You are on page 1of 79

‫سلسلة‬

‫اإليمان األقدس‬

‫(الجزء األول)‬
‫قسم (ب)‬

‫وأما أنتم … فابنوا أنفسكم على إيمانكم األقدس‬


‫(ٌهوذا ‪)20:‬‬
‫سلسلة اإلٌمان األقدس (الجزء األول) قسم (ب)‪.‬‬
‫الكتاب‪ :‬المسٌح وكٌفٌة الخبلص‪.‬‬
‫الكاتب‪ :‬طلعت فكري‪.‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانٌة – ٌناٌر ‪.2004‬‬
‫المطبعة‪ :‬دار ٌوسف كمال للطباعة‪.‬‬
‫رقم اإلٌداع‪2003/20991 :‬‬
‫ترقٌم دولً‪977-17-1208-X :‬‬
‫إخراج فنً وتصمٌم الغالف‪ :‬شركة شادو جرافٌكس‪.‬‬
‫ت‪6445535 - 6374875 :‬‬

‫ٌطلب من المكتبات المسٌحٌة والكنائس المحلٌة‬


‫والناشر األخ‪ /‬طلعت فكري‬
‫‪E-mail: talaatfikry@yahoo.co.uk‬‬
‫ص‪ .‬ب‪ 253 .‬السراي – اإلسكندرٌة ج‪ .‬م‪ .‬ع‪.‬‬
‫ت‪012/2329343 – 012/3695072 – 03/5340679 :‬‬

‫‪-2-‬‬
‫سلسلة اإليمان األقدس‬
‫فابنوا أنفسكم على إٌمانكم األقدس (ٌهوذا ‪)20:‬‬
‫غاٌتها‪:‬‬
‫المسٌح‬
‫خبلص الخطاة وبنٌان المإمنٌن لمجد شخص ربنا ٌسوع ‪.‬‬

‫أهمٌتها‪:‬‬
‫دراسة تؤملٌة فً أهم الموضوعات اإلٌمانٌة مثل‪:‬‬
‫– المسٌح – الثالوث‪،‬‬ ‫‪ -1‬عصمة وحً الكتاب المقدس‪ ،‬هللا‬
‫خبلص هللا‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلٌمان – نتابج عمل المسٌح (الغفران – الكفارة – التبنً –‬
‫الفداء‪ ..‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -3‬ما تمارسه الكنٌسة المحلٌة (مواهب روحٌة – اجتماعات‬
‫كنسٌة باسم الرب – المعمودٌة – عشاء الرب – الصبلة –‬
‫الصوم – التعلٌم – السجود – التسبٌح – األحكام اإللهٌة‬
‫الكنسٌة)‪.‬‬
‫‪ -4‬الروابط العابلٌة‪( :‬الخطوبة– الزواج– العبلقة بٌن أفراد األسرة‬
‫– هل ٌوجد طبلق؟)‪.‬‬
‫‪ -5‬رجاء الكنٌسة المبارك ومستقبل العالم‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫ما ٌمٌزها‪:‬‬
‫(التركٌز – الشرح – التبسٌط – الوضوح – عدم التحٌز)‪.‬‬

‫شمولها‪:‬‬
‫‪ -1‬معظم الموضوعات اإلٌمانٌة‪.‬‬
‫‪ -2‬تناسب األعمار المختلفة‪.‬‬
‫‪ -3‬تحوي ثقافات متباٌنة‪.‬‬
‫‪ -4‬تبلبم مستوٌات روحٌة متعددة‪.‬‬

‫مراجعها‪:‬‬
‫‪ -1‬كلمة هللا الحٌة (بعض ترجمات الكتاب المقدس)‪.‬‬
‫‪ -2‬بعض قوامٌس وفهارس الكتاب‪.‬‬
‫‪ -3‬دابرة المعارف الكتابٌة‪.‬‬
‫‪ -4‬بعض المراجع والتفاسٌر‪.‬‬
‫‪ -5‬بعض القدٌسٌن واألفاضل ُكتابا ً ومراجعٌن‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫كلمة تقديم‬
‫الفاضل الشيخ األخ‪ /‬وليم وهبه‬
‫محرر دائرة المعارف الكتابية‬

‫‪-5-‬‬
-6-
‫كلمة تقديم‬
‫األخ المحبوب الفاضل‪ /‬نبيل شاكر‬
‫"للطبعة األولى"‬

‫كم أشكر هللا ألجل هذا المجهود الرابع؛ سواء فً البحث أو‬
‫تجمٌع هذه ال ُدرر الرابعة‪ ،‬كذا تبسٌطها وتقدٌمها فً تقسٌمات‬
‫مسلسلة ومرتبة لكً تكون فً متناول كل شخص مخلص‬
‫ٌبحث عن الحق‪.‬‬
‫لقد تصدى الكاتب الحبٌب بؤسلوب شٌق ألهم المو ضوعات‬
‫المرتبطة باإلٌمان المسٌحً‪:‬‬
‫فاهلل الواحد الذي نعبده؛ ‪ ..‬وشخص المسٌح الفرٌد الذي‬
‫نإمن به؛ ‪ ..‬وكتاب هللا لنا عبر عصور طوٌلة؛ ‪ ..‬لٌقف كل‬
‫مإمن على أرض راسخة وٌكون مست َعداً لمجاوبة كل من ٌسؤل‬
‫عن سبب الرجاء الذي فٌه (‪1‬بط‪.)15:3‬‬
‫كم لمس األخ الحبٌب بٌن الحٌن واآل خر أخطر وأهم‬
‫موضوع أال وهو خبلص اإلنسان األبدي ‘‘ألنه ماذا ٌنتفع‬
‫اإلنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا ٌعطً اإلنسان‬
‫فدا ًء عن نفسه’’ (مت‪.)26:16‬‬
‫كم أفادنا الكاتب بتوضٌح الكثٌر من المعانً الغامضة‬
‫لبعض كلمات اآلٌات التً تعرض لها‪ ،‬أصلً ظان ٌكون هذا‬
‫الكتاب دافعا ً لكل مإمن لحٌاة مسٌحٌة شاهدة‪ ،‬لمجد ربنا ٌسوع‬
‫المسٌح‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫كما أصلً أن ٌكون عونا ً لكل متشكك لٌسمع صوت الرب‬
‫قاببلً‪ :‬هات إصبعك إلى هنا وأبصر ٌدك وضعها فً جنبً وال‬
‫تكن غٌر مإمن بل مإمنا ً (ٌو‪.)27:20‬‬
‫كما أصلً أن تكون كلمات هذا الكتاب سبب خبلص لكل‬
‫ص ُر ’’‬‫نفس ال زالت ب عٌدة خاصة أن ‘‘الوقت منذ اآلن ُم َق َّص‬
‫(‪1‬كو‪.)29:7‬‬
‫أخٌراً؛ أتمنى من قلبً ضارعا ً إلى هللا أن ٌعٌن خادمنا‬
‫المحبوب األخ طلعت فً إصدار المزٌد من هذه الكتب القٌمة‬
‫الرابعة‪ ،‬لتكون عونا ً للقدٌسٌن فً زمان غربتنا القصٌرة‬
‫الباقٌة‪.‬‬

‫سٌدنً – استرالٌا‬ ‫نبٌل شاكر سٌف‬


‫ٌناٌر ‪2003‬‬ ‫خادم اإلنجٌل‬

‫‪-8-‬‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫(الطبعة األولى)‬
‫بعد التؤكد من معرفة مشٌبة الرب واالحتٌاج الشدٌد‪ ،‬وبعد طلب‬
‫الكثٌرٌن كتابا ً مختصراً عن التعلٌم الصحٌح والمبادئ الكتابٌة التً‬
‫تقود النفس للسلوك الصحٌح‪،‬الذي من خبلله ٌتمجد شخص ربنا‬
‫ٌسوع المسٌح وحده ولٌس سواه ‪ .‬رأٌنا أن نكتب بإٌجاز لفابدة‬
‫الكثٌرٌن وتذكٌرهم‪،‬وأٌضا ً لتعلٌم المإمنٌن األحداث‪ ،‬ولمجاوبة كل‬
‫من ٌسؤلنا عن أهم موضوع حٌوي فً ظل قرب مجًء الرب‬
‫ٌسوع المسٌح الختطاف المإمنٌن‪،‬وهو موضوع "اإلٌمان األقدس"‬
‫ووحدانٌة هللا‪،‬‬
‫وما ٌتعلق به من جهة عصمة وحً الكتاب المقدس‪،‬‬
‫والهوت المسٌح وناسوته‪ ،‬والثالوث األقدس‪ ،‬والتعلٌم الخاص‬
‫علٌهوما ٌمارسه اإلنسان فً‬‫باإلٌمان والخبلص والنتابج المترتبة ‪.‬‬
‫وباآلخرٌنوأحداث مجًء الرب‪،‬إلى الحالة األبدٌة‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫عبلقته بالرب‬
‫سواء للمإمن أو للخاطا ‪ .‬سابلٌن إلهنا أن ٌستخدم هذا الكتاب‬
‫المختصر لمجد اسمه الكرٌم‪ ،‬وٌكافا األحباء الذٌن ساعدونا فً‬
‫إخراجه فً الثوب البلبق وتوزٌعه‪،‬ولٌكن للكل "قلب فً العمل "‬
‫(نح ‪ .)6:4‬متممٌن القول ‪" :‬وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما‬
‫المٌراث‬
‫‪.‬‬ ‫للرب لٌس للناس‪،‬عالمٌن أنكم من الرب ستؤخذون جزاء‬
‫ألنكم تخدمون الرب المسٌح‪ ..‬ولٌس محاباة" (كو‪ .)25-23:3‬لذلك‬
‫نود أن نقدم للقارئ العزٌز هذا الكتاب لٌكون سبب بركة له ولبٌته‬
‫وللكنٌسة فهو مادة ُتقدم لتشجٌع الكثٌرٌن وثباتهم فً مجال الخدمة‬
‫الرب الذي له كل الكرامة إلى‬
‫‪.‬‬ ‫على أساس اإلٌمان األقدس لمجد‬
‫األبد آمٌن‪.‬‬
‫طلعت فكري‬

‫‪-9-‬‬
‫مقدمة الطبعة الثانية‬
‫قارئً العزٌز‬
‫إن القلم ٌعجز عن الكتابة للتوضٌح عما فً القلب من‬
‫ممنونٌة وشكر عمٌق وحمد إللهنا الصالح وتؤثٌر كلمته "ألنك‬
‫قد عظمت كلمتك ‪ ..‬فً ٌوم دعوتك أجبتنً ‪ .‬شجَّص َع َتنً َّصقوة فً‬
‫نفسً" مز‪ 3:138‬حٌث كان التشجٌع اإللهً لنا واضح جداً من‬
‫خبلل تؤثٌر كلمة هللا على كثٌري ن ممن وصلت إلٌهم الطبعة‬
‫األولى من سلسلة اإلٌمان األقدس "الجزء األول " والتً شملت‬
‫طلب‬‫(كلمة هللا ‪ /‬هللا – المسٌح – الثالوث ‪ /‬خبلص هللا ) وإذ قد ُ‬
‫منا "طبعة ثانٌة " ومركزة للقسم األوسط من الكتاب مع جزء‬
‫بسٌط آخر للتوضٌح بصورة عملٌة لتكتمل الصورة فً إٌجاز‬
‫شدٌد عن هللا من هو؟ المسٌح من هو؟ الثالوث ‪..‬؟ وكٌفٌة‬
‫خبلص هللا؟ وهل تحرف الكتاب؟‪.‬‬
‫نصلً من القلب أن ٌكافا الرب األحباء الذٌن شجعونا‬
‫وتثقلت قلوبهم لهذه الخدمة وكذلك األعزاء المراجعٌن‬
‫والتاعبٌن فً الكتابة والطباعة ‪ .‬ولٌستخدم الرب كلمته بتؤثٌر‬
‫عمٌق لخبلص النفوس بالتوبة ولبنٌان المإمنٌن ولٌكون هذا‬
‫الكتاب سبب بركة لنا إذ أنه ال ٌتحدث عن معتقد شخصً أو‬
‫جماعً أو كنسً بل عن هللا تبارك شخصه الكرٌم وعن‬
‫خبلصه العجٌب لنفوسنا وعن كلمته إللهنا الكرامة إلى أبد‬
‫اآلبدٌن‪ .‬آمٌن‬
‫الكاتب‬
‫‪2003/10/27‬‬

‫‪-10-‬‬
‫المحتوٌات‬

‫الباب األول‬
‫هللا‬
‫‪12‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬من هو هللا؟‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفصل الثانً‪ :‬الثالوث‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬من هو المسٌح؟‪.‬‬

‫الباب الثاني‬
‫خالص هللا‬
‫‪53‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الحصول على الخبلص ونواله‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫الفصل الثانً‪ :‬شمول الخبلص ومراحله‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫الفصل الثالث‪ٌ :‬قٌنٌة الخبلص‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬تحذٌرات الخبلص‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬هل تحرف الكتاب المقدس‪.‬‬
‫‪78‬‬ ‫الخاتمة‪ :‬قالوا عن الخبلص‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫الباب األول‬
‫هللا‬
‫الفصل األول‬
‫من هو هللا؟‬
‫هو‬ ‫إن من أهم األمور فً الحدٌث عن اإلٌمان األقدس‪،‬‬
‫اإلٌمان بوجود هللا ووحدانٌته وطبٌعته وصفاته وتجلٌه وعظمته‬
‫فً الكون وفً الوحً المقد س‪ ،‬وظهوره فً شخص ابنه‬
‫الوحٌد مخلصنا وربنا ٌسوع المسٌح‪ ،‬فً حٌاته وأعماله له كل‬
‫المجد‪.‬‬
‫لذلك ‪ -‬مع شعورنا وٌقٌننا بؤننا أصغر بكثٌر من أن نسٌر‬
‫فً غور هذا األمر‪ ،‬لكن لنتكل على نعمة هللا وقدرته‪ ،‬لٌفسر‬
‫وٌوضح لنا هذا األساس الراسخ األزلً األبدي (السرمدي) من‬
‫خبلل هذه العناوٌن‪.‬‬
‫‪" +‬هللا روح" (ٌو‪.)24:4‬‬
‫غٌر محدود بمكان أو زمان‪ ،‬سرمدي أي أزلً وأبدي غٌر‬
‫متغٌر‪ ،‬وهو خالق الكون بكل من وما فٌه‪ ،‬سواء التً نعرفها أو‬
‫التً ال نعرفها‪ ،‬وهو ٌعلن لنا وجوده وحكمته وقدرته وقداسته‬
‫وبره وعدله‪ .‬كذلك جوده وحقه وتدبٌرات معامبلته لئلنسان‪،‬‬
‫من خبلل الكتاب المقدس والطبٌعة وأٌضا ً فً معامبلته مع‬
‫اإلنسان نفسه الذي خلقه على مثاله وصورته ‪ .‬هللا ٌعلن هذا‬
‫للجمٌع بطرق كثٌرة على مر األجٌال‪ ،‬وفً جمٌع األزمنة وهذا‬
‫ما ٌتضح فً كلمة هللا لنا‪:‬‬
‫‪ .‬الن‬ ‫‪" +‬إذ معرفة هللا ظاهرة فٌهم الن هللا أظهرها لهم‬
‫أموره غٌر المنظ ورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات‬
‫قدرته السرمدٌة والهوته حتى إنهم ببل عذر" (رو‪19:1‬و‪.)20‬‬

‫‪-12-‬‬
‫أوالً ‪ :‬هللا معلن في خليقته‬
‫‪ -1‬هللا معلن فً اإلنسان‬
‫من المبلحظ أن البشر كلهم لهم تكوٌن واحد فً الصورة‬
‫والجوهر بصفة عامة‪ .‬فاإلنسان مكون من روح ونفس وجسد‬
‫له أعض اء وأجهزة وخبلٌا من عظام ولحم ودم وماء ‪ ..‬الخ ‪.‬‬
‫لكن قد مٌزه هللا عن سابر الكابنات األخرى باآلتً‪:‬‬
‫‪ -1‬الضمٌر‪:‬‬
‫‪" +‬لذلك جعل األبدٌة فً قلبهم" (جا‪.)11:3‬‬
‫‪ -2‬روح عاقل‪:‬‬
‫‪" +‬ولكن فً الناس روحا ً ونسمة القدٌر تعقلهم" (أي‪.)8:32‬‬
‫‪ -3‬الغرائز‪:‬‬
‫‪" +‬مثل الجوع – العطش "‪ ،‬لكن الذي ٌمٌزه عن سابر‬
‫المخلوقات هو الغرٌزة الدٌنٌة للتعبد‪ ،‬وهذا هو األمر الهام ج ّداً‪.‬‬
‫متى فعلوا‬ ‫‪" +‬ألنه األمم الذٌن لٌس عندهم الناموس‪،‬‬
‫بالطبٌعة ما هو فً الناموس‪ ،‬فهإالء إذ لٌس لهم الناموس‬
‫(الشرٌعة) هم ناموس ألنفسهم ‪ .‬الذٌن ٌُظهرون عمل الناموس‬
‫مكتوبا ً فً قلوبهم شاه داً أٌضا ضمٌرهم وأفكارهم فٌما بٌنها‬
‫مشتكٌة أو محتجة" تشتكى ضدهم عند فعل الخطٌة وتحتج (أي‬
‫تدافع عنهم) عندما ٌفعلون حسنا ً (رو‪14:2‬و‪.)15‬‬
‫فاهلل ٌُظهر وٌعلن نفسه فً اإلنسان نفسه لٌس صورة‬
‫فحسب (فلٌس هذا مجال حدٌثنا اآلن)‪.‬‬
‫‪-13-‬‬
‫ال أنسى ٌا عزٌزي القارئ أنه منذ عشرٌن عام اً تقرٌباً‪،‬‬
‫كان ٌخدم بٌننا ضٌف جاء من إنجلترا لزٌارتنا (وهو محاضر‬
‫فً كلٌة الهندسة‪ ،‬ومخترع لبعض األجهزة ) تحدث لنا عما‬
‫حدث معه حٌنما أعطاه هللا طفبلً‪ ،‬فقال كنت أفرح كثٌراً حٌنما‬
‫أجد فً المعارض األجهزة التً اخترعتها‪ ،‬ولكن حٌنما أمسكت‬
‫بابنً الطفل الصغٌر‪ ،‬لم أستطع أن أمتلك دموعً الغزٌرة التً‬
‫تحمل هذه التساإالت‪:‬‬
‫تكون هذا الطفل؟‪.‬‬
‫‪ +‬كٌف َّص‬
‫‪ +‬كٌف ٌعمل القلب بدقاته المنتظمة؟‪.‬‬
‫‪ +‬كٌف تكونت هذه األعضاء جمٌعها فً زمن قصٌر؟‪.‬‬
‫سواء الجهاز‬ ‫‪ +‬كٌف تعمل جمٌع األجهزة بانتظام وبدقة‪،‬‬
‫الدوري أو الهضمً أو التنفسً‪ ..‬الخ؟ وكانت اإلجابة‪:‬‬
‫"كلها بحكمة صنعت" (مز‪.)24:104‬‬
‫عزٌزي كم نحن مدٌنون للرب بكل هذه األجهزة القٌمة‬
‫والغالٌة والهامة ج ّداً‪ ،‬ودعنً أسرد القلٌل مما سمعته فً‬
‫اآلونة األخٌرة‪:‬‬
‫‪ -‬إن تكلفة زرع الكبد فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ٌصل‬
‫إلى ملٌون دوالر‪ ،‬بدون المتابعة المستمرة بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬إن زرع العدسة الواحدة فً العٌن الواحدة‪ ،‬تصل إلى ‪4‬‬
‫آالف دوالر أمرٌكً (أي ما ٌعادل نحو عشرٌن ألف‬
‫جنٌه مصري)‪.‬‬
‫مصري‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 70‬ألف جنٌه‬
‫‪ -‬إن زرع الكلٌة الواحدة قد ٌصل إلى‬

‫‪-14-‬‬
‫‪ -‬إن عملٌة التنفس الصناعً فً الثانٌة الواحدة تكلف‬
‫تقرٌبا ً ‪ 3‬قروش مصرٌة وفً الدقٌقة ‪ 180‬قرشاً‪ ،‬و فً‬
‫الساعة ‪ 108‬جنٌهات‪ ،‬وفً الٌوم الواحد ‪ 2592‬جنٌها ً‬
‫مصرٌاً‪ ،‬وفً السنة ‪ 946080‬جنٌها ً‪ .‬أما فً العمر كله‬
‫فإنً حتى اآلن مدٌن ب ‪ 37.843.200‬جنٌه نظٌر‬
‫التنفس فقط!!‪.‬‬
‫عزٌزي إنً أمسك دموعً بصعوبة إن كان هذا الدٌن‬
‫لتنفس الهواء فقط‪ ،‬فكم وكم أمام سابر األعضاء المعطاة لً‬
‫واألجهزة التً ال تقدر بثمن !!‪ .‬ولكن هذا وذاك شا‪ ،‬واألهم من‬
‫ذلك كله هو الدم ‪ -‬لٌس دمً‪ -‬بل دم المسٌح "الغالً" الذي سُفك‬
‫على صلٌب الجلجثة‪ ،‬له كل المجد فقد شاركنا وشابهنا فً‬
‫التجسد (ببل خطٌة) لكً ٌفدٌنا من خطاٌانا وٌطهرنا بدمه‪.‬‬
‫‪" +‬فإذ قد تشارك األوالد فً اللحم والدم‪ ،‬اشترك هو أٌضا‬
‫كذلك فٌهما لكً ٌبٌد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت‬
‫أي إبلٌس ‪ .‬وٌعتق أولبك الذٌن خوفا ً من الموت كانوا‬
‫جمٌعا ً كل حٌاتهم تحت العبودٌة" (عب‪14:2‬و‪.)15‬‬

‫‪-15-‬‬
‫‪ -2‬هللا ٌعلن قدرته فً الحٌوانات والكائنات البحرٌة‬
‫بهٌموث وقوته‪:‬‬
‫"هو أول أعمال هللا" لقد صنعه هللا مع اإلنسان ولكنه "ٌؤكل‬
‫َفعروق فخذٌه‬ ‫العشب مثل البقر "‪ .‬قوى ج ّداً وشدٌد للغاٌة‪،‬‬
‫مضفورة‪ ،‬عظامه أنابٌب نحاس‪ ،‬وجسمه قضبان حدٌدٌة‪،‬ال‬
‫ٌخاف من فٌضان النهر (وغالبا ً هو فرس النهر ) وهو مطمبن‬
‫"ولو تدفق (نهر) األردن فً فمه" (أي‪.)24-15:40‬‬
‫الجاموس‪:‬‬
‫لم ٌرد بحصر اللفظ فً الكتاب المقدس لفظ "الجاموس "‬
‫ولكن نتٌجة تهجٌن نوعٌن من األبقار لئلكثار‪ ،‬وُ جد الجاموس ‪.‬‬
‫وٌكثر ج ّداً فً ببلد الشرق األوسط‪ ،‬وبخاصة فً مصر‬
‫والسودان‪ ،‬وله فوابده الكثٌرة سواء فً منتجات األلبان مثل‬
‫الجبن والزبادي وغٌرها‪ ،‬أو اللحوم وكذلك الجلود وهً غالٌة‬
‫الثمن‪ .‬وتعتمد بعض العاببلت فً القرى والنجوع على العابد‬
‫من الخٌرات التً تتوفر من هذا الكابن الحً ‪ .‬وإننً ألعلم أن‬
‫بٌع نسل هذا الكابن‪ٌُ ،‬ستخدم فً المساهمة فً خطبة أو زواج‬
‫أو سفر أحد أفراد العابلة على األقل ‪ .‬وقد استغربت الحدٌث‬
‫وطلب منً أن أقدم‬‫ُ‬ ‫حٌنما كنت فً زٌارة إلحدى القرى‪،‬‬
‫التعزٌة إلحدى األسر فً موت جاموسة البٌت ‪ .‬ولكنً علمت‬
‫السبب‪ ،‬وهو أن األسرة كانت تعتمد فً دخلها على هذا الكابن‬
‫وما ٌنتجه‪.‬‬

‫‪-16-‬‬
‫الكانجارو وندرته‪KANGAROO:‬‬
‫إن الكانجارو ال ٌوجد إال فً أسترالٌا‪ ،‬وهو غالً الثمن‪،‬‬
‫وخوفا ً علٌه من االنقراض ٌمنعون صٌده أو أك له (باستثناء‬
‫والٌة أدلبٌد) ومن أكثر األمور التً سببت حزناً‪ ،‬فً األحداث‬
‫األخٌرة هً حرٌق الغابات (فً أواخر ‪ ،2001‬وبداٌة ‪)2002‬‬
‫فقد احترق الكثٌر من حٌوان الكانجارو مما عرضه لبلنقراض ‪.‬‬
‫لذلك نجد صورته على األعبلم‪ ،‬وكذلك فً واجهات األماكن‬
‫العامة فً الوالٌات األسترالٌة والسفارات الخارجٌة‪.‬‬

‫‪ -3‬هللا ٌعلن قدرته فً الطٌور‬


‫ٌعوزنً الوقت أن أتحدث عن عظمة صنع هللا فً الطٌور‪،‬‬
‫ومنها الصغٌر ج ّداً مثل العصفور "العصفور أٌضا ً وجد بٌتا ً "‬
‫(مز‪ .)3:84‬والكبٌر ج ّداً فً الحجم‪ ،‬مثل "النسر " ملك الطٌور‬
‫بك" (مز ‪)5:103‬‬ ‫المتجدد القوة "فٌتجدد مثل النسر شبا‬
‫"فٌجددون قوة ‪ٌ .‬رفعون أجنحة كالنسور " (إش‪ .)31:40‬لٌس‬
‫ذلك فقط بل نجد البعض من الطٌور نادراً ج ّداً مثل "الكواال "‬
‫الموجود فً أسترالٌا‪.‬‬
‫إنه ألمر عجٌب أن نتؤمل فً الطٌور ذات األحجام‬
‫المختلفة‪ ،‬بل أٌضا متنوعة األلوان‪ ،‬وكذلك األشكال‪ ،‬واألعجب‬
‫األصوات المتمٌزة والمختلفة واألكثر من ذلك عناٌة هللا بها‬
‫جمٌعها‪.‬‬
‫‪" +‬انظروا إلى طٌور السماء‪ .‬إنها ال تزرع وال تحصد وال‬
‫تجمع إلى مخازن ‪ .‬وأبوكم السماوي ٌقوتها ‪( "..‬مت ‪.)26:6‬‬
‫‪-17-‬‬
‫وأٌضا ً "ألٌست خمسة عصافٌر تباع بفلسٌن‪ ،‬وواحد منها لٌس‬
‫منسٌا ً أمام هللا" (لو‪.)6:12‬‬
‫وال ٌسعنً هنا أن أتحدث عن الطٌور بالتفصٌل‪ ،‬بل أكتفً‬
‫بالتركٌز على طٌر صغٌر قد ٌكون مجهوالً من كثٌرٌن‪ ،‬وهو‬
‫طابر "السنونة"‪.‬‬
‫السنونة المزقزقة‪( :‬إر‪( )7:8‬ارجع إلى مز‪ ، 3:84‬أم‪.)2:26‬‬
‫"دورو" أي "طابر‬ ‫معنى السنونة فً اللغة العبرٌة‬
‫الحرٌة "‪ ،‬وهو طابر صغٌر الحجم‪ ،‬طوٌل الجناح نسبٌاً‪،‬‬
‫وسرٌع الطٌران‪ ،‬وهو ٌبنً عشه بنفسه فً البٌوت وال سٌما‬
‫الهادبة‪ ،‬أو فً أماكن العبادة‪ ،‬وٌحب كثٌراً األلفة مع البشر ‪.‬‬
‫ومن خبلل الشواهد الماضٌة‪ ،‬نعرف أنه ٌترنم بصوت مزقزق‪،‬‬
‫بل وٌحفظ وقت مجٌبه وكذلك موعد عودته‪.‬‬
‫أال نتعلم من هذا الطابر الدروس النافعة والمفٌدة لنا‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬حٌاة الهدوء "بالرجوع والسكون تخلصون‪ ،‬بالهدوء‬
‫والطمؤنٌنة تكون قوتكم"‪( .‬إش‪.)15:30‬‬
‫‪ -2‬حٌاة الترنم "نرنم وننغم بجبروتك" (مز‪.)13:21‬‬
‫"حافظ الوصٌة ال‬ ‫‪ -3‬معرفة الوقت واالنتظار فً كل أمر‬
‫ٌشعر بؤمر شاق‪ ،‬وقلب الحكٌم ٌعرف الوقت والحكم ‪ .‬ألن لكل‬
‫أمر وقتا ً وحكم اً‪( "..‬جا‪5:8‬و‪.)6‬‬

‫‪-18-‬‬
‫‪ -4‬هللا ٌعلن قدرته فً النباتات‬

‫لو شاء الرب لنا بالتجوال فً الببلد المصرٌة‪ ،‬وبخاصة‬


‫على ضفاف النٌل‪ ،‬أو ذهبنا إلى حدٌقة النباتات بؤسوان‪،‬‬
‫‪" :‬كجنة الرب كؤرض‬ ‫لتعجبنا‪ ،‬وقلنا كما قال لوط قدٌما ً‬
‫مصر‪( "..‬تك‪.)10:13‬‬
‫وإذا تجولنا فً بعض الببلد العربٌة مثل األردن وال سٌما‬
‫فً جبال جلعاد‪ ،‬لوجدنا أنفسنا فً غاٌة التعجب أمام البلسان‬
‫ٌستخدم للعبلج إذ نتذكر القول‬ ‫الذي نتعلم منه الكثٌر فهو‬
‫المبارك‪" :‬ألٌس بلسان فً جلعاد؟ أم لٌس هناك طبٌب؟ فلماذا‬
‫لم تعصب (تضمد جروحها) بنت شعبً؟"‪.‬‬
‫الكثٌر والمرتفع‬ ‫ومن األردن إلى العراق نجد النخٌل‬
‫والشامخ‪ ،‬المتعدد الفوابد‪ ،‬ونتعلم منه حٌاة االستقامة ‪" :‬الصدٌق‬
‫كالنخلة ٌزهو‪( "..‬مز‪.)12:92‬‬
‫إذا كان هذا بالنسبة لببلد الشرق األوسط‪ ،‬فإننا نجد هللا ٌعلن‬
‫قدرته فً النباتات األخرى بصورة عجٌبة ج ّداً سواء فً أسترالٌا‬
‫أو نٌوزٌلندا حٌث الطبٌعة الساحرة من حٌث األلوان أو الروابح‬
‫أو المناظر‪ ،‬أو فً الوالٌات المتحدة أو كندا‪ ،‬ال سٌما عند الحدود‬
‫بٌنهما‪ ،‬حٌث نجد تغٌر األلوان بٌن الفصول للنبات الواحد‪ ،‬من‬
‫القاتم‬
‫اللون األخضر إلى األحمر أو الوردي ‪.‬‬
‫أمام هذا كله‪ ،‬ماذا نقول عن قدرة هللا وحكمته وعلمه‪ ،‬وال‬
‫سٌما فً أشجار األرز على سبٌل المثال‪.‬‬
‫األرز "‪:"Cedar‬‬
‫‪-19-‬‬
‫معنى اسمه فً اللغة السامٌة "ثابت ‪ ،‬قوي "‪ ،‬وهو شجر‬
‫لبنان الثابت القوى دابم الخضرة‪ ،‬ذو العمق السحٌق‪ ،‬والعلو‬
‫الشامخ‪ ،‬واألغصان الكثٌفة‪ ،‬والخشب الجٌد ذي الرابحة‬
‫الممٌزة‪ ،‬وهو ٌنمو فً جبال لبنان الشامخة ‪ .‬وهو معمر ج ّداً فقد‬
‫ٌعٌش إلى آالف السنٌن وٌستخدم فً كثٌر من المجاالت‪ ،‬سواء‬
‫فً البناء أو الزخرفة والدٌكور‪ ،‬حٌث استخدم قدٌما ً لبناء‬
‫القصور فً أٌام داود الملك وسلٌمان ابنه‪ ،‬وكذلك فً بناء‬
‫الهٌكل حتى بعد السبً البابلً (ارجع إلى ‪2‬صم ‪، 2:7 ، 11:5‬‬
‫‪1‬مل‪2:7 ، 20-18:6‬و‪ ، 3‬عز‪.)7:3‬‬
‫وٌحق لئلخوة اللبنانٌٌن أن ٌتكلموا عن األرز بافتخار‪ ،‬فقد‬
‫شبهت عروس النشٌد‪ ،‬عرٌسها به (نش‪ ،)15:5‬وكذلك ُ‬
‫شبِّه به‬
‫الصدٌق (مز ‪ ،)12:92‬وتضعه الدولة اللبنانٌة على أعبلمها‬
‫وطوابعها البرٌدٌة‪ ،‬وطابراتها وسفاراتها فً الخارج‪.‬‬
‫لكن ترى من نصب أشجار األرز؟ ولمن نصبت؟‬
‫اإلجابة ٌا عزٌزي نجدها فً (مز‪:)16:104‬‬
‫"أشجار الرب‪ ،‬أرز لبنان الذي نصبه"‪.‬‬
‫إن العقل السلٌم ٌستطٌع أن ٌتحقق من وجود هللا‪ ،‬وان كان‬
‫عاجزاً عن معرفة ذاته وعمقه وكٌانه وجوهره‪ ،‬وذلك‬
‫لمحدودٌتنا كبشر‪ ،‬بالمباٌنة بما ال ٌقارن‪.‬‬
‫أإلى عمق هللا تتصل‪ ،‬أم إلى نهاٌة القدٌر تنتهً؟‬
‫هو أعلى من السماوات فماذا عساك أن تفعل؟‬
‫‪" +‬أعمق من الهاوٌة فماذا تدرى؟" (أي‪.)7:11‬‬

‫‪-20-‬‬
‫"‬ ‫‪ .‬القدٌر ال تدركه‬ ‫‪ +‬أٌضا "عند هللا جبلل مرهب‬
‫(أي‪22:37‬و‪.)23‬‬
‫"‬ ‫‪ " +‬هوذا هللا عظٌم وال نعرفه‪ ،‬وعدد سنٌه ال ٌفحص‬
‫(أي‪.)26:36‬‬
‫ورغم هذا القلٌل الذي ُذكر‪ ،‬أو الكثٌر الذي لم ٌذكر‪،‬‬
‫واألكثر ا لذي ال نعرفه‪ ،‬فاإلنسان ٌحتاج إلى الكثٌر من‬
‫التوضٌح‪.‬‬

‫‪ -5‬هللا معلن فً الكون والخلٌقة‬


‫لقد أعلن هللا أٌضا نفسه لئلنسان عن طرٌق الخلٌقة‬
‫والكون‪ ،‬وال سٌما المنظور منها والمعروف لئلنسان‪ ،‬وغٌر‬
‫المنظور أٌضا ً "إذ معرفة هللا ظاهرة فٌهم ألن هللا أظهرها لهم ‪.‬‬
‫ألن أمور ه غٌر المنظورة ُترى منذ خلق العالم‪ ،‬مدركة‬
‫بالمصنوعات قدرته السرمدٌة والهوته حتى إنهم ببل عذر "‬
‫(رو‪.)20:1‬‬
‫وسنتناول هنا القلٌل منها بإٌجاز شدٌد‪.‬‬
‫أ‪ -‬األرض‬
‫ٌقول علماء الطبٌعة إن األرض فً الفضاء الكونً الذي ال‬
‫ٌحد‪ ،‬تدور سابحة‪ ،‬ومحٌطها ‪ 25‬ألف مٌل ومحورها ‪7900‬‬
‫مًل‪ ،‬وقطرها ‪ 8000‬مٌل تقرٌباً‪ ،‬وهى تدور حول نفسها مقابل‬
‫الشمس من المغرب إلى المشرق مرة كل ‪ 24‬ساعة‪ ،‬وبذلك‬
‫ٌتعاقب علٌها اللٌل والنهار ‪ .‬وسرعة دورانها هً ‪ 18.5‬مٌل‬
‫‪-21-‬‬
‫فً الثانٌة‪ ،‬فتتم دورتها حول الشمس فً ‪ٌ 365‬وما ً و‪ 5‬ساعات‬
‫و‪ 48‬دقٌقة و‪ 49‬ثانٌة‪ ،‬وهى السنة الشمسٌة‪.‬‬
‫‪،523.5‬‬ ‫وفً أثناء دورانها حول محورها‪ ،‬تدور بمٌل‬
‫(صٌف –‬ ‫وهذا المٌل هو ما تتسبب عنه الفصول األربعة‬
‫خرٌف – شتاء ‪ -‬ربٌع) ولها قوة جاذبٌة لؤلجسام‪ .‬والذي ٌساعد‬
‫على العٌشة علٌها‪ ،‬هو ما أنعم به إلهنا من الهواء الذي ٌحٌط‬
‫بها‪ ،‬وكذلك بعض الغازات النافعة والماء والحرارة فه ذه هً‬
‫مقومات الحٌاة الطبٌعٌة‪.‬‬
‫ولقد أخبرنا الوحً المقدس عن أمور هامة جداً تختص‬
‫باألرض قبل أن ٌكتشفها العلماء‪ ،‬وأهم ما نذكره‪:‬‬
‫‪ -1‬الشكل العام لؤلرض "كروي" (أم‪ ، 27:8‬إش‪.)22:40‬‬
‫‪ -2‬رسمت "على وجه الغمر" (أم‪.)27:8‬‬
‫‪ٌ" -3‬علق األرض على ال شا" (أي‪.)7:26‬‬
‫‪" -4‬وضع الرب قٌاسها ومد علٌها مطماراً" (أي‪4:38‬و‪.)5‬‬
‫‪ٌ" -5‬جدد الرب وجهها" (مز‪.)30:104‬‬
‫أعمدتها (أي‪.)6:9‬‬
‫"‬ ‫‪" -6‬المزعزع األرض من مقرها‪ ،‬فتتزلزل‬
‫‪ٌ" -7‬كسوها الغمر كثوب" (مز‪.)6:104‬‬
‫‪ُ -8‬تخرج لئلنسان "الخبز – العشب – الخضرة – الخمر ‪"..‬‬
‫(مز‪14:104‬و‪.)15‬‬
‫ان‪ ،‬وفرح قلبه‪ ،‬وشبعه‪ ،‬وإلماع‬
‫‪ -9‬الغرض من وجودها"لخدمة اإلنس‬
‫قابلٌن‬
‫وجهه‪( ،‬مز‪14:104‬و‪ )15‬وتمجٌد اسم الرب العظٌم ‪:‬‬

‫‪-22-‬‬
‫‪" +‬ما أعظم أعمالك ٌا رب ‪ .‬كلها بحكمة صنعت ‪ .‬مآلنة‬
‫األرض من غناك" (مز‪.)24:104‬‬
‫ب‪ -‬القمر‬
‫درسنا من أقوال العلماء فً بعض المراجع أنهم قالوا إن‬
‫القمر ٌدور حول األرض ومعها من المغرب إل ى المشرق‪،‬‬
‫وهو ٌدور بسرعة ‪ 1300‬مٌل‪/‬ساعة‪ ،‬وٌبلغ قطره ‪ 2100‬مٌل‪،‬‬
‫وهو جسم معتم ‪ٌ .‬تم دورته فً ‪ٌ 28‬وما ً تقرٌباً‪ ،‬وهو الشهر‬
‫القمري‪ٌ .‬بعد القمر عن األرض بحوالً ‪ 238‬ألف مٌل ‪ .‬وإذا‬
‫‪ 50‬مرة‬ ‫قورن باألرض‪ ،‬فاألرض ٌبلغ حجمها قدر حجمه‬
‫تقرٌبا ً‪.‬‬
‫ٌاه البحار‬ ‫ومن المعروف أن للقمر قوة جذب لم‬
‫والمحٌطات‪ ،‬وهذا ما ٌفسر ظاهرة المد والجزر ‪ .‬وكم نشكر‬
‫إلهنا ألجل هذه الحقٌقة التً من خبللها ٌحدث التوازن‪ ،‬إذ لم‬
‫تغرق األرض بسبب هذه الظاهرة‪.‬‬
‫ولكن الذي ٌخصنا نحن كدرس نافع لنفوسنا من جانب آخر‬
‫هو أن أهم ما ٌذكره الكتاب عن القمر ‪" :‬مثل القمر ٌ َّصُثبت إ لى‬
‫الدهر‪ .‬والشاهد فً السماء أمٌن" (مز‪.)37:79‬‬
‫وكل ما ٌدور فً األفالك‬ ‫ٌا سٌدي لما أرى نجومك‬
‫وكلها قد صنعت ٌداك‬ ‫أسمع صوت الرعد فً غٌومك‬
‫ما أعظمك ما أعظمك‬ ‫نفسً تغنً ٌا مخلصً‬
‫ما أعظمك ما أعظمك‬ ‫نفسً تغنً ٌا مخلصً‬

‫ج‪ -‬سماء الجلد‬

‫‪-23-‬‬
‫ال شك أن القارئ العزٌز ٌعلم أن ه توجد ثبلث سماوات‬
‫أخبرنا الكتاب المقدس عنها‪ ،‬وهً‪:‬‬
‫أ‪ -‬سماء الطٌور‪( :‬مت‪.)26:6‬‬
‫ب‪ -‬سماء الجلد‪( :‬تك‪.)8:1‬‬
‫ج‪ -‬السماء الثالثة ‪ :‬وهى تشمل "الفردوس " (لو ‪42:23‬و‪، 43‬‬
‫‪2‬كو ‪4:12‬و‪ ،)5‬مكان راحة وانتظار أرواح األبرار ‪ .‬وبٌت‬
‫اآلب أو سماء السماوات حٌث عرش اآلب (ٌو ‪ .)2:14‬وقد‬
‫ذكر ذلك فً العهد القدٌم فً أٌام سلٌمان وغٌره من األنبٌاء ‪.‬‬
‫وال شك فً أن المسٌح ذهب إلى الفردوس عندما أسلم الروح‬
‫على الصلٌب إلى ٌوم قٌامته‪ ،‬ثم بعد ذلك صعد إلى بٌت اآلب‬
‫وجلس عن ٌمٌن العظمة بعد ما أكمل العمل له كل المجد‪.‬‬
‫(راجع ‪1‬مل ‪30:8‬و‪39‬و‪43‬و‪ ، 49‬مز ‪ ، 4:2‬إش‪، 15:63‬‬
‫أع‪ ، 33:2‬أف‪ ، 10:4‬عب‪.)26:7 ، 14:4 ، 3:1‬‬
‫وٌذكر عن سماء الجلد فً كلمة هللا اآلتً‪:‬‬
‫‪ -1‬خلقها هللا ودعاها‪" :‬ودعا هللا الجلد سماء" (تك‪.)8:1‬‬
‫‪ -2‬نشرها هللا بمتانة‪" :‬هل صفحت معه الجلد الممكن كالمرآة‬
‫المسبوكة؟" (أي‪.)18:37‬‬
‫‪ -3‬وضع هللا لها قوانٌن أساسٌة ال تحٌد عنها ‪":‬هل عرفت سنن‬
‫األرض؟ (أي‪.)33:38‬‬
‫"‬ ‫السماوات أو جعلت تسلطها على‬
‫‪ -4‬صنع هللا مجموعات نجومها (أي‪:)9:9‬‬
‫أ‪ -‬النعش ‪ :‬وهو مجموعة مكونة من ‪ 271‬نجماً‪ ،‬تسمى الدب‬
‫األكبر‪ ،‬لتحدٌد اتجاه الشمال‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجبار‪ :‬وهو مجموعة نجوم تسمى بالجوزاء‪.‬‬

‫‪-24-‬‬
‫ج‪ -‬الثرٌا‪ :‬وهً مجموعة نجوم فً برج الثور‪.‬‬
‫د‪ -‬الشمس‬
‫الشمس ٌقول علماء الطبٌعة إنها نجم كبٌر ج ّداً ناري‪ٌ ،‬بلغ‬
‫قطره نحو ‪ 1.300.000‬مٌل وتبعد عن األرض حوالً ‪93‬‬
‫ملٌون مٌل‪.‬‬
‫وتعتبر الشمس قنبلة هٌدروجٌنٌة هابلة ج ّداً‪ ،‬وتصل درجة‬
‫الحرارة على سطحها حوالً‪ 6000‬درجة مبوٌة‪ ،‬أما فً الباطن‬
‫(الداخل) فقد تصل إلى ‪20‬ملٌون درجة مبوٌة وهً أقرب النجوم‬
‫إلٌنا وكم نشكر هللا ألنها لم تقترب اكثر من ذلك إلى األرض‬
‫فوجودها على هذه المسافة من األرض مناسب للحٌاة من ناحٌة‬
‫األبد‬
‫الضوء والحرارة‪ ،‬فمبارك اسم الرب إلى ‪.‬‬
‫رب كلها بحكمة صنعت!" (مز‪.)4:104‬‬
‫‪" +‬ما أعظم أعمالك ٌا ‪.‬‬
‫وعددها فإنه‬
‫الذي ٌحصى وٌعرف دقابق هذه الكواكب ‪:‬‬
‫فالرب وحده هو‬
‫‪ٌ" +‬حصى عدد الكواكب‪ٌ .‬دعو كلها بؤسماء" (مز‪.)4:147‬‬
‫‪" +‬ولكونه شدٌد القدرة ال ٌفقد أحد" (إش‪.)26:40‬‬
‫‪ " +‬فإنه فٌه خلق الكل ما فً السماوات وما على األرض‪ ،‬ما‬
‫ٌُرى وما ال ٌُرى‪ ،‬الكل به وله قد خلق" (كو‪.)16:1‬‬
‫كان (ٌو‪.)3:1‬‬
‫‪" +‬وكل شا به كان‪ ،‬وبغٌره لم ٌكن شًء مما "‬
‫‪ +‬الذي هو "حامل كل األشٌاء بكلمة قدرته‪( "..‬عب‪.)3:1‬‬
‫‪ +‬ولكن "باإلٌمان نفهم أن العالمٌن أتقنت بكلمة هللا حتى لم‬
‫ٌتكون ما ٌرى مما هو ظاهر" (عب‪.)3:11‬‬

‫‪-25-‬‬
‫‪ +‬رغم هذا كله من إعبلنات هللا عن نفسه‪ ،‬فً النباتات‬
‫والطٌور والحٌوا نات والنجوم والكواكب وغٌرها التً ترٌنا‬
‫عظمة الخالق وحكمته غٌر المحدودة‪ ،‬إال أننا نجد بكل أسف‬
‫ردود أفعال قاسٌة وعكسٌة تماما ً من جانب البشر‪.‬‬
‫‪" +‬ألنهم لما عرفوا هللا لم ٌمجدوه أو ٌشكروه كإله‪ ،‬بل حمقوا‬
‫فً أفكارهم‪ ،‬وأظلم قلبهم الغبً ‪ .‬وبٌنما هم ٌزعمون (ٌ ّدعون )‬
‫أنهم حكماء صاروا جهبلء وأبدلوا مجد هللا الذي ال ٌفنى بشبه‬
‫والزحافات " ٌا‬ ‫َّص‬ ‫صورة اإلنسان الذي ٌفنى والطٌور والدواب‬
‫لؤلسف !!‪ ،‬وٌصفهم الكتاب المقدس بؤنهم "الذٌن استبدلوا حق‬
‫هللا بالكذب‪ ،‬واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو‬
‫مبارك إلى األبد‪ .‬آمٌن" (رو‪.)25-21:1‬‬
‫والكون ٌبدي حبه‬ ‫هللا حب فالسما‬
‫والقلب ٌهوى قربه‬ ‫له لسانً رنم‬
‫والكون ٌبدي حبه‬ ‫هللا حب فالسما‬

‫السماوات تحدث بمجد هللا والفلك يخبر بعمل يديه (مز‪)1:19‬‬

‫‪-26-‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬أسماء هللا وألقابه‬
‫(لغة العهد القدٌم ) له ثبلث‬ ‫اسم هللا فً اللغة العبرٌة‬
‫مترادفات أساسٌة هً‪:‬‬
‫‪ -1‬إلوهٌم *‪ :‬وهذا االسم جمع للفظ "هللا" أي "لفظ الجبللة "‬
‫وهذا االسم استخدم كثٌراً فً العهد القدٌم وال سٌما فً‬
‫األصحاح األول من سفر التكوٌن وكذلك فً المزامٌر‬
‫(مزمور ‪ - 42‬مزمور ‪ )72‬وٌدل هذا االسم على صفة هللا‬
‫كالخالق الفرٌد العظٌم‪ ،‬وعبلقته بالشعوب من الٌهود واألمم‪.‬‬
‫‪ٌ -2‬هوه‪ٌ :‬ستخدم االسم دابما ً‪:‬‬
‫‪ +‬كإله تابوت العهد ‪ -‬الشهادة‪.‬‬
‫‪ +‬إله الرإى واإلعبلن‪.‬‬
‫‪ +‬إله الفداء‪.‬‬
‫ولهذا االسم داللة خاصة فً عبلقة هللا بالشعب األرضً‪.‬‬
‫‪ -3‬أدوناي‪ :‬ومعناه "السٌد" وٌستخدم هذا االسم فً مخاطبة هللا‬
‫والحدٌث معه فً خشوع ووقار وهٌبة‪.‬‬
‫ومن المبلحظ أن فً لغتنا العربٌة تستخدم هذه األلفاظ الثبلثة‬
‫بمعانٌها الثبلثة كما سلف وهى هللا– ٌهوه ‪ -‬الرب "السٌد"‪.‬‬
‫كثٌرة ج ّداً‬
‫نبلحظ أٌضا ً أن أسماء هللا وألقابه‪ ،‬وعمل المسٌح ووظابفه ‪.‬‬

‫*‬
‫(كروب ‪ -‬كروبيم ) ‪،‬‬ ‫من المعروف أن إضافة "يم" في المغة العبرية‪ ،‬تعطى معنى الجمع‪ ،‬مثل‬
‫(ساراف ‪ -‬سرافيم) ‪( ،‬صوف ‪ -‬صوفيم)‬

‫‪-27-‬‬
‫ثالثا ُا‪ :‬طبيعة هللا‬
‫ال شك فً أن طبٌعة هللا تختلف عن صفاته وألقابه كما‬
‫سلف ولكن إن ك ان هللا فً الجوهر روح (ٌو ‪ )24:4‬غٌر‬
‫محدود‪ ،‬لكنه له طبٌعته األدبٌة الخاصة وطبٌعته العملٌة‪.‬‬
‫فالطبٌعة األدبٌة هً "النور"‪:‬‬
‫"هللا نور ولٌس فٌه ظلمة البتة" (‪ٌ1‬و‪.)5:1‬‬
‫وال شك فً أن النور ٌتضمن القداسة والحق والبر ‪ ..‬الخ ‪.‬‬
‫‪( "..‬قارن‬ ‫لذلك ٌُذكر أن هللا "ساكن فً نور ال ٌدنى منه‬
‫‪1‬تً‪ 16:6‬مع إش‪.)14:33‬‬
‫الطبٌعة العملٌة "المحبة"‪:‬‬
‫مكتوب "هللا محبة" (‪ٌ1‬و‪8:4‬و‪.)16‬‬
‫وهً تتضمن الرحمة والرأفة والنعمة والحنان واللطف‬
‫وطول األناة ‪ ..‬الخ (ارجع إلى ‪1‬كو ‪ 13‬فهو المحبة فً أكمل‬
‫معانٌها)‪.‬‬

‫‪-28-‬‬
‫رابعا ً‪ :‬وحدانية هللا‬
‫تظهر ٌا عزٌزي القارئ هذه الحقٌقة بكل وضوح وجبلء‬
‫بتعبٌرات مباشرة غٌر قابلة للشك ألنها كلمة هللا‪ ،‬وتتجلى هذه‬
‫فً العهد القدٌم وكذلك فً العهد الجدٌد‪ ،‬وٌتمسك بها المإمنون‬
‫الحقٌقٌون وال ٌقبلون إطبلقا ً المساس بها كحق تعلٌمً من‬
‫حقابق اإلٌمان األقدس‪ .‬ومن الخطؤ الذي نحذر منه‪ ،‬اإلشراك‬
‫باهلل الواحد‪ ،‬وإلٌك بعض النصوص الكتابٌة الواضحة‪:‬‬
‫أووً‪ :‬فً العهد القدٌم‪:‬‬
‫‪" +‬فاعلم الٌوم وردد فً قلبك أن الرب هو اإلله فً السماء من‬
‫فوق وعلى األرض من أسفل لٌس سواه" (تث‪.)39:4‬‬
‫‪" +‬اسمع ٌا إسرابٌل‪ .‬الرب إلهنا رب واحد‪( "..‬تث‪.)4:6‬‬
‫‪" +‬فؤنتم شهودي‪ .‬هل ٌوجد إله غٌري‪( "..‬إش‪.)8:44‬‬
‫‪" +‬التفتوا إلًَّص واخلصوا ٌا جمٌع أقاصً األرض‪ ،‬ألنً أنا هللا‬
‫ولٌس آخر" (إش‪" ،)22:45‬ألٌس أنا الرب وال إله آخر غٌري ‪.‬‬
‫إله بار ومخلص‪ .‬لٌس سواي" (إش‪.)21:45‬‬
‫‪" +‬ألٌس أب واحد لكلنا‪ ،‬ألٌس إله واحد خلقنا‪( "..‬مبل‪.)10:2‬‬
‫انٌا ً‪ :‬فً العهد الجدٌد‪:‬‬
‫‪" +‬بالحق قلت ألنه هللا واحد ولٌس آخر سواه" (مر‪.)32:12‬‬
‫‪" +‬المجد الذي من اإلله الواحد لستم تطلبونه" (ٌو‪.)44:5‬‬
‫‪" +‬الن هللا واحد هو الذي سٌبرر‪( "..‬رو‪.)30:3‬‬

‫‪-29-‬‬
‫"‬ ‫‪" +‬نعلم أن لٌس وثن فً العالم وأن لٌس إله آخر إال واحداً‬
‫(‪1‬كو‪.)4:8‬‬
‫‪" +‬ألنه ٌوجد إله واحد ووسٌط واحد بٌن هللا والناس‪ ،‬اإلنسان‬
‫ٌسوع المسٌح" (‪1‬تً‪.)5:2‬‬
‫‪" +‬أنت تإمن أن هللا واحد حسنا ً تفعل" (ٌع‪.)16:2‬‬

‫طبٌعة وحدانٌة هللا‪:‬‬


‫مما سبق‪ ،‬عرفنا أن هللا ٌذكر اسمه كؤلوهٌم مرات كثٌرة‬
‫فً العهد القدٌم (أكثر من ‪ 2700‬مرة ) والكلمة نفسها فً‬
‫صٌغة الجمع ولٌس المفرد ‪ .‬فوحدانٌة هللا لٌست مفردة أو‬
‫مطلق بل‪ ،‬جامعة مانعة ‪.‬‬
‫ة‬ ‫مجردة أو‬
‫والوحً المقدس أعلن لنا هذه الحقٌقة اإلٌمانٌة لٌس فقط فً‬
‫لفظ "إلوهٌم " بل أٌضا ً فً عبارات كثٌرة واضحة نود أن‬
‫نضعها بتركٌز اآلن تحت عنوان الثالوث‪.‬‬

‫‪-30-‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الثالوث‬
‫المنٌع‬ ‫وحصننا‬ ‫أنت ٌا بن هللا ربنا‬
‫والمعزي الشفٌع‬ ‫والوسٌط المنجً‬
‫مجده ورسمه‬ ‫والكلمة بها ُء‬
‫و ٌحد علمه‬ ‫حامل لكل شًء‬
‫إن حقٌقة الثالوث من الحقابق األساسٌة إلٌماننا األقدس‪ ،‬أي‬
‫‪.‬‬ ‫التعلٌم الصحٌح الذي ٌإمن به جمٌع المإمنٌن الحقٌقٌٌن‬
‫ومعنى الثالوث هو أن هللا اإلله الواحد ‪ .‬ال نظٌر له وال شرٌك‬
‫له أٌضاً‪ ،‬هو ثالوث أو ثبلثة "‬
‫أقانٌماآلب واالبن والروح القدس"‪.‬‬
‫‪ +‬اآلب هو هللا‪ ،‬أقنوم فً الالهوت‪.‬‬
‫‪ +‬اوبن هو هللا‪ ،‬أقنوم فً الالهوت‪.‬‬
‫‪ +‬الروح القدس هو هللا‪ ،‬أقنوم فً الالهوت‪.‬‬
‫الهوت واحد‬
‫‪.‬‬ ‫لٌسوا ثبلثة آلهة بل إله واحد‪ ،‬جوهر واحد‪ ،‬ذات واحد‪،‬‬
‫انفصال‬
‫إن األقانٌم الثبلثة متحدٌن بغٌر امتزاج‪ ،‬ومتمٌزٌن بغٌر ‪.‬‬
‫إن كل أقنوم أزلً ‪ -‬أبدي "سرمدي" غٌر محدود ‪ -‬كلً العلم ‪-‬‬
‫كلً المعرفة ‪ -‬كلً الحكمة ‪ -‬كلً القدرة والسلطان‪ ،‬وذلك ألن‬
‫األقانٌم الثبلثة هً جوهر واحد‪.‬‬
‫إن كلمة "أقانٌم " ومفردها "أقنوم " كلمة سرٌانٌة ال ٌوجد‬
‫لها لفظ محدد فً اللغات األخرى‪ ،‬وهى تعنً كما سبق ‪ :‬التمٌز‬
‫مع عدم االنفصال أو االستقبلل‪.‬‬

‫‪-31-‬‬
‫‪ +‬مما ال رٌب فٌه أن القارئ العزٌز ٌعلم وٌدرك تماما ً أننا نتكلم‬
‫بكل احترام عن هللا الغٌر المحدود وبالتالً ال نبحث عن تعبٌرات‬
‫واحد‬‫محددة تصف اإلله الغٌر المحدود فاألقانٌم الثبلث هم إله ‪.‬‬
‫لٌس األمر فً "األقانٌم " كما ٌرد فً الذهن ا لبشرى‬
‫فهو×‪ .1=1×1‬وهذه‬ ‫‪ ، 3=1+1+1‬بل إذا جاز التعبٌر والتشبٌه‪1 ،‬‬
‫هً كلمات المسٌح له كل المجد تبارك اسمه الكرٌم‪ ،‬رداً على فٌلبس‬
‫"ألست تإمن أنً أنا فً اآلب واآلب "فًَّص(ٌو‪.)10:14‬‬
‫نحن ال نرٌد أن نوضح هذه الحقٌقة بتشبٌهات مادٌة مثل‬
‫الكواكب أو المادة أو الزمن "ماضي – حاضر ‪ -‬مستقبل "‪ ،‬وال‬
‫بالكابنات األخرى وذلك تقدٌراً وتتمٌما ً وخضوعا ً لؤلقوال‬
‫العظٌمة الموحى بها من هللا القابلة‪:‬‬
‫"فبمن ت َشبهون هللا وأي شبه تعادلون به؟ " (إش‪،)18:40‬‬
‫"فبمن تشبهوننً فؤساوٌه ٌقول القدوس؟" (إش‪.)25:40‬‬
‫ٌاجات البشر فمثبلً‪:‬‬
‫لكن هللا ٌتكلم بؤسالٌب مناسبة ومبلبمة الحت‬
‫‪ -1‬كلم اإلنسان العادي فً نفسه المكون من ‪" :‬روح – نفس ‪-‬‬
‫جسد"‪ ،‬أي ثبلث فً شخصٌة واحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬العلماء فً تكوٌن الذرة من ‪" :‬بروتونات – نٌوترونات ‪-‬‬
‫إلٌكترونات"‪.‬‬
‫‪" :‬أحمر –‬ ‫‪ٌ -3‬كلم عامة الشعب فً ألوان الطٌف األساسٌة‬
‫أصفر ‪ -‬أزرق"‪ ،‬وكل لون آخر هو مزٌج لهذه األلوان‬
‫الثبلثة ولكن بنسب مختلفة‪.‬‬

‫‪-32-‬‬
‫لكن‪ ،‬عزٌزي القارئ إننا "عندنا الكلمة النبوٌة وهً أثبت‬
‫التً تفعلون حسنا ً إن انتبهتم إلٌها‪2( "..‬بط‪.)19:1‬‬
‫نذكر على سبٌل المثال لتوضٌح الحق الكتابً بخصوص‬
‫األقانٌم الثبلثة فً هللا الواحد ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -1‬إلوهٌم (كما ورد قبل ذلك هو لفظ الجمع )‪" :‬فً البدء خلق‬
‫واألرض(تك‪.)1:1‬‬
‫"‬ ‫(بالمفرد) هللا (بالجمع) السماوات‬
‫‪" -2‬نعمل اإلنسان على صورتنا كشبهنا(الثالوث)" (تك‪.)26:1‬‬
‫جمع) عارفا ً الخٌر " (‬
‫والشرتك‪.)22:3‬‬ ‫كواحد منا‬
‫(‬ ‫‪" -3‬هوذا اإلنسان صار‬
‫‪" -4‬هلم ننزل (الجمع) ونبلبل هناك لسانهم" (تك‪.)7:11‬‬
‫‪" -5‬أما أنا فقد مسحت (اآلب) ملكً (االبن )‪ ..‬قال لً أنت‬
‫ابنً (قول االبن عن اآلب)"‪" ،‬اعبدوا الرب بخوف ‪ ..‬قبلوا‬
‫االبن لببل ٌغضب‪( "..‬مز‪.)12-6:2‬‬
‫‪" -6‬كرسٌك ٌا هللا إلى دهر الدهور(االبن)‪ ..‬من اجل ذلك مسحك‬
‫االبتهاج (مز‪6:45‬و‪ 7‬مع عب‪.)8:1‬‬
‫"‬ ‫هللا إلهك (اآلب) بدهن‬
‫‪" -7‬قدوس قدوس قدوس ‪3 "..‬مرات لماذا؟ (إش‪.)3:6‬الن‬
‫السرافٌم ٌرفعون التسبٌح إلى الثالوث األقدس‪ ،‬وهذا‬
‫واضح أٌضا ً فً العهد الجدٌد‪..‬‬
‫‪ +‬اآلب "قدوس" (ٌو‪.)10:17‬‬
‫‪ +‬االبن "قدوس" (لو‪ ، 35:1‬عب‪، 26:7‬رإ‪.)7:3‬‬
‫‪ +‬الروح القدس "قدوس" (أف‪1 ، 13:1‬تس‪.)8:4‬‬
‫‪" -8‬من أرسل (بالمفرد) ومن ٌذهب منأجلنا (بالجمع)" (إش‪.)8:6‬‬

‫‪-33-‬‬
‫‪" -9‬روح (الروح القدس) السٌد الرب (اآلب) علًَّص (االبن) ألن‬
‫الرب (اآلب) مسحنً (االبن)‪( "..‬إش‪.)1:61‬‬
‫‪" -10‬تقدموا إلًَّص اسمعوا هذا‪ :‬لم أتكلم من البدء فً الخفاء ‪ .‬منذ‬
‫وجوده (اآلب) أنا (االبن ) هناك ‪ .‬واآلن السٌد الرب‬
‫(اآلب) أرسلنً (االبن ) وروحه (الروح القدس )" (إش‬
‫‪.)16:48‬‬
‫(هللا اآلب)‪ ..‬وروحً‬ ‫‪" -11‬حسب الكبلم الذي عاهدتكم به‬
‫(الروح القدس) قابم فً وسطكم‪ ..‬وٌؤتً مشتهى كل األمم‬
‫(هللا االبن)" (حج‪.)7:2‬‬
‫‪ -12‬أ‪ .‬فً المعمودٌة فً نهر األردن نجد ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ +‬المسٌح له كل المجد فً الماء ٌعتمد‪.‬‬
‫‪ +‬الروح القدس نازالً علٌه مثل حمامة‪.‬‬
‫‪ +‬اآلب ٌتحدث من السماوات قاببلً ‪" :‬هذا هو ابنً‬
‫الحبٌب الذي به سررت" (مت‪16:3‬و‪.)17‬‬
‫‪ -12‬ب‪ .‬المعمودٌة الكتابٌة للمإمنٌن‪:‬‬
‫‪" +‬فاذهبوا وتلمذوا جمٌع األمم وعمدوهم باسم اآلب‬
‫(هللا اآلب) واالبن (هللا االبن ) والروح القدس (هللا‬
‫الروح)" (مت‪.)19:28‬‬
‫‪" -13‬وأنا أطلب (االبن ) من اآلب (هللا اآلب) فٌعطٌكم معزٌا ً‬
‫آخر (الروح القدس) لٌمكث معكم إلى األبد (روح الحق)"‬
‫(ٌو‪16:14‬و‪.)17‬‬

‫‪-34-‬‬
‫‪" -14‬أما المعزى الروح القدس (الروح ) الذي سٌرسله اآلب‬
‫(هللا اآلب) باسمً فهو ٌعلمكم كل شًء وٌذكركم بكل ما‬
‫قلته (االبن) لكم" (ٌو‪.)26:14‬‬
‫(االبن ) ومحبة هللا (اآلب)‬ ‫‪" -15‬نعمة ربنا ٌسوع المسٌح‬
‫وشركة الروح القدس (الروح)" (‪2‬كو‪.)14:13‬‬
‫‪" -16‬بما إنكم أبناء أرسل هللا (اآلب) روح (الروح القدس )‬
‫"‬ ‫ابنه (هللا االبن ) إلى قلوبكم صارخا ً ٌا أبا اآلب‬
‫(غل‪.)6:4‬‬
‫‪" -17‬ألنه به (المسٌح) لنا كلٌنا قدوما ً فً روح واحد (الروح‬
‫القدس) إلى اآلب (هللا اآلب)" (أف‪.)18:2‬‬
‫‪" -18‬مصلٌن فً الروح القدس (الروح)‪ ،‬واحفظوا أنفسكم فً‬
‫محبة هللا (اآلب) منتظرٌن رحمة ربنا ٌسوع المسٌح‬
‫(االبن) للحٌاة األبدٌة" (ٌه‪.)11:‬‬

‫أووً‪ :‬أفعال فً صٌغة المفرد ألقانٌم ال الوث‬


‫نحن نعلن إٌماننا للحق التعلٌمً فً صورة اإلٌمان األقدس‬
‫بخصوص أزلٌة الثالوث ذي الجوهر الواحد‪ ،‬دون ترتٌب‬
‫لؤلقانٌم‪ ،‬لذلك ٌجب أال نقول ‪ :‬األقنوم األول ‪ :‬اآلب‪ ،‬والثانً ‪:‬‬
‫االبن‪ ،‬والثالث ‪ :‬الروح القدس ‪ .‬فهذا غٌر صحٌح‪ ،‬وإلٌك ما‬
‫ٌثبت هذه الحقابق‪:‬‬
‫(بالمفرد )‬ ‫‪" -1‬وهللا نفسه أبونا وربنا ٌسوع المسٌح ٌهدي‬
‫طرٌقنا إلٌكم" (‪1‬تس‪.)11:3‬‬

‫‪-35-‬‬
‫(بالمفرد )‬ ‫‪" -2‬وربنا نفسه ٌسوع المسٌح وهللا أبونا ٌعزي‬
‫قلوبكم" (‪2‬تس‪.)16:2‬‬
‫(هللا اآلب) ومسٌحه (هللا‬ ‫‪" -3‬قد صارت ممالك العالم لربنا‬
‫االبن) فٌملك (بالمفرد) إلى أبد اآلبدٌن" (رإ‪.)15:11‬‬
‫‪" -4‬وعرش هللا والخروف (المسٌح المخلص الفادي) ٌكون فًها‬
‫(فً عرش واحد) وعبٌده ٌخدمونه(بالمفرد) (رإ‪.)3:22‬‬

‫انٌا ً‪ :‬اعتراضات عدم اإلٌمان وفلسفة القلب البشري‬


‫لٌس بجدٌد علٌنا أن ٌؤتً أحد بتعلٌم غٌر ذلك‪ ،‬فالتارٌخ‬
‫ٌذكر لنا بدعا ً كثٌرة‪ ،‬مثل بدعة آرٌوس‪ ،‬وكذلك شهود ٌهوه‪،‬‬
‫والمرمون‪ ،‬وبعض تعالٌم األدفنتست وغٌرهم ‪ .‬لذلك يقول‬
‫الوحً المقدس عن هإالء وأمثالهم‪ ،‬إنهم ٌُحرِّ فون كلمة هللا‪.‬‬
‫‪ٌ" +‬حِّ رفها غٌر العلماء وغٌر الثابتٌن كباقً الكتب أٌضاً‪،‬‬
‫لهبلك أنفسهم‪2( "..‬بط‪.)16:3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪" +‬الرجل المبتدع‪ ،‬بعد اإلنذار مرة ومرتٌن‪ ،‬أعرض عنه‬
‫عالما ً أن مثل هذا قد انحرف‪ ،‬وهو ٌخطا محكوما ً علٌه من‬
‫نفسه" (تً‪.)10:3‬‬
‫‪" +‬ألنه دخل ُخلسة أناس قد ُكتبوا منذ القدٌم لهذه الدٌنونة ف ّجار‬
‫ٌحولون نعمة إلهنا ‪ ..‬وٌُنكرون السٌد الوحٌد هللا وربنا ٌسوع‬
‫المسٌح" (ٌه‪.)4:‬‬

‫‪-36-‬‬
‫وإلٌك بعض أقوالهم وتعالٌمهم فهم ٌدَّعون‪:‬‬
‫‪" -1‬إن ال الوث فكرة مقتبسة من الو نٌة"‪.‬‬
‫ال أجد ٌا عزٌزي مجاالً فس‬
‫ٌحا ً اآلن لكشف هذه العقابد الغرٌبة‬
‫الموجودة عند الوثنٌٌن والملحدٌن والذٌن ٌقطن غالبٌتهم فً ببلد‬
‫شرقً أسٌا‪ ،‬وانتشروا منها إلى أسترالٌا وسنغافورة‪ ،‬وكان منهم‬
‫سابقا ً البابلٌون والفرس وقدماء المصرٌٌن‪ ،‬إذ كانوا ٌعتقدون‬
‫بوجود ثبلثة آلهة فمثبلً كان ‪:‬‬
‫عند‬
‫براحما – فشنوا ‪ -‬سٌفا‪.‬‬ ‫‪ -‬الهنود‪:‬‬
‫األول – اآلخر – الوسط‪.‬‬ ‫‪ -‬البوذٌٌن‪:‬‬
‫‪ -‬قدماء المصرٌٌن‪ :‬آمون – كونس – موت‪.‬‬
‫أوزورٌس – إٌزٌس ‪ -‬حورس االبن‪.‬‬
‫خنوم – سابٌن ‪ -‬عنقت‪.‬‬
‫ولقد حذرنا الوحً من مساواة أو مشابهة أحد‪ ،‬سواء من‬
‫اآللهة أو البشر أو غٌرهم‪ ،‬باهلل السرمدي كلً القدرة والحكمة ‪،‬‬
‫الخالق العظٌم الذي له كل الكرامة والمجد‪ .‬آمٌن‪.‬‬
‫‪" +‬فبمن تشبهون هللا وأي شبه تعادلون به" (إش‪.)18:40‬‬
‫‪" +‬فبمن تشبهوننً فؤساوٌه ٌقول القدوس" (إش‪.)25:40‬‬
‫‪ -2‬استخدم هللا لغة الجمع للتعظٌم‪ ،‬ولٌس لل الوث‪:‬‬
‫وللرد على هذا االدعاء نقول‪:‬‬
‫‪ -1‬لقد خلق هللا اإلنسان لٌتعبد له‪:‬‬
‫‪" +‬لمجدي خلقته وجبلته وصنعته‪( "..‬إش‪.)7:43‬‬
‫‪-37-‬‬
‫‪ -2‬إن لغة التعظٌم الموجودة فً لغتنا العربٌة غٌر موجودة فً‬
‫اللغة العبرٌة (لغة العهد القدٌم) ومما ٌدل على ذلك‪:‬‬
‫‪( -‬فرعون) ملك مصر كان من أعظم الملوك فً عصره بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬ولكن ٌقول "أنا فرعون" (تك‪.)42:41‬‬
‫نصر(دا‪.)32:4‬‬
‫أنا نبوخذ "‬
‫ٌقول‬
‫نصرمن أعظم ملوك بابل ‪" :‬‬
‫‪( -‬نبوخذ )‬
‫‪ -3‬إن هللا حٌنما ٌرٌد أن ٌتكلم بالجمع ٌذكر لفظ (إلوهٌم ) أو‬
‫ٌذكر األقانٌم الثبلثة وهذا هو التعلٌم الكتابً‪ ،‬بل روح الوحً‬
‫كما ذكرنا سالفا ً‪.‬‬
‫"أنا "‬ ‫‪ -4‬إن هللا حٌنما ٌرٌد أن ٌتكلم بصٌغة المفرد ٌذكر لفظ‬
‫مثل أقواله إلبراهٌم‪:‬‬
‫"أنا ترس لك" (تك‪.)1:15‬‬
‫"أنا هللا القدٌر" (تك‪.)1:17‬‬
‫وأقوال المسٌح له كل المجد‪ ،‬مع شاول الطرسوسً‪:‬‬
‫مناخس)‪.‬‬
‫ترفس (أع‪5:9‬‬
‫"‬ ‫"أنا ٌسوع الذي أنت تضطهده‪ ،‬صعب علٌك أن‬
‫واآلن ٌا عزٌزي أوجه نداء قلبٌا ً ملٌبا ً بالحب والحنان‪،‬‬
‫لكل إنسان متمرد وعنٌد وغٌر مطٌع لكلمة هللا وتعلٌمه‪ ،‬وأقول‬
‫إن هللا ٌحبك ومن محبته لك أرسل ابنه الوحٌد فً صورة‬
‫إنسان‪ ،‬فمات على الصلٌب ألجلك‪ ،‬فإن قبلته باإلٌمان‪ٌ ،‬حل‬
‫فٌك بروحه القدوس‪ ،‬فتحٌا له حٌاة مقدسة ورعة إلى أن ٌؤتً‬
‫من السماء وٌؤخذك إلٌه لتكون معه إلى أبد اآلبدٌن‪ٌ ،‬مكنك أن‬
‫تؤتى إلٌه اآل ن باإلٌمان‪ ،‬فتتمتع بالغفران فً اسم الرب ٌسوع‬
‫المسٌح له كل المجد فً الكنٌسة‪ .‬آمٌن‪.‬‬

‫‪-38-‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫من هو المسيح ؟‬

‫المسٌح له كل المجد ٌختلف تماما ً عن باقً البشر بما فٌهم‬


‫الرسل واألنبٌاء ورإساء الكهنة والقدٌسٌن‪ ،‬على مر العصور‪،‬‬
‫وذلك لؤلسباب اآلتٌة‪:‬‬
‫‪ -1‬أتى إلى العالم بطرٌقة فرٌدة‪:‬‬
‫إن قصة مٌبلد ٌسوع المسٌح (كاإلنسان الكامل ) تبارك‬
‫اسمه الكرٌم‪ ،‬من العذراء المطوبة مرٌم بدون زرع بشر‪ٌ ،‬دل‬
‫على أنه شخص فرٌد وخارج دابرة المقارنة بالبشر‪ ،‬لذلك ٌذكر‬
‫الوحً عن مٌبلده وتجسده وكذلك مكان مهده هذه النبوات‪:‬‬
‫‪" +‬ولكن ٌعطٌكم السٌد نفس ه آٌة ‪ .‬ها العذراء تحبل وتلد ابنا ً‬
‫وتدعو اسمه عمانوبٌل" (إش‪.)14:7‬‬
‫‪" +‬لذلك عند دخوله إلى العالم ٌقول ‪.. :‬هٌؤت لً جسداً " ( قابل‬
‫مز‪6:4‬و‪ 7‬مع عب‪.)5:10‬‬
‫‪" +‬ألنه ٌولد لنا ولد (فً الزمان ) ونعطى ابنا ً (أزلٌا ً ) وتكون‬
‫الرٌاسة على كتفه‪ ،‬وٌدعى اسمه عجٌبا ً مشٌراً إلها ً قديراً أبا ً‬
‫أبدٌا ً ربٌس السبلم" (إش‪6:9‬و‪.)7‬‬
‫(مكان سبط ٌهوذا )‪ ،‬وأنت‬ ‫ت ٌا بٌت لحم أفراتة‬
‫‪" +‬أما أن ِ‬
‫صغٌرة أن تكونً بٌن ألوف ٌهوذا‪ ،‬فمنك ٌخرج لً الذي‬
‫ٌكون متسلطا ً على إسرابٌل‪ ،‬ومخارجه منذ القدٌم‪ ،‬منذ أٌام‬
‫األزل" (مٌخا‪.)2:5‬‬

‫‪-39-‬‬
‫ونذكر بعض اآلٌات الواضحة‪ ،‬والتً قٌلت وسمع ت فً أثناء‬
‫المٌبلد‪ ،‬من العهد الجدٌد‪:‬‬
‫‪" +‬فؤجاب المبلك وقال ‪.. :‬الروح القدس ٌحل علٌك‪ ،‬وقوة‬
‫العلً تظللك فلذلك أٌضا ً القدوس المولود منك ٌدعى ابن‬
‫هللا" (لو‪.)35:1‬‬
‫‪" +‬هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ً وٌدعون اسمه عمانوبٌل الذي‬
‫تفسٌره هللا معنا" (مت‪.)23:1‬‬
‫وال شك فً أن ا لمٌبلد الفرٌد كان له أحداثه الكثٌرة فً‬
‫السماء‪ ،‬من جانب المبلبكة الذٌن ترنموا وسبحوا ‪ .‬كذلك على‬
‫األرض سواء فً فلسطٌن أو فٌما حولها‪ ،‬ال سٌما بٌن رجال‬
‫العلم والطبٌعة (المجوس ) الذٌن أتوا من المشرق ساجدٌن‬
‫مقدمٌن له الهداٌا‪ ،‬وغٌرهم من أمثال سمعان الشٌخ‪ ،‬وكذلك‬
‫حنة النبٌة المتقدمة فً السن‪ ،‬المباركة والمسبحة للرب واكثر‬
‫من ذلك بشارة المبلبكة للرعاة والعذراء المطوبة مرٌم ‪ .‬فهذه‬
‫أدلة قوٌة على هذا الحادث العجٌب والفرٌد‪ ،‬وتؤثٌره على‬
‫اآلخرٌن إٌجابٌا ً‪.‬‬
‫لذلك دعنً أسؤلك أٌها القارئ العزٌز ‪ :‬ما هو تؤثٌر هذا‬
‫المٌبلد العجٌب للشخص الفرٌد؟ هل هو فً قلبك؟ وهل تسجد‬
‫له؟‪.‬‬
‫‪ -2‬عاش قدوسا ً منزها ً عن الخطٌة‪:‬‬
‫فالمسٌح كان على األرض منزها ً عن الخطٌة وتؤثٌراتها ‪ .‬لم‬
‫ٌكن فٌه خطٌة أو عٌب أو ظلم‪ ،‬ولم تنسب له أي شاببة‪ ،‬لذلك‬
‫استطاع وحده أن ٌقول‪:‬‬

‫‪-40-‬‬
‫‪" +‬من منكم ٌبكتنً على خطٌة؟" (ٌو‪.)46:8‬‬
‫وقال لخادم ربٌس الكهنة‪ ،‬عندما لطمه قبل الصلٌب‪:‬‬
‫‪" +‬إن كنت قد تكلمت ردٌباً‪ ،‬فاشهد على الردي‪ ،‬وإن حسنا ً‬
‫فلماذا تضربنً؟" (ٌو‪.)23:18‬‬
‫شهادات الكثٌرٌن تتفق على قداسة ربنا ٌسوع المسٌح‪ ،‬رغم‬
‫اختبلف شخصٌاتهم‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫أ‪ -‬شهادة الرسل‪:‬‬
‫شهادة بطرس الرسول‪:‬‬
‫‪ -1‬عن شخصه‪" :‬الذي لم ٌفعل خطٌة واح دة وال وجد فً فمه‬
‫مكر" (‪1‬بط‪.)22:2‬‬
‫‪ -2‬عن دمه ‪" :‬بدم كرٌم (غالً ) كما من حمل ببل عٌب وال‬
‫دنس‪ ،‬دم المسٌح" (‪1‬بط‪.)19:1‬‬
‫شهادة ٌوحنا الرسول ‪" :‬وتعلمون أن ذاك أظهر لكً ٌرفع‬
‫خطاٌانا‪ ،‬ولٌس فٌه خطٌة" (‪ٌ1‬و‪.)5:3‬‬
‫شهادة بولس الرسول ‪" :‬ألنه جعل الذي لم ٌعرف خطٌة‪ ،‬خطٌة‬
‫(ذبٌحة خطٌة) ألجلنا" (‪2‬كو‪.)21:5‬‬
‫"ألنه كان ٌلٌق بنا ربٌس كهنة مثل هذا‪ ،‬قدوس‬
‫ببل شر وال دنس‪ ،‬قد انفصل عن الخطاة‬
‫السماواتعب‪.)26:7‬‬
‫"(‬ ‫وصار أعلى من‬
‫ب‪ -‬شهادة المبلبكة‪" :‬فلذلك أٌضا ً القدوس المولود منكِ ٌدعى‬
‫ابن هللا" (لو‪.)35:1‬‬

‫‪-41-‬‬
‫ج‪ -‬شهادة ٌهوذا االسخرٌوطً ‪" :‬قد أخطؤت إذ سلم ت دما ً‬
‫برٌبا ً" (مت‪.)4:27‬‬
‫الصلٌب"وأما هذا فلم ٌفعل شٌبا ً لٌس‬
‫‪:‬‬ ‫د‪ -‬شهادة اللص التابب على‬
‫فً محله" (لو‪.)41:23‬‬
‫ه‪ -‬شهادة بٌبلطس الوالً ‪" :‬فؤي شر عمل هذا؟ إنً لم أجد فٌه‬
‫علة للموت" (لو‪.)22:23‬‬
‫و‪ -‬شهادة زوجة بٌبلطس ‪" :‬إٌاك وذلك البار ‪ .‬ألنً تؤلمت الٌوم‬
‫كثٌراً فً حلممن أجله" (مت‪.)19:27‬‬
‫ز‪ -‬شهادة قابد المبة عند الصلٌب ‪" :‬بالحقٌقة كان هذا اإلنسان‬
‫باراً" (لو‪.)47:23‬‬
‫هللا (مر‪.)24:1‬‬
‫النجسة "أنا أعرفك من أنت‪ ،‬قدوس "‬
‫‪:‬‬ ‫ح‪ -‬األرواح‬
‫تر‬
‫ٌا عزٌزي ال شك فً أنك لم تسمع‪ ،‬وكذلك لم تقرأ‪ ،‬ولم َ‬
‫شخصا ً ٌشبه المسٌح ‪ .‬أرجوك ال تبحث وال تجتهد تاعب اً فً‬
‫البحث عن شخص قدوس مثله‪ ،‬ولكن اقترب إلٌه باإلٌمان‬
‫فتصٌر قدٌسا ً (فً المقام) أمام هللا‪.‬‬
‫‪ -3‬أجرى اآلٌات والقوات والعجائب*‪:‬‬
‫لقد قال لتلمٌذي ٌوحنا المعمدان ‪" :‬العمى ٌبصرون والعرج‬
‫ٌمشون ‪ ..‬والبرص ٌطهرون ‪ ..‬والصم ٌسمعون ‪ ..‬والموتى‬
‫ٌقومون‪ ..‬والمساكٌن ٌبشرون‪( ".‬لو‪.)22:7‬‬

‫‪ 16:37‬وهى تأتى بمعنى‬ ‫*كممة "معجزة " وان كانت شائعة ولكن لم ترد إال مرة واحدة في أيوب‬
‫عجائب‪ ،‬وقام المسيح بها كثي اًر وذكرت حوالي ‪ 35‬مرة في العهد الجديد‪.‬‬

‫‪-42-‬‬
‫وقال ٌوحنا الحبٌب عن هذه اآلٌات وقوتها وكمٌتها ‪" :‬لو‬
‫كتبت واحدة واحدة‪ ،‬فلست أظن أن العالم نفسه ٌسع (فكرٌا ً )‬
‫الكتب المكتوبة"‪.‬‬
‫ومن أهم هذه اآلٌات ما ذكر فً العهد الجدٌد عن إشباع‬
‫الجموع‪ ،‬والحقٌقة نجد إنها آٌة خلق (راجع مت ‪، 21-11:14‬‬
‫‪9:16‬و‪ )10‬فً كلتا الحادثتٌن‪:‬‬
‫اآلٌة ال انٌة‬ ‫اآلٌة األولى‬ ‫وجه المقارنة‬
‫‪ 7‬أرغفة وقلٌل من‬
‫‪ -1‬اإلمكانٌات المتاحة ‪ 5‬أرغفة وسمكتان‬
‫صغار السمك‬
‫‪ 5‬آالف رجل ما عدا ‪4‬آالف رجل ما عدا‬
‫‪ -2‬عدد اآلكلٌن‬
‫النساء واألوالد‬ ‫النساء واألوالد‬
‫‪7‬سبلل مملوءة‬ ‫‪ 12‬قفة‬ ‫‪ -3‬ما فضل‬

‫‪ -4‬له سلطان على الموت والقٌامة‪:‬‬


‫والقٌامة‬
‫المسٌح هو الشخص الوحٌد الذي له سلطان على الموت ‪.‬‬
‫لذلك نجده ٌتحدث بوضوح لمرثا أخت مرٌم ولعازر ‪:‬قاببلً‬
‫‪.)25:11‬‬
‫فسٌحٌا‬
‫‪" +‬أنا هو والقٌامة والحٌاة من آمن بً ولو مات " (ٌو‬
‫ٌو‪.)4:1‬‬
‫الناس‬
‫‪" +‬فهو الحٌاة‪ ،‬وفٌه كانت الحٌاة والحٌاة كانت نور " (‬
‫‪" +‬وهو وحده الذي لٌس للموت سلطان علٌه"‪.‬‬
‫‪" +‬وحده له عدم الموت" (‪1‬تٌمو‪.)6:6‬‬
‫مما ٌإكد سلطانه على الموت إقامته لكثٌرٌن من الموتى‪،‬‬
‫وقد ذكر منهم فً العهد الجدٌد ثبلثة هم‪:‬‬
‫‪ -1‬ابنة ٌاٌرس (مر‪41:5‬و‪.)42‬‬

‫‪-43-‬‬
‫‪ -2‬ابن أرملة ناٌٌن (لو‪.)12:7‬‬
‫‪ -3‬لعازر (ٌو‪.)43:11‬‬
‫‪ -5‬له السلطان (كاهلل ) أن ٌضع نفسه اإلنسانٌة وله السلطان‬
‫أٌضا ً أن ٌأخذها‪ .‬كما فعل فقد‪" :‬أسلم الروح" (ٌو‪.)30:19‬‬
‫‪ -‬المسٌح قهر الموت‪ ،‬وقهر إبلٌس بموته على الصلٌب‪ ،‬وقام‬
‫بقوة حٌاة ال تزول‪.‬‬
‫‪" +‬لكً ٌبٌد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت‪ ،‬أي إبلٌس‪،‬‬
‫وٌعتق أولبك الذٌن خوفا ً من الموت‪ ،‬كانوا جمٌع اً كل حٌاتهم‬
‫تحت العبودٌة" (عب‪.)15:2‬‬
‫‪ -‬المسٌح أقام نفسه‪ ،‬إذ كان قد مات على الصلٌب ناببا ً وبدٌبلً عنا‬
‫الموتانقضوا هذا الهٌكل‬
‫كخطاة‪ ،‬لذلك فً قٌامته نقض أوجاع ‪" :‬‬
‫األموات‬
‫)‪.‬‬ ‫أٌامالقٌامة من‬
‫جسده وأنا أقٌمه فً ثبلثة (‬
‫)‬ ‫(هٌكل‬
‫‪" +‬وأما هو فكان ٌقول عن هٌكل جسده" (ٌو‪.)22-19:2‬‬
‫‪" +‬ألنً أضع نفسً آلخذها أٌضاً‪ ،‬لٌس أحد ٌؤخذها (نفسه )‬
‫منً‪ ،‬بل أضعها أنا من ذاتً ‪ .‬لً سلطان أن أضعها‪ ،‬ولً‬
‫سلطان أن آخذها أٌضا ً" (ٌو‪17:10‬و‪.)18‬‬
‫‪ -‬فالمسٌح له كل المجد قام حقا ً من األموات وظل ٌظهر‬
‫للتبلمٌذ على مدى ‪ٌ40‬وما ً‪ .‬ثم ارتفع وهم ٌنظرونه‪ ،‬وأخذته‬
‫سحابة عن أعٌنهم" (أع‪.)9:1‬‬
‫ومما سلف ال شك أن القارئ العزٌز المخلص أمام هللا‬
‫وأمام نفسه‪ ،‬ال ٌساوره أدنى شك فً انفراد المسٌح وتمٌزه‪ ،‬له‬

‫‪-44-‬‬
‫كل المجد‪ ،‬وال ٌستطٌع أن ٌساوٌه أو ٌشبهه بؤحد‪ ،‬ولكننا نقول‬
‫معا ً ‪ -‬حسب إٌماننا ‪ -‬ما قٌل بكلمة هللا‪:‬‬
‫‪" +‬وباإلجماع) بدون أي نزاع) عظٌم هو سر التقوى هللا ظهر‬
‫فً الجسد‪ ،‬تبرر فً الروح‪ ،‬تراءى لمبلبكة‪ُ ،‬كرز به بٌن‬
‫األمم‪ ،‬أومن به فً العالم رُفع فً المجد" (‪1‬تً‪.)16:3‬‬
‫الجسد لذلك ٌلزمنا اآلن أن نرجع‬ ‫‪.‬‬ ‫فالمسٌح هو هللا الظاهر فً‬
‫إلى كلمات أجور (جامع الحكمة) ابن متقٌة مسَّصا إلى إٌثٌبٌل (هللا‬
‫معن) وأ ُ َّصكال (هللا لنا بشخصه)‪ ،‬إذ ٌقول‪ ،‬قبل مجًء المسٌح بالجسد‬
‫ا‬
‫خماسٌة‬
‫‪:‬‬ ‫بحوالً ألف سنة‪ ،‬متساببلً فً صورة‬
‫‪ .‬ولم أتعلم‬ ‫‪" +‬إنً أبلد من كل إنسان‪ ،‬ولٌس لً فهم إنسان‬
‫الحكمة‪ ،‬ولم أعرف معرفة القدوس‪:‬‬
‫س‪ :1‬من صعد إلى السماوات ونزل؟‬
‫س‪ :2‬من جمع الرٌح فً حفنتٌه؟‬
‫س‪ :3‬من صرَّص المٌاه فً ثوب؟‬
‫س‪ :4‬من ثبَّصت جمٌع أطراف األرض؟‬
‫س‪ :5‬ما اسمه‪ ،‬وما اسم ابنه إن عرفت؟ (أم‪.)4-1:30‬‬
‫اإلجابة تؤتى بوضوح فً العهد الجدٌد‪:‬‬
‫"لٌس أحد صعد إلى السماء إال الذي نزل من السماء‪ ،‬ابن‬
‫اإلنسان الذي هو فً السماء " (ٌو ‪ )13:3‬أي فً نفس الوقت‬
‫الذي نزل فٌه من السما ء‪ ،‬هو موجود فً السماء فالذي مات‬
‫هو الناسوت‪ ،‬ولكن هللا حاشاه أن ٌموت! وكان المسٌح‪ ،‬له كل‬
‫المجد‪ ،‬هو هللا كامل وإنسان كامل فً نفس الوقت‪.‬‬

‫‪-45-‬‬
‫اتحاد الالهوت بالناسوت‬
‫للتوضٌح‬
‫‪:‬‬ ‫إلٌضاح هذا الحق اإللهً‪ ،‬نقدم بعض األمثلة الكتابٌة‬
‫‪ -1‬فً المذود‪( :‬راجع مت‪ ، 12-7:2‬لو‪.)7-1:2‬‬
‫الناسوت (اإلنسان ٌسوع) موجود فً المزود‪ ،‬ولكن‪:‬‬
‫كلمات المبلك للعذراء ‪" :‬القدوس المولود منك ٌدعى ابن هللا "‬
‫(البلهوت)‪.‬‬
‫للرعاة"المجد هلل فً األعالً (السماء‪ :‬فهو‬
‫‪:‬‬ ‫كلمات الجند السماوي‬
‫ببلهوته ٌمؤل الكون) وعلى األرض‬
‫السبلم (فعلً األرض ٌوجد ٌسوع‬
‫المسرة‬
‫‪.‬‬ ‫المسٌح بناسوته) وبالناس‬
‫كلمات المجوس‪" :‬رأوا الصبً (الناسوت)‪ ..‬قدموا له ‪ ..‬سجدوا‬
‫له (البلهوت)"‪.‬‬
‫‪ -2‬فً البحر ‪" :‬وكان هو فً المإخر على وسادة نابما ً‬
‫(ناسوت )‪ ..‬فقام وانتهر الرٌح وقال للبحر‬
‫اسكت ‪ ..‬ابكم (الهوت ) فسكنت الرٌح وصار‬
‫هدوء عظٌم" (مر‪38:4‬و‪.)39‬‬
‫لذلك قالوا عنه ‪" :‬من هو هذا؟ فإن الرٌح أٌضا ً والبحر ٌطٌعانه "‬
‫(مر‪ .)41:5‬له كل المجد‪.‬‬
‫‪ -3‬عند قبر لعازر‪ :‬نراه ٌبكى "بكى ٌسوع" (كإنسان )‪ ..‬وقالت له‬
‫مرثا ‪ٌ :‬ا سٌد قد أنتن ألن له أربعة أٌام ‪..‬‬
‫صرخ بصوت عظٌم ‪ :‬لعازر هلم خارجا ً‬
‫فخرج المٌت ‪ ..‬فقال حلوه ودعوه ٌذهب‬
‫(البلهوت)‪ٌ( .‬و‪35:11‬و‪39‬و‪.)43‬‬
‫‪-46-‬‬
‫مما ال شك فٌه بعد هذا كله‪ ،‬أال نقول بكل إٌمان وٌقٌن‪ ،‬عن‬
‫شخصه الكرٌم‪" :‬ربً وإلهً" (ٌو‪.)28:20‬‬
‫لذلك ٌا عزٌزي القارئ نحن نإمن بشخصه الكرٌم‪ ،‬حٌث قد‬
‫صلب أمام الكثٌرٌن‪ ،‬وبشهادة الكثٌرٌن‪ ،‬وأعلن لنا هذا الروح‬
‫القدس فً الكلمة المقدسة بكل وضوح‪ ،‬وذلك ألجلً وألجلك ‪.‬‬
‫وفً ذلك المشهد الرهٌب‪ ،‬قال اللص باإلٌمان ‪" :‬اذكرنً ٌا رب‬
‫متى جبت فً ملكوتك" وأتت اإلجابة المباركة حٌنبذ‪:‬‬
‫"الٌوم تكون معً فً الفردوس"‪.‬‬
‫شهادات عن اجتماع الالهوت والناسوت‬
‫فً شخص المسٌح‬
‫‪ -1‬شهادة ٌوحنا الحبٌب‪:‬‬
‫‪" +‬الذي رأٌناه بعٌوننا‪ ،‬الذي شاهدناه ولمسته أٌدٌنا ‪ "..‬قد رأٌنا‬
‫ونشهد ونخبركم ‪ ..‬ونكتب إلٌكم هذا لكً ٌكون فرحكم‬
‫كامبلً‪ٌ1( "..‬و‪.)4:1‬‬
‫‪ +‬أٌضا ً "والكلمة صار* جسداً وحل بٌننا (نصب خٌمته بٌننا )‪،‬‬
‫ورأٌنا مجده مجداً كما لوحٌد من اآلب مملوء نعمة وحقا ً "‬
‫(ٌو‪.)14:1‬‬
‫‪ -2‬شهادة بولس الرسول‪:‬‬
‫‪" +‬تعٌن (تبرهن) ابن هللا بقوة من جهة ر وح القداسة‪ ،‬بالقٌامة‬
‫من األموات" (رو‪3:1‬و‪.)4‬‬

‫*كممة "صار" ا‬
‫هن ال تعني التحول بل تفيد "الوجود" أو اتخاذ ومالزمة الالهوت لمناسوت‪.‬‬

‫‪-47-‬‬
‫‪" +‬صلبوا رب المجد" (‪1‬كو‪.)8:2‬‬
‫‪" +‬كنٌسة هللا التً اقتناها بدمه" (أع‪.)28:20‬‬
‫كما ٌقول‪:‬‬
‫‪ٌ" +‬وجد إله واحد ووسٌط واحد بٌن هللا والناس‪ ،‬اإلنسان‬
‫ٌسوع المسٌح" (‪1‬تً‪.)5:2‬‬
‫‪ -3‬شهادة المسٌح عن نفسه‪:‬‬
‫"أنا هو خبز الحٌاة ‪ ..‬الذي نز ل من السماء ‪ ..‬إن أكل أحد من‬
‫هذا الخبز ٌحٌا إلى األبد‪ٌ( "..‬و‪.)51-48:6‬‬
‫وأخٌراً نقول‪" :‬له ٌشهد جمٌع األنبٌاء أن كل من ٌإمن به ٌنال‬
‫باسمه غفران الخطاٌا" (أع‪.)43:10‬‬
‫وٌقول الرسول ٌوحنا ‪ :‬إن كنا نقبل شهادة الناس‪ ،‬فشهادة‬
‫هللا أعظم‪ ،‬ألن هذه هً شهادة هللا التً قد شهد بها عن ابنه‪ .‬من‬
‫ٌإمن بابن هللا فعنده الشهادة فً نفسه ‪ .‬من ال ٌصدق هللا فقد‬
‫جعله كاذبا ً ألنه لم ٌإمن بالشهادة التً قد شهد بها هللا عن ابنه ‪.‬‬
‫وهذه هً الشهادة‪" :‬أن هللا أعطانا حٌاة أبدٌة‪ ،‬وهذه الحٌاة هً‬
‫فً ابنه‪ .‬من له االبن فله الحٌاة‪ ،‬ومن لٌس له ابن هللا‪ ،‬فلً ست‬
‫له الحٌاة" (‪ٌ1‬و‪.)12-9:5‬‬

‫فلٌكن معلوما ً عندكم أنَّ خالص هللا قد أرسل‪..‬‬


‫(أع‪)28:28‬‬

‫‪-48-‬‬
-49-
-50-
‫الباب الثالث‬
‫خالص هللا‬

‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬الحصول على الخبلص ونواله‪.‬‬
‫الفصل الثانً‪ :‬شمول الخبلص ومراحله‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ٌ :‬قٌنٌة الخبلص‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تحذٌرات الخبلص‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬هل تحرف الكتاب المقدس‬
‫الخاتمة‪ :‬قالوا عن الخبلص‬

‫‪-51-‬‬
‫الباب الثاني‬
‫خالص هللا‬

‫مقدمة‬
‫إن الحدٌث عن موضوع الخبلص‪ ،‬كحقٌقة كتابٌة‪ ،‬من جمٌع‬
‫زواٌاه‪ ،‬هو اختبار النفس البشرٌة للحٌاة كهبة إلهٌة معطاة‬
‫وممنوحة لئلنسان‪ ،‬للتمتع والتلذذ بها‪ ،‬ولتقدٌم الشكر والحمد‬
‫المجد‬
‫لمانحها العظٌم الذي أتم هذا الخبلص بنفسه له كل ‪.‬‬
‫ُمً "خبلص هللا" (أع‪ .)28:28‬ونود أن نقدم اآلن ‪-‬‬‫لذلك س َ‬
‫بنعمة هللا ‪ -‬هذا الموضوع بتركٌز شدٌد‪ ،‬فً هذه الصفحات‬
‫القلٌلة‪ ،‬والتً نثق أنها ستكون سبب بركة عظٌمة‪ ،‬لِما َ تحمله‬
‫بٌن ثناٌاها‪ ،‬من‪" :‬معنى للخبلص" ‪" ،‬ومقدم هذا الخبلص‪ ،‬أي‬
‫المخلص " ‪" ،‬وصفات الخبلص وصوره "‪ .‬كذلك كٌفٌة‬
‫الحصول علٌه ‪ ،‬ومراحله‪ ،‬وما ٌصل إلٌه فً شموله وٌقٌنٌته‪،‬‬
‫وأٌضا تشبٌهاته‪ ،‬وما ٌترتب علٌه من واجبات‪ ،‬وأخٌراً من هم‬
‫الذٌن فً حاجة إلٌه‪ ،‬ومتى‪.‬‬
‫واثقٌن فً إلهنا وكلمة نعمته أن ٌضمن تؤثٌرات هذه‬
‫الكلمات للقارئ العزٌز‪ .‬ونطلب من هللا تبارك اسمه الكرٌم أن‬
‫ٌتمجد فً حٌاتنا وأقوالنا إلى أبد اآلبدٌن‪ .‬آمٌن‪.‬‬

‫‪-52-‬‬
‫الفصل األول‬
‫الحصول على الخالص‬
‫كؤس الخبلص أتناول‪( ..‬مز‪.)13:116‬‬
‫بعد أن تحدثنا عن الخبلص فً معناه العام والخاص‪ ،‬وكذلك‬
‫عن المخلص‪ ،‬وعن صور وصفات الخبلص‪ٌ ،‬لزمنا اآلن أن‬
‫اآلتٌة‬
‫نتحدث عن كٌفٌة الحصول علٌه‪ ،‬متناولٌن النقاط ‪:‬‬
‫‪ -1‬من الحصول على الخالص‬
‫إن الثمن الوحٌد الذي به تم الخبلص هو ما قد دفع على الصلٌب‬
‫مكتوب‬
‫بواسطة المسٌح له كل المجد‪ ،‬وهو الدم الكرٌم كما هو ‪:‬‬
‫‪" +‬كنٌسة هللا التً اقتناها بدمه" (أع‪.)28:20‬‬
‫رو‪24:3‬و‪.)25‬‬
‫بدمه‬
‫قدمه هللا كفارة باإلٌمان " (‬
‫‪" +‬بٌسوع المسٌح الذي‬
‫‪" +‬متبررون اآلن بدمه نخلص به من الغضب" (رو‪.)9:5‬‬
‫‪" +‬عامبلً الصلح بدم صلٌبه بواسطته" (كو‪.)20:1‬‬
‫عبأبدٌا ً‬
‫‪.)12:9‬‬ ‫فدا ًء‬
‫‪" +‬بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى األقداس فوجد " (‬
‫إن هذا الفداء ٌضمن ثبات عبلقتنا باهلل إلى األبد‪:‬‬
‫‪" +‬وسٌط العهد الجدٌد ٌسوع وإلى دم رش ٌتكلم أفضل من‬
‫هابٌل" (عب‪.)24:12‬‬
‫‪" +‬لذلك ٌسوع أٌضا ً لكً ٌقدس الشعب بدم نفسه‪ ،‬تؤلم خارج‬
‫الباب" (عب‪.)12:13‬‬

‫‪-53-‬‬
‫ماذا ٌعنً الدم‪:‬‬
‫ال شك أن الدم ٌعنً ذات ونفس وجسد المسٌح‪ ،‬بل حٌاته كما‬
‫هو مكتوب‪:‬‬
‫‪" +‬ألن نفس الجسد هً فً الدم فؤنا أعطًتكم إٌاه على المذبح‬
‫للتكفٌر عن نفوسكم‪ ،‬ألن الدم ٌكفر عن النفس" (ال‪.)11:17‬‬
‫‪" +‬ألن الدم هو النفس" (تث‪.)23:12‬‬
‫وال شك فً أن الدم هنا للكفارة أمام هللا‪ ،‬ولنوال الخبلص‬
‫من جانبنا‪ ،‬هو تدبٌر هللا لعبلج الخطٌة والخطاٌا وللحصول‬
‫على الخبلص‪ ،‬وذلك ألن‪:‬‬
‫‪" +‬النفس التً تخطئ هً تموت" (حز‪.)20:18‬‬
‫‪" +‬ألن أجرة الخطٌة هً موت" (رو‪.)23:6‬‬
‫لذلك البد من الدم الذي ٌعنً حٌاة المسٌح الكاملة وسفك وبذل‬
‫نفسه على الصلٌب أمام هللا وال شك فً أنه هو وحده فقط الذي‬
‫ٌصلح أن ٌقوم بهذا العمل (كما تناولنا سابقا ً) ألنه هو هللا الكامل‬
‫قدوس‬
‫‪.‬‬ ‫الذي اخذ صورة اإلنسان ولكن ببل خطٌة‪ ،‬ألنه‬
‫الحظ أٌضا ً أٌها القارئ العزٌز‪ :‬المكتوب عن دمه الكرٌم‪:‬‬
‫‪" +‬عالمٌن أنكم افتدٌتم ال بؤشٌاء تفنى ‪ ..‬بل بدم كرٌم كما من‬
‫حمل ببل عٌب وال دنس دم المسٌح‪ ،‬معروفا ً سابقا ً قبل‬
‫تؤسٌس العالم‪ ،‬ولكن قد أظهر فً األزمنة األخٌرة من‬
‫أجلكم" (‪1‬بط‪18:1‬و‪.)19‬‬
‫‪" +‬ودم ٌسوع المسٌح ابنه ٌطهرنا من كل خطٌة" (‪ٌ1‬و‪.)7:1‬‬

‫‪-54-‬‬
‫وسٌظل هذا الدم موضوع تسبٌح المإمنٌن إلى األبد‪ ،‬فتسبح‬
‫قلوبنا شخص الرب ٌسوع المسٌح‪ ،‬ألجل حٌاته التً أعطٌت‬
‫ألجلنا عن طرٌق الدم قابلٌن‪:‬‬
‫‪" +‬الذي أحبنا وقد َغسَّصلنا َ من خطاٌانا بدمه" (رإ‪.)5:1‬‬
‫‪" +‬مستحق أنت أن تؤخذ السفر وتفتح ختومه ألنك ُذبحت واشترٌتنا‬
‫وأمة(رإ‪.)9:5‬‬
‫هلل بدمك من كل قبٌلة ولسان وشعب "‬
‫‪ -2‬واسطة الحصول على الخالص‬
‫إن خبلص اإلنسان ٌا عزٌزي القارئ ‪ ..‬لٌس بالحكمة‬
‫اإلنسانٌة‪ ،‬أو السلوك األدبً‪ ،‬وال التدٌن والممارسات‪ ،‬أو النظم‬
‫والطرق الجسدٌة‪ ،‬وال بت حسٌن األخبلق البشرٌة‪ ،‬ولكن‬
‫الخبلص هو بعمل نعمة هللا‪ ،‬وباإلٌمان القلبً الصادق فً‬
‫شخص ربنا ٌسوع المسٌح له كل المجد‪ ،‬وهذا بفضل نعمته‬
‫المخلصة لنفوسنا لذلك نقرأ‪:‬‬
‫‪" +‬متبررٌن مجانا ً بنعمته بالفداء الذي بٌسوع المسٌح الذي‬
‫قدمه هللا كفارة‪ ،‬باإلٌمان بدمه إلظهار بره م ن أجل الصفح‬
‫عن الخطاٌا السالفة بإمهال هللا‪ ،‬إلظهار بره فً الزمان‬
‫الحاضر لٌكون باراً وٌبرر من هو من اإلٌمان بٌسوع ‪ .‬فؤٌن‬
‫االفتخار؟ قد انتفً بؤي ناموس؟ أبناموس األعمال؟ كبل بل‬
‫بناموس اإلٌمان‪ .‬إذا نحسب أن اإلنسان ٌتبرر باإلٌمان بدون‬
‫أعمال الناموس" (رو‪.)28-23:3‬‬
‫‪" +‬فإذ قد تبررنا باإلٌمان ‪ ..‬الذي به أٌضا ً قد صار لنا الدخول‬
‫مقٌمون(رو‪1:5‬و‪.)2‬‬
‫"‬ ‫باإلٌمان إلى هذه النعمة التً نحن فٌها‬

‫‪-55-‬‬
‫‪" +‬بالنعمة أنتم مخلصون‪( ..‬وٌإكد مرة أخرى ) ألنكم بالنعمة‬
‫مخلصون باإلٌمان‪ ،‬وذلك لٌس منكم هو عطٌة هللا‪ ،‬لٌس من‬
‫أعمال كٌبل ٌفتخر أحد" (أف‪.)8-5:2‬‬
‫الناس (تً‪.)11:2‬‬
‫‪" +‬ألنه قد ظهرت نعمة هللا المخلصة لجمٌع "‬
‫‪ -3‬شروط الحصول على الخالص‬
‫‪ -1‬رغبة قلبٌة‪:‬‬
‫ال بد أن ٌكون لدى اإلنسان رغبة وشوق‪ ،‬فبل شك أن هذا‬
‫األمر ٌتطلب من اإلنسان اإلفساح لعمل روح هللا القدوس فً‬
‫القلب‪،‬قاببلً‪:‬‬
‫‪" +‬ماذا ٌنبغً أن أفعل لكً أخلص" (أع‪.)30:16‬‬
‫هذا ما قاله سجان فٌلبً للرسول بولس ومن معه‪.‬‬
‫‪ -2‬توبة حقٌقٌة عن الخطٌة‪:‬‬
‫‪" +‬توبنً فؤتوب" (ار‪.)18:31‬‬
‫‪ٌ" +‬سوع‪ ..‬هذا رفعه هللا بٌمٌنه ربٌسا ً ومخلصا ً لٌعطى التوبة‬
‫وغفران الخطاٌا‪( "..‬أع‪30:5‬و‪.)31‬‬
‫‪" +‬فلما سمعوا ذلك سكتوا‪ ،‬وكانوا ٌمجدون هللا قابلٌن إذاً‬
‫أعطى هللا األمم أٌضا ً التوبة للحٌاة" (أع‪.)18:11‬‬
‫الحظ معً فً حادثة المرأة الخاطبة التً أمسكت فً زنا‪،‬‬
‫قول الرب ٌسوع لها "فقال ٌسوع وال أنا أدٌنك ‪ ..‬اذهبً وال‬
‫تخطبً أٌضا ً" (ٌو‪.)11:8‬‬
‫‪ -3‬اإلتٌان إلى المسٌح باإلٌمان‪:‬‬
‫‪-56-‬‬
‫الحظ‪" :‬الكلمة قرٌبة منك فً فمك وفً قلبك أي كلمة ا إلٌمان‬
‫التً نكرز بها"‪.‬‬
‫‪" +‬ألنك إن اعترفت بفمك بالرب ٌسوع وآمنت بقلبك أن هللا‬
‫أقامه من األموات خلصت"‪.‬‬
‫‪" +‬ألن القلب ٌإمن به للبر والفم ٌعترف به للخبلص ‪ ..‬ألن كل‬
‫من ٌدعو باسم الرب ٌخلص‪( "..‬رو‪.)13-8:10‬‬
‫الحظ ما ذكر فً إنجٌل لوقا عن المرأة الخاطبة‪ ،‬وماذا فعلت‬
‫حٌنما علمت بوجود المخلص فً بٌت الفرٌسً مكتوب‪:‬‬
‫‪" +‬جاءت بقارورة طٌب ووقفت عند قدمٌه من ورابه باكٌة‬
‫وابتدأت تبل قدمٌه بالدموع‪ ،‬وكانت تمسحها بشعر رأسها‬
‫وتقبل قدمٌه وتدهنهما بالطٌب" لذلك قال لها تبارك اسمه‪:‬‬
‫‪" +‬مغفورة لك خطاٌاك ‪ ..‬إٌمانك قد خلصك ‪ ..‬اذهبً بسبلم "‬
‫(لو‪.)50-36:7‬‬
‫الحظ ما ٌقوله الكتاب ‪" :‬وأما كل الذٌن قبلوه فؤعطاهم سلطانا ً‬
‫أن ٌصٌروا أوالد هللا أي المإمنون باسمه" (ٌو‪.)12:1‬‬
‫‪" +‬فقبلوا كبلمه بفرح" (أع‪.)41:2‬‬
‫كثٌرون (أع‪11:17‬و‪.)12‬‬
‫"‬ ‫نشاط فآمن منهم‬
‫‪" +‬فقبلوا الكلمة بكل ‪..‬‬
‫‪ -4‬من ٌحصل على الخالص‪ ،‬وكٌف‬
‫‪ -1‬الخالص مقدم لكل إنسان‪:‬‬
‫الحظ قول الرسول بولس عن نفسه أوالً ثم لتٌموثاوس‪:‬‬

‫‪-57-‬‬
‫‪" +‬صادقة هً الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسٌح ٌسوع جاء‬
‫إلى العالم لٌخلص الخطاة الذٌن أولهم أنا" (‪1‬تً‪.)15:1‬‬
‫‪" +‬وأنك منذ الطفولٌة تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك‬
‫(تعقلك ‪ -‬تإكد لك ) للخبلص باإلٌمان ا لذي فً المسٌح‬
‫ٌسوع" (‪2‬تً‪.)15:3‬‬
‫ومن هنا نعرف كٌف حصل بولس على الخبلص‪ ،‬بواسطة‬
‫إعبلن وظهور شخص ٌسوع المخلص له شخصٌا ً (كاختبار‬
‫شخصً) قاببلً له ‪" :‬شاول شاول لماذا تضطهدنً ‪ ..‬أنا ٌسوع‬
‫"‬ ‫الذي أنت تضطهده ‪ .‬صعب علٌك ان ترفس مناخس‬
‫(أع‪4:9‬و‪.)5‬‬
‫وال شك فً أن هذا االختبار لم ٌُنس من حٌاة شاول‪ ،‬الذي‬
‫(راجع‬ ‫صار بولس الرسول‪ ،‬بل كان ٌتحدث به كثٌراً‬
‫أع‪.)19-12:26 ، 16-5:22‬‬
‫بالخوف (ٌه‪.)22:‬‬
‫"‬ ‫بالخوفوخلصوا البعض‬
‫"‬ ‫‪ +‬قد تخلص النفوس‬
‫نعرف أٌضا ً كٌف وصلت رسالة الخبلص إلى تٌموثاوس‬
‫وغٌره بواسطة الكتب المقدسة (أسفار العهد القدٌم )‪ ،‬وال شك‬
‫اآلن فً أن الكتاب المقدس قد اكتمل من بداٌته أي من التكوٌن‬
‫حتى سفر الرإٌا‪ ،‬وإن كانت هذه األسفار لم تكن متاحة كلها فً‬
‫أٌام تٌموثاوس‪ ،‬ولكن وصلت إلٌه الرسالة‪ ،‬مما هو متاح منها‬
‫وبعد ذلك غالباً‪ ،‬تؤكد من أمر خبلصه بواسطة الرسول بولس‬
‫فً الرحلة الكرازٌة األولى‪ ،‬وبدأ ٌرا فقه من الرحلة الكرازٌة‬
‫الثانٌة (أع‪ ، 14‬مع أع‪.)16‬‬

‫‪-58-‬‬
‫ٌا من تعبتم بحملكم‬ ‫حاالً تعالوا إلى المسٌح‬
‫من حمله ثقٌل‬ ‫فهو الذي لطفه ٌرٌح‬

‫‪ -2‬الخالص للعائلة‪:‬‬
‫إذا كان الخبلص ‪ -‬بكل تؤكٌد ‪ -‬اختبار شخصً للفرد ‪.‬‬
‫فاألسرة مكونة من أفراد‪ ،‬فبل بد من اختبار شخصً لكل فرد‬
‫من أفراد األسرة‪ ،‬فاهلل له رغبة لخبلص كل العابلة ‪ .‬ومن أمثلة‬
‫ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬بٌت سجان فٌلبً‪:‬‬
‫فالرسالة التً قدمت كانت رسالة لكل البٌت الحظ القول‪:‬‬
‫‪" +‬آمن بالرب ٌسوع المسٌح فتخلص‪ ،‬أنت وأهل بٌتك"‪.‬‬
‫‪" +‬وكلماه وجمٌع من فً بٌته بكلمة الرب"‪.‬‬
‫والنتٌجة هً إٌمان الكل‪ ،‬وخبلص كل األسرة‪.‬‬
‫باهلل ( أع‪.)34-25:16‬‬
‫‪" +‬وتهلل مع جمٌع بٌته إذ كان قد آمن "‬
‫وال شك فً أن رسالة الخبلص وصلت هنا بواسطة‬
‫الكرازة بإنجٌل الخبلص "ألنً لست أستحً بإنجٌل المسٌح‬
‫ألنه قوة هللا للخبلص لكل من ٌإمن ‪( "..‬قابل رو ‪ 16:1‬مع‬
‫‪1‬كو‪.)21:1‬‬
‫ب‪ -‬بٌت زكا العشار‪:‬‬
‫له كل المجد لزكا ربٌس‬ ‫الحظ قول ٌسوع المخلص‬
‫العشارٌن‪ ،‬الرجل الغنً‪:‬‬

‫‪-59-‬‬
‫‪ٌ" +‬ا زكا أسرع وانزل‪ ،‬ألنه ٌنبغً أن امكث الٌوم فً بٌتك"‪.‬‬
‫وبعد أن أسرع زكا وقبل المسٌح ٌسوع المخلص فرحا ً‬
‫وأعلن إٌمانه وخبلص نفسه‪ ،‬وأنه سٌكرس حٌاته للرب (بعد‬
‫شعوره بؤنه قد ظلم اآلخرٌن ) فؤعطى الكل‪ ،‬لذلك أجابه الرب‬
‫ٌسوع قاببلً‪:‬‬
‫‪" +‬الٌوم حصل خبلص لهذا البٌت إذ هو أٌضا ابن إبراهٌم‪،‬‬
‫ألن ابن اإلنسان قد جاء لكً ٌطلب وٌخلص ما قد هلك "‬
‫(لو‪.)10-1:19‬‬
‫زٌارة عابلٌة‬
‫‪.‬‬ ‫وهنا وصلت الكرازة ورسالة الخبلص باإلٌمان بواسطة‬
‫ج‪ -‬الخالص مقدم للجمٌع‪:‬‬
‫مما ال شك فٌه أن هللا ٌهتم بخبلص الفرد‪ ،‬وكذ لك بخبلص‬
‫العابلة‪ ،‬وأٌضا بخبلص الجمٌع‪" ،‬ألن هذا حسن ومقبول لدى‬
‫مخلصنا هللا الذي ٌرٌد أن جمٌع الناس ٌخلصون وإلى معرفة‬
‫الحق ٌقبلون" (‪1‬تً‪.)4:2‬‬
‫وٌظهر ذلك بكل وضوح فً حادثة ٌوم الخمسٌن‪ ،‬حٌنما‬
‫وقف الرسول بطرس متحدثا ً للجمٌع‪ ،‬الذٌن اجتمعوا‪ ،‬من‬
‫حوالً خمسة عشرة أمة فً أورشلٌم‪ ،‬مقدما ً رسالة كرازٌة‬
‫عظٌمة‪ ،‬وممسوحة بالروح القدس ‪ .‬وكانت النتابج عظٌمة ‪.‬‬
‫الحظ معً ٌا عزٌزي القارئ‪:‬‬
‫‪" +‬فلما سمعوا نخسوا فً قلوبهم‪ ،‬وقالوا لبطرس ولسابر‬
‫الرسل‪ :‬ماذا نصنع أٌها الرجال االخوة؟"‪.‬‬
‫‪ +‬فقال لهم بطرس ‪" :‬توبوا ولٌعتمد كل واحد منكم على اسم‬
‫ٌسوع المسٌح لغفران الخطاٌا‪ ،‬فتقبلوا عطٌة الروح القدس"‪.‬‬
‫‪-60-‬‬
‫‪" +‬فقبلوا كبلمه بفرح واعتمدوا‪ ،‬وانضم فً ذلك الٌوم نحو‬
‫ثبلثة آالف نفس" (أع‪.)41-37:2‬‬
‫د‪ -‬الخالص متاح لكل العالم‪:‬‬
‫(األرض) كان‬ ‫إن مجًء المسٌح له كل المجد إلى عالمنا‬
‫خصٌصا ً ألجل كل العالم‪ ،‬الحظ معً اآلتً‪:‬‬
‫‪" +‬ألنه هكذا أحب هللا العالم حتى بذل ابنه الوحٌد لكً ال ٌهلك‬
‫كل من ٌإمن به‪ ،‬بل تكون له الحٌاة األبدٌة‪ ،‬ألنه لم ٌرسل‬
‫"‬ ‫هللا ابنه إلى العالم لٌدٌن العالم بل لٌخلص به العالم‬
‫(ٌو‪16:3‬و‪.)17‬‬
‫‪" +‬ونحن قد نظرنا ونشهد أن اآلب قد أرسل االبن مخلصا ً‬
‫للعالم" (‪ٌ1‬و‪.)14:4‬‬
‫‪" +‬ألننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقٌقة المسٌح‬
‫مخلص العالم" (ٌو‪.)42:4‬‬
‫‪" +‬اذهبوا إلى العالم أجمع‪ ،‬واكرزوا باإلنجٌل للخلٌقة كلها ‪ .‬من‬
‫آمن واعتمد خلص" (مر‪15:16‬و‪.)16‬‬
‫ونعلم من كلمة هللا أن العالم ٌنقسم إلى ثبلث فبات‪:‬‬
‫‪ٌ" +‬هود‪ ،‬أمم‪ ،‬كنٌسة هللا" (‪1‬كو‪)32:10‬‬
‫وكنٌسة هللا ال بد أن تكون من أفراد مإمنٌن ومخلصٌن‪،‬‬
‫فالخبلص كان للكل‪ .‬ونذكر على سبٌل المثال كٌف تعامل هللا‬
‫مع الشعب األرضً وكذلك األمم فلهذا األمر أهمٌته الخاصة‪:‬‬
‫أووً‪ :‬الشعب األرضً (الٌهود)‪:‬‬
‫‪ -1‬ماضٌا ً‪:‬‬
‫‪-61-‬‬
‫‪" +‬فخلصهم من أجل اسمه لٌعرف بجبروته ‪ ..‬وخلصهم من ٌد‬
‫المبغض" (مز‪8:106‬و‪.)10‬‬
‫‪" +‬فقال موسى للشعب‪ :‬ال تخافوا‪ .‬قفوا وانظروا خبلص الرب‬
‫الذي ٌصنعه لكم الٌوم" (خر‪.)13:14‬‬
‫وال شك أن هذه اآلٌة كانت ترجمتها هً إتمام خروج‬
‫الشعب من مصر حٌث كانت العبودٌة لهم‪ ،‬كما ورد فً‬
‫(خر‪.)31:14 – 40:12‬‬
‫لذلك ترنم داود قاببلً‪" :‬إله صخرتً به أحتمً‪ ،‬ترسي وقرن‬
‫خبلصً‪ ،‬ملجؤي ومناصً مخلصً من الظلم تخلصنً ‪ .‬أدعو‬
‫أعدابً(‪2‬صم‪3:22‬و‪.)4‬‬‫"‬ ‫الرب الحمٌد فؤتخلص من‬
‫وال شك فً أن هللا ٌتعامل حالٌا ً مع كثٌرٌن منهم حسب‬
‫"‬ ‫أقوال الرسول بولس "إلٌكم أرسلت كلمة هذا الخبلص‬
‫(أع‪.)26:13‬‬
‫‪ -2‬مستقبالً‪:‬‬
‫‪" +‬هو ٌؤتً وٌخلصكم" (إش‪.)4:35‬‬
‫‪" +‬أم ا إسرابٌل فٌخلص بالرب خبلصا ً أبدٌا ً" (إش‪.)17:45‬‬
‫‪ٌ" +‬خلصهم الرب إلههم فً ذلك الٌوم‪( "..‬زك‪.)16:9‬‬
‫‪" +‬ألنً أنا معك ٌقول الرب ألخلصك" (إر‪10:30‬و‪.)11‬‬
‫إلههم(هو‪.)7:1‬‬
‫‪" +‬وأما بٌت ٌهوذا فؤرحمهم وأخلصهم بالرب "‬
‫‪" +‬فاخلص غنمً فبل تكون بعد غنٌمة‪( "..‬حز‪.)22:34‬‬

‫‪-62-‬‬
‫‪" +‬وهم ٌصر خون بصوت عظٌم قابلٌن ‪ :‬الخبلص إللهنا‬
‫الجالس على العرش وللخروف" (رإ‪.)10:7‬‬
‫‪" +‬وهكذا سٌخلص جمٌع إسرابٌل" (أع‪ 37:5‬مع رو‪.)26:11‬‬
‫انٌا ً‪ :‬الخالص لألمم‪:‬‬
‫"‬ ‫(الٌهود ) صار الخبلص لؤلمم إلغارتهم‬ ‫‪" +‬بل بزلتهم‬
‫(رو‪.)11:11‬‬
‫‪" +‬فقد جعلتك نوراً لؤلمم لتكون خبلص إلى أقصى األرض "‬
‫(إش‪.)6:49‬‬
‫‪" +‬قد شمر الرب عن ذراع قدسه أمام عٌون كل األمم فترى‬
‫كل أطراف األرض خبلص إلهنا" (إش‪.)10:52‬‬
‫‪.." +‬وكانوا ٌمجدون هللا قابلٌن إذاً أعطى هللا األمم أٌضا التوبة‬
‫للحٌاة" (أع‪.)18:11‬‬

‫‪-63-‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫شمول الخالص ومراحله‬
‫كم نشكر إلهنا من كل القلب ألن خبلص هللا ‪ ،‬عن طرٌق‬
‫مخلصنا ربنا ٌسوع المسٌح تبارك اسمه الكرٌم‪ ،‬لم ٌنقذ اإلنسان‬
‫بوجه عام من خطاٌاه الماضٌة‪ ،‬بل ٌشمل خبلصه أٌضا ً الماضً‬
‫والحاضر والمستقبل‪ ،‬من كل جانب‪ ،‬روحا ً ونفسا ً وجسداً ‪ .‬وهذا‬
‫كاآلتً‬
‫نجده فً كل مراحل خبلص هللا لئلنسان‪: ،‬‬
‫‪ -1‬الخالص من دٌنونة الخطٌة وعقابها وأجرتها‪:‬‬
‫هذه هً بداٌة مراحل الخبلص لئلنسان‪ ،‬فمجرد أن ٌؤتً‬
‫معترفا ً بخطاٌاه ومتشوقا ً للخبلص‪ ،‬ومتجها ً باإلٌمان إلى المخلص‬
‫ربنا ٌسوع المسٌح‪ٌ ،‬تمتع بغفران الخطاٌا والنجاة من دٌنونة‬
‫الخطٌة (أي الموت األبدي ) "ألن أجرة الخطٌة هً موت "‬
‫هللا‬
‫(رو‪ ،)23:6‬كما ٌقول الوحًوٌإكد لكل نفس من كلمة ‪.‬‬
‫‪" +‬الذي خلصنا‪ ،‬ودعانا دعوة مقدسة‪ ،‬ال بمقتضى أعمالنا‪ ،‬بل‬
‫بمقتضى القصد والنعمة التً أعطٌت لنا فً المسٌح ٌسوع‪،‬‬
‫قبل األزمنة األزلٌة" (‪2‬تً‪.)9:1‬‬
‫وهذا هو تجدٌد الروح القدس‪ ،‬وٌتم بالوالدة الثانٌة التً هً‬
‫من فوق‪ ،‬بقوة الروح القدس وسلطان الكلمة الحٌة‪.‬‬
‫‪" +‬ألننا كنا نحن أٌضا ً قببلً أغبٌاء غٌر طابعٌن ضالٌن‬
‫مستعبدٌن لشهوات ولذات مختلفة‪ ،‬عابشٌن فً الخبث‬
‫والحسد‪ ،‬ممقوتٌن مبغضٌن بعضنا ً بعضا ً ولكن حٌن ظهر‬
‫لطف مخلصنا هللا وإحسانه‪ ،‬ال بؤعمال فً بر عملناها نحن‪،‬‬

‫‪-64-‬‬
‫بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل المٌبلد الثان ي وتجدٌد‬
‫الروح القدس الذي سكبه بغنى علٌنا بٌسوع المسٌح‬
‫مخلصنا" (تً‪.)6-3:3‬‬
‫الحظ أقوال ربنا ومخلصنا ٌسوع المسٌح لنٌقودٌموس عن‬
‫الوالدة الثانٌة‪:‬‬
‫‪" +‬الحق الحق أقول لك إن كان أحد ال ٌولد من فوق‪ ،‬ال ٌقدر‬
‫أن ٌرى ملكوت هللا"‪.‬‬
‫‪" +‬الحق الحق أقول لك إن كان أحد ال ٌولد من الماء والروح‬
‫ال ٌقدر أن ٌدخل ملكوت هللا"‪.‬‬
‫‪" +‬ال تتعجب أنً قلت لك ٌنبغً أن تولدوا من فوق ‪ ..‬هكذا كل‬
‫من ولد من الروح" (ٌو‪3:3‬و‪5‬و‪7‬و‪.)8‬‬
‫وهذه الوالدة الثانٌة بواسطة القدرة اإللهٌة‪ ،‬هً والدة روحٌة‪،‬‬
‫كقول الكتاب المقدس‪:‬‬
‫‪" +‬وأما كل الذٌن قبلوه فؤعطاهم سلطانا ً أن ٌصٌروا أوالد هللا‬
‫(تناسل‬ ‫أي المإمنون باسمه ‪ .‬الذٌن ولدوا لٌس من دم‬
‫طبٌعً) وال من مشٌبة جسد (إشارة للمرأة )‪ ،‬وال من مشٌبة‬
‫رجل‪ ،‬بل من هللا" (ٌو‪12:1‬و‪.)13‬‬
‫‪ -2‬الخالص من سلطان الخطٌة‪:‬‬
‫أي الخبلص من سٌادة وسٌطرة الخطٌة‪ ،‬حالٌاً‪ ،‬للمإمن‬
‫الذي تمتع بالخبلص من دٌنونتها وعقابها (كما سلف )‪ ،‬وهذا‬
‫ٌتطلب منً‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن أحسب نفسً ٌومٌا ً مٌتا ً عن الخطٌة‪:‬‬
‫‪-65-‬‬
‫‪" +‬احسبوا أنفسكم أمواتا عن الخطٌة‪ ،‬ولكن أحٌاء هلل بالمسٌح‬
‫ٌسوع ربنا" (رو‪.)11:6‬‬
‫‪" +‬فؤمٌتوا أعضابكم التً على األرض ‪ :‬الزنا النجاسة الهوى‬
‫الشهوة الردٌة الطمع الذي هو عبادة األوثان" (كو‪.)5:3‬‬
‫ب‪ -‬حٌاة الحذر والتدقٌق فً السلوك العملً‪:‬‬
‫‪" +‬تمموا خبلصكم (أظهروا حقٌقة الخبلص‪ ،‬أو استثمروا‬
‫خبلصكم) بخوف ورعدة (بحذر وتدقٌق )‪ ..‬افعلوا كل شًء‬
‫ببل دمدمة وال مجادلة‪ ..‬لكً تكونوا ببل لوم وبسطاء‪ ،‬أوالد‬
‫هللا ببل عٌب‪ ،‬وسط جٌل معوج وملتو تضٌبون بٌنهم كؤنوار‬
‫فً العالم" (فً‪.)16-12:2‬‬
‫ج‪ -‬التمسك بكلمة الحٌاة‪:‬‬
‫‪" +‬متمسكٌن بكلمة الحٌاة" وال شك فً أن هذا مفٌد ورابع ج ّداً‬
‫فً محاربة إبلٌس‪ ،‬كما كان سٌدنا وقابدنا ومخلصنا ربنا‬
‫ٌسوع المسٌح متمسكا ً بالكلمة فً كل محاربات إبلٌس له‪،‬‬
‫قاببلً‪" :‬مكتوب‪( "..‬مت‪4:4‬و‪7‬و‪.)10‬‬
‫ومن الجانب اإلل هً نجد أن شفاعة ربنا ٌسوع المسٌح‪،‬‬
‫اآلن ألجلنا فً السماء كما هو مكتوب‪:‬‬
‫‪" +‬فباألولى كثٌراً ونحن مصالحون (اآلن) نخلص بحٌاته‬
‫(شفاعته)" (رو‪.)10:6‬‬
‫‪" +‬فمن ثم ٌقدر أن ٌخلص إلى التمام الذٌن ٌتقدمون به إلى هللا‬
‫إذ هو حً فً كل حٌن لٌشفع فٌهم" (عب‪.)25:7‬‬

‫‪-66-‬‬
‫وال شك فً أن ه ذا العمل كفٌل جداً بؤن ٌجعل كل شخص‬
‫مإمن مخلص بالنعمة‪ٌ ،‬حٌا حٌاة القداسة العملٌة لتناسب مع‬
‫مقامه فً المسٌح ٌسوع‪ ،‬متمما ً القول‪:‬‬
‫‪" +‬بل نظٌر القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أٌضا قدٌسٌن فً‬
‫"‬ ‫كل سٌرة ‪ .‬ألنه مكتوب كونوا قدٌسٌن ألنً أنا قدوس‬
‫(ال‪ 44:11‬مع ‪1‬بط ‪15:1‬و‪ٌ ،16‬و ‪1 ، 17:17‬كو ‪، 2:1‬‬
‫عب‪.)1:2‬‬
‫‪ -3‬الخالص من جسد (وجود) الخطٌة‪:‬‬
‫وهذا هو الخبلص األخٌر الذي ٌنتظره كل مإمن‪ ،‬مخلص‬
‫بالنعمة‪ ،‬بعد أن تؤكد من حصوله على الخبلص من دٌنونة‬
‫الخطٌة‪ ،‬وصار متمتعا ً حالٌا ً بشفاعة ربنا ٌسوع المسٌح‪ ،‬الذي‬
‫ٌساعده على التحرر من سلطان الخطٌة ‪ .‬وهذا هو ما قد ذكر‬
‫فً كلمة هللا الستعداد نفوسنا وانتظارنا للتحرر من جسد‬
‫الخطٌة‪.‬‬
‫‪" +‬هذا وإنكم عارفون الوقت أنها اآلن ساعة لنستٌقظ من النوم ‪.‬‬
‫آمنا(رو‪.)11:13‬‬
‫فإن خبلصنا اآلن أقرب مما كان حٌن "‬
‫وهذا هو فداء الجسد (خبلص الجسد)‪:‬‬
‫‪" +‬نحن أنفسنا أٌضا تبن فً أنفسنا متوقعٌن التبنً فداء أجسادنا‬
‫مجده (رو‪ ، 23:8‬أف‪.)14:1‬‬‫"وأٌضا ً" لفداء المقتنً لمدح "‬
‫"‬ ‫‪" +‬وال تحزنوا روح هللا القدوس الذي به ختمتم لٌوم الفداء‬
‫(أف‪.)30:4‬‬

‫‪-67-‬‬
‫وهذا سٌتم عند مجًء ربنا ٌسوع المسٌح من السماء ألخذ‬
‫الكنٌسة (المإمنٌن المخلصٌن ) واختطافها‪ ،‬حٌث نكون مع‬
‫الرب فً كل حٌن‪ ،‬وٌتم تمجٌد القدٌسٌن‪ ،‬بما ٌتناسب مع عمله‬
‫الكامل‪ ،‬ومركزهم الشرعً فٌه‪ ،‬وبواسطته له كل المجد ‪ .‬الحظ‬
‫معً عزٌزي القارئ أقوال الوحً المقدس‪:‬‬
‫‪" +‬ألن الذٌن سبق فعرفهم‪ ،‬سبق فعٌنهم ‪ ..‬فهإالء دعاهم ‪..‬‬
‫فهإالء بررهم أٌضا ً‪ ..‬مجدهم أٌضا ً" (رو‪29:8‬و‪.)30‬‬
‫‪" +‬فإن سٌرتنا* نحن هً في السماوات التً منها أٌضا ً ننتظر‬
‫مخلصا ً هو الرب ٌسوع المسٌح‪ ،‬الذي سٌغٌر شكل جسد‬
‫تواضعنا لٌكون على صورة جسد مجده‪ ،‬بحسب عمل‬
‫استطاعته أن ٌخضع لنفسه كل شًء" (فً‪20:3‬و‪.)21‬‬
‫‪" +‬متى أُظهر المسٌح حٌاتنا‪ ،‬فحٌنبذ ُتظهرون أنتم أٌضا معه‬
‫فً المجد" (كو‪.)4:3‬‬
‫"‬ ‫‪" +‬ولكن نعلم أ نه إذا أظهر نكون مثله ألننا سنراه كما هو‬
‫(‪ٌ1‬و‪.)2:3‬‬
‫قاربً العزٌز‪ ،‬لٌتك تكون قد تؤكدت من أمر خبلصك‬
‫وقبولك المخلص الوحٌد ربنا ٌسوع المسٌح ! ولٌت كل شخص‬
‫قد تمتع بالمخلص‪ ،‬أن ٌحٌا حٌاة القداسة العملٌة‪ ،‬منتظراً‬
‫العرٌس المبارك‪ .‬آمٌن!!‪.‬‬

‫*سيرتنا تأتي بمعنى جنسيتنا "‪."Our Citizen Ship‬‬

‫‪-68-‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫يقينية الخالص‬
‫و أنسى أننً بعد أن قبلت الرب ٌسوع مخلصا ً شخصٌا ً‬
‫لحٌاتً فً نهاٌة فبراٌر ‪1979‬م‪ ،‬اجتزت (فً أثناء سروري‬
‫وفرحً بالخبلص والمخلص ) بمرحلة عصٌبة جداً وهً الشك‪،‬‬
‫ال سٌما فً أمر خبلصً‪ ،‬وبخاصة حٌنما كنت أفكر فً‬
‫الخطٌة‪ ،‬أو انظر إلى بعض مشاهدها‪ ،‬وكانت حٌاتً ملٌبة‬
‫بالصر اعات الفكرٌة والنفسٌة‪ ،‬وكذلك الجسدٌة‪ ،‬ال سٌما الن‬
‫المرحلة التً كنت أجتاز فٌها حٌنبذ‪ ،‬كانت تإهلنً لذلك‪.‬‬
‫لكن الشًء الذي أذكره جٌداً هو أننً بدأت أتحدث مع‬
‫بعض القدٌسٌن األفاضل فً هذا األمر‪ ،‬فقال لً أحدهم أهنبك ‪:‬‬
‫الن الشك عبلمة خبلصك باإلٌمان‪ ،‬وقبولك المخلص‪ ،‬وس كنى‬
‫الروح القدس فً قلبك‪ .‬فتهلل قلبً فً تلك الساعة‪.‬‬
‫عزٌزي القارئ دعنً أحدثك عن مصادر الٌقٌنٌة ألمر‬
‫الخبلص وقبولك المخلص ربنا ٌسوع المسٌح‪ ،‬وأهم مظاهر‬
‫ذلك العمل اإللهً‪:‬‬
‫‪ -1‬روح هللا القدوس‪:‬‬
‫‪" +‬أخذتم روح التبنً الذي به نصرخ ٌا أبا اآلب ‪ .‬الروح نفسه‬
‫أٌضا ٌشهد ألرواحنا أننا أوالد هللا" (رو‪15:8‬و‪.)16‬‬
‫هذا هو دور الروح القدس وعمله فً كل مإمن على حدة‪،‬‬
‫ال سٌما فً بداٌة الخبلص‪.‬‬

‫‪ -2‬كلمة هللا للنفس المخلصة‪:‬‬

‫‪-69-‬‬
‫‪" +‬ألننً عالم بمن آمنت‪ ،‬وموقن أنه قادر أن ٌحفظ ودٌعتً‬
‫إلى ذلك الٌوم" (‪2‬تً‪.)12:1‬‬
‫سه والشرٌر ال ٌمسه ‪..‬‬ ‫‪" +‬المولود من هللا ٌحفظ (ابن هللا ) نف‬
‫ونحن فً الحق فً ابنه ٌسوع المسٌح" (‪ٌ1‬و‪18:5‬و‪.)20‬‬
‫‪ -3‬شهادة المحٌطٌن‪:‬‬
‫قٌل عن فلٌمون‪" :‬ألن لنا فرحا ً كثٌراً وتعزٌة بسبب محبتك ألن‬
‫أحشاء القدٌسٌن قد استراحت بك أٌها األخ" (فل‪.)7:‬‬
‫وقٌل عن األعمى ‪" :‬فالجٌران والذٌن كانوا ٌرونه قببلً أنه كان‬
‫أعمى‪ٌ( "..‬و‪.)8:9‬‬
‫وعن غاٌس‪" :‬أٌها الحبٌب أنت تفعل باألمانة كل ما تصنعه‬
‫إلى اإلخوة وإلى الغرباء الذٌن شهدوا بمحبتك أمام الكنٌسة "‬
‫(‪ٌ3‬و‪5:‬و‪.)6‬‬
‫وشهدت امرأة من نساء بنً األنبٌاء عن زوجها أمام ألٌشع‪،‬‬
‫بالقول‪" :‬وأنت تعلم أن عبدك كان ٌخاف الرب" (‪2‬مل‪.)1:4‬‬
‫‪ -4‬محبة المؤمنٌن‪:‬‬
‫‪" +‬نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحٌاة ألننا نحب‬
‫اإلخوة" (‪ٌ1‬و‪.)14:3‬‬
‫‪ -5‬حٌاة الغلبة‪:‬‬
‫‪" +‬ألن كل من ولد من هللا ٌغلب العالم ‪ .‬وهذه هً الغلبة التً‬
‫تغلب العالم إٌماننا‪ .‬من هو الذي ٌغلب العالم إال الذي ٌإمن‬
‫أن ٌسوع هو ابن هللا" (‪ٌ1‬و‪4:5‬و‪.)5‬‬
‫‪ -6‬اوعتراف بالخطٌة وكراهٌتها‪:‬‬
‫ال شك فً أن المإمن الحقٌقً الذي تمتع بالمخلص‪ ،‬وسكن‬
‫فٌه روح هللا القدوس‪ٌ ،‬جب أن ال ٌحزنه (أف‪ )30:4‬سقوطه‬
‫فً الخطٌة واالستمرار فٌها بل ٌحزن حٌنما ٌسقط وٌعترف‬

‫‪-70-‬‬
‫بخطٌته‪ ،‬وال ٌعٌش فٌها‪ ،‬مثلما حدث مع سمعان بطرس بعدما‬
‫أنكر الرب ثبلث مرات‪:‬‬
‫‪" +‬فخرج وبكى بكا ًء مرَّص اً" (لو‪.)61:22‬‬
‫الحظ أقوال بولس الرسول‪:‬‬
‫‪"..‬‬ ‫‪" +‬نحن الذٌن متنا عن الخطٌة‪ ،‬كٌف نعٌش بعد فٌها‬
‫(رو‪.)2:6‬‬
‫‪ -7‬ممارسة وسائط النعمة‪:‬‬
‫إن أعظم مثال واضح لذلك هو بولس الرسول الذي كان‬
‫شاول الطرسوسً المجدف والمضطهد والمفتري(‪1‬تً‪.)13:1‬‬
‫بعدما تقابل مع المخلص الرب ٌسوع المسٌح‪ٌ ،‬ذكر عنه اآلتً‪:‬‬
‫‪" +‬ألنه هوذا ٌصلً"‪.‬‬
‫‪" +‬وكان شاول مع التبلمٌذ"‪.‬‬
‫هللا‬
‫‪" +‬وللوقت جعل ٌكرز فً المجامع بالمسٌح أن هذا هو ابن "‪.‬‬
‫‪" +‬وأما شاول فكان ٌزداد قوة‪ ..‬محققا ً أن هذا هو المسٌح"‪.‬‬
‫‪" +‬فكان معهم (التبلمٌذ ‪ -‬المإمنٌن ) ٌدخل وٌخرج وٌجاهر‬
‫باسم الرب ٌسوع" (راجع أع‪.)28-11:9‬‬
‫‪ +‬وهكذا أٌضا كل القدٌسٌن ‪" :‬وكانوا ٌواظبون على تعلٌم‬
‫الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" (أع‪.)42:2‬‬

‫‪-71-‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫تحذيرات الخالص‬
‫بكل محبة مخلصة‪ ،‬نقول برأفة هللا محذرٌن من‪:‬‬
‫‪ -1‬التمسك بمخ ِّلص بشري‪:‬‬
‫نعلم من كلمة هللا أن بعض األفراد ذكر عنهم بالفعل انهم‬
‫مُخلِّصٌن‪ ..‬من أمثال هإالء‪:‬‬
‫أ‪ -‬عثبٌل بن قناز أخا كالب األصغر‪( .‬قض‪.)9:3‬‬
‫ب‪ -‬إهود بن جٌرا البنٌامٌنً‪( .‬قض‪.)15:3‬‬
‫ج‪ -‬فً أٌام ٌهوآحاز‪2( .‬مل‪.)5:13‬‬
‫ٌُذكر أٌضا عن آخرٌن "مُخلِّصٌن خلصوهم "‪" ،‬وٌصعد‬
‫مخلِّصون‪ ..‬لٌدٌنوا‪( "..‬نح‪ ، 27:9‬عو‪.)21:‬‬
‫هإالء جمٌعا ً رغم أنهم مُخلِّصٌن‪ ،‬لكن خبلصهم للشعب كان‬
‫وقتٌا ً من عبودٌة الشعوب‪ ،‬ولزمن محدود‪ ،‬ولٌس له عبلقة‬
‫بالخبلص من دٌنونة الخطٌة أو أي وجه آخر أو مرحلة أخرى من‬
‫الخطٌة‬
‫‪:‬‬ ‫مراحل الخبلص‪ .‬ألن المسٌح وحده هو المخلص من‬
‫‪" +‬ولٌس بؤحد غٌره الخبلص‪ .‬ألن لٌس اسم آخر تحت السما ء‬
‫قد أعطً بٌن الناس‪ ،‬به ٌنبغً أن نخلص" (أع‪.)12:4‬‬
‫‪ -2‬شخص ال ُمخلَّص قبل الخالص‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫ٌا عزٌزي‪ ،‬إن المسٌح هو الغاٌة والهدف قبل عطاٌاه‬
‫فلتتمسك قلوبنا وأفكارنا بالمخلص‪ ،‬وما قاساه على الصلٌب من‬
‫سفك دماه الكرٌمة كثمن لخبلصنا‪ ،‬لٌجعل الخبلص لنا عطٌة‬
‫مجانٌة بالنعمة‪ ،‬باإلٌمان لغفران الخطاٌا‪.‬‬
‫‪-72-‬‬
‫‪ -3‬إعالن دٌنونة الخطٌة قبل غفرانها‪:‬‬
‫ٌجب أن نعلن فً خدماتنا عن الصلٌب والمصلوب‬
‫والمخلص‪ ،‬أمر دٌنونة الخطٌة (التً احتملها المسٌح له كل‬
‫المجد‪ ،‬فهو حمل هللا الذي ٌرفع خطٌة العالم )‪ ،‬وكذلك "الذي‬
‫حمل هو نفسه خطاٌانا فً جسده على الخشبة " (‪1‬بط ‪)24:2‬‬
‫قبل إعبلن مغفرة الخطاٌا للنفس (قابل ٌو ‪1 ، 29:1‬بط ‪24:2‬‬
‫مع مز‪.)10:15‬‬
‫أٌها القارئ العزٌز‪ ،‬قد تسؤلنً بعد هذا ‪ :‬ماذا ٌنبغً أن أفعل‬
‫لكً أخلص؟ فدعنً أقل بكل إخبلص ومحبة ورغبة وجدٌة‪،‬‬
‫إجابة واضحة ومركزة وهادفة ومن قلب مخلص ٌحبك ‪" :‬آمن‬
‫"‬ ‫أهل بٌتك‬ ‫بالرب ٌسوع المسٌح فتخلص أنت و‬
‫(أع‪30:16‬و‪.)31‬‬
‫وأٌضا بكل األشواق أحٌٌك عن سإالك الذي فً قلبك اآلن‪،‬‬
‫وهو متى أخلص؟ أقول لك من كلمة هللا‪:‬‬
‫‪" +‬هوذا اآلن وقت مقبول‪ .‬هوذا اآلن ٌوم خبلص" (‪2‬كو‪.)2:6‬‬
‫‪" +‬الٌوم إن سمعتم صوته‪ .‬فبل تقسوا قلوبكم" (عب‪.)7:4‬‬
‫فلٌتك تؤتً اآلن باإلٌمان إلى المخلص ربنا ٌسوع المسٌح ‪.‬‬
‫اعترف بخطٌتك وخطاٌاك ‪ .‬قل له اقبلنً – خلصنً ‪ -‬اغفر‬
‫خطٌتً وخطاٌاي ‪ .‬وتؤكد أنه ٌقبلك وٌعٌنك وٌحفظك‪ ،‬له كل‬
‫المجد إلى ابد اآلبدٌن‪ .‬آمٌن فآمٌن‪.‬‬

‫في وقت القبول إستجبتك وفي يوم الخالص أعنتك فأحفظك (إش‪)8:49‬‬

‫‪-73-‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫هل تحَّ رف الكتاب المقدس‬

‫اإلجابة بكل وضوح هً "لم ٌتحرف " بل لن ٌتحرف‪،‬‬


‫وأٌضا ً بنعمة هللا وقدرته لم ولن ٌتحرف الكتاب المقدس إطبلقا ً‬
‫وذلك ألن‪:‬‬
‫‪ -1‬الساهر على كلمته هو الرب بنفسه‪ ،‬فبل ٌسمح بؤن ٌمسها‬
‫سوء "فقال الرب لً أحسنت الرإٌة ألنً أنا ساهر على‬
‫كلمتً ألجرٌها" (إر‪.)12:1‬‬
‫‪ -2‬ألن الكتاب المقدس‪ ،‬قد تم واكتمل فبل ٌحتاج إلى زٌادة فً‬
‫أي ناحٌة‪ ،‬بل ٌوجد تحذٌر من الرب من هذا األمر‪ ،‬كما‬
‫سبق وذكر فً (تث‪ ، 4،12‬أم‪ ..30‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا فرض أن هذا حدث‪ ،‬فؤٌن تحرَّص ف؟ ومتى تحرَّص ف؟ وكٌف‬
‫تحرَّص ف؟ ومن الذي قام بالتحرٌف؟ وأٌن الكتاب المحرَّص ف؟‬
‫‪ -4‬الكتاب المقدس هو واحد من ثبلثة مراجع وٌعلن الرب بها‬
‫عن نفسه‪:‬‬
‫أ‪ -‬الخلٌقة‪" :‬السماوات تحدث بمجد هللا والفلك ٌخبر بعمل ٌدٌه "‬
‫(مز‪.)1:19‬‬
‫ب‪ -‬الكتاب المقدس‪" :‬ناموس الرب ‪ -‬شهادات الرب ‪ -‬وصاٌا‬
‫الرب ‪ -‬أحكام الرب"‪.‬‬
‫‪" +‬أشهى من الذهب واإلبرٌز الكثٌر‪ ،‬وأحلى من العسل وقطر‬
‫الشهاد" (مز‪.)10-7:19‬‬

‫‪-74-‬‬
‫ج‪ -‬اإلنسان ‪ٌ" :‬داك كونتانً وصنعتانً ‪ ..‬جبلتنً كالطٌن ‪..‬‬
‫كسوتنً جلداً ولحما ً فنسجتنً بعظام وعصب ‪"..‬‬
‫(أي‪.)10-8:10‬‬
‫أٌضا ً عبدك ٌُحذر بها‪ ،‬وفً حفظها ثواب عظٌم ‪ ..‬حٌنبذ‬
‫أكون كامبلً وأتبرأ من ذنب عظٌم‪.‬‬
‫‪" +‬لتكن أقوال فمً وفكر قلبً مرضٌة أمامك ٌا رب صخرتً‬
‫وولًِّ " (مز‪.)14-11:19‬‬
‫‪ +‬قاربً العزٌز هل تحذرت من الخطٌة‪ ،‬وأتٌت إلى المسٌح‬
‫بواسطة كلمته‪ ،‬وتمتعت بالتبرٌر من ذنوبك العظٌمة؟ هل أقوال‬
‫فمك (خارجٌا ً) وفكر قلبك (داخلٌا ً ) صارت مرضٌة أمام هللا؟‬
‫هل صار الرب صخرتك الحصٌنة وفادٌك "ولٌك "؟ لٌتك تؤتً‬
‫اآلن‪ ،‬وأنت فً مكانك‪ ،‬وتشكر هللا ألنه من محبته لك‪ ،‬أنه تؤنى‬
‫علٌك حتى اآلن! لٌتك تقبل المسٌح اآلن فتنال الحٌاة األبدٌة‪ ،‬له‬
‫كل الكرامة والمجد إلى األبد‪ .‬آمٌن‪.‬‬
‫عزٌزي القارئ‪:‬‬
‫‪ +‬كم من حروب تعرض لها الكتاب المقدس وخرج ظافراً!!‬
‫‪ +‬كم واجه من افتراءات وخرج منتصراً!!‬
‫‪ +‬كم تحدى الضغوط وخرج شامخا ً!!‬
‫والعقول‬
‫‪ +‬كم من بٌوت وعقول مظلمة دخلها‪ ،‬فاستنارت القلوب !!‬
‫‪ +‬كم وصل لقلوب ملوك مثل ٌوشٌا‪ ،‬فتمزقت قلوبهم رجوعا ً!!للرب‬
‫‪ +‬كم تعامل مع كثٌرٌن‪ ،‬فخلصوا وتابوا مثلً وغٌري!!‬

‫‪-75-‬‬
‫لكن بكل أسف‪..‬‬
‫‪ +‬كم ازدرى به كثٌرون‪ ،‬فخربت نفوسهم (أم‪.)13:13‬‬
‫‪ +‬ولقد شاهدنا بؤعٌننا‪ ،‬وعشنا م ع أناس اخذوا الكتاب لٌطعنوا‬
‫فٌه‪ ،‬فطعنت الكلمة نفوسهم ونخسوا فً قلوبهم (أع‪.)37:2‬‬
‫ال أنسى ذات مرة اتصل بً أحد األحباء‪ ،‬وقال صلوا ألجلنا‬
‫ألنه ٌوجد ‪ 5‬أفراد من خلفٌة بوذٌة‪ ،‬قبلوا المسٌح كمخلص‬
‫شخصً لحٌاتهم‪ ،‬وطلبوا المعمودٌة إلعبلن اإلٌمان بالمخلص ‪.‬‬
‫عمٌق‬
‫ولكن من ٌتركونكلمة هللا وٌهملونها نقول بكل حزن ‪:‬‬
‫‪.)131:119‬‬
‫شرٌعتك‬
‫ٌحفظوا (مز‬
‫"‬ ‫‪" +‬جداول مٌاه جرت من عٌنًَّص ألنهم لم‬
‫شرٌعتكمز‪.)53:119‬‬
‫"(‬ ‫‪" +‬الحمٌة أخذتنً بسبب األشرار تاركً‬
‫كبلمك(مز‪.)139:119‬‬
‫"‬ ‫‪" +‬أهلكتنً غٌرتً الن أعدابً نسوا‬
‫وبعد هذا كله‪..‬‬
‫رف؟‬‫ُزا علٌها؟ أو ٌُنقص منها؟ أو ُتحَّص ‪.‬‬
‫هل هللا ٌسمح لكلمته أن ٌ د‬
‫أبداً‪ ،‬ال ٌمكن على اإلطبلق‪ ،‬بل قد حذر بكل وضوح من هذا‪ .‬وذاك‬
‫‪" +‬ال تزد على كلماته لببل ٌوبخك فتكذب" (أم‪.)6:30‬‬
‫‪" +‬ال تزٌدوا على الكبلم الذي أنا أوصٌتكم به‪ ،‬وال تنقصوا‬
‫منه" (تث‪.)2:4‬‬
‫موه ‪ .‬ال تزد‬ ‫‪" +‬كل الكبلم الذي أوصٌكم به‪ ،‬احرصوا لتعل‬
‫علٌه‪ ،‬وال تنقص منه" (تث‪.)32:12‬‬

‫‪-76-‬‬
‫‪" +‬إلى أن تزول السماء (المخلوقة) واألرض‪ ،‬ال ٌزول حرف‬
‫"‬ ‫واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى ٌكون الكل‬
‫(مت‪.)18:5‬‬
‫‪" +‬السماء (المخلوقة ) واألرض تزوالن ولكن كبلمً ال‬
‫ٌزول" (مت‪ ، 35:24‬مر‪ ، 31:13‬لو‪.)33:21‬‬

‫‪-77-‬‬
‫الخاتمة‬
‫قالوا عن الخالص‬

‫‪ -1‬مار أفراٌم السرٌانً‪:‬‬


‫‪ +‬هللا المخلص‪ ،‬أردت أن تخلصنا مجانا ً نحن الخطاة‪.‬‬
‫‪ -2‬القدٌس أوغسطٌنوس‪:‬‬
‫‪ +‬دعنا نعترف أن النعمة ضرورٌة لنا‪.‬‬
‫‪ +‬إنً أرفع صوتً منادٌا ً‪ :‬بدون النعمة ال ٌتبرر أحد‪.‬‬
‫‪ٌ -3‬وحنا ذهبً الفم‪:‬‬
‫‪ +‬فً لحظة إٌمان اإلنسان ٌتبرر فوراً‪.‬‬
‫‪ +‬ما أعظم محبة هللا‪ .‬فنحن الذٌن كنا أعداء‪ ،‬وكنا فً خزي‪،‬‬
‫أصبحنا فً طرفة عٌن قدٌسٌن وأبناء هلل‪.‬‬
‫‪ +‬القداسة والتبنً هما هبة منه ‪ .‬لذلك ال ٌمكن أن تزوال عنا‬
‫حتى إلى الموت‪.‬‬
‫‪ -4‬جون كالفن‪:‬‬
‫‪ +‬مجداً هلل العظٌم‪ ،‬فما أهدف إلٌه هو التبرٌر بالنعمة فقط‬
‫باإلٌمان بدم المسٌح‪.‬‬

‫‪-78-‬‬
‫‪ -5‬كرانمر‪:‬‬
‫‪ +‬إن هذا التعلٌم الخاص بالنعمة باإلٌمان بدم المسٌح فقط‪،‬‬
‫ٌُبرز مجد المسٌح الحقٌقً‪ ،‬وٌضرب بغرور اإلنسان الباطل‬
‫عرض الحابط‪.‬‬
‫‪ -6‬جون ستون‪:‬‬
‫‪ +‬الخبلص بالنعمة فقط مبدأً ممٌزاً للمسٌحٌة‪.‬‬
‫‪ -7‬الوحً المقدس‪:‬‬
‫‪" +‬لٌس بؤحد غٌره الخبلص" (أع‪.)12:4‬‬

‫‪-79-‬‬

You might also like