You are on page 1of 34

‫أسلحة الدمار الشامل‬

‫أسلحة الدمار الشامل )س د ش( ‪ (Weapons of Mass Destruction (WMD‬هى سلح بإمكانه قتل‬
‫أعداد هائلة من الناس و الحيوانات والنباتات‪.‬و يغطى المصطلح انواع عديدة من السلحة من بينها النووية و‬
‫البيولوجية و الكيمائية )ن ب ك( و زاد على ذلك السلحة الموجية )الموجات الكهرومغناطيسية (‪ .‬و هناك خلف‬
‫حول متى استعمل هذا المصطلح لول مرة فإما انه فى عام ‪) 1937‬حين وقع القصف الجوى لمدينة جويرنيكا‬
‫باسبانيا( أو فى عام ‪) 1945‬حين أسقطت الطائرات المريكية أول قنبلتين ذريتين فى التاريخ على المدينتين‬
‫اليابانيتين هيروشيما و نجازاكى(‪.‬و بعد وقوع ذلك و مع بداية الحرب الباردة و التقدم خللها أصبح المصطلح‬
‫يشير أكثر إلى السلحة المحرمة الستخدام دوليا‪.‬و دخل المصطلح حيز الستعمال الشائع مرتبطا بالغزو‬
‫المريكى للعراق عام ‪.2003‬‬

‫فهرس‬
‫]‪ 1‬أنواعها‬

‫•‪ 2‬أسلحة الدمار الشامل لدي إسرائيل‬


‫•‪ 3‬نشاط العراق في مجال أسلحة الدمار الشامل‬
‫•‪ 4‬سبل الوقاية من مخاطرها‬
‫‪ 4.1o‬الوقاية من حروب الدمار الشامل ) الحرب القذرة (‬
‫•‪ 5‬حظر ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل‬

‫•‪ 6‬أنظر أيضا‬

‫أنواعها‬
‫•السلحة الكيميائية‬
‫•السلحة البيولوجية‬
‫•السلحة النووية‬
‫•السلحة الراديولوجية‬

‫أسلحة الدمار الشامل لدى إسرائيل‬


‫مقدمة ‪:‬‬

‫إن أقدام إسرائيل على امتلك أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬امتداد طبيعي لبحثها عن المن منذ تواجدها الغير طبيعي في‬
‫المنطقة العربية منذ عام ‪ ،1948‬ودخولها حروب متتالية مع العرب منذ ذلك الحين‪ .‬وبالرغم من امتلك إسرائيل‬
‫كمية هائلة من أحدث العتاد العسكري إل أنها حرصت على امتلك السلح النووي ليشكل أداة ردع ضد الدول‬
‫العربية ‪.‬‬

‫‪ .1‬أنواع أسلحة الدمار الشامل لدي إسرائيل‬

‫أ‪ .‬السلحة غير النووية‬


‫‪ .1‬سبق لسرائيل في حربها مع الدول العربية عام ‪ ،1948‬أن استخدمت ميكروب الدوسنتاريا وبالطبع فإن‬
‫عمرها لم يكن تجاوز الشهور وهو ما ل يؤهلها للقيام بالبحاث والتطوير والنتاج لمواد بيولوجية أو غيرها لذا‬
‫يفترض أنها حصلت عليها من دولة أخرى صديقة‪.‬‬

‫‪ .2‬وقد تردد أن إسرائيل حصلت على مساعدات من ألمانيا )الغربية في ذلك الوقت(‪ ،‬وفرنسا في مجال الحرب‬
‫الجرثومية وأن لديها معامل كيميائية تجهز ميكروبات أمراض الطاعون والحمى الصفراء وغيرها وهو أمر‬
‫وارد في إطار نظرية المن السرائيلية‪.‬‬

‫‪ .3‬وقد استخدمت إسرائيل أيضاً في حروبها مع الدول العربية عدة مرات المواد الحارقة خاصة النابالم والثرميت‬
‫وبكميات تؤكد أن لديها مصانع لنتاجها بهذا الحجم‪ ،‬كما ل يستبعد أن يكون لديها غازات حرب مسترد‪،‬‬
‫وسارين‪ ،‬و ‪ ،V X‬وغيرها وأن كان لم يتأكد ذلك‪.‬‬

‫ب‪ .‬السلحة النووية‬

‫تأتي إسرائيل في المرتبة السادسة للقوى النووية في العالم بعد كل من أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين‬
‫وهي تمتلك أكثر بكثير مما تمتلكه الهند وباكستان وجنوب أفريقيا‪.‬‬

‫‪ .2‬احتمالت استخدام إسرائيل للسلحة النووية‬

‫أ‪ .‬في حالة تعرض بقاء الدولة للخطر‬

‫في حالة انهزام قوة إسرائيل العسكرية وتدخل القوات المعادية في أرضه مهددة بذلك كيان وجوده فلن يبقى أمامها‬
‫إل استخدام أسلحة النووية‪.‬‬

‫ب‪ .‬إذا شعرت أن إحدى الدول العربية قد تشن هجوماً عسكرياً مفاجئاً ضدها يستحيل صده أو إيقافه فمن المرجح‬
‫أن تستعمل السلحة النووية التكتيكية لحباط هذه العملية‪.‬‬

‫ج‪ .‬قد تستعمل إسرائيل أسلحتها النووية رداً على العرب في حالة‪:‬‬

‫)‪ (1‬الرد على الهجمات العربية الجوية المركزة على المدن الستراتيجية بهدف تدميرها أو إلحاق خسائر بها‪.‬‬

‫)‪ (2‬الرد على استخدام العرب المحتمل للسلحة الكيماوية والبيولوجية‪.‬‬

‫‪ .3‬إسرائيل والسلح النووي‬

‫أ‪ .‬بدأت إسرائيل بالهتمام بتكوين كوادر علمية وفنية‪ .‬فأنشأت الجماعات اليهودية المغتصبة للرض منذ عام‬
‫‪ ،1947‬فروعاً علمية ضمت خيرة العلماء المهاجرين وكانوا النواة التي أسست المؤسسات العلمية فيما بعد وقد‬
‫ساعد على ذلك العدد الهائل من العلماء الوروبيون الذين هاجروا إلى إسرائيل حيث بلغت نسبتهم ‪ %23‬من‬
‫مجموع المهاجرين عام ‪ ، 1968‬كما قامت بتبادل المعرفة مع دور العلم والجامعات الوروبية واستفادت من‬
‫المساعدات العلمية المقدمة من الدول الوروبية الغربية والوليات المتحدة المريكية‪.‬‬

‫ب‪ .‬مكنت القاعدة العلمية والعلماء إسرائيل من إنشاء مؤسسات علمية اهتمت بعلوم المستقبل من إلكترونيات‬
‫وليزر وكيمياء وفيزياء وحاسبات وطاقة خاصة النووية‪.‬‬

‫ج‪ .‬في عام ‪ ،1953‬أي بعد قيام الدولة بعدد وجيز من السنوات تأسست في إسرائيل لجنة الطاقة الذرية‪ .‬وقد‬
‫اعتمدت إسرائيل من برنامجها القومي النووي على قدرتها الذاتية وتسهيلت الدول الصديقة وتعاون جنوب‬
‫أفريقيا معها خاصة في مجال إجراء التجارب حيث ل تستطيع إسرائيل نظراً لضيق مساحتها ولموقعها القريب‬
‫من أوربا القيام بتجارب نووية‪.‬‬
‫د‪ .‬حصلت إسرائيل على التقنية النووية من الوليات المتحدة المريكية عبر برنامج إيزنهاور للذرة من أجل‬
‫السلم عام ‪ ،1955‬وساعدها العلماء المريكيون اليهود وتغاضت الحكومة المريكية عن أساليب إسرائيل‬
‫الملتوية للحصول على المواد المطلوبة للتصنيع والتجارب مثل اليورانيوم‪.‬‬

‫هـ‪ .‬وقعت فرنسا مع إسرائيل اتفاقية تعاون علمي في هذا المجال عام ‪ ،1954‬وبمقتضاها حصلت إسرائيل على‬
‫مفاعل نووي أقامته في صحراء النقب‪ ،‬بمعاونة الخبرة الفرنسية‪ ،‬وتمت مبادلت علمية خاصة في مجال‬
‫استخراج اليورانيوم من الفوسفات بتكلفة اقتصادية ‪ ،‬وهو ما قامت به إسرائيل من استغلل الفوسفات الموجود‬
‫بالمناطق المحتلة وعمل علماءها جنبا إلى جنب مع العلماء الفرنسيين في أبحاثهم النووية مما مكنهم من الحصول‬
‫على جميع المعلومات الضرورية للتصميم والصناعة والتفجير حتى أوقف ديجول ذلك التعاون لتغلغل العلماء‬
‫السرائيليون في المؤسسات العلمية الفرنسية خاصة العسكرية منها‪.‬‬

‫و‪ .‬اتجهت إسرائيل إلى العمل مع جنوب أفريقيا وقبلت معاونة من ألمانيا )الغربية( والبرازيل وكثير من الدول‬
‫الوروبية في هذا المجال سواء بالتقنية والتبادل العلمي أو تدريب الكوادر الفنية والعلمية أو المداد بالخامات‬
‫اللزمة‪.‬‬

‫‪ .5‬تمتلك إسرائيل الن أربعة مفاعلت نووية وهي‬

‫أ‪ .‬مفاعل ريشون ليفربون وهو أول مفاعل نووي إسرائيلي بدأ تشغيله عام ‪.1957‬‬

‫ب‪ .‬مفاعل ناحال سوريك وبدأ العمل به عام ‪.1958‬‬

‫ج‪ .‬مفاعل النبي روبين وبدأ العمل به عام ‪ ،1966‬وهو هدية من الرئيس المريكي جونسون‪.‬‬

‫د‪ .‬مفاعل ديمونا وقد أعلن عنه عام ‪ ،1960‬وهو فرنسي التصميم والتنفيذ‪.‬‬

‫أ‪ .‬مفاعل ريشون ليفر بون‬

‫هو أول مفاعل نووي إسرائيلي بدأت تشغيله عام ‪ 1957‬وتبلغ طاقته الجمالية ‪ 8‬ميجاوات حراري والهدف من‬
‫تشغيله هو البحث العلمي وإنتاج النظائر المشعة والوقود المستخدم هو اليورانيوم الطبيعي بنسبة ‪% 80‬‬
‫ويورانيوم ‪ 235‬بنسبة ‪.%20‬‬

‫ب‪ .‬مفاعل ناحال سوريك‬

‫الهدف من تشغيله هو إنتاج النظائر المشعة وإجراء البحوث النووية وتبلغ طاقته الجمالية ‪ 8‬ميجاوات‪ .‬كذلك تتم‬
‫فيه عمليات إثراء اليورانيوم باستخدام الليزر‪ ،‬ويتواجد ضمن مركز للبحاث النووية السرائيلي في منطقة ناحال‬
‫سوريك‪.‬‬

‫ج‪ .‬مفاعل ديمونا‬

‫يعد أهم المفاعلت الموجودة في إسرائيل ويعتبر مفاعل أبحاث إنتاجياً فهو يستطيع أن ينتج البوتونيوم ‪239‬‬
‫وتصل قدرة المفاعل إلى ‪ 150‬ميجاوات‪ .‬د‪ .‬مفاعل النبي روبين الهدف منه تحلية مياه البحر وإنتاج الطاقة‬
‫الكهربائية ويستخدم اليورانيوم الطبيعي كوقود والجرانيت كمعدل وثاني أكسيد الكربون والهواء المضغوط كمبرد‬
‫وهو قادر على إنتاج ‪ 417.5‬مليون لتر من الماء يومياً‬

‫‪ .5‬المسرعات النووية‬

‫هي جزء مكمل للمفاعل النووي وتستخدم لسراع النيوترونات لستخدامها في قصف الوقود النووي داخل قلب‬
‫المفاعل‪.‬‬

‫أ‪ .‬المسرع النووي في حيفا ويملكه معهد إسرائيل التقني‪.‬‬


‫ب‪ .‬المسرع النووي في رحوبرت يملكه معهد وايزمان للعلوم‪.‬‬

‫ج‪ .‬المسرع النووي في الجامعة العبرية تملكه دائرة الفيزياء النووية في الجامعة العبرية‪.‬‬

‫د‪ .‬المسرع النووي في تل أبيب تملكه دائرة الفيزياء النووية في جامعة تل أبيب‪.‬‬

‫هـ‪ .‬المسرع النووي في القدس يملكه مختبر الفيزياء السرائيلي‪.‬‬

‫تعود ملكية المفاعلت النووية إلى وزارة الدفاع السرائيلي أما ملكية المسرعات فهي تعود إلى الجامعات‬
‫والمعاهد التقنية‪.‬‬

‫‪ .6‬المراكز والمعاهد النووية‬

‫أ‪ .‬مركز التدريب على النظائر المشعة ـ دوار يافي يحتوي على تجهيزات نووية مهمة لتدريب المهندسين‬
‫والخبراء على استخدام النظائر المشعة في الصناعة والزراعة والجيولوجية‪.‬‬

‫ب‪ .‬المعهد السرائيلي للشعاع والنظائر تل أبيب ـ يحتوي على مختبرات خاصة بالبحاث النووية وفيه عدد‬
‫كبير من العلماء يجرون أبحاثهم في مجال الشعاعات النووية‪.‬‬

‫ج‪ .‬معهد العلوم الفضائية في جامعة تل أبيب ـ تجري به تجارب عملية حول الصواريخ وتحضير الوقود الصلب‬
‫والسائل‪.‬‬

‫‪ .7‬المعامل الحارة‬

‫هي معامل للفصل الكيميائي من أجل استخلص البلوتونيوم ‪ ،239‬عن نظائر ‪ 241 ،240‬الموجودين في الوقود‬
‫المحترق ليصل البلوتونيوم ‪ 239‬بعد فصله وتنقيته إلى نسبة ‪ %90‬فأكثر وكذلك إثراء اليورانيوم ‪ 235‬من نسبة‬
‫‪ %70‬حتى ‪ %90‬ليكون كسلح نووي انشطاري وتمتلك إسرائيل معملين في ناحال سوريك ‪ ،‬وديمونا‪.‬‬

‫‪ .13‬الهيئات التي تصنع السياسة النووية‬

‫أ‪ .‬اللجنة الستشارية للبحث والتطوير بوزارة الدفاع‪.‬‬

‫ب‪ .‬لجنة الطاقة الذرية‪.‬‬

‫ج‪ .‬المجلس الوطني للبحث والتطوير‪.‬‬

‫‪ .9‬نوعية الرؤوس النووية السرائيلية‬

‫إن المواد النشطارية تصلح لنتاج مختلف أنواع الرؤوس النووية وتدخل في تركيب الرؤوس الهيدروجينية‬
‫والنيوترونية مع إضافة عناصر أخرى لها‪ .‬وتتوقف قدرة الدولة على تطوير كل من تلك النوعيات على عوامل‬
‫مختلفة وهو ما يمكن تناوله بالنسبة للنوعيات التي تمتلكها إسرائيل‪:‬‬

‫أ‪ .‬الرؤوس النووية‬

‫تقدر حجم الترسانة النووية حسب مصادر مختلفة ‪.‬‬

‫)‪ (1‬عام ‪ ،1973‬ذكرت مجلة تايم أن عدد القنابل النووية قد يكون ‪ 13‬قنبلة وهو ما يعني أنه الن قد تعدى‬
‫الثلثين قنبلة‪.‬‬
‫)‪ (2‬عام ‪ ،1976‬نقلً عن وكالة المخابرات المركزية المريكية أن إسرائيل‪ ،‬قد يكون لديها ‪ 20 : 10‬قنبلة ذرية‬
‫وهو ما يعني أيضاً الن إنها تعدت الثلثون‪.‬‬

‫)‪ (3‬عام ‪ ،1981‬ذكرت تقارير المم المتحدة أن لدى إسرائيل من ‪ 15 : 10‬قنبلة ذرية وهو ما يعني أنها الن قد‬
‫تخطت العشرين قنبلة‪.‬‬

‫)‪ (4‬هناك عديد من التقديرات لعدد ما تمتلكه إسرائيل من القنابل وكلها من نفس الطار السابق‪.‬‬

‫)‪ (5‬أقل تقدير ممكن قد يكون ‪ 11‬قنبلة وأعلى تقدير يمكن أن يصل ‪ 41‬قنبلة‪.‬‬

‫ب‪ .‬عيار الرؤوس النووية‬

‫العيار الرئيسي هو ‪ 20‬كيلو طن وهو ما يطلق عليه القنبلة العيارية‪.‬‬

‫كما أنها أنتجت أعيرة أقل يمكن استخدامها لضرب عدد كبير من الهداف بقوة أقل‪.‬‬

‫ج‪ .‬شكل الرؤوس النووية‬

‫الشكلين الساسين للرؤوس النووية هما‪:‬‬

‫)‪ (1‬إما قنابل يتم إلقاؤها من القاذفات الثقيلة والمتوسطة‪.‬‬

‫)‪ (2‬أو رؤوس يتم تحميلها في الصواريخ أرض أرض‪.‬‬

‫د‪ .‬استعداد الرؤوس النووية‬

‫تملك إسرائيل قنابل مكتملة جاهزة للعمل وكذلك أجزاء قنابل مفككة يمكن تجميعها خلل ساعات قليلة‪.‬‬

‫‪ .15‬السلحة النووية التكتيكية‬

‫هي عبارة عن رؤوس نووية صغيرة الحجم ذات قوة تدميرية محدودة تصل حتى ‪ 2‬كيلو طن تستخدم في مسرح‬
‫العمليات‪ .‬ويمكن أن تطلق من مدفع ‪ 155‬مم أو مدفع محمول على متن سفينة أو صاروخ جو أرض وتشير‬
‫التقارير أن إسرائيل قامت بانتاج قذائف نووية عيار ‪ 203 ،175‬مم‪.‬‬

‫‪ .16‬الرؤوس الهيدروجينية‬

‫تمتلك إسرائيل السلحة الهيدروجينية حسب معظم التقديرات منذ أوائل الثمانينيات وتقدر بحوالي ‪ 35‬قنبلة‪ ،‬وعادة‬
‫تقاس طاقة انفجار القنبلة الهيدروجينية بالميجاطن‬

‫‪ .10‬وسائل الطلق‬

‫بافتراض أن التقنية السرائيلية‪ ،‬مازالت غير قادرة على تصنيع الحجم الصغير للقنابل‪ ،‬فإن إسرائيل ستقوم‬
‫بإطلق قنابلها النووية بوسائل كبيرة الحجم نسبياٍ مثل الصواريخ أريحا‪ ،‬ول نس‪ ،‬والثنان يطلقان من قواذف‬
‫متحركة‪ ،‬مدى الول حتى ‪ 300‬ميل‪ ،‬والثاني حتى ‪ 45‬ميل‪ ،‬ولدى إسرائيل ‪ 14‬صاروخاً من الول‪ ،‬و‬
‫‪12‬صاروخاً من الثاني‪ .‬وهو ما يعني عدم قدرة الصاروخ ل نس‪ ،‬على الوصول إلى أكثر من جنوب لبنان‪،‬‬
‫وهضبة الجولن السورية وقطاع غزة ومنطقة العقبة وطابا على خليج العقبة‪ ،‬وهو يؤثر بالتالي على إسرائيل‬
‫نفسها‪ .‬أما الصاروخ أريحا‪ ،‬فيمكنه الوصول حتى جنوب تركيا‪ ،‬ومعظم سورية‪ ،‬وكل الردن‪ ،‬ولبنان‪ ،‬والجزء‬
‫الشرقي من مصر‪ ،‬والجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية‪ ،‬وتبقى العراق‪ ،‬خارج مداه كذا إيران‪،‬‬
‫وليبيا‪ ،‬ومعظم المملكة العربية السعودية‪ ،‬وهي مواقع تهتم إسرائيل بوضعها في متناولها‪.‬‬
‫والمكانية التالية‪ ،‬هي قنابل الطـائرات النووية‪ ،‬ولدى إسرائيل‪ ،‬عدة أنواع تمكنها من ذلك‪ ،‬مثل‪F 15. F16 ،‬‬
‫والفانتوم‪ ،‬وسكاي هوك‪ ،‬وهذه الوسائل يمكنها زيادة المدى المعرض للقنابل السرائيلية‪ ،‬لتشمل دائرة‪ ،‬شرقها‬
‫باكستان‪ ،‬وشمالها التحاد السوفيتي‪ ،‬وغربها الجزائر‪ ،‬وجنوب زائير‪.‬‬

‫‪ .12‬الساليب التكتيكية المحتملة للستخدام‪:‬‬

‫انطلقاً من التحليل السابق‪ ،‬وشكل‪ ،‬وحجم‪ ،‬ووزن‪ ،‬القنبلة النووية السرائيلية‪ ،‬والمفترض أنها بدائية‪ ،‬فإنه يحتمل‬
‫أن تقوم إسرائيل باستخدام تلك السلحة ـ فرضاً ـ بأسلوب تكتيكي أي )محدود( في ميدان القتال لمساندة القوات‬
‫التقليدية كالتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تستخدم الغازات الحربية‪ ،‬والمواد البيولوجية‪ ،‬والمواد الحارقة‪ ،‬طبقاً للقواعد السابق الشارة لها مع استعدادها‬
‫لتلقي الضربة التالية من عدة دول محيطة وهو أمر وارد ولبد من وضعها له في الحسبان‪.‬‬

‫ب‪ .‬استخدام السلحة النووية في المناطق البعيدة عن حدودها ) المدن الثانوية والهداف الحيوية البعيدة( كعامل‬
‫ردع مبدئي وقد يسبق بدء الحرب كضربة وقائية أو أثناءها لنهاء الحرب‪.‬‬

‫ج‪ .‬ل يحتمل أن تقوم إسرائيل‪ ،‬باستخدام السلحة النووية‪ ،‬في ميادين القتال لقربها مع حدودها‪ ،‬حيث أن الحروب‬
‫السابقة كلها قريبة من الحدود السرائيلية‪ ،‬وهو ما يفقدها ميزه شل القدرة العسكرية‪ ،‬للخصم في ميدان القتال‪.‬‬

‫نشاط العراق في مجال أسلحة الدمار الشامل‬


‫أولً‪ :‬النشاط النووي في العراق‬

‫في عام ‪ ،1956‬أصدر نوري السعيد‪ ،‬رئيس وزراء العراق‪ ،‬قراراً بإنشاء مؤسسة قومية للطاقة النووية في‬
‫العراق‪ ،‬وبذلك كانت العراق هي الدولة العربية الثانية بَعد مصر التي تتخذ مثل هذا القرار بهدف تخطيط وتوجيه‬
‫جهود الدولة للستفادة من الطاقة النووية في حل المشكلت المدنية‪ ،‬وأهمها توليد الطاقة الكهربائية وبعض‬
‫الستخدامات الخرى في المجالت الطبية‪ ،‬والزراعية‪.‬‬

‫بناء أول مفاعل نووي‬

‫في عام ‪ ،1968‬حصل العراق على أول مفاعل نووي‪ ،‬من التحاد السوفيتي‪ ،‬وهو من طراز )‪ (IRT 2000‬وهو‬
‫مفاعل صغير يخصص للبحاث العلمية فقط‪ ،‬وقد أقيم هذا المفاعل في إحدى ضواحي مدينة بغداد‪ ،‬في منطقة‬
‫الطوايلة‪ ،‬ويطل على نهر دجلة‪ ،‬قوته ‪ 2‬ميجاوات ساعة‪ ،‬وفي عام ‪ ،1978‬زيدت قوته إلى ‪ 5‬ميجاوات ساعة‪،‬‬
‫كما تولى التحاد السوفيتي‪ ،‬إمداد العراق بالوقود النووي اللزم لتشغيل هذا المفاعل‪.‬‬

‫جهود العراق في مجال توفير الوقود النووي‬

‫منذ انطلق العراق‪ ،‬عام ‪ ،1974‬في مجال التكنولوجيا النووية‪ ،‬وهو يبذل أقصى جهد ممكن لتوفير مصادر‬
‫الوقود النووي‪ ،‬اللزم لتشغيل المفاعلت النووية‪ ،‬محلياً‪ ،‬ومن مصادر خارجية‪ .‬ففي المجال المحلي‪ ،‬عقد‬
‫العراق‪ ،‬ثلثة اتفاقيات‪ ،‬مع كل من التحاد السوفيتي‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬والبرازيل‪ ،‬للبحث عن المعادن المشعة‪ ،‬والمصادر‬
‫الخرى‪ ،‬التي يمكن استخلص اليورانيوم منها‪ ،‬كوقود للمفاعلت‪ ،‬وذلك داخل الراضي العراقية‪ .‬أما في‬
‫المجال الخارجي‪ ،‬فقد وقع العراق‪ ،‬عدة اتفاقيات مع كل من فرنسا‪ ،‬والبرازيل‪ ،‬والنيجر‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬والسويد‪،‬‬
‫وألمانيا الغربية‪ ،‬فضلً عن التحاد السوفيتي‪.‬‬

‫التعاون النووي مع فرنسا‬

‫في عام ‪ ،1975‬تم التوقيع بالحرف الولى مع فرنسا‪ ،‬على اتفاقية للتعاون النووي‪ ،‬بين البلدين‪ .‬ونشرت هذه‬
‫التفاقية في الجريدة الرسمية الفرنسية في ‪18‬نوفمبر ‪ ،1975‬وقد تضمنت التفاقية أن تسلم فرنسا‪ ،‬للعراق‪،‬‬
‫عبوات من اليورانيوم المُخصّب )‪ ، (Enriched‬بنسبة ‪ ،%93‬يبلغ إجمالي وزنها ‪ 7‬كيلو جرام‪ ،‬من أجل تشغيل‬
‫مفاعلها النووي‪.‬‬

‫في عام ‪ ،1976‬تم التوقيع النهائي على هذه التفاقية‪ ،‬وقد تضمنت النقاط التالية‪ ‌ :‬أ‪ .‬تزود فرنسا‪ ،‬العراق‪ ،‬بعدد )‬
‫‪ (2‬مفاعل نووي‪ ،‬يعملن بوقود‪ ،‬اليورانيوم المخصّب‪ ،‬الول من نوع أويزراك )أوزوريس(‪ ،‬بقوة ‪ 70‬ميجا وات‬
‫ساعة‪ ،‬لتوليد الطاقة الكهربائية‪ ،‬والثاني صغير الحجم وهو من نوع )إيزيس( بقوة ‪ 2‬ميجاوات ساعة فقط‪،‬‬
‫ويخصص لغراض البحاث العلميــة‪.‬على أن يتم التوريد في عام ‪.1979‬‬

‫ب‪ .‬تتعهد فرنسا‪ ،‬بتقديم كميات من اليورانيوم المخصب‪ ،‬بنسبة ‪ %93‬اللزم لتشغيل المفاعلت النووية العراقية‪‌ .‬‬
‫ج‪ .‬تتولى فرنسا تدريب عدد ‪ 600‬خبير ومهندس وفني في كافة المجالت النووية‪ ‌ .‬التعاون النووي مع إيطاليا‬

‫في عام ‪ ،1977‬وقْعَ العراق‪ ،‬مع إيطاليا‪ ،‬بروتوكولً للتعاون النووي‪ ،‬في مجال البحاث العلمية‪ ،‬والتطبيقية‪ ،‬كما‬
‫وقع العراق‪ ،‬عقداً مع الحكومة اليطالية‪ ،‬لشراء عدد ‪ 4‬مفاعلت نووية‪ ،‬إيطالية الصنع‪ ،‬ذات قوة صغيرة‬
‫تُخصص للبحاث العلمية والعملية‪.‬‬

‫وقد تضمن البرتوكول النووي‪ ،‬بين البلدين‪ ،‬تعهد إيطاليا‪ ،‬بتدريب ‪ 15‬خبيراً عراقياً‪ ،‬على تشغيل‪ ،‬وصيانة‪،‬‬
‫المفاعلت النووية الربعة‪ ،‬وفي مقابل ذلك تتعهد العراق‪ ،‬ببيع كمية ل تقل عن ‪ 20‬مليون طن‪ ،‬من البترول‬
‫الخام‪ ،‬إلى إيطاليا‪ ،‬وهذه الكمية تساوى ‪ %20‬من إجمالي استهلك إيطاليا السنوي‪.‬‬

‫ثم طلب العراق‪ ،‬من شركة )نيرا( اليطالية‪ ،‬تزويدها بمفاعل من نوع )سيرين( قوته ‪ 350‬ميجاوات ساعة‪ ،‬وكان‬
‫هذا النوع يزال تحت التجارب‪ ،‬مما أثار الشك وقتها في مدى فائدته من الناحية القتصادية‪ ،‬أو من ناحية الفاعلية‪،‬‬
‫وقد ُفسّر ذلك‪ ،‬بأن العراق‪ ،‬ينوي الستفادة من قدرته‪ ،‬على إنتاج البلوتونيوم‪ ،‬بمعدل ‪ 100‬كيلو جرام سنويا‪.‬‬

‫كما يتضمن البروتوكول النووي‪ ،‬تعهد إيطاليا‪ ،‬بإمداد العراق‪ ،‬بكمية من اليورانيوم المُخصب‪ ،‬اللزم لتشغيل‬
‫مفاعلت العراق النووية‪ ،‬دون تحديد قيود‪ ،‬على كمية اليورانيوم المطلوبة كل عام‪.‬‬

‫التعاون النووي مع البرازيل‬

‫وقعت العراق‪ ،‬والبرازيل‪ ،‬اتفاقاً في ‪ 5‬يناير ‪ ،1980‬في بغداد‪ ،‬تضمن بأن يقوم العراق‪ ،‬بإمداد البرازيل‪،‬‬
‫بالبترول الخام‪ ،‬بمعدل )‪ (160.000‬برميل يومياً‪ ،‬لمدة ‪ 13‬عاماً‪ ،‬اعتباراً من أول يناير ‪ ،1980‬فضل عن كمية‬
‫قدرها )‪ (2.750.000‬برميل‪ ،‬خلل الشهر الثلثة الولى من عام ‪ ،1980‬وذلك في مقابل إمداد البرازيل‪،‬‬
‫للعراق‪ ،‬باليورانيوم الخام‪ ،‬واليورانيوم المخصب جزئيا من أجل استخدامه كوقود للمفاعلت النووية العراقية‪.‬‬

‫جهود العراق في مجال توليد الطاقة الكهربائية‬

‫خطط العراق لقامة عدد ‪ 4‬محطات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية بطــاقـة إجمالية قدرها ‪ 1700‬ميجاوات ساعة‬
‫حتى عام ‪ .2000‬وقد قامت قوات التحالف بتدمير معظم تلك المنشآت إبان عاصفة الصحراء ‪ ،‬ثم أكملت أطقم‬
‫التفتيش التابعة للمم المتحدة إتمام تلك المهمة‬

‫موقف الدول المضادة للنشاط النووي العراقي‬

‫‪ .1‬موقف إسرائيل‬

‫بداية من عام ‪ ،1979‬تبلور دور إسرائيل‪ ،‬تدعمها الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬في عرقلة النشاط‬
‫النووي العراقي‪.‬‬

‫فقد تابعت إسرائيل‪ ،‬النشاط النووي العراقي‪ ،‬خاصة بعد توقيع اتفاقية التعاون النووي مع فرنسا‪ ،‬في نوفمبر‬
‫‪ .1975‬وبذلت إسرائيل‪ ،‬مع فرنسا‪ ،‬كل جهد ممكن بالطرق الدبلوماسية‪ ،‬وعن طريق حكومة الوليات المتحدة‬
‫المريكية‪ ،‬وباقي الدول الصديقة الخرى‪ ،‬في أوروبا الغربية‪ ،‬ثم عن طريق جماعات الضغط اليهودي‪ ،‬في‬
‫أوروبا‪ ،‬من أجل أن ترجع فرنسا‪ ،‬عن التفاقية العراقية‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬في مجال التعاون النووي‪ ،‬لكن فرنسا‪،‬‬
‫رفضت كل المطالب وقاومت كل ضغط‪.‬‬

‫عندما فقدت إسرائيل‪ ،‬المل في إمكان تغير موقف فرنسا‪ ،‬تحولت لستخدام القوة‪ ،‬ضد النشاط النووي العراقي‪،‬‬
‫داخل وخارج العراق‪ ،‬وتمت عدة محاولت‪ ،‬لوقف وعرقلة هـذا النشاط منها التي‪:‬‬

‫المحاولة الولى‬

‫في ‪ 6‬أبريل ‪ ،1979‬قام مجهولون‪ ،‬بتفجير عدد ‪ 7‬شحنات شديدة النفجار‪ ،‬في صناديق ضخمة‪ ،‬تحوي مكونات‬
‫الجسم الرئيسي‪ ،‬للمفاعل النووي الفرنسي‪ ،‬من نوع أوزيراك‪ ،‬وبعض مكونات المفاعل النووي الخر‪ ،‬اللذين تم‬
‫صناعتهما لصالح العراق‪ ،‬داخل مخازن الشركة المنتجة لهم قي فرنسا‪.‬‬

‫المحاولة الثانية‬

‫في ‪ 27‬سبتمبر ‪ ،1980‬وعقب انــدلع الحرب بين العراق‪ ،‬وإيران‪ ،‬انتهزت إسرائيل الفرصة‪ ،‬لتغير طائراتها‪،‬‬
‫التي ل تحمل أية علمة أو رمز تدل على جنسيتهما‪ ،‬بالطيران على ارتفاع منخفض‪ ،‬وقصفتا المفاعل النووي‬
‫العراقي‪ ،‬في جنوب شرق بغداد‪ ،‬وتلحق بمبانيه أضرار محدودة قبل بدء تشغيله‪.‬‬

‫المحاولة الثالثة‬

‫في الساعة الثالثة من بعد ظهر ‪ 7‬يونيه ‪ ،1981‬انطلقت ست عشرة طائرة إسرائيلية مثنى مثنى‪ ،‬في اتجاه‬
‫مفاعلت تموز‪ ،‬النووية العراقية‪ ،‬بهدف تدميرها‪ ،‬وصلت الطائرات فوق الهدف في الساعة الحادية عشرة‬
‫وخمس دقائق مساءً‪ ،‬وقصفته لمدة مائة وعشرين ثانية‪ ،‬ثم ابتعدت في اتجاهات متفرقة‪ ،‬بعد أداء مهمتها بنجاح‪.‬‬

‫‪ .2‬موقف الوليات المتحدة المريكية‬

‫عقب حادث التخريب الذي دمر محتويات الصناديق التي تحوى أجزاء المفاعلين النوويين الفرنسيين للعراق في‬
‫مخازن المصانع الفرنسية‪ ،‬قامت الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬بحملة ضغط شديدة ضد فرنسا‪ .‬التي أعلنت أنها‬
‫عازمة على استمرار التعاون النووي مع العراق وعلى إرسال مفاعلين‪ ،‬جديدين للعراق مع إمدادهما باليورانيوم‬
‫المخصب‪ ،‬بنسبة ‪ %93‬اللزم لتشغيلهم‪ ،‬وقد وصلت حملة الضغط المريكية‪ ،‬إلى مرحلة التهديد الشديد لفرنسا‪،‬‬
‫ليقاف شحن اليورانيوم المخصب الذى تقدمه الوليات المتحدة المريكية‪،‬لتشغيل المفاعلت النووية الفرنسية‪.‬‬

‫‪ .3‬موقف بريطانيا‬

‫مارست جماعات الضغط السرائيلية نشاطها على زعامات حزب العمال الحاكم ومنهم جيمس كالهان رئيس‬
‫الوزراء السبق‪ ،‬وتحت الضغط الشديد صدرت صحف حزب العمال البريطاني الحاكم تقول‪" :‬أن فرنسا باعت‬
‫ضميرها حين باعت اليورانيوم للعرب"‪.‬‬

‫وقالت مجلة اليكونومست البريطانية‪ ،‬وهي وثيقة الصلة بالدارة المريكية ‪ -‬كما أن لليهود في بريطانيا نفوذ‬
‫كبير داخل هذه المجلة القتصادية ‪ -‬إن إسرائيل‪ ،‬ستقوم بكل تأكيد بتدمير المفاعلت النووية العراقية‪ ،‬يوم أن‬
‫تشعر بأن العراق قادم على صناعة وإنتاج السلحة النووية‪.‬‬

‫التجارب النووية العراقية‬

‫لم يتم إجراء أية تجارب نووية عسكرية‪.‬‬

‫وسائل الطلق‬

‫الطائرات ميج ‪ ، 23‬والطائرات السوفيتية الخرى التي يمكنها حمل القنابل الذرية ‪.‬‬
‫موقف العراق من اتفاقية منع انتشار السلحة النووية‬

‫في عام ‪ ،1969‬وقع العراق‪ ،‬على اتفاقية منع انتشار السلحة النووية‪ ،‬وتم التصديق عليها بمعرفة البرلمان‪ ،‬عام‬
‫‪ ،1972‬وأصبحت سارية المفعول‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬النشاط الكيماوي في العراق‬

‫تبذل العراق منذ عام ‪ ،1975‬مجهوداً كبيراً لنتاج السلحة الكيماوية‪ ،‬وبناء المنشآت الصناعية‪ ،‬اللزمة لتصنيع‬
‫هذه السلحة‪.‬‬

‫وفي منطقة منعزلة‪ ،‬ومؤمنة بوحدات صواريخ للدفاع الجوي‪ ،‬تبعد مسافة ‪ 40‬كيلومتر‪ ،‬من جنوب مدينة‬
‫سامراء‪ ،‬على مساحة قدرها ‪ 25‬كيلومتر مربع‪ ،‬تخدمها شبكة من الطرق‪ .‬تم بناء مصنع لسلحة الكيماوية‪ ،‬وتم‬
‫كذلك إنشاء حوالي ‪ 15‬صومعة‪ ،‬لتخزين النتاج‪ .‬وهذه الصوامع مصممة بحيث تتحمل الهجمات الجوية المحتملة‬
‫لتدمير هذه المنشآت‪.‬‬

‫وكانت العراق‪ ،‬تقوم بإنتاج الغازات الحربية‪ ،‬باستخدام مجموعات من المواد الكيماوية‪ ،‬الوسيطة المستوردة من‬
‫الدول الغربية‪ .‬كما كانت تقوم بالستعانة بالمواد الكيماوية‪ ،‬الساسية التي تستخدم في إنتاج المبيدات الحشرية‪،‬‬
‫ومن أمثلتها المركبات الفسفورية مثل‪ ،‬مالثايون ودايازينون‪.‬‬

‫ولقد اعتمدت العراق‪ ،‬في الحصول على المواد الكيماوية الوسيطة‪ ،‬على دول أجنبية متعددة‪ ،‬منها هولندا‪ ،‬وألمانيا‬
‫الغربية‪ ،‬واهتمت في المقام الول بتوفير المواد الكيماوية‪ ،‬اللزمة لتصنيع غاز المسترد‪.‬‬

‫ولقد قَدْم بعض خبراء من ألمانيا الغربية‪ ،‬المعاونة الفنية‪ ،‬لنتاج غازات العصاب‪ ،‬مثل الزارين‪ ،‬والتابون‪ ،‬وكذا‬
‫التجارب الخاصة بإنتاج غاز )‪ ،(VX‬وجدير بالذكر أنه لتصنيع غازات العصاب‪ ،‬مثل الزارين‪ ،‬والتابون‪،‬‬
‫هناك بعض الكيماويات الوسيطة التي يجب توافرها ومن هذه الكيماويات فلوريد البوتاسيوم وكلوريد الفسفور‬
‫وسيانيد الصوديوم وكذا ثنائي ميثيل الفوسفات‪ .‬ولقد فرضت السوق الوروبية‪ ،‬والوليات المتحدة المريكية‪،‬‬
‫حظراً على تصدير المواد الكيماوية اللزمة لنتاج هذه الغازات‪.‬‬

‫ويتوفر بالمصنع أربعة خطوط إنتاج عاملة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬وحدة لنتاج غاز المسترد بمعدل ‪ 60‬طن ‪ /‬شهرياً‪ .2 .‬وحدة لنتاج غاز )‪ (C S‬بمعدل ‪ 15‬طن ‪ /‬شهرياً‪.3 .‬‬
‫وحدة لنتاج غاز الزارين بمعدل ‪ 4‬طن ‪ /‬شهرياً‪ .4 .‬وحدة لنتاج غاز التابون بمعدل ‪ 4‬طن ‪ /‬شهرياً‪.‬‬

‫وقد تأثرت الطاقة النتاجية للمصنع العراقي نتيجة للحظر الدولي على المواد الكيماوية المستخدمة في إنتاج‬
‫الغازات الحربية وكذا المواد الكيماوية الوسيطة‪.‬‬

‫وجدير بالذكر‪ ،‬أن تصنيع غازات العصاب‪ ،‬بواسطة الدول النامية‪ ،‬ينهي احتكار الدول الكبرى‪ ،‬لهذه النواع‬
‫من السلحة الكيماوية‪ ،‬كما أن هناك دولً أخرى تسعى لمتلك السلحة الكيماوية‪ ،‬وتطلق عليها ما يسمى قنبلة‬
‫الفقراء الذرية‪ ،‬حيث أن امتلك السلحة الكيماوية‪ ،‬أسهل بكثير من امتلك السلحة النووية‪ ،‬ويمكن أن يحقق‬
‫انتشاراً سريعاً لها‪ .‬وتحاول العراق تصنيع المواد الكيماوية الوسيطة كلها بحيث تتحرر من الحظر المفروض‬
‫عليها‪ .‬هذا وقد تم تدمير منشآت إنتاج الغازات الحربية أثناء حرب تحرير الكويت‪ ،‬ثم بواسطة أطقم تفتيش المم‬
‫المتحدة بعد ذلك‪.‬‬

‫ثالثاً ‪:‬النشاط البيولوجي في العراق‬

‫بالرغم من توفر المواد البيولوجية‪ ،‬لدي العراق إل أنه لم تؤكد المصادر أنه قد أنتج مستودعات أو قنابل‬
‫الطائرات المعبأة بالمواد البيولوجية على المستوى الصناعي‪ ،‬أو الصواريخ قصيرة المدى‪ ،‬وكذلك لم يكن‬
‫مطروحاً في برنامجه إنتاج وسائل إطلق الرزاز "اليروسول" البيولوجي‪ ،‬لكن القدرات العراقية كانت في إطار‬
‫البحوث وإنتاج عينات التجارب من القنابل البيولوجية‪.‬‬
‫وكانت البحوث العراقية تجرى في‪:‬‬

‫‪ .1‬معامل سلمان باك )‪ 60‬كيلومتراً‪ ،‬جنوب شرق بغداد( بتكنولوجيا ألمانية‪.‬‬

‫‪ .2‬معامل سامراء )‪ 108‬كيلومتراً‪ ،‬شمال غرب بغداد( بتكنولوجيا فرنسية‪.‬‬

‫وقد دمرت هذه المعامل‪ ،‬خلل الهجمة الجوية لقوات الحلفاء ضد العراق في حرب الخليج الثانية‪.‬‬

‫وعلى المستوى نصف الصناعي أنتجت العراق عوامل بيولوجية متنوعة في معامل عكشا ‪ ،‬الفالوجا‪ ،‬وبصفه‬
‫عامة فقد ركزت البحوث على إنتاج‪:‬‬

‫• سموم البوتيوليزم )‪.(BOTULISM TOXIN‬‬

‫• ميكروب النتراكس )‪ " (ANTHARAX‬الجمرة الخبيثة"‪.‬‬

‫• ميكروب التيفود )‪.(TYPHOID‬‬

‫• ميكروب الكوليرا )‪.(CHOLERA‬‬

‫• ميكروب اللتهاب السحائي )‪.(EQUINE ENCEPHALITIS‬‬

‫وقد تم تدمير هذه المعامل أيضاً في حرب الخليج الثانية في الفترة من ‪ 17‬يناير إلي ‪ 28‬فبراير ‪.1991‬‬

‫رابعاً‪ :‬استخدام السلحة الكيماوية في الحرب العراقية ‪ -‬اليرانية‬

‫طبقاً لتقرير السكرتير العام للمم المتحدة في ‪ 26‬مارس ‪ ،1984‬ومن خلل تقارير‪ ،‬وكالت النباء‪ ،‬وتصريحات‬
‫المسئولين المريكيين‪ ،‬والمصادر اليرانية‪ ،‬والطباء المعالجين لحالت المصابين اليرانيين‪ ،‬في لندن‪ ،‬وفيينا‪،‬‬
‫وميونيخ‪ .‬يمكن القول بأن العراق‪ ،‬استخدم الغازات الحربية‪ ،‬ضد القوات اليرانية‪ .‬حيث كان غاز)‪ (C S‬المسيل‬
‫للدموع أول غاز تستخدمه العراق في الحرب اليرانية العراقية ‪.‬‬

‫وقد بدأ الستخدام الميداني للسلحة الكيماوية‪ ،‬بواسطة العراق‪ ،‬ضد القوات اليرانية‪ ،‬التي قامت بالهجوم على‬
‫الراضي العراقية‪ ،‬في شهر فبراير ‪ ،1984‬وقد استخدمت العراق الغازات الكاوية )المسترد( في هجوم كيماوي‪،‬‬
‫مركز يوم ‪ 2‬فبراير‪ ،‬بواسطة الطيران والمدفعية‪ ،‬ضد قوات الفيلق الثاني اليراني‪ ،‬في القطاعين الشمالي‪،‬‬
‫والوسط‪ ،‬في جبهة القتال‪ ،‬وحققت السلحة الكيماوية خسائر تقدر بحوالي ‪ %15‬من المصابين‪.‬‬

‫كما استخدمت العراق السلحة الكيماوية‪ ،‬يوم ‪ 10‬مارس‪ ،‬من نفس العام‪ ،‬وذلك بالقيام بهجوم كيماوي‪ ،‬مركز في‬
‫القطاع الجنوبي‪ ،‬من الجبهة‪ ،‬باستخدام قنابل الطيران‪ ،‬المعبأة بغاز المسترد‪ ،‬والتابون‪ .‬ودانات المدفعية‪ ،،‬المعبأة‬
‫بغاز المسترد‪ ،‬وبذلك تكون العراق‪ ،‬قد استخدمت غازات العصاب‪ ،‬والغازات الكاوية‪.‬‬

‫وقد قدر المحللون أن العراق‪ ،‬قد استخدمت ما يقدر بحوالي ‪ 4000‬قنبلة طائرات من نوع ‪ ، BR250‬معبأة بغاز‬
‫المسترد و ‪ 150‬قنبلة ‪ ، BR250‬معبأة بغاز التابون‪ ،‬و ‪150 : 120‬دانه من عيار ‪ 130‬مم لكل هكتار‪ ،‬من‬
‫ذخائر معبأة بغاز المسترد )وهنا يزيد المعدل كثيراً عن التقدير السوفيتي‪ ،‬المصدر التي بنيت عليها جداول تقدير‬
‫الموقف الكيماوي والتي تحدد ‪ 21‬دانة لكل هكتار(‪ .‬كما استخدمت دانات الهاوتزر ‪ 155‬مم‪ ،‬المعبأة بالمسترد‬
‫ودانات الهاون ‪ 120‬مم‪ ،‬المعبأة بغاز ‪.CS‬‬

‫ويعتبر استخدام العراق‪ ،‬لغاز التابون‪ ،‬بنسبة تركيز ‪ %60‬هو أول استخدام لغازات العصاب‪ ،‬في الحروب‬
‫المحلية‪ ،‬في الشرق الوسط‪ .‬وتقدر إجمالي الذخائر التي استخدمتها العراق‪ ،‬حوالي ‪ 250‬طن من غاز المسترد‪،‬‬
‫وحوالي ‪ 9‬طن من غاز التابون‪ ،‬وقد تم تركيز الضربات الكيماوية‪ ،‬في منطقة شرق البصرة‪ ،‬ومنطقة حقل‬
‫المجنون‪ .‬وقد شكلت المم المتحدة لجنة من أربعة خبراء‪ ،‬من استراليا‪ ،‬وأسبانيا‪ ،‬والسويد‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬لتقصي‬
‫الحقائق‪ ،‬عن استخدام السلحة الكيماوية في الحرب العراقية ‪ -‬اليرانية‪ ،‬وقد ذهبت اللجنة إلى مناطق القصف‬
‫العراقي‪ ،‬واحتوى تقريرها على التي‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن العراق‪ ،‬قد استخدم غاز المسترد‪ ،‬والتابون‪ ،‬بواسطة قنابل الطائرات‪ ،‬ضد القوات اليرانية‪.‬‬

‫ب‪ .‬أن الجانبين قد استخدما المواد الحارقة وخاصة النابالم‪.‬‬

‫وقد قامت العراق‪ ،‬باستخدام الغازات الحربية‪ ،‬لوقف الهجوم اليراني‪ ،‬شمال البصرة‪ ،‬في مارس عام ‪،1985‬‬
‫وذلك في منطقة الحويزة‪ ،‬وقد استخدمت القوات اليرانية‪ ،‬في هذه المنطقة بعض مهمات الوقاية الكيماوية‪ ،‬مما‬
‫نتج عنه انخفاض الخسائر نسبياً‪ .‬ثم قامت العراق باستغلل الضربات الكيماوية‪ ،‬بالتحول إلي الهجوم المضاد‪ ،‬في‬
‫القطاع الجنوبي من الجبهة‪ ،‬ثم قامت بتوجيه ضربات كيماوية‪ ،‬مستخدمة غازات المسترد‪ ،‬والتابون‪ ،‬في إبريل‬
‫‪،1985‬بهدف استمرار الضغط على القوات اليرانية شمال شرق البصرة‪.‬‬

‫سبل الوقاية من مخاطرها‬


‫على مستوى العالم دخلت تجارة جديدة الى الميدان وفيها سباق محموم بين شركات المقاولت لبناء احدث‬
‫المخابئ الذرية وتوفير كل سبل الراحة لها ومن اكثر الدول التى يجرى فيها بناء مخابئ مضادة للتفجيرات الذرية‬
‫فى الشرق الوسط ) اسرائيل ( فمعظم منازل الثرياء هناك مقام تحتها مخابئ للستعمال فى حالة حدوث‬
‫انفجارات نووية او تسرب اشعاعى ‪.‬‬

‫و سويسرا هي الدولة الوحيدة في العالم التى تأخذ تهديدات الحرب الذرية والنووية مأخذاً جدياً‪ ،‬فبعد تطبيق قانون‬
‫إلزام كل من يريد أن يبني مبنى أو مسكن ببناء مخبأ للحماية من الشعاعات الذرية‪ ،‬نجد الن أماكن تحت‬
‫الرض لحوالي ‪ %80‬من الشعب السويسري يذهبون إليها في حالة نشوب حرب ذرية أو نووية‬

‫هذه المخابئ لها مواصفات خاصة وتحتوي على كل ما هو أساس للحياة من مولدات كهربائية ومرشحات للهواء‬
‫والمياه‪ ...‬ومواد غذائية معلبة او جافة وكذلك كل الحتياجات النسانية الخرى‬

‫ولم يتوقف استعداد السويسريين للحرب النووية عند هذا الحد‪ ،‬بل أنشأوا أيضاً مستشفيات تحت الرض ظهر‬
‫منها حتى الن اثنان)الول في ميران( و )الثاني أسفل المستشفى الجامعي بجنيف( أما ) الثالث الذي يفوقهما‬
‫تقدماً فهو المركز الجراحي المقرر بناؤه في منطقة بل إير( لغراض الحماية المدنية‪ ،‬وذلك على مساحة‬
‫‪2500‬متر مربع وبعمق ‪10‬متر تحت سطح الرض والذي تغطيه طبقة خرسانية سمكها ‪ 80‬سنتيمتر وجدران‬
‫بسمك ‪ 50‬سنتيمتر‪ ،‬وقد صمم هذا المركز بحيث أنه لو انفجر صاروخ نووي متوسط المدى ) قوة انفجاره ‪150‬‬
‫كيلو طن ( على بعد ‪ 800‬متر فإنه لن يصيب نزلء المستشفى بخدش‪ ،‬وسطح المركز سيعد ليتحمل قوة ضغط‬
‫هائلة تصل إلى ‪ 30‬طن للمتر المربع‪ ،‬كما سيتم تزويد هذا المستشفى المركزي بأحدث أجهزة النجدة من أجل‬
‫توفير الحياة وتوليد الكهرباء‪ ،‬وحفظ كميات ضخمة من المازوت‪ ،‬هذا بالضافة إلى جهاز التهوية لتنقية الجو في‬
‫حالة وقوع حرب كيماوية وسيتكلف المشروع ‪ 6,5‬مليون فرنك‪ ،‬تساهم الحكومة الفيدرالية فيه بـ)‪ ( %30‬من‬
‫التكلفة الجمالية‪.‬‬

‫الوقاية من حروب الدمار الشامل ) الحرب القذرة (‬

‫)أ‪ .‬د ‪ .‬ش( هو الختصار المستخدم لسلحة الدمار الشامل‪ ،‬التي تشتمل على السلحة الذرية والهيدروجينية‬
‫والسلحة الكيماوية والسلحة البيولوجية‪ .‬تعتبر السلحة الذرية من أخطر أنواع هذه السلحة‪ ،‬وقد يتخيل‬
‫الكثيرون أنه ل توجد وقاية من السلحة الذرية‪ ،‬ولكن الحصائيات والتجارب أثبتت أن فرصة نجاة النسان من‬
‫الموت بعد غارة ذرية كبيرة فأكثر من نصف الشخاص الذين فاجأتهم الغارة وهم على بعد ¾ ميل من هيروشيما‬
‫باليابان ما زالوا على قيد الحياة ‪ ..‬ولكن فى اى حال ‪ ...‬؟؟‬

‫اجراءات تجنب الغارات‪:‬‬


‫الخلء المنظم هو الوسيلة الولى للوقاية من السلحة الذرية والهيدروجينية‪ ،‬كما أن المخبأ ‪-‬سواء كان عاما أو‬
‫خاصا‪،‬هو أصلح مكان للوقاية من الغازات الذرية بعد صفّارات النذار‪ .‬في حالة حدوث الغارة بدون سابق إنذار‬
‫والشخص في العراء فيجب عليه النبطاح على الرض على البطن‪ ،‬والجسم ممدد وموازى لقرب مبنى عكس‬
‫اتجاه الريح مع إخفاء الرأس بين الذراعين وحماية الجسم من الشعاعات المختلفة بتغطيته بغطاء من القماش أو‬
‫حتى الورق‬

‫الوقاية ضد أسلحة الدمار الشامل التى تضطلع بها القوات المسلحة‬

‫إن استخدام أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬ضد القوات قد يسبب خسائر جسيمة في الفراد ويضعف من القدرة القتالية‬
‫للتشكيلت والوحدات‪ ،‬ولكن هناك من الوسائل الناجحة وطرق الوقاية التي تستخدم في الوقت المناسب وبكفاءة‬
‫عالية وهو المر الكفيل بالحفاظ على الكفاءة القتالية للقوات ‪.‬‬

‫ولمقابلة آثار استخدام العدو لسلحة الدمار الشامل‪ ،‬أثناء القتال يعد من الضروري تدريب القوات باستمرار على‬
‫العمل تحت ظروف استخدام العدو لهذه السلحة‪ ،‬والعمل على رفع كفاءة تنظيم الوقاية في السلحة المقاتلة‬
‫والتشكيلت والوحدات الفرعية‪ .‬ويؤدى وصول القوات إلى مستوى عال في التدريب‪ ،‬وتفهم إجراءات الوقاية‪،‬‬
‫إلى حرمان العدو من فرص استخدام أسلحة الدمار الشامل‪.‬‬

‫تتم وقاية القوات ضد أسلحة الدمار الشامل من خلل تنفيذ الجراءات التية‪:‬‬

‫أولً‪ :‬إجراءات قبل استخدام العدو لسلحة الدمار الشامل‬

‫‪ .1‬التجهيز الهندسي للرض بغرض وقاية القوات‪.‬‬

‫ويهدف التجهيز الهندسي للرض‪ ،‬إلى تحقيق وقاية الفراد‪ ،‬والمعدات‪ ،‬والمواد‪ ،‬ضد التلوث الناشئ عن استخدام‬
‫المواد الكيميائية السامة‪ ،‬السائلة‪ ،،‬أو الميكروبات‪ ،‬علوة على تأثير موجة الضغط‪ ،‬الناتجة عن النفجار النووي‪.‬‬
‫بالضافة إلى الوقاية من الشعاعات الخارقة‪ ،‬والدقائق المشعة‪ ،‬وكذا حماية القوات ضد تأثير المواد الحارقة‪ ،‬كما‬
‫يهدف أيضاً إلى إعطاء الفرصة للفراد‪ ،‬للبقاء داخل ملجئ محكمة ضد الغازات‪ ،‬عندما يظهر التلوث وهذا‬
‫يتطلب تجهيز الملجئ بأجهزة خاصة‪.‬‬

‫ولتحقيق ذلك تقوم القوات‪ ،‬التي تتمركز في المنطقة بتجهيز أجزاء من خنادق المواصلت بساتر أعلى الرأس‪،‬‬
‫وذلك لضمان حماية الفراد والسلحة الصغيرة وأجهزة اللسلكي المحمولة وغيرها من معدات‪ ،‬ضد التعرض‬
‫المباشر لتساقط رذاذ السوائل الكيميائية السامة‪ ،‬أو المواد البيولوجية‪ .‬وتعطى الفراد الفرصة لرتداء مهمات‬
‫وقاية الجلد إذا ما استخدم العدو النواع المذكورة من هذه السلحة هذا بالضافة إلى أن هذه السواتر تعتبر حماية‬
‫مناسبة للفراد ضد التعرض المباشر للمواد الحارقة‪.‬‬

‫وفي إطار التجهيز الهندسي للرض‪ ،‬وعندما يتوفر الوقت‪ ،‬يمكن إنشاء الملجئ في مناطق ومواقع القوات كما‬
‫تنشأ سواتر لتخزين الذخائر في مرابض نيران المدفعية وتوضع الدبابات والعربات المدرعة وعربات النقل‪ ،‬في‬
‫حفر مناسبة تجهز إذا سمحت الظروف بساتر أعلى الرأس‪.‬‬

‫وبالضافة إلى الخنادق المغطاة والخنادق الضيقة والملجئ السريعة النشاء تجهز أيضاً ملجئ خفيفة مزودة‬
‫بمجموعات تنقية وترشيح الهواء‪ ،‬حيث أن هذه التجهيزات تؤدي إلى الستغناء عن مهمات الوقاية الفردية‪ ،‬وفيها‬
‫يستريح القادة والجنود‪ ،‬ويمكنهم تناول الطعمة وهم في مأمن من أي تلوث للهواء في المنطقة‪ ،‬ويؤوى الجرحى‬
‫والمرضى إلى هذه الملجئ حتى يتم إخلؤهم خارج المنطقة الملوثة‪.‬‬

‫‪ .2‬استخدام الجراءات الصحية الوقائية وإجراءات التطعيم الخاص‪.‬‬

‫إن الغرض من اتخاذ الجراءات الصحية‪ ،‬وإجراءات التطعيم‪ ،‬هو منع العدوى‪ .‬ورفع مقاومة الفراد‪ ،‬ضد‬
‫المواد البيولوجية )البكتريولوجية(‪ ،‬ويتحقق ذلك عن طريق العديد من الجراءات مثل‪:‬‬
‫أ‪ .‬التفتيش المنتظم على الحالة الصحية والوقاية لمناطق التمركز‪.‬‬

‫ب‪ .‬وجود نظام مستديم لشراف على حفظ المأكولت والمياه ونقلها وكذا حالة المطاعم المطابخ‪.‬‬

‫ج‪ .‬العناية الصحية الشخصية وتوفر الظروف الصحية للفراد‪.‬‬

‫د‪ .‬الشراف المستمر على الحالة الصحية للحيوانات ول سيما المنتجة لللبان واللحوم‪.‬‬

‫هـ‪ .‬تطعيم الفراد في الوقت المناسب‪.‬‬

‫و‪ .‬منع استخدام المأكولت المستولى عليها من العدو أو التي يتم الحصول عليها من المدنيين‪ ،‬وكذلك منع استخدام‬
‫المياه الموجودة في المناطق المحررة قبل فحصها بواسطة الخدمات الطبية‪.‬‬

‫والغرض من المراجعة الصحية ضد انتشار الوبئة في مناطق التمركز والتي تتخذها الخدمات الطبية هو كشف‬
‫المراض المعدية بين المدنيين في هذه المناطق واتخاذ الجراءات الواقية بالنسبة للقوات بينما تقوم الخدمات‬
‫البيطرية بالمراجعة الصحية للثروة الحيوانية عموماً‪.‬‬

‫أما إجراءات الشراف على حفظ ونقل المأكولت‪ ،‬والمياه‪ ،‬وحالة المطاعم والمطابخ فتتضمن ‪:‬‬

‫• اختبار حالة التعيينات التي تقدم للوحدات وإجراءات وقايتها من التلوث أثناء نقلها أو تخزينها‪.‬‬

‫• الشراف على المطاعم ‪ ،‬ومراعاة القواعد الموضوعة للشئون الصحية عند تقديم الوجبات للفراد وأثناء‬
‫تناولها‪ • .‬الكشف الطبي المنتظم على عمال المطاعم والمقاصف ومخازن التعيين‪.‬‬

‫ويجب أيضاً بذل غاية التشدد في قيام الفراد باتباع القواعد الصحية الشخصية مثل الستحمام وغسل اليدي‬
‫وآنية الطعام قبل استخدامها وذلك لمنع انتشار المراض المعدية بينهم‪ ،‬بالضافة إلى ضرورة تنظيم محلت‬
‫خاصة لجمع القمامة بأنواعها ثم التخلص منها بالطرق السليمة‪.‬‬

‫‪ .3‬إمداد القوات بمعدات الوقاية في الوقت المناسب‪.‬‬

‫ولحماية القوات ضد أسلحة الدمار الشامل تزود كافة التشكيلت والوحدات في جميع أفرع القوات المسلحة‬
‫بوسائل الوقاية التية‪:‬‬

‫أ‪ .‬وسائل الوقاية الفردية‪ ،‬وتشمل )قناع واق‪ ،‬ومهمات وقاية الجلد( والغرض منها وقاية الجهاز التنفسي‪،‬‬
‫والعين ‪ ،‬والجلد‪ ،‬من تأثير الغازات الحربية‪ ،‬وكذلك تحقق الوقاية للفراد من التلوث‪.‬‬

‫ب‪ .‬وسائل الوقاية الجماعية‪ ،‬وتشمل )ملجئ خفيفة وملجئ سريعة النشاء وأجهزة تنقية وترشيح الهواء( ومواد‬
‫التطعيم في حالة الطوارئ )مضادات حيوية وغيرها من العقاقير والمواد التي ترفع من درجة مقاومة الفراد ضد‬
‫المراض المعدية وأمصال وغيرها( والمواد المضادة للصابة ووسائل السعاف السريع ضد الصابة بالمواد‬
‫الكيماوية السامة‪.‬ومعدات الطفاء ومقاومة الحريق‪.‬‬

‫ج‪ .‬أجهزة الكشف الشعاعي‪ ،‬والكيماوي‪.‬‬

‫د‪ .‬معدات التطهير الصحي‪ ،‬للفراد ومعدات تطهير السلحة والمعدات ضد التلوث الشعاعي والكيماوي‬
‫والبيولوجي‪.‬‬

‫ويتم إمداد القوات بمعدات الوقاية طبقاً للمعدلت التي تحددها القيادة العليا‪ ،‬وهذه المعدلت تكون الساس في‬
‫وضع جداول المرتبات التي ترجع إليها القوات طبقاً للتنظيم‪.‬‬

‫‪ .4‬القيام بأعمال الستطلع الكيميائي‪ ،‬والشعاعي‪ ،‬والبيولوجي‬


‫إن الهدف الرئيسي للستطلع الكيميائي‪ ،‬والشعاعي‪ ،‬والبيولوجي‪ ،‬هو الحصول على البيانات‪ ،‬والمعلومات‬
‫اللزمة‪ ،‬للقيادات على كافة المستويات‪ .‬لتقدير الموقف‪ ،‬بغرض‪:‬‬

‫أ‪ .‬كشف بدء استخدام العدو للمواد الكيميائية والبيولوجية أو وجود أي تلوث إشعاعي دون تأخير‪.‬‬

‫ب‪ .‬تحديد المنطقة الملوثة ومعرفة نوع المادة المستخدمة في التلوث‪.‬‬

‫ج‪ .‬إنذار القوات التي لم تتعرض للتلوث كي تتخذ الجراءات الوقائية المناسبة‪.‬‬

‫د‪ .‬إجراءات الحسابات الضرورية لتقدير حجم المعاونة اللزمة للقوات التي تعرضت للهجوم الكيميائي‬
‫والشعاعي لزالة آثار تلك الهجمات واستعادة كفاءتها القتالية‪.‬‬

‫ويعتبر تنظيم الستطلع الكيميائي‪ ،‬والشعاعي‪ ،‬والبيولوجي‪ ،‬مسئولية جميع القادة على جميع المستويات‪.‬‬

‫المهام الرئيسية للستطلع الشعاعي‬

‫‪ (1‬تحديد الوسائل التي استخدامها العدو في إطلق ذخائره النووية‪.‬‬

‫‪ (2‬تحديد نوع النفجار النووي )جوي ‪ -‬سطحي ‪ -‬تحت السطح( الذي استخدمه العدو‪.‬‬

‫‪ (3‬تحديد عيار النفجار النووي وصفر الرض‪.‬‬

‫‪ (4‬تحديد سرعة واتجاه الرياح العليا في طبقة الهواء على الرتفاع الذي حدث به النفجار النووي‪.‬‬

‫‪ (5‬إنذار القوات الصديقة التي قد تتأثر بالتلوث الشعاعي ومسار السحابة الملوثة‪.‬‬

‫‪ (6‬إيجاد طرق بديلة غير ملوثة إشعاعياً وكذا مناطق عمل بديلة خالية من التلوث الشعاعي‪.‬‬

‫‪ (7‬مراقبة وقياس الجرعات الشعاعية للقوات‪.‬‬

‫‪ (8‬قياس درجات تلوث السلحة والمعدات والفراد بالشعاعات‪.‬‬

‫المهام الرئيسية للسـتطلع الكيميائي‬

‫‪ (1‬تحديد الوسائل التي استخدمها العدو لطلق الذخائر الكيميائية )مدفعية‪ ،‬صواريخ‪ ،‬طيران‪ ،‬ألغام كيميائية ‪...‬‬
‫الخ (‪.‬‬

‫‪ (2‬إنذار القوات الصديقة التي تعمل أو تتمركز في المناطق المعرضة لنتشار السحب الملوثة كيميائياً‪.‬‬

‫‪ (3‬تحديد أنواع الغازات الحربية التي استخدمها العدو ودرجات تركيزها الميداني في الهواء والتربة وعلى أسطح‬
‫السلحة والمعدات‪.‬‬

‫‪ (4‬تحديد المناطق الملوثة كيماوياً وإيجاد مناطق بديلة أو طرق تحرك بديلة غير ملوثة وإخطار القوات الصديقة‬
‫بها‪.‬‬

‫‪ (5‬تحديد قيم العوامل الجوية المختلفة ذات التأثير المباشر وغير المباشر على انتشار الغازات الحربية )سرعة‬
‫الرياح السطحية‪ ،‬اتجاه الرياح‪ ،‬درجة الحرارة‪ ،‬درجة الرطوبة‪ ،‬الثبات لعمودي للهواء ‪ ...‬الخ(‪.‬‬

‫‪ (6‬الحصول على عينات من التربة والمواد الملوثة وتحليلها وتحديد نوع ودرجة التلوث‪.‬‬
‫‪ (7‬استطلع مناطق التمركز أو العمل واتجاهات التحرك لتأمين احتللها أو التقدم خللها‪.‬‬

‫مسئوليات الستطلع الكيماوي‬

‫‪ (1‬بصفة عامة يقع تنفيذ الستطلع الكيميائي والشعاعي‪ ،‬على عاتق عناصر الحرب الكيميائية وعناصر‬
‫السلحة الخرى المدربة خصيصاً على تنفيذ مهام الملحظة والستطلع الكيميائي والشعاعي‪.‬‬

‫‪ (2‬أما مسئولية التنظيم فيمكن إيجازها كالتي‪:‬‬

‫أ ‪ .‬مسئوليات القائد‪ :‬يقوم باتخاذ الجراءات التالية‪:‬‬

‫• استمرار متابعة ودراسة العدو وأعماله ونواياه‪.‬‬

‫• تخصيص مهام الستطلع وتحديد الوسائل اللزمة لتنفيذه‪.‬‬

‫• تحديد مواعيد البدء في إجراء الستطلع ووقت انتهاء التخطيط للستطلع‪.‬‬

‫• تقدير الموقف الكيماوي والشعاعي بمعاونة رئيس الفرع الكيماوي المختص‪.‬‬

‫ب‪ .‬رئيس الفرع الكيماوي‪ :‬يعتبر المنفذ المباشر لجميع إجراءات الستطلع الكيميائي والشعاعي وعليه القيام‬
‫بالتي‪:‬‬

‫• دراسة الموقف الكيميائي والشعاعي ومتابعة تسجيله على خريطة العمل وتقديم التقارير والمقترحات للقائد‬
‫بخصوص التأمين الكيميائي‪.‬‬

‫• دراسة اتجاهات وأهداف الستطلع وتوزيع المهام على عناصر ووحدات الستطلع‪.‬‬

‫• التأكد من تمام تنفيذ توجيهات القائد لتنظيم الستطلع الشعاعي والكيميائي‪.‬‬

‫• إعداد خطة الستطلع الشعاعي والكيميائي على خريطة منفصلة أو قد تدخل ضمن خريطة خطة التأمين‬
‫الكيميائي‪.‬‬

‫• تقديم التقارير الفورية والدورية عن الموقف الشعاعي والكيميائي‪.‬‬

‫• الشتراك في استجواب السرى وتحليل الوثائق الكيميائية المستولى عليها من العدو‪.‬‬

‫• الشراف على استكمال الكفاءة القتالية لوحدات الستطلع الشعاعي والكيميائي والحفاظ عليها خلل سير‬
‫العمليات‪.‬‬

‫• التعرف على عينات ووسائل العدو لستخدام السلحة الكيماوية والجهزة الكيميائية المستولى عليها من العدو‪.‬‬

‫تخطيط الستطلع الشعاعي والكيميائي‬

‫أ‪ .‬أقسام الستطلع الشعاعي والكيميائي‬

‫ينقسم الستطلع الشعاعي والكيميائي لمواقع القوات الصديقة من وجهة نظر التخطيط إلى نوعين رئيسيين هما‪:‬‬

‫‪ (1‬الستطلع المساحي )استطلع المنطقة(‬


‫وهو إجراء الستطلع الشعاعي والكيميائي لمساحة معينة من الرض‪ ،‬حيث تقوم عناصر الستطلع‪ ،‬بالكشف‬
‫عن التلوث الشعاعي أو الكيميائي في المنطقة التي يتم استطلعها بأكملها‪ ،‬ويجرى هذا النوع في مراكز القيادة‪،‬‬
‫ومناطق تمركز القوات‪ ،‬والعناصر الدارية‪.‬‬

‫‪ (2‬الستطلع المحوري )الطولي(‬

‫ويقصد به الستطلع الشعاعي والكيميائي الذي تقوم به عناصر الستطلع الشعاعي والكيميائي للطرق‬
‫والمدقات بكافة أنواعها والخطوط المختلفة التي تعمل عليها القوات‪ .‬وذلك في حالة وصول معلومات تؤكد نية‬
‫العدو لستخدام السلحة النووية والكيميائية أو بدئه فعلً في استخدامها وذلك قبل وصول القوات إليها‪.‬‬

‫ب‪ .‬معدلت الداء لعناصر الستطلع الشعاعي والكيماوي‬

‫معدلت الداء هي‪ :‬مساحة الرض في الستطلع المساحي‪ .‬أو طول الطريق في الستطلع الطولي‪ .‬الذي يمكن‬
‫للدورية الواحدة أن تستطلعه إشعاعياً أو كيميائياً في يوم قتال‪ ،‬وتعتمد معدلت الداء على العوامل التالية‪:‬‬

‫‪ (1‬مستوى تدريب الدورية‪.‬‬

‫‪ (2‬معدات الستطلع الشعاعي والكيميائي المزودة بها الدورية‪.‬‬

‫ج‪ .‬الوقت المتيسر للستطلع‬

‫في جميع الحوال يجب أن يتطابق الوقت المتيسر لتنفيذ مهام الستطلع الشعاعي والكيميائي مع الوقت الذي‬
‫يمكن أن تنفذ خلله عناصر الستطلع تلك المهام‪ ،‬ويفضل أن يكون الوقت المتيسر أكبر من الوقت الذي تتطلبه‬
‫المكانيات الفعلية لعناصر الستطلع‪ ،‬أما في حالة ما إذا كان الوقت المتيسر أقل فيمكن زيادة عدد الدوريات‬
‫بالقدر الذي يسمح بتطابق الوقت المتيسر مع وقت المكانيات الفعلية‪ ،‬ويرتبط الوقت المتيسر بالعوامل التية‪:‬‬

‫‪ (1‬إمكانيات وقدرات العدو‪.‬‬

‫‪ (2‬التوقيتات المحددة للقوات لتنفيذ مهامها القتالية المختلفة‪.‬‬

‫د‪ .‬مساحات المناطق المطلوب استطلعها ونوع الرض بها‬

‫في الستطلع الكيميائي المساحي‪ ،‬نجد أنه كلما زادت مساحة المنطقة زاد عدد الدوريات اللزمة لتنفيذ المهمة‬
‫في وقت محدد أو زاد وقت الستطلع عند نقص عدد الدوريات المتيسرة‪.‬‬

‫وتؤثر طبيعة الرض على قدرة الدورية على الستطلع حيث تساعد الرض المفتوحة على زيادة القدرة‬
‫الستطلعية‪ ،‬بينما تحد الراضي الجبلية والوعرة من هذه القدرة إلى حد ما‪.‬‬

‫هـ‪ .‬حالة الطرق المطلوب استطلعها وطولها‬

‫في الستطلع الشعاعي‪ ،‬والكيميائي‪ ،‬المحوري‪ ،‬نجد أنه كلما زاد طول الطريق‪ ،‬زاد عدد الدوريات اللزمة‬
‫لستطلعه خلل وقت محدد‪ .‬أو زاد وقت الستطلع عند نقص عدد الدوريات المتيسرة‪.‬‬

‫وتؤثر حالة الطرق إلى حد كبير على قدرة الدورية في الستطلع المحوري حيث تزداد قدرة الدورية على‬
‫الطرق السفلتية والمرصوفة لسهولة التحرك عليها‪ ،‬بينما تحد المدقات الصحراوية والجبلية من هذه القدرة إلى‬
‫حد ما‪.‬‬

‫و‪ .‬وقت الستطلع والحوال الجوية‬


‫تتأثر قدرة الدورية على الستطلع إلى حد كبير على وقت الستطلع )ليلً أو نهاراً( وكذا خلل فصول السنة‬
‫المختلفة‪ ،‬حيث تقل ليلً عنها نهاراً كما يحد الجو شديد الحرارة والجو الممطر من قدرة الدوريات على‬
‫الستطلع الشعاعي والكيميائي‪.‬‬

‫الستطلع البيولوجي‬

‫وينفذ الستطلع البيولوجي أساساً بواسطة عناصر الخدمات الطبية وتعتبر كواجب إضافي للوحدات‬
‫المتخصصة‪ .‬حيث تنفذ عن طريق المظاهر الخارجية الدالة على استخدام العدو للسلحة البيولوجية‪ ،‬وتقوم‬
‫عناصر الخدمات الطبية بأخذ عينات من الهواء والتربة والنباتات والمياه والطعمة من المناطق التي يشك في‬
‫تلوثها بالمواد البيولوجية واختيار بعض الحشرات‪ .‬وترسل العينات السابق آخذها إلى المعامل الطبية لجراء‬
‫التحليل لمعرفة نوع المواد البيولوجية المستخدمة‪.‬‬

‫فإذا أظهرت نتيجة التحاليل وجود تلوث فعلً فعندئذ يتعين على الخدمات الطبية والبيطرية أن تقرر وجود التلوث‬
‫وتحدد المناطق الملوثة وتنذر القوات عن طريق القيادات المختصة‪.‬‬

‫‪ .5‬اكتشاف تحضير العدو للهجوم بأحد أنواع أسلحة الدمار الشامل‬

‫تنظم أعمال الستطلع بغرض اكتشاف تحضيرات العدو لستخدام أسلحة الدمار الشامل‪ .‬بواسطة قيادات‬
‫السلحة المشتركة‪ ،‬وتقوم بتنفيذه كل السلحة المقاتلة‪ ،‬والقوات الخاصة‪ ،‬ووحدات الخدمات‪ ،‬وذلك بغرض‪:‬‬

‫أ‪ .‬كشف مدى توفر وسائل إطلق أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬لدى قوات العدو‪ ،‬وخاصة لدى قواته الجوية ومدفعيته‪.‬‬

‫ب‪ .‬اكتشاف مناطق وجود مستودعات العدو وقواعد تخزين الذخائر المزودة برؤوس نووية‪ ،‬وكذا ذخائره‬
‫الكيميائية والبيولوجية والحارقة‪.‬‬

‫ج‪ .‬اكتشاف مناطق مرابض نيران المدفعية والصواريخ‪ ،‬القادرة على إطلق الذخائر الكيميائية‪.‬‬

‫د‪ .‬اكتشاف مناطق حقول اللغام الرضية الكيميائية‪.‬‬

‫هـ‪ .‬اكتشاف وسائل الوقاية لدى قوات العدو‪.‬‬

‫و‪ .‬كشف الوحدات الكيميائية المتوفرة لدى العدو من حيث تشكيلها‪ ،‬وإمكانياتها‪ ،‬ومناطق إيوائها‪.‬‬

‫ز‪ .‬الستيلء على عينات من وسائل هجوم العدو الكيميائية والبيولوجية ووسائل الوقاية الكيميائية لدى العدو‪.‬‬

‫ولكي يمكن كشف أسلحة الدمار الشامل لدى العدو في الوقت المناسب‪ ،‬يجب أن يكون أفراد الستطلع‪ ،‬على‬
‫دراية كافية بالظواهر التي يستدل منها على تحضير العدو لستخدام هذه السلحة‪ .‬ويمكن كشف توفر هذه‬
‫السلحة مع قوات العدو من العلمات المميزة للذخائر وعبواتها ومشاهدة أفراده يرتدون مهمات وقاية خاصة‬
‫أثناء نقل الذخائر أو أثناء استخدامها بواسطة أطقم المدافع‪ ،‬وكذلك قيام العدو بوضع إجراءات الوقاية الكيميائية‬
‫موضع التنفيذ‪ ،‬وطبيعة التجهيز الهندسي ونوع المواقع المقامة‪ ،‬بالضافة إلى ملحظة وجود تجهيزات إضافية‬
‫في الطائرات‪.‬‬

‫تبلغ نتائج الستطلع عن تحضيرات العدو لستخدام أسلحة الدمار الشامل في الحال إلى القيادات والوحدات‬
‫المرؤوسة‪ ،‬والمجاورة‪.‬‬

‫‪ .6‬إنذار القوات من خطر الهجوم في الوقت المناسب‬

‫ويهدف النذار إلى اتخاذ الجراءات الفورية للوقاية في الوقت المناسب ويتم تنظيم النذار بواسطة القيادات على‬
‫كافة المستويات وينفذ بواسطة إشارة موحدة‪ ،‬للخطار عن كل أنواع التلوث الشعاعي والكيميائي وترسل عندما‬
‫تُظهر أجهزة الكشف‪ ،‬وجود التلوث في الهواء‪ ،‬أو على التربة‪ ،‬وعندما تبلغ نقط الملحظة بالنظر‪ ،‬اكتشاف تلوث‬
‫بيولوجي‪ ،‬وكذا عند دخول قطاع ملوث من الرض‪ ،‬وعند صدور أوامر من القيادة بتوقع وصول السحابة الملوثة‬
‫لمنطقة عمل القوات‪.‬‬

‫توجد إشارتين للنذار هما‪:‬‬

‫أ‪ .‬إشارة إنذار بتوقع هجوم نووي لعطاء إنذار للقوات عن خطر أو توقع هجمات العدو النووية‪.‬‬

‫ب‪ .‬إشارة إنذار الهجوم الكيميائي لنذار القوات بالهجمات الكيميائية للعدو وباستخدامه للمواد السامة والمواد‬
‫البيولوجية‪.‬‬

‫ترسل إشارة النذار بأمر القائد‪ ،‬كما يمكن لنقاط الملحظة الكيميائية‪ ،‬ومراقبي الوحدات الفرعية‪ ،‬إصدار إشارة‬
‫النذار‪ ،‬مباشرة‪ ،‬عندما يظهر على جهاز الكشف‪ ،‬وجود التلوث في الهواء‪ ،‬أو ظواهر تدل على استخدام العدو‬
‫لهذه السلحة‪ ،‬وكذلك عندما ل يكون هناك فرصة لقائد نقطة الملحظة الكيميائية‪ ،‬أو للمراقب الكيميائي‪ ،‬أن يبلغ‬
‫قائد الوحدة عن التلوث‪.‬‬

‫ويجب أن ترسل إشارة النذار على جميع وسائل المواصلت المتيسرة‪ ،‬وترسل بشكل مفتوح عبر المواصلت‬
‫الخطية‪ ،‬ويتم تكرار الشارة في الوحدات الفرعية باستخدام الوسائل الصوتية والضوئية‪ ،‬ومن الضروري أن‬
‫تكون الشارة معروفة لجميع الفراد‪.‬‬

‫عند وصول إشارة النذار الكيميائي يرتدي جميع الفراد الموجودين في العراء مهمات الوقاية )القناع الواقي‪،‬‬
‫الغطاء الواقي‪ ،‬الحذاء الواقي‪ ،‬القفاز الواقي(‪ ،‬ويكتفي الفراد‪ ،‬الموجودون في منشآت‪ ،‬أو الموجودون في‬
‫الملجئ‪ ،‬وأجسامهم غير معرضة مباشرة للخارج‪ ،‬بلبس القناع الواقي‪ .‬وتقفل فتحات الدبابات‪ ،‬والعربات‬
‫المدرعة‪ ،‬وتستمر القوات في تنفيذ المهام القتالية‪.‬‬

‫وبصرف النظر عن صدور إشارة النذار من عدمه فإن كل فرد يكتشف بدء الهجوم الكيميائي يجب أل يتأخر في‬
‫لبس مهمات الوقاية الفردية‪ ،‬كما يفـضل ارتداء مهمات الوقاية دون انتظار إشارة النذار أثناء الضرب المركز‬
‫للمدفعية والطيران المعادي‪.‬‬

‫ول تخلع مهمات الوقاية الفردية‪ ،‬إل بأوامر من قائد الوحدة الفرعية‪ .‬وذلك بعد ما تبين أجهزة الكشف‪ ،‬أنه ل‬
‫يوجد أي أثر للتلوث‪ ،‬ول توجد هناك إشارة خاصة لهذا الغرض‪.‬‬

‫يجب على القادة على جميع المستويات أن يختبروا كيفية وصول إشارات النذار إلى جميع الوحدات‪ .‬كما يجب‬
‫أن توضع ضمن خطة التدريب اختبار أجهزة النذار على جميع المستويات‪ ،‬وتحديد زمن وصول النذار إلى‬
‫الفراد في كافة المواقع والوحدات‪.‬‬

‫‪ .7‬تدمير أو إضعاف قدرات العدو على القيام بهذا الهجوم‬

‫تقوم قيادة قوات السلحة المشتركة‪ ،‬بناء على معلومات الستطلع‪ ،‬بوضع خطة التدمير أو الحباط‪ ،‬لسلحة‬
‫الدمار الشامل للعدو‪ ،‬سواء في المستودعات أو القواعد أو مرابض النيران‪ ،‬بغرض عرقلة العدو من استخدام هذه‬
‫الوسائل‪ .‬ويعتبر هذا الجراء من أهم وأكفأ إجراءات وقاية القوات‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬إجراءات بعد استخدام العدو لسلحة الدمار الشامل‬

‫‪ .1‬تأمين القوات التي تعمل في الراضي الملوثة‪.‬‬

‫تعتبر الطريقة المثلى‪ ،‬هو تفادي المناطق الملوثة‪ .‬وعدم العمل فيها‪ ،‬ولكن قد يكون من الصعب‪ ،‬تفادي هذه‬
‫المناطق‪ .‬أو قد يتطلب موقف العمليات‪ ،‬أن تعمل القوات في مناطق ملوثة‪ ،‬فترة من الوقت‪ .‬وهذا بالتالي سوف‬
‫يؤثر على كفاءتها القتالية‪ ،‬ما لم تتخذ الجراءات الواقية‪ ،‬عند العمل في هذه المناطق‪ ،‬أو عند عبورها‪.‬‬
‫وتتحقق وقاية القوات‪ ،‬ضد المواد المشعة‪ ،‬والمواد الكيماوية السامة‪ ،‬والمواد البيولوجية‪ ،‬عند العمل في أرض‬
‫ملوثة بالتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬السرعة والمهارة في ارتداء مهمات الوقاية تحت ظروف التلوث‪ .‬وهذا يتطلب أن تكون مهمات الوقاية في حالة‬
‫استعداد مستمر لستخدامها‪ .‬واستمرار تدريب القوات على سرعة وصحة ارتدائها لفترات طويلة‪.‬‬

‫ب‪ .‬السرعة والمهارة في استخدام المنشآت الدفاعية في الرض الملوثة‪.‬‬

‫ج‪ .‬تقليل وقت البقاء في المنطقة الملوثة وتجنب البقاء في منطقة ذات إشعاعات عالية‪.‬‬

‫د‪ .‬السيطرة على الجرعة الشعاعية بمراقبة وقياس كمية الشعاعات التي يتلقاها الفراد بحيث ل تزيد الجرعة‬
‫الشعاعية عن الحد المسموح به‪.‬‬

‫هـ‪ .‬عدم تناول الطعام‪ ،‬والشراب‪ ،‬أو التدخين داخل المنطقة الملوثة‪.‬‬

‫و‪ .‬استخدام المنشآت الهندسية‪.‬‬

‫‪ .2‬إزالة آثار استخدام العدو لسلحة الدمار الشامل‬

‫أ‪ .‬إعادة السيطرة على القوات إلى حالتها الولى وإعادة الكفاءة القتالية للقوات التي تأثرت بهجوم العدو الكيميائي‪.‬‬

‫ب‪ .‬تكوين فريق يقوم بأعمال النقاذ والعلج والخلء للقوات التي تعرضت لهجوم العدو بأسلحة الدمار الشامل‪.‬‬

‫ج‪ .‬سرعة حصر وإطفاء الحرائق التي قد تحدث نتيجة الشعاع الحراري‪ ،‬أو المواد الحارقة‪ ،‬وذلك باستخدام‬
‫معدات الطفاء الموجودة مع القوات‪ ،‬أو باستدعاء وحدات الطفاء لمقاومة الحرائق الكبيرة‪.‬‬

‫د‪ .‬سرعة إصلح الطرق والمعابر وإزالة العوائق التي قد تحدث نتيجة موجة الضغط الناتجة من هجوم العدو‬
‫النووي‪.‬‬

‫‪ .3‬التطهير من التلوث الشعاعي‪ ،‬والكيميائي‪ ،‬والبيولوجي‪.‬‬

‫أ‪ .‬تطهير الفراد والسلحة ومعدات القتال ينقسم إلى تطهير جزئي وتطهير كلي‪.‬‬

‫‪ (1‬التطهير الجزئي‪ :‬ينفذ للفراد والسلحة والمعدات فور حدوث التلوث‪ .‬مباشرة دون إيقاف مهام القتال ويتم‬
‫ذلك بواسطة القوات تحت أشراف القادة المباشرين‪ .‬ويتم بتطهير أجزاء الجسم التي تعرضت للتلوث‪ ،‬ويجب على‬
‫الفور نزع الملبس التي تعرضت للتلوث‪ ،‬واستبدالها بملبس نظيفة‪ .‬وبالنسبة للمعدات الكبيرة‪ ،‬يتم إزالة التلوث‬
‫عنها بالتطهير في الجزاء التي ينتظر أن يُحتك بها لتحقيق مهمة القتال‪ ،‬أما السلحة الصغيرة فيتم تطهيرها‬
‫بالكامل‪ .‬وذلك باستخدام علب وأجهزة التطهير الموجودة مع القوات‪.‬‬

‫‪ (2‬التطهير الكلي‪ :‬فيتضمن‪ ،‬التطهير الصحي الكامل للفراد‪ ،‬وتطهير السلحة والمعدات ضد التلوث الشعاعي‬
‫والكيميائي والبيولوجي‪ ،‬وكذا تطهير الملبس ومعدات الوقاية‪ .‬ويتضمن التطهير الصحي الكامل للفراد استحمام‬
‫الفراد الذين يستبدلون ملبسهم الداخلية وفي حالة الضرورة يستبدلون أيضا ملبسهم الخارجية وأحذيتهم‪ ،‬وفي‬
‫بعض الحيان قد يؤدى عدم توفير المياه أو صعوبة توصيلها حتى محطة التطهير الخاص إلى عدم إتمام استحمام‬
‫الجنود‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون من الضروري تغيير الملبس‪ ،‬وعند تعرض الجنود للمواد البيولوجية يصبح من‬
‫الضروري إجراء الستحمام مع تطهير الملبس والحذية ضد التلوث البيولوجي أو بتغييرها بأخرى نظيفة‪.‬‬
‫والتطهير الكامل للسلحة والمعدات يعني التطهير الكامل لسطح المعدة ضد التلوث الشعاعي أو الكيماوي أو‬
‫البيولوجي ويتم في محطة التطهير الخاص‪.‬‬

‫ب‪ .‬يتم تطهير الرض أما بتطهير قطاعات من الرض الملوثة أو بتحديد ممرات في الرض الملوثة‪.‬‬
‫ج‪ .‬يتم تطهير التعيينات المحفوظة )المعلبات( أما التعيينات الطازجة فل يجري لها تطهير ويتم إعدامها‪.‬‬

‫د‪ .‬يتم تنقية المياه بواسطة وحدات المداد بالمياه ويتم تقرير صلحيتها للستخدام بعد التنقية بواسطة الخدمات‬
‫الطبية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الفترة القصوى لستمرار ارتداء مهمات الوقاية‬

‫إن ارتداء مهمات الوقاية لمدة طويلة يحمل الجسم إجهاداً يؤثر على وظائفه العضوية‪ ،‬فالقناع الواقي‪ ،‬يؤثر على‬
‫التنفس‪ ،‬ويجعله صعباً‪ ،‬ويضيف حملً إضافياً‪ ،‬على الرأس والوجه‪ ،‬ويضعف الرؤية‪ ،‬ويجعل الحديث صعباً‪.‬‬
‫وكل هذه المصاعب تجعل القدرة على الستمرار في لبس القناع محدودة بفترة زمنية قصيرة‪.‬‬

‫وإذا استخدم الرداء الواقي‪ ،‬كالبذلة والفارول فإنه يعزل جسم النسان عزلً كاملً‪ ،‬عن البيئة المحيطة به‪ ،‬وبذلك‬
‫يحمي الجسم من وصول أبخرة الغازات السامة أو قطراتها إلى الجلد‪ ،‬ولكن في نفس الوقت يمنع جميع البخرة‬
‫الصادرة عن التنفس أو العرق عن تيارات الهواء خارج الرداء وبالتالي ل يتخلص الجسم من الحرارة الزائدة‬
‫وهذا يؤدى إلى ارتفاع حرارة الجسم وإجهاده‪ ،‬ومن المعلوم أنه كلما كانت درجة حرارة الجو عالية كلما تعرض‬
‫الجسم لرتفاع الحرارة والجهاد في فترة أسرع ولذلك يجب ‪ -‬كلما أمكن ‪ -‬اختصار فترة لبس مهمات وقاية‬
‫الجلد‪.‬‬

‫وعندما تكون درجة حرارة الجو ‪ ْ 30‬يجب على الفراد الذين يرتدون مهمات وقاية محكمة "غير منفذة للبخرة"‬
‫أن يخـلعوها في خلل فترة من ‪ 60: 45‬دقيقة‪ ،‬ثم يستريحوا لفترة ل تقل عن ‪ 30: 20‬دقيقة‪ ،‬قبل إعادة ارتدائها‪،‬‬
‫ولهذا السبب يجب إعطاء الفرصة للجنود للخروج من المنطقة الملوثة للراحة‪ ،‬ويحسن أن يتوفر ذلك في الظل‬
‫فإن توفرت للفراد ملجئ خفيفة مجهزة في المواقع فيمكنهم الحصول على فترات الراحة داخلها‪.‬‬

‫ولتقليل فرص تلوث الفراد في المنطقة الملوثة يتم تطهير بعض الجزاء المعرضة من المنشآت الهندسية تطهيراً‬
‫جزئياً وذلك في منطقة تمركز أو عمل القوات ويمنع الفراد من لمس أي جسم ملوث إل في حالة الضرورة‬
‫القصوى وباستخدام مهمات الوقاية‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬تأثير الطبيعة الصحراوية على استخدام أسلحة الدمار الشامل‬

‫‪ .1‬من حيث طبيعة الرض‬

‫من المفترض أن يركز العدو استخدامه لسلحة الدمار الشامل خاصة الكيميائية حول المناطق التي سيقدر‬
‫ضرورة تواجد القوات المضادة له فيها أو مرورها عليها وقتالها فيها مثل محاور الطرق وتقاطعها والممرات‬
‫الجبلية الضيقة أو الجيوب المحصورة بين الجبال أو المناطق المتوقع فيها بعض مصادر العاشة مثل آبار المياه‬
‫أو النفط أو واحات النخيل التي من المؤكد أن تتواجد بها القوات المضادة أو تتجه إليها في هجومها كذلك المناطق‬
‫الرملية الصعب اجتيازها أو المناورة حولها بالمركبات غير المجنزرة التي يتوقع أن تعزز بها هذه القوات‪.‬‬

‫‪ .2‬من حيث الحوال المناخية‬

‫فإنها تؤثر بشكل رئيسي على استخدام العدو لسلحة الدمار الشامل سواء بالنسبة لدرجات الحرارة‪ ،‬وسرعة‬
‫واتجاه الرياح‪ ،‬ونسبة الرطوبة في الجو وذلك من حيث قوة تركيز واستمرارية الغازات الكيميائية ومدة بقائها أو‬
‫سرعة تحركها‪.‬‬

‫أ‪ .‬درجات الحرارة‬

‫فدرجات الحرارة المرتفعة نهاراً ‪ -‬حيث تتصاعد التيارات الهوائية الحاملة للغازات إلى أعلى ‪ -‬ل يعتبر استخدام‬
‫غازات الحرب الكيميائية مؤثراً ‪ ،‬أما عندما تنخفض درجة الحرارة ليلً ‪ -‬حيث تهبط التيارات الهوائية المحملة‬
‫بالغازات من أعلى إلى أسفل ‪ -‬فإن استخدام غازات الحرب الكيميائية يعتبر أكثر تأثيراً‪ ،‬ومن ثم فإنه يمكن القول‬
‫عموماً أن فصل الشتاء حيث تنخفض درجة الحرارة بشكل عام عن مثيلتها في فصل الصيف يعتبر أكثر ملءمة‬
‫وتأثيراً لستخدام السلحة الكيميائية‪ ،‬وكذلك تعتبر ساعات أول ضوء في الصباح وآخر ضوء في الليل من أنسب‬
‫الوقات لستخدام العدو لسلحة الدمار الشامل‪.‬‬

‫ب‪ .‬سرعة الرياح‬

‫فكلما قلت سرعة الرياح زادت فعالية وتأثير الغازات الكيميائية‪ ،‬كما هو الحال في فصل الصيف‪ ،‬أما في الشتاء ‪-‬‬
‫حيث تزداد سرعة الرياح ‪ -‬فإن تأثير هذه الغازات يصبح محدوداً وذلك لسرعة تحركها وانتقالها من المكان الذي‬
‫ألقيت فيه بفعل الرياح‪ ،‬كما يجب أن يوضع اتجاه الرياح في الحسبان حيث من المحتمل أن تحمل الريح المواجهة‬
‫)أي القادمة من اتجاه الخصم الذي أطلقت ضده( الغازات التي أطلقت على من أطلقها‪.‬‬

‫ج‪ .‬الرطوبة‬

‫كلما زادت نسبة الرطوبة في الجو قلت فترة استمرار الغازات‪.‬‬

‫فإذا وضعنا كل هذه العوامل في العتبار وجدنا أن المحصلة تقول بأن فصل الصيف ‪ -‬رغم عدم مناسبة درجات‬
‫الحرارة العالية نهاراً لستخدام الغازات ‪ -‬يعتبر أكثر ملءمة للعدو لستخدام الغازات الكيميائية‪ ،‬حيث تقل سرعة‬
‫الرياح في الصيف عن باقي فصول السنة مما يساعد على استمرار بقاء الغازات‪ ،‬ويصعب فيه على القوات‬
‫المضادة استخدام مهمات الوقاية لفترات طويلة بسبب ارتفاع الحرارة وما تسببه من إجهاد للفراد عند ارتدائها‪،‬‬
‫ويتم في الصيف التغلب على العامل المعاكس وهو درجة الحرارة المرتفعة نهاراً بأن يتم استخدام هذه الغازات‬
‫إما ليلً أو في أول ضوء حيث تنخفض درجة الحرارة‪.‬‬

‫ويمكن القول بصفة عامة أن سُحب المواد الكيميائية تميل إلى التحليق فوق الرض المتعرجة والوديان وإلى‬
‫البقاء في الفجوات والـثـنـيات الرضية في الرض غير المنبسطة لنها تحد من تدفق السُحب‪ ،‬ومن ثم تعتبر‬
‫المناطق الجبلية ذات الرتفاعات الشاهقة بمثابة موانع كبيرة تؤدي إلى تقطع سُحب الغازات الكيميائية وتشتتها‬
‫سريعاً إلى مناطق الوديان المحيطة بها‪ ،‬كما تتصف الرض الرملية الرخوة بسرعة تشربها للمواد الكيميائية‬
‫السامة مما يبطئ معدل تبخرها فتزداد الرض تلوثاً على عكس الرض الصلبة في المناطق الجبلية فإنها ل‬
‫تمتص المواد الكيميائية مما يسرع بتبخيرها‪ ،‬كما يبقى الهواء الملوث فترة أطول في الخاديد والوديان الضيقة‬
‫عنه في الرض المفتوحة‪ ،‬كما يتأثر سلوك وكفاءة المواد الكيميائية السامة التي في صورة أبخرة أو رذاذ بثبات‬
‫الهواء واتجاه سرعة الرياح والحرارة والرطوبة والمطار‪ ،‬كما تتأثر المواد الكيميائية السامة التي في صورة‬
‫سائلة والمستخدمة في التلوث بدرجة الحرارة والمطار أساساً‪ ،‬وتؤثر سرعة الرياح على سرعة تحرك السحابة‬
‫الملوثة إلى أماكن القوات وتسبب سرعة تشتتها أو قد تحمل التلوث إلى مناطق أخرى‪ ،‬كما تؤثر درجة الحرارة‬
‫على زمن استمرار الغازات‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمواد البيولوجية فإن درجة الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تلف اليروزل لها‪ ،‬كما تتأثر سلبياً بدرجة‬
‫كبيرة نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو‪ .‬وبالنظر لمحدودية الموارد المائية في المناطق الصحراوية‬
‫واقتصارها في الغالب على عدد محدود من البار التي يعرف العدو أماكنها فقد يرسل عملءه إلى هذه البار‬
‫ليقوموا بتلويثها أو تلويث أي مصادر مياه أخرى وذلك بواسطة المواد البيولوجية‪ .‬وفي حالة وجود بعض‬
‫الممرات والمضايق التي يتحتم مرور القوات عليها فقد يلجأ العدو إلى تفجير حقول ألغام كيميائية مسيطراً عليها‬
‫عن بعد‪ .‬خامساُ‪ :‬تأثير الطبيعة الصحراوية على أعمال الوقاية من أسلحة الدمار الشامل‬

‫تشمل أعمال الوقاية ضد استخدام العدو المحتمل لسلحة الدمار الشامل عدة إجراءات‬

‫‪ .1‬الستطلع الكيميائي والشعاعي‬

‫تواجه أعمال الستطلع الكيماوي والشعاعي عدة متاعب في العمليات الصحراوية تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ .‬قلة محاور التحرك‪ ،‬اللزمة لتحرك وحدات الستطلع الكيماوي‪ ،‬والشعاعي‪.‬‬

‫ب‪ .‬عدم وجود نقاط مرتفعة‪ ،‬يمكن استخدامها في أعمال الملحظة الكيماوية‪.‬‬
‫ج‪ .‬صعوبة إجراء تحركات عرضية‪ ،‬بين محاور التحرك المختلفة‪ ،‬خاصة في حالة وجود مناطق رملية‪ ،‬رخوة‪،‬‬
‫تسبب غرز مركبات الستطلع‪ ،‬ذات العجل‪.‬‬

‫د‪ .‬احتمالت تعرض بعض طرق المواصلت للقطع‪ ،‬نتيجة المطار‪ ،‬والسيول‪ ،‬في الشتاء‪ ،‬والصعوبة القائمة‬
‫أصلً في إمكانية إنشاء طرق‪ ،‬ومحاور‪ ،‬أو مدقات بديلة‪.‬‬

‫هذا في وقت تكون فيه المساحات المطلوب استطلعها شاسعة مما يؤثر بالسلب على معدلت الستطلع‬
‫الكيميائية‪ ،‬ناهيك عن الصعوبة في تحديد المحل وإجراء التجهيز الهندسي في الرض الرملية غير المتماسكة‪.‬‬
‫كما يؤثر الختلف في درجات الحرارة نهاراً وليلً على الجهزة الشعاعية‪.‬‬

‫‪ .2‬ارتداء مهمات الوقاية والستفادة من طبيعة الرض والحوال الجوية في أعمال الوقاية‪ .‬فإن هناك صعوبات‪.‬‬
‫تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ .‬عدم القدرة على ارتداء مهمات الوقاية لفترات طويلة قد تتجاوز الفترة المقدرة بست ساعات بسبب شدة‬
‫الحرارة وما تسببه من إجهاد للقوات سواء المقاتلة أو عناصر الوقاية الكيماوية وصعوبة الرؤية في ظروف شدة‬
‫الرياح أو القيظ الشديد‪،‬‬

‫ب‪ .‬المناطق الساحلية حيث الرطوبة العالية فإن كفاءة القنعة الوقائية تقل بسرعة تشبع المواد الكيماوية والفحم‬
‫النباتي النشط ببخار الماء وهما المكونان الساسيان للقناع الواقي( فيقل تمرير الكسجين النقي إلى الجهاز‬
‫التنفسي‪ ،‬كما تقل أيضاً في درجات الرطوبة العالية قدرة الفراد على ارتداء مهمات الوقاية لفترة طويلة لما تسببه‬
‫لهم من إجهاد وعدم تحمل‪.‬‬

‫‪ .3‬إجراء أعمال التطهير الكيماوي والشعاعي‪.‬‬

‫إن أعمال التطهير من التلوث الكيميائي للفراد والسلحة والمعدات‪ ،‬في المناطق الصحراوية‪ ،‬تتأثر بالسلب‬
‫نتيجة نقص المياه‪ ،‬ولذلك يتعين احتفاظ القوات بمخزون مياه كاف يكفي لـتـطهيرها في حالة تلوثها ‪ ،‬مع ضرورة‬
‫اختبار موارد المياه المحلية مثل البار قبل استخدامها في التطهير أو الشرب لحتمالت تعرضها للتلوث‪.‬‬

‫‪ .4‬المداد بوسائل الوقاية الكيماوية للقوات‪.‬‬

‫هذا بالضافة لصعوبة المداد للقوات في المعركة الهجومية بمواد الوقاية والتطهير أثناء العمليات بالنظر‬
‫لمحدودية محاور التقدم وأيضاً لمواجهة الزيادة المتوقعة في نسبة الخسائر التي ستتعرض لها مهمات الوقاية‬
‫خاصة إذا ما عملت بعض الوحدات على محاور منفصلة بعيداً عن مصادرها الرئيسية للعاشة والمداد‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬المبادئ الواجب مراعاتها للتغلب على المصاعب التي تواجه عناصر الوقاية في المناطق الصحراوية‬

‫بالنظر للمصاعب التي تواجه عناصر التطهير من أسلحة الدمار الشامل والقوات في أعمالها القتالية في العمليات‬
‫الصحراوية ضد عدو يستهدف من استخدامها تدمير وشل القدرة القتالية للقوات في مناطق يصعب إحداث خسائر‬
‫جسيمة فيها بالسلحة التقليدية وذلك خلل حشدها وتحركها على مناطق هجومها ثم هجومها‪ ،‬كذلك محاولة العدو‬
‫حرمان القوات من استخدام أو الستيلء على مناطق ذات أهمية خاصة وعرقلة الهجوم وإضعاف معدله أو إجبار‬
‫القوات المهاجمة على تغيير اتجاه هجومها فإن هناك عدداً من المبادئ الهامة التي يجب مراعاتها تتمثل في التي‪:‬‬

‫‪ .1‬تكثيف تدريب القوات وعناصر الوقاية من أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬على أعمال الستطلع الكيماوي‬
‫والشعاعي والتعرف على الهيئات الطبوغرافية في الصحراء وأعمال تحديد المحل وارتداء مهمات الوقاية‬
‫الفردية لفترات زمنية طويلة والقتال بها في ظروف ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة والرؤية‬
‫الرديئة مع الهتمام بتوفير وسائل إنذار متنوعة لنذار القوات بهجوم أسلحة الدمار الشامل والتي تشمل وسائل‬
‫لسلكية وضوئية وصوتية ومشاعل ودخان ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫مع ضرورة الهتمام بالكتشاف السريع للتلوث الكيميائي والشعاعي وتحديد حدود المنطقة الملوثة من الرض‬
‫ومعدلت الشعاع أو نوع الغاز مع البحث عن أسلوب لتفادي القطاعات الملوثة أو تحديد أنسب أسلوب واتجاه‬
‫لعبورها إذا لم تتمكن القوات من المناورة حولها ‪ ،‬كذلك اختبار آبار المياه ومصادر المداد خاصة داخل أرض‬
‫العدو عند الهجوم‪.‬‬

‫‪ .2‬بذل عناية خاصة لستطلع الحوال الجوية‪ ،‬من حيث متابعة درجات الحرارة وسرعة اتجاه الرياح ونسبة‬
‫الرطوبة في الجو واتجاهات التيارات الهوائية خاصة في الوديان والخاديد وهو ما يتطلب توفير عناصر أرصاد‬
‫جوية محلية ومتابعة مستمرة لتقارير الرصاد الجوية من المستويات العلى‪.‬‬

‫‪ .3‬الهتمام بتحديد المكانيات والموارد المحلية‪ ،‬التي يمكن استخدامها في أغراض الوقاية خاصة مصادر المياه‬
‫والعاشة الخرى مع اختبارها أولً بأول وإجراء أعمال التطهير الفورية أثناء التحرك وخلل الوقفات قبل وأثناء‬
‫الهجوم‪.‬‬

‫‪ .4‬عند الضطرار لعبور المناطق الملوثة بارتداء مهمات الوقاية يجب عبورها في ممرات محددة بأقصى سرعة‬
‫ودون إثارة أتربة كثيرة في الجو مع الهتمام بضرورة تطهير القوات فور خروجها من هذه المناطق ‪ ،‬ويعتبر‬
‫الستطلع الكيميائي بواسطة الهليوكوبتر من أنجح الوسائل لكتشاف وتحديد المناطق الملوثة‪.‬‬

‫‪ .5‬من المفيد جداً لتقليل نسبة الخسائر الناتجة عن استخدام العدو لسلحة الدمار الشامل أن يتم حقن الفراد مبكرًا‬
‫بالمصال الواقية ضد المراض المنتظر أن ينشرها العدو في حربه البيولوجية وعند الصابة بغازات العصاب‬
‫يتم حقن المصاب بحقنة التروبين‪.‬‬

‫‪ .6‬عند القتال في المدن وتعرضها لستخدام أسلحة الدمار الشامل بواسطة العدو فإن البعد عن الماكن الضيقة‬
‫فيها والبدرومات والشقق المغلقة حيث تتركز الغازات يعتبر من الهمية بمكان ‪ ،‬مع الخذ في العتبار أن‬
‫محاليل الكلور الخاصة بتنظيف الملبس تكون صالحة للتطهير من الغازات الكاوية ‪ ،‬أما محاليل تنظيف الزجاج‬
‫فإنه يمكن استخدامها للتطهير من غازات العصاب‪.‬‬

‫‪ .7‬يجب إمداد المستشفيات بأعداد إضافية من السرة لستقبال حالت الصابات المتوقعة وعلجهم مع ضرورة‬
‫تواجد التخصصات اللزمة لعلج الصابات بأسلحة الدمار الشامل والمواد الحارقة بتلك المستشفيات وتوفير‬
‫وسائل العلج اللزمة‪.‬‬

‫‪ .8‬إن تدريب وتجهيز عناصر الدفاع المدني على تنفيذ مهامهم في حالة استخدام العدو لسلحة الدمار الشامل‬
‫يعتبر من عوامل تقليل الخسائر في صفوف قواتنا‪.‬‬

‫حظر ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل‬


‫أولً‪ :‬التفاقيات والمعاهدات الدولية والقليمية المتعلقة بحظر ومنع النتشار‬

‫بُذلت الجهود الدولية لحظر ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في خطين متوازيين‪ :‬الول يهدف إلى تحريم‬
‫استخدامها في الغراض العسكرية‪ ،‬والثاني يهدف إلى منع تحويلها من الغراض السلمية إلى الغراض‬
‫العسكرية‪.‬‬

‫وقد أسفرت هذه الجهود الدولية عن مجموعة من المعاهدات الدولية التي دخلت جميعها حيز التنفيذ وهي كالتي‪:‬‬

‫‪ .1‬معاهدة القطب الجنوبي سنة ‪(The Antarctic Treaty) ،1959‬‬

‫وقد وقعت على المعاهدة اثنتا عشرة دولة في أول ديسمبر سنة ‪ ،1959‬في واشنطن‪ ،‬واتفقت أطراف المعاهدة‬
‫على استخدام القطب الجنوبي فقط من أجل الغراض السلمية وعلى تحريم أي إجراءات ذات طبيعة عسكرية بما‬
‫يشمل التجارب على أي نوع من السلحة‪ ،‬كما نصت المعاهدة على تحريم أي تفجيرات نووية والتخلص من‬
‫فضلت المواد المشعة في القطب الجنوبي ‪.‬‬
‫ولضمان عدم الخلل بأحكامها‪ ،‬مَنحت المعاهدة‪ ،‬أطرافها الحق في إرسال مراقبين ‪ Observers‬للقيام بالتفتيش‪.‬‬
‫في أي وقت‪ ،‬وفي أي منطقة من مناطق القطب الجنوبي بما فيها محطات‪ ،‬ومنشآت‪ ،‬ومعدات‪ .‬وكذلك القيام‬
‫بتفتيش جميع السفن‪ ،‬والطائرات‪ ،‬في نطاق الوصول والمغادرة للقطب الجنوبي‪.‬‬

‫تعتبر هذه المعاهدة أول معاهدة تحرم التجارب النووية وتخلق أول منطقة في العالم خالية من السلحة النووية‪.‬‬

‫‪ . 2‬معاهدة حظر تجارب السلحة النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي وتحت الماء سنة ‪Treaty 1963‬‬
‫‪Banning Weapon Tests in the Atmosphere, in Outer Space and Under Water‬‬

‫في أغسطس ‪ ،1963‬وقع على هذه المعاهدة كل من الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬والتحاد السوفيتي السابق‪،‬‬
‫والمملكة المتحدة‪ ،‬وتهدف هذه المعاهدة إلى وضع حد لتلوث المحيط البشري بالمواد المشعة كخطوة أولى نحو‬
‫تحقيق وقف تجارب تفجير السلحة النووية نهائياً وتحقيق هدف أساسي وهو نزع السلح‪.‬‬

‫وتحظر المعاهدة على أطرافها‪ ،‬القيام بأي تـفجير لتجـربـة سلح نووي‪ .‬سواء كان على سطح الرض‪ ،‬أو في‬
‫الجو‪ ،‬أو في الفضاء الخارجي‪ ،‬أو تحت الماء‪ ،‬بما يشمل المياه القليمية‪ ،‬أو أعالي البحار‪ ،‬أو في أي مجال آخر‪،‬‬
‫إذا كان هذا التفجير يؤدي إلى وجود مخلفات مشعة خارج حدودها القليمية‪.‬‬

‫وقد أصبحت المعاهدة سارية المفعول اعتباراً من ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،1963‬بعد إيداع الطراف الثلثة الصلية‬
‫تصديقاتها على المعاهدة وقد انضم إليهم أكثر من ‪ 100‬دولة‪ ،‬ويطلق على المعاهدة اختصار ‪Treaty Test‬‬
‫‪. Ban‬‬

‫‪ .3‬معاهدة المبادئ المنظمة لنشاط الدول في ميدان اكتشاف استخدام الفضاء الخارجي بما في ذلك القمر والجرام‬
‫السماوية الخرى سنة ‪Treaty Principles Governing the Activities of States in the 1967‬‬
‫‪. Exploration and Use of Outer Space, Including the Moon and Other Celestial Bodies‬‬

‫وقد نصت المعاهدة على تحريم وضع أية أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬في مدار حول‬
‫الرض‪ ،‬أو على الجرام السماوية‪ ،‬أو في الفضاء الخارجي‪ ،‬ويقصر استخدام القمر والجرام السماوية الخرى‬
‫في الغراض السلمية‪.‬‬

‫‪ .4‬معاهدة حظر السلحة النووية في أمريكا اللتينية )معاهدة تلتيلولكو سنة ‪Treaty for the (1967‬‬
‫‪.(Prohibitation of Nuclear Weapons in Latin America. (The tlatelolco Treaty‬‬

‫أبرمت هذه المعاهدة في ‪ 14‬فبراير سنة ‪ ،1967‬وتهدف إلى جعل أمريكا اللتينية منطقة خالية من السلح‬
‫النووي‪ ،‬وهي تحرم على أطرافها القيام بأي نشاط في أقاليمها في مجال السلحة النووية‪ ،‬وتقصر استخدام الطاقة‬
‫النووية على الغراض السلمية فقط‪.‬‬

‫وتعتبر أمريكا اللتينية‪ ،‬وفقاً لهذه المعاهدة أول منطقة في العالم‪ ،‬آهلة بالسكان خالية من السلحة النووية‪ ،‬وأن‬
‫هذه المعاهدة تتيح تطبيق ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنع تحويل الستخدامات السلمية للطاقة النووية‬
‫إلى الغراض العسكرية‪.‬‬

‫‪ .5‬معاهدة حظر انتشار السلحة النووية سنة ‪Treaty on Non-Proliferation of Nuclear ) 1968‬‬
‫‪( Weapons N P T‬‬

‫في نهاية عام ‪ ،1967‬وضعت معاهدة منع النتشار في صورتها النهائية كثمرة من ثمار جهود عشرين عاماً في‬
‫الجمعية العامة للمم المتحدة‪ ،‬ولجانها المتخصصة‪ ،‬وعشرة أعوام في لجنة الثمانية عشر‪ ،‬وبعد مفاوضات قدمت‬
‫إلى الجمعية العامة بعد تعديلها في ‪11‬مارس ‪ ،1968‬فأصدرت الخيرة قراراً بدعوة الدول إلى توقيعها في ‪12‬‬
‫يونيه ‪ ،1968‬وعُرضت للتوقيع فوقعتها أكثر من ‪ 70‬دولة في ذلك الحين‪.‬‬

‫أصبحت معاهدة منع انتشار السلحة النووية سارية المفعول اعتباراً من عام ‪ ،1970‬وتضمنت بنداً ينص على‬
‫عقد مؤتمرات مراجعة كل خمس سنوات‪ ،‬وعقدت تلك المؤتمرات بالفعل أعوام ‪،1990 ،1985 ،1980 ،1975‬‬
‫كما كان هناك بند ينص على أن مدة سريان المعاهدة هو خمسة وعشرون عاماً‪ ،‬وفي مؤتمر المراجعة المنعقد في‬
‫المدة من ‪ 17‬إبريل إلى ‪ 6‬مايو ‪ ،1995‬قرر أن يكون سريان المعاهدة لجل غير مسمى‪ ‌ .‬أهداف المعاهدة‬

‫وضعت ديباجة المعاهدة وموادها في العتبار أن "التدمير الذي سوف يصيب الجنس البشري نتيجة الحرب‬
‫النووية‪ ،‬والحاجة الملحة لبذل أقصى الجهود لمنع مثل هذه الحرب‪ ،‬واتخاذ الجراءات اللزمة لتأمين سلمة‬
‫الشعوب‪ ،‬وأن انتشار السلحة النووية يزيد من خطر قيام حرب نووية وأن الستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية‬
‫يجب أن يكون متاحاً لجميع أطراف المعاهدة لما له من فوائد جليلة تعود على البشرية جمعاء"‪.‬‬

‫وقد تضمنت هذه المعاهدة‪ ،‬مبادئ وأحكاماً‪ ،‬ترمي إلى تحقيق أهداف‪ ،‬فورية عاجلة‪ .‬تتحقق آلياً بعد وضعها‬
‫موضع التنفيذ‪ ،‬والتزام الطراف بما جاء بها من أحكام‪ .‬وكذلك أهدافاً تالية تتحقق في مراحل آجلة‪ ،‬كأثر مباشر‬
‫لتنفيذ أحكام المعاهدة‪ .‬أو نتيجة لمواصلة الجهود وإتمام الجراءات‪ ،‬التي حثت المعاهدة على المضي فيها‪.‬‬

‫والهداف الفورية العاجلة تتضمن‪:‬‬

‫أ‪ .‬منع انتشار السلحة النووية‪.‬‬

‫ب‪ .‬تطوير استخدام الطاقة النووية في الغراض السلمية‪ ،‬مع اللتزام بنظام للضمانات يحقق هذين الهدفين‪.‬‬

‫أما الهداف الجلة فتتضمن‪:‬‬

‫أ‪ .‬منع الحرب النووية‪.‬‬

‫ب‪ .‬تأمين سلمة الشعوب‪.‬‬

‫ج‪ .‬منع سباق التسلح‪.‬‬

‫د‪ .‬العمل على وقف جميع التجارب النووية‪.‬‬

‫هـ‪ .‬تخفيف حدة التوتر الدولي وتقوية الروابط بين الدول‪.‬‬

‫و‪ .‬وقف صناعة السلحة النووية وتدمير ما هو موجود منها طبقاً لمعاهدة تعقد من أجل الحظر الشامل للتسلح‪.‬‬

‫المعاهدة ومنع انتشار السلحة النووية‬

‫تضمنت المادة الولى‪ ،‬تعهداً تلتزم به الدول الطراف التي تمتلك السلحة‪ ،‬أل تنقل بطريق مباشر‪ ،‬أو غير‬
‫مباشر‪ ،‬إلى أي "متسـلم"‪ ،‬أياً كان‪ ،‬أسلحــة نــووية‪ .‬أو أية أجهزة للتفجير النووي‪ ،‬أو تقوم بالشراف‪ ،‬على هذه‬
‫السلحة‪ ،‬أو الجهزة‪ ،‬وكذلك أل تساعد‪ ،‬أو تشجع‪ ،‬أو تحرض‪ ،‬بأية طريقة كانت‪ ،‬دولة غير ذات أسلحة نووية‪.‬‬
‫على صنع‪ ،‬أو الحصول‪ ،‬على أسلحة نووية‪ ،‬أو أية أجهزة أخرى‪ ،‬للتفجير النووي‪ ،‬أو أن يكون لها إشراف على‬
‫مثل هذه السلحة أو الجهزة‪.‬‬

‫كما تضمنت مادتها الثانية‪ ،‬التزاماً آخر‪ ،‬تتعهد فيه الدول الطــراف‪ ،‬التي ل تملك السلحة النووية‪ ،‬أل تقبل ‪-‬‬
‫بطريق مباشر أو غير مباشر ‪ -‬من أي "ناقل"‪ ،‬أسلحة نووية‪ ،‬أو أي أجهزة أخرى‪ ،‬للتفجير النووي‪ .‬أو الشراف‬
‫على هذه السلحة‪ ،‬أو الجهزة‪ ،‬وكذلك ل تصنع أو تحصل‪ ،‬على أسلحة نووية‪ .‬أو أي أجهزة أخرى للتفجير‬
‫النووي‪ .‬وأل تقبل المساعدة‪ ،‬على صنع هذه السلحة‪ ،‬أو الجهزة‪ ،‬أو تسعى إليها‪ ‌ .‬استخدام الطاقة النووية في‬
‫الغراض السلمية‬

‫أكدت المعاهدة في ديباجتها فوائد الستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية وضرورة إشراك جميع الدول الطراف‬
‫في هذا المجال‪.‬‬
‫كما ألزمت المادة الخامسة‪ ،‬أطراف المعاهدة‪ ،‬بالتعاون على ضمان إتاحة المنافع المحتملة‪ ،‬لية استخدامات‪،‬‬
‫سلمية للتفجيرات النووية‪ ،‬للدول التي ل تملك أسلحة نووية‪ ،‬وذلك عن طريق إجراءات دولية‪ ،‬مناسبة‪ .‬على أن‬
‫يتم التعاون‪ ،‬على أساس عادل‪ ،‬دون تفرقة‪ ،‬وبأقل سعر ممكن‪ .‬دون أن يتحمل المستفيد‪ ،‬تكاليف البحث‪،‬‬
‫والتطوير‪.‬‬

‫وتوسيعاً لنطاق الستخدام السلمي‪ ،‬للطاقة النووية أكدت المعاهدة في الفقرة الولى‪ ،‬من المادة الثانية‪ ،‬حق جميع‬
‫الطراف الثابت‪ ،‬في بحث‪ ،‬وتطوير‪ ،‬وإنتاج‪ ،‬واستخدام الطاقة النووية‪ ،‬في الغراض السلمية‪ .‬في حدود نظام‬
‫الضمانات‪ ،‬دون تعطيل لهذا الستخدام‪ ،‬كما أكدت الفقرة الثانية‪ ،‬من هذه المادة حق الدول الطراف في تبادل‬
‫المعلومات العلمية والتكنولوجية لستخدام الطاقة النووية للغراض السلمية‪ ،‬كما ألزمت هذه الفقرة‪ ،‬الدول القادرة‬
‫بالسهام ‪ -‬فرادى أو مع غيرهم أو ضمن منظمات دولية ‪ -‬في تحقيق هذا الهدف‪ .‬ضمان الستخدام السلمي للطاقة‬
‫النووية‬

‫ولقد تضمنت المعاهدة عدة أحكام‪ ،‬ومواد‪ ،‬تهدف إلى ضمان تحقيق الهدف الفوري الثاني‪ .‬دون تعارض مع‬
‫الهدف الساسي‪ ،‬من عقدها‪ ،‬وهو منع النتشار‪ ،‬ووضعت شروطاً خاصة لذلك‪ ،‬ويعتبر قبول نظام الضمانات‪،‬‬
‫واللتزام بها مقتصراً على الدول الطراف‪ ،‬التي ل تملك أسلحة نووية‪ ،‬دون الدول ذات السلحة النووية‪ ،‬كما‬
‫جاء في المادة الثالثة‪ .‬وتحدد هذا النظام اتفاقيات تعقد بين هؤلء الطراف‪ ،‬وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪.‬‬
‫وفقاً لنظامها الساسي ونظام ضماناتها‪ ،‬ويشترط فيه أل يتعدى التحقق من تنفيذ اللتزامات التي تضعها المعاهدة‪،‬‬
‫لمنع تحويل الستخدامات السلمية إلى أغراض عسكرية‪ .‬ويمتد نطاق تطبيق نظام الضمانات إلى المواد‬
‫المصدرية‪ ،‬والنشطارية الخاصة سواء كانت داخل أو خارج المنشآت‪ ،‬والجهزة النووية‪ ،‬في جميع المناطق‬
‫التي يجرى فيها نشاط نووي سواء كانت داخل أقاليم الدولة‪ .‬أوفي أية منطقة خاضعة لسلطانها‪ ،‬أو تحت إشرافها‪،‬‬
‫أما الشياء الخاضعة لهذا النظام فتشمل المواد المصدرية‪ ،‬والمواد النشطارية الخاصة‪ ،‬والمعدات المصممة‬
‫خصيصاً‪ ،‬أو المعدة لتصنيع‪ ،‬أو استخدام‪ ،‬أو إنتاج مواد إنشطارية خاصة‪ ،‬لية دولة غير مالكة للسلحة النووية‪.‬‬
‫وتشترط الفقرة )‪ (3‬من المادة الثالثة‪ ،‬أن يطبق النظام دون الضرار بالتطور القتصادي‪ ،‬والتكنولوجي‪،‬‬
‫للطراف أو بالتعاون الدولي في مجال نشاط استخدام الطاقة النووية في الغراض السلمية‪.‬‬

‫وبالرغم من أن للمعاهدة أهمية خاصة‪ ،‬في مجال منع انتشار السلحة النووية‪ .‬والعمل على نشر الستخدام‬
‫السلمي للطاقة النووية‪ ،‬أل أنه قد وجهت لها بعض النتقادات التي تعيبها في عدة نواحي في مجالت عملها‬

‫‪ .1‬في مجال منع انتشار السلحة النووية ‪ -‬الذي وضعت أساساً من أجله ‪ -‬لم تتضمن أحكاماً تلزم الدول ذات‬
‫السلحة النووية‪ ،‬بالمتناع عن استلم أسلحة نووية‪ ،‬من الدول الخرى‪ ،‬ذات السلحة النووية‪ ،‬التي ليست أطرافا‬
‫فيها‪ ،‬كما أنها ل تمنع التعاون‪ ،‬بين الدول ذات السلح النووي في صناعة وتطوير وإنتاج السلحة النووية‪ ،‬ول‬
‫تمنع انتقال الوضع النووي‪ ،‬الذي تتمتع به أية دولة تملك سلحاً نووياً‪ ،‬إلى أي اتحاد تنضم إليه في المستقبل‪،‬‬
‫وليس لها أثر رجعي‪.‬‬

‫إذ ل يمكن تطبيقها لمنع النتشار القائم حالياً بين الحلف والقواعد العسكرية‪ ،‬كذلك ل تمنع من وضع خطط‬
‫نووية للحلف العسكرية‪ ،‬وتعتمد على أسلحة نووية مكدسة في مخازن الدول النووية العظمى‪ .‬ومما يزيد في‬
‫ضعفها في هذا المجال‪ ،‬عدم انضمام دولتين نوويتين ودول كثيرة إليها‪ ،‬وبين الخيرة دول قادرة على صناعة‬
‫السلحة النووية سوف تعمل على صناعتها إذا تطلب أمنها ذلك‪.‬‬

‫‪ .2‬في مجال نشر الستخدام السلمي للطاقة النووية لم تضع المعاهدة معياراً كمياً‪ ،‬أو كيفياً‪ ،‬للمساعدة التي تقدمها‬
‫الدول النووية‪ ،‬للدول الخرى‪ .‬وتركتها خاضعة للظروف السياسية‪ ،‬والقـتـصادية‪ ،‬والعسكرية‪ ،‬دون تحديد‬
‫قاطع‪ ،‬وفي سبيل هذه المساعدة تخضع الدول غير ذات السلح النووي لنظام ضمانات يخلق نوعاً من الـوصاية‪،‬‬
‫والشراف على نشاطها في المجال النووي‪.‬‬

‫‪ .3‬أنها لم تحقق توازناً بين اللتزامات والمسئوليات‪ ،‬فهي تؤكد المركز المتميز‪ ،‬وتدعم الحتكار النووي‪ ،‬في‬
‫جانب‪ ،‬وتعرض الشراف‪ ،‬والرقابة‪ ،‬في جانب آخر‪ ،‬وتلزم الدول غير ذات السلحة النووية‪ ،‬أطرافها بالمتناع‬
‫عن امتلك السلحة النووية‪ ،‬دون أن توفر لها حماية فعالة منها‪ .‬ولو أن الدول الـنـووية الثلث‪ ،‬الطراف فيها‬
‫تعهدت بتوفير الدعم والمعاونة العاجلة ‪ -‬طبقاً لميثاق المم المتحدة ‪ -‬إلى أية دولة غير ذات سلح نووي‪ ،‬طرف‬
‫في المعاهدة‪ ،‬تتعرض لمثل هذا العدوان‪ .‬كما صدر قرار من مجلس المن رقم ‪ 255‬لسنة ‪ ،1968‬يؤكد ذلك إل‬
‫أن هــذا ل يرتقي إلى حكم تعاقدي كما يجب أن تتضمنه المعاهدة‪ ،‬كما أن استخدام القوة طبقاً لميثاق المم المتحدة‬
‫يضعف أثره في العدوان النووي‪ ،‬لما يحتاجه من إجراءات ووقت في مجلس المن‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن هذا‬
‫الستخدام يخضع لحق العتراض‪ ،‬وتمتلك هذا الحق في مجلس المن دول ليست أطرافاً في المعاهدة‪ ،‬كما أن‬
‫اتخاذ قرار باستخدام السلحة النووية‪ ،‬ضد دولة تمتلك السلحة النووية‪ ،‬يخضع لعتبارات خاصة بأمن الدولة‬
‫الولى‪ ،‬ومدى اسـتـعدادها للتراشق النووي‪ ،‬عبر القارات‪ ،‬من أجل الدفاع عن غيرها مما ل يجعل المعاونة‬
‫عاجلة أو مؤكدة‪.‬‬

‫السباب التي تدعو إلى ضرورة تعديل المعاهدة‬

‫تجدر الشارة إلى أن هناك تزايداً ملحوظاً في المطالب الدولية ‪ -‬خاصة من جانب العالم الثالث ‪ -‬بضرورة تعديل‬
‫بعض أسس معاهدة منع النتشار السلحة النووية "‪ "N.P.T‬ارتباط ًا بحدود المتغيرات الدولية الجديدة‪ ،‬وفي هذا‬
‫المجال يمكن الشارة إلى ما يلي‪:‬‬

‫• اتجاه بعض الدول مثل )الهند( لمحاولة إيجاد بعض القناعات الدولية لصالح تعديل أسس معاهدة انتشار السلحة‬
‫النووية بما يسمح بانضمامها لدول النادي الذري ووضوح الرفض الغربي المستمر لذلك‪.‬‬

‫• إعلن المين العام للمم المتحدة في يناير ‪ ،1993‬وعلى إثر توقيع معاهدة السلحة الكيماوية الجديدة بتزايد‬
‫الحاجة الدولية لبلورة معاهـدة جديدة للسلحة النووية على نفس النمط وبما يحقق أهداف "نزع" السلح النووي‬
‫على المستوى العالمي‪.‬‬

‫• رؤية العديد من الدول أن معاهدة "‪".N.P.T‬ذات طابع تمييزي لصالح الدول النووية وتتصف بعدم توفيرها‬
‫ضمانات كاملة للدول غير النووية خاصة في مجال التعهد بعدم استخدام السلحة النووية أو التهديد باستخدامها‬
‫في مواجهتها‪.‬‬

‫• استمرارية وجود بعض الدول النووية ‪ -‬واقعياً ‪ -‬غير المنضمة إلى معاهدة "‪ ".N.P.T‬وبشكل يتناقض مع‬
‫جوهر المعاهدة ودون وجود قوى مؤثرة ضاغطة تسمح بتخليها عن الخيار النووي )مثل الهند‪ ،‬وباكستان‪،‬‬
‫وإسرائيل ‪.(. . .‬‬

‫‪ .6‬معاهدة حظر وضع السلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الخرى في قاع البحار والمحيطات وباطن تربتها‬
‫سنة ‪Treaty on the Prohibitation of the Emplacement of Nuclear Weapons and 1970‬‬
‫‪other Weapons of Mass Destruction on the Sea - Bed and the Ocean floor and in the‬‬
‫‪.Subsoil there of‬‬

‫وافقت الجمعية العامة للمم المتحدة على مشروع هذه المعاهدة في ديسمبر سنة ‪ ،1970‬ووقعتها الوليات المتحدة‬
‫المريكية والتحاد السوفييتي السابق والمملكة المتحدة البريطانية في ‪ 11‬فبراير سنة ‪.1970‬‬

‫تحرم المعاهدة وضع‪ ،‬أو زرع السلحة النووية‪ ،‬وأسلحة الدمار الشامل الخرى‪ ،‬في قاع البحار والمحيطات‪ .‬وما‬
‫تحت القاع خارج نطاق الحد الخارجي لمنطقة الثنى عشر ميلً المشار إليها في القسم الثاني من اتفاقية البحر‬
‫القليمي والمنطقة المجاورة لسنة ‪.1958‬‬

‫‪ .7‬المعاهدة بين الوليات المتحدة المريكية والتحاد السوفيتي لتحديد تجارب السلحة النووية تحت الرض سنة‬
‫‪Treary Between the United States of America and the Union of Soviet Socialist 1974‬‬
‫‪.Republics on the Limitation of Underground Nuclear Weapons Test‬‬

‫أبرمت المعاهدة في ‪ 3‬يوليو سنة ‪ ،1974‬ويتضح من ديباجتها الهدف منها وهو تخفيض سباق التسلح النووي‪،‬‬
‫من أجل تحقيق نزع عام شامل للسلح تحت رقابة دولية فعالة في أقرب وقت ممكن‪.‬‬

‫نصت المعاهدة على حظر القيام بتجارب نووية‪ ،‬تحت الرض‪ ،‬بمقدار يزيد عن ‪ 150‬كيلو طن‪ ،‬كما أن كل‬
‫طرف‪ ،‬سيقوم بتخفيض التجارب النووية تحت الرض إلى أدنى حد‪ ،‬وأن الطرفين سوف يستمران في‬
‫مفاوضاتهما للوصول إلى التخلي عن جميع تجارب السلحة النووية تحت الرض‪.‬‬
‫‪ .8‬اتفاقية حظر وتطوير وإنتاج وتخزين السلحة البكتريولوجية )الـبـيـولوجـيـة( والـسموم وتدمير الموجودة منها‬
‫سنة ‪Convention on the Prohibition of the Development, Production, a stock 1973‬‬
‫‪. piling of Bacteriological ( Biological ) & Toxins Weapons, and their Desruction‬‬

‫تم فتح باب التوقيع والنضمام للتفاقية‪ ،‬في واشنطن‪ ،‬وموسكو‪ ،‬ولندن‪ ،‬اعتباراً من ‪ 10‬أبريل ‪ ،1973‬وأصبحت‬
‫سارية المفعول اعتبارا من ‪ 26‬مارس ‪ ،1975‬بعد انضمام ‪ 23‬دولة لها‪.‬‬

‫وفى مارس عام ‪ ،1980‬عقد مؤتمر المراجعة الول في جنيف‪ ،‬وحتى هذا التاريخ كان عدد الدول التي انضمت‬
‫للتفاقية ‪ 87‬دولة وعدد الدول التي وقعت فقط دون أن تضع تصديقاتها على المعاهدة‪ 39 ،‬دولة‪ ،‬من بينها مصر‪،‬‬
‫ولم توقع على هذه التفاقية إسرائيل‪.‬‬

‫وهذه التفاقية ل تتضمن وسيلة فعالة للتحقق من التزام الدول الطراف بها وترك أمر التحقق والتأكد والتفتيش‬
‫للوسائل الوطنية داخل الدولة وليس للوسائل الدولية أو لجان تعيين من قبل الدول العضاء بالتفاقية‪.‬‬

‫لقد طالبت مصر في مؤتمر المراجعة سنة ‪ ،1980‬بضرورة تعديل التفاقية فيما يتعلق ببند إجراءات التحقق‬
‫والتفتيش داخل الدولة المشكو في حقها وبررت عدم انضمامها )توقيعها فقط( بأنها تنتظر ما سيسفر عنه مؤتمر‬
‫المراجعة بالضافة إلي مدى عالمية النضمام خاصة بالنسبة لدول الشرق الوسط )وتعني بذلك إسرائيل(‪.‬‬

‫‪ .9‬معاهدة حظر السلحة الكيماوية )‪(C W C‬‬

‫في التاسع والعشرين من أبريل سنة ‪ ،1997‬دخلت المعاهدة الدولية لحظر السلحة الكيماوية حيز التنفيذ حيث‬
‫صدّقت عليها ‪ 75‬دولة من إجمإلي ‪ 164‬دولة وقعت عليها‪ ،‬ولقد احتاج المر إلى ثلثين عاماً ليبدأ التفاوض‬
‫بشأنها وخمس سنوات من المفاوضات ليتم التوصل إلى صيغتها الحالية‪ ،‬وتحظر هذه المعاهدة استخدام أو تطوير‬
‫أو إنتاج أو تخزين أو نقل السلحة الكيماوية وتطالب بتدمير المخزون الكلي من السلحة الكيماوية التي تمتلكها‬
‫الدول الموقعة عليها في غضون عشر سنوات أي حتى عام ‪ ،2007‬ولم توقع أو تصدّق على المعاهدة كل من‬
‫مصر والعراق وسوريا وليبيا وإيران وكوريا الشمالية‪.‬‬

‫الجهود التي بذلت لقناع دول العالم بهذه المعاهدة‬

‫نتيجة لما حدث خلل حرب الخليج الولى‪ ،‬واكتشاف امتلك العراق‪ ،‬لمخزون إستراتيجي هائل من هذه النوعية‬
‫من أسلحة الدمار الشامل‪ .‬وما أعقب ذلك من الغزو العراقي للكويت‪ .‬وتهديده باستخدامها ضد دول الخليج‪ ،‬ودول‬
‫التحالف الدولي‪ ،‬فضلً عن تزايد الهتمام العالمي بالبيئة‪ .‬انتشر الخوف من امتلك أي من الدول المتطرفة لهذه‬
‫السلحة‪ ،‬بما يهدد المن والستقرار الدولي ناهيك عن احتمالت وقوع مثل هذه السلحة في أيدي الجماعات‪ ،‬أو‬
‫المنظمات الرهابية‪ ،‬أو في أيدي أنظمة عرقية أو وثنية يصعب السيطرة عليها‪.‬‬

‫ولذلك كان السعي الدولي لقناع دول العالم بأهمية هذه المعاهدة‪ ،‬ومن ثم جاء يناير ‪ ،1993‬وخلل الحتفال في‬
‫باريس ببدء التوقيع على اتفاقية حظر السلحة الكيماوية ووصل عدد الدول الموقعة عليها إلى ‪ 164‬دولة‪ ،‬وكان‬
‫المل بأن تدخل هذه التفاقية حيز التنفيذ في ‪ 13‬يـنـايـر ‪ ،1995‬من خلل تصديق ‪ 65‬دولة على هذه المعاهدة‪،‬‬
‫ولكن ذلك لم يحدث‪ ،‬فحتى نهاية عام ‪ ،1994‬لم تكن قد صدقت على المعاهدة سوى ‪ 19‬دولة فقط‪.‬‬

‫كما قامت المم المتحدة بعقد دورات تدريبية للمتخصصين‪ ،‬حيث تم خلل عام ‪ ،1994‬البدء بعقد دورتين لتدريب‬
‫ممثلي السلطات الوطنية لمراجعة الخطوط الرئيسية للمعاهدة وطرحها للنقاش‪ ،‬وفي نوفمبر ‪ ،1994‬تم في الهند‬
‫عقد دورة تدريبية متقدمة للخبراء والمتخصصين الدوليين‪ ،‬أما خلل عام ‪ ،1995‬فقد استمر نشاط المم المتحدة‬
‫في عقد الندوات )‪ 3‬ندوات( والدورات التدريبية بهدف إقناع الدول بالتصديق على معاهدة حظر السلحة‬
‫الكيماوية‪ ،‬لذلك ارتفع عدد الدول المصدقة على المعاهدة إلى ‪ 36‬دولة بنهاية عام ‪ ،1995‬ثم ارتفع عدد الدول‬
‫المصدقة على المعاهدة إلى ‪ 69‬دولة في نهاية عام ‪ ،1996‬ومع بداية عام ‪ ،1997‬أمكن الحصول على تصديق‬
‫خمس دول أخرى‪ ،‬ويبقى الموقف الروسي المريكي بدون رد‪ ،‬وبذلك أصبح إجمالي الدول المصدقة ‪ 74‬دولة‬
‫من إجمالي ‪ 164‬دولة وقعت عليها‪ ،‬وبذلك يكون عدد الدول المصدقة أقل من نصف عدد الدول الموقعة على هذه‬
‫المعاهدة‪.‬‬
‫موقف الوليات المتحدة من المعاهدة‬

‫أعدت وكالة الحظر والسيطرة على التسلح‪ ،‬المريكية‪ ،‬في نهاية مايو ‪ ،1994‬مسودة حول أسلوب تنفيذ اتفاقية‬
‫حظر السلحة الكيماوية‪ .‬وأرسلتها للكونجرس‪ ،‬إل أنه في أكتوبر ‪ ،1994‬قرر ‪ 103‬من أعضاء الكونجرس‪ ،‬عدم‬
‫الموافقة على التفاقية‪.‬‬

‫وخلل عام ‪ ،1995‬سعت الدارة المريكية‪ ،‬إلى التعرف على أسباب رفض الكونجرس للمعاهدة‪ ،‬فبرزت‬
‫ضرورة إجراء أكثر من ‪ 38‬تعديلً‪ ،‬على بنود المعاهدة‪ .‬من أهمها عدم التصديق على المعاهدة قبل أن تصدق‬
‫عليها روسيا‪ ،‬وضرورة ربط التصديق المريكي‪ ،‬بانضمام كل من سورية‪ ،‬والعراق‪ ،‬وإيران‪ ،‬وليبيا‪ ،‬وكوريا‬
‫الشمالية‪ ،‬أليها‪ .‬كما طالب مجلس الشيوخ‪ ،‬عدم استقبال مراقبين للمعاهدة من دول تتهمها واشنطن برعاية‬
‫الرهاب‪.‬‬

‫وفي ‪ 22‬أغسطس ‪ ،1996‬قامت الجهزة المسئولة بالوليات المتحدة بحصر مخزونها الستراتيجي من السلحة‬
‫الكيماوية‪ ،‬والذي تبين أنه يصــل إلى ‪ 30‬ألف طن من الغازات السامة ‪ -‬يجرى تخزين حوالي ‪ % 44‬منها في‬
‫الصحارى المريكية ‪ -‬وتقرر الستغناء عن بعض هذا المخزون‪ ،‬خاصة في ظل توافر ذخائر كيماوية ثنائية‪،‬‬
‫وتعتبر الوليات المتحدة‪ ،‬هي الدولة الوحيدة على المستوى العالمي التي تمتلك تكنولوجيا إمكانيات تدمير أسلحتها‬
‫الكيماوية‪ ،‬بصورة آمنة والتي تنفذ من خلل برنامج التعاون لخفض التهديد مع روسيا التحادية‪ ،‬ومن ثم يمكن أن‬
‫تساعد الوليات المتحدة روسيا‪ ،‬لنتاج وسائل متطورة لتدمير أسلحة الدمار الشامل لديها‪ ،‬بما فيها المخزون‬
‫الستراتيجي للسلحة الكيماوية‪.‬‬

‫وخلل انعقاد مجلس الشيوخ المريكي‪ ،‬في جلسته يوم ‪ 25‬أبريل ‪ ،1997‬تم إقرار تصديق الوليات المتحدة على‬
‫المعاهدة‪ ،‬بموافقة ‪ 74‬عضواً‪ ،‬واعتراض ‪ 26‬عضواً‪ ،‬لتنضم واشنطن إلى قائمة الدول المصدقة على المعاهدة‬
‫ليصبح الجمالي ‪ 75‬دولة‪ ‌ .‬موقف روسيا التحادية من المعاهدة‬

‫في مارس ‪ ،1994‬عقدت لجنة الشئون الخارجية في مجلس الدوما )النواب( الروسي جلسة استماع حول اتفاقية‬
‫حظر السلحة الكيماوية‪ ،‬كما أعلن رئيس إدارة السيطرة على التسلح في وزارة الخارجية الروسية‪ ،‬بأن روسيا‬
‫ستكون أكثر تأثيراً وفعالية إذا لم تكن ضمن قائمة أول ‪ 65‬دولة وقعت على التفاقية وصدقت عليها‪ ،‬ولكن رئاسة‬
‫الركان الروسية ساندت تصديق روسيا على المعاهدة‪ ،‬وكان ذلك خلل لقاء لجنة الدفاع في مجلس الدوما‬
‫الروسي‪ ،‬في أكتوبر ‪ ،1994‬ولكن لم تتم الموافقة على التصديق‪.‬‬

‫ويرجع الرفض الروسي‪ ،‬إلى مشكلة رئيسية تتمثل في تكلفة برنامج تدمير السلحة الكيماوية‪ ،‬وأيضاً عدم توفر‬
‫التكنولوجيا اللزمة لذلك بطريقة آمنة‪.‬‬

‫كان تبرير مجلس الدوما الروسي‪ ،‬الذي أعلنه رئيس اتحاد المن الكيماوي الروسي‪ ،‬ليف فيودروف‪ ،‬في ‪25‬‬
‫إبريل ‪ ،1997‬لعدم الموافقة على المعاهدة هو عدم قدرة روسيا على تحمل العباء المالية المترتبة على المعاهدة‪،‬‬
‫في غضون عشر سنوات‪ ،‬رغم أن فترة "الحفظ المين" لهذا السلح قد انتهت‪ ،‬ولذلك أرجاء مجلس الدوما‬
‫التصديق على المعاهدة إلى موعد لحق‪.‬‬

‫وفى تطور مفاجئ وافق مجلس الدوما‪ ،‬فى شهر أكتوبر ‪ ،1997‬على التصديق على المعاهدة بعد أن تحقق من‬
‫المساهمة المريكية في تكاليف تدمير السلحة الكيماوية الروسية‪.‬‬

‫الموقف المصري من المعاهدة‬

‫شاركت مصر‪ ،‬بإيجابية خلل مختلف مراحل المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى نص واضح للمعاهدة‪ ،‬يهدف‬
‫إلى القضاء التام على إحدى فئات أسلحة الدمار الشامل‪ .‬ويساوي في الحقوق والواجبات بين جميع الطراف‪،‬‬
‫وأن يتحقق في النهاية المن والسلم الدوليان‪ ،‬ولكن كان موقف مصر الذي أعلنته عند فتح باب التوقيع على‬
‫اتفاقية حظر السلحة الكيماوية‪ ،‬عام ‪ ،1993‬هو ضرورة التعامل مع اتفاقيات نزع السلح بما يحقق التوازن في‬
‫التزامات دول المنطقة‪ ،‬ويحمي المن والستقرار‪ ،‬في منطقة الشرق الوسط‪ ،‬ويتجنب السلوب النتقائي في‬
‫التعامل مع أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬ومن هنا ظهرت ضرورة الترابط بين توقيع اتفاقية حظر السلحة الكيماوية‬
‫وبين إزالة السلح النووي في منطقة الشرق الوسط‪ ،‬والسعي لنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫الموقف السرائيلي من المعاهدة‬

‫تمتلك إسرائيل مجموعة متنوعة من السلحة الكيماوية‪ ،‬والبيولوجية‪ ،‬فمن الترسانة الكيماوية‪ ،‬تمتلك إسرائيل‪،‬‬
‫الغازات السامة‪ ،‬سواء المؤثرة على الجلد‪ ،‬أو التي تؤثر في الدم‪ ،‬أو على العصاب‪ ،‬أو المهيجة للعيون‪.‬‬

‫يضاف إلى ذلك الترسانة البيولوجية‪ ،‬والتي تضم البكتريا‪ ،‬والفيروسات‪ ،‬والميكروبات‪ ،‬التي تسبب أمراض‬
‫الطاعون‪ ،‬والكوليرا‪ ،‬والحمى الصفراء ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫ورغم كل ذلك فقد وقعت إسرائيل‪ ،‬على اتفاقية حظر السلحة الكيماوية عام ‪ ،1993‬ولكنها لم تصدق عليها‪،‬‬
‫وتُرجع المصادر السرائيلية السبب في ذلك إلى‪:‬‬

‫أولً‪ :‬امتلك بعض الدول العربية خاصة سورية‪ ،‬وليبيا‪ ،‬والعراق‪ ،‬لهذه السلحة‪ ، .‬كما أن إيران‪ ،‬تمتلك مثل هذه‬
‫السلحة‪،‬واحتمال استخدامها ضد إسرائيل‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬إنها تبرر للمجتمع الدولي بأنها حاولت التوقيع في البداية لظهار حسن النوايا‪ ،‬ولكنها الن ل تصدق على‬
‫المعاهدة‪ ،‬دفاعاً عن نفسها في وجه الخرين‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أن التصديق على المعاهدة‪ ،‬يتطلب قيام إسرائيل‪ ،‬بتدمير مخزونها من هذه السلحة‪ ،‬قبل عام ‪ ،2007‬وهو‬
‫ما تعتبره إسرائيل تهديداً لمنها واستراتيجيتها العسكرية‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬أن التصديق سوف يعرض إسرائيل‪ ،‬للجان التفتيش الدولية‪ ،‬التي قد يتحول نشاطها داخل الراضي‬
‫السرائيلية‪ ،‬إلى الكشف عن إمكانيات إسرائيل النووية‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬لقد كان التوقيع السرائيلي‪ ،‬على المعاهدة في البداية مناورة لكشف الدول العربية‪ ،‬وموقفها الرافض‪ ،‬ولم‬
‫تكن إسرائيل جادة في التصديق عليها‪ ،‬وطالما قد تحقق الهدف‪ ،‬فل داعي للتصديق على المعاهدة‪ ،‬في ظل‬
‫المساندة المريكية‪ ،‬لموقفها الستراتيجي من الحفاظ على الخلل بالتوازن في المنطقة‪.‬‬

‫‪ .10‬مباحثات لعقد معاهدة حظر تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام السلحة الراديولوجية‬

‫أ‪ .‬في ‪ 9‬يوليو ‪ ،1979‬تقدم التحاد السوفيتي‪ ،‬والوليات المتحدة المريكية‪ ،‬بمشروع مشترك‪ ،‬لعقد معاهدة خاصة‬
‫بتحريم السلحة الراديولوجية )السلحة التي تستخدم مواد مشعة( بخلف تلك التي تنجم عن انفجارات نووية‪‌ .‬‬
‫ب‪ .‬تقدمت مصر‪ ،‬والسويد‪ ،‬وعدد من دول العالم الثالث‪ ،‬بمقترحاتها بخصوص البنود الواردة بالتفاقية‪.‬‬

‫‪ .11‬من أبرز المباحثات والتفاقيات والمعاهدات التي دعمت الوفاق بين القوتين ‌ أ‪ .‬مباحثات الحد من السلحة‬
‫الستراتيجية ) ‪Stratigie Arms Limitation Talks (SALT1‬‬

‫والتي أسفرت عن توقيع ‪:‬‬

‫)‪ (1‬معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستيكية‪ ،‬التي وقعت عام ‪.1972‬‬

‫)‪ (2‬اتفاقية الصواريخ العابرة للقارات‪ ،‬التي وقعت عام ‪.1972‬‬

‫)‪ (3‬بروتوكول لمقاومة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستيكية‪.‬‬

‫)‪ (4‬بروتوكول فلديفوستك‪ ،‬الذي تم توقيعه عام ‪ ‌ .1974‬ب‪ .‬مباحثات )سولت ‪ (2‬عام ‪(SALT 2)1979‬‬

‫أهم ما ورد بها‪:‬‬


‫)‪ (1‬عقد اتفاقية لمدة ‪ 8‬سنوات يخفض فيها الحد القصى للصواريخ )سواء كانت عابرة للقارات أو تلك التي‬
‫تطلق بالقاذفات الستراتيجية أو من الغواصات( من ‪ 3400‬صاروخ التي توصلوا إليها في سولت ‪ 1‬إلى ‪2200‬‬
‫فقط منها ‪ 1320‬فقط صواريخ متعددة الرؤوس النووية‪.‬‬

‫)‪ (2‬بروتوكول لمدة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬لمنع تطوير نظم الصواريخ عابرة القارات‪ ،‬وتحديد أقصى مدى للصواريخ‬
‫كروز‪ 2500 ،‬كيلومتر‪ ،‬على أل يزيد مدى الصواريخ التي تطلق من الجو أو الغواصات‪ ،‬عن ‪ 600‬كيلومتر‪،‬‬
‫واستمرار عدد الصواريخ الســـوفيتية‪ SS-18)، 308) ،‬صاروخ‪.‬‬

‫)‪ (3‬إعلن مبادئ )‪ (Declaration of Principles‬تكون أساس لتفاقية سولت ‪.(SALT 3) 3‬‬

‫‪ .12‬في عام ‪ ،1978‬عقدت اتفاقية بين بريطانيا‪ ،‬وروسيا حول منع الحرب النووية‪ ،‬بسبب الحوادث‪ .‬مشابهة‬
‫للتفاقية بين أمريكا‪ ،‬وروسيا‪ ،‬التي وقعت عام ‪ ،1971‬والتفاقية بين فرنسا‪ ،‬والتحاد السوفيتي السابق‪.‬‬

‫‪ .13‬في عام ‪ ،1987‬عقدت اتفاقية السلحة النووية متوسطة المدى‪ ،‬والتي وضعت حداً للسلحة النووية متوسطة‬
‫المدى‪ ،‬عابرة القارات‪ ،‬لكل من روسيا‪ ،‬والوليات المتحدة المريكية‪.‬‬

‫كما عقدت اتفاقية إنشاء مراكز المخاطر النووية‪ ،‬وتم بُناءً عليه‪ ،‬تأسيس مركزين أحدهما في واشنطن‪ ،‬والخر‬
‫في موسكو‪ ،‬لتحسين التصالت وتبادل المعلومات عن الصواريخ النووية‪.‬‬

‫‪ .14‬في عام ‪ ،1989‬عقدت اتفاقية بين الوليات المتحدة‪ ،‬والتحاد السوفيتى ‪ ،‬حول منع النشطة العسكرية‬
‫الخطرة‪ ،‬بهدف منع الحوادث بين القوات العسكرية‪ ،‬عن طريق إنشاء وسائل التصال‪ ،‬وصيانتها‪ ،‬وتهدف أيضا‬
‫إلى حل مشاكل الدخول في المناطق القومية للطرف الخر‪.‬‬

‫‪ .15‬في عام ‪ ،1991‬عقدت اتفاقية ستارت بين التحاد السوفيتي ‪ ،‬والوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬لتقليل السلحة‬
‫النووية الستراتيجية‪.‬‬

‫‪ .16‬أهم محادثات الحد من التسليح ‌ أ‪ .‬محادثات جنيف‬

‫تمت بين الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬والتحاد السوفيتي‪ ،‬بشأن السلحة النووية‪ ،‬وأسلحة الفضاء‪ ،‬واستمرت‬
‫المفاوضات بعد توقيع اتفاقية ستارت عام ‪.1991‬‬

‫ب‪ .‬مؤتمر الربعين‬

‫وقد أجرته أربعين دولة‪ ،‬حول نزع السلح‪ ،‬في جنيف‪ ،‬لعداد التقرير السنوي‪ ،‬للمم المتحدة‪ ،‬حول العديد من‬
‫الموضوعات‪ ،‬ومن أهمها السلحة الكيماوية‪.‬‬

‫ج‍‪ .‬محادثات نظام السماوات المفتوحة‬

‫والذي عرضه الرئيس المريكي جورج بوش في مايو ‪ ،1989‬في بودابست‪.‬‬

‫د‪ .‬استمرار محادثات إجراءات بناء الثقة‪ ،‬والمن‪ ،‬نتيجة لستمرار متابعة وثيقة فينا‪ ،‬عام ‪ 1990‬بهدف زيادة‬
‫شروط هذه الوثيقة‪.‬‬

‫‪ .17‬موقف دول منطقة الشرق الوسط‪ ،‬من التفاقيات والمعاهدات الخاصة بحظر ومنع انتشار أسلحة الدمار‬
‫الشامل ‌ أ‪ .‬موقف إسرائيل‬

‫يمكن إجمال الموقف السرائيلي من المعاهدات الدولية في التي‪:‬‬

‫)‪ (1‬وقعت إسرائيل‪ ،‬على بروتوكول جنيف‪ ،‬في فبراير سنة ‪ ،1969‬مع التحفظات التية‪:‬‬
‫)أ( حقها في استخدام هذه السلحة ضد الدول الموقعة على هذا البروتوكول‪.‬‬

‫)ب(حقها في استخدام هذه السلحة ضد الدول الموقعة على هذا البروتوكول ولم تلتزم بأحكامه‪.‬‬

‫)ج( حقها في استخدام هذه السلحة ضد الدول الموالية أو المتحالفة للدول غير الملتزمة لنصوص البروتوكول‪.‬‬

‫)د( حقها في استخدام هذه السلحة ضد الدول التي تسمح بإستخدام أراضيها في العدوان عليها‪.‬‬

‫)ه‍) تحفظت على إنتاج الغازات المسيلة للدموع‪ ،‬والسموم‪ ،‬والمبيدات النباتية‪ ،‬حيث تعتبرها غازات غير حربية‬
‫لنها غير قاتلة‪.‬‬

‫)‪ (2‬أيدت إسرائيل الرأي المريكي القائل بأن غازات الهلوسة‪ ،‬أو غازات شل القدرة‪ ،‬أكثر إنسانية من السلحة‬
‫التقليدية‪ ،‬أو تحقق الهدف العسكري بأقل خسائر في الفراد‪ ،‬دون حدوث كسور أو عاهات كالتي تسببها السلحة‬
‫التقليدية‪.‬‬

‫)‪ (3‬من المحتمل أن تكون تحفظات إسرائيل عند توقيع البروتوكول دافعاً لها لستخدام الغازات النفسية والسموم‬
‫التي قد يكون لها ‪ -‬في الجرعات العالية ‪ -‬نفس تأثير الغازات الخرى بحجة أنها ل تعتبرها غازات حربية في‬
‫تحفظاتها على هذا البروتوكول‪.‬‬

‫)‪ (4‬لم توقع أو تصدق إسرائيل على معاهدة منع انتشار السلحة النووية‪ ‌ .‬ب‪ .‬موقف مصر والدول العربية من‬
‫المعاهدات الدولية‬

‫يمكن إجماله في التي‪:‬‬

‫)‪ (1‬وقعت مصر على بروتوكول جنيف دون تحفظات وذلك في ديسمبر سنة ‪.1928‬‬

‫)‪ (2‬وقعت مصر على الجزء الخاص بالسلحة البيولوجية وذلك في أبريل سنة ‪.1972‬‬

‫)‪ (3‬يتمثل الموقف الرسمي لمصر في رفض استخدام السلحة الكيماوية‪ ،‬والبيولوجية‪ ،‬مع الحتفاظ بحقها في‬
‫استخدام كل الوسائل الدفاعية المضادة لهذه السلحة‪.‬‬

‫)‪ (4‬أكدت مصر في إبريل من عام ‪ ،1990‬دعوتها إلى إنشاء منطقة منزوعة السلحة الكيماوية‪ ،‬والبيولوجية‪،‬‬
‫والنووية‪ ،‬في الشرق الوسط‪.‬‬

‫)‪ (5‬المطالبة بانضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر انتشار السلحة النووية‪ .‬وعدم إعطاء أية دولة من دول المنطقة‬
‫وضعاً خاصاً‪.‬‬

‫)‪ (6‬أن يكون هناك إشراف دولي من قبل أجهزة المم المتحدة على الحد من مستويات التسلح في المنطقة‪.‬‬

‫)‪ (7‬أن يسير موضوع الحد من التسلح جنباً إلى جنب مع جهود السلم‪ ،‬لن توافر الرغبة في السلم سيؤدى إلى‬
‫الحد من التسليح ونزع أسلحة الدمار الشامل‪.‬‬

‫)‪ (8‬موقف الدول العربية يتفق تماماً مع الموقف المصري‪ ،‬من المعاهدات الدولية مع التأكيد على ضرورة تجنب‬
‫الفصل بين نزع السلحة الكيماوية والنووية في الشرق الوسط‪.‬‬

‫)‪ (9‬صدقت كل من مصر‪ ،‬العراق‪ ،‬الردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬ليبيا‪ ،‬المغرب‪ ،‬الصـومال‪ ،‬السـودان‪ ،‬سوريـا‪ ،‬تونس‪ ،‬الـيـمـن‬
‫الجنـوبـية‪ ،‬على معاهدة منع انتشار السلحة النووية بالضافة إلى أن الكويت‪ ،‬واليمن الشمالية‪ ،‬وقعتا ولم تصدقا‬
‫عليها‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دراسة تحليلية للمبادرات الدولية والقليمية لخلء منطقة الشرق الوسط مـن أسلحة الدمار الشامل‬
‫‪ .1‬المعاهدات التي تقضي بإنشاء مناطق معينة خالية من السلحة النووية‬

‫أ‪ .‬من الملحظ أن الدول الكبرى التي كانت وراء إنتاج أسلحة الدمار الشامل بدأت في خفض مخزونها اقتناع ًا‬
‫بخطورتها في الوقت الذي بدأت فيه قوى نووية أخرى تظهر في العالم لكي تمارس دوراً خطيراً على المستوى‬
‫القليمي وتهدد به أمن العالم كله‪.‬‬

‫ب‪ .‬ولو تابعنا انتشار السلحة النووية‪ ،‬خارج النادي النووي‪ ،‬لوجدنا أن معظم الدول التي تسعى للحصول على‬
‫أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬هي من دول العالم الثالث عموماً‪ ،‬ومنطقة الشرق الوسط على وجه الخصوص‪ ،‬وساعد‬
‫علي ذلك غياب نظام عالمي للحظر الكامل على السلحة النووية‪ ،‬وأن معاهدة منع النتشار لعام ‪ ،1968‬كانت‬
‫تفرض على موقعها التزامات غير متكافئة وتتفاوت من حيث أن الدولة نووية‪ ،‬أو غير نووية‪ ،‬وتستطيع أية دولة‬
‫غير موقعة على المعاهدة أن تهدد أمن وسلمة الدول التي وقعت عليها والتزمت بأحكامها‪ ،‬وبرغم من هذا‬
‫القصور في هذه المعاهدة إل أنها وفرت ميزة أخرى حيث أكدت المادة السابعة منها على حق أي مجموعة من‬
‫الدول عقد اتفاقيات إقليمية لضمان حظر إدخال السلحة النووية في القاليم التي تدخل ضمن تلك التفاقيات‪.‬‬

‫‪ .2‬مبادرة الرئيس جورج بوش‪ ،‬للتخلص من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الوسط ‌ أ‪ .‬في التاسع والعشرين‬
‫من مايو ‪ ،1991‬أعلن الرئيس المريكي جورج بوش‪ ،‬مبادرته للتخلص من أسلحة الدمار الشامل في الشرق‬
‫الوسط بصفته أكثر المناطق تفجراً في العالم‪ ،‬ويمكن النظر إلى المبادرة على أنها خطوة أولى نحو الحد من‬
‫تدفق السلحة للمنطقة‪.‬‬

‫ب‪ .‬وكان الرئيس المصري‪ ،،‬حسني مبارك‪ ،‬قد أعلن في أبريل ‪ ،1991‬عن مبادرة تدعو لعتبار الشرق‬
‫الوسط‪ ،‬منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬ولذلك بادرت مصر‪ ،‬بتأييد المبادرة المريكية‪ ،‬وأعربت عن‬
‫أملها في أن تلتزم بذلك جميع دول المنطقة‪ ،‬لن وقف سباق التسلح في المنطقة‪ ،‬سيسمح لشعوبها بتحويل‬
‫إمكانياتها في اتجاهات التنمية القتصادية‪ ،‬والجتماعية‪ ،‬التي هي في حاجة إليها‪ ،‬ضمن إطار السلم الدائم‬
‫والشامل على أساس تطبيق قرارات مجلس المن الدولي‪.‬‬

‫ج‍‪ .‬تدعو المبادرة المريكية‪ ،‬إلى تخليص الشرق الوسط‪ ،‬تدريجياً من أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬عبر ثلثة خطوط‬
‫هي‪:‬‬

‫)‪ (1‬منع تصنيع‪ ،‬أو استيراد‪ ،‬مواد السلحة النووية‪ ،‬والكيماوية‪ ،‬والبيولوجية‪.‬‬

‫)‪ (2‬تجميد إنتاج‪ ،‬أو حظر الحصول‪ ،‬على الصواريخ أرض‪ /‬أرض‪ ،‬قادرة على حمل رؤوس نووية‪ ،‬أو كيماوية‪،‬‬
‫أو بيولوجية تمهيداً لزالتها نهائياً‪.‬‬

‫)‪ (3‬اجتماع الدول الخمس الكبرى في مجلس المن لوضع أسس تقييد صادرات السلحة التقليدية لدول المنطقة‪‌ .‬‬
‫د‪ .‬وقد أذاع البيت البيض وثيقة تفسير‪ ،‬وتوضيح‪ ،‬لمبادرة الرئيس جورج بوش‪ ،‬نصت على أن الدول التي يعنيها‬
‫الرئيس المريكي هي‪ :‬العراق‪ ،‬وإيران‪ ،‬وليبيا‪ ،‬ومصر‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وإسرائيل‪ ،‬والردن‪ ،‬والمملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ودول مجلس التعاون الخليجي الخرى‪ ،‬ودول المغرب العربي‪.‬‬

‫هـ‪ .‬في الثالث من يونيه ‪ ،1991‬تقدمت فرنسا‪ ،‬بمقترحات تعتبر تكميلية لخطة الرئيس المريكي‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫الدعوة لقامة إطار إقليمي‪ ،‬على غرار مجلس المن‪ ،‬والتعاون في أوربا‪ .‬وتحدد المقترحات الفرنسية بوضوح‪،‬‬
‫أنه ل ينبغي للسلحة النووية‪ ،‬أن تنتشر خارج تلك الدول التي تمتلكها الن رسمياً‪ ،‬وتعني بذلك‪ ،‬الوليات المتحدة‬
‫المريكية‪ ،‬وروسيا‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬والصين‪ ،‬وفرنسا‪.‬‬

‫وتدعو المقترحات الفرنسية أيضاً‪ ،‬إلى حظر جميع السلحة‪ ،‬الكيماوية‪ ،‬والبيولوجية‪ ،‬وإلى فرض مراقبة‬
‫صارمة‪ ،‬لتصدير التقنيات المرتبطة بالصواريخ البالستية‪.‬‬

‫وبالنسبة للسلحة التقليدية‪ ،‬ترى فرنسا‪ ،‬أن تفتح للدول العضاء الخمس‪ ،‬في مجلس المن الدولي‪ ،‬سجلً‬
‫بالسلحة‪ ،‬يسجل فيه‪ ،‬تسجيلً دقيقاً‪ ،‬أسماء الدول البائعة‪ ،‬والدول المشترية‪ ،‬للسلحة المعنية‪.‬‬
‫و‪ .‬وفي الثالث من يونيو ‪ ،1991‬أيضا‪ ،‬أعلنت فرنسا موافقتها على معاهدة حظر انتشار السلحة النووية‪ ،‬وذلك‬
‫للمرة الولى‪ ،‬منذ إبرام تلك المعاهدة قبل حوالي خمسة وعشرين عاماً‪.‬‬

You might also like