Professional Documents
Culture Documents
الفصل الول
صلوات الرسول بولس
ينكشف لنا سلطان المؤمن بوضوح أكثر في الرسالة إلى أهل أفسس عنه في أي رسالة أخرى وجهت إلى
الكنائس .ومادام كتابي هذا يرتكز بالكثر على الرسالة إلى أهل أفسس ،فإنني أهيب بالقارئ العزيز أن يقرأ
الصحاحات الثلثة الولى منها مرارًا وتكرارًا على مدى عدة أيام متتالية.
ستلحظ في نهاية الصحاحين الول والثالث وجود صلوات جاءت بمسحة الروح القدس .ومع ذلك فالرسول
بولس لم يصل هذه الصلوات من أجل الكنيسة في أفسس وحدها .فهذه الصلوات تنطبق علينا اليوم بذات
القدر الذي انطبقت به على المؤمنين في أفسس ،لنها أعطيت بواسطة الروح القدس.
"ل أزال شاكرًا لجلكم ذاكرًا إياكم في صلواتي كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة
والعلن في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في
القديسين وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح إذ
أقامه من الموات وأجلسه عن يمينه في السماويات…" )أفسس .(20-16:1
"بسبب هذا أحني ركبتي لدي أبي ربنا يسوع المسيح الذي منه تسمى كل عشيرة في السموات وعلى الرض
لكي يعطيكم بحسب غنيي مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في النسان الداخلي ليحل المسيح باليمان في قلوبكم
وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول
والعمق والعلو وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كم ملء ال" )أفسس .(19-14:3
حدثت نقطة التحول في حياتي عندما رددت هذه الصلوات لنفسي أكثر من ألف مرة .بدأت القراءة بصوت
مسموع إبتداء من الصحاح الول مطبقًا هذه الصلوات على نفسي بوضع الضمير "أنا :مكان الضمير
"أنتم".
ل أقرأ أفسس 17-14:3هكذا" :بسبب هذا أحني ركبتي لدي أبي ربي يسوع المسيح الذي منه
فكنت مث ً
تسمى كل عشيرة في السموات وعلى الرض لكي يعطني بحسب غني مجده أن أتأيد بالقوة بروحه في
النسان الداخلي ليحل المسيح باليمان في قلبي…".
أمضيت وقتًا في ترديد هاتين الصلتين وأنا راكع عند منبر آخر كنيسة رعيتها في شرق ولية "تكساس".
وأبقيت كتابي المقدس مفتوحًا أمامي على هاتين الصلتين ورددتهما لنفسي عدة مرات في اليوم .وأحيانًا
كنت أقول لزوجتي بأنني ذاهب إلى الكنيسة المجاورة لصلي ول أريد أن يقاطعني أحد إل إذا كان هناك طارئ
ُمِلح -وكنت أحيانًا أواصل صلتي على مدى يومين أو ثلثة دفعة واحدة.
قضيت حوالي ستة أشهر أصلي هكذا خلل شتاء عام .48-1947وِمن ثم بدأ يتحقق المر الول الذي كنت
أصلي من أجله .كنت أصلي من أجل "روح الحكمة والعلن" )أفسس ،(17:1فبدأ روح العلن يعمل عمله
في داخلي! وبدأت أرى في الكتاب المقدس حقائق لم أرها قط من قبل .لقد إنفتحت للتو كلمة ال أمام عيني.
تقدمت في النمو الروحي وفي معرفة الكلمة خلل هذه الشهر الست أكثر مما نميت خلل أربعة عشر سنة
كقسيس ،وخلل ستة عشر سنة كمسيحي.
قلت لزوجتي" :ما هذا الذي كنت أكرز به؟ كان جهلي بالكتاب المقدس كبيرًا".
فإذا كان لنا أن ننمو علينا أن ننال روح الحكمة والعلن -حكمة وإعلن المسيح وكلمته .هذا أمر ل يمكن
أن نناله من خلل فطنتنا بل ينبغي أن يكشفه لنا الروح القدس.
يود الناس غالبًا أن يعرفوا كيف يصّلون من أحل إخوتهم في المسيح .فإذا بدأت في ترديد تلك الصلوات من
الرسالة إلى أهل أفسس لجلهم فسترى وتشهد النتائج الكيدة في حياتهم .وحبذا لو أنك تردد تلك الصلوات
من أجل نفسك أيضًا.
أعتدت منذ بضعة سنوات أن أردد تلك الصلوات مرتين في اليوم -صباحًا ومساءًا ،من أجل أحد أفراد أسرتي
الذي كان في أمس الحاجة إلى الشفاء .ومع ذلك فقد بدا وكأنه لم يستطع أن يدرك ما يعلمه الكتاب المقدس
حول الشفاء اللهي.
وأثناء صلتي كنت أضع اسم هذا الشخص ،تمامًا كما كنت أضع إسمي أنا من قبل .وفي غضون عشرة أيام
ي يقول" :لقد بدأت أرى حقائق لم أرها من قبل" )نعم في الوقت الذي تعتمد فيه على كلمة ال تنجلي
كتب إل ّ
لك المور(.
كان من المدهش تغير أقاربي بهذه السرعة عندما بدأت أصلي من أجلهم وفقًا لكلمة ال) .لقد صليت كثيرًا من
قبل لجل بعضهم على مدى سنوات عديدة دون نتيجة ،لن صلتي لم تكن وفقًا لكلمة ال.
سلطان المؤمن
"فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلطين مع ولة على ظلمة هذا الدهر مع أجناد
الشر الروحية في السماويات" )أفسس .(16:6
شكرًا ل أننا نمتلك السلطان من خلل المسيح يسوع على أرواح شريرة كهذه .علينا أن نفهم ما قاله الرسول
بولس هنا في ضوء ما كتبه في إصحاحات سابقة من نفس الرسالة .علينا أن ندرك بأننا في المسيح يسوع
ل .وفي مصارعتنا مع إبليس ينبغي أن ل يغيب عن بالنا أبدًا أن لنا سلطانًا عليه عدو
نمتلك السلطان فع ً
موهوم -فقد دحره المسيح يسوع عنا.
ومع ذلك فإن سلطان المؤمن هو مظهر من مظاهر المسيرة المسيحية ل يعرف عنه الكثير سوى أقلية من
المؤمنين .ويعتقد أن السلطان على إبليس يخص فقط بعض الناس القلئل الذين إختارهم ال وحباهم قوة
خاصة ولكن هذا العتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة لن ذلك السلطان يخص كل أولد ال!
إننا ننال ذلك السلطان عندما نولد ثانية .فإذ نصبح خليقة جديدة في المسيح يسوع نرث اسم المسيح يسوع،
ومن ثم نستطيع أن نستخدم ذلك السم في صلتنا ضد العدو )إبليس(.
ولكن الشيطان ل يريد أن يتعلم المسيحيون شيئًا عن سلطان المؤمن لنه يريد أن يواصل دحرنا متى شاء.
ولهذا السبب يبذل ُقصارى جهده للحيوالة دون إدراك المسيحيين للحق المتعلق بالسلطان .وهو سيثير هجومًا
علينا حول هذا الموضوع أكثر من أي موضوع آخر ،لنه يدرك أن أوج قوته وذروة أيامه ستنتهي يوَم نتعلم
هذا الحق .إننا سنسود عليه مبتهجين بالسلطان الذي لنا شرعًا.
تقول الية في أفسس " 3:1مبارك ال أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا )كل الكنيسة ( بكل بركة روحية
في السماويات في المسيح" نعم ،ؤ بكل بركة روحية .فكل البركات الروحية هي لنا في المسيح يسوع.
والسلطان هو من حقنا سواء أدركنا ذلك أم لم ندرك ،ولكن معرفتنا وحدها ل تكفي إذ ينبغي وضع هذه
المعرفة موضع التنفيذ لن المعرفة التي تطبق هي التي تعطي نتائج .إنها لمأساة أليمة بالنسبة للمسيحيين أن
يمضوا ُقدمًا في الحياة دون أن يدركوا أبدًا ما يحق لهم.
هل تأملت مرة في حقيقة كون الخلص هو من حق الخاطئ .فقد إشترى المسيح الخلص لشر الخطاة كما
اشتراه لنا .ولهذا السبب أهاب بنا أن نذيع الخبار السارة في كل مكان ونخبر الخطاة أنهم قد صوحلوا مع
ال.
ولكننا في الحقيقة لم نخبرهم بذلك أبدًا ،بل أخبرناهم بغضب ال عليهم وبأنه يحصي كل هفواتهم ويراقب كل
زلتهم ،علمًا بأن الكتاب المقدس يؤكد أن ال ل يحسب شيئًا على الطلق ضد الخاطئ لنه محا خطاياه
وألغى ديونه!
إن هذا المر مرعب حقًا .سيذهب الخاطئ المسيحي ،وهو جاهل يتدبيرات ال له ،إلى جهنم رغم أن كافة
ديونه قد ألغيت! راجع 2كورنثوس .19:5
لم يعد لمشكلة الخطية وجود لن المسيح وجد لها الحل ،بل أصبح المر يقتصر الن فقط على مشكلة
الخاطئ .ما علنك في هذه الحالة إل أن ترشد الخاطئ إلى المسيح فيجد عندئذ الحل لمشكلته .نعم ،قد يختلف
هذا بعض الشيء عما تعّلمه الناس ،ولكن هذا ما يعّلمه النجيل.
فطالما ل يعلم الخاطئ بما يحق له فلن يستفيد شيئًا .وهكذا أيضًا إذا لم يعرف المسيحيون المور التي هي من
حقهم فلن يستفيدوا منها شيئًا .إذًا عليهم أن يكتشفوا ويتعلموا ما يحق لهم .ولهذا السبب وضع ال معلمين
في الكنيسة ،ولنفس السبب أيضًا أعطانا كلمته المقدسة لتعّرفنا بما هو لنا.
ينطبق الشيء ذاته على العالم الطبيعي أيضًا ،فقد نملك أشياء عديدة ولكنها لن تنفعنا شيئًا ما لم نعرف أنها
في حوزتنا.
أذكر أنني خبأت مرة ورقة بعشرين دولرًا في محفظتي ونسيت عنها كل شيء .وفي أحد اليام ،نفذ الوقود
من سارتي فأخذت أفتش في محفظتي فوجدت ورقة العشرين دولر هذه .لم يمكنني وقتئذ الدعاء بأنني لم
أمتلك نقودًا لمجرد أنني نسيت وجودها .فقد كانت معي كوال الوقت وكنت أحملها في جيبي لشهر طويلة
ولكن لني لم أكن أعلم بوجودها في جيبي فلم أستطع إنفاقها .ورغم ذلك فقد كنت أتملك ورقة العشرين
دولرًا سواء كنت عالمًا بوجودها أم لم أعلم.
سمعت منذ سنوات مضت عن رجل ُوجد ميتًا في غرفته العارية التي كان قد أستأجرها لنفسه بمبلغ زهيد من
المال .وكان الناس قد إعتادوا رؤية هذا الرجل مرتديًا أسماًل بالية وهو يجول في شوارع ولية شيكاغو على
مدى عشرين سنة ،ويقتات من فضلت الطعام التي يلتقطها من أوعية القمامة.
وعندما أختفى الرجل عن النظار لمدة يومين أو ثلثة ،إهتم جيرانه بالمر وأخذوا بالبحث عنه فوجدوه ميتًا
في فراشه .ولدى تشريح الجثة وجد بأن سبب الوفاة كان يرجع إلى سوء التغذية .ومع ذلك فقد وجد حول
وسطه حزامًا به جيب يحتوي على أكثر من ثلثة وعشرين ألف دولر.
لقد عاش هذا الرجل في فقر مدقع ،وهو يعمل كبائع متجول للجرائد لكي يكسب لقمة عيشه .ومع ذلك لقد
يمتلك المال .كان بإمكانه القامة في أفخم الفنادق بالمدينة عوض القامة في تل الغرفة الضيقة التي تكاد
جدرانها أن تتهاوى .كان بإمكانه أن يتناول ما لذ وطاب من الطعمة عوض ما يجده من فتات الطعام بين
القمامة .ولكن لم يستخدم ما كان في حوزته.
علينا أن نعرف ما في حوزتنا .وقد قال المسيح له المجد" :وتعرفون الحق والحق يحرركم" )يوحنا .(32:8
ويقول ال على لسان هوشع النبي" :قد هلك شعبي )ليس الخطاة أو العالم( من عدم المعرفة…" )هوشع
ل في حين كان بإمكانهم تجنب هذا المصير المحزن. .(6:4نعم ،يهلك الناس فع ً
الفصل الثاني
ما هو السلطان؟
يسعدنا أن تكون الترجمة العربية للنجيل دقيقة وتنقل لنا بلغة الضاد المعنى الحرفي للنص الصلي :ففي لوقا
ل نجد وعد المسيح لنا" :ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحّيات والعقارب وكل قوة العدو ول
19:10مث ً
يضركم شئ…" بينما وردت هذه الية في إحدى الترجمات النجليزية هكذا" :ها أنا أعطيكم قوة لتدوسوا
الحّيات والعقارب وكل قوة العدو ول يضركم شئ" .فمع أن كلمة "قوة" إستخدمت مرتين في هذه الية إل أن
الصل اليوناني للية يستخدم كلمتين مختلفتين ،لمر الذي تبينه الترجمة العربية بكل وضوح.
إذ تحدث المسيح عن "الحّيات والعقارب" إنما كان يقصد الحديث عن قوة الشيطان والرواح الشريرة وكل
جحافل الشر .فعلينا أن ندرك بأننا نمتلك السلطان عليهم!
من المحال أن تمتلك كنيسة المسيح اليوم سلطانًا أقل مما امتلكته في القرن الول )أو أن تكون حاجتها إلى
ذلك السلطان الن أقل مما كانت عليه حينئذ(.
إن قيمة سلطاننا ترتكز على القوة الكامنة خلفه .ومادام ال هو القوة التي يرتكز علينا سلطاننا ،فالشيطان
بكل قواته وجحافله ُيجبر مكرها للعتراف بسلطاننا هذا!
والمؤمن الذي يفهم تمامًا أن قوة ال تسنده يستطيع ممارسة سلطانه ومواجهة إبليس بل خوف.
يوجه شرطة المرور حركة السيارات في ساعة الزدحام .وما على شرطي المرور إل أن يرفع يده إلى أعلى
حتى تتوقف السيارات .ل تمتلك رجل المرور القوة الجسدية ليقاف السيارات إذا ما قرر سائقو السيارات
عدم التوقف ،لذلك فهو ل يستخدم قوته البدنية الخاصة ليقاف المرور .فقوته الحقيقية تكمن في السلطان
المفوض له من قبل حكومته .وسائقو السيارات يميزون ويعترفون بذلك السلطان فيوقفون سياراتهم متى رفع
شرطي المرور يده .ول يسعنا إل أن نعطي المجد ل على السلطان الذي قوضنا به من خلل المسيح يسوع!
أوصى الرسول بولس المؤمنين أن يتقّووا في الرب وفي شدة قوته )أفسس (10:6ومعنى هذا أنه
باستطاعتك أن تخرج وتجابه إبليس وترفع بيدك في وجهة وتأمره بأل يقترب منك أكثر ,فاساخِدم إذا سلطانك
هذا؟
كان سميث ويجلزورث يقف مرة في إنجلترا على زاوية الطريق منتظرا قدوم التوبيس .وفي هذه الثناء
خرجت سيدة من شقتها إلى الشارع يتبعها كلبها الصغير الذي أخذ يركض خلفها .بدأت السيدة تلطف كلبها
وتطلب منه أن يعود إلى المنزل ولكن الكلب لم يأبه بها ،بل واصل هز ذيله ولطفتها .فعادت السيدة تحدثه
بصوت ناعم ليعود إلى المنزل .ولكن الكلب لم يعرها إنتباها أيضا وظل يلطفها ويهز بذيله مجددا.
في هذه الثناء وصل التوبيس ،فضربت السيدة الرض بقدمها وهي تصيح في كلبها" :ارجع فورًا" .فما كان
من الكلب إل أن لملم ذيله بين رجليه وعاد أدراجه إلى البيت.
كأسد زائر
في عام ،1942بينما كنت أرعى كنيسة في شرق ولية تكساس ،أصبحت بمرض كان بمثابة إمتحان أحمله
ل.
في جسدي .ولم أخبر أحدًا بالمر إل ال وحده الذي كشفت له أمري في الصلة وآمنت بأنه سيشفيني فع ً
وقد تمسكت بقناعتي تلك بكل ثبات.
كنت أستيقظ من النوم في الليل وأنا أشعر بكل عوارض الزمة القلبية ،فأنهض وأصلي .وبقيت أصارع تلك
العوارض على مدى حوالي ستة أسابيع.
وفي ذات ليلة وجدت صعوبة بالغة في النوم .وأخيرًا وبعد صلة حارة داعب النعاس أجفاني ونمت .فحلمت
ي أربع مرات فقط بواسطة الحلم .ولكن حلمًا كهذا لم يكنحلمًا -إنني أشعر بالرضا التام لكون ال تحدث إل ّ
بمحض الصدفة العشوائية فقد كان الحلم من ال وعندما أفقت من نومي علمت على التو مغزاه) .إذا لم تفهم
معنى الحلم فورًا فعليك أن تنساه(.
بدا لي في هذا الحلم وكأني أسير بصحبة قسيس آخر في أرض فسيحة مخصصة للبرامج الستعراضية ،أو
فيما يشبه ملعب لكرة القدم .وكانت هناك مدرجات على كل الجانبين .وبينما كنا نسير معًا ونتحادث ،قفز
زميلي فجأة وصرخ في رعب" :انظر".
فلما أستدرت رأيت ـسدين زائرين متوحشين .وحالما بدأ زميلي في الركض ركضت معه .ثم توقفت وأخبرته
بأننا نبعد كثيرًا عن المدرجات ولن نستطيع الوصول إليها قبل أن يلتهمنا السدان ،فل مفر لنا.
عندئذ جمدت في مكاني واستدرت ورجعت لمواجهة السدين .فركضا صوبي وقد كشرا عن أنيابهما وتعالى
زئيرهما.
كنت أرتجف ولكني صرخت في وجهيهما" :إني أقاومكما باسم يسوع المسيح ،وباسمه القدوس لن تتمكنا من
ي فكانا وكأنهما هرتين صغيرتين. أذيتي" .وإذ ظللت واقفًا في مكاني واصل السدان عدوهما حتى وصل إل ّ
ي ،واصل الركض في مرح دون أن يعيراني إلتفاتًا.
وبعد أن زفرا نفسا عند كاحل ّ
إستقظت من نومي وقد علق مغزى ذلك الحلم في ذاكرتي وعلمت تمامًا ما أراد ال أن يقوله لي من خلله.
وتبادرت إلى ذهني الخرين في 1بطرس " 9-8:5اصحوا واسهروا لن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول
ملتمسًا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في اليمان…".
عندها أحرزت النصرة في صراعي ضد مرضى الجسدي .واختفت على التو العوارض وتعافيت تمامًا .لقد
صمدت في المعركة ولم أستسلم فكان النتصار حليقي.
تقول الية في أفسس " 10:6أخيرًا يا إخوتي تقّووا في الرب وفي شدة قوته" .يقرأ العديد من الناس هذه
الية ويعتقدون أن ال يهيب بهم أن يعتمدوا على قوتهم الذاتية .ولكن الكتاب المقدس ل يحتوي ول حتى
على آية واحدة تشجع العتهاد على قوتنا الذاتية ،بل بالحري يقول "وتقّووا في الرب".
ويتساءل الناس فيما إذا كانوا يستطيعون حقًا أن يتقّووا في الرب وفي شدة قوته.
ينبغي أل يساورك الشك ولو للحظة حول حقيقة معنى تلك الية .فبأمكانك أن تتقوى في الرب وفي شدة قوته
وليس في قوتك أنت.
تقول الية في 1يوحنا " 4:4أنتم من ال أيها الولد وقد غلبتموهم لن الذي فيكم أعظم من الذي في
العالم"" .الذي في العالم"
هو الشيطان إله هذا الدهر وقائد الرؤساء والسلطين وولة العالم على ظلمة هذا الدهر.
ولكن القوة التي فيكم أعظم من القوة التي في العالم ،لن القوة التي تدعم سلطاننا أعظم من تلك التي تدعم
أعداؤنا.
نبوة
يقول الروح القجس" :القوة التي تستثمر على الرض باسم المسيح والتي ُيحصل علينا بواسطته من خلل
إنتصاره على العدو هي من حق الكنيسة ،فمارس إذًا هذا السلطان لنه ملكك على هذه الرض ،وستملك في
هذه الحية بالمسيح يسوع".
الفصل الثالث
جالسون مع المسيح
ل آخر على دقة الترجمة العربية للكتاب المقدس وتقيدها بالنص الصلي .تقول نجد في إنجيل متى 18:28مث ً
ي كل سلطان في السماء وعلى الرض". ل ُدفع إل ّ
الية" :فتقدم يسوع وكلمهم قائ ً
بينما تستبدل إحدى الترجمة النجليزية لهذه الية كلمة "سلطان" بكلمة "قوة".
عندما صعد المسيح نقل سلطانه إلى الكنيسة .المسيح هو رأس الكنيسة والمؤمنون يشكلون الجسد .ينبغي
لسلطان المسيح أن يدوم ويستمر من خلل جسده الذي على الرض )يستخدم الرسول بولس في رسالته إلى
أفسس وفي رسائله الخرى الجسد البشري كإيضاح لجسد المسيح(.
ل
إن المسيح جالس عن يمين الب -مركز السلطان ،ونحن جالسون معه أيضًا .إن كنا ُنلم ولو إلمامًا قلي ً
بالتاريخ لدركنا أن الجلوس عن يمين الملك أو الباب إنما يعني السلطان .ونحن قد متنا مع المسيح وأقمنا
معه .فهذا شئ ل ينتظر ال إتمامه في وقت ما في المستقبل لنه قد أتم إنجازه بالفعل.
"مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هون غنى مجد ميراثه في القديسين وما هي عظمة
قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الموات وأجلسه
عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل
في المستقبل أيضًا وأخضع كل شئ تحت قدميه وإياه جعل رأسًا فوق كل شئ للكنيسة التي هي جسده ملء
الذي يمل الكل في الكل" )أفسس .(23-18:1
لحظ العدد التاسع عشر على وجه الخصوص" ،وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب
عمل شدة قوته" وبمعنى آخر كان هناك عرض غامر لقوة ال في إقامة المسيح من الموات بحيث كان هذا
العمل أروع وأعظم أعمال ال التي سجلها لنا الوحي!
لقد قاوم إبليس وكل جحافه قيامة المسيح ،إل أنهم أصيبوا بالبلبلة ومنوا بالهزيمة أمام المسيح يسوع الذي
قام وصعد وهو الن جالس عن يمين الب السماوي متعاليًا عليهم.
هل تذكر الية في كولوسي 15:2؟ "إذ جرد )المسيح( الرياسات والسلطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه
)بموته ودفنه وقيامته(".
تلك هي قوات الشر ذاتها التي علينا أن ننازلها ،وشكرًا ل أن المسيح دحر تلك القوات وهزمها هزيمة
ماحقة .تقول بعض الترجمات النجليزية للكتاب المقدس أنه "دمرها وشّل حركتها تمامًا".
كان الملوك المنتصرون في العصور الغابرة يعودون إلى أوطانهم ومعهم أسرى الحرب في موكب عرض
للتشهير الجهاري بهم .وهذا عين ما فعله المسيح مع إبليس إذ إنتصر عليه وأشهره أمام ثلثة عوالم -
السماء والجحيم والرض -وقد سجل لنا ال هذا الحدث في الكتاب المقدس حتى يتسنى لنا في هذا العالم أن
نعرف ما قد حدث.
يرينا ال أن نعرف الحداث المرتبطة بموت ودفن وقيامة المسيح يسوع وجلوسه عن يمين عرش العظمة في
العالي .كما يريدنا أن نعرف بأنه قد وضع المسيح "فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم
يسمى…" )أفسس .(21:1
مصدر سلطاننا
يكمن مصدر سلطاننا في قيامة المسيح وتمجيده من قبل ال .لحظ أن الروح القدس ،في العدد الثامن عشر
يصلي من خلل الرسول بولس بأن تستنير عيون آذهان -أي أرواح -أهل أفسس وتنفتح لتلك الحقائق .أراد
الروح بأن تستنير عيون أذهان كافة الكنائس -كل المؤمنين .ومع ذلك فإن الحق المتعلق بسلطان المؤمن
ُيغفل من قبل العديد من المسيحيين .بل الحقيقة هي أن معظم الكنائس ل تدرك أن للمؤمن أي سلطان على
الطلق!
ل يمكنك أن تفهم سلطان المؤمن بعقلك أو حكمتك المجردة ،بل عليك أول أن تنال العلن الروحي عنه وأن
تصدقه باليمان.
ل حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان "وأنتم إذ كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيهم فينا قب ً
ل بينهم في شهوات جسدنا الهواء الروح الذي يعمل الن في أبناء المعصية الذين نحن أيضًا جميعًا تصرفنا قب ً
عاملين مشيئات الجسد والفكار وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضًا .ال الذي هو غني في الرحمة من
أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح .بالنعمة أنتم مخلصون .وأقامنا
معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع ليظهر في الدهور التية غنى نعمته الفائق باللطف علينا
في المسيح يسوع" )أفسس .(8-1:2
من الجدير بالذكر الشارة هنا بأن الية في العدد الول جاءت في الصل اليوناني تقول "وأحياكم أنتم إذ كنتم
أمواتًا بالذنوب والخطايا…" ولكن في الترجمة العربية لهذه الية حذفت كلمة "أحياكم".
يقول الروح القدس هنا من خلل الرسول بولس" :حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح إذ أقامه من
الموات…" "وأحياكم أنتم إذ كنتم أمواتًا…" )أفسس .(1:2 ،20:1ولبد لنا هنا بأن نشير أيضًا أن الفعل
المستخدم في الصل في أفسس 20:1للدللة على إقامة شعب ال أيضًا .وبمعنى آخر فإن عمل ال الذي أقام
المسيح من الموات أقام وأحيا جسده أيضًا .فحسب فكر ال ،حين أقيم المسيح من الموات أقمنا نحن أيضًا
من الموات.
دعونا نمضي قدمًا لنقرأ من الصحاح الثاني" ،ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح… وأقامنا معه في
السماويات في المسيح يسوع" )أفسس .(6-5:2تتناول هذه الفقرة منح هذا السلطان.
لحظ بأن الرأس )المسيح( والجسد )الكنيسة( أقيما معًا .ولحظ أيضًا بأن هذا السلطان لم ُيمنح للرأس
وحسب بل وللجسد أيضًا ،لن الرأس والجسد هما واحد) .فعندما تفكر في شخص ما فأنت تفكر فيه ككل ول
تفرق بين رأسه وجسده.
تؤمن الكنائس المختلفة بأننا أقمنا مع المسيح .فلماذا ل تؤمن أيضًا أننا أجلسنا معه في السماويات؟ فإذا كان
شطر من هذه الية صحيح فلبد أن يكون الشطر الخر كذلك أيضًا.
لو أننا ككنيسة حصلنا أبدًا على العلن بأننا نحن جسد المسيح فسننهض لنعمل أعمال المسيح! فحتى الن لم
نعمل أعمال المسيح إل بقدر محدود.
عندما ندرك أن السلطان الذي يخص المسيح يخص أيضا أعضاء جسده أفرادًا ،وإنه متاح لنا ،فعندئذ سيحدث
تغيير أساسي شامل في حياتنا!
"لنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد
كذلك المسيح أيضًا )ونحن المسيح لن يدعو الجسد ،الذي هو الكنيسة ،المسيح( لننا جميعًا بروح واحد أيضًا
إعتمدنا إلى جسد واحد يهودًا فإن الجسد أيضًا ليس عضوًا واحدًا بل أعضاء كثيرة… وأما أنتم فجسد المسيح
وأعضاؤه أفرادًا" ) 1كورنثوس .(27 ،14-12:12
"ل تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين .لنه أية خلطة للبر والثم .وأية شركة للنور مع الظلمة .وأي إتفاق
للمسيح مع بليعال .وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن" ) 2كورنثوس .(15-14:6
ُيدعى المؤمن هنا بـ "البر" ،بينما يدعى غير المؤمن بـ "الظلمة" ،ويدعى المؤمن بـ "المسيح" ،بينما يدعى
غير المؤمن بي "بليعال".
جالسون مع المسيح
تقول الية في 1كورنثوس " 17:6وأما من إلتصق بالرب فهو روح واحد" نحن واحد مع المسيح ،بل نحن
المسيح -جسد المسيح .وقد أجلسنا عن يمين عرش العظمة في العالي وأخضع كل شئ تحت أقدامنا.
تمكن معضلتنا في أننا جعلنا "صليب" محير كرازتنا في حين يلزمنا أن نجعل "العرش" محور تلك الكرازة.
أقصد بهذا أن الناس اعتقدوا بأن المفروض عليهم البقاء عند الصليب .حتى أن بعض الذين نالوا معمودية
الروح القدس رجعوا أدراجهم حتى الصليب ثانية وظلوا قابعين هناك منذ ذلك الحين.
طالما رنمنا ترنيمة :في الصليب في الصليب" .نعم صحيح أننا في حاجة لن نأتي الصليب لننال الخلص،
ولكن ل حاجة بنا أن نبقى عند الصليب .علينا أن نمضي قدمًا إلى إختبار يوم الخمسين ومنه إلى الصعود ثم
إلى العرش!
إن الصليب هو مكان الموت والهزيمة ،أما القيامة فهي مكان النتصار ،فإذا كرزت عن الصليب فأنت إنما
تكرز عن الموت وتترك الناس هناك.
نعم لقد ُمتنا ،ولكننا أقمنا أيضًا مع المسيح وأجلسنا معه… إذًا هذا هو مكاننا الن ،جالسون مع المسيح في
مركز السلطان في السماويات.
العديد من المسيحيين ل يعرفون شيئًا عن سلطان المؤمن .وهم في الحقيقة ل يؤمنون بأننا نمتلك أي سلطان
على الطلق .يعتقدون بأنهم بالكاد قد حصلوا على الخلص وأن عليهم أن يمضوا في الحياة وهم خاضعون
لسيادة إبليس إذ ل حول لهم قوة .وهم بذلك إنما يعظمون إبليس أكثر من تعظمي ال.
نحن بحاجة لن ُنعتق من عبودية الموت ونسير في جدة الحياة .فنحن لم نعد عند الصليب .لقد ُمتنا مع
المسيح ولكنه أقامنا معه .المجد ل .تعلم كيف تتبوأ مركز سلطانك مع المسيح.
إن يمين عرش ال هو مركز قوة الكون بأسره! وإن حق ممارسة القوة الكامنة في هذا العرش قد أعطى
للمسيح المقام,
نحن نعلم أن المسيح بجسده المقام موجود هناك مالكًا لكل حقوقه ،منتظرًا الوقت المحدد من الب كي ُيوضع
أعداءه موطئًا لقدميه .تقول الية في عبرانيين " 13:1ثم لمن من الملئكة قال قط إجلس عن يميني حتى
أضع أعداءك موطئًا لقدميك؟"
إن إرتفاع شعب ال مع المسيح إلى السماويات إنما هو إشارة واضحة إلى حقيقة كوننا جالسين معه
مشاركين ليس عره فحسب بل وسلطانه أيضًا .ذلك السلطان هو ملكنا!
فل عجب إذًا أن يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية" :لنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت
)الروحي( بالواحد ،فبالولى كثيرًا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع
المسيح" )رومية .(17:5
تقول عدة ترجمات إنجليزية للكتاب المقدس ومن ضمنها الموسعة بأننا "سنملك كملوك" .فهل يا ترى
سيقتصر ملكنا على الوقت الذي نذهب فيه إلى السماء؟ كل بل علينا أن نملك كملوك في الحياة بالمسيح
يسوع .هذا هو السلطان .أليس كذلك؟ فمهما قال الملك أصبح قوله قانونًا ،لنه هو السلطان العلى -المرجع
الخير .نحن شركاء في سلطان عرش المسيح.
لقد مارس بعض منا سلطانًا على قوات الهواء أكثر من غيرنا وذلك لكوننا نتمتع بإدراك روحي أوسع .ولكن
ال يريد لجميعنا أن ننال هذا الدراك الروحي.
صّلى الروح القدس من خلل بولس لجلنا لنحصل جميعًا على الحكمة والفهم والسلطان على قوات الشر
وعلى المعضلت التي تثيرها تلك القوات ن خلل تلعبها المستمر بأفكار الناس والتأثير عليها.
يبدو أنه من الصعب جدًا أن تجافظ الكنيسة على توازنها .فيمكنك أن تأخذ أي موضوع -حتى موضوعنا هنا،
سلطان المؤمن -وتتطرف به فيصبح ضارًا ومجردًا من كل بركة.
خلص أحد الشخاص وامتل بالروح القدس .كان إختباره صادقا ،ثم ابتدأ بدراسة هذه اليات التي ذكرت في
ل "إذا كنا نحن المسيح ،فأكون إذا أنا المسي .ومادام المسيح هو ال،
موضوعنا هذا .فأخذ يفكر في نفسه قائ ً
فأكون إذا أنا ال" .وهكذا أنشأ هذا الرجل مذهبًا جديدًا شائعًا جدًا .وقد تعبد له الناس فدعى الب اللهي.
من السهل الجنوح عن الطريق القويم والتوغل في الفراط والتطرف والتعصب .فيا حبذا لو أننا سلكنا
منتصف الطريق وحافظنا على التوازن.
نال "يوحنا ألكسندر دوي" من أسكتلندا إعلنًا سماويًا حول الشفاء اللهي حين كان يخدم في إستراليا في
أواخر القرن الماضي .وقد عبر يوحنا دوي المحيط عدة مرات خلل حياته .وكثيرًا ما هبت عليه العواصف
وهو في المحيط .لكنه كان يقول بأنه كلما هبت عاصفة كان ينهج نهج المسيح فينتهر العاصفة فتهدأ.
ينبغي أن ل يأخذنا العجب في ذلك لن المسيح قال…" :من يؤمن بي فالعمال التي أعملها يعملها هو أيضًا
ويعمل أعظم منها لني ماض إلى أبي" )يوحنا .(12:14قد يسأل سائل :وما هي تلك "العمال العظم"؟
ولكن ،دعونا نعمل أوًل العمال التي عملها المسيح ومن ثم نفكر في "العمال العظم"!
لم يقل المسيح أن هذه العمال تقتصر على أقلية مختارة من الناس دون سواهم ،بل بالحري قال إنها في
مقدر كل من يؤمن به.
فإذ ندرس ما تعلمه كلمة ال المقدسة ونثقف أرواحنا بخصوص سلطان المؤمن ،فإني أؤمن بأننا سنتمكن من
السير في هذا الحق العظيم أكثر فأكثر.
الفصل الرابع
تحطيم قوة إبليس
تخبرنا الية أفسس 12:6أن "مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلطين مع ولة العالم
على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات" )تقول الملحظ في هامش كلمة ال "مع
الرواح الشريرة في السماويات"(.
خلعوا عن عروشهم بواسطة الرب يسوع تعلمنا كلمة ال أن هذه الرواح الشريرة هي ملئكة ساقطين ُ
المسيح .وينبغي أن يكون احتكاكنا مع أولئك الشياطين بالمفهوم أن المسيح قد جردهم وأشهرهم جهارًا
وهزمهم )كولوسي .(15:2ومادام المسيح قد خلعهم عن عروشهم يمكننا أن نسود ونملك عليهم.
خيانة آدم
في البدء خلق ال الرض وكل ملئها ،معطيًا آدم السيادة والسلطان على كل أعمال يديه .وبمعنى آخر ،كان
آدم هو إله هذا العالم .ولكن آدم إرتكب خيانة عظمى إذ باع ميراثه للشيطان ،ومن خلل آدم أصبح الشيطان
هو إله هذا العالم .لم يكن لدم الحق الدبي لرتكاب الخيانة ،ولكنه كان له الحق الشرعي في ذلك.
أصبح الن للشيطان الحق أن يبقى هنا وأن يصبح إله هذا العالم حتى ينتهي العقد الذي كان لدم .كان
للشيطان الحق يسود علينا إلى الوقت الذي فيه أصبحنا خليقة جديدة وانضممنا إلى جسد المسيح كما نرى في
كولوسي " :13-12:1شاكرين الب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور .الذي أنقذنا ن سلطان
الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته…".
لهذا السبب لم يعد للشيطان الن الحق بأن يسود علينا أو يحكمنا .ورغم ذلك نجد إيمان المسيحي العادي في
سلطان إبليس وقوته أكبر من إيمانه في سلطان وقوة ال.
ل يتحدث النجيل عن آدم النسان الول وحسب ،بل وعن آدم الثاني أيضًا -يسوع المسيح -الذي أصبح
بديلنا .في 1كورنثوس 45:15يدعو المسيح "بآدم الخير" ،وفي آية 47يدعي "بالنسان الثاني" .إن كل
ما عمله المسيح فقد عمله من أجلنا .معضلتنا هي أننا ُنرجئ كل شئ للمستقبل! فمعظم أناس الكنيسة
يعتقدون أننا سنمارس سلطاننا الروحي في مدة اللف سنة .فإذا صح هذا العتقاد فلماذا يقول النجيل أن
الشيطان سيقيد خلل اللف سنة؟ فلن تكون هناك حاجة لممارسة السلطان عندئذ ،لنه لن يوجد هنا شئ
يؤدي أو يدمر.
السلطان الن
إننا نمتلك السلطان الن في الوقت الذي يوجد ما يؤذي ويهلك .ولكن العديد من الناس يعتقدون أنه يتعذر
علينا الن الحصول على شئ في ملئه ،لنهم يفكرون أن الشيطان هو الذي يدير كل أمور هذه الرض .يجب
علينا أ نتذكر أنه رغم وجودنا في العالم لكننا من العالم .يتحكم الشيطان في أمور هذه الرض ،لكنه ل يتحكم
فينا .ل يتحكم في الكنيسة .ول يسود علينا بل نحن نسود عليه إذ لنا سلطان عليه!
قال المسيح" :ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحّيات والعقارب وكل قوة العدو ول يضركم شئ" )لوقا
.(19:10ل يضركم شئ على الطلق.
هل يقل سلطان الكنيسة في هذا العصر عما كان عليه مباشرة بعد موت المسيح ودفنه وقيامته وجلوسه عن
يمين الب؟ فإذا كان للكنيسة سلطان أقل اليوم لكان من الفضل أل يموت المسيح .ولكن كل .البركة والشكر
ل .إذ لنا سلطان.
نحتاج أن نعزز هذه الحقائق بالمل فيها وتناولها كغذاء روحي حتى تصبح جزءًا من شعورنا ووعينا .من
الطبيعي أن نتناول أطعمة معينة كل يوم لننا بحاجة إلى فيتامينات ومعادن معينة وما شابه ذلك كي نبني
أجسامًا صحيحة وقوية .وإن صح التعبير فهناك "فيتامينات" و "معادن" روحية نحتاج إلى تناولها كل يوم
أيضًا كل نكون مسيحيين أصحاء وأقوياء.
تيقنت من هذه الحقيقة منذ سنوات خلت عندما كنت أخري دراسة حول هذا الموضوع .لم أفسرها بعقلي بل
أيقنتها بروحي .بدأت أفهم السلطان الذي لنا .وبينما كنت أصلي ن أجل خلص شقيقي سمعت الرب بروحي
ي هذا التحدي ،فقال أنت شيئًا بخصوص هذا المر!"
يقدم إل ّ
لقد صليت على مدى سنوات طويلة من أجل خلص شقيقي لنه كان هو "الخروف الضال" في عائلتنا .ولكن
رغم كل صلواتي تلك بدأ حالته تسوء عوض أن تتحسن.
كانت صلتي دائمًا "خلصه يا رب!" وقد لجأت حتى إلى الصوم وكنت دائمًا أميل للعودة إلى الصلة بهذه
الطريقة ،ولكن بعد أن قدم ال لي هذا التحدي ،أن أفعل أنا شيئًا بخصوص هذا المر -بعد أن أخبرني عن
السلطان الذي امتلكه -قلت" :باسم يسوع المسيح اكسر قوة إبليس عن حياة أخي وأطالب بخلصه".
أصدرت المر .لم أكرره ولم أصّله .حين يصدر الملك أمره يعلم يقينا بأنه سينفذ.
حاول إبليس أن يخبرني بأن أخي لن يخلص أبدًا ،ولكني قاومت هذا التفكير بل وأخذت أضحك .قلت" :أنا ل
أظن أن أخي سيخلص بل إني متيقن من خلصه! لقد أخذت اسم المسيح وكسرت به قوتك عن حياة أخي
وطالبت بتحريره وخلصه" .مضيت لحال سبيلي وأنا مبتهج وواثق .وفي عضون عشرة أيام قبل أخي
خلصه .نعم ،إن كلمة ال قادرة وفعالة حقًا.
طالما استطاع الشيطان أن يبقيك في عدم اليمان ويحجزك في ميدان الستنتاجات المنطقية فسيهزمك في كل
معركة .ولكن إن حجزته أنت في ميدان اليمان والروح فستهزمه في كل مرة .لن يجادلك بخصوص اسم
المسيح -فهو يخاف ذلك السم.
لقد وجدت بأن أفعل طريقة للصلة هي حين تطالب بحقوقك .هذه هي الطريقة التي أصلي بها" :أنا أطالب
بحقيقي".
لم يصّل بطرس عند باب الجميل ن أجل الرجل المقعد بل طالب بشفاءه )أعمال .(6:3فأنت ل تطالب ال
عندما تطالب بحقيقك بل أنت تطالب إبليس.
قال المسيح هذه العبارة في يوحنا " :14-13:14ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله… إن سألتم شيئًا باسمي
فإني أفعله" .ل يتحدث المسيح هنا عن الصلة .فالكلمة التي جاءت هنا ،في الصل اليوناني ل تعني
"السؤال" بل "المطالبة".
ومن الناحية الخرى تتحدث اليات في يوحنا 24-23:16عن الصلة إذ يقول المسيح" :في ذلك اليوم ل
تسألونني شيئًا .الحق الحق أقول لكم أن كل ما طلبتم من الب باسمي يعطيكم .إلى الن لم تطلبوا شيئًا
ل".
باسمي .اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كام ً
)إن ذكر الب هنا يدل على أن هذه صلة نطلبها من الب .أما في الية المأخوذة من يوحنا 14فل يأتي ذكر
الب لنها ليست صلة(.
والحقيقة أن الصل اليوناني للية يوحنا 13:14يقول" :ومهما طالبتم كحقوقكم وامتيازاتكم…" إذا عليك
أن تتعلم ما هي حقيقك.
بينما كنت أرعى كنيسة صغيرة في ولية تكساس منذ أعوام خلت ،أحضرت سيدة شقيقتها التي كانت تعاني
من خبل عقلي شديد إلى غرفة القسيس كي أصلي من أجلها .ونظرًا كانت قد حاولت أن تقتل نفسها وآخرين
حجزت في زنزانة مبطنة على مدى سنتين .إل أن حصتها تدهورت ،وكانت نصيحة الطباء أن تأخذ أيضًا فقد ُ
إجازة طويلة في منزلها ،لنها لم تعد تشكل خطرًا على أحد.
عندما قدمتني شقيقتها على أنني واعظ ،أخذت اليات الكتابية تتدفق من فم السيدة المريضة .كانت تعتقد بأنها
ارتكبت الخطية التي ل ُتغتفر .فقال لي ال أن أقف أمامها وأقول" :اخرج منها أيها الروح النجس باسم يسوع
المسيح!" فعلت ذلك ،ولكن شيئًا ما لم يحدث وظلت السيدة قابعة في مكانها وكأنها تمثال.
أدركت أنني تفوهت بكلمة اليمان .ل حاجة بأحد أن يظل واقفًا طوال اليوم ليأمر الرواح الشريرة بالخروج.
ل أو
فالرواح ستمتثل لمرك حالما تتفوه به إذا كنت مدركًا بالسلطان الذي لك ،وستضطر للخروج إن عاج ً
ل.
آج ً
بعد ذلك بيومين قيل لي أن السيدة تعاني من نوبة شديدة شبيهة بتلك النوة التي مرت بها عندما فقدت عقلها
أوًل .لم تقلقني تلك الخبار .يخبرنا الكتاب المقدس بأن المسيح عندما كان ينتهر الرواح في مثل هذه الحالت
كان الشخاص الذين بهم الرواح الشريرة يسقطون على الرض ثم يمزقهم الشيطان .لقد عرفت بأن الشيطان
إنما كان يمزق هذه السيدة قبل أن يتركها إلى غير رحغة ،وأيقنت أن السيدة لن تعاني من أية نوبات أخرى.
وهذا ما حدث بالفعل .أعلن الطباء بأنها تعافت وأصبحت طبيعية وأرجعوها إلى بيتها بصفة دائمة .وبعد
مرور عشرين سنة على هذا الحدث كانت السيدة ل تزال سعيدة وتتمتع بصحة جيدة وتعّلم في صف المدرسة
الحد بالضافة إلى عملها في التجارة.
إن لليمان دور في ممارسة السلطان الروحي .نعم هناك أوقات تخرج الرواح الشريرة حال سماعها المر.
ولكن إن لم تخرج بعد أن تفوهت بكلمة اليمان فل تقلق بهذا الخصوص.
أركز إيماني على ما تقوله كلمة ال .لكن بعض الناس ل يرتكز إيمانهم على الكتاب المقدس بل على الظواهر.
إنهم يعملون خارج نطاق اليمان ،في مجال الحواس .فإذا حصلوا على بعض الظواهر المعينة يعتقدون أن
الروح الشرير قد خرج .ولكن الروح الشرير لم يخرج لمجرد إنك رأيت ظاهرة معينة .فقد يظل موجودًا عليك
عندها أن تدرك هذا وتمارس سلطانك.
بيأس بعض الناس ويصابون بالخيبة عندما ل تتغير الطبيعية .وإذ يبدأوا في حديث الشك وعدم اليمان
يهزمون أنفسهم بأنفسهم ويفتحون المجال لبليس كي يسود عليهم.
وكما قال سمث ويلزورث في كثير من الحيان" :أنا ل أتأثر بما أرى ،ول أتأثر بما أشعر بل أتأثر فقط بما
أؤمن به" .فعليك إذًا أن تقف ثابتًا وتصعد.
عندما كنت شابًا وقبل حصولي على معمودية الروح القدس ،عملت كقسيس معمداني .كان هذا أيام الكساد.
ي أن أساعد والدتي وشقيقي الصغر في النفقات .كان دخل الدتي المحدود ينفق في دفع حساب وكان عل ّ
المنافع العامة والضرائب والتأمينات ،أما دخلي فكان ينفق في شراء طعامنا.
لم أكن أمتلك في ذلك الوقت سوى بذلة واحدة وبنطلونًا إضافيًا .وكانت سرقات كثيرة تحصل في أيام الكساد
ي أن أعظ في تلك .فسرق أحدهم البنطلونين الوحيدين اللذين كانا لي .حدثت السرقة يوم الثنين وكان عل ّ
ل" :يا إلهي أنا ل أمتلك الن سوىالكنيسة يوم الخميس التالي .فصليت يوم الثلثاء وأنا أغادر عملي قائ ً
بنطلونًا كاكي ل يمكنني أن ألبسه لعظ لنه بنطلون قديم للعمل" .ثم أخبرت الرب بأنني أتوقع أن أرى
البنطلونين المسروقين في مكانهما مع حلول يوم الخميس .وصليت طالبًا أن يشعر من سرقهما بالشقاء
التعاسة فيضطر إلى إرجاعهما.
وحقيقة المر هي أن روحًا شريرًا هو الذي يدفع النسان ليسرق فكنت أتعامل مع هذا الروح وليس مع
السارق .لن لنا سلطانًا على الرواح الشريرة .فأمرت الروح الشرير أن يتوقف عن هذا العمل.
ول\ى عودتي إلى البيت ظهر يوم الخميس أيقنت بأني سأجد البنطلونين .وهذا عين ما حدث تمامًا .إذا
نستطيع بل يجب علينا أن ننهض لنقاوم إبليس نحاربه.
الفصل الخامس
ممارسة السلطان
يرتكز محور ممارسة السلطان على عبارتين ذكرهما الرسول بولس في صلته ن أجل أفسس .الولى في
أفسس " 20:1وأجلسه عن يمينه في السماويات" والثانية في أفسس " 6:2وأقامنا معه في السماويات في
المسيح يسوع".
تأمل مليًا في هاتين الصلتين وتعّلم أن ترددهما لنفسك .تغذى بالحق المتضمن فيهما حتى يصبح ذلك الحق
جزءًا ل يتجزأ من وجدانك .عندها سيسود هذا الحق على حياتك .ل تحاول قبوله بعقلك بل عليك أن تنال
إعلنًا عنه بروحك.
لحظ أن المسيح ليس فقط جالس عن يمين الب فوق مملكة الشيطان ،بل نحن أيضًا أجلسنا معه لن ال
"أقامها معه وأجلسنا معه" .ولحظ أين أجلسنا "فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى…"
أفسس .21:1
فنحن ،وفقًا لفكر ال ،أقمنا عندما أقيم المسيح وأجلسنا أيضًا عندما جلس المسيح .هذا هو مركزنا ومكاننا
الن :أجلسنا عن يمين الب مع المسيح) .إن عملية جلوس المسيح تشير إل أن بعض نواحي عمله ،على
القل في الوقت الراهن ،قد توقف(.
كل السلطان الذي أعطى للمسيح هو لنا من خلله ويمكننا ممارسته .ونحن نساعد المسيح بتنفيذ عمله على
هذه الرض .وأحد أوجه عمله الذي تهيب بنا كلمة ال أن ننجزه هو أن نهزم إبليس! والحقيقة بأن المسيح ل
يمكنه إنجاز عمله على الرض بدوننا!
كل ل يستطيع المسيح الستغناء عنك بقدر ما ل تستطيع أنت الستغناء عنه .إن الحق الذي يظهره الرسول
بولس هنا في رسالته إلى أفسس هو أن المسيح هو الرأس ونحن الجسد.
فماذا لو قال جسدك "أنا أستطيع الستغناء عن الرأس ول حاجة بي إلى رأسي".
كل .فجسد ل يستطيع الستغناء عن رأسك .وماذا لو قال رأسك" :أنا أستطيع الستغناء عن جسدي ،ول
حاجة بي إليه .فأنا قادر على المضي قدمًا بدون يدين ول رجلين" .كل فهذا غير ممكن.
وبنفس الطريقة ل يستطيع المسيح الستغناء عنا ،لن عمل المسيح وال ُينجز من خلل جسد المسيح.
وعمله ل يمكن أن يتم بدوننا ،ونحن ل يمكننا أن نواصل حياتنا بدونه.
تقول أفسس " 12:6فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلطين…" .فلو أنط انتزعت
هذه الية من مضمونها ورحت تتحدث عن تلك الحرب الضروس التي تخوضها ضد إبليس ،وأسرفت في
وصفك لقوة الشيطان ،لفاتك أن تفهم النقطة المهمة التي يركز عليها الرسول بولس .لن هذا لم يكن قصده
لهل أفسس.
عليك أن تذكر بأن الرسول بولس عندما كتب هذه الرسالة إلى الكنيسة التي في أفسس لم ُيقسّمها إلى
إصحاحات وأعداد .بل العلماء والمفسرين هم الذين فعلوا ذلك ليسّهلوا علينا وجود المرجع .ويمكنك أحيانًا أن
تسبب ضررًا فادحًا بأخذك آية من أي إصحاح وانتزاعنا من مضمونها لتجعلها تعطي معنى غير المعنى
المقصود.
صرح الروح القدس مسبقًا في الصحاح الثاني على لسان الرسول بولس ،بأننا قد أجلسنا فوق تلك القوات
الشريرة التي علينا منازلتها .فلم يجلس المسيح بمفرده عن يمين الب فوق كل هذه القوات بل نحن أيضًا
أجلسنا هناك معه ،لن ال أجلسنا مع المسيح في السماوات.
لذلك ،ففي حربنا ضد العدو وقواته ،علينا أن نضع نصب أعيننا بأننا نعلو فوقهم وأن لنا السلطان عليهم.
وتخبرنا كلمة ال بأننا سنهزمهم أيضًا لن المسيح سبق فهزمهم .وُنصرة يسوع هي لنا أيضًا ،ولكن علينا أن
نضعها موضع التنفوذ.
وفي نهاية تلك الرؤيا ركض روح شرير شريه بالقرد الصغير بيني وبين المسيح ونشر في الهواء شيئًا
شبيهًا بستارة من الدخان أو بسحابة داكنة.
ومن ثم أخذ ذلك الروح الشرير يقفز صعودًا وهبوطًا وهو يصرخ ويصيح صيحات حادقة ثاقبة .فلم أستطع أن
أرى المسيح ول أن أفهم ما كان يقول.
)كان المسيح يعلمني شيئًا من خلل ذلك الختبار كله .وإذا انتبهت وركزت تفكيرك فستجد هنا الجابة للعديد
من المور التي طالما ضايقتك(.
لم أستطع أن أدرك لماذا سمح المسيح يسوع للروح الشرير أن يثير كل هذا الهرج والمرج .وتساءلت لماذا
لم ينتهره المسيح حتى أتمكن من الصغاء لما كان يقول لي .انتظرت بعض الوقت ،ولكن لم يتخذ المسيح أي
مبادرة ضد هذا الشيطان.
ي ولكني لم أستطع أن أفهم ول كلمة واحدة مما كان يقول -كنت بحاجة ماسة
كان المسيح ل يزال يتحدث إل ّ
لسماع ما يقوله المسيح لنه كان يقدم لي تعليمات بخصوص الشطان والرواح الشريرة وكيفية ممارسة
السلطان.
فكرت في نفسي "أل يعرف المسيح أنني ل أسمع ما يريد إيصاله لي؟ فإني بحاج ماسة لسماع ما يقوله ،لني
لم أعد أسمع شيئًا على الطلق!"
كاد الرعب ينتابني فصرخت في يأسي "إني آمرك أيها الروح الشرير ،باسم يسوع المسيح ،أن تتوقف!"
في تلك اللحظة التي قلت فيها كلمي هذا هوى الروح الشرير إلى الرض وكأنه كيس ملح ثقيل ،وتلشت
السحابة الداكنة .ظل الروح الشرير منبطحا وهو يرتجف ويتشنج ويعوي كجرو كلب صغير حين يضربه
ل" :ل تسكت فحسب بل باسم يسوع المسيح أخرج من هنا" فوّلى
ي ،فأمرته قائ ً
صاحبه .ولم يرد التطلع إل ّ
مسرعًا.
علم المسيح تمامًا ما كان يدور في خلدي .كنت أفكر" :لماذا لم يفعل المسيح شيئًا بهذا الخصوص؟ لماذا
ي يسوع وقال" :لو لم تفعل أنت شيئًا بهذا الخصوص لما استطعت أنا أن أفعل أي شئ".
سمح بذلك"؟ نطر إل ّ
فأجابني" :كل ،لو لم تفعل أنت شيئًا بخصوص هذا الروح الشرير لما استطعت أنت أفعل".
فقلت" :ربي وإلهي العزيز ،أنا ل أستطيع قبول ذلك .فأنا لم أسمع في حياتي ول كرزت بشيء كذلك".
أخبرت الرب بأنني ل أبالي يعدد المرات التي رأيته فينا في الرؤى -وطلبت منه أن يثبت لي ما قاله بثلث
آيات كتابية على القل ،من العهد الجديد )لننا لم نعد نعيش تخت العهد القديم بل نعيش الن تحت عهد جديد(.
فابتسم المسيح ابتسامة رقيقة وقال بأنه سيعطيني أربع آيات من الكتاب المقدس.
قلت له" :قرأت العهد الجديد 150مرة وأجزاء منه قرأتها أكثر من ذلك ،فإذا كان ذلك هنا فأنا ل أعرفه".
التعامل مع إبليس
ل" :يا بني ،هناك الكثير في الكتاب المقدس ل تعرف أنت عنه شيئًا".
أجابني يسوع قائ ً
ل" :لم ُيطلب إلى الكنيسة ول مرة واحدة في العهد الجديد بأن تصلي كي يفعل ال الب أو المسيح
وأردف قائ ً
أي شئ ضد إبليس ،وفي الحقيقة إن صلة كهذه مضيعة للوقت ،لقد قيل للمؤمن أن يفعل هو شيئًا بخصوص
إبليس .والسبب هو أن المؤمن له كل سلطان لفعل ذلك .ليس للكنيسة أن تصلي ل الب بخصوص الشيطان
بل عليها أن تمارس سلطانها عليه.
"ويخبر لعهد الجديد المؤمنين بأن يفعلوا هم شيئًا بأنفسهم بخصوص إبليس .فأصغر عضو في جسد المسيح
)الكنيسة( يمتلك قوة على الشيطان بقدر ما يمتلك أي شخص آخر ،وما لم يفعل المؤمنون شيئًا حيال إبليس،
فلن ُينجز عمل ما في العديد من المجلت".
قد نعتقد أن أشخاصًا معينين فقط هم الذين يمتلكون قوة .كل ،إذ قال لي يسوع" :إن أصغر عضو في جسد
المسيح )الكنيسة( يمتلك قوة على الشيطان بقدر ما يمتلك أي شخص آخر" .ولن نقدر أن ننجز مهمتنا إل إذا
بدأنا نؤمن بهذا.
ثم واصل المسيح حديثه" :لقد فعلت كل ما سأفعل بخصوص الشيطان إلى أن ينزل الملك من السماء ،ويأخذ
السلسلة ويقيده ويطرحه في الهاوية" )رؤيا .(3-1:10
ي كل
وقال" :الن سأعطيك المراجع الربعة التي تثبت ذلك .أوًل :عندما قمت من الموات قلت" :دفع إل ّ
سلطان في السماء وعلى الرض" )متى .(18:28ولكني على الفور فوضت سلطاني الذي على الرض
للكنيسة ،ول يمكنني العمل إل من خلل الكنيسة ،لني أنا رأس الكنيسة") .ل يمكن لرأسك أن يمارس أي
سلطان في أي مكان إل من خلل جسدك(.
أما المرجع الثاني الذي أعطاني إياه المسيح فهو من إنجيل مرقس" :وقال لهم إذهب إلى العالم أجمع
واكرزوا بالنجيل للخليقة كلها .من آمن واعتمد خلص .ومن لم يؤمن يدن .وهذه اليات تتبع المؤمنين.
يخرجون الشيطان باسمي ويتكلمون بألسنة ججيجة .يحملون حّيات وإن شربوا شيئًا مميتًا ل يضّرهم
ويضعون أيدهم على المرضى فبيرأون" )مرقس .(18-15:16
قال يسوع" :الية الولى المذكورة التي تتبع أي مؤمن -ليس أي قسيس أو راهب أو كارز -هي أنهم
يخرجون الشياطين .هذا يعني أنهم باسم يمارسون سلطانًا على الشيطان ،لني فوضت سلطاني على الشيطان
للكنيسة".
اذكر أن الية في كولوسي 13:1تقول" :الذي أنقذنا من سلطان الظلمة وتقلنا إلى ملكوت ابن محبته…".
لقد أتم ال الب إنقاذنا من سلطان الظلمة ولهذا أصبح لنا الن الحق في مخاطبة -أي الشيطان ومملكته -
وأمرهم بما نريدهم أن يفعلوه!
للمؤمنين سلطان على إبليس ،ويستطيعون تحطيم قوته متى واجههم في أي مكان أو فترة في حياتهم الخاصة
أو حياة أقاربهم أو أحبائهم .فهم يمتلكون السلطان .وسيكونون أحرارًا من العدو لن لهم الحق في ممارسة
سلطانهم عليه.
لكن هذه ل يعني أنهم يسيرون في الشوارع ويخرجون الشياطين من كل من يقابلونه .بل المقصود هنا هو أن
يمارسوا سلطانهم على الشيطان في حياتهم الخاصة.
عليك أن تدرك أن لك سلطانًا على أفراد أسرتك وليس على أفراد أسرتي .فالسلطان الروحي يشبه السلطان
ي الطريقة التي أنفق بها
ل ل تمتلك سلطانًا على نقودي ،ول يمكنك أن ُتملي عل ّ
الطبيعي إلى حد يعيد .فأنت مث ً
أموالي ما لم أسمح أنا لك بذلك .ول لك سلطان على أولدي.
يمكنك أن توقف الشيطان عند حده وتجعله يكف عن بعض مناوراته وخدعه في حياة شخص آخر ،ولكنك ل
تستطيع دائمًا أن تخرجه ،لنك ل تمتلك السلطان على أهل ذلك البيت .لقد نسينا وأهملنا هذه النقطة المهمة.
يمكنك ممارسة السلطان الروحي في عائلة شخص آخر فقط من خلل الشفاعة.
المرجع الخر الذي أعطاني إياه يسوع كان يعقوب " :7:4قاوموا إبليس فيهرب منكم") .الموضوع الرئيس
في هذه العبارة هو "منكم"(.
ل بد أن يكون للمؤمن سلطان على الشيطان ،وإل لما أوصاه النجيل بأن يقاوم إبليس .فالية ل تقول إن
الشيطان سيهرب من يسوع بل بالحري تقول إنه سيهرب منكم.
وبالنطق ذاته ،فل تصلي أنت حتى يضع المسيح يده على المرضى ،بل ضع أنت يدك عليهم .والجدير
بالملحظة أيضًا هنا أن اليدين ل يوجدان في الرأس بل في الجسد" :ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون"
فعندما تضع يدك على المريض فأنت بذلك تمارس سلطانك على الشيطان.
ذلك السلطان هو لك سواء شعرت بأنك امتلكته أو لم تشعر .فل علقة للسلطان بالمشاعر .فقط عليك أن
تستعمله وتمارسه.
بعد هذه الرؤيا ،وبعد أن أعطاني المسيح تلك الية من رسالة يعقوب ،حدتني روحي بأن كلمة "يهرب" لها
أهمية خاصة .ففتحت القاموس لتعرف على معناها الوسع ،فوجدت أنها تعطي أيضًا المعنى التالي" :أن
يركض منه مسرعًا وكأنه مفزوع" .حقًا ،سيهرب الشيطان منك ي فزع! عندئذ أدركت لماذا أخذ الروح
الشرير الذي رأيته في الرؤيا يتشنج ويرتعد ويصرخ -فقط كان فزعًا.
منذ ذلك الحين رأيت أرواحًا شريرة أخرى ترتجف وترتعد في خوف عندما كنت أستعمل سلطاني -المعنى لي
من ال -عليهم .أما خوفهم فلم يكن مني بل من يسوع المسيح الذي أمثله.
أعطاني المسيح في الرؤيا مرجعًا آخر يشجعنا أن نفعل شيئًا بأنفسنا بخصوص إبليس .وكان هذا المرجع
الثالث مأخوذ من بطرس الولى " :8:5أصحوا واسهروا لن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من
يبتلعه هو" .الخصم يعني المقاوم -أي من يقاومكم.
قرأ العديد من الناس هذه الية ويتوقفون عند هذا الحد ليقولون" :إبليس يلحقنا!" ويطلبون الصلة لجلهم
حتى ل يطالهم الشيطان -ولكنهم ماداموا يتحدثون هكذا فككلمهم يّدل على أن إبليس قد افتنصهم بالفعل
وفات آوان الصلة.
ماذا نفعل بخصوص الشيطان؟ هل نرتمي نتحرج على الرض ونتظاهر بالموت؟ أم نخفي رؤوسنا في الرمال
آملين أن يختفي؟ كل ،والشكر ل ،لحظ ما تقوله كلمة ال وأنت تواصل قراءة الية السابقة "فقاوموه
راسخين في اليمان عالمين أن نفس هذه اللم )إمتحانات تجارب( ُتجري على إخوتكم الذين في العالم "
وتضع الترجمة النجليزية للنجيل "في إيمانكم" عوضا عن "في اليمان" .فتصبح الية "فقاوموه راسخين
في إيمانكم…".
قال لي يسوع في هذه الرؤيا" :لم يكتب الرسول بطرس هذه الرسالة ليقول للمسيحيين :وصلن خبر الن بأن
ال يستخدم أخونا الجيب بولس ليخرج الشياطين وهو يرسل مناديل أو مازر فتهرب المراض من الناس
ل".
وتخرج منهم الرواح الشرير ،لهذا أقترح أن تكتبوا لبولس حتى يرسل لكم مندي ً
كل ،بل عوض ذلك ،قال لهم أن يقاوموا بأنفسهم إبليس .لماذا؟ لنهم يمتلكون سلطانًا عليه .فل يقول لنا روح
ال من خلل الرسول بطرس بأن نفعل شيئًا ل نستطيع فعله .إن سبب مقدرتنا على إبليس هو أن كل مؤمن له
نفس السلطان الذي لبولس الرسول في المسيح يسوع .لم يخبرنا بطرس أن الرسول بولس وحده استطاع أن
يخرج الشيطان أو أن بولس سيقاوم إبليس عنا) .فلماذا الستعانة ببولس حين نقدر أن ننجز ذلك العمل
بأنفسنا ولنفسنا(.
يسألني الناس دائمًا ،لماذا ل ينالون الشفاء؟ ويعتقد بعضهم أن الخطأ هو في الواعظ الذي صّلى لجلهم.
فاصرح لهم بأنهم لما اختروا الخلص أوًل ،كانوا بعد أطفاًل في المسيحية فسمح ال لخرين أن يصّلوا من
أحلهم ويحملونهم على جناح إيمانهم .ولكن بعد فترة يتوقع ال أن الطفل ينمو ويمشي ويتعمد على ذاته.
فيتركه ليتعلم المشي بنفسه .ولكننا نجد كثيرين غير فادرين على المشي لنهم لم ينموا .بل والكثر من ذلك
أنهم يرغبون في البقاء في دور الطفولة هذا فتراهم دائمًا يطلبون من شخص آخر أن يصلي من أجلهم.
إننا نرغب أن نساعد من ل يستطيعون مساعدة أنفسهم ،ولكننا نحتاج أن نعلم الناس لينموا ويستخدموا
سلطانهم الخاص بهم .لنه سيأتي الوقت الذي يضطرون فيه إلى إستخدام سلطانهم الخاص إذا كانوا يريدون
أن تستجاب صلواتهم.
بقيت أنا وزوجتي مرة في منزل زوجين آخرين أثناء حضورنا مؤتمرًا دينيًا .وكانت السيدة عضوة في كنيستنا
قبل زواجها .وطلب منا الزوجين أن نصلي من أجل ابنهما الذي لم يكن قد تجاوز بعد بضعة شهور وكان
يعاني من فتاق .أراد الطباء إجراء عملية جراحية له.
نطقنا باللعنة على الفتاق وأمرناه أن يذوي ويموت .وفي غضون أيام قليلة إختفى الفتاق ولم يعد الطفل حاجة
لجراء العملية على الطلق.
قالت والدة الطفل" :يا أخ هيجين ،أنا ل أقصد أن أنتقد ،ولكن يبدو أن كنيستنا ليس بها من يتمتع بأي إيمان
للشفاء سوانا نحن الصغر سنًا .فلم أكن أعلم ممن أطلب كي يصلي من أجل طفلي قبل وصولكما ،لن أحدًا ل
ُيشفى على الطلق هنا".
ينبغي أن ينمو إيماننا ويتقوى كلما تقدمت بنا السنين ،ولكن هذا ما ل يحدث في الغالب .فمعظم الناس في هذه
الكنيسة والكنائس الخرى ،قبلوا خلصهم عندما كانوا أصغر سنًا ،وقد سمح ال لخرين أن يصلوا من أجلهم
وقتئذ ولكن بسبب إفتقارهم للتعليم الصحيح ،ظلوا في مرحلة الطفولة في نموهم المسيحي ويقولون" :إعتدنا
على نيل الشفاء عندما كنا في مستهل مسيرتنا المسيحية ،ولكننا ل نحصل عليه الن".
عندما ل تمارس إيمانك ول تؤدي صلتك بنفسك ،بل تعتمد دائمًا على صلة الخرين من أجلك ،فأنت بذلك
أشبه بمن ل يمتلك أي ملبس خاصة به ،بل يتعمد دائمًا على إرتداء ملبس شخص آخر.
ماذا يحدث لمن ل يحاولون أبدًا ممارسة إيمانهم بل يعتمدون دائمًا على إيمان الخرين؟ تقول الية التي
قرأناها أن "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه…" ولكن يستطيع المؤمن أن يفعل شيئًا حيال
هذا السد الزائر.
يوصينا كل من المسيح ويعقوب وبطرس أن نفعل شيئًا بخصوص إبليس .ويقول بولس الرسول أيضًا في
أفسس " 27:4ول إبليس مكانًا" .وكان هذا المرجع هو الرابع الذي أعطاني إياه المسيح .ثم أضاف مفسرًا
"هذا يعني أنك يجب أل تعطي الشيطان أي مكان في نفسك .فهو ل يستطيع إحتلل أي جزء منك إل إذا
أعطيته أنت الذن بذلك .ول بد أن يكون لك سلطان عليه وإل لما صح قولي…".
ل" :هؤلء هم الشهود الربعة :فأنا الشاهد الول ،يعقوب هو الثاني ،بطرس هو الثالث،أضاف المسيح قائ ً
وبولس هو الشاهد الرابع .وهذا يؤكد حقيقة أن للمؤمن سلطان على الرض ،لنني فوضت سلطاني على
الشيطان لكم أنتم الذين على هذه الرض .فإذا لم تفعلوا شيئًا فلن ُينجز شيء من العمل على الطلق .هذا هو
سبب التقصير في أكثر الحيان".
تستطيع الن أن تفهم لماذا حدثت أمور كثيرة غير مرغوب فيها .نحن الذين سمحنا لها بذلك! فإذ كنا نجهل
سلطاننا ومقدرتنا ،لم شيئًا حيال إبليس ،فسمحنا له ووهبناه مطلق الحرية ليفعل هو ما يريد.
علينا أن ندرك هذه النقطة المهمة .فلنستيقظ إذًا .إن هذا التغيير لن يضّرنا بل ينفعنا .لنا سلطان ،لننا
جالسون فوق كل رياسة وسلطان .وطالما نحن جالسون في العالي فوق إبليس وقواته فنحن إذًا لنا سلطان
عليهم.
تواصل اليات في أفسس 23-22:1لتقول" :وأخضع كل شئ تحت قدميه وإياه جعل وأسًا فوق كل شيء
للكنيسة )القدمان هما عضوان في الجسد وليس في الرأس( ،التي هي جسده ملء الذي يمل الكل في
الكل"…وكما أشار يوحنا مكميلن بأنه من المدهش والمفرح أن ندرك بأن أصغر العضاء في جسد المسيح
-حتى وإن تكن في أخمص القدم ،كأصبع القدم أن حتى ظفر الصبع -هي أقوى وأعلى من كافة القوات
الجبارة التي تكلمنا عنها.
أذكر أن المسيح قال في لوقا 19:10للسبعين تلميذًا الخرين الذين أرسلهم" :ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا
الحّيات والعقارب وكل قوة العدو ول يضركم شئ" ما مدى السلطان الذي تتمتع به الكنيسة ضد إبليس؟ هل
يقل عن ذلك؟ كل ،والشكر ل ،كل.
ومع ذلك فإذا استمعت إلى أي مسيحي اعتيادي وهو يتحدث أو أصغيت إلى بعض الكارزين وهم يعظون
لخرجت بالنطباع أن الشيطان أكبر من الجميع وأعظم ،وأنه يدير كل شيء .نعم ،إبليس هو إله هذا العالم
ولهذا هو يدير نظام العالم بأسره ،ولكننا وإن كنا في العالم فنحن لسنا من العالم .هذا ما يصرح به الكتاب
ل .ليست هذه المور مثال سخرية ،ومن المقدس .إذًا إبليس ل يسيطر علينا .لقد سمحنا له أن يدوسنا طوي ً
الحمق أن نستهزئ بها .قال لي مرة أحد الكارزين في مؤتمر ديني" :لقد ججعلت الشيطان يركض يا أخ
هيجين ،ولكن مشكلتي هي أنني أركض وهو يركض ورائي!"
ل .فدوركم في المقام الول ليس أن تركضوا هاربين من إبليس ،بل يقول
فمثل هذه العابرة إنما تظهر جه ً
النجيل هو سيهرب منكم .فعليكم أن تجعلوه يركض هاربًا مذعورًا منكم .ولكن من المحزن أن تكون هذه هي
صورة الكارزين في الكنائس في أوقات كثيرة ،بل في معظم الوقات .فنحن نرى ذلك الخوف في كل مكان.
نملك كملوك
لننظر نظرة ثانية إلى رومية " 17:5لنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد فبالولى كثيرًا الذين
ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح" وتقول الترجمة النجليزي
للنجيل "إننا سنملك كملوك في الحياة بالواحد يسوع المسيح ،المسيا ،الممسوح".
إن خطة ال لنا هي أن نملك ونحكم كملوك في الحياة :أن نسود على الظروف والفقر والمرض وكل شئ آخر
من شأنه أن يعيقنا .نحن نملك لن لنا سلطان ،إننا نملك بالمسيح يسوع .هل تملك في الحياة الخرى؟ كل ،بل
في هذه الحياة.
فإذا كنا سنرنم ترنيمة أو نقول قوًل فلنتأكد أن قولنا وترانيمنا تأتي وفقًا للنجيل .لن البعض يرنم "هل أنا
أجول كشحاذ وسط الحر والبرد" أو "ل تنساني يا يسوع الغالي" -وغيرها من ترانيم عدم اليمان التي ل
تتمشى مع ما تقوله اليجيل.
فنحن ل نجول كشحاذين لننا لسنا بشحاذين ،بل نحن أولد ال ،ورثة ال ،ووارثون مع المسيح يسوع
)رومية .(17:8نحن جسد المسيح وجالسون معه عن يمين العظمة في العالي فوق كل رياسة وسلطان
وقوة وسيادة .المجد ل.
فل تصورنا هذه الية كمن يستعطي .ول تصورنا كمن يردد كلمات الترانيم القائلة" :ل تنساني يا يسوع
الغالي" أو "آه ،لو فقط استطعت الدخول" ،أو "إذا وقفت في مكان ما خلف الظلم فستجد يسوع" أو "ا رب
شيد لي كوخًا صغيرًا في أرض المجد".
كثيرًا ما نتصرف نحن المسيحيون كما تتصرف صغار الطيور .إذ نغّمض عيوننا ونفغر أفواهنا واسعًا فيسهل
عندئذ على أي شخص أن يطعمنا ما يريد .ونكون على استعداد لقبول أي شئ .أما عن نفسي فلن أبقي فمي
ي وأغلق فمي.
فاغرًا وعيناي مغمضتين ،بل سأفتح عين ّ
ل بين التواضع والفقر .أخبرني أحد الكارزين مرة عن مدى تواضع زميل له يسوي العديد من المسيحيين مث ً
ل" .كان ذلك الكارز يظن أن قيادة سيارة
ل" :هذا ليس تواضعًا بل جه ً
لنه يقود سيارة قديمة جدًا .فأجبت قائ ً
قديمة هي دليل على التواضع.
لقد سمح المؤمنون لبليس أن يسلبهم كل بركة كان يمكنهم اتمتع بها .لم يقصد ال أن يعاني أولده من الفقر
المدقع ،إذ قال إننا ينبغي أن نملك كملوك في الحياة .ومن يتصور وجود ملك معدم وفقير .ل تتناسب فكرة
الفقر مع الملوك.
لم يقصد ال أن يسود الشيطان على عائلتنا .عندما كان أولدي صغيرًا وكان الشيطان يحاول أن يصيبهم
بالمرض كنت أستشيط غضبًا عليه وأمره أن يرفع يده عن أولدي .وأقول له" :إنني أحكم على ُملكي ول
سلطان لك على رعايا هذا البيت ،فالسلطان هو سلطاني أنا من خلل المسيح يسوع" .وهكذا كنت أجبره على
الهروب .وتستطيع أنت أيضًا أن تجعله يهرب.
منذ سنوات خلت ،كنت أكرز في الشمال ،وأيقظت في منتصف الليل .وبطريقة ما ،علمت في روحي أن شخصًا
ما كان في خطر ،فبدأت أصلي بألسنة )وهنا يأتي دور الشفاعة(.
سألت الرب عن المر ،فأظهر لي أن المر يتعلق بأخي الكبر .وعلمت أن حياته كانت في خطر جسدي.
فواصلت الصلة بألسنة ولكن في هدوء لمدة ساعة ونسف الساعة تقريبًا .ولم تزعج صلتي هذه زوجتي
التي كانت ترقد إلى جواري في الفراش .أخيرًا سمعت نغمة النتصار ،فأخذت أرنم بألسنة أخرى بهدوء تام.
عدت إلى النوم.
بعد ذلك بيومين اتصلت بي شقيقتي من ولية تكساس .وكانت تنتحب وهي في حالة تشبه الهستريا .قالت من
بين دموعها وهي تبكي" :أصيب دوب )شقيقي( في حادث وانكسر عموده ،وهو في حالة رديئة جدًا ،في
مدينة كانساس ،ول يعلم الطباء فيما إذا كان سيعيش أم ل".
قلت لها" :أرجوك أن تهدئي فالحالته ليست بهذه الخطورة التي يعتقدها الطباء .وحتى لو كانت حالته سيئة
بالفعل فقد لمسه ال لني صليت بخصوص هذا الحادث منذ ليلتين ،وقد حصلت على الجابة".
"أهذا صحيح؟"
عادت شقيقتي واتصلت بي ثانية بعد يومين .كانت ذهبت لتراجم حالة شقيقنا دوب ووجدت أنه خرج من
المستشفى سيرًا على القدام بعد أن ُوضعت جبيرة لظهره .فهو لم يمت كما توقع له الطباء ،ولم يصب
بالشلل.
وصل أخي إلى منزلنا في مدينة جارلند ،ولية تكساس ،وكان يشعر باليأس والقنوط والكآبة لن زوجته كانت
قد هجرته وهو غائب وأخذت والطفال معها .كان على أن أعظ في كنيستنا في صباح ذلك الحد ،وحاولت
ل في المسيحية ،وقد قبل خلصه للتو.
إقناعه بالذهاب معنا ،ولكنه رفض .لقد كان ُيعد طف ً
وبينما كنت في منتصف عظتي أخذت فجأة في رؤيا .كنت مفتوح العينين ،ولكن أمامي مباشرة ،رأيت شقيقي
يسير في ساحة المدينة .وسمعته وهو يقول لنفسه "حسن ،علمت ما أنا فاعل ،سأقتلها ومن ثم أقتل نفسي".
ل ،فهناك أمر صغير ينبغي أن أهتم به أوًل ،ومن ثم أعود إلى مواصلة
توقف جامدًا وقلت" :انتظر قلي ً
عظتي".
كلمت الشيطان الذي كان ُيعذبه" :توقف أيها الشيطان عن ذلك على الفور .إني آمرك باسم يسوع المسيح أن
تترك ذلك الرجل" )لم يعرف جماعة المصلين عمن كنت أتحدث ،لكن الشيطان علم( .هذا ما قلته ثم عدت
بعدها لمواصلة عظتي.
لدى عودتنا إلى البيت ،كان شقيقي هناك .كان من الواضح أنه سعيد وعلى خير ما يرام .قال بأنه قد سار حتى
ساحة المدينة وقد عقد العزم على تولي حل المور بنفسه .قلت له" :حسنًا ،أنا علمت بذلك" .ثم أخبرته بما
رأيت.
فقال" :لقد أحسست بشيء يضغط علي فجأة وشعرت بعدها كأن شيئًا ما قد أزيح عن كاهلي .كأن سحابة
تبددت عني وُرِفعت .وعدت إلى البيت وأنا مبتهج وأرنم".
علينا نحن المسيحيين أن ندرك بأننا جالسون مع المسيح .وأن نتعلم كيف نرتقي إلى مركز السمو الذي يريدنا
ال فيه.
كثيرًا ما تفشل الكنيسة في خدمة السلطان هذه .وعوض ذلك تراها منحنية بالهزيمة ومقهورة بالخوف.
تقول الية في أفسس " :22:1وأخضع كل شئ تحت قدميه )المسيح( وإياه جعل رأسًا فوق كل شئ
للكنيسة…" المسيح هو الرأس ،فوق المراض والسقام وكل شر آخر .كما أثبت هو ذلك عندما كان هنا على
الرض.
وإذا عكسنا فقرتي هذه الية السابقة سنصل إلى المعنى العمق وستتوضح لنا أكثر" :وإيها جعل رأسًا فوق
كل شئ للكنيسة وأخضع كل شئ تحت قدميه" .إذا المسيح هو الرأس فوق كل شئ لجل الكنيسة.
نحتاج أن نتأمل مليًا في هذه الحقائق اللهية كي تتفهمها أرواحنا تمامًا ،ومتى وصلنا إلى ملء المعرفة لهذه
الحقائق فسنجني مجازاة عظيمة وثمينة .وعندما نتحلى بتصرف وقرر كهذا سيرفعنا روح الحق ،الروح
القدس ،إلى المكانة التي منها نستطيع أن نرى المعنى الحقيقي لعلن ال .لقد صلى الرسول بولس لجلنا،
حتى من خلله نستطيع أن نمارس هذا السلطان فوق كل شئ.
عندما نفهم يخصنا ،سنتمتع بالنصرة التي أعدها لنا المسيح .وسيحارب الشيطان جاهدًا كي يمنعنا من
الوصول .ولكن من خلل اليمان الصلب العنيد في المسيح يمكن للنصرة أن تكون من نصيبنا.
الفصل السادس
مقامون مع المسيح
في رسالة إلى أهل كنيسة كولوسي ،يشرح الرسول بولس خطة ال للفداء بنفس الطريقة التي شرحها لهل
ل إل أن الرسالة تبقى واحدة إلى هاتين الكنيستين" :الذي هو )المسيح(
كنيسة أفسس .قد تختلف الكلمات قلي ً
صورة ال غير المنظور بكر كل خليقة .فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الرض ما يرى وما ل
يرى سواء كان عروشًا أم سيادات أم رياسات أمسلطين .الكل به وله قدخلق .الذي هو قبل كل شئ وفيه
يقوم الكل وهو رأس الجسد الكنيسة الذي هو البداءة بكر من الموات لكي يكون هو متقدمًا في كل شئ .لنه
ل الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على فيه سر أن يحل كل الملء .وأن يصالح به الكل لنفسه عام ً
الرض أم ما في السموات" )كولوسي .(20-15:1
"مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه بإيمان عمل ال الذي أقامه من الموات .وإذ كنتم
أمواتًا في الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معه مسامحًا لكم بجميع الخطايا .إذ محا الصك الذي علينا في
الفرائض الذي كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرًا إياه بالصليب إذ جرد الرياسات السلطين أشهرهم
جهارًا ظافرا بهم فيه" )كولوسي .(15-12:2
يقول العدد الثاني عشر بأننا أقمنا أيضًا معه "بإيمان عمل ال" لحظ أن الب هو الذي أتم هذا العمل.
ويخبرنا العدد الثالث عشر بأن ال لم ُيقمنا حسب ،في نفس الوقت الذي أقام المسيح ،ولكنه أيضًا غفر
خطايانا.
عندما خضع المسيح البار للموت رفع إلنزام الناموس ضدنا .ومن ثم محا الب النواميس والوصايا المنتهكة
ل بينه وبيننا ،لقد سّمر هذا اللتزام الملغى إلى صليب ابنه.
والتي وقفت حائ ً
يقول الرسول بولس هنا في الرسالة إلى أهل كولوسي أن ال هو الذي صاغ خطة الفداء ودبرها ،ال هو
الذي أقام المسيح من الموات ،ال هو الذي أعطاه اسمًا فوق كل اسم آخر ،وال هو الذي جرد الرياسات
والسلطين الذين عارضوا قيامة المسيح.
الموت هو أجرة الخطية .لهذا ،عندما حمل المسيح خطايا العالم على الصليب ،سعت قوات الهواء الشيطانية
أن تمارس حقوقها وُتبقيه تحت قوتها ونفوذها.
مفاتيح السلطان
يقول النجيل أن للشيطان ،سلطان الموت -ولكن المسيح هزمه .ويقول المسيح في رؤيا :18:1أنا "الحي
وكنت ميتًا ،وها أنا حي إلى أبد الخرين ،آمين ،ولي مفاتيح الهاوية والموت" .لقد انتزع المسيح المفاتيح
من الشيطان ،والمجد ل! فالمفاتيح ملك الذي له التفويض .إنها مفاتيح السلطان.
علينا أن نذكر أن الموت الجسدي ليس من ال بل من العدو .فالموت مازال عدوًا .ويقول النجيل بأنه آخر
عدو يبطل ُ -يداس تحت القدام .نشكر ال ،لن ذلك اليوم آت .ولكنك لم تحصل بعد على جسدك الجديد.
ستقابل أناس يعتقدون إنهم سيعيشون إلى البد هنا في الجسد ،ولكن لحظ أن أحدًا منهم ل يعيش هكذا إلى
البد.
ل مكنني أن أفهم كيف يكون إنسان بهذه البساطة بحيث يعتقد أنه سيحيا إلى البد في الجسد -جسده الراهن.
كل ،فهذا الجسد ينبغي أن يتغير إذ ل يمكنك أن تحيا إلى البد في هذا الجسد الراهم .ويخبرنا النجيل متى
يحدث هذا التغيير :عندما يأتي المسيح .ففي لحظة ،في طرفة عين تتغير أجسادنا نحن الذين نكون بعد أحياء
وتصبح خالدة .ولكننا حتى ذلك الحين ل نمتلك سوى قوة محدودة على الموت.
بعد أن جرد المسيح القوات الشيطانية من السلطان الذي كان لهم "أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه" )كولوسي
.(15:2وتشير عبارة الرسول هنا إلى حقيقة كون المسيح قد ُرفع عاليًا فوق أعدائه إلى يمين الب .وهو
موضوع كتب عنه الرسول بولس في الرسالة إلى أهل أفسس ،كما سبق ورأينا .فركز الرسول بولس مرة
أخرى على عمل الب في الطاحة بالقوات الشيطانة وهزيمة الشيطان نفسه.
رأينا أيضًا في الرسالة إلى أهل أفسس أن البن قد أجلس فوق تلك القوات وأصبح له سلطان عرش ال.
ولكن هذا هو ذات المجال الذي أخفقت فيه الكنيسة ككل .لقد أدركت الكنيسة أن المسيح يسوع هو رأسها
الوحد ،ولكنها فشلت في إدركت أن الرأس يعتمد على الجسد إعتمادًا تمامًا لنجاز خططه ،وبأننا قد أجلسنا
مع المسيح في السماويات ،وأن سلطانه الممارس على قوات الهواء ل يتم إل من خلل الجسد -الكنيسة.
نستطيع الن أن نفهم أكثر من أي وقت مضى ما قصده المسيح عندما قال…" :كل ما تربطونه على الرض
يكون مربوطًا في السماء .وكل ما تحلونه على الرض يكون محلوًل في السماء" )متى .(18:18هكذا
يستخدم المسيح سلطانه على الرض.
بنال عدد قليل منا المحات خاطفة من السلطان بين الحين والخر ،وبعضنا تعثر حول هذا المر فمارسنا
السلطان دون أن ندرك تمامًا ما نحن فاعلون .أما الشيء الذي جعلني أبدأ دراستي حول هذا الموضوع هو
عندما طرحت على نفسي السؤال التالي" :هل تمتلك سلطانًا نجهل وجوده معنا؟"
ولدى دراستي لهذا الموضوع اكتشفت أننا نمتلك بالفعل سلطانًا والشكر ل .كما وجدت أيضًا أن السماء
ستؤازرنا وتعضدنا في المور التي نرفضها والتي نسمح بها .لقد سمحنا بالعديد من المور دون ممارسة
سلطاننا .لهذا السبب تبقى المور على ما هي عليه في كثير من الحيان ،لننا لم نفعل شيئًا بخصوص تلك
المور .نحن ننتظر ليبدأ ل ،وهو ينتظر لنبدأ نحن .ولن يفعل ال شيئًا ما لم نبدأ نحن أوًل بممارسة مالنا من
سلطان.
كانت هناك أوقات كنت أصلي فيها من أجل شخص حبيب وهو يشرف على الموت .وقد قال لي الرب:
سأفعل كل ما تطلبه مني" .وفي إحدى هذه المناسبات طلبت من ال أن يمنح الشخص المحتضر سنتين أو
ل" :ل يرغب أي أب أرضي ثلث سنوات إضافية فقال ال إنه سيفعل ذلك فقط لني طلبت منه .ثم أضاف قائ ً
أن يفعل لولده أكثر مما أريد أن أفعل ،فقط لو أن أولدي يسمحون لي بذلك…".
يعتقد بعض الناس أن ال طاغية يجلس على عرشه ماسكًا بعصا ضخمة في يده .وفي اللحظة التي تخطئ
فيها يكون هو مستعدًا لن يسحقنا ويصيرنا أشلء .ولكن هذه ليست هي الصورة الحقيقية عن الب
السماوي.
كثيرًا ما ُيعاق الرب في خططه لننا نحن جسده ،الكنيسة ،قد فشلنا في تقدير معنى سمو المسيح وفشلنا أيضاً
في فهم حقيقة جلوسنا معه عن يمين الب السماوي .إن لنا دورًا نلعبه في هذا المر ،إذ علينا أن نتعاون مع
الرب باليمان.
قال المسيح إن الروح القدس الذي يأتي ليسكن فينا عندما نولد ثانية ،سيرشدنا إلى كل الحق .أمسك أحد
الكارزين مرة النجيل وألقاه أرضًا معلنًا أنه ما عاد بحاجة إليه لن عنده الروح القدس .ولكن هذا ليس
بصحيح لن هذا الكارز يحتاج إلى النجيل .ول يستطيع أحد أن يتبع الروح في كل الحق بمعزل عن النجيل.
عندما تذهب إلى ما هو أبعد من كلمة ال المكتوبة ،فإنك تنحرف بعيدًا جدا ً...إذًا تقيد بكلمة ال.
جاءت كلمة ال بواسطة روح ال :فقد كتبها رجال مقدسون منذ القديم .إن لكلمة ال أهمية بالغة .ولكنك ل
تستطيع فهمها بعقلك أبدًا وإنما ل تضع الروح فوق كلمة ال ،بل ضع كلمة ال أوًل والروح ثانيًا ،ومن ثم
تكون في آمان.
أظهر المؤلف الخمسيني المعروف ستانلي فرود شام ،الذي ألف كتاب سيرة حياة سميث وجلزورث ،حقيقة
ل ممتلئًا من روح ال .وذلك مزيج
أن وجلزورث هذا كان قبل كل شئ رجل يتبع كلمة ال ،وثانيًا ،كان رج ً
رائع.
الفصل السابع
أسلحة محاربتنا
ينبغي أن يتسلح المسيحي على الدوام بالسلحة الروحية .تقول كلمة ال في أفسس " :11-10:6أخيرًا يا
إخوتي تقّرروا في الرب وفي شدة قوته .البسوا سلح ال الكامل لكي تقدروا أن تشبتوا ضد مكايد إبليس".
إن المسيحي الذي يلبس هذا السلح وينخرط في حرب روحية يصبح هدفًا لبليس .فسيبذل الشيطان فصارى
جهده كي يحجب عنك هذه المعرفة المتعلقة بالسلطان الذي لك عليه .وهو سيثير عليك حربًا حول هذا
الموضوع أكثر من أي موضوع آخر .وحتى بعد أن تدرك معرفة هذا السلطان ،سيقاومك ويحاول سلب هذه
المعرفة منك .وستكون هناك إختبارات يفشل أمامها البعض .فإبليس يريدك أن ترفع يدك مستسلمًا وتعلن أن
سلطان المؤمن ل يصلح لك.
ي رجل ،بينما كنت أعظ في إجتماع ديني حول هذا الموضوع ،وأخبرني أن سلطان المؤمن ل مرة أتي إل ّ
جدوى منه لنه حاول ممارسته ولم يستطع أن يفعل شيئًا .فأخبرته بأنه إن كان ل جدوى من ممارسة سلطان
المؤمن يكون ال بذلك كاذب) .لنه هذا الرجل كان في الحقيقة يتهم ال بالكذب(.
أفضل الموت على أن أقول بأن الكلمة ال غير فعالة .فإن كانت غير فعالة فهذا يرجع إلى تقصير مني لني ل
أتبعها وأمارسها .قد نفشل نحن ،لكن تبقى كلمة ال فعالة ل تسقط أبدًا وأنا أؤمن أن كلمة ال أمينة وصادقة.
سيقاوم العدو )الشيطان( تدخلك في مجاله ،وذلك لنه يمارس سلطانًا على قوات الهواء ويريد مواصلة فعل
ذلك .فعندما تتدخل في مملكته بممارسة سلطانك الروحي ،سيركز كافة قواته ضدك في حرب ضروس مريرة.
ستكون ضد عقلك وجسمك وعائلتك ،وحتى ضد ظهورك .فيجدر بك إذًا الستعداد لمثل هذه الهجمات لنها
ستأتي حتمًا .وبمعنى آخر فإن مركزك الروحي هو إمتياز خطير.
ل يوجد حق آخر يثير مقاومة عنيفة كالتي يثيرها الحق المتعلق بسلطان المؤمن .أنا أعرف أناسًا صالحين
حاول الشيطان أن يتغلب عليهم بشتى الطرق الممكنة .هؤلء إما أن يكونوا قد عّلموا هذه الحقائق لغيرهم أو
تعّلموها من غيرهم وسعوا لتطبيقها ،وأحيانًا كثيرة تغلب إبليس على أجسادهم لنه فشل في التغلب على
أرواحهم.
ومع ذلك ،فلو أنهم تستغلوا السلح الروحي الممنوح لهم ،لما استطاع العدو هزيمتهم .فأنا ل أؤمن أن إبليس
يستطيع هزيمتنا ،نحن أعضاء جسد المسيح.
ينبغي على المسيحي أن يظل مسلحًا على الدوام بهذا السلح الروحي .صّلى الروح القدس من خلل الرسول
بولس كي تنفتح أعين الناس لعرفوا هذا التدبير التام الذي وفره ال لسلمتهم .وهذا ملخص للسلح الروحي
في الصحاح السادس من رسالة بولس إلى أهل أفسس.
"أخيرًا يا إخواتي تقّرروا في الرب وفي شدة قوته )ل يقول قوتك( البسوا سلح ال الكامل لكي تقدروا أن
تثبتوا ضد مكايد إبليس .فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلطين مع ولة العالم على
ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية )أو الرواح الشريرة( في السماويات .من أجل ذلك احملوا سلح ال
الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شئ أن تثبتوا) .إذا ليست سلح ال
الكامل ،ستثبت( فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق ولبسين دوع البر وحاذين أرجلكم بإستعداد إنجيل السلم.
حاملين فوق الكل ترس اليمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة )ينبغي أن ل ينفذ أي
سهم ملتهب إلى جسدك أو نفسك أو عقلك ،لنك لبس ترس اليمان( وخذوا خذوة الخلص وسيف الروح
الذي هو كلمة ال.
ترمز أجزاء هذا السلح المختلفة إلى مواقف روحي ينبغي للمسيحي أن يتمسك بها .فإذ يلبس المؤمن هذا
السلح ،ينال الحماية ول تعترض العوائق والضيقات خدمة السلطان التي له .وكل ما يحتاج الهتمام به هو
البقاء على بريق ولمعان سلحه والتأكد من أنه يلبس السلح بإحكام حول جسده .لنلق الن نظرة فاحصة
على هذا السلح.
أوًل :هناك منطقة الحق التي ترمز إلى الفهم الواضح لكلمة ال ،كما علم جود أ .ماكميلن .وهي كحزام
الجندي تشّد باقي أجزاء السلح وتثبتها في مكانها الخاص.
ثانيًا :درع البر ولهذا الجزء من السلح تطبيق مزدوج .فالمسيح هو برنا ونحن نلبسه أوًل .كما أنه يظهر
أيضًا طاعتنا لكلمة ال.
ثالثًا :حاذين أرجلنا بإستعداد إنجيل السلم .وهذه إشارة إلى الخدمة المينة في إذاعة كلمة ال.
رابعًا :ترس اليمان .الترس هو غطاء للجسد كله .وهو يرمز إلى أمننا التام في ظل دم المسيح ،حيث ل يمكن
لي قوة معادية أن تخترق.
خامسًا :خوذة الخلص التي يشير إليها الرسول في رسالته الولى لهل تسالونيكي 8:5على أنها رجاء
الخلص .فرجاء الخلص هو الخوذة الوحيدة التي يمكنها أن تحمي الرأس في هذه اليام التي تتصف
بالحيدان عن الحق.
سادسًا :سيف الروح الذي هو كلمة ال .وهذا يوضح ضرورة استخدام هذه الكلمة للهجوم .إن باقي أجزاء
السلح هي للدفاع بدرجة رئيسة ،أما السيف -كلمة ال -فهو سلح نشط وفعال.
تقول الية في أفسس " 18:6مصلين لكل صلة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة
وطلبة ل>ل جميع القديسين" .أريأيت لماذا ل تنفع معركة الصلة في مرات عديدة؟ السبب هو لننا لم نلبس
السلح ،فنحن نكون على استعدادة في معركة الصلة فقط عندما نكون مزودين بهذا السلح .والصلة في
الروح تنجز المهمة.
الفصل الثامن
السلطان على الرواح الشيطانية ليس إلى إرادة البشر
رغم أننا نمتلك سلطانًا على الرواح الشيطانية ،إل أننا ل نمتلك سلطانًا على غيرنا من البشر أو على
إرادتهم .وغالبًا ما يفوتنا إدراك هذه الحقيقة فنظن أننا نمتلك سلطانًا على غيرنا.
لنا سلطان على الشياطين ونستطيع السيطرة عليهم ،بالخص إذا تعلق المر بحياتنا أو بحياة أحد أفراد
أسرانا .ولكننا نفشل أحيانًا في السيطرة عليهم حين يتعلق المر بأشخاص آخرين ،لن إرادة الشخص الخر
تدخل في الصورة.
منذ عدة سنوات ،كنت أعقد إجتماعات دينية هنا في ولية أوكلهوما ،وبينما أنا أقوم بخدمة الشفاء للمرى،
شعرت بحدس داخلي -وعلمت بشهادة ذلك الدليل الداخلي أن أحد أولئك الذين إصطفوا أمامي به روح شرير.
هذا ل يعني أن الروح تلّبسه -فهذا شئ يختلف كليًا .فالتلّبس معناه أن الروح الشرير يسيطر على الشخص
بكامله -روحًا ونفسًا وجسدًا .لكن قد يكون في جسدك روح شرير دون أن يكون له السيطرة التامة عليك.
ل يقف الرابع في الصف مني وأدركت أن فيه شيطانًا ولكن لم أتفوه بشيء
بقيت أتطلع حولي فرأيت رج ً
مسموع.
عليك أن تدرك أن إبليس وإن كان يعلم بعض المور إل أنه ليس كلي المعرفة مثل ال .ولكن بسبب قوته
ل بعض العرافين التنبؤ بأحداث تقع بالفعل .كما قد يعرف
الخارقة تراه يعرف بعض المور .يستطيع مث ً
الشيطان بعض أفكار .كيف نعرف ذلك؟ لن قاريء الطالع كثيرًا ما يمكنهم قراءة فكرك وإخبارك بما يدور في
ذهنك ،وهم ل يفعلون ذلك بقوة ال.
قبل أن يخطو الرجل ليقف أمامي فكرت في نفسي" :سوف أخرج منه ذلك الروح الشرير" لم أقل شيئاً
مسموعًا ،بل هذا ما كان يدور في خلدي .وما أن جاء دور الرجل ووقف أمامي حتى بادر بالحديث قبل أن
أتفوه أنا بكلمة .لقد تحدث الشيطان من خلله في نغمة ثاقبة أشبه بالعواء .وكان الصوت يبدو وكأنه خارج
من أنفه ،فقال "ل يمكنك إخراجي! ل يمكنك إخراجي!"
فقال" :كل ،ل تستطيع .هذا الرجل يريدني أن أبقى .ومادام يريد بقاني فأنا أستطيع البقاء".
أرواح متدينة
بعد ذلك بعدة أيام ،رأيت هذا الرجل في الشارع ،فأوقفته وأدرت معه حديثًا .لم يكن الرجل مجنونًا ،بل كان
يتمتع بكافة قواه العقلية .وإذ تحدثت معه اكتشفت نوع الروح الذي كان فيه .لقد كان روحًا متدينًا .وعلى
الناس أن يدركوا بأنه يوجد مثل هذه الرواح .وهم يجعلون الناس يبدون متدينين للغاية ،والحقيقة أن هذا
الرجل كان فيه ثلثة أرواح شريرة .أما الروحين الخرين فكانا روح الخداع وروح الكذب.
كان الرجل يؤمن بخليط من الديان الشرقية مع بعض ما جاء في النجيل .ولكنه كان يميل بالكثر نحو الديان
الشرقية .وتحدثت معه في هذا فقلت" :هذه المعتقدان ل تستند على النجيل ول تتفق مع العهد الجديد".
ل" :إنجيل أم غير إنجيل ،فأنا أحب معتقدي هذا وسأظل عليه".
فأجابني قائ ً
قلت له" :في أي وقت تريد التخلص من هذه الرواح الشريرة تعال لزيارتي .ولكن طالما تريد أن تظل هكذا
فستبقى المور كما تريدها".
ل يسعك إل أن تمضي في حال سبيلك تاركًا الناس وشأنهم عندما يختارون نمطًا معينًا لحياتهم ويصّرون
عليه .فإذا أراد الناس العيش في الخطية فهذا إختبارهم .ولو أرادوا أن يتحرروا فلهم أيضًا أن يصيروا
أحرارًا .ولكن طالما رفضوا الحرية فل يستطيع ل المسيح ول أي شخص آخر أن يحررهم".
فل تستطيع ممارسة سلطانك على الشيطان بل تمييز مع أي شخص آخر .فأنت لك سلطان على حياتك
الخاصة ومع أفراد أسرتك .ولكنك ل تستطيع إخراج الشيطان من كل من تقابل في الطريق ،حتى وإن كان
ل ،لن لهم سلطان على حياتهم .أما إذا طلب الناس العون فيبقى هذا موضوع آخر.
الشيطان فيهم فع ً
من الغريب أنه حتى الممتلئين من الروح القدس يرفضون العون أحيانًا .ففي عام 1954كرزت لول مرة في
ولية أوريجون .بدأت كرازتي مساء يوم الحد إذ قدمت عظة إنجيلية .وفي مساء يوم الثنين وعظت عن
اليمان ،ثم أعلنت بأنه ستكون هناك خدمة للشفاء مساء يوم الثلثاء.
في تلك اليام كنت أجعل الناس يقفون في صف واحد سواء كانوا قد أتوا للحصول على الخلص أو معمودية
الروح القدس أو الشفاء .وكنت أخدمهم كل واحد في دوره وحسب حاجته الخاصة.
حين أتى دور إحدى السيدات ،كانت بصحبة زوجها الذي تولى الحديث نيابة عنها .ورغم أن السيدة لم تتحدث
إطلقًا ،إل أنني أستطعت من خلل النظر إليها أن أدرك بأنها لم تكن في صحة عقلية جيدة .قال الرجل إن
زوجته عصبية للغاية ،وإنها أمضت بعض الوقت في مستشفى للمراض العقلية.
دعني أوضح شيئًا هنا ،فأنت ل تمارس السلطان الروحي حبًا في الممارسة فقط وإنما ينبغي حصولك على
إظهار روح ال .ولهذا السبب يخفق الكثيرون ،إذ هم يحاولون التعامل مع الرواح الشريرة دون حصولهم
على كلم علم بحسب الروح القدس أو تمييز الرواح.
عندما تحدث إلي المسيح مرة عن الشيطان وعن الرواح الشريرة وعن الذين تلّبستهم الرواح الشريرة،
استخدم كمثال ،الجارية التي كان بها روح عرافة .لقد أتبعت تلك الجارية بولس وسيل في فيلبي" :أيامًا
كثيرة" ،وهي تصرخ قائلة" :هؤلء الناس هم عبيد ال العلي…" )أعمال .(18:16
سألني المسيح يسوع هذا السؤال" :أتعلم لماذا لم يتعامل بولس مع هذا الروح منذ اليوم الول؟".
قلت" :كل ،فأنا في الحقيقة ل أعلم ،ولطالما تساءلت عن هذا .لماذا لم يبادل بولس وهو رسول ورجل ال
وصاحب سلطان في إستخدام سلطانه على ذلك الروح الشرير منذ اليوم الول؟
قال يسوع" :كان عليه إنتظار الروح القدس! كان عليه أن ينتظر حتى يمنحه ال تمييزًا للرواح".
يمكنك أن تجعل الشيطان بهرب منك أو من بيتك في أي وقت ..وإذا كان شخص ما يقيم في بيتك أو على
أرضك ،فأنت لك سلطان عليه أيضًا .ولكنك متى ابتعدت عن حّيز سلطانك فللرواح الشريرة حق التواجد
هناك ،لن الشيطان هو إله هذا العالم.
هذا هو السبب الذي من أجله اضطر بولس أن ينتظر ليام كثيرة كي ينقذ الجارية التي كان بها روح عرافة.
فهو لم يأمر ذلك الروح أن يتركها في أول يوم اتبعتهم فيه .بل انتظر ،وعندما حان الوقت المناسب ،تحدث
إلى ذلك الروح فخرج منها.
عندما وضعت يدي على المرأة التي كانت في صف الشفاء ،لم أر أية أرواح ،ولكني حصلت على إعلن علم
بحسب الروح .لم يكن عندي في خدمتي وقتئذ موهبة تمييز الرواح ،ولكن كان عندي موهبة كلم علم بحسب
الروح .وعندما وضعت يدي عليها ،مر سجل حياتها أمامي فكأني أراه على شاشة تليفريون .وعلمت القصة
بكاملها.
فقلت لزوجها" :لن أقدم خدمة لها .خذها إلى غرفة القسيس وعندما ينتهي الجتماع ،سأصطحب القسيس
وأحدثكما معًا" .وهكذا أخذها ومضى.
ولدى عودتي إليهما بصحبة القسيس اكتشفت أن زوج السيدة كان شماسًا في تلك الكنيسة .فقلت له" :لقد
أردت حضور القسيس معنا كشاهد ويمكنه أن يخبرك بأنه لم يقل لي ول كلمة واحدة بخصوص زوجتك .وأنا
ل أعرف أحدًا على الطلق في هذه الولية فيما عدا هذا القسيس .كما لم يسبق لي رأيتك أو رأيت زوجتك
من قبل".
"سأخبرك لماذا لم أساعد زوجتك أمام الخرين .فعندما وضعت يدي عليها أيقنت في داخلي -إذ رأيت كل شئ
في لمح البصر -أن زوجتك استمعت مرة إلى كارز يقول بأن ال تحدث إليه بصوت مسموع ،فبدأت هي
تسعى لكي يكّلمها ال بصوت مسموع أيضًا.
إن ما فاتها إدراكه هو أن الكارز لم يقل بأنه كان يسعى كي يحدثه ال بهذه الطريقة -ولم يطلب إلى ال أن
يكلمه هكذا -بل كان بالحري ينتظر ال") .عندما ابدأ بالسعي لعلك تسمع صوتًا مسموعًا ما فإن الشيطان
سيستغل رغبتك هذه .فمن الخطأ اللجوء إلى هذه الوسيلة(.
ل" :وهكذا بدأت الشياطين تتحدث إليها ،وأخذت هي تسمع تلك الصوات التي دفعتها
واصلت حديثي معه قائ ً
إلى الجنون .لقد أخبرتني أنها كانت قد دخلت مستشفى للمراض العقلية مرة .ولكن الحقيقة هي أنها دخلت
إليها مرتين ،أليس كذلك؟"
قلت" :أخبرني ال ،كما أراني أيضًا أنك أخذت زوجتك إلى إجتماع للستشفاء ،ولم يستطع الكارز تحريرها
فثرت أنت عليه .ومن ثم رأيت ،في الروح ،أنك أخذتها إلى إجتماع أحد النبياء ،ولم يستطع هو أيضًا
تحريرها .وأنت الن غاضب عليه .ونظرا لنني ما كنت أستطيع تحريرها بأكثر مما استطاع الكارزين الولين
ي أيضًا .وهذا هو السبب الذي جعلني أمتنع عن خدمتها". فكان غضبك سينصب عل ّ
"سأخبرك الن لماذا لم يحررها الكارزين ولماذا ل أستطيع أنا أيضًا تحريرها .فهي ل تريد أن تتحرر .وطالما
أرادت سماع تلك الصوات فستظل تسمعها .وهي ليست مجنونة .بل أنها تسمع الن ما أقول".
وهنا استدرت نحوها وقلت" :والن أيتها الخت عندما تصلين إلى المرحلة التي ل تريدين فيها سماع تلك
ي وأنا أساعدك".
الصوات ،تعالي إل ّ
قد يقول قائل" :ربما أنها لم تدر ما كانت تتحدث عنه" .فلو أنها لم تعرف حقًا لكان ال قد أخبرني بذلك وكنت
سأعرف هذا الشيء أيضًا.
يقول النجيل بخصوص خدمة يسوع المسيح بأنه أخرج الرواح الشريرة بكلمته .ويقول النجيل أيضًا إنه
أخرجها بروح ال القدوس .إذًا لم ينطق المسيح بكلمته في معزل عن الروح القدس .أقرأ الصحاح الثاني
عشر من إنجيل متى فستجد كيف أن الفريسيين إتهما المسيح بأنه كان يخرج الشياطين ببعلزبول رئيس
الشياطين )آية .(24
ت أنت الروح ال أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت ال" )آية .(28
ل" :إن كن ُ
أجابهم يسوع قائ ً
نعرف من كلمة ال أن لنا سلطان روحي .ولكن علينا أن نعتمد على الروح القدس كي يساعدنا في إستخدام
هذا السلطان للخدمة .فنحن ل نستطيع ذلك من ذواتنا .وكما ذكرت آنفا ،بأنه إذا هاجمني إببليس ،فلي سلطان
عليه لن لي سلطان على حياتي .وأستطيع أن أنتهره فيترك بيتي على الفور .ويمكنني أيضًا السيطرة على
حالت معينة طالما كان الناس المعنيين معي.
على سبيل المثال ،رافقني مرة زميل قسيس من مدينة فورت ورث بولية تكساس إلى اجتماعات دينية في
ي أن أعظ هناك .كان زميل هذا يعاني من مرض السكر على مدى سنوات طويلة. ولية كاليفورنيا ،إذ كان عل ّ
ل للبول كل صباح ليقرر جرعة النسولين التي يحقنها لنفسه ذلك اليوم.
وكان عليه أن ُيجري فحص ً
وإذ حاولت أن أعلمه درسًا في اليمان ،استدرت نحوه بينما كنا نغادر المنزل وقلت" :لن يسجل الفحص أي
أثر للسكر طالما كنت معي".
فقد كان بمقدوري السيطرة على هذا المرض طالما كان القسيس معي -ضمن حدود سلطاني .ولكني لم أكن
أستطيع ذلك لو كان بعيدا عني .فكان لزمًا علي أن أدربه كي يستخدم سلطانه الروحي لنفسه.
ي وكأنه ل يصدق ما أقوله .ولكن على مدى السبوعين اللذين قضاهما معي ،لم يسجل الفحصنطر زميلي إل ّ
أي إرتفاع في نسبة السكر ،رغم أن زميلي كان يتناول الحلوى والكعك.
كان يقول" :ل بد نسبة السطر ستكون مرتفعة عندي اليوم" .ولكن كان بعد أن يجري الفحص ول يجد شيئًا
يقول" :هذا أمر لم أشهد له مثيل في حياتي من قبّل"! وقد أخبرني فيما بعد بأنه عندما عاد إلى منزله لم
يسجل الفصح أي إرتفاع آخر للسكر إل بعد ثلثة أيام من عودته.
لقد استطعت أن أمارس سلطاني على هذا المرض .ومع أني سيطرت على قوة المرض الخفية لكني لم أستطع
السيطرة على إرادة القسيس .استطعت أن أسيطر على المرض طالما كان القسيس معي .حاول إقناعه بأن
باستطاعته ممارسة نفس السلطان ،ولكنه لم يفدر أن يدرك أخيرًا سلطانه الروحي) .فبعضنا نحن الكارزين
نتميز بالبطء( .لو كان بمقدروي أن أبقى مع الناس عىل الدوام لستطعت مساعدتهم أيضًا بهذه الطريقة.
ي ذلك لضيق الوقت.
ولكن يتعزر عل ّ
منذ سنوات ،عندما قّيد الشيطان أخي الكبر ،قلت" :أيها الشيطان إني باسم يسوع المسيح أحطم قوتك عن
حياة أخي ،وأطلب بتحريره وخلصه!" وفي غضون أسبوعين تقريبًا قبل أخي خلصه .وقد كنت أحاول ولمدة
خمس عشرة سنة أن أجعله يقبل الخلص ،ولكني فشلت في كل محاولتي .ولكن الن عندما اتخذت هذا
الموقف ومارست سلطاني الروحي كمؤمن ،نجحت في ذلك.
سمعني بعض الناس وأنا أحكمي قصة أخي هذه ،فقالوا إنهم سيجربون طريقتي ليروا ما مدى فاعليتها.
ولكني علمت بأنهم لن ينجحوا لني لم أجرب هذه الطريقة بل مارستها بالفعل فنجحت.
يقول المؤمنون أحيانًا بأنهم سيجربون أمرًا ما لنه أتى بمفعول جيد مع شخص آخر .فلو درسوا كلمة ال
ولبسوا لنفسهم سلح ال الكامل وما تعلمه كلمة ال من سلطان لعملت النجيل فيهم بنجاح وكانت فعالة.
ولكنهم لو حاولوا تطبيق كلمة ال فقط دون ترسيخهم كأساس ثابت ،عندئذ سيهزمهم إبليس شر هزيمة.
إنك ستهزم الشيطان في المعركة فقط إذا كان فيك أساس مبني على كلمة ال وكنت تضع أساس كلمة ال هذا
موضع التنفيذ.
عندما يتواجد الناس في مكان يكون اليمان فيه في ذروته -حيث يكون هناك مقدار كبير من اليمان -وحيث
تكون مواهب الروح القدس نشطة في عملها -يكون من السهل نسبيًا أن ينالوا الشفاء .وهذا ما يحدث في
الجتماعات الكبيرة -وقد رأيت هذا يحدث خلل الجتماعات النجيلية المعروفة التي عقدت خلل نهضة
الشفاء بين العوام .1958 - 1947
ولكن ،عندما يعود هؤلء الناس ليعتمدوا على أنفسهم ،يأتي الشيطان ويضع عليهم أعراضًا كاذبة .ولن ل
ل .لهذا
أساس لهم في اليمان ،تراهم يقبلون ما وضعه عليهم فيرجع إليهم نفس المرض الذي كان فيهم أص ً
السبب نرى أناسًا وقد تحرروا من الرواح الشريرة أو المراض أو أشياء أخرى كثيرة ،ولكن حين تراهم
ثانية إذا بهم قد عادوا إلى حيث كانوا.
ل".
قد يقول قائل" :على أية حال ،فهم لم يكونوا قد حصلوا على الشفاء أص ً
ل؟ لو لم
شفى فع ً
ولكن كيف لرجل مشلول ُمقعد أن يمشي -وهو لم يكن قد مشى في حياته -لو لم يكن قد ُ
يكن هذا شفاء ،فما هو إذًا؟ كيف لرجل أعمى أن يبصر -علمًا بأنه لم يكن يرى شيئًا من قبل؟ وكيف لرجل
أصم أن يسمع -علمًا بأنه لم يكن يسمع أي صوت من قبل؟ نعم ،لقد رأيت هذه الحالت تحدث أمامي حقيقة.
لقد نال كل هؤلء الشفاء وكانوا على خير ما يرام حتى وصلوا إلى بيوتهم .لكن بعد أسبوعين أو ثلثة اختفى
شفاؤهم .فلماذا خسروا شفاءهم؟ لنهم لم يعرفوا سلطانهم .لم يعرفوا كيف يتمسكوا بما عندهم ولهذا لم
يحاولوا ممارسة السلطان بأنفسهم .وحاى لو كانوا قد حاولوا قول شئ فقد قالوا الشيء الخطأ.
رأيت ضحايا شلل الطفال وقد شفوا بالتمام -استقامت أقامهم وأرجلهم -لكن في غضون عشرة أيام خسروا
شفائهم.
أذكر سيدة كانت ،على مدى ثلث سنين ،طريحة الفراش بسبب داء إلتهاب المفاصل .كانت ممددة في فراشها
شفيت هذه السيدة على الفور فقامت وأخذت تمشي .لم يستطع طبيبها أن يجد أثرًا
متصلبة كلوح من الخشبُ .
للتهاب المفاصل في جسمها .لكن بعد ستة أسابيع عادت وتصّلبت كلوح من الخشب مرة أخرى .فلماذا فقدت
هذه السيدة شفاءها؟
يقول البعض" :هذا تنويم مغناطيسي!" فهل المر كذلك؟ كل ،فإذ يأتي الناس في محضر ال حيث تنشط
مواهب الروح القدس ،يكون من السهل حصولهم على الشفاء .ولكن إذ يعودوا على أنفسهم ،يكونوا عاجزين
عن التصرف!
لهذا السبب يحتاج الناس إلى من يعّلمهم كلمة ال وحقوقهم وامتيازاتهم كمؤمنين .عندئذ سيمكنهم ممارسة
السلطان لنفسهم ضد الشيطان والمراض والظروف.
إخراج الرواح الشريرة
يفرق كلمة ال بين إخراج الشياطين وبين شفاء المرضى .كثيرًا ما ل تستجيب حالة الناس الجسدية للصلة
ووضع اليدي ،لتعلق المر بوجود روح شرير.
هذا ما حدث بالنسبة لسيدة معمدانية في ولية "نيو أورلينز" .كانت السيدة تعاني من إضطراب عقلي حاد،
وكانت محتجزة في مؤسسة إجتماعية .وفي ذات يوم زارها صديق لي ،قسيس معمداني ،كان قد قبل معمودية
الروح القدس -ليصّلي لجلها .فأخرج منها سبعة شياطين ،وتعافت السيدة على الفور.
ترك هذا الحدث تأثيرًا واضحًا وقويًا على أستاذ جامعي كان ُملمًا بحالة تلك السيدة وكان يستعمل حالتها
كإيضاح في محاضراته .فدعا الستاذ ذلك القسيس المعمداني كي يناقش معه ما حدث.
ونتيجة لتلك الزيارة ،نالت زوجة الستاذ معمودية الروح القدس .أما عن الستاذ نفسه فلم يكتف بالسعي
وراء المتلء بالروح القدس فقط بل ضّمن في محاضراته حقيقة أن للرواح الشريرة تأثيرًا كبيرًا على الناس
أكبر مما كان معتقدًا.
في الخمسينات من هذا القرن العشرين ،وقف أحد أعضاء الكنيسة في صف الشفاء طالبًا الصلة لجل شفائه
في أحد الجتماعات التي كنت أعقدها .أدركت وقتها أن روحًا شريرًا كان في جسد هذا الرجل .لقد سبق لهذا
الرجل أن خضر في كل إجتماع ديني من الجتماعات النجيلية المعروفة للشفاء .لكنه لم يحصل على الشفاء
لن المر لم يكن يتعلق بالشفاء بقدر ما كان يتعلق بمواجهة ذلك الروح الذي كان يتسّلط عليه ،والتعامل مع
ذلك الروح أوًل.
وفي صلتي من أجله ،أوضحت المر للحاضرين يقولي" :لم يتلّبس الشيطان جسد هذا الرجل وإنما يتسلط
عليه فقط .وسأعطيكم إيضاحًا لذلك :لنفترض أنك تسكن في بيت شيد منذ حوالي مائة سنة ،ثم جاء أحدهم
ليقول لك هذا البيت مليء بالنمل البيض .فل يعني قوله هذا إنك أنت مليء بالنمل البيض.
فجسدك هو البيت الذي تسكنه .ولو أنك عملت بالحتياطات اللزمة لمكنك إبقاء النمل لعيدًا عن بيتك -
والرواح الشريرة بعيدًا عن بيتك الجسيدي ،فهي لن تتواجد إذا إتخذت الحتياطات الوقائية الصحيحة.
استمعت مرة إلى طبيب نفساني مملوء بالروح القدس ،كان يكّرس وقتًا خاصًا للعمال الخيرية في مستشفيات
المنطقة التي يعيش فيها .وفي إحدى المصحات العقلية قرر أن ُيجري تجربة على رجل لم يتحدث على
الطلق على مدى ثلث سنوات .كان الرجل يجلس كالتمثال محملقًا أمامه مباشرة دون أن تظهر على وجهه
أية تعابير.
ت" :إن كانت توجد أرواح شريرة فأنا أنتهرها وأمر كل منها
قال الطبيب" :وضعت يدي عليه كل يوم وقل ُ
بالخروج من هذا الرجل باسم الرب يسوع المسيح".
وإن لم يتواجد أطباء آخرين حوله ،كان ذلك الطبيب يضع يديه على المريض ويصلي عليه بالسنة بصوت
مرتفع لمدة خمس دقائق في اليوم .أما في حالة تواجد غيره من الطباء كان الطبيب يلجأ إلى الحكمة فيصلي
بصمت لنه كان يعلم أنهم لن يفهموا ما يقوم به.
وفي غضون عشرة أيام أخذ المريض يتحدث ،ثم بعد ثلثين يومًا أرسل إلى بيته لنه كان قد شفى تمامًا .وقد
ساعد الطبيب مرضى آخرين أيضًا .إن ال يكرم اليمان ،وروح ال يعرف كيف يصلي لنه هو مبدع الصلة.
ينبغي علينا أن نعتمد كليًا على روح ال لنعرف إذا كانت هناك أرواح شريرة متواجدة ،ولنعرف كيف نتعامل
معها .فنحن بدون روح ال القدوس وكلمته المقدسة .ل تكن مجرد رجل كلمة ال بدون الروح ول تكن أيضًا
رجل الروح القدس بدون كلمة ال .يحاول الكثيرون العتماد على كلمة ال وتطبيقها بعيدًا عن روح ال .كلن
ينبغي العتماد على الثنين لن الروح وكلمة ال يتطابقان.
ل حاجة بك للتعامل مع روح شرير في كل حالة شفاء تقابلك .لكن لو اضطررت لذلك فسُيظهر لك الرب ما
ينبغي فعله ،وسيخبرك إن كان هناك روح شرير متواجد ،لن ال عالم بكل شئ .فأنا أطيع ال بما ل يقول
بقدر ما أطيعه ما يقول لي .فإن لم يقل لي شيئًا بخصوص الروح الشرير فل أحاول التعامل مع روح شرير،
بل أواصل في تقديم خدمة الشفاء للشخص المريض.
ولكن الغريب في المر هو أن روح ال قد يقودني أحيانًا لقدم خدمة الشفاء لحالة ما ثم في حالة أخرى
مطابقة يطلب مني أن أتعامل مع الروح الشرير .هذا ما ل أفهمه .لكن أعلم عن إختبار أنها طريقة ناجحة
وفعالة .ل يمكنك الحكم على حالة ما بمقارنتها مع حالة أخرى مماثلة.
يحتاج كل اليائسين الضعفاء إلى العون .وقد تستطيع أحيانًا أن تحملها على أجناحة إيمانك .ولكن هناك من
حصلوا على معرفة كافية وقبسًا من النور ،فهؤلء عليهم أن يسيروا في ضوء ما تعلموه .وقد ينال البعض
نورًا أكثر من غيرهم فعلي قدر ما عرفوا على قدر ما يطلب منهم.
يمكنك التحرر من الضيقات والعذاب الذي قد يصيب جسدك وعقلك .ويمكنك ممارسة سلطانك الروحي على
الخرين طالما كانوا موجودين معك .بمقدرورك ممارسة سلطانك على كافة القوى غير المنظورة.
متى تعلمت كيف تمارس سلطانًا روحيًا سيكون عندئذ سلطانك فعاًل في بيتك أيضًا .قد سمعت عن نساء
كثيرات مارسن سلطانهن الروحي عندما كان أزواجهن غير المخلصين يودون إلى البيت وهم يجادلون
ويتشاجرون .كانت النسوة قد تعلمن كيف ينتهربن بصمت وهدوء الرواح الشريرة الكامنة خلف هذه
المواقف ،ويطالبن بالسلطان عليها -فكانت المواقف المختلفة تتغير تمامًا.
تعلمت أنا أيضًا أن أمارس سلطاني بنفس الطريقة عندما كان يثور علي بعض أقاربي بينتابهم غضب عارم.
كنت بكل بساطة أمارس السلطان على تلك المواقف .وكانوا ُيدركون حين كنت أفعل ذلك ،لنهم كانوا ينظرون
ي وأمارات الفزع بادية على وجوههم ،فكانوا يصححون موقفهم على الفور ،ومع ذلك فأنا لم أمارسإل ّ
السلطان على إرادتهم بل على الروح الذي جهلهم يتصرفون هكذا.
أخبر المسيح تلميذه مرة أنه ذاهب إلى أورشليم ليتألم كثيرًا ويموت .ولما اعترض بطرس على ذلك انتهره
ل" :اذهب عني يا شيطان…" )متى .(23:16 المسيح على الفور قائ ً
لم يقل المسيح أن بطرس هو الشيطان ،بل كان بالحري يظهر أن بطرس قد وقف إلى جانب الشيطان بالشك
وعدم اليمان .فقد ينصاع المسيحيون ضد أمثال هذا الروح.
يقول النجيل أيضًا بأننا نستطيع ممارسة السلطان ضد الخوف -حتى الخوف الذي في حياتنا الخاصة .علينا
أن ندرك ذلك .ومع هذا فنحن ل يمكننا دائمًا ممارسة السلطان على الخوف في حياة شخص آخر .وفي
إختباراتي الخاصة ،استطعت السيطرة على الخوف كالما كان الشخص المعنى معي ،ولم يكن كيف يعرف كيف
يصمد أمامه.
تقول الية في 2تيموثاوس " :7:1لن ال لم يعطنا روح الخوف بل روح القوة والمحبة والنصح" .لحظ
هنا أن النجيل يسمى الخوف روحًا -روح الخوف .لقد أعطانا ال روح القوة والمحبة والنصح.
لقد مارست سلطاني على الدوام ضد الخوف والشك -حتى حين كنت قسيسًا معمدانيًا شابًا .فعندما أجرب لن
أشك ،كنت أقول "أقاومك أيها الشك باسم يسوع المسيح" .وأنت متى فعلت ذلك سيتركك كل شك وخوف.
كان في ولية "تكساس" خادم للنجيل ينتمي إلى الحركة الخمسينية ويسكن بجوار منزل رجل شرطة .وكان
رجل الشرطة ينتمي إلى طائفة تعارض بشدة التكلم بألسنة.
نجح خادم النجيل في دعوة رجل الشرطة لزيارة كنيسته .وبعد الزيارة طلب رجل الشرطة مازحًا من خادم
النجيل أن يصحبه لزيارة طلب رجل الشرطة مازحًا من خادم النجيل أن يصحبه لزيارة كنيسته هو.
قرر الخادم قبول الدعوة لن رجل الشرطة أخبره بأن قسيس الكنيسة سيتحدث عن موضوع التكلم بألسنة.
خلل الوعظة ،لم يستند القسيس على النجيل بل أخذ يسرد قصصًا مختلفة ،قال إنه سمعها تحدث مع الذين
يتكلمون بألسنة .ثم ابتدأ بتقليد المتكلمين بألسنة .فإذ سمع خادم النجيل ذلك سيطر بسلطانه على الموقف.
فتوقف القسيس المتحدث فجأة وشحب وجهه وجلس دون أن ينهي عظته.
في الليلة التالية اعتذر الواعظ لنه تحدث عن أمر لم يكن يعرف عنه الكثير .قال بأنه شعر وكأن ال أوقفه،
وأضاف أنه من الفضل ترك المور وشأبها عندما ل نعرف الكثير عنها.
قاوموا إبليس
كثيرًا ما ندرك أن بعض التجارب المعينة في حياتنا هي من عمل الشيطان ،فنصرخ إلى ال كي ينتهره عنا
ويغير ظروفنا .ولكن ،تهيب بنا كلمة ال أن ننتهي نحن الشيطان بأنفسنا .وتقول الية في يعقوب 7:4
"قاوموا إبليس فيهرب منكم" .إن السلطان ضد إبليس هو من حقنا والمسؤولية في ذلك تقع على عاتقنا.
إذا قاومنا إبليس فإنه سيهرب منا .ل يقول النجيل" :استعن بشخص آخر ليقاوم عنك إبليس" .بل تحضنا
نحن أن نقاومه .يجلس العديد منا في إسترخاء منتظرين أن يفعل المسيح شيئًا بينما المفروض علينا نحن
مقاومة إبليس .لماذا؟ لننا نمتلك السلطان لفعل هذا )لكننا دائمًا نريد أن ينجز غيرنا المهمة المفروضة
علينا(.
بالطبع ،سيكون فيما بيننا دائمًا من هم أطفال في اليمان ،وعلينا أن نحملهم على أجنحة إيماننا .لكن ينبغي
على البعض منا أن ينمو بالقدر الذي يمكنهم من مساعدة أولئك الطفال ،وعدم ترك المسؤولية على القسيس
كي يقوم هو بكل شئ.
قد تسود الظروف علينا لننا نسمح لها بذلك .تقول الية في متى " 18:18الحق أقول لكم كل ما تربطونه
على الرض يكون مربوطًا في السماء ،وكل ما تحلونه على الرض يكون محلوًل في السماء".
ونقول ترجمة إنجليزية أخرى للنجيل "كل ما ترفضون السماح به الرض ُيرفض السماح به في
السماء…".
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries
,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth .
للتصال بنا أو لية تساؤلت أو أراء نرحب بكتابتكم في صفحة أتـصـل بـنـا أو على البريد اللكتروني )يمكنكم الكتابة باللغة
العربية أو باللغة النجليزية( contactus@lifechangingtruth.org :