فَأ ُوْل َئ ِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬
‫َ ُ‬
‫من‬ ‫حا ّ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫]النساء ‪ ، [124:‬وقال سبحانه وتعالى ‪َ " :‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫هم‬ ‫جَر ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫جزِي َن ّهُ ْ‬ ‫ة وَل َن َ ْ‬ ‫حَياة ً ط َي ّب َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫حي ِي َن ّ ُ‬ ‫ن فَل َن ُ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ذ َك َرٍ أوْ أنَثى وَهُوَ ُ‬
‫َ‬
‫ن" ]النحل ‪ . [97:‬كما ساوى ربنا بينهما‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫ف"‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ذى ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫في أصل الحقوق والواجبات "وَل َهُ ّ‬
‫ن‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ل نَ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫]البقرة ‪ ، [228:‬وقال تعالى‪ِ" :‬للرِ َ‬
‫ل‬‫ما قَ ّ‬ ‫ن َوالقَْرُبو َ‬ ‫َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫َوال َقَْرُبو َ‬
‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساِء ن َ ِ‬ ‫ن وَِللن َ‬
‫من َ‬
‫ضا" ]النساء ‪ ، [7:‬وجرم سبحانه وتعالى‬ ‫فُرو ً‬ ‫م ْ‬ ‫صيًبا ّ‬ ‫ه أوْ ك َث َُر ن َ ِ‬ ‫ِ ْ ُ‬
‫ما كان يفعله العرب قبل السلم من كراهية أن يرزقه الله‬
‫لنَثى ظ َ ّ‬ ‫هم با ُ‬ ‫ذا ب ّ َ‬
‫ه‬
‫جه ُ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫حد ُ ُ ِ‬ ‫شَر أ َ‬ ‫بالنثى‪ ،‬حيث قال تعال ‪" :‬وَإ ِ َ ُ‬
‫ه‬
‫شَر ب ِ ِ‬ ‫ما ب ُ ّ‬ ‫سوِء َ‬ ‫من ُ‬ ‫قوْم ِ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫واَرى ِ‬ ‫م * ي َت َ َ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫دا وَهُوَ ك َ ِ‬ ‫سوَ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن"‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫حك ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ساَء َ‬ ‫ب أل َ‬ ‫ه ِفى الت َّرا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م ي َد ُ ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫هو ٍ‬ ‫ه ع َلى ُ‬ ‫سك ُ‬ ‫م ِ‬ ‫أي ُ ْ‬
‫]النحل ‪ [59 ، 58 :‬ولم تقتصر نصوص الشرع الشريف على‬
‫المساواة في أصل التكليف‪ ،‬وأصل الحقوق والواجبات‪ ،‬وإنما‬
‫تعدى المر إلى التوصية بالمرأة ؛ وذلك لرقة طبعها وخجلها أن‬
‫تطالب بحقوقها‪ ،‬فأوصى الرجال بهن خيرا ً وأن يتعاملوا معهن‬
‫بالمعروف في أكثر من موضع في القرآن الكريم‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫شي ًْئا‬‫هوا َ‬ ‫سى َأن ت َك َْر ُ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ف فَِإن ك َرِهْت ُ ُ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫"وَ َ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫مت ُّعوهُ ّ‬ ‫خي ًْرا ك َِثيًرا" ]النساء ‪، [19:‬وقوله "وَ َ‬ ‫ه ِفيهِ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫قا ع ََلى‬ ‫ح ً‬ ‫ف َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫عا ِبال ْ َ‬ ‫مَتا ً‬ ‫قت ِرِ قَد َُره ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سِع قَد َُره ُ وَع ََلى ال ُ‬ ‫مو ِ‬ ‫ال ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سك ُِنوهُ ّ‬ ‫ن" ]البقرة ‪ ، [236:‬وقوله سبحانه ‪" :‬أ ْ‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ن وَِإن ك ُ ّ‬
‫ن‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ضي ّ ُ‬ ‫ن ل ِت ُ َ‬ ‫ضاّروهُ ّ‬ ‫م وَل َ ت ُ َ‬ ‫جد ِك ُ ْ‬ ‫من وُ ْ‬
‫َ‬
‫كنُتم ّ‬ ‫س َ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ضعْ َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫مل َهُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫حّتى ي َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوا ع َل َي ْهِ ّ‬ ‫ل فَأنفِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬‫ت َ‬ ‫أْول ِ‬
‫ف" ]الطلق ‪ ، [6:‬وقوله‬ ‫مُروا ب َي ْن َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َفآتوهُ ُ‬
‫معُْرو ٍ‬ ‫كم ب ِ َ‬ ‫ن وَأت َ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ة" ]النساء ‪ ، [24:‬وقال عز‬ ‫ض ً‬‫ري َ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫جوَرهُ ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫تعالى‪َ" :‬فآُتوهُ ّ‬
‫م" ]النور ‪ ، [33:‬وقوله‬ ‫ذى آَتاك ُ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫من ّ‬ ‫هم ّ‬ ‫وجل ‪َ" :‬وآُتو ُ‬
‫ن ع َل ًِيا ك َِبيًرا" ]النساء ‪:‬‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫ً‬
‫سِبيل إ ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫تعالى ‪" :‬فَل َ ت َب ُْغوا ع َلي ْهِ ّ‬
‫ح‬ ‫َ‬ ‫سا ٌ‬
‫ري ٌ‬ ‫س ِ‬‫ف أوْ ت َ ْ‬ ‫معُْرو ٍ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫‪ ، [34‬وقوله سبحانه وتعالى ‪"َ :‬إ ِ ْ‬
‫ْ‬
‫شي ًْئا" ]البقرة ‪:‬‬ ‫ن َ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خ ُ‬‫م َأن ت َأ ُ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن وَل َ ي َ ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِإ ِ ْ‬
‫‪. [229‬‬
‫المرأة في السنة النبوية‬
‫ومن السنة النبوية الغراء أحاديث كثيرة نذكر منها ما أخبر به‬
‫المصطفى صلى الله عليه وسلم في إجابة لسؤال سأله أحد‬
‫أصحابه ‪ y‬حيث قال له صلى الله عليه وسلم ‪ :‬من أحب الناس‬
‫إليك ؟ قال ‪ :‬عائشة)]‪ (([1‬رضي الله عنها‪ .‬وكذلك في رواية‬
‫أخرى إجابة منه صلى الله عليه وسلم عن نفس السؤال قال ‪:‬‬
‫فاطمة رضي الله عنها‪ (([2]).‬ففي هذين الخبرين إشارة إلى‬
‫جا وباعتبارها ابنة‪ ،‬فعندما يعلم المسلم‬ ‫تكريم المرأة باعتبارها زو ً‬
‫أن أحب الناس إلى نبيه وقائده العظم صلى الله عليه وسلم‬
‫كانت امرأة يعلم حينئذ قدر المرأة ويجل كل امرأة تأسًيا بنبيه ‪.r‬‬
‫بل كان من كمال خلقه صلى الله عليه وسلم أن يصل‬
‫بالهدايا صديقات زوجه خديجة رضي الله عنها فعن أنس قال ‪» :‬‬
‫كان النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إذا أتي بالهدية‪ .‬قال ‪ :‬اذهبوا‬
‫به إلى فلنة فإنها كانت صديقة لخديجة «)]‪.(([3‬‬
‫وقوله صلى الله عليه وسلم ‪ » :‬استوصوا بالنساء خيًرا‬
‫«)]‪ (([4‬بما يشير بالهتمام بأمر النساء عامة زوجة وُأما وابنة‬
‫وكل الصلت التي تربط بين الرجال والنساء‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫قا رضي منها‬ ‫وسلم ‪ » :‬ل يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خل ً‬
‫آخر «)]‪ ،([5‬بل اعتبر النبي (‪ ،‬بل اعتبر النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم مقياس أفضلية الرجال بحسن معاملة للمرأة والزوجة‬
‫بصفة خاصة لنها أكثر امرأة لصيقة بالرجل فقال صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ » :‬خيركم خيركم لهله وأنا خيركم لهلي «)]‪.(.([6‬‬
‫ورغب النبي صلى الله عليه وسلم بالحسان إلى الزوجة‬
‫بالتوسعة عليها في النفقة فعن أبي هريرة قال ‪:‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ » :‬دينار أنفقته في سبيل الله ودينار‬
‫أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته‬
‫على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك «)]‪.(.([7‬‬
‫وفي دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لحسان‬
‫معاملة الزوجة بالنفاق والسلوك يقول صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫»مهما أنفقت فهو لك صدقة حتى اللقمة ترفعها في في‬
‫امرأتك«)]‪.(.([8‬‬
‫ولم يكتف الشرع الشريف بتلك النصوص التي توضح تلك‬
‫المساواة في أصل التكليف‪ ،‬وأصل الحقوق والواجبات‪ ،‬وإنما‬
‫تعدى المر إلى التوصية بالمرأة؛ وذلك لن المرأة أضعف من‬
‫الرجل واحتمال بغي الرجل عليها وارد‪ ،‬فأوصى الشرع الشريف‬
‫بها في كتابه العزيز وفي سنة نبيه المصطفى ‪.r‬‬
‫وتنقسم النصوص التي كرمت المرأة وأعلت منزلتها إلى نوعين‬
‫من النصوص‪ ،‬النوع الول‪ :‬هي النصوص التي ساوت بين الرجال‬
‫والنساء في أصل التكليف والحقوق والواجبات‪ ،‬والنوع الثاني ‪:‬‬
‫هي النصوص التي أوصت الرجال بالنساء‪ ،‬وهي مرحلة أعلى من‬
‫النوع الولى فالنوع الول إقرار بحق المرأة ومساواتها للرجل‬
‫في أصل التكليف‪ ،‬أما النوع الثاني فهو توصية للرجال على‬
‫النساء‪ ،‬مراعاة لضعف المرأة ورقة طبعها وخجلها فسبحانه من‬
‫الله حكيم عليم لطيف‪ ،‬وفيما يلي النوع الول من النصوص‪.‬‬
‫تصرح النصوص السابقة بأن المرأة كالرجل في أصل التكليف‪،‬‬
‫وأصل الحقوق والواجبات وأن الختلف الذي بينهما في ظاهر‬
‫الحقوق والواجبات من قبيل الوظائف والخصائص‪ ،‬فل يسمى‬
‫صا لنوع من جنس البشر‬ ‫أبدا اختلف الوظائف والخصائص انتقا ً‬
‫أو تميز نوع على آخر‪ ،‬فمثل إذا وعد أب أن يكسو أبنائه في العيد‬
‫فالظلم هنا أو النتقاص هو أن يكسو البناء دون البنات ولكن‬
‫ليس من الظلم أن يفرق بين نوع الملبس التي يلبسها ابنه‬
‫الذكر عن الملبس التي تلبسها ابنته النثى طبقا لختلف‬
‫الوظائف والخصائص‪.‬‬
‫والعجيب أن هذه البديهية الواضحة سارت محل جدل عند‬
‫الخر‪ ،‬فذهب الخرون للتسوية بين الذكر والنثى في الزياء وفي‬
‫أنواع الرياضات العنيفة كحمل الثقال مثًل‪ ،‬والحمد لله رب‬
‫العالمين حيث أظهروا مفهوم العدل الذي يطالبونا به‪ ،‬مما يوجب‬
‫على أبناء ثقافتنا وحضارتنا أن يكفوا عن اتباعهم والسير ورائهم‬
‫وترديد كلمهم دون فهم أبعاده‪.‬‬
‫كل ما سبق من نصوص الشرع من كتاب الله وسنة النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم تؤكد وتدلل على علو مكانة المرأة في‬
‫التشريع السلمي‪ ،‬وأنه ل يوجد تشريع سماوي ول أرضي سابق‬
‫ول لحق كرم المرأة وأنصفها وحماها وحرسها مثل ذلك التشريع‬
‫السلمي‪.‬‬
‫وعلى الرغم من وضوح صورة المرأة في نصوص الشريعة‬
‫السلمية سواء في القرآن الكريم‪ ،‬أو السنة النبوية الشريفة إل‬
‫أن بعضهم يتعمدون إلقاء الشبه وما في نفوسهم من موروث‬
‫العادات القديمة على بعض النصوص النبوية‪ ،‬في محاولة منهم‬
‫للتضليل والتحريف لمقاصد الشرع‪ ،‬ومن ذلك ما ثار حول حديث‬
‫»ناقصات عقل ودين«‪ ،‬فالحديث يفيد معنى جمال المرأة‪،‬‬
‫وقدرتها على التأثير على عقل الرجل؛ لهن حيث قال صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪:‬‬
‫» ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫يا رسول الله؛ وما نقصان ديننا وعقلنا ؟ قال ‪ :‬أما نقصان العقل‬
‫فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل‪ ،‬فهذا نقصان العقل‪ ،‬وتمكث‬
‫الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين «)]‪.(([9‬‬
‫فكان الحديث في بدايته تدليل وتعجب من قدرة المرأة على‬
‫التأثير على عقل أحكم الرجال‪ ،‬ثم عندما ظنت إحدى النساء أن‬
‫المعنى فيه إساءة للنساء سألت النبي عن معنى ذلك النقصان‬
‫الذي أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم في بداية حديثه‪،‬‬
‫فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا النقصان ل يعني دنو‬
‫منزلة المرأة في العقل والدين عن الرجل‪ ،‬وإنما يعني ضعف‬
‫ذاكرة المرأة غالًبا في الشهادة ولذا احتاجت من يذكرها‪ ،‬ويعني‬
‫أيضا ما يحدث للمرأة من أمور فسيولوجية خاصة بطبيعتها‬
‫النثوية مما خفف الشرع عليها أثناء هذه المتاعب الصحية في‬
‫ترك الصيام والصلة‪.‬‬
‫فعندما فهمت المرأة قصد الشرع من نقصان العقل والدين‪ ،‬وأنه‬
‫ليس إهانة للمرأة ول إنقاص من قدر عقلها ودينها سكتت‪ ،‬وكيف‬
‫تكون كل النساء أنقص في الدين من كل الرجال‪ ،‬وكانت سيدة‬
‫نساء العالمين مريم بنت عمران‪ ،‬وفاطمة بنت رسول الله ‪،r‬‬
‫وخديجة رضي الله عنها‪ ،‬وآسية كلهن يعجز أغلب الرجال أن‬
‫يقتربوا من درجتهن في العبادة والدين‪.‬‬
‫فينبغي أن يفهم ذلك النص النبوي في سياقه‪ ،‬وينبغي كذلك أن‬
‫يفسر كلم النبي صلى الله عليه وسلم في حدود ما فسره هو‬
‫بنفسه ل نزيد ول ننقص‪ ،‬فليس في هذا الحديث ذم لعقل المرأة‬
‫أبدا‪ ،‬وإنما هو إقرار لما قد يطرأ على كثير من النساء في نقطة‬
‫واحدة وهي النسيان‪ ،‬فل داعي أن نحمل الحديث ما ل يحمله‬
‫رسول الله ‪.r‬‬
‫_________________________________‬
‫)]‪ ([1‬الحاكم في المستدرك ‪. 4/13‬‬
‫)]‪ ([2‬الحاكم في المستدرك ‪.3/239‬‬
‫)]‪ ([3‬الطبراني في الكبير ‪ 23/12‬وابن عبد البر في الستيعاب‬
‫‪.4/1811‬‬
‫)]‪ ([4‬البخاري في صحيحه ‪ ،3/1212‬ومسلم في صحيحه‬
‫‪.2/1091‬‬
‫)]‪ ([5‬مسند أحمد ‪ ، 2/329‬والنسائي في الكبرى ‪.7/295‬‬
‫)]‪ ([6‬صحيح ابن حبان ‪ ،9/484‬والمستدرك للحاكم ‪.3/352‬‬
‫)]‪ ([7‬أحمد في مسنده ‪ ،2/473‬ومسلم في صحيحه ‪.2/692‬‬
‫)]‪ ([8‬البخاري في صحيحه ‪ ،5/2047‬والترمذي في جامعه‬
‫‪.4/430‬‬
‫)]‪ ([9‬أخرجه أحمد في مسنده‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪ ،66‬والبخاري في‬
‫صحيحه‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪ ،116‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.86‬‬
‫* جماعة النساء في الصلة‬
‫ظم أجرها‪ ،‬فقول‬‫غب الشرع الحنيف في صلة الجماعة وع ّ‬ ‫ر ّ‬
‫الله تعالى‪} :‬واركعوا مع الراكعين{ البقرة‪ 43:‬فيه الرشاد إلى‬
‫شهود الجماعة والخروج إلى المساجد‪ .‬كما في فتح القدير‪.‬‬
‫ووردت الحاديث الكثيرة بفضل صلة الجماعة منها عن ابن عمر‬
‫رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪":‬‬
‫صلة الجماعة أفضل من صلة الفذ بسبع وعشرين درجة"‪.‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ (619‬ومسلم )‪ (650‬عن ابن عمر‪ .‬وعنه أيضا‬
‫قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪":‬إن الله‬
‫تبارك وتعالى ليعجب من الصلة في الجمع"‪ .‬رواه أحمد )‪(2/50‬‬
‫بإسناد حسن كما في الترغيب‪ .‬والنصوص بذلك عامة يدخل فيها‬
‫النساء‪ ،‬وتواتر أن النساء كن يصلين مع النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم الفرائض والعياد بل وغير ذلك كالكسوف والتنفل‬
‫المطلق‪.‬‬
‫هذا ؛ وإن كان الشرع قد ندب المرأة أن تصلي في بيتها زيادة‬
‫في سترها فإنه لم يمنعها من الجماعة‪ ،‬بل قال ‪ ":‬لتمنعوا إماء‬
‫الله مساجد الله"‪ .‬أخرجه البخاري )‪ (858‬ومسلم )‪ (442‬عن‬
‫ابن عمر‪ .‬فالقول بمشروعية بل واستحباب صلة النساء وحدهن‬
‫جماعة هو القول الراجح إن شاء الله؛ إذ فيه درء المفسدة وهي‬
‫البروز والختلط‪ ،‬وجلب المصلحة وهي صلة الجماعة‪ .‬وهو‬
‫مذهب الشافعية والصحيح في مذهب الحنابلة‪ .‬ويستدل لهم‬
‫بحديث أم ورقة‪ :‬أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول‪":‬‬
‫انطلقوا بنا نزور الشهيدة" وأذن لها أن يؤذن لها وأن تؤم أهل‬
‫دارها في الفريضة‪ ،‬وكانت قد جمعت القرآن‪ .‬أخرجه أبو داود )‬
‫‪ (591‬وابن خزيمة )‪ (1676‬واللفظ له‪ .‬وبهذا وردت الثار عن‬
‫السلف الصالح وفعلته أم المؤمنين عائشة وأم سلمة كما عند‬
‫البيهقي )‪ (3/131‬وغيره وبسط تخريجها ابن حجر في التلخيص )‬
‫‪ .(2/42‬قال ابن حزم في المحلى )‪ : (3/126‬فإن صلين جماعة‬
‫وأمتهن امرأة منهن فحسن‪.‬اهـ ونقل آثارا عن الصحابة منها عن‬
‫عمر وعلي وابن عمر وابن عباس‪ ،‬ثم قال‪ :‬ومن التابعين ُرّوينا‬
‫جريج عن عطاء وعن ابن مجاهد عن أبيه وعن سفيان‬ ‫عن ابن ُ‬
‫شْعبي وعن َوكيع عن الربيع عن‬ ‫خعي وال ّ‬ ‫الثوري عن إبراهيم الن ّ َ‬
‫الحسن البصري قالوا كلهم بإجازة إمامة المرأة للنساء وتقوم‬
‫مجاهد والحسن‪ :‬في الفريضة والتطوع‪.‬‬ ‫وسطهن‪ .‬قال عطاء و ُ‬
‫ولم يمنع من ذلك غيرهم‪ ،‬وهو قول َقتادة والوزاعي وسفيان‬
‫ور وجمهور أصحاب الحديث‪ ،‬وهو قول‬ ‫الثوري وإسحاق وأبي ث َ ْ‬
‫أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وداود وأصحابهم‪ .‬وقال‬
‫سليمان بن يسار ومالك بن أنس‪ :‬ل تؤم المرأة النساء في فرض‬
‫ول نافلة‪ .‬وهذا قول ل دليل على صحته وخلف لطائفة من‬
‫الصحابة ل يعلم لهم من الصحابة رضي الله عنهم مخالف‪ .‬بل‬
‫صلة المرأة بالنساء داخل تحت قول رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪":‬إن صلة الجماعة تفضل صلة الفذ بسبع وعشرين‬
‫درجة"‪.‬اهـ‬
‫وساق الشافعي طرفا من الثار المتقدمة في الم )‪ (1/164‬ثم‬
‫قال‪ :‬وتؤم المرأة النساء في المكتوبة وغيرها‪ ،‬وآمرها أن تقوم‬
‫في وسط الصف‪ ،‬وإن كان معها نساء كثير أمرت أن يقوم‬
‫الصف الثاني خلف صفها وكذلك الصفوف‪ ,‬وتصفهن صفوف‬
‫الرجال إذا كثرن ل يخالفن الرجال في شيء من صفوفهن؛ إل‬
‫أن تقوم المرأة وسطا وتخفض صوتها بالتكبير والذكر الذي يجهر‬
‫به في الصلة من القرآن وغيره‪ ،‬فإن قامت المرأة أمام النساء‬
‫فصلتها وصلة من خلفها مجزئة عنهن‪.‬اهـ‬
‫كره‬‫مذهب من قال بالكراهة‪ ,‬والرد عليه‪ :‬قال الزيلعي الحنفي‪ُ :‬‬
‫جماعة النساء وحدهن لقوله عليه الصلة والسلم ‪":‬صلة المرأة‬
‫في بيتها أفضل من صلتها في حجرتها وصلتها في مخدعها‬
‫أفضل من صلتها في بيتها"; ولنه يلزمهن أحد المحظورين‪ :‬إما‬
‫قيام المام وسط الصف وهو مكروه‪ ،‬أو تقدم المام وهو أيضا‬
‫مكروه في حقهن فصرن كالعراة لم ُيشرع في حقهن الجماعة‬
‫أصل‪ ،‬ولهذا لم ُيشرع لهن الذان وهو دعاء إلى الجماعة ولول‬
‫كراهية جماعتهن لشرع‪.‬اهـ تبيين الحقائق )‪.(1/135‬‬
‫والرد‪:‬‬
‫بالنسبة للمر بالترغيب في الصلة في البيوت‪ :‬قد أجبنا عليه‬
‫سابقا‪.‬‬
‫بالنسبة لدعاء الكراهة بسبب قيام المام وسط الصف‪ :‬أننا ل‬
‫نسلم بالكراهة في هذه الحالة ‪ ،‬فالثنان يصليان بدون تقدم‬
‫المام‪ ،‬وإذا ضاق المسجد وقف بعض المأمومين بجانب المام‪،‬‬
‫وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بجانب أبي بكر في مرضه‬
‫الخير وأحدهما إمام قطعا ‪ ،‬فارتفعت الكراهة بالحاجة‪.‬‬
‫بالنسبة لدعاء الكراهة بسبب تقدم إحداهن‪ :‬أننا ل نقول بالتقدم‬
‫استحبابا بل على سبيل الجواز كما تقدم في كلم الشافعي‪ ،‬قال‬
‫ابن قدامة‪ :‬فإن صلت بين أيديهن احتمل أن يصح ; لنه موقف‬
‫في الجملة ‪ ,‬ولهذا كان موقفا للرجل‪.‬المغني )‪ .(2/17‬كذلك‬
‫فالمرأة تصلي خلف الصف منفردة في المسجد وقد يكون ليس‬
‫هناك مقصورة كما هو الحال في العصر الول ولم تكن تمنع من‬
‫ذلك‪ ،‬فلن انفردت مع جماعة النساء لم تمنع من باب أ َوَْلى‪ .‬ثم‬
‫لو أننا لو لم نلتفت إلى الثار الواردة كما فعل الخصم لحتججنا‬
‫بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم‪":‬صلوا كما رأيتموني‬
‫أصلي"‪ .‬وهو ما فعله ابن حزم كما تقدم‪.‬‬
‫بالنسبة لدعاء عدم مشروعية الجماعة لعدم مشروعية الذان‪:‬‬
‫أنه ل تلزم بينهما؛ لن أمر المرأة مبني على الستر فل تؤذن ولو‬
‫لجماعة الرجال المشروعة بالتفاق وإذا نابها شئ في الصلة‬
‫كره لهن الذان لما فيه‬ ‫صفقت ول تسبح‪ ،‬قال ابن قدامة‪ :‬وإنما ُ‬
‫من رفع الصوت‪ ,‬ولسن من أهله‪.‬‬
‫مذهب من قال بالمنع‪ ،‬والرد عليه‪ :‬قال النفراوي المالكي‪) :‬ول(‬
‫يصح أن ) تؤم المرأة في فريضة ول نافلة ل رجال ول نساء (‬
‫عدمت الرجال أو‬ ‫ة"‪ .‬وسواء ُ‬ ‫لخبر‪":‬لن يفلح قوم وَل ّ ْ‬
‫وا أمَرهم امرأ ً‬
‫وجدت ; لن المامة خطة شريفة في الدين ومن شرائع‬
‫المسلمين‪.‬اهـ الفواكه الدواني )‪.(1/205‬‬
‫والرد‪:‬‬
‫أن دليلهم عام وأدلتنا خاصة فلها التقديم‪ ،‬ومعنا جمهرة الثار‬
‫المتقدمة وفيها من فقهاء الصحابة من أهل المدينة‪ ،‬وهو حجة‬
‫عندهم ‪ ،‬خاصة أنه ل مخالف لهم‪.‬‬
‫ونختم بكلم ابن القيم‪ :‬المثال الخامس والخمسون‪ :‬رد السنة‬
‫الصحيحة الصريحة المحكمة في استحباب صلة النساء جماعة ل‬
‫منفردات‪ ،‬كما في المسند والسنن من حديث عبد الرحمن بن‬
‫خلد عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث‪ :‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم كان يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنا كان يؤذن‬
‫لها وأمرها أن تؤم أهل دارها‪ .‬قال عبد الرحمن‪ :‬فأنا رأيت مؤذنها‬
‫شيخا كبيرا‪ .‬وقال الوليد بن جميل حدثتني جدتي عن أم ورقة أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أو أذن لها أن تؤم أهل دارها‬
‫وكانت قد قرأت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ .‬وقال المام أحمد‪ :‬ثنا وكيع ثنا سفيان عن ميسرة أبي‬
‫حازم عن رائطة الحنفية‪ :‬أن عائشة أمت نسوة في المكتوبة‬
‫فأمتهن بينهن وسطا‪ .‬تابعه ليث عن عطاء عن عائشة‪ .‬وروى‬
‫الشافعي عن أم سلمة أنها أمت نساء فقامت وسطهن‪ .‬ولو لم‬
‫يكن في المسألة إل عموم قوله صلى الله عليه وسلم ‪":‬تفضل‬
‫صلة الجماعة على صلة الفذ بسبع وعشرين درجة"‪ .‬لكفى‪.‬‬
‫وروى البيهقي من حديث يحيى بن يحيى أنا ابن لهيعة عن الوليد‬
‫ابن أبي الوليد عن القاسم بن محمد عن عائشة‪ :‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪ ":‬ل خير في جماعة النساء إل في‬
‫صلة أو جنازة"‪ .‬والعتماد على ما تقدم فردت هذه السنن‬
‫بالمتشابه من قوله‪":‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"‪ .‬وهذا إنما‬
‫هو في الولية والمامة العظمى والقضاء‪ ،‬وأما الرواية والشهادة‬
‫والفتيا والمامة فل تدخل في هذا‪ ،‬ومن العجب أن من خالف‬
‫هذه السنة جوز للمرأة أن تكون قاضية تلي أمور المسلمين‬
‫فكيف أفلحوا وهي حاكمة عليهم ولم يفلح أخواتها من النساء إذا‬
‫أمتهن‪ .‬إعلم الموقعين )‪.(2/377‬‬
‫والله ولي التوفيق‪،‬‬
‫* ميراث المرأة بين الحقائق والفتراءات‬
‫ولبد علينا أن نعلم ما هو الرث ؟ وماذا تعني هذه الكلمة في‬
‫اللغة وفي الشرع فالرث في اللغة ‪ :‬الصل‪ ,‬والمر القديم‬
‫توارثه الخر عن الول‪ ,‬والبقية من كل شيء‪ .‬وهمزته أصلها‬
‫واو ‪ .‬ويطلق الرث ويراد منه انتقال الشيء من قوم إلى قوم‬
‫آخرين‪ .‬ويطلق ويراد منه الموروث‪ .‬ويقاربه على هذا الطلق‬
‫في المعنى التركة‪ .‬والرث اصطلحا ‪ :‬عرفه الشافعية والقاضي‬
‫أفضل الدين الخونجي من الحنابلة ‪ :‬أنه حق قابل للتجزؤ يثبت‬
‫لمستحقه بعد موت من كان له ذلك لقرابة بينهما أو نحوها‪.‬‬
‫ومن المور المهمة التي يجب أن تكون حاضرة في ذهن المسلم‬
‫الواعي أن مساحة الجتهاد في فقه المواريث خاصة ضيقة‪،‬‬
‫قا لنصوص الشارع‬ ‫وأحكام المواريث في أغلبها ليست إل تطبي ً‬
‫الحكيم‪ ،‬فالذي قسم تلك النصبة هو الله سبحانه وتعالى وعندما‬
‫استقرء العلماء هذه التقسيمات زاد يقينهم بالله وسبحوا ربهم‬
‫ما فَّرط َْنا ِفى‬ ‫على حكمة التشريع الرباني وقالوا صدق ربنا ‪ّ " :‬‬
‫ن" ]النعام ‪. [38:‬‬ ‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م يُ ْ‬‫م إ َِلى َرب ّهِ ْ‬ ‫يٍء ث ُ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫من َ‬ ‫ب ِ‬ ‫الك َِتا ِ‬
‫يتردد كثيًرا قول بعضهم ‪ » :‬إن السلم ظلم المرأة؛ حيث جعل‬
‫نصيبها في الميراث نصف نصيب الرجل «‪ ،‬ونحن المسلمون‬
‫نؤمن بثوابت راسخة من صفات الله تعالى‪ ،‬تجعل تلك الشبهة ل‬
‫تطرأ على قلب أي مسلم أو مسلمة‪ ،‬وتتمثل تلك الثوابت في أن‬
‫الله سبحانه حكم عدل‪ ،‬وعدله مطلق‪ ،‬وليس في شرعه ظلم‬
‫دا" ]الكهف ‪:‬‬ ‫لبشر أو لي أحد من خلقه ‪" :‬ول َ يظ ْل ِم رب َ َ‬
‫ح ً‬‫كأ َ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س ب ِظل ّم ٍ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫ن فَِتيًل" ]النساء ‪" ، [49:‬وَأ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫‪" ، [49‬وَل َ ي ُظ ْل َ ُ‬
‫م"]العنكبوت ‪، [40:‬‬ ‫ه ل ِي َظ ْل ِ َ‬
‫مه ُ ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫د" ]الحج ‪" ، [10:‬وَ َ‬ ‫ل ّل ْعَِبي ِ‬
‫قيًرا"‬ ‫ن نَ ِ‬‫مو َ‬ ‫ة" ]النساء ‪" ، [40:‬وَل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ل ذ َّر ٍ‬ ‫قا َ‬‫مث ْ َ‬‫م ِ‬ ‫ه ل َ ي َظ ْل ِ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫"إ ِ ّ‬
‫م" ]التوبة ‪. [70:‬‬ ‫مه ُ ْ‬‫ه ل ِي َظ ْل ِ َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬‫]النساء ‪" ، [124:‬فَ َ‬
‫وإن الفروق في أنصبة المواريث هي أساس قضية المواريث في‬
‫قا للنوع؛‬ ‫الفقه السلمي‪ ،‬ول تختلف النصبة في المواريث طب ً‬
‫قا لثلثة معايير ‪:‬‬ ‫وإنما تختلف النصبة طب ً‬
‫الول ‪ :‬درجة القرابة بين الوارث والمورث ‪ :‬ذكًرا كان أو أنثى‪،‬‬
‫فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب في الميراث‪ ،‬وكلما ابتعدت‬
‫الصلة قل النصيب في الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين‪،‬‬
‫فترى البنت الواحدة ترث نصف تركة أمها )وهي أنثى( بينما يرث‬
‫أبوها ربع التركة )وهو ذكر( وذلك لن البنة أقرب من الزوج فزاد‬
‫الميراث لهذا السبب‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬موقع الجيل الوارث ‪ :‬فالجيال التي تستقبل الحياة ‪،‬‬
‫وتستعد لتحمل أعبائها‪ ،‬عادة يكون نصيبها في الميراث أكبر من‬
‫نصيب الجيال التي تستدبر الحياة وتتخفف من أعبائها‪ ،‬بل تصبح‬
‫أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على غيرها ‪ ،‬وذلك بصرف النظر عن‬
‫الذكورة والنوثة للوارثين والوارثات‪ .‬فبنت المتوفى ترث أكثر‬
‫من أمه ـ وكلتاهما أنثى ـ وترث بنت المتوفى أكثر من أبيه كذلك‬
‫في حالة وجود أخ لها‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬العبء المالي ‪ :‬وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوًتا‬
‫بين الذكر والنثى‪ ،‬لكنه تفـاوت ل يفـضى إلى أي ظـلم للنثى أو‬
‫انتقاص من إنصافها‪ ،‬بل ربما كان العكس هو الصحيح‪.‬‬
‫ففي حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون في العاملين الولين‬
‫)درجة القرابة‪ ،‬وموقع الجيل( ‪ -‬مثل أولد المتوّفى ‪ ،‬ذكورا ً وإناثا ً‬
‫‪ -‬يكون تفاوت العبء المالي هو السبب في التفاوت في أنصبة‬
‫الميراث؛ ولذلك لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر‬
‫والنثى في عموم الوارثين ‪ ،‬وإنما حصره في هذه الحالة بالذات‪،‬‬
‫والحكمة في هذا التفاوت‪ ،‬في هذه الحالة بالذات‪ ،‬هي أن الذكر‬
‫هنا مكلف بإعالة أنثى ـ هي زوجه ـ مع أولدهما‪ ،‬بينما النثـى‬
‫الوارثة أخت الذكرـ إعالتها ‪ ،‬مع أولدها ‪ ،‬فريضة على الذكر‬
‫المقترن بها‪.‬‬
‫فهي ـ مع هذا النقص في ميراثها بالنسبة لخيها الذي ورث ضعف‬
‫ظا وامتياًزا منه في الميراث؛ فميراثها ـ مع‬ ‫ميراثها‪ ،‬أكثر ح ّ‬
‫إعفائها من النفاق الواجب ـ هو ذمة مالية خالصة ومدخرة‪ ،‬لجبر‬
‫الستضعاف النثوى‪ ،‬ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات‪،‬‬
‫وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين‪ ،‬ومن أعباء الرجل‬
‫المالية نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الرجل عليه أعباء مالية في بداية حياته الزوجية وارتباطه‬
‫ن‬‫صد َُقات ِهِ ّ‬
‫ساَء َ‬‫بزوجته‪ ،‬فيدفع المهر ‪ ،‬يقول تعالى‪َ" :‬وآُتوا الن ّ َ‬
‫ة" ]النساء ‪ ، [4:‬والمهر التزام مالي يدفعه الرجل للمرأة من‬ ‫حل َ ً‬
‫نِ ْ‬
‫تشريعات بداية الحياة الزوجية‪ ،‬والمرأة تتميز عن الرجل؛ حيث‬
‫ليس من حقه أن يطالب بمهر من المرأة إذا ما أرادت أن تتزوج‬
‫منه‪.‬‬
‫‪ -2‬الرجل بعد الزواج ينفق على المرأة وإن كانت تمتلك من‬
‫الموال ما ل يمتلكه هو‪ ،‬فليس من حقه أن يطالبها بالنفقة على‬
‫نفسها فضًل عن أن يطالبها بالنفقة عليه؛ لن السلم ميزها‬
‫وحفظ مالها‪ ،‬ولم يوجب عليها أن تنفق منه‪ -3 .‬الرجل مكلف‬
‫كذلك بالقرباء وغيرهم ممن تجب عليه نفقته‪ ،‬حيث يقوم بالعباء‬
‫العائلية واللتزامات الجتماعية التي يقوم بها المورث باعتباره‬
‫دا له‪ ،‬أو عاصبـا من عصبته‪.‬‬ ‫جزًءا منه‪ ،‬أو امتدا ً‬
‫هذه السباب وغيرها تجعلنا ننظر إلى المال أو الثروة نظرة أكثر‬
‫موضوعية‪ ،‬وهي أن الثروة والمال أو الملك مفهوم أعم من‬
‫مفهوم الدخل‪ ،‬فالدخل هو المال الوارد إلى الثروة‪ ،‬وليس هو‬
‫نفس الثروة؛ حيث تمثل الثروة المقدار المتبقي من الواردات‬
‫والنفقات‪.‬‬
‫وبهذا العتبار نجد أن السلم أعطى المرأة نصف الرجل في‬
‫الدخل الوارد‪ ،‬وكفل لها الحتفاظ بهذا الدخل دون أن ينقص‬
‫سوى من حق الله كالزكاة‪ ،‬أما الرجل فأعطاه الله الدخل الكبر‬
‫وطلب منه أن ينفق على زوجته وأبنائه ووالديه إن كبرا في‬
‫السن‪ ،‬ومن تلزمه نفقته من قريب وخادم وما استحدث في‬
‫عصرنا هذا من اليجارات والفواتير المختلفة؛ مما يجعلنا نجزم‬
‫أن الله فضل المرأة على الرجل في الثروة؛ حيث كفل لها حفظ‬
‫مالها‪ ،‬ولم يطالبها بأي شكل من أشكال النفقات‪ .‬ولذلك حينما‬
‫تتخلف قضية العبء المالي كما هي الحال في شأن توريث‬
‫وى بين نصيب‬ ‫الخوة والخوات لم؛ نجد أن الشارع الحكيم قد س ّ‬
‫ن‬ ‫الذكر ونصيب النثى منهم في الميراث‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬وَِإن َ‬
‫كا َ‬
‫ما‬
‫من ْهُ َ‬
‫حد ٍ ّ‬ ‫ت فَل ِك ُ ّ‬
‫ل َوا ِ‬ ‫خ ٌ‬‫خ أ َوْ أ ُ ْ‬‫ه أَ ٌ‬ ‫ة أ َو ا َ‬
‫مَرأة ٌ وَل َ ُ‬‫كلل َ ً ِ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل ُيوَر ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ث"]النساء ‪:‬‬ ‫كاُء ِفى الث ّل ُ ِ‬ ‫شَر َ‬‫م ُ‬ ‫ك فَهُ ْ‬ ‫من ذ َل ِ َ‬ ‫كاُنوا أك ْث ََر ِ‬
‫س فَِإن َ‬
‫سد ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ .[12‬فالتسوية هنا بين الذكور والناث في الميراث؛ لن أصل‬
‫ة لمورثهم حتى يكون الرجل‬ ‫توريثهم هنا الرحم‪ ،‬وليسوا عصب ً‬
‫امتدادا له من دون المرأة‪ ،‬فليست هناك مسئوليات ول أعباء تقع‬
‫على كاهله بهذا العتبار‪.‬‬
‫وباستقراء حالت ومسائل الميراث انكشف لبعض العلماء‬
‫والباحثين حقائق قد تذهل الكثيرين؛ حيث ظهر التالي ‪:‬‬
‫أوًل ‪ :‬أن هناك أربع حالت فقط ترث المرأة نصف الرجل‪.‬‬
‫ثانًيا ‪ :‬أن أضعاف هذه الحالت ترث المرأة مثل الرجل‪.‬‬
‫دا ترث المرأة أكثر من الرجل‪.‬‬ ‫ثالًثا ‪ :‬هناك حالت كثيرة ج ً‬
‫رابًعا ‪ :‬هناك حالت ترث المرأة ول يرث نظيرها من الرجال‪.‬‬
‫وتفصيل تلك الحالت فيما يلي ‪:‬‬
‫أوًل ‪ :‬الحالت التي ترث المرأة نصف الرجل ‪:‬‬
‫‪ -1‬البنت مع إخوانها الذكور‪ ،‬وبنت البن مع ابن البن‪.‬‬
‫‪ -2‬الب والم ول يوجد أولد ول زوج أو زوجة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الخت الشقيقة مع إخوانها الذكور‪.‬‬
‫‪ -4‬الخت لب مع إخوانها الذكور‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الحالت التي ترث المرأة مثل الرجل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الب والم في حالة وجود ابن البن‪.‬‬
‫‪ -2‬الخ والخت لم‪.‬‬
‫‪ -3‬أخوات مع الخوة والخوات لم‪.‬‬
‫‪ -4‬البنت مع عمها أو أقرب عصبة للب )مع عدم وجود الحاجب(‪.‬‬
‫‪ -5‬الب مع أم الم وابن البن‪.‬‬
‫‪ -6‬زوج وأم وأختين لم وأخ شقيق على قضاء سيدنا عمر ‪ ،‬فإن‬
‫الختين لم والخ الشقيق شركاء في الثلث‪.‬‬
‫‪ -7‬انفراد الرجل أو المرأة بالتركة بأن يكون هو الوارث الوحيد‪،‬‬
‫فيرث البن إن كان وحده التركة كلها تعصيبا‪ ،‬والبنت ترث‬
‫دا‪ .‬وذلك لو ترك أبا وحده فإنه سيرث‬ ‫ضا والباقي ر ً‬ ‫النصف فر ً‬
‫التركة كلها تعصيبا‪ ،‬ولو ترك أما فسترث الثلث فرضا والباقي‬
‫رضا عليها‪.‬‬
‫‪ -8‬زوج مع الخت الشقيقة؛ فإنها ستأخذ ما لو كانت ذكرا‪ ،‬بمعنى‬
‫لو تركت المرأة زوجا وأخا شقيقا فسيأخذ الزوج النصف‪،‬‬
‫والباقي للخ تعصيبا‪ .‬ولو تركت زوجا ً وأختا ً فسيأخذ الزوج النصف‬
‫والخت النصف كذلك‪.‬‬
‫جا‪،‬‬
‫‪ -9‬الخت لم مع الخ الشقيق ‪ ،‬وهذا إذا تركت المرأة زو ً‬
‫قا؛ فسيأخذ الزوج النصف‪ ،‬والم‬ ‫خا شقي ً‬‫ما‪ ،‬وأخًتا لم‪ ،‬وأ ً‬‫وأ ً‬
‫السدس‪ ،‬والخت لم السدس‪ ،‬والباقي للخ الشقيق تعصيبا وهو‬
‫السدس‪.‬‬
‫‪ -10‬ذوو الرحام في مذهب أهل الرحم‪ ،‬وهو المعمول به في‬
‫القانون المصري في المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 77‬لسنة‬
‫‪ ،1943‬وهو إن لم يكن هناك أصحاب فروض ول عصابات فإن‬
‫ذوي الرحام هم الورثة‪ ،‬وتقسم بينهم التركة بالتساوي كأن يترك‬
‫المتوفى )بنت بنت‪ ،‬وابن بنت‪ ،‬وخال‪ ،‬وخالة( فكلهم يرثون نفس‬
‫النصبة‪.‬‬
‫‪ -11‬هناك ستة ل يحجبون حجب حرمان أبدا ً وهم ثلثة من‬
‫الرجال‪ ،‬وثلثة من النساء‪ ،‬فمن الرجال )الزوج‪ ،‬والبن‪ ،‬والب(‪،‬‬
‫ومن النساء )الزوجة‪ ،‬والبنت‪ ،‬والم(‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حالت ترث المرأة أكثر من الرجل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الزوج مع ابنته الوحيدة‪.‬‬
‫‪ -2‬الزوج مع ابنتيه‪.‬‬
‫‪ -3‬البنت مع أعمامها‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا ماتت امرأة عن ستين فداًنا‪ ،‬والورثة هم )زوج‪ ،‬وأب‪ ،‬وأم‪،‬‬
‫وبنتان( فإن نصيب البنتين سيكون ‪ 32‬فداًنا بما يعني أن نصيب‬
‫كل بنت ‪ 16‬فدانًا‪ ،‬في حين أنها لو تركت ابنان بدًل من البنتان‬
‫لورث كل ابن ‪ 12.5‬فدانًا؛ حيث إن نصيب البنتين ثلثي التركة‪،‬‬
‫ونصيب البنين باقي التركة تعصيبا بعد أصحاب الفروض‪.‬‬
‫‪ -5‬لو ماتت امرأة عن ‪ 48‬فداًنا‪ ،‬والورثة )زوج‪ ،‬وأختان شقيقتان‪،‬‬
‫وأم( ترث الختان ثلثي التركة بما يعني أن نصيب الخت الواحدة‬
‫‪ 12‬فدانًا‪ ،‬في حين لو أنها تركت أخوين بدًل من الختين لورث‬
‫كل أخ ‪ 8‬أفدنة لنهما يرثان باقي التركة تعصيبا بعد نصيب الزوج‬
‫والم‪.‬‬
‫‪ -6‬ونفس المسألة لو تركت أختين لب؛ حيث يرثان أكثر من‬
‫الخوين لب‪.‬‬
‫ما‪ ،‬بنًتا(‪ ،‬وكانت تركتها‬
‫جا‪ ،‬وأًبا‪ ،‬أ ً‬‫‪ -7‬لو ماتت امرأة وتركت )زو ً‬
‫‪ 156‬فداًنا فإن البنت سترث نصف التركة وهو ما يساوي ‪72‬‬
‫فدانًا‪ ،‬أما لو أنها تركت ابًنا بدًل من البنت فكان سيرث ‪ 65‬فداًنا؛‬
‫لنه يرث الباقي تعصيبا بعد فروض )الزوج والب والم(‪.‬‬
‫ما‪ ،‬وأخًتا شقيقة(‪ ،‬وتركتها‬ ‫جا‪ ،‬وأ ً‬‫‪ -8‬إذا ماتت امرأة وتركت )زو ً‬
‫‪ 48‬فداًنا مثل فإن الخت الشقيقة سترث ‪ 18‬فداًنا‪ ،‬في حين أنها‬
‫قا بدًل من الخت سيرث ‪ 8‬أفدنة فقط؛ لنه‬ ‫خا شقي ً‬‫لو تركت أ ً‬
‫سيرث الباقي تعصيبا بعد نصيب الزوج والم‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫ورثت الخت الشقيقة أكثر من ضعف نصيب الخ الشقيق‪.‬‬
‫ما‪ ،‬وأختين لم‪ ،‬وأخوين شقيقين(و‬ ‫‪ -9‬لو ترك رجل )زوجة‪ ،‬وأ ً‬
‫وكانت تركته ‪ 48‬فدانًا‪ ،‬ترث الختان لم وهما البعد قرابة ‪16‬‬
‫فدانا ً فنصيب الواحدة ‪ 8‬أفدنة‪ ،‬في حين يورث الخوان الشقيقان‬
‫‪ 12‬فداًنا‪ ،‬بما يعني أن نصيب الواحد ‪ 6‬أفدنة‪.‬‬
‫جا‪ ،‬وأخًتا لم‪ ،‬أخوين شقيقين(‪ ،‬وكانت‬ ‫‪ -10‬لو تركت امرأة )زو ً‬
‫التركة ‪ 120‬فداًنا‪ ،‬ترث الخت لم ثلث التركة‪ ،‬وهو ما يساوي‬
‫‪ 40‬فداًنا‪ ،‬ويرث الخوان الشقيقان ‪ 20‬فداًنا‪ ،‬بما يعني أن الخت‬
‫لم وهي البعد قرابة أخذت أربعة أضعاف الخ الشقيق‪.‬‬
‫‪ -11‬الم في حالة فقد الفرع الوارث‪ ،‬ووجود الزوج في مذهب‬
‫جا( فللزوج‬ ‫ما‪ ،‬وزو ً‬‫ابن عباس ‪ ،‬فلو مات رجل وترك )أًبا‪ ،‬وأ ً‬
‫النصف‪ ،‬وللم الثلث ‪ ،‬والباقي للب‪ ،‬وهو السدس أي ما يساوي‬
‫نصف نصيب زوجته‪.‬‬
‫ما‪ ،‬وأخًتا لم‪ ،‬أخوين شقيقين(‬ ‫جا‪ ،‬وأ ً‬ ‫‪ -12‬لو تركت امرأة )زو ً‬
‫وكانت التركة ‪ 60‬فداًنا‪ ،‬فسترث الخت لم ‪ 10‬أفدنة في حين‬
‫سيرث كل أخ ‪ 5‬أفدنة؛ مما يعني أن الخت لم نصيبها ضعف‬
‫الخ الشقيق‪ ،‬وهي أبعد منه قرابة‪.‬‬
‫ما‪ ،‬وبنًتا‪ ،‬بنت ابن(‪ ،‬وكانت‬ ‫‪ -13‬ولو ترك رجل )زوجة‪ ،‬وأًبا‪ ،‬وأ ً‬
‫التركة ‪ 576‬فداًنا‪ ،‬فإن نصيب بنت البن سيكون ‪ 96‬فداًنا‪ ،‬في‬
‫ن لكان نصيبه ‪ 27‬فداًنا فقط‪.‬‬ ‫ن اب ٍ‬
‫حين لو ترك اب َ‬
‫‪ -14‬لو ترك المتوفى )أم‪ ،‬وأم أم‪ ،‬وأم أب( وكانت التركة ‪60‬‬
‫فداًنا مثًل‪ ،‬فسوف ترث الم السدس فرضا والباقي ر ً‬
‫دا‪ ،‬أما لو‬
‫ترك المتوفى أًبا بدًل من أم بمعنى أنه ترك )أًبا‪ ،‬وأم أم‪ ،‬أم أب(‬
‫فسوف ترث أم الم‪ ،‬ولن تحجب السدس وهو ‪ 10‬أفدنة‪،‬‬
‫والباقي للب ‪ 50‬فدانًا‪ ،‬مما يعني أن الم ورثت كل التركة ‪60‬‬
‫فداًنا‪ ،‬والب لو كان مكانها لورث ‪ 50‬فدانا ً فقط‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬حالت ترث المرأة ول يرث نظيرها من الرجال ‪:‬‬
‫ما‪ ،‬بنًتا‪ ،‬بنت ابن(‪ ،‬وتركت‬ ‫جا‪ ،‬وأًبا‪ ،‬أ ً‬ ‫‪ -1‬لو ماتت امرأة وتركت )زو ً‬
‫ل‪ ،‬فإن بنت البن سترث السدس وهو‬ ‫تركة قدرها ‪ 195‬فدانا ً مث ً‬
‫‪ 26‬فداًنا‪ ،‬في حين لو أن المرأة تركت ابن ابن بدل ً من بنت‬
‫البن لكان نصيبه صفًرا؛ لنه كان سيأخذ الباقي تعصيبا ول باقي‪،‬‬
‫وهذا التقسيم على خلف قانون الوصية الواجبة الذي أخذ به‬
‫القانون المصري رقم ‪ 71‬لسنة ‪ ،1946‬وهو خلف المذاهب‪،‬‬
‫ونحن نتكلم عن المذاهب المعتمدة‪ ،‬وكيف أنها أعطت المرأة‪،‬‬
‫جا‪ ،‬وأخًتا‬‫ولم تعط نظيرها من الرجال‪ -2 .‬لو تركت امرأة )زو ً‬
‫شقيقة‪ ،‬أخًتا لب(‪ ،‬وكانت التركة ‪ 84‬فداًنا مثًل‪ ،‬فإن الخت لب‬
‫سترث السدس‪ ،‬وهو ما يساوي ‪ 12‬فداًنا‪ ،‬في حين لو كان الخ‬
‫لب بدل من الخت لم يرث؛ لن النصف للزوج‪ ،‬والنصف للخت‬
‫الشقيقة والباقي للخ لب ول باقي‪ -3 .‬ميراث الجدة ‪ :‬فكثيرا ما‬
‫ترث ول يرث نظيرها من الجداد‪ ،‬وبالطلع على قاعدة ميراث‬
‫الجد والجدة نجد التي ‪ :‬الجد الصحيح )أي الوارث( هو الذي ل‬
‫تدخل في نسبته إلى الميت أم مثل أب الب أو أب أب الب وإن‬
‫عل‪ ،‬أما أب الم أو أب أم الم فهو جد فاسد )أي غير وارث(‬
‫على خلف في اللفظ لدى الفقهاء‪ ،‬أما الجدة الصحيحة هي التي‬
‫ل يدخل في نسبتها إلى الميت جد غير صحيح‪ ،‬أو هي كل جدة ل‬
‫يدخل في نسبتها إلى الميت أب بين أمين‪ ،‬وعليه تكون أم أب‬
‫الم جدة فاسدة لكن أم الم‪ ،‬وأم أم الب جدات صحيحات‬
‫ويرثن‪ -4 .‬لو مات شخص وترك )أب أم‪ ،‬وأم أم( في هذه الحالة‬
‫دا‪،‬‬
‫ضا والباقي ر ً‬ ‫ترث أم الم التركة كلها‪ ،‬حيث تأخذ السدس فر ً‬
‫وأب الم ل شيء له؛ لنه جد غير وارث‪.‬‬
‫‪ -5‬كذلك ولو مات شخص وترك )أب أم أم‪ ،‬وأم أم أم( تأخذ أم‬
‫دا عليها ول‬ ‫ضا والباقي ر ً‬‫أم الم التركة كلها‪ ،‬فتأخذ السدس فر ً‬
‫شيء لب أم الم؛ لنه جد غير وارث‪.‬‬
‫إذن فهناك أكثر من ثلثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ‪ ،‬أو‬
‫أكثر منه ‪ ،‬أو ترث هى ول يرث نظيرها من الرجال‪ ،‬في مقابلة‬
‫أربع حالت محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل‪ .‬تلك هي‬
‫ثمرات استقراء حالت ومسـائل الميراث في عـلم الفرائض‬
‫)المواريث(‪ ،‬فأرى أن الشبهة قد زالت بعد هذه اليضاحات لكل‬
‫منصف صادق مع نفسه‪ ،‬نسأل الله العناية والرعاية والحمد لله‬
‫رب العالمين‪.‬‬
‫* شهادة المرأة المسلمة ورد الشبه حولها‬
‫الشهادة في اللغة تعني ‪ :‬الخبر القاطع‪ ,‬والحضور والمعاينة‬
‫والعلنية‪ ,‬والقسم‪ ,‬والقرار‪ ,‬وكلمة التوحيد‪ ,‬والموت في سبيل‬
‫الله‪ .‬وفي الصطلح الفقهي ‪ :‬استعمل الفقهاء لفظ الشهادة في‬
‫الخبار بحق للغير على النفس‪ ,‬واستعملوا اللفظ في الموت في‬
‫سبيل الله‪ ،‬واستعملوه في القسم كما في اللعان‪ ,‬كما استعمل‬
‫الفقهاء لفظ الشهادة في الخبار بحق للغير على الغير في‬
‫مجلس القضاء ‪ ,‬وهو موضوع البحث في هذا المصطلح‪ ،‬واختلفوا‬
‫في تعريف الشهادة بهذا المعنى على النحو التالي ‪ :‬فعرفها‬
‫الكمال من الحنفية بأنها ‪ :‬إخبار صدق لثبات حق بلفظ الشهادة‬
‫في مجلس القضاء‪ .‬وعرفها الدردير من المالكية ‪ :‬بأنها إخبار‬
‫حاكم من علم ليقضي بمقتضاه ‪ .‬وعرفها الجمل من الشافعية‬
‫بأنها ‪ :‬إخبار بحق للغير على الغير بلفظ أشهد ‪ .‬وعرفها الشيباني‬
‫من الحنابلة بأنها ‪ :‬الخبار بما علمه بلفظ أشهد أو شهدت ‪.‬‬
‫وتسميتها بالشهادة إشارة إلى أنها مأخوذة من المشاهدة‬
‫المتيقنة‪ ,‬لن الشاهد يخبر عن ما شاهده‪ ،‬وهي إحدى الحجج‬
‫التي تثبت بها الدعوى‪.‬‬
‫ويتعلق بقضية الشهادة الشبهة الثانية التي يكررها الخرون؛‬
‫محاولة منهم لتهام التشريع السلمي بانتقاص المرأة وبظلمه‬
‫لها‪ ،‬حيث يرددون ‪ » :‬إن السلم ظلم المرأة بأن جعل شهادتها‬
‫نصف شهادة الرجل «‪ .‬في البداية يجب أن نعلم أن الشهادة‬
‫تكليف ومسئولية‪ ،‬وعندما يخفف الله عن المرأة في الشهادة‬
‫فهذا إكرام لها‪ ،‬وليس العكس‪ ،‬كما علينا أن نعلم كذلك أن‬
‫الشروط التي تراعى في الشهادة‪ ،‬ليست عائدة إلى وصف‬
‫الذكورة والنوثة في الشاهد‪ ،‬ولكنها عائدة إلى أمرين ‪ :‬الول ‪:‬‬
‫عدالة الشاهد وضبطه‪ .‬الثاني ‪ :‬أن تكون بين الشاهد والواقعة‬
‫التي يشهد بها‪ ،‬صلة تجعله مؤهل ً للدراية بها والشهادة فيها‪ ،‬ومن‬
‫المعلوم أنه إذا ثبت لدى القاضي اتصاف هذا )الشاهد( بهذه‬
‫الصفات )أي رقة المشاعر والعاطفة( فإن شهادته تصبح غير‬
‫مقبولة؛ إذ لبد أن يقوم من ذلك دليل على أن صلته بالمسائل‬
‫الجرمية وقدرته على معاينتها ضعيفة أو معدومة‪ ،‬وهو المر الذي‬
‫يفقده أهليته للشهادة على تلك المسائل ‪.‬‬
‫ومن الحقائق التي يجب أن نعلمها في قضية الشهادة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ (1‬شهادة المرأة وحدها تقبل في هلل رمضان شأنها شأن‬
‫الرجل‪.‬‬
‫‪ (2‬تستوي شهادة المرأة بشهادة الرجل في الملعنة‪.‬‬
‫‪ (3‬شهادة المرأة قبلت في المور الخاصة بالنساء ؟ قال ابن‬
‫قدامة في المغني‪)) :‬ويقبل فيما ل يطلع عليه الرجال مثل‬
‫الرضاعة والولدة والحيض والعدة وما أشبهها شهادة امرأة عدل‪.‬‬
‫ول نعلم بين أهل العلم خلفا ً في قبول شهادة النساء المنفردات‬
‫في الجملة((‪ ،‬ويوضح الحكم في موضع آخر فيقول‪)) :‬تقبل‬
‫شهادة النساء وحدهن ـ منفردات عن الرجال ـ في خمسة‬
‫أشياء‪ 1 :‬ـ الولدة‪ 2 ،‬ـ الستهلل‪ 3 ،‬ـ الرضاع‪ 4 ،‬ـ العيوب التي‬
‫تحت الثوب كالرتق‪ ،‬والقرن‪ ،‬والبكارة‪ ،‬والثيبوبة‪ ،‬والبرص‪ 5 ،‬ـ‬
‫انقضاء العدة‪.‬‬
‫‪ (4‬تقبل شهادة المرأة الواحدة‪ .‬قال ابن قدامة‪)) :‬وكل موضع‬
‫تقبل فيه شهادة النساء المنفردات فإنه تقبل فيه شهادة المرأة‬
‫الواحدة((‪ .‬وجاء في الحديث‪)) :‬سأل عقبة بن الحارث النبي‬
‫)ص( فقال‪ :‬إني تزوجت امرأة‪ .‬فجاءت أمة سوداء فقالت‪ :‬إنها‬
‫أرضعتنا؟ فأمره بفراق امرأته‪ .‬فقال‪ :‬إنها كاذبة‪ .‬فقال النبي ‪: ‬‬
‫دعها عنك((‪ ،‬وقد علق ابن القيم فقال‪)) :‬ففي هذا قبول شهادة‬
‫المرأة الواحدة‪ ،‬وإن كانت أمة وشهادتها على فعل نفسها((‪ ،‬وقد‬
‫علق معروف الدواليبي بكلم جميل على هذا فقال‪)) :‬إن‬
‫الشريعة السلمية اتجهت إلى تعزيز الشهادة في القضايا المالية‬
‫بصورة مطلقة بشهادة رجل آخر‪ ،‬إلى جانب الرجل الول‪ ،‬حتى ل‬
‫تكون الشهادة عرضة للتهام‪ .‬ولم يعتبر أحد تنصيف شهادة‬
‫الرجل هنا وتعزيزها بشهادة رجل آخر ماسا ً بكرامته ما دام ذلك‬
‫التعزيز أضمن لحقوق الناس‪ .‬وزيادة على ذلك فإن شهادة‬
‫الرجل لم تقبل قط ))وحده(( حتى في أتفه القضايا المالية‪ .‬غير‬
‫أن المرأة قد امتازت على الرجل في سماع شهادتها ))وحدها((‪،‬‬
‫دون الرجل‪ ،‬فيما هو أخطر من الشهادة على المور التافهة‪،‬‬
‫وذلك كما هو معلم في الشهادة على الولدة وما يلحقها من‬
‫نسب وإرث‪ ،‬بينما لم تقبل شهادة الرجل ))وحده(( في أتفه‬
‫من يتهم السلم بتمييز‬ ‫القضايا المالية وفي هذا رد بليغ على َ‬
‫الرجل على المرأة في الشهادة((‪.‬‬
‫‪ (5‬شهادة المرأة تقدم أحيانا ً على شهادة الرجل بعد سماع‬
‫الشهادتين‪)) :‬يثبت خيار الفسخ لكل واحد من الزوجين لعيب‬
‫يجده في صاحبه ‪ ...‬وإن اختلفا في عيوب النساء أريت النساء‬
‫الثقات ويقبل فيه قول امرأة واحدة‪ ،‬فإن شهدت بما قال الزوج‬
‫وإل فالقول قول المرأة((‪.‬‬
‫‪ (6‬الشهادة تختلف عن الرواية؟ وقد ُقبلت رواية المرأة الواحدة‬
‫ـ وما تزال ـ في كل أمر حتى في الحديث‪)) :‬فالحديث النبوي‬
‫الذي روته لنا امرأة عن رسول الله )ص(‪ ،‬له حجية الحديث‬
‫نفسه الذي يرويه رجل((‪ .‬ولم يرد أحد قول امرأة لمجرد أنها‬
‫امرأة‪ ،‬ونقل الدين وما فيه من تشريع أخطر من الشهادة في‬
‫حكم قضائي‪ ،‬قال الشوكاني‪)) :‬لم ينقل عن أحد من العلماء بأنه‬
‫رد خبر امرأة لكونها امرأة‪ .‬فكم من سنة قد تلقتها المة بالقبول‬
‫من امرأة واحدة من الصحابة وهذا ل ينكره من له أدنى نصيب‬
‫من علم السنة((‪ .‬وقال ابن القيم‪)) :‬الشارع صلوات الله وسلمه‬
‫عليه وعلى آله لم يرد خبر العدل قط‪ ،‬ل في رواية ول في‬
‫شهادة‪ ،‬بل قبل خبر العدل الواحد في كل موضع أخبر به ‪...‬‬
‫وقبل شهادة المة السوداء وحدها على الرضاعة((‪ .‬بعد هذه‬
‫الحقائق نجد أن مصدر الشبهة التي حسب مثيروها أن السلم‬
‫قد انتقص من أهلية المرأة ‪ ،‬بجعل شهادتها على النصف من‬
‫م‬‫م فَِإن ل ّ ْ‬ ‫جال ِك ُ ْ‬ ‫من ّر َ‬‫ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫شِهيد َي ْ‬‫دوا َ‬ ‫شه ِ ُ‬‫ست َ ْ‬‫ل َوا ْ‬ ‫شهادة الرجل‪ِ" :‬بال ْعَد ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ل وا َ‬
‫ض ّ‬
‫ل‬ ‫داِء أن ت َ ِ‬ ‫شه َ َ‬‫ن ال ّ‬‫م َ‬
‫ن ِ‬ ‫ضوْ َ‬ ‫من ت َْر َ‬ ‫م ّ‬‫ن ِ‬ ‫مَرأَتا ِ‬‫ج ٌ َ ْ‬ ‫ن فََر ُ‬ ‫ِ‬ ‫جل َي ْ‬
‫كوَنا َر ُ‬‫يَ ُ‬
‫خَرى" ]البقرة ‪ . [282:‬هو الخلط بين‬ ‫ما ال ُ ْ‬‫داهُ َ‬‫ح َ‬ ‫ما فَت ُذ َك َّر إ ِ ْ‬ ‫داهُ َ‬‫ح َ‬‫إِ ْ‬
‫» الشهادة « وبين »الشهاد« الذي تتحدث عنه هذه الية‬
‫الكريمة‪ ،‬فالشهادة التي يعتمد عليها القضاء في اكتشاف العدل‬
‫المؤسس على البينة‪ ،‬واستخلصه من ثنايا دعاوى الخصوم‪ ،‬ل‬
‫تتخذ من الذكورة أو النوثة معياًرا لصدقها أو كذبها‪ ،‬ومن ثم‬
‫قبولها أو رفضها؛ وإنما معيارها تحقق اطمئنان القاضي لصدق‬
‫الشهادة بصرف النظر عن جنس الشاهد‪ ،‬ذكًرا كان أو أنثى ‪،‬‬
‫وبصرف النظر عن عدد الشهود‪ .‬فالقاضي إذا اطمأن ضميره‬
‫إلى ظهور البينة أن يعتمد شهادة رجلين‪ ،‬أو امرأتين‪ ،‬أو رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬أو رجل وامرأتين‪ ،‬أو امرأة ورجلين‪ ،‬أو رجل واحد أو‬
‫امرأة واحدة‪ ..‬ول أثر للذكورة أو النوثة في الشهادة التى يحكم‬
‫القضاء بناًء على ما تقدمه له من البينات‪.‬‬
‫أما الية فإنها تتحدث عن أمر آخر غير »الشهادة« أمام القضاء؛‬
‫حيث تتحدث عن »الشهاد« الذي يقوم به صاحب الدين‬
‫للستيثاق من الحفاظ على د َْينه‪ ،‬وليس عن »الشهادة« التي‬
‫يعتمد عليها القاضي في حكمه بين المتنازعين‪ ..‬فهي ‪ -‬الية ‪-‬‬
‫موجهة لصاحب الحق الد ّْين وليس إلى القاضي الحاكم في‬
‫النزاع‪ ..‬بل إن هذه الية ل تتوجه إلى كل صاحب حق د َْين ول‬
‫تشترط ما اشترطت من مستويات الشهاد وعدد الشهود في كل‬
‫حالت الد ّْين‪ .‬وإنما توجهت بالنصح والرشاد فقط النصح‬
‫والرشاد إلى دائن خاص ‪ ،‬وفي حالت خاصة من الديون‪ ،‬لها‬
‫ملبسات خاصة نصت عليها الية‪ ..‬فهو دين إلى أجل مسمى‪..‬‬
‫ولبد من كتابته‪ ..‬ولبد من عدالة الكاتب‪ .‬ولقد فقه هذه الحقيقة‬
‫حقيقة أن هذه الية إنما تتحدث عن " الشهاد" في د َْين خاص ‪،‬‬
‫وليس عن الشهادة‪ ..‬وإنها نصيحة وإرشاد لصاحب الد ّْين ذى‬
‫المواصفات والملبسات الخاصة وليست تشريعا ً موجها ً إلى‬
‫القاضى الحاكم في المنازعات‪ ..‬فقه ذلك العلماء المجتهدون‪..‬‬
‫صلوا‬‫ومن هؤلء العلماء الفقهاء الذين فقهوا هذه الحقيقة ‪ ،‬وف ّ‬
‫القول فيها شيخ السلم ابن تيمية وتلميذه العلمة ابن القيم من‬
‫القدماء والستاذ المام الشيخ محمد عبده والمام الشيخ محمود‬
‫دثين والمعاصرين فقال ابن تيمية فيما يرويه‬ ‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫شلتوت من ال ُ‬
‫عنه ويؤكد عليه ابن القيم‪ :‬قال عن »البينة«) ( التي يحكم‬
‫القاضي بناء عليها‪ ،‬والتي وضع قاعدتها الشرعية والفقهية حديث‬
‫رسول الله ‪ » : ‬البينة على المدعى ‪ ،‬واليمين على المدعى‬
‫عليه «) ( إن البينة في الشرع ‪ ،‬اسم لما يبّين الحق ويظهره ‪،‬‬
‫وهى تارة تكون أربعة شهود ‪ ،‬وتارة ثلثة ‪ ،‬بالنص في بينة‬
‫المفلس‪ ،‬وتارة شاهدين ‪ ،‬وشاهد واحد ‪ ،‬وامرأة واحدة ‪ ،‬وتكون‬
‫ل) (‪ ،‬ويميًنا‪ ،‬و خمسين يمينا ً أو أربعة أيمان ‪ ،‬وتكون شاهد‬ ‫ُنكو ً‬
‫الحال‪ ،‬فقوله ‪ »: ‬البينة على المدعى « ‪ ،‬أي عليه أن يظهر ما‬
‫كم له‪.‬‬ ‫ح ِ‬
‫يبّين صحة دعواه ‪ ،‬فإذا ظهر صدقه بطريق من الطرق ُ‬
‫اهـ فكما تقوم البينة بشهادة الرجل الواحد أو أكثر ‪ ،‬تقوم بشهادة‬
‫المرأة الواحدة ‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬وفق معيار البينة التي يطمئن إليها‬
‫ضمير الحاكم ‪ -‬القاضي ‪ ، -‬وبعد ذلك بقليل علق ابن القيم قائًل ‪:‬‬
‫كم إل بشاهدين‬ ‫ح َ‬
‫» قلت ‪ :‬وليس في القرآن ما يقتضى أنه ل ي ُ ْ‬
‫‪،‬أو شاهد وامرأتين‪ ،‬فإن الله سبحانه إنما أمر بذلك أصحاب‬
‫الحقوق أن يحفظوا حقوقهم بهذا الّنصاب ‪ ،‬ولم يأمر بذلك‬
‫الحكام أن يحكموا به ‪ ،‬فضل ً عن أن يكون قد أمرهم أل يقضوا إل‬
‫بذلك‪ .‬ولهذا يحكم الحاكم بالنكول‪ ،‬واليمين المردودة‪ ،‬والمرأة‬
‫الواحدة‪ ،‬والنساء المنفردات ل رجل معهن وبعد هذا الضبط‬
‫والتمييز والتحديد‪ ( ) .‬وقد علل ابن تيمية حكمة كون شهادة‬
‫المرأتين تعدلن شهادة الرجل الواحد‪ ،‬بأن المرأة ليست مما‬
‫يتحمل عادة مجالس وأنواع هذه المعاملت‪ ،‬لكن إذا تطورت‬
‫خبراتها وممارساتها وعاداتها‪ ،‬كانت شهادتها حتى في الشهاد‬
‫على حفظ الحقوق والديون مساوية لشهادة الرجل‪ ..‬فقال ‪» :‬‬
‫ول ريب أن هذه الحكمة في التعدد هى في التحمل ‪ ،‬فأما إذا‬
‫عقلت المرأة ‪ ،‬وحفظت وكانت ممن يوثق بدينها فإن المقصود‬
‫حاصل بخبرها كما يحصل بأخبار الديانات ‪ ،‬ولهذا ُتقبل شهادتها‬
‫وحدها في مواضع ‪ ،‬وُيحكم بشهادة امرأتين ويمين الطالب في‬
‫أصح القولين ‪ ،‬وهو قول مالك وأحد الوجهين في مذهب أحمد «)‬
‫( ونفس هذا المعنى ذكره المام محمد عبده‪ ،‬عندما أرجع تميز‬
‫شهادة الرجال على هذا الحق الذي تحدثت عنه الية على شهادة‬
‫النساء ‪ ،‬إلى كون النساء في ذلك التاريخ كن بعيدات عن حضور‬
‫مجالس التجارات‪ ،‬ومن ثم بعيدات عن تحصيل التحمل والخبرات‬
‫في هذه الميادين‪ ،‬وهو واقع تاريخي خاضع للتطور والتغير‪ ،‬وليس‬
‫طبيعة ول جبلة في جنس النساء على مر العصور‪ ،‬فقال ‪» :‬‬
‫تكلم المفسرون في هذا‪ ،‬وجعلوا سببه المزاج ‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن مزاج‬
‫المرأة يعتريه البرد فيتبعه النسيان‪ ،‬وهذا غير متحقق ‪ ،‬والسبب‬
‫الصحيح أن المرأة ليس من شأنها الشتغال بالمعاملت المالية‬
‫ونحوها من المعاوضات‪ ،‬فلذلك تكون ذاكرتها ضعيفة‪ ،‬ول تكون‬
‫كذلك في المور المنزلية التي هي شغلها‪ ،‬فإنها أقوى ذاكرة من‬
‫الرجل‪ ،‬يعنى أن من طبع البشر ذكرانا ً وإناثا ً أن يقوى تذكرهم‬
‫للمور التي تهمهم ويكثر اشتغالهم بها « ) (‪ .‬ولقد سار الشيخ‬
‫محمود شلتوت الذي استوعب اجتهادات ابن تيمية وابن القيم‬
‫ومحمد عبده مع هذا الطريق‪ ،‬مضيفا ً إلى هذه الجتهادات علما ً‬
‫آخر عندما لفت النظر إلى تساوى شهادة الرجل في » اللعان «‬
‫فكتب يقول عن شهادة المرأة وكيف أنها دليل على كمال‬
‫أهليتها‪ ،‬وذلك على العكس من الفكر المغلوط الذي يحسب‬
‫صا من إنسانيتها‪ ..‬كتب يقول‬ ‫موقف السلم من هذه القضية انتقا ً‬
‫‪ :‬إن قول الله سبحانه وتعالى‪) :‬فإن لم يكونا رجلين فرجل‬
‫وامرأتان )ليس واردا ً في مقام الشهادة التى يقضى بها القاضى‬
‫ويحكم ‪ ،‬وإنما هو في مقام الرشاد إلى طرق الستيثاق‬
‫والطمئنان على الحقوق بين المتعاملين وقت التعامل)الية(‬
‫فالمقام مقام استيثاق على الحقوق ‪ ،‬ل مقام قضاء بها‪ .‬والية‬
‫ترشد إلى أفضل أنواع الستيثاق الذي تطمئن به نفوس‬
‫المتعاملين على حقوقهم‪ ،‬وليس معنى هذا أن شهادة المرأة‬
‫الواحدة أو شهادة النساء اللتى ليس معهن رجل ‪ ،‬ليثبت بها‬
‫الحق‪ ،‬ول يحكم بها القاضى ‪ ،‬فإن أقصى ما يطلبه القضاء هو‬
‫»البينة«‪.‬‬
‫وقد حقق العلمة ابن القيم أن البينة في الشرع أعم من‬
‫الشهادة ‪ ،‬وأن كل ما يتبين به الحق ويظهره‪ ،‬هو بينة يقضى بها‬
‫القاضى ويحكم‪ .‬ومن ذلك‪ :‬يحكم القاضى بالقرائن القطعية ‪،‬‬
‫ويحكم بشهادة غير المسلم متى وثق بها واطمأن إليها‪ ،‬واعتبار‬
‫المرأتين في الستيثاق كالرجل الواحد ليس لضعف عقلها ‪ ،‬الذي‬
‫يتبع نقص إنسانيتها ويكون أثرا ً له ‪ ،‬وإنما هو لن المرأة كما قال‬
‫الشيخ محمد عبده " ليس من شأنها الشتغال بالمعاملت المالية‬
‫ونحوها من المعاوضات‪ ،‬ومن هنا تكون ذاكرتها فيها ضعيفة ‪ ،‬ول‬
‫تكون كذلك في المور المنزلية التى هى شغلها ‪ ،‬فإنها فيها أقوى‬
‫ذاكرة من الرجل ‪ ،‬ومن طبع البشر عامة أن يقوى تذكرهم‬
‫للمور التى تهمهم ويمارسونها‪ ،‬ويكثر اشتغالهم بها‪ .‬والية جاءت‬
‫على ما كان مألوفا ً في شأن المرأة ‪ ،‬ول يزال أكثر النساء‬
‫كذلك ‪ ،‬ل يشهدن مجالس المداينات ول يشتغلن بأسواق‬
‫المبايعات ‪ ،‬واشتغال بعضهن بذلك ل ينافي هذا الصل الذي‬
‫تقضى به طبيعتها في الحياة‪ .‬إلى هذا الحد من النقل والتحليل‬
‫نكون قد رددنا على من حاول إلصاق تهم إلى هذا التشريع‬
‫الحكيم‪ ،‬ونحن نرى في إلقاء تلك التهم على فروعنا شرعنا‬
‫الحنيف تخبط في الخرين يؤكد لنا أن هذا الشرع متين‪ ،‬وأنه من‬
‫لدن حكيم خبير والحمد لله رب العالمين‪.‬‬
‫* تعدد الزوجات وحقيقته‬
‫من باب تصحيح المفاهيم وإرساء الحقائق يجب علينا أن نعلم أن‬
‫السلم جاء بالحد من تعدد الزوجات‪ ،‬ولم يأت بتعدد الزوجات‬
‫كما يظن الخرون‪ ،‬فعن سالم عن أبيه أن غيلن بن سلمة‬
‫الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة‪ ،‬فقال له النبي ‪ » :‬اختر منهن‬
‫أربعا «‪ .‬من هذا الحديث يظهر لنا أن السلم نص على الحد من‬
‫كثرة عدد الزوجات‪ ،‬وفي المقابل لم يرد أمر لمن تزوج واحدة‬
‫دا لذاته‪،‬‬ ‫بأن يتزوج أخرى؛ وذلك لن تعدد الزوجات ليس مقصو ً‬
‫وإنما يكون تزوج الرجل مرة أخرى لسباب ومصالح عامة‪ .‬فلم‬
‫يرد تعدد الزوجات في القرآن الكريم بمعزل عن أسبابه‪ ،‬فالله‬
‫ما‬
‫حوا َ‬ ‫مى َفانك ِ ُ‬ ‫طوا ِفى الي ََتا َ‬ ‫س ُ‬‫ق ِ‬ ‫م أ َل ّ ت ُ ْ‬ ‫فت ُ ْ‬
‫خ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عز وجل قال ‪" :‬وَإ ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫م أل ّ ت َعْد ِلوا‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫َ‬
‫فت ُ ْ‬ ‫خ ْ‬‫ن ِ‬ ‫ث وَُرَباع َ فَإ ِ ْ‬ ‫مث َْنى وَُثل َ‬ ‫ساِء َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬‫كم ّ‬ ‫طا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م" ]النساء ‪ ، [3:‬فالذين فسروا الية‬ ‫مان ُك ُ ْ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬ ‫ما َ‬‫حد َة ً أوْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫فَ َ‬
‫الكريمة‪ ،‬أو درسوها كنظام إنساني اجتماعي يفسرونها بمعزل‬
‫عن السبب الرئيس الذي أ ُن ْزَِلت لجله‪ ،‬وهو وجود اليتامى‬
‫والرامل؛ إذ إن التعدد ورد مقرونا باليتامى؛ حيث قاموا بانتزاع‬
‫ث‬ ‫مث َْنى وَُثل َ‬ ‫ساِء َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫كم ّ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫ما َ‬ ‫حوا َ‬ ‫قوله تعالى‪َ" :‬فانك ِ ُ‬
‫ن‬
‫ع" دون القول السابق‪ ،‬والذي صيغ بأسلوب الشرط "وَإ ِ ْ‬ ‫وَُرَبا َ‬
‫مى" وكذلك دون القول اللحق‪ ،‬والذي‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬
‫م أل ّ ت ُ ْ‬
‫طوا ِفى الي ََتا َ‬ ‫ق ِ‬ ‫فت ُ ْ‬‫خ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫م أل ّ ت َعْد ُِلوا‬ ‫فت ُ ْ‬
‫خ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫يقيد تلك الباحة بالعدل حيث قال ‪" :‬فَإ ِ ْ‬
‫ة"‪ .‬فمن ذهب إلى القرآن الكريم ل يجد دعوة مفتوحة‬ ‫حد َ ً‬ ‫وا ِ‬ ‫فَ َ‬
‫صريحة للتعدد دون تلك القيود التي أشرنا إليها‪ ،‬ومن ذهب إلى‬
‫السنة فسيجد أن السلم نهى عن التعدد بأكثر من أربع نساء‪،‬‬
‫وشتان بين أن يكون السلم أمر بالتعدد حتى أربع نساء‪ ،‬وبين أن‬
‫دد‬‫ن نظام تع ّ‬ ‫يكون نهى عن الجمع بين أكثر من أربع نساء‪ .‬فإ ّ‬
‫الزوجات كان شائًعا قبل السلم بين العرب‪ ،‬وكذلك بين اليهود‬
‫دثنا عن الملوك والسلطين بأّنهم كانوا‬ ‫والفرس‪ ،‬والتاريخ يح ّ‬
‫يبنون بيوًتا كبيرة تسع أحياًنا لكثر من ألف شخص ‪ ،‬لسكن‬
‫نسائهم من الجواري ‪ ،‬وفي بعض الحيان يقومون بتقديمهن‬
‫كهدايا إلى ملوك آخرين‪ ،‬ويأتون بنساء جديدات‪ ،‬كما أنه في‬
‫شريعة اليهود وفي قوانينهم ‪ -‬حتى الن‪ -‬يبيحون تعدد الزوجات‪،‬‬
‫ول يجرؤ أحد أن يهاجمهم في عقيدتهم ودينهم وشرعهم‪.‬‬
‫والغريب أن الذين يحاربون نظام السلم في السماح للرجل‬
‫بالزواج مرة أخرى في ظروف معينة يعانون من تفكك أسري‪،‬‬
‫وانتشار الفاحشة‪ ،‬وإباحة تعدد الخليلت )العشيقات( بل عدد ول‬
‫حد‪ ،‬فالخليلة ل تتمتع بحقوق الزوجة‪ ،‬إضافة إلى ما يترتب على‬
‫المر من خيانة الزوجة‪ ،‬وإسقاط حقوقها‪ ،‬وعدم العتراف بها‬
‫وبأولدها‪ .‬فهي وحدها التي تتحمل ثمن أجرة الجهاض أو تعيش‬
‫َ‬
‫غير متزوجة )الم العازبة( لترعى طفلها غير الشرعي "فَأ ّ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫قي َ‬
‫ن" ]النعام ‪ . [81:‬التعدد‬ ‫مو َ‬‫م ت َعْل َ ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ن ِإن ُ‬ ‫م ِ‬ ‫حقّ ِبال ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ري َ ْ ِ‬ ‫ف ِ‬‫ال َ‬
‫المباح في الغرب هو التعدد في غير إطار‪ ،‬وهو التعدد الذي ل‬
‫يكفل للمرأة أي حق‪ ،‬بل يستعبدها الرجل‪ ،‬ويقيم معها علقة غير‬
‫رسمية ويسلب زهرة حياتها‪ ،‬ثم يرمي بها خارج قلبه وحياته‪ ،‬وقد‬
‫يتسبب لسرته في أمراض جنسية خطيرة إلى جانب أطفال‬
‫السفاح الذين ل يعترف بهم في أكثر الحيان‪ ،‬ولكثرة الرقام‬
‫وكثرة الحصائيات نكتفي بأخذ نموذج من الدول الغربية‪ ،‬وليكن‬
‫الوليات المتحدة المريكية ولندع الرقام تتحدث ‪:‬‬
‫* في عام ‪1980‬م )‪ (1.553000‬حالة إجهاض‪ % 30 ،‬منها لدى‬
‫ما من أعمارهن‪ ،‬وقالت الشرطة‪:‬‬ ‫نساء لم يتجاوزن العشرين عا ً‬
‫إن الرقم الحقيقي ثلثة أضعاف ذلك‪.‬‬
‫ما أصبحن‬ ‫* في عام ‪ 1982‬م )‪ (%80‬من المتزوجات منذ ‪ 15‬عا ً‬
‫مطلقات‪.‬‬
‫* وفي عام ‪1984‬م )‪ 8‬مليين( امرأة يعشن وحدهن مع‬
‫أطفالهن دون أية مساعدة خارجية‪.‬‬
‫* وفي عام ‪1986‬م )‪ (%27‬من المواطنين يعيشون على‬
‫حساب النساء‪.‬‬
‫* وفي عام ‪1982‬م )‪ (65‬حالة اغتصاب لكل ‪ 10‬آلف امرأة‪.‬‬
‫* وفي عام ‪1995‬م )‪ (82‬ألف جريمة اغتصاب؛ ‪ %80‬منها في‬
‫محيط السرة والصدقاء‪ ،‬بينما تقول الشرطة ‪ :‬إن الرقم‬
‫فا‪.‬‬
‫الحقيقي ‪ 35‬ضع ً‬
‫* وفي عام ‪1997‬م بحسب قول جمعيات الدفاع عن حقوق‬
‫المرأة ‪ :‬اغتصبت امرأة كل ‪ 3‬ثوان‪ ،‬بينما ردت الجهات الرسمية‬
‫بأن هذا الرقم مبالغ فيه في حين أن الرقم الحقيقي هو حالة‬
‫اغتصاب كل ‪ 6‬ثوان!‬
‫* ‪ 74%‬من العجائز الفقراء هم من النساء؛ ‪ %85‬من هؤلء‬
‫يعشن وحيدات دون أي معين أو مساعد‪.‬‬
‫* ومن ‪ 1979‬إلى ‪ :1985‬أجريت عمليات تعقيم جنسي للنساء‬
‫اللواتي قدمن إلى أمريكا من أمريكا اللتينية‪ ،‬والنساء اللتي‬
‫أصولهن من الهنود الحمر‪ ،‬وذلك دون علمهن‪.‬‬
‫* ومن عام ‪ 1980‬إلى عام ‪1990‬م‪ :‬كان بالوليات المتحدة ما‬
‫يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء‪.‬‬
‫* وفي عام ‪ :1995‬بلغ دخل مؤسسات الدعارة وأجهزتها‬
‫العلمية ‪ 2500‬مليون دولر‪.‬‬
‫كل هذه الرقام هي نتائج طبيعية لن نستبدل بنظام الزواج‬
‫واحترام المرأة في الشريعة السلمية‪ ،‬نظام النفلت وتعدد‬
‫الصديقات والعشيقات عند من يهاجم التشريع السلمي‪.‬‬
‫ولننظر آراء المنصفين من الغربيين في تلك القضية‪ ،‬تقول‬
‫إحداهن ‪ » :‬لقد كثرت الشاردات من بناتنا‪ ،‬وعم البلء‪ ،‬ودل‬
‫الباحثون عن أسباب ذلك؛ وإذ كنت امرأة تراني أنظر إلى هاتيك‬
‫البنات‪ ،‬وقلبي يتقطع شفقة عليهن وحب‪،‬ا وماذا عسى يفيدهن‬
‫بشيء حزني ووجعي وتفجعي وإن شاركني فيه الناس جميعا؛ إذ‬
‫ل فائدة إل في العمل بما يمنع هذه الحالة الرجسة‪ .‬ويرى العالم‬
‫)توس(‪ ،‬أن الدواء الكافل للشفاء من هذا الداء وهو الباحة‬
‫للرجل التزوج بأكثر من واحدة وبهذه الواسطة يزول البلء ل‬
‫محالة‪ ،‬وتصبح بناتنا ربات بيوت‪ ،‬فالبلء كل البلء في إجبار‬
‫الرجل الوروبي على الكتفاء بامرأة واحدة‪ ،‬فهذا التحديد هو‬
‫الذي جعل بناتنا شوارد وقذف بهن إلى التماس أعمال الرجال‪،‬‬
‫ول بد من تفاقم الشر إذا لم يبح للرجل التزوج بأكثر من واحدة‪.‬‬
‫أي ظن وخرص يحيط بعدد الرجال المتزوجين الذين لهم أولد‬
‫ة وعاًرا في المجتمع النسان‪،‬ي فلو‬ ‫غير شرعيين أصبحوا كًل وعال ً‬
‫حا لما حاق بأولئك الولد وبأمهاتهم ما هم‬ ‫كان تعدد الزوجات مبا ً‬
‫فيه من العذاب والهوان‪ ،‬ولسلم عرضهن وعرض أولدهن‪ .‬فإن‬
‫مزاحمة المرأة للرجل ستحل بنا الدمار‪ ،‬ألم تروا أن حال خلقتها‬
‫تنادي بأن عليها ما ليس على الرجل‪ ،‬وعليه ما ليس عليها‪،‬‬
‫وبإباحة تعدد الزوجات تصبح كل امرأة ربة بيت وأم أولد‬
‫شرعيين«‬
‫وعن كاتبة أخرى تقول ‪ » :‬لن تشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو‬
‫كالخوادم خير وأخف بلء من اشتغالهن في المعامل‪ ،‬حيث تصبح‬
‫البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى البد‪ ،‬أل ليت بلدنا‬
‫كبلد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة حيث الخادمة‬
‫والرقيق ينعمان بأرغد عيش‪ ،‬ويعاملن كما يعامل أولد البيت ول‬
‫تمس العراض بسوء‪ .‬نعم إنه لعار على بلد النجليز أن تجعل‬
‫بناتها مثل للرذائل بكثرة مخالطة الرجال‪ ،‬فما بالنا ل نسعى‬
‫وراءها بجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام‬
‫في البيت‪ ،‬وترك أعمال الرجال للرجال سلمة لشرفها«‪.‬‬
‫وهذا الفيلسوف اللماني الشهير »شوبنهور« يقول ‪ » :‬إن‬
‫قوانين الزواج في أوروبا فاسدة المبنى‪ ،‬بمساواتها المرأة‬
‫بالرجل؛ فقد جعلتنا نقتصر على زوجة واحدة فأفقدتنا نصف‬
‫حقوقنا‪ ،‬وضاعفت علينا واجباتنا ‪ ...‬إلى أن قال ‪ :‬ول تعدم امرأة‬
‫من المم التي تجيز تعدد الزوجات زوجا يتكفل بشئونها‪،‬‬
‫هن بغير‬ ‫دا‪ ،‬ت ََرا ُ‬
‫والمتزوجات عندنا قليل‪ ،‬وغيرهن ل يحصين عد ً‬
‫كفيل ‪ :‬بين بكر من الطبقات العليا قد شاخت وهي هائمة‬
‫متحسرة‪ ،‬ومخلوقات ضعيفة من الطبقات السفلى‪ ،‬يتجشمن‬
‫الصعاب‪ ،‬ويتحملن مشاق العمال‪ ،‬وربما ابتذلن فيعشن تعيسات‬
‫متلبسات بالخزي والعار‪ ،‬ففي مدينة لندن وحدها ثمانون ألف‬
‫بنت عمومية‪ ،‬سفك دم شرفهن على مذبح الزواج‪ ،‬ضحية‬
‫القتصار على زوجة واحدة‪ ،‬ونتيجة تعنت السيدة الوروبية‪ ،‬وما‬
‫تدعيه لنفسها من الباطيل‪ ،‬أما آن لنا أن نعد بعد ذلك تعدد‬
‫الزوجات حقيقة لنوع النساء بأسره«‪.‬‬
‫وقالت »أني بيزانت« زعيمة التيصوفية العالمية في كتابها‬
‫»الديان المنتشرة في الهند« ‪» :‬ومتى وزنا المور بقسطاس‬
‫العدل المستقيم‪ ،‬ظهر لنا أن تعدد الزوجات السلمي ـ الذي‬
‫يحفظ ويحمي ويغذي ويكسو النساء ـ أرجح وزًنا من البغاء‬
‫الغربي الذي يسمح بأن يتخذ الرجل امرأة لمحض إشباع شهواته‪،‬‬
‫ثم يقذف بها إلى الشارع متى قضى منها أوطاره«‪ .‬قال‬
‫غوستاف لوبون ‪ » :‬إن نظام تعدد الزوجات نظام حسن يرفع‬
‫المستوى الخلقي في المم التي تمارسه‪ ،‬ويزيد السر ارتبا ً‬
‫طا‪،‬‬
‫ما وسعادة ل تجدهما في أوروبا «‪.‬‬ ‫ويمنح المرأة احترا ً‬
‫ما سبق يؤكد لنا أن نظام تعدد الزوجات أو إباحة التزوج بأكثر‬
‫من واحدة للظروف والوضاع التي نص عليها الشرع السلمي‬
‫ضا عند كل المفكرين الغربيين‪ ،‬وقد رأينا شهادة‬ ‫ليس منقو ً‬
‫المنصفين منهم‪ .‬وفي الختام نؤكد أن السلم أباح للرجل بأن‬
‫يتزوج بأكثر من واحدة لكل هذه الفوائد التي ذكرناها وجاءت تلك‬
‫طوا‬‫س ُ‬ ‫ق ِ‬‫م أ َل ّ ت ُ ْ‬‫فت ُ ْ‬‫خ ْ‬‫ن ِ‬ ‫الباحة مقيدة في القرآن قال تعالى ‪" :‬وَإ ِ ْ‬
‫ث وَُرَباعَ‬‫مث َْنى وَُثل َ‬ ‫ساِء َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫كم ّ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫ما َ‬ ‫حوا َ‬ ‫مى َفانك ِ ُ‬ ‫ِفى الي ََتا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م" ]النساء ‪[3:‬‬ ‫مان ُك ُ ْ‬
‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬
‫ما َ‬ ‫حد َة ً أوْ َ‬ ‫وا ِ‬‫م أل ّ ت َعْد ُِلوا فَ َ‬‫فت ُ ْ‬
‫خ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫كما أشار سبحانه إلى صعوبة العدل بين النساء فقال تعالى ‪:‬‬
‫َ‬
‫م" ]النساء ‪:‬‬ ‫صت ُ ْ‬‫حَر ْ‬ ‫ساِء وَل َوْ َ‬ ‫ن الن ّ َ‬‫طيُعوا أن ت َعْد ُِلوا ب َي ْ َ‬ ‫ست َ ِ‬‫"وََلن ت َ ْ‬
‫‪. [129‬‬
‫ورأينا كذلك في السنة النبوية الغراء أن النبي ‪ ‬لم يأمر في‬
‫حديث من أحاديثه من تزوج بواحدة أن يتزوج مرة أخرى‪ ،‬وإنما‬
‫جاءت السنة بعكس ذلك‪ ،‬وهي أن من تزوج بنساء كثيرات أن‬
‫دا محصوًرا كما ذكرنا في حديث سالم‬ ‫يطلق عنه حتى يبقى عد ً‬
‫عن أبيه أن غيلن بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة‬
‫فقال له النبي ‪ » :‬اختر منهن أربًعا « وأرى أن المر قد اتضح‪،‬‬
‫والشبهة قد زالت‪ ،‬وتبين أن الزواج بأكثر من واحدة من خلل‬
‫النظام التشريعي السلمي هو في الحقيقة تكريم للمرأة؛ لن‬
‫النسان لبد أن تكون نظرته متكاملة؛ فالنظر للمرأة التي يتزوج‬
‫الرجل عليها وحده ليس إنصاًفا‪ ،‬فإن الذي سوف يتزوجها الرجل‬
‫هي امرأة كذلك‪ ،‬وكرمها الشرع بأن سمح للرجل أن يتزوج منها‬
‫لعلج ما يعانيه المجتمع من مشكلت اجتماعية واقتصادية‪ .‬نسأل‬
‫الله أن يبصرنا بأمور دنيانا وديننا‪ ،‬والله من وراء القصد‪.‬‬
‫* حق المرأة في اختيار زوجها‬
‫ساوى السلم بين الرجل والمرأة في حق اختيار كل منهما‬
‫للخر‪ ،‬ولم يجعل للوالدين سلطة الجبار عليهما؛ فدور الوالدين‬
‫في تزويج أولدهما يتمثل في النصح والتوجيه والرشاد‪ ،‬ولكن‬
‫ليس لهما أن يجبرا أولدهما‪ -‬ذكورا وإناثا – على زواج ل يرضونه‪،‬‬
‫بل الختيار الخير في هذا للبناء‪.‬‬
‫فالزواج يعتبر من خصوصيات المرء‪ ،‬وإن إجبار أحد الوالدين ابنته‬
‫عا؛ لنه ظلم وتعد ٍ على حقوق‬ ‫على الزواج بمن ل تريد محرم شر ً‬
‫الخرين‪ ،‬فللمرأة في السلم حريتها الكاملة في قبول ‪ -‬أو رد ‪-‬‬
‫من يأتي لخطبتها‪ ،‬ول حق لبيها أو وليها أن يجبرها على من ل‬
‫تريد؛ لن الحياة الزوجية ل يمكن أن تقوم على القسر والكراه‪،‬‬
‫وهذا يتناقض مع ما جعله الله بين الزوجين من مودة ورحمة‪.‬‬
‫وهذا الحكم المستقر دلت عليه نصوص كثيرة من شرعنا‬
‫الحنيف‪ ،‬ووقائع فعلية تبين للعالم كله كيف تعامل الرحمة‬
‫المهداة‪ ،‬إمام العالمين مع المرأة ووليها في تحد واضح لكل نظم‬
‫الجاهلية التي تظلم المرأة‪ ،‬وأثبت حقها في اختيار زوجها‪ ،‬وأبطل‬
‫زواج من حاول إجبارها حتى وإن كان ذلك الشخص هو الب‪ ،‬ول‬
‫يخفى ما في ذلك من مخالفة لعادات العرب وقتها‪ ،‬فكان ذلك‬
‫امتحاًنا لقلوب المؤمنين بأن يرضوا بالشرع الحنيف الذي يكرم‬
‫المرأة‪ ،‬ويحترم إرادتها واختيارها‪ ،‬ويتبرءوا من كل النظم التي‬
‫تهين المرأة وتحتقرها وتظلمها‪ .‬فجاءت النصوص النبوية الشريفة‬
‫في هذا الباب كلها تؤكد على هذا الحق‪ ،‬ومن ذلك قول النبي ‪:‬‬
‫» ل تنكح اليم حتى تستأمر ول تنكح البكر حتى تستأذن « ‪ .‬قالوا‬
‫‪ :‬يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال ‪ » :‬أن تسكت «‪ .‬كما كان‬
‫ينصف من تأتي تشكي إجبار أبيها لها على الزواج كما ثبت ذلك‬
‫في سنته حيث روي ‪» :‬أن جارية بكرا أتت النبي فذكرت له أن‬
‫أباها زوجها وهى كارهة‪ ،‬فخيرها النبي «‪.‬‬
‫وُروي ‪» :‬أن رجل زوج ابنة له وهي كارهة؛ فأتت رسول الله‬
‫فقالت ‪ :‬إن‪ ،‬وذكرت كلمة معناها أبي زوجني رجًل وأنا كارهة‪،‬‬
‫وقد خطبني ابن عم لي‪ .‬فقال ‪ :‬ل نكاح له انكحي من شئت«‪.‬‬
‫وعن خنساء بنت خذام قالت ‪ » :‬أنكحني أبي وأنا كارهة وأنا بكر‪،‬‬
‫فشكوت ذلك للنبي فقال ‪ :‬ل تنكحها وهي كارهة «‪ ،‬وروي أنه ‪:‬‬
‫»كانت امرأة من النصار تحت رجل من النصار فقتل عنها يوم‬
‫أحد وله منها ولد‪ ،‬فخطبها عم ولدها ورجل إلى أبيها‪ ،‬فأنكح‬
‫الرجل وترك عم ولدها‪ ،‬فأتت النبي فقالت ‪ :‬أنكحني أبي رجًل ل‬
‫أريده‪ ،‬وترك عم ولدي‪ ،‬فيؤخذ مني ولدي‪ ،‬فدعا النبي أباها فقال‬
‫‪ :‬أنكحت فلًنا فلنة ؟ قال ‪ :‬نعم‪ .‬قال ‪ :‬أنت الذي ل نكاح لك‪.‬‬
‫اذهبي فانكحي عم ولدك«‪ .‬ويقول ابن القيم عن حديث النبي ‪» :‬‬
‫وسألته عائشة رضي الله عنها عن الجارية ينكحها أهلها‪ ،‬أتستأمر‬
‫أم ل ؟ فقال ‪ :‬نعم تستأمر‪ .‬قالت عائشة رضي الله عنها ‪ :‬فإنها‬
‫تستحي‪ ،‬فقال ‪ :‬فذاك إذنها إذا هي سكتت « متفق عليه‪ .‬وبهذه‬
‫الفتوى نأخذ‪ ،‬وأنه ل بد من استئمار البكر‪ ،‬وقد صح عنه ‪ »:‬اليم‬
‫أحق بنفسها من وليها‪ ،‬والبكر تستأمر في نفسها‪ ،‬وإذنها صماتها‪.‬‬
‫وفي لفظ ‪ :‬والبكر يستأذنها أبوها في نفسها‪ ،‬وإذنها صماتها «‬
‫وفي الصحيحين عنه ‪» :‬ل تنكح البكر حتى تستأذن قالوا ‪ :‬وكيف‬
‫إذنها ؟ قال أن تسكت « ‪ » .‬وسألته جارية بكر‪ ،‬فقالت ‪ :‬إن أباها‬
‫زوجها وهي كارهة ‪ ،‬فخيرها النبي ؛ فقد أمر باستئذان البكر‪،‬‬
‫ونهى عن إنكاحها بدون إذنها ‪ ،‬وخير من نكحت ‪ ،‬ولم تستأذن « ‪،‬‬
‫فكيف بالعدول عن ذلك كله ومخالفته«‪ .‬واهتمام السلم بقضية‬
‫الختيار بين الزوجين هو في الحقيقة اهتمام بالنواة الساسية‬
‫المكونة للسرة‪ ،‬فبداية السرة برجل وامرأة اجتمعا على قدر‬
‫كبير من التفاهم‪ ،‬مما يؤثر في السرة عندما تكبر وتتعدد‬
‫أطرافها‪ ،‬والسرة هي اللبنة الساسية للمجتمع‪ ،‬وعلى هذا‬
‫الساس السليم تنشأ الحضارات وتعلو القيم‪.‬‬
‫ويشهد لهمية المرأة في تكوين المجتمع المسلم قول أمير‬
‫الشعراء أحمد شوقي ‪:‬‬
‫أعددت شعبا طيب العراق وكما‬ ‫الم مدرسة إذا أعددتها‬
‫أعطى السلم المرأة الحق في اختيار زوجها أعطاها الخيار في‬
‫البقاء معه أو فراقه عندما تسوء العشرة بينهما ول يمكن التوفيق‬
‫والصلح ولهذا شرع الطلق لمصلحة المرأة والرجل على السواء‪.‬‬
‫فمن المفاهيم الشائعة عن السلم ونظامه في السرة أن‬
‫الرجل وحده هو الذي يملك حق إنهاء العلقة الزوجية‪ ،‬وهو وحده‬
‫صاحب قرار الطلق‪ ،‬وأن المرأة ل تملك هذا الحق‪ ،‬والحقيقة‬
‫ما‪.‬‬
‫غير ذلك تما ً‬
‫فإن التشريع السلمي في نظامه الفريد أعطى المرأة حق إنهاء‬
‫العلقة الزوجية كما أعطى للرجل ذلك‪ ،‬وجعل لنهاء العلقة‬
‫الزوجية من قبل المرأة عدة أشكال؛ فللمرأة الحق في أن‬
‫تشترط على زوجها أن تكون العصمة بيدها ـ بمعنى أن أمر‬
‫الطلق لها فتطلق نفسها وقت ما تشاء ـ وفي هذه الحالة تطلق‬
‫المرأة نفسها وتستحق جميع حقوقها‪ ،‬وكأن الزوج هو الذي‬
‫طلقها‪ ،‬فل ينقص من حقها شيء‪ ،‬ولها كذلك أن تطلب التفريق‬
‫بينها وبين زوجها للضرر‪ ،‬إذا لحقها منه ضرر بالغ فيفرق بينهما‬
‫القاضي‪ ،‬وتستحق كذلك جميع حقوقها دون أي نقصان‪ ،‬ولها‬
‫كذلك أن تختلع ‪،‬وفي هذه الحالة فقط تنفصل المرأة عن الرجل‪،‬‬
‫ولكنها تتنازل عن حقوقها لعدم وجود سبب لنهاء العلقة‬
‫الزوجية؛ فليس من العدل حينئذ تغريم الرجل بالمستحقات‪ ،‬وهو‬
‫متمسك بالعشرة بينهما‪ .‬وقد دل على هذه صور تخيير المرأة‬
‫في قرار النفصال نصوص كثيرة منها‪ ،‬ما روي عن ابن عباس ‪:‬‬
‫دا يقال له مغيث ‪ :‬كأني أنظر إليه يطوف‬ ‫»أن زوج بريرة كان عب ً‬
‫خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته‪ ،‬فقال النبي لعباس يا‬
‫عباس أل تعجب من حب مغيث ببريرة ومن بغض بريرة مغيثا ؟‬
‫فقال النبي ‪»:‬لو أرجعته ؟ قالت ‪» :‬يا رسول الله أتأمرني؟ قال‪:‬‬
‫»إنما أنا أشفع« قالت ‪ :‬فل حاجة لي فيه«‪ ،‬وذلك لما علمت أن‬
‫كلمه ليس أمًرا‪ ،‬وإنما هو مشورة تخيرت تركه‪ ،‬حيث كان من‬
‫حقها تركه بعد أن أصبحت حرة‪ .‬وجاءت امرأة ثابت ابن قيس‬
‫إلى النبي فقالت ‪» :‬يا رسول الله‪ ،‬ما أنقم على ثابث في دين‬
‫ول خلق إل أني ل أحبه‪ ،‬فقال ‪ :‬فتردين عليه حديقته ؟ فقالت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فردت عليه حديقته وأمره ففارقها «‪ .‬هذا في إيضاح موجز‬
‫لمسألة اختيار المرأة لزوجها واحترام إرادتها إذا أرادت فراق‬
‫زوجها‪.‬‬
‫وعليه فل يجوز للب أو لي أحد من باب أولى أن يجبر ابنه أو‬
‫ابنته على الزواج بمن يكرهان‪ ،‬وللمرأة إنهاء العلقة الزوجية‬
‫بالشكال المذكورة والله تعالى أعلى وأعلم‪.‬‬
‫* إمامة المرأة في الصلة‬
‫الصلة عبادة شرعها الله بكيفيتها وهيئتها لم يجتهد في رسمها‬
‫أحد‪ ،‬وجعل الله لها شروط صحة‪ ،‬وجعل كون المام ذكًرا شر ً‬
‫طا‬
‫صا للمرأة‪ ،‬بل‬ ‫قا للرجل‪ ،‬ول انتقا ً‬
‫لصحة صلة الجماعة‪ ،‬وليس ح ً‬
‫هذا أمر تعبدي في المقام الول‪.‬‬
‫واتفق المسلمون على تكريم المرأة‪ ،‬ورأوا أن منعها من إمامة‬
‫الرجال من باب التكريم ل من باب الهانة والنتقاص‪ ،‬ومن أوامر‬
‫ضا أن الله تعالى أمر النساء أن يقفن‬ ‫السلم لهذا الغرض أي ً‬
‫خلف صفوف الرجال؛ لن صلة المسلمين قد اشتملت على‬
‫السجود‪ ،‬فكان ذلك من قبيل قول العرب ‪» :‬إنما أخرك‬
‫عا من أنواع‬ ‫ليقدمك«‪ ،‬فتأخير النساء في صفوف الصلة ليس نو ً‬
‫الحط من كرامتهن‪ ،‬بل ذلك إعلء لشأنهن‪ ،‬ومراعاة للدب‬
‫العالي‪ ،‬وللحياء‪ ،‬وللتعاون بين المؤمنين ذكوًرا وإناًثا على المتثال‬
‫للمر بغض البصر‪ .‬وفي الحقيقة فإن مسألة »إمامة المرأة‬
‫للرجال في الصلة« ينظر إليها من زاويتين؛ الزاوية الولى ‪ :‬هي‬
‫زاوية الواقع العملي للمسلمين‪ ،‬وتطبيقهم الفعلي على مر‬
‫العصور والدهور‪ ،‬والثانية‪ :‬هي التراث الفقهي‪ ،‬والواقع النظري‬
‫المعتمد لديهم‪ .‬أما عن الواقع العملي فقد رأينا المسلمين شرًقا‬
‫فا قد أجمعوا فعليا على عدم تولي المرأة للذان‪،‬‬ ‫فا وخل ً‬
‫وغرًبا سل ً‬
‫ول توليها لمامة جماعات الصلة‪ ،‬ول توليها لمامة الجمعة‪ ،‬فلم‬
‫يعرف تاريخ المسلمين خلل أربعة عشر قرًنا ‪ :‬أن امرأة خطبت‬
‫الجمعة وأمت الرجال‪ ،‬حتى في بعض العصور التي حكمتهم‬
‫امرأة مثل »شجرة الدر« في مصر المملوكية‪ ،‬لم تكن تخطب‬
‫الجمعة‪ ،‬أو تؤم الرجال‪ .‬وبخصوص الواقع النظري من خلل‬
‫النظر في نصوص الشرع والتراث الفقهي للمسلمين؛ فإننا نجد‬
‫الفقهاء قد عرفوا المامة بأنها ‪ :‬ارتباط صلة المصلي بمصل آخر‬
‫ما إل إذا ربط المقتدي‬ ‫بشروط بينها الشرع‪ .‬فالمام لم يصر إما ً‬
‫صلته بصلته‪ ،‬وهذا الرتباط هو حقيقة المامة‪ ،‬وهو غاية القتداء‪.‬‬
‫أما ما ورد في هذه المسألة من نصوص الشرع الشريف فقد‬
‫ورد حديثان؛ الول ‪ :‬حديث ورقة بنت عبد الله بن الحارث ‪» :‬أن‬
‫النبي جعل لها مؤذًنا يؤذن لها‪ ،‬وأمرها أن َتؤم أهل دارها«‪،‬‬
‫والثاني ‪ :‬حديث جابر بن عبد الله في روايته لخطبة من خطب‬
‫النبي حيث قال خطبنا رسول الله ‪ ...‬إلى أن قال عنه ‪ » :‬أل ل‬
‫تؤمن امرأة رجل‪ ،‬ول يؤم أعرابي مهاجًرا ول يؤم فاجر مؤمًنا إل‬
‫أن يقهره بسلطان يخاف سيفه وسوطه «‪.‬‬
‫وقد ضعف بعض الحفاظ الحديث الول كالحافظ ابن حجر‬
‫العسقلني حيث قال فيه‪ » :‬في إسناده عبد الرحمن بن خلد‪،‬‬
‫وفيه جهالة «‪ ،‬أما الحديث الثاني فقد ضعفه أكثر الحفاظ‪ ،‬فهو‬
‫أضعف من الول‪ ،‬وقد ذكر فيه الحافظ أن في إسناده عبد الله‬
‫بن محمد العدوي وقال ‪ :‬اتهمه وكيع بوضع الحديث‪ ،‬وشيخه علي‬
‫بن زيد بن جدعان ضعيف‪.‬‬
‫أما عن تراث المسلمين الفقهي في هذه المسألة ـ وهو ما يمثل‬
‫حا للصول العامة للشريعة خاصة إذا ما كان هناك‬ ‫ما صحي ً‬
‫فه ً‬
‫إجماع عليه ـ فقد أجمع أهل العلم من المذاهب الربعة‪ ،‬بل‬
‫المذاهب الثمانية‪ ،‬وفقهاء المدينة السبعة على منع إمامة المرأة‬
‫في صلة الفريضة‪ ،‬وأن صلة من صلى خلفها باطلة‪ ،‬وشذ أبو‬
‫ثور‪ ،‬والمزني‪ ،‬وابن جرير‪ ،‬إلى صحة صلة الرجال وراء المرأة‬
‫في الفرائض‪ ، .‬وإلى هذا القول الشاذ ذهب كذلك محيي الدين‬
‫بن العربي من الظاهرية‪.‬‬
‫وأما في النوافل وصلة التروايح فجمهور المة كذلك على المنع‪،‬‬
‫وخالف بعض الحنابلة وقالوا بجواز إمامة المرأة للرجال في‬
‫النفل والتراويح‪ ،‬ومن ذلك ما ذكره ابن مفلح عن إمامة المرأة‬
‫في الصلة‪ ،‬فقال ‪» :‬تصح في نفل‪ ،‬وعنه ‪ :‬في التراويح‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫إن كانت أقرأ‪ ،‬وقيل ‪ :‬قارئة دونهم‪ ،‬وقيل ‪ :‬ذا رحم‪ ،‬وقيل ‪ :‬أو‬
‫عجوزا‪ ،‬وتقف خلفهم لنه أستر‪ ،‬وعنه ‪ :‬تقتدي بهم في غير‬
‫القراءة‪ ،‬فينوي المامة أحدهم ‪ ،‬واختار الكثر الصحة في الجملة‪،‬‬
‫لخبر أم ورقة العام والخاص« ‪.‬‬
‫فا‪ ،‬قوًل وعمًل؛‬ ‫فا وخل ً‬
‫ولذا فنرى ونفتي بما أجمعت عليه المة سل ً‬
‫لقوة الدلة‪ ،‬ولعمق النظر‪ ،‬وإنما نقلنا ذلك القول الشاذ من‬
‫التراث الفقهي؛ لمانة العلم وليس لجعله هو المعمول به‪،‬‬
‫فا‪ ،‬ول‬ ‫فا وخل ً‬ ‫والدعوة للعمل بهذا القول الشاذ فيه اتهام للمة سل ً‬
‫دا‪ ،‬فالجماع حجة‪ ،‬وبه‬ ‫تجتمع أمة المسلمين على ضللة أب ً‬
‫ضبطت المسائل الفقهية الواردة في النصوص الشرعية‪.‬‬
‫والحكمة من إبعاد المرأة في »مسألة إمامة الصلة«؛ حتى‬
‫تنسجم مع أمر السلم بالعفة والعفاف‪ ،‬وأمر غض البصر‬
‫للمؤمنين والمؤمنات على حد سواء‪ ،‬وأمر ستر العورة والمرأة‪،‬‬
‫وعورتها في كل بدنها إل الوجه والكفين؛ ولذلك كله أمر الله‬
‫النساء أن يقفن خلف صفوف الرجال؛ لن صلة المسلمين قد‬
‫اشتملت على السجود الذي به قد يتحدد جسد المرأة ويتكشف‪.‬‬
‫ما ما يحدث في العالم الن مما نراه ويراه كل أحد‪ ،‬من الخلط‬ ‫أ ّ‬
‫بين مسألتي إمامة الجماعة ومسألة خطبة الجمعة‪ ،‬فالخيرة لم‬
‫يجزها أحد‪ ،‬فهؤلء المخلطون ممن ينتمون إلى مدرسة‬
‫المنشقين‪ ،‬وهي تشتمل على تيارات عدة ‪ :‬بعضها ينكر السنة‬
‫والجماع‪ ،‬وبعضها يتلعب بدللت اللفاظ في لغة العرب‪،‬‬
‫وبعضها يدعو إلى إباحة الشذوذ الجنسي‪ ،‬والزنا‪ ،‬والخمر‪ ،‬وإلى‬
‫الجهاض‪ ،‬وإلى تغيير أنصبة الميراث‪ ،‬ونحو ذلك مما نراه يبرز‬
‫كل قرن تقريًبا‪ ،‬ثم يخبو ويسير المسلمون في طريقهم الذي‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫أمرهم الله به حاملين رسالة سعادة الدارين للعالمين ؛ "فَأ ّ‬
‫ض ك َذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫مك ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ث ِفى الْر ِ‬ ‫س فَي َ ْ‬
‫فعُ الّنا َ‬
‫ما َين َ‬
‫ما َ‬
‫فاًء وَأ ّ‬
‫ج َ‬‫ب ُ‬‫الّزب َد ُ فَي َذ ْهَ ُ‬
‫َ‬
‫ل" ]الرعد ‪ . [17:‬ولعل هذا العرض الموجز قد‬ ‫مَثا َ‬
‫ه ال ْ‬‫ب الل ّ ُ‬ ‫ضرِ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫أوضح حكم الشرع في تلك المسألة والله تعالى أعلى وأعلم‪.‬‬
‫* ختان الناث‬
‫علينا أن نعلم أوًل أن قضية »ختان الناث« ليست قضية دينية‬
‫تعبدية في أصلها‪ ،‬وإنما هي قضية طبية عادية ـ أي من قبيل‬
‫موروث العادات والعتماد على أقوال الطباء ونصائحهم ـ‬
‫وانتشرت هذه العادة بين دول حوض النيل قديما‪ ،‬فكان‬
‫المصريون القدماء يختنون الناث وغيرهم من الشعوب حوض‬
‫النيل‪ ،‬وقد انتقلت هذه العادة إلى بعض العرب‪ ،‬كما كان في‬
‫المدينة المنورة‪ ،‬أما في مكة فلم تكن هذه العادة منتشرة؛‬
‫ولذلك عندما ذهب النبي إلى المدينة ووجد أن العادة هناك‬
‫مستقرة عندهم نصح من تختن الناث بأل تنهك في الختان كما‬
‫في حديث أم عطية ‪ » :‬أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها‬
‫النبي ‪ :‬ل تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل«‪.‬‬
‫والختان كما يصفه الطباء في عصرنا الحديث على أربعة‬
‫مراحل؛ الول منها ‪ :‬هو نوع من أنواع عمليات التجميل التي‬
‫ينصح بها الطباء عند الحاجة إليها‪ ،‬وهذا هو الختان في مفهوم‬
‫المسلمين‪ ،‬أما المراحل الخرى وإن اشتهر أن اسمها ختان عند‬
‫الطباء إل أنها في حقيقتها تعد عدوانا في مفهوم الشرع‬
‫الشريف؛ لما فيه من التجني على عضو هو من أكثر العضاء‬
‫حساسية‪ ،‬حتى إن هذا العدوان يستوجب العقوبة والدية الكاملة‬
‫)كدية النفس( إذا أدى إلى إفساده‪ ،‬كما مقرر في أحكام‬
‫الشريعة الغراء‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪،‬فم يرد عن النبي أنه ختن‬
‫بناته‪ ،‬وترك النبي ختان بناته مع انتشاره في المدينة‪ ،‬وهو أسوتنا‬
‫يبين المسلك القويم في تلك القضية؛ كما إنه لم يرد نص شرعي‬
‫صحيح صريح يأمر المسلمين بأن يختنوا بناتهم حتى بمفهوم‬
‫المرحلة الولى التي ينصح بها الطباء في بعض الحالت‪ ،‬فكان‬
‫استمرار تلك العادة من باب المباح عند عدم ظهور الضرار‪ ،‬أما‬
‫مع ظهور تلك الضرار البالغة التي قد تصل إلى الموت بما قرره‬
‫أهل الطب في المراحل الثلثة الخرى فيكون منعه حينئذ واجًبا‪،‬‬
‫وحدوث تلك الضرار قد تكون لختلف الزمان والغذاء والهواء‪،‬‬
‫أو لغير ذلك من السباب‪ ،‬وقد تعامل المسلمون مع هذا الواقع‬
‫الجديد بمنتهى الفهم الحضاري في نظامهم القانوني والخلقي‪.‬‬
‫وبإلقاء نظرة إلى ذلك التطور القانوني والتشريعي في مصر مثًل‬
‫عن هذه القضية نجد أن أّول نص صدر في مصر حول ختان‬
‫من هذا‬‫الناث هو القرار الوزاري رقم ‪ 74‬لعام ‪ .1959‬ويتض ّ‬
‫وا‬
‫ونة من ‪ 15‬عض ً‬ ‫فا بأسماء لجنة مك ّ‬‫القرار في مادته الولى كش ً‬
‫حة‬ ‫من رجال الدين المسلمين والطب من بينهم وكيل وزارة الص ّ‬
‫مصطفى عبد الخالق‪ ،‬ومفتي الديار المصرّية حسن مأمون‪،‬‬
‫مد مخلوف‪ .‬وقد جاء‬ ‫قا حسنين مح ّ‬ ‫ومفتي الديار المصرّية ساب ً‬
‫دة الثانية أن تلك اللجنة قد قّررت ما يلي ‪:‬‬ ‫في الما ّ‬
‫‪ -‬أن يحّرم بتاًتا على غير الطّباء القيام بعملّية الختان وأن يكون‬
‫الختان جزئّيا ل كلّيا لمن أراد‪.‬‬
‫حية‬
‫حة لسباب ص ّ‬ ‫‪ -‬منع عملّية الختان بوحدات وزارة الص ّ‬
‫واجتماعّية ونفسّية‪.‬‬
‫خصات بالقيام بأي عمل جراحي‪ ،‬ومنها‬ ‫‪ -‬غير مصّرح للدايات المر ّ‬
‫ختان الناث‪.‬‬
‫حي ونفسي على‬ ‫‪ -‬الختان بالطريقة المّتبعة الن له ضرر ص ّ‬
‫الناث سواء َقبل الزواج أو بعده‪.‬‬
‫وعندما كثرت حالت الختان وتسببت في تلك الضرار البالغة‬
‫بصحة الناث؛ أصدر وزير الصحة المصري قراًرا وزارًيا بتاريخ‬
‫‪ 8/7/1996‬القرار رقم ‪ 261‬لسنة ‪ 1996‬الذي يقول‪» :‬يحظر‬
‫إجراء عملّيات الختان للناث‪ ،‬سواء بالمستشفيات‪ ،‬أو العيادات‬
‫صة‪ ،‬ول يسمح بإجرائها إل ّ في الحالت المرضّية‬ ‫مة‪ ،‬أو الخا ّ‬ ‫العا ّ‬
‫فقط والتي يقّرها رئيس قسم أمراض النساء والولدة‬
‫بالمستشفى وبناء على اقتراح الطبيب المعالج«‪.‬‬
‫ولقد ظن بعض المسلمين ممن لم تتسع آفاقهم أن هذا القرار‬
‫فا للدستور‬ ‫يعد مخالفة للشريعة السلمية‪ ،‬وبالتالي فيعتبر مخال ً‬
‫المصري‪ ،‬فقاموا برفع دعوى قضائية لدى المحكمة القضاء‬
‫الداري‪ ،‬وذكرت المحكمة في حيثيات حكمها ما نصه ‪» :‬‬
‫وخلصت محكمة القضاء الداري إلى أن المستفاد من استعراض‬
‫ما‬
‫حك ً‬ ‫من ُ‬ ‫دمة ‪ :‬أن الشريعة السلمّية لم تتض ّ‬ ‫الراء الفقهّية المتق ّ‬
‫صا قطعّيا يوجب ختان الناث أو يحظره‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫فاصل ً أو ن ّ‬
‫الحكام التي وردت في هذا الشأن كّلها ظّنية‪ ،‬وحيث إن الطب‬
‫ضا على رأي واحد‪ .‬وإّنما ذهب البعض إلى أن ختان‬ ‫لم ُيجمع أي ً‬
‫قق مصلحة طّبية بينما ذهب البعض الخر إلى أنه يلحق‬ ‫الناث يح ّ‬
‫بهن أشد الضرار النفسّية والطّبية‪ ،‬وحيث إن لولي المر أن‬
‫ظم المور التي لم يرد فيها نص شرعي قطعي في كتاب الله‬ ‫ين ّ‬
‫سّنة رسوله ولم يرد فيها إجماع‪ ،‬وكذلك المسائل الخلفّية‬ ‫أو ُ‬
‫التي لم يستقر فيها الفقه على رأي واحد‪.‬‬
‫مة جميع المسائل التي يجوز فيها الجتهاد‪ ،‬وأن مسلك‬ ‫وبصفة عا ّ‬
‫ولي المر في ذلك ليس مطلقًا‪ ،‬وإّنما يجب أن يكون مستهدًفا‬
‫مة للناس أو رفع ضرر‬ ‫بتنظيمه تلك المسائل تحقيق مصلحة عا ّ‬
‫ما قطعّيا «‪ .‬وجاء‬ ‫حك ً‬‫صا شرعّيا ول يعاند ُ‬
‫عنهم بما ل يناهض ن ّ‬
‫قرار محكمة القضاء الداري سنة ‪ 1997‬بأنه ‪ :‬ل يمكن اعتبار‬
‫قرار الوزير مخالفا ً للدستور‪ .‬و»طالما أن الختان عمل جراحي‬
‫حكم يوجبه‪ ،‬فالصل أل ّ يتم‬ ‫خلت أحكام الشريعة السلمّية من ُ‬
‫بغير قصد العلج«‪» .‬فالجراحة أي ّا ً كانت طبيعتها وجسامتها التي‬
‫تجرى دون توافر سبب الباحة بشروطه كاملة تعتبر فعًل محّر ً‬
‫ما‬
‫ما بالصل العام الذي يقوم عليه حق النسان‬ ‫عا وقانوًنا التزا ً‬ ‫شر ً‬
‫دي إلى‬ ‫في سلمة جسمه‪ ،‬وتجريم كل فعل لم يبحه المشّرع يؤ ّ‬
‫المساس بهذه السلمة«‪.‬‬
‫هذا بالنسبة لمصر‪ ،‬أما في أغلب الدول السلمية الخرى فهي ل‬
‫تختن النساء‪ ،‬كما هو الحال في المملكة العربية السعودية مثًل‪،‬‬
‫ولعل هذا الرد الموجز على تلك الشبهة قد أزال اللبس‪ ،‬وصحح‬
‫الفهم في تلك القضية التي تستخدم للدعاية أكثر ما تستخدم‬
‫للنصاف‪ ،‬وعلى كل حال فإن النبي لم يختن بناته الكرام عليهن‬
‫السل‬
‫* حقوق المرأة السياسية‬
‫لم يعرف المسلمون في تاريخهم قضية اسمها »قضية المرأة« ل‬
‫من ناحية عملها ول من ناحية مشاركتها السياسية ول من أي‬
‫ناحية‪ ،‬سواء أكان ذلك في شدة مجد المة السلمية‪ ،‬أم في‬
‫أزمنة ضعفها؛ وعندما نقل الغرب أمراضه ومعاناته على البشر‬
‫جميعا ً ‪-‬بمن فيهم المسلمين‪ ،-‬ظهر ما يسمى بـ » قضية‬
‫المرأة«‪ ،‬حيث ل قضية‪ ،‬ونودي بتحريرها ـ وهي أصل محررة ـ‬
‫في معظم مجتمعات المسلمين‪ ،‬وأرادوا أن ينقلوا المفاهيم‬
‫الغربية الحديثة التي كانت رد فعل لعصور الظلم التي عاشتها‬
‫أوروبا إلينا‪ ،‬ويحاكمونا على أساسها‪ ،‬وأرادوا فرض المفهوم‬
‫العلماني الغربي للتحرير‪ .‬هناك إجماع بين علماء الصول‬
‫والتفسير والفقه والحديث على أن خطاب التكليف يستوي فيه‬
‫الرجال والنساء‪ ،‬بل قالوا بأن النصوص الشرعية التي يوجه فيها‬
‫الخطاب للرجال هي في ذات الوقت موجهة للنساء ايضًا‪ ،‬في‬
‫كل الحكام والتكاليف والعظات‪ ،‬ما لم يأت ما يقيد الخطاب مما‬
‫يتعلق بالخصائص التكوينية للرجال أو للنساء‪ ،‬ومما لم يصرح به‬
‫الخطاب بأنه خاص بالرجال دون النساء أو العكس‪.‬‬
‫ولعل أم سلمة رضي الله تعد مثال ً واضحا ً لهذا الفهم‪ ،‬فعن عبد‬
‫الله بن رافع قال كانت أم سلمة تحدث أنها سمعت النبي يقول‬
‫على المنبر وهي تمتشط‪» :‬أيها الناس« فقالت للجارية ‪:‬‬
‫استأخري عني‪ .‬قالت ‪ :‬إنما دعا الرجال ولم يدع النساء‪ .‬فقالت ‪:‬‬
‫إني من الناس‪. «.‬‬
‫وبالنسبة للقانون المصري ـ مثال ً لقانون إحدى الدول السلمية ـ‬
‫تعتبر الحقوق السياسية فيه هي تلك الحقوق التي يقرها القانون‪،‬‬
‫ويعترف بها للشخص على أساس النتماء الوطني‪ .‬ويربط‬
‫المشرع غالبا بين التمتع بهذه الحقوق‪ ،‬وشرط الجنسية‪ .‬بمعنى‬
‫أن هذه الحقوق ل تقرر إل للوطني دون الجنبي‪ .‬ومثال ذلك نص‬
‫المادة الولى من قانون مباشرة الحقوق السياسية في مصر‬
‫رقم ‪ 73‬لسنة ‪ 1957‬والتي تنص على ‪» :‬أن كل مصري وكل‬
‫مصرية بلغ ثماني عشرة سنة ميلدية يباشر بنفسه الحقوق‬
‫السياسية« كما تنص المادة الخامسة من قانون مجلس الشعب‬
‫رقم ‪ 38‬لسنة ‪ 1972‬المعدة بالقانون رقم ‪ 109‬لسنة ‪1976‬‬
‫والمادة السادسة من قانون مجلس الشورى رقم ‪ 120‬لسنة‬
‫‪ 1980‬والمادة ‪ 75‬من قانون الحكم المحلي ‪ 43‬لسنة ‪1979‬‬
‫على »أن يشترط للترشيخ أو للتعين في هذه المجالس أن يكون‬
‫الشخص متمتعا بالجنسية المصرية« كما ينص الدستور الحالي‬
‫في مادته الخامسة والسبعين على »أنه يشترط فيمن ينتخب‬
‫رئيسا ً للجمهورية أن يكون جنسية والديه مصرية«‪.‬‬
‫ويمكن إجمال مظاهر الحقوق السياسية للمجتمع المسلم عامة‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ (1‬اختيار الحاكم والرضا به وهو ما كان يعبر عنه في التراث‬
‫الفقهي »بالبيعة«‪.‬‬
‫‪ (2‬المشاركة العامة في القضايا التي تخص عامة المة‪ ،‬وهو مبدأ‬
‫الشورى الذي حث عليه السلم‪.‬‬
‫‪ (3‬تولي المناصب السياسية في الحكومة أو مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫‪ (4‬نصح الحاكم وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر‪.‬‬
‫فلم يفرق السلم بين الرجل والمرأة في كل هذه الحقوق‬
‫المذكورة وبيان ذلك ما يلي ‪ :‬أول ‪ :‬اختيار الحاكم والرضا به وهو‬
‫ما كان يعبر عنه في التراث الفقهي »بالبيعة« ‪ :‬ذكر الله البيعة‬
‫عامة دون تخصيص الرجال والنساء في أكثر من موضع فقال‬
‫َ‬
‫م"‬ ‫ديهِ ْ‬‫ه ي َد ُ الل ّهِ فَوْقَ أي ْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ما ي َُباي ُِعو َ‬ ‫ك إ ِن ّ َ‬ ‫ن ي َُباي ُِعون َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫تعالى ‪" :‬إ ِ ّ‬
‫]الفتح ‪ ، [10:‬كما ذكر الله أمر النساء في البيعة فقال تعالى ‪:‬‬
‫ن ِبالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫شرِك ْ َ‬ ‫ك ع ََلى َأن ل ّ ي ُ ْ‬ ‫ت ي َُباي ِعْن َ َ‬ ‫مَنا ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ي إِ َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫"َيا أي َّها الن ّب ِ‬
‫ْ‬ ‫قتل ْ َ‬
‫ن‬‫ن ب ِب ُهَْتا ٍ‬ ‫ن وَل َ ي َأِتي َ‬ ‫ن أْولد َهُ ّ‬ ‫ن وَل َ ي َ ْ ُ َ‬ ‫ن وَل َ ي َْزِني َ‬ ‫سرِقْ َ‬ ‫شي ًْئا وَل َ ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫صين َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف فََباي ِعْهُ ّ‬
‫ن‬ ‫معُْرو ٍ‬ ‫ك ِفى َ‬ ‫ن وَل َ ي َعْ ِ‬ ‫جل ِهِ ّ‬ ‫ن وَأْر ُ‬ ‫ديهِ ّ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫ه ب َي ْ َ‬‫رين َ ُ‬ ‫فت َ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫م" ]الممتحنة ‪ ، [12:‬فأثبت‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر ّر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فْر ل َهُ ّ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫َوا ْ‬
‫القرآن الكريم حق المرأة في مبايعة الحكم كالرجال تمامًا‪،‬‬
‫واعتبار صوتها بصوت الرجل دون تمييز بينهما‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المشاركة العامة في القضايا التي تخص عامة المة‪ ،‬وهو‬
‫مبدأ الشورى‪.‬‬
‫وقد حث السلم على مبدأ الشورى بين الحاكم والرعية‪ ،‬ولم‬
‫يفرق بين الرجل والمرأة في ذلك‪ ،‬وقد أرشد إليها ربنا في‬
‫القرآن الكريم في أكثر من موضع‪ ،‬فقال تعالى في ذكر محاسن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫مُرهُ ْ‬ ‫صلة َ وَأ ْ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫م وَأَقا ُ‬ ‫جاُبوا ل َِرب ّهِ ْ‬ ‫ست َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫المسلمين ‪َ" :‬وال ّ ِ‬
‫ن" ]الشورى ‪ ، [38:‬وقال‬ ‫قو َ‬ ‫م ُينفِ ُ‬ ‫ما َرَزقَْناهُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫شوَرى ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ُ‬
‫تعالى في أمره لنبيه والذي يمثل ولي أمر المسلمين‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫مرِ فَإ ِ َ‬ ‫م ِفى ال ْ‬ ‫شاوِْرهُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫فْر ل َهُ ْ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ف ع َن ْهُ ْ‬ ‫وقتها ‪َ":‬فاع ْ ُ‬
‫ن" ]آل عمران ‪:‬‬ ‫مت َوَك ِّلي َ‬‫ب ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل ع ََلى الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫ت فَت َوَك ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ع ََز ْ‬
‫‪. [159‬‬
‫واستشار النبي زوجته أم سلمة رضي الله عنه في موقف‬
‫عصيب‪ ،‬في صلح الحديبية بعدما كتب معاهدة الصلح مع‬
‫المشركين‪ ،‬وبعدها أمر المسلمين بأن يقوموا ينحروا هديهم‬
‫ويحلقوا فإنهم ل يذهبوا إلى مكة في هذا العام فلم يقم منهم‬
‫أحد‪ ،‬فيروى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك فيقول ‪» :‬فلما‬
‫فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله لصحابه ‪ :‬قوموا فانحروا‬
‫ثم احلقوا‪ .‬قال ‪ :‬فوالله ما قام منهم رجل‪ .‬حتى قال ذلك ثلث‬
‫مرات‪ .‬فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة رضي الله‬
‫عنها فذكر لها ما لقي من الناس‪ .‬قالت له أم سلمة رضي الله‬
‫عنها ‪ :‬يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم ل تكلم أحدا ً منهم كلمة‬
‫حتى تنحر بدنك وتدعوا حالقك فيحلقك‪ ،‬فخرج النبي فلم يكلم‬
‫أحدا ً منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا‬
‫ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا« وفي عصرنا‬
‫الحديث لم يعترض علماء السلم على ترشيح المرأة في‬
‫المجالس النيابية‪ ،‬وتمثيل فئة عريضة من الشعب والمشاركة في‬
‫سن القوانين التنظيمية‪ ،‬ولقد أصدرت دار الفتاء المصرية‬
‫الفتوى رقم ‪ 852‬لسنة ‪ 1997‬عن حكم جواز أن تكون المرأة‬
‫عضوا بمجلس النواب أو الشعب خلصت فيها بأنه ‪ :‬ل مانع شرعا‬
‫من أن تكون المرأة عضوا بالمجالس النيابية والشعبية إذا رضى‬
‫الناس أن تكون نائبة عنهم تمثلهم فى تلك المجالس وتكون‬
‫مواصفات هذه المجالس تتفق وطبيعتها التي ميزها الله بها وأن‬
‫تكون فيها ملتزمة بحدود الله وشرعه كما بين الله وأمر فى‬
‫شريعة السلم‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تولي المناصب المهمة في الحكومة ومؤسسات الدولة ‪:‬‬
‫جاءت آثار في تولي المرأة السلطة التنفيذية‪ ،‬أو الشرطة‪ ،‬أو ما‬
‫تسمى في التراث الفقهي السلمي »الحسبة«‪ ،‬وكان ذلك في‬
‫القرن الول‪ ،‬وعلى خلفية هذه الثار أجاز بعض علماء المسلمين‬
‫تولي المرأة هذا المنصب القيادي الحساس في الدولة السلمية‪،‬‬
‫حيث جاء في الموسوعة الفقهية ما نصه ‪» :‬وأجاز توليتها آخرون‬
‫لما ثبت من أن سمراء بنت شهيك السدية كانت تمر في‬
‫السواق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر‪ ،‬وتنهى الناس عن‬
‫ذلك بسوط معها «‬
‫وخبر سمراء رواه أبو بلج يحيى بن أبي سليم قال ‪» :‬رأيت‬
‫سمراء بنت نهيك وكانت قد أدركت النبي عليها درع غليظ وخمار‬
‫غليظ بيدها سوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن‬
‫المنكر «‪.‬‬
‫كما يجوز للمرأة أن تتولى القضاء على قول بعض أهل العلم من‬
‫علماء المسلمين المعتبرين‪ ،‬فقد ذهب أبو حنيفة وأصحابه ‪ :‬يجوز‬
‫أن تلي النساء القضاء فيما يجوز أن تقبل شهادتهن فيه وحدهن‬
‫أو مع الرجال ؛ لن في الشهادة معنى الولية‪ ،‬وقد ذكر ابن حجر‬
‫ذلك فقال ‪ » :‬والمنع من أن تلي المارة والقضاء قول الجمهور‬
‫وأجازه الطبري ‪ ،‬وهي رواية عن مالك ‪ ،‬وعن أبي حنيفة تلي‬
‫الحكم فيما تجوز فيه شهادة النساء‪. «.‬‬
‫فما مر يبين وضع تولي المرأة مناصب مهمة في الحكومة في‬
‫الواقع الفعلي للمسلمين‪ ،‬وفي التراث الفقهي لهم‪ ،‬أما في‬
‫عصرنا هذا فتشارك المرأة الرجل ـ في أغلب الدول السلمية‬
‫والعربية ـ في جميع وظائف الدولة والحياة السياسية والعلمية‪،‬‬
‫فالمرأة سفيرة ووزيرة وأستاذة جامعية وقاضية منذ سنوات‬
‫عديدة‪ ،‬وهي تتساوى مع الرجل من ناحية الجر والمسمى‬
‫الوظيفي لكل تلك الوظائف‪ .‬رابعا ‪ :‬نصح الحاكم وأمره‬
‫بالمعروف ونهيه عن المنكر ‪:‬‬
‫بدأ نصح النساء لولي المر وقول الحق عنده مبكرًا‪ ،‬في القرن‬
‫الول في تلك القرون الخيرة ففي خلفة عمر رضي الله عنه‬
‫يروي لنا قتادة ذلك فيقول ‪ » :‬خرج عمر من المسجد ومعه‬
‫الجارود العبدي‪ ،‬فإذا بامرأة برزت على ظهر‪ ،‬فسلم عليها عمر‬
‫فردت عليه السلم‪ ،‬وقالت ‪ :‬هيهات يا عمر عهدتك وأنت تسمى‬
‫عميرا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك‪ ،‬فلم تذهب اليام‬
‫حتى سميت عمر ثم لم تذهب اليام حتى سميت أمير المؤمنين‪،‬‬
‫فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد‬
‫ومن خاف الموت خشى عليه الفوت«‪.‬‬
‫وعن أبي نوفل قال‪...:‬دخل الحجاج ابن يوسف الثقفي بعد مقتل‬
‫عبد الله بن الزبير على أسماء بنت أبي بكر فقال‪» :‬كيف رأيتني‬
‫صنعت بعدو الله؟ قالت‪:‬رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك‬
‫آخرتك أما إن رسول الله حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا ‪،‬فأما‬
‫الكذاب فرأيناه و أما المبير فل أخالك إل إياه‪ .‬قال ‪ :‬فقام عنها‬
‫ولم يراجعها «‪ .‬هذه نماذج قليلة والتاريخ السلمي ممتلئ بالكثير‬
‫من الصور كهذه‪ ،‬أما الن فالمرأة يتاح لها هذا الحق كالرجل من‬
‫خلل القنوات المشروعة‪ ،‬كالصحافة‪ ،‬أو عضوية مجلس الشعب‪،‬‬
‫أو غيره من القنوات المشروعة لنصح الحكومة وإنكار الخطاء‬
‫في تصرفاتها وإقرار الصواب فيها‪.‬‬
‫ولعلنا في تلك العناصر الربعة نكون قد أوضحنا في إيجاز غير‬
‫مخل حقوق المرأة السياسية وأن متساوية مع الرجل فيها‪ ،‬والله‬
‫ولي التوفيق‪.‬‬
‫* ضرب المرأة في السلم‬
‫ورد ضرب النساء في القرآن في موضع واحد في قوله تعالى ‪:‬‬
‫جِع‬
‫ضا ِ‬
‫م َ‬
‫ن ِفى ال َ‬
‫جُروهُ ّ‬
‫ن َواهْ ُ‬ ‫ن فَعِ ُ‬
‫ظوهُ ّ‬ ‫ن نُ ُ‬
‫شوَزهُ ّ‬ ‫"َوالل ِّتى ت َ َ‬
‫خاُفو َ‬
‫ن" ]النساء ‪ ، [34:‬والنشوز هو مخالفة اجتماعية‬ ‫ضرُِبوهُ ّ‬‫َوا ْ‬
‫وأخلقية‪ ،‬حيث تمتنع المرأة عن أداء واجباتها‪ ،‬وتلك الواجبات هي‬
‫حقوق الزوج‪ ،‬كما أن واجبات الزوج تعتبر حقوًقا للزوجة‪.‬‬
‫وفي تلك المخالفة الجتماعية والخلقية أرشد الله الرجال‬
‫لتقويم نسائهن بالوعظ‪ ،‬وهو لين الكلم وتذكيرها بالله وحقه‬
‫الذي طلبه الله منها‪ ،‬ثم أباح له أن يهجرها في الفراش في‬
‫محاولة منه للضغط عليها للقيام بواجباتها‪ ،‬وأباح الله له إظهار‬
‫عدم رضاه وغضبه بأن يضربها ضربة خفيفة ل تترك أثًرا‪ ،‬وكأنه‬
‫يقول لها ‪» :‬إني غاضب« ولم يلزم الرجل بذلك‪ ،‬ولكنه أباح تلك‬
‫الضربة الخفيفة في هذه الحالة‪ ،‬وأمر كل الفقهاء أن ُيبتعد عن‬
‫الضرب قدر المكان ويحاول إظهار غضبه بأي شكل آخر‪.‬‬
‫كما أن الرجل ُيضرب وُيؤدب كذلك إذا أخطأ في حق المرأة‪،‬‬
‫ولنضرب مثال ً يضرب فيه الرجل لنه أخطأ في أداء وظيفته مع‬
‫المرأة‪ ،‬فإذا قام الرجل بإزالة بكارة زوجته بأصبعه فقد قال‬
‫الفقهاء ‪» :‬وإزالة البكارة بالصبع حرام‪ ،‬ويؤدب الزوج عليه«‪.‬‬
‫وعندما ضرب كثير من الرجال نساءهم في زمن النبي ذهبن‬
‫للشكوى إلى رسول الله ‪ ،‬فعنف النبي أصحابه‪ ،‬وغضب منهم‪،‬‬
‫وقال لهم ‪ » :‬لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن‬
‫ليس أولئك بخياركم «‪.‬‬
‫فسنة النبي التي نحث المسلمين عليها‪ ،‬هي عدم الضرب‪ ،‬فلم‬
‫يضرب النبي نساءه قط؛ وإنما أبيح الضرب بالسواك )كفرشة‬
‫السنان(؛ ليظهر لها غضبه‪ ،‬وعدم الرضى بإصرارها على ترك‬
‫واجباتها‪ ،‬وفي بعض البيئات الثقافية التي تحتاج المرأة إلى ذلك‬
‫وتراه بنفسها دللة على رجولة زوجها‪ ،‬وهذه البيئات الثقافية ل‬
‫يعرفها الغرب‪ ،‬ولم يطلع عليها‪ ،‬ولكن القرآن جاء لكل البشر‪،‬‬
‫ولكل زمان ومكان‪ ،‬ولكل الشخاص إلى يوم الدين‪ ،‬فشملت‬
‫خصائصه كل أنواع البيئات والثقافات المختلفة التي إذا لم تراع‬
‫أدى إلى اختلل ميزان الستقرار في السرة‪ ،‬وهدد بفشلها‬
‫وانهيارها‪ ،‬فكان هذا للتقويم والصلح‪.‬‬
‫ونحن الن لسنا بصدد قضية نظرية بقدر ما هي واقعية‪ ،‬فلو‬
‫كانت المصادر التشريعية للمسلمين تحثهم وتدعوهم لضرب‬
‫النساء وظلمهن لظهر ذلك في واقعهم‪ ،‬وإن كانت المصادر‬
‫التشريعية تحثهم للرحمة والمودة لظهر ذلك أيضا يقول الله‬
‫ج‬
‫خُر ُ‬‫ث ل َ يَ ْ‬
‫خب ُ َ‬ ‫ن َرب ّهِ َوال ّ ِ‬
‫ذى َ‬ ‫ه ب ِإ ِذ ْ ِ‬
‫ج ن ََبات ُ ُ‬
‫خُر ُ‬ ‫تعالى ‪َ" :‬وال ْب َل َد ُ الط ّي ّ ُ‬
‫ب يَ ْ‬
‫دا" ]العراف ‪ ، [58:‬ودعونا نتذكر قول المسيح عليه‬ ‫إ ِل ّ ن َك ِ ً‬
‫السلم حينما يقول ‪ » :‬من ثمارهم تعرفهم‪ ،‬هل تجني من‬
‫الشوك عنًبا‪ ،‬أم من العوسج تيًنا «‪ ،‬إذا وقفنا عند قضية »ضرب‬
‫النساء بالسواك إظهاًرا لعدم الرضا«‪ ،‬فلننظر في المجتمعات‬
‫السلمية مدى وجود شكوى العنف ضد النساء‪ ،‬أو التعذيب‬
‫ضدهن أو ضربهن‪ ،‬فلو وجدنا ذلك لوجدناه في حالت معدودة‬
‫وقليلة ناتجة عن عدم التزام تلك الحالت بتعاليم دينهم الحنيف‪.‬‬
‫فأغلب الرجال في المجتمعات السلمية ل يمارسون العنف‬
‫والضرب والتعذيب ضد النساء‪ ،‬ويصون الرجال النساء في تلك‬
‫المجتمعات ويحافظون عليهن‪.‬‬
‫وفي المقابل إذا أردنا أن نقرأ واقع الغرب وضرب النساء الظالم‬
‫الشائع فيه نجد الحصائيات الموثقة من المصادر الغربية نفسها‬
‫تشهد بما يلي ‪:‬‬
‫* ‪ 79%‬من الرجال في أمريكا يضربون زوجاتهم ضرًبا يؤدي إلى‬
‫عاهة‪.‬‬
‫* ‪ 17%‬منهن تستدعي حالتهن الدخول للعناية المركزة‪...‬والذي‬
‫كتب ذلك هو الدكتور )جون بيريه( أستاذ مساعد في مادة علم‬
‫النفس في جامعة )كارولينا(‪.‬‬
‫* حسب تقرير الوكالة المركزية المريكية للفحص والتحقيق ‪FPT‬‬
‫هناك زوجة يضربها زوجها كل ‪ 18‬ثانية في أمريكا‪ * .‬كتبت‬
‫صحيفة أمريكية أن امرأة من كل ‪ 10‬نساء يضربها زوجها‪،‬‬
‫فعقبت عليها صحيفة ‪ Family Relation‬إن امرأة من كل امرأتين‬
‫يضربها زوجها وتتعرض للظلم والعدوان‬
‫* أما في فرنسا فهناك مليونا امرأة معرضة للضرب‬
‫سنوًيا‪...‬أمينة سر الدولة لحقوق المرأة )ميشيل اندريه( قالت ‪:‬‬
‫حتى الحيوانات تعامل أحياًنا أفضل من النساء‪ ،‬فلو أن رجًل‬
‫ضرب كلًبا في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو لجمعية الرفق‬
‫بالحيوان‪ ،‬لكن لو ضرب رجل زوجته في الشارع فلن يتحرك أحد‬
‫في فرنسا‪.‬‬
‫* ‪ 92%‬من عمليات الضرب تقع في المدن‪ ،‬و ‪ %60‬من‬
‫الشكاوى الليلية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس هي‬
‫استغاثة من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن‪.‬‬
‫* في بريطانيا يفيد تقرير أن ‪ %77‬من الزواج يضربون زوجاتهن‬
‫دون أن يكون هناك سبب لذلك‪.‬‬
‫* وفي بريطانيا فإن أكثر من ‪ %50‬من القتيلت كن ضحايا‬
‫الزوج أو الشريك‪ .‬وارتفع العنف في البيت بنسبة ‪ %46‬خلل‬
‫عام واحد إلى نهاية آذار ‪ ،1992‬كما وجد أن ‪ %25‬من النساء‬
‫يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن‪ .‬وتتلقى الشرطة‬
‫البريطانية ‪ 100‬ألف مكالمة سنوًيا لتبلغ شكاوى اعتداء على‬
‫زوجات أو شريكات‪ ،‬ويستفاد من التقرير نفسه أن امرأة ذكرت‬
‫أن زوجها ضربها ثلث سنوات ونصف سنة منذ بداية زواجها‪،‬‬
‫وقالت‪ :‬لو قلت له شيًئا إثر ضربي لعاد ثانية لذا أبقى صامتة‪،‬‬
‫وهو ل يكتفي بنوع واحد من الضرب بل يمارس جميع أنواع‬
‫الضرب من اللطمات واللكمات‪ ،‬والركلت‪ ،‬والرفسات‪ ،‬وضرب‬
‫الرأس بعرض الحائط ول يبالي إن وقعت ضرباته في مواقع‬
‫حساسة من الجسد‪ .‬وأحياًنا قد يصل المر ببعضهم إلى حد‬
‫إطفاء السجائر على جسدها‪ ،‬أو تكبيلها بالسلسل والغلل ثم‬
‫إغلق الباب عليها وتركها على هذه الحال ساعات طويلة‪ .‬إن‬
‫مفهوم الضرب بهذه الصفة ل شك أنه مصيبة يجب على جميع‬
‫البشر الوقوف ضدها‪ ،‬وفقهاء المسلمين يقفون ضد هذا الضرب‪،‬‬
‫والنبي يبين أن العلقة بين الرجل والمرأة تقوم على المودة‬
‫والرحمة وهذا يتنافى مع الضرب واليذاء؛ ولذلك يستنكر النبي‬
‫دا فيقول ‪ » :‬أيضرب أحدكم امرأته كما‬ ‫ذلك استنكاًرا شدي ً‬
‫ُيضرب العبد ثم يجامعها في آخر اليوم ؟ «‪ ،‬فذلك الرد على من‬
‫زعم أن السلم أهان المرأة بإباحة الرجل ضربه‬
‫المرأة المسلمة في الواقع التاريخي‬
‫* نساء حاكمات‬
‫ل نقصد بحكم النساء للبلد أن يكن لهن التأثير والنفوذ وتسيير‬
‫المور عن طريق زوجها الحاكم أو ابنها أو سيدها‪ ،‬فهذا الشكل ل‬
‫يحصى وقد كثر في الدولة العباسية خاصة بشكل كبير بداية من‬
‫الخزيران بنت عطاء زوجة المهدي العباسي وأم بنيه الهادي‬
‫وهارون وقد توفيت سنة ‪ 173‬هـ؛ مرورا ً بقبيحة أم المعتز بالله‬
‫)ت ‪ ،(264‬وفاطمة القهرمانة )ت ‪ ،(299‬وأم موسى الهاشمية‬
‫قهرمانة دار المقتدر بالله‪ ،‬وأم المقتدر بالله شغب )ت‬
‫‪ ...... (321‬وغيرهن الكثير مما ل يحصى ول يعد‪ ،‬إنما نعني من‬
‫حكمن البلد وبعض القطار السلمية بطريقة مباشرة وواضحة‪.‬‬
‫فلقد حكم النساء بعض القطار السلمية في أزمنة مختلفة ‪،‬‬
‫وإن كانت لم تلقب امرأة في السلم باللقب »الخليفة«‪ ،‬ولكنها‬
‫لقبت بألقاب دون ذلك منها ‪ :‬السلطانة‪ ،‬والملكة‪ ،‬والحرة‬
‫وخاتون‪ .‬ويذكر التاريخ السلمي أن هناك أكثر من خمسين امرأة‬
‫حكمن القطار السلمية على مر التاريخ بداية من ست الملك‬
‫إحدى ملكات الفاطميين بمصر‪ ،‬والتي حكمت في بداية القرن‬
‫الخامس الهجري؛ مرورا ً بالملكة أسماء والملكة أروى اللتين‬
‫حكمتا صنعاء في نهاية القرن الخامس الهجري‪ ،‬وزينب النفزاوية‬
‫في الندلس‪ ،‬والسلطانة رضية التي تولت الحكم بدلهي في‬
‫منتصف القرن السابع الهجري‪ ،‬وشجرة الدر التي تولت حكم‬
‫مصر في القرن السابع كذلك‪ ،‬وعائشة الحرة في الندلس‪،‬‬
‫وست العرب‪ ،‬وست العجم‪ ،‬وست الوزراء‪ ،‬والشريفة الفاطمية‪،‬‬
‫والغالية الوهابية‪ ،‬والخاتون ختلع تاركان‪ ،‬والخاتون بادشاه‪،‬‬
‫وغزالة الشبيبة‪ ،‬وغيرهن كثير‪ .‬وحتى ل نطيل ثم نتخير نماذج من‬
‫النساء اللتي حكمن البلد‪ ،‬نتكلم عنهن بشكل أكثر تفصي ً‬
‫ل‪ ،‬ولنبدأ‬
‫بست الملك‪:‬‬
‫‪ -1‬ست الملك ملكة الفاطميين ‪:‬‬
‫إحدى ملكات الفاطميين بمصر ست الملك )ولدت سنة‬
‫‪359‬هـ (‪ ،‬وقد استحوذت على السلطة بعد أن نظمت عملية‬
‫)اختفاء( أخيها الحاكم بأمر الله‪ ،‬الخليفة الفاطمي السادس سنة‬
‫‪411‬هـ ‪ ،‬ويذكر أنه قتله قال الذهبي ‪ » :‬وتحالفت مع المير ابن‬
‫دواس فذهبت إليه سرا فقبل قدمها‪ ،‬فقالت ‪ :‬جئت في أمر‬
‫أحرس نفسي ونفسك قال أنا مملوكك قالت أنت ونحن على‬
‫خطر من هذا وقد هتك الناموس الذي قرره آباؤنا وزاد به جنونه‬
‫وعمل ما ل يصبر عليه مسلم وأنا خائفة أن يقتل فنقتل وتنقضي‬
‫هذه الدولة أقبح انقضاء قال صدقت فما الرأي قالت تحلف لي‬
‫وأحلف لك على الكتمان فتعاقدا على قتله «‪ .‬وكانت لها دوافعها‬
‫إلى ذلك؛ إذ أن تجاوزات أخيها فاقت الحد‪ ،‬فبعد أن كان يسلط‬
‫قهره على الضعاف والكلب التي قرر القضاء عليها‪ ،‬والنساء‬
‫اللئي منعهن من الخروج‪ ،‬فحرق القاهرة ومنع سكانها من‬
‫العمل في النهار وأمرهم بالعمل في الليل حتى يخرج بموكبه‬
‫إلى الشوارع ليل ً فيراها تضج بالحركة‪ ،‬استفاق ذات يوم ليعلن‬
‫ألوهيته ويطالب جماهير القاهرة وضمنهم ست الملك بعبادته‪-2 .‬‬
‫الملكة أروى ملكة صنعاء ‪:‬‬
‫هي أروى بنت أحمد بن جعفر الصليحية ملكة حازمة مدبرة‬
‫يمانية‪ ،‬ولدت في حراز باليمن عام ‪ 440‬هـ‪ ،‬ونشأت في حجر‬
‫أسماء بنت شهاب الصليحية‪ ،‬وتزوجها ابنها‪.‬‬
‫وقد لعبت دورا ً كبيرا ً في نشر المذهب الفاطمي في آسيا‪،‬‬
‫وبصورة خاصة في بومباي بالهند‪ ،‬عن طريق الدعاة الفاطميين‬
‫الذين انطلقوا من اليمن في فترة حكمها‪.‬‬
‫فبعد وفاة الملكة أسماء )‪1087‬م‪480/‬هـ( عهد ابنها الملك‬
‫المشلول إدارة البلد رسميا ً إلى زوجته أروى‪ ،‬التي استطاعت‬
‫تأمين استمرار السلطة بأيدي الصليحيين في اليمن‪ . ،‬وبعد‬
‫استتباب المن والستقرار‪ ،‬قررت النتقام من سعيد الزبيدي‬
‫قاتل عمها‪ ،‬فنقلت عاصمتها إلى جبالة المحصنة بالجبال‪ ،‬وأخذت‬
‫تضيق الخناق على سعيد الزبيدي‪ .‬وبعد أن تحالفت مع البلدان‬
‫الخرى استطاعت سحق جيش سعيد وقتله وأخذ زوجته أسيرة‪.‬‬
‫وقامت بتدبير المملكة والحروب إلى أن مات المكرم سنة ‪484‬‬
‫هـ‪ ،‬وخلفه ابن عمه سبأ بن أحمد‪ ،‬فاستمرت في الحكم ترفع‬
‫إليها الرقاع ويجتمع عندها الوزراء‪ ،‬وتحكم من وراء حجاب‪ ،‬وكان‬
‫يدعى لها على منابر اليمن‪ ،‬فيخطب أول للمستنصر‪ ،‬ثم‬
‫للصليحي‪ ،‬ثم للحرة‪ ،‬ومات سبأ سنة ‪ 492‬هـ وضعف ملك‬
‫الصليحيين‪ ،‬فتحصنت بذي جبلة واستولت على ما حوله من‬
‫العمال والحصون‪ ،‬وأقامت لها وزراء وعمال‪ ،‬وامتدت أيامها بعد‬
‫ذلك أربعين سنة‪ ،‬توفيت سنة ‪ 532‬هـ بذي جبلة ودفنت في‬
‫جامعها ولها مآثر وسبل وأوقاف كثيرة‪ ،‬وهي آخر ملوك‬
‫الصليحيين‪.‬‬
‫‪ -3‬تركان خاتون ‪:‬‬
‫هي تركان خاتون بنت خاجنكش زوجة السلطان تكش بن آيل‬
‫رسلن‪ ،‬كانت ذا مهابة ورأي‪ ،‬تحكمت في البلد سنة ‪ 628‬وكانت‬
‫إذا رفعت إليها المظالم تحكم فيها بالعدل والحسان‪ ،‬وتنتصف‬
‫للمظلومة من الظالم‪ ،‬ولم تبال من أن تقتص منه بالقتل‪ ،‬ولها‬
‫خيرات ومسبلت ومبرات في أنحاء بلدها‪ ،‬وكان لها من كتاب‬
‫النشاء سبعة من مشاهير الفضلء وسادات الكابر‪ ،‬وإذا ورد عنها‬
‫وعن السلطان توقيعان مختلفان في قضية واحدة لم تنظر إلى‬
‫في التاريخ فيعمل بالتوقيع الخير بكافة القاليم‪ ،‬وكان توقيعها »‬
‫عصمة الدنيا والدين الغ تركان ملكة نساء العالمين« وعلمتها‬
‫»اعتصمت بالله واحده«‪ ،‬وكانت تكتبها بقلم غليظ وتجود الكتابة‬
‫فيها بحيث يعسر أن تزور علمتها‪.‬‬
‫‪ -4‬رضية بنت التمش سلطانة الهند ‪:‬‬
‫رضية الدنيا والدين تتحدر السلطانة رضية من أسرة تركية من‬
‫المماليك‪ .‬تولت السلطة في دلهي عام )‪1236‬م الموافق‬
‫‪634‬هـ( بعد وفاة والدها السلطان إيلتوتمش خان‪ ،‬وهو أحد‬
‫القادة العسكريين الذين أرسوا دعائم الدولة السلمية في الهند‪.‬‬
‫كان والدها السلطان قد اختارها بدل أخويها؛ لذكائها وقوتها‬
‫ومواهبها في إدارة شؤون البلد‪ ،‬وعدم قدرة أخويها‪ ،‬وكان أول‬
‫قرار ملكي أصدرته‪ ،‬سك النقود باسمها واختيار لقب لها هو‬
‫)رضية الدنيا والدين(‪ .‬وعندما حاول أمراء الحاشية والجيش‬
‫إبعادها عن العرش‪ ،‬مترافقا ً مع قيام أخيها الكبر بقتل أخيها‬
‫الصغر‪ ،‬باءت محاولتهم بالفشل حيث اعتمدت على الشعب‬
‫الذي ثار ضد أخيها وأمرت بقتله‪.‬‬
‫فهي ملكة من ملوك الهند كانت ذات سلطة ونفوذ وإدارة‪،‬‬
‫استقلت بالحكم أربع سنين‪ ،‬وقتلت في ‪ 25‬ربيع أول سنة ‪637‬‬
‫وقبرها على شاطئ نهر جمن بالقرب من دلهي‪.‬‬
‫‪ -5‬شجرة الدر ملكة مصر والشام ‪:‬‬
‫وهي من شهيرات الملكات في السلم‪ ،‬ذات إدارة وحزم وعقل‬
‫ودهاءن وبر وإحسان‪ ،‬ملكها الملك الصالح في أيام والده‪،‬‬
‫واستولدها ولده خليل ثم تزوجها‪ ،‬وصحبته ببلد الشرق ثم قدمت‬
‫معه إلى البلد المصرية‪ ،‬فعظم أمرها في الدولة الصالحية‪ ،‬وصار‬
‫إليها غالب التدبير في أيام زوجها ثم في مرضه‪ ،‬وكانت تكتب‬
‫خط يشبه خط الملك الصالح فتعلم على التواقيع‪ ،‬ولقد باشرت‬
‫الحكم‪ ،‬وأخذت توقع عن السلطان مراسيم الدولة إلى أن وصل‬
‫تورانشاه إلى المنصورة‪ ،‬فأرسل إليها يهددها ويطالبها بالموال‪،‬‬
‫فعملت على قتله فقتل في ‪ 7‬محرم ‪ ،648‬ولما قتل وقع التفاق‬
‫على تولية شجرة الدر السلطنة فتولتها‪ ،‬وقبل لها المراء الرض‬
‫من وراء الحجاب‪ ،‬فكانت تاسع من تولى السلطنة بمصر من‬
‫جماعة أيوب وكان ذلك في ‪ 2‬صفر سنة ‪ ،648‬وجعلوا عز الدين‬
‫أيبك الصالحي التركماني أتابك عسكرها‪ ،‬وساست الرعية أحسن‬
‫سياسة‪ ،‬فرضي الناس عن حكمها خير رضاء‪ ،‬وكانت تصدر‬
‫المراسيم وعليها توقيع شجرة الدر بخطها باسم والدة خليل‬
‫وخطب في أيام الجمع باسمها على منابر مصر والشام‪ ،‬وضرب‬
‫السكة باسمها ونقش عليها ‪» :‬السكة المستعصمية الصالحية‬
‫ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل«‪ ،‬وما إن جلست‬
‫شجرة الدر على عرش الحكم حتى قبضت على زمام المور‪،‬‬
‫وأحكمت إدارة شئون البلد‪ ،‬وكان أول عمل اهتمت به هو تصفية‬
‫الوجود الصليبي في البلد‪ ،‬وإدارة مفاوضات معه‪ ،‬انتهت بالتفاق‬
‫مع الملك لويس التاسع الذي كان أسيًرا بالمنصورة على تسليم‬
‫دمياط‪ ،‬وإخلء سبيله وسبيل من معه من كبار السرى مقابل‬
‫فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار‪ ،‬يدفع نصفها قبل رحيله‪،‬‬
‫والباقي بعد وصوله إلى عكا‪ ،‬مع تعهد منه بعدم العودة إلى‬
‫سواحل السلم مرة أخرى‪ ،‬وكانت خّيرة د َّينة‪ ،‬رئيسة عظيمة‬
‫في النفوس‪ ،‬ولها مآثر وأوقاف على وجوه البر‪ ،‬معروفة بها وقد‬
‫قتلت في نهاية ربيع أول سنة ‪ 655‬هـ‪.‬‬
‫‪ -6‬السلطانة خديجة سلطانة الهند ‪:‬‬
‫هي السلطانة خديجة بنت عمر بن صلح الدين البنجالي من‬
‫سلطانات الهند‪ ،‬نشأت وترعرت في بلط أبيها‪ ،‬وتلقت من العلم‬
‫والثقافة ما جعلها من أندر نساء زمانها أدبا وكمال ومعرفة‪ ،‬ولما‬
‫توفى والدها خلفه في السلطنة أخوها شهاب الدين فكان سيء‬
‫السيرة فخلعه الشعب سنة ‪ 740‬هـ ونادى بأخته خديجة سلطانة‬
‫على عرش أبيها‪ ،‬وولى زوجها خطيب الدولة جمال الدين الوزارة‬
‫فاعتمد عليه السلطانة في مهام المور وراقبت شئون الدولة‬
‫مراقبة الخبير‪ ،‬وتوفيت سنة ‪ 770‬هـ‪.‬‬
‫* نساء قاضيات‬
‫رغم أن فقهاء المسلمين اختلفوا في حكم تولي المرأة القضاء‪،‬‬
‫وذهب الجمهور إلى عدم جواز توليها القضاء مطلقًا‪ ،‬وذهب‬
‫الحناف إلى جواز توليها القضاء فيما تصح شهادتها فيه من‬
‫الحكام‪ ،‬وذهب آخرون إلى الباحة المطلقة لقضاء المرأة في‬
‫جميع الحكام وهم المام محمد بن جرير الطبري‪ ،‬وابن حزم‬
‫الظاهري وابن طراز الشافعي وابن القاسم ورواية عن المام‬
‫مالك‪ .‬إل أن المصادر التاريخية لم تسجل لنا إل حالة واحدة تولت‬
‫فيه القضاء امرأة‪ ،‬وهي ثمل قهرمانة شغب أم المقتدر‪ .‬ثمل‬
‫القهرمانة القاضية ‪:‬‬
‫وكانت من ربات النفوذ والسلطان في الدولة العباسية أيام‬
‫المقتدر‪ ،‬فكانت الساعد اليمن لم المقتدر‪ ،‬تلي شئون الدولة‬
‫وسياستها‪ ،‬وبلغ من اعتماد أم المقتدر على ثمل أن أمرتها‬
‫تجلس بالرصافة سنة ‪ 306‬هـ للمظالم‪ ،‬وتنظر في كتب الناس‬
‫يوما في كل جمعة‪ ،‬فأنكر الناس ذلك واستبشعوه وكثر عيبهم له‬
‫والطعن فيه‪ ،‬فجلست أول يوم فلم يكن لها فيه طائل‪ ،‬ثم‬
‫جلست في اليوم الثاني وأحضرت القاضي أبا الحسن ابن‬
‫الشناني فحسن أمرها وأصلح عليها‪ ،‬وخرجت التوقيات وعليها‬
‫خطها على سداد‪ ،‬فانتفع بذلك المظلومون‪ ،‬وسكن الناس إلى ما‬
‫كانوا نافروه من قعودها ونظرها‪ ،‬وكان يحضر في مجلسها‬
‫القضاة والفقهاء والعيان‪ ،‬توفيت سنة ‪.317‬‬
‫وهكذا لم يسجل غير تلك الحالة في النساء اللواتي تولين‬
‫القضاء‪ ،‬وإن كان حالت تولي السلطة العليا والحكم والملك‬
‫أعلى من القضاء‪ ،‬وقد كانت بعض تلك الملكات تقضي بين‬
‫الناس في المظالم كذلك مثل تركان خاتون السلطان‪ ،‬وكانت إذا‬
‫رفعت إليها المظالم تحكم فيها بالعدل والحسان‪ ،‬وتنتصف‬
‫للمظلوم من الظالم‪ ،‬ولم تبال من أن تقتص منه بالقتل‪ ،‬وكان‬
‫توقيعها » عصمة الدنيا والدين الغ تركان ملكة نساء العالمين«‬
‫وعلمتها »اعتصمت بالله واحده«‪ ،‬وكانت تكتبها بقلم غليظ‬
‫وتجود الكتابة فيها بحيث يعسر أن تزور علمته‬
‫* نساء محاربات وقائدات جيوش‬
‫بدأ دور المرأة في الجهاد في نفس الوقت الذي بدأ فيه دور‬
‫الرجل‪ ،‬بل إن دور المرأة الفعلي سابق له‪ ،‬فأول من استشهد‬
‫في سبيل الله كان امرأة هي السيدة سيمة زوج ياسر‪ ،‬وكانت‬
‫أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أولى الفدائيات التي أمن‬
‫وصول الطعام إلى النبي وصحابه أبي بكر الصديق ‪ ،‬كما أنها‬
‫تلقت الذى من أبي جهل في سبيل كتمان خبرهما‪ .‬فإن الدين‬
‫السلمي طلب من المرأة الدفاع عن وطنها‪ ،‬وأرضها‪ ،‬وشعبها‪،‬‬
‫كما طلب ذلك من الرجل‪ ،‬وقد أقر النبي مشاركة النساء في‬
‫الجهاد والغزوات‪ ،‬بل غزت المرأة مع رسول الله كأم سليم بن‬
‫ملحان‪ ،‬وأم حرام بنت ملحان‪ ،‬وأم الحارث النصارية‪ ،‬والربيع‬
‫بنت معوذ عفراء‪ ،‬وأم سنان السلمية‪ ،‬وأم سليط‪ ،‬ليلى الغفارية‪،‬‬
‫كعيبة بنت سعيد السلمية‪ ،‬وحمنة بنت جحش‪ ،‬ورفيدة النصارية‪،‬‬
‫وأم زياد الشجعية‪.‬‬
‫‪ -1‬أم سليم بنت ملحان النصارية ‪:‬‬
‫الغميصاء‪ ،‬ويقال ‪ :‬الرميصاء‪ ،‬ويقال ‪ :‬سهلة‪ ،‬ويقال ‪ :‬أنيفة‪ ،‬ويقال‬
‫‪ :‬رميثة‪ ،‬بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر‬
‫بن غنم بن عدي بن النجار النصارية الخزرجية‪ ،‬أم خادم النبي‬
‫أنس بن مالك‪ .‬مات زوجها مالك بن النضر‪ ،‬ثم تزوجها أبو طلحة‬
‫زيد بن سهل النصاري‪ ،‬فولدت له أبا عمير‪ ،‬وعبد الله‪ ،‬شهدت‬
‫أحد وأبلت فيها بلء حسنا‪ ،‬وشهدت حنينا ً مع رسول الله ومعها‬
‫خنجر فقال أبو طلحة يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر‪.‬‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول الله أتخذه إذا دنا مني أحد من المشركين‬
‫بقرت به بطنه فتبسم رسول الله ‪.‬‬
‫‪ -2‬أم حرام بن ملحان‬
‫أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر‬
‫بن غنم بن عدي بن النجار‪ ،‬النصارية‪ ،‬النجارية‪ ،‬المدنية‪ ،‬أخت أم‬
‫سليم‪ ،‬وخالة أنس بن مالك‪ ،‬وزوجة عبادة بن الصامت‪ ،‬حديثها‬
‫في جميع الدواوين سوى جامع أبي عيسى‪ ،‬كانت من علية‬
‫النساء‪ ،‬حدث عنها أنس بن مالك وغيره‪.‬‬
‫قال في بيتها يوما فاستيقظ وهو يضحك فقلت يا رسول الله ما‬
‫أضحكك ؟ قال ‪ :‬عرض علي ناس من أمتي يركبون ظهر هذا‬
‫البحر كالملوك على السرة‪ ,‬قلت ‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ادع الله أن‬
‫يجعلني منهم‪ .‬قال ‪ :‬أنت من الولين‪ .‬فتزوجها عبادة بن‬
‫الصامت‪ ،‬فغزا بها في البحر‪ ،‬فحملها معه‪ ،‬فلما رجعوا‪ ،‬قربت لها‬
‫بغلة لتركبها فصرعتها فدقت عنقها فماتت رضي الله عنها‪ ،‬قلت‬
‫يقال هذه غزوة قبرس في خلفة عثمان رضي الله عنه‪ .‬فنالت‬
‫الشهادة وغزت في سبيل الله رضي الله عنها‪.‬‬
‫‪ -3‬الربيع بنت معوذ ‪:‬‬
‫هي الربيع بنت معوذبن عفراء النصارية‪ ،‬من بني النجار‪ … ،‬وقد‬
‫زارها النبي صبيحة عرسها صلة؛ لرحمها‪ ،‬عمرت دهرا وروت‬
‫أحاديث‪ ،‬حدث عنها أبو سلمة بن عبد الرحمن‪ ،‬وسليمان بن‬
‫يسار‪ ،‬وعبادة ابن الوليد بن عبادة‪ ،‬وعمرو بن شعيب‪ ،‬وخالد بن‬
‫ذكوان‪ ،‬وعبد الله بن محمد بن عقيل‪ ،‬وآخرون وأبوها من كبار‬
‫البدريين‪ ،‬قتل أبا جهل‪ ،‬توفيت في خلفة عبد الملك سنة بضع‬
‫وسبعين رضي الله عنها‪ .‬بايعت النبي وهي من الصحابيات‬
‫الجليلت وجاهدت مع المجاهدين‪ ،‬وخطبها إياس بن البكير‬
‫الليثي‪ ،‬ثم خرج هو وأخواه‪ ،‬وبعد بدر تزوجت الربيع من إياس‬
‫فجاء النبي فدخل عليها غداة بنى بها‪ .‬فجملت جويرات لها‬
‫يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائها يوم بدر‪ ،‬شهدت الربيع‬
‫أحدا مع أم عمارة وعائشة رضي الله عنهن‪.‬‬
‫‪ -4‬أم سنان السلمية ‪:‬‬
‫ي ‪ ،‬وروى عنها ابن عباس‪ ،‬وروت‬ ‫صحابية جليلة‪ ،‬روت عن النب ّ‬
‫عنها ابنتها ُثبيتة بنت حنظلة السلمّية‪ .‬كانت من الصحابيات‬
‫المجاهدات‪ ،‬حيث تتصف بالشجاعة والهمة العالية‪ .‬أتت رسو َ‬
‫ل‬
‫ب‬ ‫جه إلى خيبر وقالت له ‪ :‬يا رسول الله‪ُ ،‬اح ّ‬ ‫الله عندما أراد التو ّ‬
‫ُ‬
‫أن أخرج معك‪ ،‬أخرز السقاء ‪ ،‬واداوي الجرحى ‪ ،‬وأنصر‬
‫المجاهدين ‪ ،‬واحفظ لهم أمتعتهم ‪ ،‬وأسقي عطشاهم ‪ .‬فقال‬
‫ي صلى الله عليه وآله وسلم لها ‪ » :‬تعالي معنا وكوني مع ُام‬ ‫النب ّ‬
‫سلمة «‪ ،‬حيث كانت أكثر أوقاتها معه ‪.‬‬
‫‪ -5‬ليلى الغفارية ‪:‬‬
‫وهي صحابية جليلة من فضيلت الصحابيات‪ ،‬كانت تغزو مع‬
‫رسول الله ‪ ،‬قالت كنت أغزو مع النبي فأداوي الجرحى وأقوم‬
‫على المرضى فلما خرج علي إلى البصرة خرجت معه‪ .‬وتوفيت‬
‫سنة ‪ 40‬هـ رضي الله عنها‪.‬‬
‫‪ -6‬كعيبة بنت سعيد السلمية ‪:‬‬
‫من كريمات النساء‪ ،‬وفضيلت الصاحبيات المجاهدات‪ ،‬شهدت‬
‫خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل‬
‫فيما رواه الواقدي‪.‬‬
‫‪ -7‬رفيدة النصارية ‪:‬‬
‫قال عنها ابن حجر ‪ » :‬رفيدة النصارية‪ ،‬أو السلمية‪ ،‬ذكرها ابن‬
‫إسحاق في قصة سعد بن معاذ لما أصابه بالخندق‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫رسول الله اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى‬
‫أعوده من قريب‪ ،‬وكانت امرأة تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها‬
‫على رحمة من كانت به ضيعة من المسلمين«‪ .‬وظلت المرأة‬
‫منذ العهد الول تشارك في الحروب‪ ،‬وتقوم بدورها في حماية‬
‫المة السلمية والدفاع عن الحق والوطان‪ ،‬وقد تطورت‬
‫تطلعات المرأة إلى أن وصل إلى قيادة الجيش المسلم الذي‬
‫يقاتل في سبيل الله‪ ،‬ونذكر من ذلك هذه المرأة التي قادت‬
‫ما‪ .‬قائدة الجيش تركان خاتون ‪:‬‬ ‫شا مسل ً‬‫جي ً‬
‫هي تركان خاتون بنت طغراج الملكة الجللية صاحبة أصبهان‪،‬‬
‫زوجة السلطان ملكشاه‪ ،‬وهي سيدة جليلة من ربات العقل‬
‫والرأي والدين والصلح والنفوذ والسلطان‪ ،‬من نسل أفراسياب‬
‫ملك الفرس‪ ،‬شاركت زوجها في الملك‪ ،‬وبعد وفاته دبرت المور‬
‫فاتخذت المستشارين والوزراء‪ ،‬وقادت الجيوش‪ ،‬وحفظت أموال‬
‫التجار‪ ،‬وأثرت تأثيرا ً عظيما في بلد فارس‪ ،‬فأصحلت كثيرا من‬
‫عادات البلد وأخلق أهلها‪ ،‬فبذلت لهم العطايا والقطاعات‪،‬‬
‫فأحبتها المراء والرعية‪ ،‬وصاهرت الخليفة العباسي المقتدي بأمر‬
‫الله حيث تزوج بابنتها‪ ،‬وماتت رحمها الله سنة ‪ 487‬هـ‪.‬‬
‫ما ذكر قليل من كثير من إسهامات المرأة في الحروب‬
‫والجيوش المسلمة‪ ،‬ولكنه يعد سابقة حضارية على العتراف‬
‫دا لم يحققه‬‫بدور المرأة في كل نواحي الحياة‪ ،‬بل يعد أمًرا فري ً‬
‫الغرب بعد الذي يتغنى بالحريات والديمقراطية‪.‬‬
‫* نساء مفتيات وعالمات‬
‫نبغ في مختلف مراحل التاريخ السلمي اللف من العالمات‬
‫المبّرزات والمتفوقات في أنواع العلوم وفروع المعرفة وحقول‬
‫الثقافة العربية السلمية‪ ،‬وقد ترجم الحافظ ابن حجر في كتابه‬
‫»الصابة في تمييز الصحابة«‪ ،‬لثلث وأربعين وخمسمائة وألف‬
‫امرأة‪ ،‬منهن الفقيهات والمحدثات والديبات‪ .‬وذكر كل من المام‬
‫النووي في كتابه »تهذيب السماء واللغات«‪ ،‬والخطيب البغدادي‬
‫في كتابه »تاريخ بغداد«‪ ،‬والسخاوي في كتابه »الضوء اللمع‬
‫لهل القرن التاسع«‪ ،‬وعمر رضا كحالة في »معجم أعلم‬
‫النساء«‪ ،‬وغيرهم ممن صنف كتب الطبقات والتراجم‪ ،‬تراجم‬
‫مستفيضة لنساء عالمات في الحديث والفقه والتفسير وأديبات‬
‫وشاعرات‪.‬‬
‫ولقد تفوقت المرأة المسلمة على الرجل في جوانب في كثيرة‬
‫في علوم الحضارة السلمية‪ ،‬وخاصة في جانب علم الحديث‬
‫ومعرفة رواته‪ ،‬ويسجل تلك الشهادة أئمة علم الحديث‬
‫والمصطلح‪ ،‬فيقول المام الذهبي ‪» :‬وما علمت في النساء من‬
‫اتهمت ول من تركوها«‪ .‬ويؤكد هذا الحكم على تزكية النساء في‬
‫علم الحديث الحافظ ابن حجر رحمه الله حيث يقول ‪» :‬ل اعلم‬
‫في النساء من اتهمت ول تركت« وكان حرص النساء على طلب‬
‫العلم الشرعي والهتمام به منذ عهد النبي ‪ ،‬فقد روى أبو سعيد‬
‫الخدري‪ ،‬وأبو هريرة رضي الله عنهما أن النساء قلن لرسول الله‬
‫‪ » :‬اجعل لنا يوما كما جعلته للرجال قال فجاء إلى النساء‬
‫فوعظهن وعلمهن «‪ .‬وقد كان عطاء بن رباح رحمه الله يقول‬
‫عن السيدة عائشة رضي الله عنها ‪ » :‬كانت عائشة أفقه الناس‬
‫وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا ً «‪.‬‬
‫وكذلك كل أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم جميعا‪ ،‬وأغلب‬
‫نساء الصحابة أيضا‪ ،‬فتلك العداد الهائلة من النساء اللواتي‬
‫ساهمن في الحركة العلمية في الحضارة السلمية ليس بوسعنا‬
‫أن نستوعبها جميعها في ذلك الكتاب‪ ،‬ويمكن للمستزيد الرجوع‬
‫إلى تلك الكتب‪ ،‬وإنما سوف نذكر نماذج قليلة وتراجم يسيرة‬
‫عليها‪ ،‬من النساء العالمات من بعد عهد الصحابة رضوان ‪.‬‬
‫‪ -1‬نفيسة العلم ‪:‬‬
‫قال الذهبي عنها ‪ :‬السيدة المكرمة‪ ،‬الصالحة‪ ،‬ابنة أمير المؤمنين‬
‫الحسن بن زيد بن السيد‪ ،‬سبط النبي الحسن بن علي رضي الله‬
‫عنهما‪ ،‬العلوية الحسنية‪ ،‬صاحبة المشهد الكبير المعمول بين‬
‫مصر والقاهرة‪ .‬ولي أبوها المدينة للمنصور‪ ،‬ثم عزله وسجنه‬
‫مدة‪ ،‬فلما ولي المهدي أطلقه وأكرمه ورد عليه أمواله‪ ،‬وحج‬
‫معه‪...‬‬
‫وتحولت هي من المدينة إلى مصر مع زوجها الشريف إسحاق بن‬
‫جعفر بن محمد الصادق فيما قيل‪ ،‬توفيت بمصر في شهر‬
‫رمضان سنة ثمان ومئتين‪ ،‬ولم يبلغنا كبير شيء من أخبارها‪...‬‬
‫وقيل كانت من الصالحات العوابد‪ ،‬والدعاء مستجاب عند قبرها‪.‬‬
‫وقد ولدت يوم الربعاء ‪ 11‬ربيع الول سنة ‪145‬هـ بمكة المكرمة‬
‫وبقيت بها حتى بلغت خمسة أعوام‪ ،‬درجت فيها محاطة بالعزة‬
‫والكرامة‪ ،‬حتى صحبها أبوها مع أمها زينب بنت الحسن إلى‬
‫المدينة المنورة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع إلى‬
‫شيوخه‪ ،‬وتتلقى الحديث والفقه من علمائه‪ ،‬حتى حصلت على‬
‫لقب »نفيسة العلم« قبل أن تصل لسن الزواج‪ ،‬ولما وصلته‬
‫دا جميل ً إلى أن‬ ‫رغب فيها شباب آل البيت‪ ،‬فكان أبوها يردهم ر ً‬
‫أتاها "إسحاق المؤتمن" ابن جعفر الصادق رضي الله عنه‪،‬‬
‫وتزوجا في بيت أبيه‪ ،‬وبزواجهما اجتمع نور الحسن والحسين‪،‬‬
‫دا‬
‫وأصبحت السيدة نفيسة كريمة الدارين‪ ،‬وأنجبت لسحاق ول ً‬
‫وبنًتا هما القاسم وأم كلثوم‪ .‬كانت تمضي أكثر وقتها في حرم‬
‫جدها المصطفى ‪ ،‬وكانت زاهدة دون مبالغة‪ ،‬فلم تكن تقاطع‬
‫الحياة‪ ،‬وإنما كان هجرها للدنيا واقًعا على كل ما يعوق عن‬
‫العبادة والتزّود‪ ،‬وكانت الخرة نصب عينيها‪ ،‬حتى أنها حفرت‬
‫دفنت فيه بيديها‪ ،‬وكانت تحفظ القرآن وتفسره‬ ‫قبرها الذي ُ‬
‫ويؤمها الناس ليسمعوا تفسيرها‪ ،‬وكانت تدعو الله قائلة‪» :‬إلهي‬
‫يسر لي زيارة قبر خليلك إبراهيم« فاستجاب الله لها‪ ،‬وزارت‬
‫هي وزوجها »إسحاق المؤتمن« قبر الخليل‪.‬‬
‫ثم رحل إلى مصر في رمضان عام ‪ 193‬هجرية في عهد هارون‬
‫الرشيد‪ ،‬وفي العريش ‪-‬بأقصى شمال مصر الشرقي‪ -‬استقبلها‬
‫أهل مصر بالتكبير والتهليل وخرجت الهوادج والخيول تحوطها‬
‫وزوجها‪ ،‬حتى نزل بدار كبير التجار وقتها »جمال الدين عبد الله‬
‫الجصاص«‪ .‬وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة يوم السبت ‪26‬‬
‫رمضان ‪ 193‬هجرية قبل أن يقدم إليها المام الشافعي بخمس‬
‫سنوات‪ ،‬ونزلت بدار سيدة من المصريين ُتدعى "أم هانئ"‬
‫وكانت داًرا رحيبة‪ ،‬فأخذ يقبل عليها الناس يلتمسون منها العلم‪،‬‬
‫حتى ازدحم وقتها‪ ،‬وكادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات‪،‬‬
‫فخرجت على الناس قائلة‪» :‬إني كنت قد اعتزمت المقام‬
‫عندكم‪ ،‬غير أني امرأة ضعيفة‪ ،‬وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني‬
‫عن أورادي‪ ،‬وجمع زاد معادي‪ ،‬وقد زاد حنيني إلى روضة جدي‬
‫خل‬ ‫المصطفى« ففزع الناس لقولها‪ ،‬وأبوا عليها رحيلها‪ ،‬حتى تد ّ‬
‫الوالي »السري بن الحكم« وقال لها‪» :‬يا ابنة رسول الله إني‬
‫دا‬‫كفيل بإزالة ما تشكين منه« ووهبها داًرا واسعة‪ ،‬ثم حدد موع ً‬
‫‪-‬يومين أسبوعًيا‪ -‬يزورها الناس فيهما طلًبا للعلم والنصيحة‪،‬‬
‫لتتفرغ هي للعبادة بقية السبوع‪ ،‬فرضيت وبقيت‪.‬‬
‫وكان المراء يعرفون قدرها وقدرتها على توجيه عامة الناس‪ ،‬بل‬
‫دفعهم للثورة في الحق إن احتاج المر‪ ،‬حتى أن أحد المراء‬
‫قبض أعوانه على رجل من العامة ليعذبوه فبينما هو سائر معهم‪،‬‬
‫مّر بدار السيدة نفيسة فصاح مستجيًرا بها‪ ،‬فدعت له بالخلص‬
‫قائلة‪» :‬حجب الله عنك أبصار الظالمين« ولما وصل العوان‬
‫بالرجل بين يدي المير‪ ،‬قالوا له‪ :‬إنه مّر بالسيدة نفيسة فاستجار‬
‫بها وسألها الدعاء فدعت له بخلصه‪ ،‬فقال المير‪» :‬أو بلغ من‬
‫ظلمي هذا يا رب‪ ،‬إني تائب إليك واستغفرك؛ وصرف المير‬
‫الرجل‪ ،‬ثم جمع ماله وتصدق ببعضه على الفقراء والمساكين«‪.‬‬
‫ويذكر القرماني في تاريخه ويؤيده في روايته صاحب الغرر‬
‫وصاحب المستطرف ‪-‬وهما من رواة التاريخ الثقات ‪ -‬أن السيدة‬
‫ما‬‫نفيسة ‪-‬رضي الله عنها‪ -‬قادت ثورة الناس على ابن طولون ل ّ‬
‫استغاثوا بها من ظلمه‪ ،‬وكتبت ورقة فلما علمت بمرور موكبه‬
‫خرجت إليه‪ ،‬فلما رآها نزل عن فرسه‪ ،‬فأعطته الرقعة التي‬
‫كتبتها وفيها‪» :‬ملكتم فأسرتم‪ ،‬وقدرتم فقهرتم‪ ،‬وخولتم ففسقتم‪،‬‬
‫وردت إليكم الرزاق فقطعتم‪ ،‬هذا وقد علمتم أن سهام السحار‬
‫نفاذة غير مخطئة ل سّيما من قلوب أوجعتموها‪ ،‬وأكباد‬
‫جوعتموها‪ ،‬وأجساد عريتموها‪ ،‬فمحال أن يموت المظلوم ويبقى‬
‫الظالم‪ ،‬اعملوا ما شئتم فإّنا إلى الله متظلمون‪ ،‬وسيعلم الذين‬
‫ظلموا أيّ منقلب ينقلبون«!‬
‫ما وفد‬ ‫يقول القرماني‪ :‬فعدل من بعدها ابن طولون لوقته!‪ .‬ول ّ‬
‫المام الشافعي ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬إلى مصر‪ ،‬وتوثقت صلته‬
‫بالسيدة نفيسة‪ ،‬واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات‬
‫درسه في مسجد الفسطاط‪ ،‬وفي طريق عودته إلى داره‪ ،‬وكان‬
‫يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان‪ ،‬وكلما ذهب‬
‫إليها سألها الدعاء‪ ،‬حتى إذا مرض كان يرسل إليها من ُيقرئها‬
‫السلم ويقول لها‪" :‬إن ابن عمك الشافعي مريض ويسألك‬
‫الدعاء"‪ .‬وأوصى الشافعي أن تصلي عليه السيدة نفيسة في‬
‫جنازته‪ ،‬فمرت الجنازة بدارها‪ ،‬حين وفاته عام ‪ 204‬هجرية‬
‫وصّلت عليها إنفا ً‬
‫ذا لوصيته‪.‬‬
‫كانت كثيرة البكاء ‪ ،‬تديم قيام الليل وصيام النهار ‪ ،‬ول تأكل إل ّ‬
‫في كل ثلث ليال أكلة واحدة‪ ،‬ول تأكل من غير زوجها شيئًا‪.‬‬
‫جة‪ ،‬وكانت تبكي بكاًء شديدا ً وتتعّلق بأستار الكعبة‬ ‫جت ثلثين ح ّ‬ ‫ح ّ‬
‫وتقول ‪ :‬إلهي وسيدي ومولي مّتعني وفّرحني برضاك عّني ‪.‬‬
‫ت عمتي نفيسة أربعين‬ ‫وج ‪ :‬خدم ُ‬ ‫وقالت زينب بنت يحيى المت ّ‬
‫سنة ‪ ،‬فما رأيتها نامت الليل ول أفطرت بنهار ‪ ،‬فقلت لها ‪ :‬أما‬
‫دامي عقبات ل‬ ‫ترفقين بنفسك ؟ فقالت ‪ :‬كيف أرفق بنفسي وق ّ‬
‫يقطعها الفائزون ‪ .‬ومرضت نفيسة بعد أن قامت بمصر سبع‬
‫سنين ‪ ،‬فكتبت إلى زوجها إسحاق المؤتمن كتابًا‪ ،‬وحفرت قبرها‬
‫بيدها في بيتها‪ ،‬فكانت تنزل فيه وتصّلي كثيرًا‪ ،‬فقرأت فيه مائة‬
‫وتسعين ختمة‪ ،‬وما برحت تنزل فيه وتصّلي كثيرا ً وتقرأ وكثيرا ً‬
‫وتبكي بكاًء عظيمًا‪ ،‬حتى احتضرت سنة ‪208‬هـ وهي صائمة‬
‫فألزموها بالفطار وألحوا وأبرموا‪ ،‬فقالت ‪ :‬واعجبا ً منذ ثلثين‬
‫سنة أسأل الله تعالى ألقه وأنا صائمة أأفطر الن هذا ل يكون ‪،‬‬
‫ما وصلت إلى‬ ‫ثم قرأت سورة النعام وكان الليل قد هدأ ‪ ،‬فل ّ‬
‫قوله تعالى ‪ ) :‬لهم دار السلم عند ربهم وهو وليهم بما كانوا‬
‫يعملون ( غشي عليها ثم شهدت شهادة الحق وُقبضت إلى رحمة‬
‫الله‪.‬‬
‫‪ -2‬كريمة راوية البخاري ‪:‬‬
‫الشيخة ‪ ،‬العالمة ‪ ،‬الفاضلة ‪ ،‬المسندة ‪ ،‬أم الكرام كريمة بنت‬
‫أحمد بن محمد بن حاتم المروزية ‪ ،‬المجاورة بحرم الله ‪ .‬سمعت‬
‫ت من زاهر بن‬ ‫من أبي الهيثم الكشميهني صحيح البخاري‪ ،‬وسمع ْ‬
‫أحمد السرخسي‪ ،‬وعبد الله بن يوسف بن بامويه الصبهاني ‪.‬‬
‫وكانت إذا روت قابلت بأصلها‪ ،‬ولها فهم ومعرفة مع الخير والتعبد‬
‫‪ .‬روت "الصحيح" مرات كثيرة ; مرة بقراءة أبي بكر الخطيب‬
‫في أيام الموسم ‪ ،‬وماتت بكرا لم تتزوج أبدا ‪ .‬حدث عنها ‪:‬‬
‫الخطيب ‪ ،‬وأبو الغنائم النرسي ‪ ،‬وأبو طالب الحسين بن محمد‬
‫الزينبي ‪ ،‬ومحمد بن بركات السعيدي ‪ ،‬وعلي بن الحسين‬
‫الفراء ‪ ،‬وعبد الله بن محمد بن صدقة بن الغزال ‪ ،‬وأبو القاسم‬
‫علي بن إبراهيم النسيب ‪ ،‬وأبو المظفر منصور بن السمعاني ‪،‬‬
‫وآخرون ‪.‬‬
‫قال أبو الغنائم النرسي ‪ :‬أخرجت كريمة إلي النسخة‬
‫"بالصحيح" ‪ ،‬فقعدت بحذائها ‪ ،‬وكتبت سبع أوراق ‪ ،‬وقرأتها ‪،‬‬
‫وكنت أريد أن أعارض وحدي ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ل حتى تعارض معي ‪.‬‬
‫فعارضت معها ‪ .‬قال ‪ :‬وقرأت عليها من حديث زاهر ‪ .‬وقال أبو‬
‫بكر بن منصور السمعاني ‪ :‬سمعت الوالد يذكر كريمة ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬
‫وهل رأى إنسان مثل كريمة ؟ ‪ .‬قال أبو بكر ‪ :‬وسمعت بنت أخي‬
‫كريمة تقول ‪ :‬لم تتزوج كريمة قط ‪ ،‬وكان أبوها من كشميهن ‪،‬‬
‫وأمها من أولد السياري ‪ ،‬وخرج بها أبوها إلى بيت المقدس ‪،‬‬
‫وعاد بها إلى مكة ‪ ،‬وكانت قد بلغت المائة ‪ .‬قال ابن نقطة ‪:‬‬
‫نقلت وفاتها من خط ابن ناصر سنة خمس وستين وأربع مائة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬الصحيح موتها في سنة ثلث وستين ‪ .‬قال هبة الله بن‬
‫الكفاني سنة ثلث حدثني عبد العزيز بن علي الصوفي قال ‪:‬‬
‫سمعت بمكة من مخبر بأن كريمة توفيت في شهور هذه السنة ‪.‬‬
‫وقال أبو جعفر محمد بن علي الهمداني ‪ :‬حججت سنة ثلث‬
‫وستين فنعيت إلينا كريمة في الطريق ‪ ،‬ولم أدركها‪.‬‬
‫‪ -3‬أمة الواحد ‪:‬‬
‫هي ستيتة بنت الحسين بن إسماعيل المحاملي‪ ،‬العالمة الفقهية‬
‫المفتية‪ ،‬تفقهت بأبيها وروت عنه‪ ،‬وحفظت القرآن والفقه‬
‫للشافعي‪ ،‬وأتقنت الفرائض ومسائل العربية وغير ذلك‪ ،‬وكانت‬
‫تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة‪ ،‬وهي والدة القاضي محمد بن‬
‫أحمد بن القاسم المحاملي‪ ،‬توفيت في رضمان سنة ‪ 377‬هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬شهدة البري ‪:‬‬
‫دث أبي نصر أحمد بن الفرج الدينوري‪ ،‬ثم البغدادي‬ ‫بنت المح ّ‬
‫البري الجهة‪ ،‬المعمرة‪ ،‬الكاتبة‪ ،‬مسندة العراق ‪ ،‬فخر النساء‪.‬‬
‫ولدت بعد الثمانين وأربع مائة ‪ .‬وسمعت من ‪ :‬أبي الفوارس‬
‫طراد الزينبي ‪ ،‬وابن طلحة النعالي ‪ ،‬وأبي الحسن بن أيوب ‪،‬‬
‫وأبي الخطاب بن البطر ‪ ،‬وعبد الواحد بن علوان ‪ ،‬وأحمد بن عبد‬
‫القادر اليوسفي ‪ ،‬وثابت بن بندار ‪ ،‬ومنصور بن حيد ‪ ،‬وجعفر‬
‫السراج ‪ ،‬وعدة‪ .‬ولها مشيخة سمعناها‪.‬‬
‫حدث عنها ‪ :‬ابن عساكر‪ ،‬والسمعاني‪ ،‬وابن الجوزي‪ ،‬وعبد الغني‪،‬‬
‫وعبد القادر الرهاوي‪ ،‬وابن الخضر‪ ،‬والشيخ المفق‪ ،‬والشيخ‬
‫العماد‪ ،‬والشهاب بن راجح‪ ،‬والبهاء عبد الرحمن‪ ،‬والناصح‪،‬‬
‫والفخر الربلي‪ ،‬وتاج الدين عبد الله بن حمويه‪ ،‬وأعز بن العليق‪،‬‬
‫وإبراهيم بن الخير‪ ،‬وبهاء الدين بن الجميزي‪ ،‬ومحمد بن المني‪،‬‬
‫وأبو القاسم بن قميرة‪ ،‬وخلق كثير‪ .‬قال ابن الجوزي ‪ :‬قرأت‬
‫عليها ‪ ،‬وكان لها خط حسن ‪ ،‬وتزوجت ببعض وكلء الخليفة ‪،‬‬
‫وخالطت الدور والعلماء ‪ ،‬ولها بر وخير ‪ ،‬وعمرت حتى قاربت‬
‫المائة ‪ ،‬توفيت في رابع عشر المحرم سنة أربع وسبعين وخمس‬
‫مائة وحضرها خلق كثير وعامة العلماء‪ .‬وقال الشيخ الموفق ‪:‬‬
‫انتهى إليها إسناد بغداد‪ ،‬وعمرت حتى ألحقت الصغار بالكبار‪،‬‬
‫وكانت تكتب خطا جدا‪ ،‬لكنه تغير لكبرها‪ .‬ومات معها أحمد بن‬
‫علي بن الناعم الوكيل‪ ،‬وأسعد بن بلدرك بن أبي اللقاء البواب‪،‬‬
‫والمير شهاب الدين سعد بن محمد بن سعد بن صيفي الشاعر‬
‫حْيص ب َْيص‪ ،‬وأبو صالح سعد الله بن نجا بن الوادي الدلل‪ ،‬وأبو‬
‫ال َ‬
‫رشيد عبد الله بن عمر الصبهاني‪ ،‬وأبو نصر عبد الرحيم بن عبد‬
‫الخالق بن يوسف‪ ،‬وعمر بن محمد العليمي‪ ،‬وأبو عبد الله بن‬
‫المجاهد الشبيلي الزاهد‪ ،‬ومحمد بن نسيم العيشوني‪.‬‬
‫‪ -5‬زين العرب بنت عبد الرحمن ‪:‬‬
‫هي زين العرب بنت عبد الرحمن بن عمر بن الحسين المعروفة‬
‫ببنت الخزيراني‪ ،‬محدثة تولت مشيخة رباط بنت السقلطوني‪،‬‬
‫جاورت مكة وتقلدت مشيخة رباط الحرمين في أواخر أيامها‪،‬‬
‫توفيت في أوائل صر ‪ 704‬ولها بضع وسبعون سنة ‪.‬‬
‫‪ -6‬دهماء بنت يحيى ‪:‬‬
‫هي دهماء بنت يحيى بن المرتضى الشريفة‪ ،‬العاملة الفاضلة‪،‬‬
‫أخذت العلم عن أخيها المام المهدي‪ ،‬وبرعت في النحو والصول‬
‫والمنطق والنجوم والرمل والسيمياء والشعر‪ ،‬فألفت شرحا‬
‫للزهار في أربع مجلدات‪ ،‬وشرحا لمنظومة الكوفي في الفقه‬
‫والفرائض‪ ،‬وشرحا لمختصر المنتهى‪ ،‬وأخذ عنها الطلبة بمدينة‬
‫تل‪ ،‬وتوفيت بمدينة تل في ذي القعدة ‪. 837‬‬
‫‪ -7‬فاطمة بنت أحمد ‪:‬‬
‫هي فاطمة بنت أحمد بن يحيى‪ ،‬عالمة فاضلة متفقهة‪ ،‬كانت‬
‫تستنبط الحكام الشرعية وتتباحث مع والدها في مسائل فقهية‬
‫مشهورة بالعلم‪ ،‬ولها مع والدها مراجعات في مسائل كمسألة‬
‫الخضاب بالعصفر‪ ،‬فإنه قال إن فاطمة ترجع إلى نفسها في‬
‫استنباط الحكام وهذه المقالة تدل على أنها كانت مبرزة في‬
‫العلم‪ ،‬فإن المام ل يقول مثل هذه المقالة إل لمن هو حقيق بها‪،‬‬
‫وكان زوجها المام المطهر يرجع إليها فيما يشكل عليه من‬
‫مسائل وإذا ضايقه التلمذة في بحث دخل إليها فتفيده الصواب‪،‬‬
‫فيخرج بذلك إليهم فيقولون ليس هذا منك هو من خلف الحجاب‪،‬‬
‫وماتت قبل والدها رحمهما الله سنة ‪ 840‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬أسماء المهروانّية ‪:‬‬
‫دثة‪ ،‬كاتبة‪ ،‬ذات دين‬ ‫أسماء بنت عبد الله بن محمد المهروانّية مح ّ‬
‫وصلح ‪.‬سمعت على الكمال محمد بن محمد بن نصر بن‬
‫حاس‪ ،‬والشهاب أحمد بن عبد الغالب بن محمد الماكسيني‬ ‫الن ّ‬
‫رواية الباء عن البناء للخطيب ‪ .‬أجازها ستة وعشرون شيخًا؛‬
‫منهم ‪ :‬رسلن الذهني‪ ،‬وأبوبكر بن محمد المّزي‪ ،‬وخّرج لها‬
‫الشهاب بن الليودي في مشيخته‪ ،‬وقرأ عليها السخاوي‪ .‬ماتت‬
‫بدمشق في صفر سنة ‪867‬هـ ‪ ،‬ودفنت بمقبرة باب توما بالقرب‬
‫من تربة الشيخ رسلن‪.‬‬
‫‪ -9‬زاهدة الطاهري ‪:‬‬
‫زاهدة بنت محمد بن عبد الله الطاهري‪ .‬محدّثة‪ ،‬أجازها ابن‬
‫الجميزي‪ ،‬والشاوي‪ ،‬وغيرهما‪ .‬وسمعت من إبراهيم بن خليل‪،‬‬
‫دثت‪ ،‬وخّرج لها المقاتلي مشيخته‪ ،‬وقرأ عليها الواني‪ .‬توفيت‬ ‫وح ّ‬
‫في القرن الثامن للهجرة‪.‬‬
‫‪ -10‬زينب الجرجانية ‪:‬‬
‫زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الجرجاني ‪ ،‬تعرف بابنة‬
‫دثة ‪ ،‬جليلة‪ .‬ولدت‬ ‫الشعرى ‪ ،‬وتدعى حرة ‪ .‬عالمة ‪ ،‬فاضلة ‪ ،‬مح ّ‬
‫بنيسابور سنة ‪ 524‬هـ ‪ ،‬فأدركت جماعة من أعيان العلماء ‪،‬‬
‫فأخذت عنهم الرواية والجازة ‪ .‬سمعت من أبي محمد اسماعيل‬
‫بن أبي القاسم بن أبي بكر النيسابوري القارئ وأبي القاسم‬
‫زاهر ‪ ،‬وأبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازان‬
‫القشيري‪ ،‬وأبي الفتوح عبد الوهاب بن شاه الشاذياضي‪ ،‬وأبي‬
‫البركات محمد بن الفضل الفزاري‪ ،‬وغيرهم‪ .‬أجازها الحافظ أبو‬
‫الحسن عبد الغافر بن اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي‪،‬‬
‫فاظ والعلماء‪ .‬أخبر عنها علي‬ ‫خرقي‪ ،‬وغيره من الح ّ‬ ‫والع ّ‬
‫لمة ال ُ‬
‫المقدسي ‪ ،‬وسمع عنها الحسن بن محمد بن محمد البكري جزءا ً‬
‫فيه أحاديث أبي عمر واسماعيل بن محمد بن أحمد السلمي ‪،‬‬
‫وعثمان بن عبد الرحمن بن الصلح ‪ .‬وسمع عنها جميع الجزء‬
‫الثالث من كتاب الزهد لوكيع بن الجّراح‪ ،‬وكتاب الربعين بروايتها‬
‫ة‪ ،‬والجزء‬ ‫عن فاطمة بنت البغدادي سماعًا‪ ،‬وعن الصاعدين إجاز ً‬
‫العاشر من فوائد الحاكم محمد بن محمد بن أحمد النيسابوري‬
‫بروايتها‪ ،‬وسماعها من أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد‬
‫لول والثاني من حديث علي‬ ‫الشحامي ‪.‬وُقرئ عليها جميع الجزء ا ّ‬
‫بن حرب بالجازة‪ .‬توفيت بنيسابور في جمادى الخر سنة‬
‫‪615‬هـ‪.‬‬
‫* نساء تولين الحسبة )السلطة التنفيذية(‬
‫وردت آثار في تولي المرأة السلطة التنفيذية‪ ،‬أو الشرطة‪ ،‬أو ما‬
‫تسمى في التراث الفقهي السلمي »الحسبة«‪ ،‬وكان ذلك في‬
‫القرن الول‪ ،‬وعلى خلفية هذه الثار أجاز بعض علماء المسلمين‬
‫تولي المرأة هذا المنصب القيادي الحساس في الدولة السلمية‪.‬‬
‫كما ذكر ابن حزم ذلك أيضا مستشهدا بخبر الشفاء فقال ‪» :‬‬
‫مسألة وجائز أن تلي المرأة الحكم وهو قول أبي حنيفة وقد روي‬
‫عمر بن الخطاب أنه ولى الشفاء امرأة من قومه السوق‪ ،‬فإن‬
‫قيل قد قال رسول الله ‪» :‬لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى‬
‫امرأة‪ «.‬قلنا ‪ :‬إنما قال ذلك رسول الله في المر العام الذي هو‬
‫الخلفة‪ .‬برهان ذلك قوله » المرأة راعية على مال زوجها وهي‬
‫مسئولة عن رعيتها «‪ ،‬وقد أجاز المالكيون أن تكون وصية ووكيلة‬
‫ولم يأت نص من منعها أن تلي بعض المور وبالله تعالى التوفيق‬
‫« روى أبو بلج يحيى بن أبي سليم قال ‪» :‬رأيت سمراء بنت‬
‫نهيك وكانت قد أدركت النبي عليها درع غليظ وخمار غليظ بيدها‬
‫سوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر «‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫* المرأة عند غير المسلمين قديما وحديث‬
‫كانت المرأة قبل مجيء السلم مظلومة ومهانة من كل‬
‫الحضارات القديمة سواء حضارات أوروبا القديمة أو الرومان أو‬
‫حضارات الفرس أو العرب قبل السلم‪ ،‬فلم تمر حضارة من‬
‫الحضارات الغابرة ‪ ،‬إل وسقت المرأة ألوان العذاب ‪ ،‬وأصناف‬
‫الظلم والقهر‪ ،‬فعند الغريقيين ‪ :‬هي شجرة مسمومة‪ ،‬وقالوا ‪:‬‬
‫هي رجس من عمل الشيطان‪ ،‬وقال عنها الرومان ‪ :‬ليس لها‬
‫روح ‪ ،‬وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ‪،‬‬
‫وتسحب بالخيول حتى الموت‪ ،‬وعند الصينيين قالوا عنها ‪ :‬مياه‬
‫مؤلمة تغسل السعادة ‪ ،‬وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية ‪،‬‬
‫حق لهله أن يرثوه فيها‪ ،‬وعند الهنود قالوا عنها ‪ :‬ليس‬ ‫وإذا مات ُ‬
‫الموت ‪ ،‬والجحيم ‪ ،‬والسم ‪ ،‬والفاعي ‪ ،‬والنار ‪ ،‬أسوأ من‬
‫المرأة ‪ ،‬بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات‬
‫زوجها ‪ ،‬بل يجب أن تحرق معه‪ ،‬وعند الفرس ‪ :‬أباحوا الزواج من‬
‫المحرمات دون استثناء ‪ ،‬ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته‬
‫بالموت‪ ،‬وعند اليهود ‪ :‬قالوا عنها ‪ :‬لعنة لنها سبب الغواية ‪،‬‬
‫ونجسة في حال حيضها ‪ ،‬ويجوز لبيها بيعها‪.‬‬
‫ولم يكن الحال عند المسيحيين بأفضل مما سبق حيث عقد‬
‫الفرنسيون في عام ‪586‬م مؤتمرا ً للبحث‪ :‬هل تعد المرأة إنسانا ً‬
‫أم غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها‬
‫روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحا ً‬
‫إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرا ً‬
‫قرروا أّنها إنسان ‪ ،‬ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب"‪ .‬وأصدر‬
‫البرلمان النكليزي قرارا ً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا‬
‫يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب )العهد الجديد( أي‬
‫النجيل)المحرف(؛ لّنها تعتبر نجسة‪ ،‬وعند العرب قبل السلم‬
‫وصل الحال إلى وأدها )أي دفنها حية( أو قذفها في بئر بصورة‬
‫تذيب القلوب‪ .‬وقد يقول قائل ‪ :‬إن ما ذكر كان في الماضي‪ ،‬وهو‬
‫الذي دفع من يزعمون المطالبة بحقوق المرأة لهذه الحملت‬
‫المتتابعة غير المفهومة‪ ،‬ولكن العجيب أن تجد المرأة في‬
‫الحضارات الخرى غير السلمية تهان حتى الن وبمقاييس المم‬
‫المتحدة وجمعيات حقوق النسان‪ ،‬فمثًل قضية العنف ضد المرأة‬
‫قا للحصائيات الخاصة بالعنف ضد المرأة‬ ‫وإيذائها البدني وطب ً‬
‫الغربية ـ وقد أشرنا إليها متفرقة في‬
‫البحث ـ حيث عبرت عن النتائج التالية ‪:‬‬
‫* ‪ 79%‬من الرجال في أمريكا يضربون زوجاتهم ضربا ً يؤدي إلى‬
‫عاهة‪.‬‬
‫* ‪ 17%‬منهن تستدعي حالتهن الدخول للعناية المركزة‪....‬والذي‬
‫كتب ذلك هو الدكتور )جون بيريه( استاذ مساعد في مادة علم‬
‫النفس في جامعة )كارولينا(‪.‬‬
‫* حسب تقرير الوكالة المركزية المريكية للفحص والتحقيق ‪FPT‬‬
‫هناك زوجة يضربها زوجها كل ‪ 18‬ثانية في أمريكا‪.‬‬
‫* كتبت صحيفة أمريكية أن امرأة من كل ‪ 10‬نساء يضربها‬
‫زوجها‪ ،‬فعقبت عليها صحيفة ‪ Family Relation‬إن امرأة من كل‬
‫امرأتين يضربها زوجها وتتعرض للظلم والعدوان‪.‬‬
‫* صرح الدكتور »جون كيشلر« أحد علماء النفس المريكيين في‬
‫شيكاغو ‪ :‬أن ‪ %90‬من المريكيات مصابات بالبرود الجنسي وأن‬
‫‪ %40‬من الرجال مصابون بالعقم ‪ ،‬وقال الدكتور إن العلنات‬
‫التي تعتمد على صور الفتيات العارية هي السبب في هبوط‬
‫المستوى الجنسي للشعب المريكي‪.‬‬
‫* أما في فرنسا فهناك مليونين امرأة معرضة للضرب‬
‫سنويًا‪....‬أمينة سر الدولة لحقوق المرأة )ميشيل اندريه( قالت ‪:‬‬
‫حتى الحيوانات تعامل أحيانا ً أفضل من النساء‪ ،‬فلو إن رجل ً‬
‫ضرب كلب في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو لجمعية الرفق‬
‫بالحيوان‪ ،‬لكن لو ضرب رجل زوجته في الشارع فلن يتحرك أحد‬
‫في فرنسا‪.‬‬
‫* ‪ 92%‬من عمليات الضرب تقع في المدن و ‪ %60‬من‬
‫الشكاوى الليلية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس هي‬
‫استغاثة من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن‪.‬‬
‫* في بريطانيا يفيد تقرير ان ‪ %77‬من الزواج يضربون زوجاتهن‬
‫دون أن يكون هناك سبب لذلك‪.‬‬
‫* وفي بريطانيا فإن أكثر من ‪ %50‬من القتيلت كن ضحايا‬
‫الزوج أو الشريك‪ .‬وارتفع العنف في البيت بنسبة ‪ %46‬خلل‬
‫عام واحد إلى نهاية آذار ‪ ،1992‬كما وجد أن ‪ %25‬من النساء‬
‫يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن‪ .‬وتتلقى الشرطة‬
‫البريطانية ‪ 100‬ألف مكالمة سنوًيا لتبلغ شكاوى اعتداء على‬
‫زوجات أو شريكات‪ ،‬ويستفاد من التقرير نفسه أن امرأة ذكرت‬
‫أن زوجها ضربها ثلث سنوات ونصف سنة منذ بداية زواجها‪،‬‬
‫وقالت‪ :‬لو قلت له شيًئا إثر ضربي لعاد ثانية لذا أبقى صامتة‪،‬‬
‫وهو ل يكتفي بنوع واحد من الضرب بل يمارس جميع أنواع‬
‫الضرب من اللطمات واللكمات والركلت والرفسات‪ ،‬وضرب‬
‫الرأس بعرض الحائط ول يبالي إن وقعت ضرباته في مواقع‬
‫حساسة من الجسد‪.‬وأحياًنا قد يصل المر ببعضهم إلى حد إطفاء‬
‫السجائر على جسدها‪ ،‬أو تكبيلها بالسلسل والغلل ثم إغلق‬
‫الباب عليها وتركها على هذه الحال ساعات طويلة‪.‬‬
‫نستخلص من العرض الموجز السابق لكيفية معاملة المرأة عند‬
‫غير المسلمين سواء في الحضارات الغابرة أو في عصرنا‬
‫الحديث حقيقة مهمة وهي أن الغرب أو غيرهم من الحضارات‬
‫بما فيهم من سلوكيات شاذة تنقص من قدر المرأة ـ كما مر ـ ل‬
‫ما لغيره من المجتمعات‪،‬‬ ‫مقي ً‬
‫جا لنا أو حتى ُ‬
‫يصلح أن يكون نموذ ً‬
‫وإنما نتكلم في هذا الموضوع من باب الذب عن قيمنا النبيلة‬
‫وشرعنا الحنيف والله الموفق الهادي لسواء السبيل‪.‬‬
‫******************‬

‫الفهرس العام ‪:‬‬

You might also like