‫الرجاء المبارك‬

‫و‬
‫مستقبل العالم‬

‫إعداد‬
‫طمعت فكري‬

‫‪-1-‬‬
 ‫الكتاب‪ :‬الرجاء المبارؾ كمستقبؿ العالـ‪.‬‬
‫المؤلؼ‪ :‬طمعت فكرم‪.‬‬
‫طبعة أكلى‪.1998 :‬‬
‫طبعة ثانية‪.2009 :‬‬
‫المطبعة‪ :‬دار يكسؼ كماؿ لمطباعة‪.‬‬
‫إخراج فني كتصميـ الغبلؼ‪ :‬شركة شادك جرافيكس‪ .‬ت‪.226734875:‬‬
‫رقـ اإليداع‪98/8041 :‬‬
‫ترقيـ دكلي‪779-6263-9 :‬‬

‫يطمب مف المكتبات المسيحية كالناشر األخ ‪ /‬طمعت فكرم‬

‫ص‪ .‬ب‪ 253 .‬السرام – اسكندرية‪.‬‬
‫ت‪0123695072 – 0122329343 :‬‬
‫‪USA: (001) 630-2908-166.‬‬
‫‪AUS: (006) 12-9642-1527.‬‬
‫‪E-mail: talaatfikry@yahoo.co.uk‬‬

‫‪-2-‬‬
 ‫كهًخ انتقذٌى األٔنى‬

‫محرر دائرة المعارؼ الكتابية‬

‫‪-3-‬‬
-4-
 ‫كهًخ تقذٌى األخ انشٍد ثذٌغ آرتٍٍ‬

‫ىـ ف ًـ ف أكالد اهلل ال يتأكد أف مجيء الرب الثاني قد اقترب جدان؟ إف‬
‫اليقيف بذلؾ الرجاءأصبح كاضحان في كؿ دكائر المسيحية‪.‬‬
‫مف خبلؿ صفحات كممة اهلل المكتكبة كالفاحصة لقمكب الجميع نسمع‬
‫ثانية ألخذ‬ ‫ثبلثة أصكات كرد فعؿ ليذا الرجاء المبارؾ‪ ،‬أم مجيء الرب‬
‫كنيستو الحقيقية مف العالـ الحاضر‪.‬‬
‫(‪2‬بط‪)3:3‬‬ ‫"أيف ىك مكعد مجيئو"‬ ‫الصكت األكؿ‪:‬‬
‫(لك‪)45:12‬‬ ‫مبطئ قدكمو"‬‫"سيدم ي‬ ‫الصكت الثاني‪:‬‬
‫(رؤ‪)20:22‬‬ ‫الصكت الثالث‪" :‬نعـ آميف تعاؿ أييا الرب يسكع"‬
‫"قكـ مستيزئكف " كما م ً‬
‫طؿؽ عمييـ الكتاب‬ ‫فالمجمكعة األكلى ىـ‬
‫ي‬
‫المقدس‪.‬‬
‫المجمكعة الثانية يمثميـ العبد الردمء‪.‬‬
‫أما الثالثة فمساف حاليـ‪" :‬نفسي تنتظر الرب أكثر مف المراقبيف الصبح "‬
‫(مز‪.)6:130‬‬
‫تعممنا كممة اهلل أف فداء نفكسنا تحقؽ لنا بالنعمة "الذم فيو لنا الفداء‬
‫ي‬
‫بدمو غفراف الخطايا حسب غنى نعمتو" (أفسس‪.)7:1‬‬
‫كما أف فداء أجسادنا سيتحقؽ لنا جميعان بالنعمة "نحف الذيف لنا باككرة‬
‫الركح ‪ ..‬متكقعيف التبني فداء أجسادنا" (رك‪" )23:8‬ألف الذيف بررىـ فيؤالء‬

‫‪-5-‬‬
 ‫مجدىـ أيضان" (رك‪.)30:8‬‬
‫إال أف ىذا الرجاء المبارؾ مف شأنو أف يجعمنا طاىريف عمميان‪ ،‬مكتكب‬
‫(عمميان ) كما ىك طاىر "‬ ‫"كؿ مف عنده ىذا الرجاء بو يطير نفسو‬
‫(‪1‬يك‪.)3:3‬‬

‫‪-6-‬‬
 ‫يقذيخ انطجؼخ األٔنى‬

‫‪ ،‬سكاء لمعالـ‬ ‫لمشعكر باإل حتياج الشديد لمعرفة األحداث المستقبمية‬

‫المادم؛ أك عالـ البشر ‪ ،‬بما فيو مف مؤمنيف حقيقيف كخطاة بعيديف ‪ ،‬كبعد‬
‫التساؤالت الكثيرة كالمتعددة كالمتباينة مف األحباء الذيف نقابميـ‪ ،‬كنجدىـ في‬
‫حيرة شديدة ‪ ،‬إذ تبدك عمييـ عبلمات اإل ستفياـ قبؿ أف يتفكىكا بو ا‪ .‬منيـ‬
‫ىـ ف ىك يـ رتعب كمتألـ ‪ ،‬كمنيـ ىـ ف يريد أف متعمـ أكثر ‪ ..‬ككذلؾ ىـ ف ىك‬
‫تعرض عميو مف مصادر مختمفة‪ ،‬بسبب تضارب‬ ‫حائر بسبب إجابات كثيرة ي‬
‫دت بعد الصبلة كطمب كجو الر ب كرغبة البعض‬
‫التعاليـ التي حكلنا ‪ .‬ك ىج ي‬
‫الذيف طمبكا مني أف أكتب عف أىـ مكضكع حيك م مستقبؿم يخص العالـ‬
‫ترل ىؿ‬
‫بجميع فئاتو كأجناسو ‪ ،‬أال كىك مكضكع الرجاء كمستقبؿ العالـ ‪ .‬ي‬
‫األحداث التي حكلنا مف مجاعات كأكبئة كزالزؿ كفقر كمشكبلت اقتصادية‬
‫كعائمية كاجتماعية كسياسية ‪ ،‬كعدـ استقرار ك‪ ..‬ك‪ ..‬ىي مؤشرات لنياية‬
‫العالـ ؟ كما أسأؿ ‪ :‬ىؿ تنتو م حياة كؿ البشر بالمكت ؟ أـ سيظؿ البعض‬
‫ترل ما ىك مصير األحياء عند مج مء الرب ؟ ماىك مصير األطفاؿ‬
‫حي؟ ي‬
‫ان‬
‫الذيف ال يعرفكف شماليـ مف يمينيـ ؟ كذلؾ ما قم نياية الذيف انتيت‬
‫حياتيـ في العصكر الماضية ؟‪ .‬أسئمة كثيرة نثؽ في إلينا ككممتو ا لحية أف‬
‫نجد فييا ردان عف كؿ تساؤؿ يدكر في أذىاننا ‪ .‬كمف جانبنا عمينا أف نككف‬
‫و‬
‫بكداعة‬ ‫مستعديف دائـ ان لمجاكبة كؿ ىـ ف يسألنا عف سبب الرجاء الذم فينا‬

‫‪-7-‬‬
 ‫و‬
‫كخكؼ ‪ .‬سائميف إلينا أف يستخدـ كممتو لئلت ياف بنفكس كثيرة لممخمص ‪.‬‬
‫ليتمتعكا بالراحة الحقيقة مع العيشة النقية ‪ ،‬لكى يتمجد ربنا يسكع المسيح ‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫كنصمى لمرب أف يكافئ األحباء الذيف راجعكا ىذا الكتاب المتكاضع‬
‫كليستخدمو الرب بركة لكؿ قارئ‪.‬‬
‫آميف‬

‫طمعت فكري‬

‫‪-8-‬‬
 ‫يقذيخ انطجؼخ انخبٍَخ‬

‫نعـ إف كممة اهلل حية كفعالة (عب‪ )12:4‬كليس ذلؾ فقط بؿ ىي سراج‬
‫كنبراس لمطريؽ الذم نسير فيو كألنو مكتكب "مخبر منذ البدء باألخير كمنذ‬
‫القديـ بما لـ يفعؿ " (إش‪ )10:46‬لذلؾ لـ نفاجأ إطبلقان بما يحدث في‬
‫فيف سكاء‬
‫عالمنا الحاضر بؿ في أيامنا األخيرة مما نعيشو كنشاىده ك مؤثر ا‬
‫إيجابيان كباألحرل انتشار كممة اهلل في جميع أنحاء العالـ بالكسائؿ المرئية‬
‫كالمقركءة كالمسمكعة عبر الكتب كالمجبلت كاإلذاعات كالفضائيات كشبكة‬
‫اإلتصاالت الدكلية (اإلنترنت) مما جعؿ كثيركف يرجعكف إلى المخمص مف‬
‫‪ .‬عدا ذلؾ مف أحداث‬ ‫خمفيات كثيرة كيقبمكنو مخمصان شخصيان لحياتيـ‬
‫كتغيرات جغرافية كاجتماعية كسياسية ‪ .‬منيا اتحاد دكؿ أكركبا المشت ركة‬
‫كالعممة المكحدة (اليكرك ) كاإلعداد السريع لظيكر ممؾ الجنكب كذلؾ ممؾ‬
‫الشماؿ ‪ .‬كببلد تترؾ "صؼ ‪ "4:2‬كبمداف تخرب (إش‪" )1:33‬كعظماء‬
‫ا االكتئاب‬ ‫يحرقكف " (زؾ‪ )1:11‬كتيراؽ ركح بعض البمداف كيزداد فيو‬
‫(إش‪ )19‬عدا ذلؾ انتشار األمراض كاألكبئة ككثرة الحركب كالغبلء‬
‫تأث انر باألزمات االقتصادية كىذا ال شؾ‬
‫كالمجاعات كانحدار القيـ كالمبادئ ي‬
‫مؤشرات لقرب النياية – عزيزم‪..‬‬
‫باقي ايو‪ ..‬مستني ايو‪!!..‬‬
‫طمعت فكري‬

‫‪-9-‬‬
- 10 -
 ‫انًحتٌٕبد‬

‫()‬ ‫تقديـ‬
‫()‬ ‫مقدمة‬

‫()‬ ‫الباب األول‪ :‬الرجاء المبارك‬

‫()‬ ‫الفصؿ األكؿ‪ :‬الرجاء كمعفاه‬
‫()‬ ‫الفصؿ الثافم‪ :‬أكصاؼ الرجاء‬
‫()‬ ‫الفصؿ الثالث‪ :‬كيفية تحقيؽ الرجاء‬
‫()‬ ‫الفصؿ الرابع‪ :‬كاجبات المنتظريف‬
‫()‬ ‫الفصؿ الخامس‪ :‬ماذا بعد االختطاؼ‬

‫()‬ ‫الباب الثاني‪ :‬مستقبل العالم ومصيره‬

‫()‬ ‫الفصؿ األكؿ‪ :‬أحداث األسبكع األخير‬
‫()‬ ‫م‬
‫الفصؿ الثافم‪ :‬مصير المسيحية اإلسـ ة‬
‫()‬ ‫الفصؿ الثالث‪ :‬كرسم المسيح‬
‫()‬ ‫الفصؿ الرابع‪ :‬عيرس الخركؼ‬
‫()‬ ‫الفصؿ الخامس‪ :‬ظيكر الرب كالحكداث المرتبطة بو‬

‫‪- 11 -‬‬
‫()‬ ‫الم لك األلفي‬
‫الباب الثالث‪ُ :‬م‬
‫()‬ ‫الـ لؾ‬
‫الفصؿ األكؿ‪ :‬يـ سميات ي‬
‫()‬ ‫الفصؿ الثافم‪ :‬دائرة ممككت اهلل‬
‫()‬ ‫الفصؿ الثالث‪ :‬األحكاـ اإلليية كمكافأة األمناء‬
‫()‬ ‫لمـ لؾ في دائرتيو‬
‫الفصؿ الرابع‪ :‬الصكرة اؿتكضيحية ي‬
‫الفصؿ الخامس‪:‬‬
‫()‬ ‫النيائ كدينكنة إبميسكالدينكنةاألخيرة كاحتراؽ األرض‬
‫اإلرتداد م‬

‫()‬ ‫الباب الرابع‪ :‬الحالة األبدية‬

‫()‬ ‫الباب الخامس‪ :‬أسئمة واستفسارات ىامة وإجابات موجزة‬

‫‪- 12 -‬‬
 ‫انجبة األٔل‬
‫انزجبء انًجبرك‬

‫الفصل األول‪ :‬الرجاء كمعناه‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أكصاؼ الرجاء‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬كيفية تحقيؽ الرجاء كيؼ كمتى يأتم الرب يسكع‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬كاجبات المنتظريف‪.‬‬

‫األرضية‬
‫‪.‬‬ ‫الخمفي الكتابية لمشعكب‬
‫الفصل الخامس‪ :‬ماذا بعد االختطاؼ ك ة‬

‫‪- 13 -‬‬
- 14 -
 ‫الباب األول‬
‫الرجاء المبارك‬
‫الفصل األول‪ :‬الرجاء ومعناه‬

‫ترتكز الحياة المسيحية عمى ثبلث دعامات أساسية ىي‪:‬‬

‫اإليماف كالرجاء كالمحبة ‪ .‬كىذا كاضح مف أقكاؿ الرسكؿ بكلس ‪" :‬أما‬
‫االنف فيثبت اإليماف كالرجاء كالمحبة" (‪1‬كك‪ )13:13‬كاذ نرجع إلى كثير مف‬
‫الفصكؿ الكتابية ‪ ،‬نجد ىذه الحقيقة الياـ ة ‪ ،‬كنكتؼم لئليضاح بما ىك ىرد في‬
‫إنجيؿ يكحنا ‪ ،‬كبالتحديد بعض األعداد مف أصحاح ‪ 12‬إلى أصحاح ‪ 14‬إذ‬
‫نجد ىذه الحمقات الثبلث الياـ ة كما يمى‪:‬‬
‫أووً‪ :‬في يكحنا ‪" 24:12‬اؿحؽ الحؽ أقكؿ لكـ ‪ :‬إف لـ تقع حبة الحنطة‬
‫في األرض كتمت فيى تبقى كحدىا‪ .‬كلكف إف ماتت تأتم بثمر كثير " كىنا‬
‫نجد إشارة كاضحة لمكت كقيامة الرب يسكع المسيح ‪ .‬كىذا األمر يتطمب‬
‫اإليمان مف جانب اإلنساف الخاطم‪ ،‬إذ بفضؿ نعمة اهلل يناؿ الحياة األبدية‪،‬‬
‫ككؿ ما عميو ىكأف ينظر باإليماف إلى الرب يسكع الذم مات ألجمو عمى‬
‫الصميب كقاـ ألف "الذم يؤمف باإلبف لو حياة أبدية " (يك ‪" .)36:3‬ألنكـ‬
‫‪ .‬ىك عطية اهلل ‪ .‬ليس مف‬ ‫بالنعمة مخمصكف باإليماف كذلؾ ليس منكـ‬
‫أعماؿ كيبل يفتخر أحد" (أؼ‪.)8:2‬‬

‫‪- 15 -‬‬
 ‫ثانياً‪( :‬يكحنا ‪" )4-1:13‬أما يسكع ‪ ...‬إذ كاف قد أحب خاصتو الذيف‬
‫في العالـ أحبيـ إلى المنتيى ‪ ...‬يسكع ‪ ...‬قاـ عف العشاء كخمع ثيابو كأخذ‬
‫منشفة كاتزر بيا " في ىذا المشيد نرل صكرة ىاـ ة لمشفاعة الـ ـ َّث‬
‫ثلة في‬ ‫يى‬
‫غسؿ األرجؿ لمتنقية (أؼ‪" )26:5‬لؾم يقدسيا مطير ان إياىا بغسؿ الماء‬
‫بالكممة" (‪1‬يك‪" )1:2‬إف أخطأ أحد فمنا شفيع عند اآلب يسكع المسيح البار "‬
‫كىذا ما يحدث في مسيرنا اآل ف‪ ،‬فيك كاضح مف المحبة المتأنية كالمترفقة‬
‫حالي‪.‬‬
‫ان‬ ‫بنا‬
‫ثالث‪ :‬أما في (يك ‪ )4-1:14‬فيقكؿ الرب ‪" :‬ال تضطرب قمكبكـ ‪ ...‬ؼم‬
‫اً‬
‫إلي حتى حيث أككف أنا‬‫بيت أبم منازؿ كثيرة ‪ ...‬آتي أيضان كآخذكـ َّث‬
‫أيض" كىنا نجد إشارة كاضحة لرجاء المؤمنيف عند إتماـ الكعد‬
‫ان‬ ‫تككنكف أنتـ‬
‫بمج مء الرب يسكع ألخذ قديسيو إلى بيت أبيو لذلؾ يسجؿ الكحي أربع‬
‫مرات ىذا الكعد الكريـ‪:‬‬
‫"أنا آتم سريعان" (رؤ‪ 7:22 ،11:3‬ك‪ 12‬ك‪ )20‬كبالرجكع ليذه الشكاىد‬
‫الكتابية الثبلثة ‪ ،‬نجد أننا في يك ‪ 12‬نتأمؿ في مشيد مكت الرب يسكع‬
‫لخبلصنا مف دينكنة الخطية "ألف أجرة الخطية ىي مكت‪ .‬أما ىبة اهلل فو م‬
‫" (رك‪ )23:6‬كىنا نجد ىبة اهلل األبدية‬ ‫حياة أبدية بالمسيح يسكع ربنا‬
‫الممنكحة لنا عمى أساس أف ‪" :‬الرحمة كالحؽ إلتقيا ‪ ،‬البر كالسبلـ تبلثما "‬
‫(مز ‪ )10:85‬كؼم يكحنا ‪ 13‬نجد صكرة لخبلصنا مف قكة الخطية كتأثيرىا‬
‫عمينا‪" ،‬لنطرح كؿ ثقؿ كالخطية المحيطة بنا بسيكلة‪ ،‬كلنحاضر بالصبر في‬

‫‪- 16 -‬‬
‫"‬ ‫إلى رئيس اإليماف كمكممو يسكع‬ ‫الجياد المكضكع أمامنا ناظريف‬
‫(عب‪.)2-1:12‬‬
‫"تممكا خبلصكـ بخكؼ كرعدة" (في‪ ،)12:2‬كلذلؾ نقكؿ "إف كنا كنحف‬
‫‪ ،‬فباألكلى كثير ان كنحف مصالحكف‬ ‫أعداء قد صكلحنا مع اهلل بمكت ابنو‬
‫نخمص بحياتو (أل بشفاعتو )" (رك‪ )10:5‬أما في يكحنا ‪ 14‬فنجد الصكرة‬
‫الثالثة المكممة ليذه المشاىد كه م صكرة خبلصنا مف جسد الخطية بمج مء‬
‫آ َّث‬
‫مفا"‬ ‫"فإف خبلصنا اآل ف أقرب مما كاف حيف‬ ‫الرب يسكع ثانية ألجمنا‬
‫(رك‪" )11:13‬كمنو أنتـ بالمسيح يسكع الذم صار لنا حكمة مف اهلل كبر ان‬
‫كقداس ة كفداء " (‪1‬كك ‪ ،)30:1‬كأيض ان "متكقعيف التبف م فداء أجسادنا "‬
‫(رك‪" ،)23:8‬كنحف منتظريف رحمة ربنا يسكع المسيح " (يو‪ .)21‬كىذه نياية‬
‫مشكارنا في ىذه البرية‪.‬‬

‫انزجبء‪:‬‬
‫إذا أردنا تعريؼ الرجاء إؼننا نقكؿ أنو ليس فقط األ مؿ بؿ التكقع لمخبر‬
‫كانتظاره ‪ .‬كاليكقفنا ؼقط عند تحقيؽ رغب ة كأشكاؽ فحسب (ؾجزاء لمتعب‬
‫عممي‬
‫ان‬ ‫تعاش ىنا‬
‫‪1‬كك‪ )10:9‬بؿ يصؿ بنا إلى نقؿ أمجاد السماء المرتقبة ؿ ي‬
‫بكاسطة الركح القدس ‪ ،‬كذلؾ أل ف الرجاء قبؿ أف يككف حاؿة في مكاف أك‬
‫زماف؛ ىك بالحقيقة شخص كاحد فقط ىك الرب يسكع المسيح لو كؿ المجد ‪.‬‬
‫فإننا نقكؿ كما قاؿ الرسكؿ بكلس لتيمكثاكس "كربنا يسكع المسيح رجائنا "‬

‫‪- 17 -‬‬
‫(اتم‪ .)1:1‬كاليفكتنا أف الرب يسكع سيأتى الختطافنا ك"لينقذنا مف الغضب‬
‫اآلتم" (اتس ‪ )10:1‬كما أنو سيخمصنا مف جسد الخطية ‪" :‬متكقعيف التبفم‬
‫أيض لرؤية القديسيف‬
‫ان‬ ‫فداء أجسادنا" (رك‪ )23:8‬يا أعزائم لقد اشتاقت قمكبنا‬
‫كـ ف منا‬
‫السابقيف الراقديف الذيف نعرفيـ ككذلؾ أحبائنا الذيف تعبكا ألجمنا ‪ .‬ى‬
‫اليريد أف يرل الرسؿ األمناء الذيف استخدميـ الرب ألجمنا أمثاؿ بكلس‬
‫كبطرس كيكحنا‪ ..‬كلكف باألحرل جد ان جد ان اشتاقت قمكبنا لرؤية الرب يسكع‬
‫المسيح مخمصنا كفادينا‪ ،‬مرنميف‪:‬‬

‫ر الحنيف‬ ‫ككث‬
‫ي‬ ‫إف اشتياؽ القمب زاد‬

‫ؿ األنيف‬ ‫كيبطي‬ ‫رل يأتى الرحيؿ‬ ‫ت‬

‫متى ي‬
‫أمكث جكاره ببل نحيب‬ ‫فاد م الكرل‬ ‫سأرل سأرل عيانان‬
‫م ىنا‬ ‫آالـ‬ ‫سأنسى أنا‬ ‫م ىنا‬ ‫سأنسى أنا أتعاب‬

‫حيف ألقى يسكع الحبيب‬

‫آمين‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬
 ‫الفصل الثاني‬
‫أوصاف الرجاء‬

‫ؼم كممة اهلل أكصافان كثيرةن لمرجاء ‪ ،‬ككؿ منيا يقكد النفس إلى الخشكع‬
‫كانتظار مجمء الرب فيك‪:‬‬
‫الذم أقامو مف‬ ‫‪ -1‬رجاء سماو ي منقذ ‪" :‬كتنتظركا ابنو مف السماء‬
‫األمكات يسكع الذم ينقذنا مف الغضب اآلتم" (اتس‪.)10:1‬‬
‫‪ -2‬رجاء مفرح‪" :‬فرحيف في الرجاء" (رك‪.)12:12‬‬
‫‪ -3‬رجاء مقدس‪" :‬لؾم يثبت قمكبكـ ببل لكـ في القداسة أماـ اهلل أبينا في‬
‫مجمء ربنا يسكع المسيح" (‪1‬تس‪.)13:3‬‬
‫مء الرب ال نسبؽ‬ ‫‪ -4‬رجاء معز ي‪" :‬نحف األحياء الباقيف إلى مج‬
‫بعض بيذا الكبلـ" (اتس‪.)18:4‬‬
‫ان‬ ‫الراقديف‪ ..‬لذلؾ عزكا بعضكـ‬
‫‪ -5‬رجاء صالح‪" :‬كربنا نفسو يسكع المسيح كاهلل أبكنا الذم أحبنا كأعطانا‬
‫كرجاء صالح ان بالنعـ ة ‪ ،‬يعزم قمكبكـ كيثبتكـ في كؿ كبلـ‬
‫ن‬ ‫أبدم‬
‫اء ان‬‫عز ن‬
‫كعمؿ صالح" (‪2‬تس‪16:2‬ك‪.)17‬‬
‫الذم حسب رحمتو‬ ‫‪ -6‬رجاء ح ي‪" :‬مبارؾ اهلل أبك ربنا يسكع المسيح‬
‫"‬ ‫الكثيرة كلدنا ثاني ة لرجاء ح م بقيامة يسكع المسيح مف األمكت‬
‫(ابط‪.)3:1‬‬

‫‪- 19 -‬‬
 ‫هر‪" :‬ككؿ مف عنده ىذا الرجاء بو ‪ ،‬يطير نفسو كما ىك‬
‫‪ -7‬رجاء ُمم طَط ِّه‬
‫طاىر" (‪1‬يك‪.)3:3‬‬
‫‪ -8‬رجاء و يخزى ‪( :‬أم اليقكد إلى اليأس ) "عالميف أف الضيؽ ينشئ‬
‫صبر‪ ،‬كالصبر تزكية‪ ،‬كالتزكية رجاء‪ ،‬كالرجاء اليخزل‪ ،‬ألف محبة اهلل‬
‫ان‬
‫قد انسكبت في قمكبنا بالركح القدس المعطى لنا" (رك‪.)5-3:5‬‬
‫"‬ ‫‪ -9‬رجاء الرحمة ‪" :‬منتظريف رحمة ربنا يسكع المسيح لمحياة األبدية‬
‫(يو‪.)21:‬‬
‫‪ -10‬رجاء مبارك ‪" :‬منتظريف الرجاء المبارؾ كظيكر مجد اهلل العظيـ‬
‫كمخمصنا يسكع المسيح" (تم‪.)13:2‬‬
‫‪ -11‬رجاء المجد‪" :‬المسيح فيكـ رجاء المجد " (كك ‪" ،)27:1‬كنفتخر عمى‬
‫رجاء مجد اهلل" (رك‪" ،.)2:5‬فإف سيرتنا نحف ىي في السمكات التي‬
‫منيا ننتظر مخمصان ىك الرب يسكع المسيح الذم سيغير شكؿ جسد‬
‫تكاضعنا ليككف عمى صكرة جسد مجده بحسب عمؿ استطاعتو أف‬
‫م ً‬
‫خضع لنفسو كؿ شمء" (في‪20:3‬ك‪.)21‬‬‫ي‬
‫‪ ،‬تنحني قمكبنا‬ ‫يا أحبائم أماـ ىذا الرجاء بيذه األكصاؼ المشجعة‬
‫كتخشع بسجكد حقيقي لمرب يسكع رجاؤنا الح م‪ .‬كفي ضكء ىذا تزكؿ كؿ‬
‫المشكبلت المقمقة كالمحيرة ‪ ،‬سكاء الصحية أك النفسية أك الركحية ‪ ،‬لذلؾ‬
‫شكؽ الرب قمكبنا إليو‪.‬‬
‫مى ِّو‬
‫نصؿم لؾم ي‬

‫‪- 20 -‬‬
 ‫الفصل الثالث‬
‫كٌفٌة تحقٌق الرجاء‬
‫كٌف ومتى ٌأتي الرب ٌسوع؟‬

‫مف ا يؿمبلحظ في كممة اهلل أف الجنس البشر م منقسـ إلى ثبلث فئات ‪:‬‬
‫"ككنكا ببل عثرة لمييكد كلميكنانييف كلكنيسة اهلل" (‪1‬كك‪.)32:10‬‬
‫أووً‪ :‬الييكد (الشعب األرضم) أم الشعب الذم جاء منو الرب يسكع‬
‫حسب الجسد‪ ،‬كالذم كانت لو المكاعيد‪ .‬كلكنيـ لـ يقبمكه كمخمص ‪ ،‬بعد أف‬
‫تعامؿ الرب معيـ بطرؽ متعدد ة‪ ،‬كىك ما تذكره أقكاؿ الكح م (العبرانييف )‪:‬‬
‫"اهلل بعدما كمـ اآل باء باألنبياء قديـ ان بأنكاع كطرؽ كثيرة ‪ ،‬كممنا في ىذه‬
‫أيض عمؿ العالميف" (عب‪1:1‬ك‪.)2‬‬
‫ان‬ ‫األياـ األخيرة في ابنو‪ ..‬الذم بو‬
‫ثاني‪ :‬اليكنانيكف (األمـ ) أم كؿ مف ليس ييكديان ‪ ،‬مف كؿ فئات العا لـ‬
‫اً‬
‫بما فييـ المسيحيكف باالسـ‪.‬‬
‫ثالث‪ :‬كنيسة اهلل (المؤمنكف الحقيقيكف ) الذيف قبمكا الرب يسكع مخمصان‬
‫اً‬
‫شخصيان لحياتيـ ‪ ،‬كآمنكا بو كبتعميمو ‪ ،‬كىـ ينتظركنو عريس ان ركحيان ليـ‬
‫إلى" (يك‪ .)1:14‬كذلؾ يجب أف يكضع في‬
‫أيض كآخذكـ َّث‬
‫ان‬ ‫حسب كعده "آتم‬
‫اإلعتبار أف الرب يسكع لو كؿ المجد أت ل بعد فشؿ اإلنساف تحت كؿ‬

‫‪- 21 -‬‬
‫التدابير ‪ 1‬التي كضعو اهلل فييا كما ترتب عمييا مف نتائج مؤسفة ‪ ،‬أبعدت‬
‫مقدس كركحيان‪ ،‬لكف لؤلسؼ فإف‬
‫ان‬ ‫اإلنساف عف اهلل‪ .‬كحتى النامكس مع ككنو‬
‫اإلنساف فشؿ بكؿ المقاييس في حفظو ‪ .‬كاليفكتنا أف ىذه التدابير كميا لـ‬
‫تكف ىي خطة اهلل لمعبلج ‪ ،‬كلكف كانت خطتو ىي النعمة ‪ ،‬لذلؾ يقكؿ‬
‫"فمماذا النامكس؟ قد زيد بسبب التعدم" (غؿ‪.)19:3‬‬
‫‪ ،‬فمثبلن يقكؿ يكحنا البشير ‪:‬‬ ‫كىذه الحقيقة كاضحة مف أقكاؿ الكحي‬
‫"فأعطاىـ سمطافان أف يصيركا أكالد اهلل ‪ ،‬أم المؤمنكف باسمو "‪(.‬يك ‪،)12:1‬‬
‫ؽ ِّود ىـ ت لمييكد في‬
‫كىذا بالطبع عف مج مء الرب يسكع بالجسد ‪ .‬كالدعكة ي‬
‫البداية "إلى طريؽ أمـ التمضكا ‪ ..‬بؿ اذىبكا بالحر م إلى خراؼ بيت‬
‫إسرائيؿ الضالة " (مت ‪5:10‬ك‪ )6‬كلكف بعد رفضو ‪ ،‬كلساف حاليـ ‪" :‬أصمبو‬
‫أصمبو " (لك ‪" )21:23‬ال نريد أف ىذا يممؾ عمينا " (لك ‪ )14:19‬ابتدأ الرب‬

‫التدابير هى‪:‬‬
‫‪ .1‬البراءة وىي آدم قبل أن يسقط (تك‪.)2 ،1‬‬
‫‪ .2‬الضمير بعد سقوط آدم وحواء (تك‪ ،22:3‬وأف‪ ،19:4‬ايت‪.)4:2‬‬
‫‪ .3‬الحكومات البشرية اليت تلت أيام نوح بعد الطوفان (تك‪.)9 ،8‬‬
‫‪ .4‬فترة اآلباء والوعد باحلكم لنسل إبراىيم (تك‪ ،12‬أع‪16:14‬و‪.)17‬‬
‫‪ .5‬الناموس من أيام موسى حىت رليء الرب يسوع باجلسد (خر‪ ،8:19‬يو‪.)17:1‬‬
‫‪ .6‬النعمة من رليء الرب يسوع باجلسد حىت بداية ادللك األلفي (يو‪.)18-16:1‬‬
‫ُ‬
‫‪ .7‬ملء األزمنة (فًتة األلف سنة ) (رؤ‪ ،20‬أف‪ )10:1‬مث األبدية بعد ادللك األلفي ودينونة األموات‬
‫ُ‬
‫(رؤ‪.)5-1:21‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫يتعامؿ مع البعيديف ‪ ،‬كاتسعت دائرة البشارة لؤلمـ "اذىبكا إلى العالـ أجمع‬
‫كاكرزكا باإلنجيؿ لمخميقة كميا ‪ .‬مف آمف كاعتمد خمص " (مر ‪15:16‬ك‪)16‬‬
‫اآلب كاإلبف كالركح‬ ‫ككذلؾ "فاذىبك ا كتممذكا جميع األمـ كعمدكىـ باسـ‬
‫القدس " (مت ‪ .)19:28‬تأسست الكنيسة في يكـ الخمسيف بحؿ كؿ الركح‬
‫القدس ‪ ،‬كلكف مع ىذا كمو سكؼ يتعامؿ الرب مع الشعب األرض م مرة‬
‫تفصيمي)‪ ،‬كىذا ما‬
‫ان‬ ‫أخرل بعد اختطاؼ الكنيسة (سنتناكؿ ىذه المكضكعات‬
‫َّث‬
‫أؾده الرسكؿ بكلس إذ قاؿ ‪" :‬إف القساكة قد حصمت جزئيان إلسرائيؿ إلى أف‬
‫يدخؿ مؿء األمـ‪ ..‬كىكذا سيخمص جميع إسرائيؿ‪ .‬كما ىك مكتكب سيخرج‬
‫مف صييكف المنقذ كيرد الفجك ر عف يعقكب كىذا ىك العيد مف ًقىبمي ليـ‬
‫متى نزعت خطاياىـ" (رك‪.)27-25:11‬‬
‫ككذلؾ يقكؿ يعقكب ‪" :‬سمعاف قد أخبر كيؼ افتقد اهلل أكالن األمـ ليأخذ‬
‫شعب عمى اسمو ‪ .‬كىذا تكافقو أقكاؿ األنبياء كما ىك مكتكب ‪ :‬سأرجع‬
‫منيـ ان‬
‫أيض خيمة داكد الساقطة ‪ ،‬كأبني أيضان ردميا كأقيميا ثانية ‪،‬‬
‫ان‬ ‫بعد ىذا كأبني‬
‫عي إسـ م عمييـ‬
‫لكي يطمب الباقكف مف الناس الرب كجميع األمـ الذيف يد ى‬
‫ق‬
‫يقكؿ الرب الصانع ىذا كمو ‪ .‬معمكمة عند الرب منذ األزؿ جميع أعماؿ "‬
‫(أع‪ ،18-13:15‬عا‪11:9‬ك‪ .)12‬بعد ىذا التكضيح نبلحظ أف المسيح لو‬
‫كؿ الـ جد سيأتم سران الختطاؼ الكنيسة حسب كعده (يك ‪" )3-1:14‬أنا‬
‫إلي " ثـ سيظير مرة أخرل مع‬
‫أيض كآخذكـ َّث‬
‫ان‬ ‫مكاف‪ ..‬آتي‬
‫ان‬ ‫أمضي ألعد لكـ‬
‫قديسيو عيافان لمذيف ينتظركنو مف الشعب األرض م كمعيـ بعض األمـ في‬

‫‪- 23 -‬‬
‫لمـ لؾ (سيأتم الحديث عنو) لتتميـ كعده لآل باء (أع‪-15:15‬‬
‫مجيئو العمفم ي‬
‫‪ )16‬كىذا ىك مكضكعنا في ىذا الفصؿ‪.‬‬
‫سيأتم المسيح لو كؿ المجد عند اكتماؿ عدد المؤمنيف اؿ معينيف لمحياة‬
‫األبدية‪ .‬كقد َّث‬
‫تأفل الرب يسكع إلى اآلف لخبلص بقية المختاريف مف الكنيسة‬
‫إلى‬ ‫"لكنو يتأنى عمينا ‪ ،‬كىك ال يشاء أف ييمؾ أناس بؿ أف يقبؿ الجميع‬
‫التكبة " (‪2‬بط ‪ )9:3‬كالحقيقة ىي أف أشكاؽ ربنا يسكع المسيح تتجمى في‬
‫في كممات الرب يسكع المسيح‬ ‫غاية الكضكح فيما أعمنو لنا الكحى‬
‫(رؤ‪ 7:22 ،30:11‬ك‪ 12‬ك‪ )20‬ككعده ‪":‬أنا آتي سريع ان" كأيضان قكلو‬
‫أيض في صبلتو‪" :‬أييا اآلب أريد أف‬
‫م" (يك‪ )2:14‬ك ان‬
‫السابؽ "آتم كآخذكـ إؿ َّث‬
‫ىؤالء الذيف أعطيتف م يككنكف مع م حيث أككف أنا " (يك ‪ )24:17‬كؼم‬
‫(عب ‪" )37:10‬ألنو بعد قميؿ جد ان سيأتي اآلتي كال يبطئ "‪.‬كنحف ال نعمـ‬
‫اليكـ كال الساعة التي يأتم فييا ربنا يسكع‪ ،‬كذلؾ لكثير مف األسباب‪:‬‬
‫‪ -1‬إف المسيح لو المجد لـ يحدد ىذه الساعة كال اليكـ "كأما ذلؾ اليكـ كتمؾ‬
‫أبم كحده "‬ ‫يعمـ بيما أحد كال مبلئكة السمكات إال‬ ‫الساعة فبل‬
‫(مت‪.2)36:24‬‬
‫‪ -2‬إف الرجاء المنتظر رجاء سماكم ‪ ،‬كفترة الكنيسة فترة عارضة العبلقة‬
‫ليا باألزمنة النبكية‬
‫‪ -3‬إف الكح م المقدس لـ يخبرنا كلـ يطمب منا أف نجتيد كنستنتج ميعاد‬

‫‪ 2‬ىذه اآلية وكذلك(مر‪ )32:13‬ادلقصد ادلباشر منها ىو الظهور وليس االختطاف كما سريد بعد ‪.‬ذلك‬

‫‪- 24 -‬‬
‫مجمء الرب يسكع لمكنيسة ‪ .‬لذلؾ فإف إجتيادات البعض ككؿ التكاريخ‬
‫التي يح ددت‪ ،‬ثبت أنيا با طمة ‪ .‬لذلؾ مكتكب "التزد عمى كمماتو لئبل‬
‫فتىؾَّثذب" (أـ‪)6:30‬‬
‫يكبخؾ ي‬
‫م كليس بالسماء‬ ‫‪ -4‬إف النبكات مرتبطة باألرض كالشعب األرض‬
‫كالسماكييف ‪ ،‬ألف الكنيسة دعكتيا سماكية كليست أرضية (في ‪)20:3‬‬
‫"فإف سيرتنا نحف ىي في السمكات"‬
‫كلكف ياعزيزم القارئ نحف نعيش في أياـ مؤلمة كمرة بؿ كمتعبة ‪.‬‬
‫التي‬ ‫أحداثيا خطيرة كمتقمبة ‪ .‬كما نراه اآل ف ىك تمييد لمضيقة العظيمة‬
‫لمـ لؾ‪ ،‬فكـ بالحرم اختطاؼ‬
‫ستأتي عمى العالـ قبؿ ظيكر المسيح لو المجد ي‬
‫المؤمنيف الذم يسبؽ الضيقة ‪ ،‬إذ سيأتي الرب "الذم ينقذنا مف الغضب‬
‫اآلتم" (اتس ‪" )10:1‬سأحفظؾ مف ساعة التجربة العتيدة أف تأت م عمى‬
‫العالـ كمو لتجرب الساكنيف عمى األرض "‪( .‬رؤ‪ )10:3‬كدعفم أذكر بعض‬
‫ىذه األحداث‪:‬‬
‫(‪" )1‬كلكف الركح يقكؿ صريحان أنو في األزمنة األخيرة يرتد قكـ عف اإليماف‬
‫تابعيف أركاح ان مضمة كتعاليـ شياطيف (منيا بدعة عبدة الشيطاف ) في‬
‫رياء أقكاؿ كاذبة مكسكمة (فاقدة الحس كأنيا مككية بالنار ) ضمائرىـ "‬
‫(‪1‬تي‪1:4‬ك‪.)2‬‬
‫(‪" )2‬كلكف اعمـ ىذا أنو في األياـ األخيرة ستأتم أزمنة صعبة ألف الناس‬
‫يككنكف‪.1 :‬محبيف ألنفسيـ ‪.2‬محبيف لمماؿ ‪.3‬متعظميف ‪.4‬مستكبريف‬

‫‪- 25 -‬‬
‫‪.5‬مجدفيف ‪.6‬غير طائعيف لكالدييـ ‪.7‬غير شاكريف ‪.8‬دنسيف ‪.9‬ببل‬
‫‪.11‬ثالبيف (نماميف ) ‪.12‬عديمي النزاىة‬ ‫حنك ‪.10‬ببل رضى‬
‫لمصبلح ‪.15‬خائنيف ‪.16‬مقتحميف‬ ‫‪.13‬شرسيف ‪.14‬غير محبيف‬
‫‪.17‬متصمفيف ‪.18‬محبيف ؿَّثؿذات دكف محبة هلل ‪.19‬ليـ صكرة التقكل‬
‫(كليس جكىرىا) كلكنيـ منكركف قكتيا (‪2‬تي‪.)5-1:3‬‬
‫(‪" )3‬سيككف كقت ال يحتممكف فيو التعميـ الصحيح بؿ حسب شيكاتيـ‬
‫الخاصة يجمعكف ليـ معمميف مستح كة مسامعيـ ‪ ،‬فيصرفكف مسامعيـ‬
‫عف الحؽ‪ ،‬كينحرفكف إلى الخرافات" (‪2‬تي‪3:4‬ك‪.)4‬‬
‫(‪" )4‬عالميف ىذا أكالن أنو سيأتم في آخر األياـ قكـ مستيزئكف سالكيف‬
‫بحسب شيكات أنفسيـ كقائميف أيف ىك مكعد مجيئو " (‪2‬بط ‪3:3‬ك‪)4‬‬
‫كأيض ان التحذير في رسالة ييكذا (‪ )19-17‬كحينما يكتمؿ عدد‬
‫المؤمنيف المعينيف كىـ الكنيسة المختارة مف قبؿ تأسيس العالـ سيأت م‬
‫سر‪:‬‬
‫الرب الختطافيا ان‬
‫"ىكذا سر أقكلو لكـ‪ :‬النرقد كمنا كلكننا كمنا نتغير‪ .‬في لحظة في طرفة‬
‫عيف عند البكؽ األخير فإنو سيبكؽ فيقاـ األمكات عديـ م فساد كنحف نتغير‬
‫يمبس عدـ مكت ‪،‬‬ ‫‪.‬ألف ىذا الفاسد البد أف يمبس عدـ فساد كىذا المائت‬
‫فحينئذ تصير الكممة المكتكبة‪ :‬ابتمع المكت إلى غمبة‪ .‬أيف شككتؾ يا مكت‪.‬‬
‫ىي في‬ ‫" (‪1‬كك ‪" )55-51:15‬فإف سيرتنا نحف‬ ‫أيف غمبتؾ يا ىاكية‬
‫السمكات التي منيا أيضان ننتظر مخمص ان ىك الرب يسكع المسيح ‪ ،‬الذم‬

‫‪- 26 -‬‬
 ‫سيغير شكؿ جسد تكاضعنا ليككف عمى صكرة جسد مجده بحسب عمؿ‬
‫مخضع لنفسو كؿ شمء" (في‪20:3‬ك‪.)21‬‬ ‫استطاعتو أف ي‬
‫م ال تحزنكا‬ ‫"ثـ ال أريد أف تجيمكا أييا اإلخكة مف جية الراقديف لؾ‬
‫كالباقيف الذيف ال رجاء ليـ‪ .‬ألنو إف كنا نؤمف أف يسكع مات كقاـ ‪ ،‬فكذلؾ‬
‫الراقدكف بيسكع سيحضرىـ اهلل أيضان معو فإننا نقكؿ لكـ ىذا بكممة الرب‬
‫إننا نحف األحياء الباقيف إلى مج مء الرب ‪ ،‬ال نسبؽ الراقديف ألف الرب‬
‫نفسو بيت اؼ بصكت رئيس مبلئكة كبكؽ اهلل سكؼ ينزؿ مف السماء‬
‫كاألمكات في المسيح سيقكمكف أكالن ‪ ،‬ثـ نحف األحياء الباقيف س نخطؼ‬
‫جميعان معيـ في السحب لمبلقاة الرب في اليكاء‪ .‬كىكذا نككف كؿ حيف مع‬
‫الرب " (اتس ‪" )18-13:4‬كلكف اآل ف قد قاـ المسيح مف األمكات كصار‬
‫باككرة الراقديف " (‪1‬كك ‪ )20:15‬في ضكء أقكاؿ الكح م َّث‬
‫المقد س السابقة‬
‫نستنتج اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أف الرب يسكع سيأت م بنفسو ألنو "صنع بنفسو تطيير ان لخطايانا "‬
‫(عب ‪".)3:1‬أسمـ نفسو ألجميا ‪ ..‬لكي يحضرىا لنفسو كنيسة مجيدة "‬
‫(أؼ‪25:5‬ك‪.)26‬‬
‫‪ -2‬حينما يأتم الرب يسكع بنفسو سيأتي "بيتاؼ بصكت رئيس مبلئكة‬
‫كبكؽ اهلل (كليس بكؽ مبلئكة) سكؼ ينزؿ مف السماء" (‪1‬تس‪.)6:4‬‬
‫لممختطفيف عمى حد سكاء ‪ ،‬فالراقدكف‬ ‫‪ -3‬سيحدث تغيير كامؿ كشامؿ‬
‫سيقكمكف أكالن ‪ ،‬كنحف األحياء سنتغير ألف الجسد الفاسد سيمبس عدـ‬

‫‪- 27 -‬‬
‫فساد كالجسد المائت (المعرض لمضعؼ كالمرض كالمكت) سيمبس عدـ‬
‫مكت" [كك‪53:15‬ك‪" )54‬سيغير شكؿ جسد تكاضعنا ليككف عمى صكرة‬
‫م‪.)21:3‬‬
‫جسد مجده بحسب عمؿ استطاعتو" (ؼ‬
‫(أم‬ ‫‪ -4‬أف االختطاؼ سيككف لكؿ المؤمنيف سكاء كانكا أحياء أـ راقديف‬
‫أمكات في المسيح ) لذا يقكؿ ‪" :‬سنخطؼ جميع ان" (‪1‬تس ‪ )17:4‬إبتداء‬
‫مف ىابيؿ إلى آخر مؤمف في العيد الجديد‪ ،‬فمقد كنا جميعان في الزيغاف‬
‫كالفساد "الجميع زاغك كفسدكا معان" (رك‪ )12:3‬كحينما تعامؿ الرب معنا‬
‫بالنعمة صرنا "جميع ان أبناء اهلل باإليماف بالمسيح يسكع " (غؿ ‪)26:3‬‬
‫" (غؿ ‪)27:3‬‬ ‫"ألف كمكـ الذيف اعت ـ دتـ بالمسيح قد لبستـ المسيح‬
‫كمكتكب "جميعنا يسقينا ركح ان كاحدان" (‪1‬كك‪.)13:12‬‬
‫‪ -5‬إف المقابمة التي سكؼ تتـ لممؤمنيف مع الرب سكاء كانكا أحياء أـ‬
‫راقديف بعد التغيير‪ ،‬ستككف في اليكاء ألف إبميس "رئيس سمطاف اليكاء "‬
‫ان"‬ ‫(أؼ‪ )2:2‬ألف |إلو السبلـ سيسحؽ الشيطاف تحت أرجمكـ سريع‬
‫(رك‪ )20:16‬فعندما يأتم الرب مف بيت اآل ب سي ً‬
‫حضر أركاح الراقديف‬‫ي‬
‫مف الفردكس لتمبس األجساد الممجدة "سيقكمكف أكالن " (اتس ‪" )16:4‬ثـ‬
‫سفخطىؼ جيمعان" (اتس‪.)17:4‬‬ ‫نحف األحياء اؿباقيف ي‬
‫‪ -6‬إف اختطاؼ المؤمنيف سكاء كانكا أحياء أـ راقديف سر أعمنو الرب لنا‬
‫عف طريؽ الرسكؿ بكلس (كما سبؽ)‪.‬‬
‫‪ ،‬كه م قيامة‬ ‫‪ -7‬إف قيامة الراقديف مؤسسة عمى أقكل دعامة أساسية‬

‫‪- 28 -‬‬
 ‫المسيح أكالن كباككرة لمراقديف‪.‬‬
‫‪ -8‬إف قيامة األمكات في المسيح كتغيير األجساد ‪ ،‬أمر فكؽ إدراكنا‬
‫البشرم‪ ،‬كلكف اليفكتنا أف نجـ ان يمتاز عف نجـ في المجد‪ ،‬كىكذا أيضان‬
‫زرع في ىكاف كيقاـ‬ ‫مى‬
‫زرع في فساد كيقاـ في عدـ فساد ي‬
‫مى‬
‫قيامة األمكات " ي‬
‫زرع جسـ ان حيكانيان كيقاـ‬
‫مى‬
‫زرع في ضعؼ كيقاـ في قكة ‪ .‬ي‬ ‫مى‬
‫في مجد ي‬
‫جسـ ان ركحانيان‪ ..‬ككما لبسنا صكرة التراب م‪ ،‬سنمبس أيض ان صكرة‬
‫اؿسماكم‪ ..‬إف لحـ ان كدـ ان اليقدراف أف يرثا ممككت اهلل ‪ ،‬كاليرث الفسا د‬
‫عدـ الفساد " (اكك ‪" )50-43:15‬كبعد أف يفنى جمد م ىذا كبدكف‬
‫جسدم أرل اهلل" (أم‪.)27-25:19‬‬
‫كبعد مبلقاة الرب في اليكاء في السحب ‪ ،‬نجد تصكير لممشيد العجيب‬
‫في سفر الرؤيا ‪ ،‬آرق يكحنا الرسكؿ في السماء بعدما سمع الصكت القائؿ ‪:‬‬
‫"اصعد إلى ىنا فأريؾ ما البد أف يصير بعد ىذا ‪ ..‬كاذا عرش مكضكع في‬
‫السماء كعمى العرش جالس (أل الرب جالس عمى العرش ) كحكؿ العرش‬
‫أربعة كعشركف عرشان‪ .‬كرأيت عمى العركش أربعة كعشريف شيخ ان جالسيف‬
‫متسربميف بثياب بي ض كعمى ر ؤكسيـ أكاليؿ ـ ف ذىب "‪(.‬رؤ‪)4-1:4‬‬
‫األربعة كالعشركف شيخان ىـ إثنا عشر يمثمكف مؤمفم العيد القديـ في صكرة‬
‫أسباط إسرائيؿ اإلثفم عشر ككذلؾ اإلثني عشر اآلخريف ‪ .‬يمثمكف مؤمفم‬
‫العيد الجديد في صكرة الرسؿ اإلثفم عشر (راجع ‪ 1‬أل ‪ )24‬ليـ كؿ كاحد‬
‫قيثارات كجامات مف ذىب مممؤة بخكر ان‪ ،‬كه م صمكات القديسيف ‪ .‬ساجديف‬

‫‪- 29 -‬‬
‫كمسبحيف الرب ‪ .‬فتارة نجدىـ يخركف كيسجدكف كيطرحكف أكالي ليـ أماـ‬
‫العرش قائميف ‪":‬أنت مستحؽ أييا الرب أف تأخذ المجد كالكرامة كالقدرة ألنؾ‬
‫أنت خمقت كؿ األشياء كه م بإرادتؾ كائنة ك يخ لقت" (رؤ‪ .)11:4‬ىنا السجكد‬
‫لمرب كالخالؽ بقكتو كقدرتو كحكمتو الفائقة ‪ ،‬كتارة نجدىـ يترنمكف ترنيمة‬
‫جديدة قائميف ‪" :‬مستحؽ أنت أف تأخذ السفر كتفتح ختكمو ‪ ،‬ألنؾ يذ ًب ى‬
‫حت‬
‫كاشتريتنا هلل بدمؾ مف كؿ قبيمة كلساف كشعب كأمة ‪ ،‬كجعمتنا إللينا ممكؾان‬
‫ككينة فسنممؾ عمى األرض " (رؤ‪9:5‬ك‪ .)10‬كىنا الترنـ لمرب كالفاد م‬
‫الذم اشترل كفدل نفكسنا تبارؾ اسمو الكريـ‪.‬‬

‫الكماؿ‬ ‫في‬ ‫ساـ‬ ‫يا لسر فائؽ كؿ مديح‬

‫صاحب الجبلؿ‬ ‫الكنيسة عركس لممسيح‬

‫مف سماء السمكات‬ ‫آت‬ ‫ىكذا العريس‬

‫لممستعديف كالمستعدات‬

‫كيغير األحياء‬ ‫يقيـ الراقديف‬ ‫بصكت بكؽ‬

‫كنبلقيو جميعان في اليكاء‬

‫آمين‬

‫‪- 30 -‬‬
 ‫الفصل الرابع‬
‫واجبات المنتظرٌن‬

‫عف مج مء الرب يسكع‬ ‫بعدما تعرضنا لبعض األقكاؿ الكتابية اليامة‬

‫الختطاؼ الكفيسة‪ ،‬مف الجانب التعميـ م الكتابم كما يجب‪ ،‬سنتعرض اآل ف‬
‫لمجانب التحريضم‪ .‬لذا نقكؿ إنو مف المؤلـ جد ان أف نتعمـ كنعمـ بمجيء‬
‫الرب ‪ ،‬كال نحيا الحياة البلئقة التي تتناسب مع مقامنا ‪ ،‬كمع ىذا الحدث‬
‫العجيب ‪ ،‬كمع انتظارنا لمعريس ‪ .‬كىؿ تتخيؿ أييا القارئ العزيز مدل األلـ‬
‫رسؿ لعركسو بأنو سيعكد مف السفر في أقرب كقت‬ ‫مً‬
‫الذم يشعر بو عريس ي‬
‫ممكف كحينما يأتم يجد عركسو غير مستعد ة كال تباؿم بو كما يجب ! لذلؾ‬
‫فكاجبنا كمؤمنيف منتظريف أف نككف‪:‬‬
‫‪ -1‬في حالة السير واإلستيقاظ‪" :‬اسيركا إذان ألنكـ التعممكففي أية ساعة يأتى‬
‫فمنصح‬
‫ي‬ ‫كنصح ‪..‬‬
‫ي‬ ‫ربكـ " (مت ‪" )42:24‬فبل ننـ إذان كالباقيف‪ ،‬بؿ لنسير‬
‫البسيف درع اإليماف كالمحبة كخكذة ىي رجاء الخبلص " (اتس‪.)8-6:5‬‬
‫ات (‪1‬بط‪.)7:4‬‬
‫مء قد اقتربت‪ ،‬فتعؽؿكا كاصحكا لمصمك "‬
‫"كانما نياية كؿ ش‬
‫‪ -2‬في حالة األمانة العممية والتصرف بالحكمة السماوية ‪" :‬فقاؿ الرب ‪:‬‬
‫فمف ىك الككيؿ األميف الحكيـ الذم يقيمو سيده عمى خدمو ليعطييـ‬
‫العمكفة في حينيا طكبى لذلؾ العبد الذم إذا جاء سيده يجده يفعؿ‬

‫‪- 31 -‬‬
 ‫ىكذا‪ ..‬إنو يقيمو عمى جميع أمكالو" (لك‪.)44-42:12‬‬
‫‪ -3‬في حالة اإل عتدال والحمم وطول األناة ‪" :‬ليكف حممكـ معركؼان عند‬
‫جميع الناس ‪ .‬الرب قريب " (ؼم‪" )5:4‬فتأنكا أنتـ كثبتكا قمكبكـ ألف‬
‫مجمء الرب قد اقترب" (يع‪.)8:5‬‬
‫‪ -4‬في حالة الصبر ‪" :‬ألنكـ تحتاجكف إلى الصبر ‪ ..‬ألنو بعد قميؿ جد ان‬
‫سيأتم اآلتم كال يبطئ" (عب‪36:10‬ك‪.)37‬‬
‫‪ -5‬في حالة اإلخالص‪" :‬لؾم تككنكا مخمصيف كببل عثرة إلى يكـ المسيح "‬
‫م‪.)10:4 ،1:1‬‬
‫(ؼ‬
‫المقدسةككؿ مف عنده ىذا الرجاء بو‪،‬‬
‫‪":‬‬ ‫‪ -6‬في حالة الطيارة والتقوى والسيرة‬
‫يطير نفسو كما ىك طاىر" (‪1‬مك‪" )3:3‬فبما أف ىذه كميا تنحؿ أم أناس‬
‫كتقكل (‪2‬بط‪.)11:3‬‬
‫"‬ ‫يجب أف تككنكا أنتـفي سيرة مقدسة‬
‫المشقات"الذم بو تبتيجكف‪ .‬مع أنكـ اآلف –إف‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -7‬في حالة احتمال التجارب و‬
‫يسير بتجارب متنكعة ‪ ،‬لؾم تككف تزكية إيمانكـ –كه م‬
‫حزنكف ان‬
‫تى‬
‫كاف يجب– ي‬
‫الفاف‪ ..-‬تكجد لممدح كالكرامة كالمجد عند استعبلف يسكع‬
‫أثمف مف الذىب م‬
‫المسيح" (‪1‬بط‪6:1‬ك‪" .)7‬طكبى لمرجؿ الذم يحتمؿ التجربة‪ ،‬ألنو إذا تزكى‬
‫يحبكنو(يع‪.)12:1‬‬
‫"‬ ‫يناؿ إكميؿ الحياةالذم كعد بو الرب لمذيف‬
‫‪ -8‬في حالة األمانة العممية‪ ،‬واإلىتمام الصحيح ‪" :‬اىتمكا بما فكؽ ‪ ،‬ال بما‬
‫عمى األرض ‪ ..‬ؼأميتكا أعضاءكـ التي عمى األرض ‪ :‬الزنى ‪ ،‬النجاسة ‪،‬‬
‫الردية‪ ،‬الطمع" (كك‪" )5-2:3‬ال تيتمكا بشمء بؿ في كؿ‬
‫اليكل‪ ،‬الشيكة َّث‬

‫‪- 32 -‬‬
 ‫م‪.)6:4‬‬
‫اهلل (ؼ‬
‫شمء بالصبلة كالدعاء مع الشكر لتعمـ طمباتكـ لدل "‬
‫‪ -9‬في حالة عدم التسرع في الحكم عمى اآل خرين في األمور غير‬
‫في ىك الرب‪ .‬إذان ال تحكمكا في شيء قبؿ‬
‫المنظورة‪" :‬كلكف الذم يحكـ َّث‬
‫كمظير آراء القمكب ‪.‬‬
‫الكقت حتى يأتم الرب الذم سينير خفايا الظبلـ ي‬
‫كحينئذ يككف المدح لكؿ كاحد مف اهلل" (‪1‬كك‪.)5:4‬‬
‫‪ -10‬في حالة العيشة الصحيحة المتعقمة ‪" :‬كنعيش بالتعقؿ كالبر كالتقكل‬
‫في العالـ الحاضر‪ ،‬منتظريف الرجاء المبارؾ كظيكر مجد اهلل العظيـ‬
‫كمخمصنا يسكع المسيح" (تم‪12:2‬ك‪.)13‬‬
‫‪ -11‬في حالة المحبة والثباتفي القداسة‪ :‬كالرب ينميكـ كيزيدكـ في المحبة‬
‫بعضكـ لبعض كلمجميع ‪ ..‬لكي ِّو‬
‫يثبت قمكبكـ ببل لكـ في القداسة "‬
‫(اتس‪12:3‬ك‪".)13‬كأما المحبة األخكية‪ ..‬إنما أطمب إليكـ أييا اإلخكة‬
‫أف تزدادكا أكثر" (اتس ‪9:4‬ك‪ )10‬كاآلف أييا األكالد أثبتكا فيو حتى إذا‬
‫أظير يككف لنا ثقة كالنخجؿ منو في ـ جيئو" (‪1‬يك‪.)28:2‬‬
‫‪ -12‬في حالة الفرح وعدم الحزن ‪" :‬فرحيف في الرجاء " (رك‪" ،)12:12‬ال‬
‫تحزنكا كالباقيف الذيف الرجاء ليـ" (اتس‪.)13:4‬‬
‫‪ -13‬في حالة الغيرة عمى النفوس ‪ ،‬والخدمة بدون فشل أو تزعزع ‪" :‬أنقذ‬
‫المنقاديف إلى المكت كالممدكديف لمقتؿ ال تمتنع" (أـ‪10:24‬ك‪.)11‬‬
‫"إذان يا إخكتم األحباء ككنكا راسخيف غير متزعزعيف ‪ ،‬مكثريف في عمؿ‬
‫في الرب " (اكك ‪)58:15‬‬ ‫الرب كؿ حيف ‪ ،‬عالميف أف تعبكـ ليس باطبلن‬

‫‪- 33 -‬‬
‫"اكرز بالكممة ‪ ،‬أعكؼ عمى ذلؾ في كقت مناسب كغير مناسب ‪ .‬كبخ ‪،‬‬
‫انتير‪ ،‬عظ بكؿ أناة كتعميـ" (‪2‬تى‪.)2:4‬‬
‫"ارعكا رعية اهلل التي بينكـ ‪ ،‬نظا انر ‪،‬ال عف إضطرار بؿ باإل ختيار كال‬
‫لربح قبيح‪ ،‬بؿ بنشاط‪ ..‬كمتى ظير رئيس الرعاة تنالكف إكميؿ المجد الذم‬
‫ال يبمى" (‪1‬بط‪2:5‬ك‪.)4‬‬
‫عزيزم القارئ‪ ،‬أصؿم لمرب (بعد ىذا اإلستعراض السريع لمسئكلياتنا في‬
‫ضكء قرب مجمء الرب) أف تككف مستعدان لمبلقاتو‪ ،‬بأف تككف حياتؾ مسممة‬
‫شخصي لحياتؾ ‪ .‬كاذا كاف‬
‫ان‬ ‫لو بالتماـ إف كنت قد سبؽ كتمتعت بو مخمص ان‬
‫األمر غير ذلؾ فالرجاء أف تسكب قمبؾ اآل ف‪ ،‬كتصرخ ‪ :‬ارحمنى يا رب أنا‬
‫"استعد لمقاء إليؾ "‬ ‫الخاطئ فيذا ىك األساس األكيد لتمتعؾ بالرجاء‬
‫(عا‪" )12:4‬كالمستعدات دخمف معو إلى العرس كأغمؽ الباب" (مت‪.)10:25‬‬
‫كمشتاؽ مثؿ‬
‫ان‬ ‫كعمى كؿ مؤمف حقيؽم أف يككف منتظران لمرب في أل لحظة‪،‬‬
‫أيكب الذم قاؿ "إلى ذلؾ تتكؽ كميتام في جكفي " (أم‪ )27:19‬كبكلس‬
‫الرسكؿ يقكؿ ‪" :‬ؿم اشتياء أف أنطمؽ كأككف مع المسيح ‪ ،‬ذاؾ أفضؿ جد ان"‬
‫(في ‪ ،)23:1‬لسنا نريد أف نخمعيا بؿ نمبس فكقيا " (‪2‬كك ‪ .)4:5‬ليتنا نعيش‬
‫منتظريف الرب ‪ ،‬ال لؾم يخمصنا مف التعب (كاف كاف ىذا أم انر في مظيره‬
‫م كغشيفم رعب ‪ .‬فقمت ليت ؿم‬
‫حسف ) كما قاؿ دكاد "خكؼ كرعدة أتيا عؿ َّث‬
‫جناحان كالحمامة فأطير كأستريح" (مز‪5:55‬ك‪ )6‬كال تنس أجمؿ تحية لمتبلميذ‬
‫حينما كانكا يتقابمكف معان فكانكا يقكلكف لبعضيـ بعضان ‪" :‬ماراف آثا " أم الرب‬

‫‪- 34 -‬‬
 ‫آت‪ .‬ككاجب عمينا كمؤمنيف أف يفِّو‬
‫قدر إحسانات الرب لنا كما قد صار لنا فيو‪.‬‬
‫فقد كنا "ببل إلو كالرجاء لنا " (أؼ‪ )12:2‬بؿ إف خبلصنا النيائم يستند عمى‬
‫الرجاء ‪ ،‬ألننا "بالرجاء خمصنا " (رك‪ )24:8‬كصار لنا "خكذة ىي رجاء‬
‫ت"‬
‫الخبلص " (‪1‬تس ‪ )8:5‬كىذا الرجاء صار لنا "مرساة لمنفس مؤتمفة كثابة‬
‫(عب‪.)19:6‬‬
‫ليتنا " يف ً‬
‫مسؾ بالرجاء المكضكع أمامنا " (عب ‪ )18:6‬إف إلينا نفسو ىك‬
‫إلو الرجاء ‪ ،‬الذم يمؤلنا كؿ سركر كسبلـ في اإليماف ‪ ،‬لنزداد "في الرجاء‬
‫‪:‬‬ ‫" (رك‪ )13:15‬كيمزمنا أف نككف كما ىك مكتكب‬ ‫بقكة الركح القدس‬
‫الذم فيكـ ‪،‬‬ ‫"مستعديف دائـ ان لمجاكبة كؿ مف يسألكـ عف سبب الرجاء‬
‫بكادعة كخكؼ" (‪1‬بط‪.)15:3‬‬

‫االختطاؼ‬ ‫م يكـ‬ ‫ممج‬ ‫ان ممج م‬ ‫بعد قميؿ جد‬

‫م لمخراؼ‬ ‫م جا‬ ‫دا الراع‬ ‫استعدكا يا مؤمنيف‬

‫البكاء كالدمكع‬ ‫التعب كال أحزاف‬

‫حبيب القمب يسكع‬ ‫كه ا نسكف مع الحناف‬

‫احذر مف دنيا الغركر‬ ‫دا الكقت قصير كقميؿ‬

‫كيطمع فجر السركر‬ ‫ة كيمر الميؿ‬ ‫كـ لحظ‬

‫آيٍٍ‬

‫‪- 35 -‬‬
 ‫الفصل الخامس‬
‫ماذا بعد االختطاف‬
‫(انخهفٍخ انكتبثٍخ نهشؼٕة األرضٍخ)‬

‫بعد اختطاؼ الكنيسة (كما سمؼ القكؿ في الفصكؿ السابقة ) سكؼ‬

‫يككف هلل بقية مف الييكد كاألمـ يتعامؿ الرب معيا لتككف لو ‪" :‬سأرجع بعد‬
‫ىذا كأبفم أيضان خيمة داكد الساقطة ‪ ،‬لؾم يطمب الرب جميع األمـ الذيف‬
‫دع م اس مي عمييـ " (أع‪ ،)19-13:15‬كأيضان (رك‪ )32-25:11‬إف‬
‫أكرشيمـ كما حكليا ىي محكر النبكات الخاصة باألرض ‪ ،‬بؿ نقكؿ ىي‬
‫مسرح األحداث المستقبمية بعد اختطاؼ الكنيسة كما سنرل فيما بعد‪.‬‬
‫نًحخ يختصزح ػٍ انشؼت األرضي ٔيب ٌخصّ يٍ َجٕاد‪:‬‬
‫الشعب األرضم لو نبكاتو الكثيرة المتعمقة بو مف بداية تعامؿ اهلل مع‬
‫مذكر في أكؿ سفر في الكتاب المقدس (سفر التككيف ) فقد قاؿ‬‫إبراىيـ‪ ،‬كما ي‬
‫الرب ألبراـ ‪" :‬فيذلكنيـ أربع مئة سنة ‪ ،‬ثـ األمة التي يستعبدكف ليا أنا‬
‫أدنييا ‪ .‬كبعد ذلؾ يخرجكف بأمبلؾ جزيمة كؼ م الجيؿ الرابع يرجعكف إلى‬
‫انكس (أع‪6:7‬ك‪ )7‬كأقكاؿ ‪.‬‬
‫ىنا " (تؾ ‪ )16-13:15‬كالحظ أيضا أقكاؿ استؼ‬
‫الرسكؿ بكلس (أع‪ )22-16:13‬كىذه النبكة تحقؽت فعبلن ‪ ،‬رغـ أف إبراىيـ‬
‫مات كلـ يعاصر ىذه األحداث (تؾ ‪ ،)15:15‬فتغرب الشعب في مصر ‪،‬‬
‫كاستعبد عمى أيدم الفراعنة ‪ 400‬سنة مف دعكة إبراىيـ إلى خركج الشعب‬

‫‪- 36 -‬‬
‫"بذراع مرتفعة " (أع‪)17:13‬‬ ‫مف مصر ‪ .‬فقد أخرجيـ الرب مف مصر‬
‫في خيمة اإل جتماع (خيمة الشيادة أك‬ ‫كبأمبلؾ جزيمة استخدميا الرب‬
‫المسكف) راجع (خر‪.)40:25‬‬
‫كبعد نحك مدة ‪ 40‬سنة قضكه ا في البرية أقاـ الرب يشكع لقيادة الشعب‬
‫إلى أرض المكعد ‪ .‬كأىمؾ الرب ‪ 7‬أمـ في أرض كنعاف كعمى مدل ‪450‬‬
‫سنة‪ .‬أعطاىـ قضاة حتى صمكئيؿ النبم‪ .‬كمف ثـ طمبكا ممؾان فأعطاىـ اهلل‬
‫بيت‬
‫شاكؿ بف قيس لمدة ‪ 40‬سنة ‪ ،‬ثـ أقاـ الرب داكد ‪ .‬كأراد دكاد أف يبفم ان‬
‫لمرب‪ ،‬كيضع فيو التابكت الذم كاف في خيمة الشيادة ‪ .‬كقاؿ الرب لو إنؾ‬
‫ال تبفم البيت (لككنو رجؿ حركب ) "بؿ ابنؾ الخارج مف صمبؾ (سميماف )‬
‫ىك يبفم البيت إل سـ م" (‪2‬أخ‪ .)11-7:6‬كممؾ سميماف كبنى بيت الرب‬
‫(‪2‬أخ‪ )12-10‬إلى مممكة‬ ‫في أثناء ممكو كبعد مكتو انقسمت المممكة‬
‫‪ .‬فالمممكة الشمالية (‪10‬‬ ‫شمالية كمممكة جنكبي ة ‪ .‬كقد سبيت كؿ منيا‬
‫إلى أشكر (‪2‬مؿ ‪،8:16 ،29:15‬‬ ‫أسباط ) كعاصمتيا السامرة سبيت‬
‫‪ ،12 ،18:11 ،7-5:17‬إش‪ ،1:28‬ميخا‪ .)6–5:1‬في سنة ‪ 722‬ؽ‪ .‬ـ‪.‬‬
‫تقريبان ‪ .‬كأما المممكة الجنكبية (سبطا ييكذا كبنياميف )‪ ،‬كعاصمتيا أكرشميـ‬
‫(‪2‬مؿ ‪2 ،2:24‬مؿ ‪2 ،25‬أخ‪،36‬‬ ‫إلى بابؿ عمى مراحؿ‬ ‫فقد سبيت‬
‫إر‪ )11–1:25‬كحدث ذلؾ مف سنة ‪ 606‬ؽ‪ .‬ـ‪ .‬كلمدة ‪ 70‬سنة‪ .‬كاذا أردنا‬
‫معرفة أىـ الدركس التي تعمميا الشعب في السبم‪ ،‬فيكفينا أف نقكؿ كـ أركا‬
‫مف الذؿ كالتعب كالحرماف مف العباد ة الحقيقية‪ ،‬حينما أركا األرجاس كالعبادة‬

‫‪- 37 -‬‬
 ‫الباطمة مف حكليـ ‪ ،‬كعمقكا أعكادىـ عمى الصفصاؼ باكيف مذليف معذبيف‬
‫متذكريف صييكف (مز ‪ )137‬كلكف شجعيـ إرميا كحزقياؿ بنبكتييما عف‬
‫العكدة كالرجكع‪ .‬كال سيما قكؿ إرميا عف تحديد المدة بالضبط (إر‪،12:25‬‬
‫‪ )10:29‬كبدأ مف جانب منيـ التمسؾ بالرب كبشريعتو كاإلستعداد لمعكدة‪.‬‬
‫كيعمف نبكخذ نصر حممو‪ ،‬كاليجد سكل دانيآؿ المسبم في ذلؾ الكقت ‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫الرجؿ المحبكب ‪ ،‬يفسر لو الحمـ كيتكمـ عف اإللو الحكيـ العجيب قائبلن‬
‫"ليكف اسـ اهلل مبارؾان مف األزؿ كالى األبد‪ ،‬ألف لو الحكمة كالجبركت ‪ .‬كىك‬
‫يغير األكقات كاألزمنة‪ ،‬يعزؿ ممكؾان كينصب ممكؾان‪ ،‬يعطي الحكماء حكمة‬
‫كيعمـ العارفيف فيـ ان‪ .‬ىك يكشؼ العمائؽ كاألسرار " (دا‪ )22-20:2‬كيفسر‬
‫الحمـ الذم يتكمـ عف أربعة ممالؾ كه م‪:‬‬
‫(دا‪37:2‬ك‪.)38‬‬ ‫‪ -1‬مممكة بابل بزعامة نبكخذ نصر‬
‫‪ -2‬مممكة مادي (داريكس) وفارس (ككرش) (دا‪.)39:2‬‬
‫(دا‪.)39:2‬‬ ‫‪ -3‬مممكة اليونان (االسكندر األكبر)‬
‫(دا‪.)43-40:2‬‬ ‫‪ -4‬مممكة الرومان‬
‫إلى أف يأتم الممؾ الحقيؽم‪ ،‬الذم تثبت إلى األبد مممكتو ‪ ،‬أم مممكة‬
‫المسيح لو المجد ‪ .‬كما سيأتم تفصيميان‪ .‬كيدرس دانيآؿ النبكات كه م في‬
‫أحمؾ الظركؼ حسب رؤيتنا البشرية‪ ،‬كيخرج الرب لنا مف اآل كؿ أي ك هؿ كمف‬
‫الجاؼم حبلكة (قض ‪ ،)14:14‬فيقكؿ "أنا دانيآؿ فيمت مف الكتب عدد‬
‫السنيف‪ ..‬لكمالة ‪ 70‬سنة عمى خراب أكرشيمـ" (دا‪ )2:9‬كيصؿم كيكجو قمبو‬

‫‪- 38 -‬‬
 ‫إلى اهلل بالصبلة كالتضرعات‪ ،‬بالصكـ‪ ..‬كاإلعتراؼ كالطمبات‪ ..‬كبينما يتكمـ‬
‫ع كيممسو كيقكؿ إفم‬
‫بعد بالصبلة إذا بالرجؿ جبرائيؿ يراه يطير نحكق مسران‬
‫خرجت اآل ف ألعممؾ الفيـ ‪ ..‬أنا جئت ألخبرؾ فتأمؿ الكبلـ كأفيـ الرؤيا ‪.‬‬
‫‪ ،‬لتكميؿ‬ ‫"سبعكف أسبكع ان قضيت عمى شعبؾ كعمى مدينتؾ المقدسة‬
‫م كلختـ الرؤيا‬ ‫المعصية كتتميـ الخطايا كلكفارة اإلثـ كليؤتى بالبر األبد‬
‫كالنبكة كلمسح قدكس القدكسيف ‪ .‬فاعمـ كافيـ أنو مف خركج األمر لتجديد‬
‫أكرشيمـ كبنائيا إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع إكثناف كستكف أسبكع ان يعكد‬
‫مطى ع‬
‫كيبنى سكؽ كخميج في ضيؽ األزمنة ‪ .‬كبعد إثنيف كستيف أسبكع ان قي‬
‫المسيح كليس لو كشعب رئيس آت يخرب المدينة كالقدس ‪ ،‬كانتياؤه بغمارة‬
‫كالى النياية حرب كخرب قضم بيا كيثبت عيدان مع كثيريف في أسبكع كاحد‬
‫كؼم كسط األسبكع يبطؿ الذبيحة كالتقدمة ‪ ،‬كعمى جناح األرجاس مخرب‬
‫حتى يتـ كيصب المقضم عمى المخرب" (دا‪" )27-20:9‬قدكس القدكسيف "‬
‫في المغة العبرية "قدس األقداس"‪.‬‬
‫م األقكاؿ المذككرة نبلحظ الحقائؽ التالية‪:‬‬
‫ؼ‬
‫‪ -1‬أف ىذه األقكاؿ تخص بالذات الشعب األرض م كليس السماكم ككذلؾ‬
‫أكرشميـ األرضية (شعبؾ – مدينتؾ – أكرشميـ)‪.‬‬
‫‪ -2‬إف الكنيسة كما سبؽ كتكممنا ‪ ،‬ليا معامبلتيا ‪ ،‬كالتعميـ الخاص بيا في‬
‫الرسكؿ لذلؾ نجد أف الكنيسة ليس ليا مكاف‬
‫‪،‬‬ ‫الرسائؿ‪ ،‬السيما رسائؿ بكلس‬
‫في ىذه القراءات عمى اإلطبلؽ ألنيا بدأت بعد مكت كقيامة الرب يسكع‬

‫‪- 39 -‬‬
‫حالي ما زالت إلى أف يكمؿ‬
‫كبالتحديد في يكـ الخمسيف (راجع أع‪ ،)2‬كه م ان‬
‫عددىا مف المعينيف لمحياة األبدية ‪ ،‬فتخطؼ كبعد أف ترفع ؿلسماء يأتم‬
‫أسبكعالتي نحف بصددىا اآلف‪.‬‬
‫األسبكع األخير مف السبعيف ان‬
‫ث سبعكف أسبكع ان منقسمة إلى ثبلثة أقساـ‬ ‫‪ -3‬إف مدة ىذه األحدا‬
‫(دا‪.)27–25:9‬‬
‫‪ ‬سبعة أسابيع ع ‪.26،25‬‬
‫‪ ‬إثناف كستكف أسبكع ان ع ‪.26‬‬
‫‪ ‬أسبكع كاحد ع ‪.27‬‬
‫أكرشيمـ كما حكليا ىي محكر نبكات العيد القديـ كمف (حز‪ )6:4‬نعرؼ‬
‫"قد جعمت لؾ كؿ يكـ عكض ان عف سنة " كمف ىنا ندرؾ أف ىذه األسابيع‬
‫ليست أياـ بؿ أسابيع سنيف أم ‪ 490=7×70‬سنة‪.‬‬
‫‪ -4‬إف أحداث السبعيف أسبكع ان مف السنيف ىى‪:‬‬
‫أ‪ .‬لتكميؿ المعصية كتتميـ الخطايا كلكفارة اإلثـ ‪ .‬كلقد عصكا الرب‬
‫منذ نشأتيـ كلؾ ف تمت ذركة ا لمعصية حينما صمبكا المسيح‬
‫كسممكه إلى أيد م األمـ ‪ ،‬كبذلؾ تـ مكياؿ خطيتيـ ضد المسيح‬
‫لو المجد ‪ ،‬الذم أتى ليكفر عف اآل ثاـ ‪ ،‬ككاف لساف حاليـ ‪:‬‬
‫"‬ ‫"أصمبو أصمبو "‪(.‬ؿ ك‪" )21:23‬دمو عمينا كعمى أكالدنا‬
‫(مت‪" )25:27‬النريد أف ىذا يممؾ عمينا" (لك‪.)14:19‬‬
‫ب‪ .‬ليؤتى بالبر األبدم‪ ،‬أم ليؤتى بالمسيح الممؾ (ممؾ الممكؾ كرب‬

‫‪- 40 -‬‬
 ‫األرباب) (رؤ‪.)16:19‬‬
‫ج‪" .‬لختـ الرؤيا كالنبكة كلمسح قدكس القدكسيف ‪ :‬ىذه الرؤيا خاصة‬
‫أيض‪ ،‬فيما تخصاف الشعب األرضم كما رأينا ‪ ،‬كستنتو م‬
‫ان‬ ‫كالنبكة‬
‫م (حز‪ ،)47:40‬ىك الييكؿ‬
‫م (رؤ‪ )20‬كالييكؿ األلؼ‬
‫بالـ لؾ األلؼ‬
‫ي‬
‫األخير في األرض‪.‬‬
‫في زمف مممكة‬ ‫د‪ .‬األمر الخاص بتجديد أكرشميـ كبنائيا صدر‬
‫فارس كليس في زمف بابؿ ‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ ككرش (عز ‪-1:1‬‬
‫ب عنو إشعماء (راجع إش‪،28:44‬‬
‫‪ )3‬كالرب قد كعد بذلؾ إذ تف أ‬
‫م فكؿ مسرتم يتمـ ‪ ،‬كيقكؿ‬
‫‪ )5-1:45‬القائؿ عف ككرش راع َّث‬
‫عف أكرشميـ ستبنى ‪ ،‬كلمييكؿ ستؤسس ‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ‬
‫أرتحشستا (عز‪" )23:13 ،1:7‬في يـ لؾ أرتحشستا ممؾ فارس ‪..‬‬
‫فميعمؿ باجتياد" (أياـ عز ار) كلكف أىـ‬
‫كؿ ما أمر بو إلو السماء ي‬
‫ىذه األكامر ىك أرتحشستا لنحميا (نح ‪ )2‬في سنة ‪ 454‬ؽ‪ .‬ـ‪،.‬‬
‫كه م السنة العشركف لو‪ ،‬إذان تككف المدة كاآلتي‪:‬‬
‫‪7‬أسابيع(‪49=7×7‬سنة)‪62+‬أسبكع(‪434=7×62‬سنة)‬
‫=‪69‬أسبكع ان(‪483=7×69‬سنة)‪.‬‬
‫كالسبعكف أسبكعان=‪490=7×70‬سنة‪.‬‬
‫‪490‬سنة‪483 -‬سنة (السنة العشريف ألرتحشستا )=‪7‬سنكات باقية‬
‫مستقببلن كىي األسبكع السبعكف‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫السنة العشركف ألرتحشستا ىي ‪ 454‬ؽ‪ .‬ـ‪454-490 ،.‬سنة‬
‫كاألسبكع األخير‪.‬‬
‫(مستقببل)=‪7‬سنكات مف السبعيف أسبكع ان‪.‬‬
‫‪36‬سنة–‪29=7‬سنة (سنة مكت المسيح عمى الصميب)‪.‬‬
‫كاف العمؿ في أياـ صعبة كلياؿ م متعبة مستمرة كلـ يباؿ‬
‫أحد بنفسو في أياـ نحميا لمدة ‪49‬سنة ثـ بعد ‪62‬أسبكع أل بعد‬
‫ؽ ًط ع المسيح مف أرض األحياء (صمب ) (راجع‬ ‫‪434‬سنة ي‬
‫‪3‬‬
‫الـ لؾ‪.‬‬
‫إش‪ )8:53‬في سنة ‪29‬ميبلدية كليس لو ي‬
‫كسيأتم رئيس آت‪ ،‬أم الرئيس الركماف م (رؤ‪ )13‬الذم‬
‫ظير في سنة ‪70‬ـ‪ .‬في صكرة تيطس ‪ ،‬كسيأتم مستقببلن بعد‬
‫شفاء جرحو في صكرة شخص آخر كانتياؤه أل انتياء الخراب‬
‫ضيقات كثيرة كغامرة ‪ ،‬كىذا‬ ‫لممدينة كالقدس بغمارة بمعنى‬
‫مايحدث منذ ذلؾ الحيف إلى اآلف (حالة التشتت) كال سيما نتيجة‬
‫الحركب الماضية‪.‬‬
‫‪ -5‬سيثبت الكحش عيدان مع كثيريف مف الييكد المرتديف في النصؼ األكؿ‬
‫مف األسبكع األخير أ م (أسبكع السنيف رقـ ‪ ،)70‬كيبطؿ الذبيحة‬
‫كالتقدمة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫صلب يف سنة ‪29‬م ألنو ولد قبل ادليالد بأربع سنوات وأُسقطت ىذه السنوات من‬
‫من ادلعروف أن ادلسيح ُ‬
‫التاريخ ادليالدي‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫‪ -6‬سيظير ىنا شخص آخر (كعمى جناح األرجاس – العبادة الكثنية –‬
‫مخرب ) كىك النبم الكذاب كال ننسى رجسة الخراب التي تكمـ عنيا‬
‫الرب يسكع ‪" :‬فمتى نظرتـ رجسة الخراب التي قاؿ عنيا دانيآؿ النبم‬
‫قائمة في المكاف المقدس " (مت ‪ .)15:24‬بإتحاد الكحش مع النب م‬
‫الكذاب (راجع رؤ‪2 ،13‬تس‪.)2‬‬

‫‪- 43 -‬‬
- 44 -
 ‫انجبة انخبٌي‬
‫يصٍز انؼبنى‬

‫الفصل األول‪ :‬أحداث األسبكع األخير‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مصير المسيحية اإلسمية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬كرسم المسيح‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬عرس الخركؼ‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬ظيكر الرب كالحكادث اؿـ تعمقة بو‪.‬‬

‫‪- 45 -‬‬
- 46 -
 ‫الباب الثانى‬
‫مصٌر العالم‬
‫الفصل األول‪ :‬أحداث األسبوع األخٌر‬

‫لقد أخبرنا الرب يسكع في أقكالو العجيبة في متى‪ 24‬عف أحداث مرعبة‬
‫ستحدث في المستقبؿ لمشعب األرضم كلمعالـ كمو في ذلؾ الكقت ‪ .‬كليس‬
‫لمكنيسة مكاف في ىذا الزـ اف كأقكاؿ الكح م في ‪1‬تس ‪" 10:1‬كتنتظركا ابنو‬
‫مف السماء يسكع الذم ينقذنا مف الغضب اآلتم" ألف اهلل لـ يجعمنا لمغضب‬
‫" (‪1‬تس ‪ )9:5‬ككذلؾ "كنحف‬ ‫بؿ القتناء الخبلص بربنا يسكع المسيح‬
‫متبرركف اآلف بدمو‪ ،‬نخمص بو مف الغضب " (رك‪ )9:5‬نعـ "يعمـ الرب أف‬
‫ينقذ األتقياء مف التجربة كيحفظ األثمة إلى يكـ الديف معاقبيف " (‪2‬بط ‪)9:2‬‬
‫"ألنؾ حفظت كممة صبر م‪ ،‬أنا أيضان سأحفظؾ مف ساعة التجربة العتيدة‬
‫أف تأتم عمى العالـ كمو لتجرب الساكنيف عمى األرض" (رؤ‪ .)10:3‬عزيزم‬
‫القارئ ‪ ،‬إف طبيعة اهلل العممية ىي المحبة "اهلل محبة " (‪1‬يك ‪8:4‬ك‪)16‬‬
‫كتتصؼ بالرحمة كالرأفة كالحناف "فيك إلو رؤكؼ كرحيـ بط مء الغضب‬
‫" (يك ف‪ ،)2:4‬كىك أيضان "صالح لمكؿ‬ ‫ككثير الرحمة كنادـ عمى الشر‬
‫كمراحمو عمى كؿ أعمالو " (مز ‪8:145‬ك‪ ،)9‬كلكف طبيعتو األدبية ىي‬
‫مدنى‬
‫"النكر " أم القداسة فمكتكب "اهلل نكر " (‪1‬يك ‪ )5:1‬ساكفان في نكر ال ي‬

‫‪- 47 -‬‬
 ‫منو " (‪1‬تي ‪ ،)16:6‬كىك "نكر العالـ " (يك ‪ ،12:8‬يك ‪ )5:9‬لذلؾ فإف عممو‬
‫الغريب ىك الدينكنة "يقكـ الرب‪ ..‬بسخط ليفعؿ فعمو الغريب ‪ ،‬كليعمؿ عممو‬
‫الغريب " (إش‪ ،)12:28‬فمقد جاء الرب مممكء ان نعـ ة قبؿ أف يككف مممكء ان‬
‫قبؿ أف يظير صرامتو‬ ‫حؽ ان (يك ‪ )14:1‬كأتى إلظيار لطؼ اهلل أكالن‬
‫(رك‪ )22:11‬كاذا كاف بالنسبة لممؤمنيف الحقيقيف ال شيء مف الدينكنة اآل ف‬
‫عمييـ لكف نعمـ أف "الذ م ال يؤمف باإل بف لف يرل حياة بؿ يمكث عميو‬
‫غضب اهلل" (يك‪" )36:3‬ألف غضب اهلل معمف مف السماء عمى جميع فجكر‬
‫الناس كاثميـ‪ ،‬الذيف يحجزكف الحؽ باإلثـ" (رك‪ )18:1‬أعزائي "إف اهلل اآلف‬
‫متغاضي عف أزمنة الجيؿ ‪ .‬ألنو‬
‫ان‬ ‫يأمر جميع الناس في كؿ مكاف أف يتكبكا‬
‫أقاـ يكـ ان ىك فيو مزمع أف يديف المسككنة بالعدؿ ‪ ،‬برجؿ قد عينو مقدـ ان‬
‫لؿجميع إيمانا إذ أقامو مف األمكات " (أع‪ .)31-30:17‬كىذا الرجؿ ىك‬
‫المسيح الذم مات كقاـ ‪ .‬كالذ م عيف مف اهلل ديانان لؤلحياء كاألمكات (راجع‬
‫يك ‪ ،22:5‬أع‪ )31-17:30 ،43-42:10‬لقد كبخ يكحنا المعمداف الييكد‬
‫سابؽان إذ قاؿ ‪" :‬يا أكالد األفاع م مف أراكـ أف تيربكا مف الغضب اآل تم"‬
‫(مت ‪ )7:3‬كقاؿ الرسكؿ بكلس عف المسيحي يف باإلسـ ككذلؾ األمـ ‪" :‬إف‬
‫معطي نقمة لمذيف ال يعرفكف اهلل كالذيف ال‬
‫ان‬ ‫الرب سيستعمف في نار لييب ‪،‬‬
‫مطيعكف إنجيؿ ربنا يسكع المسيح " (‪2‬تس‪" )8:1‬ألنيـ لـ يقبمكا محبة الحؽ‬
‫ي‬
‫مخمصكا ‪.‬كألجؿ ىذا سيرسؿ إلييـ اهلل عمؿ الضبلؿ حتى يصدقكا‬ ‫حتى ى‬
‫"‬ ‫الكذب ‪ ،‬لؾ م يداف جميع الذيف لـ يصدقكا الحؽ بؿ سركا باإلثـ‬

‫‪- 48 -‬‬
‫(‪2‬تس‪10:2‬ك‪ .)11‬فالكنيسة اآل ف (المؤمنكف الحقيقيكف بالمسيح ) لكجكدىا‬
‫في ىذا العالـ ؛ ىي مسكف الركح القدس ‪ ،‬كه م الح اجز األساسم كالياـ‬
‫لمغضب ‪ ،‬كذلؾ ألنيا "مختارة قبؿ تأسيس العالـ " (أؼ‪" )3:1‬كقبؿ األزمنة‬
‫األزلية" (‪2‬تم‪ ،)9:1‬كاذا رجعنا إلى العيد القديـ نجد رمز ان لمكنيسة التي ال‬
‫تجتاز الضيقة في أخنكخ السابع مف آدـ‪ ،‬إذ مكتكب عنو "كسار أخنكخ مع‬
‫اهلل كلـ يكجد ألف اهلل أخذه (نقمو )" (تؾ ‪ ،24:5‬عب ‪ ،)5:11‬كاذا قرأنا سفر‬
‫التككيف سنجد نكح ان الذم دخؿ الفمؾ مع بيتو ‪ ،‬كنزؿ الطكفاف ‪ ،‬كانفتحت‬
‫طاقات السماء بعدما انفجرت كؿ ينابيع الغمر ‪ ،‬كتكاثرت المياه كتعاظمت‬
‫جدان كلكف رغـ ىذا كمو بؽم نكح كالذيف معو فقط في الفمؾ ‪ .‬مكتكب "كحفظ‬
‫طكفاف عمى عالـ الفجار" (تؾ‪،7‬‬
‫ان‬ ‫كارز لمبر‪ ،‬إذ جمب الرب‬
‫ان‬ ‫ثامف‬
‫الرب نكح ان ان‬
‫‪2‬بط‪ .)5:2‬كىذه صكرة أخرل لمبقية التي سيتعامؿ الرب معيا مستقببلن بعد‬
‫في ىذه‬ ‫اختطاؼ الكنيسة ‪ ،‬كسيككنكف محفكظيف رغـ أنيـ يجتازكف‬
‫المتاعب كالضيقات ‪ .‬كىذا ما يؤكده إشعياء النب م‪ ،‬كيستشيد بو الرسكؿ‬
‫بكلس‪" :‬كيككف في ذلؾ اليكـ أف بقية إسرائيؿ كالناجيف مف بيت يعقكب ‪ ،‬ال‬
‫يعكدكف يتككمكف أيض ان عمى ضاربيـ ‪ ،‬بؿ يتككمكف عمى الرب قدكس‬
‫إسرائيؿ بالحؽ ‪ .‬ترجع البقية ‪ ،‬بقية يعقكب إلى اهلل القدير ‪ .‬ألنو كاف كاف‬
‫شعبؾ يا إسرائيؿ كرمؿ البحر ‪ ،‬ترجع بقية منو " (إش‪ )22-20:10‬كىك ما‬
‫يكضحو إرميا اؿنبم‪" :‬ألنو ىكذا قاؿ الرب ‪ :‬رنمكا ليعقكب فرح ان‪ ،‬كاىتفكا‬
‫ة إسرائيؿ "‬ ‫برأس الشعكب ‪ .‬سمعكا سبحكا كقكلكا خمص يارب شعبؾ بقي‬

‫‪- 49 -‬‬
‫(إر‪ .)7:31‬كميخا يكسع دائرة البقية فبل يكتؼم بذكر الييكد فقط ‪ ،‬بؿ يذكر‬
‫أنيـ سيككنكف سبب بركة‪ ،‬إذ يكرزكف ببشارة الممككت لجميع األمـ "كتككف‬
‫بقية يعقكب في كسط شعكب كثيريف ‪ ،‬كالندل مف عند الرب كالكابؿ عمى‬
‫إنساف كال يصبر لبفم البشر‪ .‬كتككف بقية يعقكب بيف‬
‫ان‬ ‫العشب الذم الينتظر‬
‫األمـ في كسط شعكب كثيريف كاألسد بيف كحكش الكعر " (ـ م‪)8-7:5‬‬
‫كالرب يسكع لو كؿ المجد أعمف ذلؾ بكضكح إذ قاؿ ‪" :‬كلكف الذم يصبر‬
‫إلى المنتيى فيذا يخمص ‪ .‬كيكرز ببشارة الممككت ىذه في كؿ المسككنة‬
‫شيادة لجميع األمـ" (مت ‪ .)14–13:24‬كيذكر حزقياؿ أيضان‪" :‬فيكذا بقية‬
‫فييا نا جية " (حز ‪ )22:14‬كستككف ىذه البشارة كما يذكر إشعياء ‪" :‬كأجعؿ‬
‫فييـ آية ‪ ،‬كأرسؿ منيـ ناجيف إلى األمـ ‪ ،‬إلى ترشيش (أسبانيا ) كفكؿ كلكد‬
‫(ليبيا كما حكليا)‪ ..‬إلى تكباؿ كياكاف (ركسيا كاليكناف)‪ ،‬إلى الجزائر البعيدة‬
‫التي لـ تسمع خبر م‪ ،‬كال رأت مجد م‪ ،‬فيخبركف بمجد م بيف األمـ "‬
‫(إش‪ .)19:66‬كيقكؿ زكريا أيض ان‪" :‬ىكذا قاؿ رب الجنكد ‪ :‬في تمؾ األياـ‬
‫‪ ،‬يتمسككف بذيؿ رجؿ ييكد م‬ ‫يمسؾ عشرة رجاؿ مف جميع ألسنة األمـ‬
‫قائميف‪ :‬نذىب معكـ ألننا سمعنا أف اهلل معكـ" (زؾ‪.)23:8‬‬
‫كتنقسـ أحداث األسبوع األخير إلى قسميف‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬تنبأ عنو رب المجد كدعاه "مبتدأ األكجاع" (مت‪)8:24‬‬
‫"ضيؽ عظيـ " أك "الضيقة العظيمة "‬ ‫القسم الثان ي‪ :‬دعاه الرب‬
‫(مت‪ ،21:24‬رؤ‪.)14:7‬‬

‫‪- 50 -‬‬
 ‫ٔوًال‪ :‬يجتذ األٔجبع‬
‫‪ 42‬شيران‪ .‬كبتعبير آخر‬ ‫‪ 1260‬يكـ ان أم ثبلث سنكات كنصؼ أك‬
‫"زـ اف كزمانيف كنصؼ زماف " (راجع مت ‪ ،8-5:24‬رؤ‪ )8:6‬أما أحداث‬
‫م كسط األسبكع يبطؿ الذبيحة‬
‫م نبكة دانيآؿ (‪ )27:9‬كؼ‬
‫الضيقة العظيمة فؼ‬
‫كالتقدمة كعمى جناح األرجاس مخرب ‪ .‬في كسط األسبكع أ م في النصؼ‬
‫الثافم مف األسبكع‪ ،‬أم ثبلث سنكات كنصؼ (راجع رؤ ‪2:11‬ك‪،6:12 ،3‬‬
‫‪ )5:13 ،14‬كسيحدث اآلتم في فترة مبتدأ األكجاع‪:‬‬
‫(‪ )1‬مسحاء كذبة وأنبياء كذبة‬
‫إف كثيريف سيأتكف باسـ المسيح ‪ ،4‬كيقكلكف ‪" :‬أنا المسيح " كيضمكف‬
‫كثيريف ‪ .‬كىذه فترة سبلـ ظاىرم في صكرة حرب باردة بدكف أسمحة "ألنو‬
‫بغت كالمخاض لمحبمى فبل‬
‫حينما يقكلكف سبلـ كأماف‪ ،‬حينئذ يفاجئيـ ىبلؾ ة‬
‫ينجكف" (‪1‬تس‪.)3:5‬‬
‫(‪ )2‬حروب وأخبار حروب‬
‫ستككف حركب في كثير مف األماكف ‪ ،‬إذ اليزاؿ إبميس يعمؿ بشدة في‬
‫أبناء المعصية كيستخدمكف بعض األسمحة المرمكز ليا بالسيؼ (رؤ‪،)4:6‬‬
‫رب‬
‫ض ى‬‫حينئذ ستسفؾ دماء كثيرة ‪ .‬يالميكؿ !! لقد استيانكا بالقدكس الذم ي‬

‫‪ 4‬إننا نسمع بوادر ىذا احلدث‪ ،‬وال سيما يف أوروبا وأمريكا واسًتاليا وكوريا‪ ،‬لكن سيظهر ذلك بصورة‬
‫أوضح يف أرض النبوات بعد اختطاف الكنيسة‪.‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫بسيؼ العدؿ اإلليي (مز‪ ،20:22‬زؾ‪ )7:13‬كاستيانكا أيضان "بسيؼ الركح‬
‫الذم ىك كؿـ ة اهلل " (أؼ‪ ،17:6‬عب ‪ ،)12:4‬كلذلؾ سكؼ يقتمكف بالسيؼ ‪،‬‬
‫"كتقكـ أمة عمى أمة كمممكة عمى ممممكة" كستككف خسائر كثيرة جد ان أكثر‬
‫مما حدث في الحركب السابقة‪ ،‬بما فييا الحركب العالمية‪.‬‬
‫(‪ )3‬المجاعات‬
‫التي تزداد في بعض الببلد‬ ‫كنت أق أر منذ أياـ قميمة عف المجاعات‬
‫خبر مؤلمان‪ ،‬كامتمكت دمكع م بصعكبة‪ ،‬جاء فيو "إف سيارات أحياء‬
‫األفريقية ان‬
‫المدينة تجكؿ في المدف كالقرل لتجمع مف الشكراع ليس القمامة ‪ ،‬بؿ جثث‬
‫المكتى الذيف لـ يجدكا طعاميـ لمدة طكيمة كؼم دكؿ العالـ الثالث ‪ ،‬يمكت‬
‫كؿ سنة أكثر مف ‪12‬ميمكف طفؿ بسبب الجكع" لقد ظيرت بكادر المجاعات‬
‫المرمكز ليا "بفرس أسكد كالجالس عميو معو ميزاف في يده " (صكرة لمغبلء‬
‫كارتفاع األسعار بطريقة رىيبة ) (رؤ‪ )5:6‬كفرل صكرة مماثمة نبكيان في‬
‫معرفكا في‬
‫(مراثم إرميا ‪" )8:4‬صارت صكرتيـ أشد ظبلـ ان مف السكاد ‪ ،‬لـ ي‬
‫الشكارع‪ ،‬لصؽ جمدىـ بعظميـ ‪ ،‬صار يابسان كالخشب ‪ .‬كانت قتمى السيؼ‬
‫خير مف قتمى الجكع‪ .‬ألف ىؤالء يذكبكف مطعكنيف لعدـ اثمار الحقؿ أياد م‬
‫ان‬
‫النساء الحنائف طبخت أكالدىف ‪ ،‬صاركا طعاـ ان ليف في سحؽ بنت شعبم"‬
‫" كؼم‬ ‫(مراثم‪" )10:5‬جمكدنا اسكدت كتنكر مف جرل نيراف الجكع‬
‫(تث ‪" :)57-53:28‬فتأكؿ ثمرة بطنؾ ‪ ،‬لحـ بنيؾ كبناتؾ الذيف أعطاؾ ‪..‬‬
‫الرجؿ المتنعـ فيؾ كالمترؼق جدان‪ ،‬تبخؿ عينو عمى أخيو كامرأة حضنو كبقية‬

‫‪- 52 -‬‬
‫أكالده الذيف يبقييـ‪ ..‬كالمرأة المتنعمة فيؾ كالمترفية التي لـ تجرب أف تضع‬
‫أسفؿ قدميا عمى األرض لمتنعـ كالترفو ‪ ،‬تبخؿ عينيا عمى رجؿ حضنيا‬
‫كعمى ابنيا كبنتيا ‪ ،‬بمشيمتيا الخارجة مف بيف رجمييا ‪ ،‬كبأكالدىا الذيف‬
‫سر"‪.‬‬
‫تمدىـ‪ ،‬ألفىا تأكميـ ان‬

‫(‪ )4‬األوبئة والحشرات الضارة‬

‫سيحدث تمكث لمبيئة مف ىذه األكبئة ‪ .‬كقد سبؽ أف استخدـ الرب ىذه‬
‫األكبئة في تأديب الشعب كعقاب األشرار ‪ ،‬فيقكؿ الرب عمى ؼـ مكسى ‪:‬‬
‫سيؼ ينتقـ نقمة الميثاؽ ‪ ..‬كأرسؿ في كسطكـ الؤبأ فتدفعكف‬
‫ان‬ ‫"أجمب عيمكـ‬
‫بيد العدك" (ال‪ .)25:26‬كيقكؿ حزقياؿ أيضان‪" :‬ألنو ىكذا قاؿ السيد الرب ‪:‬‬
‫سيؼ كجكع ان ككحشان‬
‫كـ بالحرم إف أرسمت أحكاـ م الردئية عمى أكرشيمـ ‪ ،‬ان‬
‫ككب‪ ،‬ألقطع منيا اإلنساف كالحيكاف" (حز‪ )21:14‬كىذه األكبئة تنتشر‬
‫ردمانئ أ‬
‫نتيجة السيؼ كالجكع كالمكت ككحكش األرض‪.5‬‬

‫(‪ )5‬الزوزل‬
‫ست ً‬
‫خد ىـ ت كثيران في العيد القديـ ‪ ،‬كأيضان في العيد‬‫إف ىذه الضربة ا ي‬
‫الجديد‪:‬‬

‫‪ 5‬طالعتنا بعض الصحف منذ وقت قريب عن كائن حي يُدعى "السلعوة" قام باذلجوم على إحدى ادلناطق‪،‬‬
‫فجرح الكثريات من النساء واألطفال‪ ،‬وقتل البعض‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
 ‫أكالن‪ :‬في العيد القديـ‪:‬‬
‫في أياـ إيميا النبم (‪1‬مؿ‪11:19‬ك‪ )12‬فوم إحدل طرؽ معامبلت اهلل‪.‬‬
‫(‪2‬أخ‪ ،21-16:26‬زؾ‪ ،5:14‬عا ‪،1:1‬‬ ‫في أياـ عزيا ممؾ ييكذا‬
‫إش‪.)6:29‬‬
‫في أقكاؿ إشعياء النبم‪.‬‬
‫ثاني‪ :‬في العيد الجديد‪:‬‬
‫ان‬
‫إعالف لقائد المئة الركمافم (مت‪.)54:27‬‬
‫لمشعب إلعبلف قيامة المسيح (مت‪.)2:28‬‬
‫معاممة اهلل مع سجاف فيمبى ؼ م أثناء صبلة كتسبيح بكلس كسيبل‬
‫"آمف بالرب يسكع‬ ‫(أع‪ ،)34-25:16‬الذم كصمت إليو البشارة كاممة‬
‫المسيح فتخمص أنت كأىؿ بيتؾ" ككانت النتيجة عجيبة إذ "تيمؿ مع جميع‬
‫بيتو إذ كاف قد آمف باهلل " كأما فيما نحف بصدده ‪ ،‬فنجد ذكران كاضح ان ليذه‬
‫الزالزؿ في (مت‪ ،7:24‬مر‪ ،8:13‬لك ‪ ،11:21‬رؤ‪ )12:6‬كىذه الزالزؿ ليا‬
‫قصد بيا‬
‫م ى‬
‫مرمى مباشر أ م حرؼم‪ ،‬كجانب آخر غير مباشر (معنكم) إذ ي‬
‫عدـ كجكد ثبات‪ ،‬بؿ تزعزع‪ ،‬كعدـ استقرار في العالـ ‪ ،‬سكاء بيف الحكاـ أك‬
‫السبلطيف أك الممالؾ أك المتاجر أك المؤسسات أكغيرىا‪.‬‬

‫تأحٍز ْذِ األحذاث‬

‫أكالن‪ :‬عمى البقية‪:‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫كركحي‪،‬‬
‫ان‬ ‫جسدم‬
‫ان‬ ‫نفسي‪ ،‬ك‬
‫ان‬ ‫م تمؾ األزماف‪ ،‬كنتيجة ليذه األحداث المؤلمة‬
‫ؼ‬
‫سيمكت بعض المختاريف ألنيـ سيضطيدكف مف أجؿ كممة اهلل كمف أجؿ‬
‫(المسيا ) عف طريؽ األمـ الذيف‬ ‫الشيادة أيض ان كمف أجؿ اسـ المسيح‬
‫يقتمكنيـ كلساف حاليـ كما سمع يكحنا الرائم "كصرخكا بصكت عظيـ ؽائميف‬
‫كتنتقـ لدمائنا مف الساكنيف عمى‬ ‫أييا السيد القدكس كالحؽ ال تقضي‬
‫األرض" (رؤ‪ )10:6‬كىذا بالطبع ليس أسمكب صبلة الرب يسكع‬
‫(لك‪ )34:23‬مع صبلة استفانكس (أع‪ )60:7‬كىذا األسمكب ليس بغريب أف‬
‫نسمعو منيـ (راجع مز‪.)20:9 ،10:5‬‬
‫ثاني‪ :‬عمى الخطاة‪:‬‬
‫ان‬
‫التي تؤثر‬ ‫تزداد المخاكؼ كاإلضطرابات نتيجة ليذه الضربات الكثيرة‬
‫‪ 7‬فئات في رؤ‪ 6‬ىـ (ممكؾ األرض‬ ‫عمى الكؿ كيقدـ لنا يكحنا الرائى‬
‫كالعظماء كاألغفياء كاألمراء كاألقكياء ككؿ عبد ككؿ حر) أخفكا أنفسيـ في‬
‫المغاير كؼم صخكر الجباؿ كىـ "يقكلكف لمجباؿ كالصخكر اسقط م عمينا‬
‫كاخفينا مف كجو الجالس عمى العرش كعف غضب الخركؼ ‪ .‬ألنو قد جاء‬
‫يكـ غضبو العظيـ كمف يستطيع الكقكؼ " كىؤال ء العصاة كانكا متكبريف‬
‫كرفضكا مشكرة اهلل كأبغضكا العمـ كلـ يختاركا مخافة الرب " (أـ‪)31-24:1‬‬
‫كينطبؽ عمييـ قكؿ ىكشع "قد حرثتـ النفاؽ حصدتـ اإلثـ كأكمتـ ثمر الكذب‬
‫ألنؾ كثقت بطريقؾ بكثرة أبطالؾ " (ىك ‪ )13:10‬كىؤالء البعمديف عف الرب‬
‫يشمميـ القكؿ الكتابم ستأتم أياـ سيطمب الناس المكت كال يجدكنو كيرغبكف‬

‫‪- 55 -‬‬
 ‫أف يمكتكا فييرب المكت منيـ " (رؤ‪ )6:9‬ليت القارئ العزيز الذم يق أر ىذه‬
‫السطكر التي تذكر األىكاؿ التي ستحدث لعالـ الفجار مستقببلن ‪ ،‬أف يقبؿ‬
‫طالب الغفراف‪ ،‬فيحظى بالنجاة كالحياة األبدية‪ .‬أميف!‪.‬‬
‫ان‬ ‫إلى الرب يسكع اآلف‬

‫اًال‬
‫حبًَ‪ :‬انضٍقخ انؼظًٍخ‬
‫كـ تشكر قمكبنا الرب المحب الذم سينقذنا مف الغضب اآل تم‪ ،‬فيك لـ‬
‫يجعمنا لمغضب ‪ ،‬إذ سر بحسب مشيئتو الصالحة أف يتحد بنا كيصبح لنا‬
‫الرأس الممجد في السماء كنحف "أعضاء جسمو مف لحمو كمف عظامو "‬
‫(أؼ‪ )30:5‬كطالما أننا قد يخ طبنا لو "عذراء عفيفة " (‪2‬كك ‪ ،)2:11‬فكاجبنا‬
‫أف نككف "قديسيف في كؿ سيرة " (‪1‬بط ‪ )15:1‬كنحف اآل ف ننتظر العريس‬
‫المبارؾ ليأخذنا إليو لنككف معو في كؿ حيف‪ ،‬كيصبح ىك مكضكع سعادتنا‬
‫ذؾر فييا‬
‫تى‬‫كتعزيتنا األبدية ‪ .‬لذلؾ ال نجد في أم مرة مف المرات التي ي‬
‫الضيقة ‪ ،‬أم تصريح أك تمميح عف الكنيسة ‪ ،‬فبل شأف لمكنيسة بالضيقة ‪.‬‬
‫ذؾر الضيقة العظيمة في كممة اهلل في المكاضع اآلتية‪:‬‬
‫كت ى‬
‫ي‬
‫‪( -1‬إر‪ )7:30‬فينا أكؿ ذكر لمضيقة‪ ،‬كه م تختص بيعقكب كأمة ‪" :‬آق ألف‬
‫ذلؾ اليكـ عظيـ كليس مثمو ‪ .‬كىك كقت ضيؽ عمى يعقكب ‪ ،‬كلكنو‬
‫سيخمص منو"‪.‬‬
‫منذ‬ ‫‪( -2‬دا‪ )27–24:9‬كأيضان (دا‪" )1:12‬كيككف زماف ضيؽ لـ يكف‬

‫‪- 56 -‬‬
‫كانت أمة إلى ذلؾ الكقت ‪ .‬كؼم ذلؾ الكقت ينج ل شعبؾ " أم شعب‬
‫دانيآؿ‪ ،‬الشعب األرضم القديـ‪.‬‬
‫‪( -3‬مت ‪ ،21:24‬مر ‪ ،19:13‬لك ‪ .)23:21‬إف ىذه األقكاؿ ال سيما في‬
‫مت‪ ،24‬تختص بالشعب القديـ كليس بالكنيسة لؤلسباب اآلتية‪:‬‬
‫كر ز بيا في زمف الضيقة ‪ ،‬ىي بشارة‬ ‫مى‬
‫أ‪ .‬إف الك ارزة التي سكؼ ي‬
‫منادل بيا‬
‫الممككت ‪ ،‬فو م ال تختص بالكنيسة ‪ ،‬ألف البشارة التي ي‬
‫اآلف ىي "بشارة نعمة اهلل " (أع‪ )24:20‬أم "بشارة اإلنجيؿ "‬
‫(مر‪ ،)15:16‬ككذلؾ "الك ارزة بالكممة" (‪2‬تم‪.)2:4‬‬
‫ب‪" .‬فمتى نظرتـ رجسة الخراب التي تكمـ عنيا دانيآؿ النبم قائمة في‬
‫المكاف المقدس " (مت ‪ .)15:24‬كىذه الرجسة تخص الشعب‬
‫األرضم‪ ،‬كليس السما كم (الؾنيسة ىيكؿ اهلل )‪ ،‬فذبائح الكنيسة‬
‫ذبائح ركحية كليست دمكية ‪ .‬ككؿ المؤمنيف في الكنيسة كينة‬
‫ممكؾ ككينة" (رؤ‪5:1‬ك‪.)6‬‬
‫ان‬ ‫"كينكت ممكؾم" (‪1‬بط‪5:2‬ك‪" )9‬جعمنا‬
‫ج‪" .‬المكاف المقدس " المقصكد بو الييكؿ الذم في أكرشميـ ‪ ،‬مكضكع‬
‫كمحكر النبكات التي نحف بصددىا ‪ ،‬فو م نبكة تختص بالييكد ‪،‬‬
‫كليس بالكنيسة (راجع مت‪ ،20:18‬يك‪.)21:4‬‬
‫د‪" .‬حينئذ لييرب الذيف في الييكدية إلى الجباؿ " (مت ‪ ،)16:24‬كىذه‬
‫أيض كليس بالكنيسة المنتشرة في كؿ العالـ‪.‬‬
‫ان‬ ‫تختص بالييكد‬
‫ق‪" .‬كصمكا لؾم ال يككف ىربكـ في شتاء كال في سبت" (مت‪،)20:24‬‬
‫ػ‬

‫‪- 57 -‬‬
 ‫كىذا الكبلـ أيضان ال يختص بالكنيسة ألف الرسكؿ بكلس يقكؿ‬
‫لمؤمفم ككلكسى ‪" :‬فبل يحكـ عميكـ أحد في أكؿ أكشرب ‪ ،‬أك مف‬
‫جية عيد أك ىبلؿ أك سبت‪ ..‬أما الجسد فمممسيح" (كك‪.)16:2‬‬
‫‪ -4‬كيقكؿ الرب ‪" :‬قا أنا ألقييا في فراش كالذيف يزنكف معيا في ضيقة‬
‫ستلقى في الضيقة ؟ ال شؾ أنيا‬ ‫ترل مف التي ي‬ ‫عظيمة " (رؤ‪ .)22:2‬ي‬
‫إيزابؿ كليست الكنيسة الحقيقية ‪ ،‬بؿ إيزابؿ التي لـ تعمـ زماف افتقادىا‬
‫كمذكر ىذا بالتفصيؿ‬
‫أم المسيحية اإلسمية‪ ،‬كليسكا المؤمنيف الحقيؽميف ي‬
‫في (رؤ‪17‬ك‪ )18‬حيث يذكرىا كزانية عظيمة (زنى ركح م)‪ ،‬كستداف‬
‫في المستقبؿ كما سنرل فيما بعد‪.‬‬
‫‪" -5‬ىؤالء ىـ الذيف أتكا مف الضيقة العظيمة كقد غسمكا ثيابيـ كبيضكا‬
‫ثيابيـ في دـ الخركؼ " (رؤ‪ .)14:7‬كـ ما ال شؾ فيو أف القارئ‬
‫لؤلصحاح السابع مف الرؤيا ‪ ،‬يدرؾ أف األعداد األكلى منو (ع‪)8-1‬‬
‫قصد بيا األمـ ‪ ،‬الذيف لـ‬
‫في ى‬
‫قصد بيا الييكد ‪ .‬كأما األعداد (ع‪–9‬إلخ ) ي‬
‫م ى‬
‫ي‬
‫يككنكا ضمف الكنيسة أساس ان‪ ،‬ألف الذيف صاركا لممسيح مف الييكد‬
‫كاألمـ انتيت صفتيـ األكلى ‪ ،‬بؿ صاركا في المسيح كاحدا "ليس‬
‫ييكدل كال يكنانى ألنكـ جميع ان كاحد في المسيح يسكع " (غؿ ‪،)28:3‬‬
‫كأيضان نجد في ع‪ 15:‬أف الكح م يقكؿ ‪" :‬يخدمكنو نيار ان كليبلن في‬

‫‪- 58 -‬‬
 ‫ىيكمو ‪ "6‬كال شؾ أف القارئ يعمـ أف السماء ليس فييا ق يكؿ فأكرشميـ‬
‫السماكية يذكر الكحي‪ ،‬أف يكحنا لـ ير فييا ىيكبلن (رؤ‪.)22:21‬‬

‫أىم أحداث الضيقة العظيمة‬

‫‪7‬‬
‫الثوثي الشيطاني‬
‫التحالف ُم‬
‫في زمف الضيقة‬ ‫عرفنا مما سبؽ أف الكنيسة لف تككف عمى األرض‬
‫العظيمة التي سبؽ كعرفنا كتابيان أف مدتيا ثبلث سنكات كنصؼ كالقارئ‬
‫كتنسيؽ كاضحيف‬
‫ان‬ ‫تيب‬
‫لسفر الرؤيا بمقابمتو مع متى ‪ ،24‬مرقس ‪ ،13‬يجد تر ان‬
‫جدان في األعداد األكلى في مت‪ 24‬كما يناسبيا في (رؤ‪ )8-6‬كه م المسماة‬
‫بمبتدأ األكجاع (مت ‪ )8:24‬كلكف ما بعد ذلؾ يصؼ لنا أىـ أحداث‬
‫الضيقة العظيمة‪ ،‬التي نجدىا تفصيميا في (رؤ‪)18:9‬‬
‫‪ ،‬لمغمبة عمى األعداء‬ ‫كنحف نعمـ أف المؤمف لو القكة اإلليية المثمثة‬
‫الثبلثة الذيف يحاربكنو عمى ىذه األرض ‪ :‬فمو قكة اهلل اآلب في الغمبة عمى‬
‫العالـ ‪ ،‬كقكة اهلل اوبن ضد إبميس ‪ ،‬كقكة اهلل الروح القدس ضد الجسد‬
‫(يك ‪ ،16-14:2‬رك‪ .)13:8 ،20:16‬كلكف بعد اختطاؼ الكنيسة ستشيد‬

‫‪ 6‬ذكر اذليكل يؤكد لنا أنو توجد موانع وحواجز‪ ،‬فمن يف الدار اخلارجية ال يدخلون القدس‪ ،‬كما أن قدس‬
‫األقداس ال يدخلو سوى رئيس الكهنة مرة يف يوم الكفارة (عب ‪ )7:9‬فإذاً الكالم مرتبط بالشعب األرضي‬
‫القدمي‪ ،‬فهذا ليس طابع السماويني (الكنيسة)‪.‬‬
‫‪ 7‬إذ قد سقط "الشيطان" من السماء ادلخلوقة اليت ىي دائرة عملو األساسي يف احلرب الروحية (أف‪)12:6‬‬
‫"السماويات" وطُرح بعد سقوطو إىل األرض (رؤ‪.)12‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫ىذه األرض أيامان كليالي مرعبة نتيجة اتحاد ثبلثم‪ ،‬يتزعمو إبميس المضؿ‬
‫(التنيف الحية القديمة ) كالكحش الذم سبؽ كتكممنا عنو حينما تناكلنا‬
‫مكضكع األسبكع األخير مف األسابيع السبعيف ؿ دانيآؿ (دا‪ )9‬كىذا الكحش‬
‫سيخرج مف البحر أم مف بيف األمـ (راجع رؤ ‪ )10–1:13‬كىذا ىك العدك‬
‫الثافم ‪.‬أما الثالث فسيككف الكحش الطالع مف األرض (أل النبم الكذاب )‬
‫(رؤ‪ )18-11:13‬كستشيد ىذه الفترة أحداثان كثيرة مرعبة ‪ ،‬إتماما لما ىك‬
‫(رؤ‪ ،)1:5‬فمقد رأينا في مبتدأ‬ ‫مكجكد في السفر المختكـ بسبعة ختكـ‬
‫) ستة ختكـ‬ ‫األكجاع (الثبلث سنكات كنصؼ األكلى مف ىذه الفترة‬
‫(رؤ‪6‬ك‪ )7‬كبداية مف الختـ السابع (رؤ‪ )8‬حتى نياية الضربات ‪ 8‬بما فييا‬
‫األبكاؽ السبعة (رؤ‪ )15–9 ،8‬كالجامات السبعة رؤ‪ 16‬التي ستنصب عؿل‬
‫العالـ في الفترة الثانية مف الضيقة المسماة "بضيقة يعقكب " أم "الضيقة‬
‫العظيمة"‪.‬‬

‫اإلتحاد الثالثي الشيطاني‬

‫ال شؾ أف القارئ العزيز يعمـ تماـ ان أنو قبؿ تككيف الكنيسة بأعضائيا‬
‫المؤمنيف الحقيقيمف‪ ،‬الساكف فييـ ركح اهلل القدكس ‪ ،‬كاف اهلل يسكف أكالن في‬

‫‪ 8‬عدد الضربات ادلدونة يف سفر الرؤيا من أصحاح ‪ 18-6‬واحد وعشرون ضربة ‪ .‬بالًتتيب ‪7 :‬ختوم (مبتدأ‬
‫األوجاع)‪7 ،‬أبواق‪7 ،‬جامات (الضيقة العظيمة)‪ .‬ونريد أن يعلم القارئ احملبوب أننا لسنا بصدد شرح سفر‬
‫الرؤيا‪ ،‬بل نذكر أحداث ما بعد االختطاف ومستقبل العامل بعده‪.‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫خيمة االجتماع (خيمة الشيادة – المسكف ) (خر ‪،)40:25‬ثـ في ىيكؿ‬
‫سميماف (‪1‬مؿ ‪ ،)6‬ثـ في ىيكؿ عز ار كزربابؿ بف شألتئيؿ (عز ‪ ،)3‬كأخيران‬
‫في ىيكؿ ىيركدس (يك ‪ )19:2‬أما اآل ف فإف الكنيسة ىي "ىيكؿ اهلل "‬
‫(‪1‬كك‪ ،)16:3‬كفى المستقبؿ بعد اختطاؼ الكنيسة سيككف ىناؾ ىيكؿ آخر‬
‫في أرض النبكات (راجع ‪2‬تس ‪ )2‬سيظير شخ ص آخر ـ ً‬
‫ضؿ‪ ،‬ىك األثيـ‬ ‫ي‬
‫الذم كممنا الكحي عنو باألكصاؼ اآلتية‪:‬‬
‫(إش‪.)4:11‬‬ ‫‪ -1‬المنافؽ‬
‫(إش‪ ،13:30‬دا‪.)36:11‬‬ ‫‪ -2‬الممؾ‬
‫(مز‪ ،18:10‬رؤ‪)11:13‬‬ ‫‪ -3‬إنساف مف األرض‬
‫(كحش طمع مف األرض)‬
‫(زؾ‪.)15:11‬‬ ‫‪ -4‬راع أحمؽ‬
‫(زؾ‪.)17:11‬‬ ‫‪ -5‬راع باطؿ‬
‫(يك‪.)43:5‬‬ ‫‪ -6‬اآلخر الذم يأتم باسـ نفسو‬
‫(‪2‬تس‪.)3:2‬‬ ‫‪ -7‬إنساف الخطية‬
‫(‪2‬تس‪.)3:2‬‬ ‫‪ -8‬ابف اليبلؾ‬
‫(‪2‬تس‪.)4:2‬‬ ‫‪ -9‬المقاكـ‬
‫(‪2‬تس‪.)4:4‬‬ ‫‪ -10‬المرتفع‬
‫(‪2‬تس‪.)4:2‬‬ ‫‪ -11‬المظقر نفسو كالمدعم أنو إلو‬
‫(‪2‬تس‪.)8:2‬‬ ‫‪ -12‬األثيـ‬

‫‪- 61 -‬‬
 ‫(‪1‬يك‪.)22:2‬‬ ‫‪ -13‬الكذاب‬
‫(‪1‬يك‪.)22:2‬‬ ‫‪ -14‬ضد المسيح‬
‫(رؤ‪.)20:19‬‬ ‫‪ -15‬النبم الكذاب‬

‫أعمالو‪:‬‬
‫سيجمس ىذا األثيـ في الييكؿ الذم سيككف في زماف الضيقة ‪ ،‬كيفعؿ‬
‫بإرادتو الشريرة‪ ،‬متعظـ ان مرتفعان عمى إلو اآللية ‪ .‬كألنو ييكد م فيك "ال يباؿم‬
‫آبلية آبائو كال بشيكة النساء (أل يسكع المسيح لو كؿ المجد)" (دا‪.)37:11‬‬
‫‪،‬‬ ‫كمج مء ىذا المضؿ بعمؿ الشيطاف كبقكة شريرة عاتية مف نكاح كثيرة‬
‫كسيعمؿ آيات كعجائب كاذبة ‪ ،‬كيتحد مع الكحش األمـ م‪ ،‬الخارج مف‬
‫البحر – صكرة لمعالـ كاألمـ (رؤ‪ )1:13‬الذم لو سبعة رؤكس (أم ممالؾ )‬
‫كعشرة قركف (أم رؤساء ) كالذ م كاف قد جرح سابؽ ان (ؼم ‪476‬ميبلدية‬
‫عندما سقطت اإلمبراطكرية الركمانية عمى أيدل البرابرة )‪ ،‬كسيشؼل مف ىذا‬
‫الج رح المميت ‪ ،‬في ذلؾ الزماف (أم الضيقة العظيمة )‪ ،‬كسيجعبلف (أم‬
‫ي‬
‫الكحش كالفبي الكذاب ) الناس يسجدكف لمشيطاف (أم التنيف ) كسكؼ‬
‫يتكمماف بعظائـ كتجاديؼ عمى اهلل الح م الحقيؽم‪ .‬كمف ضمف ىذه اآل يات‬
‫التي سيعمميا ىذا األثيـ (راجع رجسة الخراب التي تكمـ عنيا دانيآؿ‪-23:9‬‬
‫‪ ،27‬مت ‪ ،15:24‬ـ ر‪.)14:13‬أنو يجعؿ ناران تنزؿ مف السماء عمى‬
‫األرض قداـ الناس ليضؿ سكاف األرض ‪ ،‬ككذلؾ يأمر سكاف األرض أف‬

‫‪- 62 -‬‬
‫يصنعكا صكرة لمكحش ‪ ،‬كبقكة شيطانية يعط م ركح ان ليذه الصكرة فتتكمـ ‪،‬‬
‫كأيضان يصنع سمة لمذيف يضميـ مف الصغار كالكبار كاألغنياء كالفقراء‬
‫كاألحرار كالعبيد ‪ ،‬عمى أيادييـ أكعمى جباىيـ ‪ ،‬ألنو سيتسمط ‪ ،‬ليس دينيان‬
‫كسياسي عمى كؿ السمع التمكنية‪ ،‬بيذه السمة (رقـ‬
‫ان‬ ‫اجتماعي‬
‫ان‬ ‫أيض‬
‫ان‬ ‫فقط‪ ،‬بؿ‬
‫‪ )9666‬فبل يستطيع أحد أف يشترم أكيبيع إال مف يحممكف ىذه السمة‪ .‬كؼ‬
‫م‬
‫نفس الكقت‪ ،‬كثيركف لف يتبعكه‪ ،‬لكف سيحفظيـ الرب إذ قد ميزىـ بختـ عمى‬
‫جباىيـ "ختـ اهلل " (راجع رؤ ‪ .)4:9‬ألف ىذا المنافؽ كمف معو سيككف ليـ‬
‫تأثير عظيـ عمى كثيريف ‪ ،‬فمنيـ مف يضمكف باتباعو ‪ ،‬كىؤالء قد حذرىـ‬
‫الرب يسكع إذ قاؿ‪" :‬كلكفم قد عرفتكـ أف ليست لكـ محبة اهلل في أنفسكـ ‪.‬‬
‫أنا قد أتيت باسـ أبم كلستـ تقبمكنفم‪ ،‬إف أتى آخر باسـ نفسو فذلؾ تقبمكنو"‬
‫(يك ‪42:5‬ك‪ ،)43‬كما حذرىـ الرب عمى فـ الرسكؿ بكلس فقاؿ ‪" :‬ألنيـ لـ‬
‫يقبمكا محبة الحؽ حتى يخمصكا ‪ ،‬كألجؿ ىذا سيرسؿ إلييـ اهلل عمؿ الضبلؿ‬
‫حتى يصدقكا الكذب ‪ ..‬لؾم يداف جميع الذيف لـ يصدقكا الحؽ بؿ سركا‬
‫باإلثـ " (‪2‬تس ‪ )12-10:2‬كلكف الرب سيقصر تمؾ األياـ المخيفة ألجؿ‬
‫المختاريف مف الشعب األرضم القديـ ‪ ،‬منذ تأسيس العالـ كليسكا المختاريف‬
‫مف الكنيسة المختارة "قبؿ تأسيس العالـ " (أؼ‪ )3:1‬كحسب قكلو ‪" :‬كلكف‬

‫‪ 9‬ىذا الرقم يشري إىل النقص كمال الشر يف كلمة اهلل (ألن رقم الكمال ىو ‪ .)7‬وىو الرقم العددي السم‬
‫ىامان الرديء حسب اللغة العربية (أستري‪ )3‬وقد لوحظ أيضاً يف السنوات األخرية أنو مع األسف يف بعض‬
‫الدول الغربية يُستخدم ىذا الرقم بوضوح وكذلك الذين يتبعون الشيطان ذلم ىذه السمة حالياً‪.‬‬

‫‪- 63 -‬‬
 ‫الذم يصبر إلى المنتيى فيذا يخمص‪ .‬كلك لـ تقصر تمؾ األياـ لـ يخمص‬
‫‪10‬‬
‫تقصر تمؾ األياـ " (مت ‪)22-13:24‬‬ ‫جسد ‪ ،‬كلكف أل جؿ المختاريف‬
‫كسيمنحيـ الرب قكة لؾ م يحتممكا شدة األحداث المتتالية "فحينئذ لييرب‬
‫الذيف في الييكدية إلى الجباؿ‪ .‬كالذم عمى السطح فبل ينزؿ ليأخذ مف بيتو‬
‫شيئان ‪ .‬كالذ م في الحقؿ فبل يرجع إلى كرائو ليأخذ ثيابو ‪ .‬ككيؿ لمحبالى‬
‫كالمرضعات في تمؾ األياـ‪ .‬كصمكا لؾم ال يككف ىربكـ في شتاء أك سبت "‬
‫(مت‪ )20-16:24‬ككؿ ىذا ينطبؽ عمى الشعب القديـ‪.‬‬
‫السوط الجارف – ممك الشمال‬
‫ؼم ىذه الفترة (الضيقة العظيمة ) سيظير أيض ان شخص متجبر في‬
‫شماؿم أرض النبكات (فمسطيف) يدعى السكط الجارؼ أك المخرب األشكرل‬
‫ممؾ الشماؿ ‪ ،‬فقد أخبرنا الرب عنو عمى فـ إشعياء النب م فقاؿ ‪" :‬لذلؾ‬
‫اسمعكا كبلـ الرب يا رجاؿ اليزء‪ ،‬كالة ىذا الشعب الذم في أكرشيمـ ‪ ،‬ألنكـ‬
‫ميثاؽ مع الياكية (عيدان مع الكحش‬
‫ان‬ ‫قمتـ قد عقدنا عيدان مع المكت‪ ،‬كصنعنا‬
‫الركمافم الذم ىك في نظر المرتديف ‪ ،‬مكت كىاكية ألعدائيـ في ذلؾ‬
‫الكقت) السكط الجارؼ إذا عبر ال يأتينا‪ ،‬ألننا جعمنا الكذب ممجأنا كبالغش‬
‫استترنا " (إش‪14:28‬ك‪ )15‬كيقكؿ دانيآؿ "كعمى جناح األرجاس مخرب‬

‫‪ 10‬ادلختارون ىم الذين ينتظرون ادلسيا ادللك‪" ،‬الذين حيفظون وصايا اهلل وعندىم شهادة يسوع ادلسيح "‬
‫(رؤ‪ )17:12‬وأيضاً "ىنا صرب القديسني‪ ،‬ىنا الذين حيفظون وصايا اهلل وإديان يسوع " (رؤ‪ )12:14‬ىؤالء‬
‫ىم مؤمنو الضيقة العظيمة من اليهود واألمم‪.‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫(األشكرم) حتى يتـ كيصب المقض م عمى المخرب " (دا‪ )27:9‬كيكضح‬
‫يكحنا الرائم ىذا بقكلو ‪" :‬ثـ بكؽ المبلؾ السادس فسمعت صكتان كاحد ان مف‬
‫أربعة قركف مذبح الذىب الذم أماـ اهلل‪ ،‬قائبلن لممبلؾ "فؾ األربعة المبلئكة‬
‫المقيديف عند النير العظيـ‪ ،‬الفرات‪ .11‬فانفؾ‪ ..‬لؾم يقتمكا ثمث الناس‪ .‬كعدد‬
‫"‬ ‫(‪ 200‬مميكف ) كأنا سمعت عددىـ‬ ‫جيكش الفرساف مئتا ألؼ ألؼ‬
‫(رؤ‪ )16-13:9‬كىذا المشيد المرعب المخيؼ الذم سيحيؽ بالـ سككنة في‬
‫م كبلـ الرب‬
‫ذلؾ الزماف ‪ ،‬أخبرنا عنو أيضان حزقياؿ النبم قائبلن ‪" :‬ككاف إؿ َّث‬
‫قائبلن‪ :‬يا ابف آدـ‪ ،‬اجعؿ كجيؾ عمى جكج أرض ماجكج رئيس ركش ماشؾ‬
‫كتكباؿ كتنبأ عميو كقؿ ‪ :‬ىكذا قاؿ السيد الرب ىأنذا عميؾ ياجكج رئيس‬
‫ركش ماشؾ كتكباؿ ‪ .‬كأرجعؾ كأضع شكائـ في فكيؾ كأخرجؾ أنت ككؿ‬
‫جيشؾ خيبلن كفرسانا كميـ البسيف أفخر لباس ‪ ،‬جماعة عظيمة مع أتراس‬
‫كمجاف كميـ ممسكيف السيكؼ ‪ .‬فارس كككش كفكط معيـ كميـ ‪ ،‬بمجف‬
‫كخكذة ‪ .‬كجكمر ككؿ جيكشو ‪ ،‬كبيت تكجرمة مف أقاص م الشماؿ مع كؿ‬
‫شعكب كثيريف معؾ‪ ..‬كتصعد كتأتم كزكبعة‪ ،‬كتككف كسحابة تغشم‬
‫ان‬ ‫جيشو‪،‬‬
‫‪ ..‬لسمب السمب كلغنـ‬ ‫األرض أنت ككؿ جيكشؾ كشعكب كثيركف معؾ‬
‫الغنيمة‪ ،‬لرد يدؾ عمى خرب معمكرة كعمى شعب ـ جمكع مف األمـ‪ ،‬المقتنى‬
‫ماشية كقنية‪ ،‬الساكف في أعاؿم األرض‪ ..‬كتأتم مف مكضعؾ مف أقاصم‬

‫(يش ‪ )4:1‬وأيضاً سليمان وكذلك بني الدولة الرومانية‬ ‫‪ 11‬هنر الفرات كان احلد الفاصل يف أيام يشوع‬
‫والشرق ومستقبالً بني ممالك أخرى ومملكة جوج‪.‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫الشماؿ أنت كشعكب كثيركف معؾ ‪ ،‬كميـ راكبكف خيبلن ‪ ،‬جماعة عظيمة‬
‫كجيش كبير " (ح ز‪. )38‬كما يقكؿ دانيآؿ عف ممؾ الشماؿ ‪" :‬فؼم كقت‬
‫‪12‬‬
‫فيثكر عميو ممؾ الشماؿ بمركبات كبفرساف‬ ‫النياية يحاربو ممؾ الجنكب‬
‫كبسفف كثيرة‪ ،‬كيدخؿ األراضم كيجرؼ كيطمك ‪ ،‬كيدخؿ إلى األرض البيية‬
‫(مكضكع النبكات ) فيعثر كثيركف ‪ .‬كىكالء يفمتكف مف يده ‪ :‬أدكـ كمك آب‬
‫‪ ،‬فيخرج‬ ‫كرؤساء بف م عمكف ‪ ..‬كتفزعو أخبار مف الشرؽ كمف الشماؿ‬
‫‪ .‬كينصب فسطاطو (خيامو ) بيف‬ ‫بغضب عظيـ ليخرب كليحرـ كثيريف‬
‫البحكر (الميت كالمتكسط ) كجبؿ بياء القدس (ؼم أكرشميـ )‪ ،‬كيبمغ نيايتو‬
‫كالمعيف لو‪( "13‬دا‪.)45-40:11‬‬
‫عزيزم القارئ ‪ ،‬حينما أكتب ىذه الكممات عف ىذه األحداث المخيؼ ة ‪،‬‬
‫أتذكر قكؿ الكح م عف الخطاة المساكيف البعيديف الرافضيف لممخمص ‪ ،‬بؿ‬
‫كعف المسيحييف باإلسـ الذيف سيككنكف في األرض في ذلؾ الكقت ‪" :‬كؼم‬
‫تمؾ األمـ ال تطمئف كال يككف قرار لقدمؾ ‪ ،‬بؿ يعطيؾ الرب ىناؾ قمب ان‬
‫تجؼ‪ ،‬ككبلؿ العينيف‪ ،‬كذبكؿ النفس كتككف حياتؾ معمقة قدامؾ ‪ ،‬كترتعب‬
‫مر ان‬
‫ليبلن كنياران‪ ،‬كال تأمف عمى حياتؾ ‪ .‬في الصباح تقكؿ يا ليتو المساء كفى‬
‫المساء تقكؿ يا ليتو الصباح ‪ ،‬مف ارتعاب قمبؾ الذم ترتعب كمف منظر‬
‫عينيؾ الذم تنظر " (تث ‪" ،)67-56:28‬كيؿ كيؿ كيؿ لمساكنيف عمى‬

‫‪ 12‬ىذا ادلوضوع ليس موضوع الكالم ىنا‪.‬‬

‫‪ 13‬سنتناول مرة أخرى ىذا التحالف الثالثي يف احلديث عن ظهور ادلسيا ادللك‪.‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫األرض" (رؤ‪ ،)13:8‬لذلؾ ندعك القارئ العزيز أف يأتم إلى المخمص اآلف‬
‫قبؿ فكات األكاف كنقكؿ لو‪:‬‬

‫‪- 67 -‬‬
 ‫كاسمع كبلـ الكتاب‬ ‫أىرب مف الدنيا حاالن‬
‫أشكاؾ كمر كعذاب‬ ‫كؿ إلؿ م في الدنيا باطؿ‬

‫نكر المسيح العجيب‬ ‫كالنكر ينكر حياتؾ‬

‫يسكع بدـ الصميب‬ ‫كيغسمؾ مف ذنكبؾ‬

‫بيكذب عميؾ‬ ‫إبميس‬ ‫بيخدع ضميرؾ‬ ‫إبميس‬

‫بيضحؾ عميؾ‬ ‫إبميس‬ ‫يغرؾ‬ ‫ؼ م الدنيا دايمان‬

‫آمين‬

‫‪- 68 -‬‬
 ‫الفصل الثاني‬
‫مصٌر المسٌحٌة اإلسمٌة‬

‫لقد كضع الرب – لو كؿ المجد لمكنيسة خطة عي ليا مدكنة في الكتاب‬

‫المقدس ‪ .‬كبركحو القدكس يمكننا أف نعمـ كنفيـ ما يقصده الرب لنا كأفراد‬
‫كأعضاء في ىذه الكنيسة كبناء ككييكؿ هلل ‪ .‬كباختصار نعرؼ أنو عند‬
‫تأسيس الكنيسة كانسكاب الركح القدكس في يكـ الخمسيف ‪ ،‬كخبلص نحك‬
‫ثبلثة آالؼ نفس كمعمكديتيـ‪ ،‬قيؿ عف الرسؿ كالتبلميذ المؤمنكف الحقيقيكف‬
‫"‬ ‫إنيـ "كانكا يكاظبكف عمى تعميـ الرسؿ كالشركة ككسر الخبز كالصمكات‬
‫(أع‪ .)42:2‬كييمنا في ىذا المجاؿ "تعميـ الرسؿ " فالرب لو كؿ المجد‬
‫أعطى لمرسؿ تعميمان كىك نفسو تعميـ الرب (أع‪ )12:13‬التعميـ الصحيح‬
‫ؼق‬ ‫(‪2‬تم‪ )2:4‬كقد تبعو كثيركف ‪ ،‬منيـ تيمكثاكس (‪2‬تم‪ .)10:3‬كقد َّث‬
‫كؿ ى‬
‫الرسكؿ بكلس بالقكؿ ‪" :‬كما سمعتو مفم بشيكد كثيريف ‪ ،‬أكدعو أناسا أمناء‬
‫يككنكف أكفاء أف يعممكا آخريف أيضان" (‪2‬تم‪ )2:2‬كمع ىذا كمو نجد عمى‬
‫النقيض تعاليـ أخرل كثيرة ‪ ،‬ابتكرىا البشر كتأصمت كأصبحت في نظر‬
‫أصحابيا ىي التعاليـ الصحيحة ‪ ،‬بؿ كأصبحت مرجع ان لمكثيريف ‪ ،‬بينما ىي‬
‫كصايا كتعاليـ الناس ‪ ،‬كما ىك مكتكب ‪" :‬ىذا الشعب يكرمفم بشفتيو كأما‬
‫قمبو فمبتعد عف م بعيد ان كباطبل يعبدكنفم كىـ يعممكف تعاليـ ىي كصايا‬

‫‪- 69 -‬‬
‫الناس" (إش‪ ،13:29‬ـ ر‪ .)6:7‬كىكالء المساكيف سبؽ ككبخيـ الرب قائبلن ‪:‬‬
‫"مبطميف كبلـ اهلل بتقميدكـ الذم سممتمكه كأمك انر كثيرة مثؿ ىذه تفعمكف "‬
‫(مر‪ .)13:7‬الكثير مف ىذه التعاليـ ىي أقكاؿ باطمة ‪ ،‬أصبحت كالغرغرينة‬
‫"ككممتيـ ترعى ؾ آكمة " (‪2‬تم‪ )17:2‬كىذا ىك ما بداخؿ البيت الكبير‬
‫(‪2‬تم‪ )20:2‬أم المسيحية دائرة ممككت السمكات ‪ ،‬أم المؤمنيف الحقيؽييف‬
‫م تاريخ كجكد الكنيسة عمى األرض‪ ،‬نجد صكرة مؤلمة ممثمة‬
‫كاإلسمييف‪ .‬كؼ‬
‫في الرسالة الكاضحة المكجية إلى مبلؾ كنيسة ثياتي ار في األصحاح الثافم‬
‫مف سفر الرؤيا "لكف عندم عميؾ قميؿ ‪ ،‬أنؾ تسيب المرأة إيزابؿ التي تقكؿ‬
‫إنيا نبية‪ ،‬حتى تعمـ كتغكل‪ ..‬كأعطيتيا زمانان لؾم تتكب عف زناىا كلـ تتب‬
‫(الزنى الركح م كالتعميـ م)‪ ،‬ىا أنا ألقييا في فراش ‪ ،‬كالذيف يزنكف معيا في‬
‫ضيقة عظيمة ‪ ،‬إف كانكا ال يتكبكف عف أعماليـ ‪ .‬كأكالدىا أقتميـ بالمكت "‬
‫(رؤ‪.)23-20:2‬‬
‫يالؤلسؼ! إنيا (المسيحية اإلسمية ) لـ تعمـ زماف افتقادىا لذلؾ سيأتم‬
‫عمييا العقاب ‪ ،‬الذم نجده بصكرة كاضحة كمرعبة ‪ ،‬في بابؿ العظيمة‬
‫(رؤ‪" )23:19-17‬ثـ جاء كاحد مف السبعة المبلئكة الذيف معيـ السبعة‬
‫الجامات‪ ،‬كتكمـ مع م قائبلن ؿم‪ :‬ىمـ فأريؾ دينكنة الزانية (ركحيان ) العظيـ ة‬
‫الجالسة عمى المياه الكثيرة‪ ..‬كالمرأة كانت متسربمة بأرجكاف (لبس الممكؾ)‪..‬‬
‫كرأيت المرأة سكرل مف دـ القديسيف كمف دـ شيداء يسكع فتعجبت لما‬
‫رأيتيا تعجبان عظيـ ان" (رؤ‪20:18 ،6-1:17‬ك‪ )24‬إنو ألمر عجيب جد ان‬

‫‪- 70 -‬‬
 ‫حؽان كمف حؽ يكحنا أف يتعجب إذ إف ىؤالء ليـ صكرة التقكل كلكنيـ‬
‫منكركف قكتيا " (‪2‬تم‪ )5:3‬كقد استخدمكا اسـ المسيح في التنبؤ كاخراج‬
‫أيض الرب عف‬
‫ان‬ ‫الشياطيف كصنع اآليات كالقكات (مت‪ )22:7‬لذلؾ سيدينيا‬
‫"فيؤالء سيبغضكف الزانية ‪ ،‬كسيجعمكنيا خربة‬ ‫طريؽ الكحش كأتباعو‬
‫كعريانة ‪ ،‬كيأكمكف لحميا ‪ ،‬كيحرقكنيا بالنار ‪ .‬ألف اهلل كضع في قمكبيـ أف‬
‫يصفعكا رأيو ‪ ،‬كأف يصنعكا رأمان كاحدان " (رؤ‪16:17‬ك‪ )17‬ككذلؾ سيدينيا‬
‫أيض الرب بنفسو دينكنة أبدية فمكتكب‪" :‬ألف أحكامو حؽ كعادلة إذ قد داف‬
‫ان‬
‫الزانية العظيمة التي أفسدت األرض بزناىا ‪ ،‬كانتقـ لدـ عبيده مف م دىا‪..‬‬
‫كدخانيا يصعد إلى أبد اآل بديف " (رؤ‪2:19‬ك‪ )3‬كنق أر كذلؾ أف دينكتيا‬
‫‪ ،‬كسقكطيا عظيـ ‪" :‬سقطت سقطت بابؿ‬ ‫شاممة كاممة مف كؿ ناحية‬
‫العظيمة ‪ ،‬كصارت مسكف ان ؿؿشياطيف ‪ ،‬كمحرسا لكؿ ركح نجس كممقكت "‬
‫(رؤ‪ )2:18‬كما ىك مكتكب ‪" :‬حتى إف طيكر السماء تأت م كتتأكل في‬
‫المرقبة) دائمان‬
‫أيض "أنا قائـ عمى المرصد (برج ا‬
‫أغصانيا" (مت‪ ،)32:13‬ك ان‬
‫في النيار ‪ ،‬كأنا كاقؼ عمى المحرس (السجف ) كؿ الميالي فأجاب ‪ ..‬كقاؿ ‪:‬‬
‫سقطت بابؿ ‪ ،‬كجميع تماثيؿ آليتيا المنحكتة كسرىا إلى األرض" (قابؿ‬
‫إش‪8:21‬ك‪ 9‬مع رؤ ‪1:18‬ك‪ )5‬كيأتم التحذير اإللو م‪" :‬أخرجكا منيا يا‬
‫شعبم لئبل تشترككا في خطاياىا ‪ ،‬كلئبل تأخذكا مف ضرباتيا ‪ .‬ألف خطاياىا‬
‫لحقت السماء كتذكر اهلل آثاميا ‪ .‬جازكىا كما ىي أيضان جازتكـ ‪ ،‬كضاعفكا‬
‫ليا ضعفان نظير أعماليا ‪ ..‬امزجكا ليا ضعؼ ان ‪.‬بقدر ما مجدت نفسيا‬

‫‪- 71 -‬‬
 ‫كتنعمت بقدر ذلؾ اعطكىا عذاب ان كحزفان‪ ..‬كسيبؾم كينكح عمييا ممكؾ‬
‫األرض الذيف زنكا كتنعمكا معيا ‪ ،‬حينما ينظركف دخاف حريقيا ‪ ،‬كاقفيف مف‬
‫بعيد ألجؿ خكؼ عذابيا قائميف ‪ :‬كيؿ كيؿ ‪ .‬المدينة العظيمة بابؿ المدينة‬
‫القكية‪ .‬ألنو في ساعة كاحدة جاءت دينكنتؾ ‪ .‬كيبؾم تجار األرض ‪ ..‬ككؿ‬
‫رباف ‪ ..‬كالمبلحكف كجميع عماؿ البحر كقفكا مف بعيد ‪ ،‬كصرخكا ‪ ..‬قائميف ‪:‬‬
‫اب عمى رؤكسيـ ‪ ،‬كصرخكا باكيف‬
‫أية مدينة مثؿ المدينة العظيمة ! كألقكا تر ان‬
‫كنائحيف‪ ،‬قائميف‪ :‬كيؿ كيؿ‪ ..‬ىكذا بدفع سترمى بابؿ المدينة العظيمة ‪ ،‬كلف‬
‫تكجد فيما بعد‪ .‬كصكت الضاربيف بالقيثارة كالمغنيف‪ ..‬لف يسمع فيؾ في ما‬
‫بعد‪ .‬ككؿ صانع صناعة لف يكجد فيؾ في ما بعد‪ .‬كصكت رحى لف يسمع‬
‫فيؾ في ما بعد كنكر سراج لف يض مء فيؾ في ما بعد ‪ .‬كصكت عريس‬
‫"‬ ‫في مابعد ‪ ..‬إذ بسحرؾ ضمت جميع األمـ‬ ‫كعركس لف يسمع فيؾ‬
‫(رؤ‪.)18‬‬

‫‪- 72 -‬‬
 ‫الفصل الثالث‬
‫كرسي المسٌح‬

‫بعد أف تناكلنا أىـ أحداث ما بعد االختطاؼ ‪ ،‬التي ستحدث في زمف‬

‫في ذلؾ الكقت مف‬ ‫الضيقة عمى األرض ‪ ،‬سكاء مف جية ما سيحدث‬
‫تغيرات اجتماعية كدينية ‪ ،‬كضربات كثيرة مقمقة كمرعبة أك مف جية أىـ‬
‫الشخصيات التي ستظير ‪ ،‬كتأثيرىا عمى البشر الساكنيف عمى األرض ‪،‬‬
‫التي ستحدث لممؤمنيف بعد‬ ‫عمينا اآل ف أف نرجع إلى أىـ األحداث‬
‫االختطاؼ ‪ ،‬في السماء ‪ .‬كمنيا كرسم المسيح كعشاء عرس الخركؼ ‪ .‬لقد‬
‫كعد الرب المؤمنيف الحقيؽ ميف بالمج مء إلييـ (مك‪ ،)1:14‬ككذلؾ كعدىـ‬
‫بالمكافأة "ىا أنا آتي سريع ان‪ ،‬كأجرتم مع م ألجازم كؿ كاحد كما يككف‬
‫عممو " (رؤ‪ .)12:22‬كيكضح لنا الرسكؿ بكلس ىذا القكؿ ‪ ،‬ككيؼ ستكزع‬
‫المكاؼت كلمف ستكزع‪" :‬ألنو البد أننا جميعان نظير أماـ كرسم المسيح‬
‫آ‬ ‫ىذه‬
‫ما صنع خير ان كاف أـ شر ان"‬ ‫كاف بالجسد بحسب‬ ‫ليناؿ كؿ كاحد ما‬
‫ان‬ ‫(‪2‬كك ‪ )10:5‬كمف ىنا نعرؼ أنو البد مف كقت قريب نقؼ فيو جميع‬
‫كمؤمنيف أماـ كرسم المسيح لممكافأة كالمجازاة بحسب ما صنع كؿ كاحد‬
‫منا مف أعماؿ ‪ ،‬كما سبقتيا مف أفكار كأقكاؿ ‪ ،‬إذ البد مف ىذه الكقفة لكؿ‬
‫المؤمنيف ‪ ،‬ألنو مكتكب ‪" :‬ألنؾ تكافأ في قيامة األبرار " (لك ‪ )1414:‬كما‬

‫‪- 73 -‬‬
‫حسب ‪ ،‬بؿ أيض ان فحص‬
‫ؼ‬ ‫يرتبط بكرس م المسيح ليس مكافأة أك مجازاة‬
‫م أقكاؿ الرسكؿ بكلس لمؤمفم ككرنثكس يحذر كيعمـ "قد‬
‫كامتحاف كمدح‪ ،‬فؼ‬
‫أساس كآخر يبفم عميو‪ ،‬كلكف فمينظر كؿ كاحد كيؼ يبفم عميو ‪..‬‬
‫ان‬ ‫كضعت‬
‫ذىب (البر اإللو م) فضة (فداء )‬
‫ان‬ ‫كلكف إف كاف أحد يبفم عمى ىذا األساس‬
‫قش (كؿ ما ىك لمفناء ) فعمؿ‬
‫عشب ان‬
‫حجارة كريمة (كماالت المسيح ) خشانب ان‬
‫كؿ كاحد سيصير ظاىر ان‪ ،‬ألف اليكـ سيبينو ‪.‬ألنو بنار يستعمف ‪ ،‬كستمتحف‬
‫النار عمؿ كؿ كاحد ما ىك ‪.‬إف بؽم عمؿ أحد قد بناه عميو ‪ ،‬فسيأخذ أجرة‬
‫‪.‬إف إحترؽ عمؿ أحد فسيخسر ‪ ،‬كأما ىك فسيخمص ‪ ،‬كلكف كما بنار "‬
‫أيض‪" :‬فأنكاع مكاىب مكجكدة كلكف الركح كاحد‪ ،‬كأنكاع‬
‫(‪1‬كك‪ )15-10:3‬ك ان‬
‫خدـ مكجكدة كلكف اهلل كاحد الذم يعمؿ الكؿ في الكؿ ‪.‬كلكنو لكؿ كاحد‬
‫يعطى إظيار الركح لممنفعة " (‪1‬كك ‪ )7-4:12‬كيقكؿ لمؤمفم أفسس ‪" :‬كىك‬
‫أعطى البعض أف يككنكا ير سبلن كالبعض أنبياء كالبعض مبشريف كالبعض‬
‫يرعاة كمعمميف " (أؼ‪. )11:4‬كيقدـ الرب لنا بعض األمثمة لمتكضيح منيا ‪،‬‬
‫مثؿ اإلنساف المسافر كالعبيد كالكزنات ‪ ،‬فيقكؿ "ككأنما إنساف مسافر دعا‬
‫عبيده كسمميـ أمكالو فأعطى كاحدان خمس كزنات‪ ،‬كآخر كزنتيف‪ ،‬كآخر كزنة‬
‫‪.‬كؿ كاحد عمى قدر طاقتو ‪ .‬كسافر لمكقت ‪ ..‬كبعد زماف طكيؿ أتى سيد‬
‫أكلئؾ العبيد كحاسبيـ " (مت ‪ .)19-14:25‬كأيضان مثؿ اإلنساف شريؼ‬
‫الجنس كالعبيد كاألمناء‪" :‬كقاؿ ليـ تاجركا حتى آتم‪ ..‬كلما رجع بعدما أخذ‬
‫الممؾ ‪،‬أمر أف يدعى إليو أكلئؾ العبيد الذيف أعطاىـ الفضة ليعرؼ بما‬

‫‪- 74 -‬‬
 ‫تاجر كؿ كاحد" (لك‪.)25-11:19‬‬
‫من ىذه األقوال الكتابية نتعمم‪:‬‬
‫‪ -1‬أف المسيح لو كؿ المجد ىك أساس البناء الذم يكضع‪ ،‬كعمى كؿ مؤمف‬
‫أف يبفم عمى ىذا األساس كحده "مكثريف في عمؿ الرب كؿ حيف‬
‫عالميف أف تعبكـ ليس باطبلن في الرب" (‪1‬كك‪ ،)58:15‬كالرب سيعطم‬
‫كؿ كاحد بحسب تعبو‪.‬‬
‫‪ -2‬أف األعماؿ المطمكبة مف المؤمنيف ليا دعاماتيا األساسية كمكاردىا ‪،‬‬
‫بؿ كمكاىبيا اإلليية‪ ،‬سكاء قدرات فطرية أك ميارات متمثمة في الكزنات‬
‫أك األمناء‪ ،‬أك مكاىب ركحية لمتبشير كلمرعاية كالتعميـ‪.‬‬
‫‪ -3‬أف الخدمات كاألعماؿ المطمكبة ‪ ،‬كالتم تمجد الرب ‪ ،‬يجب أف تظير‬
‫بإعبلف بر اهلل في المسيح لمنفكس (الذىب) ككذلؾ إعبلف فداء المسيح‬
‫(الفضة)‪ ،‬ككماالت المسيح (حجارة كريمة )‪ ،‬بكؿ تكاضع كانكار ذات ‪،‬‬
‫بدكف زيادة أك نقصاف لكممة اهلل "إف كاف يتكمـ أحد فكأقكاؿ اهلل ‪ .‬كاف‬
‫كاف يخدـ أحد فكأنو مف قكة يمنحيا اهلل ‪ ،‬لؾم يتمجد اهلل في كؿ شمء‬
‫بيسكع المسيح" (‪1‬بط‪.)11:4‬‬
‫‪ -4‬أف يكـ كقكفنا أماـ كرس م المسيح سيبيف كؿ ش مء مف ىذه الخدـ‬
‫م محضر الرب ستمتحف النار (نار الفحص اإللو م) كؿ‬
‫كاألعماؿ‪ ،‬فؼ‬
‫أعماؿ المؤمف كدكافعو كنياتو‪ ،‬كستممع األعماؿ الخفية في صكرة ذىب‬
‫ساطع‪ .‬ككذلؾ الفضة المصفاة‪ ،‬كأيضا الحجارة الكريمة الثمينة أما عدا‬

‫‪- 75 -‬‬
‫ذلؾ فسيحترؽ (أم األعماؿ التي كاف ليا دكافع غير مقدسة )‪ ،‬ميما‬
‫كانت ممفتو لمنظر كالسمع‪ ،‬كأثارت إعجاب الكثيريف‪.‬‬
‫‪ -5‬أف كقكفنا أماـ كرس م المسيح ليس لؾ م يعرؼ المؤمف مف غير‬
‫دث سكاء في األرض أك عند‬ ‫المؤمف ‪ ،‬فيذا أمر سابؽ ليذا الح‬
‫االختطاؼ‪ ،‬بؿ الكقكؼ ىنا ىك لممكافأة كالمجازاة ‪ ،‬كلذلؾ فالخسارة ىنا‬
‫ىي األجرة فقط ‪ .‬فميما كانت األعماؿ غير يـ ىـ ِّوج دة هلل فسيخمص‬
‫المؤمف كما بنار‪ ،‬مثمما خمص لكط البار (تؾ‪.)17-15:19‬‬
‫‪ -6‬حينما يكمفنا الرب بخدمة ‪ ،‬ال يحممنا أكثر مف طاقتنا "كؿ كاحد عمى‬
‫قدر طاقتو " (مت ‪ ،)15:25‬يأمرنا بأف نتاجر ‪ .‬لذلؾ سيأت م اليكـ‬
‫كيطمب منا قائبلن "أعط حساب ككالتؾ" (ؿك‪.)2:16‬‬
‫الـ لؾ األلؼم‪،‬‬
‫‪ -7‬أف ىذه المكافأة ستظير بكضكح أماـ كرسم المسيح قبؿ ي‬
‫مع تقديـ كممة مدح مف الرب لمف يستحقكنيا ‪" :14‬نعما أييا العبد‬
‫أميف في القميؿ فأقيمؾ عمى الكثير ‪ .‬ادخؿ إلى‬
‫الصالح كاألميف‪ ،‬كنت ان‬
‫فرح سيدؾ " أك كليكف لؾ سمطاف عمى عشرة مدف أك خمس مدف‬
‫كاألمر الذم ال شؾ فيو ىك أف السماء ليس فييا مدف بؿ المقصكد مف‬
‫الـ لؾ األلؼ م مف الناحية األرضية ‪ ،‬كما سنرل فيما بعد‬
‫الكبلـ ي‬

‫‪ 14‬ال شك يف أن القارئ العزيز يعلم أن ما ورد يف مت ‪ ،25‬لو ‪ 19‬عم الوزنات أو األمناء ال خيص ادلؤمنني‬
‫فقط بل مجيع الناس ألن ىذه صورة للقدرات الفطرية مثل العقل والوقت وادلال ‪ ..‬إخل‪ ،‬وىذا معطى للكل‬
‫من الرب‪ ،‬مثل العبد الذي أخذ وزنة واحدة وطمرىا‪ ،‬ومثل العبد الذي وضع ما أعطاه الرب يف منديل‪.‬‬

‫‪- 76 -‬‬
 ‫يض إلى ‪1‬كك‪2:6‬ك‪ 3‬تم‪ ،12:2‬رؤ‪.)6:1‬‬
‫(مت‪28:19‬ك‪ 29‬ارجع أ ان‬
‫‪ -8‬أف ىذه المكافأة التي ستقدـ أماـ كرس م المسيح ‪ ،‬سكؼ تككف قبؿ‬
‫"قد‬ ‫ظيكره لمممؾ في صكرة أكاليؿ لؤلمناء كما قاؿ الرسكؿ بكلس‬
‫جاىدت الجياد الحسف‪ ،‬أكممت السعم حفظت اإليماف كأخيران قد ك ً‬
‫ضع‬ ‫ي‬
‫ؿم إكميؿ البر الذم ييبو ؿم في ذلؾ اليكـ الرب الدياف العادؿ ‪ ،‬كليس‬
‫أيض" (‪2‬تم‪7:4‬ك‪.)8‬‬
‫ان‬ ‫ؿم فقط بؿ لجميع الذيف يحبكف ظيكره‬
‫كىذه األكاليؿ لؤلتقياء الذيف يخدمكف الرب بأمانة كاخبلص كتضحية ‪،‬‬
‫حب في السيد كليس طمع ان في نكاؿ أجرة ‪ .‬طكبى لمرجؿ الذم يحتمؿ‬
‫ان‬
‫التجربة‪ .‬ألنو إذا تزكى يناؿ إكميؿ لمف يحتممكف التجربة سكاء كانت مرضان‬
‫فقر‪ ..‬إلخ‪ .‬كما أف الذيف استشيدكا في تاريخ الكنيسة ‪ ،‬قاؿ عنيـ يكحنا‬
‫أك ان‬
‫الرائم‪" :‬كف أمينا إلى المكت فسأعطيؾ إكميؿ الحياة " (رؤ‪ )10:2‬كمتى‬
‫ئ األمناء المخمصيف لمرب‪ ،‬كالشفكقيف عمى الرعية ‪،‬‬
‫ظيررئيس الرعاة سيكاؼ‬
‫كىـ متجنبكف السيادة كالربح القبيح ‪ .‬بؿ يرعكف الخراؼ بنشاط كبمحبة‬
‫متمثميف بسيدىـ الكريـ ‪ ،‬راع م نفكسيـ كأسقفيا " إذان يا إخكتى األحباء‬
‫كالمشتاؽ إلييـ يا سركرم كاكميؿم" (في ‪" ،)1:4‬ألف مف ىك رجاؤنا كفرحنا‬
‫أيض أماـ ربنا يسكع المسيح في مجيئو ألنكـ‬
‫ان‬ ‫كاكميؿ إفتخارنا ‪.‬أـ لستـ أفتـ‬
‫أنتـ مجدنا كفرحنا " (اتس ‪19:2‬ك‪ )20‬كىذا اإلكميؿ سينالو الذيف قدمكا‬
‫البشارة لمنفكس‪ ،‬كربحكا الكثيريف لممسيح‪.‬‬
‫إف ىذه الكممات عف كرس م المسيح ‪ ،‬ترجع بالفكر إلى الماضم لنرل‬

‫‪- 77 -‬‬
 ‫نكعية الخدمات التي كاف باعثيا نقيان‪ ،‬كالتم تنتظر المجازاة مثؿ مكسى‬
‫الذم "كاف ينظرإلى المجازاة" (عب‪.)16:11‬‬
‫سف قائميف أيف ىي الكزنات الممنكح ة لنا مف الرب ؟ ىؿ ىي‬
‫لنراجع أنؼ ا‬
‫في التجارة الركحية لمربح‪ ،‬أـ انيا مصركرة في منديؿ بدكف استخداـ ؟ لذلؾ‬
‫في‬ ‫إذا نظرنا لمماضى حيث غي فرت خطايانا فبل نفشؿ إذا كنا غير أمناء‬
‫السير مع الرب كاستخداـ المكاىب المعطاة لنا‪ .‬فعمينا إذان أف ننظر لمحاضر‬
‫كننتبو لكؿ فرصة ‪ ،‬كلكؿ ما رتبتو العناية اإلليية لنا مف صحة كماؿ‬
‫كامكانات‪ ،‬كما منحنا الركح القدس مف مكاىب لمبشارة أك الرعاية أك التعميـ‬
‫المسيح " (أؼ‪)12:4‬‬ ‫"ألجؿ تكميؿ القديسيف لعمؿ الخدمة لبنياف جسد‬
‫كنحف كاثقكف في نعمة اهلل كرحمتو ‪ ،‬ألف اهلل ليس بظالـ حتى ينسى عممكـ‬
‫كتعب المحبة " (عب ‪ )10:6‬كأيضان "كلؾ يارب الرحمة ‪ ،‬ألنؾ أنت تجاز م‬
‫اإلنساف كعممو" (مز ‪ )12:62‬كمف اليحتاج إلى رحمة أماـ كرسم المسيح‬
‫م تعدد مجاالتيا ! لقد قاؿ الرسكؿ بكلس‬
‫ميما كانت خدماتو في كثرتيا‪ ،‬كؼ‬
‫الرب في ذلؾ اليكـ "‬ ‫عف أنيسيفكرس ‪" :‬ليعطو الرب أف يجد رحمة مف‬
‫(‪2‬تم‪ )18:1‬فأماـ كرس م المسيح سينكشؼ كؿ سجؿ مف السجبلت‬
‫المكتكبة عف أمانة كاخبلص الذيف عممكا لمرب في الماضم الذيف خاطركا‬
‫بأنفسيـ ككانكا كثيرم األفعاؿ كاألعماؿ ‪ .‬كذلؾ الذيف بنكا الييكؿ سكاء في‬
‫أياـ سميماف أك في أياـ عز ار مف الراجعيف مف السبم‪ ،‬الذيف عممكا كقدمكا‬
‫بسخاء (عز‪1‬ك‪ )2‬كأيضان الذيف عممكا مع نحميا (نح ‪ )3‬كأيضان الذيف يذ كركا‬

‫‪- 78 -‬‬
‫ذؾركا‬
‫م ى‬
‫في العيد الجديد‪ ،‬ال سيما في (رك‪ )16‬كؼم (عب ‪ )11‬ككثيركف لـ ي‬
‫كال نعرؼ عنيـ شيئ ان بؿ ىـ مكتكبكف في سفر الحياة ‪ .‬ككـ تألـ الرسؿ‬
‫كاألنبياء كالمؤمنكف القديسكف ! كنذكر بالذات الرسكؿ بكلس (ارجع إلى‬
‫‪2‬كك‪ )11‬عدا ذلؾ فإف األعماؿ الخفية كالسرية الغير المرئية مف كثيريف ‪،‬‬
‫سيككف ليا التقدير الصحيح لممكافأة أماـ كرسم المسيح‪.‬‬
‫في حفؿ زفاؼ نجؿ أحد‬ ‫ؽدمت دعكة ألحد خداـ الرب بأف يشارؾ‬ ‫ي‬
‫ؽدمت‬
‫اإلخكة المؤمنيف ‪ .‬كبعد المشاركة في القاعة الخاصة ليذه المناسبة ي‬
‫دعكة أخرل بعدىا مباشرة ؿ إل حتفاؿ بالعركسيف في قاعة مجاركة لمقاعة‬
‫أيض كىناؾ جمس مع‬
‫ان‬ ‫كؽًبؿ خادـ الرب الدعكة‬
‫المخصصة إلجراء المراسيـ‪ .‬ى‬
‫البعض ممف يعرفيـ كممف ال يعرفيـ ‪ ،‬ككاف يسمع كممات تعميؽ غير‬
‫مناسبة تمس العركسيف ‪ ،‬لـ تكف لممدح بؿ بالعكس كبحؽ كانت كممات‬
‫مقمقة كمزعجة ‪ ،‬ككؿ ما ؼم باليـ أف العركسيف ال يعرفاف شيئان مما يقاؿ ‪.‬‬
‫كانتيت الجمسة بسبلـ حار لمعركسيف كألفراد العائمتيف ‪ .‬كرجع كؿ كاحد إلى‬
‫بيتو ‪ .‬كال شؾ في أف الكؿ فكر بأف األمر انتيى بيذه المشاركة ‪ .‬كحدثت‬
‫معمؿ ليا أم حساب في ذلؾ الكقت ‪ .‬ترل‬
‫المفاجأة الغير المتكقعة كالتم لـ ي‬
‫ما ق م؟ إف جياز الفيديك كاف يسجؿ كؿ ش مء بالصكت كالصكرة ‪ ،‬لكؿ‬
‫شخص كلكؿ كممة كلكؿ تعميؽ كلكؿ ىمس ة ككؿ نظرة ‪ .‬كازداد األمر‬
‫صعكبة إذ كاف أكؿ مف أركا ىذا التسجيؿ ‪ ،‬ىما العركساف كمف دعكىـ‬
‫(الجالسيف المازحيف ) كتساءؿ الذيف عرفكا ىذه المفاجأة ترل كيؼ نقابؿ‬

‫‪- 79 -‬‬
 ‫أصحاب العرس ؟ ككيؼ يفجيبيـ ؟ ككيؼ نبرر مكقفنا ؟ ككيؼ نعتذر عف‬
‫في ىذه الجمسة مف مأكؿ‬ ‫كبلمنا كتصرفنا بعدما قدمكا لنا خدمات كثيرة‬
‫كمشرب كاكرامات عممية‪ ،‬ليس في الحفؿ فقط بؿ حممناىا أيضا إلى بيكتنا؟‬
‫أخ م القارئ ‪ ..‬أختم القارئة ترل ما الذم يحدث منا سر ان‪ ،‬بينما قد نظير‬
‫بأننا نخدـ الرب عمى المنابر ‪ ،‬كؼم شتى المجاالت ؟ لذلؾ لنفحص طي رقنا‬
‫كنمتحنيا كنرجع إلى الرب (مراثم‪" )4:3‬كلذلؾ نحترص أيضان مستكطنيف‬
‫كنا أك متغربيف ‪ ،‬أف نككف مرضييف عنده " (‪2‬كك ‪"،)9:5‬كاآلف أييا األكالد ‪،‬‬
‫فخجؿ منو في مجيئو "‬ ‫اثبتكا فيو حتى إذا أظير ‪ ،‬يككف لنا ثقة كال‬
‫(‪1‬مك‪ )28:2‬كعمينا أف نعمـ أنو "أف كاف أحد يجاىد ال يكمؿ إف لـ يجاىد‬
‫قانكنيان " (‪2‬تم‪ )5:2‬لذلؾ قاؿ الرب تبارؾ اسمو الكريـ كاعد ان كمحذران‪" :‬ىا‬
‫أنا آتى سريعان‪ .‬تمسؾ بما عندؾ لئبل يأخذ أحد إكميمؾ" (رؤ‪.)11:3‬‬

‫‪- 80 -‬‬
 ‫الفصل الرابع‬
‫عرس الخروف‬

‫بعد المكافأة بؿ كالمجازاة أيض ان أماـ كرسم المسيح بعد االختطاؼ ‪،‬‬
‫لممؤمنيف الممثميف في ػاؿ‪ 24‬شيخان (رؤ‪ ،)5:4‬يأخذ نا سفر الرؤيا إلى مشيد‬
‫إلى عشاء عرس‬ ‫جميؿ جد ان في رؤ‪ ،19‬كىك مشيد العرس كالمدعكيف‬
‫الخركؼ ‪ ،‬إذ يقكؿ ‪" :‬كبعد ىذا سمعت صكت ان عظيـ ان مف جمع كثي ر في‬
‫السماء‪ ،‬قائبلن‪ :‬ىممكيا ‪ .‬الخبلص كالمجد كالكرامة كالقدرة لمرب إلينا ‪ ..‬كقالكا‬
‫ثانية ىممكيا‪ ..‬كخر األربعة كالعشركف شيخان‪ ..‬قائميف آميف ىممكيا كخرج مف‬
‫العرش صكت قائبلن سبحكا إلينا‪ ..‬ىممكيا‪ ..‬لنفرح كنتيمؿ كنعطو المجد ‪ ،‬ألف‬
‫عرس الخركؼ قد جاء ‪ ،‬كامرأتو ىيأت نفسيا ‪ .‬كأعطيت أف تمبس ب انز نقيان‬
‫بييان ‪ ،‬ألف البز ىك تبررات القد مسيف ‪ .‬كقاؿ ؿم اكتب طكبى لممدعكيف إلى‬
‫عشاء عرس الخركؼ" (رؤ‪.)9-1:19‬‬
‫مف ىذه الكممات نتعمـ الكثير‪:‬‬
‫‪ -1‬أف ىذا المشيد لـ يتـ بعد كرسم المسيح فحسب كما قمنا بؿ أيضان بعد‬
‫إدافة المسيحية اإل سمية الممثمة في بابؿ العظيمة‪.‬‬
‫في‬ ‫‪ -2‬أف ىذا المشيد يتضمف فرح كتسبيح كسجكد المؤمنيف الممثميف‬

‫‪- 81 -‬‬
 ‫ػاؿ‪ 24‬شيخان‪( 15‬سجكد كتسبيح) كاألربعة الحيكانات (الكائنات الحية)‪.‬‬
‫‪ -3‬أف الكنيسة ىي العركس (عركس الخركؼ )‪ .‬كىذا مشيد يشبو إرتداء‬
‫يح َّثةؿ الزفاؼ في صكرة البز البو م النؽم الذم ىك تبررات القديسيف ‪ .‬كال‬
‫شؾ في أننا لبسنا أكالن البر اإللو م‪ ،‬الذم عمى أساسو دخمنا السماء‬
‫(إش‪ ،10:61‬لك‪ ،)22:15‬كحينما كانكا عمى األرض كانكا يرتدكف درع‬
‫البر (أعما ؿ التقكل ) (أؼ‪ )14:6‬كما عممكه ىنا عمى األرض لمجد‬
‫اسـ الرب‪ ،‬سيرثكنو كيمبسكنو في السماء‪.‬‬
‫‪ -4‬أف المدعكيف إلى عشاء عرس الخركؼ ‪ ،‬ىـ المؤمنكف مف العيد‬
‫القديـ ‪ ،‬مثؿ يكحنا المعمداف صديؽ العريس (يك ‪ )29:3‬كاذا أردنا أف‬
‫نرل مشيد ان لمتكضيح فمنرجع إلى مز ‪" :45‬كميا مجد ابنة الممؾ في‬
‫خدرىا ‪ ،‬منسكجة بذىب مبلبسيا ‪ .‬بمبلبس مطرزة تحضرإلى الممؾ في‬
‫إثرىا ‪ ..‬صاحباتيا ‪ ..‬يحضرف بفرح كابتياج ‪ ،‬يدخمف إلى قصر الممؾ ‪..‬‬
‫مف أجؿ ذلؾ تحمدؾ الشعكب إلى الدىر كاألبد" (مز‪.)17–12:45‬‬
‫آمين‬

‫‪ 15‬لقد ذُكر يف رؤيا يوحنا من ص ‪ – 4‬ص‪ 19‬كلمة الشيوخ ‪ 12‬مرة وتُذكر ىنا آلخر مرة‪ ،‬وىم صورة‬
‫مكررة جلماعة ادلؤمنني‪.‬‬

‫‪- 82 -‬‬
 ‫الفصل الخامس‬
‫ظهور الرب والحوادث الخاصة به‬

‫(الظيور – اوستعالن)‬

‫إلى بيت اآل ب‬ ‫بعد أف يأتم المسيح لو كؿ المجد كيختطؼ العركس‬

‫(يك ‪ )2،1:14‬بعد أف تـ المقاء في اليكاء عمى السحاب ‪ ،‬سيظير المسيح‬
‫لمـ لؾ ‪ ،‬كلكف نرجع اآل ف إلى األقكاؿ المدكنة في مت ‪24‬‬
‫أيضان مع قديسيو ي‬
‫"كلمكقت بعد ضيؽ تمؾ األياـ تظمـ الشمس كالقمر اليعط م ضكءه ‪ ،‬كالنجكـ‬
‫تسقط مف السماء ‪ ،‬كقكات السمكات تتزعزع ‪ .‬كحينئذ تظير عبلمة ابف‬
‫‪ .‬فيرسؿ‬ ‫اإلنساف في السماء آتيان عمى سحاب السماء بقكة كمجد كثير‬
‫مبلئكتو ببكؽ عظيـ الصكت ‪ ،‬فيجمعكف مختارمق مف األربع الرياح ‪ ،‬مف‬
‫أقصاء السمكات إلى أقصائيا ‪ ..‬كذلؾ يككف أيضان مج مء ابف اإلنساف‬
‫(الظيكر )‪ .‬حينئذ يككف إثناف في الحقؿ ‪ ،‬يؤخذ الكاحد (بإحدل ضربات‬
‫لمـ لؾ )‪ .‬إثنتاف تطحناف ع لى الرحى ‪ .‬تؤخذ الكاحدة‬
‫الضيقة) كيترؾ اآلخر ( ي‬
‫(بالضربات ) كتترؾ األخرل (لمممؾ )‪(.‬ارجع إلى مت ‪،41–29:24‬‬
‫مر‪ ،26-24:13‬لك‪ ،28-25:21‬رؤ‪.)7:1‬‬
‫كاذا رجعنا إلى أقكاؿ يكئيؿ‪" :‬كأعطى عجائب في السماء كاألرض ‪ ،‬دـ ان‬
‫كنار كأعمدة دخاف‪ .‬تتحكؿ الشمس إلى ظممة‪ ،‬كالقمرإلى دـ‪ ،‬قبؿ أف يج مء‬
‫ان‬

‫‪- 83 -‬‬
‫يكـ الرب العظيـ المخكؼ" (مؤ‪ )31،30:2‬مما سبؽ يتضح أنو قبؿ ظيكر‬
‫كاستعبلف الرب ‪ ،‬البد أف يحدث اختبلؿ جزئ م ككؿم في السماء الثانية‬
‫مادم‪ ،‬كاختبلؿ شامؿ في األرض سكاء‬
‫ان‬ ‫(المخمكقة) أم في األجراـ السماكية‬
‫كاف في السمطات الثابتة ‪ ،‬أك الممالؾ ‪ ،‬أك الدكؿ ‪ .‬كيحدث ىذا قبؿ ظ ىكر‬
‫المسيح الذم تكمـ الكح م عنو مرات عديدة ‪ ،‬سكاء في العيد القديـ أك في‬
‫العيد الجديد‪ .‬كنسرد أىميا لمتكضيح كلعدـ الخمط بيف األحداث‪:‬‬
‫أووً‪ :‬في العيد القديم‪:‬‬
‫أكؿ مف تكمـ عف ظيكر الرب ‪ ،‬أخنوخ السابع من آدم‪" :‬ىكذا قد جاء‬
‫الرب في ربكات قديسيو‪ ،‬ليصنع دينكنة عمى الجميع‪ ،‬كيعاقب جميع فجارىـ‬
‫عمى جميع أعماؿ فجكرىـ التي فجركا بيا ‪ ،‬كعمى جميع الكممات الصعبة‬
‫التي تكمـ بيا عميو خطاة فجار (ال سيما الكحش كالنبم الكذاب كغيرىا )‬
‫(يو‪14‬ك‪.)15‬‬
‫ويقول دانيآل ‪" :‬كنت أرل في رؤل الميؿ ‪ ،‬كاذا مع سحب السماء مثؿ‬
‫سمطاف كمجد ان‬
‫ان‬ ‫ابف إنساف أتى كجاء إلى القديـ األياـ‪ ،‬فقربكه قدامو‪ .‬فأعطم‬
‫كممككت لتتعبد لو كؿ الشعكب كاألمـ كاأللسنة‪ .‬سمطانو سمطاف أبد م ما لف‬
‫ان‬
‫يزكؿ‪ ،‬كممككتو ما ال ينقرض" (دا‪13:7‬ك‪.)14‬‬
‫ويقول مالخي ‪" :‬ىكذا يأتم قاؿ رب الجنكد ‪ ،‬كمف يحتمؿ يكـ مجيئو ؟‬
‫كمف يثبت عند ظيكره (مف الييكد )؟ ألنو مثؿ نار الممحص كمثؿ أشناف‬
‫كمنقي لمفضة ‪ ،‬فينؽم بفم الكم‬
‫ان‬ ‫ممحص‬
‫ان‬ ‫(الصكدا الكاكية) القصار‪ .‬فيجمس‬

‫‪- 84 -‬‬
‫كيصفييـ كالذىب كالفضة ‪ ،‬ليككنكا مقربيف لمرب تقدمة بالبر ‪ ..‬ألفم أنا‬
‫الرب ال أتغير‪ ،‬فأنتـ يا بفم يعقكب لـ تفنكا" (مبل‪ .)6-1:3‬كأكضح مبلخم‬
‫أيض ظيكر الرب بالنسبة لمشعب األرضي فقاؿ‪" :‬كلكـ أ ييا المتقكف إسـ م‬
‫ان‬
‫تشرؽ شمس البر‪ 16‬كالشفاء في أجنحتيا" (مبل‪.)2:4‬‬
‫ويقول زكريا‪" :‬كيأتم الرب إلوم كجميع القديسيف معؾ" (زؾ‪.)5:14‬‬

‫ثاني‪ :‬أقوال العيد الجديد‪:‬‬

‫اً‬
‫"فإف ابف اإلنساف سكؼ يأتم في مجد أبيو مع مبلئكتو ‪ ،‬كحينئذ يجازم‬
‫يخرج مف‬ ‫كؿ كاحد حسب عممو " (مت ‪". )27:16‬ألنو كما أف البرؽ‬
‫المشارؽ كيظير إلى المغارب ‪ ،‬ىكذا يككف أيضان مج مء ابف اإلنساف "‬
‫تي‬
‫جالس عف يميف القكة ك آ ان‬
‫ان‬ ‫(مت‪" ،)27:24‬مف اآلف تبصركف ابف اإلنساف‬
‫في سحابة بقكة كمجد كثي ر" (لك ‪" .)27:21‬كأنتـ متكقعكف استعبلف ربنا‬
‫يسكع المسيح الذم سيثبتكـ أيضان إلى النياية ببل لكـ في يكـ ربنا يسكع‬
‫المسيح " (‪1‬كك ‪7:1‬ك‪ ،)8‬ليظير اآل ف المسيح أماـ كجو اهلل ألجمنا‬
‫ظو ىر مرة عند انقضاء الدىكر ليبطؿ الخطية‬ ‫(لمشفاعة )‪ ،‬لقد سبؽ أف "أي ً‬
‫م ببل خطية (ذبيحة خطية ) لؿخبلص لمذيف‬ ‫بذبيحة نفسو" لكنو "سيظير ثافة‬

‫‪ 16‬سيأيت ادلسيح الختطاف الكنيسة‪ ،‬كوكب الصبح ادلنري (رؤ‪ )16:22‬وليس كشمس الرب‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬
 ‫‪17‬‬
‫كظيكر مجد اهلل‬ ‫ينتظركنو" (عب ‪" ،)28–24:9‬منتظريف الرجاء المبارؾ‬
‫العظيـ‪ 18‬كمخمصنا يسكع المسيح" (تم‪" ،)13:2‬متى أي ً‬
‫ظو ىر المسيح حياتنا ‪،‬‬
‫تظوى ركف أنتـ أيض ان معو في المجد " (ؾ ك‪" ،)4:3‬كاياكـ الذيف‬
‫فحينئذ ي‬
‫تتضايقكف راحة معنا عند إستعبلف الرب يسكع مف السماء مع مبلئكة‬
‫ع َّثج ب منو في جميع المؤمنيف "‬
‫تى‬
‫كم ى‬
‫قكتو ‪ ..‬متى جاء ليتمجد في قديسيو ‪ ،‬ي‬
‫(‪2‬تس ‪" ،)10-7:1‬ىكذا يأت م مع السحاب كستنظره كؿ عيف كالذيف‬
‫طعنكه‪ ،‬كينكح عميو جميع قبائؿ األرض " (رؤ‪" ،)7:1‬ثـ نظرت كاذ ا سحابة‬
‫بيضاء ‪ ،‬كعمى السحابة جالس شبو ابف إنساف لو عمى رأسو إكميؿ مف‬
‫م يده منجؿ حاد" (رؤ‪ )14:14‬فالمسيح لو كؿ المجد سيأتم (ؼم‬
‫ذىب‪ ،‬كؼ‬
‫الظيكر) عمى جبؿ الزيتكف بنفس الكيفية التي ارتفع بيا كما ذكر المبلكاف‬
‫لمتبلميذ ‪" :‬كلما قاؿ ىذا ارتفع كىـ ينظركف ‪ .‬كأخذتو سحابة عف أعينيـ ‪.‬‬
‫كفيما كانكا يشخصكف إلى السماء كىك منطمؽ ‪ ،‬إذا رجبلف قد كقفا بيـ‬
‫بمباس أبيض ‪ .‬كقاال ‪ :‬أييا الرجاؿ الجميميكف ‪ ،‬ما بالكـ كاقفيف تنظركف إلى‬
‫السماء؟ إف يسكع ىذا الذم إرتفع عنكـ إلى السماء سيأتم ىكذا كما رأيتمكه‬
‫منطمؽ إلى السماء" (قابؿ أع‪ 11-9:1‬مع زؾ‪.)4:14‬‬
‫ان‬
‫الحظ أييا القارئ العزيز _ في اآليات السابقة _ الفرؽ بيف مج مء‬

‫‪ 17‬إن ادلؤمن جيب أن ينتظر الرب يف كل حلظة (مز ‪ ،27‬إش‪ )40‬لالختطاف (رجاء )‪ ،‬وكذلك يف الظهور‬
‫وملك)‪.‬‬
‫(مكافأة ُ‬
‫‪ 18‬يف بعض الًتاجم الدقيقة "وظهور رلد إذلنا العظيم وادلخلص يسوع ادلسيح"‪.‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫المسيح لمكنيسة حيث تجد إكماؿ ك إتماـ الرجاء ‪ ،‬مما يجمب الفرح كالغبطة‬
‫في األرض‬ ‫لممؤمنيف ‪ ،‬كبيف ظيكر المسيح حيث النكح كالبكاء كالخراب‬
‫‪.‬لذلؾ أخبرنا الكحى أيض ان عف الظيكر بتعبير كتاب م كاضح ‪ ،‬كىك "يكـ‬
‫الرب" كما سيأتم الحديث عنو‪،‬إذ يقكؿ عنو‪:‬‬
‫أووً‪ :‬في العيد القديم‪:‬‬
‫"قدامو ترتعد األرض ‪ ،‬كترجؼ السماء الشمس كالقمر يظمماف ‪ ،‬كالنجكـ‬
‫تحجز لمعانيا‪ .‬كالرب يعطم صكتو أماـ جيشو‪ .‬إف عسكره كثيران جد ان‪ .‬فإف‬
‫ان فمف يطيعو "‬ ‫صانع قكلو قك م‪ ،‬ألف يكـ الرب عظيـ كمخكؼ جد‬
‫(يكئيؿ‪" )11،10:2‬كيؿ لمذيف يشتيكف يكـ الرب ‪ .‬لماذا لكـ يكـ الرب ‪ ،‬ىك‬
‫ظبلـ ال نكر ‪ .‬كما إذا ىرب إنساف مف أماـ األسد فصادفو اؿ دب أك دخؿ‬
‫البيت ككضع يده عمى الحائط فمدغتو الحية أليس يكـ الرب ظبلـ ان ال نكران‪،‬‬
‫كقتاـ ان ال نكر لو؟" (عا‪" ،)20-18:5‬قريب يكـ الرب العظيـ ‪ ،‬قرمب كسريع‬
‫جدان‪ .‬صكت يكـ الرب‪ .‬يصرخ حينئذ الجبار مران ذلؾ اليكـ يكـ سخط ‪ ،‬يكـ‬
‫ضيؽ كشدة‪ ،‬يكـ خراب كدمار‪ ،‬يكـ ظبلـ كقتاـ ‪ ،‬يكـ سحاب كضباب ‪ ،‬يكـ‬
‫ف ‪ ،‬كعمى الشرؼ الرفيع ة ‪ ،‬كأضايؽ الناس‬
‫بكؽ كىتاؼ عمى المدف المحص ة‬
‫فيمشكف كالعـ م ألنيـ أخطأكا إلى الرب ‪ ،‬فيسفح دميـ كالتراب كلحميـ‬
‫كالجمة ‪ .‬ال فضتيـ كال ذىبيـ يستطيع انقاذىـ في يكـ غضب الرب ‪ ،‬بؿ‬
‫بنار غيرتو تؤكؿ األرض كميا ‪ ،‬ألنو يصنع فناء باغتان لكؿ سكاف األرض "‬
‫(صؼ‪.)18–14:1‬‬

‫‪- 87 -‬‬
 ‫ثاني‪ :‬في العيد الجديد‪:‬‬
‫اً‬
‫يرد ذكر يكـ الرب ‪ 4‬مرات كه م‪:‬‬
‫‪" -1‬كأعطم عجائب في السماء مف فكؽ ‪ ،‬كآيات عمى األرض مف أسفؿ ‪،‬‬
‫كنار كبخار دخاف ‪ .‬تتحكؿ الشمس إلى ظممة ‪ ،‬كالقمر إلى دـ قبؿ‬
‫دمان ان‬
‫أف يجمء يكـ الرب العظيـ الشيير" (أع‪19:2‬ك‪.)20‬‬
‫‪" -2‬كأما األزمنة كاألكقات‪ ،‬فبل حاجة لكـ أييا اإلخكة أف أكتب إليكـ عنيا‪.‬‬
‫ألنكـ أنتـ تعممكف بالتحقيؽ أف يكـ الرب كمص في الميؿ ىكذا يج مء‬
‫‪.‬ألنو حينما يقكلكف (كليس تقكلكف ) سبلـ كأماف ‪ ،‬حينئذ يفاجئيـ ىبلؾ‬
‫بغت كالمخاض لمحبمى فبل ينجكف ‪ .‬كأما أنتـ أييا اإلخكة فمستـ في‬
‫ة‬
‫ظممة حتى يدرككـ ذلؾ اليكـ كمص" (‪1‬تس‪.)4-1:5‬‬
‫‪" -3‬أف ال تتزعزعكا سريع ان عف ذىنكـ ‪ ،‬كال ترتاعكا ال بركح كال بكممة كال‬
‫(يكـ الرب ) قد حضر "‬ ‫‪ ،‬أم أف يكـ المسيح‬ ‫برسالة كأنيا منا‬
‫(‪2‬تس‪.)2:2‬‬
‫‪" -4‬سيأتم كمص في الميؿ يكـ الرب الذم فيو تزكؿ السمكات بضجيج ‪،‬‬
‫كتنحؿ العناصر محترقة ‪ ،‬كتحترؽ األرض كالمصنكعات التي فييا "‬
‫(‪2‬بط ‪ )10:3‬كؼم ىذا الصدد البد لنا أف نكضح أىـ الفركؽ بيف‬
‫مجمء الرب يسكع لبلختطاؼ‪ ،‬كظيكره كاستعبلنو‪.‬‬

‫‪- 88 -‬‬
 ‫الظهور‬ ‫االختطاف‬ ‫وجه المقارنة‬
‫إمتام مواعيد الرب لآل باء أمهها ‪:‬‬ ‫إمتام وعد الرب للكنيسة‬ ‫‪- 1‬ادلواعيد‪.‬‬
‫أيض خيمة‬
‫إإ‪" ..‬سأرجع بعد ىذا وأبين اً‬
‫احلقيقية "آيت وأخذكم َّيل‬
‫أنا آيت سريع اً" (يو ‪1:14‬و‪ 2‬داود الساقطة وأبين أيضاً ردمها‬
‫‪ ،11:3‬وأقيمها ثانية " (أع‪ 16:15‬مع‬ ‫مع رؤ‬
‫عا‪.)11:9‬‬ ‫‪7:22‬و‪12‬و‪.)20‬‬
‫كابن اإلنسان‬ ‫سيأيت‬ ‫سيأيت كابن اهلل وكالعريس‬ ‫‪ –2‬صفة ادلسيح‬
‫(دا‪13:7‬و‪ 14‬مع مت‪.)44:24‬‬ ‫للعروس (رؤ‪.)17:22‬‬ ‫الشخصية‪.‬‬
‫سيأيت كشمس الرب والشفاء يف‬ ‫سيأيت الرب يسوع ككوكب‬ ‫‪ -3‬تشبيو ادلجيء‪.‬‬
‫الصبح ادلنري (‪2‬بط ‪ 19:1‬مع أجنحتها (مال‪.)2:4‬‬
‫رؤ‪.)16:22‬‬
‫ب سيأيت ادلسيح من بيت اآل ب‪،‬‬ ‫سيأيت من بيت اآل‬ ‫‪ -4‬مكان اللقاء‪.‬‬
‫وسنتقابل معو يف السحب يف وسينزل إىل األرض على جبل‬
‫(زك‪3:14‬و‪،4‬‬ ‫الزيتون‬ ‫اذلواء (‪1‬تس‪.)18-13:4‬‬
‫‪2:3‬و‪13‬و‪،14‬‬ ‫ويوئيل‬
‫مت‪.)46–31:25‬‬
‫تذكر قيامة ‪ ،‬بل نقرأ عن‬
‫ال ُ‬ ‫ستكون القيامة من بني‬ ‫‪ -5‬القيامة‪.‬‬
‫شعوب كثريين على األرض أحياء‬ ‫األموت للمؤمنني الراقدين‬
‫(مت‪.)31:25‬‬ ‫على الرجاء ‪ ،‬مع ترك بقية‬

‫‪- 89 -‬‬
 ‫الظهور‬ ‫االختطاف‬ ‫وجه المقارنة‬
‫األموات (اخلطاة)‪.‬‬
‫سيأيت مستعلناً للعامل ‪ ،‬وقد بدأ‬ ‫سيأيت الرب يسوع للكنيسة‬ ‫‪ -6‬السرية أو‬
‫سراً إذ يكون العامل كما ىو ‪ .‬اخلراب واإلرتداد‪ .‬وسًتاه كل عني‬ ‫االستعالن‪.‬‬
‫(مت ‪2 ،224‬تس ‪ ،2‬رؤ‪)7:1‬‬ ‫وىذا األمر أُ ِل‬
‫عل َنن يف العهد‬
‫ادلسيح يستعلن ليدين‬ ‫اجلديد (‪1‬تس ‪ 13:4‬مع‬
‫(يو‪14‬و‪.)15‬‬ ‫‪1‬كو ‪ )58-51:15‬لن‬
‫يشعر مبجيئو اخلطاة‬
‫سيأيت ادلسيح مع قديسيو الذين‬ ‫سيأيت الرب يسوع ألجل‬ ‫‪ -7‬الذين سيأيت‬
‫سبق اختطافهم (يو ‪ )14‬ألجل‬ ‫قديسيو األحياء والراقدين‬ ‫إليهم‪.‬‬
‫(‪1‬تس ‪ )17-13:4‬ادلختارين ادلختارين منذ تأسيس العامل‬
‫قبل تأسيس العامل (أف‪( .)3:1‬مت‪.)34:25‬‬
‫جند بوق اً عظيم الصوت من‬ ‫بوق اهلل بصوت رئيس‬ ‫‪ -8‬البوق‪.‬‬
‫ادلالئكة جلمع خمتار ي اهلل منذ‬ ‫مالئكة وسيقام الراقدون‬
‫مجيع اً تأسيس العامل (مت‪.)31:24‬‬ ‫بيسوع وسنخطف‬
‫وسيتغري كل ادلؤمنني‬
‫(‪1‬تس‪1 ،16:4‬كو‪.)51:15‬‬
‫معطي نقمة للذين ال‬
‫"يف نار ذليب اً‬ ‫بركة وفرح وخالص للمؤمنني‬ ‫‪ -9‬النقمة‪.‬‬
‫يعرفون اهلل والذين اليطيعون إجنيل‬ ‫من عامل وجسد اخلطية‬

‫‪- 90 -‬‬
 ‫الظهور‬ ‫االختطاف‬ ‫وجه المقارنة‬
‫ادلسيح (‪2‬تس‪ )8:1‬ويف‬
‫ربنا يسوع "‬ ‫(رو‪11:13‬و‪ )12‬وال نقمة‬
‫نفس الوقت راحة لكثريين من‬ ‫مطلقاً‪.‬‬
‫ادلتضايقني(‪.)7:‬‬
‫قبل الضيقة‪" ،‬وتنتظروا ابنو من بعد الضيقة "وللوقت بعد ضيق‬ ‫‪ -10‬الضيقة‪.‬‬
‫السماء الذي أقامو من األموات تلك األيام‪ ..‬وحينئذ تظهر عالمة‬
‫يف السماء‬ ‫يسوع الذي ينقذنا من الغضب ابن اإلنسان‬
‫(مت‪29:24‬و‪.)30‬‬ ‫اآليت" (‪1‬تس‪.)10:1‬‬
‫ستظل أجساد الكثريين كما ىي‬ ‫األجساد ستتغري لتكون على‬ ‫‪ -11‬حالة األجساد‬
‫ليتمتعوا بربكات املُ لك األرضية‬ ‫صورة جسد رلد ادلسيح‬ ‫ومصريىا‪.‬‬
‫(أي بادللكوت) والبعض سيدانون‬ ‫(يف‪20:3‬و‪.)21‬‬
‫(مت‪34:25‬و‪.)46‬‬
‫قبل الظهور س وف تذاع بشارة‬ ‫قبل االختطاف ‪ :‬البشارة‬ ‫‪ -12‬البشارة‪.‬‬
‫السائدة ادلعلنة كما ىي حاإاً ادللكوت أي بادلسيح ادللك العتيد‬
‫بشارة نعمة اهلل – اإلجنيل – أن ديلك على العامل كلو‬
‫‪،14:24 ،4:10‬‬ ‫اخلالص (أع‪( ،16:31 ،2:21‬مت‬
‫رؤ‪.)15:11‬‬ ‫‪ ،24:20‬مر‪.)15:16‬‬

‫‪- 91 -‬‬
 ‫ْى حذاث ظٕٓر انزة‬
‫مما ال شؾ فيو أف ىذه الفترة الماضية كالت م رأينا فييا أحداثان مؤلمة‬
‫كمتتالية‪ .‬تزداد خطكرتيا عمى الخطاة المساكيف المكجكديف في ذلؾ الكقت‬
‫عمى األرض ‪ ،‬فنق أر كممات خطيرة منيا ‪" :‬كيؿ كيؿ كيؿ لمساكنيف عمى‬
‫األرض" نظران لظيكر شخصيات عاتية شريرة ‪ ،‬منيا الكحش األمـ م‪ ،‬كاألثيـ‬
‫الييكد م عمى رأسيـ ‪ ،‬ككذلؾ األشكرم (ممؾ الشماؿ )‪ ،‬كجكج الرأس اؿـ دبرة‬
‫كالمفكرة لممؾ الشماؿ ‪ ،‬كالخطاة البعمديف ككؿ أثيـ عمى األرض في ذلؾ‬
‫الكقت‪ .‬ىؤالء كميـ ستككف ليـ دينكنة كعقاب‪ .‬كلكف متى سيحدث ذلؾ ؟! لك‬
‫رجعنا إلى كممة اهلل‪ ،‬سنجد كثيران مف اآل يات كالشكاىد الكتابية ترينا أنو قبؿ‬
‫أف يممؾ المسيح عمى األرض‪ ،‬البد أف يبيد كؿ أعدائو ‪ ،‬كنخص بالذكر‬
‫أىميـ "إفم أخبر مف جية قضاء الرب ‪ .‬قاؿ ؿم أنت ابفم أنا اليكـ كلدتؾ ‪.‬‬
‫اسألفم فأعطيؾ األمـ ميراث ان لؾ ‪ ،‬كأقاصم األرض ممؾان لؾ ‪ .‬تحطميـ‬
‫" (مز ‪ 9-7:20‬راجع أيض ان‬ ‫بقضيب مف حديد مثؿ إناء خزاؼ تكسرىـ‬
‫مز ‪ ،45‬مز ‪ ،)110‬كيكتب الرسكؿ بكلس ‪" :‬ألنو يجب أف يممؾ حتى يضع‬
‫جميع األعداء تحت قدميو" (اكك‪.)27:15‬‬
‫كمحرؽ بالنار ‪ ،‬ىكذا يككف في‬
‫مجمع الزكاف ي‬
‫كيقكؿ الرب أيضان‪" :‬فكما ي‬
‫انقضاء ىذا العالـ‪ .‬يرسؿ ابف اإلنساف مبلئكتو فيجمعكف مف ممككتو جميع‬
‫البكاء‬ ‫المعاثر كفاعؿ م اإلثـ ‪ .‬كيطرحكنيـ في أتكف النار ىناؾ يككف‬
‫كصرير األسناف" (مت‪.42-40:13‬‬

‫‪- 92 -‬‬
 ‫اإلثبدح ٔدٌَُٕخ األحٍبء‬
‫في يذح انخًسخ ٔانسجؼٍٍ ٌٕو اًال‬

‫حينما تأممنا في األسبكع السبعيف ؿدانيآؿ بالنسبة لمشعب األرضم كجدنا‬

‫أف ظيكر المسيح سيككف في نياية ىذا األسبكع ‪ ،‬كقد كجدنا أنو انقسـ إلى‬
‫فترتيف كؿ منيما نصؼ أسبكع أك زما ف كزمانيف كنصؼ زماف ‪ ،‬كبالتحديد‬
‫‪ 1260‬يكـ ان‪ ،‬أم أف الظيكر سيككف في نياية النصؼ الثافم مف األسبكع ‪.‬‬
‫‪ 75‬يكـ ان‪ ،‬كتنقسـ إلى‬ ‫كلكف دانيآؿ أخبرنا أيض ان عف فترة زمنية مدتيا‬
‫قسميف ‪30‬يكـ ان‪45 ،‬يكـ ان فيقكؿ "مف كقت إزالة المحرقة الدائمة كاقامة رجس‬
‫المخرب (العبادة الغريبة ) ألؼ كمئتاف كتسعكف يكـ ان‪ .‬طكبى لمف ينتظر‬
‫كيبمغ األلؼ كالثالث مئة كالخمسة كالثبلثيف يكـ ان‪( 19‬طكبى لو ألنو بذلؾ‬
‫يككف قد كصؿ إلى الممؾ ) أما أنت فأذىب إلى النياية فتستريح كتقكـ‬
‫ب ‪75‬يكـ ان‪ ،‬البد‬
‫لقرعتؾ في نياية األياـ " في ىذه الفترة المحدكدة كالمعنية ػ‬
‫أف تتطير األرض مف المعاص م كفاعؿم اإلثـ لؾ م يممؾ الرب عمى‬
‫الشعب األرضم لذلؾ سيتـ اآلتم‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫‪30=1260-1290‬يوم‪.‬‬
‫‪45=1290-1335‬يوم‪.‬‬
‫ادلجموع الكلي =‪75=45+30‬يوم‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬
 ‫الغرب والنبي الكذاب وأتباعيمافي موقعة ىرمجدون‪:‬‬
‫أووً‪ :‬إبادة الوحش ي‬
‫إف ىذيف اإلثنيف بالذات‪ ،‬ىما أكؿ الذيف سيطرحكف في بحيرة النار (كه ما‬
‫حياف) حتى قبؿ إبميس كجنكده‪ 20‬كتأتم اإلشارة الكحيدة ليذه البحيرة في العيد‬
‫العيد القديـ عف أحدىـ ‪ ،‬كىك النبم الكذاب‪" :‬تفتة (مكاف لمحريؽ ككاف ىذا‬
‫الكاد م صكرة لمخراب كديفكنة األشرار كبحيرة النار )‪ ..‬عميقة كاسعة ككمتيا‬
‫نار كحطب بكثرة ‪ .‬نفخة الرب كنير كبريت تكقدىا " (إش‪ .)33:30‬كيقكؿ‬
‫حرب مع‬
‫الرائم‪" :‬كرأيت الكحش كممكؾ األرض كأجنادىـ مجتمعيف ليصنعكا ان‬
‫الجالس عؿل الفرس كمع جنده ‪.‬فقبض عمى الكح ش كالنبم الكذاب معو ‪،‬‬
‫الصانع قدامو اآليات التي بيا أضؿ الذيف قبمكا سمة الكحش ‪ ،‬كالذيف سجدكا‬
‫لصكرتو‪ ،‬كطرح االثناف حييف إلى بحيرة النار المتقدة بالكبريت‪ .‬كالباقكف قتمكا‬
‫‪ ،‬كجميع الطيكر شبعت مف‬ ‫بسيؼ الجالس عمى الفرس الخارج مف فمو‬
‫(النبم‬ ‫لحكميـ " (رؤ‪ )21-19:19‬كيقكؿ الرسكؿ بكلس عف ىبلؾ األثيـ‬
‫" (‪2‬تس ‪ 8:2‬مع‬ ‫الكذاب )‪" :‬الرب يبيده بنفخة فمو كيبطمو بظيكر مجيئو‬
‫إش‪ .)19:59‬كذلؾ مكتكب عف األشرار الذيف تجندكا لفعؿ الشر ‪ ،‬كتبعكا‬
‫في نار‬ ‫المضميف "عند استعبلف الرب يسكع مف السماء مع مبلئكة قكتو‬
‫معطين نقمة لمذيف ال يعرفكف اهلل كالذيف ال يعيطكف إنجيؿ ربنا يسكع‬
‫ا‬ ‫لييب‬
‫المسيح‪ .‬الذيف سيعاقبكف بيبلؾ أبد م مف كجو الرب ‪ ،‬كمف مجد قكتو متى‬

‫‪ 20‬ألن األشرار الذين ماتوا يف كل العصور ادلاضية ما زالوا حىت اآلن يف اذلاوية كما يذكر الوحي ادلقدس‬
‫(لوقا‪.)16‬‬

‫‪- 94 -‬‬
 ‫عجب منو في جميع المؤمفيف" (‪2‬تس‪.)10-7:1‬‬ ‫ت َّث‬
‫كمى‬
‫جاء ليتمجد في قديسيو ي‬
‫كال يفكتنا أف الرب بقدرتو العظيمة سيسمح ليؤالء الذيف تبعكا الكحش‬
‫كالنبم الكذاب أف يتجمعكا في منطقة ىرمجدكف (جبؿ ىرمجدكف أل جبؿ‬
‫الذبح ) حسبما جاء في سفر الرؤيا "كرأيت مف فـ التنيف كمف فـ الكحش‬
‫كمف فـ النبم الكذاب ثبلثة أركاح نجسة شبو ضفادع‪ ،‬فإنيـ أركاح شياطيف‬
‫صانعة آيات ‪ ،‬تخرج عمى ممكؾ العالـ ككؿ المسككنة لتجمعيـ لقتاؿ ذلؾ‬
‫اليكـ العظيـ‪ ،‬يكـ اهلل القادر عمى كؿ شمء ىا أنا آتم كمص ‪ .‬طكبى لمف‬
‫يسير كيحفظ ثيابو لئبل يمش م عريافان فيركا عريتو ‪ .‬فجمعيـ إلى المكضع‬
‫الذم يدعى بالعبرانية ىرمجدكف" (رؤ‪.)16-13:16‬‬

‫ثاني‪ :‬ىالك ممك الشمال (القائد الشرقي وأتباعو)‪:‬‬

‫اً‬
‫كسكؼ يتـ ذلؾ في مكقعة كاد م ييكشافاط ‪ ،‬فكما رأينا أف الرب سمح‬
‫لمتجمع الغربم أف يتجمع في ىرمجدكف ‪ ،‬فإنو سيسمح أيض ان ليؤالء أف‬
‫يتجمعكا في منطقة كادم ييكشافاط‪ .‬كسيبيدىـ الرب كما ىك مكتكب‪" :‬كعدد‬
‫جيكش الفرساف مئتا ألؼ ألؼ ‪ .‬كأنا سمعت عددىـ " (رؤ‪" )16:9‬ثـ سكب‬
‫المبلؾ السادس جامو عمى النير الكبير الفرات‪ ،‬فنشؼ ماؤه لؾم يعد طريؽ‬
‫الممكؾ الذيف مف مشرؽ الشمس " (رؤ‪ )12:16‬كتنبأ إشع ماء عنو (كاف كاف‬
‫يئ لكنو سيحدث تماـ ان في المستقبؿ )‪" :‬كيؿ لؾ أييا المخرب‬
‫ىذا حدث جز ان‬
‫كأنت لـ تخرب‪ ،‬كأييا الناىب كلـ ينيبكؾ‪ .‬حيف تنتوم مف التخريب تخرب ‪،‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫م كقت‬
‫كحيف تفرغ مف النيب ينيبكؾ " (إش‪ .)1:33‬كيقكؿ دانيآؿ النبم‪" :‬فؼ‬
‫النياية‪ ..‬فيثكر عميو ممؾ الشماؿ بمركبات كبفرساف كبسفف كثيرة ‪ ..‬كيدخؿ‬
‫إلى األرض البيية (حيث يكجد الشعب األرض م) فيعثر كثيركف ‪ .‬كىؤالء‬
‫يفمتكف مف يده‪ :‬أدكـ كمكآب كرؤساء بفم عمكف‪ ..‬كيتسمط عمى كنكز الذىب‬
‫الشماؿ فيخرج بغضب عظيـ ليخرب‬
‫‪،‬‬ ‫كالفضة‪ ..‬كتفزعو أخبار مف الشرؽ كمف‬
‫كليحرـ كثيريف‪ .‬كينصب فسطاطو (مكاف إقامتو ) بيف البحكر (البحر الميت‬
‫كالبحر المتكسط) كجبؿ بياء القدس (جبؿ الزيتكف)‪ .‬كيبمغ نيايتو كال معيف لو"‬
‫(دا‪.)45-40:11‬‬
‫كمما ال شؾ فيو ستأت م استغاثة مف الشعب األرض م لمرب قائميف ‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫"الميـ ال تصمت ‪ ،‬ال تسكت كال تيدأ يا اهلل ‪ .‬فيكذا أعدؤؾ يعجكف‬
‫كمبغضكؾ قد رفعكا الرأس‪ ..‬قالكا ىمـ تعاىدكا عيد ان" (مز ‪ )5-1:83‬كيقكؿ‬
‫يكئيؿ النبم‪" :‬ألنو ىكذا في تمؾ األياـ كؼم ذلؾ الكقت عندما أرد سب م‬
‫ييكذا كأكرشميـ ‪ ،‬أجمع كؿ األمـ كأنزليـ إلى كادل ييكشافاط ‪ ،‬كأحاكميـ‬
‫ىناؾ عمى شعبم كميراثي إسرائيؿ الذيف بددكىـ بيف األمـ‪ ،‬كقسمكا أرضم‪،‬‬
‫م‪ ،‬كأعطكا الصبم بزانية‪ ،‬كباعكا البنت بخمر ليشربكا "‬
‫كألقكا قرعة عؿل شعب‬
‫‪،‬‬ ‫(يكئيؿ ‪ )3-1:3‬لذلؾ بعد ىذا اؿ خراب كىذا التحالؼ ضد شعب الرب‬
‫سيبيدىـ الرب كما ىك كاضح مف أقكاؿ زكريا النبم‪" :‬ىكذا يكـ لمرب يأتم‬
‫فيقسـ سمبؾ في كسطؾ ‪ .‬كأجمع كؿ األمـ عمى أكرشميـ ‪ ،‬فتؤخذ المدينة‬
‫كتنيب البيكت ‪ ،‬كتفضح النساء ‪ ،‬فيخرج الرب كيحارب تمؾ األمـ كما في‬

‫‪- 96 -‬‬
‫يكـ حربو ‪ ،‬يكـ القتاؿ ‪ .‬كتقؼ قدماه في ذلؾ اليكـ عمى جبؿ الزيتكف الذم‬
‫قداـ أكرشميـ مف الشرؽ‪ ،‬فينشؽ جبؿ الزيتكف مف كسطو نحك الشرؽ كنحك‬
‫الغرب كادمان عظيـ ان جد ان‪ ،‬كينتقؿ نصؼ الجبؿ نحك الشماؿ كنصفو نحك‬
‫الجنكب ‪ .‬كتيربكف في جكاء جباؿم‪ ،‬ألف جكاء الجباؿ يصؿ إلى أصؿ ‪،‬‬
‫كتيربكف كما ىربتـ مف الزلزلة في أياـ عزيا ممؾ ييكذا ‪ ،‬كيأتم الرب الو م‬
‫كجميع القديسيف معؾ" (زؾ‪.)5-1:14‬‬

‫ثالث‪ :‬دينونة األحياء‪:‬‬

‫اً‬
‫لقد أخبرنا المسيح لو كؿ المجد أنو ىك الكحيد الذم سيديف العالـ في‬
‫أيض يحيم‬
‫ان‬ ‫المستقبؿ‪" :‬ألنو كما أف اآلب يقيـ األمكات كيحيم‪ ،‬كذلؾ االبف‬
‫"‬ ‫مف يشاء ‪.‬ألف اآلب اليديف أحد ان‪ ،‬بؿ قد أعطى كؿ الدينكنة لبلبف‬
‫(يك ‪21:5‬ك‪ .)22‬ككذلؾ أقكاؿ الرسكؿ بكلس ‪" :‬مف ىك الذم يديف المسيح‬
‫‪21‬‬
‫الذم أيضان‬ ‫أيض عف يميف اهلل‬
‫ان‬ ‫أيضن الذم ىك‬
‫ا‬ ‫الذم مات بؿ بالحرل قاـ‬
‫يشفع فينا" (رك‪.)34:8‬‬
‫كنعمـ أيض ان مف الكتاب المقدس أف المسيح ‪ .‬لو كؿ المجد ‪ .‬سيديف‬
‫األحياء كاألمكات‪ ،‬فيقكؿ الرسكؿ بطرس‪" :‬كأكصانا أف نكرز لمشعب كنشيد‬

‫‪" 21‬ديني اهلل " ىذا التعبري يرد مرات عديدة يف الكتاب ادلقدس‪ ،‬ونريد أن نوضح أن ىذا يعين ادلقام وادلركز‬
‫والسمو و الكرامة‪ ،‬وليس كم ا يدَّيلعي البعض أن يوجد أكثر من إلو (ارجع إىل مر ‪ ،16:16‬أع‪،56:7‬‬
‫عب‪1:8 ،3:3‬و‪10‬و‪ ،12‬عب‪ ،2:12‬مز‪ ..1:110‬إخل)‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫بأف ىذا ىك المعيف مف اهلل دياف ان لؤلحياء كاألمكات " (أع‪ .)42:10‬كيقكؿ‬
‫الرسكؿ بكلس لتيمكثاكس ‪" :‬أنا أناشدؾ إذان أماـ اهلل كالرب يسكع المسيح‬
‫اؿعتيد أف يديف األحياء كاألمكات‪ 22‬عند ظيكره كممككتو" (‪2‬تم‪ )1:4‬فدينكنة‬
‫األحياء األشرار الباقيف عمى األرض ‪ ،‬أكلئؾ الذيف لـ يمكتكا مف الضربات‬
‫في أثناء الضيقة ‪ ،‬كىـ الذيف رفضكا قبكؿ اإلخكة األصاغر كلـ يعاممكىـ‬
‫معاممة طيبة (مف الشعب األرضم) كلـ يؤمنكا ببشارة الممككت كما كرد قبؿ‬
‫ذلؾ "كمتى جاء ابف اإلنساف في مجده كجميع المبلئكة القديسيف معو ‪،‬‬
‫فحينئذ يجمس عمى كرس م مجده ‪ .‬كيجتمع أمامو جميع الشعكب فيميز‬
‫بعضيـ مف بعض كما يميز الراع م الخراؼ مف الجداء ‪ .‬فيقيـ الخراؼ عف‬
‫يمينو ‪ ،‬كالجداء عف اليسار ‪ .‬ثـ يقكؿ الممؾ لمذيف عف يمينو ‪" :‬تعالكا يا‬
‫[كليس قبؿ تأسيس العالـ‬ ‫مبارؾ م أبم رثكا الممككت المعد لكـ منذ‬
‫(أؼ‪ )3:1‬اإلمتياز الذم يختص بالكنيسة التي ستخطؼ قبؿ ذلؾ ] تأسيس‬
‫العالـ ‪ ..‬فيجيب الممؾ كيقكؿ ليـ ‪ :‬الحؽ أقكؿ لكـ بما أنكـ فعمتمكه بأحد‬
‫إخكتم ىؤالء األصاغر فبم فعمتـ (كىؤالء سيدخمكف الممككت ) ثـ يقكؿ‬
‫أيضان لمذيف عف اليسار اذىبكا عف م يا مبلعيف إلى النار األبدية المعدة‬
‫إلبميس كمبلئكتو ‪ .‬ألفم جعت فمـ تطعمكف م كعطشت فمـ تسقكف م‪ .‬كنت‬
‫غربيان فمـ تأككف م‪ .‬عريافان فمـ تكسكف م‪ .‬مريضان كمحبكسان فمـ تزكركف م‪.‬‬

‫‪ 22‬من ىذه اآليات نعلم أنو توجد دينونة لؤلحياء‪ ،‬وىذا ىو ادلوضوع الذي حنن بصدده اآلن ‪ .‬أما دينونة‬
‫األموات فستكون بعد ادللك األلفي كما سنرى فيما بعد‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪- 98 -‬‬
‫حينئذ يجيبكنو ىـ أيض ان قائميف ‪ :‬يارب متى رأيناؾ جائع ان أك عطشافان أك‬
‫محبكس كلـ نخدمؾ؟ فيجيبيـ قائبلن‪ :‬الحؽ أقكؿ لكـ بما‬
‫ان‬ ‫يض أك‬
‫بي أك مر ان‬
‫غر ان‬
‫أنكـ لـ تفعمكه بأحد ىؤالء األصاغر فب م لـ تفعمكا ‪ .‬فيمضى ىؤالء إلى‬
‫عذاب أبدم كاألبرارإلى حياة أبدية" (مت‪.)46-31:25‬‬
‫مما سبؽ نعمـ أف ىذه الدينكنة عمى أساس معاممة اإلخكة األصاغر في‬
‫أثناء ىركبيـ‪ .‬كىؤالء اإلخكة أتقياء ينتظركف المسيا الممؾ ‪.‬ككـ احتممكا مف‬
‫اإلىانات كالضربات كالتعيرات كاإلضطيادات مف األشرار أما الخراؼ إلى‬
‫الـ لؾ األلفي كرعية لمممككت ‪ ،‬كىـ الذيف يشار إلييـ بالجمع الكثير ‪" :‬بعد‬
‫ي‬
‫ىذا نظرت كاذا جمع كثير لـ يستطع أحد أف يعده ‪ ،‬مف كؿ األمـ كالقبائؿ‬
‫كالشعكب كاأللسنة كاقفكف أ ماـ العرش كأماـ الخركؼ ‪ ،‬متسربميف بثياب‬
‫بيض‪ ،‬كؼم أيدييـ سعؼ النخؿ (عبلمة النصرة كالفرح )‪ ..‬ىؤالء ىـ الذيف‬
‫أتكا مف الضيقة العظيمة كقد غسمكا ثيابيـ كبيضكا ثيابيـ في دـ الخركؼ ‪.‬‬
‫مف أجؿ ذلؾ ىـ أماـ عرش اهلل (كىـ عمى األرض ) كيخدمكنو نياران كليبلن‬
‫(فإذ ان ىـ عمى األ رض ألف السماء ال يكجد فييا ليؿ ) في ىيكمو (السماء‬
‫ليس فييا ىيكؿ )‪ ،‬كالجالس عمى العرش يحؿ فكقيـ " (رؤ‪ )17-9:7‬أما‬
‫أقكاؿ يكئيؿ النب م‪ ،‬كىك كاد م‬ ‫مكاف إجراء ىذه الدينكنة فكاضحة مف‬
‫ييكشافاط "أجمع كؿ األمـ كانزليـ إلى كادم ييكشافاط ‪ ،‬كأحاكميـ ىناؾ‬
‫عمى شعبم كميراثم إسرائيؿ الذيف بددكىـ بيف األمـ ‪ ،‬كقسمكا أرض م‪..‬‬
‫تنيض كتصعد األمـ إلى كادم ييكشافاط ألفم ىناؾ أجمس ألحاكـ جميع‬

‫‪- 99 -‬‬
‫األمـ مف كؿ ناحية ‪ .‬أرسمكا المنجؿ ألف الحصيد قد نضج ‪ .‬ىممكا دكسكا‬
‫ألنو قد امتؤلت المعصرة ‪ .‬فاضت الحياض ألف شرىـ كثير ‪ .‬جماىير في‬
‫كادم القضاء ألف يكـ اؿرب قريب" (يكئيؿ‪.)14-12 ،2:3‬‬

‫رابعاً‪ :‬ىالك جوج‪:‬‬

‫م الكذاب‬ ‫بعد دينكنة األحياء ككذلؾ القضاء عمى الكحش كالنب‬
‫كأتباعيـ ‪ ،‬كأيضان القضاء األشكرم (ممؾ الشماؿ )‪ ،‬ستتجمع الشعكب التي‬
‫الـ لؾ األلؼم‪ ،‬سكاء مف اإلخكة األصاغر – كما مر بنا – أك‬
‫ستككف في ي‬
‫ؽ ًبلكىـ في أثناء الضيقة في ىركبيـ إلنتظار المسيا ‪ .‬كىذا التجمع‬
‫الذيف ى‬
‫‪:‬‬ ‫أساسان لمتمتع بالمسيا الممؾ ‪ ،‬ككذلؾ لغرض التعبد لو كما يقكؿ الرب‬
‫أيض إلى‬
‫ان‬ ‫م أتقيائم القاطعيف عيدم عمى ذبيحة"(مز‪ 5:50‬ارجع‬
‫"اجمعكا إؿ َّث‬
‫إش‪22:49‬ك‪ 23‬كزؾ‪7:8‬ك‪8:12 ،8‬ك‪.)9‬‬
‫كيبقى في المشيد جكج ‪ ،‬ككذلؾ إبميس ‪ .‬فبالنسبة لجكج ماذا يقكؿ الرب‬
‫عنو كما ىي نيايتو ؟ "لذلؾ تنبأ يا ابف آدـ كقؿ لجكج ‪ :‬ىكذا قاؿ السيد‬
‫الرب‪ :‬في ذلؾ اليكـ عند سكنى شعبم آمنيف أفبل تعمـ؟ كميـ راكبكف خيبلن ‪،‬‬
‫جماعة عظيمة كجيش كثي ر‪ ..‬كآتم بؾ عمى أرضي لؾم تعرففم األمـ‬
‫حيف أتقدس فيؾ (باليبلؾ) أماـ أعينيـ يا جكج‪ ..‬كيككف في ذلؾ اليكـ يكـ‬
‫مج مء جكج عمى أرض إسرائيؿ يقكؿ السيد الرب ‪ ،‬أف غضبم يصعد في‬
‫أنؼم‪ .‬كؼم غيرتم في نار سخط م تكممت ‪ ..‬كأعاقبو بالكبأ كبالدـ ‪ ،‬كأمطر‬

‫‪- 100 -‬‬

‫جارؼ كحجارة برد‬
‫ان‬ ‫عميو كعمى جيشو كعمى الشعكب الكثيرة الذيف معو مطران‬
‫يت‪ .‬فأتعظـ كأتقدس كأعرؼ في عيكف أمـ كثيرة‪ ،‬فيعممكف‬
‫كنار ككبر ان‬
‫عظيمة ان‬
‫م‬
‫إفم أنا الرب" (حز‪ )23-14:38‬كيكاصؿ النبم التنبؤ عف ىبلؾ جكج (ؼ‬
‫نفس السفر) فيقكؿ‪" :‬كأنت يا ابف آدـ تنبأ عمى جكج كقؿ ‪ :‬ىكذا قاؿ السيد‬
‫الرب ‪ :‬ىأنذا عميؾ ياجكج رئيس ركش ماشؾ كتكباؿ كأردؾ كأقكدؾ‬
‫كأصعدؾ مف أقاصم الشماؿ‪ ،‬كآتم بؾ‪ ..‬كأضرب قكسؾ مف يدؾ اليسرل ‪،‬‬
‫كأسقط سيامؾ مف يدؾ اليمنى ‪ ،‬قتسقط ‪ ..‬أنت ككؿ جيشؾ كالشعكب الذيف‬
‫معؾ‪ .‬أبذلؾ مأكبلن لمطيكر الكاسرة مف كؿ نكع كلكحكش الحقؿ ‪ .‬عمى كجو‬
‫نار عمى ماجكج كعمى‬
‫الحقؿ تسقط‪ ،‬ألفم تكممت يقكؿ السيد الرب‪ .‬كأرسؿ ان‬
‫الساكنيف في الجزائر آمنيف‪ ،‬فيعممكف أفم أنا الرب" (حز ‪ .)6-1:39‬كبذلؾ‬
‫الـ لؾ سكل إبميس فماذا عف مصيره؟‪.‬‬
‫ال يبقى قبؿ ي‬

‫خامس‪ :‬تقييد إبميس‪:‬‬

‫اً‬
‫ال شؾ في أف القارئ العزيز يعمـ خميفة إبميس ‪ .‬إنو قبؿ أف يصبح‬
‫شيطاف كاف مبلؾان‪ .‬كعندما تكبر كقاؿ ‪" :‬أصعد إلى السمكات ‪ ،‬أرفع كرسيي‬
‫ان‬
‫فكؽ ككاكب اهلل ‪ ،‬كأجمس عمى جبؿ اإلجتماع في أقاصم الشماؿ ‪ .‬أصعد‬
‫فكؽ مرتفعات السحاب ‪ ،‬أصير مثؿ العؿم" (إش‪13:14‬ك‪ ،)14‬حكـ عميو‬
‫الرب بالسقكط كاليبكط مف السماء ‪ ،‬كبأف يطرح إلى األرض‪ ،‬ثـ يطرح في‬
‫الياكية إلى أسافؿ الجب (البئر العميقة ) (إش‪ ،15-11:14‬حز ‪-11:28‬‬

‫‪- 101 -‬‬

‫م نكر العيد الجديد نعمـ أنو في كجكد المسيح لو كؿ المجد عمى‬
‫‪ .)16‬كؼ‬
‫"‬ ‫ان مثؿ البرؽ مف السماء‬ ‫األرض أخبر التبلميذ عف الشيطاف ساقط‬
‫جرد‬
‫(ؿك‪ )18:10‬كمف نتائج عمؿ المسيح لو المجد عمى الصميب أنو " َّث‬
‫الرياسات كالسبلطيف إبميس كجنكده (أؼ‪ )12:6‬أشيرىـ جياران ظافران بيـ‬
‫فيو (الصميب)" (كك‪" ،)15:2‬لؾم يبيد بالمكت ذاؾ الذم لو سمطاف المكت‬
‫أم إبميس " (عب ‪ .)14:2‬كأصبح إبميس بالنسبة ؿ نا أسد ان زائران "إبميس‬
‫خصمكـ كأسد زائر يجكؿ ممتمسان مف يبتمعو ىك " (ابط ‪ ،)8:5‬كحية يسعى‬
‫في دىاء كمكر ‪ ،‬ككمبلؾ نكر "كال عجب ألف الشيطاف نفسو يغير شكمو‬
‫إلى شبو مبلؾ نكر " (‪2‬كك ‪ .)14:11‬ككما مر بنا في الكبلـ عف مج مء‬
‫‪ ،‬كليفقذنا مف الغضب اآل تى ‪،‬‬ ‫المسيح ثانية ألخذ قديسيو مف ىذا العالـ‬
‫ان"‬ ‫سيسحؽ الشيطاف "كالو السبلـ سيسحؽ الشيطاف تحت أرجمكـ سريع‬
‫(رك‪ )20:16‬كبعد ذلؾ نق أر أقكاؿ في سفر الرؤيا أنو في أثناء الضيقة عمؿ‬
‫إبميس في الساكنيف عمى األ رض مف الشعب األرض م كاألمـ ‪" ،‬كحدثت‬
‫حرب في السماء‪ ،‬ميخائيؿ كمبلئكتو حاربكا التنيف كمبلئكتو ‪ ،‬كلـ يقككا ‪ ،‬فمـ‬
‫يكجد مكانيـ بعد ذلؾ في السماء (الجكية )‪ .‬فطي ًرىح التنيف العظيـ الحية‬
‫القديمة‪ ،‬المدعك إبميس كالشيطاف‪ ،‬الذم يضؿ العالـ كمو‪ ،‬طي ًرىح إلى األرض‬
‫إلى‬
‫كطيرىح ت معو مبلئكتو " (رؤ‪ )9-7:12‬كيعتبر ىذا الطرح إلبميس‬
‫األرض‪ ،‬نصرة لئلخكة األصاغر كمنتظرم المسيا مف الشعب األرض م‪.‬‬
‫كلكف "كيؿ لساكفم األرض كالبحر ألف إبميس نزؿ إليكـ كبو غضب عظيـ‪،‬‬

‫‪- 102 -‬‬

 ‫عالـ ان أنو لو زماف ان قميبلن " (رؤ‪ .)12:12‬كخكؼ إبميس كمبلئكتو مف‬
‫مصيرىـ كسقكطيـ في الياكية ‪ ،‬ثـ ىبلكيـ أخيران في جينـ ‪ ،‬ظير في أياـ‬
‫تجسد المسيح لو المجد عندما صرخكا ‪" :‬ما لنا كلؾ يايسكع ابف اهلل ‪ .‬أجئت‬
‫إلى ىنا قبؿ الكقت لتعذبنا ؟" (مت ‪ ،)30-29:8‬كأيضان "آق ما لنا كلؾ يا‬
‫يسكع الناصرل ‪ .‬أتيت لتيمكنا " (مر ‪ )24:1‬أيضان "يايسكع ابف اهلل العؿ ل‪.‬‬
‫أستحمفؾ باهلل أف التعذنبم" (مر‪ .)7:5‬كما نسمع ىذا الطمب الغريب خكؼان‬
‫مف العذاب‪" :‬كطمب إليو أف ال يأمرىـ بالذىاب إلى الياكية" (ؿك‪ .)31:8‬أما‬
‫في ىذه الفترة التي نحف بصدد الكبلـ عنيا (كه م مدة تطيير األرض أ م‬
‫طرح في الياكية‬ ‫كم ى‬
‫قيد ي‬
‫كم ى‬
‫ربط ي‬‫سي ى‬‫الـ لؾ األلؼم)‪ ،‬فإف إبميس ي‬ ‫ػاؿ‪ 75‬يكـ ان قبؿ ي‬
‫مىح ؿ زمافان يسيران‪ ،‬لذلؾ نق أر ‪" :‬كرأيت مبلؾ ان نازالن مف‬
‫لمدة ألؼ سنة ‪ ،‬ثـ ي‬
‫السماء معو مفتاح الياكية كسمسمة عظيمة عمى يده ‪ ،‬فقبض عمى التنيف ‪،‬‬
‫في‬ ‫الحية القديمة ‪ ،‬الذم ىك إبميس كالشيطاف ‪ ،‬كقيده ألؼ سنة كطرحو‬
‫الياكية كأغمؽ عميو كختـ عميو لؾم ال يضؿ األمـ في ما بعد ‪ ،‬حتى تتـ‬
‫م ىح ؿ زمافان يسيران" (رؤ‪( )3-1:20‬راجع‬
‫األلؼ السنة ‪ .‬كبعد ذلؾ البد أف ي‬
‫إش‪21:24‬ك‪.)22‬‬

‫لمم لك‪:‬‬
‫أخيرً‪ :‬اإلعداد النيائي والتمييد ُم‬
‫ا‬
‫بعد القضاء عمى أعداء الرب ‪ ،‬كما رأينا في الصفحات السابقة ‪ ،‬مف‬
‫نصرة الرب عمى الشيطاف كمبلئكتو ‪ ،‬ككذلؾ الكحش كالنبم الييكدم الكذاب‬

‫‪- 103 -‬‬

‫كأتباعيـ ‪ ،‬كأيضان ممؾ الشماؿ ‪ ،‬ثـ دينكنة األحياء األشرار ‪ ،‬ككاف ىذا كمو‬
‫لمـ لؾ األلؼم السعيد ‪ ،‬لذلؾ‬
‫لتطيير األرض مف فعمة اإلثـ لئلعداد كالتمييد ي‬
‫سيجمع الرب إليو شعبو األرض م كمف قبمكىـ في أثناء ىركبيـ ‪ ،‬حيث‬
‫يخبرنا الكتاب المقدس قائبلن‪" :‬إلو اآللية الرب تكمـ كدعا األرض مف مشرؽ‬
‫الشمس إلى مغربيا مف صييكف كماؿ الجماؿ اهلل أشرؽ ‪ .‬يأتم إلينا كال‬
‫يصمت ‪ .‬نار قدامو تأكؿ كحكلو عاصؼ جد ان‪ .‬يدعك السمكات مف فكؽ ‪،‬‬
‫م أتقيائم القاطعيف عيد م على ذبيحة‬
‫ف شعبو ‪ .‬اجمعكا إؿ َّث‬
‫األرض إلى مدمة‬
‫كتخبر السمكات بعدلو ألف اهلل ىك الدياف " (مز ‪ )16-1:50‬كيتنبأ إشعياء‬
‫أكثر مف مرة فيقكؿ ‪" :‬كاآلف ىكذا يقكؿ الرب خالقؾ ‪ ..‬كجابمؾ ‪ ..‬ال تخؼ‬
‫ألفم فديتؾ ‪ .‬دعكتؾ باسمؾ أنت ؿ م إذا اجتزت في المياه فأنا معؾ كفى‬
‫األنيار فبل تغمرؾ (ىذه صكرة لممتاعب التي ستعانييا البقية في مبتدأ‬
‫األكجاع )‪ .‬إذا مشيت في النار فبل تمذع المييب ال يحرقؾ (صكرة لمضيقة‬
‫العظيمة )‪ ..‬التخؼ فإفم معؾ ‪ ..‬مف المشرؽ آتم بنسمؾ ‪ ،‬كمف المغرب‬
‫أجمعؾ " (إش‪".)5-1:43‬كىكذا قاؿ السيد الرب ىا إف م أرفع إلى األمـ‬
‫يدم‪ ،‬كالى الشعكب أقيـ رايتم‪ ،‬فيأتكف بأكالد ؾ في األحضاف ‪ ،‬كبناتؾ عمى‬
‫حـ لف كيككف الممكؾ حاضنيؾ كسيداتيـ مرضعاتؾ ‪ .‬بالكجكه إلى‬
‫مى‬
‫األكتاؼ ي‬
‫األرض يسجدكف لؾ ‪ ..‬فتعمميف إفم أنا الرب الذم ال يخزل منتظركه "‬
‫(إش‪22:49‬ك‪" .)23‬كأجعؿ فييـ آية كأرسؿ منيـ ناجيف (ليقدمكا البشارة‬
‫بالممككت ) إلى األمـ ‪ ،‬إلى ترشيش كفكؿ كلكد النا زعيف في القكس ‪ ،‬إلى‬

‫‪- 104 -‬‬

‫تكباؿ كياكاف ‪ ،‬إلى الجزائر البعيدة التي لـ تسمع خبر م كال رأت مجد م‪،‬‬
‫فيخبركف بمجد م بيف األمـ كيحضركف كؿ إخكتكـ مف كؿ األمـ تقدمة‬
‫لمرب عمى خيؿ كبمركبات كبيكادج كبغاؿ كىجف ‪ ،‬إلى جبؿ قدسم أكرشميـ‬
‫قاؿ الرب " (إش‪19:66‬ك‪ 20‬ارجع أيضان إلى خر ‪،41-26:39 ،15:37‬‬
‫زؾ‪7:8‬ك‪8:12 ،8‬ك‪ .)9‬كبعد ىذا التجمع ‪ ،‬يعترفكف بالرب مسيحيـ ‪ ،‬إذ‬
‫يرفع البرقع ‪" ،‬كلكف عندما يرجع إلى الرب ‪ ،‬يرفع البرقع " (‪2‬كك ‪.)16:3‬‬
‫‪" :‬مبارؾ اآل تم باسـ الرب " (مز ‪26:118‬‬ ‫كحينئذ يككف لساف حاليـ‬
‫كمت ‪ ،)39:23‬كيركف في يديو جركح ان فيسألكنو ‪" :‬ما ىذه الجركح في‬
‫يديؾ ؟ فيقكؿ ىي التي جرحت بيا في بيت أحبائم" (‪1‬كك ‪ )8:2‬كحينئذ‬
‫يعترفكف كما قاؿ تكما ‪" :‬ربي كالو م" (يك ‪ ،)28:20‬كيؤمنكف بو ربان كالو ان‬
‫كيندمكف عمى كؿ ما فعمكه بو كؼ م نفس الكقت يفرحكف بالرب كيشكركنو‬
‫كيتعبدكف لو كيمجدكنو ‪ .‬كىذا ما تنبأ عنو زكريا النبم‪" :‬كأفيض عمى بيت‬
‫م الذم‬
‫دكاد‪ ،‬كعمى سكاف أكرشميـ ركح النعـ ة كالتضرعات ‪ ،‬فينظركف إؿ َّث‬
‫طعنكه‪ ،‬كينكحكف عميو كنائح عمى كحيد لو ‪ ،‬كيؾكنكف في م اررة عميو كمف‬
‫ىك في م اررة عمى بكره ‪ .‬كؼم ذلؾ اليكـ يعظـ النكح في أكرشميـ ‪ ..‬كتنكح‬
‫األرض عشائر عشائر عمى حدتيا‪ ،‬عشيرة بيت دكاد عمى حدتيا ‪ ،‬كنساؤىـ‬
‫عمى حدتيف ‪ ،‬عشيرة بيت ناثاف ‪ ..‬عشيرة بيت الكم‪ ..‬عشيرة شمع م‪ ..‬كؿ‬
‫"‬ ‫‪ ،‬كنساؤىـ عمى حدتيف‬ ‫العشائر الباقية عشيرة عشيرة عمى حدتيا‬
‫ان لبيت دكاد‬ ‫(زؾ‪ )14-10:12‬كأيضان "في ذلؾ اليكـ يككف ينبكع مفتكح‬

‫‪- 105 -‬‬

‫كلسكاف أكرشميـ‪ ،‬لمخطية كلمنجاسة‪ .‬كيككف في ذلؾ اليكـ يقكؿ رب الجنكد‬
‫أفم أقطع أسماء األصناـ مف األرض ‪ ،‬فبل تذكر بعد ‪ .‬كأزيؿ األنبياء‬
‫(الكذبة ) أيضان كالركح النجس مف األرض " (زؾ‪1:13‬ك‪ )2‬كفى ىذا الكقت‬
‫يتـ القبكؿ الكامؿ لو بعدما رفضكه في أثناء كجكده عمى األرض كاإلنساف‬
‫الكامؿ‪ ،‬حيث أنو "إلى خاصتو جاء كخاصتو لـ تقبمو " (يك ‪" ،)11:1‬أنا قد‬
‫أتيت باسـ أبم كلستـ تقبمكفم" (مك‪ .)43:5‬كلكف في ىذا الكقت سكؼ‬
‫يككف ىك الممؾ بؿ ممؾ المجد كما تنبأ دكاد "ارفعف أيتيا األرتاج رؤكسكف ‪،‬‬
‫كارتفعف أيتيا األبكاب الدىريات ‪ ،‬فيدخؿ ممؾ المجد ‪ .‬مف ىك ىذا ممؾ‬
‫المجد ؟ الرب القدير ‪ ..‬الجبار في القتاؿ ‪ ..‬رب الجنكد ىك ممؾ المجد "‬
‫(مز‪ )10-7:24‬كىذا بالطبع بعدما يككف قد انتصر عمى أعدائو كما ذكرنا‬
‫سالؼ‪ .‬كاذا رجعنا إلى الكراء‪ ،‬إلى بدء معامبلت الرب مع شعبو ‪ ،‬نجد أنو لـ‬
‫ان‬
‫يحمميـ بأثقاؿ أك يطالبيـ بأكثر مف طاقتيـ ‪ .‬فحيف طمب مف مكسى أف‬
‫في خطتو أف‬ ‫يكمـ الشعب لصنع خيمة االجتماع ‪ ،‬كاف قد سبؽ كأعد‬
‫يخرجيـ بأمبلؾ جزيمة (تؾ ‪ ،)14:15‬كبالفعؿ منحيـ الرب أمتعة فضة‬
‫كأمتعة ذىب كثيابان (خر ‪35:12‬ك‪ )36‬كصنعكا الخيمة في البرية ‪ ،‬كذلؾ‬
‫سيفعؿ الرب لمشعب األرضم بعد انتصاره عمى كؿ أعدائو (ال سيما ممؾ‬
‫الشماؿ ) ثـ يعبدكف الرب مع ان في مكاف كاحد كما كاف األمر في خيمة‬
‫الشيادة‪ ،‬ثـ ىيكؿ سميماف ‪ ،‬ثـ ىيكؿ زربابؿ كعز ار ‪ ..‬إلخ (حز ‪9:39‬ك‪،10‬‬
‫دا‪ ،45-40:11‬حز ‪. )46–40‬ىذ ق األحداث المتتالية‪ ،‬كالدينكنات المرعبة‬

‫‪- 106 -‬‬

‫ألعداء الرب‪ ،‬ستتـ في المستقبؿ بعد اختطاؼ الكنيسة‪ .‬كسيشرؾ الرب معو‬
‫في ىذه الدينكنات قديسيو األمناء ‪ ،‬كىذا مف فضؿ نعمة الرب عمييـ ‪ .‬كقد‬
‫كضح لنا الرب ىذا األمر بكاسطة الرسكؿ بكلس إذ قاؿ ‪" :‬ألستـ تعممكف أف‬
‫القديسيف سيدينكف العالـ ‪ .‬فإف كاف العالـ يداف بكـ ‪ ..‬ألستـ تعممكف أننا‬
‫سنديف مبلئكة (أل المبلئكة األشرار )" (‪1‬كك ‪2:6‬ك‪ )3‬ككذلؾ ما جاء في‬
‫سفر الرؤيا‪" :‬مف يغمب كمحفظ أعماؿم إلى النياية ‪ ،‬فسأعطيو سمطافان عمى‬
‫"‬ ‫آنية مف خزؼ‬ ‫األمـ ‪ ،‬فيرعاىـ بقضيب مف حديد كما تكسر‬
‫(رؤ‪26:2‬ك‪" )27‬ىنذا أجعؿ الذيف مف مجمع الشيطاف ‪ ،‬مف القائميف أنيـ‬
‫ييكد كليسكا ييكدان بؿ يكذبكف‪ ،‬ىنذا أصيرىـ يأتكف كيسجدكف أماـ رجميؾ ‪،‬‬
‫كيعرفكف أف م أنا أحببتؾ " (رؤ‪ )9:3‬كبذلؾ تنتو م فترة التطيير لؤلرض‬
‫م السعيد كإللينا كؿ الكرامة ككؿ المجد‪.‬‬
‫لمـ لؾ األلؼ‬
‫لئلعداد ي‬

‫م مف السيد‬ ‫تعي‬ ‫م عركس الرب ال‬ ‫قكـ‬

‫كىك رجا المجد‬ ‫العبل‬ ‫في‬ ‫لؾ عريس‬

‫لو عمى الجميع‬ ‫كيأخذ الممؾ الذل‬

‫‪- 107 -‬‬

 ‫كرسيو الرفيع‬ ‫م‬ ‫كستراه األرض ؼ‬

‫كالممؾ‬ ‫المجد‬ ‫م‬ ‫كستراؾ معو ؼ‬

‫كاآلالـ كالضنؾ‬ ‫انقضاء الغربة‬ ‫بعد‬

‫آمين‬

‫‪- 108 -‬‬

 ‫انجبة انخبنج‬
‫ان ُمى لك األنفي‬

‫الـ لؾ‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مسميات ي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دائرة ممككت اهلل‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬األحكاـ اإلليية كمكافأة األمناء‪.‬‬

‫لمـ لؾ في دائرتيو‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الصكرة التكضيحية ي‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬اإلرتداد النيائم‪ ،‬كدينكنة إبميس كالدينكنة األخيرة‬

‫كاحتراؽ األرض‪.‬‬

‫‪- 109 -‬‬

- 110 -
 ‫الباب الثالث‬
‫ال ُمم لك األلفي‬
‫الفصل األول‬
‫مسمٌات ال ُمم لك‬
‫بعد انتصار الرب عمى أعدائو ‪ ،‬كتطيير األرض مف المعاثر كفعمة‬
‫في لمدة ألؼ سنة (رؤ‪-2:20‬‬
‫اإلثـ‪ ،‬سيممؾ المسيح لو كؿ المجد يـ لؾان حر ان‬
‫‪ )7‬كمعو قديسي ق عمى العالـ إتماـ ان لكعد الرب (إر‪،34–31:31‬‬
‫‪23‬‬
‫ككذلؾ استجابة‬ ‫زؾ‪ )16-10:9 ،10–8:3 ،13-10:2‬إلخ لشعبو‬
‫األرض لصبلتيـ "ليأت ممككتؾ" (مت‪ .)10:6‬كمف المبلحظ أف ىذه الفترة‬
‫بالـ لؾ‪ ،‬ليا مسميات كثيرة في كممة اهلل‪ .‬أىميا‪:‬‬
‫الخاصة ي‬
‫‪ -1‬أزمنة رد كل شيء‪.‬‬
‫الـ َّث‬
‫بشر بو لكـ قبؿ الذم ينبغم أف السماء تقبمو‬ ‫"كيرسؿ يسكع المسيح ي‬
‫إلى أزمنة رد كؿ شمء" (أع‪20:3‬ك‪ .)21‬كلؾم يتـ رد كؿ شمء‪ ،‬البد أف‬
‫يتـ تطيير األرض بما عمييا ‪ .‬فالحقيقة أف أزمنة رد كؿ ش مء تشمؿ فترة‬

‫‪ 23‬يف الدائرة األرضية ‪" :‬ويكون نور القمر كنور الشمس‪ ،‬ونور الشمس يكون سبعة أضعاف كنور سبعة‬
‫أيام" (إش‪.)26:30‬‬
‫"‬ ‫الدائرة السماوية "وادلدينة ال حتتاج إىل الشمس وال إىل القمر ليضيئا فيها ألن رلد اهلل قد أنارىا‬
‫(رؤ‪.)23:21‬‬

‫‪- 111 -‬‬

 ‫الـ لؾ‪ ،‬حيف يرد اؿرب‪:‬‬
‫ي‬
‫أ‪" .‬قمب اآلباء عمى األبناء‪ ،‬كقمب األبناء عمى آبائيـ" (مبل‪.)6:4‬‬
‫الـ لؾ لمشعب األرضم (أع‪6:1‬ك‪.)7‬‬
‫ب‪ .‬يرد ي‬
‫ج‪ .‬يرد لئلنساف السمطاف عمى األرض (مز‪.)8‬‬
‫د‪ .‬يرد لؤلرض بركتيا (رك‪.)12‬‬
‫ىػ‪ .‬يرد الطبيعة األليفة لمحيكانات فتخضع لئلنساف (إش‪.)9-6:11‬‬
‫ك‪ .‬يرد لئلنساف طكؿ العمر كخمكدان لؤلبرار (زؾ‪4:8‬ك‪.)5‬‬
‫ز‪ .‬يرد الشركة كالعبادة بيف اإلنساف كالرب (حز‪.)-4840‬‬

‫‪ -2‬التجديد‪:‬‬
‫"كقاؿ ليـ يسكع الحؽ أقكؿ لكـ إنكـ أنتـ الذيف تبعتمكف م في التجديد ‪،‬‬
‫متى جمس ابف اإلنساف عمى كرس م مجده ‪ :‬تجمسكف أنتـ أيضان عمى إثفم‬
‫عشر كرسي ان تدينكف أسباط إسرائيؿ اإل ثفم عشر " (مت ‪ .)28:19‬كىذا‬
‫التجديد يشمؿ الخميقة "ألف الخميقة نفسيا أيضان ستعتؽ مف عبكدية الفساد‬
‫إلى حرية مجد أكالد اهلل ‪ .‬فإننا نعمـ أف كؿ الخميقة تئف كتتمخض مع ان إلى‬
‫اآلف" (رك‪21:8‬ك‪.)22‬‬
‫‪ -3‬الدىر اآلتي‪:‬‬
‫"كقكات الدىر اآل تم" (عب ‪ )5:6‬كىذا سيحدث تماـ ان في تمؾ الفترة‬
‫فتيجة عمؿ ركح اهلل القدكس بعد حمك لو عمييـ ‪ ،‬كسيحصمكف عمى مكاىب‬

‫‪- 112 -‬‬

‫معجزية‪ ،‬كالرب يستخدميـ لمجد اسمو الكريـ كما قيؿ ‪" :‬حينئذ تنفتح عيكف‬
‫العـ م‪ ،‬كآذاف الصـ تتفتح ‪ .‬حينئذ يقفز األعرج كاإل يؿ ‪ ،‬كيترنـ لساف‬
‫األخرس‪ ،‬ألنو قد انفجرت في البرية مياه‪ ،‬كأنيار في القفر‪ ،‬كيصير السراب‬
‫أجـ ان‪ ،‬كالمعطشة ينابيع مياه‪ ..‬كييرب الحزف كالتنود" (إش‪" ،)10-5:35‬كال‬
‫يقكؿ ساكف أنا مرضت ‪ .‬الشعب الساكف فييا مغفكر اإلثـ " (إش‪)24:33‬‬
‫كىكذا يشفييـ الرب بعد جمعيـ مف أطراؼ األرض بكؿ ما فييـ مف أتعاب‬
‫كأمراض (إر‪.)8:31‬‬
‫‪ -4‬تدبير ملء األزمنة‪:‬‬
‫"لتدبير مؿء األزمنة‪ ،‬ليجمع كؿ شمء في المسيح‪ ،‬ما في السمكات كما‬
‫عمى األرض في ذاؾ (ؼم المسيح )" (أؼ‪ )10:1‬ىذا التدبير اإللو م "ـ ؿء‬
‫األزمنة " ىك آخر تدبير رتبو اهلل إل متحاف اإلنساف ‪ .‬كاف كاف اإلنساف قد‬
‫‪24‬‬
‫سيفشؿ في ىذا التدبير كما‬ ‫فشؿ في كؿ تدبير مف التدابير السابقة‬
‫سنرل‪.‬‬
‫‪ -5‬العالم العتيد‪.25‬‬
‫"فإنو لمبلئكة لـ يخضع العالـ العتيد الذم نتكمـ عنو " (عب ‪ )5:2‬في‬
‫ىذه الفترة يختمؼ العالـ تماـ ان عما كاف عميو قبؿ الطكفاف كبعده أيضان‪ ،‬مف‬
‫حيث البركات كالخيرات كالتغيرات الكاممة الجذرية كما رأينا كسنرل‪.‬‬

‫‪ 24‬راجع التدابري ادلوجودة يف الباب األول يف فصل كيف يأيت ادلسيح‪.‬‬

‫‪ 25‬بادلباينة مع العامل القدمي (‪2‬بط‪ )5:2‬والعامل احلاضر الشرير أي حالياً (غل‪.)4:1‬‬

‫‪- 113 -‬‬

 ‫‪ -6‬أوقات الفرج‪:‬‬
‫خطامكـ‪ ،‬لؾم تأتي أكقات الفرج مف كجو الرب "‬
‫ا‬ ‫"فتكبكا كارجعكا لتمحى‬
‫(أع‪ .)19:3‬ستككف ىذه الفترة مميئة بالخير كالفرح كالسعادة "الذ م يجعؿ‬
‫تخكمؾ سبلـ ان‪ ،‬كيشبعؾ مف شحـ الحنطة" (مز‪.)14:147‬‬
‫‪ -7‬الممكوت‪:‬‬
‫ليأت ممككتؾ" (مت‪ )10:6‬ىذا اإلسـ لو شقاف ىاماف‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬ممككت ابف اإلنساف حسب قكؿ الرب المبارؾ ‪" :‬الحؽ أقكؿ لكـ‬
‫تي في‬
‫إف مف القياـ ىينا قكـ ال يذكقكف المكت حتى يركا ابف اإلنساف آ ان‬
‫ممككتو " (مت ‪ )28:16‬فقد أتى ذلؾ إلى ىذه األرض كاإلنساف الكامؿ‬
‫(التجسد )‪ ،‬كسيأتم في الظيكر كابف اإلنساف (كما مر بنا )‪ ،‬ككذلؾ يممؾ‬
‫كابف اإلنساف‪.‬‬
‫كالثاف م‪ :‬ىك ممككت اآل ب أك ممككت اهلل ‪" :‬حينئذ يض مء األبرار‬
‫كالشمس في ممككت أبييـ" (مت‪ .)43:13‬كأيضان أقكاؿ الرب يسكع لو كؿ‬
‫المجد لمتبلميذ‪" :‬كأقكؿ لكـ إنى مف اآل ف ال أشرب مف نتاج الكرمة ىذا إلى‬
‫ان في ممككت أب م" (مت ‪،29:26‬‬ ‫ذلؾ اليكـ حينما أشربو معكـ جديد‬
‫لك‪ ،29:22‬مر‪ )25:14‬كىذا مف جية يـ لؾ المسيح مع الكنيسة مف الناحية‬
‫السماكية كما سنرل‪.‬‬

‫‪- 114 -‬‬

 ‫الفصل الثاني‬
‫دائرة ملكوت هللا وأوصافه‬

‫سنجد أف دائرة ممككت اهلل ليا شقاف أيضان‪ ،‬ىما دائرة الممككت السماكم‬
‫كدائرة الممككت األرضم‪.‬‬

‫أ‪ .‬دائرة الممكوت من الناحية السماوية وتشمل‪:‬‬

‫‪ .1‬الكنيسة المختطفة في مجمء الرب يسكع السرم‪ ،‬كتسمى "كنيسة أبكار‬
‫مكتكبيف في السمكات" (عب ‪ 23:12‬راجع أيضان إلى كك ‪–51:15‬إلخ ‪،‬‬
‫‪1‬تس‪.)14-13:4‬‬
‫‪ .2‬مؤمني العيد القديم "أركاح أبرار مكمميف" (عب‪.)23:12‬‬
‫‪ .3‬شيداء األسبوع األخير (أسبكع دانيآؿ السبعيف)‪.‬‬
‫"كرأيت نفكس الذيف قتمكا مف أجؿ شيادة يسكع كمف أجؿ كممة اهلل‬
‫(شيداء نصؼ األسبكع األكؿ ) كالذيف لـ يسجدكا لمكحش كال لصكرتو كلـ‬
‫(شيداء نصؼ األسبكع الثاف م)‬ ‫يقبمكا السمة عمى جباىيـ كعمى أيدييـ‬
‫فعاشكا (فقامكا) كممككا مع المسيح ألؼ سنة" (رؤ‪.)4:20‬‬
‫بركات دائرة الممكوت السماوي وأوصافيا‪:‬‬
‫(رؤ‪ )26-9:21‬كما أجمؿ األسماء التي تميز ا لعركس امرأة الخركؼ‬

‫‪- 115 -‬‬

 ‫أكرشيمـ المقدسة‪ .‬كأىـ أكصافيا كبركاتيا قم‪:‬‬
‫‪ -1‬ليا مجد اهلل كلمعانيا شبو أكرـ حجر يشب بمكرم‪.‬‬
‫‪ -2‬ليا سكر (أل منفصمة كمقدسة) عظيـ كعاؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬ليا إثنا عشر باب ان (لمحكـ )‪ ،‬بأسماء األسباط اإل ثفم عشر ‪ ،‬كليا إثنا‬
‫أساس‪ ،‬عمييا أسماء رسؿ الخركؼ (ىذه األساسات عمى األساس‬
‫ان‬ ‫عشر‬
‫الحقيؽم‪ :‬المسيح لو المجد) (‪1‬كك‪.)3‬‬
‫‪ -4‬المدينة ذىب نؽم شبو زجاج نؽم‪ .‬كسكؽ المدينة ذىب ف قي كزجاج‬
‫شفاؼ‪.‬‬
‫‪ -5‬ال حكاجز فييا أكفكاصؿ "كلـ أر فييا ىيكبلن ألف الرب اهلل القادر عمى‬
‫كؿ شمء ىك كالخركؼ ىيكميا"‪.‬‬
‫‪" -6‬مجد اهلل نكرىا‪ ،‬كالمسيح سراجيا‪ :‬كالمدينة التحتاج إلى الشمس كال إلى‬
‫القمر ليضيئا فييا ألف مجد اهلل قد أنارىا كالخركؼ سراجيا"‪.‬‬
‫‪" :‬كتمشم شعكب المخمصيف (رعايا‬ ‫‪ -7‬ستعـ بركتو المدينة األرضية‬
‫الـ لؾ مف الناحية األرضية )‬
‫الممككت ) بنكرىا كممكؾ األرض (فى ي‬
‫يجيئكف بمجدىـ ككرامتيـ إلييا"‪.‬‬
‫نيار‪.‬‬
‫‪ -8‬أبكابيا ؿف تغمؽ ان‬
‫‪ -9‬ال يكجد فييا ليؿ‪" :‬ليؿ ال يككف ىناؾ"‪.‬‬
‫‪ -10‬لف يدخميا ش مء دنس كال ما يصنع رجس ان ككذ انب إال المكتكبيف في‬
‫سفر حياة الخركؼ‪.‬‬

‫‪- 116 -‬‬

 ‫ب‪ .‬بركات الممكوت األرضي وأوصافو‪:‬‬
‫م السعيد‪ ،‬ىميا‪:‬‬
‫ستحدث تغيرات في ىذه األرض في زمف الممؾ األلؼ‬
‫‪ -1‬اتحاد الممالك ووحدة الشعب‪:‬‬
‫"كيككف في ذلؾ اليكـ أف السيد يعيد يده ثانية ليقتف م بقية شعبو التي‬
‫بقيت ‪ ،‬مف أشكر ‪ ،‬كمف مصر ‪ ،‬كمف فتركس (جنكب مصر )‪ ،‬كمف ككش‬
‫كمف عيبلـ كمف شنعار كمف حماة كمف ج زائر البحر (دكؿ حكض البحر‬
‫المتكسط) كيرفع راية لؤلمـ" (إش‪ ،13–11:11‬إر‪18:3‬ك‪.)19‬‬
‫‪ -2‬توقف الحروب وسيادة السالم‪:‬‬
‫"فيقضم الرب بيف األمـ ‪ ،‬كينصؼ لشعكب كثيريف ‪ ،‬فيطبعكف سيكفيـ‬
‫سيؼ‪ ،‬كال يتعممكف الحرب فيما‬
‫سكؾان كرماحيـ مناجؿ‪ .‬ال ترفع أمة عمى أمة ان‬
‫بعد " (إش‪ )4:2‬كأيضان "ككؿ بنيؾ تبلميذ الرب ‪ ،‬كسبلـ بنيؾ كثير ان‪ .‬بالبر‬
‫"‬ ‫تثبتيف بعيدة عف الظمـ ‪ ،‬فبل تخافيف ‪ ،‬كعف االرتعاب فبل يدنك منؾ‬
‫(إش‪13:54‬ك‪ )14‬كأيضان‪" :‬كأكسر القكس كالسيؼ كالحرب مف األرض ‪،‬‬
‫كأجعميـ يضطجعكف آمنيف" (ىك‪.)18:2‬‬
‫‪ -3‬ازدياد عمر اإلنسان‪:‬‬
‫"ال يككف بعد ىناؾ طفؿ أياـ ‪ ،‬كال شيخ لـ يكمؿ أيامو ‪ ،‬ألف الصبم‬
‫يمكت ابف مئة سنة ‪ ،‬كالخاطئ يمعف ا بف مئة سنة " (إش‪ .)20:65‬فسكؼ‬
‫تطكؿ األعمار كما كانت أياـ آدـ كنكح كمتكشالح الذم عاش ‪ 969‬سنة ‪،‬‬
‫كسيككف سف المسئكلية (اإلدراؾ) مئة سنة ‪ .‬كمف العجيب أيضان أف األبرار‬

‫‪- 117 -‬‬

 ‫الـ لؾ سيصمكف إلى نياية الممؾ‬
‫المكلكديف ثانية أك الذيف دخمكا إلى ي‬
‫كاليمكتكف ‪" ،‬ألنو ىناؾ أمر الرب بالبركة ‪ ،‬حياة إلى األبد " (مز ‪)3:133‬‬
‫"يبؿع المكت إلى األبد" (إش‪.)8:25‬‬
‫‪ -4‬تغيير الطقس واألجرام السماوية لألفضل‪:‬‬
‫"كيككف نكر القمر كنكر الشمس‪ ،‬كنكر الشمس يككف سبعة أضعاؼ‬
‫كنكر سبعة أياـ ‪ .‬في يكـ يجبر الرب كسر شعبو ‪ ،‬كيشؼم رض ضربو "‬
‫أيض "ألفم ىأنذا خالؽ سمكات جديدة" (إش‪.)17:65‬‬
‫(إش‪ .)26:30‬ك ان‬
‫‪ -5‬تغيير في طبيعة األرض‪:‬‬
‫أرض جديدة" (إش‪ )17:65‬كىذا نتيجة عمؿ‬
‫"ىأنذا خالؽ سمكات جديدة ك ان‬
‫ركح اهلل القدكس‪" :‬ترسؿ ركحؾ فتخمؽ‪ .‬كتجدد كجو األرض" (مز‪" )30:104‬ثـ‬
‫يعطي مطر زرعؾ الذم تزرع األرض بو ‪ ،‬كخبز غمة األرض فيككف دسـ ان‬
‫كسميف‪ ،‬كترعى ماشيتؾ في ذلؾ اليكـ في مرعى كاسع" (إش‪" )23:30‬إلى أف‬
‫ان‬
‫حسب البستاف كعران"‬
‫كم ى‬
‫يسكب عمينا ركح مف العبلء ‪ ،‬فتصير البرية بستافان‪ ،‬ي‬
‫(إش‪" ،)15:32‬فيقكؿ ىذه األرض الخربة صارت كجنة عدف‪ ،‬كالمدف الخربة‬
‫المنيدمة محصنة معمك "رة (حز‪.)35:36‬‬
‫‪،‬‬ ‫كالمقفرة ك‬
‫‪ -6‬تغيير في طبيعة الحيوانات المفترسة‪:‬‬
‫"فيسكف االذئب مع الخركؼ ‪ ،‬كيربض النمر مع الجد م كالعجؿ كالشبؿ‬
‫كالمسمف معان‪ ،‬كصبم صغير يسكقيا‪ .‬كالبقرة كالدبة ترعياف‪ .‬تربض أكالدىما‬
‫مع ان‪ .‬كاألسد كالبقر يأكؿ تبف ان‪ .‬كيمعب الرضيع عمى سرب الصؿ ‪ ،‬كيمد‬

‫‪- 118 -‬‬

 ‫الفطيـ يده عمى جحر األفعكاف" (إش‪ 8–6:11‬ىك‪ ،19:2‬إش‪.)25:65‬‬
‫‪ -7‬اختفاء األحزان واألمراض‪:‬‬
‫يبؿع المكت إلى األبد‪ ،‬كيمسح السيد الدمكع عف كؿ الكجكه ‪ ،‬كينزع عار‬
‫شعبو عف كؿ األرض‪ ،‬ألف الرب قد تكمـ" (إش‪" )8:25‬كال يقكؿ ساكف‪ :‬أنا‬
‫مرضت ‪ .‬الشعب الساكف فييا مغفكر اإلثـ " (إش‪ )24:33‬كييرب الحزف‬
‫كالتنيد" (إش‪.)10:35‬‬
‫‪ -8‬البركات الروحية والتغيير اإلليي لمقموب‪:‬‬
‫إف إىـ ما يميز ىذه الفترة ىك انسكاب الركح القدس مف السماء عمى‬
‫األبرار لؾم يتمتعكا بحياة البر كالسبلـ كالفرح‪ ،‬كاآليات كالعجائب التي تجرم‬
‫لتمجيد كتعظيـ الرب الممؾ "كيككف بعد ذلؾ إني أسكب ركحى عمى كؿ‬
‫بشر‪ ،‬فيتنبأ بنككـ كبناتكـ‪ ،‬كيحمـ شيكخكـ أحبلـان‪ ،‬كيرل شبابكـ رؤل‪ .‬كعمى‬
‫العبيد أيضان كعمى اإلماء أسكب ركح م في تمؾ األياـ " (يكئيؿ‪28:2‬ك‪.)29‬‬
‫كبقكة الركح القدس تجرل ىذه اآل يات إذ ىك زمف "قكات الدىر اآل تم"‬
‫(عب ‪" ،)5:6‬حينئذ تتفتح عيكف العـ م كآذاف الصـ تتفتح " كحتى األطفاؿ‬
‫الصغار يتعبدكف لمرب "مف أفكاه األطفاؿ كالرضع أسست حمد ان" (مز‪.)2:8‬‬
‫كيقدمكف ذبائح لمرب بعد أف يككف الرب قد بنى ليـ المكاف المخصص‬
‫(زؾ‪12:6‬ك‪ ،13‬إش‪24:44‬ك‪ ،26‬حز ‪)48-40‬‬ ‫لمعبادة كالمدف المنيدمة‬
‫كيعبدكف الرب بفرح كمحبة "كأبناء الغريب الذيف يقترنكف بالرب ليخدمكه‬
‫كليحبكا اسـ الرب ليككنكا لو عبيد ان‪ ..‬آتم بيـ إلى جبؿ قدسم كأفرحيـ في‬

‫‪- 119 -‬‬

‫م بيت‬
‫م‪ ،‬كتككف محرقاتيـ كذبائحيـ مقبكلة عمى مذبحم‪ ،‬ألف بيت‬
‫بيت صبلت‬
‫الصبلة يدعى لكؿ الشعكب " (إش‪ .)7-6:56‬كالرب لو كؿ المجد يمنحيـ‬
‫المعرفة كالفيـ كما يقكؿ عمى فـ إشيعاء النب م‪" :‬كؿ بنيؾ تبلميذ الرب "‬
‫(إش‪" ،)13:54‬ال يسكؤ كف كال يفسدكف في كؿ جبؿ قدس م‪،‬ألف األرض‬
‫تمتمئ مف معرفة الرب كما تغط م المياه البحر " (إش‪ ،)9:11‬كأيضان "أجعؿ‬
‫شريعتم في داخميـ ‪ ،‬كأكتبيا عمى قمكبيـ ‪ ،‬كأككف ليـ إلو ان كىـ يككنكف ؿم‬
‫شعب‪ .‬كال يعممكف بعد كؿ كاحد صاحبو ككؿ كاحد أخيو قائميف اعرؼ الرب‪،‬‬
‫ان‬
‫"‬ ‫إلى كبيرىـ ‪ .‬يقكؿ الرب‬ ‫م مف صغيرىـ‬ ‫ألنيـ كميـ سيعرفكنف‬
‫(إر‪33:31‬ك‪.)34‬‬

‫االختطاؼ‬ ‫م يكـ‬ ‫ميج‬ ‫م‬ ‫ان ميج‬ ‫بعد قميؿ جد‬

‫م لمخراؼ‬ ‫م جا‬ ‫دا الراع‬ ‫استعدكا يا مؤمنيف‬

‫دمكع‬ ‫ال بكاء كال‬ ‫ال تعب كال أحزاف‬

‫حبيب القمب يسكع‬ ‫كه ا نسكف مع الحناف‬

‫احذر مف دنيا الغركر‬ ‫دا الكقت قصير كقميؿ‬

‫كيطمع فجر السركر‬ ‫كـ لحظة كيمر الميؿ‬

‫آيٍٍ‬

‫‪- 120 -‬‬

 ‫الفصل الثالث‬
‫األحكام اإللهٌة ومكافأة األمناء‬

‫رغـ أنو في ىذه الفترة سيككف إبميس مقيد ان كقد ألؽم في الياكية لمدة‬
‫في‬ ‫ألؼ سنة ‪ ،‬كرغـ ما تمتع بو اإلنساف مف سبلـ كحرية كتغيير كامؿ‬
‫طبيعة الحيكاف كالطقس ك ‪ ..‬ك‪ ..‬ك‪ ..‬إلخ ‪ ،‬إال أف الطبيعة البشرية سيككف‬
‫ليا تأثير جذرم في حياة اؿؾثيريف ممف دخمكا الممؾ أك كلدكا في ىذه الفترة ‪،‬‬
‫يقبكا الرب‪ ،‬كلـ يكلدكا ثانية (حز‪ ،36‬مك‪ .)3‬لقد رفضكا أف يممؾ عمييـ‬
‫كلـ ل‬
‫"ألف‬ ‫رغـ كؿ المشجعات ‪ ،‬إذ يمنحيـ الرب فرصة حتى يعيشكا ألؼ سنة‬
‫الصبم يمكت ابف مئة سنة كالخاطئ يمعف إبف مئة سنة " (إش‪،)20:65‬‬
‫لذلؾ سيمنح الرب سمطة قضائية كتنفيذية لقديسيو األمناء الذيف معو‬
‫ليحكمكا عمى ىؤالء الخطاة األشرار‪ .‬ككؿ مؤمف أميف لو دائرتو المخصصة‬
‫أميف في القميؿ ‪ ،‬فميكف‬
‫لو في القضاء‪" ،‬نعـ ان أييا العبد الصالح‪ ،‬ألنؾ كنت ان‬
‫لؾ سمطاف عمى عشر مدف ‪ ..‬ككف أنت عمى خمس مدف ‪ ..‬أما أعدائم‬
‫أكلئؾ الذيف لـ يريدكا أف أممؾ عمييـ ‪ ،‬فأتكا بيـ إلى ىنا كاذبحكىـ قداـ م"‬
‫(ؿك‪ )27-17:19‬كرغـ ىذا سيحدث عصياف كتمرد جماع م عمى الرب ‪:‬‬
‫"كيككف أف كؿ الباؽم مف جميع األمـ الذيف جاءكا عمى أكرشميـ ‪ ،‬يصعدكف‬
‫مف سنة إلى سنة ليسجدكا لمممؾ رب الجنكد ‪ ،‬كليعيدكا عيد المظاؿ ‪ .‬كيككف‬
‫أف كؿ مف ال يصعد مف قبائؿ األرض إلى أكرشميـ ليسجد لمممؾ رب‬

‫‪- 121 -‬‬

 ‫الجنكد ‪ ،‬ال يككف عمييـ مطر " (زؾ‪16:14‬ك‪ )17‬كبعد أف يكقع الرب‬
‫القضاء عمى ىؤالء الخطاة عف طريؽ قديسيو األمناء ‪ ،‬ستنزؿ أركاحيـ إلى‬
‫الياكية لمعذاب" (ؿك‪ ،16‬رؤ‪ ،)20‬أما أجسادىـ فستككف خارج أكرشميـ عبرة‬
‫لكؿ مف يراىـ‪" :‬كيككف مف ىبلؿ إلى ىبلؿ ‪ ،‬كمف سبت إلى سبت أف كؿ‬
‫ذم جسد يأتى ليسجد أماـ م قاؿ الرب‪ .‬كيخرجكف كيركف جثث الناس الذيف‬
‫عصكا عمى ‪.‬ألف دكدىـ ال يمكت كنارىـ ال تطفأ ‪ .‬كيككف رذالة لكؿ ذ م‬
‫جسد" (إش‪23:66‬ك‪.)24‬‬

‫‪- 122 -‬‬

 ‫الفصل الرابع‬
‫الصورة التووٌحٌة لل ُمم لك فً دائرتٌه‬

‫الـ لؾ األلؼم السعيد ‪ ،‬كبركات كؿ‬

‫بعد أف تكممنا بإيجاز عف مسميات ي‬
‫دائرة عمى حدة ‪ ،‬لمذيف يعيشكف كيممككف كمكافأة األمناء ‪ ،‬ككذلؾ مجازاة‬
‫العصاة كاألشرار ‪ ،‬تبقى أمامنا صكرة رمزية لتكضيح العبلقة بيف القديسيف‬
‫م مف الجانب السماكل‪ :‬ككذلؾ مف الجانب األرضم‪.‬‬
‫األبرار في الممؾ األلؼ‬
‫كىذا التكضيح يذكره الرب لنا في إنجيؿ متى إذ يقكؿ‪" :‬الحؽ أقكؿ لكـ ‪ :‬إف‬
‫آتيان في‬ ‫مف القياـ ىينا قكـ ان ال يذكقكف المكت حتى يركا ابف اإلنساف‬
‫ممككتو " (مت ‪ )28:16‬كبعد أف قاؿ الرب ىذه األقكاؿ ‪ ،‬أعمف ىذه الحقيقة‬
‫بصكرة عجيبة في متى ‪" :17‬كبعد ستة أياـ أخذ يسكع بطرس كيعقكب‬
‫كيكحنا أخاه ‪ ،‬كصعد بيـ إلى جبؿ عاؿ منفرديف ‪ .‬كتغيرت ىيئتو قداميـ‬
‫كأضاء كجيو كالشمس كصارت ثيابو بيضاء كالنكر ‪ .‬كاذا مكسى كايميا قد‬
‫ظي ار ؿىـ يتكمماف معو ‪ .‬فجعؿ بطرس يقكؿ ليسكع ‪ :‬يارب جيد أف نككف‬
‫ىينا ‪ .‬فإف شئت نصنع ىنا ثبلث مظاؿ ‪ ..‬فرفعكا أعينيـ كلـ يركا أحد ان‬
‫إاليسكع كحده " (مت ‪ )7-1:17‬ىذا المشيد الذم حدث فكؽ جبؿ التجؿ م‬
‫(الجبؿ المقدس ) نرل فيو أناسان بأجسادىـ العادية حاضريف متمتعيف بيذا‬
‫المشيد الذم لف ينسى منيـ (ارجع إلى أقكاؿ بطرس (‪2‬بط ‪16:1‬ك‪)17‬‬

‫‪- 123 -‬‬

‫لمـ لؾ مف الناحية األرضية ‪.‬‬
‫أكلئؾ ىـ بطرس كيعقكب كيكحنا‪ .‬كىذه صكرة ي‬
‫كلكف نرل في المشيد مكسى كايميا كقد ظي ار بمجد أل بأجساد ممجدة ‪.‬‬
‫كىذه صكرة لمممؾ مف الناحية السماكية ‪ .‬مكسى صكرة لممؤمنيف الراقديف‬
‫ألنو مات‪ ،‬أما إيميا فإنو أختطؼ مثؿ أخنكخ ‪ ،‬فيك صكرة لممؤمنيف األحياء‬
‫عند مجمء الرب‪ .‬كلكف الذم يمؤل المشيد ىك شخص الرب يسكع المسيح‬
‫كحده الممجد كالظاىر أماـ الكؿ‪ .‬كمما يؤكد أف ىذا المشيد صكرة لمممؾ‪:‬‬
‫أووً‪ :‬أقكاؿ الرب يسكع في (مت‪.)28:16‬‬
‫لمـ لؾ األلؼم (راجع‬
‫ثانياً‪ :‬صكرة المشيد كذكر المظاؿ ‪ ،‬كه م ظؿ ي‬
‫ال‪.)23‬‬
‫ثالث‪ :‬نبلحظ أيضان أنو رغـ مئات السنيف بيف مكسى كايميا كالتبلميذ ‪،‬‬
‫اً‬
‫نجد بطرس يعرؼ كبلن منيما عمى حدة ‪ .‬كىذه حقيقة أكيدة لمعبلقة بيف‬
‫في األبدية‬ ‫الـ لؾ في المستقبؿ ‪ ،‬كما ستككف لنا المعرفة الكاممة‬
‫دائرتم ي‬
‫(راجع مز‪ ،15:17‬اكك‪ ،12:13‬ايك‪ ،2:3‬رؤ‪.)4:22‬‬
‫م‬ ‫أنو يكجد تبايف بيف الشعب األرض‬ ‫كالحقيقة كما رأينا مما سبؽ‬
‫كالكنيسة‪ ،‬كىذا يسيؿ عمينا فيـ كؿ حقيقة مف الحقائؽ الكتابية التي سبؽ‬
‫كإشرنا الييا‪ .‬كأىـ ىذه اإلختبلفات‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث البركة‪:‬‬
‫(تث ‪ 14-1:28‬مع‬ ‫الشعب األرض م لو بركات أرضية مشركطة‬
‫إش‪19:1‬ك‪ ،)20‬كلكف الشعب السماك م بركاتو ركحية أساسيا النعمة‬

‫‪- 124 -‬‬

 ‫(أؼ‪.)3:1‬‬
‫‪ -2‬من حيث النسب‪:‬‬
‫يرجع نسب الشعب القديـ إلى يعقكب أ بم األسباط "ليـ التبف م"‬
‫(رك‪ ،)4:9‬كلكف الشعب السماك م (االكنيسة ) ليـ ركح التبف م كالركح‬
‫يصرخ في قمب المؤمف "يا أ انب اآلب" (غؿ‪.)6:4‬‬
‫‪ -3‬الروح القدس‪:‬‬
‫كاف يحؿ عمى المؤمنيف قديـ ان إلى حيف ‪ ،‬كيفارقيـ (مز ‪ )11:51‬كلكف‬
‫في الكنيسة حؿ الركح القدس يكـ الخمسيف كسكف في المؤمنيف (أع‪،2‬‬
‫أؼ‪ )13:1‬فيك يسكف في المؤمف في لحظة اإليماف بالرب يسكع‬
‫المخمص‪ ،‬كيجب أف يمتمئ المؤمف بالركح القدس (أؼ‪.)518:‬‬
‫‪ -4‬من حيث اوختيار‪:‬‬
‫الشعب األرضم كاف اختياره كأمة "منذ تأسيس العالـ " (مت ‪،)34:25‬‬
‫كلكف الكنيسة مختارة كأفراد "قبؿ تأسيس العالـ" (أؼ‪3:1‬ك‪.)4‬‬
‫‪ -5‬من حيث اورتباط بالمسيح‪:‬‬
‫المسيح لمشعب القديـ مخمص كممؾ ‪ ،‬كلكف بالنسبة لمكنيسة يميزىا‬
‫باإلتحاد باعتبارىا جسده فيك رأسيا كمخمص الجسد "كالمؤمنكف أعضاء‬
‫" (كك ‪1 ،18:1‬كك ‪12:12‬ك‪،13‬‬ ‫جسمو مف لحمو كمف عظامو‬
‫أؼ‪.)30:5‬‬
‫‪ -6‬من حيث مجيء المسيح‪:‬‬

‫‪- 125 -‬‬

 ‫أ‪ .‬يأتم لمشعب األرضم في الظيكر (عمفان) كابف اإلنساف كما سمؼ‬
‫سر) كالعريس السماكم‪.‬‬
‫كلكف لمكنيسة سيأتم الختطافيا ( ان‬
‫في أجنحتيا "‬ ‫ب‪ .‬سيأتم لمشعب األرض م "كشمس البر كالشفاء‬
‫"‬ ‫(مبل ‪ ،)2:4‬كلكف سيأت م لمكنيسة "ككككب الصبح المنير‬
‫(رؤ‪.)16:16‬‬
‫‪ -7‬من حيث الذبائح‪:‬‬
‫ذبائح مؤمفم العيد القديـ كانت دمكية كرمزية (عب ‪ )1:10‬كلكف‬
‫مؤمفم العيد الجديد يقدمكف ذبائح ركحية (‪1‬بط‪.)5:2‬‬
‫‪ -8‬من حيث البشارة المكروز بيا‪:‬‬
‫الشعب األرضم ليـ بشارة الممككت (مت ‪ )14:24‬كلكف فترة الكنيسة‬
‫(راجع أع ‪2 ،24:20‬تم‪ ،2:4‬مر ‪،15:16‬‬ ‫مرتبطة ببشارة نعمة اهلل‬
‫‪1‬كك‪.)2:2‬‬
‫يا ليا مف امتيازات عجيبة لنا ! أال تقكدنا ىذه اإلمتيازات إلى السجكد ‪،‬‬
‫كالعيشة بأمافة في انتظار عريسنا المبارؾ؟ لو كؿ المجد في الكنيسة‪.‬‬

‫‪- 126 -‬‬

 ‫الفصل الخامس‬
‫االرتداد النهائي والدٌنونة األخٌرة‬
‫واحتراق األرض‬

‫إلى ىذه المحظات (الخاصة باألحداث التي نحف بصددىا ) نجد إبميس‬
‫زمافن يسيران كما ىك‬
‫ا‬ ‫سيىحؿ‬
‫م‪ ،‬ي‬
‫الـ لؾ األلؼ‬
‫مقيدان في الياكية‪ ،‬كلكف في نياية ي‬
‫مكتكب‪" :‬كرأيت مبلؾان نازالن مف السماء معو مفتاح الياكية‪ ،‬كسمسمة عظيمة‬
‫عمى يده‪ .‬فقبض عمى التنيف الحية القديمة الذم ىك إبميس كالشيطاف‪ ،‬كقيده‬
‫الـ لؾ ) كطرحو في الياكية كأغمؽ عميو كختـ عميو لؾ م ال‬
‫ألؼ سنة (مدة ي‬
‫م ىح ؿ‬ ‫مً‬
‫ضؿ األمـ في ـ ا بعد ‪ ،‬حتى تتـ األلؼ السنة ‪ .‬كبعد ذلؾ البد أف ي‬ ‫ي‬
‫زمافان يسيران (رؤ‪ .)3-1:20‬في ىذه الفترة (الزماف اليسير ) غير المعمكمة‬
‫الزمف باؿضبط‪ ،‬كبعد حؿ الشيطاف مف قيكده كخركجو مف الياكية ‪ ،‬سيككف‬
‫‪ ،‬بؿ‬ ‫لو نفكذ عمى األشرار العصاة الذيف لـ يريدكا أف يممؾ الرب عمييـ‬
‫‪ ،‬ليحاربكا‬ ‫كانكا متمرديف ‪ ،‬يقكمكف باستعداداتيـ البشرية بمعاكنة إبميس‬
‫معسكر القديسيف المكجكديف عمى األرض حينئذ كلكف الرب بقكتو العجيبة‬
‫سيرسؿ عمييـ ناران مف السماء إلبادتيـ مف عمى كجو األرض ‪ .‬ثـ سيطرح‬
‫إبميس أخيران في بحيرة النار كالكبريت ‪ ،‬المقر األخير لو كمبلئكتو ‪ .‬كىذه‬
‫م ىح ؿ‬
‫الدينكنة يكضحيا لنا سفر الرؤيا فيقكؿ ‪" :‬ثـ متى تـ ت األلؼ السنة ي‬

‫‪- 127 -‬‬

‫الشيطاف مف سجنو كيخرج ليضؿ األمـ الذيف في أربع زكايا األرض ‪ :‬جكج‬
‫كماجكج ليجمعيـ لمحرب ‪ ،‬الذيف عددىـ مثؿ رمؿ البحر ‪ .‬فصعدكا عمى‬
‫عرض األرض‪ ،‬كأحاطكا بمعسكر القديسيف‪ ،‬كبالمدينة المحبكبة‪ ،‬فنزلت نار‬
‫مف عند اهلل ‪ ،‬مف السماء ‪ ،‬كأكمتيـ ‪ .‬كابميس الذم ؾاف يضميـ ‪ ،‬طرح في‬
‫بحيرة النار كالكبريت ‪ ،‬حيث الكحش كالنبم الكذاب ‪ ،‬كسيعذبكف نياران كليبلن‬
‫إلى أبد اآل بديف " (رؤ‪ )10-7:20‬كال شؾ في أف ىذا ىك المصير األخير‬
‫إلبميس كمبلئكتو كما يذكر لنا أيض ان الرسكؿ بطرس ‪" :‬اهلل لـ يشفؽ عمى‬
‫مبلئكة قد أخطأك ا‪ ،‬بؿ في سبلسؿ الظبلـ طرحيـ في جينـ كسمميـ‬
‫محركسيف لمقضاء " (‪2‬بط ‪ )4:2‬كأيضان يكتب ييكذا ‪" :‬كالمبلئكة الذيف لـ‬
‫يحفظكا رياستيـ‪ ،‬بؿ ترككا مسكنيـ ‪ ،‬حفظيـ إلى دينكنة اليكـ العظيـ بقيكد‬
‫أبدية تحت الظبلـ" (يو‪.)6-1‬‬
‫دينونة األموات‪:‬‬
‫سبؽ كأف تحدثنا عف قيامة األمكات في المسيح (اتس ‪ ..13:4‬إلخ )‪،‬‬
‫ككذلؾ الذيف قامكا تكمؿة لمقيامة األكلى (شيداء األسبكع السبعيف المذككرة‬
‫في دانيآؿ) كنعمـ أف الذيف قامكا ىـ مؤمنكف حقيؽمكف‪ .‬كلكف ما ىك مصير‬
‫باؽم الذيف ماتكا ابتداء مف قاييف إلى آخر شخص مف األشرار العصاة في‬
‫الـ لؾ؟‪.‬‬
‫نياية ي‬
‫الـ لؾ األلؼم‪" :‬كأما بقية األمكات فمـ تعش‬
‫ىؤالء سيقكمكف بعد نياية ي‬
‫ؽد ً مكف لدينكنة األمكات (كه م‬
‫سيى‬
‫حتى تتـ األلؼ السنة" (رؤ‪ .)5:20‬ىؤالء ي‬

‫‪- 128 -‬‬

‫غير دينكنة األحياء مت ‪ ،25‬رؤ‪ )19‬كما سبؽ القكؿ ‪ .‬كقد جاء زمانيا ‪:‬‬
‫"فأتى غضبؾ كزماف األمكات ليدانكا " (رؤ‪17:11‬ك‪ )18‬لذا يقكؿ الكتاب ‪:‬‬
‫عرش عظيـ ان أبيض كالجالس عميو الذم مف كجيو ىربت األرض‬
‫ان‬ ‫"ثـ رأيت‬
‫كالسماء كلـ يكجد ليا مكضع ‪ .‬كرأيت األمكات صغار ان ككباران (ؼم المراكز‬
‫كليس في األعمار) كاقفيف أماـ اهلل‪ .‬كانفتحت أسفار‪ ،‬كانفتح سفر آخر ‪ ،‬ىك‬
‫سفر الحياة ‪ ،‬كديف األمكات مما ىك مكتكب في األسفار بحسب أعماليـ ‪.‬‬
‫كسمـ البحر األمكات الذيف فيو‪ ،‬كسمـ المكت كالياكية األمكات الذيف فييما ‪،‬‬
‫كدينكا كؿ كاحد بحسب أعمالو‪ .‬كطرح المكت كالياكية في بحيرة النار ‪ .‬ىذا‬
‫مكتكب في سفر الحياة طرح في بحيرة‬
‫ان‬ ‫ىك المكت الثاني‪ .‬ككؿ مف لـ يكجد‬
‫النار " (رؤ‪ )15-11:20‬كىكذا سيخرج األشرار بأركاحيـ مف الياكية‬
‫(لك ‪ )16‬كسيمبسكف أجسادىـ سكاء مف القبكر أك البحر أك أ م بقعة كيتـ‬
‫ىذا بقدرة اهلل العجيبة ‪ ،‬ليطرحيـ في البحيرة المتقدة بنار ككبريت ‪" ،‬حيث‬
‫تطفأ" (مر‪ )48-44:9‬كلكف عمى أم أساس يداف‬
‫دكدىـ ال يمكت كالنار ال ي‬
‫الخاطئ؟ بؿ لماذا يداف؟‪.‬‬
‫عقاب أشر تظنكف‬
‫ان‬ ‫شخصي لو ‪" :‬فكـ‬
‫ان‬ ‫‪ -1‬ألنو رفض قبكؿ المسيح مخمص ان‬
‫مستحؽ مف داس ابف اهلل كحسب دـ العيد الذم قدس بو‬
‫ان‬ ‫أنو يحسب‬
‫أيض يك‪.)9:16‬‬
‫ان‬ ‫دنس‪ ،‬كازدرل بركح النعمة!" (عب‪ ،29:10‬انظر‬
‫ان‬
‫‪ -2‬عمى كؿ كممة بطالة (مت‪.)36:12‬‬
‫‪ -3‬عمى السرائر كالخطايا الخفية (رك‪.)16:2‬‬

‫‪- 129 -‬‬

 ‫‪ -4‬عمى قساكة القمب (رك‪.)5:2‬‬
‫‪ -5‬عمى األعماؿ الشريرة (مت‪ ،27:16‬رؤ‪.)12:20‬‬
‫‪ -6‬عمى الضمائر الشريرة (رك‪.)15:2‬‬
‫‪ -7‬عمى كؿ مرة سمع فييا البشارة كلـ يعمؿ بيا (يك‪.)48:12‬‬
‫‪ -8‬عمى سفؾ دـ القديسيف األتقياء الذيف أستشيدكا (مت‪.)35:23‬‬

‫احتراق األرض والسماء المخموقة‪:‬‬

‫‪ ،‬كأعمف لنا عف زكاؿ السماء‬ ‫لقد سبؽ الرب تبارؾ اسمو الكريـ‬
‫م ال يزكؿ "‬ ‫(المخمكقة ) كاألرض "السماء كاألرض تزكالف كلكف كبلـ‬
‫(مت‪ .)2435:‬كيقكؿ الرسكؿ بطرس‪" :‬كأما السمكات كاألرض الكائنة اآلف‪،‬‬
‫‪ ،‬محفكظة لمنار (مثؿ سدكـ كعمكر ة‬ ‫فيى مخزكنة بتمؾ الكممة عينيا‬
‫تؾ‪)19‬إلى الديف كىبلؾ الناس الفجار ‪ ..‬كلكف سيأتم كمص في الميؿ يكـ‬
‫الرب الذم فيو (ؼم أثنائو ) تزكؿ السمكات بضجيج ‪ ،‬كتنحؿ العناصر‬
‫محترقة‪ ،‬كتحترؽ األرض كالمصنكعات التي فييا‪ ..‬منتظريف كطالبيف سرعة‬
‫مج مء يكـ الرب (يكـ اهلل ) الذم بو (أم بحمكلو ) تنحؿ السمكات ممتيبة‬
‫كالعناصر محترقة تذكب‪ .‬كلكننا بحسب كعده ننتظر سمكات جديدة كأرضان‬
‫جديدة يسكف فييا البر " (‪2‬بط ‪ )13-7:3‬كىذا ما يؤكده الرب عمى فـ‬
‫عرشن عظيـ ان أبيض كالجالس عميو الذم مف كجيو ىربت‬
‫ا‬ ‫ث رأيت‬
‫الرائم‪ " :‬ـ‬
‫األرض كالسماء كلـ يكجد ليما مكضع " يا لميكؿ بالنسبة لمخطاة المساكيف‬

‫‪- 130 -‬‬

‫الذيف سيدانكف أماـ الرب الدياف‪ ،‬كال يستطيعكف أف يفتحكا أفكاىيـ بكممة في‬
‫ذلؾ الكقت "لذلؾ أنت ببل عذر أييا اإلنساف‪ ..‬أفتظف ىذا أييا اإلنساف‪ ..‬أنؾ‬
‫تنجك مف دينكنة اهلل ؟" كلمتكضيح البد لنا اآل ف أف نتكمـ بإيجاز عف أىـ‬
‫ات‬
‫المفارقات بيف دينكنة األحياء كدينكنة األمك ‪:‬‬
‫دينونة األحياء‪( :‬يؤ‪2:3‬ك‪12‬ك‪ ،14‬زؾ‪3:14‬ك‪ ،4‬مت‪.)46-31:25‬‬
‫دينونة األموات ‪( :‬رؤ‪.)15-11:20‬‬

‫دينونة األموات‬ ‫دينونة األحياء‬ ‫وجه المقارنة‬

‫(يؤ ‪ )3،2‬ستتم ال ىف السماء وال على‬ ‫ستكون على األرض‬ ‫‪ 1‬ادلكان‪.‬‬
‫األرض ألهنما سيحًتقان بالنار‬ ‫ومواضع أخرى‪.‬‬
‫(رؤ‪.)20‬‬
‫يف هناية الضيقة وقبل املُ لك األلف ي بعد املُلك األلفي‪.‬‬ ‫‪ -2‬الزمان‪.‬‬
‫(مت‪.)25‬‬
‫مجيع اخلطاة األموات بعد‬ ‫اخلراف سيدخلون ادللكوت أما اجلداء‬ ‫‪ -3‬من ىم‬
‫خروجهم من اذلاوية ووقوفهم أمام‬ ‫فسيدانون (ألهنم رفضوا قبول اإلخوة‬ ‫الذين‬
‫العرش العظيم األبيض‪.‬‬ ‫األصاغر ورفضوا بشارة ادللكوت‬ ‫سيدانون‪.‬‬
‫مت‪.)25‬‬
‫عقب اختفاء األرض والسماء‬ ‫بعد اختطاف الكنيسة كما رأينا‬ ‫‪ -4‬القيامة‪.‬‬
‫(رؤ‪.)11:20‬‬ ‫ـب‪7‬سنوات تقريباً وستكون الشعوب‬

‫‪- 131 -‬‬

 ‫دينونة األموات‬ ‫دينونة األحياء‬ ‫وجه المقارنة‬
‫على األرض‪.‬‬
‫سيكون العامل يف حالة خراب على أثر سيحًتق العامل وادلصنوعات اليت‬ ‫‪ -5‬حالة‬
‫الضربات ادلدونة بسفر الرؤيا ( ص‪ -6‬فيو (‪2‬بط‪.)12:3‬‬ ‫العامل‬
‫‪.)18‬‬
‫اً يف البحرية‬ ‫سيكون إبليس مطروح اً إىل األرض سيكون مطروح‬ ‫‪ -6‬مكان‬
‫(رؤ‪ )12‬وقبل ابتداء املُلك سيكون يف ادلتقدة بنار وكربيت‪.‬‬ ‫إبليس‪.‬‬
‫اذلاوية‪.‬‬
‫على أساس أعماذلم (رؤ‪.)20‬‬ ‫على أساس معاملة إخوة الرب‬ ‫‪ -7‬ادلعاملة‪.‬‬
‫(مت‪)25‬‬
‫سيدخل اخلراف إىل املُلك األلفي مع سيطرح كل العصاة يف حبرية النار‪.‬‬ ‫‪ -8‬ادلصري‬
‫أما اجلداء‬ ‫اإلخو ة األصاغر‬ ‫النهائي‬
‫فسينحدرون للهاوية‪.‬‬

‫أما عف أمر القيامة فمقد مر بنا أف ىناؾ قيامتيف ‪ :‬قيامة الحياة كقيامة‬
‫الدينكنة‪ .‬كنريد اآلف أف نكضح أىـ الفركؽ‪:‬‬

‫‪- 132 -‬‬

 ‫قيامة الدينونة‬ ‫قيامة الحياة‬ ‫وجه المقارنة‬
‫تشمل اخلطاة األشرار‬ ‫‪ -1‬األشخاص خاص بادلؤمنني ادلختطفني ‪ ،‬بعد قيامة‬
‫الراقدين وتغيير أجسادىم (‪1‬كو ‪ ،51:15‬ابتداء من قايني إىل آخر‬ ‫ادلقامون‪.‬‬
‫فًتة األلف سنة الذين‬ ‫اتس ‪ ..17:4‬إخل) وسيلحق هبم شهداء‬
‫ال‪ 7‬أرواحهم يف اذلاوية‪.‬‬
‫الضيقة من الشعب األرضي يف خالل ـ‬
‫سنوات‪.‬‬
‫ستكون قبل أسبوع الضيقةللمؤمنني من العهد ستكون بعد هناية ادللك‬ ‫‪ -2‬زمان‬
‫األسبوع األلفي‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫وتكتمل هناية‬
‫يف‬ ‫اجلديد والعهد القدمي‬ ‫القيامة‪.‬‬
‫سيكون الرب جالس اً على‬ ‫يء سيأيت الرب من بيت اآل ب‪ ،‬وستكون‬ ‫‪ -3‬مج‬
‫العرش العظيم األبيض‪.‬‬ ‫مقابلتو خلاصتو يف اذلواء‪.‬‬ ‫الرب‪.‬‬
‫ستتغري األجساد لتصبح‬ ‫ستتغري األجساد لتكون على صورة جسد‬ ‫‪ -4‬األجساد‪.‬‬
‫يف صورة غري قابلة للفناء‪،‬‬ ‫ادلسيح‪ ،‬فتصبح أجساداً ممجدة‪.‬‬
‫حيث العذاب األبدي‪.‬‬
‫كرسادلسيح‪ .‬تشمل اجلميع‪.‬‬
‫ت لؤلمناء أمام ي‬
‫مكاف‬
‫ال دينونةبل آ‬ ‫‪ -5‬الدينونة‪.‬‬
‫ة األموات‬ ‫أ‪ .‬قيام‬ ‫أ‪ .‬قيامة األبرار (لو‪.)14:14‬‬ ‫‪ -6‬ادلسميات‬
‫(رؤ‪12:20‬و‪.)13‬‬ ‫ب‪ .‬قيامة أوىل (رؤ‪5:20‬و‪.)6‬‬ ‫واأللقاب‪.‬‬
‫الدينونةيو‪.)29:5‬‬
‫(‬ ‫ب‪ .‬قيامة‬ ‫ج‪ .‬قيامة أفضل (عب‪.)35:11‬‬
‫د‪ .‬قيامة األموات يف ادلسيح (‪1‬تس‪ .)16:4‬ج‪.-‬قيامة األمثة(أع‪.)15:24‬‬

‫‪- 133 -‬‬

 ‫ىـ‪ .‬قيامة احلياة (يو‪.)29:5‬‬

‫كال يخفى عمى القارئ اؿعزيز أف بيف ىاتيف القيامتيف نحك ‪1007‬سنيف‬
‫يب‪" .‬مبارؾ كمقدس مف لو نصيب في القيامة األكلى (رؤ‪.)6:20‬‬
‫تقر ان‬

‫حنت لؾ النفكس‬ ‫تاقت لؾ العركس‬

‫يا صادؽ الكعكد‬ ‫طاؿ اغترابنا‬

‫آمين‬

‫‪- 134 -‬‬

 ‫الباب الرابع‬
‫الحالة األبدٌة‬

‫بعد أف رأينا القضاء الكامؿ عمى كؿ األعداء ‪ ،‬كدينكنة كؿ األشرار ‪،‬‬

‫في الياكية ‪ .‬كبعد زكاؿ السمكات‬ ‫سكاء الذيف عمى األرض أك الذيف‬
‫(الجكية ) كاألرض إذ تحترؽ المصنكعات التي فييا "ألف ىيئة ىذا العالـ‬
‫تزكؿ" (‪1‬كك‪ ،)30:7‬يأتى الكقت لننتظر السمكات الجديدة كاألرض الجديدة‬
‫"كلكننا بحسب كعده ننتظر‬ ‫كما نق أر في رسالة الرسكؿ بطرس الثانية‬
‫سمكات جديدة كأرض ان جديدة يسكف فييا البر " (‪2‬بط ‪ )13:3‬كىذه األقكاؿ‬
‫تختص بكؿ المؤمنيف ‪ ،‬كليس البعض منيـ كما رأينا في اختطاؼ الكنيسة‬
‫لمكؿ‪ .‬كالحقيقة أف المؤمف الحقيؽم ينتظر الرب يسكع لو كؿ المجد في كؿ‬
‫زماف سكاء كالعريس (الرجاء المبارؾ ) أك ؼم الظيكر (ظيكر مجد اهلل‬
‫العظيـ) "مفتظريف كطالبيف سرعة مجمء يكـ الرب (يكـ ا هلل)" كأخيران ينتظر‬
‫السمكات الجديدة كاألرض الجديدة‪.‬‬
‫كلمتكضيح لنفكسنا يقدـ الرب عف طريؽ يكحنا الرائ م بإيجاز ‪ ،‬القميؿ‬
‫عف الحالة األبدية التي تفكؽ إدراؾ عقكلنا البشرية فيقكؿ ‪" :‬ثـ رأيت سماء‬
‫جديدة كأرضا جديدة ألف السماء األكلى كاألرض األكلى مضتا كالبحر ال‬
‫يكجد في ما بعد‪ .‬كأنا يكح نا رأيت المدينة المقدسة أكرشميـ الجديدة نازلة مف‬

‫‪- 135 -‬‬

‫صكت عظيـ ان‬
‫ان‬ ‫السماء مف عند اهلل ‪ ،‬مييأ ة كعركس مزينة لرجميا ‪ .‬كسمعت‬
‫مف السماء قائبلن ‪ :‬ىكذا مسكف اهلل (الكنيسة ) مع الناس (الشعكب األلفية‬
‫األرضية) كىك سيسكف معيـ ‪ ،‬كىـ يككنكف لو شعبان كاهلل نفسق يككف معيـ‬
‫إلوان ليـ‪ .‬كسيمسح اهلل كؿ دمعة مف عيكنيـ ‪ .‬كالمكت ال يككف في ما بعد‬
‫كال يككف حزف كال صراخ كال كجع في ما بعد ‪ ،‬ألف األمكر األكلى قد‬
‫ان"‬ ‫مضت ‪ .‬كقاؿ الجالس عمى العرش ىا أنا أصنع كؿ شئ جديد‬
‫(رؤ‪.)5-1:21‬‬
‫من ىذه اآليات يتضح لنا بعض الحقائق التي أىميا‪:‬‬
‫‪ -1‬أف ىذه السمكات الجديدة كاألرض الجديدة سيسكف فييا البر (األبرار )‬
‫م‪ ،‬بؿ يسكف كىنا سكنى أبدية سكاء‬
‫كالـ لؾ األلؼ‬
‫فبل يممؾ أك يسكد فقط ي‬
‫في السمكات أك عمى األرض‪.‬‬
‫‪ -2‬أف كممة أصنع (كليس أخمؽ ) تعفم إعادة صياغتيا مف جديد ‪ ،‬أم‬
‫تغيير ىيئتيا بعد زكاؿ الييئة األكلى لمعالـ (‪1‬كك ‪ ،)31:7‬عمى مثاؿ‬
‫(فى ‪)21:3‬‬ ‫تغيير أجسادنا كمؤمنيف عمى صكرة جسد مجد المسيح‬
‫يؤكد ذلؾ ‪" :‬كأنت يارب في البدء أسست األرض كالسمكات ىي عمؿ‬
‫يديؾ ‪ ،‬ىي تبيد ‪ ،‬كلكف أنت تبقى ككميا كثكب تبمى ‪ .‬ككرداء تطكييا‬
‫فتتغير ‪ ،‬كلكف أنت أنت ‪ ،‬كسنكؾ لف تفنى " (مز ‪25:102‬ك‪ 26‬مع‬
‫عب‪10:1‬ك‪.)11‬‬
‫‪ -3‬إف كاف المؤمنكف السماكيكف ليـ امتيازات كثيرة مف بداية المطاؼ‬

‫‪- 136 -‬‬

‫حتى ىذه المحظة فيـ "مسكف اهلل " بالمبانية مع األرضييف مع الناس ‪،‬‬
‫كلكف ستككف ىناؾ عبلقة كشركة كاتصاؿ بيف السماء الجديدة كاألرض‬
‫الـ لؾ األلؼم كمما يجب أف‬
‫الجديدة بصكرة أعـ كأشمؿ مما كاف في ي‬
‫الـ لؾ األلؼم ستككف أجساد الناس حيكانية حيث ستككف‬
‫فذكره أنو في ي‬
‫كالمشرب كالمأكل‬ ‫البركات في ذلؾ الكقت أرضية كتشمؿ المأكؿ‬
‫كالزكاج ‪ .‬كلكف في الحالة األبدية سكؼ يغير الرب أجسادىـ فتصبح‬
‫في حالة ركحية كليست حيكانية انظر حالة االستقرار الجديدة امتداد ان‬
‫لمـ لؾ (رؤ‪.)5-1:22‬‬ ‫ي‬
‫‪ -4‬ال نجد في األبدية أياـ ان أك أزمنة ‪ ،‬كال نجد حكاجز ‪ ،‬كال حدكد بؿ نجد‬
‫كؿ شمء جديدان‪.‬‬
‫م األبدية يحمك لمقديسيف أف يسجدكا كيسبحكا الرب ‪ ،‬سكاء في السماء‬
‫‪ -5‬ؼ‬
‫قير معترفيف بربكبية‬
‫الجديدة أك األرض الجديدة‪ .‬كلكف سيسجد األشرار ان‬
‫ربنا يسكع اؿمسيح كما أبعد المباينة ! "لؾم تجثك باسـ يسكع كؿ ركبة‬
‫ممف في السماء (السماء الجديدة )‪ ،‬كمف عمى األرض كمف تحت‬
‫األرض (األشرار كالشياطيف)‪ ،‬كيعترؼ كؿ لساف أف يسكع المسيح ىك‬
‫رب لمجد اهلل اآلب" (في‪10:2‬ك‪ )11‬كىنا يتـ القكؿ يككف اهلل الكؿ في‬
‫الكؿ (‪1‬كك‪.)28-24:15‬‬

‫‪- 137 -‬‬

 ‫أخيرً اومتيازات السباعية التي تميز الحالة األبدية لممؤمنين‪:‬‬
‫ا‬
‫‪ -1‬البحر ال يكجد فيما بعد (لف تكجد فكاصؿ)‪.‬‬
‫سي سح اهلل كؿ دمعة مف عيكنيـ‪.‬‬
‫‪ -2‬ـ‬
‫‪ -3‬المكت ال يؾكف فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -4‬كال يككف حزف‪.‬‬
‫‪ -5‬كال صراخ‪.‬‬
‫‪ -6‬كال كجع‪.‬‬
‫‪ -7‬كال شرير كال أشرار ىناؾ‪.‬‬
‫"كأما الخائفكف كغير المؤمنيف كالرجسكف كالقاتمكف كالزناة كالسحرة كعبدة‬
‫األكثاف كجميع اؿؾذبة‪ ،‬فنصيبيـ في البحيرة الـ تؽدة بنار ككبريت الذم ىك‬
‫المكت الثافم" (رؤ‪ .)8:21‬ليت الركح القدس يستخدـ ىذه األقكاؿ فتككف‬
‫سبب قكة كمعكنة كبركة لكؿ مؤمف ‪ ،‬فيعيش مستعد ان لمج مء المسيح الذم‬
‫قاؿ ‪" :‬أنا آتم سريع ان"‪ .‬كليت الرب يعمؿ في الخطاة البعيديف ‪ ،‬إذ يدعكىـ‬
‫قائبلن مف يعطش فميأت ‪ .‬كمف يرد فميأخذ ماء حياة مجاف ان كلنقؿ جميع ان‬
‫بأشكاؽ قمبية‪:‬‬

‫آمين تعال أييا الرب يسوع‬

‫نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميكم‬

‫‪- 138 -‬‬

 ‫الباب الخامس‬

‫"فمنا مفتكح‪..‬‬
‫كقمبنا متسع" (‪2‬كك‪.)11:6‬‬

‫أسئمة كاستفسارات ىامة كاجابات مكجزة‪:‬‬

‫‪- 139 -‬‬

- 140 -
 ‫الباب الخامس‬
‫"فمنا مفتوح‪ ..‬وقلبنا متسع" (‪2‬كو‪)11:6‬‬
‫سئمح ٔاستفسبراد ْبيخ ٔإجبثبد يٕجزح‬

‫باؿ‪ 24‬شيخان المذككريف في سفر الرؤيا؟‬

‫س‪ .1‬ما المقصكد ػ‬
‫ج‪ .1‬القارئ ؿلسفر يجد أف اؿ ػ‪ 24‬شيخ ان يذكركف عدة مرات (ص‪-4‬‬
‫‪ .)19‬كال شؾ في أف كممة شيخ تشير إلى النضج كالمعرفة كالفيـ ‪ .‬كأما‬
‫عف تحديد العدد ىنا بالذات ب ػ ‪ 24‬فيذا يرجع بنا إلى سفر أخبار األياـ‬
‫كينكتي ‪ ،‬يمثؿ كؿ منيا كاحد ان فقط‬
‫ة‬ ‫األكؿ (أصحاح‪ )24‬حيث نجد ‪ 24‬فرقة‬
‫عف كؿ فرقة ‪ ،‬أم ‪ 24‬شيخ ان كنحف نعمـ أف عدد أسباط اؿ شعب األرضم‬
‫كاف ‪12‬سبط ان ككذلؾ عدد الرسؿ في العيد الجديد ‪12‬رسكالن ‪ ،‬كمجمكعيـ‬
‫‪(24‬سبط كرسكؿ مع ان) فيذا المجمكع يمثؿ مؤمف م العيد القديـ كمؤمف م‬
‫العيد الجديد كنجد ىذا الرمز كاضح ان جد ان في سفر الرؤيا ‪ ،‬ال سيما في‬
‫أصحاح ‪ 21‬حينما يأخذنا الرائم إلى كصؼ المدينة األلفية في مدة األلؼ‬
‫السنة مف الناحية السماكية‪ ،‬حيث يقكؿ ‪" :‬ككاف ليا سكر عظيـ كعاؿ كاف‬
‫ليا إثنا عشر بابان كعمى األبكاب إثنا عشر مبلؾ ان‪ ،‬كأسماء مكتكبة ىي‬
‫أسماء أسباط بفم إسرائيؿ اإل ثفم عشر " كما كاف لسكر المدينة إثنا عشر‬
‫أساسان‪ ،‬كعمييا أسماء رسؿ الخركؼ اإلثف م عشر (رؤ‪ )14-12:24‬كاذا‬

‫‪- 141 -‬‬

‫رجعنا إلى المكاضع التي ذكر فييا ػاؿ‪ 24‬شيخان‪ ،‬ال سيما في أصحاح ‪4‬ك‪5‬‬
‫فسنجد اآلتم‪:‬‬
‫‪ .1‬أنيـ ليسكا كائنات حية مثؿ األربعة الحيكانات (كائنات حية) الذيف كانكا‬
‫في كسط العرش كحكلو‪.‬‬
‫‪ .2‬أنيـ ليسكا مبلئكة ‪ ،‬إذ نجد المبلئكة معيـ في ىذا المشيد العجيب ‪:‬‬
‫كالحيكانات‬ ‫"كنظرت كسمعت صكت مبلئكة كثيريف حكؿ العرش‬
‫كالشيكخ‪ ،‬ككاف عددىـ ربكات ربكات كألكؼ ألكؼ" (رؤ‪.)11:7 ،11:5‬‬
‫كالذم يؤكد ذلؾ قك‪:‬‬
‫أ‪ .‬أف ىؤالء الشيكخ اؿ ػ‪ 24‬كانكا جالسيف ‪ ،‬كليسكا كالمبلئكة كاقفيف‬
‫باستمرار مثؿ جبرائيؿ ‪" :‬فأجاب المبلؾ كقاؿ لو أنا جبرائيؿ الكاقؼ‬
‫قداـ اهلل" (لك‪.)19:1‬‬
‫ب‪ .‬أف ىؤالء الشيكخ ػاؿ‪ 24‬عمى رؤكسيـ أكاليؿ مف ذىب‪ ،‬كالمبلئكة لـ‬
‫يكممكا أك يتكجكا‪ ،‬كما أنيـ ليسكا كأم حم أخر‪.‬‬
‫ج‪ .‬أف مكضكع الترنيـ في أصحاح ‪4‬ك‪ 5‬دليؿ أنيـ مفديكف ‪ .‬فؼم‬
‫األصحاح الرابع يرنمكف كيقدمكف هلل السجكد عمى أساس أنو الخالؽ‬
‫قائميف‪" :‬أنت مستحؽ أيو ا الرب أف تأخذ المجد كالكرامة كالقدرة ألنؾ‬
‫‪ ،‬كه م بإرادتؾ كائنة ك خمقت " أما في‬ ‫أنت خمقت كؿ األشياء‬
‫األصحاح الخامس ففجدىـ قائميف ‪" :‬مستحؽ أنت أف تأخذ السفر‬
‫كتفتح ختكمو ‪ ،‬ألنؾ ذبحت كاشتريتنا هلل بدمؾ مف كؿ قبيمة كلساف‬

‫‪- 142 -‬‬

‫كشعب كأمة‪ .‬كجعمتنا إللينا ممكؾان ككينة فسنممؾ عمى األرض" فيذا‬
‫التي جعمتنا "ممكؾان‬ ‫السجكد عمى أساس الفداء كعمؿ نعمة اهلل‬
‫ككينة" (ؤ‪.)6:1‬‬
‫د‪ .‬إف ىؤالء الشيكخ الذيف يمثمكف المؤمنيف المختطفيف (شعب اهلل في‬
‫العيد القديـ كالعيد الجديد) كاف معيـ جامات مف ذىب مـ ؿؤة بخكران‬
‫(مباخر ) ترمز إلى الخدمة اؿكينكتية ‪ ،‬كقيثارات كه م تصكر أناسان‬
‫مسبحيف منتصريف‪ ،‬كىذا ما سيككف في السماء‪ .‬كال يفكتنا أيضان أف‬
‫ىذه التشكرات كالتسبيحات ستمتزج بصمكات القديسيف الذيف عمى‬
‫األرض‪ ،‬سكاء مف الشعب األرضم أك مف األمـ الذيف آمنكا بالرب‬
‫في أثناء الضيقة (رؤ‪6‬ك‪.)20‬‬

‫ألؼ؟‬
‫س‪ .2‬مف ىـ الباككرة‪ ،‬كما ىك مصيرىـ كما المقصكد ػب‪ 144‬ان‬
‫في العيد القديـ ‪،‬‬ ‫"باككرة " كردت مرات عديدة‬ ‫ج‪ .2‬ىذه الكممة‬
‫كثير عف اإلنساف كالحيكاف‪ ،‬ككذلؾ لمنبات‪ .‬كلمزيد مف المعرفة ‪،‬‬
‫كاستخدمت ان‬
‫تية (خر ‪،19:23 ،2:13‬‬ ‫إلى الشكاىد الكتابية اآل‬ ‫الرجاء الرجكع‬
‫عد ‪ ،20:15‬ال‪23:19 ،14:2‬ك‪ ،25‬تث ‪ ،2:26‬نح ‪ 35:10‬إلخ )‪ .‬أما في‬
‫العيد الجديد فنجدىا قد كردت في المكاضع اآلتية بمعافم متقاربة‪:‬‬
‫‪1( .1‬كك ‪20:15‬ك‪ ،23‬كك ‪ )15:1‬عف المسيح لو كؿ المجد ‪ ،‬أنو قاـ مف‬
‫األمكات كصار باككرة الراقديف‪ .‬كه م تعفم األكؿ أك البكر ‪ .‬كيؤكد ذلؾ‬

‫‪- 143 -‬‬

‫القكؿ "المسيح باككرة ثـ الذيف لممسيح في مجيئو "‪ .‬كبما أف المسيح قاـ‬
‫كىك الباككرة‪ ،‬كذلؾ األمكات في المسيح‪.‬‬
‫‪ .2‬كردت الكممة عف أكائؿ الذيف كانكا لمرب كتبعكه سكاء في العيد القديـ‬
‫(رك‪ ،)16:11‬أك العيد الجديد ‪ ،‬كقكؿ الرسكؿ بكلس عف أبينتكس إنو‬
‫"باككرة أخائية لممسيح " (رك‪ ،)5:16‬كعف بيت استفاناس أنيـ "باككرة‬
‫أخائية" (‪1‬كك‪.)15:16‬‬
‫‪ .3‬ذكرت عف الكنيسة "كنيسة أبكار مكتكبيف في السمكات " (عب ‪)23:12‬‬
‫كىذه الكنيسة بأكمميا أماـ اهلل صارت "باككرة مف خبلئقو" (يع‪،)18:11‬‬
‫إذ ميزىا الرب بالسكنى في أعضائيا المؤمنيف الحقيؽميف‪ ،‬فصار مف‬
‫"نحف الذيف لنا باككرة الركح "‬ ‫حقيـ أف يقكلكا كما قاؿ الرسكؿ بكلس‬
‫(رك‪ .)23:8‬كىذا االمتياز ىك لكؿ المؤمنيف الحقيؽميف‪.‬‬
‫أخير كردت في (سفر الرؤيا ‪4:14‬ك‪" )5‬باككرة هلل"‪ ،‬كىذا كال شؾ يرجع‬
‫ان‬ ‫‪.4‬‬
‫ألؼ كىؤالء‬
‫بنا إلى بداية األصحاح‪ ،‬حيث نرل عمى جبؿ صييكف ‪ 144‬ان‬
‫مؾتكب عنيـ "اشترل القديسيف (الكنيسة )" ىؤالء ىـ الذيف لـ يتنجسكا‬
‫مع النساء (أم في أثناء الضيقة ) كابتعدكا عف الشر ‪ .‬كال يقصد بيذا‬
‫الكبلـ أنيا امتنعكا عف الزكاج‪،‬ألف الزكاج مكرـ كمقدس مف اهلل (تؾ ‪،2‬‬
‫مبل‪ ،2‬مت‪ ،19‬عب‪" ،)13‬ألنيـ أطيار‪ ..‬ىؤالء اشتركا مف بيف الناس‬
‫باككرة هلل كؿلخركؼ ‪ ،‬في أفكاىيـ لـ يكجد غش ‪ ،‬ألنيـ ببل عيب قداـ‬
‫عرش اهلل"‪ .‬كالشؾ في أف ىؤالء مف الشعب األرضم‪.‬‬

‫‪- 144 -‬‬

‫كعددىـ ىنا رمزم‪ ،‬إذ يتناسب مع عدد أسباطيـ اإلثفم عشر‪ ،‬كمف كؿ‬
‫ألؼن (رؤ‪ ،)21 ،14 ،12 ،7‬كىؤالء األحياء يختمفكف عف‬
‫سبط إثنا عشر ا‬
‫الكنيسة التي ستخطؼ (مف أمكات مقاميف‪ ،‬كأحياء متغيريف) (‪1‬تس‪-13:4‬‬
‫‪.)16‬‬

‫س‪ .3‬ما المقصكد باالبف الذكر في رؤ‪12‬؟‬

‫ج‪ .3‬المقصكد باالبف الذكر ىك شخص المسيح نفسو ‪.‬كال يرمز اال بف‬
‫الذكر ىنا إلى أم شخص أك اسـ آخر أك جماعة أخرل فيذا االبف الذكر‬
‫قد كلد مف األمة الييكدية (امرأة متسربمة بالشمس)‪.‬‬
‫كالحقيقة ىي أف الرائم حينما يتكمـ ىنا ‪ ،‬ال يريد سرد تاريخ ‪ ،‬بؿ إعبلف‬
‫بات كرؤل‪ .‬كاليفكتنا أف الكنيسة كالمسيح جسد كاحد (‪1‬كك ‪)13-11:12‬‬
‫فك‬
‫(يك ‪،5:3‬‬ ‫كالكنيسة تتككف مف أفراد مكلكديف مف الركح القدس كالكممة‬
‫يع‪ ،18:1‬ابط‪ )23:1‬كه نا االبف الذكر يذكر عنو أنو "عتيد أف يرعى جميع‬
‫األمـ بعصا مف حديد كىك ما سيتـ في المستقبؿ (األلؼ السنة )‪ .‬كمكتكب‬
‫أيضان أنو ‪" :‬أختطؼ إلى اهلل كالى عرشو " (أم عرش اآل ب)‪ ،‬كىذا ما قالو‬
‫المسيح كىك عمى األرض ‪" :‬خرجت مف عند اآل ب‪ ،‬كقد أتيت إلى العالـ ‪،‬‬
‫كأيضان أترؾ العالـ كأذىب إلى اآلب" (يك ‪ )28:16‬ككما قاؿ الرائ م عف‬
‫المسيح معمفان كمكضح ان ما تـ بعد القيامة كالصعكد ‪" :‬كما غمبت أنا أيض ان‬
‫كجمست مع أبم في عرشو" (رؤ‪.)21:3‬‬

‫‪- 145 -‬‬

 ‫س‪ .4‬ما المقصكد بالمرأة كباؽم نسميا‪ ،‬المذككرة في رؤيا‪12‬؟‬
‫"متسربمة‬ ‫ج‪ .4‬إذا رجعنا إلى ىذا األصحاح ‪ ،‬نجد أف ىذه المرأة‬
‫بالشمس كالقمر تحت رجمييا ‪ ،‬كعمى رأسيا إكميؿ مف إثفم عشر كككبان‪.‬‬
‫‪ ،‬إذ‬ ‫‪ 12‬رمز لؤلسباط سيختمكف عمى جباىيـ‬ ‫كمف ىنا نعمـ أف عدد‬
‫سيختارىـ الرب لو ‪ ،‬كسيممؾ عمييـ كسيحؼ ظىـ مف الكحش األرض م‬
‫(األثيـ)‪ ،‬ككذلؾ مف الكحش األمـ م الغربم‪ ،‬كمف إبميس في أثناء اجتيازىـ‬
‫) (إر‪ ،)30‬إذ ييربكف منتظريف المسيا‬ ‫(ضيقة يعقكب‬ ‫الضيقة‬
‫(مت ‪ ،)42-15:24‬كما ىك مكتكب "كالمرأة ىربت إلى البرية حيث ليا‬
‫مكضع معد مف اهلل ‪ ،‬لؾم يعكلكىا ىناؾ ‪1260‬يكـ ان (‪ 3,5‬سنة ‪ ،‬أك زماف‬
‫كزمانيف كنصؼ زماف ) كمف المبلحظ أف باؽ م نسؿ ىذه الـ رأة مؤمنكف‬
‫حقيقيكف مف الشعب األرض م "الذيف يحفظكف كصايا اهلل كعندىـ شيادة‬
‫يسكع المسيح"‪ .‬كال شؾ في أف كؿ مؤمف سكاء مف الكنيسة المختطفة أكمف‬
‫الشعب األرضم‪ ،‬الذيف يجتازكف الضيقة ككذلؾ المؤمنيف مف األمـ ىؤالء‬
‫‪ ،‬كىـ قديسكف كقد تمتعكا بكفارة دـ‬ ‫كميـ عندىـ شيادة يسكع المسيح‬
‫اؿمسيح‪ ،‬سكاء لمغف ارف أك التبرير أك الشراء أكالفداء‪.‬‬

‫س‪ .5‬مف ىـ الجمع األمـ م المذككركف في رؤ‪7‬؟‬

‫ج‪ .5‬الجمع ىنا (كما ىك كاضح مف رؤ‪ )17-9:7‬ىـ مف األمـ الذيف‬

‫‪- 146 -‬‬

‫الـ ؿؾ‪.‬‬
‫قبمكا اإلخكة األصاغر (مت ‪ ،)25‬لذلؾ سيكافئيـ الرب بادخميـ إلى ي‬
‫كىؤالء قطعان ليسكا ييكدان أكمف الؾنيسة التي سبؽ كاختطفت (قبؿ الضيقة )‬
‫ضمف ػاؿ‪ 24‬شيخان لؤلسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أف الكنيسة بجميع أعضائيا صاركا كاحد ان في المسيح كال فرؽ بيف‬
‫ييكدم كأمـ م (غؿ‪27:3‬ك‪.)28‬‬
‫‪ -2‬يحممكف في أيدييـ سعؼ النخؿ‪ ،‬دليؿ النصرة األرضية عكس الكنيسة‬
‫التي تحمؿ القيثارات كالجامات‪.‬‬
‫‪ ،‬عكس‬ ‫‪ -3‬ىؤالء يقكؿ الكتاب عنيـ ‪ ،‬إنيـ أتكا مف الضيقة العظيمة‬
‫الكنيسة التي سينقذىا الرب مف "الغضب اآل تي " (اتس ‪. )10:1‬كاف‬
‫حالي تجتاز في بعض الـ تاعب كالضيقات (أع‪ ،2:14‬رك‪،18:8‬‬
‫ان‬ ‫كانت‬
‫‪1‬بط‪.)6:1‬‬
‫‪ -4‬بما أنيـ عمى األرض‪ ،‬فيـ يتعرضكف لمجكع كالعطش كالشمس كالحر‪..‬‬
‫إلخ‪ ،‬كلكف سيحفظيـ الرب‪ .‬أما الكنيسة فو م في السماء حيث ال جكع‬
‫ركح م ألف المسيح ىك شبعيـ إذ ىك الخبز الحقيؽم النازؿ مف السماء ‪،‬‬
‫"عمى صكرة جسد‬ ‫كال جكع جسدل إذ أف أجسادىـ تغيرت كأصبح‬
‫مجده" (في‪.)20:3‬‬

‫س‪ .6‬إلى مف تشير مجمكعة الحصاد اليابس المذككرة في رؤ‪14‬؟‬

‫ج‪ .6‬سبؽ ك أرينا أف لقب المسيح كابف اإلنساف ال يختص بالكنيسة في‬

‫‪- 147 -‬‬

 ‫انتظارىا ‪ ،‬أنيا تنتظره كالعريس ‪ .‬أما لقب ابف اإلنساف فيك لقب المسيح‬
‫لمـ لؾ كليس لبلختطاؼ (راجع مت ‪ ،13:25‬دا‪،13:7‬‬
‫بالنظر إلى الظيكر ي‬
‫مت ‪ )30:24‬كما نرل أف الحصاد في مكاضع كثيرة يمثؿ القضاء‬
‫كالدينكنة‪ ،‬كليس البركة ‪ ،‬كما قاؿ ربنا يسكع المسيح ‪" :‬الحصاد ىك انقضاء‬
‫جـ ع الزكاف كيحرؽ بالنار ‪ ،‬ىكذا‬
‫مى‬‫العالـ ‪ ،‬كالحصادكف ىـ المبلئكة ‪ .‬فكما ي‬
‫يككف في انقضاء ىذا العالـ ‪ ،‬يرسؿ ابف اإلنساف مبلئكتو فيجمعكف مف‬
‫ممككتو جميع المعاثر كفاعؿم اإلثـ ‪.‬كيطرحكنيـ في أتكف النار‪ ،‬ىناؾ يككف‬
‫البكاء كصرير األسناف " (مت ‪ )42-39:13‬كأيضان أقكاؿ يكئيؿ النب م‪:‬‬
‫امتؤلت‬ ‫‪ .‬ىممكا دكسكا ألنو قد‬ ‫"أرسمكا المنجؿ ألف الحصيد قد نضج‬
‫المعصرة ‪ .‬فاضت الحياض ألف شرىـ كثير " (مؤ‪ )13:3‬فيذا المشيد في‬
‫يختص بالمؤمنيف إطبلؽ ان‪ ،‬فإف مج مء‬ ‫ىذه األعداد يختص بالخطاة كال‬
‫الرب ال ختطاؼ الكنيسة العركس يشمؿ الكؿ ‪ ،‬كليس البعض ‪ .‬كىذا كمو‬
‫سيتـ "في لحظة في طرفة عيف" (‪1‬كك‪1 51:15‬تس‪ 13:4‬إلخ)‪.‬‬

‫س‪ .7‬ىؿ تكجد عبلقة بيف البكؽ األخير المذككر في (‪1‬كك ‪،)52:15‬‬
‫كالبكؽ السابع المذككر في (رؤ‪)15:11‬؟‬
‫ج‪ .7‬بالرجكع إلى (‪1‬تس ‪ ،)16:4‬نبلحظ أنو ال عبلقة بيف ىذيف‬
‫البكقيف لؤلسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أف البكؽ األخير (‪1‬كك ‪ )15‬يختص بالمؤمنيف المختطفيف مف األحياء‬

‫‪- 148 -‬‬

‫كالراقديف‪ ،‬بينما البكؽ السابع (رؤ‪ )11‬يختص بالممالؾ األرضية ‪ ،‬كاف‬
‫كاف لو صدل في السماء‪.‬‬
‫‪ -2‬إف البكؽ األخير يسمى "بكؽ اهلل" (‪1‬تس‪ )16:4‬بصكت رئيس مبلئكة‬
‫كبكؽ اهلل ‪ ،‬مع اؿىتاؼ إلعبلف الزفاؼ الركح م‪ ،‬أم ارتباط المسيح‬
‫العريس بالكنيسة العركس ‪ ،‬بينما المذككر في رؤ‪ 11‬ىك "بكؽ المبلؾ‬
‫السابع"‪.‬‬
‫‪ -3‬إف البكؽ األخير ىك بكؽ فرح كىتاؼ إلتماـ الرجاء كتغيير األجساد‬
‫إلى صكرة جسد مجد المسيح‪ ،‬بينما البكؽ السابع يأتم ذكرقفي أحداث‬
‫الضيقة العظيمة التي تختص بالشعب القديـ كسكاف األرض‪.‬‬
‫كال يفكتنا ما كرد في (مت ‪ ،)31:24‬حيث يذكر الرب ‪ :‬بكؽ عظيـ‬
‫الصكت‪ :‬عف طريؽ المبلئكة‪ ،‬كىذا يختص بظيكر المسيح ابف اإلنساف في‬
‫الـ لؾ ‪ ،‬أك‬
‫تعاممو مع الشعب األرض م ليجمعيـ سكاء لمبركة لمف يدخؿ ي‬
‫ذؾر‬
‫تى‬‫الدينكنة لمف ال يدخؿ الممؾ (كتج مء اإلشارة ىنا إلى مت ‪ 25‬حيث ي‬
‫دينكنة األحياء )‪ .‬كال شؾ في أف ىذا البكؽ يختمؼ عف البكؽ األخير‬
‫المذككر في (‪1‬كك‪ )52:15‬كبخصكص البكؽ األخير ال شؾ في أف القارئ‬
‫يتبادر إلى ذىنو ‪ ،‬بما أنو األخير ‪ ،‬فبلبد أف تسبقو أبكاؽ أخرل ‪ ،‬فما قم؟‬
‫مف المبلحظ أف الرسكؿ بكلس استخدـ البكؽ في كمماتو كثيران في رسالتو‬
‫لكنيسة ككرنثكس ككذلؾ في رسالتو إلى كنيسة تسالكنيؾم ككاف ينتشر في‬
‫التي كانت تجمع فرؽ الجيكش ‪ .‬ككاف البكؽ‬ ‫ذلؾ الكقت نظاـ األبكاؽ‬

‫‪- 149 -‬‬

 ‫‪ ،‬كارتداء المبلبس‬ ‫يضرب أكؿ مرة لبلستعداد لمنزكؿ مف أماكف السكف‬
‫كحمؿ السبلح ‪ ،‬كالثافم لؾم يقؼ الجنكد في أماكنيـ كصفكفيـ ‪ ،‬كالثالث‬
‫كاألخير لؾم ينطمقكا لؤلماـ‪ .‬فمف المؤكد إذا أف الرسكؿ بكلس يقصد بالبكؽ‬
‫األخير‪ ،‬اإلرتحاؿ مف ىذا العالـ‪.‬‬

‫س‪ .8‬مف ىـ الذيف يجتازكف الضيقة العظيمة؟‬

‫ج‪ .8‬سبؽ أف ذ كرنا كتحدثنا أف الضيقة العظيمة كردت عدة مرات في‬
‫ان‬ ‫الكتاب المقدس ‪ ،‬كفى كؿ ىذه المرات لـ تختص بالكنيسة إطبلؽ‬
‫(إر‪ ،7:30‬دا‪ ،1:12‬مت‪ ،21:24‬مر‪ ،19:13‬رؤ‪ ،22:2‬رؤ‪ )14:7‬كذلؾ‬
‫ألف‪:‬‬
‫‪ -1‬الضيقة تختص بيعقكب (الشعب األرض م) (إر‪ ،)7:30‬كال تختص‬
‫بالكنيسة التي تنتظر المسيح رجاءىا المعزم السماكم‪.‬‬
‫‪ -2‬المسيح سينقذ الكنيسة مف الغضب اآلتم‪ ،‬كىذا حسب الكعكد المذككرة‬
‫في (‪1‬تس ‪ ،10:1‬رؤ‪ ،)10:3‬أما الضيقة فزمانيا زماف غضب‬
‫(رؤ‪.)5:19 ،1:16 ،17:6‬‬
‫‪ -3‬الكنيسة جسد المسيح (أؼ‪ ،5‬كك ‪ ،)1‬كلكف كقد يسمح ليا ببعض‬
‫المتاعب كاآل الـ كالضيقات في ىذا العالـ حاليان (يك ‪ )33:16‬كلكف ال‬
‫اطبلؽ باجتياز الضيقة‪.‬‬
‫ان‬ ‫يسمح ليا‬
‫‪ -4‬الكنيسة ليس ليا مكاف في نبكات العيد القديـ بؿ ىي في نظر كخطة‬

‫‪- 150 -‬‬

 ‫اهلل أزلية كمختارة قبؿ تأسيس العالـ ‪ .‬أما الذيف يجتازكف الضيقة فيـ‬
‫الشعكب التي ستبقى بعد اختطاؼ الكنيسة‪ ،‬كىـ‪:‬‬
‫أ‪ .‬الشعوب األممية‪ :‬الذيف سيقبمكف اإلخكة األصاغر كيستضيفكنيـ في‬
‫أثناء ىركبيـ كانتظارىـ لممسيا (مت ‪ .)25‬كالذيف نراىـ يذكركا في‬
‫(رؤ‪ )7‬يحممكف سعؼ النخؿ‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإلخوة األصاغر ‪ :‬مف الشعب األرضم‪ ،‬الذيف سيبحثكف عمى مف‬
‫يقبميـ كيستضيفيـ لحيف انتياء ىذه الفترة (مت ‪ .)25‬كمنيـ مف‬
‫تنتو م حياتو عمى األرض في زمف مبتدأ األكجاع (مت ‪)8:24‬‬
‫كمنيـ مف يمكت النصؼ الثافم مف أسبكع الضيقة ‪ ،‬كىـ الذيف لـ‬
‫يسجدكا لمكحش كال لصكرتو ‪ ،‬كلـ يقبمكا السمة عمى جباىيـ كعمى‬
‫أيدييـ (رؤ‪ .)4:20‬كىؤالء مف الشعب األرض م يمثمكف بالباككرة‬
‫رؤ‪ 14‬أك بالمرأة كباؽم نسميا رؤ‪.12‬‬
‫ي‪:‬‬ ‫ج‪ .‬األمم الذين يستخدميم الرب كعصا تأديب لمشعب األرض‬
‫(إش‪ ،15-1:34 ،22-12:2‬إر‪ ،20-16:30‬ميخا‪.)17-16:7‬‬
‫‪".:‬الذيف ال‬ ‫د‪ .‬األمم الوثنية التي لم تعرف اهلل ولم تقبل المخمص‬
‫"‬ ‫يطيعكف إنجيؿ ربنا يسكع المسيح‬ ‫يعرفكف اهلل كالذيف ال‬
‫(‪2‬تس‪.)8:1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ىـ ‪ .‬المسيحية اإل سمية ‪ :‬ألنيـ لـ يقبمكا محبة الحؽ حتى يخمصكا‬
‫كألجؿ ىذا سيرسؿ إلييـ اهلل عمؿ الضبلؿ حتى يصدقكا الكذب "‬

‫‪- 151 -‬‬

 ‫(قابؿ ‪2‬تس‪ 11:2‬مع رؤ‪21:2‬ك‪ ،22‬رؤ‪17‬ك‪.)18‬‬
‫(النب ي الكذاب )‪2( :‬تس ‪)2‬‬ ‫و‪ .‬المرتدون الذين سيتبعون األثيم‬
‫كيسجدكف لمكحش كيحممكف السمة (رؤ‪.)13‬‬

‫في‬ ‫س‪ .9‬مف ىـ سكاف السماء الجديدة كاألرض الجديدة المذككريف‬

‫(رؤ‪)21‬؟‬
‫ج‪ .9‬ال شؾ في أف القارئ العزيز حينما تذكر أمامو السماء الجديدة‬
‫كاألرض الجديدة ‪ ،‬يتبادر إلى ذىنو (إش‪ ،)65‬ككذلؾ أقكاؿ الرسكؿ بطرس‬
‫في رسالتو الثانية (اصحاح ‪ )3‬كأخيران أقكاؿ يكحنا الرائم في رؤيا ‪ .21‬كىؿ‬
‫ما يذكر في ىذه الشكاىد ىك شمء كاحد أـ ىناؾ فرؽ؟ في الكاقع‪ ،‬إف أقكاؿ‬
‫(إش‪ )65‬تختمؼ عف أقكاؿ بطرس كأقكاؿ يكحنا ‪ ،‬فإشعياء يقصد بالسمكات‬
‫م‪ .‬كالذم يؤكد‬
‫الـ لؾ األلؼ‬
‫الجديدة كاألرض الجديدة‪ ،‬الحالة التي ستككف في ي‬
‫ذلؾ أنو يتكمـ عف بركات زمنية لمشعب األرض م‪ ،‬كه م بناء سكف غرس‬
‫في‬ ‫في صكرة إستجابة لمصبلة كتغيير‬ ‫أكؿ مع بركات ركحية ستظير‬
‫طبيعة اإلنساف كالحيكاف كاألرض‪( ..‬كما سبؽ القكؿ )‪ .‬أما السماء الجديدة‬
‫كاألرض الجديدة التي تذكر في (‪2‬بط ‪ ،3‬رؤ‪ )21‬فو م تختص بالحالة‬
‫األبدية لمكنيسة التي ستتمتع بكجكدىا في السماء الجديدة ‪ ،‬ألنيا مسكف اهلل‬
‫(لقد بدأت التعزيات كاألفراح مف لحظة انتقاليا مف ىذا العالـ ب االختطاؼ‬
‫م‪20:3‬ك‪1 ،21‬كك ‪1 ،51:15‬تس ‪ 13:4‬إلخ )‪ .‬كسكاف‬
‫كتغيير األجساد) (ؼ‬

‫‪- 152 -‬‬

 ‫لؾ األلؼ م‪ ،‬كتمتعكا‬ ‫الـ‬
‫األرض الجديدة ىـ األرضيكف الذيف أتكا مف ي‬
‫بالبركات الخاصة بيـ‪ ،‬كتغيرت أجسادىـ كستككف ثمة عبلقة بيف الكنيسة‬
‫(مسكف اهلل ) كالشعب األرض م المكتكب عنيـ الناس (رؤ‪ ،)3:21‬عندئذ‬
‫يككف اهلل الكؿ في الكؿ (‪1‬كك‪ )15‬كحينئذ ستجثك باسـ يسكع كؿ ركبة ممف‬
‫في السماء (السماء الجديدة ) كمف عمى األرض (األرض الجديدة )‪ ،‬كمف‬
‫تحت األرض (الذيف في بحيرة النار أ م األشرار )‪ ،‬كيعترؼ كؿ لساف أف‬
‫م‪.)11:2‬‬
‫يسكع المسيح ىك رب لمجد اهلل اآلب (ؼ‬

‫س‪ .10‬ما ىك المقصكد بالتعبيرات الكتابية اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬يكـ بشر ‪ .2‬يكـ يسكع المسيح ‪ .3‬يكـ الرب ‪ .4‬يكـ اهلل؟‬
‫ج‪ .1 .10‬يوم البشر‪:‬‬
‫ىك فترة حكـ البشر‪ ،‬كسيادة األحكاـ البشرية عمى الع الـ‪ .‬كه م العصر‬
‫ؼقؿ شمء عند م أف‬
‫الحاؿم الذم تكمـ عنو الرسكؿ بكلس قائبلن ‪" :‬كأما أنا أ‬
‫محكـ في منكـ أكمف يكـ بشر " (‪1‬كك ‪ )3:4‬كىذه الفترة حاليان ىي فترة "يكـ‬
‫ي‬
‫النعـ ة "‪" ،‬يكـ خبلص "‪" ،‬يكـ بشارة "‪ .‬كلكف عمينا أف نحترص كنثبت ركحيان‬
‫سمبي ‪":‬اليكـ الشرير" (أؼ‪ )13:6‬كبالطبع‬
‫ان‬ ‫أيض‬
‫ان‬ ‫في ىذه الفترة‪ ،‬ألنيا تسمى‬
‫ىذا اليكـ ليس يكـ ان بحصر المفظ (‪24‬ساعة )‪ ،‬بؿ فترة زمنية معينة تنتو م‬
‫بمجمء المسيح مف السماء ألخذ قديسيو‪.‬‬
‫‪ .2‬يوم المسيح أو يوم يسوع المسيح‪:‬‬

‫‪- 153 -‬‬

‫المقصكد بيكـ المسيح ىك الفترة الزمنية التي تبدأ بمج مء المسيح مف‬
‫السماء الختطاؼ العركس‪ ،‬ثـ كقكؼ المؤمنيف أماـ كرس م المسيح ‪ ،‬كحتى‬
‫لمـ لؾ (قابؿ في‪6:1‬ك‪10‬مع ‪2‬كك‪2 ،10:5‬تي‪.)8:4‬‬
‫الظيكر ي‬
‫‪ .3‬يوم الرب‪:‬‬
‫م الكاقع أف ىذا التعبير يرد مرات عديدة في العيد القديـ (يؤ ‪،15:1‬‬
‫ؼ‬
‫صؼ‪ ،14:1‬مبل ‪ 1:4‬إلخ )‪ ،‬كمف ىنا نعمـ أف ىذا اليكـ لممجازاة كالعقاب ‪،‬‬
‫التي ستككف عمى األرض بعد اختطاؼ‬ ‫ألنو يكـ نقمة عمى الشعكب‬
‫لمـ لؾ كحتى دينكنة األ مكات أماـ‬
‫الكنيسة ‪ .‬كىذا اليكـ يبدأ بظيكر الرب ي‬
‫العرش العظيـ األبيض ‪ .‬كفى العيد الجديد يرد ذكره مرات محدكدة‬
‫(أع‪1 ،20:2‬كك ‪7‬ك‪1 ،8‬تس ‪2 ،1:5‬بط ‪ )10:3‬كىذه الفترة تشمؿ أحداث‬
‫كثيرة (قد سبؽ الحديث عنيا بأكثر تفصيؿ)‪:‬‬
‫‪ -1‬إبادة الكحش كالنبم الكذاب كالجيكش التي ستتبعوـ ا (رؤ‪.)19‬‬
‫نزكؿ المسيح عمى جبؿ الزيتكف‬ ‫‪ -2‬إبادة ممؾ الشماؿ كأتباعو بعد‬
‫لخبلص البقية كالقضاء عمى أعدائو (إش‪ ،9-4:31‬زؾ‪3:14‬ك‪.)4‬‬
‫‪ -3‬القضاء عمى األمـ في كادل ييكشافاط (كادل القضاء) (يؤ‪.)3‬‬
‫‪ -4‬دينكنة األحياء عندما يجمس المسيح عمى كرسم مجده (مت ‪.)25‬‬
‫كال شؾ في أف القارئ اؿعزيز يعمـ أف ىناؾ ؼرؽان بيف ىذا اليكـ "يكـ‬
‫الرب" (‪ )day of the Lord‬المذككر ىنا كبيف يكـ الرب المذككر في‬
‫(رؤ‪ )the Lord's day( )10:1‬كالمقصكد بو ىك يكـ األحد أ م "أكؿ‬

‫‪- 154 -‬‬

 ‫األسبكع"‪.‬‬
‫‪ .4‬يوم اهلل‪:‬‬
‫ىذا اليكـ ىك األبدية مبارؾ اسـ الرب حيث يككف اهلل الكؿ في الكؿ‬
‫(‪1‬كك‪ )28:15‬حينئذ تجثك باسـ يسكع كؿ ركبة كيعترؼ كؿ لساف أف يسكع‬
‫م‪ )11:2‬كىذا اليكـ لو بداية عجيبة حيث‬
‫المسيح ىك رب لمجد اهلل اآلب (ؼ‬
‫السمكات الجديدة كاألرض الجديدة التي يسكف فييا البر (األبرار)‪ ،‬كحيث ال‬
‫عالـ فيما بعدد (البحر ال يكجد فيما بعد) فبل دمكع كال مكت ككذلؾ ال يكجد‬
‫حزف أك صراخ أك كجع كال أشرار كىذه ىي الحالة األبدية ‪ .‬كىذا اليكـ‬
‫بالذات ليس لو نياية حيث السعادة األبدية كالتـ تع برؤية مجد اهلل في كجو‬
‫ربنا يسكع المسيح‪.‬‬

‫بو ستفرح النفكس‬ ‫ان‬ ‫ان بديع‬ ‫يالو مشيد‬

‫ليأخذ لو العركس‬ ‫آت بيتاؼ‬ ‫يسكع‬
‫ميمميف ىاتفيف‬ ‫ان‬ ‫كحكلو سنبقى دكـ‬
‫بديف‬ ‫آباد اآل‬ ‫إلى‬ ‫ان جمالو‬ ‫يشبعنا مع‬
‫آميف‬
‫س‪ .11‬مف ىـ الغالبيف ككيؼ يغمب اإلنساف؟‬
‫ج‪ .11‬إف القارئ ألقكاؿ الكح م المقدس يجد أف كؿ مؤمف حقيؽ م‪.‬‬

‫‪- 155 -‬‬

‫شخصي لحياتو ‪ ،‬صار لو كؿ‬
‫ان‬ ‫مخمص‬
‫ان‬ ‫كؽًبؿ المسيح‬
‫اغتسؿ بدـ الرب يسكع ى‬
‫ما لممسيح ‪ ،‬كال سيما النصرة كالغمبة ‪ ،‬فالمسيح لو المجد غمب العالـ "كؿكف‬
‫ثقكا أنا قد غمبت العالـ " (يك ‪ ،)33:16‬كالمؤمنكف أيضان كذلؾ "كؿ مف يك لد‬
‫مف اهلل (أم الكالدة الثانية راجع يك ‪ )3‬يغمب العالـ ‪ .‬كىذه ىي الغمبة التي‬
‫تغمب العالـ إيماننا‪ .‬مف ىك الذم يغمب العالـ إال الذم يؤمف أف يسكع ىك‬
‫"أيف‬ ‫ابف اهلل " (‪1‬مك‪4:5‬ك‪ )5‬كالمسيح تبارؾ اسمو غمب المكت كالياكية‬
‫ىاكية " (‪1‬كك ‪ )55:15‬ككذلؾ المؤمنكف‬ ‫شككتؾ يا مكت أيف غمبتؾ يا‬
‫بالمسيح‪ ،‬ألف المسيح حينما قاـ صار باككرة الراقديف فكذلؾ الذيف لممسيح‬
‫في مجيئو (قابؿ ‪1‬كك ‪ 23-20:15‬مع اتس ‪ 13:4‬إلخ ) كما أنو بركح‬
‫المسيح‪ ،‬أم بالركح القدس‪ ،‬يمكننا أف نميت أعماؿ الجسد (راجع رك ‪-9:8‬‬
‫‪ ،15‬غؿ ‪ )26-16:5‬كال يفكتنا أيض ان أف دـ المسيح ىك كاسطة الغمبة‬
‫لمكؿ ‪ ،‬حتى شيداء الضيقة بعد اختطاؼ الكنيسة ‪ ،‬يقاؿ عنيـ "كىـ غمبكه‬
‫بدـ الخركؼ كبكممة شيادتيـ كلـ يحبكا حياتيـ حتى المكت " (رؤ‪)11:12‬‬
‫كىذا ينطبؽ عؿل كؿ المؤمنيف (‪1‬يك ‪13:2‬ك‪4:5 ،4:4 ،14‬ك‪ )5‬أما مف‬
‫جية الكممات التي نجدىا في (رؤ‪ )3:2‬عف الغمبة "مف يغمب " فو م‬
‫لمتحريض كالتشجيع لممثابرة عمى حياة السير كالخدمة ك انتظار الرب ‪ ،‬فو م‬
‫ان لكؿ الغالبيف أ م‬ ‫ليست كممات شرطية ‪ ،‬إذ بعدىا مباشرة نجد كعكد‬
‫المؤمنيف الحقيؽميف‪ .‬كىذا ال يقمؿ إطبلؽان مف شأف األمناء المتميز مف الذيف‬
‫يتعبكف كثيران في خدمة الرب ‪ ،‬فيـ سيكاؼئكف أماـ كرسم المسيح كينالكف‬

‫‪- 156 -‬‬

‫أكاليؿ بحسب تعب كؿ كاحد (‪1‬كك‪ 3‬مع ‪2‬كك‪ )10:5‬كما يؤكد ذلؾ بإيجاز‬
‫عمى سبيؿ المثاؿ كليس الحصر‪:‬‬
‫‪ -1‬في (رؤ‪" )17-7:2‬مف يغمب فسأعطيو أف يأكؿ مف شجرة اؿحياة أك‬
‫ل" (المقصكد بو شخص الرب يسكع قابؿ خر ‪،33:16‬‬
‫مف المف المخؼ‬
‫عب‪ 4:9‬مع مك‪32:6‬ك‪33‬ك‪41‬ك‪48‬ك‪ .)51‬ىؿ يعقؿ أنو يكجد مؤمف‬
‫ال يتمتع في المستقبؿ ركحيان بشخص الرب ‪ ،‬كيككف مكضكع شبعو‬
‫الدائـ‪ ،‬كاف كاف ال يغيب عف بالنا إختبلؼ درجة االستمتاع بالرب‪ ،‬مف‬
‫شخص آلخر‪.‬‬
‫‪ -2‬في (رؤ‪" )11:2‬مف يغمب فبل يؤذيو المكت الثافم" ال يكجد مؤمف في‬
‫كؿ العصكر يؤذيو المكت الثاف م‪ ،‬أم المكت األبد م في بحيرة النار ‪،‬‬
‫حيث النار التي ال تطفأ كالدكد الذم ال يمكت (رؤ‪14:20‬ك‪،15‬‬
‫‪.)8:21‬‬
‫‪ -3‬في (رؤ‪" )5:3 ،28:2‬أعطيو كككب الصبح كلف أمحك اسمو مف سفر‬
‫الحياة" ىـ ف كككب الصبح؟ ال شؾ في أنو الرب يسكع المسيح الذم قاؿ‬
‫عف نفسو "أنا أصؿ (الىكت ) كذرية (كانساف ) دكاد‪ ،‬كككب الصبح‬
‫المنير " (رؤ‪2 ،16:22‬بط ‪ )19:1‬ككذلؾ أقكؿ إف سفر الحياة مكتكب‬
‫م يف (لك ‪ ،20:10‬ؼ م‪3:4‬‬ ‫فيو جميع أسماء المؤمنيف الحقيؽ‬
‫‪ ،‬كلف ييمؾ أحد‬ ‫كعب ‪ )23:12‬كلف يحذؼ اسـ كاحد منيـ‬
‫في‬ ‫ية الكرادة‬ ‫(يك ‪16:3‬ك‪ )17‬كلكف قد يسأؿ سائؿ عف اآل‬

‫‪- 157 -‬‬

‫(رؤ‪" .)19:22‬يحذؼ اهلل نصيبو (كليس اسمو) مف سفر الحياة"؟ نقكؿ‬
‫إف ىذه اآل ية ال تنطبؽ عمى المؤمنيف ‪ ،‬كما أنو يحذؼ نصيبو ‪ ،‬أل ال‬
‫يعكد لو نصيب في الفرصة الممنكحة لو لئلتياف لمرب لنكاؿ الحياة‪.‬‬
‫بف"‬
‫‪( -4‬رؤ‪" )7:21‬مف يغمب يرث كؿ شمء كأككف لو إلوان كىك يككف ؿم ا ان‬
‫ىذه اآل ية تأتم في صكرة حث كتشجيع ككعد لمغالبيف كال ننس أف‬
‫المسيح لو كؿ المجد أصبح ىك الميراث السماك م لنا ‪ ،‬كصرنا نحف‬
‫(غؿ ‪6:4‬ك‪ ،7‬كك ‪1 ،12:1‬بط ‪،)4:1‬‬ ‫كرثة اهلل ككارثكف مع المسيح‬
‫كصار المؤمنكف أكالدان هلل بالنعـ ة (امك‪ )1:3‬كال شؾ في أف اهلل أصبح‬
‫أباىـ السماك م‪ .‬كبالرجكع أيض ان إلى (رؤ‪ )7:21‬بالمقابمة مع‬
‫(رؤ‪ )8:21‬كال ننس كممة "أما" أداة الفصؿ بيف الحالتيف‪ .‬يا أحبائم كـ‬
‫نشكر الرب ألنو منحنا الغمبة كالنصرة األكيدة ‪.‬كبحؽ نقكؿ مع الرسك ؿ‬
‫بكلس‪" :‬كلكننا في ىذه جميعيا معظـ انتصارنا بالذم أحبنا" كلؾم يغمب‬
‫اإلنساف ‪ ،‬عميو أف يأتم بنفسو كخاط ئ مسكيف يشعر بحاجتو إلى‬
‫الرب ‪ ،‬كما طمب العشار (لك ‪13:18‬ك‪ )14‬ككما طمب السجاف في‬
‫فيمبم (أع‪30:16‬ك‪ )31‬الخبلص مف دينكنة الخطية ‪ ،‬فيتمتع بالحياة‬
‫األبدية في المسيح يسكع ‪ ،‬باإليماف القمبم‪ ،‬فيصير ضمف الغالبيف ‪،‬‬
‫كينتظر ربنا كمخمصنا المبارؾ الرب يسكع المسيح الذم لو كؿ الكرامة‬
‫كالمجد إلى أبد اآلبديف‪ .‬آميف‪.‬‬

‫‪- 158 -‬‬

‫برامج نرجو متابعتيا عمى الفضائيات‬
‫‪ -1‬قكة التحكؿ‪.‬‬
‫‪ -2‬مستني ايو؟‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة اهلل‪.‬‬
‫‪ -4‬دركس مف القدكس‪.‬‬
‫‪ -5‬مستقبؿ العالـ‪.‬‬
‫‪ -6‬ىؿ تصدؽ؟‪.‬‬
‫‪ -7‬باب الرجاء‪ ..‬يا أرض يا أرض‪.‬‬

‫كتب ننصح باقتنائيا‬

‫‪ -1‬اهلل – الثالكث األقدس‪.‬‬
‫‪ -2‬المسيح ككيفية الخبلص‪.‬‬
‫كسحاب الشيكد‪.‬‬
‫ة‬ ‫‪ -3‬اإليماف‬
‫‪ -4‬شخصية داكد‪.‬‬
‫‪ -5‬سفر يشكع‪.‬‬
‫‪ -6‬أذكر خالقؾ‪.‬‬
‫‪ -7‬المرأة العظيمة (الشكنمية)‪.‬‬

‫‪- 159 -‬‬