Professional Documents
Culture Documents
ﺑﻘﻠم
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺣﯾﻰ اﻟدﯾن اﻟﻘرﻩ داﻏﻲ
ﻴــﺔ ﺔ،
٢ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
اﻟطﯾﺑ ــﯾن
اﻟﺣﻣ ــدﷲ رب اﻟﻌ ــﺎﻟﻣﯾن واﻟ ــﺻﻼة واﻟ ــﺳﻼم ﻋﻠـ ـﻰ اﻟﻣﺑﻌ ــوث رﺣﻣ ــﺔ ﻟﻠﻌ ــﺎﻟﻣﯾن وﻋﻠ ــﻰ آﻟ ــﻪ ّ
وﺻﺣﺑﻪ اﻟﻐر اﻟﻣﯾﺎﻣﯾن وﻣن ﺗﺑﻌﻬم ﺑﺈﺣﺳﺎن اﻟﻲ ﯾوم اﻟدﯾن.
وﺑﻌد
ﻷى ﻧـ ــﺷﺎط اﻗﺗـ ــﺻﺎدي و ﻟﻠـ ــدوران اﻷﻗﺗـ ــﺻﺎدي ،واﻟﺗﻣوﯾـ ــل ،
ﻓـ ــﺈن اﻟـ ــﺳﯾوﻟﺔ ﻫـ ــﻲ اﻟﻣﺣـ ــرك اﻷﺳﺎﺳـ ــﻰ ّ
واﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر ،ﻓﻬــو ﻗطــب اﻟرﺣــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺣرﻛــﺎت اﻻﻗﺗــﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﻌﻣــود اﻟﻔﻘــري ﻟﻠﻣــﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻗﺗــﺻﺎدﯾﺔ
ﯾﻌد ﻣن أﻫـم اﻟﻣوﺿـوﻋﺎت اﻟﺗـﻲظل اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ُ ّ
واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،وأن ﻣوﺿوع » اﻟﺳﯾوﻟﺔ « ﻓﻰ ّ
أوﻟﻲ ﻟﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻘﺻوى ،ﺣﯾث أدت ﻫـذﻩ اﻷزﻣـﺔ اﻟـﻰ ﻧـﺿوب اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﻣﻣـﺎ
أدى اﻟﻰ إﻓﻼس ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣـﺻﺎرف اﻟﻛﺑـرى واﻟـﺷرﻛﺎت ،وﻟـذﻟك ﺗـﺻﺑﺢ دراﺳـﺔ ﻫـذﻩ اﻟﻘـﺿﯾﺔ ﺑﺎﺑﻌﺎدﻫـﺎ
اﻷﻫﻣﯾﺔ .وﻧﺣن ﻓﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺳـﺔ ﻧﺑـذل ﺟﻬـدﻧﺎ ﻟﻠوﺻـول اﻟـﻰ ّ اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻓﻰ ﻏﺎﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ و ّ
اﻟﺑــداﺋل اﻟﻔﻘﻬﯾــﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ ﻣــن ﺧــﻼل :اﻟﺗﻌرﯾــف ﺑﺎﻟــﺳﯾوﻟﺔ وﻣﻔﻬــوم إدارة اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ،وﻣﻛوﻧــﺎت وﻋﻧﺎﺻــر
اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ،وﻣــدى اﻟﺣﺎﺟــﺔ اﻟ ــﻰ وﺟــود اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﺟﺎﻧــب اﻟطﻠ ــب واﻟﻌــرض ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ اﻟــﻰ ﺑﯾ ــﺎن اﻷدوات
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻹدارة اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،واﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺧـﺎطر واﻟﻌواﺋـد ﻓـﻰ أدوات اﻟـﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾـﺔ،
وﺿواﺑط ﺗداول اﻟﺻﻛوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ وﺳﯾﻠﺔ اﻹدارة اﻟﺳﯾوﻟﺔ.
اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت :
اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ ) (Liquidityﻓﻰ اﻟﻠﻐﺔ واﻻﺻطﻼح :
اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣن )اﻟﺳﯾول( وﻫﻰ ﺟﻣﻊ )اﻟﺳﯾل( وﻫو اﻟﻣﺎء اﻟﻛﺛﯾر اﻟـﺳﺎﺋل ،و اﺿـﯾﻔت اﻟﺗـﺎء اﻟﻣـﺻدرﯾﺔ اﻟـﻰ
)ﺳــﯾول( ﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻣﻌﻧــﻰ اﻟﻣــﺻدرﯾﺔ ،وﻫــذا ﯾــﺳﻣﻰ اﻟﻣــﺻدر اﻻﺻــطﻧﺎﻋﻰ و ﻫــو اﻣرﺳــﺎﺋﻎ ﻓــﻰ اﻟﻠﻐــﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ.١
و ﻓــﻰ اﻻﺻــطﻼح اﻻﻗﺗــﺻﺎدي ﯾﻘــﺻد ﺑﺎﻟــﺳﯾوﻟﺔ :اﻟﻧﻘــود ﻧﻔــﺳﻬﺎ ،وﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻣﻌﻧﺎﻫــﺎ ،أو ﺗــوﻓﯾر اﻟﻧﻘــود
اﻟﻛﺎﻓﯾـﺔ ـ وﻣـﺎ ﻓـﻲ ﺣﻛﻣﻬـﺎ ـ ﻟﻣواﺟﻬـﺔ اﻟﺗزاﻣـﺎت اﻟﻣؤﺳـﺳﺔ وﻣﺗطﻠﺑـﺎت ﺗطوﯾرﻫـﺎ ،وﺑـذﻟك ﯾـﺷﻣل اﻟﺗﻌرﯾـف
اﻟﻧﻘود اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﻟوداﺋﻊ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،واﻟواﺋﻊ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ٢ـ ﻛﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ ﺗﻔﺻﯾﻠﻬﺎـ.
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺳب اﺳﺗﻌﻣﺎﻻﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث ﻗد ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻧﻘود ﻧﻔـﺳﻬﺎ ،وﻗـد
ﯾﻘــﺻد ﺑﻬــﺎ اﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ ﺗــوﻓﯾر اﻟﻧﻘــود ،وﻗــد ﯾطﻠــق ﻓــﻲ اﻷﺳ ـواق اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ) اﻟﺑورﺻــﺔ ( ﻋﻠــﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ
ﺗﺣوﯾل اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﻘود ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻗﺻﯾرة ،وﻫﻛذا. ٣
أﻧواع اﻟﺳﯾوﻟﺔ:
وﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ أﻧواع ﻛﺛﯾرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣن أﻫﻣﻬﺎ :
أ -اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻗــد ﺗﻧــﺳب اﻟــﻰ اﻷﻓـراد ،وﺗــﺳﻣﻰ :ﺳــﯾوﻟﺔ اﻷﻓ ـراد ٕ ،واﻟــﻰ اﻟﻣؤﺳــﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ،ﻓﺗــﺳﻣﻰ :
ﺳــﯾوﻟﺔ اﻟﻣؤﺳــﺳﺔ ،وﻗــد ﺗﻧــﺳب اﻟــﻰ اﻟدوﻟــﺔ وﻣؤﺳــﺳﺎﺗﻬﺎ،وﺣﯾﻧﺋــذ ﺗــﺳﻣﻰ )اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ( أو ) ﺳــﯾوﻟﺔ
اﻟدوﻟــﺔ ( أي ﻗــدرة اﻟدوﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺗــوﻓﯾر اﻟﻧﻘــود ﻟﻠوﻓــﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬــﺎ ﻣــﻊ اﻟــدول اﻻﺧــرى ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﺑ ـدﻓﻊ
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﯾﻬﺎ ﻧﻘداً ،أو ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ،أو اﻟﻣﺣﺎﺻﺔ أواﻟﺗﺳوﯾﺔ.
ب -ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﺗﻘﺳﯾﻣﺎ ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎر اﻷﯾـﺎم واﻟـزﻣن ،ﺣﯾـث ﺗﻘـﺳم ﺑﻬـذﻩ
اﻟﺣﯾﺛﯾﻪ إﻟﻰ :ﺳﯾوﻟﺔ ﺑﺎردة ،وﺳﯾوﻟﺔ داﻓﺋﺔ ،وﺳﯾوﻟﺔ ﺳﺎﺧﻧﺔ :
وﯾﻘــﺻد ﺑﺎﻟـﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺑــﺎردة ) :(COLD MONEYﻣﻘــدار ﻣﺗوﺳــط اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻟ ـ ٢٩٠ﯾوﻣــﺎً ﻓﻣــﺎ ﻓــوق ،
اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋـن ﺳـﯾوﻟﺔ اﻟﻣـﺳﺗﺛﻣرﯾن اﺳـﺗﺛﻣﺎرات طوﯾـل أﺟـل ،ﺣﯾـث ﯾـدﺧل ﻓﯾﻬـﺎ اﻟـﺻﻧﺎدﯾق اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ
ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ،أو اﻟﺑﻧوك ،أو ﻛﺑﺎر ﺻﻧﺎع اﻟﺳوق،وﻫﻲ ﺗظﻬر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن:
اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻷوﻟــﻰ :ﺳــﯾوﻟﺔ ﺑﯾــﻊ ﻣــﻧظم ﻋﻠــﻰ ﻣــدى طوﯾــل ،وﯾﻌﺑــر ﻋﻧﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺗــﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﺗوﺳــط،أو اﻟﻘــوي،أو
اﻻﻧﻬﯾﺎر ﻓﻲ اﻟﺳوق .
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺳﯾوﻟﺔ داﻋﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺷراء ﻣﻧظم ﻋﻠﻰ ﻣدى طوﯾل وذﻟك ﺑﻌـد ﺗـﺻﺣﯾﺢ ﻣﺗوﺳـط او
ﻗوي أو اﻧﻬﯾﺎر اﻟﺳوق.
وأﻣﺎ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ ) ( HOT MONEYﻓﺗﻌﺑر ﻋن ﻣﻘدار ﻣﺗوﺳط اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم أو أﻗل،
أو ﺣﺟم اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣدارة ﺧﻼل ﯾوم واﺣد ،وﻫﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺎت
أﻣـﺎ اﻟـﺳﯾوﻟﺔ اﻟداﻓﺋـﺔ ) :(WORM MONEYﻓﻬـﻲ ﻣﻘـدار ﻣﺗوﺳـط اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﻟﺛﻼﺛـﯾن ﯾوﻣـﺎ اﻟـﻰ ٦٠
ﯾوﻣــﺎ ،وﻫــﻲ ﺳــﯾوﻟﺔ اﻟﻣــﺳﺗﺛﻣرﯾن اﺳــﺗﺛﻣﺎراً ﻗــﺻﯾر اﻷﺟــل،ﺣﯾــث ﯾظﻬــر ﻣــن ﺧــﻼل اﻟــﺻﻌود اﻟﺗــدرﯾﺟﻲ
ﻣﻘــدار وﻣﺗوﺳــطﺎت اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﺧــﻼل ٦٠ﯾوﻣــﺎ أو أﻗــل ١وﻫــذﻩ اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻗــد ﺗﻧﻘــل اﻟــﻰ ﺳــﯾوﻟﺔ ﺳــﺎﺧﻧﺔ ﻓــﻲ
ﺣﺎﻟﺗﯾن:
-١ﺳﯾوﻟﺔ ﺑﯾﻊ ،أو ﺻرف ،ﺣﯾث ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺳﯾط أو ﺟﻧﻲ اﻷرﺑﺎح.
) (1
٦ ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـإدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
-٢ﺳﯾوﻟﺔ ﺷراء ﻣﻧظم،وﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻓﻲ ﻣﻘدار اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ .
ج ـ وﺗﻘﺳم اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎر ﻣﺣﻠﻬـﺎ اﻟـﻰ ﺳـﯾوﻟﺔ ﻋﺎدﯾـﺔ ﻟﻸﻓـراد واﻟـﻰ ﺳـﯾوﻟﺔ اﻟـﺳوق اﻟﺛﺎﻧوﯾـﺔ )اﻟﺑورﺻـﺔ(
اﻟﺗﻲ ﯾرادﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل اﻷﺻول ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﻋن طرﯾق ﺣرﻛﺎت اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء اﻟﻰ ﻧﻘود دون أن
ﺗﺗﺳﺑب ﻫذﻩ اﻟﺣرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻧزوﻻً ،أو أرﺗﻔﺎﻋﺎً ،أو ﺗﺻﺣﯾﺣﺎً.
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ﻋﻠﯾﻪ أﻧﻪ ﻻﯾﻣﻛن ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ أن ﯾﻛون ظﺎﻫراً ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾـﻊ ﻟﻠـﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺑـﺎردة ،
ﻷﻧ ـ ــﻪ ﺑﯾ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ــدى اﻟطوﯾ ـ ــل ،ﻛﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺑق وا ﻧﻣ ـ ــﺎ ﯾظﻬ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ ﺣ ـ ــﺎﻟﺗﻲ اﻟ ـ ــﺳﯾوﻟﺔ اﻟداﻓﺋ ـ ــﺔ ،او
اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ،ﻷﻧﻬﻣﺎ ﺗﻌﺑران ﻋن ﺣرﻛﺎت ﺑﯾﻊ ﻓﻲ زﻣن أﻗل. ١
اﻟﻧــوع اﻷول :اﻟﻧﻘــود ،أي اﻟﻌﻣــﻼت اﻟﻣﺗ ـواﻓرة ﻟــدى اﻟــﺷﺧص) اﻟطﺑﯾﻌــﻲ ،أو اﻻﻋﺗﺑــﺎري ( واﻟوداﺋــﻊ
اﻟﺟﺎرﯾ ــﺔ)اﻟﺣ ــﺳﺎب اﻟﺟ ــﺎري( ﻟ ــدى اﻟﺑﻧ ــوك ،وﻫ ــﻲ ﻧﻘ ــود ﻋﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟﺟ ــودة ﯾرﻣ ــز اﻟﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻋﻠ ــم اﻷﻗﺗ ــﺻﺎد
ب). (M1
اﻟﻧــوع اﻟﺛــﺎﻧﻲ :اﻟوداﺋــﻊ اﻵﺟﻠــﺔ ﻟــدى اﻟﺟﻬــﺎز اﻟﻣــﺻرﻓﻲ ،ووداﺋــﻊ ﺻــﻧدوق اﻟﺗــوﻓﯾر،واﻟــﺷﯾﻛﺎت اﻟــﺳﯾﺎﺣﯾﺔ
وﯾﻌرف ﻫذا ﺑﺎﻟرﻣز ) (M2اﻟذي ﯾﺷﻣل أﯾﺿﺎ ﻣﺣﺗوي ). (M1
اﻟﻧـوع اﻟﺛﺎﻟـث :اﻟوداﺋـﻊ اﻟﺣﻛوﻣﯾــﺔ ﻟـدى اﻟﺟﻬـﺎز اﻟﻣـﺻرﻓﻲ ،وﯾرﻣــز ﻫـذا اﻟﻘـﺳم ب) (M3وﻫـو ﯾــﺷﻣل :
ﻣﺣﺗوى ) (M2أﯾﺿﺎً وﻫذا اﻟﻘﺳم ﯾﻣﺛل إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ.٢
: ) . (1
)(٢٠٠/٢ )(٤٣٦/١٠ )(٣٥٥/٣ )(٣٥٤٢/٧ : ) (2
)(٣٣/٥
)(١٤/٥ )(٤٧٣/٦ )(٣٥١/٣ ٢٨٠ )(٣٥٣١/٧ ) (3
٨ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
.٣زﻛــﺎة اﻟﻧﻘــود وﻋــروض اﻟﺗﺟــﺎرة وأﺳــﻬم اﻟــﺷرﻛﺎت ،ﺣﯾــث ﯾﺟــب أن ﺗﻛــون زﻛﺎﺗﻬــﺎ ﺑــدﻓﻊ
اﻟﻧﻘود ـ ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ـ وﻛذﻟك اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺳن وﺳن أﺧرى ﻓﻲ زﻛـﺎة اﻟﻣواﺷـﻲ ﻛﻣـﺎ ﻫـو
اﻟﺣﺎل ﻓﻲ زﻛﺎة اﻹﺑل ،ﺣﯾث ﯾدﻓﻊ اﻟﻔرق ﺑﺎﻟﻧﻘد. ١
.٤ﻋﻧــد ﺗــﺻﻔﯾﺔ اﻟــﺷرﻛﺎت ،ﺣﯾــث إن اﻷﺻــل ﻓــﻲ ذﻟــك أن ﺗــﺗم ذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﺣوﯾــل
ﺟﻣﯾﻊ ﻣوﺟوداﺗﻬﺎ إل ﻧﻘود .
رد اﻟﻘروض اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗرد ﺑﺎﻟﻧﻘد .
ّ .٥
رد اﻟدﯾون واﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾﻧﯾﯾ ن ﺳواء ﻓﻲ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻹﻓـﻼس أم ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ
ّ .٦
ـرد اﻟــدﯾون ،ﻛــل ذﻟــك ﯾــﺗم ﻣــن ﺧــﻼل
ﻗﯾــﺎم اﻟﻘــﺿﺎء ﺑﺑﯾــﻊ اﻟﻣرﻫــون أو ﺑﯾــﻊ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛــﺎت ﻟـ ّ
ﺗﺳﯾﯾل اﻟﻣوﺟودات إﻟﻰ ﻧﻘود ﺣﺗﻰ ﯾﺗم أداء اﻟدﯾون واﻟﺣﻘوق إﻟﻰ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ .
ب -وأﻣﺎ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ :أي ﻗدرة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻧﻘود ،ﻓﺗﺗﺣﻘق ﺑﺻورة ﻣﺟﻣﻠـﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻧﺿﯾض ،أي ﺗﺣوﯾل اﻷﺻول واﻟﻣوﺟودات اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﻘود ﺣﻘﯾﻘﺔ أو ﺣﻛﻣﺎً . ٢
واﻟذي ﯾظﻬر ﻟﻲ رﺟﺣﺎﻧﻪ ﻫو ان اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎرف اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ أﺧص ﻣـن اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑﻧـوك
اﻟﻧﻘدﯾﺔ وذﻟك ﻻن اﻟوداﺋﻊ ﻣﺎ ﻋدا اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻗروض ﻣﻊ ﻓواﺋد ﻓـﻲ ﺣـﯾن
أﻧﻬﺎ أﻣوال ﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓـﺈن ﺗـﺳﯾﯾﻠﻬﺎ ﯾﺣﺗـﺎج
اﻟ ـ ــﻰ ﺗﻧ ـ ــﺿﯾض ﺣﻘﯾﻘ ـ ــﻲ ﺑﺎﻟﺗ ـ ــﺻﻔﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﺗﻧ ـ ــﺿﯾض اﻟﺣﻛﻣ ـ ــﻲ وﻣ ـ ــن ﻫﻧ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﺎن اﻟﻣ ـ ــﺻرف اﻟﻣـ ـ ـودع
ﻋﻧدﻩ)اﻟﻣﺿﺎرب( ﻟﯾس ﻣﻠزﻣﺎً ﺑرد اﻻﻣوال اﻻ ﺣﺳب اﻟﻌﻘد وﺑﻌد اﻟﺗﻧﺿﯾض وﻟﻛن اﻟﻌرف اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻗـد
ﺟرى ﺑﺎن اﻟﻣﺻﺎرف اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟن ﺗﺗﺎﺧر ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻋﻧد اﻟطﻠب ﻏﯾر أن ذﻟك اﻟﺣـق ﺛﺎﺑـت ﻟﻬـﺎ ﺷـرﻋﺎً
وﻗﺎﻧوﻧــﺎً ﺣــﺳب اﻟﻌﻘــد وﻟــذﻟك ﻓــﺎن اﻟوداﺋ ـﻊ اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺻﺎرف اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻻﺗــدﺧل ﻓــﻲ اﻟ ـﺳﯾوﻟﺔ
ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﻟﻔﻌل وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻋرﻓﺎً وﻗوةً وواﻗﻌﺎً.
وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻓــﺎن اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻻﻗﺗــﺻﺎد اﻻﺳــﻼﻣﻲ ﻫــﻲ ﺗواﻓراﻟﻧﻘــود اﻟﻛﺎﻓﯾــﺔ ﻟﻣواﺟﻬــﺔ اﻻﻟﺗزاﻣــﺎت
اﻟﺣﺎﻟﺔ واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺳﯾر اﻟﻌﻣل ﻣـن اﻟﻌﻣـﻼت اﻟﻣوﺟـودة ﻓـﻲ اﻟﺧزﻧـﺔ أو ﻓـﻲ اﻟﺣـﺳﺎب اﻟﺟـﺎري
ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﻧﻪ أﻣﺎﻧﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك او ﻗرض ﺣـﺎل ﯾﺟـب ردﻩ ﻋﻧـد اﻟطﻠـب ، ،وﻛـذﻟك اﻟﻘـروض اﻟﺣﺎﻟـﺔ
،أو اﻟﻘــروض ﻣطﻠﻘـ ًـﺎ ﻋﻧــد ﺟﻣﻬــور اﻟﻔﻘﻬــﺎء ، ١وﺗﻠﺣــق ﺑــﻪ اﻟــدﯾون اﻟﻧﺎﺗﺟــﺔ ﻋــن اﻟﻌﻘــود اﻵﺟﻠــﺔ ،وأﻣــﺎ
اﻟوداﺋــﻊ اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﺑﻧــوك اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ واﻟــدﯾون اﻟﻣرﺟــوة اﻟﻣؤﺟﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻵﺧ ـرﯾن )اﻟذﻣــﺔ اﻟﻣدﯾﻧــﺔ(
ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﻣـﺎ ذﻛرﻧـﺎﻩ ﺑـﺷﺄن اﻟوداﺋـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺑﻧـوك اﻻﺳـﻼﻣﯾﺔ ﺣﯾـث إﻧﻬـﺎ اﺳـﺗﺛﻣﺎرات وﻟﯾـﺳت
ﻗروﺿﺎً وﻻ أﻣﺎﻧﺎت.
) (1
(٩١ : () ):
.
١٠ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
وﺗــﺄﺗﻲ ﺑﻌــدﻫﺎ ﻓــﻲ ﻧظــري اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣدرﺟـﺔ ﻓــﻲ اﻟﺑورﺻــﺔ ﻣــن اﻻﺳــﻬم واﻟــﺻﻛوك اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ
)او اﻟ ــﺳﻧدات ﻓ ــﻲ اﻻﻗﺗ ــﺻﺎد اﻟﺗﻘﻠﯾ ــدي( وﻣ ــن ﻫﻧ ــﺎ ﻓ ــﺎن اﻟ ــﺳﯾوﻟﺔ ﻓ ــﻲ اﻻﻗﺗ ــﺻﺎد اﻻﺳ ــﻼﻣﻲ ﻟﻬ ــﺎ ﺛ ــﻼث
درﺟﺎت:
اﻟدرﺟــﺔ اﻻوﻟــﻰ :ا ﻟﻌﻣــﻼت اﻟﻣوﺟــودة ﻓــﻲ اﻟﺧزﻧــﺔ واﻟﺣــﺳﺎب اﻟﺟــﺎري وﻫــﻲ اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرﺟوة.
ّ واﻟﻔﻌل ،وﯾﻠﺣق ﺑﻬﺎ اﻟﻘروض اﻟﺣﺳﻧﺔ ﻟدى اﻵﺧرﯾن ﻋﻧد ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ،واﻟدﯾون
اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟوداﺋﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ )اﻟﺗوﻓﯾر ،واﻟوداﺋﻊ :ﻗﺻﯾر اﻷﺟل ،وﻣﺗوﺳط اﻷﺟـل ،وطوﯾـل
اﻷﺟــل( اﻟﺗــﻲ ﺣــل أﺟﻠﻬــﺎ ،ﻓﻬــذ ﻓــﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ ﺗ ـدﺧل ﻓــﻲ اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﺣﻛﻣــﺎً أو أﻧﻬــﺎ ﻣــن اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠــﺔ
ﻟﻠﺗﺳﯾﯾل ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻣن أﻧﻬﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻗروﺿـﺎً ﻣـﺿﻣوﻧﺔ ﺑﻔواﺋـد
ﻛﻣ ــﺎ ﻫ ــو اﻟﺣ ــﺎل ﻟﻠوداﺋ ــﻊ ﺑ ــﺎﻟﺑﻧوك اﻟرﺑوﯾ ــﺔ ﻓﻬ ــذﻩ اﻟوداﺋ ــﻊ ﻟ ــدي اﻟﺑ ﻧ ــوك اﻹﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠ ــف اﯾ ــﺿﺎً ﻋ ــن
اﻻﺳ ــﺗﺛﻣﺎرات ﻟ ــدى اﻷﻓـ ـراد ،وﻟوﻛﺎﻧ ــت ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟﻣ ــﺿﺎرﺑﺔ ﺣﯾ ــث ﻻ ﺗ ــدﺧل اﻷﺧﯾـ ـرة ﻓ ــﻰ اﻟ ــﺳﯾوﻟﺔ
ﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾل ﻟدي اﻷﻓراد واﻣﺎ ﻟدي اﻟﺑﻧوك اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﺎن اﻟﻌرف ﺟﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺗزاﻣﻬـﺎ ﺑﺎﻟﺗـﺳﻬﯾل ﻣـﺎ
دام اﻟوﻗت ﻗد ﺣل ،اﻣﺎ اذا ﻟم ﯾﺣل أﺟﻠﻬﺎ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ.
اﻟدرﺟـﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛــﺔ :ﻫـﻰ اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻣـن اﻷﺳــﻬم واﻟـﺻﻛوك )واﻟــﺳﻧدات اﻟﻣـﺷروﻋﺔ ( ﺑــﺷرط أن ﺗﻛــون
ﻣدرﺟـﺔ ﻓــﻰ اﻟﺑورﺻــﺔ ،ﺣ ﯾــث إﻧﻬﺎﯾــﺳﻬل ﺗــﺳﯾﯾﻠﻬﺎ و ﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻰ ﻓﻬــﻲ ﺗــدﺧل ﺿــﻣن اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠــﺔ ﻟﻠﺗــﺳﯾﯾل
ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﯾﺳر ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف .
اﻟدرﺟـ ـﺔ اﻟراﺑﻌ ــﺔ :ﻫ ــﻲ ﻛ ــل اﻷﺻ ــول اﻟﻘﺎﺑﻠﯾ ــﺔ ﻟﻠﺗ ــﺳﯾﯾل ﺑ ــﺳﻬوﻟﺔ ،واﻟﻘ ــرض اﻟﻣؤﺟ ــل ﻋﻧ ــد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾ ــﺔ ،
واﻟدﯾون اﻟﻣرﺟوة اﻟﻣؤﺟﻠﺔ .
وﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ﻓﺎن اﻟﺳﯾوﻟﺔ أﻣر ﻧﺳﺑﻲ ﻓﺎذا اﺷﺗرطﻧﺎ أن ﺗﻛون اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣﺗﺣﻘﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل ،ﻓﻼ ﺗـﺷﻣل
إﻻ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗواﻓرة ﻟدى اﻟﺷﺧص ،أو ﻓﻰ اﻟﺣـﺳﺎب اﻟﺟـﺎرى،او ﻓـﻰ اﻟﺣـﺳﺎب اﻟـذى ﯾﻣﻛـن اﻟـﺳﺣب ﻣﻧـﻪ
ﻋﻣﻣﻧﺎ اﻟﻣراد ﺑﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ ﺣﻛﻣﺎً وﺑﺎﻟﻘوة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون ﻟﻬﺎ اﻟدرﺟﺎت
ﻣﺑﺎﺷرة ،أ ّﻣﺎ إذا ّ
اﻟﺛﻼث اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺑل ﺗﺷﻣل ﻛل اﻷﺻول اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾل.
ـرد ،أﻣــﺎ ﺳــﯾوﻟﺔ اﻟﺟﻬــﺎز اﻟﻣــﺻرﻓﻲ ﻓﯾﻘــﺻد ﺑﻬــﺎ اﻟﻔــرق ﺑــﯾن اﻟﻣـوارد
ﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻟــدى اﻷﻓـ ا
اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻪ واﻷﻣـوال اﻟﻣـﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓـﻲ ﻣﺧﺗﻠـف أﻧـواع اﻟﻣوﺟـودات ﺿـﻣن اﻟﺗـوازن اﻟـذي ﺗﻔرﺿـﻪ اﻷﻣـوال
اﻟﻣـﺻرﻓﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌــﺎرف ﻋﻠﯾﻬــﺎ وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن وﻓـرة اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﺗﻌﻧــﻲ وﺟــود ﻓــﺎﺋض ﻓــﻲ اﻷﻣـوال اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ ﻋــن
١١ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
ﻗدرة اﻟﻣﺻرف ﻋﻠﻰ اﻻﻗراض وﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺳﺗﺛﻣر ﻫـذا اﻟﻔـﺎﺋض ﻓـﻲ اﻷﺻـول اﻟـﺳﺎﺋﻠﺔ ﻣﺛـل اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ
أو ﻋﻠــﻰ ﺷــﻛل أرﺻــدة ﻟــدى اﻟﻣــﺻﺎرف أو ﺣﺗــﻰ أرﺻــدة ﻋﺎطﻠــﺔ ﻟــدى اﻟﺑﻧــك اﻟﻣرﻛــزي وﻫ ـذا ﯾﻌﻧــﻲ ان
اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ إﻧﻣﺎ ﺗﺗﺣق ﻟﻪ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اذا ﻛﺎﻧت ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻷﻣوال ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ وﻣ ﺗطﻠﯾﺑــﺎت اﻟﻌﻣــﻼء ﻏﯾــر اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﺑﺄﺳ ـﻌﺎر ﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻷوﻗــﺎت وﺑــذﻟك ﯾﻣﻛــن أن
ﯾﻧظراﻟﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن اﻵﺗﯾﯾن:
اﻟﻛﻣﻲ ) : (Stock Conceptوﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻛﻣﯾﺔ اﻷﺻول اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ اﻟﻰ ﻧﻘـد ﻓـﻰ وﻗـت
اﻟﻣﻔﻬوم ّ
ّﻣﺎ.
اﻟﺗدﻓﻘﻲ ) : (Flow Conceptوﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺟودات اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل اﻟﺳرﯾﻊ اﻟﻰ ﻧﻘـد
اﻟﻣﻔﻬوم ّ
ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ اﻟــﻰ ﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن اﻟﺣــﺻول ﻋﻠﯾــﻪ ﻣــن ﺗــﺳدﯾد اﻟﻌﻣــﻼء ﻹﻟﺗزاﻣــﺎﺗﻬم ،و ﻣــن اﻟوداﺋــﻊ واﻷﻣ ـوال
اﻟﻣﺷﺗراة.١
أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ:
ﻣﻣـﺎ ﻻ ﯾﺧﻔـﻰ أن ﻟﻠـﺳﯾوﻟﺔ أﻫﻣﯾـﺔ ﻗـﺻوى ﻋﻠـﻰ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻣـﺳﺗوﯾﺎت ﻓﺑﻬـﺎ ﺗﺗﺣﻘـق ﻣﻌظـم ﻣﺗطﻠﺑـﺎت اﻟﺣﯾـﺎة
ﺑﻌــدﻣﺎ ﺿــﻌﻔت ﻓﻛ ـرة اﻟﻣﻘﺎﯾــﺿﺔ ﻓــﻰ اﻟﻌــﺻور اﻻﺧﯾ ـرة ،و ﺑﻬــﺎ ﯾــﺗم اﻟوﻓــﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣــﺎت ،و ﺑﻬــﺎ ﺗــﺗم
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗطوﯾر ،واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ،واﻟﻣﺷروﻋﺎت ،وﻏﯾر ذﻟك.
ﻓﺎﻟدوﻟ ــﺔ ﺗﺣﺗ ــﺎج اﻟ ــﻰ ا ﻟ ــﺳﯾوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾ ــق اﻟﺗﻧﻣﯾ ــﺔ اﻟ ــﺷﺎﻣﻠﺔ ٕواﻗﺎﻣ ــﺔ اﻟﻣ ــﺷروﻋﺎت اﻟ ــﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳ ــطﺔ،
واﻟﻛﺑﯾـرة ،وﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺗﻛﺎﻓــل اﻟﻼﺟﺗﻣــﺎﻋﻰ ،واﻟﺗطــوﯾر ،إﺿــﺎﻓﺔ اﻟــﻰ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬـﺎ اﻟداﺧﻠﯾــﺔ واﻟﺟﺎرﺟﯾــﺔ
واﻟدوﻟﯾﺔ.
وأﻣ ــﺎ اﻟﻣ ــﺻﺎرف ﻓﺗ ــﺿﻬر ﺣﺎﺟﺎﺗﻬ ــﺎ اﻟ ــﻰ اﻟ ــﺳﯾوﻟﺔ اﻟداﺋﻣ ــﺔ ﺑ ــﺷﻛل أﻛﺑ ــر ﻧظـ ـراً ﻟ ــدورﻫﺎ ،وﺣﻔﺎظـ ـﺎً ﻋﻠ ــﻰ
ﺳــﻣﻌ ﺗﻬﺎ اﻟﺗــﻰ إذا إﻫﺗــزت ﻗــد ﺗــؤدى اﻟــﻰ اﻧﻬﯾﺎرﻫــﺎ ٕواﻓﻼﺳــﻬﺎ ،ﻟــذﻟك ﻓﻬــﻲ ﺑﺣﺎﺟــﺔ اﻟــﻰ اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻟﻣواﺟﻬ ـﺔ
اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻋﻣﻼﺋﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﻣوال ﻣن ﺧﻼل ﺳﺣب وداﺋﻌﻬم ﻧﻘداً ﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬم واﺟﺑﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺗﯾﺔ:
ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوداﺋﻊ ﺗﺣت اﻟطﻠب )اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎرى(.
وﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﺣب ﻣن ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺗوﻓﯾر.
) (1
١٢ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
ﺣﺎﻟــﺔ ﺧطﺎﺑــﺎت اﻟــﺿﻣﺎن اﻟﺗــﻰ أﺻــدرﻫﺎ اﻟﻣــﺻرف واﻟﺗــﻰ ﺣــﺎن ﻣوﻋــد ﺗــﺳﯾﯾﻠﻬﺎ ،ﺣﯾــث ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ
اﻟﻣﺻرف اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ،وﺗوﻓﯾر اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻣﺿﻣون ﻟﻬﺎ.
ﺣﺎﻟﺔ اﻻ ﻋﺗﻣﺎدات اﻟﻣﺳﺗﻧدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻠـف ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻣـﺻرف اﻟﺑﻧـك اﻟﻣراﺳـل ﺑﺎﻟـدﻓﻊ ،ﺣﯾـث ﯾﺟـب ﻋﻠﯾـﻪ
ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺣﺳب ﺑﻧود اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.
ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺳﺣب اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻋن طرﯾق ﺑطﺎﻗﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎن ،واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻟﺷراء اﻟﺳﻠﻊ،
أو اﻟﺧدﻣﺎت ﺣﯾث إن اﻟﻣﺻرف اﻟﻣﺻدر ﻟﻬﺎ ﺿﺎﻣن ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ.
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﺗزاﻣﺎت أﺧرى ﻟﻠﻣﺻرف اﻣﺎم اﻟﻣﺻﺎرف ،أو اﻟدول اﻷﺧرى أى اﻟﺗزام ﻛﺎن .
ﻓﺎﻟﻣـﺻرف إذا اﺳــﺗطﺎع ﺗــوﻓﯾر ﻫــذﻩ اﻟـﺳﯾوﻟﺔ اﻣــﺎم ﻛــل اﻟﺗـزام ـ ﻣﻬﻣــﺎ ﻛــﺎن ـ ﻓــﻲ وﻗﺗــﻪ اﻟﻣﺣــدد ﻓﺈﻧــﻪ
ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻵﺗﯾﺔ:
) (١إﻧــﻪ ﯾظﻬــر ﺑــﺷﻛل ﺟﯾــد ،وﺑﻣظﻬــر ﻻﺋـق ،وﺑﻣظﻬـر اﻟﻣــؤﺗﻣن اﻟﻘــوي اﻟﻘــﺎدر ﻋﻠــﻰ اﻟــدﻓﻊ ،وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ
ﯾﻛﺗــﺳب ﺛﻘــﺔ اﻟﺟﻣﻬــور ،ﺣﯾــث ﺗﻌﺗﺑـر اﻟﺛﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻣــﺻرف أﻫــم ﻋﻧــﺻر ﻟﻧﺟﺎﺣــﻪ واﻟﺗﻔــﺎف اﻟﺟﻣــﺎﻫﯾر
ﺣوﻟﻪ ،وأﻫم داﻓﻊ ﻟزﯾﺎدة اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ واﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﻪ.
) (٢إﻧ ــﻪ ﯾﻌط ــﻰ ﻗ ــوة ﻟﻠﻣ ــﺻرف وﯾﻌ ــد ﻣؤﺷـ ـراً إﯾﺟﺎﺑﯾ ــﺎً ﻟﻠ ــﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ،وﻫﯾﺋ ــﺎت اﻟﺗ ــﺻﻧﯾف اﻟ ــدوﻟﻰ،
وﻣؤﺳﺳﺎﺗﻪ ،وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺟودة )آﯾزو( ﺣﯾث ﯾﻣﻧﺣوﻧﻪ درﺟﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻﻧﯾف واﻟﺟودة.
) (٣إن ﺗـواﻓر اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﯾﺟﻧــب اﻟﻣــﺻرف ﻋــن اﻟﺑﯾــﻊ اﻟﺟﺑــري ﻟــﺑﻌض اﻷﺻــول اﻟــذى ﺗﺗرﺗــب
ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﺧﺳﺎﺋر ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻋدم ﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﻧﺷود ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ.
) (٤إﻧﻪ ﯾوﻓر ﻟﻠﻣﺻرف ﻋدم اﻟﻠﺟوء اﻟﻰ اﻻﻗﺗراض أو اﻟﺗﻣوﯾل ،ﺑﻛﻠﻔﺔ أﻋﻠﻰ ،ﻋﻧد ﺣﻠول اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ.
) (٥وأﺧﯾـراً ﻓــﺈن ﺗـواﻓر اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ ﯾﺟﻧــب اﻟﻣـﺻرف اﻟﻠﺟــوء إﻟـﻰ اﻗﺗـراض ﻣـن اﻟﺑﻧــك اﻟﻣرﻛــزى،
وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن ﺳﻠﺑﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﻓﻘﻬﯾﺔ.١.....
إن ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ ﺳﻠﺑﯾﺎت أﯾﺿﺎ إذا ﻟم ﺗﻛـن ﻫﻧـﺎك ﺣﺎﺟـﺔ إﻟﯾﻬـﺎ ،ﻣﺛـل ﻋـدم اﻟﻘـدرة ﻋﻠـﻰ اﺳـﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎر
أﺻﻼ او اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎراً ﻏﯾر ﻣـرﺑﺢ اﻟـرﺑﺢ
ً اﻟﻣطﻠوب ،ﺣﯾث ﯾﺿطر اﻟﻣﺻرف إﻣﺎ ﻟﻌدم اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ
اﻟﻣﻧﺷود و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ ﺗظﻬر اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻏﯾر ﻣرض. ١
وﻓﻲ ﻫذة اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾظﻬر اﻟﺑﻧك ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟـﺔ ﻏﯾـر ﻣرﺿـﯾﺔ أﻣـﺎم اﻟﺑﻧـك اﻟﻣرﻛـزى ،و ﻫﯾﺋـﺎت اﻟﺗـﺻﻧﯾف،
اﻟﻌﻣﻼء ،وﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺗـﺄﺛر اﻟﺑﻧـك ﺗـﺄﺛراً ﺳـﻠﺑﯾﺎً ،ﻷن اﻟﻣـودﻋﯾن اﻟﻣـﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻣـﻊ اﻟﻣـﺻرف إذا ﻟـم ﯾﻌـط ﻟﻬـم
اﻷرﺑـﺎح اﻟﺗﻧﺎﻓـﺳ ﯾﺔ ﻓـﺈﻧﻬم ﯾﺗرﻛوﻧـﻪ ،وﯾﺗﺟﻬــون إﻟـﻰ اﻟﻣـﺻﺎرف اﻷﺧـرى ،وﻻﺳــﯾﻣﺎ ﻓـﻲ ظـل وﺟـود ﻣﻧﺎﻓــﺳﺔ
ﻗوﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠـﻰ وداﺋـﻊ واﻻﺳـﺗﺛﻣﺎرات ،إﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﺗـﺄﺛر اﻟﻣـﺻرف ﺑـذﻟك ﻣـن ﺣﯾـث اﻟﺗـﺻﻧﯾف و
اﻟﺟودة و ﻏﯾر ذﻟك.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن إدارة اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺑرى ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﻣطﻠوب ،وﻫذا
ﻣﺎ ﺳﻧﺗﺣدث ﻋﻧﻪ ﺑﺈذن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
) (1
) (2
١٤ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
)أ( أزﻣــﺎت ﻣــﺳﺗدﯾﻣﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ ،أو اﻟﻣؤﺳــﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ،ﻓﻬــذﻩ ﺗﺣــدث ﻋﻧ ـد اﻷزﻣــﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ أو
ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗــدﺧل ﻓــﻲ ﻣــﺷروﻋﺎت ﺗﻛــون أﻛﺑــر ﻣــن ﻗــدرﺗﻬﺎ اﻻﺳ ـﺗﯾﻌﺎﯾﯾﺔ أو ﺗ ـﺳﺗدﯾن أﻛﺛــر ﻣــن ﻗــدرﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟوﻓﺎء وﻫﻛذا. .....
ﻫذا اﻟﻧوع أﯾﺿﺎً ﻋﻠﻰ درﺟـﺎت ﺗﺑـدأ ﺑﺄزﻣـﺔ اﻟـﺳﯾوﻟﺔ اﻷﻛﺛـر ﻣـن ﻋـﺎم ،وﻗـد ﺗرﺗﻔـﻊ ﻛﻠﻣـﺎ طـﺎل أﺟﻠﻬـﺎ
ﺣﯾث ﺗﺷﻣل أزﻣﺎت اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل وازﻣﺎت ﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل أو طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل.
)ب( أزﻣــﺎت ﻣؤﻗﺗــﺔ ﺑ ـﺳﺑب ﺳﯾﺎﺳــﺎت اﻗﺗــﺻﺎدﯾﺔ ﻏﯾــر ﻣﻼﺋﻣــﺔ أو ﻧﺣــو ذﻟــك .وﻣــن اﻟﺑــدﯾﻬﻲ أن اﻟﺣﺎﻟــﺔ
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺳوق أو اﻟدوﻟﺔ ،إﻧﻣﺎ ﺗﺗﺣﻘق اذا ﻛﺎن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،أو اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻘـ ــوﻣﻲ ﻣﻌـ ــﺎدﻻً ﻟﻠـ ــﺳﻠﻊ واﻟﺧـ ــدﻣﺎت ،اي أن إﺟﻣـ ــﺎﻟﻲ اﻟـ ــﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾـ ــﺔ ﯾﻌـ ــﺎدل اﻟﻧـ ــﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠـ ــﻲ
اﻻﺟﻣﺎﻟﻲ ﺣﺗﻰ ﻻﯾﻛون ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻗـوي ﺷـراﺋﯾﺔ أو ﻧﻘـود ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﻬـﺎ ﺳـﻠﻊ ،ﻷن ذﻟـك ﯾـؤدي اﻟـﻰ
زﯾ ــﺎدة اﻻﺳ ــﻌﺎر ،وارﺗﻔ ــﺎع ﻣﻌ ــدﻻت اﻟﺗ ــﺿﺧم وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑ ــل ﻻ ﯾﻧﺑﻐ ــﻲ أن ﯾﻛ ــون ﺳ ــﻠﻊ وﺧ ــدﻣﺎت ﻓ ــﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ﻻ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻗوة ﺷراﺋﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻻﯾﻘل اﻟطﻠب ﺑﺳﺑب ﻧﻘص اﻟﺳﯾوﻟﺔ،وﺣﯾﻧﺋذ ﺗﻧﺧﻔض
اﻷﺳﻌﺎر،وﯾﺗﺣﻘق اﻻﻧﻛﻣﺎش.٢
وﻫــذا اﻟــﺿﺑط اﻟﻣــذﻛور إﻧﻣــﺎ ﯾ ـ ﺗم ﻣــن ﺧــﻼل اﻟــﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ وﺑﺎﻟــذات اﻟﺑﻧــك اﻟﻣرﻛــزي
اﻟذي ﻣن وظﺎﺋﻔﻪ اﻟـﺗﺣﻛم ﻓـﻲ ﻋـرض اﻟﻧﻘـود واﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﻓـﻲ اﻻﻗﺗـﺻﺎد اﻟﻘـوﻣﻲ،وﻣـن ﻫﻧـﺎ ﻓـﺈن أزﻣـﺔ
اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﻪ ﺗﻌﻧــﻲ ﻋــدم ﻧﺟــﺎح اﻟــﺳﯾﺎﺳﻪ اﻟﻧﻘدﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺗـوازن واﻣــﺎ أزﻣــﺔ اﻟــﺳﯾوﻟﺔ
ﻟدي اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﻌود اﻟﻲ ﻋدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﻣطﻠوب .
) (1
. www.dar mashora.com defaultaspx?: : . ) (2
٤٠٧ . :
١٥ ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
وﻟذﻟك ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘول ﺑﺄن أﺳﺑﺎب أزﻣﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺗـﺷﺗرك ﻓﯾﻬـﺎ اﻷ زﻣـﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ ﻓﯾﻣـﺎ
ﯾﺄﺗﻰ :
) (١اﺻدار اﻟﺳﻧدات،واﻟﺗورﯾق ﻟﻠدﯾون وﺟدوﻟﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث أدى ذﻟك اﻟـﻰ ﺗـﺿﺧﯾم اﻟـدﯾون دون اﻷﺻـول
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،وﻗد ﺣدث ذﻟك ﻣﻊ ﻓﻘﺎﻋﺔ اﻟرﻫون اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﻰ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺗﻰ ﺗﺿﺧﻣت دﯾوﻧﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺗورﯾق ،واﻟﻣﺷﺗﻘﺎت ،واﻟﺳﻧدات وزادت اﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻐت اﻟﻰ ١٩ﺗرﯾﻠﯾون ،وﻟذﻟك
ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻣت اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت ﺑﻬﺎ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ اﻟﺑﻧوك اﻟﻛﺑرى ﻣﺛل :ﻟﯾﻣﺎن ﺑراذرز ،وﻓﻧـﻲ ﻣـﺎى ،وﻓرﯾـدى
ﻣﺎك ،وﺋﺎى ﺗﯾﻪ ﺟﻲ أن ﺗﻘف اﻣﺎم اﻟﺳﯾل اﻟﺟـﺎرف ﻓﺎﻧﻬـﺎر ﺑـﺷﻛل ﺳـرﯾﻊ ،وﻗـﺿت ﻋﻠـﻰ اﻟـﺳﯾوﻟﺔ
ﺗﻣﺎﻣﺎً .
) (٢اﻟﻣـ ــﺿﺎرﺑ ﺎت ﻓـ ــﻰ اﻻﺳ ـ ـواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـ ــﺔ واﻟﻣﺣﻠﯾـ ــﺔ )اﻟﺑورﺻـ ــﺎت( وﻻﺳـ ــﯾﻣﺎ ﻋـ ــن طرﯾـ ــق اﻟﻣـ ــﺷﺗﻘﺎت
واﻻﺧﺗﯾﺎرات )اﻷوﺑﺷن( واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺎت )ﻓﯾوﺗﺷرز(.
) (٣ﻋ ــدم وﺟ ــود اﻻﻗﺗ ــﺻﺎد اﻟﻌﯾﻧـ ـﻰ ﻓ ــﻰ ﻣﻘﺎﺑ ــل اﻟ ــدﯾون واﻟﻘـ ـروض ،أوﺑﻌﺑـ ـﺎرة اﺧ ــرى اﻻﻋﺗﻣ ــﺎد ﻋﻠ ــﻰ
اﻻﺋﺗﻣﺎن واﻟدﯾون وﻣﻼءة اﻟﻌﻣﯾل ﺑدﻻًً◌ ﻣن اﻟﺟدوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ووﺟود اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ..
وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻠﺧص أﺳﺑﺎب اﻷزﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻰ ﻋدم وﺟود اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﯾﻧﻰ –أى اﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺎﻓﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺣﻘوق -ﻣﻊ ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺣرﻣﺎت ﻣـن اﻟرﺑـﺎ واﻟﻌـزر واﻟﻣﯾـﺳر ،وﻧﺣـو
ذﻟك .
وﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻫذﻩ اﻻﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺎن ﻷزﻣﺔ اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﺑـﺷﻛل ﻋـﺎم أﺳـﺑﺎﺑﺎً أﺧـرى ﯾﻣﻛـن ﺗﻠﺧﯾـﺻﻬﺎ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻰ :
-١ﺗﻌﺳر اﻟﻣدﯾﻧﯾن ـ اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ـ ﻓﻰ ﺳـداد اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬـﺎ أﻣـﺎم أﻵﺧـرﯾن ،ﺣﯾـث ﯾﺗرﺗـب
ﻋﻠــﻰ ذﻟــك اﻟــﻧﻘص ،أواﻟﺗﻌــﺳر ﻟــدى اﻟﺟﻬــﺎت اﻟداﺋﻧــﺔ ،ﻓﺎﻻﻗﺗــﺻﺎد ﻓــﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗــﻪ ﺣﻠﻘــﺎت ﻣﺗواﺻــﻠﺔ ،
ﻓـ ــﺈذا اﻧﻘطﻌـ ــت إﺣـ ــد ى اﻟﺣﻠﻘـ ــﺎت ،أو ﺿـ ــﻌﻔت ﺗرﺗـ ــب ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻻﻧﻘطـ ــﺎع أو اﻟـ ــﺿﻌف ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﻠﻘـ ــﺎت
اﻷﺧرى ،ﻓﺎﻟدورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻘوﯾﺔ واﻟﺳرﯾﻌﺔ ،ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻗﺗﺻﺎد ﻗوي.
ـﻌﯾﻔﺎ ،ﺑ ــل ان
ـﺻﺎدا ﺿـ ً
وﻫﻛــذا اﻷﻣــر ﻟــو ﻛﺎﻧ ــت اﻟــدورة اﻻﻗﺗــﺻﺎدﯾﺔ ﺿــﻌﯾﻔﺔ ﻓﺗﻛ ــون اﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ :اﻗﺗـ ً
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺗﺑﻊ أﺿﻌف اﻟﻣﻘدﻣﺎت.
وﻫــذا اﻟﺗﻌــﺳر ﻗ ـد ﯾﻛــون ﻟــﻪ أﺳــﺑﺎب إرادﯾــﺔ ﺗﻌــود إﻟــﻰ إرادة اﻹﻧــﺳﺎن – ﻣــن ﺣﯾــث اﻟظــﺎﻫر – ﻣﺛــل
اﻹﻓـ ـراط ،واﻟﺗﻔـ ـرﯾط ،واﻹﻫﻣ ــﺎل ،وﻋ ــدم وﺟ ــود إرادة ﻣﺗﺧﺻ ــﺻﺔ ﻣﺧﻠ ــﺻﺔ ﺗراﻋ ــﻲ ﺗﻘﻧﯾ ــﺎت اﻟﻌ ــﺻر
وﻣﺗطﻠﺑــﺎت اﻻﺋﺗﻣــﺎن ،وﻹدارة اﻟﻣﺧــﺎطر ،وﺗﻘــوى اﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻓــﻲ أﻣ ـوال اﻟﻧــﺎس ﻣــن ﺣﯾــث اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ
واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﻣﺣرﻣﺎت ،واﺗﻘﺎء اﻟﺷﺑﻬﺎت.
١٧ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
-٢وﻫﻧــﺎك اﺳــﺑﺎب ﺗﻌــود اﻟــﻰ ظــروف ﻗــﺎﻫرة ،او طﺎرﺋــﺔ ﻣﺛــل اﻟﻛ ـوارث واﻟﺣــروب ،واﻻزﻣــﺎت
ـﺳﺎد ِﻓــﻲ ْاﻟَﺑـ ﱢـر
ظ َﻬـ َـر ْاﻟﻔَـ َ ُ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــود ﻣﻌظﻣﻬــﺎ إﻟــﻰ ﻓﻌــل اﻹﻧــﺳﺎن وﻛــﺳﺑﻪ ﻓﻘــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰ َ ) :
َﯾدي ﱠ ِ
اﻟﻧﺎس (.١ ﻛﺳﺑت أ ْ ِ و َْ ْ ِ ِ
ﺑﻣﺎ َ َ َ ْ
اﻟﺑﺣر َ َ
-٣ﻋــدم وﺟــود ﺳﯾﺎﺳــﺎت اﻗﺗــﺻﺎدﯾﺔ ٕوادارﯾــﺔ ،وﺿ ـرﯾﺑﯾﺔ ،وﻧﻘدﯾــﺔ ،وﻣــﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺑﺗــﺔ ،أو وﺟودﻫ ــﺎ
ﺑﺷﻛل ﺧﺎطﺊ ،وﻗﺎﺻر ،وﺑﻌﺑﺎرة ﻣوﺟزة ﺳوء اﻻدارة واﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣﺎﻟﻰ.
-٤ﻋــدم رﻋﺎﯾــﺔ ﻓﻘــﻪ اﻻوﻟوﯾــﺎت واﻟﻣوازﻧــﺎت اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﻟﻺﻗ ـراض واﻟﺗﻣوﯾ ـل واﻻﺋﺗﻣــﺎن ،واﻟﺗﺣــﺻﯾل،
واﻹﻧﻔﺎق واﻟﻣوارد.
-٥ﻋدم وﺟود ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﺿﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم واﻟﺧطوات اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ او اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-٦اﻹﺳراف واﻟﺗﺑزﯾر ،واﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺗرﻓﯾﻬﻲ واﻟﻣظﻬري.
-٧اﻻﻗ ـراض ﺑﺎﻟﻔﺎﺋــدة وﻻ ﺳــﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎ ﺋــدة اﻟﻛﺑﯾ ـرة اﻟﺗــﻲ ﻫــﻲ ﻋــبء ﻋﻠــﻰ اﻻﻧﺗــﺎج واﻟﻣــﺳﺗﻬﻠك ،ﺑــدل
اﻟﻣـﺷﺎرﻛﺎت ﻓــﻲ اﻟﻐــرم واﻟﻐـﻧم ،ﺑﺎﻻﺿــﺎﻓﺔ اﻟــﻰ اﻟﺗوﺳــﻊ ﻓـﻲ اﻹﻗـراض وﻟــو ﻛـﺎن ﺑــدون ﻓﺎﺋــدة ،أو ﻓــﻲ
زﯾﺎدة أﻋﺑﺎء اﻟدﯾون وﻟو ﻛﺎﻧت ﻋن طرﯾق ﺗﻣوﯾل ﻣﺷروع.
-٨اﻟﺗﺿﺧم ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻘود اﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻻﺳﻌﺎر ﻓوق اﻟﻌﺎدة ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ .
-٩ﻗﯾﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺈﻗراض طوﯾل اﻷﺟل ،او اﺳﺗﺛﻣﺎر طوﯾل اﻷﺟل ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
ﻗروض ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ،او ﺗﻣوﯾﻼت ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل .
-١٠ﻫروب اﻷﻣوال اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﻷي ﺳﺑب ﻛﺎن ،وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣـن اﻟﻣﻘﺗرﺿـﯾن ،او اﻟﻣﺗﻣـوﻟﯾن
اﻟذﯾن ﻗد ﯾﻬرﺑون ﻣﻌﻬﺎ اﯾﺿﺎ اﻟﻰ اﻟﺧﺎرج .
-١١اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻔﺳﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻻداري و اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﺳﺑب ﺿﻌف اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻰ واﻷﺧﻼﻗﻲ ﺑﯾن رﺟـﺎل
اﻻﻋﻣﺎل و اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن او اﻟﻣﺗﻣوﻟﯾن.
-١٢ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﻏراق واﻻﺣﺗﻛﺎر ﻣن ﻗﺑل اﻟدول واﻟﺷرﻛﺎت اﻻﺟﻧﺑﯾﺔ.٢
اﻹدارة ﻟﻐﺔ :ﻣﺻدر أدار اﻟﺗﺟﺎرة :ﺗﻌﺎطﺎﻫﺎ وﺗداوﻟﻬﺎ ﻣن دون ﺗﺄﺟﯾل ،وأدار اﻷﻣور واﻟرأي :أﺣﺎط
ﺑﻬﺎ. ١
و ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح ،ﻓﻘد ﻋرﻓت اﻹدارة ﺑﻌدة ﺗﻌرﯾﻔﺎت ،ﻓﻘد ﻋرﻓﺗﻬﺎ ﻣوﺳـوﻋﺔ اﻟﻌﻠـوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﺑﺄﻧﻬـﺎ
:اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﺗﻧﻔﯾذ ﻏرض ﻣﻌﯾن واﻹﺷراف ﻋﻠﯾﻪ ،وﻋرﻓﻬﺎ ﻫﻧري ﻓﺎﯾون ﺑﺄﻧﻪ :ﯾﺗﻧﺑﺄ
اﻟﻣدﯾر ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﯾﺧطط ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ وﯾﻧطم وﯾﺻدر اﻷواﻣر ،وﯾﻧـﺳق وﯾراﻗـب ،وﻋﻔرﻫـﺎ ﺟـون ﻣـﻲ
ﺑﺄﻧﻬﺎ :ﻓن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻗﺻﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﺄﻗل ﺟﻬد. ٢
وﻓــﻲ ﻧظــري أن اﻹدارة ﻫــﻲ :ﻓـ ّـن ﯾﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ اﻟﻣوﻫﺑــﺔ واﻟﻌﻠــم واﻟﺗﺟرﺑــﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق أﺣــﺳن اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺑﺄﻗــل
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام أﻓﺿل ﻟﻠﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،وﻫذا ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻّ
ﻣــﻊ اﻟﺗﺧطــﯾط ،واﻟﺗﻧظــﯾم ،وﺗﺣدﯾــد اﻷﻫــداف ،واﻟﺗوظﯾــف ،واﻟﺗوﺟﯾــﻪ واﻟرﻗﺎﺑــﺔ واﻟﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ ،واﻟﺗــﺳوﯾق
واﻟﺗﻧـﺳﯾق ،واﻻﻋﺗﻣـﺎد اﻷﻣﺛــل ﻋﻠـﻰ ﻗــﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾــز ) اﻟﺛـواب اﻷﺣــﺳن ،واﻟﻌﻘــﺎب اﻟﻌـﺎدل ( ﺛــم اﻟﻌﻧﺎﯾــﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﺗطوﯾر ﻟﻠﻔرد واﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،واﻟﺗﻘﯾﯾم واﻟﻘﯾﺎس .
اﻟﺗرﺟﯾﺢ :
ﻓﺎﻟذي ﯾظﻬر ﻟﻧـﺎ رﺟﺣﺎﻧـﻪ ﻫـو أن إدارة اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﺗﻌﻧـﻰ اﻟﻘـدرة ﻋﻠـﻰ ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﺗـوازن ﺑـﯾن اﻟﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ
ﻛﻣﯾــﺔ اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﻟﻠوﻓــﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣــﺎت ،وﻟــﺳﯾر اﻟﻌﻣــل ،و ﺑــﯾن اﺳــﺗﻐﻼل اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ٕواﺷــﻐﺎﻟﻬﺎ ﻓــﻲ
اﻟﺗﻣوﯾل واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
ﻓﻬــذﻩ اﻟــﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺗوازﻧــﺔ ﻟﯾــﺳت ﺳــﻬﻠﺔ اﻟﻣﻧــﺎل ٕواﻧﻣــﺎ ﺗﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ اﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣدروﺳــﺔ ﻹدارة اﻟــﺳﯾوﻟﺔ
ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺎﺣﯾن ﻣﻬﻣﯾن:
اﻟﺟﻧﺎح اﻷول :اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ﻋدم وﺟود أزﻣـﺔ اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﻟـدى اﻟﻣؤﺳـﺳﺔ ،و ﺣﻠﻬـﺎ ﺣـﻼً
رﺷﯾداً ﻋﻧد وﻗوﻋﻬﺎ.
ﺳﻧوﯾﺎ ،وﻋﻧـد اﻟﺣﺎﺟـﺔ ،وﺑـﺻورة
ً اﻟﺟﻧﺎح اﻟﺛﺎﻧﻲ :وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻹدارة اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم
داﺋﻣــﺔ وداﺋﺑــﺔ ﺑﻣوازﻧــﺔ ﺷــﺎﻣﻠﺔ ﻟﺣﺎﺟــﺔ اﻟﻣؤﺳــﺳﺔ إﻟــﻰ ﻣﻘــدار اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟ ـذي ﯾﺟ ـب ان ﺗﺣــﺗﻔظ ﺑــﻪ ﻟﻠوﻓــﺎء
ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺣﺎﻟﺔ ،وﻟﺳﯾر اﻟﻌﻣـل ،واﻻﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟـﺎت ﻋﻣﻼﺋﻬـﺎ ،ﻣـﻊ اﻟﻘﯾـﺎم ﺑدراﺳـﺔ ﺷـﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣﻘـدار
اﻟﻔﺎﺋض اﻟذي ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ اﺳﺗﺛﻣﺎراً ﻗﺻﯾر اﻷﺟل ،وطوﯾﻠﺔ ،وﻣﺗوﺳطﺔ.
اﻟﺟﻧﺎح اﻷول ـ وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ وﻗﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗزﻧﺔ ﻣن اﻟوﻗوع ﻓﻰ أزﻣﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ :
ﺑد أن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺷﯾﺋﯾن :
وﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻻ ّ
اﻟﺷﻲء اﻷول :اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن ﻛل اﻻﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ أزﻣﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق .
أوﻻً ـ وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺗزﻧﺔ ﻟﻼﺗﺋﻣﺎن وادارة اﻟﻣﺧﺎطر واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﺷـرﻋﺎ ﻣـن اﻟـرﻫن واﻟﻛﻔﺎﻟـﺔ
وﺿﻣﺎن اﻟطرف اﻟﺛﺎﻟث وﻧﺣو ذﻟك ،وﻣن أﻫم اﻻﺳس اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺋﺗﻣﺎن وادارة اﻟﻣﺧﺎطر ﻣﺎﯾﺄﺗﻲ :
)أ( ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣراد ﺗﻣوﯾﻠﻪ
)ب( اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﺟدوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع
)ج( اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣﻼءة اﻟﻌﻣﯾل ،وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء
٢٠ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
)د( اﻷﺧذ ﺑﻛل اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل وارﺑﺎﺣﻪ ﺣﯾث إن أطول اﯾﺔ اﻟﻘرأن اﻟﻛرﯾم ﻫﻲ
ﻓﻲ ﺗوﺛﯾق اﻟدﯾون واﻻﻣوال واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻫﻲ أﯾﺔ اﻟدﯾن .
وﻧذﻛر ﻫﻧﺎ أﻫم اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﺑداﺋل اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋن ﺿﻣﺎن رأس اﻟﻣﺎل ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠـﻰ رأس اﻟﻣـﺎل وأرﺑﺎﺣـﻪ
:
.١اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻘﺻوى ﺑﺎﻟدراﺳﺎت ،واﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ،وأﺧـذ اﻟـﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾـﺔ ـ ﻣـن اﻟـرﻫن ،واﻟﻛﻔﺎﻟـﺔ ـ
ﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻌدي ،او اﻟﺗﻘﺻﯾر ،أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺷروط .
.٢ﺿﻣﺎن طرف ﺛﺎﻟث ـ ﻛﻣﺎ ﺻدر ﺑذﻟك ﻗرار رﻗم (٤/٣)٣٠ﻣن ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳـﻼﻣﻲ اﻟـدوﻟﻲ
ﻋﺎ ﻣــن اﻟــﻧص ﻓــﻲ ﻧــﺷرة اﻹﺻــدار أو
ﺣﯾــث ﻧــص ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ .٩ ) :ﻟــﯾس ﻫﻧــﺎك ﻣــﺎ ﯾﻣﻧــﻊ ﺷــر ً
ﺻــﻛوك اﻟﻣﻘﺎرﺿــﺔ ﻋﻠــﻰ وﻋــد طــرف ﺛﺎﻟــث ﻣﻧﻔــﺻل ﻓــﻲ ﺷﺧــﺻﯾﺗﻪ وذﻣﺗــﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻋــن طرﻓــﻲ
اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﺗﺑرع ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣﺧﺻص ﻟﺟﺑـر اﻟﺧـﺳران ﻓـﻲ ﻣـﺷروع ﻣﻌـﯾن ،ﻋﻠـﻰ أن ﯾﻛـون
ـرطﺎ ﻓــﻲ ﻧﻔــﺎذ
اﻟﺗزاﻣــﺎً ﻣــﺳﺗﻘﻼً ﻋــن ﻋﻘــد اﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ ،ﺑﻣﻌﻧــﻰ أن ﻗﯾﺎﻣــﻪ ﺑﺎﻟوﻓــﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣــﻪ ﻟــﯾس ﺷـ ً
اﻟﻌﻘد وﺗرﺗب أﺣﻛﺎﻣـﻪ ﻋﻠﯾـﻪ ﺑـﯾن أطراﻓـﻪ ،وﻣـن ﺛـم ﻓﻠـﯾس ﻟﺣﻣﻠـﺔ اﻟـﺻﻛوك أو ﻋﺎﻣـل اﻟﻣـﺿﺎرﺑﺔ
اﻟــدﻓﻊ ﺑــﺑطﻼن اﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ أو اﻻﻣﺗﻧــﺎع ﻋــن اﻟوﻓــﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣــﺎﺗﻬم ﺑﻬــﺎ ﺑــﺳﺑب ﻋــدم ﻗﯾــﺎم اﻟﻣﺗﺑــرع
ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﻣﺎ ﺗﺑرع ﺑﻪ ،ﺑﺣﺟﺔ أن ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻛﺎن ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد(.١
.٣اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟﻣراﺑﺣﺔ ﺑﺿواﺑطﻬﺎ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻣـﻊ ﺗﺣدﯾـد ﺟﻬـﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣـل وطرﯾﻘﺗـﻪ ، ،ﻓﻬـذﻩ
اﻟطرﯾﻘﺔ ﻻ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺿﻣﺎن ،وﻟﻛن ﺗﻘﻠل ﻓﺗرة ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر ،وﺗﻘﯾد اﻟوﻛﯾل ﺑﺗﺣدﯾـد رﺑـﺢ
اﻟﻣراﺑﺣﺔ.
.٤ﻣطﺎﻟﺑــﺔ اﻟﻌﻣﯾــل ﺑﺗﻘــدﯾم دراﺳــﺎت ﺟــدوى ﺟــﺎدة ودﻗﯾﻘــﺔ ﺣﯾــث ﯾﻣﻛــن اﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠــﻰ دراﺳــﺎت
اﻟﺟــدوى اﻻﻗﺗــﺻﺎدﯾﺔ ﻓــﻲ ﻋــدم ﺗــﺻدﯾق ﻣــدﻋﻲ اﻟﺧــﺳﺎرة ،أو ﻋــدم ﺗﺣﻘﯾــق اﻟ ـرﺑﺢ إﻻّ ﺑﺑﯾﻧــﺔ ،
ﺿﻣﺎﻧﺎ ،وﻟﻛﻧﻬـﺎ ﻗرﯾﻧـﺔ ﻗوﯾـﺔ ﺗﺟﻌـل اﻟﻌﻣﯾـل اﻟﻣـدﻋﻰ ﻟﻠﺧـﺳﺎرة ،او ﻟﻌـدم
ً ﻓﻬذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﻟﯾﺳت
ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﺣﺳب اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟﺷك واﻟرﯾﺑﺔ ،وﺣﯾﻧﺋذ ﯾﻛون ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺛﺑﺎت ﻟﻣـﺎ
إﻻ إذا ﻛﺎﻧــت ﻫﻧــﺎك أﺳــﺑﺎب ظــﺎﻫرة واﺿــﺣﺔ ﺗــدل ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺧــﺳﺎرة ،أو
ﯾدﻋﯾــﻪ ﺑﺎﻟﺑﯾﻧــﺔ ّ ،
ﻋدم ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ اﻟﻣذﻛور .
.٥ﺗوﺳ ــﯾﻊ داﺋـ ـرة اﻻﺳ ــﺗﻔﺎدة ﻣ ــن اﻟﻌﻘ ــود اﻟ ــﺷرﻋﯾﺔ وﺗﻧوﻋﻬ ــﺎ ﻣﺛ ــل :اﻻﻋﺗﻣ ــﺎد ﻓ ــﻲ اﻟﻣ ــﺷﺎرﻛﺔ ،أو
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻧﺎﺟﺣـﺔ ،واﻹدارﯾـﯾن اﻟﻧـﺎﺟﺣﯾن اﻟﺛﻘـﺎت اﻟﻣـؤﺗﻣﻧﯾن اﻟـذﯾن ﺗﻛوﻧـت
ﻟﻬــم ﺧﺑـرات وﻧﺟﺎﺣــﺎت ﻣﺗﻛــررة ﻣــن ﺧــﻼل دراﺳــﺎت دﻗﯾﻘــﺔ ،ﻓﻬــذا ﺑــﻼ ﺷــك ﺳــوف ﯾوﺳــﻊ داﺋ ـرة
ﺑﺎﺣﺎ ﺟﯾدة ﺑـﺈذن اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﺗﻌوﺿـﻬﺎ ﻋـن ﺑﻌـض
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﺗﺣﻘق ﻟﻬﺎ أر ً
اﻻﺧﻔﺎﻗﺎت ﻟو وﺟدت .
وﻛــذﻟك اﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠــﻰ اﻟوﻛﺎﻟــﺔ ﺑﺎﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر ﻋــن طرﯾــق اﻟﻣراﺑﺣــﺔ ﺑﻧــﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ ،ﻛــﺄن ﯾﻘــول
اﻟﺑﻧــك :أﻋطﯾــك ﻣﺑﻠــﻎ ﻛــذا ﻋﻠــﻰ أن ﺗــﺳﺗﺛﻣر ﻟــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻣراﺑﺣــﺎت اﻟﺗــﻲ ﻧــﺳﺑﺔ أرﺑﺎﺣﻬــﺎ %٧.٥
ﻓﻬــذا اﻟــﺷرط ﺻــﺣﯾﺢ ،وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣﯾــل أن ﯾﻠﺗــزم ﺑــﻪ ٕ ،واذا ﻟــم ﯾﺟــد ﻋﻣــﯾﻼً ﺑﻬــذﻩ
اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣراﺑﺣﺔ ﻻ ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ اﺗﻣﺎم اﻟﺻﻔﻘﺔ ،وﻫﻛذا .
ـدا ﻟﻠﺑﻧــك ،
ـﻣﺎﻧﺎ ﺟﯾ ً
وﻛـذﻟك اﻻﻋﺗﻣـﺎد ﻋﻠـﻰ اﻻﺟـﺎرة ﻣـﻊ اﻟوﻋـد ﺑﺎﻟﺗﻣﻠﯾـك ،ﺣﯾـث اﻧﻬـﺎ ﺗﺣﻘـق ﺿ ً
ﻷن اﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟرة ﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﺑﻧك ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟرﺑﺢ إﻟـﻰ ﺣـد
ﻛﺑﯾر .
.٦اﻟﺗﺣوط :
اﻟﺗﺣـ ــوط ﻟﻠﺣﻔـ ــﺎظ ﻋﻠـ ــﻰ رأس اﻟﻣـ ــﺎل ،وﻟﺗﺣﻘﯾـ ــق اﻟ ـ ـرﺑﺢ ﺑﻘـ ــدر اﻻﻣﻛـ ــﺎن ،ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل
ﻋﺎ اﻟﻣﺗﺣﻘﻘــﺔ ﺑﺎﻵﻟﯾــﺎت ،وﻟﯾــﺳت ﻣــن ﺧــﻼل ﻋﻘــود اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر
اﻟــﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘﺑوﻟــﺔ ﺷ ـ ر ً
ﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻣـﺿﺎرب ،أو اﻟوﻛﯾـل ،أو اﻟـﺷرﯾك ،أو اﻟﻣـﺳﺗﺄﺟر ﻏﯾـر ﺿـﺎﻣن ﺑﺎﻻﺟﻣـﺎع
إﻻ ﻓــﻲ ﺣــﺎﻻت اﻟﺗﻌــدي أو اﻟﺗﻘــﺻﯾر ،وأن أي ﺷــرط ﺑــﺿﻣﺎﻧﻪ ﻓﻬــو ﺷــرط ﻓﺎﺳــد ﯾﺟﻌــل
ّ
اﻟﻌﻘد ﻓﺎﺳداً .
اﻟﺗﺣــوط ﻣــن ﺗﻘﻠــب أﺳــﻌﺎر اﻟﻌﻣــﻼت ،ﻓــﺎﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾــﺔ اﻟــﺳﺎﺋدة اﻟﯾــوم أﺻــﺑﺣت ﻋرﺿــﺔ
ﻟﺗذﺑــذب ﻛﺑﯾــر ،وﻻ ﺳــﯾﻣﺎ ﺑﻌــد ﺗﺣرﯾرﻫــﺎ ﻣــن اﻟﻐطــﺎء اﻟــذﻫﺑﻲ ،ﺣﺗــﻰ أﺻــﺑﺣت اﻟﺗﻘﻠﺑــﺎت
ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر اﺣدى اﻟﺳﻣﺎت اﻟﺑﺎرزة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة .
ﻟذﻟك ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ إﻟـﻰ ﻧـوع ﻣـن اﻟﺗﺣـوط وﻻ ﺳـﯾﻣﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـود اﻟﺗـﻲ ﺗﺗرﺗـب
ﻋﻠﯾﻬــﺎ أﺛﻣــﺎن آﺟﻠــﺔ ،ﺣﯾــث ﯾﻬــدف اﻟﺗﺣــوط إﻟــﻰ اﻟــﺳﯾطرة ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻘﻠﺑــﺎت ﻏﯾــر اﻟﻣرﻏــوب ﻓﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ
اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻧﻘود ﺑﺻورة ﺧﺎﺻﺔ. ١
ﺛﺎﻧﯾﺎ :وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﻣدروﺳﺔ ﻟﻠﺗﻣوﯾل ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘود ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ
واﻟﺻورﯾﺔ ،واﻟﺣﯾل وﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣظورات اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﺧذ ﯾﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ .
ﺛﺎﻟﺛﺎ :وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ دﻗﯾﻘﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧـب ،واﻟﺗـوازن ﺑـﯾن اﻷﻣـوال اﻟﺗـﻲ
أﺧذﺗﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻼﺳـﺗﺛﻣﺎر ﻣـن ﺣﯾـث اﻟﻣـدد ،واﻷرﺑـﺎح وﺑـﯾن اﺳـﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣؤﺳـﺳﺔ ﻧﻔـﺳﻬﺎ ﻟﻬـذﻩ
اﻷﻣوال ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻛون اﻟﺗﻔرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ أطول ﻣن اﻟﻔﺗرة اﻷوﻟﻰ ،وﺑﻌﺑـﺎرة أﺧـرى : :ﯾﺟـب أن ﻻ ﺗﻘـدم
اﻟﻣؤﺳــﺳﺔ ﻋﻠــﻰ أﺧــذ اﻷﻣـوال ﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر ﻗــﺻﯾر اﻷﺟــل ،ﺛــم ﺗــﺳﺗﺛﻣرﻫﺎ اﺳــﺗﺛﻣﺎر طوﯾــل اﻷﺟــل ٕ ،واﻻّ
ﺣدث اﻟﺧﻠل اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾوﻟﺔ .
٥ ١٦٥٠ ٣ ٣ : (٥/٤) ٤٢ (٣/٩) ٢١ : ) (1
١٦٠٩ ٣
٢٣ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
راﺑﻌﺎً :وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ و اﺟراءات ﻋﻣﻠﯾﺔ وﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون ،واﻟﺳﺑل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،واﻟوﺳﺎﺋل
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻠﺳداد.
ﺧﺎﻣﺳﺎً :اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ دراﺳﺎت اﻟﺟـدوى ﻓـﻲ ﺗﻣوﯾـل أي ﻣـﺷروع ،و ﻓـﻲ اﻟـدﺧول ﻓـﻲ اي ﻣـﺷروع
ﺑﺣﯾـث ﺗﻛـون اﻟﻣؤﺳــﺳﺔ ﻣﻌﺗﻣـدة ﻓــﻲ ﻛـل اﻣورﻫــﺎ ﻋﻠـﻰ دراﺳـﺎت ﺟــدوى دﻗﯾﻘـﺔ و ﻣدروﺳــﺔ ﻣـن اﻫــل
اﻻﺧﺗﺻﺎص و اﻻﺧﻼص .
ﺳﺎدﺳــﺎً :وﺿــﻊ ﺳﯾﺎﺳــﺔ و اﺟ ـراءات ﻧوﻋﯾــﺔ و واﻗﻌﯾــﺔ ﻟﻌــﻼج اﻟــدﯾون اﻟﻣﺗــﺄﺧرة ،أو اﻟﻣﺗﻌﺛــرة ان
وﺟدت.
: ) (1
٥٢٠-٤٥٣ ٤ ١٤
٢٤ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
١ـ إن ﻣطل اﻟﻐﻧﻲ ظﻠم وﺣرام ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻘوﺑﺎت ﺣددﻫﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻌظﺎم .
٢ـ ﻏراﻣـﺔ اﻟﺗـﺄﺧﯾر ﻋﻘوﺑـﺔ ﯾﻛـون ﻧﺎﺗﺟﻬـﺎ ﻟﺧزﯾﻧـﺔ اﻟدوﻟـﺔ ،وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﺗـﺳﺗﺑﻌد ﻋـن اﻟﺣـل واﻟﺑـدﯾل إﻻّ ﻣـن
ﺑﺎب دﻓﻊ اﻟﻣدﯾن إﻟﻰ دﻓﻊ دﯾﻧﻪ .
٣ـ أن اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟدﯾون ﻏﯾر ﺟﺎﺋز ،وأﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ رﺑﺎ اﻟﻧﺳﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣرم ﺷرﻋﺎً.
٤ـ أن اﺷﺗراط اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻋـن اﻟﺗـﺄﺧﯾر ﻓـﻲ ﺳـداد اﻟـدﯾن ﻏﯾـر ﺟـﺎﺋز ﺳـواء ﻛـﺎن اﻟﺗﻌـوﯾض ﺣـدد
ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟدﯾن ،أو ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣﺣدد أو ﻟم ﯾﺣـدد ٕواﻧﻣـﺎ أﺣﯾـل ﺗﺣدﯾـدﻩ إﻟـﻰ اﻟﻘـﺿﺎء أو اﻟﺗﺣﻛـﯾم ،أو إﻟـﻰ
ﻣﻌﯾﺎر ﯾﺣدد ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻟﺑﻧك ﻣن ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻋن اﻟﺳداد .
٥ـ أن ﺣـﺻول اﻟﺑﻧـك اﻟـداﺋن ﻋﻠـﻰ ﻣﺑﻠـﻎ ﻣـن اﻟﻣـﺎل ﺑـﺳﺑب ﺗـﺄﺧﯾر اﻟﻣـدﯾن ﻋـن أداء دﯾﻧـﻪ ﻏﯾـر ﺟــﺎﺋز
ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﺻﺎدرًا ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،أو اﻟﺗﺣﻛﯾم .
٦ـ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺑﻧـك اﻟـداﺋن اﻻﺳـﺗﺗﻔﺎدة ﻣـن ﻏراﻣـﺔ اﻟﺗـﺄﺧﯾر ،أو اﻟـﺷرط اﻟﺟزاﺋـﻲ ٕ ،واﻧﻣـﺎ ﯾﺟـب ﺻـرﻓﻬﺎ
ﻓﻲ وﺟوﻩ اﻟﺧﯾر .
٧ـ أن ﺣﺻول اﻟﺑﻧك اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺻﺎرﯾﻔﻪ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﻛﺑدﻩ ﻣن ﻏراﻣﺎت ﺑﺳﺑب ﺗﺄﺧﯾر اﻟـدﯾن
ﯾﺟوز ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣدﯾن ﻟﻬﺎ .
٨ـ ﯾﺟوز ﺗﺿﻣﯾن اﻟﻣدﯾن ﻣﺎ ﻧﻘص ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺿﺧم .
٩ـ أن ﺣﻠــول اﻷﻗــﺳﺎط ﺑــﺳﺑب اﻟﺗــﺄﺧﯾر ﻋــن ﺳــداد ﻗــﺳط أو ﻗــﺳطﯾن ﺟــﺎﺋز ﻛﻣــﺎ ﺻــدر ﻗ ـرار اﻟﻣﺟﻣــﻊ
اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟدوﻟﻲ رﻗم . (٧/٢)٦٤
اﻟﺑداﺋل اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ :
١ـ ﺗﻌــﺎون اﻟﺑﻧــوك اﻹﺳــﻼﻣ ﯾﺔ ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﯾﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣﺗـواﻓرة ﻋــن اﻟﻣــﺳﺗﺛﻣرﯾن ،واﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ
ﺟﻌل اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻣﺎطل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺳوداء .
٢ـ إﺷﻬﺎر اﺳم اﻟﻣﻣﺎطل ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم .
٣ـ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟدوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﻣوﻟﺔ .
٤ـ أﺧذ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟرﻫن وﻧﺣوﻫﻣﺎ وﻣﻧﻬﺎ رﺑط اﻟدﯾن ﺑﻛل ﻣﺎ ﻟدى اﻟﻣدﯾن ﻣن ﺣﻘوق
ﻓﻲ اﻟﺑﻧك .
٥ـ اﻟـدﺧول ﻣـﻊ اﻟﻣـدﯾن ﻓـﻲ ﺷـرﻛﺔ اﻟﻣﻠـك ﻋـن طرﯾـق ﺟﻌـل اﻟـدﯾن ﺛﻣﻧ ًـﺎ ﻟﻧـﺳﺑﺔ ﻣـن ﻋﻘـﺎر ،أو ﻣـﺻﻧﻊ
ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻟﻣدﯾن .
٦ـ ﺷراء ﻋﻘﺎر ،أو ﻣﺻﻧﻊ أو ﻧﺣوﻫﻣﺎ ﻣن اﻟﻣدﯾن ﺑدﯾﻧﻪ ،وﻫذا ﺟﺎﺋز ﻓﻬو ﺑﯾﻊ اﻟدﯾن ﻟﻠﻣدﯾن ﺑﻌﯾن .
٧ـ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺑﻌض ﺻور ﺑﯾﻊ اﻟدﯾن اﻟﺟﺎﺋزة .
٢٥ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
٨ـ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن ﺳـواء ﻛـﺎن ﻓـﻲ اﻟﺑداﯾـﺔ ،أو ﻓـﻲ وﻗـت آﺧـر ﻋـن طرﯾـق ﺷـرﻛﺎت
ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة .١ اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺣﯾث إن ذﻟك ﺟﺎﺋز وﺗﺣﻣﻰ ﻟﻠﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ
٩ـ إﻧــﺷﺎء ﺻــﻧدوق ﻣــﺷﺗرك ﺑــﯾن اﻟﺑﻧــوك اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌ ﺎوﻧــﺔ ﯾﻛــون ﺧﺎﺻـ ًـﺎ ﻟﻠــدﯾون اﻟﻣﺗﻌﺛ ـرة ،أو
اﻟﻣﺷﻛوك ﻓﯾﻬﺎ .
١٠ـ ﺷراء اﻟﻌﻘﺎر أو اﻟﻣﺻﻧﻊ أو ﻧﺣوﻫﻣﺎ ﻣن اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟدﯾن ،ﺛم ﺗﺄﺧﯾرﻩ ﺗﺄﺧﯾرًا ﻣﻧﺗﻬﯾﺎً ﺑﺎﻟﺗﻣﻠﯾك.
١١ـ اﻟـدﺧول ﻓـﻲ ﻣراﺑﺣـﺎت ﺟدﯾـدة أو ﻋﻘـود آﺟﻠـﺔ أﺧـرى ﻣﺛـل اﻻﺳﺗـﺻﻧﺎع وﻧﺣـوﻩ ،وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﯾﻼﺣـظ
اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟداﺋن ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻣرﺑﺣﺔ ،أو ﻣراﺑﺣﺗﻪ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن أرﺑﺎح ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻟﺳﺎﺑق دون اﻟرﺑط
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .
١٢ـ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻘروض اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺷﺗرط اﻟﺑﻧك أن ﯾﻘوم اﻟﻣدﯾن ﺑﺈﯾـداع ﻣﺑﻠـﻎ ﻣﻧﺎﺳـب ﻓـﻲ
اﻟﺟــﺎري ﺑﺣــﺳب اﻟــزﻣن اﻟﻣطﻠــوب ،وﻗــد ﺻــدرت ﻓﺗــﺎوى ﻣــن ﻧــدوة اﻟﺑرﻛــﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧــﺔ ﻟﻼﻗﺗــﺻﺎد اﻹﺳــﻼﻣﻲ
ﺑﺟواز اﻟﻘروض اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ )اﻟﻔﺗوى رﻗم . (١٠/٨
١٣ـ زﯾﺎدة ﻧﺳﺑﺔ اﻟرﺑﺢ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣن ﯾﺷك ﻓﻲ ﻣﻣﺎطﻠﺗﻪ ،ﺛم إذا وﻓﻰ ﺑدﯾﻧﻪ ﯾﻠزم ﺑرد ﻣﺎ دﻓﻌﻪ ﻣن ﺑـﺎب
اﻟﺗﻧﺎزل اﺳﺗﺋﻧﺎﺳﺎً ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ " ﺿﻊ وﺗﻌﺟل " .
١٤ـ اﻟﺧروج ﻋن ﻋﺎﻟم اﻟﻣراﺑﺣﺎت ،واﻷوراق إﻟﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻷﺳواق .
وأﺧﯾراً ﻓـﺈذا اﻟﺗـزم اﻟﺑﻧـك ﺑﺎﻟﻘواﻋـد اﻟﻔﻧﯾـﺔ واﻹﺟراﺋﯾـﺔ واﻟوﻗﺎﺋﯾـﺔ ﻓـن اﻟﺗﻌـرض ﻟﻣﺧـﺎطر اﻟﺗﺄﺟﯾـل واﻟﻣﻣﺎطﻠـﺔ
ﻻ ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻷرﺑﺎح وﻻ ﯾﺷﻛل ﻧﺳﺑﺔ ﺧطﯾرة ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻧﺎ ﺑﺄن اﻟﺗﺟﺎرة ﻻ ﺗﺧﻠو
ﻻ وﻣﻘﺑو ً
ﺗﻛون ﻗﻠﯾﻠﺔ وﻣﻌﻘو ً
ﻣن ﻣﺧﺎطر ﻛﻣﺎ أن ﻟﻬﺎ أرﺑﺎﺣﺎً ) .ﻓﺎﻟﻐرم ﺑﺎﻟﻐﻧم( .
وﻫﻧﺎك ﺑدﯾل آﺧ ر اﻫﺗدت إﻟﯾﻪ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،وﻫو ﺗﻌﻬد اﻟﻣدﯾن ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻘطوع أو ﻧـﺳﺑﺔ ﻣـن
اﻟدﯾن إذا ﺗﺄﺧر ﻓﻲ ﺳداد أي ﻗﺳط ،أو ﻓﻲ ﻛل ﺷﻬر ،ﻋﻠﻰ ان ﺗﺻرف ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻓﻲ وﺟوﻩ اﻟﺧﯾـر
،وﻗد ﯾﻛون اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﻪ ﻣﺑﻠﻐﺎً ﻛﺑﯾرًا ،أو ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن رﺑﺢ اﻟﺑﻧك .
وﺣﺎﺻل ﻫذا اﻟﺗﻌﻬد ﻫو أﻧ ﻪ داﻓﻊ ﻟﻠﻣدﯾن ﺑﺎﻟدﻓﻊ ،وان ﻛﺎﻧت اﻟﻣؤﺳـﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻻﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﺗـﺳﺗﻔﯾد
ﺷﯾﺋﺎ ،ﻟﻛﻧﻪ أﺛﺑـت ﻓﻌﺎﻟﯾﺗـﻪ ،ﻷن اﻟﻣـدﯾن ﻗﺑـل ذﻟـك ﻛـﺎن ﻓـﻲ ﻣـﺄﻣن ﻣـن أﺧـذ
ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺣﺻل ً
ً
أﯾﺔ زﯾﺎدة ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺳﺑب ﻣﻣﺎطﻠﺗﻪ ،وﻟﻛﻧـﻪ ﻓـﻲ ظـل ﻫـذا اﻟـﺷرط ﺳـﯾؤﺧذ ﻣﻧـﻪ ﻣﺑـﺎﻟﻎ أﻛﺑـر ﻣﻣـﺎ ﺗﺄﺧـذﻩ ﻣﻧـﻪ
اﻟﺑﻧوك اﻟرﺑوﯾﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺻرف ﻓﻲ وﺟوﻩ اﻟﺧﯾر.
وﻗد أﺟﺎزت ﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت أن ﺗﺄﺧذ اﻟﺑﻧوك اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟرﺳوم اﻻدارﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺧﯾر ،وﻫـذﻩ
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ دﻗﺔ وﺿﺑط ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺧﺗﻠط اﻟرﺑﺎ ﺑﺎﻟرﺳوم .
وﻧذﻛر ﻫﻧﺎ ﻗرار ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟدوﻟﻲ (١٤/٧)١٣٣ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﻪ :
)ﺛﺎﻧﯾــﺎً :اﻟ ـدﯾون اﻟﻣﺗــﺄﺧر ﺳــدادﻫﺎ :أ -ﺑﺧــﺻوص اﻟــﺷرط اﻟﺟزاﺋــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــود :ﯾؤﻛــد اﻟﻣﺟﻠــس ﻗراراﺗــﻪ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟواردة ﻓـﻲ ﻗـرارﻩ ﻓـﻲ اﻟـﺳﻠم رﻗـم (٩/٢) ٨٥وﻧـﺻﻪ" :ﻻ ﯾﺟـوز اﻟـﺷرط
اﻟﺟزاﺋــﻲ ﻋــن اﻟﺗــﺄﺧﯾر ﻓــﻲ ﺗــﺳﻠﯾم اﻟﻣــﺳﻠم ﻓﯾــﻪ ؛ ﻷﻧــﻪ ﻋﺑــﺎرة ﻋــن دﯾــن ،وﻻ ﯾﺟــوز اﺷــﺗراط اﻟزﯾــﺎدة ﻓــﻲ
اﻟدﯾون ﻋﻧد اﻟﺗﺄﺧﯾر" ،وﻗرارﻩ ﻓﻲ اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ رﻗـم (١٢/٤) ١٠٩وﻧـﺻﻪ" :ﯾﺟـوز أن ﯾﻛـون اﻟـﺷرط
اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﻋدا اﻟﻌﻘود اﻟﺗـﻲ ﯾﻛـون اﻻﻟﺗـزام اﻷﺻـﻠﻲ ﻓﯾﻬـﺎ دﯾﻧ ًـﺎ ،ﻓـﺈن ﻫـذا ﻣـن
اﻟرﺑﺎ اﻟـﺻرﯾﺢ ،وﺑﻧـﺎء ﻋﻠـﻰ ﻫـذا ﻻ ﯾﺟـوز اﻟـﺷرط اﻟﺟزاﺋـﻲ – ﻣـﺛﻼ – ﻓـﻲ اﻟﺑﯾـﻊ ﺑﺎﻟﺗﻘـﺳﯾط ﺑـﺳﺑب ﺗـﺄﺧر
اﻟﻣــدﯾن ﻋــن ﺳــداد اﻷﻗــﺳﺎط اﻟﻣﺗﺑﻘﯾــﺔ ﺳ ـواء ﻛــﺎن ﺑــﺳﺑب اﻹﻋــﺳﺎر ،أو اﻟﻣﻣﺎطﻠــﺔ ،وﻻ ﯾﺟــوز ﻓــﻲ ﻋﻘــد
اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺻﻧﻊ إذا ﺗﺄﺧر ﻓﻲ أداء ﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ".
ب -ﯾؤﻛد اﻟﻣﺟﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﻗرارﻩ اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﻘﺳﯾط رﻗم (٦/٢) ٥١ﻓﻲ ﻓﻘراﺗﻪ اﻵﺗﯾﺔ:
ﺛﺎﻟﺛﺎً :إذا ﺗﺄﺧر اﻟﻣﺷﺗري اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ دﻓﻊ اﻷﻗﺳﺎط ﻋن اﻟﻣوﻋد اﻟﻣﺣدد ﻓﻼ ﯾﺟوز إﻟزاﻣﻪ أي زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ
اﻟدﯾن ﺑﺷرط ﺳﺎﺑق ،أو ﺑدون ﺷرط ،ﻷن ذﻟك رﺑﺎ ﻣﺣرم.
راﺑﻌﺎً :ﯾﺣرم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻠﯾﺊ أن ﯾﻣﺎطل ﻓـﻲ أداء ﻣـﺎ ﺣـل ﻣـن اﻷﻗـﺳﺎط ،وﻣـﻊ ذﻟـك ﻻ ﯾﺟـوز ﺷـرﻋﺎ
اﺷﺗراط اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺄﺧر ﻋن اﻷداء.
ﻋﺎ أن ﯾـﺷﺗرط اﻟﺑـﺎﺋﻊ ﺑﺎﻷﺟـل ﺣﻠـول اﻷﻗـﺳﺎط ﻗﺑـل ﻣواﻋﯾـدﻫﺎ ﻋﻧـد ﺗـﺄﺧر اﻟﻣـدﯾن ﻋـن
ﺧﺎﻣﺳﺎً :ﯾﺟوز ﺷـر ً
أداء ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﺎ دام اﻟﻣدﯾن ﻗد رﺿﻰ ﺑﻬذا اﻟﺷرط ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻗد ".
ﺳﺎدﺳ ــﺎً :ﻻ ﯾﺣ ــق ﻟﻠﺑ ــﺎﺋﻊ اﻻﺣﺗﻔ ــﺎظ ﺑﻣﻠﻛﯾ ــﺔ اﻟﻣﺑﯾ ــﻊ ﺑﻌ ــد اﻟﺑﯾ ــﻊ ،وﻟﻛ ــن ﯾﺟ ــوز ﻟﻠﺑ ــﺎﺋﻊ أن ﯾ ــﺷﺗرط ﻋﻠ ــﻰ
اﻟﻣﺷﺗري رﻫن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻧدﻩ ﻟﺿﻣﺎن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻷﻗﺳﺎط اﻟﻣؤﺟﻠﺔ ".
ﺿــرورة اﻋﺗﻧــﺎء اﻟﻣــﺻﺎرف اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﺑﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ أﺳــﺑﺎب ﺗــﺄﺧﯾر ﺳــداد اﻟــدﯾون ﻛﺎﻻﻫﺗﻣــﺎم ﺑﺎﻟﻣراﺑﺣــﺎت
واﻟﻌﻘـ ــود اﻵﺟﻠـ ــﺔ ،وﻣـ ــن ﻋـ ــدم اﻷﺧـ ــذ ﺑﺎﻟوﺳـ ــﺎﺋل اﻟﻔﻧﯾـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻣوﯾـ ــل ) ﻛدراﺳـ ــﺔ اﻟﺟـ ــدوى ( وﻋـ ــدم اﻷﺧـ ــذ
ﺑﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎً :ﯾوﺻﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
أ ن ﺗﻠﺗــزم اﻟﻣــﺻﺎرف اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣــﺳﯾرﺗﻬﺎ ﺑــﺎﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﻗﺗــﺻﺎدي اﻹﺳــﻼﻣﻲ وﺿـواﺑطﻪ ،وأن أ-
ﺗﻘوم ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻘدم ﻣـن ﺧـﻼل اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺑﺎﺷـرة
واﻟﻣ ــﺷﺎرﻛﺎت ﻟﺗﺣﻘﯾ ــق اﻟﺗﻧﻣﯾ ــﺔ اﻻﻗﺗ ــﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ وﻫ ــﻲ ﻣ ــن أﻫ ــم ﻏﺎﯾ ــﺎت وأﻫ ــداف اﻟﻣ ــﺻﺎرف
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
٢٧ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
أن ﯾﺗم اﻟﺑﺣث ﻋن آﻟﯾـﺎت ﺑدﯾﻠـﺔ ﻟﻣـﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺗـﺄﺧرات ﻓـﻲ اﻟﻣؤﺳـﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ وﺗﻘـدﯾم ب-
دراﺳﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻌرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ دورة ﻻﺣﻘﺔ ( .
اﻟﺟﻧــﺎح اﻟﺛــﺎﻧﻲ :وﺿــﻊ ﺳﺎﺳــﺔ ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻣﺗزﻧــﺔ ﻹدارة اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﻣوازﻧــﺔ ﺷــﺎﻣﻠﺔ
ﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻰ ﻣﻘدار اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟذي ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﻪ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻟﺳﯾر اﻟﻌﻣـل
واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﺎت ﻋﻣﻼﺋﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻘﯾـﺎم ﺑدراﺳـﺔ ﺷـﺎﻣﻠﺔ ﻟﺣﺎﺟـﺔ اﻟﻣؤﺳـﺳﺔ ﻟﻣﻘـدار اﻟﻔـﺎﺋض اﻟـذي ﯾﻧﺑﻐـﻲ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ ،وﻫذا ﯾﺗطﻠب اﻻﺟراءات اﻵﺗﯾﺔ :
-١ﻗﯾـﺎم اﻟﻣؤﺳــﺳﺔ ﺑدراﺳـﺔ دﻗﯾﻘــﺔ ﻟﻣــدى ﺣﺎﺟﺗﻬـﺎ اﻟــﻰ ﻣﻘـدار اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﯾوﻣﯾـﺎ وأﺳــﺑوﻋﯾﺎ وﺷــﻬرﯾﺎ
وﻋﻠــﻰ ﻣــدى اﻟﻣﺗوﺳــط واﻟﺑﻌﯾــد ،وﻻﺑــد أن ﺗﻌﺗﻣــد ﻫــذﻩ اﻟدراﺳــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻟﻐــﺔ اﻻﺣ ـﺻﺎء وﻋﻠــﻰ اﻟدراﺳــﺎت
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻻﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻣﻊ اﻷﺧـذ ﺑﻧظـر اﻻﻋﺗﺑـﺎر اﻟظـروف اﻟﻌﺎدﯾـﺔ واﻟطﺎرﺋـﺔ وﻏﯾراﻟﻌﺎدﯾـﺔ ﻣـﻊ
اﻻﺣﺗﯾﺎط .
-٢ﺗﻧوﯾﻊ اﻷﻧﺷطﺔ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﺗوزﯾﻌﺎ دﻗﯾﻘﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺎ ﯾﻣﻛـن ﺗـﺳﯾﯾﻠﻪ
ﺑــﺳﻬوﻟﺔ وﺑــﺳرﻋﺔ أو ﺑــﺻﻌوﺑﺔ أو ﻫــو ﻣﺗوﺳــط ،وﻛــذﻟك اﻻﻣــر ﻓــﻲ ﻏﯾــر اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎرات ﺣﯾــث ﻻ ﺑـ ّـد أن
٢٨ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
ﺗﺷﻣل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻷﺳﻬم واﻟـﺻﻛوك اﻟﻣطروﺣـﺔ وا ﻟﺑورﺻـﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾـﺔ أو اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ ﺑﺎﻻﺿـﺎﻓﺔ اﻟـﻰ
اﻟﻌﻘﺎرات واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج ﺗﺳﯾﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ وﻗت أطول .
وﻛــذﻟك اﻷﻣـ ـر ﺑﺎﻟﻧ ــﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻣــوﯾﻼت ﺣﯾ ــث ﯾ ﻧﺑﻐ ــﻲ أن ﺗــﺷﺗﻣل ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻣوﯾ ــل ﻗــﺻﯾر اﻷﺟ ــل ﺟ ــداً وﻋﻠ ــﻰ
اﻟﻣﺗوﺳط واﻟطوﯾل ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﺟداً ﻟﺗﺣﺻﯾل دﯾوﻧﻬﺎ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣﻧﻬﺎ .
-٤اﻟﺗرﻛﯾــز اﻟــﺷدﯾد ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق ﻣﺑــدأ اﻟﺗ ـوازن ﺑــﯾن اﻟــﺳﯾوﻟﺔ واﻟــﺳﻠﻊ واﻟﺧــدﻣﺎت ﻟــدى اﻟﻣؤﺳــﺳﺔ وﺑــﯾن
اﻟﻧﻘــود واﻷﺻــول واﻻﺳــﺗﺛﻣﺎرات واﻟﺗﻣــوﯾﻼت واﻟــﺿﻣﺎﻧﺎت واﻟﺧــدﻣﺎت واﻟﺗﺣــوﯾﻼت ﺛــم ﺗﺣﻘﯾــق ﺳﯾﺎﺳــﺔ
اﻟﺗوازن داﺧل ﻛل ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑدﻗﺔ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ ـ ﺗﻧﺷﯾط اﻟـدورة اﻻﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ واﻷﺳـواق اﻷوﻟﯾـﺔ واﻟﺛﺎﻧوﯾـﺔ ﻣـن ﺧـﻼل زﯾـﺎدة اﻹﻧﺗـﺎج ،أو اﻟـﺻﺎدرات
ً
وﻓﺗﺢ أﺳواق ﺟدﯾدة وﺗﻧﺷﯾط ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺑﺎدل ،واﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ .
ﺛﺎﻟﺛـ ًـﺎ ـ اﺗﺑــﺎع ﺳﯾﺎﺳــﺔ ﺷــﺎﻣﻠﺔ ﻣــن ﺧــﻼل ﻣﻧــﻊ اﻟﻔﺎﺋــدة ،وﺗﺧﻔــﯾض ﺳــﻌر اﻟﺗﻣوﯾــل ﻟﺗــﺷﺟﯾﻊ اﻻﻗﺗ ـراض
واﻟﺗﻣوﯾل واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،واﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ.
راﺑﻌـﺎً ـ وﺿـﻊ ﺳﯾﺎﺳـﺎت ﺑﻧـﺎءة وﻋﺎدﻟـﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾـق ﻣزﯾـد ﻣـن اﻟﻌداﻟـﺔ ﻓـﻲ ﺗوزﯾـﻊ اﻟـدﺧول ﻟﻣﻧـﻊ اﻻزدواج ﻓـﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺗﻧﺷﯾط اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﺎل.
٢٩ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
ﺧﺎﻣــﺳﺎً ـ اﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ زﯾــﺎدة اﻟﻣــﺻﺎﻧﻊ ،واﻟﻣــﺷروﻋﺎت اﻟــﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳــطﺔ واﻟﻛﺑﯾ ـرة وزﯾــﺎدة ﻓــرص
ﻟﻠﻌﻣل ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻟﺗﺣﻘﯾق دﺧول ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌطﻠﯾن .
ﺳﺎدﺳﺎً ـ ﺿﺑط ﱡ
ﺗدﻓﻘﺎت رأس اﻟﻣﺎل ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ واﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ. ١
ـﺎﺑﻌﺎ◌ ـ ﺿــﺑط اﻷﺳـواق اﻟﺛﺎﻧوﯾــﺔ ) اﻟﺑورﺻــﺎت ( ﻣــن ﺧــﻼل ﺳﯾﺎﺳــﺔ ٕواﺟـراءات واﺿــﺣﺔ ﻟﻣﻧﻌﻬــﺎ ﻣــن ﺳـ ً ً
اﻟﻣﻐ ــﺎﻣرات واﻟﻣﻘ ــﺎﻣرات واﻟﻣ ــﺷﺗﻘﺎت ،ودﻓﻌﻬ ــﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾ ــق دورﻫ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﺗ ــوﻓﯾر اﻟ ــﺳﯾوﻟﺔ ﻣ ــﻊ ﻣﻧﺗﻬ ــﻰ اﻟﺑﯾ ــﺎن
واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ .
ﺛﺎﻣﻧﺎً ـ وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾـﺔ اﻟـﺷﺎﻣﻠﺔ واﻟـﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ،واﻟﻘـﺿﺎء
ﻋﻠﻰ اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑـﯾن اﻻﻧﻔـﺎق اﻟﻌـﺎم واﻟـواردات واﻟـﺻﺎدرات ،وﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ اﻟﻌﺟـز
ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت واﻟﻣوازﯾن اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
ﺗﺎﺳــﻌﺎً :ﻓــﺈن ﻟﻠﻘــﯾم اﻻﯾﻣﺎﻧﯾــﺔ واﻻﺧﻼﻗﯾــﺔ دورًا ﻣﻬﻣـ ًـﺎ ﻓــﻲ ﻋــﻼج أزﻣــﺔ اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﺑﺎﻟﻧــﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟداﺋﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻻزﻣﺔ ﺑﺷﺑب ﻋدم اﻟﺳداد ،ام اﻟﺷﺧص اﻟﻣدﯾن ،ﺣﯾث ان اﻻﺳـﻼم
ﯾرﺑﯾﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﯾﻣﺎن ﺑﺎﷲ ،و ارﺟﺎع اﻷﻣر ﻛﻠﻪ إﻟﯾﻪ ﻣﻊ اﻷﺧـذ ﺑﻛـل اﻷﺳـﺑﺎب اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ،ﻓﻬـذا
اﻟﺟﻣﻊ ﯾﺣﻘق اﻟﺗـوازن ،ﻛﻣـﺎ ﯾﺣﻘـق اﻟﺧـوف ﻣـن اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻓـﻲ اﻟﻣﻧـﻊ ﻣـن اﻟوﻗـوع ﻓـﻲ اﻟﻣﺣرﻣـﺎت وأﻛـل
اﻣوال ا ﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﺑﺎطـل ،ﻛﻣـﺎ ان اﻟﻘـﯾم اﻻﺧﻼﻗﯾـﺔ ﺗرﺑﯾﻬﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ أﺳـس اﻟـﺻدق واﻻﻣﺎﻧـﺔ ،وﺣـب اﻟﺧﯾـر
ﻟﻶﺧرﯾن ،واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ و اﻟﺗﯾﺳﯾر ،واﻟوﻓﺎء واﻟﻘﺻد واﻻﻋﺗدال واﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﻛﺎﻓل واﻟﺗﺿﺎﻣن ،واﻻﺣﺳﺎس
ﺑﺎﻻم اﻟﺑﻌض ﻛﺟﺳد واﺣد ﻓﺎﻻﺳﻼم ﯾﺟﻌل اﻟﺳﻠوك اﻟﺣﺳن ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻣﻌﯾﺎرا ﻟـﺻدق اﻻﯾﻣـﺎن وﺣـﺳن
اﻻﺳــﻼم ،ﺑــل ﺻــﻔﺔ أ ﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻟﻌﺑــﺎد اﻟــرﺣﻣن اﻟﻧــﺎﺟﯾن اﻟﻔــﺎﺋزﯾن ،ﻛﻣــﺎ ان اﻟــﺳﻠوك اﻟــﺳﻲء ،واﻻﺧــﻼق
اﻟﺳﯾﺋﺔ – ﻣﺛل اﻻﻧﺎﻧﯾﺔ ،و اﻟﺟﺷﻊ ،و اﻟطﻣﻊ ،و اﻟﻐدر واﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ،و اﻟﻣﻣﺎطﻠﺔ ،واﻟﻘﻣﺎر ،و اﻟﻛذب
و اﻟﻐــش ،و اﻟرﺷــوة و اﻻﺧــﺗﻼس ،و ﻧﻘــض اﻟﻌﻬــود و اﻟوﻋــود ،و اﻻﺳ ـراف اﻟﺗﺑــذﯾر ،واﻻﺣﺗﻛــﺎر ،
واﻻﺳــﺗﻐﻼل ،واﻟﺣﯾــل واﻟــﺻورﺑﺔ ﻗــد ﺣرﻣــﻪ اﻻﺳــﻼم ،واﻋﺗﺑــر ﻣــن ﯾﺗــﺻف ﺑــﻪ ﺑﻌﯾــدا ﻋــن رﺣﻣــﺔ اﷲ و
ﻋن اﻻﺳﻼم.٢
ﻓﺗﻠك اﻟﻘﯾم اﻻﯾﻣﺎﻧﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾـﺔ ﻟﻬـﺎ ﻋﻼﻗـﺔ ﺳـﺑﺑﯾﺔ ﺑﺄزﻣـﺔ اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﻣـن ﺣﯾـث إن ﻣﻌظـم أﺳـﺑﺎﺑﻬﺎ ﯾﻌـود
اﻟﻰ اﻟﺷﺧص ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﺣﯾث ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺟواﻧب اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻻﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎﻫﺎ آﻧﻔﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
.١ان ﻫــذﻩ اﻟﻘــﯾم ﺗﻣﻧــﻊ اﻻﻧــﺳﺎن ﻣــن اﻹﻗــدام ﻋﻠــﻰ اﻟــدﯾون واﻟﺗﻣوﯾــل اﻵﺟــل إﻻ إذا اﻋﺗﻘــد اﻧــﻪ ﻗــﺎدر
ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء.
ـﺳر ﻓﻘــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰ
.٢اﻧﻬــﺎ ﺗدﻓﻌــﻪ اﻟــﻰ اﻟﺗــﺳﺎﻣﺢ واﻟﺗﯾــﺳﯾر واﻟﺗــﺻدق واﻻﻧﺗظــﺎر ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗﻌﺛــر واﻟﺗﻌـ ّ
١
ﺗﻌﻠﻣون(
ﻛﻧﺗم َ ْ َ ُ َ ﺧﯾر ﱠ ُ ِ ﻣﯾﺳَ ٍرة وأَن َ َ ﱠ ﻛﺎن ُذو ُ ْ ٍ ِ ِ
ﻟﻛم إن ُ ُ ْ
ﺗﺻدﻗُوْا َ ْ ٌ ْ ﻋﺳَرة ََﻓﻧظَرةٌ َإﻟﻰ َ ْ َ َ ) َ ٕوِان َ َ
.٣ﺗدﻓﻌﻪ اﻟﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﻘود واﻟﻌﻬود ﻓﻲ ﻣواﻋﯾدﻫﺎ دون ﻣﻣﺎطﻠﺔ.
.٤اﻧﻬــﺎ ﺗــﺳﺎﻫم ﻓــﻲ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺗﻌــﺎون و اﻟﺗﻛﺎﻓــل واﻟﺗــﺿﺎﻣن ﻣــﻊ اﻟﻣﻌــﺳرﯾن ﻓــﻲ ﺳــداد ﻣــﺎ ﻋﻠــﯾﻬم ﻣــن
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت.
ﻋﺎﺷراً :اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺣﯾـث ان ﻟـﻪ دورا ﻛﺑﯾـرا ﻓـﻲ ﻋـدم وﻗـوع اﻻزﻣـﺔ
،واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ اذا وﻗﻌت ،و ذﻟك ﻻن ﻫذﻩ اﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﺗﻘﻧﺿﻲ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ -:
.١اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟرﺑﺎ واﻟﻐدر واﻟﻣﯾﺳر واﻟﻘﻣﺎر ،واﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ.
.٢اﻧﻬﺎ ﺗﻘﺗﺿﻲ وﺟود اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ – ﺳواء ﻛﺎن أﻋﯾﺎﻧﺎ ،أم ﻣﻧﺎﻓﻊ ،أم ﺧدﻣﺎت ،أم ﺣﻘوﻗـﺎً ﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ
– واﻻﺑﺗﻌﺎد ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن ﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻻﻧﺳﺎن ،وﻋن اﻟﻌﻘـود واﻟـﺻورﯾﺔ واﻟـﺷﻛﻠﯾﺔ ،واﻟﺣﯾـل ،
وﻋ ـ ــن اﻟﺣﻘ ـ ــوق اﻟﻣوﻫوﻣ ـ ــﺔ ،وﻋ ـ ــن اﻟﻣ ـ ــﺿﺎرﺑﺎت ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺧﯾ ـ ــﺎرات )اوﺑ ـ ــﺷﻧز( ،واﻟﻣ ـ ــﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺎت
)ﻓﯾوﺗﺷرز( وﻏﯾر ذﻟك.
و ﻛل ذﻟك ﻟﻪ دور ﺧطﯾر وأﺛر ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻋدم اﻟﺳداد ﺣﯾث إﻧﻪ ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻻﻣر اﻟـﻰ ﻋـدم ﺑﻘـﺎء
ﺷﻲء ﯾﻣﻛن ﺳداد اﻟدﯾون و اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﻧﻪ.
ﺣــﺎدي ﻋــﺷر :اﻻﻣﺗﻧــﺎع ﻋــن أي ﻋﻘــد ﯾﺗــﺿﻣن اﻟرﺑــﺎ ،ﺣﯾــث إن ﻟــﻪ دوراً ﻛﺑﯾ ـراً ﻓــﻲ ﺗــﺿﺧﯾم اﻟــدﯾون
وﺟﻌﻠﻬﺎ أﺿـﻌﺎﻓﺎ ﻣـﺿﺎﻋﻔﺔ ،ﻣﻣـﺎ ﺳـﯾﻛون ﻟﻬـﺎ دور ﺳـﻠﺑﻲ ﻓـﻲ ﺳـدادﻫﺎ ،إﺿـﺎﻓﺔ اﻟـﻰ دورﻫـﺎ اﻟـﺳﻠﺑﻲ ﻓـﻲ
زﯾﺎدة اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف واﻷﻋﺑﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك .
ﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر :اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،وﺻﯾﻎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳـﻼﻣﯾﺔ ،ﻷن ﻟـﻪ اﺛـراً ﻛﺑﯾـراً ﻓـﻲ
ﻋدم وﻗـوع اﻻزﻣـﺔ ،وﻋﻼﺟﻬـﺎ ،ﺣﯾـث ﺗﻘـوم ﻫـذﻩ اﻟﻌﻘـود ،واﻟـﺻﯾﻎ واﻷدوات اﻟـﺷرﻋﯾﺔ إﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـود
اﻟﺗﻣﻠﯾــك اﻟﺗــﻲ ﺗﻘﺗــﺿﻲ اﻟﺗﻣﻠــك اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ ﻗﺑــل اﻟﺗﻣﻠﯾــك ﻟﻼﺧــرٕ ،واﻣــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻋﻘــود اﻟﻣــﺷﺎرﻛﺎت ) ﺷــرﻛﺎت
اﻻﻣ ـوال ،واﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ ،واﻟﻣــﺳﺎوﻣﺔ ،واﻟﻣزارﻋــﺔ ،واﻻﻋﻣــﺎل و اﻟــﺻﻧﺎﺋﻊ (..ﺣﯾــث ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس:
اﻟﻐ ــﻧم ﺑ ــﺎﻟﻐرم ،واﻟﺧـ ـراج ﺑﺎﻟ ــﺿﻣﺎن ،و اﻣ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ا ﺳ ــﺎس ﻋﻘ ــود اﻟﻧﺑرﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﻻﯾﺟ ــوز اﺳ ــﺗﻐﻼﻟﻬﺎ
ﻟﻼﺳﺗرﺑﺎح و ﻫﻛذا...
ﺛﺎﻟث ﻋﺷر :إن ﻟﻣﺎ ﻓرض اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻟﻠﻔﻘراء واﻟﻣﺳﺎﻛﯾن ﻣﺛل اﻟزﻛـﺎة واﻟـﺻدﻗﺎت واﻟﻧﻔﻘـﺎت
واﻟوﻗف واﻟﻛﻔﺎرات دوراً ﻋظﯾﻣﺎً ﻓﻲ ﺗﺣ ﻘﯾق اﻟﺗﻛﺎﻓل ،وﺳداد اﻟـدﯾون واﻟﻣﻐـرم ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻌﺟـز ،وﻋـدم
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﻓﻘد ﺧﺻص اﻻﺳﻼم ﺛﻣن ﻣﯾزاﻧﯾـﺔ اﻟزﻛـﺎة ﻟﻠﻐـﺎرﻣﯾن ،وﻫـم اﻟـذﯾن ﯾﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺗﻘﻬم
ﻋـبء اﻟــدﯾون واﻟﻐراﻣــﺎت اﻟﺗـﻲ ﻻ ﯾــﺳﺗطﯾﻌون اﻟوﻓــﺎء ﺑﻬـﺎ .وﺑﺎﻻﺿــﺎﻓﺔ اﻟــﻰ ذﻟـك ﻓــﺈن اﻟدوﻟــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ
ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘ ﻬﺎ ﻋبء ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺳداد اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺟز اﻟﻣدﯾن ﻋن اﻟوﻓﺎء ﺑﻬﺎ ﻷﺳﺑﺎب ﻏﯾـر إرادﯾـﺔ
او ﻷﻓﻼﺳﻪ ،واﻋﺳﺎرﻩ .
ﻗــﺎل اﻟﺑﯾــﺿﺎوي " ﻓــﻲ ﻣﻌﻧــﻰ اﻟﺑﯾــﻊ ﻛــل ﻣﻌﺎوﺿــﻪ ﻣﺣــﺻﺗﻪ ﻛــﺎ ﻟــﺳﻠم واﻻﺟــﺎرة "ﺛــم ﻓــﺎل":ﻟوﺗﻐﯾراﻟﻣﺑﯾــﻊ
ﺑزﯾـﺎدة أو ﻧﻘـﺻﺎت ﻓﺎﻟزﯾــﺎدة اﻟﻣﺗـﺻﻠﺔ ﻟﻠﺑـﺎﺋﻊ واﻟﻣﻧﻔــﺻﻠﺔ ﻟﻠﻣـﺷﺗري وﻧﻘـﺻﺎت اﻟﻌــﯾن ﯾوﺟـب اﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ
١
ﺑﺣﺻﺔ اﻟﻧﺎﻗص اﻟﺻﻔﺔ ﻣﻬدر اﻻ اذا ﺻدر ﻣن اﻟراﺟﻊ او اﺟﻧﺑﻲ ﻓﯾﺿﺎرب ﺑﻘﺳطﻪ ﻣن اﻟﺛﻣن "
.٥اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻧد ﺗﻌﺛر اﻟدﯾون
.٦وﺿﻊ ﺧط ﺔ ﻣدروﺳﺔ ﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون ﻣن ﺧﻼل إﻧﺷﺎء وﺣدة أو ادارة ﻗوﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﺗﺣﺻﯾل
ﻣـﻊ وﺿــﻊ ﺣـواﻓز ﻣﺟزﯾـﺔ ﻟﻠــﺳداد ﻣطﻠﻘــﺎً أو ﻟﻠـﺳداد اﻟﻣﺑﻛــر ﺣﯾــث ان ذﻟـك )ﺿــﻊ وﺗﻌﺟــل (ﺟــﺎﺋز
ﻣﺎدام ﻟم ﯾﻛن ﻣﺷروطﺎً ﻓﻲ أﺻل اﻟﻌﻘد .
.٧اﻟﺣ ــﺻول ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺳﯾوﻟﺔ ﺑط ــرق ﻣ ــﺷروﻋﺔ ﻣ ــن ﻣؤﺳ ــﺳﺎت أﺧ ــرى ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟ ــﺳﻠم واﻟﺗ ــورق
اﻟﻣﻧﺿﺑط ﺑﺿواﺑط اﻟﺷرع .
.٨اﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺧطﺔ اﻟﺗطوﯾر واﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ ﺿوء ﻣوﻗف اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺣﯾث ان اﻧﻘـﺎذ اﻟﻣؤﺳـﺳﺔ ﻣـن
ﻣـ ــﺷﺎﻛل اﻟﺗﻌﺛـ ــر او ﻋـ ــدم اﻟوﻓـ ــﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ وﻗﺗﻬـ ــﺎ اﻓـ ــﺿل ﺑﻛﺛﯾـ ــر ﻣـ ــن اﻟﺗوﺳـ ــﻊ اﻟﻣـ ــﺷوب
ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻘود اﻟﻰ اﻟﺗوﻗف واﻻﻓﻼس.٢
.٩ﺗرﺷﯾد اﻻﺗﻔﺎق واﻟﺿﻐط ﻋﻠـﻰ ﺑﻌـض ﺑﻧـود اﻟﺗﻛـﺎﻟﯾف واﻟﻣـﺻروﻓﺎت ﻏﯾـر اﻟـﺿرورﯾﺔ وﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻓـﻲ
ﻣﺟﺎل اﻻﻋﻼﻧﺎت واﻟﻣـﺻﺎرﯾف اﻹدارﯾـﺔ واﻟﻣﻛﺎﻓـﺂت واﻟﻣظـﺎﻫر واﻟـدﯾﻛورات وﻧﺣـو ذﻟـك ﻣﻣـﺎ ﻟـﯾس
ﺿــرورﯾﺎً أو ﺣﺎﺟﯾـﺎً ،وذﻟــك ﻛﻠــﻪ ﺣــﺳب دراﺳــﺎت دﻗﯾﻘــﺔ ﯾﻧظــر ﻓﯾﻬــﺎ إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﻫــو ﺿــروري ،وﻣــﺎ
ﻫو ﺣﺎﺟﻲ ،ودرﺟﺎت اﻟـﺿرورة أو اﻟﺣﺎﺟـﺔ وﻛـذاﻟك ﻣـﺎ ﻫـو ﺗﺣـﺳﯾﻧﻲ ﺗرﻓﯾﻬـﻲ ﯾﻣﻛـن اﻻﺳـﺗﻐﻧﺎء
ﻋﻧﻪ .
ﻛﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن ﻋﻘــد اﻟــﺳﻠم ﻟﺗﻣوﯾــل اﻟﻌﺟــز ﻓــﻲ ﻣﯾزاﻧﯾــﺔ اﻟدوﻟــﺔ ،وذﻟـك ﺑــﺄن ﺗﺑﯾــﻊ اﻟدوﻟــﺔ
اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻠﺑﺗـرول ﻛﻣﯾـﺎت ﻣوﺻـوﻓﺔ ﻓـﻲ اﻟذﻣـﺔ إﻟـﻰ آﺟـﺎل ﻋدﯾـدة ﺑﺄﺛﻣـﺎن ﻣﻌﺟﻠـﺔ إﻟـﻰ اﻟﺑﻧـوك اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ
ﻣﺛﻼً .
ـﺳﻠﻣﺎ إﻟﯾﻬـﺎ ،وذﻟـك
ﺛم ﺗﻘوم اﻟﺑﻧـوك اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﺑﻌﻘـد اﻟـﺳﻠم اﻟﻣـوازي ﻣـﻊ طـرف ﺛﺎﻟـث ﺗـﺻﺑﺢ ﻫـﻲ :ﻣ ً
ﺳﻠﻣﺎ ﻛﻣﯾﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻧﻔظ اﻟذي أﺳﻠم ﻓﯾﻪ ﺑﻧﻔس اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺛﻣن ﻣﻌﺟل ﯾزﯾد ﻋﻠـﻰ
ﺑﺄت ﺗﺑﯾﻊ ً
اﻟﺛﻣن اﻟﺳﻠم اﻷول ،ﺛم ﺗﺗم اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺻﻔﻘﺗﯾن دون اﻟرﺑط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ. ٣
... ) (1
١٤٣٠ ١٤١٢
٨-٦ ) (1
. : ١٩٩٣
٣٥ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
واﻟﺻﻛوك واﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻘود ﺟﯾـدة ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﻣﺛـل اﻟـﺳﻠم
واﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ،واﻟﺗورق اﻟﻣﻧﺿﺑط. ١
إن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺗﻠﺟﺄ ﻓﻲ إدارة اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻓر ،أو اﻟﻌﺟز إﻟﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠـﻰ
اﻟرﺑــﺎ ،ﻣــن ﺧــﻼل اﻟــﺳﺣب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻛــﺷوف أو ﻣــﻧﺢ ﺗــﺳﻬﯾﻼت ﻧﻘدﯾــﺔ ،أو وداﺋــﻊ ،أو إﯾــداﻋﺎت ﻟﻣــدد
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ـ ﻛﻣﺎ ﺳب ﻗـ ﺣﺗـﻰ وﻟـو ﻛﺎﻧـت ﻟﻣـدة ﻗـﺻﯾرة ﺣﯾـث ﺗـدع ﻫـذﻩ اﻟﺑﻧـوك اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ ﻛـل ﻣـﺎ ﻟـدﯾﻬﺎ ﻣـن
ﺳــﯾوﻟﺔ زاﺋــدة ﻟــدى اﻟﻧــوك اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﺑﻔﺎﺋــدة وﻟــو ﻟﻣــدة ﻟﯾﻠــﺔ واﺣــدة ) أوﻓرﻧﺎﯾــت( أو ﻟــدى اﻟﺑﻧــوك اﻷﺧــرى
ﺑﻔﺎﺋدة ،وﻛذﻟك إذا اﺣﺗﺎﺟت إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﻓﺗطﻠب اﻻﯾداع ﻟدﯾﻬﺎ ﺑﻔﺎﺋدة ،أو ﺗﺷﺗري ﺳﻧدات اﻟدﯾن . .. .
ﻣطﻠﻘﺎ ،ﺑل أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ً وأﻣﺎ اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻘرض ﺑﻔﺎﺋدة
اﻟﻌﺟــز اﻻﻗﺗ ـراض ﻋــن طرﯾــق اﻟﻘــرض اﻟﺣــﺳن ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺣــﺳﺎب اﻟﺟــﺎري اﻟــذي ﻻ ﯾــﺷﻔﻲ اﻟﻐﻠﯾــل ،
واﻟﻌﻘود اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﺗـواﻓر ﺿـواﺑط ﺧﺎﺻـﺔ ﺑﻛـل ﻋﻘـد ،وﻛـذﻟك ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟـوﻓرة
ﻟــﯾس أﻣﺎﻣﻬــﺎ إﻻّ اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎرات اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﺗــﺎج إ ﻟــﻰ اﻟوﻗــت ،وﻟــذﻟك ﻗــد ﺗﻠﺟــﺄ إﻟــﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣــل ﻓــﻲ
اﻟﺳﻠﻊ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺗﻧﺿﯾض ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺳﻧدات ﻣﺣرﻣﺔ ،وﻟﻛن أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟﺻﻛوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗـﻲ
ﺳﻧﺗﺣدث ﻋﻧﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد .
وﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗﻌـﺎون اﻟﺑﻧـوك اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻻﯾﺟـﺎد ﻣؤﺳـﺳﺎت ﻓﻌﺎﻟـﺔ ﻹدارة اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ
اﻟوﻓر أو اﻟﻌﺟز .
اﻟﻌﻧــﺻر اﻷول :أن ﯾﻣﺛــل اﻟــﺻك ﻣﻠﻛﯾــﺔ ﺷــﺎﺋﻌﺔ ﻓ ـ ﻲ اﻟﻣــﺷروع اﻟــذي أﺻــدرت اﻟــﺻﻛوك ﻹﻧــﺷﺎﺋﻪ أو
ﺗﻣوﯾﻠﻪ ،وﺗﺳﺗﻣر ﻫذﻩ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ طﯾﻠﺔ اﻟﻣﺷروع ﻣن ﺑداﯾﺗﻪ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ .
ﻋﺎ ﻟﻠﻣﺎﻟـك ﻓـﻲ ﻣﻠﻛـﻪ ﻣـن ﺑﯾـﻊ وﻫﺑـﺔ ورﻫـن وارث
وﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﺣﻘـوق واﻟﺗـﺻرﻓﺎت اﻟﻣﻘـررة ﺷـر ً
وﻏﯾرﻫﺎ ،ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ان اﻟﺻﻛوك ﺗﻣﺛل رأس ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ .
اﻟﻌﻧــﺻر اﻟﺛــﺎﻧﻲ :ﯾﻘــوم اﻟﻌﻘــد ﻓــﻲ ﺻــﻛوك اﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس أن ﺷــروط اﻟﺗﻌﺎﻗــد ﺗﺣــددﻫﺎ )ﻧــﺷرة
اﻹﺻدار( وأن )اﻹﯾﺟﺎب( ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ )اﻻﻛﺗﺗﺎب( ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻﻛوك ،وأن )اﻟﻘﺑـول( ﺗﻌﺑـر ﻋﻧـﻪ ﻣواﻓﻘـﺔ
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻدرة .
وﻻ ﺑــد أن ﺗــﺷﻣل ﻧــﺷرة اﻹﺻــدار ﻋﻠــﻰ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﺷــرﻋﺎً ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻟﻘـراض )اﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ(
ﻣن ﺣﯾث ﺑﯾﺎن ﻣﻌﻠوﻣﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل وﺗوزﯾﻊ اﻟرﺑﺢ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑـذﻟك اﻹﺻـدار ﻋﻠـﻰ أن
ﺗﺗﻔق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷروط ﻣﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ .
اﻟﻌﻧــﺻر اﻟﺛﺎﻟــث :ان ﺗﻛــون ﺻــﻛوك اﻟﻣﻘﺎرﺿــﺔ ﻗﺎﺑﻠــﺔ ﻟﻠﺗــداول ﺑﻌــد اﻧﺗﻬــﺎء اﻟﻔﺗ ـرة اﻟﻣﺣــددة ﻟﻼﻛﺗﺗــﺎب
ﻣﺄذوﻧﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺿﺎرب ﻋﻧد ﻧﺷوء اﻟﺳﻧدات ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
ً ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ذﻟك
أ( إذا ﻛﺎن ﻣـﺎل اﻟﻘـراض اﻟﻣﺗﺟﻣـﻊ ﺑﻌـد اﻻﻛﺗﺗـﺎب وﻗﺑـل اﻟﻣﺑﺎﺷـرة ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـل ﺑﺎﻟﻣـﺎل ﻣـﺎ ﯾـزال ﻧﻘـوداً ﻓـﺈن
ﺗداول ﺻﻛوك اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻧﻘد ﺑﻧﻘد وﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ أﺣﻛﺎم اﻟﺻرف .
دﯾوﻧﺎ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ ﺗداول ﺻﻛوك اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ أﺣﻛﺎم ﺗداول اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟدﯾون
ً ب( إذا أﺻﺑﺢ ﻣﺎل اﻟﻘراض
.
ج( إذا ﺻﺎر ﻣﺎل اﻟﻘراض ﻣوﺟودات ﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻣن اﻟﻧﻘود واﻟدﯾون واﻷﻋﯾﺎن واﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﺗـداول
ﺻﻛوك اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﺗراﺿﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أﻋﯾﺎﻧﺎً وﻣﻧﺎﻓﻊ
،أﻣ ــﺎ إذا ﻛ ــﺎن اﻟﻐﺎﻟ ــب ﻧﻘ ــوداً أو دﯾوﻧ ــﺎً ﻓﺗراﻋ ــﻰ ﻓ ــﻲ ا ﻟﺗ ــداول اﻷﺣﻛ ــﺎم اﻟ ــﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺳ ــﺗﺑﯾﻧﻬﺎ ﻻﺋﺣ ــﺔ
ﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﺗوﺿﻊ وﺗﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻣﻊ ﻓﻲ اﻟدورة اﻟﻘﺎدﻣﺔ .
إن ﻣن ﯾﺗﻠﻘﻰ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻟﺻﻛوك ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ٕواﻗﺎﻣـﺔ اﻟﻣـﺷروع ﺑﻬـﺎ ﻫـو اﻟﻌﻧﺻر اﻟراﺑﻊ :
إﻻ ﺑﻣﻘــدار ﻣــﺎ ﻗــد ﯾــﺳﻬم ﺑــﻪ ﺑــﺷراء ﺑﻌــض
اﻟﻣــﺿﺎرب ،أي ﻋﺎﻣــل اﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ وﻻ ﯾﻣﻠــك ﻣــن اﻟﻣــﺷروع ّ
اﻟﺻﻛوك ﻓﻬو رب ﻣﺎل ﺑﻣﺎ أﺳﻬم ﺑﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣـﺿﺎرب ﺷـرﯾك ﻓـﻲ اﻟـرﺑﺢ ﺑﻌـد ﺗﺣﻘﻘـﻪ ﺑﻧـﺳﺑﺔ
اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﺷرة اﻹﺻدار وﺗﻛون ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس.
ٕوان ﯾد اﻟﻣﺿﺎرب ﻋﻠﻰ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻟﺻﻛوك وﻋﻠـﻰ ﻣوﺟـودات اﻟﻣـﺷروع ﻫـﻲ ﯾـد أﻣﺎﻧـﺔ ﻻ
ﯾﺿﻣن إﻻّ ﺑﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺿﻣﺎن اﻟﺷرﻋﯾﺔ .
٣٩ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
.٣ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺿواﺑط اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗداول :ﯾﺟـوز ﺗـداول اﻟﻣﻘﺎرﺿـﺔ ﻓـﻲ أﺳـواق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ إن
وﺟدت ﺑﺎﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ وذﻟك وﻓﻘﺎً ﻟظروف اﻟﻌرض واﻟطﻠب وﯾﺧﺿﻊ ﻹرادة اﻟﻌﺎﻗـدﯾن ،ﻛﻣـﺎ ﯾﺟـوز
أن ﯾﺗم اﻟﺗداول ﺑﻘﯾﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣـﺻدرة ﻓـﻲ ﻓﺗـرات دورﯾـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﺑـﺈﻋﻼن أو إﯾﺟـﺎب ﯾوﺟـﻪ إﻟـﻰ اﻟﺟﻣﻬـور
ﺗﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺧﻼل ﻣدة ﻣﺣددة ﺑﺷراء ﻫـذﻩ اﻟـﺻﻛوك ﻣـن رﺑـﺢ ﻣـﺎل اﻟﻣـﺿﺎرﺑﺔ ﺑـﺳﻌر ﻣﻌـﯾن وﯾﺣـﺳن
وﻓﻘﺎ ﻟظروف اﻟﺳوق واﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﺷروع ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟـوز
أن ﺗﺳﺗﻌﯾن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر ﺑﺄﻫل اﻟﺧﺑرة ً
اﻹﻋﻼن ﻋن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺷراء ﻣن ﻏﯾر اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻد رة ﻣـن ﻣﺎﻟﻬـﺎ اﻟﺧـﺎص ،ﻋﻠـﻰ اﻟﻧﺣـو اﻟﻣـﺷﺎر إﻟﯾـﻪ
.
.٤ﻻ ﯾﺟــوز أن ﺗــﺷﺗﻣل ﻧــﺷرة اﻹﺻــدار أو ﺻــﻛوك اﻟﻣﻘﺎرﺿــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻧــص ﺑــﺿﻣﺎن ﻋﺎﻣــل اﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ
رأس اﻟﻣﺎل أو ﺿﻣﺎن رﺑﺢ ﻣﻘطـوع أو ﻣﻧـﺳوب إﻟـﻰ رأس اﻟﻣـﺎل ،ﻓـﺈن وﻗـﻊ اﻟـﻧص ﻋﻠـﻰ ذﻟـك ﺻـراﺣﺔ
ﺿﻣﻧﺎ ﺑطل ﺷرط اﻟﺿﻣﺎن واﺳﺗﺣق اﻟﻣﺿﺎرب رﺑﺢ ﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻟﻣﺛل .
ً أو
.٥ﻻ ﯾﺟوز أن ﺗﺷﺗﻣل ﻧﺷرة اﻹﺻدار وﻻ ﺻك اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ اﻟﺻﺎدر ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻧـص ﯾﻠـزم ﺑـﺎﻟﺑﯾﻊ وﻟـو
ـدا ﺑــﺎﻟﺑﯾﻊ ،وﻓــﻲ ﻫــذﻩ
ـﺿﺎﻓﺎ ﻟﻠﻣــﺳﺗﻘﺑل ٕ ،واﻧﻣــﺎ ﯾﺟــوز أن ﯾﺗــﺿﻣن ﺻــك اﻟﻣﻘﺎرﺿــﺔ وﻋـ ً
ﻛــﺎن ﻣﻌﻠﻘـًـﺎ أو ﻣـ ً
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺗم اﻟﺑﯾﻊ إﻻّ ﺑﻌﻘد ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻘدرة ﻣن اﻟﺧﺑراء وﺑرﺿﺎ اﻟطرﻓﯾن.
ﻧﺻﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ اﺣﺗﻣـﺎل
.٦ﻻ ﯾﺟ وز أن ﺗﺗﺿﻣن ﻧﺷرة اﻹﺻدار وﻻ اﻟﺻﻛوك اﻟﻣﺻدرة ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ً
ﻗطﻊ اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ﻓﺈن وﻗﻊ ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼً.
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك :
أ( ﻋدم ﺟواز اﺷﺗراط ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺣدد ﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟـﺻﻛوك أو ﺻـﺎﺣب اﻟﻣـﺷروع ﻓـﻲ ﻧـﺷرة اﻹﺻـدار وﺻـﻛوك
اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ .
ب( أن ﻣﺣل اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻫو اﻟرﺑﺢ ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺷرﻋﻲ ،وﻫو اﻟزاﺋد ﻋن رأس اﻟﻣﺎل وﻟـﯾس اﻹﯾـراد أو اﻟﻐﻠـﺔ ،
وﯾﻌــرف ﻣﻘــدار اﻟ ـرﺑﺢ ،إﻣــﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧــﺿﯾض أو ﺑــﺎﻟﺗﻘوﯾم ﻟﻠﻣــﺷروع ﺑﺎﻟﻧﻘــد ،وﻣــﺎ زاد ﻋﻠــﻰ رأس اﻟﻣــﺎل ﻋﻧــد
اﻟﺗﻧــﺿﯾض أو اﻟﺗﻘــوﯾم ﻓﻬــو اﻟ ـرﺑﺢ اﻟــذي ﯾــوزع ﺑــﯾن ﺣﻣﻠــﺔ اﻟــﺻﻛوك وﻋﺎﻣــل اﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ ،وﻓﻘــﺎً ﻟــﺷروط
اﻟﻌﻘد.
ﻣﻌﻠﻧﺎ وﺗﺣت ﺗﺻرف ﺣﻣﻠﺔ اﻟﺻﻛوك.
ً ج( أن ﯾﻌد ﺣﺳﺎب أرﺑﺎح وﺧﺳﺎﺋر ﻟﻠﻣﺷروع وأن ﯾﻛون
إﻻ ﺑﺎﻟﻘـﺳﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﻧـﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣـﺷروع
.٧ﯾﺳﺗﺣق اﻟرﺑﺢ ﺑﺎﻟظﻬور ،وﯾﻣﻠك ﺑﺎﻟﺗﻧﺿﯾض أو اﻟﺗﻘـوﯾم وﻻ ﯾﻠـزم ّ
ادا أو ﻏﻠﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز أن ﺗوزع ﻏﻠﺗﻪ .
اﻟذي ﯾدر إﯾر ً
وﻣﺎ ﯾوزع ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻗﺑل اﻟﺗﻧﺿﯾض )اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ( ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣدﻓوﻋﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﺳﺎب.
٤٠ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
ﻋﺎ ﻣن اﻟﻧص ﻓـﻲ ﻧـﺷرة اﻹﺻـدار ﻋﻠـﻰ اﻗﺗطـﺎع ﻧـﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﯾـﺔ ﻛـﺎ
.٨ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﺷر ً
دورة ،إﻣﺎ ﻣن ﺣﻣﻠﺔ اﻟﺻﻛوك ﻓﻲ اﻷرﺑﺎح ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺗﻧﺿﯾض دوري ٕ ،واﻣﺎم ﻣن ﺣﺻﺻﻬم ﻓﻲ
اﻹﯾراد أو اﻟﻐﻠﺔ اﻟﻣوزﻋﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﺳﺎب ووﺿﻌﻬﺎ ﻓـﻲ اﺣﺗﯾـﺎطﻲ ﺧـﺎص ﻟﻣواﺟﻬـﺔ ﻣﺧـﺎطر ﺧـﺳﺎرة رأس
اﻟﻣﺎل .
ﻋﺎ ﻣن اﻟـﻧص ﻓـﻲ ﻧـﺷرة اﻹﺻـدار أو ﺻـﻛوك اﻟﻣﻘﺎرﺿـﺔ ﻋﻠـﻰ وﻋـد طـرف
.٩ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﺷر ً
ﺛﺎﻟــث ﻣﻧﻔــﺻل ﻓــﻲ ﺷﺧــﺻﯾﺗﻪ وذﻣﺗــﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻋــن طرﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد ﺑــﺎﻟﺗﺑرع ﺑــدون ﻣﻘﺎﺑــل ﺑﻣﺑﻠــﻎ ﻣﺧــﺻص
ﺳﺗﻘﻼ ﻋــن ﻋﻘــد اﻟﻣــﺿﺎرﺑﺔ ﺑﻣﻌﻧــﻰ أن
ﻟﺟﺑــر اﻟﺧــﺳران ﻓــﻲ ﻣــﺷروع ﻣﻌــﯾن ،ﻋﻠــﻰ أن ﯾﻛــون اﻟﺗزاﻣــﺎً ﻣ ـ ً
ﻗﯾﺎﻣــﻪ ﺑﺎﻟوﻓــﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣــﻪ ﻟــﯾس ﺷــرطﺎً ﻓــﻲ ﻧﻔــﺎذ اﻟﻌﻘــد وﺗرﺗــب أﺣﻛﺎﻣــﻪ ﻋﻠﯾــﻪ ﺑــﯾن أطراﻓــﻪ وﻣــن ﺛــم ﻓﻠــﯾس
ﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟﺻﻛوك أو ﻋﺎﻣل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻟدﻓﻊ ﺑﺑطﻼن اﻟﻣـﺿﺎرﺑﺔ أو اﻻﻣﺗﻧـﺎع ﻋـن اﻟوﻓـﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣـﺎﺗﻬم ﺑﻬـﺎ
ﺑــﺳﺑب ﻋــدم ﻗﯾــﺎم اﻟﻣﺗﺑــرع ﺑﺎﻟوﻓــﺎء ﺑﻣــﺎ ﺗﺑــرع ﺑــﻪ ﺑﺣﺟـﺔ أن ﻫــذا اﻻﻟﺗـزام ﻛــﺎن ﻣﺣــل اﻋﺗﺑــﺎر ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد .
)اﻧﺗﻬﻰ ﻗرار اﻟﻣﺟﻣﻊ( .
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻧذﻛرﻩ ﻷﻫﻣﯾﺗـﻪ ،ﻫـذا ﻧـﺻﻪ ) :اﻟﺣﻣـدﷲ رب اﻟﻌـﺎﻟﻣﯾن واﻟـﺻﻼة واﻟـﺳﻼم ﻋﻠـﻰ رﺳـوﻟﻪ اﻟﻛـرﯾم وﻋﻠـﻰ
آﻟﻪ وأﺻﺣﺎﺑﻪ أﺟﻣﻌﯾن ..أﻣﺎ ﺑﻌد،
ﻓـ ـ ــﺈن اﻟﻣﺟﻠـ ـ ــس اﻟـ ـ ــﺷرﻋﻲ ﺑﻬﯾﺋـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳـ ـ ــﺑﺔ واﻟﻣراﺟﻌـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣؤﺳـ ـ ــﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ اﻹﺳـ ـ ــﻼﻣﯾﺔ )(AAOIFI
ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ واﻹﻗﺑﺎل اﻟﻌﺎم ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣﺎﯾﺛﺎر ﺣوﻟﻬﺎ ﻣن ﻣﻼﺣظﺎت وﺗﺳﺎؤﻻت،
ً ﻧظرًاﻻﺗﺳﺎع ﺗطﺑﯾق اﻟﺻﻛوك
ﺑﺣث ﻣوﺿوع إﺻدار اﻟﺻﻛوك ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت
)أوﻻً( ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ١٢ﺟﻣﺎدى اﻵﺧرة ١٤٢٨ﻫـ اﻟﻣواﻓق ٢٧ﯾوﻧﯾو ٢٠٠٧
)وﺛﺎﻧﯾﺎً ( ﺑﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ٢٦ﺷﻌﺑﺎن ١٤٢٨ه اﻟﻣواﻓق ٨ﺳﺑﺗﻣﺑر ٢٠٠٧
)وﺛﺎﻟﺛ ــﺎً( ﺑﻣﻣﻠﻛـ ــﺔ اﻟﺑﺣ ـ ـرﯾن ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ ٧و ٨ﺻـ ــﻔر ١٤٢٩ه اﻟﻣواﻓـ ــق ١٣و ١٤ﻓﺑراﯾ ــر ، ٢٠٠٨ﺑﻌـ ــد ﻣـ ــﺎ
اﺟﺗﻣﻌـ ــت اﻟﻠﺟﻧـ ــﺔ اﻟﻣﻧﺑﺛﻘـ ــﺔ ﻣﻧـ ــﻪ ﺑﺗـ ــﺎرﯾﺦ ٦ﻣﺣـ ــرم ١٤٢٩ه اﻟﻣواﻓـ ــق ١٥ﯾﻧـ ــﺎﯾر ٢٠٠٨ﺑﻣﻣﻠﻛـ ــﺔ اﻟﺑﺣ ـ ـرﯾن
ﺑﺣﺿور ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن ﻣﻣﺛﻠﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ وﻗـدﻣت ﺗﻘرﯾرﻫـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻣﺟﻠـس
اﻟﺷرﻋﻲ ،وﺑﻌـد اﻟﻧظـر ﻓﯾﻣـﺎ دار ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋـﺎت ،واﻷوراق واﻟﺑﺣـوث اﻟﺗـﻲ ﻗـدﻣت ﻓﯾﻬـﺎ ،ﻓـﺈن اﻟﻣﺟﻠـس
اﻟـ ــﺷرﻋﻲ_ إذ ﯾؤﻛـ ــد ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ورد ﺑـ ــﺷﺄن اﻟـ ــﺻﻛوك ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻌـ ــﺎﯾﯾر اﻟـ ــﺷرﻋﯾﺔ _ ﯾوﺻـ ــﻲ اﻟﻣؤﺳـ ــﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻫﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ أن ﺗﻠﺗزم ﻋﻧد إﺻدار اﻟﺻﻛوك ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
أوﻻً :ﯾﺟـ ــب أن ﺗﻣﺛـ ــل اﻟـ ــﺻﻛوك اﻟﻘﺎﺑﻠـ ــﺔ ﻟﻠﺗـ ــداول ﻣﻠﻛﯾـ ــﺔ ﺣﻣﻠـ ــﺔ اﻟـ ــﺻﻛوك ﺑﺟﻣﯾـ ــﻊ ﺣﻘوﻗﻬـ ــﺎ واﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬـ ــﺎ ،ﻓـ ــﻲ
ﻧوﻧﺎ ،ﺳواء أﻛﺎﻧت أﻋﯾﺎﻧﺎً أم ﻣﻧﺎﻓﻊ أم ﺧدﻣﺎت وﻓﻘﺎً ﻟﻣﺎ
ﻣوﺟودات ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺗﻣﻠك وﺗﺑﺎع ﺷرﻋﺎً وﻗﺎ ً
٤١ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷرﻋﻲ رﻗم ) ( ١٧ﺑﺷﺄن ﺻﻛوك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﻧد ) (٢وﺑﻧد ٢-١-٥وﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣـدﯾر
اﻟﺻﻛوك إﺛﺑﺎت ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣوﺟودات ﻓﻲ ﺳﺟﻼﺗﻪ وأﻻ ﯾﺑﻘﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣوﺟوداﺗﻪ.
ﺛﺎﻧﯾﺎً :ﻻﯾﺟوز أن ﺗﻣﺛل اﻟﺻﻛوك اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول اﻹﯾرادات أو اﻟدﯾون ،إﻻ إذا ﺑﺎﻋـت ﺟﻬـﺔ ﺗﺟﺎرﯾـﺔ أو ﻣﺎﻟﯾـﺔ
ﺟﻣﯾ ــﻊ ﻣوﺟوداﺗﻬ ــﺎ ،أو ﻣﺣﻔظ ــﺔ ﻟﻬ ــﺎ ذﻣ ــﺔ ﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻗﺎﺋﻣ ــﺔ ﻟ ــدﯾﻬﺎ ودﺧﻠ ــت اﻟ ــدﯾون ﺗﺎﺑﻌ ــﺔ ﻟﻸﻋﯾ ــﺎن واﻟﻣﻧ ــﺎﻓﻊ ﻏﯾ ــر
ﻣﻘﺻودة ﻓﻲ اﻷﺻل وﻓق اﻟﺿواﺑط اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷرﻋﻲ رﻗم ) ( ٢١ﺑﺷﺄن اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
راﺑﻌــﺎً:ﻻ ﯾﺟــوز ﻟﻠﻣــﺿﺎرب أو اﻟــﺷرﯾك أو وﻛﯾــل اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر أن ﯾﺗﻌﻬــد ﺑــﺷراء اﻷﺻــول ﻣــن ﺣﻣﻠــﺔ اﻟــﺻﻛوك أو
ﻣﻣــن ﯾﻣــﺛﻠﻬم ﺑﻘﯾﻣﺗﻬــﺎ اﻻﺳــﻣﯾﺔ ﻋﻧــد إطﻔــﺎء اﻟــﺻﻛوك ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﯾــﺔ ﻣــدﺗﻬﺎ وﯾﺟــوز أن ﯾﻛــون اﻟﺗﻌﻬــد ﺑﺎﻟــﺷراء ﻋﻠــﻰ
أﺳﺎس ﺻﺎﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻول أو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟـﺳوﻗﯾﺔ أو اﻟﻘﯾﻣـﺔ اﻟﻌﺎدﻟـﺔ أو ﺑـﺛﻣن ﯾﺗﻔـق ﻋﻠﯾـﻪ ﻋﻧـد اﻟـﺷراء ،وﻓﻘـﺎً ﻟﻣـﺎ
ﺟ ــﺎء ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻌﯾ ــﺎر اﻟ ــﺷرﻋﻲ رﻗ ــم ) ( ١٢ﺑ ــﺷﺄن اﻟ ــﺷرﻛﺔ )اﻟﻣ ــﺷﺎرﻛﺔ( واﻟ ــﺷرﻛﺎت اﻟﺣدﯾﺛ ــﺔ ٢-٦-١-٣وﻓ ــﻲ
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷرﻋﻲ رﻗم ) (٥ﺑﺷﺄن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ،ﺑﻧد ١-٢-٢و ﺑﻧد ٢/٢/٢ﻋﻠﻣـﺎً ﺑـﺄن ﻣـدﯾر اﻟـﺻﻛوك ﺿـﺎﻣن
ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻌدي أو اﻟﺗﻘﺻﯾر وﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺷروط ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣـﺿﺎرﺑﺎً أم ﺷـرﯾﻛﺎً
أم وﻛﯾﻼً ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
أﻣـ ــﺎ إذا ﻛﺎﻧـ ــت ﻣوﺟـ ــودات ﺻـ ــﻛوك اﻟﻣـ ــﺷﺎرﻛﺔ أو اﻟﻣـ ــﺿﺎرﺑﺔ أو اﻟوﻛﺎﻟـ ــﺔ ﺑﺎﻻﺳـ ــﺗﺛﻣﺎر ﺗﻘﺗـ ــﺻر ﻋﻠـ ــﻰ أﺻـ ــول
ﻣؤﺟرةإﺟــﺎرة ﻣﻧﺗﻬﯾــﺔ ﺑﺎﻟﺗﻣﻠﯾــك ،ﻓﯾﺟــوز ﻟﻣــدﯾر اﻟــﺻﻛوك اﻟﺗﻌﻬــد ﺑــﺷراء ﺗﻠــك اﻷﺻــول _ﻋﻧــد إطﻔــﺎء اﻟــﺻﻛوك_
ﺑﺑﺎﻗﻲ أﻗﺳﺎط اﻷﺟرة ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻷﺻول ،ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﻣﺛل ﺻﺎﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ.
ﺧﺎﻣﺳﺎً :ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﺟر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻬد ﻓﻲ ﺻﻛوك اﻹﺟﺎرة ﺷراء اﻷﺻول اﻟﻣؤﺟرة ﻋﻧد إطﻔﺎء اﻟﺻﻛوك ﺑﻘﯾﻣﺗﻬﺎ
اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﻛون ﺷرﯾﻛﺎً أو ﻣﺿﺎرﺑﺎً أو وﻛﯾﻼً ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
ﺳﺎدﺳﺎً :ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺷرﻋﯾﺔ أن ﻻ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑﺈﺻدار ﻓﺗوى ﻟﺟواز ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﺻﻛوك ،ﺑل ﯾﺟب أن ﺗدﻗق
اﻟﻌﻘ ــود واﻟوﺛ ــﺎﺋق ذات اﻟ ــﺻﻠﺔ وﺗراﻗ ــب طرﯾﻘ ــﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬ ــﺎ ،وﺗﺗﺄﻛ ــد ﻣ ــن أن اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺔ ﺗﻠﺗ ــزم ﻓ ــﻲ ﺟﻣﯾ ــﻊ ﻣراﺣﻠﻬ ــﺎ
٤٢ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
ﺑﺎﻟﻣﺗطﻠﺑـﺎت واﻟــﺿواﺑط اﻟــﺷرﻋﯾﺔ وﻓﻘــﺎً ﻟﻠﻣﻌـﺎﯾﯾر اﻟــﺷرﻋﯾﺔ ،وأن ﯾــﺗم اﺳــﺗﺛﻣﺎر ﺣـﺻﯾﻠﺔ اﻟــﺻﻛوك وﻣــﺎﺗﺗﺣول ﺗﻠــك
اﻟﺣــﺻﯾﻠﺔ إﻟﯾــﻪ ﻣــن ﻣوﺟــودات ﺑﺈﺣــدى ﺻــﯾﻎ اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر اﻟــﺷرﻋﯾﺔ وﻓﻘــﺎً ﻟﻠﻣﻌﯾــﺎر اﻟــﺷرﻋﻲ رﻗــم ) ( ١٧ﺑــﺷﺄن
ﺻــﻛوك اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﻧــد ٥-١-٨-٥ﻫــذا وﯾوﺻــﻲ اﻟﻣﺟﻠــس اﻟــﺷرﻋﻲ اﻟﻣؤﺳــﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ أن ﺗﻘﻠــل
ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻬــﺎ ﻣــن اﻟﻣــداﯾﻧﺎت،وﺗﻛﺛر ﻣــن اﻟﻣــﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾــﺔ اﻟﻣﺑﻧﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻗــﺳﻣﺔ اﻷرﺑــﺎح واﻟﺧــﺳﺎﺋر ،وذﻟــك
ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرﯾﻌﺔ .
وآﺧر دﻋواﻧﺎ أن اﻟﺣﻣدﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ( .
وﻣــن اﻹﺟـراءات اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﺳــﺑق أن ﯾﻘــوم اﻟﺑﻧــك ﺑوﺿــﻊ ﺳﯾﺎﺳــﺔ إﺟراﺋﯾــﺔ ﺗــؤدي إﻟــﻰ
اﺳﺗﻐﻼل ﺗﻌطل ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ أو ﺗﺑﺎطؤﻫﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘـدي واﻟﻣـﺎﻟﻲ ،وﻣواﺟﻬـﺔ اﻟﺗـﺿﺧم
،واﺳــﺗﻐﻼل ﻓ ـواﺋض اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻟﺗوﺟﯾﻬﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻣــﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣوﯾــﺔ وذﻟــك ﺑﺎﺳــﺗﻌﻣﺎل ﻣؤﺷ ـرات اﻟ ـرﺑﺢ ﻓــﻲ
اﻟﻣراﺑﺟﺔ واﻟﺗﻣوﯾل ) أي اﻟﺑـدﯾل ﻟﻣؤﺷـر اﻟﻼﯾﺑـور ﻓـﻲ اﻟﻧظـﺎم اﻟرﺑـوي ( ﻟﺗﺣﻘﯾـق ﺑﻌـض ﻫـذﻩ اﻷﻫـداف ،
ﺣﯾــث إن رﻓــﻊ ﺗﻛﻠﻔــﺔ اﻻﺋﺗﻣــﺎن ﯾــؤﺛر ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻛﺑــرى ،وﻓـ ﻲ ﻣــﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﯾــﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾــﺔ ،ﺑــل وﻓــﻲ
ـﺿﺎ ﻓ ــﻲ ط ــرح
اﻟﻣ ــﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣوﯾ ــﺔ ،ﺑﺎﻻﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾ ــل ﻣ ــن اﻟﺗﻣوﯾ ــل اﻻﺳ ــﺗﻬﻼﻛﻲ ،واﻟﺗـ ـوازن أﯾ ـ ً
اﻷدوات اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻹدارة اﻟﺳﯾوﻟﺔ. ١
وﻫﻧــﺎ ﯾــﺄﺗﻲ دور اﻟدوﻟــﺔ ﻓــﻲ ﺗﺣﻘﯾــق ﻫــذا اﻟﺗـوازن ﻓــﻲ إدارة اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻣــن ﺧــﻼل اﺳــﺗﻌﻣﺎل ﻣؤﺷــر اﻟـرﺑﺢ
واﻟﻣراﺑﺣــﺔ زﯾــﺎدة وﻧﻘــﺻﺎﻧًﺎ ،ﻛﻣــﺎ أن ﻗــﺎﻧون اﻟﻌــرض واﻟطﻠــب ﻟ ـﻪ دور ﻓــﻲ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺗ ـوازن إذا ﺗــدﺧﻠت
اﻟدوﻟــﺔ ﺑﺗـوازن ودﻗــﺔ دون إﻓـراط وﻻ ﺗﻔـرﯾط ،ﻓﻘــد ذﻛــرت ﻛﺗــب اﻟﺗــﺄرﯾﺦ أن اﻟﺧﻠﯾﻔــﺔ ﻫــﺎرون اﻟرﺷــﯾد ﻛــﺎن
ﯾﺄﻣر ﺑﺷراء اﻟﺣﺑوب ) اﻟطﻌﺎم ( ﻓﻲ اﻟﺻﯾف وﺗﺧزﯾﻧﻬﺎ ﻓـﻲ ﺳـﻧﺎﺑﻠﻬﺎ ،وﻓـﻲ اﻟـﺷﺗﺎء ﻛـﺎن ﯾراﻗـب اﻟـﺳوق
،ﻓﺈذا وﺟـد أن اﻟـﺳوق ﻗـد ارﺗﻔﻌـت ﻓﯾﻬـﺎ اﻷﺳـﻌﺎر ﺗـدﺧل ﺑطـرح ﻛﻣﯾـﺎت ﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ ﻹﻋـﺎدة اﻟﺗـوازن إﻟﯾﻬـﺎ ،
وﻫﻛذا .
ﻣدى ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻧك ﻣرﻛزي إﺳﻼﻣﻲ ﯾدﯾر ﻟﻬﺎ اﻟﺳﯾوﻟﺔ :
ﻧرى ﺑﻌد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ أن إدارة اﻟـﺳﯾوﻟﺔ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﺳﯾﺎﺳـﺔ ﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻧﻘدﯾـﺔ ﻣﺗزﻧـﺔ ،وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻓـﺈن ﻟﻠدوﻟـﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﺑﻧﻛﻬﺎ اﻟﻣرﻛزي دوراً ﻛﺑﯾرًا ـ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق ـ .
وﺑﻣـﺎ أن اﻟﺑﻧــوك اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﻓـﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧــﺎ اﻻﺳــﻼﻣﻲ ﻻ زاﻟــت ﺗﻌﺗﻣـد ﻋﻠــﻰ اﻵﻟﯾــﺎت واﻷدوات اﻟرأﺳــﻣﺎﻟﯾﺔ ،
وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻧظﺎم اﻟﻔﺎﺋدة ،وﺣرﯾﺔ اﻟﺳوق ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﻠﻐت اﻟﻣﺋـﺎت وﺗـﺳﺗﺛﻣر أﻛﺛـر ﻣـن
ﺗرﯾﻠﯾــون دوﻻر ﻓﺈﻧ ﻬــﺎ ﺑﺣﺎﺟــﺔ إﻟــﻰ ﺑﻧــك ﻣرﻛــزي ﻟﻛــل ﻫــذﻩ اﻟﻣؤﺳــﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﯾﻛــون ﻣــن أﻫــم
أدوارﻩ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
) (١وﺿ ــﻊ ﺳﯾﺎﺳ ــﺔ ﻧﻘدﯾ ــﺔ وﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻹدارة اﻟ ــﺳﯾوﻟﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻣ ــﺻﺎرف اﻹﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ،ﺑ ــل ﻓ ــﻲ ﺟﻣﯾ ــﻊ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﻓﻲ ﻓﺗـرة ﻣـن اﻟﻔﺗـرات ﻟـدﯾﻬﺎ ﻓـﺎﺋض ﺳـﯾوﻟﺔ ،ﻛﻣـﺎ
أن ﻟــدى ﺑﻌــﺿﻬﺎ ﻓــﺎﺋض ﺳــﯾوﻟﺔ ،وﻟــدى ﺑﻌــﺿﻬﺎ اﻵﺧــر ﻋﺟــز او ﻧﻘــص ﻓﯾﻬــﺎ ،ﻓﻛــل ذﻟــك
ﯾﻘﺗﺿﻲ وﺟود ﺑﻧك ﻣرﻛزي ﯾدﯾر ﻫذﻩ اﻷﻣور ﻓﻲ ﻣن اﻟﻔﺎﺋض ،واﻟﻌﺟز ،وﺳﯾﺎﺳﺔ راﺷـدة ،
وﺧطﺔ واﺿﺣﺔ ،واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﻌﯾدة اﻟﻣدى .
) (٢ﺗﻧﺷﯾط اﻟﺳوق اﻷوﻟﯾﺔ ﻣـن ﺧـﻼل اﻟﺑﺣـث ﻋـن ﻓـرص اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎر وﺗطـوﯾر اﻷﻓﻛـﺎر ،ودراﺳـﺔ
ﺟ ــدواﻫﺎ ،وﻣ ــن ﺛ ــم ﺗط ــوﯾر ﻣ ــﺷﺎرﯾﻊ ﺛ ــم طرﺣﻬ ــﺎ ،وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ ﯾ ــﺳﻌﻰ إﻟﯾ ــﻪ اﻟﻣﺟﻠ ــس اﻟﻌ ــﺎم
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻧﺷﺎء ﺑﻧك ﺿﺧم ﯾﻠﻌب دورﻩ ) ﻣـن ﺧـﻼل
رأﺳــﻣﺎﻟﻪ اﻟــذي ﯾﺑﻠــﻎ ﻣﺎﺋــﺔ ﻣﻠﯾــﺎر دوﻻر ﻛﺄﺳــﻬم اﺳــﺗﺛﻣﺎر ﻋــﺎم ﺿــﻣن رأﺳــﻣﺎل ﻛﻠــﻲ ﻣﺗﻐﯾــر ،
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑﻧك أن ﯾﻠﻌب دوراً ﻣﻬﻣﺎً ﻓﻲ طرح أدوات ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﻣﺗواﻓﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻟﯾـﺗم
ﺗـ ــداوﻟﻬﺎ ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــوق ﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﯾن اﻟﺑﻧـ ــوك ،ﻛﻣـ ــﺎ أﻧـ ــﻪ ﺳـ ــﯾﻠﻌب دور ﺻـ ــﺎﻧﻊ اﻟـ ــﺳوق ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل
ﺗﺧﺻﯾص %٣٥ﻣن أﻣوال اﻟﺑﻧك ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﻬد ﺑﺎﻟﺷراء ،وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﺿﺑط ﺣرﻛﺔ اﻟﺗـداول
،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﯾﺗوﻟﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺳد اﻟﺛﻐرات ﻓﻲ إدارة اﻟﺳﯾوﻟﺔ (. ١
) (٣ﺗﻧﺷﯾط اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ) اﻟﺑورﺻﺔ ( ﻣن ﺧﻼل طرح أدوات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣـﺷروﻋﺔ ﻣﺛـل
اﻷﺳﻬم ،واﻟـﺻﻛوك واﻟوﺣـدات اﻻﺳـﺗﺛﻣراﯾﺔ ،وﯾﺑـدو ﻋـدم وﺟـود ﻣﺛـل ﻫـذﻩ اﻷﺳـواق ﺑـﺻورة
ﻛﺎﻓﯾــﺔ ،ﻓــﺈن ﻧــﺳﺑﺔ اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻓــﻲ اﻟﺑﻧــوك اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ أﻛﺛــر ﻣــن ﻣﺛﯾﻼﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺑﻧــوك اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾــﺔ
ﺑﻧﺣ ـ ــو ٢%٩.٤٥وذﻟ ـ ــك أن اﻟﻣؤﺳ ـ ــﺳﺎت اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﺗ ـ ــﺳﺗطﯾﻊ اﻻﻗﺗـ ـ ـراض ﺑﻔﺎﺋ ـ ــدة ،وﻻ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻔﺎﺋدة ﻋن طرﯾق اﻟﺑﻧـوك اﻟﻣرﻛزﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗـﯾﺢ اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎر اﻟﻠﯾﻠـﻲ ﺑﻔﺎﺋـدة وﻟـو ﻟﻠﯾﻠـﺔ
واﺣدة .
) (٤اﻟـ ــﺳﻌﻲ اﻟﺣﺛﯾـ ــث ﻻﯾﺟـ ــﺎد أدوات ﻧﻘدﯾـ ــﺔ وﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔـ ــﺔ اﻷزﻣـ ــﺎن ﻣـ ــن ﻗـ ــﺻﯾرة ،وطوﯾﻠـ ــﺔ ،
وﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل .
) (٥وﺿﻊ ﺧطﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ﻫذﻩ اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ
ﻣــن اﻟﺗﻌﻣﯾــر واﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻟــﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻌﻘــود واﻷدوات اﻟﻧﻘدﯾــﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣﺗﻧوﻋــﺔ اﻟﺗــﻲ
ﺗﺣﻘق ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻏراض ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﻬﺎ .
) (٦اﻟﺳﻌﻲ اﻟﺣﺛﯾث ﻟﻠﺧروج ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺻورﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ،واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗـﻲ ﻻ ﺗﺣﻘـق اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ
اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻷﻣﺗﻧﺎ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺗدرج ﻣدروس .
) (٧اﻟﺳﻌﻲ ﻻﯾﺟﺎد ﻣؤﺷر ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺢ واﻟﻣراﺑﺣﺔ وﻟـﯾس ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﺎﺋـدة ﻛﻣـﺎ ﻫـو اﻟﺣـﺎل اﻟﯾـوم
،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﻣد اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر " ﻻﯾﺑور " .
: ) (1
http://www.ifwatch.com/articlesdtails.asp?key=36
: ) (2
٤٥ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
) (٨وﺿــﻊ ﺳﯾﺎﺳــﺔ إﻋﻼﻣﯾــﺔ وﺗوﻋوﯾــﺔ ﻟﺗــﺷﺟﯾﻊ اﻻدﺧ ـﺎر واﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر ﺑطــرق إﺳــﻼﻣﯾﺔ ،وﺗﺛﺑﯾــت
ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻔوس .
) (٩ﺿــرورة اﺗﺑــﺎع اﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﺎﻋﻠــﺔ ،وﺷــﺎﻣﻠﺔ ﻹدارة اﻟــﺳﯾوﻟﺔ ﻟﺗــﺷﻣل إدارة ﺳــﯾوﻟﺔ اﻷﺻــول ،
وٕادارة ﺳ ــﯾوﻟﺔ اﻻﻟﺗزاﻣ ــﺎت ،واﻹدارة اﻟﻣﺗوازﻧ ــﺔ ﻟﻠ ــﺳﯾوﻟﺔ ،وﺑ ــﺳﺑب اﻓﺗﻘ ــﺎر اﻟ ــﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ
اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ إﻟــﻰ اﻟﺑﻧﯾــﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾــﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣــﺔ ﻟﻠــﺳﯾوﻟﺔ ﻟــﺳﺑب ﻏﯾــﺎب اﻷﺳـواق اﻟﺛﺎﻧوﯾــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ
ﻓ ــﺈن ﻣﻌظ ــم اﻟﻣ ــﺻﺎرف اﻹﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ﺗﺗﺑ ــﻊ إدارة ﺳ ــﯾوﻟﺔ اﻷﺻ ــول ، ١ﻣ ــﻊ أن اﻟﻣﻔ ــروض أن
ﯾـ ــﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬـ ــﺎ ﺟﻣﯾﻌـ ــﺎً ﺑـ ــﺷرط ﺿـ ــﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟـ ــﺿواﺑط اﻟـ ــﺷرﻋﯾﺔ ،ﻛﻣـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻷﻓـ ــﺿل اﺗﺧـ ــﺎذ
اﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻬــﺎ ﺗﺟﻣــﻊ ﺧﯾ ـرات اﻻﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟــﺛﻼث ،وﺗــدرأ ﻣﻔــﺳﺎدﻫﺎ وأﺧطﺎرﻫــﺎ
وأﺧطﺎءﻫﺎ .
: ) (1
٤٦ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي :ﺗواﻓر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ـ وﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ ـ ﻟدى اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،
اﻟﻘدرة اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ ،وﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺗطوﯾرﻫﺎ .
وﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ أﻧواع ﻛﺛﯾرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻗد أﺛﺑت اﻟﺑﺣث أن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺑﻌض أﻧواﻋﻬﺎ ﻋن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوﺿﻌﻲ .
وﻗد ﺑﯾن اﻟﺑﺣث أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،واﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘﺻوى ﻹدارﺗﻬﺎ ،وﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺳﯾوﻟﺔ إذا ﻟم ﺗوﺿﻊ ﻟﻬﺎ
ﺧطﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ .
وﻗد أوﺿﺢ اﻟﺑﺣث أزﻣﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،وأﻧواﻋﻬﺎ ،وأﺳﺑﺎﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻣوﺿﺣﺎً أن أﺳﺑﺎب
اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻬﺎ اﻟدور اﻷﻛﺑر اﻟﯾوم ﻓﻲ أزﻣﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،وﻗد اﻧﺗﻬﻰ اﻟﺑﺣث إﻟﻰ أن ﻋدم
اﻻﻟﺗزام ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻐراء ﻫو ﻣن أﻫم أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ .
وﻗد أوﻟﻰ اﻟﺑﺣث أﻫﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﺑﺈدارة اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺳﯾﺎﺳـﺔ ﻣﺗزﻧـﺔ ﺗﻘـوم ﻋﻠـﻰ ﺟﻧـﺎﺣﯾن أﺳﺎﺳـﯾﯾن
،ﻫﻣ ــﺎ :اﻟ ــﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟوﻗﺎﺋﯾ ــﺔ اﻟﻣﺗزﻧ ــﺔ ،واﻟ ــﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺔ ﻹدارة اﻟ ــﺳﯾوﻟﺔ ،وﻗ ــد ﺷ ــرح اﻟﺑﺣ ــث ﻫ ــﺎﺗﯾن
اﻟﺳﯾﺎﺳﺗﯾن ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ﻣﻊ اﻟﺑداﺋل اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﺑﻘدر اﻻﺳﺗطﺎﻋﺔ واﻹﻣﻛﺎن ،وﻋﻼج اﻷزﻣﺔ إن وﺟدت .
وﻗ ــد ﺗط ــرق اﻟﺑﺣ ــث إﻟ ــﻰ اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟﻧﻘدﯾ ــﺔ ،وﻏﯾ ــر اﻟﻧﻘدﯾ ــﺔ اﻟﻣ ــﺷروﻋﺔ ﻹدارة اﻟ ــﺳﯾوﻟﺔ ،ﻣ ــﻊ
اﻟﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣﺧــﺎطر واﻟﻌواﺋــد ﻓــﻲ أدوات اﻟــﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾــﺔ ،وﺿـواﺑط ﺗــداول اﻟــﺻﻛوك اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ،
٤٧ إدارة اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ـ دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ـ
أ .د .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮه داﻏﻲ
ﻣﺧﺗﺗﻣﺎ ﺑﺑﯾﺎن دور اﻟدوﻟﺔ ) اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ( ﻓﻲ إدارة اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،وﻣـدى ﺣﺎﺟـﺔ اﻟﺑﻧـوك اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ إﻟـﻰ
ً
ﺑﻧك ﻣرﻛزي إﺳﻼﻣﻲ ﯾدﯾر ﻟﻬﺎ اﻟﺳﯾوﻟﺔ .
واﷲ اﻟﻣوﻓق
ﻋﻠﻲ ﻣﺣﯾﻰ اﻟدﯾن اﻟﻘرﻩ داﻏﻲ