Professional Documents
Culture Documents
{ أمٌن }
-3-
مقدمه المؤلفة
إني أقدم للقارئ والقاربة هذا الكتاب كشهادة إلعبلن الحق اإللهً فً المسٌح
ٌسوع ربنا الذي حول ؼروب شمسنا إلى شروق منذ اللحظة األولى لقبوله
مخلصا ًا وفادٌا ًا وملكا ًا متوجا ًا على القلب وسٌظل عمله العجٌب لخبلصنا أم جد
وأعظم حقٌقة فً حٌاتنا وسٌظل شخصه المبارك موضوع تسبٌح قلوبنا إلً
دهر الدهور.
وأننً إذ اقدم الشونمٌة كالمرأة العظٌمة اعلم تماما ًا أننً لم ابلػ جمال تلك
القصة الرابعة اآلخاذة التى سجلها الوحً اإللهً فً سفر الملوك الثانً (من
عدد )27-8واننً لن أستطٌع أن أرقً بحال من األحوال إلً سمو وجمال
وكمال تلك القصة الرابعة التً تقؾ شاهدة على مر العصور واألجٌال فً كل
زمان ومكان بعظمة عمل نعمة هللا فً تلك المرأة العظٌمة.
وقد قادنً الروح القدس لكتابة هذا الجزء األول من هذه السلسلة من كتب
بن الشونمٌة لٌست متقدمة بحسب الترتٌب الكتابً أو المرأة فً المسٌح علما ًا أ
ًا ُ
الزمنً لنساء الكتاب المقدس إال أنها تعد مثاال لتجلً عمل نعمة هللا فً أجمل
وأبهً صوره فاإلنسان الطبٌعً بدون المسٌح ما هو إال بطل رواٌة محزنة فً
وسط عالم مظلم تنتظره وقابد أبدٌة فً الجحٌم ولكن النعمة تنقله من دابرة
المسٌح
. ص إلً دابرة البر والقداسة فً الذات وما تحمله من عٌوب ونقائ
ولكن ربما ٌقول قابل أٌن الشونمٌة التً وردت قصتها فً العهد القدٌم
والمسٌح الذي جاء بالجسد بعد مبات السنٌن من تلك القصة؟
ولذلك المعترض أقول أن كل الكتاب بعهدٌه القدٌم والجدٌد كتبه أناس هللا
القدٌسون مسوقٌن من الروح القدس وٌدور كله حول شخص الفادي تبارك
اسمه النه المركز والمحور وعمله الكفاري هو األساس الوحٌد لقبولنا أمام هللا
فمن ٌقبله مخلصا ًا شخصٌا ًا له ٌتصالح مع اآلب ومع نفسه ومع اآلخرٌن من
تقبل عزٌزى حوله وٌصبح ابنا ًا هلل وو ارثا ًا مع المسٌح لكل أمجاد السماء فهل ُ
القارئ إلً ذلك المخلص العجٌب وتجثو عند قدمٌه باتضاع وخشوع من كل
قلبك فتنال الؽفران.
عزٌزي القارئ تعال اآلن إلً المخلص العجٌب واقبله فً قلبك قبل فوات
األوان أل ن نعمته خصصت لكل خاطا فاجر ولكل مإمن عاثر فهل تقبل إلٌه
اآلن؟ النه ٌوجد أٌضا لك مكان فً قلبه الحنان.
أمين
أنصاؾ نعٌم تاٌه
-4-
مقدم ة خادم الرب األمٌن األخ طلعت فكري الضبع
أشكر هللا ألجل أختنا الفاضلة أنصاؾ التً تتمتع بدؾء الشركة مع إخوتنا
بالكنسٌة المحلٌة بملوي ولها خدمتها مع األخوات.
وقد تناولت قصة الشونمٌة بطرٌقة جذابة أخذتنا من خبلله ا إلى جولة فً أهم
الموضوعات الروحٌة التً ٌحتاج إلٌها كل انسان وكل ذلك فً أسلوب واضح
ومسلسل نلمس منه مدى إدراك الكاتبة لؽنى وعمق كلمة هللا وقوة تؤثٌرها كما
نبلحظ التسلسل الدقٌق فً سرد الحقابق والمعانً الرمزٌة عن شخص ربنا
ٌسوع المسٌح تبارك اسمه.
ًا
وٌسعدنً أن اقدم هذا الكتاب راجٌا من الرب أن ٌستخدم كل ما جاء بطٌاته
لمجد اسمه فً جذب نفوس البعٌدٌن وتقوٌة المإمنٌن وثباتهم وتعزٌة المتؤلمٌن
كً ٌعود المجد لشخصه المبارك.
خادم الرب
طلعت فكري الضبع
-5-
الفهرس
صفحة المحتوٌـــــــــــات
ٖ اإلهـــــداء........................................................
مقدم ة
ٗ
المـــإلفة....................................................
مقدمة االخ طلعت فكري الضبع خادم الرب
٘
األمٌن.....................
الباب األول
الفصل األول
(ٔ)
9
مقدم ة........ ..................................................
(ٕ) الشونمٌة وشهادة هللا
ٕٔ
عنها......................................
-ما هً مقٌاس العظمة الحقٌقٌة فً نظر
ٕٔ
هللا..................
(ٖ) محبة المإمنٌن واستضافة
٘ٔ
القدٌسٌن...............................
(ٗ) معرفة
ٔ9
الحق.....................................................
(ٔ) الٌشع صورة رمزٌة وظل باهت خفٌؾ
ٕٕ
للمسٌح................
(ٕ) المسٌح له المجد هو محور الكتاب المقدس
ٕ7
كله..................
(ٔ) بعض الرموز والظبلل التً وردت فً سفر
ٕ7
التكوٌن...........
(ٕ) بعض الرموز والظبلل التً وردت فً سفر
ٖٓ
الخروج............
ٖٓ (ٖ) بعض الرموز والظبلل التً وردت فً سفر
-6-
البلوًٌن...........
(ٗ) بعض الرموز والظبلل التً وردت فً سفر
ٖٔ
العدد..............
(٘) بعض الرموز والظبلل التً وردت فً األسفار
ٕٖ
الشعرٌة........
الفصل الثانً
(ٔ) الطابع الممٌز لحٌاة االٌمان
ٖ7
المسٌحً..............................
(ٔ) المإمن الحقٌقً موضع ثقة اآلخرٌن من
ٖ7
حوله..................
(ٕ) سمو سلوك
ٖٗ
المإمن.. ...........................................
(ٖ) الشبع الكامل
ٗٗ
بالرب..........................................
(ٗ) اإلتكال الكامل على الرب هو مصدر سعادة
ٗ8
المإمن................
(ٔ) ما هو المصدر الحقٌقً
ٗ9
للسعادة.............................
(ٕ) إتمام الوعد
ٕ٘
الصادق. .....................................
(ٕ) خطة هللا فً حٌاة
ٖ٘
المإمن.........................................
(ٔ) هللا ٌرٌد أن ٌكون موضوع مشؽولٌة قلب
ٗ٘
المإمن.............
(ٕ) هللا ٌعلم كل مإمن كٌؾ ٌسلم له
٘7
األمور.....................
(ٖ) واجب المإمنٌن لٌس فقط تحمل كل ما ٌحدث من
ٓٙ وإنم ا التضامن مع برنامج ظروؾ الحٌاة
السماء..........................
-7-
الباب الثانً
الفصل األول
(ٔ) متً ٌلمع اإلٌمان
ٙٙ
المسٌحً؟......................................
(ٕ) م اذا ٌفعل المإمنٌن عند حدوث اآلالم
ٙ7
والمحن؟.....................
(ٔ) الشونمٌة وسلوكها
ٙ7
المزكى.....................................
(ٕ) ماذا فعل أٌوب إمام
ٖ7
الصابرٌن. ................................
(ٖ) إلى من نلجؤ وسط اآلالم
78
والمحن................................
(ٗ) كٌؾ نلجؤ إلى هللا وسط اآلالم
٘8
والمحن؟........................
(ٖ) تقدٌم العطاء
87
للرب. ............................................
الفصل الثانً
(ٔ) سبلم هللا
ٔ9
لؤلتقٌاء...............................................
(ٔ) ما هو
ٔ9
السبلم؟. ...............................................
(ٕ) سبلم هللا لقلة قلٌلة من
ٕ9
األتقٌاء.............................
(ٔ) سبلم هللا لبطرس فً
ٖ9
السجن. ..............................
(ٕ) سبلم هللا لبولس وسٌبل فً
٘9
السجن.........................
لدانًل فً جب آ (ٖ) سبلم هللا
9ٙ
األسود. ..........................
-8-
(ٗ) سبلم هللا للفتٌة فً
98
اآلتون. ...............................
(ٖ) كل آمال المإمن فً الرب
ٔٓٔ
وحده.................................
(ٗ) موقؾ االتقٌاء تجاه احداث
ٗٓٔ
البري...........................
ة
(ٔ) اإلتضاع امام
ٗٓٔ
هللا. .........................................
(ٕ) على االتقٌاء الحذر من جٌحزى و
ٗٓٔ
أمثاله...................
(ٖ) جٌحزى ال ٌمجد هللا والعكاز ال ٌعط ي
ٔٓ8
الحٌاة..............
الباب الثالث
الفصل األول
(ٔ) معجزة إقامة ابن الشونمٌة من بٌن
ٔٔٔ
األموات.......................
(ٔ) الحالة قبل وصول ألٌشع
ٔٔٔ
البٌت. ..............................
(ٕ) الصورة الرمزٌة لفادي
ٔٔٔ
البشرٌة..............................
(ٕ) اإلٌمان
ٖٔٔ
المسٌحً.................................................
(ٔ) إٌمان
ٗٔٔ
الخبلص...............................................
( الخبلص بالمسٌح وحده وعلى أساس
ٔٔ7
النعمة).................
أوال :الخبلص من دٌنونة
ٔٔ9
الخطٌة................................
ٕٔٔ (ٔ) الخبلص بالمسٌح ابن هللا وحده ال
-9-
سواه....................
(ٕ) عظم ة الخبلص
ٕٔٔ
ومداه....................................
أوال :خبلص ماضً
ٕٕٔ
نلناه...................................
ثانٌا :خبلص حاضر
ٕٕٔ
نحٌاه................................
ثالثا :خبلص مستقبلً
ٕٕٔ
نترجاه. ............................
(ٖ) إٌمان
ٕٕٔ
التعلٌم.............................................
(ٔ) كلمة هللا هً ٌنبوع
ٖٕٔ
الحٌاة. .............................
(ٖ) إٌمان
ٕ٘ٔ
الثق.................................................
ة
الفصل الثانً
ٖٔٔ (ٔ) الســــــــــــجود..............................................
(ٕ) لماذا اآلالم
ٖٗٔ
؟.....................................................
الباب الرابع
ٔ٘8 خاتمــــــة.......................................................
-10-
الباب األول
الفصل األول
(ٔ) مقدمـــة
وردت قصة هذه المرأة فً الكتاب المقدس فً العهد القدٌم فً سفر الملوك
الثانً واإلصحاح الرابع من عدد ( 8حتى .)38
ومن المعروؾ أن هذه المرأة تعرؾ بالمرأة الشونمٌة نظراًا ألنها من مدٌنة
شونم وهً مد ينة كنعانٌة مقابل جبل جلبوع (ٌش )17،18 :19وكانت من
نصٌب بنً ٌساكر ومن هذه المدٌنة أٌضا ابٌشج الشونمٌة التً تم اختٌارها
لتكون حاضنة الملك داود وهذه المدٌنة تسمى الٌوم "سولم " وتبعد 16مٌبلًا
عن جبل الكرمل حٌث كان ألٌشع النبً ٌقٌم.
أما عنوان هذا الكتاب (المرأة العظٌمة) فهذا ما سوؾ توضحه لنا كلمة هللا
من خبلل طٌات هذا الكتاب.
()1
كما إننً أفضل أن ٌطلع القارئ والقاربة أوال على تلك القصة الجمٌلة
بحسب ما دونها لنا الوحً اإل لهً فما أجمل وما أعمق وما أعظم كلم ة هللا فبل
ٌوجد أشهى وأحب إلى القلب من أقوال هللا فكل كبلم البشر سوؾ ٌزول
أو ؼٌرها من ولٌست الكاتبة هً أول وال آخر من تكلم عن هذه المرأة
القدٌسين والقدٌسات ولكن األ فكار تتؽٌر واآلراء تتبدل وتبقً الكلمة اإللهٌة
باقٌة بل إن السماء واألرض تزوالن ولكن كلم ة هللا ال تزول وفً هذا المعنى
قال المبشر المعروؾ مودي كثٌرون ٌظنون أن الكتاب المقدس لم ٌعد ٌبلبم
عصرنا ألنه كتاب قدٌم وهذا نفس الفكر الخاطا الذي ٌعت قد أن الشمس لم
تعد صالحة الٌوم ألنها منذ قرون وال حاج ة لنا إلٌها اآل بل تكفً الكهرباء ..
أما بالنسبة لً فكما أتمسك بالشمس القدٌمة للنور والدؾء أتم سك بالكتاب
المقدس أل ن نوره ٌعطً الحٌاة دؾء المحبة وفٌض السبلم ولقد آمنت
()2
بواسطته بالرب ٌسوع المسٌح فوجدت الطرٌق والحق والحٌاة
()1
عن قاموس الكتاب المقدس.
()2
وردت بمجلة الشباب المسيحي (أبريل 1992صـ .)29
-11-
ء وأنا أضٌؾ لقول مودى بؤنه كما نتمسك بالشمس القدٌمة للنور والدؾ
نتمسك بالكتاب المقدس فانا وان أمكننً ٌوما ما أن أتخلً عن نور الشمس
القدٌمة ودفبها فلن ٌمكننً أبداًا أن أتخلً عن نور ودؾء الحٌاة فً كلمه هللا
فً الكتاب المقدس الذي هو دستور الحق وقاعدته.
وقال جون داربً
إن من عظمة سلطان كلم ة هللا أن السٌد المسٌح له كل المجد فً كل تجربة
فً رده علً الشٌطان لم ٌستخدم اكثر من عدد واحد من كلم ة هللا وقد كان
كافٌا لهزٌمة الشٌطان وإسكاته ( )1وٌذكر أن فتاه فقدت بصرها ونادت وهً
علً فراش الموت طالبه بلهفة ا لكتاب المقدس لكً تقرأ فٌه للمرة األخٌرة
وهً تعلم أنها سوؾ تفارق الحٌاة وتصل إلى األبدٌة بسبلم وقد تعلمت طرٌقة
براٌل فً القراءة( ..)2ولكن ما أن أمسكت بالكتاب ومرت بؤصابعها كعادتها
حتى شعر كل من حولها بانقباضه مفاجبة فً وجهها فقد عجزت هذه المرة
عن أن تقرأ أل ن المرض قد ّأثر علً أصابعها مما افقدها القدرة علً
اإلحساس ولكنها أطبقت الكتاب واحتضنته بحب شدٌد وقبلته بشفتٌها وهً
تقول ٌا كتابً الؽالً لن اقرأ فٌك بعد اآلن ولكنً الزلت احبك ثم ؼمرتها
فرحه مفاجبة ..لقد اكتشفت أنها الزالت تحس بشفتٌها وجاءها الحل (لم ال
تستخدم شفتٌها فً القراءة؟) وبالفعل مرت بشفتٌها علً الحروؾ البارزة فً
كتابها ووصلت الكلمات كعادتها إلى عقلها ثم إلى قلبها ورددت كم أنت حلو
أٌها الكتاب السماوي فهٌا أخً القارئ وأختً القاربة إلى كتابك المقدس الذي
انسً هذه الفتاه آالمها ورفعها فوق محنتها فالكتاب ا لمقدس كما قٌل هو دلٌل
المسافر وزمٌل السابح وسبلح المحارب ودرع المقاتل وهو تلٌسكوب اإلٌمان
ومٌكروسكوب الضمٌر ومرآة وجه المسٌح(.)3
-13-
مصػ فرجع للقابه. قدامهما ووضع العكاز علً وجه الصبً فلم ٌكن صوت وال
وأخبره قاببل لم ٌنتبه الصبً .ودخل ألٌشع البٌت وإذا بالصبً مٌت ومضطجع
الرب ثم صعد
ره .فدخل واؼلق الباب على نفسٌهما كلٌهما وصلى إلى . على سري
واضطجع فوق الصبً ووضع فمه على فمه وعٌنٌه على عٌنٌه وٌدٌه على ٌدٌه
وتمدد علٌه فسخن جسد الولد .ثم عاد وتمشى فً البٌت تارة إلى هنا وتارة إلى
هناك وصعد وتمدد علٌه فعطس الصبً سبع مرات ثم فتح الصبً عًنٌه فدعا
جٌحزي وقال اد ُع هذه الشونمٌة فدعاها ولما دخلت إلٌه قال احملً ابنك فؤتت
وسجدتلى األرض ثم حملت ابنها وخرجت ( ٕمل ٗ 8 : إ وسقطت على رجلٌه
.) ٖ7 -
(ٕ) الشونمٌة وشهادة هللا عنها - :
حٌنما ٌنظر شخص لشخص أخر نظرة تقدٌر واعجاب وٌصفه بؤنة انسانا
عظٌما ففً هذا شهادة طٌبة لذلك االنسان وتزداد عظمة الشهادة حٌن ٌضم
شخصان او اكثر صوتهم معا لمدح ذلك االنسان.
وكم تكون العظمة حٌنما تصؾ جماعة هللا ( الكنٌسة ) أخا ًا أو أختا ًا بالعظمة
ففً هذا كمال الجمال ولكن ما رأي القراء فً عظمة هذه المرأة التً ٌشهد
لها هللا بذاته فنحن نعلم ٌقٌنا ان الكتاب المقدس هو كبلم هللا بحسب قوله (كل
الكتاب هو موحى به من هللا ) ( ٕ تً ٖ .) ٔٙ :
وٌؤخذنا الروح القدس مباشرة الى القول ( وفً ذات ٌوم عبر الٌشع الى
شونم وكانت هناك امرأة عظٌمة )ٕ ( .مل ٗ .) 8 :
كما نبلحظ ان الروح القدس ٌقدم هذه المرأة دون ان ٌذكر لنا أي وصؾ
سابق لها ودون ان ٌذكر حالتها او مركزها االجتماعً او حتى مجرد اسمها
وهذا ٌعنً ان هللا ال تهمه االسماء الرنانة وال ٌوجد فً السماء حساب او
مكان للوظٌفة المرموقة او المركز االجتماعً او الشهادة العلٌا فهذه كلها
مقاٌٌس بشرٌة .ولكن مقاٌٌس هللا تختلؾ تماما عن مقاٌٌس البشر فٌقول الرب
(الن افكاري لٌست افكاركم وال طرقكم طرقً ٌقول الرب .النه كما علت
السموات عن االرض هكذا علت طرقً عن طرقكم وافكاري عن افكاركم )
(أش ٘٘.)9 ،8:
-14-
نبلحظ من خبلل كلمة هللا ان العظمة الحقٌقٌة ألي إنسان تقاس بمدى ما فً
القلب من اٌمان بوجود هللا وقدرته وخبلصه العجٌب ومحبته الفابقة له ولكل
من ٌقبل الى الرب بثقة وٌقٌن.
(سار إن اجمل شهادة ٌمكن ان تقال عن انسان هً ما قٌل عن اخنوخ
اخنوخ مع هللا) (تك ٘ )ٕٕ :وأٌضا (إذ قبل نقله شهد له بؤنه قد أ رضى هللا )
(عبٔٔ.)٘:
ان بر االنسان لٌس فً ذاته بل باٌمانه بمن ٌبرر الفاجر ولذلك ٌرد قول
الرب فً سفر العبرانٌٌن االصحاح الحادي عشر بعد الشهادة التً شهدها
الروح القدس عن اخنوخ ( ولكن بدون اٌمان ال ٌمكن ارضاإه النه ٌجب ان
الذي ٌاتً الى هللا ٌإمن بؤنه موجود وانه ٌجازي الذٌن ٌطلبونه ) ( عب ٔٔ :
.) ٙ
-16-
فؤي عظمة ٌا ترى تلك التً بلؽتها هذه المرأة العظٌمة بحق فهً عظٌمة فً
اٌمانها ( )1وعظٌمة فً معرفتها ( )2بالحق وعظٌمة فً سلوكها وتصرفها .
()3
فاإلٌمان المسٌحً ال ٌتم بالحفظ النظري العقلً ألقوال هللا بل بالحفظ القلبً
العلمً ولذلك فقد سجل لنا الوحى المقدس . ولٌس بالدرس النظري بل بالسلوك
هذه القصة لتقؾ ش اهداًا على مر العصور واالجٌال بعظمة تلك المرأة بل
بعظمة نعمة هللا فٌها.
إن قلوب المإمنٌن ستذوب حبا وتقدٌراًا وإجبلال .لذلك القدوس البار الذي
أعطاهم هذا المركز السامً العجٌب فالواقع ٌإكد أن عظمة تلك المرأة لٌست
فً ذاتها بل فً ؼنى عمل النعمة فٌها فنحن نعلم أن اإلنسان كل إنسان بحسب
الطبٌعة البشرٌة مولود بالخطٌة حسب قول مرنم إسرابٌل الحلو ( هاأنذا باإل ثم
صورت وبالخطٌة حبلت بً أمً) ( مز ٔ٘ )٘ :
ًا
بل إن الكتاب المقدس ٌنعت جمٌع البشر بالقول (لٌس بارا وال واحد لٌس من
ٌفهم من ٌطلب هللا الجمٌع زاؼوا وفسدوا معا لٌس من يعمل صبلحا ًا لٌس وال
واحد) (روٖ)ٕٔ-ٔٓ:
إذن من أٌن أتى هإالء العظماء؟
ان الذي ٌاتً إلً هللا ٌإمن انه موجود وانه ٌجازي الذٌن ٌطلبونه وانه قد
اعد خبلصا وؼفرانا ابدٌا كامبل لكل من ٌقبله مخلصا وفادٌا شخصٌا ُ له
فتمحى خطاٌاه وآثامه وٌصٌر انسانا ًا جدٌدا ُ حسب قول هللا ( إن كان أحد فً
المسٌح فهو خلٌقة جدٌده األشٌاء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جدٌداًا
ولكن الكل من هللا الذي صالحنا لنفسه بٌسوع المسٌح ) (ٕكوه )ٔ8 ،ٔ7 :
فان كل انسان لم ٌؤت إلى المسٌح ٌعتبر مازال مرتبطا بآدم راس الخلٌقة
الساقطة اما كل المإمنٌن الذٌن قبلو ا خبلص المسٌح فقد اصبحوا مرتبطٌن
()1
بالمسٌح فً السماء الذي هو راس الخلٌقة الجدٌدة.
-18-
ٌنتظرون شٌبا ًا مقابل هذه المحبة الن أساسها محبة الفادي الذي احبنا فضبلًا
وبذل نفسه ألجلنا وكم من آٌات مباركة وردت فً كلمة هللا عن المحبة .بل أن
هللا ٌإكد لنا أن المحبة هلل وألوالده ولكل البشر من جانب المإمن هً فً حد
ذاتها اعظم من كل شا .إن المإمن الناجح روحٌا ٌعبد هللا ال خوفا من عقابه
وال حبا فً ثوابه ولكن حبا به شخصٌا كما ٌحب الناس حبا ًا بالرب فٌحبهم فً
ذلك المحب وهذه هً المحبة التً ٌعظمها الرب حتى عن اإلٌمان والرجاء
فاإلٌمان سوؾ ٌبطل حٌن نراه بالعٌان والرجاء سوؾ ٌتحقق فً األبدٌة فبل
ٌكون بعد رجاء بل حقٌقة نتمتع بها إلى دهر الدهور أما المحبة فإنها سوؾ
تبقى بقاء هللا نفسه.
وفً هذا ٌقول الرسول بولس فً رسالته إلى أهل كورنثوس
()1
( آما اآلن فٌثبت اإلٌمان والرجاء والمحبة هذه الثبلثة ولكن أعظمه ن المحبة)
(اكؤٖ)ٖٔ:
ًا
ان قول الكتاب عن الشونمٌة (… فؤمسكته لٌؤكل خبزا .وكان كلما عبر
ٌمٌل إلى هناك لٌؤكل خبزاًا … ).
لقد ظهرت محبة هذه المرأة إللٌشع رجل هللا الذي ٌرمز للمسٌح وهذا ما
سوؾ نوضحه فٌما بعد وهً بذلك تعبر بصورة فعلٌة عما عبر عنه الرسول
ٌوحنا ( نحن نحبه النه هو احبنا اوال ) ( ٌٔو ٗ )ٔ9 :إن محبتها لٌست
بالكبلم وال باللسان بل بالعمل والحق.
ٌذكر لنا الكتاب المقدس اخت فاضلة من االخوات القدٌسات وهً لٌدٌة بابعة
االرجوان التً وردت قصتها فً سفر اعمال الرسل فحٌن تكلم بولس ٌذكر
لنا الوحً ذلك القول ( فكانت تسمع امرأة اسمها لٌدٌة بابعة إرجوان من مدٌنة
()2
ثٌاترا متعبده هلل
13 ()1لالفادة واالستزادة يمكن الرجوع إلي رسالة كورنثوس األولي اصحاح
( اصحاح المحبة )
( )2سنعود مرة أخري لشرح ىذه النقطة
-19-
(ففتح الرب قلبها لتصؽً إلى ما كان ٌقوله بولس فلما اعتمدت هً وأهل
بٌتها طلبت قابلة ان كنتم قد حكمتم أنً مإمنة بالرب فادخلوا بٌتً وامكثوا
( أع .)ٔٗ،ٔ٘: ٔٙ فالزمتنا )
نعم ألزمتهم بالدخول إلً بٌتها إلكرامهم ألنها أحبت الرب فؤحبتهم فٌه ألنهم
أوالده وخدامه االتقٌاء وهكذا كل القدٌسٌن والقدٌسات ٌجب ان تكون بٌوتهم
مفتوحة ألوالد هللا.
ان بٌت الشونمٌة فً شونم هو مكان راحة الٌشع رجل هللا فهل بٌوتنا مفتوحة
وتعد مكان راحة للقدٌسٌن أم أن مشاؼل الحٌاة جعلتنا ننسى هذه الحقٌقة؟
ان دخول القدٌسٌن بٌوتنا هو عبلمة بركة بل هو امتٌاز لنا حقا كما انه
اٌضا مصحوب بوعود صادقة وأمٌنة من الرب لكل من ٌضٌؾ القدٌسٌن ببل
دمدم ة .ألنه مكتوب( كونوا مضٌفٌن بعضكم بعضا ُ ببل دمدمة) ( ٔبطٗ.)9 :
ورد فً سفر التكوٌن عن إبراهٌم ( وظهر له الرب عند بلوطات ( )1ممرا
وهو جالس فً باب الخٌمة وقت حر النهار .فرفع عٌنٌه ونظر وإذا ثبلثة
رجال واقفون لدٌه ( )2فلما نظر ركض الستقبالهم من باب الخٌمة وسجد إلى
األرض وقال ٌا سٌد إن كنت قد وجدت نعمة فً عٌنٌك فبل تتجاوز عبدك
لٌإخذ قلٌل ماء واؼسلوا أرجلكم واتكبوا تحت الشجرة فآخذ كسرة خبز
فتسندون قلوبكم ثم تجتازون ألنكم قد مررتم على عبدكم فقالوا هكذا تفعل كما
تكلمت فؤسرع إبراهٌم إلً الخٌمة إلً سارة وقال أسرعً بثبل ث كٌبلت دقٌقا
سمٌذا اعجنً واصنعً خبز مله .ثم ركض إبراهٌم إلى البقر وأخذ عجبلًا
رخصا وجٌداًا وأعطاه للؽبلم فؤسرع لٌعمله ثم أخذ زبدا ولبنا والعجل الذي
عمله ووضعها قدامهم وإذ كان هو وافقا لدٌهم تحت الشجرة وأكلوا .وقالوا له
اٌن سارة امرأتك فقال ها هً فً الخٌمة .فقال أنً ارجع إلٌك نحو زمان
الحٌاة وٌكون لسارة امرأتك ابن ) ( تك )9- ٔ: ٔ8
( )1ىو مشهد احدي ظهورات الرب لو المجد في العهد القديم لقديسو
( )2الثالثة ىم الرب وم الكان وفي ذلك ظل سابق لما كان تمهيداُ ان يتم في وقتو بمجيء
المسيح بالجسد كانسان ( أنظر د .جرانت سفر التكوين في ضوء العهد الجديد 1982صـ140
-20-
إسحاق وفً فقد كانت البركة إلبراهٌم و أعطى الوعد المبارك بوالدة
الرسالة الى العبرانٌٌن ٌعلمنا الوحً قاببل ( لتثبت المحبة االخوٌة ال تنسوا
) ( عب ٔ: إضافة الؽرباء الن بها اضاؾ اناس مبلبكة وهم ال ٌدرون
ٕ)ٔ،
ان بٌوت المإمنٌن ٌجب أن تفتح ابوابها الضافة القدٌسٌن ورجال هللا ألنها ملكا
للرب والقدٌسٌن أوالد هللا والن من قبل مإمنا باسم الرب فكؤنه قبل الرب ذاته.
فقد قال الرب ( من ٌقبلكم ٌقبلنً ومن ٌقبلنً ٌقبل الذي ارسلنً ومن ٌقبل نبٌا
ب فاجر بار ٌاخذ ومن سقى احد باسم نبً فؤجر نبً ٌؤخذ ومن ٌقبل باراًا باسم ار
أجره
هإالء الصؽار كؤس ماء بارد فقط باسم تلمٌذ فالحق اقول لكم انه ال ٌضٌع )
( مت ٓٔ .)ٖٗ- ٗٓ:
وربما اكون قد اطلت الحدٌث عن هذا األمر ألننا فً الواقع نحتاج أن نتعلم
من أبطال االٌمان مثل هذه المرأة العظٌمة التً لم تكن اضافتها إللًشع مجرد
إضافة وقتٌة عابرة لكنها اضافة ؼٌر عادٌة فكون رجل هللا ٌجد راحة فً هذا
البٌت لعمق محبة هذه األخت الفاضلة التقٌة التً ٌوضحها لنا الوحً فً العدد
العاشر قولها لرجلها :
( فلنعمل عُلًاٌه على الحابط صؽٌرة ونضع له هناك سرٌرا وخوانا وكرسٌا
ًا
ومنارة حتى إذا جاء الٌنا ٌمٌل إلٌها ) (ٕمل ٗ)ٔٓ :
أي حجرة بها سرٌر ودوالب وكرسً واضاءة فٌاله من اكرام فقد اعدت
إللٌشع ؼرفة كاملة مجهزة بل تركتها له خصٌصا ًا.
أال نتعلم كجماعة مإمنٌن من هذه االخت الفاضلة .أال نخجل إذا ما قسنا
أجرإ فؤقول ربما كان أحوالنا الحالٌة وقلة اضافتنا للقدٌسٌن ؟ بل اننً
ضٌوفنا فً هذا الٌوم لٌسوا على االطبلق ممن ٌعرفون هللا بحق فنحن
نستضٌؾ اصحاب المصلحة أو نستضٌؾ كل الناس وربما ال ٌدخل بٌوتنا
أحد من رجال هللا ألٌس هذا فً حد ذاته خطٌة بل عار على المسٌحٌة فاٌن
محبتنا بعضنا لبعض أن هللا ٌؤمرنا بقوله (طهرو ا نفوسكم فً طاعة الحق
بالروح للمحبة االخوٌة العدٌمة الرٌاء فاحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر
بشدة ) ( ابط ٔ)ٕٕ :
وهذه المحبة لٌست بالكبلم فقط بل ٌجب ان تظهر وتترجم فً صورة عملٌة
لذلك ٌكتب الرسول ٌوحنا فً رسالته األول ى(ٌا أوالدي ال نحب بالكبلم وال
-21-
باللسان بل با لعمل والحق وبهذا نعرؾ اننا من الحق ونسكن قلوبنا
قدامه)(ٌٔوٖ)ٔ9-ٔ8:
-25-
ودنا الى ونرى ان الٌشع ظل باهت لشخص الرب له كل المجد وهذا ٌق
االجابة عن سإال هام مإداه :
ما هً الجوانب الرمزٌة فً شخص الٌشع والتً تشٌر الى شخص الرب له
كل المجد ؟
نجد ان الٌشع رجل هللا الذي كان ٌعمل فً خدمة إٌلٌا رجل هللا اٌضا قد تمتع
بؽفران هللا وستر خطاٌاه باالٌمان أما الرب ٌسوع المسٌح له كل المجد فهو
هللا الظاهر فً الجسد.
وان كان الٌشع كما سبق القول عندما دعاه إٌلٌا لخدمته احتج ب أبٌه و أمه
ولكن ما ابعد كماالت ربنا ٌسوع المسٌح الذي لما حضر عرس قانا الجلٌل
حسب قول الكتاب ( كان عرس فً قانا الجلٌل وكانت ام ٌسوع هناك .ودعى
اٌضا ٌسوع وتبلمٌذه الى العرس .ولما فرغت الخمر قالت ام ٌسوع لٌس لهم
خمر قال لها ٌسوع مالً ولك ٌا امرأة لم تؤت ساعتً بعد ) ( ٌوحنا ٕ ) ٗ:
وهو المكتوب عنه ( حٌنبذ قلت هاأنذا أجا بدرج الكتاب مكتوب عنً ان
افعل مشٌبتك ٌا الهً سررت وشرٌعتك فً وسط احشابً ) ( مز ٓٗ ، 7 :
.) 8
وأما عن اسم ألٌشع فمعناه هللا ٌخلص.
لكن الرب ٌسوع المسٌح له كل المجد فهو هللا ذاته وهو المخلص فقد قال
المبلك لٌوسؾ خطٌب العذراء ( ٌا ٌوسؾ ابن داود ال تخؾ ان تؤخذ مرٌم
امرأتك الن الذي حبل به فٌها هو من الروح القدس فستلد ابنا وتدعو اسمه
ٌسوع النه ٌخلص شعبه من خطاٌاهم ) ( فً ٔ .) ٕٔ ، ٕٓ :
وقال المبلك للرعاة الذٌن كانون ٌحرسون رعٌتهم باللٌل ( واذا مبلك الرب
وقؾ بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظٌما فقال لهم المبلك ال
تخافوا ها انا أبشركم بفرح عظٌم ٌكون لجمٌع الشعب إنه ولد لكم الٌوم فً
مدٌنة داود مخلص هو المسٌح الرب ) ( لو ٕ )ٔٔ-9 :وهو القابل عن نفسه
وقوله الحق -:
( أنا أنا الرب ولٌس ؼٌري مخلص ) ( أشٕٗ )ٔٔ:
وشهد الروح القدس عنه قاببل :
( ولٌس بؤحد ؼٌره الخبلص ) ( أعٗ )ٕٔ :
-26-
ومن جانب آخر فقد تمٌزت خدمة الٌشع بالقوة والنعمة وهذه القوة قد نالها
الٌشع من هللا فهً لٌست فً ذاته بل أعط ٌت له بالسجود طوٌبلًا فً محضر
هللا فقد قال الرب (إدعنً فؤجٌبك و أخبرك بعظابم وعوابص لم تعرفها ) ( أر
ٖٖ )ٖ :
قال أحدهم -:
ان الركب الساجدة أقوى كثٌراًا من الجٌوش الزاحفة.
وقال أٌضا أحد القدٌسٌن كان ٌحس أن الٌوم الذي ال ٌقضً فٌه ساعتٌن أمام
هللا ٌوم ضابع م ن حٌاته.
وقٌل أٌضا أن المسٌحٌٌن الحقٌقٌٌن ٌدٌرون توازن القوي فً العالم من خبلل
()1
الصبلة
وقال ٌوحنا وسلً :
أنه ٌجب ان ٌقضً خادم الكلمة أربع ساعات ٌومٌا فً الصبلة.
والشك ان الٌشع كان رجل صبلة ألنه خادم هللا وخدمته كانت ناجحة فكل
مإمن حقٌقً فً حاجة إلً الصبلة وبصفة خاصة خادم هللا سواء كان مبشراًا
أو معلما ًا أو راعٌا فهو ٌحتاج لقوة روحٌة لمواجهة صعوبات الخدمة وهذه
القوة ببساطة شدٌدة معناها أن ٌكون هللا فً كلمته وبالصبلة الحارة تصبح هذه
القوة مبلزمة للكرازة وهذه القوة ال تؤتً إلً خادم هللا فً مكتبه بل فً
مخدعه.
قال أحدهم:
هل ٌستطٌع خادم الكلمة أن ٌعالج النفس بالراحة والتعب والضٌق بالفرج؟
كبل لكن هللا ٌفعل ذلك بٌنما الخدام على ركبهم ٌسؤلون وٌطلبون ألن القلوب
التً دنستها الخطٌة والقوى التً عرقلها الشٌطان تحتاج الى عمل إلهً
واقتناع داخلً فً القلب وهذا ال ٌملكه الخادم بل هللا ولذلك ٌعلمنا الكتاب قاببل
( ال بكبلم الحكمة االنسانٌة المقنع بل ببرهان الروح والقوة .لكً ال ٌكون
اٌمانكم بحكم ة الناس بل بقوة هللا) ( ٕكو ٕ )٘ ،ٗ:
وقول الرب أٌضا ًا ( ..ال بالقدرة وال بالقوة بل بروحً قال رب الجنود ) (زك
ٗ )ٙ :
ثانية 1998صـ162
البشائرالجزء األول طبعة )
( )1لألخ صليب عبد السيد في كتابو المسيح في (
( )2قالها األخ يوسف رياض في إحدى تأمالتو في برنامج خبز الحياة بإذاعة حول العالم
( )3يمكن الرجوع إلي موضوع خطو اهلل في حياة المؤمن
-28-
(اطلب ماذا افعل لك قبل أن أإخذ منك فقال الٌشع لٌكن نصٌب ا ثنٌن من
روحك علىّ فقال صعّبت السإال .فان رأٌتنً أإخذ منك ٌكون لك كذلك وإال
فبل ٌكون .وفٌما هما ٌسٌران وٌتكلمان إذا مركب ة من نار وخٌل من نار
فصلت بٌنهما فصعد إٌلٌا فً العاصفة إلى السماء فكان الٌشع ٌرى وهو
ٌصرخ ٌا أبً ٌا أبً مركبة إسرابٌل وفرسانها ولم ٌره بع د .فؤمسك ثٌابه
ومزقها قطعتٌن .ورفع رداء إٌلٌا الذي سقط عنه ورجع ووقؾ على شاطا
األردن .فؤخذ رداء إٌلٌا الذي سقط عنه وضرب الماء وقال أٌن هو الرب اله
إٌلٌا ثم ضرب أٌضا فانفلق إلى هنا وهناك فعبر الٌشع .ولما رآه بنو األنبٌاء
الذٌن فً أرٌحا قبالته ( )1قالوا قد استقرت روح اٌلٌا على الٌشع فجاءوا للقابه
وسجدوا له إلى األرض) ( ٕمل ٕ)ٔ٘-9 :
الرمز الختطاؾ الكنٌسة المقدسة فً المسٌح
وٌشٌر صعود اٌلٌا فً المركبة النارٌة إلً السماء قول الوحً
( ولم ٌره بعد ) واذكر ما قاله الوحً أٌضا عن شخص آخر من رجال هللا
األتقٌاء فً العهد القدٌم وهو اخنوخ الذي ذكره فً رسالة العبرانٌٌن (باإلٌمان
نقل اخنوخ لكً ال ٌرى الموت ولم ٌوجد الن هللا نقله إذا قبل نقله شهد له بؤنه
قد أرضى هللا ) ( عب ٔٔ.)٘ :
وفى هذٌن الرجلٌن اٌلٌا و اخنوخ نرى تصوٌرا الختطاؾ الكنٌسة المفدٌة عند مجىء
المقدس الس فسوؾ ٌتم هذا االختطاؾ حسب قول الكتاب . المسٌح الثانً من ماء.
(هوذا سر أقوله لكم ال نرقد كلنا ولكننا كلنا نتؽٌر فً لحظة فً طرفة عٌن
عند سماع البوق األخٌر .فانه سٌبوق فٌقام األموات عدٌمً فساد ونحن نتؽٌر
الن هذا الفاسد البد أن ٌلبس عدم فساد وهذا المابت ٌلبس عدم موت .ومتى
لبس هذا الفاسد عدم فساد و يلبس هذا المابت عدم موت فحٌنبذ تصٌر الكلمة
ؼلب (اكو٘ٔ)٘٘-٘ٔ : المكتوبة أُبتلع الموت إلً ة )
وٌقصد الوحً المقدس باألموات عدٌمً فساد أي الفساد الذي حدث فً أجسامهم
بالتحلل نتٌجة الموت فسوؾ ٌعطٌهم الرب جسداًا ممجداًا خالٌا من كل فساد إذهو
قادر على كل شا والمابت الذي ٌلبس عدم موت هو أجساد األحٌاء التً هً عرضه
لؤلمراض والموت فسوؾ ال ٌكون للموت سلطان علٌهم فٌما .بعد
-30-
والكلمة التً نطق بها ٌوحنا البشٌر وؼٌره من سابر االنبٌاء والرسل ال تفٌد
اللفظ فقط واال لقال كانت الكلمة ولكنه ٌشٌر إلً شخص مع لوم ذ و وجود
أزلى ابدي (المسٌح ابن هللا األزلً) وكلمة فً البدء تشٌر إلً ذلك البدء الذي
ال بدء له أي األزل السحٌق ولذلك ٌقول ٌوحنا بروح هللا عن شخص المسٌح
الممجد (كان فً العالم وكون العالم به ولم ٌعرفه العالم) (ٌؤ.)ٔٓ :
أي انه الخالق لكل األشٌاء لذلك ٌقول ا لروح القدس ( كل شا به كان وبؽٌره
لم ٌكن شا مما كان ) ( ٌو ٔ)ٖ :
نعم ان الكلمة الحً ( ابن هللا االزلً االبدي ) هو موضوع ومركز الكلمة
المكتوبة( )1لذلك ٌقول روح هللا ( الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأٌناه
بعٌوننا الذي شاهدناه ولمسته أٌدٌنا من جهة كلمة الحٌاة) ( ٌٔو ٔ.)ٔ:
أي انه هو نفسه الكلمة األزلً األبدي هو هو الكلمة المتجسد فحٌنما جاء إلى
عالمنا بالجسد مولداًا من العذراء المطلوبة مرٌم قٌل عنه بالروح القدس(والكلمة
صار جسدا وحل بٌننا ورأٌنا مجده مجداًا كما لوحٌد من اآلب مملوءاًا نعمة )
وحقا
(ٌؤ.)ٔٗ :
المقدس أي انه فً الوقت المعٌن جاء بالجسد فً صورة إنسان حسب قول الكتاب .
(ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل هللا ابنه مولوداًا من امرأة مولوداًا تحت
الناموس لٌفتدي الذٌن تحت الناموس) (ؼلٗٗ:و٘)
وفً سفر التكوٌن نجد إشارة لعمل المسٌح الكامل على الصلٌب بجانب ما نراه
المجد كما سبق القول نجد أٌضا) فً آدم من ظل آلدم األخٌر(شخص المسٌح له
فً صنع هللا آلدم وحواء (بعد سقوطها فً الخطٌة أقمصة من جلد والبسهما )
فهذا الجلد جاء من ذبٌحة والذبٌحة تشٌر إلى الدم والفداء لم ٌتم بالكامل آلدم
ونسله من بعده إال فً صلٌب المسٌح له كل المجد فاهلل العالم بكل شا قد رأى
النهاٌة من البداٌة واعد خبلصا كامبل فً ابنه الحبٌب الذي قال عنه ٌوحنا
العالم(ٌؤ)ٕ9:
المعمدان بروح هللا(.هوذا حمل هللا الذي ٌرفع خطٌة )
وفً عتاب هللا آلدم وحواء وفً عقابة للحٌة بعد سقوطهما فً الخطٌة باألكل من
الشجرة المنهً عنها نجد قول هللا للحٌة (فقال الرب اإلله للحًة ألنك فعلت هذا
ملعونة أنت من جمٌع البهابم ومن جمٌع وحوش البرٌة على بطنك تسعٌن وترابا
( )1يمكن للقارئ الرجوع إلى سفر التكوين وقراءة اإلصحاحات 8،7،6كاملة لمعرفة قصة
الفلك ونجاة نوح واسرتو ( ثماني انفس فقط)
-32-
وقد جاء الٌوم المعٌن الذي خرج فٌه ٌوسؾ من السجن وصار ملكا متوجا ًا
متسلطا على كل أرض مصر وفً هذا اٌضا رمز لربنا ٌسوع المسٌح
المرفوض من العالم اآلن ولكن سوؾ ٌؤتً الٌوم الذي ٌملك فٌه على العالم
وتخضع له كل الخلٌقة وهكذا نرى فً ٌوسؾ أقرب مثال لشخص ربنا ٌسوع
المسٌح ولكن نرى انه ظل باهت خفٌؾ ورمز لذلك القدوس الكام ل مع الفارق
واإلنسان
. الكبٌر بٌن المخلوق والخالق وبٌن السٌد والعبد وبٌن هللا
وهكذا نرى سفر التكوٌن الذي هو سفر البداٌات ٌحدثنا كله جمل ة وتفصٌبل
عن شخص المسٌح.
(ٔ) بعض الرموز والظبلل التً وردت فً سفر الخروج -:
دٌة فرعون نرى فً موسى رجل هللا الذي انقذ شعب اسرابٌل من عبو
وقادهم فً البرٌة أربعٌن سنة وعبر بهم بحر سوؾ (البحر األحمر ) رمزا
لربنا ومخلصنا ٌسوع المسٌح الذي خلصنا من كل خطً ة وعبر بنا بحر
الموت والدٌنونة الرهٌبة.
كما نرى اٌضا فً خروؾ الفصح الذي ٌرمز بكل جبلء ووضوح لذلك
الحمل الودٌع الذي ٌرفع خطٌة العالم ( خ روج ٕٔ )ٔٗ-ٔ :وٌقول الرسول
بولس بالروح القدس ( ألن فصحنا المسٌح قد ذبح ألجلنا ) ( ٔكو ٘.)7 :
جمل وتفصٌبل ٌشٌر ونرى فً الم سكن أو خٌمة االجتماع ان كل ما جاء بها ة
إلً المسٌح الذي فٌه وبه ٌلتقً هللا باالنسان .وٌذكر ٌوحنا الرسول ذلك بالقول
والكلمة صار جسداًا " رمزاًا للخٌمة " وحل بٌننا "أي خٌم بٌننا " ورأٌنا
مجده مجدا كما لوحٌد من األب مملوءاًا نعمة وحقا ( ٌؤ.)ٖٔ :
(ٕ) ما جاء من رموز فً سفر البلوٌٌن -:
نرى الذبابح والقرابٌن وكلها مجتمعة معا تشٌر إلً أعظم واقدس وأكمل
ذبٌحة الفادي المسٌح ففً موته الكفاري على الصلً ب فداء لكل الجنس
البشري ( كل من ٌإمن به ) والفداء أو الستر تم لمإمنً العهدٌن القدٌم
والجدٌد بدم المسٌح.
وربما ٌقول قابل أن اآلباء األقدمٌن كانوا ٌتبررون بالذبابح
( الثٌران -الؽنم ...الخ ) ولكن هذه الذبابح كانت رموز فبٌنما كانت عٌون
مإمنً العهد القدٌم مس تقرة على موت الذبابح الحٌوانٌة كانت عٌنا اآلب
السماوى مستقرة لحسابهم على موت ابنه الحبٌب فهم كانوا ٌنظرون إلً
-33-
( انه ال الرمز أما اآلب المحب فكان ٌنظر إلى المرموز إلٌه ولذلك ٌقول
ٌمكن إن دم ثٌران وتٌوس ٌرفع الخطاٌا) ( عب ٓٔ.)ٗ :
وأما عن مخلصنا تبارك اسمه ؾٌقول الروح القدس ( وألجل هذا هو وسٌط
عهد جدٌد لكً ٌكون المدعوون إذا صار موت لفداء التعدٌات التً فً العهد
األول ٌنالون وعد المٌراث االبدي ) ( عب )ٔ٘ :9
وٌقول الرسول بولس فً رسالته إلى أهل رومٌة ( متبررٌن مجانا بنعمته
بالفداء الذي بٌسوع المسٌح الذي قدمه هللا كفارة باإلٌمان بدمه إلظهار بره من
اجل الصفح عن الخطاٌا السالفة بإمهال هللا إلظهار بره فً الزمان الحاضر
لٌكون بارا وٌبرر من هو من اإلٌمان بٌسوع ) ( رو ٖ .) ٕٙ - ٕٗ :
وٌإكد الروح القدس بالقول (عالمٌن أنكم افتدٌتم ال بؤشٌاء تفن ى بفضة أو
ذهب من سٌرتكم الباطلة التً تقلدتموها من اآلباء بل بدم كرٌم كما من حمل
ببل عٌب وال دنس دم المسٌح معروفا سابقا قبل تؤسٌس العالم .ولكن قد أُظهر
فً األزمنة األخٌرة من أجلكم ) ( ابط ٔ ) ٕٓ-ٔ8 :فإلى موت المسٌح وحد ه
أبدٌا ًا لذلك ٌقو ل ٌرجع الفضل كل الفضل فً قبول قدٌسً العهدٌن قبوالًا
الروح القدس ( بقربان واحد قد اكمل إلى األبد المقدسٌن ) (عب ٔ.) ٔٗ :
(ٖ) بعض الرموز والظبلل التً وردت فً سفر العدد -:
( فً االصحاح التاسع ) نجد امر هللا لموسى بتقدٌم خروؾ الفصح
وخروؾ الفصح هنا ٌرمز للرب ٌسوع المسٌح الذي تم فٌه القول...
(ولكنه اآلن قد اظهر مرة عند انقضاء الدهور لٌبطل الخطٌة بذبٌحة نفسه )
(عب.)ٕٙ :9
وٌقول الرسول بولس الهل افسس :
قربانا وذبٌحة رابحة(واسلكوا فً المحبة كما احبنا المسٌح اٌضا واسلم نفسه ألجلنا
طٌبة) (أؾ٘)ٕ:
وأٌضا ما جاء فً االصحاح الحادي والعشرون من نفس السفر حٌن لدؼت
الحٌات المحرقة الشعب ومات كثٌرون من اسرابٌل وجاء كثٌرون منهم الً
موسى وطلبوا منه الصبلة وصلً إلى هللا فؤمر الرب قاببل :
محرق وضعها علً راية فكل من لدغ ة حً
( فقال الرب لموسى اصنع لك ة
الراي فكان متى
ة ونظر الٌها ٌحٌا فصنع موسى حٌة من نحاس ووضعها علً
-34-
حً النحاس ٌحٌا ) ( عد ٕٔ ) 8،9 :وهذا ما تم لدؼت حٌة انسانا ونظر إلى ة
فً موت المخلص العجٌب وحسب ما ورد فً انجٌل ٌوحنا.
( وكما رفع موسى الحٌة فً البرٌة هكذا ٌنبؽً ان ٌرفع ابن االنسان لكً ال
الحًة األبدٌة ) ( ٌو ٖ)ٔ٘.ٔٗ :ٌهلك كل من ٌإمن به بل تكون له ا
ولعل ما ورد بانجٌل ٌوحنا قد اوضح لنا تحقٌق ذلك األمر كامبل بكل جبلء
ووضوح فالحٌة النحاسٌة ترمز لشخص الرب تبارك اسمه فان كانت النظرة
قدٌما الً الحٌة النحاسٌة تعطً الحٌاة لمن لدؼته الحٌة فهً إشارة لخبلص
خشب الصلٌب وهو تبارك اسمه الذي قال ة هللا بواسطة ابن هللا الذي علق على
عن نفسه بروح النبوة اٌضا.
) (التفتوا إلىّ واخلصوا ٌا جمٌع أقاصً األرض ألنً أنا هللا ولٌس أخر
(اش٘ٗ )ٕٕ:فكل من ٌرفع قلبه لذلك المصلوب ٌنال باسمة ؼفران الخطاٌا
وٌنجو بدمه من الدٌنونه الرهٌبة حسب قول ٌوحنا بالروح القدس.
( الذي ٌإمن به ال ٌدان والذي ال ٌإمن قد دٌن ) ( ٌو ٖ) ٔ8 :
وأٌضا فً اإلصحاح الخامس والثبلثٌن من نفس السفر نجد مدن الملجؤ ونجد
الوصٌة بان كل من قتل نفسا سهوا وهرب الً مدن الملجؤ فانه ٌنجو من حكم
الموت وهً اٌضا إشارة لذلك الملجؤ االمٌن والحصن الحصٌن لكل من ٌقبل
الٌه حسب قوله(.من ٌقبل إلىّ ال أخرجه خارجا ) (ٌو ) ٖ7 : ٙ
وهو المكتوب عنه ( :هللا فً قصورها ٌعرؾ ملجؤ ) (مز )ٖ: ٗ8
ولذلك ٌهتؾ كل من لجؤ للرب قاببل مع المرنم :
( الرب حصن حٌاتً ممن ارتعب ) ( مز ) ٔ: ٕ7
انه ملجؤ الخطاة وطرٌق النجاة للهالكٌن ومصدر الحمى للمإمنٌن.
(ٗ) بعض الرموز والظبلل التً وردت فً األسفار الشعرٌة -:
وهً سفر المزامٌر واألمثال وسفر الجامعة ونشٌد اإلنشاد فقد ٌقول البعض
ممن ال ٌدرسون كلم ة هللا وان كانوا ٌدرسونها فلٌس باإلتضاع المطلوب عند
قراءة كلمة هللا ولذلك ألنهم ٌظنون أن العهد القدٌم ال ٌقدم لنا بصورة واضحة
لفظ ابن هللا والً هإالء اذكر علً سبٌل المثال ولٌس الحصر ما جاء فً سفر
المزامٌر.
( إنً اخبر من جهة قضاء الرب قال لً انت ابنً انا الٌوم ولدتك اسؤلنً
فاعطٌك األمم مٌراثا لك واقاصً االرض ملكا لك ) ( مز ٕ ) 7،8 :
-35-
واٌضا فً قوله ( قبلوا االبن لببل ٌؽضب فتبٌدوا من الطرٌق النه عن قلٌل
ؼضب .طوبى لجمٌع المتكلٌن علٌه) ( مز ٕ .) ٕٔ:
ه ٌتقد
وٌقول داود بروح النبوة مسوقا بروح هللا ( قال الرب لربً اجلس عن ٌمٌنً
حتى أضع أعداءك موطبا لقدمٌك ) ( مز ٓٔٔ .) ٔ:
وفً سفر االمثال ( من صعد الً السموات ونزل .من جمع الرٌح فً
حفنتٌه .من صر المٌاه فً ثوب .من ثبت جمٌع اطراؾ االرض .ما اسمه وما
اسم ابنه إن عرفت ( ام ٖٓ .) ٗ:
وماذا أقول عما ورد فً سفر المزامٌر عن موت واآلم ذلك المخلص
العجٌب ففً مزمور ( ) 22الذي ٌبدأ بالقول :
(إلهً إلهً لماذا تركتنً بعٌدا عن خبلصً عن كبلم زفٌري ) وهذه هً
الصرخة األلٌمة التً صرخها الرب علً الصلٌب ففً بشارة مرقس الرسول
ورد هذا القول العجٌب إتماما لتلك النبوة الصادقة(وفً الساعة التاسعة صرخ
ٌسوع بصوت عظٌم قاببل الوي الوي لما شبقتنً الذي تفسٌره إلهً إلهً لماذا
تركتنً) (مر٘ٔ)ٕٗ:
وفً عددي 7،6من مزمور ٌ 22قول ( اما انا فدودة ال انسان عار ع ند
ه البشر ومحتقر الشعب كل الذٌن ٌروننً ٌستهزبون بً ٌفؽرون الشفا
وٌنػضون الرأس قابلٌن اتكل علً الرب فلٌنجه لٌنقذه ألنه سر به ) ( مز ٕٕ
.) 8، 7 :
ومن عدد 14الً عدد : 18
( كالماء انسكبت .انفصلت كل عظامً .صار قلبً كالشمع قد ذاب فً وسط
أمعابً ٌ .بست مثل شقفة ق وتً ولصق لسانً بحنكً والً تراب الموت
تضعنً .ألنه قد أحاطت بً كبلب جماع ة من األشرار إكتنفنً .ثقبوا ٌدي
ورجلً أحصى كل عظامً .وهم ٌنظرون وٌتفرسون فً ٌقسمون ثٌابً بٌنهم
وعلً لباسً ٌقترعون) ( مز ٕٕ.) ٔ8 - ٔٗ :
وكل هذه النبوات بل كل هذه اآلالم التً قالها الروح القدس بفم داود النبً
كانت تشٌر الً االم الصلٌب التً تمت كلها فً شخص ذلك المحب العجٌب
وبٌن داود والمسٌح بحسب الزمان حوالً الؾ سنة ولكن الكاتب او الموحى
بهذا الكبلم هو روح هللا الذي لٌس عنده ماضً وال حاضر وال مستقبل بل كل
لدي وقد تمت هذه األقوال كلها فً شخص ذلك القدوس شا معروؾ وحاضر ه
-36-
البار والمحب العجٌب الذي قبل بكل حب واختٌار أن ٌموت عنا مٌته المهانة
والعار ٌاله من أمر فٌه العقل ٌحار فمن ٌرجع إلى البشابر األربعة متى ، 27
مرقس ، 15لوقاٌ ،23وحنا ٌ ، 19قرأ عن تحقٌق هذه النبوات.
واذكر على سبٌل المثال ما جاء بإ نجٌل ٌوحنا ( إصحاح ( )ٕٖ،ٕٗ :ٔ9
ثم أن العسكر لما كانوا قد صلبوا ٌسوع أخذوا ثٌابه وجعلوها أربعة أقسام لكل
عسكري قسما واخذوا القمٌص أٌضا وكان القمٌص بؽٌر خٌاطة منسوجا كله
من فوق .فقال بعضهم لبعض ال نشقه بل نقترع علٌه لمن ٌكون لٌتم الكتاب
القابل اقتسموا ثٌابي بٌنهم وعلى لباسً القوا قرعة ) ( ٌو ٘ٔ.)ٕٗ، ٕٖ :
(على وأٌضا جاء بسفر المزامٌر ذلك القول العجٌب عن الرب ٌسوع
ظهري حرث الحراث طولوا أتبلمهم ) ( مز )ٕ :ٕٔ9وهذا ما تم بالفعل فً
جسد الرب تبارك اسمه فقد تم بحسب ما جاء فً الكتاب ( فبٌبلطس اذ كان
ٌرٌد أن ٌعمل للج مع ما ٌرٌحهم اطلق لهم باراباس واسلم ٌسوع بعد ما جلده
لٌصلب) (مر٘ٔ.)ٔ٘:
وأٌضا ٌذكر سفر االمثال عن شخصه الكرٌم المشار إلٌه بالحكمة فالحكمة
هً شخصه ففً قوله بالروح القدس فً امثال -: 8
( أنا الحكمة اسكن الذكاء وأجد معرفة التدابٌر لً المشورة والرأي أنا الفهم
لً القدرة بً تملك الملوك وتقضً العظماء عدال بً تترأس الرإساء
والشرفاء كل قضاة األرض ) (أم )ٔٙ-ٕٔ : 8هكذا إلى نهاٌة اإلصحاح
الثامن التً تنتهً بالقول (ألنه من ٌجدنً ٌجد الحٌاة وٌنال رضً من الرب
ومن ٌخطا عنً ٌضر نفسه كل مبؽضً ٌحبون الموت ) ( ٔم )ٖ٘،ٖٙ : 8
فإذا تؤملنا فً احد االعداد على سبٌل المثال العدد ( 35النه من ٌجدنً ٌجد
الحٌاة)..
()1
وهذا القول هو قول الرب ٌسوع المسٌح الذي ٌقابله ما جاء بإنجٌل ٌوحنا.
( أنا هو القٌامة والحٌاة من آمن بً ولو مات فسٌحٌا ) ( ٌو ٔٔ)ٕ٘ :
( )1يمكن للقارئ الرجوع لسفر االمثال االصحاح الثامن لالفادة والتأمل فيما جاء من أقوال
بالروح القدس عن شخص ربنا الحبيب تبارك اسمو .
-37-
وسفر نشٌد االنشاد الذي ٌعتبر بحق قدس اقداس للكتاب المقدس وأنشودة
( أي الحب الخالدة بٌن المسٌح له كل المجد كالعرٌس المبارك وخاصته
عروسه).
()1
فٌقول عن عروسه األرضٌة :
( أختً العروس جنة مؽلقة عٌن مقفلة ٌنبوع مختوم ) ( نش ٗ )ٕٔ:
فهذا السفر العجٌب هو حوار المحبة الروحٌة المتبادلة بٌن العرٌس المبارك
ربنا ٌسوع المسٌح وبٌن خاصته.
وٌعوزنا الوقت للحدٌث عن كل الرموز التً وردت بكل اسفار العهد القدٌم
وال سٌما سفر اشعٌاء الذي تحدث عن مٌبلد المسٌح من العذراء المطوبة
مرٌم وآالمه وموته وقٌامته.
ألن السٌد المسٌح له كل المجد هو محور الكتاب المقدس كله وهو موضوع
مشؽولٌة ومسرة األب ( وبهاء مجده ورسم جوهره وهو الحامل لكل االشٌاء
بكلمة قدرته كما قال الوحً االلهً ( الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهر ه
وحامل كل االشٌاء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهٌرا لخطاٌانا جلس فً
ٌمٌن العظمة فى األعالً ) ( عب ٔ.)ٖ،ٗ :
()3 ()2
ولم ٌعرؾ خطٌه ولٌس فٌه هذا هو قدوس هللا الذي لم ٌفعل خطٌه
خطٌه ( )4والذي حوله تدور كلمة هللا إلظهار كماالته وكمال عمله الكفاري
العظٌم ومُلكه الرفٌع وجبلله واقتداره فقد كلمنا هللا اآلب بالروح القدوس عن
( )1للرب يسوع عروسا ارضيو ىي عروس سفر النشيد المعبر عنها بأورشليم االرضية
( انظر أش ) 3-1 :6وه و كالملك وىذا ما ورد في سفر المزامير ( )17-6 :45والكنيسة
ىي جماعة المؤمنين المفديين بدم المسيح الكريم في كل مكان وزمان فكل مؤمن وكل مؤمنة في
العالم عضو في ىذا الجسد الكريم وقد بدأت الكنيسة يوم الخمسين في سفر األعمال (-1:2
. )4
( ( )2ابط )22 :2
(2( )3كو )21 : 5
(1( )4يو )5 : 3
-38-
شخصه الفرٌد بٌن ضفتً الكتاب المقدس بعهدٌه القدٌم والجدٌد ففً العهد
القدٌم قدمه لنا فً شكل رموز وظبلل كما هو مكتوب (هللا بعدما كلم اآلباء
باألنبٌاء قدٌما بؤنواع وطرق كثٌرة كلمنا فً هذه األٌام األخٌرة فً ابنه الذي
جعله وارثا لكل شا الذي به أٌضا عمل العالمٌن) (عب ٔ.)ٔ،ٕ :
فقد كلمنا فً شكل نبوات سابقة قد تحققت بالفعل فً حٌاته وعمله وكلمنا فً
شكل رموز وظبلل فً شخصٌات العهد القدٌم من االنبٌاء والرسل وخبلل
لوجه
ذبابح واحداث رمزٌة اما فً العهد الجدٌد فاننا نلتقً معه وجها .
فالبشابر األربعة تحكً حٌاته وكماالته وأمجاده األدبٌة فهو هللا الظاهر فً
الجسد وهو وحده الؽٌر متؽٌر فً ذاته وفً مح بته فقٌه تجلت النعمة والحق
التقٌا البر والسبلم تبلثما وفٌه تمت مصالحة السماء باألرض ورد لؤلب مجده
المسلوب الذي سلبناه بخطاٌانا رده المسٌح المبارك بموته الكفارى على
الصلٌب ولذلك فهو وحده الدٌان لكل األموات واألحٌاء باعتباره أبن اإلنسان
وأبن هللا األزلً األبدي والذي ُدفع إلٌه وحده كل سلطان فً السماء وعلً
األرض وباعتباره الشخص الوحٌد الذي وفً عدل هللا وسدد دٌن الخطٌة
ولذلك قال عنه الكتاب المقدس ( .لذلك رفعه هللا أٌضا ًا واعطاه أسما فوق كل
أسم .لكً تجثو باسم ٌسوع كل ركبة ممن فً السماء ومن علً األرض ومن
تحت األرض وٌعترؾ كل لسان أن ٌسوع المسٌح هو رب لمجد هللا األب ) (
فً ٕ )ٔٔ-9 :فهل تسجد أٌها القارئ خاشعا ًا وخاضعا ًا ومعترفا ًا بخطاٌاك
للمسٌح اآلن لتنال الؽفران والحٌاة قبل فوات األوان ،واعلم ٌقٌنا ًا أن كل
إنسان سوؾ ٌؤتً الوقت الذي فٌه ٌسجد لذلك الدٌان العظٌم المهوب جبار
البؤس وصاحب السلطان حتى كل الذٌن ٌنكرون اسمه اآلن وٌنكرون الهوته
وٌتطاولون علً اسمه العظٌم سوؾ ٌسجدون له سواء أردوا أو لم ٌرٌدوا.
-39-
الفصل الثانً
– تأليف انصاف نعيم تايو القاىرة –دار الثقافة – ( )1ورد ذكرىا في كتاب رحلة في أعماق حواء
1992ص ـ. 183
-40-
قال تشارلس كنخرلً.
إن السر فً سعادتً أن لً صدٌقٌن احدهما فً السماء وهو المسٌح
م خلصً والثانً على األرض وهو زوجتً التً جعلها هللا لً مبلكً
الحارس.
وانا ال أعارض قول تشارلً فً أن الزوجة األمٌنة هً عطٌة ثمٌنة لزوجها
( ألن ثمنها ٌفوق الآللا أما المبلك الحارس فهو مبلك هللا كما هو مكتوب
مبلك الرب حال حول خابفٌه وٌنجٌهم ) ( مز ٖٗ.)7 :
وقال الشهٌد برسنٌوس
لقد خلق هللا النساء قادرات على أن ٌُقبلن الى كل بر وكل فضٌلة
وقال اكلمٌدس السكندري :
()1
إن محبة الحكمة واجبه للرجل والمرأة على حد سواء
وماذا أقول عن النساء الفاضبلت البلبى ذكرن فً كلمة هللا وٌعوزنا الوقت
وتضٌق صفحات هذا الكتاب إذا أرد نا أن نسرد سٌرة كل النساء الفاضبلت
البلبى ورد ذكرهن فً الكتاب المقدس والبلبى سوؾ أتحدث عنهم أن تؤنً
الرب فً مجٌبه أو إن أعطانً هللا بقٌة من أٌام الحٌاة وبحسب إرشاد روح
هللا
فلقد كانت الشونمٌة موضوع حدٌثنا من ذلك الطراز من النساء التً تقود
زوجها وأهل بٌتها إلً طرق الخٌر والبر والصبلح والبعد عن الشر والعداوة
والبؽضاء فٌداها تشهد بعمل الخٌر وقدماها بالسٌر المستقٌم وعٌناها ترنو
ببرٌق دافا صادق ،وٌلمع فً وجهها جمال االٌمان وروعة المحبة والسبلم.
نعم .سعٌد هو الرجل الذي منحه هللا مثل هذه الزوجة الفاضلة بل لعلها تلك
المرأة التً جعلت فٌكتور هوجو ٌهتؾ بكل قلبه قاببل ( أٌتها المرأة إذا صؽر
العالم فانت تبقٌن كبٌرة ).
وقال أحدهم عن زوجته ( كٌتس ) :
(كانت جمٌلة كالنسٌم وكنت احبها ،فقد كانت اجمل من الحٌاة ) ولعل مثل
هذه المرأة التً جعلت نابلٌون بونابرت ٌقول عنها (المرأة التً تهز المهد
بٌمٌنها ،وتزلزل العالم بٌسارها ).
-42-
وعلى مسمع ومرأى من كل المحٌط ٌن وتقبل صعاب الحٌاة بروح الشكر
والحمد والسجود هلل وهذا كمال الجمال.
وكل امرأة تتمتع بهذه الصفات وكل انسان اٌضا رجبل كان او امرأة له حٌاة
االٌمان البد من ان ٌتمتع بحب وثقة كل من حوله.
وان كان حدٌثنا عن الشونمٌة التً تعتبر بحق امرأة فاضلة بالقول والفعل
والتً ٌنطبق علٌها قول الكتاب المقدس :
(حتى وان كان البعض ال ٌطٌعون الكلمة ٌربحون بسٌرة النساء بدون كلم ة )
(ٔ بطٖ)ٔ:
فالمرأة الفاضلة التً تخاؾ هللا وتتقٌه فً كل امور الحٌاة صؽٌرها وكبٌرها
والتً تسلك سلوكا مرضٌا امام هللا فان كل من ٌقترب منها ٌشعر برابحة
الطٌب الحقٌقٌة النابعة من تلك النفس الفٌاضة بالحب الطاهر الخبلق والعطاء
الباذل .وكلما اقترب االنسان منها فانه البد سوؾ ٌزداد حبا لها وتقدٌراًا
لجمالها الروحً وشخصٌتها الوقورة فلسانها ال ٌزرع االكاذٌب وال ٌفوه
بااللفاظ النابٌة وعٌناها ترنوان ببرٌق من الوداعة والصؾ ا وقلبها مملوء
باالٌمان والثقة فً هللا.
()1
وهناك اقصوصة تقول
قالت الفتاة المؤخوذة بروعة جلٌستها مع سٌدة عظٌمة ٌا سٌدتً :
اننً مستعدة ان اضحً بالعالم كله اذا كان لً ان احصل على مثل هذا
البهاء والجمال المتوفرٌن لشخصك ،والظاهرٌن فً حٌاتك والمرسومٌن
على وجهك.
واجابت االخرى بكل هدوء ورصانة ،وهذا ٌا ابنتً هو الثمن الذي دفعته
بالضبط للحصول على ذلك.
ولعله مهما قٌل عن تلك المرأة الفاضلة فبل نجد أعظم وال اعمق وال اجمل
من قول هللا.
( )1انظر – انصاف نعيم تايو – كتاب رحلة في اعماق حواء – دار الثقافة 1992ص90 ، 70
.
-43-
( امرأة فاضلة من ٌجدها الن ثمنها ٌفوق الآللا بها ٌثق قلب زوجها فبل
) (أمٖٔ ، ٔٓ : ٌحتاج الى ؼنٌمة .تصنع له خٌرا ال شرا كل اٌام حٌاتها
ٔٔ)
ًا
وٌقصد بكلمة فاضلة الوفاء وتتضمن أٌضا العفة الن الزوجة الوفٌة امٌنة
لزوجها .كما ان المرأة الفاضلة هً امرأة على درجة عالٌة من الكفاءة
والنشاط .واالحساس بكرامة واهمٌة خدمة البٌت ،فان قٌمتها ال ٌمكن ان
تقارن بالآللا مهما تكن ثمٌنة ومثل هذه الزوجة ٌجد فٌها زوجها كنزا عظٌما
بحٌث ال ٌحتاج الى ؼنٌمة وال ٌفتقر مهما تكن الظروؾ التً ٌوجد فٌها .ثم
ان تؤثٌرها للخٌر ولٌس للشر كل اٌام حٌاتها وهذه الصورة جمٌلة للمرأة
المإمنة التقٌة ( الفاضلة ).
كما انها تمثل صورة جمٌلة اٌضا للعبلقة المتبادلة بٌن المسٌح له كل المجد
والكنٌسة التً هً عروس المسٌح والتً تعترؾ بالرب كرأسها المجٌد وتتعبد
()1
له وتحبه والرب من جانبه ٌجد فٌها فرحه
( تفتح فمها بالحكمة وفً لسانها سنة المعروؾ ) ( ام ٖٔ .) ٕٙ :إن هذه
المرأة الفاضلة تعمل دون ان تتكلم .وهً اٌضا تعرؾ متى وكٌؾ تتكلم .فهً
تنطق ( بالكلمة فً وقتها ) وعندما تفتح فمها فانها تتكلم بحكمة .وهذا ٌقابل ما
نجده فً كلمة هللا ( ال تخرج كلمة ردٌه من افواهكم بل كل ما كان صالحا
للبنٌان حسب الحاجة كً ٌعطً نعمة للسامعٌن ) ( افسس ٗ .) ٕ9 :
( قانون ) وذلك بالمقابلة مع ( وفً لسان ها سنة المعروؾ
( ناموس الوصاٌا فً فرابض ) ( اؾ ٕ .) ٔ٘ :فهً ال تتعامل بالناموس
ولكنها تنطق بكلمات النعمة التً توافق صفاتها الفابضة بالنعمة .فكلمة ( سنة
) هنا ال تشٌر إلً الناموس ولكن إلً مبدأها وهو المعروؾ .كما انه قانون
سلوكه ا انه أبعد ما ٌكون عن التسٌب واالنفبلت ولكنه حازم فً تقدٌر ما
ٌحتاجه اآلخرٌن من معروؾ واحسان (.)2
وٌذكر لنا سفر االمثال اٌضا ذلك القول العجٌب.
( )1انظر كتاب دراسات في سفر االمثال بقلم ىـ -أ – أيرنسيد -القاىرة – مكتبة االخوة .
()2وردت بمجلة المراعي الخضراء في اكتوبر 1988صـ . 203
-44-
.الحسن ؼش ( بنات كثٌرات عملن فضبل اما انت ففقت علٌهن جمٌعا
من ثمر ٌدٌها والجمال باطل اما المرأة المتقٌة الرب فهً تمدح اعطوها
ولتمدحها اعمالها فً االبواب ) ( ام ٖٔ .) ٖٔ - ٕ9 :
وهنا نجد اشارة للعروس االرضٌة ( اسرابٌل ) باالرتباط مع الملك االرضً
ولكن تشٌر اٌضا الى العروس السماوٌة (الكنٌسة ) كما تشٌر الى كل امرأة
فاضلة فنحن فً نظر هللا عروس المسٌح كؤفراد أو كجماعة وهذا ما ٌجعل
قلوبنا تذوب حبا له وتقدٌرا لؽنى نعمته ومحبته الفابقة لنفوسنا.
كما ان اآلٌة األخٌرة ( عدد ) 31التً ٌختم بها هذا السفر العجٌب والذي
ٌتكلم عن مخافة هللا وتقواه حٌث ٌاخذنا الروح القدس الى تلك المفارقة العجٌبة
تحسٌن منظرهم بٌن مدح البشر لبعضهم البعض والتً تنصب على
( ولكن عٌنا ومظهرهم الخارجً فً جمال الوجه او لبس الثٌاب الجمٌلة
الرب تنظران الى ما هو اعمق من المنظر الخارجً ،الى القلب فً الداخل
ٌكشؾ اسراره وخباٌاه فهو لن ٌخدع بالحسن الظاهري والجمال الخارجً
()1
على االطبلق ).
اما كلمة ( فهً تمدح ) فان هذا القول العجٌب ٌذكرنا بكرسً المسٌح .فلن
ٌعرؾ اآلخرون قٌمتها ولكنها سوؾ تمدح من الرب الذي هو فوق الكل.
والذي لن ٌخفى عنه شا ولن ٌنسى شا من ثمر اإلٌمان العامل بالمحبة
وسوؾ ٌنال المدح كل من سار باالمانة وفعل ما ٌرضٌه ولكنها لن تمدح فقط
بل سوؾ تعطى أٌضا ًا من ثمر ٌدٌها وكما اقام الرب العهد الذى ربح عشر
أمناء على عشر مدن هكذا وسوؾ ٌكافا الرب اولبك الذٌن تعبوا بحق من
أجل أسمه المبارك( )1وأخٌراًا ( فستمدحها أعمالها فى األبواب ) فى ٌوم قادم
فٌه ٌستعلن كل هذه األعمال وهذا ما أشار إلً ه الروح القدس فً قول ه عن
العروس ( الكنٌسة )
القدٌسٌن رإ.) 8 : ٔ9
)( ًا ًا ًا
(واعطٌت أن تلبس بزا نقٌا بهٌا ألن البز هو تبررات
(ٕ) سمو سلوك المإمن
( )1وردت في مجلة مياه الراحة العدد ( )24صـ 16ولالفادة يمكن الرجوع الى ( سفر التكوين
) 9 : 33
-48-
هذا الوقت المتؤخر من اللٌل فقال اتٌت بطعام العشاء أل والدك .قالت الحمد هلل
اوالدي تعشوا .فاجاب افتحً وخذي الطعام لبلفطار .فقالت هللا الذي عشا
اوالدي قادر ان ٌرسل لهم االفطار فً الصباح فً موعد االفطار وعاد االخ
الى منزله متؤمبل فً تلك المرأة التً لٌس لدٌها طعام لبلفطار ولكنها تإمن
بان هللا سوؾ ٌرسل الطعام فً حٌنه وصلى الى هللا قاببل سامحنً ٌا الهً
وعلمنً كٌؾ اتكل علٌك.
مخطامن منا ٌدري ما تخببه لنا . نعم ان من ٌحسب حساباته لبلٌام القادمة فهو
االٌام فقد تؤتً االٌام ونكون نحن ؼٌر موجودٌن فمن منا ٌضمن حٌاته ولو
دفة الكون.
لحظات .فعلٌنا ان نسلم كل امورنا لٌد القدٌر الذي ٌدٌر
وٌذكر لنا الروح القدس ما حدث مع رجل هللا اٌلٌا التشبً الذي صلى الى هللا
بان ال ٌكون طل وال مطر فاستجاب هللا لصبلته ولم تمطر السماء ثبلث سنٌن
وستة اشهر .وكان قول هللا إلٌلٌا ( انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبا
عند نهر كرٌت الذي هو مقابل االردن .فتشرب من النهر وقد امرت الؽربان
ان تعولك هناك .فانطلق وعمل حسب كبلم الرب وذهب فاقام عند نهر كرٌت
الذي هو مقابل االردن .وكانت الؽربان تؤتً الٌه بخبز ولحم صباحا وبخبز
ولحم مساءا وكان ٌشرب من النهر ) (امل .) ٙ -ٖ : ٔ7
لقد كانت الؽربان تؤتً إلٌلٌا بخبز ولحم صباحا ومساءا فماذا نقول أمام هذا
األمر العجٌب فً أعٌننا ولكنه لٌس عجٌبا أمام الخالق الذي خلق كل الكابنات
والقادر أن ٌؽٌر طبٌعتها لخدمة قدٌسٌه إن قدرة هللا الذي ٌقول فٌكون وٌؤمر
فٌصٌر انه قادر أن ٌخرج لنا من اآلكل اوكبلًا ومن الجافً حبلوة حسب قوله .
ان علٌنا ان نسلك باالٌمان ال بالعٌان حسب قول الكتاب ( الننا باالٌمان نسلك
ال بالعٌان ) ( ٕ كو ٘ .) 7 :
ان المإمن ٌثق من كل قلبه ان هللا ٌدبر كل اموره وٌسدد كل إعوازه ولذلك
ٌقول مرنم اسرابٌل الحلو بروح هللا :
(بسبلمة اضطجع بل اٌضا انام النك انت ٌا رب منفردا فً طمؤنٌنة تسكننً )
(مز ٗ .)8 :
هذا هو لسان حال المإمن :
ولكن عجبً لمن ٌ ّدعون االٌمان وال ٌهدءون ولو لحظات فاعصابهم
مشدودة ومتوترة وهم قلقون وقد ال ٌحصلون على قسط من النوم اال
-49-
باالقراص المنومة وال شًء ٌمبل فراغ قلوبهم المتعبة .فهإالء اما مزٌفٌن
(لهم صورة التقوى و لكنهم منكرون قوتها) كما ٌصفهم الكتاب المقدس .وإما
مإمنٌن ضعفاء مهزومٌن امام صعاب ومؽرٌات الحٌاة وشركتهم بالرب
مقطوعة الن برٌق العالم جذبهم كما ٌجذب النور الفراشات من حوله .ولذلك
فنفوسهم عطشى وال ٌملكون الشبع الحقٌقً بالرب الذي ال ٌتؤتى اال بالسجود
وعمق الشركة ودراسة كلمة هللا والتمتع بحضور هللا الدابم فً الحٌاة الذي
ٌعطً شبع فً القلب فتبلػ به النفس مدى الطمؤنٌنة والهدوء وهذا الشبع ال
ٌقوم اصبل على اٌة عوامل خارجٌة .واال فكان ٌزول بزوالها ولكنه شبع ٌنبع
من شخص الرب له كل المجد وٌفٌض فً القلب.
قال الرب له كل المجد لمرثا اخت مرٌم ولعازر الذي اقامه من االموات
حٌنما اتت عاتبة على الرب وشاكٌة ألختها مرٌم التً كانت جالسة عند قدمٌه
تستمع لكلمات النعمة الخارجة من شفتٌه.
( مرثا مرثا انت تهتمٌن وتضطربٌن الجل امور كثٌرة .ولكن الحاجة الى
واحد فاختارت مرٌم النصٌب الصالح الذي لن ٌنزع منها ) ( لو ٓٔ .) ٕٗ :
وهتؾ مرنم اسرابٌل الحلو قاببل بالروح القدس ( قلت للرب انت سٌدي
خٌري ال شًء ؼٌرك ) ( مز .) ٕ : ٔٙ
نعم ال ٌشبع القلب وال ٌرٌح النفس سوى شخصه الكرٌم فبل دواء ألمراضنا
وال بلسان لجراحنا وال عزاء لقلوبنا اال فٌه وحده فدعونا نه تؾ من كل قلوبنا
قابلٌن مع المرنم :
(قلت للرب أنت سٌدي خٌري ال شًء ؼٌرك) (مز .)ٕ :ٔٙ
ولذلك ٌهتؾ كل تقً قاببل :
صوته أٌضا عبلج شخصه طبٌب نفسً
وٌفٌض بابتهاج وبه ٌطٌب قلبً
هذا الفٌض الداخلً الذي ٌمبل القلب فٌبدو جلٌا على الوجه.
قال احد الفبلسفة :
( إذا افتقدت السعادة ففتش بداخلك عما ٌدارٌها )
واعتقد انه ال توجد سعادة فً العالم مثل شبع القلب المملوء بخٌر الرب
واحسانه النه شبع ال ٌبنى على تحقٌق ارباح فابضة او بلوغ مناصب علٌا بل
انه اسمى واعظم من كل عوامل واسباب ومعطٌات الدنٌا باسرها.
-50-
ٌقول المرنم
الرحم والبطن حمولٌن من علٌه م
والشٌب ٌعتنً كذا الى الشٌخوخة
والرب ال ٌنسى فاالم قد تنسى الرضٌع
رجاه ال ٌخزي ومن علٌه ٌعتمد
اذن فبل نفشل واالب ٌعتنً بنا
من قبل ان نسؤل وٌعلم احتٌاجنا
دوما بعزم القلب اذا علٌه نتكل
اعنتنا ٌا رب هنا قابلٌن الى
(ٗ) االتكال على الرب هو مصدر سعادة المإمنٌن
ان النجاح الحقٌقً فً الحٌاة بل ان السعادة الحقٌقة ال توجد اال فً حٌاة
االٌمان الحقٌقً باهلل فاالٌمان ٌرى ان هللا وحده هو الحق والحقٌقة والعون
والقوة وما عداه السراب وكل الذي فوق التراب تراب لقد ظل شعب اسرابٌل
فً مصر فً حمى ٌوسؾ فً اٌام فرعون الذي احب ٌوسؾ واكرمه ونجد
( فاآلن ال تخافوا .انا ان ٌوسؾ المحب الذي ٌنسى االساءة ٌقول الخوته
اعولكم وأوالدكم ) ( تك ٓ٘ .)ٕٔ :
ولكن جاء ٌوم مات فٌه ٌوسؾ ومات فرعون ٌوسؾ وجاء فرعون القاسى
العنٌد الذي أهان الشعب وأزله فطوبى لكل انسان ال ٌضع ثقته فً انسان حتى
ولو كان ٌوسؾ بل ٌجعل كل اتكاله على الرب (هكذا قال الرب ملعون الرجل
قلبه.)٘:ٔ7
الذي ٌتكل على االنسان وٌجعل البشر ذراعه وعن الرب ٌحٌد) (أر
وٌقول هللا اٌضا( مبارك الرجل الذي ٌتكل على الرب وكان الرب متكله ) (
ار .)7 :ٔ7
وٌقول الرب لكل المإمنٌن بصوت المحبة (انا معكم كل االٌام والى انقضاء
الدهر ) ( مت .)ٕٓ: ٕ8
وٌقول المرنم ( طوبى ألناس عزهم بك طرق بٌتك فً قلوبهم ) ( مز ٗ:8
٘).
ٌقول المرنم
على سٌدى المسٌح ما ألذ االتكال
اطمبن استرٌح وبوعده الكرٌم
-51-
بل متكل علٌك انً واثق ٌا الهً
ها أنا بٌن ٌدٌك كل وعد منك صادق
على ربً ذي البهاء ما ألذ االتكال
معنا حتى المنتهى من وعدنا أن ٌكون
على مفتدى االنام ما ألذ االتكال
راحة أٌضا سبلم فهو ٌعطٌنً سروراًا
ما هو المصدر الحقٌقً للسعادة ؟
ان السعادة هً قمة ما ٌبؽٌه االنسان فً حٌاته وكفاحه وهً الضالة
المنشودة وان االنسان ٌحاول دابما اكتشاؾ واختراع ما ٌعمل على سعادته ،
ولكنه كثٌراًا ما ٌفشل فً تحقٌق هذه السعادة وال ٌشعر بها فً أعماقه .فؤٌن
توجد السعادة الحقٌقٌة ٌا ترى ؟
ان البعض ٌعتبر السعادة هً الرضا عن ا لحٌاة الواقعٌة التً ٌعٌشها االنسان
بحلوها ومرها .ولكن هذه ال تعتبر سعادة بل خنوع وخضوع للواقع او استبلم
دون وجود سبلم.
والبعض ٌرى ان السعادة تكمن فً جمع المال ولكن المال ال ٌمكن ان ٌحقق
سعادة على االطبلق وهو وان كان وسٌلة فقط لقضاء أعواز االنسان لكنه
لٌس م صدراًا لسعادته ولقد قٌل عنه-:
ٌ- 1ستطٌع المال ان ٌشترى سرٌرا ُ ،لكنه ال ٌشترى النوم.
ٌ- 2ستطٌع المال ان ٌشترى الكتب ،لكنه ال ٌشترى العقول.
ٌ- 3ستطٌع المال ان ٌشترى الطعام ،لكنه ال ٌشترى الشهٌة.
ٌ- 4ستطٌع المال ان ٌشترى الحلى ،لكنه ال ٌشترى الجمال.
ٌ- 5ستطٌع المال ان ٌشترى الدواء ،لكنه ال ٌشترى الصحة.
ٌ- 6ستطٌع المال عددا هاببل من المادٌات ولكنه ال ٌشترى السبلم.
ٌ - 7ستطٌع المال ان ٌحٌطك بالمتملقٌن ،لكنه ٌعجز عن اآلتٌان بالصدٌق .الوفً
ٌ- 8ستطٌع المال ان ٌسكت اصوات المتهمٌن لك ،ولكنه ال ٌقدر على
اخماد صوت الضمٌر.
الخطٌبة
. ٌ - 9ستطٌع المال ان ٌدفع كل دٌونك ،ولكنه ال ٌكفً لدفع دٌون
السماء
ٌ- 10ستطٌع المال ان ٌعطٌك مكانا فً اعظم وسط ولكنه ال ٌدخلك .
-52-
وباختصار فان المال ٌعطٌنا مظهر االشٌاء ال جوهرها وهو خادم مطٌع
ولكنه سٌد قاسً.
ولكنى ال اجد اعظم من قول الكتاب المقدس ( ألن محبة الما ل أصل لكل
الشرور الذي اذ ابتؽاه قوم ضلوا عن اإلٌمان وطعنوا أنفسهم بؤوجاع كثٌر ة)
(ٔتً)ٔٓ:ٙ
والبعض من البشر ٌرى ان سعادته تكمن فً احترام اآلخرٌن له ولكن هذا
االحترام سرعان ما ٌزول بزوال سبب هذا االحترام الي خطؤ ٌصدر عن
االنسان والبعض االخر ٌرى أن سعادة االنسان تكمن فً السعى لتحقٌق هدؾ
معٌن ولكن الواقع ٌوضح بل وٌإكد ان االنسان فً اثناء سعٌه لتحقٌق هذا
الهدؾ ٌظل ٌتؤرجح بٌن الفرح والملل طبقا لمحاوالته الناجحة والفاشلة
لتحقٌق هدفه وبالتالى فان السعادة ال تستقر فً اعماقه .بل ان االنسان إذا ما
حقق هدفه قد ٌسعد به قلٌبل ثم ٌعود لٌبدأ الكفاح من جدٌد لهدؾ آخر ٌظن ان
فٌه سعادته وهكذا ٌدور االنسان فً دوامة مؽلقة لتحقٌق امنٌة ضابعة او
ضلة منشودة اسمها السعادة.
ا
وٌرى البعض وخاصة من دعاة الفكر والعلم واألدب الفلسفة ان السعادة
تكمن فً تحقٌق الذات أو احترام الذات ولكن مبدأ اال ٌمان باهلل ٌساعد االنسان
على تحقٌق ذاته باإلتضاع والتواضع فاالنسان الطبٌعى ( ؼٌر المإمن ) قد
ٌحقق ذاته ولكن فً أنانٌة وكبرٌاء وٌكون تحقٌق ذاته احٌانا على حساب
اآلخرٌن بالتعالى علٌهم ولكن أعظم تحقٌق لذات االنسان هو انكاره لذاته ولن
ٌحقق االنسان ذاته اال فً جو الشركة والصبلة النه فً محضر هللا ٌعرؾ
حقٌقته كإنسان وٌعرؾ عظمة نعمة هللا التً ؼٌرته وصٌرته إنسانا ًا جدٌداًا
مخلوقا ألعمال صالحة إن قٌمته تساوى الثمن الؽالً الذي دفع فٌه لٌصٌر
انسانا ًا جدٌداًا .فان أهل العالم ٌقولون ان الذي ٌملك قرشا ٌساوى قرشا والذي
ٌملك قرشٌن ٌساوى قرشٌن ولكن ما رأٌكم فً الذي ٌملك كل شا النه ٌملك
قدٌسً قاببل ( فان كل شا لكم ) ( ٔكو ٖ )ٕٔ: ه الخالق لكل شا والذي وعد
أخً ..أختً ..انه بقدر الثمن الؽالى الذي دفع فٌك على الصلٌب ٌحسب
قدرك ألٌس فً هذا تحقٌقا ًا لحٌاتك بإنكارك لذاتك لكً ٌعود الفضل كل ا لفضل
لذلك المحب الذي نقلك من الموت إلى الحٌاة ومن الظلمة إلى النور ومن
العبودٌة (عبودٌة الشٌطان) الى حرٌة مجد اوالد هللا .ألٌس فً هذا االختبار
-53-
ما ٌعطً لقلب كل مإمن إحساسا ًا بما هو اعظم من كل سعادة النه ٌملك
مإمن ناجح فً السبلم مع هللا ومع نفسه ومع اآلخرٌن اٌضا بل ان كل
االٌمان ٌشعر لٌس بالسبلم مع هللا فقط بل بسبلم هللا اٌضا الذي اعطانا سبلمه
قاببل (سبلما أترك لكم سبلمً اعطٌكم لٌس كما ٌعطً العالم اعطٌكم انا ال
تضطرب قلوبكم وال ترهب ) ( ٌو ٗٔ )ٕ7 :وهل بعد هذا السبلم من سعادة
تفٌض فً القلب وتمؤل الكٌان كله وهذا ما سوؾ نعود إلٌه مرة أخرى لكى
نوضحه فٌما بعد.
وقد ٌرى البعض ان السعادة فً وجود االوالد الناجحٌن فً الحٌاة ولكن وان
كنا ال ننسً ان عطٌة االوالد من بركات هللا لئلنسان ولكن شبع النفس وراحة
القلب لٌست فً االوالد فكم اناس علموا أوالدهم ووصلوا بكفاحهم مع االو الد
الى بلوؼهم ارقً المناصب واعظمها .ولكن جاء الوقت الذي نراهم فٌه
ٌشكون الوحدة القاسٌة وتسؤلهم اٌن االوالد وتكون االجابة ان كل ابن فً بٌته
اوفً بلد ما وها هم ٌعانون قسوة المشٌب .والوحدة واإلعٌاء والضعؾ بل ان
كثٌرا من االباء واالجداد المسنٌن ٌهربون إلً بٌو ت المسنٌن لكً ٌجدوا ما
ٌمؤل فراغ حٌاتهم ولو بالكلمات ولست فً الواقع اُقسى االباء على االبناء كبل
وألؾ كبل فؤنا ام احب اوالدى جداًا ولكن تبٌن لً من خبلل عشرتً وشركتى
مع الرب ان من ٌحب احد اكثر من الرب فبل ٌستحق الرب ان ٌكون له
واسمعوا ما قاله الرب لتبلمٌذه (من أحب ابا او أما اكثر منً فبل ٌستحقنى
ٌستحقنً (متىٖٓٔ7:و)ٖ8
) ومن أحب ابنا او ابنة اكثر منى فبل
ان محبة هللا ٌجب ان تحصرنا فنحب هللا فوق كل شا ونحب من نحب بعد
ذلك حبا ًا فٌه وبه تبارك اسمه النه اوصانا بالمحبة لكن ٌجب ان ٌكون للرب
المكان األول فً القلب.
ولكن قد ٌقول قابل وما دخل كل ذلك بالشونمٌة ولذلك اقول ان الشونمٌة قد
ضربت لنا اروع االمثلة لبلكتفاء والشبع واالرتواء بالرب مما جعلها تتمتع
بما ال تساوٌه كل الكنوز الدنٌا بؤسرها فهً تعلن عن عدم حاجتها إلى أي شا
سواء وهى تلقً بكل اتكالها على الرب ولسان حالها ٌهتؾ مع المرنم (الرب
راعً فبل ٌعوزنً شا ) (مز ٖٕ .)ٔ :ولكن نرى أن جٌحزى ؼبلم الٌشع
ٌكشؾ عن وجود امر هام بقوله ( أنه لٌس لها ابن ورجلها قد شاخ ) .وأنً
-54-
أتسابل ألم تكن تعلم هذه األخت الفاضلة انه لٌس لدٌها ابن ؟ وهل هذه مشكلة
تنسً؟
ألٌست هذه المشكلة فً حد ذاتها مشكلة المشاكل فً كثٌر من البٌوت ؟
ألٌست كل زوجه ال تنجب تشعر فً نفسها بالعجز والضٌق والحزن.
أخً..أختً ..إن للرب قصداًا مباركا ًا فً حٌاتك اذا كنت ابنا ًا له وسمح لك
بمثل هذا االمر فانه ٌرٌدك له ببل هم وال أثقال لكً تخدمه فانت ملكه فبل
تتعجب من ذلك فان للرب قصداًا سوؾ تدركه فً االبدٌة فؤشكر هللا من كل
قلبك وال تكن كالجهال الذٌن ال ٌعرفون الحق وأعلم انك إذا أحببت الرب بكل
قلبك فلن تجد فً القلب فراؼا للهموم وال للمتاعب فطوبى لك ان احببته من
كل قلبك فهو وحده شبع النفس وراحة القلب.
إتمام الوعد الصادق
نبلحظ ان اكرام هللا لهذه المر أة الفاضلة امر حتمى بحسب وعده الصادق
واألمٌن (حاشا لً فؤنً اكرم الذٌن ٌكرموننً ) (ٔصم ٔ.)ٖ :
وقد وعدها الٌشع رجل هللا(فقال فً هذا المٌعا د نحو زمان الحٌاة تحتضنٌن ابنا)ًا
(ٕملٗ)ٔٙ:
وتجٌب الشونمٌة على رجل هللا بقولها(ٌا سٌدي رجل هللا ال تكذب على جارٌتك)
(ٕملٗ)ٔ7:
وهنا اقؾ بكل تعجب وحذر بل بتردد وانا أتؤمل بخوؾ هللا واحتاج من كل
ارشاد الروح القدس لبلجابة على سإال مضمونه محٌر هل كانت الشونمٌة
تقصد بكبلمها ان الٌشع ٌكذب علٌها ؟
اعتقد بؤن هذا لٌس قصدها فكبل وألؾ كبل ان ٌكون هذا قصدها فهً تعلم
تماما ان رجل هللا ال ٌكذب بل انها تنادٌه بكل احترام واجبلل وتقدٌر ووقار
(ٌ..ا سٌدى رجل هللا ) ..وهً التً سبق ان قالت لزوجها عنه ( علمت انه
رجل هللا مقدس ) فكٌؾ اذن تعتبره كاذبا بل اننً ارى فً قولها هذا ما ٌدل
ة الى ابن على على انها تقول له أنا ال اطلب ابنا وال اشعر اننً بحاج
االطبلق فهً راضٌة بحٌاتها كل الرضى قانعة بنصٌبها سعٌدة بربها ولعلها
تضم صوتها مع بولس الرسول حٌنما قال بروح هللا ( تعلمت ان اكون مكتفٌا
بما انا فٌه ) ( متى ٗ.)ٔٔ :
-55-
ولكن ربما ٌقول قابل ولماذا لم ٌكن قولها دلٌبل على أن االمر مستحٌل الن
وقت السن بالنسبة لها كان قد مضى وقد اصبحت ؼٌر قادرة على اإلنجاب؟
ولكن كٌؾ ٌكون هذا قصد امرأة عظٌمة مثل هذه تعلم بؤن قدرة هللا وارادته
فوق كل شا وقد اتضح إٌمانها العظٌم عملٌا عند وفاة ابنها كما سنرى فٌما
بعد أن هذه المرأة العظٌمة قد وجدت فً الرب ما ٌشبع قلبها مما ج علها ال
تنتظر شٌبا ًا آخر سواه فهى ال تضع قلبها على ابن او بنت ولٌست سعادتها فً
أي انسان على االطبلق مهما كان هذا االنسان.
انه من الجمٌل بل إن من بركات هللا لنا أن ٌهبنا البنٌن والبنات ولكن
هل نضع قلوبنا وآمالنا واتكالنا على االبناء ؟ وهل نتذكر العطٌة
وننسى العاطً ؟
بل ان هذه المر أة تذكرنا بقول سلٌمان الحكٌم الذي متع نفسه بكل
شا ولكن فً نهاٌة المطاؾ قدم لنا اختباراًا لٌس من السهل على أي
مإمن ان ٌقدمه سوى الشخص الناجح روحٌا الذي علمته االٌام
( باطل األباطٌل الكل والسنون خبلل عشرته مع هللا ان ٌهتؾ قاببل
باطل وقبض الرٌح وال منفعة تحت الشمس ) ( ام ٕ.)ٔ7 :
قال المرنم
عن كل منظر هنا ٌارب حول نظرى
فٌه المرار والعنا فكل منظر سواك
والواقع ان هذا االختبار ال ٌجده اال كل انسان قرٌب من الرب وكل انسان
وجد فً الرب كفاٌته وشبع قلبه وفً نفس الوقت عرؾ حقٌقة الحٌاة بحلوه ا
ومرها ووصل فً نهاٌة المطاؾ الى القول الصادق ( فلنمسع ختام األمر كله.
اتق هللا وأحفظ وصاٌاه ألن هذا هو االنسان كله ) ( جا ٕٔ)ٖٔ :
( ال ولذلك نرى فً قول الكتاب المقدس بعد اجابة الشونمٌة على الٌشع
تكذب على جارٌتك تؤتً مباشرة دون أي فاصل او حتى كلمه رد او
اعتراض من الٌشع ٌنتقل الوحً المقدس مباشرة إلً القول ( فحبلت المرآة
وولدت ابنا فً ذلك المٌعاد نحو زمان الحٌاة كما قال لها الٌشع ) (ٕمل ٗ:
.)ٔ7
-56-
خطة هللا فً حٌاة المإمن
ان هلل خطة إلهٌة فً الخلٌقة وتدبٌرات إلهٌة عجٌبة قد اعدها لخبلص البشر
كما سبق أن رأٌنا فً ا لرموز والظبلل التً اشارات إلى تدبٌر هللا لخبلص
االنسان فً شخص الرب ٌسوع المسٌح له كل المجد .كما أن للرب أوقاتا ًا
وازمنة معٌنة مرسومة فً علمه السابق لتحقٌق خطته االلهٌة فً الخلٌقة
وكذلك هلل خطة اٌضا خاصة فً حٌاة كل مإمن ولذلك ٌؤتً قول الرب فً
عدد ( 18وكبر ا لولد وفً ذات ٌوم وخرج إلً أبٌه إلً الحصادٌن وقال
البٌه رأسى رأسى فقال للؽبلم احمله إلً امه فحمله واتً به الى امه فجلس
على ركبتها إلً الظهر ومات) ( ٕمل ٗ)ٕٓ-ٔ8 :
ولسنا نعلم كٌؾ مات الولد وهل اصابته ضربة شمس فً الطرٌق إلى الحقل
اننا ال نعلم شٌبا عن ذلك سوى ا نه قال البٌه ( رأسً رأسً ) كما ٌذكر
الكتاب المقدس.
ولكننا نقؾ لنتؤمل فً تلك الحكمة االلهٌة العجٌبة فً قول هللا ( كبر الولد )
ألن كل كلمة بل كل حرؾ ورد فً كلمة هللا له معنى وقصد الهً مبارك فً
حٌاتنا وال توجد كلم ة قد وردت جزافا بل إنها بحكمة ُدونت بحسب فكر هللا
العجٌب وحكمته الفابقة فبعد ان اصبح الولد ٌمؤل البٌت سروراًا وبهجة وأمؤل
وقد تعلق به قلب االم فٌالها من حكمة فابقة.
وقد نسمح لعقولنا ان تتساءل لماذا لم ٌمت هذا الطفل وهو فً رحم امه حتى
ال ٌكون قلبها قد تعلق به ؟ أو لماذا لم ٌمت وهو فً المهد؟ ولماذا ؟ ولم اذا ؟
ان فً هذه االسبلة حٌرة لبلنسان بل هً فرصة للشٌطان اٌضا لكً ٌشككنا
فً محبه هللا لنا ولكن ارادة هللا وحكمته العجٌبة فً هذه السطور فً كلمته
وفً حٌاتنا اٌضا حكم ة تفوق ادراك العقول ألن معامبلت هللا مع أوالده
عجٌبة وخاصة.
وقد تبدو ؼرٌبة على ؼٌر المإمنٌن ا لذٌن لم ٌختبروا معامبلت هللا ألنها
معاملة خاصة تختلؾ كل االختبلؾ عن منظور العالم.
-1هللا ٌرٌد أن ٌكون مشؽولٌة قلب كل مإمن :
-57-
قال احدهم -:إن كانت أجسادنا هً هٌكل هللا فان قلبنا هو قدس االقداس فً
ذلك الهٌكل( )1وؼٌرة رب الجنود تؤكل كل من ٌدخل الٌه خبلؾ ربٌس الكهنة
االعظم ربنا ٌسوع المسٌح.
وان كان ملكوت هللا داخلنا فان القلب هو عرش ذلك الملكوت.
وؼٌرة رب الجنود تقضً بذبح كل من ٌتربع على ذلك العرش ولو كان
إسحاق االبن المحبوب (.)1
إن على كل مإمن حقٌقى مولود من هللا ان ٌترك للرب قٌادة حٌاته وان
ٌتقبل منه بشكر كل م ا ٌسمح به وٌعلم ٌقٌنا ان ارادة هللا من نحوه صالحة
ومرضٌة وكاملة النه مكتوب عن معلمنا وسٌدنا الحبٌب تبارك اسمه.
.وإذا كمل صار لجمٌع الذٌن ( مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تؤلم به
ٌطٌعونه سبب خبلص ابدى ) ( عب ٘.)8،9 :
إن كل مإمن مطٌع لصوت هللا ٌسلم له زمام األ مور بل انه ٌعطى للرب
الفرصة لكً ٌصٌؽه كما ٌرٌد .فطرٌق الطاعة هلل لٌس طرٌقا سهبلًا بالمرة
النه ٌتطلب من المإمن التخلى عن ذاته وال ٌمكن السٌر فٌه إال إذا كان النظر
مثبتا فً هللا والضمٌر تحت تؤثٌر حقه المقدس وكلمته (.)2
والطاعة هً طرٌق البركة لٌس اننا ننتظر ال قوة لكً نستطٌع بل نستطٌع
لكً نحصل على القوة .فالرب لم ٌشفى الٌد الٌابسة لكً ٌمدها بل امر الرجل
المصاب ان ٌمدها لكً تشفى( )3وهكذا شفٌت.
كما أننا ٌجب أن نعطى الرب الفرصة لتنقٌة حٌاتنا بالطرٌقة التً ٌراها هو
ال التً نراها نحن وإنه مما ٌعزى قلوبنا قول الرب ٌسوع (أنا الكرمة الحقٌقة
وابً الكرام كل ؼصن فً ال ٌؤتً بثمر ٌنزعه .وكل ما ٌؤتً بثمر ٌنقٌه لٌؤتً
بثمر أكثر) ( ٌو٘ٔ.)ٔ،ٕ :
( )1وىذا ال ينطبق اال على المؤمن الذي صار ملكا للرب وحده ىيكال للرب كذلك كما ان
الكنيسة ككل ىي ىيكال للرب.
( )1وردت بمجلة الشباب المسيحى فبراير 1992صـ24
( )2وردت بمجلة الشباب المسيحي مايو 1992الغالف األخير
( )3وردت بمجلة الشباب المسيحي مايو 1992الغالف األخير
-58-
ونجد أن الرب ٌشبه نفسه بالكرمة والمإمنٌن باالؼصان ولكً ٌؤتً الؽصن
بثمر كثٌر فالكرام ٌنقٌه بآلة حادة فبلبد من األلم لنزع كل معطل لنموه حت ى
()4
ٌؤتً بثمر ٌنقٌه لٌؤتً بثمر أكثر
انه لمن المعزى لقلوبنا ان ننظر إلى اآلالم مهما كان نوعها كرسول
سماوى لنا تؤتً بشىء من عند هللا فمع انها قد تظهر ضاره واحٌانا بالؽة
الضرر لكنها فً الوقت نفسه نافعة ومباركة روحٌا لنا .وٌجب ان نتؤكد بؤن
كثٌر من البركات العظٌمة التً انحدرت الٌنا فً الماضً انما هً ثمر الحزن
واأللم وال ننسى ان الفداء العظٌم وهو اعظم البركات التً ٌنالها االنسان هو
ثمر اعظم اآلالم التى شاهدتها األرض فعندما تتعمق سكٌن الكرام وٌشتد االلم
كؤنه ٌتلفها لكن فًٌكون من دواعً التعزٌة( ألن ابً الكرام) الذي ٌقلم الكرمة ؾ
الحلو
محبته ٌعلم أنها مستقببل ستكون محملة بعناقٌد العنب .
إن هذه حقٌقة ٌجب ان نتعلمها جٌداًا وترسخ فً عقولنا وقلوبنا فبدونها نحتار
.بل ٌجب أن تختلؾ نظرة اوالد هللا عن ادارك مقاصد هللا فً حٌاتنا
لمعامبلت هللا معهم عن نظرة أهل العالم وهذا ا لكبلم قد ٌبدو سهبل من الناحٌة
النظرٌة فاننا فً اثناء رحب العٌش وسٌر األمور فً هدوء ببل عواصؾ او
امواج تبلطم سفٌنة الحٌاة قد نستطٌع ان نتحدث كثٌراًا عن الصبر والشكر وقد
نحفظ كثٌراًا من أقوال هللا التً تتحدث عن الصبر والشكر عند اآلالم
والتجارب ولكن حٌاة االٌمان الحقٌقة وثمار االٌمان العملٌة تظهر فٌنا وتتجلى
بكل وضوح فً السلوك العملً والخضوع الفعلى ولٌس الفعلى ولٌس النظرى
ومثالنا فً ذلك هو شخص الرب نفسه.
فمن الجمٌل جداًا ان نحفظ أقوال هللا بكل خشوع ودقة الن ذلك ٌدفعنا للتسلٌم
واالتكال على هللا .ولكن ما اعظم ان تت كلم حٌاتنا وتحكً تصرفاتنا وٌلمع
إٌماننا حٌنما تواجهنا الصعاب وتهب علٌنا الرٌاح العاتٌة
قال أحدهم -:
ان أرق الترنٌمات عذوبة هً التً تؤتً عندما ٌجبرنا لٌل الظروؾ على االتكال
()1
على هللا
( )4وردت بمجلة مياه الراحة العدد ( )25من صـ 7الى صـ)11
-59-
وقال احدهم -:
نحن نشتهً ان نجتاز الطرٌق دون ان تقابلنا تجربة ولكن فً ذ لك خسارة
كبرى لنا فؤنه عندما ٌسمح الرب لنا بالتجربة فاننا نتمتع اكثر بالشعور
()2
بقربه
( أما أنا فاالقتراب إلى هللا حسن لً ) ( مز ٖ)ٕ8 : 7
وهناك قصة تروي عن شخص مإمن عجز بعٌنه وقطعت احدى رجلٌه
وكان ٌبدو فرحا مهلبل دابما وقٌل له كٌؾ انت سعٌد وانت ال تستطٌع ا لقراءة
فً الكتاب المقدس او حضور االجتماعات والشركة مع القدٌسٌن فؤجاب (انا
جالس تحت شجرة التفاح وثمرة حلوة لحلقً ) كما اننً انتظر النه فً الوقت
القرٌب والقرٌب جداًا سوؾ ال ٌكون جورج اعمى او برجل واحدة حمدا
السمه).
ثم اجاب اٌضا بقوله :
أما عن عدم قراءة الكتاب المقدس حالٌا فاننً اعٌش على ما اختزنته فً
الصٌؾ لوقت الخرٌؾ وللٌوم المطٌر لذلك انا اوصً كل شاب حكٌم قاببل
(أذكر خالقك فً اٌام شبابك قبل ان تؤتً أٌام الشر او تجًء السنون اذ تقول
لٌس فٌها سرور (( ))1جإٔ)ٔ :
وقال أحد القدٌسٌن
إنً ال أعرؾ ماذا ٌؤتً به الٌوم والؽد مجهول عندى ولكنً اعرؾ المسٌح
الذي ال ٌتؽٌر ،أعرؾ أن ربً على عرش السماء ولست اعلم كم من مشقات
فً طرٌقً ولكنً اعلم انه ال خطر على طالما هو معى الذي مسكنً فبل
أضٌع .كما إنً ال أعلم كم من االفراح او الدموع امامً ولكننً اعلم ان
اموري لٌست فً ٌد انسان بل هً فً ٌد الهً الحكٌم المحب الذي ٌزن كل
شا وٌرتب كل شا لخٌرى لذلك لن اخشى من أي شا فوعد الرب ال ٌتؽٌر
وقوله صادق أمٌن.
( )1يمكن الرجوع الى انجيل متى اصحاح( )6 :11وسوف نعود لهذا االمر للحديث عن ايمان
الثقة فيما بعد
-61-
إن الرب يسوع المسٌح تبارك اسمه بعد ان صنع معجزة إشباع الجموع
ومعهم تبلمٌذه بخمسة أرؼفة وسمكتٌن وكان الذٌن اكلوا نحو خمسة آالؾ
رجل ورفعوا ما فضل عنهم اثنتى عشرة قفة مملوءة من الكسر ومن
السمك( .)2نجد أن الرب له كل المجد ٌلزم تبلمٌذه بؤن ٌدخلوا السفٌنة وٌسبقوه
إلى العبر وبعد ان صار المساء والسفٌنة فً وسط البحر والتبلمٌذ معذبٌن
الن الرٌح كانت ضدهم .ولكن ٌنتظر الرب حتى الهزٌع الرابع من اللٌل ثم
تخافوا (مر.)٘ٓ:ٙ
) لهمثقوا أنا هو ال
ٌؤتٌهم ماشٌا على الماء وٌقول (
ثم باقتدار عجٌب ٌسكت الرٌح النه صاحب السلطان وحده.
قال توم هٌس - :
ان اإلٌمان ٌجب أن ٌمتحن ولذلك ٌكلمنا الرسول بطرس فً رسالته األولى
ؾني مع انه ٌمتحن بالنار (لكً تكون تزكٌة إٌمانكم وهً اثمن من الذهب ال ا
توجد للمدح والكرامة والمجد عند إستعبلن ٌسوع المسٌح) (ابطٔ.)7:
وقد ال نهتم عندما ٌوضع اٌمان اآلخرٌن تحت االختبار ،لكننا ال نحب ان
ٌجٌزنا هللا فً النٌران ،ومع ذلك فبلبد أن هللا ٌختبر كل منا بطرٌقته
الخاصة .وقد ٌكون البعض وسط حزن شدٌد ولكن هللا ٌمنح النشٌد فً ظلمه
اللٌل كما فً النهار الساطع.
وفً سفر التكوٌن اصحاح 22نجد اربعه كلمات تتكرر كثٌرا فً الكتاب
المقدس هً ( المحبة – السجود – خوؾ هللا – الطاعة ) وهذه الحقابق
( )1وان محزومه بحزمه واحده والرباط الذي ٌربطها جمٌعا هو الطاعة
الشخص المستند علً هللا سٌكون راؼبا فً الخضوع له وهناك فرق بٌن
الخضوع واالستسبلم فالخضوع ٌتوفر فٌه عنصر اإلرادة اما االستسبلم
فٌكون أمام األعداء وذلك لٌس خضوعا الن األسٌر ٌتحٌن الفرصة للهروب .
أما القلب المستند علً هللا فهو سٌخضع نفسه لسٌادة وسلطان الخالق وال
تكون مستسلمٌن هلل بل خاضعٌن له والشخص المستند علً هللا ٌكون راؼبا
-66-
كما نلمح بكل اختصار فً قول الرب (تتبارك فً نسلك جمٌع أمم األرض )
إشارة إلً مجًء المسٌح له كل المجد فً نسل ابراهٌم بحسب الجسد.
كما نجد عظمة األجرة البراهٌم نتٌجة روح الطاعة والتضامن مع مشٌبة
السماء وهكذا ٌكون حال كل مإمن حقٌقى تقى فالطاعة المر هللا والخضوع
إلرادته لٌست مجرد القدرة على تحمل صعاب الحٌاة و كل ما ٌحدث من آالم
بصبر وبشكر فقط بل اٌضا ٌجب ان ٌكون لدٌه تضامن وثقة كافٌة فً برنامج
ًا
عاتٌة والبحر مضطربا ًا السماء نحوه ومهما كانت الرٌاح شدٌدة والعواصؾ
واآلالم كبٌر ًاة إال أن هإالء االتقٌاء الذٌن ٌحبون هللا ٌعلمون ٌقٌنا أن برنامج
كان معاكسا ان جاز التعبٌر التجاهاتهم السماء هو األفضل لهم مهما
ورؼباتهم الذاتٌة او مٌولهم الشخصٌة ولن ٌتؤتى لدى المإمن طاعة كاملة
لمشٌبة هللا إال بوجود ثقة كاملة فً محبته فالمحبة التى ال تتعرض للشك تجعل
لدى المإمن إحساسا باألمان واالطمبنان وبالتالً تسلٌما لذلك القدوس المحب
فالٌد المحبة وان قدمت لنا كؤسا ًا مراًا إال أنه لٌس فٌه سم على االطبلق لكن
على العكس فٌه عبلج وشفاء المراض واسقام خفٌه ٌعلم ها هللا وٌعالجنا منها
بطرٌقته اإللهٌة.
وقد ٌقول قابل ما دخل قصة طاعة ابراهٌم وتقدٌم إسحاق بما حدث للمرآة
الشونمٌة التى مات ابنها ولذلك اقول لمن ٌتساءل ان هذه المرأة العظٌمة كان
عندها اٌمان جدها ابراهٌم وقد ظهر ذلك بوضوح وجبلء فً تصرفها الحكٌم
إٌمان بعد ذلك وفً ثقتها الشدٌدة فً عظمة ومحبة هللا لها وثقة االٌمان بل
الثقة ٌتجلى فً مثل هذه الظروؾ وهذا ما سوؾ نراه فٌما بعد.
كما ان القاسم المشترك األعظم الذي جمع سحابة الشهود التً ورد ذكرها
فً سفر العبرانٌٌن االصحاح الحادى عشر هو االٌمان وباالٌمان سمت
حٌاتهم فوق مستوى الظروؾ.
( بل ان كل فضابل االنسان اذا خلت من نعمة االٌمان صارت رذابل
ولٌست فضابل() )1
( )1من أقوال القس برسوم شحاتو في مقالو لو بجريدة وطنى بعنوان حقيقة السعادة في
1989/2/25صـ23
-67-
فتصرؾ إبراهٌم أبو المإمنٌن فً تقدٌم إسحاق ذبٌحة اذا خبل من االٌمان بل
اذا لم ٌكن أساسه اإلٌمان باهلل وطاعته والتضامن الكامل مع مشٌبته فؤننا نراه
عبارة عن مشروع فً قتل أو تقدٌم ذبٌحة بشرٌة وتقدٌم الذبابح البشرٌة
مخالؾ تماما ًا للشرٌعة اإللهٌة .لكن إبراهٌم أبو المإمنٌن مثال الطاعة الكاملة
هلل قدم إسحاق بروح االٌما ن والطاعة والخضوع لمشٌبة هللا حسب قول
الكتاب المقدس.
( باالٌمان قدم ابراهٌم إسحاق وهو مجرب قدم الذي قبل المواعٌد وحٌده
الذي قٌل له أنه بإسحاق ٌدعى لك نسل) ( عبٔٔ.)ٔ8-ٔ7 :
ًا
وفً ضوء االٌمان اصبح ابراهٌم بهذا العمل العظٌم عمبلقا ورابدا فً
االٌمان بل صار اب و المإمنٌن بل أن السماء نفسها تسمى حضن ابراهٌم
بحسب شهادة شخص ربنا الحبٌب ٌسوع المسٌح تبارك اسمه حٌنما ٌقول فً
مثل الؽنى ولعازر :
( كان إنسان ؼنً وكان ٌلبس االرجوان والبز وهو ٌتنعم كل ٌوم مترفها
وكان مسكٌن اسمه لعازر الذي طرح عند بابه مضروبا بالقروح وٌشته ى ان
ٌشبع من الفتات الساقط من مابدة الؽنى .بل كانت الكبلب تؤتً وتلحس
قروحه فمات المسكٌن وحملته المبلبكة إلى حضن ابراهٌم ومات الؽنى اٌضا
ودفن فرفع عٌنٌه فً الهاوٌة وهو فً العذاب ورأي ابراهٌم من بعٌد ولعازر
ر لٌبل طرؾ فً حضنه فنادى وقال ٌا ابى ابراهٌم ارحمنى وارسل لعاز
اصبعه بماء وٌبرد لسانً النى معذب فً هذا اللهٌب( ()1لو .)ٕٗ-ٔ9: ٔٙ
ألٌس فً هذا المثل دلٌبل كافٌا على عظمة ومكانة ابراهٌم واكرام هللا له لقد
( أكرم الذٌن أكرم إبراهٌم الرب فؤكرمه الرب لقد تم فٌه قول الرب
ٌكرموننً والذٌن ٌحتقروننً ٌصؽرون) (ٔصمٕ)ٖ :
نعم إن المكان الذي حمل إلٌه لعازر هو مقر راحة نفوس االبرار وهو
الفردوس.
وهنا نجد أن الفردوس هو عٌنه المسمى بحضن ابراهٌم .وفً هذه األقوال
المقدسة إعبلن إلهً عجٌب عن عظمة األجرة التً صارت البراهٌم ابو
مان والنفس المإمنٌن ألٌست العظمة فً االٌمان ألن القلب العامر باالي
( )1انظر بقية ما جاء عن هذا األمر يف اجنيل لوقا 16من عدد 19إىل عدد 31
-68-
الفٌاضة باالٌمان نفس عظٌمة ولقد كان فً قلب الشونمٌة نفس هذا االٌمان
العظٌم والثقة الكاملة فً هللا القادر على أن ٌقٌم ابنها وحٌدها من الموت وهذا
ما سوؾ نراه فٌما بعد.
-69-
الباب الثانً
الفصل األول
( ٔ) متى ٌلمع اإلٌمان المسٌحً ؟
و اآلن نقؾ أمام اعظم المشاهد فً هذه القصة الرابعة التً تقؾ على مر
العصور واالجٌال معلنة لكل الخلٌقة بكل وضوح وجبلء عظمة االٌمان
المسٌحى الذي تجلى بؤوضح صورة فً هذه المرأة العظٌمة التً سلكت بحق
سلوك االتقٌاء الذٌن ٌراعون وجود الخالق جل وعبل فً كل ظروؾ الحٌاة
بحلوها ومرها .فبعد أن مات ابنها الوحٌد كما سبق ان عرفنا نجد قول الوحى
المقدس ( فصعدت واضجعته على سرٌر رجل هللا وأؼلقت علٌه وخرجت ) (
ٕمل ٗ )ٕٔ:ونرى فً قول الرب فصعدت امراًا مدهشا حقا وهذا القول وان
كان صعوداًا جؽرافٌا كما سبق ان عرفنا أن الؽرفة التً اقامتها لرجل هللا على
الحابط ( الدور األعلى ) فان هذا الصعود من الدور األول لما فوق وان كان
صعودا جؽرافٌا فان هللا ال تهمه النواحى الجؽرافٌة فً حٌاتنا بقدر ما تهمه
امورنا الروحٌة وان قلنا ذلك فلماذا لم ٌتجاهل الوحى المقدس كلمة صعدت
بل ٌقول مباشرة ( فؤضجعته على سرٌر رجل هللا ) لكن المقصود هنا هو
صعود وارتفاع وسمو روحً بالدرجة األولى وربما ٌتساءل البعض من ؼٌر
المإمنٌن او من ضعاؾ االٌمان قابلٌن وهل ٌحدث للمإمن صعود روحً فً
مثل هذه الظروؾ ؟ وكٌؾ ؟
ًا
ان كلمه الصعود ذكرت كثٌرا فً الكتاب المقدس وفً كل مرة كان ٌقصد
بها الصعود الجؽرافً والصعود الروحى اٌضا بل الصعود الروحً بالدرجة
األولى ونذكر على سبٌل المثال ولٌس الحصر.
**صعود ابرام من مصر حٌث نراه ٌتوجه ( إلى بٌت اٌل إلى المكان الذي
كانت خٌمته فٌه فً البداءه بٌن بٌت ( )1اٌل وعاى إلى مكان المذبح ) ( تك
ٖٔ.)ٗ -ٔ :
ونبلحظ هنا ارتباط الخٌمة ب المذبح فالخٌمة تدل على أن المإمن ؼرٌب ،
مسافر من هذا العالم إلً السماء والمذبح ٌدل على الشكر والسجود هلل.
( )1بيت ايل ىو بيت اهلل حيث المذبح وتقديم الذبائح والشكر للرب
-70-
ونجد صعود إسحاق إلً ببر سبع ( ثم صعد من هناك إلى ببر سبع فظهر له
الرب فً تلك اللٌلة وقال انا اله ابراهٌم ابٌك التخؾ النً معك وأباركك
وأكثر نسلك
ًا
من ا جل ابراهٌم عبدى .فبنى هناك مذبحا ودعا باسم الرب ) ( تك :ٕٙ
ٖٕ).
وهنا أٌضا نبلحظ نفس االرتباط السابق بٌن الخٌمة والمذبح الن المإمن
ٌشعر ان هذه االرض لٌست وطنه بل انها فترة ؼربة ولذلك لم ٌقل بنً منزال
بل خٌمة وذلك دلٌبلًا على قصر االٌام واعتبارها فترة ؼربة و هذا الؽرٌب البد
له من السفر لموطنه االصلً الذي هو السماء لذلك ٌقول رجل هللا ( ؼرٌب
انا فً األرض .ال تخؾ عنى وصاٌاك ) ( مز .)ٔ9 :ٔٔ9
وهذا ما نراه فً شهادة الرب عن سحابة الشهود فً سفر العبرانٌٌن
واالصحاح الحادى عشر ( واقروا بؤنهم ؼرباء ونزالء على االرض ) ( عب
ٔٔ.)ٖٔ :
وهذا المعنى اٌضا نجده فً قول الرب لٌعقوب ( ثم قال هللا لٌعقوب قم اصعد
إلى بٌت اٌل واقم هناك واصنع هناك مذبحا هلل الذي ظهر لك حٌن هربت من
وجه عٌسو اخٌك ) ( تك ٖ٘)ٔ :
-71-
وقبل أن نخوض فً شرح التفاصٌل الدقٌقة لما فعلته هذه المرأة الفاضلة
علٌنا ان نعلم ان على كل مإمن إذا سمح له هللا باالجتٌاز فً التجارب واآلالم
أن ٌتصرؾ تصرفٌن ال ثالث لهما.
أوال :أن ٌشكر هللا على كل حال وفً كل حال ومن أجل كل حال.
ًا
ثانٌا :إذا لم ٌستطٌع المإمن ان ٌشكر من عمق قلبه هلل فلٌصمت طالبا عونه
وبالطبع فان الشكر اسمى كثٌراًا من الصمت ولكن هذا الشكر ال ٌـؤتٌه المإمن
إال من خبلل اٌمان عمٌق وثقة شدٌدة فً صبلح هللا وجوده وعظم محبته.
والواقع أن الشونمٌة قد اجادت الشكر والصمت اٌضا فهى حٌنما صعدت
صعوداًا روحٌا كان صعودها متضمنا شكرها القلبً وكؤنما بها تقول فً نفسها
شكراًا هلل الن له فً هذا األمر قصداًا عجٌبا .فقد جاء هذا الولد الذي لم اكن
انتظره وال طلبته ولكنه عطٌة من هللا لً بل هو هبه وإكرام لً واآلن قد سمح
الرب فؤخذه ولكنى اثق من كل قلبً ان عطاٌا هللا وهباته هً ببل ندامة حسب
قوله المبارك (الن هبات هللا ودعوته هً ببل ندامة) (رؤٔ)ٕ9:
()1
كما أننً اثق فً محبة هللا لً وحسن صنٌعه بً
وبناء على ما فً قلبها من افكار صالحة احسنت التصرؾ حٌن اضجعت
ابنها المٌت على سرٌر الٌشع رجل هللا وكؤنها تقو ل بصوت قلبً ؼٌر مسموع
لآلذان ولكنه محسوس وملموس للعٌان فربما قالت فً قلبها بل وهذا هو
بالفعل لسان حالها ٌقول ان وجود الٌشع فً منزلى كان سببا ًا فً وجود هذا
االبن الذي هو عطٌة من هللا لً فمن هللا وحده وهبت هذا االبن وعن طرٌق
الٌشع ومن هللا وحده وعن طرٌق الٌشع استرده ثانٌة للحٌاة.
ت بهذا الكبلم وهذا الخٌال الواسع وهل سمعت وقد ٌقول معترض من أٌن أتٌ ِ
صوتها حٌنما قالت هذا الكبلم فً قلبها ولهذا المعترض أقول إن هذا الكبلم
هو ما عبر عنه بولس فً رسالته للعبرانٌٌن عن اٌمان هذه المرأة فٌالعمق
ؼنً وعظمة كلمة هللا وصدقها ا لعجٌب فهً كلمه هللا الصادقة التً كتبها
اناس هللا القدٌسون مسوقٌن من الروح القدس الذي راي ما فً قلبها وسجل
بكل فخر واعزاز شهادته الصادقة عنها بقولة فً االصحاح الحادي عشر
وهو االصحاح المعروؾ باصحاح االٌمان والذي ٌرد فٌه ذكر سحابه الشهود
-73-
الكاشفة علً ما فٌنا من اخبلق وطباع ( )1وإٌمان عظٌم ٌلمع كشعاع من النور
فً وسط ظبلم الحٌاة فلقد زها نورها ولمع وامتد الً احشاء الزمن وتؽلؽل
فً جنبات التارٌخ البشري كله لذلك ٌقول الرب.
(كذلك اٌتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وان كان البعض ال ٌطٌعون
الكلمة ٌربحون بسٌرة النساء بدون كلمة ) ( ابط ٖ)ٔ :
روي احد خدام هللا
بؤنه سمع ٌوما ما عن احد القدٌسٌن األفاضل أخبارا طٌبة عن حٌاته الروحٌة
واٌمانه العمٌق باهلل مما جعله ٌتمنً ان ٌراه وٌتحدث معه وذهب للكنٌسة التً
ٌشترك فٌها ذلك االخ الفاضل ولما س أ ل عنه بعد االجتماع لم ٌجده وقال
االخوة انه لم ٌحضر هذه اللٌلة وهذا علً خبلؾ المعتاد فهو من اكثر االخوة
مواظبة علً حضور االجتماع وان تؽٌبه هذه اللٌلة علً ؼٌر المعتاد ولما
سؤل خادم هللا عن سبب تؽٌبه قال احد االخوة له إن األخ له ظروؾ فهو فقٌر
وقد تؤخر عن سداد اإلٌجار لشقته لفترة طوٌلة فقام صاحب المنزل برفع
علً وصدر االمر بطرده من المنزل واخر موعد لتسلٌم الشقة باكرا قضٌة ه
فقال الخادم وهل وجد شقة اخري ؟ ..قالوا ال فقال وما مصٌره؟ قالوا
الشارع طبعا فقال الخادم وهل بالصندوق (صندوق الكنٌسة ) ما ٌكفً لسداد
المبلػ المطلوب ؟ اجابوا ال فالمبلػ كبٌر فقال الخادم وما الحل ٌا اخوة هل
تتركوا أخاكم فً هذه المحنة دون ان تفعلوا شٌبا لماذا ال نساهم كلنا االن كل
بقدر ما ٌستطٌع وما هً إال لحظات وجمع المبلػ المطلوب رؼم ضخامته
ورؼم حالة الكنٌسة وحالة االخوة فقد كانوا فقراء ولكن هللا ؼنً ومن ؼناه
نؽتنً وكما قال الكتاب (القلٌل الذي للصدٌق خٌر من ثروة اشرار كثٌرٌن ) (
مز ) ٔٙ: ٖ7
وتوجه الخادم (الضٌؾ ) ومعه احد األخوة لزٌارة األخ ولما طرقا الباب
فتحت زوجته وبالسإال عنه قالت انه نابم وسوؾ أوقظه وذهبت مسرعة
واٌقظته وقام وحضر مرحبا باالخوة وسؤله الخادم بعد لحظات سمعت بما
حدث وارٌد ان اطمبن علً ظروفك فهل وجد ت شقة اخري النً اري االثاث
ة ومربط ة إٌذانا بالرحٌل .. فً حاله إعداد فقد كانت اثاثات الشقة مفكك
-75-
ٌحدث ذلك ولو اظهر جمٌع عبٌدي الجحود والنكران فان هذا العبد المخلص
االمٌن ال ٌتمرد علً ابدا.
وفكر الرجل لحظات قلٌلة ثم قال الصحابه سوؾ اثبت لكم كم ٌحبنى ذلك
العبد االمٌن وطلب من احد العبٌد اآلخرٌن احضار كاس مملإه مشروبا بالػ
المرارة فاحضروا له ما اراد وتامل السٌد فى الكؤس واستدعى ذلك العبد وقال
له هذه الكؤس عطٌة من ٌدى لك وارٌد منك ان تشربها االن قال العبد شكراًا ٌا
سٌدي وامسك بالكؤس ورفعها على فمه واذا بها مرا شدٌدا ال ٌطاق وتوقؾ
بهتمام شدٌد والحظ برهة ولكنه حدق النظر فى عٌنى سٌده الذى كان ٌراقبه إ
ان سٌده ٌنظر الٌه ومعه اصحابه ٌنظرون وٌتفرسون فقال فى نفسه البد ان
لسٌدي ؼرضا ًا من شربً هذه الكؤس المرٌرة وان سٌدى ٌحبنى جدا ولماذا ال
اشرب الكؤس مادامت من ٌده ولماذا ال اطٌعه.
أمام أصحابه واؼمض العبد عٌنٌه ورفع الكؤس بٌدٌه وتجرعها كامله بكل
عكرها فى سرعة فابقة وافاق على صوت سٌده ٌهتؾ امام اصحابه بكل حب
وفخر وإعزاز انظروا كٌؾ ٌحبنى هذا العبد األمٌن وٌخلص لً وٌطٌعنً
وعلى الفور اصدر أوامره بمنح مكافؤة عظٌمة لذلك العبد المطٌع.
ان سٌدنا العجٌب ٌعرؾ مقدار ما ٌقدمه لنا من آالم وٌقدر قٌمتها وعمقها
ولكن تقدٌره لطاعتنا وخضوعنا لمشٌبته اعظم بكثٌر جداًا جدا بما ال ٌقاس.
ان المإمن الحقٌقً الذي ٌعٌش حٌاة القداسة والتقوى وٌعرؾ معنى السجود
الذي ٌُشبع قلب هللا ٌدرك ببل شك ان الهه ٌحبه وٌعتنً به وٌرعاه وٌقوده
وٌسٌر معه كل الطرٌق إلى انقضاء الدهر كما وعد قاببل ( ..هاأنا معكم كل
االٌام إلى انقضاء الدهر ) ( مت .)ٕٓ :ٕ8
كما أن اإلٌمان ٌحول النظر إلً المجازاة فتلمع الحٌاة وتتحول الكوارث
والنكبات إلى تعزٌات وبركات وهكذا ٌكون لسان حال االتقٌاء.
( ونحن ؼٌر ناظرٌن إلً االشٌاء التً ترى بل إلى التً ال ترى ألن التً
ترى وقتٌة وأما التى ال ترى فؤبدٌة ) ( ٕكوٗ.)ٔ8 :
-76-
ذكر لنا الكتاب المقدس قصة إمام الصابرٌن أٌوب الذي كان رجبل كامبل
ومستقٌما كما وصفه الكتاب المقدس قاببل ( كان رجل فً أرض عوص اسمه
أٌوب .وكان هذا الرجل كامبل ومستقٌما ٌتقً هللا و ٌحٌد عن الشر )( أي ٔ:
ٕ.)ٔ،
وكان الرجل ؼنٌا فً االٌمان وفً الزمان كانت مواشٌه سبعة آالؾ من الؽنم
وثبلثة آالؾ جمل وخمس مابة فدان بقر وخمس مابة( أتان ) وله عبٌد كثٌرون
)(أئ)ٖ: جداًا فقد كان كما قال الكتاب(فكان هذا الرجل اعظم كل بنً المشرق
وٌقول الكتاب المقدس -:
( وكان ذات ٌوم أنه جاء بنو هللا ٌمثلوا امام الرب وجاء الشٌطان اٌضا فً
وسطهم فقال الرب للشٌطان من اٌن جبت فؤجاب الشٌطان للرب وقال من
الجوالن فً األرض ومن التمشى فٌها فقال الرب للشٌطان هل جعلت قلبك
على عبدى اٌوب ألنه لٌس مثله فً األرض .رجل كامل ومستقٌم ٌتقى هللا
وٌحٌد عن الشر ) ( أي ٔ)8-ٙ :
ونبلحظ من خبلل كلمة هللا الصادقة أن الشٌطان فً كل زمان ومكان وحتى
حول العابدٌن الساجدٌن قد ٌؤتً ال لكً ٌسجد فهو عدو كل بر ولكن لكً
ٌشتكى علٌهم إلزعاجهم وٌجتهد بكل قوته ان ٌسبب لهم آالما مختلفة النه
عدو وخصم لكل من ٌتقى هللا وٌحفظ وصاٌاه وال عجب فً ذلك فالشٌطان ال
ٌحارب االنسان الخاطا النه واحد من اتباعه وجنوده .أما كل مإمن تقً فهو
عدو له .ألنه مصدر قلق وازعاج للشٌطان فقد خرج من قبضته بعد أن كان
ملكا له وصار ملكا ًا هلل ولذلك فان الشٌطان ٌصوب له السهام باستمرار لكً
ٌرجعه للضبلل ولذلك ٌقول الكتاب المقدس عن ذلك العدو اللدود للمإمن (
سمعت صوتا عظٌما قاببل فً السماء اآلن صار خبلص الهنا وقدرته وملكه
وسلطان محبته النه قد طرح المشتكى على اخوتنا الذي ٌشتكى علٌهم أمام
إلهنا نهاراًا ولٌبلًا ) ( رو ٕٔ.)ٔٓ :
وربما ٌظن البعض معنى ذلك ان االشرار ال ٌتعرضون للببلٌا واآلالم مثل
االتقٌاء .ولكن ٌعلمنا الكتاب المقدس قاببل ( كثٌرة هى نكبات الشرٌر أما
ًا
المتوكل على الرب فالرحمة تحٌط به ) (م زٕٖ )ٔٓ:كما ٌعلمنا اٌضا قاببل :
(كثٌرة هً ببلٌا الصدٌق ومن جمٌعها ٌنجٌه الرب) (مزٖٗ.)ٔ9:
-77-
ولكن لببل ٌشككنا عدو الخٌر فً محبة هللا لنا فنظن ان االتقٌاء فقط هم
المجربون والمتؤلمون ولكن لنعلم ان للشرٌر ببلٌا ولكن ال توجد عبارة من
جمٌعها ٌنجٌه الرب .أما المإمن فله الوعد بالنجاة والمعونة فً وسط الضٌق
لذلك ٌقول الكتاب لكل مإمن (معه أنا فً الضٌق انقذه وأمجده) (مزٔ)ٔ٘:9
ولذلكٌ .هتؾ داود قاببل بالروح القدس -:
األٌام
(إنما خٌر ورحمة ٌتبعاننً كل اٌام حٌاتً واسكن فً بٌت الرب الى مدى )
(مزٖٕ.)ٙ:
المإمن ابن هللا وموضوع م شؽولٌة ومحبة هللا والشٌطان ال ٌستطٌع ان ٌفعل
به أي ضرر وشبه احدهم ذلك االمر بقوله -:
الشٌطان عدو للمإمن لكنه ال ٌملك سلطة التصرؾ من ذاته فً اٌذابه والبد
له من تقدٌم طلب لصاحب كل سلطان (هللا) والبد من موافقة هللا على أي أمر
(كمدٌر العمل الذي ٌعتمد ومعنى كلم ة ٌعتمد (أمٌن ) أو موافق وبدون ذلك ال
ٌمكن تنفٌذ األمر إال بموافقة ملك الملوك ورب االرباب وصاحب االمر
والنهً لكل العباد وهذا وحده ٌكفً إلطمبنان كل مإمن بؤنه لٌس رٌشه فً
مهب الرٌح.
ًا
ان الشٌطان نفسه ٌعلم تماما أن أوالد هللا محفوظٌن منه ومن شره ومحاطٌن
بسٌاج امٌن ونرى ذلك فً قول الشٌطان للرب ( فؤجاب الشٌطان الرب وقال
هل مجانا ٌتقى اٌوب هللا .ألٌس إنك سٌجت حوله وحول بٌته وكل ما له من
كل ناحٌة ) ( أي ٔ.)ٔٓ :
ولكن لٌعلم المإمن ان الشٌطان ال ٌستطٌع وال ٌملك القدرة على أن ٌسا إلً
المإمن إال بسماح من هللا والد لٌل على ذلك هو قول الرب للشٌطان ( :فقال
الرب هوذا كل ماله فً ٌدك وانما إلٌه ال تمد ٌدك) ( أي ٔ.)ٕٔ :
فلٌطمبن المإمن بؤن الذي أصدر األمر بتجربته هو االب السماوى المحب
الذي ال ولن ٌسلمنا للعدو وإن كان ٌسمح احٌانا لنا باآلالم ولكن وراء هذه
اآلالم بركة لحٌاتنا ( )1لذلك فالمإمن ٌسلم للرب تسلٌما كامبلًا.
( )1رسول الشيطان كان يخبره باخبار الخسارة المادية الواحدة تلو األخرى كما يقال ان الباليا ال
تأتي فرادى .
-79-
لكن ما أعظم صبر اٌوب وما أجمل رده لقد عبر عما فً قلبه من فهم لحقٌقة
ذاته وحقٌقة حٌاته فقد قال ( :اإلنسان مولود المرأة قلٌل االٌام وشبعان تعب )
(أيٗٔ.)ٔ:
لقد مزق جبته وجز شعر رأسه وسجد على األرض إعبلنا لعرفانه بضرورة
الطاعة والخضوع والسجود لذلك الخالق المعبود جل جبلله وعرفانا بمدى
صؽر االنسان امام عظمة وكمال هللا .ونجد ذلك فً إقراره بؤنه خرج من
بطن امه عرٌانا ًا أي لم ٌكن ٌملك شٌبا ًا من تلك االشٌاء فهً من هللا وإلٌه وحده
ٌرجع المصٌر فالمإمن ٌعلم ت ماما انه وكل ماله ملكا لذلك الخالق القدوس
المسٌطر على كل شا .و أقر أٌوب أٌضا بؤنه البد وسوؾ ٌعود ٌوما إلى
تراب األرض عرٌانا وكل هذه الممتلكات هً أصبل ملكا هلل الذي أعطاه إٌاها
لذلك نجد ذلك القول العجٌب الذي قاله اٌوب ٌتردد صداه على مر األجٌال
واألزمنة وٌجد عند كل مإمن صادق معنى جمٌبل فً قوله (الرب أعطى
والرب أخذ فلٌكن اسم الرب مباركا ًا ) ( أي ٔ)ٕٔ :
ٌاله من تسلٌم عجٌب وخضوع لمشٌبة هللا ولذلك نجد فً العدد الثالث
والعشرون قول الكتاب المقدس :
( فً كل هذا لم ٌخطا اٌوب ولم ٌنسب هلل جهالة ) ( أي ٔ)ٕٖ :
()1
أي لم ٌتذمر على أمر هللا أو ٌقل كلمه تدل على عدم الرضى والتسلٌم .
ولكن ال تنتهى قصة صبر اٌوب عند هذا الحد بل تتخطاه إلً ما هو اعظم
فقد عاد الشٌطان مرة ثانٌة وكان رد هللا على الشٌطان شهادة ما أعظمها لذلك
ٌم الرجل التقى الصابر الذي ارضً هللا بصبره ومجده بالخضوع والتسل
الرادته جل جبلله(.)2
( اصحوا واسهروا ألن ولكن ما أقسى عدونا الذي حذرنا منه هللا قاببل
ابلٌس خصكم كؤسد زابر ٌجول ملتمسا ًا من ٌبتلعه هو فقاوموه راسخٌن فً
( )1لم يقل أيوب هلل لماذا لم تترك لي خمسة من األوالد وتأخذ خمسة أو لماذا لم تترك واحد
ليعولني في شيخوختى كال وألف كال فلم ينسب هلل جهالة.
( )2يمكن الرجوع الى سفر ايوب االصحاح الثاني من عدد 3 -1وما بعده
-80-
االٌمان عالمٌن أن نفس هذه اآلالم ُتجرى على اخوتكم الذين فً العالم ) (ٔبط
٘)8،9 :
لقد افترس الشٌطان اٌو ب افتراسا ًا قاسٌا حٌنما نراه ٌرد بكل وقاحة على
الرب قاببل ( ..جلد بجلد وكل ما لئلنسان ٌعطٌه ألجل نفسه ) ( أي ٕ .)ٗ:
وكانه ٌقول للرب أن اٌوب تهمه نفسه بالدرجة األولى وال ٌهمه أمواله
وأوالده فطالما هو بخٌر وصحته جٌدة فبل ٌهم شا آخر وكؤنه ٌصور صبر
اٌوب وجماله نوعا ًا من القسوة محاوال تشوٌه الجمال الحقٌقى بقبح مزٌؾ
وهذا ما ٌفعله الشٌطان والعالم مع كل صابر أمٌن فً وقت اآلالم والمحن
فعٌون االشرار مثل ربٌسهم (الشٌطان) تعمى من الجمال وتحوله إلً قبح فبل
نندهش اٌها االحباء اذا حاول المحٌطون بنا أن ٌفعلوا معنا ذلك فهذه ط رٌقتهم
وطرٌقة ربٌسهم عدو كل بر الذى قال للرب عن اٌوب بكل قسوة (ولكن ابسط
االن ٌدك ومس عظمة ولحمه فؤنه فً وجهك ٌجدؾ علٌك ) ( ايٕ.)٘ :
ولكن نجد أن الرب العجٌب فً وسط الؽضب ٌذكر الرحمة فهو ابو الرأفة
واله كل تعزٌة وهو حنان رحٌم حتى وان سمح باآلالم لكنه ٌقول للشٌطان
(ها هو فً ٌدك ولكن احفظ نفسه) ( أي ٕ)ٙ :
وما ان أخذ الشٌطان الموافقة من هللا حتى خرج مسرعا وضرب اٌوب فً
جسده ضربه قاسٌة جداًا ( بقرح ردىء من باطن قدمه إلً هامته ) ( أي ٔ:
.)7
ونبلحظ أمر آخر فً قول الكتاب -:
( فقالت له امرأته أنت متمسك بعد بكمالك بارك هللا ومت )(أي ٕ)9 :
أي إلى هذا الحد أنت مازلت متمسكا بصبرك وخضوعك هلل ( بارك هللا )
ومت أي ٌكفٌك ما حدث واطلب الموت لتسرٌح من كل هذه اآلالم .لكن ما
أجمل صبر اٌوب وما أجمل رد اٌوب ( .فقال لها تتكلمٌن كبلما كإحدى
الجاهبلت أالخٌر نقبل من عند هللا والشر ال نقبل فً كل هذا لم ٌخطا اٌوب
()1
بشفتٌه) (أيٕ)ٔٓ:
-83-
من عنده وأؼلقت الباب على نفسها وعلى بنٌها ...فكانوا هم ٌقدمون لها
األوعٌة وهً تصب .ولما امتؤلت األوعٌة قالت البنها قدم لً أٌضا ًا وعاء
فقال لها ال ٌوجد بعد وعاء فوقؾ الزٌت فؤتت وأخبرت رجل هللا فقال اذهبً
بٌعى الزٌت وأوفً دٌنك وعٌشى أنت وبنوك بما بقً) (ٕمل ٗ.)7-ٔ :
وفً هذه القصة التً ٌوردها لنا الوحً المقدس عن تلك األرملة المإمنة
التقٌة التً ٌصفها بؤنها من نساء بنً االنبٌاء والتً صرخت الى الٌشع رجل
هللا قدٌما والمعروؾ أن الٌشع كما سبق القول هو رمز لذلك القدوس المرموز
إلٌه والذي هو محور الكتاب المقدس كله فكونها تلجؤ إلً الٌشع معناه اللجوء
إلً الرب إله الٌشع وما أحرانا نحن مإمنى العهد الجدٌد عهد النعمة ان نلجؤ
إلً هللا.
( هللا لنا ملجؤ وقوة عونا فً الضٌقات وجد شدٌداًا ) ( مز )ٔ :ٗٙ
ٌقول الرسول بولس فً رسالتة للعبرانٌٌن -:
ًا
( فلنتقدم بثقة إلً عرش النعمة لكً ننال رحمة ونجد نعمة عونا فً حٌنه ) (
عبٗ)ٔٙ :
أننً ال أرٌد أن أطٌل التعلٌق على هذه القصة الرابعة فبل ٌوجد أقوى وأعظم
وأجل وأعمق من كلمة هللا .التً تعلمنا اإللتجاء إلٌه فً وقت ضٌقنا وآالمنا
فهذه األرملة التقٌة صرخت إلً رجل هللا قابلة ان عبدك زوجً مات و أنه
مإمنا وانها مدٌونة لذلك الرجل القاسً الذي لم ٌجد لدٌها ما ٌكفً لسداد الدٌن
فطلب أن ٌؤخذ ولدٌها نظٌر ذلك الدٌن الذي التملك منه شٌبا ًا.
ونجد فً قولها عن زوجها الذي مات بؤنه كان ٌخاؾ الرب وفً هذه
االقوال معنى عمٌق وثقة شدٌدة ومعرفة بذلك االختبار الصادق االمٌن القابل
بارشاد من روح هللا وعلى لسان داود النبً :
ًا
(كنت فتى وقد شخت ولم أرى صدٌقا تخلى عنه وال ذرٌة له تلتمس خبزا )
سك ِن قُدسْ ٌه ) ( امى و َقاضِ ى األَرامل َ
هللاُ فًِ َم ْ (مز )ٕ٘ :ٖ7فاهلل هو ( أَبو الٌَ َت َ
مز .)٘ :ٙ8
فهً فً هذه الكلمات تتذكر و عد الرب وكؤنها ان جاز التعبٌر ُتذكر رجل
هللا بذلك الوعد انه لٌس عجٌبا ان نطالب هللا بتحقٌق وعوده الصادقة واألمٌنة
لنا ألن هذا دلٌل ثقتنا به فهذا هو اٌمان الثقة وٌعلمنا الرب قاببل ( ال تطرحوا
ثقتكم التً لها مجازاة عظٌمة ) ( عب ٓٔ.)ٖ٘ :
-84-
كما أن اٌمان الثقة ال ٌزداد وٌنمو إال فً ممارسة الطاعة ومخافة الرب
وتنفٌذ وصاٌاه وأحكامه.
وٌقول الحكٌم بالروح القدس (فً مخافة الرب ثقة شدٌدة وٌكون لبنٌه ملجؤ )
(أمٗٔ.)ٕٙ:
ًا
وهذه المرأة تثق فً أن أوالدها الذٌن كان ابوهم ٌخاؾ هللا ال ٌمكن ابدا ان
ٌسمح الرب بؤن المرابً ٌؤخذهما له عبدٌن بؤي حال من االحوال من اجل
ذلك اتت بكل ثقة وطرحت المشكلة امام الٌشع لتجد لها حبلًا.
زٌت
كما ان فً ردها على رجل هللا بقولها(لٌس لجارٌتك شا فً البٌت إال دهنه )
(ٕملٗ.)ٖ:
فهل دهنه الزٌت بحسب المنطق البشري والفهم االنسانً تعتبر رصٌداًا او
تركة ٌورثها أب أل والده وهل فً دهنه الزٌت شا ٌذكر لسداد ذلك الدٌن
الثقٌل ٌا للعجب فً قول تلك المرأة المإمنة التً لم تنسى فضل هللا واحسانه
ألنها حٌنما قالت وبحق ( الشىء لجارٌتك فً البٌت ) أي ال ٌوجد مال أو
ممتلكات فً البٌت على االطبلق .ولكنها لم تنسى ابداًا فً البٌت دهنه زٌت
اٌها القارئ العزٌز ان دهنه الزٌت رمز روحً لعمل روح هللا فً القلب وفً
الحٌاة.
فالقلب المآلن والعامر باالٌمان والثقة فً هللا ال ٌمكن ان ٌفشل امام الصعاب
حتى وان كانت الٌد قاصرة وال تملك شٌبا ًا على االطبلق وهذا ٌذكرنا بقول
) (كؤن ال شا لنا ونحن نملك كل شا الرسول بولس بالروح القدس
(ٕكو.)ٔٓ:ٙ
العالم كله ًا ًا
ان اإلٌمان الذي تمتلكه هذه المرأة اعظم وأؼنى كثٌرا جدا من ممتلكات .
ان اإلٌمان باهلل هو الفٌض الذي ٌمؤل الصدور والقلوب ،وهو القوة التً
ٌمتلكها االنسان لنفسه فتجعل منه انسانا قوى االرادة ( )1ألن االٌمان باهلل طاقة
قادرة على رفع االنسان الى النجاح فً الحٌاة ،والتؽلب على صعاب الحٌاة
وهمومها وأحزانها فٌوجد االمن والسبلم وٌذهب الخوؾ وعدم االطمبنان
وٌوجد فً االنسان روح التفاإل والثقة فٌتطلع الى الناحٌة الجمٌلة فً الحٌاة .
فاذا ؼابت الشمس واظلمت الدنٌا فً عٌنه تطلع وتؤ مل فً جمال القمر وسحر
-86-
(لٌست التجارب ما ٌقع لبلنسان من حوادث ولكنها ماذا ٌفعل االنسان إذا
وقعت الحوادث)
بل ان الهزٌمة تؤتي عندما ٌلجؤ االنسان إلى أي ملجؤ أخر ؼٌر الرب وٌقول
داود فً سفر المزامٌر بالروح القدس هذه الكلمات الصادقة األمٌنة.
(االحتماء بالرب خٌر من التوكل على انسان االحتماء بالرب خٌر من التوكل على
الرإساء (مز.)8،9:ٔٔ8
)
ان صاحبة دهنه الزٌت م ن نساء بنً االنبٌاء أي من أوالد هللا القدٌسٌن
كانت تعرؾ تماما ًا هذه الوعود الصادقة وتثق بها كل الثقة ألنها اقوال هللا بل
لعلها رفعت صوتها وقلبها مع مرنم اسرابٌل الحلو حٌنما هتؾ بالروح القدس
قاببل :
( لك ذراع القدرة قوٌة ٌدك مرتفعة ٌمٌنك ) (مز )ٖٔ :89
فما اسعد المإمن وما اتعس الخاطا البعٌد عن هللا ألنه ضعٌؾ وعاجز امام
صعاب الحٌاة.
وذلك الن عدم االٌمان او ضعفه أحٌانا ٌجعلنا نلجؤ للبشر أو إلى مصادر
أخرى ؼٌر الرب ونسمع قول الرب.
( ..هكذا قال الرب ملعون الرجل الذي ٌتكل على االنسان وٌجعل البشر
ذراعه وعن الرب ٌحًد قلبه وٌكون مثل العرعر فً البادٌة وال ٌرى إذا جاء
) ( أر :ٔ7 الخٌر بل ٌسكن الحر َة فً البرٌة ارضا سبخه وؼٌر مسكونة
٘.)ٙ،
ولكن على عكس ذلك نسمع قول الرب :
( ..مبارك الرجل الذي ٌتكل على الرب وكان الرب متكلة فانه ٌكون
كشجرة مؽروسة على مٌاه وعلى نهر تمد اصوله ا وال ترى إذا جاء الحر
)( وٌكون ورقها أخضر وفً سنه القحط ال تخاؾ وال تكؾ عن االثمار
أر )7،8 :ٔ7اذن لنلجؤ إلً هللا فً وسط اآلالم فلٌس ؼٌره معٌن لنا ولنقل
للرب مع داود.
)(مز )ٕٔ :ٔٓ8 ( ..اعطنا عونا فً الضٌق فباطل هو خبلص االنسان
ولنهتؾ مع رجل هللا ارمٌا قا بلٌن ( لنرفع قلوبنا وأٌدٌنا إلً هللا فً السموات )
( مراثً ٖ)ٗٔ :
-87-
لذلك ٌقول اشعٌاء بروح هللا ( الؽلمان ٌعٌون وٌتعبون والفتٌان ٌعثرون تعثرا
وأما منتظروا الرب فٌجددون قوة ٌرفعون اجنحة كالنسور ٌركضون وال
ٌتعبون ٌمشون وال ٌعٌون )(اش ٓٗ )ٖٓ،ٖٔ:
هذا هو حال المتوكلون علً الرب النه مكتوب ( ..المتكلون علً الرب مثل
جبل صهٌون الذي ال ٌتزعزع بل ٌسكن الً الدهر ) (مزٕ٘ٔ ) ٔ:
وقال المرنم اٌضا :
( الرب عزي وترسً علٌه اتكل قلبً فانتصرت ) (مز )7 :ٕ8
وما اجمل ما قاله مرنم اسرابٌل الحلو بروح هللا :
( هوذا عٌن الرب علً خابفٌة الراجٌن رحمته لٌنجً من الموت انفسهم
ولٌستحٌٌهم فً الجوع )(مزٖٖ .) ٔ9، ٔ8 :
( مبلك الرب حال حول خابفٌة وٌنجٌٌهم ) ( مز ٖٗ.) 7 :
ان هللا فً محبة عجٌبة جعل المبلبكة خدام للمإمنٌن الوارثٌن للمجد ولكل
مإمن جنود سماوٌة مكلفة من هللا بحماٌته كل ا ٌام حٌاته كما هو مكتوب عن
المبلبكة ( ..الٌس جمٌعهم ارواحا خادمه مرسله للخدمة الجل العتٌدٌن ان
ٌرثوا الخبلص ) (عب ٔ ) ٔٗ :
روي احدهم..
ان إحدى القدٌسات الفاضبلت كانت تسكن فً القاهرة بمفردها نظرا
لظروفها وكانت فاضلة محبة للمإمنٌن ومستضٌفة لرجال هللا وخدامه
القدٌسٌن وحدث ٌوما ما أن أحد خدام هللا االتقٌاء اتصل بها هاتفٌا واخبرها
بقدومه وزوجته لزٌارتها ورحبت به كل الترحٌب وفرحت بقدومه وظلت
تنتظره الً ان انتصؾ النهار وأقبل اللٌل ولم ٌحضر الخادم كما وعد ونظراًا
ألنها كانت متوقعة قدومه قالت فً نفسها البد وان شٌبا ما قد أخره وظلت
لوقت من اللٌل فً انتظاره وفً تمام الساعة الواحدة بعد منتصؾ اللٌل رن
جرس الباب واسرعت االخت بطرٌقة تلقابٌة وعفوٌة لفتح الباب ظنا منها بؤنه
خادم هللا الذي وعدها بالحضور وما ان فتحت الباب حتى فوجبت باحد
األشخاص وقد بدا علٌة الؽدر وشعرت فً نفسه ا بؤنه شخص عرؾ إنها
وحٌدة وأراد بها سوء فإذا بها ترفع عٌنٌها الً السماء وتصرخ بؤعلى صوتها
قابلة ( ٌا رب ٌسوع ).
-88-
وما أن كانت الكلمات علً شفتٌها حتى سقط هذا االنسان علً ظهره الً
الخلؾ وتدحرج علً السلم وكؤن قوة خفٌة دفعته بسرعة شدٌدة وفً اثناء
سقوطه أحدث صوتا وضجٌجا من دحرجته علً السبللم فاستٌقظ السكان
بالعمارة وامسكوه وحاولوا ضربه وتسلٌمه للشرطة ولكنه اقر قاببل بان ه اراد
ان ٌقتلها وٌسرقها وال ٌعلم كٌؾ حدث ذلك فقالت السٌدة التقٌة اتركوه لٌته
ٌعود بقلبه للرب الذي سمع صراخً حٌنما دعوته بكل قلبً فانقذنً فً
ضٌقً كما هو مكتوب ( فً ٌوم خوفً انا علٌك اتكل ) ( مز .) ٖ: ٘ٙ
(إلً الرب فً ضٌقً صرخت فاستجاب لً ) (مز ٕٓٔ ) ٔ :إن المإمن
الحقٌقً لٌس له ملجؤ فً ضٌقة ؼٌر الرب وحده لذلك قال المرنم ( :طلبت إلى
الرب فاستجاب لً ومن كل مخاوفً انقذنً.نظروا إلٌة واستناروا ووجوههم
لم تخجل ) (مز ٖٗ )ٗ،٘ :
نعم ما اعظم الرب وما اعظم االتكال علٌة وااللتجاء الٌه.
فمن ٌلجؤ إلٌه ال ٌخٌب ومن ٌطلبه ٌجده فً كل وقت فهو معٌن وملجؤ وحمً
لكل المتكلٌن علٌة وال ٌوجد انسان واحد لجؤ إلٌه وخاب آمله أبدا بل إن كل
من ٌتكل علً الرب وٌحتمً فً حماه تكون له ال ؼلبة والنصرة علً كل
الظروؾ وعلً كل صعاب الحٌاة بل وعلً كل من ٌحاول ان ٌقاومه النه
مكتوب (لٌخز ولٌخجل الذٌن ٌطلبون نفسً لٌرتد الً الوراء وٌخجل
المتفكرون بإساءتً اما نفسً فتفرح بالرب وتبتهج بخبلصه )(مز ٖ٘ 9، ٗ :
).
وقال المرنم اٌضا عن المحتمٌن بالرب ذلك الوعد الصادق
) (وٌعًنهم الرب وٌنجٌهم وٌنقذهم من االشرار وٌخلصهم النهم احتموا به
(مز.)ٗ:ٖ7
إذن أٌها األحباء ما أحوجنا أن نراجع تصرفاتنا فبل نعود نذهب الي انسان
وال نلجؤ الً عون او مصدر ؼٌر الرب ألن من ٌلجؤ لسواه ٌحصد مرارة
المر النه مكتوب :
( تكثر أوجاعهم الذٌن اسرعوا وراء آخر ) ( مز )ٗ :ٔٙلذلك هتؾ المرنم
بروح هللا قاببل لكل تقً :
(القً على الرب همك فهو ٌعولك ال ٌدع الصدٌق ٌتزعزع إلً االبد ) ( مز
٘٘.)ٕٖ :
-89-
ان الوعد لكل من ٌتقى هللا وٌحفظ وصاٌاه وٌلجا إلٌه وحده وال سواه ما
أجمله وما أعظمه فلنستمع لذلك الوعد الصادق.
(النك قلت أنت ٌارب ملجابً جعلت العلى مسكنك ال ٌبلقٌك شر وال تدنو
ضربه ( )1من خٌمتك) (مزٔ)9:9
( ألنه تعلق بً انجٌه .أرفعه ألنه عرؾ اسمى ٌ .دعونً فاستجٌب له .معه
أنا فً الضٌق .أنقذه وأمجده من طول االٌام اشبعه وارٌه خبلصً ) ( مز ٔ:9
ٗٔ.)ٔٙ-
(ٗ) كٌؾ نلجؤ إلً هللا وسط اآلالم والمحن ؟
قالت الشونمٌة لرجلها فً العدد السابق شرحه (فؤجرى إلً رجل هللا وأرجع )
(ٕملٗ.)ٕٕ:
لقد علمتنا الشونمٌة ان نذهب للرب فً آالمنا بسرعة بل بؤقصى سرعة
والنفكر فى سواه
ان الشونمٌة لم تخبر زوجها بموت ابنه وحٌده وال كٌؾ اضجعته جثمانا ًا
مسجى على سرٌر رجل هللا.
انها لم تحاول ان تشرح تفاصٌل ما حدث لزوجها الذي هو أبو الولد بل أول
ما فكرت فكرت فً هللا وتصرفت كما سبق الحدٌث احسن تصرؾ بكل حكمه
ووقار ٌلٌق بؤوالد هللا القدٌسٌن وهنا نراها تجرى أي تسرع الخطى لطلب
وجه الرب لطلب المعونة ان سبب ضعؾ الكثٌرٌن أمام اآلالم والمحن وعدم
قدرتهم على تمجٌد سٌدهم فى آالمهم وتجاربهم ٌرجع إلً أنهم ٌحاولون ان
ٌقلبوا المؤساة وٌعددوا تفاصلٌها ألنفسهم واآلخرٌن ممن ٌظنون انهم شركاء
لهم فً اآلالم.
ان الذٌن ٌنشؽلون بالتفكٌر طوٌبل فً عمق وفداحة الكارثة أو فً مدى
الخسارة التً تحدثها او فً الظروؾ المخالفة والرٌاح المضادة من كل ناحٌة
ٌستطٌعوا ان ٌمجدوا هللا فً اآلالم ولعل ما فعلته الشونمٌة درسا ًا نافعا لحٌاتنا
فانها أخذت االمر من ٌد الرب مباشرة لم تلجؤ ألحد لتخبره بحقٌقة وتفاصٌل
( )1يمكن للقارئ الرجوع لنفس المزمور لقراءة بقية االعداد من عدد 9حتى عدد 16النها وعود
صادقة ومعزبو وان كنت لم استطع ذكرىا كلها لضيق الصفحات.
-90-
المشكلة ولم تخبر الجٌران واالقارب وال حتى زوجها لم ت رسل له رسالة
لٌحضر وٌشاركها آالمها فً ولٌدها الوحٌد لكنها أخذت الكؤس من ٌد الرب
وأحسنت التصرؾ كما سبق الكبلم واسرعت باقصى سرعتها لرجل
()2
هللا()1ونبلحظ تؤكٌد ذلك اٌضا فً العدد الرابع والعشرٌن الذي ٌقول
( وشدت على االتان وقالت لؽبلمها سق وسر وال تتعوق ألجلى فً الركوب
ان لم اقل لك وانطلقت حتى جاءت الى رجل هللا إلى جبل الكرمل ) ( ٕمل ٗ:
ٕ٘).
وكما سبق ان قلت ان إلتجابها إلً الٌشع الذي ٌرمز لشخص المسٌح
المبارك ٌعنً إلتجابها للرب فقد نفذت بكل ٌقٌن كامل قول الرب ( ادعنى ٌوم
الضٌق انقذك فتمجدنً ) ( مز ٓ٘.)ٔ٘ :
الن الرب بالنسبة للمإمن بمثابة مخبؤ امٌن وحصن حصٌن ومن المعروؾ ان
المخبؤ هو مكان معد خصٌصا ًا لبلحتماء به عند حدوث القذابؾ الملتهبة أو
الطلقات النارٌة فاذا وجد مخبؤ بجوار بعض الجنود فً أي معركة واحس
الجندي ان النٌران تبلحقه او ان طابرات العدو تقذؾ حمما ًا فانه ٌسرع باقصى
ما ٌمكنه وٌرتمً فً المخبؤ قبل ان ٌفكر فً أي شا فلو تؤملنا أن جندٌا ما وقت
الحرب أحس بؤن طابرة العدو تقذؾ نٌرانا قاتلة وكؤن المخبؤ قرٌبا منه لكنه
حاول أن ٌفكر وٌتؤمل فً شكل ولون وحجم القذابؾ النارٌة فبلبد انه فً خبلل
تلك اللحظات سٌصاب حتما ًا ولكن من المعروؾ والمؤلوؾ ان المخبؤ عُمل لكً
ٌسرع إلٌه قبل كل شا وٌلقى بنفسه دون أى تفكٌر ومن خبلله ٌستطٌع بعد ذلك
ٌشاء
ان ٌرد على العدو وان ٌتصرؾ كما .
هكذا عبلقة المإمن بخالقة ومخلصه ألنه مخبؤ امٌن فً زمن الضٌق.
بركات خفٌه لنا لنتؤكد تماما ان اآلالم والتجارب التً بحسب فكر هللا
وإحسانات ال نستطٌع ان ندركها إال من خبلل روح الخضوع والسجود وان
عدو كل بر ٌحاربنا بكل قوته لٌشككنا فً محبة هللا فٌطلق علٌنا سهامه
-93-
كما أن افتقاد الٌتامى واالرامل فً ضٌقهم واحتٌاجاتهم ٌعد اكبر دلٌل على
فاعلٌه اٌمان المإمن الحقٌقي.
الن لكل مإمن احشاء رآفة ومحبة تجاه المعوزٌن والمتضاٌقٌن وال سٌما
اهل االٌمان اخواتنا فً المسٌح ٌسوع تبارك اسمه لذلك ٌقول الرسول ٌعقوب
بروح هللا :
( الدٌانة الطاهرة النقٌة عند هللا االب هً افتقاد الٌتامى واالرامل فً ضٌقهم
وحفظ االنسان نفسه ببل دنس من العالم ) ( ٌع ٔ .) ٕ7 :
نعم ما أعظم وما أجمل تلك الكلمات التً تحس كل مإمن على افتقاد الٌتامى
واالرامل أي زٌارتهم والسإال عنهم وتقدٌم المعونة لهم فً صمت ودون ان
نجرح مشاعرهم فهم اعضاء جسد الرب له كل المجد وان كان الرب قد منح
الكثٌرٌن منا سعة العٌش فهذا معناه اننا نسعى ونبحث عن المعوزٌن لتقدٌم
الشكر هلل فً خدمتهم وافتقادهم وفً الرسالة الى أهل رومٌة ٌقول الروح
القدس للمإمنٌن هذا الكبلم المبارك :
(مشتركٌن فً احتٌاجات القدٌسٌن عاكفٌن على اضافة الؽرباء ) (رو ٕٔ :
ٖٔ)
وٌعلمنا الكتاب القدس اٌضا قاببل :
( ال تمنع الخًر عن اهله حٌن ٌكون فً طاقة ٌدك ان تفعله ) (ام ٖ ) ٕ7 :
أي اذا كان بامكان المإمن ان ٌقدم المساعدة المعنوٌة والمادٌة ألخوته من
المعوزٌن ال ٌتؤخر بل ٌسرع الن فً ذلك طاعة لصوت هللا وبركة لحٌاته الن
المإمن حٌنما ٌعطً فهو ٌقدم بعض ما اعطاه هللا ولسان حاله ٌقول :
(...الن منك الجمٌع ومن ٌدك اعطٌناك ) ( ٔأخ ٔ .) ٔٗ :
كان فورد شخصا مإمنا تقٌا ٌحٌا حٌاة متوسطة المعٌشة وكان ٌحرص كل
الحرص ان ٌكون امٌنا فً العشور من كل ما ٌملك وبارك هللا لهذا الشخص
ُشرٌن عن كل ما ٌملك بدال من العشر ثم لما نمت فً كل ممتلكاته فبدأ ٌقدم ع ِ
ممتلكاته اكثر بدأ ٌقدم ثبلثة من كل ما ٌملك ثم اربعة اعشار من كل ما ٌملك
وكلما كانت امكانٌاته تتسع وتزداد كان ٌقدم عشورا اكثر حتى اصبح فً
النهاٌة ٌقدم للرب تسعة اعشار ما ٌملك من امواله وامكانٌاته وممتلكاته
واصبح ٌعٌش هو بالعشر فقط ولكن هذا العشر فً حد ذاته جعله من اؼنى
-94-
اؼنٌاء العالم وهناك شركات عالمٌة باسمه وارباح فابضة ( )1لذلك الشخص
االمٌن للرب وهكذا ٌكرم الرب كل من ٌكرمه.
وقال احدهم :
ان اكرامك اٌها المإمن للرب اذا كان فً الوقت والجهد فان هللا ٌبارك
جهودك وٌنجح اعمالك فً كل ما تمتد الٌه ٌدك وإذا كان تقد ٌرك للرب فً
المال فان الرب ٌبارك بحسب نوع العطاء الذي تقدمه له هذا باالضافة الى
البركات الروحٌة التً ال تقدر بمال.
فالمإمن ٌرقد فً سبلم تام او قد ٌكون استنتاج النه طفل وقد مات فً
طفولته والمسٌحٌة تعلمنا ان االطفال لهم ملكوت السموات بحسب قول سٌدنا
العظٌم تبارك اسمه.
-97-
هذا السبلم الذي أحسته الشونمٌة فً اشد لحظات االلم وٌمكننا بسهولة ان
نتصور موقؾ ام ثكلى فقدت وحٌدها الذي رزقت به بعد وقت طوٌل وربما
كانت فً سن ال ٌسمح لها باالنجاب ولكنه عطٌة هللا نتٌجة تعبها مع رجل هللا
وحسب وعد رجل هللا لها.
وفً وقت لم ٌكن ابدا فً الحسبان .حٌث ذهب الولد الى ابٌه الى الحقل ثم
عاد م حموال على اكتاؾ احد الؽلمان واجلسته االم الحنون على حجرها وما
هً اال لحظات حتى فارق الحٌاة.
ٌا لها من حكمة الهٌة عجٌبة جعلت المرنم ٌهتؾ قاببل :
) ( ما اعظم اعمالك ٌا رب كلها بحكمة صنعت مآلنة االرض من ؼناك
( مز ٗٓٔ .) ٖٗ :
واٌضا ٌا له من سبلم عجٌب ٌفوق كل حدود وتعبٌرات وتقدٌرات العقول
البشرٌة لكنه حق وحٌاة نعٌشه ونختبره ونحٌاه وال ٌستطٌع أي انسان ان
ٌعرفه اال اذا اختبر عمق وعظمة وسمو وروعة العشرة مع هللا .ونذكر من
االمثلة التً وردت فً كلمة هللا عن االتقٌاء الذٌن تمتعوا بهذا السبلم رؼم كل
اآلالم وهم :
(ٔ) سبلم هللا لبطرس فً السجن
وهذا السبلم العجٌب الذي اعطاه ربٌس السبلم لبطرس وهو مقٌد فً السجن
( أع ٕٔ ) ٔ8 - ٔ :وفً الوقت الذي كان فٌه بطرس محروسا فً السجن
وسط اربعة أرابع من العسكر( 16عسكرٌا ) وٌقول الكتاب :
( ولما كان هٌرودس مزمعا ان ٌقدمه كان بطرس فً تلك الل ٌلة نابما بٌن
عسكرٌٌن مربوطا ًا بسلسلتٌن وكان قدام الباب حراس ٌحرسون السجن ) ( أع
ٕٔ .) ٙ :
وٌمكننا ببساطة شدٌدة ان نتخٌل لو اننا كنا مكان بطرس فكم تكون اآلالم
الجسمٌة والنفسٌة والمعنوٌة التً ال ٌمكن باي حال من االحوال ان تجعل
النوم ٌقترب الى جفوننا فقد كان ا المر المنتظر بجانب القٌود وااللم حسب
تعلٌمات هٌرودس الملك القاسً العنٌد ان ٌقتل بطرس فً الٌوم التالً ( أي
ان بطرس سجٌن مقٌد ٌنتظر حكم االعدام بعد ساعات قلٌلة ) ،لقد كان االمر
بحق قاسٌا اشد القسوة مإلما اشد االلم ظالما الى ابعد حدود الظلم لكنه العجب
العجاب ان بطرس كان فً سبلم تام جعله ٌنام ملء جفنٌه ٌا له من سبلم
-98-
ٌتخطى الواقع والمنظور وٌفوق ادراك العقول لقد تمتع بطرس بهذا السبلم
العجٌب الذي قال عنه الكتاب :
) (وسبلم هللا الذي ٌفوق كل عقل ٌحفظ قلوبكم وافكاركم فً المسٌح ٌسوع
(فًٗ .)7 ، ٙ :
ولكن قد تحقق بعد لح ظات حٌنما وجد نفسه خارج اسوار السجن حرا
ودلٌلنا الى ذلك قول الكتاب :
( فقال بطرس وهو قد رجع الى نفسه االن علمت ٌقٌنا ان الرب ارسل
مبلكه وانقذنً من ٌد هٌرودس ومن كل انتظار شعب الٌهود .ثم جاء وهو
منتبه الى بٌت مرٌم ام ٌوحنا الملقب مرقس حٌث كان كثٌرون مجتمعًن وهم
ٌصلون ) (أع ٕٔ .) ٕٔ ، ٔٔ :
وهكذا نام بطرس فً سبلم بدون أي انزعاج او قلق بٌنما كانت األمور من
حوله ال تبشر بالخٌر ولكنه كان ٌعلم ٌقٌنا أنه بٌن ٌدي هللا كخالق أمٌن فً
عمل الخٌر فسلم قضٌته برمتها ألعظم وأعدل قاض وأكبر محام وهو ٌعلم أنه
موضوع مشؽولٌة قلب هللا المحب وقد شؽل هللا قلب القدٌسٌن االتقٌاء بمشكلته
فكانت الكنٌسة مجتمعة فً بٌت مرٌم للصبلة بلجاجة إلى هللا من أجل بطرس
فً نفس الوقت سلم فٌه بطرس نفسه ونام فً سبلم واستجاب هللا صبلة
االتقٌاء النقاذ بطرس وأرسل مبلكة النقاذه.
فهل ننزعج من شا ونحن فً ٌد القادر على كل شا الذي ٌقول فٌكون
وٌؤمر فٌصٌر.
انك اذا أردت ان تختبر هذا السبلم فسلم كل أمورك بالتمام لؤلب
المحب وإذا سلمت بخضوع وثقة فسوؾ تحملك ٌد القدٌر وتعطٌك هذا
السبلم الذي جعل بطرس ٌنام نوما ًا عمٌقا هانبا ًا وال ٌفكر لحظة فٌما
.ولم ٌفكر لحظة فً فقدان حٌاته أو سوؾ ٌراه من مقصلة االعدام
مصٌر أسرته أو الى آخر ما نفكر فٌه فلو ان بطرس فكر لحظة فً
.لكن هذه األمور لما استطاع ان ٌشعر بالسبلم ولما استطاع ان ٌنام
سبلم هللا جعله ٌنام فً هدوء تام إتماما لقول الكتاب المقدس عن
شخص الرب ( لكنه ٌعطى حبٌبه نوما ) ( مز .)ٕ :ٕٔ7
فقد نام بطرس نوما ًا من أعمق درجات النوم حٌث ٌحلم النابم احبلما
( :وإذا مبلك الرب أقبل ونور اضاء فً وٌقول الكتاب عن بطرس
-99-
لتان البٌت .فضرب جنب بطرس وأٌقظه قاببل قم عاجبل فسقطت السلس
.فقال له من ٌدٌه .وقال له المبلك تمنطق والبس نعلٌك ففعل هكذا
البس نعلً ك واتبعنى .فخرج ٌتبعه وكان ال ٌعلم أن الذي جرى
بواسطة المبلك هو حقٌقى بل ٌظن انه ٌنظر رإٌا ) ( اعٕٔ.)9-7 :
وهنا اقتاده المبلك وانفتحت امامه م ا ( المبلك وبطرس ) أبواب السجن
وانفتح الباب الحدٌدى المإدى إلً المدٌنة من تلقاء ذاته حتى أصبح بطرس
فً امان تام .ولكن ٌبدو أن بطرس كان من تؤثٌر النوم ٌظن انه ٌحلم .انه
السبلم الذي ٌختبره المإمن وٌحٌا ه فً وسط أشد آالم وزوابع الحٌاة .حٌنما
تظلم الدنٌا فً وجهه وتوصد كل األبواب أمامه وتحٌط األمواج بسفٌنة حٌاته .
واسمع ٌاعزٌزى قول هللا :
( أما األشرار فكالبحر النه ال ٌستطٌع أن ٌهدأ وتقذؾ مٌاهه حم أة وطٌنا ًا .
لٌس سبلم قال الهى لؤلشرار ) (اش)ٕٓ،ٕٔ :٘7
أما المإمن فٌناجً ربه قاببل:
(عند كثرة همومً فً داخلى تعزٌاتك تلذذ نفسى ) ( مز ٗ)ٔ9 :ٙ
وٌحدثنا المرنم بروح هللا عن الفارق بٌن أهل العالم وبٌن أوالد هللا االتقٌاء
قاببل ( :كثٌرون ٌقولون من ٌرٌنا خٌراًا( )..مزٗ)ٙ :
أما المإمن فٌقول:
( جعلت سرورا ُ فً قلبً أعظم من سرورهم اذ كثرت حنطتهم وخمرهم .
بسبلم ة اضطجع بل أٌضا أنام النك انت ٌارب منفرداًا فً طمؤنٌنة تسكننً ) (
مز ٗ)8-ٙ :
وٌهتؾ المرنم قاببل:
( الساكن فً ستر العلى فً ظل القدٌر ٌبٌت) ( مزٔ)ٔ :9
-100-
فانفتحت فً الحال االبواب كلها وانفكت قٌود الجمٌع .و لما استٌقظ حافظ
السجن ورأى أبواب السجن مفتوحة استل سٌفه وكان مزمعا أن ٌقتل نفسه
ظانا أن المسجونٌن قد هربوا .فنادى بولس بصوت عظٌم قاببل ال تفعل بنفسك
شٌبا ردٌا ألن جمٌعنا ههنا( )..اع )ٕ8-ٕ٘: ٔٙ
لقد تم فً بولس وسٌبل قول الكتاب المقدس.
( احسبوه كل فرح ٌا أخوتً حٌنما تقعون فً تجارب متنوعة) (ٌع ٔ)ٕ :
لقد فرح بولس وسٌبل رؼم القٌود الحدٌدٌة المإلمة والضربات القاسٌة لكنهما
فرحا فرحاًا عظٌما حتى هتفا من قلبٌهما بالحمد والشكر والتسبٌح فاهتز المكان
وانفتحت أبواب السجن وانفكت قٌود الجمٌع ( بولس وسٌبل ) وكل السجناء
معهما.
فما اجمل وما أعظم تسبٌحات االتقٌاء فً وسط لٌالى اآللم والمحن وما
ُ
أعظم محبة هللا التً اتجهت إلً ذلك السجان العنٌد القاس ي الذي كثٌرا ما
اسخنهما بالجراح والسٌاط .وما أبعد الفارق بٌن السجان الخاطا و بولس
وسٌبل التقٌٌن فقد ناداه بولس قاببل له ال تفعل بنفسك شٌبا ًا ردٌا ٌ .الها من محبة
وشهادة للرب.
نعم ما أعظم المإمن حٌن ٌُسبح والدموع فً عٌنٌه وسبلم هللا ٌمؤل قلبه.
وهكذا كانت النتٌجة ( نجاه ذلك السجان ) الذي قبل المسٌح مخلصا وخلص
معه اٌضا جمٌع أهل بٌته حسب قول الكتاب
(ولما اصعدهما إلى بٌته قدم لهما مابدة وتهلل مع جمٌع بٌته إذ كان قد آمن
باهلل) (أع)ٖٗ:ٔٙ
-101-
ٌرد ( )1مما جعل األمر ٌتحول تماما عن قصد االشرار وٌصٌر فً صالح
دانٌال وٌظهر صبلبة إٌمانه وثقته فً إلهه وتمتعه بسبلم هللا العجٌب وٌكفى
أن نذكر للقارئ بعض فصول تلك القصة الرابعة.
فبعد أن القً دانٌال فً الجب بؤمر الملك ٌقول الكتاب المقدس :
( حٌبنذ مضً الملك إلً قصره وبات صابما ولم ٌإت قدامه بسراريه فطار
عنة نومه .ثم قام الملك باكرا عند الفجر و ذهب مسرعا إلً جب االسود .فلما
اقترب إلً الجب نادي دانٌال بصوت أسٌؾ .أجاب الملك وقال لدانٌال ٌا
دانٌال عبد هللا الحً هل الهك الذي تعبده دابما قدر على أن ٌنجٌك من األسود
فتكلم دانٌال مع الملك ٌا اٌها الملك عش إلً األبد .الهً أرسل مبلكه وسد
أفواه االسود فلم تضرنً النً وجدت برٌبا قدامه وقدامك اٌضا اٌها الملك لم
أفعل ذنبا ًا ) (دا )ٕٖ -ٔ8 :ٙ
ما امر بإحضار المشتكٌن وامر الملك بإصعاد دانٌال من الجب ك
المتآمرٌن على دانٌال وألقاهم فً الجب مع جمٌع نسابهم وأوالدهم
فبطشت بهم االسود .اما دانٌال فقد أكرمه هللا فجعل الملك ٌكرمه.
( )1يمكن للقارئ الرجوع إلي سفر دانيال االصحاح السادس لمعرفة تفاصيل القصة كاملة
( )1وردت بمجلة مياه الراحة
-102-
وسادة ٌسترٌح فوقها حتً الصباح ؾ هل هناك اعظم من هذا السبلم
العجٌب فً وسط لٌل الدجى الكبٌب .انه حقا سبلم هللا.
عزٌزى القارئ اذا كان مبلكا واحد استطاع بإرادة هللا ان ٌسد افواه
االسود الضارٌة فان هللا مستعد ان ٌرسل لك اثنى عشر جٌشا ًا من
المبلبكة لو احتاج األمر لذلك.
لقد أرسل هللا مبلكا واحد اٌام حزقٌا الملك واشعٌاء بن أموص النبً
فقتل المبلك من جٌش سنحارٌب مابة وخمسة وثمانون ألفا ًا من جنوده
ة اشور وهناك قتله أوالده وعاد بعد ان عٌر شعب هللا بخزى إلً محل
و هكذا نجا الملك التقً ونبً هللا اشعٌاء.
ه العجٌب هذه قدرة إلهنا فلماذا نضطرب ولماذا نحزن ولنا هذا االل
القادر على كل شا.
ٌ .ظلمك ٌ .قاومك ببل أخى ..اختى ..هل تتؤلم من انسان ٌضاٌقك
سبب فٌسبب اتعابا ًا وآالما وجراحا نفسٌه وجسٌمة ومعنوٌة ،ثق فً
هللا وال تخشاه واسمح لً أن اتخٌل معك مدى ما ٌمكن أن ٌفعله هذا
االنسان مهما كانت قوته أو سطوته.
ان مبلكا واحدا قتل االلوؾ وسد افواه االسود فماذا تساوى قوة ذلك
االنسان المقاوم.
اخى ال تخؾ من احد وال تخشى من شا فالعالم كله بمن فٌه وما فٌه
ال شا بالمرة امام قدرة خالقك المحب فسلم له أمورك لتهنؤ بهذا
السبلم العجٌب سبلم هللا الذي هو عطٌة من عطاٌاه لكل قلب ٌحب هللا
الن المحبة كما قال الكتاب تطرح الخوؾ إلً خارج.
-103-
ُحمى االتون سبعة اضعاؾ وٌؤمر وإذ بالملك ٌمتؤل ؼٌظا ًا وٌؤمر بان ٌ َ
. جبابرة القوة من رجاله بإلقاء الفتٌة الثبلثة فً االتون بعد ان قٌدوهم
وسقط الفتٌة الثبلثة بقٌودهم فً االتون وسط النٌران المتقدة حٌث كان
من شدة لهٌب النار انها قتلت الرجال الذٌن القوا بالفتٌة.
ولكن حدث أمرا عجٌبا جداًا جعل الملك ٌتحٌر وٌقول الصحابه
الجالسٌن حوله.
( ..ألم نلق ثبلثة رجال فً وسط النار .فؤجابوا وقالوا للملك صحٌح أٌها
الملك .أجاب وقال ها أنا ناظر أربعة رجال محلولٌن ٌتمشون فً وسط النار
وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبٌه بابن اآللهة) (دا ٖ.)ٕٗ،ٕ٘ :
ان تساإل الملك دلٌل حٌرته ودهشته لما رآه لقد ألقى فً النار ثبلثة
ا رجال مقٌدٌن بالحدٌد فً اٌدٌهم وأرجلهم ولكنهم فً االتون لٌسو
ثبلثة بل اربعة ولٌسوا مقٌدٌن بل محلولٌن.
أخً أن نٌران التجارب والمصاعب واآلالم ال ٌمكنها ان تحرقك ما
الكتاب
دمت تثق فً هللا الذي سوؾ ٌحملك على األذرع االبدٌة كقول .
( اإل هل القدٌم لنا ملجؤ واألذرع األبدٌة من تحت ) ( تث ٖٖ)ٕ7 :
النٌران بالفتٌة انها فكت قٌودهم ان كل ما استطاعت ان تفعله
الحدٌدٌة لقد كان للنار سلطان على الحدٌد النه كان مإلما للفتٌة ومقٌدا
لحرٌتهم .ولم ٌكن لها سلطان ( النار ) علٌهم وال على اجسادهم النهم
فً حمى القدٌر والحظ ان الملك ومشٌرٌه لم ٌروا ثبلثة رجال بل
أربعة والرابع فً وسطهم شبٌه باب ن االلهة حسب قول الملك الوثنى
.إن هللا الذي ٌعبد ألهه متعددة فانه ٌقر بؤن الرابع هو هللا وهذا حق
موجود معهم فً االتون ألن الرابع الذي ظهر بكل وضوح وجبلء فً
م قبل مجٌبه وسطهم هو ربنا ٌسوع المسٌح تبارك اسمه فقد جاء إلٌه
حنان قلبه المحب ان االمر الٌنا بالجسد .لقد جاء النه رأي فً رقة و
ٌحتاج لحضوره فنزل مسرعا ووصل مقتدرا إلً الفتٌة لٌعزٌهم
وٌطٌب قلوبهم وٌشجع اٌمانهم فكٌؾ ٌكون االتون بعد ذلك اتونا؟
ان النٌران كانت بالفعل موجودة ومحماه سبعة أضعاؾ لكن النٌران
ى فقدت خاصٌتها امام الخالق كما فقدت األسود من قبل قدرتها عل
االفتراس أتدرون اٌها االحباء لماذا ٌشعر االتقٌاء بسبلم هللا فً وسط
-104-
اآلالم والمحن .ألن هللا ٌرافقهم ٌ ،عزٌهم ٌ ،طٌب قلوبهم ٌ ،عطٌهم
سبلمه وافضل ان اذكر قول الكتاب الذي ال ٌضارعه قول امام هذا
المشهد العجٌب حقا :
( ثم اقترب نبوخذ نصر الى باب أتون النار المت قدة وأجاب فقال ٌا شدرخ
ومٌشخ وعبدنؽو ٌا عبٌد هللا العلى اخرجوا وتعالوا .فخرج شدرخ ومٌشخ
وعبدنؽو من وسط النار) (دا ٖ.)ٕٙ :
لقد احرقت النار من ألقوا بهم اما هم فان رابحة النار لم تؤت علٌهم
وأن الفارق بٌن الخاطا والمإمن ٌتضح بكل جبلء فً مثل هذه
األمور الن ا النسان البعٌد عن هللا تحطمه الظروؾ حتى أن رابحة
النٌران البعٌدة قد تقتله لكن أوالد هللا حتى وان سمح لهم بدخول
االتون فهو معهم وبالتالً فسوؾ ٌمشون فً االتون كما لو كانوا فً
جنة خضراء ٌانعة الثمار واالزهار ولم ال فاهلل معهم.
معى لو أننً افترضت ان اننً ٌا عزٌزى أدعوك إلى أن تتؤمل
هإالء الفتٌة امامً اآلن ووجهت لهم سإاال هاما مإداه ما هى أجمل
.أتدرون ماذا سوؾ تكون لحظات قضٌتموها وانتم هنا على األرض
إجابتهم ؟
لماذا
سوؾ ٌجٌبون حٌن كنا فى االتون المحمً سبعة اضعاؾ وأسؤل ؟
ٌجٌبون ألن هللا نفسه كان معنا .لقد رأٌناه بع ٌوننا ولمسناه بؤٌدٌنا .لقد
كنا قبل االتون نراه بالقلب وباالٌمان اما فً االتون رأٌناه بالعٌان.
نعم طوباكم اٌها الفتٌة وما أعظم ما رأٌتم لقد رأٌتم من هو ابرع
جماال من بنً البشر انهم لو ُخ ٌِروا لقالوا للملك دعنا ننتظر فً االتون
بنا الؽالى الذي فرح قلوبنا اطول وقت ممكن ألننا نعٌش مع حبً
وأعطانا سبلم ه العجٌب الذي ٌفوق ادراك العقول.
أخً لماذا تخشى وتنزعج من اآلالم وانت فً ٌد اله السبلم.
وٌهتؾ المرنم لسٌده مسبحا -:
كذلك حبٌبً بٌن البنٌن كالتفاح بٌن شجر الوعر
مرٌح التعابى معزى الحزٌن وتحت ظله اشتهٌت الجلوس
مع الفتٌة ٌمشً فى مشهد عجٌب نراه قدٌما فً وسط االتون
وٌطفا بسلطان الهوته اللهٌب وٌعطؾ علٌهم بقلبه الحنون
-105-
اننا اٌها االحباء أوالد هللا وقد اصبحنا بحق جسد المسٌح (كنٌسته ) بعد ان
أخلى المسٌح نفسه الجلنا وقدم نفسه ذبٌحة وقربنا لفدابنا فقد نزل إلً أر ضنا
فً اتضاع عجٌب وبدأ رحلته بٌننا مبتدأ بالمزود ومنتهٌا بصلٌب العار والقبر
المستعار .ثم قام من بٌن االموات بكراًا للراقدٌن واعطى لنا الحٌاة والخلود
ألنه اباد بموته ذاك الذي له سلطان الموت ( ابلٌس ) وصعد إلى السماء حٌث
جلس فً ٌمٌن العظمة فً االعالى حسب قوله الصادق.
( الذي وهو بهاء مجده ( مجد االب ) ورسم جوهره وحامل كل االشٌاء
بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهٌرا لخطاٌانا جلس فً ٌمٌن العظمة فً
األعالى )( عبٔ.)ٖ :
انه تبارك اسمه جلس فً ٌمٌن العظمة فً األعالً لٌشفع فٌنا بمعنى
أخذ بٌدنا وٌإنس وحدتنا ٌحامى عنا وٌعٌن ضعفنا وٌشد أزرنا وي
وٌفرج ضٌقتنا وٌشفى آالمنا وٌضمد جراحنا وٌحفظ إٌماننا وٌرد
نفوسنا النه ٌرثً لضعفنا وٌعرؾ جبلتنا وٌذكر اننا تراب وهو الذي
دفع فٌنا أؼلى ثمن فلم ٌبخل بنفسه الجلنا فكٌؾ ال ٌهبنا معه كل شا.
صراخ دمه انه المحب الذي ذكر هابٌل قدٌما وقبل قربانه وسمع
وذكر نوحا فً الفلك وهاجر فً البرٌة واٌوب فً الرماد وموسى فً
السفط وٌوسؾ فً الببر وفً السجن وداود فً الكهؾ و دانٌال فً
الجب والفتٌة فً االتون وبطرس فً السجن و بولس فً العاصفة لن
ٌنسانا ابدا فطوبى لنا الن به وحده تفرح قلوبنا.
-106-
.ألم أقل ال تخدعنً ) وهنا ٌجدر ( فقالت هل طلبت ابنا من سٌدى
بنا ان نعود ادراجنا لما سبق ان قدمناه فً بداٌة الحدٌث عن الشونمٌة
وشبعها الكامل بالرب.
وهنا نراها تقؾ أمامنا معلنة مرة أخرى عن اكتفاء نفسها وشبع قلبها
.وكؤن بالر ب وحده ال سواه سواء قبل ان ٌولد ابنها او حتى بعد الوفاة
( تعلمت ان اكون بها تردد ما قاله بولس اعظم رسول للمسٌحٌة
) ( فً ٗ .)ٔٔ :الن االكتفاء باهلل هو مصدر مكتفٌا بما انا فٌه
السعادة الحقٌقٌة .ولٌعلم كل انسان ان مصدر سعادتنا لٌست فٌما
ورثناه وال فٌما كسبناه وال فٌما حققناه من قٌم أدبٌة او امكانٌات مادٌة
أو مناصب عالمٌة فهذه كلها الشا أمام مقٌاس االٌمان وتدارك الحٌاة
الروحٌة.
التً تري هللا فً كل شا بل وتري ان العالم كله بكل ما فٌه ومن
فٌه ال شا وهللا وحده هو كل شا.
منظر هنا فكل منظر لذلك قال المرنم ٌ :ارب حول نظرى عن كل
سواك فٌه المرار والعناء أما فً قولها لرجل هللا (ألم أقل ال تخدعنً )
وهنا أعود بالقارئ فً حذر شدٌد لما سبق ان ابدته تلك المرأة
العظٌمة من احترام وإكرام لرجل هللا حتى ال ٌلوح للقارئ انها تسا
( ..ال تكذب على إلى الٌشع فقد سبق فً قولها حٌن وعدها بهذا االبن
جارٌتك ) ولكننا نراها هنا تجعلنا نعود ادراجنا لما سبق وادركته عن
رجل هللا وٌبدو انها اٌضا تفهم حقٌقة الحٌاة خبلل مدة السٌاحة للسماء
حٌث تحٌط بنا اآلالم والتجارب والضٌقات فً اثناء عبورنا بحر
الحٌاة إلى ان نصل إلً شاطا االمان بسبلم.
و الشونمٌة فً قولها هذا تإكد لنا حقٌقة هامة قد نجهلها كؤمهات
وكؤباء فنظن أن المستقبل واألمل فً االبناء وأن السعادة الحقٌقة فً
وجودهم وال أنسى كؤم ان األوالد عطٌة من هللا لنا وٌجب أن نحافظ
علٌها وأن نربٌهم فً مخافة هللا وانذاره فهم أمانة فً عنقنا وبركة لنا
من هللا ولكن الخطؤ كل الخطؤ ان تتعلق قلوبنا بالعطٌة وننسً العاطً
.والخطؤ ان نعلق علٌهم وان ننشؽل بهم عن الرب الذي أعطانا إٌاهم
آمالنا فنرى فٌهم السند والعضد والعون واالمل.
-107-
وهنا ٌجب ان نتعلم من هللا كٌؾ تصحح هذه االخطاء فٌنا نحن كبنٌن
نتدرب باآلالم التً ٌسمح هللا شرعٌٌن ووارثٌن مع المسٌح ٌجب أن
.فعلى الرؼم من ان البعض لنا بها لكً ٌعلمنا ما نحتاجه من دروس
منا قد ٌكونوا علمٌا متبحرٌن فً الفلسفة أو الطب أو الكٌمٌاء أو
ؼٌرها من علوم الحٌاة ولكننا أحوج ما نكون إلى تعلم أول حروؾ
الهجاء فً مدرسة هللا.
نعم ما أعظم ما نتعلمه ؾ ي مدرسة هللا فنعرؾ قٌمة الناس واالشٌاء
والذات والعالم والظروؾ الحاضرة المحٌطة بنا ومدى تؤثٌراتها
فنستطٌع ان نضع كل االمور فً مٌزانها الصحٌح فتقل اخطاإنا
وتسترٌح نفوسنا وتثبت طرقنا وتتهٌؤ قلوبنا فً الخفاء قبل العلن
شهاداتنا تؤثٌراًا على وتتقدس افكارنا وٌزداد طرٌقنا نوراًا وتزداد
اآلخرٌن من حولنا.
ان هللا الذي وصؾ الشونمٌة بالعظمة هو وحده ٌعرؾ فكر قلبها وعما
قرٌب حٌنما ٌؤتً الرب الذي ٌنٌر خفاٌا الظبلم وٌظهر آراء القلوب حٌنبذ
الكتاب
ٌكون المدٌح للشونمٌة ولؽٌرها من القدٌسٌن من هللا حسب قول .
( اذا ال تحكموا فً شا قبل الوقت حتى ٌؤتً الرب الذي سٌنٌر خفاٌا الظبلم
وٌظهر أراء القلوب وحٌنبذ ٌكون المدح لكل واحد من هللا )( ٔكو ٗ.)٘ :
وٌقول ماكنتوش فً شرح سفر الخروج ص:27
كم من اآلراء التً ٌنشؽل بها القلب ولكن ألسباب وظروؾ مختلفة
لن عندما ٌؤتً الرب . ال تقوى الٌد على تنفٌذها ولكن أراء كهذه ستع
وما اشهى النعمة التً سبقت فاخبرتنا بهذه االمور.
لنعرؾ أن آراء القلب المقترنة بعواطؾ المحبة هً أثمن لدي الرب
من عمل الٌدٌن مهما كان باهراًا.
فان عمل الٌدٌن قد ٌلمع أمام عٌون الناس أما قلب الرب فٌتعلق
س أما أراء القلوب فستعلن بآراء القلوب واألعمال قد تذاع بٌن النا
أمام هللا ومبلبكته القدٌسٌن.
-108-
(ٗ) موقؾ االتقٌاء تجاه احداث البرٌة
(ٔ) اإلتضاع أمام هللا
الشمونمٌة
: ٌذكر الكتاب فً العدد السابع والعشرٌن من نفس االصحاح عن
( فلما جاءت الى رجل هللا الً الجبل امسكت رجلٌه فتقدم جٌحزى لٌدفعها .
فقال رجل هللا دعها الن نفسها مرة فٌها والرب كتم األمر عنً ولم ٌخبرنً )
وقد سبق واوضحت أن الٌشع رمز للمسٌح وكون الشونمٌة جاءت
الٌه إلً الجبل وأمسكت رجلٌه وهنا نقؾ قلٌبلًا لندرك مدي إتضاعها
الذي جعلها تنحنً حتى القدمٌن متخلٌة عن الطبٌعة البشرٌة التً من
شؤنها إعبلء الذات وا لكبرٌاء ولكنها هنا فً مركز اإلتضاع واالنكسار
والطبٌعة البشرٌة تؤبً ذلك فهل أمٌل لئلعبلء والتظاهر ولكن طرق هللا
ومعاملته معنا تلزمنا بكسر الذات وهذا هو مصدر البركة فً حٌاتنا
ألنه ٌعلم بحكمته العجٌبة حقٌقة مركز الطبٌعة ولذلك ٌسمح لنا باآلالم
أحٌانا ًا لنعرؾ أؾ كاره من جهتنا ونتضع عند قدمٌه لٌرفعنا فً حٌنه
وطوبى لنا إذا سلكنا سبٌل اإلٌمان بالخضوع الكامل و اإلتضاع عند
منسحقه
. قدمً مخلصنا وفادي نفوسنا بقلب منكسر وروح
( ذبابح هللا هً روح منكسرة .القلب المنكسر والمنسحق ٌا هللا ال تحتقره ) (
مز ٔ٘)ٔ7 :
مخلصنا
. إن المكان الذيٌجب أن نوجد فٌه عند تجاربنا هو عند قدمً
(ٕ) على االتقٌاء الحذر من جٌحزي وأمثاله
وفً قول الكتاب ( فتقدم جٌحزى لٌدفعها)..
وجٌحزي هو ؼبلم أو خادم ألٌشع وقد عاشره طوٌبل ورأي
المعجزات التً أجراها الرب على ٌدٌه ولكنه كان انسانا ًا بطٌبا ًا فً
ادراك صبلح هللا وه و من النوع الذي ٌإجل التوبة وال ٌدرك ؼنً
نعمة هللا وتمادي فً عناد قلبه والدلٌل على ذلك انه رأي بعٌنه كٌؾ
ان هللا أقام ابن الشونمٌة على ٌدى رجل هللا الٌشع وكٌؾ شفً نعمان
السرٌانً (ٕمل ٘)
فانه بدال من ان ٌتذوق نعمة هللا وٌتعمق فً الشركة مع هللا نتٌجة
معاشرته إللٌشع نبً هللا نراه ٌكذب على نعمان السرٌانً وٌجرى
وراء شهوته للمال والفضة والذهب فقد اخذ من نعمان وزنتً فضة
-109-
.وترك وحلتً ثٌاب وخدع الٌشع وكذب علٌه فضربه الرب بالبرص
الٌشع ؼٌر مبال.
ولكننا نرى ذكر لجٌحزي بعد عدة سنوات من حادثة اقامة ابن
الشونمٌة حٌث نراه ي خبر الملك عن المعجزات التً اجراها هللا بٌد
نبٌه الٌشع .وحٌنما جاءت الشونمٌة إلً الملك تصرخ الجل امبلكها
التً اؼتصبت منها فً سنً ؼٌابها فً أرض الفلسطٌنٌٌن هربا من
المجاعة التً حدثت فً اسرابٌل وبعد ان استشارت رجل هللا نجد
) ابنها الذي أحٌاه الٌشع قول جٌحزي للملك (هذه هً المرأة وهذا
(ٕمل.)٘:8
ولما قصت الشونمٌة على الملك كل قصتها رد لها بٌتها وحقلها وكل .ؼبلتها
وجٌجزي رؼم كل ذلك مازال ٌإجل التوبة وهو من هذا النوع العنٌد
الذي ٌظل ٌؽالط نفسه حتى تنصب علٌه دٌنونه هللا العادلة وكم من
ون من المترددٌن على الكنابس اناس حولنا أمثال جٌحزي وقد ٌكون
وٌسمعون كثٌراًا ولكن قلوبهم بعٌدة عن هللا كل البعد وهإالء ٌنطبق
علٌهم قول هللا.
( ام تستهٌن بؽنى لطفه وإمهاله وطول أناته ؼٌر عالم أن لطؾ هللا انما
ٌقتادك إلً التوبة .ولكنك من أجل قساوتك وقلبك ؼٌر التابب تذخر لنفسك
ؼضبا ًا فً ٌوم الؼضب واستعبلن دٌنونة هللا العادلة الذي سٌجازى كل واحد
حسب أعماله) (رو ٕ.)ٙ-ٗ :
فلقد أخذ جٌحزي البرص والبرص ٌشٌر إلً الخطٌة وذلك بعد حٌاته
مع الٌشع ورإٌته لما تم من معجزات.
وجٌحزي ٌرٌنا ان المعجزات تعمق وتزٌد ثقة المإمن فً سٌدة لكنها
ال تإدي إلً تبكٌت ضمٌر الخاطا.
فقد اسرع فرعون وراء موسى وشعب هللا فً البحر ؼٌر مبال بما
حدث من معجزات وكانت النتٌجة الموت المحتم له ولكل جنده.
فالخاطا ال ٌحتاج لمعجزة تجرى أمامه ولكنه ٌحتاج لمعجزة تجري
فٌه لكً ٌتؽٌر قلبه النجس و ٌعمل دم المسٌح المسفوك من أجله وهذا
هو عمل روح هللا فً القلب.
ونحن ٌلٌق بنا كابناء هللا نشكره من كل قلوبنا على عمل نعمتة فٌنا.
-110-
كما أن علٌنا ان ال نجاري أهل العالم الذٌن ٌحضرون لمجاملتنا أو
مشاركتنا فى آالمنا بل علٌنا ان نتحذر من أفعالهم واقوالهم التً من
دفعنا بعٌداًا شؤنها االنقٌاد وراء ضعؾ الطبٌعة البشرٌة وهم ٌحاولون
عن مقر راحتنا ومصدر سبلمنا وقد ٌكون ذلك دون قصد فهم ال
ٌدركون عمل نعمة هللا فٌنا ولذلك فهم ٌرددون وٌفعلون فً مثل هذه
الظروؾ أموراًا ال تلٌق بؤوالد هللا أما نحن فٌجب أن ٌكون سلوكنا
مزكً أمام هللا والناس حتى وأن ؼضب العالم علٌنا الن أهل العالم ال
.أما نحن ٌتعدى نظرهم تحت اقدامهم فهم ٌرون الواقع والمنظور فقط
أوالد هللا ٌجب علٌنا ان نترفع عن كل ما ال ٌمجد هللا فٌنا وهم قد
ٌحكمون على تصرفاتنا بؤننا ال نبالى بالظروؾ ولكن الحقٌقة التى ال
ٌدركها البعٌدٌن عن هللا خبلؾ ذلك فصمتنا وشكرنا هلل وعدم مجاراتنا
لتقالٌد احزان العالم ( صراخ -عوٌل -بكاء -تجدٌؾ..الخ).
كلها أمور بالطبع ترضً العالم وكثٌرون حولنا ٌمثلون جٌحزى من
ٌترددون على الكنابس ولكنهم مازالوا فً خطاٌاه وبالرؼم من
معاشرتهم للمإمنٌن وطول فترة ترددهم على أماكن العبادة أال أنه من
األمور المحزنة جداًا ا نهم ٌظنون بؤنهم اتقٌاء لما ٌحفظون من آٌات
كتابٌة وترانٌم روحٌة وٌرددون على ألسنتهم أقوال االٌمان ولكن
قلوبهم لم تتؽٌر بعد ولم ٌختبروا الحٌاة الحقٌقٌة فً المسٌح وقد قال
(ٌقترب إلًّ هذا الشعب بفمه وٌكرمنً الرب عن شعب اسرابٌل
بشفتٌه أما قلبه فمبتعداًا عنً بعٌدا ) ( مت ٘ٔ)8 :
ًا
وهإالء ٌسٌبون للمسٌحٌة بشكل مخٌؾ وقد ٌظن من ٌقترب إلٌهم
.ولكن ما ابعد الفارق بٌن أن كل المإمنٌن هكذا مما ٌسبب العثرات
الٌشع وجٌحزي ،بٌن المإمن الحقٌقً المولود من هللا والمتدٌن
الظاهري فهناك اناس كنسٌون ولكنهم ؼٌر مإمنٌن على االطبلق وهم
بة عنٌدة محٌرة فبل هم خطاه ٌمكنك ان تقدم لهم المسٌح وال هم ؾ
مإمنون ٌمكنك ان تتمتع معهم باالٌمان المشترك ان هإالء فبة قاسٌة
وما اصعبها وما اشق الحدٌث معا النهم اعثروا انفسهم وٌعثرون
اآلخرٌن معهم.
-111-
وهإالء ٌجب ان ال نجارٌهم وال نشاركهم فهإالء قد قال الرب عنهم
:
( لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها ) ( ٕتى ٖ)٘ :
فالرب ٌوصٌنا بؤن نتجنبهم وهذا هو ما فعلته الشونمٌة فٌما بعد كما
سنرى ولكننا نجد فً قول رجل هللا لجٌحزي.
(دعها ألن نفسها مرة فٌها والرب كتم االمر عنى ولم ٌخبرنً ) (ٕمل ٗ:
.)ٖ8
ولً تعلٌقا بسٌطا اقدمه بحذر ش دٌد لكً اكون امٌنة لكلمة هللا راجٌة
القدوس
. من هللا ان ٌرشدنً إلً ما ٌوافق فكر هللا وارشاد روحة
فقد ٌنصب البعض من الخطاة انفسهم قضاة على تصرفات أوالد هللا
فٌقولون خطؤ عن المإمن الصابر الشاكر بؤنة ٌتصرؾ عن قلب قاس
من قلب هللا المحب وٌنسون بالطبع ان االنسان المإمن الذي اقترب
ٌعرؾ كٌؾ تكون المحبة ولكنه فً نفس الوقت ٌسود على قلبه حب
هللا وطاعته والخضوع له فوق أي حب آخر سواه.
والمإمن له من العواطؾ والمشاعر واألحاسٌس ما ٌفوق الوصؾ
لكنه ٌضع نفسه فً المكان البلبق به لكً ٌكون فً الصورة التً
تمجد هللا .أما الخطاة او حتى ضعاؾ االٌمان ممن لٌست لهم الحواس
المدربة ولٌست لهم االختبارات الروحٌة الكافٌة لصٌاؼة حٌاتهم ولذلك
ٌرون فً تصرؾ االتقٌاء ما ٌسمونه عدم المباالة بالظروؾ واآلالم
وقد ٌطلقون أللسنتهم العنان فٌخطبون فً حق هللا وفً حق أوالده
االتقٌاء.
فلٌست تصرفات االتقٌاء فً مثل هذه الظروؾ عدم مباالة بل هً
ترفعا ًا عن اٌمان حقٌقً تجعل المإمن ال ٌؽالً فً اظهار العواطؾ
الفراق
. الطبٌعٌة وقد ٌتساءل البعض فٌقول وهل المإمن ال ٌبكً آلالم
واجٌب نعم قد ٌبكً فقد سبق وبكً رب المجد آلالم مرٌم ومرثا
(ٌؤٔ)ٖٙ-ٕٓ:
ولكن عواطؾ االنسان التقً ال تؤتً بنا وتقؾ عند مشهد مإلم فنظل
نبكً ونبكً وال نفعل ؼٌر البكاء الن قوة االٌمان فً قلوبنا تحفظنا
فً حضرة هللا الذي ٌعطٌنا السبلم.
-112-
لذلك ٌخاطبنا روح هللا قاببل :
( ال تحزنوا كالباقٌن الذٌن ال رجاء لهم ) ( ا تسٗ )ٖٗ :
آذانن لكل ما ٌقال حتً نستطٌع ان نمجد ا نحن واجبنا كؤوالد هللا ان ال نعطً
هللا فٌنا وحتى ٌعلن عن اٌماننا وحتى نتمتع بما سبق ان ذكره من سبلم هللا
وحتى ٌتم لنا ذلك فٌجب ان ال نحسب حسابا ًا لجٌحزي ولكل جٌحزي وهذا ما
فعلته الشونمٌة ولعل االٌمان العظٌم الذي ؼمر قلبها قادها لعمل أعظم وكؤنها
تري بعٌن اٌما نها ما سوؾ ٌمجد هللا وهً بذلك قد افسحت المجال هلل لكً
ٌعمل عمله ولذلك كافبها هللا بؤن حقق لها بالعٌان ما كانت تراه باالٌمان فً
اقامة ابنها من االموات.
فبل نعطى لجٌحزى اآلذان وال ننسى اٌها االحباء ان مدٌح البشر
ٌنا جامات من متؽٌر ومتقلب فالذٌن ٌمدحوننا الٌوم قد ٌصبون عل
االهانات والؽضب ؼدا.
وقد قال احدهم.
(اذا اقتنعت بعمل ما انه نافع وصالح فاعمله بكل قوتك وصم اذنٌك عن
لوم البلبمٌن)
فبل تخشى فً الحق لوم ة البم.
واذا كان العمل فً الحٌاة الزمنٌة ٌحتاج لذلك فكم وكم ٌكون عمل
هللا قد ٌقابل هنا بالمقاومة هللا وتقدٌره فً قلوبنا وال ننسى ان عمل
والرفض التام ولكن المدٌح ٌنتظر من الرب وحده.
كما ان مدٌح البشر قد ٌصٌبنا بالؽرور او الكبرٌاء فنتحطم على تلك
الصخرة التً كثٌرا ما حطمت أبطاال .كما قد ٌحدث ان نصاب بالفشل
بعد اذا فإجبنا بخبلؾ ما كنا ننتظره فقد ٌنقلب علٌنا مدٌح االنسان
ساعات وربما للحظات فالبشر ٌا عزٌزي الذٌن استقبلوا رب الحٌاة
بالهتاؾ قابلٌن مبارك االتً باسم الرب عند دخوله أورشلٌم هم انفسهم
(أصلبه أصلبه دمه علٌنا وعلى الذٌن صرخوا قابلٌن لبٌبلطس
أوالدنا)(لو ٖٕ) ٕٖ-ٕٔ :
واال لسقطنا فكم تؽٌر الحال وهكذا االنسان فبل ٌعطً له االذان
وفشلنا من هول المفاجبات وقسوة الصدمات ممن كنا نظن أنهم سوؾ
ٌؤخذون بٌدنا وٌساعدوننا على جهادنا وما علٌنا إال أن نؽلق االذان
-113-
عن كل ما ٌقال من مدٌح الناس فالمدٌح ٌؤتً من الرب وحده حٌنما
نقؾ أمامه نعطً حسابا عن وكالتنا وحٌنبذ سوؾ تعلن افكار قلوبنا
وسوؾ نعطى االجرة عن كل عمل قدمناه بؤمانة حتى األفكار التً لم
نتمكن من أدابها باٌدٌنا والتً رآها فاحص القلوب فً قلوبنا فسوؾ ال
نحرم فٌها من األجرة العظٌمة من ذلك القدوس الذي ٌرى افكار القلب
وٌعرؾ أناته المقدسة وسوؾ ٌكافا الرب انات قلوبنا الصامتة التً
لم ٌسمعها أحد سواه.
وان كان جٌحزي ممن ال ٌدركون ذلك فلندركه نحن أوالد هللا ننمو
فً النعمة من ٌوم إلً ٌوم.
أما فً قول الشونمٌة اللٌشع :
ٕ( )..مل ٗ: ( حً هو الرب وحٌه هً نفسك أنً ال أتركك فقام وتبعها
ٖٓ).
فهذا تؤكٌد على أن الشونمٌة ال ترؼب فً اصطحاب جٌحزي كما
سبق أن ذكرت وفً نفس الوقت تتمسك بإلٌشع الذي هو رمز للرب.
نعم ان سر االنتصار هو التمسك بالرب وذلك بالصبلة والوجود فً
محضر هللا فً عرش النعمة حٌنما ٌذهب المإمن إلى مقر راحته
وٌناجً حبٌبه بكل ما اصابه وٌطلب نجدته وحٌنبذ تنهمر ٌنابٌع الفرح
والسبلم فً قلبه فتجعله ٌتخطى كل الصعاب.
-114-
أما فً وضع عكاز الٌشع رجل هللا على وجه الصبً المٌت القامته
ومنحه الحٌاة فانه ال ٌنفع مطلقا حتى ولو كان عكاز رجل هللا.
فالصبً مٌت والموت ٌشٌر للخطٌة وأجرة الخطٌة هً الموت وال
ٌمكن أن ٌقوم شخص من االموات بواسطة عمل اجراءات او استخدام
أدوات أو فعل ممارسات الن المٌت ٌحتاج للرب نفسه وٌحتاج لعمله
داخل القلب وبالتحدٌد ٌحتاج لدم المسٌح لكً ٌتطهر من كل خطٌه
وٌنال الحٌاة االبدٌة.
وكلمة هللا ترٌنا ان الرب نفسه حٌنما خلق االنسان وكل الخلٌقة تكلم
دون ان ٌتألم النه هللا صاحب السلطان القادر على كل شا ولكن حٌن
فدانا على الصلٌب تؤلم ولم ٌتكلم لٌدافع عن نفسه بل وضع نفسه وقدم
فنسه ذبٌحة وقربانا لكً ننال بواسطته الحٌاة االبدٌة النه ٌعلم أن امر
خبلصنا ٌتوقؾ على موته وسفك دمه الكرٌم الذي ٌطهرنا من كل
خطٌه.
-115-
الباب الثالث
الفصل األول
(ٔ) معجزة اقامة ابن الشونمٌة من بٌن االموات
(ٔ) الحالة قبل وصول الٌشع البٌت
ورد فً العدد الثانً والثبلثٌن قول هللا
( ودخل الٌشع البٌت واذا بالصبً مٌت ومضطجع على سرٌره ) (ٕمل ٗ:
ٕٖ)
عندما دخل الٌشع بٌت الشونمٌة وبالتحدٌد فً حجرته الخاصة به ( العّلٌة )
وجد الصبً ( ابن الشونمٌة مٌتا ومضجعا على سرٌره ) وقد سبق وذكرنا
مراراًا وتكراراًا ان الٌشع رمز للمسٌح ،وقبل دخوله أي دخول المسٌح لحٌاة
االنسان فاالنسان مٌت بحسب الطبٌعة الساقطة المورثة من آدم.
لو مارس وهذا معناه انه بدون وجود المسٌح فً القلب فبل حٌاة حتى و
االنسان الصلوات واألصوام والصدقات .وؼٌرها من األمور المنسوبة للبر
الذاتً فكلها بدون المسٌح ال قٌمة لها فً نظر هللا فالحاجة إلً شخص المسٌح
ذاته والحاجة إلً دمه المطهر آلن هذا هو االساس الذي وضعه هللا للحٌاة
المسٌحٌة وكما ٌقول الرسول بولس.
( الذي ٌإم ن باالبن له حٌاة ابدٌة والذي ال ٌإمن باالبن لن ٌري حٌاة بل
ٌمكث علٌه ؼضب هللا) (ٌوٖ.)ٖٙ :
فعند دخول المسٌح بٌتك انك البد وان ٌتؽٌر الحال وٌحدث المحال النه رب
القدرة والجبلل ونجد فً كلمة هللا الصادقة أن كرنٌلٌوس كان رجبل متعبدا (
متدٌنا) بصلوات وأصوم ولكن كان هذا الرجل ٌحتاج لدم المسٌح ولذلك أرسل
هللا له الرسول بطرس فبشره بالمسٌح فصارت له الحٌاة حسب ما جاء بسفر
االعمال عن شخص المسٌح المبارك.
( له ٌشهد جمٌع االنبٌاء ان كل من ٌإمن به ٌنال باسمه ؼفران الخطاٌا ) (
أع ٓٔ)ٖٗ :
(ٕ) الصورة الرمزٌة لفادي البشرٌة
سبق ا ن ذكرنا ان الٌشع حٌن دخل بٌت الشونمٌة كان الصبً مٌت
ومضطجعا على سرٌره.
ولكن الٌشع كما ٌقول الكتاب :
-116-
.ثم صعد ( فدخل وأؼلق الباب على نفسٌهما كلٌهما وصلً إلً الرب
واضطجع فوق الصبً ووضع فمه على فمه وعٌنٌه على عٌنٌه وٌدٌه على
ٌدٌه وتمدد علٌه فسخن جسد الولد .ثم عاد وتمشى فً البٌت تارة إلى هنا
وتارة إلى هناك وصعد وتمدد علٌه فعطس الصبً سبع مرات ثم فتح الصبً
عٌنٌه ) (ٕمل ٗ)ٖ٘-ٖٖ :
وعندما دخل الٌشع إلً حٌث كان الصبً المٌت اؼلق الباب على نفسٌهما
كلٌهما (أي الٌشع والصبً ) وهنا نرى ان الحً ارتبط وانفرد بالمٌت فً
مكان واحد فٌالها من صورة رمزٌة عجٌبة تفوق الوصؾ واالدراك البشري
المحدود لذلك القدوس واهب الحٌاة الذي قبل طابعا ًا ان ٌرتبط بنا نحن الخطاة
الذٌن كنا امواتا بالذنوب والخطاٌا فً نظر هللا.
وفً قول الكتاب عن الٌشع
(ثم صعد واضطجع فوق الصبً ووضع فمه وعٌنٌه على عٌنٌه وٌدٌه على
ٌدٌه وتمدد علٌه)...
وهنا نجد الصورة الرمزٌة البن هللا المبارك الذي اخلى نفسه واخذ صورة
العبد ( االنسان الكامل ) وهذه الصورة ال ٌستطٌع العقل المحدود ان ٌدركها .
وان كان فً هذا المشهد تقرٌبا رمزاًا فلو أننا تؤملنا كٌؾ ان الٌشع الشٌخ
المسن وقد صعد فوق جسد الصبً الصؽٌر المٌت.
انه لو صعد فوقه وهو حً فان جسده الصؽٌر الضعٌؾ ال ٌحتمل ثقل جسد
الٌشع الشٌخ فكٌؾ ٌصعد فوقه بعد أن فارقته الحٌاة ثم بهذه الصورة مع
الصبلة تعود للصبً الحٌاة.
ان ربنا المبارك قد قدم نفسه ووضع نفسه وبذل نفسه ألجلنا فوق الصلٌب
وبذلك أخذ عقوبتنا وحمل وزر خطاٌانا ومات الجلنا فاعطانا بموته الحٌاة .
واباد بموته ذلك الذي له سلطان الموت حسب قول الكتاب كما نبلحظ انه
بتمدد الٌشع بهذه الصورة متحدا بالؽبلم سخن جسده.
وهً ترمز لعمل هللا فً القلب بالروح القدس حٌنما ٌوبخ االنسان الخاطا
على خطاٌاه وٌقود ه إلً الصلٌب ولكن ٌذكر لنا الوحً المقدس العجٌب ان
الٌشع كان ٌتردد متمشٌا فً البٌت تارة إلً هنا وتارة إلً هناك.
كما أن الصبً عطس سبع مرات ثم فتح عٌنٌه.
-117-
والرقم سبعة فً الكتاب المقدس ٌشٌر إلً الكمال والكمال ال ٌوجد إال فً
القدوس الكامل وفً كفاٌة عمله الكامل ع لى الصلٌب والذي كتب عنه انه اسلم
الروح قال مناجٌا األب:
رأس وأسلم الروح ) ( ٌو ) ٖٓ : ٔ9
( ..قد أكمل .ونكس ه
أي أن كل ما كتب عنً وكل ما أتٌت الجله وكل ما ٌوفى اآلب حقه وٌرد له
المجد المسلوب الذي سلبه آدم ونسله بالخطٌة قد عاد لصاحبه وان العدل
االلهً قد استوفى كل حقه وان خبلص االنسان صار خبلصا ًا تاما وكامبل فقد
اكمل بهذا كل ما ٌلزم لخبلصنا.
ولكً تكتمل الؽاٌة من هذا الكتاب وتتضح الصورة أمام القارئ العزٌز
فسوؾ نتحدث عن االٌمان المسٌحً بما تعنٌه المسٌحٌة.
-118-
وروح هللا ( الروح القدس ) ٌوضح لنا من خبلل كلمة هللا ان هذا االٌمان
بدوره ٌنقسم إلى ثبلث درجات هً :اٌمان الخبلص ،واٌمان التعلٌم ،واٌمان
الثقة ولكن بدون اٌمان الخبلص ال ٌحصل االنسان على اٌمان التعلٌم وال على
اٌمان الثقة وسوؾ نتحدث عن اٌمان الخبلص بوضوح قدر المستطاع وعن
اٌمان التعلٌم ،أما اٌمان الثقة فهذا هو االٌمان الذي تحدثنا عنه فً حٌاة
الشونمٌة وؼٌرها من أوالد هللا من خبلل كل ما احتواه و ما طواه هذا الكتاب
من صور رابعة لحٌاة عملٌة معبرة عن عظمة الثقة فً هللا عبر رحلة الحٌاة.
-119-
( اقول لكم ان هذا نزل إلى بٌته مبرراًا دون ذاك .الن من ٌرفع نفسه ٌتضع
ومن ٌضع نفسه ٌرتفع ) ( لو )ٔٗ :ٔ8
فالعشار شعر بثقل خطاٌاه وذنوبه أمام هللا وكم كان حزٌنا ونادما فلم ٌستطٌع
ان ٌرفع عٌنٌه خجبل وتذلبل وأحنى الرأس منكسرا وطلب الؽفران فقبله هللا
آلن هللا ال ٌرٌد منه أكثر من ذلك.
فبل علٌك عزٌزى القارئ الذي لم ٌتمتع بعد بالؽفران سوى ان تحنى ركبتٌك
ورأسك وتؽمض عٌنٌك وترفع قلبك معترفا بذنبك نادما على خطاٌاك وتطلب
الؽفران ممن فداك فقد أتً المسٌح خصٌصا الجلك.
قد ترك عرشه المجٌد فً السماء وجاء إلى أرضنا محتمل العناء وقاسً كل
آالم الصلٌب الجلى والجلك انه قدوس بار لم ٌفعل خطٌه ولم ٌعرؾ خطٌه
ولٌس فً فمه ؼش وقد تم فٌه قول الكتاب ( -:ألنه جعل الذي لم ٌعرؾ
خطٌة.خطٌه الجلنا لنصٌر نحن بر هللا فٌه )(ٕكو٘.)ٖٔ :
انه الجلى والجلك والجل كل خاطا ٌإمن به وضع نفسه واخلى نفسه وقدم
نفسه وبذل نفسه وصنع بنفسه تطهٌراًا لخطاٌانا وتبارك اسمه الذي قال عن
نفسه:
ًا
(..النً لم آت الدعو ابرارا بل خطؤه إلً التوبة) ( مت )ٖٔ : 9
( ...الٌحتاج االصحاء إلً طبٌب بل المرضى) ( مت )ٕٔ :9
وهو وحده الذي قدم نفسه طابعا ًا لكً ٌموت عن الخطاة الفجار حسب قول
الكتاب المقدس :
( الن المسٌح إذا كنا بعد ضعفاء مات فً الوقت المعٌن ألجل الفجار ) (رو
٘)ٙ :
ان فً االٌمان بعمله أعظم رجاء الشر الخطاة ( ألن ابن االنسان قد جاء لكً
ٌطلب وٌخلص ما قد هلك)( لو .)ٔٓ :ٔ9
فان كنت فاجرا فؤنت المطلوب عند ذلك القدوس المصلوب لقد حكم علٌك بالموت
حبا بك
االبدي والهبلك االبدي ولكنه اتً لخبلصك وتحمل الصلٌب وآالمه .
لقد احبك ٌا عزٌزى حبا عجٌبا ال ٌمكننً أن أصفه لك مهما كانت كلماتً
وٌعجز عقلى عقلك عن ادراك مداه وابعاده لقد احبك واحب كل الخطاة امثالك
-120-
ممن ٌلجؤون إلٌه لقد تحدث أحد الشباب عن كٌفٌة عمل المسٌح فً قلبه لنوال
()1
الؽفران فقال
كنت اعتقد ان الشمس فً سمابً قد حجبتها سحب قاتمة فقد اخطؤت كثٌرا
الى هللا ولم ٌعد امامً رجاء لقد صلٌت كثٌرا والرب ٌعلم كٌؾ صلٌت .قرأت
الكتاب المقدس وكنت أتؤمل فً كثٌر من المواعٌد االلهٌة واالمتٌازات التً
للمإمنٌن ،ولكنً كنت متٌقنا انها لٌست لمثلً ،لقد نشؤت فً ببلد مسٌحٌة ،
وتربٌت فً بٌت مسٌحً ،ولكن مع هذا كله لم اكن قد تذوقت نعمة الخبلص.
لقد ترددت على كثٌر من أماكن العبادة فً بلدتً ،ولكنً لم اسمع بشارة
االنجٌل بالكٌفٌة وبالبساطة التً تقودنً الى الفادي والمخلص .فمثبل كنت
اسمع عظات عن القوة االلهٌة .ومع انً كنت اسمعها بسرور لكن ماذا كانت
تجدي النسان خاطا مسكٌن ٌرٌد ان ٌعرؾ طرٌق الخبلص ؟
النسان مثلً
؟ ولكن ماذا كانت تجدي بالنسبة
وصاٌا هللا
وسمعت عظات اخرى عن حفظ .
واخٌرا تذكرت القول :
( امن بالرب ٌسوع المسٌح فتخلص( ) ....اع .)ٖٔ : ٔٙ
ولكن لم اكن اعرؾ كٌؾ اإمن ،وكنت سؤظل على هذه الحالة من الظبلم
والٌؤس لوال عناٌة هللا التً اعترضت طرٌقً وقادتنً الى التقابل مع المخلص
العظٌم.
ففً صباح ٌوم أحد ،بٌنما كنت فً طرٌقً الى بٌت هللا ،ارسل هللا عاصفة
ثلجٌة قاسٌة جعلتنً ال استطٌع مواصلة السٌر ،واذ قفلت راجعا وصلت فً
سٌري الى اجتماع صؽٌر كان ٌجتمع فٌه ما ٌقرب من خمسة عشر شخصا .
وفً ذلك الٌوم لم ٌحضر الواعظ اذ اعاقته الثلوج عن الحضور .وتقدم الى
المنبر رجل بسٌط كان فً الؽالب اسكافٌا او حابك مبلبس وفتح الكتاب وقرأ :
االرض (اش٘ٗ.)ٕٕ:
) (التفتوا الًّ واخلصوا ٌا جمٌع اقاصً
واستمر ٌكرر هذه اآلٌة اذا كان عامٌا وؼالبا لم ٌكن لدٌه ما ٌستطٌع ان
ٌقوله اكثر من ذلك .بدا لً فً الحال شعاع من رجاء .ثم ابتدأ الرجل ٌتحدث
قاببل( ٌا أعزابً إنها عبار ة ؼاٌة فً البساطة ،انها تقول التفتوا ،وااللتفات
ال ٌكلؾ مجهودا ،انه ال ٌكلفكم رفع الٌد او الرجل ولكن مجرد نظرة فقط .
( )1وردت بمجلة المراعي الخضراء العدد الصادر في مايو 1992صـ 98، 97
-121-
االمر ال ٌحتاج الى الذهاب الى احدى الكلٌات ،وال ٌحتاج الى بلوغ سن
معٌنة ،كل واحد ٌمكنه ان ٌلتفت .المتعلم كما الجاهل .الطفل كما الشٌخ .ان
بعضا منكم ٌلتفتون الى انفسهم .ولكن ال فابدة لبلنسان من التفاته الى نفسه
النه لن ٌجد فٌها راحة ان المسٌح ٌقول " :التفتوا الًّ … "
التفتوا الًّ … اننً مت من اجلكم.
التفتوا الًّ … اننً قمت من االموات وصعدت الى السموات.
التفتوا الًّ … اننً جالس فً ٌمٌن العظمة.
التفتوا الًّ … التفتوا الًّ .
ثم التفت الرجل من فوق المنبر وكان كبلمه موجها الًّ وقال (اٌها الشاب
انك تبدوا كبٌبا ،وستستمر كبٌبا ،وستستمر طوال حٌاتك تعٌسا ان كنت ال
تطٌع صوت هللا لك .أما إن اطعت االن وفً هذه اللحظة فانك ستخلص).
ثم صاح قاببل ( أٌها الشاب التفت إلً ٌسوع المسٌح الذي مات ألجلك وكتب
لك بدمه وثٌقة الؽفران ) وعندبذ التفت باإلٌمان ( إٌمان الخبلص ) إلً الرب
ٌسوع وسلمته حٌاتً ومنذ ذلك الحٌن انقشعت السحب من حٌاتً ولما وقفنا
للترنٌم كنت أكثر الحاضرٌن حماسا ًا وابتهاجا ًا إذ تهلل قلبً بخبلص الرب
العجٌب الذي أعلنه فً بساطة اإلٌمان بااللتفات إلً الرب ٌسوع وحده.
إنها ببل شك حادثة مدبرة تدبٌراًا حكٌما ًا ومرتبة ترتٌبا عجٌبا اما هذا الشاب
الذي قاده روح هللا للخبلص فهو تشارلً سبرجن الذي اطلق علٌه فٌما بعد
لقب امٌر الوعاظ فقد كانت شهادته للمسٌح سببا فً خبلص آالؾ ال نفوس
التً اتت الى المسٌح المخلص تبارك اسمه.
الرب ٌسوع ٌنادي كل الخطاة المثقلٌن بحمل الخطٌة قاببل :
) ( مت ٔٔ ( تعالوا الًّ ٌا جمٌع المتعبٌن والثقٌلً االحمال وانا ارٌحكم
.) ٕ8:نعم ما اثقل الخطٌة ٌا عزٌزي وما اثقل الشعور بالذنب لكن ما اعظم
المسٌح وما اعظم عمله معنا وما اعظم حبه وما اعظم خبلصه الذي اعده لك.
الخبلص بالمسٌح وعلى اساس النعمة
النعمة هً العطٌة العظمى المجانٌة المقدمة لمن ال ٌستحقها وهً التً ال
ٌستطٌع ان ٌدركها إال من اختبرها انها احسان عجٌب ألناس مثلً ال
ٌستحقون االحسان فانا وانت ال نستحق لكنه اع طانا هذا االحسان بحسب
عظمة حبه لنا.
-122-
لقد احبنا فضبل ودون أي استحقاق فً ذواتنا وجاء من السماء متجسدا واسلم
نفسه الجلنا حسب قول الكتاب :
( متبررٌن مجانا بنعمته بالفداء الذي بٌسوع المسٌح ) ( رو ٖ .) ٕٗ :
( ألنكم بالنعمة مخلصون باالٌمان وذلك لٌس منكم هو عطٌة هللا ) ( اؾ ٕ :
.) 8
( لٌس من اعمال كٌبل ٌفتخر احد ) ( اؾ ٕ .) 9 :
( إذا نحسب ان االنسان ٌتبرر باالٌمان بدون اعمال الناموس ) ( رو ٖ ٕ8 :
)
ان الخبلص عطٌة مجانٌة من هللا على اساس النعمة والرحمة وال فضل الي
انسان فٌها حسب قول هللا ( الجمٌع زاؼوا وفسدوا معا .لٌس من ٌعمل صبلحا
لٌس وال واحد ) ( رو ٖ .) ٖٔ :
(ان هللا كان فً المسٌح مصالحا العالم لنفسه ؼٌر حاسب لهم خطاٌاهم ) ( ٕ
كو ٘ .) ٔ9 :
( اذا ان كان احد فً المسٌح فهو خلٌقة جدٌدة .االشٌاء العتٌقة قد مضت
هوذا الكل قد صار جدٌدا ) (ٕ كو ٘ .)ٔ7 :
( الن ابن االنسان قد جاء لكً ٌطلب وٌخلص ما قد هلك ) ( لو ٔٓ : ٔ9
).
ان كل البشرٌة ببل استثناء اخطؤت وسقطت فً الخطٌة منذ ان سقط ادم
ابونا االول وصدر الحكم على جمٌع الناس بالموت االبدي.
( من اجل ذلك كؤنما بانسان واحد دخلت الخطٌة الى العالم وبالخطٌة الموت
وهكذا اجتاز الموت الى جم ٌع الناس اذ اخطؤ الجمٌع ) ( رو ٘ .) ٕٕ :ولكن
من ٌاتً الى المخلص ٌنال الخبلص من ثبلثة اشٌاء هً - :
( )1الخبلص من دٌنونة الخطٌة :
(اذا ال شًء من الدٌنونة االن على الذٌن هم فً المسٌح ٌسوع)(رو ) ٔ : 8
(الن اجرة الخطٌة هً موت وأما هبة هللا فهً حٌاة ابدٌة بالمس ٌح ٌسوع
ربنا)(رو.)ٖٙ:ٙ
( )2الخبلص من سٌادة وسلطان الخطٌة :
ٌقول الرسول بولس بالروح القدس :
-123-
(فإن الخطٌة لن تسودكم ألنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة ) ( رو : ٙ
ٗٔ ).
(النه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع هللا بموت ابنه فباالولى كثٌرا ونحن
مصالحون نخلص بحٌاته) (رو٘.)ٔٓ:
( )3الخبلص من جسد الخطٌة :
(فان خبلصنا االن اقرب مما كان حٌن آمنا قد تناهى اللٌل وتقارب النهار )
(رؤٖٔٔ:ؤٕ) .هذا ما نترجاه بنعمة هللا عند مجًء ربنا من السماء.
الخبلص من دٌنونة الخطٌة :
خبلص اللص المصلوب مع الرب
إتماما للنبوات التً وردت عن الفادي المبارك فقد صلب تبارك اسمه مع
لصٌن حسب قول هللا ( فتم الكتاب القابل واحصً مع اثمه ) ( مز ٘ٔ ٕ8 :
).
وفً بداٌة الصلب كان اللصان ٌعٌرانه (انظر مت ( ، )ٗٗ : ٕ7مر ٘ٔ :
ٕٖ ).
ولكن بعد لحظات انتهر احد اللصٌن االخر قاببل حسبما جاء بانجٌل لوقا :
(فاجاب االخر وانتهره قاببل اوال انت تخاؾ هللا اذ انت تحت هذا الحكم بعٌنه
اما نحن فبعدل الننا ننال استحقاق ما فعلناه .واما هذا فلم ٌفعل شٌبا لٌس فً
محله) (لوٖٕٗٓ:ؤٗ)
وٌا لها من كلمات ان دلت على شًء فانها تدل على العرفان بكمال وقداسة
الرب ٌسوع .وال شك ان الروح القدس هو الذ ي قاد هذا االنسان المجرم االثٌم
لٌعرؾ تلك المعرفة وٌرى تلك الحقٌقة التً ٌعمى عنها ؼٌر المإمنٌن .فعلى
الرؼم من ان الرب ٌسوع مصلوب بجواره اال ان اللص علم انه قدوس .بار
ان اللص رأي عظمة وكماالت السٌد العظٌم رؼم انه كان ٌبدو للعٌن العادٌة
وبحسب المنطق البشري ؾ ي اشد لحظات الضعؾ وهو ٌتحمل االهانات
والتعٌٌرات من البشر .ولكن هذا ما اعلنه روح هللا لذلك الخاطا .كما جعله
ٌرى نفسه من هو فرأى نفسه انه ٌستحق العقاب والعذاب والطرح بعد ذلك
فً جهنم النار.
هذه حقا خطوات التوبة الصادقة المإدٌة للخبلص فنطق قاببل للرب ٌسوع :
( اذكرنً ٌا رب متى جبت فً ملكوتك ) ( لو ٖٕ .) ٖٗ :
-124-
وٌا لها من كلمات عجٌبة تصدر من لص ،مجرم ،فاجر ولكنه عرؾ ان
هذا المصلوب ( هو هللا ) وال شك ان روح هللا هو الذي قاده لٌصرخ تلك
الصرخة حسب قول الكتاب :
( الذي لنا فٌه الفداء بدمه ؼفران الخطاٌا ) (كو ٔ .)ٔٗ :
لقد قالها بعد ان علم فً قلبه ان هذا القدوس المصلوب بجواره لٌس مجرد
بولس
انسان بل هو هللا الظاهر فً الجسد وكؤن لسان حاله ٌقول مع الرسول :
( فانه فٌه ٌحل كل ملء البلهوت جسدٌا ) ( كو ٕ .) 9 :
لقد رفع اللص قلبه فلم ٌكن فً امكانه ان ٌرفع ٌده الن ٌداه سمرتا بالص لٌب
وقد رأى الرب ٌسوع المسٌح صدق قول هذا اللص وعرؾ ما فً قلبه النه
فاحص القلوب .وقد تم فً هذا اللص قول الكتاب المقدس:
(كل من ٌدعو باسم الرب ٌخلص) ( رو ٓٔ .) ٖٔ :
(ال ٌهلك كل من ٌإمن به بل تكون له الحٌوة االبدٌة )( ٌو ٖ .) ٔٙ :
(الن القلب ٌإمن به للبر والفم ٌعترؾ به للخبلص ) (رو ٓٔ .) ٔٓ :
(الن الكتاب ٌقول كل من ٌإمن به ال ٌخزى )( روٓٔ .) ٔٔ :
ولهذا جاءه جواب المخلص على الفور قاببل :
(الحق اقول لك انك الٌوم تكون معً فً الفردوس) ( لو ٖٕ .) ٕٗ :
لقد اتت االجابة لذلك اللص كافٌة وشافٌة ووافٌة لكل خطاٌاه فصار م بررا
وطاهرا امام هللا حسب قول الكتاب المقدس :
(النك ان اعترفت بفمك بالرب ٌسوع وامنت بقلبك ان هللا اقامه من االموات
خلصت) (روٓٔ.)9:
لقد ذهب اللص الى الفردوس فً الحال النه آمن بقلبه بالرب ٌسوع
واعترؾ بفمه لقد دخل الفردوس على اساس نعمة هللا.
لقد دخل الفردوس رافعا رأسه النه لم ٌكن بصحبة بطرس او ٌعقوب او
ؼٌره من المإمنٌن بل كان بصحبة المسٌح نفسه صاحب الفردوس.
طوبى لذلك اللص الذي ؼمرته نعمة هللا.
لقد قال احدهم :
( ان اخطر مجرم له اعظم رجاء على اساس نعمة هللا اذا ما جاء تاببا بكل
قلبه لمن بذل نفسه من اجل اشر الخطاة ).
قال احد االتقٌاء( :حٌنما اصل للسماء سوؾ ارى ثبلث عجابب):
-125-
االولى :اننً سؤشاهد اشخاصا لم اكن اتوقع ان اراهم هناك.
الثانٌة :هً انً لن ارى كثٌرٌن ممن كنت اتوقع ان اراهم هناك.
الثالثة :هً انً ساكون هناك ضمن الجماهٌر المفدٌٌن بدم المسٌح هذا طبعا
على اساس نعمة هللا الؽنٌة المجانٌة وحدها.
نعم ان اٌمان الخبلص الذي بواسطته ٌتبرر الفاجر وٌنخلع من نسبته الدم
الساقط المحكوم علٌه بالموت وٌنتسب الدم االخٌر الرب ٌسوع المسٌح تبارك
اسمه الذي ٌعتبر رأس الخلٌقة الجدٌدة .ولذلك ٌقول الرسول بولس بروح هللا
الى المإمنٌن فً رومٌة :
( فاذاًا كما بخطٌة واحدة صار الحكم الى جمٌع الناس للدٌنونة هكذا ببر واحد
صارت الهبة الى جمٌع الناس لتبرٌر الحٌاة .النه كما بمعصٌة االنسان الواحد
)( جعل الكثٌرون خطاة هكذا اٌضا باطاعة الواحد ٌجعل الكثٌرون ابرارا
رو ٘ .) ٔ9 ، ٔ8 :
الن ابٌنا ادم حٌن اخطؤ الى هللا طرد من جنة عدن وحكم علٌه بالموت
االبدي وهكذا صار الحكم الى جمٌع نسل ادم الن الجمٌع اخطاإا وورثوا
الحكم بالدٌنونة اٌضا .ولكن بمجًء مخلصنا وإتمام عمله الجلنا صارت لنا
الحٌاة االبدٌة بدال من الموت حٌث اصبح بر المسٌح ذاته محسوبا لنا الن
موته كان نٌابة عنا وهذا هو اساس بر المإمن واساس العٌشة فً حٌاة القداسة
واعتبار ان المإمن قد مات عن الخطٌة بموت المسٌح وقام الجل البر فً
شخص المسٌح.
( )1الخبلص بالمسٌح ابن هللا وحده ال سواه :
وٌقول لنا الروح القدس :
( فاذ قد تبررنا باالٌمان لنا سبلم مع هللا بربنا ٌسوع المسٌح)( رو ٘ .) ٔ :
ان الطرٌق الوحٌد للخبلص من ثقل الخطٌة ومن الدٌنونة االبدٌة الرهٌبة هو
شخص ربنا ٌسوع المسٌح واالٌمان به كمخلص فادي شخصً لكل نفس النه
مكتوب :
( من له االبن فله الحٌاة ومن لٌس له ابن هللا فلٌست له الحٌاة ) ( ٔ ٌو ٘ :
ٕٔ ).
( الذي اسلم من اجل خطاٌانا واقٌم الجل تبرٌرنا ) ( رو ٗ .) ٕ٘ :
وهو الذي قال عن نفسه :
-126-
( ألٌس أنا الرب وال إله آخر ؼٌري .إله بار ومخلص لٌس سواي ) ( أش
٘ٗ .) ٕٕ :
وهو المرموز له فً العهد القدٌم بالرموز والظبلل التً تكلمنا عن شخصه
وكماالته وكفاٌة عمله الكفاري الجلنا حسب قول هللا :
(وهذه هً الشهادة ان هللا اعطانا حٌاة ابدٌة وهذه الحٌاة هً فً ابنه) ( ٔ ٌو
٘ .) ٔٔ :
( ولٌس باحد ؼٌره الخبلص .الن لٌس اسم اخر تحت السماء قد اعطً بٌن
الناس به ٌنبؽً ان نخلص ) ( أع ٗ .) ٕٔ :
( )2عظمة الخبلص ومداه
ان الخبلص الذي ٌهبه لنا ربنا ٌسوع المسٌح باالٌمان بشخصه وبكفاٌة عمله
خبلص تام وعجٌب وهذا الخبلص الذي نحصل علٌه باالٌمان اٌمان الخبلص
الذي بواسطته نحصل على الخبلص الشامل الذي ٌبدأ معنا منذ لحظة التوبة
والى أبد اآلبدٌن فهو خبلص ماضً وحاضر ومستقبل وٌمكن ان نقسمه الى
ثبلث درجات :
- 1خبلص ماضً نلن اه :باالٌمان بكفاٌة عمل المسٌح على الصلٌب قد
ؼفرت كل خطاٌانا.
- 2خبلص حاضر نحٌاه :باالٌمان بشفاعة ابن هللا الجالس فً ٌمٌن العظمة
فً االعالً الجلنا.
- 3خبلص مستقبلً نترجاه :وهو الخبلص الذي نترجاه بمجًء مخلصنا
()1
المبارك لخبلص اجسادنا.
( )1للمزيد من المعرفة يمكن الرجوع الى كتاب االيمان المسيحي (ايمان الخالص) للمؤلفة .
-127-
والحق اٌضا هو كلمة هللا.
وكما ان اٌمان الخبلص البد م نه لنوال الحٌاة االبدٌة والنجاة من الدٌنونة
الرهٌبة والموت االبدي بالطرح فً جهنم الى ابد اآلبدٌن حسب قول الرسول
ٌوحنا :
الوحٌد
) (الذي ٌإمن به ال ٌدان والذي ال ٌإمن قد دٌن النه لم ٌإمن باسم ابن هللا
(ٌوٖ.)ٔ8:
فهناك حقٌقة هامة جدا انه بدون اٌمان الخبلص ال ي مكن لبلنسان ان ٌحصل
على اٌمان التعلٌم حسب قول الرب نفسه :
( الذي من هللا ٌسمع كبلم هللاٌ ( ) ...و .) ٗ7 : 8
(ان احبنً احد ٌحفظ كبلمً وٌحبه ابً والٌه نؤتً وعنده نصنع منزال ) (ٌو
ٗٔ .) ٕٖ :
والخبلص من هللا هو عطٌة وهبة مجانٌة ولكن التعلٌم مقدم لنا فً كلمة هللا
وعلٌنا كؤوالد هللا ان نسعى بالبحث والدراسة لمعرفة الحق الن هللا ٌرٌدنا ان
الصالحة
: نتعلم الحق حسب قول الرسول بولس لتٌموثاوس عن هللا وارادته
(الذي ٌرٌد ان جمٌع الناس ٌخلصون والى معرفة الحق ٌقبلون ) ( ٔ تً ٕ :
ٗ ).
إن ارادة هللا الصالحة المرضٌة الكاملة ه ي خبلص الخطاة ومعرفتهم للحق.
( )1كلمة هللا هً ٌنبوع الحٌاة
حسب قول الرب ٌسوع له المجد :
( الحق الحق اقول لكم ان من ٌسمع كبلمً وٌإمن بالذي ارسلنً فله حٌاة
ابدٌة وال ٌؤتً الى دٌنونة بل قد انتقل من الموت الى الحٌاة )( ٌو ٘ ) ٕٗ :
فالخاطا ٌخلص بمعرفة وطاعة كلمة هللا حسب قول هللا :
( اذا االٌمان بالخبر والخبر بكلمة هللا ) ( رو ٓٔ .) ٔ7 :
وٌقول الرسول ٌوحنا :
( وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم بهٌ ٔ ( )..و ٔ .) ٘ :
وقال الرب ٌسوع :
( فتشوا الكتب ألنكم تظنون أن لكم فٌها حٌاة ) ( ٌو ٘ )ٖ9 :
وٌقول المرنم ( ألن قولك احٌانً ( )..مز )٘ٓ :ٔٔ9
وٌقول الرسول ٌعقوب
-128-
( فاقبلوا بوداعة الكلمة المؽروسة القادرة أن تخلص نفوسكم) (ٌع ٔ)ٕٔ :
وقد ُخلص أوؼسطٌنوس لمجرد قراءته بعض اقوال هللا وٌقول الرسول
بولس بروح هللا لتٌموثاوس :
( ..متربٌا بكبلم االٌمان والتعلٌم الحسن الذي تتبعته) ( اتً ٗ)ٙ :
( الحظ نفسك والتعلٌم وداوم على ذلك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذٌن
ٌسمعونك اٌضا ) ( اتً ٗ.)ٔٙ :
( شاء فلولدنا بكلمة الحق لكً نكون باكورة من خبلبقه ) ( ٌع ٔ)ٔ8 :
األبد
(مولودٌن ثانٌة ال من زرع ٌفنً بل مما ال ٌفنً بكلمة هللا الحٌة الباقٌة إلى )
(ابط ٔ)ٕٖ :
كلمة هللا مشبهه بالماء الحً أو ماء الحٌاة لذلك أوصانا هللا قاببل :
( ومن ٌعطش فلٌؤت ومن ٌرد فلٌؤخذ ماء حٌوة مجانا) (رإٕٕ)ٔ7 :
وفً حوار دار بٌن الرب ٌسوع المسٌح والمرأة السامرٌة التً قالت للرب:
منها هو وبنوه ( ألعلك أعظم من ابٌنا ٌعقوب الذي أعطانا الببر وشرب
ومواشٌه) (ٌو ٗ )ٕٔ :وكان جواب الرب لها:
( ..كل من ٌشرب من هذا الماء ٌعطش أٌضا ) (ٌوٗ)ٖٔ :
أي أن كل ماء العالم سواء الماء الحرفً أو ما ٌرمز له ال ولن ٌروي ظمؤ
القلب البشري.
لذلك قال الرب للسامرٌة:
( ولكن من ٌشرب من الماء الذي أعطٌه أنا فلن ٌعطش إلً األبد .بل الماء
الذي اعطٌه ٌصٌر فٌه ٌنبوع ماء ٌنبع إلً حٌوه ابدٌة ) ( ٌوٗ)ٔٗ :
وٌنادي أشعٌاء النبً بروح هللا قاببل:
( اٌها العطاش جمٌعا هلموا إلً المٌاه ( ) ...اش ٘٘)ٔ :
وكما انه البد من الماء الستمرار حٌاة النبات والحٌوان واالنسان على
األرض فكذلك البد من كلمة هللا التً هً أساس نجاة الخطاة النه بواسطتها
ٌتعرفون على الرب وبها ٌنمون فً النعمة وفً معرفة ربنا ٌسوع المسٌح من
ٌوم إلً ٌوم.
ٌحكً أن احد موزعً الكتاب المقدس عرض علً احدى العاببلت فً
فرنسا نسخة من الكتاب المقدس كهدٌة مجانا فقبله رب العابلة وشكر ه .ولكن
-129-
سرعان ما أخرج ؼلٌونه وانتزع من الكتاب بعض األوراق واستخدمها فً
اشعال سٌجارته فذهب الموزع حزٌنا ًا.
وبعد سنٌن عاد الموزع إلى هذه المنطقة وزار نفس العابلة بعد أن عرؾ أن
االبن الوحٌد لهذه االسرة قد مات فً الحرب وارسلت خصوصٌاته لتلك
األسرة والحظ الضٌؾ ان الكتاب المقدس الذي استعمله رب هذه االسرة فً
اشعال ؼلٌونه موجودا بٌن خصوصٌات االبن المتوفى فتناول الكتاب وفتحه
:لقد احتقرت كلمة هللا فً البداٌة واذا على الؽبلؾ من الداخل مكتوب
وسخرت منها ولكنى اخٌراًا امنت بها ،وبواسطتها نلت خبلصً.
وهناك قصة أخرى تروى عن أحد الجنود الذٌن كانوا مع صدٌقهم المإمن
فً القطار وكان الصدٌق ٌقرأ الكتاب المقدس فسخر منه الزمبلء وضحكوا
حٌن امتدت ٌد أحدهم وقذفت بالكتاب المقدس الذي فً ٌد الجندى الورع وثار
الجندى فً اعماقه ولكنه تذكر قول معلمه العظٌم ( آلنً ودٌع ومتواضع
القلب ) ( مت ٔٔ )ٕ9 :فحزن والذ بالصمت.
ولم تمضً اٌام حتى تسلم الجندى كتابه المقدس مع رسالة من احد عمال
السكة الحدٌد ٌقول فٌها لقد وجدت كتابك المقدس بٌن خطوط السكة
الحدٌد.وعندما قرأته التقٌت بالمسٌح الذي خلصنً من خطاٌاي بدمه الثمٌن
واعطانً الحٌاة االبدٌة .وعندبذ ادرك الجند ي لماذا سمح هللا بان ٌفترق عن
كتابه المقدس تلك االٌام القبلبل وفهم ان الشٌطان الذي اثار علٌه زوبعة
االشرار قد تكبد هزٌمة كبرى.
لقد قال الرب :
( امٌلوا آذانكم وهلموا إلً .اسمعوا فتحٌا انفسكم ( )..اش ٘٘)ٖ :
وكما انه البد من الماء لبداٌة الحٌاة للنبات واستمر اره والستمرار الحٌاة لكل
الكابنات فكذلك كلمة هللا هً اساس النجاة للخاطا فبواسطتها ٌعرؾ الرب
ٌوم
وبواسطتها ٌنمو فً النعمة وفً معرفة ربنا ٌسوع المسٌح من ٌوم إلً .
لذلك ٌقول الرب عن كلمته :
( ألنه كما ٌنزل المطر والثلج من السماء وال ٌرجعان إلً هناك بل ٌروٌان
األرض وٌجعبلنها تلد وتنبت وتعطً زرعا للزراع وخبزاًا لآلكل .هكذا تكون
كلمتى التً تخرج من فمً .ال ترجع إلً فارؼة بل تعمل ما سررت به وتنجح
فً ما أرسلتها له) (إش٘٘ٔٓ:ؤٔ)
-130-
(ٖ) اٌمان الثقة
ٌقول الكتاب فً اصحاح االٌمان الذي ارجو من القارئ أن ٌعود إلٌه فً
الرسالة إ لى العبرانٌٌن االصحاح الحادي عشر لٌقرأه بتمهل وامعان والذي
ٌبدأ بالقول.
( وأما االٌمان فهو الثقة بما ٌرجً واالٌقان بؤمور ال ترى) ( عب ٔٔ)ٔ :
واٌمان الثقة كما سبق ان ذكرت نكتشفه فً حٌاة الشونمٌة فً اقامة ابنها
وفً كل القدٌسٌن الذٌن لمعت اسماإهم فً اصحاح اال ٌمان أو ما نسمٌهم
بسحابة الشهود ( لوحة الشرؾ) فً سماء المجد.
ونرى فً العدد الخامس والثبلثٌن من نفس االصحاح شهادة هللا عنها.
( ..باالٌمان ...أخذت نساء أمواتهن بقٌامة) ( عب ٔٔ)ٖ٘ :
واٌمان الثقة كما سبق ان ذكرت ٌختلؾ فٌه كل مإمن عن اآلخر واذكر
للقارئ -:
بؤن ربٌس الكهنة كان ٌدخل إلً قدس االقداس بحسب الناموس مرة واحدة
فً السنة لٌكفرعن خطاٌاه وخطاٌا الشعب كله فً ٌوم الكفارة العظٌم.
وكان حٌنما ٌدخل ٌلبس زٌا خاصا وعلى صدره ما ٌسمى بستر ة القضاء .
وكان على هذه الستر ة اثنى عشر حجراًا تشٌر إلً أسباط اسرابٌل اإلثنً
عشر.
وكان حٌنما ٌقؾ ربٌس الكهنة امام تابوت عهد الرب فان االحجار االثنً
عشر تصدر لمعه عجٌبة واحدة.
وقٌل ان هذه اللمعة الموجودة لكل االحجار الكرٌمة تشٌر إلى الخبلص او
إلى اٌمان الخبلص الذي ٌتمتع به كل المإمنٌن النه صادر من مصدر واحد
وال فضل لحجر فٌه على اآلخر انه اشارة لعطٌة الخبلص المجانً على
حساب الذبٌح االعظم ودمه الكرٌم الذي ٌطهر كل مإمن فبل فضل الي منا
على اآلخر ألن الفضل كل الفضل ٌعود للمخلص الذي صنع بنفسه تطهٌراًا
لخطاٌانا ولكن فً نفس الوقت كانت االحجار الكرٌمة تتؤلأل ببهاء وكل منها
ٌصدر لمعانا خاصا فبرٌق الذهب خبلؾ الزمرد والفضة وؼٌرها.
-131-
وهذه اللمعات المدهشة التً تختلؾ من معدن آلخر تشٌر إلً اختبلؾ اٌمان
الثقة من مإمن آلخر وهذا ٌقود للصبر والجهاد وهنا تختلؾ المكافؤة حسب
قول هللا :
( ألن نجما ٌمتاز عن نجم فً المجد) ( اكو ٘ٔ)ٗٔ :
قال احد االتقٌاء :
عند مجىء الر ب ومبلقاتنا لجبلله فً الهواء فان فٌنا من ٌترك كنوزه هنا
وفٌنا من القدٌسٌن االتقٌاء سوؾ ٌذهبون لكنوزهم التً ادخروها فً السماء
لٌؤخذونها حٌن نقؾ جمٌعا امام كرسً المسٌح لٌعطً كل منا حساب وكالته.
فالوكٌل االمٌن الحكٌم الذي اتجر بوزناته وربح سوؾ ٌؤخذ االجرة وام ا من
لم ٌتاجر ولم ٌربح ومن لم ٌدخر رصٌد فً السماء فسوؾ ٌجرد من األكالٌل
وستكون المكافؤة بقدر ما أدخر فهناك مإمنٌن كرسوا حٌاتهم للرب بالكامل
وقدموا من جهدهم ومالهم ووقتهم للرب بكل سخاء وحب وهناك مإمنٌن
العبادة الفاترة لبلسؾ شؽلهم العالم وجذبهم برٌقه فتكاسلوا واكتفوا بمجرد
واضاعوا الوقت فً تعب باطل وربما ٌكونون قد كنزوا لهم كنوزا هنا على
األرض فهذه الكنوز سوؾ تحترق ألنها موضوعة فً العالم والعالم كله
سوؾ ٌحترق بالنار ولكن امام كرسً المسٌح وحٌن ٌكشؾ الرب عن الخفاٌا
فسوؾ تعلن كل خفاٌا القلوب وسوؾ ٌكافا الرب الذي ن خدموه بكل قلوبهم
وكان ؼرضهم األول هو مجده واما من كانت اعمالهم مظهرٌة أمام الناس
ولؽرض مدٌح البشر ولٌست بحسب مقاصد الرب فسوؾ تحترق.
فهل ٌتساوى ابراهٌم خلٌل هللا بلوط؟
كبل والؾ كبل .فمع ان لوط دخل الفردوس وسوؾ ٌدخل مع القدٌسٌن إلى
بٌت االب على حساب ؼنى النعمة الذى ال فضل له وال لنا فٌه على االطبلق
إال أن اجره ابراهٌم الذي قال له الرب :
( أجرك كثٌراًا جداًا ) ( تك ٘ٔ)ٔ :
()1
فابراهٌم عاش فً خٌام والزم المذبح للعبادة وكانت له شهادة ولمع اٌمانه
-133-
ان السبب الربٌسً فً فشل الكثٌرٌن منا هو ضعؾ ثقتهم فً محبه الرب
ومعونته لهم مما ٌضعؾ خدمتهم وشهادتهم لذلك ٌقول الرسول للمإمنٌن من
اهل تسالونٌكً وأهل ؼبلطٌه :
( اما انتم أٌها االخوة فبل تفشلوا فً عمل الخٌر ) ( ٕتس ٖ.)ٖٔ :
(فبل نفشل فً عمل الخٌر ألننا سنحصد فً وقته إن كنا ال نكل ) ( ؼبل ٙ
)9:
ان اٌمان الثقة فٌنا كؤوالد هللا ٌدفعنا لعمل الخٌر من كل قلوبنا عالمٌن
وواثقٌن ثقة الٌقٌن ان الذي ٌرانا سوؾ ٌكافبنا هنا وفً االبدٌة لٌس انسان بل
هللا المحب العادل حسب قول الرسول.
(إن كان لنا فً هذه الحٌاة فقط رجاء فً المسٌح فاننا اشقى جمٌع الناس ) (
اكو ٘ٔ)ٔ9 :
ولكن نحن نعلم ٌقٌنا ودون ا دنً شك ان أجرنا من عند الرب حسب قول
الرب فً أخر وعد وعدنا به تبارك اسمه قاببل :
( وها أنا اتً واجرتً معى الجازي كل واحد كما ٌكون عمله ) (رإٕٕ:
ٕٔ)
وٌعوزنً الوقت ان اتحدث عن كل ما جاء عن مواعٌد هللا العظمى لنا والتً
تشجعنا وتدفعنا ان نسلك بالتقوى حسب قول الرسول بولس
( فاذ لنا هذه المواعٌد أٌها االحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح
مكملٌن القداسة فً خوؾ هللا ) ( ٕكو )ٔ :7
فهل تتساوى الشونمٌة التً وثقت بالرب فقام ابنها وتمجد هللا من خبلل
اٌمانها بؽٌرها من المإمنات البلتً تعبن باطبل فً العالم.
ٌالها من امرأة عظٌمة حقا عرفت فكر هللا وسلكت فً حٌاتها وفق وصاٌاه
فً ثقة كاملة فً امانته ووعوده وحماٌته ورعاٌته وعظمة محبته وعطاٌاه
وهباته فصارت واحده من سحابة الشهود التً شهدت عملٌا لخالقها فً حٌاتها
هنا وصارت لذكر أبدي واآلن هً فً السماء مع القدٌسٌن فً فردوس النع ٌم
وسوؾ ٌعلن امام كل الخلٌقة اٌمانها وصبرها هً وؼٌرها من المإمنٌن
والمإمنات الذٌن عاشوا للرب بؤمانة واثقٌن فً عظم محبته لهم وصدقوا
وعوده الصادقة.
-134-
وبذلك استحقت ان تضم إلً لوحه الشرؾ السماوٌة وتذكر ضمن القدٌسٌن
الذٌن لمع اٌمانهم ومجدوا هللا فً حٌاتهم لقد كان ت الشونمٌة جالسة فً بٌتها
ولكنها نالت نصٌبا تساوى مع من استشهدوا من اجل المسٌح .ما أعظم مبادئ
الهنا ومحبته فقد قسم النصٌب بمنطق الهً عجٌب ففً أٌام الحرب ما بٌن
شعب هللا وعمالٌق وعند العودة بالؽنٌمة قال الملك داود ( النه كنصٌب النازل
إلى الحرب نصٌب الذي ٌقٌم عند االمتعة فانهم ٌقتسمون بالسوٌة ) (ٔصم ٖٓ:
ٕٗ).
لقد جلست الشونمٌة فً بٌتها وذهبت لرجل هللا بقلب مآلن باالٌمان وسلكت
بحسب فكر هللا فاستحقت ما استحقه الشهداء الذٌن قال عنهم الرب.
( الذٌن باالٌمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعٌد سدوا أفواه أطفؤوا قوة
النار نجوا من حد السٌؾ تقووا من ضعؾ صاروا اشداء فً الحرب هزموا
جٌوش ؼرباء ) (عبٔٔ)ٖٖ :
وبٌن هإالء وؼٌرهم من سحابه الشهود التً لمعت فً سماء المجد تذكر
الشونمٌة كما سبق القول فً العدد الخامس والثبلثٌن من نفس اصحاح االٌمان
فطوبى لها ولكل أخ وأخت نظٌرها.
طوبى لكل مإمن له اٌمان الثقة العملٌة الذي ٌشهد للعالم عن محبة ربنا
وحبٌبنا المعبود حسب قول البشٌر ٌوحنا بروح هللا.
( ..فً العالم سٌكون لكم ضٌق ولكن ثقوا أنا قد ؼلبت العالم) ( ٌو)ٖٖ :ٔٙ
كما ان اٌمان الثقة ٌنمو بالصبلة والدارسة لكلمة هللا فٌمتلا القلب حبا بالرب
فٌقودنا للشهادة العملٌة والحٌاة النقٌة النابعة عن فهم كافً لمشٌبة هللا وتسلٌم
كامل الرادته وثقة عظمى فً وعوده تقودنا لخدمة ناجحة تقود البعٌدٌن
لشخصه الكرٌم كما تحسب لنا فً االبدٌة حسب قول الرب فً وعودة االمٌنة
الصادقة ( .النه البد اننا جمٌعا نظهر امام كرسى المسٌح لٌنال كل واحد ما
كان بالجسد بحسب ما صنع خٌرا كان ام شرا ) ( ٕكو ٘ )ٔٓ:
فلٌعطى الرب لكل منا فهما عمٌقا وٌقٌنا كامبل لوعوده ،وعظم جوده لكً
نكون شهوده االمناء فً هذه الحٌاة.
فبل ننسى اٌها االحباء ان اٌمان الثقة ٌختلؾ نصٌب كل منا فٌه ولذلك ٌختلؾ
الصبر والشكر واالحتمال واالجر اٌضا.
-135-
وهذا االٌمان هو الذي مؤل قلب موسى الذي كان امٌنا على كل بٌت هللا وقاد
شعبه فً البرٌة الذي شهد عنه الوحً قاببل.
( باالٌمان موسى لما كبر ابً ان ٌدعى ابن إبنه فرعون مفضبل باألحرى ان
ٌذل مع شعب هللا على ان ٌكون له تمتع وقتى بالخطٌة .حاسبا ًا عار المسٌح
ن كان ٌنظر إلى المجازاة ) ( عب ٔٔ-ٕٗ : ؼنى أعظم من خزابن مصر أل ه
)ٕٙ
لقد رفض موسى ان ٌكون أمٌراًا فً قصر فرعون وفضل ان ٌعٌش ذلٌبل مع
شعب هللا ألنه رأي وحسب ان عار المسٌح افضل من كل خزابن الذهب التً
كانت فً مصر ولم ٌسعى لكً ٌحصل علٌها بل رفض ها بكل سمو وترفع ما
أعظم هذا االٌمان الذي ٌقود المإمن فتهون امامه كل الصعاب وٌرتفع قلبه فوق
كل دناٌا العالم النه ٌرى ماال ٌراه اهل العالم اكمقٌل عن موسى
( ..ألنه تشدد كؤنه ٌرى من ال ٌرى ) ( عب ٔٔ )ٕ7 :أن امور الزمان
التً نراها بالعٌان وقتٌة وزابلة أما أ مور االٌمان فؤنها ال ترى ولكنها أبدٌة ال
تنتهى ومكافؤة االٌمان ان نرى وقتا ما آمنا به وصدقناه فشكراًا هلل الذي اعطانا
هذا االٌمان الذي جعلنا نستعذب آالم هذا الزمان الحاضر الننا ننتظر المجد
العتٌد الذي سوؾ ٌستعلن فٌنا وهذا سوؾ ٌقودنا لنقطة اخرى وهً لماذا
اآلالم وهذا ما سوؾ نوضحه فٌما بعد.
-136-
الفصل الثانً
(ٔ) السجود :
المقدس
ونؤتً إلى مسك الختام فً تلك القصة الرابعة العجٌبة فنجد قول الكتاب .
( فدعا جٌحزى وقال ادع هذه الشونمٌة .فدعاها ولما دخلت إلٌه قال احملى
نها ابنك فؤتت وسقطت على رجلٌه وسجدت إلً األرض ثم حملت اب
وخرجت) ( ٕمل ٗ)ٖ7 ،ٖٙ :
فقد سبق وذكرنا فً الباب االول ان الٌشع رجل هللا كان من الساجدٌن
الحقٌقٌٌن فكان خادما ناجحا ،ونراه عندما دخل بٌت الشونمٌة ورأي ابنها
مٌتا ومضطجعا على سرٌره اؼلق الباب على نفسه وعلى الصبً المٌت
وصلى وهنا نراه ٌعٌد إلى أفكارنا وقلوبنا ضرورة الصبلة قبل أي عمل من
اعمال هللا.
وهنا نجد الشونمٌة التً دعاها الٌشع لتؤخذ ابنها حٌا بعد اقامته من االموات
وحٌنما رأته حٌا سجدت إلى االرض.
ونقؾ متؤملٌن فى صفه عظٌمة أخرى فً حٌاة تلك المرأة التً بدت عظٌمة
عند انتصار اٌمانها .وقد عند آالمها حٌن مات ابنها واآلن نراها اعظم
تصرفت فً المحنة تصرؾ االبطال وها هً االن تتصرؾ تصرؾ اشجع
االبطال فتقدم السجود لصاحب العطٌة قبل ان تتسلم العطٌه.
فهً لٌست ممن ٌفرحون بالعطٌه وٌنسون العاطى لقد قال لها رجل هللا
احملى ابنك ولكنها اسرعت بالسجود وهذا هو الفٌصل بٌن ضعاؾ االٌمان
الذين تشؽلهم العطاٌا فٌنشؽلون بها عن العاطى.
فلو انها حملت ابنها وخرجت أوال لما كان لنا أن نلومها فهذا هو المنطق
البشري والفكر الطبٌعى ولكنها كانت اعظم واكبر واجمل من كل مقاٌٌس
المنطق البشري المحدود فقد اسرعت لتقدٌم الشكر لواهب الحٌاة .لقد اسرعت
بقلب مملوء امتنان وشكر وعرفان لصاحب االحسان ولذلك احنت ركبتٌها
إلى األرض وسجدت فٌالها من كلمة عجٌبة ( سجدت).
فالسجود صبلة مرفوعة ال لؽرض الطلبة من هللا بل لؽرض مجد هللا وتقدٌم
الحمد والشكر على نعمته وهباته وعطاٌاه والقلب الذي ٌقدم السجود قلب
معترؾ بؽنى نعمة هللا وعظم محبته .ولعل سبب قوة اٌمان تلك المرأة وثباتها
-137-
امام التجربة وسبلم هللا الذي ؼمر كٌانها فجعلها تتخطى كل المحن وال تخشى
من الصعاب واآلالم هو كثرة تواجدها فً عرش النعمة.
بل ان ابرز واوضح عبلمات الحٌاة الجدٌدة فً المسٌح هو الصبلة واالنسان
المولود من هللا والذي شعر بنجاته من الدٌنونه الرهٌبة وسرت فً قلبه نبضات
الحٌاة ال ٌستطٌع باي حال من االحوال أن ٌستؽنً عن الصبلة فالصبلة معناها
صله وهى صله المخلوق بالخالق وصله العابد بالمعبود وصلة االنسان المحدود
القدٌر
. باهلل ؼٌر المحدود فهى شركه مع هللا ومعاشرة مع
والصبلة هً السلم الذي ٌصعد علٌه المإمن من األرض إلً السماء فهً
جسر العبور الى السموات.
والصبلة هى القوة االعظم التً تمكن االنسان ان ٌمسك بها وهً القدرة
االعظم التً نسوس بها الناس فهً قوة تسلم لها كل القوى وهً امتٌاز لٌس
له مثٌل بواسطتها ٌظهر القدٌر اهتمامه بحاجة اوالده والعناٌة بهم.
ولذلك فان سبب ضعفنا وفشلنا امام صعاب الحٌاة هو اهمالنا للصبلة فإهمال
الصبلة ٌإدي الى الخوار الروحً والتعثر واالعٌاء.
والصبلة قناة تجرى من خبللها انهار نعمه هللا وتصب فً نفس المإمن حٌت
()1
ٌرتفع قلبه إلً السماء وهً مٌناء امٌن للنفس وكنز ثمٌن للقلب
()2
قال الفونس كار
( ان الذي خلق الشمس واودعها النور والزهور واودعها العطر والجسم
واودعه الروح ،والعٌن واودعها النور قد خلق القلب واودعه الحب وما بارك
هللا شٌبا كما بارك القلب الخاشع العابد هلل الطالب ارادته العامل بوصٌته )
وجاء بمجلة مٌاه الراحة والعدد ( )14ذلك القول :
( ان كنت ترٌد حٌاه ملٌبة بالعزم والقوة واالبداع التصق بالشخص الوحٌد
الذي منه تتدفق تلك الطاقات إلٌك)
والصبلة مفتاح السماء فقد صلً إٌلٌا رجل هللا فاؼلقت السماء وصل اٌضا
فانفتحت السماء ونزل المطر بعد الجوع والجدب( انظر ٔمل ٔ7من عددٔ)
( )1ملحوظة :يمكن للقارئ ان يعود لموضوع الصالة باكثر توسعا من خالل كتاب السجود
للمؤلفة وتحت الطبع.
-139-
لقد نجحت خدمة الٌشع رجل هللا النه عرؾ الصبلة ومارسها باالٌمان
فاستطاع بقدرة هللا ان ٌقٌم باالٌمان ابن الشونمٌة.
وهكذا ٌنبؽً على كل أخ أو كل أخت ٌقو م بخدمة هللا ان ٌكون مصلٌا وان
تسبق صبلته خدماته حتى تنجح خدمته.
قال احد االتقٌاء -:
( اولبك الذٌن ٌرٌدون انجاز مهام عظٌمة علٌهم ان ٌستٌقظوا مبكراًا للصبلة)
وقال آخر
( مالم تكن مستعدا الن تصرؾ وقتا كافٌا فً الصبلة كل ٌوم ،فسٌكون من
العسٌر علٌك ان تمٌز قٌادة روح هللا لك خبلل الٌوم)
واخٌرا ارجو من كل مإمن ان ٌخصص الوقت الكافً للصبلة وٌفضل ان
ٌكون فً الصباح الباكر وبمجرد ان ٌستقبل اشراقة شمس الصباح الجدٌد علٌه
ان ٌجلس فً مخدعه وٌسكب قلبه لحظات دون ان ٌتفوه بكلمة قبل الصبلة بعد
ان ٌقرأ جزء من كلمة هللا فً روح الخشوع واالتضاع لكً ٌنحصر بالروح
وبذهن كامل فً محضر هللا فٌستطٌع ان ٌقدم السجود الذي ٌلٌق بمجد هللا وٌشبع
قلبه بتقدٌم فابض الحمد والشكر هلل على عمله العجٌب فوق الصلٌب وعلى
وعطاٌاه
. احسانه له ورفقته له فً كل اٌام الحٌاة وعلى كل هباته
وقال احد رجال هللا -:
(ان كنت ترٌد ان تعرؾ وتحٌا فً مشٌبة هللا ٌجب ان تخضع صبلتك
وافكارك وأعمالك لما جاء فً كلمة هللا)
فنصلى إلً هللا لكً ٌعٌن ضعفاتنا وٌقود خطواتنا ،ولنصلى اٌها االحباء من
اجل انتشار كلمة هللا من خبلل خدامه وعبٌده االتقٌاء ومن خبللنا لمجد اسمه
ولربح الخطاه.
وعلٌنا ان نصلى من اجل الرإساء وكل االحباء ( انظر اتً ٕ )ٕ ،ٔ :وان
نصلى من اجل المرضى للشفاء ومن اجل الحزانى لٌعزٌهم هللا ( انظر ٌع ٘:
٘ٔ)
وان نصلى من اجل بٌوتنا واوالدنا .ألجل المإمنٌن منهم لٌقوٌهم هللا والجل
الخطاة منهم لٌعودوا للرب بكل قلوبهم ولتدركهم نعمة هللا
أن ام اؼسطٌنوس ظلت تصلى ألجله بدموع عشرٌن عاما دون شك ودون
ملل وباٌمان تام وانتظار لوعد هللا واستجاب هللا لصبلتها ونظر لدموعها
-140-
ورجع اوؼسطٌنوس ابنها إلى الرب بكل قلبه وصار فٌلسوؾ المسٌحٌة
العظٌم فً القرن العشرٌن .ولذلك قٌل ( :ان ابن الدموع لن ٌضٌع).
-141-
وعلى كل مإمن ان ٌقبل التؤدٌب النه عبلمة على طاعته وخضوعه
وبنوته هلل .وقد ٌكون هذا التؤدٌب بالمرض او الحرمان من شا عزٌز
او بخسارة مادٌة او معنوٌة فلٌقبل تؤدٌب االببكل خضوع وشكر.
وٌقول الرسول بولس بروح هللا للمإمنٌن فً رسالة العبرانٌٌن.
( وقد نسٌتم الوعظ الذي ٌخاطبكم كبنٌن ٌا ابنً ال تحتقر تؤدٌب
الرب وال تخر اذ وبخك) ( عب ٕٔ)٘ :
به ابوه . ( ان كنتم تحتملون التؤدٌب ٌعاملكم هللا كالبنٌن فؤي ابن ال ٌإد
ولكن ان كنتم ببل تؤ دٌب قد صار الجمٌع شركاء فٌه فانتم نؽول ال
بنون)(عب ٕٔ)ٙ،7 :
ٌقول الحكٌم بروح هللا القدوس
) (أمٖٔ: ( من ٌمنع عصاه ٌمقت ابنه ومن احبه ٌطلب له التؤدٌب
ٕٗ).
واالب المحب فً محبته وابوته لنا ٌإدبنا لكً ٌنقً حٌاتنا وٌزٌل
نم ٌقول ( تؤدٌبا ادبنً الرب منها كل ما ال ٌلٌق بنا كاوالد هللا والمر
والى الموت لم ٌسلمنى)(مز.)ٔ8 :ٔٔ8
لماذا التؤدٌب؟
تؤدٌب اآلب السماوى ألوالده اعظم بركه فً حٌاتهم وثمار التؤدٌب
بولس
طٌبه لكل من ٌقبلها وٌعرؾ مقاصد الرب حسب قول الرسول .
( ولكن كل تؤدٌب فً الحاضر ال ٌرى انه للفرح بل للحزن واما
اخًراًا فٌعطى الذٌن ٌتدربون به ثمر بر للسبلم ) (عب ٕٔ)ٔٔ :
والتؤدٌب للمإمن هنا على األرض لكى ال ٌدان مع االشرار وقبل ان
نتقدم إلى عشاء الرب بدون تمٌٌز حسب قول الرسول بولس.
( ألننا لو كنا حكمنا علً أنفسنا لما حكم علٌنا ولكن إذ قد حكم علٌنا
نإدب من الرب لكً ال ندان مع العالم ) ( ٔكو ٔٔ .) ٖٕ، ٖٔ :
لرب-:
كما ان التؤدٌب ٌثمر بركات عظمى فً حٌاة المإمنٌن حسب اقول
( ان الذٌن ٌإدبون فٌنعمون وبركة خٌر تؤتً علٌهم ) (امٕٗ)ٕ٘ :
) ( أم ( فقر وهوان لمن ٌرفض التؤدٌب ومن ٌبلحظ التوبٌخ ٌكرم
ٖ)ٔ8 :
وٌقول الرسول للعبرانٌٌن -:
-142-
.افبل نخضع باالولى ثم قد كان لنا اباء اجسادنا مإدبٌن وكنا نهابهم
. جداًا البً االرواح فنحٌا ألن أولبك ادبونا اٌاما قلٌلة حسب استحسانهم
)( واما هذا (أي تؤدٌب هللا ) فؤلجل المنفعة لكً نشترك فً قداسته
عب ٕٔ.)9،ٔٓ :
آلالم من هذا النوع أٌها القارئ العزٌز اذا كان الرب قد سمح لك با
فاشكره واقبل تؤدٌبه وثق فً محبته لك واعلم ٌقٌنا ان كل ما ٌفعله
معك هو لخٌرك ونمو حٌاتك وتدرٌبك فً منهج قداسته.
(ٕ) اآلالم التى لبلمتحان
عظمىوهذه اآلالم التً إلمتحان االٌمان فً المإمن ٌسمح هللا بها الؼراض الهٌة .
وهذه اآلالم ٌسمح بها لقدٌسٌه االتقٌاء الذٌن ٌحفظون وصاٌاه وٌبتؽون مجده
ورضاه وهذا األمر ٌحتاج ان نفهمه وندركه بروح هللا ولذلك ٌقول الرسول
بولس بالروح القدس لتلمٌذه المحبوب تٌموثاوس ( افهم ما أقول .فلٌعطك
الرب فهما فً كل شا ) (ٕتً ٕ.)7 :
قال احد األتقٌاء :
(ؼالبا ما تكون اآلالم عبار ة عن سور من الشوك حولنا ٌجعلنا نبلزم
مرعى حسنا .أما النجاح فقد ٌكون بمثابة ثؽرة تنزلق اقدامنا من خبللها
فنخرج ونضل بعٌداًا )
وقال آخر
.األول حاجز الحماٌة ( ٌوجد حاجزان ٌسٌج بهما هللا حول أوالده
وبواسطته ٌجنبهم الشرور والثانً حاجز اآللم وبه ٌمنع الشر عن
الوصول إلٌهم ).
نضطرب وهو فً محبته قد أعلن عن هذه اآلالم حتى ال ننزعج وال
منها بل نقبلها فقد قال -:
) ( ٌو ( فً العالم سٌكون لكم ضٌق ولكن ثقوا انا قد ؼلبت العالم
.)ٖٖ :ٔٙ
وبذلك ٌمكنا ان نقول ان هذه اآلالم التً المتحان إٌماننا قد وهبت
لتلك األؼراض العظمى التً اذكر منها بروح هللا ما ٌلً -:
(ٌ )1حفظنا فً روح االتضاع
ٌقول الرسول بولس
-143-
( ولببل ارتفع بفرط االعبلنات اعطٌت شوكة فً الجسد مبلك
الشٌطان لٌلطمنى لببل ارتفع .من جهة هذا تضرعت الى الرب ثبلث
مرات ان ٌفارقنً فقال لً تكفٌك نعمتى الن قوتً فً الضعؾ
تكملٕ( )..كؤٕ)9-7 :
والشوكة هنا اعطٌت لبولس كعطٌة من هللا والعطٌة كما قال
( ..اعطٌت شوكه فى الجسد)..
اى انها هبه أو هدٌة من هللا المحب الوالده المحبوبٌن فهل نرفضها
هل نرفض تقدمه من ٌدٌه هل نرفض كؤسا ًا ٌقدمها لنا للشفاء الروحى
ل هً عبلج لحالتنا حتى ولو كان طعمها مراًا ولكن لٌس فٌها سما ب
لتقوٌة اٌماننا وحفظنا.
قال خادم الرب االخ بدٌع ارتٌن - :
( ان قوة االٌمان الحقٌقى لٌست فً االعمال العظٌمة فقط بل هً فً
االحتمال والصبر واالناه والحكم على الذات ).
وٌقول الرسول بولس -:
ان تتؤلموا (النه قد وهب لكم الجل المسٌح ال أن تإمنوا فقط بل اٌضا
الجله) (فًٔ)ٖ9:
وقال احد االتقٌاء :
(الرجاء المسٌحى كنجوم السماء ٌ ،بدو المع واجمل عندما تبدو الحٌاة اقسى
()1
واشد ظبلما)
لقد تضرع بولس للرب طالبا الشفاء ولكن هللا بدال من ان ٌشفٌه
اعطاه نعمه وقوة الحتمال آالم المرض فقد كان المرض سبب بركه
لحٌاة ا لرسول الذي كثٌرا ما كانت صبلته سبب شفاء لكثٌرٌن ولكن
ما اعظم فكر هللا مع قدٌسٌه لذلك نجد الرسول ٌقول :
( ..فبكل سرور افتخر بالحري فً ضعفاتى لكً تحل على قوة
المسٌح .لذلك أسر بالضعفات والشتابم والضرروات واالضطهادات
فحٌنبذ انا قوى ) والضٌقات ألجل المسٌح ألنً حٌنما انا ضعٌؾ
(ٕتً ٕٔ)9،ٔٓ :
( )2من كتاب فن الحياة في ضوء تعاليم المسيح لنورمان فنست ص. 79
( )3وردت في نفس الكتاب السابق لنورمان فنست ص . 79
-145-
فبل تضجر عزٌزى وال تتذمر من اآلالم بل تعلم كٌؾ تقبلها بشكر ألنها من
ٌد االب المحب لذلك ٌوصى بطرس الرسول قاببل -:
(فاذا الذٌن ٌتؤلمون بحسب مشٌبة هللا فلٌستودعوا أنفسهم كما لخالق أمٌن فً
عمل الخٌر) (ابط ٗ)ٔ9 :
لذلك قال احدهم
( الرجل االكثر اتضاعا فً ذاته واالكثر خضوعا هلل ،سٌكون االكثر حكم ة
وله والنظرة والصحٌحة لكل االمور())1
وقال خادم الرب االخ ٌوسؾ رٌاض -:
(ان مدافع نابلٌون التً شوهت وجه ابو الهول اظهرت فً نفس الوقت قوته
وصبلبته())2
وقال احدهم :
( ٌنبؽً ان ٌكون اجتهادنا ان ننتصر على ذواتنا فنزداد قوة ٌوما بعد ٌوم
كما ننمو فً القداسة العملٌة)
فالمسٌحٌة لٌست تعالٌم نظرٌة وفرابض سماوٌة تحفظ فقط بل سلوك وحٌاة :وقد قٌل
( المعرفة المتضعه لذاتك هً السبٌل االقرب نحو هللا أ كثر من البحث العقلً
العمٌق )
وقال احدهم
( للمإمن ) لكن ( مع أن التعلٌم ؼٌر ملوم ،والمعرفة حسنه ومطلوبة
الضمٌر الصالح والحٌاة الفضلى هً اسمى ما نتمتع به () )1
ال ٌستطٌع المإمن ان ٌدرك عمق محبة هللا وسمو حٌاة القداسة إال اذا اجتاز
اآلالم والصعاب
لذلك قال احدهم
ان كل معامبلت هللا معك اٌها المإمن .كل امر ٌمنحك اٌاه للفرح أو أي حزن
()2
ٌسمح لك به ،الكل لنهاٌة وؼرض واحد وان تكون شرٌكا قً قداسته
( )4( ، )3( ، )1( )1كلها وردت بمجلة الراحة العدد ( )19والغالف األخير
( )2من أقوال االخ يوسف رياض في كتاب الشيطان 1992 -
( )1مجلو مياه الراحو العدد ( )19والغالف االخير
-146-
( )3لنتعلم فضٌلة الصبر :
ان هللا المحب فً محبته ٌسمح لنا باآلالم لٌعلمنا فضٌلة الصبر
حسب قوله :
( عالمٌن ان امتحان اٌم انكم ٌنشا صبرا .واما الصبر فلٌكن له عمل
تام لكً تكونوا تامٌن وكاملٌن ؼٌر ناقصٌن فً شا ) ( ٌع ٔ)ٖ،ٗ :
وٌقول الرسول بطرس عن عطاٌا هللا وهباته الوالده :
( كما ان قدرته االلهٌة قد وهبت لنا كل ما هو للحٌاة والتقوى
) (ٕبط ٔ )ٖ :ثم ٌعود الرسول بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضٌلة
فٌتحدث عن المجد والفضٌلة قاببل بروح هللا -:
( اللذٌن بهما قد وهب لنا المواعٌد العظمى والثمٌنة لكً تصٌروا بها شركاء
الطبٌعة االلهٌة هاربٌن من الفساد الذي فى العالم بالشهوة .ولهذا عٌنه وانتم
باذلون كل اجتهاد قدموا فً اٌمانكم فضٌلة وفً الفضٌلة معرفة وفً المعرفة
تعففا ًا وفً التعفؾ صبراًا وفً الصبر تقوى) (ٕبط ٔ)ٗ،٘ :
اذن اآلالم هبه من هللا وباآلالم نتعلم الصبر والصبر فضٌلة وتقوى.
وقد قال احد الشعراء -:
وبالتقوى ٌلٌن لك الحدٌد أال بالصبر تبلػ ما ترٌد
ما ٌرٌد لكن هللا ٌفعل ترٌد النفس ان تبلػ مناها
وقد قال احد االتقٌاء :
(من ٌمتلك فضٌلة الصبر له تقدٌر أكثر من شخص له لسان موهوب وهو ال ٌتحلى
الصؾ
ة) بهذه
وٌهتؾ المرنم قاببل :
ًا
وانتظارا ٌا حبٌب ربنا اعطنا صبرا
بلقابك عن قرٌب حتى تنتهى الببلٌا
وٌهتؾ مرنم اسرابٌل الحلو قاببل -:
-147-
(انتظر الرب واصبر له وال تؽر من الذي ٌنجح فً طرٌقة من الرجل المجرى
مكاٌد) (مز)7:ٖ7
( ومثالنا فً الصبر هو شخص الرب نفسه ولذلك ٌقول الرسول بولس
والرب ٌهدي قلوبكم إلً محبة هللا وإلً صبر المسٌح ) (ٕتس ٖ .) ٘ :
وٌقول رسول الجهاد للعبرانٌٌن
( ألنكم تحتاجون إلى الصبر حتى اذا صنعتم مشٌبة هللا تنالون الموعد )(عب
ٓٔ)ٖٙ :
والصبر المطلوب للمإمن والذي هو بحسب فكر هللا هو البر والتقوى ال
الصبر على اآلالم التً ٌجنٌها المإمن نتٌجة الوقوع فً الخطؤ.
لذلك ٌقول الرسول بطرس موضحا هذا المعنى :
(النه أي مجد هو ان كنتم تلطمون م خطبٌن فتصبرون .بل ان كنتم تتؤلمون
)( ابط ٕ: عاملٌن الخٌر فتصبرون فهذا فضل عند هللا ألنكم لهذا دعٌتم
ٕٔ.)ٕٓ،
خٌر أفضل منه وانتم صانعون (الن تؤلمكم ان شاءت مشٌبة هللا وانتم صانعون اًا
شراًا)(ابطٖ.)ٔ7:
فصبرك له قٌمته فً نظر سٌدك العظٌم الذي كان مثالنا االعظم فً الصبر.
لذلك ٌقول الرسول بطرس :
خطواته
) (ألنكم لهذا دعٌتم فإن المسٌح أٌضا ًا تؤلم ألجلنا تاركا ًا لنا مثاالًا لكً تتبعوا
(ٔبطٕ)ٕٔ:
وٌقول رسول الجهاد للعبرانٌٌن وكل المإمنٌن ( فتفكروا فً الذي احتمل من
الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لببل تكلوا وتخ وروا فً نفوسكم ) ( عب ٕٔ:
ٖ)
ان المسٌح ملك الملوك ورب االرباب ذلك القدوس البار احتمل من اٌدى
اآلثمة آالما مبرحة وهو صامت وقد كان بامكانه ان ٌبٌدهم بكلمة من فمه.
ولذلك قال عنه اشعٌاء بروح النبوة :
( ظلم اما هو فتذلل ولم ٌفتح فاه كشاه تساق إلً الذبح وكنعجة صامته امام
جازٌها فلم ٌفتح فاه)( اش ٖ٘)7 :
لذلك ٌقول الرسول بطرس :
-148-
(الن هذا فضل ان كان أحد من أجل ضمٌر نحو هللا ٌحتمل احزانا متؤلما
بالظلم) (ابطٕ)ٔ9:
كما ان هذا الصبر من اجل اسم المسٌح والذي ٌظهر فً احتمال اآلالم ألجل
مجد المسٌح بجانب انه فضٌلة عظمى فله اٌضا اجراًا عظٌما وتقدٌراًا فً نظر
هللا لذلك ٌقول الرسول بطرس :
(نفتخر أٌضا فً الضٌقات عالمٌن ان الضٌق ٌنشا صبراًا والصبر تزكٌه
والتزكٌة رجاء والرجاء ال ٌخزى الن محبه هللا قد انسكبت فً قلوبنا بالروح
القدس المعطى لنا) (روٖ٘:وٗ)
وٌقول الرسول ٌعقوب
( واما الصبر فلٌكن له عمل تام لكى تكونوا تامٌن وكاملٌن ؼٌر ناقصٌن فً
شا ) ( ٌع ٔ)ٗ :
( خذوا ٌا اخوتً مثاال الحتمال المشقات واالناه االنبٌاء الذٌن تكلموا باسم
الرب .هانحن نطوب الصابرٌن .قد سمعتم بصبر اٌوب ورأٌتم عاقبة الرب )..
(ٌع٘)ٔٓ :
ان كل من ٌصبر على اآلالم فً هذا الزمان فسوؾ ٌنا ل أجره ومكافؤته من
ذلك المحب العادل لذلك ٌقول الرسول العظٌم بولس الذي احتمل اآلالم من اجل
اسم المسٌح بصبر وشكر منتظراًا أجره من سٌده بكل ثقة وٌقٌن :
قاببل
( ان كنا نصبر فسنملك اٌضا معه) ( ٕتً ٕ)ٕٔ :
( )4لكً نشعر بوجوده فً حٌاتنا ونتمتع بجوده لنا
قال اٌوب فً نهاٌة تجربته وآالمه للرب
( بسمع األذن قد سمعت عنك واآلن رأتك عٌنً) ( أي ٕٗ)٘ :
ونرى فً استفانوس الذي ٌعتبر أول شهٌد سفك دمه من اجل الشهادة السم
المسٌح فلما سمع الٌهود اقواله حنقوا علٌه ولكنه نظر إلً السماء حسب قول
الكتاب (ٔع )٘٘،٘ٙ :7
( وحٌنما كانوا ٌرجمونه وهو ناظر وجه سٌده المبارك قابما ًا عن ٌمٌن هللا
وكؤنه ٌقول له مرحبا بك ٌا استفانوس ولذلك استطاع ان ٌملك المقدرة على
()1
المؽفرة لراجمٌه كما فعل سٌدهم حسب قول الكتاب)
-150-
وهكذا رأي الشعب خبلص الرب وشعروا بوجوده معهم ورعاٌته ورأوا
كٌؾ عظم عمله لهم فصاورا فرحٌن ورنموا ترانٌم الؽلبة واالنتصار .وٌذكر
الكتاب المقدس عن مرٌم اخت موسى وهارون هذا القول.
( فاخذت مرٌم النبٌه اخت هرون الدؾ بٌدها وخرجت جمٌع النساء وراءها
بدفوؾ ورقص .واجابتهم مرٌم رنموا للرب فانه قد تعظم .الفرس وراكبه
طرحهما فً البحر ) (خر ٘ٔ.)ٔٓ :
ان للمرأة نصٌبا ال ٌقل عن الرجل فً المسٌح وفً كفاٌه عمله ولها عمبل
وكرامة ومكانه وٌجب ان ٌكون لها دورها فً خدمة الفادي وتمجٌد اسمه
العظٌم ،ان ترنٌم مرٌم ومعها نساء اسرابٌل دلٌل على تمتعهم بوجود الرب
معهم وعظم جوده لهم واعتراؾ افواههم بالحمد والشكر له.
نعم لقد رأي الفتٌه الثبلثة شخص المسٌح المبارك معهم فى االتون فلم ٌصبح
اتونا بل روضه مرٌحة جمٌلة وٌمكن للقارئ العودة لما سبق ان ذكرته عن
هذا االمر فً موضوع سبلم هللا للفتٌة فً االتون.
وماذا اقول عن وجود الرب معنا ورعاٌته ومحبته وعظم جوده لنا.
( )5لفك قٌودنا من العالم وٌحول انظارنا إلٌه
نعم :ماذا فعل االتون فً الفتٌة االبرار؟
قد رأي نبوخذ نصر الملك أربعة رجال بدال من ثبلثة واألربعة كما وصفهم
محلولٌن ولهذا فقد اندهش الملك وسؤل مشٌرٌه قاببل:
( ..الم نلق ثبلثة رجال فً وسط النار (( ) )1دا ٖٔ .)ٕٗ :
لقد كانت النٌران شدٌدة ولكنها لم تستطٌع ان تحرق ثٌابهم ولكنها استطاعت
ان تفك القٌود الحدٌدٌة التً وضعت على اٌدٌهم وارجلهم فانطلقوا احراراًا
وهذا ما تفعله نٌران التجارب باالتقٌاء.
عزٌزى اذا كنت مإمنا صابراًا شاكراًا فلن تستطٌع اآلالم سوى ان تفك
قٌودك من هذا العالم فقد ٌكون قلبك معلقا بصدٌق او حبٌب او ابن تنتظر منه
شٌبا ًا أو ماال او عقاراًا تعلق علٌه آمبل .وهذه كلها قٌود تعوق تمتعك باالتكال
على الرب وحده السواه.
-152-
ستظل على مر العصور واالزمنة تشهد لهذا االٌمان العظٌم بل ولِما شهد
عنها هللا بؤنها امرأة عظٌمة فقد لمع اٌمانها كما لمع من قبل اٌمان جدها
ابراهٌم.
ان االٌمان المسٌحى ٌلمع فً المرأة المإمنة كما فً الرجل المإمن أٌضا
وٌدون الوحى قصتها فً سفر الملوك وٌشهد الروح القدس فً سفر العبرانٌٌن
( عب ٔٔ )1( ) ٖ٘ :وٌضمها الروح القدس لسحابة الشهود قاببل.
( فً االٌمان مات هإالء اجمعٌن وهم لم ٌنالوا المواعٌد بل من بعٌد
نظروها وصدقوها وحٌوها وأقروا بؤنهم ؼرباء ونزالء على األرض )(عب
ٔٔ)ٖٔ :
وٌذكر الوحى اٌضا تلك الكلمات العظٌمة عن هإالء االتقٌاء:
(لذلك ال ٌستحى بهم هللا ان ٌدعى الههم النه اعد لهم مدٌنة )( ( )2عب ٔٔ:
.)ٔٙ
ولكى تتضح الصورة امام القارئ فانً أتساء ل واجٌب
كٌؾ ٌعلن المإمن المسٌحى عن اٌمانه ومتى؟
ان حٌاة االٌمان المسٌحى حٌاة فردٌة ومعامبلت هللا مع المإمن فردٌة
وسرٌة فالمإمن ٌسجد وٌتعبد وٌصوم وٌقدم عطاٌاه هلل سرا وفً الخفاء حسب
تعلٌم مخلصنا المبارك لكل من ٌتقٌه قاببل ( فمتى صنعت صدقه فبل تصوت
قدامك بالبوق كما ٌفعل المراإون فً المجامع وفً االزقة لكً ٌمجدوا من
الناس .الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم .واما انت فمتى صنعت صدقة
فبل تعرؾ شمالك ما تفعل ٌمٌنك .لكً تكون صدقتك فً الخفاء فؤبوك الذي
ٌرى فً الخفاء ٌجازٌك عبلنٌة )(مت)ٗ-ٔ :ٙ
هذه وصٌة الرب من جهة الصدقة وٌمكن للمإمن ان ٌعود لقراءة ما سبق ان
ذكرته عن تقدٌم العشور للرب وك ذلك الصبلة ٌجب أن تكون فً السر أي
صبلة المخدع ( الصبلة الفردٌة ) فلنسمع قول المعلم العظٌم
( )1يمكن الرجوع لسفر العبرانيين لقراءة االية وحتى التكررىا فقد سبق ذكرىا
( )2االستزادة والتعزية يمكن للقارئ الرجوع إلي سفر العبرانيين االصحاح الحادى عشر
-153-
( واما انت فمتى صلٌت فادخل الى مخدعك واؼلق بابك وصل الى ابٌك
الذي فً الخفاء فابوك الذي ٌرى فً الخفاء ٌجازٌك عبلنٌة ) ( مت )ٙ :ٙ
ان الصبلة سرٌة وكذلك الصوم ٌقول الرب لكل مإمن
( واما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واؼسل وجهك .لكً ال تظهر للناس
صابما بل البٌك الذي فً الخفاء .فابوك الذي ٌرى فً الخفاء ٌجازٌك عبلنٌه )
(مت)ٔ7،ٔ8 :ٙ
اذن فاالٌمان المسٌحى ال ٌعلن عنه اال فً امر واحد فقط هو اآلالم
واحتمالها بصبر وشكر وتسلٌم وسبلم لوال صبر الشونمٌه وتسلٌمها وسبلمها
الذي اعلنته لما لمع إٌمانها وتزكى ولما دون هللا لنا قصتها.
واما التظاهر بالصدقة او الصوم والصبلة معناه فراغ القلب من محبه هللا وضٌاع
االجر من هللا ان احتمال اآلالم بصبر وشكر واجتٌازها بسبلم هً الحالة الوحٌدة
التً ٌتاح فٌها للمإمن ان ٌقول ها انا فبل تظاهر فً المسٌحٌة للعطاء أو للصبلة او
للصوم فاالمر خبلؾ ما ٌدعى البعض ممن ال ٌعرفون .الحق
ان القاسم المشترك االعظم الذي جمع سحابة الشهود واظهر اٌمانهم هو صبرهم
صورةوشكرهم فً احتمال اآلالم مما جعل اٌمانهم المسٌحى ظهر بؤجلى .
الن االيمان المسٌحى مإسس على اساس النعمة وتطهٌر القلب بدم المسٌح
الذي ال فضل لنا فٌه لذلك علٌنا ان نشكره ونعٌش له فً خشوع واتضاع .اما
دافع التظاهر فوراءه الكبرٌاء وحب الظهور وتضخم الذات والمسٌحٌة تبؽض
الكبرٌاء وتنادى باالتضاع وانكار الذات الن االنتصار على الذات هو اعظم
االنتصارات وكسر الذات هً بداٌة البركات.
وان هللا ٌعطى لكل مإمن فرصة وحٌدة ٌثبت فٌها اٌمانه وهً السماح له
باآلالم الن احتمال اآلالم بصمت وصبر وشكر وسبلم وثقة فً هللا القادر
( ٌعلم الرب ان ٌنقذ على انقاذه من كل ضٌق حسب وعده االمٌن القابل
االتقٌاء من التجربة)(ٕبط ٕ.)9 :
وحٌن ٌنتصر أوالد هللا على التجارب واآلالم والمحن بالصبر والشكر
والشهادة للرب وقتبذ ٌلمع فٌهم جمال االٌمان فٌتم فٌهم قول الرسول بولس :
( ولكن شكراًا هلل الذي ٌقودنا فً موكب نصرته فً المسٌح كل حٌن وٌظهر
بنا رابحة معرفته فً كل مكان الننا رائ حة المسٌح الذكٌة هلل فً الذٌن
ٌخلصون وفً الذٌن ٌهلكون)( ٕكو ٘ٔ)ٔٗ،
-154-
ان شعب بابل لم ٌدرك عظمة دانٌال اال بعد ان خرج من جب األسود فقد
شهد له الملك وهذه الشهادة هً تزكٌة لبلٌمان الذي فٌه وهكذا كل االتقٌاء
الذٌن ٌحملون اآلالم ملقٌن كل ما ٌواجههم من ضٌق على الرب بثقة وٌقٌن
فٌخرجون من ضٌقهم الى رحب ال حصر فٌه وٌلمع اٌمانهم وٌراه كل من
ٌراهم فٌشهد الخرٌن وهذه هً تزكٌة االٌمان بمدحه من هللا والناس حسب
قول الرب.
( فلٌضا نوركم هكذا قدام الناس لكً ٌروا اعمالكم الحسنه وٌمجدوا اباكم
الذي فً السموات )( مت ٘)ٔٙ :
(وان تكو ن سٌرتكم بٌن االمم حسنه لكً ٌكونون فً ما ٌفترون علٌكم
كفاعلى شر ٌمجدون هللا فً ٌوم االفتقاد من اجل اعمالكم الحسنه التى
ٌبلحظونها ) ( ابط ٕ)ٕٔ :
إن هللا قد ٌدخلنا فً وسط نٌران اآللم وقد ٌسمح بمضاعفة النٌران النفسٌة
والجسدٌة والمعنوٌة لنخرج منها أكثر لمعانا فً اٌماننا.
ولكً ٌتضح المعنى للقارئ اذكر هذا التشبٌه :
ان صانع الذهب حٌنما ٌحاول تشكٌله فلٌس امامه افضل من وضعه فً النار
ولكن لهذه العملٌة ترمومتر خاص ٌظل الجواهرجً ممسكا به وهو ٌضاعؾ
او ٌقلل من النٌران حتى تتضح صورته فً ذلك المعدن الثمٌن والنفٌس وحٌنبذ
يطفا النار وٌدرك ان هذا الذهب نقٌا ال توجد فٌه شوابب ( )1وهكذا ٌفعل هللا
الجهاد(ٌا
: بؤوالده حٌنما ٌسمح لهم بدخول بوتقه اآلالم حتى ٌتم فٌنا قول رسول
فٌكم (ؼبلٗ)ٔ9 :
أوالدى الذٌن اتمخض بكم اٌضا إلً ان ٌتصور المسٌح )
لذلك ٌقول الرسول بولس :
( فاشترك انت فً احتمال المشقات كجندى صالح لٌسوع المسٌح )(ٕتً ٔ:
ٖ)
وهذا معناه ان المإمن فً حٌاته هنا على االرض صوره ومثال حً ٌسلك
بمقتضى مقاصد القدٌر وٌخضع لمشٌبته بكل صبر واحتمال فٌكون متشبها
بؤعلى مثال لنا وهكذا ٌنجح االٌمان وٌزكً ولذلك ٌقول اٌوب فً تجربته التً
اجتازها بنجاح
( )1الشوائب ىي المواد االخرىالغريبة غير النفيسة التي قد تكون مختلطة بالذىب .
-155-
( ألنه ٌعرؾ طرٌقى .اذا جربنً اخرج كالذهب ) ( أي ٖٕ)ٔٓ :
ولذلك ٌناشد الرسول بطرس المإمنٌن قاببل :
(انتم الذٌن بقوة هللا محروسون باٌمان لخبلص مستعد ان ٌعلن فً الزمان
االخٌر الذي به ٌبتجهون مع انكم اآلن إن كان ٌجب تحزنون ٌسٌرا بتجارب
متنوعة .لكً تكون تزكٌة اٌمانكم وهً اثمن من الذهب الفانً مع انه ٌمتحن
بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند إستعبلن ٌسوع المسٌح ) ( ابط ٔ-٘ :
)7
فكم من النساء كن فً اسرابٌل فً اٌام الشونمٌة ولكن الوحً دون لنا
واحتمالها
ـ قصتها تقدٌرا م ـن الرب ذاته لعظمة اٌمانها وصبرها وتسلٌمها
()1
فتقبلتها بكل وسبلمها فً وسط تجارب الحٌاة التً اعطٌت لها من هللا
صبر وشكر فحصلت على أعظم وسام حٌن اتاها المدح ال من الناس بل من
هللا الذي شهد لها بؤنها امرأة عظٌمة.
وكم من الرجال كانوا فً اسرابٌل اٌام دانٌال والفتٌه الثبلثة ولكن هللا دون
لنا بطولة هإالء تزكٌة لهم وقد زكاهم الملك حسب قول الكتاب.
( ثم اقترب نبوخذ نصر الى باب اتون النار المتقدة واجاب فقال ٌا شدرخ
ومٌشخ وعبدنؽو ٌا عبٌد هللا العلى( )..دٔ ٖ)ٕٙ :
ان التسلٌم للرب واالحتمال بشكر وصبر هو الترجمة الفعلٌة لبلٌمان
الحقٌقى المزكً من هللا والناس لذلك ٌوصٌنا الهنا قاببل.
( انظروا إلى نهاٌة سٌرتهم فتمثلوا باٌمانهم )(عب ٖٔ)7 :
ال بل اكثر من ذلك اذا ٌعلمنا اعظم معلم على لسان بولس الرسول قاببل :
( لذلك نحن اٌضا اذ لنا سحابه من الشهود مقدار هذه محٌطة بنا لنطرح كل
ثقل والخطٌة المحٌطة بنا بسهولة ولنحاضر بالص بر فً الجهاد الموضوع
امامنا .ناظرٌن إلى ربٌس االٌمان ومكمله ٌسوع الذي من اجل السرور
الموضوع امامه احتمل الصلٌب مستهٌنا بالخزي)(عبٕٔ)ٖ-ٔ :
( )1عند موت ابنها وحيدىا ويمكن للقارئ الرجوع لما سبق شرحو بعنوان متى يلمع االيمان
المسيحى .
-156-
وبما اننا نرى هإالء االبطال الذي سمت حٌاتهم ولمع اٌمانهم فً سحاب
المجد فعلٌنا ان نصبر وننظر ال الٌهم فقط بل الى من هو اعظم بما ال ٌقاس
لآلالم
فالرب وحده ال نظٌر له فهو مثالنا االعظم الذي ننظر إلٌه فً احتماله .
( )7لكى نختبر بالتسلٌم سبلم هللا
رأٌنا كٌؾ تمتع االتقٌاء بسبلم هللا لهم فً وسط ضٌقهم وآالمهم وٌمكن
للقارئ الرجوع لما سبق ذكره عن السبلم ولكن لٌعلم القارئ ان الؽرض من
حدوث التجارب والمحن واآلالم لبلتقٌاء هو أن ٌختبروا هذا السبلم العجٌب
المخالؾ لمنطق البشر والذي ٌقول عنه الرسول :
( وسبلم هللا الذي ٌفوق كل عقل ٌحفظ قلوبكم وافكاركم فً المسٌح ٌسوع )
(فً ٗ.)7 :
نعم ان فرح المإمنٌن وسبلم الرب لهم عجٌب حقا وال ٌستطٌع ان ٌدرك
ابعاده إال من عاش اآلالم ورأى هللا وسط أشد لٌالى المحن وااللم وذاق طعم
هذا السبلم العجٌب فٌستطٌع ان ٌتؽنى بسبلم هللا وٌرنم مع المرنم.
( الرب ٌعطى عزا لشعبه الرب ٌبارك شعبه بالسبلم ) (مز )ٔٔ :ٕ9
( )8لكً ٌتمجد هللا فٌنا وبنا
ان المإمن الذي ٌتحمل التجربة بثقة وٌقٌن وبصبر وسبلم من اجل اسم
المسٌح ٌعطى الفرصة للرب لكً ٌعلن عن مجده من خبلله ولعل االمثلة التً
وردت فً الكتاب المقدس كثٌرة جداًا وال مجال لنا لحصرها كلها ولكن نذكر
على سبٌل المثال بعضا مما سبق ان ذكرناهم على اعتبار ان آالمهم سبق ان
عرضناها .فدانٌال مثبل عندما وثق فً الهه كل الثقة بؤنة قادر على ان ٌنجٌه
فبالفعل انقذه الرب من الجب وتمجد من خبلله ونرى ذلك واضحا من خبلل ما
جاء بكلمة هللا.
( ثم كتب الملك دارٌوس إلً كل الشعوب واالمم واأللسنة الساكنٌن فً
االرض كلها .لٌكثر سبلمكم .من قبلى صدر امر بؤنه فً كل سلطان مملكت ى
ٌرتعدون وٌخافون قدام اله دانٌال النه هو االله الحً القٌوم إلى االبد وملكوته
لن ٌزول وسلطانه إلً المنتهى هو ٌنجى وٌنقذ وٌعمل اآلٌات والعجابب فً
السموات وفً االرض .هو الذي نجى دانٌال من ٌد االسود)(دا )ٖ7- ٖ٘ :ٙ
وهكذا عاد المجد لصاحب المجد والسلطان والقدرة والجبلل من خبلل ثقة
عبده دانٌال وتمسكه برضاه فوق كل عزٌز وؼالى.
-157-
فلٌكن هذا لسان حالك ٌا عزٌزى القارئ فتمسك باٌمانك وثقتك بالهك القدٌر
وال تحسب حسابا لنفسك وال لؽٌرك فاهلل وحده قادر ان ٌحفظك وٌعلن اسمه
من خبللك.
ن تطٌع وتخضع فهل ٌمكنك ٌا عزٌزى القارئ ان تعزم من كل قلبك ا
لسٌدك مهما كلفك األمر ؟
إنك اذا سلمت نفسك لطاعته بكل قلبك واحتملت كل ما ٌسمح به لك فسوؾ
تختبر عظم جوده وٌكفٌك فخراًا ان ٌعمل هللا من خبلل حٌاتك فتصٌر نبع
تجرى من خبلله انهار محبه هللا للعالم.
ولوال اٌمان الفتٌة بخبلص هللا لهم وتمسكهم برضاه وعد م سجودهم لتمثال
الذهب الذي صنعه الملك فقد كان االتون المحمى سبعه اضعاؾ اهون علٌهم
من مخالفة سٌدهم والسجود لؽٌره فهو وحده معبودهم وحبٌب قلوبهم الذي من
اجله هانت الحٌاة ولهذا تمجد هللا فٌهم وبهم وٌكفى ان نذكر ما جاء عنهم
بكلمة هللا :
( واجتمعت المرازبه الشح ن والواله ومشٌروا الملك ورأوا هإالء الرجال
الذٌن لم تكن للنار قوة على اجسامهم وشعره من رإوسهم لم تحترق
وسراوٌلهم لم تتؽٌر ورابحة النار لم تؤت علٌهم .أجاب نبوخذ نصر وقال
تبارك اله شدرخ ومٌشخ وعبدنؽو الذي ارسل مبلكه وانقذ عبٌده الذٌن اتكلوا
علٌه وؼٌروا كلمة ا لملك واسلموا اجسادهم لكٌبل ٌعبدوا او ٌسجدوا الله ؼٌر
الههم .فمنى قد صدر امر بؤن كل شعب وامه ولسان ٌتكلمون بالسوء على اله
شدرخ ومٌشخ وعبد نؽو فؤنهم ٌصٌرون اربا اربا وتجعل بٌوتهم مزبله اذ
لٌس اله آخر ٌستطٌع ان ٌنجى هكذا ) (دٔ ٖ )ٖٓ-ٕ7 :
قٌاء عن احد االتقٌاء من رجال هللا القس حبٌب بقطر وهناك قصة ٌرددها االت
راعً الكنٌسة االنجٌلٌة بطما انه فً ذات ٌوم من أٌام اآلحاد عندما استٌقظ
الخادم وزوجته وبٌنما هما ٌستعدان لحضور اجتماع االحد طلب القس من
ؾ
زوجته ان توقظ االوالد لٌستعدوا لحضور االجتماع فاذا بؤحد االبناء قد رقد ي
الرب وانزعجت األم وحٌنما علم الخادم بذلك طلب منها ومن أوالده ان ال
ٌتحدثوا أو ٌعلنوا ألحد عن ذلك حتى ٌتم عقد االجتماع المزمع عقده فً صباح
ذلك الٌوم وقد حاولت االم كثٌراًا ولكن رجل هللا شدد علٌها وعلى أوالده قاببل
ال ٌجب ان أعلن عن وفاة ابننا النً ال استطٌع باي حال من االحوال ان اعطل
-158-
اجتماع الرب للعبادة وال اقبل ان ٌلؽى االجتماع بسبب امر كهذا .وبالفعل
حضر الخادم وزوجته واوالده االجتماع حٌث كان االجتماع اسفلالطابق الذي
ٌسكنه الخادم وسار االجتماع كالعادة حٌث ترنمت الكنٌسة وقدم الخادم عظه
مباركة فقد الهمه هللا تلك الكلمات الحلوة النه فضل طاعته ورضاه على نفسه
وبعد انتهاء اإلجتماع طلب الخادم من الحاضرٌن االنتظار قلٌبل النه ٌوجد تنبٌه
خاص وظن الحاضرون ان التنبٌه ٌخص الكنٌسة ولكن عمت الدهشة الجمٌع
حٌن علموا من خادمهم ان ابنه قد توفى فً صباح ذلك الٌوم وانه جثمان
م سجى على فراشه.
ولكن تالم الجمٌع آلالم خادمهم االمٌن ولكنهم مجدوا هللا الٌمانه وقد اثر
موقفه هذا فً نفوسهم اكثر من الخدمات التً قدمها طوال كل السنٌن التً
قضاها بالكنيسة فقد كان موقفه بحق مثاال حٌا للصبر واالحتمال والتسلٌم
الرادة هللا ورأوا فً خادمهم االمٌن اعظم موعظة عملٌة اثرت فٌهم كثٌر
كثٌراًا جدا من كل العظات النظرٌة التً القاها من فوق المنبر.
وهكذا ٌا عزٌزى ٌتمجد الفادى فً االتقٌاء الذٌن من اجل اسمه تهون امامهم
كل صعاب وآالم الحٌاة.
ملحوظة هامة
ولكن قد ٌسمح هللا بؤن ٌتؤلم االتقٌاء باٌدي اآلثمة قد ٌموتون تحت اآلالم كما
حدث للشهداء فً عصور االستشهاد .فهل هذا ٌمجد هللا؟
نعم وحتى ولو انتهت حٌاة االتقٌاء تحت اآلالم المبرحه التً قد تاتً من اٌدى
ٌتمجد
االشرار فبل تتعجب ٌاعزٌزى وال تحار فالرب له ؼرض وسوؾ .
الرابع
. البعد
واذكر تلك القصة التى رواها خادم الرب القس بول واى شو فًبه كتا
قال الراوى ان احد خدام الرب االتقٌاء تعرض لتهدٌد من بعض السلطات
الحاكمة فً كورٌا بؤنه اذا لم ٌمتنع عن ذكر اسم المسٌح والمناداة باالٌمان
المسٌحى فسوؾ ٌموت ولكن الخادم كان امٌنا لسٌده فلم ٌنكر مسٌحه ولم
ٌتوقؾ عن التبشٌر بالمسٌح فما كان من السلطات ان استدعت الخادم وزوجته
وولدٌه الصؽار وامام آالؾ الجموع فً مٌدان عام طلب منه ان ٌنكر اسم
المسٌح واال فسوؾ ٌموت بدفنه تحت التراب هو وزوجته واوالده وسوؾ
ٌذرى على رإوسهم التراب وهم احٌاء حتى ٌؽطٌهم تماما وٌستمر فوقهم
حتى ٌموتون امام مرأى الجموع الؽفٌرة وعندما سإل الخادم امام الجموع هل
-159-
تنكر المسٌح ام تموت انت وزوجتك واوالدك اآلن تحت التراب وحٌنما سمع
االطفال الصؽار ذلك وتعلقوا بابٌهم قابلٌن ال ٌا بابا اننا سوؾ نموت وكاد
االب ان ٌهتز وٌضعؾ امام دموع اطفاله ولكن زوجته المإمنة التقٌة
الشجاعة االمٌنة لسٌدها تعلقت به وبشدة نهرته قابلة ال تنكر المسٌح ومرحبا
بالموت فهً لحظات وسوؾ نكون امامه فرحٌن فً السماء ال تخشى على
االطفال فاهلل فً انتظارنا وسوؾ ٌرٌحنا ٌا عزٌزى .حٌنبذ تشجع الرجل
وقالها بكل قوته وبدا المسبولون ٌذرون التراب علٌهم ولكنهم كانوا ٌرنمون
ترانٌم الفرح بلقاء الحبٌب وبالطبع كان الطفلٌن الصؽٌرٌن اول من ؼطاهم
التراب ثم ؼطى التراب القس وزوجته واختفت اصواتهم ولكن ما اعجب
الرب فقد اثر هذا المنظر العجٌب فً آالؾ الجموع وسلم الكثٌرٌن منهم
انفسهم للرب ٌسوع وهكذا تمجد هللا فٌهم ومن خبللهم ألن هللا سمح لهم بذلك
لمجد اسمه واما هم فسوؾ نراهم امام كرسى المسٌح مكللٌن بالمجد والكرامة
وفوق رإوسهم اكالٌل الحٌاة وهم سوؾ ٌضٌبون فً ملكوت ابٌهم كالكواكب
إلً أبد الدهور.
( )9لكً نشترك فً قداسته
خطاٌاه
) هللاأي التً لٌست نتٌجةوهذه اآلالم التً تواجه المإمن بحسب مشٌبة (
لذلك ٌقول الرسول
( فبل ٌتؤلم احدكم كقاتل أو سارق او فاعل شر او متداخل فً امور ؼٌره
ولكن ان كان كمسٌحى فبل ٌخجل بل ٌمجد هللا من هذا القبٌل ) ( ابطٗ)ٔ٘ :
وٌقول الرسول بطرس بروح هللا للمإمنٌن:
فان من تؤلم فً الجسد كؾ (فاذ قد تالم المسٌح الجلنا بالجسد تسلحوا انتم بهذه .النٌة
عن الخطٌة لكً ال ٌعٌش اٌضا الزمان الباقً فً الجسد لشهوات الناس بل الرادة
هللا)(ابط ٗ)ٔ،ٕ :
لذلك ٌقول الرسول بطرس بروح هللا القدوس :
( ولكن ان ت أ لمتم من أجل البر فطوباكم واما خوفهم فبل تخافوا وال
تضطربوا) (ابط ٖ)ٔٗ :
ولذلك على كل مإمن ان ٌسلك وفق منهج القداسة فً الرب وٌتجنب كل ما
ٌخالؾ شرٌعة هللا واضعا فً قلبه ان ٌفعل مشٌبة سٌده محتمبل أي آلم
وتضحٌة فً سبٌل ارضاء هللا لذلك ٌقول الكتاب المقدس لكل االتقٌاء.
-160-
( ولكم ضمٌر صالح لكً ٌكون الذٌن ٌشتمون سٌرتكم الصالحه فً المسٌح
ٌخزون ما ٌفترون علٌكم كفاعلى شر ) (ابط ٖ)ٔٙ :
أي ال ٌجدون فٌكم ما ٌبرر افتراءاتهم .فبل تهتزوا من أي افتراء مادمتم
مطٌعٌن للحق وثقوا ان هللا قد سمح لكم بهذه اآلالم لخٌركم واسمعوا قول
الرب المشجع للقلوب.
(ألن تؤلمكم ان شاءت مشٌبة هللا وانتم صانعون خٌرا افضل منه وانتم صانعون
شرا) (ابطٖ)ٔ7 :
فان تؤلمت من اجل اسم المسٌح ومن اجل شهادة الحق او من اجل الصدق
والعفة وطهارة الحٌاة فبل تحزن بل افرح من كل قلبك .ولكً نتعزى ونفرح
باآلالم فلننظر لسٌدنا المبارك الذي احتمل اآلالم الرهٌبة الجلنا.
لذلك ٌقول الرسول بولس
( فتفكروا فً الذي احتمل من الخطاة مقاومة ل نفسه مثل هذه لببل تكلوا
وتخوروا فً نفوسكم )( عب ٕٔ)ٖ :
فان المسٌح وهو هللا الظاهر فً الجسد وهو ملك الملوك ورب االرباب
وصاحب السلطة والسلطان قد احتمل مقاومات عنٌفة واهانات شدٌدة من اٌدى
خطاه اثمه فهل نحن أفضل منه اال ٌكفٌنا ان نفكر فٌه فبل نضعؾ وال نفشل فان
رإوسنا
. هذه اآلالم التً تصٌبنا من أجل حٌاة البر هً تٌجان توضع فوق
لذلك ٌقول رسول الجهاد بولس الذي احتمل اآلالم والضربات (.فً ما بعد ال
ٌجلب احد على اتعابا ًا النً حامل فً جسدى سمات الرب ٌسوع ) (ؼل :ٙ
)ٔ7
لذلك قال احد االتقٌاء :
إن كل معامبلت هللا معك اٌها ا لمإمن كل امر ٌمنحك اٌاه للفرح او أي حزن
ٌسمح به لك الكل لنهاٌة وؼرض واحد وهو ان نشترك فً قداسته حسب قول
الرسول بولس :
( ..واما هذا فبلجل المنفعة لكً نشترك فً قداسته) ( عب ٕٔ)ٔٓ :
اى اآلالم التً هً من هللا وبحسب مشٌبته تجعلنا نشترك فً قداسته تبارك
اسمه الن هذه اآلالم التً ٌسمح الرب لنا بها تجعلنا نلجؤ إلٌه ونصرخ إلٌه
ونكون فً حالة ٌقظة روحٌة لذلك ٌقول الرسول بطرس :
-161-
(اصحوا واسهروا الن ابلٌس خصمكم أكسد زابر ٌجول ملتمسا ًا من ٌبتلعه هو .
فقاوموه راسخٌن فى االٌمان عالمٌن ان نفس هذه اآلالم تجرى على اخوتكم
الذٌن فً العالم)(ابط٘8:و)9
وٌقول الرسول بطرس اٌضا :
( إن عٌرتم باسم المسٌح فطوبى لكم الن روح المجد وهللا ٌحل علٌكم ( )....
ابط ٗ.)ٔٗ :
انك ٌا عزٌزى المإمن ال تتؤلم وحدك فقد تؤلم المسٌح قبلك وٌتؤلم اخوتك
االتقٌاء فً كل مكان مثلك.
ولكن كل هذه اآلالم مادامت من الرب والجله فطوباك.
( )10لكً نشاركه امجاده فً االبدٌة
إن هللا ٌسمح الوالده االتقٌاء باجتٌاز اآلالم لكً ٌكون لهم حسب وعده حق
التمتع باالمجاد السماوٌة لذلك ٌقول الرسول بولس.
( ..ان كنا نتؤلم معه لكً نتمجد اٌضا معه) ( رو )ٔ7 :8
ان المإمن الذي ٌتحمل اآلالم بصبر وشكر من أجل اسم المسٌح فان روح
هللا ٌعٌنه وفً نفس الوقت ٌتم فٌه قول هللا.
()3
الذي ( باحثٌن أي وقت او ما الوقت الذي كان ٌدل علٌه روح المسٌح
فٌهم اذ سبق فشهد باآلالم التً للمسٌح واالمجاد التً بعدها (ابطٔ)ٔٔ :
لذلك قال احد االتقٌاء
( حقا امام كرسى المسٌح سٌمتحن لٌس ما قرأناه ،بل ما قد فعلن اه ،لٌس
كٌؾ فكرنا بل كٌؾ تصرفنا وسلكنا ) ان المإمن الذي ٌشارك المسٌح فً
آالمه ( أي ٌحتمل اآلالم من اجل اسمه ) سوؾ ٌشاركه فً مجده ولذلك فهذه
اآلالم قد وهبت لنا منه تبارك اسمه وعلٌنا ان ال نرفضها بل نقبلها بشكر على
اعتبار انها عطٌة عظمى من ٌد هللا المحب.
ولكن لٌفهم كل قارئ ان هذه اآلالم لٌست لخبلصنا فقد تممه مخلصنا العظٌم
ولكنها آالم الجهاد فً طرٌق الؽربة من اجل البشارة رسالة المحبة لكل الناس
ومن اجل الشهادة السم ذلك القدوس البار ومن أجل المكافؤة التً لنا منه
والتً وعدنا حسب قوله تبارك اسمه :
-163-
ذراعً ستفهم أنت اٌضا .انه ال ٌشرح لنا كل شا اآلن .أنه ٌدعونا لنحمل ه
()1
الصلٌب بحدته االلٌمة وٌتركنا قلٌبل ..ولكننا سنفهم فٌما بعد
ولكن ٌا عزٌزى لماذا ال تؤتً االن وتحتمل صابراًا وشاكراًا بل مرحبا بهذه
اآلالم التً تهلل بها رسول الجهاد ا لمسٌحى حٌنما قال (:فانى احسب ان آالم
الزمان الحاضر ال تقاس بالمجد العتٌد ان ٌستعلن فٌنا)( رو )ٔ8 :8
قال احد االتقٌاء(:ما ننسجه فً الزمان الحاضر سنرتدٌه فً االبدٌة ())2
نعم ان الشونمٌة التً ُكتب عن اٌمانها وصبرها وسبلمها وشهادة هللا عنها
ألنً لست أول وال آخر من كتب عنها ولكن قصتها ستبقى ما بقٌت الحٌاة
شاهدة على عظم نعمة هللا و فً السماء سوؾ نراها مع القدٌسٌن مكلله
باكالٌل المجد التً وعد بها الرب لكل االتقٌاء حسب قول الرسول بولس
( قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعى حفظت االٌمان واخٌرا وضع لً
اكلٌل البر الذ ي ٌهبه لً فً ذلك الٌوم الرب الدٌان العادل ولٌس لً فقط بل
لجمٌع الذٌن ٌحبون ظهوره اٌضا ) ( ٕتً ٗ)7،8 :
لقد وضع للرسول بولس اكلٌل البر وهو ٌقول لٌس لً فقط بل لجمٌع
المإمنٌن الذٌن ٌنتظرون الرب فً ظهوره العظٌم حٌن ٌكافا قدٌسٌه امام كل
العالم أمام من قدروهم ومن اهانوهم.
عزٌزى طوباك ان كنت تتحمل آالما مبرحة من اجل اسمه الن لك اكلٌل
الحٌاة حسب وعده (.طوبى للرجل الذي ٌحتمل التجربة النه اذا تزكً ٌنال
اكلٌل الحٌاة ) ( ٌع ٔ.)ٕٔ :
فطوباك ٌا عزٌزى اذا احتملت بصبر وشكر النك اظهرت إٌمانك للعالم
وتزكً اٌمانك كما سبق ان ذكرت فسوؾ تتمتع بهذا االكلٌل الذي ٌتساوى فٌه
الصابرٌن الشاكرٌن بالشهداء الذٌن قتلوا من اجل كلمة هللا والشهادة ألسمه .
فطوبى لكل أخ او أخت قد وهبتهم السماء الن هللا اعد لهم اكلٌبل هو اكلٌل
الحٌاة لذلك نرى الرب ٌنادى كل مإمن ٌتعرض للشهادة لكً ٌكون امٌنا
فٌقول :
-165-
الباب الرابع
خاتمة
اننً اشكر هللا من كل القلب النه قد اعاننى بالروح القدس على اكمال هذا .الكتاب
تلك االسا
ولكنى أرجو من كل قارئ بعد ان ٌطلع على هذا الكتاب ان ٌسال نفسه لة.
لماذا خلقنً هللا وما هو الؽرض من وجودى فً الحٌاة ؟ وكٌؾ أحٌا ؟
ان هللا خلقك لمجده فهل هذا هو هدفك فً الحٌاة ام انك ولدت لكً تؤكل
وتشرب وتلبس وتتزوج وتنجب أوالد وتستمر فً تربٌتهم إلى ان تموت وتدفن
فً أدٌم األرض وهكذا تنتهى القصة .إذا كان هذا هو دورك أ و هو ما ٌدور
فً حٌاتك فسامحنى اذا قلت لك ان الحٌوان ٌولد مثلك وٌؤكل وٌشرب وقد ٌلبس
كما ٌفعل بعض القردة وٌتكاثر بالؽرٌزة وٌنشا نسبل ثم ٌموت ،فإذا كنت ٌا
عزٌزى ال تجد فً الحٌاة سوى ذلك فمعذرة اذا قلت لك ان الحٌوان اسعد حظا
منك فالحٌوان حٌنما ٌموت فً نهاٌة المطاؾ فان روحه فً دمه وهكذا بموته
ٌؽلق ملؾ الحٌاة وتنتهى قصته إلى االبد .أما اإلنسان المسكٌن فان ه عند موته
تطفا والدود الذي سوؾ ٌرفع عٌنٌه فٌجد نفسه فً العذاب حٌث النار التً ال ن
اآلبدٌن
. ال ٌموت وسٌبقى فً الجحٌم الى ابد
اما اذا قادك روح هللا لذلك المخلص ا لعجٌب الذي اتً الى أرض الشقاء
واحتمل كل العناء لخبلصك فبل تإجل واسمع قول هللا لك.
(هوذا اآلن وقت مقبول هوذا االن ٌوم خبلص ) (ٕكو )ٕ :ٙ
فتعال ٌا عزٌزى إلً ذلك الفادي المحب لتنال خبلص هللا.
وإذا كنت ٌا عزٌزى من ذلك النوع التعس من البشر الذٌن ٌكرهون الحٌاة
وال ٌجدون فٌها سوى الشقاء والبإس وااللم فتذكر ٌا عزٌزى ان المسٌح قد
احتمل فوق رابً ة الجلجثة أعظم اآلالم التً حدثت فً االرض من أجلك
فتعال إلٌه وأرفع عٌنٌك إلى السماء وسترى ان كل خٌرات هذه الحٌاة تحسب
ال شا امام عطٌته العظمى وكل اآلالم ستزول امام محبته العجً بة وسوؾ
ٌشرق فً قلبك بنوره العجٌب فاسرع وتعال إلٌه راكعا ًا خاشعا تاببا قبل فوات
األوان.
أما إذا كنت من اوالد هللا فواظب على الصبلة باستمرار وادرس كلمة هللا
بعمق وفً روح الصبلة وتذكر قول خادم هللا االخ حنا لبٌب فً برنامج عبر
الكتاب خبلل شهر ٌناٌر 1994عن كًفٌة دراسة الكتاب للمإمن اذ ٌقول :
-166-
إبدأ الدراسة بالصبلة واقرأ بصفاء ،وادرس ببل عناء ،وتؤمل برجاء واطلع
على تفاسٌر القدٌسٌن الحكماء واختر منها ما ٌتفق مع ما جاء فً الكتاب
بروح هللا ،وطبق تعالٌم الكتاب بنقاء وانتظر مواعٌد هللا ،واخٌرا تحدث عن
تعالٌم الكتاب لبلصدقاء واذا كنت ٌا عزٌزي تعانً من اآلالم فاعرؾ نوعٌة
هذه اآلالم هل هً آالم التؤدٌب ان كانت كذلك فحسنا اقبلها واشكر هللا النه
ٌحبك الن هذه اآلالم وان كانت قاسٌة على نفسك لكنها ضرورة هامة جداًا
لحٌاتك.
وان كانت اآلالم الجل اسم المسٌح فطوبى لك اذا احتلمت فً صبر وشكر
الن هللا ال ٌنسى حتى أنات قلبك وسوؾ ٌعطٌك ألجلها األجر فتشجع وثق ان
من بذل نفسه الجلك سوؾ ٌهبك االحتمال وٌسٌر بوجهه امامك فٌرٌحك
وٌنجح طرٌقك النك قد صرت مكرما ًا عزٌزاًا وال تنسى مقامك الذي اوصلتك
إلٌه النعمة فقد صرت بالنسبة هلل االب إبنا وللمسٌح عضوا فً جسده وللروح
القدس مسكنا ًا.
والى اللقاء ٌا عزٌزى مع كتاب اخر وشخصٌة نسابٌة اخرى من نساء
الكتاب المقدس لتعرؾ االخوات القدٌسات كما هن مطوبات فً المسٌح فبعد
ان كان الٌهودى قدٌما وبالتحدٌد الفرٌسى المتعبد ٌبدأ ٌومه بالشكر هلل النه لم
ٌولد امرأة أو ابرص أو اعمى او نجس .وقد كان البعض ٌضع المر أة فً
عداد االطفال .لكن شكراًا لما أوجده المسٌح تبارك اسمه للمرأة .فقد جاء
مولودا من العذراء المطوبة مرٌم .وقد حملت بشارة القٌامة مرٌم المجدلٌة
التً كانت مع خٌوط الفجر فً أول األسبوع والظبلم باق امام قبر المسٌح
بدافع م حبتها القوٌة المتدفقة التً جعلتها تخرج مسرعة وحدها فلم تخشى من
مخاوؾ الطرٌق الن قلبها المتعطش شوقا لرإٌة الفادى جعلها تنسى كل شا
فلم ٌرهبها وحشة المكان وال الحراس ولم تفكر فً ذلك الحجر الضخم الذي
وضع على باب القبر فقد تخطت محبتها كل العقبات وكؤنه ا تردد فً قلبها مع
رسول الجهاد :
( لكننً لست احتسب لشىء وال نفسى ثمٌنة عندى ( )..أع ٕٓ )ٕٗ:
ولذلك اطلق علٌها هٌولٌتس المدعو بالرومانً لقب رسول الرسل ألنها حملت
للتبلمٌذ ولبطرس خبر القٌامة وماذا اقول عن برٌسكبل التً ٌذكر الكتاب
المقدس انها وضعت عنقها مع أكٌبل زوجها ألجل نجاة الرسول بولس أنظر
-167-
(روٖ:ٔٙوٗ) وأختنا فٌبى خادمة الكنٌسة التً فً كنخزٌا (رو )ٔ:ٔٙومرٌم
التً ذكر رسول الجهاد انها تعبت الجل القدٌسٌن كثٌر(اًارو)ٙ:ٔٙ
وٌقول الرسول بولس الهل رومٌه -:
( سلموا على ترٌفٌنا وترٌفوسا التاعبتٌن فً الرب سلموا على برسٌس
المحبوبة التً تعبت كثٌراًا فً الرب) (رو.)ٕٔ :ٔٙ
وماذا أقول عن المرٌمات الثبلثة البلتً كن ٌبكٌن عند الصلٌب بٌنما اختفى
التبلمٌذ خوفا من الٌهود وانكره بطرس وهرب احدهم تاركا رداإه خوفا من
الٌهود بٌنما ٌذكر الوحى عن النساء هذا القول:
( وكانت هناك نساء كثٌرات ٌنظرن من بعٌد وهن قد تبعن ٌسوع من الجلٌل
) ٌخدمنه وبٌنهن مرٌم المجدلٌة ومرٌم ام ٌعقوب وٌوسى وام ابنً زبدى
(مت.)٘٘،٘ٙ :ٕ7
وٌقول البشٌر لوقا :
( وبعض النساء كن قد شفٌن من ارواح شرٌرة وامراض ومرٌم التً تدعى
المجدلٌة التً خرج منها سبعة شٌاطٌن وٌُونا امرأة خوزى وكٌل هٌرودس
وسوسنه وأخرٌات كثٌرات كن ٌخدمنه من اموالهن) ( لو)ٕ،ٖ :8
وماذا اقول عن دبورة قاضٌة اسرابٌل وابٌجاٌل زوجة داود ومرٌم اخت
موسى وؼٌرهن من نساء الكتاب المقدس وهكذا ٌلمع االٌمان فً النساء
القدٌسات كما فً الرجال االبرار وٌقول الرسول بولس بروح هللا ( ؼٌر ا ن
الرجل لٌس من دون المرأة وال المرأة من دون الرجل فً الرب ألنه كما أن
المرأة هً من الرجل هكذا الرجل اٌضا هو بالمرآة .ولكن جمٌع االشٌاء هً
من هللا ) ( اكو ٔٔ)ٔٔ،ٕٔ :
ولذلك ٌقول ٌوحنا ذهبى الفم-:
( ان كان جٌدا للرجل ان ٌموت من اجل الفضٌلة والحرٌة والخبلص ،فان
المرأة تتساوى معه فً ذلك فان هذه السٌرة لٌست وقفا على طبع الرجال
ولكنها تختص بالصالحٌن )
على اننً اطلب من كل االتقٌاء الذٌن ٌقرءون هذا الكتاب ان ٌصلوا من
اجلى لكً ٌعٌننً سٌدي إن تؤنً فً مجٌبه واعطاني بقٌة من الحٌاة فً أرض
ؼربتً ان أكتب بحسب ارشاد روحه القدوس عن شخصٌة نسابٌة أخري
لمجد اسمه العظٌم وله كل المجد إلى أبد اآلبدٌن.
-168-